You are on page 1of 20

‫‪‬‬

‫هذا البحث يتناول أهمية المال من الناحية التشريعية التعبدية‪،‬‬


‫ويربط بين اليمان وتسخير المال ؛ ليحقق المجتمع هدف الستخلف‬
‫وضرورة الحياة التي ل تنسلخ عن الطاعة المقصودة للشارع من وجود‬
‫النسان وسعيه الدءوب نحو السعادة في الدارين‪ ،‬ويقدم مفاهيم‬
‫لمعالم القتصاد السلمي الذي يسعى للنتاج ورسم حضارة المة‬
‫المسلمة من جديد ‪ ،‬والبتعاد عن تغول رأس المال الذي ل يرحم ول‬
‫يؤمن بالخلق والقيم كركيزة للكسب‪ ,‬ول ينظر للحساب والمراقبة‬
‫في نظرية النتاج والتسويق‪ ،‬ول يراقب أخوة النسانية في الحتكار‬
‫والستغلل‪ .‬كما يسعى لتقديم نظرية السلم القتصادية كمشروع‬
‫بديل قبل انهيار مقومات الروابط النسانية في المعاملت المالية‪.‬‬
‫ولسيما في تنمية المجتمعات البشرية والسلمية منها على وجه‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫ركائز التشريع المالي وأثره في تنمية‬
‫المجتمعات‬
‫المبحث التمهيدي‬
‫* أهمية التشريع المالي في السلم‪:‬‬
‫تتأكد أهمية التشريع المالي في السلم للتداخل الواسع بين‬
‫الكسب والنتاج‪ ،‬وبين العديد من السس التي يقوم عليها المجتمع‬
‫ورة للمجتمع‬ ‫والتي من خللها نحقق إمكانية تحديد أهم الهداف المط ّ‬
‫مناط البحث والوقوف على مدى مصداقية الوسائل الموصلة لتلك‬
‫الهداف والغايات في زمن تتآكل معه البرامج والمقدمات تصبح نتائج‬
‫)‪. (1‬‬
‫ومن هنا جاءت أهمية هذا البحث في وقت تقدمت كل النظريات‬
‫المالية بمشاربها المختلفة لتعطي صورة الواقع التي تبتغيه أو ل‬
‫تبتغيه ‪ ،‬ولكنها عملت على إخراجه طوال عقود من الصراع الفكري‬
‫والعطاء العلمي والبداع العقلي فرسمت بقوة النتاج المادي والقانون‬
‫الداعم لها معالم وخريطة التعامل التجاري والستهلك البشري ‪ ،‬مما‬
‫حاصر الكثير من القطاعات السكانية خلف أسوار الستهلك في‬
‫أحسن حالت التعاطي مع الظواهر العملقة والصور الباهرة لنظرية‬
‫السوق الحر والشركات العابرة للقارات والمواصفات المسيطرة على‬
‫النتاج والعلم المسوق للبضائع‪ ،‬في حين انحسرت مجتمعات لها قوة‬
‫إنتاجية كبيرة وكادت مجتمعات أخرى تندثر رغم مالديها من مقومات‬
‫الحياة والكفاية الموهوبة ‪ ،‬ولكنها معطلة وفي أحسن الحالت مستغلة‬
‫من فئات قليلة أو مسيطر عليها بوسائل مقيتة ‪ ،‬أو مضيق عليها من‬
‫جراء خطط عقيمة وبرامج سيئة ‪ ،‬وفي هذا البحث تأتي محاولة جادة‬
‫لترسم ما هو مفهوم ولكنه معطل ‪ ،‬ولتأكد على ما هو موجود ولكنه‬
‫مضيع ‪ ،‬ولتبين ما هو مخبوء ولكنه مؤجل ‪ ،‬ولتوضح ما هو مفروض‬
‫ولكنه محرم‪ ،‬ولتجّرم ما هو مسلوب ولكنه مسّيـس‪.‬‬
‫وفي هذا البحث معالم النتاج وطريق البداع مفروضة كالصلة‬
‫والتبادل التجاري بين البلد العربية والسلمية منسك كالحج تماما‪ً،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ومحاربة الفقر والجهل كمحاربة الشرك بالله سبحانه وتعالى‪...‬‬
‫في هذا البحث مقدمات للمفهوم القتصادي في الشرع الرباني الذي‬
‫أغنى الفقراء وحمى الغنياء‪ ،‬ونظرية إسلمية لمقاصد المال وضرورات‬
‫الكسب وضوابط الخذ ومشروعية العطاء‪ ،‬ودقة النتاج وتحسين‬
‫الجودة‪ ،‬كما هي واضحة أخلقيات التعامل بين التجار ‪ ،‬وفي المعين‬
‫القرآني والهدي النبوي دللت عظيمة وآيات حكيمة وسنن قويمة‬
‫تبرهن وتدلل وتوضح وتبين أهمية الكسب إذا كان حلل ً ليرسخ معنى‬
‫الطاعة والستخلف ‪ ،‬وكما يؤكد على أهمية وخصوصية النتاج والبداع‬
‫إذا كان منضبطا بربانية الغاية والهداف‪ ،‬ويعزز صلحية النظرية‬
‫السلمية في القتصاد والمال لنقاذ الفراد والمجتمعات من التخبط‬
‫السائد في منطلقات الحياة المالية والحالة الجتماعية المنبثقة عن‬
‫الخلل القائم وعدم تحديد الولويات للمنح والمنع والتقديم والتأخير‪،‬‬
‫والفوضى المنتشرة لعدم التوازن بين الموارد والمصارف ‪ ،‬والنظرية‬
‫السلمية نجحت في إنقاذ البشرية من وهدة الفقر واستبداد الغنى‬
‫وظلم الربا وجهل النتاج ‪ ،‬وهي مرشحة مرة أخرى لتوقف تغول المال‬
‫كدافع للتحدي والتعدي وتجعله كعامل للبناء والتعاون ‪ ،‬كما بينته ركائز‬
‫التشريع المالي في القرآن والسنة‪ ،‬وبرهنت عليه نماذج الحياة‬
‫الزراعية والصناعية التي سادت العمران السلمي قبل سيطرة‬
‫)‪(3‬‬
‫الطماع البشرية اللمحدودة‪.‬‬
‫ورغم وجود العديد من النظريات التي وعدت ولكنها انتكست لعدم‬
‫جديتها في المعطيات ول حتى في التنفيذ ‪ ،‬لكن المشروع الرباني‬
‫للتعامل مع المال كان واضحا ً كل الوضوح في تناول كثير من الصغائر‬
‫وركز على العديد من الكبائر في محطات النتاج ودوافع الكسب‬
‫والتحسين وعدم السراف في إهلك المال العام‪ ،‬وعدم البخل في‬
‫)‪(4‬‬
‫الستحواذ على المال الخاص‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬معنى المال اللغوي والصطلحي‬
‫المال في اللغة‪:‬‬
‫ل‪ ،‬وجاء في القاموس‪ :‬تمول‬ ‫وهو كل ما يتمول ويعده النسان ما ً‬
‫وله غيره تمويل ً والمال عند أهل البادية‪ ،‬النعم‬
‫الرجل‪ :‬صار ذا مال وم ّ‬
‫)‪(5‬‬
‫كالبل والبقر والغنم‪.‬‬
‫والمال يشمل كل ما يرغب الناس في اقتنائه من الشياء كالضياع‬
‫والنخيل والذهب والفضة ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى‪:‬‬
‫ر‬
‫طي ِ‬‫ن َوال َْقَنا ِ‬ ‫ساِء َوال ْب َِني َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫شه َ َ‬ ‫ح ّ‬‫س ُ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫‪ُ ‬زي ّ َ‬
‫َ‬
‫مةِ َوالن َْعام)ِ‬ ‫سو ّ َ‬‫م َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫خي ْ ِ‬‫ضةِ َوال ْ َ‬ ‫ب َوال ِْف ّ‬ ‫ن الذ ّهَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مَقن ْط ََرةِ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ب‪‬‬
‫مآ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫عن ْد َهُ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا َوالل ّ ُ‬
‫مَتاعُ ال ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫ث ذ َل ِ َ‬
‫حْر ِ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫‪(6‬‬

‫والمال في المفهوم الشرعي‪ :‬هو كل ما يمكن حيازته ويمكن‬


‫)‪(7‬‬
‫النتفاع به على وجه شرعي‪.‬‬
‫قال العلمة ابن عاشور في تعريفه لمال المة بأنه‪ " :‬كل ما به‬
‫)‪(8‬‬
‫تستغني الناس في تحصيل ما ينفعهم في معاشهم "‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الركيزة التشريعية للمال من الناحية التعبدية‬

‫ل‪ :‬المال ضرورة بشرية وحاجة إنسانية ‪:‬‬ ‫أو ً‬


‫المال بمفهومه الخاص والعام ضرورة بشرية للكيان البشري‬
‫والمنظومة النسانية‪ ،‬وبقدر تسخيره في حاجات المجتمعات تتحقق‬
‫انسيابية الحياة وسعادة النسان في توفير الغذاء اللزم والمسكن‬
‫الهانئ والمركب المريح والعلج الني ويتضح ذلك جليا ً في العديد من‬
‫تصوير القرآن الكريم لحاجة النسان المرتكزة على وفرة المال‬
‫وتداوله بين الناس بطريقة ودية ل حرام فيها ول احتكار ومن ذلك قوله‬
‫َ‬
‫ب وَل َك ِ ّ‬
‫ن‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫ق َوال ْ َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م قِب َ َ‬ ‫جوهَك ُ ْ‬ ‫ن ت ُوَّلوا وُ ُ‬ ‫س ال ْب ِّر أ ْ‬ ‫تعالى‪ :‬ل َي ْ َ‬
‫ما َ‬
‫ل‬ ‫ن َوآَتى ال ْ َ‬ ‫ب َوالن ّب ِّيي َ‬ ‫ملئ ِك َةِ َوال ْك َِتا ِ‬ ‫خرِ َوال ْ َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْب ِّر َ‬
‫ن‬
‫سائ ِِلي َ‬ ‫ل َوال ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َواب ْ َ‬ ‫كي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬ ‫قْرَبى َوال ْي ََتا َ‬ ‫حب ّهِ ذ َِوي ال ْ ُ‬ ‫ع ََلى ُ‬
‫َ‬
‫دوا‬ ‫عاهَ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ن ب ِعَهْد ِه ِ ْ‬ ‫موُفو َ‬ ‫كاة َ َوال ْ ُ‬ ‫صلة َ َوآَتى الّز َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ب وَأَقا َ‬ ‫وَِفي الّرَقا ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صد َُقوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫س أوْل َئ ِ َ‬ ‫ن الب َأ ِ‬
‫حي َ ْ‬ ‫ضّراِء وَ ِ‬ ‫ساِء َوال ّ‬ ‫ن ِفي ال ْب َأ َ‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬‫َوال ّ‬
‫)‪(9‬‬
‫ن‪‬‬
‫قو َ‬ ‫مت ّ ُ‬‫م ال ْ ُ‬ ‫ك هُ ْ‬ ‫وَأ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ر‬
‫خي ْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قت ُ ْ‬‫ف ْ‬‫ما َأن َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قُ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ذا ُينفِ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫سأ َُلون َ َ‬ ‫وقال تعالى‪  :‬ي َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فعَلوا ِ‬ ‫ما ت َ ْ‬‫ل وَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َواب ْ ِ‬ ‫كي ِ‬‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال َ‬ ‫ن َوالي ََتا َ‬ ‫ن َوالقَْرِبي َ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِد َي ْ‬‫فَل ِل ْ َ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫خي ْرٍ فَإ ِ ّ‬
‫)‪(10‬‬
‫م ‪‬‬ ‫ه ب ِهِ ع َِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫وكسب المال وإنفاقه من أهم الطاعات والقربات الذي حث عليها‬
‫السلم وجعلها من أهم الركائز التشريعية والمفاهيم السلمية فقد‬
‫ورد عن أبي بردة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪ " :‬ل تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره‬
‫فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه‬
‫)‪(11‬‬
‫وعن جسمه فيما أبله "‬
‫وجعل السلم النفاق على الهل طاعة وقربة يؤجر عليها‬
‫النسان ‪ ،‬كما صور القيام على شأن الوالدين بما يحتاجانه جهاد في‬
‫سبيل الله ‪ ،‬روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال ‪ " :‬أحي والداك‬
‫)‪(12‬‬
‫قال نعم قال ففيهما فجاهد‪.‬‬
‫ومن أهم خصائص النسان المتصف بالعبودية لله التوازن بين‬
‫التبذير والتقتير‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن ب َي ْ َ‬‫كا َ‬ ‫قت ُُروا وَ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫سرُِفوا وَل َ ْ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫قوا ل َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذا أن َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬وال ّ ِ‬
‫ً )‪(13‬‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫واما ‪‬‬ ‫ك قَ َ‬
‫وعبادات السلم بمعظمها مرتبطة بالمال وكسبه ومنعه وإنفاقه‪،‬‬
‫فالمساجد مثل ً لبد من إعمارها والنفقة عليها من المال الحلل‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫جد َ الل ّهِ َ‬ ‫الخالص قال الله تعالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ن ُِباللهِ ََوالي َوْم ِ‬ ‫م َ‬
‫نآ َ‬‫م ْ‬ ‫سا ِ‬
‫م َ‬
‫مُر َ‬ ‫ما ي َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫كأ ْ‬ ‫سى أوْل َئ ِ َ‬ ‫ش إ ِل ّ الل ّ َ‬
‫ه فَعَ َ‬ ‫خ َ‬ ‫كاة َ وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫صلة َ َوآَتى الّز َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خرِ وَأَقا َ‬
‫ال ِ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫)‪(14‬‬
‫دين ‪‬‬
‫مهْت َ ِ‬ ‫م ْ‬‫كوُنوا ِ‬
‫وكذلك الحج وهو الركن الركين في السلم ل يجب إل على المستطيع‬
‫منا ً‬
‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫هي َ‬ ‫م إ ِب َْرا ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ب َي َّنا ٌ‬ ‫قال الله تعالى‪ِ  :‬فيهِ آَيا ٌ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫فَر فَإ ِ ّ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِبيل ً وَ َ‬ ‫طاع َ إ ِل َي ْهِ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ج ال ْب َي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَل ِل ّهِ ع ََلى الّنا‬
‫)‪(15‬‬
‫مين ‪‬‬ ‫ن ال َْعال َ ِ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫غ َن ِ ّ‬
‫والزكاة كذلك هي المال المتداول بين الغنياء والفقراء بل مقابل‬
‫مادي‪ ،‬وتكاد هذه الفريضة ينفرد بها السلم حفاظا ً على الفقراء من‬
‫ن ِفي‬ ‫ذي َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬وال ّ ِ‬ ‫الضياع وأمنا ً على الغنياء من الحقاد‬
‫َ‬
‫ل َوال ْ َ‬ ‫معُْلو ٌ‬
‫)‪(16‬‬
‫حُروم ِ ‪‬‬ ‫م ْ‬ ‫سائ ِ ِ‬ ‫م ِلل ّ‬ ‫حقّ َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫دوا‬ ‫ع ّ‬ ‫والجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس لقوله تعالى‪  :‬وَأ َ ِ‬
‫ن ب ِهِ ع َد ُوّ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل ت ُْره ُِبو َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫ن رَِبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫ن قُوّ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ست َط َعْت ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ما ُتنفِ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مون َهُ ْ‬ ‫م ل ت َعْل َ ُ‬ ‫دون ِهِ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫م َوآ َ‬ ‫وَع َد ُوّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫م ل ت ُظ ْل َ ُ‬ ‫ف إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ي ُوَ ّ‬ ‫َ‬
‫)‪(17‬‬
‫ن ‪‬‬ ‫مو َ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫يٍء ِفي َ‬ ‫ش ْ‬
‫والعداد يحتاج إلى المال‪ ،‬وكذلك الزواج ل يتم إل بالمال لقوله‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫ن ط ِب ْ َ‬ ‫ة فَإ ِ ْ‬ ‫حل َ ً‬ ‫ن نِ ْ‬ ‫صد َُقات ِهِ ّ‬ ‫ساَء َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬وآُتوا الن ّ َ‬
‫ً )‪(18‬‬
‫ريئا ‪‬‬ ‫م ِ‬ ‫فسا ً فَك ُُلوه ُ هَِنيئا ً َ‬ ‫نَ ْ‬
‫والنفاق على الزوجة والولد يحتاج إلى المال لقوله تعالى‪:‬وَع ََلى‬
‫سعََها ل‬ ‫س إ ِل ّ وُ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ف نَ ْ‬ ‫ف ل ت ُك َل ّ ُ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫سوَت ُهُ ّ‬ ‫ن وَك ِ ْ‬ ‫ه رِْزقُهُ ّ‬ ‫موُْلود ِ ل َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك فَإ َ‬
‫دا‬‫ن أَرا َ‬ ‫ل ذ َل ِ َ ِ ْ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫وارِ ِ‬ ‫ه ب ِوَل َد ِهِ وَع ََلى ال ْ َ‬ ‫موُْلود ٌ ل َ ُ‬ ‫ها َول َ‬ ‫ضاّر َوال ِد َة ٌ ب ِوَل َد ِ َ‬ ‫تُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مأ ْ‬ ‫ن أَرد ْت ُ ْ‬ ‫ما وَإ ِ ْ‬ ‫ح ع َل َي ْهِ َ‬ ‫جَنا َ‬ ‫شاوُرٍ َفل ُ‬ ‫ما وَت َ َ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن ت َ ََرا ٍ‬ ‫صال ً ع َ ْ‬ ‫فِ َ‬
‫ف‬‫معُْرو ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ما آت َي ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫سل ّ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ح ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫جَنا َ‬ ‫م َفل ُ‬ ‫ضُعوا أْولد َك ُ ْ‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫)‪(19‬‬
‫صيٌر‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن بَ ِ‬ ‫ملو َ‬ ‫ما ت َعْ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫موا أ ّ‬ ‫ه َواع ْل ُ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫َوات ّ ُ‬
‫والناظر إلى النصوص القرآنية والسنة النبوية يجدها قد أوضحت‬
‫معالم النظرية التشريعية فيما يخص الكسب والنفاق لكل شئون‬
‫الحياة العامة والخاصة‪ ،‬كما بينت مقاصد الشريعة لمن يستشرف‬
‫دللت الرسالة والحث على الكسب والنتاج دون تردد في جعل المال‬
‫قوة يرتكز إليها المؤمن في دار الدنيا ليحقق غايات وأهداف‬
‫)‪(20‬‬
‫الستخلف المطلوب من البشر المقربين لله بالنعم والشكر عليها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حاجة المال للدعوة والدولة‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م ال ِّتي َ‬
‫جعَ َ‬ ‫وال َك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫فَهاَء أ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪َ  :‬ول ت ُؤ ُْتوا ال ّ‬
‫س َ‬
‫روفا ً ‪( ) ‬‬ ‫م قَوْل ً َ‬ ‫م وَُقوُلوا ل َهُ ْ‬ ‫قَِياما ً َواْرُزُقوهُ ْ‬
‫م ِفيَها َواك ْ ُ‬
‫‪21‬‬
‫معْ ُ‬ ‫سوهُ ْ‬
‫يقول المفسر العظيم ابن كثير في فهمه لمراد الله في هذه الية‬
‫الكريمة‪ " :‬ينهى سبحانه وتعٍالى عن تمكين السفهاء من التصرف في‬
‫الموال التي جعلها الله للناس قياما ً أي تقوم بها معايشهم من‬
‫)‪(22‬‬
‫التجارات وغيرها‪" .‬‬
‫فالدعوة إلى الله تحتاج إلى الحركة والتنقل كما تحتاج إلى قضاء‬
‫حاجة المحتاج الضرورية والملحة حتى ل يقع فريسة العداء ‪ ،‬خصوصا ً‬
‫حاربون‬ ‫في حالة المرض الفتاك‪ ،‬والفقر المدقع ‪ ،‬والنفاق على من ي ُ َ‬
‫في أرزاقهم ومعاشهم عند إتباع الدعوة‪ ،‬وكذلك النفاق على أهل من‬
‫)‪(23‬‬
‫استشهد من أجل رسالته وقضيته‪.‬‬
‫ن ول أذى‬ ‫والمواساة بالمال من أحب القربات إلى الله من غير م ٍ‬
‫ويتمثل ذلك في العديد من العناصر ومن أهمها‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬في إطعام الطعام وخصوصا ً للجائع والمحتاج لقوله تعالى‪ " :‬أوَ‬
‫ْ‬
‫سغَب َةٍ " )‪(24‬‬ ‫م ْ‬‫م ِفي ي َوْم ٍ ِذي َ‬ ‫إ ِط َْعا ٌ‬
‫كينا ً وَي َِتيما ً‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ع ََلى ُ‬
‫حب ّهِ ِ‬ ‫ن الط َّعا َ‬‫مو َ‬ ‫ولقوله تعالى‪  :‬وَي ُط ْعِ ُ‬
‫ً )‪(25‬‬
‫سيرا ‪‬‬ ‫َ‬
‫وَأ ِ‬
‫ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه‪ " :‬عن‬
‫المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قلت يا‬
‫رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة قال موجب الجنة إطعام‬
‫)‪(26‬‬
‫الطعام وإفشاء السلم وحسن الكلم "‬
‫هذا بالنسبة للدعوة أما في حالة الدولة فل بد من بسط المن‬
‫الغذائي وهذا يحتاج إلى الموارد المتعددة والنفاق المبرمج على‬
‫الخطط الزراعية والنتاجية التي تحقق الهداف والغايات المطلوبة‬
‫والتي ل تبقى المة معتمدة على غيرها في غذائها وطعامها وكسائها‬
‫)‪(27‬‬
‫ومن ثم ل تملك قرارها‪.‬‬
‫ولهذا يقول العلمة ابن عاشور " أهم ما يقتضيه النظر في نظام‬
‫أموال المة أن يتوجه إلى وسائل توفير المال وحفظه بالقتصاد ‪،‬‬
‫لتكون المة في غنى عن طلب السعاف من غيرها عن حاجتها‪ ،‬لن‬
‫)‪(28‬‬
‫الحاجة ضرب من العبودية "‬

‫ثانيا ً‪ :‬نشر العلم والوعي‪ :‬وهذا يتمثل في تأسيس المعاهد والمدارس‬


‫والجامعات والمنتديات الثقافية والعلمية والحلقات الدبية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للدولة فل بد أن تسعى إلى محاربة الجهل ونشر العلم‬
‫بكل أنواعه المعرفية النظرية والتطبيقية في كل قطاعات الدولة‬
‫ومناحيها وإن لم يكن هناك عدل في توزيع العلم والمعرفة ونشر‬
‫الوعي والفهم سيبقى الجهل هو المسيطر ويمهد لكثير من حالت‬
‫العدوان والتخلف ‪ ،‬والظلم في توزيع المعرفة ل يقل خطرا ً عن الظلم‬
‫في توزيع الثروة ول بد من التنبيه "إلى أن الكثرة من المعاهد العلمية‬
‫والجامعات في البلد السلمية قد شهدت من نحو مائة عام مضت إلى‬
‫)‪(29‬‬
‫يومنا هذا تباعدا ً مستمرا ً عن الشريعة" ‪.‬‬
‫فل بد من العودة إلى الصالة والبعد عن الشرود إلى الغرب‬
‫والشرق والتنبيه عبر الدارسات المتعددة في مناحيها ومشاربها‬
‫ومقاصدها القتصادية السلمية‪ ،‬وكلما كان النفاق سخيا ً من المجتمع‬
‫وأفراده في مرحلة الدعوة كلما كان التأسيس لمرحلة الدولة أقوى‬
‫في التأثير والتوازن في النفاق على المؤسسات المهمة لقيام الدولة‬
‫)‪(30‬‬
‫ومرافقها العامة والخاصة‪.‬‬
‫ومبدأ النفاق على الدعوة والدولة ل يترك مجال ً للتكسب من وراء‬
‫الدعوات وهو الخطر في هدمها أو استغلل الثروات في مرحلة الدولة‬
‫)‪(31‬‬
‫وهو أدعي لخرابها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تشجيع المؤسسات النتاجية‪.‬‬
‫في مرحلة الدعوة لبد من العتماد على مؤسسة إنتاجية مهما‬
‫كانت صغيرة كمشغل أو مزرعة أو تربية حيوانية لكي يخرج مجتمع‬
‫الدعوة من فكرة الستهلك المستمر والتي تتناقص مع مفهوم‬
‫الستخلف والكسب والعطاء والعتماد على النفس بّين ‪ ،‬ثم الرتحال‬
‫إلى مرحلة الدولة كمؤسسات أكبر تستغل كل الراضي الزراعية‪ ،‬كما‬
‫تسعى إلى إنشاء المرافق الصناعية حتى ل تذهب أموال الدولة على‬
‫النفاق المتآكل ‪ ،‬والستغلل المتهالك فالمؤسسات النتاجية ضرورة‬
‫)‪(32‬‬
‫للحياة البشرية كضرورة المياه والهواء‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬إنشاء المراكز البحثية والعلمية ‪:‬‬
‫فهذه المراكز تعزيز لبرامج الدعوة وتوضيح أهدافها وإعداد مراحلها‬
‫وتقويم سلوكها ‪ ،‬أما بالنسبة للدولة فهي ركيزة من ركائز التطور في‬
‫كل المجالت الحيوية ‪ ،‬و بدونها تبقى الدولة عالة على غيرها في‬
‫المنظور القريب والبعيد فتراها تراقب التقدم والتطور الدولي في‬
‫المجالت الطبية والعلمية والصناعية المرتكزة على البحاث دون حراك‬
‫يذكر أو مساهمة تحسب وهذا ما يجعل الدولة التي ل تبحث وتعتني‬
‫بالمبدعين راكدة ل حراك لها مهما تعددت إمكانياتها المادية وتنوعت‬
‫قدراتها البشرية فهي قدرات غير مستغلة وخامات مهدرة ل جدوى لها‪.‬‬
‫)‪(33‬‬

‫) والحق أنه قد جاء دور السلم في تصحيح مسار الحضارة‬


‫النسانية وأن التجربة التي تمر بها البشرية اليوم هي عملية إضاءة‬
‫الطريق لكشف الباطل وإحقاق الحق من خلل التجربة التي مرت بها‬
‫الحضارة القريبة خلل خمسة قرون دون أن تستطيع في يوم من‬
‫اليام أن تحقق السلم والمن للمجتمعات التي تعيش فيها والتي‬
‫)‪(34‬‬
‫تقتبسها‪( .‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬القوة النتاجية وقيام المجتمع المسلم‬
‫ربط السلم بين عقيدة اليمان بالله واليوم الخر وبين إعمار الدنيا‬
‫بالخير‪ ،‬فكان السعي في مفهوم الدين طاعة‪ ،‬والزراعة عبادة‬
‫والصناعة إعداد‪ ،‬والتجارة أمانة‪ ،‬بل جعل الدين الحنيف توفير‬
‫ضروريات الحياة من المطاعم والمساكن والملبس من الكليات‬
‫المفروضة على المجتمع المسلم أن يحافظ على قيامها وإنتاجها محليا ً‬
‫وعدم العتماد على الغير في توفيرها‪ ،‬والدولة السلمية قائمة على‬
‫العمران وتأسيس المدن وإعداد المرافق العامة‪ ،‬ونشر المعارف وبناء‬
‫)‪(35‬‬
‫المستشفيات‪.‬‬
‫ولقد أسس القرآن الكريم نظرية الستخلف للمؤمن في الرض‬
‫على السعي والنتشار والضرب في الرض‪ ،‬وإعمارها ومن ذلك قوله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ماِء‬ ‫وى إ َِلى ال ّ‬
‫س َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ميعا ً ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ما ِفي ال َْر‬ ‫م َ‬ ‫خل َقَ ل َك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ ‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫)‪(36‬‬
‫م‪‬‬ ‫يٍء ع َِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سب ْعَ وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫واهُ ّ‬ ‫س ّ‬‫فَ َ‬
‫مَناك ِب َِها وَك ُُلوا ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شوا ِفي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ذ َُلول ً َفا ْ‬ ‫م الْر َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫‪ ‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫)‪(37‬‬
‫شورُ‪‬‬ ‫رِْزقِهِ وَإ ِل َي ْهِ الن ّ ُ‬
‫ق قُ ْ‬
‫ل‬ ‫ن الّرْز ِ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫ج ل ِعَِباد ِهِ َوالط ّي َّبا ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ة الل ّهِ ال ِّتي أ َ ْ‬ ‫م ِزين َ َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ ‬قُ ْ‬
‫ص ُ‬
‫ل‬ ‫ف ّ‬ ‫مةِ ك َذ َل ِ َ‬
‫ك نُ َ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ص ً‬ ‫خال ِ َ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا َ‬ ‫مُنوا ِفي ال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ل ِل ّ ِ‬
‫هِ َ‬
‫قوْم ٍ ي َعْل َ ُ‬
‫)‪(38‬‬
‫ن‪‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت لِ َ‬ ‫الَيا ِ‬
‫وجاءت السنة النبوية مؤيدة لهذا المفهوم ومعززة له عن رافع بن‬
‫خديج رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أي الكسب أطيب قال‪" :‬‬
‫)‪(39‬‬
‫عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور "‬
‫وأقر علماء المة من الفقهاء أن أصل المكاسب الزراعة والصناعة‬
‫)‪(40‬‬
‫والتجارة‪.‬‬
‫عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫" قال إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع‬
‫)‪(41‬‬
‫أن ل تقوم حتى يغرسها فليغرسها "‬
‫والحّلية التي آمن بها المؤمن تمثلت في المتناع عن المحارم في‬
‫النوع والكسب‪ ،‬يعنى ل يكفي أن يكون النوع حلل ً من طعام وشراب‬
‫بل ل بد أن يكون كسبه حلل ً بالعمل والنتاج أو بالشراء ودفع الثمن‬
‫والتورع عن أخذ المال بطريقة غير مشروعة كالسرقة والغصب‬
‫والحتيال والغش والمقامرة مما جعل المؤمن مدفوع نحو العمل‬
‫والنتاج لن هذا من صميم اليمان ورضا المولى عن الشخص‪ ،‬وهذا‬
‫يعطي نتائج مهمة في المحافظة على مالية المة وتقدمها ومن أهم‬
‫تلك النتائج‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬يحافظ على الموال العامة والخاصة فالخذ منها حرام وعدوان‬
‫)‪(42‬‬
‫وظلم يعاقب عليه القانون ويحاسب عليه الخالق سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫كام ِ‬‫ح ّ‬‫ل وَت ُد ُْلوا ب َِها إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫م ِبال َْباط ِ ِ‬ ‫م ب َي ْن َك ُ ْ‬‫وال َك ُ ْ‬
‫م َ‬‫قال تعالى‪َ :‬ول ت َأك ُُلوا أ ْ‬
‫َ‬ ‫ل ِتأ ْك ُُلوا فَريقا ً م َ‬
‫م ت َعْل َ ُ‬‫س ِبال ِث ْم ِ وَأن ْت ُ ْ‬
‫)‪(43‬‬
‫ن‪‬‬ ‫مو َ‬ ‫ل الّنا ِ‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ثانيا ً‪ :‬يدفع النسان إلى النتاج والبداع وعلى أقل تقدير إلى تحريك‬
‫المال بالتجارة الخالية من الغش واليمين الفاجرة وجلب المنافع‬
‫)‪(44‬‬
‫والحاجيات اللزمة للمجتمع ‪...‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬خلق التوازن المطلوب في قابلية النسان للحيازة المطلقة ولو‬
‫على حساب الغير ومنح الفرصة للخر الموجود في واقع الحياة‬
‫البشرية التي تتطلب تكافؤ الفرص والعدالة في المنح والعطاء بكثير‬
‫من الرضا المنبثق عن إيمان بالمقدور والموعود مما يكفكف من حدة‬
‫طمع النفس وتغول شهوة الذات لحساب المجتمع الحامي في حقيقته‬
‫لمصالح الفرد من خلل تحصين الجماعة من أمراض الجشع والنانية‬
‫)‪(45‬‬
‫المقيتة‪.‬‬
‫جَر‬
‫ها َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫م يُ ِ‬‫ن قَب ْل ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬
‫ما َ‬ ‫لي َ‬‫ِ‬ ‫داَر َوا‬ ‫ن ت َب َوُّءوا ال ّ‬
‫ذي َ‬‫قال تعالى‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫م‬
‫سه ِ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ن ع ََلى أ َن ْ ُ‬ ‫ما أوُتوا وَي ُؤ ْث ُِرو َ‬
‫ُ‬
‫م ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬‫حا َ‬ ‫م َ‬
‫دورِه ِ ْ‬‫ص ُ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫دو َ‬‫ج ُ‬‫م َول ي َ ِ‬‫إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ُ‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫سهِ فَأوْل َئ ِ َ‬ ‫ن ُيوقَ ُ‬ ‫وَل َوْ َ‬
‫)‪(46‬‬
‫ن‪‬‬‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ك هُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح نَ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫م ْ‬‫ة وَ َ‬‫ص ٌ‬
‫صا َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِهِ ْ‬
‫كا َ‬
‫رابعا ً‪ :‬الشعور بالسعادة والرضا عن الدور الذي يقوم به النسان من‬
‫بناء وعمل وإنتاج مقابل السخط والهتزاز العميق لما يترتب على الخذ‬
‫بطريق السلب والحتيال " ولو اعتمد الجند والمراء مع الفلحين ما‬
‫شرعه الله ورسوله‪ ،‬وجاءت به السنة‪ ،‬وفعله الخلفاء الراشدون لكلوا‬
‫من فوقهم ومن تحت أرجلهم‪ ،‬ولفتح الله عليهم بركات من السماء‬
‫ل أضعاف ما يحصلونه بالظلم‬ ‫والرض‪ ،‬وكان الذي يحصل لهم من المغ ّ‬
‫والعدوان ‪ ،‬ولكن يأبى جهلهم وظلمهم إل أن يرتكبوا الظلم والثم ‪،‬‬
‫فيمنعوا البركة وسعة الرزق‪ ،‬فيجتمع لهم عقوبة الخرة‪ ،‬وتنزع البركة‬
‫)‪(47‬‬
‫في الدنيا "‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬بلورة موازين في الحترام والتقدير والتغريم لمن يسهر ويتعب‬
‫ويجهد ويجتهد ويعطي ويطور ويحسن ‪ ،‬وتعزيز للشخاص والهيئات‬
‫العتبارية التي تساعد وتساهم في النشاء والعمار والسكان والتعليم‬
‫والترميم والتقويم وجعل هذه الموازين قوانين وأعراف ونظم ولوائح‬
‫يقابلها التوبيخ والحبس والمحاسبة والمراقبة والمتابعة لمن يهدم‬
‫)‪(48‬‬
‫ويخرب‪.‬‬
‫سادسا ً‪ :‬إيجاد فلسفة يقوم عليها النسق الجتماعي والثقافي‬
‫والصناعي ترتكز على البتكار والبداع والعمل المسئول ‪ ،‬تستفيد من‬
‫منطلقات الحق والخير وتؤمن بالنتاج جزءا ً من منظومة اليمان‬
‫)‪(49‬‬
‫وأركانه ‪ ،‬وتحب التحسين والتجويد كحب الوطن وأقاليمه‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬تثوير نظرية النتاج الحر المرحلي والشخصي ‪ ،‬والتأكيد على‬
‫حماية المشاريع الصغيرة في القرى والمدن ‪ ،‬وتسويق المنتج المحلي‬
‫والدعاية له ‪ ،‬وتوجيه الخطاب السلمي والعلمي والثقافي لتشجيعه‬
‫والوقوف معه في الساحة التسويقية التي تشهد تدفق خرافي ‪ ،‬وكأن‬
‫المسلم والعربي أداة استهلك ل تعرف النتاج المضاد ‪ ،‬وهو ما ينذر‬
‫بخطر الوقوف عند اللحظة الحرجة والتي جعلت المة في حالة تردد‬
‫عن النهوض وتوقف في محطة اللمبالة من حركة النتاج العالمي ‪.....‬‬
‫)‪(50‬‬

‫ثامنا ً‪ :‬اعتبار المرأة عنصرا ً مهما ًً في معركة النتاج والستهلك من‬


‫حيث الفهم والوعي والتطبيق‪ ،‬ول بد أن تكون حاملة للفكرة ومؤيدة‬
‫لها ل متلقية ومنفذة لما لها شأن كبير في هذا المحور الحساس من‬
‫قابلية المة للنتاج والبداع وارتحالها من مرحلة الستهلك المطلق‪،‬‬
‫فهي صمام المان ‪ ،‬والعلقة الفارقة لترسيخ كل ما سبق في الجيال‬
‫)‪(51‬‬
‫الصاعدة‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬المتابعة في البرامج والمناهج ووسائل التعليم على قصص‬
‫ً‬
‫النبياء العاملين والصحابة المنتجين ‪ ،‬والعمران السلمي التي أوجدته‬
‫المة في أبهى سورة تمثلت في زراعتها وصناعتها ومدنها‬
‫)‪(52‬‬
‫وأسواقها ‪....‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اليمان وصناعة العقلية البداعية‬

‫من أهم عناصر اليمان نظرة المسلم إلى دوره في الحياة‬


‫البشرية وهي النظرة التي ترتكز على حمل المانة والقيام بالرسالة‬
‫على أكمل وجه مطلوب ٍوهو النموذج الحق في إحقاق الحق وإبطال‬
‫الباطل والقيام بالواجب تجاه المة والعمل على نهضتها وتقديم العون‬
‫للمحتاج من الناحية النفسية أو الجسدية أو العقلية وهذا ل يتأتى إل‬
‫بالهم الدافع إلى تحصيل الفهم والبداع والتطور‪ ،‬فالمم والشعوب ل‬
‫تكون إل بالرواد العمالقة والناجحين في كل المجالت ‪ ،‬ول يفهم‬
‫اليمان بدون عمل ولو دنيوي بحث مقصده وغايته رضا المولى سبحانه‬
‫وتعالى في تحقيق مصالح العباد ورفعهم من وهدة ظلم الجهل وقهر‬
‫الستبداد القتصادي المتغول والمنبثق عن حالة الفجور والسفور في‬
‫العلقات الدولية التي ل تعرف إل لغة المصالح والمكاسب وغيبت عنها‬
‫)‪(53‬‬
‫الوعي بالخالق أو اليمان بالضمير النساني‪.‬‬
‫ومعركة المؤمن الحقيقية هي جهاد الجهل والفقر والمرض ول‬
‫معنى لعبادة الفقراء أو الضعفاء أو المرضى إل دعوة صادقة وصيحة‬
‫مستغيثة ل يتمثل فيها اليمان إل خطا ً نهائيا ً خوفا ً من الستلب‬
‫والوقوع فريسة الستجداء من العدو‪ ،‬وهي المة التي ل تملك إل المال‬
‫والقوة البشرية وتلك مهزلة ما وصل بها الزمان إلى محطة التراجع إل‬
‫بعد أن تخلف معيار الخلق المنتج واليمان المبدع والتصور للدنيا على‬
‫أنها جولة عطاء ومرحلة بناء‪ ،‬وأهداف نبيلة ومقاصد شريفة ‪ ،‬يطاع‬
‫فيها المولى في محارب الصلة ركوعًا‪ ،‬ويطاع فيها الخالق في قبلة‬
‫ً )‪(54‬‬
‫المة تفكيرا ً وإنتاجا‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أنانية المسلمين ردة عن اليثار‪ ،‬والحسان‬
‫من دواعي اليمان ‪.‬‬
‫النانية المفرطة على كل المستويات مرض فتاك أصاب المة في‬
‫عصبها وطال منها في صميم حياتها فأشل منها قوة صامدة وطليعة‬
‫نابضة تحتاج إلى تنافس ل إلى تصارع وتهالك ‪ ،‬وإلى تكامل ل إلى‬
‫استئصال ونفي للخر‪ ،‬تصالح وتسامح ل تخاصم وتضارب وهي لغة‬
‫رخيصة ل تتناسب مع التاجر المسلم ناهيك عن العالم المؤمن أو‬
‫الطبيب المحسن ‪ ،‬لقد طغت الموجة المادية على تفكير المة‬
‫المسلمة فسلبتها إرادة الحب والتعاون في أخطر المجالت العلمية‪.‬‬
‫وأصبح الفكر الستهلكي هو المسيطر‪ ،‬والتسابق المحموم على‬
‫المواقع هو المغلب دون توازن بين الداء والعطاء وبين الصيل‬
‫)‪(55‬‬
‫والدخيل ‪.....‬‬
‫والمؤمن الحق هو المحسن فكلما زاد إيمان الشخص زاد إحسانه‬
‫وهذا الحسان يتمثل في جودة الفكر‪ ،‬ونبل الهدف‪ ،‬وصدق المسعى‪،‬‬
‫وتعزيز الواجب ‪ ،‬وتجميل المظهر‪ ،‬وإخلص المخبر والقدام إلى كل‬
‫خير‪ ،‬والحجام عن كل شر‪ ،‬وتقديم أحسن ما يعرف ويعمل أبدع ما‬
‫يتقن ‪ ،‬ويبقى في تطوير النفس ‪ ،‬وإعداد الذات وتقديم المفيد حتى‬
‫الممات‪ ،‬فمن أركان السلم العبادة ومن ركائز النهضة القوة‪ ،‬ومن‬
‫مقاومات الحضارة العلم والصناعة فالمة المؤمنة عابدة وقوية‬
‫)‪(56‬‬
‫وحاضرة ومتحضرة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب النماء القتصادي في السيرة‬
‫العطرة والسنة المطهرة‬
‫لقد خاض ‪-‬محمد صلى الله عليه وسلم‪ -‬معركة الحياة قبل‬
‫الرسالة‪ ،‬فكان بحق عصامي الهمة ‪ ،‬ما أشكلت عليه حياة اليتم ول‬
‫عيشة الفقر‪ ،‬ول سدة عليه منافذ الفاقة التطلع إلى الفضل‪ .‬فعارك‬
‫الدنيا وحيدا ً ل يعرف الكلل وشب عن اليتم و لم يسكنه الحزن‪ ،‬فنظر‬
‫إلى ساحل الكون البديع‪ ،‬وخاطب مكنونات الوجدان لما فقد أعز‬
‫الناس وأقرب الحياء إليه‪ ،‬وكان سر الوجود في عدمية أسبابه ولو في‬
‫الطفولة المبكرة ‪ ،‬ليكون الوعي المتقدم والنسانية الراقية التي تفهم‬
‫الخلود والفناء عندما تخاطب به كرسالة وقضية‪ ،‬وهكذا كان محمد‬
‫الطفل‪ ،‬وكذلك كان الشاب الذي ارتحل من حاضرته إلى غيبة الرحيل‬
‫البعيد ليعلم علم اليقين رحلة الكون والنسان في هذا الوجود ‪ ،‬فكان‬
‫راعيا ً يخالط الحياء من الكائنات على سفوح الجبال الممتدة والصامدة‬
‫على عوادي الزمن‪ .‬فجمع العطف اللمتناهي‪ ،‬والقوة والشموخ‬
‫اللمحدود‪ ،‬وهكذا كان في صباه‪ ،‬أما في شبابه فارتحل ليعلم عادات‬
‫الشعوب‪ ،‬وحواضر المم‪ ،‬لنه سيكون منقذ البشرية من وهدة الركود‬
‫)‪(57‬‬
‫وظلم العبودية وشركية المال الوثني والقتصاد الفاجر‪.‬‬
‫وتزوج صلى الله عليه وسلم بمن لها مال فآمنت بربه وساندت‬
‫بمالها دعوته فكانت الزوجة النموذج التي كانت قبل الرسالة من أهل‬
‫المال والقتصاد في عاصمة العرب الدينية والمالية ‪ ،‬وفي دعوته اعتمد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقرب المقربين في تحرير‬
‫أصحابه من ربق العبودية التي ل تتناسب بحال من الحوال مع حرية‬
‫الوحدانية ‪ ،‬وفي دار هجرته تطلع إلى إيجاد مركزا ً اقتصاديا ً يعرف‬
‫التعامل النظيف في الكسب ول يتبع المحتكر ول يحبذ الغش ‪ ،‬ويمقت‬
‫)‪(58‬‬
‫الربا التي حاربته الرسالة بكل العناوين والمضامين‪.‬‬

‫وحبذت السنة التجارة تارة وحثت على الزراعة تارة أخرى ‪،‬‬
‫وأصبحت المدينة المنورة مركزا ً اقتصاديا ً رغم فقر المؤمنين‬
‫المهاجرين الذين آخى الرسول بينهم وبين أهل المدينة‪ ،‬في اندماج‬
‫ً )‪(59‬‬
‫اقتصادي وتكافل اجتماعي ما عرف له الزمان مثيل ‪.‬‬
‫وشجعت السنة على تربية الخيل كقوة دفاعية عن الرسالة والمة ‪،‬‬
‫وأمر المسلمين على استغلل الرض وزراعتها‪ ،‬بل ارتبطت دعوة‬
‫السلم في كثير من الحيان بالحركة التجارية في المعمورة وحمل‬
‫جار المسلمين أخلق الدعوة إلى العديد من البلد المجاورة‪،‬‬ ‫ت ّ‬
‫ومازال التاجر المسلم في كثير من المناطق عنوان الصدق والمانة‬
‫)‪(60‬‬
‫التي طالبها به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ومما يعزز المفاهيم السابقة الحاديث النبوية التية‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال التاجر الصدوق المين مع النبيين والصديقين والشهداء "‪.‬‬
‫)‪(61‬‬

‫‪ -2‬وعن ابن مسعود قال قال‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها‬
‫الناس ليس من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إل قد‬
‫أمرتكم به وليس شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إل قد‬
‫نهيتكم عنه وإن الروح المين وفي رواية وإن روح القدس نفث في‬
‫روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها أل فاتقوا الله وأجملوا‬
‫في الطلب ول يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإنه‬
‫)‪(62‬‬
‫ل يدرك ما عند الله إل بطاعته "‪.‬‬
‫‪ -3‬روى مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه‪ ،‬أن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم قال‪ ):‬المؤمن أخو المؤمن فل يحل‬
‫للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ول يخطب على‬
‫)‪(63‬‬
‫خطبة أخيه حتى يذر "‪.‬‬
‫‪ -4‬قال صلى الله عليه وسلم‪ :‬رحم الله امرءا اكتسب طيبا وأنفق‬
‫)‪(64‬‬
‫قصدا وقدم فضل ليوم فقره وحاجته "‪.‬‬
‫‪ -5‬قال صلى الله عليه وسلم‪ " :‬طلب الحلل مثل مقارعة البطال في‬
‫سبيل الله ومن بات عييا من طلب الحلل بات والله تعالى عنه راض‬
‫)‪(65‬‬
‫"‬
‫المطلب الثالث‪ :‬القوة القتصادية في التوكل وعدم‬
‫التواكل‪:‬‬
‫شاءت إرادة المولى عز وجل أن تكون الجزيرة العربية مهبط‬
‫الوحي ونشر الخير على البشرية بعدما طغى الظلم واستبد الجهل‬
‫وساد الشر‪ ،‬كما أراد المولى عز وجل بعد انتهاء دولة الخلفة وانتشار‬
‫المذاهب المادية بكل عناصرها أن تكون الجزيرة العربية مرة أخرى‬
‫مصدر القوة القتصادية للدنيا بأجمعها‪ ،‬وهذا يعني أن خصوصية‬
‫المنطقة في مركزية العالم وحمل رسالة الهداية‪ ،‬معززة من قبل‬
‫المولى عز وجل ومؤيدة بأهم عناصر القوة الروحية ووسائل التقدم‬
‫المادية ‪ ،‬ورغم تراجع المة على كثير من الصعدة العلمية والصناعية‬
‫والسياسة إل أن قوة الدفع الذاتية المتمثلة في أهم رسالة للبشرية‬
‫وعنوانها القرآن الكريم أعطت عناصر البقاء وإمكانية الوجود رغم‬
‫عوامل التعرية ‪ ،‬ومما عزز عنصر البقاء التوكل على الله الذي لزمه‬
‫عطاء قل نظيره في الدنيا ولكنه يحتاج إلى نهضة علمية واستغلل‬
‫لطاقات المة البشرية التي ارتحلت كما ارتحل ما لها إلى بلد بعيدة‬
‫صديقة وغير صديقة ‪ ،‬كبرت على حساب الغير و تركت الفرقة عنصر‬
‫المد والجزر لتبقى لها السيطرة والسيادة على بلد أنهكتها الحروب ‪،‬‬
‫وبدل أن تكون ثروتها عامل من عوامل نهضتها أصبحت مغرما ً ل تحسد‬
‫)‪(66‬‬
‫عليه إل في بعض النواحي التي يخشى عليها‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬البنوك النتاجية والمشاركة في الربح‬
‫والخسارة ‪.‬‬
‫آن للبنوك في العالم العربي والسلمي أن تقترب من المواطن ول‬
‫تبتعد عن الوطن لتترسم معالم القتصاد العالمي المرتبط بالشركات‬
‫العملقة والدول المتقدمة حفاظا ً على رأس المال واحتكارا ً للسوق‬
‫والرباح ‪ ،‬بعيدا ً عن النتاج وجلب فرص العمل خوفا ً من الخسارة‬
‫والربح على المضمون ‪ ،‬والوعاء البنكي الذي ل يعرف بناء المسكن أو‬
‫إنشاء المصنع أو تحسين المنتج ودعم المشاريع المحلية يبقى في محل‬
‫الشك والريب في انتمائه وأداء رسالته ناهيك عن منهجيته في التعامل‬
‫)‪(67‬‬
‫والحرص على الكسب‪.‬‬
‫البنوك على هذه الشاكلة تعتبر أوعية حافظة وسالبة لرادة رأس‬
‫المال الوطني وشريكة في عملية الحتكار المبرر أحيانا ً من قبل فتاوى‬
‫ربحية بحتة ل تعرف للمال وظيفة إل الجمع‪ ،‬والصل في المال و‬
‫أوعيته أن تكون خادمة ل مخدومة والمال في كثير من البنوك يغامر‬
‫ويقامر في السواق العالمية ‪ ،‬ولكنه يحجم عن أي مرابحة مشروعة‬
‫في السواق المحلية إل بعض البنوك التي ظهرت على استحياء هنا‬
‫وهناك تؤدي بعض المهمة ولكنها وسط البنوك مازالت قليلة وقوتها‬
‫)‪(68‬‬
‫ضعيفة‪ ،‬فمالية المة مسلوبة‬
‫فعلى البنوك لكي تؤدي رسالتها وترضي ربها المهمات‬
‫التية‪:‬‬
‫أن‬ ‫‪.1‬‬
‫تمول وتشارك في إنشاء كل المشاريع الوطنية‪.‬‬
‫أن ل‬ ‫‪.2‬‬
‫تكون أوعية للمال فقط بل تستخدم المال في النتاج الحقيقي‪.‬‬
‫أن‬ ‫‪.3‬‬
‫تشارك المواطن في الحث على الكسب الحلل‪.‬‬
‫أن تعلن‬ ‫‪.4‬‬
‫عن مشاريع طويلة المدى وقصيرة المدى‪.‬‬
‫وأخيرا ً ل بد من دور وطني وإسلمي وأخلقي لهذه البنوك وعليها أن‬
‫تبتعد بكل ما تستطيع عن دوائر الكسب الحرام منه الربا المدمر‪،‬‬
‫والحتكار المخرب ‪ ،‬وإل كانت أداة ووسيلة ليغر الوطن ‪ ،‬ودارا ًَ لغير‬
‫المسلمين‪ ،‬وحفاظا ً على مصالح فئة ل هم لها إل الكسب والكسب‬
‫)‪(69‬‬
‫فقط على حساب الخرين‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫وفي الختام فإن نظرية السلم القتصادية تحتاج إلى موسوعة‬
‫مستقلة تجمع شتات مفردات المصطلحات وتعد البرامج اللزمة ‪،‬‬
‫وتحضر لبنك معلومات ومحطات تعتني بكل توجيه للجمهور المسلم‬
‫الذي يبتغي رضا الله في محور من أهم محاور الدعوة ‪ ،‬و ركيزة من‬
‫أهم ركائز الصحوة ‪ ،‬وركن من أقوى أركان الدولة السلمية‪ ،‬ويقطع‬
‫ألسنة القائلين بعدم البديل السلمي لحجز المشروع السلمي ‪ ،‬وعلى‬
‫كل حال فبنك المعلومات السلمي والمجامع الفقهية تسعى بجدية‬
‫لكمال مشروع النهضة ‪ ،‬وعلى الجامعات والمؤسسات السلمية أن‬
‫تتجه نحو المنحى الهم لتوعية المراكز القتصادية والمشاريع النتاجية‬
‫إلى أهمية العودة إلى مرتكزات اليمان والكسب والعطاء والبذل ‪،‬‬
‫وحتى نحو المدخرات ‪ ،‬والتكافل بين الشعوب والدول السلمية لكي‬
‫تتحقق لنا رؤيا واضحة ومعالم بارزة ل لبس فيها نحو النتاج والبداع‬
‫وتسخير المال ليكون طاعة وعبادة تسعد بها المة ول تشقى‪ ،‬ويرضى‬
‫لها الرب ول يسخط فإنه نعم المولى ونعم المجيب‪.‬‬
‫نتائج البحث‬
‫يحتاج‬ ‫‪.1‬‬
‫البحث القتصادي من الناحية السلمية لمزيد من الدراسة‬
‫والتنقيح والتقنين‪.‬‬
‫نصوص‬ ‫‪.2‬‬
‫الشريعة السلمية غنية بالدليل الواضح والدللت القطعية على‬
‫نظرية متكاملة في هذا الجانب المهم ‪.‬‬
‫الجانب‬ ‫‪.3‬‬
‫الشرعي المالي مرتبط بالجانب التعبدي من وجهة النظر‬
‫السلمية ‪.‬‬
‫نظرية‬ ‫‪.4‬‬
‫التكافل المالي ل بد أن تتجه إلى مجال النتاج أي التكافل‬
‫النتاجي وليس التكافل الستهلكي ‪.‬‬
‫ينطوي‬ ‫‪.5‬‬
‫المشروع المالي على بدائل تحمل الحلول الشافية على همجية‬
‫العولمة المستغلة ‪.‬‬
‫من أهم‬ ‫‪.6‬‬
‫أسباب تأخر المة عدم ارتكازها على مفاهيم المال وكسبه من‬
‫الناحية الشرعية ‪.‬‬
‫العقيدة‬ ‫‪.7‬‬
‫السلمية ل بد تنتج عقلية إنتاجية إبداعية في مجال العمل ‪.‬‬
‫‪ - 1‬كتاب الموال لبي عبيد القاسم بن سلم تحقيق وتعليق محمد خليل هراس‪ ،‬دار الفكر‬
‫ومكتبة الكليات الزهرية سنة ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول النظام الجتماعي في السلم ص " ‪ "197 ،195‬محمد الطاهر ابن عاشور‬
‫الطبعة الثانية – الشركة التونسية للتوزيع ‪ -‬تونس‬
‫‪ - 3‬المقاصد العامة للشريعة السلمية ص " ‪ " 467‬وما بعدها د‪ .‬يوسف حامد العالم‬
‫الطبعة الولى ‪1991‬م – المعهد العالمي للفكر السلمي – الوليات المتحدة‬
‫المريكية‬
‫‪ - 4‬خصائص التشريع السلمي في السياسة والحكم ص " ‪ " 299‬وما بعدها فتحي‬
‫الدريني‬
‫الطبعة الولى ‪1982‬م مؤسسة الرسالة – بيروت‪.‬‬
‫‪ - 5‬انظر مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي ص ‪ 639‬دار الحديث –‬
‫القاهرة‬
‫وانظر المصباح المنير أحمد بن على المقري ص ‪ 302‬المكتبة العصرية –‬
‫بيروت‬
‫طبعة الولى ‪1996‬‬
‫‪ - 6‬سورة )آل عمران‪(14 :‬‬
‫‪ - 7‬انظر آفاق استثمار الموال وطرقها في السلم نصر فريد محمد واصل‪ -‬مكتبة الصفا‬
‫‪ - 8‬أصول النظام الجتماعي في السلم ص ‪195‬‬
‫‪ - 9‬سورة ) البقرة الية‪(77 :‬‬
‫‪ - 10‬سورة )البقرة الية‪(215 :‬‬
‫‪ - 11‬رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‬
‫‪ - 12‬رواه مسلم وأبو داود وغيره‬
‫‪ -13‬سورة ) الفرقان الية‪(66 :‬‬
‫‪ - 14‬سورة ) التوبة آية‪(17 :‬‬
‫‪ - 15‬سورة ) آل عمران آية‪(96 :‬‬
‫‪ - 16‬سورة ) المعارج آية‪(24-23 :‬‬
‫‪ - 17‬سورة ) النفال آية‪(59 :‬‬
‫‪ - 18‬سورة ) النساء آية‪(3 :‬‬
‫‪ - 19‬سورة ) البقرة آية‪(232 :‬‬
‫‪ - 20‬موسوعة أصول الفكر السياسي والجتماعي والقتصادي ص ‪ .46‬خديجة النبراوي‬
‫الطبعة الول ‪2004‬م دار السلم – القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 21‬سورة ) النساء آية‪(4 :‬‬
‫‪ - 22‬تفسير القرآن العظيم ص ‪) 452‬إسماعيل بن كثير دار المعرفة – بيروت – لبنان‬
‫طبعة ‪1969‬م(‬
‫‪ - 23‬أصول الفتاء والجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة السلمية ص ‪ 337‬وما‬
‫بعدها‬
‫)محمد أحمد الراشد دار المحراب (‪.‬‬
‫‪ - 24‬سورة ) البلد آية‪(13 :‬‬
‫‪ - 25‬سورة ) النسان آية‪(7 :‬‬
‫‪ -‬رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات وابن أبي الدنيا‬ ‫‪26‬‬

‫في كتاب الصمت والحاكم إل أنهما‬


‫قال ‪:‬عليك بحسن الكلم وبذل الطعام وقال الحاكم صحيح‬
‫ول علة له ‪.‬‬
‫‪ - 27‬أصول الدعوة ص ‪ 235‬عبد الكريم زيدان الطبعة الثالثة ‪ ،1976‬مباحث في القتصاد‬
‫السلمي‬
‫من أصوله الفقهية ص ‪ 55‬محمد رّواس قلقه ‪ G‬الطبعة الولى ‪ 1991‬دار النفائس‬
‫‪ - 28‬أصول النظام الجتماعي في السلم ص ‪) 197‬محمد الطاهر عاشور الشركة‬
‫الوطنية للتوزيع(‬
‫‪ - 29‬القتصاد السلمي ص ‪ ) 31‬عيسى عبده دار العتصام(‬
‫‪ - 30‬انظر المرجع السابق ص ‪31‬‬
‫‪ - 31‬كتاب الخراج ص ‪ 15‬وما بعدها )يحيى آدم القرشي شرحه أحمد محمد شاكر الطبعة‬
‫الولى‬
‫‪1395‬هـ المكتبة العلمية لهور – باكستان ‪ ،‬وانظر كتاب الموال في دولة الخلفة‬
‫ص ‪15‬‬
‫وما بعدها ) عبد القديم زلوم طبعة الولى ‪1983‬م – دار العلم للمليين(‪.‬‬
‫‪ - 32‬السلم والوضاع القتصادية ص ‪ 79‬وما بعدها )محمد الغزالي طبعة السادسة‬
‫‪1987‬م دار‬
‫الصحوة( مباحث في القتصاد السلمي من أصوله الفقهية ص ‪ 4‬وما بعدها‬
‫) محمد رواس قلعة ‪ G‬دار النفائس(‬
‫‪ - 33‬الدعوة السلمية عصر الصحوة ص ‪) 19‬محمد الجندي دار الفضيلة(‪.‬‬
‫‪ - 34‬الدعوة السلمية في عصر الصحوة قضايا السياسة والجتماع والقتصاد ص ‪163‬‬
‫)أنور‬
‫الجندي – دار الفضيلة(‬
‫‪ - 35‬السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها ص ‪ 308‬وما بعدها ) يوسف‬
‫القرضاوي‬
‫طبعة الثالثة ‪2005‬م مكتبة وهبة – القاهرة(‬
‫‪ - 36‬سورة ) البقرة آية‪(28 :‬‬
‫‪ - 37‬سورة ) الملك آية‪(14 :‬‬
‫‪ - 38‬سورة ) العراف آية‪(31:‬‬
‫‪ - 39‬رواه أحمد والبزار ورجال إسناده رجال الصحيح خل المسعودي‬
‫فإنه اختلط واختلف في الحتجاج‬
‫به ول بأس به في المتابعات‬
‫‪ - 40‬سبل السلم ص ‪) 9‬محمد الصنعاني الطبعة الثالثة ‪1423‬هـ ‪ -‬دار ابن الجوزى –‬
‫المملكة‬
‫العربية السعودية (‪.‬‬
‫‪ - 41‬رواه المام أحمد ‪ 191 184 183/3‬وكذا الطيالسي ‪2068‬‬
‫والبخاري في الدب المفرد ‪479‬‬
‫وابن العرابي في معجمه ) ق ‪( 1/21‬‬
‫‪ - 42‬عصمة الدم والمال في الفقه السلمي ص ‪) 197‬عباس شومان دار البيان –‬
‫القاهرة(‪.‬‬
‫ضمان العدوان في الفقه السلمي ص ‪) 15‬محمد أحمد سراج ‪1990‬م دار الثقافة –‬
‫القاهرة(‪.‬‬
‫‪ - 43‬سورة )البقرة آية‪(187 :‬‬
‫‪ - 44‬المغني لبن قدامة ص ‪ 560‬وما بعدها مكتبة الرياض الحديثة – الرياض‪.‬‬
‫‪ - 45‬أحياء علوم الدين ص ‪) 81‬أبو حامد الغزالي دار الحديث القاهرة(‪.‬‬
‫‪ - 46‬سورة ) الحشر آية ‪(8 :‬‬
‫‪ - 47‬الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص ‪) 210‬ابن قيم الجوزية دار الحديث‬
‫القاهرة(‬
‫‪ - 48‬السلوك التنظيمي – مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم ص ‪ 49‬وما‬
‫بعدها ) كامل محمد المغربي طبعة ‪ 1995‬دار الفكر – عمان(‬
‫‪ - 49‬الفروق للقرافي ص ‪ ،141‬عالم الكتب – بيروت‬
‫خصائص التشريع السلمي ص ‪ 228‬فتحي الديني طبعة الولى ‪1982‬م مؤسسة‬
‫الرسالة – بيروت‪.‬‬
‫‪ - 50‬الشركات في ضوء السلم ) عبد العزيز الخياط طبعة ‪ 1989‬دارة السلم(‬
‫وانظر الموسوعة الفقهية ص ‪ 5‬وزارة الوقاف والشئون السلمية – الكويت‬
‫وانظر كتاب التراث والحداثة والتنمية محمد خاتمي مركز فلسطين للدراسات‬
‫والبحوث طبعة‬
‫الولى ‪.1998‬‬
‫‪ - 51‬تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص ‪ 164‬محمد الغزالي المعهد العالمي‬
‫للفكر السلمي‬
‫‪1981‬م‬
‫‪ - 52‬انظر الجودة في التعليم العالي مجلة عملية دورية تعالج قضايا التعليم العالي وآفاقه‬
‫المستقبلية‬
‫تصدر عن وحدة الجودة في الجامعة السلمية – غزة المجلد الول العدد الول‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ - 53‬السرة المسلمة في العالم المعاصر ص ‪ 289‬وهبة الزحيلي الطبعة الولى ‪2000‬م‬
‫دار الفكر – دمشق‪ .‬وانظر النشاط الحيوي للفرد والجماعة في السلم ص ‪277‬‬
‫في مجلة‬
‫الشريعة والدراسات السلمية – السنة السابقة العدد السادس عشر لعام ‪-1990‬‬
‫الكويت‬
‫لتوفيق يوسف الواعي‪.‬‬
‫‪ - 54‬نظرات عامة في تاريخ الفقه السلمي ص ‪ ) 22‬محمد أحمد سراج جامعة القاهرة‬
‫طبعة‬
‫‪1990‬م(‪.‬‬
‫‪ - 55‬مباحث في القتصاد السلمي من أصوله الفقهية ص ‪ 30‬وما بعدها )محمد رّواس‬
‫قلعة ‪ G‬دار‬
‫النفائس(‪.‬‬
‫وانظر القتصاد في المستهلكات بحث )عبد الرحمن بن حسن النفيسة من مجلة‬
‫البحوث الفقهية‬
‫المعاصرة العدد الثاني والثلثون‪ -‬السنة الثامنة ‪1997‬م ص ‪ 176‬وهي مجلة محكمة‬
‫مخصصة‬
‫في الفقه السلمية تصدر في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ - 56‬التفكير فريضة إسلمية ص ‪) 98‬عباس محمود العقاد دار النهضة – القاهرة(‪.‬‬
‫‪ - 57‬الرحيق المختوم ص ‪) 66‬صفي الدين المبار كفوري دار الوفاء طبعة ‪2004‬م(‬
‫‪ - 58‬فقه السيرة ص ‪) 56‬محمد سعيد رمضان البوطي دار الفكر طبعة ‪(1978‬‬
‫‪ - 59‬تهذيب سيرة ابن هاشم ص ‪) 143‬عبد السلم هارون المجمع العلمي العربي‬
‫السلمي – بيروت(‬
‫‪ - 60‬انظر الموطأ كتاب الجهاد ج ‪2‬ص ‪) 3‬مالك بن أنس‪ ،‬المكتبة التوفيقية(‬
‫وانظر دليل التجار إلى أخلق الخيار ص ‪) 59‬يوسف بن إسماعيل النبهاني‪،‬‬
‫مكتبة التراث السلمي(‬
‫‪ - 61‬رواه الترمذي وقال حديث حسن‬
‫‪ - 62‬رواه في شرح السنة والبيهقي في شعب اليمان إل أنه لم‬
‫يذكر وإن روح القدس‬
‫‪ -‬تحقيق اللباني ‪) :‬صحيح( انظر حديث رقم‪ 6648 :‬في صحيح‬ ‫‪63‬‬

‫الجامع‬
‫‪ -‬تحقيق اللباني ‪) :‬ضعيف( انظر حديث رقم‪ 3104 :‬في صحيح‬ ‫‪64‬‬

‫الجامع‬
‫‪ - 65‬تحقيق اللباني ‪) :‬ضعيف( انظر حديث رقم‪ 3621 :‬في صحيح الجامع‬
‫‪ - 66‬انظر مقدمة كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص ‪) 102‬لبي حسن‬
‫الندوي‪،‬‬
‫مكتبة اليمان "المنصورة أمام جامعة الزهر"(‬
‫‪ - 67‬انظر البنوك السلمية مالها وما عليها ص ‪) 16‬أبو المجد حرك‪ ،‬دار الصحوة ط‬
‫‪،1‬القاهرة(‬
‫‪ - 68‬بيع المرابحة للمر الشراء كما تجريه المصارف السلمية )ص ‪ ، 3‬يوسف القرضاوي‪،‬‬
‫مكتبة وهبة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1987‬م(‪.‬‬
‫‪ - 69‬انظر السلم والربا )ص ‪ ،140‬أنور إقبال قرشي ترجمة فاروق حلمي‪ ،‬مكتبة مصر(‬
‫وانظر حكم ودائع البنوك وشهادات الستثمار في الفقه السلمي )ص ‪ ،7‬علي أحمد‬
‫السالوسي‪،‬‬
‫مجلة الزهر شعبان ‪1402‬هـ(‪.‬وانظر الكفالة وتطبيقاتها المعاصرة دراسة في الفقه‬
‫السلمي‬
‫مقارن بالقانون )علي أحمد السالوسي‪ ،‬مكتبة الفلح‪-‬الكويت(‪.‬‬

You might also like