You are on page 1of 22

‫المولدات الكهربائية‪ .....

‬شر لبد منه‬


‫الضوضاء والغازات الناجمة عن المولدات ملوثات تضر بالبيئة والمواطن‬
‫دعوة لقامة مراكز لجمع الزيوت المستهلكة واعادة تصنيعها‬

‫كتابة ‪:‬شكري محمود جاسم‬


‫تصوير ‪ :‬ستار حسين‬

‫نتيجة السياسات الظالمة للنظمة المتعاقبة على العراق اصاب البيئة العراقية تدهور سريع واعتداء‬
‫صارخ جراء كثير من الممارسات الخاطئة عن سابق اصرار وتعمد ‪ ،‬وخصوصا الحروب وما‬
‫رافقها من حرق وتدمير لغابات الشجار في شمال العراق وغابات النخيل في جنوبه وتجفيف‬
‫للهوار وانتشار للمصادر المشعة ‪ ،‬كما ساهمت الحداث الخيرة التي تعرض لها العراق عام‬
‫‪ 2003‬بتدهور وانهيار معظم البنى التحتية وخدماتها المقدمة للمواطن العراقي كخدمات الماء‬
‫والمجاري والكهرباء‪...‬الخ ‪ ،‬ومن ثم برزت ظواهر ملوثة للبيئة لم تكن موجودة اصل في البيئة‬
‫العراقية ومن تلك الظواهر ‪ ،‬انتشار المولدات الكهربائية وما تخلفه من ملوثات في البيئة العراقية‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬الغازات المنبعثة نتيجة لعملية التشغيل ومايرافقها من عوالق الكاربون والرصاص‪.‬‬
‫‪ .2‬الضوضاء العالية‪.‬‬
‫‪ .3‬الزيوت المستهلكة والمتخلفة عن عملية تشغيل محرك المولدة‪.‬‬
‫‪ .4‬تراكم المياه السنة نتيجة لتبريد محرك المولدات الكبيرة بطريقة عشوائية وغير صحيحة‪.‬‬
‫ونظرا لنتشار المولدات في معظم منازل المواطنين والمحال التجارية والمطاعم والفران والدوائر‬
‫والوزارات دون ضوابط او قيود او حتى وعي كاف في كيفية معالجة او تقليل اثار الملوثات‬
‫الناجمة عن عمل هذه الملولدات كانت لنا هذه اللقاءات للوقوف على مدى التلوث الذي تخلفه‬
‫وتأثيرها على البيئة والمواطنين‪.‬‬

‫لقاءنا الول كان مع السيد ابو محمد صاحب احدى المولدات الكهربائية إذ سألناه عن المعايير‬
‫والضوابط لنصبها في المناطق السكنية فاجاب‪ ..‬عندما يتم نصب مولدة كهربائية في احد الحياء‬
‫الشعبية نأخذ بعين العتبار اقرب النقاط المؤدية الى الكثافة السكانية العالية في المنطقة وموافقة‬
‫سكانها كونهم يتحملون الجزء الكبر من الضوضاء الصادرة عنها ولتوجد معايير او ضوابط‬
‫أخرى تؤخذ بالحسبان‪ .‬ونقوم بتشغيل المولدة ست ساعات يوميا وحسب توفر الطاقة الكهربائية‬
‫)الوطنية( اما الوقود فنحصل عليه من متعهد يكون مصدر ثقة بالنسبة لنا لكن بعض محطات‬
‫التعبئة تزود المتعهد بوقود غير مطابق للمواصفات القياسية وهو ما نلحظه من خلل زيادة كمية‬
‫الغازات المنبعثة من المولدة ‪.‬‬
‫وحول مراقبة المياه المستخدمة في عملية التبريد‪ ..‬اوضح صاحب المولدة ان عملية تبريد محرك‬
‫المولدة تتم بصورة نظامية حيث نراقب كمية المياه في حوض التبريد مع الحرص على عدم‬
‫استخدام المياه بصورة عشوائية تؤدي الى تراكمها قرب البيوت وتحولها الى مياه آسنة‪.‬‬

‫السيد هادي راضي صاحب ورشة نجارة يملك مولدا خاصا في ورشته قال بصدد التخلص من‬
‫الزيوت المستهلكة للمولدة ان ذلك يتم من خلل رميها في ساحات النفايات العامة وليس في‬
‫المجاري مع العلم ان هذا التصرف خاطىء لكن ليس باليد حيلة حسب قوله فالجهات ذات العلقة‬
‫لتقوم بحملة لبيان مخاطر الزيوت المستهلكة بهذه الطريقة وناشد امانة بغداد ووزارتي النفط‬
‫والصناعة بعمل مراكز جمع لهذه الزيوت واعادة تصنيعها مرة اخرى ومقايضتها بمواد تنفع‬
‫اصحاب المولدات مثل الفلتر وكواتم الصوت ومواد عازلة للضوضاء او استبدالها بكميات من‬
‫الزيوت الجديدة وفق ضوابط معينة‪.‬‬

‫وللوقوف على رأي المختصين في هذا الجانب توجهنا بالسؤال للمهندس البيئي علي وهاب احمد‬
‫من دائرة شؤون المحافظات بوزارة البيئة عن الجراءات التي يمكن اتخاذها من قبل المواطن‬
‫للتقليل من اثر الملوثات التي تخلفها المولدات الكهربائية فاوضح قائل ‪..‬‬
‫تعتبر الضوضاء والغازات المنبعثة من المولدات الصغيرة والكبيرة من اهم الملوثات التي تعاني‬
‫منها البيئة والمواطن ‪ ،‬ومن اجل تلفي هذه الثار ننصح المواطن باتخاذ الجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬وضع المولدات الخاصة بالمنازل في أماكن مفتوحة في المنزل او على السطح لتجنب تراكم‬
‫الغازات وان توضع في مكان بعيد عن تواجد المواطن لفترة طويلة‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع المولدات الكبيرة في الساحات المفتوحة البعيدة عن المجمعات السكنية بمسافة مناسبة‬
‫لتجنب الغازات المنبعثة والحاوية على دقائق الغاز الخطرة‪ .‬وللحد من الضوضاء المنبعثة من هذه‬
‫المولدات ننصح ببناء غرف من المواد النشائية تحتوي على فتحات مناسبة ‪ ،‬اما الزيوت‬
‫المستهلكة فننصح بتجميعها في قانصة خاصة بالزيوت ومن ثم تصريفها الى السواق لعادة‬
‫تصنيعها‪ ..‬وفي ما يخص استخدام المياه في تبريد محركات المولدات الكبيرة فيفضل عمل احواض‬
‫تصريف مناسبة وعدم استخدام المياه بصورة عشوائية مما يؤدي الى تراكمها وتحولها الى برك‬
‫للمياه السنة‪.‬‬
‫تقييم الثر البيئي‬
‫اعتمدت وزارة البيئة سياسة عامة تخضع بموجبها جميع المشاريع الخاصة‬
‫بالبنية التحتية واعادة العمار لدراسات تقييم الثر البيئي‬

‫يجب ان تخضع مشاريع القطاع الخاص المختلفة لدراسات تقييم الثر البيئي‬
‫المهندس عماد طارق جميل‬
‫مدير شعبة تقدير الثر البيئي‬
‫دائرة بيئة بغداد‬

‫قد يخفى على العامة من الناس معنى واهمية تقييم الثر البيئي ‪ ،‬وبالنظر لهمية هذا الموضوع لبد‬
‫من تعريف المعنيين من مختلف شرائح المجتمع بهذا المدلول‪.‬‬
‫يعرف تقييم الثر البيئي بانه )مجموعة اجراءات هدفها ضمان النماء المستدام مع الحفاظ على‬
‫البيئة والتعرف على الثار البيئية السلبية في مرحلة متقدمة من المشروع(‪ .‬وبمعنى آخر هو اداة‬
‫لتحديد وتقييم الثار البيئية المحتملة التي يسفر عنها مشروع مقترح وتقييم البدائل المتاحة وتصميم‬
‫اجراءات ملئمة للتخفيف من الثار البيئية وادارتها ورصدها‪ .‬إذ يجب ان يتناول التقييم البيئي‬
‫المخاطر والثار البيئية المحتملة على منطقة تأثير المشروع ويبحث البدائل المتاحة ويحدد الطرق‬
‫التي تؤدي الى تحسين اختيار المشروع وموقعه وتخطيطه وتصميمه وتنفيذه وذلك لمنع آثاره‬
‫السلبية او تقليلها او تخفيفها او التعويض عنها وتحسين آثاره اليجابية‪ .‬ويشمل التقييم البيئي عملية‬
‫تخفيف وادارة الثار البيئية السلبية طوال فترة تنفيذ المشروع‪ .‬وقد بدأت الملمح الولى للموضوع‬
‫اوائل السبعينات من القرن الماضي في اميركا وتوسعت ونمت لتصبح من اساسيات العمل البيئي‬
‫بعد ان اقرت كاحدى المبادىء الساسية لمؤتمر ريودي جانيرو‪.‬‬
‫مما تقدم تتكون لدينا صورة مبسطة لمعنى تقييم الثر البيئي واهميته في اختيار مواقع المشاريع‬
‫خاصة في مرحلة اعادة البناء والعمار التي يشهدها العراق في المرحلة الحالية والقادمة وبالتالي‬
‫لبد ان تنفذ تلك المشاريع على اسس صحيحة وقواعد رصينة من شأنها ان تجعل منها مشاريع‬
‫ذات ديمومة ونوعية عاليتين وتضمن عدم الحاق أي ضرر بالبيئة خلل فترة التنفيذ والتشغيل وان‬
‫تأخذ بنظر العتبار المعايير والمحددات البيئية كوسيلة مهمة من وسائل الوصول الى التنمية‬
‫المستدامة كما يجب ان تأخذ تلك المشاريع العتبارات التخطيطية للمدن واستعمالت الرض‬
‫المقترحة بموجب التصاميم الساسية مما يجنب المدن والمناطق السكنية حالت التلوث الناتجة عن‬
‫المشاريع ومثاله ماتعانيه مدينة بغداد من وجود مشاريع ستراتيجية ملوثة داخل حدودها مثل)مصفى‬
‫الدورة ‪ ،‬محطة كهرباء الدورة ‪ ،‬محطة كهرباء جنوب بغداد ‪ ،‬وغيرها( والتي تم تشييدها في وقت‬
‫لم تكن دراسات تقييم الثر البيئي تأخذ حيزا كبيرا ولم تكن هناك محددات بيئية للمشاريع كما انها‬
‫اغفلت التوسعات المستقبلية للمدينة وتوسع رقعة المناطق السكنية‪.‬‬
‫وعليه فقد اعتمدت وزارة البيئة سياسة عامة في هذا الموضوع يمكن تلخيصها بالتي ‪..‬‬
‫‪ -1‬ان تخضع جميع المشاريع الخاصة بالبنية التحتية واعادة العمار والبناء لدراسات تقييم الثر‬
‫البيئي وان ليقتصر ذلك على المشاريع النتاجية فقط بل تتخذ منحى اوسع لتشمل مشاريع محطات‬
‫الكهرباء وتصفية مياه الشرب والمجاري والطرق والسدود والخزانات والموانىء والمشاريع‬
‫النفطية وشبكات الري والبزل والمحميات الطبيعية ومشاريع اعادة الستيطان وغيرها من المشاريع‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ان تتوسع دراسات التقييم البيئي لتشمل في محتواها تقييم الثار البيئية والجتماعية والثقافية‬
‫والقتصادية باعتبارها من ضمن المحاور التي تتأثر بتنفيذ المشاريع المختلفة هذا بالنسبة للمشاريع‬
‫الكبرى والتي من المحتمل ان تكون لها تأثيرات بيئية او اجتماعية او ثقافية على منطقة المشروع‬
‫او المناطق الخرى )كتأثيرات تنفيذ المشروع على المعالم والثار الموجودة في المنطقة او السكان‬
‫الصليين لها والمنتفعين او المتضررين من المشروع(‪.‬‬
‫‪ -3‬ان تتضمن دراسات تقييم الثر البيئي خطة للدارة البيئية والتي تتضمن برنامج الرصد‬
‫والمراقبة اثناء فترتي التنفيذ والتشغيل والجراءات التخفيفية للثار السلبية للمشروع وكذلك تنمية‬
‫القدرات المؤسساتية‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمان مشاركة الجمهور في اختيار موقع المشروع وتصميمه وتنفيذه وذلك بالتنسيق مع‬
‫منظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية‪.‬‬

‫بغداد تختنق من التلوث البيئي‬

‫سوء التخطيط والتوزيع للمواقع الصناعية اثر على بيئة العاصمة‬

‫على وزارة البيئة مهمـة حيـوية لخلــق بيئة نظيفة وجميلـة‬


‫كتابة‪ :‬محمد صالح عبد القادر تصوير‪ :‬ستار حسين‬

‫حظي موضوع التلوث البيئي باهتمام بالغ من المختصين بشؤون البيئة وعموم المواطنين لما له من‬
‫آثار سلبية مباشرة على النسان والنبات والحيوان اول اضافة الى مايخلقه من اضرار بالغة على‬
‫جمالية البلد ومظهره الحضاري ثانيا‪ .‬ان ضمان بيئة سليمة وخالية من التلوث هو جزء ليتجزأ من‬
‫حقوق النسان لنه يساهم في ابداعه في ظل بيئة ومجتمع صحي كما ان ضمان بيئة نقية ومثالية‬
‫هو ضمان للحقوق الصحية للمواطن كي يعيش الجميع في مجتمع خال من المراض وحياة افضل‬
‫يستحقها هذا المخلوق العظيم‪ .‬ويلعب الوعي البيئي دورا مهما في خلق ثقافة بيئية وتأهيل البيئة‬
‫العراقية التي دمرت جراء الحروب والهمال ومن بين احد هذه الوسائل عقد الندوات البيئية‬
‫واللقاءات والندوات الشعبية وطبع الملصقات الجدارية وتوظيف وسائل العلم لهذا الغرض المر‬
‫الذي يسهم في انشاء قاعدة متينة من الوعي البيئي الشعبي السليم والمسؤول‪.‬‬
‫وحول هذا الموضوع كان لمجلة )البيئة والحياة( لقاءات مع مختلف شرائح المجتمع والمختصين‬
‫بالشأن البيئي لبيان آرائهم حول هذه المشكلة ومخاطرها وسبل التصدي لها‪ ..‬وفي البداية اعربت‬
‫المواطنة سهاد احمد خيري من منطقة الصليخ عن تمنياتها ان تأخذ وزارة البيئة على عاتقها مهمة‬
‫خلق بيئة نظيفة وجميلة للبلد وقالت‪ ..‬انه يسرنا كثيرا عندما نرى عاملين يزرعون الجزرات‬
‫الوسطية بشتلت خضر تمنح النفس البهجة والطمئنان وتوحي بأن بغداد ستظهر بالمظهر اللئق‬
‫كما عهدناها‪.‬‬
‫وقال المواطن ادريس حنا من منطقة بغداد الجديدة انه بامكان المواطنين تحمل المسؤولية مع الدولة‬
‫والتعاون بشكل مخلص للتخلص من التلوث ومخلفاته الخطيرة ابتداء من البيت حتى مكان العمل‬
‫كي نخرج بغداد من هذا الختناق الملوث عن طريق مساهمة شعبية جدية يلعب الضمير فيها دورا‬
‫كبيرا حتى تكون بغداد اجمل وازهى‪.‬‬
‫أما المواطن احمد حسين محمد من منطقة حي البنوك فقال ان الحصول على بيئة أنظف وانقى ومن‬
‫ثم مستقبل بيئي افضل للعراق يقتضي التثقيف والتأكيد على الوعي البيئي وشرح المخاطر الناجمة‬
‫عن الستخدامات غير الصحيحة للموارد واقترح على وزارة البيئة تخصيص برنامج تلفزيوني‬
‫موسع يسلط الضوء على هذا المجال الحساس خاصة من الناحية الصحية واشراك المواطنين كافة‬
‫للعمل وبجد لدرء خطر التلوث الذي يهدد حياة النسان ويؤثر على الثروة الوطنية كذلك‪.‬‬
‫وقال المهندس محمد احمد نجم الدين مدير قسم النشاط الصناعي في وزارة البيئة ان مشكلة التلوث‬
‫البيئي في بغداد من المشاكل المعقدة نظرا للظروف التي مرت بها المدينة عبر العقود المختلفة حيث‬
‫شهدت تزايدا في عدد النشطة الصناعية منذ الستينات وكان سوء التخطيط والتوزيع للمواقع‬
‫الصناعية من العوامل المؤثرة على بيئة المدينة خاصة تلوث الهواء والتربة مشيرا الى امثلة على‬
‫ذلك منها وجود المنطقة الصناعية في منطقة الشيخ عمر كشاهد على هذه السياسات اذ تقع هذه‬
‫المنطقة في مركز المدينة النابض مما يؤدي الى حدوث الكثير من المشاكل البيئية ومنها‪ ..‬تلوث‬
‫المياه الناتج عن مطروحات الورش والمعامل الى شبكة المجاري )دهون ومعادن ثقيلة( ‪ ،‬وتلوث‬
‫الهواء الناتج عن الزدحامات المرورية وكذلك طرح المخلفات الصلبة الناتجة عن عمل الورش‬
‫والمعامل الحرفية الصغيرة وغيرها من المشاكل البيئية‪.‬‬
‫واقترح المهندس احمد محمد نجم الدين اعادة الحياة للحزام الخضر المحيط ببغداد والذي كثيرا‬
‫ماسمعنا عنه وهو مايساهم في تنقية هواء العاصمة اضافة الى عمله كمصد لمنع العواصف الترابية‬
‫من دخول المدينة وكذلك ضرورة دراسة واقع حال المناطق الصناعية في بغداد وتقييمها والعمل‬
‫على انشاء مواقع صناعية جديدة خارج الحدود الدارية لمدينة بغداد على ان تتوفر فيها جميع‬
‫الخدمات والتسهيلت كما اقترح ضرورة قيام وزارة النفط بمنع استخدام الوقود الحاوي على‬
‫الرصاص لضراره الصحية والبيئية اضافة الى قيام امانة بغداد بتنظيم جمع النفايات البلدية بشكل‬
‫يضمن عدم تلويث بيئة المدينة‪.‬‬
‫وقالت المهندسة الخبيرة فاتن حسين من وزارة البيئة ان المدن العراقية تعاني من عدد من‬
‫المشكلت البيئية التي نتجت عن الهمال الطويل للبيئة العراقية وتظهر اوضح هذه المشكلت في‬
‫بغداد بصفتها مركزا حضريا يقطنه عدة مليين من البشر بما يحتاجونه من متطلبات توفير مياه‬
‫شرب وغذاء وكهرباء ومواصلت والتخلص من الفضلت الصلبة ومياه المجاري وما الى ذلك‬
‫ولعل واحدة من هذه المشاكل هي تردي نوعية الهواء بسبب انتشار مصادر حرق الوقود والنشطة‬
‫الخرى اذ ان عددا كبيرا من الصناعات الملوثة للهواء توجد داخل بغداد ومنها صناعات كبرى‬
‫مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية ومصفى الدورة ومعامل البطاريات والسباكة والطابوق‬
‫وغيرها من المعامل التي تفتقر الى الوسائل الكفيلة بالمعالجة والحد من التلوث وكذلك الحال بالنسبة‬
‫للصناعات الحرفية التي تنتشر في المدينة وبالخص في المناطق السكنية مثل محلت صهر‬
‫المعادن ومعامل الفخار ومحلت اللحام مسببة اضرارا خطيرة على الصحة العامة والبيئة‪.‬‬
‫واضافت ان مظاهر التلوث الخرى هي سوء ادارة النفايات البلدية بسبب ضعف الخدمات اللزمة‬
‫لرفعها مما يضطر المواطن لحرقها في الهواء مسببة تلوثا كبيرا وضارا وكذلك حرق الطارات‬
‫المطاطية المستهلكة التي يلجأ اليها عمال البناء لغرض صهر القار ولجوء البعض خاصة مصلحي‬
‫السيارات الى حرق الدهون والشحوم التالفة داخل او خارج المدينة‪ .‬مشيرة الى تلوث الهواء‬
‫والتلوث الضوضائي الناجم عن وسائط النقل البرية من السيارات والشاحنات والدراجات البخارية‬
‫خاصة بعد ازدياد اعدادها جراء استيرادها دون ضوابط‪ .‬وكذلك طفح المجاري وتراكم المستنقعات‬
‫بين الزقة وانتشار ظاهرة ايواء الحيوانات في الشوارع والذبح خارج المجازر وقيام الباعة‬
‫المتجولين ببيع المشتقات النفطية التي تؤدي الى انبعاث البخرة الضارة بالصحة علوة على‬
‫مظهرها غير الحضاري ناهيك عن المظاهر غير الحضارية الخرى كاستخدام مياه البحيرات‬
‫الداخلية والنهار لغسل السيارات كما هو الحال في بحرية مدينة اللعاب‪ ...‬وغيرها‪.‬‬
‫تلوث نهر دجلة بالمطروحات الصناعية‬

‫ساطع محمود الراوي‬


‫مركز بحوث البيئة‪ /‬جامعة الموصل‬
‫ثبت بما ل يقبل الشك ان المطروحات الصناعية تعد في كثير من الحيان مصدر المشاكل وزيادة‬
‫الكلفة في محطات معالجة مياه الفضلت‪ .‬فقد تكون تصاريف هذه المطروحات عالية بحيث تسبب‬
‫زيادة سعة محطات المعالجة أو قد تحتوي على أحمال عضوية ومواد كيمياوية خطرة تعرقل عمل‬
‫وتشغيل الوحدات التقليدية‪ .‬وعند وصول هذه المطروحات إلى المسطحات المائية فإنها تخلق بذلك‬
‫حالة من التلوث يعاني من وطأتها النسان والحيوان والنبات والحياة المائية على حد سواء‪.‬‬
‫وفي مسح لخصائص المطروحات الصناعية الملقاة في نهر دجلة ضمن محافظة نينوى يتبين‬
‫جسامة ما يمكن أن تلحقه هذه المطروحات من آثار بيئية سلبية ملحوظة على النطاق المحلي أو‬
‫الفردي وما يلحق الممتلكات الشخصية ووسائل الراحة والسياحة من أضرار فضل عما تسببه من‬
‫أمراض وآثار صحية مباشرة وغير مباشرة‪.‬‬
‫وضع هذا المورد تحت المراقبة وتم إنجاز العديد من الدراسات والطاريح التخصصية بشأن‬
‫تشخيص أسباب ومصادر التلوث وتوزيع وانتشار الملوثات في نهر دجلة إضافة إلى تصنيف‬
‫نوعية مياه هذا النهر للستخدامات المختلفة‪.‬‬
‫خلصت النتائج المستحصلة من عملية المسح أن معظم المصانع والمعامل في المحافظة ل تلتزم‬
‫بإجراء المعالجات المناسبة للمطروحات الناتجة عن أنشطتها ‪ ،‬وإنما تقوم بطرح هذه الملوثات‬
‫مباشرة إلى النهر‪ .‬أو إلى مجاري المدينة أو الوديان المفتوحة لتمتزج مع مياه الفضلت المنزلية‬
‫والفضلت الخرى حيث تصل جميعها بالنهاية إلى النهر من خلل عدد من المصبات المنتشرة‬
‫على ضفتي النهر‪.‬‬
‫إن التلوث الناتج من المصانع والمعامل متعدد الوجوه ‪ ،‬وهو أكثر أنواع التلوث وأوسعها ويوازي‬
‫عدد الملوثات والمخلفات المطروحة عدد الصناعات المختلفة ويزيد‪ .‬ومن المعروف أن الطبيعة‬
‫منحت المياه قدرة ذاتية على تنقية نفسها بنفسها إذا كانت المطروحات الملقاة ضمن قدرة هذه المياه‬
‫على تحملها‪ .‬أما إذا تجاوزت مقادير وتراكيز المطروحات قدرة التحمل هذه فإنها )أي المياه(‬
‫ستغدو مرتعا خصبا لنتشار الملوثات المختلفة ويتأثر تبعا لذلك استخدامها لشتى الغراض‪.‬‬
‫كشف المسح الجاري على مياه نهر دجلة عن تدهور واضح في نوعيتها وخصائصها يتمثل في‬
‫انعدام الوكسجين المذاب )وبخاصة عند مواقع المصبات( وانبعاث الروائح الكريهة وموت الحياء‬
‫المائية وانتشار اللوان والرغوة على سطح الماء وطغيان الظروف اللهوائية مما أفقد هذا المورد‬
‫المائي جماليته‪ .‬أضف إلى ذلك تغاير خصائص المياه كالعسرة والملوحة وتراكيز العناصر المختلفة‬
‫وتذبذب درجة حرارة المياه‪ .‬وسينعكس هذا كله على الستفادة من مياه النهر لمختلف الغراض‬
‫ويتوجب إخضاع المطروحات للمعالجات بغية خفض تراكيزها مما يزيد في العبء المالي‬
‫والقتصادي للجهة المستفيدة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى كشف المسح أن معظم الصناعات القائمة في المحافظة تستهلك من المياه ما‬
‫يتجاوز حاجتها الفعلية منه‪ .‬وينجم جراء هذه الممارسة هدر كميات كبيرة من المياه وتلويثها من‬
‫دون مسوغ‪ .‬ومما يزيد المر سوءا النقص الواضح في الكادر الفني في إدارة وتشغيل الخدمات‬
‫البيئية وعدم كفاءة العمليات الصناعية فضل عن استخدام أساليب إنتاجية قديمة‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أعله ضرورة الترشيد في استخدام المياه ودراسة جدوى استرجاع بعض المواد‬
‫الكيمياوية والتأكيد على إعادة استخدام المياه الناتجة من العمليات الصناعية في دورات إنتاجية‬
‫أخرى‪ .‬ويبقى الوعي البيئي والدارة الكفوءة كفيلن بخفض حجم المطروحات الصناعية وبالتالي‬
‫تقليل آثارها السلبية‪.‬‬
‫يساعد في هذا المجال وضع التشريعات والنظمة التي تسعى إلى حماية الموارد المائية مع التشديد‬
‫على تطبيقها على جميع أنشطة القطاع الخاص والحكومي وعدم المساومة في ذلك لتحقيق التوازن‬
‫المطلوب بين متطلبات التنمية وحماية البيئة‪.‬‬

‫الصناعة والتلوث‬
‫ساطع محمود الراوي‬
‫مركز بحوث البيئة‪/‬جامعة الموصل‬

‫يمثل القطاع الصناعي دعامة مهمة في اقتصاد معظم البلدان ويلعب دورا رئيسا في ستراتيجيات‬
‫التنمية المنشودة فيها‪ ،‬فضل عن زيادة الرفاهية وإتاحة فرص العمل لشرائح كبيرة من السكان‬
‫وإمدادهم بالسلع المادية التي يستهلكونها‪ .‬ويشمل هذا القطاع عددا كبيرا من النشطة التنوعة التي‬
‫تتضمن الستخراج والتجهيز بما في ذلك تخليق شتى المواد واستخدامها في صناعة المنتجات‪.‬‬
‫ال ان هذه النشطة واليجابيات ل تخلو من سلبيات وضريبة باهظة الثمن تتمثل في النبعاثات‬
‫المختلفة في الهواء والتدفقات السائلة في المسطحات المائية والنفايات الصلبة الخرى‪ .‬وكل هذه‬
‫المواد يمكن ان تؤثر على صحة النسان وبقائه وتقدمه وتلحق أضرارا جسيمة بالممتلكات وتؤدي‬
‫الى تلوث البيئة وإفسادها‪.‬‬
‫زكما هو معروف ‪ ،‬فان العديد من أقطار الوطن العربي تمتلك مصادر الطاقة كالبترول والغاز‬
‫والكبريت وتحوي أراضيها نصيبا وافرا من احتياطات المواد الخام مثل الحديد والنحاس‬
‫والرصاص والفوسفات ‪..‬الخ‪ .‬هذه المواد وغيرها تتيح قيام صناعات مختلفة تدعم ستراتيجيات‬
‫التنمية في البادان المختلفة‪ .‬وقد سعت هذه البلدان الى الخذ برةح العصر بكل ما يشمل ذلك من‬
‫تقدم وتقنبات أمل في تضييق الهوة العلمية والقتصادية بينها وبين الدول المتقدمة‪ .‬ولكن لسوء‬
‫الحظ فان هذه البلدان لم تنتبه جديا الى مشكلة تلوث البيئة المحتمل حصولها‪.‬‬
‫والواقع فان الجهود في معظم القطار العربية – حتى عهد قريب – كانت تتوجه الى التنمية‬
‫الصناعية وزيادة عدد المعمل والمصانع حتى ولو أدى ذلك الى زيادة التلوث وتدهور البيئة انطلقا‬
‫من الرأي القائل ان تحقيق التقدم القتصادي يمثل مطلبا تهون من أجله كل التضحيات‪ .‬ال ان‬
‫اضطراد الزيادة في الملوثات الصناعية الناتجة زما صاحبها من آثار سيئة على البيئة والمجتمع‬
‫وما ألحقته من تدهور وخلل في الموار الطبيعية قد أدى في كثير من الحيان الى إعاقة عملية‬
‫التنمية نفسها‪.‬‬
‫وعموما فان التلوث – كمشكلة‪ -‬ل يستعصي حلها‪ .‬فأول خطوات مكافحته والحد منه هو التسليم‬
‫بوجوده ومعرفة أبعاده وعدم تجاهله‪ .‬وفي حين يدرك أكثر القائمين على الصناعة والمستثمرين‬
‫ضرورة العمل لحماية البيئة من مخلفات النتاج ‪ ،‬يتردد البعض في اتخاذ إجراءات مضادة للتلوث‬
‫طمعا في الربح السريح وبل اكتراث للمستقبل‪ .‬وعلى النقيض من هؤلء فان الدلئل تشير الى ان‬
‫العديد من الشركات الصناعية الكبيرة قد ضاعفت أرباحها عبر التركيز على التخفيف من هدر‬
‫الموارد أو إعادة استخدامها وأخذت هذه الشركات تخطو في حقول جديدة عبر تطوير منتجات‬
‫مبتكرة توصلت اليها بفضل التخطيط السليم لها بمنظار بيئي سليم ‪ .‬وقد أيقنت هذه الشركات ان‬
‫الحفاظ على البيئة ل يتناقض مع التنمية وانما يجعل هذه التنمية أكثر استدامة وقابلة للستمرار مع‬
‫تدفق الرباح‪.‬‬
‫وفيما تتطلع القطار العربية الى المستقبل بثقة وتفاؤل فهي تطمح ان تخطو في هذا القرن وهي‬
‫أعمق وعيا وأشد حرصا وتصميما في الحفاظ على بيئة نظيفة متوازنة لمواطنيها وللجيال‬
‫المستقبلية من بعدها‪.‬‬
‫من هنا فان هذه الدراسة تقترح الخطوات المدرجة أدناه كإجراءات وقائية للحد من تلوث البيئة‬
‫جراء النشاط الصناعي‪:‬‬
‫• تقييم مستويات التلوث الناجمة عن عمليات التصنيع في كل القطار العربية واقتراح الجراءات‬
‫المناسبة لتحجيم خطورته‬
‫• تطبيق مبدأ الملوث يدفع ثمن التلوث ‪ pollution pays principles‬خاصة للصناعات التي ل‬
‫تلتزم ببرامج الحد من التلوث‬
‫• تبني مبدأ إعادة الستخدام لكل ما يمكن من الموارد الطبيعية داخل الصناعة كوسيلة لتقليل كميات‬
‫الملوثات المنتجة‬
‫• إعداد تصاميم وحدات معالجة للمخلفات والفضلت الصناعية بما يتناسب والضوابط البيئة السائدة‬
‫• اللتزام بالعتبارات البيئة في التوطين الصناعي وضرورة عدم تأثير الصناعات على البيئة‬
‫المجاورة‬
‫• نشر الوعي والثقافة البيئة لدى الكوادر الصنلعية وشرح اهمية هذا الجراء في خفض حمل‬
‫التلوث‬
‫• دراسة امكانية الستفادة من مخلفات النتاج في صناعة معينة كمواد أولية في صناعات اخرى أو‬
‫استخدامها في أغراض نفعية أخرى‬

‫اكثر المشاريع الصناعية تلويثا للمصادر المائية في العراق‬

‫الدكتورة جذوة عبد الكريم والمهندسان علء هنو عباس وزينب قاسم صادق‬
‫دائرة التخطيط والمتابعة الفنية‪/‬وزارة البيئة‬

‫يعد تلوث المياه من المشكلت العالمية الكبيرة التي بدأت الشعوب والسلطات بالسعي لمكافحتها‬
‫والتقليل من الثار الناجمة عنها ‪ .‬ومنذ القدم وشواطىء النهار والبحيرات تجتذب اليها المجتمعات‬
‫البشرية فغالبا ما تنشأ القرى والمدن على حافات النهار والبحيرات ‪ .‬ومثلما كان النهر مصدرا‬
‫لمتطلبات الناس من الماء كانت تطرح اليه مخلفاتهم وفضلتهم وعند نشوء التمركزات الصناعية‬
‫سعت الصناعة الى شواطىء النهار كموقع مثالي لها لما يوفره من مميزات اهمها تأمين كميات‬
‫هائلة من الماء التي تحتاجه هذه الصناعة وبالتالي اصبحت النهار المحل الذي تصب فيه المخلفات‬
‫الصناعية وتعد هذه المصبات اكبر مسببات تلوث النهار خاصة عند عدم معالجة هذه الفضلت او‬
‫عندما تكون المعالجة لها غير كفوءة قبل طرحها الى النهر‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة على نوعية مياه النهار في العراق‬


‫تعتمد نوعية هذه المياه على‪..‬‬
‫‪ .1‬نوعية المياه الواردة من تركيا وسوريا وايران ونوعية مياه المصادر الداخلية وهذه المياه تعد‬
‫جيدة بشكل عام عدا نهر الفرات حيث ترتفع تراكيز الملح في موقع حصيبة عند انخفاض‬
‫اليرادات المائية الشحيحة اثناء فترات املء السدود التركية السورية‪ ..‬كما ان برامج التطوير‬
‫الشامل في تركيا وسوريا ستؤدي الى زيادة تردي نوعية مياه النهر بشكل كبير مستقبل ‪.‬‬
‫‪ .2‬مقدار المخلفات السائلة والصلبة التي تطرح الى النهار‪.‬‬
‫‪ .3‬طبيعة السنة المائية حيث يكون للسنوات الشحيحة انعكاس سلبي على نوعية المياه خاصة في‬
‫الجزاء الجنوبية من نهري دجلة والفرات حيث تزداد نسبة تراكيز الملوثات‪.‬‬
‫‪ .4‬التزايد السكاني وما يرافقه من توسع في المشاريع والخدمات مما يعني زيادة المخلفات التي‬
‫تطرح الى النهار‪.‬‬
‫‪ .5‬درجة الوعي البيئي لدى المواطنين ومدى تطبيق القوانين للمحافظة على نوعية المياه‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم تلوث المياه عادة الى ثلثة اقسام هي‪ ..‬التلوث الناتج عن المصادر الملوثة ويكون ذا‬
‫طبيعة سمية تؤثر بشكل مباشر على الحياء عن طريق الغذاء ‪ ،‬والتلوث الذي يؤثر على التركيب‬
‫الضوئي والتنفس وملوثات اخرى تؤثر على النظام البيئي وتضر به كالمبيدات الزراعية‪.‬‬

‫اهم المتغيرات التي يجب أخذها بالعتبار‬


‫‪ .1‬الدالة الحامضية )‪ (ph‬وهو المؤشر الرئيسي لتجاه التفاعل في المحلول)‪ 5 -1‬يعتبر المحلول‬
‫حامضيا و ‪ 14 – 8‬قاعديا ( الذي يحدد اتجاهات التأكسد والختزال وهذه الدالة مهمة جدا لمعرفة‬
‫امكانيات تفاعل مياه المصدر المائي مع الملوثات الملقاة اليه او مع محاليل التربة التي يمر بها‬
‫النهر او المياه الجوفية التي تتسرب اليه‪.‬‬
‫‪ .2‬الحاجة البايولوجية للوكسجين )‪ (Bod5‬وتعد مقياسا لكمية الوكسجين اللزمة للبكتريا لكسدة‬
‫الفضلت هوائيا الى ثاني اوكسيد الكاربون وماء وهو مؤشر على وجود حالة التلوث العضوي‬
‫لمياه المصدر المائي‪.‬‬
‫‪ .3‬الكبريتات )‪ (SO4‬والكلوريدات )‪ .(Cl‬وتتأتى من مصادر متعددة منها مياه الصرف والمياه‬
‫الصناعية ‪.‬‬
‫‪ .4‬الملح الصلبة الذائبة )‪ (T.D.S‬وهو مقياس مدى تملح المياه كونه يمثل المقدار الكمي‬
‫لمجموع جذور املح الكلوريدات والكبريتات والكاربونات ومن خلله تحدد استعمالت المياه‬
‫للغراض المدنية او الزراعية او الصناعية‪.‬‬

‫انواع الملوثات المؤثرة على البيئة‬


‫تعتمد انواع الملوثات وتركيزها الى حد بعيد على نوعية الصناعة وعمليات النتاج وهي بصورة‬
‫عامة تشتمل على ‪ -:‬السيانيد ومصدرها الصناعي المياه الصناعية المصرفة ‪ ،‬تنظيف المعادن‬
‫وصمامات الطلء الكهربائي ‪ .‬الفلوريد ومصدره المصانع الكيمياوية ومصانع السمدة والسيراميك‬
‫والزجاج ‪ .‬الكلوريدات والكبريتات ومصدرها الفضلت البشرية والحيوانية والصناعات الجلدية‬
‫والنفطية وصناعة المطاط ‪ .‬الرصاص ومصدره صناعة البطاريات ‪ ،‬المطاط ‪ ،‬الطلء ‪،‬‬
‫الصباغ ‪ ،‬الصناعات الكهربائية ‪ ،‬وتصاريف المياه الصناعية التي تحتوي على تراكيز عالية من‬
‫الكبريتات ‪ .‬وملوثات اخرى مثل الزرنيخ ‪ ،‬النحاس ‪ ،‬الزئبق ‪ ،‬الكروم ‪ ،‬الحديد ‪ ،‬اللمنيوم ‪،‬‬
‫المونيا ‪ ،‬الكالسيوم ‪ ،‬المغنسيوم‪.‬‬

‫دراسة ميدانية‬
‫تم اختيار بعض المنشآت الصناعية التي تتميز بسعتها النتاجية وضخامة التصريف وتم العتماد‬
‫على اخر زيارة واحدث تحليل اجري من قبل دائرة بيئة بغداد ودائرة شؤون المحافظات ومركز‬
‫التحاليل البيئية واظهرت الدراسة ان اكثر المشاريع الصناعية تلويثا للمصادر المائية في بغداد‬
‫هي‪..‬‬
‫‪ .1‬مديرية محطة كهرباء الدورة ‪ .‬وجهة التصريف‪ ..‬المياه الصناعية الى المجاري ومياه التبريد‬
‫والصرف الصحي الى النهر‪.‬‬
‫‪ .2‬مديرية محطة كهرباء جنوب بغداد ‪ .‬جهة التصريف‪ ..‬مياه حوض التصفية وحوض التعادل‬
‫تصرف الى النهر والمياه المصرفة من حوض فصل الزيوت تصرف الى المجاري‪.‬‬
‫‪ .3‬شركة الصمود للصناعات الفولذية ‪ .‬جهة التصريف‪ ..‬الى مبزل السحاقي ثم الى النهر‪.‬‬
‫‪ .4‬مصفى الدورة ‪ .‬جهة التصريف الى النهر‪.‬‬
‫‪ .5‬الشركة العامة للصناعات الكهربائية‪/‬معمل المصابيح الكهربائية‪/‬التاجي ‪ .‬جهة التصريف الى‬
‫مبزل الصقلوية ثم الى المصب العام‪.‬‬
‫‪ .6‬شركة نصر العامة للصناعات الميكانيكية ‪ .‬جهة التصريف الى مبزل السحاقي ثم النهر‪.‬‬
‫‪ .7‬شركة الزوراء العامة ‪ .‬جهة التصريف الى النهر‪.‬‬
‫‪ .8‬معمل البان ابي غريب ‪ .‬جهة التصريف الى قناة ‪ 42‬ثم المصب العام‪.‬‬

‫اما اكثر المشاريع تلويثا للمصادر المائية في المحافظات فكانت معمل حرير السدة ونسيج الحلة‬
‫ومعمل البان القادسية وبيبسي القادسية ومصانع تعليب ديالى ومعمل نسيج الديوانية ومحطة كهرباء‬
‫الناصرية والشركة العامة للصناعات الورقية ومحطتا كهرباء الهارثة والنجيبية والشركة العامة‬
‫للصناعات البتروكيمياوية والشركة العامة لصناعة السمدة الجنوبية‪/‬البصرة ‪ .‬ومعمل الغزل‬
‫والنسيج ومصفى القيارة ومعمل دباغة الشمال ومعمل ادوية نينوى ‪ .‬ومحطة بيجي‬
‫الحرارية‪/‬صلح الدين‪.‬‬
‫ومن خلل دراسة المشاريع الصناعية آنفا يتبين ان مصانع تعليب ديالى ومعمل البان ابي غريب‬
‫هي اكثر المشاريع الصناعية ملوثة للمصادر المائية اذ تكررت مخالفاتها للمحددات البيئية‬
‫للمتغيرات )‪ (SO4,PH,BOD5‬حيث يتم تصريف جميع مخلفات الولى السائلة الى اراض‬
‫زراعية ثم الى مبزل ينتهي بنهر ديالى مباشرة دون اية معالجة كيمياوية او بايولوجية للمياه‬
‫المصرفة التي تبلغ كميتها بحدود ‪ 150‬مترا مكعبا‪ /‬يوم ‪ .‬ويتم تصريف مخلفات الثاني الى قناة ‪24‬‬
‫ثم الى المصب العام دون معالجة‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫‪ .1‬التنسيق مع وزارة الصناعة على ضرورة توفير وحدات معالجة كفوءة للنشطة الصناعية التي‬
‫تطرح مخلفاتها الى البيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬اجراء الكشف الموقعي واعداد تقرير مفصل بالتنسيق مع وزارتي الصناعة والبيئة على معمل‬
‫البان ابي غريب ومعمل تعليب ديالى واعداد مشروع استرشادي لنشاء محطة معالجة لهذين‬
‫النشاطين ومفاتحة الجهات المانحة والمنظمات الدولية للحصول على تمويل لهذا المشروع‪.‬‬
‫‪ .3‬اعداد تقرير موسع لتحديد اكثر صناعة ملوثة للبيئة من خلل دراسة المصانع والمنشآت ذات‬
‫التصاريف الملوثة وللعراق كافة‪.‬‬
‫المؤتمر البيئي الول في اربيل‬
‫عودة الى عناوين المجلة‬

‫من موفد المجلة‪ :‬يحيى محمد راضي‬

‫انعقد في محافظة اربيل المؤتمر البيئي الول للفترة من ‪ 30 – 29‬آذار‪ /‬مارس الماضي ونظمته جمعية )معا‬
‫من اجل حماية النسان والبيئة( بالتعاون مع منظمة السلم الخضر في اقليم كردستان تحت شعار حملة السنة‬
‫الخضراء ‪.2006‬‬
‫وافتتح السيد نوزاد هادي محافظ اربيل اعمال المؤتمر بكلمة اعتبر فيها انعقاده بانه يمثل روح التحدي من اجل‬
‫المساهمة في بناء العراق وتأسيس بيئة عراقية سليمة ونظيفة‪.‬‬
‫ثم القى الدكتور دلشاد كنجو رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر كلمة بالمناسبة تلته الخبيرة سعدية فليح رئيسة‬
‫جمعية )معا من اجل حماية النسان والبيئة( التي اعتبرت فيها البيئة بانها تمثل الحياة بالنسبة لنا وهي اعظم‬
‫ذخيرة لحفادنا معربة عن المل في انطلق التعاون بين المعنيين بشؤون البيئة وبما يجعل بلدنا في الصف‬
‫الول مع الدول التي تنشد التقدم والحرية‪.‬‬
‫وفي كلمته التي القاها السيد انور عبد ال رئيس منظمة السلم الخضر في اقليم كردستان اكد على مسؤولية‬
‫الجميع لتطوير وبناء كردستان العراق وكل بلدنا الموحد الفيدرالي ‪ ..‬مشيرا الى ماتعرضت له بيئة المنطقة من‬
‫دمار شامل وتدمير لبنيتها التحتية جراء الحروب وقتل الحيوانات وقطع الشجار وحرقها‪.‬‬
‫ثم القى الدكتور بهرام خضر مولود وكيل وزارة الزراعة والري في اقليم كردستان كلمة استعرض فيها الواقع‬
‫البيئي للمنطقة وماتعرضت له البيئة هناك من تدمير للقرى والعيون والجداول المائية وحرق الغابات وقتل‬
‫الحيوانات البرية والنسان ‪.‬‬
‫بعدها القى كل من الدكتور نبيل سعدون طه العذاري من جمعية معا من اجل حماية النسان والبيئة والدكتور‬
‫المهندس الكيمياوي مصطفى مرادي محاضرتين عن واقع بيئة العراق وادارة النفايات في اقليم كردستان على‬
‫التوالي‪.‬‬
‫جرى بعد ذلك تنظيم جلسات صباحية ومسائية على مدى يومين شملت القاء محاضرات من قبل عدد من‬
‫الباحثين واساتذة الجامعات والمختصين تمحورت حول )ادارة المياه ‪ ،‬التصحر والملوحة ‪ ،‬العلم ‪ ،‬والتعليم‬
‫البيئي ‪،‬التلوث الصناعي ‪ ،‬التنوع الحيائي ‪ ،‬التسويق الخضر ‪ ،‬التشريعات البيئية ‪ ،‬تلوث الهواء ‪ ،‬وادارة‬
‫النفايات(‪.‬‬
‫واشتملت مساهمة وزارة البيئة على اثني عشر بحثا غطت هذه المحاور من بين زهاء ‪ 45‬بحثا القاها باحثون‬
‫واكاديميون يمثلون وزارات العلوم والتكنولوجيا ‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬السكان والتعمير ‪ ،‬العمل والشؤون‬
‫الجتماعية ‪ ،‬اضافة الى جامعات بغداد وصلح الدين والبصرة والنبار والجامعة التكنولوجية وممثل عن‬
‫محافظة السليمانية وعدد من منظمات المجتمع المدني ‪.‬‬
‫وفي ختام اعمال المؤتمر اصدر المؤتمرون عددا من التوصيات كان من اهمها‪ ..‬اعداد مسودة متكاملة‬
‫للتشريعات البيئية الجديدة وعرضها للمناقشة من قبل منظمات المجتمع المدني ذات الصلة والجامعات والمراكز‬
‫البحثية وفتح مجالت المناقشة للبند المتعلق بالبيئة في الدستور العراقي الجديد واعتماد الساليب التطبيقية في‬
‫ادخال المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية للمراحل كافة ومناشدة وسائل العلم لتخصيص مساحات كافية‬
‫لنشر الوعي البيئي والسراع بتشكيل لجنة متخصصة لوضع المحددات والمعايير لملوثات الهواء واستحداث‬
‫مركز ستراتيجي لدراسات المياه وانشاء صندوق وطني لدعم البيئة وانشاء وصيانة المحميات باعتبارها ثروة‬
‫وطنية وسياحية على غرار محمية )برزان( في اقليم كردستان ‪.‬‬
‫وفي لقاء اجرته )البيئة والحياة( على هامش المؤتمر مع الخبيرة المهندسة سعدية فليح حسون رئيسة جمعية‬
‫)معا من أجل حماية النسان والبيئة( المنظمة للمؤتمر ‪ ..‬قالت ان هذه الفعالية تشكل نقطة للتعاون والتنسيق بين‬
‫المنظمات والجهات الكاديمية وكل الناشطين في مجال البيئة لوضع ستراتيجيات تحسين الواقع البيئي وفق‬
‫المحاور التي تناولها المؤتمر ووضع آليات التنسيق مع اجل بيئة انظف واجمل ‪ ..‬مضيفة بان التوصيات موجهة‬
‫لغرض تفعيلها من قبل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة لتقديم الدعم للمشاريع‬
‫على هذا الصعيد‪.‬‬
‫كما اعتبر الدكتور نبيل العذاري)جمعية معا( والستاذ المحاضر لطلبة الدراسات العليا في المعهد العالي‬
‫للدراسات المالية والمحاسبية بجامعة بغداد ان الساس في ذلك ينطلق من ايجاد منبر علمي يعتمد ستراتيجيات‬
‫وطنية شاملة للنظر في المشكلت البيئية ووضع نقاط انطلق واعدة لتوحيد الراء والصوات وتكوين‬
‫مجموعات ضغط وطنية يمكن ان تفعل شيئا ازاء المشكلت والتداعيات والتطلعات البيئية خصوصا ان المؤتمر‬
‫ينعقد قبل تشكيل الحكومة والتئام المجلس الوطني لمناقشة الدستور ومحاولة تضمينه المزيد من التطلعات البيئية‬
‫المستقبلية على المدى البعيد‪.‬‬
‫هذا وقد حضر المؤتمر وكلء وزارات المالية والزراعة والري والصحة في اقليم كردستان وعدد من‬
‫المختصين والباحثين في مجال البيئة وجمهور من المهتمين بالشأن البيئي‪.‬‬

‫وحول صعوبة الوضع الحالي الذي تعيشه البيئة العراقية والناجم عن الحروب والهمال والتعسف غير المسوغ‬
‫في استخدام الموارد البيئية ‪ ،‬وقلة الوعي البيئي لدى المواطن وغياب التشريعات والقوانين التي تمنع التجاوزات‬
‫والساءات التي تتعرض لها البيئة في العراق اجرت مجلة )البيئة والحياة( لقاءات مع عدد من الساتذة‬
‫والمختصين والباحثين المهتمين بالشأن البيئي على هامش المؤتمر البيئي الول الذي انعقد في اربيل للفترة من‬
‫‪.30/3/2006 – 29‬‬
‫فقد اكد الدكتور نوري حسن – رئيس قسم البايولوجي في كلية العلوم بجامعة السليمانية ان احدى الدعائم التي‬
‫يستند عليها أي مجتمع مدني صحي هي البيئة ‪ ،‬كما ان المشكلت البيئية واجراء اصلحات بيئية مرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بالسلم والسلم لذلك فأن تطلعاتنا كبيئيين هو ان يكون العراق بأمن وسلم حتى نتخلص من اثار‬
‫الدمار في كل النواحي ويتم تفعيل التوصيات والقرارات الهادفة الى خلق وتأسيس بناء بيئي صحي سليم‬
‫ونظيف‪.‬‬
‫ووصف الدكتور ميثم عبد ال سلطان من وزارة العلوم والتكنولوجيا ‪ /‬دائرة المواد الخطرة وبحوث البيئة‪ ..‬ان‬
‫البيئة في العراق متدهورة من خلل انتشار ملوثات الهواء والمياه بسبب عدم الرقابة على المطروحات‬
‫خصوصا النواتج المطروحة من القطاع الصناعي وكذلك الناتج عن المركبات بسبب رداءة الوقود ونوعية‬
‫محركات السيارات المستهلكة ‪ ..‬مضيفا بان الفكار لتحسين الواقع البيئي في العراق موجود بشكل عام لكن‬
‫يجب ان يكون هناك تعاون بين كل المؤسسات المعنية ‪ ،‬ومن السهولة تطبيق استخدام التقنيات الحديثة لتحسين‬
‫البيئة من خلل انشاء محطات مراقبة لتلوث الهواء وتحسين نوعية المياه وكذلك تحسين التربة ‪ ،‬كي نساهم‬
‫جميعا في النهوض بالواقع البيئي‪.‬‬
‫ودعا الباحث مصطفى سامي فداغ – من القسم البيئي في مركز علوم البحار بجامعة البصرة الى ما أسماه بردع‬
‫المسيئين ووقف النفلت الخلقي في التعامل مع البيئة من خلل التشريعات البيئية وانطلق حملة للتوعية‬
‫والرشاد البيئي بدءا من رياض الطفال والمرحلة البتدائية صعودا الى الجامعات حتى نغرس في النفوس‬
‫معاني البيئة واخلقيات التعامل معها ‪ ،‬مشددا على ضرورة العمل ل بيد واحدة وانما بأيد متعددة أي من قبل‬
‫جميع المهتمين بالشأن البيئي من دوائر وجامعات ومراكز ابحاث ومنظمات المجتمع المدني وبروح الفريق‬
‫الواحد لحماية البيئية‪.‬‬
‫اما الدكتور فارس جاسم محمد المارة استاذ الكيمياء البيئية في مركز علوم البحار بجامعة البصرة فأعتبر ان‬
‫تزايد الضغط على البيئة من حيث تزايد السكان واتساع الصناعة ادى الى زيادة نسب التلوث في المياه‬
‫بالملوثات من مخلفات البشر والصناعة والزراعة ومرافق الحياة الخرى ‪ .‬ومن بين هذه الملوثات التي تؤثر‬
‫سلبا في نوعية المياه هي المركبات الهايدروكاربونية النفطية التي تصل الى البيئة المائية بطرق متعددة اخطرها‬
‫اساليب نقل منتجات النفط بطرق غير صحيحة مما ينعكس سلبا على الكائنات الحية التي توجد في هذه البيئة‬
‫مثل السماك والروبيان والقواقع ‪ ..‬مضيفا بأن الملكات المتخصصة في الدوائر العلمية بالجامعة ومنها مركز‬
‫علوم البحار تسعى للحد من انتشار هذه الملوثات وصول الى افضل الطرق لمعالجتها وتخفيف الضرر الناجم‬
‫عنها‪.‬‬
‫ووصف الدكتور عبد الحسين مهدي الجبوري – معاون عميد كلية الصيدلة بالجامعة المستنصرية ‪ ،‬وصف‬
‫البيئة بأنها البيت الساسي للنسان ولجميع المخلوقات والكائنات الحية وان تأثيرها على النسان اخطر من أي‬
‫شيء لن أي تلوث في الهواء او الماء او التربة او أي جزء من اجزاء البيئة سيترك ضررا بالغا بصحة وحياة‬
‫النسان ‪ ..‬مضيفا بان جميع المواد الكيمياوية لها تأثير متباين في سميته وتأثيراته المميتة على النسان ومن هذا‬
‫المنطلق جاء اهتمامنا بالموضوع البيئي حتى نضع ما يمكن وضعه من حلول ومقترحات وبحوث مستقبلية‬
‫للمحاولة في تقليل التلوث البيئي وتحسين الوضاع التي يمكن ان تقلل من حالت الصابة بالمراض المختلفة‬
‫ومن بينها سوء استخدام الدوية أي بدون وصفة طبية وانتهاء عمرها الفتراضي والخزن والتصرف غير‬
‫الصحيح بها من قبل الباعة المتجولين مما يقتضي تشديد الرقابة على مثل هذا الستخدام غير الصحيح‪.‬‬
‫وتناول الدكتور عبد صالح فياض الدليمي – مدير مركز دراسات الصحراء بجامعة النبار مشكلة التصحر‬
‫معتبرا اياها بانها آفة تهدد شعوب العالم ‪ ،‬وان العالم كله مهتم بهذا الموضوع الذي يعني بمفهومه البسيط‬
‫انخفاض قدرة انتاجية الرض من خلل العوامل التي تؤثر عليها مثل عوامل التعرية والتغييرات المناخية‬
‫والعامل البشري مما يتسبب في تقلص الراضي الزراعية وتحولها الى اراض صحراوية وغير منتجة في وقت‬
‫يعيش العالم ما يمكن تسميته بحرب الغذاء لذلك ينبغي ان نكون جادين في محاربة كل انواع التصحر ومنها‬
‫زحف الكثبان الرملية والتملح والتغدق وغيرها وايجاد الحلول السريعة التي تحتاج الى تظافر كل الجهود من‬
‫كل الوزارات المعنية ) الزراعة ‪ ،‬البيئة ‪ ،‬الموارد المائية‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي( لوضع افضل‬
‫السبل لمكافحة هذه الفة البيئية الخطيرة ‪.‬‬
‫وتناول الدكتور عادل شريف العبيدي المدرس في قسم الهندسة الكيمياوية بالجامعة التكنولوجية – عضو مركز‬
‫الطاقة والوقود – في حديثه الملوثات التي تطرح الى البيئة ومنها المواد المتخلفة من المشتقات النفطية الثقيلة‬
‫والملوثات الغازية الثقيلة المتحررة عن حرق هذه المشتقات وخطورة ذلك على صحة النسان والبيئة ‪ ..‬كما‬
‫اشار الى تلوث المياه الناجم عن طرح كميات هائلة من المخلفات السائلة والصلبة من المصافي الى نهري دجلة‬
‫والفرات وكذلك قيام البعض بالقاء الزيوت المستهلكة من السيارات في مجاري تصريف المياه مما يؤدي الى‬
‫تلوث مياه المجاري وتكوين ما يشبه المستحلبات النفطية التي يصعب فصلها بالطرق التقليدية العتيادية ‪..‬‬
‫مشددا على اهمية نصب منظومات معالجة للمياه خاصة لكل نوع من الملوثات للتقليل او الحد من التلوث لهذه‬
‫المواد السامة وجعلها ضمن المعايير القياسية المسموح بها دوليا‪.‬‬
‫ونوه المهندس وضاء صبيح محمد سعيد – مدير قسم السلمة المهنية والبيئة – في وزارة العمار والسكان‬
‫بالتعاون والتنسيق القائم بين وزارته ووزارة البيئة في ما يخص حماية البيئة من المخلفات والنفايات الملوثة‬
‫والمشعة الناتجة عن العملية النتاجية لمشاريع ومعامل الوزارة والطلع على التقييم البيئي للمواقع الملوثة في‬
‫العراق من خلل التقارير البيئية التي لها صلة بالمشاريع المستقبلية ‪ ..‬مشيرا الى قيام الوزارة بتزويد وزارة‬
‫البيئة خلل العوام الثلثة الماضية بانواع وكميات مخلفات العملية النتاجية لمعامل ومشاريع الوزارة لتخاذ‬
‫ما يقتضي بصددها والتخلص منها بشكل صحيح وغيرها‪.‬‬
‫وقال المهندس وضاء صبيح‪ ..‬نسعى ان نشارك وزارة البيئة بمشروعات مشتركة في التحري والكشف على‬
‫المناطق الساخنة بهدف زيادة المعرفة وتبادل الخبرات ‪ ..‬معربا عن المل بان تأخذ وزارة البيئة دورا اكبر‬
‫واوسع في عقد المؤتمرات والندوات واقامة الدورات والمعارض وتعميم ذلك على قطاعات الدولة كافة بهدف‬
‫نشر الوعي البيئي وزيادة الخبرات والعمل على اصدار التشريعات الكفيلة بالنهوض بالواقع البيئي لبلدنا‪.‬‬
‫من جانبه اكد الدكتور علي كريم محمد معاون مدير قسم البيئة في دائرة التخطيط والمتابعة بوزارة الزراعة ان‬
‫البيئة تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام المجتمعات الحديثة وهناك احزاب في اوربا وصلت الى السلطة من خلل‬
‫موضوع البيئة الذي تتبناه ‪ ،‬لذلك نحن في العراق احوج ما نكون فيه الى منظمات ومؤسسات تتبنى موضوع‬
‫البيئة والتصدي لحالت التلوث التي يعاني منها الواقع البيئي في بلدنا ‪ ..‬مضيفا بانه يجب ان نبدأ من داخل‬
‫بيوتنا واسرنا بتعليم اولدنا على كيفية المحافظة على البيئة ابتداء من المنزل ثم الشارع ثم المدرسة كما انه من‬
‫الضروري جدا ان يكون هناك تنسيق مشترك بين مؤسسات الدولة التي تعنى بشؤون البيئة ومنظمات المجتمع‬
‫الخرى وبما يساهم في خلق بيئة عراقية نظيفة ‪ ..‬قائل )احب ان اطرح مثال بسيطا عن لجان انعاش الهوار‬
‫حيث توجد مراكز في عدة وزارات لهذا الغرض ولكن ل يوجد تنسيق جدي وفعال في ما بين هذه المراكز‬
‫سواء اكان ذلك على الصعدة المادية او الفنية او على صعيد الجتماعات المشتركة بينها‪.‬‬
‫تلوث البيئة الناتج عن المطروحات السائلة لمحطات توليد الطاقة‬
‫الكهربائية‬
‫اعداد‪ :‬المهندس الكيمياوي محمد احمد نجم الدين البرزنجي‬
‫دائرة التخطيط والمتابعة الفنية‪/‬وزارة البيئة‬

‫تعد محطات توليد الطاقة الكهربائية والحرارية من النشطة الملوثة للمصادر المائية التي تنشأ‬
‫بقربها تلك المحطات اذ تتعرض هذه المصادر الى تغيير مفاجىء بدرجات حرارتها نتيجة طرح‬
‫المياه الساخنة اليها‪.‬‬
‫وتتمثل مظاهر التلوث الناتجة عن اشتغال هذه المحطات على المصادر المائية بالتي‪:‬‬

‫‪ .1‬التلوث الناتج عن تصريف المياه الصناعية )الداخلة لوحدات المبخرات(‪:‬‬


‫تضاف الى احواض الترسيب والتخثير مواد الشب)‪ (A12(So4)3‬ومادة )‪ (lime‬في حين‬
‫تضاف العديد من المواد الكيمياوية في وحدات ازالة الملح كالحوامض والقواعد المستخدمة في‬
‫اعادة تنشيط وحدات ازالة الملح‪ .‬وهناك العديد من المواد الكيمياوية المستعملة في السيطرة على‬
‫نمو الشنات والبكتريا للسيطرة على التآكل في النابيب الناقلة وتتخلف عن هذه الوحدات مياه يتم‬
‫طرحها للمصادر المائية تتضمن نسبة املح عالية ومواد عالقة ومياه حامضية او قاعدية كما‬
‫تضاف مواد لعادة تنشيط المبادلت اليونية ومواد كيمياوية مانعة للتآكل ومواد مسيطرة على نمو‬
‫الكائنات الحية واخرى مضادة للكسدة‪ ..‬وجميع هذه المواد لها تأثيرات سلبية على المصدر المائي‬
‫منها تأثيرات على الحياء المائية او على مواصفات مياه المصدر الذي سيستخدم لحقا كماء خام‬
‫مجهز لمحطات تصفية المياه لغراض الشرب‪.‬‬

‫‪ .2‬التلوث الحراري‪:‬‬
‫نظرا للكميات الكبيرة من المياه الساخنة المطروحة للمصدر المائي فان ذلك قد يؤدي الى رفع‬
‫درجة حرارة المصدر بضع درجات مسببة خلل في التوازن الفيزياوي والكيمياوي والبايولوجي‬
‫لهذا المصدر‪ ..‬وليمثل التلوث الحراري اضافة اية مادة جديدة للماء بل هو اخلل بموازين الطاقة‬
‫للمصدر ويمكن ان يكون لهذا الخلل تأثير سيء جدا خاصة في البلدان التي تكون معدلت درجة‬
‫حرارتها عالية كالعراق‪ .‬فمن حيث التأثير الفيزياوي فان ارتفاع درجة حرارة المصدر المائي يؤثر‬
‫على كل خصائصه تقريبا كالكثافة والشد السطحي وذوبان وانتشار الغازات في الماء واللزوجة‪..‬‬
‫ومن حيث التأثيرات الكيمياوية فان سرعة التفاعل الكيمياوي تعتمد على عدة عوامل من اهمها‬
‫درجة الحرارة وعلى العموم فان سرعة التفاعل تتضاعف كل عشرة درجات مئوية‪ ..‬اما التأثيرات‬
‫البايولوجية فان المطروحات الساخنة على المنظومة البايولوجية الموجودة في المصدر تؤثر عن‬
‫طريق الخلل بعمل النزيمات المختلفة او عن طريق اتلف التركيب البروتيني للكائنات الحية لذا‬
‫فان تعرض الحياء لحرارة عالية يؤدي الى تغييرات في معدلت التكاثر والتنفس والنمو وقد يؤدي‬
‫الى موت هذه الحياء‪.‬‬

‫‪ .3‬التلوث الناتج عن تسربات الدهون والوقود‪:‬‬


‫تتميز هذه المحطات بكثرة استخدامها للوقود وهناك احتمال لتسرب نفطي الى المصادر المائية‬
‫خاصة في حال كون انبوب تجهيز الوقود يمر بمحاذاة النهر كما ان مطروحات المحطات تتضمن‬
‫احتواءها على الزيوت والشحوم التي تستخدم في تزييت المحركات والمضخات ‪.‬‬
‫‪ .4‬التلوث الناتج عن طرح مياه الصرف الصحي‪:‬‬
‫يتولد عن المجمعات السكنية المقامة للعاملين في هذه المحطات تصريف مياه صرف صحي ومياه‬
‫غسيل جراء النشاط السكاني في هذه المجمعات وتتميز هذه المياه باحتوائها على مواد عضوية‬
‫ونتروجينية وفوسفاتية‪.‬‬

‫وسائل السيطرة على المخلفات المطروحة‪:‬‬


‫‪ .1‬يجب معالجة المياه الصناعية ومياه الصرف الصحي والدهون والشحوم قبل طرحها للمصادر‬
‫المائية عن طريق توفير وحدة لقانصات الدهون لعزلها عن المياه الملوثة الخرى وكذلك توفير‬
‫احواض خاصة لعزل المياه المتخلفة عن وحدات ازالة الملح مع توفير وحدة معالجة بيولوجية‬
‫لزالة الحمل العضوي وتقليل نسبة الحاجة البايولجية للوكسجين )‪ (BOD‬والحاجة الكيمياوية له)‬
‫‪ (COD‬مع توفير وحدة معادلة متضمنة اضافة حامض او قاعدة حسب مواصفات المياه الصناعية‪.‬‬

‫‪ .2‬معالجة التلوث الحراري بتوفير نظم تبريد تراعي موقع المحطة والعامل القتصادي‪.‬‬
‫‪ .3‬معالجة الشوائب الموجودة في المياه الخام كالشنات والملح باضافة الكلور والسيطرة على‬
‫الكائنات المجهرية ومواد كيمياوية لمنع التكلس والسيطرة على تآكل السطوح المعدنية‪.‬‬

‫المقترحات‪:‬‬
‫‪ .1‬قيام المحطات باتخاذ الجراءات الكفيلة لتبريد المياه المتخلفة عنها الى النهر نظرا لموسم شحة‬
‫المياه والجفاف الشديد الذي يشهده العالم والمنطقة العربية خصوصا‪.‬‬
‫‪ .2‬توعية العاملين في وحدات معاملة المياه الصناعية بضرورة ترشيد استهلك المواد الكيمياوية‬
‫المستخدمة في معاملة المياه والمواد المضافة لبراج التبريد‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير وحدات معالجة متكاملة للمطروحات الصناعية مع انجاز وحدة تبريد مغلقة توفيرا‬
‫لصرفيات المياه والطاقة‪.‬‬
‫‪ .4‬قيام المراكز والجهات البحثية بايجاد بدائل للمواد الكيمياوية المضافة تكون اقل سمية من المواد‬
‫الحالية‪.‬‬
‫تقييم معالجة النفايات الصناعية المتخلفة في معامل الدوية الهلية في‬
‫العراق‬
‫اعداد‪ :‬المهندس حيدر محمد عيسى ‪ -‬دائرة التخطيط والمتابعة الفنية ‪ -‬وزارة البيئة‬

‫تم اختيار ثلثة مواقع صناعية دوائية كنماذج اساسية لجراء الدراسة عليها والتي تحتوي تقنيات‬
‫انتاجية مختلفة تتكرر في معامل الدوية الخرى التي لم تشملها الدراسة اذ ان الصناعة الدوائية‬
‫العراقية في القطاع الخاص تتشابه في تقنياتها النتاجية ويعد اغلبها صغيرا او متوسط الحجم‬
‫مقارنة بكمية ونوعية النتاج بالقطاع الحكومي او المعامل الدوائية العربية والجنبية‪.‬‬
‫وتتكون النفايات الصناعية خلل النتاج نتيجة لعمليات التنظيف والتعقيم للمعدات الصناعية ومن‬
‫بعض المواد الكيمياوية خلل النتاج نفسه وبعض النواتج غير المطابقة للمواصفات المعتمدة على‬
‫وجه العموم وفي بعض عمليات المزج لخلئط الدقائق الصلبة فان هناك غبارا من هذه الدقائق‬
‫الداخلة في مكونات الدوية نفسها يتولد في حيز معين ضمن المعمل ويترسب على الرضيات‬
‫والمناطق الخرى في حالة عدم وجود وسيلة معينة للتقاطه اثناء العملية الصناعية واعادته الى‬
‫المعدات مما يوجد كلف تنظيف وخسارة في كلف المواد الصيدلنية نفسها‪ .‬اما النفايات السائلة فهي‬
‫مياه الغسل للقواطع النتاجية في المعمل بعد انتهاء الدورة النتاجية الواحدة والتي يمكن احتواؤها‬
‫على مواد كيمياوية مختلفة مثل املح ل عضوية وسكريات ومكونات اخرى للدوية المنتجة في‬
‫المعامل‪ .‬في حين تتولد النفايات الغازية من ابخرة المذيبات الطيارة خلل العملية النتاجية ونواتج‬
‫احتراق الوقود خاصة في المولدات الكهربائية‪.‬‬

‫الخطوات العملية لتقييم معالجة النفايات المتخلفة في هذه المعامل‬


‫ان اغلب معامل الدوية في العراق تتشابه في خصائصها الفنية والنتاجية وعليه تم اخذ ثلثة‬
‫معامل اهلية كنماذج للدراسة اختيرت استنادا لحتوائها على خطوط انتاجية مماثلة لغلب معامل‬
‫الدوية الهلية في العراق حسب المعلومات المتوفرة لدى دائرة بيئة بغداد ودائرة شؤون‬
‫المحافظات بوزارة البيئة وهذه المعامل هي مصنع المشاط لنتاج الدوية والمستحضرات‬
‫الصيدلنية الكائن في المنطقة الصناعية بالوزيرية ومصنع وادي الرافدين لنتاج الدوية في‬
‫المنطقة الصناعية في بوب الشام ببغداد ومصنع ادوية الموصل في قضاء تلكيف بمحافظة نينوى‪.‬‬
‫وقد وجدنا ان النفايات المتخلفة في هذه المواقع تصنف الى ‪..‬‬
‫‪ -1‬نفايات صلبة تتوزع على نفايات بلستيكية بنسبة ‪ ، %25‬نفايات ورقية وكارتونية ‪، %35‬‬
‫نفايات زجاجية ‪ ، %20‬نفايات اللمنيوم ‪ %15‬ومواد اولية صيدلنية تالفة او ادوية منتجة غير‬
‫مطابقة ‪ . %50‬وتم احتساب نسب وكميات هذه النفايات على اساس معدل وزني لكل معمل من‬
‫هذه المعامل ثم اخذ المعدل للمعامل الثلثة‪.‬‬
‫‪ -2‬نفايات سائلة تشمل نفايات مياه الغسل العادية للقاعات ونسبتها ‪ ، %45‬نفايات محاليل المذيبات‬
‫المستخدمة في تعقيم المعدات ‪ ، %5‬مواد اولية صيدلنية تالفة او ادوية منتجة غير مطابقة‬
‫للمواصفات ‪ %2‬ونفايات الصرف الصحي العادية ‪ . %48‬وقد تم حساب هذه النسب والكميات‬
‫على اساس معدل حجمي لكل معمل من هذه المعامل ثم اخذ المعدل للمعامل الثلثة‪.‬‬
‫‪ -3‬نفايات غازية تشمل ابخرة المذيبات الناتجة من عمليات التجفيف المنبعثة الى الهواء الجوي‬
‫ونسبتها ‪ ، %15‬دقائق صلبة متطايرة اثناء العمليات النتاجية داخل قاعات النتاج للمواد‬
‫الصيدلنية مثل المزج والطحن ونسبتها ‪ %25‬وغازات منبعثة الى الهواء الجوي ناتجة عن‬
‫احتراق الوقود في البويلرات والمولدات الكهربائية بنسبة ‪ %60‬وتم حساب هذه النسب والكميات‬
‫على اساس معدل حجمي لكل معمل من هذه المعامل ثم اخذ المعدل للمعامل الثلثة‪.‬‬

‫الفحوصات والنتائج‬
‫تم سحب نماذج من النفايات الصناعية السائلة المتخلفة من النتاج في المعامل المذكورة وتحليل‬
‫النماذج الخاصة بمعملي المشاط ووادي الرافدين الكائنين في بغداد في مركز التحاليل البيئية التابعة‬
‫لوزارة البيئة في حين تم تحليل النموذج الخاص بمعمل الموصل في المختبر البيئي التابع لمديرية‬
‫بيئة نينوى‪ .‬ومن خلل دراسة نتائج الفحوصات الكيمياوية لهذه النماذج لوحظ ان النتائج كانت على‬
‫العموم ضمن الحدود المسموح بها في التشريعات البيئية النافذة للنفايات السائلة التي تطرح الى‬
‫شبكة المجاري العامة في ما يتعلق بمعملي بغداد حيث يتم معالجة النفايات بمعالجات بسيطة‬
‫بمعادلتها ‪ ،‬عدا نسبة الخارصين في معمل وادي الرافدين فهي مرتفعة لكن في معمل الموصل فان‬
‫النفايات السائلة تطرح الى اراض مجاورة ولوحظ من قبل فريق الكشف لبيئة نينوى ان وحدة‬
‫المعالجة متوقفة عن العمل في وقت اجراء الدراسة لذلك كانت نتائج الفحوصات الكيمياوية للمعمل‬
‫اعلى من غيرها‪.‬‬

‫الستنتاجات‬
‫‪ -1‬ان نسب النفايات المذكورة آنفا هي نسب تقديرية بنيت على اساس زيارات متكررة لمواقع‬
‫المعامل واجابات الكوادر العاملة فيها على الستفسارات المطروحة والمعلومات المتوفرة في‬
‫الكشوفات البيئية لهذه المعامل‪.‬‬
‫‪ -2‬ان نسب المواد الصيدلنية التي يتم التخلص منها سواء كانت مواد اولية منتهية الصلحية او‬
‫مواد صيدلنية منتجة غير مطابقة للمواصفات المعتمدة مما يدل على ان المعامل تعمل عند حدود‬
‫انتاجية متدنية‪.‬‬
‫‪ -3‬ان اغلب المياه الصناعية المستخدمة ذات درجة حموضة ضمن الحدود القياسية للمحددات‬
‫البيئية المتبعة لن اغلب المعامل تحتوي على احواض تعادل خاصة بها او لقلة نسب المواد‬
‫الكيمياوية في المياه المستخدمة التي تسبب تغيرا عاليا في درجة الحموضة‪.‬‬
‫‪ -4‬ان تراكيز المكونات في المياه الصناعية المتخلفة في هذه المعامل متغيرة لكن اغلبها يبقى ضمن‬
‫حدود المحددات البيئية المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن اعادة استخدام بعض من محاليل المذيبات المستعملة في عمليات التعقيم للمعدات او غيرها‬
‫بعد اجراء عمليات معالجة لها‪ ..‬كما ان بعض المذيبات يمكن ان تكون قابلة للحتراق وبالتالي‬
‫امكانية حرقها موقعيا لستعمالها كوقود من اجل الحصول على البخار اللزم في البويلرات وبالتالي‬
‫تقليل كلف الوقود والطاقة‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫‪ -1‬ايجاد نظام علمي معين للصيادلة العاملين في معامل الدوية الهلية لتجنب وضع وصفات‬
‫لنتاج انواع معينة من الدوية يمكن ان تتضمن مكونات او استخدام مذيبات غير مرغوب فيها‬
‫لتجنب اثار هذه المواد على البيئة مستقبل‪.‬‬
‫‪ -2‬امكانية اعادة استخدام محاليل المذيبات المستخدمة مثل الكحول من خلل انشاء وحدة معالجة‬
‫مصغرة لها يمكن ان تعتمد على طريقة التقطير لستخلص الكحول‪.‬‬
‫‪ -3‬نصب منظومة فلتر لتقليل تطاير الدقائق الصلبة للمواد الصيدلنية اثناء العمليات النتاجية‬
‫واعادة سحبها الى الخطوط النتاجية لتقليل الخسائر المادية في كلف المواد ومعاملة النفايات‪..‬‬
‫وينصح بوضع اجهزة مراقبة لنسب المواد المنبعثة الى الهواء للسيطرة على النبعاثات بشكل اكثر‬
‫كفاءة‪.‬‬
‫‪ -4‬امكانية استبدال طريقة التجفيف بالحرارة باستعمال وحدات فصل بواسطة الطرد المركزي‬
‫وهذه العملية لتطرح أي ابخرة للمذيبات الى الهواء كما يمكن استرداد كميات الكحول بهذه الطريقة‬
‫لعادة استخدامها مرة اخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬انشاء وحدة معالجة للمياه الصناعية المتخلفة لعادة استخدام الماء في مختلف المنظومات اذا‬
‫كانت كمية المياه فيها كبيرة وامكانية معالجة النفايات المصاحبة بسهولة‪.‬‬
‫‪ -6‬استبدال بعض المواد الداخلة في النتاج والمواد الخام التي تسبب زيادة تكون النفايات الصناعية‬
‫بمواد اخرى اقل تسببا بالتلوث وتراكما للنفايات‪.‬‬
‫‪ -7‬تقليل مصادر التلوث بتطوير الوسائل التقنية في خطوط النتاج اما بتغيير عملية النتاج باخرى‬
‫او اضافة معدات جديدة للخطوط القديمة‪.‬‬
‫‪ -8‬تطوير المهارات التشغيلية لليدي العاملة‪.‬‬
‫‪ -9‬اعادة الستعمال للمواد المستخدمة وتدويرها لتهيئتها للستخدام مرة اخرى اذ ان النفايات‬
‫الصناعية في معامل الدوية قد تحتوي على مكونات يمكن الستفادة منها عند استخلصها مثل‬
‫الحوامض والقواعد والملح ومواد لعضوية ومذيبات‪.‬‬

‫ضمن خطتها لعام ‪.. 2007‬‬

‫وزارة البيئة تعد مشروعا للتوعية البيئية‬


‫كتابة‪ :‬محمد صالح عبد القادر‬
‫تصوير‪ :‬شكري محمود‬

‫اعدت وزارة البيئة مشروعا للتوعية البيئية ضمن خطتها لعام ‪ 2007‬يشمل شرائح المجتمع‬
‫المختلفة )طلبة ‪ ،‬نساء ‪ ،‬مدرسين ‪ ،‬معلمين ‪ ،‬اعلميين( لتخريج قادة محلين في الختصاصات‬
‫البيئية وذلك من خلل التنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫ويغطي المشروع ثماني محافظات هي البصرة ‪ ،‬ذي قار ‪ ،‬القادسية ‪ ،‬واسط ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬اربيل ‪،‬‬
‫نينوى ‪ ،‬النجف بهدف تعميق الوعي البيئي وتنظيم فعاليات على هذا الصعيد تشمل الدورات‬
‫التدريبية وندوات التوعية وعقد لقاءات ومحاضرات واصدار مطبوعات مع توزيع عدد من الجوائز‬
‫والهدايا التقديرية للمشاركين في هذا البرنامج‪.‬‬
‫السيد ثائر شفيق توفيق رئيس فيزياويين مدير قسم التوعية البيئية في وزارة البيئة قال لمجلة )البيئة‬
‫والحياة( ان الدورات التدريبية ضمن هذا المشروع تشمل عددا من المواضيع التي تخص تلوث‬
‫البيئة وهي تلوث الهواء والماء والتربة والتصحر ومخاطر الدايوكسين على النسان والبيئة ‪،‬‬
‫والوزون ‪ ،‬واليدز ‪ ،‬والمخلفات الصناعية ‪ ،‬والتلوث الشعاعي ‪ ،‬والضوضاء ‪ ،‬اضافة الى‬
‫موضوعات تتعلق بالبيئة المدرسية والمنزلية والمناسبات البيئية وحقوق النسان والبيئة ‪ .‬كما سيتم‬
‫التركيز في مجال التوعية البيئية على المشاكل البيئية التي يعاني منها العراق والدور المطلوب على‬
‫عاتق شرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر هذه المشاكل وصول الى تحقيق‬
‫بيئة افضل ‪ .‬مضيفا بانه سيتم طبع عدد من الملصقات الجدارية والكتيبات والكراسات البيئية‬
‫والمدرسية لتوضيح جوانب التوعية البيئية في مختلف المواضيع ذات الصلة ‪ .‬كما سيتم تنظيم‬
‫زيارات ميدانية للمدارس البتدائية والمتوسطة والعدادية والمجالس البلدية المشولة بالمشروع‬
‫لتوسيع دائرة الوعي البيئي وتعزيز الثقافة البيئية بين اوسع شرائح المجتمع هناك‪.‬‬
‫من جانبه اوضح السيد عزيز الخيكاني المدير المناوب لقسم التوعية البيئية ان تنفيذ هذه المشاريع‬
‫وفق خطة الوزارة من شأنه التوصل الى بعض الحلول التي تخفف من حدة المشاكل البيئية التي‬
‫يعاني منها البلد عبر التوصيات العديدة التي سيتم رفعها الى الجهات المعنية اضافة الى الفوائد‬
‫الناجمة عن النشطة والفعاليات الهادفة الى تعزيز الثقافة والوعي البيئي والمتمثلة بتعزيز الجهد‬
‫الجماعي للهتمام بكل ما من شأنه ان يحافظ على البيئة ‪ ..‬مشيرا الى ان هناك افكارا ومقترحات‬
‫كثيرة تهم هذا الجانب الحيوي من خلل اتخاذ الجراءات الكفيلة بتحسين الوضع البيئي ورصد‬
‫المبالغ التي تدعم المشاريع البيئية والتركيز على مشاريع التوعية البيئية والعمل على خلق ملك‬
‫بيئي متخصص في هذا المجال‪.‬‬

You might also like