You are on page 1of 1

‫نص خطبة الخليفة الراشدي الول‬

‫‪).‬أبو بكر الصديق رضي ال عنه(‬


‫أما بعد‪ ،‬أيها الناس‪ ،‬فإني وليت عليكم‪ ،‬ولست بخيركم‪ ،‬فإن أحسنت فأعينوني‪ ،‬وإن أسأت فقوموني‪ ،‬الصدق أمانة‪(،‬‬
‫والكذب خيانة‪ .‬والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح)‪ (1‬عليه حقه إن شاء ال‪ ،‬والقوي منكم الضعيف عندي‪ ،‬حتى‬
‫آخذ الحق منه إن شاء ال‪ ،‬ل يدع قوم الجهاد في سبيل ال‪ ،‬فإنه ل يدعه قوم إل وضربهم ال بالذل‪ ،‬ول تشيع الفاحشة‬
‫في قوم إل عمهم ال بالبلء‪ .‬أطيعوني ما أطعت ال ورسوله‪ ،‬فإذا عصيت ال ورسوله فل طاعة لي عليكم‪ ..‬أيها‬
‫يطيق‪ ،‬إن ال اصطفى محمدًا على )‪(r‬الناس‪ ،‬إنما أنا مثلكم‪ ،‬وإني ل أدري لعلكم ستكلفونني ماكان رسول ال‬
‫العالمين‪ ،‬وعصمه من الفات‪ ،‬فإنما أنا متبع ولست بمبتدع‪ ،‬فإن استقمت فاتبعوني‪ ،‬وإن زغت فقوموني‪ .‬وإن رسول‬
‫قبض‪ ،‬وليس أحد من هذه المة يطلبه بمظلمة‪ ،‬ضربة سوط فيما دونها‪ ،‬أل وإنما لي شيطان يعتريني‪ ،‬فإذا )‪(r‬ال‬
‫أتاني فاجتنبوني‪ ،‬ل أوثر في أشعاركم وأبشاركم)‪ ،(2‬وإنكم تغدون وتروحون في أجل قد غّيب عنكم علمه‪ ،‬فإن‬
‫استطعتم أل يمضي هذا الجل إل وأنتم في عمل صالح فافعلوا‪ ،‬ولن تستطيعوا ذلك إل بال‪ .‬فسابقوا في مهل آجالكم‬
‫من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع العمال‪ ،‬فإن قومًا نسوا آجالهم‪ ،‬وجعلوا أعمالهم لغيرهم‪ ،‬فإنها كما أن تكونوا‬
‫ل مره سريع‪ ،‬واحذروا الموت‪،‬‬ ‫حى)‪ ،(3‬والنجاة النجاة‪ ،‬وإن وراءكم طالبًا حثيثًا‪ ،‬أج ً‬
‫حى الو َ‬
‫أمثالهم‪ ،‬الجّد الجّد‪ ،‬والو َ‬
‫‪.‬واعتبروا بالباء والبناء والخوان‪ ،‬ول تغبطوا الحياء إل بما تغبط به الموات‬
‫إن ال ل يقبل من العمال إل ما أريد وجهه‪ ،‬فأريدوا ال بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم ل من أعمالكم‪ ،‬فطاعة‬
‫أتيتموها‪ ،‬وحظ ظفرتم به‪ ،‬وضرائب أديتموها‪ ،‬وسلف قدمتموه من أيام فانية لخرى باقية‪ ،‬لحين فقركم وحاجتكم‪،‬‬
‫‪.‬واعتبروا يا عباد ال بمن مات منكم‪ ،‬وفكروا فيمن كان قبلكم‬
‫أين كان أمس؟ وأين هم اليوم؟ أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة ومواطن الحروب؟ قد تضعضع بهم‬
‫الدهر وصار رميمًا‪ ،‬قد تركت عليهم القالت‪ ،‬الخبيثات للخبيثين‪ ،‬والخبيثون للخبيثات‪ .‬وأين الملوك الذين أثاروا‬
‫الرض وعمروها‪ ،‬قد بعدوا‪ ،‬ونسي ذكرهم‪ ،‬وصاروا كـ"ل شيء"‪.‬أل إن ال قد أبقى عليهم التبعات‪ ،‬وقطع عنهم‬
‫الشهوات‪ ،‬ومضوا والعمال أعماله‪ ،‬والدنيا دنيا غيرهم‪ ،‬وبقينا خلفًا بعدهم‪ ،‬فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا‪ .‬أين الوضاء‬
‫‪.‬الحسنة وجوههم‪ ،‬المعجبون بشبابهم؟ صاروا ترابًا‪ ،‬وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم‬
‫أين الذين بنوا المدائن‪ ،‬وحصنوها بالحوائط‪ ،‬وجعلوا فيها العاجيب؟ وقد تركوها لمن خلفهم‪ ،‬فتلك مساكنهم خاوية‬
‫وهم في ظلمات القبور‪ ،‬هل تحس منهم من أحد‪ ،‬أو تسمع لهم ركزا)‪(4‬؟ أين ما تعرفون من أبنائكم وإخوانكم‪.‬؟ قد‬
‫انتهت بهم آجالهم‪ ،‬فوردوا على ما قدموا‪ ،‬فحلوا عليه‪ ،‬وأقاموا للشقوة أو السعادة فيما بعد الموت‪ ،‬أل إن ال ل شريك‬
‫له‪ ،‬ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيرًا‪ ،‬ول يصرف به عنه شرًا إل بطاعته واتباع أمره‪ ،‬واعلموا أنكم‬
‫‪.‬عبيد مذنبون‪ ،‬وأن ما عنده ل يدرك إل بطاعته‬
‫‪.‬أل وإنه ل خير بخير بعده النار‪ ،‬ول شر بشر بعده الجنة‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‬
‫‪Ò‬‬
‫‪.‬هه ههه هههه ههه )‪(1‬‬
‫ههههههه‪ :‬هههههه هههه ههه ههههه‪ ..‬هههههههه‪ :‬ههههه )‪(2‬‬
‫هههه هههه هه هههه ههههه‬
‫هه‪:‬ههههههه )‪(3‬‬
‫‪.‬هههه‬
‫ههههه‪ :‬ههههه ههههه‪) .‬هههههه هههههه ه ه‪.‬هههه ههههه ه )‪(4‬‬
‫‪.‬ههههههه ههههه ههههههه ه ه ‪ 170‬ه ‪172‬‬

You might also like