Professional Documents
Culture Documents
Umbro Apollonio
ت :عبدالله سامي محمود
عن الطبعة الصادرة في الوليات المتحدة المريكية –نيويورك
عام 1989
حياته:
تلتبس حياة العديد من الفنانين بالساطير المروية في شهادات التمجيد من أولئك القريبين منهم .غير أن
حياة (خوان ميرو) لم يحطها الغموض أو تتفرد باستثناء ما .أولئك الذين عرفوه يتفقون على ذلك (.جاكوس
دوبين) الذي يعتبر من ادق مترجمة ،يصف في بداية مقال مكرس عنه (( ليس هناك أعظم تضاد ممكن
تصوره بين قوة التخيل ذي الحافز النفعالي و بين المزاج الشرس ذي الهياج المهذب المتقن لفن ( ميرو )
وبين وجوده الخارجي وسلوكه من جهة أخرى .كان قصيرا وخشنا ويتحدث بترو القروي من جهة ،
المتعلق وأبدا ل يندفع إلى المام.في حياته كان ذلك الحالم بالسمو ،لتصوير القلق و الوسواس ،نفسه ،
بوجوب امتلكه التميز الخاص بوالده الصائغ وجده الحداد )).ذلك ل يعني على أية حال ،بأن الحوادث
الخاصة بحياة الفنان ل تمتلك أهمية ما ،أو كونها ل تقود إلى فهم أفضل لبداعه المهني وتشكيلته الفنية.
ولد في برشلونة عام 1893وعندما أصبح بعمر السبع سنوات ،اخذ دروسا في الرسم تطورت إلى
عمل تخطيطات من الحياة الريفية حول(تاركوتا) و(بالما دي مالوركا) و هو بعمر الثانية عشر .مستمرا
في مدرسة (الفن) في متابعة دراساته التجارية من غير أن يحظى بفرصة تطبيق فني حتى يصبح طالبا
في (للونجا) التي احتضنت (بيكاسو) قبل عشرة سنوات .وكان يَدرس فيها الرسام (مورستو أورجيل)
والحرفي (جوس باسكو) اللذان قدما مساعدة كبيرة له ،غير أن تأثيرهما عليه يتضح في مراحل مبكرة .
عندما يضطر للتوظف عام 1910كأمين مكتبة في شركة (دولمو اوليفرز) في (برشلونة) و في تعزيز ثقته
بنفسه التي تجاوزت دور والديه الحقيقيين .فماذا يمكن أن يحدث لـ (ميرو) بعد سنتين من الفشل والنكار
والتعاسة التي كادت إن تؤدي به إلى استنزاف عصبي صارم؟ من الصحيح القول أن الحياة الفنية تتضمن
غير إنها أيضا تنتج عوامل عرضية ظاهرة تسمح له بالتخلص من هذا على حصة كبيرة من الجهاد
الجهاد .ذلك بالتأكيد سبب اعتلله من معارضة عائلته التي أنهكته باستمرار وكانت (مونتروك) ملكية
قد أصبحت المأوى المحبب له عائلته التي حصلت عليها قبل وقت قصير والتي أمضى نقاهته فيها،
أن تحرره من اللتزام الذي يتنافى مع وتقريبا ،رمزا لفنه ولوجوده يواصل استعادته من عام إلى عام.
ترتيباته الفنية ،يقوده لعمل رسومه من الحياة .غير انه ليزال اخرقا ،ول يمكن القول بأنه يستظهر نوعية
متميزة .أن مدرسة (الفن) في (برشلونة) بإدارة (فرانيسكو كالي) حفزت مواهبه وأعطته سموا في التفكير.
فقد كانت هذه المدرسة عالما من الحياة الحديثة والحركات النشقاقية المفتوحة.حين تعقد التلوات الموسيقية
وتنعقد النقاشات حول (سيزان) و(فان جوخ) و(غوغان).
في غضون ذلك ،ينال احتكاكا مباشرا بالعمال التكعيبية ،مع انجذابه مبدئيا إلى (ماتيس) ورسامي
الحركة(الوحشية)،مواصل الظهور عام 1912في (غاليري دولمو) .أن التأثير القوي لكل هؤلء قد انعكس
هكذا أكمل (ميرو) أولى تجاربه واجدا تأثيراته بوضوح مكتشفا مصادره ومطورا لحقا في رسوماته.
نضوجه الفكري.
فـ (برشلونة) ل تفتقر إلى عوامل لنمو ولكمال تطبيقاته .كان مواظبا وعامل بجد ،ولم يدع نفسه تخطئ
ماتعلمه وشاهده مباشرة،فلم يكن فنانا مقلدا فحسب ،ولم يترك أية فرصة لزيادة حزمته الخاصة من الفكار.
لتصبح صداقاته و لقاءاته أكثر دواما وأهمية .في عام ،1915حينما كان مع (كالي) ،ينتظم ولثلث سنوات
في دائرة (سانت للوج) وهي نوع حر من مدارس الفن ،حيث كان يعمل المعماري الهرم (أنتوني كودي)
أن (ميرو) العاقد للتو أكبر صداقاته في مدرسة (كالي) مع (أي.س.ريكارت) الذي يتقاسم معه الستوديو
1
ومقيما صداقات أخرى في دائرة (سانت للوج ) مع (جون براتز) و (جي.أف.رافولز) منذ عام 1915
وفنان السيراميك (لورينس) .والخير كان صانعا للرسوم المتحركة في (اكربو كوربت) المنشاءة في عام
1918ومشاركا (ميرو وأصدقائه تجمعهم الطليعي هذا ،و كان أول من يكرس مقال عن (ميرو) ويحتفظان
معا على أقرب الروابط وعمل سوية حتى انجازهما الخير( ،مادونا البحر) عام .1968حيث تمضي حياة
(ميرو) الن ،بسهولة أكبر ،مبديا عدم رغبته في قبول مساعدة عائلته الشهرية ليكون أكثر استقلل .يقيم في
مارس 1918أول معرض له بواسطة (دولمو) الذي كان قد تعرف على أعماله منذ سنين .و أبدى ،إعجابه
عام 1916بـ (الفن الفرنسي) بعد العرض الذي قام بتنظيمه (ابروز فولرد) في (برشلونة) ،ملتقيا
( فرانسيس بيكابيا ) عام ،1917والواصل حديثا من (نيويورك) مع (ماريا لورينسين) والتي ترتبط
لحقا بـ (ماكس جاكوب) .أن أولى احتكاكاته مع (السيريالين) تؤرخ منذ ذلك الوقت ،حين قام (بيكابيا)
بإصدار الصحيفة ( .) 391وقبل ذلك بسنوات يتعرف على أشعار(غوليوم ابلونير) و(بول
ريفاردي)ويلتقي الناقد (موريس رينال) عند (دولمو) عام .1916فقد سحرته (باريس) بشكل ليقاوم منضمَا
لـ (ارتيكاز) الموجود هناك لشهر من عام ،1919ويقومان حال بزيارة (بيكاسو).
أن حياته الحقيقية ،باعتباره ،فنانا مستقل ذي رؤية خصبة وأصيلة ومبدعة ،بدأت عام .1920على أي
حال ،فهو ليستقر في (باريس) طوال الوقت،فعادة ما يقضي الشتاءات هناك ثم يعود إلى (مونتروك) أثناء
أن المغزى الذي ل يقدر لهذه البقعة لديه قد افترض الذهنية الحقيقية والوعاء العاطفي لعماله- الصيف.
عندما التقط عشبا من (مونتروك) في حقيبته والممكن توضيحها في حقيقة ماحدث خريف عام 1920
ليأخذه إلى (باريس) مكمل لوحة (الحقل) ،والتي أنجزها السنة التالية في (باريس) واشتراها لحقا (ارنست
همنغواي) عام .1925كيف يمكن توضيح الملمح السريالية لدى أي فنان ينحو بعيدا نحو الخرافة وفوق
أن نزوعه نحو الواقع؟ أن إلهامه الخاص ينبثق من عاطفته العنيفة التي تستند إلى فهم قوي للواقعية.
السريالية لينشط من الحلم لكن من أفكار تغور عميقا تحت سطح الواقعية .في الحقيقة هو يعترف (( أنني
أريد أن أرسم اهتزاز الرض المفعم بالقوة الداخلة عبر أقدام شخص ما)).
يلتقي (رينال) مرة أخرى ،عام 1920الذي يقوم بتنظيم معرضه الول في العام التالي ،في (غالي
لليكون) .ويلتقي (بيير ريفاردي) و(تريستان تزارا) و(اندريه ماسون) جاره في (ريو بلومت) ،وحيث أن
مواطنه (بابلو كاركلو) يمضي الشتاء في (برشلونة) لنجاز التزاماته كأستاذ في أكاديمية (دي بليز ارتس)
و يصبح من أقرب الصدقاء لـ (ماسون) فقد أعار استودياه لـ (ميرو) إلى حين عودته ليقيم في الفندق.
وبواسطته مع (ميشيل ليريس) و(جورج لمبور) و(أنتوني ارتود) و(جاكوس بريفرت) و(ارمندس لكرو)
وآخرين والذين يشكلون مجموعة مع (ماسون) .ويشهد أحتفال حركة (الدادا) عام 1920ويتعرف في ذلك
الوقت على أعمال كل من (كلي) و(كاندينسكي) .في عام 1923يبدأ في لوحته (الحقل المحروث) التي
تؤشر بروز عنصرا قويا من الفنتازيا في أعماله .في السنة التالية،يقترب بشكل غير فعال ،من المجموعة
السريالية لـ (اندريه بيرتون) ،الذين يستلهم روحهم الفنية بإسهاماته التي يكرسها لفكار مدهشة مثل أعماله
(رسوم -شعرية) عام .1925حيث يقرر(بيرتون) أن لشتراك (ميرو) الصاخب عام ،1924يؤشر
تاريخا مهما في تطور الفن السريالي .و يكتسب هذا التاريخ أهمية متساوية لـ (ميرو) نفسه ،الذي كما
يستمر( بيرتون ) في القول المباح له إزالة الحاجز الخير المقام في طريق إكمال (التلقائية) في التعبير.
حيث يؤشر انحرافه التدريجي عنهم بالرغم من ذلك فان (ميرو) ليشايع تطبيقات السرياليين النظرية
بشكل متزايد .عندما يتعاون مع(ماكس ارنست)عام 1926في أنتاج بالية (روميو وجوليت) لديا كيلف ،
وبعمل رسوم المسرحية وتصاميم إلنتاج ،في حين يقوم ( بيرتون و اراغون) بتنظيم مظاهرة احتجاج
على مسرح ( سارة برنارد).
أولئك الذين من الن فصاعدا ،يصبح واحدا من ألمع وأغنى النجوم المتألقة في الحياة الفنية الوربية ،
التي عانى فيها من شدة عظيمة أثناء سنوات يقيمون مناخا محببا ومحترما للعاصمة الفرنسية ،باريس .
إقامته الولى((ملبسي تمزقت وذلك الموقد ،قد دفعت به ( )45فرنكا لن سوق السلع الرخيصة كان مغلقا.
غير أن الستوديو كان طاهرا وقمت بتنظيف نفسي .وبسبب الفقر لم احصل سوى على وجبة غذاء لسبوع
)).إن هذه المحنة التي أعقبتها ،على أية حال ،أكثر الحالت مواتاة في الحياة .حين يتم تعاقده مع المجهز
يستثير متعة (جاكوز ثوت) مقيما له معرضا مع دراسة من قبل (بنجامين بيريت) في (غاليري بيير)
2
متزايدة تعوض بطريقة ما النتيجة الفقيرة التي تم تجربتها في السنوات الربع المبكرة .غير إن سلوكه يبقى
متواضعا ومتحفظا ،ولم يقلد أبدا ،التوهج والغطرسة التي تميز العديد من السرياليين .فـغالبا وحده بينهم ،
يظهر أنيقا ومتميزا عنهم .ويقول (ماسون) في ذلك ((هو يجمع الناقة البريطانية واللياقة الكتالونية )) أما
(جاكوس ثوت) في صدد تعليقه على العرض الخاص باستعراض (غاليري بيير) حيث يبين كيف أن العديد
من الزوار قد وجدوا صعوبة اكتشاف الرابطة بين الفنتازيا الخارقة لعماله وتدخل المؤلف.
في عام ،1927يصبح قادرا على امتلك استودياه الخاص في مكان إقامته في(ريو تورليكو) في(سيتي
ديس فوسانس) عند(مونتمارتر) ،حيث عمل سابقا (هنري دي تولوز لوتريك) و(اندريه ديران) وحيث كان
(بيير بونا رد) و(ماكس ارينست) و (رينيه ماغريت) قد عاشوا لحقا ،بالضافة إلى (جين أرب) و(بول
ايلوارد) واللذان اصبحا من اقرب أصدقائه.
في ربيع السنة التالية ،يمضي إلى (هولندا)حيث يتأثر كثيرا بـ (فيرمر) وأساتذة القرن السابع عشر
الخرين الذين يلهمونه في رسم لوحاته المشهورة (من داخل هولندا) ذات التعابير الحصيفة والمغمزة في
البتكار والتي يقوم بواسطتها ،حال ،بتحقيق تحول الشئ الموجود في الطبيعة ((إنني نجحت في الخروج
إلى المطلق في الطبيعة و رسومي ل تمتلك شيئا أمام الواقع الخارجي )).هذا ما كتبه إلى صديقه (جي.أف.
برافولز) في عام .1923بعد تلك التقلبات بين تعابير الحركة (الوحشية) وأساليب (الواقعية) ((غنائية أكثر
من الخيال(( ))،ما يمتعني فوق كل شيء)) هذا ما أفضاه إلى (ريكارت) (( البلطات فوق السقف،خطوط
الشجار،الغصون بعد الغصون والفروع بعد الفروع ،ورق العشب بعد ورق العشب)) لتتسع طاقته التخيلية
،المشبعة بالتأثيرات التكعيبية ،مع تشريح رائع وأصالة .هذا ما حدث عام . 1930في غضون ذلك كان قد
تزوج من(بيلر جونكوزا) ليستقر في (باريس) .إذ لم تعد رسومه تعبيرا عن أشياء حلميه أو كاحتفال ،أنها
البراعة بدل الزخرفة( .الملصق) المؤرخ من عام 1929يوحي بالنزعة نحو الحركة (الدادية) التي كان قد
اتبع بياناتها منذ عام ،1920من دون أن يأخذها على اعتبار ما حتى الن .متمردا على الجاذبية في الرسم
باتجاه (ضد الرسم) مقتنعا بـ ((انحطاط الرسم منذ عصر الكهف)) ويقوم بتنقيح أعماله السابقة كما لو أنه
يسألها وعندما يبدأ أخيرا فأنه يستعيدها على قاعدة جديدة .ويمكن القول أن الصدع مع (السرياليين) يصبح
نهائيا عندما تقوم (الخيرة) بالندماج في الفعالية السياسية الثورية المباشرة ،بينما ثورة التطبيقات الفنية
بالنسبة له والتي أقامت ليس فقط وصيته في اماله بتشكيل أعلى من الحضارة ،ولكن كذلك في فعل الدانة
ضد كل الخنوع والحترام لفعل القوى التاريخية .أن الغطرسة وغالبا الوحشية الشديدة البشاعة لعماله
خلل عام ،1930كانت تحذيرا من المشاعر التراجيدية والحداث الرهيبة .وكان يعيش ،حينذاك ،قليل أو
كثيرا بمفرده وان المصاعب المالية الغير متوقعة قد أجبرته على قضاء عام 1933في (أسبانيا) ،ماكثا مع
والدته في (برشلونة) لبعض الشهر .وكان قبلها بعام قد قام بتصميم الملبس والديكور لباليه (جيكس دي
ايفانش) بإخراج (ليونيد ماسين) في (مونت كارلو) والموسيقى لـ (جورجز بيست) والسيناريو لـ ( بوريس
كوجنو) .تطور(ميرو) نحو التجريد يصبح مؤكدا ،وبحثه عن التعبير يصبح أكثر كثافة ودراماتيكية ،مع
جولت استثنائية من المرح القليل .في خريف عام 1936يعود إلى (باريس) ليعيش تراجيديا (أسبانيا) ،
تماما ،كما يفعل لحقا عند الحرب العالمية الثانية ،في عزلة تامة.متيحا لعذابه الداخلي أن يبرز في لوحاته،
فقط .يقوم في عام 1937بعمل جدارية كبيرة لجناح الحكومة السبانية في معرض باريس العالمي .ويعيش
في شقة في (بوليفارد بالنكوي) ثم ينتقل لحقا إلى (بوليفارد غاريبولي) .في عام 1938يقوم مع عائلته
بزيارة منطقة (فارينجفيل) إلى شاطئ النورمندي حيث أستوديو (براك)وفيلته .في البداية كضيف على
المعماري (بول نيلسون) عندما يقوم بعمل جدارية لداره،ثم يقوم باستئجار(ليه كلوزديس سانسونيت) ليبقى
من أغسطس 1939حتى شهر مايو التالي ،حينما يعود إلى (باريس) بسبب تقدم النازي حيث يتراجع
بعجلة إلى (ماجوركا).في (فارينجفيل) يستغرقه نوع من التأمل التقهقري مصاحبا هروبه من رعب الفاجعة
التي خيمت على أوربا ((لقد شعرت برغبة عميقة في الهروب .و بهدوء أغلقت نفسي داخل نفسي .الليل،
الموسيقى ،والنجوم ،تأخذ المبادرة لستنهاض رسومي )).لذا فأن صمته بقدر تعلقه بالحرب ،ليس تماما
لمبالة .فهي ترتقي إلى الرغبة بالمقاومة بشمولية الفن والحياة الداخلية .كان ممتلئ الضمير بالمخاطر التي
تتوعده .يصف في عام ((1939دع قوى الظلم المدعوة بالفاشية تمتد أكثر ولتدفعنا عميقا نحو الطريق
العمى للقسوة وعدم الفهم ،حيث يكون ذلك نهاية جلل البشرية. )).
3
في(فارينجفيل) الهادئة يبدأ سلسلة أعماله المسماة (المجموعة المتألقة )المؤرخة من يناير 1940إلى سبتمبر
1941التي أنهاها في (بالما) و(مونتوروك) حيث تؤلف واحدة من انجح إبداعاته خلل خبرته الفنية و
المعروضة في (نيويورك) عام 1945من قبل (بيير ماتيس) .يتم تنظيم المعرض الستعادي الكبير لعماله
للربع سنين المبكرة من قبل (جيمس جوها نسن سويني) ولقى نجاحا حماسيا .يعود(ميرو) إلى (برشلونة)
عام 1942ليبدأ عمله في الستوديو محتفظا بعمله في (باسج ديل كرديتو) في دار والدته و مقيما في (كيله
فولكا رولس) .عامل بانفعال عاطفي ومبديا غنى أكثر من أي وقت في البتكار وجدية الشكال.
من هذه الفترة المتميزة بجهده المركز ،تظهر سلسلة من العمال الفنتازية الضخمة من حيث تأثيراتها
الخاصة ورسومها الخطية المتوحدة في تراكيب ذات عضوية عظيمة مع ثقة بالنفس وعزم.بعد ذلك تتناسب
طريقة حياته معه .ليبدأ عام 1944أعماله الفخارية مع صديقه القديم (ارتيكاز ) ثم يقضي في عام ، 1947
ثمانية أشهر في(نيويورك) في التحضير لرسم جدارية ضخمة لمطعم فندق (تيرس هيلتون) في (سنيستي) ،
(اوهاويو) .وفي عام ،1948وبعد ثمانية سنوات من الغياب يعود إلى (باريس).ليتم التعاقد حال مع الرسام
(فورلوت) من اجل مباشرة العمل في سلسلة من أعمال (الليثوغراف) المدهشة والتي يتخصص بها،
بالضافة لعمال الحفر والفخار.
يستقر مبدئيا في(برشلونة) في(كاليه فولكارولس) تاركا أستودياه السابق في (ياسج ديل كرديتو) بعد
وفاة والدته عام .1944في عام 1951يقوم بانجاز جدارية لقاعة الطعام في(جامعة هارفارد) تنقل في حينها
إلى متحف (فوك) .ويستلم أولى جوائزه عام 1954عن لوحته (فينس بينال) .في عام 1956يستقر في داره
المصممة من قبل صديقه المعماري (جوس لويس سيرت) ،احد مصممي جناح الحكومة السبانية عام
1937في(باريس) والمقامة على قمة تل في(بالمادي مالوركا).
انه الن من مشاهير العالم .منجزا جداريتين من السرامييك عام 1958للمركز الرئيسي لليونسكو
في(باريس) ويعود عام 1959للرسم بعد انقطاع أربع سنوات مسافرا إلى (نيويورك) ليستلم جائزة مؤسسة
يقوم متحف الفن الحديث ،مرة أخرى بتنظيم كوكينهام العالمية من قبل الرئيس(داويت.دي.أيزنهاور).
معرض استعادي لعماله .يعود لزيارة(نيويورك) عام .1961
فيما يخص المظاهر الخارجية ،كانت حياته عبارة عن نجاح منقطع النظير .فهي تبدو عصية على
إضافة أية أحداث ،وكما قلنا في البداية كان يعيش حياته عميقا من خلل ذاته ،ولذا فهي تختلف كثيرا عن
حياة صنعت الجاذبية عن طريق عمل مغامر أو تغيير غريب .أن مغامرته الحقيقية كانت في أقتصاره على
أعماله كتلك المغامرات التي غالبا ما حدثت لؤلئك الفنانين الذين يسيطرون ويخضعون القوى الخارجية،
لقوة المثال الداخلي مؤكدين حريتهم في التحرك إلى المام حيث حدود الفن الغير مطروقة.
أعماله:
عند منتصف القرن التاسع عشر يتحول الفنانون عن تصوير الشياء كما تظهر في عالمها الفيزياوي
مستكشفين التكوينات الجوهرية تحت مظهرها الخاص .أن نتاجات عملية التحليل ،قد رتبت ،جوهريا ،في
تكوين متناسق ذي تشكيلت جديدة.حيث تتضمن هذه العملية اكتشاف المعاني التقنية والجمالية ،من الوجهة
الحسية ،التي تستولي على التعبير الخاص بالرؤية الشخصية.
ففي نفس الوقت الذي كان فيه الفنانون يهتمون بسبر التركيب الخاص بهذه الواقعية وبالتالي عزل
عناصرها التشكيلية كانوا يواصلون البحث للحصول على إمكانيات جديدة من التعبير متحققين من أمكانية
عناصر التشكيل الجديدة على الستعمال بفعالية لنقل المعنى خلل تضمين العمليات التي تسمو بالتقاليدية
الصطلحية إلى أحاسيس صورية .في البداية كان عملهم يروم إلى بناء يتغنى بالعالم الفيزياوي متجنبين
مثالية الواقع أو العواطف الذاتية .مخلصين لعالم المفردات التقليدية لعصر النهضة .هكذا كان الحال مع
أما (الوحشيون )على الجهة الخرى فقد كانوا يهدفون جوهريا في إقامة تمثيلتهم على (النطباعيين ).
(التكعيبيون) الذين جاءوا بعدهم ،قد رفضوا أي اعتبار للمعاني العاطفية و التعابير أكثر من الحاسيس.
أن التطور المعاصر للخلق الحسية مستخدمين طرقا بارعة للوصول إلى تعريف مستقل للقيم التشكيلية.
4
الفني يبدأ عند هذه النقطة ،النقطة ،التي يكون عندها الفن غير بعيد عن رؤية التحولت المجازية للحقيقة
الحسية .أنها الن تعلن عن خلق تراكيب ذات تأثير جمالي تقود إلى الشئ مستقل إلى ((الشئ بنفسه )).
أن هذا التحقيق الجديد للعالم المرئي،يزودنا فقط بإطار موضوعي،في إضاءة الظاهرة المحددة ذات الطبيعة
المختلفة .حين يأخذ الفن الحديث بالتجاه،أكثر،نحو عالم الحلم واللشعور الذي عنى بدراسته (سيجموند
فرويد) .فاللمرئي ،الذي يجعله الفن(مرئيا) ،ل يتضمن في هذه الحالة هيكل التجربة الواقعية لكن من ذلك
الشيء الغير مرتبط معه.
للتمعن في هذه النتيجة ولضاءة الحركات والصور الغارقة في الغموض المنقول عن اللشعور موحيا
بواقعية بشرية أخرى ،تلك الفعالية اللشعورية للكوابيس والكرب الغير متوافقة مع تلك الفعالية التي عرفت
للتو وتم تصنيفها .في نفس الوقت ،تستخلص الترابطات التعبيرية ،ظاهريا ،من تداعي الفكار العشوائي.
بينما مثلت النظرية التكعيبية ،العلقات بين الشياء،في ملحقة لمخطط القوى الواقعي التي يستنتجون أخيرا
منها الهيكل التشكيلي الذي يستعصي على التسمية .العلقات بين الشياء في الفن السريالي تكون عشوائية
تماما مؤقتة و مدهشة لكنها مطمورة في سياق تشكيلي مطلق،تماما ،مثلما رأى التكعيبيون ،أخيرا (الرمزية)
و ليس الحقيقة المستبطنة .كان اهتمامهم ،يتركز في تحقيق العملية السيكولوجية للحساس المرئي .في
الحلم تمتلك الشياء والحوادث حدود واقعية تماما ،ولهذا السبب يصف السرياليون ذلك في تعابير واقعية.
كانت الحركة(الدادية)القصيرة العمر ،استكشافا للعدمية الفنية ،وتحرير اليحاء المبدع من التحديدات النسبية
والقواعد؛ بينما يستمر الفن السريالي من جهة أخرى غير محدد وغريب بأمل مناسبة اللتناسب بمنحه
ترتيبا معقول ولغة شائعة .مستخدمة تصادما من عدم التوافق لكنه حقيقيا ومحدد العناصر ،ولذا فقد استبقوا
وبالضد مع هدف التكعيبيين ،نكهة أدبية ،مقيمة نشاطا فنيا راديكاليا مقابل كل اليجابيات الخاصة بتلك
الحركات ،من التكعيبية أو البنائية والدادية التكنولوجية لمدرسة (الباوهاوس) والذين كانوا يسعون ،بأنفسهم
إلى تنظيم عقلني للواقع الموضوعي.في معارضة للفكار التكنولوجية والتوفيقية و مظهرة أولويتها للفردية
وإعادة العتبار و ربما لهداف أخرى ،للمصادر الدبية والعتبارية لللهام الفني المتواجدة قبل (كوربيه).
ولذا فقد أخطئ السرياليون عندما قرروا ربط نشاطهم الجمالي بالمبادئ الثورية للشيوعية .فان طموحاتهم
السياسية والجتماعية المحتومة الفشل بسبب فرديتهم وأنانيتهم التي ل تتوافق مع السلم الشامل والنسجام
المعلن كهدف لهم .الفكر السريالي يبقى متضمنا حتى اللحظة الخيرة على ترجمة خيالت ،ذات رسالة ،
يقوم الملتقي باكتشافها رغم إنها ملغزة وغامضة وعصية على المشاعر الخاصة وحالت الفكر .فالحياة
الداخلية للفرد باعتبارها منفصلة عنه ل يمكنها الحصول على تميز حقيقي بسبب أن (المونولوج الداخلي)
يبقى متعذر التحقيق.فالحلم والواقع عناصر تلغي احدها الخرى،وان أية محاولة لدمجهما معا ينتج تشكيلت
خيالية و يوتوبية .في اعتبار أخر ،فقد بينت التحديدات الخاصة بالتطبيق السريالي ،بوضوح ،حقيقة كونها
لم تبدع أبدا نظام أسلوبي مناسب .فلطالما اقترحت نزعة محددة فأنها بقيت غير مبالية لتشكيل لغة تعبيرية ،
ولهذا السبب فقد وظفت بإدمان أساليب تعبيرية متعددة الختلف في ثقافتنا المعروفة .أن أسلوبها في
التصوير كان تماما ذي قوام رث .فلجل تمثيل حوادث ( فوق الواقعية ) فقد استعارت صيغ من أكثر
(الواقعيات) ابتذال .لهذا السبب كانت مهاراتهم ،بالضافة إلى البداع الخاص بها كمجموعة من المهنيين
المصطفين البارعين المخلصين لبرامجهم النظرية ،أكثر نجاحا في إبداع فانتزيا تصويرية مضللة .الفكر
السريالي المحدد باستعصاء للسمو بكامل الحالة الثقافية يخضع في النهاية .ل شيء يمكن إبداعه في العزل
وإذا يتطلب تجديد الفن فليس كافيا لنكار ورفض الثقافة المعاصرة؛ إذ ينبغي إعادة عن السياق الثقافي،
خلقها جوهريا.
ما قيل لحد الن يقصد به توفير القرينة لمناقشة أناس محددين يعملون بهذا التجاه ،محرزين نجاحا
أولئك الذين ادخلوا الفرصة المناسبة للحساس الشعري والفكري فنيا( .السريالية) تمتلك موهوبييها ؛
والمتمثلة بتعابير نقية ،غير أنهم وجدوا أنفسهم أخيرا في موقع هامشي ،إن السرياليين الحقيقيين هم أولئك
المعبرون عن أنفسهم في نظم شكلية ذات أصل ومعنى بالضافة إلى ارتباطهم بالنماذج المحددة التي بسطت
سيطرتها على الحقل الجمالي .يحتل (جين ارب)و(ماكس ارنست)و(خوان ميرو) مكانا ل يناقش في الصف
الول من تاريخ الفن وان إبداعهم ذي العتبار الحقيقي ،بفعالية لغتهم الغير مطروقة أو المحرزة و التي يتم
تعبئتها وتنظيمها بواسطة تبسيط موضوعاتها الخاصة و ليس عن طريق المعلومات المجهزة عن العرف
5
السائد .إن بدايات (ميرو) ل تظهر بالتأكيد ،استثناء ما.من هذه الوجهة فقد عمل رسومه مصورا موضوعاته
من الطبيعة في مهارة حرفية متدفقة ذات منحنيات،من بقايا حركة الـ (أرت نوفيو) ،بحيوية أكثر من الخير
و بتزويق أقل .لكنه من جهة أخرى ،يرفض التعليم الكاديمي لمدارس الفن مستمرا في ملزمتها كما لو انه
يتمنى ،على أية حال ،تأكيد نفسه ،باختصار ،في التعليم .إن مهنته الفنية جاءت لتحقق اعتبارها الخاص كما
يحدث مع أكثر الموهوبين بدون أي دعم غير ذلك المتحقق عن خياره الشخصي .إن ملزمته لمدارس الفن
العادية يقوده بالجمال للخضوع للقواعد المقررة ،للمثلة الثابتة والمصنفة ،وان المصفوفات المحتوية على
قد تشوشت وبالتالي أصبحت غامضة.فالطالب المعلومات المتعددة والمتغيرة في العناصر والخواص،
يتصل مع ثقافة تافهة وعشوائية بينما يبقى بعيدا عن الحياة الفعلية كما لو إنها مرض معدي .إن عملية الخلق
الحقيقي بالمقابل تربط ،تماما ،بثبات المثلة السابقة بالخبرة الحالية ،كونها تختار أشياؤها في الحاضر الذي
يمضي في تكوين التاريخ .الفنان ،المتفرد حقيقة ،يعطي تأثيرا للماني الحماسية لتعمل كاتجاه وحيد ،في
عملية الفعل ،جالبا بمختلف التحفظات الموروثة إلى العمل .لم يكن سلوكه يشايع مسارا محددا من الفكار،
في هذا المعنى ،الواقع يكون أفضل معلم من أي درس مدرسي و تكون لكنه عمليا كان يعمل كموجه.
منذ البداية يؤكد(ميرو) التفويض الخاص المهارات الكاديمية الوحيدة المطلوبة،تلك المتعلقة بالحاضر.
بطبيعته الفنية بلفت النتباه إلى التعليم الغير ملَوث للحقيقة الحسية وبتنبهه إلى إسلفه المباشرين .حيث
توحي بشكل واضح ،فصاحته الطليقة المتعلقة برسوماته في الشباب،بذكريات لشعورية.على صعيد أخر ،
المقترحات المأخوذة من(سيزان)و(فان جوخ) و(ماتيس) كانت ناشئة عن فهم واضح لعمالهم والحاصل
عليه في عمر العشرين .حين يريد (ميرو) أن يفترض مكانا في تاريخ يعترضه باعتبارما فقد قام بتضمين
تأثيرات معاصرة كنقطة بداية له .التي كانت في ذلك الوقت أما(تنقيطية)أو(وحشية)أو(تكعيبية) .مستخدما
بشجاعة ميزاتها على أحسن وجه من دون أن يصبح مقلدا تافها أو مدعَيا متعصبا .أن تنبهه للطبيعة قد قدر
و تقوده حركة(أرت له عناية وصفية محددة ،بينما التطبيق الفني قد زوده بمهارة معتبرة في الحرفة.
نوفيو) مباشرة للحتكاك بالفن الياباني والمقدر عاليا في ذلك الوقت ،و أن الستخدام المفصل للتصوير قد
إعادته إلى (لدونير -هنري روسو) الذي كانت فانتزياه وأحلمه الشبيهة بالسحر وراء بعض أعماله السابقة
بعدئذ ،ربما يصعب تحديد ذلك الشعور النسبي للسحر في وقت أقامته معرضه الول في التي تأسرنا.
(غاليري دولمو) عام . 1918حيث يتطلب زمنا لكتشاف إبداع ما ،مستوجبا نبذ متوالي ،يتناقص تدريجيا
في معلومات النظام الخاص بالفنان ،شخص يكون قادر حقا ،على فحص فعالية التعبير في التجاه المقرر
متابعته .على أية حال ،منذ البداية يظهر عنصر ذي مكان،مركزيا في التطور البداعي لميرو؛ أنها المهارة
الحرفية .فالرسم العائد له كان عبارة عن عمل شبكي من الخطوط ،،سطح بمقاطع محزَزة ذات تشكيلت و
ظلل غارقة في ألوان متناغمة .على مر السنين يتطور هذا الساس ألزخرفي إلى مجموعة من الخطوط .
حيث يمتلك حدودا صارخة في سنواته المبكرة بالستعارة عن الحركة ( الوحشية ) و ( غوغان ) .لوحة
(الممشى في سيورنا ) عام 1917التي زخرفت بالمنحنيات و النقاط الحادة بينما قسَمتها عشوائيا أطواق من
اللوان .أن الهندسية الحقيقية للحركة ( الوحشية ) فتوجد في اللوحة ( شمال – جنوب ) .و تعبر عن
مبادئه ،الكثر أخلصا في ارتقاء محدد من التنظيم في اللوحة ( أشجار العنب و الزيتون في مونتروك )
المؤرخة من عام 1919حيث ينتشر في الخلفية ضوء ذي مصدر طبيعي بصورة متعارضة و غريبة .
بينما أما اللوحة ( الحقل ) عام 1922- 921فالخلفية و المامية ،تنفصل ،في محاكاة ل تكل للطبيعة.
تختزل ،تقريبا أية معلومات تجريبية ؛ حتى أن الموضوع يكون حاضرا خلل واقعية مبسطة كناتج جمعي
لعدد من التفاصيل الدقيقة المرسومة بعفوية تأسر العين عند توحَدها مع الكل .لذا يمكننا القول أن ذلك ما
يحدث بشكل اقل أو أكثر في كافة أعمال ( ميرو ) :و هي بالعتبار التقليدي صائبة و ذات تراكيب خلقة .
حيث يمتلك ،كل عمل منها ،ترابطا كافيا في التعبير عن النسجام و الطبع مع تبسيط متعادل لجمودها و
تدفقها الكاسح قبل أن تبدأ العين بتقدير الوحدة العضوية التي تميز أجزاء العمل التكوينية و الجزاء التي
تحجبها بنفس غنى التفاصيل الشخصية المحسَنة بالتجاور اليقاعي و السلس الذي كان يحدث في تكوينات
عظام الفنانين من الماضي و الذي ل نجده كمثال ،في العديد من الرسوم التكعيبية و رسوم أخرى من باقي
الحركات الفنية بالرغم من أن هذا التقييم غير شامل لكافة العمال التي ترافقت،شموليا أو مؤقتا ،في أسلوب
6
من الغموض .بينما نجد لدى ( ميرو ) انسجام التفاصيل و فاعلية تكويناته التي تشتمل كافة العناصر الفعالة
المطلوبة ضمن أي نظام مقرر.
ل يزال استخدامه لنفس الرموز المنشودة -بشذوذ غير مألوف – يصدمنا في أعماله اللحقة من
و لوحات أخرى تعمل كونها تعاود الظهور في الرسم الخالي من الصور.لوحات ( المجموعة المتألقة )
على دعوتنا لها بذاتها من غير أن تحمل أية نزوى أو شذوذ بدائي فهي عبارة عن تصوير نقي تمتلك طاقة
سحرية كخيالت ل يمكننا إهمالها .فأشكاله المعنية بإخفاء نسيج تجربته تكون دائما ذات طبيعة حيوية كما
عند (أرب ) أو ( كلي ) مفتقدة لوضوحها التشكيلي الذي ل يزال يحتجز ملمح (دونير روسو ) ،الذي كان
يرسم أشيائه بثلثة أبعاد تتميز بتشابهها (.ميرو ) ل يهتم بكل ذلك ،و اعتبر عالم (روسو ) كتعبير للمقارنة
يلءم اصطفائنا للمعنى من الحلول المحددة .غير إننا ل يمكننا إنكار استعمالته للصيغ التي ندعوها صيغ
تشبه تلك المستخدمة من قبل ( روسو ) . (فوق الواقع ) التي هي ،على أية حال ،
حتى عملية خلق العلمة النموذجية يتضمن إبداع ( ميرو ) و جرأته في تقشيره الشئ الطبيعي
النقطة التي عندها ل مكان للمراوغة من ناحية السم والوصف ،شعوريا و لشعوريا ،لتصبح متماثلة :
أو للغموض.
أن قوة التأثير تكون في التغلب تماما،على مقاومة الشياء للتحويل إلى علمات ذات معنى .في رسومه
المؤرخة من عام 1917ل تزال علماته ( ،تعبيرية ) يشخصَها بإخلص و هي تخضع إلى حالة من تيار
لغوي تتصف بعنف مؤكد ل نجده في تاريخ لحق عدا بعض التكوينات الخاصة من عام 1937مثل لوحة
(حياة جامدة مع حذاء قديم) .هنا ،يظهر إن النطباع المتحقق عام 1928عن الرسامين الهولنديين من القرن
السابع عشر يمتلك تحديد بين للتعقيد في أشكاله ل يقل عن التأثير الذي يصدمنا بقوة الضوء المتوهج
بواسطة اللوان المفعمة .حيث يمكن اكتشاف قسوة مشابهه في لوحة ( لعبة ورق اسبانية ) المؤرخة عام
1920التي تؤكد موقفه الخاص مع استعاراته من الموديلت التكعيبية حين يسهمان معا في نفس الفعل
الدرامي .فأي عنصر مستعار لدى ( ميرو ) يذوي ضمن إبداعه الشخصي .الوفرة و المتعة المتعلقة بالفنان
تتلخص نسبيا في ذلك النزاع بين إسهاماته المنتهية إلى تكوين يعنى بالوجود الشخصي كوجود خلق .و
عودة إلى القاعدة المركزية للعلمة الصورية عند (ميرو ) :في لوحة ( الحقل ) حيث النسيج المتناغم من
ضربات الخطوط المتشابكة لجزاء المنحنيات و المستقيمات التي تتمفصل بخيط يقود رؤية الفنان و
استكشاف المشاهد ،للخطوط الخاصة بالغصون و الوراق و إطار الصورة لبيت الدجاج و التقسيمات بين
الحقول المحروثة التي تشكل تعقيدا نابضا بالحياة في صور مترابطة من الحوادث الصغيرة المتتابعة –
قصاصة الجريدة المتجاورة في المركز مع إبريق الماء و هي استعارة مرتجلة بشكل عشوائي عن التكعيبية
– حيث تتجاوب جميع الشكال و الخطوط في أسلوب تكويني كشبكة من اللوان المختلفة و المواد .تتكرر
نفس الثارة بأقل قوة وانطباع في لوحة ( حديقة الخضار مع حمار) و لوحة ( أشجار النخيل ) المؤرخة من
عام 1918و لوحة ( أشجار العنب و الزيتون في مونتروك ) و لوحة ( الريف في مونتروك ) من السنة
التالية .إن الملخص بالمفردات الخاصة للعلمات الصورية بطابعها المشوش و الملغز تعمل كجهد أخير،
كرابط ذي معنى ،تماما ،كما في العالم الطبيعي عندما ينفعل الكون بتأثير الجزاء العضوية الصغيرة
الموجودة على حدود عالمي الحيوان و النبات .من المؤكد ،أن الواقع التجريبي المنعكس في خيال ميرو
ل يتميز عن الواقع المختلق ،لذا ،فالخير يركب على السابق .حيث أن المسألة بالنسبة له ل تتعلق
يهدف في جعل خصوصية أسلوبه فعالة في التغلب على كافة بانجاز حياد غير مستقر ،لكنه بالعكس،
الصعوبات التي تعترض مفرداته الخاصة .فطابع ( ميرو ) المميز يجد أصوله في نزوعه التشكيلي .أن
طابعه التصويري و استقامته ذات الحيوية مثل خيط من شعاع يتحرك في خط دقيق من شكل إلى شكل
جامعا مراكز بؤرية فرقها الجذب ،رابطا الواحد بالخر بينما هي تطفو حرة في فضاء ذي سكون رائق كما
لو أن هذه الشكال المكونة لطقم غريبة تطوى بواسطة أيادي غير مرئية أو كما لو أن الخط نفسه يقشط
السطح عن الجسام الصلدة و الفجوات الغامضة و الغير مرئية .
هذا هو السبب وراء الشعور بالشك المتحقق الذي يسود أعماله و ذلك الظهور للخطوط التي ل تتحزز لكنها
تنبثق كما لو من التربة الرملية .و أن هذه الترتيبات التشكيلية تبقى حية في أكثر أعماله أهمية مثل ،لوحة
( سنبلة الحبة ) و لوحة (المصباح الكربوني ) و لوحة ( المشواة و المصباح الكربوني ) المؤرخة من
7
عامي 1923 – 1922؛ على صعيد أخر ،ففي لوحة ( حصان،غليون،و وردة حمراء ) و لوحة ( حياة
جامدة مع أرنب ) المؤرخة قبل سنتين على القل ،يتمثل خط الصورة ضمن النسيج التكويني من حيث
الوفرة الصورية التي تعكسها استخدامه للتقاطعات و الواجهات ذات الطابع التكعيبي و تعدد المناظر
التصويرية الذابلة و التهيج المسيطر عليه من قبله بكل عناية عند تعامله لـ ( النشقاقية الرثدوكسية
للتكعيبيين ) بدون الجحود لفوائدها التكوينية .
على أية حال ،خصوصية الفنان ل تكون باعتباره كاهنا فأعماله توجد كقرينة للزمان الذي يعيش فيه .
فمن أجل تجنب العدوى المرضية ،ينبغي أنتاج الجسام المضادة داخل النفس .أن النماذج المحددة تأخذ
بتفسير ذا أحساس مختلف عن أية فرضية أو عهد ،و أن الموقف المتضمن تاريخيا بعض النحرافات
المتعلقة بتطور المنظور تاريخيا تستوجب على الفنان ضمن سياقه الخاص مواجهة العقبات أو التصحيحات
.في الحقيقة ،التاريخ و الفن ،كما في الطبيعة ،أبدا ،ل يتقدمان في قفزات ،أنهما يعودان دائما إلى التطور
الطبيعي بالرغم من العوائق والتراجعات.المغامرة التكعيبية لم تتسبب فقط في تغيير وجه الفن ،لكنها أعطت
عدد من الحتمالت الجدلية للفنانين الذين لم يقدروا على مشاطرة تعاريفها أو استنتاجاتها القاسية .
(ميرو ) يقع تحت تأثير التكعيبيين منذ عام . 1919لوحة ( صور شخصية ) و لوحة ( العارية الجالسة ) .
حيث تحمل لوحات عن الحياة الجامدة علمات من ذلك .فهي تستوحي التقنية التكعيبية لكن بمعنى مختلف .
فخياله أكثر حيوية و تكثيفا رغم إنه في النهاية ينجح في تقليل تبعيته و تزايد إنتاجه حينما ل يستطيع كبح
نفسه ،تماما .كان قراره القصى ثابتا منذ بداية عام 1920عندما عبَر عن رأيه بالتكعيبيين في العبارة :
(( سأكسر قيثارتهم ! )) .
غير أن استقلله عن التقاليد المعاصرة يصبح أكثر وضوحا في مواجهته للخبرة السريالية بسبب قبوله
لطرقها و مقترحاتها .
ففي أعمال كل من( سلفادور دالي) أو( رينيه ماغريت) تستبدل قوة الخيال بشكلية فارغة.في الحلم ،تظهر
الشياء بقسوة بالغة و تفصيل تشكيلي ،لذا فهي تظهر في رسوم هذين الفنانين بتدفق عالي و صدق دقيق
للحياة ؛ فالشعور بالغربة يستثار كليا بالتجاور الغير معتاد للتصاوير الشاذة و الضياء الكوني (.أندريه
ماسون ) و(ماكس إيرنست ) و( جين أرب ) تستوثق تعابيرهم الخيالية ،لغة شكلية أصيلة خاصة معبر عنها
في مفردات ذات تأثيرات تتحقق بواسطة الفنان .يقوم ( ميرو )،غريزيا ،بإلغاء الرتجالية و الطبيعة اللية
للتطبيق السريالي متجنبا السلوك الدبي لكل من ( دالي ) و ( ماغريت ) .لكن،ما هي تلك الخيوط في لوحة
( الريف في مونتروك ) التي ترتفع متعرجة إلى ثلثي قطعة القماش من الزاوية اليمنى ؟ و ما ذلك الرقم
( )173إلى يسار الواجهة المامية ؟بالتأكيد يتضمن تصويره الفاتن على تنافر غريب :طراز الواجهة
المامية الهندسي و وسط اللوحة بطرازها الواقعي و الدقة التقريبية للخلفية .لوحة ( الحقل المحروث) من
عام 1924 –923المرتبطة بلوحة (الحقل ) تمثل براعة ( ميرو ) في إبداع ذلك الفن الذي يقوم على تركيز
لحظات اللهام في نسيج تتوحد فيه كل التفاصيل و العلمات لتصبح أليفة حال عندما تتسارع لتتصرف
عضويا .و تعطي لوحة ( مهرجان المهرج ) المؤرخة من عام 1925 – 924قناعة متزايدة بتفرد السلوب
الذي أقام صرحه من الن فصاعدا للتقدم نحو استعادة ذاته من الغموض و التأثيرات المضمرة بإغواء بالغ
في أعماله .فهي تشكل توحد مرح لتلتقي كطراز حينا و أحيانا أخرى كتجريد تام ،متوحشة و متصارعة
لكنها دائما تتصل معا في حياة واحدة .في حيوية جامحة .
في الفحص الدقيق لرؤية ( ميرو ) المنغمسة في تزويقات ( الرابسيك ) كما تظهر في المواقف الساخرة
لتشكيلته التي تحجب تيارا خفيا من القنوط ،اللٌعب فوق أذرع الكبار دائما لختبار المشاعر .حيث يمكن
رؤية عدد من هذه الدمى في ستودياه في ( ريو بلومت) ،بعضها من الـ ( باليريكس ) ذات شريط برسوم من
المناطق الشعبية الخاصة به .كان يحتفظ بها دائما معه.و يستلهم تأثيراته الخرى من الرسوم الجدارية للقرن
لكنه لم ينجذب إلى الكليشيهات المحببة من الفولكلور.المكوَنة العاشر و الحادي عشر في ( كتالونيا ).
لينابيع مزاجه النشط على نفس مستوى مواطنه ( أنتوني كودي ) ،في سلوكيات منسوبة لتوافقها العفوي
عندما يتمنى لها حلول محددة لما كان قد أكتشفه .تبين أن ( ماتيس ) ساهم أيضا بأكثر من تأثير عابر عليه
في استخدام المنظر بخلفية الصورة المتميزة بتأثيث ،ليس فقط في أشراقة اللوان المؤكد ،لكن أيضا ،
ناعم ذات أنسجة موردة .أن مناقشة جميع هذه التأثيرات ،على أية حال ،و نحن مفعمين بانطباعات
8
بشكل ثانوي من التطبيقات التكعيبية . عابرة سريعا ما تنمو كما لو أن الزوايا و الواجهات قد استعيرت
و استعاراته عن الحركة ( التنقيطية ) الممكن استخلصها على حافات الرضيات كانعكاس فحسب للمتعة
الزائلة الخاصة به .يمكننا ،بدون صعوبة المساك ،بإيماءات من ( بيكاسو ) و( براك ) و ( كريس )
و ( ليكر ) ضمن طرق التكوين النموذجية الخاصة به حتى منتصف عام .1920مستمرا بإتباع مبادئهم
كونه يهتم في اختبار طرقهم في الرسم ،أو ،لقياس عمله معهم .أن أي فنية متقدمة يمكننا استنتاجها لديه ،
ليست أكثر من حادث عرضي على طريق الستقللية التامة و النبوغ التقني .كما هي حالته مع الفن الشرقي
داعيا الصينيين بـ ((السياد العظام للفكر)) الذين تركوا أثارا محسوسة في أعماله.دون أن يميل للتشكيلت
الخيالية المهتاجة ،حذرا من التأثيرات الفنية الخارجية رغم إنها مفيدة أو فعالة كما يبدو (.ميرو ) يصوغ
في أعماله ،التحاد بين عالم الشياء و العالم الرمزي ،المثاليات و الشعر ،متحفظا على ميزاتها الخاصة
مراقبا للتقدير المتبادل بينها .
حتى تلك المرحلة من تطوره ،فأن شئ وحيد يصبح الن واضحا بشكل مطلق .فهو لم يقم بحجز
التوتر الدرامي لـ ( كلي ) أو ،النظام المطلق لـ ( موندريان ) .أن العالم الذي يتمثله يتضح في المقارنة بأقل
تحديد مسبق ،حين يتحرك بقلق بين الحتمالت المتذبذبة ( .جاكوس لسين ) يلخَص عالم ( ميرو ) في
كلمات قليلة (( في هذا الفضاء الغير محدد ،جنة أو نار ،عندئذ ،يبرز فجأة تحليقا دقيقا لنجم ،مسار مذنب ،
سقوط صاروخ )).
لوحة ( مهرجان المهرج ) تؤلف اتجاه جديد في إبداع ( ميرو )؛ تقريبا في نشاطها من الفعل الراقص
و الغنى المتعدد التفاصيل ،حيث تؤشر بكل المرح و البهار ،البداية لنضجه الفني .لتصبح مفرداته و
موضوعاته ،من الن فصاعدا ،معرَفة بوضوح .التغير يكون رائعا حقا ؛ عندما تفقد التفاصيل الوصفية
أساساتها في اختصار تشكيلته التكوينية .حتى يتحرر فنه من الواقع الموضوعي .لوحة ( ميلد العالم )
عام 1925ضمن مجموعة ( رينيه كافييه ) ل تمتلك احتمال أخر ؛ لوحة ( أمومة ) سنة قبل ذلك ،تشكل
نظاما من النسجام خلل الفضاء الكوني حيث يمكنها التناغم بحرية .
في هذه الفترة المزدحمة بالكتشافات التي تتعلق بـ ( الرسوم – الشعرية ) مرتقية قدما نحو غنائية
( العلمات).فالنسجة الممكن تفسيرها كاستمرار للعوامل ذات المغزى،ل يتم فصلها عن مظهرها القاسي ؛
فهي تنجز نفس دالة العناصر الواقعية في أعمال( ميرو) السابقة :دون أن يتخلى عن مصادره من المفردات
:الحساس بالعجوبة التي ينشدها في نقل النشاط إلى المساند المرئية كما لو أنه يضمن الحقيقة التي يتمنى
في معالجاته الفنية ؛ حين ل يتمكن من تجريدها في أحساس صافي .الرموز ،المسوخ ،التناظر ،التلميحات ،
جميعها أشكال بلغية يستعملها لليحاء بمواقعها الغير فيزياوية ،أو أية احتمالت أخرى منفصلة عن الواقع
الظاهري الذي يحتويها .أن تأكيداته حول ((إعادة اكتشاف الحساس الديني و السحري في الشياء الخاصة
بالبدائيين )) و القبول بكون (( كل حبة من الغبار تمتلك روح مدهشة )) ،يختصر التعبير عن تشكيلته
المبسطة و الكثر فراغا.فضاء خالي من الضافات :ليصبح النجاز الفني متضمنا على بعض التشكيلت .
من بين المثلة الملحظة عن هذه الفترة لوحة ( كلب ينبح على القمر) عام 1926التي تبرهن على طابعه
الملتحم بقسمات الحقيقة :مكرسا نفسه دائما لبعث النشاط في المشاعر السطورية ،و غالبا ،تلك السطورة
التي هي نوع من التحدي لكل الشياء الغير واضحة في مفردات واقعية و تستعير تعابيرخارقة للطبيعة .
إذ من المحتمل في أيامنا هذه القبول بوجود حوادث منفصلة عن العالم المعروف تابعة إلى تلك الشمولية
التي ندعوها غامضة أو معجزة – الخاصة بالقوى المتخفية و الغير مبرهنة – في مواجهة ذلك الشخص
الذي ينحني لها في عبودية أسترضائية ،حيث تتلخص في الحوافز الجمالية التي تتولد عن أي حدث أو شئ
يمكن إدراكه .
يعود (ميرو) دائما ،إلى مصادره الولية متنبها لتلك النبضات التي تغور عميقا داخل النسان واجدا
( العلمة ) المناسبة لكل ما يعترضه .و هو في هذا العتبار يقوم بخلق أعلى النجازات في مسيرته الفنية
بداية عام ، 1930عندما تدفقت خلل لوحاته أعدادا من النجوم و المذنبات و الكواكب .هكذا ولدت علماته
التشكيلية ،خطوة بعد خطوة حين امتصت بتصاعدها ،مظهرها الرمزي .
في عام ،1920كان ل يزال غير متأكدا،كما في اللوحتين عن( رأسين ) و اللتان تبرهنا ذلك ،فلوحة ( رأس
مدخن) ،من مجموعة (رونالد بنروس) تتطابق بمجموعها ،و الخرى (رأس قروي من كتالونيا ) تؤخذ
9
كأجزاء .فالموضوع يميز بالكاد بواسطة القبعة ،هي نفسها ،علمة التشكيل عند الخلفية الزرقاء المتوهجة
و التي تحتوي أيضا على رموز و استعارات أخرى .كانت رغبته الثابتة هي في اختصار الحقيقة إلى
الجوهري حتى الشاذ منها و الشكال الدنيا المحفزَة لحالة الحلم ،أو تلك التي تشير بإيحاء إلى البهامات
المقبولة ،و التي يعبر عنها بوضوح في لوحات ( صور شخصية خيالية ) و ( من داخل هولندا ) المؤرخة
في النصف الثاني من عام .1920رحلته إلى (هولندا) حدثت عام 1928لكننا نعلم الن إن تأثير ( فيرمر)
عليه كان كبيرا ،فالقسمات الجامحة التي يكملها من الرسوم ( الهولندية ) تشير إلى فنانين أقل مثل ( شتاين )
و ( سورا ) .في لوحات ( صور خيالية ) تتلخص أصولها الولية من ( روفائيل ) و (كونستابل ) في نوع
من اليقونات الشبحية .على أية حال ،فالنتيجة المقنعة و الفعالة هي في عدم إنكار هذه الحواجز على أي
مستوى جمالي .أما بصدد الحقيقة القائلة بأننا على وشك القتراب من السيرة الفنية له من حيث تأثيرها على
حركة ( الدادا ) و ارتباطها بفحص أعماله قبل أي شخص أخر .فماذا يكون العتبار الول للجاذبية
الظريفة المستبدلة بنوع من التحفظ اللذع ؟ و ما تلك ( الرابسيك ) المختصرة و الجميلة ،التي تمثل الن
تحديدا مشؤوما ؟
في عملية التبسيط ذات العتبار الخاص في إبداع ( ميرو ) الدائم ،تكون هذه محمولة لبعد من تلك
المعاناة التي تقلل بشكل متلحق قوة التعبير الشعرية التي تستثيرها الشكال المتضادة .حتى بحوثه التقنية
:الملصقات ،الرسوم – الشبكية ،الرسوم على الخشب ،النحاس ،الحجر ،ورق الساند ،الخ ...المتواصلة
خلل عام 1930مع استمرار تجاربه السريعة الزوال في امتلكها عدم إسراف لطاقاتها الحاسمة في عمله
البداعي ،عند ملحظة الحقيقة المروعة و المقنعة معا .
النقطة الخاصة بالصدمة الدرامية العظيمة جاءت من اللوحة( حياة جامدة مع حذاء قديم) من عام 1937
حيث يقوى النشاط الشكلي المتوحش تقريبا بواسطة ،وهج الضوء .فقد كان منسحقا بالرعب من الحرب
الهلية ؛ إن اتزانه الداخلي قد اهتز .
في غضون ذلك ،يحرم من أستودياه مترددا على ( لكرند كايير ) مشاركا أحد الطلب الشباب ،و صانعا
رسوماته من الحياة الممتلئة بالحطام العنيف الذي لم نعتاده حتى الن في أعماله لتصبح على نحو ما ،
أشارة فقط لعذاب ل مفر منه .أن الوصية المنقولة عن هذه الفترة و التي تعكس شخصيته المتحمَلة هي
جدارية ( الحصَاد) – مفقودة الن – و هي مرسومة بالزيت على ( سليتوكس ) لجناح الحكومة السبانية في
معرض باريس العالمي عام 1937و التي تعتبر النظير إلى لوحة (بيكاسو) – الغورنيكا – مبينة للفروقات
التي تميز كل منهما .
ل يتأخر ( ميرو ) في الشفاء ،جديا ،من الضطراب الذي كان يؤرقه .ليعود إلى ( فرينجفيل ) على ساحل
النورماندي قرب ( ديبي ) حيث يركَز التفكير لنجاز سلسلة من العمال التي هي من بين أهم إعماله في
النقاء و الفعالية التعبيرية .يستمر في هذه السلسلة بنفس الدينامية و الكثافة التعبيرية عندما يفر إلى (بالما دي
مالوركا ) بعد سقوط فرنسا في مايو . 1940
سلسلة ( المجموعة المتألقة ) المرسوم أغلب لوحاتها بين يناير 1940و 12سبتمبر 1941
كانت نتاج فترة انعزال مطلق (( بهدوء ،أغلقت نفسي داخل نفسي )) .يعترف (ميرو) عام (( 1948نساء
و طيور و نجوم )) تحتل قطعة القماش في إيقاعات متوالية تعود و تتقدم متألقة و مشرقة هنا و هناك بألوان
زاهية على غير توقع لكن بفعالية ليست قليلة .خلفيات الصور تفترض فضاءا واسعا ،مهتزا ،يحتله الضوء
الشاحب بسديم اللوان الباهتة .التي تتحرك فيها الصور الوفيرة ،باستمرار ،في عناق متشابك و منفصل و
هي تمتثل للجذب الكوكبي .أن الحساس بالحركة يفصح عن أجسام منفصلة ،تتحد خلل طريق مسارها
المداري ،قليل أو كثيرا.هكذا يشكَل ( ميرو ) عالمه ليبقى أمينا له .أن نفس النجوم القلقة يمكن تمييزها في
أعماله المقبلة .محققا عالمه الخاص في الوجود .حتى عام 1944كان يعمل على الورق بتطبيق عظيم غير
مهتاج مبينا كيف إن إلهامه التشكيلي يشكَل عرضا كونيا مستمرا ،بشكل عضوي
و رائع .حين يعاود الرسم مرة أخرى ،فهو يفعله بابتكار ل يستنفذ ،موظفا كل المعاني التقنية المتنوعة .
في البداية ،كانت عملية التبسيط قد قادته إلى التفوق في المهارة الحرفية ،فالصور الزيتية أصبحت مثبتة في
إطارات مستقيمة ،وتكويناته تصبح منذ عام ، 1949أكثر كثافة و التلميحات أكثر اتقادا،متجنبا التردد على
تضمينها جوهريا بإحساس معتبر .صارما إلى حد بعيد عن الدقة عندما يكون خاضعا لغواية إشباعها ذكائه
10
.و هو الن ،على النقيض ،فرسومه تصبح ذات حقوق خاصة و أن المشاهد القاسية و التصرف الفظ يسَدد
تذكيرا جديا .و تعكس خيالت (كلي ) المؤكدة ،جدية متشابهة بشكل جوهري ،و هو ل يعود لتأمل السماء
الجامحة التي تظهر ،مثل ،في لوحات ( المجموعة المتألقة ) مستغرقا في تهديد الشباح له ،حيث تتميز،
رسومه الن ،باستفزاز مرتبك ( .العلمات ) تنمو أكبر ( ،السود ) يؤكد في ضربات ثقيلة ( ،اللوان )
باهرة مثل الحريق .إلى جانب ذلك يكون ( ميرو ) محافظا على ارتباطه بالطبيعة ،حينما تتصادم القوى ،
في ابتهاج و حزن ،ثورة و سكون،في ذلك التناوب البدي .ربما،الضياء المنقول عن اللوان ،غير مستثنى
من الومضة الغامضة للمل و الفرح .
يبدأ عام 1944مع ( أرتيكاز ) العمل في السيراميك .و يكمَل رسم جداريه لفندق في ( سينستي )
عام .1947و جدارية من البلط لليونسكو في باريس عام 1957و عملين جداريين لجامعة (هارفرد) عامي
1955و . 1960ثم مطورا ولعه بأعمال الحفر و الليثوغراف .مؤكدا ذاته بكافة التقنيات و الشكال .واثقا
من نفسه في تمثله لمادة موضوعاته .و هو يتحرك غير متردد في العالم الذي يقيمه من دون تغيير للقواعد
التي يقررها ( .العلمات ) تدور و اللوان تندمج بالتجاذب المتبادل.مالكا ،من الن فصاعدا لعظم إرث
خصب ،و ناهضا بشكل مرضي و عامل بكل حكمة .
تتلخص عظمة ( ميرو ) في إخلصه لنفسه و إن شخصيته قد تغذت بالعلقة المباشرة بين المشاعر
البشرية و العلمات الفنية .إنها (عفوية ) ثابتة تلك التي أكسبته مكانا أوليا في التاريخ المضطرب لفن القرن
العشرين .
ميرو و النقاد
أن دراسة ( جاكوس دوبين ) – خوان ميرو :حياته و أعماله – المطبوع في فرنسا عام 1961و
في ألمانيا من قبل ( دومونت شوبرغ ،كولون ) و في بريطانيا العظمى من قبل ( توماس و هدسون ،لندن
) و في الوليات المتحدة من قبل ( أبرامز ،نيويورك ) في عام . 1962تبقى من أكثر الدراسات النقدية ،
كمال .إذ تتضمن على بيبليغرافيا منجزة من قبل ( برنارد كاربيل ) ،تحتوي على كتلوك بكافة الرسوم
الزيتية و النتاجات المرسومة باللوان المائية ( الغواشية )و كافة أعماله المنفذة بالباستيل و أعمال الملصق
.أما أعماله الخاصة بالكرافيك فأن الثقة و المرجع هو الناقد ( سام هونتر ) في كتابه – خوان ميرو :أعمال
الكرافيك الخاصة ،نيويورك ). 1958 ،
شكلت أعمال ( ميرو ) مواضيع المقالت المنشورة في الدورية ( كابريس دي أرت ) بل انقطاع
تقريبا منذ عام . 1929لكن ليس قبل دراسة الناقد ( جيمس جوهانس سويني ) – خوان ميرو ،نيويورك ،
– 1941حيث تمتلك قيمة أساسية في اعتباره كفنان ضمن التقاليد الخاصة بالكتب .و قد تبع ( سويني ) ،
( كليمنت غرينبيرغ ) في مؤلفه – ميرو ،نيويورك – 1949 ،و ( ثرل سوبي ) – خوان ميرو ،كاردن
سيتي ،أن .واي – 1959 ، .و كانت السهامات المفيدة في أوربا قد تمت من قبل كل من ( خوان أدواردو
سيرلوت ) – خوان ميرو ،برشلونة – 1949 ،و ( اليجاندرو سيرسي بيليسر ) – خيالت ميرو ،برشلونة
– 1949 ،و ( جاكوس بريفرت و جورجز ريبمونت -ديسنس ) – خوان ميرو ،باريس – 1956و ( بول
ويمبر ) – ميرو :أعمال الكرافيك ،كريفلد – 1957 ،و ( ادوارد هوتينغر) – ميرو ،بيرن – 1957 ،و
( والتر اربين ) – خوان ميرو ،ميونيخ – 1959 ،و ( كوي ويلين ) – ميرو ،باريس - 1961 ،
و الدراسات الخيرة ل تتضمن بيبليوغرافيا ( كاربيل ) المنجزة من قبل كل من ( ايفون تايلندر ) و
جاكوم غوميز ) و ( خوان براتز فاليس ) في عام 1962و من قبل جاكوس لسين ) و ( سبستيان
غوش ) في عام 1963و من قبل ( ايفون بونيفوي ) في عام 1964و من قبل ( غوميز و براتز
فاليس ) في عام 1966و من قبل ( خوان بيروجو ) في عام 1961
لوحاته
11
1القروي . 1912 ،زيت على قماش 50×65 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
واحدة من رسوم ميرو المبكرة و التي غالبا ما عرضت و نوه بها .أما مشكلة تاريخها فتبقى دون
حل .فتاريخ التوقيع في السفل إلى الزاوية اليسرى . 1912 ،غير أن كتلوك معرض باريس للفن الحديث عام
أما كتلوك المعرض المقام في غاليري 1962يذكر بشكل متعذر التوضيح عام 1914كتاريخ لهذه اللوحة .
تاييت في لندن عام 1964و لحقا في ( زيورخ كونسثيوس ) تعين تاريخ 1912أو ! 1914بشكل مثير للشك .
بأسلوب توضيحي يمثل غير أن التاريخ 1912يصبح أكثر احتمال بسبب تنفيذه للمشهد المرسوم في اللوحة
أسلوب مدرسة ( كالي ) للفن في برشلونة التي كان يلزمها في ذلك التاريخ .و هو بالتأكيد ما يوحي به الرسم
إضافة لحماسته التي يستوحيها بتأثير ( الوحشيين ) و ( فان كوخ ) .
الساعة و الفانوس . 1915 ،زيت على بطاقة 64.5×52 ،سم .لوزان ،مجموعة ( جي .يديشيم ). 2
تتمثل في هذه اللوحة التجارب المتصارعة التي كان ميرو يحاول التوفيق فيها بين أحساس ( سيزان )
النشائي و عنف ( فان كوخ ) التعبيري .
3أبريق القهوة . 1915 ،زيت على بطاقة 55×50 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
ينبغي تغيير تاريخ اللوحة حسب رأي ( جيمس ثيرل سوبي ) إلى عام 1916رغم أن المنظر المَعرف
بالعلمات ذات اللوان و التكوين الراثق ،يميز رسومه لعام . 1915
4-5القرية في مونتوروك . 1916،زيت على بطاقة 69×60،سم .نيويورك ،غاليري بيير ماتيس .
المشهد الطبيعي يصطبغ بالجلل حين نتحسس أسلوب سيزان عند الستعانة بأنشائيته في شرف الدور
و في تلك المتعة الناتجة عن اللوان النقطية المفعمة بالحيوية و اللمعان التي تطرز السماء .
6-7القنينة الزرقاء . 1916 ،زيت على بطاقة 68×57 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
تكوين هندسي ذو صلبة حيث يمكن مقارنة استخدامه للون باستخدامات ( الوحشيين ) .مع تشويهات
مشابهة لما يمكن أن نجده في لوحات عن ( حيوات جامدة ) من هذه الفترة و الموظفة تقريبا للموضوع نفسه .
8-9الممشى في سيورنا . 1917 ،زيت على قماش 73×60 ،سم .باريس ،مجموعة ( أرنست تابينباك ) .
رسم متفرد لـ ميرو عن تلك القرى القديمة لـ ( تاراكويز ) مواصل فترته ( الوحشية ) ،أن أسلوبه
الهندسي يكون أكثر تقريرية و يستلزم قوة إيقاعية ملحوظة الفعالية .و يتعادل وجود الورود الحمراء في الحقل
المامي مع تلك المستعملة سابقا من قبله ،فالمعالجة تشابه تلك النقاط المنتشرة في سماء المشهد من مونتوروك عام
( 1916اللوحة . ) 5-4
10شمال – جنوب . 1917 ،زيت على قماش 70×62 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
من النماذج القريبة للعمال ( الوحشية ) المنفذة من قبله بتلوين ممتع و تكوين يتميز بمهارة حيوية و التي
توحي ،نسبيا ،بالمشاكل التي كانت تشغله حينذاك عند تقليده للتجربة ( التكعيبية ) و إدخال كلمات محددة
Nord –Sudفي اللوحة التي هي عنوان نشرة صادرة من قبل ( بيير ريفاردي ) .
11عارية واقفة . 1918 ،زيت على قماش 122×152 ،سم .نيويورك ،غاليري بيير ماتيس .
ينجز ميرو بين عامي 1918 – 1917عددا من الصور الشخصية التي تحاكي كل من ( التكعيبيين ) و
( الوحشيين ) و المتضمنة على تعابير استفزازية .توحي هذه ( العارية ) والتي تعرف كذلك بـ ( الودليزليو )
بعنف درامي يتعادل مع الغنى الطاغي للمشهد المختزل .
12-13درَس الحنطة . 1918 ،زيت على بطاقة 56×45 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
يعبر الرسم عن مشاعر ميرو المرتبطة بالطبيعة و الملهمة بالقوة على نحو متساوي ،مع عواطفه
العنيفة التي تتحد ،على العموم ،بوهن مع البلغة المتسارعة بخفة .
14الممر . 1918 ،زيت على قماش 75×75 ،سم .نيويورك ،مجموعة ( مستر و مسر غوستاف ستيرن ).
كسداد دين للـ ( الوحشيين ) و تعتبر هذه اللوحة واحدة من بشائر فترة الغنى بالمثلة المحسوبة ،
( التكعيبيين ) ،مركزا مشاعره على المدهش في الطبيعة بوصف غنائي ذي مقياس صغير .يمكن أن ندعوها
بالفترة التخطيطية من حيث الدقة العالية و الغنى في التفاصيل .
15أشجار عنب و زيتون من مونتوروك . 1919 ،زيت على قماش 90×72 ،سم .شيكاغو ،مجموعة
( مستر و مسز ليه .بي .بلوك ) .
من المثلة الشبيهة بطور ( التخطيطات ) بالضافة للرسم السابق ،اللوحات ( دار بشجرة نخيل ) و
( حديقة المطبخ مع حمار ) من عام . 1918و أيضا أفضل انتاجاته في عام 1919و التي بلغت الوج في لوحة
حيث تختفي الدقة الواقعية المفرطة و ينشأ اليقاع مطوقا جميع تشكيلته ( الحقل ) بعد سنوات قليلة ،لحقا .
المصورة ؛ و التي تدل على سلوك مستقل كما هو فعل العناصر الطبيعية .أن التقابل بين الصفاء الطبيعي للفق و
انحدار الجبال ،يستذكر إشارة ( جاكوس دوبين ) حول الفن الصيني .
( مستر و مسز 16عارية جالسة. 1919 ،زيت على قماش 102×112 ،سم .نيويورك ،مجموعة
بيير ماتيس ) .
12
يتميز هذا التصوير ،بالمقارنة مع لوحة ( عارية واقفة ) من عام ( 1918اللوحة – ، ) 11بالتكوين المقتصد و
بواقعية أقل ( توحشا ) .حيث تقوم يد الفنان المدربة تدريبا عظيما بتحسين شكل الجسم مع تحسين تصميم شكل
أن استعانته بالسلوب التكعيبي ل يتلف التزمت و الغموض ،و أيضا المبالغة السجادة و الكرسي الصغير .
الجنسية للصورة .
17القرية في مونتوروك . 1919 ،زيت على قماش 61×73 ،سم .بالما دي مالوركا ،مجموعة ( ميرو دي
فرناندز ) .
مرسومة بعد عودته الولى من باريس و تظهر سلوكه الوصفي الذي يدعوه صديقه ( رافولز ) – ( ديتاليتزا ) .
عن الوحدة المنضغطة ذات حيث يلحظ التعاقب العمودي لمختلف المستويات المنظورة و النطباع المتكون
الحتقار للمعاني المتنوعة .فالراضي مرسومة بنوع من التجريد الهندسي المتصاعد إلى واقعية التفصيل مع
تميز السماء ذات السحب البيضاء الصغيرة ،على تأثيرات رومانسية .
18الحقل . 1921-922،زيت على قماش 147×132 ،سم .نيويورك ،مجموعة ( مسز ارنست همنغواي ) .
تميز العرض الول له في باريس و المنظم من قبل ( دولمو ) في غاليري ( لليكورنه ) و المعروض في
كتلوك بقلم ( موريس رينال ) ،بالفشل .عندها ،يعود إلى ( مونتوروك ) ليبدأ في رسم هذه اللوحة ثم مواصل
العمل فيها في ( برشلونة ) و يكملها في باريس .و تصف ملكية عائلته في مونتوروك .و قد أشتراها لحقا ،
الشاعر المريكي ( ايفان شبمان ) بالنيابة عن ( أرنست همنغواي ) الذي صرَح بأنه ل يبدلها مقابل أية لوحة
.حيث تلخَص و تكَمل دائرة تجربته و أخرى في العالم .و هي ،بل شك ،واحدة من أعمال ميرو الساسية
كذلك في التعابير الدافئة المشاعر الناتجة عن الدمج للرمز و الواقع ،التجريدية و الواقعية .و حيث كون هذه
الموجودات الواقعية بشكل نهائي ذات هلوسة نوعية متصورة في الرسم .
( مسز مارسيل 19زوجة المزارع . 1923-922 ،زيت على قماش 65×81 ،سم .نيويورك ،مجموعة
دوشامب ) .
التجميع الغريب للسلوب الواقعي مع الفنتازيا التجريدية ،تكون ،أساسا كنوع من الهدنة في نزاع متضاد .
حين يفترض التبسيط المؤكد ( الموقد ) شكل من الرمزية ؛ و حيث تأخذ التشوهات المؤكدة ( القدم ) ،طبيعة
تعبيرية ؛ بينما يمثل الصحن الخاص بالقطة ،تجريدية صافية .الواقعية و الفنتازيا ،الحب و الحتقار ،المرح و
الحزن ،كلها ،تعابير تصطدمنا باستمرار في أعمال ميرو .
20الحقل المحروث . 1924-923 ،زيت على قماش 94×66 ،سم .راد نور ،مجموعة ( مستر و مسز هنري
كليفورد ) .
في ذلك الوقت ،يكون ميرو بقرب مجاميع الـ ( دادا ) و ( السرياليين ) .صداقته مع ( ماسون ) تؤرخ
كما تنعقد علقاته مع ( ليرس ) و ( لمبور ) و ( أرتود ) و ( ديزنوس ) و ( سالكرو ) و منذ عام ، 1920
لحقا مع ( بريفرت ) .
21أمومة . 1924 ،زيت على قماش 74×91 ،سم .لندن ،مجموعة ( رونالد بينروز ) .
تؤشر هذه اللوحة بداية نضجه المحدد ،تماما بالخصب و النجاح .
22-23مهرجان المهرج . 1925-924 ،زيت على قماش 93×66 ،سم .بوفالو ،غاليري فن ( ألبرت نوكس )
.واحدة من أكثر لوحاته شهرة .و قد كتب عنها مقال في مجلة ( فيرف ) عام 1938متحدثا عن فترة الشدة التي
أخذت مستوى ( الهلوسة ) المصورة هنا .على أية حال ،نحن مفعمين ،بالفنتازيا أو الهلوسات عندما يقوم بتحويل
الشكال و الشياء المألوفة إلى تكوينات خارقة تستعرض باليها من الخيالت الجامحة ذات العناصر الصغيرة
بينما في لوحة ( الطير الجميل يوحي المتعددة .و تكون استعاراته و حفلته التنكرية ذات مصادر واضحة.
بالمجهول لثنين من المحبين ) من عام ( 1941لوحة – ) 46المتضمنة على حياة كالخيالت لكنها ذات إيقاع
ثابت و فضاء مزدحم متشابه .
24صورة . 1925 ،زيت على قماش ،مجموعة خاصة .
من رسومه التي يحول فيها بشكل كامل ،الصورة البشرية إلى رموز .و هي مرسومة ،على الكثر ،في
نفس فترة الرسوم المعنونة ( رأس قروي من كتالونيا ) .
25رسم . 1925 ،زيت على قماش 144×113 ،سم .فينس ،مجموعة ( بيكي كوكوينهام ) .
من اللوحات التي يبسط فيها كل شئ إلى الوج ،كالرسم في المثال السابق حيث الخطوط تنشأ على الخلفية
الحيادية التي تتحرك بتوافقات شبيهة بالحلم .
26رسم. 1925 ،زيت على قماش 146×114 ،سم .باسيل ،كونسثوس .
مرة أخرى ،ينجز التوتر الفضائي بواسطة الخطوط و الشكال المتقاطعة عبر الخلفية ذات الشكال
المنصهرة .
27رسم . 1925 ،زيت على قماش 81×99 ،سم .زيورخ ،كونسثوس .معارة من ( ملي و ادمير ) .
مثيرة للذكريات و ملغزة ،مع تجريد .و توحي العناصر المؤثرة بثقة مهذبة يثيرها السطح الضبابي للخلفية
التي تجعلها ذات فتنة بال
13
28-29كلب ينبح على القمر . 1926 ،زيت على قماش 92×73 ،سم .فيلدلفيا ،متحف الفن الحديث .مجموعة
( أي.أي.كالتن )
من أكثر رسومه شهرة و التي تؤكد رغبته في عدم النجراف نحو تعدد التكوينات التي تنضغط هنا
بفعالية خارقة تتحسَن بالجمال الكثيف لللوان .التي تميز المشهد المحدد بين السماء و الرض بتكويناته الشاذة .
في أعماله اللحقة . حين يقوم السَلم بتوحيد ،عالمين .طالما ما تعاود الظهور بتكرار و أن كانت بأقل نسبة،
بالستناد إلى ( دوبين ) (( يوحَي السَلم بألوانه المتعددة بقوة الحركة التي تتعارض مع الخطوط المقسَمة بقسوة
مؤكدا قوة النسانية في السمو بالمحظورات و في إقامة جسرا بين الحيوانية و النجوم .....هي رمز لقدرته على
جلب عالمين معا من دون إلغاء لي منهم ..أنها تقف متعاظمة بواقعيتها العليا بدون التضحية بالواقعية الشائعة)).
30من داخل هولندا . 1928،#زيت على قماش 73×92 ،سم .فينس ،مجموعة ( بيكي كوكوينهام ) .
في ربيع 1928يزور ميرو (هولندا) لسبوعين مستمتعا بواقعية رسامي القرن السابع عشر .ثم يعود إلى
باريس مع بطاقات بريدية ،يستخدمها لحقا في عمل خمسة رسومات .المثال الحالي ( درس رقص لقطة ) للفنان
( جان شتاين ) في متحف ( ريجكز ) في أمستردام ،و التي سبقها بسلسلة دراسات و تصاميم ذات تخطيط شامل
مع أعادة تسجيله للحركات الراقصة حين يستعيد واحدا من الحلول التكعيبية المحددة لتغمر رغباته الوصفية
في لوحة ( مهرجان المهرج ) .تكون تحويلته للصول ،أكثر إيحائية ؛ حيث يمكننا مقارنتها بموقف بيكاسو
و أيضا على اعتبار أقل للصول حينما يقوم بتبني العمال المشهورة لكن برؤية ذات سخرية و انتقاد أقل ،
.التلميح اللفت يكون للشعر الظريف الخاص به.مع تسطيحه لللوان و ترتيب ممتع للشكال الظاهرة المكونة
لعدد من الشواذ الفضائية .
31الملكة لويزا من بروسيا . 1929 ،زيت على قماش 100×81 ،سم .نيويورك ،غاليري ( بيير ماتيس ) .
من بورتيهراته المرسومة بعد سلسلة لوحاته ( من داخل هولندا ) غير أن الترجمة المستنتجة من الرسم ،
ل يمكن معرفتها .و ل يستطيع ميرو تذكرَها .حيث تظهر أعلنا لمحرك ديزل يتكون بواسطة الختصارات .و
هذا ما نقرأه في أحد هذه التصاميم الولية .
32لفوريزنا (بعد روفائيل ) . 1929 ،زيت على قماش 114×145 ،سم .باريس ،غاليري ( ماييت ) .
اللوحتين ( بورتيهرات خيالية ) و ( بورتريت سيدة ) من أعمال ( كونستابل ) عام . 1820و ( بورتريت
مسز ميلز ) عن (جورج إينكهارت ) عام – 1750التعريف من جيمس ثيرل سوبي . -النسخة الصلية موجودة
في ( بالزو باربيني ) في روما عن ( روفائيل ) .ينجز التبسيط ،هنا ،إلى أبعد أمكانية .مع وقاحة باردة بوجود
متعذر التفسير ،حقيقة ،لسمكة بين المعالم .تمثل التقنية السريالية ،حيث تستثير الدهشة بسبب تجاور العناصر
المتناقضة في المستوى العادي.و تعكس مقاطعها الشكلية ،تقريبا ،إنشاءاته من الخشب و المعدن في متحف الفن
الحديث في نيويورك عام . 1930
33رسم . 1930 ،زيت على قماش 240×150 ،سم .باريس ،متحف الفن الحديث العالمي .
تمثل الطور الصاخب الذي عانى فيه ميرو عام . 1930حيث تأخذ الحوافز ،في بعض الحيان ،تعبيرا
مرحا و حرية متنوعة تلقائيا .كما تظهر في هذا الرسم ،بالتأكيد .
34رسم . 1933 ،زيت على قماش 162×130 ،سم .بالما دي مالوركا .مجموعة ( سينيورا بيلر جونكوزا
دي ميرو ) .
يحقق ميرو منذ عام 1928مبدأه في إبداع ( الملصق ) و ( رسوم الشياء ) موحيا لتأكيد مصادره التعبيرية و
حاجته لتجديدها .حيث توجد مجموعة من ثمانية عشر من اللوحات المنفذة بين آذار و حزيران من ذلك العام ،كلها
،يتصدرها ،بملصق .و أن الدراسات الولية تكون معمولة على بطاقة ،من التفاصيل الخاصة بالمكائن و أشياء
أخرى منتزعة عن الكتلوكات و الصحف .وعادة ما تشير الشكال الناتجة إلى الصول الموجودة على الملصق
،بترتيب مغاير .و تقود النتيجة النهائية إلى واحدة من أكثر المكتسبات الخاصة به من حيث اليقاع الحيوي و
التنوع اللوني و العرض السماوي و الحس المرهف للنجاز المطلق في حسنه و الستثنائي في سحره .
35ملصق – مرسوم على ورق الساند . 1934 ،بطاقة 24×37 ،سم .فيلدلفيا ،متحف الفن .مجموعة
( أي.أي.كالتن )
36-37رسم على الماسونيت . 1936 ،زيت ،كازين ،قطران ،رمل على ماسونيت 108×78 ،سم .باريس ،
غاليري ( ماييت ) .
في صيف عام 1934يلحظ أن الكبت قد أخذ طريقا ،كثيرا أو قليل ،إلى رسوم ميرو -كما في أعمال
و التي تأخذ طابعا لذعا ،أكثر فأكثر ،خريف ، 1935لتصل مرحلة الباستيل المسماة ( رسوم وحشية ) –
الزمة تماما .حين ينتج سلسلة خارقة من ستة رسوم بالزيت على النحاس .و ستة رسوم أخرى بالتيمبرا على
الماسونيت ( تلحظ اللوحات ) 39-38المنفذة بضراوة تتحفز بالكبت الغير مسيطر عليه الذي تجتاحه المسوخ و
الضياء العاصف ؛ و بإيقاعها السريع و المحدد بتشوهات ذات أشكال تعبيرية .و العمل جزء من ستة و عشرين
لوحا تاما ،ينجزها بعد اندلع الحرب الهلية السبانية صيف عام . 1936
14
38رجل و امرأة في مواجهة المحرقة . 1935 ،زيت على نحاس 25×32 ،سم .بالما دي مالوركا ،مجموعة
( سنيورة بلير جونكوزا دي ميرو ) .
من سلسلة الرسوم الصغيرة على النحاس المنجزة من قبله خلل شتاء عام 1937-936و يعطي كتلوك
معرض ( لندن ) و ( زيوريخ ) المنوه عنه سابقا عام ، 1964تاريخا دقيقا لنجازها بين 5و 22أكتوبر عام
. 1935العنف الرهيب للصور ،الفضاء – الكابوس ،تجعل الرسم من المثلة الساسية في السيرة الشخصية لـ
ميرو ذات الطاقة التعبيرية (( أنني مفجوع و صموت طبيعيا ؛ ...الحياة تبدو لي ،منافية للعقل )) .هذا ما قاله
بعد عشرين سنة من ذلك .
باريس ، 39رسم على ماسونيت . 1936 ،زيت ،كازين ،قطران ،رمل على ماسونيت 100×78 ،سم .
غاليري ( ماييت )
تلحظ اللوحات . 37-36
40حياة جامدة مع حذاء قديم . 1937 ،زيت على قماش 116×81 ،سم .نيو كانن ،كونن ،مجموعة خاصة .
رسمها في باريس بين 24يناير و 29أيار عام . 1937و هي تعتبر من أكثر لوحاته شهرة بحسب التقديم
الخاص بـ غاليري ( بيير ) .و يضعها ( جيمس ثيرل سوبي ) جانب لجانب ،مع لوحة ( غورنيكا ) لـ بيكاسو ،
من نفس العام ،من حيث النطباعات الدراماتيكية و المحتوى العاطفي .عندما يقوم بيكاسو بتعليق لوحته التي
المعنونَة يخصصها لجناح الحكومة السبانية في المعرض العالمي في باريس يكون ميرو قد أكمل جداريته
( الحصَاد ) و هي ليست بأقل من الضراوة المميزة لـ بيكاسو رغم الختلف الكبير عنها .فهو يتجنب ،دائما ،
لذا ،تصبح ( الحصَاد ) المواضيع العرضية ،محتفظا ببيئته الليفة و العادية جدا ،و المتواضع بين الجميع .
المنعزلة ،صورة رمزية للكرب القاسي ؛ في الخطوط و اللوان التي تكونَها و الحاملة للوزن الكلي للتراجيديا
القاتلة بشكل ل يطاق .حيث يحضر هذا البلء ،بقوة بالغة و حتمية في هذا التعقيد ( .حياة جامدة ) القاسية يمكن
اعتبارها ،في الحقيقة ( ،غورنيكا ) أخرى .
41السيرك . 1937 ،زيت على سيلوتكس 91×121 ،سم .نيويورك ،غاليري ( بيير ماتيس ) .
غالبا ما يكون ،حصان السيرك ،موضوعا مكرسا من قبله للفترة بين عامي 1925و 1937حيث يوحي
بالنشاط الشكلي المتميز بالنسجام التام و القوة الخيالية الحرة .
مجموعة ( مستر و مسز 42رأس امرأة . 1938 ،زيت على قماش 46×55 ،سم .لوس أنجلس ،كليف .
دونالد ونستون ) .
من تصاويره الخاصة بالمسخ المعمولة من قبله بشكل ل يقاوم .
43بورتريت . 1938 ، /#زيت على قماش 114×146 ،سم .زيورخ ،كونستهاوس .
44امرأة جالسة . 1938 ، 1زيت على قماش 130×162 ،سم .فينس ،مجموعة ( بيكي كوكوينهام ) .
من رسومه المتميزة بالقسوة التي تبرز تعبيريته ذات الكآبة .يكملها نهاية العام بتاريخ 12ديسمبر .
45السَلم الحر . 1940 ،غوشة و غسيل الزيت على ورق 46×38 ،سم .نيويورك ،مجموعة ( مسز جورج
أمبسون ) .
من أعمال لوحات ( المجموعة المتألقة ) الشهيرة و التي هي عبارة عن سلسلة من ثلثة وعشرين غوشة
صغيرة تتميز بتعبير معرف ل عيب فيه رغم الصل الخيالي .و قد نوه بها ( كليمنت غرينبيرغ ) (( :النقطة
العليا في فنه )) و هي أول السلسلة و تحمل تاريخ 31يناير حيث تمثل ،في الحقيقة ،فضاء ممتلئ بالشكال
الصغيرة و الشياء التي تتحرك في إيقاعات ذات أشكال و ألوان طبيعية ،كأنما نراقب أرض حقل في الربيع
عندما تنتشر الحشائش و أعداد من الحشرات الغير معروفة .يكتب ميرو إلى صديقه ( رافولز ) عام 1923
متحدثا عن (( الحيوانات المسخ و الحيوانات الملئكة )) .و هذا وصف يصدق على كافة أعماله .
غوشة و زيت مصبوغ على ورق ، 46الطير الجميل يوحي بالمجهول إلى زوج من المحبين. 1941 ،
38×46سم .نيويورك ،متحف الفن الحديث .
يعود ميرو ،في 20مايو عام 1940إلى باريس بسرعة بالغة ثم مواصل إلى أسبانيا .بدأت لوحات
( المجموعة المتألقة ) في ( فارينجفيل ) و أكملها في ( بالما دي مالوركا ) و ( مونتوروك ) خلل خريف عام
. 1940الفنان في مواجهة الجامحة ،يغلق على نفسه .
47امرأة في الليل . 1945 ،زيت على قماش 162×130 ،سم .باريس ،غاليري ( ماييت ) .
يستقر ميرو عام 1942في ( برشلونة ) .يرسم لسنتين على البطاقة .في عام ، 1944يبدأ عمله مع
(أرتيكاز ) في السيراميك ثم يعاود الرسم ،مرة أخرى ،على القمشة الكبيرة .
48-49معركة ثيران . 1945 ،زيت على قماش 146×114 ،سم .باريس ،المتحف العالمي للفن الحديث .
تمتلك الثار الدقيقة للثور و الحصان الميت نظيرها المتمثل في المسحة السوداء و الحمراء و الصفراء
لكتل النور في الزاوية اليمنى إلى العلى و التي تجد الثر المعادل لها في العيون المنفصلة في النصف اليسر
للصورة .
50الشمس الحمراء . 1948 ،زيت على قماش 96×76 ،سم .لييكه ،مجموعة ( أم.مام .كراندورغ ) .
15
51دعوة شخصية في الليل . 1949 ،زيت على قماش 92×73 ،سم .بازل ،مجموعة ( مام سيكر ) .
يمثل العنوان الروح الخاصة بلوحات ( المجموعة المتألقة ) الذي ل نتهيب منه ،على العكس ،يتملكنا
الحساس الخارق و الغير متوقع الذي يتناوب مع براءة الطفال عندما يتحلقون حول شئ ما ،ليس لعبا .حيث
يصبح مؤكدا ،هنا .المعاملت اللونية و الصورية تعمل بانسجام حتى يصبح كل شئ طبيعيا و مجردا من الحقد ؛
النشاط الممتلئ بذاته يعطى للتفاصيل الجنسية حيث توحي بالجنس كأحد المظاهر العضوية لعالمه الفني .
52شخصيات متقابلة . 1949 ،زيت على قماش 55×81 ،سم .بازل ،متحف ( كونست) .
ألوانها المتألقة في نسيج منجز بحساسية مفرطة و تلوي غير من أعماله المهمة المؤرخة في 9مايو .
خجول ،لوحة مشغولة بدقة تنتظم الكل .
53امرأة في مواجهة الشمس . 1949 ،زيت على قماش 89×116 ،سم .باريس ،غاليري ( ماييت ) .
تنتمي اللوحة إلى الرسوم المعروفة بـ ( التلقائية ) التي تستخدم مواد و تقنيات متنوعة .حيث كان ميرو ،
في ذلك الوقت ،يعمل بشكل مرتجل كما لو أنه يتمنى أدراك ذلك الحافز الذي ل يقاوم و الغير مسيطر عليه مؤديا
البداعات إلى مستوى مؤكد من ( التلقائية ) .تستدعي ( العتباطية ) المؤكدة المتحدة بالتصويرية اللمَاحة ،
اللحقة لحركة ( تاكست ) ( التبقيعية ).
54امرأة في مواجهة الشمس . 1950 ،زيت على قماش 50×65 ،سم .
من الرموز التصورية المميزة لخيال ميرو فالقباحة الهازلة تجعلنا نبتسم ،على الصح ،بدل من أن ننكمش
بعيدا كأننا في حضور أليف .
55امرأة . 1950 ،برونز ،ارتفاع 31سم .باريس ،غاليري (ماييت ) .
بين عامي 1944و – 1950كما يخبرنا دوبين -يقوم ميرو بانجاز عشرة تماثيل منحوتة و كلها تمثل ،
النثى .من غير أن يحرمها مميزات أسلوبه الخاص رغم تلقائيتها القل من الرسوم و القدرة الحرفية التي يودعَها ،
و هي تختلف ،في هذا التجاه ،مع أعماله جوهريا ،فيها بالمقارنة مع القوة التخيلية التي تميز رسومه.
للسيراميك من حيث كونها ،فنتازيا مطلقة .
56-57رسم . 1953 ،زيت على قماش 245×120 ،سم .باريس ،غاليري ( ماييت ) .
يبين الخط الغليظ مقطع الصورة لكن في تشكيلت خاصة ،الجسم و الوصال ،الحركة و مختلف أوضاع
الجسم .
58السطوانة الحمراء في متابعة المرح. 1953 ،زيت على قماش 97×130 ،سم .باريس،غاليري ماييت .
59تذمر المحبين . 1953 ،زيت على قماش 38×46 ،سم .روما ،غاليري الفن الحديث .
باريس ، 60أشعث الشعر من المجموعة المتألقة الهاربة . 1954 ،زيت على قماش 182×130 ،سم .
مجموعة ( روودال ليفي ) .
تحمل اللوحة تاريخ 19يناير ؛ تشهد بداية عام 1954توقفه عن النتاج التصويري يمتد لربع سنيين ،حين
يتجه نحو المتع الفنية الخرى من العمال الفخارية و الحفر.مزاجه المكبوت الذي ينجح في استنباط أبهاماته مع
يصبح أكاديميا ، نمو خطوطه المختصرة كما لو أنه يصل إلى كراهية تخطيطاته الخاصة أو في الحذر من أن
مقترحا طرقا أخرى لتوصيل خرافاته ،كما هي ،كائنة ،بقلقها و مرحها .
باريس ، 61امرأة تصارع في تحقيق ما يتعذر الوصول أليه . 1954 ،زيت على قماش 50×69 ،سم .
غاليري ( ماييت ) .
يبدأ ميرو ،في هذه المرحلة ،بإعطاء عناوين لرسومه ،معقدة ،يصعب تفسيرها .تمنحه له ،واقعيته
و أن العلمات الصورية في هذا التجاه ،قد أعتبرها ،كرسالة واضحة يمكن فهمها من قبله و من الداخلية ،
الخرين ((العنوان يكون حقيقة كاملة بالنسبة لي )) – كما قال مرة .
62-63الليل . 1957 ،بلطات من السيراميك ،باريس .بناية اليونسكو .
أعماله المبكرة من السيراميك مع أرتيكاز مؤرخة منذ عام 1944معاودا العمل معه بعد عشرة سنوات
لحقة .يصف أرتيكاز ذلك ((بدون أي إجحاف ،ل تمتلك فانتازيا ميرو حدود ،ما .فهو يبدو متضلعا و متجنبا
للمخاطر رغم أن حريته في ابتكاراته ،تنتج في كل لحظة .حين تتعادل عند تعرفه بها ،و بالستناد إلى دوبين ،
و في تذليل كافة فمن شباط 1954إلى 10مايو ، 1956قد كانا قادرين على إكمال ( ) 232قطعة فخارية ،
بحيث كانت النتيجة المصاعب التقنية الجدية ،التي واجهتهما عند عمل الجداريتين الخاصة ببناية اليونسكو ،
النهائية ،متناسبة إلى أبعد حد مع بيئتها المعمارية .
64امرأة و طير . 1960 ،#زيت على القنب 60×92 ،سم .باريس ،غاليري ماييت .
يذكر ميرو في مقابلة مع ( يوخن تيلندر ) (( لكون أن كامل الجسم البشري من نفس طبيعة الطراف ،
هذه النسجامية ،تكون ،دائما ،مبدءا ذراع أو قدم ،فينبغي أن يكون كل شئ منها ،متجانسا في الرسم )) .
فعال بالنسبة له ،حين تتجسَد هذه النغال ،على واقع سحري في منتهى الصفاء .
65السطوانة الحمراء . 1960 ،زيت على قماش 165×130 ،سم .نيويورك ،مجموعة ( مستر و مسو نكتور
أي .كيم ) .
16
يكون ميرو ،في تلك الفترة ،قريبا من التجارب الخاصة للبتكارات الجديدة ،الذين يتعلمون من أمثلته
المعتبرة مع تبنيه للتقنيات المبتكرة للرسامين الشباب .
66-67أزرق . 1963 ،#زيت على قماش 355×270 ،سم .نيويورك ،غاليري بيير ماتيس .
تنتج السمات المظلمة ،في هذه اللوحة ،تأثيرا يذكر بالحصى المستخدمة و التي جمعها من شاطئ مونتوروك
بحسب ما يقول صديقه ( براتس ) . أو ماجوركا (( الحصى الذي يجمعه ميرو ،ليصبح ميرو نفسه )) .
ميرو يسجل ذلك (( كل شئ ،حي )) .و تأخذه رعدة ،عندما يرى شجرة كما لو أنها تتنفس و تتحدث .
68الفجر . 1964 ،#سانت بول ،مجموعة ميرو .
69امرأة و طير . 1963 ،باريس ،غاليري ماييت .
كأنما أشكاله ،تستحم في خلفية ذات نوعية سائلة .في إطاراتها الرمزية الكثيفة باللوان الباهرة .
70الفجر . 1964 ،1سانت بول ،مجموعة ميرو .
71امرأة و طير . 1964 ،1/سانت بول
نفس الموضوعات المتشابهة ،المستمرة التمثيل عنده ،و التي ترمز إلى التماس بين السماء و الرض .
72-73استجلء السماء . 1960 ،سانت بول ،مجموعة ميرو .
74مزهرية . 1940 ،فخار ،باريس .غاليري الفن الحديث .
75تيرا دي كارند فيو ،فخار .باريس ،غاليري ماييت .
نوعية من النصب المركبَة بحكمة ،التي تقاس فعاليتها التعبيرية ،في الشك من توازنها المنشأ .
76مزهرية ،فخار .باريس ،غاليري ماييت .
77تمثال نصفي ،فخار .باريس ،غاليري ماييت .
78آناء من الجوانب ،باريس .غاليري ماييت .
79تيرا دي كارند فيو . 1955 ،باريس .غاليري ماييت .
17
حياته
ولد ( بول جاكسون بولوك ) في 12كانون الثاني عام 1912م في ( كودي ) .كان اسم والده بالصل (
ليروي ماكوي) غير انه اختار ان يغيره الى (بولوك) باسم إحدى عوائل ( ايوا) التي تبنته سابقا .و سبَب له
نجاحه البسبط كمزارع خاص بالرغم من جده و نبله ,أحباطا في ( نيو انكلند) .ثم تخلى عن عمله بعد
تجوال في مناطق عديدة ليعمل مطلع العشرينيات كمساح حقلي لدى الحكومة .اما والدته (ستيل ماك كلور)
اليرلندية الصل ذات الشخصية القوية في مواجهة فقدان زوجها فقد كانت السند الحقيقي لعائلتها لما تتمتع
به من حس مرهف في التصور و التنظيم( .بول جاكسون) الصغر بين اشقاء خمس كان مدركا لختلف
شخصيتي والديه .
بعد انقضاء عدد من السنين في(كودي) تتواصل بقية طفولته ومراهقته بين ( اريزونا ) و( كاليفورينيا ) .و
كان ليزال مراهقا عند وفاة والده.التحق في الثالثة عشرة من العمر بمدرسة عليا للفنون اليدوية في(لوس
انجلس ) ماكثا سنوات اربع حتى العام 1929م من الصعب اعادة انشاء خلفية السنوات المبكرة من حياته
لوجود عدد من الفجوات بالرغم من ان الرسامة ( لي كراسنر) التي تعرفت على ( بولوك )عام 1939م
واصبحت زوجته لحقا قد زودتنا بمعلومات ثمينة جمعتها مباشرة من زوجها .
كانت ميوله الولية في (لوس انجلس ) تتجهه للنحت ذي الفعالية الكثر مباشرة من الرسم في ترويض
شخصيته المندفعة القاسية نحوالتحقق.ان تمارينه الولى تأثرت بشقيقه( جارلس) الفنان و الطالب لحقا عند
( توماس هارت بنتون) كما اصبح ( جاكسون ) ايضا .
كان لهذه المحاولت المبكرة تأثيرا مشجعا لـ ((ايجاد نفسه)) و عبرت بشكل ملموس عن طموحه في الخلق
و التعبير رغم إن نتيجة مسعاه المحدد وراء الفن وتخصيصه القليل من الوقت للعلقات العامة قد جعلته
خجول و عاجزا عن التواصل مع الناس معانيا كثيرا من عزلته الذاتية و شعوره المستمر بعدم فهم الخرين
له وعدم قدرته التعامل معهم في المستوى الطبيعي .ان عاطفته الفنية قد ترافقت مع الرغبة الجامحة في
فلسفة الشرق القصى و الهند منكبا على قراءة(كرشنا مورتي ) ثم لحقا نحو(يونغ) ومدرسته في التحليل
النفسي .و بينما يستمر في ارقى مدارس( لوس انجلس ) فأنه يجد متنفسا لمشاعره المعادية و الرافضة
للمؤسسات التقليدية عن طريق مشاركته الكتابة في نشرة مدرسية حتى ( ينتهي به هذا النشاط اخيرا بطرده
من المدرسة) حيث تقوم السلطات و المسؤولون المحليون بالرد بضراوة مظهرين سخرياتهم من كافة
رموز و أساطير الشبيبة المريكية المعاصرة .
عمل ( بولوك ) خلل عامي 28و 1929م كمساعد لوالده و شقيقه (سنفورد) في أعمال المسح الجيولوجي
و الطوبوغرافي لمنطقة (كراند كانيون) و مناطق اخرى من( اريزونا) و ( كاليفورينيا ) عندما كان ممكنا
العمل تماما في ذلك الوقت في المساحات الواسعة من الغرب المريكي حيث يتلمس للمرة الولى الحساس
بمشاعر الرعب الطاغي الذي نتج عن اللنهاية التي غطت رسومه لحقا.ان اكراهه المبكر على الكحول قد
بدأ في هذه الفترة .ينتقل عام 1929م الى (نيويورك) ملتحقا بعصبة طلب الفن حيث يعمل مع ( توماس
هارت بنتون ) وهو من المع الرساميين المريكان المشهوريين الذي عامله ابويا رغم عدم وجود اية
تأثيرات منه في رسومه.كانت تكوينات ( بنتون) البطولية ذات الدراما العالية قد عملت على خلق تقليد جديد
في الرسم المريكي لكن استخدامه المتكرر للصول المستعارة قد تركت تأثيرا بسيطا على طلبه الباحثين
عن اشياء اكثر جدارة .مع ذلك فقد استوعب الكثير من(بنتون) بالخصوص تقنيته النشطة المطعمة بزخرفة
ذات حيوية .إن التأثير القوى قد جاء من المثلة العائدة لـ ( البرت بكنهام رايدر) و رسامي المكسيك
( سكويروس ) و ( أورزكو ) .و تكون مصادره بعد عام 1935م من ( بيكاسو ) وسريالي أوربا .
إن مزاجه الحاد و الغير مستقركان وراء قيامه بالعديد من الرحلت في اول فرصة سنحت له لمغادرة
(نيويورك) بأية إمكانية متاحة للسفر متطفل باستقلله قطار بضاعة او باية وسيلة أخرى .في عام 1938م
يتخلى عن الستوديو المشترك مع اشقاءه ليعيش منفردا في الشارع الثامن شرقا .في الوقت الذي يبدأ فيه
العمل بمشروع الفنون الفدرالية التي هي احدى المنظمات المنشأة من قبل الحكومة خلل فترة الكساد
18
لمساعدة الفنانين .لكن عمله يحظى بنجاح محدود.عام 1939م يشترك في احد المعارض المهمة في
(غاليري ماك ميلن) في (نيويورك ) المنظم من قبل(جون كراهام ) .عام 1942م يقدمه (روبرت
موذرويل ) الى ( بيكي كوكينهام ) العائدة لتوها من اوربا حيث تتعاقد معه لمدة خمسة سنوات و تقوم بحجز
لوحته الكبيرة ( )600× 250سم لتغطية احد جدران دارها في ( نيويورك ).خلل نفس العام يشترك في
عرض جماعي في(غاليري القرن للفن) الخاص بـ (كوكينهام ) في (نيويورك) حيث يفرد له (كليمنت
غرينبيرغ ) بجائزة تقديرية على هامش المعرض .مع تقديمه دعما مستمرا بكتاباته منذ تكريسه فائزا .و
بفضل ( غرينبيرغ ) يكون ( بولوك ) اعتبارا من عام 1949م رساما صاحب اتجاه تقلده التيارات الشابة
.في عام 1940م يتزوج من ( لي كراسنر ) المؤمنة به بعمق منذ البداية .يمضيا عام 1946م الى
( سبيرنغ ) في ولية ( لونغ ايلند ) حيث يمكث فيها بقية حياته لتكون زياراته الى ( نيويورك ) لغراض
مهنية فقط .يواصل ( بولوك ) الرسم بدون انقطاع خلل العقد 1956 – 946م و باهتمام غير منحرف
حتى يصل عمله الى نقطة البداع .يتم تنظيم العرض الول له من قبل ( غاليري فن القرن )عام 1948م
وفي عام 1950م يقوم ( متحف الفن الحديث ) بتنظيم عرض خاص بـ ( بولوك و غوركي و دي كوننك )
في بينالي ( البندقية ) الخامس و العشرين .و يتم اقامة معرض شخصي له في نفس العام في ( غاليري ديل
نوفاكاليو ) في ( ميلن ) و اقامة معرضين اخرين في وقت لحق عامي 952و 1953م في اوربا في
ستوديو(بول فاشتي ) بباريس وفي( الكونسثوس ) بزيوريخ .لكن نجاحه و تحرره من المخاوف المالية لم
يمنحاه السكينة الروحية .كان فعل الرسم بالنسبة له يشبه طقسا دينيا يبقيه في حالة متواصلة من النشاط
الرائق .رغم خضوعه تماما لتأثير الكحول مقتربا من حافة الكارثة الموشكة.ان القلق و الشد و نوبات الخلق
الهائلة و المروعة في السنين الخيرة مترافقة مع عدم تجاوب عامة المريكان معه بشكل كامل قد ساهم
اخيرا في سقوطه التام .حيث يسجل (براين روبرتسون) في كتابه ( جاكسون بولوك) الصادر في (لندن)
عام 1960م كيف كان منغمسا خلل سنيه الخيرة في تسجيلت شعرية لـ (ديلن توماس)و تسجيلت
موسيقية لـ (جون كيج) و موسيقى جاز لـ (مورتان فليدمان) و موسيقى فاريس لكل من ( بارتوك ) و
(استرافنسكي) .يموت ( بولوك ) عن ( )44عاما في حادث سيارة في 11أغسطس عام 1956م (( كانت
نهاية التقصي ,فاليماءة العظيمة قد انجزت و اكتملت التعويذة ..فقد قتله الجهاد )).يواصل ( روبرتسون )
:ان اخر لوحاته تحمل عنوان ( شظايا ) .
أعماله
(( رسومي ل تنشأ على الحامل فنادرا ما تستطيل القماشة قبل عملية الرسم .انني اميل الى ان اثبت القماشة
المطوية الى الحائط الصلب او الرضية .أكون في حاجة الى رد فعل السطح الصلب .فانا على الرض
أكثر تبسطا .اشعر انني قريب و اكثر انتماء الى اللوحة .فبهذه الطريقة استطيع الدوران حولها و ان اعمل
من جوانبها الربعة .حرفيا ،انني اكون ((في)) اللوحة.و هذه هي مفتاح طريقة رسامي الرمل من هنود
الغرب المريكي )).هكذا يصف ( جاكسون بولوك ) عام 1947م تقنيته السطورية في الرسم .قبل
شهرين من وفاته يصرح في مقابلة مع(سيلدن رودمان) بان (( الرسم يكون طريقا للكينونة)) و حول أمثال
هذه الشارات يكتب المنَظر في اعمال الرسم (هارولد روزنبيرغ ) (( :عند نقطة محددة يأخذ الرسامون
المريكان ,واحدا بعد الخر باعتبار القماشة كميدان خاص بالفعل بدل من الفضاء الذي يتطلب اعادة انتاجه
ورسمه و التعبير والتحليل للشئ الواقعي مع المتخيل.هكذا ل تمكث القماشة طويل كمسند للصورة لكن
كحدث فاعل )).يكون الفعل هو النجاز و كذلك نتيجة هذا النجاز.فالفعل بالنسبة لـ (بولوك ) يعني جهدا
فيزياويا و حركة في كل التجاهات و توقفات مؤقتة للتأمل و صراعات .يمكننا فقط تخمين المعادل لهذا
الفعل المتحقق ضمن شروط فضائية ؛ ان المكان ممكن الوجود بدون الفعل لكن الفعل ل يستغني عن
19
(( المكان )) و هو في هذا السياق حينما يعبر عنه في الرسم ل يتطلب تجريدا لهندسة مصطنعة تنشأ
وتختزل في نظرية و ل هو بالطبع مكانا سيكولوجيا و تصورا عن بعد باطني؛فهو ليس بعد ،كما سنرى
الوجود المدرك في مواجهة التجربة.فالمكان لـ (بولوك) يكون بدون شك مرتبطا باحكام مع الدراك الحسي
لعلم ( الظواهرية ) غير انه يسمو على كل مكان وجودي متلزم مع الفعل في اشارات الفنان و قوام الرسم
المادي .حيث ان هناك شئ ما يمكن ادراكه من العالم الطبيعي .مبدأ ثابت يبزغ مباشرة من الحساس و
الحدس الفوري( .بولوك) يفترض بعدا حيويا في رسومه اشبه بامتداد فيزياوي يعبرعنه تشنجيا في بعد
فيزياوي حقيقي يشرع نحوه دائما بشكل مباشر في توق لمكان كما ينشد المتصوف الهواء .لكن الزعم بان
رسومه تحتفظ باصولها المكانية ل يعني,صياغته لفرضية عن المكان او ابتكاره لنظرية عن الحياة .فالمكان
بالنسبة لـ (بولوك ) افتراض مسبق للوجود,عنصر طبيعي يتاح له الحصول على تجربة فيزياوية.
((يكون )) ( بولوك ) في مكان ,بكل بساطة بمجرد احتكاكه باية اشياء (( اخرى )) غير ذاته :و قبل كل
الشياء تأتي اول ،القماشة ،التي هي محل هندسيا لدراك أي حدث ما عند اجتياحه لها واثناء عملية
استنساخها فيزياويا حينما يمنحها الرمز المحدد بمساحة مكانية محددة و خلل مدة زمنية محددة .فهو
يستخدم المكان ،على أي حال عندما تتحدد الشياء في احداث تعكس الجانب الفيزياوي من الحالة البشرية
لذا فأن رسومه ل تقررالمكان كنظرية ( كما هو بالنسبة لـ ( موندريان )) ؛ و ل كفرضية ( كما هو بالنسبة
لـ ( كيلي )) فالمكان يكون تعبيرا فيزياويا عن الفنان نفسه حين يصبح تحت سيطرته كليا .
أذا كان مدى فضاء ( بولوك ) ذي وجود فيزياوي ( بمعنى الحساس بالحياة و التواصل معها ) فانه يقدم
مباشرة علقة حميمة بين المكان و الزمان :عندما يحققا معا حالة تجريبية متماسكة .ان الزمن الصافي
عبارة عن توال منتظم للحظات غير متوقفة يمكن ادراكها فقط في ارتباط و تجمع هذه اللحظات الذي ل
يتحقق ابدا .و يبدو انه يلمح لحقا في لوحة ( احتفال الراس البيض ) :يكون الزمان بذاته عبارة عن تجريد
لتدفق حوادث تجريبية و تتابع احداث مترابطة.ان هذا التدفق و الترابطات الخاصة بالحداث يمكن
مشاهدته كعملية متواصلة حينما تسعى وحدة زمنية للتراكب مع واحدة اخرى .يكون الرسم العائد له عبارة
عن جمع هاتين اللحظتين و مطابقة لمقياسيها الزمني المختلف .عندما يقوم برسم حركة متفردة غير مقيدة
في انسلخها التشكيلي بشكل اكثر درامية و تراجيدية بسبب محاولة تشوش هذين المقياسيين للزمن بأتجاه
حدود فترة مكوثهما .انها عملية رسم متواصلة الفعل .
حين يمكن لنا اعتبار رسوم الفنان المتخلفة في الزمان انجازا له فان رسومه ذات المكان المحدد ينبغي لها
تصحيح تسميتها الى علماته .كان يمكن لطموح ( بولوك) ان يقتصر على النجازات في مجال الرقص او
التمثيل؛ غير ان الرسم بالنسبة اليه كان فعل يمثل المأثرة الخاصة بلحظة زمنية تعمل ماديا ،عاجل او اجل
على تشكيل علمة و حتى تكون مرئية فانها تحطم رباط الزمان كبعد لتتوقف فجأة عن الجريان حينما يتم
استخدام مادة الصبغ المعتمة تحديدا ليتقرر عندها المكان بعد ان تتزود العلمة بمادتها المكوَنة .ثم تحاول
التخلص من عائقها المادي،أي العلمة ،و التحرك المرتبك قدما نحو هدف التحقق السرمدي و التحرر مرة
اخرى للتحول الى انجاز.غير ان هذا النجاز ينهار انئذ ليصبح علمة جديدة و هكذا حتى تصبح الحياة
عذابا و كربا.ان عالم (بولوك) يدرك في سلسلة متصلة من زمان و مكان تجد اعتبارها الممنوح لها في
الرسم باستخدام تقنية التقطير التي تمثل رؤيته عن العالم Weltan Schauungو تعرف الفترة الزمنية
بين علمة تشكيلية وتلك التي تليها بموجب مصطلحات الظواهرية بـ ( التوقف ) :اللحظة العابرة الغير
منتظمة و الغير معرفة للوعي .ان هذا التكرار اللنهائي للختيار بين تحقق وعدم تحقق الفعل الفيزياوي
بغض النظرعن كافة المقدمات الفكرية هو الشرط الذي يتطلبه فهم فن ( بولوك ) و تعبير عن تداخل الزمان
و المكان .لكن الفتراض بسكون الحركة نتيجة التناقض يتعارض و فاعلية ( بولوك ) الرافضة لكل شئ
ساكن لذا فقد اظهرت تطورا باتجاه السمات الحركية .في الحقيقة ،تعني معادلة الزمان و المكان ايضا
ارتباط الماضي و الحاضر :فان العلمة تتوزع ايقاعيا على القماشة في عملية تجميع منتظمة للحظة
الحاضرة التي تنزلق عائدة الى الماضي حين يغض النظر عنها .من الخطأ العتقاد بان رسوم ( بولوك )
تقيم مكانا ذي بعدين ينقصه العمق.انه يستعير تطبيقا متكرر من بيئة مختلفة – تعبير حر :عن اللحظة
الحاضرة التي تحيطه و التي تتقرر بذاتها كشبكة من المتاهة ,كتلة متشابكة تماما .حين يتم اشتقاق هذه
اللحظة من الحركة السرمدية المعبر عنها في سلسل من الحداث المتضمنة فيها مبتعدة عن اية شبهة
20
لستمرار حالة الركود – كما هي حالة ( تابيس ) .يستخدم ( بولوك ) مثل (تابيس ) الزمان كحركة ابدية
مهيمنة تتطلب اعادة ذاتها بشكل ل نهائي بدون توقف :اذ يعني القطع في هذه الحركة ,كسرا في تواصل
الزمان و المكان :فقط الموت ،الحرية المطلقة ممكن له تحطيم دائرة التكرار و قمع الحياة .بالموازاة مع
فناني أوربا امثال (فان كوخ ) و( غوركي ) و( وولس ) فأن (بولوك ) يمثل نظرية ( هيدجر) الخاصة بـ ((
الحياة من اجل الموت )) .حين تتحقق الحرية فقط بفعل الموت (( .عندما تتحقق ذات ما يكون فردا ما قد
فقد ذاته )) كأن موت ( بولوك ) في حادث سيارة يؤكد على ان الموت اللارادي،ربما يكون فعل اختيار لذا
فهو اشارة الى الحرية .ان احد مفاتيح شخصية ( بولوك ) وعمله نجدها في فلسفة ( هوسرل ) :في توقه
لثارة اهتمام الناس و في تحقيق امنيته الحبيسة من اجل تجربة فيزياوية متلزمة مع الوجود الطبيعي
للنسان في عالمي (هوسرل) الحياتي Lebensweltوالتجريبي . Erfabrungsweltيمكن الضافة إلى
نظريات (هوسرل ) ،مشكلة الغتراب في تطور الفكر الوجودي كما تم بحثها في اعمال ( ياسبرز ) و
( هيدجر) و كذلك سيكلوجيو الـ (( )) Transfertمع الخذ بالعتبار المجموعة التي تتمثل بالمفكرين
النكلو -أمريكان الذين ركزوا في بحوثهم على مشاكل التجربة و الفرد و ساعدوا على خلق النموذج
المريكي من الوعي ( :جارلس اس.بيرس ) و( جون ديوي ) و( أي .ان .وايتهيد ) خاصة هذا الخير
حول (( ادراكـ ))ـه و (( تجربتـ ))ـه،و تحديده للدراك و الوجود الناشئ عن النقد المفحم للنظريات
المطلقة الخاصة بالزمان و المكان و الحكام الناتجة عن رؤية (( النسبيين و العضوانيين )) التي قادت الى
(( مفهوم عن الطبيعة )) جديد من حيث كونها بشكل اساسي عملية حقيقية .و ان نطاق هذا الدراك قد
تكيف مع رؤية رمزية عن العالم ترسخ رابطة متكاملة ومباشرة بين المكان و الزمان من جهة وبين المادة
من جهة اخرى ؛ و تكون هذه العلقة قد تحددت بنطاق من الحداث المتناقضة بشكل مستمر حتى تصبح
اكثر تحديدا و ليتجسد حينها الفنان بكل بساطة ،بان يكون ذاته نفسها .حول هذه الحالة من فرط الفردانية ،
يكتب ( روزنبيرغ ) عن (( أولئك الفنانون المنغمسون في تجربة نوع استثنائي من العزلة )).المرتبطة
بمفاهيم المغامرة و المخاطرة و النهيار .و هي مفتاح الفكار في الرسم الخالي من التمثيل .
عند معاينة احد اعمال(بولوك) من خلل مصطلحات ((الظواهرية)) الصافية كفعل الهام ذاتي باللحظة
الحاضرة فأننا ندرك تسلطها عن طريق مقياسها للزمن المندفع نحو المام والعودة ثانية الى الحاضر .
يكون المعادل العاطفي لهذه الحالة هو وضع القلق و الكأبه .حينما تصبح الفعال جميعها خطرا بمعنى كل
مغامرة منها تكون مخاطرة.و الموت دائما في المام كامكانية نهائية.فان الفرد يستنفذ طاقته في الهروب من
السفينة الغارقة .يصبح فعل الرسم انشودة تسبيح للوعد المطلق و مخاطرة مطلقة .بمعنى القبول بالكارثة
الموشكة لـ (( الحياة من اجل الموت)) لحظة تحقق الفعل الجمالي الممكن وصفه سلبيا كلحظة
انهيار((:التوقف المفاجئ و الرهيب لتواصل الوجود و ما يعقبه حيث ل حياة و ل موت))( اركان ) .انها
لحظة مناسبة تكشف – رغم اتفاقه مع نظريات ( يونغ )– عن الحالة الذهنية الدالة على استبصار مشرق :
فعمله ليس تجريبيا فقط و لم يكن بالساس متأثرا (كما فعل سام هونتر و سير هربرت ريد ) بتلقائية
السرياليين ..فهو يحدد ول يموه .كان مربكا بتلهفاته المتعارضة و غير منفعل ول ابالي (( :حينما ارسم
فأنني امتلك انطباعا عاما عما اريده للسيطرة على تدفق الرسم :حيث ل صدفة كائنة تماما .كما لتوجد
بداية و ل نهاية )) .هذه الكلمات كانت جزء من تعليق له عن فلم قصير معمول عنه من قبل (هانس ناموت
و بول فالكنبيرغ ) عام 1951م .ربما،هو كان من اكثر الرساميين في عصرنا الذي جعلنا نشعر بان وراء
عملية الرسم خارج حدود القماشة بالفجوة التي تنبسط مديدا .حيث يوضح بالموازاة مع صورة الموت
الموشك ،كيف تفجرت قماشاته بالمشاعر الغير منضبطة عن الحياة تلك الحياة التي تتشكل على القماشة.
وان الصراع للتجسد في الرسم يصبح صراعا يمثل محاولة ايداع ترجمة متماسكة عن الحياة المنقولة الى
القماشة .ان فعل ( بولوك) يمثل كفاحا لسجين ،لرجل محكوم بالموت ،لبهيمة وحشية هائجة من اجل
الحرية تعدو بغضب اعلى و اسفل سجنها الصغير .يكون فعله اكراهيا و ابدا لم يكن تلقائيا .لكن كيف قام
(بولوك) بتحقيق النتيجة الجمالية في رسومه ؟ من نافلة القول ان تأثيراته قد انجزت خارج طرق التصوير
المعروفة .يشير( روزنبيرغ ) الى ان ابتكار فعل الرسم لم يكن تعبيرا عنه بقدرما كان تمثيل لحركة
فيزياوية.لذا فان الفعل على القماشة يصبح التصوير بذاته .لم يكن ( بولوك ) يستحضر العالم الخارجي كـ
(( اعادة تصوير )) له :فأن معالجاته التصويرية كانت غريبة تماما على تقنيته كما هي غريبة على فناني
21
المدرسة التقليدية الوربية الذين استخدموا الرسم كطريق لفهم العالم المادي.فهو لم يقتصر باعماله على
حالة الثورة و الكرب الوجودي المميزة لرسومه حتى يمكننا القول انه ربما يقدم في رسومه تعبيرا متماسكا
عن حالة الثورة و الكرب بقدر ما هي تمثيل عن حالته الثابتة من اليأس جزءا او جمعا .في الحقيقة يكون
الفعل في الرسم الخالي من الشكل نقيضا للتصوير .فالتصوير ينتج الشكل و الفعل ينتج اللشكل .و لما كان
الشكل متوازنا تاريخيا مع القيمة و العتبار فأن الفعل الذي هو نقيضا للشكل سيكون متعادل مع اللقيمة
وعدم العتبارعليه فأن الشكل يأخذ مضمونا ايجابيا على اية حال عندما يكون في موضع ذي تقدير سلبي .
وبسبب التعامل مع الفعل كظاهرة نقية و عملية ل يمكن تجنبها ضمن حدود مغلقة فأن انجاز العلمة
المادية و مادة الفعل تكون مهيمنة على الحدث مستقطبة اليها (منذ ان كانت حقيقتها المادية جوهرية و
مطلقة) تلك المبادئ المرتبطة بالقيمة .و ليصبح (( العيش لجل الموت )) عبر اللقيمة ذات قبول واعي
حيث ل يوجد خيارا او امل في الخلص ,فهو يكتشف في فعل الرسم امكانية جديدة من القيمة ،الجمالية و
الخلقية :قيمة مستخلصة ليس من ناتج عمل الفنان لكن من العملية الفيزياوية الفعلية للرسم .حيث يتم
تعيين المحتوى التصويري لرسومه ذات التعابير الثابتة بواسطة الزمن الذي يأخذه الفعل والمدة الزمنية
التي تستغرقها عملية وضع المواد على القماشة بأختلطها معا او لغية بعضها بعضا .توضح ( بالما بو
كاريللي) عند تقديمها لمعرض (بولوك) في روما عام 1958م (( :يمكن ان يعبر الرسم بالضافة الى
وظيفته المحاكية عن اعمق موضوعات الحياة حين يتم التعبير عن كثافة العاطفة الناشطة بواسطة (الكمية)
و (المدة) المعبرة عن فاعلية الفنان)) .و يكون الحكم ،انئذ ،على رسوم (بولوك) من زاوية الرصد الخاصة
بالتقنية ،كميا ،أذ يمكننا الجزم بصيغ من الفرضيات المقاربة للصدق بشكل اقل او اكثر من تلك الصياغات
التي تتقدمها او تتعقبها للتو– يتم الغاء كافة الفرضيات باستخدام طرق الرسم حيث يمكن قبولها بسبب
اهميتها الخاطفة و العابرة كتجارب منفصلة .تصبح كل علمة اكثر من عملية تسجيل مرئي لفعل ما او
ايضا نموذج مطلق للشكل الذي تأخذه التجربة العابرة لذا فهي تعطي كل تجربة حدود صلحية و كيان
حقيقي لما يمكن ان يواجهه المتفرج وجها لوجه .حتى يصبح من الصحيح القول بان هذا النوع من الفعل ل
يفترض اختيارا او نقد مسيطر بشكل منطقي ناتج عن حالة الضرورة – و يصح القول ايضا بان الفنان قد
تغلغل الى الروابط المحذورة للقبول بكامل المخاطرة المتضمنة فيها .و هو يقابل تكوينها الساسي باظهار
رغبته في استعادة امانه مع علمات و افعال كائنة في حالة تامة من توتر سيكلوجي في اشارة دفاع ضد
القدر المعادي و قبول النهيارالنهائي المحتم.ان نتيجة هذا النزاع ينبغي الحكم عليها كميا بواسطة عدد
العلمات الموضوعة على القماشة :حين يتم انجاز هذا الهدف بواسطة التكرار.اخذين باعتبارنا أنها واحدة
من مزايا الحضارة المريكية(من أيام مورغان روسيل و ماكدونالد رايت مرورا بما يسمى حركة الصفاء
الخاصة بالرساميين المريكان وحتى حركة التعبيريين التجريديين) التي تعبر عن وظيفة مختلفة للفنان عن
تلك المفروضة على الفنان في أوربا .فالوربيون كانوا راغبين في البحث عن بيانات فكرية او التعبيرعن
قيم فكرية في منتوجات الفن؛ غير ان التخمين الجتماعي يسود جوهريا في اميركا بشكل واسع ((حيث
يكون فن البوب في علقاته المعقدة مع الحياة اليومية ذي برهان اقصى )) فالموقف الميركي يتميز بواقعية
نموذجية خاصة فالعامة ل تعتبر الفنان كنابغة لكنه رجل يدخل في تنافس مع اشخاص اخرين يقومون
بوظائفهم في كل مجالت الحياة حيث يكون عمله ثقافيا ليس لنه يصف مبادئ محددة لكن بسبب كونه
تعبيراعن نزعة و تغيير في روتين الحياة قبل ان يدركها الجمهور العام وهكذا يقدم تحذيرا و يقرر مثال ما
.كتب (ار.جي.كولنكوود ) في الرد على الستبيان الخاص بـ (بولوك ) بانه لينبغي للفنان ان يكون نبيا
بمعنى من معاني التنبؤ بالمستقبل لكن بمعنى اليحاء للبشر على مسؤولية ازعاجهم ،باسرار قلوبهم .فهو
يصف الفن كدواء اجتماعي لسوء المراض الذهنية (( فساد الضمير )).فالمسارات المسعورة و المتوهجة
التي خلفها (بولوك ) على السطح المستوي تتشابك متقاطعة مع النماذج المنفردة و المكررة لتعيد ترتيب
اسطورة المدنية الحديثة بحدة فوق طبيعية ؛ القلق من اللنهاية و كفاح النسان في التنافس الغير مسموع
للمكنة المدينية و اليقاع المضخم للحياة المريكية ؛ تقديمه لللوان الجديدة مفضل الصناعية منها على
الطبيعية ( دوكو ،المنيوم ) ؛ التكامل و العزلة للفرد في المجتمع .
الموضوعة يعاد ترتيبها في تعابير مزودة باصلها الجتماعي دون ان تنفلت الى ذكريات ماضية او الى
ازمة عاطفية و ل الى وصف وعظي للقيم القبلية , aprioriاخلقية او فنية او اجتماعية ؛ تكون تعابيره
22
غير تصوفية بل جدال و خالية من الشفقة و تمثل مواجهة جدلية يائسة و باردة بتضمين عنيف او ارتباط
مفعم بالعناصر الخلقبة لكونه شخصي جدا .
عليه فليس من الصحيح بعد ذلك القول بان الرسم لم يعد يحمل معاني مفهومة ؛ فهو يعطي بدون شك بعض
التوضيح عن موقع النسان في هذا العالم ليس فقط بالنسبة للفنان الذي يصنع بكل جلء تجربته الخاصة
باستخدامه المواد والعلمات الخاصة به لكن ايضا بالنسبة للمتفرج الذي يمكنه الشتراك في فعل الفنان و
في ان يماثل ذاته مع العلمات عن طريق احساسه بايقاعاتها .
تكون رسومه تسجيل تاريخي لعملية ل مفر منها و تدفقات ل تكل لمادة تصده رغم انها مطوقة داخل شبكة
تضيق و تتكثف بشكل مستمر كونها تاريخا لخطيئة و حال مهلك يختلط فيها الزمان و المكان حتى يصبح
الوجود المتحررمن اليدلوجيا عبارة عن مغامرة او مخاطرة متواصلة.عندها يصبح حال النسان المعاصر
الذي يتجول بدون هدف ذهابا و ايابا واقعا تحت تهديد مستمر من اللغاء .حيث يعني ايضا بان رسومه كما
يقول ( اركان ) (( :لعبة قاسية حين يصبح المصير البشري في رهان .لعبة يشترك فيها الفرد ل من اجل
الفوز لكن على الغلب من اجل ان يعيش باي حال )) .
كان العجاب الحماسي الصاخب و المتألق برسوم (بولوك ) ادانة صارخة ضد الموقف السطحي و السلبي
.كان يخاطر بكل كيانه في جميع الوقات شاقا طريقه خلل مديات الشعور الى بعد من اليحاء بالخرافة ؛
فهو يأمل ،ربما ،منذ ان كان الموت نهاية ل مفر منها ستواجه الجميع فأن الـ (( هنا )) و ((الن )) سوف
تندمج مع الـ ((فوق)) المتسامية إلى السماء العليا و ان هذا النهيار البدي الوشيك الذي يحدث لمرة
واحدة ،سوف يعوض التجربة النسانية لغيا احساس الغربة باستعادة – من خلل الحكمة المطلقة
المتدفقة – المجرى التاريخي للتجربة البشرية .ربما يكون هذا الميل نحو القيم القديمة هو سمة واضحة في
كل الرسم الخالي من الشكل خصوصا في نشاط الرسم المريكي .ان هذا الشئ الذي ينبثق عن الخلصة
الكلية للتحليل الثقافي و السيكولوجي يكون مبنيا على اساس اكثر اعمال (بولوك )المميزة و التي تم
عرضها في محاولة استخلص بعض السمات الخاصة بالموقف النقدي من اجل انشاء نظرية عالمية
weltan schauungنظرية عامة باي مستوى من اعتبار مؤكد تختص باعمال الرسم المريكي الخالية
من التمثيل ( من كرافيك توبي الفضائي الى الستعراضية المنقبضة لكلين و من الطبيعية المتألقة
لفرانسيس الى ايقونات دي كوننك المتوهجة) .و ان البحث المتواصل و المفصل كثيرا الخاص
بالموضوعات اللغوية و الشكلية لكامل انتاج (بولوك ) (( بالضافة للمشاكل العديدة المتزايدة)) سوف
تعطي قاعدة ذات موضوعية اكبر من حيث اجراء مسح لكافة اعماله و عمل دراسة نصية لموضوعاته من
الزاوية التاريخية و الوثائقية .ان مهمة انشاء و تجهيز منهج شامل يكون برأيي من اكثر المهمات الممكن
انجازها اهمية من قبل النقد المعاصر و تاريخ الفن؛ فل ينبغي للنقد القتناع بفقرات متذبذة من النباء و
المشاهد الذاتية التي تختص بالظاهرة الفنية اذ يتطلب العمل باتجاه الفحص العلمي لهذه الظاهرة
بموضوعاتها النقدية و التاريخية والثقافية .ينبغي لنا متابعة(بولوك) فنيا في سياق رد الفعل اللغوي و
الفكري على الصفائية العقلنية الخاصة بالتشكيلية الجديدة المستوردة الى الوليات المتحدة من قبل ( بيت
موندريان) .حيث يمثل كل ذلك مثال على المفخرة الغير مباشرة التي يتم انجازها من قبل النشائية خلل
الثلثينيات و ما بعدها .تكون استجابة ( بولوك ) لكل هذا راديكاليا بشكل مطلق يعبر عنه في مفاهيم التمزق
و الزمة :يعاين الرسم كحرية تامة و ثورة ضد جميع الفكار المسبقة في التشكيل و كنقيض لكافة
المعتقدات و الفكار الشائعة – في فاعلية تعبير صافية تتجسد عند لحظة الرسم مستنفذة في حافزها نفسه و
تشوهها فيزياويا.تجعل المعاينة بموجب هذه الضاءة( بولوك ) رومانسيا بدون جدال مثل جميع الرساميين
الخرين الل – تمثيليين ،كل بطريقته الخاصة ( غوركي و دي كوننك و كلين ) و ذلك عند مقارنتهم مع
معاصرينهم الكلسيين الذين اتبعوا نماذج اوربا التقليدية من التكعيبية الى الواقعية التاريخية .ان هذا البداع
الطليعي للرساميين المريكان قد استوعب واحدا او اثنين من الموضوعات الوربية – عناصر شاذة من
الرسوم التعبيرية لبيكاسو و موضوعات سيريالية من ارينست و ماسون و ميرو و ماتا الذين تجنبوا في
رسومهم اية روابط مع الواقعية .
ان البحث عن السنوات المهنية الولى لـ (بولوك ) ( ) 1931 – 929م ينبغي ان يتركز غالبا في مزايا
الرومانسية الخاصة بعالم (بنتون ) .ففي اجواء الشوفينية التي سادت بعد الزمة المالية لعام 1929م
23
يقرر(بنتون ) العودة بوعي الى الحداثة الوربية .من اجل ان ينشئ باسم القيم العملية واقعية منطقية ستكون
امريكية بشكل واضح ؛تتغذى على المثيولوجيا و حكايات الفولكلور الريفي و الشعبي كما استخدمها في
القرن السابق الرسام المريكي المتأنق(جون شين) .
ان رسوم (بنتون ) و الفنانين امثال (كرانت وود)قد شاطرت افكارهما و وعيهما الجتماعي تصوير الحدود
المحتملة لعملية التفرد الناتجة عن أي حدث من الحياة الفعلية اليومية لعادة تعيين الرسوم في اسطورة
توضيحية معروفة :تخطيطيا و بلغيا لكنها – عند مستوى السلوب على القل – تكون وافرة في تراكيبها
التشكيلية و ذات محتوى ثقافي بشكل مؤكد .يخالف (بولوك ) بوضوح ذلك النوع من اللتزام :و هو يصرح
بان (( فكرة رسم امريكي منعزل ذات الشعبية الكبيرة في هذا البلد خلل الثلثينيات ,تبدو لي مضحكة .
بالضبط كما تبدو مضحكة فكرة خلق رياضيلت او فيزياء امريكية على نحو صرف)) .و حول استاذه
( بنتون) قال بان عمله((كان مهما كشئ يقابل ذلك التأثير القوي جدا الذي اعقبه)) .فقد كان مستوعبا
لتراكيب ( بنتون) و طرقه التعبيرية المزخرفة على نحو غامض ,ليس بالطبع في موضوعاتها الفكرية و
التصويرية لكن من ناحية نقطة الرصد الخاصة بالتقنية و السلوب الى حد بعيد ,مغايرا وجهة نظر
أستاذه؛ منشغل بتسجيله لحدث من حياته الخلقة دون افراد حكاية شخص ما لسردها .في نفس الوقت،
يقوم بتوسيع الجهد الذي يودًعه التكوين(حيث يقتصر من (بنتون) ضمن حدود اسلوبه التصويري فقط ) و
ان هذه اليقونغرافية و محتواها الذي يتم تخفيضه يضفي ايضا قوة متعاظمةعلى المعاني التعبيرية كشئ
ذي قيمة بحد ذاته (يجدر الذكر انه قد وجد متعة كبيرة في الرسم المزخرف ) .ان (بولوك ) يضيف الى
رومانسية (بنتون ) و تابعيه الفكرية ،رومانسية ثقافية و تصويرية منتخبة من اعمال ( البرت بنكهام رايدر)
و هو رسام و مصور امريكي من القرن التاسع عشر الميلدي كان يرسم بشكل شبحي مناظر صحراوية
(تشاهد – منظر بحري – بولوك -من عام 1934م /لوحة رقم .) 3يستعير (بولوك ) من (رايدر ) كما
فعل عن ( بنتون ) مستوعبا لقواعد التكوين التي تجعل من ايقاعاته المعتنية تتوافق مع تشكيلته التركيبية
المحتملة .ملتزما بمبدأ للتصوير مفرط بخياله كأداة لنقل العواطف المعبر عنها كليا و بشكل ملموس خارج
كل العتبارات المقلدة رغم نزعته الواضحة لنتزاع اللب الغير مضَعف للرسم .تبين المثلة الولية من
اعماله بانه كان خاضع على الرجح للضغوط التصويرية .يمكننا معاينة ذلك في الرسوم بالسود و
البيض– اسفل و مقابل الصفحة – بالضافة الى رسوم مثل :منظر مع راكب ( على الصفحة – ) 20
والمذكور اعله حول منظر بحري من عام 1934م .ما يميز هذه العمال كما يشير ( روبرتسون ) و
( براين ) هو النقص في الهواء و الفضاء.يتوجه( بولوك) الى التجربة المكسيكية من الواقعية الجتماعية
لكل من( اوروزكو) و( سيكروس ) بين عامي 935و 1940م بحماس شديد و تكون ذات تأثير مروع على
وضعه كفنان .كون ان الرساميين المكسيكيين قد اعتبروا عملية الرسم تتضمن مبدئيا مساحة كبيرة من
فضاء ذي تشكيلت تحدد موضوعات الصورة الحركية و شكلها و هيكلها.وتمتلك هذه الصور اشارات
رمزية واضحة (الصليب ,الجنس و العنف).غير إن ( بولوك) يستعير من الرسوم الجدارية الضخمة لـ
( اوروزكو ) تقنية عرض الجزاء الفعالة من التكوين مع تلطيفها بسبب ولعه العاطفي بالموضوعات
المندفعة و الرومانسية التي يفضلها على الموضوعات النشائية المميزة للصروح المكسيكية .كان مستثار
بالتفصيل المعقد للسطوح في اعمال (سيكروس) وتشكيلته المتراكبة في قمة الصورة الرئيسية المحتفظة
بوجودها الخاص المستقل .يقوم ( بولوك ) باستغلل هذه التقنية الى اقصى حد يمكن بلوغه تاركا لتشكيلته
المتراكبة ان تغطي الصور التي في الخلف .
كانت التجربة المكسيكية بالنسبة له و تبنيه اللحق لللوان المتوهجة قد اضيفتا الى التأثير الحاصل عن
التعبيريين اللمان .كان حافزه الخلق و الملهم من الداخل يعبر عن امتياز خاص من التكامل الجوهري و
العاطفي .في الحقيقة ،كان ذلك دافعا غير مقيد نحو الستكشاف التصويري المحصَن من التأثيرات
الروتينية .في اواخر الثلثينيات يكون هو و جميع الرساميين المريكان المعاصرين قد خضعوا لتأثير(
بيكاسو ) و حركة السريالية .ان التراكيب التكعيبية العائدة لـ (بيكاسو ) و رسومه الشبيهة بالسريالية لفترة
الغورنيكا ( في حدود عام 1937م ) قد قدمت لـ (بولوك ) فكرة الرسم كبحث عن قيم تشكيلية صافية و
اداة لنقل عواطف الفنان و كانت فرصة له للتخلص اخيرا من التأـثير المريكي و التحدث للمرة الولى –
بصوته الخاص – حيث كان رد فعله المباشر تدميريا بسبب تمرده على كافة هذه التأثيرات مقابل تأسيسه
24
للمعجم الخاص به .فهو كان مدرك بان تبنيه لبعض موضوعات (بيكاسو ) – الرموز اليقونية المحددة و
طرق تصوير الموضوع – سوف ل تقوده ابدا للتعبير عن رؤيته الخاصة رغم انها ساعدته خلل فترة
النتقال الصعبة.قوة من الطرد المركزي كانت تخترق كامل تشكيلت ( بيكاسو ) التصويرية تفصلها عن
بعضها ممزقة لمعالمها و محطمة لهيكلها العظمي .يكون الطلء اشبه بجلد خفيف طازج مشرذم المعالم ؛
فالموضوع يصبح مبعثرا مثل قطعة صينية قد اعيد تكوينها بطريقة تتحدى كافة المعايير اللغوية و
الصورية .تكون قد وجدت في هذا العالم المتشظي بشكل تام ،اليقاعات الستثنائية الطولية ؛ وانتشرت
القطع المنخلعة على كامل القماشة محققا توازنا مؤثرا بفضل غياب مركز بؤري يعوق النشاط و الكثافة
العاطفية للرسم ضمن بقعة معينة .ينبغي الشارة الى مصادر (بولوك ) الغير معروفة عن الثقافة الوربية
في تطبيقات هنود الـ (نافاهو ) Navahoالطقوسية حيث كانوا يقيمون رسومهم على الرض باستخدام
الرمل ؛كان دينه لهم تصويريا بينما كان دينه للسرياليين من درجة ثقافية اعلى .فقد استحث وجود
( ارنست و برتون و ماسون و ماتا ) الذين اجبرتهم الحرب على النزوح الى اميركا ،قوة عظيمة من
المساندة و وفر للميركان فرصة رؤية العمال الوربية الى جانب فنونهم الخاصة .يتعلم ( بولوك ) منهم
الحساس بالحرية التامة و التوافق بالصدفة كشئ طبيعي مستلهما ايضا طرقهم المندفعة في الرسم معتبرا
تلقائيتها تصريحا واضحا من اجل الفعل و لمطابقة الوعي مع الوجود .ان السرياليين في الحقيقة قد
انغمسوا في ابداع ايقاعات غير مسيطرعليها و اخرى مسيطر عليها من اللشعور .لذا جاءت رسومهم
تلقائية بكل معنى الكلمة .
ان رسوم ( بولوك )التي يتبنى فيها اسلوبه المميز للمرة الولى للفترة حتى عام 1946م مثل :طير ,سي .
من عام 1941م ( لوحة – ،)15ذكر و انثى من عام 1942م ( لوحة – ، )16باسافايه من عام 1943م
( لوحة – , ) 19حراس السر من عام 1943م ( لوحة – ... ) 23الخ كانت ناتجة عن خليط من تقنيات
(بيكاسو) التشكيلية و المتميزة بفضائها الذهني المستعار بوضوح من التكعيبية و من التقنيات التلقائية
للرسوم السريالية حيث ساهمتا على نحو خاص في تجربة ( بولوك ) المتعلقة بموقفه الوجودي من الكون و
من العلمة الفنية .فقد تم تبني هذه التكوينات التكعيبية و السريالية من قبل العديد من الرساميين المريكان
الرواد خلل تلك السنوات (هوفمان و دي كوننك و غوركي و روثكو و غوتليب ) .
كان ولع( بولوك) بالعلمة كطاقة تشكيلية صافية ينمو تدريجيا بشكل استحواذي حريصا على حجب
استعاراته -من ايقونات ( بيكاسو ) و الرموز السريالية – عامل على استبدالها بعلماته الغير تمثيلية بشكل
متزايد بسبب رفضه للتشويه الذي قام به ( بيكاسو ) في تشريح الرسم و رؤى السرياليين الطوطمية ,مقيما
اياها بموجب قوانين اليقاع و التماثل و الحساس .عند تقييم بعض النماذج من اعماله حتى عام 1946م
يكون من السهل العثورعلى هذا الخليط او المقابلة الجدلية للعناصر المختلفة من الخلفيات و المدنيات
المتنوعة ؛ الكسر الصغيرة و القطع تثبت معا باستخدام تقنية رسم جامحة و تعبيرية تقريبا و هي رغم ذلك
تنتشر و تتفكك الى حد ما بشكل يختص به تماما و تكشف الطريق الى اللحق حيث التطورات الحيوية
المهمة .رسوم مثل :ذكر و انثى من عام 1942م ( لوحة – ،) 16حراس السر ( لوحة – ، ) 23باسافيه
( لوحة – ,)19الذئبة( لوحة – )21كلها من عام 1943م تمتلك فتنة نتجت بشكل مؤكد من اتحاد عناصر
متنافرة– تطبيقه لليقاع في الرسم يكون جديرا بالذكر رغم البقايا التافهة من الصور التمثيلية الخاصة به.
ان طبيعة اليقاع الذي تأخذه العلمة واللون المستخدم في هذه الرسوم يسمو باللوحة بعيداعن ضألة الشأن .
تعتبر السنوات من عام 946الى 1953م بشكل عام من اهم السنوات في السيرة الفنية لـ (بولوك) فقد تخلى
نهائيا عام 1946م عن الرسم التمثيلي لينتج اعمال تستبق بكل جلء كلسياته العظيمة في سيرته الفنية مثل
:واحد من عام 1950م (لوحة – ، ) 59رقم واحد من عام 1949م (لوحة – ،) 51العمدة الزرقاء من
عام 1953م (لوحة ،) 75-أربعة تعارضات من عام (1953لوحة – . ) 73
تنتثر على كامل القماشة ,رقع التكوين الدائرية من النوع المزخرف بتدويماته العشوائية .فالرسم يقتحم
الميدان من اجل معركة تنضغط و تتركز فيها القوى الفيزياوية باشارات و مواد.يكون الفنان حينئذ (( داخل
)) الرسم (( :حينما اكون داخل لوحتي فأنني ل اعي ما افعل .فهي الى حد ما فترة (( المام )) بان ما اراه
هو ما اكونه .و ل تنتابني اية مخاوف لعمل التغييرات و تحطيم الصور ... ،الخ حيث يمتلك الرسم حياته
الخاصة .انني احاول المساعدة على خروجها بأمان )) .
25
تكون مسارات الرسم العائد له متميزة بنموها او بالحرى بفترة مرورها عبر القماشة ؛ حين تستلقي على
القماشة في اكوام او انها تنتثر في شبكات معقدة من اللوان المختلفة كمثل :عيون في اهتياج من عام
1946م(لوحة – .) 35حيث تبدو كما لو ان الفنان قد واصل عمله على مراحل مضيفا طبقة فوق طبقة من
الطلء محققا تأثيرا من توهج الضوء البيض.في اعمال اخرى تحتل الطلءات قماشة الرسم مثل العديد من
كرات الصوف الغير منسولة ،حيث يعمل تصاعد الدوامات ايقاعيا على تضليل القوة الفيزياوية المصبوبة
في الرسم :تشاهد الديك البيض من عام 1948م ( لوحة – : ) 47في كل مكان فوق صور القماشة التي
يدركها الفنان و المتفرج معا على شكل دوائر مستمرة في الضيق فأن كل أيماءة مستنتجة يتم اكتساحها
تتراكب مع ايماءات اخرى في شبكة ل نهائية تنتفخ و تنتثر و تتنفس مثل شئ حي ( كاثدرال ،لوحة – 38
،تمام القامة الخامسة ،لوحة – ، 39كلهما من عام 1947م ؛ رسم ،لوحة – ، 45من عام 1948م و
رقم واحد ،لوحة – ، 51من عام 1949م .
النشاط اللوني الخارق لهذه الرسوم يتم انجازه باستخدام طلءات لماعة تمتص و تعكس الضوء في طرق
متنوعة لنهائية .و في فترة انجاز اللوحات – خارج الشبكة ( رقم ، ) 49قطع ،خارج ،ظلل ،الكل من
عام 1949م – تكون اللفائف المتوهجة منغمرة تماما في شبكة طلء كأنها تعمل على سحق الفنان .انئذ
يشعر بان عليه الفرار من عملية الرسم و اعادة تأسيس علقة معه من الخارج.لذا فهو يشق ثقوبا في الجدار
يعمل على سلخها باتساع ممزقا طبقات عظيمة من السطح باناقة موجعة و بخلق واسع حينما تأخذ اشياء
مروعة شبيهة بالحياة بالتمايزعلى نحو غامض ضمن شبكة معقدة من الطلء في الخلفية .
من عام 1949م يتجه ساعيا وراء الحرية الغير مستكشفة و المطلقة حصرا نحواستخدام التقنية المعروفة
بالتقطير ساكبا الصبغ من الحاوية مباشرة الى القماشة مستعمل مدى واسعا من الصباغ الصناعية ؛
المنيوم لماع ،شظايا زجاجية ( تستعمل ببساطة لضفاء تنوع في السطح ) – دوكو ،ديك .او .لك .ان
اعظم اعماله الرئيسية تؤ رخ من هذه الفترة .تصبح تكويناته الهائلة ،تراكيب تعبر عن نظرته للعالم .و
سرعان ما يجد ان المشهد الكوني حول ((النسان – المقياس)) السائد منذ عصر النهضة و حتى التكعيبيين
غير مناسب له .مستخدما فضاء لنهائي من عالم الفيزياء و الكيمياء الذي يعاد انتاجه على القماشة بدون
مرجعية من فكر بشري او ذاكرة.ان التساؤل عن العنصر البشري في الحقيقة ل يمتلك تطبيقا على الطلق
.عند هذا الحد و خارج نطاق كافة الحدود الخاصة باليقونغرافية السابقة التي سببت فشل رسوم
( بولوك ) في لغتها و مصطلحاتها .أضافة الى نقصها الفعلي بالتمثيل فأنها تمثل الن قيما قياسية جديدة في
الفن المعاصر للعالم كله ،تفصيليا باعطائها المثال عن سرمدية الفعل في المواد و اللوان و تصويرها
جوهريا لهمية المادة في عملية الرسم .يستمر ( بولوك ) بتقنية التقطير حتى العام 1953م وهي السنة
التي وصل فيها اسلوبه المعروف الى القمة متقدما نحو مراحله النهائية .
يتخلى خلل الفترة بين عامي 1952- 951م عن استخدام اللون لتقتصر رسومه على السود و البيض .
ان هذه الفترة (( السوداء )) بالضافة الى انها فترة حنين الى الماضي من اجل قيم جمالية كان يسعى اليها
منذ عام 1946م فهي كانت تجربة حاول فيها اعطاء تركيز عالي للعلمة دون تبديد اية طاقة او شدة
تعبيرية في الرسم بالسود و البيض عنه في حالة استحضار اللون .فكل شئ سوف يتركز و يتكثف في
علمة كحالة من لون رمادي.الرسوم مثل :رقم اثنان و ثلثين من عام 1950م ( لوحة – ) 55واحدة من
افضل اعمال ( بولوك ) ،تفصيليا ،من نقطة الرصد الخاصة بالتعريف الخالي من الرتجال.ان جدة اعماله
في طوره الخير تتضمن بشكل رئيسي في عودته للتمثيل في الرسوم المحددة بتاريخ حوالي عام 1951م
و المتضمنة للعديد من الرسوم بالسود و البيض :رقم ثمانية من عام 1952م (لوحة – ، ) 64بورتريت
و حلم ( لوحة – ، ) 71الفصح و الطوطم ( لوحة ، ) 72 -اربعة تعارضات ( لوحة – ، ) 73كلها من
عام 1953م ،بحث من عام 1955م و غيرها .في نفس الوقت يواصل تقنيته المتميزة بالتقطير في
سلسلة اعماله الخالية من التمثيل تماما من ضمنها ،تحفة مثل :اعمدة زرقاء من عام 1953م ( لوحة -
, ) 75فريز بين عامي 1955 – 953م (لوحة – ) 77و اخريات .يؤدي التصوير في رسوم ( بولوك )
من الطور الخير بموجب الحدود المتضمنة في العلمة نفسها على نحو صارم( مثل اليقاعات المتوازنة
في تشكيلت – العمدة الزرقاء –التي تفرض حدود خاصة ) و هي تؤدي مرة اخرى كعامل جدلي بالنسبة
للموضوعات الشكلية من الرسوم .كما لحظنا اعله ،فان هذه الرسوم تنشأ غالبا من اتحاد فعال لعناصر
26
منفصلة ،من فقرات مأخوذه من الفترة ،ما بعد التكعيبية لـ (بيكاسو ) في المساحات المستوية المنقوشة
لرسوم مثل ( خارج الشبكة من عام 1949م ) .في غضون ذلك يمكننا القول بان التعبير الذي يمتلك قدرة
اقتحام الثغرة الواسعة بين الفن المصور و الفن الخالي من التصوير ؛ قد تحول الى حرية مطلقة صافية لذا
فان الشكل البشري يعاد اكتشافه ليس كصنم او ايقون ,كقيمة سلبية او ايجابية لكن كتعبير صافي و غريزي
.و يكون من الممتع مراقبة ( بولوك ) حين يبدو في بعض الحيان داخل طوفان كامل من العلمات ذات
الفعالية و ذلك في بعض الطرق الغريبة التي تكشف تلقائيا عن فكرة ما ،ثم العودة غريزيا وعفويا الى
علمة تستلبه في فتنة بالغة .ان هذه الظاهرة غير مدهشة او جديدة :في الحقيقة كان ( دوبوفت ) في اوربا
دليل عظيما عليها و في الوليات المتحدة ( دي كوننك) القريبان الى ( بولوك)(( في البحث احيانا )) كما
كتب ( اركان ) (( عند ذروة ضراوته ،عن بعض الحثالة التعسة من اشباه البشر .تماما ،كما يدعو
الملحد باسم ال الذي عرفه في حضن امه حينما كان طفل )) .
يبرهن ( بولوك ) بوضوح ،عضويا و تجريبيا اكثر ،كيف ان اغلب الشكال الخارجية للتعبير الحر ممكنة
التوافق في القبول بواقعية و ابداع نموذج من بعض المستويات النشائية و الهيكلية التي هي على اية حال ،
جنينية .حيث يدل هذا بدون شك على ما يحمله المستقبل للعالم كله :حين يتطلع الفنانون عبر الرسم
الخالي من التمثيل الى البحث عن القيم بحد ذاتها و الى تلك المتعلقة بالتقنية ((.بولوك ) يعتمد تماما – في
سيرته تقريبا – على استثمار تقنية درامية ) ؛ أنهم يتطلعون الى اكثر من هدف اني لنشاء نموذج تجريبي .
ملحظات عن اللوحات
( صورة توضيحية بالسود و البيض على الصفحة ) 18قلم رصاص على ورقة 35 , -عاريتان 1934 – 931 ,م
× 43سم .مجموعة لي كراسنر .نيويورك
27
( صورة توضيحية بالسود و البيض على الصفحة ) 19قلم رصاص على ورقة , -رسم 1934 – 933 ,م
30.6 × 46سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
زيت على قماشة مثبتة على قطعة كارتون .المكان غير معروف 1بورتريت شخصي ,سي 1933 , .م .
( صورة توضيحية بالسود و البيض على الصفحة ) 20زيت على -منظر مع راكب ,سي 1933 , .م
قطعة صفيح .المكان غير معروف
التضاد 3-2منظر بحري 1934 ,م زيت على قماشة 41 × 31 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .
المبكر بالموضوعات ذات الدرامي لتدرجات اللون مع غنى اللوان الغامقة للمشهد الرومانسي تبين تعلق ( بولوك )
التمثيل في السلوب المستخدم عن ( رايدر ) و ( الباروك ) .يشير ( روبرتسون ) الى النقص في الضوء و الهواء في هذا
الرسم و منظر مع راكب من عام 1933م .حيث يبدو ان استخدامه للفضاء الخانق كان من المثلة المبكرة على ولعه
بالمواد وبالسطوح لذاتها ؛ عندما يضع الصبغ في كثافة شديدة و تكون ضربات الفرشاة واضحة و من غير تفصيل .
5-4بل عنوان ,سي 1936 , .م .زيت على قماش .مكان غير معروف
زيت على قماش . بل عنوان ,سي 1936 , .م ( صورة توضيحية بالسود و البيض على الصفحة . ) 39
مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
6امراة ,سي . 1936 , .زيت على ماسونيت .مكان غبر معروف
7بل عنوان ,سي . 1937 , .زيت على ماسونيت ,مكان غبر معروف
9-8بل عنوان ,سي . 1937 , .زيت على قماش 50.5 × 38 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
11-10الشعلة . 1937 ,زيت على قماش 76.4 × 51.2 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .توضح هذه اللوحة تلك
العلمات المحددة لنعتاق ( بولوك ) من التمارين الكاديمية برغم التأثير العاطفي و التنفيذ المستعار عن دراسته للرسم
المكسيكي ( الذي يتقبله بدون طابعه النشائي ) .تشكيل الرسم و استخدام الفضاء يوضح هنا اعراض تطور ( بولوك )
اللحق كفنان و المشتق بوضوح من ( بنتون ) .الجدير بالملحظة هو هجران ( بولوك ) المبكر للتمثيلت من اجل رسم
صافي .
12رأس ,سي 1938 , .م .زيت على قماش .مكان غير معروف
رسم ,سي 1938 , .م ( .تفصيل ,صورة توضيحية بالسود و البيض على الصفحة . ) 21حبر هندي على ورق
35 × 45.5 ,سم مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
13رأس برتقالة ,سي 1938 , .م .زيت على كارت .مكان غبر معروف
14ميلد ,سي 1938 , .م .زيت على قماش 57 × 116 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
يلحظ الرمز 15طير ,سي 1941 , .م .زيت على قماش 63 × 71 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .
المرتب تناظريا .كذلك كمية الصبغ و استعماله الرمل ( في قمة اللوحة ,حول العينيين) حيث تبين انجذابه نحو الفنتازيا و
السقاطات الفكرية في المستوى الثاني من الهمية بالقياس الى النوعية الفيزياوية لجميع المواد المستخدمة مع فضاءاتها و
و ينبغي استنتاج الستذكارات عن اللوان التي تخصها لذا ينبغي تعديل استجابات ( بولوك ) للسريالية في هذا التجاه .
فقد عولجت هذان ( بيكاسو ) في التكوين الخاص بالرسم السفل بشكله الذي يكون جناح حافتي مركز الصورة ؛
الجناحان بحذق يعادل مقدرة ( بيكاسو ) .
مجموعة مسز أج .غيتس لويد ,هامز فورد , 16ذكر و انثى 1942 ,م .زيت على قماش 124.5 × 186 ,سم .
بنسلفانيا .يعتبر هذا الرسم مثال رائعا عن المصادر و الصيغ المتعددة من الربعينيات التي تبين المدى الواسع جدا من
المصادر التصويرية المعبر عنها ذاتيا بشكل مطلق .فقد تم وضع شكلين طوطمية ترتبطا معا عند مركز القماشة لتشكيل
طوطم ثالث .في هذا التلميح الجنسي يعود اليه ( بولوك ) لحقا في معالجة اكثر واقعية في الفصح و الطوطم من عام
( كان قد 1953م (لوحة – . ) 72يستعير ( بولوك ) الرمز من الفن المكسيكي و من ( بيكاسو ) من هنود النافهو .
و صورة تنكرية من عام استخدم سابقا الرمز الجنسي في رسوم مثل :ميلد ,سي .من عام 1938م ( لوحة – )14
1938م .فقد اشتق الشكلين العموديين من طوطم هنود النافهو مباشرة مع تفاصيل واضحة من ( بيكاسو ) و ( اوروزكو ) .
يتضمن الرسم العرضي في الخلفية على ضربات فرشاة عشوائية ومن بقع لونية كثيفة في تضاد مع الشكال الغليظة و
حيث تكون الجزء الكثر تميزا في الرسم رغم انها ل تستغل المدى التام من التقنيات التي تبناها لحقا الصلدة في المركز
في هذا التكوين من اكثر العناصر المختلفة حين يعطي الختلف البين للرسم حيويته و مرحه . .يستفيد ( بولوك )
المشكلة في الختيار بين التمثيل و التجريد ,بين السريالية و ( بيكاسو ) ,لم يكن حاضرا في هذه المرحلة لكن واحدا من
المعاني هو في وجود افكار جديدة و ثورية .
17صورة ذراع قصيرة 1942 ,م .زيت .مكان غير معروق
مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك . 19-18باسافييه 1943 ,م .زيت على قماش 243.8 × 142.6 ,سم .
تغطي النماذج اليقاعية سطح القماشة التي تأخذ ابتكارها و براعتها من الرمز و الثارة اللونية .و يكون التصور الرمزي و
الذاكرة الطوطمية في الحقيقة بعيدة عن أي اشارة ميتافيزيائية .لذا فهي تتضمن بالكامل على تعبير حيوي من رمز – مادة –
فضاء .ان تشظي السطح يبعد كل اثار ( بيكاسو ) المغايرة للواقعية و المتجاوزة كذلك لي سيريالية مثل سيريالية ( ماسون )
28
تماما عن أية افكار متصورة مسبقا او يكون الفضاء المستخدم من قبله ذي نشاط ليصدق و هو من الن يتخلى .
مستعارة .
21-20الذئبة 1943 ,م .زيت على قماش 170.2 × 106 ,سم .متحف الفن الحديث .نيويورك .كما في باسافييه
تتضح الفة ( بولوك) مع الشعرية السيريالية ويتضح ايضا بان الرسم ل يؤسس في الواقع على الشكل الطوطمي الذي يحتل
يتركز اهتمامه في اللفات المدهشة للصباغ بذاتها وفي تبنيه لليقاعات و الشكال ذات النوعية السحرية كامل العمل .
كمادة .
22امراة القمر تقطع الدائرة ,سي 1943 , .م .زيت على قماش 102 × 107 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .
نيويورك .
23حراس السر 1943 ,م ,زيت على قماش 191.3 × 122.8 ,سم .متحف الفن .سان فرانسيسكو ,كاليفورنيا
التشابك المعقد لعمل الفرشاة ل يخفي تماما هيئة التشكيل الثابت و ل تلك الشكال الطوطمية (( السحرية ))في كل جهة و ل
عند مركز اللوحة تندفع اشكال شبيهة بصغار الضفادع مرسومة ذلك الحيوان الرابض في مقدمة الصورة الى السفل .
بعناية فائقة و تستثير السرار الولية للحياة والحركة .و هي تستدعي اشكال ( كيلي ) المنبسطة :في التطابق الظاهري و ما
وراء الوعي .
25-24بحث من اجل رمز 1943 ,م .زيت على قماش .غاليري مالبورو .روما
الوان مائية .قلم رصاص و احبار ملونة على ورق 77 × 56.5 ,سم . 27-26رسم ,سي 1945- 943 , .م .
مجموعة دوات ربلي .نيويورك .تؤشر سنوات الربعينيات المبكرة تنامي ابتعاد البجدية الخاصة بـ ( بولوك ) عن
مصادره السابقة .في هذا الرسم بنظامه المعقد فأنه يخفي اشياء اساسية من ( ميرو ) و ( بيكاسو ) بالمشاركة ,و من
قد اصبح غير محدد بشكل متزايد و الرسوم التلقائية للسريالية علوة على ما تظهره في الوقت نفسه كيف ان اسلوبه
ذاتيا :حين اقتصر على اليقاعات المتعرجة و المنفعلة و الطوفان المرح من المواد الفيزيائية المستعملة لذاتها فقط .
مجموعة ليكراسنر بولوك . 28اصوات ليل ,سي 1944 , .م .زيت و باستيل على قماش 116 × 109 ,سم .
نيويورك .
29قوطي 1944 ,م .زيت على قماش 142.3 × 214.5 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .يعتبر
( روبرتسون ) هذه اللوحة من ابهج و اوهج رسوماته في استخدامه لسمك الصبغ المتقن و الملبس و الذي يستذكر بداهة
( راؤول ) .فاندماج المواد بسمتها و الوانها تعطي كينونة تشكيل جديدة :وجود يتعرى حال من كل العناصر اليقونية من
اجل رسم صافي – فعل رسم .
30راقص ليل 1944 ,م .زيت على قماش .مكان غبر معروف .
31حصان ,سي 1945 , .م .مكان غبر معروف
33-32المفتاح 1946 ,م .زيت على قماش 149.9 × 213.5 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .يوضح سام
هونتر بتبعية هذا الرسم للرابيسك و يكون موضوع الثيمة الساسية للرسم في الحركة و اللون .
34تطور الجنين 1946 ,م .زيت .مكان غير معروف .
35عيون في اهتياج ( I ( , 1946م .زيت على قماشة 137 × 112 ,سم .مجموعة بيكي كوكينيهام .فينس .واحدة من
المثلة المهمة المعبرة عن اللشعور و الرعب المميز للسريالية حيث يتم نقل الدراما بواسطة التشكيل السميك من الصبغ و
.و ان المعالجة الكونية للموضوعات السردية مثل :الذئبة ,باسافييه ,و التكرار الملح لشكل واحد على كامل القماشة
غيرهما تفضي الى مكان وجودي يندمج فيه الزمان و المكان في استمرارية ل تهتم باخبارنا باية حكاية .
36تكوين 1946 ,م .زيت على قماش .مجموعة تابية سيليران .باريس .
37رسم 1947 – 946 ,م .حبر هندي و الوان مائية على ورق 32.2 × 47.4 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .
نيويورك .بغض النظر عن النماذج اليقاعية في الخلفية تكون هذه التجربة جديرة بالمقارنة مع بعض الرسوم الخاصة بـ
(كلين ) و ( هارتونك ).
38كاتدرائية 1947 ,م .صبغ دوكو و المنيوم على قماشة 180.3 × 89 ,سم .متحف دالس للفنون الجميلة .تكساس
( هدية مسز و مستر برنارج .جي .رايس ) .
39تمام القامة الخامسة 1947 ,م .زيت على قماش 129.2 × 76.5 ,سم .متحف الفن الحديث .نيويورك ( .هدية بيكي
كوكينيهام ) .يتضمن العمل اللمسة النهائية على التكوينات المرسومة على خلفية ذات بقع صبغية بالوان مختلفة مع وجود
عناصر طبيعية بموضوعات حكائية .هنا ( بولوك ) يبدأ في استكشاف المكانيات التشكيلية في تقطير الصبغ .
مجموعة لي كراسنر بولوك . 41-40حرب 1947 ,م .حبر هندي و طباشير ملون على ورق 66 × 52 ,سم .
نيويورك .يستدعي هذا الرسم الملون من عام 1947رغم بصمات ( بولوك ) المبتكرة دراساته المكسيكية وتأثيرات
من فترة الغورنيكا بشكل واضح .فالمحرقة العظيمة في وسط اللوحة تحطم أي تكوين موحد و توحي ( بيكاسو )
بالطبيعة المصطنعة للموضوع .و ان التشكيلت المزدحمة ذات ميول شريرة و عنيفة القصد .يمكن متابعة اشارة كفاح عند
( بولوك ) بالرغم من اتجاهه لتسوية الصراع مع سطح القماشة .
43-42الحصان الخشبي 1948 ,م .زيت على ورق 57.3 × 78.1 ,سم .مجموعو بول فاجيتي .باريس .
29
45-44رسم 1948 ,م .زيت على قماش 57.3 × 78.1 ,سم .مجموعة بول فاجيتي .باريس .يتم استخدام تقنية
التقطير بشكل واسع في هذا الرسم لتعبر عن مشاعره الطارئة و العنيفة التحريضية فوق سطح القماشة .يؤشر تغير الصورة
وفق دوام هذهالمشاعر العنيفة .
47-46ديك ابيض 1948 ,م .زيت و دوكو على قماش 88.9 × 290 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .من
الن يتمكن ( بولوك ) من امتلك الصورة ذات الثارة .فالعلمات تنعزل عبر القماشة في ايقاعات عشوائية نادرة بينما تعمل
الخلفية بسطحها الناعم بشكل تام كمراة عاكسة لحالة الفنان نفسه باقصى حساسية .حين تكُون هذه العلمات بوضوح
استطالت في ذراع ليخفى حواراتها الفكرية الثابتة .استعارات ( بولوك ) مبرهنة بشكل واضح :خوف دراماتيكي من
الفضاءات العالية و الخالية و التي تجبره على ملئ القماشة تماما لغيا ما امكنه خلفية اللوحة .
49-48خارج الشبكة 1949 ,م .زيت و دوكو على قماشة مقطعة على ماسونيت 121.9 × 244 ,سم .مجموعة لي
كراسنر بولوك .نيويورك .يثخن السطح بطبقات عديدة من الصبغ .التشكيلت المقطعة الوصال يعطي تكوينا لصورة
عن تقطير الصبغ و بين الحدود الناعمة ممكنة الدراك ؛ ياستخدام التضاد مرة اخرى بين خطوط الرابيسك الناتجة
للتشكيلت حيث يكشف تقطيع طبقات الصبغ عن الماسونيت في الخلفية .
51-50رقم واحد 1949 ,م .صبغ دوكو و المنيوم على قماش 160.3 × 259 ,سم .مجموعة ارثر سنيدر .نيويورك .
اللوحة مصبوغة تماما بطريقة التقطير :الوان طازجة و براقة مثل قناع ضوئي يحيط بقطعة من مادة تحيا و تتنفس ,مادة
تلميحاته الى السطورة المدينية المستخدمة سابقا من قبل ( توبي ) ؛ حيث تستغل هنا هي بين العضوية واللعضوية .
الى اقصى حد باستخدامه الى كميات مطلقة من نماذج و علمات متشبثة بضوء حي و منتشر .
53-52دبابيس فضية 1950 ,م .زيت .مكان غير معروف .
54سبعة 1950 ,م .مجموعة كارادازو .فينيس .
55رقم اثنان وثلثين 1950 ,م .دوكو اسود على قماش 269.2 × 457.2 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك
.القيود التصويرية التي يفرضها ( بولوك ) على نفسه ( او انه يعتبرها جزء من خبرته ) خلل الطور الخير من سيرته
الفنية .حيث ل ينبغي اعتبارها عودة مبسطة للتمثيل ؛ فهي تمثل في الحقيقة خضوعه للتقنية التي يقرر استخدامها .في اعمال
مثل هذه اللوحة ( كذلك تلحظ القوائم الزرقاء من عام 1953م ) يكون من الجدير بالعتبار الشارة الى اختلف
التصاميم مع تلك المرتبطة بتقنية الصبغ ؛ فاليقاع مترابط باتساق غير متشابك و ان هناك شعورا شامل بالعروضية و
التوجيه .
سديم ارجواني . 1950 ,زيت و صبغ مينا و المنيوم على قماش 220 × 297 ,سم .مجموعة الفونسو .أي . 57-56
اسوريو و ادوارد .اف دراكون .هامبتون الشرقية .نيويورك ( .يلحظ ادناه )
واحد 1950 ,م .صبغ دوكو و ديف –او-لك و المنيوم على قماش 270 × 535 ,سم .مجموعة بين هيلر . 59-58
نيويورك .استخدامه للسلوب الملون و الرائع تزود هذا الرسم شعورا قويا بالفضاء .شعور من حيوية حياتية .التلوين غير
اعتيادي لـ ( بولوك ) ؛ على اية حال يتم تصحيح الميل الطبيعي بواسطة الفعل البياني لعملية الرسم – التي تعكس فعل
الفنان الفيزياوي .
رقم ثمانية و عشرين . 1950 ,زيت واصباغ دوكو و المنيوم على قماشة 173 × 267 ,سم .مجموعة مسز 61-60
خلل البرت اج .نيومان .شيكاغو .بين اكثر الرسوم متعة و جمالية المتميزة باستخدام اللوان الطازجة و الرائعة
المرحلة الصليبية في انتاج ( بولوك ) ؛ اللمعة الفضية لللمنيوم التي بدأ في استخدامها منذ عام 1947م في كاتدرائية
( لوحة – ) 38و التي يواصل استخدامها لحقا اكثر رسوماته اهمية من ضمنها :القوائم الزرقاء ( لوحة – ) 75حيث
تهيمن على المشهد اللوني .ان استعماله لهذه اللوان المعدنية و الغير طبيعية ربما تشير تلميحا للفترة الحديدية الخاصة
باستخدام الوان صناعية .
تبدو رسم بالسود و البيض 1951 ,م .دوكو على قماش 89 × 79 ,سم .مجموعة خاصة .نيويورك 62
مشاعر الكفاح و الصراع الخاصة بـ ( بولوك ) كتصريح ( بعد عام 1950م في رسوم رائعة من فترة الرسم بالسود و
البيض ) للختيار بين التمثيلية و اللتمثيلية التصويرية :حول مايخص الغاء اليقونغرافية لكل شبهة ظاهرية مع الواقع
,او فيما اذا كانت موحية بنوع ما من ترتيب او تشكيل عند مستوى شدتها القصوى .النتائج الخاصة بهذه المقابلة تبرهن على
الحرية الغير محدودة التي شكلت متعة لـ ( بولوك ) و هو يتخطى بين التصويرية واللتصويرية مع ثقة بلمس و تخيل
تأثير ابعد من ذلك الخاص بـ ( دي كوننك او جورن او ابل او دوبفت ) .
63صدى 1951 ,م .دوكو اسود على قماش 233.7× 217.8 ,سم .مجموعة بين هيلر .نيويورك (.تلحظ اعله )
رقم ثمانية 1952 ,م .زيت على قماش 105.7 × 142.6 ,سم .وادسورث اثينوم .هارتفورد .كونكتيكت .من 64
اخر الرسوم بالسود المرسوم بين 1952 – 951م .يبين ان ولع ( بولوك ) في اللون قد تيقظ هنا من الناحية السطحية فقط
.يشكل التكوين مجموعة منسجمة بشكل تام من حركة و توقف .الصور الشبحية تبزغ من الصبغ المدَوم المتحد مع شئ من
ضراوة خاصة بـ ( بيكاسو ) ذات عنف تعبيري لتكون النتيجة متعادلة لغويا .
65رقم اثنتا عشرة 1952 ,م .زيت و دوكو و ديف-او-لك على قماش 259 × 226 ,سم .مجموعة خاصة .نيويورك .
يغطى سطح هذا الرسم بشبكة معقدة من شكل ملون .بعد عام 1950م يظهر ( بولوك ) صوره في تعقيد اكبر بواسطة
تغييره لتقنياته المستخدمة و موسعا للمعنى الرمزي المتعلق بالموضوع .هنا يتم تغيير نوع الصبغ والسمك الذي يتم وضعه
30
على اللوحة في بقع براقة تتبادل مع كتل ثخينة من الصبغ .تمثل الجزاء الغير ملونة خلفية الصورة التي تقررها معالجة
وتبرهن الجزاء الملونة من الصورة على ولع متجدد في الصبغ بذاته بالمقارنة مع تفضيله لصور منفردة فقط ( بولوك ) ؛
.
66رقم سبعة 1952 ,م .دوكو على قماش 133 × 102 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك ( .تلحظ
الملحظة الخاصة باللوحة – ) 62
67اسود و ابيض .رقم خمسة 1952 ,م .دوكو على قماش 142 × 80 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .
( تلحظ الملحظة عن اللوحة – ) 62
رقم أربعة . 1952 ,دوكو على قماش 145× 63.5 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك . 68
رقم ثلثة 1952 ,م .دوكو على قماش 141× 168 ,سم .مجموعة الفونسو أي .ادسوريو و ادوارد اف .دراكون . 69
هامبتون الشرقية .نيويورك .تميزت رسوم ( بولوك ) بعد عام 1950م بالمبالغة في اشكال ذات مغزى ( و احيانا
بتعبيرية تجريدية بشكل تام ) و بالعودة الى التصميم الصوري حيث يتم تحسين الطبيعة الدرامية بواسطة الكتفاء اللوني
بالسود و البيض .
71-70بورتريت و حلم 1953 ,م .زيت على قماش 148 × 335 , .سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .
هنا كيف ان التعبير الداخلي للخط يمكن استخدامه لتشكيل صورة محددة بدون الخسارة لحرية التنكر او يوضح (بولوك )
التقليد الوضيع .يمكن ايجاد اثر اسلوبي يعود الى (بيكاسو ) في هذا الرسم.
72الفصح و الطوطم .1953 ,زيت على قماش 208 × 147 ,سم .مجموعة لي كراسنر بولوك .نيويورك .
73أربعة تعارضات 1953 ,م .زيت و اصباغ دوكو و المنيوم على قماش 183.5 × 130.2 ,سم .مجموعة بوريس
و سوفي ليفت .هانوفر .بنسلفانيا .
75-74قوائم زرقاء 1953 ,م .زيت و اصباغ دوكو و المنيوم على قماش 210.8 × 488.9 ,سم .مجموعة بين هيلر .
نيويورك .
77-76فريز 1955 – 953 ,م .اصباغ من زيت و المنيوم على قماش 218 × 66 ,سم .مجموعة بورتون تريملنه .
ماريون .كونيكتيكوت .
78ضوء ابيض 1954 ,م زيت على قماش 122.5 × 97 ,سم .غاليري سيدني يانيس .نيويورك .
79شذا 1955 ,م 198.2 × 146 ,سم .زيت على قماش .مجموعو ليو كاستيلي .نيويورك .
31