Professional Documents
Culture Documents
تميزت الحقبة الخيرة من هيمنة السلطة العثمانية على العراق بضعف كفاءاتها الداريــــــــة
وتخبطها الذي انتهى أخيرا بسقوطها المريع وتوزّع ممتلكاتها بين ما يـسمى الدول الستعماريــــة –
إنكلتــــــــــرا وفرنـســا حصـرا -حيـث ابـتدأت تحضيراتهما للمعركة الخيرة عند اندلع الحــرب الولى
عام 1914م منذ وقت مبكـر في القرن الثامن عشر الميلدي فأن ( أقدم قنصلية في العـراق (القنصلية
الفرنسية ) تأسسـت سنة 1742م .ومن ذلك الحين أخذ قناصل فرنـــــــــــــسا يتواردون إلى بغداد وأما
القنصلية النكليزية فيرجـــع تأريخها إلى ســنة 1797م فقــــــــــــد عينت لها قنصل في البصرة وأخر
في بغداد ) 1وذلك في معاينـة عمليـــــــة لعناصر الهــــــــــرم التــــي كانـــت تدب فـــــي المـبراطورية
الشاسعة التي اصـطلح عليها بــ (الرجل المريض) 2حيــــــن ( وقر فـي صدور الناس أجمعين من قرب
أجـل هذه الدولة فصـــارت أشــبه بالمريض الذي انقــطع المــــــــــل من شفائه ) .3وكانت علئم هــذا
المرض تتبدى في الحـملت الحربــــية على التجمعات العـشائرية وفي الجهـود المبذولة بإقامة السـداد
الترابيـة على أفـواه النهـر التـي كانـت تتخيـر مجبـرة 4منــــافذ جديـدة حتـى تحولت أراضـي أواســـط
الفرات وجنوبــــــه إلى بطائح ومستنقعات 5ل تكفي أراضيها الخصــــبة الشاسعة لمعيشة سكانها التي
لم تتغير عن أساليب البدو الرحل – أسلف هذه العـشائر – يقــول زوج الرحالة (ديولفوا )عند زيارته
الـــعـراق عام 1881م( :مـــنذ وطـــأت قدمـــــي تركــيا –ويقصـــــــد أرض العراق -أخذت أترحم على
اليـــــــــام التي أمضيتها في إيران وآسف على فراقها والبتعـاد عن شعبها -على علته -حتى يخــيَل
إليَ إنني خرجت من الجنة وهبطت إلى دركات الجحيم) 6ويبين الرحالة( فر يزر) 7الذي وصــــل العراق
عام 1834م كيـف تحولت فضائل العربي إلـى رذائل بسبب سوء الحال الذي كان عليـه العراق آنذاك:
(ومهما كــان مـقدار الفـــضائل الـــتي كان من الممكن أن يتـصف بهـــا العرب القدمون فان قليل منها
فقـط قــد تحـد ر إلى ذريتهــــــم الموجودة هذه اليــام في الجهات التي تمكن الوربيون أن يصلوا إليها
على القل.فكما إن المعلومات المكتسبة بالثــم والجور نسبيا فتحت عيون أسلفنا الوليــــــــــــــن إلى
عريهــم وحرمانهم وكذلك أيقظ الشعور بالـفقر النسبي في مخيلة العـرابي ،الشتهاء للثــروة والغنى،
وهو شـعور يهـدم تـعامل الضيافة أو الكرم تهديما مباشرا لن أسهل طريقة تمكنه مـن الحصـول عليها
أو الطريقة الوحيدة في الحقيقة بالنسبة لرجل في مثـل عاداته وأحواله هي طريقة القـوة والغتصـــاب
أي أخذ الممــتـلكات التي تعـــــود للغير،ولذلك يصــبح وجـود هذه الفضائل شيئا نادرا نسبيا .ويمكن أن
يقال الشيء نفسـه عن الصدق وطــهارة الذمة .فأن الرجل الذي ل يهمه نــــــوع الوسـيلة التي يحـصل
بهـا علـى الغـنى ل يعبــــــــــــــأ أل قليل بالوعـود والمواثـيق .وعلى هذا ليس هناك أكثر شـيوعـا بـين
العراب من الخيانة ونـكث العهـود وبذلك تصـبح رابـــــــــــطة ((الخبز والملح)) المقدسة شكل أجوف
يمكن تحاشيه بسهولة 8).لـتكون هـذه الخلقيـة الجديدة للعربي فـي العـراق ،القاعـدة التـي تدفــــــــع
بالحــــــــداث قدما.يصف قنصل فرنسا في البصرة عام 1851م كيف (كان الشيخ بنفسه يحرض على
التخريب والفساد ويدعوا إلى المذابـــــــــح دون أن يبدو عليه أدنى رعـب أو فزع مــن وجود السفينة
الحربية العثمانية والوالي قابع على مقربة منه في الـبصرة وذلك لنه على عـلم تام بكيفية تنفيذ أوامر
9
البـــاب العالي بشأنه.لقد ثار ثـلث مرات خلل مدة الحد عشر عاما وقد أنقذته الرشاوى ثلث مرات)
كأنـما أجـدبت تلك اليام من أعمال الصلح والصلح فمشروع نهر الهندية – عــلى سبيــــل المثال –
مع ملحقاته المكملة –أنشاء السدة والجداول الـمتفرعة التي تـم تشغيلها بشكـل متكامل للمـــرة الولى
مـن قـبل حكومة الحتـلل البريطاني عـام 1918م حيــــث (كانت آنذاك وحتـى في الوقت الحاضر تعتبر
من أعظم العمال فـــي العراق 10).قـــــد أستغـرق منذ بدايته الفعليـــــة عام 1790م حوالـي أكثـر من (
)125عاما ! تطــبيقا لسـياسة (اليواش يواش )التي يـشير لها (ساطع الحصري) 11في مـــــــــعرض
سخريته من السياسة النكليزية التي سـارت على نهج السياسة التركية -على مـا يـرى -فــي الصلح.
1
لكـــن من النصـاف الــتقرير هنـا إلـــى أن أعمـال الصلح الحقيقي ل تكون أل على يـــد أبنـاء البـلــد
وذلـك بإعـــــادة ترتيب الولويات وتشكيل صـــورة التغيير المنشود.
يقـيّم (داو سن-الخبير النكليزي المعروف) سياسة الصلح التركية التي (كان مقضي عليهـــا
بالفشل كما فشلت في سائر أنحاء الدولة العثمـــــــانية لنقص الخبــرة الداريــــة والفـنيـــة والموظفين
الكفاء للقيام بعمل جسيم كهذا أو لنها جــربت إن تـــضع التعامـــــل السهـــــــل المأخذ آنذاك في قالب
صارم وغريب عــن مجتمع مؤلف اغلـبه من عناصر بسيطة للغاية إذ إن أعمـــــــــــــــــار الراضي ل
يـمكن إن يفـرض علـــى بلــــد بيـــد خارجـيــــة كمــــا تدخـلــــــــه الشـيـــاء الغريــبة عنـــــــــــــــــــه
بل يتحتم لنجاح المـشروع إن يلئـم الحتياجات والفكـار المـحلية ويؤسس تدريجيــــا بتعاون الحكومة
والشـعب معا) 12ويشير(هورست كلنـكل) في كتابه عن (حمو رابي) إلى قـدم هـــــــــــذه المــشاكل التي
عانى منها العـــــراق وجعلته أجزاءا تفتقــــــــــــر إلى الوحــدة السياسية فـقد (تكونت أقاليم اقتصاديـة
متعددة في بلد الرافدين كما تكونت أقاليم ري مخــتلفة في بـــابل نفسهــا مما خلق صعوبات في طريق
الوحـدة السياسية للبلد .فإذا كانت القاليم تحت الضغـــــــــــط العسكــري قد تحولت إلى وحـــدة كبيرة
فقــــد كــانت هــي نفـــسها تسعى إلى استقللها ،وإذا استطاع المرء التحـدث كما هو الحال في سوريـا
عــن تعدد المراكز ،فان المنافسات بيـــن هذه المراكز في بــــلد الرافــدين سرعـــــان مـا انفجرت في
الغالب إلى صراعـــات عسكرية.13).
كـــانت هــــــذه هي الخلفية الحقيقية لتأخر سياسات الصلح وفشلها ،المتواصل...
2
قصة نهر
لم تسعفنا التقارير التاريخيـــة أو الفنية حـــــــــول النهــر الجديد الذي قـــيض لـــــه أن يصبح
–للمرة الولى بعـد عـام 1880م 1298( 14هـ) –المجرى الرئـيسي لنهر الفرات .فقـــد اكتفت المصادر
التاريخية بال شارة إلى خبر التبرع الهندي لنشاء هذا النـــــــــــــــــــهر ولخبار الستيطان العشائري
للــــمناطـــق المحيطــــة به ومـــا رافــق ذلك مــــن منازعــــات بين أوائل المستوطنين أنفسهم وإخبار
الحملت الحربية عليهم مـــــن قبل ولة الدولة العثمانية فــــــي العقود الولى من القرن التاســع عشر
الميلدي حتى تاريــخ تأســيس المدينة عند( قصــبة طويريج) عام 1870م 15في ولية( مدحـت بـاشا).
بينمـــا انشغلت المـصادر الــــفنيــــة بموضوعــــة جانبية تختص بالوشائــج الــمقدســــة مــع الميراث
الدينــي المتعلق بأنهر الجنة – بحسب ما نقلتــــــــــــــــــــه التوراة -مقتفية للمساهمات الفكريـة لمنشأ
ناظـم ( سدة الهنديــة) -النكليزي وليام ويلكوكس -في كتابه الرائع ( من جنة عـدن إلى عبـور نهر
الردن) وكذلك فـي المـتابعات الجادة لمهندس الري الدكتور (أحـمد نـسيم سـوسة)الذي تـقلــــد منـصب
مديـر مـشروع ســـدة الـهندية في أربعينيات القرن الماضي وقد حظيـــــت طروحاته بدعـــــم رســــمي
من قبل الــنظام السابــق كونه طـوّر موضوعة (عروبة بلد مابين النهرين) تأييدا ليديولوجية القومية
في مؤلفات غزيرة العربية في سعيها للنفوذ السياسي وإحاطة مقولتها بخلفية ذات ملمح علمي
(المفصّل عن العرب واليهود فـي التاريخ) و(تاريخ حضارة وادي الرافدين ) بجزأين ، أبرزها:
و(فيضـانات بغداد بالتاريخ) بثلث أجزاء.
لقد ابتدأ المشروع بتبرع وزيــــــــر( لكناو)الهندي – النواب آصف الدولة -لمحاولة إيصال
المياه إلى مدينـــــــة النجف المقدسة تتويجا للمحاولت التاريخية السابقة والتي فشلت في توفير المياه
لهذه المدينة .فقد تم اختيار موقع جديد لجدول النهر جنوب مدينة المسيب الحالية بطول حوالي مائــــة
كيلو متر 16وقد انتهى العمل فيه عام 1793م(1208هـ) مع الستمرار فــي أعمال شق قناة فرعيـــــة
عميقة شمال مدينة الكوفة باتجاه النجف منتهية ببحرها الجاف الذي يسمى (بحر النجف) عام 1803م
(1218هـ).
تعرض المشروع إلى مراجعـات وإضافات أخرى بعد إعمال التشغيل نتيجــة لتطـور علقات
الولة بالعشائر المستوطنة للمناطق المحيطة بالنهر والمعــتمدة فـــــــــــي سقيها علــى القناة الجديدة
وعلى سقي شطيّ الحلـــة والحسينية المـتفرعين مــــــــــــن عمود نهــر الفرات الرئيسي عنـد منطقة
المسيب.
لقد تذبذبت حصص هذه الفـــرع من المياه بموجب التأثيرات السابقة وفشــــل المحاولت
الولية لتنظيم الحصص مما تطلب أجراء دراسات معمّقة أحيلت إلى الفرنسي (شونــــدرفير)الــذي أقام
ســــدا إنــــــهار عام 1903م 17وأســـــــــــــــــتوجب الستعانـــــــــة بالمهندس النكليزي (ويلكوكس )
الذي تكللت جهــوده بإنـشاء ناظم سدة الهندية قبل الحرب الكونية الولى حيث صارت ميـــاه الفـــرات
(تنظم وتوزع في جداول فرعيــــــــــــــة منها نهر الحلة والكفل والسكندرية في الــجانب اليسر مــــن
السدة وجدول الحسينيـــــة وجدول بنــــــي حسن في الجانب اليمن ) 18وتم صـــرف مبالغ كبيرة وصلت
.19
إلى أضعاف مبلغ التبرع عند بداية المـــــــــــشروع عام 1790
تعود محاولت إيصال المياه إلى مدينة النجف المقدسة إلى الوزير (الخواجة شمس الدين بن
محمد صاحب الديوان)في القرن السابع الهجري 20وقد قام بتجديده (وأجرى فيه الماء وسماه نهر الشاه
وأوقفه على المشهدين الشريفيين ) 21الشاه (إسماعيل الصفوي) بعد احتلله العراق عام 1508م
لتتواصل عمليات التطهير والكرى للنهر ومحاولة إيصاله إلى المدينة الواقعة على مرتفع من الرض.
ويذكر (عبد العزيز القصاب )الذي تقلد منصب متصرفية كربلء عام 1922م (لقد اجتهدت في إيصال
الماء إلى النجف الشرف مدة بقائي بكربلء فلم أوفق تماما لذلك بسبب ارتفاع بلدة النجف عن سطح
3
نهر الفرات ووجود الرمال الكثيرة قرب النهر ,على إنني تمكنت من تطهير نهر الحيدرية وإسالة المياه
فيه 22).وكانت قبلها محاولة وكيل الدائرة السنية في الجعارة (عبد الغني ) 23لم تعمّر طويل وعادت
الشكايات من وجهاء البلدة في عريضة مقدمة إلى الوالي بتاريخ 3رجب 1306هـ( 1888م)( :لقد
أشرف نهر الحميدية على إن ل يبقى له أثر وتندرس هذه الخيرية إذ ليس لها مباشر ول وكيل ول ناظر
000وكدنا نرجع ول ماء يطلب ول عذب يشرب على ما كنا عليه من سوء الحال ونشرب الماء الملح
بعد العذب الزلل 24).ويتبين من وثيقة تاريخية 25مرفوعة إلى السلطان( مراد الثالث) في عام 1594م(
1003هـ) من قبل والي بغداد (سنان باشا جغالة) ،الهمية التي حظيت بها هذه المهمة منذ ذلك التاريخ
فقد (كشف بواسطة الخبراء بعلم المساحة والهندسة على النهر المنوي حفره من الفرات إلى النجف
فظهر له انه فضل عن سهولة إجرائه وإتمامه بنفقات قدرها مائة وعشرون ألف فلوري 26ستظهر
مزارع تنتج في ثلث سنوات محصول يفيض على النفقات ).وهي جدوى اقتصادية مناسبة لمشروع
يمكن اعتباره نواة التفكير الولية التي تسنى لها التنفيذ بمساهمة تبرع ولية( أوده )الهندية بعد ذلك
التاريخ بحوالي مائتي عام!.
صورة بغداد – كما صورها الرحالة المسلم ابن حوقل ( ت 361 :هـ )
4
نهر البالكوباس
ترى(المس بيل) إن (وجود فرع الهندية يعود إلى عهد موغل في القدم .فيعتقد السر
ويلكوكس انه جيحون الوارد ذكره في سفر التكوين وانه نهر البالكوباس الذي صار معروفا في عهد
السكندر )27بينما يرى (نيبور) الذي زار العراق عام 1765م إن (مجرى كري سعده) هو
(البالكوباس )الذي حفره سكان العراق القدمون) 28حيث ( لعب هذا الفرع دورا مهما في حياة الفرات
إذ صار يؤدي وظيفة لمياه الفرات الزائدة في موسم الفيضان) وان اسمه على رأي د .احمد سوسة
( في المدونات البابلية ((ناربالوكات)) ثم عرف باسم ((بالكوباس)) في عهد السكندر) 29وقد(جهزت
الطبيعة الفرات بمنخفضات كبحيرة الحبانية ومنخفض أبي دبس ،تلك المنخفضات التي تساعد على
30
تخفيف وطأة الفيضان من جهة وخزن المياه للستفادة منها في الزراعة الصيفية من الجهة الخرى)
(ويظن إن الفيضان الهائل الذي حدث في سنة ()629-628للميلد) 31قد أدى إلى(تحويل مجرى
الفرات من عقيقه صوب بابل إلى جهة شط الهندية الحالي وبقي على هذه الحال حتى جاء العرب
فشيدوا على ضفافه مدينة الكوفة وقد سمي الفرات من ذلك الوقت نهر الكوفة) 32ويواصل (د احمد
سوسة ) بالستناد إلى المؤرخ السلمي (المسعودي ) (بأن أكثر ماء الفرات كان ينتهي إلى بلد الحيرة
34
ثم يجتازها ويصب في البحر ) 33غير أن عبارة (أكثر ماء الفرات) ل تتضمن حديث (المسعودي )
عن نهر الفرات الذي(ينتهي إلى الرقة والى الرحبة وهيت والنبار ويأخذ منه هناك انهار مثل نهر
عيسى وغيره مما ينتهي إلى مدينة السلم فيصب في دجلة وينتهي الفرات إلى بلد سورى وقصر أبن
هبيرة والكوفة والجامعين وأحمد أباد والفرس والطفوف ثم تنتهي غايته إلى البطيحة التي بين البصرة
وواسط ).وكان( نهر عيسى ) المذكور(في القرن الرابع الهجري وربما في القرنين الذي سبقاه أيضا
يأخذ من ماء الفرات ،الخمسين ولهل الساحل ثلثة أخماس ) 35وهو يأخذ من نقطة تبعد ( )14كيلومتر
شمال الفلوجة متبعا لمسار نهر الصقلوية الحالي ويصب في مبزل الخر والوشاش في بغداد وتتفرع
37
منه السراة العليا والسفلى والرفيل والكرخايا 36وان ملحظة خارطة (صورة العراق) لبن حوقل
تبين التفرعات العديدة التي ينتهي إليها الفرات جنوب النبار ومنها الفرع الذي يمر بالحيرة والقادسية
ومنتهيا بالبحر ويبدو انه الفرع المار بمدينة كربلء فقد جاء بكتاب (الفتوح ) لبن أعثم الكوفي( :إن
(زهير بن القين البجلي ) قال للحسين بن علي (ع)( :فسر بنا حتى نصير بكربلء فأنها على شاطئ
38
الفرات فنكون هناك) وأيضا ما قاله(ع) للحر الرياحي (فذرنا حتى نصير بنينوى أو الغاضرية)
وهاتان من القرى القديمة التي تكّون منطقة كربلء القديمة حيث (يعود تاريخها إلى العهد البابلي ويذكر
إن اسمها يعني (قرب اللهة) وذهب بعضهم إلى إن اسمها مشتق من كلمة (كور بابل)التي هي عبارة
عن مجموعة من قرى بابلية منها نينوى والغاضرية وكربلة(بتفخيم اللم) ثم كربلء وعقر بابل
والنوايس والحائر 39).تتناثر(غرب بابل والتي طغى أسمها على تلك المنطقة ) ول يعدو معناها (غير
قرب الله أو حرم ال التي أكدها (الب الكرملي ) فالكلمة متوارثة من البابلية القديمة حيث انتشر بهذا
المعنى كثير من المدن في الحضارتين البابلية والشورية منها –بابل مقر الله وأربا ايلو (أربيل
الحالية) مدينة الربعة آلهة .40 )-
يقول (د.احمد سوسة )( :وقد سمي أبن سرابيون المجرى الذي ينتهي إلى الكوفة باسم نهر
الفرات بينما يسميه المسعودي وقدامة العلقمي ) 41وينقل أيضا عن (تاريخ الدولة السلجوقية للبنداري
الصفهاني ،حيث ورد فيه إن جدول العلقمي كان يمر بالمشهدين (أي كربلء والنجف ) وقد تم تطهيره
42
وترميمه في سنة 478هـ (1085م) و(يغلب على الظن بأن نهر محدود هذا يقتفي اثر نهر العلقمي. ).
غير إن النص الوارد حسب( الصفهاني ) ل يتحدث عن (المرور بالمشهدين ) بــل (زيارة (سرهنك
ساوتكين) للمشهدين) ( :وزار المشهدين الشريفين وأطلق بهما للشراف مال جزيل واسقط خفارة
الحاج وحفر العلقمي وكان خرابا من دهر ).43
إن عدم التطابق مع النصوص التاريخية يقودنا إلى دوامة تطويعها بما يوافق النظريات
الخاصة ومحاولة جمع المسارات المتعاقبة تاريخيا لنهر المنطقة يهدف إلى تبرير النظرية حول تطابقها
مع أنهر التوراة -وهي النظرية التي تعود للسير ويلكوكس الذي( دعته الحكومة العثمانية عام 1908م
5
لكي يدرس مشاريع الري في العراق وقد أنتهز الفرصة فأخذ يبحث عن مواقع النهار الربع التي كانت
تسقي ارض الجنة حسبما ورد ذكرها في التوراة وهي حداقل والفرات وجيحون وفيشون.وقد انتهى
ويلكوكس أخيرا إلى الرأي بأن تلك النهار لم تكن سوى نهر الصقلوية وشط الحلة وشط الهندية ثم
منخفض الحبانية وأبي دبس الذي تغمره المياه عند الفيضان – 44).دون مراعاة لتبدل مجاري النهار
تاريخيا في مسارات عدة وذلك لسباب سياسية تتعلق بتعدد الولءات وتعارضها ولسباب طبيعية بتأثير
(الراسبات الغرينية التي تراكمت في قعر النهر 45).والذي يذّّكر بمحاولة معاصرة لها حول الفيضان الذي
جاء في التوراة عندما أعلن الثاري (لونارد ولي) 46عن عثوره على أدلة تشير إليه في حفريات
مدينة(أور) التاريخية وقد انتهت هذه النظرية إلى الحفظ في الرفوف العالية كتحفة جميلة ل يمكن
التحقق منها أبدا .47
كان انتشار الهوار الناشئة عن الفيضانات العديدة قرب كربلء -يلحظ الخرائط الثرية
المرفقة -48مثل اهوار نوح والليح والسيب وفريحة وجباس والهنيدية المجاورة لنهر الحسينية الحالي
لدليل على المسار الذي كان يأخذه نهر الفرات قريبا من مدينة كربلء 49قبل أن يصل إلى(برس)
و(الكفل) و(الكوفة) والبطائح الجنوبية كمصرف لعمود الفرات في منطقة المسيب عند أوقات الفيضان
بالضافة لمصرف الفرات العلى المار بمنخفضات الحبانية وأبي دبس (الرزازة) ومنتهيا ببحر النجف
مصاحبا لمسار (كري سعده-خندق سابور) والمعروف قديما ب(المارسارس) ونهر العلقمي في المصادر
العربية .50
لقد انتشر الستيطان حول القناة واحتضنتها البساتين والعشائر كما يحيط السوار بالمعصم
من مرضع القناة جنوب مدينة المسيب وحتى مدينة الكوفة بمسافة( )73ميل 51خلل فترة إنشائها التي
استغرقت حوالي ( )125عاما والمتّوجة بإنشاء مدينة تحمل اسم القناة برعاية الدولة العثمانية عام
1870م .ول نجد أثار استيطان قديم واسع حين أصبح النهر (المجرى الرئيسي في القرون الوسطى )
52كما يرى د.أحمد سوسة وغيره من الباحثين -تأييدا لنظرية ويلكوكس الذي خلّده عمله الكبير في
دراسة مشاكل القناة الجديدة ووضعه التصميم المتكامل معها ثم قيامه بالتنفيذ عندما (عهدت الحكومة
العثمانية بإنشاء السدة إلى شركة جاكسون 53).وأن الفكار التي حواها كتابه المذكور كانت محاولة
للمساك بالمثال التوراتي الذي يسكن الذاكرة البشرية وإعادة تحقيقه في مثال محدد بهذه القناة،التي لم
تكن سوى مشروعا غير متكامل استجاب ببطئ لمتطلبات العصر الخير من الهيمنة العثمانية المتداعية
على حساب النهر الصلي المار بمدينة الحلة حين (أصبح من الضروري توجيه قسم من ماء الفرات إلى
فرع الحلة الذي يقل ماءه ،فحاول علي رضا باشا ونجيب باشا من اجل ذلك إنشاء سدة له وتمكن
عبدي باشا من سد الفرات وبناء ناظم قوي له من الجر وقد تهدم ذلك الناظم سنة 1854م ثم بني عمر
.54
باشا سدا عظيما من التراب والحطب فلم يبقى إل قليل).
إن جهود هؤلء الولة كانت تنصب أيضا على تحصين سداد النهر ومنع تسرب المياه إلى
الهوار حيث يتحصن شيوخ العشائر العاصية في قلع وسيبايات 55فعندما عاد الوزير (عمر الكرم) من
محاربة عشائر الديوانية والشامية والهندية إلى الحلة فقد(اعلم الناس انه يريد سد الهندية التي هي
مدار قوة العرب لنه ما زالت الهندية مكسورة لم يقدر عليهم الوزير حيث إنهم يتحصنون باهوارها
وبطائحها ويعيثون في إطراف الراضي البعيدة لنه يكون ما حولهم من جميع الجهات ماء محيط بهم
مقدار ست ساعات وبعض الماكن أكثر.56 ).
في عام 1903م انهارت السدة النظامية التي قام بتنفيذ ها المهندس الفرنسي (شوندرفير)
57بفعل المياه المندفعة باتجاه قناة الهندية التي كانت تجرف قاعها باستمرار مما يؤدي إلى زيادة مقطع
المياه المتدفق عبرها على حساب مقطع المياه المار عبر شط الحلة الذي يبدو انه قد (شاخ ) نتيجة
للترسبات الغرينية الهائلة 58المتراكمة طوال الفترة التي مكث فيها النهر ،المجرى الرئيسي للفرات
بينما كانت القناة ل تزال (فتية) و(بكر) لم تطرقها المياه العنيفة ول طبقات الطمي الواصلة مع
الفيضانات المتواصلة .والذي طالما كان السبب في تغيير مجاري النهر 59بالضافة إلى ( كون أراضي
6
دلتا دجلة والفرات منبسطة تقريبا في انحدارها نحو البحر المر الذي ساعد على توافر المياه الراكدة
في الهوار والمستنقعات في جنوبي دلتا الرافدين) ( .وتبلغ النحدارات العرضية للراضي المتباعدة عن
جانبي النهر (حوالي ) 1:1000حيث إن كسرة كبيرة تحدث في ضفاف دجلة والفرات تجعل النهر يترك
مجراه الصلي تماما ويكّون له مجرى جديدا يبعد عدة أميال عن مجراه الصلي بعد إن يغمر كل
الراضي .وهذا تفسير لكثرة تحول نهري دجلة والفرات في منطقة الدلتا من مجريهما الصليين عدة
مرات في تاريخ حياتهما 60).وكان من نتائج هذا التطور إن أصبح النهر الجديد –اى قناة الهندية – قناة
غير أروائية في الجزء بين المسيب و مدينة الهندية الحالية مما تطلب إنشاء جدولي بني حسن و الكفل
الروائيان وذلك بعمل أكتاف للجدول (بفرش الطرفايات والقصب والحلفاء والسعف والبردي ثم تغطيته
بالتراب ).61التي تتأيد في الحادثة التالية التي يسجلها الشيخ الساعدي في كتابه عن (عشائر العراق ) :
(كان ينزل البو انفالة والبصيصات شمال بلدة الهندية في ارض لهم اسمها مديفينة .وفي سنة
1327هـ انقطعت المياه عن الوصول إلى مقاطعتهم المقدم ذكرها فتركوها مغروسة بأشجار النخيل
والفاكهة وهاجروا عنها متفرقين إلى منطقتي المشخاب والشامية .وفي هذا الوقت جاءت عشيرة
الدعوم الجبورية ونزلت فيها وأخذتها موطن لها .ولما كمل بناء سدة الهندية 1331هـ 1913-م وعاد
العمران إلى منطقة الهندية أراد البصيصات والبو أنفالة الرجوع إلى أرضهم فوجودها مشغولة من قبل
أفراد عشيرة الدعوم فصاروا يطالبون بها .62 ).كل ذلك يؤكد إن مشروع القناة كان وليد تاريخ التبرع
ول علقة له بالبالكوباس أو المارسارس .63
7
القناة الهندية
يشير عدد من الباحثين 64إلى جفاف هذا المجرى عند الشروع بحفر القناة عام 1790م(
1205هـ) وقد جرى الماء فيه بعد ثلث سنين (65وأن جملة تاريخ حفره هي ((صدقة جارية)).66).
يقدم الرحالة الهندي (الميرزا أبو طالب خان ) 67في رحلته المسماة (مسير طالبي ) 68ـ قام
بترجمتها و نشرها للمرة الولى (المرحوم يعقوب سركيس ) -معلومات مهمة عن القناة ( :وبعد إن
قمت بواجب الزيارة في كربلء بارحتها قاصدا النجف بطريق الحلة فقدمت إليها في اليوم نفسه ولقيت
في طريقي جدولين أولهما يقال له النهر الحسيني ( الحسينية ) على بعد أميال قليلة من كربلء وكان
حفره بأمر السلطان مــــــراد ( وصحيحة السلطان سليمان ) 69والثاني من النهرين يقال له نهر الهندية
اوالصفي لن النواب آصف الدولة حفره بنفقاته وهـو اعرض من نهر الحسيني والغاية من حفره
إيصال الماء إلى مرقد المام علي .وقد بلغت نفقات هذا الجدول حتى الن عشرة لكوك من الربيات مع
انه لم يصل بعد النجف لن الباشا والرجل الذي وله الباشا الشراف على العمل جعل النهر يمر بالكوفة
وغيرها من المدن عوضا عن جعله يجري مستقيما.وقد بقيت أربعة أميال (في الصل الفارسي فرسخ
واحد وهو يساوي الميال المذكورة تقريبا ).ليصاله إلى المحل المقصود والعمال مداوم عليها).وهو
يعني العمل في القناة العميقة من الكوفة إلى النجف والتي تدعى (الفرع) وتنتهي ببحر النجف .وقد
أستغرق العمل فيها إلى عام 1218هـ(1803م) .وأن (المنشئ البغدادي ) يذكر في مشاهداته عام (
1822م)( :70يمر نهر الهندية قريبا من الكوفة ثم يمضي إلى ارض عالية ومن هناك حفروا له قناة
فصار يذهب الماء في تلك القناة يجري منها إلى مسافة حتى يظهر إلى الخارج والماء الذي يجري من
القناة يقال له الفرع ).وان النهر المسمى بالسليماني المشار إليه أعله قد قام بشقه السلطان (سليمان
القانوني) عند دخوله بغداد عام 1534م ( وفي الثامن والعشرين من جمادى الولى من السنة المذكورة
سافر أيضا إلى كربلء والنجف الشرف وحظي بالمثول بين يدي حضرة سيد الشهداء وأمر بشق نهر
كبير من الفرات وأوصله إلى كربلء وجعلها كالفردوس المر الذي زاد في محصولتها وأثمار أشجارها
وانعم على الخدمة والسكان كما وانعم على ساكني دار السلم فكان الجميع السنة شكر وثناء للسلطان
سليمان ولمقدمه الميمون .ومما ذكره المؤرخون إن المهندسين وذوي الخبرة كانوا قد قرروا بعدم
إمكان إيصال الماء إلى قصبة كربلء من نهر الفرات ولكن بكرامة المام الهمام ويمن إقبال السلطان
جرى النهر) 71وجاء في الخبار التاريخية إن(غازان بن أرغون) قام عام 699هــ بحفر (نهرا من
الفرات إلى بادية كربلء )(وخصص لدامته مبلغا سنويا) 72ويصف (لونكريك) العمل الذي قام به الوزير
(حسن باشا) في القرن الثامن عشر الميلدي :عندما (وجد مدينة كربلء المقدسة حائرة في حائرها بين
المحل والطغيان.إذ كان الفرات الفائض في الربيع يغمر الوهاد التي حول البلدة باجمعها من دون إن
تسلم منه العتبات نفسها .وعند هبوط النهر كانت عشرات اللوف من الزوار يعتمدون على الري من
أبار قذرة شحيحة.فرفع مستوى ( روف السليمانية ) –وهي سدة ل تزال نافعة –لوقاية البلدة من
الفيضان.ثم وسع الترعة المعروفة بالحسينية وزاد في عمقها لكي تأتي بالماء باستمرار ولجل إن تجعل
الراضي الخالية المغبرة حولها بساتين وحقول قمح وصارت هذه الترعة تنساب في ارض كان الجميع
بظنونها أعلى من النهر الصلي 73).ويذكر (النقاش) ( 74لعل كربلء لم تتمتع بإمدادات منتظمة من
الماء إل بعد بناء السد في صدر قناة الحسينية شيده حسن باشا والي بغداد العثماني (1723-1704م)
وهو الوصف الذي كتبه سير ويليام ويلكوكس عند اختيار السكندر لصدر جديد لنهر البالكوباس –نقل
عن احمد سوسة( :-وكان أول مشروع عمراني قام به السكندر الكبير في بابل هو انتخابه أرضا قوية
لحفر صدر جديد لنهر (بالكوباس) الذي سمي قبل بضع سنوات فرع الهندية 75وهو اليوم المجرى
الرئيسي للفرات ،فقد كان الصدر حتى ذلك الحين محفورا في ارض رملية.ولما كان من الضروري فتح
الفرع إثناء الفيضانات العالية لصرف مياه الفرات ثم سده فورا بعد الفيضان لجعل المجرى الرئيسي
مملوءا بالماء بعد بابل .كانت عملية السد هذه في غاية الصعوبة لنها تتطلب استخدام مال يقل عن
عشرة ألف شخص ) 76ونرى ما يجمع هذه الجهود هو مواجهة الفيضان الذي كان ينصرف في هذه
القناة الواصلة إلى كربلء.
(بنيت قناة الهندية التي مولت بمساهمة قدرها 500ألف روبية من حسن رضا خان وزير
((أوده)) الول في ثمانينات القرن الثامن عشر بعد عام 1803م ) 77ونجد اختلف بين المبلغ المذكور
8
والمبلغ الذي يذكره (المرزا أبو طالب خان) أي –أكثر من عشر الكاك روبية.باعتبار اللك معادل لـ(
79
) 100000روبية 78فأن الكلفة ستزيد عن مليون روبية.وعند الحتكام لرأي (المرحوم سركيس)
في التوضيح الخاص بالفرق في كلف إنشاء القناة الواردة في الترجمة النكليزية والفارسية 80فهو يميل
إلى الخذ بمبلغ الترجمة النكليزية وقدره مائة وخمسة وعشرين ألف باون مقارنة بمبلغ عشرة الكاك
ذهبية في النص الفارسي.
ونميل إلى الخذ برأي المرحوم وخاصة إن كلفة المشروع المقترح من الوالي (سنان باشا) عام
1594م والمشار له سابقا والذي يشابه مشروع القناة المنفذة إلى حد كبير قد قدرت بمبلغ مقارب قدره
مائة وعشرين ألف فلوري 81وهو مبلغ يزيد عن المبلغ الذي يذكره (اسحق نقاش )في كتابه عن(شيعة
العراق).
نشير أخيرا إلى رأي الستاذ العزاوي في موسوعته عن تاريخ العراق 82عن إن (أصل
الهندية ،ترعة معروفة بهذا السم حفرتها أميرة هندية عند زيارتها إلى النجف لما رأت قلة المياه
فشقت هذه الترعة على نفقتها ).وقد تبين خطأ هذا الرأي وكذلك خطأ رأي الستاذ فؤاد جميل حين
يقول ( :أعلمنا من ل نتهم حديثه إن أميرة هندية من القرن التاسع عشر تدعى(أوده) حبست مال على
العتبات المقدسة في النجف وكربلء ) .83وهي أخطاء صغيرة مقارنة بالمبالغات عن البالكوباس التي
ملئت مؤلفات عديدة .
مر بنا إن ( المياه بدأت تجري في هذا الجدول في أوائل القرن التاسع عشر الميلدي على
انه اخذ يتوسع تدريجيا على حساب فرع شط الحلة الذي يؤلف الفرات الرئيسي)( .وكان إن صادف
النهر أراضي منخفضة فأجترفها بقوته وهناك حدثت أهوار كثيرة منها هور النجف امتد في جنوب البلدة
من الشرق إلى الغرب ومنها هور الدخن والعوينية وأبو طرفة وهور الكفل وبحيرة يونس وبحر
الشنافية وكان الراكب في ذلك الوقت يأتي في سفينة من البصرة إلى النجف) 84ثم السير في القناة أو
بمحاذاتها للوصول إلى المدينة المقدسة الخرى (كربلء )ليصبح الطريق الرئيسي إليها وكان يوجد باب
في سور المدينة تدعى (باب النجف )ويسمى أحيانا باب المشهد أو باب طويريج 85وذلك نسبة إلى
الطريق الذي كان يسلكه المسافر إلى النجف الشرف عن طريق طويريج (الهندية) 86الذي كان حتى
مطلع القرن الماضي يمتلئ بالبحيرات والمستنقعات.يقول العلمة (حسين الحسيني ):وكانت تفصل بين
كربلء وطويريج بحيرة يجتازها المسافر بالسفن ،ورحنا نمشي من طويريج (الهندية) مع النهر ونمر
بالعشائر ) ( ووصلنا إلى النجف عن طريق الكوفة) .87وقد فضل عدد من الزوار التخلف في الطنب
والجزر المتناثرة حول القناة وحول مدينة كربلء وكان أغلبهم في البداية من أفراد العشائر الحوازية
88الذين أخذوا يعملون في زراعة الرز التي تزايدت مع عملية توسع القناة كنهر أروائي حيث إن الرز
(يحتاج إلى المياه الكثيرة الدائمة الجريان والراضي المنخفضة يتسلط عليها الماء) 89وتزايدت بالتالي
عمليات الستصلح بدفن المناطق المنخفضة وتهيئتها لزراعة الرز التي أصبحت الساس الفعلي
لمجارش الشلب التي انتشرت -بعدئذ -في المدينة.
البداية عندما وصل منطقة الهندية الكتخدا(علي باشا)لمواجهة تهديد (الوهابيين ) عام
1801م(1216هــ) لمدينتي كربلء والنجف حيث (جعل رئيس الكتيبة على جميع الخيالة وعلى مقدار
من الموصليين وخيالة عقيل لمحافظة الديار وترصد الخبار وعينه في الهندية ثم عاد بباقي الجيش
ودخل بغداد 90 ).وحين هاجم ( سعود) كربلء وبلغ (الوزير ما صنع في كربلء أمر الكتخدا علي بك
91
إن يخرج بعسكره ويتبعه إلى معبر ملكه العارض ،فما وصل الهندية حتى نجا سعود على المهرية).
والهندية المقصودة هي منطقة ممتدة من المسيب شمال إلى الكوفة في الجنوب 92ويصف الرحالة
(بيكنغهام ) عام 1826م.المنطقة من مرصده على تل (برس نمرود ( ( :لم نشاهد في الرض الخلء
من ناحية الشرق سوى خطوط متباعدة من أشجار النخيل في صحراء صفراء اللون خالية من الحيوان
والنبات حيث يمتد خط من القفار الرملية بيننا وبين المستنقعات التي سميت بالبحيرات 93).وجاء بكتاب
9
(الدوحة) 94إن (علي باشا) (سافر نحو الهندية ونزل قرب نهر الشاهي وأقام هناك بضعة أيام ) ( وبعد
مكوث علي باشا في الهندية حوالي الشهرين ونصف الشهر وردته معلومات بوجوب تقسيم القوات التي
تحت أدارته وقيادته إلى عدة أقسام ويقيم قسم منها في ذي الكفل وقسم في كربلء وقسم في الحلة ،وأن
يتخذوا التحصينات في هذه المكنة ثم يعود إلى بغداد وقد فعل ما أمر به) 95و(الشاهي ) الذي أقام عليه
الكتخدا هو نهر الشاه(إسماعيل الصفوي)الذي احتفره بعد احتلل بغداد عام 1508م ويقع جنوب بلدة
الحلة وان تقسيم القوات الحكومية (بعد رجوع (الوهابيون) إلى أوطانهم) 96بين مناطق الحلة وكربلء
وذي الكفل التي تقع قريبا من مركز الباشا على نهر الشاهي ،كان لحراسة قناة الهندية التي عبرها
الوهابيون باتجاه الحلة 97ويتبين وجود مزايا أخرى حين (راح الباشا يطوي الطريق إلى إن وصل جسر
الهندية ليل) 98لخضاع عشائر (عنزة) قبيل ورود (الوهابيين) وقد التجأت (عنزة) إلى عشائر ( قشعم
والسلم والرفيع) التي قبلت دخالتهم والتمسوا من الكتخدا العفو عنهم ( فما كان من علي باشا إل إن
نزل على رغبتهم وعفا عنهم وبعد مكوث عشرة أيام في تلك النحاء رجع وحملته إلى الحلة بعدما سمح
لتلك العشيرة بالعودة إلى ديارها) 99والى هذا الجسر كانت إشارة (المنشئ البغدادي) 100عندما زار
النجف ( :وفي الطريق يعبر من نهر الهندية لمرات .وهذا النهر يأتي من نهر الفرات يذهب إلى النجف
وفي موطنين عليه قناطر.).
اكتشف السيد (عبد الرحمن محمد علي ) قصرا تاريخيا يقع على الضفة اليمنى لنهر شط
الحلة.احد فرعي نهر الفرات على بعد( )12كم جنوب مركز ناحية سدة الهندية و( )30كم تقريبا شمال
مدينة الحلة مركز محافظة بابل في منطقة تقع وسط بساتين النخيل والبرتقال والزيتون والسدر).في
القطعة رقم 13من المقاطعة (11أ) المهناوية) 101ويسمى في المنطقة (قصر الهندية) ويرجح الباحث
المذكور انه يعود لقطاعي من أيام الحكم العثماني (إذ ل توجد كتابات تذكارية أو تاريخ إنشاء القصر
ول يوجد له ذكر في المصادر المألوفة . 102).والمهناوية الوارد ذكرها أعله – منسوبة إلى ( ناصر
مهنا) -شيخ عشيرة قشعم -على ما يرى المرحوم(يعقوب سركيس) 103وهي العشيرة التي خضعت لها
المنطقة من المسيب إلى الكوفة –أي من المهناوية المذكورة وحتى المهناوية الخرى التي تسمى
مهناوية (الشامية).وقد عبرت الرحالة(ديولفوا) عام 1881م قناة الهندية متخذة هذا الطريق –على ما
نعتقد -في زيارتها إلى المدينة المقدسة حيث تذكر (وفي موقع خروجنا من بابل أخذنا الدلة وعبروا بنا
قناة تتوسط مدينتي الحلة وكربلء وذلك بواسطة زوارق شراعية صغيرة ) (وعندما بلغنا اليابسة طفقنا
نمر خلل ارض صفراء منبسطة ليس فيها زرع ول نبت لن المحصول الربيعي كان قد حصد ونقل إلى
المدن للبيع...كما إننا لم نر في طريقنا قرية ول قصبة) 104ثم تصف مرورها بمناطق اهوار قبل إن تعبر
(جسرا صغيرا على شط الفرات لبلوغ الطريق المؤدي إلى المدينة المقدسة 105).ويوجد احد التلل
الثرية باسم(تل طويريج أبو صمَانة) يقع شمال شرق هور (البغالية) المعروف أيضا بهور إمام نوح-
تلحظ الخرائط الثرية -وجاء أيضا في التاريخ المجهول – الذي ينقل عنه المرحوم العزاوي -106عن
اليهود (أل دانيال) الذين (وضعوا بدعا في أراضي الهندية لم تكن في الزمن السالف ومن ذلك إن موطنا
فيه ماء يقال له (أبو بغال ) جعلوا عليه أعوانا يأخذون من المار إذا كان راكبا أوكأن حمل على دابته
قوارب (كذا) ثلثة دراهم ونصف فضاعفوه وبدءوا يأخذون خمسة عشر قرشا وأحيانا عشرين قرشا).
107حيث يلحظ إن الطريق الذي سلكته الرحالة المذكورة إلى مدينة كربلء يحمل السم الخر للمدينة
أي (طويريج).
كان الوالي (رشيد الكوز لكلي) ( قد عمّر سبع قلع في أنحاء الهندية) تتوزع على امتداد
القناة قام الوالي الذي خلفه(عمر لطفي باشا) عام 1274هـ بهدمها (فلما عاين العراب في أنحاء
الهندية ذلك عادوا ليعبأون بالوزير ول يخافونه).108
إن لمعارك السلطة العثمانية مع عشائر الشامية والديوانية والهندية في العقود الولى من
القرن التاسع عشر الميلدي أدت إلى بداية الستيطان الواسع حول القناة وذلك بانسلل هذه العشائر
وسيطرتها على المنطقة المشغولة من قبل العشائر الحوازية 109وخصوصا بعد إن أقرت معاهدة
ارضروم المعقودة عام 1847م بين دولتي فارس والعثمانية على اعتبار (السواحل الشرقية من شط
العرب ابتداء من المحمرة إلى مصب شط العرب في البحر وتركت الراضي المذكورة بعشائرها ليران )
10
110مما جعل العشائر الحوازية الموجودة بعيدا عن هذه الراضي محرومة من المدد والسطوة
العشائرية وتركها لقمة سائغة 111للعشائر المتنفذة في المنطقة مثل عشائر(بني حسن وال فتلة وكريط
وجليحة والبراقع والدعوم وغيرها ) حيث استولت على أراضيها بعد وقائع ومعارك محسومة النتيجة
لتذوي هذه العشائر المنهزمة ضمن النسيج العشائري المتنوع للمنطقة.
القنـــاة والتشيـــع
وضعت معاهدة ارضروم الثانية عام 1847م 112الساس السلمي لبداية الحرب الباردة بين
الدولتين متخذة من أحوال الزوار إلى المراقد المقدسة وحالة هذه المراقد ،الذريعة لدعاءات الطرفين
خلل القرن التاسع عشر 113وكان مشروع إنشاء القناة بمساهمة الصندوق الهندي العائد لولية (أوده)
هو المساهمة الولى خارج إطار مساهمات الدولتين المعنيتين -أي فارس وتركيا -حيث تشير إلى بروز
طرف جديد ذو مطامح وإمكانيات هو الطرف البريطاني .وقد تطور هذا الصندوق ليكون الشراف عليه
من قبل البريطانيين بشكل مباشر بعد عام 1852م 114ولعقود من القرن العشرين في قراءة عملية
للحداث التي تم تطويعها لمصلحتهم كما أتضح من التطورات اللحقة يقول السلطان العثماني-عبد
الحميد الثاني -في مذكراته( :لم أكن أستطيع الوقوف أمام هذه القوى بمفردي.وطاقاتنا لم تكن تكفي.
الشيء الوحيد الذي كنت أستطيع عمله هو إن أفيد من التنافس بين هذه القوى ،هذه الفادة كانت عبارة
115
عن توزيع المل في لقمة كبيرة بعض الشئ على كل واحدة منها واليقاع بين كل واحدة وأخرى).
116
(كان من الواضح إن التنافس بين الدول الكبرى سيجرها أخيرا إلى التصارع والتصادم فيما بينها).
لذا اتجهت الدولة في الداخل إلى سياسة الصلح منذ وقت مبكر عندما أصدر السلطان عبد المجيد -والد
السلطان عبد الحميد-التنظيمات الصلحية -كلخانة وهمايون – عامي 1839و 1856م 117و(في سنة
1274هـ(1858م) أصدرت الحكومة العثمانية قانون الراضي التي استمدت إحكامه من الشريعة
السلمية بالدرجة الولى ومن القوانين والشرائع المدنية الوربية كالقانون اللماني والقانون الفرنسي
والقانون النكليزي وما جرى به العرف 118 ).والتي يعتبرها ( الطالباني ) (أول محاولة إصلح أراضي
عثماني في العراق ) 119ويشير الباحث (لو نكريك) إلى حدوث ( تحسنا ظاهرا في التحضر والمن منذ
العهد البادئ سنة 1865م ) 120وكانت هذه السياسة تهدف بالدرجة الولى إلى توطين العشائر رغم إن
121
هذه السياسة قد صاحبتها عملية عفوية من تشيع أفراد هذه العشائر – كما يلحظ (اسحاق نقاش )
حيث يقول( :إن حجم التشيع في القرن التاسع عشر ل يمكن إن يفهم فهما كامل إل بوصفه نتيجة غير
مقصودة للسياسة العثمانية في توطين العشائر ).وهي العملية التي لم تكن خافية ،فقد رصد (عثمان بن
سند) حول الشيخ (شفلح)( :إن زبيد قبيلة معروفة في العراق وشفلح هذا من أدهى أهل البادية وكان
شيوخ هذه القبيلة من أهل السنة وأما ألن فالظاهر أنهم روافض. 122 ).
استمر العثمانيون في سياسات الصلح التي حازت نجاحا على يد الوالي (مدحت باشا) حين
(طبق هذه السياسة أول في ناحية الهندية ) 123و (قرر إن تبقى زراعتها بيد أهلها وتقسم ما بينهم على
حساب الدونم والجريب ببدل مناسب (طابو المثل)ل بطريق المزايدة 124).وعند عصيان عشائر الدغارة
(كان يؤمل أن يعاونوا أهل الدغارة ويظاهروهم ولكنهم بقوا مؤالفين للحكومة ولم ينحرفوا عن الطاعة
وعزموا على تأدية الحصة الميرية بكامل الستقامة 125)...وعنــدما اقامت الحكومة منشأءاتها الرسمية
في قصبة المدينة فقد سارع الفراد العشائريين للستقرار حول القصبة وأحاطوها بالنشاطات القتصادية
المتنوعة والنشاءات الهلية حتى أصبحت (روضة الفرات الوسط)- 126على حد تعبير الحسني.-يعّلق
(محمد رشيد رضا) في جريدته (المنار) عام 1908م حول عملية التشيع التي كانت تجري تحت (سمع
الحكومة السنية وبصرها) 127وحول نشاط الوعاظ الشيعة بان (رجال العشائر كانوا في نظره بالكاد
مسلمين قبل قبولهم بالمذهب الشيعي بل وقبولهم بالسلم ،فإذا كان أولئك الدعاة يبثون فيهم يعلمونهم
الفرائض وإحكام الحلل والحرام.فأن ذلك خيرا لهم في دينهم من الحالة التي كانوا عليها.128).
إن عملية التشيع قد نتجت – على ما نعتقد -بسبب الفوضى الدارية والعشائرية التي تدفع
بها وتغذيها أطراف عديدة بالضافة إلى اضطراب حيازة الرض وهي أسباب ل تتعلق بالقناة كما يرى
11
الباحث(نقاش) 129على القل -إذ إن التشيع كان حل لمشاكل متفاقمة قد تقادم عليها الزمن بين هذه
العشائر بسبب مصادرة الراضي المستمر وأشغالها المتتالي من مستفيدين جدد 130وذلك بإعطاء
(خمس) هذه الراضي إلى المنتسبين للبيت العلوي في اجتهاد خاص بالمذهب الشيعي 131وهو حل
شبيه لما كانت تقوم به السلطة العثمانية عند استقدامها ((للشراف)) من الحجاز لتهدئة الحوال
العشائرية 132ولم يثبت إن العثمانيين قد (وقفوا بشدة ضد مبدأ التشيع واستعملوا اشد الساليب ضد
التشيع ورجالهم – 133).على ما يرى(الجبوري) –فقد كان اقتحام مدينة (كربلء) من قبل الوالي داود
عام 1824م والوالي نجيب باشا عام 1843م هو لطرد الشقاة وتأمين أحوال الزوار –كما ذكرت
المصادر التاريخية –134وان (الجبوري ) نفسه يمضي في وصف هؤلء الولة الذين (كانوا يحترمون
أهل البيت ويقدسونهم ويبذلون لهم أموال سنويا للترميم والتصليح ويحدثنا التاريخ بان بعض أولئك
الولة في الدولة العثمانية ،هم من الصوفية وهم الذين يزعمون أنهم في بعض المسائل يرجعون إلى
135
أحكام أهل البيت وهم يقدرون أهل البيت ويزورونهم.وهؤلء الولة كانوا محترمين عند آل عثمان. ).
لقد أشارت عدد من المصادر 136إلى المخاوف التي يمكن إن يثيرها التبرع الهندي لدى
الدولة العثمانية التي كان قرارها في المضي بطريق الصلح ،سياسة غير قابلة للتراجع عنها بالرغم
من التعثر والفشل كما أتضح لنا في هذه الدراسة المتواضعة .وان إصرار البعض على الرؤية باللون
الواحد هي كمن يعجز عن رؤية الغابة بسبب الشجار( غوته ).
ميلد مدينة
عندما مر (الواموسيل) عام 1371912بمنطقة الهنديـــــــة فقد لحظ إن (طويريج) لم تزل
(قرية) بالرغم من كونها قضاء تابع إلى لواء الحلة منذ عام 1870م 138ثم اتبعت لواء كربــــلء 139عام (
12
1885م) ( 1302هـ ) و بالرغـم من انتشار أفراد العشائر على أطراف قصَبتها المشغولـة من قـــــــبل
المنشاءات الحكومية ودور الموظفين والتجار وغالبيتهـم من الطائفة اليـهوديــــة –يلحـظ خارطة القصبة
المرفقة – يقول (د .عـلي الوردي ) ( :يبـدو إن المقياس في التمـيز بين المدينة والقرية الريفية غير نافع
لنا في العراق ) ويرجح استخدام مقـياس أخر هـو (المقياس الجتماعي ) مقتـربا للحقيقة التاريخية لمدننـا
والذي يقصـد به (مدى انتشار المهـن الحضرية بيــن السكان 140).نابذا للمفاهـيـم المعروفة عن المدينة.
وقد أشار ( الساعدي) في كتابه عن ( عشائر الفرات الوسط ) 141إلى أن أول الساكنين في المدينة من
(العبادة) والمهاجرة العشائر كان( زحاف وأبناؤه) – المعروف بانتسابه إلى عشيرة ( النصاروة ) من
قديما مــن موطنهـا في الشطرة إلى الحواز وليكون استيطانهـا أوائــــل القرن التاسع عشر الميلدي حول
قناة الهندية وفي مناطق المحاويل والمسيب وكربـلء حيـن (رخصت عبادة وباعت شنان ) –142على
بين الدولتين السلميتين الكبيرتين وصـف المثل المشهـور – وذلك بعد اتفاقية ( ارضروم الثانية )
– أي الزراعة– مشاركة لمصـير العشائر الحوازية الخرى التي فقدت أراضيها وحرفتها الصلية
التي تأنف منهـا العشائر ،حيث لحسـاب العشائر العراقية ذات السطوة ،متخذة مختلف العمال الحرفية
يلخّص معاناتها و يفسّر مظاهر التدين التي طبعت المدينة لحقا في شهري محرم و صفر من كل عام حين
مدّت (ركضة عزاء طويريج) إلى الجذور السلمية الولى في تواصل زماني يتجاوز المكان و خطط المدن
مستوحيا حركة التوابين التي ظهرت في النصف الثانــي من القرن الول الهجري عندما تتجمع عند قنطرة
السلم في المدخل الشرقي للمدينـــة المقدسة (كربلء ) مواكب التعزية بعد عبورها الهوار و المستنقعات
(السيد ميرزا صالح بن السيد مهدي المحيطة بها يتقدمها عميد السرة القزوينية من نسل المرحوم
القزويني ) ـ كما هو معروف ـ وهي العائلة التي سكنت المدينة أول مع أفراد العشائر ليكون اختيار أسم
تحببا لسم الطريق المقدس إلى مثوى ( طويريج ) الذي هو تصغير لكلمة طريق في اللهجة المحلية,
المام الحســـــــــين بن المام علي ـ عليهما السلم ـ في تلزم ملفت بين اسم المدينــة الرسمي ذي الدللة
و بين السم المحلي ( طويريج )الذي يحمل الهمية نفسها الخاصة بالنسبة للهليين ـ أي الهندية ـ
للحكومة.
إن القصص القليلة التي نقلتها التقارير التاريخية حول اشتراك قائممقام المدينــــــــــة في مهام
خاصة بالحكومة تدل علــى الصفة اليجابية المتعـــاونة التـــــــــــــــي صاحبت المدينة منذ تأسيسها في
ولية (مدحت باشا ) .فعندما تعين (ناصر باشا السعدون) شــــيخ المنتفق كأول متصرف للواء الناصرية
ضمن محاولت الحكومة لــدق المســـــــــــــــمار الخير في نعش اكبر مشيخــــة عشائريـــة فـي وسـط
وجنوب العـراق وهــو الهـدف الذي لم تكن تخفيــــــــــــــــــــــه الحكومـــة ضمــن خططها في الصـلح
الجتماعـي وذلك منــذ عهــد الوزيـــر (احمد نامق باشا)عـــــــــام ( 1280هــ) ( 1863م) حيث حسّن
الــــــشيخ منصور بك السعـــدون -شقيق المتصرف المذكــــــور-للوزير (إلغاء المشيخة رأسا بل تمهيد )
143فقد انتدبـــــــــــت الحكومة للمتصرف (قائمقام الهنديــــــة (عبد الرحــــــمن بك) كمعاون لـه وعبد
القادر اللوسي نائبا ) ).144وذلك عـــــــــــــــــــام ( 1286هــ) ( 1869م) ولجأت أيضــــــــا في أواخر
أيامهـــــا عـام 1914م(1332هــ) إلى قائمقام الهـــــــــــــندية وكان آنذاك (ناجي السويدي) لمــرافقـة
الجيش المؤلف من أربعة أفواج تحـت قيــــــــــــادة القائمقــام العسكـري (ثابت بك الكروي) 145لتهدئـة
الضطرابات فـــي السماوة وقد (أتم المهمة بأحسن وجه فنال تقدير الوالي ومجلس الدارة. 146).
إن إنشاء المدينة من قبـل العثمانييـن قريبـا من المدينتين الشيعيتين المقدستين كان يهــــدف
– أساسا -إلى محاولة مد النفوذ العثماني إليهما نتيجة لوضع الفرس الممتاز فيهــما ( مـن جـّراء حماية
الحكومة اليرانية لهـم وسيطرتهم علـــى الموارد في العراق) حيث (جعــل من الصعب علـــى العثمانيين
إن يمارسوا سيطرة فعالة على النجف وكربلء 147).لذا فقــــــــــــد تجاهلوا النتيجة الجانبية المصاحبــة
لهــــــذه العملية من استيطان العشائر الشيعية حول القناة والتي شكلت مــــــــــــع المدينتين المقدستين،
الساس الفعلي لمقومات الدولة الشيعية التي (أجهضت في إعقــاب الحتلل البريطاني في عام 1917م
وإقامة النظام الملكي لحقا عام 1921م) -147على حــد قول الباحث (اسحق نقاش) – فقـد(كانــت السمة
السنّية للحكومة التي جعلتها رمزا لغتصاب السلطة فــي أعيـــن الكثريــة الشيعية ،قـــد حولــت العداء
الشعبي إلى فعل إيمان وأدى الهرب من الحكومة كالهــرب مـــن الحرارة الحـارقـة إلى تكوين بلدة سرية
في النجف حيث صار جزء من هذه المدينـــــة يقع عميقا فــي أعماق الرض ،فلكــل بيــــــت قديم غرفه
13
المحفورة تحت سطح الرض (السراديب) والتي تكــون أحيانا بعمــق ثلثــة أو أربعــة ادوار موصولـــة
بغرف البيوت الخرى بواسطة ممرات (جوفية) بحيث يمكـن للنسان إن ينتقل من أقصى ا لمدينــــة إلى
148
أقصاها الخر من دون أن يرى.).
مشيرا إلى فشـــــل العثمانيين رغـــم تسجيلهم لنجاحات نسبية كـــان تأسيس المدينـة أهمها
ثم لحقهم النكليز.......والتفاحة التي نضجت تنتظر زراعّهـــا مـــن أبناء المدينة الذين يقع عليهم واجب
تقدمها وملحقة التطور العاصـــف الــــذي شمـــــل العالم...
صورة جوية من غوغل أيرث لمدينة الهندية – يبين الجسر المنشأ منذ عام 1956و قصبتها القديمة -
14
تتزايد أهمية إنشاء خارطة لنهار المنطقة جنوبــــــــــي بلدة الفلوجة 149في الفترات السلمية
المنقضية لتبيان خلفية النظريات التي نهلت مسارات هذه النهر و علبّتها في مجار جامدة بحيث تصلها
إلى العصور البابلية القديمة .و هو رأي يقفز فوق حقيقة إنشاء بعض هذه النهر منذ فترات قريبة كنهر
الهندية الذي انشىء نتيجة تبرع ولية أوده الهندية لمحاولة إيصال الميـــــاه إلى مدينة النجف المقدسة
بشكل مباشر ـ تلحظ إشارة الرحالة الهنــــــــــدي الميرزا أبو طالب خان في متن البحث ـ الذي ذكر بان
( الرجل الذي وله الباشا الشراف على العمل جعل النــــهر يمر بالكوفة و غيرها من المدن عوضا عن
جعله يجري مستقيما ) .150فقد تبادلت هذه النهر المواقع بفعل إعمال البشر و أفعال الطبيعة.
يقول العلمـة (ألوا موسيل ) (:فلو إن جميع النهار التي شقّت في الماضي بقيت دون إن تمس
لكان من المحتمل إن ل تبقى ارض صالحة للزراعة في بلد بابل ) 151و إن بحوث هذا العلمـة الجليل
التي ضّمنها كتابه عن (الفـــــرات الوسط ) 152تبين الجهد الكبير لوضع خارطة انهر و مدن المنطقة
بالستناد إلى المصادر القديمة ( اليونانية و الرومانية و العربية ) حيث يظهر إن المـــــــدن الرئيسية
جنوب بغداد هي مدن ـ قصر ابن هبيرة ،الجامعين ،الكوفة ،و فم البداة (التي يرى إنها الكفل الحالية ) ـ
و هي تقع على فروع نهر الفرات بعد عبوره مدينة الفلوجة حيث ينقسم عند منطقة المسيب إلى
قسمين ،غربي ،يأخذ مسار نهر الحسينية الحالي يدعى بالعلقمي ـ في المصادر العربية القديمة ـ حيث
يتطابق في نصفه السفل قرب الزبيلية 13 ،كيلومترا جنوب شرقي كربلء ،مع المارسارس .و أخر،
شرقي يدعى ( سورا العلى ) مع فرعيه الصراة الكبير و صراة جاماسب و هي تروي ( الرض
المحيطة بقصر أبن هبيرة و مناطق سورا و بربسا و باروسا .أما الماء من سورا السفل فقد جرى فوق
مناطق بابل و خطر نية و الجامعين و الفلوجة العلى و السفل) و (حيث كان نهر النرس يأخذ هناك
من سورا السفل ) ـ تلحظ الخارطة المرفقة ـ التي تمثل تطابق مسارات النهر الحالية و القديمة عدا
يمثل نهر فرع شط الهندية المنشأ بداية القرن التاسع عشر الميلدي.
الناصرية الحالي مسار سورا العلى ،و شط الحلة يمثل مسار سورا السفل ،و نهر الحسينية في نصفه
السفل يطابق نهر العلقمي القديم.إما مدينة قصر أبن هبيرة فتقع جنوب مدينة المسيب عند مرقد إمام
.سيد إبراهيم،على ما يعتقد
الهوامش
-1تاريخ العراق بين أحتللين/المحامي عباس العزاوي /ج -7ص -294/1955بغداد( /وحقيقة إن شركة الهند
الشرقية كانت قد أسست لها مقرا في البصرة سنة 1053هــ 1643/م إل أن المر لم يستقر لها)
( واستمرت تجارتها مع البصرة ضعيفة حتى العقود الولى من القرن الثامن عشر حيث غدت
البصرة بعد ذلك مقرا على درجة كبيرة من الهمية بالنسبة إلى التجارة النكليزية في منطقة الخليج العربي
16
عموما إضافة إلى اتخاذها محطة لنقل البريد بين الهند وأوربا-).لحظ /حضارة العراق /ج /10د.علء موسى
نورس-ص . 84
-2لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث/د.علي الوردي/ج -2ص .57أيضا تاريخ الدولة العثمانية /يلماز
اوزتونا ـ ت :عدنان محمود سلمان /ج 2ـ تركيا ـ /1990ص 47حيث يشير إلى إن تعبير ((الرجل
المريض ))قد استعمل للمرة الولى من قبل القيصر الروسي (نيقولي الول )عند مكالمته للسفير النكليزي
في بطرسبرغ.
3ـ -تعليقات على تاريخ ابن خلدون/المجلد الول /المير شكيب أرسلن-ص .334
-4وصف المثل العامي تحول نهر الفوار إلى مجراه الجديد المار بمدينة الديوانية ب(طلعة نهر ذياب)وذلك عام
1100هـ نسبة للظهور الفجائي للنهر – العزاوي /المصدر السابق /ج -5ص .152
-5يقول قنصل فرنسا في بغداد(وإذا كانت النواحي المحيطة ببغداد تعطي انطباعا حوالي عام 1860م بالخصوبة
فان الحالة لم تكن كذلك في بقية أنحاء القطر لن الجنوب لم يكن سوى مستنقع واسع يصلح لن يكون مأوى
وملجأ للخارجين على القبائل والقبائل المتمردة التي كانت قلما تمارس زراعة الرز)-الحياة في العراق منذ
قرن /ت:أكرم فاضل –ص .42
-6رحلة مدام ديولفوا /ت:علي البصري-ص .81
(-7جيمس بيلي فريزر ()1856-1782م /رحالة اسكتلندي أوفد إلى تركيا في مهمة رسمية ومن أشهر مؤلفاته
رحلته المسماة (رحلت في كردستان ومابين النهرين الخTravel in koordistan, Mesopotamia.)..
–وفيها انه دخل العراق من السليمانية ومنها سار إلى كفري وقره تبة وبلغ جبال حمرين حتى وصل بغداد
وزار أيضا سلوقية وطيفسون (سلمان باك) والمحاويل وبابل والحلة وسوق الشيوخ والكوت والوركاء بعقوبا
وشهربان وخانقين .ويمتاز الرحالة على ماتنم رحلته بالملحظة الدقيقة والنظرة المستوعبة والقول صراح-).
هامش مترجما كتاب (بغداد مدينة السلم)لريجارد كوك/ت:د .مصطفى جواد وفؤاد جميل.مج -2ص -158
.159
-8رحلة فريزر/ت:جعفر الخياط/ص .205-204
-9أكرم فاضل/المصدر السابق/ص .27
-10العراق1900-الى /1950ج /1لونكريك-ت-سليم طه-/ص .113
-11مذكراتي في العراق /ج /1ساطع الحصري-ص 57حيث يقول( :وقلت في نفسي:كانوا يلومون الدولة العثمانية
على سياستها التي كانت تشتمل بتعبير
((يواش ياواش)) حتى إنهم صاروا يستعملون هذا التعبير –بنصه التركي-في مقام الزدراء .ولكنهم
صاروا – يرجون سياسة إل ((يواش ياواش )) ويطلبون منا التريث والتأني ).أيضا يراجع –تاريخ مشكلة
الراضي في العراق /عماد احمد الجواهري-ص .373
-12تاريخ أحكام الراضي في العراق /خليل إبراهيم الخفاجي ومهدي محمد الزري-ص -246تقرير داوسن
/القسم الثالث.يراجع أيضا في -الجواهري/المصدر السابق-ص .40
-13حمورابي/د.هورست كلنغل/ت:د.غازي شريف-ص .24
-14أربعة قرون من تاريخ العراق /لونكريك –ت:جعفر الخياط/ص .297
أيضا بحوث عن العراق وعشائره/الشيخ حمود الساعدي/ص -84النجف . 1990/ول صحة لما ذكره
(د.طه باقر) في كتابه /مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة/ج -1ص 49من أن تاريخ التحول كان عام
()1820م.
-15الوردي/المصدر السابق/ج -3ص .6أيضا-تاريخ العراق الحديث /د.عبد العزيز نوار/ص -357القاهرة.
-16حياتي في نصف قرن /د.احمد سوسة –ص .113
-17لونكريك/أربعة قرون-المصدر السابق-ص . 297
-18د.طه باقر/المصدر السابق-ص .49
-19يذهب (الساعدي) في بحوثه-ص 90إلى إن كلفة السد بلغت حوالي( 250000ليرة ذهب )ولونكريك في
كتابه عن العراق /ج -1ص 113إلى إن (كلف بناؤها اقل من مليون جنيه) وان العمال التكميلية المنفذة من
قبل قوات الحتلل البريطاني بعد عام 1917م والمتضمنة لنشاء جدول الكفل وتكملة جدول بني حسن قد
بلغت-حسب مس بيل /فصول من تاريخ العراق القريب /ت:جعفر الخياط-ص (360سبعة عشر لكا من
الروبيات).
-20كلشن خلفا/نظمي زادة مرتضى-ت:موسى كاظم نورس-ص .153
-21المصدر السابق-ص ( .183شاهي) قرب القادسية – معجم البلدان /ج – 3ياقوت الحموي .و هي غير
الشاهي – التي يعتقد نسبتها للشاه إسماعيل الصفوي – يلحظ أدناه .
-22من ذكرياتي/عبد العزيز القصاب –ص 231والذي شغل منصب أخر قائمقام لقضاء الهندية في العهد
العثماني-راجع ص 150من الكتاب المذكور.
-23مباحث عراقية/القسم الثاني/يعقوب سركيس –ص .65
-24المصدر السابق-ص .69
-25المصدر السابق-ص .59
-26الفلوري:عملة إيطالية كانت تعادل ليرة ذهبية-يلحظ سركيس /القسم الثالث /ص .65
-27فصول من تاريخ العراق القريب /مس/بيل/ص .241
-28المشهدان في رحلة نيبور/باختصار جعفر الخياط-مجلة اليمان السنة الثانية/العدد 1و -2ص 52ويؤيد ذلك
الجبوري في تاريخ الكوفة الحديث /ج /1ص 119نقل عن د.كاظم الجنابي في كتابه (تخطيط الكوفة)وتافرنيه
في(تاريخ العراق في القرن التاسع عشر).
-29حضارة وادي الرافدين /ج /2د.احمد سوسة-ص .64
-30فيضانات بغداد بالتاريخ/ج /1د.احمد سوسة-ص .145
-31المصدر السابق-ص 205وحضارة وادي الرافدين/المصدر السابق-ص .203
-32حضارة وادي الرافدين/المصدر السابق-ص .207
-33نفس المصدر/ص .206
17
-34مروج الذهب/ج 1ــ المسعودي-ص .103
-35سومر/المجلد -34/د.صالح احمد العلي-ص .177
-36احمد سوسة/المصدر السابق /ج /2ص .224
-37حضارة العراق /ج / 8د.صبري فارس الهيتي-ص ،207أيضا احمد سوسة/المصدر السابق/ص 242؛
ص .227
-38كتاب الفتوح/ابن أعثم الكوفي/ج -5ص 143وص .142
-39كربلء في الذاكرة /سلمان هادي الطعمة /ص 9وأيضا-العوامل التاريخية لنشأة المدن العربية السلمية
لمصطفى عباس الموسوي-ص .168
-40مصطفى عباس الموسوي/المصدر السابق-ص 169وينقل عن (عبد الحسين الكليدار)/ص ( 168إن
كربلء كانت من أمرات مدن البالكوباس (الفرات القديم).
-41تاريخ حضارة وادي الرافدين /ج 2ص . 230
-42المصدر السابق-ص .232
-43تاريخ الدولة السلجوقية /البنداري الصفهاني –ص .77
-44دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/د.علي الوردي-ص 26وأيضا تاريخ حضارة وادي الرافدين
/ج /1د.احمد سوسة-ص – 442-441أيضا الواموسيل /الفرات الوسط/ص 441-442حيث يرى إن
( (المارسارس والملك وحدا قل وبابل) هي انهر جنة التوراة) .و يراجع أيضا ـ وداد الجو راني /الرحلة إلى
الفردوس و الجحيم /ص 72ـ .73
-45د.احمد سوسة/المصدر السابق-ج /2ص .63
-46تاريخ حضارة وادي الرافدين /المصدر السابق/ج .230-2
-47يلحظ التحقيق الرائع الذي سجله د.احمد سوسة في كتابه عن فيضانات بغداد في التاريخ/ج -1الصفحات
192-201و -350-345أيضا العراق القديم /جورج رو -ت:حسين علوان/ص .163
-48أطلس الخرائط الثرية /المؤسسة العامة للثار والتراث – .1976
-49موسوعة كربلء /ج /1مهنا دويش المطيري –ص 35حيث ينقل عن النويري في (بلوغ الرب في فنون
الدب)-ل يذكر الصفحة أو الجزء( :إن الفرات بعد أن يمر بهيت والنبار ينقسم إلى قسمين قسم يأخذ نحو
الجنوب قليل وهو المسمى بالعلقمي مارا بطف كربلء محاذيا لراضي (الغاضريات)وسبب تسميته
بالعلقمي ،ذهب فريق من المؤرخين إلى إن القسم الجنوبي المحاذي لطف كربلء قد كلف بحفره رجل من
بني علقمة بطن من تميم من دارم جدهم علقمة بن زرارة بن عدس ،فسمي النهر باسمه وذلك في أواخر
القرن الثاني للهجرة ).والموسوعة المذكورة تنقل بتصرف معلوماتها عن-الفرات لوسط /الواموسيل
/المجمع العلمي ـ تلحظ الصفحات 442-430 ،399من كتاب موسيل.أيضا الطعمه/ص ( 509كان الماء
يتوفر في النهر ثلثة أشهر فقط من السنة ويكاد ينعدم في الشهر الخرى).
-50موسيل/الفرات الوسط-ص 441وأيضا حسب موسيل( :فقد كان نهر العلقمي(وليس العلقم)متصل في
وقت ما بالفرع الذي يمر بالكوفة(الحيرة)) -ص /225حا .81
-51شيعة العراق/اسحق نقاش-ت:عبد الله ألنعيمي-ص .57
-52حضارة وادي الرافدين /المصدر السابق/ج -2ص 70يلحظ الملحق رقم – 2حول المواقع الثرية.
-53العزاوي /المصدرالسابق/ج -8ص 248وذكر لونكريك في كتابه عن العراق /ج -1ص 113عن العمل في
السد الذي (يجري بسرعة خارقة على يد مجموعة من التراك والهنود والرمن وحوالي ثلثة ألف
وخمسمائة عراقي.).
-54لونكريك/المصدر السابق-ص .297
-55العزاوي/ج /7المصدر السابق-ص 210وص 120وج -6ص .87
-56العزاوي /ج /7المصدر السابق-ص 124نقل عن التاريخ المجهول ولمحات من تاريخ العراق/د.علي
الوردي/ج -2ص -215الذي ينقل عن العزاوي وكتاب (الخز اعل)لحمود الساعدي-ص -94الذي ينقل أيضا
عن التاريخ المجهول وكتاب(أربعة قرون-لونكريك-ص .)278
-57العزاوي/المصدر السابق /ج -8ص .104
-58تبلغ كمية الترسبات الغرينية السنوية بين محطتي هيت والشنافية حوالي أكثر من 38مليون طن -حسب
/د.مهدي الصحاف/الموارد المائية في العراق/ص .119 -117يضيف الدكتور(صباح محمود محمد)نقل
عن مخطوط(أخبار بغداد وما جاورها)للعلمة محمود شكري اللوسي ( :تمس حاجة الزراع إلى ســــد
الفرات ليفيض ماؤه على زرعهم فلم يزالوا يفعلون ذلك حتى جزر الماء عن مجرى الفرات من أعلـــى
الحلة وأسفلها وتوسعت صدور النهار التي في أعلى الحلة ل سيما صدر الهندية )-ص /182دراسات في
التراث الجغرافي العربي –بغداد1981-
-59حضارة وادي الرافدين/المصدر السابق-ص -63ج .2يشير الدكتور ( احمد سوسة ) في كتابه – تطور الري
إلى ظاهرة مشابهه كانت تحدث في النهر عند منطقة في العراق -المنشور عام 1946في بغداد /ص 116
الكوفة و المشخاب تدعى بالـ ( النقارات ) .
-60المصدر السابق/ج -1ص .92
-61حديث خاص مع المشاركين في العمل عام 1917و 1918م عندما قامت قوات الحتلل البريطانية بإكمال
العمل .أيضا – الخليلي (هكذا عرفتهم) ج 3ص – 239تقل عن(حسين الحسيني).
-62دراسات عن عشائر العراق /الشيخ حمود الساعدي-ص .106-105
-63نرى إن(البالكوباس) هو مصرف الفرات في منطقة المسيب الحالية باتجاه كربلء .بينما
(المارسارس)كان المصرف في المنطقة العليا من الفرات–وقناة الهندية كانت جدول صغيرا أروائيا ل
تتوفر عنه أية معلومات تاريخية قبل قصة التبرع المعروفة.
-64المسيب /الشيخ علي القسام/ص ،21تاريخ الكوفة الحديث/ج /1كامل سلمان الجبوري-ص 35
لونكريك/المصدر السابق –ص .2
-65فرات الهندية/الشيخ حمود الساعدي /مجلة اليمان النجفية-ص .86
-66مباحث عراقية/قسم ثاني /يعقوب سركيس –ص 63والجبوري /المصدر السابق-ص .35
( -67أبو طالب هذا كان أديبا وسائحا ولد سنة 1751م في (لكناو) ومن أثاره الدبية انه ترجم للسلطان سليم
18
الثاني (قاموس الفيروز آبادي) إلى الفارسية ترجمة منقحة في مجلدين وقدمه إليه في الستانة وخلع عليه
السلطان وأهدى إليه هدية فلم يقبلها تدينا وإنما اقتنع بوعد السلطان له بطبع الكتاب المذكور في
الستانة.ودخل أبو طالب بغداد في 28كانون الثاني سنة 1803م ونزل ضيفا على القنصل النكليزي فلم
يحسن ضيافته فأرتحل إلى بومباي وقد نشر النص الفارسي لرحلته في كلكتا سنة 1812م بعد موته-).ي
راجع بغداد مدينة السلم /ج -2ريجارد كوك/ت:د.مصطفى جواد وفؤاد جميل –ص .1250126
-68سركيس /المصدر السابق-ص .63وقد قام بنقل الترجمة الشيخ حمود الساعدي في مقالته عن فرات
الهندية المنشورة في مجلة اليمان النجفية -مصدر سابق.و للمرحوم مصطفى جواد ترجمة أخرى للرحلة.
-69التصحيح من المرحوم (سركيس).
-70رحلة المنشئ البغدادي/ت:عباس العزاوي-ص .92
-71كلشن خلفا/المصدر السابق-ص .201-200
-72المصدر السابق-ص .158وقد سمّي (نهر الغازاني ) _يلحظ العزاوي /ج /1ص 382
-73لونكريك/المصدر السابق-ص .24وينقل –من غير دقة-الطعمة/المصدر السابق-ص .39
-74شيعة العراق/المصدر السابق-ص .43أيضا العزاوي/المصدر السابق/ج -5ص .210
-75وهي النتيجة التي لم تتأكد لنا.
-76تاريخ حضارة وادي الرافدين/المصدر السابق –ج /2ص .171أيضا ـ موسيل /ص 439
-77شيعة العراق /ص .55
-78الجواهري/ص .479
-79سركيس/ص .60
-80المصدر السابق/قسم 3ص .63
-81المصدر السابق/قسم -3ص .65
-82العزاوي/ج -8ص .99
-83بلد مابين النهرين /ويلسون –ت :فؤاد جميل /ج –2ص /326حا 36
-84المسيب /المصدر السابق-ص 132و .133يلحظ أيضا مس بيل /المصدر السابق-ص 242والجبوري
/المصدر السابق 38-حيث ينقل عن الساعدي /المصدر السابق-ص .85
-85لزالت بهذه التسمية حتى الن.
-86الطعمة /المصدر السابق –ص .21
-87هكذا عرفتهم /ج /3جعفر الخليلي –ص .239
-88الساعدي /دراسات-ص .103
-89العزاوي/المصدر السابق /ج -8ص .117
-90المصدر السابق-ج -6ص .142
-91مختصر مطالع السعود/الوائلي-ص -76أيضا لونكريك/ص 218والعزاوي/ج -6ص 144وفي دوحة
الوزراء/ص (217فتوقف علي باشا في الحلة لسباب اضطرته إلى هذا التوقف ولعدم بقاء ما يدعو للسفر
إلى كربلء بعد هروب الوهابيون منها).
-92ينقل الباحث (عبد العزيز سليمان نوار )في كتابه (تاريخ العراق الحديث )/ص -160حا ( 2إن مقر العشائر
الخزاعلية النازلة في منطقة الهندية كان في والشنافية/نقل عن لوفتس )/ص .47
-93رحلة بكنغهام /ج -2ت:سليم طه التكريتي –ص .48و من قمة هذا البرج راح ل يرد ـ المستكشف
المعروف ـ عام 1850يتطلع إلى المستنقعات ( ..و على بعد كان يرى أكواخ القصب ترتفع باهتة فوق
جزر صغيرة مكتظة بالسكان ) /الطريق إلى نينوى /نورا كوبي ـ ت :د.سلسل العاني /ص 380
-94دوحة الوزراء/الشيخ رسول الكركوكلي-ص .214
-95نفس المصدر-ص .218
-96العزاوي/المصدر السابق/ج -6ص .141
-97لونكريك/ص .218
-98العزاوي/المصدر السابق –ص 137والدوحة/ص .210
-99الدوحة /ص .211
-100المنشئ البغدادي/ص -91كذلك موسوعة العتبات المقدسة/قسم النجف –جعفر الخياط-ص .178
- 101سومر /المجلد / 39عبد الرحمن محمد علي –ص .280
-102المصدر السابق.
-103سركيس/ق -2ص .336
-104رحلة ديولفوا-ص .148
-105نفس المصدر-ص .150
-106العزاوي/ج -6ص 172وج /7ص 11و 67و 140وص 287و 288وينقل عنه الوردي/لمحات/ج -2
ص 215-213وكذلك جعفر الخياط في ترجمته لرحلة فريزر/ص .174ول صحة لما جاء على ص 69
من بحث (هور العوينة)للشيخ الساعدي –من بحوث كتابه عن عشائر العراق الصادر في النجف عام
1990م عندما يقول ( :ولم يتطرق الستاذ العزاوي رحمه ال في تاريخه(العراق بين أحتللين)إلى هذه
الحوادث المهمة لعدم عثوره على المصدر المتقدم ذكره)ويعني كتاب (التاريخ المجهول).التي يصفها
في مقالته عن (فرات الهندية) المنشورة في مجلة (اليمان) ص ( 87لكونها مجهولة السم واسم
المؤلف وهي مجموعة قيمة تنتهي حوادثها بسنة 1276هـ ويمتلك نسختها الوحيدة صديقنا حاج وادي
أل حاج عطية).
-107العزاوي/ج -7ص .113
-108المصدر السابق-ص .117
-109الساعدي/المصدر السابق/دراسات -ص 103وبحوث/ص 64وعبد العزيز نوار/ص .172
-110العزاوي/ج -7ص .79-78
-111يقول الباحث (علي نعمة الحلو) في موسوعته عن عشائر الحواز/ج -3ص 116وص 130حول تشتت
وتمزق عشيرة (عبادة) بالرغم من موطنها الصلي هو العراق حتى ضرب بها المثل فقيل ((يوم رخصت
19
عبادة وباعت شنان) .وشنان هو عبد احد مشايخ العشيرة قد اضطرت عائلته لبيعه عند نزوحها من
مواطنها الصلية..ويلحظ أن أوائل الساكنين في المدينة هم من أفراد هذه العشائر -ـ يراجع
الساعدي/ص .304
-112العزاوي/المصدر السابق-ص .78
-113نفس المصدر/ج -6ص 288-287وج 7ص 67-65حول اقتحام الوالي نجيب باشا لمدينة كربلء عام
1843م يراجع أيضا د.طارق الجنابي /حضارة العراق /ج -10ص . 249
-114اسحق نقاش /المصدر السابق-ص .288
-115مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني /ت :محمد حرب عبد الحميد-ص .65
-116نفس المصدر-ص .62
-117د.علي الوردي /لمحات من تاريخ/...ج -2ص 58و .69
-118الجواهري/المصدر السابق –ص .52
-119المصدر السابق –ص .41
-120لونكريك/المصدر السابق-ص .261
-121نقاش/المصدر السابق-ص .57يلحظ/دراسة/د.علي الوردي/ص .226
-122الوائلي /المصدر السابق-ص . 169العزاوي/المصدر السابق –ج /6ص -295
(روافض)نعت يطلق على الشيعة من قبل أهل السنة.
-123نقاش/المصدر السابق-ص .58
-124العزاوي/ج -7ص .251
-125نفس المصدر-ص .252
-126عبد الرزاق الحسني/العراق قديما وحديثا/ط -2ص .145
-127العراق/الكتاب الثاني/بطاطو-ص .62
-128نقاش/المصدر السابق-ص .72
-129المصدر السابق -ص .511
-130الخز اعل /الساعدي-ص 98و -120وأيضا بطاطو/المصدر السابق –ص .102
-131الساعدي/المصدر السابق –ص – 123-122حول قيام(فرعون أل فتلة)بتقسيم أراضي منطقة الجعارة.
-132عبد العزيز نوار /المصدر السابق –ص -80حول أل السعدون وال العمري .
-133الجبوري /المصدر السابق /ج -1ص -100يلحظ بطاطو/ك -2ص .123
-134العزاوي/المصدر السابق/ج -6ص 287وج -7ص .67-65
-135الجبوري/المصدر السابق- /ص – 100يلحظ حديقة الزوراء /ج -1ص 26-25عن الوالي حسن باشا.
-136ويلسون/ج -2ص 326ومس بيل /ص 92وموسوعة العتبات المقدسة /ص 217ج /1قسم النجف –جعفر
خياط .وأيضا نقاش/ص .388
-137الواموسيل/الفرات الوسط-ص .65
-138عبد العزيز نوار/المصدر السابق –ص 357وأيضا العزاوي/ج -7ص .170
-139العزاوي/المصدر السابق-ج -8ص .75
- 140الوردي/دراسة في-...ص .259
141الساعدي/دراسات في عشائر العراق –ص 304
-142الحلو/المصدر السابق/ج -3ص 116وص .130-129العزاوي /ج 3ـ ص 115ـ 116
-143العزاوي /المصدر السابق /ج -7ص .143
-144المصدر السابق /ج .194-7
-145القصاب/المصدر السابق-ص .97
-146العزاوي /المصدر السابق/ج -8ص 249وأيضا القصاب –ص .143
-147شيعة العراق/المصدر السابق/ص 38و .19
-148بطاطو /المصدر السابق/ك -2ص .123
149ـ ألوا موسيل /ص 400
150ـ يراجع الهامش 68/
151ـ موسيل /ص 399
152ـ موسيل /ص .442-429يلحظ أيضا الفصل الخامس من كتاب (كاي لي ستر ينج ) الصفحات 96/ـ 113
و ا لخارطة على الصفحة 41/ـ بلدان الخلفة الشرقية /ت :بشير فرنسيس و كور كيس عواد. 1954/
20