Professional Documents
Culture Documents
www.ikhwan-info.net
وفي كثير من الحيان تختفي الحقائق وتهتز الرؤى وتختلط الحكام فل يعرف الظالم من المظلوم ول يتميز البريء من المذنب
والمحسن من المسيء بانتظار محكمة من ل يظلم مثقال ذرة { وهو خير الحاكمين } العراف .] 78
إنها محاولة كما قلت تعرض لهذه الظاهرة بشكل عام تتناول بعض أسبابها وخلفياتها فقد يكون السبب في الشخاص وقد يكون
في الحركات وقد يكون في الظروف ودراسة كل قضية في ضوء الجوانب الثلثة مجتمعة بعيدا عن الغلو والتطرف وبشيء من
التجرد يم كن أن يع يد كثيرا من المور إلى ن صابها وبالتالي ي ساعد على المعال جة ابتدا ًء وانتهاءً وبال الم ستعان وعل يه ق صد
السبيل .
المؤلف
www.ikhwan-info.net
سمعت أبى كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في غزوة تبوك وحديث صاحبيه قال :ما
تخلف عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم في غزوة غزا ها قط غ ير أ نى ك نت قد تخل فت ع نه في غزوة بدر وكا نت غزوة لم
يعاتب ال ول رسوله أحد تخلف عنها وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما خرج يريد عير قريش حتى جمع ال بينه
وبين عدوه على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم العقبة وحين تواثقنا على السلم وما أحب أن لي
بها مشهد بدر وإن كانت غزوة بدر هي أذكر في الناس منها قال :كان من خبري حين تخلفت عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم في غزوة تبوك أنى لم أكن قط أقوى ول أيسر منى حين تخلفت عنه في تلك الغزوة ووال ما اجتمعت لي راحلتان قط حتى
اجتمع تا في تلك الغزوة وكان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قل ما ير يد غزوة يغزو ها إل ورى بغير ها ح تى كا نت تلك الغزوة
فغزاها رسول ال صلى ال عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا واستقبل غزو عدو كثير فجلى للناس أمرهم ليتأهبوا
لذلك أهب ته وأ خبرهم خبره بوج هه الذي ير يد والم سلمون من ت بع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم كث ير ل يجمع هم كتاب حا فظ
يعنى بذلك الديوان يقول :ر يجمعهم ديوان مكتوب .
قال ك عب :ف قل ر جل ير يد أن يتغ يب إل ظن أ نه سيخفي له ذلك ما لم ينزل ف يه و حي من ال وغزا ر سول ال صلى ال عل يه
وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار وأحبت الظلل فالناس إليها صعر فتجهز رسول ال صلى ال عليه وسلم وتجهز المسلمون
م عه وجعلت أغدو ل تجهز مع هم فأرجع ولم أتق ضى حا جة فأقول في نفسي أ نا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى بي
حتى شمر الناس بالجد .
فأصبح رسول ال صلى ال عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت :أتجهز بعده بيوم أو بيومين ثم
ألحق بهم فغدوت بعد أن فصلوا لتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى
أسرعوا وتفرط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم أفعل وجعلت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول ال صلى
ل مغمو صا عل يه في النفاق أو رجلً م من عذر ال من الضعفاء ولم يذكر ني
ال عل يه و سلم فط فت يحزن ني أ نى ل أرى إل رج ً
ر سول ال صلى ال عل يه وسلم ح تى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك :ما فعل كعب بن مالك ؟ فقال ر جل من ب نى
سلمة :يا رسول ال حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل :بئس ما قلت ! وال يا رسول ال ما علمنا منه إل
خيرا فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم .
ل من تبوك حضرنى بثي فجعلت أتذكر الكذب وأقول :بماذا أخرج من
فلما بلغني أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد توجه قاف ً
سخطة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم غدا وأ ستعين على ذلك كل ذي رأى من أهلي فل ما ق يل إن ر سول ال صلى ال عل يه
وسلم قد أظل قادما زاح عنى الباطل وعرفت أنى ل أنجو منه إل بالصدق فأجمعت أن أصدقه وصبح رسول ال صلى ال عله
وسلم المدينة وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فجعلوا يحلفون
له ويعتذرون وكانوا بض عة وثمان ين رجلً فيق بل من هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم علنيت هم وأيمان هم وي ستغفر ل هم وي كل
سرائرهم إلى ال تعالى حتى جئت فسلّمت عليه فتسم تبسم المغضب ثم قال لي :تعاله فجئت أمشى حتى جلست بين يديه فقال
لي :ما خل فك ؟ ألم ت كن ابت عت ظهرك ؟ قال :قلت :إ ني يا ر سول ال وال لو جل ست ع ند غيرك من أ هل الدن يا لرأ يت أ نى
سأحرج من سخطه بعذر ول قد أعط يت جد ًل ول كن وال ل قد عل مت لئن حدث تك اليوم حديثا كذ با لترض ين ع نى وليوش كن ال أن
يسخطك علىّ ولئن حدثتك حديثا صدقا تجد على فيه إني لرجو عقباي من ال فيه ،ول وال ما كان لي عذر وال ما كنت قط
أقوى ول أيسر منى حين تخلفت عنك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أما هذا فقد صدقت فيه فقم حتى يقضى ال فيك .
فق مت وثار م عي الرجال من ب نى سمة فاتبعو ني فقالوا لي :واله ما علمناك ك نت أذن بت ذنبا ق بل هذا ول قد عجزت أن ل تكون
اعتذرت إلى ر سول ال صلى ال عل يه وسم ب ما اعتذر به إل يه المخلفون قد كان كاف يك ذن بك ا ستغفار ر سو ال صلى ال عل يه
وسلم لك فوال مازالوا بي حتى أردت أن أرجع إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فاكذب نفسي ثم قلت لهم :هل لقي هذا أحد
غيري ؟ قالوا :نعم رجلن قال مثل مقالتك وقيل لهما مثل ما قيل لك قلت :من هما ؟ قالوا :مرارة بن الربيع العمرى من بنى
www.ikhwan-info.net
عمرو بن عوف وهلل بن أبى أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين فيهما أسوة فصمت حين ذكروهما لي ونهي رسول ال
صلى ال عليه وسلم عن كلمنا أيها الثلثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي نفسي والرض
فما هي بالرض التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما وأما أنا فكنت أشب القوم
وأجلد هم فك نت أخرج وأش هد ال صلوات مع الم سلمين وأطوف بال سواق ول يكلم ني أ حد وآ تى ر سول ال صلى ال عل يه و سلم
فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلم علىّ أم ل ؟ ثم أصلى قريبا منه فأسارقه
الن ظر فإذا أقبلت على صلتي ن ظر إلى وإذا الت فت نحوه أعرض ع نى ح تى إذا طال ذلك علىّ من جفوة الم سلمين مش يت ح تى
تسورت جدار حائط أبى قتادة وهو ابن عمى وأحب الناس إلى فسلمت علي فو ال ما رد علىّ السلم فقلت :يا أبا قتادة أنشدك
بال ل تعلم أنسى أحسب ال ورسسول ؟ فسسكت فعدت فناشدت فسسكت عنسى فعدت فناشدت فسسكت عنسى فعدت فناشدت فقال :ال
ورسوله أعلم ففاضت عيناي ووثبت فتسورت الحائط ثم غدوت إلى السوق فبينا أنا أمشى بالسوق إذا نبطي يسأل عنى من نبط
الشام م من قدم بالطعام يبيعه بالمدي نة يقول من يدل على كعب بن مالك ؟ قال :فج عل الناس يشيرون له إلى ح تى جاء ني فدفع
إلى كتابا من ملك غسان وكتب كتابا في سرقه من حرير فإذا فيه (( :أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك ال
بدار هوان ول مضيعة فالحق بنا نواسك)) قال قلت حين قرأتها :وهذا من البلء أيضا قد بلغ بي ما وقعت فيه أن طمع في رجل
من أهل الشرك قال :فعمدت بها إلى تنور فسجرته بها فأقمنا على ذلك حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول ال
يأتي ني فقال :إن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يأمرك أن تعتزل امرأ تك قال قلت :أطلق ها أم ماذا ؟ قال :ل بل اعتزل ها ول
تقربها وأرسل إلى صاحبي بمثل ذك فقلت لمرأتي :ألحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضى ال في هذا المر ما هو قاض قال :
وجاءت امرأة هلل بن أمية رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت :يا رسول ال إن هلل بن أمية شيخ كبير ضائع ل خادم له
أفتكره أن أخدمه ؟ قال :ل ولكن ل يقربنك قالت :وال يا رسول ال ما به من حركة إلى وال مازال يبكى منذ كان من أمره ما
كان إلى يومه هذا ولقد تخوفت على بصره قال :فقال لي بعض أهلي :لو استأذنت رسول ال لمرأتك فقد أذن لمرأة هلل بن
أمية أن تخدمه قال :فقلت :وال ل أستأذنه فيها ما أدرى ما يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم لي في ذلك إذا استأذنته فيها
وأنا رجل شاب قال :فلبثنا بعد ذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي رسول ال صلى ال عليه وسلم المسلمين
عن كلمنا ثم صليت الصبح صبح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا على الحال التي ذكر ال منا قد ضاقت علينا الرض بما
رحبت وضاقت على نفسي وقد كنت ابتنيت خيمة في ظهر سلع فكنت أكون فيها إذ سمعت صوت صارخ أوفي على ظهر سلع
يقول بأعلى صوته :يا كعب بن مالك أبشر قال :فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء الفرج .
(توبة ال عليهم ) :
قال :وآذن رسول ال صلى ال عليه وسلم الناس بتوبة ال علينا حين صلىّ الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب نحو صاحبي
مبشرون وركض رجل إلى فرسا وسعى ساع من أسلم حتى أوفي على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي
سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه بشارة وال ما أملك يومئذ غيرهما واستعرت ثوبين فلبستهما ثم انطلقت أتيمم
رسول ال صلى ال عليه وسلم وتلقاني الناس يبشرونني بالتوبة يقولون ليهنك توبة ال عليك حتى دخلت المسجد ورسول ال
صلى ال عليه وسلم جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد ال فحياني وهنأني ووال ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره
قال :فكان كعب بن مالك ل ينساها لطلحة .
قال ك عب :فل ما سلمت على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال لي ووج هه يبرق من ال سرور أب شر بخ ير يوم مر عل يك م نذ
ولد تك أ مك قال :قلت :أ من عندك يا ر سول ال أم من ع ند ال ؟ قال :بل من ع ند ال قال :وكان ر سول ال صلى ال عل يه
وسلم إذا استبشر كأن وجهه قطعة قمر قال :وكنا نعرف ذلك منه قال :فلما جلست بين يديه قلت :يا رسول ال إن من توبتي
إلى ال عز وجل أن أنخلع من مالي صدقة إلى ال وإلى رسوله قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أمسك عليك بعض مالك
فهو خير لك قال قلت :أنى ممسك سهمي الذي بخيبر وقلت :يا رسول ال إن ال قد نجاني بالصدق وإن من توبتي إلى ال أن
www.ikhwan-info.net
ل أحدث إل صدقا ما حييت وال ما أعلم أحدا من الناس أبله ال في صدق الحديث منذ ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم
ذلك أفضل مما أبلنى ال وال ما تعمدت من كذبة منذ ذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم إلى يومي هذا وإني لرجو أن
يحفظني ال فيما بقى .
وأنزل ال تعالى {:لقد تاب ال على النبي والمهاجرين والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق
من هم ثم تاب علي هم إ نه ب هم رءوف رح يم وعلى الثل ثة الذ ين خلفوا } ...إلى قوله { وكونوا مع ال صادقين } التو بة -117
.] 119
قال كعب :فوال ما أنعم ال على ّ نعمة قط بعد أن هداني للسلم كانت أعظم في نفسي من صدقي رسول ال صلى ال عليه
وسلم يومئذ أن ل أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن ال تبارك وتعالى قال في الذين كذبوه حين أنزل الوحي شر ما قال
ل حد قال { :سيحلفون بال ل كم إذا انقلب تم إلي هم لتعرضوا عن هم فأعرضوا عن هم إن هم ر جس ومأوا هم جه نم جزا َء ب ما كانوا
يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن ال ل يرضى عن القوم الفاسقين } التوبة .] 96-95
قال :وكنا خلفنا أيها الثلثة عن أمر هؤلء الذين قبل منهم رسول ال صلى ال عليه وسلم حين حلفوا له فعذرهم فيه واستغفر
لهم وأرجأ رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرنا حتى قضى ال فيه ما قضى فبذلك قال ال تعالى { وعلى الثلثة الذين خلفوا }.
وليس الذي ذكر ال من تخلفنا لتخلفنا عن الغزوة ولكن لتخليفه إيانا وإرجائه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه ].
www.ikhwan-info.net
ويوم أراد بعض المنافقين من المسلمين أن يشقوا الصف السلمي ويقيموا مسجدا ظاهره الرحمة وباطنه فيه المكر والضرار
بالمسلمين أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم هدمه ..وفيما يلي الحادث كما يرويه ابن هشام في سيرته :
[ قال ابن إسحاق :ثم أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان
أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا :يا رسول ال إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة
المطيرة والليلة الشاتية وإ نا نحب أن تأتينا فتصلى ل نا فيه فقال :إني على جناح سفر وحال شغل أو كما قال ر سول ال صلى
ال عليه وسلم ولو قد قدمنا إن شاء ال لتيناكم فصلينا لكم فيه .
(أمر الرسول اثنين بهدمه ) :
فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بنى سالم بن عوف ومعن بن
عدى أو أخاه عاصم بن عدى أخا بنى العجلن فقال :انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه فخرجا سريين حتى أتيا
ب نى سالم بن عوف و هم ر هط مالك بن الدخ شم فقال مالك لمعن :أنظر نى ح تى أخرج إل يك بنار من أهلي فد خل إلى أهله فأ خذ
سعفا من النخل فأشغل فيه نارا ثم خر جا يشتدان حتى دخله وف يه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا ع نه ونزل فيهم من القرآن ما
نزل { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين } التوبة ... ] 1.7إلى آخر القصة .
www.ikhwan-info.net
قالت :فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني وعرفت أن لو قد افتقدت لرجع إلى قالت :فوال إني لمضطجعة إذ مربى صفوان
ى و قد كان
بن الم طل ال سلمي و قد كان تخلف عن الع سكر لب عض حاج ته فلم ي بت مع الناس فرأى سوادي فأق بل ح تى و قف عل ّ
يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال :إنا ل وإنا إليه راجعون ظعينة رسول ال صلى ال عليه وسلم !وأنا متلففة
في ثيابي قال :ما خلفك يرحمك ال ؟ قالت :فما كلمته ثم قرب البعير فقال :اركبي واستأخر عنى قالت :فركبت وأخذ برأس
البعير فانطلق سريعا يطلب الناس فوال ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي
فقال أهل الفك ما قالوا فارتج العسكر ووال ما أعلم بشيء من ذلك .
( إعراض الرسول صلى ال عليه وسلم عنها ):
ثم قدم نا المدي نة فلم أل بث أن اشتك يت شكوى شديدة ول يبلغ ني من ذلك شئ و قد انت هي الحد يث إلى ر سول ال صلى ال عل يه
ل ول كثيرا إل أ نى قد أنكرت من ر سل ال صلى ال ل يه و سلم ب عض لط فه بي ك نت إذا
و سلم إلى أ بى ل يذكرون لي م نه قلي ً
اشتك يت رحم ني ول طف بي فلم يف عل ذلك بي في شكاى تلك فأنكرت ذلك م نه كان إذا د خل علىّ وعندي أ مي تمرض ني قال ا بن
هشام :وهي أم رومان واسمها زينب بنت عبد دهمان أحد بنى فراس بن غنم بن مالك بن كنانة قال :كيف تيكم ل يزيد على
ذلك .
(انتقالها إلى بيت أبيها وعلمها بما قيل فيها ):
قال ابن إسحاق :قالت :حتى وجدت في نفسي فقلت :يا رسول ال حين رأيت ما رأيت من جفائه لي :لو أذنت لي فانتقلت إلى
أمي فمرضت ني ؟ قال ل عليك .قالت :فانتقلت إلى أمي ول علم لي بشيء م ما كان ح تى نقهت من وجعى بعد بضع وعشرين
ليلة وك نا قوماً عربا ل نتخذ في بيوت نا هذه الكنف ال تي تتخذها العاجم نعافها ونكرهها إنما كنا نذهب في فسح المدنية وإنما
كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف
وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خالة أبى بكر الصديق رضى ال عنه قالت :فوال إنها لتمشى معي إذ
عثرت في مرطها فقالت :تعس مسطح ! ومسطح لقب واسمه عوف قالت :قلت :بئس لعمر ال ما قلت لرجل من المهاجرين
قد شهد بدرا قالت أو ما بلغك الخبر يا بنت أبى بكر ؟ قالت :قلت :وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الفك قالت :
قلت :أو قد كان هذا ؟ قالت :ن عم وال ل قد كان قالت :فوال ما قدرت على أن أق ضي حاج تي ورج عت فوال مازلت أب كى ح تى
ظننت أن البكاء سيصدع كبدى قالت :وقلت لمي :يغفر ال لك تحدث الناس بما تحدثوا به ول تذكرين لي من ذلك شيئا ! قالت
:أي بنية خفضي عليك الشأن فوال لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إل كثرن وكثر الناس عليها .
(خطبة الرسول في الناس يذكر إيذاء قوم له في عرضه ):
قالت :وقد قام رسول ال صلى ال عليه وسلم في الناس يخطبهم ول أعلم بذلك فحمد ال وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ما بال
رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق وال ما علمت منهم إل خيرا ويقولون ذلك لرجل وال ما علمت منه إل خيرا
وما يدخل بيتا من بيتي إل وهو معي
www.ikhwan-info.net
فلما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير :يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفكهم إن يكنوا
ل صالحا
من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك فال إنهم لهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة كان قبل ذلك يرى رج ً
فقال :كذبت لعمر ال ل نضرب أعناقهم أما وال ما قلت هذه المقالة إل أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما
قلت هذا فقال أسيد :كذبت لعمر ال ولكنك منافق تجادل عن المنافقين قالت :وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين
من الوس والخزرج شر ونزل رسول ال صلى ال عليه وسلم فدخل على .
( استشارة الرسول صلى ال عليه وسلم لعلى وأسامة ):
(قالت ) فدعا علىّ بن أبى طالب رضوان ال عليه وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى علىّ خيرا وقاله ثم قال :يا
رسول ال أهلك ول نعلم منهم إل خيرا وهذا الكذب والباطل وأما علىّ فانه قال :يا رسول ال إن النساء لكثير وإنك لقادر على
أن تستخلف وسل الجارية فإنها ستصدقك فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بريرة ليسألها قالت فقام إليها علىّ بن أبى طالب
فضرب ها ضربا شديدا ويقول :ا صدقي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قالت فتقول وال ما أعلم إل خيرا و ما ك نت أع يب على
عائشة شيئا إل أنى كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتى الشاة فتأكله .
www.ikhwan-info.net
قالت :فلما نزل القرآن بذكر من قال من أهل الفاحشة ما قال من أهل الفك فقال تعالى { إن الذين جاءوا بالفك عصبة منكم ل
تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } النور ]11-وذلك
حسان بن ثابت وأصحابه الذين قالوا ما قالوا .
قال ابن هشام :يقال :وذلك عبد ال بن أبى وأصحابه .
قال ا بن هشام :والذي تولى كبره ع بد ال بن أ بى و قد ذ كر ذلك ا بن إ سحاق في هذا الحد يث ق بل هذا ثم قال تعالى { :لول إذا
سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنف سهم خيرا } النور ]12أي فقالوا ك ما قال أ بو أيوب و صاحبته ثم قال { إذ تلقو نه
بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند ال عظيم } النور . ] 15
( هم أبى بكر بعدم النفاق على مسطح ثم عدوله ):
فلما نزل هذا في عائشة وفيمن قال لها ما قال قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته :وال ل أنفق على مسطح
شيئا أبدا ول أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة وأدخل علينا قالت :فأنزل ال في ذلك { ول يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن
يؤتوا أولى القر بى والم ساكين والمهاجر ين في سبيل ال وليعفوا ولي صفحوا أل تحبون أن يغ فر ل كم وال غفور رح يم } النور
]22
www.ikhwan-info.net
(قال) :ثم إنهم بعثوا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم :أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بنى عمرو بن عوف وكانوا
حلفاء الوس لنستشيره في أمرنا فأرسله رسول ال صلى ال عليه وسلم إليهم فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء
والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم وقالوا له :يا أبا لبابة ! أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ قال :نعم وأشار بيده إلى حلقه
إنه الذبح قال أبو لبابة :فوال مازالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أنى قد خنت ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ثم انطلق
أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال :ل أبرح مكاني
هذا حتى يتوب ال علىّ مما صنعت وعاهد ال :أن ل أطأ بنى قريظة أبدا ول أرى في بلد خنت ال ورسول فيه أبدا .
( ما نزل في خيانة أبى لبابة ).
قال ابن هشام :وأنزل ال تعالى في أبى لبابة فيما قال سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبى خالد عن عبد ال بن أبى قتادة :
({ يا أيها الذين آمنوا ل تخونوا ال والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } النفال . ]27
( موقف الرسول من أبى لبابة وتوبة ال عليه ) .
قال ابن إسحاق :فلما بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم خبره وكان قد استبطأه قال :أما إنه لو جاءني لستغفرت له فأما إذ
قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب ال عليه .
قال ابن إسحاق :فحدثني يزيد بن عبد ال بن قسيط :أن توبة أبى لبابة نزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم من السحر
وهو في بيت أم سلمة (فقالت أم سلمة ) :فسمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم من السحر وهو يضحك قالت /فقلت :مم
تضحك يا رسول ال ؟ أضحك ال سنك قال :تيب على أبى لبابة قالت :قلت :أفل أبشره يا رسول ال ؟ قال :بلى إن شئت قال
:فقامت لي باب حجرتها وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب فقالت :يا أبا لبابة أبشر فقد تاب ال عليك قالت :فثار الناس إليه
ليطلقوه فقال :ل وال حتى يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر عليه رسول ال صلى ال عليه
وسلم خارجا إلى صلة الصبح أطلقه .
( ما نزل في التوبة على أبى لبابة ) :
قال ابن هشام :أقام أبو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته في كل وقت صلة فتحله للصلة ثم يعود فيرتبط بالجذع فيما
حدثني بعض أهل العلم والية التي زلت في توبته قول ال عز وجل { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملً صالحا وآخر سيئا
عسى ال أن يتوب عليهم إن ال غفور رحيم } التوبة .] 1.2 :
وهناك أمثلة عبر التاريخ كثيرة منها :حادثة ثعلبة وقضية المرتدين وحادثة جبلة بن اليهم والذين تمردوا على الخليفة عثمان
بن عفان رضى ال عنه وغيرهم ...
فيما تقدم يتبين لنا أن حوادث التساقط في صدر السلم كانت محدودة وكان أكثرها ينتهي بعودة أصحابها عن خطئهم ومبادرتهم
إلى التو بة والنا بة من غ ير إ صرار على مو قف أو ا ستمرار ف يه ...وكان يتجلى من خلل ها صفاء ال سريرة و سلمة الق صد
وأصالة المعدن والحرص على وحدة الصف والتزام الجماعة ..كما كان يظهر كذلك مظهر آخر لموقف الخارجين على الجماعة
و في هذا ما ف يه من عقو بة رادة ومان عة من انتشار الظاهرة ...ولو أن المت ساقطين اليوم واجهوا ن فس الم صير الذي واج هة
أمثالهم بالمس لخجلوا من أنفسهم ولدركوا أنهم اجترحوا ذنبا ليس له من كفارة إل التزام أمر الجماعة والسمع والطاعة لها
في المكره والمنشط ولكنها المجتمعات والبيئات التي تبارك النحراف وتعين عليه وتصفق للمنشق وتملى له وتأخذ بيد المسيء
ول تأخذ على يده ...
ويتلزم م هذه الظاهرة ويسساعد عليهسا مرض عات وداء خسبيث عضال ذلك هسو ضياع الوفاء وكفران العشيسر ول تنكسر للجميسل
والمتلء بالغل والحقد على المسلمين ..فاته ل يكفي المنشقين أنهم انشقوا وتسببوا بشق الصف وإنما قد يتحولون حربا على
إخوانهم يرمونهم بألسنة حداد ول يرعون فيه إل ول ذمة وهذا من غير شك ليس من أخلق وخصال السلم في شئ ..بل هذا
ما ندد به رسول ال صلى ال عليه وسلم في كثير من أحاديثه ...
www.ikhwan-info.net
فعن عبد ال بن عمر رضى ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال (( :يطلع ال عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من
شعبان فيغفر لعباده إل اثنين :مشاحن وقاتل نفس )).
وفي حديث للبيهقى كذلك عن العلء بن الحرث أن عائشة رضى ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((هذه ليلة
النصف من شعبان إن ال عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر
أهل الحق كما هم . ))...
وعن ابن عباس رضى ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ((:ثلثة ل ترفع صلتهم فوق رؤوسهم شبرا :رجل
أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها وأخوان متصارمان )).
والساحة السلمية المعاصرة شاهدت أنماطا من الناس إذا اختلفت معهم في الرأي تحولوا وحوشا كاسرة يمتلئون بالحقد وحب
النتقام ..
فكم من إنسان دفعه حقده إلى أن يتعاون مع أعداء السلم لينتقم من جماعته ويشفي غليله ..
إن كل هذا وذاك إنما يكشف زيف النسان أحيانا وزيف انتمائه إلى السلم ..كما يطرح من جديد القضية الساسية التي يجب
أن تكون محل الهتمام الكبر ومناط التفكير الول على الساحة السلمية تلكم هي قضية التربية ..
إن أكثر المشكلت والزمات التي تعانى منها الساحة السلمية ويعانى منها العمل السلمي مصدرها سوء التربية وعدم اللتزام
بشرع ال والوقوف عند حدوده ...
فسوء المانة وحب الزعامة وقلة الوفاء وكفران العشير والنفعة والوصولية والغيبة والنميمة والبغضاء والحسد وإيقاظ الفتنة
وإذكاؤهسا وإنكار الفضسل والعجاب بالنفسس والتطرف والغلو إلى مسا ل نهايسة له مسن أمراض وعلل تنهسش البنيسة السسلمية
وتشوهها وتسممها إنما هي وليدة انحراف في التربية السلمية وتشوه في الشخصية .
وهذا ما يؤكد ضرورة اهتمام الحركات السلمية بالجانب التربوي التعقيدي والروحي والمسلكي والحيلولة دون طغيان الجوانب
الخرى التنظيمية والسياسية والحركية على هذا الجانب لنه بمثابة صمام المان في الشخصية وجهاز التحكم فيها .
ل قد منيت ساحة الع مل السلمي بشخ صيات ذاع صيتها وعمت شهرت ها الفاق ثم تبين من خلل تعامل ها اليو مي إنها أبعد ما
يكون عسن ال سلم أخلقا وسسلوكا ..كمسا تسبين أن هذه الشخصسيات لم تأخسذ حظهسا مسن التربيسة فسي حياة الجماعسة وإنمسا نمست
وترعرعت في ساحات العمال السياسية والجتماعية أمام الضواء ووراء الكواليس وفي الصالونات والمجتمعات المخملية فمن
أين تأتيها التربية في هذه الحالة وكيف يمكن أن تنشأ عندها المناعة من النحراف ؟
روى ابن حبان والبيهقى عن أبى هريرة رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال (( :كرم المؤمن دينه ومروءته
عقله وحسبه خلقه )) .
وروى ال طبرانى عن جابر بن ع بد ال ر ضى ال ع نه قال قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال (( :إن هذا د ين ارتضي ته
لنفسي ولن يصلح له إل السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه )).
وصدق الشاعر حيث يقول :
وأكره أن أعيب وأن أعابا أحب مكارم الخلق جهدي
وشر الناس من يهوى السبايا وأصفح عن سباب الناس حلما
ومن حقر الرجال فلن يهابا ومن هاب الرجال تهيبوه
www.ikhwan-info.net
( )2أسباب تتعلق بالفرد .
( )3أسباب تتعلق بالظروف .
www.ikhwan-info.net
أ صابع الرح من والف تن تعرض على القلوب كالح صير عودا عودا والمؤ من يخ شى دائما سوء المنقلب وي سأل ال تعالى ح سن
الختام ..
فالحر كة ال تي تض عف قدرت ها التربو ية عن متاب عة أفراد ها كل أفراد ها ب ما يحتاجون من تع هد وترب ية ستصاب بنيت ها وي صاب
جسمها بقدر ضعفها كما ستكون مناعتها بنسبة ما يتوفر لديها من اهتمامات وممارسات تربوية ..
فالمناهج التربوية يجب أن تكون دائما موضع دراسة وتعديل بما يتوافق مع الحتياجات والظروف التي تمر بها الحركة ...
والنشاط التربوي يجب أن ل يتوقف أو ينقطع بسبب ظرف طارئ أو لحساب جانب من جوانب العمل ...
وأفراد الحركة جميعا وبدون استثناء يجب أن تطالبهم المتابعة التربوية بشكل أو آخر ..
وارتباط الفرد بالحركة يجب أن يكون قائما على أساس من ارتباطه بال وبالسلم وإن الحركة والتنظيم إنما هما وسيلة ل غاية
..وهي وسيلة لتحقيق أمر ال وكسب رضاه وليست وسيلة لتحقيق مصالح أفرادها والعاملين فيها ...
أذ كر أن لقاء جمع ني بأ حد العضاء البارز ين في حر كة إ سلمية ..وكان متهما ب حب الضواء والبروز الشخ صي و من خلل
ل (أ نا ل أن كر أن عندي تطلعات شخ صية
المناق شة اكتش فت شرخا مخيفا في تربي ته وب صمة سيئة في تكوي نه ح ين ابتدر ني قائ ً
ل (كل فرد في الدعوة نده تطلعات أو ليست عندك تطلعات ؟) .
وهل يمنع السلم من ذلك ) ثم أردف قائ ً
قلت له م ستغربا (أ نا ل أف هم ال سلم هكذا ..وإن ما أفه مه ا ستخلصا ل نا من كل تطلعات الشخ صية وإنكارا لذوات نا أمام أهداف
السلم العلية ) ..ثم أكملت قائلً (إن كان لي من تطلع فأن أرى راية السلم منتصرة خفاقة ) قال ( :وما المانع من أن نحقق
المر ين معا تطلعات نا وتطلعات السلم ؟) قلت ( :إن ذلك يذكر ني بالعرا بي الذي جاء محمدا صلى ال عل يه وسلم يعرض عل يه
أمره ويقول (( :إنني أنزل المنزل أريد وجه ال وأن يرى موقعي )) فنزل فيه قول ال تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل
ملً صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا } الكهف .] .11
روى عن طاووس قال :قال رجل :يا رسول ال إني أقف الموقف أريد وجه ال وأحب أن يرى موطني ؟ فلم يرد ليه الرسول
ل صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا } .
صلى ال عليه وسلم شيئا حتى نزلت هذه الية { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عم ً
ل يصلى يبتغى وجه ال ويحب أن يحمد ويصوم
وجاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال :أنبئني عما أسألك عنه ..أرأيت رج ً
يبتغى وجه ال ويحب أن يحمد ويتصدق يبتغى وجه ال ويحب ن يحمد ويحج يبتغى وجه ل ويحب ن يحمد ؟ فقل عبدة :ليس
له شئ ..إن ال تعالى يقول :أنا خير شريك فمن كن له معي شريك فهو له كله ل حاجة لي فيه ..
وروى المام أحمد عن شداد بن أوس رضى ال عنه أنه بكى فقيل له :ما يبكيك ؟ قال :شئ سمعته من رسول ال صلى ال
عليه وسلم فأبكني سمعت رسول ل يقول :أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية )) قلت :يا رسول ال :أتشرك أمتك من
بعدك ؟ قال (( :ن عم أ ما إن هم ل يعبدون شم سا ول قمرا ول حجرا ول وثنا ول كن يراءون بأعمال هم والشهوة الخف ية أن ي صبح
أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه )).
و عن أ نس ر ضى ال ع نه قال :قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ( :تعرض أعمال ب نى آدم ب ين يدي ال عز و جل يوم
القيامة في صحف مختمة فيقول ال ك القوا هذا واقبلوا هذا فتقول الملئكة يا رب وال ما رأينا منه إل خيرا فيقول :إن عمله
كان لغير وجهي ول اقبل اليوم من العمل إل ما أريد به وجهي )).
- 2دم وضع الفرد في المكان المناسب :وهذه المشكلة تؤدى باستمرار إلى فشل العمل وخسارة العاملين ..
والحركة الواعية الناضجة هي الحركة التي تعرف قدرات أفرادها وميولهم ومواهبهم وتعرف نقاط القوة والغضب عندهم ومن
خلل ذلك تختار لكل فرد ما يناسبه ويتناسب مع قدراته وميوله وطبيعته ومستواه ..
فإذا كانت الحركة على غير معرفة دقيقة بمعطيات أفرادها فلن تنجح في اختيار الموقع المناسبة لهم .
وإن كانت الحركة ل تعرف ما يحتاجه كل موقع من مواقع العمل فإنها لن تتمكن من ملئه بشكل سليم وحسن ..
وإن تحكمت في عملية الختيار هذه غير العتبارات الموضوعية اختل التوازن في عموم المعادلة .
www.ikhwan-info.net
ل ..ح ين تت خذ حر كة ما قرارا بخوض معر كة انتخاب ية ق بل أن ته يئ ل ها أكفاء ها والمؤهل ين لتمث يل أفكار ها في ها فإن ها
فمث ً
ستضطر حتما إلى تقدم كفاءات ليست في المستوى وستكون خاسرة بدون أدنى شك ..
وحين تضطر حركة ما تحت ضغط التساع الفقي لرقعة عملها إلى تقليد عناصر مؤهلة مسئوليات القيادة فإنها تكون بذلك قد
سلكت طريقا غير سوى يمكن أن يضر بالقاعدة وبمن انتدب لقيادتها معا ..
وحين ل يخضع العمل لقواعد وأصول مدروسة ول يقوم وفق مخططات ومناهج موضوعية وحين ل يعرف ما ينبغي عمله اليوم
و ما ي جب تأجيله إلى ال غد وح ين ل يفرق ب ين ما هو م هم وب ين ما هو أ هم ول تر تب العمال و فق الولويات ..عندئذ يحدث
الخلل وتض طر الحر كة إلى ملء الشوا غر والفراغات بأ سماء ول يس بأكفاء فيو سد ال مر لغ ير أهله وإذا و سد ال مر في الحر كة
لغير أهله فانتظر ساعتها ..
إن على الحركة أن تصنف طاقات عناصرها بحسب اختصاصاتهم ونجاحاتهم ...
ففريق يفرز للشؤون التربوية ..
وفريق يفرز للشؤون السياسية ..
وفريق يفرز للشؤون المالية والقتصادية ..
وفريق للشؤون الرياضية ..
وهكذا في كافة الشؤون الخرى ..
ثم إن عليها أن تحدد خطواتها وفق القدرات التي تجمعت عندها في كل جانب ..فإن هي فعلت غير ذلك سيفلت الزمام من يدها
وستفقد القدرة على التحكم في سيرها واختيار الشخص المناسب للجانب المناسب في عملها وعندئذ سيكون حالها كحال مركبة
تعطل مقودها فهي تسير إلى المجهول
ل لهذا المكان بعسد ..وندمسا انكشسف واقعسة واسستبان خطسأ اختياره
أعرف إنسسانا اختيسر لعضويسة (مجمسع ) وهسو لمسا يصسبح أه ً
وتكررت إ ساءاته وبات لزاما على قياد ته معال جة أمره وا ستبداله بغيره لم ي كن م نه إل أن قدم ا ستقالته وترك الع مل إلى غ ير
رجعة .
وأعرف آخر اختير لمنصب إداري عام بالرغم مما يشتكى منه من غلظة وقسوة واستعلء ما جعله موضع نقد من الناس كما
ج عل المؤ سسة ال تي يدير ها مرتعا للمشا كل والزمات ..وع ما اضطرت المؤ سسة إلى ال ستغناء عن خدما ته انقلب عدوا ل ها
وحربا علي ها م ستخدما منابر الم ساجد للتشه ير ب ها والن يل من ها ..وإمعانا م نه في التحدي والنكا ية ع مد إلى إنشاء مؤ سسة
أخرى شبيهة بها سامحة ال وعفا عنه ...
وأعرف آخر اختير لمسئولية تربوية قبل أن تكتمل تربيته وتستقيم أخلقه ..والذي رشحه لذلك قدرته الخطابية والفكرية ليس
إل ..وعند ما ت سبب بأخطاء وو قع بانحرافات ي صعب و صفها ول ي صح ذكر ها وق عت المأ ساة ال تي ذه بت به وب من كنوا م عه
وسقطوا من حياة الدعوة بالكلية .
في حد القطار خاضت الحركة السلمية النتخابات النيابية وفاز فيمن فاز شيخ معمم ما كان له أن يفوز لو ل دعم الحركة له
وخوضه المعركة باسمها ..وعندما أصبح هذا الشيخ في البرلمان أعج به لمكان وطاب له الحكم والسلطان فقلب للحركة ظهر
الم جن وو قف من ها موا قف لؤم متناه ية ما أدر كت الحر كة أن ها أخطأت الختيار وكان الولى أن تتر يث ح تى يته يأ ل ها الثقاة
الخيار ..
وفسي قطسر آخسر تعجلت حركسة إسسلمية الخطسى ووسسعت خطواتهسا أكثسر مسن اللزم ودفعست ببعسض عناصسرها إلى منابر الوعسظ
والتوج يه وإرشاد الناس ق بل الوان م ستعينة على ذلك بمجمو عة من (العمائم والل حى) ول قد ق صمت بذلك ظهور هم وظنوا أن هم
بارتدائهسم زي العلماء قسد أصسبحوا كذلك والمجتمسع مسن حولهسم ظنهسم ذلك كذلك فأنزل منازل العلماء فأخذهسم العجسب بأنفسسهم
والخيلء وتساقطوا الواحد تلو الخر وتسببوا لدعوتهم بالبلء .
www.ikhwan-info.net
إن عملية اختيار المكان المناسب للفرد عملية يجب أن تخضع لدراسة دقيقة وعميقة بعيدا عن التشنج والعاطفية والستعجال ...
لبد وأن تحدد الحركة أولً طبيعة المرحلة التي تمر بها وما تحتاجه هذه المرحلة من قدرات وطاقات .
وينبغسي أن تتوفسر الطاقات للحركسة قبسل المباشرة بالمرحلة ودخولهسا لنهسا إن هسي بدأت بالتنفيسذ قبسل اكتمال العدة فإنمسا حتما
ستضطر إلى ال ستعانة بأ ية طا قة صالحة كا نت أم غ ير صالحة مكتملة كا نت أم غ ير مكتملة و من ه نا يبدأ الخلل ويتعا ظم م ما
يتهدد العاملين والعمل بأفدح العواقب ..
-3عدم توظيف كافة الفراد في العمل :وهذه الظاهرة من أخطر الظواهر على الحركات حيث يتراكم العمل بيد فئة محدودة في
حيسن تبقسى الفئة الكسبر مسن غيسر عمسل ..ومسع اليام وتقلب القلوب والعقول وشعور الفرد بعدم النتاج بسسبب ضعسف ارتباطسه
العضوي بالحركة وتجاه الجواذب والمشاغل والمغريات المختلفة تنكفئ في أعماقه البواعث والدوافع الرسالية والجهادية إلى أن
يختفي عن المسرح ويسقط في لجة المجتمع ومتاهاته أو تشده يد إلى هذا الطريق أو ذاك ..
إن نجاح الحر كة في توظ يف طاقات أعضائ ها هو بدا ية النجاح واطراده ..والحر كة ال سلمية قد تكون الغ نى ب ما تمتلك من
طاقات لكنها في الحقيقة غير موظفة كلها والموظف منها موظف جزئيا أو بشكل شئ ..
فالحركة التي تمتلك طاقات متعددة متنوعة يجب أن تضع من البرامج والمشاريع ما يتناسب ويتكافأ مع كل توجه وتخصص ...
والحركة يجب أن تكتشف ميول أعضائها وتوجههم من خلل ميولهم بما يصب في المصالح السلمية التي تحددها وترسمها ..
وكل فر في الحركة يجب أن يشعر أنه على مسئولية وموقع وأنه عضو منتج ومتفاعل ..كائنا ما كانت مهنته أو مستواه ..
والتوظيسف الصسحيح للطاقات هسو التوظيسف الذي ل يفرط بأيسة طاقسة صسغيرة كانست أم كسبيرة كاللبنات أو الحجارة وشكلً ..فإذا
بالبناء قد اكتمل من لبنات متفاوتة الشكال والحجام ولكنها متراصة منسجمة ومتناسقة .
في بعض القطار يكون توظيف الحركة لطاقات أفرداها في سنوات التلمذة ومرحلة الشباب حتى إذا استدار الزمان وانتقل الفرد
من طور التلمذة إلى طور العمل ومن مرحلة الشباب إلى مرحلة الرجولة فغدا رب عائلة أو صاحب مركز اجتماعي مرموق تبدأ
العلقة بالفتور بينه وبين الحركة بسبب من انشغالته هو وبسبب من عدم توفير الحركة لمجالت العمل التي تتناسب ووضعه
المستجد .وقد ينتهي المر إلى القطيعة التي يسببها عقم الحركة وإخفاقها في توظيف إمكاناته التوظيف السليم وإذا به خارج
إطارها ل تربطه بها إل ذكريات تاريخية قديمة ..
-4عدم متاب عة الفراد :و من العوا مل ال تي ت ساعد على ت ساقط الفراد من الحر كة عدم متابعت ها ل هم واهتمام ها بالظروف
الخاصة والعامة ذات الثر عليهم .
فالفراد كسائر الناس تمر بهم ظروف صعبة ويتعرضون لزمات ومشكلت مختلفة منها العاطفي والنفسي ومنها العائلي والمالي
إلى غير ذلك فإن وجد من يعينهم ويساعدهم على مواجهتها ومعالجتها وحلها تجاوزوها بسلم وامتلت نفوسهم ثقة بحركتهم
وتابعوا الم سيرة بمز يد من الحماس والعطاء ..وإن ح صل ع كس ذلك فإن هم سيصابون حتما بخي بة أ مل ثم بإحباطات نف سية
تقذفهم خارج إطار الحركة بل خارج إطار السلم ..
وحتى تتمكن الحركة من متابعة أفرادها يتعين عليها تحقيق التوازن بين التساع الفقي والتجميع العددي وبين تهيئة الجهزة
القيادية والبدائل بحيث تبقى المكانات القيادية في كل الظروف قادرة على استيعاب القاعدة وتأمين احتياجاتها المتنامية على كل
صعيد .
إن العل قة ال تي يفرض ها ال سلم على الج سم ال سلمي والبيئة ال سلمية والمجمو عة الم سلمة ت صنع من ان صهارها الفكري
والروحسي والحسسي أشبسه بالجسسد الواحسد الذي يصسفه رسسول ال صسلى ال عليسه وسسلم بقوله (( مثسل المؤمنيسن فسي توادهسم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )).
www.ikhwan-info.net
وعضو الحركة يجب أن يشعر بهذا النصهار وهذه الوحدة مع حركته وإخوانه ...هذا الشعور ل ينشأ من فراغ وإنما ينشا من
خلل الممارسة التي تؤكد دائما وباستمرار على حقيقة هذا النصهار والتلحم ينشأ من خلل التكافل والتضامن النفسي والحسي
المعنوي والمادي ومن خلل السهر الدائب والمتابعة المستمرة ..
أذكر أنه في أعقاب هزيمة عام 1948م قامت ردات فعل مختلفة في المنطقة العربية كان منها ولدة حركة إسلمية في إحدى
العواصم استقطبت في عام واحد عشرات اللف من الشباب المسلم ..وبسبب من عدم توفر إمكانات المتابعة والتعهد لدى هذه
الحركة الوليدة ترضت للتفسخ وتعرض أفرادها للتساقط بشكل جماعي ومأسوي ..
والمتابعة يمكن أن تقوم في الحركة من جا نبين اثنين ك جانب التنظيم نفسه من خلل الجهزة وجانب الخوة من خلل الفراد
وتعاون الجانبين وتآزرهما من شأنه أن يسد الحاجة ويكمل العجز ويراب أي صدع ..وهذا في الحقيقة سمت المجتمع السلمي
الذي يقوم على تعاون الدولة والفراد في المجالت الرعائ ية والنمائ ية والتكافل ية و ما المبادرة الرعائ ية الجماع ية ال تي قام ب ها
النصار تجاه إخوانهم المهاجرين إل دليلً عمليا على ذلك ..
إن وحشسة الغربسة وقسسوة الظروف وضراوة التحدي التسي يواجههسا الداعيسة ل يخفسف منهسا ويزيلهسا إل صسدق التوجسه إلى ال
والحت ساب له والشعور بالحدب الخوي من حوله والحر كة ال سلمية ح ين تتم كن من إشا عة روح الخوة وتوث يق العرى على
الحب في ال فإنها حتما ستوفر على نفسها وعلى أفرادها كثيرا من المشكلت والزمات
-5عدم ح سم المور ب سرعة :وهذا ال سبب ل يقت صر ضرورة على جا نب مع ين وإن ما يت سبب بتعق يد المور والمشكلت
والوصول بها إلى طريق المسدود ..
إن من الطبيعي أن كل حركة تعترضها قضايا عادية تحتاج إلى حسم كما تعترضها مشكلت تحتاج إلى حل ومن الطبيعي كذلك أن
كل حركة تعتمد صيغا معينة وأساليب محددة لمعالجة قضاياها ومشكلتها تلك ..وبقدر ما تكون صيغ المعالجة وأساليبها سهلة
وواضحة وسريعة بقدر ما يكون سير الحركة منتظما وأجواؤها سليمة وبقدر تباطؤ الحركة ن تابعة قضاياها وحسم مشكلتها
بقدر ما يتسبب ذلك بتراكم القضايا وتعطل العمال وتزايد المشكلت ..
فالمشكلة قد تبدأ صغيرة محدودة وتركها من شأنه أن يضخمها من جانب ويتسبب بتوالد مشكلت أخرى عنها ..
أحيانا قسد ل تحتسج مشكلة لكثسر مسن كلمسة أو قرار أو زيادة أو لقاء أو اعتذار أو معاتبسة أو نصسيحة أو مواسساة أو توضيسح أو
مكاشفة أو غير ذلك من التكاليف السهلة اليسيرة أما حين تترك وتؤ جل فقد تأخذ من الحركة كثيرا من الطاقات والوقات وقد
تنجح الجهود بعد ذلك وقد ل تنجح ..
أذ كر أن أ حد الخوة كان على م سئولية تنظيم ية في أ حد مرا كز الع مل ول قد بدر م نه ما يع تبر مخال فة شرع ية وكان من ال سهل
معالجة القضية لتوها لول أن القيادة تأخرت في ذلك ..فماذا حصل ؟
الذي حصل ..أن المخالفة الشرعية تكررت من الخ إلى أن أفتضح المر وأصبح على كل شفة ولسان وتطورت القضية أكثر
ح تى شغلت عددا من الم سئولين والجهزة فشكلت اللجان وأجر يت التحقيقات و صدرت العقوبات وتبعت ها ردود ال فل داخليا و في
الخارج جرى توظيفها توظيفا سيئا .
والحقي قة أن السرعة في حسم المور ومعالجة المشكلت من شأ نه أن يغ نى الحركات ن كث ير من المتاعب ويجنبها العد يد من
الخضات الداخلية التي ل تنتهي في أغلب الحيان إل بخسارة البعض وتساقطهم والتسبب بتساط غيرهم ..
ولدى البحث عن أسباب عدم الحسم في الحركات يمكن الوصول إلى النتائج التالية :
(أ) قد يكون ذلك عائدا لطبيعة العناصر القيادية التي ل تملك عادة القدرة على الحسم .
(ب) وقد يكون ذلك عائدا للروتين التنظيمي الذي يفترض مرور كل قضية عبر الجهزة التنظيمية وبالتالي ل يعطى المسئول
صلحيات الحسم .
www.ikhwan-info.net
(ج) ويكون ذلك عائدا لتساع القاعدة وضمور القيادة وعدم تمكنها من تغطية احتياجات العمل المختلفة والتي ل يمكن أن تنهض
بها في كثير من الحيان إل أجهزة متفرغة ذات قدرات وخبرات عالية ..
والنتيجة في النهاية تكون واحدة وهي مزيد من المشكلت والزمات والخسائر على كل صعيد ..
-6الصراعات الداخلية :وتعتبر من أخطر ما يصيب الحركات من أمراض ومن العوامل التي تفت في عضدها والمعاول التي
تتسبب في هدمها ..
فهي من جهة تسمم الجواء وتكهربها ومن جهة أخرى تفسد علئق الفراد ومن جهة ثالثة تورث الجدل والمراء وتوف العمل
والبناء ..ثم هي فوق هذا وذاك توهن الدعوة وتغرى بها من حولها .
وأسباب نشأة الصراعات الداخلية كثيرة ...
-فقد تكون بسبب ضعف القيادة وعدم تمكنها من إمساك الصف وضبط المور ..
-وقد تكون بسبب أياد خفية وقوى خارجية تعمد إلى إثارة الفتنة ..
-وقد تكون بسبب اختلف الطباع والتوجهات التي أفرزها تناقض النشأة التربوية ولبيئية ..
-وقد تكون بسبب التنافس على المواقع وبخاصة الحركية والسياسية ..
-و قد تكون ب سبب عدم التزام سياسة الحر كة وقواعد ها وأ صولها وعدم الن صياع لقرارات أجهزت ها وبروز (الشخ صانية )
والتصرفات الفردية ..
-وقد تكون بسبب القعود عن العمل والنتاج الذي من شأنه أن يشغل العاملين بدعوتهم ويفرغ جهودهم في العمل لها والجهاد
في سبيلها ..
من خلل هذا وغيره تن شأ ال صراعات في الحركات وتتف جر الخلفات ح تى لتكاد تأ تى علي ها إن لم تبادر إلى إنقاذ المو قف ق بل
فوات الوان ..
وفي حياة الرسول صلى ال عليه وسلم وصحابته الكرام ظواهر كثيرة من هذا المرض العضال .
و في تار يخ الدعوة وم نذ ع هد الر سول صلى ال عل يه و سلم كا نت ظوا هر هذا المرض العضال تبدو وتخت في تقوى وتض عف
الظروف المحيطة وقدرة القيادة على الحسم إلى غير ذلك من معطيات ...
-من هذه الظوا هر :ال صراع الذي تف جر في المدي نة ب ين (الوس والخزرج) من الم سلمين والذي تولى كبره اليهود وعلى
رأسهم اليهودي الماكر (شماس بن قس ) ...
ل من اليهود مر بمل من الوس والخزرج فساءه ما هم عليه من التفاق واللفة
ذكر محمد بن إسحاق بن يسار وغيره أن رج ً
فبعث رجلً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم (بعاث) وتلك الحروب ففعل ..فلم يزل ذلك دأبه حتى
حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض وتشاوروا ونادوا بشعارهم (أي شعار الجاهلية -ياللوس ويا للخزرج ) وطلبوا
أسلحتهم وتواعدوا إلى( الحرة).
فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم وأدرك أنها فتنة يهودية فخرج لتوه دونما تأخر أو تأجيل حتى جاءهم في حيهم فقال
((يا معشر المسلمين ..ال ال ..أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم ال تعالى للسلم وأكرمكم به وقطع عنكم به
أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم )).
ولقد فعلت مبادرة الرسول صلى ال عليه وسلم فعلها في نفوس (الوس والخزرج)) وأدركوا أنهم استدرجوا من قبل اليهود وأن
الشيطان قد نزغ بينهم ولم يكن منهم إل أن تباكوا وتعانقوا وعادوا أشد مما كانوا لحمة وتواثقا وتعاضدا وحبا فيما بينهم ..
ول قد نزل في هذا الحادث قوله تعالى { يا أي ها الذ ين آمنوا أن تطيعوا فريقا من الذ ين أوتوا الكتاب يردو كم ب عد إيمان كم كافر ين
وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات ال وفيكم رسوله ومن يعتصم بال فقد هدى إلى صراط مستقيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا
ال حق تقا ته ول تمو تن إل وأنتم مسلمون واعت صموا بحبل ال جميعا ول تفرقوا واذكروا نع مة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف
www.ikhwan-info.net
بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك بين ال لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم
أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ول تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد
ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }
وأود أن أنقل هنا فصلً من كتابي (مشكلت الدعوة والداعية ) يتعلق بالقيادة ومسئولياتها والصفات اللزمة لها :
صفات لزمة للقيادة :
أولً -معرفة الدعوة :
ولمعرفة القائد لدعوته تماما يلزم أن يكون ملما إلماما جيدا بشؤونها الفكرية والتوجيهية والتنظيمية مواكبا لنشاطها مطلعا على
أعمالها وتصرفاتها .
وضمان نجاح القيادة إن ما يكون في تلحم ها مع القاعدة وعدم انف صالها عن المو كب المتحرك أو انعزال ها في صومعة بل إن
الم سئولية القياد ية لتتطلب من صاحبها الت صال الدائم بالجنود والتعرف على آرائ هم ومشكلت هم و في ذلك ما ف يه من اطلع
ودراسة تجريبية مفيدة للجانبين .
ثانيا - :معرفة النفس :
ومن واجب القائد أن يرف مواطن القوة والضعف في نفسه والقائد الذي ل يعرف قدراته وإمكاناته ل يمكن أن يكون قائدا ناجحا
بل ربما جر على دعوته الكوراث والضرار ..ولذلك يجب :
أ -أن يتعرف إلى نقاط الضعف لديه ويعمل على تقويتها .
ب -أن يكتشف مواطن القوة عنده ويسعى لدفعها وتنميتها .
ج -أن يحرص على تنميسسة الثقافسسة العامسسة والطلع على مختلف الموضوعات والراء والفكار السسسياسية والجتماعيسسة
والقتصادية الخ ...
د -أن يع نى بدرا سة شخ صيات القادة الم سلمين وغير هم والتفرع على طرق وأ ساليب قيادات هم وأ سلوب وعوامسل نجاح هم أو
فشلهم.
ثالثا -الرعاية الساهرة :
وقيام القائد بملحظسة الفراد وتعرفسه عليهسم جيدا وإطلعسه على أحوالهسم وأوضاعهسم الخاصسة والعامسة ومشاركتهسم أفراحهسم
وأتراحهم والعمل على حل مشكلتهم كل هذا مما يساعده على ضبطهم وكسب ثقتهم وبالتالي على حسن الستفادة من طاقاتهم .
www.ikhwan-info.net
رابعا -القدوة الحسنة :
والفراد ينظرون دائما ويتطلعون إلى قادتهم كأمثلة حسنة يقتدون بها ويحذرون حذوها .
فسلوك القائد ونشاطه وحيويته وأخلقه وأقواله وأعماله ذات أثر فعلى على الجماعة بأكملها فالرسول صلى ال عليه وسلم كان
نعم القدوة لصحابته { لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة } الحزاب ]21:وصحابته رضوان ال عليهم كانوا أئمة صالحين
وهداة مهتدين وصفهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله ((صحابتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )).
خامسا :النظر الثاقب :
وقدرة القائد على إجراء تقديسر سسريع وسسليم لي موقسف والوصسول إلى قرار حاسسم فسي شتسى الحوال والظروف مسن شأنسه أن
يكسبه ثقة الفراد وتقديرهم .
أما التردد والغموض والحيرة والرتباك فمن شأنه أن يخلق الفوضى ويضعف الثقة ويفقد النضباط وصدق رسول ال صلى ال
عليه وسلم حيث يقول ((إن ال يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند هجوم الشهوات )).
سادسا -الرادة القوية :
وقوة الرادة ركن من أركان الشخصية القيادية بها تذلل الصعاب وبها تحل المشكلت وبها تجتاز العقبات وقادة السلم أحوج ما
يكونون في هذا العصر إلى إرادات فولذية تهزأ بالمحن والخطوب .سابعا -الجاذبية الفطرية :
و هي صفة طبيع ية إن وجدت في القائد ا ستطاع أن يجذب القلوب بدون تكلف ..وهذا العن صر من أقوى العنا صر ال تي تتكون
منها الشخصية القيادية .
ثامنا -التفاؤل :
ويعتسبر التفاؤل مسن المور الجوهريسة اللزمسة للشخصسية القياديسة ولذا يجدر بالقائد أن يكون دائما فسي تفاؤل متطلعا أبدأ بأمسل
وانشراح دون أن يصرفه ذلك عن التحسب قد لما تخبئه اليام من مفاجآت .
إن اليأس عامل خطير من عوامل النهيار والدمار في حياة الفراد والجماعات ول يجوز أن يسمى (اليأس حكمة ( والمل ) خفة
وتهورا ..كما ل يجوز أن يخضع المل لجوامع العاطفة وطفراتها وإنما ينبغي أن يتلزم مع العقل والتقدير .
والقيادة -طليعسة الركسب ورأس القافلة وتأثيرهسا على الصسف بليسغ وعميسق فإن هسي تخاذلت ويئسست عرضست الصسف للتخاذل
واليأس وإن هي صمدت أمام الملمات وثبتت في وجه التحديات أشاعت في نفوس الفراد والجنود روح المل والقدام .
من المثلة على ض عف القيادة أن م سئولً عن إحدى الجماعات ال سلمية كان يض يق بجنوده ذرعا إن ش عر أن هم تجاوزوه في
العلم أو المعرفة أو الهل ية التنظيم ية والتربو ية أو غ ير ذلك ولقد انتهي به ال مر إلى مفا صلة هؤلء والتخلص منهم والكتفاء
من العمل السلمي بتربية الصغار ليس إل .
وأذكر أن أحد الخوة كان بارعا ناجحا في تجميع الشباب وتربيتهم وتأهيلهم للعمل السلمي ولقد تمكن من إيجاد نواة للعمل في
أكثر من مكان ولكنه لم يكن قادرا على متابعة وتعهد النواة في المراحل المتقدمة التي تحتاج فيها إلى الضبط والتنظيم ..
وهذا ما يفرض الختيار الحسن الملئم لكل مرحلة ومهمة وعمل فكل ميسر لما خلق له .
www.ikhwan-info.net
( )1طبيعة غير إنضباطية :فهنالك أشخاص قد يجتذبون إلى الحركة في ظرف من الظروف وبسبب من السباب ثم يتبين انهم
غير قادرين على التكيف وفق سياسة الحركة وعلى السمع والطاعة لها ...
-إن من هؤلء من ل يطيق القيود التنظيمية فعندما يشعر بوطأتها يعمل على التلفت التخلص منها بشتى الوسائل والمبررات
-.ومن هؤلء من يرفض ( الذوبان) في البنية الجماعية ويحرص على أن يحافظ على شخصيته ...وعندما يشعر بما يعرض
شخصيته للذوبان ورأيه لعدم القبول يولى الدبار خلف ستار كثيف من المبررات والمعاذير .
اذكر أن رجلً من هؤلء ممن نشأوا على الفوضى وعدم التنظيم كافة نواحي حياتهم الخاصة والعامة وممن يعجزون عن التنظيم
ولو أرادوا وحرصوا تسبب بشرخ في منطقة من مناطق العمل السلمي بعد انسلخه عن الحركة وتزعمه لتيار إسلمي شعبي
ودعوته إلى (التنظيم ) في العمل السلمي ....
كان هذا الر جل يخلط ب ين حقوق الخوة ال سلمية وواجبات الجند ية ومقتضيات التنظ يم ..فت حت ذري عة الخوة كان ل يرى مانعا
من التهاون في واجبات الجندية والخروج على المقتضيات التنظيم .
فالخوة في نظره مبرر كاف يشفع كل التجاوزات التنظيمية ..فالذين ل يتقيدون بمواعيد ..والمقصرون والمخطئون والمذنبون
والمسسيئون معذورون ويحسب أن ل يعاقبوا لنهسم اخوة فسي ال معذورون لنهسم اخوة فسي ال ...والذيسن يتجاوزون صسلحياتهم
معذورون لنهم اخوة في ال
هذا المنطسق (اللتنظيمسى) مرفوض لنسه منطسق غيسر شرعسي يؤدى إلى اختلل القيسم والموازيسن وتعطيسل مبدأ الثواب والعقاب
وشيوع الفوضى والمزاجية ..
ويك في أن نن قل ه نا دليلً من كتاب ال تعالى وآ خر من سيرة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم تأكيدا على ر فض ال سلم لهذا
المنطق ...
* فمن كتاب ال تعالى { ل تجد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو
إخوان هم أو عشيرت هم أولئك ك تب في قلوب هم اليمان وأيد هم بروح م نه ويدخل هم جنات تجرى من تحت ها النهار خالد ين في ها
رضى ال عنهم ورضوا عنه أولئك حزب ال أل إن حزب ال هم المفلحون } المجادلة .]22 :
* ومن سيرة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن عائشة رضى ال عنها قالت :إن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي
سرقت فقالوا :من يكلم فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا :ومن يجترئ عليه إل أسامة بن زيد (حب رسول ال صلى
ال عليه وسلم ) فكلمه أسامة فقال رسول ال (أتشفع في حد من حدود ال ) ثم قام فاختطب فقال ( :أيها الناس إنما هلك الذين
من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الر يف تركوه وإذا سرق فيهم الضع يف أقاموا عل يه ال حد وأ يم ال لو أن فاط مة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها ) .
( )2الخوف على الن فس والرزق :أو الخوف من الموت والف قر ..وأ ثر هذا ال سبب بل يغ و كبير في الن فس البشر ية حيث يؤدى
إلى إحباطها وزع الوهن فيها ..
والشيطان يدخل من هذا الباب على المؤمنين والعاملين والدعاة يخوفهم ..بعدهم ..ويمنيهم { وما يعدهم الشيطان إل غرورا}
النساء { ].12إنما ذلك الشيطان يخوف أولياءه فل تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } آل عمران .] 157 :
والذين يتساقطون على طريق الدعوة بهذا السبب كثيرون ولكن القليل الذين يعترفون بذلك ويقرون ..
والقرآن الكريسم حفسل بكثيسر مسن اليات التسي تشيسر تلميحا وتصسريحا إلى هذا الداء العضال الذي يمكسن أن يجرد المؤمنيسن مسن
إيمانهم ويلقى بهم في هاوية من الضياع ليس لها قرار ...
فمن كتاب ال تعالى قوله :
{ سيقول لك المخلفون من العراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم
من ال شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان ال بما تعملون خبيرا }
www.ikhwan-info.net
{ قل يأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء ل من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ول يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم
وال عليم بالظالمين قل إن الموت الذي ترون منه فإنه ملقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } .
(ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا أوذي في ال جعل فتنة الناس كعذاب ال ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو
ليس ال بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن ال الذين آمنوا وليعلمن المنافقين } .
{ الذين قالوا لخوانهم وقعدوا :لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } .
أذكسر أن جماعسة إسسلمية لقيست إقبالً شديدا مسن الناس فسي مطلع الخمسسينات ...وبينمسا هسي على هذا الحال تعرضست الحركسة
السلمية في مصر لمحنة شديدة استشهد فيها من استشهد واعتقل من اعتقل وفرمن فر ..
ول قد كان انعكاس المح نة على تلك الجما عة رهيبا ح يث م حص ال صفوف تمحي صا ف سقط من حياة الدعوة ومحيط ها أك ثر الذ ين
جاءوا إليها ولما يدركوا طبيعتها وطريقها والذين ظنوها دعوة بدون تكاليف وسلعة من غير ثمن وكأنهم لم يسمعوا :
-قول نبيهم عليه الصلة والسلم (( :من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل إل إن سلعة ال غالية إل إن سلعة ال الجنة )).
-وقوله ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )).
-وقوله ((أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلؤه وإن كان
في دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلء بالعبد حتى يتركه يمشى على الرض وما عليه خطيئة )).
-وقوله ((أشد الناس بلء في الدنيا نبي أو صفي )).
-وقوله ((أشد الناس بلء ال نبياء ثم ال صالحون ل قد كان أحدهم يبتلى بالفقر ح تى ما يجد إل العباءة يجوبها فيلبسها ويبتلى
بالقمل حتى يقتله ولحدهم كان أشد فرحا بالبلء من أحدهم بالعطاء )).
أعرف أخا كان قبل زواجه مقداما معطاء ولقد نكب بزوجة سيئة وضعت الموت والفقر بين عينيه فكانت كلما رزق منها بغلم
ذكرته بحقه (المادي) عليه وأن عليه مضاعفة السعي من أجله ولما تكاثرت ذريته وامرأته على هذه الشاكلة سقط في المتحان
وأصبح عبدا للدينار بعد أن أصبح عبدا للزوجة وهو حتى الن لم يحس بالجريمة التي ارتكب وبالهاوية التي فيها سقط ولقد
نسى ما كان يذكر به إخوانه والناس ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فل انتقش ))
وقوله صلى ال عليه وسلم (( تعس عبد الزوجة )) ويروى ع الحس ب على أه قال (( وال ما أصبح رجل يطيع امرأته فيما
تهوى إل كبه ال في النار )).
وهنالك ظاهرة تكاد تكو مكررة وهي إ أكثر الذين تساقطوا على طريق الدعوة كانوا بخلء بشكل أو بآخر وفي ذهني الن أسماء
مجموعة من هؤلء كانت الشكوى منهم دائما أنهم يبخلون على الدعوة حتى بقيمة الشتراكات الشهرية الزهيدة .
( )3التطرف والغلو :والتطرف والغلو من السباب التي تؤدى إلى سقوط البعض على طريق الدعوة ..
فالذ ين يحملون أنف سهم فوق ما تط بق ول يقبلون التو سط في شئ وي صرون على الغلو في كل شئ هؤلء معرضون بش كل أو
بآخر لنتكاسات نفسية وإيمانية ومثل هؤلء كمثل من يريد أن يقطع صحراء طويلة بسرعة فيهلك دابته ول يبلغ ضالته وصدق
ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح يث يقول (( :إن المن بت ل أرضا ق طع ول ظهرا أب قى )) ويقول (( هلك المتنطعون )) قال ها
ثلثا ..ويقول ((إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين )).
إن النفس البشرية ضعيفة ..وهي قد تتحمل العزائم حينا ولكن ل تقوى على تحملها في كل حين ..ثم إنها قد تتدرج في التحمل
حتى تتمكن من ذلك بعد حين ولكنها قد ل تتمكن من ذلك دفعة واحدة ..
والناس متفاوتون في قدرات هم على التح مل ...ف ما يطي قه هذا قد ل يطي قه ذاك ..ولهذا وجدت في الشري عة العزائم والر خص
وهي إحدى سمات التكامل والواقعية في المنهج السلمي ورسول ال صلى ال عليه وسلم يشير إلى هذا فيقول ((إن ال يحب
أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة يكره أن تؤتى معصيته )) ويقول ((إن ال تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى
عزائمه )).
www.ikhwan-info.net
أذ كر أن أ حد الخوة أقسم ليحف ظن القرآن عن ظ هر قلب خلل ف صل صيف ..ول قد اجت هد في ذلك ولك نه لم يتمكن ف سخط على
نفسه سخطا شديدا وصمم لينتقمن منها أبشع انتقام ..فما كان منه إل أن حرم نفسه من كل ما أحل ال له ...بدأ بصيام متتابع
ل يفطر إل لماما وبقيام متتابع ل ينام سهوا ..ثم انقطع عن دراسته وباع كتبه وأثاث غرفته ولقد انتهي به المر بعد ذلك إلى
(مستشفي للمراض العصبية) وإلى عيبته عن الدعوة بالكلية ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ...
وأذكر آخر كان ل يحب أهل الغنى من إخوانه وكان معدوما بائسا ..ولم يغير حاله معهم ونظرته إليهم ما كانوا يحيطونه به من
اهتمام ومساعدة وعون ..وكان ل يفتأ ينتقدهم كلما سمحت له الفرصة ..فإن اشترى أحدهم شقة عادية للسكن فهي في نظره
قصر ل يجوز اقتناؤه والسكن فيه ..وإن اقتنى أحدهم سيارة فهو عنده إسراف وتبذير مستدلً بقوله تعالى { إن المبذرين كانوا
إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا } السراء ] 27ثم لم يلبث هذا الخ أن اغتنى بعد فقر ودخل في التجربة والمتحان
فلم يكن م نه إل أن طلق الدعوة بالكل ية وأق بل على الدن يا بدون رو ية ..فالزاهد إذن ل يس الفق ير الذي ل يس في جي به دينار ول
درهم إنما الزاهد الذي إن أقبلت عليه الدنيا ل يفرح ول يطغى وإن أدبرت ل يحزن ول يكفر ....
وأذكر أنه في الخمسينات انضم إلى الحركة شقيقان اثنان كان أحدهما متطرفا ل يقبل الت ساهل أو التوسط في شئ وكان الخر
متساهلً بعض الشيء وكانت المشاحنات بينهما ل تنتهي بسبب وبدون سبب ..وأذكر أنهما جاءا يوما يتلعنان يقول المتطرف
إن أخي هذا منافق مرتد ويجب أن يقام عليه الحد قلت :وماذا فعل ؟ قال :لقد صلى الفجر اليوم بعد أن أشرقت الشمس قلت :
و هل هذا ال مر يو جب ما أنت ما عل يه من تنازع وشجار و هل من الفقهاء من يقول بارتداد من ف عل فعلة أخ يك ا تق ال يا ر جل
مول تكن من المتنطعين واستهد بهدى النبي صلى ال عليه وسلم وتحر سنته وإل كنت من الهالكين ...
ولكن هذا النسان أصر واستكبر ولم يقبل النصح ثم عتت عليه نفسه فظن أنه لوحده على هدى وكل من حوله على ضلل ..ثم
لم تنقض عليه فترة من الزمان وهو على هذا الحال حتى حلق لحيته ووقع في غرام ابنة الجيران التي تمكنت بمكرها وكيدها
مسن اسستلب إيمانسه وإخراجسه مسن دينسه وإسسلمه لصسبح بعسد ذلك شيوعيا ل يحسل حل ًل ول يحرم حراما نسسأل ال تعالى العفسو
والعافية وحسن الختام .
( )4الت ساهل والتر خص :و هي من ال سباب ال تي تؤدى إلى الت ساقط على طر يق الدعوة فك ما أن التطرف والغلو من ال سباب
كذلك التساهل والترخص ...
فالذين يتساهلون في امتثالهم أمر ال والتزامهم أحكام الشرع سيجدون أنفسهم مندفعين من تساهل صغير إلى تساهل كبير ومن
تساهل في قضية إلى تساهل في كل قضية إلى أن يستحوذ الشيطان عليهم وعلى أعماهم وصدق من قال :
إن الجبال من الحصى ل تحقرن صغيرة
إن شرع ال هو شرع ال يجب أن يؤخذ كما هو من غير زيادة ول نقصان ..فالذي يزيد فيه كالذي ينقص منه وحدود الحلل
والحرام يجب التزامها كما جاء به الشرع من غير تحايل عليها أو تأويل لها أو تساهل بها ...
فالذي ر يعرف من صفات ال إل أنه غفور رحيم يجب أن يصحح معلوماته ويعرف أنه كذلك شديد العقاب ....
والذي تتعود نفسه الرخص في كل حين لن يتمكن من حملها على العزائم في أي حين ..وهنا تقع البليلة حيث يسقط النسان في
أول امتحان عزيمة ...
أعرف أخا ل تكاد تعثر في حياته على موقف من مواقف العزيمة ..فحياته كلها رخص في رخص وتساهل في تساهل ...
-ف في حيا ته التجار ية ل يرى حرجا في التعا مل بالر با أخذا وعطاءً ما دا مت بن سبة منخف ضة لن الر با في مفهو مه ما كان
(أضعافا مضاعفه )..
-وفي حياته البيتية والعائلية والجتماعية ل يجد حرجا في مصافحة النساء وجلسات الختلط وتقديم المكروهات كالسجاير إلى
الضيوف ...
-وفي حياته الوظيفية ل يجد حرجا في قبول الرشوة تحت اسم الهدية للهتمام بقضية من القضايا أو معاملة من المعاملت ...
www.ikhwan-info.net
وهكذا في كافة شؤونه ل يكاد يجد حرجا في شئ ولو رده إلى الشرع وجد فيه انحرافا وإثما مبينا .
شواهد من شرع ال :
*عن عائشة رضى ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من ال طالبا ))
* عن أنس رضى ال عنه قال ((:إنكم لتعملون أعمالً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول ال صلى ال
عليه وسلم من الموبقات يعنى المهلكات ))
* وعن عبد ال بن مسعود رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال (( :إياكم ومحرقات الذنوب فإنهن يجتمعن
ل كمثل قوم نزلوا أرض فلة فحضر صنيع القوم فجعل
على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول ال صلى ال عليه وسم ضرب هن مث ً
الرجل ينطق فيجئ بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها )).
من ه نا كان على العامل ين في الح قل السلمي ال سائرين على درب السلم أن يحذروا الترخص والتساهل لنها منافذ الشيطان
إلى النفوس وأن يأخذوا بالعزيمة ما استطاعوا من غير مغالة أو تطرف وبدون إفراط أو تفريط متحرين في ذلك سنة رسول ال
صلى ال عليه وسلم والتي ل يحيد عنها إل زائغ وصدق ر سول ال صلى ال عل يه وسلم حيث يقول ((ومن رغب عن سنتى
فليس منى ))..
-5الغرور و حب الظهور :و من أ سباب وخلفيات الت ساقط على طر يق الدعوة داء الغرور و حب الظهور و هو داء عضال يف تك
بالدعاة فتكا يحبط عملهم ويمحو ثوابهم ويشقى عاقبتهم ...
ولو أن هؤلء نظروا فيمن سبقهم واعتبروا بمن قبلهم لما وقعوا فيما وقعوا فيه ولما سقطوا في المتحان الذي سقط فيه إبليس
وكان من الخاسرين ...
أذ كر أن أ حد (الخوة) جاء ني م ستا ًء في أعقاب اجتماع ض مه مع و فد ر سمي ح يث جاء ترت يب ا سمه في ال خبر الذي أع طى
لل صحافة متأخرا فقال معاتبا :أو لم ي كن من المنا سب أن يكون ترت يب أ سماء على غ ير هذا الن حو ؟ قلت :ا ستعذ يا أ خي من
الشيطان الرجيم واتق ال واذكر قول رسولنا صلى ال عليه وسلم ((إن أخوف ما أخاف على أمتي الشراك بال أما أنى لست
أقول يعبدون شمسا ول قمرا ول وثنا ولكن أعما ًل لغير ال وشهوة خفية )) .
وذكر لي بعض الناس ممن يحصون علينا النفاس ويتصيدون السقطات والعيوب أنه التقى سالف الذكر في الطريق وكان على
(الرصيف ) الخر فتقدم نحوه ليصافحه وانتظر أن يبادره الخ بذلك ولكنه بقى مسمر فيها الغيبة عن نفسه فضلً عن أن يقاتل
التحية بأحسن منها ولقد هزني هزا حين قال :ال رب العزة والجبروت يقول عن نفسه في الحديث القدسي (أنا عند حسن ظن
عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في مل ذكرته في مل خير منه ون تقرب إلى
شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشى أتيته هرولة ) .
ثم تكلم بكلم أستحي أن أنقله إلى القراء لما فيه من تقريع جارح ودون أن يترك المجال لي بالرد والتعقيب وتطييب النفس ولو
بكلمة ..
وأذكر أن واحدا ممن يدورون في رحى ذواتهم ول يكادون يخرجون منها أو يتجاوزونها وصل متأخرا لحضور حفل خاص في
أ حد البيوت وكان صدر المكان قد امتل بالحضور فأل قى ال سلم ود خل وبدل أن يجلس ح يث ينت هي به المجلس وح يث المكان
الفارغ اتجه نحو أحد الجالسين في المقدمة ممن يعتبرهم دونه في المكانة الجتماعية حيث تخلى له عن مكانه بانكسار وحرقة
..
وفي مناسبة أخرى دخل (المذكور) إلى القاعة ولما لم يجد المكان الذي يرضيه سلم على الحضور وبقى واقفا هنيهة في صدر
(ال صالة) ح تى ش عر الجم يع بمراده وأ نه ير يد من أحدهم أن ينهض ويتخلى له عن مكا نه وهكذا كان و سقط هذا الن سان في
المتحان ..
www.ikhwan-info.net
إن هذا وغيره م من كبرت نفو سهم ح تى أعمت هم عن معر فة حقي قة أنف سهم إن هؤلء بحا جة إلى صفعة في الدن يا توقظ هم ق بل
فوات الوان صفعة تفهمهم أنهم خلقوا من (بصقة) ومن (منى يمنى) ومن ( نطفة أمشاج) فعلم يتكبرون وفيهم قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم بعد أن بصق على كفه بصقة ووضع إصبعه عليه يقول ال تعالى (( :ابن آدم تعجزني وقد خلقتك من مثل
هذه ؟ ح تى إذا سويتك وعدلتك مشيت ب ين بردين وللرض منك وئيد؟ جمعت ومنعت ح تى إذا بلغت التراقى قلت أتصدق وأ نى
أوان الصدقة ؟)).
إن على العامل ين في الح قل ال سلمي والدعاة إلى ال أن يدركوا أن دعوة ال سلم ل ي صلح ل ها ويث بت علي ها من كان مختالً
فخورا أو متكسبرا مغرورا فالداعيسة بحاجسة لن يجلس مسع الناس ويتواضسع للناس ويخدم الناس ويخ فض جناحسه للناس ويتقبسل
الن صح والن قد من الناس هكذا كان الداع ية الول صلى ال عل يه و سلم وهكذا كان الدعاة الولون م من تربوا في مدر سة النبوة
رضى ال عنهم وأرضاهم أجمعين ...
-فعن عائشة رضى ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يأكل متكئا يقول ((آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس
العبد )) .
ل أ تى ال نبي صلى ال عل يه و سلم من ب ين يد يه فا ستقبلته رعدة فقال ال نبي صلى ال عل يه
و عن جر ير ر ضى ال ع نه أن رج ً
وسلم ((هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد )).
وكان رسو ال صلى ال عليه وسلم ل يأنف ول يستكبر أن يجلس إلى المسكين والضعيف أو يذهب معه حتى يفرغ من حاجته
وتستوقفه امرأة في الطريق حتى يقضى لها حاجتها فيفعل ويشارك أهل بيته والمسلمين العمال كلها كأي واحد منهم ...
على هذا الخلق سار أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ..لم يت سلل الع جب إلى نفو سهم ولم يدا خل الغرور قلوب هم بل
تواضعوا ل فرفعهم ال وأكرمهم في الدنيا والخرة ...
_أخرج الدينورى عن محمد بن عمر المخزومى عن أبيه قال :نادى عمر بن الخطاب (الصلة جامعة) فلما اجتمع الناس وكثروا
صعد المنبر فحمد ال وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على نبيه صلى ال عليه وسلم ثم قال ((أيها الناس :لقد رأيتني أرعى
على خالت لي من بنى مخزوم فيقبضن لي القبضة من التمر والزبيب فأظل يومي وأي يوم )) ..ثم نزل فقال عبد الرحمن بن
عوف رضى ال عنه (( :يا أمير المؤمنين ما زدت على أن قمئت نفسك (يعنى عبتها وحقرتها) فقال (( :ويحك يا ابن عوف ..
إني خلوت فحدثني نفسي فقالت :أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك ..فأردت أن أعرفها نفسها )).
-وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الحسن قال ((رأيت عثمان رضى ال عنه نائما في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو
أمير المؤمنين )).
-وأخرج ابن عساكر عن زاذان عن على ر ضى ال ع نه ((أنه كان يمشى في السواق وحده وهو وال يرشد الضال وينشد
الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن { تلك الدار الخرة نجعلها للذين ل يريدون علوا في الرض ول
فسادا والعاقبة للمتقين } .
وداء الغرور هذا قسد يصسيب فسي الدعوة العامليسن فسي الحقسل السسياسي كمسا يصسيب العامليسن فسي الحقسل التربوي .وإن بقيست
(الصابات ) في الحقل التربوي مخبوءة بعكس ما هو الحال على الساحة ذات الضواء الكاشفة الفاضحة .
إن مناخ العمل السياسي في مجتمعاتنا مناخ فاسد التعامل فيه يقوم على الغش والخداع والتحايل والذي يبرع في هذا يعتبر ذكيا
وناجحا ..أما الذي يمارس السياسة بمصداقية وأخلق ويلتزم بالموقف العقائدية الثابتة فيعد غبيا وفاشلً ..
هذا المناخ الفاسد ..وهذا المنطق العوج له أثر حتمي على كل من يدخل حلبة العمل السياسي ول يكون على جانب من اللتزام
السلمي من التقوى إذ سرعان ما يألف الجو ويتأثر به تلقائيا بدون شعور ومن ثم يكون السقوط ..
www.ikhwan-info.net
أ ما الغرور الذي قد ي صيب المرب ين والعابد ين والزاهد ين فإ نه ل ي قل خطورة من ح يث النتي جة ع ما ي صيب ال سياسيين ..يبدأ
المرض لدي هم من خلل الع جب والز هو بأنف سهم و من خلل شعور هم أن هم أف ضل من غير هم ..ف هم الت قى والن قى والع بد
والروع وينتهي إلى نتائج وخيمة وردود فعل سيئة قد تخرجهم من حظيرة اليمان بالكلية ...
أل فليسسمع المغرورون المعجبون بأنفسسهم قول رسسول ال صسلى ال عليسه وسسلم فيهسم ((ثلث مهلكات :شسح مطاع ،وهوى
متبع ،وإعجاب المرْ بنفسه )).
وفي حديث آخر يقول عليه الصلة والسلم ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب )).
قال مطرف (( :لن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلى من أن أبيت قائما وأصبح معجبا )).
وقيل لعائشة رضى ال عنها (( متى يكون الرجل مسيئا ؟ قالت :إذا ظن أنه محسن )).
( )6الغيرة من الخر ين :و من ال سباب ال تي تؤدى إلى ال سقوط على طر يق الدعوة الغيرة القاتلة من الخر ين وبخا صة من
المتقدمين والمرموقين والذين أوتوا نصيبا من الهلية التي ينتقدها أولئك ...
فالجماعات ت ضم ب ين صفوفها أ صنافا ش تى من الناس وم ستويات ش تى من المؤهلت الشخ صية والنف سية والع صبية والفكر ية
فالذكاء مستويات ..والثقافة مستويات ..والقدرة على الكتابة والخطابة مستويات وهذا ما يجعل العاملين متفاوتين في العطاء
والتأثير والتفاعل وفي كل شئ وهو أمر طبيعي وبديهي ...
ولكسن بسسبب الغيرة أحيانا يرفسض (المحدودون ) أن يلتزموا حدودهسم فيعمدون إلى (التسسلق ) بشكسل وبآخسر فيجهدون أنفسسهم
بدون طائل ..وقد يصاب بعضهم بصدمات نفسية تلقى بهم خارج الصف أو تدفعهم إلى النتقام لنفسهم ممن يعتبرونهم سببا
في فشل هم ..وه نا قد تقع الطا مة حيث يتجاوز المرء حدود كل شئ متفلتا من كل الم ثل والق يم والخلق لينال من أخ يه الذي
أضحى عنده عدوا لدودا ل ترتاح نفسه قبل أن ينتقم منه .
ولكان التاريخ يعيد نفسه وصورة الغيرة القاتلة تتكرر من لدن ابني آدم (قابيل وهابيل ) حيث قال ال تعالى فيهما ( واتل عليهم
نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الخر قال :لقتلنك قال إنما يتقبل ال من المتقين لئن بسطت
إلى يدك لتقتل ني ما أ نا ببا سط يدي إل يك لقتلك إ ني أخاف ال رب العالم ين إ ني أر يد أن تبوء بإث مي وإث مك فتكون من أ صحاب
النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } .
والقرآن الكر يم يش ير إلى داء الغيرة والح سد في موا قع كثيرة من ذلك قوله تعالى { أم يح سدون الناس على ما أتا هم ال من
فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما }
والرسول صلى ال عليه وسلم يحذر من الغيرة والحسد في أحاديث كثيرة منها :
-فعن أبى هريرة رضى ال نه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال (( :إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ول تحسسوا
ول تجسسوا ول تنافسوا ول تحاسدوا ول تباغضوا ول تدابروا وكونوا عباد ال إخوانا كما أمركم المسلم أخو المسلم ل يظلمه
ول يخذله ول يحقره التقوى هاهنا التقوى هاهنا وأشار إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على
المسلم حرام دمه وعرضه وماله )) .
-وعن ضمرة بن ثعلبة رضى ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ((ل يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ))
( )7فت نة ال سلح :وأخ طر ظوا هر التطرف على الطلق ما ات صل من ها با ستعمال القوة فإن ها ت صبح آنذاك جائ حة ل يقت صر
ضررها على الفراد وإنما قد يأتي على الحركة كلها ..
والساحة السلمية تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة ظاهرة سوء استعمال القوة بسبب عدم التقيد بالضوابط والسياسات الشرعية
في حال استعمال القوة .
وأذكر أننا عانينا في لبنان المرين من جراء هذه الظاهرة التي كانت تبرز عقب كل حادث تتعرض فيه الحركة لشدة أو محنة أو
إيذاء كما قد يكون بروزها أحيانا من قبيل محاكاة الخرين وتقليدهم والتشبه بما يفعلون ...
www.ikhwan-info.net
وأرى لزاما فسي هذه العجالة أن أقسف عنسد أهسم الشكالت التسي تتصسل بمفهوم اسستعمال القوة والتسي كانست موضسع خلف بيسن
العاملين وسبب فتنة وبلء وعامل استدراج الحركة إلى مقاتلها ..
أولًَ :عدم وضوح الغاية من امتلك القوة :
فقد يظن البعض أن الهدف من امتلك الحركة لسباب القوة هو إثبات وجودها على الساحة السلمية .
وظسن البعسض الخسر أن الهدف هسو اجتذاب الشباب الذي يهوى القوى ويعشقهسا والذي قسد ل تجتذبسه الفكار والقيسم والمبادئ
المجردة ...
والبعض الخر يرى الهدف هو رد كل اعتداء يمكن أن يقع على الحركة سواء كان من حاكم أو حزب أو فرد .
وهذا المفهوم أو ذاك من شأنه أن يجر الحركة وأفرادها إلى مشاكل ومواجهات يومية ل تكاد تنتهي كما يمكن أن يخرج بها عن
خط سيرها الصيل وأن يعطل دورها الدعوى الرسالى الذي هو مبرر وجودها وبسبب قيامها ..
إن القوة الح سية في الحر كة ي جب أن تكون محكو مة ل حاك مة ويوم ت صبح القوة هي الحاك مة و هي الفاعلة يخ تل ال سير ويف قد
التوازن وتضيع المعايير ...
فالقوة الحسية يجب أن تأخذ حجمها ومكانها المحددين في نطاق المخطط السلمي لتشكل مع بقية القوى حجم الحركة وقدرتها
وفاعليتها والتي يجب أن توضع في خدمة التغيير السلمي ...
فالغاية من امتلك القوة كل قوة تحقيق التغيير السلمي فإقامة أمر ال وتطبيق شرع ال واستئناف الحياة السلمية بدليل قوله
تعالى { وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين ل } البقرة ]193وقوله صلى ال عليه وسلم ((أمرت أن أقاتل الناس حتى
يشهدوا أن ل إله إل ال وأنى رسول ال فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم إل بحقها وحسابهم على ال )) .
فا ستعمال القوة ي جب دائما في هذا الطار ويخدم غ ير هذا الهدف من شأ نه أن يع تق الحر كة وي ستدرجها إلى معارك جانب ية قد
تؤدى إلى هلكتها ...
لم ي كن ا ستعمال القوة في ع هد الر سول صلى ال عل يه و سلم ردات ف عل عفو ية بل كان فعلً مدرو سا محكوما بقوا عد وأ صول
واعتبارات ومعطيات متوافقا مع طبيعة كل مرحلة وسياستها ونهجها ..
لم ي كن كل عدوان على الجما عة الم سلمة أو على أي فرد من أفراد ها مبررا لعلن الحرب وش هر ال سلح وبدء القتال ...في
المرحلة المكية تعرضت الجماعة المسلمة وتعرض نبيها وقائدها لحملت من الضطهاد والذى والتنكيل .
ومع هذا لم تصدر الوامر بالمواجهة أو القتال لن المرحلة كانت مرحلة إعداد الطليعة المؤمنة إعدادا يؤهلها لمواجهة طويلة
ودائمة وثابتة إعدادا يؤهلها لحسم كل مواجهة لمصلحة السلم ..
من هنا كان توجيه النبوة في هذه المرحلة توجيها يتوافق وطبيعتها وأغراضها بالرغم من الظروف الدقيقة الضاغطة وما نزول
قوله تعالى في تلك الفترة الذات { فا صبر إن و عد ال حق ول ي ستخفنك الذ ين ل يوقنون } إل أمرا إلهيا مبرما بالتزام طبي عة
المرحلة وسياستها ..
ولم يكن ذلك بطبيعة الحال هينا وسهلً على النفوس ولكنها الدعوة ومقتضياتها ومصلحتها والتي يجب أن تعلو على كل اعتبار
أو اجتهاد أو نزق شخصي .
ولقد روى أن عبد الرحمن بن عوف ونفر من الصحابة أتوا النبي صلى ال عليه وسلم بمكة فقالوا :يا نبي ال كنا في عزة
ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ((إني أمرت بالعفو فل تقاتلوا القوم )) .
وروى عن خباب بن الرت وكان ممن يعذبون بالكي بالنار أنه قال (( :أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو متوسد بردة
في ظل الكعبة ولقد لقينا معاشر المسلمين من المشركين شدة شديدة فقلت :يا رسول ال أل تدعو لنا ؟
www.ikhwan-info.net
فقعد محمرا وجهه فقال :لقد كان من قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما ي صرفه ذلك عن
دينه ويوضع المنشار على فرق رأس أحدهم فيشق ما يصرفه ذلك عن دينه وليظهرن ال تعالى هذا المر حتى يسير الراكب من
صنعاء إلى حضرموت ل يخاف إل ال )).
(ج) أن ل يف ضي إلى مف سدة أو فت نة :ف في ال ثر دع الخ ير الذي عل يه ال شر ير بو )) والقاعدة الشرع ية أن (درء المفا سد يقدم
على جلب المنا فع )) .وفي ما يلي ن صوص مختل فة من ت صريحات العلماء -:يقول المام القر طبي ((فإن لم يقدر أي على إزالة
المنكر إل بمقاتلة وسلح فليتركه وذلك إنما هو إلى السلطان لن شهر السلح بين الناس قد يكون مخرجا إلى الفتنة وأيلً إلى
ف ساد أك ثر من ال مر بالمعروف والن هي عن المنكر )) -.ويقول إمام الحرم ين في شرح صحيح مسلم ((يسوغ آحاد الرع ية أن
يصد مرتكب الكبيرة إن لم يندفع عنها بقوله ما لم ينته العمل إلى نصب قتال أو شهر سلح فإن انتهي المر إلى ذلك ربط المر
لسلطان) -ويقول العلمة الزمخشرى ((النكار الذي بالقتال فالمام وخلفاؤه أولى لنهم أعلم بالسياسة ومعهم عدتها ))(د) أن ل
يخرج عن السياسة الشرعية في هذا المر ....من ذلك -:عدم قتال العدو إذا تترس بين النساء والصبيان المسلمين وهو قول
الوزاعسى والليسث لقوله تعالى { :ولو رجال مؤمنون ونسساء مؤمنات لم تعلموهسم أن تطئوهسم فتصسيبكم منهسم معرة بغيسر علم
ليد خل ال في رحم ته لو تزيلوا لعذب نا الذ ين كفروا من هم عذابا ألي ما } -.عدم التعرض للمن ين وغ ير المحارب ين وللممتلكات
وغيرها لقوله صلى ال عليه وسلم ((أعزوا باسم ال في سبيل ال قاتلوا من كفر بال ول تغدروا ول تمثلوا ول تقتلوا وليدا ))
وفي وصية أبى بكر رضى ال عنه وهو يودع جيش أسامة قبل مسيره إلى الشام (( ل تخونوا ول تغدروا ول تغلو ول تمثلوا
ل ول تحرقوه ول تقطعوا شجرة مثمرة ول تذبحوا شاة ول بقرة ول بعيرا إل
ول تقتلوا طفلً ول شيخا ول امرأة ول تعقروا نخ ً
لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد حبسوا أنفسهم في الصوامع للعبادة فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له )) وكذلك صح عن عمر بن
الخطاب ر ضى ال ع نه قوله (( :ول تقتلوا هرما ول امرأة ول وليدا وتوقوا قتل هم إذا الت قى الزحفان وع ند شن الغارات ..عدم
www.ikhwan-info.net
تعريض المسلمين للتهلكة بما يوجب ملحظة قوة العدو وعدده ..يقول المام الشافعي (( ول ينبغي أن يولّي المام الغزو إل ثقة
ل للحرب ب صيرا ب ها غ ير ع جل ول نزق وأن يقدم إل يه وإلى من وله :أن ل يح مل
في دي نه شجاعا في بد نه ح سن الناة عاق ً
الم سلمين على مهل كة بحال ول يأمر هم بن قب ح صن يخاف أن يشدخوا تح ته ول دخول مطمورة يخاف أن يقتلوا ول يدفعوا عن
أنفسهم فيها ول غير ذلك من أسباب المهالك )).
(هسس ) أن يكون وفسق الولويات :فالإعداد فسي السسلم يخضسع لترتيسب وفسق أولويات ل يجوز التسساهل فيهسا أو عدم تعريسض
الم سلمين للتهل كة ب ما يو جب ملح ظة قوة العدو وعدده ..يقول المام الشاف عي (( ول ينب غي أن يولّى المام الغزو إل ث قة في
ل للحرب بصسيرا بهسا غيسر عجسل ول نزق وأن يقدم إليسه وإلى مسن وله :أن ل يحمسل
دينسه شجاعا فسي بدنسه حسسن الناة عاق ً
الم سلمين على مهل كة بحال ول يأمر هم بن قب ح صن يخاف أن يشدخوا تح ته ول دخول مطمورة يخاف أن يقتلوا ول يدفعوا عن
أنفسهم فيها ول غير ذلك من أسباب المهالك )).
(ه س ) أن يكون و فق الولويات :فإعداد في ال سلم يخ ضع لترت يب و فق أولويات ل يجوز الت ساهل في ها أو تجاوز ها لن ها
مقتضى الصراط المستقيم وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم .
-فكتب الفقه أجمعت على أن للجهاد شروطا ل بد منها وهي :السلم -البلوغ -العقل -الحرية -الذكورة -السلمة من
الضرر -وجود النفقسة وهذا يدل على أن الولويسة للسسلم قبسل الجهاد الجهاد ..وإن اللتزام السسلمي أوجسب مسن اللتزام
الجهادى لن الول أصل والثاني فرع وطبيعة المرحلة المكية تؤكد أولوية الدعوة إلى السلم والتزامه ثم الجهاد في سبيله ...
-وعدم اعتبار القتال واحدا من أركان ال سلم أو اليمان مع عظ يم فضله ورف يع ثوا به وأجره إن ما يؤ كد أن الولو ية لهذه
الركان وإن القتال فسي السسلم اسستثناء وليسس قاعدة وإن شرط القيام بسه اسستكمال أركان اليمان والسسلم وإن ترك القتال ل
ينقض السلم واليمان في حين ينقضه ترك ركن من هذه الركان ...
-وترتيب وصف ال تعالى لعباده المؤمنين يؤكد الولويات هذه من ذلك قوله تعالى { إنما المؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله
ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل ال أولئك هم الصادقون } { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم
من عذاب أليم تؤمنون بال ورسوله وتجاهدون في سبيل ال ..الية } .
(و) أن يكون إعدادا سليما متقنا ...ذلك أن (الكيف) في السلم مقدم على (الكم) والعبرة في النوع ل في العدد وصدق ال
تعالى حيسث يقول { كسم مسن فئة قليلة غلبست فئة كثيرة بإذن ال } وقوله { ويوم حنيسن إذ أعجبتكسم كثرتكسم فلم تغسن عنكسم شيئا
وضاقت عليكم الرض بما رحبت ثن وليتم مدبرين } .
فالعداد في السلم ليس ردة فعل يفرضه موقف أو ظرف أو يمليه نزق واجتهاد أو تعبث به عاطفة مشبوبة غير عاقلة إنما هو
من هج متكا مل مؤ صل ب ين الق سمات وا ضح المعالم محدد المرا حل محدد الهداف له في شرع ال قوا عد وأ صول ي جب تلم سها
والتزامها بل والتشبث بها ...
وإلى هذا المع نى الجلي الوا ضح أشار المام الشهيد حسن الب نا في المؤت مر الخامس فقال (( :أيها الخوان الم سلمون وبخا صة
المتحمسون المتعجلون منكم :اسمعوها م نى كل مة عال ية داو ية من فوق هذا الم نبر في مؤتمركم هذا الجامع :إن طريقكم هذا
مرسومة خطواته موضوعة حدوده ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت كل القتناع بأنها أسلم طريق للوصول أجل قد تكون
طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة
قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات
و من صبر م عي ح تى تن مو البذرة وتن بت الشجرة وت صلح الثمرة ويح ين القطاف فأجره في ذلك على ال ولن يفوت نا وإياه أ جر
المحسنين إما النصر والسيادة وإما الشهادة والسعادة ...
أيهسا الخوان ...إن كم تبتغون وجسه ال وتحصسيل مثوبتسه ورضوانسه وذلك مكفول لكسم مسا دمتسم مخلصسين ولم يكلفكسم ال نتائج
العمال ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الستعداد ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين وإما مصيبون فلنا
www.ikhwan-info.net
أجر الفائزين المصيبين على أن التجارب في الماضي والحاضر قد أثبتت أنه ل خير إل في طريقكم ول إنتاج إل مع خطتكم ول
صواب إل في ما تعملون فل تغامروا بجهودكم ول تقامروا نجاحكم واعملوا وال معكم ولن يترك أعمالكم والفوز للعامل ين { و ما
كان ال ليضيع إيمانكم يترك أعمالكم والفوز للعاملين { وما كان ال ليضيع إيمانكم إن ال بالناس لرءوف رحيم } .
-إن قوة الحركة وقدرتها قد ل تكون اكتملت بعد فيخشى عليها من أن تصفي أو تهلك وتباد في معر كة غير متكافئة وق بل
الوان ...
-وقد تكون قوة العدو وحجمه أضعافا مضاعفة فل تلزم المواجهة وإنما تنمية القدرات وتعبئة الطاقات والترقب والنتظار وقد
تنفع هنا المناورة والخديعة والتخذيل عن المسلمين ...
-وقد يكون هنالك أكثر من عدو ويحقق إضعاف أحدهم مصلحة للخر وليس للسلم فتسعير الحرب بينهم أولى وأمكر .
وأخيرا فإن ردات الفعل ل يحكمها عادة التعقيل والتزان وإنما تسوقها العاطفة والرتجال وليس مآل ذلك إل الفشل ...
(ح) عدم جواز تعريض المسلمين للبادة في حال عدم تكافؤ القوى :فقد حاء في شرح المقنع (( ول يحل للمسلمين ولو ظنوا
التلف الفرار لقوله تعالى { ياأي ها الذ ين آمنوا إذا لقي تم الذ ين كفروا زحفا فل تولو هم الدبار } النفال ]15وشر طه أن ل يز يد
عدد الكفار على مثلى المسلمين وهو المراد بقوله { فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } النفال ]66قال ابن عباس ((من
فر من اثنين فقد فر ومن فر من ثلثة فما فر .))...
وإذا كان ل بد من كلمة في ختام التحدث عن فتنة السلح فهي إن هذه الفتنة أحدثت شروخا يصعب أن تلتئم في جسم الحركة
ال سلمية وت سببت ي سقوط العشرات من الشباب الذ ين حملوا ال سلح ق بل أن يحملوا اليمان ودربوا على ا ستعمال القوة ق بل أن
يدربوا على الطا عة والنضباط فإذا بال سلح يتح كم بهسم دون أن يتحكموا هم ف يه وإذا بمظا هر القوة الخاد عة غ ير المنضب طة
وغير العاقلة تقذف بهم إلى هوة ليس لها قرار ..فاعتبروا ياأولى اللباب ..
www.ikhwan-info.net
ثم يقرر القرآن الكريم أمرأً ل مناص منه حيث يقول { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم
ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم المور } .
لقد كانت المحن على مر التاريخ عاملً قويا في تساقط وسقوط البعض على الساحة السلمية في الوقت الذي كانت فيه عامل
استقواء ومضاء وثقة واعتزاز وصمود وثبات للبعض الخر .
-2ضغط الهل والقربين :
ومن الضغوط التي يواجهها العاملون في الحقل السلمي والتي قد تؤدى وتسبب بعضهم ما يتصل منها بالهل والقربين آباء
وأمهات وزوجات وأولدا ..
وقل أن ينجو من ضغط الهل أحد ...فالقاعدة أن الهل يحدوهم جميعا الخوف على أبنائهم من أن يصيبهم في كل زمان ومكان
من أذى .وبعضهم الخر تأخذه العزة بالثم ويكبر عليه أن يسبقه صغيره بالهدى فيحاول صده والضغط عليه بشكل وبآخر .
عرفت أنماطا غري بة من الباء كانوا يغرون أبناءهم م من التحقوا بدعوة السلم و ساروا في طر يق ال حق ليحولوا بين هم وب ين
دعوتهم وإسلمهم ولو بتشجيعهم على الرذيلة وارتياد أماكن اللهو ليصدوهم عن سبيل ال ..
وعرفت آخرين كانوا يضربون أبناءهم ويضيقون عليهم في المال والرزق ليردوهم عن سبيل ال ..
ول قد حذر القرآن الكر يم من الذعان لضغوط ال هل آباء وأنباء و حض على الثبات وال صمود والجهاد في سبيل ال فقال تعالى
{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب
إليكم من ال ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى ال بأمره وال ل يهدى القوم الفاسقين } التوبة .] 24
ومن النماذج التي حكاها القرآن الكريم عن الضغوط التي يواجهها الدعاة إلى ال من القربين والهل قصة إبراهيم عليه السلم
مع عشير ته وأب يه حيث عرض لها في أك ثر من موقع فقال تعالى { واذكر في الكتاب إبراه يم أنه كان صديقا نبيا إذ قال لب يه
ياأ بت لم تع بد مال ي سمع ول يب صر ول يغ نى ع نك شيئا ياأ بت إ نى قد جاء نى من العلم مالم يأ تك فاتبع نى أهد يك صراطا سويا
يأن بت ل تع بد الشيطان إن الشيطان كان للرح من ع صيا يا أ بت إ نى أخاف أن يم سك عذاب من الرح من فتكون للشيطان وليا قال
أراغب أنت عن آلهتى ياإبراهيم لئن لم تنته لرجمنك واهجرنى مليا . }...
وهذا مصعب بن عمير يتعرض لضغوط أمه وكان وحيدها ووريث زوجها الغنى المتوفي ..فقد أقسمت أن تحرمه من ثروة أبيه
فلم يبال أو يتراجع ..ثم أقسمت أن ل تذوق طعاما قط حتى يترك دعوة السلم وصحبة محمد صلى ال علي وسلم .
وعندما مرت اليام وهي على ذلك وقد شحب لونها وهزل جسمها دخل عليها ابنها مصعب ليحسم المر معها وليقطع كل أمل في
انكفائه إلى الجاهلية من جديد فقال ((وال يأماه لو كانت لك مائة نفس خرجت نفسا نفسا ما تركت دين محمد )).
-3ضغط البيئة :
ومن العوامل التي تساعد على تساقط العاملين وإسقاطهم عن مسرح الدعوة ضغط البيئة ...
فالخ المسلم قد ينشأ في بيئة محافظة ثم ينتقل منها بسبب الدراسة أو العمل إلى بيئة أخرى عوامل الشر فيها أككثر وجواذب
الجاهلية أشد وهنا يبدأ الصراع عنيفا فأما صمود واستعلء أو سقوط واستخذاء ...
أذكر أن أحد الخوة سافر إلى (اميركا للدراسة ) وكان مثال المسلم في بلدته والقدرة الحسنة بين إخوانه ومكث في أميركا بضع
سنين وعاد بعدها إنسانا آخر ل يمت بأدنى صلة إلى ماضيه القريب ...
لقد كان أثر البيئة عليه كبيرا جدا بحيث أفقدته كل بريق كان يتحلى به قبل سفره المشؤوم .
وإنسان آخر سافر إلى نفس هذه البيئة ولم يتمكن من التماسك والثبات أكثر من سنة غرق بدها إلى فوق أذنيه في المعاصى ثم
انقطعت أخباره واختفي أثره ..ولزلت حتى اليوم أذكر رسائله إلى خلل عامه الول وهي مليئة بالنقد والتعريض بأكثر العاملين
في الح قل ال سلمي من الدعاة والقيادي ين وكأ نه في م ستوى من اللتزام ل يدان يه ف يه أ حد ..ثم كا نت النتي جة أ نه ن كص على
عقبيه خسر الدنيا والخرة وذلك هو الخسران المبين ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم.
www.ikhwan-info.net
إن العوامل التي تؤدى إلى انهزام الفرد أمام ضغط البيئة كثيرة :
-فقد يكون تكوينه في الساس غير صحيح كأن تكون عنده إشكالت واهتزازات في العقيدة أو انحراف خفي في السلوك .
-وقد يكون التزامه في بيئته التزام خجل وتقليد ومحاكاة وليس التزام قناعة وإيمان وعندما انتقل منها إلى غيرها سقط مبرر
اللتزام بسقوط عوامل الخجل والتقليد والمحاكاة ...
-وقد يكون السبب إعراضه في بيئته الثانية عن محيط الدعوة والدعاة وإقباله على بيئة الجاهلية وعشراء السوء وفي هذا
الخ طر ال كبير الم ستطير الذي يؤدى حتما إلى سقوطه إن لم تتدرا كه عنا ية ال وم ما يذ كر أن المام الشه يد ح سن الب نا كان إذا
ودع أخا إلى بلد الغتراب للدراسة أو العمل حذره فيما حذره من اثنتين :من المرأة الولى والكأس الول ..
www.ikhwan-info.net
ومن عوامل تساقط العاملين على طريق الدعوة ما يتعلق بالوجاهة ومشتقاتها .وهذا كله يدخل في مرض العجب والغرور حب
الذات والكبر النانية التي كانت السبب في سقط إبليس حيث أخذته الغوة بالثم فقال { أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من
طين } العراف . ]12
لقد مر في حياة الدعوة أنماط من الناس كانت (الوجاهة) فتنتهم والمدخل الشيطانى إلى نفوسهم .
كانوا في مقتبل العمر وقبل أن يلجوا إلى المجتمع من بابه الكبير مثال التزام والطاعة حتى إذا أحسوا في أنفسهم أنهم أصبحوا
شيئا أو أصبحت لهم منزلة اجتماعية مرموقة وقد يكونوا بلغوها على حساب الدعوة إذا بهم يتغيرون وإذا لم تتداركهم عناية ال
ينقلبون على أعقابهم يحاربون المهد الذي احتضنهم والجماعة التي ربتهم ويكفرون العشير الذي أخذ بأيديهم إلى السلم ؟
-فهذا شاب كان منصب القضاء عامل فتنة في حياته ومعمول هدم في سلوكه وسببا في سقوطه .
-وذاك آخر كانت (العمة) بكسر العين سببا في طغيانه وهو يحسب أنه قد أحسن صنعا .
-وآحر كان المال فتنته ثم زواجه بابنة أحد الوجهاء مصرعه .
-آخر وآخر وآحر ممن ل عد لهم ول حصر سقطوا أمام ضغط الوجاهة الزائفة ولو أنهم آمنوا واتقوا لخجلوا من ذواتهم وبكوا
على أنفسهم واستعاذوا بال من نفحة الكبرياء ولكن { قتل النسان ماأكفره من أى شىء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل
يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره كل لما يقضى ما أمره } عبس .]23 :17
وآ خر دعوا نا أن الح مد ل رب العامل ين ون سأله ال سداد والثبات وح سن الختام ونعوذ به زال النع مة وفجأة النق مة تحول العاق بة
وسوء بالمنقلب إنه سميع الدعاء ...
المؤلف
بقاع صفرين في 1من ذى الحجة 14.3هس
www.ikhwan-info.net