You are on page 1of 3

‫شرط ومشارطة التحكيم‬

‫وصحة صياغتهما بما يتفق مع القواعد الدولية‬


‫التحكيم سمة من سمات العصر وثمرة لتطور العلقات القتصادية بين الدول بالرغم من ان التحكيم بمفهومه المطلق قديم قدم المجتمعات‬
‫النسانية وكان العرب يمارسون التحكيم في تعاملتهم التجارية منذ فجر التاريخ إل ان تطور فكرة التحكيم جاءت مع النمو القتصادي‬
‫والثورة الصناعية فكان من الضروري خلق نظام قانوني يتواكب مع التطور الحاصل لحل النزاعات التي قد تنشأ بين الفعاليات القتصادية‬
‫‪.‬بكافة أشكالها بسهولة ويسر دون اللجوء للقضاء العادي وتعقيداته‬
‫وينقسم التحكيم من حيثتنظيمه إلى تحكيم حر وتحكيم مؤسسي وأساس هذه التفرقة يكمن في جود أو عدم وجود مؤسسة تحكيم تتولى تنظيم‬
‫العملية التحكيمية ابتداًء من تعيين المحكمين ومرورًا بإجراءات التحكيم‪ ،‬وانتهاًء بصدور حكم المحكمين وتبليغه لطراف النزاع‪ ،‬بمعنى ان‬
‫التفاق على إحالة النزاع إلى التحكيم فقط‪ ،‬أو وفق قواعد تحكيم معينةدون الشارة إلى مؤسسة تحكيمية بعينها‪ ،‬هو اتفاق على تحكيم حر‪،‬‬
‫‪ICC‬في حين ان التفاقعلى التحكيم وفق قواعد مركز تحكيم معين أو هيئة معينة‪ ،‬هو تحيكم مؤسسي‪ ،‬ومثاله تحكيم غرفة التجارة الدولية‬
‫ومحكمة التحكيم الدائمة فيلهاي‪ ،‬والمركز ‪ LCIA‬ومحكمة لندن للتحكيم التجاري الدولي ‪ AAA،‬بباريس‪ ،‬وهيئة التحكيم المريكية‬
‫في واشنطن‪ ،‬ومركز القاهرة القليمي للتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬ومنظمة الملكية‪ ICSID‬الدولي لتسوية منازعات الستثمار‬
‫‪.‬في جنيف‪ ،‬والغرفة العربية للتوفيق والتحكيم بالقاهرة ومركز دبي للتحكيم‪WIPO‬الفكريةالعالمية‬
‫ل من قيام أطراف ‪UNCITRAL‬ومن ابرز قواعد التحكيم في المجال الدولي‪ ،‬القواعد التي وضعتها لجنة قانون التجارة الدولية‬ ‫فبد ً‬
‫العامة وقد انتشرت هذه ‪ UNCITRAL‬النزاع أو هيئة التحكيمبإعداد أو تحديد قواعد إجرائية لتباعها في التحكيم‪ ،‬يتم اختيار قواعد‬
‫القواعد انتشارا واسعافي إطار التحكيم الدولي‪ ،‬حتى ان غالبية مؤسسات التحكيم تبنتها واعتبرتها القواعدالخاصة بها‪ ،‬وقد حذت الدول‬
‫ومنها قانون التحكيم المصري ‪ UNCITRAL‬العربية هذا الحذو من خلل سن قوانين تحكيم خاصة في أغلبها مستمدة من قواعد‬
‫‪.‬والسعودي والماراتي وحديثا مشروع قانون التحكيم السوري الذي لم يبصر النور بعد وغيرها الكثير‬
‫ل قدر المكان تخفيف العقبات التي تعترض طريق عملية التحكيم من‬ ‫وقد رأيت ان يكون هذا البحث في شرط ومشارطة التحكيم محاو ً‬
‫‪.‬خلل حسن صياغتهما‬
‫‪:‬بداية نقف على تعريف الفقه للتحكيم بأنه‬
‫ل من العتماد على التنظيم القضائي وذلك بإعطائهم الحرية في اختيار‬ ‫طريقة لحل النزاعات تعتمد على اختيار أطراف النزاع لقضاتهم بد ً‬
‫‪.‬محكميهم والقانون الناظم لتلك العلقة من ناحية الموضوع والجراءات والشروط وبما يتفق مع النظام العام‬
‫وهو بهذا الوصف نظام قضائي من نوع خاص موازي للنظام القضائي العادي يتمتع بالسرعة في حسم النزاعات والقتصاد في النفقات‬
‫إضافة إلى السرية ويخدم مصالح الدولة في عدم تكدس القضايا ويساير النظمة الدولية الحديثة ويناسب بالتالي فض النزاعات المتعلقة‬
‫بالعمال التجارية سواء أكانت داخلية أم بين مؤسسات دولية لن طبيعة العمل التجاري تتطلب المرونة والسرعة والحسم‪ ،‬لذلك نجد ان‬
‫غالبية العقود التجارية وخاصة على صعيد التجارة الدولية من أهم مكوناتها شرط التحكيم وتكمن أهمية أخرى للتحكيم تتمثل في كونه‬
‫يساعد بشكل أساسي في انتعاش الحياة التجارية وتشجيع المستثمر الجنبي على الدخول في استثمارات كبيرة وفى علقات تجاريه واسعة‬
‫مع الفعاليات القتصادية الوطنية دون الخوف من ضياع الحقوق إذا حدثت منازعة بشان عملية تجارية أو تنفيذ عقد أو تفسيره نتيجة‬
‫لضعف وتخلف القوانين المحلية و إطالة أمد التقاضي فيتمكن المستثمر من اشتراط القانون واجب التطبيق في حالة حدوث منازعة سواء‬
‫ل أو الجنبيمستفيدًا من كون قوانين التحكيم كافة من القوانين التكميلية التي يجوز التفاق على خلف بنودها‬ ‫‪.‬كان القانون السوري مث ً‬
‫‪:‬ويرتكز التحكيم كغيره من العقود الرضائية ان جاز التعبير على أركان يجب توافرها في أطرافه وهي‬
‫الرضى والهلية الكاملة والسبب والمحل وقد استثنت أغلب التشريعات من التحكيم في نطاق المحل المواضيع التي ل يجوز الصلح فيها‬
‫‪.‬والمواضيع التي تتعلق بالنظام العام‬
‫كما ان المحكم يجب ان يتمتع بالهلية الكاملة فل يصح ان يكون المحكم قاصرًا أو محجورًا عليه أو محرومًا من حقوقه المدنية وإذا كان‬
‫المحكمون أكثر من واحد فيجب ان يكون عددهم وترًا وهذا الشرط من اجل تأمين الغلبية في الراء وهو من متعلقات النظام العام ويجب‬
‫‪.‬مراعاته تحت طائلة البطلن ويجب ان يقبل المحكم مهمة التحكيم بالكتابة‬
‫‪.‬هذه هي الشروط العامة وننتقل عقب ذلك إلى البحث في‬
‫‪:‬شرط التحكيم ومشارطة التحكيم وما يجب ان يتضمناه من بنود أساسية لصحة صياغتهما بما يتفق مع القواعد الدولية‬
‫وهوالشرط الذي يرد كبند في العقد بإحالة المنازعات المستقبليةحول ذلك العقد إلى‪:Clause Compromiser‬شرط التحكيم‬
‫‪.‬التحكيموهذا هو الغالب في الممارسة العملية والعقود الدولية باختلف أنواعها‬
‫وهي عبارة عن اتفاق تحكيم لحق على وقوع المنازعة يبرم بشروط خاصة وعقد مستقل ويقوم ‪:Compromise‬مشارطة التحكيم‬
‫‪.‬على تراضي الطرفين‬
‫وقد أعطت قوانين التحكيم الطراف الحرية في صياغة شرط و مشارطة التحكيم فكان من المستحسن تضمينهما كل ما هو ضروري لتجنب‬
‫الرجوع للقضاء لن المبدأ القانون قد نص على ان ما ل ينطق به في العقود يحال بتطبيقه إلى القانون الساري مما ينجم عنه التعقيد وإطالة‬
‫أمد النزاع‪ ،‬هذا وان القرار الذي سوف يصدره القضاء بخصوص أي خلف على إجراء معين يكون في أغلب التشريعات قابل للستئناف‬
‫كغيره من القرارات القضائية مما يطيل أمد التحكيم ويعرقل إجراءاته فكان واجبًا على رجال القانون العمل على صياغة شرط ومشارطة‬
‫‪:‬التحكيم بدقة وروية من خلل مراعاة النقاط التالية‬
‫عدم الرتكان عند صياغة شرط أو مشارطة التحكيم بشكل كبير إلى العقود النموذجية في هذا المجال لن هناك شروط خاصة بكل ‪1-‬‬
‫‪.‬حالة وبكل قانون على حدا يجب إضافتها ومراعاتها في الصياغة‬
‫مراعاة قواعد النظام العام )وهي مجموعة القواعد والقوانين الساسية التي تنظم الجماعة من كافة النواحي السياسية والقتصادية ‪2-‬‬
‫‪.‬والجتماعية( عند صياغة شرط أو مشارطة التحكيم بما ل يخالفها‬
‫اختيار القانون الموضوعي والقانون الجرائي الذي يحكم عملية التحكيم بدقة متناهية من خلل دراسة طبيعة العقد المبرم بين الطراف ‪3-‬‬
‫والنشاط الذي ينظمه بالشكل الذي يؤدي لختيار القواعد النسب والسهل والتي تحقق المنفعة المرجوة من اللجوء للتحكيم هذا مع الشارة‬
‫إلى انه ليس من الضرورة دائما التمسك بالقانون الوطني ليحكم النزاع خاصة في مجال المطالبة بالتعويضات في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫والضرار المادية والجسدية وحالت الوفاة وحالت الخلل بالبيئة حيث ل تزال اغلب التشريعات العربية في بداية تطورها في هذا‬
‫‪.‬المجال‬
‫يجب ان تكون شروط تعيين المحكمين وجنسيتهم واضحة وصريحة في شرط أو مشارطة التحكيم بالنسبة لمحكمي الطرفين وطرق ‪4-‬‬
‫اختيار الحكم المرجح وبالتالي يمكن تلفي هذا المر من خلل تحديد المدة الزمنية الممنوحة لكل طرف لختيار محكمه وتحديد الجهة التي‬
‫ستقوم باختيار المحكم المرجح في حال امتنع أو عارض احد الطراف في اختياره وهنا نكون قد غطينا هذا الجانب القانوني وهذه الثغرة‬
‫في شرط أو مشارطة التحكيم وبالتالي تلفينا التأخير في تشكيل الهيئة وهي أهم مرحلة من مراحل التحكيم أما إذا كانت العملية التحكمية في‬
‫مجملها تخضع للنظام المؤسسي فان نظام المؤسسة يحدد طريقة التعيين والجراءات والمدد وغيرها مع أمكانية التفاق على خلفها وفي‬
‫‪.‬نواح معينة يحددها الطراف‬
‫مراعاة شروط حالت الوفاة والتنحي في اختيار البديل وتحديد الجهة التي تختاره والتفاق على الجهة صاحبة الختصاص في رّد ‪5-‬‬
‫‪.‬المحكم‪ ,‬والتي يقدم لها طلب الرد‬
‫يجب مراعاة التفاصيل التي تخلق مشاكل في القانون المختار للتحكيم وفقه وتلفي هذه التفاصيل في شرط أو مشارطة التحكيم من ‪6-‬‬
‫خلل مراجعة نص القانون المراد تطبيقه ومثل ذلك ‪ -‬اختيار مكان المحكمة المختصة التي يلجأ إليها المتعاقدون عند الخلف ‪ -‬أو القانون‬
‫‪.‬الذي يتم اختياره وتطبيقه على إجراء معين‬
‫‪.‬يمكن اختيار قوانين إجرائية مختلفة وتطبيقها على كل حالة منفردة من حالت العقد ويرجع هذا المر لرادة الطرفين ‪7-‬‬
‫يجب ان تكون صيغة شرط التحكيم واضحة فيما يتعلق بموضوع النزاع وفيما يثور من خلفات في تفسير العقد وما يثور من خلفات ‪8-‬‬
‫أثناء تنفيذه وما يترتب على انهائه أو فسخه من تبعات قانونية وفيما إذا كان المحكمون مفوضين بالصلح أو تخويلهم القضاء وفق قواعد‬
‫‪.‬العدل والنصاف‬
‫يجب ضبط طريقة البلغ والعلم في شرط التحكيم بشكل دقيق من حيث الستلم والتسليم والمكان والوسيلة للتبليغ لنه عند اللجوء إلى ‪9-‬‬
‫تنفيذ شرط التحكيم أو المشارطة ينفذ على العنوان والطريقة المبينة فيهما فيتم على سبيل المثال النص على ان يتم التبليغ في مقر العمل أو‬
‫‪.‬محل القامة المعتاد أو على عنوان البريد المعروف للطراف المحدد في شرط أو مشارطة التحكيم وحتى عن طريق البريد اللكتروني‬
‫‪.‬تحديد زمن ومدة بداية وانهاء التحكيم بدقة وتحديد مكان اجراء التحكيم ‪10-‬‬
‫يمكن تحديد الخصومة التي ينطبق علها شرط التحكيم بدقة واختيار البند من العقد أو الجزء المراد التحكيم بشأنه وتطبيق قانون أو ‪11-‬‬
‫‪.‬أجراء معين عليه دون ان يشمل شرط أو مشارطة التحكيم العقد كله‬
‫في حالة احتمال دخول طرف جديد على العقد عقب إبرامه يجب ان نشير في العقد الساسي عند إبرامه انه فيما انتهى إليه شرط ‪12-‬‬
‫التحكيم يمتد أثره إلى العقود الممتدة والتي تطرأ عقب العقد الساسي ويستعمل هذا الشرط كثيرًا في عقود المقاولت والنشاءات الهندسية‬
‫ويجب ان يتم تضمين رقم البند الخاص بالتحكيم في العقد الساسي ضمن العقد الفرعي حتى نتلفى المشاكل وعرقلة عملية التحكيم وفي‬
‫العقود الفرعية يكون اللتزام بالحالة الضمنية بالموافقة على بنود العقد الساسي وبالنضمام لمجموعة العقد ليتماشى العقد الفرعي مع‬
‫‪.‬العقد الساسي فيما يلزم في تنفيذه‬
‫تضمين شرط ومشارطة التحكيم اللغة المعتمدة في التحكيم بما يتناسب مع رغبة الطراف وظروف النزاع ولغة العقد لتجنب استخدام ‪13-‬‬
‫المترجمين أثناء التحكيم مما يزيد في النفقات ويبطئ الجراءات ويؤدي لحالت سوء فهم المحكمون للخصوم‪ ،‬وإذا لم يختاروا لغة معينة‬
‫في التحكيم المؤسسي يعود للمحكمين تحديدها بناء على رأي الطرفين وظروف القضية ول يمنع ذلك من مراجعة الخصوم باللغة التي‬
‫‪.‬يريدونها وتقديم وثيقة بلغة أخرى على ان يتم ترجمتها إلى اللغة المعتمدة في التحكيم‬
‫منح هيئة التحكيم الحق باتخاذ الجراءات الوقتية التي تراها ضرورية‪ ,‬بناء على طلب أحد الطراف أو منعها من اتخاذ تلك ‪14-‬‬
‫الجراءات أو تحديد الجهة القضائية التي يتم اللجوء اليها لتخاذ إجراء معين ومثال ذلك‪ ,‬الحجز الحتياطي على أموال أحد الطرفين‬
‫الموجودة تحت يده أو تحت يد شخص ثالث‪ ,‬وتعيين حارس لدارة المال المتنازع عليه‪ ,‬أو اتخاذ قرار ببيعه لنه قابل للتلف السريع‪ ,‬أو‬
‫‪.‬إيداعه في مخزن تتوفر فيه شروط معينة تناسب طبيعته‬

‫من خلل ما بيناه سابقًا يتضح لنا ان شرط ومشارطة التحكيم هما بالواقع اللبنة الساسية في المشروع الهادف لنهاء أي خلف بواسطة‬
‫ل لقرار عادل أو تتعقد نتيجة للرتكان للقضاء‬
‫التحكيم ومن خللهما يمكن ان تتسم تلك العملية بالسهولة والسرعة والقتصاد بالنفقات وصو ً‬
‫‪.‬في الفصل في كل أمر خلفي لم يتضمن شرط أو مشارطة التحكيم حل له‬
‫المحامي والمحكم التجاري‬
‫جمال عبد الناصر المسالمة‬

‫للفائدة‪..........‬تحيااااتي‪.......‬أسيرة الماضي‬

You might also like