Professional Documents
Culture Documents
حقائق وأرقام
•بدء الضربة الجوية في الساعة 2بعد ظهر السادس من أكتوبر 73بقوة 220
طائرة أصابت أهدافها بنسبة . %95
• يعتبر التمهيد النيراني بالمدفعية في حرب أكتوبر 73هو أول واضخم حشد
نيراني شهدته الحروب ...ونفذ بقوة اكثر من 2000قطعة مدفعية بخل ف المئات من
قطع الرمي المباشر لمدة 53دقيقة اعتبارا من الساعة الثانية وخمسة دقائق بعد ظهر
يوم 6أكتوبر وقد وصل معدل الضرب في هذا التمهيد النيراني في الدقيقة الولى
إلى حوالي 10.500دانه بمعدل 175دانه في الثانية الواحدة .
• اقتحام الموجة الولى لقناة السويس في الساعة الثانية وخمسة دقائق بعد ظهر
يوم 6أكتوبر بقوة 8000مقاتل من خلل 1600قارب وفى سباق رهيب مع الزمن
وليصبح إجمالي عدد المقاتلين في الشرق 80.000مقاتل مصري بنهاية يوم 6
أكتوبر .
• بدأت قواتنا بعد بدء القتحام مباشرة بما ل يزيد عن 30دقيقة في صد
الهجمات المضادة المعادية وإنهاك القوى واستمر ذلك طوال الحرب .
• أول علم مصري يرفع على الساتر الترابي لخط بارليف كان في الساعة الثانية
والدقيقة 37بعد ظهر يوم 6أكتوبر في المنطقة جنوب معبر الشط .
• أول نقطة قويه تسقط في القطاع جنوب القنطرة شرق وفى قطاع الجباسات
جنوب القناة .
• أول استخدام مكثف للدروع البشرية المصرية كان في حرب أكتوبر 73بقتال
الفرد المترجل للدبابة والطائرة ولتعتر ف القوات السرائيلية خلل إدارة المعارك بان
فرد المشاة والصاعقة المصري أصبحت ذراعية اكثر طول من دباباتهم ومدافعهم .
• في الساعة 2بعد ظهر يوم 6أكتوبر 73بدأت ملحمة إنشاء معابر المعديات
والكباري على قناة السويس بادئة بفتح 81فتحة شاطئيه في الساتر الترابي بأسلوب
التجريف بمضخات المياه النفاثة محققة إزالة 3مليون متر مكعب من التربة ،وتمت
الفتحة الولى في الساعة 5.15مسا ًء ،وتم أول إنشاء معبر معديات في الساعة
6.30مساء ،وأول كوبري تم إقامته على القناة في الساعة 8.30مساء .
• خلل أعمال قتال اليوم الول دمرت قواتنا اكثر من 200دبابة إسرائيلية وقتلة
وأسرت وحاصرت أكثر من 1500جندي وضابط إسرائيلي .
• لول مرة في تاريخ حروب الدبابات يتم تدمير 150دبابة في مدة ل تزيد عن
20دقيقة مع اسر معظم أطقمها من المقاتلين السرائيليين يوم الثنين 8أكتوبر على
شريحة محدودة من مسرح العمليات بالقطاع الوسط .
• اكبر عدد من السري يتم القبض عليهم من نقطة حصينة واحدة هي حصن
بور توفيق فقد كان عددهم 37بين ضابط وجندي إسرائيلي .
• حرب أكتوبر 73هي أول حرب )بعد معارك الستنزا ف( تتكبد فيها إسرائيل
خسائر فادحة في الرواح إذا بلغت خسائرها 2522قتيل بخل ف السرى والجرحى
والمفقودين وتتمثل ضخامة هذه الخسائر فيما لو قورنت بتعدادها البشري المحدود .
• "حرب أكتوبر 73هي أول حرب للجيش السرائيلي يعالج فيها الطباء جنودا
بأعداد كبيرة مصابين بصدمات نفسية وعصبية صدمة القتال وهناك من نسبوا
أسمائهم من هول الهجوم المصري الكاسح " من أقوال قادة إسرائيليين في كتاب
"زلزال في أكتوبر" لزئيف شيف
• تمكنت مصر وقواتها المسلحة من إنشاء أول واضخم حائط صواريخ دفاع
جوي في منظومة دقيقة لم تشهدها الحروب السابقة والذي تمكن من لوى ذراع
إسرائيل الطويلة واسقط لها في اليوم الول للقتال عدد 38طائرة يقودها اكفأ طياريها
وقد أدى ذلك لن يصدر قائد القوات الجوية السرائيلية أوامره يوم 8أكتوبر بعدم
اقتراب الطائرات لقل من 15كم شرق القناة .
• لول مرة تستخدم الدول العربية سلح البترول والرصدة في موقف عربي
متضامن لم تشهده المة العربية منذ عدة قرون ووصف بأنها القوة السادسة .
حرب أكتوبر هى إحدى جولت الصراع العربى السرائيلى ،ل يدرك قيمتها إل من
عاش أيام حرب يونيو ،1967استمرت إسرائيل في الدعاء بقدرتها على التصدى
لي محاولة عربية لتحرير الرض المحتلة ،وساهمت اللة العلمية الغربية في
تدعيم هذه الدعاءات بإلقاء الضوء على قوة التحصينات السرائيلية في خط بارليف
والساتر الترابى وأنابيب النابالم الكفيلة بتحويل سطح القناة إلى شعلة نيران تحرق
أجساد الجنود المصريين .جاء العبور المجيد في يوم السادس من أكتوبر في الساعة
الثانية ظهر ًا باقتراح من الرئيس السوري حافظ السد بعد أن اختلف السوريون
والمصرين على موعد الهجوم ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق
هو الفضل للسوريين لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم
في العاشر من شهر رمضان ،حيث انطلقت كافة طائرات السلح الجوى المصرى
في وقت واحد لتقصف الهدا ف المحددة لها داخل أراضى سيناء وفى العمق
السرائيلى .ثم انطلق أكثر من ألفى مدفع ميدان ليدك التحصينات السرائيلية على
الضفة الشرقية للقناة ،وعبرت الموجدة الولى من الجنود المصريين وعددها 8000
جندى ،استشهد منهم النصف تقريب ًا ثم توالت موجتى العبور الثانية والثالثة ليصل
عدد القوات المصرية على الصفة الشرقية بحلول الليل إلى 60000جندى ،في
الوقت الذى كان فيه سلح المهندسين المصرى يفتح ثغرات في الساتر الترابى
باستخدام خراطيم مياة شديدة الدفع ،وسقط في ست ساعات هذا الخط السطورة الذى
أشاعت إسرائيل عنه أنه ل يقهر إل باستخدام قنبلة ذرية .فشلت إسرائيل في استيعاب
الضربة المصرية السورية المزدوجة وأطبقت جولدا مائير في الثامن من أكتوبر
ندائها الشهير ...أنقذوا إسرائيل....ولول مرة تظهر صور السرى السرائيليين في
وسائل العلم العالمية ليثبت أن العرب قادرين على صنع النصر .
أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في
الجولن وسيناء ،وانفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في
قناة السويس ،فيما عر ف بخط بارليف.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م ،تولى الحكم
الرئيس أنور السادات ،أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والمتناع
عن تنفيذ قرار مجلس المن رقم 242إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لسترداد
الرض التي خسرها العرب في حرب .1967كانت الخطة ترمي العتماد علي
جهاز المخابرات لعامة المصريةوالمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع
اجهزةالمن و الستخبارات السرائيلية المريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كل
الجبهتين المصرية والسورية
.
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة ،بهجوم موحد
مفاجئ ،في يوم 6أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي ،هاجمت القوات السورية
تحصينات القوات السرائيلية في مرتفعات الجولن ،بينما هاجمت القوات المصرية
تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس و في عمق شبه جزيرة سيناء.
افتتحت مصر حرب 1973بضربة جوية تشكلت من نحو 222طائرة مقاتلة عبرت
قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش السرائيلي مجتمعة في وقت واحد في
تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية .وقد استهدفت محطات
الشوشرة والعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات
الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية
والنقاط الحصينةفي خط بارليف ومصا ف البترول ومخازن الذخيرة .ولقد كانت
عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الولى بنحو %30و
خسائرها بنحو %40ونظراللنجاح الهائل للضربة الولى و البالغ نحو %95
وبخسائر نحو %2.5تم إلغاء الضربة الثانية .وكان الطيارون المصريون يفجرون
طائراتهم في الهدا ف الهامة والمستعصية لضمان تدميرها ومنهم على سبيل المثال
محمد صبحى الشيخ و طلل سعدال وعاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور
السادات وغيرهم.
نجحت مصر وسورية في تحقيق نصر لهما ،إذ تم اختراق خط بارليف "الحصين"،
خلل ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في
القوة الجوية السرائيلية،ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم بخطة
مدهشة كما حطمت أسطورة الجيش السرائيلي الذي ل يقهر ،في مرتفعات الجولن
و سيناء ،وأجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر،
كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر ،ومدينة القنيطرة في سورية.
ولول التدخل المريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي
لنقاذ الجيش السرائيلي بدءا من اليوم الرابع للقتال ،لمني الجيش السرائيلي بهزيمة
ساحقة على أيدي الجيش المصري .تم اختيار تاريخ 6اكتوبر وهو تاريخ مولد
الريئس حافظ السد.
تموين الجيش الثالث بالطعام والشراب
]تحرير[ نهاية الحرب
تدخلت الوليات المتحدة المريكية والدول العضاء في مجلس المن الدولي التابع
للمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338الذي يقضي بوقف جميع العمال الحربية
بدءا من يوم 22أكتوبر عام 1973م ،وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء
نفس اليوم إل أن القوات السرائيلية خرقت وقف إطلق النار ،فأصدر مجلس المن
الدولي قرارا آخر يوم 23أكتوبر يلزم جميع الطرا ف بوقف إطلق النار .وأقر
المؤرخون أنه لول تدخل الوليات المتحدة المريكية في إيقا ف الحرب الرابعة لكانت
إسرائيل قد خسرت الحرب وحصلت أشياء اخرى ربما كانت لتغير من التاريخ
ل.فع ً
بعد قبول مصر قرار وقف إطلق النار وتوقيع اتفاقية فصل القوات ،تبين للبعض أن
هد ف السادات من الحرب كان تحريك النزاع بعد أن شغلت القوى العظمى بمشاكلها.
لم تلتزم سورية بوقف إطلق النار ،وبدأت حرب جديدة أطلق عليها اسم »حرب
الستنزا ف« هدفها تأكيد صمود الجبهة السورية بعد خروج مصر من المعركة
واستمرت هذه الحرب مدة 82يوم ًا .في نهاية شهر مايو 1974توقف القتال بعد أن
تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات ،أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء
من الراضي التي احتلتها عام .1967
الوحدات:
3فيالق دبابات
فيلق مشاة ميكانيكية
فوج مدفعية ميدان
فوج مدفعية مضادة للطيران
7كتائب للسناد
التعداد البشري:
2115جندي
812ضابط صف
192ضابط
العتاد :البري:
96دبابة
32آلية مجنزرة
12مدفع ميدان
16مدفع مضاد للطيران
الجوي:
من يظن أن الكلم عن حرب السادس من أكتوبر قد أصبح مادة مستهلكة فهو
خاطئ ..هذا لن تلك الحرب كانت ولزالت مكتظة بالعديد من الخفايا والسرار التى
يجهلها كافة شعوب العالم ،وحتى الشعب السرائيلى ذاته..وهذه السرار التى كلما
افرج عن جزء منها أو تسرب تؤكد قوة وعظمة المصريين وغرور وتوهم
السرائيليين..ولن العالم العربى يحتفل فى هذه الونة بالذكرى الثلثين لهذه المعركة
التى غيرت من مجرى التاريخ ،كان من الضرورى التطرق للحديث عنها ولكن من
منظور جديد وذلك من خلل نقل أحدث ما أفرجت عنه الرقابة العسكرية السرائيلية
عن تلك المعركة التى تسيدها المصريون والعرب منذ البداية وحتى النهاية...
مذكرات عن أكتوبر
مذكرات ديان
ماذا قال موشى ديان وزير الدفاع السرائيلى أثناء حرب أكتوبر عن المواجهة بين
قوات إسرائيل والقوات المصرية المسلحة التى حطمت خط بارليف وتمركزت على
امتداد 130كم على الضفة الشرقية وفى عمق سيناء..؟
قال موشى ديان فى مذكراته ) نقل عن النص الحرفى الكامل الذى قدمه مكتب وزير
الدفاع السرائيلى إلى اللجنة الخاصة بالتحقيق ،ثم إلى لجنة الدفاع بالكنيست ،وأخيرا
إلى رؤساء تحرير جميع الصحف السرائيلية لشرح الموقف العسكرى لهم – وهو ما
رفضه الرقيب العسكرى على الطلق – وأعطى تعليمات صارمة بعدم نشر أى
كلمة قالها ديان(.
"إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا ل نملك الن القوة الكافية لعادة
المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى..إن المصريين يملكون سلحا
متقدما ،وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلح ضد قواتنا ،ول أعر ف مكانا آخر فى
العالم كله محميا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر ..إن المصريين يستخدمون
الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام ..فكل دبابة إسرائيلية تتقدم
نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب...ويستطرد ديان ويقول:
الموقف الن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من
الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء ..والدبابات والمدرعات المصرية
تؤيدها المدافع بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ
المضادة للدبابات ..وعن السلح الجوى السرائيلى يقول ديان" أن السلح الجوى
يواجه الكثير من المصاعب ،وأن الخسائر فيه كانت الكثير من الطائرات والطيارين
وذلك بسبب بطاريات الصواريخ والسلح الجوى المصرى ..ويضيف ديان :أننى
أقول بمنتهى الصراحة بأننا لو كنا استمرينا فى محاولتنا لدفع المصريين عبر القناة
مرة أخرى لكانت الخسائر فى العتاد والرجال جسيمة لدرجة إن إسرائيل كانت
ستبقى بل أية قوة عسكرية تذكر..
أن الهم بالنسبة للسرائيليين والعالم العترا ف بأننا لسنا أقوى من -
المصريين ،وأن حالة التفوق العسكرى السرائيلى قد زالت وانتهت إلى البد،
وبالتالى فإن النظرية التى تؤكد هزيمة العرب )فى ساعات( إذا ما حاربوا إسرائيل
فهى خاطئة..
المعنى الهم هو انتهاء نظرية المن السرائيلى بالنسبة لسيناء ..وعلينا أن -
نعيد دراساتنا وأن نعمل على التمركز فى أماكن دفاعية جديدة ،لن التفوق العسكرى
المصرى فى سيناء ل يمكن مواجهته ،وأنا ل أستطيع أن أقدم صورة وردية للموقف
على الجبهة المصرية لن الموقف بعيدا كل البعد عن الصور الوريدة..
نحن أمام مهمتين "الولى" هى بناء خطوط دفاعية جديدة ،و"الثانية" هى -
إعادة استراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة..لننا الن ندفع ثمنا باهظا
كل يوم فى هذه الحرب ..فنحن نخسر يوميا عشرات الطائرات والطيارين والمعدات
والدبابات والمدفعية بأطقهم..فيكفى أننا على مدى اليام الثلثة الولى من الحرب
خسرنا أكثر من خمسين طائرة ومئات الدبابات ..وينهى ديان كلمه بالقول "علينا أن
نفهم أننا ل يمكننا الستمرار فى العتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية فى الشرق
الوسط ..فإن هناك حقائق جديدة علينا أن نتعايش معها..
فى كل حرب إسرائيلية عربية كانت تتقدم المؤسسة السرائيلية العسكرية ببطل
شعبى ليعبده السرائيليون فتستمر سيطرة المؤسسة العسكرية ،وهذا البطل ل يعد
سوى تكرارا لسطورة العجل الذهبى الذى عبده يهود موسى فى سيناء بينما كان
يتلقى الوصايا العشر من الرب !!..ففى حرب عام 1948كان العجل الذهبى
للمؤسسة العسكرية السرائيلية هو الجنرال "يادين" البروفيسير فى التاريخ اليهودى،
وفى حرب 1956كان هذا المعبود هو الجنرال "موشى ديان" ،وفى حرب 1967
كان هذا البطل هو جنرال الجو "مود" ..أما فى حرب أكتوبر كان المر يختلف تماما
فقد رأت المؤسسة العسكرية خلق هذا المعبود الجديد ولكن لسباب سياسية ،وكان
يجب أن يكون البطل هذه المرة جنرال ليس كغيره من جنرالت إسرائيل
المعروفين ..جنرال له أكثر من شخصية ..وأكثر من ثوب ..وهذا ما انطبق على
الجنرال "إرييل شارون" الذى فرض نفسه ليصبح بطل لول حرب تهزم فيها
إسرائيل ،!!..وشارون هو بطل "الثغرة" التى كانت فى الساس أشبه "بالتمثيلية
التليفزيونية" وكان الغرض منها خلق أو صناعة العجل الذهبى الجديد وهو شارون..
كان شارون هو المرشح لمنصب رئيس الركان بدل من دافيد اليعازر ،وذلك قبل
حرب أكتوبر ،ولكن جولدا مائير وبنحاس سابير زعماء حزب العمل الموحد الحاكم
رفضا هذا التعيين واختارا الجنرال اليعازر بناءا على توصية من حاييم بارليف..
فعلى الفور تقدم شارون باستقالته من الجيش لينظم "قبل الحرب" حركة ليكود ،أى
حركة توحيد الحزاب اليمينية المعارضة ضد استمرار ائتل ف حزب العمل فى
الحكم ..ونجح شارون فى ايجاد وحدة حقيقية بين الحزاب اليمينية المتطرفة وعلى
رأسها حزب "حيروت"الذى يرأسه "مناحم بيجين"وكان نجاح شارون يعد نجاحا
لمخطط بيجين ،فمناحم بيجين هو الذى شجع شارون على الثورة ضد بقية زملئه فى
القيادة العسكرية السرائيلية ،كما شجعه على النضمام للمعارضة السياسية ،وكان
وراء جهود شارون لتوحيد المعارضة فى جبهة "ليكود" القوية" وكان هد ف بيجين
هو الحصول على شخصية شعبية قوية تزيد من شعبية حزبه فى النتخابات التالية
وكانت الشخصيات الشعبية فى ذلك الوقت من رجال الجيش السرائيلى ..ومع بداية
حرب أكتوبر تحتم على شارون العودة للجيش وتحت قيادة "جونين" الذى كان
مرؤسا له فى القيادة الجنوبية أى فى الجبهة مع مصر قبل استقالته ..ومنذ اللحظة
الولى اختلف شارون مع رئيسه المباشر الجنرال "شمويل جونين" واشتد الخل ف
بينهما حتى أدى إلى:
انهيار جونين واصابته بحالة "اكتئاب" لم تجد معها كل النصائح المقدمة إليه. -
قيام شارون بثلث هجمات مضادة ضد القوات المصرية إنتهت كلها بهزائم -
متتالية لقواته ،واحتلل القوات المصرية لمقر قيادته المتقدمة ،ومركز قيادة وسط
سيناء فى تل "كاتب الخيل".
بعد هذه الهزائم أصدر شارون أوامره بهجوم مركز مضاد بالمدرعات -
والدبابات ضد القوات المصرية فى الضفة الشرقية للقناة وبخاصة فى منطقة القنطرة
شرق ..وهو ما تسبب فى تلقى إسرائيل هزيمة ساحقة فى هذا الهجوم الذى انتهى
بتدمير كل اللواء رقم 190وأسر قائده "عسا ف ياجورى" ..وبعد هذه الهزيمة
الساحقة أقيل الجنرال جونين من منصبه كقائد للجبهة ،وأسندت المهمة لحاييم
بارليف ..وتحت ضغط مستمر من شارون أمر بارليف بشن سلسلة من الهجمات
المضادة فى محاولة لقطع القوات المصرية ،والوصول إلى الضفة الشرقية للقناة،
وانتهت كل هذه الهجمات بالفشل ،وبتدمير القوات السرائيلية بدرجة لم تشهدها
إسرائيل من قبل وأيضا بأسر عددا كبيرا من ضباط وجنود إسرائيل..وبناءا على ذلك
أمر شارون بالتوقف واتخاذ المواقف الدفاعية بدل من سلسلة الهجمات
الفاشلة..وتؤكد بعض التسجيلت النادرة والفريدة من نوعها والتى استمعت إليها لجنة
التحقيق الخاصة بهزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر )أجرانات( أن شارون نفسه هو
الذى أبلغ القوات السرائيلية المحاصرة فى بعض النقاط الحصينة بخط بارليف بأن
القوات السرائيلية تحت قيادته ل تستطيع أن تقدم لهم أية معونة ،وأن المر متروك
لهم ليسلموا أنفسهم للقوات المصرية أو يحاولوا التسلل إلى الخطوط السرائيلية إن
أمكنهم ذلك ..وعن عملية "الثغرة" أو المغامرة التى كلفت إسرائيل ثمنا باهظا من
الرجال والعتاد ..أكدت القيادة العليا السرائيلية أنها قد أصدرت أوامرها ثلث مرات
متتالية بالنسحاب من "الجيب" السرائيلى فى غرب القناة وذلك بسبب الخسائر
الفادحة الناتجة عن مغامرة الجنرال شارون الذى قام بدوره بتجاهل هذه المر!!..
وأكدت شهادة بعض العسكريين الذين شاركوا فى تلك المغامرة وذلك أمام لجنة
"اجرانات"أن منطقة عبور القوات السرائيلية "الثغرة"كانت أشبه بجهنم،
فالمصريين كانوا يدمرون كل شئ يتحرك من الجانب السرائيلى ،وكان الجنود
السرائيليون فى هذه المنطقة هدفا سهل للمدفعية المصرية ،كما كانوا هدفا واضحا
للطائرات المصرية القاذفة والمقاتلة ..وأكدت هذه العترافات فشل المغامرة
التليفزيونية ،وأصبح رجال الجيب أو الثغرة السرائيلية رهائن تحت تصر ف القوات
المصرية ،وفشلت هذه الورقة سياسيا وأسرعت إسرائيل بسحب قواتها إلى عمق
سيناء كما لم يتحقق الهد ف النفسى منها ولكن برز شارون كبطل لحرب يوم السبت
السود ليصبح بطل الهزيمة الولى لسرائيل!!..
قادة إسرائيل ومصير ما بعد الحرب..
قبل وأثناء حرب السادس من أكتوبر 1973كان يحكم إسرائيل جيل كامل منذ عام
،1948وكان هذا الجيل هو "الواجهة الديموقراطية" للحكم الديكتاتورى للمؤسسة
العسكرية السرائيلية التى كانت تحكم إسرائيل ،وكان لهذا الجيل دور فى خداع
الرأى العام المريكى ،حتى أعلنت بعض القلم العالمية أكثر من مرة أن إسرائيل
هى الدولة الوحيدة فى الشرق الوسط التى تمارس الديموقراطية ومن أبرز ممثلى
هذا الجيل:
" -دافيد بن جوريون" ..أول من خطط ورأس أول وزارة إسرائيلية ،وكان أول
من أعلن عن إنشاء الدولة الجديدة يوم 15مايو ،1948وقد توفى بن جوريون عقب
الحرب بشهرين فقط أى فى أول ديسمبر .1973
"ليفى أشكول" ..رئيس الوزراء الذى عاش أكبر حلم لسرائيل ..حلم انتصار -
حرب اليام الستة فى يونيو عام .1967
"موشى شاريت" ..أضعف رئيس وزراء إسرائيلى حيث أنه كان الوحيد بين -
ساسة إسرائيل الذى طالب بالتعايش مع الدول العربية..
"جولدا مائير" ..السيدة التى أطلقوا عليها "رجل إسرائيل القوى" والتى -
هاجرت من روسيا إلى أمريكا ثم إلى فلسطين..
"موشى ديان" ..الذى كانت الدعاية السرائيلية تصفه بأنه أكبر عقلية -
عسكرية فى القرن العشرين ،والذى إنهار تماما فى اليوم الرابع من حرب أكتوبر..
"دافيد اليعازر" رئيس الركان الذى شاهد أول هزيمةعسكرية إسرائيلية، -
والذى كان كبش الفداء للمؤسسة العسكرية ،ولموشى ديان نفسه وهو ما ترتب عليه
استقالته بعد إتهامه بالقصور والتردد..
وباستقالة جولدا مائير أثناء حرب أكتوبر ،ووفاة بن جورين اختفى هذا الجيل تماما
ليتولى القيادة جيل جديدا كان ممثل فى "اسحق رابين" أول جنرال يتولى رئاسة
الوزراء السرائيلية بعد أن انكشف للعالم كذب أسطورة الديموقراطية السرائيلية
الزائفة ،وأيضا تلشى أسطورة التفوق العسكرى السرائيلى الذى ل يقهر..فقد
انهارت الساطير على أيدى المصريين يوم السادس من أكتوبر عام .1973
* يوم الجمعة الخامس من أكتوبر 1973أين كنت سيدى رئيس الوزراء وأين كنت
فى اليوم التالى عند نشوب الحرب؟
-شارون :لقد بدأت الحرب وكنت فى المزرعة الخاصة بى فى مدينة زئيف عندما
جاءنى من يخبرنى إن الجيش السرائيلى يقوم باستدعاء الحتياط وإن فرقتى مطلوبة
على الفور أعطيت أوامرى باستدعاء الفرقة رقم 143مدرعة وأذكر إننى وقبل
الحرب بأسبوع كامل كنت فى زيارة لقناة السويس عندما لحظت إن هناك بعض
التحركات المصرية المريبة وأكدت للجميع إن المصريين ينوون الحرب ولكن أحدا
لم يصدقنى.
-شارون :ل أنكر إننى كنت أفعل ذلك وفكرت فى إنها مجرد نزهة ولكن الحقيقة إن
جنودى عاشوا جحيما ل يطاق فى هذا الوقت وكان الجميع يتخيلون إن المصريين لن
يستطيعوا التوغل فى سيناء أو حتى مجرد عبور قناة السويس ولكن المستحيل حدث
والمصريون خدعونا ولقد لحظت وبسهولة إن مصر تنوى تطوير الهجوم ومنحت
القيادات فكرة لشن عملية مضادة ضد القوات المصرية ولكن الجميع رفضوا هذه
الفكرة.
* إذا دعنا نتحدث عن الثغرة التى قدتها سيدى رئيس الوزراء وخضت بها حتى
غرب القناة؟!
-لقد بدأنا بالفعل الثغرة فى يوم الرابع عشر من أكتوبر وساتطعنا خلل فترة قصيرة
للغاية أن نصبح على بعد عدة كيلو مترات قليلة من القاهرة ذاتها وعلى الرغم من
الخسائر الضخمة التى تعرضنا لها إل إننا نجحنا فى ما كنا نصبوا غليه وضربنا
الجبهة المصرية فى عمقها وطلبت فقط أن نطور هذا الهجوم فى يوم السادس عشر
من أكتوبر خاصة وأن الوضع كان قد هدأ تماما على الجبهة المصرية ولكننى
فوجئت بأن كافة القيادات السرائيلية ترفض تطوير الهجوم.
-شارون الجميع رفضوا ذلك من موشيه ديان إلى جولدا مائير وبالنسبة لتلك الخيرة
فيجب أن أقول إن جولدا مائير قد تكون سياسية جيدة ولكنها أبدا لم تكن سياسية
بالثراء عسكرية بارعة فلقد سخر منها المصريون سخرية لم تحدث من قبل ولقد
تسببت هى ورفاقها فى تدمير إسرائيل تدمير تام وبدل من منح الخبراء العسكريين
فرصة العمل إذا بها تساهم فى قتل وأسر الل ف من المقاتلين اليهود.
وهكذا عندما درس الساسة الموضوع ووافقوا عليه سقطنا جميعا تحت وطأة الهجوم
المصرى فى الثامن عشر من أكتوبر !1973
ملف الصور