You are on page 1of 72

‫حكايات‬

‫عن الخوان‬

‫ج‪2‬‬

‫الستاذ عباس السيسي‬

‫موقع الصحوة‬
‫‪http://www.sahwah.net‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫القدمــة‬
‫بي يدى القارئ الكري الزء الثان من كتاب (حكايات عن الخوان)‪ ،‬ولبناء دعوة الخوان ف العال‬
‫السلمى حكايات ف مالت متنوعة بأناط متلفة‪ ،‬فالركة تصنع وجودا وتبز معال حية‪ ،‬فالركة دليل حياة‬
‫وقوة‪ .‬فالنسان الذى يعيش على وضع ثابت ل يتغي يصاب بالشلل والمود ) ولول دفع ال الناس بعضهم ببعض(‬
‫فتلطم المواج ف النار والبحار حركة حياة‪ .‬وركود الاء يفسده‪ ،‬والسلم الداعية حركة ونشاط وبناء أو إسلم‬
‫متحرك يشى بي الناس‪( ،‬فالسلم الذى يالط الناس ويصب على أذاهم خي من السلم الذى ل يالط الناس ول يصب‬
‫على أذاهم) ‪ 0‬حديث شريف ‪0‬‬

‫ومن هذه الركة تتشكل صور وأحداث للفرد‪ ،‬فإذا تكاثر الفراد ف جاعة فإن رصيدها يفيض بأنواع‬
‫متزاحة من الوقائع والصور والكايات الت تصنع تاريا ضخما ف شت مالت الياة على الساحة السلمية‬
‫الكبى‪ ،‬كان من الضرورى تشجيلها ما استطعنا للستفادة با ف التربية والتكوين فيما يصادف الخوة ف طريق‬
‫الدعوة من مواقف متشابة ف الركة والتصرف (والذكرى تنفع الؤمني) ‪0‬‬

‫ول أنسى حي زارتن أسرتى لول مرة ف سجن ليمان طرة بعد انتقالنا من السجن الرب عقب حرب ‪67‬‬
‫وقالت ل زوجت ‪ :‬لقد سعنا عن التعذيب الوحشى الذى أصابكم ف منتكم‪ ،‬وأحب أن أقول لك ‪( :‬بكرة تبقى‬
‫هذه الحداث حكايات) وفعلً ها نن نرويها حكايات‪ ،‬ولكنها حكايات ل تنسى؛ تروى للجيال عسى أن تكون‬
‫لم معال على طريق الدعوة والدعاة ‪0‬‬

‫ولن تتوقف مسية الدعوة الجاهدة عن مثل كثية من الكايات ‪0‬‬

‫فحرب العقائد ل رحم فيها ول نسب‬


‫فالبسـوا اللمــات وانتظــروا‬
‫فالرب سجــال إل البـــد‬
‫عباس السيسى‬
‫‪3‬ربيع الثان ‪1412‬هـ‬
‫‪ 12‬أكتوبر ‪1991‬م‬

‫رجل كحد السيف (‪)1‬‬

‫كان الستاذ حسن الضيب قاضيا بحكمة سوهاج ف أواخر العشرينات حي دخل عليه الرحوم الستاذ‬
‫ممد صبى أبو علم الحامى ف غرفة الداولة فتعانقا – فقد كانا أبناء دفعة واحدة وفرقت بينهما اليام – ورحب‬
‫القاضى بزميله الحامى وطلب له قدحا من القهوة وراحا يتحدثان حديثا وديا‪ ،‬وكان قد نشر ف الصحف أيامها أن‬
‫الرحوم صبى أبو علم سيعي وكيلً برلانيا لوزارة العدل‪ ،‬وعندما جاء ذكر ذلك أثناء حديثهما هنأة الضيب على‬
‫النصب الديد‪ .‬فقال له صبى أبو علم باسا‪(( :‬إذا كنت ترغب ف النقل إل مصر فقل ل وأنا أنفذ رغبتك فورا‬
‫بعد تعيين )) ‪0‬‬
‫‪ 1‬جريدة الوفد – العدد ‪11 – 1095‬صفر ‪ – 1411‬أول سبتمبر ‪0 1990‬‬
‫وكان الفراش – ف تلك اللحظة‪ -‬قد أحضر القهوة فأمره الستاذ الضيب بإرجاعها وهو يقول لصديقه‬
‫غاضبا ‪:‬‬

‫عن إذنك يا أستاذ سأفتح اللسة‪ ،‬وانصرف عنه دون تية‪ .‬والغريب أن الضيب ل يرو تلك الواقعة‪ ،‬ولكن‬
‫الذى رواها هو أبو علم نفسه‪ .‬على أن الكثر غرابة أن صبى باشا حي عي وزيرا للعدل بعد ذلك وقع اختياره‬
‫على الضيب ليشغل منصب مدير التفتيش القضائى‪ .‬يومها سأله أحد أصدقائه‪ :‬أل تد إل الضيب‪ ..‬هل نسيت ما‬
‫فعله معك؟ فقال الوزير الوفدى‪ :‬إن الضيب هو خي من يتقلد هذا النصب!‬

‫ومرت اليام وتغيت الوزارة فعي حافظ رمضان وزيرا للعدل وف عهده بدأ العداد للحركة القضائية‬
‫فاجتمع الوزير مع الضيب مدير التفتيش القضائى وانضم للجتماع كامل البهنساوى مدير مكتب الوزير ‪ ..‬وأثناء‬
‫ل‪:‬‬‫الجتماع سأل الوزير الضيب عن قاض بعينه فرد الستاذ الضيب قائ ً‬
‫‪ -‬ل يرق هذه الرة أيضا لقد ترك ف هذه الركة كما ترك من قبل ‪ .‬فسأله الوزير ف تعجب‬
‫صادق‪ :‬لاذا؟‬
‫‪ -‬فأجاب الضيب ف هدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬لنه حار !!‬
‫‪ -‬فقال البهنساوى للهضيب‪ :‬لحظ يا حسن بك أن القاضى قريب معال الوزير ‪0‬‬

‫‪ -‬فرد الضيب ف حسم ‪:‬‬


‫‪ -‬هذا ل يغي من أنه حار !!‬
‫‪ -‬وجاء العام الاسم ف حياته‪ ..‬عام ‪ ..1942‬ف ذلك الي تعرف إل الشيخ حسن البنا مرشد‬
‫جاعة الخوان السلمي وسرعان ما توثقت صلته به حت كان المام الشهيد يستشيه ف كل‬
‫صغية وكبية! وبعد مقتل البنا بشهور طويلة اختي حسن الضيب مرشدا الماعة الخوان‬
‫السلمي وتت مبايعته ف ‪17‬أكتوبر ‪0 1950‬‬

‫وقامت الثورة فأيدها الضيب‪ ..‬لكن اللف سرعان ما وقع بينهما فاعتقل للمرة الول ف ‪12‬يناير ‪ 1954‬ث‬
‫أفرج عنه خلل أزمة مارس من نفس العام ‪ ..‬ث اعتقل للمرة الثانية عقب تثيلية النشية الشهية حيث لقى صنوفا غي‬
‫مسبوقة من الوان‪ ،‬ويكفى أن نعلم أن جنود السجن الرب كانوا يضربونه بالسياط ويركلونه بأحذيتهم‪ ..‬ترى هل‬
‫تعود تلك اليام الكئيبة ؟ ‪0‬‬

‫شهادة داعية ( )‬
‫‪1‬‬

‫يقول الشيخ ممد الغزال ‪:‬‬

‫‪ 1‬مسجلة لواء السلم السنة ‪ – 44‬العدد ‪ – 3‬ذى الحجة ‪0 5/6/1989 – 1409‬‬


‫من أجل نعم ال عندى أن عرفت المام حسن البنا‪ ،‬وكنت من تلمذته الوائل‪ ،‬ومن البلغي الثابرين ف‬
‫الدرسة الت أسسها‪ ،‬وهى من أعظم الدارس ف تاريخ الدعوة السلمية‪ .‬وقد صاحبته ووفيت له وبقيت على عهده‬
‫بعد ما اغتاله الستعمار العالى ‪0‬‬

‫ث جاء الستاذ حسن الضيب ونشأت ف علقتنا غيوم ما لبثت أن تقشعت‪ ،‬كان رحه ال خللا وبعدها‬
‫أرضى ال وأقرب إل التقوى‪ ،‬وقد تلقينا وتصافينا وقاتلت عنه الستبداد السياسى ومات وأنا أدعو له ‪0‬‬

‫ث جاء الستاذ عمر التلمسان‪ ،‬وكان آية ف طيب النفس ونقاء السريرة وحب الخوة‪ ،‬وقد آزرته وأيدته‬
‫حت لقى ال راضيا مرضيا‪.‬‬

‫واليوم نن مع الستاذ ممد حامد أبو النصر أطال ال بقاءه‪ ،‬وأمده بروح من لدنه‪ ،‬وهو من الجاهدين‬
‫الوائل‪ ،‬له خلقه الزاكى وسبقه الشهود‪ ،‬وسنظل إن شاء ال نعمل جيعا معه لدمة السلم ‪0‬‬

‫إن ديننا أهم من أشخاصنا‪ ،‬وآمالنا ذابت ف مستقبله وف رد العدوان عنه‪ ،‬ونن الخطار الحدقة بأمتنا من‬
‫كل جانب ‪0‬‬

‫ونناشد الذين يكتبون عنا أن يتقوا ال ف أمتنا وعقيدتنا‪ ..‬إن صفنا واحد‪ ،‬وهدفنا واحد‪ ،‬وف رحلة العودة‬
‫إل ال أعاف الشتغال بالفت‪ ،‬وأسال ال ل ولخوان الغفرة ‪0‬‬

‫ل ‪ ..‬للصائغ‬

‫يتحدث الشيخ نيب الطيعى عن الزواج وحديث ((إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه‪ ،‬إل تفعلوا‬
‫تكن فتنة ف الرض وفساد كبي)) فيتحدث عن أن الناس أصبحوا ينظرون ويقيمون الناس حسب أعراض من الدنيا‬
‫الزائلة ل حسب الوهر الباقى من الدين واللق والمانة‪ ،‬ث يروى بعد ذلك قصة زواج ابنته‪ ،‬فقد تقدم لطبتها ذات‬
‫مرة صائغ فقال له ‪:‬‬
‫‪ -‬يا بن أنت صائغ فل أزوجها لك ‪0‬‬

‫* لن صائغ ل تزوجها لـــى ؟‬


‫‪ -‬نعم ‪0‬‬

‫* إن أملك شقة ‪6‬حجرات ‪0‬‬

‫‪ -‬وماله ‪0‬‬

‫* إن أملك سيارة أذهب با إل الامعة وسأصحبها با إل جامعتها ف الزهر ‪0‬‬

‫‪ -‬وما له حت لو كان معك بساط سليمان ل أريدك ‪0‬‬


‫‪0‬‬ ‫* سأدفع ما تريد لا من مهرولن آخذها إل بفردهـا‬
‫‪ -‬ولو ‪0‬‬

‫* وأب رجل صال وأنا أصلى ‪0‬‬

‫‪ -‬وما له ولكن ل أرضاك فأنت حليق وتشرب سجائر وصائغ ‪0‬‬

‫أتدرى ما معن صائغ؟ ‪ ..‬أى أنك تريد امرأة تلبسها (الغويشة) فتمسك لا يدها وتضع لا صابونا‬
‫لتدخلها‪ ..‬ث تأتى لك امرأة لتشترى ((حلق)) فتمسك أذنا وتلبسه لا وتقول ‪ :‬ال ‪ ..‬أما شياكة ‪ ..‬اللق ده حينطق‬
‫عليك ‪ ..‬فأنا ل أعطى لك ابنت ‪ ..‬عليك أن تبحث عن زوجة من اللواتى تلبسهن ((الغوايش واللقان)) تليق بك‬
‫وتفرح بك وتسعدك ‪ .‬أما ابنت فل ترضى بك ‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫* إذن اسألا‬

‫‪0‬‬ ‫‪ -‬ل يا بن دون أن أسألا ‪ ..‬وأنا وليها الجب‬

‫وبعد أسبوع يضر شاب أعمى وهو طالب علم وليس معه نفقة – أى فقي – ويقول له ‪:‬‬
‫* القيقة أنا أريد أن أكون عالا مثلك ‪0‬‬

‫‪ -‬يا بن إن الستقبل أمامك باهر وأنت الن ف السنة الثانية بالزهر وسوف تنهى دراستك ويكون الطريق أمامك‬
‫مفتوحا للدراسات العالية وغيها ‪0‬‬

‫وظل يبث فيه روح الماسة وهو ما زال تلميذا ث قال للشيخ نيب ‪:‬‬
‫* ولكن أنا مفتقر إل من يقرأ ل ول يكن أن أنال هذه النعمة إل إذا تزوجت زوجة صالة ول يكن أن أجد‬
‫الزوجة الصالة الت أبتغيها إل عند الشيخ ( يقصد الشيخ نيب الطيعى ) ‪0‬‬

‫‪ -‬إذن فأنت تطب ابنت ‪0‬‬

‫* نعم ‪0‬‬

‫‪ -‬فانظر حت أسألا ‪0‬‬

‫انظر وقارن بي إجابته للصائغ وإجابته للطالب العمى الفقي ماذا كانت ‪0‬‬

‫ث ذهب إل البيت لمها وسألا وقال لا ‪:‬‬


‫‪ -‬إن ابنتك جاء لا خاطب أعمى ‪0‬‬

‫فضربت الم على صدرها وقالت ‪:‬‬


‫• إنا صغية وجيلة وقد أنت دراستها للثانوية العامة لتوها فكيف هذا ؟!‬

‫‪ -‬ولكننا ل نزوجها من أجل كل هذه العتبارات‪ ..‬إن النب ‪ r‬قال ‪(( :‬إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه‬
‫إل تفعلوا تكن فتنة ف الرض وفساد كبي)) فقول ل رأيك بسرعة ‪ ..‬إنه رجل على دين وشاب صال وطالب علم‬
‫وشريف ومنسب ومن نسل الصطفى عليه الصلة والسلم‪ .‬اتركى هذا الكلم وأنه أعمى وغيها فليس لذا دخل ف‬
‫الوضوع‪ .‬احضرى ل إخوتا ‪0‬‬

‫وكان هذا ف الثانية عشرة مساءً فقال لم ‪:‬‬

‫‪ -‬يا أولد ‪ ..‬فلن ‪ ..‬هل تعرفونه ؟‬


‫* نعم نعرفه ‪0‬‬

‫‪ -‬ما رأيكم فيه؟‬


‫* هو شاب نبيل وشريف وعاقل وعال ومثقف وحكيم ‪0‬‬

‫‪ -‬هل هذه الصفات تليق به لن يكون زوجا لختكـم ؟‬


‫* ونعم ‪ ..‬أهلً وسهلً ‪ ..‬على العي والرأس‬
‫‪ -‬وما رأيك أنت ‪ ..‬فأنت صاحبة الرمة فما رأيك؟‬
‫* ما ترونه وما يراه والدى أوافق عليه ‪0‬‬

‫وبعدها يدخل الشيخ نيب الطيعى السجن بعد أن وافق على زواج الشيخ الشاب دون شبكة وما شابها‬
‫فهو ل يلك ‪0‬‬

‫وف إحدى الزيارات يسأل أبناءه هل يأتى خطيب أختكم لزيارتكم فقالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬فقال ‪:‬‬

‫‪ -‬إن هذا ل يصح ‪ ..‬هل تلسون معهم ؟‬

‫‪0‬‬ ‫* نعم‬
‫‪ -‬ولاذا (( تذنبون)) أنفسكم ‪ ..‬اذهبوا فأتوا عقد الزواج ‪0‬‬

‫ث حضر لزيارتى بعد عقد زواجه على ابنته وهى تسكه من يده وهو طويل القامة ويلبس اللبس الزهرية‬
‫وعلى عينيه نظارة سوداء وكان بيننا الشبكة الخصصة للكرة الطائرة فشبكت ف عمامته فوقعت ووقعت النظارة ‪..‬‬
‫والناس ل تلحظ أنه أعمى إل حينما اننت زوجه لتحضر له نظارته‪ ..‬ويتأثر رجل بذا النظر ويدعو على عبد الناصر‬
‫الذى كان سببا ف تشتيت الناس وسجن ذويهم فقال داعيا عليه ((اللهم نكس أعلمك يا عبد الناصر)) وأحس‬
‫الشيخ نيب بأن الدعاء يرج من قلب الرجل وهو يعرفه ويعرف سته وصورته‪ .‬وبعد أيام يرج الشيخ نيب من‬
‫السجن بعد وفاة عبد الناصر وكان أمام منله مدرسة إساعيل القبان الثانوية وظل عليها العلم منكسا ‪40‬يوما فتذكر‬
‫دعاء الرجل الذى قال ‪(( :‬اللهم نكس أعلمك يا عبد الناصر)) فما زال الدعاء يتردد ف أذنه وقال ‪ :‬إن أبواب‬
‫السماء فتحت لذا الدعاء ‪0‬‬

‫ث يكمل الشيخ نيب القصة فيقول ‪:‬‬


‫‪ -‬الن زوج ابنت معلم ف السعودية‪ ،‬أستاذ ف معهد النور وله ولد وابنه‪ ،‬وابنت سعيدة بل أسعد ألف مرة ما لو‬
‫كانت تزوجت الصائغ صاحب الشقق والملك والسيارات‪ ..‬لنا ف كنف رجل صال يصونا ويفظها‪ ،‬وهى بذا‬
‫تقرأ له دروسه وتضرها له وينفع ال با السلمي فهى نفسها على ثغرة من ثغور الدين ‪0‬‬

‫فالمر يتعلق بأن ينشرح صدر النسان السلم لحكام الشريعة ول يدخل فيها شهوة النفس فإن أدخل فيها‬
‫شهوة النفس تولت حياته إل حياة قاسيةل يرضى با مهما أوتى (( لو أعطى ابن آدم ملء الرض ذهبا لا رضى‬
‫‪0‬‬ ‫به ول يل عي ابن آدم إل التراب ))‬

‫فكرة ‪ ..‬للستاذ مصطفى أمي‬


‫حول الستاذ حسن الضيب ( )‬
‫‪1‬‬

‫عرفت الستاذ حسن الضيب أول ما عرفته ف عام ‪ 1939‬وكنت رئيسا لتحرير ملة آخر ساعة وأرسلت‬
‫الفوضية اللانية بالقاهرة خطابا إل وزير الارجية تتج على لنن كتبت مقالً قلت فيه ‪ :‬إن هتلر ديكتاتور‪ ،‬وإن‬
‫هذه الهانة للفوهرر‪ ،‬وطلب الوزير اللان تقديى إل مكمة النايات‪ .‬واتصل وزير الارجية بوزير العدل‪ ،‬واتصل‬
‫وزير العدل بالنائب العام‪ ،‬وقرر النائب العام تكليف رئيس النيابة الستاذ الضيب بقابلت‪ .‬واستقبلن رئيس النيابة‬
‫مقابلة ودية ل أتعود أن ألقاها من رؤساء النيابة الذين يققون معى ف قضايا الصحف ‪0‬‬

‫وبدأ حديثه وسألن عن أى نوع من القهوة أود أن أشرب‪ ،‬وطلبت قهوة مضبوط‪ ،‬فطلب ل رئيس النيابة‬
‫القهوة ث طلب واحد ليمون‪ ..‬وبعد ذلك قال ل‪ :‬أنت متهم بأنك أهنت الر أدولف هتلر رئيس دولة ألانيا‪ .‬قالا‬
‫بدوء بنفس النبة الت طلب با ل واحد قهوة وواحد ليمون‪ .‬وكأنه يقول أهلً وسهلً وحشتنا وآنستنا‪ ،‬قلت له ‪:‬‬
‫أنا ل أهن هتلر‪ ،‬أنا قلت عنه القيقة ‪0‬‬

‫قال الضيب ‪ :‬أنت قلت إنه ديكتاتور وطاغية وأنه قضى على حقوق النسان ف ألانيا؟ وسألت رئيس‬
‫النيابة‪ :‬وهل هو ديكتاتور أم ل؟ قال ضاحكا ‪ :‬الفروض أنن أنا الذى أسألك ل أنت تسألن! قلت ‪ :‬الفروض أن‬
‫يقول وزير الانيا الفوض أنن نسيت إل هتلر أنه قضى على حرية الصحافة بينما أن الصحافة حرة ف ألانيا‪ ،‬وأنه مل‬
‫بلده بالعتقلت‪ ،‬وأنشأ الحاكم الستثنائية بينما القيقة أنه ل معتقلت هناك ول ماكم استثنائية ‪0‬‬

‫قال الستاذ الضيب‪ :‬اطمئن إنن لن أقدمك لحكمة النايات لنن أعتقد معك أنه ديكتاتور‪ ،‬وذمت ل تقبل‬
‫أن أقدم بريئا إل الحاكمة‪ ،‬وكل الطلوب منك أن تقول ف التحقيق أنك ل تقصد إهانة هتلر ‪0‬‬

‫وأمر الستاذ حسن الضيب بفتح الحضر وسألن هذا السؤال وأملى على كاتب التحقيق الجابة وأمرن‬

‫‪ 1‬جريدة الخبار المصرية – ‪6‬شوال ‪1406‬هـ – ‪12‬يونيو ‪1986‬م العدد ‪ 10630‬السنة ‪0 34‬‬
‫‪0‬‬ ‫بالنصارف ول يطلب من أن أدفع كفالة كما طلب النائب العام‬

‫ولحظت وأنا أتدث إل الضيب أنه رجل قليل الكلم‪ ،‬نتوهم أنه صارم بينما هو رجل رقيق‪ ،‬هادئ فيه‬
‫طيبة متزجة بالذكاء الاد ‪ ،‬قوى اللحظة‪ ،‬ث عرفته بعد ذلك ف سجن ليمان طرة ‪0‬‬

‫كانت زنزانته بوار زنزانت‪ ،‬جذبن صموده وقوة احتماله‪ ،‬يقابل البطش بابتسامة سخرية‪ ،‬ويرد على الظلم‬
‫باليان‪ ،‬يناقشك بدوء‪ ،‬ل يغضب ول يتد ول يشكو‪ ،‬حرموه عدة شهور من أن يتلقى أى خطاب من زوجته‬
‫وبناته‪ ،‬وكان أولده مسجوني ف سجن آخر‪ ،‬وكلفت إحدى تلميذاتى أن تتصل بابنته الدرسة بكلية طب قصر‬
‫العين لتقول لا إن والدها بي‪ ،‬هذه هى الرسالة الوحيدة الت رضى أحلها لسرته‪ ،‬لقد منعوا عنه السجاير ( )‪،‬‬
‫*‬

‫ومنعوا عنه الزيارات‪ ،‬ومنعوا عنه الدوية لعدة أسابيع ومع ذلك كان يبتسم ويضحك ويقول‪ :‬صحت الن أحسن ما‬
‫كانت خارج السجن ‪0‬‬

‫كان يمد ال على أنه يعيش ف زنزانة !‬

‫‪0‬‬ ‫ل نعرف قيمة العادن إل عندما ندخلها النار‬

‫‪00‬‬ ‫ولدى‬
‫بقلم العال الليل الستاذ أحد عبد الرحن البنا‬

‫روى الترمذى عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول ال ‪ r‬قال ‪ (( :‬ما نل() والد ولدا من نل‬
‫أفضل من أدب حسن )) ‪0‬‬

‫ولقد تنيت منذ بنيت أن يهبن ال تعال ولدا صالا‪ ،‬أحسن أدبه وتربيته ليكون نسلً صالا وخيا جاريا‬
‫وأثرا باقيا‪ ،‬فاستجاب ال دعوتى وحقق أمنيت ووهبن غلما ذكيا سيته ((حسن البنا)) ‪0‬‬

‫تعهد ال ولدى بعنايته منذ صغره وحفظه بعنايته من كل ما يضره ويؤذيه‪ ،‬فلقد عرضت له حية وهو ف‬
‫مهده فاستعنت ال تعال فصرف أذاها عنه‪ ،‬وخرت عليه السقف ف أول منل لنا ببلدة الحمودية‪ ،‬وكان معه أخوه‬
‫عبد الرحن فأناها ال تعال بأن علق السقف على السلم وحاها بسلم البيت الذى ل يبلغ أكبها طوله بعد‪ ،‬وظل‬
‫ولدى تت السقف‪ ،‬حت رفعت النقاض‪ ،‬وأكرم ال به أخاه فخرجا سالي ‪0‬‬

‫وأحاطت به ذات يوم كلب تنبحه حت روعته فألقى نفسه ف ترعة تسمى (الرشيدية) وكانت تصطخب‬
‫بياه النيل وقت فيضانه فألقاه اليم بالساحل والتقطته بسيدة من سيدات البلدة وناه ال من الغرق لفضله ومنته ‪0‬‬

‫* من المعروف أن السجاير هى العملية المتداولة فى السجون بدلً من النقود لشراء ما يلزم داخل السجن ‪0‬‬
‫ل تكن نشأة ولدى نشأة عادية فمنذ تفتحت طفولته تفتحت معها قريته‪ ،‬وبدأ يسأل عن الكون وصانعه‬
‫والقمر ومبدعه‪ ،‬ولحت فيه نابة مبكرة فأحفظته القرآن وعلمته السنة وأدبته أدبا حسنا‪ ،‬ولا ألقته بدرسة العلمي‬
‫الولية ببلدة دمنهور أظهر تفوقا عجيبا ونشأ على الصلح والزهد والعبادة‪ ،‬وكان أو فرقته ف كل مراحل تعليمه‬
‫وتطى زملءه ف الدراسة‪ ،‬وقدم لللتحاق بالقسم العال بدار العلوم متزلً بذلك أربع سنوات هى مدة الدراسة‬
‫التجهيزية بدار العلوم ‪0‬‬

‫وقصد القاهرة ل يعرف فيها أخا ول صديقا‪ ،‬ونزل ضيفا على ال تعال ف بيته وأقام ف ((الامع الزهر))‬
‫ولا ترج ف دار العلوم كان أول فرقته ف امتحان الدبلوم ‪0‬‬

‫ورغبت وزارة العارف ف إيفاده إل بعثة أوربا‪ ،‬فرفض البعثة لمر يريده ال تعال وعي ف مدرسة‬
‫الساعيلية وفيها كان ميلد الدعوة‪ ،‬حيث أسس فكرته وأنشأ (( جاعة الخوان السلمي)) ‪0‬‬

‫دوت فكرة ولدى ف أرجاء الدنيا‪ ،‬وانتشرت دعوته ف أقطار العال السلمى‪ ،‬وشغلت رسالته ذوى الفكر‬
‫والعقول‪ ،‬وانتظمت مدرسته شباب الامعات‪ ،‬والزهر الشريف‪ ،‬وجدد ال به دعوة السلم ف القرن العشرين‪،‬‬
‫وأضاء من نور فكرته قبس ف كل بيت‪ ،‬ولع من وهج دعوته سراج ف كل ميط‪ ،‬ووثق ال به الروابط بي الخوة‪،‬‬
‫ومت به العلئق بي العشائر )لو أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم ولكن ال ألف بينهم( (النفال‪)63:‬‬
‫‪0‬‬
‫وامتدت إليه اليدى الثة ف الليال السوداء وتآمرت على اغتياله دون أفسدها البغى وأبطرها الث وأضلها‬
‫العدوان‪ ،‬جردوا ولدى من سلحه وعزلوه عن أنصاره‪ ،‬واستخدموها ف زلزة أمنة وإزهاق روحه وبذلوا الموال‬
‫وأنفقوا الهود )مكروا مكرهم وعند ال مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه البال( (إبراهيم‪0)46 :‬‬

‫وظن فرعون وقد عل ف الرض أنه ل تناله يد ال وظن الثون الجرمون أنم قد أفلتوا من القصاص‪،‬‬
‫فأخذ ال تعال بنواصيهم وزلزل الرض من تت أقدامهم ‪0‬‬

‫أحد عبد الرحن البنا‬

‫قضية الشيخ الودن (‪)1‬‬

‫الشيخ ممد الودن ‪ ..‬هل سعت به؟ إنه عال أزهرى جليل كان بيته ف الربعينات وأوائل المسينات‬
‫مقصدا للمئات من الدنيي والعسكريي‪ ،‬من عرفوا قدره وآمنوا بفكره‪ ،‬وراحوا ينهلون من علمه‪ ،‬ويتفقهون على‬
‫يديه ف أمور دينهم ودنياهم‪ .‬ولعل الكثيين ل يعرفون أن عبد الناصر كان صديقا حيما للشيخ هو ومعظم الثوار ‪0‬‬

‫وحي أستول الضباط على السلطة ف ‪23‬يوليو تلل الشيخ ومعه جوع الخوان السلمي ول عجب‪ ،‬فقد‬
‫‪ 1‬جريدة الوفد – السبت ‪22‬ربيع الخر ‪1411‬هـ – ‪10‬نوفمبر ‪1990‬م ‪0‬‬
‫اعتقدوا أنه قد آن الوان لتحقيق حلمهم ف إقامة الجتمع السلمى ‪ ..‬يومها خرج والد الشهيد حسن البنا من‬
‫عزلته‪ ،‬وذهب إل الركز العام للخوان السلمي‪ ،‬وكانت تلك هى الرة الول الت يدخل فيها إل مقر الخوان بعد‬
‫ل‪:‬‬‫استشهاد ولده‪ ،‬فصعد إل النب‪ ،‬ث استدار إل جوع الخوان قائ ً‬

‫أيها الخوان اليوم تققت رسالتكم‪ ..‬إنه فجر جديد بالنسبة لكم‪ ،‬وي جديد للمة‪ ،‬فاستبقوا الفجر أيها‬
‫الخوان! لكن اللم تلشى ‪ ..‬تبدد واستيقظ الميع على الشمس وهى ف كبد السماء‪ ،‬لظتها‪ ،‬أدرك الكل‬
‫مذهولي أنم قد شربوا مقلب العمر‪ ،‬وشيئا فشيئا تباعد الضباط عن الشيخ الذى ل يتغي رغم تغي الظروف من‬
‫حوله ‪0‬‬

‫ل يفقد صراحته‪ ،‬ول تفارقه شجاعته‪ ،‬فراح ينتقد تصرفات الثوار ف كل مكان‪ ،‬ذات يوم فوجئ الشيخ‬
‫باللواء عبد الكيم عامر يزوره بل سابق موعد ليعرض عليه منصب شيخ الزهر‪ ،‬ف الال أدرك الشيخ أن ذلك‬
‫العرض ليس لوجه ال‪ ،‬ولكن لجباره على السي ف الركاب‪ ،‬فرفض بإصرار‪ ،‬فأمر ناصر بتحديد إقامته وبث العيون‬
‫حوله لترصد مقابلته وتسجل عليه كلماته‪ ..‬ث واتت النظام فرصة التخلص منه‪ ،‬حي قبضت الباحث العامة على‬
‫أعضاء جاعة الخوان السلمي عام ‪ ،1965‬فقبضت عليه هو الخر‪ ،‬ول تكتف الباحث بسجنه وحده ولكنها‬
‫سجنت أيضا أولده الربعة‪ ،‬وكالعادة وجهت إليه السلطة التهمة الشائعة ف ذلك الوقت ((الشتراك ف تنظيم‬
‫القصد منه قلب نظام الكم واغتيال الرئيس وكافة وزرائه)) وعندما أنكر الشيخ التهمة قال له شس بدران ف هدوء‬
‫‪:‬‬

‫قل ماشئت ولكن سأجعلك تكتب ما أريده أنا !‬

‫وطلب الشيخ من شس أن يأمر رجاله بإحضار طقم أسنانه الذى نسيه ف بيته فوعده شس بذلك‪ ،‬وف اليوم‬
‫استدعاه ليؤكد على ضرورة العتراف با هو منسوب إليه‪ ،‬فلما رفض الشيخ مرة أخرى‪ ،‬أمر شس يسحق طقم‬
‫أسنانه الذى كان قد أحضره بالفعل من بيت الشيخ‪ ،‬وهكذا اضطر الرجل أن ((يرغط)) الطعام طوال فترة سجنه ‪..‬‬
‫ث بدأ التعذيب ‪ ..‬ولا كان الشيخ قد تاوز الثماني من عمره وليس ف قدرته تمل الفلكة ول السياط السودانية‬
‫الغموسة ف الزيت ‪ .‬فقد ابتكر شس بدران طريقة جديدة لتعذيبه ل يستعملها إل معه ومنع الستشار حسن‬
‫الضيب‪ ..‬فماذا فعل شس بدران؟ لقد أمر ببس الرجل العجوز ف زنزانة واحدة مع عدد كبي من الكلب ‪0‬‬

‫كانت الكلب تقفز حوله‪ ،‬وتتبز على ملبسه‪ ،‬وكان الشيخ ل يستطيع أن يقرب الطعام إل بعد أن تشبع‬
‫الكلب فيمد يده إل ما بقى منه لكى ((يزغط))‪ ،‬وبرور الوقت أصبحت رائحة الزنزانة ل تطاق بأى حال من‬
‫الحوال‪ ،‬وما زاد الطي بلة أن الكلب أصيبت أطرافها بالشلل من شدة رطوبة الزنزانة فأصبحت ل تكف عن‬
‫ل أو نارا !‬
‫النباح لي ً‬

‫وف منتصف ديسمب ‪ 1965‬خرج الشيخ من زنزانته لكى يذهب إل خيمة من تلك اليام الت نصبت‬
‫لوكلء النيابة ‪ ..‬يومها فوجئ الرس بقذارة ملبسه‪ ،‬والرائحة النتنة الت تنبعث منه‪ ،‬فأمره أحدهم بالذهاب إل‬
‫ل‪:‬‬
‫المام للستحمام بالاء البارد فرفض الشيخ قائ ً‬

‫هل هذه وسيلة جديدة لقتلى‪ ..‬هل نسيتم أننا ف عز الشتاء ؟‪ .‬فلما رأى النود إصراره على الرفض سكبوا‬
‫عليه الاء البارد بالقصارى!!‬

‫وأخيا ذهب الشيخ إل النيابة الت ل تكن تتلف أيامها عن رجل السجن الرب‪ ،‬فشرح لم موقفه مقسما‬
‫بأغلظ اليان بأنه ل علقة له با كان يدور‪ ،‬وعندما خرج الشيخ من اليمة استدعاه حزة البسيون وأمر اللق‬
‫بلق ليته ونصف شاربه حت يعله أضحوكة الميع ث أمر ضباطه قائلً ‪:‬‬

‫انتفوا ما بقى من ليته شعرة‪ ،‬شعرة‪ ،‬فلما نفذ الضباط المر‪ ،‬التقت شس إل الشيخ وقال له ف حسم‪:‬‬
‫عليك بعدها ((أى شعيات ذقنه)) فراح السكي يفعل ما أمر به‪ ،‬حت إذا ما انتهى من العد‪ ،‬فوجئ بمزة ينهال عليه‬
‫ضربا بجة أنه قد أخطأ ف العد ‪00‬‬

‫وذهب ((النتف)) بعظم ذقنه ورغم ذلك أصر شس على انتزاع ما بقى فيها فأمر رجاله برق ذقن الشيخ‬
‫بأعواد الكبيت وبإطفاء السجائر فيها أيضا حت تورم صدغه تاما‪ ..‬ويقول الستاذ ممد شس الدين الشناوى‬
‫الحامى وكان بدوره من استضافهم السجن الرب ف ذلك الوقت ‪:‬‬

‫فوجئت ذات يوم ف أواخر ديسمب ‪ 1968‬بأحد الراس يدخل إل زنزانت ويصحبن معه لدارة السجن‪،‬‬
‫وهناك علمت بأنه قد صدر قرار بالفراج عن‪ ،‬ونظرت فوجدت حول بعض العتقلي من قيل إنه قد أفرج عنهم‬
‫ومنهم أولد الشيخ الودن الربعة‪ ..‬وأثناء عملية إتام الجراءات حضر شس بدران فلمحن ونادان وقال ل ‪:‬‬

‫إذا كنت تريد حريتك ‪ ،‬فعليك أن تقول إن الشيخ الودن أرسلك إل احد الخوان ف طنطا لتطلب منه أن‬
‫يضر لقابلة الشيخ للتفاق على قلب نظام الكم‪ ،‬وتقول أيضا إن الشيخ مرتبط بجموعة من ضباط اليش‪ ،‬هتف‬
‫ل‪:‬‬‫الحامى قائلً‪ :‬ل يدث شىء من هذا فصرخ شس بدران قائ ً‬

‫أتظنون يا أولد الكلب أن التعذيب قد انتهى ‪ ..‬تعال يا صفوت‪ .‬ويقول ممد شس الدين الشناوى‪ :‬وأثناء‬
‫إحضار الفلكة أمسك شس بسماعة التليفون وطلب الرئيس جال عبد الناصر وقال له ‪:‬‬

‫معلش يا بابا‪ ،‬أستأذنك ف إلغاء الفراج عن شس الدين الشناوى‪ ،‬وأعدك أ‪ ،‬أحصل منه على اعتراف يدين‬
‫الشيخ الودن‪ .‬وراح صفوت ورجاله يارسون عملهم الكريه ف تعذيب شس الشناوى لكنهم ل يظفروا منه بطائل‪..‬‬
‫وأخيا فشل الزبانية ف الصول على أى دليل ضد الشيخ‪ ،‬فقدموه إل مكمة الدجوى بتهمة غريبة قررها قانون‬
‫العقوبات ف عهد الرية الذبيحة هى (( علم ول يبلغ)) !! كتاب ((مذابح الخوان السلمي لابر رزق)) ‪0‬‬
‫وحكم على الشيخ بالسجن لدة سنة‪ ،‬ولا كان قد أمضى ما يزيد على العقوبة ف السجن الرب‪ ،‬فقد ت‬
‫الفراج عنه‪ ،‬وما هى إل شهور قليلة حت استدعته جامعة اللك عبد العزيز ليعمل أستاذا با‪ ،‬وظل هناك إل أن مات‬
‫ودفن باليقيع بوار الصحابة رضوان ال عليهم ‪0‬‬

‫ومات الشيخ الودن الرجل الطيب الذى صدق مزاعم الثوار‪ ،‬فغمره الفرح صبيحة استيلئهم على السلطة‪،‬‬
‫دون أن يدرى أنه كان على موعد مع نظام ل يسبق له مثيل ف تسلطه وجبوته‪ . .‬ث كانت النهاية الت توقعها عقلء‬
‫هذه المة هزية ساحقة ل يسبق لا مثيل‪ ،‬وخراب شامل ف كافة اليادين‪ ،‬وإفلس ليس له نظي‪ ،‬وارفع رأسك يا‬
‫أخى فقد مضى عهد الستعباد !‬

‫صلح السوان‬

‫إل الطار‬

‫كنت ف الكويت مسافرا إل عمان ف الردن‪ .‬وف الصباح ارتديت بدلة غي الت كنت أرتديها بالمس‪،‬‬
‫وعند خروجى وضعتها ف السيارة وكلفت أحد الخوة أن يرسلها للغسيل والكوى بعد أن فتشتها وتأكدت من أنا‬
‫خالية من الوراق ‪0‬‬

‫وتوجهت السيارة إل الطار ‪ ..‬وعند العرض على اليزان وتهيز التذكرة‪ ..‬تبي أنن نسيت التذكرة ف‬
‫النل‪ .‬وأسرعت بالسيارة وف منتصف الطريق خطر لنا أن نراجع البحث عن التذكرة ف البدلة الوجودة ف السيارة‬
‫ربا نعثر على التذكرة‪ ،‬ورغم أننا قمنا بتفتيشها من قبل‪ ،‬إل أننا وجدنا التذكرة فيها ‪0‬‬

‫وأسرعنا إل الطار واستطعنا أن نر من الوازات قبل مغادرة الطائرة بدقائق – ولكن عند وصول إل صالة‬
‫القلع قيل لنا ‪ :‬إن الطائرة سوف تتأخر عن القلع حوال ساعة‪ ..‬وبعد ساعة أخذنا مقاعدنا ف الطائرة وكان‬
‫يلزمن ف هذه الرحلة أستاذ ف جامعة الكويت من سوريا‪ ..‬وبعد أن أستقر بنا القام دقائق – نودى علينا – بغادرة‬
‫الطائرة ‪ ..‬حيث يشتبه بأن تكون على الطائرة (قنبلة) ونزلنا وغادرت الطائرة مطار الكويت ‪ ..‬وعندما وصلنا إل‬
‫ساء مطار عمان‪ .‬ظلت تطي فوق الطار دون أن تبط‪ ..‬وقيل لنا إن هناك معانعا على المر‪ ..‬وربا تغادر الطائرة إل‬
‫مطار دمشق ‪00‬‬

‫وحي علم بذلك الخ الستاذ السورى‪ ..‬أكفهر وجهه‪ ..‬لا يعرف ما سيكون عليه من خطر لو نزل ف‬
‫مطار دمشق‪ ..‬كما هو معلوم من منة الخوان ف سوريا ‪ ..‬وقد حدث ل بعض ما حدث له من خوف‪ ..‬ولكن‬
‫أسرعت فقلت له‪ :‬يا أستاذ دعها ل تعال يدبرها بعرفته‪ .‬فقال (ألست من الخوان السلمي مثلى وسيكون مصيى‬
‫نفس مصيك؟! قلت له ‪ :‬بلى ‪ ..‬لكن عندما يعلم (السد أن السيسى قادم) سوف يضر إل الطار كى يستقبلن‪،‬‬
‫لننا من فصيلة واحدة !!‬
‫فقال متدا ‪ ..‬هو دا وقت هزار ونكت؟ قلت ‪ :‬نعم إن هذا الظرف بالذات متاج للفرفشة !!‬

‫وشاء ال أن تنل الطائرة بسلم‪ ..‬ويذهب كل منا إل حال سبيله وينام ‪0‬‬

‫قصة ف أمريكا‬

‫اعتاد شباب الخوان ف إجازاتم الوسية ف أمريكا أن يعقدوا مؤتراتم ف وليات متلفة من وليات أمريكا‬
‫رغبة ف السياحة ونشر الدعوة ف الوساط الختلفة ‪0‬‬

‫وف إحدى الوليات‪ ،‬استأجروا فندقا كبيا وأشيع أمر الؤتر الزمع عقده من عدة آلف من الزوار‪ ،‬وف‬
‫مثل هذه الالة يستعد أصحاب الحلت (السوبر ماركت) بزيادة كبية من العروض للبيع من (المر) فهم ل‬
‫يعرفون هوية القادمي من السياح ‪00‬‬

‫ولكنهم فوجئوا بأن كل القادمي من السلمي الذين يرم عليهم السلم شرب المر‪ ،‬وبذا تسروا‬
‫وكسدت بضاعتهم !!‬

‫ورغم هذا فإن الخوان قد عوضوهم عن ذلك بشراء كميات أخرى من الطعمة والعلبات ‪0‬‬

‫الفتخار يؤدى إل الدمار‬

‫ف فباير ‪ 1949‬قتل الجرمون الشهيد حسن البنا‪ ،‬وكان من هؤلء اثنان من رجال البوليس السرى من‬
‫إدارة المن من مافظة سوهاج‪ ،‬وقد نالوا هدايا من حرم النقراشى باشا ومكافآت من الدولة الت دبرت هذا الادث‬
‫‪0‬‬
‫ولا عاد الجرمون إل سوهاج مستشعرين أنم أصبحوا مركز قوة واستعلء با قدموه للدولة من خدمات‪،‬‬
‫فرضوا أنفسهم على الناس وحددوا عليهم إتاوات مالية‪ ،‬وقد خشى الناس سطوتم وأطلقوا عليهم أنم من رجال‬
‫الكومة ورجال اللك ‪0‬‬

‫وبقى هذا الشعور يعيش ف قلوب أهال سوهاج ‪ -‬حت كانت ثورة ‪23‬يوليو ‪ – 1952‬وقبض رجال‬
‫ثورة ‪23‬يوليو على كل رجال الكومة ورجال اللك ‪0‬‬

‫وانتهز الضطهدون من الشعب هذه الفرصة وأبلغوا حكومة الثورة عن رجال الكومة ورجال اللك‪ ،‬الذين‬
‫كانوا يعبثون بالناس تت مظلة رجال اللك ‪0‬‬

‫وت القبض عليهم من أجل حاية النظام ‪ ..‬وظن هؤلء البناء أن سبب القبض عليهم هو (اغتيال المام‬
‫حسن البنا ) فاعترفوا بذنبهم وجريتهم وكانت مفاجأة ل تكن ف حساب الطغاة الجرمي ‪0‬‬

‫وقدموا للمحاكمة وحكم عليهم بالسجن الؤبد ‪0‬‬

‫سيسى كول‬

‫كنت مسافرا مع الستاذ عمر التلمسان من السكندرية إل القاهرة ونن ف الطريق – قلت للستاذ عمر‬
‫– من الواجب على جاعة الخوان تكوين شركات اقتصادية بسيطة لتعي الخوان على ظروف الياة الصعبة؛ كما‬
‫سبق أن كونوا مثل هذه الشركات ف عصرهم القدي مع المام حسن البنا ‪0‬‬

‫فقال ‪ :‬يب على الخوة أن يفكروا ف مثل ذلك ونن نساعدهم ‪0‬‬
‫فقلت له ‪ :‬أنا عندى فكرة إنشاء شركة مياه غازيـة ‪0‬‬
‫فقال رحه ال ‪ :‬وهل فكرت لا ف اسم تــارى؟‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬فكرت أن يكون اسها ( سيسى كول )‬
‫فقال الرجل ‪ :‬وال اسم (جيل ) !!‬

‫ولو تواعدت لختلفتم ف اليعاد‬


‫صدر قرار بنقلى عام ‪ 1948‬من مرسى مطروح إل سلح الصيانة ف منقباد مركز أسيوط‪ ،‬وحصلت على‬
‫إجازة وسافرت إل رشيد لزيارة أهلى‪ ،‬وعدت إل القاهرة ف طريقى إل أسيوط ومعى بعض الطعمة وبعض‬
‫الكتب‪ ،‬ونزلت على الخ الستاذ ممد أبو رجيلة القيم ف ‪6‬شارع الطباخ بالوايلى – لي موعد القطار الذى يقوم‬
‫ف وقت متأخر من مساء نفس اليوم – وخرجت ف جولة سريعة ف حى السيدة زينب – وف نفس الوقت سقطت‬
‫أمطار غزيرة جدا‪ ،‬حالت دون وصول إل النل ف الوايلى لخذ حاجباتى‪ .‬فاضطررت للسفر إل أسيوط بدونا ‪0‬‬

‫وبعد أيام أعيت خطابا لحد الخوة السافرين إل القاهرة للستاذ ممد أبو رجيلة كى يسلمه الكتب مع‬
‫‪0‬‬ ‫الشكر‬

‫الخ السافر ل يعرف أحياء القاهرة فهو غريب عنها‪ ،‬ركب الخ ترام رقم ‪ 3‬من العتبة الضراء متوجها إل‬
‫الوايلى – وكان ركوبه بوار شخص ل يعرفه‪ -‬طلب منه أن يتكرم فيدله على مطة حى الوايلى فقال له ذلك الرجل‬
‫‪ :‬أنا نازل إن شاء ال ف هذه الحطة‪ .‬ولا وصل الترام إل الحطة قال له الرجل ‪ :‬هذه مطة الوايلى‪ ،‬ولا نزل سأله‬
‫الخ‪ :‬هل حضرتك تعرف منل رقم ‪ 6‬شارع الطباخ‪ ،‬قال الرجل ‪ :‬أنا ساكن ف نفس الرقم‪ ،‬أظنك تكون قادما من‬
‫عند الخ عباس السيسى من أسيوط لقابلة ممد أبو رجيلة – هو أنا ممد أبو رجيلة !‬

‫فأخرج الخ الطاب وسلمه له‪ ،‬وذهبا إل النل معا وبعد أن أن قام الرجل بواجب الضيافة أعطاه الكتب‬
‫مع رسالة ‪0‬‬
‫تلك قصة حقيقية ((يهديهم ربم بإيانم)) – القاهرة ف هذا الزمان كان عدد سكانا ل يقل عن خسة‬
‫‪0‬‬ ‫مليي‬

‫وصدق ال العظيم )ولو تواعدت لختلفتم ف اليعاد( (النفال ‪0 )42 :‬‬

‫شر البلية‬
‫قصص عن الزعيم (أبو خالد)‬
‫جال عبدالناصر – ف بيوت‬

‫حدثن فضيلة الدكتور الشيخ ممد الوكيل‪ ،‬أنه ذهب إل طرابلس ف لبنان‪ ،‬وطلب منه أن يطب المعة ف‬
‫أحد الساجد‪ ،‬والذى طلب منه ذلك هم الخوة الشيخ فيصل مولوى والستاذ فتحى يكن والستاذ إبراهيم الصرى‬
‫وهم من كبار الخوان ف لبنان‪ .‬وقام الشيخ ممد الوكيل فخطب المعة ولكنه (ل يدع للرئيس جال عبد الناصر)‬
‫ف آخر الطبة‪ ،‬حت إذا أنى الصلة سع ضوضاء شديدة من الصلي وهجموا عليه ليضربوه وهم يقولون‪ :‬لاذا ل‬
‫تدع (لبو خالد)؟ وكان لبد من علج لذا الوقف وفكر الخوة – فيصل ويكن والصرى أن يعالوا الوضوع‬
‫بصعوبة – ولكن ال تعال ألم الشيخ ممد الوكيل بأن قال بأعلى صوته ‪ :‬يا جاعة دا أنا مصرى وأخرج (البسبور)‬
‫من جيبه وقال كيف أكون أنا مصريا ول أدعو للرئيس عبد الناصر وهو رئيسى القرب منكم جيعا‪ ،‬ولكن يا قوم ل‬
‫يدث ف عهد الرسول ‪ r‬ول اللفاء أن دعوا لحد من الناس على النب – وأمكن الشيخ الوكيل أن يهدئ من هذا‬
‫الياج الشديد !!‬

‫ويقول أيضا الشيخ الوكيل‪ :‬إنن نزلت ف فندق ف بيوت ف حجرة وحدى‪ ،‬ولكن عندما أزدحم الفندق‬
‫طلب صاحبه من برجاء أن يأخذ معه أحد النلء ووافق الشيخ بعد إلاح‪ .‬ولا دخل الضيف وعرف أنه مصرى‪،‬‬
‫صاح يرحب به وهو يقول‪ :‬أهلً (بأبو خالد)( وكان صاحبنا ف الفضل فلسطينيا يعيش ف لبنان – ولا استقر بم‬
‫القام‪ ،‬حدثه الشيخ الوكيل عن فظائع عبد الناصر وقال له ‪ :‬كيف يرسل عبد الناصر جيشا ليحارب به السلمي ف‬
‫اليمن‪ ،‬وكان الول أن يرسل هذا اليش ليحارب به جيش إسرائيل‪ .‬وأخذ الشيخ الوكيل يعدد له مآسى عبد الناصر‬
‫مع الشعب الصرى وكيف أنه عذب وقتل الجاهدين ف سبيل ال وأظهر الرجل من القتناع الشديد ما جعل الشيخ‬
‫يصاحبه ف ذهابه وإيابه‪ ،‬وذات مرة وها ف طريقهما داخل بيوت – ل يدوا مواصلت سوى الترام فركب مع‬
‫الشيخ الوكيل – وحي سار الترام‪ ،‬صاح الرجل الفلسطين بأعلى صوته وهو يقول ‪( :‬يا ناس هذا الرجل – وهو‬
‫يشي إليه – يسب (أبو خالد) وأخذ يكرر هذا الكلم حت هاج الناس وكادوا يفتكون بالشيخ لول أن (الكمسارى)‬
‫نصحه بسرعة مغادرة الترام وهو يقول ‪( :‬انج بنفسك) ‪ .‬يقول الشيخ ‪ :‬وما إن وقف الترام بصفارة من الكمسارى‬
‫حت أسرعت الطا ونوت بنفسى ‪0‬‬

‫هذا هو الزعيم (أبو خالد) الذى كان يلقى بأموال مصر ف اليمن وليبيا ولبنان حت أغناهم وأفقر وأذل‬
‫شعب مصر صاحب الق الشرعى ف هذه الليي ‪0‬‬

‫أنا ماليش دعوة‬

‫كلما حاولت أن تقترب من أحدهم ترشده إل طريق الق والي وتدعوه إل التعاون معك على الب‬
‫والتقوى وجدت منه تنصلً‪ .‬فإذا طلبت منه مساعدة أحد الخوة من العتقلي أو السجوني‪ ،‬تراه يسارع فيقول لك‪:‬‬
‫((يا عم أنا ماليش دعوة)) ‪0‬‬

‫وإذا توجهت لخر تدعوه للصلة معك ف مسجد يدعو إمامه إل الكم با أنزل ال‪ ،‬تراه يقول لك ‪ (( :‬يا‬
‫عم أنا ماليش دعوة )) ((أنا عاوز أرب أولدى))‪ .‬فإذا توجهت إل آخر من الشباب وتاولن تقنعه بواجب العمل‬
‫لنصرة السلم‪ ،‬تسمعه يقول لك‪ (( :‬يا عم أنا مال )) ((أنا ماليش دعوة)) ‪0‬‬

‫هكذا ف طريق الدعوة إل ال تعال وماملطة أكثر الناس تدهم على نط واحد ف الرد عليك؛ قوم سلبيون‪،‬‬
‫هاربون‪ .‬منهزمون من داخل أنفسهم‪ ،‬ل يريدون أن يتحملوا أية مسئولية ولو كانت مرد كلم‪ ،‬فقد حدث أن الخ‬
‫الستاذ متار عبد العليم الحامى رحه ال – استأذن ذات مرة من إمام السجد ليخطب المعة فأذن له‪ ،‬وكانت‬
‫خطبة قوية جريئة فيها نقد للوضاع الخالفة لشريعة السلم‪ ،‬فكان الستمعون يتململون من الوف ويودون لو‬
‫أسرعوا بالروج من السجد‪ ،‬فعجبت كيف أن الطيب السئول عن كلمه ل ياف بينما الستمعون هم الذين‬
‫يافون ‪0‬‬

‫واستأذن الخ الدكتور على جريشة من إمام مسجد آخر‪ ،‬فأذن له بالطبة‪ ،‬وعلم بذلك فضيلة مفتش‬
‫الوعظ‪ ،‬فوقع جزاء على المام بصم يومي من مرتبة‪ .‬وكانت أزمة نفسية أن يصم يومان من مرتبه‪ .‬فقابلته كى‬
‫أخفف عن وطأة ما وقع عليه من جزاء‪ ،‬فقلت له ‪ :‬أنت زعلن من خصم يومي من مرتبك‪ ،‬فكيف ب وقد خصم‬
‫من مرتب اثنا عشر عاما !!‬

‫ول يزال الباب مفتوحا على مصراعيه )وال يعلم وانتم ل تعلمون(!!‬

‫ومن خلل مارست الدعوى إل ال مع الناس‪ ،‬أدركت أن أكثر الناس قد ورثوا التخلى عن الهاد والعمل‬
‫فكانت كلمات (أنا ماليش دعوة) هى ستار الجيال السحوقة‪ ،‬وذلك لن الجتمع ل تكن له ((دعوة)) يدافع عنها‬
‫وتدفع به إل الهاد والتضحية والستشهاد‪ ،‬لذا فإن الفرق بيننا وبينهم أنه ليس لم دعوة!‬

‫ولكننا والمد ل لنا دعوة ‪0‬‬

‫لذا إذا كنا نريد أن نرر النسان من التخاذل والضعف والنزامية‪ ،‬فإن واجبنا أن نبلغه الدعوة حت يؤمن‬
‫با ويعمل لا ويصبح له دعوة تنقذه فيهتدى با إل الصراط الستقيم ‪0‬‬
‫حكاية ل تنسى‬
‫قال ل أحد الخوة ونن ف سجن ليمان طرة ‪:‬‬

‫إن أحد إخواننا من الحلة الكبى جاءته أسرته للزيارة الت كان تتم كل شهر ‪0‬‬

‫وعاد الخ بعد انتهاء الزيارة مغموما مهموما‪ ،‬ولا كنت من نفس بلدته وأقرب الخوة إليه سألته؛ كيف‬
‫حال الولد وأخبار هذه الزيارة؟ ‪0‬‬

‫قال ‪ :‬الولد (مش لقيي يأكلوا)‪ ،‬حت إن ابن الطفل الصغي قام من النوم‪ ،‬فلم يد طعاما‪ ،‬فأرسلته أمه إل‬
‫بيت عمه لعله يد عنده ما يسد رمقه‪ ،‬ولكن زوجة عمه ل تقم بالواجب‪ ،‬فخرج من بيت عمه يبكى‪ ،‬فمحته‬
‫إحدى الارات وسألته لاذا يبكى؟ فحكى لا القصة فدمعت عيناها وأخذته إل مسكنها وهى تبكى‪ ..‬فسمع زوجها‬
‫نييها‪ ،‬وسأل عن الطريق‪ ،‬فذكرت له الذى حدث ‪0‬‬

‫فقال لا‪ :‬قدمى للولد الطعام‪ ،‬وخذى عشرة كيلو دقيق وأعطاها مبلغ اثني من النيهات وذهبت إل أسرة‬
‫الطفل وقدمت هذه الدية ‪0‬‬

‫الضيب وجال عبد الناصر (‪)1‬‬

‫من الواقف الشرفة للعلماء مع الكام موقف الستاذ حسن الضيب الرشد العام للخوان السلمي سابقا من‬
‫جال عبد الناصر عام ‪ ،1954‬حي تأزمت المور‪ ،‬وخنقت الريات‪ ،‬وانتشر الظلم والعدوان‪ ،‬فقد بعث إليه خطابا‬
‫يأمره فيه بالعروف وينهاه عن النكر والفساد والفساد وقد قال فيه ‪0‬‬

‫السيد جال عبد الناصر رئيس ملس الوزراء ‪ ..‬السلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ..‬أما بعد فإن ما زلت‬
‫أحييك بتحية السلم وأقرئك السلم‪ ،‬وما زلت ترد على التحية الشتائم واتام السرائر واختلق الوقائع وإخفاء‬
‫القائق‪ ،‬وليس ذلك أدب السلم ول من شيم الكرام‪ ،‬لست أطمع ف نصحك بأن تلزم الق فذاك أمر عسي وأنت‬
‫حر ف أن تلقى ال تعال على ما تريد أن تلقاه عليه‪ ،‬ولكن أريد أن أبصرك بأن هذه المة قد ضاقت بنق حربتها‬
‫وكتم أنفاسها وأنا باجة إل بصيص من نور يعلها تؤمن بأنكم تسلكون با سبل الي وأن غيكم يسلكون با‬
‫سبل الشر والدم والتدمي إل آخر ما تنسبون إليهم ‪0‬‬

‫إن المة ف حاجة الن إل القوت الضرورى‪ ،‬القوت الذى يزيل عن نفسها الم والغم والكرب‪ ،‬إنا ف‬
‫حاجة إل حرية القول‪ ،‬ومهما قلتم إنكم تكمونا حكما ديقراطيا فإنه لن تصدق لنا مرومة من نعمة الكلم‬
‫والتعبي عن الرأى‪ ،‬فإذا حققتم ذلك فإننا نعدكم بأن نذكر القائق ول ناف من نشرها ونصدق القول ول نشوبه‬
‫بالكذب والبهتان والختلق‪ ،‬ول نتهم لكم سريرة ول نبادلكم فيما تضمرون وتدخرون ف أنفسكم ول نارى‬

‫‪ 1‬جريدة الحقيقة ‪0 23/3/91‬‬


‫بعض وزرائك فيما يكتبون من غثاثة وإسفاف‪ ،‬وإنا تعدكم – كما هو شأننا – بأن نناقش السائل مناقشة‬
‫موضوعية‪ ،‬أما أن تعطوا أنفسكم الق ف الكلم وترموا الناس منه‪ ،‬وأما أن تفرضوا آراءكم بالسلح على المة‬
‫فذلك شىء ل يعقله الناس ول ترضاه المة ‪0‬‬

‫بركة الخلص‬

‫جاء إل دولة المارات العربية وفد من دولة الصومال‪ ،‬يمل مشروع إقامة معاهد إسلمية باسم الشهيد‬
‫حسن البنا‪ ،‬ولا توجه الوفد لقابلة سعادة وكيل وزارة الشئون السلمية والوقاف ليعرض عليه الشروع‪ ،‬وحاول‬
‫هذا الوكيل أل يذكر اسم ‪ /‬حسن البنا حت يتيسر تويل الشوع ‪0‬‬

‫وأصر الوفد الصومال على عدم تغيي السم إل إذا عادوا لخوانم ف الصومال‪ ،‬وأخذوا موافقتهم على هذا‬
‫التغيي ‪0‬‬

‫وأمام هذا الصرار رتب لم السيد وكيل الوزارة مقابلة مع سعادة وزير الشئون السلمية والعدل‬
‫والوقاف‪ ،‬فرحب الوزير بالضيوف واستمع إل رغباتم …‪ .‬وقبل أن يصل الديث إل ذكر اسم المام البنا‪ ،‬دخل‬
‫ضيف كبي قام الوزير لستقباله‪ ،‬وأمر سكرتيه بصرف مبلغ كبي للمساعدة ف هذا الشروع ‪0‬‬

‫وهكذا كانت بركة إخلص الوفد وإصراره على البقاء ‪ 000000000000000‬على النية الت جاء با‬
‫ومن أجلها والتمسك باسم (مشروع العاهد العلمية للشهيد حسن البنا) مفتاح خي ويكن وهكذا يكون للخلص‬
‫أثره الفعال ف تقيق المال ‪0‬‬

‫السنة بألف‬

‫توجه وفد من شباب الركز السلمى ف مدينة ((ميونيخ)) بألانيا الغربية وهو أكب مركز إسلمى ف أوروبا‬
‫إل دولة المارات العربية بغرض جيع تبعات مالية لتنمية النشاط الجتماعى والثقاف والرياضى‪ ،‬فضلً عن تدعيم‬
‫الدرسة السلمية التابعة للمركز ومعاونة الطلب الغرباء الذين يفدون إل الامعات من العال السلمى العرب ‪0‬‬

‫وف مثل هذه الحوال تقوم وزارة الوقاف والشئون السلمية بتوصية أئمة الساجد بالتعاون مع الوفود‪ ،‬ف‬
‫تقدي أحدهم ليشرح للمصلي – عقب صلة المعة – الدف الذى يشجعهم على التبع‪ ،‬ف نفس الوقت الذى‬
‫يقوم فيه بعض أعضاء الوفد يتلقى التبعات داخل وخارج السجد ‪0‬‬

‫وقد توجه الوفد إل بلدة (خورفكان) ف شال المارات وهى بلدة جيلة ونظيفة تقع على ساحل البحر –‬
‫وفيها اته إلىمحل لشراء مشروب بارد‪ .‬وكان أحد الطفال ف العاشرة من عمره يراقبهم حيث كانوا يرتدون‬
‫اللبس الفرنكية فقدم له أحد أعضاء الوفد زجاجة مشروب‪ ،‬فاعتذر الطفل ث أخذها بعد إصرار شاكرا ‪00‬‬
‫وذهب الطفل خلف الوفد إل السجد‪ ،‬وفوجئ بأن هذا الخ الذى يتحدث بعد الصلة هو نفسه الذى قدم‬
‫له زجاجة الشروب فأسرع إل بيته وحدث أسرته با كان وما سع – وعاد إل السجد ومعه (‪)1000‬درهم تبعا‬
‫للمركز السلمي ف ميونيخ ‪0‬‬

‫وهكذا كان الدرهم وهو ثن زجاجة الشروب الت أهديت له‪ .‬مباركا حت صار ‪1000‬درهم – وكانت‬
‫النية الصادقة والتوجه السن يؤتى الي العميم )إن ال يرزق من يشاء بغي حساب( (آل عمران‪ )37:‬وبغي توقع‬
‫ول حسبان !!‬

‫مع الدكتور الب نور الداي‬


‫الستاذ بامعة أم درمان بالسودان‬

‫كان ذلك ف ألانيا حي ذهبت مع الخوة لستقباله ف الطار‪ ،‬وف صحبته الخ الستاذ ممد … وهبطت‬
‫ل دون جدوى‪ ،‬فأرسلنا أحد الخوة إل صالة القائب‪ ،‬فتأكد‬ ‫الطائرة وخرج جيع من كان عليها… وانتظرنا طوي ً‬
‫من وجود حقائب عليها اسه وصاحبها متخلف عن استلمها‪ ،‬وهذا دليل على أنه كان على مت الطائرة وأخيا قبل‬
‫أن نقرر العودة‪ ،‬إذا به ومن معه قادمون من بعبد ‪ ..‬وحي اقترب منا – ومد يده يسلم علينا – قلت له ‪( :‬أهلً‬
‫وسهلً ختامها حب ) فنظر للخ الذى معه ‪ ،‬وقال له ‪ :‬من هذا؟ فقال له‪ :‬هذا الخ عباس السيسى‪ ،‬فرأيته متجهما‪،‬‬
‫وسار إل جوارى ث سألن‪ :‬هل (إحنا شفنا بعضنا قبل كده)؟ فقلت له ‪ :‬أنت مش فاكر‪ .‬قال ‪ :‬ل‪ ،‬قلت ‪ :‬يا سيدى‬
‫شفنا بعضنا ف حديقة اليوان‪ ،‬فانفجر ضاحكا‪ ..‬وتبادلنا التعارف والنكت وكان لقاء ل ينسى وصحبة بالغة التأثي‬
‫ف نفوسنا‪ ..‬حت أنن قد تشرفت إذ قام بتقدي كتاب (الطريق إل القلوب) الزء الول‪ ..‬جزاء ال خيا‪0‬‬

‫تديد النسل‬

‫ف ماكمات (الخوان السلمون) عام ‪ ،1965‬كان معنا شاب حكم عليه بالسجن الؤبد‪ ،‬وكان وحيد‬
‫والديه وف هذا الوقت اشتدت ف مصر حلة (تديد النسل) أو (تنظيم السرة) وذهبت مندوبة لنة تنظيم السرة‬
‫لزيارة والدة الخ لتأخذ منها حديثا تنشرة لتشجيع المهات على تديد نسلهن اقتداءً با ‪00‬‬

‫ولا سألت الندوبة والدة هذا الخ‪ :‬لاذا اختارت طريق تديد نسلها وكيف اقتنعت بذلك؟ قالت الم وهى‬
‫ف حزن ومرارة ‪ :‬وال يا سيدتى إن شديدة الندم على اختيارى طريق تديد النسل !!‬

‫وفوجئت الندوبة بذه الجابة الت ل تكن تتوقعها ‪0‬‬

‫فقالت لا ‪ :‬ولاذا؟‬

‫قالت الم ك لن ابن الوحيد قد حكم عليه بالسجن الؤبد‪ .‬ول أعد أراه‪ ،‬فأصبحت أعيش وحدى مع‬
‫زوجى ف غم ونكد‪ ،‬ولو كان عندنا من الولد أكثر من واحد ربا كان ف ذلك بعض العزاء‪ .‬ول ندرى هل نعيش‬
‫حت نراه أم نقضى حياتنا دون أن نستمتع بالياة معه ‪0‬‬

‫هذا هو السبب يا سيدتى فالواجب على كل إنسان أن ينظر إل تفاعيل الزمن وما تأتى به القدار ‪0‬‬

‫وانصرفت الندوبة تر أذيال اليبة !!‬

‫تقربوا من الصامتي‬

‫بعد صدور قرار حل جاعة الخوان السلمي ف ديسمب سنة ‪ ،1948‬صدر قرار بالقبض على ف أسيوط‬
‫بعدج ما نقلت إليها من السكندرية ث رحلت إل سجن مصر (أرميدان) الذى هدم بعد ذلك ‪0‬‬

‫ودعان بعض الخوة لزيارتم ف زنزانتهم لحدثهم عن (السية النبوية)‪ ،‬ووجدت من بينهم شابا كنت أراه‬
‫من قبل هادئا وديعا قليل الختلط قليل الكلم‪ ،‬وتدثت إل الخوة حديثا ل يزيد على نصف ساعة ث بدأت‬
‫أطلب منهم أن يدثون عن خواطرهم‪ ،‬فلما جاء الدور على ذلك الشاب وبدأ يتكلم وجدت نفسى أنصت إليه‬
‫بانتباه شديد‪ ،‬فقد شدن وجذبن إليه بقوة‪ ،‬وشعرت بأن أتضاءل رويدا رويدا‪ .‬فقد سعت إل إنسان له علم وله فقه‬
‫وحجة ف أدب وتواضع أخجلن كثيا‪ ..‬وأفقت على درس بليغ استفدت ول زلت استفيد منه كثيا ‪ ..‬وكم من‬
‫أمثال هذا من الشباب الذين يجلون أن يتقدموا ويريدون أن يؤدوا دورهم بصدق وإخلص ولكن ينعهم الجل‬
‫والياء والوف من الرياء‪ .‬ومثل هؤلء يب أن نرفع عنهم الرج حي نقدمهم ونفسخ لم الجال ف مستهل‬
‫حياتم‪ ،‬خوفا من أن يطول بم الزمان فل تنطلق السنتهم ول تنفرج أزمتهم فيتعقدون ويضرون ‪0‬‬

‫ومن فقه الخ الداعية أن يستثمر ف كل إنسان منابع ومفاتيح طاقاته فيوظفها ف الجالت النتجة‪ .‬فهذا‬
‫خطيب وهذا شاعر‪ ،‬وهذا جوال وهذا رسام‪ ،‬وهذا ييد التمثيل وهذا ييد الغان السلمية وهذا يب الرحلت‬
‫والسياحة‪ ،‬وهذا كاتب مبتدئ – (وكل ميسر لا خلق له) ‪0‬‬

‫موقف مع أم معاذ‬

‫ل ونارا‪ .‬فهذا يأتى إل النل يسأل‬


‫ف أيام الحنة وخاصة ف أولا‪ ..‬كانت الهال تعيش ف فزع مستمر لي ً‬
‫عن السرة ومن يأتى إليها؟ ‪ ..‬من يدفع لا؟ ‪ ..‬من يزورها؟ فكانت السرة تعيش ف رعب مستمر ‪0‬‬

‫وذات مرة قدم إل السرة اثنان من غي أهل الدينة حضرا لداء واجب الزيارة والطمئنان على السرة‪.‬‬
‫وكان الزوجة تعرف من قبل هذه الساء – ولكنها ل يسبق لا أن رأتما رأى العي – وحي استراحا ف حجرة‬
‫اللوس‪ ..‬دخلت عليهما وبعد لظات‪ ..‬قالت لما ‪ :‬ل تؤاخذان – فأنا أعرف الساء من قبل ولكن أريد أن‬
‫أطمئن بنفسى – وارجو أن تقدما ل البطاقات الشخصية‪ ،‬وكان مفاجأة غي متوقعة‪ ،‬وقاما بتقدي البطاقات‪ ،‬ولا‬
‫اطمئأنت تدثا معها بكل ما ف نفسيهما ‪0‬‬

‫وقد أعجبا بشجاعتها وأثنيا على تصرفها‪ ..‬ولكن بعضا من الخرين ل يعجبهم هذا التصرف‪ ،‬فهم ل‬
‫يعيشوا تلك الظروف الت تعيش فيها السرة‪ ،‬وصدق ال العظيم )وخذوا حذركم( (النساء‪0)102:‬‬

‫عبد البديع صقر(‪)1‬‬

‫ترجع صلة عبد البديع صقر – رحه ال – بالخوان السلمي إل سنة ‪ ،1936‬حيث التقى بالمام الشهيد‬
‫حسن البنا – عليه رحه ال – ف القاهرة‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ وهو ابن هذه الدعوة الباركة البار‪ ،‬جعل حياته كلها‬
‫ف خدمة الدعوة‪ ،‬يعيش با ف كل مكان يذهب إليه‪ ،‬ويدعو لا ف كل تمع يده‪ ،‬ل يغيه النعيم الذى أصابه‪ ،‬ول‬
‫تبدله الحن الت لقت به‪ ،‬عب هذه السني الطويلة‪ ،‬حت لقى ال عز وجل ‪0‬‬

‫يدث عبد البديع –رحه ال‪ -‬عن بداية صلته بالخوان فيقول ‪ :‬لقد نشأت ف قرية بن عياض مركز أبو‬
‫كبي بالشرقية‪ ،‬وف سنة ‪1935‬م حصلت على شهادة ((البكالوريا)) ول أجد وظيفة‪ ،‬فاشتغلت عاملً ف أحد‬
‫الحال التجارية‪ .‬كنا نشترى الب الطحون من مل الشيخ ‪ /‬سيد أحد عبد الكري‪ ،‬ونشأت بين وبينه مودة خاصة –‬
‫إذ كان كل منا يفرح بلقاء الخر دون سبب ظاهر‪ .‬ذات يوم أعطان رسالة ((نو النور)) وقال ‪ :‬أقرأها وارجع إل‬
‫غداًً‪ ،‬فلما رجعت إليه أمسك بيدى وقال ‪(( :‬هل تؤاخين ف ال؟)) قلت ‪(( :‬نعم)) قال ‪(( :‬إن كان أعجبك هذا‬
‫فاتصل بماعة الخوان‪ ،‬ومقرهم بالقاهرة بعمارة الوقاف‪ ،‬بيدان العتبة الضراء))‪ ،‬وعاد ينشغل ((بالزبائن))‪.‬‬
‫تركت العمل بفاقوس(‪ )2‬وذهبت بعد شهور أبث عن عمل بالقاهرة‪ ،‬وكان ذلك ف سنة ‪1936‬م وأنتهيت إل‬
‫ميدان العتبة‪ ،‬ووقعت عين على اللفتة‪ ،‬فدخلت الدار‪ ،‬ووجدتا غاصة بالناس‪ ،‬وهناك ((أفندى)) ربعة يلبس معطفا‬
‫طويلً‪ ،‬وطربوشا (نازلً)) وله لية سوداء يطب ف الاضرين‪ ،‬وما زلت أذكر من تلك الطبة قوله –رحه ال‪: -‬‬
‫((لقد نح الستعمرون ف تثبيت الفصل بي الدين والدنيا‪ ،‬وهو أمر إذا صح ف دينهم فل يصح ف ديننا‪ ،‬فلماذا‬
‫يكون رجل الدين بعيدا عن السياسة‪ ،‬ورجل السياسة بعيدا عن الدين؟!)) ((ث ما هى السياسة؟! أليست هى التعليم‬
‫والتربية وتوزيع الرزاق وتوفي المن والعدل للمة ف الداخل والارج؟‪ ،‬إذا كانت الوزارات تثل السياسة فقد تد‬
‫اختصاص ست وزارات داخلً ف قوله تعال ‪) :‬إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذى القرب وينهى عن الفحشاء‬
‫والنكر والبغى( (النحل ‪ .)90 :‬فإن كانت السياسة هى الزبية وما تره على المة من صراع وتفرقة‪ ،‬فهى ليست‬
‫من السلم‪ ،‬لقوله تعال ‪) :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شىء( (النعام‪ )159:‬ولول مرة‬
‫وجدت جاعة ل يعبون عن إعجابم بالتصفيق‪ ،‬وإنا يقولم جيعا ((ال أكب ول المد)) إنه شىء يهز جوانب‬
‫القلب الؤمن ‪ ..‬وانتهى الجتماع‪ ،‬وانصرف بعض الاضرين‪ ،‬وأقيمت الصلة‪ ،‬وصليت معهم‪ ،‬فأحسست أن هذا‬
‫الشيخ يقرأ القرآن بطريقة عجيبة‪ ،‬إن الوقفات الت يقف عليها تعتب تفسيا للقرآن الكري أثناء التلوة‪ ،‬كقوله تعال ‪:‬‬

‫‪ 1‬من كتاب (وفقيد آخر – الداعية السلمى الكبير عبد البديع صقر كما عرفته) للستاذ حيدر قفة– نشر مكتبة المنار– الردن ‪0‬‬
‫‪ 2‬مدينة من مدن محافظة الشرقية (مديرية الشرقية سابقا) ‪0‬‬
‫)إنا خلقنا النسان من نطفة أمشاج – نبتليه ‪ (-‬فتشعر أن كلمة ((نبتليه)) فيها سر الوجود ‪0‬‬

‫وبعد ذلك عقدت جلسة خاصة للتعارف‪ ،‬أدخلت نفسى فيها‪ ،‬فقد نسيت نفسى وعنوان منل صديقى‪،‬‬
‫وأصبحت ف القاهرة (ضائعا) تقريبا‪ .‬إنن قصي القامة وكنت خفيف السم‪ ،‬قلما تقع على العي‪ ..‬لكن الشيخ أدار‬
‫عينه ف الالسي‪ ،‬ث قال ‪ (( :‬يا صال خل الخ الديد الذى بوارك يضر ويلس عندى)) وفجأة وجدت نفسى‬
‫ف صدر الجلس‪ ،‬وكلفن بالتحدث إل الخوان‪ ،‬وقصصت عليهم القصة‪ ،‬وشعرت أنه بلغ بم التأثر‪ ،‬وقال الرشد‬
‫معقبا‪(( :‬انظروا كيف يعيش الخ بدعوته ف تارته ونومه ويقظته؟)) ث ضرب مثلً بسيدنا يوسف الذى رافقته‬
‫دعوته ف السجن‪ ،‬ث أصبحت خلصا لصر كلها من الضلل والوع‪ ،‬ث قال ‪(( :‬من يضيف هذا الخ؟)) فارتفعت‬
‫أيد كثية‪ ،‬فقال ‪ :‬اذهب مع حسن صادق وإخوانه‪ .‬ذهبت مع ثلثة من الطلبة الامعيي‪ ،‬ودخلنا بيتا نظيفا ف‬
‫النية(‪ ،)1‬قدموا طعاما فأكلنا‪ ،‬ونت نوما متقطعا‪ ،‬بعد ساعة لحظت أحدهم قام ف الليل فتوضأ وشرع يصلى ث‬
‫عاد لفراشه‪ ،‬وقام غيه يصلى وسعته يبكى ف الصلة‪ ،‬وعندما حانت صلة الصبح قام أحدهم فأذن بصوت هادئ‬
‫وصلينا‪ ،‬ث جلسنا نقرأ وردا واستغفارات إل أن اشرقت الشمس فأعادن أحدهم لدار الخوان قائلً‪(( :‬نن ذاهبون‬
‫لعمالنا الن ‪ ..‬وقد تأخينا معك ف ال فل تقطعنا)) وأعطان العنوان‪ .‬جلست أفكر ف هذا النوع الديد من شباب‬
‫مصر‪ ،‬لول مرة أرى أساتذة وطلبة جامعيي يبكون من تلوة القرآن‪ ،‬ويتطوعون بؤاخاة مثلى وأنا ف أشد الاجة‬
‫للمواساة‪ .‬أخذت مموعة من رسائل الخوان السلمي ورجعت إل الريف إذ ل أجد عملً ف القاهرة))(‪0)2‬‬

‫تلك كانت بداية صلة عبد البديع صقر – رحه ال – بالخوان‪ ،‬وقدر ال أن يصاحب المام الشهيد حسن‬
‫البنا أثن عشر عاما‪ ،‬تعلم فيها من المام البنا الكثي والكثي‪ ،‬الذى أثر ف حياته وتفكيه وسلوكه ‪0‬‬

‫***‬

‫كتب – رحه ال – أنه عمل بدينة الصالية‪ ،‬وأنه أنشأ هناك مع بعض إخوانه شعبة‪ ،‬ودعا الرشد – رحه‬
‫ال – لفتتاحها‪ ،‬فلب الرشد هذه الدعوة رغم كثرة مشاغله‪ ،‬وف الوعد الضروب لم‪ ،‬خرج أهل الصالية إل مطة‬
‫السكة الديد لستقباله‪ ،‬وهم وقوف ف انتظار القطار فوجئ عبد البديع بن يمل له برقية باسه‪ ،‬فلما فضها‪ ،‬إذا‬
‫فيها ‪(( :‬سيتأخر القطار ربع ساعة بالزقازيق فصبا ‪ ..‬أخوك ‪ :‬حسن البنا)) فعجب عبد البديع ومن معه لذا اللق‬
‫الرفيع‪ :‬رجل يعتذر نيابة عن القطار ‪0‬‬

‫وعمل عبد البديع – رحه ال – بعد ذلك ف وظيفة ((معاون الدار)) ف الركز العام للخوان السلمي‬
‫بالقاهرة‪ ،‬وكان يقوم على خدمة الرشد بنفسه أحيانا‪ ،‬وذات مساء كان الرشد – رحه ال – متوجها لقابلة أمي‬
‫عام جامعة الدول العربية ‪ :‬عبد الرحن عزام (باشا)‪ ،‬فقال له عبد البديع ‪(( :‬إن ف عباءتك البيضاء بقعة)) فقال‬

‫‪ 1‬حى من أحياء القاهرة ‪0‬‬


‫‪12(( 2‬عاما مع الستاذ البنا)) بقلم عبد السميع صقر‪ .‬مجلة الدعوة القاهرة – العدد التاسع – السنة السادسة والعشرون (‪ )383‬ربيع الول ‪– 1397‬‬
‫فبراير ‪1977‬م ‪0‬‬
‫الرشد على الفور ‪(( :‬بقعة خي من رقعة‪ ،‬لقد كانت ف ثياب مشاينا ومن هم خي منا أكثر من رقعة))‪ .‬وقال له‬
‫عبد البديع يوما ‪ (( :‬أل أكوى لك البنطلون؟)) فقال الرشد مبتسما‪(( :‬إما الرص على خط الكواة وإما الرص‬
‫على الطمأنينة ف السجود))‪0‬‬

‫***‬

‫وذات يوم كان يسي مع الرشد – رحهمها ال – ف ((سكة راتب باشا)) فمال المام حسن البنا على‬
‫تاجر البطيخ‪ ،‬وطلب واحدة وقال ‪ :‬كم تريد؟ فقال‪ :‬خسة عشر قرشا‪ ،‬فدفعها على الفور‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا فضيلة‬
‫الستاذ‪ ..‬هذا الرجل غشاش‪ ..‬إنا بعشرة قروش فقط)) فنظر إليه مبتسما وقال‪(( :‬والدعوة ‪ ..‬أليس لا ثن؟))‪0‬‬

‫***‬

‫ورتب فريق الكشافة بشعبة القلعة رحلة مبيت ببل القطم ودعوا إليها الرشد – وكان موعد التحرك بعد‬
‫درس الثلثاء‪ ،‬الذى كان الميع يرصون عليه – وصعدوا جيعا البل‪ ،‬وكان فيهم عبد البديع صقر – رحه ال‪-‬‬
‫فلما وصلوا إل ىالعسكر كانوا ف غاية الوع‪ ،‬لنم قطعوا السافة مشيا على القدام‪ ،‬وبدأ الطبيخ ف منتصف‬
‫الليل‪ ،‬فلقد كان من الفروض أن يكون العشاء (( عدسا)) والشروب ((حلبة))‪ ،‬لكن الكلفي بإعداد الطعام‬
‫أخطأوا‪ ،‬فلم يزوا بي القراطيس الت فيها الواد ف الظلم‪ ،‬ووضعوا اللبة مع العدس ف القدور‪ ،‬وعند تقدي الطعام‬
‫وجدوه مرا ل يطاق‪ ،‬وارتفعت صيحات الحتجاج على ((هذه الفوضى)) ولكن الرشد – رحه ال – حسم الناع‬
‫بأن طالب الميع باختيار اسم لذه الطبخة‪ ،‬وأخيا نتوا لا اسا من اللبة والعدس‪ ،‬فسموها ((حلبسة)) وتول‬
‫الحتجاج والتذمر إل مرح وسرور ‪ ..‬وأكلوها!! ‪0‬‬

‫***‬

‫وكان مرة مع الرشد العام ف زيارة لعمدة كفر (أبو كبي)‪ ،‬وكان رجلً ثريا درس ف إنلترا‪ ،‬وقدم القهوة‬
‫ف فناجي زجاجية لا قواعد (تلبيسات) من الذهب‪ ..‬ونظر الميع إل الرشد ليوا ما يفعل‪ ..‬وبكل بساطة الداعية‬
‫البي بنفوس الدعويي‪ ،‬روأه وقد اقتلع الفنجان الزجاجى من تلبيسته الذهب‪ ،‬وشرب‪ ،‬دون أن يقطع حديثه عن‬
‫مضيفه‪ ،‬ودون أن يشعر بذلك أحدا من اللوس ‪0‬‬

‫***‬

‫وكان عبد البديع كثيا ما يتمع مع أضرابه وإخوانه ف بيت المام حسن البنا – عليه رحة ال – لتدارس‬
‫بعض الكتب ف التفسي والسلوك‪ ،‬ككتاب إحياء علوم الدين مثلً‪ ،‬وكانوا ف حدود الربعي من الشخاص‪،‬‬
‫فيدركهم الوع‪ ،‬فيطعمهم جيعا طعاما بسيطا ((على ما قسم ال)) وأحيانا ينسى المام أن يهز لم شيئا فيقول ‪:‬‬
‫((اذهبوا إل الطبخ فكلوا ما وجدت أو اصبوا)) فكانوا ف نشوة الفرح باللقاء‪ ،‬والشغلة بالعلم النافع ل يقيمون‬
‫وزنا لذه العتبارات‪ ،‬ويتقاسون الرغيف اليابس وهم ف غاية السعادة ‪0‬‬

‫***‬

‫سعت من بعض من أثق بم‪ ،‬أن عبد البديع – رحه ال – كان شاب متحمس للسلم‪ ،‬كان يغي النكر‬
‫بيده‪ ،‬عملً بديث رسول ال ‪(( : r‬من رأى منكم منكرا فليغيه بيده‪ ،‬فإن ل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن ل يستطع فبقلبه‪،‬‬
‫وذلك أضعف اليان)) (رواه مسلم والترمذى وابن ماجه والنسائى)‪0‬‬

‫والصريون شعب مب للزينة‪ ،‬ويكثرون من تزيي بيوتم ومنازلم بالتماثيل النحاسية والفضية والبونزية‪،‬‬
‫ومن الشب النحوت‪ ،‬أو البص الصبوب‪ .‬وأغلب هذه التماثيل لفراعنة‪ :‬تثال لرمسيس‪ ،‬رأس نفرتيت‪ ،‬رأس‬
‫لكليوباترا … إل ‪0‬‬

‫فكان عبد البديع – رحه ال – إذا دخل بيتا ووجد فيه تثا ًل من هذه التماثيل‪ ،‬كسره أو رماه أو شوه‬
‫وجهه دون موافقة صاحب البيت‪ ،‬وقد يكون صاحب البيت حديث عهد بالخوان أو بالدعوة‪ ،‬فيصيبهم نفور من‬
‫عبد البديع‪ ،‬وكثرت الشكوى من تصرفه هذا‪ ،‬وبلغت المام الشهيد حسن البنا – رحه ال – فقال لعبد البديع‪ :‬ل‬
‫نريد منك أن تطم أصنام الناس‪ ،‬ولكننا نريدك أن تعلهم يطمونا بأيديهم!! وهكذا رسم له طريق الدعوة‬
‫الصحيح‪ ،‬وبي له الهمة الساسية للداعية ‪0‬‬

‫***‬

‫وحدثن – رحه ال – أنه عندما كان يعمل معاونا ف الدار‪ ،‬كانوا يدعون الناس لفلة شاى‪ ،‬فيجتمع ما ل‬
‫يقل عن مائة من الناس‪ ،‬ويقدمون لم الشاى‪ ،‬ويقوم الخوان على خدمتهم‪ ،‬ث يطب فيهم المام شارحا لم دعوة‬
‫الخوان‪ ،‬مبينا أهية الترابط والتآخى‪ ،‬فيخرج المع وقد تأثر بالدعوة عدد ل بأس به‪ ،‬والفلة ل تكلف أكثر من‬
‫جنيه واحد‪ ،‬بفضل جهود وتعاون الخوان ‪0‬‬

‫***‬

‫حدث أن أحد الضباط الذين يعملون ف الباحث من ال عليه بالداية‪ ،‬وأصبح من الخوان‪ ،‬فحدثهم عن‬
‫واقعة حدثت معه قبل أن يهتدى‪ .‬قال ‪ :‬كنا نرسل بعض الخبين للتجسس على الخوان‪ ،‬إل أننا ل نلبث أن نفقد‬
‫الثقة فيهم لحساسنا بتحولم وتبدلم لحتكاكهم بالخوان‪ ،‬حت أعيانا المر‪ ،‬فاخترنا‪ ،‬رجلً شريرا وقلنا‪ :‬هذا‬
‫يستعصى على الكسر ‪0‬‬

‫ومضت اليام‪ ،‬وبعد أسبوع واحد فقط جاء هذا الخب يطلب نقله من عند الخوان قائلً‪(( :‬ودون عند‬
‫الشيوعيي‪ ،‬عند اليهود‪ ،‬عند الكفرة ‪ ..‬أما ولد (…) دول ‪ ..‬ل)) فعجبت مرة وسألته‪ :‬لاذا؟ قال ‪(( :‬كل ليلة‬
‫يقومون ويصلون‪ ،‬وشيخهم يقرأ القرآن لم‪ ..‬الركعة تيجى ساعة ‪ ..‬معنتش قادر أصلب طول ‪))00‬‬

‫***‬

‫شهادة سعادة اللواء أحد فؤاد صادق باشا قائد عام حلة فلسطي() ‪:‬‬

‫س‪ :‬نريد أن نعرف رأى سعادتكم بصفتكم قائدا عاما لملة فلسطي عن موقف الخوان التطوعي ف الرب وف‬
‫ميدانا؟‬
‫ج‪ :‬كانوا جنودا أبطالً أدوا واجبهم على أحسن ما يكون ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل يسمح الباشا أن يذكر لنا وقائع معينة تدل على البطولة؟‬
‫ج‪ :‬نعم‪ ،‬سعت بعد وصول لرئاسة القوات ف قلم الخابرات العسكرية أن اليهود يبحثون دائما عن مواقع الخوان‬
‫ليتجنبوها ف هجومهم‪ ،‬فبحثت عن حالتهم من الناحية الفنية‪ ،‬وأمرت بتمرينهم أسوة بالنود ودخلوا مدارس‬
‫ل ‪ :‬أرسلتهم من دير‬‫التدريب‪ ،‬وأصبح يكن العتماد عليهم ف كثي من الحوال الت تستدعى بطولة خاصة‪ ،‬مث ً‬
‫البلح إل ما يقرب من ‪100‬كيلو إل النوب للقاة الجوم السرائيلى على العريش فاستبسلوا وأدوا واجبهم تاما‪،‬‬
‫واشتركوا أيضا ف حلة للدفاع عن موقع ‪ 86‬ف دير البلح وأعطيتهم واجبا من الواجبات الطية فكانوا ف كل مرة‬
‫يقومون بأعمالم ببطولة استحقوا من أجلها أن أكتب لرياسة مصر أطلب لم مكافأة بنياشي‪ ،‬وذكرت بعضهم‬
‫للشجاعة ف اليدان‪ ،‬وبعضهم ذكر اسه ف الوامر العسكرية ‪ ،‬واتصلت بالكومة ف ذلك الوقت وطلبت منها‬
‫مساعدة هؤلء بأن يعطوهم أعمالً عندما يعودون ويعاونوا أسرهم والكومة ردت ووافقت وأرسلت تأخذ‬
‫معلومات عنهم وكان هذا تكري الكومة لم ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل نفذت الكومة هذا الوعد ؟‬
‫ج‪ :‬ما اعرفش ولكن عندما طلبت من اعتقالم رفضت ووضعتهم تت حراست الاصة ‪0‬‬
‫س‪ :‬ف أى تاريخ أرسل الباشا الخوان ليحموا العريش؟‬
‫ج‪ :‬ف الدة من ‪26‬ديسمب إل ‪30‬ديسمب ‪0 1948‬‬
‫س‪ :‬أمر حل الخوان صدر ‪8‬ديسمب وتقرر سعادتكم أنكم أرسلتم هؤلء التطوعي ف ‪26‬ديسمب إل ‪30‬ديسمب‬
‫أنكم أرسلتم هؤلء التطوعي ف ‪ 26‬ديسمب إل ‪30‬ديسمب سنة ‪ ، 1948‬فماذا كانت الروح العنوية‬
‫بعد أمر الل؟‬
‫ج‪ :‬أنا جاوبت على كده وقلت إنم قاتلوا ببسالة ول يؤثر قرار الل على روحهم العنوية ‪0‬‬
‫س‪ :‬ما هو الدور الطي الذى قام به التطوعون ف دير البلح؟‬
‫ج‪ :‬قلت إنم قاتلوا قتالً ميدا وعندما رأيت الطر ف العركة اعتمدت عليهم‪ ،‬فقدمت التطوعي من الخوان لنم‬
‫أحسن ما لدى من النود ‪0‬‬
‫س‪ :‬حي صدر أمر الل للجماعة هل أخطرت به من القاهرة؟‬
‫ج ‪ :‬كل الناس عرفت ول يكن هناك سبب لخطار خاص‪ ،‬وأنا عرفت من الرئاسة بالتليفون ومن الرائد ‪0‬‬
‫س‪ :‬ما هى الشروط الواجبة ف رجل العصابات؟‬
‫ج‪ :‬يكون فدائيا وعلى بطولة كاملة وإلام ببعض العمليات العسكرية كنسف الطرق ووضع ألغام ف طرق العربات –‬
‫مهاجة – كمي ‪ 0000‬إل ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل زرت معسكر الخوان السلمي بفلسطي؟‬
‫ج‪ :‬أنا أعطيتهم أسلحة لقابلة العدو وذلك تكملة لسلحهم ‪0‬‬
‫س‪ :‬وكيف وقع اعتقالم؟‬
‫ج‪ :‬لسبب من عملهم أنفسهم‪ ،‬وحت ل يساء فهم ذلك‪ ،‬أقول إنم طلبوا من بعد أن أبلغتهم حادث الرشد إقامة‬
‫حفلة تأبي للستاذ حسن البنا‪ ،‬فأنا قلت إنن ل أعمل حفلة تأبي للنقراشى وأنا هنا جندى ول اسح لحد أن يشتغل‬
‫بالسياسة‪ ،‬فثاروا لذ ‪1‬ا فأنا وضعتهم ف شبه معتقل‪ ،‬وعوملوا معاملة كرية لنن أعتبهم زملء ميدان ‪0‬‬

‫شهادة سعادة اللواء أحد على الواوى بك قائد عام حلة فلسطي ‪:‬‬
‫س‪ :‬عند دخول اليوش النظامية أرض فلسطي بقيادتكم‪ :‬هل كان يقاتل فيها متطوعون من الخوان السلمي؟‬
‫ج‪ :‬نعم لنم سبقوا بدخولم القوات النظامية ‪0‬‬
‫س‪:‬من كان من التطوعي ف معسكر البيج؟‬
‫ج‪ :‬كان فيه التطوعون من الخوان السلمي‪.‬‬
‫س‪ :‬هل استعان اليش النظامى بالخوان السلمي ف بعض العمليات الربية أثناء الرب كطلئع ودوريات وما إل‬
‫ذلك؟‬
‫ج‪ :‬نعم استعنا بالخوان السلمي واستخدماتم كقوة حقيقية تعمل على جانبنا الين ف الناحية الشرقية‪ ،‬وقد اشترك‬
‫هؤلء التطوعون من الخوان ف كثي من الواقع أثناء الرب ف فلسطي‪ ،‬وبالطبع أننا ننتفع بثل هؤلء ف مثل هذه‬
‫الظروف‪.‬‬
‫س‪ :‬ما مدى الروح العنوية بي الخوان السلمي؟‬
‫ج‪ :‬الواقع أن كل التطوعي من الخوان وغيهم كانت روحهم العنوية قوية جدا وقوية للغاية ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل قام التطوعون بعمليات نسف ف صحراء النقب لطرق الواصلت وأنابيب الياه لفصل الستعمرات‬
‫الصهيونية؟‬
‫ج‪ :‬نعم وأذكر بالنسبة لروحهم العنوية أنم كانوا يطلبون دائما ألغاما للنسف وكانت ف هذا الوقت اللغام متعذرة‬
‫وأذكر أن هؤلء الخوان كانوا يقومون بدوريات ليلية يصلون فيها إل النطاق الارجى للمستعمرات اليهودية‪،‬‬
‫وينعون من تت السلك الشائكة اللغام الت يبثها اليهود وسط السلك ويستعملونا ف تلغيم الطرق الوصلة إل‬
‫الستعمرات اليهودية‪ ،‬وقد نتج من جراء هذه العمال خسائر لليهود‪ ،‬وتقدم ل من جرائها مراقبوا الدنة يشتكون من‬
‫هذه العمال الت كانت تعمل ف وقت الدنة ‪0‬‬
‫س‪ :‬وهل ل يكن عندكم ألغام؟‬
‫ج‪ :‬معروف أن اليش ل يكن عنده معدات كافية ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل كلفتم التطوعي بعمل عسكرى خاص عند مهاجتكم العسلوج؟‬
‫ج‪ :‬نعم العسلوج هذه بلدة تقع على الطريق الشرقى واستول عليها اليهود أول يوم هدنة‪ ،‬ولذا البلد أهية كبية‬
‫جدا بالنسبة لطوط الواصلت‪ ،‬وكانت رئاسة اليش تتم كل الهتمام باسترجاع هذا البلد‪ ،‬حت أن رئيس هيئة‬
‫أركان الرب أرسل إل إشارة هامة يقول فيها‪ :‬لبد من استرجاع هذا البلد بالجوم عليها من كل الطرفي من‬
‫الانبي‪ ،‬فكلفت الرحوم أحد عبد العزيز بك بإرسال قوة من الشرق من التطوعي وكانت صغية بقيادة ملزم‬
‫وأرسلت قوة كبية من الغرب تعاونا جيع السلحة ولكن القوة الصغية هى الت تكنت من دخول القرية‬
‫والستيلء عليها ‪0‬‬
‫س‪ :‬وكيف تغلبت القوة الصغية؟‬
‫ج‪ :‬القوة الكبية كانت من الرديف وضعفت روحهم العنوية‪ ،‬وبالرغم من وجود مدير العمليات الربية فيها‪ ،‬إل أن‬
‫السألة ليست مسألة ضباط‪ ،‬السألة مسألة روح‪ ،‬إذا كانتت روح طيبة يكن للضابط أن يعمل شيئا‪ ،‬لبد من وجود‬
‫روح معنوية ‪0‬‬
‫س‪ :‬ما هى الشروط الواجب توافرها ف رجل العصابات؟‬
‫ج‪ :‬الواقع أن حرب العصابات والتدريب عليها يعتب من أنواع التدريب الراقى والعال الذى يب أن يكون عليه كل‬
‫جندى‪ ،‬والذين يقومون بذه العمال يب أن يكونوا أذكياء جدا ويشترط فيهم الرأة وسرعة العتماد على أى‬
‫قائد صغي أو كبي‪ ،‬والعمليات الت يقوم با الكوماندوز ل تعمل ف وضع النهار‪ ،‬وف حالة تساوى الطرفي ل توجد‬
‫وسيلة إل الشتغال بالليل وبطريق التسلل وعلى كل فرد أن يعتمد على نفسه والكوماندوز فكرة حديثة استخدمت‬
‫ف الرب ‪0‬‬
‫س‪ :‬ما هى الواص الفنية ف الدراسات الواجبة لرجل حرب العصابات؟‬
‫ج‪ :‬غي الشروط الت ذكرتا يب أن يكون الشخص ماهرا جدا ف استخدام السلح‪ ،‬ويب أن يكون ماهرا ف‬
‫استخدام الرض ودراسة طبيعة الرض‪ ،‬ويب أن يشتغل مثل اليوان الفترس‪ ،‬وهى الهارة ف اليدان‪ ،‬ويب أن يلم‬
‫بقراءة الرائط ويتعود على أعمال الكشافة‪ ،‬إل جانب هذا لزم يعرف السباحة وتسلق الشجار ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل وجد ف اليش كوماندوز؟‬
‫ج‪ :‬نعم يوجد والفكرة موجودة‪ ،‬وقبل خروجى كنت جعت النواة لذه العملية واليش فيه حاجة قريبة من كده‬
‫وهى الدوريات الت تعمل للستكشاف ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل تعرف عدد التطوعي من الخوان؟‬
‫ج‪ :‬بلغ عدد التطوعي من الخوان وغيهم عشرة آلف ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل تعلم أن متطوعى مصر معظمهم من الخـوان؟‬
‫ج‪ :‬أنا أعرف الخوان كانوا أكثر من الفئات الخرى ‪0‬‬
‫س‪ :‬وإل أى تاريخ استمر دخول التطوعي إل فلسطي؟‬
‫ج‪ :‬أنا ل أظل ف اليش لغاية آخر الرب‪ ،‬وإنا رجعت فىنوفمب سنة ‪ ،1948‬وأنا أرجعت الليبيي لنم ل يكن‬
‫لم فائدة بالرة ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل كان للمتطوعي أسلحة خاصة أم كانوا يستوردون أسلحة من اليش؟‬
‫ج‪ :‬كانوا يضرونا بعرفتهم وأثناء الرب كنت أعطيهم بعض السلحة والذخية كانت تنتهى‪ ،‬فكنت أمولم‬
‫بالذخية وأذكر أنه طلب من قائد غزة أن أعطيهم مدافع هاون فأمرت بإعطائهم ‪0‬‬
‫س‪ :‬بعد ‪15‬مايو إل نوفمب أل يدخل متطوعون جدد؟‬
‫ج‪ :‬أذكر لا ابتدأت أتقدم للشمال كان فيه الكتيبة السابعة وأنا سحبت هذه الكتيبة وحل ملها متطوعون ف العريش‬
‫وكان ذلك بعد ‪15‬مايو ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل كان من الائز أن ترد أسلحة إل التطوعي عن غي طريق سلح الدود أو العريش؟‬
‫ج‪ :‬ل … غي مكن ‪0‬‬
‫س‪ :‬أل يذكر حضرة الشاهد أنواع السلحة الت يستعملها الفدائيون التطوعون؟‬
‫ج‪ :‬البدقية والرشاشات الفيفة تومى أو الاونات والورتر ‪0‬‬
‫س‪ :‬هل كان بي هذه النواع القنابل اليدوية ؟‬
‫ج‪ :‬أيوه ‪0‬‬

‫وقفة لزمة‬

‫الستدلل على أن قرار حل الخوان السلمي واعلم على إبادتم كان قرارا صهيونيا مائة ف الائة من واقع‬
‫أقوال الشهود العظام ساحة مفت فلسطي‪ ،‬وسعادة أحد فؤاد صادق باشا‪ ،‬وسعادة أحد على الواوى بك ‪0‬‬

‫لبد للقارئ وهو يقرأ هذه الشهادات الثلث الصادرة أولا من شخصية سياسية عالية لا ف بلدها فلسطي‬
‫مركز القيادة العليا‪ ،‬ولا ف العال أرفع الدوار وأكثرها حساسية‪ ،‬فالكل يعرف أن ساحة مفت فلسطي بعد أن قاتل‬
‫النليز قتا ًل مريرا ليمنعهم من تنفيذ ما عزموا عليه لنشاء وطن قومى لليهود ف فلسطي بالقوة السلحة‪ ،‬انضم إل‬
‫عدوهم الول هتلر يستعي به عليهم‪ ،‬لن عدو عدوى صديقى كما يقولون‪ ،‬وهذا السلوك ل يكون إل من رجل‬
‫على درجة عالية من الفقه والكانة ف السياسة الدولية‪ ،‬ملم بالكثي من أسرارها‪ ،‬أما الثانية والثالثة فهى شهادات‬
‫أعلى رؤوس عسكرية ف الملة الصرية على فلسطي منذ بدأت الرب وحت نايتها‪.‬‬

‫أقول لبد للقارئ أن يقف طويلً ويتأمل هذه الشهادات الصادرة من علية السئولي سياسيا وعسكريا عن‬
‫قضية فلسطي ليدرك ‪:‬‬

‫أن جاعة الخوان السلمي قدموا آلفا من التطوعي الذين أعدهم النظام الاص إل العركة على أرض‬
‫فلسطي بكامل أسلحتهم‪ ،‬بشهادة سعادة اللواء أحد الواوى بك إذ قال ‪ :‬إنم يثلون أكثرية التطوعي البالغ عددهم‬
‫عشرة آلف ف البهة النوبية‪ ،‬وهذا يعن أن متطوعى الخوان ف البهة النوبية وحدها زاد على خسة آلف يقينا‬
‫ل ظنا‪ ،‬أما الصاغ ممود لبيب بك فقد قال ف شهادته‪ :‬إن متطوعى الخوان السلمي كانوا يثلون ‪ %90‬من‬
‫مموع التطوعي أى أنه بلغ ف البهة النوبية وحدها ‪ 9000‬متطوع‪ ،‬وأن مموع التطوعي من باقى اليئات كان‬
‫ألف متطوع ‪0‬‬

‫الستاذ أحد حسي ينجو من موت‬


‫مقق ف معسكر الخوان (‪)1‬‬

‫زارنا الستاذ أحد حسي رئيس حزب مصر الفناة‪ ،‬وجلس معنا ف خيمة القادة وكان معنا فضيلة الخ‬
‫السيد سابق ‪0‬‬

‫ومن لطف ال بنا جيعا أثناء هذه الزيارة أن كان فضيلة الشيخ السيد سابق مسكا ((مسدس طاحونة))‬
‫يشرح للستاذ أحد حسي رئيس حزب مصر الفتاة‪ ،‬وكانت الاسورة موجهة إل رأسه‪ ،‬يقينا من خلو السدس من‬
‫الطلقات‪ ،‬وإذا بنا نس عندما ضغط الشيخ على الزناد ليدير طاحونة السدس أن با رصاصة كادت تنطلق إل رأس‬
‫الستاذ أحد حسي فتقضى عليه وهو بيننا ف خيمة القيادة‪ ،‬وحينئذ ل يكن ف المكان لى بيان أو منطق أن يبئنا‬
‫من قتله عمدا ف خيمة القيادة‪ ،‬خاصة أن هجومه العلن على الخوان قبل ذلك يكن أن يفسر دافعا لثل هذه الرية‬
‫‪0‬‬
‫ولكن لطف ال الكبي أب إل أن تكذب هذه الرصاصة فل تنطلق‪ ،‬فنجا الستاذ أ؛مد حسي من موت‬
‫مقق‪ ،‬ونونا جيعا من تمة لو وجهت إلينا لملتنا أوزارا ل قبل لحد منا بتحملها‪ ،‬ول أمل ف النجاة منها بال‬
‫من الحوال‪ ،‬رغم براءتنا التامة من مثل هذا الدث العفوى ‪0‬‬

‫ترد الصادقي‬

‫بعد أن قامت حركة ‪23‬يوليو ‪ ..1952‬وتعايشت مع جاعة الخوان فترة من الزمن – اكتشفت المام‬
‫حسن الضيب أسلوب الداع والماطلة والتحفز لضرب الماعة حي يستقر بالثورة القام وتقبض على زمام المور‪.‬‬
‫وقد حرض جال عبد الناصر بعض العناصر من الشباب وقدامى الخوان ليتحرشوا بالمام الضيب فأسطنعوا بعض‬
‫السباب الثية ليجعلوها فتنة تقضى على الماعة من ذلك حادث اغتيال (الشهيد سيد فايز) وغيها مثل اقتحام‬
‫منل فضيلة الرشد لرغامه على الستقالة ‪00‬‬

‫‪ 1‬من كتاب (حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الخوان المسلمين) للستاذ مجمود الصباغ – الناشر – دار العتصام ‪0‬‬
‫والطاب الرفق هو رسالة من الستاذ الرشد‪ ..‬يصور الالة الت كانت سائدة ف ميط الدعوة من القلق‬
‫والفت‪ ،‬وما كان ييط بالستاذ الرشد من مؤامرات متصلة يصدرها رجال عبد الناصر بدف إشغال الماعة وإشعال‬
‫الفتنة بي صفوفها ‪0‬‬

‫والطاب نوذج لا كان يتحلى به قائد الماعة من اسى الخلق وف أعلها التجرد والخلص والثبات ‪0‬‬

‫حضرة الخ الفاضل عمر باء الميى‬

‫السلم عليكم ورحة ال وبعد … فردا على خطابكم أقول إن اختصاص اللجنة الت شكلتها اليئة‬
‫التأسيسية يتبقى أن يتجه إل السعى لعرفة شكوى الشاكي وتذمر التذمرين ومم يشكون ومم يتذمرون ‪ .‬فإذا كانت‬
‫هناك وقائع أو عيب ف سي الدعوة فأنا مستعد لن أعهد إليهم بسد النقص‪ .‬وإن كان النقص ف شخصى فنبئهم عن‬
‫بأن مستعد لن تضعن الماعة ف الصف الذى يليق ب ولو كنت بوابا ف دار الخوان السلمي ولم أن يأتوا‬
‫بالشخص الذى يرتضيه الخوان وأنا أعلم الناس بال ول أدعى الكمال مطلقا بل إن أنبأتم بعجزى وضعفى يوم‬
‫اختارون ‪0‬‬

‫والسلم عليكم ورحة ال ‪0000‬‬


‫حسن الضيب‬

‫مع الخ الستاذ عبد العطى العوامرى‬

‫ف إحداث ماكمات جاعة الخوان السلمي ف منة ‪ 1948‬قبض على الخ الستاذ عبد العطى العوامرى‬
‫– أمي حزنة وزارة الوقاف بالنتزه بالسكندرية ‪0‬‬

‫قدم للمحاكمة أمام مكمة النايات العسكرية وكان رئيسها الستشار متار عبد ال ‪ ..‬وقام بالدفاع عن‬
‫الخ عبد العطى الخ الستاذ متار عبد العليم الحتامى ( رحه ال تعال) وف دفاعه طلب من رئيس الحكمة أن‬
‫تسمح للستاذ بعد العطى بزيارة لسجن ليمان طرة‪ ،‬حيث إنه يقدم بثا عن (الياة ف السجون الصرية) لينال به‬
‫درجة الاجستي ‪0‬‬

‫فرد عليه رئيس الحكمة وهو ل يزال ينظر القضية ول يفصل فيها بعد فقال ‪( :‬هو مستعجل ليه ما هو رايح‬
‫هناك ويعمل اللى هو عايزه ) !! فضج الاضرون بالضحك ‪0‬‬

‫مرضت بالذبة الصدرية‬

‫عزمت على أداء فريضة الج مع زوجت‪ ..‬ووصلنا الدينة النورة مساء يوم ‪26‬من ذى القعدة ‪1398‬الوافق‬
‫‪0 27/10/1978‬‬
‫وقبل سفرى ونن نتحرك بالسيارة من السكندرية إل القاهرة‪ ،‬قابلن ابن معاذ الطالب بكلية التجارة جامعة‬
‫السكندرية يومئذ‪ ،‬وقال ل ‪ :‬إنه ومموعة من الطلب قد جاءتم دعوة للحج والزيارة هذا العام؛ فقلت له ‪ :‬إن‬
‫الوقت ضيق جدا وسوف تغلق السعودية الطار وربا يول ضيق الوقت دون تقيق هذه المنية ولكن ال معكم ‪0‬‬

‫وف صباح يوم ‪28‬ذى القعدة عندما طلبت من إحدى النساء أن أحل عنها حقيبة ثقيلة جدا إل الدور‬
‫العلوى‪ ،‬وحي همت بذلك ل أستطع وعدت إل حجرتى‪ ،‬وف الال شعرت بآلم شديدة وقد أدركت أنا ذبة‬
‫صدرية‪ .‬فأسرع ب الخوان فضيلة الشيخ ممود عيد وفضيلة الشيخ ممود فايد والخ صلح عبد الفتاح إل‬
‫مستشفى اللك‪ ..‬حيث استقبلن الخ الدكتور عبد الفتاح الندى‪ .‬ودخلت حجرة العناية الركزة‪ ..‬وعلمت زوجت‬
‫با أصابن بعد أيام‪ .‬ث سافرت مع الخوة إل مكة الكرمة وليس معها زوجها‪ ،‬ونزلت من الفندق للطواف وف حالة‬
‫العودة ضلت الطريق ول تد بدا من اللوس على أحد الرصفة لعلها تعثر على أحد يعود با إل الفندق‪ .‬وفيما هى‬
‫ف هذه الدوامة من التفكي شاهدت رجلً يشبه أحد الخوة واسه ((الاج عبد ال حاد)) فنادت وقالت‪ :‬يا عم‬
‫الاج عبد ال فتوجه إليها‪ ،‬فسألته‪ :‬هل تعرف الاج عباس السيسى قال ‪ :‬نعم وهو الن مريض ف مستشفى الدينة‬
‫النورة‪ .‬فطلبت منه أن يدلا على الفندق فقام بتوصيلها ‪0‬‬

‫وذات يوم وهى تطوف حول الكعبة الشريفة‪ ،‬إذا با تفاجأ بابنها معاذ يستقبلها ويساعدها على الطواف‬
‫فكان ذلك فضلً من ال ونعمة ‪0‬‬

‫وبعد أن عدت للسكندرية قابلت الاج عبد ال حاد لشكره ولكن فاجأن بأنه ل يكن له حظ أداء‬
‫فريضة الج هذا العام !! وف القاهرة وبغي قصد قابلن أحد الخوة من الخوان ف صعيد مصر‪ -‬واسه الاج عبد‬
‫ال‪ -‬وحدثن عن قصة (توهان) زوجت وأنه هو الذى قام بتوصيلها إل الفندق ‪0‬‬

‫هذا كله من فضل ال علينا‪ ،‬حي نرى ونسمع آيات ال علينا‪(( ،‬لنثبت به فؤادك))‪0‬‬

‫أفكار هابطة‬

‫ف جلسة تسلية ف سجن قنا مع الخ الهندس الزراعى (‪ )0000‬حدثنا فقال‪ :‬خرجت لشراء طعام الغداء‬
‫لسرتى وف الطريق قابلن صديق تاذبت معه أطراف الديث‪ ،‬وقابلنا صديقا ل نره من مدة – دعانا ف إصرار‬
‫لتناول طعام الغداء ف منله‪ .‬فلم ند بدا من الستجابة له ‪0‬‬

‫وذهبنا إل بيته – فأدخلنا حجرة منفردة يتخذها ملً لصناعته إذ كان يعمل (ترزيا أفرنيا) – وشد ما‬
‫أدهشنا تلك الصور للرجال والنساء العلقة على الدران – كذلك وجدنا ما يسمى (الوديل) وهو تثال مسم من‬
‫لوازم الصنعة ‪0‬‬

‫فأثارتنا هذه الناظر الخالفة للشريعة السلمية‪ ،‬وخاصة هذا الصنم السمى بالوديل – فاتفقت مع زميلى‬
‫على ضرورة إزالة هذا النكر وتفتق ذهننا على أن نقوم بعمل ذكر على صورة وشكل ما تقوم به حلقات رجال‬
‫الطرق الصوفية – حي يقفون وهم يتمايلون ذات اليمي وذات الشمال وهم يرددون (حى حى حى) وقمنا بذا‬
‫الدور وكلما تايلنا ذات اليمي مزقنا الصور وكلما تايلنا ذات الشمال حطمنا هذا الصنم ‪0‬‬

‫كل ذلك بينما كان الرجل السكي يعد لنا طعام الغداء – حي سع هرجا ومرجا فأسرع إل الجرة ليجد‬
‫كل شىء قد انتهى إل دمار ‪ 00‬فاشتبك معهما ف معركة باليد وبكل ما يستطيع وانتهت بطردها من منله إل غي‬
‫رجعة ‪000‬‬

‫وهكذا تصور بعض العقول القاصرة عن التعبي عن أفكارهم بأفكار تؤدى إل العبث الذى يصد عن سبيل‬
‫ال ومن إدراك معن قوله تعال ‪) :‬ادع إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة( (النحل‪0)125:‬‬

‫مع فضيلة الشيخ ممد الطراوى‬

‫سافر فضيلة الستاذ الشيخ ممد الطراوى (عضو ملس الشعب) رحه ال تعال ف زيارة إل دب بدولة‬
‫المارات العربية التحدة‪ ،‬وتوجه للقاء إخوانه العلماء ف وزارة الوقاف والشئون السلمية‪ ،‬فرحبوا به ودعوه للقاء‬
‫خطبة المعة ف اليوم التال بسجد جعية الصلح فوافق على ذلك ‪0‬‬

‫وقبيل الصلة توجه إل السجد وجلس قريبا من الني ‪ ..‬وكان خطيب السجد الراتب هو فضيلة الخ‬
‫الدكترو مالك الشعار‪ .‬فقام متوجها إل النب كالعتاد‪ ،‬فوجد بوار النب عالا من علماء الزهر الشريف‪ ،‬فوجد من‬
‫اللياقة أن يدعوه إل الطبة فنهض الشيخ ممد الطراوى توا وصعد إل النب‪ ..‬والدكتور مالك الشعار ف دهشة من‬
‫المر‪ ..‬ول يكن يعرف أن الشيخ قد كلف بالطبة من المس وكان من واجب الخوة ف الوزارة أن يطروه بذلك‬
‫‪0‬‬
‫ولكن هكذا قدر ال أن يكون ‪0‬‬

‫وعلى الدعاة أن ييطوا كل خطوات العمل بسياج من الوعى والبصية بيث ل تصطدم المور بعضها‬
‫ببعض ‪0‬‬

‫دعوة لزيارة الخوة‬


‫بعد أداء فريضة الج ‪1943‬‬

‫فيما قبل المسينيات من هذا القرن‪ ،‬كان الذين يتقدمون إل أداء فريضة الج من السلمي هم الذين ل يقل‬
‫سنهم عن ستي عاما‪ ،‬ويندر أن يؤدى هذه الفريضة أحد من الشباب – كما كان هو الال كذلك فيمن يؤدون‬
‫الصلة – وقد كان الطريق إل أداء هذه الفريضة شاقا جدا حيث كانت الغلبية من الجاج يرتلون على ظهور‬
‫المال فضلً عن خطورة الطريق لا يعترضه من عصابات وقطاع طرق ‪0‬‬
‫الهم ف مثل هذه الظروف شاء ال تعال أن وفقن لداء فريضة الج عام ‪ 1943‬وكان سن وقتئذ خسة‬
‫وعشرين عاما ول أبالغ إذا قلت ‪ :‬إنن كنت من أصغر حجاج بيت ال سنا ‪0‬‬

‫وبعد عودتى دعان أحد الخوة إل وليمة ف بيته ‪ 00‬وأخب أهله بأنه سوف يزورنا اليوم الخ الاج عباس‬
‫السيسى ‪ ..‬وبالفعل لبيت الدعوة وذهبت ف الوعد مع بعض الخوة‪ ..‬وكان أهل البيت يسترقون النظر كى‬
‫يشاهدوا الاج عباس السيسى هذا‪ ..‬حت انتهت الزيارة وخرجت من النل ول يبق أحد فيه‪.‬ث إن أهل البيت لا ل‬
‫يشاهدوا الاج عباس حال قدومه – وحال انصرافه – سألوا صاحب الدعوة‪ :‬هل الاج عباس اعتذر عن الضور؟‬

‫قال لم ‪ :‬كل‪ ،‬بل إنه حضر ‪0‬‬


‫قالوا ‪ :‬وكيف ل نره ؟‬
‫قال ‪ :‬إنه هو هذا الشاب السر الذى كنت أودعه ‪0‬‬
‫قالوا ‪ :‬شاب – وحاج !!‬

‫وكان هذا هو تصور الناس ف هذا الوقت‪ .‬فإذا قلت‪ :‬الاج فلن فإن النطباع عند عامة الناس أنه لبد أن‬
‫يكون شيخا متقدما ف السن‪ .‬لذا فإنم ل يتوقعوا أن يكون الاج عباس شابا ‪0‬‬

‫وأعجب مفهومات السلمي‪ ،‬حي يعلمون أن الاج عباس أدى فريضة الج‪ ،‬قبل أن يتزوج‪ ..‬كيف يكون‬
‫ذلك قبل أن يكمل نصف دينه؟!! ول يتنبهون إل حي أوضح لم أن الزواج سنة ولكن الج فريضة؟!‬

‫أنا السيسى الصلى‬

‫ذهبت إل الاج قاسم درويش تاجر الورق خلف مسجد الشيخ بشارع اليدان بالسكندرية لشترى منه‬
‫كمية من ورق الزبدجة لستعمله ف تغليف قطع البنة البيضاء حي وضعها ف عبوات من الصفيح ‪0‬‬

‫وبعد أن اشتريت الكمية ودفعت الثمن طلبت من صاحب الحل أن يعطين فاتورة بالقيمة‪ ،‬وحي أمسك‬
‫بالقلم سألن عن اسى‪ ،‬فقلت له ‪ :‬اسى عباس حسن السيسى صاحب مل صناعة البنة ف رشيد‪ .‬فتوقف الرجل عن‬
‫الكتابة ورفع رأسه وهو ينظر إل ف غرابة‪ ،‬ث قال ‪ :‬ومن هو الاج عباس السيسى؟ فقلت ‪ :‬هو أنا! فقال ‪ :‬أأنت‬
‫عباس السيسى صاحب معمل البنة ف رشيد وصديق الشيخ إبراهيم المال؟ قلت‪ :‬نعم أنا هو ‪0‬‬

‫فقال ل ‪ :‬ل – دا الاج عباس السيسى راجل شهم‪ ،‬وضىء عليه أنوار ولونه أبيض زى اللب الليب ‪00‬‬

‫فقلت له ‪ :‬يا سيدى‪ ..‬أنا كما تران أسر على خفيف وعندى ف العمل لب حليب – وشكرا لك على‬
‫مشاعرك النبيلة ولكن القيقة (أنا السيسى الصلى) ‪0‬‬
‫قصة مع إبراهيم فرج وزير الارجية‬

‫حديث مع الستاذ إبراهيم فرج وزير خارجية حزب الوفد ‪:‬‬

‫س‪ :‬أل تكن هناك مواقف أخرى هامة لحد الخوان السلمي؟‬
‫قال‪ :‬معى ذكرى ل تنسى‪ ..‬فعندما كنا معهم ف سجن القناطر وكانوا يتلون عنبا ف الدور الثالث‪..‬‬
‫فوجئت بأحدهم وكنا ف عز الشتاء ينادى على بفرج‪ .‬فلما خرجت إليه فوجئت به يلقى إل بـ ((بلوفر صوف))‬
‫وكان موقفا ل أنساه ‪0‬‬

‫س‪ :‬هل تذكر لنا مثالً لقال فيه تريح بشخصك؟‬


‫قال ‪ :‬مقال للعقاد كتبه عام ‪0 1950‬‬

‫وكان سراج الدين وممد صلح الدين وأنا أعضاء ف لنة الفاوضات مع النليز ‪0‬‬

‫فقال متهكما علينا‪(( :‬سراج الدين وصلح الدين وفرج الدين)) ‪ ..‬ولا عاتبته عن طريق صديق رد قائلً‪:‬‬
‫((أحد ربنا إن ما قلتس زفت الطي))‪0‬‬

‫حكمة تري الذهب‬

‫حي خرجت من السجن ف منة ‪ ،1954‬وعدت إل بلدى رشيد‪ ،‬اشتغلت ف تارة اللبان وصناعة البنة‬
‫بأنواعها‪ ،‬وبالطبع خرجت إل السواق التجارية كى أعرض بضاعت على كبار التجار ‪ 00‬ولا كنت ف أول عهدى‬
‫بالهنة ليس ل خبة ول اسم ف السوق‪ ،‬كنت كلما دخلت عند أحد التجار لعرض عليه أنواع الب‪ ،‬أجد صدا‬
‫وعدم ترحيب من أكثرهم ‪0‬‬

‫وف حالة وجودى‪ ،‬أجد بعض الذين يعرضون بضاعتهم مثلى‪ ،‬يستقبلون ويرحب بم دون‪ ،‬وأخيا لحظت‬
‫أنم يلبسون ف أصابعهم خوات ذهبية وساعات ذهبية‪ ،‬ويتقمصون زى الغنياء‪ .‬فأدركت أن التجار يبهرون بذه‬
‫الظاهر‪ ،‬وقد ثبت أن بعض هؤلء التجار يستعملون هذا السلوب ف الترويج لبضاعتهم وقد حدث من بعضهم‬
‫حوادث نصب ‪00‬‬

‫وف تفكيى ف هذا المر‪ ..‬استنبطت معن الكمة ف أن ال تعال قد حرم استعمال الذهب على الرجال‪..‬‬
‫إذ بذا الظهر الادع ينخدع الذين ل يأخذون المور بالضمون وينساقون وراء الظاهر‪ ،‬فلو أن الناس يتعاملون –‬
‫فقط – بالمانة ويتعاملون مع صلحية وحسن وجودة الصنف وحده دون هذه الظاهر لصبح مع صلحية وحسن‬
‫وجودة الصنف وحده دون هذه الظاهر لصبح الحترام والتقدير للحق والصدق مردا من عوامل الظاهر والداع‪.‬‬
‫وفهمت بعمق حكمة ال تعال ف تري الذهب على الرجال ‪0‬‬
‫رعب مستمر‬

‫بعد أن عادت زوجت من السجن الرب كما سبق أن ذكرت ذلك‪ .‬كان فوق منل ف رشيد وصلة تليفون‬
‫لنل ماور لنل ‪0‬‬

‫وفجأة صعد إل منل بعض عمال مصلحة التليفونات وكانوا يرتدون ملبس مشابة للبس رجال الشرطة‬
‫وصعدوا النل بعد ما طرقوا على باب الشقة الاصة ب ودخلوا حيث مكان الوصلة قريبة من (البلكونة) الوجودة‬
‫عندى ‪00‬‬

‫وحيث رأتم زوجت وأولدى‪ ،‬أغمى عليهم جيعا‪ .‬فارتبك عمال الصلحة لذا النظر الذى تكرر مرارا –‬
‫حت حضر رجال العائلة وأفهموا العمال حقيقة الوقف فانصرفوا غي مأسوف عليهم – وأفاقت السرة من هذا‬
‫الوقف الثي الزين‪ .‬وهكذا أورثهم دخول زوجت السجن الوف والفزع إل اليوم وحسبنا ال ونعم الوكيل ‪0‬‬

‫حار من مكة إل عرفة‬

‫عام ‪ 1943‬سافرت لول مرة إل مكة الكرمة لداء فريضة الج‪ ،‬وكان سفرى بالباخرة إل ميناء جدة –‬
‫ث كانت النتقالت إل مكة والدينة النورة بواسطة المال حيث كانت السيارات قليلة ‪0‬‬

‫وحي جاء موعد الذهاب إل (عرفة) رأيت مع زملئى أن نذهب إليها سيا على القدام لقربا من مكة‬
‫الكرمة ‪0‬‬

‫وف الطريق ‪ ..‬إل عرفة (أتلوحت) رجلى اليمي و(تورمت) فاستأجروا ل حارا هزيلً جدا حت أواصل به‬
‫الرحلة ‪ .‬فلما ركبت المار كانت قدماى تكاد تشى على الرض ‪0‬‬
‫ل‪:‬‬
‫فنادى على أحد الخوة قائ ً‬
‫إيه الكاية؟‬
‫فقلت له ‪ :‬الكاية (إن المار أصبح بست أرجل)!!‬

‫للذكرى والعبة‬
‫ف حديث الثلثاء ف مسجد اللفاء الراشدين تدث الشيخ الدكتور سليمان ربيع – رحه ال – عميد كلية‬
‫اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬فقال ‪ :‬إنه جاءه ذات يوم ضابط كبي ومعه زوجته وقد وقع بينهما خلف؛ فالضباط يطلب‬
‫من زوجته أن تقوم بعمل عملية جراحية حت يتوقف النسل بينهما حيث أن لما خسة أولد ويريد هو الكتفاء‬
‫بذلك‪ .‬فطلبت منه زوجته أيضا أن يقوم هو بعمل عملية أيضا مثلها حت ل يفكر ف الزواج بعدها‪ .‬وعبثا حاول‬
‫الشيخ سليمان ربيع أن يقنعهما بطأ هذا التفكي وهذا التصرف ولكن دون جدوى وانصرفا ‪00‬‬

‫وبعد سنة أو يزيد قابل الشيخ سليمان ربيع هذا الضابط ف صورة جديدة حيث وجده ملتحيا وف صورة‬
‫التصوفي‪ .‬فلما رآه الضابط أقبل عليه وبعد السؤال والسلم‪ ،‬قص على الشيخ ربيع قصته فقال‪ :‬إنه قام هو وزوجته‬
‫بعمل عمليات للمتناع عن الناب نائيا‪ ،‬وبعد ذلك بدة مرض أحد أولده ث مات وتبعه شقيقه ث مات حت مات‬
‫المسة جيعا !!‬

‫حزب التحرير السلمى‬

‫حدثن الخ الكبي عبد الرحن خليفة الراقب العام للخوان السلمي بالردن عن قصة تكوين حزب‬
‫التحرير السلمى برئاسة الشيخ النبهان فقال ‪:‬‬

‫كان الشيخ تقى الدين النبهان‪ ،‬أحد جاعة الخوان بالردن وبقى مع الخوان يلزمهم فترة من الزمن‪..‬‬
‫وبعد ذلك بدأ الخوان يسمعون من بعض الشباب أفكارا جديدة تالف فهم وفكر جاعة الخوان‪ .‬وعلموا أن‬
‫مصدر هذه الفكار هو الشيخ تقى الدين النبهان الذى يعيش مع الخوان كواحد منهم‪ ،‬وقد تبي للخوان ويلقنهم‬
‫هذه الفاهيم‪ .‬وبعد أن تأكدوا من ذلك كون الخوان وفدا على رأسه رئيس الخوان ف الردن يومئذ الرحوم‬
‫الاج عبد اللطيف أبو قورة ومعه الستاذ الدكتور سعيد رمضان وسافرا إل الشيخ تقى الدين حيث كان ف القدس‬
‫الشريف‪ ،‬وصارحوه با سعوا عنه من الشباب الذين قالوا إنم سعوا من الشيخ أنه يريد تأليف حزب إسلمى جديد‪،‬‬
‫فقالوا له‪ :‬ولاذا ل يكون الخوان هم هذا الزب الذى تريد؟ فقال الشيخ لم‪ :‬إن الخوان مثل تفاحة رائحتها جيلة‬
‫ولكنها قد (تعطبت) ولا كشف الخوان للشيخ هذه القائق الت يقولا للشباب من خلف الماعة‪ ..‬فوجئ الشيخ‬
‫بذلك ‪0‬‬

‫وقال ‪ :‬وال ف القيقة أنا أسعى لتكوين حزب إسلمى‪ .‬فقالوا له ‪ :‬هكذا كان يب أن تصارحنا وجها‬
‫لوجه ول داعى للعمل من اللف‪ ،‬ومن داخل جاعة الخوان‪ ،‬إنه أمر ل يليق بك وتركوه وانصرفوا‪ .‬وتلك هى‬
‫حقيقة تكوين حزب التحرير ‪0‬‬

‫رب ضارة نافعة‬

‫كان ذلك عام ‪ 1963‬حي مرضت ابنت باحتباس ف البول وذهبت با إل طبيب أخصائى بإسكندرية وبعد‬
‫الكشف أعطان روشتة دواء ‪ ،‬وف حالة عودتى إل رشيد بالتاكسى وعند نقطة الرور قبل دخول الدينة؛ اعترض‬
‫طريق السيارة شاويش الرور وكان أسود شديد السواد!! وطلب من السائق أن يأخذه معه إل رشيد‪ ،‬وحال دخوله‬
‫السيارة نظرت إليه ابنت فأصابا الوف والرعب‪ .‬وف هذه اللحظة الذى انتابا هذا الشعور‪ ،‬أحسست بالبول التدفق‬
‫يغمرن‪ ،‬وخشيت أن أنرها فتركتها تأخذ راحتها حت النهاية‪ .‬ولكن الهم أن ال تعال جعل من هذا النسان فرجا‬
‫ومرجا !! )وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم( (البقرة‪0)216 :‬‬

‫الستعانة بأمن النازى (‪)1‬‬

‫بعد أحداث فباير ‪ ،1954‬والصدام والعلن بي الديقراطية والديكتاتورية‪ ،‬وبي اللواء ممد نيب قائد‬
‫الثورة ومن وقف معه‪ ،‬والبكباشى جال عبد الناصر ومؤيديه من زملئه‪ ،‬والظاهرات الفتعلة الت أطلقوها ف العاصمة‬
‫تطالب ببقاء حكم الثورة وسقوط خالد مي الدين الذى ل تكنم الماهي تعرفه لنه عضو ملس قيادة الثورة الذى‬
‫طالب بكومة مدنية تكم مصر‪ ،‬وناح هذه الناورة‪ ،‬والتكتيك الزيف الذى قاده عبد الناصر‪ ،‬وبعض زملئه من‬
‫بينهم الصاغ صلح نصر‪ -‬قرر الجلس الاكم تطوير جهاز الخابرات الصرى بواسطة بعثة من ضباط أجهزة المن‬
‫لدى النازى وهتلر ألانيا‪ ،‬من تشردوا ف أناء أوربا‪ ،‬وقام أكثر من ضابط بالبحث عنهم وإحضارهم سرا‪ ،‬وتول‬
‫صلح نصر بصفته أحد مديرى مكتب القائد العام الشراف على مهامهم لتدريب الكوادر الصرية على تأمي الثورة‬
‫وتطبيق مبدأ الولء قبل البة‪ ،‬وكيفية قهر القيادات والقواعد الشعبية العارضة – ف تكتم شديد‪ -‬وهذه العملية من‬
‫أخطر الهام الت طبقها عبد الناصر‪ ،‬فقد آمن من خلل ضباط النازى بضرورة ضرب الشعب حت يتسن له الكم‬
‫والسيطرة‪ ،‬وهم الذين رسوا له خطة تصفية الخوان السلمي من خلل حادث إطلق الرصاص عليه ف ميدان‬
‫النشية بالسكندرية قبل ناية ‪ ،1954‬أو السرحية الرسومة دون إتقان للقبض على عشرات اللف من أبناء‬
‫الخوان السلمي‪ ،‬وأنا أكتب هذا الكلم دون أن يكون ل أدن ارتباط بم‪ .‬ولكن ما حدث بعد إطلق الرصاص‬
‫أثار الشعب بأكمله‪ ،‬فالفروض أن يتم القبض على مدبرى الادث والحرضي عليه‪ ..‬خسة‪ ،‬عشرة‪ ،‬خسي رجلً‪،‬‬
‫وليس الخوان السلمي بأكملهم ‪00‬‬

‫ومن هنا قال الشعب الصرى والراقبون اليقظون‪(( :‬ليس هذا بتصرف غاضب بل تطيط للتصفية!)) تاما‬
‫كما فعل ((هتلر)) حي أمر أعوانه برق البلان اللان ‪0‬‬

‫الصفح الميل‬

‫حي زار اللك عبد العزيز آل سعود ملك الملكة االعربية السعودية مصر عام ((‪ ))1945‬استقبلته جوالة‬
‫الخوان السلمون ف مطار القاهرة بالشاعل والتافات السلمية مرحبي بقدمه وحي تدد موعد زيارته‬
‫للسكندرية‪ ..‬تمعت فرق جوالة الخوان بالسكندرية ف ملعب ( الولب) لتنظيم برنامج الستقبال ف الساعة‬
‫الثامنة من صباح ذلك اليوم‪ ،‬وف هذا الوقت البكر قدم من القاهرة الخ الستاذ سعد الدين الوليلى الراقب العام‬
‫للشراف على تنظيم الستقبال‪ ،‬قاستقبلته وأديت له التحية ‪00‬‬

‫‪ 1‬من كلمة للبكباشى يوسف منصور صديق – الوفد ‪ – 77‬السنة الولى – السبت ‪10‬شوال ‪ 1407‬هـ – ‪6‬يونيو ‪1987‬م ‪0‬‬
‫ث أمرن أن أجع الخوان الوالة ف طابور ‪0‬‬

‫فقلت له ‪ :‬إن الخوان الن يتناولون طعام الفطار فأصر على تنفيذ المر !!‬

‫ل له ‪(( :‬اجع ف الطابور)) وحي شاهدن باقى‬ ‫فاستدرت خلفى فوجدت الخ (‪ )00‬أمامى ((فلطمته)) قائ ً‬
‫الخوة غاضبا – أسرعوا ف النتظام ف الطابور ‪ ..‬وبعد أن أخذت التمام عدت إليه ‪ ..‬قائلً تام يا أفندم العدد‬
‫‪ 850‬من الخوة ‪0‬‬

‫قال ‪ :‬نظمهم فصائل‪ ..‬ث قام مع الخ حسن سال مراقب جوالة السكندرية بتوزيع الخوة على أماكن‬
‫الستقبال من مطة السكة الديد إل قصر اللك فاروق ف رأس التي‪ ..‬وبعد النتهاء من الستقبال الذى فاق كل‬
‫تصور وكان يوما مشهودا للخوان السلمي طلب الستاذ سعد من الخ حسن سال أن يأتيه بالخ عباس ومعه‬
‫الخ (‪ )0000‬الذى لطمته بغي وعى من‪ ،‬ف جلسة ماكمة‪ ،‬ف مساء نفس اليوم ووقفنا أمام الخ سعد‪ ،‬الذى قام‬
‫للخ (‪ )0000‬إنن رأيت الخ عباس وهو يتعدى عليك بالضرب ما يتناف مع أخلقنا‪ ..‬والن أترك لك أن تقتص‬
‫منه! فقال الخ (‪ )0000‬إنن قد صفحت عنه فإنه أخى الكبي فضلً عن أنن أحبه !!‬

‫ففاضت الدموع من عيوننا وكان مشهدا مثيا للعواطف الصادقة الت تلصت من حظ النفس وحظ‬
‫النتقام‪ ،‬وتلى هذا الوقف الرائع الكري عن أسى معان الخوة والب من ال‪ ،‬الذى ترتفع فيه النفوس ف فهمها‬
‫العميق إل مستوى التضحية بالنفس والال ف سبيل الدعوة السلمية‪ ،‬الت من أجلها تذوب النفوس والقلوب ف‬
‫ساحة الفداء ‪0‬‬

‫مرحبا يا طور سينا‬

‫حي اعتقلت مموعات ف منة الخوان عام ‪ 1948‬وحي ضاقت العتقلت والسجون‪ ،‬جهزت الكومة‬
‫معتقلً جديدا ف (جبل الطور) ف سيناء شرق قناة السويس‪ ،‬سيق إليه مئات من شباب ورجال جاعة الخوان ‪0‬‬

‫ذات يوم قامت قوة من الشرطة ف مدينة القنطرة شرق‪ ،‬بهاجة شعبة الخوان بالدينة للقبض على شباب‬
‫الخوان‪ ،‬وحي دخلت القوة على رأسها أحد السادة الضباط‪ ،‬تمس الشباب وأخذوا يهتفون ويرددون نشيد الحنة‬
‫الذى كانوا يفظونة ومنه هذه البيات ‪:‬‬
‫ل يدب الوهن فينا‬ ‫إنا سجنا أو نفينا‬
‫نن بالتقوى قوينا‬
‫مرحبا يا طور سينا‬

‫وصور رجال الباحث للسيد الضابط أنه هو القصود بـ ( مرحبا يا طور سينا) وتأزم الوقف وازدادت‬
‫شراسة النود ف معاملة الشباب الذين ت القبض عليهم بشراسة – ورحلوا إل معتقل جبل الطور وهناك أدرك‬
‫الضابط أنه ليس هو القصود ‪0‬‬

‫ضرب بالنيابة‬
‫حدثن الخ الدكتور إبراهيم الزعفران أنه ف منة ‪ 1981‬ف عهد رئاسة الرئيس ممد أنور السادات‪ ،‬اعتقل‬
‫من الساعيلية الخ فضيلة الشيخ على الزين ورحل إل سجن ليمان طرة ومعه بعض الخوة ‪ 000‬وباتوا ليلتهم ف‬
‫زنزانة واحدة‪ .‬وقد سعوا صراخ التعذيب الذى يقع على العتقلي بشدة وضراوة‪ .‬وقد تواصلوا فيما بينهم على أنه إذا‬
‫نودى عليهم بالروج للتعذيب فسيكون أول من يرج هو الشيخ على الزين حيث إنه يرتدى اللبس السلمية‬
‫لرجال الزهر الشريف‪ .‬وهذا الزى من اشنه أن يعطى صاحبه شيئا من الحترام والوقار كما هو معروف ف الجتمع‬
‫الصرى‪ .‬وأخذ الشيخ يهيئ ملبسه ويضبط عمامته حت يكون أكثر وقارا ‪0‬‬

‫وحي نودى عليهم أسرع الشيخ بالروج من الزنزانة ف كبياء وأنفة وسرعان ما تلقفه الزبانية ضربا‬
‫بالعصى والسياط دون أدن شفقة أو رحة حت أغمى عليه‪ ،‬وحلوه إل (مستشفى قصر العين)‪0‬‬

‫وف قصر العين تعرف عليه الخوة الطباء بالستشفى د‪ .‬عبد النعم أبو الفتوح ودكتور ‪ 00‬وقاموا‬
‫بالواجب نوه حت استرد وعيه ‪ 0‬ث نصحوه أنه سوف ينادى عليه من ضباط مباحث أمن الدولة حت يارسوا معه‬
‫التحقيق والتعذيب‪ ،‬وعليه حي يسمع من ينادى عليه (على الزين) أل يرد على السائل مهما كانت الظروف ‪0‬‬

‫وف جوف الليل سع من ينادى عليه فاصطنع أنه نائم ول يرد إطلقا‪ ،‬فينصرف السائل ظنا اسم على الزين‬
‫غي موجود‪ ،‬وتكرر هذا المر مدة عشرة أيام‪ ..‬ث نودى على بعض الساء من العتقلي مع الشيخ على للفراج‬
‫عنهم ‪ 00‬فقال له الخوة الطباء‪ :‬الن يكن أن ترد‪ ..‬فرد عليهم ‪ ..‬ث خرج من عنب الستشفى وانضم إل الطلوب‬
‫الفراج‬

‫عنهم ‪ ..‬وحي جاء الدور ليتسلم أماناته الت أودعها عند دخوله الستشفى اكتشفوا أن هناك اثني من الخوة باسم‬
‫(على الزين)‪ ،‬وحي اكتشفوا ذلك انالوا على الشيخ الزين (الذى اختفى) ضربا انتقاما منه ‪ :‬وقد قال الخ على‬
‫الزين الذى ل يتف للشيخ على الزين الخي ‪ :‬لقد ضربت نيابة عنك لدة عشرة أيام ؟!‬

‫يا ريت‬

‫قال ل الخ الكبي الرحوم الاج مبوك هنيدى‪ :‬إنه حي كان معتقلً ف السجن الرب على إثر حادث‬
‫النشية عام ‪ 1954‬دخل عليهم ف الزنزانة أحد العتقلي من أهال الساعيلية فسألوه عن سبب اعتقاله فقال‪ :‬كنت‬
‫أجلس وسط مموعة من الصدقاء فدخل علينا واحد من عامة الناس وقال ‪ :‬هل سعتم ما حدث؟ لقد اطلق شاب‬
‫النار من مسدسه على الرئيس جال عبد الناصر وهو يطب ف ميدان النشية بالسكندرية ولكنه ل يصب بسوء !‬
‫فقلت ‪ :‬يا ريت كان مات ‪0‬‬
‫فقبض على وجئ ب إل السجن الرب ف الال ‪0‬‬

‫وقد حوكم هذا الذى كان من أهال الساعيلية وأسه (فهمى) وحكم عليه بعشر سنوات مع وقف التنفيذ‪.‬‬
‫وسى هذا بتنظيم (التمن)!‬

‫الذان (‪)1‬‬

‫ومنن طريف ما يذكر أنه بعد أن طال بنا المد ف سجن مصر‪ ،‬أصبح لنا نشاط ثقاف وروحى ف السجن‪،‬‬
‫استفاد منه الكثيون من ضباط السجن ونزلئه ‪0‬‬

‫فقد كانت الصلة يؤذن لا ف مواعيدها بصوت رخيم‪ ،‬وكان من بي النلء ستة مسجوني إيطاليي‪ ،‬كما‬
‫كانت صلة الماعة تقام ف دور ‪6‬ف أوقات الظهر والعصر بانتظام بعد أن انتهت التحقيقات‪ ،‬وانتهت بذلك‬
‫الكمة من البس النفرادى‪ ،‬وفتحت أبواب الزنازين للمسجوني معظم ساعات النهار ‪0‬‬

‫ومن آثار هذا النشاط على السجوني أن اعتنق الدين السلمى هؤلء الطليان الستة‪ ،‬وقد ناقشناهم عن‬
‫الدافع لم على اعتناق هذا الدين‪ ،‬فقالوا ‪ :‬انتظام الذان وصلة الماعة‪ ،‬فقد بلغ من شغفنا بالستماع إل الذان‬
‫وباصة وقت الفجر أننا كنا نصيخ السمع عند شراب باب الزنزانة من قبل بدء الذان حت ل يفوتنا ساع كلمة أو‬
‫نبة من كلماته أو نباته‪ ،‬كما كان ل يفوتنا النظر بإعجاب إل نظام صلة الماعة الدقيق‪ ،‬فقررنا دراسة هذا الدين‬
‫وساعدنا بعض الخوان على فهم مبادئه وشرائعه‪ ،‬وصرنا مسلمي والمد ل رب العالي ‪0‬‬

‫الخوان السلمون‬
‫وحرب فلسطي ‪)2(1948‬‬

‫حينما وضحت نيات الكومة البيطانية ف تويد فلسطي أخذ الخوان السلمون يبينون للشعوب‬
‫والكومات العربية حقيقة الطر اليهودى الذى يهدد المة العربية كلها ‪0‬‬

‫ولقد أدرك اليهود ما ينطوى عليه نشاط الخوان السلمي من خطر شديد على أهدافهم فقاموا بنشر‬
‫القاولت ف صحب أوروبا وأمريكا ويفعمونا بالتهم الطية عن الخوان السلمي وحقيقة خطرهم على مصال‬
‫الوليات التحدة المريكية وبريطانيا‪ ،‬وكانوا ياولون استعداء الكومة المريكية لتقوم بعمل حاسم يستأصل هذا‬
‫الطر السلمى‪ ،‬الذى يهدد أطماع الوليات التحدة ف التهام العال السلمى بعد جلء النليز والفرنسيي‪ ،‬والذى‬
‫بات متوقعا نتيجة لتغي موازين القوى العالية إثر الرب العالية الثانية ‪0‬‬

‫‪ 1‬من كتاب (حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الخوان المسلمين للستاذ محمود الصباغ –ص ‪0 260‬‬
‫‪ 2‬من كتاب (أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمون) للستاذ حسين محمد أحمد حموده – نشر ‪ :‬الزهراء للعلم العربى ص ‪0 49‬‬
‫وليس أدل على ذلك من مقال نشرته جريدة (الصنداى ميور) ف مطلع عام ‪ 1948‬ونقلته جريدة الصرى‬
‫القاهرية ‪0‬‬

‫قالت الريدة ف مقالا ‪ :‬إن الخوان السلمي ياولون إقناع العرب بأنم أسى الشعوب على وجه البسيطة‪،‬‬
‫وأن السلم هو خي الديان جيعا وأفضل قانون تيا عليه شعوب الرض كلها ‪0‬‬

‫والن وقد أصبح الخوان السلمون ينادون بالستعداد للمعركة الفاصلة الت توجه ضد التدخل الادى‬
‫للوليات التحدة المريكية ف شئون الشرق الوسط عن طريق إقامة دولة يهودية ف فلسطي‪ ،‬فقد حان الوقت‬
‫للشعب المريكى أن يعرف أى حركة هذه وأى رجال يسترون وراء هذا السم الرومانتيكى الذاب (الخوان‬
‫السلمون) ‪0‬‬

‫وقالت الريدة ‪ :‬وهذا هو بيت القصيد ‪ ..‬إن اليهود ف فلسطي الن هم أعنف خصوم الخوان السلمي‬
‫ولذلك كان اليهود الدف الساسى لعدوان الخوان ‪ .‬وإذا كان اليهود الدافعون عن فلسطي يطالبون ملس المن‬
‫بإرسال قوة دولية لتنفيذ مشروع التقسيم الذى أقرته هيئة المم بتاريخ ‪ 29/11/1947‬فإنم ل يطالبون بذلك لن‬
‫الدولة اليهودية ف حاجة إل الدفاع عن نفسها‪ ،‬ولكنهم يريدون إرسال هذه القوة الدولية لتواجه رجال الخوان‬
‫السلمي وجها لوجه وبذلك يدرك العال كله الطر القيقى الذى تثله هذه الركة ‪0‬‬

‫وإذا ل يدرك العال هذه القيقة ف وقت قريب فإن أوروبا وأمريكا والعال سيفاجأون ف ناية القرن‬
‫العشرين بامباطورية إسلمية تتد من الباكستان شرقا حت بلد الغرب على الحيط الطلسى غربا‪ .‬ول يكن هذا‬
‫القال هو الول من نوعه إذ دأبت الصحف الوروبية والمريكية الت يسيطر عليها اليهود على نشر مقالت طويلة‬
‫من هذا النوع ‪0‬‬

‫ول يضيع الخوان السلمون جهدهم ف مناقشة هذه القوال‪ ،‬إذ أخذ خطباء الخوان ودعاتم يوبون الدن‬
‫والقرى داعي الناس إل الهاد ف سبيل ال لنقاذ أراضى فلسطي القدسة من ألد أعداء السلم‪ .‬فقامت ف مصر‬
‫حركة إسلمية عنيفة وعمت الظاهرات الدن الكبى ف جيع أناء البلد‪ ،‬مطالبة الكومة الصرية بالتدخل‬
‫العسكرى للقضاء على الدولة اليهودية ف مهدها ‪0‬‬

‫واندفعت حشود هائلة من شباب مصر والت جاءت من القاليم والراكز والقرى‪ ،‬حت اكتظ بم الركز‬
‫العام لماعة الخوان وضاقت بم شعب القاهرة‪ ،‬وبدأت اتصالت كثية بالكومة الصرية وبعبد الرحن عزام أمي‬
‫الامعة العربية‪ ،‬انتهت بوافقة الكومة الصرية على تكوين فرق من التطوعي بقيادة ضباط مصريي متطوعي وتتول‬
‫الامعة العربية النفاق على هذه الفرق ‪0‬‬

‫ورحب الخوان بالفكرة وبدأت حركة التطوع عن طريق الركز العام للخوان السلمي وكان يشرف على‬
‫تنظيم حركة التطوع الجاهد الكبي الرحوم الصاغ ممود لبيب‪ ،‬ونح بعاونة بعض الشخصيات الجاهدة وعلى‬
‫رأسهم عبد الرحن عزام أمي الامعة العربية واللواء عبد الواحد سبل مدير عمليات اليش الصرى ف إقامة‬
‫معسكرات للتدريب‪ ،‬تتول الامعة العربية النفاق عليها ويشرف على التدريب ضباط مصريون من جيش مصر‬
‫العامل ‪0‬‬

‫وبدأت الكتيبة الول تدريبها وسافرت إل ميدان القتال يوم ‪ 25/4/1948‬بقيادة البطل الشهيد الرحوم‬
‫البكباشى أحد عبد العزيز ومعه عدد من الضباط التطوعي هم زكريا الوردان وعبد النعم عبد الرءوف ومصطفى‬
‫صدقى وخالد فوزى وأنور الصيحى ‪0‬‬

‫وقد لع البطل أحد عبد العزيز ف هذه الرب‪ ،‬ودأبت الصحف العربية والعالية على تتبع أنبائه وتركاته‬
‫وعملياته الربية‪ ،‬وأولته من العناية والهتمام ما ل تول أحدا من قادة اليوش العربية النظامية من يفوقونه ف الرتبة‬
‫والنصب ‪0‬‬

‫وكان البطل أحد عبد العزيز شخصية عسكرية نادرة تتميز برأة خارقة‪ ،‬وولع شديد بالغامرة واعتزاز‬
‫بنفسه‪ .‬اندفعت الكتيبة الول من متطوعى الخوان السلمي تت قيادة البطل أحد عبد العزيز (وف صحبته الشيخ‬
‫ممد فرغلى)(‪ )1‬يوم ‪ 5/5/1948‬فوق فلنكات السكة الديد حت خان يونس ث انطلقت بسرعة مترقة صحراء‬
‫النقب مستخدمة تكتيك الضرب والركة‪ ،‬وأخذت تكتسح الستعمرات اليهودية وتعترض القوافل العادية وتفتك با‬
‫وتغنم أسلحتها حت وصلت إل بيت لم وأشرفت على مدينة القدس الشريف ‪0‬‬

‫وقادة الكتيبة الثانية من متطوعى الخوان السلمي البكباشى عبد الواد طباله‪ ،‬وكانت هذه الكتيبة ترافق‬
‫اليش الصرى وتشترك معه ف الدفاع عن منطقة غزة‪ ،‬وتتول حصار بعض الستعمرات اليهودية وتقوم براسة النقط‬
‫الامة على خطوط مواصلت اليش الصرى ث استقرت بعد ذلك مع زميلتها الكتيبة الول ف بيت لم عقب‬
‫استشهاد أحد عبد العزيز ‪0‬‬

‫وتت الحافظة على هذه النطقة الامة حت ت تسليمها للجيش العرب الردن بعد وقف القتال وإعلن‬
‫الدنة‪ .‬وكم كان جيلً أن يقوم الخوان السلمون بالدفاع عن مقدسات السيحيي ف فلسطي‪ ،‬إذ كان نصيبهم‬
‫الدفاع عن مدينة بي لم الت تقع على بعد ستة أميال جنوب القدس‪ ،‬وهى إحدى الدن السيحية القدسة‪ ،‬إذ تقع‬
‫فيها كثي من آثار السيحيي وكنائسهم‪ ،‬وباصة كنيسة الهد الت يج إليها مسيحيون من جيع أناء العال وغالبية‬
‫سكانا من السيحيي العرب ‪0‬‬

‫وقد احتفى السيحيون بالخوان السلمي عند دخولم للدفاع عن مدينتهم‪ ،‬وكان الخوان يبادلونم هذا‬
‫الشعور الكري لا رأوه من إخلصهم ولا شاهدوه من غية صادقة على كرامة العرب‪ .‬وقد استشهد حول أسوار‬

‫‪ 1‬شنق عبد الناصر الشيخ محمد فرغلى عام ‪1954‬م ‪0‬‬


‫بيت لم عدد هائل من شباب الخوان السلمي دفاعا عن مقدسات السيحيي‪ ،‬وظل الخوان يدافعون عن مدينة‬
‫ل دون أن تقع حادثة واحدة من تلك الوادث الت تقع عادة بي النود والدنيي من أهل البلد‬
‫بيت لم عاما كام ً‬
‫‪0‬‬
‫وقد تدثت صحف العال العرب والصحافة العالية عن بسالة متطوعى الخوان ف حرب فلسطي ‪1948‬‬
‫وأنم كانوا يتسابقون على نيل الشهادة ف سبيل ال ‪0‬‬

‫شاهد عيان على بسالة الخوان السلمي‬


‫ف حرب فلسطي (‪)1‬‬

‫نقض اليهود الدنة يوم ‪ 23/12/1948‬وهاجوا مرتفعا حاكما يقع شرق الطريق الساحلى الرصوف‬
‫(طريق رفح‪/‬تل أبيب) وهذا الرتفع يعرف بالتبة ‪ 86‬ف قطاع دير البلح‪ ،‬وكان هذا التل يقع ضمن القطاع الذى‬
‫تتله الكتيبة العاشرة الت أخدم با ‪0‬‬

‫ل فاقتحموا مواقع الشاة بالسلح البيض وقتلوا الراس وفر بعض النود مذعورين‬ ‫هاجم اليهود التبة ‪86‬لي ً‬
‫من هول الباغتة‪ .‬وكان ناح اليهود ف احتلل التبة ‪ 86‬معناه عزل حامية غزة وتثيل مأساة الفالوجا مرة أخرى ‪0‬‬

‫ولقد تول الميالى ممود بك رأفت قائد قطاع دير البلح إدارة معركة استرداد التبة ‪ .86‬فطلب من‬
‫القائد العام فؤاد صادق إرسالة قوة من الخوان السلمي لسترداد التبة ‪0 86‬‬

‫ورغم أن قرار حل الخوان كان قد صدر ف ‪ 8/12/1948‬فقد ظل الخوان السلمون يؤدون واجبهم‬
‫القدس ف ماهدة أعداء ال‪ .‬رغم ما كانت تصلهم من أنباء مثية عن الرهاب ضد إخوانم ف مصر ‪0‬‬

‫وكلفت قيادة حلة فلسطي سرية من كتيبة الخوان الثالثة والت كانت موجودة كاحتياط للقيادة العامة ف‬
‫معسكر رفح باسترداد التبة ‪0 86‬‬

‫وبدأت معركةاسترداد التبة ‪ 86‬الساعة ‪ 2‬بعد ظهر يوم ‪ 24/12/1948‬بإطلق الدفعية الصرية غللة من‬
‫النيان فوق التل بستارة من الدخان ث تقدمت قاذفات اللهب الركبة على حالت مدرعة يتبعها شباب الخوان‬
‫السلمي‪ .‬ولا اقتربت قوة الخوان من التبة ‪ 86‬سكتت الدافع وانطلقت قاذفات اللهب تصب حمها على التبة‪،‬‬
‫وروع اليهود حي رأوا الخوان يلقون بأنفسهم عليهم فوق النادق وسط اللهب ويعاركونم بالسلح البيض‬
‫ورغم كثرة الضحايا من الخوان فقد تكنوا من استرداد التبة ‪ 86‬وفتكوا بن كان فيها من اليهود فلم ينج منهم أحد‬
‫‪0‬‬
‫وطلب اللواء فؤاد صادق النعام بأوسة عسكرية على الخوان الذين استردوا التبة ‪ ،86‬فما طلت حكومة‬
‫‪ 1‬من كتاب (أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمون) للستاذ حسين محمد أحمد حمودة – نشر ‪ :‬الزهراء للعلم العربى – ص ‪0 64‬‬
‫السعديي غي أن الرجل الشجاع أصر على رأيه ما اضطر الكومة إل إجابته إل مطلبه ‪0‬‬

‫وصدرت النشرة العسكرية تمل أساء خسة عشر من الخوان السلمي الصريي ث تتابعت النشرات‬
‫العسكرية تمل النعام اللكى على أبطال الخوان السلمي ف حرب فلسطي ‪0‬‬

‫ومن الضحك والبكى ف وقت واحد أن تصدرن النشرات العسكرية وفيها اعتراف رسى ببطولة الخوان‬
‫السملي وهو اعتراف من قيادة اليش الصرى بشجاعتهم وصدق جهادهم‪ ،‬ث هل اعتراف بفضل قائد الدعوة المام‬
‫حسن البنا ‪0‬‬

‫ف هذا الوقت بالذات كان الخوان يقاسون مرارة العتقال والتعذيب ويعيشون كالجرمي وراء السوار ‪0‬‬

‫وهكذا أباحت العقلية التناقضة لنفسها أن تعامل طائفة من الناس على أنم أبطال ومرمون ف آن واحد ‪0‬‬

‫حزة البسيون ()‬


‫ف ‪ 6/6/1945‬صدرت الوامر للكتيبة الثالثة الشاة الت كنت أخدم با ف ذلك التاريخ بالتحرك لسوان‬
‫فسافرت معها بالسكة الديد ‪0‬‬

‫وف مدينة قنا وصلت تعليمات عاجلة بإنزال ‪40‬صف وعسكرى من الكتيبة لتوزيعهم كإمدادات لقاومة‬
‫الراد على سواحل البحر بواقع ‪20‬عسكريا لدينة الغردقة‪20 ،‬عسكريا لدينة القصي ‪0‬‬

‫فنلت من القطار ف مطة سكة حديد مدينة قنا بناء على تعليمات قائد الكتيبة ومعى ‪ 40‬صف وعسكرى‬
‫يوم ‪0 7/6/1945‬‬

‫وف يوم ‪ 8/6/1945‬تركت السيارات من قنا إل سفاجة ث الغردقة ث القصي ث إل مناجم الذهب‬
‫بالسكرى ‪0‬‬

‫ث سافرت من مناجم الذهب بالسكرى إل إدفو بالسيارات مع قول عربات من وزارة الزراعة مع اللزم‬
‫أول حزة البسيون وف الطريق من السكرى إل إدفو كنت أنا وحزة البسيون‪ ،‬ف السيارة المامية وكان حزة‬
‫البسيون يقود السيارة بنفسه‪ ،‬ووراءنا قول عربات وزارة الزراعة وبه مهندسون زراعيون من الوزارة الذكورة ل‬
‫أذكر أساءهم الن ‪0‬‬

‫وأثناء السي ف الصحراء شاهد حزة البسيون غزالة ترى ف الصحراء فترك الطريق الرصوف وجرى‬
‫بالسيارة وراء الغزالة أملً ف اصطيادها ‪0‬‬

‫وظل يطاردها حوال ساعة ول يستطع اللحاق با لنا كانت أسرع من السيارة وهربت منه ف البال‪.‬‬
‫فعدنا إل الطريق الرصوف لنبحث عن سيارات وزارة الزراعة فوجدنا قول سيارات وزارة الزراعة متوقفا على‬
‫الطريق ف النقطة الت تركناه فيها والهندسون الزراعيون ترجلوا من سياراتم وف انتظارنا ‪0‬‬

‫ولا وصلنا عندهم تكلم أحدهم وكان رجلً يكبنا ف السن بكثي فقال ‪(( :‬إيه شغل العيال ده تسيبونا ف‬
‫الصحراء وتطلعوا ترورا وراء الغزال وتقعدوا ساعة مش تلحظوا إن معكم ناس))‪0‬‬

‫فما كان من حزة البسيون إل أن جرى وأحضر بندقية من السيارة وحاول تعميها بالرصاص وقتل هذا‬
‫الهندس الزراعى فجريت نو حزة البسيونىت وخطفت منه البندقية وقلت له ‪(( :‬أنت منون)) هم لم حق واحنا‬
‫ال غلطاني‪ .‬وطيبت خاطر السادة مهندسى الزراعة‪ ،‬واعتذرت لم عن هذه الواقعة وكانوا جيعا أكب منا ف السن‬
‫فقبلوا العتذار ‪0‬‬

‫من هذه الواقعة أيقنت أن حزة البسيون إنسان غي طبيعى وأن خلق التوحش والقسوة والجرام سجية فيه‪،‬‬
‫ول أدر ف ذلك الوقت ما تبئه القدار لشعب مصر على يد ذلك السفاح الجرم حزة البسيون ‪0‬‬

‫اعتذار‬
‫كنت مجوزا ف مستشفى سجن قنا حيث الضغط مرتفع وأشاع جنمدى من الراس أن زميلكم الاج‬
‫عباس السيسى يسرق اللحم ويأكله خلسة حي يدخل ليغسل يديه ف صالة دورة الياه‪ ،‬حيث كان يران بعد أن‬
‫أغسل يدى ألتهم شيئا كاللحم لونه أحر ‪ - -‬وظل هذا الارس يردد هذا للخوة ‪ ..‬حت كان ذات مرة قريبا من‬
‫حي كنت أغسل يدى فوجدن أغسل طاقم أسنان ث أدخله ف فمى فجاء إل معتذرا عما بدر منه ‪0‬‬

‫موقف مع الدكترو ممد بديع‬


‫وطبيب سجن طرة‬

‫بعد حرب يونيو ‪ 1967‬رحلنا من السجن الرب إل عنب الستقبال بسجن ليمان طرة‪ .‬وكانت إدارة‬
‫السجن قد انتدبت لراستنا ضباطا وجنودا (مسيحيي)‪ ،‬كما كان الطبيب الذى يشرف على علجنا أيضا مسيحيا‪،‬‬
‫ذلك حت ل يدث بيننا أى تاوب وتنقطع صلتنا بالارج تاما‪ ،‬كأننا نعيش ف الريخ ‪0‬‬

‫وكان الطبيب يأتى إلينا ف العنب ليقوم بالكشف على الرضى من الخوان‪ .‬وكان الإخوان رغم ما أصابم‬
‫من أمراض يرفضون الذهاب إليه‪ ،‬باعتباره من عملء الطاغوت – كما أن هذا الطبيب كان يتعامل معنا بأسلوب‬
‫((التعال))‪ -‬رغم أن فينا مموعة من الساتذة والطباء والهندسي وغيهم – ولكننا كنا نرتدى ملبس مزرية وكنا‬
‫ف صورة شاذة‪ ،‬وهو أمر مقصود حي يشكو أحدنا من البواسي فإنه يكشف عليه بدون ستارة ول يكن عنده شىء‬
‫من الياء ‪0‬‬
‫وكان الطبيب يستعي بأحد الخوة (كممرض) واختار لذلك الخ الدكتور البيطرى (ممد بديع سامى)‬
‫الذى كان معيدا بالكلية‪ .‬ورأيت أن أعرض نفسى على هذا الطبيب ‪0‬‬

‫فذهبت وقدمت أورنيك العيادة للخ ممد بديع ول أقدمه للطبيب فنظر إل الطبيب غاضبا وقال ‪ :‬إنت‬
‫(جاى ل ول جاى له) فقلت له ‪ :‬أنا جاى للطبيب البيطرى لنن تبع تصصه ‪0‬‬

‫فقال الطبيب من خريى كلية الطب ومن الصفوة‪ ،‬لكنك تعاملنا بصورة غي كرية‪ ،‬وتكشف علينا دون‬
‫مراعاة لشعورنا‪ ،‬وقد فعلت ذلك حي كشفت على أحد الخوة الرضى بالبواسي دون ساتر‪ ،‬مع أنك تعلم أن ف‬
‫هذه الجموعة أفرادا كثيين ل يقلون عن مستواك – فأحرج جدا – ونادى على العسكرى الارس واسه (ديهوم)‬
‫وقال له ‪ :‬اذهب إل الستشفى واحضر من هناك (برفان)‪0‬‬

‫وجاء العسكرى ديهوم بالبفان ليكون ساترا عند اللزوم وبذه النكتة استطعنا أن نقق شيئا من الدب‬
‫والياء ‪00‬‬

‫الاج صادق لزين والتفاح‬

‫كان عيد الفطر أول عيد جاء علينا ونن ف السجن الرب‪ ،‬وأعطت إدارة السجن أجازت للجنود (الراس)‬
‫وانتدبت بعض النود الذين ل خبة لم بالتعذيب‪ .‬وف صباح أول يوم العيد فتح علينا الزنزانة عسكرى من هؤلء‬
‫ومعه صندوق من الشب به ثلث تفاحات وحوال نصف كيلو من الوز واللوز والبندق‪ ،‬وأغلق علينا الباب‬
‫ونظرنا إل هذه الفاجأة ولسان حالنا يقول ‪( :‬اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لولنا وآخرنا)‬
‫وقمنا فوزعنا كل واحد منا تفاحة وجزءا من الكسرات‪ ،‬واتفقنا على أننا نستبقى بزءا من الكسرات ف جيوبنا‬
‫حت إذا خرجنا إل دورة الياه أعطيناه لخواننا ظنا منا أل يكون قد وصلهم شىء من ذلك ‪0‬‬

‫وكلما ذهبنا إل الدورة ف الواعيد القررة ل نستطع أبدا أن نعطى إخواننا أى شىء حيث الراسة شديدة‬
‫متحفزة فنعود على أمل أن نستطيع ف الرة القادمة حت كان صباح آخر أيام العيد‪ ،‬فتح علينا الزنزانة العسكرى‬
‫الشرس (على السود) وهو مشهور بإجرامه‪ .‬فوقفنا له تية تعظيم سلم وهو تقليد معروف ف السجن الرب وقال‬
‫ل ‪( :‬ولد يا سيسى في صندوق الشب اللى كان فيه التفاح) فقلت له ‪( :‬يا فندم ما عرفش أى شىء عن هذا‬
‫الصندوق) قال ‪ :‬يا أولد ‪ ..‬لزم تيبوا هذا الصندوق ‪0‬‬

‫وأخيا قال أحدنا ‪ :‬إحنا رمينا هذا الصندوق ف الزبالة تت السلم‪ ،‬فذهب يبحث عنه‪ ،‬فقلت لخوان‪ :‬هيا‬
‫كل واحد يسرع ويبتلع ما معه من جوز ولوز قبل أن يأتى العسكرى (على السود)‪ ،‬فكل واحد منا وضع كل ما‬
‫معه ف فيه وأخذ يشغل أسنانه وإذا بالعسكرى يأتى غاضبا حيث ل يد الصندوق‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬يا ولد يا سيسى يا ابن‪ ..‬في الصندوق؟ كان فهمى ملوءا فلم أستطع أن أنطق وأقول له أى شىء‪..‬‬
‫فيلطمن لطمة شديدة على وجهى‪ ،‬فتنطلق الكسرات ف وجهه كالقنبلة واكتشف المر وحكم على كل واحد بـ‬
‫(عشرين كرباجا) ‪0‬‬

‫وقد علمنا بعد ذلك أن الذى أرسل إلينا هذه الدية هو الرجل الصال الاج صادق لزين من الخوان‬
‫السلمي بدينة غزة شعبة الرمال بفلسطي وقد حكم عليه بالسجن عشرة أعوام قضاها معنا ف سجن مزرعة طرة ‪0‬‬

‫حكاية طقم السنان الصناعى‬


‫أو ما يسمى عند الخوة ف البلد العربية‬
‫بدلة أسنان‬
‫ل يكن يطر ببال أن طقم السنان الصناعى – الذى استعمله منذ عام ‪ – 1956‬سيكون له شأن كبي ف‬
‫إنقاذى من مواقف تستدعى الضرب والتعذيب ف السجن الرب ف منة ‪0 1965‬‬

‫إل أن دخل العسكرى (زغلول) الشرس ف زنزانت وهجم على كالوحش الكاسر وضغط بكلتا يديه على‬
‫وجهى فبز بصورة عفوية (طاقم) أسنان ف وجهه فجأة‪ ،‬فقفز إل اللف مرتبكا مذعورا ‪ ..‬ث عاد ليقول ل ‪( :‬إيه‬
‫دا يا ولد)‪ ،‬فقد ثبت أنه لول مرة ف حياته يرى هذا الطقم‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا امباشى زغلول – هذه أسنان صناعية‪،‬‬
‫فأخذ يسأل وهو ف دهشة لا يرى‪ .‬ث ذهب وأحضر بعض زملئه الراس وأخذ يكرر ما حجدث حت يبز الطاقم‬
‫ويضحك الراس على ذلك الوقف‪ .‬فرأيت أن أشتغل هذا الشهد فيما يدث ل من مواقف بعد ذلك ‪0‬‬

‫وذات يوم كنت أسي ف الطابور وبوارى الخ الهندس( فاروق الصاوى) وأراد أن يتحدث معى‪ .‬ومعلوم‬
‫أننا إذا ضبطنا ونن نتحدث فإنا تكون كارثة حيث يعزل كل منا على الخر‪ ،‬ويصي تقيق فميا كنا نتحدث عنه‬
‫وماذا كنا نقول؟ ويسأل كل منا على حدة فإن تطابقت أقوالنا ف حديث غي سياسى‪ ،‬يكون الزاء عشرة أو عشرين‬
‫(كرباجا)‪ .‬أما إذا ل تتطابق أقوالنا‪ ،‬فمعن ذلك أننا كنا نتحدث ف شأن الكومة‪ .‬ويا ويلنا بعد ذلك ‪0‬‬

‫فقلت للخ الهندس فاروق‪ .‬قبل أن نتحدث لبد أن نتفق على نوع الديث حت إذا ضبطنا وجدنا مندوحة‬
‫لديثنا‪ ،‬واتفقنا على أن يسألن عن موضوع طاقم السنان‪ :‬ما السبب الذى أجبك عليه؟ وبكم من الال تكلف وما‬
‫إل ذلك؟‪0‬‬

‫‪ -‬وبدأنا نتحدث وفجأة امتدت من اللف يد تسك ب ويد أخرى تسك به‪ .‬وكل واحد منا‬
‫وقف أمام الائط منفردا‪ .‬وجاء الاويش يسأل كل منا ‪ :‬ماذا كنت تقول له؟ فقال الخ‬
‫فاروق للجاويش ‪ :‬أنا كنت أسأله على شىء أراه كثيا يبئه ف فمنه ويشبه السنان فجاءن‬
‫الاويش يسألن فقلت ‪ :‬إن زميلى كان يسألن عن طقم السنان عن طقم السنان هذا‬
‫وأخرجته من فمى فأنزعج الاويش ووقف مشدوها‪ .‬وأخذ يتحدث عن هذا الشىء الذى يراه‬
‫وكيف يكنن أن آكل به وهكذا ‪ .‬وبعد الديث انصرف دون أن يسنا بسوء ‪0‬‬
‫وعلى هذا استطعت أن أستغل هذا لطاقم ف مواقف حرجة كثية إذ أستطيع أن أعطس فيندفع الطاقم‬
‫وألتقطه بسرعة‪ .‬ما يلفت نظر الراس ويتلهون وينشغلون ف قضية الطاقم وينسون الشكلة الت كانت تسبب ل‬
‫كثيا من التاعب ‪0‬‬

‫والعجيب أن العسكرى زغلول –وهو من أقذر وأشرس الراس‪ -‬بدأ بتعاطف معى بعد ذلك‪ ،‬حت إنه ذات‬
‫مرة ذهب لينام ف مزن البطاطي وطلب من أن أوقظه إذا رأيت الصول صفوت قادما؟!‬

‫مع الخ أمي ‪000‬‬


‫الخ أمي من الشباب السلم‪ ،‬السهل ف تعامله الرقيق ف أخلقه الحب لخوانه‪ ،‬كان يسكن معنا ف‬
‫الزنزانة ف سجن قنا‪ .‬وكان ياورن على البش القريب من ‪ ..‬وهذا الوار الكري سبب ل إزعاجا متواصلً إذ كان‬
‫شخية كصفارة النذار‪ ،‬وأخيا طلبت منه أن يغي من مكانه – فيجعل رأسه عند قدمى‪ ،‬ورجليه عند رأسى‪ ،‬حت‬
‫يقلل من صوته بعض الشىء فقبل الخ ذلك بكل الرضا‪ .‬واستمر على ذلك عدة أيام ث بعث ل أحد الخوة يرجون‬
‫أن أوافق على عودة الخ أمي إل نومه على الوضع السابق‪ .‬فعجبت وقلت له ‪ :‬إن هذا الوضع يرين ويريه ول‬
‫داعى أن يتعبن ‪0‬‬

‫فقال ‪ :‬أقول لك القيقة‪ :‬الخ أمي يقول ( إنه ياف أن ينام وحده ) !!‬

‫نكتة مع أخ من السويس‬

‫ف سجن مزرعة طرة‪ ،‬وف الشهر الخي قبل الفراج عن الخوان‪ ،‬جاء طعام العشاء فتحلقنا ستة من‬
‫الخوان حول الشمع الذى نضع عليه الطعام‪ .‬وكان موعدنا هذا الساء مع وجبة من اللحوم‪ ،‬وقام الخ أمي الطعام‬
‫بتوزيع النصبة بالتساوى‪ .‬وكان نصيب أحد الخوة قريبا من قطة تلس إل جواره‪ .‬وفجأة خطفت القطة نصيبه من‬
‫اللحم‪ .‬وعاجلها الخ بضربة شديدة (بالقروانة) على أرسها‪ .‬فابتعدت القطة وهى تقول (نوو نوو) فالتفت إل الخ‬
‫وهو يقول ‪ :‬بتقول إيه القطة دى يا حاج عباس؟‪ ،‬فنظرت إليه وقلت له ‪ :‬أنت مش عارف بتقول إيه القطة بتقول‪( :‬‬
‫ينعل ‪ )1()0000‬ففوجئ الخ والخوة با ل يكونوا يتوقعونه إطلقا‪ ،‬وف الال قام مسرعا إل الخ الكبي أمينا‪،‬‬
‫وقص عليه القصة واستدعان‪ ..‬وقال ل ‪ :‬صحيح الكلم ال ذكره الخ؟ قلت ‪ :‬نعم الكلم الذى حدثك به قد قد‬
‫حدث من بالفعل‪ .‬قال ‪ :‬وكيف ذلك؟ قلت له ‪ :‬لقد كنا على مائدة الطعام ستة من الخوة فلماذا اختارن ليسألن‬
‫هذا السؤال ؟‪0‬‬

‫ذلك لنه يعرف أنن سيسى!! والسيسى يعرف لغة القطط !!‬

‫فأصدر أمره برمان من تعيي الشاى لدة أسبوع‪ .‬والعلوم أنن ل أشرب إل قليلً من الشاى وأعطى وجبة‬

‫‪ 1‬ملحوظة ‪ :‬قلت (ينعل) ولم أقل (يلعن) ‪0‬‬


‫الصباح إل أخ وأعطى وجبة العشاء إل أخ ثان‪ .‬والدهى من ذلك أن هذه النكتة بلغت كل الخوان وكانت مال‬
‫مسامرتم وكلما مر عليهم الخ (‪ )000‬ينظرون إليه وهم يقولون (نوونوو) !! ويا ليت الخ لا سع النكتة بلعها أو‬
‫غطى على الب ماجور!!‬

‫الوت أهون من التعذيب‬


‫وطانونة الطوابي تدور ف ساقية ل تتوقف على مدى ساعة أو ساعتي‪ ،‬وأنت تسمع للخوة الذين يرون‬
‫بالطوة السريعة أصواتا مكتومة ومكبوتة تيط بم كلب مدربة‪ ،‬وتلسع أجسادهم سياط جنود قدت قلوبم من‬
‫حجارة‪ ،‬يتناوبون علينا إذا بلغ بم الهد ‪ .‬ول يرحونا إذا سقط منا شيخ كبي‪ .‬والال على هذا النوال النكد‬
‫البئيس‪ ،‬كان يرى بوارى الخ أحد شعبان بسلح الهندسي‪ ،‬وقد أنكه الرى وأضناه التعب‪ ،‬وسعت صوتا من‬
‫اللف وكان صوت اللزم أول طيار الاج ممد الشناوى وهو يقول ‪ :‬شد حيلك يا أخ أحد ربنا موجود‪ .‬ولكن‬
‫الخ أحد ل يبادله الكلم‪ .‬فقال الضابط ممد الشناوى التهم بتجهيز طائرة ملغمة لغتيال الرئيس جال عبد الناصر‪:‬‬
‫يا أخ أحد ل تنسى أننا بايعنا ال على الوت ف سبيله‪ .‬فنطق الخ أحد يقول ‪ :‬نعم يا سيدى أنا بايعتك على الوت‬
‫ول أبايعك على التعذيب!!!‬

‫نعم إن الوت أسهل من التعذيب وأرحم من التعذيب‪ ،‬فالوت يكون مرة واحدة ويستشهد النسان‪ ،‬أما‬
‫التعذيب الذى يأكل جسم النسان رويدا وعلى مراحل بل أدن شفقة ول رحة فإنه أمر ل يقدر عليه إل أولو القوة‬
‫والعزم وقليل ما هم‪ .‬وكم من مواقف ف ضمي التاريخ سجلها ال تعال ف صحف مكرمة مرفوعة مطهرة ل‬
‫تكشف إل يوم يقوم الناس لرب العالي ‪ .‬ويومئذ )كل نفس با كسبت رهينة( (الدثر ‪ . )38 :‬فإما من أصحاب‬
‫اليمي وإما من أصحاب الشمال ‪0‬‬

‫اضرب أستاذك‬
‫وف منة ‪ 1965‬وف السجن الرب وأمام الكاتب بعد انتهاء التحقيق‪ ..‬كان يقف على هيئة طابور جيع‬
‫إخوان السكندرية التهمي ف القضية‪ ،‬ول أكن أعرف منهم إل قلة قليلة ‪0‬‬

‫ونادى النقيب إحسان الكباتى على اسى‪ ،‬فخرجت من الطابور وأوقفن أمامهم‪ ،‬وأشار إل وقال ‪ :‬هذا هو‬
‫(السئول) عن تنظيم السكندرية وأشار إل أحد الخوة‪ ،‬فخرج وأوقفه ف مواجهت وقال له ‪ :‬اضرب استاذك عشر‬
‫صفعات على وجهه ‪0‬‬

‫ل صغيا ف شعبة الخوان ف (مرم بك) ل يتجاوز عمره تسع‬‫فقال له ‪ :‬هذا الخ الذى كنت أعرفه شب ً‬
‫سنوات عام ‪ 0 1951‬وهو اليوم مهندس متهم ف قضية الشهيد سيد قطب !!‬
‫قال الخ الهندس (‪ : )000‬أنا ل يكنن أن أضربه بأية حال ‪0‬‬

‫فضربن برفق‪ .‬فغضب النقيب وأمره أن يضربن بضراوة وعنف فأشرت إليه أن يفعل رفقا به لا ينتظره من‬
‫ل‪0‬‬‫ويل وثبور‪ ..‬وبعد أن اضطرب ونفذ الطلوب‪ ،‬رأيته يبكى وهو يلوى وجهه عن حياءً وخج ً‬

‫وف لقاء سريع بعيد عن أعي الرقباء‪ .‬طلب من رجاء وبكاء‪ ،‬أنه إن كان ولبد من أن أحكى هذه الواقعة‬
‫الؤلة الؤسفة‪ ،‬فإنه يرجو أل أذكر اسه !‬

‫هكذا هى الواقعة ‪ ..‬نعم إننا ف السجن الرب تقع علينا الصائب والهوال من هذه الشراذم الت تردت من‬
‫كل معان النسانية ولكننا نعتبها صادرة من ((أعداء)) فل تصيب منا إل السى والسرة عليهم ‪0‬‬

‫والخ البيب الكري صورة من الانب الخر الذى يثل أسى ما بلغته آيات الخوة والنسانية‪ ،‬وشتان بي‬
‫مؤمن ومرم وجبان !!‬
‫ثلثة ف موكب الطغيان (‪)1‬‬

‫من هؤلء إساعيل الفيومى‪ ..‬وهو واحد من آحاد الناس‪ ،‬من بي مليي شعبنا الطيب‪ ،‬عرف بالتقوى وشدة‬
‫تدينه‪ ،‬التحق بعد أدائه للخدمة العسكرية بوزارة الداخلية حيث عمل ف قسم الليفة لدة ثانية أشهر‪ ،‬بعدها ساقه‬
‫قدره للعمل ف رئاسة المهورية ضمن الرس الاص للرئيس عبد الناصر‪ ،‬هناك أمضى الفيومى سبع سنوات كاملة‬
‫ف خدمة الرئيس وف عام ‪ 65‬ألقت الباحث العامة القبض على كافة أعضاء الخوان السلمي ومن بينهم إساعيل‬
‫الفيومى الذى سيق مع غيه إل السجن الرب‪ ..‬حيث عذب تعذيبا بشعا أقله الضرب بالسياط الذى ل يكن إل‬
‫مرد بداية لجبار الضحية على العتراف‪ ،‬فإذا ل يأت بالنتيجة الرجوة استعملوا أساليب أخرى منها الصدمات‬
‫الكهربائية‪ ،‬وذلك بأن يؤمر العتقل بإخراج لسانه من فمه لكى يوضع عليه سلك الكهرباء الت تدث ف السم هزة‬
‫مزلزلة‪ ،‬كما كان هناك أيضا ((الازوق)) وهو عبارة عن دانة مدفع طولا ‪60‬سنتيمترا لا رأس مدبب‪ ،‬كان‬
‫الضحية يؤمر باللوس عليها فإذا رفض ضربوه بالسياط فل يد مفرا ف النهاية من تنفيذ المر ما كان يدث له تزقا‬
‫وشروخا تسبب آلما رهيبة ل تنتهى عادة إل بإجراء عملية جراحية !!‬

‫وطلبوا من الفيومى أن يعترف بأنه كان ينوى قتل الرئيس الراحل‪ ،‬ونسى هؤلء أنه كان ل يفارقه طوال‬
‫سبع سنوات ولو أنه أراد إزهاق روحه لتم له المر ف سهولة ويسر‪ ..‬ورفض الفيومى الستجابة لا يريدون‪ ،‬فكان‬
‫التعذيب بالطرق الت أوضحناها آنفا ويبدو أن السكي ل يتحمل هذا العذاب فلفظ أنفاسه الخية ذات ليلة من‬
‫ليال أغسطس ‪ 1965‬ويروى أحد نزلء السجن تفاصيل ما جرى للفيومى فيقول ‪:‬‬

‫‪ -‬ف تلك الليلة صعد المباشى الراكب مع عساكر آخرين إل الزنزانة الت كان يرقد فيها إساعيل بل حراك‬

‫‪ 1‬صلح السوانى – جريدة الوفد – العدد ‪ – 137‬السنة الرابعة – ‪30‬ربيع ‪20 – 1411‬أكتوبر ‪0 1990‬‬
‫فوضعوه ف جانب منها وراحلوا يغسلون الدماء من أرضيتها ث لفوه ف لفافة بيضاء ونزلوا به إل الخزن وهو حجرة‬
‫واسعة كانت بوار السجن الكبي ‪ 00‬وفجأة أطفئت النوار وسعت صوت عربة دخلت إل حوش السجن‪ ،‬فخرج‬
‫الزبانية من الخزن حاملي ضحيتهم فوضعوه ف العربة على حي حل بعضهم كوريكا وفأسا‪ ،‬وف الصباح وجدت‬
‫الزنزانة خالية من إساعيل فأدركت أنه قد نال شرف الشهادة‪ .‬وف اليوم التال نشرت الصحف الصرية ف صدر‬
‫صفحاتا أن الفيومى قد تكن من الرب إل خارج البلد وأن البعض قد شاهدوه بالفعل وهو يسي ف شوارع‬
‫سويسرا !!!‬

‫والخزن أن هذا الرجل السكي الذى خدم الدولة والرئيس الراحل نفسه ما يقرب من ثان سنوات ل تصل‬
‫زوجته ول أطفاله البرياء على أى معاش‪ ،‬ذلك أنه ل يزال حيا من وجهة النظر الرسية ولكن ‪ 00‬هل كان إساعيل‬
‫الفيومى وحده هو الذى مات أثناء التعذيب؟! لقد شاركه مصيه التعيس فيما نعلم اثنان ها ممد عواد وممد‬
‫منيب‪ ،‬وكان الول قد رفض أن يعترف با طلب منه فصدرت أوامر صفوت الروب بإغراقه ف الفسقية الت كانت‬
‫موجودة ف صحن السجن الرب‪ ..‬وأنزل عواد إل الفسقية ونزل وراءه جندى يقال له ‪(( :‬خرشوف)) فركب على‬
‫أكتافه وأمسك برأسه وراح يغطسه ف الاء حت إذا ما رأى أنه قد أشرف على اللك أخرج رأسه وانال عليه‬
‫باللكمات والصفعات وهكذا دواليك! فلما أعيتهم اليل معه نزل صفوت الروب بنفسه إل الفسقية وأمسك براس‬
‫عواد ورواح يضرب به جدار الفسقية حت هشمه تاما‪ ،‬عندئذ أمر ((اللد بإخراجه)) من الفسقية فاكتشف الميع‬
‫أنه قد مات‪ ،‬والغريب أن الشرطة العسكرية ذهبت بعد ذلك إل منل عواد فقبضت على والده بجة أن ابنه قد‬
‫هرب وأنه سيظل رهن العتقال حت يسلم البن نفسه وبقى الب شهورا طويلة ف السجن وأخيا ‪ ..‬أفرجوا عنه‬
‫بعد أن أوهه شس بدران بأن التحريات قد أثبتت أن ابنه قد هرب إل الملكة العربية السعودية‪ ..‬وعاشت أسرة‬
‫عواد سنوات معتقدة أن أبنها قد هرب إل الملكة العربية السعودية حت عرفت القيقة بعد وفاة عبد الناصر ‪0‬‬

‫من كتاب (مذابح الخوان السلمي ف سجون ناصر) لابر رزق ‪0‬‬

‫أما الشهيد الثالث فكان ممد منيب‪ ،‬كان يعمل أمينا لكتبة كلية العلوم بامعة أسيوط وكان يرص على‬
‫أدءا الكثي من الدمات لطلبة الكلية‪ ،‬خاصة الطلبة النازحي من أماكن بعيدة عن أسيوط فكان يبعث إليهم بنتائجهم‬
‫وياول بقدر المكان تلبية رغباتم وقضاء مصالهم‪ ..‬وحي ذهبوا للقبض عليه وجدوا بي أوراقه خطابا أرسله إليه‬
‫أحد طلبة كلية العلوم من أهال طنطا‪ ،‬به هذه العبارة ((خلى بالك من الكتاكيت)) فظنوا أن هذه العبارة وراءها‬
‫ماوراءها‪ ،‬خاصة أن صاحب الطاب قد وقع اسه بط غي واضح فسأله الزبانية عن القصود بتلك العبارة فقال لم‪:‬‬
‫إننا ف أسيوط نرب الكتاكيت وأن الكتاكيت قد أهلنا ف الحافظة عليها‪ ،‬فنفق أكثرها وهذه دعابة من مرسل‬
‫الطاب فقالوا ‪ :‬ل إن الكتاكيت هم أعضاء الخوان فماذا عنهم‪ ..‬اجب؟ وعبثا حاول منيب إفهام هؤلء الغبياء‬
‫بأنه خطاب عادى ولكن بل جدوى‪ .‬وف النهاية انالوا عليه بالسياط ث علقوه كالذبيحة حت إذا ما اغمى عليه‬
‫أفاقوه وحلوا وثاقه وأرغموه على الرى ف دائرة يوطها حراس السجن الذين يصفعونه ويركلونه حت يسقط من‬
‫شدة العياء فينهضونه بالسياط ث يعلقونه مرة أخرى لكى يضربوه على جروحه بقسوة‪ ،‬وأخيا مات منيب فقيل‬
‫كالعادة أنه تكن من الرب و ‪ ..‬ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الستعباد !!‬

‫فريق كرة قدم للطفال‬


‫ونن نعيش ف سجن قنا العمومىت منة ‪ ،1965‬وصلن خطاب من أولدى شقيقى وقام أحد الضباط‬
‫براجعة الطاب كالعادة قبل أن يصلن‪ .‬وفوجئت باستدعائى لقابلة السيد الضابط الذى اطلعن على مضمون‬
‫الطاب ‪0‬‬

‫والطاب يكى أن أولد أخت قد كونوا فيما بينهم فريقا لكرة القدم‪ .‬فكان أكبهم هو كابت الفريق‬
‫وأحدهم حارس الرمى والخر قلب الوسط وهكذا ‪0‬‬

‫وقال ل الضابط ‪ :‬إنه يشك ف أن هذا الفريق هو عبارة ن تنظيم إخوان جديد ف شكل فريق لكرة القدم!‬
‫وإنه يفكر ف تصعيد المر إل مباحث أمن الدولة !!‬

‫وكانت الفاجأة مذهلة ‪ ..‬فقد تؤخذ هذه الكاية مأخذ اللد كما أخذت مثلها من قبل ف قضية الخ‬
‫الشهيد ممد منيب الذى كان يعمل أمينا لكتبة كلية العلوم بامعة أسيوط‪ ..‬حي ذهب مباحث أمن الدولة للقبض‬
‫عليه‪ ،‬فوجوا بي أوراقه خطابا أرسله إليه أحد طلبة كلية العلوم من أهال طنطا به هذه العبارة‪(( :‬خلى بالك من‬
‫الكتاكيت)) فظنوا أن هذه العبارة تشي إل أنه له صلة بتنظيم جديد من شباب الخوان‪ ،‬فقاموا بتعذيبه حت فارق‬
‫الياة ‪0‬‬

‫وبكل إمكانياتى من وسائل الدفاع أخذت أشرح للضباط أن مرسلى هذا الطاب أطفال أكبهم سنا ل‬
‫يتجاوز عشر سنوات‪ .‬وأنم يكتبون هذا الطاب بقدراتم الحدودة يقصدون به التسرية عن خالم ف منته وهم ل‬
‫يفهمون شيئا عما يدور حولم من أحداث‪ ،‬فهى أمور أكب من إدراكهم وأعمارهم ‪0‬‬

‫وأخيا بتوفيق من ال وافق على أن أقرأ الطاب ث أمزقه أمامه‪ ،‬وقد فعلت ول المر من قبل ومن بعد ‪0‬‬

‫)فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور( (الج ‪0)46 :‬‬

‫يا منتقم‬
‫ف جحيم العذاب والمتهان بالسجن الرب‪ ،‬استهان الطغاة بكل القيم النسانية الت كرم ال با النسان؛‬
‫فلم يعد النسان سوى هيكل حطمته أساليب القهر والذلل ‪0‬‬

‫وجئ بالخ فؤاد البقلى من إخوان القاهرة مساقا إل ساحة السجن ومن حوله زبانية جهنم‪ ،‬ث ربطوه على‬
‫جذع شجرة وأوثقوه بشدة وعنف‪ ،‬خوفا من أن يفلت من أيديهم‪ ..‬وإل أين ؟!‬
‫وانالوا على جسده‪ ..‬كل جسده – جسده الذى ل يستره سوى قطعة من قماش تستر عورته – انالوا عليه‬
‫بالسياط الشبعة بالزيت واللح إمعانا ف ليب العذاب ‪0‬‬

‫وهو يصرخ ‪( :‬يا منتقم؟ يا منتقم؟) ‪0‬‬

‫فقال له العتل الزنيم باستعلء واستكبار‪ :‬ينتقم من من يا ولد ؟‬

‫قال الخ فؤاد بشجاعة الؤمن الذى انصهر ف بوتقة الحنة‪ :‬ينتقم منك يا كلب !!‬

‫فأسقط ف جوف الجرم خوفا ورعبا‪ ..‬لن الغاية من التعذيب هو الذلل والسكنة‪ .‬وت فعل كل ذلك‬
‫بالخوان كما فعل من قبل مع أصحاب الخدود ‪0‬‬

‫)وما نقموا منهم إل أن يؤمنوا بال العزيز الميد( (البوج ‪0 )8 :‬‬

‫شهادة جديدة (‪)1‬‬


‫تقرير هبئة مفوضى الدولة يقول‬
‫أعضاء الخوان السلمي هم‬
‫الول بشغل الوظائف العامة‬

‫أثبتت الحكمة الدارية بطنطا أن أعضاء جاعة الخوان السلمي هم الول بشغل الوظائف العامة بالدولة ‪0‬‬

‫ففى حكمها الذى صدر مؤخرا ف الدعوى رقم ‪ 241‬القامة من الدعى عمر مكرم على ضد رئيس جامعة‬
‫النوفية بصفته والذى استندت فيه على تقرير هيئة مفوضى الدولة ‪0‬‬

‫قالت الحكمة ‪ (( :‬إذا ل تكن الدولة تأتن هؤلء القوم الذين سلكوا طريق الق والرشاد على هذه‬
‫الوظائف الت تس أمن وأمان الواطني ف دولة دينها الرسى السلم‪ ،‬وأزهرها يشع نورا على الدنيا بأسرها‪ ،‬فأى‬
‫رجال تأتنهم على شغل هذه الوظائف بعد هؤلء الشباب السلم الذى لأ إل دينه واحتمى بماه؟ إن الجابة‬
‫لخزية!‬

‫وكان الدعى عمر مكرم على – أحد شباب الخوان السلمي – قد ترج ف كلية العلوم جامعة النوفية‪،‬‬
‫دفعة ‪ 1987‬بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وقرر ملس الكلية تعيينه معيدا بقسم الكيمياء بتاريخ ‪6/9/1987‬‬
‫‪0‬‬
‫وعندما رفع القرار إل رئاسة الامعة العتماده ت رفضه نظرا لعتراض جهاز المن بجة أن الدعى من‬

‫‪ 1‬مجلة لواء السلم – العدد الخامس – السنة السادسة والربعون – المحرم ‪1412‬هـ – يوليو ‪1991‬م ‪0‬‬
‫الماعات السلمية الت تنتهج منهج الخوان السلمي‪ ،‬وذات النشاط البارز ف الامعة ‪0‬‬

‫فقام الدعى ف عام ‪ 1988‬بتوكيل الستاذ متار نوح الحامى برفع الدعوى أمام الحكمة الدارية بطنطا‬
‫حيث أحالتها إل هيئة الفوضي بجلس الدولة ‪0‬‬

‫قامت هيئة مفوضى الدولة بإعداد تقرير ف الدعوى استندت عليه الحكمة ف حكمها الذى صدر ف‬
‫‪ ،24/4/1991‬والذى قضى بأحقية الدعى ف التعيي‪ ،‬وإلغاء القرار السلب الصادر من رئيس الامعة بعدم تعيي‬
‫الدعى بوظيفة معيد بكلية العلوم ‪0‬‬

‫وهنا نورد فقرات من التقرير الذى يعد شهادة جديدة تضم إل سجل جاعة الخوان السلمي الناصع ‪00‬‬

‫يقول تقرير هيئة مفوضى الدولة ‪:‬‬

‫(( ‪ ..‬ومن حيث أنه وبإعمال حكم هذا البدأ الستقر عليه قضاء على السبب الذى قام عليه القرار الطعي‪،‬‬
‫ل يسوغ للجهة الدارية حرمانه من التعيي‬
‫فإننا نرى إن مرد انتماء الدعى إل جاعة الخوان السلمي ل ينهض دلي ً‬
‫معيدا‪ ،‬لن هذا النتماء ل يؤدى إل فقد الدعى شرط حسن السمعة‪ ،‬أو يعله سيئ السلوك تاه نفسه‪ ،‬أو تاه‬
‫وطنه‪ ،‬أو تاه أمته السلمية ف مشارق الرض ومغاربا‪ ،‬حيث أن جاعة الخوان السلمي ظهرت منذ عهدها‬
‫الول كدعوة إسلمية لسترداد الرض الفقودة أو الرض الغزوة بالعن العقائدى الضارى السياسى ‪0‬‬

‫ولذلك ظهرت كدعوة لطلق السلم‪ ،‬وتسميت باسم السلم ((جاعة الخوان السلمي))‪ ،‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫)إنا الؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم(‪ ،‬لذلك قامت لحاربة الوافد والرواح والنظم))‪.‬‬

‫وأضاف تقرير هيئة مفوضى الدولة ‪:‬‬

‫((… إن دعوة الخوان السلمي هى العودة بالناس إل أصول معتقداتم وحضارتم السلمية‪ ،‬بدءا من‬
‫النصياع إل أوامر الدين ونواهيه‪ ،‬والرص على العودة إل رموز الضارة السلمية‪ ،‬وهى ف الوقت نفسه دعوة‬
‫للعداد النفسى للشباب الاد القوى الرافض لسباب التحلل والتخنث‪ ..‬وهى أيضا نوع من الرباط يؤكد مسلك‬
‫النتماء للمعتقد والضارة الوروثة‪ .‬لذلك رأت هذه الدعوة الدوى ف وضع البناء العقائدى والضارى السلمى‬
‫ف مواجهة مثيله الوافد الغرب ))‪0‬‬

‫واختتم تقرير هيئة مفوضى الدولة بقوله عن الخوان السلمي ‪:‬‬

‫(( فإذا كانت جاعة كهذه قائمة على هدى من ال ورسوله ممد ‪ - r‬مستهدفة إنقاذ المة السلمية من‬
‫الضباع الذى با نتيجة للغزو اللادى‪ ،‬والذى وفد إليها بكل صورة الربية والفكرية والقتصادية‪ ،‬حت جعلها أمة‬
‫ذليلة بد يد الساعدة إليها من أجل إعطائها لقمة العيش الت تسد با رمقها‪ ،‬وهى ما ترددت فيه الن ‪0‬‬
‫أليس تابعو هذه الماعة وحالم هكذا‪ ،‬يكونون الحرى والوملى بشغل هذه الوظائف العامة )) ‪0‬‬

‫(( إن الهات المنية ل تبد أى سبب مناسب يبهن على أن انتماء الدعى إل هذه الماعة السلمة كان‬
‫مصدر قلق لمن وأمان الواطني‪ ،‬أو أنه اقترف فعلً من شأنه ذلك‪ ،‬واكتف بالشارة إل أنه من الماعات السلمية‬
‫ذات التاه الخوان‪ ،‬وهذا النتماء – وكما سبق ذكره – أحرى للجهة الدارية ف أن تسارع إل تقلد هذا‬
‫الشباب – الذى عرف طريق ربه الصحيح ‪0‬‬

‫الوظائف العامة وليس العكس كما حدث بالنسبة للمدعى ‪)) 000‬‬

‫وانتهى التقرير الذى يعتب إدانة للعهد الذى نعيش فيه والذى أصبح جهاز المن فيه هو المر الناهى‪ ،‬يترك‬
‫الجال للملحدين والعلمانيي والتحللي‪ ،‬ول هم إل ملحقة الخلصي الطهار ‪00‬‬

‫والسؤال ‪ :‬هل تد شهادة القضاء لماعة الخوان السلمي صداها عند السئولي؟ !!‬

‫ومن يتوكل على ال فهو حسبه‬


‫ذكر ل أحد الخوة ما يلى ‪:‬‬

‫قال ل الخ الكري حي طلبت مساعدته ف اجتيازى الكشف الطب حت أحقق أمنيت ف دخول كلية دار‬
‫العلوم‪ ،‬وحت أعيش ف رحاب مكان نعم ف يوم من اليام بالمام الشهيد حسن البنا ‪0‬‬

‫وأوضحى لخى أن ضعف بصرى ربا يول بين وبي ذلك‪ ،‬فقال ل ف نبة مؤمنة صادقة‪ :‬أمض لشأنك‪،‬‬
‫وتوكل على ال‪ ،‬وحده ‪0‬‬

‫ونزلت الكلمات من نفسى منلً كريا‪ ،‬ومضيت لشأن ومعى شقيقى‪ ،‬دون أن أحس بذرة شك ف عاقبة‬
‫التوكلي ‪0‬‬

‫وخرجت من حجرة الكشف دون أن أنظر إل الستمارة‪ ،‬وخطفها من شقيقى ليطمئن على‪ ،‬وإذا به‬
‫‪ ،‬سبحان ال أنا ل أر العلمات! قال ل ‪ :‬وما‬ ‫‪،‬‬ ‫يعانقن ف غبطة وفرح ويقول مبوك ‪ ..‬مبوك‬
‫رميت إذا رميت ولكن ال رمى‪ .‬وجاء دوره فكانت النتيجة وهو صاحب النظر القوى‪ :‬يعاد الكشف بعد عمل‬
‫نظارة‪ .‬فقال ل ‪ :‬اطمئن أنا أغي النظارة‪ ..‬أما أنت فل يكن أن تغي عينيك‪ .‬وكان ال معك لنك اعتمدت عليه‬
‫وحده ‪0‬‬

‫حارس رئاسة المهورية (‪)1‬‬

‫‪ 1‬من كتاب عبد الناصر وأقزام السلطة – حواديت القلعة تأليف حامد أحمد يوسف – ضابط شرطة سابق ‪0‬‬
‫خلل فترة القبض على أعضاء تنظيم الخوان السلمي عام ‪ 1965‬بقيادة الرحوم الستاذ‪ /‬سيد قطب‪،‬‬
‫قبضص على شرطى من قوة شرطة حرس رئاسة المهورية‪ ،‬والذين يتم اختيارهم بعد إجراءات أمنية دقيقة‪،‬‬
‫ويوضعون تخت نظام رقاب صارم وتكتب عن كل منهم تقارير دورية للطمئنان إل وجوده ف مثل هذا الكان‬
‫الساس‪ .‬وبالرغم من كل هذه الجراءات فقد اكتشفوا فجأة إل أن الشرطى إساعيل الفيومى أحد الرس‬
‫الصوصيي للرئيس عبد الناصر ضمن تنظيم الخوان السلمي‪ ،‬ومن أعوان الرحوم سيد قطب‪ ،‬وأنه كان مكلفا‬
‫باغتيال عبد الناصر بالضافة إل أنه كان ((نشنجيا ماهرا))‪ ،‬وكان دائما الول ف مسابقات ضرب النار‪ .‬علما بأنه‬
‫كان يعمل بذه الوظيفة منذ بضع سنوات قبل القبض عليه ولو أنه أراد اغتيال عبد الناصر لكان ذلك يسيا جدا‬
‫بالنسبة له حت باستعمال أى سلح يدوى ‪ 0‬ولكن تبيرات السلطة دائما على حق ‪0‬‬

‫الهم ف هذا الشأن أنن ف هذه الفترة كنت أعمل بالباحث النائية بديرية أمن السكندرية‪ ،‬وكانت قد‬
‫وردت لشعبة البحث النائى نشرة من إدارة المن العام تفيد هروب الشرطى إساعيل الفيومى‪ ،‬من السجن الرب‬
‫ومبي بذه النشرة وصف له‪ ،‬وبعض بيانات عنه مع صورته الفوتوغرافية‪ ،‬أسوة با كان يتبع بالنسبة لغيه أيضا من‬
‫الاربي من السجن الرب‪ ،‬المر الذى كنا نعلم جيعا كضباط بالشعبة بأن هؤلء ف عداد الوتى‪ ،‬وأنم قد هربوا‬
‫من الدنيا بأسرها وفاضت روحهم إل بارئها‪ ،‬ولكننا كنا نتصرف حسبما تريد السلطة وهى توزيع مثل هذه النشرة‬
‫على الشرطة السريي الذين يقومون بدورهم بالبحث عنهم ونشر صورهم‪ ،‬حت يعلم الكافة بأنم هربوا فعلً من‬
‫السجن الرب وينتشر خي هروبم شعبيا وهو الطلوب ‪0‬‬

‫ل ف هذا المر أن إدارة المن العام كانت ل تتابع ما ت ف هذا الصوص‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أما الضحك فع ً‬
‫خطورته‪ ،‬على عكس استعجالتا التكررة لنتيجة البحث ف حوادث أقل أهية بكثي من هروب معتقل من السجن‬
‫الرب‪ ،‬لذا فعندما حاورت اللواء حزة البسيون بعتقل القلعة كنت تواقا إل معرفة معلومات عن مثل هؤلء الاربي‬
‫‪0‬‬
‫وكتمهيد للسؤال عن واقعة الروب سألته ف يوم من اليام عما إذا كان من المكن لى مسجون بالسجن‬
‫الرب أن يهرب منه‪ ،‬فرد بنتهى العنف والفورية ‪ (( :‬بتقول إيه‪ .‬مش مكن طبعا‪ ..‬السجن الرب أقوى من سجن‬
‫الباستيل ول يكن لحد النلء به أن يهرب))‪0‬‬

‫فلم أسأله عن واقعة هروب الشرطى إساعيل الفيومى ف نفس الوقت ولكن آثرت أن انتظر يومي أو ثلثة‬
‫حت يكون قد نسى أنه قال ل هذه الواقعة ‪0‬‬

‫ل بعد مرور حوال ثلثة أيام على هذه الناقشة وأثناء ما كان يدخن الشيشة بزنزانته دخلت عليه‬
‫وفع ً‬
‫وجلست معه ‪0‬‬

‫وف هذه الرة من الوار بادرته بالسؤال عن العسكرى إساعيل الفيومى ذاكرا له بأنن خلل عملى بالباحث‬
‫النائية بالسكندرية وردت لنا نشرة من مصلحة المن العام تفيد هروب الذكور من السجن الرب‪ ،‬وكنا نعلم أنا‬
‫مرد طريقة تلجأ إليها السلطة ف ذلك الوقت لينتشر الب شعبيا‪ ،‬ويؤيد تضليلهم لماهي الشعب فضحك قائلً‪:‬‬
‫((هى الرائد بتاعتكم مش قالت إنه هرب وحت ظهر ف سويسرا))‪0‬‬

‫فقلت له (( كلنا عارفي إن الرائد بتخضع لشراف التاد الشتراكى والسلطة الاكمة وبالتال تنشر ما‬
‫يلى عليها‪ ،‬إنا القيقة غي كده وأنا مسجون مثلك ولست ضابطا يقوم باستجوابك يابا اللواء ))‪0‬‬

‫فرد بدوء وبدون تفكي ‪(( :‬وال الولد ده أنتا برئ من دمه فأنا كنت أقضى وقتا سعيدا بالسكندرية ولا‬
‫رجعت وجدته انتهى فقلت لم يتصرفوا كالعادة ))‪0‬‬

‫فاستفسرت منه عن كيفية التصرف فقال ‪(( :‬بسيطة ف فترة الظلم بعد الغرب تطفأ أنوار السجن لظات‬
‫وتطلع الثة ف سيارة السجن وتلقى بالبل الجاور‪ ،‬حيث توارى التراب ف أمكنة بعيدة عن العي‪ ،‬وترجع ث‬
‫أشكل ملس تقيق لرجال القوة الت كان منوطا با حراسة زنزانته وأوقع على التحقيق بصم ‪ 15‬يوما من مرتب‬
‫الستجوب‪ ..‬على الورق بس‪ ،‬وأركن الحضر ث أعطيه مكافأة مالية مقابل توقيعه عليه ))‪0‬‬

‫وهكذا كانت تكتب ناية إنسان شريف ل يرتكب ذنبا سوى أنه شهد أن ل إله ال وأن ممدا عبده‬
‫ورسوله ‪ ..‬مواكن كري كرمه ال ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم ‪0‬‬

‫حادث ف منلنا‬

‫عادت زوجى بعد أن قضت ف جحيم السجن الرب حوال أسبوعي‪ ،‬عادت إل منلا ف رشيد الت‬
‫عاشت معها بكل مشاعرها وأحزانا ‪0‬‬

‫وما كادت تدخل بيتها حت هرع إليها السيدات من الهل واليان وعامة أهل الدينة يواسينها ويهنئنها‬
‫بالفراج عنها ‪00‬‬

‫وفيما كان هذا المع يعيش ف حالة من الذكريات الشحونة بالزن والغلفة بشىء من الفرح للفراج‬
‫عنها‪ ..‬إذا بأحد أبنائها ينظر من الشباك‪ ،‬فيى سيارة الشرطة تقف تت النل بغي قصد‪ ..‬فأسرع ف رعب إل أمه‬
‫يبها بأن الشرطة قادمة وإذا بالنسوة الوجودات ف النل يسرع بعضهن إل دورة الياه‪ ،‬وبعضهن يتفى ف بعض‬
‫الدواليب‪ ،‬وبعضهن يسرعن بالروج من الشقة والميع ف حالة من الرعب والفزع‪ ،‬وسرعان ما تبي لن أن سيارة‬
‫الشرطة قد غادرت الكان !!‬

‫الفراخ والبط‬
‫ف عهد الرئيس جال عبد الناصر وف ظروف تأميمه للشركات الكبى والصانع والستيلء على الشروعات‬
‫والؤسسات‪ ،‬شاعت ف مصر موجة من الوف والرهاب والتجسس ‪0‬‬

‫فاستغل بعض الغرضي والستغلليي الوقف‪ ،‬وأشاع أحدهم ف مدينة رشيد أن الكومة سوف تستول‬
‫على كل أنواع الطيور مثل الدجاج والرانب والوز والبط‪ .‬وحي شاع هذا الب بي الهال‪ ،‬أسرع الناس إل ذبح‬
‫وبيع هذه الطيور النلية ف الال‪ ،‬وبدأ صاحب الشاعة ف الرور على النازل مستعدا لشراء كل ما يعرضه الهال‬
‫من كل هذه الطيور ‪0‬‬

‫وبذلك حصل على كميات كبية أخذ يصدرها إل السكندرية والحافظات‪ ،‬وربح ربا كبيا من هذه‬
‫اليلة الفاجرة‪ ..‬وعض الناس بعد ذلك على أناملهم غيظا؟!‬

‫ملحمة إسلمية‬

‫حي كنت أعيش بكل كيان ووجدان تتلبسن أحداث الحنة ف بطن السجن الرب الرهيب‪ ،‬الذى ابتلعنا‬
‫ف جوفه الحموم بالقتل والتعذيب البشع‪ ،‬الذى تاوز كل أساليب النتقام بغي ما سبب جنيناه إل قولنا (ربنا ال)‪0‬‬

‫فكان هذا النظم نتنيجة تفاعل وانفعال وحركة وجدان ألفته واختزنته الذاكرة حي منع القرطاس والقلم‪،‬‬
‫وليس هذا النظم خاضعا لقواعد الشعر من ناحية الوزن والقافية‪ ،‬ولكنه نظم من نبضات وجدان‪ ،‬وهو تسجيل لقيمة‬
‫تاريية عن هذه الفترة الظلمة من تاريخ مصر والعال السلمى ‪0‬‬

‫قصة المتحان ف السجن الرب‬

‫بعد أن صدرت الحكام على الخوان وت تنفيذ حكم العدام على الخوة الشهداء‪ :‬سيد قطب‪ -‬ممد‬
‫هواش – عبد الفتاح إساعيل‪ ،‬رأت الدولة أن تنتدب بعض العلماء‪ .‬وكان على رأسهم الشيخ فتح ال بدران‪ ،‬للقاء‬
‫ماضرات (غسيل مخ) على الخوة ف السجن الرب‪ .‬وبعد عدة شهور تدد يوم ‪5‬يونيو ‪ 1967‬لجراء امتحان‬
‫لعرفة مدى تأثي هذه الحاضرات على تفكيهم‪ ،‬وأعد لذلك أحد العنابر‪ ،‬وكان الخوان يلسون على الرض‪،‬‬
‫وحضر اللواء حزة البسيون قائد السجن والشيخ فتح ال بدران‪ ،‬والصول صفوت الروب‪ .‬وف أثناء المتحان دخل‬
‫أحد الضباط وقدم إل اللواء ورقة على أثرها ورفعها بيده وهو يصرخ يا أولد (‪ )000‬أنتم ل تريدون أن تؤيدوا‬
‫جال عبد الناصر‪ ،‬وهذا هو جللة الالك حسي ملك الردن أرسل هذه البقية أنه ف الطريق إل مصر لساندة عبد‬
‫الناصر ف حربه ضد اليهود !!‬

‫يوم المتحان ف السجن الرب ‪5‬يونيو ‪1967‬‬

‫أتذكر حزة البسيون يوم جاء يرغى ويزبد‬


‫أوقف التسجيل غاضبا وأغلق البواب والنوافذ ‪0‬‬
‫قال أنا أعرف ما تقولون وما تمسون أنا أسع وأرصد ‪0‬‬
‫من يرفع رأسه منكمو أقطعها ول أتردد ‪0‬‬
‫فأنا الحقق وأنا القاضى والطبيب الشرعى والنفذ ‪0‬‬
‫لول القلب الكبي (‪ )1‬لكنتمو قتلى وما لكم من منقذ ‪0‬‬
‫رأيي فيكمو البادة من قدي وأنا الهند ‪0‬‬
‫سأبقى هنا عشر سني أنا مع الهاز الديد على موعد (‪)2‬‬
‫ونن نستمع له ف صمت كأنه خشب مسند ‪0‬‬
‫ل نافه إنه عبد ((ذليل)) يعبد من دون الله عبدا يتمرد يعذبنا ويقتلنا من أجله وله يركع ويسجد ‪0‬‬
‫***‬
‫وبدران أس الفنادق جاءنا يتودد‬
‫بحاضرات مسمومة لا هدف مدروس مدد‬
‫صلى ركعتي على حدودها يدعو للعرب أن يتوحدوا‬
‫القط يدخلها والفأر أما العرب فدونه الوت السود‬
‫ماضرات نساق لا عنموة فإذا سألت فأنت الهدد‬
‫الطوابي تشتغل والكرابيج تلذع ونارهم تتوقد‬
‫بدران مهل ماذا تريد من شباب ل متحرر؟‬
‫باع ل نفسه وماله وترك الولد والوالدا‬
‫آمن بال ورسوله وكتابه الالدا‬
‫وكفر بالطاغوت وميثاقه واشتراكية اللحد‬
‫((أشاس بن قيس)) (‪ )3‬صحوت تريدها فتنة وتفسد‬
‫تريد ألخوان فريقي هذا معارض وهذا مؤيد‬
‫وحددت يوما للمتحان لتجن ثار سك وتصد‬
‫وظننت أنك رابح وأن لك لجرا مؤكدا‬
‫كان ذلك قبل حرب سيناء بيوم واحد‬
‫جلست وعن شالك حزة وعن يينك صفوت يرصد‬
‫وحهاز التسجيل يشجل ما نقول إرهابا متعمد‬
‫وسألت الخوان تبغى الضلل وتفسد‬
‫‪ 1‬يقصد جمال عبد الناصر ‪0‬‬
‫‪ 2‬تعتقد الحكومة أن الخوان يكونون جهازا سريا كل عشر سنين فهو فى انتظارنا عام ‪0 1975‬‬
‫‪ 3‬يهودى كان يتولى إشاعة الفتنة بين المسلمين فى عهد الرسول ‪r 0‬‬
‫أليس عمل الكومة فخرا ولرب فلسطي نؤيد‬
‫أبو خالد أمر نفسه وحسي اللك جاءنا يتودد‬
‫فساد الماعة صمت رهيب والو مشحون ملبد‬
‫***‬

‫وتلفف الخوان ف أكفانم للرمس لن يترددوا‬


‫فالخدود أمامهم والنار الشتعلة ل تبعد‬
‫وألقى الخوان عصاهم فإذا هى تلقف سحره وتبدد‬
‫عمل الكومة كفر والظلم صارخ شاهد‬
‫والكفر بواح والكومة حرب على السلم مند‬
‫ما دون راية السلم نوت ونفن ناهد‬
‫قوله الق عند حاكم جائر لا ف النفوس سحر نافذ‬
‫وألقى السحرة ساجدين وبقيت أنا القاعد‬
‫من هول ما سعته وما رأيت خسئت شيخا جاحدا‬
‫***‬
‫ول تض أيام حت هدمنا بيت حزة(‪ )1‬ورأيناه طريدا مشردا‬
‫وبدران الوزير كان مصيه إل السجن مبوسا ومقيدا‬
‫وعامر الشي صنم هوى ف قرار جهنم خالـد‬
‫ال أكب ما دونه عبيد غدا جيف ف القبور تدد‬
‫يوم المتحان ف الرب يوم أغر خالد‬
‫يضع العال ف الطريق لكل جيل‪ ،‬يولد‬

‫أخى ف الرب‬
‫أخى ف الرب ‪ ..‬أخى ف الكاتب (‪)2‬‬
‫ونن حفاة والرؤوس حاسرة ‪0‬‬
‫والبد شديد قارص والثياب مهلهلة‪.‬‬
‫والقلوب واجفة‪ ،‬والوجوه شاحبة ‪0‬‬
‫والزبانية كأنم رؤوس الشياطي ف ليلة مظلمة ‪0‬‬

‫‪ 1‬كان حمزة البسيونى قد سخر الخوان المهندسين فى تصميم وبناء فيل لشخصه أمام مكاتب التحقيق‪ ،‬فضلً عن مزرعة وحديقة‪ ،‬وعشش لجميع أنواع‬
‫الطيور‪ ،‬بهديها للمشير عامر ‪0‬‬
‫‪ 2‬مكاتب التحقيق‬
‫أخى ‪0000‬‬
‫ونن نلس (القرفصاء) علــى الرض ‪0‬‬
‫من العشاء إل الفجر ‪ 00‬والدار أمامنا ‪0‬‬
‫ل حركة‪ ،‬ل صوت‪ ..‬سوى آهات التعذيب وأنات الوت‪.‬‬
‫نصفع باليدى نركل بالقدم نلهب بالسوط ‪0‬‬
‫أخى من خلفنا يصرخ‪ ،‬والكلب حوله تنبح ‪0‬‬
‫تنهش جسمه فيترنح ‪0‬‬
‫والذين أجرموا – من الؤمني – يضحكون ويرحون ‪0‬‬
‫وحفيف الشجار يسبح شاهد على حكومة الغدر ‪0‬‬
‫أخى ‪ 000‬حلته من السجن الكبي‪ ،‬برحه الدامى الطي فأسندته ركبت‪ ،‬ووسدته راحت‬
‫فتبسم ل ابتسامة متعبة عليلة ‪0‬‬
‫ورجان بأدمع سخينة ونظرة طويلة ‪0‬‬
‫أن أبقى معه ‪0‬‬
‫فرآنا (العسكرى) فأشبعن ضربا وأشبعه ‪0‬‬
‫ومن يومها ل أره ول أسعه ‪0‬‬
‫***‬
‫وأدخلت (زنزانة حسبتها قبا ‪0‬‬
‫ليس فيه من شىء‪ ،‬غي ظلمة باردة ‪0‬‬
‫لسجي تلهلت ملبسه ‪0‬‬
‫وتضعضعت من الوان والعذاب قوته ‪0‬‬
‫وجلست وحدى أراجع نفسى وأفكر مليا ‪0‬‬
‫فرأيت ذنوب تتحدان منذ سوان ال بشرا سويا ‪0‬‬
‫وانكشفت أسرارى‪ ،‬وأغوار نفسى اتضحت جليا ‪0‬‬
‫وبان تقصيى ف دعوتى وأهلى وذويا ‪0‬‬
‫ل يتراءى ل ف مقلتيا ‪0‬‬ ‫شبحا هائ ً‬
‫تتمت ف سريرتى ‪:‬‬
‫ليتن مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ‪0‬‬
‫الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا … قو ًل نبويا ‪.‬‬
‫والطعام يأتين من تت الباب شيئا زريا ‪00‬‬
‫والاء كوبة ف الظهية وكوبا ف العشيا ‪00‬‬
‫واللقة عذاب وامتهان والوسى يأكل لما طريا ‪00‬‬
‫والقمل غزان والبق يسقط كالرميا ‪000‬‬
‫البق تأكله العصافي والقمل تقتله يدى ‪000‬‬
‫شهران ما استحممت ول غسلت وجهى ول يدى ‪00‬‬
‫والدم والصديد يغلى ف قدمى ‪0‬‬
‫والغيا رالطب بيطرى ل رحة ول شفقة على ‪000‬‬
‫وليس الغيار من شفق على الخوان ولكن لكلون على العذاب قويا ‪00‬‬
‫وعند الغيار أرى إخوان أكلمهم بقلب وعينيا ‪000‬‬
‫ودورة الياه منة ليس لا ف التاريخ سيا ‪000‬‬
‫تقضى حاجتك ف لحة بل ماء والباب مفتوح على ‪000‬‬
‫فزع وجزع وابتلء جهنم أرحم إن كنت شقيا ‪000‬‬
‫بالبواسي والصمم أصبنا وبعض العقول صارت هويا ‪000‬‬
‫لدورة الياه قصص ل تكفيها آلف من ليال ‪000‬‬
‫***‬
‫وسعت على البعد إذاعة أرهفت لا أذن ‪00‬‬
‫ضبط جهاز مسلح للخوان على مستوى المهورية ‪0000‬‬
‫فألقيت ل ساجدا أن عاد للخوان صوتا دويا ‪000‬‬
‫وألقيت أخرى أن حل اللواء شبابا قويا ‪000‬‬
‫ونن بعدها على السفلت مطمئنا راضيا مرضيا ‪000‬‬
‫ودخل الزنزانة فتيان أحدها مدرس والثان كان فلحا ثريا ‪0000‬‬
‫الدرس أنكر أنه من الخوان والفلح قال إنه شاهد ف القضية ‪000‬‬
‫ولا علمون أنن من الخوان جلسوا ف مكان قصيا ‪0000‬‬
‫إذا سألتهم عن الخبار سكتوا وتهموا مليا ‪00‬‬
‫وعن أحلمهم يسألونن شيخا تقيا ‪000‬‬
‫واستلمت الدعاء (‪ )1‬ف يوم أمطرت السماء مطرا نديا ‪000‬‬
‫وأعطان أخى شرزة أدب الخوة يا بن ‪0000000‬‬
‫وعرفت لول مرة إخوتى منشرح الصدر مسرورا رضيا ‪000‬‬
‫وقرأت الدعاء كأنا أقرأه ف مراب مصليا ‪000‬‬
‫خسة وعشرون مهندسا فقط ف أول قضية ‪000‬‬

‫‪ 1‬الدعاء ‪ :‬هو قرار التهام يسلم للخوان به مضمون التهمة للمجموعة كلها فردا فردا ‪0‬‬
‫ورأيت الودن (‪ )2‬الشيخ ومعه الكلب ف الزنزانة يعين …‪.‬‬
‫تآلفت الكلب مع الشيخ تآلفا قويا ‪00000‬‬
‫الكلب ضاق بالسجن مع النس‬
‫فكيف بالنس مع الكلب شهرا سويا‬
‫وإذا أحاطوا بالكلب ليسجنوه‬
‫ألقى بنفسه من عل على الرض رميا‬
‫وخرجنا من الزنازين للطوابي كيوم النشور أبعث حيا ‪000‬‬
‫لوفا لخوان وأخبارهم والنور وشىء من الرية ‪00000‬‬
‫جيل جديد ل أره ‪ .‬إن أرى شبابا باسم الثغر فتيا ‪0000‬‬
‫وأحسن الظن بالطوابي لعلها رياضة بدنية ‪0000‬‬
‫فكانت منة لنا مقصودة تلبس الرياضة زيا ‪0000‬‬
‫مؤامرة لقتلنا بطيئا وف روسيا طبقت حرفيا ‪000‬‬
‫ل غداء ول دواء وطوابي من الفجر لغروب الشمس يوميا ‪000‬‬
‫سريعا سريعا والسلح حولنا والكرابيج تصلى صليا ‪000‬‬
‫من تساقط منا تلتهمه ل تبال أشيخا كان أم فتيا ‪000‬‬
‫ويؤمر له بثلثي أو خسي ويعود للطابور ظلما وغيا ‪000‬‬
‫وحزة منتفخة أو داجة وهو أشد على الرحن عتيا ‪000‬‬
‫والشباب على أطراف الطوابي والشيوخ ف الوسط يتفون خفيا ‪000‬‬
‫يملونم عند الرى وعند الضرب لموا تقية ‪000‬‬
‫وبلل يتراءى لنا ف حرقة الرمضاء يعذبه أمية ‪000‬‬
‫وصهيب وعمار بن ياسر وياسر وسيمة ‪0000‬‬
‫كان ف الاهلية من ييك واليوم شر البية ‪000‬‬
‫سيعود السلم غريبا كما بدأ حقيقة مرئية ‪000‬‬
‫وسيف الظلم مردود على صاحبه كان وعدا مقضيا ‪000‬‬
‫وكم قتل السم صاحبه أخذه يوما نسيا ‪000‬‬
‫صور تعل الولدان شيبا وتضع النثى حلها وقتيا ‪000‬‬
‫وف الشمس نقف انتباها كالصخر قويا ‪000‬‬
‫الشمس حارقة والرأس حاسر والعرق إل أخص قدميا ‪000‬‬

‫‪ 2‬الودن‪ :‬شيخ تجاوز السبعين عاما حينذاك (عام ‪ )1965‬وكان استاذا وعالما جليلً بكلية أصول الدين‪ .‬وقد اقسم رجال انقلب ‪23‬يوليو فى بيته على‬
‫الحكم بكتاب ال قبل قيامهم بحركتهم ‪0‬‬
‫بين وبي أخى ذراع فل أنا أستند إليه ول هو مستند على ‪0000‬‬
‫الرض يقتلن والبول يبسن والغص مشتد على ‪000‬‬
‫وطرف العيون حرام والكلم جرية قالوا هكذا ف الوراق العسكرية ‪000‬‬
‫فإذا بسحابة تظللنا رحة من ال ولطفا عليا ‪000‬‬
‫ضج الهول مزمرا بأمر الشمس أن تظل صليا ‪000‬‬
‫وإذا سقط أخى إل جوارى جسداص متصلبا خشبيا ‪0000‬‬
‫فل أملك له إل الدعاء وأرنو إليه من الطرف خفيا ‪000‬‬
‫والصلة أقمناها وقوفا بتيمم وإياءة سرية ‪000‬‬
‫أكان ذلك جبنا أم نصيا أم سكينة نزلت على ‪000000‬‬
‫أرادوها منة وعذابا فكان الي فيها مقضبا ‪000‬‬
‫***‬
‫تعارفنا على إخواننا وأنباء التحقيق وصلت جلية ‪000‬‬
‫والقرآن حفظناه آية آية وف صمت رائحا وغديا ‪000‬‬
‫وتآلفت قلوبنا وتوحدت‪ ،‬آيات لا ف العالي دويا ‪0000‬‬
‫ويوزع التعيي (‪ )1‬علينا بالسوية ويعطين نصيبه لما طريا ‪000‬‬
‫والشاى قدمه قليلً هو كل تعيينه معتذرا هدية ‪000‬‬
‫وإذا شربت تراه سعيدا يقول مبتسما هنيا ‪000‬‬
‫ويمع ل البيض والب واللوة السكرية ‪000‬‬
‫ويعلم ما ب (‪ )2‬فيصنع ل فتا باليمك (‪ )3‬مسقيا ‪000‬‬
‫ويمل السوداء عن ف الصعود والنول خوف الذية ‪000‬‬
‫وإذا الطلبة (‪ )4‬نادوا يسرع هفهافا قويا ‪000‬‬
‫يكنس الرض بيديه ويغمرها ماء وريا ‪000‬‬
‫وإذا استر (‪ )5‬أمامك قد أمرنا أراه من خلفى درعا قويا ‪000‬‬
‫وإذا الكرباج يهوى على يلتقطه مبتسما رضيا ‪000‬‬
‫يا دموعى ل تسيلى إنه السلم جعل منه ملكا أو وليا ‪000‬‬

‫‪ 1‬التعيين ‪ :‬نصيب سجناء الزنزانة من الطعام ‪0‬‬


‫‪ 2‬يعلم ما بى ‪ :‬أى أنه كان يستخدم طقم أسنان ‪0‬‬
‫‪ 3‬اليمك ‪ :‬كنا نستخدم لباب الخبز لعمل الفت ‪0‬‬
‫‪ 4‬نداء من زبانية الحربى لنزول مجموعة من الخوان دون تحديد لداء خدمات سواء إحضار الطعام من المطبخ أو كنس فناء السجن باليد ورشة بالماء‬
‫‪ ..‬الخ‪ ،‬فكان الخوان يتزاحمون لداء ذلك إيثارا لراحة إخوانهم وطمعا فى الجر من ربهم ‪0‬‬
‫‪ 5‬استر أمامك ‪ :‬تمرين عسكرى فى حالة التكدير والعقاب يتخلله الضرب الشديد للجميع عشوائيا فى الغالب عدا السب القبيح ول يعفى منه شاب أو‬
‫عجوز ‪0‬‬
‫فداك أب وأمى وكل أقارب وذويا ‪000‬‬
‫غرباء نن بذا الوجود كما اغترب الصحابة من قدي والنب ‪000‬‬
‫لو كنت متخذا خليلً لتذتك ‪0‬‬
‫ولكن أخو السلم نور تعل الصف سويا ‪000‬‬
‫***‬

‫وأكلنا البطيخ بقشره ولبه‪ ..‬قصة البخيل تققت حرفيا ‪000‬‬


‫والراية (‪ )1‬سرقناها بكل وسيلة وأحلت لنا بفتوى شرعية ‪ 00‬وبئر الاء نطوف حوله ومرم أن تسه شفتيا‬
‫وما شبعنا وما روينا فتات البز نلتقطه خفيا ‪000‬‬
‫ملبسنا مرقعة وأحذيتنا ذابت وتت السلل(‪ )2‬مرمية ‪000‬‬
‫أظفار الوز لنا وأصابع الوز (لسمي مراد وعلى قصرية) (‪0000 )3‬‬
‫وتت السراير (‪ )4‬خي كثي جبنة وبيض وحلوة سكرية ‪000‬‬
‫(ومأمون وسي)(‪ )5‬يأخذونه بهارة ويلتقمه الخوان وقتيا ‪000‬‬
‫وف الطابور (على عبد ال)(‪ )6‬يقول صفا(‪ )7‬يا أولياء‪ ،‬انتباه (‪ )8‬يا أنبيا ‪000‬‬
‫وأركان حرب يسأل عن التعيي كثي (ول شوية) ‪000‬‬
‫بيسأل عن تعيي الكلب وليس نصيب الخوان شيئا قصيا ‪000‬‬
‫تعيي الكلب أرز ولمة وشربة وتعيي الخوان عظم ‪000 %80‬‬
‫ويوم السمك عيد عند العساكر‪ .‬لنا العظم ولم اللحم طريا ‪000‬‬
‫واسأل (سي ومراد ورشاد وعدل شيخ الرامية(‪000) )8‬‬
‫وأدمون (‪ )9‬اليهودى يأكل ويشبع والبلد بلدنا وخينا مرم على ‪0000‬‬
‫اللى ينسى الذل يبقى جبان ل كرامة له ول دية ‪00000‬‬

‫قصة تعذيب‬

‫‪ 1‬الجراية ‪ :‬هى نصيب كل فرد من الخبز ومعدلها ثلثة أرغفة لكل واحد إذا سلمت كاملة غير منقوصة ‪0‬‬
‫‪ 2‬تحت السللم‪ :‬المقصود حيث توضع المخلفات (الزبالة) ‪0‬‬
‫‪ 3‬هؤلء عساكر من زبانية الحربى‪ ،‬وعلى قصرية هذا أضاف الخوان هذا اللقب إليه سخرية منه‪ ،‬والقصرية هى وعاء التبول داخل الزنزانة ‪0‬‬
‫‪ 4‬تحت السراير‪ :‬أى توضع المأكولت التى يغتصبونها من الخوان تحت سراير نومهم (أى سراير زبانية السجن من العسكر)‬
‫‪ 5‬مأمون وسمير‪ :‬من الخوان تخصصا فى استرداد ما نهبه الحرس من زبانية السجن من طعامنا وتوزيعه على الخوان وحرمان أنفسهم منه ‪0‬‬
‫‪ 6‬على عبد ال‪ :‬من زبانية السجن وهو من أطلق عليه على قصرية‪ ،‬وكان يسخر من الخوان بهذا النداء فى الطوابير غيظا لنهم يعاندونه ويسرقون أو‬
‫يستردون ما سرقه من مأكولت الخوان ‪0‬‬
‫‪ ،67‬صفا … انتباه ‪ : 000‬من نداءات الطابور العسكرى ‪0‬‬
‫‪ 8‬عدلى شخي الحرامية‪ :‬عساكر السجن ويتصف بالنذالة والجبن والقذارة ‪0‬‬
‫‪ 9‬أدمون ‪ :‬أسير يهدوى وضع بالسجن بزنزانة داخل سجن الخوان وكان يلقى رعاية متميزة‪ ،‬ويجلس دائما على باب زنزانته يشاهد طوابير الخوان‬
‫وما يقع عليهم من إيذاء‪ ،‬بينما هو يعامل معاملة إنسانية ‪0‬‬
‫شاب من شباب الخوان ف السجن الرب‬
‫أنا ل أتدث عن التعذيب وأهواله ‪00‬‬
‫ول عن القتل وأحواله ‪00‬‬
‫إنا أتث عن شاب وسيم رأيته ‪0‬‬
‫ل شىء يستر جسمه ‪0‬‬
‫ربطوه بالبال ‪0‬‬
‫علقوه ((للنضال))‬
‫الزبانية عن يينه وعن يساره ‪0‬‬
‫السوط يزق جسمه بقوة الطاغوت وسلطانه ‪0‬‬
‫***‬

‫يا فت تكلم‬
‫أين السلح؟ وأين القنابل؟‬
‫وأين السيوف ؟ وأين الناجر؟‬
‫ماذا قلت له؟ وماذا قال لك ؟‬
‫الفت يصرخ بأعلى صوته مستنجدا ربه‪ ..‬ربه وحده ل شريك له‬
‫الفت العزل يناجى ربه ‪:‬‬
‫رب‪ ،‬أخشى أن تكون ذنوب سر عذاب ‪0‬‬
‫(( إن ل يكن بك غضب على فل أبال))‬
‫السوط يزق جسمه بقوة الطاغوت وسلطانه‬
‫يا فت تكلم ‪00‬‬
‫أين اللسلح وأين القنابل؟‬
‫وأين السيوف وأين الناجر؟‬
‫وماذا قلت له‪ ،‬وماذا قال لك؟‬
‫الفت ل يتكلم ‪:‬‬
‫يطفأ ((السيجار)) ف جسمه‬
‫وف مكان أخجل من ذكره‬
‫الفت يصرخ مستنجدا ربه‪ ،‬ربه وحده ل شريك له‬
‫أسياخ الديد تمى له‪ ،‬أسعها (تطش) ف لمه‬
‫والفت يصرخ مستنجدا ربه‬
‫ال حليم سبحانه‬
‫اسوط يزق جسده بقوة الطاغوت وسلطانه‬
‫يا فت تكلم ‪:‬‬
‫أين السلح وأين القنابل؟‬
‫الفت ل يتكلم‬
‫هاتوا الكلب له‪ ،‬الكلب عقور مدرب‪ ،‬ومعه مدرب الكلب ينهش جسمه‪ ،‬وف مكان حدد له‬
‫تسيل منه الدماء والطغاة يقهقهون ويرحون‬
‫وال ل أكذب‪ ،‬وال ل أكذب‬
‫الفت يغمى عليه ‪000‬هاتوا الاء وصبوه عليه حت يفيق ويتكلم‬

‫***‬

‫يدخل طاغوت كبي‬


‫الميع يقفون له ويعظمونه‬
‫الطاغوت ‪ :‬فكوا وثاقه‪ ،‬فالفت قد يتكلم‬
‫الفت يتكلم ‪:‬‬
‫(( ف حجرة معزولة ف بيتنا‪ ،‬ول أحد غينا ))‬
‫قال له ‪ :‬خالق الكون يلكه‪ ،‬ومن يلك الكون يكمه‬
‫يكمه – وحده – ل شريك له‬
‫((والنسان صنعته))‬
‫فهو الذى خلقه وهو الذى يرزقه‬
‫هو الذى ييته‪ ،‬وهو الذى ينشره‬
‫وأنزل القرآن موافقعا لفطرته‪ ،‬موافقا لاجته‬
‫والكم بالقرآن وضع للمر ف موضعه‬
‫((ومن ل يكم با أنزل ال)) عبد ترد على سيده‬
‫قال ل ‪ :‬وكيف الكم بالقرآن والكم للطغيان‬
‫شنقوا منا سبعة ف لظة وكثيا ماتوا بالليمان‬
‫فتعاهدنا على جع السلح والتدريب لنقاوم الطغيان‬
‫قال الطاغوت للفت‪ :‬وأين السلح؟‬
‫لست أعرف له مكانا‬
‫وهو ل يعرف مكان‬
‫فلما استيأسوا منه خلصوا نيا ‪ ..‬وأصروا على قتله‬
‫السياط تزق جسمه بقوة الطاغوت وسلطانه‬
‫الفت يناجى ربه ‪:‬‬
‫رب ‪ ،‬أخشى أن تكون ذنوب سر عذاب‬
‫إن ل يكن بك غضب على فل أبال‬
‫الطغاة يسبون ال ف وجهه‬
‫يغمغم الفت ‪ :‬رب‪ ،‬إنه كفر بواح ل أطيقه‬
‫يغمغم الفت ‪ :‬أحد ‪ ،‬أحد‪ ،‬فرد صمد‪ ،‬ل والد له ول ولد‬
‫يفقد الفت وعيه‪ ،‬وتصعد إل السماء روحه‬
‫اللئكة ‪ :‬يا شهيد الق هيا بنا‬
‫فالصديقون والنبياء ف انتظارنا‬
‫مرحبا باخ لنا ‪ ..‬كيف إخواننا‬
‫قال ‪ :‬لقد أقسموا أن ينصروا السلم أو يأتوا هنا‬
‫يا ربنا‪ ،‬يا ربنا‪ ،‬بارك لنا إخواننا‬
‫وخرجت صحف مصر الفاجرة‬
‫بصورة للشهيد مكبة‬
‫وتتها‪ :‬هارب من العدالة‪ ..‬هارب من العدالة !!‬
‫أيها الطغاة ‪( :‬قتل النسان ما أكفره)‬
‫لو بقيت مصر لن قبلكم ما وصلت لكم‬

‫فتنة التكفي‬
‫حي انتهت حرب يونيو ‪ – 1967‬ودارت الدائرة على عبد الناصر – صدر قرار بنقل الخوان السلمي‬
‫السجوني بالسجن الرب بالعباسية‪ ،‬إل سجن ليمان طرة‪ ،‬حت يفسحوا الكان للمعتقلي الدد من قيادات الرب‬
‫الفاشلة ‪0‬‬

‫وذهب الخوان إل ليمان طرة واستقر بم القام ف عنب الستقبال‪ ،‬وهو عنب أرضى ل تدخله الشمس‪،‬‬
‫وحشر الخوان كل ثانية ف زنزانة طولا متران ونصف وعرضها ‪180‬سم‪ .‬وبعد أن استراح الخوان من الطوابي‬
‫الشاقة والرهاق الشديد الذى كان نوعا من التعذيب القصود‪ ،‬ول يعد لم سوى النوم التواصل‪ .‬هنا بدأت تستيقظ‬
‫الفكار الخزونة الت ل تكن تد سبيلً للنطلق أمام هذه الشغلة الستمرة من الوف والرعب ف السجن الرب ‪0‬‬

‫بدأت أفكار التكفي – تطل علينا‪ -‬وبدأ النقاش الدعوم باليات والحاديث يشغل وقت الفراغ الطويل‪،‬‬
‫واشتدت العركة الفكرية بي اليل الديد الذى ييل بعضه إل فكر التكفي‪ ،‬واليل القدي الذى يرفض هذا الفكر‬
‫من أساسه‪ .‬وامتدت هذه القضية الفكرية إل جيع السجون والعتقلت فأحدثت نوعا من الشقاق حت أصدر فيها‬
‫الستاذ الرشد العام حسن الضيب كتابه (دعاة ل قضاة) ‪0‬‬

‫ف هذا الوقت انطلقت ف إعداد منظومة أعب فيها عن فكر جاعة الخوان السلمي‪ ،‬الذى ملخصه أن دعوة‬
‫الخوان تدف إل تويل السلم غي اللتزم إل مسلم ملتزم بتعاليم السلم ‪0‬‬

‫وهذه هى ‪:‬‬

‫أخا الهالة اسع لنا‬


‫فنحن الدعاة ف طبعنا جذب الهول إل صفنا‬
‫فجذب الهول إل صفنا ربح لنا‪ ..‬أخ جديد ف جعنا‬
‫نود الهول وندعو له‪ ،‬كفعل الرسول لن قبلنا (‪)1‬‬
‫أضلوا الهول بب الياة‬
‫بمر ومال وأيضا فتاة‬
‫بكر وصب وخبث الدهاة‬
‫فضل الهول وعبد الطغاة(‪)2‬‬
‫إنقاذ الاهلي فرض علينا‪ -‬كما فرضت على الؤمني الصلة‬

‫***‬
‫يقول الهول لنا ‪ :‬بالمس كنتم مثلنا (‪)3‬‬
‫فهل أبنتم لنا دين الله ؟!!‬
‫وهل عدت لنا بفيض من هداه؟!!‬
‫وهل مسحتم عن قلوبنا ران الطغاة؟!!‬
‫وهل أديتم ما عليكم يا دعاة ؟!!‬
‫***‬
‫إن الهول أب أنا‬
‫إن الهول أخى أنا‬
‫إن الهول جار لنا‬

‫‪( 1‬اللهم اهد قومى فإنهم ل يعلمون) حديث شريف‬


‫‪( 2‬عبد الطغاة) بمعنى أطاعهم فى كل شىء‪ .‬وقد دخل عدى بن حاتم على رسول ال ‪ r‬وهو يقرأ ‪) :‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباًَ من دون ال( الية‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما عبدوهم‪ ،‬فقال رسول ال ‪(( : r‬بلى ‪ ،‬إنهم حرموا عليهم الحلل وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم))‪0‬‬
‫‪) 3‬كذلك كنتم من قبل فمن ال عليكم( ‪ :‬سورة النساء ‪0‬‬
‫أخشى الهول ف صفنا ‪ ..‬يا ويلنا ‪ ..‬يا ويلنا‬
‫ليس الهول عدوا لنا‪ .‬ول أنا‬
‫إن الهول صديق لنا حت نبلغه البيان عن بينة ‪0‬‬

‫***‬

‫عودة أم معاذ من السجن الرب‬

‫أل عادت من الرب بعد التحقيق والزيف‪ .‬وبأقذع اللفاظ من السب والشتم‪ .‬زبانية غلظ ل دين لم ول خلق ‪0‬‬
‫استقبلها الطفال بدموع الفرح ‪0‬‬
‫يا أماه كنا أيتاما من الم والب ‪0‬‬
‫يوما نبيت عند العم ويا نبيت عند الد ‪0‬‬
‫يا أماه‪ ،‬أين الب؟ ومت يأتينا؟‬
‫سفر طويل – يا أماه – إن صح ما تقولي ‪0‬‬
‫أل من خطاب منه يأتينا نكفكف الدمع ف مآقينا‬
‫أل من قروش منه تأتينا‪ ،‬نأكل البز باللح والاء يروينا‬
‫العيد غدا يا أماه‪ ،‬من يفتح الباب علينا‪ ،‬من يهنينا‬
‫نشكو له ما بنا وما فعلت أعادينا ‪0‬‬
‫من يأخذنا إل ساحة العيد نركب الطاف ونعود باللوى بأيدينا‬
‫من يأخذنا إل الدرسة يقبلنا والقرش يعطينا‬
‫وإذا مرضنا يا أماه يسعفنا وبالطبيب يأتينا‬
‫أماه – ال – عن أبتاه خبينا‪ .‬إن كان ف مشفى‪ ،‬أو يا للهول قد مات فعن قبه دلينا ‪0‬‬
‫نسكب الدمع حواليه ونزرع الرياحي ‪0‬‬

‫***‬

‫الم … الدمع ف عينيها يترقرق‪ .‬ماذا تقول وباذا تنطق غي أن قول الق أول وأوفق؟‬
‫قالت ‪ :‬عيال ل تراعوا ول تفزعوا‬
‫أبوكم حى يرزق – ف سجن رهيب بعيد مغلق ‪0‬‬
‫ل خطابات ول زيارات ول أخبار عنه تطلــق ‪0‬‬
‫صاح العيال ‪ :‬وكيف أبونا سجي وما علمنا عليه من سوء فل هو قاتل ول سارق!‬
‫قالت ‪ :‬عيال ‪ ..‬أبوكم من الخوان السلمي‪ ،‬ودعوه الخوان بالق تنطق ‪0‬‬
‫وأخذت تدثهم عن دعوة الخوان منذ حسن البنا الرشد الشهيد الوفق ‪0‬‬
‫والطفال يستمعون كأن على رؤوسهم (الطيور) تلق حت إذا سردت غزو اليهود لفلسطي وجنود الخوان تتدفق‬
‫وحاربوا النليز ف القنال كذاك وأحرقوا ‪0‬‬
‫حت الطفال مذعورين لول ما سعوا وما صدقوا ‪ ..‬نستكي صاحوا أماه هذا حرام – هذا حرام كيف تسكتي؟‬
‫قالت ‪ :‬أبنائى – هذا سبيل الؤمني – غدا تكبون ‪ .‬والسجن الكبي تطمون – وال أكب تتفون‬
‫وأبوكم يعتق !!‬
‫انتهى بمد ال‬

You might also like