Professional Documents
Culture Documents
عن الخوان
ج2
موقع الصحوة
http://www.sahwah.net
ومن هذه الركة تتشكل صور وأحداث للفرد ،فإذا تكاثر الفراد ف جاعة فإن رصيدها يفيض بأنواع
متزاحة من الوقائع والصور والكايات الت تصنع تاريا ضخما ف شت مالت الياة على الساحة السلمية
الكبى ،كان من الضرورى تشجيلها ما استطعنا للستفادة با ف التربية والتكوين فيما يصادف الخوة ف طريق
الدعوة من مواقف متشابة ف الركة والتصرف (والذكرى تنفع الؤمني) 0
ول أنسى حي زارتن أسرتى لول مرة ف سجن ليمان طرة بعد انتقالنا من السجن الرب عقب حرب 67
وقالت ل زوجت :لقد سعنا عن التعذيب الوحشى الذى أصابكم ف منتكم ،وأحب أن أقول لك ( :بكرة تبقى
هذه الحداث حكايات) وفعلً ها نن نرويها حكايات ،ولكنها حكايات ل تنسى؛ تروى للجيال عسى أن تكون
لم معال على طريق الدعوة والدعاة 0
كان الستاذ حسن الضيب قاضيا بحكمة سوهاج ف أواخر العشرينات حي دخل عليه الرحوم الستاذ
ممد صبى أبو علم الحامى ف غرفة الداولة فتعانقا – فقد كانا أبناء دفعة واحدة وفرقت بينهما اليام – ورحب
القاضى بزميله الحامى وطلب له قدحا من القهوة وراحا يتحدثان حديثا وديا ،وكان قد نشر ف الصحف أيامها أن
الرحوم صبى أبو علم سيعي وكيلً برلانيا لوزارة العدل ،وعندما جاء ذكر ذلك أثناء حديثهما هنأة الضيب على
النصب الديد .فقال له صبى أبو علم باسا(( :إذا كنت ترغب ف النقل إل مصر فقل ل وأنا أنفذ رغبتك فورا
بعد تعيين )) 0
1جريدة الوفد – العدد 11 – 1095صفر – 1411أول سبتمبر 0 1990
وكان الفراش – ف تلك اللحظة -قد أحضر القهوة فأمره الستاذ الضيب بإرجاعها وهو يقول لصديقه
غاضبا :
عن إذنك يا أستاذ سأفتح اللسة ،وانصرف عنه دون تية .والغريب أن الضيب ل يرو تلك الواقعة ،ولكن
الذى رواها هو أبو علم نفسه .على أن الكثر غرابة أن صبى باشا حي عي وزيرا للعدل بعد ذلك وقع اختياره
على الضيب ليشغل منصب مدير التفتيش القضائى .يومها سأله أحد أصدقائه :أل تد إل الضيب ..هل نسيت ما
فعله معك؟ فقال الوزير الوفدى :إن الضيب هو خي من يتقلد هذا النصب!
ومرت اليام وتغيت الوزارة فعي حافظ رمضان وزيرا للعدل وف عهده بدأ العداد للحركة القضائية
فاجتمع الوزير مع الضيب مدير التفتيش القضائى وانضم للجتماع كامل البهنساوى مدير مكتب الوزير ..وأثناء
ل:الجتماع سأل الوزير الضيب عن قاض بعينه فرد الستاذ الضيب قائ ً
-ل يرق هذه الرة أيضا لقد ترك ف هذه الركة كما ترك من قبل .فسأله الوزير ف تعجب
صادق :لاذا؟
-فأجاب الضيب ف هدوء :
-لنه حار !!
-فقال البهنساوى للهضيب :لحظ يا حسن بك أن القاضى قريب معال الوزير 0
وقامت الثورة فأيدها الضيب ..لكن اللف سرعان ما وقع بينهما فاعتقل للمرة الول ف 12يناير 1954ث
أفرج عنه خلل أزمة مارس من نفس العام ..ث اعتقل للمرة الثانية عقب تثيلية النشية الشهية حيث لقى صنوفا غي
مسبوقة من الوان ،ويكفى أن نعلم أن جنود السجن الرب كانوا يضربونه بالسياط ويركلونه بأحذيتهم ..ترى هل
تعود تلك اليام الكئيبة ؟ 0
شهادة داعية ( )
1
ث جاء الستاذ حسن الضيب ونشأت ف علقتنا غيوم ما لبثت أن تقشعت ،كان رحه ال خللا وبعدها
أرضى ال وأقرب إل التقوى ،وقد تلقينا وتصافينا وقاتلت عنه الستبداد السياسى ومات وأنا أدعو له 0
ث جاء الستاذ عمر التلمسان ،وكان آية ف طيب النفس ونقاء السريرة وحب الخوة ،وقد آزرته وأيدته
حت لقى ال راضيا مرضيا.
واليوم نن مع الستاذ ممد حامد أبو النصر أطال ال بقاءه ،وأمده بروح من لدنه ،وهو من الجاهدين
الوائل ،له خلقه الزاكى وسبقه الشهود ،وسنظل إن شاء ال نعمل جيعا معه لدمة السلم 0
إن ديننا أهم من أشخاصنا ،وآمالنا ذابت ف مستقبله وف رد العدوان عنه ،ونن الخطار الحدقة بأمتنا من
كل جانب 0
ونناشد الذين يكتبون عنا أن يتقوا ال ف أمتنا وعقيدتنا ..إن صفنا واحد ،وهدفنا واحد ،وف رحلة العودة
إل ال أعاف الشتغال بالفت ،وأسال ال ل ولخوان الغفرة 0
ل ..للصائغ
يتحدث الشيخ نيب الطيعى عن الزواج وحديث ((إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ،إل تفعلوا
تكن فتنة ف الرض وفساد كبي)) فيتحدث عن أن الناس أصبحوا ينظرون ويقيمون الناس حسب أعراض من الدنيا
الزائلة ل حسب الوهر الباقى من الدين واللق والمانة ،ث يروى بعد ذلك قصة زواج ابنته ،فقد تقدم لطبتها ذات
مرة صائغ فقال له :
-يا بن أنت صائغ فل أزوجها لك 0
-وماله 0
أتدرى ما معن صائغ؟ ..أى أنك تريد امرأة تلبسها (الغويشة) فتمسك لا يدها وتضع لا صابونا
لتدخلها ..ث تأتى لك امرأة لتشترى ((حلق)) فتمسك أذنا وتلبسه لا وتقول :ال ..أما شياكة ..اللق ده حينطق
عليك ..فأنا ل أعطى لك ابنت ..عليك أن تبحث عن زوجة من اللواتى تلبسهن ((الغوايش واللقان)) تليق بك
وتفرح بك وتسعدك .أما ابنت فل ترضى بك 0
وبعد أسبوع يضر شاب أعمى وهو طالب علم وليس معه نفقة – أى فقي – ويقول له :
* القيقة أنا أريد أن أكون عالا مثلك 0
-يا بن إن الستقبل أمامك باهر وأنت الن ف السنة الثانية بالزهر وسوف تنهى دراستك ويكون الطريق أمامك
مفتوحا للدراسات العالية وغيها 0
وظل يبث فيه روح الماسة وهو ما زال تلميذا ث قال للشيخ نيب :
* ولكن أنا مفتقر إل من يقرأ ل ول يكن أن أنال هذه النعمة إل إذا تزوجت زوجة صالة ول يكن أن أجد
الزوجة الصالة الت أبتغيها إل عند الشيخ ( يقصد الشيخ نيب الطيعى ) 0
* نعم 0
انظر وقارن بي إجابته للصائغ وإجابته للطالب العمى الفقي ماذا كانت 0
-ولكننا ل نزوجها من أجل كل هذه العتبارات ..إن النب rقال (( :إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه
إل تفعلوا تكن فتنة ف الرض وفساد كبي)) فقول ل رأيك بسرعة ..إنه رجل على دين وشاب صال وطالب علم
وشريف ومنسب ومن نسل الصطفى عليه الصلة والسلم .اتركى هذا الكلم وأنه أعمى وغيها فليس لذا دخل ف
الوضوع .احضرى ل إخوتا 0
وبعدها يدخل الشيخ نيب الطيعى السجن بعد أن وافق على زواج الشيخ الشاب دون شبكة وما شابها
فهو ل يلك 0
وف إحدى الزيارات يسأل أبناءه هل يأتى خطيب أختكم لزيارتكم فقالوا :نعم .فقال :
0 * نعم
-ولاذا (( تذنبون)) أنفسكم ..اذهبوا فأتوا عقد الزواج 0
ث حضر لزيارتى بعد عقد زواجه على ابنته وهى تسكه من يده وهو طويل القامة ويلبس اللبس الزهرية
وعلى عينيه نظارة سوداء وكان بيننا الشبكة الخصصة للكرة الطائرة فشبكت ف عمامته فوقعت ووقعت النظارة ..
والناس ل تلحظ أنه أعمى إل حينما اننت زوجه لتحضر له نظارته ..ويتأثر رجل بذا النظر ويدعو على عبد الناصر
الذى كان سببا ف تشتيت الناس وسجن ذويهم فقال داعيا عليه ((اللهم نكس أعلمك يا عبد الناصر)) وأحس
الشيخ نيب بأن الدعاء يرج من قلب الرجل وهو يعرفه ويعرف سته وصورته .وبعد أيام يرج الشيخ نيب من
السجن بعد وفاة عبد الناصر وكان أمام منله مدرسة إساعيل القبان الثانوية وظل عليها العلم منكسا 40يوما فتذكر
دعاء الرجل الذى قال (( :اللهم نكس أعلمك يا عبد الناصر)) فما زال الدعاء يتردد ف أذنه وقال :إن أبواب
السماء فتحت لذا الدعاء 0
فالمر يتعلق بأن ينشرح صدر النسان السلم لحكام الشريعة ول يدخل فيها شهوة النفس فإن أدخل فيها
شهوة النفس تولت حياته إل حياة قاسيةل يرضى با مهما أوتى (( لو أعطى ابن آدم ملء الرض ذهبا لا رضى
0 به ول يل عي ابن آدم إل التراب ))
عرفت الستاذ حسن الضيب أول ما عرفته ف عام 1939وكنت رئيسا لتحرير ملة آخر ساعة وأرسلت
الفوضية اللانية بالقاهرة خطابا إل وزير الارجية تتج على لنن كتبت مقالً قلت فيه :إن هتلر ديكتاتور ،وإن
هذه الهانة للفوهرر ،وطلب الوزير اللان تقديى إل مكمة النايات .واتصل وزير الارجية بوزير العدل ،واتصل
وزير العدل بالنائب العام ،وقرر النائب العام تكليف رئيس النيابة الستاذ الضيب بقابلت .واستقبلن رئيس النيابة
مقابلة ودية ل أتعود أن ألقاها من رؤساء النيابة الذين يققون معى ف قضايا الصحف 0
وبدأ حديثه وسألن عن أى نوع من القهوة أود أن أشرب ،وطلبت قهوة مضبوط ،فطلب ل رئيس النيابة
القهوة ث طلب واحد ليمون ..وبعد ذلك قال ل :أنت متهم بأنك أهنت الر أدولف هتلر رئيس دولة ألانيا .قالا
بدوء بنفس النبة الت طلب با ل واحد قهوة وواحد ليمون .وكأنه يقول أهلً وسهلً وحشتنا وآنستنا ،قلت له :
أنا ل أهن هتلر ،أنا قلت عنه القيقة 0
قال الضيب :أنت قلت إنه ديكتاتور وطاغية وأنه قضى على حقوق النسان ف ألانيا؟ وسألت رئيس
النيابة :وهل هو ديكتاتور أم ل؟ قال ضاحكا :الفروض أنن أنا الذى أسألك ل أنت تسألن! قلت :الفروض أن
يقول وزير الانيا الفوض أنن نسيت إل هتلر أنه قضى على حرية الصحافة بينما أن الصحافة حرة ف ألانيا ،وأنه مل
بلده بالعتقلت ،وأنشأ الحاكم الستثنائية بينما القيقة أنه ل معتقلت هناك ول ماكم استثنائية 0
قال الستاذ الضيب :اطمئن إنن لن أقدمك لحكمة النايات لنن أعتقد معك أنه ديكتاتور ،وذمت ل تقبل
أن أقدم بريئا إل الحاكمة ،وكل الطلوب منك أن تقول ف التحقيق أنك ل تقصد إهانة هتلر 0
وأمر الستاذ حسن الضيب بفتح الحضر وسألن هذا السؤال وأملى على كاتب التحقيق الجابة وأمرن
1جريدة الخبار المصرية – 6شوال 1406هـ – 12يونيو 1986م العدد 10630السنة 0 34
0 بالنصارف ول يطلب من أن أدفع كفالة كما طلب النائب العام
ولحظت وأنا أتدث إل الضيب أنه رجل قليل الكلم ،نتوهم أنه صارم بينما هو رجل رقيق ،هادئ فيه
طيبة متزجة بالذكاء الاد ،قوى اللحظة ،ث عرفته بعد ذلك ف سجن ليمان طرة 0
كانت زنزانته بوار زنزانت ،جذبن صموده وقوة احتماله ،يقابل البطش بابتسامة سخرية ،ويرد على الظلم
باليان ،يناقشك بدوء ،ل يغضب ول يتد ول يشكو ،حرموه عدة شهور من أن يتلقى أى خطاب من زوجته
وبناته ،وكان أولده مسجوني ف سجن آخر ،وكلفت إحدى تلميذاتى أن تتصل بابنته الدرسة بكلية طب قصر
العين لتقول لا إن والدها بي ،هذه هى الرسالة الوحيدة الت رضى أحلها لسرته ،لقد منعوا عنه السجاير ( )،
*
ومنعوا عنه الزيارات ،ومنعوا عنه الدوية لعدة أسابيع ومع ذلك كان يبتسم ويضحك ويقول :صحت الن أحسن ما
كانت خارج السجن 0
00 ولدى
بقلم العال الليل الستاذ أحد عبد الرحن البنا
روى الترمذى عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول ال rقال (( :ما نل() والد ولدا من نل
أفضل من أدب حسن )) 0
ولقد تنيت منذ بنيت أن يهبن ال تعال ولدا صالا ،أحسن أدبه وتربيته ليكون نسلً صالا وخيا جاريا
وأثرا باقيا ،فاستجاب ال دعوتى وحقق أمنيت ووهبن غلما ذكيا سيته ((حسن البنا)) 0
تعهد ال ولدى بعنايته منذ صغره وحفظه بعنايته من كل ما يضره ويؤذيه ،فلقد عرضت له حية وهو ف
مهده فاستعنت ال تعال فصرف أذاها عنه ،وخرت عليه السقف ف أول منل لنا ببلدة الحمودية ،وكان معه أخوه
عبد الرحن فأناها ال تعال بأن علق السقف على السلم وحاها بسلم البيت الذى ل يبلغ أكبها طوله بعد ،وظل
ولدى تت السقف ،حت رفعت النقاض ،وأكرم ال به أخاه فخرجا سالي 0
وأحاطت به ذات يوم كلب تنبحه حت روعته فألقى نفسه ف ترعة تسمى (الرشيدية) وكانت تصطخب
بياه النيل وقت فيضانه فألقاه اليم بالساحل والتقطته بسيدة من سيدات البلدة وناه ال من الغرق لفضله ومنته 0
* من المعروف أن السجاير هى العملية المتداولة فى السجون بدلً من النقود لشراء ما يلزم داخل السجن 0
ل تكن نشأة ولدى نشأة عادية فمنذ تفتحت طفولته تفتحت معها قريته ،وبدأ يسأل عن الكون وصانعه
والقمر ومبدعه ،ولحت فيه نابة مبكرة فأحفظته القرآن وعلمته السنة وأدبته أدبا حسنا ،ولا ألقته بدرسة العلمي
الولية ببلدة دمنهور أظهر تفوقا عجيبا ونشأ على الصلح والزهد والعبادة ،وكان أو فرقته ف كل مراحل تعليمه
وتطى زملءه ف الدراسة ،وقدم لللتحاق بالقسم العال بدار العلوم متزلً بذلك أربع سنوات هى مدة الدراسة
التجهيزية بدار العلوم 0
وقصد القاهرة ل يعرف فيها أخا ول صديقا ،ونزل ضيفا على ال تعال ف بيته وأقام ف ((الامع الزهر))
ولا ترج ف دار العلوم كان أول فرقته ف امتحان الدبلوم 0
ورغبت وزارة العارف ف إيفاده إل بعثة أوربا ،فرفض البعثة لمر يريده ال تعال وعي ف مدرسة
الساعيلية وفيها كان ميلد الدعوة ،حيث أسس فكرته وأنشأ (( جاعة الخوان السلمي)) 0
دوت فكرة ولدى ف أرجاء الدنيا ،وانتشرت دعوته ف أقطار العال السلمى ،وشغلت رسالته ذوى الفكر
والعقول ،وانتظمت مدرسته شباب الامعات ،والزهر الشريف ،وجدد ال به دعوة السلم ف القرن العشرين،
وأضاء من نور فكرته قبس ف كل بيت ،ولع من وهج دعوته سراج ف كل ميط ،ووثق ال به الروابط بي الخوة،
ومت به العلئق بي العشائر )لو أنفقت ما ف الرض جيعا ما ألفت بي قلوبم ولكن ال ألف بينهم( (النفال)63:
0
وامتدت إليه اليدى الثة ف الليال السوداء وتآمرت على اغتياله دون أفسدها البغى وأبطرها الث وأضلها
العدوان ،جردوا ولدى من سلحه وعزلوه عن أنصاره ،واستخدموها ف زلزة أمنة وإزهاق روحه وبذلوا الموال
وأنفقوا الهود )مكروا مكرهم وعند ال مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه البال( (إبراهيم0)46 :
وظن فرعون وقد عل ف الرض أنه ل تناله يد ال وظن الثون الجرمون أنم قد أفلتوا من القصاص،
فأخذ ال تعال بنواصيهم وزلزل الرض من تت أقدامهم 0
الشيخ ممد الودن ..هل سعت به؟ إنه عال أزهرى جليل كان بيته ف الربعينات وأوائل المسينات
مقصدا للمئات من الدنيي والعسكريي ،من عرفوا قدره وآمنوا بفكره ،وراحوا ينهلون من علمه ،ويتفقهون على
يديه ف أمور دينهم ودنياهم .ولعل الكثيين ل يعرفون أن عبد الناصر كان صديقا حيما للشيخ هو ومعظم الثوار 0
وحي أستول الضباط على السلطة ف 23يوليو تلل الشيخ ومعه جوع الخوان السلمي ول عجب ،فقد
1جريدة الوفد – السبت 22ربيع الخر 1411هـ – 10نوفمبر 1990م 0
اعتقدوا أنه قد آن الوان لتحقيق حلمهم ف إقامة الجتمع السلمى ..يومها خرج والد الشهيد حسن البنا من
عزلته ،وذهب إل الركز العام للخوان السلمي ،وكانت تلك هى الرة الول الت يدخل فيها إل مقر الخوان بعد
ل:استشهاد ولده ،فصعد إل النب ،ث استدار إل جوع الخوان قائ ً
أيها الخوان اليوم تققت رسالتكم ..إنه فجر جديد بالنسبة لكم ،وي جديد للمة ،فاستبقوا الفجر أيها
الخوان! لكن اللم تلشى ..تبدد واستيقظ الميع على الشمس وهى ف كبد السماء ،لظتها ،أدرك الكل
مذهولي أنم قد شربوا مقلب العمر ،وشيئا فشيئا تباعد الضباط عن الشيخ الذى ل يتغي رغم تغي الظروف من
حوله 0
ل يفقد صراحته ،ول تفارقه شجاعته ،فراح ينتقد تصرفات الثوار ف كل مكان ،ذات يوم فوجئ الشيخ
باللواء عبد الكيم عامر يزوره بل سابق موعد ليعرض عليه منصب شيخ الزهر ،ف الال أدرك الشيخ أن ذلك
العرض ليس لوجه ال ،ولكن لجباره على السي ف الركاب ،فرفض بإصرار ،فأمر ناصر بتحديد إقامته وبث العيون
حوله لترصد مقابلته وتسجل عليه كلماته ..ث واتت النظام فرصة التخلص منه ،حي قبضت الباحث العامة على
أعضاء جاعة الخوان السلمي عام ،1965فقبضت عليه هو الخر ،ول تكتف الباحث بسجنه وحده ولكنها
سجنت أيضا أولده الربعة ،وكالعادة وجهت إليه السلطة التهمة الشائعة ف ذلك الوقت ((الشتراك ف تنظيم
القصد منه قلب نظام الكم واغتيال الرئيس وكافة وزرائه)) وعندما أنكر الشيخ التهمة قال له شس بدران ف هدوء
:
وطلب الشيخ من شس أن يأمر رجاله بإحضار طقم أسنانه الذى نسيه ف بيته فوعده شس بذلك ،وف اليوم
استدعاه ليؤكد على ضرورة العتراف با هو منسوب إليه ،فلما رفض الشيخ مرة أخرى ،أمر شس يسحق طقم
أسنانه الذى كان قد أحضره بالفعل من بيت الشيخ ،وهكذا اضطر الرجل أن ((يرغط)) الطعام طوال فترة سجنه ..
ث بدأ التعذيب ..ولا كان الشيخ قد تاوز الثماني من عمره وليس ف قدرته تمل الفلكة ول السياط السودانية
الغموسة ف الزيت .فقد ابتكر شس بدران طريقة جديدة لتعذيبه ل يستعملها إل معه ومنع الستشار حسن
الضيب ..فماذا فعل شس بدران؟ لقد أمر ببس الرجل العجوز ف زنزانة واحدة مع عدد كبي من الكلب 0
كانت الكلب تقفز حوله ،وتتبز على ملبسه ،وكان الشيخ ل يستطيع أن يقرب الطعام إل بعد أن تشبع
الكلب فيمد يده إل ما بقى منه لكى ((يزغط)) ،وبرور الوقت أصبحت رائحة الزنزانة ل تطاق بأى حال من
الحوال ،وما زاد الطي بلة أن الكلب أصيبت أطرافها بالشلل من شدة رطوبة الزنزانة فأصبحت ل تكف عن
ل أو نارا !
النباح لي ً
وف منتصف ديسمب 1965خرج الشيخ من زنزانته لكى يذهب إل خيمة من تلك اليام الت نصبت
لوكلء النيابة ..يومها فوجئ الرس بقذارة ملبسه ،والرائحة النتنة الت تنبعث منه ،فأمره أحدهم بالذهاب إل
ل:
المام للستحمام بالاء البارد فرفض الشيخ قائ ً
هل هذه وسيلة جديدة لقتلى ..هل نسيتم أننا ف عز الشتاء ؟ .فلما رأى النود إصراره على الرفض سكبوا
عليه الاء البارد بالقصارى!!
وأخيا ذهب الشيخ إل النيابة الت ل تكن تتلف أيامها عن رجل السجن الرب ،فشرح لم موقفه مقسما
بأغلظ اليان بأنه ل علقة له با كان يدور ،وعندما خرج الشيخ من اليمة استدعاه حزة البسيون وأمر اللق
بلق ليته ونصف شاربه حت يعله أضحوكة الميع ث أمر ضباطه قائلً :
انتفوا ما بقى من ليته شعرة ،شعرة ،فلما نفذ الضباط المر ،التقت شس إل الشيخ وقال له ف حسم:
عليك بعدها ((أى شعيات ذقنه)) فراح السكي يفعل ما أمر به ،حت إذا ما انتهى من العد ،فوجئ بمزة ينهال عليه
ضربا بجة أنه قد أخطأ ف العد 00
وذهب ((النتف)) بعظم ذقنه ورغم ذلك أصر شس على انتزاع ما بقى فيها فأمر رجاله برق ذقن الشيخ
بأعواد الكبيت وبإطفاء السجائر فيها أيضا حت تورم صدغه تاما ..ويقول الستاذ ممد شس الدين الشناوى
الحامى وكان بدوره من استضافهم السجن الرب ف ذلك الوقت :
فوجئت ذات يوم ف أواخر ديسمب 1968بأحد الراس يدخل إل زنزانت ويصحبن معه لدارة السجن،
وهناك علمت بأنه قد صدر قرار بالفراج عن ،ونظرت فوجدت حول بعض العتقلي من قيل إنه قد أفرج عنهم
ومنهم أولد الشيخ الودن الربعة ..وأثناء عملية إتام الجراءات حضر شس بدران فلمحن ونادان وقال ل :
إذا كنت تريد حريتك ،فعليك أن تقول إن الشيخ الودن أرسلك إل احد الخوان ف طنطا لتطلب منه أن
يضر لقابلة الشيخ للتفاق على قلب نظام الكم ،وتقول أيضا إن الشيخ مرتبط بجموعة من ضباط اليش ،هتف
ل:الحامى قائلً :ل يدث شىء من هذا فصرخ شس بدران قائ ً
أتظنون يا أولد الكلب أن التعذيب قد انتهى ..تعال يا صفوت .ويقول ممد شس الدين الشناوى :وأثناء
إحضار الفلكة أمسك شس بسماعة التليفون وطلب الرئيس جال عبد الناصر وقال له :
معلش يا بابا ،أستأذنك ف إلغاء الفراج عن شس الدين الشناوى ،وأعدك أ ،أحصل منه على اعتراف يدين
الشيخ الودن .وراح صفوت ورجاله يارسون عملهم الكريه ف تعذيب شس الشناوى لكنهم ل يظفروا منه بطائل..
وأخيا فشل الزبانية ف الصول على أى دليل ضد الشيخ ،فقدموه إل مكمة الدجوى بتهمة غريبة قررها قانون
العقوبات ف عهد الرية الذبيحة هى (( علم ول يبلغ)) !! كتاب ((مذابح الخوان السلمي لابر رزق)) 0
وحكم على الشيخ بالسجن لدة سنة ،ولا كان قد أمضى ما يزيد على العقوبة ف السجن الرب ،فقد ت
الفراج عنه ،وما هى إل شهور قليلة حت استدعته جامعة اللك عبد العزيز ليعمل أستاذا با ،وظل هناك إل أن مات
ودفن باليقيع بوار الصحابة رضوان ال عليهم 0
ومات الشيخ الودن الرجل الطيب الذى صدق مزاعم الثوار ،فغمره الفرح صبيحة استيلئهم على السلطة،
دون أن يدرى أنه كان على موعد مع نظام ل يسبق له مثيل ف تسلطه وجبوته . .ث كانت النهاية الت توقعها عقلء
هذه المة هزية ساحقة ل يسبق لا مثيل ،وخراب شامل ف كافة اليادين ،وإفلس ليس له نظي ،وارفع رأسك يا
أخى فقد مضى عهد الستعباد !
صلح السوان
إل الطار
كنت ف الكويت مسافرا إل عمان ف الردن .وف الصباح ارتديت بدلة غي الت كنت أرتديها بالمس،
وعند خروجى وضعتها ف السيارة وكلفت أحد الخوة أن يرسلها للغسيل والكوى بعد أن فتشتها وتأكدت من أنا
خالية من الوراق 0
وتوجهت السيارة إل الطار ..وعند العرض على اليزان وتهيز التذكرة ..تبي أنن نسيت التذكرة ف
النل .وأسرعت بالسيارة وف منتصف الطريق خطر لنا أن نراجع البحث عن التذكرة ف البدلة الوجودة ف السيارة
ربا نعثر على التذكرة ،ورغم أننا قمنا بتفتيشها من قبل ،إل أننا وجدنا التذكرة فيها 0
وأسرعنا إل الطار واستطعنا أن نر من الوازات قبل مغادرة الطائرة بدقائق – ولكن عند وصول إل صالة
القلع قيل لنا :إن الطائرة سوف تتأخر عن القلع حوال ساعة ..وبعد ساعة أخذنا مقاعدنا ف الطائرة وكان
يلزمن ف هذه الرحلة أستاذ ف جامعة الكويت من سوريا ..وبعد أن أستقر بنا القام دقائق – نودى علينا – بغادرة
الطائرة ..حيث يشتبه بأن تكون على الطائرة (قنبلة) ونزلنا وغادرت الطائرة مطار الكويت ..وعندما وصلنا إل
ساء مطار عمان .ظلت تطي فوق الطار دون أن تبط ..وقيل لنا إن هناك معانعا على المر ..وربا تغادر الطائرة إل
مطار دمشق 00
وحي علم بذلك الخ الستاذ السورى ..أكفهر وجهه ..لا يعرف ما سيكون عليه من خطر لو نزل ف
مطار دمشق ..كما هو معلوم من منة الخوان ف سوريا ..وقد حدث ل بعض ما حدث له من خوف ..ولكن
أسرعت فقلت له :يا أستاذ دعها ل تعال يدبرها بعرفته .فقال (ألست من الخوان السلمي مثلى وسيكون مصيى
نفس مصيك؟! قلت له :بلى ..لكن عندما يعلم (السد أن السيسى قادم) سوف يضر إل الطار كى يستقبلن،
لننا من فصيلة واحدة !!
فقال متدا ..هو دا وقت هزار ونكت؟ قلت :نعم إن هذا الظرف بالذات متاج للفرفشة !!
وشاء ال أن تنل الطائرة بسلم ..ويذهب كل منا إل حال سبيله وينام 0
قصة ف أمريكا
اعتاد شباب الخوان ف إجازاتم الوسية ف أمريكا أن يعقدوا مؤتراتم ف وليات متلفة من وليات أمريكا
رغبة ف السياحة ونشر الدعوة ف الوساط الختلفة 0
وف إحدى الوليات ،استأجروا فندقا كبيا وأشيع أمر الؤتر الزمع عقده من عدة آلف من الزوار ،وف
مثل هذه الالة يستعد أصحاب الحلت (السوبر ماركت) بزيادة كبية من العروض للبيع من (المر) فهم ل
يعرفون هوية القادمي من السياح 00
ولكنهم فوجئوا بأن كل القادمي من السلمي الذين يرم عليهم السلم شرب المر ،وبذا تسروا
وكسدت بضاعتهم !!
ورغم هذا فإن الخوان قد عوضوهم عن ذلك بشراء كميات أخرى من الطعمة والعلبات 0
ف فباير 1949قتل الجرمون الشهيد حسن البنا ،وكان من هؤلء اثنان من رجال البوليس السرى من
إدارة المن من مافظة سوهاج ،وقد نالوا هدايا من حرم النقراشى باشا ومكافآت من الدولة الت دبرت هذا الادث
0
ولا عاد الجرمون إل سوهاج مستشعرين أنم أصبحوا مركز قوة واستعلء با قدموه للدولة من خدمات،
فرضوا أنفسهم على الناس وحددوا عليهم إتاوات مالية ،وقد خشى الناس سطوتم وأطلقوا عليهم أنم من رجال
الكومة ورجال اللك 0
وبقى هذا الشعور يعيش ف قلوب أهال سوهاج -حت كانت ثورة 23يوليو – 1952وقبض رجال
ثورة 23يوليو على كل رجال الكومة ورجال اللك 0
وانتهز الضطهدون من الشعب هذه الفرصة وأبلغوا حكومة الثورة عن رجال الكومة ورجال اللك ،الذين
كانوا يعبثون بالناس تت مظلة رجال اللك 0
وت القبض عليهم من أجل حاية النظام ..وظن هؤلء البناء أن سبب القبض عليهم هو (اغتيال المام
حسن البنا ) فاعترفوا بذنبهم وجريتهم وكانت مفاجأة ل تكن ف حساب الطغاة الجرمي 0
سيسى كول
كنت مسافرا مع الستاذ عمر التلمسان من السكندرية إل القاهرة ونن ف الطريق – قلت للستاذ عمر
– من الواجب على جاعة الخوان تكوين شركات اقتصادية بسيطة لتعي الخوان على ظروف الياة الصعبة؛ كما
سبق أن كونوا مثل هذه الشركات ف عصرهم القدي مع المام حسن البنا 0
فقال :يب على الخوة أن يفكروا ف مثل ذلك ونن نساعدهم 0
فقلت له :أنا عندى فكرة إنشاء شركة مياه غازيـة 0
فقال رحه ال :وهل فكرت لا ف اسم تــارى؟
قلت :نعم ..فكرت أن يكون اسها ( سيسى كول )
فقال الرجل :وال اسم (جيل ) !!
وبعد أيام أعيت خطابا لحد الخوة السافرين إل القاهرة للستاذ ممد أبو رجيلة كى يسلمه الكتب مع
0 الشكر
الخ السافر ل يعرف أحياء القاهرة فهو غريب عنها ،ركب الخ ترام رقم 3من العتبة الضراء متوجها إل
الوايلى – وكان ركوبه بوار شخص ل يعرفه -طلب منه أن يتكرم فيدله على مطة حى الوايلى فقال له ذلك الرجل
:أنا نازل إن شاء ال ف هذه الحطة .ولا وصل الترام إل الحطة قال له الرجل :هذه مطة الوايلى ،ولا نزل سأله
الخ :هل حضرتك تعرف منل رقم 6شارع الطباخ ،قال الرجل :أنا ساكن ف نفس الرقم ،أظنك تكون قادما من
عند الخ عباس السيسى من أسيوط لقابلة ممد أبو رجيلة – هو أنا ممد أبو رجيلة !
فأخرج الخ الطاب وسلمه له ،وذهبا إل النل معا وبعد أن أن قام الرجل بواجب الضيافة أعطاه الكتب
مع رسالة 0
تلك قصة حقيقية ((يهديهم ربم بإيانم)) – القاهرة ف هذا الزمان كان عدد سكانا ل يقل عن خسة
0 مليي
شر البلية
قصص عن الزعيم (أبو خالد)
جال عبدالناصر – ف بيوت
حدثن فضيلة الدكتور الشيخ ممد الوكيل ،أنه ذهب إل طرابلس ف لبنان ،وطلب منه أن يطب المعة ف
أحد الساجد ،والذى طلب منه ذلك هم الخوة الشيخ فيصل مولوى والستاذ فتحى يكن والستاذ إبراهيم الصرى
وهم من كبار الخوان ف لبنان .وقام الشيخ ممد الوكيل فخطب المعة ولكنه (ل يدع للرئيس جال عبد الناصر)
ف آخر الطبة ،حت إذا أنى الصلة سع ضوضاء شديدة من الصلي وهجموا عليه ليضربوه وهم يقولون :لاذا ل
تدع (لبو خالد)؟ وكان لبد من علج لذا الوقف وفكر الخوة – فيصل ويكن والصرى أن يعالوا الوضوع
بصعوبة – ولكن ال تعال ألم الشيخ ممد الوكيل بأن قال بأعلى صوته :يا جاعة دا أنا مصرى وأخرج (البسبور)
من جيبه وقال كيف أكون أنا مصريا ول أدعو للرئيس عبد الناصر وهو رئيسى القرب منكم جيعا ،ولكن يا قوم ل
يدث ف عهد الرسول rول اللفاء أن دعوا لحد من الناس على النب – وأمكن الشيخ الوكيل أن يهدئ من هذا
الياج الشديد !!
ويقول أيضا الشيخ الوكيل :إنن نزلت ف فندق ف بيوت ف حجرة وحدى ،ولكن عندما أزدحم الفندق
طلب صاحبه من برجاء أن يأخذ معه أحد النلء ووافق الشيخ بعد إلاح .ولا دخل الضيف وعرف أنه مصرى،
صاح يرحب به وهو يقول :أهلً (بأبو خالد)( وكان صاحبنا ف الفضل فلسطينيا يعيش ف لبنان – ولا استقر بم
القام ،حدثه الشيخ الوكيل عن فظائع عبد الناصر وقال له :كيف يرسل عبد الناصر جيشا ليحارب به السلمي ف
اليمن ،وكان الول أن يرسل هذا اليش ليحارب به جيش إسرائيل .وأخذ الشيخ الوكيل يعدد له مآسى عبد الناصر
مع الشعب الصرى وكيف أنه عذب وقتل الجاهدين ف سبيل ال وأظهر الرجل من القتناع الشديد ما جعل الشيخ
يصاحبه ف ذهابه وإيابه ،وذات مرة وها ف طريقهما داخل بيوت – ل يدوا مواصلت سوى الترام فركب مع
الشيخ الوكيل – وحي سار الترام ،صاح الرجل الفلسطين بأعلى صوته وهو يقول ( :يا ناس هذا الرجل – وهو
يشي إليه – يسب (أبو خالد) وأخذ يكرر هذا الكلم حت هاج الناس وكادوا يفتكون بالشيخ لول أن (الكمسارى)
نصحه بسرعة مغادرة الترام وهو يقول ( :انج بنفسك) .يقول الشيخ :وما إن وقف الترام بصفارة من الكمسارى
حت أسرعت الطا ونوت بنفسى 0
هذا هو الزعيم (أبو خالد) الذى كان يلقى بأموال مصر ف اليمن وليبيا ولبنان حت أغناهم وأفقر وأذل
شعب مصر صاحب الق الشرعى ف هذه الليي 0
كلما حاولت أن تقترب من أحدهم ترشده إل طريق الق والي وتدعوه إل التعاون معك على الب
والتقوى وجدت منه تنصلً .فإذا طلبت منه مساعدة أحد الخوة من العتقلي أو السجوني ،تراه يسارع فيقول لك:
((يا عم أنا ماليش دعوة)) 0
وإذا توجهت لخر تدعوه للصلة معك ف مسجد يدعو إمامه إل الكم با أنزل ال ،تراه يقول لك (( :يا
عم أنا ماليش دعوة )) ((أنا عاوز أرب أولدى)) .فإذا توجهت إل آخر من الشباب وتاولن تقنعه بواجب العمل
لنصرة السلم ،تسمعه يقول لك (( :يا عم أنا مال )) ((أنا ماليش دعوة)) 0
هكذا ف طريق الدعوة إل ال تعال وماملطة أكثر الناس تدهم على نط واحد ف الرد عليك؛ قوم سلبيون،
هاربون .منهزمون من داخل أنفسهم ،ل يريدون أن يتحملوا أية مسئولية ولو كانت مرد كلم ،فقد حدث أن الخ
الستاذ متار عبد العليم الحامى رحه ال – استأذن ذات مرة من إمام السجد ليخطب المعة فأذن له ،وكانت
خطبة قوية جريئة فيها نقد للوضاع الخالفة لشريعة السلم ،فكان الستمعون يتململون من الوف ويودون لو
أسرعوا بالروج من السجد ،فعجبت كيف أن الطيب السئول عن كلمه ل ياف بينما الستمعون هم الذين
يافون 0
واستأذن الخ الدكتور على جريشة من إمام مسجد آخر ،فأذن له بالطبة ،وعلم بذلك فضيلة مفتش
الوعظ ،فوقع جزاء على المام بصم يومي من مرتبة .وكانت أزمة نفسية أن يصم يومان من مرتبه .فقابلته كى
أخفف عن وطأة ما وقع عليه من جزاء ،فقلت له :أنت زعلن من خصم يومي من مرتبك ،فكيف ب وقد خصم
من مرتب اثنا عشر عاما !!
ول يزال الباب مفتوحا على مصراعيه )وال يعلم وانتم ل تعلمون(!!
ومن خلل مارست الدعوى إل ال مع الناس ،أدركت أن أكثر الناس قد ورثوا التخلى عن الهاد والعمل
فكانت كلمات (أنا ماليش دعوة) هى ستار الجيال السحوقة ،وذلك لن الجتمع ل تكن له ((دعوة)) يدافع عنها
وتدفع به إل الهاد والتضحية والستشهاد ،لذا فإن الفرق بيننا وبينهم أنه ليس لم دعوة!
لذا إذا كنا نريد أن نرر النسان من التخاذل والضعف والنزامية ،فإن واجبنا أن نبلغه الدعوة حت يؤمن
با ويعمل لا ويصبح له دعوة تنقذه فيهتدى با إل الصراط الستقيم 0
حكاية ل تنسى
قال ل أحد الخوة ونن ف سجن ليمان طرة :
إن أحد إخواننا من الحلة الكبى جاءته أسرته للزيارة الت كان تتم كل شهر 0
وعاد الخ بعد انتهاء الزيارة مغموما مهموما ،ولا كنت من نفس بلدته وأقرب الخوة إليه سألته؛ كيف
حال الولد وأخبار هذه الزيارة؟ 0
قال :الولد (مش لقيي يأكلوا) ،حت إن ابن الطفل الصغي قام من النوم ،فلم يد طعاما ،فأرسلته أمه إل
بيت عمه لعله يد عنده ما يسد رمقه ،ولكن زوجة عمه ل تقم بالواجب ،فخرج من بيت عمه يبكى ،فمحته
إحدى الارات وسألته لاذا يبكى؟ فحكى لا القصة فدمعت عيناها وأخذته إل مسكنها وهى تبكى ..فسمع زوجها
نييها ،وسأل عن الطريق ،فذكرت له الذى حدث 0
فقال لا :قدمى للولد الطعام ،وخذى عشرة كيلو دقيق وأعطاها مبلغ اثني من النيهات وذهبت إل أسرة
الطفل وقدمت هذه الدية 0
من الواقف الشرفة للعلماء مع الكام موقف الستاذ حسن الضيب الرشد العام للخوان السلمي سابقا من
جال عبد الناصر عام ،1954حي تأزمت المور ،وخنقت الريات ،وانتشر الظلم والعدوان ،فقد بعث إليه خطابا
يأمره فيه بالعروف وينهاه عن النكر والفساد والفساد وقد قال فيه 0
السيد جال عبد الناصر رئيس ملس الوزراء ..السلم عليكم ورحة ال وبركاته ..أما بعد فإن ما زلت
أحييك بتحية السلم وأقرئك السلم ،وما زلت ترد على التحية الشتائم واتام السرائر واختلق الوقائع وإخفاء
القائق ،وليس ذلك أدب السلم ول من شيم الكرام ،لست أطمع ف نصحك بأن تلزم الق فذاك أمر عسي وأنت
حر ف أن تلقى ال تعال على ما تريد أن تلقاه عليه ،ولكن أريد أن أبصرك بأن هذه المة قد ضاقت بنق حربتها
وكتم أنفاسها وأنا باجة إل بصيص من نور يعلها تؤمن بأنكم تسلكون با سبل الي وأن غيكم يسلكون با
سبل الشر والدم والتدمي إل آخر ما تنسبون إليهم 0
إن المة ف حاجة الن إل القوت الضرورى ،القوت الذى يزيل عن نفسها الم والغم والكرب ،إنا ف
حاجة إل حرية القول ،ومهما قلتم إنكم تكمونا حكما ديقراطيا فإنه لن تصدق لنا مرومة من نعمة الكلم
والتعبي عن الرأى ،فإذا حققتم ذلك فإننا نعدكم بأن نذكر القائق ول ناف من نشرها ونصدق القول ول نشوبه
بالكذب والبهتان والختلق ،ول نتهم لكم سريرة ول نبادلكم فيما تضمرون وتدخرون ف أنفسكم ول نارى
بركة الخلص
جاء إل دولة المارات العربية وفد من دولة الصومال ،يمل مشروع إقامة معاهد إسلمية باسم الشهيد
حسن البنا ،ولا توجه الوفد لقابلة سعادة وكيل وزارة الشئون السلمية والوقاف ليعرض عليه الشروع ،وحاول
هذا الوكيل أل يذكر اسم /حسن البنا حت يتيسر تويل الشوع 0
وأصر الوفد الصومال على عدم تغيي السم إل إذا عادوا لخوانم ف الصومال ،وأخذوا موافقتهم على هذا
التغيي 0
وأمام هذا الصرار رتب لم السيد وكيل الوزارة مقابلة مع سعادة وزير الشئون السلمية والعدل
والوقاف ،فرحب الوزير بالضيوف واستمع إل رغباتم … .وقبل أن يصل الديث إل ذكر اسم المام البنا ،دخل
ضيف كبي قام الوزير لستقباله ،وأمر سكرتيه بصرف مبلغ كبي للمساعدة ف هذا الشروع 0
وهكذا كانت بركة إخلص الوفد وإصراره على البقاء 000000000000000على النية الت جاء با
ومن أجلها والتمسك باسم (مشروع العاهد العلمية للشهيد حسن البنا) مفتاح خي ويكن وهكذا يكون للخلص
أثره الفعال ف تقيق المال 0
السنة بألف
توجه وفد من شباب الركز السلمى ف مدينة ((ميونيخ)) بألانيا الغربية وهو أكب مركز إسلمى ف أوروبا
إل دولة المارات العربية بغرض جيع تبعات مالية لتنمية النشاط الجتماعى والثقاف والرياضى ،فضلً عن تدعيم
الدرسة السلمية التابعة للمركز ومعاونة الطلب الغرباء الذين يفدون إل الامعات من العال السلمى العرب 0
وف مثل هذه الحوال تقوم وزارة الوقاف والشئون السلمية بتوصية أئمة الساجد بالتعاون مع الوفود ،ف
تقدي أحدهم ليشرح للمصلي – عقب صلة المعة – الدف الذى يشجعهم على التبع ،ف نفس الوقت الذى
يقوم فيه بعض أعضاء الوفد يتلقى التبعات داخل وخارج السجد 0
وقد توجه الوفد إل بلدة (خورفكان) ف شال المارات وهى بلدة جيلة ونظيفة تقع على ساحل البحر –
وفيها اته إلىمحل لشراء مشروب بارد .وكان أحد الطفال ف العاشرة من عمره يراقبهم حيث كانوا يرتدون
اللبس الفرنكية فقدم له أحد أعضاء الوفد زجاجة مشروب ،فاعتذر الطفل ث أخذها بعد إصرار شاكرا 00
وذهب الطفل خلف الوفد إل السجد ،وفوجئ بأن هذا الخ الذى يتحدث بعد الصلة هو نفسه الذى قدم
له زجاجة الشروب فأسرع إل بيته وحدث أسرته با كان وما سع – وعاد إل السجد ومعه ()1000درهم تبعا
للمركز السلمي ف ميونيخ 0
وهكذا كان الدرهم وهو ثن زجاجة الشروب الت أهديت له .مباركا حت صار 1000درهم – وكانت
النية الصادقة والتوجه السن يؤتى الي العميم )إن ال يرزق من يشاء بغي حساب( (آل عمران )37:وبغي توقع
ول حسبان !!
كان ذلك ف ألانيا حي ذهبت مع الخوة لستقباله ف الطار ،وف صحبته الخ الستاذ ممد … وهبطت
ل دون جدوى ،فأرسلنا أحد الخوة إل صالة القائب ،فتأكد الطائرة وخرج جيع من كان عليها… وانتظرنا طوي ً
من وجود حقائب عليها اسه وصاحبها متخلف عن استلمها ،وهذا دليل على أنه كان على مت الطائرة وأخيا قبل
أن نقرر العودة ،إذا به ومن معه قادمون من بعبد ..وحي اقترب منا – ومد يده يسلم علينا – قلت له ( :أهلً
وسهلً ختامها حب ) فنظر للخ الذى معه ،وقال له :من هذا؟ فقال له :هذا الخ عباس السيسى ،فرأيته متجهما،
وسار إل جوارى ث سألن :هل (إحنا شفنا بعضنا قبل كده)؟ فقلت له :أنت مش فاكر .قال :ل ،قلت :يا سيدى
شفنا بعضنا ف حديقة اليوان ،فانفجر ضاحكا ..وتبادلنا التعارف والنكت وكان لقاء ل ينسى وصحبة بالغة التأثي
ف نفوسنا ..حت أنن قد تشرفت إذ قام بتقدي كتاب (الطريق إل القلوب) الزء الول ..جزاء ال خيا0
تديد النسل
ف ماكمات (الخوان السلمون) عام ،1965كان معنا شاب حكم عليه بالسجن الؤبد ،وكان وحيد
والديه وف هذا الوقت اشتدت ف مصر حلة (تديد النسل) أو (تنظيم السرة) وذهبت مندوبة لنة تنظيم السرة
لزيارة والدة الخ لتأخذ منها حديثا تنشرة لتشجيع المهات على تديد نسلهن اقتداءً با 00
ولا سألت الندوبة والدة هذا الخ :لاذا اختارت طريق تديد نسلها وكيف اقتنعت بذلك؟ قالت الم وهى
ف حزن ومرارة :وال يا سيدتى إن شديدة الندم على اختيارى طريق تديد النسل !!
فقالت لا :ولاذا؟
قالت الم ك لن ابن الوحيد قد حكم عليه بالسجن الؤبد .ول أعد أراه ،فأصبحت أعيش وحدى مع
زوجى ف غم ونكد ،ولو كان عندنا من الولد أكثر من واحد ربا كان ف ذلك بعض العزاء .ول ندرى هل نعيش
حت نراه أم نقضى حياتنا دون أن نستمتع بالياة معه 0
هذا هو السبب يا سيدتى فالواجب على كل إنسان أن ينظر إل تفاعيل الزمن وما تأتى به القدار 0
تقربوا من الصامتي
بعد صدور قرار حل جاعة الخوان السلمي ف ديسمب سنة ،1948صدر قرار بالقبض على ف أسيوط
بعدج ما نقلت إليها من السكندرية ث رحلت إل سجن مصر (أرميدان) الذى هدم بعد ذلك 0
ودعان بعض الخوة لزيارتم ف زنزانتهم لحدثهم عن (السية النبوية) ،ووجدت من بينهم شابا كنت أراه
من قبل هادئا وديعا قليل الختلط قليل الكلم ،وتدثت إل الخوة حديثا ل يزيد على نصف ساعة ث بدأت
أطلب منهم أن يدثون عن خواطرهم ،فلما جاء الدور على ذلك الشاب وبدأ يتكلم وجدت نفسى أنصت إليه
بانتباه شديد ،فقد شدن وجذبن إليه بقوة ،وشعرت بأن أتضاءل رويدا رويدا .فقد سعت إل إنسان له علم وله فقه
وحجة ف أدب وتواضع أخجلن كثيا ..وأفقت على درس بليغ استفدت ول زلت استفيد منه كثيا ..وكم من
أمثال هذا من الشباب الذين يجلون أن يتقدموا ويريدون أن يؤدوا دورهم بصدق وإخلص ولكن ينعهم الجل
والياء والوف من الرياء .ومثل هؤلء يب أن نرفع عنهم الرج حي نقدمهم ونفسخ لم الجال ف مستهل
حياتم ،خوفا من أن يطول بم الزمان فل تنطلق السنتهم ول تنفرج أزمتهم فيتعقدون ويضرون 0
ومن فقه الخ الداعية أن يستثمر ف كل إنسان منابع ومفاتيح طاقاته فيوظفها ف الجالت النتجة .فهذا
خطيب وهذا شاعر ،وهذا جوال وهذا رسام ،وهذا ييد التمثيل وهذا ييد الغان السلمية وهذا يب الرحلت
والسياحة ،وهذا كاتب مبتدئ – (وكل ميسر لا خلق له) 0
موقف مع أم معاذ
وذات مرة قدم إل السرة اثنان من غي أهل الدينة حضرا لداء واجب الزيارة والطمئنان على السرة.
وكان الزوجة تعرف من قبل هذه الساء – ولكنها ل يسبق لا أن رأتما رأى العي – وحي استراحا ف حجرة
اللوس ..دخلت عليهما وبعد لظات ..قالت لما :ل تؤاخذان – فأنا أعرف الساء من قبل ولكن أريد أن
أطمئن بنفسى – وارجو أن تقدما ل البطاقات الشخصية ،وكان مفاجأة غي متوقعة ،وقاما بتقدي البطاقات ،ولا
اطمئأنت تدثا معها بكل ما ف نفسيهما 0
وقد أعجبا بشجاعتها وأثنيا على تصرفها ..ولكن بعضا من الخرين ل يعجبهم هذا التصرف ،فهم ل
يعيشوا تلك الظروف الت تعيش فيها السرة ،وصدق ال العظيم )وخذوا حذركم( (النساء0)102:
ترجع صلة عبد البديع صقر – رحه ال – بالخوان السلمي إل سنة ،1936حيث التقى بالمام الشهيد
حسن البنا – عليه رحه ال – ف القاهرة ،ومنذ ذلك التاريخ وهو ابن هذه الدعوة الباركة البار ،جعل حياته كلها
ف خدمة الدعوة ،يعيش با ف كل مكان يذهب إليه ،ويدعو لا ف كل تمع يده ،ل يغيه النعيم الذى أصابه ،ول
تبدله الحن الت لقت به ،عب هذه السني الطويلة ،حت لقى ال عز وجل 0
يدث عبد البديع –رحه ال -عن بداية صلته بالخوان فيقول :لقد نشأت ف قرية بن عياض مركز أبو
كبي بالشرقية ،وف سنة 1935م حصلت على شهادة ((البكالوريا)) ول أجد وظيفة ،فاشتغلت عاملً ف أحد
الحال التجارية .كنا نشترى الب الطحون من مل الشيخ /سيد أحد عبد الكري ،ونشأت بين وبينه مودة خاصة –
إذ كان كل منا يفرح بلقاء الخر دون سبب ظاهر .ذات يوم أعطان رسالة ((نو النور)) وقال :أقرأها وارجع إل
غداًً ،فلما رجعت إليه أمسك بيدى وقال (( :هل تؤاخين ف ال؟)) قلت (( :نعم)) قال (( :إن كان أعجبك هذا
فاتصل بماعة الخوان ،ومقرهم بالقاهرة بعمارة الوقاف ،بيدان العتبة الضراء)) ،وعاد ينشغل ((بالزبائن)).
تركت العمل بفاقوس( )2وذهبت بعد شهور أبث عن عمل بالقاهرة ،وكان ذلك ف سنة 1936م وأنتهيت إل
ميدان العتبة ،ووقعت عين على اللفتة ،فدخلت الدار ،ووجدتا غاصة بالناس ،وهناك ((أفندى)) ربعة يلبس معطفا
طويلً ،وطربوشا (نازلً)) وله لية سوداء يطب ف الاضرين ،وما زلت أذكر من تلك الطبة قوله –رحه ال: -
((لقد نح الستعمرون ف تثبيت الفصل بي الدين والدنيا ،وهو أمر إذا صح ف دينهم فل يصح ف ديننا ،فلماذا
يكون رجل الدين بعيدا عن السياسة ،ورجل السياسة بعيدا عن الدين؟!)) ((ث ما هى السياسة؟! أليست هى التعليم
والتربية وتوزيع الرزاق وتوفي المن والعدل للمة ف الداخل والارج؟ ،إذا كانت الوزارات تثل السياسة فقد تد
اختصاص ست وزارات داخلً ف قوله تعال ) :إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذى القرب وينهى عن الفحشاء
والنكر والبغى( (النحل .)90 :فإن كانت السياسة هى الزبية وما تره على المة من صراع وتفرقة ،فهى ليست
من السلم ،لقوله تعال ) :إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شىء( (النعام )159:ولول مرة
وجدت جاعة ل يعبون عن إعجابم بالتصفيق ،وإنا يقولم جيعا ((ال أكب ول المد)) إنه شىء يهز جوانب
القلب الؤمن ..وانتهى الجتماع ،وانصرف بعض الاضرين ،وأقيمت الصلة ،وصليت معهم ،فأحسست أن هذا
الشيخ يقرأ القرآن بطريقة عجيبة ،إن الوقفات الت يقف عليها تعتب تفسيا للقرآن الكري أثناء التلوة ،كقوله تعال :
1من كتاب (وفقيد آخر – الداعية السلمى الكبير عبد البديع صقر كما عرفته) للستاذ حيدر قفة– نشر مكتبة المنار– الردن 0
2مدينة من مدن محافظة الشرقية (مديرية الشرقية سابقا) 0
)إنا خلقنا النسان من نطفة أمشاج – نبتليه (-فتشعر أن كلمة ((نبتليه)) فيها سر الوجود 0
وبعد ذلك عقدت جلسة خاصة للتعارف ،أدخلت نفسى فيها ،فقد نسيت نفسى وعنوان منل صديقى،
وأصبحت ف القاهرة (ضائعا) تقريبا .إنن قصي القامة وكنت خفيف السم ،قلما تقع على العي ..لكن الشيخ أدار
عينه ف الالسي ،ث قال (( :يا صال خل الخ الديد الذى بوارك يضر ويلس عندى)) وفجأة وجدت نفسى
ف صدر الجلس ،وكلفن بالتحدث إل الخوان ،وقصصت عليهم القصة ،وشعرت أنه بلغ بم التأثر ،وقال الرشد
معقبا(( :انظروا كيف يعيش الخ بدعوته ف تارته ونومه ويقظته؟)) ث ضرب مثلً بسيدنا يوسف الذى رافقته
دعوته ف السجن ،ث أصبحت خلصا لصر كلها من الضلل والوع ،ث قال (( :من يضيف هذا الخ؟)) فارتفعت
أيد كثية ،فقال :اذهب مع حسن صادق وإخوانه .ذهبت مع ثلثة من الطلبة الامعيي ،ودخلنا بيتا نظيفا ف
النية( ،)1قدموا طعاما فأكلنا ،ونت نوما متقطعا ،بعد ساعة لحظت أحدهم قام ف الليل فتوضأ وشرع يصلى ث
عاد لفراشه ،وقام غيه يصلى وسعته يبكى ف الصلة ،وعندما حانت صلة الصبح قام أحدهم فأذن بصوت هادئ
وصلينا ،ث جلسنا نقرأ وردا واستغفارات إل أن اشرقت الشمس فأعادن أحدهم لدار الخوان قائلً(( :نن ذاهبون
لعمالنا الن ..وقد تأخينا معك ف ال فل تقطعنا)) وأعطان العنوان .جلست أفكر ف هذا النوع الديد من شباب
مصر ،لول مرة أرى أساتذة وطلبة جامعيي يبكون من تلوة القرآن ،ويتطوعون بؤاخاة مثلى وأنا ف أشد الاجة
للمواساة .أخذت مموعة من رسائل الخوان السلمي ورجعت إل الريف إذ ل أجد عملً ف القاهرة))(0)2
تلك كانت بداية صلة عبد البديع صقر – رحه ال – بالخوان ،وقدر ال أن يصاحب المام الشهيد حسن
البنا أثن عشر عاما ،تعلم فيها من المام البنا الكثي والكثي ،الذى أثر ف حياته وتفكيه وسلوكه 0
***
كتب – رحه ال – أنه عمل بدينة الصالية ،وأنه أنشأ هناك مع بعض إخوانه شعبة ،ودعا الرشد – رحه
ال – لفتتاحها ،فلب الرشد هذه الدعوة رغم كثرة مشاغله ،وف الوعد الضروب لم ،خرج أهل الصالية إل مطة
السكة الديد لستقباله ،وهم وقوف ف انتظار القطار فوجئ عبد البديع بن يمل له برقية باسه ،فلما فضها ،إذا
فيها (( :سيتأخر القطار ربع ساعة بالزقازيق فصبا ..أخوك :حسن البنا)) فعجب عبد البديع ومن معه لذا اللق
الرفيع :رجل يعتذر نيابة عن القطار 0
وعمل عبد البديع – رحه ال – بعد ذلك ف وظيفة ((معاون الدار)) ف الركز العام للخوان السلمي
بالقاهرة ،وكان يقوم على خدمة الرشد بنفسه أحيانا ،وذات مساء كان الرشد – رحه ال – متوجها لقابلة أمي
عام جامعة الدول العربية :عبد الرحن عزام (باشا) ،فقال له عبد البديع (( :إن ف عباءتك البيضاء بقعة)) فقال
***
وذات يوم كان يسي مع الرشد – رحهمها ال – ف ((سكة راتب باشا)) فمال المام حسن البنا على
تاجر البطيخ ،وطلب واحدة وقال :كم تريد؟ فقال :خسة عشر قرشا ،فدفعها على الفور ،فقال له :يا فضيلة
الستاذ ..هذا الرجل غشاش ..إنا بعشرة قروش فقط)) فنظر إليه مبتسما وقال(( :والدعوة ..أليس لا ثن؟))0
***
ورتب فريق الكشافة بشعبة القلعة رحلة مبيت ببل القطم ودعوا إليها الرشد – وكان موعد التحرك بعد
درس الثلثاء ،الذى كان الميع يرصون عليه – وصعدوا جيعا البل ،وكان فيهم عبد البديع صقر – رحه ال-
فلما وصلوا إل ىالعسكر كانوا ف غاية الوع ،لنم قطعوا السافة مشيا على القدام ،وبدأ الطبيخ ف منتصف
الليل ،فلقد كان من الفروض أن يكون العشاء (( عدسا)) والشروب ((حلبة)) ،لكن الكلفي بإعداد الطعام
أخطأوا ،فلم يزوا بي القراطيس الت فيها الواد ف الظلم ،ووضعوا اللبة مع العدس ف القدور ،وعند تقدي الطعام
وجدوه مرا ل يطاق ،وارتفعت صيحات الحتجاج على ((هذه الفوضى)) ولكن الرشد – رحه ال – حسم الناع
بأن طالب الميع باختيار اسم لذه الطبخة ،وأخيا نتوا لا اسا من اللبة والعدس ،فسموها ((حلبسة)) وتول
الحتجاج والتذمر إل مرح وسرور ..وأكلوها!! 0
***
وكان مرة مع الرشد العام ف زيارة لعمدة كفر (أبو كبي) ،وكان رجلً ثريا درس ف إنلترا ،وقدم القهوة
ف فناجي زجاجية لا قواعد (تلبيسات) من الذهب ..ونظر الميع إل الرشد ليوا ما يفعل ..وبكل بساطة الداعية
البي بنفوس الدعويي ،روأه وقد اقتلع الفنجان الزجاجى من تلبيسته الذهب ،وشرب ،دون أن يقطع حديثه عن
مضيفه ،ودون أن يشعر بذلك أحدا من اللوس 0
***
وكان عبد البديع كثيا ما يتمع مع أضرابه وإخوانه ف بيت المام حسن البنا – عليه رحة ال – لتدارس
بعض الكتب ف التفسي والسلوك ،ككتاب إحياء علوم الدين مثلً ،وكانوا ف حدود الربعي من الشخاص،
فيدركهم الوع ،فيطعمهم جيعا طعاما بسيطا ((على ما قسم ال)) وأحيانا ينسى المام أن يهز لم شيئا فيقول :
((اذهبوا إل الطبخ فكلوا ما وجدت أو اصبوا)) فكانوا ف نشوة الفرح باللقاء ،والشغلة بالعلم النافع ل يقيمون
وزنا لذه العتبارات ،ويتقاسون الرغيف اليابس وهم ف غاية السعادة 0
***
سعت من بعض من أثق بم ،أن عبد البديع – رحه ال – كان شاب متحمس للسلم ،كان يغي النكر
بيده ،عملً بديث رسول ال (( : rمن رأى منكم منكرا فليغيه بيده ،فإن ل يستطع فبلسانه ،فإن ل يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف اليان)) (رواه مسلم والترمذى وابن ماجه والنسائى)0
والصريون شعب مب للزينة ،ويكثرون من تزيي بيوتم ومنازلم بالتماثيل النحاسية والفضية والبونزية،
ومن الشب النحوت ،أو البص الصبوب .وأغلب هذه التماثيل لفراعنة :تثال لرمسيس ،رأس نفرتيت ،رأس
لكليوباترا … إل 0
فكان عبد البديع – رحه ال – إذا دخل بيتا ووجد فيه تثا ًل من هذه التماثيل ،كسره أو رماه أو شوه
وجهه دون موافقة صاحب البيت ،وقد يكون صاحب البيت حديث عهد بالخوان أو بالدعوة ،فيصيبهم نفور من
عبد البديع ،وكثرت الشكوى من تصرفه هذا ،وبلغت المام الشهيد حسن البنا – رحه ال – فقال لعبد البديع :ل
نريد منك أن تطم أصنام الناس ،ولكننا نريدك أن تعلهم يطمونا بأيديهم!! وهكذا رسم له طريق الدعوة
الصحيح ،وبي له الهمة الساسية للداعية 0
***
وحدثن – رحه ال – أنه عندما كان يعمل معاونا ف الدار ،كانوا يدعون الناس لفلة شاى ،فيجتمع ما ل
يقل عن مائة من الناس ،ويقدمون لم الشاى ،ويقوم الخوان على خدمتهم ،ث يطب فيهم المام شارحا لم دعوة
الخوان ،مبينا أهية الترابط والتآخى ،فيخرج المع وقد تأثر بالدعوة عدد ل بأس به ،والفلة ل تكلف أكثر من
جنيه واحد ،بفضل جهود وتعاون الخوان 0
***
حدث أن أحد الضباط الذين يعملون ف الباحث من ال عليه بالداية ،وأصبح من الخوان ،فحدثهم عن
واقعة حدثت معه قبل أن يهتدى .قال :كنا نرسل بعض الخبين للتجسس على الخوان ،إل أننا ل نلبث أن نفقد
الثقة فيهم لحساسنا بتحولم وتبدلم لحتكاكهم بالخوان ،حت أعيانا المر ،فاخترنا ،رجلً شريرا وقلنا :هذا
يستعصى على الكسر 0
ومضت اليام ،وبعد أسبوع واحد فقط جاء هذا الخب يطلب نقله من عند الخوان قائلً(( :ودون عند
الشيوعيي ،عند اليهود ،عند الكفرة ..أما ولد (…) دول ..ل)) فعجبت مرة وسألته :لاذا؟ قال (( :كل ليلة
يقومون ويصلون ،وشيخهم يقرأ القرآن لم ..الركعة تيجى ساعة ..معنتش قادر أصلب طول ))00
***
شهادة سعادة اللواء أحد فؤاد صادق باشا قائد عام حلة فلسطي() :
س :نريد أن نعرف رأى سعادتكم بصفتكم قائدا عاما لملة فلسطي عن موقف الخوان التطوعي ف الرب وف
ميدانا؟
ج :كانوا جنودا أبطالً أدوا واجبهم على أحسن ما يكون 0
س :هل يسمح الباشا أن يذكر لنا وقائع معينة تدل على البطولة؟
ج :نعم ،سعت بعد وصول لرئاسة القوات ف قلم الخابرات العسكرية أن اليهود يبحثون دائما عن مواقع الخوان
ليتجنبوها ف هجومهم ،فبحثت عن حالتهم من الناحية الفنية ،وأمرت بتمرينهم أسوة بالنود ودخلوا مدارس
ل :أرسلتهم من ديرالتدريب ،وأصبح يكن العتماد عليهم ف كثي من الحوال الت تستدعى بطولة خاصة ،مث ً
البلح إل ما يقرب من 100كيلو إل النوب للقاة الجوم السرائيلى على العريش فاستبسلوا وأدوا واجبهم تاما،
واشتركوا أيضا ف حلة للدفاع عن موقع 86ف دير البلح وأعطيتهم واجبا من الواجبات الطية فكانوا ف كل مرة
يقومون بأعمالم ببطولة استحقوا من أجلها أن أكتب لرياسة مصر أطلب لم مكافأة بنياشي ،وذكرت بعضهم
للشجاعة ف اليدان ،وبعضهم ذكر اسه ف الوامر العسكرية ،واتصلت بالكومة ف ذلك الوقت وطلبت منها
مساعدة هؤلء بأن يعطوهم أعمالً عندما يعودون ويعاونوا أسرهم والكومة ردت ووافقت وأرسلت تأخذ
معلومات عنهم وكان هذا تكري الكومة لم 0
س :هل نفذت الكومة هذا الوعد ؟
ج :ما اعرفش ولكن عندما طلبت من اعتقالم رفضت ووضعتهم تت حراست الاصة 0
س :ف أى تاريخ أرسل الباشا الخوان ليحموا العريش؟
ج :ف الدة من 26ديسمب إل 30ديسمب 0 1948
س :أمر حل الخوان صدر 8ديسمب وتقرر سعادتكم أنكم أرسلتم هؤلء التطوعي ف 26ديسمب إل 30ديسمب
أنكم أرسلتم هؤلء التطوعي ف 26ديسمب إل 30ديسمب سنة ، 1948فماذا كانت الروح العنوية
بعد أمر الل؟
ج :أنا جاوبت على كده وقلت إنم قاتلوا ببسالة ول يؤثر قرار الل على روحهم العنوية 0
س :ما هو الدور الطي الذى قام به التطوعون ف دير البلح؟
ج :قلت إنم قاتلوا قتالً ميدا وعندما رأيت الطر ف العركة اعتمدت عليهم ،فقدمت التطوعي من الخوان لنم
أحسن ما لدى من النود 0
س :حي صدر أمر الل للجماعة هل أخطرت به من القاهرة؟
ج :كل الناس عرفت ول يكن هناك سبب لخطار خاص ،وأنا عرفت من الرئاسة بالتليفون ومن الرائد 0
س :ما هى الشروط الواجبة ف رجل العصابات؟
ج :يكون فدائيا وعلى بطولة كاملة وإلام ببعض العمليات العسكرية كنسف الطرق ووضع ألغام ف طرق العربات –
مهاجة – كمي 0000إل 0
س :هل زرت معسكر الخوان السلمي بفلسطي؟
ج :أنا أعطيتهم أسلحة لقابلة العدو وذلك تكملة لسلحهم 0
س :وكيف وقع اعتقالم؟
ج :لسبب من عملهم أنفسهم ،وحت ل يساء فهم ذلك ،أقول إنم طلبوا من بعد أن أبلغتهم حادث الرشد إقامة
حفلة تأبي للستاذ حسن البنا ،فأنا قلت إنن ل أعمل حفلة تأبي للنقراشى وأنا هنا جندى ول اسح لحد أن يشتغل
بالسياسة ،فثاروا لذ 1ا فأنا وضعتهم ف شبه معتقل ،وعوملوا معاملة كرية لنن أعتبهم زملء ميدان 0
شهادة سعادة اللواء أحد على الواوى بك قائد عام حلة فلسطي :
س :عند دخول اليوش النظامية أرض فلسطي بقيادتكم :هل كان يقاتل فيها متطوعون من الخوان السلمي؟
ج :نعم لنم سبقوا بدخولم القوات النظامية 0
س:من كان من التطوعي ف معسكر البيج؟
ج :كان فيه التطوعون من الخوان السلمي.
س :هل استعان اليش النظامى بالخوان السلمي ف بعض العمليات الربية أثناء الرب كطلئع ودوريات وما إل
ذلك؟
ج :نعم استعنا بالخوان السلمي واستخدماتم كقوة حقيقية تعمل على جانبنا الين ف الناحية الشرقية ،وقد اشترك
هؤلء التطوعون من الخوان ف كثي من الواقع أثناء الرب ف فلسطي ،وبالطبع أننا ننتفع بثل هؤلء ف مثل هذه
الظروف.
س :ما مدى الروح العنوية بي الخوان السلمي؟
ج :الواقع أن كل التطوعي من الخوان وغيهم كانت روحهم العنوية قوية جدا وقوية للغاية 0
س :هل قام التطوعون بعمليات نسف ف صحراء النقب لطرق الواصلت وأنابيب الياه لفصل الستعمرات
الصهيونية؟
ج :نعم وأذكر بالنسبة لروحهم العنوية أنم كانوا يطلبون دائما ألغاما للنسف وكانت ف هذا الوقت اللغام متعذرة
وأذكر أن هؤلء الخوان كانوا يقومون بدوريات ليلية يصلون فيها إل النطاق الارجى للمستعمرات اليهودية،
وينعون من تت السلك الشائكة اللغام الت يبثها اليهود وسط السلك ويستعملونا ف تلغيم الطرق الوصلة إل
الستعمرات اليهودية ،وقد نتج من جراء هذه العمال خسائر لليهود ،وتقدم ل من جرائها مراقبوا الدنة يشتكون من
هذه العمال الت كانت تعمل ف وقت الدنة 0
س :وهل ل يكن عندكم ألغام؟
ج :معروف أن اليش ل يكن عنده معدات كافية 0
س :هل كلفتم التطوعي بعمل عسكرى خاص عند مهاجتكم العسلوج؟
ج :نعم العسلوج هذه بلدة تقع على الطريق الشرقى واستول عليها اليهود أول يوم هدنة ،ولذا البلد أهية كبية
جدا بالنسبة لطوط الواصلت ،وكانت رئاسة اليش تتم كل الهتمام باسترجاع هذا البلد ،حت أن رئيس هيئة
أركان الرب أرسل إل إشارة هامة يقول فيها :لبد من استرجاع هذا البلد بالجوم عليها من كل الطرفي من
الانبي ،فكلفت الرحوم أحد عبد العزيز بك بإرسال قوة من الشرق من التطوعي وكانت صغية بقيادة ملزم
وأرسلت قوة كبية من الغرب تعاونا جيع السلحة ولكن القوة الصغية هى الت تكنت من دخول القرية
والستيلء عليها 0
س :وكيف تغلبت القوة الصغية؟
ج :القوة الكبية كانت من الرديف وضعفت روحهم العنوية ،وبالرغم من وجود مدير العمليات الربية فيها ،إل أن
السألة ليست مسألة ضباط ،السألة مسألة روح ،إذا كانتت روح طيبة يكن للضابط أن يعمل شيئا ،لبد من وجود
روح معنوية 0
س :ما هى الشروط الواجب توافرها ف رجل العصابات؟
ج :الواقع أن حرب العصابات والتدريب عليها يعتب من أنواع التدريب الراقى والعال الذى يب أن يكون عليه كل
جندى ،والذين يقومون بذه العمال يب أن يكونوا أذكياء جدا ويشترط فيهم الرأة وسرعة العتماد على أى
قائد صغي أو كبي ،والعمليات الت يقوم با الكوماندوز ل تعمل ف وضع النهار ،وف حالة تساوى الطرفي ل توجد
وسيلة إل الشتغال بالليل وبطريق التسلل وعلى كل فرد أن يعتمد على نفسه والكوماندوز فكرة حديثة استخدمت
ف الرب 0
س :ما هى الواص الفنية ف الدراسات الواجبة لرجل حرب العصابات؟
ج :غي الشروط الت ذكرتا يب أن يكون الشخص ماهرا جدا ف استخدام السلح ،ويب أن يكون ماهرا ف
استخدام الرض ودراسة طبيعة الرض ،ويب أن يشتغل مثل اليوان الفترس ،وهى الهارة ف اليدان ،ويب أن يلم
بقراءة الرائط ويتعود على أعمال الكشافة ،إل جانب هذا لزم يعرف السباحة وتسلق الشجار 0
س :هل وجد ف اليش كوماندوز؟
ج :نعم يوجد والفكرة موجودة ،وقبل خروجى كنت جعت النواة لذه العملية واليش فيه حاجة قريبة من كده
وهى الدوريات الت تعمل للستكشاف 0
س :هل تعرف عدد التطوعي من الخوان؟
ج :بلغ عدد التطوعي من الخوان وغيهم عشرة آلف 0
س :هل تعلم أن متطوعى مصر معظمهم من الخـوان؟
ج :أنا أعرف الخوان كانوا أكثر من الفئات الخرى 0
س :وإل أى تاريخ استمر دخول التطوعي إل فلسطي؟
ج :أنا ل أظل ف اليش لغاية آخر الرب ،وإنا رجعت فىنوفمب سنة ،1948وأنا أرجعت الليبيي لنم ل يكن
لم فائدة بالرة 0
س :هل كان للمتطوعي أسلحة خاصة أم كانوا يستوردون أسلحة من اليش؟
ج :كانوا يضرونا بعرفتهم وأثناء الرب كنت أعطيهم بعض السلحة والذخية كانت تنتهى ،فكنت أمولم
بالذخية وأذكر أنه طلب من قائد غزة أن أعطيهم مدافع هاون فأمرت بإعطائهم 0
س :بعد 15مايو إل نوفمب أل يدخل متطوعون جدد؟
ج :أذكر لا ابتدأت أتقدم للشمال كان فيه الكتيبة السابعة وأنا سحبت هذه الكتيبة وحل ملها متطوعون ف العريش
وكان ذلك بعد 15مايو 0
س :هل كان من الائز أن ترد أسلحة إل التطوعي عن غي طريق سلح الدود أو العريش؟
ج :ل … غي مكن 0
س :أل يذكر حضرة الشاهد أنواع السلحة الت يستعملها الفدائيون التطوعون؟
ج :البدقية والرشاشات الفيفة تومى أو الاونات والورتر 0
س :هل كان بي هذه النواع القنابل اليدوية ؟
ج :أيوه 0
وقفة لزمة
الستدلل على أن قرار حل الخوان السلمي واعلم على إبادتم كان قرارا صهيونيا مائة ف الائة من واقع
أقوال الشهود العظام ساحة مفت فلسطي ،وسعادة أحد فؤاد صادق باشا ،وسعادة أحد على الواوى بك 0
لبد للقارئ وهو يقرأ هذه الشهادات الثلث الصادرة أولا من شخصية سياسية عالية لا ف بلدها فلسطي
مركز القيادة العليا ،ولا ف العال أرفع الدوار وأكثرها حساسية ،فالكل يعرف أن ساحة مفت فلسطي بعد أن قاتل
النليز قتا ًل مريرا ليمنعهم من تنفيذ ما عزموا عليه لنشاء وطن قومى لليهود ف فلسطي بالقوة السلحة ،انضم إل
عدوهم الول هتلر يستعي به عليهم ،لن عدو عدوى صديقى كما يقولون ،وهذا السلوك ل يكون إل من رجل
على درجة عالية من الفقه والكانة ف السياسة الدولية ،ملم بالكثي من أسرارها ،أما الثانية والثالثة فهى شهادات
أعلى رؤوس عسكرية ف الملة الصرية على فلسطي منذ بدأت الرب وحت نايتها.
أقول لبد للقارئ أن يقف طويلً ويتأمل هذه الشهادات الصادرة من علية السئولي سياسيا وعسكريا عن
قضية فلسطي ليدرك :
أن جاعة الخوان السلمي قدموا آلفا من التطوعي الذين أعدهم النظام الاص إل العركة على أرض
فلسطي بكامل أسلحتهم ،بشهادة سعادة اللواء أحد الواوى بك إذ قال :إنم يثلون أكثرية التطوعي البالغ عددهم
عشرة آلف ف البهة النوبية ،وهذا يعن أن متطوعى الخوان ف البهة النوبية وحدها زاد على خسة آلف يقينا
ل ظنا ،أما الصاغ ممود لبيب بك فقد قال ف شهادته :إن متطوعى الخوان السلمي كانوا يثلون %90من
مموع التطوعي أى أنه بلغ ف البهة النوبية وحدها 9000متطوع ،وأن مموع التطوعي من باقى اليئات كان
ألف متطوع 0
زارنا الستاذ أحد حسي رئيس حزب مصر الفناة ،وجلس معنا ف خيمة القادة وكان معنا فضيلة الخ
السيد سابق 0
ومن لطف ال بنا جيعا أثناء هذه الزيارة أن كان فضيلة الشيخ السيد سابق مسكا ((مسدس طاحونة))
يشرح للستاذ أحد حسي رئيس حزب مصر الفتاة ،وكانت الاسورة موجهة إل رأسه ،يقينا من خلو السدس من
الطلقات ،وإذا بنا نس عندما ضغط الشيخ على الزناد ليدير طاحونة السدس أن با رصاصة كادت تنطلق إل رأس
الستاذ أحد حسي فتقضى عليه وهو بيننا ف خيمة القيادة ،وحينئذ ل يكن ف المكان لى بيان أو منطق أن يبئنا
من قتله عمدا ف خيمة القيادة ،خاصة أن هجومه العلن على الخوان قبل ذلك يكن أن يفسر دافعا لثل هذه الرية
0
ولكن لطف ال الكبي أب إل أن تكذب هذه الرصاصة فل تنطلق ،فنجا الستاذ أ؛مد حسي من موت
مقق ،ونونا جيعا من تمة لو وجهت إلينا لملتنا أوزارا ل قبل لحد منا بتحملها ،ول أمل ف النجاة منها بال
من الحوال ،رغم براءتنا التامة من مثل هذا الدث العفوى 0
ترد الصادقي
بعد أن قامت حركة 23يوليو ..1952وتعايشت مع جاعة الخوان فترة من الزمن – اكتشفت المام
حسن الضيب أسلوب الداع والماطلة والتحفز لضرب الماعة حي يستقر بالثورة القام وتقبض على زمام المور.
وقد حرض جال عبد الناصر بعض العناصر من الشباب وقدامى الخوان ليتحرشوا بالمام الضيب فأسطنعوا بعض
السباب الثية ليجعلوها فتنة تقضى على الماعة من ذلك حادث اغتيال (الشهيد سيد فايز) وغيها مثل اقتحام
منل فضيلة الرشد لرغامه على الستقالة 00
1من كتاب (حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الخوان المسلمين) للستاذ مجمود الصباغ – الناشر – دار العتصام 0
والطاب الرفق هو رسالة من الستاذ الرشد ..يصور الالة الت كانت سائدة ف ميط الدعوة من القلق
والفت ،وما كان ييط بالستاذ الرشد من مؤامرات متصلة يصدرها رجال عبد الناصر بدف إشغال الماعة وإشعال
الفتنة بي صفوفها 0
والطاب نوذج لا كان يتحلى به قائد الماعة من اسى الخلق وف أعلها التجرد والخلص والثبات 0
السلم عليكم ورحة ال وبعد … فردا على خطابكم أقول إن اختصاص اللجنة الت شكلتها اليئة
التأسيسية يتبقى أن يتجه إل السعى لعرفة شكوى الشاكي وتذمر التذمرين ومم يشكون ومم يتذمرون .فإذا كانت
هناك وقائع أو عيب ف سي الدعوة فأنا مستعد لن أعهد إليهم بسد النقص .وإن كان النقص ف شخصى فنبئهم عن
بأن مستعد لن تضعن الماعة ف الصف الذى يليق ب ولو كنت بوابا ف دار الخوان السلمي ولم أن يأتوا
بالشخص الذى يرتضيه الخوان وأنا أعلم الناس بال ول أدعى الكمال مطلقا بل إن أنبأتم بعجزى وضعفى يوم
اختارون 0
ف إحداث ماكمات جاعة الخوان السلمي ف منة 1948قبض على الخ الستاذ عبد العطى العوامرى
– أمي حزنة وزارة الوقاف بالنتزه بالسكندرية 0
قدم للمحاكمة أمام مكمة النايات العسكرية وكان رئيسها الستشار متار عبد ال ..وقام بالدفاع عن
الخ عبد العطى الخ الستاذ متار عبد العليم الحتامى ( رحه ال تعال) وف دفاعه طلب من رئيس الحكمة أن
تسمح للستاذ بعد العطى بزيارة لسجن ليمان طرة ،حيث إنه يقدم بثا عن (الياة ف السجون الصرية) لينال به
درجة الاجستي 0
فرد عليه رئيس الحكمة وهو ل يزال ينظر القضية ول يفصل فيها بعد فقال ( :هو مستعجل ليه ما هو رايح
هناك ويعمل اللى هو عايزه ) !! فضج الاضرون بالضحك 0
عزمت على أداء فريضة الج مع زوجت ..ووصلنا الدينة النورة مساء يوم 26من ذى القعدة 1398الوافق
0 27/10/1978
وقبل سفرى ونن نتحرك بالسيارة من السكندرية إل القاهرة ،قابلن ابن معاذ الطالب بكلية التجارة جامعة
السكندرية يومئذ ،وقال ل :إنه ومموعة من الطلب قد جاءتم دعوة للحج والزيارة هذا العام؛ فقلت له :إن
الوقت ضيق جدا وسوف تغلق السعودية الطار وربا يول ضيق الوقت دون تقيق هذه المنية ولكن ال معكم 0
وف صباح يوم 28ذى القعدة عندما طلبت من إحدى النساء أن أحل عنها حقيبة ثقيلة جدا إل الدور
العلوى ،وحي همت بذلك ل أستطع وعدت إل حجرتى ،وف الال شعرت بآلم شديدة وقد أدركت أنا ذبة
صدرية .فأسرع ب الخوان فضيلة الشيخ ممود عيد وفضيلة الشيخ ممود فايد والخ صلح عبد الفتاح إل
مستشفى اللك ..حيث استقبلن الخ الدكتور عبد الفتاح الندى .ودخلت حجرة العناية الركزة ..وعلمت زوجت
با أصابن بعد أيام .ث سافرت مع الخوة إل مكة الكرمة وليس معها زوجها ،ونزلت من الفندق للطواف وف حالة
العودة ضلت الطريق ول تد بدا من اللوس على أحد الرصفة لعلها تعثر على أحد يعود با إل الفندق .وفيما هى
ف هذه الدوامة من التفكي شاهدت رجلً يشبه أحد الخوة واسه ((الاج عبد ال حاد)) فنادت وقالت :يا عم
الاج عبد ال فتوجه إليها ،فسألته :هل تعرف الاج عباس السيسى قال :نعم وهو الن مريض ف مستشفى الدينة
النورة .فطلبت منه أن يدلا على الفندق فقام بتوصيلها 0
وذات يوم وهى تطوف حول الكعبة الشريفة ،إذا با تفاجأ بابنها معاذ يستقبلها ويساعدها على الطواف
فكان ذلك فضلً من ال ونعمة 0
وبعد أن عدت للسكندرية قابلت الاج عبد ال حاد لشكره ولكن فاجأن بأنه ل يكن له حظ أداء
فريضة الج هذا العام !! وف القاهرة وبغي قصد قابلن أحد الخوة من الخوان ف صعيد مصر -واسه الاج عبد
ال -وحدثن عن قصة (توهان) زوجت وأنه هو الذى قام بتوصيلها إل الفندق 0
هذا كله من فضل ال علينا ،حي نرى ونسمع آيات ال علينا(( ،لنثبت به فؤادك))0
أفكار هابطة
ف جلسة تسلية ف سجن قنا مع الخ الهندس الزراعى ( )0000حدثنا فقال :خرجت لشراء طعام الغداء
لسرتى وف الطريق قابلن صديق تاذبت معه أطراف الديث ،وقابلنا صديقا ل نره من مدة – دعانا ف إصرار
لتناول طعام الغداء ف منله .فلم ند بدا من الستجابة له 0
وذهبنا إل بيته – فأدخلنا حجرة منفردة يتخذها ملً لصناعته إذ كان يعمل (ترزيا أفرنيا) – وشد ما
أدهشنا تلك الصور للرجال والنساء العلقة على الدران – كذلك وجدنا ما يسمى (الوديل) وهو تثال مسم من
لوازم الصنعة 0
فأثارتنا هذه الناظر الخالفة للشريعة السلمية ،وخاصة هذا الصنم السمى بالوديل – فاتفقت مع زميلى
على ضرورة إزالة هذا النكر وتفتق ذهننا على أن نقوم بعمل ذكر على صورة وشكل ما تقوم به حلقات رجال
الطرق الصوفية – حي يقفون وهم يتمايلون ذات اليمي وذات الشمال وهم يرددون (حى حى حى) وقمنا بذا
الدور وكلما تايلنا ذات اليمي مزقنا الصور وكلما تايلنا ذات الشمال حطمنا هذا الصنم 0
كل ذلك بينما كان الرجل السكي يعد لنا طعام الغداء – حي سع هرجا ومرجا فأسرع إل الجرة ليجد
كل شىء قد انتهى إل دمار 00فاشتبك معهما ف معركة باليد وبكل ما يستطيع وانتهت بطردها من منله إل غي
رجعة 000
وهكذا تصور بعض العقول القاصرة عن التعبي عن أفكارهم بأفكار تؤدى إل العبث الذى يصد عن سبيل
ال ومن إدراك معن قوله تعال ) :ادع إل سبيل ربك بالكمة والوعظة السنة( (النحل0)125:
سافر فضيلة الستاذ الشيخ ممد الطراوى (عضو ملس الشعب) رحه ال تعال ف زيارة إل دب بدولة
المارات العربية التحدة ،وتوجه للقاء إخوانه العلماء ف وزارة الوقاف والشئون السلمية ،فرحبوا به ودعوه للقاء
خطبة المعة ف اليوم التال بسجد جعية الصلح فوافق على ذلك 0
وقبيل الصلة توجه إل السجد وجلس قريبا من الني ..وكان خطيب السجد الراتب هو فضيلة الخ
الدكترو مالك الشعار .فقام متوجها إل النب كالعتاد ،فوجد بوار النب عالا من علماء الزهر الشريف ،فوجد من
اللياقة أن يدعوه إل الطبة فنهض الشيخ ممد الطراوى توا وصعد إل النب ..والدكتور مالك الشعار ف دهشة من
المر ..ول يكن يعرف أن الشيخ قد كلف بالطبة من المس وكان من واجب الخوة ف الوزارة أن يطروه بذلك
0
ولكن هكذا قدر ال أن يكون 0
وعلى الدعاة أن ييطوا كل خطوات العمل بسياج من الوعى والبصية بيث ل تصطدم المور بعضها
ببعض 0
فيما قبل المسينيات من هذا القرن ،كان الذين يتقدمون إل أداء فريضة الج من السلمي هم الذين ل يقل
سنهم عن ستي عاما ،ويندر أن يؤدى هذه الفريضة أحد من الشباب – كما كان هو الال كذلك فيمن يؤدون
الصلة – وقد كان الطريق إل أداء هذه الفريضة شاقا جدا حيث كانت الغلبية من الجاج يرتلون على ظهور
المال فضلً عن خطورة الطريق لا يعترضه من عصابات وقطاع طرق 0
الهم ف مثل هذه الظروف شاء ال تعال أن وفقن لداء فريضة الج عام 1943وكان سن وقتئذ خسة
وعشرين عاما ول أبالغ إذا قلت :إنن كنت من أصغر حجاج بيت ال سنا 0
وبعد عودتى دعان أحد الخوة إل وليمة ف بيته 00وأخب أهله بأنه سوف يزورنا اليوم الخ الاج عباس
السيسى ..وبالفعل لبيت الدعوة وذهبت ف الوعد مع بعض الخوة ..وكان أهل البيت يسترقون النظر كى
يشاهدوا الاج عباس السيسى هذا ..حت انتهت الزيارة وخرجت من النل ول يبق أحد فيه.ث إن أهل البيت لا ل
يشاهدوا الاج عباس حال قدومه – وحال انصرافه – سألوا صاحب الدعوة :هل الاج عباس اعتذر عن الضور؟
وكان هذا هو تصور الناس ف هذا الوقت .فإذا قلت :الاج فلن فإن النطباع عند عامة الناس أنه لبد أن
يكون شيخا متقدما ف السن .لذا فإنم ل يتوقعوا أن يكون الاج عباس شابا 0
وأعجب مفهومات السلمي ،حي يعلمون أن الاج عباس أدى فريضة الج ،قبل أن يتزوج ..كيف يكون
ذلك قبل أن يكمل نصف دينه؟!! ول يتنبهون إل حي أوضح لم أن الزواج سنة ولكن الج فريضة؟!
ذهبت إل الاج قاسم درويش تاجر الورق خلف مسجد الشيخ بشارع اليدان بالسكندرية لشترى منه
كمية من ورق الزبدجة لستعمله ف تغليف قطع البنة البيضاء حي وضعها ف عبوات من الصفيح 0
وبعد أن اشتريت الكمية ودفعت الثمن طلبت من صاحب الحل أن يعطين فاتورة بالقيمة ،وحي أمسك
بالقلم سألن عن اسى ،فقلت له :اسى عباس حسن السيسى صاحب مل صناعة البنة ف رشيد .فتوقف الرجل عن
الكتابة ورفع رأسه وهو ينظر إل ف غرابة ،ث قال :ومن هو الاج عباس السيسى؟ فقلت :هو أنا! فقال :أأنت
عباس السيسى صاحب معمل البنة ف رشيد وصديق الشيخ إبراهيم المال؟ قلت :نعم أنا هو 0
فقال ل :ل – دا الاج عباس السيسى راجل شهم ،وضىء عليه أنوار ولونه أبيض زى اللب الليب 00
فقلت له :يا سيدى ..أنا كما تران أسر على خفيف وعندى ف العمل لب حليب – وشكرا لك على
مشاعرك النبيلة ولكن القيقة (أنا السيسى الصلى) 0
قصة مع إبراهيم فرج وزير الارجية
س :أل تكن هناك مواقف أخرى هامة لحد الخوان السلمي؟
قال :معى ذكرى ل تنسى ..فعندما كنا معهم ف سجن القناطر وكانوا يتلون عنبا ف الدور الثالث..
فوجئت بأحدهم وكنا ف عز الشتاء ينادى على بفرج .فلما خرجت إليه فوجئت به يلقى إل بـ ((بلوفر صوف))
وكان موقفا ل أنساه 0
وكان سراج الدين وممد صلح الدين وأنا أعضاء ف لنة الفاوضات مع النليز 0
فقال متهكما علينا(( :سراج الدين وصلح الدين وفرج الدين)) ..ولا عاتبته عن طريق صديق رد قائلً:
((أحد ربنا إن ما قلتس زفت الطي))0
حي خرجت من السجن ف منة ،1954وعدت إل بلدى رشيد ،اشتغلت ف تارة اللبان وصناعة البنة
بأنواعها ،وبالطبع خرجت إل السواق التجارية كى أعرض بضاعت على كبار التجار 00ولا كنت ف أول عهدى
بالهنة ليس ل خبة ول اسم ف السوق ،كنت كلما دخلت عند أحد التجار لعرض عليه أنواع الب ،أجد صدا
وعدم ترحيب من أكثرهم 0
وف حالة وجودى ،أجد بعض الذين يعرضون بضاعتهم مثلى ،يستقبلون ويرحب بم دون ،وأخيا لحظت
أنم يلبسون ف أصابعهم خوات ذهبية وساعات ذهبية ،ويتقمصون زى الغنياء .فأدركت أن التجار يبهرون بذه
الظاهر ،وقد ثبت أن بعض هؤلء التجار يستعملون هذا السلوب ف الترويج لبضاعتهم وقد حدث من بعضهم
حوادث نصب 00
وف تفكيى ف هذا المر ..استنبطت معن الكمة ف أن ال تعال قد حرم استعمال الذهب على الرجال..
إذ بذا الظهر الادع ينخدع الذين ل يأخذون المور بالضمون وينساقون وراء الظاهر ،فلو أن الناس يتعاملون –
فقط – بالمانة ويتعاملون مع صلحية وحسن وجودة الصنف وحده دون هذه الظاهر لصبح مع صلحية وحسن
وجودة الصنف وحده دون هذه الظاهر لصبح الحترام والتقدير للحق والصدق مردا من عوامل الظاهر والداع.
وفهمت بعمق حكمة ال تعال ف تري الذهب على الرجال 0
رعب مستمر
بعد أن عادت زوجت من السجن الرب كما سبق أن ذكرت ذلك .كان فوق منل ف رشيد وصلة تليفون
لنل ماور لنل 0
وفجأة صعد إل منل بعض عمال مصلحة التليفونات وكانوا يرتدون ملبس مشابة للبس رجال الشرطة
وصعدوا النل بعد ما طرقوا على باب الشقة الاصة ب ودخلوا حيث مكان الوصلة قريبة من (البلكونة) الوجودة
عندى 00
وحيث رأتم زوجت وأولدى ،أغمى عليهم جيعا .فارتبك عمال الصلحة لذا النظر الذى تكرر مرارا –
حت حضر رجال العائلة وأفهموا العمال حقيقة الوقف فانصرفوا غي مأسوف عليهم – وأفاقت السرة من هذا
الوقف الثي الزين .وهكذا أورثهم دخول زوجت السجن الوف والفزع إل اليوم وحسبنا ال ونعم الوكيل 0
عام 1943سافرت لول مرة إل مكة الكرمة لداء فريضة الج ،وكان سفرى بالباخرة إل ميناء جدة –
ث كانت النتقالت إل مكة والدينة النورة بواسطة المال حيث كانت السيارات قليلة 0
وحي جاء موعد الذهاب إل (عرفة) رأيت مع زملئى أن نذهب إليها سيا على القدام لقربا من مكة
الكرمة 0
وف الطريق ..إل عرفة (أتلوحت) رجلى اليمي و(تورمت) فاستأجروا ل حارا هزيلً جدا حت أواصل به
الرحلة .فلما ركبت المار كانت قدماى تكاد تشى على الرض 0
ل:
فنادى على أحد الخوة قائ ً
إيه الكاية؟
فقلت له :الكاية (إن المار أصبح بست أرجل)!!
للذكرى والعبة
ف حديث الثلثاء ف مسجد اللفاء الراشدين تدث الشيخ الدكتور سليمان ربيع – رحه ال – عميد كلية
اللغة العربية بالقاهرة ،فقال :إنه جاءه ذات يوم ضابط كبي ومعه زوجته وقد وقع بينهما خلف؛ فالضباط يطلب
من زوجته أن تقوم بعمل عملية جراحية حت يتوقف النسل بينهما حيث أن لما خسة أولد ويريد هو الكتفاء
بذلك .فطلبت منه زوجته أيضا أن يقوم هو بعمل عملية أيضا مثلها حت ل يفكر ف الزواج بعدها .وعبثا حاول
الشيخ سليمان ربيع أن يقنعهما بطأ هذا التفكي وهذا التصرف ولكن دون جدوى وانصرفا 00
وبعد سنة أو يزيد قابل الشيخ سليمان ربيع هذا الضابط ف صورة جديدة حيث وجده ملتحيا وف صورة
التصوفي .فلما رآه الضابط أقبل عليه وبعد السؤال والسلم ،قص على الشيخ ربيع قصته فقال :إنه قام هو وزوجته
بعمل عمليات للمتناع عن الناب نائيا ،وبعد ذلك بدة مرض أحد أولده ث مات وتبعه شقيقه ث مات حت مات
المسة جيعا !!
حدثن الخ الكبي عبد الرحن خليفة الراقب العام للخوان السلمي بالردن عن قصة تكوين حزب
التحرير السلمى برئاسة الشيخ النبهان فقال :
كان الشيخ تقى الدين النبهان ،أحد جاعة الخوان بالردن وبقى مع الخوان يلزمهم فترة من الزمن..
وبعد ذلك بدأ الخوان يسمعون من بعض الشباب أفكارا جديدة تالف فهم وفكر جاعة الخوان .وعلموا أن
مصدر هذه الفكار هو الشيخ تقى الدين النبهان الذى يعيش مع الخوان كواحد منهم ،وقد تبي للخوان ويلقنهم
هذه الفاهيم .وبعد أن تأكدوا من ذلك كون الخوان وفدا على رأسه رئيس الخوان ف الردن يومئذ الرحوم
الاج عبد اللطيف أبو قورة ومعه الستاذ الدكتور سعيد رمضان وسافرا إل الشيخ تقى الدين حيث كان ف القدس
الشريف ،وصارحوه با سعوا عنه من الشباب الذين قالوا إنم سعوا من الشيخ أنه يريد تأليف حزب إسلمى جديد،
فقالوا له :ولاذا ل يكون الخوان هم هذا الزب الذى تريد؟ فقال الشيخ لم :إن الخوان مثل تفاحة رائحتها جيلة
ولكنها قد (تعطبت) ولا كشف الخوان للشيخ هذه القائق الت يقولا للشباب من خلف الماعة ..فوجئ الشيخ
بذلك 0
وقال :وال ف القيقة أنا أسعى لتكوين حزب إسلمى .فقالوا له :هكذا كان يب أن تصارحنا وجها
لوجه ول داعى للعمل من اللف ،ومن داخل جاعة الخوان ،إنه أمر ل يليق بك وتركوه وانصرفوا .وتلك هى
حقيقة تكوين حزب التحرير 0
كان ذلك عام 1963حي مرضت ابنت باحتباس ف البول وذهبت با إل طبيب أخصائى بإسكندرية وبعد
الكشف أعطان روشتة دواء ،وف حالة عودتى إل رشيد بالتاكسى وعند نقطة الرور قبل دخول الدينة؛ اعترض
طريق السيارة شاويش الرور وكان أسود شديد السواد!! وطلب من السائق أن يأخذه معه إل رشيد ،وحال دخوله
السيارة نظرت إليه ابنت فأصابا الوف والرعب .وف هذه اللحظة الذى انتابا هذا الشعور ،أحسست بالبول التدفق
يغمرن ،وخشيت أن أنرها فتركتها تأخذ راحتها حت النهاية .ولكن الهم أن ال تعال جعل من هذا النسان فرجا
ومرجا !! )وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم( (البقرة0)216 :
بعد أحداث فباير ،1954والصدام والعلن بي الديقراطية والديكتاتورية ،وبي اللواء ممد نيب قائد
الثورة ومن وقف معه ،والبكباشى جال عبد الناصر ومؤيديه من زملئه ،والظاهرات الفتعلة الت أطلقوها ف العاصمة
تطالب ببقاء حكم الثورة وسقوط خالد مي الدين الذى ل تكنم الماهي تعرفه لنه عضو ملس قيادة الثورة الذى
طالب بكومة مدنية تكم مصر ،وناح هذه الناورة ،والتكتيك الزيف الذى قاده عبد الناصر ،وبعض زملئه من
بينهم الصاغ صلح نصر -قرر الجلس الاكم تطوير جهاز الخابرات الصرى بواسطة بعثة من ضباط أجهزة المن
لدى النازى وهتلر ألانيا ،من تشردوا ف أناء أوربا ،وقام أكثر من ضابط بالبحث عنهم وإحضارهم سرا ،وتول
صلح نصر بصفته أحد مديرى مكتب القائد العام الشراف على مهامهم لتدريب الكوادر الصرية على تأمي الثورة
وتطبيق مبدأ الولء قبل البة ،وكيفية قهر القيادات والقواعد الشعبية العارضة – ف تكتم شديد -وهذه العملية من
أخطر الهام الت طبقها عبد الناصر ،فقد آمن من خلل ضباط النازى بضرورة ضرب الشعب حت يتسن له الكم
والسيطرة ،وهم الذين رسوا له خطة تصفية الخوان السلمي من خلل حادث إطلق الرصاص عليه ف ميدان
النشية بالسكندرية قبل ناية ،1954أو السرحية الرسومة دون إتقان للقبض على عشرات اللف من أبناء
الخوان السلمي ،وأنا أكتب هذا الكلم دون أن يكون ل أدن ارتباط بم .ولكن ما حدث بعد إطلق الرصاص
أثار الشعب بأكمله ،فالفروض أن يتم القبض على مدبرى الادث والحرضي عليه ..خسة ،عشرة ،خسي رجلً،
وليس الخوان السلمي بأكملهم 00
ومن هنا قال الشعب الصرى والراقبون اليقظون(( :ليس هذا بتصرف غاضب بل تطيط للتصفية!)) تاما
كما فعل ((هتلر)) حي أمر أعوانه برق البلان اللان 0
الصفح الميل
حي زار اللك عبد العزيز آل سعود ملك الملكة االعربية السعودية مصر عام (( ))1945استقبلته جوالة
الخوان السلمون ف مطار القاهرة بالشاعل والتافات السلمية مرحبي بقدمه وحي تدد موعد زيارته
للسكندرية ..تمعت فرق جوالة الخوان بالسكندرية ف ملعب ( الولب) لتنظيم برنامج الستقبال ف الساعة
الثامنة من صباح ذلك اليوم ،وف هذا الوقت البكر قدم من القاهرة الخ الستاذ سعد الدين الوليلى الراقب العام
للشراف على تنظيم الستقبال ،قاستقبلته وأديت له التحية 00
1من كلمة للبكباشى يوسف منصور صديق – الوفد – 77السنة الولى – السبت 10شوال 1407هـ – 6يونيو 1987م 0
ث أمرن أن أجع الخوان الوالة ف طابور 0
فقلت له :إن الخوان الن يتناولون طعام الفطار فأصر على تنفيذ المر !!
ل له (( :اجع ف الطابور)) وحي شاهدن باقى فاستدرت خلفى فوجدت الخ ( )00أمامى ((فلطمته)) قائ ً
الخوة غاضبا – أسرعوا ف النتظام ف الطابور ..وبعد أن أخذت التمام عدت إليه ..قائلً تام يا أفندم العدد
850من الخوة 0
قال :نظمهم فصائل ..ث قام مع الخ حسن سال مراقب جوالة السكندرية بتوزيع الخوة على أماكن
الستقبال من مطة السكة الديد إل قصر اللك فاروق ف رأس التي ..وبعد النتهاء من الستقبال الذى فاق كل
تصور وكان يوما مشهودا للخوان السلمي طلب الستاذ سعد من الخ حسن سال أن يأتيه بالخ عباس ومعه
الخ ( )0000الذى لطمته بغي وعى من ،ف جلسة ماكمة ،ف مساء نفس اليوم ووقفنا أمام الخ سعد ،الذى قام
للخ ( )0000إنن رأيت الخ عباس وهو يتعدى عليك بالضرب ما يتناف مع أخلقنا ..والن أترك لك أن تقتص
منه! فقال الخ ( )0000إنن قد صفحت عنه فإنه أخى الكبي فضلً عن أنن أحبه !!
ففاضت الدموع من عيوننا وكان مشهدا مثيا للعواطف الصادقة الت تلصت من حظ النفس وحظ
النتقام ،وتلى هذا الوقف الرائع الكري عن أسى معان الخوة والب من ال ،الذى ترتفع فيه النفوس ف فهمها
العميق إل مستوى التضحية بالنفس والال ف سبيل الدعوة السلمية ،الت من أجلها تذوب النفوس والقلوب ف
ساحة الفداء 0
حي اعتقلت مموعات ف منة الخوان عام 1948وحي ضاقت العتقلت والسجون ،جهزت الكومة
معتقلً جديدا ف (جبل الطور) ف سيناء شرق قناة السويس ،سيق إليه مئات من شباب ورجال جاعة الخوان 0
ذات يوم قامت قوة من الشرطة ف مدينة القنطرة شرق ،بهاجة شعبة الخوان بالدينة للقبض على شباب
الخوان ،وحي دخلت القوة على رأسها أحد السادة الضباط ،تمس الشباب وأخذوا يهتفون ويرددون نشيد الحنة
الذى كانوا يفظونة ومنه هذه البيات :
ل يدب الوهن فينا إنا سجنا أو نفينا
نن بالتقوى قوينا
مرحبا يا طور سينا
وصور رجال الباحث للسيد الضابط أنه هو القصود بـ ( مرحبا يا طور سينا) وتأزم الوقف وازدادت
شراسة النود ف معاملة الشباب الذين ت القبض عليهم بشراسة – ورحلوا إل معتقل جبل الطور وهناك أدرك
الضابط أنه ليس هو القصود 0
ضرب بالنيابة
حدثن الخ الدكتور إبراهيم الزعفران أنه ف منة 1981ف عهد رئاسة الرئيس ممد أنور السادات ،اعتقل
من الساعيلية الخ فضيلة الشيخ على الزين ورحل إل سجن ليمان طرة ومعه بعض الخوة 000وباتوا ليلتهم ف
زنزانة واحدة .وقد سعوا صراخ التعذيب الذى يقع على العتقلي بشدة وضراوة .وقد تواصلوا فيما بينهم على أنه إذا
نودى عليهم بالروج للتعذيب فسيكون أول من يرج هو الشيخ على الزين حيث إنه يرتدى اللبس السلمية
لرجال الزهر الشريف .وهذا الزى من اشنه أن يعطى صاحبه شيئا من الحترام والوقار كما هو معروف ف الجتمع
الصرى .وأخذ الشيخ يهيئ ملبسه ويضبط عمامته حت يكون أكثر وقارا 0
وحي نودى عليهم أسرع الشيخ بالروج من الزنزانة ف كبياء وأنفة وسرعان ما تلقفه الزبانية ضربا
بالعصى والسياط دون أدن شفقة أو رحة حت أغمى عليه ،وحلوه إل (مستشفى قصر العين)0
وف قصر العين تعرف عليه الخوة الطباء بالستشفى د .عبد النعم أبو الفتوح ودكتور 00وقاموا
بالواجب نوه حت استرد وعيه 0ث نصحوه أنه سوف ينادى عليه من ضباط مباحث أمن الدولة حت يارسوا معه
التحقيق والتعذيب ،وعليه حي يسمع من ينادى عليه (على الزين) أل يرد على السائل مهما كانت الظروف 0
وف جوف الليل سع من ينادى عليه فاصطنع أنه نائم ول يرد إطلقا ،فينصرف السائل ظنا اسم على الزين
غي موجود ،وتكرر هذا المر مدة عشرة أيام ..ث نودى على بعض الساء من العتقلي مع الشيخ على للفراج
عنهم 00فقال له الخوة الطباء :الن يكن أن ترد ..فرد عليهم ..ث خرج من عنب الستشفى وانضم إل الطلوب
الفراج
عنهم ..وحي جاء الدور ليتسلم أماناته الت أودعها عند دخوله الستشفى اكتشفوا أن هناك اثني من الخوة باسم
(على الزين) ،وحي اكتشفوا ذلك انالوا على الشيخ الزين (الذى اختفى) ضربا انتقاما منه :وقد قال الخ على
الزين الذى ل يتف للشيخ على الزين الخي :لقد ضربت نيابة عنك لدة عشرة أيام ؟!
يا ريت
قال ل الخ الكبي الرحوم الاج مبوك هنيدى :إنه حي كان معتقلً ف السجن الرب على إثر حادث
النشية عام 1954دخل عليهم ف الزنزانة أحد العتقلي من أهال الساعيلية فسألوه عن سبب اعتقاله فقال :كنت
أجلس وسط مموعة من الصدقاء فدخل علينا واحد من عامة الناس وقال :هل سعتم ما حدث؟ لقد اطلق شاب
النار من مسدسه على الرئيس جال عبد الناصر وهو يطب ف ميدان النشية بالسكندرية ولكنه ل يصب بسوء !
فقلت :يا ريت كان مات 0
فقبض على وجئ ب إل السجن الرب ف الال 0
وقد حوكم هذا الذى كان من أهال الساعيلية وأسه (فهمى) وحكم عليه بعشر سنوات مع وقف التنفيذ.
وسى هذا بتنظيم (التمن)!
الذان ()1
ومنن طريف ما يذكر أنه بعد أن طال بنا المد ف سجن مصر ،أصبح لنا نشاط ثقاف وروحى ف السجن،
استفاد منه الكثيون من ضباط السجن ونزلئه 0
فقد كانت الصلة يؤذن لا ف مواعيدها بصوت رخيم ،وكان من بي النلء ستة مسجوني إيطاليي ،كما
كانت صلة الماعة تقام ف دور 6ف أوقات الظهر والعصر بانتظام بعد أن انتهت التحقيقات ،وانتهت بذلك
الكمة من البس النفرادى ،وفتحت أبواب الزنازين للمسجوني معظم ساعات النهار 0
ومن آثار هذا النشاط على السجوني أن اعتنق الدين السلمى هؤلء الطليان الستة ،وقد ناقشناهم عن
الدافع لم على اعتناق هذا الدين ،فقالوا :انتظام الذان وصلة الماعة ،فقد بلغ من شغفنا بالستماع إل الذان
وباصة وقت الفجر أننا كنا نصيخ السمع عند شراب باب الزنزانة من قبل بدء الذان حت ل يفوتنا ساع كلمة أو
نبة من كلماته أو نباته ،كما كان ل يفوتنا النظر بإعجاب إل نظام صلة الماعة الدقيق ،فقررنا دراسة هذا الدين
وساعدنا بعض الخوان على فهم مبادئه وشرائعه ،وصرنا مسلمي والمد ل رب العالي 0
الخوان السلمون
وحرب فلسطي )2(1948
حينما وضحت نيات الكومة البيطانية ف تويد فلسطي أخذ الخوان السلمون يبينون للشعوب
والكومات العربية حقيقة الطر اليهودى الذى يهدد المة العربية كلها 0
ولقد أدرك اليهود ما ينطوى عليه نشاط الخوان السلمي من خطر شديد على أهدافهم فقاموا بنشر
القاولت ف صحب أوروبا وأمريكا ويفعمونا بالتهم الطية عن الخوان السلمي وحقيقة خطرهم على مصال
الوليات التحدة المريكية وبريطانيا ،وكانوا ياولون استعداء الكومة المريكية لتقوم بعمل حاسم يستأصل هذا
الطر السلمى ،الذى يهدد أطماع الوليات التحدة ف التهام العال السلمى بعد جلء النليز والفرنسيي ،والذى
بات متوقعا نتيجة لتغي موازين القوى العالية إثر الرب العالية الثانية 0
1من كتاب (حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الخوان المسلمين للستاذ محمود الصباغ –ص 0 260
2من كتاب (أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمون) للستاذ حسين محمد أحمد حموده – نشر :الزهراء للعلم العربى ص 0 49
وليس أدل على ذلك من مقال نشرته جريدة (الصنداى ميور) ف مطلع عام 1948ونقلته جريدة الصرى
القاهرية 0
قالت الريدة ف مقالا :إن الخوان السلمي ياولون إقناع العرب بأنم أسى الشعوب على وجه البسيطة،
وأن السلم هو خي الديان جيعا وأفضل قانون تيا عليه شعوب الرض كلها 0
والن وقد أصبح الخوان السلمون ينادون بالستعداد للمعركة الفاصلة الت توجه ضد التدخل الادى
للوليات التحدة المريكية ف شئون الشرق الوسط عن طريق إقامة دولة يهودية ف فلسطي ،فقد حان الوقت
للشعب المريكى أن يعرف أى حركة هذه وأى رجال يسترون وراء هذا السم الرومانتيكى الذاب (الخوان
السلمون) 0
وقالت الريدة :وهذا هو بيت القصيد ..إن اليهود ف فلسطي الن هم أعنف خصوم الخوان السلمي
ولذلك كان اليهود الدف الساسى لعدوان الخوان .وإذا كان اليهود الدافعون عن فلسطي يطالبون ملس المن
بإرسال قوة دولية لتنفيذ مشروع التقسيم الذى أقرته هيئة المم بتاريخ 29/11/1947فإنم ل يطالبون بذلك لن
الدولة اليهودية ف حاجة إل الدفاع عن نفسها ،ولكنهم يريدون إرسال هذه القوة الدولية لتواجه رجال الخوان
السلمي وجها لوجه وبذلك يدرك العال كله الطر القيقى الذى تثله هذه الركة 0
وإذا ل يدرك العال هذه القيقة ف وقت قريب فإن أوروبا وأمريكا والعال سيفاجأون ف ناية القرن
العشرين بامباطورية إسلمية تتد من الباكستان شرقا حت بلد الغرب على الحيط الطلسى غربا .ول يكن هذا
القال هو الول من نوعه إذ دأبت الصحف الوروبية والمريكية الت يسيطر عليها اليهود على نشر مقالت طويلة
من هذا النوع 0
ول يضيع الخوان السلمون جهدهم ف مناقشة هذه القوال ،إذ أخذ خطباء الخوان ودعاتم يوبون الدن
والقرى داعي الناس إل الهاد ف سبيل ال لنقاذ أراضى فلسطي القدسة من ألد أعداء السلم .فقامت ف مصر
حركة إسلمية عنيفة وعمت الظاهرات الدن الكبى ف جيع أناء البلد ،مطالبة الكومة الصرية بالتدخل
العسكرى للقضاء على الدولة اليهودية ف مهدها 0
واندفعت حشود هائلة من شباب مصر والت جاءت من القاليم والراكز والقرى ،حت اكتظ بم الركز
العام لماعة الخوان وضاقت بم شعب القاهرة ،وبدأت اتصالت كثية بالكومة الصرية وبعبد الرحن عزام أمي
الامعة العربية ،انتهت بوافقة الكومة الصرية على تكوين فرق من التطوعي بقيادة ضباط مصريي متطوعي وتتول
الامعة العربية النفاق على هذه الفرق 0
ورحب الخوان بالفكرة وبدأت حركة التطوع عن طريق الركز العام للخوان السلمي وكان يشرف على
تنظيم حركة التطوع الجاهد الكبي الرحوم الصاغ ممود لبيب ،ونح بعاونة بعض الشخصيات الجاهدة وعلى
رأسهم عبد الرحن عزام أمي الامعة العربية واللواء عبد الواحد سبل مدير عمليات اليش الصرى ف إقامة
معسكرات للتدريب ،تتول الامعة العربية النفاق عليها ويشرف على التدريب ضباط مصريون من جيش مصر
العامل 0
وبدأت الكتيبة الول تدريبها وسافرت إل ميدان القتال يوم 25/4/1948بقيادة البطل الشهيد الرحوم
البكباشى أحد عبد العزيز ومعه عدد من الضباط التطوعي هم زكريا الوردان وعبد النعم عبد الرءوف ومصطفى
صدقى وخالد فوزى وأنور الصيحى 0
وقد لع البطل أحد عبد العزيز ف هذه الرب ،ودأبت الصحف العربية والعالية على تتبع أنبائه وتركاته
وعملياته الربية ،وأولته من العناية والهتمام ما ل تول أحدا من قادة اليوش العربية النظامية من يفوقونه ف الرتبة
والنصب 0
وكان البطل أحد عبد العزيز شخصية عسكرية نادرة تتميز برأة خارقة ،وولع شديد بالغامرة واعتزاز
بنفسه .اندفعت الكتيبة الول من متطوعى الخوان السلمي تت قيادة البطل أحد عبد العزيز (وف صحبته الشيخ
ممد فرغلى)( )1يوم 5/5/1948فوق فلنكات السكة الديد حت خان يونس ث انطلقت بسرعة مترقة صحراء
النقب مستخدمة تكتيك الضرب والركة ،وأخذت تكتسح الستعمرات اليهودية وتعترض القوافل العادية وتفتك با
وتغنم أسلحتها حت وصلت إل بيت لم وأشرفت على مدينة القدس الشريف 0
وقادة الكتيبة الثانية من متطوعى الخوان السلمي البكباشى عبد الواد طباله ،وكانت هذه الكتيبة ترافق
اليش الصرى وتشترك معه ف الدفاع عن منطقة غزة ،وتتول حصار بعض الستعمرات اليهودية وتقوم براسة النقط
الامة على خطوط مواصلت اليش الصرى ث استقرت بعد ذلك مع زميلتها الكتيبة الول ف بيت لم عقب
استشهاد أحد عبد العزيز 0
وتت الحافظة على هذه النطقة الامة حت ت تسليمها للجيش العرب الردن بعد وقف القتال وإعلن
الدنة .وكم كان جيلً أن يقوم الخوان السلمون بالدفاع عن مقدسات السيحيي ف فلسطي ،إذ كان نصيبهم
الدفاع عن مدينة بي لم الت تقع على بعد ستة أميال جنوب القدس ،وهى إحدى الدن السيحية القدسة ،إذ تقع
فيها كثي من آثار السيحيي وكنائسهم ،وباصة كنيسة الهد الت يج إليها مسيحيون من جيع أناء العال وغالبية
سكانا من السيحيي العرب 0
وقد احتفى السيحيون بالخوان السلمي عند دخولم للدفاع عن مدينتهم ،وكان الخوان يبادلونم هذا
الشعور الكري لا رأوه من إخلصهم ولا شاهدوه من غية صادقة على كرامة العرب .وقد استشهد حول أسوار
نقض اليهود الدنة يوم 23/12/1948وهاجوا مرتفعا حاكما يقع شرق الطريق الساحلى الرصوف
(طريق رفح/تل أبيب) وهذا الرتفع يعرف بالتبة 86ف قطاع دير البلح ،وكان هذا التل يقع ضمن القطاع الذى
تتله الكتيبة العاشرة الت أخدم با 0
ل فاقتحموا مواقع الشاة بالسلح البيض وقتلوا الراس وفر بعض النود مذعورين هاجم اليهود التبة 86لي ً
من هول الباغتة .وكان ناح اليهود ف احتلل التبة 86معناه عزل حامية غزة وتثيل مأساة الفالوجا مرة أخرى 0
ولقد تول الميالى ممود بك رأفت قائد قطاع دير البلح إدارة معركة استرداد التبة .86فطلب من
القائد العام فؤاد صادق إرسالة قوة من الخوان السلمي لسترداد التبة 0 86
ورغم أن قرار حل الخوان كان قد صدر ف 8/12/1948فقد ظل الخوان السلمون يؤدون واجبهم
القدس ف ماهدة أعداء ال .رغم ما كانت تصلهم من أنباء مثية عن الرهاب ضد إخوانم ف مصر 0
وكلفت قيادة حلة فلسطي سرية من كتيبة الخوان الثالثة والت كانت موجودة كاحتياط للقيادة العامة ف
معسكر رفح باسترداد التبة 0 86
وبدأت معركةاسترداد التبة 86الساعة 2بعد ظهر يوم 24/12/1948بإطلق الدفعية الصرية غللة من
النيان فوق التل بستارة من الدخان ث تقدمت قاذفات اللهب الركبة على حالت مدرعة يتبعها شباب الخوان
السلمي .ولا اقتربت قوة الخوان من التبة 86سكتت الدافع وانطلقت قاذفات اللهب تصب حمها على التبة،
وروع اليهود حي رأوا الخوان يلقون بأنفسهم عليهم فوق النادق وسط اللهب ويعاركونم بالسلح البيض
ورغم كثرة الضحايا من الخوان فقد تكنوا من استرداد التبة 86وفتكوا بن كان فيها من اليهود فلم ينج منهم أحد
0
وطلب اللواء فؤاد صادق النعام بأوسة عسكرية على الخوان الذين استردوا التبة ،86فما طلت حكومة
1من كتاب (أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمون) للستاذ حسين محمد أحمد حمودة – نشر :الزهراء للعلم العربى – ص 0 64
السعديي غي أن الرجل الشجاع أصر على رأيه ما اضطر الكومة إل إجابته إل مطلبه 0
وصدرت النشرة العسكرية تمل أساء خسة عشر من الخوان السلمي الصريي ث تتابعت النشرات
العسكرية تمل النعام اللكى على أبطال الخوان السلمي ف حرب فلسطي 0
ومن الضحك والبكى ف وقت واحد أن تصدرن النشرات العسكرية وفيها اعتراف رسى ببطولة الخوان
السملي وهو اعتراف من قيادة اليش الصرى بشجاعتهم وصدق جهادهم ،ث هل اعتراف بفضل قائد الدعوة المام
حسن البنا 0
ف هذا الوقت بالذات كان الخوان يقاسون مرارة العتقال والتعذيب ويعيشون كالجرمي وراء السوار 0
وهكذا أباحت العقلية التناقضة لنفسها أن تعامل طائفة من الناس على أنم أبطال ومرمون ف آن واحد 0
وف مدينة قنا وصلت تعليمات عاجلة بإنزال 40صف وعسكرى من الكتيبة لتوزيعهم كإمدادات لقاومة
الراد على سواحل البحر بواقع 20عسكريا لدينة الغردقة20 ،عسكريا لدينة القصي 0
فنلت من القطار ف مطة سكة حديد مدينة قنا بناء على تعليمات قائد الكتيبة ومعى 40صف وعسكرى
يوم 0 7/6/1945
وف يوم 8/6/1945تركت السيارات من قنا إل سفاجة ث الغردقة ث القصي ث إل مناجم الذهب
بالسكرى 0
ث سافرت من مناجم الذهب بالسكرى إل إدفو بالسيارات مع قول عربات من وزارة الزراعة مع اللزم
أول حزة البسيون وف الطريق من السكرى إل إدفو كنت أنا وحزة البسيون ،ف السيارة المامية وكان حزة
البسيون يقود السيارة بنفسه ،ووراءنا قول عربات وزارة الزراعة وبه مهندسون زراعيون من الوزارة الذكورة ل
أذكر أساءهم الن 0
وأثناء السي ف الصحراء شاهد حزة البسيون غزالة ترى ف الصحراء فترك الطريق الرصوف وجرى
بالسيارة وراء الغزالة أملً ف اصطيادها 0
وظل يطاردها حوال ساعة ول يستطع اللحاق با لنا كانت أسرع من السيارة وهربت منه ف البال.
فعدنا إل الطريق الرصوف لنبحث عن سيارات وزارة الزراعة فوجدنا قول سيارات وزارة الزراعة متوقفا على
الطريق ف النقطة الت تركناه فيها والهندسون الزراعيون ترجلوا من سياراتم وف انتظارنا 0
ولا وصلنا عندهم تكلم أحدهم وكان رجلً يكبنا ف السن بكثي فقال (( :إيه شغل العيال ده تسيبونا ف
الصحراء وتطلعوا ترورا وراء الغزال وتقعدوا ساعة مش تلحظوا إن معكم ناس))0
فما كان من حزة البسيون إل أن جرى وأحضر بندقية من السيارة وحاول تعميها بالرصاص وقتل هذا
الهندس الزراعى فجريت نو حزة البسيونىت وخطفت منه البندقية وقلت له (( :أنت منون)) هم لم حق واحنا
ال غلطاني .وطيبت خاطر السادة مهندسى الزراعة ،واعتذرت لم عن هذه الواقعة وكانوا جيعا أكب منا ف السن
فقبلوا العتذار 0
من هذه الواقعة أيقنت أن حزة البسيون إنسان غي طبيعى وأن خلق التوحش والقسوة والجرام سجية فيه،
ول أدر ف ذلك الوقت ما تبئه القدار لشعب مصر على يد ذلك السفاح الجرم حزة البسيون 0
اعتذار
كنت مجوزا ف مستشفى سجن قنا حيث الضغط مرتفع وأشاع جنمدى من الراس أن زميلكم الاج
عباس السيسى يسرق اللحم ويأكله خلسة حي يدخل ليغسل يديه ف صالة دورة الياه ،حيث كان يران بعد أن
أغسل يدى ألتهم شيئا كاللحم لونه أحر - -وظل هذا الارس يردد هذا للخوة ..حت كان ذات مرة قريبا من
حي كنت أغسل يدى فوجدن أغسل طاقم أسنان ث أدخله ف فمى فجاء إل معتذرا عما بدر منه 0
بعد حرب يونيو 1967رحلنا من السجن الرب إل عنب الستقبال بسجن ليمان طرة .وكانت إدارة
السجن قد انتدبت لراستنا ضباطا وجنودا (مسيحيي) ،كما كان الطبيب الذى يشرف على علجنا أيضا مسيحيا،
ذلك حت ل يدث بيننا أى تاوب وتنقطع صلتنا بالارج تاما ،كأننا نعيش ف الريخ 0
وكان الطبيب يأتى إلينا ف العنب ليقوم بالكشف على الرضى من الخوان .وكان الإخوان رغم ما أصابم
من أمراض يرفضون الذهاب إليه ،باعتباره من عملء الطاغوت – كما أن هذا الطبيب كان يتعامل معنا بأسلوب
((التعال)) -رغم أن فينا مموعة من الساتذة والطباء والهندسي وغيهم – ولكننا كنا نرتدى ملبس مزرية وكنا
ف صورة شاذة ،وهو أمر مقصود حي يشكو أحدنا من البواسي فإنه يكشف عليه بدون ستارة ول يكن عنده شىء
من الياء 0
وكان الطبيب يستعي بأحد الخوة (كممرض) واختار لذلك الخ الدكتور البيطرى (ممد بديع سامى)
الذى كان معيدا بالكلية .ورأيت أن أعرض نفسى على هذا الطبيب 0
فذهبت وقدمت أورنيك العيادة للخ ممد بديع ول أقدمه للطبيب فنظر إل الطبيب غاضبا وقال :إنت
(جاى ل ول جاى له) فقلت له :أنا جاى للطبيب البيطرى لنن تبع تصصه 0
فقال الطبيب من خريى كلية الطب ومن الصفوة ،لكنك تعاملنا بصورة غي كرية ،وتكشف علينا دون
مراعاة لشعورنا ،وقد فعلت ذلك حي كشفت على أحد الخوة الرضى بالبواسي دون ساتر ،مع أنك تعلم أن ف
هذه الجموعة أفرادا كثيين ل يقلون عن مستواك – فأحرج جدا – ونادى على العسكرى الارس واسه (ديهوم)
وقال له :اذهب إل الستشفى واحضر من هناك (برفان)0
وجاء العسكرى ديهوم بالبفان ليكون ساترا عند اللزوم وبذه النكتة استطعنا أن نقق شيئا من الدب
والياء 00
كان عيد الفطر أول عيد جاء علينا ونن ف السجن الرب ،وأعطت إدارة السجن أجازت للجنود (الراس)
وانتدبت بعض النود الذين ل خبة لم بالتعذيب .وف صباح أول يوم العيد فتح علينا الزنزانة عسكرى من هؤلء
ومعه صندوق من الشب به ثلث تفاحات وحوال نصف كيلو من الوز واللوز والبندق ،وأغلق علينا الباب
ونظرنا إل هذه الفاجأة ولسان حالنا يقول ( :اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لولنا وآخرنا)
وقمنا فوزعنا كل واحد منا تفاحة وجزءا من الكسرات ،واتفقنا على أننا نستبقى بزءا من الكسرات ف جيوبنا
حت إذا خرجنا إل دورة الياه أعطيناه لخواننا ظنا منا أل يكون قد وصلهم شىء من ذلك 0
وكلما ذهبنا إل الدورة ف الواعيد القررة ل نستطع أبدا أن نعطى إخواننا أى شىء حيث الراسة شديدة
متحفزة فنعود على أمل أن نستطيع ف الرة القادمة حت كان صباح آخر أيام العيد ،فتح علينا الزنزانة العسكرى
الشرس (على السود) وهو مشهور بإجرامه .فوقفنا له تية تعظيم سلم وهو تقليد معروف ف السجن الرب وقال
ل ( :ولد يا سيسى في صندوق الشب اللى كان فيه التفاح) فقلت له ( :يا فندم ما عرفش أى شىء عن هذا
الصندوق) قال :يا أولد ..لزم تيبوا هذا الصندوق 0
وأخيا قال أحدنا :إحنا رمينا هذا الصندوق ف الزبالة تت السلم ،فذهب يبحث عنه ،فقلت لخوان :هيا
كل واحد يسرع ويبتلع ما معه من جوز ولوز قبل أن يأتى العسكرى (على السود) ،فكل واحد منا وضع كل ما
معه ف فيه وأخذ يشغل أسنانه وإذا بالعسكرى يأتى غاضبا حيث ل يد الصندوق.
وقال :يا ولد يا سيسى يا ابن ..في الصندوق؟ كان فهمى ملوءا فلم أستطع أن أنطق وأقول له أى شىء..
فيلطمن لطمة شديدة على وجهى ،فتنطلق الكسرات ف وجهه كالقنبلة واكتشف المر وحكم على كل واحد بـ
(عشرين كرباجا) 0
وقد علمنا بعد ذلك أن الذى أرسل إلينا هذه الدية هو الرجل الصال الاج صادق لزين من الخوان
السلمي بدينة غزة شعبة الرمال بفلسطي وقد حكم عليه بالسجن عشرة أعوام قضاها معنا ف سجن مزرعة طرة 0
إل أن دخل العسكرى (زغلول) الشرس ف زنزانت وهجم على كالوحش الكاسر وضغط بكلتا يديه على
وجهى فبز بصورة عفوية (طاقم) أسنان ف وجهه فجأة ،فقفز إل اللف مرتبكا مذعورا ..ث عاد ليقول ل ( :إيه
دا يا ولد) ،فقد ثبت أنه لول مرة ف حياته يرى هذا الطقم ،فقلت له :يا امباشى زغلول – هذه أسنان صناعية،
فأخذ يسأل وهو ف دهشة لا يرى .ث ذهب وأحضر بعض زملئه الراس وأخذ يكرر ما حجدث حت يبز الطاقم
ويضحك الراس على ذلك الوقف .فرأيت أن أشتغل هذا الشهد فيما يدث ل من مواقف بعد ذلك 0
وذات يوم كنت أسي ف الطابور وبوارى الخ الهندس( فاروق الصاوى) وأراد أن يتحدث معى .ومعلوم
أننا إذا ضبطنا ونن نتحدث فإنا تكون كارثة حيث يعزل كل منا على الخر ،ويصي تقيق فميا كنا نتحدث عنه
وماذا كنا نقول؟ ويسأل كل منا على حدة فإن تطابقت أقوالنا ف حديث غي سياسى ،يكون الزاء عشرة أو عشرين
(كرباجا) .أما إذا ل تتطابق أقوالنا ،فمعن ذلك أننا كنا نتحدث ف شأن الكومة .ويا ويلنا بعد ذلك 0
فقلت للخ الهندس فاروق .قبل أن نتحدث لبد أن نتفق على نوع الديث حت إذا ضبطنا وجدنا مندوحة
لديثنا ،واتفقنا على أن يسألن عن موضوع طاقم السنان :ما السبب الذى أجبك عليه؟ وبكم من الال تكلف وما
إل ذلك؟0
-وبدأنا نتحدث وفجأة امتدت من اللف يد تسك ب ويد أخرى تسك به .وكل واحد منا
وقف أمام الائط منفردا .وجاء الاويش يسأل كل منا :ماذا كنت تقول له؟ فقال الخ
فاروق للجاويش :أنا كنت أسأله على شىء أراه كثيا يبئه ف فمنه ويشبه السنان فجاءن
الاويش يسألن فقلت :إن زميلى كان يسألن عن طقم السنان عن طقم السنان هذا
وأخرجته من فمى فأنزعج الاويش ووقف مشدوها .وأخذ يتحدث عن هذا الشىء الذى يراه
وكيف يكنن أن آكل به وهكذا .وبعد الديث انصرف دون أن يسنا بسوء 0
وعلى هذا استطعت أن أستغل هذا لطاقم ف مواقف حرجة كثية إذ أستطيع أن أعطس فيندفع الطاقم
وألتقطه بسرعة .ما يلفت نظر الراس ويتلهون وينشغلون ف قضية الطاقم وينسون الشكلة الت كانت تسبب ل
كثيا من التاعب 0
والعجيب أن العسكرى زغلول –وهو من أقذر وأشرس الراس -بدأ بتعاطف معى بعد ذلك ،حت إنه ذات
مرة ذهب لينام ف مزن البطاطي وطلب من أن أوقظه إذا رأيت الصول صفوت قادما؟!
فقال :أقول لك القيقة :الخ أمي يقول ( إنه ياف أن ينام وحده ) !!
نكتة مع أخ من السويس
ف سجن مزرعة طرة ،وف الشهر الخي قبل الفراج عن الخوان ،جاء طعام العشاء فتحلقنا ستة من
الخوان حول الشمع الذى نضع عليه الطعام .وكان موعدنا هذا الساء مع وجبة من اللحوم ،وقام الخ أمي الطعام
بتوزيع النصبة بالتساوى .وكان نصيب أحد الخوة قريبا من قطة تلس إل جواره .وفجأة خطفت القطة نصيبه من
اللحم .وعاجلها الخ بضربة شديدة (بالقروانة) على أرسها .فابتعدت القطة وهى تقول (نوو نوو) فالتفت إل الخ
وهو يقول :بتقول إيه القطة دى يا حاج عباس؟ ،فنظرت إليه وقلت له :أنت مش عارف بتقول إيه القطة بتقول( :
ينعل )1()0000ففوجئ الخ والخوة با ل يكونوا يتوقعونه إطلقا ،وف الال قام مسرعا إل الخ الكبي أمينا،
وقص عليه القصة واستدعان ..وقال ل :صحيح الكلم ال ذكره الخ؟ قلت :نعم الكلم الذى حدثك به قد قد
حدث من بالفعل .قال :وكيف ذلك؟ قلت له :لقد كنا على مائدة الطعام ستة من الخوة فلماذا اختارن ليسألن
هذا السؤال ؟0
ذلك لنه يعرف أنن سيسى!! والسيسى يعرف لغة القطط !!
فأصدر أمره برمان من تعيي الشاى لدة أسبوع .والعلوم أنن ل أشرب إل قليلً من الشاى وأعطى وجبة
نعم إن الوت أسهل من التعذيب وأرحم من التعذيب ،فالوت يكون مرة واحدة ويستشهد النسان ،أما
التعذيب الذى يأكل جسم النسان رويدا وعلى مراحل بل أدن شفقة ول رحة فإنه أمر ل يقدر عليه إل أولو القوة
والعزم وقليل ما هم .وكم من مواقف ف ضمي التاريخ سجلها ال تعال ف صحف مكرمة مرفوعة مطهرة ل
تكشف إل يوم يقوم الناس لرب العالي .ويومئذ )كل نفس با كسبت رهينة( (الدثر . )38 :فإما من أصحاب
اليمي وإما من أصحاب الشمال 0
اضرب أستاذك
وف منة 1965وف السجن الرب وأمام الكاتب بعد انتهاء التحقيق ..كان يقف على هيئة طابور جيع
إخوان السكندرية التهمي ف القضية ،ول أكن أعرف منهم إل قلة قليلة 0
ونادى النقيب إحسان الكباتى على اسى ،فخرجت من الطابور وأوقفن أمامهم ،وأشار إل وقال :هذا هو
(السئول) عن تنظيم السكندرية وأشار إل أحد الخوة ،فخرج وأوقفه ف مواجهت وقال له :اضرب استاذك عشر
صفعات على وجهه 0
ل صغيا ف شعبة الخوان ف (مرم بك) ل يتجاوز عمره تسعفقال له :هذا الخ الذى كنت أعرفه شب ً
سنوات عام 0 1951وهو اليوم مهندس متهم ف قضية الشهيد سيد قطب !!
قال الخ الهندس ( : )000أنا ل يكنن أن أضربه بأية حال 0
فضربن برفق .فغضب النقيب وأمره أن يضربن بضراوة وعنف فأشرت إليه أن يفعل رفقا به لا ينتظره من
ل0ويل وثبور ..وبعد أن اضطرب ونفذ الطلوب ،رأيته يبكى وهو يلوى وجهه عن حياءً وخج ً
وف لقاء سريع بعيد عن أعي الرقباء .طلب من رجاء وبكاء ،أنه إن كان ولبد من أن أحكى هذه الواقعة
الؤلة الؤسفة ،فإنه يرجو أل أذكر اسه !
هكذا هى الواقعة ..نعم إننا ف السجن الرب تقع علينا الصائب والهوال من هذه الشراذم الت تردت من
كل معان النسانية ولكننا نعتبها صادرة من ((أعداء)) فل تصيب منا إل السى والسرة عليهم 0
والخ البيب الكري صورة من الانب الخر الذى يثل أسى ما بلغته آيات الخوة والنسانية ،وشتان بي
مؤمن ومرم وجبان !!
ثلثة ف موكب الطغيان ()1
من هؤلء إساعيل الفيومى ..وهو واحد من آحاد الناس ،من بي مليي شعبنا الطيب ،عرف بالتقوى وشدة
تدينه ،التحق بعد أدائه للخدمة العسكرية بوزارة الداخلية حيث عمل ف قسم الليفة لدة ثانية أشهر ،بعدها ساقه
قدره للعمل ف رئاسة المهورية ضمن الرس الاص للرئيس عبد الناصر ،هناك أمضى الفيومى سبع سنوات كاملة
ف خدمة الرئيس وف عام 65ألقت الباحث العامة القبض على كافة أعضاء الخوان السلمي ومن بينهم إساعيل
الفيومى الذى سيق مع غيه إل السجن الرب ..حيث عذب تعذيبا بشعا أقله الضرب بالسياط الذى ل يكن إل
مرد بداية لجبار الضحية على العتراف ،فإذا ل يأت بالنتيجة الرجوة استعملوا أساليب أخرى منها الصدمات
الكهربائية ،وذلك بأن يؤمر العتقل بإخراج لسانه من فمه لكى يوضع عليه سلك الكهرباء الت تدث ف السم هزة
مزلزلة ،كما كان هناك أيضا ((الازوق)) وهو عبارة عن دانة مدفع طولا 60سنتيمترا لا رأس مدبب ،كان
الضحية يؤمر باللوس عليها فإذا رفض ضربوه بالسياط فل يد مفرا ف النهاية من تنفيذ المر ما كان يدث له تزقا
وشروخا تسبب آلما رهيبة ل تنتهى عادة إل بإجراء عملية جراحية !!
وطلبوا من الفيومى أن يعترف بأنه كان ينوى قتل الرئيس الراحل ،ونسى هؤلء أنه كان ل يفارقه طوال
سبع سنوات ولو أنه أراد إزهاق روحه لتم له المر ف سهولة ويسر ..ورفض الفيومى الستجابة لا يريدون ،فكان
التعذيب بالطرق الت أوضحناها آنفا ويبدو أن السكي ل يتحمل هذا العذاب فلفظ أنفاسه الخية ذات ليلة من
ليال أغسطس 1965ويروى أحد نزلء السجن تفاصيل ما جرى للفيومى فيقول :
-ف تلك الليلة صعد المباشى الراكب مع عساكر آخرين إل الزنزانة الت كان يرقد فيها إساعيل بل حراك
1صلح السوانى – جريدة الوفد – العدد – 137السنة الرابعة – 30ربيع 20 – 1411أكتوبر 0 1990
فوضعوه ف جانب منها وراحلوا يغسلون الدماء من أرضيتها ث لفوه ف لفافة بيضاء ونزلوا به إل الخزن وهو حجرة
واسعة كانت بوار السجن الكبي 00وفجأة أطفئت النوار وسعت صوت عربة دخلت إل حوش السجن ،فخرج
الزبانية من الخزن حاملي ضحيتهم فوضعوه ف العربة على حي حل بعضهم كوريكا وفأسا ،وف الصباح وجدت
الزنزانة خالية من إساعيل فأدركت أنه قد نال شرف الشهادة .وف اليوم التال نشرت الصحف الصرية ف صدر
صفحاتا أن الفيومى قد تكن من الرب إل خارج البلد وأن البعض قد شاهدوه بالفعل وهو يسي ف شوارع
سويسرا !!!
والخزن أن هذا الرجل السكي الذى خدم الدولة والرئيس الراحل نفسه ما يقرب من ثان سنوات ل تصل
زوجته ول أطفاله البرياء على أى معاش ،ذلك أنه ل يزال حيا من وجهة النظر الرسية ولكن 00هل كان إساعيل
الفيومى وحده هو الذى مات أثناء التعذيب؟! لقد شاركه مصيه التعيس فيما نعلم اثنان ها ممد عواد وممد
منيب ،وكان الول قد رفض أن يعترف با طلب منه فصدرت أوامر صفوت الروب بإغراقه ف الفسقية الت كانت
موجودة ف صحن السجن الرب ..وأنزل عواد إل الفسقية ونزل وراءه جندى يقال له (( :خرشوف)) فركب على
أكتافه وأمسك برأسه وراح يغطسه ف الاء حت إذا ما رأى أنه قد أشرف على اللك أخرج رأسه وانال عليه
باللكمات والصفعات وهكذا دواليك! فلما أعيتهم اليل معه نزل صفوت الروب بنفسه إل الفسقية وأمسك براس
عواد ورواح يضرب به جدار الفسقية حت هشمه تاما ،عندئذ أمر ((اللد بإخراجه)) من الفسقية فاكتشف الميع
أنه قد مات ،والغريب أن الشرطة العسكرية ذهبت بعد ذلك إل منل عواد فقبضت على والده بجة أن ابنه قد
هرب وأنه سيظل رهن العتقال حت يسلم البن نفسه وبقى الب شهورا طويلة ف السجن وأخيا ..أفرجوا عنه
بعد أن أوهه شس بدران بأن التحريات قد أثبتت أن ابنه قد هرب إل الملكة العربية السعودية ..وعاشت أسرة
عواد سنوات معتقدة أن أبنها قد هرب إل الملكة العربية السعودية حت عرفت القيقة بعد وفاة عبد الناصر 0
من كتاب (مذابح الخوان السلمي ف سجون ناصر) لابر رزق 0
أما الشهيد الثالث فكان ممد منيب ،كان يعمل أمينا لكتبة كلية العلوم بامعة أسيوط وكان يرص على
أدءا الكثي من الدمات لطلبة الكلية ،خاصة الطلبة النازحي من أماكن بعيدة عن أسيوط فكان يبعث إليهم بنتائجهم
وياول بقدر المكان تلبية رغباتم وقضاء مصالهم ..وحي ذهبوا للقبض عليه وجدوا بي أوراقه خطابا أرسله إليه
أحد طلبة كلية العلوم من أهال طنطا ،به هذه العبارة ((خلى بالك من الكتاكيت)) فظنوا أن هذه العبارة وراءها
ماوراءها ،خاصة أن صاحب الطاب قد وقع اسه بط غي واضح فسأله الزبانية عن القصود بتلك العبارة فقال لم:
إننا ف أسيوط نرب الكتاكيت وأن الكتاكيت قد أهلنا ف الحافظة عليها ،فنفق أكثرها وهذه دعابة من مرسل
الطاب فقالوا :ل إن الكتاكيت هم أعضاء الخوان فماذا عنهم ..اجب؟ وعبثا حاول منيب إفهام هؤلء الغبياء
بأنه خطاب عادى ولكن بل جدوى .وف النهاية انالوا عليه بالسياط ث علقوه كالذبيحة حت إذا ما اغمى عليه
أفاقوه وحلوا وثاقه وأرغموه على الرى ف دائرة يوطها حراس السجن الذين يصفعونه ويركلونه حت يسقط من
شدة العياء فينهضونه بالسياط ث يعلقونه مرة أخرى لكى يضربوه على جروحه بقسوة ،وأخيا مات منيب فقيل
كالعادة أنه تكن من الرب و ..ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الستعباد !!
والطاب يكى أن أولد أخت قد كونوا فيما بينهم فريقا لكرة القدم .فكان أكبهم هو كابت الفريق
وأحدهم حارس الرمى والخر قلب الوسط وهكذا 0
وقال ل الضابط :إنه يشك ف أن هذا الفريق هو عبارة ن تنظيم إخوان جديد ف شكل فريق لكرة القدم!
وإنه يفكر ف تصعيد المر إل مباحث أمن الدولة !!
وكانت الفاجأة مذهلة ..فقد تؤخذ هذه الكاية مأخذ اللد كما أخذت مثلها من قبل ف قضية الخ
الشهيد ممد منيب الذى كان يعمل أمينا لكتبة كلية العلوم بامعة أسيوط ..حي ذهب مباحث أمن الدولة للقبض
عليه ،فوجوا بي أوراقه خطابا أرسله إليه أحد طلبة كلية العلوم من أهال طنطا به هذه العبارة(( :خلى بالك من
الكتاكيت)) فظنوا أن هذه العبارة تشي إل أنه له صلة بتنظيم جديد من شباب الخوان ،فقاموا بتعذيبه حت فارق
الياة 0
وبكل إمكانياتى من وسائل الدفاع أخذت أشرح للضباط أن مرسلى هذا الطاب أطفال أكبهم سنا ل
يتجاوز عشر سنوات .وأنم يكتبون هذا الطاب بقدراتم الحدودة يقصدون به التسرية عن خالم ف منته وهم ل
يفهمون شيئا عما يدور حولم من أحداث ،فهى أمور أكب من إدراكهم وأعمارهم 0
وأخيا بتوفيق من ال وافق على أن أقرأ الطاب ث أمزقه أمامه ،وقد فعلت ول المر من قبل ومن بعد 0
)فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور( (الج 0)46 :
يا منتقم
ف جحيم العذاب والمتهان بالسجن الرب ،استهان الطغاة بكل القيم النسانية الت كرم ال با النسان؛
فلم يعد النسان سوى هيكل حطمته أساليب القهر والذلل 0
وجئ بالخ فؤاد البقلى من إخوان القاهرة مساقا إل ساحة السجن ومن حوله زبانية جهنم ،ث ربطوه على
جذع شجرة وأوثقوه بشدة وعنف ،خوفا من أن يفلت من أيديهم ..وإل أين ؟!
وانالوا على جسده ..كل جسده – جسده الذى ل يستره سوى قطعة من قماش تستر عورته – انالوا عليه
بالسياط الشبعة بالزيت واللح إمعانا ف ليب العذاب 0
قال الخ فؤاد بشجاعة الؤمن الذى انصهر ف بوتقة الحنة :ينتقم منك يا كلب !!
فأسقط ف جوف الجرم خوفا ورعبا ..لن الغاية من التعذيب هو الذلل والسكنة .وت فعل كل ذلك
بالخوان كما فعل من قبل مع أصحاب الخدود 0
أثبتت الحكمة الدارية بطنطا أن أعضاء جاعة الخوان السلمي هم الول بشغل الوظائف العامة بالدولة 0
ففى حكمها الذى صدر مؤخرا ف الدعوى رقم 241القامة من الدعى عمر مكرم على ضد رئيس جامعة
النوفية بصفته والذى استندت فيه على تقرير هيئة مفوضى الدولة 0
قالت الحكمة (( :إذا ل تكن الدولة تأتن هؤلء القوم الذين سلكوا طريق الق والرشاد على هذه
الوظائف الت تس أمن وأمان الواطني ف دولة دينها الرسى السلم ،وأزهرها يشع نورا على الدنيا بأسرها ،فأى
رجال تأتنهم على شغل هذه الوظائف بعد هؤلء الشباب السلم الذى لأ إل دينه واحتمى بماه؟ إن الجابة
لخزية!
وكان الدعى عمر مكرم على – أحد شباب الخوان السلمي – قد ترج ف كلية العلوم جامعة النوفية،
دفعة 1987بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وقرر ملس الكلية تعيينه معيدا بقسم الكيمياء بتاريخ 6/9/1987
0
وعندما رفع القرار إل رئاسة الامعة العتماده ت رفضه نظرا لعتراض جهاز المن بجة أن الدعى من
1مجلة لواء السلم – العدد الخامس – السنة السادسة والربعون – المحرم 1412هـ – يوليو 1991م 0
الماعات السلمية الت تنتهج منهج الخوان السلمي ،وذات النشاط البارز ف الامعة 0
فقام الدعى ف عام 1988بتوكيل الستاذ متار نوح الحامى برفع الدعوى أمام الحكمة الدارية بطنطا
حيث أحالتها إل هيئة الفوضي بجلس الدولة 0
قامت هيئة مفوضى الدولة بإعداد تقرير ف الدعوى استندت عليه الحكمة ف حكمها الذى صدر ف
،24/4/1991والذى قضى بأحقية الدعى ف التعيي ،وإلغاء القرار السلب الصادر من رئيس الامعة بعدم تعيي
الدعى بوظيفة معيد بكلية العلوم 0
وهنا نورد فقرات من التقرير الذى يعد شهادة جديدة تضم إل سجل جاعة الخوان السلمي الناصع 00
(( ..ومن حيث أنه وبإعمال حكم هذا البدأ الستقر عليه قضاء على السبب الذى قام عليه القرار الطعي،
ل يسوغ للجهة الدارية حرمانه من التعيي
فإننا نرى إن مرد انتماء الدعى إل جاعة الخوان السلمي ل ينهض دلي ً
معيدا ،لن هذا النتماء ل يؤدى إل فقد الدعى شرط حسن السمعة ،أو يعله سيئ السلوك تاه نفسه ،أو تاه
وطنه ،أو تاه أمته السلمية ف مشارق الرض ومغاربا ،حيث أن جاعة الخوان السلمي ظهرت منذ عهدها
الول كدعوة إسلمية لسترداد الرض الفقودة أو الرض الغزوة بالعن العقائدى الضارى السياسى 0
ولذلك ظهرت كدعوة لطلق السلم ،وتسميت باسم السلم ((جاعة الخوان السلمي)) ،قال ال تعال :
)إنا الؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم( ،لذلك قامت لحاربة الوافد والرواح والنظم)).
((… إن دعوة الخوان السلمي هى العودة بالناس إل أصول معتقداتم وحضارتم السلمية ،بدءا من
النصياع إل أوامر الدين ونواهيه ،والرص على العودة إل رموز الضارة السلمية ،وهى ف الوقت نفسه دعوة
للعداد النفسى للشباب الاد القوى الرافض لسباب التحلل والتخنث ..وهى أيضا نوع من الرباط يؤكد مسلك
النتماء للمعتقد والضارة الوروثة .لذلك رأت هذه الدعوة الدوى ف وضع البناء العقائدى والضارى السلمى
ف مواجهة مثيله الوافد الغرب ))0
(( فإذا كانت جاعة كهذه قائمة على هدى من ال ورسوله ممد - rمستهدفة إنقاذ المة السلمية من
الضباع الذى با نتيجة للغزو اللادى ،والذى وفد إليها بكل صورة الربية والفكرية والقتصادية ،حت جعلها أمة
ذليلة بد يد الساعدة إليها من أجل إعطائها لقمة العيش الت تسد با رمقها ،وهى ما ترددت فيه الن 0
أليس تابعو هذه الماعة وحالم هكذا ،يكونون الحرى والوملى بشغل هذه الوظائف العامة )) 0
(( إن الهات المنية ل تبد أى سبب مناسب يبهن على أن انتماء الدعى إل هذه الماعة السلمة كان
مصدر قلق لمن وأمان الواطني ،أو أنه اقترف فعلً من شأنه ذلك ،واكتف بالشارة إل أنه من الماعات السلمية
ذات التاه الخوان ،وهذا النتماء – وكما سبق ذكره – أحرى للجهة الدارية ف أن تسارع إل تقلد هذا
الشباب – الذى عرف طريق ربه الصحيح 0
الوظائف العامة وليس العكس كما حدث بالنسبة للمدعى )) 000
وانتهى التقرير الذى يعتب إدانة للعهد الذى نعيش فيه والذى أصبح جهاز المن فيه هو المر الناهى ،يترك
الجال للملحدين والعلمانيي والتحللي ،ول هم إل ملحقة الخلصي الطهار 00
والسؤال :هل تد شهادة القضاء لماعة الخوان السلمي صداها عند السئولي؟ !!
قال ل الخ الكري حي طلبت مساعدته ف اجتيازى الكشف الطب حت أحقق أمنيت ف دخول كلية دار
العلوم ،وحت أعيش ف رحاب مكان نعم ف يوم من اليام بالمام الشهيد حسن البنا 0
وأوضحى لخى أن ضعف بصرى ربا يول بين وبي ذلك ،فقال ل ف نبة مؤمنة صادقة :أمض لشأنك،
وتوكل على ال ،وحده 0
ونزلت الكلمات من نفسى منلً كريا ،ومضيت لشأن ومعى شقيقى ،دون أن أحس بذرة شك ف عاقبة
التوكلي 0
وخرجت من حجرة الكشف دون أن أنظر إل الستمارة ،وخطفها من شقيقى ليطمئن على ،وإذا به
،سبحان ال أنا ل أر العلمات! قال ل :وما ، يعانقن ف غبطة وفرح ويقول مبوك ..مبوك
رميت إذا رميت ولكن ال رمى .وجاء دوره فكانت النتيجة وهو صاحب النظر القوى :يعاد الكشف بعد عمل
نظارة .فقال ل :اطمئن أنا أغي النظارة ..أما أنت فل يكن أن تغي عينيك .وكان ال معك لنك اعتمدت عليه
وحده 0
1من كتاب عبد الناصر وأقزام السلطة – حواديت القلعة تأليف حامد أحمد يوسف – ضابط شرطة سابق 0
خلل فترة القبض على أعضاء تنظيم الخوان السلمي عام 1965بقيادة الرحوم الستاذ /سيد قطب،
قبضص على شرطى من قوة شرطة حرس رئاسة المهورية ،والذين يتم اختيارهم بعد إجراءات أمنية دقيقة،
ويوضعون تخت نظام رقاب صارم وتكتب عن كل منهم تقارير دورية للطمئنان إل وجوده ف مثل هذا الكان
الساس .وبالرغم من كل هذه الجراءات فقد اكتشفوا فجأة إل أن الشرطى إساعيل الفيومى أحد الرس
الصوصيي للرئيس عبد الناصر ضمن تنظيم الخوان السلمي ،ومن أعوان الرحوم سيد قطب ،وأنه كان مكلفا
باغتيال عبد الناصر بالضافة إل أنه كان ((نشنجيا ماهرا)) ،وكان دائما الول ف مسابقات ضرب النار .علما بأنه
كان يعمل بذه الوظيفة منذ بضع سنوات قبل القبض عليه ولو أنه أراد اغتيال عبد الناصر لكان ذلك يسيا جدا
بالنسبة له حت باستعمال أى سلح يدوى 0ولكن تبيرات السلطة دائما على حق 0
الهم ف هذا الشأن أنن ف هذه الفترة كنت أعمل بالباحث النائية بديرية أمن السكندرية ،وكانت قد
وردت لشعبة البحث النائى نشرة من إدارة المن العام تفيد هروب الشرطى إساعيل الفيومى ،من السجن الرب
ومبي بذه النشرة وصف له ،وبعض بيانات عنه مع صورته الفوتوغرافية ،أسوة با كان يتبع بالنسبة لغيه أيضا من
الاربي من السجن الرب ،المر الذى كنا نعلم جيعا كضباط بالشعبة بأن هؤلء ف عداد الوتى ،وأنم قد هربوا
من الدنيا بأسرها وفاضت روحهم إل بارئها ،ولكننا كنا نتصرف حسبما تريد السلطة وهى توزيع مثل هذه النشرة
على الشرطة السريي الذين يقومون بدورهم بالبحث عنهم ونشر صورهم ،حت يعلم الكافة بأنم هربوا فعلً من
السجن الرب وينتشر خي هروبم شعبيا وهو الطلوب 0
ل ف هذا المر أن إدارة المن العام كانت ل تتابع ما ت ف هذا الصوص ،بالرغم من أما الضحك فع ً
خطورته ،على عكس استعجالتا التكررة لنتيجة البحث ف حوادث أقل أهية بكثي من هروب معتقل من السجن
الرب ،لذا فعندما حاورت اللواء حزة البسيون بعتقل القلعة كنت تواقا إل معرفة معلومات عن مثل هؤلء الاربي
0
وكتمهيد للسؤال عن واقعة الروب سألته ف يوم من اليام عما إذا كان من المكن لى مسجون بالسجن
الرب أن يهرب منه ،فرد بنتهى العنف والفورية (( :بتقول إيه .مش مكن طبعا ..السجن الرب أقوى من سجن
الباستيل ول يكن لحد النلء به أن يهرب))0
فلم أسأله عن واقعة هروب الشرطى إساعيل الفيومى ف نفس الوقت ولكن آثرت أن انتظر يومي أو ثلثة
حت يكون قد نسى أنه قال ل هذه الواقعة 0
ل بعد مرور حوال ثلثة أيام على هذه الناقشة وأثناء ما كان يدخن الشيشة بزنزانته دخلت عليه
وفع ً
وجلست معه 0
وف هذه الرة من الوار بادرته بالسؤال عن العسكرى إساعيل الفيومى ذاكرا له بأنن خلل عملى بالباحث
النائية بالسكندرية وردت لنا نشرة من مصلحة المن العام تفيد هروب الذكور من السجن الرب ،وكنا نعلم أنا
مرد طريقة تلجأ إليها السلطة ف ذلك الوقت لينتشر الب شعبيا ،ويؤيد تضليلهم لماهي الشعب فضحك قائلً:
((هى الرائد بتاعتكم مش قالت إنه هرب وحت ظهر ف سويسرا))0
فقلت له (( كلنا عارفي إن الرائد بتخضع لشراف التاد الشتراكى والسلطة الاكمة وبالتال تنشر ما
يلى عليها ،إنا القيقة غي كده وأنا مسجون مثلك ولست ضابطا يقوم باستجوابك يابا اللواء ))0
فرد بدوء وبدون تفكي (( :وال الولد ده أنتا برئ من دمه فأنا كنت أقضى وقتا سعيدا بالسكندرية ولا
رجعت وجدته انتهى فقلت لم يتصرفوا كالعادة ))0
فاستفسرت منه عن كيفية التصرف فقال (( :بسيطة ف فترة الظلم بعد الغرب تطفأ أنوار السجن لظات
وتطلع الثة ف سيارة السجن وتلقى بالبل الجاور ،حيث توارى التراب ف أمكنة بعيدة عن العي ،وترجع ث
أشكل ملس تقيق لرجال القوة الت كان منوطا با حراسة زنزانته وأوقع على التحقيق بصم 15يوما من مرتب
الستجوب ..على الورق بس ،وأركن الحضر ث أعطيه مكافأة مالية مقابل توقيعه عليه ))0
وهكذا كانت تكتب ناية إنسان شريف ل يرتكب ذنبا سوى أنه شهد أن ل إله ال وأن ممدا عبده
ورسوله ..مواكن كري كرمه ال ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم 0
حادث ف منلنا
عادت زوجى بعد أن قضت ف جحيم السجن الرب حوال أسبوعي ،عادت إل منلا ف رشيد الت
عاشت معها بكل مشاعرها وأحزانا 0
وما كادت تدخل بيتها حت هرع إليها السيدات من الهل واليان وعامة أهل الدينة يواسينها ويهنئنها
بالفراج عنها 00
وفيما كان هذا المع يعيش ف حالة من الذكريات الشحونة بالزن والغلفة بشىء من الفرح للفراج
عنها ..إذا بأحد أبنائها ينظر من الشباك ،فيى سيارة الشرطة تقف تت النل بغي قصد ..فأسرع ف رعب إل أمه
يبها بأن الشرطة قادمة وإذا بالنسوة الوجودات ف النل يسرع بعضهن إل دورة الياه ،وبعضهن يتفى ف بعض
الدواليب ،وبعضهن يسرعن بالروج من الشقة والميع ف حالة من الرعب والفزع ،وسرعان ما تبي لن أن سيارة
الشرطة قد غادرت الكان !!
الفراخ والبط
ف عهد الرئيس جال عبد الناصر وف ظروف تأميمه للشركات الكبى والصانع والستيلء على الشروعات
والؤسسات ،شاعت ف مصر موجة من الوف والرهاب والتجسس 0
فاستغل بعض الغرضي والستغلليي الوقف ،وأشاع أحدهم ف مدينة رشيد أن الكومة سوف تستول
على كل أنواع الطيور مثل الدجاج والرانب والوز والبط .وحي شاع هذا الب بي الهال ،أسرع الناس إل ذبح
وبيع هذه الطيور النلية ف الال ،وبدأ صاحب الشاعة ف الرور على النازل مستعدا لشراء كل ما يعرضه الهال
من كل هذه الطيور 0
وبذلك حصل على كميات كبية أخذ يصدرها إل السكندرية والحافظات ،وربح ربا كبيا من هذه
اليلة الفاجرة ..وعض الناس بعد ذلك على أناملهم غيظا؟!
ملحمة إسلمية
حي كنت أعيش بكل كيان ووجدان تتلبسن أحداث الحنة ف بطن السجن الرب الرهيب ،الذى ابتلعنا
ف جوفه الحموم بالقتل والتعذيب البشع ،الذى تاوز كل أساليب النتقام بغي ما سبب جنيناه إل قولنا (ربنا ال)0
فكان هذا النظم نتنيجة تفاعل وانفعال وحركة وجدان ألفته واختزنته الذاكرة حي منع القرطاس والقلم،
وليس هذا النظم خاضعا لقواعد الشعر من ناحية الوزن والقافية ،ولكنه نظم من نبضات وجدان ،وهو تسجيل لقيمة
تاريية عن هذه الفترة الظلمة من تاريخ مصر والعال السلمى 0
بعد أن صدرت الحكام على الخوان وت تنفيذ حكم العدام على الخوة الشهداء :سيد قطب -ممد
هواش – عبد الفتاح إساعيل ،رأت الدولة أن تنتدب بعض العلماء .وكان على رأسهم الشيخ فتح ال بدران ،للقاء
ماضرات (غسيل مخ) على الخوة ف السجن الرب .وبعد عدة شهور تدد يوم 5يونيو 1967لجراء امتحان
لعرفة مدى تأثي هذه الحاضرات على تفكيهم ،وأعد لذلك أحد العنابر ،وكان الخوان يلسون على الرض،
وحضر اللواء حزة البسيون قائد السجن والشيخ فتح ال بدران ،والصول صفوت الروب .وف أثناء المتحان دخل
أحد الضباط وقدم إل اللواء ورقة على أثرها ورفعها بيده وهو يصرخ يا أولد ( )000أنتم ل تريدون أن تؤيدوا
جال عبد الناصر ،وهذا هو جللة الالك حسي ملك الردن أرسل هذه البقية أنه ف الطريق إل مصر لساندة عبد
الناصر ف حربه ضد اليهود !!
أخى ف الرب
أخى ف الرب ..أخى ف الكاتب ()2
ونن حفاة والرؤوس حاسرة 0
والبد شديد قارص والثياب مهلهلة.
والقلوب واجفة ،والوجوه شاحبة 0
والزبانية كأنم رؤوس الشياطي ف ليلة مظلمة 0
1كان حمزة البسيونى قد سخر الخوان المهندسين فى تصميم وبناء فيل لشخصه أمام مكاتب التحقيق ،فضلً عن مزرعة وحديقة ،وعشش لجميع أنواع
الطيور ،بهديها للمشير عامر 0
2مكاتب التحقيق
أخى 0000
ونن نلس (القرفصاء) علــى الرض 0
من العشاء إل الفجر 00والدار أمامنا 0
ل حركة ،ل صوت ..سوى آهات التعذيب وأنات الوت.
نصفع باليدى نركل بالقدم نلهب بالسوط 0
أخى من خلفنا يصرخ ،والكلب حوله تنبح 0
تنهش جسمه فيترنح 0
والذين أجرموا – من الؤمني – يضحكون ويرحون 0
وحفيف الشجار يسبح شاهد على حكومة الغدر 0
أخى 000حلته من السجن الكبي ،برحه الدامى الطي فأسندته ركبت ،ووسدته راحت
فتبسم ل ابتسامة متعبة عليلة 0
ورجان بأدمع سخينة ونظرة طويلة 0
أن أبقى معه 0
فرآنا (العسكرى) فأشبعن ضربا وأشبعه 0
ومن يومها ل أره ول أسعه 0
***
وأدخلت (زنزانة حسبتها قبا 0
ليس فيه من شىء ،غي ظلمة باردة 0
لسجي تلهلت ملبسه 0
وتضعضعت من الوان والعذاب قوته 0
وجلست وحدى أراجع نفسى وأفكر مليا 0
فرأيت ذنوب تتحدان منذ سوان ال بشرا سويا 0
وانكشفت أسرارى ،وأغوار نفسى اتضحت جليا 0
وبان تقصيى ف دعوتى وأهلى وذويا 0
ل يتراءى ل ف مقلتيا 0 شبحا هائ ً
تتمت ف سريرتى :
ليتن مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا 0
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا … قو ًل نبويا .
والطعام يأتين من تت الباب شيئا زريا 00
والاء كوبة ف الظهية وكوبا ف العشيا 00
واللقة عذاب وامتهان والوسى يأكل لما طريا 00
والقمل غزان والبق يسقط كالرميا 000
البق تأكله العصافي والقمل تقتله يدى 000
شهران ما استحممت ول غسلت وجهى ول يدى 00
والدم والصديد يغلى ف قدمى 0
والغيا رالطب بيطرى ل رحة ول شفقة على 000
وليس الغيار من شفق على الخوان ولكن لكلون على العذاب قويا 00
وعند الغيار أرى إخوان أكلمهم بقلب وعينيا 000
ودورة الياه منة ليس لا ف التاريخ سيا 000
تقضى حاجتك ف لحة بل ماء والباب مفتوح على 000
فزع وجزع وابتلء جهنم أرحم إن كنت شقيا 000
بالبواسي والصمم أصبنا وبعض العقول صارت هويا 000
لدورة الياه قصص ل تكفيها آلف من ليال 000
***
وسعت على البعد إذاعة أرهفت لا أذن 00
ضبط جهاز مسلح للخوان على مستوى المهورية 0000
فألقيت ل ساجدا أن عاد للخوان صوتا دويا 000
وألقيت أخرى أن حل اللواء شبابا قويا 000
ونن بعدها على السفلت مطمئنا راضيا مرضيا 000
ودخل الزنزانة فتيان أحدها مدرس والثان كان فلحا ثريا 0000
الدرس أنكر أنه من الخوان والفلح قال إنه شاهد ف القضية 000
ولا علمون أنن من الخوان جلسوا ف مكان قصيا 0000
إذا سألتهم عن الخبار سكتوا وتهموا مليا 00
وعن أحلمهم يسألونن شيخا تقيا 000
واستلمت الدعاء ( )1ف يوم أمطرت السماء مطرا نديا 000
وأعطان أخى شرزة أدب الخوة يا بن 0000000
وعرفت لول مرة إخوتى منشرح الصدر مسرورا رضيا 000
وقرأت الدعاء كأنا أقرأه ف مراب مصليا 000
خسة وعشرون مهندسا فقط ف أول قضية 000
1الدعاء :هو قرار التهام يسلم للخوان به مضمون التهمة للمجموعة كلها فردا فردا 0
ورأيت الودن ( )2الشيخ ومعه الكلب ف الزنزانة يعين ….
تآلفت الكلب مع الشيخ تآلفا قويا 00000
الكلب ضاق بالسجن مع النس
فكيف بالنس مع الكلب شهرا سويا
وإذا أحاطوا بالكلب ليسجنوه
ألقى بنفسه من عل على الرض رميا
وخرجنا من الزنازين للطوابي كيوم النشور أبعث حيا 000
لوفا لخوان وأخبارهم والنور وشىء من الرية 00000
جيل جديد ل أره .إن أرى شبابا باسم الثغر فتيا 0000
وأحسن الظن بالطوابي لعلها رياضة بدنية 0000
فكانت منة لنا مقصودة تلبس الرياضة زيا 0000
مؤامرة لقتلنا بطيئا وف روسيا طبقت حرفيا 000
ل غداء ول دواء وطوابي من الفجر لغروب الشمس يوميا 000
سريعا سريعا والسلح حولنا والكرابيج تصلى صليا 000
من تساقط منا تلتهمه ل تبال أشيخا كان أم فتيا 000
ويؤمر له بثلثي أو خسي ويعود للطابور ظلما وغيا 000
وحزة منتفخة أو داجة وهو أشد على الرحن عتيا 000
والشباب على أطراف الطوابي والشيوخ ف الوسط يتفون خفيا 000
يملونم عند الرى وعند الضرب لموا تقية 000
وبلل يتراءى لنا ف حرقة الرمضاء يعذبه أمية 000
وصهيب وعمار بن ياسر وياسر وسيمة 0000
كان ف الاهلية من ييك واليوم شر البية 000
سيعود السلم غريبا كما بدأ حقيقة مرئية 000
وسيف الظلم مردود على صاحبه كان وعدا مقضيا 000
وكم قتل السم صاحبه أخذه يوما نسيا 000
صور تعل الولدان شيبا وتضع النثى حلها وقتيا 000
وف الشمس نقف انتباها كالصخر قويا 000
الشمس حارقة والرأس حاسر والعرق إل أخص قدميا 000
2الودن :شيخ تجاوز السبعين عاما حينذاك (عام )1965وكان استاذا وعالما جليلً بكلية أصول الدين .وقد اقسم رجال انقلب 23يوليو فى بيته على
الحكم بكتاب ال قبل قيامهم بحركتهم 0
بين وبي أخى ذراع فل أنا أستند إليه ول هو مستند على 0000
الرض يقتلن والبول يبسن والغص مشتد على 000
وطرف العيون حرام والكلم جرية قالوا هكذا ف الوراق العسكرية 000
فإذا بسحابة تظللنا رحة من ال ولطفا عليا 000
ضج الهول مزمرا بأمر الشمس أن تظل صليا 000
وإذا سقط أخى إل جوارى جسداص متصلبا خشبيا 0000
فل أملك له إل الدعاء وأرنو إليه من الطرف خفيا 000
والصلة أقمناها وقوفا بتيمم وإياءة سرية 000
أكان ذلك جبنا أم نصيا أم سكينة نزلت على 000000
أرادوها منة وعذابا فكان الي فيها مقضبا 000
***
تعارفنا على إخواننا وأنباء التحقيق وصلت جلية 000
والقرآن حفظناه آية آية وف صمت رائحا وغديا 000
وتآلفت قلوبنا وتوحدت ،آيات لا ف العالي دويا 0000
ويوزع التعيي ( )1علينا بالسوية ويعطين نصيبه لما طريا 000
والشاى قدمه قليلً هو كل تعيينه معتذرا هدية 000
وإذا شربت تراه سعيدا يقول مبتسما هنيا 000
ويمع ل البيض والب واللوة السكرية 000
ويعلم ما ب ( )2فيصنع ل فتا باليمك ( )3مسقيا 000
ويمل السوداء عن ف الصعود والنول خوف الذية 000
وإذا الطلبة ( )4نادوا يسرع هفهافا قويا 000
يكنس الرض بيديه ويغمرها ماء وريا 000
وإذا استر ( )5أمامك قد أمرنا أراه من خلفى درعا قويا 000
وإذا الكرباج يهوى على يلتقطه مبتسما رضيا 000
يا دموعى ل تسيلى إنه السلم جعل منه ملكا أو وليا 000
قصة تعذيب
1الجراية :هى نصيب كل فرد من الخبز ومعدلها ثلثة أرغفة لكل واحد إذا سلمت كاملة غير منقوصة 0
2تحت السللم :المقصود حيث توضع المخلفات (الزبالة) 0
3هؤلء عساكر من زبانية الحربى ،وعلى قصرية هذا أضاف الخوان هذا اللقب إليه سخرية منه ،والقصرية هى وعاء التبول داخل الزنزانة 0
4تحت السراير :أى توضع المأكولت التى يغتصبونها من الخوان تحت سراير نومهم (أى سراير زبانية السجن من العسكر)
5مأمون وسمير :من الخوان تخصصا فى استرداد ما نهبه الحرس من زبانية السجن من طعامنا وتوزيعه على الخوان وحرمان أنفسهم منه 0
6على عبد ال :من زبانية السجن وهو من أطلق عليه على قصرية ،وكان يسخر من الخوان بهذا النداء فى الطوابير غيظا لنهم يعاندونه ويسرقون أو
يستردون ما سرقه من مأكولت الخوان 0
،67صفا … انتباه : 000من نداءات الطابور العسكرى 0
8عدلى شخي الحرامية :عساكر السجن ويتصف بالنذالة والجبن والقذارة 0
9أدمون :أسير يهدوى وضع بالسجن بزنزانة داخل سجن الخوان وكان يلقى رعاية متميزة ،ويجلس دائما على باب زنزانته يشاهد طوابير الخوان
وما يقع عليهم من إيذاء ،بينما هو يعامل معاملة إنسانية 0
شاب من شباب الخوان ف السجن الرب
أنا ل أتدث عن التعذيب وأهواله 00
ول عن القتل وأحواله 00
إنا أتث عن شاب وسيم رأيته 0
ل شىء يستر جسمه 0
ربطوه بالبال 0
علقوه ((للنضال))
الزبانية عن يينه وعن يساره 0
السوط يزق جسمه بقوة الطاغوت وسلطانه 0
***
يا فت تكلم
أين السلح؟ وأين القنابل؟
وأين السيوف ؟ وأين الناجر؟
ماذا قلت له؟ وماذا قال لك ؟
الفت يصرخ بأعلى صوته مستنجدا ربه ..ربه وحده ل شريك له
الفت العزل يناجى ربه :
رب ،أخشى أن تكون ذنوب سر عذاب 0
(( إن ل يكن بك غضب على فل أبال))
السوط يزق جسمه بقوة الطاغوت وسلطانه
يا فت تكلم 00
أين اللسلح وأين القنابل؟
وأين السيوف وأين الناجر؟
وماذا قلت له ،وماذا قال لك؟
الفت ل يتكلم :
يطفأ ((السيجار)) ف جسمه
وف مكان أخجل من ذكره
الفت يصرخ مستنجدا ربه ،ربه وحده ل شريك له
أسياخ الديد تمى له ،أسعها (تطش) ف لمه
والفت يصرخ مستنجدا ربه
ال حليم سبحانه
اسوط يزق جسده بقوة الطاغوت وسلطانه
يا فت تكلم :
أين السلح وأين القنابل؟
الفت ل يتكلم
هاتوا الكلب له ،الكلب عقور مدرب ،ومعه مدرب الكلب ينهش جسمه ،وف مكان حدد له
تسيل منه الدماء والطغاة يقهقهون ويرحون
وال ل أكذب ،وال ل أكذب
الفت يغمى عليه 000هاتوا الاء وصبوه عليه حت يفيق ويتكلم
***
فتنة التكفي
حي انتهت حرب يونيو – 1967ودارت الدائرة على عبد الناصر – صدر قرار بنقل الخوان السلمي
السجوني بالسجن الرب بالعباسية ،إل سجن ليمان طرة ،حت يفسحوا الكان للمعتقلي الدد من قيادات الرب
الفاشلة 0
وذهب الخوان إل ليمان طرة واستقر بم القام ف عنب الستقبال ،وهو عنب أرضى ل تدخله الشمس،
وحشر الخوان كل ثانية ف زنزانة طولا متران ونصف وعرضها 180سم .وبعد أن استراح الخوان من الطوابي
الشاقة والرهاق الشديد الذى كان نوعا من التعذيب القصود ،ول يعد لم سوى النوم التواصل .هنا بدأت تستيقظ
الفكار الخزونة الت ل تكن تد سبيلً للنطلق أمام هذه الشغلة الستمرة من الوف والرعب ف السجن الرب 0
بدأت أفكار التكفي – تطل علينا -وبدأ النقاش الدعوم باليات والحاديث يشغل وقت الفراغ الطويل،
واشتدت العركة الفكرية بي اليل الديد الذى ييل بعضه إل فكر التكفي ،واليل القدي الذى يرفض هذا الفكر
من أساسه .وامتدت هذه القضية الفكرية إل جيع السجون والعتقلت فأحدثت نوعا من الشقاق حت أصدر فيها
الستاذ الرشد العام حسن الضيب كتابه (دعاة ل قضاة) 0
ف هذا الوقت انطلقت ف إعداد منظومة أعب فيها عن فكر جاعة الخوان السلمي ،الذى ملخصه أن دعوة
الخوان تدف إل تويل السلم غي اللتزم إل مسلم ملتزم بتعاليم السلم 0
وهذه هى :
***
يقول الهول لنا :بالمس كنتم مثلنا ()3
فهل أبنتم لنا دين الله ؟!!
وهل عدت لنا بفيض من هداه؟!!
وهل مسحتم عن قلوبنا ران الطغاة؟!!
وهل أديتم ما عليكم يا دعاة ؟!!
***
إن الهول أب أنا
إن الهول أخى أنا
إن الهول جار لنا
***
أل عادت من الرب بعد التحقيق والزيف .وبأقذع اللفاظ من السب والشتم .زبانية غلظ ل دين لم ول خلق 0
استقبلها الطفال بدموع الفرح 0
يا أماه كنا أيتاما من الم والب 0
يوما نبيت عند العم ويا نبيت عند الد 0
يا أماه ،أين الب؟ ومت يأتينا؟
سفر طويل – يا أماه – إن صح ما تقولي 0
أل من خطاب منه يأتينا نكفكف الدمع ف مآقينا
أل من قروش منه تأتينا ،نأكل البز باللح والاء يروينا
العيد غدا يا أماه ،من يفتح الباب علينا ،من يهنينا
نشكو له ما بنا وما فعلت أعادينا 0
من يأخذنا إل ساحة العيد نركب الطاف ونعود باللوى بأيدينا
من يأخذنا إل الدرسة يقبلنا والقرش يعطينا
وإذا مرضنا يا أماه يسعفنا وبالطبيب يأتينا
أماه – ال – عن أبتاه خبينا .إن كان ف مشفى ،أو يا للهول قد مات فعن قبه دلينا 0
نسكب الدمع حواليه ونزرع الرياحي 0
***
الم … الدمع ف عينيها يترقرق .ماذا تقول وباذا تنطق غي أن قول الق أول وأوفق؟
قالت :عيال ل تراعوا ول تفزعوا
أبوكم حى يرزق – ف سجن رهيب بعيد مغلق 0
ل خطابات ول زيارات ول أخبار عنه تطلــق 0
صاح العيال :وكيف أبونا سجي وما علمنا عليه من سوء فل هو قاتل ول سارق!
قالت :عيال ..أبوكم من الخوان السلمي ،ودعوه الخوان بالق تنطق 0
وأخذت تدثهم عن دعوة الخوان منذ حسن البنا الرشد الشهيد الوفق 0
والطفال يستمعون كأن على رؤوسهم (الطيور) تلق حت إذا سردت غزو اليهود لفلسطي وجنود الخوان تتدفق
وحاربوا النليز ف القنال كذاك وأحرقوا 0
حت الطفال مذعورين لول ما سعوا وما صدقوا ..نستكي صاحوا أماه هذا حرام – هذا حرام كيف تسكتي؟
قالت :أبنائى – هذا سبيل الؤمني – غدا تكبون .والسجن الكبي تطمون – وال أكب تتفون
وأبوكم يعتق !!
انتهى بمد ال