Professional Documents
Culture Documents
اﻟﻈﻬﻴﺮ ،إﻻ أن اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﻘﺪﻣﺔ :
ﻣﺴﻄﺮة وﺷﺮوط ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ،ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة
ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ وﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ إﺣﺪاث ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﺑﺒﻼدﻧﺎ ﻃﻔﺮة
أن ﻳﺨﺮج ،أو ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺮوم ﺑﺎﻷﺳﺎس ،اﳌﺮوﻧﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،وﻗﻔﺰة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب اﳌﻌﺎﺻﺮ ،وﻫﻮ ﺣﺪث
واﻟﻴﺴﺮ ﳌﻦ أراد اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،وﲡﺴﺪ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎرز وﻣﺘﻤﻴﺰ ،أﺑﻰ ﺟﻼﻟﺔ اﳌﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس ﻧﺼﺮه اﷲ،
ﻣﻦ إﺣﺪاث ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ وﻫﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ اﻹدارة إﻻ أن ﻳﻜﺮم ﺑﻪ رﻋﺎﻳﺎه اﻷوﻓﻴﺎء ،ﻋﺸﻴﺔ ﻳﻮم 2001/12/09
واﳌﻮاﻃﻦ ،وﺟﻌﻠﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﺮﻧﺔ وﺗﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺑﻼدﻧﺎ ﻟﻠﺬﻛﺮى 53ﻟﻺﻋﻼن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮق
ﺷﻜﺎﻳﺎت وﺗﻈﻠﻤﺎت اﳌﻮاﻃﻨﲔ. اﻹﻧﺴﺎن ،ﺣﻴﺚ أﻋﻠﻦ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻋﻦ إﺣﺪاث ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺘﺒﺮ دﻋﺎﻣﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ دﻋﺎﻣﺎت ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﳊﻖ واﻟﻘﺎﻧﻮن،
وﻗﺪ ﺣﺮص ﻓﻌﻼ ﻣﻌﺪو اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺬ اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ اﳌﻮاﻃﻦ واﻹدارة
ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻴﺮ ،ﻣﻊ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،واﺣﺘﺮام اﳊﻘﻮق
ﺗﻮﺧﻲ اﳊﻴﻄﺔ واﳊﺬر ﻋﻨﺪ ﺳﻦ ﻗﺎﻋﺪة ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ أﺧﺮى ،أو واﳊﺮﻳﺎت ،واﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮم اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ،
إﺟﺮاء ﺷﻜﻠﻲ وﻣﺴﻄﺮي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮوط وﻣﺴﻄﺮة ﺗﻘﺪﱘ وﲤﻜﲔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻣﻦ وﺳﻴﻠﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻣﻴﺴﺮة ،ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص ،واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﲟﺎ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﻒ وﻇﻠﻢ أو ﺗﻌﺴﻒ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ
ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ،ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﲔ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹدارة ،وﺣﺜﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ،
اﻷورﺑﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ. ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﲟﺒﺎدئ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،وﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﺑﻘﻮاﻋﺪ
اﻟﻌﺪل واﻹﻧﺼﺎف.
وﻗﺪ ﺧﺮج اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ إﻟﻰ
اﻟﻮﺟﻮد ،وﳑﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺘﻪ ،ﻫﻮ ﻣﺼﺎدﻗﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﳌﻠﻚ وﺑﺎﺳﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻠﻈﻬﻴﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ رﻗﻢ 1-01-298اﻟﺼﺎدر
ﻋﻠﻴﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ رﻗﻢ 1-03-240ﺻﺎدر ﻓﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 23رﻣﻀﺎن 9) 1422دﻳﺴﻤﺒﺮ (2001اﶈﺪث
09ﺷﻮال (2003/12/04 ) 1424ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻪ اﻟﻘﻮة ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﳒﺪه ﻗﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة إﺟﺮاءات
اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ. ﻣﺴﻄﺮﻳﺔ وﻗﻮاﻋﺪ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺷﺮوط وﻣﺴﻄﺮة ﺗﻘﺪﱘ
اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ،وﲢﺪﻳﺪ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ
وﺳﺄﻋﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز أﻫﻢ اﻟﺪﻻﻻت ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ
ﻫﺬا اﻟﻈﻬﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ أن ﻧﻈﺎﻣﺎ داﺧﻠﻴﺎ ﺳﻴﻌﺮﺿﻪ واﻟﻲ واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻮاردة ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ
اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدﻗﺔ اﳉﻼﻟﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺤﺎوﻻ ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ،وﺑﻴﺎن ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﺎ ،آﺧﺬا ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر،
اﳌﻨﺎﻗﺸﺎت اﳌﺴﺘﻔﻴﻀﺔ واﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،اﳌﺪوﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص :
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﳌﺘﻌﺪدة اﺼﺼﺔ ﻹﻋﺪاد ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم وذﻟﻚ
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻃﺮح اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ■ اﻟﻬﻴﻜﻠﺔ اﻹدارﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ واﶈﺎﺳﺒﻴﺔ ؛
أوﻻ :ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أﺟﻞ ﻣﻌﲔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﺪم ﺧﻼﻟﻪ ■ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت واﻟﺘﻔﻮﻳﺾ اﻮل ﻟﻠﻤﻨﺪوﺑﲔ اﻟﻮزارﻳﲔ
اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ؟ واﳉﻬﻮﻳﲔ ﻟﻮاﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ؛
ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻆ ﺟﻮاﺑﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ،أن اﻟﻈﻬﻴﺮ ■ ﻣﺴﻄﺮة وﺷﺮوط ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت واﻟﺒﺖ
اﻟﺸﺮﻳﻒ اﶈﺪث ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ.
وأن ﻋﺒﺎرة "ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص" اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻫﺬه ﲢﺪﻳﺪ أي أﺟﻞ ﻟﺘﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ أﻣﺎم واﻟﻲ
اﳌﺎدة ،ﺗﻔﻴﺪ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،وﻣﺎداﻣﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻘﻮاﻋﺪ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ورد اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ،واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم
1
أو ﻟﻠﺠﺎﻟﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻹدارات ،واﶈﺎﻛﻢ، اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﻃﺮح اﻟﺘﺴﺎؤل ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ وﺿﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم،
وﻣﻜﺎﺗﺐ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ...وﲟﺎ أن » دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ« ﻓﻬﻨﺎك ﻓﺮﻳﻖ ﺳﺎر ﻓﻲ اﲡﺎه ﲢﺪﻳﺪ آﺟﺎل ﻟﺘﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻓﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ،وﺣﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮأي ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻪ
ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﳌﻤﻠﻜﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻮاﻃﻨﺎ ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ أو ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻷورﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ
أﺟﻨﺒﻴﺎ ،ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﳌﻐﺮب ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪول اﳋﺼﻮص ،ﻛﺎﻟﺪاﳕﺎرك اﻟﺬي اﺷﺘﺮط ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺘﻈﻠﻢ أﻣﺎم
اﳌﺘﺸﺒﺜﺔ ﺑﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴـﺎن) ،(2ﻓﺎﻟﻌﻬﻮد واﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻷﻣﺒﺪﺳﻤﺎن) ، (1ﺗﻘﺪﳝﻪ داﺧﻞ أﺟﻞ 12ﺷﻬﺮا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ
اﻟﺘﻲ ﺻﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﻐﺮب ،وﻣﻨﻬﺎ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮق اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻈﻠﻢ ،ﻛﻤﺎ اﺷﺘﺮط اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻹﻧﺴﺎن »اﻟﺬي أﺣﺪﺛﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﺗﺨﻠﻴﺪا اﳌﺘﻌﻠﻖ ب »اﳌﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺐ« ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،أﺟﻞ ﺳﻨﺔ
ﻟﺬﻛﺮاه« ﺗﻨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﺒﺎدئ ،ﻣﻨﻬﺎ وﺟﻮب أﻳﻀﺎ ﻟﺘﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ ،وأﺟﻞ ﺳﻨﺘﲔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن
ﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﳉﻨﺲ واﻟﻠﻮن واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺪﻳﻦ ...وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻂ اﻷورﺑﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪ ﻓﺮﻳﻖ آﺧﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﻓﻬﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻋﺒﺎرة »رﻋﺎﻳﺎﻧﺎ اﻷوﻓﻴﺎء« اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺟﻞ ﻟﺘﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ،وﺳﻨﺪه ﻓﻲ ذﻟﻚ
اﻟﻈﻬﻴﺮ ،ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻞ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﺑﺄرض اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻛﺎﻧﻮا ،أو أن اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ اﳌﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ آﻧﻔﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺖ
أﺟﺎﻧﺐ ﺑﺪون ﲤﻴﻴﺰ. ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﺗﻠﻚ اﻵﺟﺎل ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻈﻬﻴﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﶈﺪث
ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮق ﻟﻶﺟﺎل ،ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ
وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳـﺎس ﺟﺎءت اﳌﺎدة 34ﻣﻦ اﻟﻨﻈـﺎم ذﻟﻚ ﺷﺄن ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻨﻬﺎ
اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳـﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ : اﻟﻮﺳﻴﻂ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،واﻟﻮﺳﻴﻂ اﳉﺰاﺋﺮي ،واﳌﻮﻓﻖ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ،
ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ اﳌﻮاﻃﻦ واﻹدارة
» ﳝﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ذاﺗﻲ أو اﻋﺘﺒﺎري ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن واﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻨﺎط إﺣﺪاث ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ
اﳋﺎص ،ﻳﺘﻤﺴﻚ ﲟﺼﻠﺤﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ،أن ﻳﺘﻘﺪم ﺑﺼﻔﺔ ﺟﻌﻞ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻣﻴﺴﺮة،
ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﺪى واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ «...ﺑﺤﻴﺚ وردت ﻫﺬه اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﻘﻴﻮد ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﳊﺆول دون ﲢﻘﻴﻖ
ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺎدة ،ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ دون ﲤﻴﻴﺰ. ﻫﺬا اﻟﻬﺪف.
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﺼﻄﻠﺢ " ﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ اﺳﺘﻘﺮ اﻟﺮأي ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺟﻞ ﻟﺘﻘﺪﱘ
واﻹﻧﺼﺎف " اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻴﺮ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ؟ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻟﻮاﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ.
ﻟﻘﺪ أوﻛﻠﺖ اﳌﺎدة اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻴﺮ ﻟﻮاﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ
»اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ« ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻫﻞ ﻳﺤﻖ ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ دﻳﻮان
أﺟﻞ رﻓﻊ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﻒ ﲡﺎه اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﻖ اﳌﻈﺎﻟﻢ ؟
اﳌﻮاﻃﻦ اﳌﺘﻈﻠﻢ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻴﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﶈﺪث ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان
واﻹﻧﺼﺎف ،ﻛﻤﺎ ﺳﺎرت اﳌﺎدة 49ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣﻨﻪ،
ﻧﻔﺲ ﻫﺬا اﳌﻨﺤﻰ ﲡﺴﻴﺪا ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎم ،ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﳒﺪﻫﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ » :ﻳﺘﻮﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮاﻟﻲ أو ﻣﻨﺪوﺑﻪ ،إذا ﺗﺄﻛﺪ »ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﺮي
ﺷﻜﺎﻳﺎت وﺗﻈﻠﻤﺎت رﻋﺎﻳﺎﻧﺎ اﻷوﻓﻴﺎء ،«...ﻓﻬﻞ ﻋﺒﺎرة »رﻋﺎﻳﺎﻧﺎ
ﻓﻲ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺻﺤﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻮاردة ﻓﻴﻬﺎ،
اﻷوﻓﻴﺎء « ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ
وﺣﻘﻴﻘﺔ اﳊﻴﻒ اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﳌﺸﺘﻜﻲ ،ﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺷﻜﺎﻳﺎﺗﻬﻢ وﺗﻈﻠﻤﺎﺗﻬﻢ
أو اﻟﺘﻈﻠﻢ اﳌﺮﻓﻮع إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﲡﺮد واﺳﺘﻘﻼل ،اﺳﺘﻨﺎدا دون اﻷﺟﺎﻧﺐ ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﳉﻮاب ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ،
إﻟﻰ ﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻗﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺼﺎف ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﺤﻖ .«... ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ؛ ﻷن اﻷﺟﻨﺒﻲ
اﻟﺬي؛ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺜﻤﺮا ﺑﺎﳌﻐﺮب ،أو ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﻟﺬا ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻈﻬﻴﺮ وﻛﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﺣﺮﺻﺎ ﳌﺪة ﻗﺼﻴﺮة ،أو ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪدة ،إﻣﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ،أو
اﻟﻘﻴﺎم ﲟﻬﺎم إدارﻳﺔ أو ﻣﻬﻨﻴﺔ ،ﻳﺤﺘﺎج ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف
اﳋﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ ،واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻘﻂ -ﻛﻤﺎ
:ﳑﺎرﺳﺘﻪ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﻏﻴﺮ إدارﻳﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ LEGRAND ﺣﺴﺐ اﻷﺳﺘﺎذ OMBUDSMAN (1وﺗﻌﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ
اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ.
(2أﻧﻈﺮ ﺗﺼﺪﻳﺮ دﺳﺘﻮر 1992اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﻰ أن " اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ...ﺗﺆﻛﺪ ﺗﺸﺒﺜﻬﺎ ﺑﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎﳌﻴﺎ "
2
واﳌﺎدة 34ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺷﺮط أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ،-ﻷن ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان
اﻟﺘﻈﻠﻢ ،وﻫﻮ » أن ﻳﻘﺪم ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﳌﺘﻈﻠﻢ« ،وﻫﺬا ﻳﻔﻴﺪ اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن
-ﺣﺴﺐ رأﻳﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮأي – أن اﻟﻐﺎﻳـﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن دون ﻏﻴﺮه ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻷن
ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻫﻮ اﺳﺘﺒﻌﺎد أي وﺳﺎﻃﺔ ﺑﲔ اﳌﺘﻈﻠﻢ وواﻟﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺤﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن،
اﳌﻈﺎﻟﻢ) .(4إﻻ أن ﻧﻔﺲ اﳌﺎدة أﺿﺎﻓﺖ ﻋﺒﺎرة » ...أو ﻣﻦ ﻳﻨﻴﺒﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ،
ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ،«...ﺑﺤﻴﺚ إذا اﺿﻄﺮ اﳌﺘﻈﻠﻢ إﻟﻰ وإﳕﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻗﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺼﺎف ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﻮﻛﻴﻞ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻟﻠﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻷﻛﺜﺮ ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﻌﺪل ،واﻷﺟﺪر ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﻈﻠﻢ واﳊﻴﻒ
اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻓﻴﺘﻌﲔ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ، اﻟﺬي أﳊﻖ ﺑﺎﳌﻮاﻃﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﺼﺮف أو ﻗﺮار اﻹدارة» .
أو اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻣﺼﺎدﻗﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ). (5 ﻓﺎﻹﻧﺼﺎف« ﻫﻮ اﻟﻌﺪل ﻧﻔﺴﻪ ،ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻ ﻳﺤﻘﻖ
اﻟﻌﺪل داﺋﻤﺎ ،وﻓﻲ رأﻳﻲ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ وﺟﻮب
ﻟﻜﻦ ﻧﺮى أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻﺮ ،أو ﻧﺎﻗﺺ اﻷﻫﻠﻴﺔ، إﻋﻄﺎء ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﺎدل ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن وﺗﻄﻮﻳﻌﻪ وﲡﺎوز ﻗﺼﻮره
أو ﻓﺎﻗﺪﻫﺎ ،اﻟﺬي ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪل واﻹﻧﺼﺎف ،أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻘﻂ
ﺷﻜﺎﻳﺔ أو ﺗﻈﻠﻢ إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺪى ﻣﻼءﻣﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن
أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ،وﻳﻘﺎل »أن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﳊﻘﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي
ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻫﻨﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻧﺘﺼﺎر اﳊﻖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻟﻴﺲ إﻟﻰ ﺿﻴﺎع اﳊﻖ
اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪوﻧﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن«.
اﻷﺳﺮة )اﳌﺎدة 229وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ( ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﺪﻟﻲ
اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ -اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن وﻟﻴﺎ ﻟﻠﻘﺎﺻﺮ »اﻷب أو وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺼﺎف أﺳﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻷم ﻣﻦ ﺑﻌﺪه« أو وﺻﻴﺎ ،أو ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻦ اﶈﺠﻮر ،إﻣﺎ ﳉﻨﻮن وأﺟﺪر ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪل ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳊﻘﻮق
أو ﺳﻔﻪ – ﲟﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻧﻴﺎﺑﺘﻪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺻﺮ ،ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ،ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻗﺪ ﻳﻨﻈﻢ ﺣﺎﻟﺔ
ﻟﻪ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وﻟﻔﺌﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻴﻨﺔ أﻳﻀﺎ ،ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻋﻘﻴﻤﺎ،
ﻟﻮاﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ. وﻏﻴﺮ ﻋﺎدل ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮاﻣﻴﺴﻪ وﺿﻮاﺑﻄﻪ.
ﺧﺎﻣﺴﺎ :ﳌﺎذا ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت وإﻋﻤﺎﻻ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺼﺎف ،أﻋﻄﻲ ﻟﻮاﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ اﻟﻘﻮة
اﻻﻗﺘﺮاﺣﻴﺔ ﻹﺻﻼح اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ إذا اﻬﻮﻟﺔ اﳌﺼﺪر ؟
ﻣﻦ ﺑﲔ ﺷﺮوط ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﳌﻨﺼﻮص ﻣﺎ ﻻﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮه ﻓﻲ اﻟﺸﻜﺎﻳﺎت واﻟﺘﻈﻠﻤﺎت ،أن
ﻣﺮد اﳊﻴﻒ اﻟﺬي ﳊﻖ اﳌﺘﻈﻠﻤﲔ ،ﻫﻮ ﻋﺪم ﻋﺪاﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،أو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺎدة 35ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان
اﳌﻈﺎﻟﻢ ،أن ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﺬي ﻃﺒﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻹدارة ). (3
اﳌﺸﺘﻜﻲ :اﺳﻤﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻋﻨﻮاﻧﻪ ،وإن ﻛﺎن
اﳌﺸﺘﻜﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرﻳﺔ ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻴﺎن اﺳﻤﻬﺎ راﺑﻌﺎ :ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺢ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﳌﺘﻈﻠﻢ ؟
ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة 35ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺿﻤﻦ ﺷﺮوط وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﻣﻘﺮﻫﺎ وﳑﺜﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،وﻗﺪ أﺿﺎﻓﺖ ﻫﺬه اﳌﺎدة
ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻤﺎت واﻟﺸﻜﺎﻳﺎت ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﺬﻳﻴﻞ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﳌﻘﺘﻀﻰ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻨﺼﻴﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻟﺰاﻣﻴﺔ اﻹدﻻء
ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻲ ،أو ﻧﺎﺋﺒﻪ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء ،ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺬﻛﻮرة وﻫﻮ » :ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺸﻜﺎﻳﺎت واﻟﺘﻈﻠﻤﺎت
ﻣﻊ وﺟﻮب اﻹدﻻء »ﺑﺈﺷﻬﺎد اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻣﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻬﻮﻟﺔ اﳌﺼﺪر« ،ﻓﻤﺎداﻣﺖ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺬﻛﻮرة اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻮﻳﺔ
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﺘﺼﺔ« ،ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻴﺮ اﳌﺘﻈﻠﻢ أو اﳌﺸﺘﻜﻲ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ،ﻓﻄﺒﻴﻌﻲ
(3ﺟﺎء ﻓﻲ اﳌﺎدة 12ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ » :ﻳﻘﺪم واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻟﻠﻮزﻳﺮ اﻷول ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻋﺎﻣﺔ ...ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪم ﻟﻪ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ
اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﺤﺴﲔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻹدارات اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺷﻜﺎﻳﺎت وﺗﺼﺤﻴﺢ اﻻﺧﺘﻼﻻت واﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮي ﺳﻴﺮ اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ
وإﺻﻼح اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻬﺎ «
(4وﻫﺬا ﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻛﺎﻟﺪاﳕﺮك ,ﺑﺤﻴﺚ أن اﻷﻣﺒﺪﺳﻤﺎن ﳝﺎرس
ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﳌﺎن ووﺳﺎﻃﺘﻪ.
(5ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻗﺘﺮح أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﳌﺘﻈﻠﻢ ﻣﺸﻔﻮﻋﺔ "ﺑﻮﻛﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ " ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺬي ﺟﺎءت ﺑﻪ ﺗﺮﺟﻤﺔ " اﻹﻧﺎﺑﺔ " ﻓﻲ
اﻟﻨﺺ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻟﻌﺒﺎرة « Dûment mandaté» :ﻷن اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﺷﺘﺮاط اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻫﻮ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺎﻃﺎت .وﻳﺴﺘﺜﻨﻰ
ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ اﶈﺎﻣﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺘﻈﻠﻢ أو اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ وذﻟﻚ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﳌﺎدة 29
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ 1993/09/10اﳌﻨﻈﻢ ﳌﻬﻨﺔ اﶈﺎﻣﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ »:ﳝﺎرس اﶈﺎﻣﻲ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﲟﺠﻤﻮع ﺗﺮاب اﳌﻤﻠﻜﺔ … ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ اﻹدﻻء ﺑﻮﻛﺎﻟﺔ «
3
آﺧﺮ ﻟﻠﻄﻌﻦ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻫﺬه أن ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة إذا ﺗﻌﻤﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ – ﳊﺎﺟﺔ ﻓﻲ
اﳊﺎﻟﺔ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺎدة 25ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 41/90اﳌﺬﻛﻮر ﻧﻔﺴﻪ – ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ وﻋﻨﻮاﻧﻪ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ » اﻧﻘﻄﺎع أﺟﻞ ﻗﺒﻮل ﻃﻠﺐ إﻟﻐﺎء ﻗﺮار إداري أو اﻟﺘﻈﻠﻢ ،ﻳﻘﺪم إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻟﻴﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﻄﺮة
ﺑﺴﺒﺐ ﲡﺎوز اﻟﺴﻠﻄﺔ إذا رﻓﻊ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺼﺔ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﺮي إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ،وﻛﺎن اﻻﺧﺘﺼﺎص
،«...ﻷن اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﳉﻬﺔ ﻫﻨﺎ ،ﻫﻲ اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻘﺪا ﻟﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻳﺠﺮي ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ
داﻣﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻬﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻏﻴﺎب ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺘﻈﻠﻢ ،وﻣﺪى ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻹدارة
ﻫﺬا اﳌﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وأﻋﺘﻘﺪ اﳌﻌﻨﻴﺔ اﳌﺘﻈﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮار أو اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺼﺎدر ﻋﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ أن
ﺑﺄن اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻴﺮ ،ﺟﺎءت أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻳﺒﻌﺚ ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻲ ﺑﻮﺻﻞ اﺳﺘﻴﻼم اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ
اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻻ – ﺣﺴﺐ اﳌﺎدة - 39ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ورﻗﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ
ﺗﻀﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﳌﺘﻘﺎﺿﲔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﻢ آﺟﺎل اﻟﻄﻌﻦ ،أو ﻳﻮاﻓﻴﻪ ﲟﺂﻟﻬﺎ ﻗﺒﻮﻻ أو رﻓﻀﺎ أو ﺣﻔﻈﺎ ،أو ﻋﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص...
اﻟﺘﻘﺎدم ،وﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ أﻣﺮﻫﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬه اﻵﺟﺎل ﻻ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﻢ ذﻟﻚ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ
ﺗﺘﻮﻗﻒ ،وﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ إذا ﻓﻀﻠﻮا اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ. اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻲ .؟
ﺳﺎﺑﻌﺎ :أي ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺮاﻋﻴﻪ اﳌﺸﺘﻜﻲ ﺳﺎدﺳﺎ :ﻫﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ
ﻓﻲ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ؟ اﻟﺘﻘﺎدم وﻳﻮﻗﻒ أﺟﻞ اﻟﻄﻌﻦ؟
ﺟﺎءت اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﺎدة 35ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﻘﻮل ،ﺑﺄن دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻫﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻏﻴﺮ
اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﺑﻨﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﺗﺒﲔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ
ﻧﻮع اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﲔ أن ﻳﺴﻠﻜﻪ اﳌﺸﺘﻜﻲ اﳌﺴﻄﺮﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﶈﺎﻛﻢ ،ﳑﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ
ﻓﻲ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ أو ﺗﻈﻠﻤﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻳﻨﺒﻐﻲ أن اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﺪﱘ ﺗﻈﻠﻢ أو ﺷﻜﺎﻳﺔ إﻟﻴﻪ ،ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ
ﻳﺮاﻋﻰ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ ﻛﻞ ﺗﻈﻠﻢ أو ﺷﻜﺎﻳﺔ ﺗﻔﺎدي اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺳﺮﻳﺎن أﺟﻞ اﻟﺘﻘﺎدم أو اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻪ وﻻ ﻳﻮﻗﻔﻪ.
اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﺬف أو اﻟﺴﺐ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺷﺨﺺ أو وﻧﻈﺮا ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﻟﻈﻬﻴﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ
ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ« ،واﳌﻼﺣﻆ أن اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﻘﺘﻀﻰ اﶈﺪث ﳌﺆﺳﺴﺔ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺖ
ﻓﻲ اﳌﺎدة 35اﳌﺬﻛﻮرة اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﻜﻠﻴﺎت ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ» :ﻻ ﻳﻘﻄﻊ وﻻ ﻳﻮﻗﻒ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ
ﻳﻮﺿﺢ ﺿﺮورة ﺗﻌﺎﻣﻞ اﳌﺸﺘﻜﲔ ﻣﻊ دﻳﻮان اﳌﻈﺎﻟﻢ ﺑﺸﻜﻞ آﺟﺎل اﻟﺘﻘﺎدم أو اﻟﻄﻌﻦ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن«
ﺣﻀﺎري رﻓﻴﻊ ،ﻷن ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ وﻣﺆدى ذﻟﻚ ،أن ﻣﻦ اﺧﺘﺎر اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ
ﺗﺨﻠﻴﻖ اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﳌﺮﺗﻔﻘﻮن ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ،ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄن اﻟﻄﻌﻦ اﻟﺬي ﳝﻜﻦ أن
ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻠﻴﻖ وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﺎﻣﻠﻬﻢ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻊ ﻳﻘﺪﻣﻪ أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﺘﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺳﺎرﻳﺎ وﻻ
اﻹدارة ﲟﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺮام واﻻﻋﺘﺒﺎر ،وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻳﺘﻮﻗﻒ ،ﻓﻤﺜﻼ إذا ﺻﺪر ﻗﺮار إداري ﻗﻀﻰ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ
ﻓﺈن اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ اﻟﺴﺐ واﻟﻘﺬف ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻮﻇﻒ ،ﻓﻠﻬﺬا اﻷﺧﻴﺮ أﺟﻞ 60ﻳﻮﻣﺎ ،ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ
ﻣﻮاﺟﻬﺔ إﻣﺎ رﺋﻴﺲ اﻹدارة أو اﻹدارة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺂﻟﻬﺎ ﻋﺪم أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ اﺘﺼﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﺑﻪ
اﻟﻘﺒﻮل ﻣﺎ داﻣﺖ ﻟﻢ ﲢﺘﺮم اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼه. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة 23ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 41/90اﶈﺪث ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ
اﻹدارﻳﺔ ،ﻓﺈذا ﻓﻀﻞ اﳌﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ
ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﱘ ﺷﻜﺎﻳﺘﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﳝﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻪ
اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ،ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 60ﻳﻮﻣﺎ وﻫﻮ أﺟﻞ
اﻟﻄﻌﻦ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺂل اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﻋﺪم اﻟﻘﺒﻮل ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ
اﻷﺳﺒﺎب ،ﻛﻌﺪم ﻗﻴﺎم اﳌﺸﺘﻜﻲ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﳌﺴﺎﻋﻲ اﳌﻤﻜﻨﺔ
ﻗﺒﻞ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﻲ اﳌﻈﺎﻟﻢ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻪ
ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﺠﻮء أﻣﺎم اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ
ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﱘ ﻃﻌﻨﻪ ﺿﺪ اﻟﻘﺮار اﳌﺬﻛﻮر ،ﻷن أﺟﻞ ﻫﺬا
اﻟﻄﻌﻦ ،ﻳﻜﻮن ﻗﺪ اﻧﺼﺮم ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻳﺎن
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻜﺎﻳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎم واﻟﻲ
اﳌﻈﺎﻟﻢ ،وﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ
ﻋﺪم اﻻﺧﺘﺼﺎص ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻲ أﺟﻼ
4