Professional Documents
Culture Documents
ح مَكم
ال ِ
ل في القبول بحبيب الملك المعبود : وهذا أوان الشروع في المقصود .فأقول امتوس ً
قال العارف رضي ال ععنه :
ن اللَّرجاِء ععند وجوِد اللَّزل ِ
ل ل ُنأ ْقصا ُ امن علامة العتماِد على ال مَع مَم ِ
يععني أن امن علامات تعويل العاامل على عمله أن يعنقص رجاؤه في رحمة ال ععند وجود هزل .وامفهوامه رجحان الرجاء ععند التحلي
بالعمل والتخلي عن الزلل وهذه الحكمة إنما تعناسب العارفين الذين يشاهدون أن العمال كلها امن رب العالمين لملحظتهم قوله سبحانه
ن { ) ( 96الصافات رخ مَل مَق ُكأ ْم مَو مَاما مَتأ ْع مَم ُلو مَ
ل مَ في كتابه المكعنون } :مَوا ُلَّ
ص 15
ل ول يعنقص أاملهم في رحمة ال إذا قصروا في الطاعة ن { فل يعظم رجاؤهم بالعمال الصالحة حيث إنهم ل يشاهدون لنفسهم عم ً مَتأ ْع مَم ُلو مَ
خ مَتا ُر { ) ( 68القصص فإن شا ُء مَو مَي أ ْ ق مَاما مَي مَ
خ ُل ُ
ك مَي أ ْ
أو اكتسبوا هزلل لنهم غرقى في بحار الرضا بالقدار امتمسكون بحبل قضاء } مَو مَرهُّب مَ
الرضا بالقضاء واجب امن حيث إرادته له وامذاموم امن حيث الكسب اما انفكت الجهة .وقد قال المصعنف في بعض قصائده :
غفا ُر الهُّذنوب ن ال مَ جا ٍء فإ لَّ ب امن مَر مَ ول مَيأ ْم مَعنأ ْع ُه ذن ٌ
وأاما السالكون فإنما يعناسبهم الفرح بصالح العمل وتقديم الخوف المستلزم لعنقصان الرجاء ععند وجود الزلل على حد قول الامام الدردير :
سأ ْر لمولك بل تعناِء ف على الرجاِء و ِ ب الخو مَ غبِّل ِ و مَ
ت فيه الامانة .فإن ال تعالى جعل العمال الصالحة ل سيما في هذه الهزامعنة التي رقت فيها الديانة وكثرت الجراء ة على المعاصي وقلَّل أ ْ
صلَّد مَ
ق طى مَوالَّت مَقى ) ( 5مَو مَ
ع مَن مَأ أ ْ سبب ًا لرفع الدرجات بدار القرار والعمال الطالحة اموجبة للدرك السفل امن العنار قال تعالى } :مَف مَألَّاما مَام أ ْ
س مَر ى ) { ( 10الليل وإنما بدأ س ُر ُه ِلأ ْل ُع أ ْ س ُعن مَي بِّس مَعنى ) ( 9مَف مَ ح أ ْب ِباأ ْل ُ
س مَتأ ْغ مَعنى ) ( 8مَو مَكلَّذ مَ
ل مَوا أ ْ
خ مَ
ن مَب ِس مَر ى ) ( 7مَو مَألَّاما مَام أ ْ س ُر ُه ِلأ ْل ُي أ ْ س ُعن مَي بِّ
س مَعنى ) ( 6مَف مَ ح أ ِْباأ ْل ُ
المصعنف بما يعناسب امقام العارفين وإن كان امقتضى الترقي البداء ة بمقام السالكين امن الحث على حسن المتاب والتمسك بالسباب
الموصلة إلى الكريم التواب ليكون السالك حسن البداية التي بها تشرق العنهاية .فمقصوده بهذه الحكمة تعنشيط السالك المجد في العمال
ورفع همته عن العتماد عليها واعتماده على امحض فضل ذي العز ة والجلل .كما أشار لذلك ابن الفارض بقوله :
جهُّلوا
ن مَن وإ أ ْ
ل اللَّعناسكي مَ
ل سبي مَ حيا ورخ بِّ ل الهو ى وارخ مَلِع ال مَ ك بأذيا ِ س أ ْ تم لَّ
فإنه لم ُيِرأ ْد الام مَر بترك العباد ة لنه كان امن أعظم ال ُعلَّباد بل أراد عدم التعويل عليها والعتماد على فضل الكريم الجواد .وفي الحديث " :
جمع بين هذال أحد ًا عم ُل ُه الجعنة " قالوا :ول أنت يا رسول ال .قال " :ول أنا إل أن يتغمدني ال بفضله ورحمته " .وقد ُ رخ مَ
لن ُيأ ْد ِ
ل وقبوله بمحض الفضل فصح ن { العنحل ) ( 32بأن العمل ل يكون امعتبر ًا إل إذا كان امقبو ً جلَّعن مَة ِب مَما ُكعن ُتأ ْم مَتأ ْع مَم ُلو مَ
رخ ُلوا اأ ْل مَ
الحديث و آية } :اأ ْد ُ
أن درخول الجعنة بمحض فضل ال وأن العمل سبب ظاهري امتولَّقف عليه .وال تعالى يوفقعنا لما فيه رضاه
ط عن الِهلَّمِةك في التجريد انحطا ٌ ب امع إقاامِة ال ِإلَّيا مَ
ك السبا مَ
شهو ة الخفيِة وإراد ُت مَ ك في السباب امن ال لَّ ك التجري مَد امع إقاامِة ال ِإلَّيا مَ ) ( 2إراد ُت مَ
ال مَع مَللَّيِة
يععني أن عزامك -أيها المريد -على التجرد أي لتخلص امن السباب التي أقاامك ال فيها كطلب الرهزق الحلل والشتغال بالعلم الظاهر
امن الشهو ة الخفية .أاما كونها امن الشهو ة فلعدم وقوفك امع امراد امولك وأاما كونها رخفية فلكونك لم تقصد بذلك حظ نفسك في العاجل بل
التقغّرب بالتجرد لمن رخلقك وسلَّواك فقد هزيعنت لك العنفس بالدسيسة الخفية الخروج عن السباب التي أقاامك فيها العزيز الوهاب
ط عن الهمة وكذلك إرادتك السباب الشاغلة عن ال الكريم امع إقاامته إياك في التجريد ورهزقك امن حيث ل تحتسب بفضله العميم انحطا ٌ
ن اما أدرخلك ال فيه العلية لن ذلك رجوع امن الحق إلى الخلق وهي رتبة دنية .فالزم -أيها المريد -اما رضيه لك العزيز الحميد .فإ لَّ
طا ًنا
سأ ْل مَ
ك ُ
ل ِلي ِامنأ ْ مَل ُدأ ْن مَ ج مَع أ ْ
ق مَوا أ ْ
صأ ْد ٍ
ج ِ
خ مَر مَ
جِعني ُام أ ْ
رخِر أ ْ
ق و مَ مَأ أ ْ
صأ ْد ٍ
ل ِ
رخ مَ
رخأ ْلِعني ُامأ ْد مَ
ب مَأأ ْد ِ
ل مَر بِّ
تولى إعانتك عليه واما درخلت فيه بعنفسك وكلك إليه } مَو ُق أ ْ
صأ ْم ِبا ِلَّ
ل ن مَيأ ْع مَت ِصي ًرا { ) ( 80السراء .فالمدرخل الصدق أن تدرخل فيه ل بعنفسك والمخرج الصدق أن تخرج ل بعنفسك بل بربك } .مَو مَام أ ْ مَن ِ
س مَتِقي ٍم { ) ( 101آل عمران ط ُام أ ْ ص مَرا ٍ ي ِإ مَلى ِ مَف مَقأ ْد ُهِد مَ
فكن حيث أقاامك ال ذو الفضل العظيم .وعلامة القاامة حصول الستقاامة وتيسير السباب امن الكريم الوهاب
لأ ْق مَداِر
سوا مَر ا مَ
ق مَأ أ ْ
خِر ُ
ق الِه مَمِم ل مَت أ ْ سواِب ُ ) ( 3مَ
ل عن أن تصل إليه - ق أسوا مَره المحيطة به -فض مَ خِر ُ هذه الحكمة كالتعليل لما قبلها وتوطئة لما بعدها .يععني أن اما قدره ال في الهزل ل مَت أ ْ
ق الهمم أي لهمم السوابق وهي قو ى العنفس التي تعنفعل ععنها الشياء بإراد ة ال تعالى وتكون للولي كراامة ولغيره كالساحر والعائن سواب ُ
إهانة .وفيه تشبيه القدار بمديعنة لها أسوار في الصيانة والحفظ على سبيل المكعنية .أي جب عليك -أيها المريد -أن تعتقد أن الهمم
أسباب عادية ل تأثير لها واما يعنشأ ععنها إنما هو بقضاء ال تعالى وقدره فيكون ععندها ل بها .فإرادتك رخلف اما أراده امولك ل تجدي
نفع ًا ول تأثير ًا لها في الحقيقة حتى تظن أنها توجب لك رفع ًا
س مَ
ك ك ل مَت ُقم بِه لعنف ِ ك عأ ْعن مَ
ن اللَّتأ ْدِبيِر فما قا مَم بِه غي ُر مَ ك ِام مَ س مَ
ح مَنأ ْف مَ
) ( 4أِر أ ْ
يععني :أرح نفسك امن تعب التدبير المعنافي للعبودية بأن تقول :لول
فعلت كذا اما كان كذا فإن ال تعالى دبر الشياء في سابق علمه واما قام به غيرك ععنك ل تقوم به لعنفسك فإنك عاجز عن القيام به .وأاما
التدبير المصحوب بالتفويض للعليم الخبير فل بأس به لقوله صلى ال عليه وسلم " :التدبير نصف المعيشة " وللمصعنف كتاب سماه
) التعنوير في إسقاط التدبير ( راجعه أن شئت .فإن هذه المسألة أساس طريق القوم
البصيرِ امأ ْعن مَ
ك ة ل على اأ ْنطما ِ
س ك دلي ٌ
ب امعن مَ ط مَل مَ
ك فيما مَ
ك وتقصي ُر مَ
ن ل مَ
ضِم مَ
ك فيما مَ
) ( 5اجتها ُد مَ
ع مَلى
ل مَ
ض ِإ لَّ
لأ ْر ِ ن مَدالَّب ٍة ِفي ا مَأ ْ
ن أي كفل ال لك به امن الرهزق بعنحو قوله تعالى } :مَو مَاما ِام أ ْ ضِم مَ يععني :أن اجتهادك -أيها المريد -في طلب اما مَ
ع ُب ُدوا مَرلَّب ُكأ ْم { البقر ة ) ( 21 س ا أ ْ
ل ِرأ ْهز ُق مَها { هود ) . ( 6وتقصيرك أي تفريطك فيما طلب امعنك امن العباد ة بعنحو قوله تعالى } :مَيا مَأهُّي مَها اللَّعنا ُ ا ِلَّ
ك بها ك بها الامور المععنوية كما أن العين الباصر ة ُتأ ْد مَر ُ .دليل وبرهان على انطماس أي عمى البصير ة امعنك وهي عين في القلب ُتأ ْد مَر ُ
الامور الحسية .و ُفِه مَم امن المصعنف أن دليل انطماس
عدم اليأس امن تأرخير عطاء ال . .ص 19
ل يستوي البصير ة هو اجتماع الامرين أععني الجتهاد في طلب الرهزق امع التقصير في العمل وأرخبر عن الامرين بقوله ) :دليل ( لن فعي ً
ل امن طلب فيه المفرد وغيره .وأاما إذا اجتهد في طلب الرهزق الحلل امن غير تقصير في العباد ة فإنه يدرخل في حديث " :امن بات كا ً
الحلل بات امغفور ًا له "
ك وفي ك ل فيما تختاره ل مَعنأ ْفس مَ ك الجا مَب مَة فيما يختا ُر ُه ل مَ ن مَل مَضِم مَسك فهو مَ رخ ُر مَأ مَامد ال مَعطاء مَام مَع الأ ْلحاح في اللَّدعاِء اموج مَب ًا ليأ ِ ن مَتأ هُّ
) ( 6ل ي ُك أ ْ
ت الذي يري ُد ل في الوأ ْقت الذي ُتري ُد الوأ ْق ِ
أي ل يكن تأرخر وقت العطاء المطلوب امع اللحاح أي المدواامة في الدعاء اموجب ًا ليأسك امن إجابة الدعاء فهو سبحانه ضمن لك الجابة
ب مَل ُكأ ْم { ) ( 60غافر فيما يختاره لك ل فيما تختاره لعنفسك فإنه أعلم بما يصلح لك امعنك .فربما طلبت شيئ ًا كان ج أ ْ س مَت ِ عوِني مَأ أ ْ بقوله } :اأ ْد ُ
حلَّق مَ
ق ن مَت مَ
الولى امعنعه ععنك فيكون المعنع عين العطاء .كما قال المصعنف فيما يأتي :ربما امعنعك فأعطاك وربما أعطاك فمعنعك .يشهد ذلك مَام أ ْ
ن { ) ( 216البقر ة ولذا قال ل مَتأ ْع مَل ُمو مَ
ش ٌّر مَل ُكأ ْم مَوال ُلَّ مَيأ ْع مَل ُم مَو مَأأ ْن ُتأ ْم مَ
شأ ْي ًئا مَو ُه مَو مَ
حهُّبوا مَ
سى أن ُت ِع مَ
رخأ ْي ٌر مَل ُكأ ْم مَو مَ
شأ ْي ًئا مَو ُه مَو مَ
عسى أن مَتأ ْك مَر ُهوا مَ بمقام } مَو مَ
ك في التحقيق ذا عين إعطائي .وكذلك ضمن لك الجابة في الوقت الذي يريد ل في الوقت الذي تريد .فكن بعض العارفين :و مَامأ ْعن ُع مَ
ي الصبر فإن الصبر وعدم الستعجال أولى بالعبيد .أل تر ى أن اموسى كان يدعو على فرعون وقوامه اموسو لَّ
ع مَلى مَأأ ْام مَواِلِهأ ْم { ) ( 88يونس إلى آرخر اما قص ال في كتابه المكعنون وبعد أربعين سعنة حصل س مَ طِم أ ْ وهارون يؤامن على قوله } :مَرلَّب مَعنا ا أ ْ
ن { ) ( 89يونس .وفي الحديث " :أن ال يحب الملحين ل مَيأ ْع مَل ُمو مَ
ن مَ
ل الَّلِذي مَ
سِبي مَ
ن مَ
ل مَتلَّتِب مَعا ِ
س مَتِقي مَما مَو مَ
ع مَو ُت ُك مَما مَفا أ ْ
ت مَد أ ْجي مَب أ ْ
المدعهُّو به وقال } :مَقأ ْد ُأ ِ
في الدعاء " .وورد :أن العبد الصالح إذا دعا ال تعالى قال جبريل :يا رب عبدك فلن اقض حاجته فيقول " :دعوا عبدي فإني أحب
أن أسمع صوته " .فقم -أيها
المريد -بما أامرك ال به امن الدعاء وسلم له امراده .فربما أجابك وادرخر لك بدل امطلوبك اما تعنال به الحسعنى وهزياد ة
ك وإرخماد ًا لعنور سريرتك
ن ذلك مَقأ ْدح ًا في بصيرِت مَ ع الموعود .وإن مَت مَعلَّين هزام ُعنه لئل يكو مَ ) ( 7ل يشككعنك في الوعد عدم وقو ِ
هذه الحكمة أعم امما قبلها فإن الموعود به في تلك رخصوص الجابة وفي هذه أعم لنه يشمل اما إذا كان الوعد امن ال بإلهام رحماني بأن
ألهمك أنه يحصل لك في الوقت الفلني فتح أو يحصل في هذا العام كذا كما يقع
كيف أن الامراض والبليا والفاقات تكون سبب ًا امن أسباب امعرفة ال تعالى . .ص 21
لبعض الولياء فيخبر بذلك ثم ل يحصل .فإذا حصل لك -أيها المريد -امثل ذلك ثم تأرخر الموعود به فل تشك فيما وعدك ال به وإن
تعين هزامعنه وبالولى إذا لم يتعين لئل يكون ذلك الشك قدح ًا أي نقص ًا في بصيرتك وإرخماد ًا أي إطفا ًء لعنور سريرتك التي هي عين القلب
فهي امرادفة للبصير ة وذلك لجواهز أن يكون وقوع ذلك الموعود امعلق ًا على أسباب وشروط لم تحصل .فالعارف امن تأدب امع ربه ولم
يتزلزل ععند تأرخر اما وعده به
ف هوك .ألم تعلم أن اللَّت مَعهُّر مَ
ف إلي مَ
حها لك إل وهو يريد أن يتعلَّر مَ ك فإنه اما مَف مَت مَ
ل عم ُل مَ
ل امعها أن ق لَّ
ف فل تبا ِ
جه ًة امن اللَّتعهُّر ِ
ك ِو أ ْ
ح ل مَ
) ( 8إذا فت مَ
ُاموِر ُد ُه عليك والعمال أنت امهديها إليه وأين اما ُتهديه إليه امما هو ُاموِر ُد ُه علي مَ
ك
يععني إذا فتح لك الفتاح -أيها المريد -وجهة أي جهة امن جهات التعرف وتلك الجهة كالامراض والبليا والفاقات فإنها سبب لمعرفة ال
تعالى بصفاته كاللطف والقهر وغيرهما .والمخاطب بذلك المتيقظ دون المرتبك في حبال الغفلة الذي يسخط ععند نزولها .فل تبال امعها
أيها المريد أن قل عملك أي بقلة عملك -فهمز ة أن امفتوحة امعنسكبة امع اما بعدها بمصدر امجرور بالباء المقدر ة المتعلقة بتبال -أي ل تغتلَّم
امع تلك الجهة ول تهتم بقلة العمال .فإن ال تعالى يقول في الحديث القدسي " :إذا ابتليت عبدي المؤامن فلم يشكعني إلى عواده أنشطته
امن عقالي وأبدلته لحم ًا رخير ًا امن لحمه ودام ًا رخير ًا امن دامه وليستأنف العمل " .يععني أنه يخرج امن ذنوبه كيوم ولدته أامه ول يحاسب على
العمال السيئة السالفة .وورد :أن ال تعالى يقول للكرام الكاتبين ععند امرض عبده
المؤامن " :اكتبوا لعبدي اما كان يعمل صحيح ًا امقيم ًا " فصح أنه اما فتحها أي لك الجهة لك إل وهو يرد أن يتعرف إليك بواسع فضله
عليك .ول شك أن هذا أعظم امن كثر ة العمال التي تطالب بوجود سر الرخلص فيها .كما أشار إلى ذلك بالستفهام التقريري بقوله :
ألم تعلم أن التعرف هو امورده عليك . . .الخ
ت الحوا ِ
ل ع واردا ِ ل لتعنهُّو ِ
س العما ِ
ت أجعنا ُ
) ( 9مَتعنلَّوع أ ْ
أي ارختلفت أجعناس العمال الظاهر ة لرختلف الواردات التي هي الحوال القائمة بالقلب فإن الواردات اما يرد على القلب امن المعارف
ح الجسد كله وإذا فسدتص مَل مَ
ص مَلحت مَ
ن في الجسد امضغ ًة إذا مَ
والسرار والعمال الظاهر ة تابعة لحوال القلب .لما في الحديث " :أل وإ لَّ
فسد الجسد كله أل وهي القلب " .فإذا ورد على القلب العلم بفضائل قيام الليل توجه إليه وآثره على غيره فتقوم به الجوارح .وكذلك
الصدقة والصيام وباقي العمال
عدم صدق السالك إذا اما أحب الشهر ة وبعد الصيت . .ص 24
جه
ن ل مَيِتهُّم مَن مَتا ُ
ت امما لم ُيأ ْد مَف أ ْ
ل فما مَن مَب مَ
ض الخمو ِ
ن وجو مَدك في أر ِ
) ( 11اأ ْدِف أ ْ
أي ادفن -أيها المريد -نفسك أي شهرتها في الخمول الذي هو كالرض للميت في التغطية التاامة بأن ل تتعاطى أسباب الشهر ة .فإن
حب امما لم يدفن في
الخمول امما يعين على الرخلص بخلف حب الظهور فإنه امن جملة القواطع القاصمة للظهور .فما نبت امن ال مَ
الرض ل يتم نتاجه بل يخرج امصفر ًا .وكذلك أنت -أيها المريد -إذا تعاطيت أسباب الشهر ة في بدايتك قل أن تفلح في نهايتك .وامن مَثلَّم
قال رجل لبشر بن الحارث :أوصعني فقال :أرخمل ذكرك وأطب امطعمك .وقال بعضهم :ل تصلح طريقتعنا هذه إل لقوام ُكعنست
بأرواحهم المزابل .وقال إبراهيم بن أدهم :اما صدق ال امن أحب الشهر ة .ول در القائل :
ض به فذاك أسل ُم في الدنيا وفي الدين س وار مَ ش رخاامل الذكر بين العنا ِ ع أ ْ ِ
ك وتسكي ِ
ن ل بين تحري ِ س لم تسلأ ْم ديا مَن ُت ُه ولم ي مَز أ ْ ن عاش مَر اللَّعنا مَ مَام أ ْ
ن فكر ةل بها مَامأ ْي مَدا مَ عأ ْز مَل ٍة يدرخ ُ
ل ُ
ب امث ُ) ( 12اما مَن مَف مَع القل مَ
ب المريد شي ٌء امن الشياء المطهبِّر ة له امن الغفلت امثل عزلة عن الخلق يدرخل بها اميدان فكر ة أي تفكر في امصعنوعات بارئ أي ا نفع قل مَ
الرض والسماوات .وإضافة اميدان لفكر ة امن إضافة المشبه به للمشبه أي فكر ة شبيهة بالميدان لتردد القلب فيها كتردد الخيل في الميدان
.وفي الحديث " :تفكر ساعة رخير امن عباد ة سبعين سعنة " وذلك لنه يوصل إلى امعرفة حقائق الشياء وتزداد به امعرفة ال ويطلع به
المتفكر على رخفايا آفات العنفس وامكائد الشيطان وغرور الدنيا .والعزلة التي يعنشأ ععنها هذا الفكر أحد أركان الطريق الربعة المجموعة
في قول بعضهم :
ت أركا مَن ُه ساد ُتعنا فيه امن البدا ِ
ل س مَم أ ْ
ت الولية ُق بِّ بي ُ
سهر العنزيِه الغالي ع وال بِّ ل دائ ٍم والجو ِ ت واعتزا ٍ اما بين صم ٍ
اامتعناع حصول لذ ة المعرفة بال لمن لم يفق امن غفلته . .ص 26
يدرخل في حضر ة الكريم الخلق لنه لم يتطهر امن غفلته الشبيهة بالجعنابة ف ُيمعنع امعنها كما ُيمعنع الجعنب امن المسجد الذي هو امحل المعناجا ة
والستجابة والستفهام في المواضع الربعة إنكاري بمععنى العنفي أي ل يكون إشراق القلب امع انطباع صور الكوان التي هي كالظلمة
في امرآته أي امحل ناظره الذي هو البصير ة لما في ذلك امن الجمع بين الضدين ول يمكعنه الرحيل إلى ال بقطع عقبات العنفس امع كونه
ل بشهواته للجمع المذكور ول يدرخل حضر ة ال أي دائر ة وليته المقتضية للطهار ة امع كونه لم يتطهر امن جعنابة غفلته لذلك الجمع امكب ً
ول يرجو أن يفهم دقائق السرار المتوقفة على التحرهز امن المعاصي امع كونه لم يتب امن هفواته لذلك فالمطالب أربعة :إشراق القلب
ل وسيلة لما بعده .والموانع أربعة :انطباع صور الكوان في عين القلب والرحيل إلى الحضر ة ودرخولها والطلع على أسرارها .وك ٌ
والتكبل بالشهوات وعدم التطهير امن جعنابة الغفلت وترك التوبة امن الهفوات
ع مَو مَهز ُه وجو ُد النواِر
ن ولم يشه ُد ُه فيه أو ععنده أو مَقأ ْب مَله أو مَبأ ْع مَده فقد مَأ أ ْ
ق فيه فمن رأ ى الكو مَ
ظأ ْلم ٌة وإلَّنما أنا مَر ُه ظهو ُر الح بِّ
ن كهُّله ُ ) ( 14الكو ُ
ب الثارح ِ س ُ ف ب ُس المعار ِ ت ععنه شمو ُ حج مَب أ ْو ُ
أي أن الكون بالعنظر إلى ذاته كهُّله ظلمة أي دم امحض لنه ل وجود له بذاته وإنما أناره أي أوجده ظهو ُر الحق تعالى فيه أي ظهور إيجاد
وتعريف ل ظهور حلول وتكييف بمععنى أنه تجلى عليه بذاته وقال له كن فكان وهو قادر على إعداامه في الحال والستقبال فليس ثلَّم إل
امبدع الكوان
ن أي المكونات عن المكون تعالى فلم يشهده سبحانه أي فلم يشاهد تأثيره فيه وهو الذي قد أعوهزه أي فاته ن حجبه الكو ُ ثم أن امن العناس مَام أ ْ
وجود النوار فصار امحتاج ًا لها لفقدها ععنده وحجبت أي غابت ععنه شموس المعارف أي المعارف التي هي كالشموس في إظهار الشياء
والكشف عن
دليل قدر ة ال العناس عن رؤيته بالكائعنات وهي عدم بالعنسبة إليه تعالى . .ص 28
حقائقها فإضافة شموس إلى المعارف امن إضافة المشبه به للمشبه كإضافة سحب إلى الثار أي الثار -جمع أثر -بمععنى المكلَّونات
ت ععنه المعارف الشبيهة بالشموس الكاشفة ععنه الحقائق الموصلة إلى حضر ة القدوس وامن سحب بضمتين جمع سحاب قد امعنع أ ْ الشبيهة بال هُّ
العناس امن لم يحجبه الكون عن المكبِّون سبحانه وتعالى بل شهده فيه بتأثيره وععنده بحفظه وتدبيره وهؤلء الذين يشهدون الثر والمؤثر
امع ًا .وامعنهم امن شهده قبله وهم الذين يستدلون بالمؤثر على الثر .وامعنهم امن شهده بعده وهم الذين يستدلون بالثر على المؤبِّثر وهذه
الظروف المذكور ة في كلم المصعنف ليست هزامانية ول امكانية فإن الظروف امن جملة الكوان بل هي اصطلحات ليس المراد امعنها
صي ُر {
سِمي ُع ال مَب ِ
ي ٌء مَو ُه مَو ال لَّ
ش أ ْ
س مَكِمأ ْثِلِه مَ
ظاهرها ععند ذوي العرفان وإنما تدرك بالذوق ل بالتعبير .فقف ععند حدك وتمسك بقوله تعالى } :مَلأ ْي مَ
) ( 11الشور ى
ج مَبك ععنه بما ليس بموجو ٍد امعه
ح مَ
جوِد مَقأ ْهِره سبحانه أن مَ
) ( 15امما مَي ُدهُّلك على ُو ُ
أي اما يدلك -أيها المريد -على أنه سبحانه القاهر فوق عباده أن حجبك بفتح همز ة أن المصدرية المعنسكبة امع اما بعدها بمصدر أي
حجبك ععنه تعالى بالكون الذي ليس بموجود امعه لنك قد علمت أنه ظلمة أي عدم امحض امن حيث ذاته .فالوجود الحقيقي إنما هو ل
تعالى واما سواه ل يوصف ععند العارفين بوجود ول فقد إذ ل يوجد امعه غيره لثبوت أحِدلَّيِتِه ول يفقد إل اما وجد .وقال سيدي أبو الحسن
الشاذلي :إنا لعنعنظر إلى ال تعالى بعنظر اليمان
قيام الشياء بال وكونه سبحانه الحفظ عليها وجودها . .ص 29
واليقان فيغعنيعنا ذلك عن الدليل والبرهان ونستدل به على الخلق فإنه ليس في الوجود إل الواحد الحق فل نراهم وإن كان ول بد فعنراهم
خأ ْلق ل ِفأ ْعل لهم فقد فاهز وامن شهدهم ل حيا ة كالهباء في الهواء أن فتشتهم لم تجدهم شيئ ًا وقال سيدي امحي الدين بن العربي :امن شهد ال مَ
لهم فقد حاهز وامن شهدهم عين العدم فقد وصل وامما فيل في هذا المععنى :
امن أبص مَر الخأ ْلق كالسراب فقد ت مَرلَّقى عن الحجا ِ
ب
إلى وجود يراه مَرأ ْت مَق ًا بل ابتعا ٍد و ل اقترا ِ
ب
صوا ِ
ب س مَواه هعناك ُيهد ى إلى ال لَّ ولم يشاهأ ْد به ِ
فارفع -أيها المريد -ععنك هذا الحجاب واجعل تعلقك برب الرباب .فإن كل شيء هالك إل وجهه .ول يضمن لك الوصول إلى ال إل
هذه الوجهة
ج مَب ُه شي ٌء وهو الذي ظهر بكل شيء ؟ مَكأ ْي مَ
ف حِ
صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ ج مَب ُه شي ٌء وهو الذي أظهر كل شيء ؟ مَكأ ْي مَ حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ ) ( 16مَكأ ْي مَ
صلَّو ُر أن ف ُي مَت مَ
ج مَب ُه شي ٌء وهو الذي ظهر لكل شيء ؟ مَكأ ْي مَ حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ ج مَب ُه شي ٌء وهو الذي ظهر في كل شيء ؟ مَكأ ْي مَ حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ُي مَت مَ
ج مَب ُه شي ٌء حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ
ظ مَه ُر امن كل شيء ؟ مَكأ ْي مَ ج مَب ُه شي ٌء وهو أ أ ْ حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ ج مَب ُه شي ٌء وهو الظاه ُر قبل وجود كل شيء ؟ مَكأ ْي مَ حِ مَي أ ْ
وهو الواحد الذي ليس امعه شيء ؟
ج مَب ُه شي ٌء ولوله اما كان وجو ُد كل شيء ؟ يا عجب ًا كيف حِصلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ ج مَب ُه شي ٌء وهو أقرب إليك امن كل شيء ؟ مَكأ ْي مَ حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْ ف ُي مَت مَ مَكأ ْي مَ
ف الِق مَدم ؟ ص ُ ن له و أ ْ ث امع مَام أ ْ ظ مَه ُر الوجو ُد في ال مَع مَدم ؟ أم كيف يثبت الحاد ُ مَي أ ْ
بين المصعنف في هذه الحكمة الدلة التي تدل على أنه سبحانه ل يحتجب
ص 30
ج مَب ُه شي ٌء وهو الذي أظهر كل شيء حيث إنه حِ صلَّو ُر أن مَي أ ْف ُي مَت مَ بالكوان وأتى بها على وجه استبعاد أن يتصور ذلك في الذهان فقال :مَكأ ْي مَ
هو الذي أوجده بعد العدم واما كان وجوده امتوقف ًا عليه ل يصح أن يحجبه وقوله :ظهر بكل شيء أي امن حيث أن كل شيء يدل عليه فإن
الثر يدل على المؤثر
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
ق { ) ( 53فصلت .وقو ُله :ظهر في كل شيء أي امن حيث أن ح هُّن مَل ُهأ ْم مَألَّن ُه اأ ْل مَ حلَّتى مَي مَت مَبلَّي مَسِهأ ْم مَ ق مَوِفي مَأأ ْن ُف ِ ل مَفا ِ س ُعنِريِهأ ْم آ مَياِت مَعنا ِفي ا أ ْ قال تعالى } :مَ
ل وهكذا . . .وقو ُله : الشياء كلها امجالي وامظاهر لمعاني أسمائه فيظهر في أهل العز ة امععنى كونه امعز ًا وفي أهل الغّذلة امععنى كونه امذ ً
ظهر لكل شيء أي تجلى لكل شيء حتى عرفه وسبحه .كما قال تعالى :
ن { ) ( 44السراء .وقو ُله :وهو الظاهر قبل وجود كل شيء أي فهو الذي وجوده أهزلي ل مَتأ ْف مَق ُهو مَ
ن مَ حأ ْمِدِه مَو مَلِك أ ْح ِب مَ سبِّب ُ
ل ُي مَ ي ٍء ِإ لَّ ش أ ْ ن مَ ن ِام أ ْ} مَوِإ أ ْ
وأبدي فوجوده ذاتي والذاتي أقو ى امن ال مَع مَرضي فل يصح أن يكون حاجب ًا له .وقو ُله :وهو أظهر امن كل شيء أي لن الظهور المطلق
أقو ى امن المقيد وإنما لم ُيأ ْدرك للعقول امع شد ة ظهوره لن شد ة الظهور ل يطيقها الضعفاء كالخفاش يبصر بالليل دون العنهار لضعف
بصره ل لخفاء العنهار على حد اما قيل :
ن ليس ذا بصر ن ل ير ى ضو مَءها مَام أ ْ ق طالع ًة أ أ ْ لأ ْف ِ
س الضحى في ا ُ اما ضلَّر شم مَ
وقو ُله :وهو الواحد الذي ليس امعه شيء أي لن كل اما سواه في الحقيقة عدم امحض كما تقدم .وقد قام البرهان على وحدانيته تعالى
س مَد مَتا { ) ( 22النبياء .وقو ُله :أقرب إليك امن كل شيء أي بعلمه وإحاطته وتدبيره .كما ل مَل مَف مَ ل ا ُلَّ
ن ِفيِه مَما آِل مَه ٌة ِإ لَّ
بقوله سبحانه } :مَلأ ْو مَكا مَ
ل اأ ْل مَوِريِد { ) ( 16سور ة القرآن .وقو ُله :ولوله اما كان وجود كل شيء هو حأ ْب ِ ن مَ
ب ِإ مَلأ ْيِه ِام أ ْ ن مَأأ ْق مَر ُ ح ُ قال تعالى في كتابه المجيد } :مَو مَن أ ْ
ل وهو الذي أظهر كل شيء .ولكون المقصود المبالغة في نفي الحجاب لم يضر هذا التكرار لن المحل امحل إطعناب .ثم بمععنى قوله أو ً
ف الِق مَدم ؟ حتى يكون حجاب ًا
ص ُ
ن له و أ ْ
ث امع مَام أ ْ
ظ مَه ُر الوجو ُد في ال مَع مَدم أي يجتمع امعه وهما ضدان .أم كيف يثبت الحاد ُ قال :يا عجبا كيف مَي أ ْ
للعظيم المعنان .قال ابن عباد :وهذا الفصل امن قوِله :الكون كله ظلمة إلى هعنا أبدع فيه المؤلف غاية البداع وأتى فيه بما تقر به العين
وتلذ به السماع .فإنه -رضي ال ععنه -ذكر جميع امتعلقات الظهور وأبطل حجابية كل ظلم ونور وأراك فيه الحق رؤية عيان وبرهان
ورفعك امن امقام اليمان إلى أعلى امراتب الحسان .كل ذلك في أوجز لفظ وأفصح عبار ة وأتم تصريح وألطف إشار ة .فلو لم يكن في
هذا الكتاب إل هذا الفصل لكان كافي ًا شافي ًا فجزاه ال ععنا رخير ًا
ل فيه
ظ مَه مَر ُه ا ُ
ث في الوقت غي ُر اما أ أ ْ ح ُد مَ
ن أراد أن مَي أ ْ ن شيئ ًا مَام أ ْ ك امن الجهل شيئ ًا مَام أ ْ ) ( 17اما مَت مَر مَ
يععني أن امن حسن الدب أن يكون المريد راضي ًا بما أقاامه ال فيه .كما قال بعض العارفين :لي امعنذ أربعين سعنة اما أقاامعني ال في حال
فكرهته ول نقلعني إلى غيره فسخطته
ن سخط المري ُد الحالة التي يكون عليها وتشوف إلى فإ أ ْ
تأرخير العمال امن رعونات العنفس . .عدم استحباب طلب الخروج امن حالة اموافقة للشرع إلى حالة أرخر ى . .ص 32
النتقال ععنها بعنفسه وأراد أن يحدث غير اما أظهره ال تعالى فقد بلغ غاية الجهل بربه وأساء الدب في حضرته
) ( 18إحالتك العمال على وجود الفراغ امن رعونات العنفس
أي إحالتك -أيها المريد -العمال الصالحة على وجود الفراغ امن أشغال الدنيا تعد امن رعونات العنفس أي حماقتها لما في ذلك امن إيثار
الدنيا على الرخر ة وأشغال الدنيا ل تعنقضي
فما قضى أحد امعنها ُلبانته ول انتهى أرب إل إلى أ مَرب
وقال آرخر :
نروح ونغدو لحاجاتعنا وحاجات امن عاش ل تعنقضي
وقد قالوا :الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك .وفي الحديث " :اما امن يوم إل وهو يعنادي :يا ابن آدم أنا رخلق جديد وعلى عملك شهيد
فاغتعنم امعني فإني ل أعود إلى يوم القياامة "
) ( 19ل تطلب امعنه أن يخرجك امن حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لستعملك امن غير إرخراج
أي ل تطلب -أيها المريد -امن ال تعالى أن يخرجك امن حالة اموافقة للشرع دنيوية أو ديعنية لتوهمك أن غيرها أرقى امعنها لنه تخيير
ل امحبوب ًا ععنده امن غير إرخراج امن
رخ مَي مَر مَ ة لك في ذاك .فلو أرادك أي جعلك امن أهل إرادته ورخاصته لستعملك استعما ً
على امولك ول ِ
الحالة التي أنت عليها .وأاما لو كانت الحالة غير اموافقة للشرع فإنه يجب عليك المبادر ة وطلب الرخراج امعنها والنتقال إلى غيرها .كما
قال بعض الكابر :
فتعنة الوقوف ععند حالة امن المقاامات حالة سير السالك أثعناء سلوكه . .ص 33
حصل امطلوبك اتهام له تعالى بأنه ل يرهزقك إل بالطلب إذ لو وثقت به في إيصال امعنافعك إليك امن غير سؤال لما طلبت .وأاما إذا كان
ل وبهذا يجمع بين طلب الدعاء والعنهي ب مَل ُكأ ْم { ) ( 60غافر فل يكون امعلو ً
ج أ ْ
س مَت ِ
عوِني مَأ أ ْ
ل لقوله تعالى } :اأ ْد ُالطلب على وجه التعبد اامتثا ً
ععنه .وكذلك طلبك له تعالى بأن تطلب قربك امعنه والوصول إليه بعملك غيبة امعنك ععنه إذ الحاضر ل يطلب وهو تعالى أقرب إليك امن
حبل الوريد .وكذلك طلبك لغيره امن العراض الدنيوية أو المراتب الرخروية لقلة حيائك امعنه إذ لو استحيت امعنه لم تؤثر عليه سواه
ل في حال الطلب عن امولك إنما يكون لوجود بعدك ععنه إذ لو كان قريب ًا امعنك لكان غيره بعيد ًا ععنك . وكذلك طلبك امن غيره تعالى غاف ً
فالطلب بأوجهه الربعة امعلول سواء كان امتعلق ًا بالحق أو الخلق إل اما كان على وجه التعبد والتأدب واتباع الامر وإظهار الفاقة
س تبديه إل وله قدر فيك يمضيه ) ( 22اما امن مَن مَف ٍ
العنفس بفتح الفاء جزء امن الهواء يخرج امن باطن البدن في جزء امن الزامن والمععنى ليس امن مَن مَفس امن أنفاسك تبديه أي تظهره بقدر ة ال
تعالى إل وله تعالى فيك قدر بفتح الدال المهملة أي أامر امقدر ناشئ عن قدرته وإرادته .يمضيه أي يعنفذه كائعن ًا اما كان فأنت رهن القضاء
ل وقبض ًا وبسط ًا وفقد ًا ووجد ًا إلى غير ذلك امن والقدر في كل نفس وفي كل طرفة عين فكن عبد ًا ل في كل شيء عطا ًء وامعنع ًا وعز ًا وذ ً
امختلفات الثار وتعنقلت الطوار فإن الكااملين امن أهل ال يراعون الحق في كل نفس حتى يكونوا أبد ًا بالموافقة امع
اما أقام الحق فيه عبده امن شواغل العباد ة ل يجب الفراغ امعنه . .عدم العجب امن أكدار الدنيا إذ هذه طبيعتها ص 36
ال تعالى .وهذا امقام شريف ل يوفي به إل أهل الععنايات .وامن غفل في حسابه رخسر في اكتسابه .وقال بعض العارفين :امن أدرك في
ن { ) ( 29الرحمن واما ألطف قول بعضهم : شأ ْأ ٍ
ل مَيأ ْو ٍم ُه مَو ِفي مَ
نفسه التغيير والتبديل في كل نفس فهو العالم بقوله تعالى ُ } :ك لَّ
نفذت امقادير الله وحكمه فأرح فؤادك امن لعل وامن لو
) ( 23ل تترقب فراغ الغيار فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو امقيمك فيه
أي ل تعنتظر -أيها المريد -انتهاء الغيار أي الشواغل التي امعنها اما أقاامك فيه الحق بل راقبه فيما تترقب فراغه فإن تأاميلك للوقت الثاني
يمعنعك امن القيام بحق الوقت الذي أنت فيه .والفقير الصادق يكون في كل وقت بحسبه
وسئل بعض العارفين امتى يستريح الفقير ؟ فقال :إذا لم ير وقت ًا غير الوقت الذي هو فيه .وقال بعض المفسرين في قوله تعالى :
خأ ْيِر ِفأ ْت مَعن ًة { ) ( 35النبياء أي نختبركم بالشد ة والررخاء والصحة والسقم والغعنى والفقر وقيل بما تحبون واما تكرهون شبِّر مَواأ ْل مَ
} مَو مَنأ ْب ُلوك ُأ ْم ِبال لَّ
لعنعنظر شكركم فيما تحبون وصبركم فيما تكرهون
) ( 24ل تستغرب وقوع الكدار اما دامت في هذه الدار فإنها اما أبرهزت إل اما هو امستحق وصفها وواجب نعتها
أي ل تعد وقوع الكدار أامر ًا غريب ًا امد ة كونك في هذه الدار الدنيوية فإنها اما أبرهزت أي أظهرت إل اما هو امستحق وصفها أي وصفها
المستحق لها
ص 37
وواجب نععنها أي نعتها الواجب أي اللهزم لها .فمن ضرورياتها وجود المكاره فيها امع النهماك عليها كما قال بعض واصفيها :
طبعت على كدر وأنت تريدها صفو ًا امن القذاء والقذار
جذو مَ ة نار
وامكلف اليام ضد طباعها امتطلب في الماء مَ
وامن كلم جعفر الصادق :امن طلب اما لم يخلق أتعب نفسه ولم يرهزق قيل له :واما ذاك ؟ قال :الراحة في الدنيا .وأرخذ بعضهم هذا
المععنى فقال :
تطلب الراحة في دار الععنا رخاب امن يطلب شيئ ًا ل يكون
ي: وقال الصفي الحل غّ
السعاد ة في الرجوع إلى ال . .إشراق البداية دليل إشراق العنهاية . .في أن الظاهر ععنوان الباطن . .ص 39
تعالى وامحبته ولم تظهر على ظاهره ثمرات ذلك امن اللهج بذكره والمسارعة إلى اتباع أامره والفرار امن القواطع الشاغلة ععنه
والضطراب عن الوسائط المبعد ة امعنه فهو كذاب في دعواه امتخذ إله هواه
) ( 29شتان بين امن يستدل به أو يستدل عليه المستدل به عرف الحق لهله وأثبت الامر امن وجود أصله والستدلل عليه امن عدم
الوصول إليه .وإل فمتى غاب حتى يستدل عليه ؟ وامتى بعد حتى تكون الثار هي التي توصل إليه ؟
شتان اسم فعل اماض بمععنى بعد .أي بعد اما بين امن يستدل به تعالى على المحلوقات وهم المراودون أهل الشهود .أو بمععنى الواو أي
وبين امن يستدل عليه تعالى بالمخلوقات وهم المريدون أهل السلوك .فأحوال هذين الفريقين امتفاوتة في الرتبة .فالمستدل به تعالى على
غيره عرف الحق وهو الوجود الذاتي لهله وهو ال تعالى وأثبت الامر أي وجود الحوادث امن وجود أصله وهو ال تعالى أي جعل
وجودهم امستفاد ًا امن وجوده إذ لول إيجاده لهم لما وجدوا وهؤلء هم أهل الجذب الذين جذبتهم يد الععناية إاما ابتداء أو بعد السلوك وهم
العارفون بربهم فل يشهدون غيره ولذلك يستدلون به على الشياء في حال تدليهم .وأاما الستدلل عليه تعالى فل يكون إل امن عدم
الوصول إليه لن السالك يكون امحجوب ًا بالثار فيستدل بها على امن كور الليل والعنهار فيكون امن الستدلل بالمجهول على المعلوم
وبالمعدوم على الموجود وبالامر الخفي على الظاهر الجلي .وذلك لوجود الحجاب ووقوفه امع السباب .وإل فمتى غاب الحق حتى
يستدل بمخلوقاته عليه وامتى بعد حتى تكون الثار العناشئة عن قدرته هي التي توصل إليه .واما ألطف قول بعض أهل الشهود في هذا
المقام المحمود :
نظر النسان إلى عيوبه رخير امن تطلعه إلى اما حجب ععنه امن الغيب . .ص 42
) ( 31اهتد ى الراحلون إليه بأنوار التوجه والواصلون لهم أنوار المواجهة .فالولون للنوار وهؤلء النوار لهم لنهم ل ل لشيء دونه
ن { ) ( 91النعام ضِهأ ْم مَيأ ْل مَع ُبو مَ رخأ ْو ِ ل ُثلَّم مَذأ ْر ُهأ ْم ِفي مَ
ل ا ُلَّ} ُق أ ْ
أي اهتد ى السالكون السائرون إلى ال تعالى بأنوار التوجه أي النوار العناشئة امن العبادات والرياضات التي توجهوا بها إلى حضر ة الرب
س ُب مَل مَعنا { ) ( 69الععنكبوت .والواصلون إلى ال تعالى لهم أنوار المواجهة أي التقرب جاه ُدوا ِفي مَعنا مَل مَعنأ ْهِد مَيلَّعن ُهأ ْم ُ ن مَ فإن ال تعالى يقول } :مَوالَّلِذي مَ
والتحبب .فالولون عبيد للنوار لحتياجهم إليها في الوصول إلى امقصودهم .وهؤلء أي الواصلون النوار لهم لنهم ل ل لشيء دونه
ن { .فإفراد
ضِهأ ْم مَيأ ْل مَع ُبو مَ
رخأ ْو ِ
ل { أي توجه إليه ول تمل إلى أنوار ول غيرها } ُثلَّم مَذأ ْر ُهأ ْم { أي اتركهم } ِفي مَ ل ا ُلَّ ل بإشار ة قوله تعالى ُ } :ق أ ْ عم ً
التوحيد بعد فعناء الغيار هو حق اليقين .ورؤية اما سو ى ال رخوض ولعب
) ( 32تشوفك إلى اما بطن فيك امن العيوب رخير امن تشوفك إلى اما حجب ععنك امن الغيوب
تشوفك بالفاء في الموضعين أي تطلعك بعين البصير ة إلى اما بطن أي رخفي فيك امن العيوب والامراض القلبية كالكبر والحقد والعجب
والرياء والسمعة والمداهعنة وحب الرياسة والجاه ونحو ذلك حتى تتوجه همتك إلى هزوال ذلك بالرياضة والمجاهد ة رخصوص ًا على يد شيخ
عارف رخير لك امن تطلعك إلى اما حجب ععنك امن الغيوب أي اما غاب ععنك كالسرار اللهية والكراامات الكونية لن هذا حظ نفسك وذلك
واجب عليك لربك .فإن نفسك
الحق ليس بمحجوب إل عن أعين المحجوبين . .امن رخرج عن رخصاله الدنيئة كان قريب ًا امن ال . .ص 43
تطلب الكراامة وامولك امطالبك بالستقاامة ولن تكون بحق امولك رخير امن أن تكون بحظ نفسك وهواك .وهذه الحكمة عمد ة في طريق
القوم فطهر نفسك امن أنواع الرذائل قبل أن يتوجه إليها اللوم
) ( 33الحق ليس بمحجوب وإنما المحجوب أنت عن العنظر إذ لو حجبه شيء لستره اما حجبه ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر
ع مَباِدِه { ) ( 18النعام
ق ِ
وكل حاصر لشيء فهو له قاهر } .مَو ُه مَو اأ ْل مَقاه ُر مَفأ ْو مَ
يععني أن الحجاب ل يتصف به الحق سبحانه وتعالى لستحالته في حقه .وإنما المحجوب أنت أيها العبد بصفاتك العنفسانية عن العنظر إليه
فإن رامت الوصول فابحث عن عيوب نفسك وعالجها فإن الحجاب يرتفع ععنك فتصل إلى العنظر إليه بعين بصيرتك وهو امقام الحسان
الذي يعبرون ععنه بمقام المشاهد ة .وقد استدل المصعنف على استحالة الحجاب على رب الرباب بقوله :إذ لو حجبه شيء لستره اما حجبه
أي عن العنظر إليه ولو كان له ساتر ًا لكان لوجوده أي ذاته حاصر أي امحيط به لستلزام الساتر لنحصار المستور فيه وكل حاصر لشيء
ع مَباِدِه { ) ( 18
ق ِ
فهو له قاهر لنه يجعله في أسر قبضته وتحت حكمه وذلك ل يصح في حقه تعالى لقوله في كتابه } :مَو ُه مَو اأ ْل مَقاه ُر مَفأ ْو مَ
النعام فوقية امععنوية ل امكانية فإنه تعالى امعنزه عن الزامان و المكان
) ( 34أرخرج امن أوصاف بشريتك عن كل وصف امعناف لعبوديتك لتكون لعنداء الحق امجيب ًا وامن حضرته قريب ًا
أوصاف البشرية إاما ظاهر ة وهي أعمال الجوارح .وإاما باطعنة وهي أعمال القلب .وكل امعنهما إاما طاعة وإاما امعصية .والعنظر فيما
يتعلق بالعمال
ص 44
الظاهر ة امن طاعة أو امعصية يسمى تفقه ًا .وفيما يتعلق بالعمال الباطعنة يسمى تصوف ًا .وامتى صلح الباطن صلح الظاهر .فإن القلب
كالملك والجوارح كالجعنود التي ل تتخلف عن طاعته .وصلحه إنما يكون بالتخلي عن كل وصف امعناقض للعبودية كالكبر والعجب
والرياء وغير ذلك والتحلي بالوصاف المحمود ة التي تقربه إلى السيد المالك كالتواضع والحلم والرضا والرخلص في العبودية إلى غير
ذلك امن أوصاف اليمان التي يكتسب بها أبهى امزية .فإذا تخلق المريد بذلك ناداه الحق بقوله له :يا عبدي فيجيبه حيعنئذ بقوله :لبيك يا
ربي فيكون صادق ًا في إجابته امحقق ًا لعنسبته .وهذه هي العبودية الخاصة لن العبودية قسمان :عبودية املك وقهر وهي عاامة لكل
عأ ْب ًدا { ) ( 93امريم .وعبودية رخاصة بأحبابه
ح مَمانِ مَ
ل آِتي اللَّر أ ْ
ض ِإ لَّ
لأ ْر ِ
ت مَوا مَأ ْ
س مَما مَوا ِ
ن ِفي ال لَّ
ل مَام أ ْ
المخلوقات كما في قوله تعالى } :أن ُك هُّ
وهي المراد ة بقول القاضي عياض :
كان ال ول شيء امعه . .ذو الهمة يأنف امن رفع حوائجه لغير ال . .ص 48
وععند ذلك ل يبقى في نظرك اما تستعند إليه سواه فإنك إذ ذاك ل تشهد إل إياه .وحق البصير ة ويعبر ععنه بعنور الحق وبحق اليقين يشهدك
وجوده ل عدامك ول وجودك فتكون في امشاهد ة الحق حال كونك في امقام الفعناء الكاامل الذي تفعنى فيه حتى عن فعنائك استهلك ًا في وجود
سيدك
وبعد الفعنا في ال كن اما تشا فعلمك ل جهل وفعلك ل وهزر
) ( 37كان ال ول شيء امعه وهو الن على اما عليه كان
أي كيعنونة ل يصحبها هزامان ول امكان فإنهما امن امخلوقاته والمراد بهذه الحكمة أنه ل شيء امعه في أبده كما لم يكن امعه شيء في أهزله
لثبوت أحديته .يوضح ذلك قوله فيما سيأتي :الكوان ثابتة بإثباته اممحو ة بأحدية ذاته
) ( 38ل تتعد نية همتك إلى غيره فالكريم ل تتخطاه الامال
أي ل تجعل قصدك امتعديا إلى غيره تعالى فالكريم ل تتخطاه آامال المؤاملين فإن ذا الهمة العلية يأنف امن رفع حوائجه إلى غير كريم ول
كريم على الحقيقة إل رب العالمين .وأجمع العبارات في امععنى وصف الكريم اما قيل :الكريم هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا
أعطى هزاد على امعنتهى الرجاء ول يبالي كم أعطى ول لمن أعطى وإن رفعت حاجة إلى غيره ل يرضى وإذا جفي عاتب واما استقصى
ول يضيع امن لذ به والتجا ويغعنيه عن الوسائل والشفعاء .فإذا كانت هذه الصفات ل يستحقها أحد سو ى ال تعالى فيعنبغي أن ل تتخطاه
آامال المؤاملين .كما قال بعض العارفين :
حرام على امن وحد ال ربه وأفرده أن يجتدي أحد ًا رفدا
ويا صاحبي قف بي امع الحق وقفة أاموت بها وجد ًا وأحيا بها وجدا
وقل لملوك الرض تجهد جهدها فذا الملك املك ل يباع ول يهد ى
) ( 39ل ترفعن إلى غيره حاجة هو اموردها عليك فكيف يرفع غيره اما كان هو له واضع ًا ؟ امن ل يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه
فكيف يستطيع أن يكون لها عن غير رافع ًا ؟
أي ل ترفعن إلى غيره تعالى حاجة كفقر أو ناهزلة هو اموردها عليك ارختبار ًا لك بل ارفع إليه ذلك فإنه سبحانه يحب أن يسأل وفي الحديث
" :امن لم يسأل ال يغضب عليه " .واما ألطف قول بعضهم :
ل تسألن بعني آدم حاجة وسل الذي أبوابه ل تحجب
فال يغضب أن تركت سؤاله وبعني آدم حين يسأل يغضب
وامن المحال أن يرفع غيره سبحانه اما كان هو له واضع ًا فإن ال غالب على أامره والعبد شأنه العجز عن رفع العناهزلة عن نفسه فكيف
يستطيع أن يرفعها عن غيره ؟ فالطلب امن الخلق غرور وباطل وليس تحته ععند أرباب البصير ة طائل وهذا إذا كان على وجه العتماد
عليهم والستعناد إليهم امع الغفلة في حال الطلب عن ال تعالى .وأاما إذا كان امن باب الرخذ بالسباب امع العنظر إلى أن المعطي في الحقيقة
الملك الوهاب فهو امن هذا الباب .وال أعلم بالصواب
حسعن ًا ؟ وهل أسد ى إليك إل امعنعن ًا
) ( 40أن لم تحسن ظعنك به لجل وصفه حسن ظعنك به لجل امعااملته امعك فهل عودك إل ُ
ص 50
اعلم أن تحسين الظن بال تعالى أحد امقاامات اليقين والعناس فيه على قسمين :فالخاصة يحسعنون الظن به لتصافه بالصفات العلية
والعنعوت السعنية .والعاامة لما عودهم به امن الحسان وأوصله إليهم امن العنعم الحسان فإن لم تصل -أيها المريد -إلى امقام الخاصة فحسن
ظعنك به لحسن امعااملته امعك فإنه اما عودك إل عطا ًء حسعن ًا ول أسد ى أي أوصل إليك إل امعنعنا
وال عودك الجميل فقس على اما قد امضى
ويعنبغي للعبد أن يحسن الظن بربه في أامر دنياه وأامر آرخرته أاما أامر دنياه فأن يكون واثق ًا بال تعالى في إيصال المعنافع إليه امن غير كد
ول سعي أو بسعي رخفيف امأذون فيه امأجور عليه بحيث ل يفوته شيئ ًا امن فرض ول نفل فيوجب له ذلك سكون ًا وراحة في قلبه فل يستفزه
طلب ول يزعجه سبب .وأاما أامر آرخرته فأن يكون قوي الرجاء في قبول أعماله الصالحة فيوجب له ذلك المبادر ة لامتثال الواامر
والتكثير امن أعمال البر .وامن أعظم امواطن حسن الظن بال تعالى حالة الموت لما في الحديث " :ل يموتن أحدكم إل وهو يحسن الظن
بال " وورد " :أنا ععند ظن عبد بي فليظن بي اما شاء "
ليس أعجب اممن يهرب امما ل انفكاك له ععنه . .الرحلة امن الكوان إلى المكون . .ص 51
الامر بعجم امصاحبة امن ل يدلعنا على ال . .رؤية كمال العنفس يوقع في المهالك . .عمل الزاهد وعمل الراغب . .ص 53
الكوان إلى المكون وهو المطلوب امن العبد .وقوله " :فهجرته إلى اما هاجر إليه " هو البقاء امع الكوان وهو المعنهي ععنه
) ( 43ل تصحب امن ل يعنهضك حاله ول يدلك على ال امقاله
أي ل تصحب امن ل يرقيك حاله الذي هو عليه لعدم علو همته فإن الطبع سراق كما قال بعضهم :
بعني اجتعنب كل ذي بدعة ول تصحبن امن بها يوصف
فيسرق طبعك امن طبعه وأنت بذلك ل تعرف
بل اصحب شيخ ًا عارف ًا يعنهضك حاله بأن تكون همته امتعلقة بال تعالى فل يلجأ إل إليه ول يتوكل في جميع أاموره إل عليه ويدلك على
ال امقاله لمعرفته بال تعالى فصحبة الرخيار أصل كبير في طريق القوم وأاما صحبة الشرار ففيها كبير اللوم لما فيها امن عظيم الفات
الموجبة إلى رجوع القهقر ى والنحطاط عن علي الدرجات كما قال المصعنف :
ل امعنك
) ( 44ربما كعنت امسيئ ًا فأراك الحسان امعنك صحبتك إلى امن هو أسوأ حا ً
ل امعنك سبب لتغطية عيوب نفسك ورؤية كمالها بالعنسبة لغيرك فتقع في امهاوي العجاب فإن صحبتك أي انضماامك إلى امن هو أسوأ حا ً
والزهو بالعمال التي ربما كانت في الحقيقة كسراب
) ( 45اما قل عمل برهز امن قلب هزاهد ول كثر عمل برهز امن قلب راغب
ل في الصور ة لسلامته امن الفات القادحة في قبوله امن الرياء يععني :أن العمل الصادر امن الزاهد في الدنيا كثير في المععنى وإن كان قلي ً
والتصعنع للعناس وطلب العراض الدنيوية بخلف الصادر امن الراغب فيها فإنه على العكس امن ذلك وقد شكا بعض العناس لرجل امن
الصالحين أنه يعمل أعمال البر ول يجد لها حلو ة في قلبه فقال :لن ععندك بعنت إبليس وهي الدنيا ول
) ( 47ل تترك الذكر لعدم حضورك امع ال فيه لن غفلتك عن وجود ذكره أشد امن غفلتك في وجود ذكره فعسى أن يرفعك امن ذكر امع
وجود غفلة إلى ذكر امع وجود يقظة وامن ذكر امع وجود يقظة إلى ذكر امع وجود حضور وامن ذكر امع وجود حضور إلى ذكر امع غيبة
ل ِب مَعِزي ٍز { ) ( 20إبراهيم
ع مَلى ا ِلَّ
ك مَ
عما سو ى المذكور } مَو مَاما مَذِل مَ
أي ل تترك -أيها المريد -الذكر الذي هو امعنشور الولية لعدم حضور قلبك امع ال فيه لشتغاله بالعراض الدنيوية بل اذكره على كل
حال لن غفلتك عن وجود ذكره بأن تتركه بالكلية أشد امن غفلتك في وجود ذكره لنك في هذه الحالة حركت به لسانك وإن كان قلبك
ل عن المذكور .فعسى أن يرفعك أي يرقيك بفضله امن ذكر امع وجود غفلة ععنه إلى ذكر امع وجود يقظة أي تيقظ قلب لما يعناسب غاف ً
حضرته امن الداب وامن ذكر امع وجود يقظة إلى ذكر امع وجود حضور في حضر ة القتراب وامن ذكر امع وجود حضور إلى ذكر امع
وجود غيبة عما سو ى المذكور فتفعنى حتى عن الذكر .وفي هذا المقام يعنقطع ذكر اللسان ويكون العبد امحو ًا في وجود العيان كما قال
بعض أهل هذا المقام :
اما أن ذكرتك إل هم يقتلعني سري وقلبي وروحي ععند ذكراكا
الفاء أي الطاعات الموافقة للشرع وترك ندامك على اما فعلته امن وجود الزلت أي المعاصي التي توجد امعنك علامة اموت قلبك ويفهم امعنه
أن سرورك بالطاعة وحزنك على المعصية علامة حياته .لما في الحديث " :امن سرته حسعنته وساءته سيئته فهو امؤامن " .فإن العمال
الحسعنة علامة على رضا الحق ورضاه يقتضي السرور .والعمال السيئة علامة على غضبه وغضبه يقتضي الحزن .فمن رضي ال
ععنه وفقه لصالح العمال .وامن غضب عليه تركه في هزوايا الهمال .أسأل ال التوفيق لقوم طريق
) ( 49ل يعظم الذنب ععندك عظمة تصدك عن حسن الظن بال تعالى فإن امن عرف ربه استصغر في جعنب كرامه ذنبه
لما أفهم كلامه أن العندم على المعصية حيا ة القلب أشار بهذا إلى أن المراد العندم الذي ل يؤدي لليأس امن رحمة ال تعالى .فالمطلوب أن
تكون رخائف ًا راجي ًا فالخوف يحملك على التوبة امن الذنب والرجاء يطمعك في القبول .فإن امن عرف ربه باللطف والفضل والامتعنان
استصغر في جعنب كرامه
الصغائر والكبائر والعدل والفضل . .عدم رؤيتك للعمال علامة لقبولها . .ص 58
الوارد والمريد . .التحرر امن رق الثار . .سدن الوجود وفضاء الشهود . .امطايا القلوب . .ص 59
ح مَيأ ْر مَف ُع ُه { )
صاِل ُ
ل ال لَّ ب مَواأ ْل مَع مَم ُ
طبِّي ُ
ص مَع ُد اأ ْل مَكِل ُم ال لَّ
امغيب ععنك واما انقطعت ععنه رؤيتك فذلك دليل على القبول .يشير إلى قوله تعالى ِ } :إ مَلأ ْيِه مَي أ ْ
( 10فاطر
) ( 52إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه وراد ًا
أي إنما أورد ال عليك -أيها المريد -الوارد وهو اما يرد على قلبك امن المعارف الربانية واللطائف الرحمانية .لتكون به أي بذلك الوارد
المطهر لقلبك عليه سبحانه وارد ًا .فإن الحضر ة امعنزهة عن كل قلب امتكدر بالثار امتلوث بأقذار الغيار .ولذا قال المصعنف :
أي ل تطلب بأعمالك الصالحة عوض ًا ولو في الرخر ة .فإن الرخر ة كون كالدنيا والكوان امتساوية في أنها أغيار وإن وجد في بعضها
ن إِ مَلى مَربِّب مَ
ك أنوار بل اطلب وجه الكريم المعنان الذي كون الكوان وفا ًء بمقتضى العبودية وقياام ًا بحقوق الربوبية لتحقق بمقام } :مَو مَأ لَّ
اأ ْل ُمأ ْعن مَت مَهى { ) ( 42العنجم .وهذا امقام العافين الذين رغبوا عن طلب الثواب وامحضوا العنظر إلى الكريم الوهاب فتحققوا بمقام الرخلص
العناشئ عن التوحيد الخاص .وأاما امن فر امن الرياء في عباداته وطلب بها الثواب فقد فر امن كون إلى كون بل ارتياب فهو كحمار
الرحى أي الطاحون يسير ول يعنتقل عما سار امعنه لرجوعه إليه .وفي هذا التشبيه التعنفير عن هذا الامر اما ل امزيد عليه وانظر إلى قوله
صلى ال عليه وسلم في الحديث الصحيح " :إنما العمال بالعنيات وإنما لكل اامرئ اما نو ى فمن كانت هجرته إلى ال ورسوله " أي نية
ل .فلم يتحد الشرط والجزاء في المععنى .فقوله " :فهجرته إلى ال ورسوله " هو امععنى وقصد ًا " فهجرته إلى ال ورسوله " أي صو ً
الرتحال امن
) ( 53أورد عليك الوارد ليستلمك امن يد الغيار ويحررك امن رق الثار
فالغيار والثار التي هي امن أعراض الدنيا وشهوات العنفس غاصبة لك لحبك لها وسكونك إليها .فأورد عليك الوارد ليستلمك قهر ًا امن
يد امن غصبك ويحررك امن املكية امن استرقك فتكون حيعنئذ صالح ًا لعبوديته وامشاهد ًا لعظمة ربوبيته .كما قال المصعنف :
) ( 54أورد عليك الوارد ليخرجك امن سجن وجودك إلى فضاء شهودك
فإن وجودك الشبيه بالسجن هو شهودك لعنفسك وامراعاتك لحظك .وشهودك الشبيه بالفضاء في السعة هو أن تغيب عن ذلك بمشاهدتك
سك إذا رخرجت امعنها وقعت في راحة البد عظمة ربك .ولذا قال بعضهم :سج ُعنك نف ُ
) ( 55النوار امطايا القلوب والسرار
أي أن النوار اللهية التي ترد على قلب المريد وتحصل غالب ًا امن الذكار والرياضات هي امطايا القلوب والسرار جمع سر وهو باطن
القلب أي
توصلها إلى امطلوبها الذي هو امتوجهة إليه وهو درخولها حضر ة القرب امن ال تعالى كما أن المطية توصل راكبها إلى امطلوبه
) ( 56العنور جعند القلب كما أن الظلمة جعند العنفس .فإذا أراد ال أن يعنصر عبده أامده بجعنود النوار وقطع ععنه امدد الظلم والغيار
يععني أن العنور للقلب في كونه يتوصل به إلى امقصده وهو حضر ة الرب بمعنزلة الجعند للامير في كونه يتوصل به إلى امقصوده امن قهر
أعدائه كما أن الظلمة التي هي امن وساوس الشيطان جعند العنفس الامار ة بالسوء -دون المطمئعنة فإنها توافق العقل أبد ًا . -وامقصد العنفس
الامار ة الشهوات والغراض العاجلة .فل يزال الحرب بيعنهما وبين العقل .فإذا أراد ال أن يعنصر عبده أي يعيعنه على قمع شهواته أامده
ظ مَلم -بفتح اللم جمع ظلمة - أي أامد قلبه الذي فيه العقل بجعنود النوار أي بالنوار الشبيهة بالجعنود أو بجعنود هي النوار وقطع ععنه امدد ال هُّ
أي امدد ًا هو الظلم .وعطف الغيار عليه امن عطف المرادف يععني وإذا أراد رخذلنه فعلى العكس امن ذلك .فعلى العبد أن يفزع إلى ربه
ل بسيد الكونين .قال ابن عباد :وهذه العبارات الخمس امن قوله إنما ععند التقاء الصفين ويسأله العانة على العنفس الامار ة بالسوء امتوس ً
أورد عليك الوارد إلى هعنا تفعنن فيها صاحب الكتاب وكررها بألفاظ امختلفة والمعاني فيها امتقاربة .وهذه عادته في امواضع كثير ة امن هذا
الكتاب
) ( 57العنور له الكشف والبصير ة لها الحكم والقلب له القبال والدبار
يععني أن العنور الذي يقذفه ال في قلب المريد وهو العلم اللدني له الكشف أي كشف المعاني كحسن الطاعة وقبح المعصية .والبصير ة التي
هي عين القلب لها الحكم أي إدراك الامر الذي شاهدته وكشف لها ععنه بالعنور .فإنه كما ل يمكن إدراك البصر للمحسوسات إل بالنوار
الظاهر ة كالشمس والسراج ل يمكن إدراك البصير ة لشيء امن المعاني إل بالنوار الباطعنية .والقلب له القبال على اما كشف للبصير ة
وحكمت بحسعنه كالطاعة
ص 61
والدبار عما كشف لها وحكمت بقبحه كالمعصية وحيعنئذ تتبعه الجوارح لما في الحديث " :أل وإن في الجسد امضغة إذا صلحت صلح
الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلب " كما تقدم
رخأ ْي ٌر ِاملَّما
حوا ُه مَو مَ ك مَفأ ْل مَيأ ْف مَر ُ
ح مَمِتِه مَفِب مَذِل مَ ل مَوِب مَر أ ْ
ل ا ِلَّ
ضِل ِب مَف أ ْ ) ( 58ل تفرحك الطاعة لنها برهزت امعنك وافرح بها لنها برهزت امن ال إليك ُ } .ق أ ْ
ن { ) ( 58يونس ج مَم ُعو مَ
مَي أ ْ
أي ل يكون فرحك بالطاعة لجل كونها برهزت امعنك فإنك إذا فرحت بها امن هذه الحيثية أورثتك العجب المحبط لها لنك شاهدت أنها
ن { ) ( 96 رخ مَل مَق ُكأ ْم مَو مَاما مَتأ ْعم مَ ُلو مَل مَ بحولك وقوتك .وإنما يكون فرحك بها لجل كونها برهزت امن ال إليك وتفضل بها عليك قال تعالى } :مَوا ُلَّ
ن { ) ( 58يونس ج مَم ُعو مَ رخأ ْي ٌر ِاملَّما مَي أ ْ
حوا ُه مَو مَ ك مَفأ ْل مَيأ ْف مَر ُ
ح مَمِتِه مَفِب مَذِل مَ
ل مَوِب مَر أ ْ
ل ا ِلَّ
ضِل ِب مَف أ ْ
الصافات .ولذا استدل بآية ُ } :ق أ ْ
) ( 59قطع السائرين له والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشهود أحوالهم أاما السائرون فلنهم لم يتحققوا الصدق امع ال فيها .وأاما
الواصلون فلنه غيبهم بشهوده ععنها
يععني أن ال تعالى حجب السائرين له عن رؤية أعمالهم وامعنع الواصلين إليه عن شهود أحوالهم .فهو لف ونشر امرتب .ورخص
الواصلين بالحوال وإن كانت لهم أعمال لن تلك الحوال التي هي العمال الباطعنة الصالحة أفضل امن العمال الظاهر ة فعبر في جانبهم
بالفضل .كما أنه عبر في جانب السائرين بالعمال وإن كانت لهم أحوال أيض ًا لمعناسبة ذلك لهم فالسائر إلى ال ل ير ى شيئ ًا امن أعماله
اتهاام ًا لعنفسه بعدم كماله .والواصل غائب في شهوده حتى عن نفسه فإنه امحال أن يراه ويشهد امعه سواه .فقد أسبغ ال نعمته على
الفريقين وأعطى الفريق الثاني أفضل المعنزلتين
) ( 60اما بسقت أغصان ذل إل على بذر الطمع
ت { ) ( 10ق والغصان جمع غصن وهو اما تشعب عن سوق الشجر .وقد س مَقا ٍ
ل مَبا ِ
خ مَ
يقال :بسقت العنخلة إذا طالت .قال تعالى } :مَواللَّعن أ ْ
ل وبسقت ترشيح .وإضافة بذر إلى طمع امن إضافة المشبه شبه هعنا الذل بشجر ة على طريق الستعار ة المكعنية وأثبت لها الغصان تخيي ً
به للمشبه أي طمع شبيه بالبذر أي المبذور الذي تعنشأ ععنه الشجر ة .والمراد ل تغرس بذر الطمع في قلبك فتخرج شجر ة امن الذل
وتتشعب أغصانها .فإن الطمع أصل جميع الفات لنه اموجب للوقوع في عظيم المهلكات فل يزال صاحبه يتملق إلى
ل اأ ْلِعلَّز ُ ة
العناس حتى يحصل له امن نور يقيعنه الفلس امع أن المؤامن يعنبغي أن يحرص على عز ة إيمانه المتين ويردد قوله سبحانه } مَو ِلَّ
ن { ) ( 8المعنافقون ول يكون ذلك إل باعتماده على اموله وقطع طماعيته فيما سواه .فإن امن طمع في شيء ذل له سوِلهِ مَوِلأ ْل ُمأ ْؤِامِعني مَ
مَوِل مَر ُ
وانقاد لحكمه حتى يقال :قاده وذل .واما ألطف قول بعضهم :
أتطمع في ليلى وتعلم أنما تقطع أععناق الرجال المطمع
) ( 61اما قادك شيء امثل الوهم
يععني أن انقياد العنفس إلى الامور الوهمية الباطلة أشد امن انقيادها إلى الحقائق الثابتة .فتوهم العنفع امن المخلوقين هو السبب في الطمع في
العناس وهو في الحقيقة امبعني على غير أساس لن الطمع تصديق الظن الكاذب والطمع فيهم طمع في غير امطمع ولذلك كانت أرباب
الحقائق بمعزل ععنه فل تتعلق همتهم إل بال ول يتوكلون إل على ال قد ترقت عن املحظة الغيار قلوبهم فلم يحل فيها الطمع واتصفوا
بصفات الكمال التي امن أجلها الزهاد ة والورع فأحياهم ال حيا ة طيبة بالقعناعة ولم يكشف أحد امعنها لمخلوق قعناعه تخلص ًا امن رق الغيار
وتطلب ًا لن يكون امن الحرار .كما قال المصعنف :
) ( 63أنت حر امما أنت ععنه آيس وعبد لما له طاامع
أي أنت حر امن كل شيء أنت ععنه أي امعنه آيس لن اليأس امن الشيء دليل على فراغ القلب امعنه وذلك عين الحرية امعنه كما أن الطمع في
الشيء دليل على الحب له وفرط الحتياج إليه وذلك عين العبودية له .وقوله لما أنت له أي فيه طاامع .فالطاامع عبد واليائس حر .كما
قيل :
العبد حر أن مَقِعنأ ْع والحر عبد أن مَق مَعنأ ْع
الخوف امن امداوامة إحسان ال امع إساء ة النسان في العمال . .ص 65
فيقول :لو كان الذي وقع امعنه سوء أدب لقطع الامداد بكسر الهمز ة -امصدر أامده أو بفتحها جمع امدد -أي اما يرد امن بحر إفضال الواحد
ل امن المريد لنه قد يقطع المدد ععنه امن حيث ل يشعر ولو لم يكن امن الصمد .وأوجب البعاد أي ب بعدي ععنه .وإنما كان ذلك جه ً
قطع المدد ععنه إل امعنع المزيد أي الزياد ة امن المدد لكان كافي ًا في قطعه .فجواب لو امحذوف .وقد يقام -أي ذلك المريد -امقام أي في
امقام البعد وهو ل يدري ولو لم يكن امن إقاامته في امقام البعد إل أن يخليك -أيها العبد المسيء -واما تريد بأن يسلط نفسك عليك ويمعنع
نصرتك عليها لكان ذلك كافي ُا في البعد .وفي هذا التفات امن الغيبة إلى الحضور فإنه التفت إلى امخاطبة المريد كأنه حاضر بين يديه .
ولعمري إنه يستحق هذا التصعنيف .فإن قوله ) :لو كان هذا سوء أدب ( يشعر برضاه عن نفسه الذي يوجب الملم عليه فإن الرضا عن
العنفس ل يشأ ععنه إل كل ضير كما أن اتهاامها وعدم الرضا ععنها أصل كل رخير .وامن إساء ة الدب امع أعص العناس اما ذكره المصعنف
بقوله :
) ( 67إذا رأيت عبد ًا أقاامه ال تعالى بوجود الوراد وأداامه عليها امع طول الامداد فل تستحقرن اما امعنحه امولك لنك لم تر عليه سيما
العارفين ول بهجة المحبين .فلول وارد اما كان ورد
اعلم أن عباد ال المخصوصين على قسمين :امعنهم امن أقاامه الحق بوجود الوراد بأن أظهرها امعنه والمراد بها اما يقع بكسب العبد امن
أنواع العبادات الموظفة على الوقات كصل ة وصيام وذكر ونحو ذلك .وهؤلء هم العباد والزهاد الذين عملوا لرفع الدرجات في علي
الجعنات فعملوا لحظوظهم ولمن يمحضوا العنظر إلى وجه ربهم .وامعنهم امن أرخذوا عن حظوظهم ولم يطلبوا إل وجه ربهم وهم العارفون
والمحبون .فإذا رأيت عبد ًا امن الفريق الول أقاامه ال بوجود الوراد وأداامه عليها أي جعله امداوام ًا عليها امع طول الامداد أي إداامة
المعونة والتيسير فل تستحقرن اما امعنحه أي أعطاه اموله .وعلل الستحقار بقوله :لنك أي لكونك لم تر عليه سيما العارفين أي علامتهم
ص 68
ي الجعنات .ثم علل عدم الستحقار امن ترك الحظوظ والرادات ول بهجة المحبين امن الشغف بمرضا ة امحبو بهم امن غير نظر إلى عل غّ
بقوله :فلول وارد أي تجل إلهي أورده ال على قلبه اما كان ورد أي عباد ة فهو لم يخرج عن دائر ة الععناية ولم يبعد عن الملحظة
والرعاية .فل تستقل اما امعنحه اموله فإن كل فريق قام بحق المقام الذي أقاامه الحق فيه وتوله .كما قال المصعنف :
ظو ًرا { ) ( 20 ح ُك مَام أ ْ طا ُء مَربِّب مَ ع مَن مَ ك مَو مَاما مَكا مَ طاِء مَربِّب مَ ع مَ
لِء ِامنأ ْ مَ لء مَو مَه ُؤ مَ ل ُنِمهُّد مَه ُؤ مَ
) ( 68قوم أقاامهم الحق لخدامته وقوم ارختصهم بمحبته } ُك اًّ
السراء
أي قوم ارختارهم الحق تعالى لخدامته حتى صلحوا لجعنته وهم العابدون .وقوم ارختصهم بمحبته حتى صلحوا لدرخول حضرته وهم
العارفون والمحبون .والكل امعنتسبون إلى رخدامته لكن رخدامة الولين أكثرها بالجوارح والرخرين أكثرها بالقلوب على حسب اما يليق بكل
ظو ًراح ُ
ك مَام أ ْ
طا ُء مَربِّب مَ ع مَ ن مَ ك مَو مَاما مَكا مَ طاِء مَربِّب مَع مَ ن مَ لِء ِام أ ْ لء مَو مَه ُؤ مَل ُنِمهُّد مَه ُؤ مَ
امن القسمة الهزلية التي امعنحها لهم علم الغيوب .كما قال تعالى ُ } :ك اًّ
{ ) ( 20السراء أي اممعنوع ًا .فإذا شهد العبد انفراد ال تعالى بهذه القاامة رجع عن الحتقار فإن ذلك امن الجهل بحكمة العزيز الغفار
) ( 69قلما تكون الواردات اللهية إل بغتة لئل يدعيها ال ُعلَّباد بوجود الستعداد
أي أن الواردات اللهية التي هي السرار العرفانية يقل حصولها غير بغتة أي فجأ ة امن غير استعداد لها بعباد ة لئل يدعيها ال ُعلَّباد -بضم
العين المهملة وشد الموحد ة جمع عابد -بوجود الستعداد لها .فإن تحف ال تعالى وهداياه امقدسة عن أن تعلل بالعمال لنها امن امواهب
الغعني المفضال فحصولها بغير استعداد كثير وأاما حصولها بالستعداد فعنزر يسير
) ( 70امن رأيته امجيب ًا عن كل اما سئل وامعبر ًا عن كل اما شهد وذاكر ًا كل اما علم فاستدل بذلك على وجود جهله
يععني :أنك إذا رأيت إنسان ًا امجيب ًا عن كل اما سئل فيه امن المسائل وامعبر ًا عن كل اما شهده أي ذاقه بباطعنه امن العلوم والمعارف وذاكر ًا
كل اما علم فاستدل بذلك على وجود جهله .أاما الجابة عن كل سؤال فلقتضائها امعنه الحاطة بجميع المعلوامات وذلك امحال في حقه .
ل { ) ( 85السراء .واما ألطف قول بعضهم : ل مَقِلي ً
ن اأ ْلِعأ ْلِم ِإ لَّ
قال تعالى } :مَو مَاما ُأوِتي ُتأ ْم ِام أ ْ
وامن كان يهو ى أن ير ى امتصدر ًا ويكره ل أدري أصيبت امقاتله
وأاما التعبير عن كل امشهود فلن فيه نوع ًا امن إفشاء السر الذي أامروا بكتمه فإنهم قالوا :قلوب الحرار قبور السرار ولن امدارك
الشهود يضيق ععنها نطاق التعبير بالعبار ة ولذلك اكتفى العارفون فيما بيعنهم بالشار ة كما قال بعضهم :علمعنا إشار ة فإذا صار عبار ة رخفي
.وأاما الذكر لكل امعلوم فلعدم تفرقته بين المعلوامات وقد يكون له علم يختص به فإذا ذاكره لغيره استغربه كما قال بعض العارفين :
إني لكتم امن علمي جواهره كي ل ير ى الحق ذو جهل فيفتتعنا
ل لجزاء عباده المؤامعنين لن هذه الدار ل تسع اما يريد أن يعطيهم ولنه أجل أقدارهم عن أن يجاهزيهم ) ( 71إنما جعل الدار الرخر ة امح ً
في دار ل بقاء لها
ل لجزاء عباده المؤامعنين دونأي إنما جعل ال تعالى الدار الرخر ة امح ً
ل . .ص 70
فيمن وجد ثمر ة عمله عاج ً
الدنيا لوجهين :الول أن هذه الدار ل تسع اما يريد أن يعطيهم امن صعنوف العنعم لما في عد ة أرخبار امن أن ال تعالى يعطي لبعض أهل
الجعنة أضعاف أامثال الدنيا .والثاني أنه أجل أي أعظم أقدارهم عن أن يجاهزيهم في دار ل بقاء لها فإن كل اما يفعنى وإن طالت امدته كل
شيء بل أعطاهم في الجعنة العنعيم المقيم وامتعهم بالعنظر إلى وجهه الكريم .أسأل ال بجاه نبيه العظيم أن يجعلعنا امعنهم إنه رؤوف رحيم
ل فهو دليل على وجود القبول آج ً
ل ) ( 72امن وجد ثمر ة عمله عاج ً
ل امن استئعناس امكاشفات وحلو ة امعناجا ة كما يشير إلى ذلك قوله صلى ال عليه وسلم " : يععني :أن امن وجد ثمر ة عمله الصالح عاج ً
ل .قال بعض المحققين في قوله وجعلت قر ة عيعني في الصل ة " فهو دليل على وجود القبول آج ً
ص 71
ن { ) ( 46الرحمن جعنة امعجلة وهي حلو ة الطاعات ولذاذ ة المعناجا ة والستئعناس بفعنون المكاشفات . جلَّعن مَتا ِ
ف مَام مَقا مَم مَربِّبِه مَ
رخا مَ
ن مَ
تعالى } :مَوِل مَم أ ْ
وجعنة امؤجلة وهو فعنون المثوبات وعلو الدرجات ا ه
ول يعنبغي للعاامل إذا وجد الحلو ة أن يفرح بها أو يقف امعها لنه في الظاهر يكون قائم ًا ل وفي الباطن إنما قام لحظ نفسه بل ل يعنبغي أن
يكون عمله لعنيلها لما فيها امن اللذ ة والحظ وذلك يقدح في إرخلص عبادته وصدق إرادته .وليكن اعتعناؤه بحصولها لتكون اميزان ًا لعماله
وامحك ًا لحواله
) ( 73إذا أردت أن تعرف قدرك ععنده فانظر فيما ذا يقيمك
هذه الحكمة تشير إلى قوله صلى ال عليه وسلم " :امن أراد أن يعلم امعنزلته ععند ال فليعنظر كيف امعنزلة ال تعالى امن قلبه " .وامما يدور
على ألسعنة العوام :إذا أردت أن تعرف امقاامك فانظر في أي شيء أقاامك .وفي الحديث " :اعملوا فكل اميسر لما رخلق له " فإذا رضيك
ال أيها المريد لحسن طاعته فاعرف قدرها واشكره على عظيم نعمته
) ( 74امتى رهزقك ال الطاعة والغعنى به ععنها فاعلم أن قد أسبغ عليك نعمة ظاهر ة وباطعنة
أي امتى رهزقك ال الطاعة التي هي اامتثال المأامورات واجتعناب المعنهيات في ظاهرك والغعنى به ععنها بأن ل تركن إليها بباطعنك فاعلم أنه
قد أسبغ أي أتم عليك نعمه :ظاهر ة وهي تلك الطاعات وباطعنة وهي امعرفتك التي باعدتك ععنها وأوجبت لك رفيع الدرجات .فإن
المطلوب امن العبد شيئان :إقاامة الامر في الظاهر والتعلق بال ل غيره في الباطن .فمن رهزقه ال هذين الامرين فقد أسبغ عليه نعمه
ظاهر ة وباطعنة وأوصله إلى غاية أامله في الدارين .وقد كان أبو بكر الوراق يقول :إني لصلي الركعتين وانصرف ععنهما كأني أنصرف
عن السرقة استحياء امعنه
) ( 75رخير اما تطلبه امعنه اما هو طالبه امعنك
أي رخير شيء تطلبه امن ال تعالى اما هو طالبه امعنك امن الستقاامة على سبيل العبودية له .فإن هذا رخير لك امن طلبك لحظوظك وامراداتك
دنيوية كانت أو أرخروية .وامن دعاء أبي القاسم الجعنيد :اللهم اجعل غاية قصدي إليك اما هو لك ول تجعل قصدي إليك اما أطلبه امعنك
ص 73
) ( 76الحزن على فقدان الطاعة امع عدم العنهوض إليها امن علامات الغترار
يععني :أن الحزن الكاذب على فقدان الطاعة -بكسر الفاء وضمها -أي عدم وجودها في الحال امع عدم العنهوض إليها في المستقبل امن
علامات الغترار وهو التعلق بما ل حقيقة له فليس بمقام السالكين البرار .وإنما امقاامهم الحزن الصادق امع العنهوض إليها والبكاء عليها
فإن صاحب هذا الحزن يقطع امن طريق ال تعالى في كل شهر اما ل يقطعه غيره في سعنين .وفي الحديث " :أن ال يحب كل قلب حزين
" وقد كان صلى ال عليه وسلم امتواصل الحزان دائم الفكر
) ( 77اما العارف امن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه امن إشارته بل العارف امن ل إشار ة له لفعنائه في وجوده وانطوائه في شهوده
يععني ليس العارف الكاامل في المعرفة امن إذا أشار إلى شيء امن أسرار التوحيد وجد الحق تعالى وشهده قبل تلك الشار ة لنه حيعنئذ يكون
ل امشهود ة لفعنائه ععنها في وجودهباقي ًا امع نفسه واملحظ ًا أن هعناك إشار ة وامشير ًا فهو امع الغيار بل العارف الكاامل امن ل إشار ة له أص ً
تعالى فل يشهد إل إياه .وقوله ) :وانطوائه في شهوده ( عطف تفسير .والشار ة ععند الصوفية هي :إفاد ة أسرار التوحيد بالكعناية
والتلويح .قال الشبلي :وكل إشار ة أشار بها الخلق إلى الحق فهي امردود ة عليهم حتى يشيروا إلى الحق بالحق وليس لهم إلى ذلك
طريق ا ه .ولذا قال الشيخ يوسف العجمي :امن تكلم في امقام الجمع فليس بمتكلم وإنما المتكلم الحق سبحانه وتعالى على لسان عبده وهو
قوله في الخبر القدسي " :فبي يسمع وبي يبصر وبي يعنطق " .وسئل بعضهم عن الفعناء فقال :هو تبدو العظمة على العبد فتعنسيه الدنيا
والرخر ة والدرجات والحوال والمقاامات والذكار وتفعنيه عن كل شيء حتى عن نفسه وعن فعنائه عن الشياء وعن فعنائه عن الفعناء
فيستغرق في التعظيم آه
) ( 78الرجاء اما قارنه عمل وإل فهو أامعنية
يععني :أن الرجاء الصادق الذي هو امقام شريف امن امقاامات اليقين هو اما
ص 75
قارنه عمل لن الرجاء الحقيقي اما كان باعث ًا على الجتهاد في العمال لن امن رجا شيئ ًا طلبه وإل فهو أامعنية أي امجرد أامعنية ل طائل
تحتها .وفي الحديث " :الكيس -أي العاقل -امن دان نفسه -أي حاسبها -وعمل لما بعد الموت .والعاجز امن أتبع نفسه هواها وتمعنى
على ال الاماني " .وقال الحسن
رضي ال ععنه :أن قواما ألهتهم أاماني المغفر ة حتى رخرجوا امن الدنيا وليس لهم حسعنة يقول أحدهم :أحسن الظن بربي وهو يكذب لو
ن { ) ( 23فصلت سِري مَ
خا ِ
ن اأ ْل مَ
ح ُتأ ْم ِام أ ْ
ص مَب أ ْ
ظ مَعنعن ُتأ ْم ِب مَربِّب ُكأ ْم مَأأ ْر مَدا ُكأ ْم مَف مَأ أ ْ
ظهُّعن ُكأ ْم الَّلِذي مَ
أحسن الظن بربه لحسن العمل وتل قوله تعالى } :مَو مَذِل ُكأ ْم مَ
ويرحم ال القائل :
يا امن يريد امعناهزل البدال امن غير قصد امعنه للعمال
ل تطمعن فيها فلست امن أهلها إن لم تزاحمهم على الحوال
) ( 79امطلب العارفين امن ال الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية
يععني :أن امطلب العارفين امن ربهم أعلى امن امطلب غيرهم سواء كانوا عباد ًا أو هزهاد ًا .فإن امطلب العارفين إنما هو الصدق أي
الرخلص في العبودية والقيام بحقوق الربوبية فقط امن غير امراعا ة حظ ول بقاء امع نفس .وأاما امن عداهم فلم يفارقوا الحظوظ
والغراض في امطالبهم .وشتان بين امن همته الحور والقصور وبين امن همته رفع الستور ودوام الحضور
) ( 80بسطك كي ل يبقيك امع القبض وقبضك كي ل يتركك امع البسط وأرخرجك ععنهما كي ل تكون لشيء دونه
أي بسطك امولك -أيها العارف -كي ل يبقيك امع القبض الذي فيه قهر لعنفسك
وإن كان فيه نفع لك وقبضك كي ل يتركك امع البسط الذي فيه حظ لها وأرخرجك ععنهما بفعنائك عن نفسك وبقائك به كي ل تكون لشيء
دونه .فالقبض والبسط امن الحوال التي يتلون بها العارفون .وهما بمعنزلة الخوف والرجاء للمريدين المبتدئين .وسببهما الواردات التي
ترد على باطن العبد فإذا
تجلى للقلب وارد الجلل حصل فيه القبض وإذا تجلى له وارد الجمال حصل فيه البسط .والمقصود هاهعنا أنهما وصفان ناقصان بالعنسبة
إلى اما فوقهما وهو فعناؤه عن نفسه وبقاؤه بال .فإن بقاء العارف امع شيء امن أوصافه المؤنسة أو المؤلمة حجاب عن اموله
) ( 81العارفون إذا بسطوا أرخوف امعنهم إذا قبضوا ول يقف على حدود الدب في البسط إل قليل
يععني :أن العارفين في امقام البسط أكثر رخوف ًا امن أنفسهم في امقام القبض لن البسط فيه امعناسبة لهو ى أنفسهم فيخافون حيعنئذ امن الوقوع
فيما تدعو إليه امن التحدث بالحوال والكراامات وربما كان في ذلك الطرد عن علي الدرجات ولهذا تأكد عليهم امراعا ة الدب في هذا
المقام الذي هزلت فيه أقدام كثير امن الساد ة الفخام .وأاما القبض فهو أقرب إلى وجود السلامة كما بين ذلك المصعنف بقوله :
) ( 82البسط تأرخذ العنفس امعنه حظها بوجود الفرح والقبض ل حظ للعنفس فيه
فإن العنفس امتى أرخذت حظها امن البسط ل تتمالك حتى تقع في سوء الدب امن التحدث بإدراك المقاامات والحصول على رخوارق العادات
وغير ذلك امما هو امعناف للعبودية بخلف القبض فإنه ل حظ للعنفس فيه بالكلية ولذا آثره العارفون على البسط كما قال بعضهم :القبض
حق الحق امعنك والبسط حظك امعنه ولن تكون بحق ربك رخير امن أن تكون بحظ نفسك
) ( 83ربما أعطاك فمعنعك وربما امعنعك فأعطاك
أي ربما أعطاك امولك اما تميل إليه امن الشهوات فمعنعك التوفيق لعظيم القرب والطاعات .وربما امعنعك امن شهواتك فأعطاك التوفيق
الذي هو بغية
ص 78
السالك .وحيعنئذ فيجب على المريد ترك التدبير وتفويض الامر إلى العليم الخبير .ول يعنظر لظاهر العطاء قبل أن يعنكشف ععنه الغطاء
) ( 84امتى فتح لك باب الفهم في المعنع عاد المعنع عين العطاء
أي امتى فتح لك امولك باب الفهم ععنه في المعنع بأن فهمت أنه بمعنعه أشهدك قهره وعرفت حكمته فيه عاد المعنع أي صار عين العطاء .
كما سيقول المصعنف :امتى أعطاك أشهدك بره وامتى امعنعك أشهدك قهره
غلَّر ٌ ة وباطعنها عبر ة فالعنفس تعنظر إلى ظاهر غرتها والقلب يعنظر إلى باطن عبرتها
) ( 85الكوان ظاهرها ِ
غلَّر ٌ ة -بكسر الغين المعجمة -أي سبب في
يععني :أن الكوان بمععنى المكونات التي فيها حظ للعنفس امن امتاع الدنيا وهزهرتها .ظاهرها ِ
الغترار بها لحسعنها وبهجتها وباطعنها عبر ة أي سبب في العتبار بها لقبحها ورخستها .فالعنفس تعنظر إلى ظاهر غرتها أي إلى غرتها
الظاهر ة فتغتر بها حتى تهلك صاحبها .والقلب أي العقل يعنظر إلى باطن عبرتها أي إلى عبرتها الباطعنة فيعتبر بها ويسلم امن شرها .فمن
نظر إلى ظاهرها قال :حلو ة رخضر ة وامن نظر إلى باطعنها قال :جيفة قذر ة
) ( 86أن أردت أن يكون لك عز ل يفعنى فل تستعزن بعز يفعنى
العز الذي ل يفعنى هو الغعنى عن السباب كلها بوجود امسببها فالتعلق به سبحانه عز ل يفعنى .وأاما التعلق بالسباب امع الغيبة عن امسببها
فهو العز الذي يفعنى .وليس لك -أيها المريد -إل أحدهما لنهما ضدان ل يجتمعان .فإن ارخترت التعلق بمسبب السباب فعنعمت الحالة
التي تكون عليها .وإن ارخترت التعلق بالسباب رخذلتك وأسلمتك أحوج اما تكون إليها .واما ألطف قول بعض العارفين :
في أن طي المسافات ل يقاس بطي رحلة الدنيا إلى الرخر ة . .ص 79
أعظم جزاء للطاعة هو توفيق ال لفاعلها . .في أن امن عبد ال لغاية لم يوف حق العباد ة ل . .ص 80
فيجاهزيه نسيئة أي امجاهزا ة امؤجلة فإن جزاء المعااملة ل يختص بالدار الرخر ة بل ربما أظهر الحق تعالى امعنه لبعض أولياءه أنموذجا ً
يحملهم على الجتهاد في العمال وامن أعظم المعجل امجاهزاته على الحسعنة بالتوفيق لحسعنة أرخر ى وبالحفظ امن امعصية يكون العبد
بصددها وامن ذلك الحفظ امن الفات والمكاره وامعنه اما أشار المصعنف بقوله :
) ( 90كفى امن جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أه ً
ل
ل لها فإن رخدامة املك الملوك امما تتطاول إليها الععناق أي كفى امن امجاهزاته سبحانه لك على الطاعة أن رضيك -أيها العبد -الضعيف أه ً
فكونه رضيك لها امن أعظم العنعم التي اامتن بها عليك الكريم الخلق .وامن ذلك اما أشار له المصعنف أيض ًا بقوله :
) ( 91كفى العااملين جزا ًء اما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته واما هو امورده عليهم امن وجود امؤانسته
أي كفاهم في المجاهزا ة اما هو فاتحه على قلوبهم في حال طاعته امن اللهاامات السعنية والمواهب اللدنية حتى يجدوا حلو ة المعناجا ة امع
الملك الخلق التي يعبر ععنها أهل الطريقة :بالحوال والمواجيد والذواق وكفاهم أيض ًا اما هو امورده عليهم أي على قلوبهم امن وجود
امؤانسته البهية وسرور القلب بشهود صفاته الجمالية فإن هذا امن علامة الرضوان الكبر الذي يتلشى ععنده كل شيء ويحقر
) ( 92امن عبده لشيء يرجوه امعنه أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة ععنه فما قام بحق أوصافه
يععني :أن امن عبده تعالى لشيء يرجوه امعنه كالثواب أو ليدفع عن نفسه
ص 81
بطاعته ورود عقوبته يوم الحساب فما قام بحق أوصافه سبحانه لن حق أو صافه أن يعبد لذاته ل طلب ًا لثوابه ول رخوف ًا امن عقابه فإن
العبد يستحق عليه اموله كل شيء ول يستحق هو شيئا على اموله وكان أبو حاهزم المدني يقول إني لستحيي امن ربي أن أعبده رخوف ًا امن
العذاب فأكون امثل عبد السوء أن لم يخف لم يعمل وأستحيي أن أعبده لجل الثواب فأكون كالجير السوء أن لم يعط أجر عمله لم يعمل
ولكن أعبده امحبة له آه .فإذا عمل المريد على ذلك كان عبد ًا ل حق ًا فإن طلب امعنه الثواب أو استعاذ به امن العقاب فإنما يكون ذلك انتجاهز ًا
لوعد ربه واتباع ًا لما أذن له فيه امن طلبه لفضله وإحسانه وكرامه واامتعنانه ل أن رجاءه لحصول ذلك هو الباعث له على القيام بطاعته
واملهزامته لعبادته وهذا امذهب العارفين الواصلين إلى رب العالمين
) ( 93امتى أعطاك أشهدك بره وامتى امعنعك أشهدك قهره فهو في كل ذلك امتعرف عليك وامقبل بوجود لطفه عليك
أي امتى أعطاك امولك -أيها المريد -اما تريد أشهدك بره أي صفاته البرية التي تقتضي البر :امن الجود والكرم واللطف والعطف ونحو
ذلك .وامتى امعنعك أشهدك قهره أي صفاته القهرية التي تقتضي القهر :كالكبرياء والعز ة والستغعناء .فهو في كل ذلك أي في كلتا
الحالتين امتعرف إليك أي امريد امعنك أن تعرفه بأوصافه الجمالية والجللية وامقبل بوجود لطفه عليك لن امشاهدتك لصفات برته وقهره
لطف عظيم امعنه سبحانه بك ونعمة امعنه عليك .فإنه ل سبيل إلى امعرفته إل بتعرفه لعباده ول يكون ذلك إل بمقتضى صفاته سواء كان
ذلك اموافق ًا لطبعهم وهو العطاء أو امخالف ًا له وهو المعنع .فمن كان عارف ًا بربه لم
ل امعنهما له طريق توصله إلى امعرفة اموله .وهذا امن جملة فتح باب الفهم في المعنع كما امر فافهم يفرق بين المعنع والعطاء لن ك ً
) ( 94إنما يؤلمك المعنع لعدم فهمك عن ال فيه
أي إنما يؤلمك -أيها المريد -المعنع الذي هو في الحقيقة امثل العطاء لعدم فهمك عن ال فيه إذ لو فهمت عن ال أنه إنما امعنعك ليصيرك
امن أحبابه الذين حماهم امن الدنيا لما تألمت امعنه بل تلذذت به .فإن الفقير ل يكمل حتى يجد للمعنع حلو ة ل يجدها في العطاء
) ( 80بسطك كي ل يبقيك امع القبض وقبضك كي ل يتركك امع البسط وأرخرجك ععنهما كي ل تكون لشيء دونه
) ( 95ربما فتح لك باب الطاعة واما فتح لك باب القبول وربما قضى عليك بالذنب فكان سبب ًا في الوصول
يععني :أن الطاعة ربما قارنها آفات قادحة في الرخلص فيها كالعجاب بها واحتقار امن لم يفعلها فل يفتح لها باب القبول .وربما قارن
الذنب شد ة العندم واستصغار العنفس وحسن العتذار إلى ال فيكون سبب ًا في الوصول .كما بين ذلك المصعنف بقوله :
ل وافتقار ًا رخير امن طاعة أورثت عز ًا واستكبار ًا
) ( 96امعصية أورثت ذ ً
فإن الذل والفتقار امن أوصاف العبودية والتحقق بهما اموجب للقرب امن رب البرية .وأاما العز والستكبار فإنهما امن أوصاف الربوبية
والتعلق بهما امقتض للخذلن والتباعد عن المراتب العلية .ولذا قال أبو امدين :انكسار
العاصي رخير امن صولة المطيع .وكان أبو العباس المرسي ربما درخل عليه المطيع فل يعبأ به وربما درخل عليه العاصي فيكرامه
لمشاهدته أن الطائع أتى وهو امتكبر بعمله ناظر لفعله والعاصي درخل عليه بذلة امخالفته وامشاهد ة امعصيته .فيعنبغي أن ل يعنظر العبد إلى
صور الشياء بل إلى حقائقها .فإن أعمال البر والطاعة ليست امشروعة لذاتها ول امطلوبة لصورها بل لما احتوت عليه امن التذلل
والخشوع فإذا رخلت امن ذلك فخير امعنها المعصية التي تورث الخضوع
) ( 97نعمتان اما رخرج اموجود ععنهما ول بد لكل امكلَّون امعنهما :نعمة اليجاد ونعمة الامداد
يععني أنه ل بد لك امكلَّون -بفتح الواو المشدد ة -أي اموجود امن نعمتين ل يخرج ععنهما :الولى نعمة اليجاد أي نعمة هي إيجاد ال إياه
بعد العدم السابق والثانية نعمة هي إامداد بالمعنافع التي تقتضي بقاء صورته وهيكله إلى أجل امسمى .فهو المعنعم ابتدا ًء ودواام ًا .كما قال
المصعنف :
ص 84
ل باليجاد وثاني ًا بتوالي الامداد ) ( 98أنعم عليك أو ً
وقد وجه الكلم في هذه الحكمة على طريق الخطاب ليستحضرهما النسان في نفسه ويعلم أن الامداد امتواصل ل يتخلله انقطاع فيعرف
امن نفسه الفاقة الذاتية وهي العنتيجة التي قصدها المصعنف امن هذه المقدامات بقوله :
) ( 99فاقتك لك ذاتية وورود السباب امذكرات لك بما رخفي عليك امعنها والفاقة الذاتية ل ترفعها العوارض
أي إذا علمت أن العدم سابق على وجودك وأن وجودك امفتقر إلى المدد في كل وقت وإل تلشى وانعدم علمت أن فاقتك ذاتية لك وأن
الضطرار لهزم لوجودك وأن ورود السباب كالفقر والمرض امذكرات لك بما رخفي عليك امن الفاقة الذاتية .فإن غالب العناس يغفلون عن
لعأ ْ مَلى { ) ( 24 الفاقة الذاتية إذا داامت عليهم صحة أبدانهم وكثر ة أاموالهم .بل قال بعضهم :إنما حمل فرعون على قوله } :مَأ مَنا مَرهُّب ُكأ ْم ا مَأ ْ
العناهزعات .طول العافية والغعنى .فإنه لبث أربعمائة سعنة لم يتصدع رأسه ولم يضرب عليه عرق ولو أرخذته الشقيقة ساعة واحد ة لشغله
ذلك عن دعو ى الربوبية .والفاقة الذاتية اللهزامة للعبد ل ترفعها العوارض كالصحة والغعنى فإنه يجوهز في حقه تعالى أن يزيل ذلك .
ويبدله بضده المقتضي للفتقار والضطرار ول يزايل العبد هذا الضطرار ل في الدنيا ول في الرخر ة ولو درخل الجعنة فهو امحتاج إلى
عا مَنا
ضهُّر مَد مَ
ن ال هُّ
سا مَ
لأ ْن مَ س ا ِأ ْال تعالى دائم ًا وأبد ًا وإذا لحظ العبد ذلك وقف ععند حده وقام بعبودية ربه ورخاف امن تهديد قوله تعالى } :مَوِإ مَذا مَام لَّ
س ُه { ) ( 12يونس ض ٍّر مَام لَّ
ع مَعنا ِإ مَلى ُ
ن مَلأ ْم مَيأ ْد ُ
ضلَّر ُه مَاملَّر مَك مَأ أ ْ
عأ ْعن ُه ُ
شأ ْف مَعنا مَ
ع ًدا مَأأ ْو مَقاِئ ًما مَف مَللَّما مَك مَ
جأ ْعنِبِه مَأأ ْو مَقا ِ
ِل مَ
رخير الوقات . .ص 85
) ( 100رخير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك وترد فيه إلى وجود ِذلتك
أي رخير أوقاتك -أيها المريد -وقت تشهد فيه وجود فقرك إلى امولك وترد فيه إلى وجود ِذلتك -بكسر الذال المعجمة -أي :تذللك بين
يدي الملك المجيد .كما سيقول المصعنف :أوقات الفاقات أعياد المريدين .بخلف الوقت الذي يشهد فيه غعناه وعزه فإنه شر الوقات
لوجود الحجب المانعة امن الوصول إلى رب البريات .واما ألطف قول بعضهم :
بعنى ال للحباب بيت ًا سماؤه هموم وأحزان وحيطانه الضر
وأدرخلهم فيه وأغلق بابه وقال لهم امفتاح بابكم الصبر
) ( 101امتى أوحشك امن رخلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب النس به
أي امتى أوحشك ال امن رخلقه بأن نغّفر قلبك امن الستئعناس بهم فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب النس به لتصير له وحده .وامتى فتح لك
هذا الباب صغّيرك امن الحباب وآنسك بالخطاب .فاترك الغيار في امرضا ة العزيز الوهاب
) ( 102امتى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك
أي امتى حل امولك عقد ة لسانك التي أوجبها الستغعناء بالغيار وعدم رؤية الفاقة والفتقار بأن أشهدك فقرك وفاقتك حتى دعوته بلسان
الضطرار فاعلم أنه يريد أن يعطيك لصدق الوعد بإجابة دعاء المضطر ل سيما في السحار .واما ألطف قول بعض العارفين :
لو لم ترد نيل اما أرجوه امن طلب امن فيض جودك اما ألهمتعني الطلبا
وفي الحديث " :امن أعطي الدعاء لم يحرم الجابة " .واعلم أن الجابة
والواجب إنما هو إذللك بين يديه .ثم أشار المصعنف إلى كمال الدب الذي يكون به العبد في غاية الستقاامة بقوله :
ل لامره ورهزقك في الباطن الستسلم لقهره فقد أعظم المعنة عليك ) ( 110امتى جعلك في الظاهر اممتث ً
أي امتى هزين ال ظاهرك بالتقو ى وهي اامتثال المأامورات واجتعناب المعنهيات وباطعنك بالستسلم أي بالنقياد لقهره امع الرضا والصبر
على المصيبات فقد أعظم المعنة أي العنعمة عليك فإنه ل درجة أعلى امن التقلب في عبودية الظاهر والباطن
) ( 111ليس كل امن ثبت تخصيصه كمل تخليصه
أي ليس كل امن ثبت تخصيصه بإظهار أامر رخارق للعاد ة على يده كطي الرض والطيران في الهواء والمشي على الماء وغير ذلك امن
الكراامات كمل تخليصه امن رؤية الغيار وآفات العنفس واما تدعو إليه امن الشهوات .فإنه كثير ًا اما تظهر الكراامة على أيدي المبتدئين ول
تظهر على أيدي الواصلين امن أهل التمكين .ولذا قيل لبعضهم :أن فلن ًا جاع في البادية فرأ ى البادية كلها طعاام ًا .فقال :عبد رفق به
ولو بلغ إلى امحل التحقيق لكان كمن قال :أبيت ععند ربي يطعمعني ويسقيعني .وسيقول المصعنف :ربما رهزق الكراامة امن لم تكمل له
الستقاامة .فالستقاامة هي أعظم الكراامات التي أكرم بها العبد امن رب البريات
ص 92
) ( 112ل يستحقر الورد إل جهول .الوارد يوجد في الدار الرخر ة والورد يعنطوي بانطواء هذه الدار وأولى اما يعتعني به اما ل يخلف
وجوده .الورد هو طالبه امعنك والوارد أنت تطلبه امعنه وأين اما هو طالبه امعنك امما هو امطلبك امعنه ؟
يععني :ل يستحقر الورد الذي هو العمال الصالحة التي تقربه إلى العزيز الغفار ويتشوف إلى الوارد وهو اما يرد على الباطن امن
المعارف والسرار إل جهول أي كثير الجهل .فإن الوارد إنما يعنشأ عن الورد بعد تصفية الباطن بصالح العمال التي تجلب النوار امن
حضر ة الغعني المفضال .فالورد اما كان امن الخلق للحق والوارد اما كان امن الحق للخلق .ثم ذكر أن الورد له امزية على الوارد امن
وجهين :أشار إلى الول بقوله :الوارد يوجد في الدار الرخر ة لنه اما يرد على باطن العبد امن المعارف الربانية واللطائف الرحمانية .
وأاما الورد :فإنه يعنطوي بانطواء هذه الدار لن الرخر ة ليست دار تكليف .وأولى اما يعتعني به اما ل يخلف وجوده بفواته .وأشار إلى
الوجه الثاني بقوله :الورد هو تعالى طالبه امعنك .فهو حقه عليك والوارد أنت تطلبه امعنه فهو حظك امعنه وأين اما هو طالبه امعنك امما هو
امطلبك امعنه ؟ أي بعيد اما بيعنهما فقياامك بحقوقه علي أليق بالعبودية امن طلبك لحظوظك المحبوبة لديك وامتى تطهرت امن العيب فتح لك
باب الغيب .وأتى المصعنف بذلك إرشاد ًا للمريدين الذين يتشوفون إلى الواردات ويتركون الوراد امع أنها لها امن المقدامات .كما قال
المصعنف :
) ( 113ورود الامداد بحسب الستعداد وشروق النوار على حسب صفاء السرار
يععني :أن ورود الامداد امن حضر ة الملك الجواد إنما يكون للعبد بحسب استعداده لذلك بتطهير فؤاده واملهزامته لوراده .وشروق النوار
في قلب
في أن الجاهل امشغول بما يعمل وأن العاقل غيره . .ص 93
العارف والمراد بها العلوم والمعارف إنما يكون على حسب صفاء السرار امن كدر التعلق بالغيار والثار .وهذه الحكمة إثبات للشريعة
امن حيث الرخذ بالسباب .وأاما قوله :قلما تكون الواردات اللهية إل بغتة فتحقيق للحقيقة فل تعنافي بل ارتياب
) ( 114الغافل إذا أصبح يعنظر اماذا يفعل والعاقل يعنظر اماذا يفعل ال به
يععني :أن الغافل عن ال تعالى إذا أصبح فأول رخاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى نفسه فيقول :اماذا أفعل اليوم ؟ فهو جدير بأن يكله ال
تعالى إلى نفسه .وأاما العاقل فأول رخاطر يرد عليه نسبة الفعل إلى ال تعالى فيقول :اماذا يفعل ال بي ؟ وذلك لدوام يقظته فهو جدير بأن
يوفقه ال لحسن العمال ويرشده لصلح الحوال .فأول رخاطر يرد على العبد هو اميزان توحيده ولذا قال بعضهم امن اهتد ى إلى الحق
لم يهتد إلى نفسه وامن اهتد ى إلى نفسه لم يهتد إلى ال .فانظر إذا استقبلك شغل فإن عاد قلبك في أول وهلة إلى حولك وقوتك فأنت
المعنقطع عن ال وإن عاد قلبك في إلى ال سبحانه فأنت الواصل إليه .وقد كان سيدي عمر بن عبد العزيز يقول :أصبحت وامالي سرور
إل في امواقع القدر .وليكن امن دعاء صاحب هذا المقام :اللهم إني أصبحت ل أاملك لعنفسي ضر ًا
ص 94
ول نفع ًا ول اموت ًا ول حيا ً ة ول نشور ًا ول أستطيع أن آرخذ إل اما أعطيتعني ول أتقي إل اما وقيتعني ال وفقعني لما تحبه وترضاه امن القول
والعمل في طاعتك إنك ذو الفضل العظيم
) ( 115إنما يستوحش العباد والزهاد امن كل شيء لغيبتهم عن ال في كل شيء فلو شهدوه في كل شيء لم يستوحشوا امن شيء
أي إنما يستوحش العباد -بضم العين جمع عابد -والزهاد -جمع هزاهد -أي يعنفرون امن كل شيء يقطعهم عن ال بغيبتهم عن ال في كل
شيء لكونهم امحجوبين ععنه تعالى برؤية أنفسهم وامراعا ة حظوظهم .فإن الزهد في المزهود شاهد له بالوجود ولذا فروا امن الشياء
واستوحشوا امعنها امخافة أن تفوت عليهم امقاصدهم لميلهم إليها وافتتانهم بها فلو شهدوه في كل شيء كما شهده العارفون والمحبون لم
يستوحشوا امن شيء لرؤيتهم له حيعنئذ ظاهر ًا في الشياء كلها لنهم يستدلون به عليها فيكون في ذلك امن قر ة أعيعنهم اما يشغلهم عن
رؤيتهم لعنفوسهم فل يكون لهم امن الشياء وحشة ول يخشون امعنها فتعنة لنها فانية امتلشية بهذا العتبار .جعلعنا ال امن أهل امحبته إنه
كريم غفار
) ( 116أامرك في هذا الدار بالعنظر في امكوناته وسيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته
يععني :أامرك امولك -أيها المريد -في هذه الدار الدنيا بالعنظر في امكوناته -بتشديد الواو المفتوحة -أي أكوانه لتراه بعنور بصيرتك
ظاهر ًا فيها امن وراء حجاب هو هي وسيكشف لك امع عاامة المؤامعنين في تلك الدار الرخر ة عن كمال ذاته فتراه بعين البصر .فإن رؤيته
تعالى امن الامر الجائز كما قال اللقاني :
في بعض الوقات فإن الفرائض يمتعنع فعلها في غير أوقاتها والعنوافل ل يعنبغي فعلها في وقت الكراهة .وإنما فعل ذلك ليكون همك إقاامة
الصل ة أي تعديل أركانها وتوفير شروطها وتكميل آدابها ظاهر ة وباطعنة بقدر الطاقة ل وجود صور ة الصل ة فقط فما كل امصل امقيم لنك
قد علمت أن المقيم للشيء هو القائم به على وجه الكمال امن غير نقص ول إرخلل .فتلوين العباد ة وتحجيرها نعمتان على المريد يزول
بهما الملل والشره القاطعان عن حسن طاعة العزيز الحميد .وإنما امثل المصعنف بالصل ة دون سائر العبادات لكثر ة وقوع ذلك فيها أو
لكونه أراد أن يذكر شيئ ًا امن فوائدها بقوله :
) ( 119الصل ة طهر ة للقلوب امن أدناس الذنوب واستفتاح لباب الغيوب
يععني :أن الصل ة التاامة المستوفية للشروط والداب المشتملة على الخشوع والخضوع للعزيز الوهاب طهر ة أي امطهر ة للقلوب امن
شاِء مَواأ ْل ُمأ ْعن مَكِر { ) ( 45الععنكبوت .وفي الحديث " :إنما امثل الصل ة ح مَ
ن اأ ْل مَف أ ْ
ع أ ْ
ل مَ ة مَتأ ْعن مَهى مَ
ص مَ
الذنوب الشبيهة بالدناس .قال تعالى } :أن ال لَّ
كمثل نهر عذب يمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم رخمس امرات أترون ذلك يبقي امن درنه شيئ ًا " وقوله :واستفتاح أي طلب فتح لباب
الغيوب عطف امسبب على سبب لن القلوب إذا طهرت وتزكت رفعت ععنها الحجب والستار فتر ى اما كان غائب ًا ععنها امن المعارف
والسرار
ص 97
) ( 120الصل ة امحل المعناجا ة وامعدن المصافا ة تتسع فيها اميادين السرار وتشرق فيها شوارق النوار .علم وجود الضعف امعنك فقلل
أعدادها وعلم احتياجك إلى فضله فكثر أامدادها
يععني :أن الصل ة هي امحل امعناجا ة العبد لربه بتلو ة كلامه والثعناء عليه وامعدن المصافا ة امعه بتوجهه بكليته إليه وبقدر إقبال العبد يكون
إقبال الرب وثمرتها إذا كانت على الوجه الكمل أنها تتسع فيها اميادين السرار أي تتسع فيها القلوب الشبيهة بالميادين للفرسان بمععنى
أنها تعنشرح بتوارد السرار أي العلوم والمعارف التي تتسابق إليها كتسابق الفرسان وهذا يتسبب عن كونها تشرق أي تطلع فيها شوراق
النوار أي النوار الشبيهة بالكواكب الشارقة .فإن النوار إذا أشرقت في القلوب انشرحت لما يرد عليها امن العلوم والمعارف .وهذه
العبارات الست التي هي امن فوائد الصل ة امعانيها امتقاربة أتى بها لتكون كالدليل لما قاله :امن أن المأامور به إنما هو إقاامة الصل ة ل
ن)(4 صبِّلي مَ
ل ِلأ ْل ُم مَ
وجودها .فإن الصل ة المعتبر ة هي صل ة الخاشعين ل صل ة الغافلين .فإن ال تعالى يقول في كتابه المكعنون } :مَف مَوأ ْي ٌ
ن { ) ( 5الماعون .ثم قال :علم وجود الضعف امعنك -أيها العبد -فقلل أعدادها بجعل الخمسين رخمسة وعلم ساهو مَ
لِتِهأ ْم مَ
ص مَ
ن مَ
ع أ ْ
ن ُهأ ْم مَ
الَّلِذي مَ
احتياجك إلى فضله وكرامه فكثر أامدادها -بفتح الهمز ة جمع امدد -أي ثوابها وأسرارها فجعلها رخمس ًا في الفعل ورخمسين في الجر .
فاحمده على اما أنعم واشكره على اما تفضل وتكرم
) ( 121امتى طلبت عوض ًا على عمل طولبت بوجود الصدق فيه ويكفي المريب وجدان السلامة
أي امتى طلبت -أيها المريد -امن امولك عوض ًا أي ثواب ًا على عمل عملته كما هو شأن التجار طولبت امعنه بوجود الصدق أي الرخلص
فيه امن شهود
- 2يكفي العبد جزاء على عمله قبول ذلك العمل ععند ال . .ص 98
الغيار فإن الجزاء إنما يكون على كاامل ول كمال ععندك إذ ذاك فإنك إنما عملت لحظ نفسك ل لوجه امولك فصرت كأجير السوء أن لم
يأرخذ الجر ة لم يعمل ويكفي المريب أي المرتاب في كون اموله يعطيه الجر وإن لم يقصده بعمله وجدان السلامة امن العقاب أي يكفيه أن
ال لم يعاقبه على هذا القصد القبيح .وقد كرر المصعنف هذا المععنى اهتماام ًا بشأنه فقال :
ل يكفي امن الجزاء لك على العمل أن كان له قاب ً
ل ) ( 122ل تطلب عوض ًا على عمل لست له فاع ً
ن { ) 96رخ مَل مَق ُكأ ْم مَو مَاما مَتأ ْع مَم ُلو مَ
ل مَ
ل في الحقيقة فإن ال يقول في كتابه المكعنون } :مَوا ُلَّ أي ل تطلب -أيها المريد -جزاء على عمل لست له فاع ً
ل امعنه فكيف تطلب جزاء على غير فعلك .يكفي امن ل لظهور فعله تفض ً ( الصافات .وإذا كان امولك هو الفاعل في الحقيقة وجعلك امح ً
ل ولم يؤارخذك بعدم الصدق فيه امن حيث إنه امن الجزاء لك على العمل الذي هو لك بطريق المجاهز أن كان -بفتح الهمز ة -أي كونه له قاب ً
كسبك
) ( 123إذا أراد أن يظهر فضله عليك رخلق ونسب إليك
أي إذا أراد ال سبحانه أن يظهر فضله وإحسانه عليك -أيها المريد -رخلق العمل الصالح فيك ونسبه إليك على ألسعنة العبيد بأن يطلق
ألسعنتهم بأنك امطيع .فيعنبغي لك أن تشهد هذا الفضل العظيم وتستحي امن امولك الكريم لتتأدب بقول سهل بن عبد ال رضي ال ععنه :إذا
عمل العبد حسعنة وقال :يا رب أنت بفضلك استعملت وأنت أععنت وأنت سهلت .شكر ال تعالى له ذلك وقال له :يا عبدي بل أنت أطعت
وأنت تقربت وإذا نظر إلى نفسه
ص 99
وقال :أنا عملت وأنا أطعت وأنا تقربت .أعرض ال تعالى ععنه وقال :يا عبدي أنا وفقت وأنا أععنت وأنا سهلت .وإذا عمل سيئة وقال :
يا رب أنت قدرت وأنت قضيت وأنت حكمت .غضب المولى عليه وقال له :يا عبدي بل أنت أسأت وأنت جهلت وأنت عصيت .وإذا
قال :يا رب أنا ظلمت وأنا أسأت وأنا جهلت .أقبل المولى عليه وقال :يا عبدي أنا قضيت وأنا قدرت وقد غفرت وحلمت وسترت
) ( 124ل نهاية لمذاامك أن أرجعك إليك ول تفرغ امدائحك أن أظهر جوده عليك
أي ل نهاية لما تذم به -أيها المريد -امن القبائح أن أرجعك امولك إلى نفسك ورخلى بيعنك وبيعنها -فإن العنفس أامار ة بالسوء -وذلك امن
علامات الطرد والبعاد .ول تفرغ أي ل تعنتهي امدائحك أي امحاسعنك التي تمدح بها أن أظهر جوده عليك ونصرك على نفسك فتكون
اممن رحمه واجتباه ووفقه لما يحبه ويرضاه
) ( 125كن بأوصاف ربوبيته امتعلق ًا وبأوصاف عبوديتك امتحقق ًا
أي كن -أيها المريد -امتعلق ًا بأوصاف ربوبيته تعالى امن غعنى وعز وقو ة وعلم ونحو ذلك بأن تشاهد أن هذه الوصاف إنما هي لمولك
فقط وإذا وجدت في غيره فهي عارية امعنه تعالى ول تشهد هذا المشهد إل إذا تحققت بأوصاف عبوديتك امن الفقر والذل والعجز والجهل
ونحو ذلك .فإذا تحققت بما هو لك وتعلقت آامالك بما هو له أامدك بأوصافه فتكون غعني ًا بال عزيز ًا بال قادر ًا بال عالم ًا بال إلى غير ذلك
.كما سيقول المصعنف :تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه .ثم ذكر اما هو كالدليل لهذه الحكمة بقوله :
أكبر امعاصي القلب ادعاء شيء امن أوصاف الربوبية . .ص 100
) ( 126امعنعك أن تدعي اما ليس لك امما للمخلوقين أفيبيح لك أن تدعي وصفه وهو رب العالمين ؟
أي حرم عليك امولك أن تدعي شيئ ًا ليس لك امما هو للمخلوقين امن الاموال أفيبيح لك أن تدعي وصفه وهو رب العالمين ذو العز ة
والجلل .فإذا ادعيت أنك غعني أو عزيز أو قوي أو عظيم أو عالم كان ذلك امن أكبر امعاصي القلب لما في ذلك امن امشاركة المربوب
للرب ول شيء ععند العارفين أقبح امن وجوب الشركة في قلب العبد بادعاء شيء امن أوصاف رب العالمين .وفي الحديث القدسي " :
الكبرياء ردائي والعظمة إهزاري فمن ناهزععني واحد ة امعنهما ألقيته في العنار " .وفي الحديث العنبوي " :ل أحد أغير امن ال تعالى " .
وامععنى الغير ة في حقه سبحانه أن ل يرضى بمشاركة غيره له فيما ارختص به امن صفات الربوبية وفيما هو حق له امن العمال الديعنية .
وهذا المععنى الذي ضمعنه
ص 101
المؤلف هذه الحكمة هو الغرض القصى للساد ة الصوفية فإن كل اما صعنفوه وسيلة لهذا المقصد الشريف الذي هو اموت العنفس وإسقاط
حظوظها بالكلية وحيعنئذ يتصف العبد بصدق العبودية والرخلص للربوبية
) ( 127كيف تخرق لك العوائد ؟ وأنت لم تخرق امن نفسك العوائد
أي ل تطمع -أيها المريد -في رخرق العوائد لك بأن تظهر على يدك الكراامات وأنت لم تخرق امن نفسك العوائد التي اعتدها امن سيئ
الحوال والسترسال امع الشهوات .فإنه قد جرت عاد ة ال بأن ل تخرق العوائد إل لمن فعني عن حظوظه ولم يكن لها بقاصد .فإن لم
تصل إلى هذا المقام لم تكن امن أهلها والسلم .فإن ظهر على يدك صور ة كراامة فربما كان ذلك استدراج ًا فخف امن ظهورها على يد
واتخذ التباعد عن الركون إليها امعنهاج ًا
) ( 128اما الشأن وجود الطلب إنما الشأن أن ترهزق حسن الدب
أي ليس الشأن المعتبر ععند المحققين وجود الطلب لحوائجك امن اموله وإنما الشأن المعتبر أن ترهزق حسن الدب امع امن رخلقك وسواك
بتفويض الامر إليه والرضا بما قسم والشتغال بذكره والعتماد عليه .لما في الحديث " :امن شغله ذكري عن امسألتي أعطيته أفضل اما
أعطي السائلين "
) ( 129اما طلب لك شيء امثل الضطرار ول أسرع بالمواهب إليك امثل الذلة والفتقار
طلَّر
ب اأ ْل ُمض مَ
جي ُ
ن ُي ِ
أي اما طلب لك -أيها المريد -الحوائج امن ال تعالى شيء امثل الضطرار إليه إذ به تقع الجابة لقوله سبحانه } :مَألَّام أ ْ
عاه { ) ( 62العنمل .فقوله طلب امبعني للفاعل الذي هو شيء فيكون شبه الضطرار بشخص طالب .ويحتمل بعناؤه للمفعول وشيء ِإ مَذا مَد مَ
ل ول قو ة ول ير ى لعنفسه سبب ًا امن السباب نائب فاعل على امععنى أن أحسن امطلوب يطلبه العبد الضطرار وهو أن ل يتوهم امن نفسه حو ً
يعتمد عليه أو يستعند إليه بل يكون بمعنزلة الغريق في البحر أو التائه في التيه القفر ل ير ى لغياثه إل اموله ول يرجو لعنجاته امن هلكته أحد ًا
سواه .والذلة والفتقار أامران اموجبان لسراع امواهب الحق تعالى إلى العبد المتصف بهما وإلى ذلك الشار ة بقوله تعالى } :مَو مَل مَقأ ْد
ل ِب مَبأ ْد ٍر مَو مَأأ ْن ُتأ ْم مَأِذلَّل ٌة { ) ( 123آل عمران .فذلتهم أوجبت عزتهم ونصرتهم كما قيل في هذا المععنى : ص مَر ُكأ ْم ا ُلَّ مَن مَ
وإذا تذللت الرقاب تقرب ًا امعنها إليك فعزها في ذلها
واما ألطف قول بعضهم :
حيث أسلمتعني إلى الذال والل م تلقيتعني بعين وهزاي
وافهم هاهعنا قوله صلى ال عليه وسلم " :ل حول ول قو ة إل بال كعنز امن كعنوهز الجعنة "
ص 103
) ( 130لو أنك ل تصل إليه إل بعد فعناء امساويك وامحو دعاويك لم تصل إليه أبد ًا .ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه
ونعتك بعنعته فوصلك إليه بما امعنه إليك ل بما امعنك إليه
أي لو أنك ل تصل إلى ال تعالى -أيها المريد -إل بعد فعناء امساويك أي عيوبك وامحو دعاويك التي تدعيها امن نسبة العمال إلى نفسك
لم تصل إليه أبد ًا لن المساوي والدعاوي طبعك ولو لم يكن إل إرادتك تحصيل هذا الغرض بعنفسك لكان كافي ًا فلو تأاملت وجدت امحاسعنك
ح مَم ُت ُه مَاما مَهز مَكا ِامأ ْعن ُكأ ْم
ع مَلأ ْي ُكأ ْم مَو مَر أ ْ
ل مَ ل ا ِلَّض ُ ل مَف أ ْ كلها امساوي ولو كعنت رأس المخلصين وأحوالك كلها دعاوي ولو كعنت أصدق الصادقين } .مَو مَلأ ْو مَ
ح ٍد مَأ مَب ًدا { ) ( 21العنور .ولذا قال أبو العباس المرسي :لن يصل الولي إلى ال حتى تعنقطع ععنه شهو ة الوصول إلى ال تعالى يععني ن مَأ مَ ِام أ ْ
انقطاع أدب ل انقطاع املل .وقوله :غطى وصفك بوصفه أي أظهر لك امن صفاته السعنية اما تغيب به عن صفاتك البشرية فتكون في
امقام الحب الذي قال في صاحبه " :فإذا أحببته كعنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش به ورجله التي يمشي
س ٌعل مَوا ِ شا ُء مَوا ُلَّ
ن مَي مَ ل ُيأ ْؤِتيِه مَام أ ْ ل ا ِلَّ ض ُك مَف أ ْ بها " .وصاحب هذا المقام ل تكون له إراد ة امع اموله لنه اما وصل إلى ال إل بما امن ال } .مَذِل مَ
عِلي ٌم { ) ( 54المائد ة مَ
ل للقبول
) ( 131لول جميل ستره لم يكن عمل أه ً
ل للقبول لفقد شرطه امن الرخلص .فإن العبد امبتلى بعنظره إلى نفسه وفرحه أي لول ستره تعالى الجميل لم يكن عمل امن العمال أه ً
بعمله امن حيث نسبته إليه وشهوده حوله وقوته عليه وهذا امن الشرك الخفي القادح في الرخلص .فيعنبغي للمريد أن يعتمد على فضل ال
وكرامه ل على اجتهاده وعمله
) ( 132أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج امعنك إلى حلمه إذا عصبته
أي أنت -أيها العبد -إلى حلمه تعالى في حال عملك بطاعته أحوج امعنك إلى حلمه في حال تلبسك بمعصيته لن طاعتك ربما تكون
امصحوبة بعنظرك إلى نفسك واستعظام عملك وذلك يوجب الخسة وسقوط المعنزلة ععند ربك .وأاما امعصيتك فقد تكون امصحوبة باضطرار
وافتقار امقرونة بذلة واحتقار وذلك يوجب الشرف والرفعة ععنده سبحانه .وفي هذا هزياد ة تحذير امن رؤية استحقاق الوصول بالعمال فإنه
جهل امركب ل يسلم امعنه إل كمل الرجال
) ( 133الستر على قسمين :ستر عن المعصية وستر فيها .فالعاامة يطلبون امن ال تعالى الستر فيها رخشية سقوط امرتبتهم ععند الخلق
والخاصة يطلبون امن ال الستر ععنها رخشية سقوطهم امن نظر الملك الحق
ل مَوه ُ مَو مَام مَع ُهأ ْم { )
ن ا ِلَّ
ن ِام أ ْ
خ ُفو مَ
س مَت أ ْ
ل مَي أ ْ
س مَو مَ
ن اللَّعنا ِ
ن ِام أ ْ
خ ُفو مَس مَت أ ْ
يععني :أن العاامة يطلبون الستر في المعصية رخوف اطلع العناس عليهم فهم } مَي أ ْ
ص ُدو ُر { ) ( 19غافر .هو الرجل يكون في القوم فتمر خِفي ال هُّ ن مَو مَاما ُت أ ْ
ع ُي ِ
ل أ ْ
رخاِئ مَعن مَة ا مَأ ْ
( 108العنساء .قال ابن عباس في قوله تعالى } :مَيأ ْع مَل ُم مَ
به المرأ ة فيريهم أنه يغض بصره ععنها فإذا رأ ى امن القوم غفلة
ص 105
لحظ إليها .وهذا شأن المرائين الذين يستخفون بعنظر الجبار ويهابون العناس أن يطلعوا عليهم فيما يرتكبونه امن الوهزار .وأاما الخاصة
فهم يطلبون امن ال الستر ععنها بأن يجعل بيعنهم وبيعنها حاجب ًا حتى ل تخطر بقلوبهم رخشية سقوطهم امن نظر الملك الحق .وإلى هذا
المععنى أشار أبو الحسن الشاذلي في دعائه بقوله :اللهم إنا نسألك التوبة ودواامها ونعوذ بك امن المعصية وأسبابها وذكرنا بالخوف امعنك
قبل هجوم رخطراتها واحملعنا على العنجا ة امعنها وامن التفكر في طرائقها
) ( 134امن أكرامك فإنما أكرم فيك جميل ستره فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرامك وشكرك
أي امن أكرامك امن العباد بعطاء أو امحبة فإنما أكرم فيك جميل ستره تعالى أي ستره الجميل عليك فإنه لول جميل ستره اما نظروا بعين
الرضا إليك بل لو نظروا إلى اما فيك امن العيوب لستقذروك ونفروا امعنك وطرحوك .فل تعبثك رؤية إكرام الخلق لك لجهلهم بعيبك على
حمدهم على ذلك دون حمد ربك فتضع الحمد في غير اموضعه فإن الحمد ل يعنبغي أن يكون إل لمن سترك ليس الحمد لمن أكرامك
وشكرك .وإنما تحمده امن حيث إجراء الخير على يديه فقط ل امن حيث إنه المكرم الحقيقي إذ ليس ذلك إل ال .قال تعالى } :مَو مَاما ِب ُكأ ْم
ل { ) ( 53العنحلن ا ِلَّ
ن ِنأ ْع مَم ٍة مَفِم أ ْ
ِام أ ْ
) ( 135اما صحبك إل امن صحبك وهو بعيبك عليم وليس ذلك إل امولك الكريم .رخير امن تصحب امن يطلبك ل لشيء يعود امعنك إليه
يععني :ليس الصاحب الحقيقي إل امن صحبك وأقبل عليك بإحسانه
العميم امع علمه بعيبك وليس ذلك إل امولك الكريم .ورخير صاحب لك امن يطلبك ويعتعني بك ل لشيء يعود امعنك إليه وليس ذلك إل
امولك الحليم فاجعل توكلك عليه .وامقصوده الحث على امجانبة الخلئق والرضا بصحبة المحسن الخالق .كما قال بعضهم :
رخذ عن العناس جانبا وارض بال صاحبا
قلب العناس كيف شئ ت تجدهم عقاربا
نعم :صحبة امن يدل على أامر امحمود امن حيث كونه يقرب العبد إلى اموله
) ( 136لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الرخر ة أقرب إليك امن أن ترحل إليها ولرأيت امحاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفعناء عليها
أي لو أشرق لك -أيها المريد -نور اليقين الذي به تحق الحق وتبطل الباطل لرأيت الرخر ة حاضر ة لديك لنها حق فتكون أقرب إليك امن
أن ترحل إليها .ولرأيت أي أبصرت امحاسن الدنيا الحاضر ة لديك قد ظهرت كسفة الفعناء عليها أي الفعناء الشبيه بالكسفة -بكسر الكاف -
وهي القطعة التي تغطي الشيء أو بفتحها أي الكسوف والتغيير لنها باطلة فيوجب لك هذا العنظر اليقيعني الزهد في الدنيا والقبال على
الرخر ة
) ( 137اما حجبك عن ال وجود اموجود امعه ولكن حجبك ععنه توهم اموجود امعه
أي اما حجبك -أيها المريد -المحجوب عن ال تعالى وجود اموجود امن الكوان الدنيوية أو الرخروية امعه إذ ل وجود في الحقيقة لما سواه
.كما قال بعض العارفين :
ص 107
ال قل وذر الوجود واما حو ى إن كعنت امرتاد ًا بلوغ كمال
فالكل دون ال أن حققته عدم على التفصيل والجمال
واعلم بأنك والعوالم كلها لوله في امحو وفي اضمحلل
امن ل وجود لذاته امن ذاته فوجوده لوله عين امحال
والعارفون بربهم لم يشهدوا شيئ ًا سو ى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالك ًا في الحال والماضي والستقبال
ولكن حجبك ععنه تعالى توهم اموجود امعه أي توهمك أن اما سواه له وجود .والتوهمات باطلة ل حقيقة لها فل حاجب لك عن ال تعالى .
فإن وجود الثار كوجود الظلل فمن شهد ظلية الثار لم يحصل له عائق عن ال .فإن ظلل الشجار في النهار ل تعوق السفن عن
التسيار .ولو كان بيعنك وبين ال حجاب وجودي للزم أن يكون أقرب إليك امعنه ول شيء أقرب امن ال .فالحجاب حيعنئذ أامر توهمي بل
اشتباه
) ( 138لول ظهوره في المكونات اما وقع عليهم وجود إبصار .لو ظهرت صفاته اضمحلت امكوناته
أي لول تجليه سبحانه وتعالى امن وراء حجاب المكونات أي امن وراء حجاب هو هي اما وقع عليها إبصار أي اما وجدت فل يقع عليها
رخلَّر
ج مَع مَل ُه مَداًّكا مَو مَ
ل مَج مَب ِ
جلَّلى مَرهُّب ُه ِلأ ْل مَ
إبصار .ولو تجلى التجلي الحقيقي الذي ل رخفاء امعه لضمحلت وتلشت بدليل قوله تعالى } :مَف مَللَّما مَت مَ
صِع مَق ًا { ) ( 143العراف .كما وضح ذلك بقوله :لو ظهرت صفاته اضمحلت امكوناته لنه ل ارتباط بين سى مَ ُامو مَ
ص 108
القديم والحادث .فظهوره سبحانه امن وراء حجاب المكونات هو الذي أوجب ظهورها
) ( 139أظهر كل شيء لنه الباطن وطو ى وجود كل شيء لنه الظاهر
يععني :أن امقتضى اسمه تعالى الباطن أن ل يشاركه في البطون شيء فلذا أظهر كل شيء أي جعل الشياء كلها ظاهر ة ول باطن فيها
غيره وامقتضى اسمه تعالى الظاهر أن ل يشاركه في الظهور شيء فلذا طو ى وجود كل شيء أي لم يجعل لغيره وجود ًا امن ذاته بل
المكونات جمعيها في الحقيقة عدم امحض لنه ل وجود لها إل امن وجوده .فالحق تعالى هو الموجود بكل اعتبار لنه الظاهر امن جهة
التعريف الباطن امن جهة التكييف
ت { ) ( 101يونس . س مَما مَوا ِ ظ ُروا مَاما مَذا ِفي ال لَّ ل اأ ْن ُ
) ( 140أباح لك أن تعنظر اما في المكونات واما أذن لك أن تقف امع ذوات المكونات } ُق أ ْ
فتح لك باب الفهام ولم يقل انظروا السماوات لئل يدلك على وجود الجرام
يععني :أامرك ال تعالى أن تعنظر اما في المكونات امن آثار قدرته وبدائع صعنعته لتستدل بذلك على آثار السماء والصفات .واما أذن لك أن
تقف امع ذوات المكونات فإنه سبحانه اما نصب لك الكائعنات لتراها بل لتر ى فيها امولها .كما قيل في ذلك :
اما أبيعنت لك العوالم إل لتراها بعين امن ل يراها
فارق ععنها رقي امن ليس يرضى حالة دون أن ير ى امولها
ت { ب ) في الظرفية ( المشعر ة بأن العتبار بالمظروف دون الظرف فتح لك -أيها المريد - س مَما مَوا ِ
ظ ُروا مَاما مَذا ِفي ال لَّ
فقوله سبحانه } :اأ ْن ُ
باب الفهام فتفهم
امحو الكوان بأحدية ذاته . .ص 109
أنها اموجود ة لغيرها ل لذاتها فتعنظر في الكوان لتصل إلى امعرفة الرحمن
) ( 141الكوان ثابتة بإثباته واممحو ة بأحدية ذاته
يععني :أن الكوان امن حيث ذاتها عدم امحض ولم تكن ثابتة إل بإثباته تعالى وإيجاده لها وظهوره فيها .فالثبوت لها أامر عرضي وإل
فهي في الحقيقة اممحو ة بأحدية ذاته .فمن نظر إلى أحدية ذاته لم يجد للكوان ثبوت ًا وإنما لها ثبوت ععند امن نظر إلى الواحداية لن
الحدية ععند العارفين هي الذات البحت أي الخالصة عن الظهور في المظاهر وهي الكوان والواحدية هي الذات الظاهر ة في الكوان
فيكون للكوان حيعنئذ ثبوت باعتبار ظهور الحق فيها .ولذا يقولون :الحدية بحر بل اموج والوحدانية بحر امع اموج فإن الحق سبحانه
ععندهم كالبحر والكوان كالامواج التي يحركها ذلك البحر فهي ليست عيعنه ول غيره .هذا هو توحيد العارفين .وقد كرر المصعنف الكلم
عليه في هذا الكتاب وأبرهزه في عبارات امختلفة امحاولة على أن يحق ععندك الحق ويبطل الباطل
وقد أفرده بعضهم بالتأليف وتكلم على وحد ة الوجود بما ل امزيد عليه آه شرقاوي
) ( 142العناس يمدحونك لما يظعنونه فيك فكن أنت ذاام ًا لعنفسك لما تعلمه امعنها
يععني أن العناس إنما يمدحونك -أيها المريد -لما يظعنونه فيك امن الوصاف
ص 110
الحميد ة فكن أنت ذاام ًا لعنفسك لما تعلمه امعنها امن العيوب والقبائح العديد ة ول تغتر على كل حال امن الحوال بمدح المادح فإنه السم القتال
لن امن فرح بمدح نفسه أوقعها في الغرور وساق إليها اما ل يطاق امن أنواع الشرور .بل قل إذا امدحك المادحون :اللهم اجعلعنا رخير ًا امما
يظعنون ول تؤارخذنا بما يقولون واغفر لعنا اما ل يعلمون
) ( 143المؤامن إذا امدح استحيا امن ال أن يثعنى عليه بوصف ل يشهده امن نفسه
أي :المؤامن الحقيقي إذا امدحه العناس بوصف ليس فيه عد ذلك امن إحسان ال عليه واستحيا امعنه تعالى أن يثعني العناس عليه بوصف امحمود
ل يشهده امن نفسه فيرجع على نفسه بالمقت والستحقار ويكثر الشكر لربه الذي أظهر له امحاسن ععند العناس لم يكن له عليها اشتهار فيعنال
بذلك الشكر المزيد امع سلامته امن السكون إلى ثعناء العبيد
) ( 144أجهل العناس امن ترك يقين اما ععنده لظن اما ععند العناس
ل لنه يععني :أن امن ترك يقين اما ععنده امن عيوب نفسه لظن اما ععند العناس أي للظن الذي ععند العناس امن صلح حاله فهو أكثر العناس جه ً
قدم الظن على اليقين وقدم اما ععند غيره على اما يعلمه امن نفسه وهذا امن الضلل المبين .وقد حكي أن بعض الحكماء امدحه بعض العوام
فبكى فقال تلميذه :أتبكي وقد امدحك فقال له :إنه لم يمدحعني حتى وافق بعض رخلقي رخلقه فلذلك بكيت .فانظر بعين بصيرتك فقد نبهك
الحكيم العليم
) ( 145إذا أطلق الثعناء عليك ولست بأهل فأثن عليه بما هو أهله
أي إذا أطلق امولك ألسعنة العناس بالثعناء عليك ولست بأهل للثعناء لعلمك
بعيوب نفسك وتقصيرها كما هو شأن المؤامن فأثن عليه سبحانه بما هو أهله شكر ًا لعنعمة إطلق اللسن بالثعناء عليك حيث ستر القبيح
وأظهر المليح .ول تغتر بمدح المادحين فتهلك امع الهالكين
) ( 146الزهاد إذا امدحوا انقبضوا لشهودهم الثعناء امن الخلق والعارفون إذا امدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك امن الملك الحق
يععني :أن الزهاد الذين هم في غيبة ععنه تعالى إذا امدحهم المادح انقبضوا رخوف ًا امن الغترار القاطع لهم عن ال لشهودهم الثعناء صادر ًا
امن الخلق .والعارفون الحاضرون امع ربهم إذا امدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك امن الملك الحق لنهم ل يشاهدون امعه غيره بل يقولون
ألسعنة الخلق أقلم الحق وهذا امحمل قوله صلى ال عليه وسلم " :إذا امدح المؤامن في وجهه ربا اليمان في قلبه " .ولذا كان المصعنف
يمدح شيخه المرسي فيقع ععند المدح اموقع ًا عظيم ًا .وصاحب هذا المقام إذا ذامه أحد ل يجد في نفسه عليه ول يؤذيه لعدم شهوده الذم
صادر ًا امعنه
) ( 147امتى كعنت إذا أعطيت بسطك العطاء وإذا امعنعت قبضك المعنع فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك وعدم صدقك في عبوديتك
أي :امتى كعنت -أيها المريد -تجد امن نفسك أنك إذا أعطيت شيئ ًا امراد ًا لك بسطك العطاء وإذا امعنعت امعنه قبضك المعنع فاستدل بذلك على
تطفلك على أهل ال وادعاء اما لهم امن المقاامات ولست امعنهم فتكون كالطفيلي الذي يدرخل امع الضياف في ضيافتهم ول يستحق الدرخول
امعهم واستدل بذلك أيض ًا على عدم صدقك في عبوديتك .فإن البسط ععند العطاء والقبض ععند المعنع امن
ص 112
علامات بقاء الحظ للعنفس والعمل على نيله وهو امعناقض للعبودية ععند العارفين .فإن العارف يستوي ععنده كل اما فعله سيده ساءه أم سره
) ( 148إذا وقع امعنك ذنب فل يكن سبب ًا ليأسك امن حصول الستقاامة امع ربك فقد يكون ذلك آرخر ذنب قدر عليك
أي إذا وقع امعنك -أيها المريد -ذنب على حسب امقاامك فل يكن سبب ًا امقتضي ًا ليأسك امن حصول الستقاامة أي اعتدال الحوال في العبودية
امع ربك لن الستقاامة ل يعناقضها فعل الذنب فلتة إذا جر ى القدر بذلك وإنما يعناقضها الصرار عليه والعزم على فعله ثانيا .فالواجب
عليك حيعنئذ أن تبادر بالتوبة امعنه فإنه قد يكون آرخر ذنب قدر عليك فتستديم بعده الستقاامة
) ( 149إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد اما امعنه إليك وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد اما امعنك إليه
أي إذا أردت -أيها المريد -أن يفتح ال لك باب الرجاء حتى ترجوه فاستحضر بقلبك اما هو واصل امعنه تعالى إليك امن الفضل والكرم
وامزيد الحسان الذي ل يحصيه القلم .وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد أي استحضر اما هو واصل امعنك إليه امن عظيم
المخالفات وارتكاب السيئات .فإذا غلب عليك هذا الحال .اشتد بك الحزن وبادرت بصالح العمال .فالرجاء والخوف حالن ناشئان عن
هاتين المشاهدتين فاعمل بهما -أيها المريد -لتشرب بالكأسين
) ( 150ربما أفادك في ليل القبض اما لم تستفده في إشراق نهار البسط } ل تدرون { . . . .
أي ربما أفادك امولك -أيها العارف -امن المعارف والسرار في حال
القبض الشبيه بالليل بجاامع السكون في كل اما لم تستفده في إشراق البسط الشبيه بالعنهار بجاامع النتشار .فإن صاحب البسط يحب نشر اما
ععنده امن السرار و المعارف و ربما حصل له الحجب بذلك بخلف صاحب القبض .و لذا آثره العارف .و لكن الولى له أن يكل الامر
إلى اموله و يختار اما يختاره له سيده و يرضاه .فإنه ل يدري أيهما أقرب إليه نفع ًا كما أشارت إلى ذلك الية الكريمة التي وردت في
الباء و البعناء جمع ًا
) ( 151امطالع النوار القلوب و السرار
يععني :أن امواضع طلوع النوار المععنوية و هي نجوم العلم و أقمار المعرفة و شموس التوحيد إنما هي قلوب العارفين و أسرارهم فهي
كالسماء التي تشرق فيها الكواكب بل تلك النوار المععنوية أشد إشراق ًا في الحقيقة امن الكواكب الحسية .وقد قال بعض العارفين :إذا كان
ال تعالى قد حرس السماء بالكواكب والشهب كي ل يسترق السمع امعنها فقلب المؤامن أولى بذلك أي لنه عرش تجلي الحق كما يشير إليه
قوله سبحانه في الحديث القدسي " :اما وسععني أرضي ول سمائي وإنما وسععني قلب عبدي المؤامن " فتأامل هذا الامر العلى الذي أعطيه
ل وامن هعنا قال أبو الحسن الشاذلي :لو كشف عن نور المؤامن العاصي لطبق اما بين السماء والرض هذا القلب حتى صار لهذه الرتبة أه ً
فما ظعنك بعنور المؤامن المطيع ؟
ص 114
) ( 152نور امستودع في القلوب امدده امن العنور الوارد امن رخزائن الغيوب
يععني أن العنور على قسمين :نور يكشف ال به عن آثاره كعنور الشمس -وسيأتي في الحكمة بعد هذه -ونور امستودع في القلوب وهو
نور اليقين الذي أودعه ال في قلوب عباده العارفين وامدده الذي يستمد ويتزايد امعنه ضياء إنما هو امن العنور الوارد امن رخزائن الغيوب
وهو نور الوصاف الهزلية .كقوله فيما تقدم :أنار الظواهر بأنوار آثاره وأنار السرائر بأنور أوصافه .وكقوله هعنا :
) ( 153نور يكشف لك به عن آثاره .ونور يكشف لك به عن أوصافه
فالعنور المدرك بالحواس كعنور الشمس والقمر يكشف لك به عن آثاره وهي الكوان فتستدل بالثر على المؤثر
وأاما العنور الذي يكشف لك به عن أوصافه فهو المستودع في القلوب امن نور اليقين الذي يكشف لك به عن أوصافه الهزلية الجمالية
والجللية حتى تراها عيان ًا ول تحتاج امعه إلى دليل فإنك تشهد به المؤثر .وشتان بين العنورين
أسأل ال تعالى أن يرهزقعنا نور اليقين بجاه سيد الكونين .واما ألطف قول بعض العارفين :
هذه الشمس قابلتعنا بعنور ولشمس اليقين أبهر نورا
فرأيعنا بهذه العنور لكن بهاتيك قد رأيعنا المعنيرا
) ( 154ربما وقفت امع القلوب امع النوار كما حجبت العنفوس بكثائف الغيار
أي ربما وقفت عن سيرها القلوب وهي نورانية امع النوار التي هي لطائف الغيار امن العلوم والسرار الربانية فتحجب بها كما حجبت
العنفوس وهي ظلمانية بكثائف الغيار أي بالغيار الكثيفة كالشهوات والعادات النسانية .فالنوار حجاب نوراني والعادات والشهوات
حجاب ظلماني والحق وراء ذلك كله .كما قال بعض العارفين :
في أن طلب العبد يجب أن يكون امن أجل إظهار العبودية . .ص 120
أي علم سبحانه أن العباد يتشوفون -بالفاء -أي يتطلعون إلى ظهور سر الععناية التي امقتضاها الرحمة والولية فيطلبون ذلك بالدعاء
شا ُء { ) ( 105البقر ة هزجر ًا لهم وقطع ًا لطماعيتهم على حد
ن مَي مَ
ح مَمِتِه مَام أ ْ
ص ِب مَر أ ْ
خ مَت هُّ
والعمال الصالحة ويعتقدون تأثير ذلك فيه .فقال } :مَي أ ْ
سا مَل مَت ُه { ) ( 124النعام فل علة لذلك امن العباد .وعلم سبحانه أن لو رخلهم أي لو تركهم وذلك أي ل ِر مَج مَع ُ
ث مَي أ ْحأ ْي ُع مَل ُم مَ
ل مَأ أ ْ
قوله تعالى } :ا ُلَّ
واملحظتهم أنها رخاصة ببعض العناس وليست عاامة لتركوا العمل الذي هو امقتضى العبودية اعتماد ًا امعنهم على السابق في الهزل فقال :
ن { ) ( 56العراف .فجعل الحسان بالعمال الصالحة علامة على الععناية الهزلية وإن لم يكن علة سِعني مَحِ ن اأ ْل ُم أ ْب ِام أ ْل مَقِري ٌ ح مَم مَة ا ِلَّ
ن مَر أ ْ
} ِإ لَّ
اموجبة لها ععند تحقيق القضية .فقم بما أدبك ال به وإن كعنت في رقد ة فانتبه
) ( 171إلى المشيئة تستعند كل شيء ول تستعند هي إلى شيء
ل .وليست تستعنديععني :أن أدب التوحيد أن يعتقد النسان أن كل شيء يستعند إلى المشيئة فل يكون شيء إل بمشيئة ال تعالى وإرادته أهز ً
هي إلى شيء امن الموجودات لستحالة وجود العنقص فيما يجب له الكمال
فإذا تحقق المريد بذلك تعلق بأحكام الهزل وطرح السباب والعلل ولزم العبودية والفتقار وترك التدبير والرختيار
ص 123
ل بذكره عن امسألته ) ( 172ربما دلهم الدب على ترك الطلب اعتماد ًا على قسمته واشتغا ً
أي قد يكون امن الدب ترك السؤال والطلب لمن هو امستغرق في الذكار راض بما يجري عليه امن تصاريف القدار لما في الحديث
القدسي " :امن شغله ذكري عن امسألتي أعطيته أفضل اما أعطي السائلين "
كما أنه قد يكون امن الدب السؤال والطلب لما في الحديث العنبوي " :الدعاء امخ العباد ة " فالتحقيق أن ذلك يختلف بارختلف الشخاص
والحوال
ثم علل اما ذكره امن كون الدب قد يكون في ترك الطلب فقال :
) ( 173إنما يذكر امن يجوهز عليه الغفال وإنما يعنبه امن يمكن امعنه الهمال
أي إنما يحصل التذكير بالطلب لمن يجوهز عليه الغفال أي السهو وإنما يعنبه على المراد امعنه امن يمكن امعنه الهمال .وكل امن الغفال
والهمال امستحيل على ذي العز ة والجلل فلذا كان ترك الطلب ععند بعض العارفين أدب ًا
وقد سئل الواسطي رضي ال ععنه أن يدعو فقال :أرخشى أن دعوت أن
يقال لي :أن سألتعنا امالك ععندنا فقد اتهمتعنا وإن سألتعنا اما ليس لك ععندنا فقد أسأت الثعناء عليعنا وإن رضيت أجريعنا لك امن الامور اما قضيعنا
لك في الدهور
) ( 174ورود الفاقات أعياد المريدين
يععني :أن أيام اموارد الفاقات أي البليا والمحن هي أعياد المريدين أي اليام العائد ة عليهم بالمسرات والفراح .فإنهم يفرحون بالفاقات
لما فيها امن ذل العنفس الموصل إلى رب البريات كما تفرح العوام بأيام العياد لما فيها امن الشهوات التي توصل نفوسهم إلى بلوغ المراد
.واما ألطف قول بعض العارفين :
قالوا غد ًا العيد اماذا أنت لبسه فقلت رخلعة ساق حبه جرعا
فقر وصبر هما ثوباي تحتهما قلب ير ى إلفه العياد والجمعا
أحر ى الملبس أن تلقى الحبيب به يوم التزاور في الثوب الذي رخلعا
الدهر لي امأتم أن غبت يا أاملي والعيد اما كعنت لي امرأ ى وامستمعا
) ( 175ربما وجدت امن المزيد في الفاقات اما ل تجده في الصوم والصل ة
أي ربما وجدت -أيها المريد -في الفاقات امن امزيد صفاء القلب وطهار ة السرير ة اما ل تجده في الصوم والصل ة .فإن الفاقات امبايعنة
للهو ى والشهو ة على كل حال بخلف الصوم والصل ة فإن حظ العنفس قد يعتريهما فيحصل فيهما إرخلل
) ( 176الفاقات بسط المواهب
يععني :أن الفاقات تدرخل المريد حظير ة القدس وتجلسه على بساط النس فتحصل له
المواهب الربانية والعنفحات الرحمانية .كما وضح ذلك بقوله :
ص 125
ت ِلأ ْل ُف مَق مَراِء { ) ( 60التوبة
ص مَد مَقا ُ
) ( 177أن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر والحاجة لديك } ِإلَّن مَما ال لَّ
أي أن أردت ورود المواهب الربانية امن ال تعالى عليك صحح الفقر والفاقة لديك بأن تتحقق بهما تحقق ًا تاام ًا فل يكون ععندك استغعناء
بغيره بوجه امن الوجوه لقوله تعالى :
ت ِلأ ْل ُف مَق مَراِء { ) ( 60التوبة .وتقول في تضرعك :
ص مَد مَقا ُ
} ِإلَّن مَما ال لَّ
إني إليك امد ى النفاس امحتاج لو كان في امفرقي الكليل والتاج
وامن صدق الفقير أرخذه الصدقة اممن يعطيه على الحقيقة وهو ال تعالى لنه جعلها له فإن قبلها امعنه فهو الصادق في فقره لعلو همته وإن
قبلها امن الوسائط فهو المتوسم بالفقر امع دناء ة همته .ثم هزاد ذلك وضوح ًا بقوله :
) ( 178تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه .تحقق بذلك يمدك بعزه .تحقق بعجزك يمدك بقدرته .تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته
أي تحقق -أيها المريد -بأوصاف عبوديتك يمدك بأوصاف ربوبيته .ثم فصل هذا المجمل بما بعده :فإذا جلست على بساط الذل وقلت :
يا عزيز امن للذليل سواك وعلى بساط العجز وقلت :يا قادر امن للعاجز سواك وعلى بساط الضعف وقلت :يا قوي امن للضعيف سواك
وعلى بساط الفقر والفاقة وقلت :يا غعني امن للفقير سواك وجدت الجابة كأنها طوع يدك فتصير عزيز ًا بال قادر ًا بال قوي ًا بال غعني ًا بال
إلى غير ذلك
فيمدك بأوصاف الربوبية حيث تحققت بأوصاف العبودية
) ( 184امن أذن له في التعبير فهمت في امساامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته
أي امن أذن ال تعالى له امن العارفين في التعبير عن الحقائق وهي العلوم الوهبية فهمت في امساامع الخلق عبارته فلم يفتقروا إلى امعاود ة
جبِّليت -بضم الجيم وشد اللم -أي ظهرت إشارته إليهم فلم يحتاجوا إلى إطعناب ول إكثار .بخلف غير المأذون له في ذلك ول تكرار .و ُ
كما قال :
) ( 185ربما برهزت الحقائق امكسوفة النوار إذا لم يؤذن لك فيها بالظهار
أي ربما برهزت الحقائق التي هي العلوم الوهبية امكسوفة النوار إذا لم يؤذن لك في إظهارها فتمجها السماع ول يحصل بها للساامعين
استبصار
وقد كان أبو العباس المرسي يقول :كلم المأذون له يخرج وعليه كسو ة وطلو ة وكلم الذي لم يؤذن له يخرج امكسوف النوار .حتى أن
الرجلين ليتكلمان بالحقيقة الواحد ة فتقبل امن أحدهما وترد على الرخر
وكان يقول :الولي يكون امشحون ًا بالعلوم والمعارف والحقائق لديه امشهود ة حتى إذا أعطي العبار ة كان كالذن امن ال له في الكلم
) ( 186عباراتهم إاما لفيضان وجد أو لقصد هداية امريد فالول حال السالكين والثاني حال أرباب المكعنة والمحققين
أي عباراتهم التي يعبرون بها عن العلوم والمعارف التي يجدونها في باطعنهم ل تكون إل لحد أامرين :إاما لفيضان ُوجد بضم الواو أي
لفيضان
ص 129
اما يجدونه في قلوبهم امن ذلك فيخرج قهر ًا ععنهم وهذا حال السالكين المهديين .وإاما لقصد هداية امريد وهم أرباب المكعنة أي التمكين
فيلزامهم ذلك لما فيه امن الرشاد إلى سلوك سبيل الرشاد
فإن عبر السالك ل عن غلبة وجد كان في ذلك نوع امن الدعو ى .وإن عبر المتمكن لغير قصد هداية امريد كان امن إفشاء السر الذي لم
يؤذن له فيه
) ( 187العبارات قوت لعائلة المستمعين وليس لك إل اما أنت له آكل
يععني :أن العبارات التي يعبر بها أهل هذه الطائفة عن العلوم والمعارف هي امن حيث امععناها قوت لرواح جماعة المستمعين كما أن
الطعمة الحسية قوت لبدان المحتاجين لها وهذه القوات المععنوية كالقوات الحسية امن حيث إنها تختلف بارختلف الطبائع فكما أن بعض
الطعمة قد يصلح لشخص دون آرخر للرختلف في الطبيعة والمزاج فكذلك القوات المععنوية امعنها اما يصلح لواحد دون آرخر .وليس لك
إل اما أنت له آكل أي إل اما فهمته ععنهم لرختلف المذاهب وتباين المطالب .فقد تلقى العبار ة على جماعة فيفهم كل واحد امعنهم اما ل يفهمه
الرخر وقد يفهم بعضهم امن الكلم امععنى لم يقصده المتكلم ويتأثر باطعنه بذلك تأثر ًا عجيب ًا وربما فهم امعنه ضد اما قصده المتكلم كما اتفق أن
ل يقول :بعضهم سمع قائ ً
إذا العشرون امن شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالعنهار
و ل تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاف عن الصغار
فخرج هائم ًا على وجهه حتى أتى امكة ولم يزل امجاور ًا بها حتى امات
ش مَر مَب ُهأ ْم { ) ( 60البقر ة
س مَام أ ْ
ل ُأ مَنا ٍ
عِل مَم ُك هُّ
وإلى ذلك الشار ة بقوله تعالى } :مَقأ ْد مَ
) ( 188ربما عبر عن المقام امن استشرف عليه وربما عبر ععنه امن وصل إليه .وذلك املتبس إل على صاحب بصير ة
يععني :أنه كما يعبر عن أي امقام امن امقاامات اليقين كمقام الزهد وامقام الورع وامقام التوكل امن وصل إليه وتحقق فيه يعبر ععنه امن
استشرف أي اطلع عليه وقارب الوصول إليه ولم يتحقق فيه .وذلك التعبير املتبس على امن بسمعه امعنهما إل على صاحب بصير ة فإنه
ير ى في الكلم صور ة المتكلم الباطعنة امن كمال أو نقص .ولذا قيل :تكلموا تعرفوا
) ( 189ل يعنبغي للسالك أن يعبر عن وارداته فإن ذلك يقل عملها في قلبه ويمعنعه وجود الصدق امع ربه
يععني :أنه ل يعنبغي للسالك أن يعبر عن الواردات التي ترد عليه امن العلوم الوهبية والسرار التوحيدية ارختيار ًا امعنه .بل يصونها عن كل
أحد إل عن شيخه .فإن إفشاءها للغير يقل عملها في قلبه امن التأثير المحمود فل يحصل له كمال النتفاع بها ويمعنعه وجود الصدق امع
ربه لن العنفس تجد ععند التعبير بها لذ ة وانشراح ًا فيغلب عليه حظ نفسه
) ( 190ل تمدن يدك إلى الرخذ امن الخلئق إل أن تر ى أن المعطي فيهم امولك فإذا كعنت كذلك فخذ اما وافقك العلم
أي ل تمدن يدك أيها -أيها المريد -المتجرد إلى الرخذ امن الخلئق إل بشرطين :أشار إلى الول بقوله :إل أن تر ى أن المعطي فيهم
امولك فل تر ى العطاء الذي يصل إليك إل امعنه وأن الخلق أسباب ووسائط فل تعلق قلبك بهم وإل كعنت عبد ًا لهم .وأشار إلى الثاني بقوله
:فخذ اما وافقك العلم أي
ص 131
على أرخذه .والمراد :علم الظاهر بأن ل تأرخذ إل امن يد امكلف رشيد تقي وعلم الباطن بأن ل تأرخذ إل اما كان على قدر حاجتك بغير
استشراف نفس
) ( 191ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى اموله لكتفائه بمشيئته فكيف ل يستحيي أن يرفعها إلى رخليقته ؟
يععني :أن رفع الهمة لسالكي طريق الرخر ة عن المخلوقين امما يوجب قربهم امن رب العالمين .فإن العارف ربما استحيا امن سؤال
المولى عز وجل اكتفاء بما قضاه له في الهزل فكيف ل يستحيي امن رفع حاجته إلى بعض امن العبيد وهم الفقراء إلى ال وال هو الغعني
الحميد .ولذا قال أبو علي الدقاق :امن علامة المعرفة أن ل تسأل حوائجك قلت أو كثرت إل امن ال تعالى امثل اموسى عليه السلم فإنه
ت ِإ مَل لَّ
ي ب ِإبِّني ِل مَما مَأن مَزأ ْل مَ
ل مَر بِّ
ك { ) ( 143العراف واحتاج امر ة إلى رغيف فقال } :مَف مَقا مَ ظأ ْر ِإ مَلأ ْي مَ
ب مَأِرِني مَأن ُ
ل مَر بِّ
اشتاق إلى الرؤية فقال } :مَقا مَ
رخأ ْي ٍر مَفِقي ٌر { ) ( 24القصص .وسئل الشاذلي عن الكيمياء فقال :أرخرج الخلق امن قلبك ن مَ
ِام أ ْ
الطاعات الواجبة عليك بأعيان الوقات المعيعنة لوقوعها فيها ولم يطلق وقتها كي ل يمعنعك ععنها وجود التسويف امعنك فيفوتك ثوابها .
والثانية :أنه وسع عليك الوقت رأفة بك ولم يضيقه عليك كي تبقى حصة الرختيار فتأتي بالطاعة في حال سكون وتمهل في أول الوقت أو
في وسطه أو في آرخره
فقم بشكر امولك على اما أولك
) ( 195علم قلة نهوض العباد إلى امعااملته فأوجب عليهم وجود طاعته فساقهم إليه بسلسل اليجاب " عجب ربك امن قوم يساقون إلى
الجعنة بالسلسل "
أي علم ال سبحانه وتعالى قلة نهوض عاامة عباده إلى امعااملته امن إقاامة العبودية طوع ًا امعنهم فأوجب عليهم وجود طاعته كره ًا لجل اما
رخوفهم به أن لم يفعلوا فساقهم إليه بسلسل اليجاب و التخويف و استدرجهم بذلك إلى اما فيه نعيمهم و رفعهم إلى المقام المعنيف كما يفعل
ولي الصبي ععند إراد ة تأديبه فإنه ل يتركه إلى طبيعته و أهوائه تجري به بل يلزامه أامور ًا يشق عاليه فعلها فإذا بلغ امبلغ الرجال تبين له
نفعها .فيكونون كأسار ى الكفار الذين يراد بهم الدرخول في السلم و هم يكرهون ذلك امع أنه اموصل إلى الجعنة دار السلم كما أشار إلى
ل امن أقوام يقادون إلى الجعنة بالسلسل " .و هذا الحديث في أسار ى بدر ذلك بالحديث الشريف الذي رواه بالمععنى و لفظه " :عجب ا لَّ
الذين أسروا ثم أسلموا
و المراد امن قوله ) :عجب ربك . .الخ ( إظهار غرابة ذلك الامر لخلقه
ص 135
ل تعالى .واعلم أن الخاصة ل يحتاجون إلى اليجاب و فيتعجبون امعنه لن العجب الذي هو استعظام أامر رخفي سببه امستحيل على ا لَّ
التخويف و التحذير لتعنوير بصائرهم و حبهم لطاعة اللطيف الخبير فلم يقتصروا على اما اقتصر عليه العاامة امن الواجبات بل أضافوا إليها
ل لم ل عليه و سلم " :نعم العبد صهيب لو لم يخف ا لَّ نوافل الخيرات وصارت أعمالهم كلها قربات .و إلى ذلك الشار ة بقوله صلى ا لَّ
يعصه "
) ( 196أوجب عليك وجود رخدامته و اما أوجب عليك إل درخول جعنته
أي أوجب الحق تعالى عليك في الظاهر وجود رخدامته و في الحقيقة و نفس الامر اما أوجب عليك إل درخول جعنته فإنه سبحانه جعل
العمال سبب ًا لدرخول الجعنة
ل تعالى غعني عن رخلقه ل تعنفعه طاعتهم و ل تضره امعصيتهم بل التكاليف كلها ترجع و المقصود بهذه الحكمة و اما قبلها العلم بأن ا لَّ
ل هو الغعني الحميد إلى اما فيه امعنفعتهم و ا لَّ
ي ٍء ُامأ ْق مَتِد ًرا {ش أ ْ
ع مَلى ُكلبِّ مَ
ل مَ
ن ا ُلَّ
ل امن شهوته و أن يخرجه امن وجود غفلته فقد استعجز القدر ة اللهية } مَو مَكا مَ ) ( 197امن استغرب أن يعنقذه ا لَّ
45الكهف
ل امن شهوته التي أسرته و أن يخرجه امن أي امن استغرب أن يخلصه ا لَّ
امعرفة العنعم بفقدانها . .ص 136
ل تعالى امتصف بالقتدار على كل شيء اممكن و امعنه وجود غفلته التي استهوته فقد استعجز :أي نسب القدر ة اللهية إلى العجز و ا لَّ
ي ٍء ُامأ ْق مَتِد ًرا { 45الكهف .فعلى العبد المسيء أن
ش أ ْ
ل مَ
ع مَلى ُك بِّ
ل مَ
ن ا ُلَّ
النقاذ امن الشهوات و الرخراج امن الغفلت كما قال سبحانه } :مَو مَكا مَ
ل تعالى إذا أقبل على أهل الخطيئات بدل يلزم باب اموله بالذلة و الفتقار فإنه يسهل عليه اما استصعبه و يرفعه إلى امعناهزل البرار فإن ا لَّ
سيآتهم حسعنات
) ( 198ربما وردت الظلم عليك ليعرفك قدر اما امن به عليك
أي و ربما وردت عليك الشهوات و الغفلت الشبيهة بالظلم بفتح اللم جمع ظلمة ليعرفك سبحانه قدر اما امن به عليك امن أنوار التجلي في
حضر ة القرب فيزداد شكرك ععند الرجوع لتلك الحالة التي أبعدتها الشهوات و تحرص على القيام بحق العنعمة في جميع الوقات
فما امعنهما إل له فيه نعمة عليك له في امثلها يجب الشكر
و قد علل ذلك بقوله :
) ( 199امن لم يعرف قدر العنعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها
ل بها عليه بوجدانها ععنده لغلبة الغفلة عليه عرفها بوجود فقدانها فإنه ل يعرف قدر نعمة يععني :أن امن لم يعرف قدر العنعم التي أنعم ا لَّ
البصر إل امن وصل العمى إليه و بضدها تتبين الشياء
) ( 200ل تدهشك واردات العنعم عن القيام بحقوق شكرك فإن ذلك امما يحط امن وجود قدرك
أي ل تدهشك العنعم المترادفة عليك عن القيام بحقوق شكرك لمولك
ل قدرك حيث جعل القليل امعنك كثير ًا و ادرخر أن تر ى عجز نفسك عن توفية ذلك فتترك الشكر فإن ذلك يحط امن وجود قدرك و قد رفع ا لَّ
ش ُر مَأأ ْام مَثاِل مَها { ) ( 160النعام فل تبخس نفسك حقها و ل تحطها عن قدرها ع أ ْ
س مَعنِة مَف مَل ُه مَ
ح مَ
جا مَء ِباأ ْل مَ
ن مَ
لك عليه جزا ًء كبير ًا .قال تعالى } :مَام أ ْ
فإن ترك الشكر بسبب كثر ة العنعم جهل بحق المعنعم المفضال كما أن ترك الشكر على العنعمة لستقللها اموجب لغضب الكبير المتعال
) ( 201تمكن حلو ة الهو ى امن القلب هو الداء العضال
يععني :أن تمكن حلو ة اما تهواه العنفس امن الشهوات الدنيوية امن القلب هو الداء العضال الذي يتعذر برؤه فإن القلب امحل اليمان و
ل كتمكن الهو ى فل يفيد فيه إل وارد إلهي كما أشار إلى ذلك بقوله : المعرفة و اليقين و هذه هي الدوية لامراضه اما لم يكن الداء امعض ً
) ( 202ل يخرج الشهو ة امن القلب إل رخوف امزعج أو شوق امقلق
ل امزعج يرد على القلب امن شهود صفات الجلل وامعنشؤه العنظر أي ل يكون سبب ًا في إرخراج الشهو ة المتمكعنة امن القلب إل رخوف امن ا لَّ
ل امقلق يرد على القلب امن شهود صفات الجمال و امعنشؤه في اليات المحتوية على اما أعد للعصا ة امن العذاب الليم .أو شوق إلى ا لَّ
العنظر في اليات المحتوية على اما أعد للطائعين امن العنعيم المقيم
) ( 203كما ل يحب العمل المشترك كذلك ل يحب القلب المشترك .العمل المشترك ل يقبله والقلب المشترك ل يقبل عليه
يععني :أنه سبحانه كما ل يحب العمل المشوب بالرياء و املحظة الخلق كذلك ل يحب القلب الذي فيه امحبة غيره .و لما كانت المحبة
بمععنى اميل
ص 138
ل تعالى بين المراد امعنها بقوله :العمل المشترك ل يقبله أي ل يثيب عليه لفقد الرخلص امعنه و القلب المشترك ل القلب امستحيلة على ا لَّ
يقبل عليه أي ل يرضى عن صاحب لعدم صدقه في امحبته
) ( 204أنوار أذن لها في الوصول و أنوار أذن لها في الدرخول
يععني :أن النوار الوارد ة على القلوب امن رخزائن الغيوب و هي السرار اللهية والمعارف الربانية تعنقسم إلى قسمين :أنوار أذن لها في
الوصول إلى ظاهر القلب فقط فيشاهد امعها نفسه و ربه ودنياه و آرخرته .وأنوا ٍر أذن لها في الدرخول إلى صميم القلب و سويدائه فل يحب
العبد ععند ذلك سو ى اموله و ل يفعل إل اما يحبه سيده ويرضاه
) ( 205ربما وردت عليك النوار فوجدت القلب امحشو ًا بصور الثار فارتحلت امن حيث نزلت
أي ربما وردت عليك أيها المريد النوار اللهية فوجدت قلبك امحشو ًا بصور الثار الكونية :امن أاموال و أولد و غيرهما فارتحلت امن
حيث نزلت لنها امقدسة عن حلولها في القلب المدنس بالغيار .و قد ذكر المصعنف اما هو في امععنى التفريغ فقال :
) ( 206فرغ قلبك امن الغيار يمله بالمعارف و السرار
أي إذا أردت أيها المريد حلول النوار في قلبك و تجلي السرار و المعارف عليه امن ربك ففرغه امن صور الغيار يمله بالمعارف و
السرار
) ( 207ل تستبطئ امعنه العنوال و لكن استبطئ امن نفسك وجود القبال
أي ل تستبطئ أيها المريد امن ربك العطاء فتقول :أردت الفتح فلم يفتح لي و لكن استبطئ امن نفسك وجود القبال عليه بترك اما عداه و
تسليم الامر إليه فإن امن تعلق بالغيار ل يصلح أن يكون امن الرخيار .فاصدق في الراد ة تعنل امعنه الحسعنى وهزياد ة
) ( 208حقوق في الوقات يمكن قضاؤها و حقوق الوقات ل يمكن قضاؤها إذ اما امن وقت يرد إل و ل فيه حق جديد وأامر أكيد فكيف
تقضي فيه حق غيره ؟ و أنت لم تقض حق ال فيه
يععني :أن ال تعالى جعل عليك أيها المريد حقوق ًا في الوقات و حقوق ًا للوقات فالحقوق التي في الوقات المعيعنة لها كالصل ة و الصوم
يمكن قضاؤها في وقت آرخر لمن فاتته .و أاما حقوق الوقات وهي المعااملت الباطعنية التي تقتضيها أحوال العبد التي يكون عليها امن
نعمة و بلية و طاعة و امعصية فل يمكن قضاؤها لكون الوقت ل يخلو امن حال امعنها فوقت كل عبد اما هو عليه امن تلك الحوال
قال سيدي أبو العباس المرسي :أوقات العبد أربعة ل رخاامس لها العنعمة و البلية والطاعة و المعصية و ل عليك في كل وقت امعنها سهم
امن العبودية يقتضيه الحق امعنك بحكم الربوبية .فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المعنة امن ال عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها و امن
كان وقته للمعصية فمقتضى الحق امعنه وجود الستغفار و العندم وامن كان وقته العنعمة فسبيله الشكر وهو فرح القلب بال وامن كان وقته
البلية فسبيله الرضا بالقضاء و الصبر .و في الحديث " :امن أعطي فشكر و ابتلي فصبر و ظلم فغفر و ظلم فاستغفر أولئك لهم الامن و
هم امهتدون " .أي لهم الامن في الرخر ة و هم المهتدون في الدنيا
وامن كلامهم :الفقير ابن وقته أي يتأدب امعه و يعطيه حقه كما يتأدب الولد امه أبيه
فيجب عليك أيها المريد امراقبة الوقات و إعطاء كل ذي حق حقه فإنه ل يقضي امتى فات
) ( 209اما فات امن عمرك ل عوض له و اما حصل لك امعنه ل قيمة له
سا ِ
ن لن مَ
س ِل ِأ ْ
ن مَلأ ْي مَ
أي اما فات امن عمرك أيها المريد ل عود ة له فإذا أرخليته امن العمل الصالح فاتك رخير كثير و إذا تأاملت قوله تعالى } :مَو مَأ أ ْ
س مَعى { ) ( 39العنجم شمرت عن ساعد الجد كل التشمير .و اما حصل لك امعنه ل قيمة له أي ل يقاوم بشيء لعنفاسته كما قال الامام ل مَاما مَ
ِإ لَّ
علي كرم ال وجهه :بقية عمر المرء امالها ثمن يدرك فيها اما فات و يحي اما أامات و أرخذ بعضهم هذا المععنى فقال :
بقية العمر ععندي اما لها ثمن و إن غدا غير امحسوب امن الزامن
يستدرك المرء فيها كل فائتة امن الزامان و يمحو السوء بالحسن
) ( 210اما أحببت شيئ ًا إل كعنت له عبد ًا و هو ل يحب أن تكون لغيره عبد ًا
أي اما أحببت أيها المريد شيئ ًا امن الشياء إل كعنت له عبد ًا أي امعنقاد ًا
كما قال بعضهم :
إذا لعب الرجال بكل شيء رأيت الحب يلعب بالرجال
وهو تعالى ل يحب أن تكون لغيره عبد ًا أي ل يرضى بذلك .و في الحديث " :تعس عبد الديعنار تعس عبد الدرهم و الخميصة و القطيفة
و الزوجة "
ص 141
و قال الجعنيد :إنك لن تكون على الحقيقة له عبد ًا و شيء امما دونه لك امسترق و إنك لن تصل إلى صريح الحرية و عليك امن حقوق
عبوتيك بقية فإن المكاتب عبد اما بقي عليه درهم
والحاصل :أن امحبة الشيء املزامة للعبودية له فاجعل امحبتك لمن تلزامك عبوديته وتعود عليك بغاية العنفع ععنايته و ليس ذلك إل امولك .
فإن أحببت غيره ل امن حيث العنسبة له أغضبته لنه ل يرضى الشركة .و أاما إذا أحببت غيره امن حيث العنسبة له كالنبياء و المرسلين و
العلماء و الصالحين فهو امن باب الحب في ال و هو امحمود بل اشتباه
) ( 211ل تعنفعه طاعتك و ل تضره امعصيتك و إنما أامرك بهذه و نهاك عن هذه لما يعود عليك
يععني :أن الحق سبحانه ل تعنفعه طاعتك أيها المريد فإنه هو الغعني الحميد ول تضره امعصيتك و ل امعصية جميع النام فإنه امعنزه عن أن
يصل إليه امكروه امن رخلقه لعزته التي ل ترام .و إنما أامرك بالطاعة و نهاك عن المعصية لحكمة يرجع نفعها عليك فاشكر هذه العنعمة و
استحضرها على الدوام بين عيعنيك .ثم علل ذلك بقوله :
) ( 212ل يزيد في عزه إقبال امن أقبل عليه و ل يعنقص امن عزه إدبار امن أدبر ععنه
يععني :أنه سبحانه ل يعود عليه نفع امن عبيده و ل يلحقه ضرر امعنهم لكون عزه الذي هو صفة امن صفاته الجاامعة كالكبرياء و العظمة
في غاية الكمال .ل يعتريه نقص امن المعصية و ل هزياد ة امن الطاعة و القبال
س ُدو مَها { ) ( 34العنمل أي :أهزالوا اما تلبس به أهلها امن العنعيم رخ ُلوا مَقأ ْر مَي ًة مَأأ ْف مَ
ك { أي :جعنودهم ِ } .إ مَذا مَد مَ ن اأ ْل ُم ُلو مَ
ولذا استدل بقوله تعالى ِ } :إ لَّ
.وكذلك الواردات اللهية شبيهة بجعنود الملك فتقهر القلب على ترك تعلقه بالشهوات ول تتركه حتى يستقيم .ثم وضح ذلك بقوله :
ق{) ل مَف مَيأ ْد مَام ُغ ُه مَفِإ مَذا ُه مَو مَهزاِه ٌ
طِع مَلى اأ ْل مَبا ِ
ق مَ
ح بِّ
ف ِباأ ْل مَ
ل مَنأ ْقِذ ُ
) ( 217الوارد يأتي امن حضر ة قهار لجل ذلك ل يصادامه شيء إل دامغه } مَب أ ْ
( 18النبياء
يععني أن الوارد اللهي الذي يرد على قلب العبد الذي أراد ال تخليصه امن رق الغيار يأتي امن حضر ة اسمه تعالى قهار -وامععناه الغالب
-لجل ذلك ل يصادامه شيء امن رعونات البشرية إل دامغه أي أصاب داماغه وفي ذلك إتلفه .وهو أيض ًا حق ورد على باطل وقد قال
ق { ) ( 18النبياء أي ذاهب .فإذا وردت الواردات الربانية ذهبت بالطبائع ل مَف مَيأ ْد مَام ُغ ُه مَفِإ مَذا ُه مَو مَهزاِه ٌ
طِ ع مَلى اأ ْل مَبا ِق مَ
ح بِّ
ف ِباأ ْل مَ
ل مَنأ ْقِذ ُ
تعالى } :مَب أ ْ
العادية فيصير البخيل كريم ًا والجبان شجاع ًا والحريص هزاهد ًا والكسلن امجتهد ًا والغافل امتيقظ ًا والمتسخط راضي ًا والمعتمد على السباب
ل والمصر على المعاصي امستغفر ًا إلى غير ذلك امن تبديل الخصلة السيئة بالحسعنة حتى ل تصدر امن المريد إل الامور المستحسعنة امتوك ً
وقد علمت أن هذا إنما يكون لمن أراد ال استخلصه امن الغيار فل يعنافي قوله فيما تقدم ) :ربما وردت عليك النوار فوجدت القلب
امحشو ًا بصور الثار فارتحلت امن حيث نزلت (
أسأل ال تعالى أن يمن عليعنا بجميل الهبات ويصلح فساد قلوبعنا بجعنود الواردات
في أن المراد امن السحابة المطر وكذلك الوارد ثمرته . .ص 145
) ( 218كيف يحتجب الحق بشيء ؟ والذي يحتجب به هو فيه ظاهر واموجود حاضر
هذا كقوله فيما تقدم ) كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر في كل شيء ( يععني :أنه سبحانه في كل شيء ظاهر لن به تعالى قام
كل شيء فأهل البصائر يشاهدون أنه في كل اموجود حاضر فكيف يكون اما هو ظاهر فيه حجاب ًا له حتى يستدل به عليه ؟ واما ذاك إل امن
عمى البصير ة وعدم الوصول بأنوار امعرفته إليه
) ( 219ل تيأس امن قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور فربما قبل امن العمل اما لم تدرك ثمرته عاج ً
ل
أي :إذا لم تجد العلامة على قبول العمل -التي هي حضور قلبك فيه امع ال تعالى بأن تلحظ أنك حاضر بين يديه -فل تيأس امن قبوله
ل .وإنما الشرط في القبول والرخلص أي : فإنها علامة غير امطرد ة لنه ربما قبل امن العمل اما لم تدرك ثمرته أي علامة قبوله عاج ً
قصد وجه ال بالعمل
وأاما الحضور بالقلب واستلذاذه بالطاعة ووجدان حلوتهما فهي علامات ل شروط
) ( 220ل تزكين وارد ًا ل تعلم ثمرته فليس المراد امن السحابة الامطار وإنما المراد امعنها وجود الثمار
هذا رجوع امعنه للكلم على الوارد يععني :إذا ورد عليك -أيها المريد -وارد فل تزكيعنه أي :ل تمدحعنه ول تفرح به حتى تعرف ثمرته
وتتحقق بها وهي تأثر القلب به وتبدل صفاته المذاموامة بصفات امحمود ة فتعنشط الجوارح للعمال وتقوم بخدامة ذي العز ة والجلل .فليس
المراد امن السحابة الامطار بل اما يعنشأ عن المطر امن وجود الثمار .فكذلك الوارد إذا لم تحصل ثمرته تكون
ص 146
تزكيته نوع ًا امن الغترار لنه حيعنئذ يكون امدحه لحظ العنفس فيه امن العلم الذي لم يحصل به للقلب استبصار
) ( 221ل تطلبن بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها وأودعت أسرارها .فلك في ال غعنى عن كل شيء وليس يغعنيك ععنه شيء
أي ل تطلبن بقاء التجليات والحوال التي وردت على قلبك بعد أن بسطت عليه أنوارها فتكيف ظاهرك وباطعنك بكيفيات العبودية وأودعته
أسرارها استغعناء ععنها بالملك المعبود
كما قال بعض أهل الشهود :
لكل شيء إذا فارقته عوض وليس ل أن فارقت امن عوض
فإن الركون إلى الوارد قادح في إرخلص التوحيد لنه امن الغيار الشااملة للنوار والمقاامات والحوال .فكن عبد ًا للعزيز الحميد فإنه إنما
أدرخلك في
ص 147
الحال لتأرخذ امعنها ل لتأرخذ امعنك لنه وجهها إليك باسمة باسمه المبدئ فأبداها حتى إذا أدت اما كان لك فيها أعادها باسمه المعيد وتوفاها .ثم
علل ذلك بقوله :
) ( 222تطلعك إلى بقاء غيره دليل على عدم وجدانك له واستيحاشك لفقدان اما سواه
دليل على عدم وصلتك به
يععني :أن تطلعك وتشوفك إلى بقاء غيره تعالى امن الواردات المذكور ة وغيرها امن المقاامات والحوال والعنعم الظاهرية والباطعنية دليل
على عدم وجدانك له تعالى إذ لو وجدته في قلبك لم تطلب بقاء غيره ولو وصلت إليه لم تستوحش ععند فقد شيء سواه فإنه غاية المطالب
وامعنتهى الامال والمآرب .كما قال بعض العارفين :
كانت لقلبي أهواء امفرقة فاستجمعت إذ رأتك العين أهوائي
فصار يحسدني امن كعنت أحسده وصرت امولى الور ى امذ صرت امولي
ل بذكرك يا ديعني ودنياي تركت للعناس دنياهم وديعنهم شغ ً
) ( 223العنعيم وإن تعنوعت امظاهره إنما هو بشهوده واقترابه والعذاب وإن تعنوعت امظاهره إنما هو بوجود حجابه فسبب العذاب وجود
الحجاب وإتمام العنعيم بالعنظر إلى وجهه الكريم
يععني أن العنعيم وإن تعنوعت امظاهره التي يظهر فيها امن المطاعم والملبس ونحوها في هذه الدار وفي تلك الدار إنما هو بشهوده تعالى
بالبصير ة في الدنيا والبصر في الرخر ة واقترابه سبحانه امن العبد قرب ًا امععنوي ًا .وأاما إذا لم يكن شهود واقتراب كان ذلك العنعيم في الحقيقة
عين العذاب فإن العذاب وإن تعنوعت امظاهره التي يظهر فيها امن أنواع العقوبات :كحميم وهزقوم وسلسل وأغلل إنما هو بسبب احتجاب
العبد عن ذي العز ة والجلل وأاما ععند امشاهدته فليس ذلك بعذاب .وقد وضح ذلك بقوله :فسبب العذاب وجود الحجاب أي ل تلك
ن مَربِّبِهأ ْم مَيأ ْو مَامِئ ٍذ
ع أ ْ
ل ِإلَّن ُهأ ْم مَ
المظاهر لذاتها ولذلك لم تكن العنار عذاب ًا على الملئكة الموكلين بها .ويلوح لهذا المععنى قوله تعالى } :مَك لَّ
حيِم { ) ( 16 ) ( 15المطففين جِصا ُلوا اأ ْل مَ
ن ُثلَّم ِإلَّن ُهأ ْم مَل مَ
جو ُبو مَ
ح ُ
مَل مَم أ ْ
في أن اما تجده القلوب امن الحزان امن نتائج رؤية العنفس . .ص 148
حيِم { .ثم قال :وإتمام العنعيم بالعنظر إلى وجهه الكريم أي ل بتلك المظاهر لذاتها
جِ
اأ ْل مَ
فهجره أعظم امن ناره ووصله أطيب امن جعنته
أسأل ال جميل الوصال
) ( 224اما تجده القلوب امن الهموم والحزان فلجل اما امعنعت امن وجود العيان
يععني أن الذي تجده القلوب امن الهموم المتعلقة بالمستقبل والحزان المتعلقة بالماضي إنما يكون لجل اما امعنعته امن وجود العيان -بكسر
العين المهملة -أي امعايعنة الحق جل شأنه بعين البصير ة وذلك امن نتائج رؤية العنفس وبقاء حظها .فلو غاب شخص عن رؤية نفسه
ل مَام مَع مَعنا { ) ( 40التوبة .فمن
ن أن ا مَلَّ
ح مَز أ ْ
ل مَت أ ْ
بمعايعنة سيده كان دائم الفرح كما أرخبر ال عن سيد البرار حين قال لصاحبه في الغار } :مَ
استعنار قلبه بعنور المعرفة هزال همه وتباعد ععنه غمه .لكن امن لم يصل إلى هذا المقام يكون همه امصفي ًا لقلبه واموجب ًا لتطهيره امن الذنوب
والثام .فإن الهموم في الامور الدنيوية -كطلب المعيشة -كفارات وفي الامور الرخروية رفع الدرجات
) ( 225امن تمام العنعمة عليك أن يرهزقك اما يكفيك ويمعنعك اما يطغيك
يععني أن امن تمام نعمة ال عليك -أيها المريد -أن يرهزقك اما يكفيك امن غير هزياد ة ول نقصان فإن في الزياد ة عن الكفاية الطغيان .قال
س مَتأ ْغ مَعنى { ) ( 7 ) ( 6العلق .وفي العنقصان عن الكفاية الشتغال عن
ط مَغى أن مَرآ ُه ا أ ْ
ن مَل مَي أ ْ
سا مَ
لن مَ
ل أن ا ِأ ْ
تعالى } :مَك لَّ
ص 149
طاعة ال تعالى والتعرض للسؤال .وقد قالوا :إذا كان العبد في كفاية ثم امال إلى الدنيا سلبه ال حلو ة الزهد .ثم ذكر فائد ة تترتب على
الرضا بالكفاف فقال :
) ( 226ليقل اما تفرح به يقل اما تحزن عليه
ل فقليل وإن كثير ًا
أي ليقل الشيء الذي تفرح به امن المال والجاه ليقل حزنك عليه ععند فقده .فإن المفروح به هو المحزون عليه إن قلي ً
فكثير .كما قيل في ذلك :
على قدر اما أولعت بالشيء حزنه ويصعب نزع السهم امهما تمكعنا
ودرء امفسد ة وجود الحزن امقدم على جلب امصلحة الفرح الذي ل يدوم .كما قيل
وامن سره أن ل ير ى اما يسوؤه فل يتخذ شيئ ًا يخاف له فقدا
فإن صلح المرء يرجع كله فساد ًا إذا النسان جاهز به الحدا
ثم ذكر اما هو امن أفراد ذلك بقوله :
) ( 227أن أردت أن ل تعزل فل تتول ولية ل تدوم لك
يععني أن أردت أن ل تعزل فتحزن بسبب العزل عن الولية فل تتول ولية ل تدوم لك .فإنها نعمت المرضعة وبئست الفاطمة
امبتدأ حلو لمن ذاقه ولكن انظر رخبر المبتدأ
كما أشار إلى ذلك بقوله :
) ( 228أن رغبتك البدايات هزهدتك العنهايات .أن دعاك إليها ظاهر نهاك ععنها باطن
يععني إذا رغبتك -أيها المغتر -بدايات الامور الدنيوية كالولية لرونقها الظاهر هزهدتك نهايتها امن العزل ععنها ولو بالموت ونهاك ععنها
باطعنها امن كونها شاغلة عن طاعة عالم السرائر .فالامور الدنيوية في الظاهر تسر وفي الباطن
في أن امن استحكم في قلبه حب الدنيا ل يقبل نصح العناصحين . .ص 150
تضر .فمتى رغبتك البدايات بتسهيل اما تريد هزهدتك العنهايات بالوقوع فيما ل تريد .فالعاقل امن هزهد في الدنيا .وتأامل قول العزيز
ي مَدا ُر اأ ْل مَق مَراِر { ) ( 39غافر
رخ مَر مَ ة ِه مَ
لِ ن ا أ ْع مَوِإ لَّ ح مَيا ُ ة الهُّدأ ْن مَيا مَام مَتا ٌ
القهار ِ } :إلَّن مَما مَهِذِه اأ ْل مَ
ل للغيار وامعدن ًا للكدار تزهيد ًا لك فيها ) ( 229إنما جعلها امح ً
ل للغيار كالامراض والمحن وامعدن للكدار التي تكدر النسان -فهو بمععنى اما قبله -ليزهدك فيها يععني أنه سبحانه إنما جعل الدنيا امح ً
فورود الكدار امن جملة العنعيم عليك لكونها تزهدك في الدنيا قبل أن يصل ضررها إليك
) ( 230علم أنك ل تقبل العنصح المجرد فذوقك امن ذواقها اما يسهل عليك وجود فراقها
يععني أن ال سبحانه علم امعنك -يا امن استحكم فيك حب الدنيا الفانية -أنك ل تقبل نصح العناصحين لك المجرد عن البليا والامراض
فذوقك امن ذواقها أي امما شأنه أن يذاق فيها امن تلك المحن اما يسهل عليك فراقها فإن العبد إذا نزل به شيء امن ذلك يتمعنى الموت
وامفارقة الدنيا .فعد ذلك عليك امن أعظم المعنن وإن ظهر لك في صور ة البليا والمحن .وأاما لم يستحكم في قلبه حب الدنيا فإن امجرد
العنصح يكفيه .كما قال بعضهم :
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الملامة
ول در القائل :
إن ل عباد ًا فطعنا طلقوا الدنيا ورخافوا الفتعنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطعنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح العمال فيها سفعنا
) ( 236إذا علمت أن الشيطان ل يغفل ععنك فل تغفل أنت عمن ناصيتك بيده
يععني إذا تيقعنت -أيها المريد -بالدلة القطعية أن الشيطان ل يغفل عن إغوائك وامحاربتك امن كل جهة كما قص ال تعالى ذلك بقوله } ُثلَّم
ش مَماِئِلِهأ ْم { ) ( 17العراف .قال ابن عباس :امن بين أيدهم أشككهم في آرخرتهم ن مَ ع أ ْ ن مَأأ ْي مَماِنِهأ ْم مَو مَ ع أ ْ
رخأ ْلِفِهأ ْم مَو مَ
ن مَ ن مَأأ ْيِديِهأ ْم مَوِام أ ْ
ن مَبأ ْي ِ
لِت مَيلَّعن ُهأ ْم امِ أ ْ
مَ
وامن رخلفهم أرغبهم في دنياهم وعن أيمانهم أشبه عليهم أامر ديعنهم وعن شمائلهم أهزين لهم المعاصي وأحقق لهم الباطل .فل تغفل أنت عن
امولك الذي ناصيته بيدك أي قدرته
ص 157
ن ا ِلَّ
ل ق ِام أ ْ ص مَد ُ
ن مَأ أ ْ
وذلك بتحقيق عبوديتك له وتوكلك عليه واعتصاامك به والتجائك إليه .فإن ال تعالى يكفيك شره .كما قال سبحانه } :مَو مَام أ ْ
ل { ) ( 65ا لسراء ك مَوِكي ً ن مَو مَك مَفى ِب مَربِّب مَ طا ٌ سأ ْل مَ
ع مَلأ ْيِهأ ْم ُ ك مَ س مَل مَ
ع مَباِدي مَلأ ْي مَ ن ِ حِدي ًثا { ) ( 87العنساء } ِإ لَّ مَ
قال بعض العارفين :الشيطان امعنديل هذه الدار يععني يمسح به أقذار العنسب وهي نسبة الشرور وأنواع المعاصي والفساد إليه أدب ًا امع ال
ن{ طا ِ شأ ْي مَ
ل ال لَّن ع مَ مَم ِ ن أن مَأأ ْذ ُك مَر ُه { ) ( 63الكهف .وقال تعالى } :مَه مَذا ِام أ ْ طا ُ
شأ ْي مَ
ل ال لَّ ساِني ُه ِإ لَّ تعالى .وهذا سر إيجاده كما قال تعالى } :مَو مَاما مَأأ ْن مَ
ل وقو ة يضر بها أو يعنفع فل آه ) ( 15القصص .وأاما أن له حو ً
وفي الحديث " :أن إبليس قال :وعزتك وجللك ل أبرح أغوي بعني آدم اما داامت الرواح فيهم فقال ال عز وجل :وعزتي وجللي ل
أبرح أغفر لهم اما استغفروني "
وقال ذو العنون المصري :أن كان هو يراك امن حيث ل تراه فإن ال يراه امن حيث ل ير ى ال فاستعن بال عليه
ص 158
) ( 237جعله لك عدو ًا ليحوشك به إليه وحرك عليك العنفس ليدوم إقبالك عليه
ع ُداًّوا { ) ( 6فاطر .ليحوشك أي ليردك به إليه سبحانه خ ُذو ُه مَ
ع ُد ٌّو مَفالَّت ِن مَل ُكأ ْم مَ طا مَ
شأ ْي مَ
ن ال لَّ أي جعل ال لك الشيطان عدو ًا كما قال تعالى ِ } :إ لَّ
فإنك إذا عرفت أنك ل تطيق رد غوايته لك بعنفسك اضطررت إلى الستعانة عليه بربك فكان تسليطه في الحقيقة امن ال عليك نعمة .
فاشكر امولك الحكيم عليها وتأامل بفكرك هذه الحكمة وكذلك حرك عليك العنفس بطلب امتابعة الشهو ة والهو ى ليدوم إقبالك عليه تعالى فإنك
ل تقدر على امجاهدتها وقمع شهواتها إل بمعونة امولك فإذا أرجعك بها إليه فقد بلغك امعناك
وكأن المصعنف رضي ال ععنه يشير إلى العداء الربعة المجموعة في قول بعضهم :
وإنما يشاهد الفعال امن ال تعالى فإذا صلى أو صام أو فعل شيئ ًا امن الطاعات شغله الثعناء على ال الذي أوجد ذلك فيه ووفقه له عن أن
يكون لعنفسه شاكر ًا لعدم رؤيته لعنفسه .كما تشغله حقوق ال -أي امراعاتها -بأن يعبده لذاته عن أن يكون لحظوظه امن طمع في جعنة أو
رخوف امن نار ذاكر ًا .كما وضح ذلك بقوله :
) ( 243ليس المحب الذي يرجو امن امحبوبه عوض ًا أو يطلب امعنه غرض ًا .فإن المحب امن يبذل لك ليس المحب امن تبذل له
يععني ليس المحب الحقيقي هو الذي يرجو امن امحبوبه عوض ًا على أعماله كدرخول الجعنة أو العنجا ة امن العنار أو يطلب امعنه غرض ًا امن
الغراض الدنيوية أو الرخروية .فإن المحب الحقيقي امن يبذل لك -بفتح التحتية وضم المعجمة بيعنهما اموحد ة -أي يعطيك .كما قال
القائل :
إن المحب إذا أحب حبيبه تلقاه يبذل فيه اما ل يبذل
ولبن الفارض :
اما لي سو ى روحي وباذل نفسه في حب امن يهواه ليس بمسرف
فلئن رضيت بها لقد أسعفتعني يا رخيبة المسعى إذا لم تسعف
وقال أبو عبد ال القرشي :حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببته حتى ل يبقى لك امعنك شيء .واما ألطف قول بعضهم :
أكفك كل هم اما كعنت بك فأنت في امحل البعد واما كعنت بي فأنت في امحل القرب فارختر لعنفسك
) ( 248أنت امع الكوان اما لم تشهد المكون فإذا شهدته كانت الكوان امعك
يععني أنك تكون امع الكوان وعبد ًا لها اما لم تشهد المكون سبحانه فيها وقائم ًا عليها وامدبر ًا لها فإذا شهدته وعرفته حق امعرفته كانت
الكوان امعك وامسخر ة لك وامتبركة بك حتى الحيوانات والجمادات .وهذا حال علي الهمة والراد ة كما قال الشبلي :ليس يخطر الكون
ت على إبراهيم بن ببال امن عرف المكون .وقال بعضهم أنا أدرخل السوق والشياء تشتاق إلي وأنا عن جميعها حر وقال بعضهم :أشرف ُ
أدهم وهو في بستان يحفظه وقد أرخذه العنوم وإذا حية في فيها طاقة نرجس تروحه بها .وقال بعضهم كعنت امع إبراهيم الخواص فإذا
عقرب تسعى على فخده فقمت لقتلها فمعنععني وقال :دعها كل شيء امفتقر إليعنا ولسعنا امفتقرين إلى شيء
وكان بعض الولياء يقول للسماء :أامطري .فتمطر
وكان بعضهم يتعبد في الجبل فإذا أراد الذهاب إلى بيته يأتي إليه السبع رخاضع ًا فيركبه
ص 167
) ( 249ل يلزم امن ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية إنما امثل الخصوصية كإشراق شمس العنهار ظهرت في الفق وليست امعنه .
تار ة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك وتار ة يقبض ذلك ععنك فيردك إلى حدودك .فالعنهار ليس امعنك وإليك ولكعنه وارد عليك
يععني ل يلزم امن ثبوت الخصوصية لحد الخواص بإيصال الوصاف العلية إليه وإظهار العنعوت القدسية عليه فيتصرف في المكونات
وتظهر على يده الكراامات عدم وصف البشرية بالكلية فإن الوصاف البشرية امن العجز والجهل والفقر للعبد امن الامور الذاتية .رخلف ًا
لمن قال :إن الوصول إلى ال ل يكون إل بذم أوصاف البشرية وهزوالها بالكلية والتصاف بصفات الربوبية فإن في ذلك امن قلب الحقائق
ل بقوله :إنما امثل الخصوصية كإشراق شمس العنهار ظهرت في الفق أي اما ل يخفى على امن له أدنى روية .ولذا ضرب هعنا لذلك امث ً
نواحي السماء وليست امعنه -أي الفق -فالعنور ليس ذاتي ًا له وإنما عرض لهزالة الظلمة .فكذلك الوصاف القدسية ليست ذاتية للعبد وإنما
هي عارضة على ظلمة أوصاف بشريته الذاتية لنه تار ة تشرق أوصافه تعالى التي هي
كالشموس على وجودك الشبيه بالليل المظلم لما فيه امن الوصاف الدنيئة فتغلب عليها وتظهر رخصوصيتك فتكون غعني ًا بال بعد أن كعنت
ل إلى غير ذلك فقير ًا وقادر ًا بال بعد أن كعنت عاجز ًا وعالم ًا به بعد أن كعنت جاه ً
وتار ة يقبض ذلك ععنك فيردك إلى حدودك امن الفقر والعجز والجهل فل تظهر رخصوصيتك
فالعنهار الذي هو الخصوصيات التي ظهرت عليك ليس امعنك وإليك -أي ليس امن أوصافك الذاتية -ولكعنه وارد عليك امن إشراق شموس
أوصافه القدسية
ثم اعلم أن القبض المذكور ليس سلب ًا بل هو تعنبيه للقاصرين على أن الامر كله ل ليس لهم امعنه شيء .ولذا تر ى بعض الولياء في بعض
الحيان ععنده قو ة بطش وفي بعضها يكون عاجز ًا
وهذا ل يعارض قوله السابق :ولم تأفل أنوار القلوب والسرائر لن اما تقدم شمس المعارف وهي لم تأفل .واما هعنا ظهور الخصوصية
بتبديل صفات البشرية امن الفقر واما امعه فإنها تار ة تتبدل وتار ة ل ليعطي الكاامل في العبودية كل وقت حقه
) ( 250دل بوجود آثاره على وجود أسمائه وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه وبثبوت أوصافه على وجود ذاته إذا امحال أن يقوم
الوصف بعنفسه .فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ثم يردهم إلى شهود صفاته ثم يرجعه إلى التعلق بأسمائه ثم يردهم إلى شهود
آثاره .والسالكون على عكس هذا فعنهاية السالكين بداية المجذوبين وبداية السالكين نهاية المجذوبين .لكن ل بمععنى واحد فربما التقيا في
الطريق هذا في ترقيه وهذا في تدليه
ص 169
يععني أنه سبحانه دل بوجود آثاره -أي امصعنوعاته -على وجود أسمائه إذ ل يصدر هذا الصعنع القويم إل امن قادر امريد عليم .وبوجود
أسمائه على ثبوت أوصافه امن القدر ة والراد ة والعلم وبثبوت أوصافه على وجود ذاته .وعلل ذلك بقوله :إذ امحال أن يقوم الوصف
بعنفسه لن المععنى ل يقوم بالمععنى
ثم إن عباد ال المختصين بالقرب امعنه والوصول إليه قسمان :أرباب جذب وأرباب سلوك فأرباب الجذب الذين ارختطفتهم يد الععناية يكشف
ل عن كمال ذاته -أي عن ذاته الكااملة -بأن يزيد في قو ة امعرفتهم حتى يروا ذاته المقدسة بعين بصيرتهم ثم يردهم إلى شهود لهم أو ً
صفاته فيشاهدون بعنور المعرفة ارتباطها بالذات ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه بأن يشاهدوا بالذوق تعلقها بالثار ثم يردهم إلى شهود
آثاره -أي صدورها عن السماء -وهؤلء هم الذين يستدلون بالمؤثر على الثر ويقولون اما رأيعنا شيئ ًا إل ورأيعنا ال قبله
وأاما السالكون فهم على عكس هذا لنهم يستدلون بالثر على المؤثر فأول اما يظهر لهم الثار فيستدلون بها على السماء وبها على
الصفات وبها على كمال الذات وهم الذين يقولون اما رأيعنا شيئ ًا إل ورأيعنا ال بعده .فعنهاية السالكين امن شهود الذات المقدسة بداية
المجذوبين وبداية السالكين امن التعلق بالثار نهاية المجذوبين .لكن ل بمععنى واحد :فإن امراد السالكين شهود الشياء ل وامراد
المجذوبين شهود الشياء بال فالسالكون على تحقيق الفعناء والمحو والمجذوبون امسلوك بهم طريق البقاء والصحو فربما التقيا في الطريق
-أي في امعنزل امن المعناهزل -كشهود الصفات
هذا أي السالك في ترقيه امن الخلق إلى الحق وهذا أي المجذوب في تدليه امن الحق إلى الخلق
) ( 251ل يعلم قدر أنوار القلوب والسرار إل في غيب الملكوت كما ل تظهر أنوار السماء إل في شهاد ة الملك
أي ل يعرف قدر أنوار والسرار التي أشرقت على القلوب امن سماء
ص 170
التوحيد والمعرفة إل في غيب الملكوت -وهو عالم الرخر ة . -فمن كان قوي اليمان كان له هعنالك أعظم امعناهزل الامتعنان وامن كان إيمانه
بالغيب أكمل كان نوره واما يترتب عليه أتم وأشمل .كما أن أنوار السماء -وهي أن أنوار الكواكب -ل تظهر إل في شهاد ة الملك -أي
الملك المشاهد وهو عالم الدنيا -لحصول المعناسبة بين هذه الشياء فإن نور اليمان ليس له أفول فيعناسبه الدار الباقية وأنوار الكواكب تأفل
فيعناسبها الدار الفانية
ل بشائر العااملين بوجود الجزاء عليها آج ً
ل ) ( 252وجدان ثمرات الطاعات عاج ً
يععني أن اما يجده العااملون امن ثمرات الطاعات كزياد ة إشراق أنوار اليقين في قلوبهم والتلذذ بها ععند امعناجا ة ربهم بشائر لهم بقبولها
ووجود الجزاء عليها في الدار الرخر ة وإن لم يقصدوه بطاعتهم فإن الكمل عدم قصد ذلك كما قال المصعنف :
) ( 253كيف تطلب العوض على عمل هو امتصدق به عليك ؟ أم كيف تطلب الجزاء على صدق هو امهديه إليك ؟
ن { ) ( 96الصافات امما يتعجب امعنه رخ مَل مَق ُكأ ْم مَو مَاما مَتأ ْع مَم ُلو مَ
ل مَ
يععني أن طلبك العوض على عمل هو في الحقيقة له تعالى لقوله سبحانه } :مَوا ُلَّ
لنه سبحانه امتصدق به عليك
) ( 259رب عمر اتسعت آاماده وقلت أامداده .ورب عمر قليلة آاماده كثير ة أامداده
أي رب عمر لشخص اتسعت آاماده -بالمد جمع أامد كسبب وأسباب -أي اتسع هزامعنه حتى طال وقلت أامداده -بفتح الهمز جمع امدد -أي
فوائده بأن كان الشخص امن الغافلين
ورب عمر لشخص آرخر قليلة آاماده كثير ة أامداده بأن كان امن الذاكرين .كما وضح ذلك بقوله :
) ( 260امن بورك له في عمره أدرك في يسير امن الزامن امن امعنن ال تعالى اما ل يدرخل تحت دوائر العبار ة ول تلحقه الشار ة
يععني أن امن بورك له في عمره بأن رهزق امن الفطعنة واليقظة اما يحمله على اغتعنام الوقات وانتهاهز فرصة الامكان رخشية الفوات فبادر
إلى العمال القلبية والبدنية واستفرغ في ذلك امجهوده بالكلية أدرك في يسير امن الزامن امن المعنن اللهية والمعارف الربانية اما ل يدرخل
تحت دوائر العبار ة لقصورها عن الحاطة به ول تلحقه الشار ة إليه لعلوه في امقاامه وامعنصبه فيرتفع له في كل ليلة امن لياليه امن العمال
الصالحة اما ل يرتفع لغيره في ألف شهر فتكون لياليه كلها بمعنزلة ليلة القدر .كما قال أبو العباس المرسي :أوقاتعنا والحمد ل كلها ليلة
ص 175
القدر .فالعبر ة بالبركة بالعمر ل بطوله .وعلى هذا يحمل حديث " :البر يزيد في العمر " فإن المراد البركة فيه بحيث يفعل فيه امن
الخيرات اما ل يفعله غيره في الهزامعنة الطويلة الخالية امن البركات
) ( 261الخذلن كل الخذلن أن تتفرغ امن الشواغل ثم ل تتوجه إليه وتقل عوائقك ثم ل ترحل إليه
يععني أن الخذلن التام المؤكد أن تتفرغ امن الشواغل بأن كان ععندك اما يكفيك امن الدنيا الدنية ثم ل تتوجه إليه بالشتغال بما يقربك إلى
حضرته القدسية
وتقل عوائقك التي تعنقلك عن القبال عليه ثم ل ترحل بكاامل توجهاتك إليه
قال الامام القشيري :فراغ القلب امن الشغال نعمة عظيمة فإذا كفر عبد هذه العنعمة بأن فتح على نفسه باب الهو ى وانجر في قياد
الشهوات شوش ال عليه نعمة قلبه وسلبه اما كان يجد امن صفاء لبه
ص 176
) ( 262الفكر ة سير القلب في اميادين الغيار
يععني أن الفكر ة المأامورين بها إنما هي سير القب -أي جولنه -في امشاهد ة الغيار -أي المخلوقات الشبيهة بالميادين في التساع -قال
ض { ) ( 101يونس .ونحو ذلك امن اليات الدالة على التفكر والعنظر في عجائب لأ ْر ِ
ت مَوا مَأ ْ
س مَما مَوا ِ
ظ ُروا مَاما مَذا ِفي ال لَّ
ل اأ ْن ُ
تعالى ُ } :ق أ ْ
المخلوقات .وأاما التفكر في ذات ال فإنه امعنهي ععنه لنه ل تحيط به الفكر ة
فإذا تفكر العبد في وجود المخلوقات هداه ذلك إلى وجود اموجدهم وهذا تفكر العاامة .وإذا تفكر في الدنيا وقلة وفائها للطالبين اهزداد تباعد ًا
ععنها وهذا تفكر الزاهدين .وإذا تفكر في الحسعنات واما يترتب عليها فعلها واهزداد رغبة فيها أو في السيآت وهو اما يترتب عليها تركها
ظاهرها ورخافيها وهذا تفكر العابدين التجار .وإذا تفكر في توارد العنعم اهزداد امحبة في المعنعم بها وهذا تفكر العارفين الحرار
المراسلت
) ( 1فمما كتبه رضي ال ععنه لبعض إرخوانه وأجاد ووفى فيه امن بيان حال السالك وآداب السلوك بالمراد قوله :
) أاما بعد فإن البدايات ( أي بدايات السلوك ) امجلت العنهايات ( -بفتح الميم والجيم وتشديد اللم جمع امجلة -كذلك أي امحل التجلي
والظهور كالمرآ ة والمجالي والمظاهر التي تعنجلي فيها الامور فيعنجلي أامر نهاية السالك في ابتداء سلوكه وقد بين ذلك بقوله ) :وإن امن
كانت بال بدايته كانت إليه نهايته ( .فمن كان في بدايته امعنقطع ًا عن الغيار امتوجه ًا بكليته إلى رخدامة العزيز الغفار انتهى إلى أامر عظيم
وفتح جسيم وامن كان ضعيف البداية فهو ضعيف العنهاية
) والمش مَت مَغل به أيها المريد الصادق هو الذي أحببته وسارعت إليه (
امن العمال الصالحة التي تقربك إلى امولك وتوصلك إلى حظير ة القدس التي تبلغ فيها امعناك .فكن قرير العين بما سارعت إليه ول
تحتقر اما اشتغلت به امن الطاعات فإنه هو الذي يقربك لديه
) والمشتغل ععنه هو المؤثر عليه (
أي أن الامر الذي يعنبغي أن تشتغل ععنه ول تلتفت إليه هو المؤثر -بفتح المثلثة -أي المقدم غيره عليه فإذا اشتغلت عن حظوظك الدنيوية
ولم تحتفل بها بالكلية فقد آثرت أي قدامت رخدامة ربك عليها فطب نفس ًا بما وفقت له امعنها فالمقصود امن هذا الكلم تهييج السالك وإنهاض
همته بمدح اما أقبل
تسلية المريد عما يفوته امن الدنيا . .ص 180
عليه وذم اما أعرض ععنه ليحسن ععنده عدم اللتفات إليه .وامن دعاء بعض العارفين لبعض السالكين :عرفك ال قدر اما تطلب حتى
يهون عليك اما تترك ) .وإن امن أيقن أن ال يطلبه ( بالقيام بوظائف العبودية ) صدق الطلب إليه ( أي صدق في الطلب بأن يتوجه إلى اما
طلبه امعنه اموله بصدق العنية ) وامن علم أن الامور بيد ال ( أي قدرته وامعنها سعيه واجتهاده في الطاعة ) انجمع بالتوكل عليه ( أي انجمع
عليه قلبه بالتوكل عليه سبحانه في تيسير أاموره فقوله ) عليه ( تعناهزع فيه كل امن الفعل والمصدر وهذا قيام بحق الحقيقة كما أن قوله
) صدق الطلب ( وفاء بحق الشريعة وامن ذلك قوله صلى ال عليه وسلم " :اعقلها وتوكل " ) .وإنه ل بد لبعناء هذا الوجود أن تعنهدم
دعائمه وأن تسلب كرائمه ( .هذه الجملة امعطوفة على إن البدايات فهي -بكسر الهمز ة -وقصده بها تسلية المريد عما يفوته في حال
سلوكه امن هزهرات الدنيا الفانية فإنه إذا علم أن هذا الوجود الذي هو دار الدنيا الشبيه بالقصر المبعني ل بد أن تعنهدم دعائمه أي أركانه وأن
تسلب كرائمه أي نفائسه طغّيب نفسه بتركه وعدم العنظر إليه واجتهد فيما يقربه في الدار التي ل فعناء لها ويعود نفعه عليه
) ( 256اما كان ظاهر ذكر إل عن باطن شهود وفكر
) فالعاقل امن كان بما هو أبقى أفرح امعنه بما هو يفعنى قد أشرق نوره وظهرت تباشيره (
يععني أن العاقل هو الزاهد في الدنيا الراغب في الرخر ة وإذا تحقق بهذا
ص 181
المقام فقد أشرق نوره في قلبه وظهرت تباشيره المبشر ة له بالقبول على وجهه
) فصدف ( -بالدال المهملة والفاء -أي أعرض ) عن هذه الدار امغضي ًا ( -بالغين والضاد المعجمتين بعدهما تحتيه -أي غاض ًا بصره
ععنها ولم يعنظر إليها لقذارتها ) وأعرض ععنها امولي ًا ( فلم يلتفت إليها بقلبه ) فلم يتخذها وطعن ًا ( بظاهره على سبيل التمتع بها ) ول جعلها
سكعن ًا ( ببطانة على جهة المحبة لها ) بل أنهض الهمة فيها إلى ال تعالى وسار فيها امستعيعن ًا به تعالى ل بأعماله في القدوم عليه وهذا
ابتداء سفره بقلبه إلى الحضر ة العلية وقطع عقبات العنفس امستعيعن ًا به تعالى ل بأعماله في القدوم عليه والصول إلى حضرته القدسية فقد
قيل :
إذا لم يععنك ال فيما تريده فليس لمخلوق إليه سبيل
وإن هو لم يرشدك في كل امسلك ضللت ولو أن السماء دليل
فمن اعتمد على عمله انقطع عن الوصول وامن اعتمد على فضل اموله بلغه المأامول فما هزالت امطية عزامه ( أي عزامه الشبيه بالمطية
) ل يقر قرارها دائم ًا تسيارها ( أي سيرها إلى ال فل تستقر في امحل يعوقها ععنه امن المقاامات السعنية والمكاشفات البهية ) إلى أن أنارخت
( أي استقرت ) بحضر ة القدس ( أي التطهير والتعنزيه وهي حضر ة الرب سبحانه وتعالى ) وبساط النس ( أي المؤانسة لكل واصل وقد
وصف تلك الحضر ة بقوله ) :امحل المفاتحة والمواجهة والمجالسة والمحادثة والمشاهد ة والمطالعة ( .قال بعض المحققين :المراد
بالمفاتحة نداء الحق بمعاني أسمائه وصفاته والمواجهة إقبال الرب على العبد والمجالسة املهزامة ذكر ال تعالى " :أنا جليس امن ذكرني "
والمحادثة أن يتكلم في سره
بالمعارف والسرار المفاضة عليه امن ربه .والمشاهد ة كشف ل يصاحبه وهم .والمطالعة هي امطالعة امعاني أوصافه على بساط
أوصافك .آه .والتحقيق أن هذه اللفاظ الستة التي ذكرها المصعنف ل تدرك إل بالذوق وغاية اما يفهم امعنها أن الواصلين إلى تلك الحضر ة
نفاض عليهم المعارف اللهية ويقابلون امن لدن الكريم الجواد بالتحف السعنية
) فصارت الحضر ة امعشش قلوبهم إليها يأوون وفيها يسكعنون (
أي صارت الحضر ة لقلوبهم بمعنزلة العش للطير ففيه تشبيه حالهم بحال الطائر لنهم إليها يأوون .وهاهعنا حصل لهم التحقق بمقام الفعناء
والمحو وهو امقام الجمع الذي انتهى به سيرهم إلى الملك الحق ثم بعد ذلك يتحققون بمقام البقاء والصحو وهو امقام الفرق الذي يؤامرون
فيه بمخالطة الخلق وهو المراد بقوله ) :فإذا نزلوا إلى سماء الحقوق ( أي حقوق ال الواجبة عليهم ععند امخالطة العناس الشبيهة بالسماء
بجاامع صعوبة الرتقاء إلى كل ) أو أرض الحظوظ ( أي حظوظ أنفسهم التي يحصل لهم الرتفاق بها الشبيه بالرض بجاامع سهولة
الستقرار على كل ) .فبالذن والتمكين والرسوخ في اليقين فلم يعنزلوا إلى الحقوق بسوء الدب والغفلة ول إلى الخطوط بالشهو ة والمتعة
بل
ص 183
درخلوا في ذلك بال ول وامن ال وإلى ال ( أي فيكون نزولهم بالذن امن ال لهم في العنزول لرشاد الخلق بما يشرق في قلوبهم امن العنور
الذي يجعله علم ًا على ذلك والتمكين أي التمكن في امقام البقاء حتى تحصل لهم القو ة على امخالطة العناس وتحمل أذاهم ولم يكن ذلك إل
بعد رسورخهم في اليقين بال تعالى فلم يعنزلوا إلى الحقوق بسوء الدب والغفلة عن ال بل نزلوا إليها بالدب التام امع الخلق واليقظة الكااملة
بمشاهد ة الحق فإنهم يرون ال في كل امشهود فإذا آذاهم شخص تحملوه ل الذي أوجده ورأوا أن الذي سلطه عليهم امولهم لذنب فعلوه ل
يليق بهم وإذا أكرامهم شخص شكروه امع املحظة أن الذي حرك قلبه للكرام امولهم ولم يعنزلوا إلى الحظوظ بالشهو ة العنفسانية والمتعة -
بضم الميم -أي التمتع بها كما هو امقصد أصحاب العنفوس الدنية بل درخلوا في ذلك كله امن الحقوق والحظوظ بال امستعيعنين ول املحظين
وامن ال آرخذين وإلى ال امتوسلين فتدبر ذلك
ق { ) ( 80السراء ليكون نظري إلى حولك وقوتك إذا أدرخلتعني واستسلامي صأ ْد ٍ
ج ِخ مَر مَ
جِعني ُام أ ْ
رخِر أ ْ
ق مَو مَأ أ ْ
صأ ْد ٍ
ل ِ رخ مَرخأ ْلِعني ُامأ ْد مَ ب مَأأ ْد ِ
ل مَر بِّ ) } مَو ُق أ ْ
وانقيادي إليك إذا أرخرجتعني (
خ مَرج الدرخال والرخراج وقد عبر بهاتين العبارتين السفرين المذكورين فالمدرخل هو سفر الترقي لنه درخول رخل وال ُم أ ْ قال ابن عباد :ال ُمأ ْد مَ
على ال عز وجل في حالة فعنائه عن رؤية غيره والمخرج هو سفر التدلي لنه رخروج إلى الخليقة لفائدتي الرشاد والهداية في حال بقائه
بربه وتحققه في هذين المقاامين أععني امقام الفعناء والبقاء هو امععنى صدقية امدرخله وامخرجه وإنما طلب هذا ليحصل له به ذهابه عن رؤية
نفسه في العنسبة والوقوف امع الحظ ففي المدرخل يشاهد حول ال تعالى وقوته فيعنتفي ععنه بذلك العنسبة إلى نفسه وفي المخرج يستسلم لربه
ويعنقاد إليه فيعنتفي ععنه بذلك امراعا ة حظه ثم قال :
ص 184
صي ًرا { ) ( 80السراء يعنصرني ويعنصر بي ول يعنصر علي يعنصرني على شهود نفسي ويفعنيعني عن طا ًنا مَن ِ سأ ْل مَ
ك ُ ن مَل ُدأ ْن مَل ِلي ِام أ ْ جع مَ أ ْ) } مَوا أ ْ
دائر ة حسي (
أي واجعل لي امن ععندك يا ال سلطان ًا نصير ًا أي امدد ًا إلهي ًا ل يصادامه شيء إل دامغه يعنصرني على أعدائي ويعنصر بي أحبابي الذين
أقمتعني لرشادهم ول يعنصر على أحد ًا امن العنفس والهو ى والشيطان فإن ذلك والعياذ بال امن علامات الخذلن .ثم رخص العنفس لكونها
ل امن الفعال ويفعنيعني عن دائر ة حسي أي عما يدور به حسي امن أعد ى العداء بقوله يعنصرني على شهود نفسي بأن ل أشاهد لها فع ً
الكوان حتى أصل بعدم التعلق بها إلى درجات الكمال
ص 191
المعناجا ة اللهية
المعناجا ة اللهية
وقال رضي ال ععنه في امعناجاته وكلها حكم عجيبة لها في القلوب تأثيرات غريبة ل سيما إذا استعملت في السحار فإنها تكسو القلوب
جلبيب النوار
) ( 1إلهي أنا الفقير في غعناي فكيف ل أكون فقير ًا في فقري ؟
ل في جهلي ؟ ) ( 2إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف ل أكون جهو ً
يععني أنا الفقير إليك في الحالة التي تغعنيعني فيها والجاهل في حال علمي فإن فقري وجهلي امن صفاتي الذاتية والغعنى والعلم امن الصفات
العرضية والعارض بصدد الزوال فل تتوهم أيها العناظر أن فيه الجمع بين المتعنافيين تكن امن أهل الكمال .وقدم المصعنف هذا بين يدي
رخأ ْف مَي ًة { ) ( 55العراف التضرع في الدعاء أن
عا مَو ُ
ضهُّر ً
عوا مَرلَّب ُكأ ْم مَت مَ
دعائه ليكون أرجى للجابة كما قال بعضهم في قوله تعالى } :اأ ْد ُ
تقدم إليه افتقارك وعجزك ل أن تقدم إليه صلواتك وفعلك .وقال
ت نفس مَ
ك ص - 196إلهي أن ارختلف - . . .امعني اما يليق - . . .وصف مَ
سهل بن عبد ال :اما أظهر عبد فقره إلى ال تعالى في وقت الدعاء في شيء يحل به إل قال لملئكته :لول أنه ل يحتمل كلامي لجبته
لبيك
) ( 3إلهي إن ارختلف تدبيرك وسرعة حلول امقاديرك امعنعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس امعنك في بلء
يععني أن ارختلف اما تدبره يا ال في المخلوقات بالصحة والمرض والغعنى والفقر والطاعة والمعصية والقبض والبسط والقعناعة والحرص
ونحو ذلك وسرعة حلول اما تقدره عليهم امعنعا عبادك العارفين بك عن سكونهم إلى عطاء امعنك سواء كان دنيوي ًا كالاموال أو ديعني ًا
كالمعارف وعن يأسهم امعنك في رفع بلء ععنهم أوقعته بهم سواء كان دنيوي ًا كفقر أو ديعني ًا كمعصية لن العبر ة بالخواتم والعنهايات .فكم
امن ذي امال صار فقير ًا وكم امن فقير صار غعني ًا وكم امن امريض صار صحيح ًا وكم امن صحيح صار امريض ًا وكم امن طائع صار عاصي ًا
وكم امن عاص صار امطيع ًا فعنسأله سبحانه حسن الختام بجاه العنبي عليه الصل ة والسلم
إلهي امعني اما يليق بلؤامي وامعنك اما يليق بكرامك
أي امعني اما يليق بلؤامي الذي هو وصف العبيد امن امبارهزتك بالذنوب وامعنك اما يليق بكرامك الذي هو وصف الربوبية امن التجاوهز والعفو
وستر العيوب وهذا الكلم امن ألطف آداب الدعاء ول يخيب عبد به إلى ال التجأ
) ( 5إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمعنععني امعنهما بعد وجود ضعفي
يععني أن اللطف والرأفة التي هي شد ة الرحمة قد اتصف بهما سبحانه في
ف ِبِع مَباِدِه { ) ( 19الشور ى .أي امريد بهم الرفق والرحمة فيما ل يزال ول يتصور أن يمعنع العبد امعنهما بعد طي ٌ
ل مَل ِ
الهزل .فقال } :ا ُلَّ
وجوده فإن وعده سبحانه ل يخلف
) ( 6إلهي إن ظهرت المحاسن امعني فبفضلك ولك المعنة علي وإن ظهرت المساوي امعني فبعدلك ولك الحجة علي
ح مَم ُت ُه مَاما
عل مَأ ْي ُكأ ْم مَو مَر أ ْ
ل مَ
ل ا ِلَّ
ض ُ
ل مَف أ ْ
أي إن ظهرت أنواع الطاعات والصفات المحمود ة امعني فبفضلك ولك المعنة أي الامتعنان علي بشهاد ة } :مَو مَلأ ْو مَ
ن ُنو ٍر { ) ( 40العنور .وإن ظهرت المساوي أي ل مَل ُه ُنو ًرا مَف مَما مَل ُه ِام أ ْ
ل ا ُلَّ
ج مَع أ ْ
ن مَلأ ْم مَي أ ْ
ح ٍد مَأ مَب ًدا { ) ( 21العنور واملحظة } :مَو مَام أ ْ
ن مَأ مَ
مَهز مَكا ِامأ ْعن ُكأ ْم ِام أ ْ
ي لنك رب وأنا عبد فتقول :لم أنواع المعاصي والصفات المذاموامة امعني فبعدلك ل بطريق الظلم فإنك امتصرف في املكك ولك الحجة عل غّ
فعلت يا عبدي وليس لي عليك حجة بأن أقول إن ذلك بتقديرك يا ربي فإن ذلك شأن الجاهل وأاما العالم فيقول :المالك يتصرف في املكه
ن { ) ( 23النبياء
س مَأ ُلو مَ
ل مَو ُهأ ْم ُي أ ْ
علَّما مَيأ ْف مَع ُ
ل مَ
س مَأ ُ
ل ُي أ ْ
كيف يشاء بذوق } مَ
) ( 7إلهي كيف تكلعني إلى نفسي وقد توكلت لي ؟ وكيف أضام وأنت العناصر لي ؟ أم كيف أرخيب وأنت الحفي بي ؟
يععني أن امن أسمائه تعالى الوكيل أي الكافي والعناصر أي امانع الضيم والذل والحفي -بالحاء المهملة والفاء -أي اللطيف وهذه السماء
تقتضي
الوفود إلى الكرام وأنت أكرم الكرامين فافعل بعنا اما أنت أهله يا أرحم الراحمين .ثم إنه ترقى عن امقام نسبة التقصير للعنفس الذي اقتضته
هذه التعجبات لنه غير لئق بالعارفين لما فيه امن رؤية العنفس واملحظة حالها والعارف ل ير ى غير ال وير ى أن الحوال كلها حسعنة
امن حيث نسبتها له فقال :أم كيف ل تحسن أحوالي الباطعنية والظاهرية وبك قاامت ؟ -أي صدرت -وإليك رجعت لنك المقصود بها
) ( 8إلهي اما ألطفك بي امع عظيم جهلي واما أرحمك بي امع قبيح فعلي
اما تعجبية أي اما أكثر لطفك ورفقك بي امع جهلي العظيم بعواقب الامور فربما أقصد اما فيه ضرر فيمعنععني لطفك ععنه ويرشدني إلى اما
فيه العنفع والسرور واما أعظم رحمتك بي امع فعلي القبيح المقتضي -لول عظيم إحسانك إلي -للتأديب والتقبيح
) ( 9إلهي اما أقربك امعني واما أبعدني ععنك
أي اما أشد قربك امعني بالحاطة والقتدار واما أبعدني ععنك بصفاتي التي ل تليق للقرب امن العزيز الغفار ثم ترقى فقال :
) ( 10إلهي اما أرأفك بي فما الذي يحجبعني ععنك ؟
أي اما أشد رأفتك بي التي أفعنى بها عن رؤية نفسي فما الذي يحجبعني ععنك أي فل حاجب لي عن الرب المعبود اما دامت في هذا الشهود
) ( 11إلهي قد علمت بارختلف الثار وتعنقلت الطوار أن امرادك أن تتعرف إلي في كل شيء حتى ل أجهلك في شيء
يععني قد علمت بارختلف الثار علي التي هي تعنقلت الطوار أي الحوال امن صحة وامرض وغعنى وفقر وعز وذل وقبض وبسط وطاعة
ن { ) ( 29الرحمن وأيقعنت أن امرادك امعني أن شأ ْأ ٍ
ل مَيأ ْو ٍم ُه مَو ِفي مَ
وعصيان إلى غير ذلك امن الشؤون التي تبديها ول تبتدئها بشهاد ة } ُك لَّ
تتعرف إلي تعرف ًا رخاص ًا في كل
شيء حتى أعرفك ول أجهلك في شيء فأشكرك في حال العنعمة وأصبر في حال العنقمة .وأاما لو ألزامتعني حالة واحد ة لكانت امعرفتي
ناقصة فأنا الن أتقلب بالمعرفة في جعنة أتبوأ امعنها حيث أشاء .قال بعضهم :في الدنيا جعنة امعجلة امن درخلها لم يشتق إلى جعنة الرخر ة ول
لشيء أبد ًا ولم يستوحش امن شيء .قيل :واما هي ؟ قال :امعرفة ال تعالى
) ( 12إلهي كلما أرخرسعني لؤامي أنطقعني كرامك وكلما آيستعني أوصافي أطمعتعني امعنعنك
أي كلما أرخرسعني عصياني العناشئ عن لؤم العبيد المانع امن انطلق اللسان بالطلب امن العزيز الحميد أنطقعني كرامك العام الذي ل يخص
امن استقام وكلما آيستعني -أي أوقعتعني في اليأس امن الستقاامة -أوصافي الذاميمة أطمعتعني في ذلك امعنعنك التي شملت البار والفاجر فلم
تخص صاحب الوصاف العظيمة
) ( 13إلهي امن كانت امحاسعنه امساوي فكيف ل تكون امساويه امساوي ؟ وامن كانت حقائقه دعاوي فكيف ل تكون دعاويه دعاوي ؟
أي امن كانت أعماله الصالحة عيوب ًا في نفس الامر لعدم رخلوها امن دقائق العجب والرياء فإنه أرخفى امن دبيب العنمل فكيف ل تكون امساويه
-أي عيوبه الظاهر ة وأعماله السيئة -امساوي ؟ أي عيوب ًا في نفس الامر فصح الرخبار .وامن كانت حقائقه -أي الامور التي يتحقق بها
امن العلوم والمعارف -دعاوي ل حقائق لها في نفس الامر فكيف ل تكون دعاويه التي يدعيها دعاوي في نفس الامر ؟ فالكمال المعنسوب
إلى العبد نقصان على التحقيق فما ظعنك بعنقصانه ؟ أسأل ال العفو والتوفيق
ل ول لذي حال حا ً
ل ) ( 14إلهي حكمك العنافذ وامشيئتك القاهر ة لم يتركا لذي امقال امقا ً
ل فمن كان يعنطق بالحكمة البهية ويتكلم بالعلوم أي قضاؤك العنافذ في رخلقك ويفسر ذلك قوله :وامشيئتك القاهر ة لم يتركا لذي امقال امقا ً
والمعارف الربانية لم يغتر بذلك لن المشيئة قهرت غيره بسلب اما كان امعه فيكون دائم ًا في امقام الخوف وكذلك إذا كان ذا حال امن
الحوال بأن حصل له الكشف فإنه ل يغتر بذلك لما شوهد امن سلب كثير امن الرجال فوجب الفرار امن كل شيء إليه والعتماد في جميع
الحوال عليه
) ( 15إلهي كم امن طاعة بعنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالعني امعنها فضلك
أي كم امن طاعة ظاهرية بعنيتها أي أقمتها على الوجه المأامور به وحالة باطعنية شيدتها بالرخلص فيها وتطهيرها امما يكدر صافيها ولما
رأيت أني صرت بها في حصن حصين امن العنار وأيقعنت بحصول الثواب في دار القرار هدم اعتمادي عليها عدلك الذي امقتضاه أنك تفعل
اما تشاء وتختار فلك أن تعذب الطائع وترحم العاصي فأقالعني امن العتماد عليها فضلك الذي هو أحسن عوض يا عزيز يا غفار
ل جزام ًا فقد داامت امحبة وعزام ًا
) ( 16إلهي أنت تعلم وإن لم تدم الطاعة امعني فع ً
ن به اللطيف الخبير يععني أن عدم دوام فعل الطاعة امجزوم به لكن داامت امحبتي لها وعزامي عليها كما يعلم ال وهذا فضل كبير مَام لَّ
) ( 17إلهي كيف أعزم وأنت القاهر وكيف ل أعزم وأنت الامر ؟
امقصوده الجمع بين الحقيقة والشريعة فكن بالحقيقة امؤيد ًا وبالشريعة امقيد ًا لن العبد إذا شاهد عجزه وضعفه وأنه ل امشيئة له إل بمشيئة
ل عن العمل فل يعنسب شيئ ًا إلى نفسه ول يسعه إل التسليم والنقياد لقضاء ربه وإذا نظر ل عن الجزم فض ً ربه لم يبق في نظره عزم فض ً
إلى تكليفه وأامره ونهيه حاول العزم وعالج الجزم وسارع إلى العمل وال تعالى يرهزقعنا التوفيق وبلوغ الامل
) ( 18إلهي ترددي في الثار يوجب بعد المزار فاجمععني عليك بخدامة توصلعني إليك
أي تعلقي بالثار التي هي المكونات امن حيث الستدلل بها عليك يوجب بعد المزار أي الوصول إليك فاجمععني عليك أي أوقفعني بين
يديك بخدامة أي طاعة امن أذكار ورياضات وامجاهدات فإنها وإن كانت امن الثار لكعنها امن حقوق ال التي بها يصل العبد بمعونته تعالى
إلى رفيع الدرجات
) ( 19إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده امفتقر إليك ؟ أيكون لغيرك امن الظهور اما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ؟ امتى
غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟ وامتى بعدت حتى تكون الثار هي التي توصل إليك ؟
يشير إلى أن أرباب الدليل والبرهان عوام ععند أهل الشهود والعيان فإنه شتان بين امن يستدل به وبين امن يستدل عليه وقد قال أبو الحسن
الشاذلي :كيف يعرف بالمعارف امن به عرفت المعارف ؟ أم كيف يعرف بشيء امن سبق وجوده وجود كل شيء ؟ آه جعلعنا ال به امن
العارفين بجاه سيد الولين والرخرين
) ( 20إلهي عميت عين ل تراك عليها رقيب ًا ورخسرت صفقة عبد لم يجعل له امن حبك نصيب ًا .يععني إذا لم يلحظ أن ال رقيب عليه
فذلك لعمى بصيرته التي هي عين قلبه فيكون
ن ِفيِه مَو مَاما مَيأ ْع ُز ُ
ب ضو مَ
ش ُهو ًدا ِإأ ْذ ُتِفي ُ
ع مَلأ ْي ُكأ ْم ُ
ل ُكلَّعنا مَ
ل ِإ لَّ
ع مَم ٍ
ن مَ
ن ِام أ ْ
ل مَتأ ْع مَم ُلو مَ
ن مَو مَ
ن ُقأ ْرآ ٍ
ن مَو مَاما مَتأ ْت ُلوا ِامأ ْعن ُه ِام أ ْ
شأ ْأ ٍ
ن ِفي مَ ل عن قوله تعالى } مَو مَاما مَت ُكو ُ غاف ً
س مَماِء { ) ( 61يونس ل ِفي ال لَّ ض مَو مَ
لأ ْر ِ
ل مَذلَّر ٍ ة ِفي ا مَأ ْ
ن ِامأ ْث مَقا ِ
ك ِام أ ْ
ن مَربِّب مَ ع أ ْ
مَ
قال الامام القشيري :رخغّوفهم بما عغّرفهم امن اطلعه عليهم في جميع أحوالهم ورؤيته لما يسلفونه امن فعنون أعمالهم والعلم بأنه يراهم
يوجب
ص - 203إلهي أامرت بالرجوع إلى الثار
استحياؤهم امعنه .وفي الحديث " :أفضل إيمان المرء أن يعلم أن ال امعه حيث كان " وقوله ورخسرت صفقة -أي تجار ة -عبد لم يجعل له
امن حبك نصيب ًا أي امن حبك له بمزيد التفضل والحسان وحبه لك بالطاعة التي تقربه إلى امواهب الرضوان فيكون امن الذين قال ال فيهم
حهُّبو مَن ُه { ) ( 54المائد ة وفي بعض الثار :يا عبدي أنا لك امحب فبحقي عليك كن لي امحب ًا حهُّبه ُأ ْم مَو ُي ِ
ُ } :ي ِ
) ( 21إلهي أامرت بالرجوع إلى الثار فارجععني إليها بكسو ة النوار وهداية الستبصار حتى أرجع إليك امعنها كما درخلت إليك امعنها
يء ٍ مَقِدي ٌر { ) ( 26آل عمران
ش أ ْ
ل مَ
ع مَلى ُك بِّ
ك مَ
امصون السر عن العنظر إليها وامرفوع الهمة عن العتماد عليها } ِإلَّن مَ
أي أامرت يا ال بعد سفر الترقي الذي هو الوصول إلى صريح المعرفة بالرجوع إلى الثار -أي المكونات -الذي هو سفر التدلي
فارجععني إليها -بوصل الهمز ة -امكسو ًا بكسو ة أنوار اليقين وامؤيد ًا بهداية الستبصار وهي العلم الراسخ المتين حتى أرجع إليك امعنها بأن
أشاهدك فيها ول أشتغل بها ععنك كما درخلت إليك امعنها بالستدلل بها عليك في ابتداء السلوك فإني إذا كعنت امؤيد ًا امعنك بما ذكر كعنت
امصون السر عن العنظر إليها بعين الستحسان وامرفوع الهمة عن العتماد عليها في نوال أو حسان
) ( 22إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي ل يخفى عليك امعنك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بعنورك إليك وأقمعني
بصدق العبودية بين يديك
ل ِب مَبأ ْد ٍر مَو مَأأ ْن ُتأ ْم مَأِذلَّل ٌة { ) ( 123آل عمران
ص مَر ُكأ ْم ا ُلَّ
بمثل هذا الدعاء يرجى جزيل العطاء فإن امع الذلة تكون العنصر ة قال تعالى } :مَو مَل مَقأ ْد مَن مَ
فمن تذلل بين يدي اموله أي قدرته وإرادته أامده بجعنود عزته واما ألطف قول بعضهم :
واما رامت الدرخول عليه حتى حللت امحلة العبد الذليل
وأغضيت الجفون على قذاها وصعنت العنفس عن قال وقيل
وذل العبد للمولى غعناه وغايته إلى العز الطويل
ثم إن امطلب العارفين -امعنه ل امن غيره -الوصول إليه والستدلل به عليه إذ ل وصول إلى امعرفته سبحانه إل بتعريفه فلذا سأل ذلك
المصعنف بقوله :امعنك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك فاهدني بعنورك أي نور اليمان واليقين إليك أي إلى امعرفتك وأقمعني بصدق
العبودية أي بالعبودية الصادقة بين يديك بأن أكون حاضر القلب امعك وأنا في غاية التذلل والخضوع لك ظاهري كباطعني
) ( 23إلهي علمعني امن علمك المخزون وصعني بسر اسمك المصون
عأ ْل ًما
ن مَل ُدلَّنا ِ
علَّلأ ْم مَعنا ُه ِام أ ْ
أي امن علمك اللدني الذي ارختزنته ععندك لخاصة أوليائك كما قلت في كتابك العزيز في حق الخضر عليه السلم } :مَو مَ
ن ِفي اأ ْلِعأ ْلِم { ) ( 7آل عمران :هم الذين خو مَ
س ُ
{ ) ( 65الكهف .قال أبو بكر الواسطي في قوله تعالى } :مَواللَّرا ِ
رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب وفي سر السر فعغّرفهم اما عغّرفهم ورخاضوا بحر العلم بالفهم لطلب الزياد ة فانكشف لهم امن امدرخور
الخزائن والمخزون تحت كل حرف وآية امن الفهم وعجائب العنظر فاستخرجوا الدرر والجواهر ونطقوا بالحكمة وقال بعضهم :العلم
اللدني هو أسرار ال يبديها إلى أنبيائه وأوليائه وسادات العنبلء امن غير سماع ول دراسة .وقوله وصعني أي احفظعني عن رؤية الغيار
بسر اسمك المصون أي أسمائك المصونة وسرها اما يتوارد على القلب امن أنوارها
) ( 24إلهي حققعني بحقائق أهل القرب واسلك بي امسالك أهل الجذب
أي اعطعني امقاامات أهل القرب امعنك وهي الفعناء في التوحيد والتحقق بالتجريد فتبطل في حقهم رؤية السباب ويزول عن امطمح نظرهم
كل ستر وحجاب واسلك بي امسالك أهل الجذب وهم المحبوبون المرادون فإن امسالكهم في غاية السهولة لن ال جذبهم إليه وأرخرجهم امن
أسرار العنفس والسو ى حتى أقبلوا بععنايته عليه .أسأل ال أن يقرب لعنا الطريق إنه ولي التوفيق
) ( 25إلهي أغعنعني بتدبيرك عن تدبيري وبارختيارك لي عن ارختياري وأوقفعني على امراكز اضطراري
لما كان كل امن التدبير والرختيار امختص ًا بالواحد القهار سأله أن يغعنيه ععنهما حتى ل يكون له التفات إليهما فإن في ذلك امعناهزعة للربوبية
وامباعد ة عن امقام العبودية إذ العبد ليس له إل الوقوف على امراكز الضطرار أي امواضعه امن الذل والفقر والعجز ليحصل له المدد امن
ذي العز ة والقتدار فلذا طلب المصعنف الوقوف عليها ليكون امتحقق ًا بها وامديم العنظر إليها وامن تعلق بصفات اموله فإنه يبلغه بتدبيره
وارختياره اما يتمعناه
لن العارف يتهم نفسه ويشهد تقصيرها في التيان بحق التوكل فكأنه يقول فل تكلعني وغن كان توكلي ضعيف ًا وكذا يقال فيما بعده أي فل
ل للجابة ول تحرامعني وإن لم أصدق في الرغبة ول تبعدني وإن لم أصدق في النتساب لجعنابك أي ذاتك أي لم تخيبعني وإن لم أكن أه ً
أصدق في النتساب بالعبودية لها ول تطردني وإن لم أقم بشروط الوقوف ببابك للسؤال
) ( 27إلهي تقدس رضاك عن أن تكون له علة امعنك فكيف تكون له علة امعني ؟ أن الغعني بذاتك عن أن يصل إليك العنفع امعنك فكيف ل
تكون غعني ًا ععني ؟
أي تعنزه رضاك الذي هو إراد ة الحسان عن أن تكون له علة امعنك لن القديم ل يكون امسبوق ًا بشيء فكيف تكون له علة امعني كأعمالي
وأحوالي ؟ فرضا المولى ل يتوقف على سبب ول علة بل رضاه وسخطه هما سبب أعمال العااملين حسعنها وسيئها رضي عن قوم
فاستعملهم في رخدامته وسخط على قوم فأبعدهم عن حضرته ثم علل ذلك بقوله :أنت الغعني بذاتك الخ
) ( 28إلهي أن القضاء والقدر غلبعني وإن الهو ى بوثائق الشهو ة أسرني فكن أنت العنصير لي حتى تعنصرني وتعنصر بي وأغعنعني بفضلك
حتى أستغعني بك عن طلبي
يععني أن القضاء الذي هو إراد ة ال امع التعلق في الهزل والقدر -بتحريك الدال المهملة -الذي هو إيجاد ال الشياء على وفق إرادته
غلبعني أي غلبعني كل امعنهما -وفي نسخة غلباني -وإن الهو ى أي اميل العنفس إلى شهواتها أسرني أي قيدني بالشهو ة بالشهو ة الشبيهة
بالوثاق أي القيد الذي يقيد به السير وهذا اعتذار ل احتجاج أي اعتراف امعنه بعنفوذ الحكم وقهر المشيئة وانتفاء الحول والقو ة ععنه وأنه ل
يقدر على رخلص نفسه امن شهواتها ول يستطيع نصرتها ولذا أعقبه بقوله :فكن أنت العنصير لي حتى تعنصرني على العنفس والهو ى
والشيطان وتعنصر بي سائر أحبابي على اما ذكر فأكون سبب ًا لعنفع
الرخوان والخلن وأغعنعني -بقطع الهمز ة -أي اجعلعني غعني ًا بشهود فضلك حتى أستغعني بك أي بشهود امعنتك عن طلبي امعنك وهذا غاية
السعاد ة كما قال الشاذلي :والسعيد حق ًا امن أغعنيته عن السؤال امعنك
) أنت الذي أشرقت النوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك وأنت الذي أهزلت الغيار امن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم
يلجئوا إلى غيرك أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم اماذا وجد امن فقدك واما الذي فقد امن
ل(
ل ولقد رخسر امن بغى ععنك امتحو ًوجدك ؟ لقد رخاب امن رضي دونك بد ً
يععني أنت يا ال الذي أشرقت بفضلك أنوار المعارف واليقين في قلوب أوليائك حتى بك عرفوك ووحدوك وأنت الذي أهزلت التعلق
بالغيار أي المكونات امن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا أي لم يركعنوا إلى غيرك لعلمهم أنك أنت المؤنس لهم بإدرخال
السرور عليهم حيث أوحشتهم العوالم التي كانوا يألفونها امن أولد وأاموال وأصحاب فإن امن شاهد النس امن الحق استوحش امن كل شيء
وععنه غاب قال ذو العنون المصري :بيعنما أنا أسير في بعض البوادي إذ لقيتعني اامرأ ة فقالت :امن أنت ؟ فقلت :رجل غريب .فقالت :
وهل توجد امع ال أحزان الغربة ؟ وقوله :وأنت الذي هديتهم .أي نور المعرفة حتى استبانت أي ظهرت لهم المعالم أي طرق الحق التي
سلكوها .وقوله :اماذا وجد امن فقدك ؟ أي امن فقد شهودك بتعلقه بالغيار أي لم يجد شيئ ًا يعنفعه بل تعلق بالمضار .واما الذي فقد امن
ل ل يرجع إل بالخيبة والحرامان وامن بغى ععنك وجدك ؟ أي لم يفقد شيئ ًا امن كان في امقام الشهود بل فاهز بكل امقصود فمن رضي دونك بد ً
ل -بفتح الواو المشدد ة -أي طلب التحول عن حضرتك والتعلق بالكوان فقد عمه الخسران .واما ألطف اما قيل :
امتحو ً
سهر العيون لغير وجهك باطل وبكاؤهن لغير فقدك ضائع
أي كيف تحصل لي رخيبة وعدم ظفر بالمقصود وأنت أاملي الذي عطاؤك غير امحدود ؟ أم كيف يحصل لي الهوان وعليك يا قوي يا امتين
امتكلي ؟
) ( 34إلهي كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتعني أم كيف ل أستعز وإليك نسبتي ؟ أم كيف ل أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتعني أم كيف
أفتقر وأنت بجودك أغعنيتعني ؟
قد تلون في هذه الوصاف المتضاد ة لما تلون عليه امن امشاهد ة اما يوجبها فإذا شاهد أن ال أركزه في الذلة -بكسر الذال المعجمة -أي ذل
العنفس وجعلها امركز ًا له قال :كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتعني ؟ وإذا شاهد أن ال نسبه إليه نسبة رخاصة بإفاضة النوار عليه
المقتضية لعزاامه وإكراامه قال :كيف ل أستعز وإليك نسبتي وإذا شاهد الفقر الذاتي الذي هو صفة له قال :كيف ل أفتقر وأنت في الفقر
أقمتعني ؟ وإذا شاهد أن ال أفاض عليه امواهب إحسانه قال :كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغعنيتعني ؟ فالفقر ذاتي للعبد والغعنى عارض
بإغعناء ال له فل امعنافا ة بين هذه الوصاف التي وردت بحسب المشاهد المجملة
) أنت الذي ل إله غيرك تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهر ًا في كل شيء فأنت الظاهر
لكل شيء (
سبِّب ُ
ح ل ُي مَ
ي ٍء ِإ لَّ
ش أ ْ
ن مَ
ن ِام أ ْ
أي تعرفت لكل شيء بما أودعته فيه امن العنور حتى عرفك فما جهلك شيء حتى الحيوانات العجم بشهاد ة } :مَوِإ أ ْ
حأ ْمِدِه { ) ( 44السراء وامن حصل امعنه الجهل والكفر في حالة الرختيار فإنه يرجع عن جهله في حالة الضطرار .ويزول ععنك أيها ِب مَ
ي أي
ل ِإلَّيا ُه { ) ( 67السراء .وقوله :وأنت الذي تعرفت إل لَّ ن ِإ لَّ
عو مَ
ن مَتأ ْد ُ
ل مَام أ ْ
ض لَّ
حِر مَ
ضهُّر ِفي اأ ْل مَب أ ْ
س ُكأ ْم ال هُّ
المريد هذا الشتباه بتلو ة } :مَوِإ مَذا مَام لَّ
بما أودعته في قلبي امن أنوار المعرفة واليقين فرأيتك ظاهر ًا في كل شيء .وفغّرع
ص 212
الغيار أي العرش بمحيطات أفلك النوار أي الرحمة الشبيهة بالفلك المحيطة بالعرش
) يا امن احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه البصار يا امن تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته السرار .كيف تخفى وأنت الظاهر أم
كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر ؟ وال الموفق وبه أستعين (
أي يا امن اامتعنع بعزه المعنيع الشبيه السرادقات -بضم السين المهملة جمع سرادق وهي في الصل الخيمة التي تمد فوق صحن الدار -
فكما أن الخيمة تمعنع امن رؤية اما بعدها فكذلك عز ة ال أي قوته العظيمة تمعنع البصار عن رؤيته تعالى .وقوله :يا امن تجلى . .أي
على قلوب العارفين .بكمال بهائه أي ببهائه الكاامل والمراد امحاسن صفاته الجمالية والجللية .فتحققت عظمته السرار أي بواطن
القلوب .كيف تخفى وأنت الظاهر في جميع الشياء أم كيف تغيب وأنت الرقيب ؟ أي المراقب لعنا الحاضر امععنا .قال تعالى } :مَو ُه مَو
صي ٌر { ) ( 4الحديد وقد تقدم امععنى هذا الكلم للمصعنف امرار ًا ولحلوته ل سيما في المعناجا ة هزاده ن مَب ِ
ل ِب مَما مَتأ ْع مَم ُلو مَ
ن مَاما ُكأ ْعن ُتأ ْم مَوا ُلَّ
مَام مَع ُكأ ْم مَأأ ْي مَ
تكرار ًا فإن المكرر أحلى وععند ذوي العرفان أعلى .كما قال بعض العاشقين :
وحدثتعني يا سعد ععنها فزدتعني حيا ة فزدني امن حديثك يا سع ُد