You are on page 1of 39

‫مدخل إلى العلوم‬

‫‪:‬القانونية‬
‫قائمة بعض المراجع‬
‫‪ :‬إسحاق إبراهيم منصور ‪1-‬‬
‫نظرية الحق و القانون ووظيفتهما الجزائرية دمج الطبعة‬
‫الثانية‪ .‬أخر الطبعة الثامنة التي صدرت سنة ‪ 2005‬من‬
‫‪.‬الجزائر‬
‫‪:‬نبيل إبراهيم سعد و محمد حسن قاسي ‪2-‬‬
‫المدخل إلى القانون ‪ ,‬القاعدة القانونية‪ ,‬نظرية الحق‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية لبنان طبعة ‪2007‬‬
‫‪ :‬علي فيل لي ‪3-‬‬
‫مقدمة عن القانون ‪ ,‬موقف للنشر و التوزيع الجزائر طبعة‬
‫‪2005.‬‬
‫‪ :‬عبد المجيد زعلني ‪4-‬‬
‫مدخل لدراسة القانون ‪ ,‬نظرية العامة للقانون ‪ ,‬الجزائر‬
‫‪.‬طبعة ‪2003‬‬
‫‪ :‬عبد المجيد زعلني ‪5-‬‬
‫‪.‬المدخل لدراسة الحق ‪ ,‬الجزائر طبعة ‪2003‬‬
‫‪:‬نادية فوضيل ‪6-‬‬

‫‪-1‬‬
‫دروس عن المدخل للعلوم القانونية‪ ,‬نظرية العامة‬
‫‪.‬للقانون ‪ ,‬عن القانون الجزائري د م ج الجزائر طبعة ‪1999‬‬
‫‪:‬محمد الصغير بعلي ‪7-‬‬
‫المدخل للعلوم القانونية‪ ,‬نظرية القانون‪ ,‬نظرية الحق ‪ ,‬دار‬
‫‪.‬العلوم للنشر و التوزيع عنابة الجزائر طبعة ‪2006‬‬
‫‪:‬حسين إبراهيم الخليل ‪8-‬‬
‫المدخل للعلوم القانونية‪ ,‬النظرية العامة للقانون د م ج بن‬
‫‪.‬عكنون الجزائر طبعة ‪2006‬‬
‫‪ :‬هجيرة دانوني ‪9-‬‬
‫موجز المدخل للقانون ‪ ,‬نظرية عامة للحق‪,‬الدار الجزائرية‬
‫‪.‬للمنشورات الجامعية الجزائر طبعة ‪2003‬‬
‫‪:‬محمد فريدة زواوي ‪10-‬‬
‫المدخل للعلوم القانونية‪ ,‬نظرية القانون‪ ,‬المؤسسة‬
‫الوطنية للفنون المطبعية ‪ ,‬وحدة الرغاية الجزائر‬
‫‪.‬طبعة ‪2002‬‬
‫‪ :‬حسين الصغير ‪11-‬‬
‫النظرية العامة للقانون ببعديها القريب و الشرعي دراسة‬
‫‪.‬مقارنة‪ ,‬دار المحمدية الجزائر طبعة ‪2001‬‬
‫‪ :‬محمد سعيد جعفور ‪12-‬‬
‫مدخل إلى العلوم القانونية‪- ,‬وجيز عن نظرية القانون ‪,‬دار‬
‫‪.‬الجزائر طبعة ‪ -.2004‬النظرية العامة للقانون‬

‫‪-2‬‬
‫المدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪:‬الدرس الول‬
‫‪.‬النظرية العامة للقانون‬
‫‪:‬مقدمة‬
‫إن النسان كائن اجتماعي بطبعه ل يمكنه أن يكككون منعككزل عككن‬
‫أقرانه‪ ,‬ويتعذر عليه أن يلبي كل حاجاته بمفرده‪.‬فحيككاة الجماعككة‬
‫تتطلب تنظيم سلوك و علقات أفرادها بوضع قواعد قانونية تبين‬
‫الحقكككوق و الواجبكككات حكككتى ل تسكككود الفوضكككى و ل تتضكككارب‬
‫المصالح‪ ,‬ولتحقيق التوازن ظهرت الحاجة إلى القواعد القانونيككة‬
‫بغية الحككد مككن الحريككات الفرديككة المفرطككة‪ ,‬و كككذلك مككن اجككل‬
‫سيادة النظام و استقرار المعاملت‪ ,‬و يمكن القككول أن القككانون‬
‫ظاهرة اجتماعية وجب التسليم بوجودهككا فقككد قيككل قككديما زمككن‬
‫الرومككان‪} :‬حيككث يوجككد مجتمككع يوجككد قككانون{‪ ,‬ونظككرا لهميككة‬
‫القككانون فقككد اسككتمرت النظريككة القائمككة بككذاتها كغيرهككا مككن‬
‫النظريككات القانونيككة‪.‬و عليككه وجككب الوقككوف عنككد هككذه النظريككة‬
‫ودراسة محاورها‪.‬‬
‫‪:‬مفهوم القانون وخصائص قواعده ‪1-‬‬
‫علقة القانون بمختلف العلوم وقواعد ‪2-‬‬
‫‪.‬السلوك الجتماعي‬
‫‪-3‬‬
‫‪.‬تقسيمات القانون وأنواع قواعده ‪3-‬‬
‫‪.‬مصادر القانون ‪4-‬‬
‫‪ -5‬نطاق تطبيق القانون‪.‬‬
‫‪.‬تفسير القانون ‪6-‬‬

‫المحور الول‬
‫‪:‬مفهوم القانون وخصائص قواعده ‪1-‬‬
‫–‬ ‫‪:‬مفهوم القانون ‪-‬‬
‫و معناهككا‬ ‫ا‪ -‬المعنى اللغوي‪ :‬يعود أصل كلمة قانون إلى اللغة اليونانية‬
‫العصي المستقيمة‪.‬فهي تأخذ معنى مجككازي يككدل علككى السككتقامة أو القاعككدة أو‬
‫وباليطالية‬ ‫و بالنجليزية‬ ‫النظام أو المبدأ‪ .‬ويعبر عنها بالغلة الفرنسية‬
‫‪ ,‬وعليه فان كلمة قانون الككتي تعنككي السككتقامة تسككتخدم فككي‬ ‫و باللمانية‬
‫المجال القانوني كضابط أو معيار لقياس مدى احترام الفرد أو الشخص للقاعككدة‬
‫القانونية‪,‬فان هو سككار وفكق لمقتضككاها ككان سككلوكه سككويا و مسككتقيما كالعصككي‬
‫تماما‪ ,‬وان تمرد عن حكمها كان سلوكه منحرفا‪.‬‬
‫ب‪-‬المعنى العلمي‪ :‬تستعمل كلمة قانون في مجال علوم أخرى التي تحكككم و‬
‫تدرس الظواهر الطبيعية والجتماعية‪ ,‬فنجد في العلوم الطبيعية مجموعة قواعككد‬
‫تفسر لنا بعض الظواهر الطبيعية على أساس قانوني أو ما يسمى بمبدأ السككبب‪.‬‬
‫بمعنى انه ل وجود لي نتيجة أو شيء بدون سبب‪ ,‬مثل قانون الجاذبية الرضككية ‪,‬‬
‫أيضا قانون العرض و الطلب في اقتصككاد السككوق قككانون مككاركس أو مككا يسككمى‬
‫بزيادة السكان هندسيا‪ ,‬قانون غليان الماء عند درجة ‪.100‬‬

‫‪-4‬‬
‫ج‪ -‬المعنى القانوني ‪ :‬يتخذ المعنى القانوني المصطلح القانوني معنى واسككعا‬
‫وعاما‪ ,‬ومعنى خاصا ضيقا‪.‬‬
‫للدللككة علككى مجموعككة‬ ‫*المعنى العام الواسسسع‪:‬تسككتعمل كلمككة قككانون‬
‫القواعد القانونية التي تحكم سككلوك الشككخاص‪ ,‬وتنظككم علقككاتهم فككي المجتمككع‬
‫على نحو ملزم سواء كانت مكتوبة وغير مكتوبة‪ ,‬وبصرف النظر عن مصادر هككذه‬
‫القواعد‪.‬‬
‫*المعنى الخاص الضيق‪ :‬قككد ينصككرف مصككطلح قككانون إلككى دلئل مجموعككة‬
‫قواعد قانونية المكتوبة )التشريع( التي تصدر عن السككلطة التشككريعية المختصككة‬
‫لتنظيم أمر معين دون غيرها من القواعد التي تنشا من المصادر الخرى‪ ,‬قككانون‬
‫تنظيم مهنة المحاماة‪ ,‬قواعد القانون التجاري‪ ,‬قواعد القككانون التكميلككي‪ ,‬قواعككد‬
‫قانون الوظيف العمومي ‪ ,‬قانون المالية‪.‬‬
‫و الصككح‬ ‫و مصككطلح تشككريع‬ ‫ملحظة‪ :‬يلحظ استخدام مصطلح قككانون‬
‫في حالة المعنى الضيق و الخاص للقانون نستعمل قانون تشريع‪.‬‬
‫‪:‬معاني أخرى لكلمة قانون*‬
‫‪-1‬على أساس الغاية‪ :‬قكانون مجموعكة قواعكد قانونيكة ملزمكة تنظكم سكلوك‬
‫الشخاص‪ ,‬وعلقاتهم تنظيما عادل يكفل الحريات و يحقق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬على أساس الجزاء‪ :‬مجموعة قواعد جبرية تصدر عن إرادة الدولة و تنظم‬
‫سلوك الشخاص المنتمين لها‪ ,‬و الخاضعين لها‪.‬‬
‫‪ -3‬على أساس الخصائص المميزة لقواعسسده‪ :‬مجموعككة قواعككد عامككة و‬
‫مجردة تنظم سلوك الشخاص في المجتمع والتي تقككترن بجككزاء تضككعه السككلطة‬
‫العامة عند القتضاء‪.‬‬
‫‪ :‬للدللككة علككى المككواد والنصككوص تنظككم فرعككا معينككا مككن‬ ‫‪ -4‬التقنين‬
‫القوانين مثل تقنين المدى‬
‫تقنين السرة‬ ‫تقنين التجاري‬ ‫‪.‬‬
‫‪ -5‬يستخدم القسسانون للدللسسة علسسى احسسد الفسسروع القسسانون الخسساص –‬
‫القانون الككدولي –القككانون الداري‪-‬القككانون الدسككتوري‪ -‬قككانون الماليككة – قككانون‬
‫جنائي‪ -‬قانون مدني‪ -‬قانون تجاري خاص‪ -‬قانون تجاري بحري‪.‬‬
‫القانون الوضعي ‪ :‬هو القانون الساري المفعول حاليا أي سائد في زمان ‪6-‬‬
‫‪.‬معين ومكان معين‬
‫‪ -7‬القانون الطبيعي‪ :‬هو مجموعة قواعد أبدية أودعها الله فككي هككذا الكككون‪,‬‬
‫ويحاول النسان أن يستخلصها بعقله البشري‪.‬‬
‫‪ -8‬في العهد الروماني‪ :‬عرف القانون على أساس انككه فككن أو تقنيككة يحككاول‬
‫النسان أن يبدع في استعمالها لتجسيد تصوراتها‪.‬‬
‫‪.‬المعنى الفلسفي‪ :‬عرف القانون بأنه حق يضحى من اجله ‪9-‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪ -10‬القانون علم من العلوم الجتماعية‪ :‬عككرف بككأنه كككذلك علككم كسككائر‬
‫العلوم المدروسة في الجامعات والمعاهد لمعرفة الظاهرة القانونيككة ذات الصككلة‬
‫بالمجتمع‪.‬‬
‫‪:‬خصائص القانون ‪-‬‬
‫إن الهدف من تحديد خصائص القاعدة القانونية هو تسيير وتسهيل التعككرف عليككه‬
‫وثمة تمييزها عن سائر القواعد الخرى سواء كانت علمية أو اجتماعيككة سككلوكية‪,‬‬
‫أو خلقية‪ ,‬ودينية‪ .‬ومن خلل تحديد معنى القانون نجككد أن القاعككدة القانونيككة لهككا‬
‫خصائص و هي أنها قواعد سلوك اجتماعي‪.‬‬
‫‪.‬إنها قواعد عامة ومجردة وكذلك هي قواعد ملزمة‬
‫‪:‬الخاصية الولى‬
‫*القاعسسدة القانونيسسة قاعسسدة سسسلوك اجتمسساعي ‪ :‬لقككد قيككل إن القاعككدة‬
‫القانونية أو القانون هو وليككد الككبيئة الجتماعيككة‪ ,‬فهككو ضككرورة اجتماعيككة و تظهككر‬
‫أهميته بحكم وجود النسان داخل الجماعة باسكتمرار واسكتحالة انعزالكه ‪,‬لنكه إذا‬
‫انعزل ل يمكن له العيش وحيدا ‪ ,‬وفي هذه الحالة فهو ليككس بحاجككة إلككى قواعككد‬
‫قككانون ‪ ،‬فالقككانون ينظككم سككلوك الشككخاص و علقككاتهم و روابطهككم ويحقككق‬
‫الستقرار و الطمأنينة و المن و المان وسط الجماعة‪ ,‬ويحفظ كيانها ويوفق بين‬
‫المصالح المتضاربة و يحفككظ النزاعككات الككتي قككد تثككور‪ ,‬ويسككعى لتحقيككق العككدل‬
‫بإقرار الحقوق وفرض اللتزامات‪.‬‬
‫و الملحظ أن القاعدة القانونية ل تهتم إل بالمظهر الخارجي للسككلوك‪.‬فككإذا فكككر‬
‫الشخص في مخالفة قاعدة قانونية دون أن يتجسد ذلك في سلوك مككادي بحيككث‬
‫بقي مجرد حالة نفسية أو فكرة فان ذلك يخرج عككن نطككاق القككانون ول يهتككم بككه‬
‫إلى في حدود ضيقة مثل مبدأ حسن النية في العلقات المدنيككة بيككن الشككخاص‪.‬‬
‫والقول أن القاعدة القانونية قاعككدة سككلوك اجتمككاعي يككأتي أيضككا تقككوم و تنظككم‬
‫سككلوك الشككخاص وتكلفهككم بإتبككاع سككلوك معيككن‪ ,‬وهككذا يككأتي أيضككا أن القاعككدة‬
‫القانونية ل تكلف إل الشخص المؤهل لكتساب الحقوق وتحمل اللتزامككات‪ ,‬وقككد‬
‫يكون هذا الشخص طبيعيا أو معنويا‪ ,‬كما أن هذا التكليف قد يكون أمرا أو نهيا أو‬
‫إباحة‪.‬‬

‫‪:‬الخاصية الثانية‬

‫‪-6‬‬
‫*القاعدة القانونية قاعدة عامسة مجسردة‪ :‬إن المقصككود بعموميككة القاعككدة‬
‫القانونية وتجريدها أنها ل تخص واقعة محددة بعينها ول شخصا معينا بالككذات‪ ,‬بككل‬
‫هي تبين لنا الشروط الككواجب توافرهككا فككي هككذه الواقعككة الككتي تنطبككق عليككه‪ ,‬و‬
‫الوصاف التي يتعين بها الشخص الذي تخاطبه‪ ,‬وبعبككارة أخككرى معنككى العموميككة‬
‫والتجريد هي أن القاعدة القانونية تخاطب الشخاص بصكفاتهم وليككس بككذواتهم و‬
‫تتناول الوقائع وتنظمها بشروطها ل بذواتها‪ .‬مثال‪ :‬ما نصت عليه المادة ‪ 124‬من‬
‫القانون المدني الجزائري ‪}:‬كل فعل أي كان يرتكبككه الشككخص بخطئه و يسككبب‬
‫ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض{ ‪.‬شرح معنى هذه المككادة و‬
‫معناها أن الخطأ الذي يسبب ضررا للغير يلتزم مرتكبه بالتعويض فهككذه القاعككدة‬
‫جاءت عامة ومجردة‪ ,‬أي أنها تنصرف إلككى كككل الوقككائع الككتي يتحقككق فيهككا ركككن‬
‫الخطأ‪ ,‬وتتوجه إلى كل الشخاص الذين يرتكبون هذا الخطأ‪ ,‬وعند التطبيق فإنهككا‬
‫ل تنطبق إلى على الشخص المعين بالككذات وهككو مسككبب الضككرر للغيككر شككريطة‬
‫توفر الخطأ في فعله‪.‬و كذلك المككادة ‪ 73‬مككن الدسككتور الجككزائري تضككع شككروط‬
‫الترشح لرئاسة الجمهورية‪ ,‬فهذه القاعككدة ل تخككاطب رئيككس الجمهوريككة باسككمه‬
‫الشخصي بككل تخككاطب الشككخاص الككذين تتككوفر فيهككم شككروط معينككة و يريككدون‬
‫الترشح لمنصب رئاسككة الجمهوريككة‪ .‬وكككذلك المككادة ‪ 350‬مككن قككانون العقوبككات‬
‫الجزائرية‪ }:‬كل من يختلككس شككيئا غيككر مملككوك لككه يعككد سككرقة{‪ ,‬فككالملحظ أن‬
‫القواعككد القانونيككة المككذكورة تتضككمن تكليفككا و هككي عامككة ومجككردة مككن حيككث‬
‫الشخاص و الوقائع‪ ,‬فهي تسري على جميع الشخاص المخاطبين بحكمهم وعلى‬
‫جميع الوقائع التي تدخل في مضمونها ‪ ,‬أي أنهككا تكتسككب صككفة الككدوام فتكككرر و‬
‫تستمر ويتجدد تطبيقها كل ما توفرت الشروط المطلوبة‪ ,‬أمككا إذا كككان الخطككاب‬
‫موجها إلى شخص معين بالذات كقرار تعيين أو حكم اوقككرار قضككائي فككانه ليككس‬
‫بقاعدة قانونية ‪ ,‬و كذلك المر بالنسككبة لواقعككة معينككة بككذاتها كقككرار نككزع ملكيككة‬
‫خاصة من اجل المنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪:‬الخاصية الثالثة‬
‫*القاعدة القانونية قاعدة ملزمة‪ :‬إن سككن القككوانين دون إلككزام الشككخاص‬
‫المخاطبين بها سيحول دون تحقيق الغاية أو الغايات المنتظرة منها‪ ,‬لذلك يقككرا و‬
‫يرفق المشرع كل القواعد القانونية بعنصككر اللككزام‪ ,‬فالقواعككد القانونيككة ليسككت‬
‫نصحا أو إرشادا بل خطابا ملزما‪.‬‬
‫وقد سبق القول أنها قاعدة تكليف و تقويم لسلوك الشخاص ‪ ,‬ومن اجل ضككمان‬
‫فاعلية هذه القواعككد القانونيككة لككزم أن تقككترن بجككزاء لنككه بمثابككة صككمام المككان‬
‫لتطبيق القانون ‪ ,‬أي أن القاعدة القانونية هي الصل و الجككزاء المقككترن بهككا هككو‬
‫الحتياط‪ ,‬وعليه فان إخلل الشخص بالقانون يترتب عليه توقيع الجزاء الككذي هككو‬
‫‪-7‬‬
‫الضامن لتطبيق الفعلي للقانون ولو بالقوة عند القتضاء لصلح الضرر و معاقبة‬
‫المخالف و القصاص منه و إرساء الردع في المجتمع‪.‬‬
‫*مفهوم وخصائص الجزاء القانوني‪ :‬إن الجزاء المقترن بالقاعدة القانونية‬
‫هو بمثابة وسيلة ضغط قانونية و اجتماعية تستخدمها السككلطة العامككة مككن اجككل‬
‫الخضوع لحكام القانون‪ ,‬فالجزاء هو ذلك الجبر العككام أو القهككر الككذي تختككص بكه‬
‫السلطة العامة فقط ‪ ,‬أي الدولة‪ ,‬ومن بين خصائص الجزاء نجد‪:‬‬
‫ا‪ -‬الجزاء القانوني جزاء مادي محسوس‪ :‬و معناه انه يأخذ مظهككر خككارجي‬
‫ملموس قد يمس الشخص المخككالف للقاعككدة القانونيككة فككي جسككمه أو مككاله أو‬
‫إزالة المخالفة‪ ,‬وهو عكس الجزاء في القواعد الخلقية أين يتميككز الجككزاء بتككأنيب‬
‫الضمير و استهجان المجتمع و رفضه لسلوك ما‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاء القانوني جزاء حال وفوري‪ :‬معنككى ذلككك أن الجككزاء يوقككع فككي‬
‫الحياة الدنيا و ل يؤجل مثل جزاءات بعض القواعد الدينيككة خاصككة العبككادات الككتي‬
‫تكون جزاءاتها أخروية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجزاء القانوني جزاء توقعه السسسلطة العامسسة‪ :‬السككلطة العامككة هككي‬
‫وحدها المخولة باسم المجتمع أن تختص بتنفيذ الجزاء وليس الشخاص بأنفسهم‬
‫وهي في الحقيقككة ميككزة فككي المجتمعككات المعاصككرة ‪ ,‬فالصككل هككو أن السككلطة‬
‫العامة تتولى توقيع الجزاء أما الستثناء فقد كرسه القانون فككي حككالت محككدودة‬
‫جدا كحالة الدفاع الشرعي مادة ‪ 128‬ق م ج‪ .‬والدفع بعدم التنفيذ مككادة ‪ 123‬ق‬
‫م ج‪.‬‬
‫‪:‬صور و أنواع الجزاء*‬
‫ا‪ -‬الجزاء الجنائي ‪ :‬هو جزاء يوقع على من يرتكب فعل تجرمه قاعدة قانونيككة‬
‫جنائية‪ ,‬ويعد الجزاء الجنائي اشككد الجككزاءات صككرامة و ردعككا مككن حيككث العقوبككة‬
‫المسككلطة علككى الشككخص المخككالف للقاعككدة القانونيككة‪ ,‬فقككد تكككون العقوبككة‬
‫جسدية)بدنية( كالعككدام‪ ,‬وقككد تكككون مقيككدة للحريككة كالسككجن بنككوعيه المؤبككد و‬
‫المؤقت و الحبس ‪ ,‬وقد تكون مالية)غرامة أو مصادرة(‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاء التأديبي و الداري ‪:‬يكون الجزاء تأديبا نتيجة مخالفة الموظف أو‬
‫العامل لقواعد و نظكام العمكل أو الوظيفكة فكي الهيئة المسكتخدمة مثكل التنكبيه‪,‬‬
‫النذار‪ ,‬التوبيخ‪ ,‬التوقيف المككؤقت‪ ,‬النقككل الجبككاري‪ ,‬العككزل‪ .‬أمككا الجككزاء الداري‬
‫فيكون نتيجة مخالفككة قاعككدة قانونيككة فككي الدراة‪ ,‬وتكككون صككورته بإلغككاء القككرار‬
‫الداري أو العقد الداري الذي ينجر عنهما التعويض مثل سككحب رخصككة السككياقية‬
‫أو غلق محل تجاري أو مصادرة منتجو في السوق‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫ج‪ -‬الجزاء السياسي‪ :‬يوقع هذا النوع من الجزاءات في حالة مخالفة القواعككد‬
‫و الحكام الدستورية والتنظيمية مثل ما يسمى بملتمس الرقابة أو حجب الثقككة‬
‫عن الحكومة ونصت المواد علككى ذلككك المككواد‪ 137-136-135-84 :‬مككن دسككتور‬
‫‪ , 1996‬وأيضا حل المجلس الشعبي الوطني أو تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة‬
‫مادة ‪ 81‬من دستور ‪، 1996‬كذالك يمكن استوجبه وطرح أسئلة شفوية أو كتابية‬
‫كجزاء منظم بموجب المادتين ‪ 133‬و ‪ 134‬من الدستور ‪ 1996‬ويمكن أن ينجككر‬
‫جزاء سياسي أخر وهو في حالة عدم التسوية علككى برنامككج الحكومككة مككادة ‪81‬‬
‫من دستور ‪.1996‬‬
‫د‪ -‬الجزاء الدولي ‪ :‬وهو ذلك الجزاء الذي يوقع على دولة ما باعتبارهككا شخصككا‬
‫من أشخاص المجتمككع الكدولي ‪ ,‬ويتخكذ الجككزاء الككدولي ‪:‬صكور كاسككتخدام القكوة‬
‫العسكرية ‪ ,‬أو شكل الحصار الجوي‪ ,‬البحري‪ ,‬البري أو الحصككار القتصككادي قطككع‬
‫العلقات الدبلوماسية‪ ,‬وهناك كثير من الجزاءات في مختلف القوانين أو القواعككد‬
‫القانونية‪ ,‬كالجزاء المالي‪ ,‬الجزاء التجاري‪ .‬مثل فككرض رسككم جمركككي وغرامككات‬
‫ضريبية و مضاعفاتها أو إشهار لفلس تاجر ما‪.‬‬

‫المحور الثاني‬
‫‪:‬علقة القانون بمختلف العلوم وقواعد السلوك الجتماعي‬
‫ا‪-‬علقة القانون بعلم الجتمسساع ‪ :‬توجككد صككلة وطيككدة بيككن القككانون وعلككم‬
‫الجتماع‪ ,‬بحيث نجد أن القانوني والمشرع يعتمككد علككى علككم الجتمككاع أو العككالم‬
‫الجتماعي في التعرف على مفاهيم وأسباب وحقائق الظواهر الجتماعيككة‪ ,‬حككتى‬
‫يتسككنى لككه تنظيمهككا بقواعككد قانونيككة تتناسككب مككع خصوصككية الككبيئة الجتماعيككة‬
‫المتواجدة فيها تلك الظواهر‪ ,‬وعليككه فككان علككم الجتمككاع علككم مسككاعد للقككانون‬
‫ويقككدم خدمككة جليلككة لككه عككن طريككق الدراسككات والتحقيقككات والستقصككاءات‬
‫الجتماعية آو سبر الراء أو الستبيانات أو المقككابلت لككه بالنسككبة لكككل الظككواهر‬
‫الجتماعية‪ ,‬كظككاهرة الجككرام والنحككراف والحككداث والنفجككار السكككاني أو قلككة‬
‫السكان‪ ,‬ظاهرة الطلق ‪ ,‬ظاهرة الزواج العرفي‪....‬الخ‪.‬‬
‫ب‪-‬علقة القانون بعلم التاريخ‪ :‬يقدم التاريخ خدمة جليلة للقانون بحيككث أن‬
‫كل التجارب و الرواسب والحداث والظواهر التي مرت بهككا النسككانية جمعككاء أو‬
‫مجتمع ما يمككن للمشكرع مكن خللهكا الوقككوف علبهكا وتصكفح هككذه الخكبرات و‬
‫النظم المختلفة ومدي تلؤمها مع مستجدات ومقتضيات الككوقت المعاصككر‪،‬وعليككه‬
‫‪-9‬‬
‫فان تاريخ النظم القانونيككة السككاعدة فككي كككل مجتمككع يفيككد المشككروع فككي سككن‬
‫القوانين مثلما هو في القانون الجزائري وتعككاقبه قككديما وحككديثا وتطككوره وتغيككره‬
‫بالتعديل أو اللغاء‪.‬‬
‫ج‪-‬علقسسة القسسانون بعلسسم السياسسسة أو السياسسسية‪ :‬يككؤثر القككانون فككي‬
‫السياسة بتحكمه في تنظيم ممارسة السلطة ووضع القواعككد النظككام السياسككي‬
‫السائد في البلد‪ ,‬ويبين القككانون أيضككا أدق شككؤون نظككام الحكككم مككن السككلطات‬
‫المتواجدة فيها إلى العلقات فيما بينها إلى القواعككد و التنظيمككات الخاضككعة لهككا‪,‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن القانون قد يتأثر بالفكار و اليديولوجيات السياسككية الككتي‬
‫يمكن أن تتعارض مع مجتمع ما مما يؤدي مخاطر وانحرافات‪ ,‬لذلك نجككد معظككم‬
‫فقهاء و شراح القككانون يتصككدرونه بالنقككد و الشككرح والتحليككل و الدراسككة لتبيككان‬
‫النقائص و الثغرات الموجودة في القانون‪ ,‬وهذا يفيد كككثيرا أثنككاء تعككديل أو إلغككاء‬
‫قانون ما خدمة للمصلحة العامة في المجتمع وهو الككدور اليجككابي و الثككر البككارز‬
‫للقانون‪.‬‬

‫د‪-‬علقة القانون بعلم القتصسساد‪ :‬يتككولى القتصككاد مهمككة تنظيككم النشككطة‬


‫القتصككادية مككن عمليككات النتككاج و التوزيككع و السككتهلك فيلككبي حاجككات الفككراد‬
‫القتصادية‪ ,‬مما يتطلب إيجاد قواعد قانونية لتنظيمها‪ ,‬ونشككير إلككى أن القككانون ل‬
‫ينظككم النشككاط القتصككادي فحسككب ‪ ,‬بككل يتككأثر بككه أيضككا إذ انككه يتككأثر بالنظككام‬
‫القتصادي السائد في بلد ما أو مجتمع ما‪ ,‬فاديولوجية القتصاد الرأسككمالي الحككر‬
‫هو المذهب الفردي وتغليب المصككلحة الفرديككة علككى الجماعيككة‪ ,‬أمككا إيديولوجيككة‬
‫القتصاد الجتمككاعي أو الشككتراكي فهككي المككذهب الجمككاعي أي تغليككب مصككلحة‬
‫الجماعككة علككى مصككلحة الفككرد‪ ,‬ونظككرا للتقككدم العلمككي و التكنولككوجي وإنشككاء‬
‫النشاطات القتصادية و ازدياد حاجات الفراد و الجماعات‪ ,‬ممككا اسككتدعى وجككود‬
‫قواعد قانونية تتناسب معها‪ ,‬مثل قواعد قانون العمال ‪,‬قواعد قانون الستهلك‪,‬‬
‫قواعد قانون الستثمار‪ ,‬قواعد قانون المنافسة‪.....‬الخ‪.‬‬

‫ه‪-‬علقة القانون بعلسسم النفسسس‪:‬يسككتعين القككانون بعلككم النفككس فككي عككدة‬


‫مجالت أهمها انه في مجكال تطككبيق القككانون نجككد أن القاضككي يسككتأنس لتقريككر‬

‫‪-10‬‬
‫مسؤولية الشخص الجاني من خلل حسن أو سوء نيته‪ ,‬وكذلك فككي الثبككات عككن‬
‫طريق الشهادة فيستعين القاضي هنا بعلم النفس القضائي في تقرير المسؤولية‬
‫وهو ما يسمى بسيكولوجية الشهادة‪ ,‬ففي المسؤولية الجنائية يتأكد القاضي مككن‬
‫الجاني إذا كان سككليما أم مجنونككا وقككت ارتكككاب الجريمككة)المككادتين ‪ 47-21‬مككن‬
‫قانون العقوبات()ق‪,‬ع‪,‬ج( كما انه فككي مجككال معاملككة بعككض المجرميككن أصككبحت‬
‫التشريعات المعاصرة تقر لهم قواعد معاملت خاصة فيتلقى الحداث المجرمون‬
‫التككوجيه و الرعايككة و التربيككة وإعككادة الدمككاج فككي المجتمككع‪ ,‬فقككانون العقوبككات‬
‫المعاصرة ذو قواعد عقابية و علجية ووقائية‪.‬‬

‫و‪ -‬علقة القانون بقواعد الدين‪ :‬تختلف قواعد القككانون عككن قواعككد الككدين‬
‫من حيث المصدر فقواعد الدين خارجية عن نطاق إرادة البشككر فهككي مككن وضككع‬
‫البشر ومن حيث المضمون أو المجال نجد إن الدين أوسككع نطاقككا مككن القككانون‪,‬‬
‫فإذا كان هذا الخير يكتفي بتنظيم قواعد معاملت فقط فان الدين ينظككم قواعككد‬
‫العبادات و قواعد الخلق و قواعككد المعككاملت‪ ,‬بمعنككى إن قواعككد الككدين قواعككد‬
‫عقائديكة و تعبديكة وخلقيكة و اجتماعيكة أي معاملتيكة ‪ ,‬فهكي صكالحة لككل زمكان‬
‫ومكان‪ ,‬أما قواعد القانون فهي إقليمية تختلف مككن دولككة لخككرى‪ ,‬كمككا أن غايككة‬
‫قواعد الدين مثالية أي أنها ترتبط باليمان وتحقيق الخير و النفع العام و الهتمام‬
‫بالنوايا‪ ,‬عكس القانون الذي يهتم بالمظاهر الخارجية‪ ,‬ومن الجزاء فككانه ضككروري‬
‫لكلت القاعدتين الدينية والقانونية غير انه حال ودنيوي في هذه الخيرة كما سبق‬
‫الذكر)مادي‪ ,‬محسوس‪,‬ثوري‪,‬آو حال(‪.‬‬

‫د‪-‬علقة القانون بالخلق‪ :‬تهدف الخلق السمو وبلغوه درجة عاليككة ولئقككة‬
‫به كمخلوق مفكر ‪،‬وحثه علي عمل الخير ونبذه الشككر و إتبككاع الخصككال الحميككدة‬
‫كالصدق والثار والخوة والبتعاد عن الكككذب والنميمكة والنفكاق‪ ،‬وتختلكف قواعككد‬
‫الخلق عن قواعد القانون مككن حيككث النطككاق أو المجككال فهككي أوسككع إذ تشككمل‬
‫واجبات النسان نحو نفسه ونحو غيره بمعنى إنها أخلق شخصية واجتماعية فككي‬
‫نفس الوقت ‪ ,‬ويتفق القانون مع الخلق فككي الحفككاظ علككى النفككس والعككرض و‬
‫المال و الوفاء بالعهود أو بالعقود‪ ,‬لكن القككانون قككد ينفككرد أحيانككا بتنظيككم بعككض‬
‫‪-11‬‬
‫المجالت كقواعد المرور وقواعد التقاضي وتنظيم الحالككة المدنيككة‪ ,‬لكككن الخلق‬
‫غايتها مثالية ونبيلة‪ .‬بينما القانون غايته واقعية ونفعية حسب رأي بعككض الفقهككاء‪,‬‬
‫لكن الملحظ أن كلهما يهدفان إلى المثالية والجتماعية ومن حيككث الجككزاء نجككد‬
‫انه أدبي فككي الخلق أو معنككوي ويظهككر فككي تككأنيب الضككمير واسككتنكار المجتمككع‬
‫لبعض السلوكيات الجتماعية‪ .‬أما في القانون فككالجزاء مككادي محسككوس وتككوقعه‬
‫السلطة العامة‪.‬‬

‫علقة القانون بالمجاملت والعادات والتقاليد‪ :‬من حيث الوجككود سككبقت‬


‫العادات والتقاليد و المجاملت قواعد القانون‪ ,‬فقككد عرفتهككا المجتمعككات الولككى‬
‫ولزالككت إلككى اليككوم‪ ,‬ولهككا دور كككبير فككي تنظيككم سككلوك الفككراد والجماعككات‬
‫واستقرارها‪ ,‬وتتمثل مظاهر المجاملت في تبككادل الهككدايا والتهككاني فككي الفككراح‬
‫والناسبات السعيدة أو العزاء والمساواة في المككأتم والكككوارث‪ ,‬وتظهككر العككادات‬
‫والتقاليد من حيث الملبس والمأكل والحوار والتصال‪ ,‬ويعتقد البعض انككه ملزمككة‬
‫لكنها ليست كذلك ‪ ,‬ومن حيث الغاية يهدف القانون إلى تحقيق المصلحة العامككة‬
‫والمحافظة على كيان مجتمع واستقراره‪ ,‬فان غاية المجاملت والعادات والتقاليد‬
‫تقتصر على تحقيق مصالح جانبية وثانوية‪ ,‬ومن حيث الجزاء يظهككر فيهككا اسككتنكار‬
‫الجماعة للسلوك المخالفة لها مما يككؤدي إلككى رفككض المجتمككع والشككعور بالزلككة‬
‫الجتماعية ‪ ,‬والملحظككان المجككاملت والعككادات والتقاليككد يمكككن أن تتحككول إلككى‬
‫قواعد قانونية لرتباطها الوثيق بالمصككلحة العامككة‪ .‬كتوقيككع عقوبككة الغرامككة علككى‬
‫المدخنين في الماكن العامة في بعض المجتمعات حرصا على صككحة المككواطنين‬
‫وحماية لحق غير المدخنين‪ ,‬وكذلك في نطاق القانون الدولي العام‪ ,‬فقد تحككولت‬
‫الكثير من قواعد المجاملت الدولية إلى أعراف دولية‪.‬‬

‫‪-12‬‬
‫المحور الثالث‬
‫تقسيمات القانون وانواع قواعده‬
‫للقانون عدة تقسيمات وتصنيفات كسائر العلوم الخرى ‪ ,‬والغاية مككن ذلككك )أي‬
‫من هذا التقسيم( هو تسهيل الدراسة و معرفة تخصصات و فروع القككانون‪ ,‬وقككد‬
‫درج ) اعتاد( الفقه على تقسيم القانون أو القواعد القانونية إلى ثلثة تقسككيمات‪,‬‬
‫من حيث الغرض أو طبيعة الحكام التي تنظمهككا القواعككد القانونيككة إلككى قككوانين‬
‫موضوعية أو قواعد شكلية ) إجرائية(‪ ,‬ومن حيكث مجكال السكلوك المنظكم إلكى‬
‫قانون عام وقانون خاص ‪ ,‬ومككن حيككث ارتبككاط القواعككد القانونيككة بالنظككام العككام‬
‫والداب العامة‪ .‬أو مدى حرية الشخاص المخاطبين بها في التفاق على مخالفككة‬
‫حكمها إلى قواعد أمرة وقواعد مكملة ‪ ,‬نتطرق في هذا التقسيم الثلثي إلى‪:‬‬
‫تقسيم القواعد القانونية الى قواعد موضوعية وقواعد شكلية‪:‬‬
‫يستند هذا التقسيم إلى مضمون القاعدة القانونية ‪ ,‬فإذا كان حكمها يككبين ويحككدد‬
‫الحقوق و اللتزامككات للشككخاص فإنهككا قاعككدة قانونيككة موضككوعية مثككل القككانون‬
‫المدني الجزائري) عقد البيع وعقد اليجار( فقواعد هككاذين العقككدين تككبين حقككوق‬
‫والتزامات ككل منهمكا ‪ ,‬أمكا إذا ككان حككم هكذه القاعكدة القانونيكة يكبين ويحكدد‬
‫كيفيات وطككرق وإجككراءات اسككتفتاء هككذه الحقككوق والمطالبككة بهككا فإنهككا قاعككدة‬
‫شكلية إجرائية مثل قواعد قانون الجراءات المدنية والدارية الجديككدة ‪, 09-08‬‬
‫وكككذلك قواعكد قككانون الجكراءات الجزائيكة ‪ ,‬فهككذه القواعككد تكبين علكى التكوالي‬
‫شروط رفع الككدعوة القضككائية والجهككة القضككائية المختصككة وكيفيككة الفصككل فيهككا‬
‫والطعن في أحكامها و قراراتها وتنفيذها للحصول على الحككق المطككالب بككه ‪ ,‬أو‬
‫توقيع الجزاء المقرر كمخالفة حكم القاعدة القانونية ‪.‬‬
‫تقسيم القواعد القانونية الى قواعد القانون العام وقواعد القانون‬
‫الخاص‪:‬‬
‫إن تقسيم القاعدة القانونية العامة والقاعدة القانونية الخاصة هو تقسيم تقليككدي‬
‫يرجع تاريخه إلى القانون الروماني الذي كان ينظر إلى الدولة باعتبارها السككلطة‬
‫العامة تعمل على تحقيق المصلحة العامة أي ضمان المككن و السككتقرار وتسككيير‬
‫‪-13‬‬
‫المرافق العمومية الدارية ‪ ,‬وتسمو على المصالح الخاصة للفراد التي تتمثل في‬
‫حرية النشاط القتصادي والجتماعي ) حريككة التملككك وممارسككة التجككارة( ‪ ,‬وقككد‬
‫اعتمد الفقه الحديث على هذا التقسيم ‪ ,‬نتعرض إلى معايير التفرقة بين القانون‬
‫العام والخاص وأهمية هذا التقسيم وفروع كل من القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬معايير التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص ‪:‬‬
‫لقد تعددت معايير التفرقة بين قانون عككام وقككانون خكاص واختلككف الفقكه بشكان‬
‫تحديدها بدقة‪ ,‬ومن بين تلك المعايير التي نميز بها بين القككانونين العككام والخككاص‬
‫نجد معيار الطراف ‪.‬العلقة القانونيككة ومعيككار طبيعككة القاعككدة القانونيككة ومعيككار‬
‫طبيعة المصلحة ومعيار صفة الشخاص والطراف في العلقة القانونية ‪.‬‬
‫ا‪ -‬معيار أطراف العلقة القانونية‪ :‬وهككو معيككار عضككوي أي انككه ينظككر فككي‬
‫التفرقة بين القوانين إلى أشخاص الطراف في العلقة القانونية بحيث أننا نكون‬
‫أمككام القككانون العككام إذا تعلككق المككر بعلقككة الدولككة أو احككد فروعهككا بككالفراد أو‬
‫الشخاص الطبيعيين أو بدولة أخرى ‪ ,‬بينما نكون أمام القككانون الخككاص إذا تعلككق‬
‫المر بعلقة الفراد يبعضككهم البعككض بمعنككى أن القككانون العككام ينظككم العلقككات‬
‫القانونية التي تكون الدولة أو احد فروعها طرفا فيها ‪ ,‬أما القككانون الخككاص فككانه‬
‫ينظم العلقات القانونية التي تربط الشخاص الطبيعيين فيما بينهم‪.‬‬
‫نقد هذا المعيار‪ :‬ل يمكن التسليم بهذا المعيار و القبول به لنه لم يعككد يسككمح‬
‫في الوقت الراهن بالتمييز بين هككاذين القككانونين )عككام وخككاص( فككي ظككل تطككور‬
‫وظيفة الدولة التي انتقل نشاطها من الجانب السياسي و الداري و المني كككدور‬
‫تقليدي و الذي هو مجال لنشاط الفراد وتطبيق قواعد القانون الخككاص ‪ ,‬بمعنككى‬
‫آخر أن الدولة صار بإمكانها أن تتدخل بوصفها بمجرد شخص معنوي خاص شانها‬
‫شان الشخص الطككبيعي العككادي و ل تظهككر بمظهككر السككيادة و ل تمثككل السككلطة‬
‫العامة‪ ,‬ففي هذه الحالة فان نشاطها يخضع للقانون الخاص ومثالهككا كالمؤسسككة‬
‫العمومية والشركة‪.‬‬
‫ب‪ -‬معيار طبيعسسة القاعسسدة القانونيسسة‪ :‬يككرى جككانب مككن الفقككه أن أسككاس‬
‫التفرقة بين القانونين العام والخاص هو النظككر إلككى طبيعككة القواعككد القانونيككة ‪,‬‬
‫فإذا كانت قواعد أمرة ل يجوز التفاق علككى مخالفككة أحكامهككا فإننككا نكككون بصككدد‬
‫قواعد القانون العام ‪ ,‬أما إذا كككانت قواعككد مكملككة يمكككن و يجككوز التفككاق علككى‬
‫مخالفة أحكامها ‪ ,‬فإننا نكون بصدد قواعد القانون الخاص‪ ,‬بمعنككى أن أنصككار هككذا‬
‫المعيار يرون بان قواعد القانون العام قواعد أمرة بينمكا قواعكد القكانون الخكاص‬
‫قواعد مكملة‪ ,‬أي أن القانون العام قانون خضوع وسككيطرة أمككا القككانون الخككاص‬
‫فهو قانون الحرية و السلطان والرادة‪.‬‬
‫‪-14‬‬
‫نقد هذا المعيار‪ :‬عيب على هذا المعيكار انككه غيككر صككحيح بكدليل وجكود قواعككد‬
‫قانونية آمرة تنتمي إلى القانون الخككاص كتلككك القواعككد المتواجككدة فككي القككانون‬
‫المدني والتي تنظم عقد الملكية اليجار العمل‪ ,...‬وكذلك قواعككد قككانون السككرة‬
‫جاءت أمرة لتصالها بالنظام العام و الداب العامة كالنفقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬معيار طبيعة المصلحة‪ :‬يرجح أصحاب هككذا المعيككار أسككاس التفرقككة بيككن‬
‫القانونين عكام وخككاص إلككى طبيعككة المصكلحة الكتي تهكدف إلكى تحقيقهكا ‪ ,‬فهكم‬
‫يعتقدون ويرون أن غاية القككانون العككام هككي تحقيككق المصككلحة العامككة أمككا غايككة‬
‫القانون الخاص فهي تحقيق المصالح الخاصة للفراد أو الشخاص الطبيعيين‪.‬‬
‫نقد هذا المعيار ‪ :‬يأخذ هذا المعيار بأنه صعب التطبيق بسكبب اسكتحالة فصكل‬
‫المصلحة عن المصالح الخاصة‪ ,‬فهي متداخلة ول توجد حدود تفصل بينهم ولنه ل‬
‫توجد قواعد قانونيككة تهككدف لتحقيككق المصككلحة الخاصككة وتتعككارض مككع المصككلحة‬
‫العامة و العكس كذلك‪ ,‬مثل نظام الزواج الذي يحقق مصالح الزوجيككن معككا فككانه‬
‫يحقق مصككلحة عامككة وهككي تككوين أسككرة باعتبارهككا الخليككة الساسككية للمجتمككع‪,‬‬
‫وكذلك حق الملكية فهو من صميم المواضيع المنظمة من طرف قواعد القككانون‬
‫الخككاص إل أن الملكيككة أو حككق الملكيككة يككؤدي وظيفككة اجتماعيككة مهمككة تحقككق‬
‫للمصلحة العامة‪ ,‬نفس الشئ بالنسبة لعقككود الككبيع واليجككار ‪ ,‬اسككتهلك الوديعككة‪,‬‬
‫عقد القرض‪.....‬‬
‫د‪ -‬معيار صفة الشخاص أطراف العلقة القانونية‪:‬يعتبر هذا المعيار أهم‬
‫معيار أوجده الفقه للتمييز بين القانونين العام والخاص‪ ،‬وذالك بالرجوع إلي صفة‬
‫الشخاص الذين هم أطككراف فككي العلقككة القانونيككة‪ ،‬فككإذا تككدخلت الدولككة أواحككد‬
‫فروعها وظهرت في هذه العلقة بصفتها صاحبة السيادة والسلطة تكككون بصككدد‬
‫قانون عام ‪،‬أما إذا تككدخلت الدولككة أو أحككد فروعهككا أو أي شككخص معنككوي عككام‬
‫وظهرت كشخص عادي فإننا نكون بصدد قانون خاص ‪ ،‬فككالعبرة إذا بمككدي تككوافر‬
‫عنصر السيادة أو السلطة أو تخلفه ‪،‬فإذا تحقق هذا العنصر خضعت هككذه العلقككة‬
‫القانونيككة للقككانون العككام ‪،‬وإذا تخلككف هككذا العنصككر يتككولى القككانون الخككاص‬
‫تنظيمها ‪،‬وبذالك أصبح المعيار الراجح لدي الفقككه للتفرقككة بيككن القككانونين العككام‬
‫والخاص هو الصفة التي يتدخل بها أحد أشخاص القانون العام أي الدولة أو أحككد‬
‫فروعها ‪،‬ول يكفي وجود الشخص العام أو الدولة وأحد فروعها في هذه العلقة ‪.‬‬
‫وعليككه تككم تعريككف القككانون العككام بككأنه مجموعككة القواعككد القانونيككة الككتي تنظككم‬
‫العلقات القانونية التي تكون الدولة أو أحد فروعها طرفا فيهككا باعتبارهككا صككاحبة‬
‫السيادة ‪،‬أما القانون الخاص فهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلقككات‬
‫التي ل تكون الدولة طرفا أو أحد فروعها طرفككا فيهككا باعتبارهككا صككاحبة السككيادة‬
‫‪-15‬‬
‫‪،‬لذالك سمي القانون العام بقانون الخضوع والسككيطرة وسككمي القككانون الخككاص‬
‫بقانون الحرية والمساواة والتوازن ‪.‬‬
‫‪-‬أهمية تقسيم القانون إلي عام وخاص‪ :‬يعتبر تقسيم القانون إلككي عككام‬
‫وخاص ذي أهميككة عمليككة كككبيرة لن القككانون العككام يتميككز عككن القككانون الخككاص‬
‫بأحكام خاصة‪ ،‬وتبرز هذه الهمية من خلل عدة مجالت‪.‬‬
‫‪ -‬ففي مجال المتيازات يمنككح القككانون العككام لشخاصككه عككدة امتيككازات لتحقيككق‬
‫المصلحة العامة ‪،‬كسلطة الدولة في العقاب ضد المجرمين ‪،‬وسلطة الدولة قككي‬
‫فرض الضرائب والرسوم وسلطة الدولككة فككي نككزع الملكيككة مككن أجككل المنفعككة‬
‫العمومية ‪،‬وسلطة الدولة في فرض الخدمة وجعلها إجبارية ‪،‬وذالك في مجسسال‬
‫العقود المبرمة بين الدولة أو أحد فروعها باعتبارها صاحبة السيادة‪ :‬فإنهككا تأخككذ‬
‫مركزا ممتازا ‪،‬يسمح لها بالتمييز وتوقيع الجككزاء علككي المتعاقككد معهككا فككي حالكة‬
‫الخلل بشروط العقد الداري كما يمكن لها تعديل أو إلغاء هذا العقد كليا دون‬
‫الحاجة إلي رضا الطرف التعاقد معها ولكن مع تعويضه ‪.‬‬
‫وفي مجال طبيعة القواعسسد القانونيسسة‪ :‬فككان القككانون العككام قواعككده كلهككا‬
‫عامرة ل يمكن ول يجوز للشخاص مخالفتهكا لنهكا تهكدف إلكي تحقيكق المصكلحة‬
‫العامة‪.‬عكس قواعد القانون الخاص نجد أنهككا قواعككد مكملككة يمكككن للطككراف أو‬
‫الشخاص التفاق علي مخالفة أحكامها‪.‬‬
‫وفككي مجككال الختصككاص القضككائي ‪:‬فككان المنازعككات الككتي تكككون الدولككة أو أحككد‬
‫فروعها طرفا فيها يكون النظر من اختصاص القضاء الداري ‪،‬بينمككا يكككون النظككر‬
‫في الدعوات الككتي ل تكككون الدولككة أو احككد فروعهككا طرفككا فيهككا مككن اختصككاص‬
‫القضاء العادي‪.‬‬
‫‪ -‬فروع القانون العام والخاص‪:‬‬
‫أ‪:‬فروع القانون العام ‪:‬يقسم الفقه القانون العام إلي قسمين كبيرين هما‬
‫القانون العام الخارجي والقانون العام الداخلي ولكل منهما فروع ‪.‬‬
‫أول ‪:‬القانون العام الخارجي ‪ :‬يقصد به القانون العككام الككدولي فهككو عبككارة‬
‫عن مجموعة قواعد قانونية الككتي تنظككم علقككات الككدول بعضككها ببعككض )أو فيمككا‬
‫بينها(زمن السلم أو الحرب معا ‪،‬وكذالك علقاتها بالمنضككمات الدوليككة ‪،‬وعلقككات‬
‫المنضمات الدولية يبعضها بالبعض الخر ‪ ،‬ففي وقت السككلم يككبين هككذا القككانون‬
‫أشخاص المجتمع الدولي ويعين شروط اكتساب الشخصية القانونية الدولية ‪،‬كما‬
‫ينضم المعاهدات والتفاقيككات الدوليككة ويحككدد الحقككوق والواجبككات ويككبين طككرق‬
‫تمثيل المفاوضات والتحكيم ‪،‬وفي وقت الحرب ينضم إجراءات إعلن الحرب بين‬
‫‪-16‬‬
‫دولة وأخري ويحدد وسائلها المشككروعة و الغيككر المشككروعة وكيفيككة إنهائهككا عككن‬
‫طريق الهدنة و الصلح وكيفية معاملككة السككري والجرحككى فكي الحكرب ‪،‬ويسكتمد‬
‫القككانون الككدولي العككام قواعككده مككن مصككادر مختلفككة أهمهككا العككرف الككدولي‬
‫والمعاهدات الدولية والمبادئ القانونية العامكة وككذالك الفقكه والقضكاء الكدوليين‬
‫‪،‬ويلحظ أنه ثار جدل فقه كبير حول مدي اعتبار القانون الدولي العام قانونا يأتم‬
‫معني الكلمة ‪،‬كونه قواعده تفتقر لعنصر اللكزام فكي غيكاب وجكود سكلطة تعلكو‬
‫الدول تضع قواعده وتفرض سككلطانها وتوقككع الجككزاء علككي مككن يخككالف أحكككامه‬
‫بالرغم من وجود هيئات و أجهزة دولية تسهر علي ذالك ‪ ،‬ويعتبر القانون الككدولي‬
‫العام قانون حديث النشأة وقد تفرعت عنه عكدة قككوانين أهمهكا القكانون الكدولي‬
‫النساني والقانون الدولي للتنمية حقوق النسان‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬القسسانون العسسام السسداخلي ‪:‬ق‪.‬ع‪.‬د‪.‬هككو ق‪.‬مجموعككة القواعككد القانونيككة‬
‫الداخليككة الككتي تحككدد كيككان الدولككة وتنضككم العلقككات بينهككا وبيككن فروعهككا وبيككن‬
‫الشخاص الطبيعية وبين الشخاص المعنوية الخاصة أو ينضم العلقات التي تقوم‬
‫بين الدولة وأحد فروعها ‪،‬أو فيما بين هككذه الفككروع ‪،‬وذالككك داخككل الدولككة وليككس‬
‫خارجها ويشمل القككانون العككام الككداخلي عككدة فككروع أهمهككا‪.‬القككانون الدسككتوري‬
‫‪.‬القانون الداري‪.‬القانون المالي‪.‬القانون الجنائي‪.‬‬
‫أ‪ -‬القانون الدستوري‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تبين أسس الدولة‬
‫وتحدد طبيعككة نظككام الحكككم فيهككا والسككلطات العموميككة المتواجككدة فيهككا ويحككدد‬
‫اختصاصاتها والعلقة فيما بينها ويحككدد الواجبككات والحقككوق السياسككية والحريككات‬
‫العامة للشككخاص ويعتككبر الدسككتور بمثابككة القككانون الساسككي للبلد وهككو أسككمي‬
‫القوانين إطلقا نضرا لتضمره المبادئ العامة والهامة للبلد ‪ ،‬ومن حيككث الشكككل‬
‫قد يكون الدستور مكتوبا أو عرفيككا ‪ ،‬وقككد عرفككت الجككزائر ‪ 4‬دسككاتير للسككنوات‬
‫‪ ، .1996 .1989 .1976 .1963‬وهناك جزاء يكفل احترام القواعد الدستورية‪،‬‬
‫وهو يتمثل في تلك الرقابة المتبادلة بين السلطات الثلثة‪.‬‬
‫ب‪ -‬القسانون الداري‪ :‬هككو مجموعككة القواعككد القانونيككة الككتي تنضككم النشككاط‬
‫الداري للسلطة التنفيذية وهو نوعان‬
‫‪ -‬نشاطا يتعلق بأعمال حكومية )أعمال السيادة ( كإبرام المعاهدات إعلن حالككة‬
‫طوارئ أو إعلن الحرب أو حل البرلمان أو تشكككيل حكومككة أو تعككدد حكككومي أو‬
‫إقالككة الحكومككة‪ ،‬وينظككم هككذه النشككطات الداريككة المهمككة و الخطيككر ة للقككانون‬
‫الدستوري‪.‬‬
‫‪ -‬أمككا النشككاط الداري الثككاني فيتعلككق بأعمككال إداريككة )الضككبط الداري( كككإدارة‬
‫وتسيير المرافق العمومية بغية ضمان تحقيككق المصككلحة العامككة وخككدمات عامككة‬
‫‪-17‬‬
‫للمواطنين كما تبين طبيعة العلقة بين الحكومة وموظفيها أو تعيينهم أو ترقيتهم‬
‫وهو قانون الوظيفة العمومية الذي يتفرع عن القككانون الداري ‪ ،‬كمككا أن القككانون‬
‫الداري يبين طبيعة العمال الداريككة الككتي تتمثككل فككي العقككد الداري أو القككرار‬
‫الداري وشككروط صككحتها ووضككع أسككس الرقابككة القضككائية علككي هككذه العمككال‬
‫الدارية وتبيان كيفية ممارستها ضمانا لحقوق الشككخاص وعككدم انحككراف الدارة‬
‫عن القانون ‪.‬‬
‫الملحظ أنه ل توجد قواعكد قانونيكة إداريكة متقنكة ومرتبكة ومصكنفة مكادة مكادة‬
‫كالتقنين المدني أو التقنين التجككاري وذالككك راجككع إلككي التطككور والتغييككر السككريع‬
‫لمبادئ وقواعد هذا القككانون حككتى يسككاير تطككورات المرفككق العمككومي ‪ ،‬كمككا أن‬
‫قواعد ومبادئ القانون الداري جككد متشككعبة وبمككأثرة فككي عككدد ل حصككر لككه مككن‬
‫اللككوائح التنظيميككة والمراسككيم والتشككريعات المختلفككة ممككا صككعب جمعهككا فككي‬
‫مجموعة واحدة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬القانون المالي ‪:‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم مالية الدولة أي‬
‫الميزانية من حيث المداخل أو الرادات ومصادر تحصيلها عككن طريككق الضككرائب‬
‫والرسككوم وعمليككة التصككدير أو عككائدات التقككدير ‪ ،‬ومككن حيككث تحديككد النفقككات‬
‫والمصاريف في تسيير أو التجهيز ‪ ،‬وأوجه صرفها ‪ ،‬ويبين القككانون المككالي أيضككا‬
‫فعاليات الرقابة علي هذه العمليات ‪ ،‬وهو قككانون حككديث النشككأة لنككه تفككرع عككن‬
‫قانون الداري وكذالك أنه نشاط إداري مالي في الصككل ‪ ،‬غيككر أنككه اسككتقل عنككه‬
‫نظرا لهميته وكثرة مبادئه وقواعده‪.‬‬
‫د‪ -‬القانون الجنائي‪ :‬هو مجموعة القواعككد القانونيككة الموضككوعية و الجرائيككة‬
‫التي تنضم وتحدد الجرائم والعقوبات ويشمل قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬تقنين العقوبات ‪:‬وهو يتضمن مجموعة قواعد قانونية موضوعية التي تحدد‬
‫الجرائم والعقوبات المقررة لها ‪،‬ويقسمه الفقهاء إلي قسم عام وقسم خاص‬
‫‪-‬القسم العام ‪:‬يحدد المسؤولية الجنائية بتصنيف الجريمة وتسميتها وتبيان‬
‫أركانها ويبين أسباب الباحة والظروف المخففة والمشددة‪.‬‬
‫‪-‬القسم الخاص‪ :‬يتولى دراسة كل جريمة علككي حككدا وتبيككان أحكامهككا الخاصككة‬
‫وتصككنيفها إلككي جككرائم واقعككة علككي الشككخاص )القتككل –الضككرب –الجككرح –‬
‫السب(وجرائم أخري واقعة علي الموال )كالسرقة والنصب والحتيككال والككتزوير‬
‫واستعمال المزور وخيانة المانكة (وقكد صكدر قكانون العقوبكات الجنكائي بمكوجب‬
‫المر ‪156/66‬المؤرخ في ‪8‬جوان ‪.1966‬وقد نص في مادته الولية >>ل جريمة‬

‫‪-18‬‬
‫ول عقوبة أو تدابير يغير قانون <<‪ ،‬وهو يمثككل مبككدأ قككانوني شككهير نصككت عليككه‬
‫مواثيق حقوق النسان والقوانين الجنائية العالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقنين الجسسراءات الجزائيسسة ‪ :‬وهككو يتضككمن مجموعككة القواعككد القانونيككة‬
‫الجرائية أو الشكلية الواجب إتباعها لتطبيق القواعد الموضوعية التي جككاءت بهككا‬
‫أحكككام تقنيككن العقوبككات ‪،‬ونجككد أن قواعككد تقنيككن الجككراءات الجزائيككة ستقصككي‬
‫الجريمة منذ وقوعها والتبليغ عنها وضككبط الجككاني والتحقيككق والمحاكمكة وإصككدار‬
‫الحكم والطعن فيه إلي آخر مرحلة وهي تنفيككذ العقوبككة كمكا تككبين هككذه القواعككد‬
‫القانونيكة الجرائيككة الجزائيككة للسكلطات المختصككة الكتي يمككن إتبككاع الجكراءات‬
‫أمامها وقد صدر تقنين إجراءات الجرائم بموجب المر رقم ‪155-66‬المؤرخ فككي‬
‫‪08‬جوان ‪1966‬موتجدر الشارة ألي أنه كل من التقنييككن تككم تعككديلهما أكككثر مككن‬
‫مرة ‪.‬‬

‫ب‪-‬فروع القانون الخاص‪ :‬يتفرع القانون الخاص إلي قوانين أهمها‪:‬‬


‫القككانون المككدني ‪ -‬ق التجككاري –ق‪.‬البحككري –ق‪.‬الجككوي –ق‪.‬العمككل‪-‬الجككراءات‬
‫المدنية والدارية ‪-‬ق‪.‬الدولي الخاص –ق‪.‬السرة ونتعرض لهذه الفروع كما يلي ‪.‬‬
‫* القانون المدني‪:‬يعتبر القانون المدني أهم فرع لفروع القانون الخككاص بككل‬
‫هو الصل بالنسبة لها فهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم السلوك الخككاص‬
‫للفراد أو الشخاص وتنقسم قواعده القانونية إلي مجموعتين ‪.‬‬
‫الولكي تنظكم علقكات الفكرد أو الشكخص بأسكرته وتسكمي الروابكط أو الحكوال‬
‫الشخصية )كحلة الشخص ونظككم الككزواج ‪ -‬الطلق –النسككب –الوليككة –الوصككية –‬
‫الوقككف (والككتي اسككتقلت فككي قككانون السككرة الجككزائري بمككوجب قككانون ‪-84‬‬
‫‪11‬المؤرخ في ‪09‬جوان ‪. 1989‬المعدل والمتمككم بمككوجب المككر ‪02-05‬المككؤرخ‬
‫في ‪27‬فيفري ‪.2005‬أما المجموعة الثانية من قواعد القانون المدني فإنها تنظم‬
‫علقات الفرد من حيث المال مع غيره من الشخاص وتسمي بككالحوال العينيككة‬
‫‪.‬‬ ‫أو العلقات المدنية‪.‬‬
‫ويري الفقه بان القانون المدني هككو الشككريعة العامككة بالنسككبة لعلقككات القككانون‬
‫الخاص وذلك لكون قواعده تخاطب كافككة الشككخاص وتنظككم علقككاتهم القانونيككة‬
‫المدنية أو العينية بصرف النظر عن صفاتهم أو ملتهم أو وظائفهم ‪،‬فهذه القواعد‬
‫ليسككت موجهككة لطائفككة معينككة مثككل التجككار أو المككواطنين أو المسككتهلكين أو‬
‫المحامين أو البطالين ‪.‬كما أن قواعده هي المرجككع أو الصككل فتطبككق علككي كككل‬
‫مسالة لم يرد بشأنها نص خاص في باقي فروع القوانين الخاصة الخري )ماعككدا‬
‫‪-19‬‬
‫قواعككد القككانون الككدولي الخككاص ( بمعنككي أن القككانون المككدني يشككمل المبككادئ‬
‫القانونية العامة أو المشتركة بين جميع هذه الفروع ‪،‬كما يتضككمن بعككض القواعككد‬
‫والتي تسمي قواعد القانون الدولي الخاص المحصككورة بيككن المككادة ‪24‬و ‪09‬مككن‬
‫القانو المدني الجزائري وذلك لنها القواعد الوحيدة التي لم تستقل عنهككا وذالككك‬
‫مسكتقل ‪.‬وقكد صككدر‬ ‫راجع إلي كونهكا قليلككة العككدد ول تكفككي قواعكده‬
‫القككانون المككدني الجككزائري بمككوجب المككر ‪-58-75‬المككؤرخ فككي ‪26‬سككبتمبر‬
‫‪1975‬والذي عدل عدة مرات منها سنة ‪2005‬بموجب القانون رقم ‪10-05‬وفككي‬
‫سنة ‪2007‬بالقانون رقم ‪.05-07‬‬
‫*القانون التجاري ‪:‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلقات الناشئة‬
‫عن المعاملت التجارية فيتحدد بها وصف التاجر وشروط اكتسابه الصفة التجارية‬
‫‪،‬وتحديد حقوقه والتزامه كما تبين أنواع العمال التجارية ومظككاهر هككذه العمككال‬
‫والنشاطات كالعقود التجارية والشركات التجارية والوراق التجارية ‪.‬‬
‫كما تنظم قواعده بعض النظمة التجارية كنظام الفلس و التسوية القضائية وقد‬
‫صككدر القككانون التجككاري بمككوجب المككر رقككم ‪59-75‬المككؤرخ فككي ‪26‬سككبتمبر‬
‫‪1975‬والذي عدل عدة مرات آخرها سنة ‪2005‬بموجب القانون ‪.02-05‬‬
‫وتجدر الشارة إلي أن قواعد القانون التجككاري كككانت جككزء ل يتجككزأ مكن قواعككد‬
‫القانون المدني لكنهككا انتقلككت عنهككا لعتبارهككا خاصككة بطبيعككة النشككاط التجككاري‬
‫وتطوره المذهل ‪،‬فهو يحتاج إلي السرعة و العتمان والثقة في المعاملككة وحريككة‬
‫الثبات وافتراض التضامن بين المدنيين إلي جككانب تميككز التجككارة الحديثككة بنظككم‬
‫جديدة تناسبها وتتطلب قواعد قانونية تلئمها مثل ما هكو الوضكع بالنسككبة للبنككوك‬
‫والبورصات والوراق التجارية ‪.‬‬
‫*القانون البحري‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلقات الناشككئة‬
‫عن الملحة البحرية )تجارة –صيد –نزهة –نقل بضائع و أشخاص (وكككذالك تنظيككم‬
‫السفينة باعتبارها هي المركز القككانوني للقككانون البحككري وهككي وسككيلة الملحككة‬
‫البحرية من حيث بنائها وتجهيزها وما يرد عليها من تصرفات قانونية )عقككود الككبيع‬
‫أو النقل ‪ ،‬الرهن ‪،‬الستغلل( وتنظيم وسككائل التككأمين البحككري بالنسككبة للسككفينة‬
‫ونشكاطاتها وقككد كككان القكانون البحكري تابعكا للقكانون التجكاري علكي أسككاس أن‬
‫العمال التي ينظمها كانت عبارة عن أعمال تجارية محض إل أنككه اسككتقلي عككن‬
‫القانون التجاري نضككرا لضككخامة السككفينة وتشككعب نشككاطاتها وكككذا التصككرفات‬
‫القانونية الواردة عليها ‪ ،‬وقد صدر القانون البحري الجزائري بمككوجب المككر رقككم‬
‫‪80-76‬المؤرخ في ‪23‬اكتوبر ‪1976‬الذي عدل وتمم بالقانون رقم ‪05-98‬المؤرخ‬
‫في ‪05‬جوان ‪.1998‬‬
‫‪-20‬‬
‫*القانون الجوي‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظككم العلقككات الناشككئة‬
‫عن الملحة الجوية وتعتبر الطائرة هي المركز القككانوني لهككذه القواعككد القانونيككة‬
‫لذالك نجد أحكككام هككذ ا القككانون ذات طبيعككة خاصككة و مهمككة علككي غككرار أحكككام‬
‫القكككانون البحكككري ‪ ،‬فهكككي تنظكككم جنسكككية الطكككائرة وتكككبين أحككككام تسكككجيلها‬
‫الواردة عنها وتنظم مسائل تأمين الطائرة والركككاب و البضككائع وحككتى الغيككر مككن‬
‫الشخاص والممتلكات علي سطح الرض نتيجة بعككض المخككاطر ويعتككبر القككانون‬
‫الجوي من احدث فروع القانون الخاص ‪،‬وقد صدر في الجككزائر بمككوجب القككانون‬
‫رقم ‪06-98‬المؤرخ في ‪27‬جككوان ‪1998‬والككذي يحككدد القواعككد العامككة المتعلقككة‬
‫بالطيران المدني ‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلي أن كل من القانونين الجوي والبحري يستمدان أحكامهما مككن‬
‫التفاقيات والمعاهدات الدولية كما أ ن كل من الطائرة والسككفينة يعتككبران جككزء‬
‫من القليم الذي يخضع لسيادة وطنية ‪.‬‬
‫*قانون العمل‪:‬هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم العلقات الناشككئة‬
‫عن علقات العمل بين العمال وأرباب العمل إذ تبين حقوق و التزامككات أطككراف‬
‫علقة العمل وتحدد وسائل حمايتها وكيفية فرض النزاعات الناشئة عنها ‪ ،‬ويعتككبر‬
‫قانون العمل من أحدث القوانين أيضككا فقككد كككانت هككذه العلقككة خاضككعة لحكككام‬
‫القانون المدني وما تضمنه من مبادئ شهيرة أهمها ‪:‬‬
‫مبدأ سلطان الرادة‬
‫مبدأ حرية التعاقد وقاعدة عقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫وقد تزامن ذلك مع ازدهار الصناعة في أوروبا التي تكأثرت فيمكا بعكد فكي مبكادئ‬
‫الفلسفة الشتراكية والمككذهب الجتمككاعي الككذي أثككرت بشكككل بككارز فككي علقككة‬
‫العمل من أجل حماية الطرف الضعيف فيه وتحقيق التوازن القتصككادي المفقككود‬
‫فيها في غالب الحيان وذالك بواسطة عدة تشريعات للعمل ‪ ،‬وفي الجزائر يعتبر‬
‫المر رقم ‪12-78‬المؤرخ في ‪15‬اوت ‪1978‬المتعلق بالقانون الساسككي للعامككل‬
‫بمثابة اللبنككة الولككي فككي هككذا المجككال إل انككه الغككي بمككوجب القككانون رقككم ‪-90‬‬
‫‪11‬المؤرخ في ‪21‬افريككل ‪1990‬المتعلككق بالعلقككات الفرديككة للعمككل وذلككك بغيككة‬
‫تكيف تشريع العمل مع التحولت القتصادية والجتماعية والسياسية التي طككرأت‬
‫علي المستوي الدولي والداخلي كما صككدرت عككدة قككوانين لتنظككم عككالم الشككغل‬
‫منها قانون ‪90/02‬المؤرخ في ‪06‬فيفري ‪1990‬المتعلككق بالوقايككة مككن النزاعككات‬
‫الجماعيككة فككي العمككل وتسككويتها وممارسككة حككق الضككراب ‪ ،‬وكككذالك القككانون‬
‫‪90/03‬المككؤرخ فككي ‪6‬فيفككري المتعلككق بمفتشككيه العمككل ‪،‬وكككذالك القككانون‬
‫‪90/04‬المؤرخ فككي ‪06‬فيفككري ‪1990‬المتعلككق بتسككوية اللتزامككات الفرديككة فككي‬
‫‪-21‬‬
‫العمل ‪.‬وكذالك القانون رقم ‪90/14‬المؤرخ في ‪02‬جوان ‪1990‬م المتعلق بنشككر‬
‫وممارسة الحق النقابي‪.‬‬
‫*قانون الجراءات المدنية والدارية ‪:‬هو مجموعة القواعد القضككائية وتككبين‬
‫الجراءات الواجب إتباعهككا أو )الشكككلية ( الككتي تنظككم السككلطة القضككائية وتككبين‬
‫الجراءات الواجب إتباعها لحماية حقوق المقككررة بمككوجب القواعككد الموضككوعية‬
‫في مختلف فروع القانون خاصة فروع القككانون الخككاص وفككي ذالككك فككان قواعككد‬
‫تصنف إلي مجموعتين ‪:‬‬
‫الولي‪ :‬تتعلق بتنظيم السلطة القضائية من حيث تشكيل المحاكم فككي مختلككف‬
‫درجاتها‪.‬واختصاصاتها وكذالك رد القضاة ‪.‬‬
‫أمككا الثانية ‪:‬فإنهككا تتعلككق بككإجراءات التقاضككي مككن حيككث كيفيككة رفككع الككدعوة‬
‫وشروطها لدي المحكمة والسير فيها و التحقيق والثبات والفصل فيهككا ‪،‬وطككرق‬
‫وآجال وشروع الطعككن فككي الحكككام والقككرارات القضكائية وتنفيككذ النهائيككة لهككا ‪،‬‬
‫لذالك يسمي بهذا القانون بالقانون الجرائي أو الشكلي بالنسبة لقواعد القانون‬
‫الخاص الموضوعية ويعتبره بعض الشراح بمثابكة الشككريعة العامكة فكي إجككراءات‬
‫التقاضي أيا كان نوعها ‪).‬مدنية ‪،‬تجارية ‪ ،‬إدارية ‪ ،‬أو مالية( ما لم يوجد نص خاص‬
‫تلك المسائل ‪.‬وقد صدر قانون الجككراءات‬ ‫وصريح في هذه التشريعات تنظم‬
‫المدنية والدارية الجزائري الجديد بموجب القانون رقم ‪09-08‬المككؤرخ فككي ‪25‬‬
‫فيفري ‪ 2008‬جريدة رسمية ع‪21.‬المؤرخة في ‪23‬افريككل ‪. 2008‬والملحككظ أن‬
‫سريان هذا القانون ودخوله حيز التنفيذ أرجكع إلككي غايككة سككنة واحككدة مككن تاريككخ‬
‫منها ‪ ،‬بمعنككي انككه أصككبح‬ ‫نشره في الجريدة الرسمية وذالك وفقا للمادة‬
‫ساري المفعول في ابريل ‪.2009‬‬
‫القانون الدولي الخاص‪ :‬هككو مجموعككة القواعككد القانونيككة الككتي تككبين الجهككة‬
‫القضككائية المختصككة والقككانون الككواجب تطككبيقه بالنسككبة للعلقككات والنزاعككات‬
‫القانونية الخاصة وذات العنصر الجنكبي ‪ ،‬والمقصكود بالعنصكر الجنكبي فكي هكذه‬
‫الحالة هو ‪ :‬أن يكون أحد طرفي العلقة القانونية آو كلهما صاحب جنسية أجنبية‬
‫عن الدولة التي وقع النزاع أمكام محاكمهككا آو أن يكككون مصككدر العلقكة القانونيكة‬
‫عقدا أبرم في بلد أجنبي ا وان يكون محككل العلقككة القانونيككة مككال موجككودا فككي‬
‫دولة أجنبية ‪ ,‬أي أن العنصر الجنبي قد ينصب علككى الشككخاص‪ .‬أطككراف العلقككة‬
‫القانونية أو على الواقعة المنشاة لها ) مصدرها ( أو على موضوعها )محلها(‪.‬‬
‫وعليه فان القانون الدولي الخاص يشمل تماما علككى موضككوع تنككازع الختصككاص‬
‫القضائي و تنازع القوانين )التشريعيات( ‪.‬‬

‫‪-22‬‬
‫لكن الفقه القككانوني يضككيف موضككوعات أخككرى تنظمهككا قواعككد القككانون الككدولي‬
‫الخاص في المواد من المادة ‪ 9‬إلى المادة ‪ 24‬ق‪.‬م‪.‬ج الصادر بموجب المر ‪-75‬‬
‫‪ 58‬المتعلق بالقانون الدولي والمعدل و المتمككم بمككوجب القككانون ‪ , 10-05‬كمككا‬
‫أن قواعد الختصاص موجودة فككي قككانون الجككراءات المدنيككة و الداريككة وكككذلك‬
‫بعض المعاهدات و التفاقيات الدولية وقككانون الجنسككيات الصككادر بمككوجب المككر‬
‫و المعدل و المتمم بموجب المر ‪ 01-05‬لذلك فان الفقه ادخل مسائل الجنسية‬
‫ومركز الشككخاص الجككانب ومسككائل تحديككد المككوطن للشككخاص ضككمن مسككائل‬
‫القانون الدولي الخاص‪ ,‬وذلك فضل عن مسألتي تنازع الختصاص القضائي ‪.‬‬
‫تقسيم القواعد القانونية الى قواعد أمرة و قواعد مكملة ‪ :‬الملحكككظ‬
‫أن بعض القواعد القانونية أنها تفيد حرية الشخاص فتمنعهم من مخالفة أحكامها‬
‫فتسمى بالقواعد المرة ‪ ,‬أما القواعد التي تمنككح الشككخاص هامشككا مككن الحريككة‬
‫والختيار في تنظيم العلقة القانونية فتسمى بالقواعد المكملككة‪ ,‬وتجككدر الشككارة‬
‫إلى انه من خصائص القاعدة القانونية أنها ملزمة سككواء تضكمنت أمككرا أو نهيكا أو‬
‫إباحة لذلك فان عنصر اللزام ركن جوهري فككي القاعككدة القانونيككة بغككض النظككر‬
‫عككن صككفتها المككرة كككانت أو مكملككة ‪ .‬نبحككث عككن مفهككوم القاعككدتين المككرة و‬
‫المكملة ثم تحدد معايير التفرقة بينهما ‪.‬‬
‫مفهوم القاعدة المرة ‪:‬‬
‫القاعدة المرة هي التي ل يجوز للشخاص المخاطبين بها التفاق على مخافتها ‪,‬‬
‫أي انه ل محل لرادة هؤلء الشخاص في الختيار بين إتباعها أو عدم إتباعها فهي‬
‫مفروضة عليهم عنوة وما عليهم إل الخضوع لها ‪ ,‬وهذا ل يعني أنها تتضككمن أمككرا‬
‫في كل الحوال فقد تتضمن النهي عن إتيان بعض الفعال ‪ ,‬فكل اتفاق علككى مككا‬
‫يخالفها يعد باطل بطلنا مطلقا‪ ,‬لنها تتصل بكيككان و أسككس المجتمككع و مصككالحه‬
‫الجوهرية العليا‪ ,‬ومن أمثلتها قواعد القانون الدستوري التي تتعلق بشكل الدولككة‬
‫و نظام الحكم فيها‪.‬والسلطات‬

‫‪-23‬‬
‫المحور الرابع‬
‫مصادر القانون‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫المقصود بمصدر الشيء هو أصككله ومنبعككه ونكواته وبككذرته الولككى وأساسككه‪ ,‬وان‬
‫مجال دراستنا هنا يتعلق بموضوع البحث عن مصدر القانون أو القاعدة القانونيككة‬
‫‪.‬‬
‫إجابة عن ذلك نقول بان القانون تساهم في تكككوينه مصككادر ماديككة أو موضككوعية‬
‫ومصادر رسمية أو شكلية و مصادر تفسكيرية ‪ ,‬فأمكا الماديكة أو الموضكوعية هكي‬
‫المادة الولية التي يستمد القانون وجودا ) مما يتكون القانون( ‪ :‬وهي عبارة عككن‬
‫مجموعككة العوامككل و المبككادئ و المعطيككات التاريخيككة و الدينيككة و الخلقيككة و‬
‫القتصككادية والجتماعيككة والسياسككية والثقافيككة الموجككودة فككي المجتمككع و الككتي‬
‫يستمد منها القانون أحكامه و مضمونه ‪.‬‬
‫أما المصادر الرسمية أو الشكلية فهي المظهر الخارجي لمضمون أحكام القانون‬
‫) ما هي وسائل تكوين القانون( بمعنى أنها تلك الساليب الككتي بواسككطتها تظهككر‬
‫تلك العناصر و العوامل و المبادئ و المعطيات إلككى العلككن‪ ,‬وذلككك بالنتقككال مككن‬
‫الجانب النظري الفلسفي إلى الجانب العملي التطبيقي‪ ,‬ويكون ذلك عن طريككق‬
‫التعبير عن جوهر القانون بصياغة نصوص ملزمككة أمككا المصككادر التفسككيرية فهككي‬
‫التي يمكن من خللها تفسير الحكام القانونية التي قد يكتنفهككا الغمككوض و الككتي‬
‫تتمثل أساسا في الفقه والقضاء‪.‬‬

‫المصادر الرسمية او الشكلية للقانون‪:‬‬


‫نصكت المكادة الولكى مكن القكانون المككدني الجكزائري علككى انكه ب‪ >>:‬يسكرى‬
‫القانون على جميع المسائل التي تتناولها نصوصه في لفظها أو في فحواهككا‪ .‬وإذا‬
‫‪-24‬‬
‫لم يوجد نص تشريعي حكم القاضي بمبادئ الشككريعة السككلمية فككإذا لككم يوجككد‬
‫بمقتضككى العككرف‪ ,‬فككإذا لككم يوجككد بمقتضككى مبككادئ القككانون الطككبيعي و قواعككد‬
‫العدالة<<‪.‬‬
‫يفهم من صياغة و فحوى هذه المادة أن المشكرع الجكزائري اقكر )أوجككد ( أربعكة‬
‫مصادر قانونية للقانون وهي ‪:‬‬
‫‪-‬التشريع كمصدر رسمي و أصلي‪.‬‬
‫‪-‬مبادئ الشريعة السلمية‪.‬‬
‫‪-‬العرف‪.‬‬
‫‪-‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬
‫كمصادر رسمية احتياطية‪ ,‬وان ترتيبها لم يكن عشوائيا بل جاء لبياني تدرجها مككن‬
‫حيث التطبيق‪ ,‬للشارة فان المشرع الجككزائري لككم يككذكر الفقككه و القضككاء وهككذا‬
‫يعني ليست مصادر رسككمية بككل مصككادر تفسككيرية فقككط‪ ,‬كمككا أن المككادة الولككى‬
‫السالفة الذكر وردت أو جاءت ضمن الحكام العامة للقانون المككدني‪ ,‬ممككا يعنككي‬
‫أنها تنطبق على جميع فككروع القككانون الخككاص ) باعتبككار أن القككانون المككدني هككو‬
‫الشريعة العامة( ولكن يستثنى من ذلك مسائل الحوال الشخصككية حيككث يخضككع‬
‫القاضككي فيهككا لمصككدرين همككا تشككريع السككرة ) تشككريع الحككوال الشخصككية( و‬
‫المصدر الثاني هو أحكام الشريعة السلمية و ذلك وفقككا لنككص المككادة ‪ 222‬مككن‬
‫قانون السرة الجزائري التي جاء فيها ‪ >>:‬كل ما لم يكرد النككص عليكه فكي هكذا‬
‫القانون يرجع فيه إلى أحكام الشريعة السلمية <<‪ ,‬كما يستثني أيضا المسككائل‬
‫التجارية حيث يسبق فيه العكرف التجكاري علكى مبكادئ الشكريعة السكلمية‪ ,‬أمكا‬
‫بالنسبة لفروع القانون العام فتحكمها غالبا القواعككد التشككريعية كمصككدر رسككمي‬
‫أصلي ‪ ,‬وعليه فان المصادر الرسمية للقانون أو القاعدة القانونية هي نوعان‪:‬‬
‫‪-‬مصادر رسمية أصلية وهي تنحصر في التشريع‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر رسمية احتياطية‪ :‬مبادئ الشريعة السلمية والعرف و مبادئ القانون‬
‫الطبيعي و قواعد العدالة‬
‫التشريع كمصدر رسمي أصلي‪:‬‬
‫باعتبار التشريع أهم مصدر للقانون في العصكر الحككديث‪ ,‬فإننكا نتطكرق لمفهكومه‬
‫وخصائصه وأهميته و مزاياه و عيوبه و أنواعه‪.‬‬

‫‪-25‬‬
‫‪ -1‬مفهوم وخصائص التشريع‪ :‬المقصود بالتشريع في معناه العام والواسع‬
‫انه عملية قيام السلطات المختصة في الدولة بوضع قواعد جبرية مكتوبة لتنظيم‬
‫العلقات في المجتمع‪ ,‬وذلك في حدود اختصاصاتها وفقا للجراءات المقررة ‪.‬أما‬
‫المعنى الضيق والخاص للتشككريع فهككو مجموعككة القواعككد القانونيككة الككتي تضككعها‬
‫السلطة التشريعية في الدولة في حدود الختصاص المخكول لهكا دسكتوريا‪ ,‬ومنككه‬
‫يتككبين أن للتشككريع بعككض الخصككائص منهككا ‪ :‬انككه مجموعككة قواعككد قانونيككة بكككل‬
‫خصائصها سالفة الذكر‪ ,‬وانه يصدر في صورة مكتوبككة و فككي وثيقككة خاصككة وهككي‬
‫الجريدة الرسمية‪ ,‬وانه يصدر عن سلطة عامة مختصة وهي السككلطة التشككريعية‬
‫بحسب الصل و السلطة التنفيذية استثناءا ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية التشريع ومزاياه وعيوبه‪ :‬لقد كان لكل من الدين والعرف أهمية‬
‫بالغة في المجتمع القديم‪ ,‬إل إنهما تقهقككرا فككي العصككر الحككديث فككي ظككل تقككدم‬
‫التشريع وتطوره في احتلله الرتبة الولى لمصادر القواعد القانونية‪ ,‬وذلك راجككع‬
‫لتعدد نشاطات النسان وتشعبها و ازدياد حاجاته و نمائها وتضارب مصككالحه ممككا‬
‫استدعى تدخل الدولة بقواعككد قانونيككة بإمكانهككا تلبيككة مطككالب و حاجككات الحيككاة‬
‫المعاصرة و بذلك صار التشريع قادرا على تنظيم العلقات القانونية‪.‬‬
‫فهو يمتاز بأنه سهل الوضع و التعديل و اللغاء وفق إجراءات معينة بغيككة مواكبككة‬
‫التغيرات الحاصلة في المجتمع‪ ,‬لككذلك فهككو يسككتجيب لمطككالب وحاجكات الفككراد‬
‫والمجتمعات‪ ,‬كما أن صياغته في نصوص مكتوبة وواضحة تجعلككه يحقككق المككن و‬
‫الستقرار في المعاملت وبذلك تتحقق وحدة النظام القانوني داخل الدولة خلفا‬
‫للعرف الذي هو متغير‪ ,‬و التشريع أيضا يمكن الدول من أن تستفيد من خبرات و‬
‫تجارب بعض المجتمعات الخرى في تنظيم مختلف المسائل وهذا بالمقارنككة مككع‬
‫تشريعات أخرى‬
‫ويعاب على التشريع بأنه يصدر عن فئة معينة وهي السككلطة التشككريعية ممككا قككد‬
‫يؤدي إلى تناقض مع مصالح الجماعة أو المصلحة العامككة‪ ,‬وانككه صككعب الدراك و‬
‫الفهم والستيعاب لدى العامة‪ ,‬وان جمود و ثبات قواعده نسبيا قد ل يلئم تطككور‬
‫وتغير ظروف المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع التشريع‪ :‬للتشريع ثلثة أنواع يعلوها التشريع الساسي أو الدستوري‬
‫و يتوسطها التشريع العادي أو الرئيسي و يككدنوها التشككريع الفككردي أو اللككوائح أو‬
‫التنظيم‪ ,‬و يترتب على هذا التدرج في القوة و الهمية نتيجكة هامكة وهكي وجكوب‬
‫احترام وعدم مخالفة التشريع الدنككى للتشككريع العلككى منككه‪ ,‬ويتحقككق ذلككك عككن‬
‫طريق ما يسمى بالرقابة علككى دسككتورية القككوانين )‪ 169-165-162‬مككن قككانون‬
‫الدستور(‪.‬‬
‫‪-26‬‬
‫ا‪ -‬التشريع الساسي‪ :‬يعد الدستور أعلى التشريع في كل دولة لكذلك يسككمى‬
‫بالتشريع الساسي لنه يعلو كل النظمة القانونية فككي البلككد ويتضككمن مجموعككة‬
‫القواعد القانونية التي تبين وتحدد طبيعة نظام الحكم السائد فيه وكذا السلطات‬
‫العامة المتواجدة و اختصاصاتها و العلقة فيما بينها و بغيرها‪ ,‬كما يحككدد الحريككات‬
‫العامككة للفككراد و حقككوقهم وواجبككاتهم‪ ,‬وتختلككف طريقككة أو سككبل سككن التشككريع‬
‫الساسي من بلد لخر إما عن طريق الستفتاء الشككعبي أو عككن طريككق منحككة أو‬
‫هبة في بعض النظمة القانونية‪ ,‬وتنقسم الدساتير من حيث طريقككة تعككديلها إلككى‬
‫دساتير مرنة ومن حيث كونها مكتوبة أو ل إلككى دسككاتير مدونككة ودسككاتير عرفيككة‪,‬‬
‫وقد شهدت الجزائر على أربعة دساتير‪.‬‬
‫ب‪ -‬التشريع العادي‪ :‬هككو مجموعككة القواعككد القانونيككة الككتي تسككنها السككلطة‬
‫التشريعية في حدود الختصاصات المخولة لها بموجب الدستور الجزائري الصادر‬
‫سنة ‪1996‬في المادتين ‪123-122‬ويتخذ التشريع العككادي صككورة نصككوص تنظككم‬
‫فككرع مككن فككروع القككانون أو مجككال محككدد كالتشككريع المنظككم لبعككض المهككن أو‬
‫القطاعات كالطب والمحاماة والجامعات ‪.......‬الخ أو يتخذ صورة تقنين كككالتقنين‬
‫المدني أو التجاري ‪......‬الخ وتعتككبر السككلطة التشككريعية هككي صككاحبة الختصككاص‬
‫الصيل بالتشريع إل أن الستفتاء منكح لرئيكس الجمهوريكة فكي الجكزائر التشكريع‬
‫الوامر فككي حالككة الضككرورة والسككتعجال عنككد شككغور المجلككس الككوطني أو بيككن‬
‫دورتي البرلمان وفي الحالة الستثنائية أنضككر فككي تلككك المككادة ‪124‬مككن دسككتور‬
‫‪1996‬والمادة ‪120‬الفقرة ‪. 08‬‬
‫ويمر التشريع بعدة مراحل حتى يكون قابل للتنفيذ‪:‬‬
‫‪-1‬مرحلة المبادرة والقتراح ‪:‬هي من اختصاص الحكومككة أو النككواب المككادة‬
‫‪119‬من دستور ‪1996‬م ويسمي في هذه الحالة بمشروع قانون ثم تليككه مرحلككة‬
‫الفحص والدراسة علي مستوي اللجنة المختصة بالبرلمان من أجل أعككداد تقريككر‬
‫حككول مككدي جاهزيككة مشككروع القككانون وصككلحيته للمناقشككة ‪ ،‬ثككم تليهككا مرحلككة‬
‫المناقشة والتصويت علي مستوى البرلمان بغرفته ‪ ،‬المجلككس الشككعبي الككوطني‬
‫بالغلبيككة المطلقككة للعضككاء الحاضككرين)‪(1-2/1‬ومجلككس المككة بأغلبيككة )‪(4/3‬‬
‫الحاضرين والغائبين وهو مانصت عليه المادة ‪120‬من دستور ‪1996‬وأخر مرحلككة‬
‫هي الصدار والنشر والنفاذ)تنفيذ(‪.‬‬
‫ج‪ -‬التشريع الفردي أو اللئحي‪:‬هي مجموعة النصوص القانونيككة أو الككروائح‬
‫التي تختص بإصدارها السلطة التنفيذية في حدود ما حدده الدسككتور فككي المككادة‬
‫‪25‬وكككذلك المككادة ‪>>125‬يمككارس رئيككس الجمهوريككة السككلطة التنظيميككة فككي‬
‫المسائل غير المخصصة للقانون عككن طريككق مايسككمي بككالتنظيم ويختككص بوضككع‬
‫‪-27‬‬
‫إصدار << هذه القواعككد القانونيككة رئيككس الجمهوريككة –الككوزير الول –الككوزراء –‬
‫الككولة –رؤسككاء المجلككس الشككعبية وتسككمي حسككب الجهككة الصككادرة عنهككا ‪.‬إمككا‬
‫مراسيم رئاسية أو مراسيم تنفيذية أو قرارات وزارية إلي جانب بعككض القككرارات‬
‫علي مستوي المحلية وقد تسمي منشورات أو تعليمات ‪.‬‬
‫وينقسم التشريع الفرعي أو اللئحي إلككي تشككريعات ولككوائح تنفيذيككة وتشككريعات‬
‫ولوائح تنظيمية وتشريعات ولوائح الضبط والبوليس ‪.‬‬
‫‪-1‬اللوائح التنفيذية ‪ :‬وهي تلك القواعد التي تفصل وتبين كيفية تنفيذ وتطبيق‬
‫التشريعات العادية التي تقتصر علي ذكككر المبككادئ والقواعككد العامككة ‪ ،‬بمعنككي أن‬
‫التشريع التنفيذي يستمد إلي التشريع الذي يتمثل في مختلف القككوانين الصككادرة‬
‫من البرلمان وذلك عين المنطق لن السلطة التنفيذية هي القرب و العلي علي‬
‫التنظيم بعض المسائل الجزئية والدقيقة عند تطبيق مبدأ أو قاعدة قانونية مثككل ‪:‬‬
‫وجود مبادئ وقواعد قانونية في القانون المدني والتجاري ثم يليككه قككانون حمايككة‬
‫المستهلك ثم بعض المراسيم التنفيذية والقرارات الوزارية‬
‫‪ -2‬اللوائح التنظيمية ‪:‬ويسمي باللوائح المستقلة لنها تسككتقل عككن التشككريع‬
‫العادي ول يستند إليه كما هو الشككأن بالنسككبة للككوائح التنفيذيككة فهككي عبككارة عككن‬
‫مجموعة القواعد المنظمة للمصالح والمرافق العامة في الدولة لذلك يشار إليهككا‬
‫بمصطلح التنظيم ويختص بها رئيس الجمهورية في بعض المسائل والككوزير الول‬
‫في السهر علي تطبيقها ‪.‬‬
‫‪ -3‬لوائح الضبط أو البوليس ‪ :‬وهي كاللوائح التنظيمية لتقككدير حريككة الفككراد مككن‬
‫أجل حفظ المن والصحة العامة وتوفير الراحة والطمأنينة والسكينة ‪.‬‬
‫المصادر الرسمية الحتياطية ‪:‬‬
‫المصادر الرسمية الحتياطية للقاعدة الثانوية هي تلك المصادر الككتي ليلجككأ إليهككا‬
‫القاضي إل إذا لم يجد حكما للنزاع المطروح عليها في المصدر الرسمي الصككلي‬
‫العام وهو التشريع ‪.‬‬
‫وتتمثل هذه المصكادر فككي مبككادئ الشككريعة السككلمية –العككرف –مبككادئ القككانون‬
‫الطبيعي وقواعد العدالة )قواعد النصاف(نتطرق لها كمايلي‪.‬‬
‫أ‪-‬مبادئ الشريعة السلمية كمصدر رسمي احتيسساطي أول ‪ :‬المقصككود‬
‫بمبادئ الشريعة السلمية هو ما شككرعه اللككه سككبحانه وتعلككي لبككاده مككن قواعككد‬
‫وأحكام علي لسان رسول الله محمد صلي الله عليككه وسككلم بككالقرآن الكريككم أو‬
‫بالسنة النبوية ‪.‬‬
‫‪-28‬‬
‫ومعروف أن الشريعة السلمية هي آخر دين سكماوي منكزل مكن عنكد اللكه وقكد‬
‫كانت هذه الشريعة أهم مصدر للعلقات النسانية لكنهككا تراجعككت أمككام التشككريع‬
‫بسبب شعور المسلمين بالجمود والتخلف عن ركب الحضارات المعاصرة ونتيجة‬
‫أيضككا لخفككاء بككاب الجتهككاد لعككدة قككرون وتعككرض العككرب والمسككلمين للحملت‬
‫الستعمارية ‪،‬ورغم ذلك مازالت الشريعة السككلمية مصككدر رسككميا للقككانون فككي‬
‫الدول السلمية وتنقسم أحكام الشريعة السلمية إلي ثلث )‪ (03‬أقسام ‪.‬‬
‫*القسم الول ‪ :‬يتضمن العقائد كالتوحيد واليمان ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬يتضمن الخلق في الفضائل و الصدق والوفاء وتهذيب النفس ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬يتضمن المعاملت وهي مختلف العلقات الجتماعية والعقليككة أي‬
‫الحوال الشخصية والعائليككة ‪ ،‬وهككو أهككم قسككم يرتبككط بالقككانون ‪،‬ويشككار إلككي أن‬
‫الشريعة السلمية كمصدر احتياطي رسمي أول وفقا لترتيب المادة الولككي مككن‬
‫القككانون المككدني الجككزائري ‪،‬ليككس كككل أحكككام الشككريعة السككلمية بككل القسككم‬
‫الثالث فقط ‪ ،‬وهو المتعلق بالمعاملت لن فقهاء الشريعة السلمية فصككلوا بيككن‬
‫العبادات والمعاملت ‪ ،‬فهذه الخيرة هككي فقككط القابلككة للتطككور ولبككداء الككرأي ‪،‬‬
‫بينما قواعد ومبادئ العقائد والعبادات فهي ثابتة ‪.‬‬
‫وترتبط الشريعة السلمية بمصطلحين مهمين ‪:‬‬
‫الول يسمي المبادئ والثاني يسمي الفقه‬
‫فمبادئ الشريعة هي تلك المبادئ والقواعد والحكام الكلية المستخلصة من‬
‫القرآن والسنة دون اختلف المذاهب ‪ ،‬أما الفقه السلمي فيعني فهم علماء‬
‫الدين للشريعة بأحكام وقواعد ومبادئ الشريعة السلمية وإبداء أرائهم‬
‫واستنباط واستخلص الجتهاد حول مسائل قد تكون مبهمة أو غير منصوص‬
‫عليها ‪ ،‬ويتفق جمهور العلماء علي أن مصادر الشريعة السلمية هي القرآن‬
‫الكريم وهو كلم الله المعجز ووحيه المنزل علي محمد صلي الله عليه وسلم‬
‫المكتوب في المصاحف ‪،‬والمنقول عنه بالتواتر ‪،‬والمتعبد بتلوته ثم السنة النبوية‬
‫سواء كانت قولية أو فعلية ‪،‬أو تقريرية ثم الجماع والمقصود به ذلك التفاق علي‬
‫حكم شرعي في عهد الصحابة ‪ ،‬ثم القياس وهو تطبيق حكم مسألة علي مسألة‬
‫أخري ينعدم فيها الحكم لكن تتحد معها في العلة كشرب الخمر والمخدرات‪.‬‬
‫ب‪ -‬العرف كمصدر رسمي احتياطي ثاني ‪:‬‬
‫العرف هو اعتياد واطراد وتكرار الشخاص لسلوك معين وبطريقة معينة مع‬
‫العتقاد بإلزامية هذا السلوك ‪،‬أي توقيع جزاءات في حالة مخالفتها ‪.‬وبذلك يأخذ‬
‫‪-29‬‬
‫العرف منزله القانون غير المكتوب )كقاعدة قانونية غير مكتوبة (‪.‬كما أن العرف‬
‫هو أول مصدر رسمي للقواعد القانونية ‪ ،‬أو القانون من الناحية التاريخية لنه‬
‫كان بلئم المجتمعات القديمة ‪.‬وقد يكون العرف مهنيا أو طائفيا إقليميا ‪.‬‬
‫وبهذا التعريف يتضح أنه للعرف ركنين أساسيين هما‪:‬‬
‫ركن مادي ‪.‬‬
‫ركن معنوي‬
‫فأما الركن المادي ‪:‬فهو العتياد علي إتباع سلوك معين )أفعال ‪+‬تصرفات (مدة‬
‫من الزمن لتصبح عادة يتم تواترها وتكرارها ‪،‬ول يتحقق هذ الركن المادي إل إذا‬
‫تحققت شروط معينة في هذه العادة وهي أن تكون عامة ومجردة ‪.‬‬
‫وأن يتحقق فيها القدم و الثبات أي النتظام وعدم النقطاع بمعني آخر أن‬
‫العتياد يجب أن يكون قديما وعاما ومطردا وأن ل يخالف النظام والداب‬
‫العامة ‪.‬‬
‫اما الركن المعنوي ‪:‬فهو يتمثل في ذلك العتقاد والشعور بوجود قوة ملزمة‬
‫تفرض احترام وإتباع هذا السلوك أو هذه المادة وأن مخالفتها ينجر عنه جزاء‬
‫مادي توقعه السلطة العامة تماما كالقاعدة القانونية ‪،‬ومن أمثلة القواعد العرفية‬
‫نجد حمل الزوجة لقب زوجها ‪.‬وأن بعض أثاث البيت الزوجية يكون علي عاتق‬
‫الزوجة وهو ملك لها ‪.‬‬
‫وتوجد في العلقات التجارية أيضا الكثير من العراف‪.‬‬
‫‪ -‬مزايا العرف‪ :‬يمتاز العرف بأنه يعبر بصدق عما يريده المجتمع ‪.‬عكس‬
‫التشريع لن العرف ينشأ بالرادة الجماعية الحقة كما ينشأ تلقائيا داخل الجماعة‬
‫دون تدخل إرادة معينة ‪ ،‬فهو تعبير سليم وصحيح عما يرتضيه أفراد الجماعة‬
‫‪،‬إضافة إلي كونه يسد الفراغ والنقص ويكمل التشريع بمعني أنه قد ينشئ‬
‫القواعد القانونية ‪ ،‬أي يتولي المشرع تنظيم بعض العراف فتتوصل إلي قواعد‬
‫قانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬عيوب العرف‪ :‬يعاب عليه بأنه بطئ النشأة والتكوين مما قد يتنافي مع‬
‫حاجات المجتمع المعاصر والمتطور بسرعة كما أنه عسير الثبات وصعب‬
‫التحديد كما أنه ضيق النطاق ‪،‬وصعب التغيير أو التعديل ومن جهة آخري بأن‬
‫العرف يؤدي إلي تباين النظم القانونية في الدولة الواحدة )وحدة القانون ( فهو‬
‫متجزئ ومتغير باختلف الجهات أو القاليم‪ ،‬وهو غامض أيضا وغير محدد بألفاظ‬
‫واضحة المضمون والمعني كالتشريع ‪،‬وهذا ما يصعب من مسألة العلم به‪.‬‬
‫‪-30‬‬
‫‪ -‬تعريف العادة التفاقية‪ :‬هي اعتياد الشخاص في مجال معين علي إتباع‬
‫حكم معين في معاملتهم دون الستناد إلي عقيدة إلزامية توجب احترام هذا‬
‫الحكم ‪،‬وعليه سميت بالعادة التفاقية نضرا لتفاق الطراف علي إتباع وتنظيم‬
‫مسألة ما بطريقة معينة ‪ ،‬فهذا التفاق قد يكون صريحا او ضمنا فالعادة التفاقية‬
‫هي عادة ترقي إلي مستوي العرف ولكنها تسمي >عرفا ناقصا< ‪.‬وذلك نضرا‬
‫لتوافر الركن المادي فقط دون الركن المعنوي ‪ ،‬وهناك الكثير من العادات‬
‫التفاقية الجارية والموجودة في المجتمع ‪،‬كما هو الشأن بالنسبة لقبض خدم‬
‫المطاعم والمقاهي للباقي من المصاريف)البقشيش(‪.‬أو تكفل المؤجر بدفع‬
‫قيمة استهلك المياه وقيمة الكهرباء ‪ ،‬وإضافة نسبة ‪5‬بالمئة لوزن القطن المبيع‪.‬‬
‫التمييز بين العرف والعادة التفاقية ‪:‬‬
‫العرف قانون غير مكتوب أو قاعككدة قانونيككة غيككر مكتوبككة بينمككا العككادة التفاقيككة‬
‫ماهي إل واقعة مادية )سلوك متبع ل يرقي إلي قانون (‪.‬يتكون العرف من الركن‬
‫المادي والركن المعنوي معا بينما العادة التفاقية تفتقر إلي الركن المعنككوي فمككا‬
‫هي إل سلوك مادي ‪.‬‬
‫العككادة التفاقيككة تشككبه العككرف لكككن الدولككة أو السككلطة لتقككوم بتطبيقهككا )غيككر‬
‫منصوص عليها كمصدر للقانون في المادة الولي من القانون المدني الجزائري (‬
‫بل يتفق الشخاص فقط علككي تطبيقهككا والخضككوع لهككا يمكككن للعككرف بركنيككه أن‬
‫يتحول إلي قاعدة قانونية بأتم معناها ‪.‬أما العادة التفاقية ل يمكن لهككا أن تتحككول‬
‫إلي عرف إل إذا اشتملت علي الركنيين معككا المككادي والمعنككوي ‪.‬كمككا أن العككرف‬
‫يفترض في القاضي العلم به لن مصدر للقانون فيطبقه من تلقاء نفسه ‪ ،‬بينمككا‬
‫العادة التفاقية عكس ذلككك تمامككا ‪،‬فعلككي مككن يتمسككك بهككا أن يطككالب بتطبيقهككا‬
‫وعليه إثبات التفاق بالعمل بها ‪،‬والثبات هنا يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحول العادة التفاقية إلي عرف‪:‬‬
‫العرف يمر بالضرورة وهو في سبيل تكوينه بمرحلة العادة ثم يتحول إلككي عككرف‬
‫بتوافر الركن المعنوي ‪،‬أما العادة فليس من الضروري أن تتحول إلي عككرف فككي‬
‫كل الحوال ولكن قد يتولد الشعور باللزامية في العادة فككترقي بككذلك إلككي رتبككة‬
‫العرف التام بعد أن كانت عرفا ناقصا بدون ركن معنوي ‪.‬‬
‫‪-‬القوة الملزمة للعرف‪:‬‬
‫يرجع الفقه القوة الملزمة للعرف إلي إرادة المشرع الضككمنية )إجككازة تطككبيقه (‬
‫وكذلك إلي إرادة السلطة العامة )ضرورة اجتماعية (كما يرجعه الفقه إلي ضمير‬
‫الجماعة ) الرادة الشعبية أو الجماعية (وقد يرجعه أيضا إلي القضاء‪.‬‬
‫‪-31‬‬
‫د‪-‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة كمصدر رسسسمي احتيسساطي‬
‫ثالث‪:‬‬
‫القانون الطبيعي هو مجموعة القواعد العامة المثلي والبدية والثابتة عبر الزمككان‬
‫والمكان وتمتاز بالكمككال )كالعككدل المطلككق والمسككاواة والحككق والخيككر( ‪،‬ويقككوم‬
‫العقل البشري باكتشافها واستخلصها واستلهامها من القانون الطبيعي ‪ ،‬فيحاول‬
‫إقرارها في الواقع وتطبيقها في مختلف العلقات والمسائل ‪.‬‬
‫أما قواعد العدالة )قواعد النصاف( فهي ذلك الشعور الغريككزي والفطككري الككذي‬
‫يدفع إلي اختيار أفضل الحلول لتحقيق العدل حسب الحالة والظككروف المحيطككة‬
‫بالواقعة أو المسألة او النزاع ‪ ،‬فالعدل مبدأ عككام يقتضككي المسككاواة بيككن النككاس‬
‫عند تماثل ظروفهم ‪.‬أما العدالة فهي مبدأ يقتضي مراعاة الظروف الخاصة بكككل‬
‫حالة ‪.‬وعليه فان القاضي ملككزم بالجتهككاد والفصككل فككي النككزاع المفككروض وفككق‬
‫مبادئ القككانون الطككبيعي وقواعككد العدالككة باختيككار أنسككب الحلككول ‪.‬وأقربهككا إلككي‬
‫العدالة ‪.‬وذلك في حالة انعدام الحل في النص التشككريعي وفككي مبككادئ الشككريعة‬
‫السلمية وفي العرف تطبيقا لنص المادة الولي من القانون المدني الجككزائري ‪،‬‬
‫فالقاضي يتدرج في البحث عن الحلول في هذه المصادر فإذا لككم يجككد فعليككه أن‬
‫يجد الحل وأن يحكم وفق ما كككان يضككعه ويسككنه مككن قواعككد لككو نمهككد إليككه أمككر‬
‫التشريع‪.‬‬
‫*المصادر التفسيرية للقانون‪:‬‬
‫المقصود بالتفسير هو إيضاح معنككي ودللككة القاعككدة القانونيككة إذا شككابها غمككوض‬
‫واكتنفها تناقض ‪،‬ويعتبر الفقه و القضاء المصدران المفسران في أغلكب النظمكة‬
‫القانونية المقارنة الحديثة ‪.‬‬
‫‪-1‬الفقككه ‪ :‬يمثككل الجككانب النظككري العلمككي للقككانون فهككو عبككارة عككن مختلككف‬
‫الدراسات وأراء المختصين والفقهاء والشراح من شرحات ومنشورات ومؤلفككات‬
‫وانتقككادات ن وتعليقككات وتفسككيرات للنصككوص القانونيككة مككن جهككة ‪ ،‬ولحكككام‬
‫وقرارات القضاء من جهة آخري ‪.‬وذلك من أجل كشف النقائص والتناقص‬
‫واقتراح واستنباط الحلول إبداء الملحظات ‪ ،‬وقد كان الفقه فككي القككديم مصككدر‬
‫رسمي للقانون لكنه تراجع و أصبح تفسيري في مختلف الشككرائح او التشككريعات‬
‫والنظمة القانونية الحديثة ‪ ،‬فهو الذي ينير المشرع والقاضي علي حد سواء‪.‬‬
‫‪ -2‬القضاء‪:‬يمثل القضاء ذلك الجككانب العلمككي التطككبيقي للقككانون فهككو مجموعككة‬
‫المبككادئ القانونيككة المستخلصككة والمسككتنتجة مككن اسككتقرار الحكككام و القككرارات‬
‫القضككككائية علككككي اتجاهككككات معينككككة فككككي الفصككككل فككككي بعككككض النزاعككككات‬
‫‪-32‬‬
‫والمسائل‪...........‬بها عند الحكم )عند تطبيق القانون (‪،‬وتجدر الشككارة إلككي أنككه‬
‫في بلدان القانون المكتوب )المجتمع اللتينككي ( يطبككق القككانون ‪،‬أمككا فككي بلككدان‬
‫القانون غير المكتوب )المجتمككع النجلككو سكسككوني (يخلككق القككانون عككن طريككق‬
‫مايسكمي) بالسكابقة القضكائية الملزمكة ( عنكدهم ‪،‬لككن الجتهكاد القضكائ عنكدنا‬
‫يستأنس به‪...............‬به القاضي وهو ملزم به في حالة وجوده‬

‫المحور الخامس‬
‫نطاق تطبيق القانون‬

‫‪-33‬‬
-34
-35
-36
-37
-38
-39

You might also like