You are on page 1of 20

‫الحشـر‬

‫إن الحمد لله نحمده ونسممتعينه ونسممتغفره ونعمموذ بممالله مممن‬


‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده اللممه فل مضممل لممه ‪،‬‬
‫ومن يضلل فل هادي لممه‪ ،‬وأشممهد أن ل إلممه إل اللممه وحممده ل‬
‫شممريك لممه‪ ،‬وأشممهد أن نبينمما وحبينمما محمممدا ً عبممده ورسمموله‬
‫ح‬
‫صمم َ‬ ‫ة‪ ،‬وب َل ّغَ الرسال َ‬
‫ة‪ ،‬ون َ َ‬ ‫دى المان َ‬
‫وصفيه من خلقه وخليله‪ ..‬أ ّ‬
‫ة‪ ،‬وكشف الله به الغمة ‪ ،‬جاهد في الله حق جهاده حممتى‬ ‫الم َ‬
‫أتاه اليقين ‪ ،‬اللهم اجزه عنمما خيممر ممما جزيممت نبيمما عممن أمتممه‬
‫ورسول ً عن دعوته ورسالته وصلى اللهممم وسمملم وزد وبممارك‬
‫عليه وعلممى آلممه وأصممحابه وأحبممابه وأتبمماعه وعلممى كممل مممن‬
‫اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثممره إلممى يمموم الممدين‪...‬‬
‫أما بعـد‪-:‬‬
‫فحّيا الله هممذه الوجمموه الطيبممة المشممرقة‪ ،‬وذكممى اللممه هممذه‬
‫النفممممممممس‪ ،‬وشممممممممرح اللممممممممه هممممممممذه الصممممممممدور‪.‬‬
‫طبتممم جميعمما وطمماب ممشمماكم وتبمموأتم مممن الجنممة منممزل‪.‬‬
‫حيمماكم اللممه جميع ما ً وأسممأل اللممه سممبحانه وتعممالى بأسمممائه‬
‫الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنى وإيمماكم فممي الممدنيا دائممما‬
‫وأبدا ً على طاعته وفي الخرة مع سيد الدعاة وإمممام النممبيين‬
‫فمممممممممممممممممي جنتمممممممممممممممممه ودار كرامتمممممممممممممممممه‪.‬‬
‫إنه ولى ذلك وموله وهو على كل شىء قدير‪..‬‬
‫أما بعـد‪-:‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب اللممه ‪،‬وخيممر الهممدي هممدي محمممد ‪،‬‬
‫وشر المور محدثاتها وكل محدثممة بدعممة وكممل بدعممة ضممللة‬
‫وكل ضللة في النار‪.‬‬
‫أحبتى فى اللـه‪:‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة‬
‫سلسلة علميممة هامممة تجمممع بيممن المنهجيممة والرقممائق‪ ،‬وبيممن‬
‫التأصمميل العلمممى والسمملوب المموعظى تبممدأ هممذه السلسممة‬
‫بالموت وتنتهى بالجنة‪.‬‬
‫وقد تحتاج هممذه السلسمملة إلممى جهممد شمماق حممتى تتضممح لنمما‬
‫معالمها‪ ،‬لذا فإن الموضوع جد خطير ومممن الهميممة بمكممان‪،‬‬
‫لذا استحلفكم باللمه الذى ل إله إل ّ هو‪ ..‬أن تعيرونى قلمموبكم‬
‫وعقولكم وأسماعكم حتى نقف علممى أهميتهمما ونسممأل اللمممه‬
‫التوفيق‪ ،‬ونسأله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم‪ ،‬إنممه‬
‫ولى ذلك والقادر عليه ويجعلنا من الذين قممال فيهممم اللمممه‬
‫ك‬‫ه ُأول َئ ِ َ‬
‫ســن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫عــو َ‬ ‫ل َ‬
‫في َت ّب ِ ُ‬ ‫و َ‬‫قــ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫ســت َ ِ‬‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬‫اّلــ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وُأول َئ ِ َ‬
‫] الزممممر‪:‬‬ ‫ب‬ ‫م أول ُــو الل ْب َــا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫م اللـه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫دا ُ‬‫ه َ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫‪.[ 18‬‬
‫أحبتى فى اللـه‪:‬‬

‫كنا قد انتهينا فى اللقماء الماضمى عنممد البعممث‪ ،‬وتوقفنما عنمد‬


‫هممذه المشمماهد الممتى تخلممع القلمموب‪ ،‬فلقممد وقفنمما عنممد هممذا‬
‫المنظر المهيب الرهيممب لخممروج النمماس مممن قبممورهم حفمماة‬
‫عراة غرل‪ ،‬كل يبعث على الهيئة التى مات عليها فممن ممات‬
‫على طاعة بعث على طاعة ومممن مممات علممى معصممية بعممث‬
‫على نفس المعصية التى مات عليها‪.‬‬

‫ذلك لقول النبى كما فى صحيح مســلم‪)) :‬يبعــث‬


‫كل عبد على ما مات عليه(()]‪.([1‬‬

‫ولقد أجرى اللمه الكريممم عممادته بكرمممه أن مممن عمماش علممى‬


‫شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه‪..‬‬

‫وأول مممن يبعممث‪ ،‬وتنشممق عنممه الرض يمموم القيامممة حممبيب‬


‫الرحمن محمممد ‪ ،‬ففممى صممحيح مسمملم من حــديث أبــى‬
‫أنه قال‪:‬‬ ‫هريرة‬
‫أنا سيد ولد آدم يوم القيامة‪ ،‬وأنــا أول مــن ينشــق‬
‫فع(()]‪.([2‬‬‫ش ّ‬
‫م َ‬
‫عنه القبر‪ ،‬وأنا أول شافع وأول ُ‬
‫وإذا كان المصطفى يوم القيامة أول من ينشق عنه القبر‪،‬‬
‫فإن أول من ُيكسى يوم القيامة خليممل الرحمممن أبممو النبيمماء‬
‫إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫كما فى صحيح مسلم من حديث ابــن عبــاس أنــه‬
‫قال‪)) :‬ياأيها النــاس إنكــم تحشــرون يــوم القيامــة‬
‫كســى يــوم القيامــة‬ ‫غْرل وأول الناس ي ُ ْ‬‫حفاةً عراةً ُ‬
‫إبراهيم عليه السلم(()]‪.([3‬‬

‫وفى رواية البيهقى مــن حــديث ابــن عبــاس أنــه‬


‫قال ‪)):‬أول الناس ُيكسى مــن الجنــة يــوم القيامــة‬
‫حّلــة مــن‬ ‫ُ‬
‫إبراهيم عليه السلم ويؤتى بى فأكســى ُ‬
‫الجنة ليقوم لها البشر))‬

‫ولقد تكلم علماؤنا عن حكمة تقديم إبراهيم على نبينا محمممد‬


‫فى الكسوة يوم القيامة‪.‬‬
‫ومن أجمل ماذكره أهل العلم أن المشركين لما هموا بحرق‬
‫إبراهيم وأشعلوا نممار متأججممة وظلمموا يجمعممون لهمما الحطممب‬
‫شهورًا‪ ،‬وأياما ً حتى ارتفع لهيبهمما فممى عنممان السممماء فكممانت‬
‫الطيممور تسممقط مممن ارتفمماع لهمب هممذه النيممران فلممما هممموا‬
‫بإلقائه جردوه من ثيابه فلما صبر واحتسب وتوكل على اللمه‬
‫جزاه اللمه سبحانه وتعالى عن ذلك فوقاه حر النار فى الدنيا‬
‫والخرة وكافأه يوم القيامة فكساه على رؤوس الشهاد‪.‬‬
‫فأول الناس يبعث هو حبيب الرحمن‪ ،‬وأول الناس ُيكسى هو‬
‫خليل الرحمن وعلى جميع النبياء والمرسلين أفضل الصمملة‬
‫وأزكى السلم‪.‬‬
‫ترى ماذا يكون بعد البعث ؟!‪ ...‬إنه الحشمممر‪.‬‬
‫وهذا هو موضوع الحديث فى هذا اليوم الكريم المبارك‪ ،‬لممذا‬
‫أستحلفك باللمه أخى الحبيب أن تعرنى قلبممك وسمممعك فممإن‬
‫الموضوع من الخطورة‪ ،‬والرهبة‪ ،‬والهيبة بمكان‪.‬‬
‫وحتى ل ينسحب بساط الوقت سريعا ً فسوف ينتظم حممديثنا‬
‫عن الموضوع فى العناصر التالية‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬صفة أرض المحشر‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬كيف يحشر الناس؟!‬

‫ثالثًا‪ :‬هول الموقف‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬فى ظل عرشه‪.‬‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬صفة أرض المحشر‬

‫ترى كيف تكون هيئة أرض المحشر؟!!‬


‫أتكون مثل أرض الحياة الدنيا ؟!‬
‫لريب أنها ستكون مختلفة تماما ً عن أرض الحياة الدنيا الممتى‬
‫نعيش عليها‬

‫لم ل ؟! فإن الزمان غير الزمان‪ ..‬فحتما ً يكمون المكمان غيمر‬


‫م‬‫و َ‬
‫المكان‪ ..‬حيث قــال رحمــان الــدنيا والخــرة‪ :‬ي َـ ْ‬
‫وب َـَرُزوا ل ِل ّـ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫ت ُب َـدّ ُ‬
‫ت َ‬
‫وا ُ‬
‫ما َ‬‫سـ َ‬‫وال ّ‬
‫ض َ‬‫غي ْـَر الْر ِ‬ ‫ل الْر ُ‬
‫]إبراهيم‪.[48 :‬‬ ‫ر‬
‫ها ِ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫ق ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وا ِ‬
‫إذا ً تتبدل أرض الدنيا وسماوات الدنيا‪.‬‬
‫فلقممد وصممف لنمما المصممطفى طبيعممة الرض الممتى سيحشممر‬
‫الناس عليها وصفا ً دقيقا ً بليغا ً‪.‬‬
‫ففى الحديث الصحيح الذى رواه البخــارى ومســلم‬
‫أنه قال‪:‬‬ ‫من حديث سهل بن سعد الساعدى‬
‫((يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء‬
‫د))‬ ‫عل َ ُُ‬
‫م لح ٍ‬ ‫ى ليس فيها َ‬
‫ق ّ‬
‫ة الن ّ ِ‬
‫ص ِ‬ ‫كَ ُ‬
‫قْر َ‬
‫وفى رواية إلى قوله ))كقرصة النقــى(( ثــم قــال‪:‬‬
‫قال سهل‪ ،‬أو غيره‪)) :‬ليس فيها معلم لحد(()]‪.([4‬‬

‫أرض عفراء‪ :‬أى بيضاء‪ ،‬والعفرة‪ :‬البياض‪.‬‬


‫ة نقى‬ ‫وعند ابن فارس‪ :‬البياض الشديد الناصع البياض‪ .‬قرص ُ‬
‫أو كقرصةٍ نقى‪ ،‬أى كالدقيق النقى من الغش والنخال‪.‬‬
‫قال سهل‪ :‬ليس فيها معلم لحد‪ ،‬المعلم‪ :‬هو العلمات الممتى‬
‫يتعارف بها الناس على الشوارع‪ ،‬والطرقات‪ ،‬والمدن‪.‬‬
‫فهممى أرض بيضمماء مسممتوية كالفضممة البيضمماء ليوجممد عليهمما‬
‫أشجار‪ ،‬أو أنهار‪ ،‬أو أبنية‪.‬‬
‫هذه هى صفة أرض المحشر كما أخبرنا الصادق المصدوق‪.‬‬
‫ولكن كيف يحشر الناس على هذه الرض؟!‬

‫ثانيًا‪ :‬كيف يحشر الناس على هذه الرض؟!‬


‫يخرج الناس من القبور حفمماةً عممراةً غُمْرل ً كممما قممال رسممول‬
‫اللمه فى صحيح مسلم من حديث عائشة‪.‬‬
‫يحشر الناس يوم القيامممة حفمماةً عممراةً غُممرل قممالت عائشممة‪:‬‬
‫يارسول اللمه الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعممض قممال‪:‬‬
‫))ياعائشة المر أشد من أن يهمهم ذلك(()]‪.([5‬‬
‫نعم واللمه يخرجون من القبور بهذا العرى والذل والهوان‪.‬‬
‫ن‬‫مك َــا ٍ‬‫ن َ‬‫مـ ْ‬ ‫م ي ُن َــاِد ال ْ ُ‬
‫من َــاِد ِ‬ ‫و َ‬
‫ع ي َـ ْ‬‫م ْ‬
‫سـت َ ِ‬ ‫وا ْ‬
‫َ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬
‫م‬
‫و ُ‬‫ك َيــ ْ‬‫ق ذَِلــ َ‬
‫ح ّ‬‫ة ِبــال ْ َ‬‫ح َ‬
‫صــي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫ســ َ‬‫م يَ ْ‬
‫و َ‬
‫ب َيــ ْ‬ ‫ريــ ٍ‬‫ق ِ‬‫َ‬
‫] ق‪.[ 42-41 :‬‬ ‫ج‬
‫خُرو ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫نعم واللمه إنه يسير على اللمه أن يحشرهم جميعا ً مممن لممدن‬
‫آدم إلى أن يرث اللمه الرض ومن عليها ول يتخلممف أحممد ول‬
‫يمتنع‪ ....‬كيف ذلك؟‬

‫وت َـَرى‬ ‫ل َ‬ ‫جب َــا َ‬‫س ـي ُّر ال ْ ِ‬‫م نُ َ‬ ‫و َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫يقول سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دا‬‫حـ ً‬‫مأ َ‬ ‫هـ ْ‬‫من ْ ُ‬‫غــاِدْر ِ‬ ‫م نُ َ‬ ‫فل َـ ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ش ـْرَنا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫رَزةً َ‬‫ض ب َــا ِ‬
‫الْر َ‬
‫م‬‫قن َــاك ُ ْ‬‫خل َ ْ‬
‫مــا َ‬ ‫موَنا ك َ َ‬ ‫جئ ْت ُ ُ‬
‫قد ْ ِ‬ ‫فا ل َ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ك َ‬ ‫عَلى َرب ّ َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫ر ُ‬‫ع ِ‬‫و ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫] الكهـــف ‪:‬‬ ‫دا‬
‫ع ً‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ل لك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫م أل ْ‬ ‫مت ُ ْ‬‫ع ْ‬
‫ل َز َ‬‫ة بَ ْ‬‫مّر ٍ‬ ‫ل َ‬‫و َ‬ ‫أ ّ‬
‫‪[48-47‬‬

‫حشممر اللمممه الخلممق جميع ما ً ول يتخلممف َ‬


‫مل ِممك‪ ،‬ول متكممبر‪ ،‬ول‬
‫حاكم‪ ،‬ول زعيم‪ ،‬ول طاغية‪ ،‬فلم نغادر منهم أحد‪.‬‬

‫ت‬ ‫وا ِ‬‫م َ‬ ‫سـ َ‬ ‫فــي ال ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫قال سبحانه وتعالى‪ :‬إ ِ ْ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫دا ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫صــا ُ‬ ‫ح َ‬‫قــدْ أ ْ‬ ‫عْبــ ً‬ ‫ن َ‬ ‫مــ ِ‬ ‫ح َ‬
‫ءاِتــي الّر ْ‬ ‫ض ِإل َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دا إ ِ ّ‬ ‫فـْر ً‬ ‫ة َ‬ ‫مـ ِ‬‫قَيا َ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫و َ‬‫ه َيـ ْ‬ ‫ءاِتيـ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هـ ْ‬ ‫ّ‬
‫وكل ُ‬‫ُ‬ ‫دا َ‬‫عـ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫عد ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هــ ُ‬ ‫َ‬
‫لل ُ‬ ‫ع ُ‬‫ج َ‬ ‫ســي َ ْ‬‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صــال ِ َ‬ ‫ملــوا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬ ‫مُنــوا َ‬‫ءا َ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫الــ ِ‬
‫] مريم‪.[95-93 :‬‬ ‫دا‬
‫و ّ‬‫ن ُ‬ ‫م ُ‬‫ح َ‬‫الّر ْ‬

‫هكذا كل يأتى الرحمن فل يتخلف مخلوق فلقد أحصمى اللممه‬


‫الخلق من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه القيامممة‪ ،‬فهممم‬
‫ينطلقون جميعا ً وراء هممذا الممداعى الكريممم الممذى جمماء ليقممود‬
‫الخلق جميعما ً إلممى المحشممر‪ ،‬انطلقمموا خلفممه ل يتلفتممون‪ ،‬ول‬
‫يتخلفممون صممامتين مستسمملمين خاشمممعين‪ ..‬يعلمموهم صمممت‬
‫رهيب يزلزل قلوبهم سكون غامر يغمر المكان كله بالعظمة‬
‫والهيبة والجلل‪.‬‬

‫ج ل َـ ُ‬
‫ه‬ ‫و َ‬ ‫عـ َ‬‫يل ِ‬ ‫ع َ‬ ‫دا ِ‬‫ن ال ـ ّ‬ ‫عــو َ‬ ‫ذ ي َت ّب ِ ُ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬ ‫قال سبحانه‪ :‬ي َـ ْ‬
‫ســـا‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬
‫م ً‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ِإل َ‬ ‫م ُ‬ ‫سـ ـ َ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مـ ـ‬ ‫ح َ‬ ‫ت ِللّر ْ‬ ‫وا ُ‬‫ص َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ش َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شـ َ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫ذ ل ت َن ْ َ‬
‫مـ ـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه الّر ْ‬ ‫ن لـ ُ‬ ‫ن أِذ َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ة ِإل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫فا َ‬ ‫فـ ُ‬ ‫مِئـ ٍ‬‫و َ‬‫يَ ْ‬
‫خل ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫هـ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫مــا َ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن أي ْـ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عَلـ ُ‬‫ول ي َ ْ‬ ‫قـ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ي لَ ُ‬
‫ض َ‬ ‫وَر ِ‬ ‫َ‬
‫ي ال ْ َ‬
‫قّيــوم ِ‬ ‫جوهُ ل ِل ْ َ‬
‫حــ ّ‬ ‫ت ال ْ ُ‬
‫و ُ‬ ‫عن َ ِ‬
‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫عل ْ ً‬
‫ه ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫حي ُ‬
‫طو َ‬ ‫ول ي ُ ِ‬‫َ‬
‫]طه‪.[111-108:‬‬ ‫ما‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ل ظل ً‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ب َ‬‫خا َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬

‫الكلم يومئذ همس!! والسؤال يومئذ لصاحب المر؟!!‬


‫وهل يستطيع مخلوق أن يتفلت أو يتخلف؟!!‬
‫وهل يملك طاغية أن يتغيب‪ ،‬أو يتأخر‪ ،‬وقممد وكممل اللمممه بكممل‬
‫إنسان ملكين يسوقانه سوقا ً إلى أرض المحشر‪.‬‬

‫مـا‬‫ك َ‬ ‫ق ذَِلـ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ِبـال ْ َ‬‫و ِ‬‫م ْ‬ ‫سك َْرةُ ال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جاءَ ْ‬ ‫و َ‬‫َ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬
‫د‬
‫عي ـ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫و ُ‬‫ك ي َـ ْ‬ ‫ر ذَل ِـ َ‬ ‫صــو ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ون ُ ِ‬ ‫حيدُ َ‬ ‫ه تَ ِ‬‫من ْ ُ‬‫ت ِ‬ ‫ك ُن ْ َ‬
‫في‬ ‫ت ِ‬ ‫قدْ ك ُن ْ َ‬ ‫هيدٌ ل َ َ‬ ‫ش ِ‬‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫سائ ِ ٌ‬ ‫ها َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬‫س َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬‫ت كُ ّ‬ ‫جاءَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫و َ‬ ‫ْ‬
‫ك الي َـ ْ‬ ‫صـُر َ‬ ‫فب َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫غطاءَ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ِ‬ ‫عن ْ َ‬
‫فَنا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫فك َ َ‬ ‫ذا َ‬‫ه َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫َ‬
‫فل ٍ‬ ‫غ ْ‬ ‫َ‬
‫] ق‪.[22 - 19 :‬‬ ‫ديدٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬

‫ها هو رسول اللـه يجسد لنا معانى هذه اليــات ‪-‬‬


‫عن مشهد الحشر يخلــع القلــوب ويأخــذ باللبــاب ‪-‬‬
‫فيقـول كمـا فـــى الحديـــث الـــذى رواه الترمـــذى‬
‫بسند حسن يقول ))ُيحشر الناس يوم القيامة ثلثة‬
‫أصناف‪ ،‬صنف مشاة‪ ،‬وصنف ركبــان‪ ،‬وصــنف علــى‬
‫وجوههم(()]‪.([6‬‬

‫وفى صحيح البخارى ومسلم من حديث أنــس قــال‬


‫رجل‪ :‬يانبى اللـه كيف يحشر الكافر علــى وجهــه؟!‬
‫فقال المصطفى ‪)) :‬أليس الذى أمشاه فى الدنيا‬
‫على رجلين قادر على أن يمشيه علــى وجهــه يــوم‬
‫القيامة؟((‪ .‬قال قتادة‪ :‬بلى وعزة ربنا)]‪.([7‬‬

‫ونحن نقول‪ :‬بلى وعزة ربنمما إنممه لقممادر أن يحشممر الكممافرين‬


‫يوم القيامة على وجوههم‪.‬‬
‫أيها الحــبيب‪ :‬هممل تصممورت قبممل أن تممرى الحيممة أن دابممة‬
‫تمشى على بطنها؟! إن الذى جعل الحية تمشى بدون أرجل‬
‫سيحشر الكافر وهو يمشى على وجهه يوم القيامة‪ ،‬إنه على‬
‫كل شئ قدير‪.‬‬

‫أناس يمشون على القدام وأناس يركبون‪ ،‬من هممؤلء الممذين‬


‫يركبون فى هذا اليوم العصيب ؟!‬

‫ح ُ‬
‫ش ـُر‬ ‫م نَ ْ‬
‫و َ‬
‫يَ ْ‬ ‫اسمع لربك جل وعل … قال سبحانه‪:‬‬
‫]مريم‪.[85:‬‬ ‫دا‬‫ف ً‬‫و ْ‬‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬ ‫قي َ‬‫مت ّ ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫م‬ ‫قــاُلوا َرب َّنــا الّلــ ُ‬
‫ه ُثــ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن اّلــ ِ‬ ‫وقــال تعــالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ول‬ ‫فوا َ‬ ‫خــا ُ‬‫ة أل ت َ َ‬ ‫ملئ ِ َ‬
‫كــ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬‫هــ ُ‬ ‫ل َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫موا ت َت ََنــّز ُ‬ ‫ســت َ َ‬
‫قا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ت َحزُنوا َ‬
‫] فصــلت‪:‬‬ ‫ن‬‫دو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ُتو َ‬ ‫ة ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫شُروا ِبال ْ َ‬ ‫وأب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫‪.[ 30‬‬

‫ويقدم الملئكة لهل التقى ركممائب مممن دواب الخممرة عليهمما‬


‫سُرج من ذهب فيركممب المتقممون‪ ،‬وينطلقممون بهمما فممى أرض‬ ‫ُ‬
‫المحشممر حممتى ل يمشممون علممى أقممدامهم فممى هممذا اليمموم‬
‫العصيب‪ ..‬وهل جزاء الحسان إل الحسان؟!‪.‬‬
‫والتقوى هى أن يطاع اللمممه فل يعصممى وأن يممذكر فل ينسممى‬
‫وأن يشكر فل يكفر‪.‬‬
‫وسئل أبو هريرة عن التقوى فقال‪" :‬هل مشيت على طريق‬
‫فيممه شممو ك؟" قممال‪ :‬نعممم‪ ،‬قممال‪" :‬فممماذا صممنعت إذا رأيممت‬
‫الشوك؟" قال‪ :‬اتقيته‪ ،‬قال أبو هريرة‪" :‬كذاك التقوى"‪.‬‬

‫وقال ابن المعتز‪:‬‬

‫وكبيممرهما فهمممممو التقى‬


‫ل الذنممموب صغيمرهما‬ ‫خمم ّ‬
‫أرض الشممموك يحمذر مايرى‬
‫واصنمع كممممماش فممموق‬
‫إن المجبال ممن الحصممممى‬
‫لتحمقمممرن صغيمممممرة‬

‫قال طلق بن حبيب‪:‬‬


‫التقوى أن تعمل بطاعة اللمه على نور من اللمه ترجممو ثممواب‬
‫اللمه‪ ،‬وأن تممترك معصممية اللمممه علممى نممور مممن اللمممه تخشممى‬
‫عقاب اللمه‪.‬‬
‫ق‬
‫ســو ُ‬‫ون َ ُ‬
‫دا َ‬ ‫و ْ‬
‫فــ ً‬ ‫ن َ‬
‫م ِ‬ ‫ن إ َِلى الّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫شُر ال ْ ُ‬
‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬‫و َ‬‫يَ ْ‬
‫] مريم‪.[ 86-85 :‬‬ ‫دا‬
‫وْر ً‬‫م ِ‬‫هن ّ َ‬‫ج َ‬ ‫ن إ َِلى َ‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬‫ج ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬

‫فالتقي يحشر راكبًا‪ ،‬والعاصي يحشممر واردًا‪ ،‬أممما المتكممبرون‬


‫الذين انتشوا وانتفخوا فى الدنيا ولم يذلوا أنفسهم لله‪ ،‬ولممم‬
‫يخفضوا جناح الذل لخلق اللمه بل تراه مغرورا ً بكرسيه الذى‬
‫جلس عليه‪ ،‬وتراه مغرورا ً بمنصبه وتراه متكبرا ً بماله‪ ،‬وتراه‬
‫متكبرا ً بسلطانه وجاهه‪.‬‬

‫فهذا واللمه الذى ل إله غيره سيحشر بمنظر وهيئة لو علمهمما‬


‫لوضع أنفه فى التراب ذل ً لموله‪ ،‬ولخفض جناح الذل لخلممق‬
‫اللمه‪.‬‬

‫غدا ً أقصر فإنك مأكول ومشروب‬

‫يا ابمن التمراب وممأكول التراب‬

‫علم الكبرياء يا ابن آدم؟ وأنت تحمممل البصمماق فممى فمممك!!‬


‫وتحمل العرق تحممت إبطيممك!! وتحمممل البممول فممى مثانتممك!!‬
‫وتحمل النجاسممة فممى أمعممائك!! وتمسممح عممن نفسممك بيممدك‬
‫العذرة كل يوم مرة أو مرتين!!!‬
‫يا أيها النسان ما غرك!!‬
‫مر أحد السلف على رجل متبختر مختال فممى مشمميته فقممال‬
‫له هذا الرجل الصالح‪ :‬يا ابن أخى همذه مشممية يبغضمها اللممه‬
‫ورسوله‪.‬‬

‫فقممال لممه المتكممبر‪ :‬أل تعممرف مممن أنمما؟!!‪ .‬مممن أنممت أيهمما‬
‫المغرور؟!‬

‫تصور معى مشهد حشر المتكبر يوم القيامة‪.‬‬

‫أخــرج الترمــذى عــن رســول اللـــه قــال‪)) :‬يحشــر‬


‫ذر فــى صــور‬ ‫المتكــبرون يــوم القيامــة أمثــال الــ ّ‬
‫الرجال‪ ،‬يغشاهم الذل من كل مكان(()]‪.([8‬‬

‫يحشر المتكبرون يوم القيامة كذر تدوسممه القممدام والرجممل‬


‫لنه كان منتفخا ً منتشيا ً متكبرا ً مغرورا ً فممى الممدنيا‪ ..‬والجممزاء‬
‫من جنس العمل‪.‬‬
‫فكما انتفخ واستعلى فى الحياة الدنيا يحشر يوم القيامة فى‬
‫غاية الذلة والمهانة تطأه الرجل والقدام‪.‬‬
‫فممإذا ممما وصمملت الخلئق كلهمما إلممى أرض المحشممر تنزلممت‬
‫الملئكة ضعف عدد من فممى الرض‪ ..‬تحيممط الملئكممة بأهممل‬
‫الرض من كل جانب‪.‬‬
‫إن الموقف فيه من الهوال والكروب ما يخلع القلوب وهممذا‬
‫هو عنصرنا الثالث‬

‫ثالثًا‪ :‬هول الموقف‬

‫إذا ما وصل الناس إلممى أرض المحشممر ازداد الهممم والكممرب‬


‫ل!! وقد وقفوا قياما ً طوي ً‬
‫ل‪..‬طويل ً!!‬ ‫والغم‪ .. .‬ولم ‍‬
‫و هاهي الشمس تدنوا من الرؤوس‪ .‬ففى صحيح مسلم مممن‬
‫حديث المقداد أنه قال‪)) :‬تدنى الشمممس يمموم القيامممة مممن‬
‫الخلق حتى تكون منهم مقدار ميممل(( قممال الممراوى‪ :‬فواللمممه‬
‫ماأدرى مايعنى بالميل‪ :‬أمسافة الرض‪ ،‬أو الميل الذى تكحل‬
‫؟! قممال‪)) :‬فيكممون النمماس علممى قممدر أعمممالهم فممى‬‫به العين ‍‬
‫العرق فمنهم من يكممون إلممى كعممبيه ومنهممم مممن يكممون إلممى‬
‫ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العممرق‬
‫إلجام ً‬
‫ا(( وأشار بيده إلى فيه)]‪.([9‬‬

‫وفى الصحيحين من حديث ابن عمر أنه قــال فــى‬


‫ن قــال‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫س ل َِر ّ‬
‫م الّنا ُ‬ ‫م يَ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫و َ‬
‫قوله تعالى‪ :‬ي َ ْ‬
‫المصطفى ‪)) :‬يقوم أحدهم فى رشحه إلى أنصاف‬
‫آذانهم(()]‪.([10‬‬

‫هل تصورت هذا المشممهد؟ حممرارة تممذيب الحديممد والحجممارة‬


‫فوق الرؤوس ولك أن تتصور البشرية كلها تحشر فى مكممان‬
‫واحد على أرض واحدة‪.‬‬

‫زحام يخنق النفاس!!‬

‫وفى هممذا المشممهد والموقممف الرهيممب يممزداد الهممم والكممرب‬


‫بإتيان جهنم‪.‬‬

‫إيه واللـه … يؤتى بجهنــم فــى أرض المحشــر كمــا‬


‫قال المصطفى والحديث رواه مســلم مــن حــديث‬
‫جابر بن عبد اللـه‪)) :‬يؤتى بالنار يومئذ لها ســبعون‬
‫ألــف زمــام‪ ،‬ومــع كــل زمــام ســبعون ألــف ملــك‬
‫يجرونها(()]‪.([11‬‬
‫فإذا أقبلت جهنم‪ ،‬وأحاطت بممالخلئق‪ ،‬ورأت الخلممق زفممرت‪،‬‬
‫وزمجرت غضبا ً منها لغضب اللمه جل وعل‪ ..‬عند ذلممك تجثمموا‬
‫جميع المم على الركب من الخوف والذلة‪.‬‬

‫عى‬ ‫ة ت ُـدْ َ‬ ‫ة ك ُـ ّ ُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬وت َرى ك ُ ّ ُ‬


‫مـ ٍ‬
‫لأ ّ‬ ‫جاث ِي َـ ً‬ ‫ة َ‬‫م ٍ‬
‫لأ ّ‬ ‫َ َ‬
‫]الجاثيـــة‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫ملــو َ‬ ‫ع َ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬‫و َ‬
‫جَز ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ها ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫إ َِلى ك َِتاب ِ َ‬
‫‪.[28‬‬

‫وليس ذلك فقط بل يحدث ما تشيب منه الرؤوس وتنخلع له‬


‫القلوب!!‬

‫اسمع إلى هذا الحــديث الــذى رواه الترمــذى بســند‬


‫صحيح قال رسول اللـه ‪)) :‬يخرج عنق من النــار لــه‬
‫عينــان تبصــران وأذنــان تســمعان‪ ،‬ولســان ينطــق‬
‫يقول‪ :‬إنى وكلت بثلثــة‪ ،‬لمـن جعـل مـع اللـــه إلــه‬
‫آخر‪ ،‬وبكل جبار عنيد‪ ،‬وبالمصورين(()]‪.([12‬‬

‫ويسجل القرآن جــزاء كــل جبــار عنيــد فيقــول عــز‬


‫ه‬
‫وَرائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫د ِ‬ ‫عِني ٍ‬‫ر َ‬ ‫جّبا ٍ‬‫ل َ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫خا َ‬ ‫و َ‬‫حوا َ‬ ‫فت َ ُ‬‫ست َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬ ‫وجل‪:‬‬
‫ول ي َك َــا ُ‬
‫د‬ ‫ه َ‬‫عـ ُ‬‫جّر ُ‬ ‫د ي َت َ َ‬‫دي ٍ‬ ‫صـ ِ‬‫ء َ‬ ‫مــا ٍ‬ ‫ن َ‬‫مـ ْ‬ ‫قى ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّـ ُ‬
‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫مي ّـ ٍ‬ ‫و بِ َ‬‫هـ َ‬ ‫مــا ُ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫مك َــا ٍ‬‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬‫و ُ‬‫م ْ‬‫ه ال ْ َ‬ ‫وي َأِتي ِ‬‫ه َ‬ ‫غ ُ‬‫سي ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫]إبراهيم‪.[17-15:‬‬ ‫ظ‬‫غِلي ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫وَرائ ِ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫فى هذا المشهد فى الحر الشديد‪ ،‬والزحام الرهيب!!‬
‫وفى هذا التدافع فى هذا الموقف الذى ترتعد منممه الفممرائص‬
‫وتشيب له الرؤوس‪ ،‬ويهتز لممه الوجممدان فممإن النبيمماء حينممما‬
‫يممرون هممول هممذا الموقممف ليملكممون إل أن يقولمموا‪ :‬اللمممهم‬
‫سلم‪ ..‬سلم!!‬
‫هذه دعوتهم يومها‪ ،‬والكلم مقتصر عليهم دون غيرهم!!‬
‫يومها تذهل كل مرضعة عن رضمميعها‪ ،‬وتضممع كمل ذات حمممل‬
‫حملها وينتاب الناس الهلمع‪ ،‬والرعمب حمتى تظنهمم سمكارى‪،‬‬
‫وما هم بسكارى ولكن عذاب اللمه شديد‪.‬‬
‫يومئذ يفر المرء من أبيممه‪ ،‬وأمممه‪ ،‬وأخيممه‪ ،‬وصمماحبته‪ ،‬وينسممى‬
‫البممن أبممويه اللممذان برهممما فممى دنيمماه وألن لهممما الجممانب‬
‫وأطاعهما فى غير معصية لله!!‬
‫يومها يفر الخ من أخيه ول تعد هناك روابط نسبية!!‬
‫ف‬ ‫ويومها تفر الزوجة من زوجها الممذى أعطممى لهمما كممل عط م ٍ‬
‫ن ورعايةٍ وصحبة جميلة حسنة!!‬ ‫وحنا ٍ‬
‫يومها ترمى الم الحنون بطفلها فى غير وعى فل أمومة فى‬
‫هممذا الموقممف الرهيممب المخيممف‪ ،‬الكممل يقممول‪ :‬نفسممى‪...‬‬
‫نفسى‪ !...‬حتى النبياء!‬
‫الكل له شأن يلهيه‪ ،‬استمع لقول مولك عــز وجــل‬
‫ُ‬ ‫ن أَ ِ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫خي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مْرءُ ِ‬ ‫فّر ال ْ َ‬‫م يَ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ة يَ ْ‬‫خ ُ‬ ‫صا ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫جاءَ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫فإ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ذ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وأ َ‬
‫شـأ ٌ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫ئ ِ‬ ‫ر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫و‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫صا‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫بي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫]عبس‪.[37-33:‬‬ ‫ه‬
‫غِني ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ولله در القائل ‪:‬‬
‫يممموم القيامة والسماء تممور‬
‫حتمممى على رأس العباد تسيمر‬
‫وتبدلمت بعد الضياء كممدور‬
‫فرأيتها مثممل السحاب تسيمممر‬
‫خلممممت الديار فما بها معمور‬
‫وتقمممممول للفلك أين نسير‬
‫ى السجمل كتابه المنشور‬ ‫طممـ ّ‬
‫وتهتكمممممت للعمالمين ستور‬
‫القصمممممماص وقلبه مذعور‬
‫كيف المصر على الذنموب دهور‬
‫ولهممما على أهمل الذنوب زفير‬
‫لفتى على طمول البلء صبمور‬
‫مثممل لنفسك أيها المغمرور‬
‫إذا كمورت شممس النهار وأ ُد ْن َِيت‬
‫وإذا النجوم تساقطت وتناثرت‬
‫وإذا الجبال تقلعت بأصولها‬
‫وإذا العشار تعطلت وتخربممت‬
‫وإذا الوحموش لدى القيامة أحشرت‬
‫وإذا الجليممل طوى السماء بيمينه‬
‫وإذا الصحائف نشمرت وتطايرت‬
‫وإذا الجنيمن بأمه متعلق يخشمى‬
‫همذا بممل ذنمب يخاف جناية‬
‫وإذا الجحيمم تسعمرت نيرانها‬
‫وإذا المجنان تزخرفمت وتطيبمت‬

‫تذكر كل هذه المشاهد‪ ..‬الزحام شديد يكمماد يخنممق النفمماس‬


‫والشمممس يكمماد تصممهر الممرؤوس والكممل يتممدافع‪ ..‬السممؤال‬
‫همس‪ ..‬والكلم تخممافت وجلل الحممى القيمموم عمممر المكممان‬
‫بالهيبة‪.‬‬
‫فى هذه اللحظات ينادى الحق جل جلله على مجموعة مممن‬
‫الخلق فى أرض المحشر أن يتقممدموا ليظلهممم بظلممه يمموم ل‬
‫ظل إل ظله‪.‬‬
‫من هؤلء ياترى؟!! والجابممة علممى هممذا السممؤال تكممون بعممد‬
‫جلسة الستراحة‪.‬‬

‫أقول قولى هذا وأستغفر اللمه لى ولكم‬

‫الخطبة الثانية‬
‫أحبتى فى اللـه‪:‬‬

‫رابعًا‪ :‬فى ظل عرشه‬


‫إن مجرد الكلم عممن أهمموال هممذا اليمموم ترتعممد لممه الفممرائص‬
‫فكيف إذا عاينمماه وعاصممرناه وعايشممناه علممى أرض الواقممع ل‬
‫أرض الخيال؟!!‬
‫فى هذا الموقف ينادى الحق جل جلله علممى أنمماس ليظلهممم‬
‫بظله يوم لظل إل ظله‪ ،‬ياترى من هؤلء السعداء؟!‬

‫فــى صحيـــح البخـــارى ومســـلم مــن حديـــث أبــى‬


‫هريرة‪ :‬قــال المصــطفى ‪)) :‬ســبعة يظلهــم اللـــه‬
‫فى ظله يوم ل ظــل إل ظلــه إمــام عــادل‪ ،‬وشــاب‬
‫نشأ فى عبادة اللـه‪ ،‬ورجل قلبه معلــق بالمســاجد‪،‬‬
‫ورجلن تحابا فى اللـه اجتمعا عليه وتفرقــا عليــه‪،‬‬
‫ب وجمــال فقــال‪ :‬إنــى‬ ‫ورجل دعته امرأة ذات منص ٍ‬
‫أخاف اللـه‪ ،‬ورجــل تصــدق بصــدقة فأخفاهــا حــتى‬
‫لتعلم شماله ماتنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر اللـه خاليــا ً‬
‫ففاضت عيناه(()]‪.([13‬‬

‫))إمام عادل((‪ :‬أى حاكم عادل عــاش ليقيــم العــدل‬


‫فى الرض‪ ،‬سعدت بــه رعيتــه‪ ،‬وســعد هــو برعيتــه‪،‬‬
‫وكان يتقى اللـه فى هــذه المانــة‪ ،‬يعلــم يقين ـا ً أن‬
‫الحكم والمنصب أمانة سيسأل عنها بين يدى اللـــه‬
‫كما قال المصطفى لبى ذر‪)) :‬إن الوليــة أمانــة‬
‫وإنهــا يــوم القيامــة حســرة وندامــة إل مــن أخــذها‬
‫بحقها وأدى الذى عليه فيها ((‪ .‬ترى مــا جــزاء هــذا‬
‫الحاكم؟! أن يظله اللـه يوم ل ظل إل ظله‪.‬‬

‫((شاب نشأ فى عبادة اللـه))‬

‫أخى فى اللمه‪ :‬إذا نشمأت فمى عبمادة اللممه‪ ،‬وانصمرفت عمن‬


‫معصية اللمه وإن زلت قدمك فى معصيته تبت إلى اللمه جل‬
‫وعل‪ ،‬أظلك اللمه بظله يوم ل ظل إل ظله‪.‬‬
‫أيها الشاب الفتي‪ ..‬أيها الشمماب الزكممى‪ ..‬أيهما الشمماب الممذى‬
‫أسرفت على نفسك أرجممو مممن اللمممه عممز وجممل أن ل تتممأخر‬
‫عممز‪ ،‬الطاعممة‬
‫لحظممة عممن التوبممة وطاعممة اللمممه لن الطاعممة ِ‬
‫شرف‪ ..‬فل عز فى الدنيا والخرة إل بطاعة اللمه‪.‬‬

‫ولماذا خص الشاب؟!!‬
‫لن الشاب تجرى دماء الشهوة فمى عروقمه‪ ،‬لنممه ‪ -‬ل سميما‬
‫فى سممن المراهقممة وسممن الفتمموة ‪ -‬تعصممف الشممهوة بكيممانه‬
‫عصفًا‪ ،‬ولكن بخمموفه مممن اللمممه ومراقبتممه للممه يعصممم نفسممه‬
‫ويحارب شهواته ويحارب نفسه المارة بالسوء‪.‬‬

‫لذا كافأ اللمه هذا الشاب الطائع‪ ،‬التقى‪ ،‬النقى‪ ،‬الطاهر الذى‬
‫نشمأ منمذ نعوممة أظمافره يعبمد اللممه‪ ،‬ويطيمع اللممه ويحفمظ‬
‫حقوق اللمه ويمتثل أوامممره ويجتنممب نممواهيه ويقيممم حممدوده‪،‬‬
‫فيظله تحت ظل عرشه يوم لظل إل ظله‪.‬‬

‫))ورجل قلبممه معلممق بالمسمماجد(( معنممى ذلممك أن قلبممه فممى‬


‫صّلى الفرض‪ ،‬وخرج إلممى الممدنيا يسممعى علممى‬ ‫المسجد‪ ،‬فإذا َ‬
‫رزقممه مممن الحلل‪ ،‬أو عمماد إلممى بيتممه وأولده يخممرج مممن‬
‫المسجد‪ ،‬وقلبه مشتاق أن يرجممع إلمى المسمجد مممرة أخممرى‬
‫فهو متعلق بالمسجد يهوى الجلوس فى بيت اللمه بل يتمنممى‬
‫جله فممى بيممت اللمممه جممل‬
‫أن لو ييسر اللمه له الوقت ليقضى ُ‬
‫وعل وهممذا خيممر مممن أن تقضممى وقتممك أمممام المسلسمملت‬
‫والمباريات والفلم!! لممماذا ل تحممرص علممى أن تقضممى هممذا‬
‫الوقت فى بيت اللمه جل وعل؟!‬

‫فإذا تعلق قلبك به أظلممك اللمممه فممى عرشممه يمموم ل ظممل إل ّ‬


‫ظله‪.‬‬

‫((ورجلن تحابا فى اللـه اجتمعا عليه وتفرقا عليه ))‬


‫إنه الحب فى اللمه إن ))من أحب لله‪ ،‬وأبغض للممه‪ ،‬وأعطممى‬
‫لله‪ ،‬ومنع لله‪ ،‬فقد استكمل اليمان(()]‪ ([14‬وإن آصرة الحممب‬
‫فى اللمه هى أغلى آصرة‪ ..‬وأن رابطة الحب فممى اللمممه هممى‬
‫أغلى رابطة‪ ..‬أل وإن ))أوثق عرى اليمان‪ ،‬الحمب فمى اللممه‬
‫والبغض فى اللمه(( يقول اللمه سبحانه وتعالى فممى الحممديث‬
‫القدسى وهممو فممى الصممحيحين‪)) :‬أيممن المتحممابون بجللممى؟‬
‫اليوم أظلهم فى ظلى يوم لظل إل ظلى(()]‪.([15‬‬

‫((ورجل دعته امرأة ‪ -‬أي للزنا ‪ -‬ذات منصب وجمال‬


‫فقال‪ :‬إنى أخاف اللـه((‪ :‬تممذكر اللمممه جممل وعل وراقبممه‬
‫وأعرض عن هذه الكبيرة خوفا ً من اللمه جل وعل‪.‬‬

‫((ورجــل ذكــر اللـــه خاليــا ففاضــت عينــاه((‪ :‬خلممى‬


‫بنفسه‪ ،‬وقام من الليل‪ ،‬وجلس يصلى أو يذكر اللمه سممبحانه‬
‫وتعالى فلممما امتل قلبممه بهيبممة اللمممه وبعظمممة اللمممه‪ ،‬فاضممت‬
‫عيناه بالدموع خوفا ً منه وهيبة له سبحانه‪.‬‬

‫قال رسول اللمه ‪)) :‬عينان ل تمسهما النار عيممن بكممت مممن‬
‫خشية اللمه‪ ،‬وعين باتت تحرس فى سبيل اللمه(()]‪.([16‬‬

‫وهناك غير هؤلء السبعة من الممذين يظلهممم اللمممه فممى ظلممه‬


‫يوم القيامة‪.‬‬

‫ولقد جمع الحافظ ابن حجر فى كتاب مسممتقل هممؤلء الممذين‬


‫يظلهم اللمه فى ظله غير هؤلء السبعة فى كتاب قيم سماه‬
‫)معرفممة الخصممال الموصمملة إلممى الظلل( وبيممن أن اللمممه‬
‫سبحانه يظل غير هؤلء السبعة فى ظل عرشه يوم لظل إل‬
‫ظله ففى الحديث الصحيح أنه قال ‪:‬‬
‫ممن‪ ،‬أنظمر )أمهمل( معسمرا ً أظلمه اللمه فمممى ظلمممه يممموم ل‬
‫ظمل إل ظلمه(()]‪.([17‬‬

‫أيها الحبيب الكريممم‪ :‬احممرص علممى طاعممة اللمممه وعلممى هممذه‬


‫الخصال من خصال الخير ليظلك اللمه فى ظل عرشه يوم ل‬
‫ظل إل ظله‪.‬‬
‫وحينئذ يقوم بقية الخلق فى هذا الموقف قياما ً طويل ً طوي ً‬
‫ل‪،‬‬
‫ويشتد الكرب عليهم حتى يتمنى بعضهم أن يحشر إلى النممار‬
‫ول يقف فى مثل هذا الموقف المهيب الرهيب ظانا ً أن النممار‬
‫لن تكون أشد عذابا ً مما هو فيه من هم وكرب‪.‬‬

‫وهنا يبحث الخلق عمن يشفع لهم إلى اللمه جل وعل ليقضى‬
‫اللمه تبارك وتعالى بين الخلئق لينتهى هذا الموقممف المهيممب‬
‫الرهيب‪ ،‬وهنا يقول كل نبى من النبياء‪ :‬نفسى‪ ..‬نفسى‪.‬‬

‫ويتقدم الحبيب المصطفى صاحب المقام المحمود وصاحب‬


‫الحممموض الممممورود‪ ،‬و صممماحب اللمممواء المعقمممود‪ ،‬وصممماحب‬
‫الشفاعة العظمى يوم الدين يتقدم ليشفع للخلئق فى أرض‬
‫المحشممر ليقضممى اللمممه جممل وعل بينهممم ونتوقممف عنممد هممذا‬
‫المشهد الكريم عنممد مشممهد شممفاعة النممبى لهممل الموقممف‬
‫جميعا ً لنعيش مع هذا الموقف‪ .‬لنتعرف عليممه لحق ما ً إن قممدر‬
‫اللمه لنا البقاء واللقاء‪.‬‬

‫أسأل اللمه العظيم رب العممرش الكريممم أن يحسممن خاتمتنمما‪.‬‬


‫إنه ولى ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪--------‬‬
‫رواه مسلم رقم ) ‪ ، (2878‬فى الجنة ‪ ،‬باب المر بحسن الظن بممالله تعممالى عنممد‬ ‫)]‪([1‬‬
‫الموت ‪.‬‬

‫)]‪ ([2‬رواه مسلم رقم )‪ ، (1178‬فى الفضائل ‪ ،‬باب تفضيل نبينا صمملى اللمممه عليممه وسمملم‬
‫على جميع الخلئق ‪ ،‬أبو داود رقممم )‪ ، (4763‬فممى السممنة ‪ ،‬بمماب فممى التخييممر بيممن النبيمماء‬
‫عليهم الصلة والسلم ‪ ،‬والترمذى رقمم )‪ ، (3615‬فمى المنماقب ‪ ،‬بماب ماجماء فمى فضمل‬
‫النبى صلى اللمه عليه وسلم ‪.‬‬

‫)]‪ ([3‬رواه البخارى رقممم ) ‪ ، (6524‬فممى الرقمماق ‪ ،‬بمماب كيممف الحشممر؟ ‪ ،‬ومسمملم رقممم )‬
‫‪ ، (2860‬فى الجنة ‪ ،‬باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ‪ ،‬الترمممذى رقممم )‪(2425‬م ‪،‬‬
‫فى القيامة ‪ ،‬باب ماجاء فى شأن الحشر ‪ ،‬والنسائى )‪ ، (4/114‬فى الجنائز ‪ ،‬باب البعث ‪.‬‬

‫)]‪ ([4‬رواه البخارى فى الرقاق ‪ ،‬باب يقبض اللمه الرض ‪ ،‬ومسلم رقم )‪ (2790‬فى صفات‬
‫المنافقين ‪ ،‬باب فى البعث والنشور وصفة الرض يوم القيامة ‪.‬‬

‫)]‪ ([5‬رواه البخارى رقم )‪ (6527‬فى الرقاق ‪ ،‬بمماب الحشممر ‪ ،‬ومسمملم رقممم ) ‪ (2859‬فممى‬
‫الجنة ‪ ،‬باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ‪ ،‬والنسممائى )‪ (4/114‬فممى الجنممائز ‪ ،‬بمماب‬
‫البعث ‪.‬‬

‫)]‪ ([6‬رواه الترمذى رقم )‪ (3141‬فى التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة بنمى إسمرائيل ‪ .‬وصمححه‬
‫شيخنا اللبانى فى المشكاة )‪. (5546‬‬

‫)]‪ ([7‬رواه البخارى رقم )‪ (4760‬فى التفسير ‪ ،‬سورة الفرقان ‪ ،‬ومسلم رقم )‪ (2806‬فى‬
‫صفات المنافقين ‪ ،‬باب يحشر الكافر على وجهه ‪.‬‬

‫)]‪ ([8‬رواه الترمذى رقم )‪ (2494‬فى صفة القيامة ‪ ،‬وصححه شيخنا اللبانى فى المشممكاة‬
‫وهو فى صحيح الجامع برقم )‪. (8040‬‬

‫)]‪ ([9‬رواه مسلم رقم )‪ (2864‬فى صفة الجنة ‪ ،‬باب صفة يوم القيامة ‪ ،‬والترمذى رقممم )‬
‫‪ (2423‬فى صفة القيامة ‪ ،‬باب رقم )‪ ، (3‬وهو فى صحيح الجامع رقم )‪. (2933‬‬

‫)]‪ ([10‬رواه البخمارى رقم )‪ (6531‬فى الرقاق ‪ ،‬باب قمموله تعممالى ‪ :‬أل يظممن أولئك أنهممم‬
‫مبعثون ‪ . . .‬اليمممة ‪ ،‬ومسلم رقم ) ‪ (2862‬فى الجنة وصفة نعيمها وأهلها ‪ ،‬باب فى صفة‬
‫يوم القيامة ‪.‬‬

‫)]‪ ([11‬روه مسلم رقم ) ‪ (2842‬فى صفة الجنة ‪ ،‬باب فى شدة حر نار جهنم ‪ ،‬والترمممذى‬
‫رقم )‪ (2576‬فى صفة جهنم ‪ ،‬باب ماجاء فى صفة النار ‪.‬‬

‫)]‪ ([12‬رواه الترمذى رقم )‪ (2577‬فى صفة جهنم ‪ ،‬باب ماجاء فى صممفة النممار ‪ ،‬وصممححه‬
‫شيخنا اللبانى فى الصحيحة رقم )‪ ، (512‬وهو فى صحيح الجامع برقم )‪. (8051‬‬

‫)]‪ ([13‬رواه البخارى )‪ (2/119‬فى الجماعة ‪ ،‬باب من جلمس فممى المسممجد ينتظمر الصملة‬
‫وفضل المساجد ‪ ،‬ومسلم رقم )‪ (1031‬فى الزكاة ‪ ،‬باب فضل إخفاء الصدقة ‪.‬‬
‫)]‪ ([14‬رواه أبو داود رقم )‪ (4681‬فى السنة ‪ ،‬باب الدليل على زيممادة اليمممان ‪ ،‬وهممو فممى‬
‫صحيح الجامع )‪. (5965‬‬

‫)]‪ ([15‬رواه مسلم رقممم )‪ (2566‬فممى الممبر والصمملة ‪ ،‬بمماب فممى فضممل الحممب فممى اللمممه ‪،‬‬
‫والموطأ )‪ (2/952‬فى الشعر ‪ ،‬باب ماجاء فى المتحابين فى اللمه ‪.‬‬

‫)]‪ ([16‬رواه الترممذى رقمم )‪ (1639‬فى فضائمل الجهماد ‪ ،‬باب ماجمماء فممى فضممل الحممرس‬
‫فى سبيل اللمه وصححمه شميخنا اللبمانى فمى المشمكاة رقمم ) ‪ ، (3829‬وهمو فمى صحيمح‬
‫الجاممع رقمم )‪. (4112‬‬

‫)]‪ ([17‬رواه الترمذى رقم )‪ (1306‬فى البيوع ‪ ،‬باب فى إنظار المعسممر ‪ ،‬وصممححه شمميخنا‬
‫اللبانى فى صحيح الترغيب )‪ ، (900‬وهو فى صحيح الجامع رقم )‪. (6107‬‬

You might also like