You are on page 1of 12

‫الداعية المصلح محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي‬

‫هذه ترجمة الداعية المصلح محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي ‪،‬الذي وصل‬
‫الى مملكة سنغاي بالنيجر ‪ ،‬مرورا ببلد التكرور بالسودان العلى ‪ ،‬و كانو و‬
‫نيجيريا بعد أن أنتقل منتلمسان إلى واحات ادرار ‪ ،‬تمنطيط ‪ ،‬توات و غيرها من‬
‫القصور بالصحراء الفريقيةالشاسعة مجاهدا في سبيل نشر الدعوة و تنقية‬
‫السلم مما علق به من شوائب البدع والخزعبلت‪.‬‬

‫كنيته و مولده و نشأته‪:‬‬

‫أبو عبد ال‪ ،‬محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ‪ ] ،‬و المغيلي ‪:‬‬
‫بفتح الميم نسبة إلى مغيلة قبيلة من البربر استوطنت تلمسان ووهران و المغرب‬
‫القصى‪ ،‬وهي فرع من قبيلة صنهاجة كبرى شعوب الفارقة البيض )انظر وصف‬
‫إفريقيا ‪ [(1/36،38‬ولد في مدينة تلمسان سنة ‪ 790‬هـ ‪ 1425 /‬م ‪ ،‬من عائلة‬
‫راقية النسب ‪ ،‬و مشهورة بالعلم و الدين و الشجاعة في الحروب و هو يعتبر‬
‫العالم رقم عشرين في سللة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي ] و هو ذلك‬
‫العالم البربري الذي اعتنق السلم ‪ ،‬وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة‬
‫مع طارق بن زياد في فتح الندلس [‪ ،‬والده عبد الكريم اشتهر بالعلم و الصلح ‪،‬‬
‫كما أن أمه اشتهرت بأنها سيدة فاضلة تحب الفقراء و المساكين و تنفق عليهم‬
‫بسخاء‪ ،‬و قد قام هذان الوالدان بتربيته و تنشئته تنشئة حسنة ‪.‬‬

‫طلبه العلم و شيوخه‪:‬‬

‫حفظ القرآن الكريم على يد والده و الذي علمه أيضا مبادئ العربية من نحو و‬
‫صرف و بيان كما قرأ عليه أيضا موطأ المام مالك و كتاب ابن الحاجب الصلي ‪،‬‬
‫انتقل بعدها ليدرس عند المام الفقيه محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير‬
‫بالجلب التلمساني ) ت سنة ‪ 875‬هـ (‪ ،‬و الذي أخذ عنه بعض التفسير و‬
‫القراءات ‪ ،‬ولقنه الفقه المالكي ‪ ،‬فقد ذكر المغيلي انه ختم عليه المدونة مرتين ‪،‬‬
‫و مختصر خليل و الفرائض من مختصر ابن الحاجب ‪ ،‬و الرسالة‪.‬‬
‫كما تلقى العلم عن علماء و شيوخ تلمسان منهم ‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني‬
‫) ‪ 826‬و قيل ‪ 825‬هـ ( ‪ ،‬عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية ‪،‬‬
‫قال عنه أحمد بابا في ] نيل البتهاج ص ‪ " : [171‬بلغ الغاية في العلم والنهاية‬
‫في المعارف اللهية وارتقى مراقي الزلفى ورسخ قدمه في العلم وناهيك بكلمه‬
‫في أول سورة الفتح ولما وقف عليه أخوه عبد ال كتب عليه ‪ :‬وقفت على ما‬
‫أولتموه وفهمت ما أردتموه فألفيته مبنيا على قواعد التحقيق واليقان ‪ ،‬مؤديا‬
‫صحيح المعنى بوجه البداع والتقان بعد مطالعة كلم المفسرين ومراجعة‬
‫الفاضل المتأخرين"‪.‬‬
‫‪ -‬محمد بن إبراهيم ] بن يحي حسب الونشريسي في المعيار [ بن عبد الرحمن بن‬
‫محمد بن عبد ال ابن المام أبو الفضل التلمساني ) ت ‪ 845‬هـ ( " عالم‬
‫بالتفسير والفقه مشارك في علوم الدب والطب والتصوف من أهل تلمسان‪،‬‬
‫قال عنه السخاوي في ) الضوء اللمع ‪ " : (10/740‬ارتحل في سنة عشر‬
‫وثمانمائة فأقام بتونس شهرين ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر إلى‬
‫الشام فزار القدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله وأجلوه ‪".‬‬
‫انتقل بعدها الى بجاية حيث أخذ عن علمائها التفسير و الحديث الشريف ‪ ،‬و الفقه‬
‫و كانت بجاية حينئذ احدى حواضر العلم و الثقافة العربية السلمية‪،‬و كيف ل‬
‫يقصدها و قد اصبحت قبلة العلم والعلماء‪ ،‬إذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت‬
‫بعلماء المشرق في نشر العلم ‪ ،‬ثم سرعان ما أنجبت وخرجت علماء كثيرين سار‬
‫بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم‬
‫في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام وبغداد و‬
‫مصر‬
‫انكب المغيلي على الدراسة في بجاية ‪ ،‬تلقى خللها علوم جمة على يد علماء‬
‫أجلء أمثال‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ أحمد بن إبراهيم البجائي )ت سنة ‪840‬هـ‪1434/‬م(‪ ،‬امام جليل‪ ،‬اشتهر‬
‫بالتفسير و الفقه‪ ،‬تتلمذ له المفسر المشهور الثعالبي‪.‬‬
‫‪ -‬منصور بن علي عثمان ‪ -‬أبو علي الزواوي المنجلتي‪ ،‬من فقهاء و علماء‬
‫بجاية ‪ ،‬و من ذوي العصبية و القوة فيها ‪ ،‬و كان من أصحاب الرأي و التدخل‬
‫في الحداث السياسية لمكانته المرموقة‪.‬‬
‫قال عنه السخاوي في الضوء اللمع ‪ " :‬رأيت من قال انه الزواوي العالم الشهير‬
‫‪ ،‬و انه مات بتونس ‪ 846‬هـ "‬

‫كما أخذ عن غيرهم من العلماء منهم يحيى بن نذير بن عتيق أبو زكريا‪،‬‬
‫التدلسي‪ " :‬القاضي‪ ،‬من كبار فقهاء المالكية‪ ،‬من أهل تدّلس‪ ،‬تعلم بتلمسان وولي‬
‫القضاء بتوات‪ ،‬أخذ عنه محمد بن عبد الكريم المغيلي " ] تعريف الخلف ‪:1‬‬
‫‪ [196‬و ابي العباس الوغليسي‪ ،‬و يذكر المغيلي‪ " :‬أنه قرأ الصحيحين ‪ ،‬و‬
‫السنن و موطأ المام مالك ‪ ،‬و الفقه المالكي ‪ ،‬و لم يكتف عبد الكريم المغيلي بما‬
‫تحصل عليه من علوم في تلمسان و بجاية بل راح يبحث الستزادة من رحيق‬
‫المعرفة‪ ،‬فتوجه مباشرة إلى الجزائر أين اتصل بالمفسر المشهور ‪ -‬عبد الرحمن‬
‫بن محمد بن مخلوف بن طلحة الثعالبي صاحب التفسير المشهور )الجواهر‬
‫الحسان( ‪ ،‬و لزمه ملزمة لصيقة ‪ ،‬و قد أعجب المام الثعالبي بالطالب المغيلي‬
‫و بفطنته و ذكائه ‪ ،‬فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه و فقهه و أدبه‪.‬‬

‫العلماء في عصر المغيلي ‪:‬‬

‫عاش المام المغيلي في فترة شهدت بروز العديد من المفسرين و العلماء و‬


‫الفقهاء و المؤرخين و الدباء و الشعراء ‪ ،‬الكثير منهم خالطه و اجتمع به و‬
‫تبادل معه مجالس العلم و الدب نذكر منهم العلمة قاسم بن سعيد بن محمد‬
‫العقباني المتوفي سنة ‪ 837‬هـ ‪ ،‬و العلمة محمد بن أحمد بن مرزوق المتوفي‬
‫سنة ‪ 842‬هـ ‪ ،‬و العالم الصوفي ابراهيم التازي المتوفي سنة ‪ 866‬هـ ‪ ،‬و‬
‫العلمة الفقيه محمد بن يحي التلمساني المعروف بابن الحابك المتوفي سنة ‪867‬‬
‫هـ ‪ ،‬و العلمة محمد بن ابي القاسم بن محمد بن يوسف بن عمرو بن شعيب‬
‫السنوسي المتوفي سنة ‪ 895‬هـ ‪ ،‬و العلمة احمد بن زكري التلمساني المتوفي‬
‫سنة ‪ 899‬هـ ‪ ،‬و ابن مرزوق الكفيف المتوفي سنة ‪ 901‬هـ ‪ ،‬و العلمة احمد‬
‫ين يحي الونشريسي المتوفي ‪ 914‬هـ و غيرهم‪ ،‬مما جعله يستفيد فائدة عظيمة‬
‫من علمهم و نصائحهم و إرشاداتهم التي سنرى أثرها في دعوته فيما بعد ‪.‬‬
‫يشبهه الكثير من المؤرخين و المترجمين الذين كتبوا عنه و عن جهاده و دفاعه‬
‫لنشر السلم الصحيح و محاربة البدع و المنكرات بشيخ السلم ابن تيمية نفسه‬
‫الذي تأثر به و بأفكاره و كتبه و رسائله التي كانت تصل إلى الشطر الغربي من‬
‫العالم السلمي ‪ ،‬و ) يقال انه كانت بينهما مراسلت و هو ما أجاب عنه الدكتور‬
‫عمار هلل في مقالة له نشرها بجريدة المجاهد الجزائرية بتاريخ ‪/ 06 / 20‬‬
‫‪ 1985‬م حيث ذكر أنه ‪ " :‬في المؤلفات الجزائرية التي لها علقة بالعلوم‬
‫السلمية ‪ :‬فقه و تفسير و حديث ‪...‬الخ في القرن الخامس عشر الميلدي ‪ ،‬هل‬
‫نجد أي إشارة إلى ابن تيمية أو إلى أعماله ؟ ليس من السهل الجابة عن هذا‬
‫السؤال ‪ ،‬و لكن ما يسمح لنا بالعتقاد هو أن المغيلي نفى نفسه إلى الصحراء‬
‫الجزائرية حيث كانت المواصلت حينئذ من الصعوبة بمكان و مع هذا فان فتاتا‬
‫من المعلومات التي وصلتنا من تلك المنطقة الواسعة للشرق الوسط تجعلنا نفكر‬
‫بان ابن تيمية قد تمنى كثيرا أن يعرف ابن عبد الكريم المغيلي ‪ ،‬المهم هو أن ك ً‬
‫ل‬
‫منهما قد قام بعمله بدافع حماسته للسلم حتى لو أنهما لم يلتقيا ‪ ،‬و المهم كذلك‬
‫هو أن الرسالة التي أرادا نقلها وصلت تماما إلى الذين أرادا استقطابهم ليصبحوا‬
‫مؤمنين صالحين " كما كانت له مراسلت و مناظرات مع المام السيوطي ‪ ،‬نقلها‬
‫ابن مريم في كتابه " البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسان " أثناء ترجمته‬
‫للمغيلي‪.‬‬

‫المام المصلح و نازلة توات‪:‬‬

‫نقم المام المغيلي و انزعج من سلوك سلطين تلك الفترة الذين كانوا يحكمون‬
‫مملكة تلمسان و بجاية ‪ ،‬و بعد سخطه على أفعالهم و خاصة على الكيفية التي‬
‫يعالجون بها رعاياهم ‪ ،‬و بعد أن اثر فيه سكوت أو تغاضي المثقفين و رجال العلم‬
‫‪ ،‬هاجر المام إلى منطقة تمنطيط بتوات أدرار‪ ،‬وكان لومه على السلطين بسبب‬
‫'' عدم امتثالهم ل في حياتهم الشخصية و ل في كيفية حكمهم الى قواعد‬
‫السلم '' ‪.‬‬
‫إن قصور توات وتيكرارين تمنطيط و أسملل و أولف و زاوية كونتة و فتوغيل ‪،‬‬
‫كلها أسماء تشهد لهذا المام دهاده و دعوته ‪ ،‬هذه المناطق التي زارها صال و‬
‫جال فيها يقوم بمهمة الدعوة إلى ال و الصلح ‪ ،‬و نشر المبادئ السلمية‬
‫الصحيحة النقية كما عرفها السلف الصالح رضوان ال عليهم ‪ ،‬و قد احتضنته‬
‫القبيلة العربية الصيلة بني سعيد ‪ ،‬حيث عاش بينهم كواحد منهم يحترمونه و‬
‫يبجلونه و يستمعون إلى دروسه و يتبعون دعوته حتى بدأ يكتشف دسائس‬
‫اليهود الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ زمن بعيد ‪ ،‬وكانوا يستحوذون على‬
‫السلطة القتصادية و الموارد المالية وأفسدوا الخلق والذمم ‪ -‬كما هي عادتهم‬
‫دائما عليهم لعنة ال – حيث أنهم كانوا يتحكمون في اكبر كنز في الصحراء أل و‬
‫هو ‪ :‬الماء ‪ ،‬كما أنهم قاموا ببناء معبد لهم في واحة تمنطيط خارقين بذلك العهود‬
‫التي بينهم و بين المسلمين‪ ،‬وقد شن عليهم المغيلي حربا شعواء ل هوادة فيها‬
‫لوضع حد نهائي لتجاوزاتهم و استهانتهم بالدين السلمي ‪ ،‬لقد ضيق عليهم‬
‫الخناق و بذلك ظهرت ما يسمى "بنازلة توات"‪.‬‬

‫)) وأصل المشكلة التي طرحت على الفقيه المام المغيلي ‪ ،‬هو أن بعض‬
‫المسلمين من "توات"‪ ،‬تلك الناحية المتواجدة في وسط الصحراء الجزائرية‪،‬‬
‫والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب‪ ،‬وأهمها في‬
‫القديم واحة "تمنطيط"‪ ،‬وهي ل تزال موجودة إلى يومنا هذا‪ ،‬وقد تفوقت عليها‬
‫في العصر الحاضر مدينة أدرار‪ ،‬وتمنطيط هي اليوم ضمن ولية أدرار‪ .‬قلت إن‬
‫بعض المسلمين من توات‪ ،‬قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة‪ ،‬سلوكهم‪،‬‬
‫ومخالفتهم للقوانين‪ ،‬وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون‪ ،‬على مر‬
‫العصور‪ .‬وتفاقمت الزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود‪ ،‬كنيسة جديدة لهم‬
‫في "تمنطيط"‪ .‬وقد أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ‪ ،‬الذين اعتبروا تشييد معبد‬
‫جديد‪ ،‬مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلح معابدهم القديمة فقط‪،‬‬
‫وتحظر عليهم بناء معابد جديدة‪ ،‬غير أن بعض العلماء المحليين‪ ،‬وعلى رأسهم‬
‫قاضي المدينة‪ ،‬خالفوا أولئك النفر من المسلمين وقالوا‪ :‬إن اليهود ذميون‪ ،‬لهم‬
‫ما لهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه‪ .‬وقد احتج كل فريق‬
‫بآيات قرآنية كريمة و بأحاديث نبوية شريفة ‪ ،‬وبأقوال السلف من الئمة‬
‫والفقهاء‪ ،‬غير أن كل الفريقين لم يقو على فرض آرائه‪ ،‬وعلى استمالة عامة‬
‫الناس إليه‪ .‬وكان في مقدمة الناقمين على اليهود‪ ،‬العالم الكبير محمد بن عبد‬
‫الكريم المغيلي‪ .‬وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه‪ ،‬وبحيويته في المر بالمعروف‪،‬‬
‫والنهي عن المنكر‪ ،‬وفي نشر تعاليم السلم و محاربة البدع و الخرافات خاصة‬
‫ببلد الزنوج – كما سنرى – حيث اصدر فتوى أكد من خللها‪ " :‬أن سيطرة‬
‫اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار‪ ،‬وبخاصة النواحي القتصادية‪،‬‬
‫يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها السلم مقابل حمايتهم وعيشهم بين‬
‫ظهراني المسلمين‪ ،‬وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من‬
‫خلل سيطرتهم على التجارة‪ ،‬يستوجب ‪ -‬في نظر هذا العالم ‪ -‬محاربتهم وهدم‬
‫كنائسهم وكسر شوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار"‪ .‬وقد أثارت هذه الفتوى‪ ،‬من‬
‫قبل المام المغيلي‪ ،‬ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد‬
‫ومعارض‪ .‬ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم‬
‫المغيلي‪ ،‬والفريق المعارض له‪ ،‬واشتد الخلف بين المسلمين‪ ،‬راسل كل الفريقين‬
‫أكبر علماء العصر في تلمسان‪ ،‬وفي فاس‪ ،‬وفي تونس‪ ،‬وكانت المدن الثلث‬
‫العواصم السياسية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والثقافية للجزاء الثلثة من المغرب السلمي‪.‬‬
‫قلت راسل الفريقان كبار علماء العصر‪ ،‬يستفتيانهم في القضية‪ ،‬وكان كل فريق‬
‫يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الخر‪ ،‬المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة‪.‬‬
‫وقد أورد المام الفقيه أحمد الونشريسي في موسوعته الفقهية المعيارالمعرب‪،‬‬
‫مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان‪ ،‬فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من‬
‫تلمسان و فاس‪ ،‬وعلى رأسهم الفقيه عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن صالح‬
‫العصنوني المعروف بشرحه على التلمسانية‪ ،‬و قاضي توات أبو محمد عبد ال‬
‫بن أبي بكر السنوني‪.‬‬
‫أما العلماء المؤيدين فقد كان على رأسهم الئمة العلم محمد بن عبد ال بن عبد‬
‫الجليل التنسي مؤلف الكتاب في ضبط القرآن الكريم "الطراز على ضبط‬
‫الخراز" ‪ ،‬و محمد بن يوسف السنوسي‪ ،‬أبو عبد ال التلمساني الحسني عالم‬
‫تلمسان و صالحها ‪ ،‬و أحمد بن محمد بن زكري المانوي أبو العباس المغراوي‬
‫التلمساني مفتي تلمسان في زمنه‪.‬‬
‫ويقول المؤرخون‪ ..." :‬إنه فور وصول جواب هؤلء العلماء لواحة تمنطيط‪،‬‬
‫حمل المغيلي وأنصاره السلح‪ ،‬وانقضوا على كنائس اليهود‪ ،‬فهدموها دون‬
‫تأخير"‪.‬‬

‫رحلة دعوة و إصلح و تأليف في الصحراء ‪:‬‬

‫بعد انتصاره على اليهود كما رأينا ‪ ،‬قام ] كما جاء في بحث بعنوان ‪ " :‬ملمح‬
‫ي في الحركة الصلحية في النيجر ‪ -‬للدكتور عبد العلي‬ ‫من التأثير المغرب ّ‬
‫الودغيري رئيس الجامعة السلمية بالنيجر [ " هذا الداعية الكبير برحلته‬
‫ل بالدعوة والوعظ والتدريس‬ ‫الطويلة إلى مناطق السودان الغربي‪ ،‬وظل مشتغ َ‬
‫والقضاء والُفْتيا وَبَذل النصح لمرائها وأولي المر فيها‪ .‬وطاف بعدد من‬
‫عواصمها وأقاليمها فزار كانوا وَكشَنة في شمال نيجيريا‪ ،‬وكاغو )أو جاو(‬
‫)الواقعة في مالي حاليًا( وَتَكّدة من منطقة أهير )التابعة للنيجر حاليًا(‪ ،‬وغيرها‬
‫من البلد الواقعة بين نهري السنغال والنيجر‪ ،‬ويقول بول مارتي‪« :‬ونحن نعلم ـ‬
‫حسبما هو متداول من معلومات ـ أن السلم دخل إلى بلد الجرما والبلد‬
‫المجاورة إلى تساوة )‪ ،(Tessaoua‬وزندر )‪ (Zinder‬بواسطة الشريف‬
‫الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي‪ ،‬أو بالحرى بواسطة تلميذه المباشرين في‬
‫القرن الخامس عشر»‪ ،‬إلى أن يقول‪« :‬لقد هبط المغيلي مع نهر النيجر إلى ناحية‬
‫ساي )‪ ] (Saye)(1‬منطقة "ساي" هذه هي التي توجد بها الجامعة السلمية‬
‫بالنيجر حاليًا‪ ،‬وتبعد عن نيامي بحوالي ‪ 50‬كلم‪[ .‬‬
‫ريضيف قائل‪ " :‬وأرسل بعثات من قبله إلى بلد جرما جندا )‬
‫ت وفادة المغيلي إلى‬‫‪ ،(Djermagenda‬وربما إلى الشرق أيضًا ‪ ...‬وقد اسُتقبل ْ‬
‫هذه المناطق بحفاوة بالغة‪ ،‬وقربه أمراؤها وملوكها وجعلوا منه مستشارهم‬
‫الخاص ومرجعهم الفقهي العلى‪ ،‬وكتب لهم رسائل ووصايا وفتاوى في أمور‬
‫الحكم والدولة والسياسة الشرعية منها‪:‬‬

‫‪ ...‬أ( " مجموعة في أمور المارة وسياسة الدولة " التي ألفها لمير كانوا محمد‬
‫ابن يعقوب المعروف َبرْمفت‪ ،‬وهي التي طبعت بعنوان مخترع‪" :‬تاج الدين فيما‬
‫يجب على الملوك والسلطين "] طبعت هذه المجموعة طبعات متعددة وترجمت‬
‫إلى النجليزية‪ ،‬وآخر طبعاتها صدرت سنة ‪ 1994‬م‪ ،‬عن دار ابن حزم )بيروت(‪،‬‬
‫بتحقيق محمد خير رمضان يوسف[‪ .‬وقد سلك فيها مسلك أسلفه من علماء‬
‫المسلمين الذين ألفوا كتبًا في نصح الملوك‪ ،‬وإرشاد السلطين مثل أبي بكر‬
‫الطرطوشي في "سراج الملوك"‪ ،‬والماوردي في الكتاب المنسوب إليه باسم‪:‬‬
‫"نصيحة الملوك"‪ ،‬وكتابه المشهور "الحكام السلطانية"‪ ،‬والغزالي في كتابه‬
‫"التبر المسبوك في نصيحة الملوك"‪ ،‬وابن الزرق الندلسي في‪" :‬بدائع السلك‬
‫في طبائع الملك"‪ ،‬والحميدي في "الذهب المسبوك في وعظ الملوك" وغيرها مما‬
‫هو معروف‪.‬‬
‫ب( ثم كتب للمير َرْمَفا محمد بن يعقوب لمير كانو وصية أخرى في " ما يجوز‬
‫للحكام في ردع الناس عن الحرام " ]ترجمها ريشار بلمر )‪ (R. Palmer‬إلى‬
‫النجليزية سنة ‪ 1914‬م‪ ،‬ثم نشرها اللوري في كتابه "السلم في نيجيريا"‪،‬‬
‫وضمنت أيضًا في كتاب "ضياء السياسات" لعبد ال بن فودي الذي نشره د‪ .‬أحمد‬
‫كاني سنة ‪1988‬م[‪.‬‬
‫ج( ثم مكث مدة عند السلطان محمد بن أبي بكر التوري المعروف بالحاج أسكيا‬
‫أمير مملكة سنغاي‪ ،‬وألف له أجوية عن أسئلة كثيرة وجهها إليه‪ ،‬وهي‬
‫المجموعة التي عرفت باسم‪" :‬أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي" ] " أسئلة السكيا‬
‫)كذا( و أجوبة المغيلي "‪ ،‬تقديم و تحقيق الستاذ عبد القادر زبادية ‪ ،‬سلسلة‬
‫ذخائر المغرب العربي ‪ ،‬مطبعة الشركة الوطنية للنشر و التوزيع الجزائر سنة‬
‫‪ 1974‬م [ ؛ فكانت بمثابة الحجة الشرعية الدامغة التي استعملها أسكيا في‬
‫توطيد دعائم ملكه ومواجهة خصومه‪.‬‬
‫‪ ...‬وكان المغيلي بجانب ثقافته الدينية الواسعة وقيامه بأمور الوعظ والرشاد‪،‬‬
‫ومعرفته بأمور السياسة الشرعية‪ ،‬يحترم رجال الطرق الصوفية خاصة منهم‬
‫أولئك الذين يبتعدون عن الدروشة و الخزعبلت‪ .،‬وكثير من الباحثين يعتقدون‬
‫أن له دور كبير في التعريف بالطريقة القادرية ؟؟؟ التي كان يحترم شيوخها ‪،‬‬
‫ومنهم أستاذه و صهره المفسر الثعالبي الذي عرفه عليها‪ ،‬و يدعوا لهم بالنصر‬
‫و النجاح‪ ،‬ولذلك انتشرت في السودان‪.‬‬

‫صدى هذه الدعوة في الصحراء ‪:‬‬

‫إن المتفق عليه بين جميع الدارسين الذين تناولوا شخصية المغيلي من القدامى‬
‫والمحدثين ومن العرب والغربيين‪ ،‬هو أن الرجل كان له تأثير قوي وملموس جدًا‬
‫ظل صداه يتردد بعده قرونًا طويلة‪ .‬وهذا يلخصه الشيخ المين محمد عوض ال‬
‫بقوله في كتابه ‪ ":‬العلقات بين المغرب القصى والسودان الغربي في عهد‬
‫السلطنتين السلميتين مالي وسنغاي" جدة‪ ،1970 ،‬ص‪ "192 :‬ما نصه‪:‬‬
‫" ‪.....‬ونستطيع أن نؤكد من النصوص السابقة‪ ،‬أن الدور الذي قام به العالم‬
‫الجليل المغيلي ل يدانيه أي دور قام به عالم مغربي في السودان الغربي‪ .‬فقد ترك‬
‫أثرًا إسلميًا كبيرًا‪ ،‬وقام بتصحيح مفاهيم كثيرة كانت مغلوطة في أذهان العامة‬
‫والسلطين"‪.‬‬
‫ويقول الدكتور شيخو أحمد سعيد غلدنثي‪ ،‬وهو أحد ابرز المثقفين و المهتمين‬
‫بالتراث السلمي في نيجيريا‪ ،‬ومن أبناء مدينة كانو بالذات‪ ،‬متحدثًا عن زيارة‬
‫المغيلي لمدينته في كتابه‪ ":‬حركة اللغة العربية وآدابها بنيجيريا‪ ،‬ط‪ ،2 ,‬الرياض‪،‬‬
‫‪ 1993‬م‪ ،‬ص‪ 42 :‬ويذكر هذا المؤلف أن أحفاد المغيلي في كانو ما يزالون إلى‬
‫اليوم يحضرون مجلس أمير كانو‪ ،‬ويكونون في حاشيته‪ ... ":.‬ولقد كان لهذه‬
‫الزيارة التي قام بها المغيلي إلى كانو صدى كبير‪ ،‬ونتائج عظيمة تركت أثرًا‬
‫واضحًا ل في كانو فحسب‪ ،‬ولكن في وليات الهوسا جميعًا‪ ،‬لن انتشار السلم‬
‫في كانو أدى إلى انتشاره في الوليات الخرى ]من نيجريا[‪ .‬ومن ذلك الوقت‬
‫نستطيع أن نقول إن ولية كانو أصبحت ولية إسلمية حقًا‪ ،‬وبدأت بعدئذ تلعب‬
‫ل في خدمة الثقافة السلمية في الوليات الخرى"‪.‬‬ ‫دورًا هائ ً‬
‫ويذكر هذا المؤلف اضافة الى ذلك بأن أحفاد المغيلي في كانو ما يزالون إلى اليوم‬
‫] ‪ 1993‬م [ يحضرون مجلس أمير كانو‪ ،‬ويكونون في حاشيته‪.‬‬
‫و لما أرخ المرحوم الشيخ آدم اللوري لحركة الدب واللغة العربيين في نيجيريا‬
‫في كتابه الذي سماه‪" ]:‬مصباح الدراسات الدبية في الديار النيجيرية" ط ‪،2‬‬
‫‪) ،1992‬دون ذكر المكان(‪ ،‬ص‪ 18 :‬ـ ‪ [19‬أشاد بدور المام المغيلي الفعال في‬
‫ترقية العلوم العربية والثقافية السلمية ‪ ،‬و اعترف بتأثيره الكبير في هذه‬
‫الناحية ‪ ،‬مما جعله يسمى قسما من الخمسة ادوار التي عرفتها عصور الدب‬
‫العربي في نيجيريا منذ قيام هذا الدب فيها إلى العصر الحاضر‪ ،‬قلت يسميه‬
‫بعصر المغيلي ‪،‬و هذه الدوار رتبها كالتالي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ العصر البرناوي )عصر ظهور السلم في نيجيريا‪ ،‬من القرن الخامس إلى‬
‫السابع الهجري؛‬
‫‪ 2 ..‬ـ العصر الونغري )من القرن السابع إلى القرن التاسع(؛‬
‫‪ 3 ..‬ـ عصر المغيلي )من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر الهجري(؛‬
‫‪ 4‬ـ العصر الفلني )يبدأ بظهور ابن فودي وقيام دولته إلى سقوطها في بداية‬
‫القرن الحالي(؛‬
‫‪ 5 ..‬ـ العصر النجليزي )في القرن العشرين(‪.‬‬
‫ثم يجعل من نص بعض فتاوى المغيلي الواردة في أجوبته لسئلة أسكيا‪ ،‬نموذجًا‬
‫لسلوب الكتابة العربية في هذا العصر الدبي الذي سماه بالعصر المغيلي‪.‬‬
‫‪ ...‬وأخيرًا يختم المرحوم اللوري في كتابه المشار إليه شهادته في حق المغيلي‬
‫بالقول‪ ... " :‬فقد استفادت البلد منه كثيرًا‪ ،‬وآثاره كثيرة في ميادين عديدة‬
‫واضحة ملموسة لكل صغير وكبير‪ ،‬في الحكم والسياسة والعلم والدب‪ ...‬ولقد‬
‫تعلم منه الكثيرون‪ ،‬والكثيرون من علماء هذه البلد؛ واتصل بسلطين كانو‬
‫شَنة وأكذر وَتَكّد؛ ووضع لهم وصايا سياسية على القواعد الشرعية‪ ،‬وهي‬
‫وَك ِ‬
‫محفوظة في الدوائر الحكومية ومعمول بها في الوساط الرسمية"‪.‬‬

‫تأثيره في الحركات الصلحية و الدعوية‪:‬‬

‫لقد أنجزت أبحاث تاريخية عن تأثير هذا المام في الحركات الصلحية و الدعوية‬
‫في الصحراء خاصة بعد إنشاء مركز أحمد بابا سنة ‪ 1973‬م ‪ ،‬و هو يحتوى‬
‫على الكثير من آثاره و مخطوطاته‪ ،‬و كانت هذه المخطوطات و الرسائل موضوع‬
‫رسالة دكتوراه قدمها في جامعة لندن النيجيري حسن إبراهيم كوارزو سنة‬
‫‪ 1972‬م بلندن ‪ -‬دكتور حاليا و أستاذ كرسي بغانا – تحت إشراف البروفيسور‬
‫النجليزي جوهن هوناك الذي اصبح رئيسا لمركز الدراسات الفريقية في مدينة‬
‫وسترن الجديدة بالوليات المتحدة المريكية‪.‬تحت عنوان ‪:‬‬
‫" ‪" The Life and Teaching of Al-Maghali‬‬

‫لقد ظل تأثير المغيلي هذا الذي تحدثنا عنه محفوظًا في ذاكرة الجيال من أبناء‬
‫ي عمومًا ونيجيريا على الخصوص‪ ،‬وظلت أعماله وآثاره المكتوبة‬ ‫السودان الغرب ّ‬
‫والروايات الشفوية المنقولة عنه يحفظها العلماء ويتداولها أهل الصلح‬
‫ل بعد آخر ‪ ....‬حتى إننا ل نكاد نجد مؤلفًا من‬
‫والسياسة ورجال الدعوة جي ً‬
‫مؤلفات علماء السودان و النيجر و نيجيريا والقائمين بالدعوة و الرشاد في هذه‬
‫البلدان‪ ،‬والمؤرخين للحركات السلمية فيها‪ ،‬يخلو من الشارة للمام المغيلي‬
‫والنقل عنه والرجوع إلى وصاياه وفتاواه ورسائله‪ ،‬والحتجاج بأقواله وآرائه في‬
‫تدعيم دعوتهم وإسناد الفكار التي تضمنتها حركتهم الجهادية والصلحية‬
‫والدعوية ‪ ،‬حيث كانوا يواجهون خصومهم و ما يقيمونه في وجههم من حملت‬
‫التشكيك والتشويش في العديد من القضايا الدينية والدنيوية بفتاوى المام المغيلي‬
‫وكتاباته بما لها في نفوس الجميع من الجلل والكبار هي الحجة الدامغة من‬
‫بين الحجج التي يْتأكون عليها و يسوقونها للحتجاج عليهم ومجادلتهم في‬
‫مجالس المناظرات والمناقشات والمطارحات السياسية والدينية‪.‬‬

‫على أن تأثير المغيلي في علماء و فقهاء و دعاة افريقيا الغربية و الشرقية ل‬


‫يمكن حصره في مجرد النقول الكثيرة التي نجدها تتردد في جل كتاباتهم‪ ،‬بل لقد‬
‫تجاوز ذلك إلى إقتدائهم بسيرته وطريقته في ردع البدع ومنهجه في الدعوة‪،‬‬
‫وإلى العمل بآرائه والقتداء بأفكاره واستعمالها في تدعيم مواقفهم و مجادلة‬
‫خصومهم ‪ .‬وكثيٌر من الفصول والرسائل التي كتبها هؤلء العلماء و الدعاة ما‬
‫هي إل تكرار أو شرح أو تلخيص أو تعليق أو إعادة إنتاج لفكار المغيلي وكتاباته‬
‫وترداد لمقولته وآرائه‪.‬‬
‫و قد تعدى تأثير المام المغيلي إلى الحركات الصلحية و الدعوية حتى أواسط‬
‫إفريقيا من خلل آثاره وفتاواه ورسائله ووصاياه التي ورثها من ملوك و علماء‬
‫السودان ‪ ،‬ومن خلل غيرته على السلم والدفاع عن بيضته باللسان ثم باليد ثم‬
‫بشهر السلح‪.‬‬

‫مؤلفاته و آثاره‪:‬‬

‫إلى جانب الكتب و الرسائل التي ذكرها الدكتورعبد العلي الودغيري رئيس‬
‫الجامعة السلمية بالنيجر و هي ‪:‬‬
‫‪" -‬تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلطين "‬
‫‪ " -‬ما يجوز للحكام في ردع الناس عن الحرام "‬
‫‪" -‬أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي"‬
‫فهناك من المؤرخين من أوصل مؤلفات المام المغيلي إلى أكثر من ثلثين كتابا و‬
‫رسالة اذكر منها‪:‬‬
‫‪" -‬البدر المنير في علوم التفسير"‪.‬‬
‫‪ " -‬تفسير سورة الفاتحة "‪.‬‬
‫‪" -‬مصباح الرواح في أصول الفلح " و هي التي ضمنها فتاويه‪ ،‬و منها فتواه‬
‫في نازلة توات ] و قد حققها ونشرها الستاذ رابح بونار – رحمه ال – في‬
‫سلسلة دخائر المغرب العربي ‪ ،‬طبعة الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ‪ -‬الجزائر‬
‫سنة ‪1968‬م [ ‪ ،‬وعرفت في بعض المصادر باسم‪" :‬تأليف فيما يجب على‬
‫المسلمين من اجتناب الكفار"‪.‬‬
‫‪ " -‬التعريف بما يجب على الملوك "‬
‫‪ " -‬أحكام أهل الذمة "‬
‫‪ " -‬تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين بدعاوي مقامات العارفين"‬
‫‪ " -‬شرح مختصر خليل سماه مغني النبيل "‬
‫‪ " -‬مختصر تلخيص المفاتيح "‬
‫‪ " -‬شرح بيوع الجل من كتاب ابن الحاجب"‬
‫‪ " -‬كتاب فتح المتين "‬
‫‪ " -‬مفتاح النظر" في علم الحديث و وهو شرح و إضافة لما كتبه المام النووي‬
‫في كتابه " التقريب " انظر ‪":‬معجم أعلم الجزائر" ص ‪. 308‬‬
‫‪" -‬منح الوهاب في رد الفكر إلى الصواب " منظومة في المنطق ‪ ،‬له شرح عليها‬
‫سماه ‪:‬‬
‫‪ " -‬إمناح الحباب من منح الوهاب "‪.‬‬
‫‪" -‬مناظرة بينه و بين الشيخ السنوسي محمد بن يوسف" في التوحيد – مخطوط‬
‫رقم‪ 22 :‬ضمن مجموع بخزانة القرويين‪.‬‬
‫‪ " -‬حاشية على خليل"‬
‫‪ " -‬شرح على جمل الخونجي"‪.‬‬
‫‪ -‬وله نظم ‪ ،‬منه قصيدة عارض بها البردة ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫رحلته الى الحج و عودته الى توات ووفاته‪:‬‬
‫قام المام المغيلي بأداء فريضة الحج ‪ ،‬عاد بعدها ليستقر بمدينة توات خاصة بعد‬
‫ان قتل اليهود ولده البكر عبد الجبار انتقاما من والده الذي ضيق عليهم و قهرهم‬
‫و أذلهم ‪ ،‬بعد عودته إلى توات قصده طلب العلم و العلماء فلم يبخل عليهم بعلمه‬
‫و فقهه رغم كبر سنه و بقي وفيا لرسالته في الدعوة و الصلح إلى وفاته رحمه‬
‫ال سنة ‪ 909‬هـ ‪ ،‬و سنة الوفاة هذه يشك فيها بعض المؤرخين ‪ ،‬و ال أعلم ‪،‬‬
‫و دفن في بلدية زاوية كونتة في ادرار رحمه ال تعالى و جزاه بكل خير ‪.‬‬
‫ويقال‪ ":‬إن بعض ملعين اليهود مشى لقبرهفبال عليه فعمي مكانه"‬
‫أوردها أحمد باب التنبكي فينيل البتهاج ص ‪ ، 331‬و ابن مريم في البستان ص‬
‫‪، 246‬‬
‫ملحظة ‪ :‬أتذكر أن مدينة أدرار أقامت سنة ‪ 1985‬م أول مهرجان ثقافي‬
‫للتعريف بتاريخ المنطقة‪ ،‬و ألقيت فيه محاضرات قيمة منها محاضرة للمحقق‬
‫الشيخ المهدي بوعبدلي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬و نشرتها مجلة الصالة ترجمت للمام‬
‫المغيلي فلعل احدهم ينشرها هنا أو يفيدنا بها جزاه ال خيرا‪.‬‬

‫المصادر و المراجع‪:‬‬

‫‪ " -‬العلم " خير الدين الزركلي ‪ -‬دار العلم للمليين ‪ -‬بيروت لبنان‪ -‬الطبعة‬
‫الخامسة أيار )مايو( ‪ 1980‬م‪.‬‬
‫‪ " -‬تاريخ الجزائر الثقافي" الدكتور أبو القاسم سعد ال ‪ ،‬دار الغرب السلمي‪،‬‬
‫بيروت‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ " -‬الجزائر أرض عقيدة و ثقافة" ) باللغة الفرنسية (‬
‫‪ Algerie, Terre De Foi Et De Culture‬تأليف الوزير و السفير‬
‫السابق كمال بوشامة – طبع دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع – الجزائر‬
‫‪ 2007‬م‪.‬‬
‫‪ "-‬البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسان"‪ ،‬لبن مريم محمد بن أحمد‪ :‬نشر‬
‫محمد بن أبي شنب‪ ،‬تقديم عبد الرحمن طالب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ 1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪" -‬تعريف الخلف برجال السلف" الحفناوي‪ ،‬أبو القاسم محمد ‪ -‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ " -‬المام المغيلي وآثاره في الحكومة السلمية في القرون الوسطى في‬
‫نيجيريا" آدم عبد ال اللوري‪ ،‬ط ‪ ،1‬مصر‪ 1974 ،‬م‪.‬‬
‫ي في الحركة الصلحية في النيجر"‬ ‫‪ -‬بحث بعنوان " ملمح من التأثير المغرب ّ‬
‫للدكتور عبد العلي الودغيري ‪ -‬رئيس الجامعة السلمية بالنيجر منشور في مجلة‬
‫التاريخ العربي ) النسخة التي عندي ينقصها التاريخ (‪.‬‬

You might also like