Professional Documents
Culture Documents
عليه الســلم
إعداد
الفنان قدرى
http://almuada.4umer.com/forum.htm
إضافات وإيضاحات
فمن حيث هذا العلم -علم الشارة -يرمز هذا السم إلى أمور :
-
. 1إن اسم الخضر من الخضرة وهي علمة الحياة ،فهو يشير
إلى الحياة بصورة مطلقة .
. 2هذه الحياة من الناحية الحسية تعني بقاءه حيًا ما دام يحمل
هذا السم .
. 3أما من الناحية المعنوية فتشير الخضرة :إلى حياته
الروحية ،أي :العلم اللدني الذي أكرمه ال تعالى به بل
واسطة .
ويكون معنى الحديث من الناحية الرمزية :هو أن الخضر رمز
للطريق الموصل إلى الحياة الخضراء البدية ،وعندنا هذه الحياة
تكون في الطريقة ،حيث أنه إذا نزل نورها في القلب وكان
كالفروة البيضاء اهتز واخضر واحتيا الحياة البدية ،لن السلوك
إلى ال ماء الحياة البدية ،وهو ما يَرمُِز إليه شخص الخضر
واسمه من هذه الناحية .
الخضر }عليه السلم { في القرآن والسنة :
ورد ذكر الخضر }عليه السلم { في القرآن الكريم بلفظ َ :
عْبدًا
عباِدنا ولم يرد بلفظ الخضر ،والذي دّلنا على أن هذا ن ِِم ْ
العبد هو الخضر }عليه السلم { السنة المطهرة كما سنذكر .
وقد ورد ذكره في قصة قرآنية طويلة انطوت على معان روحية
كثيرة ذكرنا بعضها إشارات حولها في محلها من هذا البحث .
وتبدأ القصة من اليات 65لغاية 82من سورة الكهف ،
وقد ذكرت بتفاصيل أدق على لسان حضرة الرسول العظم سيدنا
محمد فيما أخرجه البخاري وغيره حيث ورد عن أبن عباس أنه
تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى
}عليه السلم {
،قال ابن عباس :
هو خضر ،فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس فقال :أني
تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى
السبيل إلى لقيه .هل سمعت النبي يذكر شأنه ؟
قال :نعم ،سمعت رسول ال يقول :بينما موسى في مل من
بني إسرائيل ،جاء رجل فقال :هل تعلم أحدًا أعلم منك ؟ قال
موسى :ل ،فأوحى ال إلى موسى :بلى ،عبدنا خضر ،فسأل
موسى السبيل إليه ،فجعل ال له الحوت آية ،وقيل له :إذا
فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وكان يتبع أثر الحوت في
البحر ،فقال لموسى فتاه :أرأيت إذا َأوينا إلى الصخرة فإني
نسيت الحوت وما أنسانيه إل الشيطان أن أذكره ،
قال :ذلك ما كنا نبغي ،فارتدا على آثارهما قصصًا فوجدا خضرًا
فكان من شأنهما الذي قص ال ـ عز وجل ـ في كتابه .
في خلود الخضر وبقائه حياً
في مسألة خلوده الحسي وبقائه حيًا إلى وقتنا الحاضر ،بل وإلى
قيام الساعة ،فإن الجمهور يقولون :على أنه با ٍ
ق َوما َذِل َ
ك
ل ِبَعزيٍز ولم يخالف في ذلك إل بعض من ل ُيعتّد بهم في على ا ِّ
َ
الدنيا والدين ،وهذه بعض النصوص التي تؤكد حقيقة خلوده - :
عن المام الرضا }عليه السلم { :
أن الخضر }عليه السلم { ،شرب من ماء الحياة ،فهو حي ل
يموت حتى ينفخ في الصور ،وأنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع
صوته ...وأنه ليحضر حين ذكره ،فمن ذكره منكم فليسلم
عليه ،وأنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ،ويقف
بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين .
قال ابن الصلح :أجمع جمهور العلماء والصالحين على أنه
حي ،والعامة معهم .وقال النووي :الكثرون من العلماء ،على
أنه حي موجود بين أظهرنا ،وذلك متفق عليه عند الصوفية
وأهل الصلح .
قيل :لنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان فنالته دعوة أبيه
آدم بطول
الحياة .
رجح السهيلي بقاءه وحكاه عن الكثرين قيل :أنه كان سبب
علم أنه شرب من عين الحياة ،وذلك أن ذا حياة الخضر فيما ُ
القرنين دخل الظلمة لطلب عين الحياة ،وكان الخضر على
مقدمته ،فوقع الخضر على العين ،فنزل واغتسل وشرب وصلى
وشكر ال ـ عز وجل ـ … .
قال الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي :
رأيت في لطائف المنن ) السيرة الشاذلية (
طَلَع الخضر على أرواح قال بعض الصالحين :أن ال تعالى َأ ْ
الولياء ،فسأل ربه أن يبقيه في دائرة الشهادة حتى يراهم
شهادة كما رآهم غيبة .
قال مجاهد :
الخضر باق إلى أن يرث ال الرض ومن عليها .
قال إبراهيم التيمي :
رأيت النبي في المنام فقال :كل ما يحكى عن الخضر حق ،
وهو عالم أهل الرض ورأس البدال ،وهو من جنود ال تعالى
.
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
أي سادة :من جملة صحة العتقاد تصديق إشارات الصالحين ،
وأن أبا العباس الخضر }عليه السلم { حي مرزوق في الدنيا ،
ُيسمع منه مشاهدة وُيرى ،وهو من أهل التكليف بالشرع
المحمدي .
في سبب بقائه حيًا من الناحية الروحية
يقول الشيخ الحكيم الترمذي :
للخضر }عليه السلم { ،قصة عجيبة في شأنهم
الولياء وقد كان عاين شأنهم في البدء ،ومن وقت المقادير
فأحب أن يدركهم .فأعطي الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر
مع هذه المة وفي زمرتهم ،حتى يكون تبعًا
لمحمد ! وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل ،وذي القرنين ،
وكان على مقدمة
جنده ،حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها
الخضر ،في قصة طويلة .
يرى الشيخ عبد الكريم الجيلي :
أن في كل ذات مخلوقة عين الحياة لروح ذلك المخلوق ،فيقول :
اعلم أن عين الحياة هى مظهر الحقيقة الذاتية من هذا الوجود
فافهم هذه الشارات ،وفك رموز هذه العبارات ،ول تطلب المر
إل من عينك بعد خروجك من إنيتك لعلك تفوز بدرجة :أ ْ
حياٌء
ن ،ويسمح لك الوقت بأن تصير من حزبهم ، عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزقو َ
ِ
فتكون المراد بموسى وخضره ،والسكندر ،والظلمات ونهره .
ويرى الشيخ أن ماء البرزخ بين البحران ،هو ماء الحياة البدية
،فيقول :فلما مرج البحرين يلتقيان جعل ال بينهما ماء الحياة
برزخًا ل يبغيان ،وهذا الماء في مجمع البحرين وملتقى الحكمين
والمرين ...
أن من شرب منه ل يموت .
والذي نراه أن السبب الحقيقي وراء بقائه حيًا :هو حصوله على
مرتبة ولية خاصة أهلته أن يكون من رجال الغيب الفانين عن
خلق وبالتالي الخلود . المأكول والمشروب وال َ
حضرة السيد الشيخ الغوث العظم عبد القادر الكيلني
حيث قال :ومنهم الولياء من يفنى عن المأكول والمشروب
وينعزل عن الخلق ويحجب عنهم ويعمر في الرض بل موت ...
كالخضر }رضى ال عنه { ول ـ عز وجل ـ عدد كثير منهم
محجوبون في الرض يرون الناس وهم ل يرونهم ،الولياء فيهم
كثرة والعيان فيهم قلة ،آحاد أفراد مفردون ،والكل يأتونهم
يتقربون إليهم ،هم الذين بهم تنبت الرض وتمطر السماء ويرفع
البلء عن الخلق وهذا النتقال والتحول نتيجة للرادة اللهية
ن
ن َفَيكو ُ
ن َيقوَل َلُه ُك ْ حيث قال تعالى ِ :إّنما َأْمُرُه ِإذا َأراَد َ
شْيئًا َأ ْ
.
في سبب بقائه حيًا من الناحية الظاهرية
تقدمت الشارة إلى أحد الراء في هذه المسألة ،وهو كونه قد
نالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة بعدما دفن عقب الطوفان .ولكن
الرأي الشهر والغالب في سبب بقائه حيًا هو ما عرف بقصة
الشرب من عين الحياة ،وقد اختلفت طرق نقل هذه القصة
وكيفية حدوثها وممن ذكرها بشكل موجز ،صاحب كتاب النور
المبين في قصص النبياء والمرسلين
حيث قال :إن ذا القرنين كان عبدًا صالحًا ...وصفت له عين
الحياة وقيل
له َ :من شرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصيحة ،وأنه
خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه 360عينًا ،فكان
الخضر على مقدمته ،وكان من أحب الناس إليه ،فأعطاه حوتًا
مالحًا وأعطى كل واحد من أصحابه حوتًا مالحًا وقال لهم :ليغسل
كل واحد منكم حوته عند كل عين ،فانطلقوا وانطلق الخضر إلى
عين من تلك العيون ،فلما غمس الحوت في الماء حيا فانساب
في الماء ،فلما رأى الخضر ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة ،
فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمي فيه ويشرب منه ،
فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين ومعه حوته ،ورجع الخضر
وليس معه الحوت ،فسأله عن قصته فأخبره َ :أشربت من ذلك
الماء ؟
قال :نعم .
قال :أنت صاحبها ،وأنت الذي خلقت لهذه العين ،فأبشر بطول
البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن البصار إلى النفخ في الصور
.
وفي رواية أخرى - :
إن الخضر كان من جند السكندر المقدوني وكانوا قد مروا
بمجمع البحرين على طريقهم من غير أن يشعروا به ،فما أقاموا
عنده ول نزلوا به لعدم العلمة ،وكان الخضر قد آلهم بأن يأخذ
طيرًا فذبحه وربطه على ساقه ،فكان يمشي ورجله في الماء ،
فلما بلغ هذا المحل انتعش الطير على ساقه واضطرب عليه ،
فأقام عنده وشرب من ذلك الماء وأغتسل فيه وسبح فيه .
في حقيقة علم الخضر اللدني
قال المام العلمة فخر الدين الرازي في التفسير الكبير قوله :
عْلمًا ،يفيد أن تلك العلوم وصلت عنده من ن َلُدّنا ِعّلْمناُه ِم ْ
َو َ
عند ال من غير واسطة ،والصوفية سموا العلوم الحاصلة
بطريق المكاشفات العلوم اللدنية ،وللشيخ أبي حامد الغزالي
رسالة في إثبات العلوم اللدنية .وأقول :تحقيق الكلم في هذا
الباب أن نقول :جواهر النفس الناطقة مختلفة بالماهية ،فقد
تكون النفس نفسًا مشرقة نورانية إلهية علوية قليلة التعلق
بالجوانب البدنية والنوازع الجسمانية ،فل جرم كانت شديدة
الستعداد لقبول الجليا القدسية والنوار اللهية ،فل جرم فاضت
عليها من عالم الغيب تلك النوار على سبيل الكمال والتمام ،
وهذا هو المراد بالعلم ،اللدني ،وهو المراد من قوله آَتْيناهُ
عْلمًا . . ن َلُدّنا ِ
عّلْمناُه ِم ْ
عْنِدنا َو َ
ن ِ حَمًة ِم ْ
َر ْ
وقال أبو نعيم في الخصائص :
بعث الخضر }عليه السلم { ليحكم بما أطلع عليه من بواطن
المور وحقائقها ولكن النبياء لم يبعثوا بذلك أنكر موسى
شْيئًا ُنْكرًا لنه خلف ت َ }عليه السلم { قتله للغلم وقال َلَقْد ِ
جْئ َ
عْ
ن الشرع ،فأجابه بأنه أمر بذلك وبعث به فقال َ :وما َفَعْلُتُه َ
َأْمري ،وهذا معنى قوله له :إني على علم من ال ل ينبغي
لك أن تعلمه ،وأنت على علم من ال ل ينبغي لي أن أعلمه .
في الطريق إلى التحصيل على علم الخضر }عليه السلم {
بّين الشيخ ابن عربي ،
الطريق والطريقة لتحصيل العلم اللدني لطالب الحق تعالى فقال :
إن المتأهب إذا الزم الخلوة والذكر ،وفرغ المحل من الفكر ،
وقعد فقيرًا ل شيء له عند باب ربه ،حينئذ يمنحه تعالى ويعطيه
من العلم به والسرار اللهية والمعارف الربانية التي أثنى ال
عباِدنا آَتْيناهُ
ن ِ سبحانه بها على عبده خضر ،فقال َ :
عْبدًا ِم ْ
. عْلمًا
ن َلُدّنا ِ
عّلْمناُه ِم ْ
عْنِدنا َو َ
ن ِ
حَمًة ِم ْ
َر ْ
اللون الخضر
في اللغة
خضرة . ضر :ما فيه لون ال ُ اَلخ َ
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن 8مرات بمشتقاتها المختلفة ،
منها قوله تعالى :
ضِر نارًا .
خ َجِر اَْل ْ
شَن ال ّ
جَعَل َلُكْم ِم َ
َ
في الصطلح الصوفي
الباحث محمد غازي عرابي
يقول :اللون الخضر :هو لون مرتبط بالعلوم الماورائية ،وقد
عرف العارفون بعمامتهم الخضراء ،فذو العمامة الخضراء ولي
من أولياء ال ذو كرامات وعلم علمه
ال .
الفنان قدرى
موسوعة الكسنزان
منتدى المودة العالمى
http://almuada.4umer.com/forum.htm