You are on page 1of 395

‫نعيم الجنة وعذاب النار‬

‫في القرآن والسنَّة‬

‫جمع وإعداد‬
‫سنَّة‬
‫الباحث في القرآن وال ُّ‬
‫علي بن نايف الشحود‬

‫(( حقوق الطبع متاحة لجميع الهيئات العلمية والخيرية ))‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫احلمد هلل رب العاملني ‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األنبياء واملرسلني ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني ‪ ،‬ومن‬
‫تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫ت لِغَ ٍد َو َّات ُقوا اللَّهَ إِ َّن اللَّهَ َخبِريٌ مِب َا‬‫َّم ْ‬
‫س َما قَد َ‬ ‫َّ‬
‫ين آَ َمنُوا َّات ُقوا اللهَ َولَْتْنظُْر َن ْف ٌ‬
‫َّ ِ‬
‫فقد قال تعاىل ‪ { :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫ك هم الْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اس ُقو َن (‪ )19‬اَل يَ ْستَ ِوي‬ ‫ين نَ ُسوا اللَّهَ فَأَنْ َس ُ‬
‫اه ْم أَْن ُف َس ُه ْم أُولَئ َ ُ ُ‬ ‫َت ْع َملُو َن (‪َ )18‬واَل تَ ُكونُوا َكالذ َ‬
‫اب اجْلَن َِّة ُه ُم الْ َفائُِزو َن (‪[ })20‬احلشر‪]20-18/‬‬ ‫َص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب اجْلَنَّة أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬‫اب النَّا ِر َوأ ْ‬
‫َص َح ُ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اهم َعْنهُ ‪َ ،‬ولَْيْنظُْر ُك ُّل‬ ‫ك بِأَ ْن َي ْف َعلُوا َما أ ََمَر ُه ْم بِه ‪َ ،‬وأَ ْن َيْتُر ُكوا َما َن َه ُ‬ ‫ني بَِت ْق َواهُ ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫يَأْ ُمُر اهللُ َت َعاىَل املُْؤمن َ‬
‫اب ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤ ِّك ُد َت َعاىل األ َْمَر بَِت ْق َواهُ ‪ُ ،‬مَبيِّناً‬ ‫آخرتِِه يوم احلِس ِ‬ ‫احد ِمْنهم ما قَدَّم ِمن عمل صالِ ٍح يْن َفعه يِف ِ‬ ‫و ٍ‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم بأْ ْحوال العبَاد ‪ ،‬مَج يع َها ‪َ ،‬و َسيُ َحاسُب ُه ْم َعلَْي َها ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَنَّهُ َعل ٌ‬
‫آخَرهِتِ ْم ‪َ ،‬ويُْن ِق ُذ‬ ‫الذي يْن َفعهم يِف ِ‬
‫َ ُُ ْ‬
‫الصالِح ِ‬
‫الع َم َل َّ َ‬ ‫اه ُم اهللُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َوالَ يَ ُك ْن َحالُ ُك ْم َك َحال َق ْوم نَ ُسوا ذ ْكَر اهلل فَأَنْ َس ُ‬
‫اس ُقو َن اخلَا ِر ُجو َن‬ ‫الذين نَسوا اهلل ذَ ْكره ‪ ،‬وفِعل اخلَ ِ ‪ ،‬هم ال َف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الع َذاب ‪َ .‬و َه ُؤالَء َ ُ َ َ ُ َ ْ َ رْي ُ ُ‬ ‫أَْن ُف َس ُه ْم َي ْو َم احل َساب م َن َ‬
‫عن طَاع ِة ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل ‪.‬‬ ‫َْ َ‬
‫ضو ِان ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫اب اجلَنَّة ُه ُم ال َفائُزو َن بر ْ َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫َوالَ يَ ْست ِوي يِف ُح ْك ِم اهلل َي ْو َم القيَ َامة ‪ ،‬أ َْه ُل النَّا ِر َوأ َْه ُل اجلَنَّة ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َو َجنَّتِ ِه ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫وقد قابل تعاىل بني اجلنة والنار ‪ ،‬فقال تعاىل ‪ُ { :‬ك ُّل َن ْف ٍ ِ‬
‫ور ُك ْم َي ْو َم‬ ‫س ذَائ َقةُ الْ َم ْوت َوإمَّنَا ُت َو َّف ْو َن أ ُ‬
‫ُج َ‬
‫الد ْنيَا إِاَّل َمتَاعُ الْغُُرو ِر (‪[ })185‬آل‬ ‫ِح َع ِن النَّا ِر َوأ ُْد ِخ َل اجْلَنَّةَ َف َق ْد فَ َاز َو َما احْلَيَاةُ ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْقيَ َامة فَ َم ْن ُز ْحز َ‬
‫عمران‪]185/‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل ‪َ { :‬مثَ ُل اجْلَنَّة الَّيِت ُوع َد الْ ُمَّت ُقو َن ف َيها أَْن َه ٌار م ْن َماء َغرْيِ آَس ٍن َوأَْن َه ٌار م ْن لَنَب ٍ مَلْ َيَتغََّي ْر طَ ْع ُمهُ‬
‫ات َو َم ْغ ِفَرةٌ; ِم ْن َرهِّبِ ْم َك َم ْن‬ ‫وأَْنهار ِمن مَخْ ٍر لَ َّذ ٍة لِلشَّا ِربِني وأَْنهار ِمن عس ٍل مصفًّى وهَل م فِيها ِمن ُك ِّل الثَّمر ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ٌ ْ َ َ ُ َ َ ُْ َ ْ‬ ‫َ ٌَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َف َقطَّ َع أ َْم َعاءَ ُه ْم (‪[ })15‬حممد‪]15/‬‬ ‫ُه َو َخال ٌد يِف النَّار َو ُس ُقوا َماءً مَح ً‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪ {:‬إِ َّن لِْلمت َِّق ِ ِ‬
‫ني (‪َ )35‬ما لَ ُك ْم‬ ‫ني َكالْ ُم ْج ِرم َ‬ ‫ني عْن َد َرهِّب ْم َجنَّات النَّعي ِم (‪ )34‬أََفنَ ْج َع ُل الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ُ َ‬
‫ف حَتْ ُك ُمو َن (‪[ })36‬القلم‪]36-34/‬‬ ‫َكْي َ‬
‫مطولني األول حول هذا املوضوع‬ ‫علي فكتبت كتابني َّ‬ ‫من اهلل تعاىل َّ‬ ‫هذا وقد َّ‬
‫والسنَّة ))‪.‬‬
‫األول‪ (( -‬الخصال الموجبة لدخول الجنة في القرآن ُّ‬
‫صال الموجبةُ لدخول النار في القرآن والسنة )) ‪.‬‬ ‫والثاين (( ِ‬
‫الخ ُ‬

‫‪2‬‬
‫ويف ه;;ذا الكت;;اب قد تكلمت عن ص;;فة اجلنة ونعيمها ال;;دائم ‪ ،‬وعن ص;;فة الن;;ار وع;;ذاهبا ومسومها ‪،‬بش;;كل‬
‫جل ما ورد يف القرآن والسنَّة النبوية ‪ ،‬وقد قسمته لبابني ‪:‬‬ ‫مفصل ‪ ،‬فجمعت َّ‬
‫الباب األول ‪ -‬نعيم اجلنة يف القرآن والسنَّة‬
‫وحتته اثنان وأربعون مبحثاً‬
‫الباب الثاين ‪-‬عذاب النار يف القرآن والسنَّة‬
‫وحتته ثالثة وأربعون مبحثا‬
‫وقد قمت بشرح اآليات القرآنية بشكل خمتصر ‪ ،‬وبشرح غريب احلديث ‪ ،‬والتعليق على بعض ما يلزم ‪.‬‬
‫وقد س ;;لكت فيه مس ;;لك املعت ;;دلني يف قب ;;ول األخب ;;ار ‪ ،‬وغالبها ي ;;دور بني الص ;;حيح واحلسن ‪ ،‬وفيه بعض‬
‫الض; ;;عيف املتمم هلما ‪ ،‬واس; ;;تبعدت األح; ;;اديث الواهية واملنك; ;;رة فما دوهنما ‪ ،‬واليت قد ك; ;;ثرت هبا كتب‬
‫الرتغيب والرتهيب ‪.‬‬
‫نسأل اهلل تعاىل أن جيعلنا وإياكم من أهل اجلنة ‪،‬مبنِّه وكرمه‪ ،‬وأن يقينا عذاب النار ‪ .‬آميـ ــن‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫;ال رس; ُ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ول اللَّه ‪ « --‬يُ ْ;ؤتَى بِ;أَْن َع ِم أ َْه ِ;ل ال ُّ;د ْنيَا م ْن أ َْه ِ;ل النَّا ِر َي ْ;و َم الْقيَ َام;ة َفيُ ْ‬
‫ص;بَ ُغ‬ ‫س بْ ِن َمالك قَ َال قَ َ َ ُ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ‬
‫‪.‬ويُ ْ;ؤتَى‬‫بَ‬ ‫;ول الَ َواللَّ ِه يَا َر ِّ‬ ‫;ط َفَي ُق ُ‬ ‫يم قَ ُّ‬ ‫ط هل م َّ;ر بِ َ ِ‬
‫;ك نَع ٌ‬ ‫ت َخْيًرا قَ ُّ َ ْ َ‬ ‫آد َم َه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ال يَا ابْ َن َ‬ ‫ىِف النَّا ِر َ‬
‫صْبغَةً مُثَّ يُ َق ُ‬
‫ت بُ ْؤ ًس;ا قَ ُّ‬
‫;ط‬ ‫;ل َرأَيْ َ‬ ‫آد َم َه ْ‬ ‫;ال لَ;هُ يَا ابْ َن َ‬ ‫ص;ْبغَةً ىِف اجْلَن َِّة َفُي َق ُ‬ ‫ص;بَ ُغ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس بُ ْؤ ًس;ا ىِف ال ُّ;د ْنيَا م ْن أ َْه ِ;ل اجْلَنَّة َفيُ ْ‬ ‫بِأَ َش; ِّد الن ِ‬
‫;ط »‪.‬أخرجه مس;;لم(‬ ‫ت ِش ; َّد ًة قَ; ُّ‬ ‫;ط َوالَ َرأَيْ ُ‬ ‫س قَ; ُّ‬ ‫ب َما َم; َّ;ر ىِب بُ; ُ;ؤ ٌ‬‫;ول الَ َواللَّ ِه يَا َر ِّ‬ ‫;ط َفَي ُق; ُ‬ ‫;ك ِش ; َّدةٌ قَ; ُّ‬‫;ل َم; َّ;ر بِ; َ‬
‫َ;ه ْ‬
‫‪) 7266‬‬
‫وكتبه‬
‫الباحث في القرآن والسنَّة‬
‫علي بن نايف الشحود‬
‫يف ‪ 8‬رمضان ‪1429‬هـ املوافق ‪8/9/2008‬م‬

‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب األول‬
‫صفة نعيم الجنة في القرآن والسنَّة‬

‫وقد قسمته للمباحث التالية ‪:‬‬


‫‪-‬ح َّفت الجنة بالمكاره‬
‫المبحث األول ُ‬
‫المبحث الثاني ‪-‬الترغيب في الجنة ونعيمها‬
‫المبحث الثالث‪-‬أسماءُ الجنَّة‬
‫المبحث الرابع‪-‬أول من يدخلون الجنة وصفاتهم ‪...‬‬
‫المبحث الخامس‪-‬آخر من يدخل الجنة من الموحدين‬
‫المبحث السادس‪-‬بعض من نص على أنهم من أهل الجنة‬
‫المبحث السابع‪-‬أسياد أهل الجنة‬
‫المبحث الثامن‪-‬في صفة دخول أهل الجنة الجنَّةَ‬
‫المبحث التاسع‪-‬فيما ألدنى أهل الجنة فيها‬
‫المبحث العاشر‪-‬في درجات الجنة‬
‫عشر‪-‬أبواب الجنة‬
‫ُ‬ ‫المبحث الحادي‬
‫المبحث الثاني عشر‪-‬خزنة الجنة ‪...‬‬
‫المبحث الرابع عشر‪-‬في بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك‬
‫وأسرتها وأرائكها‬
‫‪-‬خيام الجنة َّ‬
‫ُ‬ ‫المبحث الخامس‬
‫المبحث السادس عشر ‪-‬نور الجنة‬
‫المبحث السابع عشر‪-‬ريح الجنة‬
‫المبحث الثامن عشر‪-‬أهل الجنة يرثون أهل النار‬
‫المبحث التاسع عشر ‪-‬في أنهار الجنة‬
‫المبحث العشرون‪-‬في شجر الجنة وثمارها‬
‫المبحث الواحد والعشرون‪- T‬في أكل أهل الجنة‬
‫المبحث الثاني والعشرون ‪-‬شراب أهل الجنة‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪- T‬أنهار الجنة‬
‫المبحث الرابع والعشرون ‪-‬عيون الجنة‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الخامس والعشرون‪T-‬آنية الجنة‬
‫وحليّهم‬
‫‪-‬لباس أهل الجنة ُ‬
‫ُ‬ ‫المبحث السادس والعشرون‪T‬‬
‫المبحث السابع والعشرون‪T-‬أطفال المؤمنين في الجنة ‪...‬‬
‫المبحث الثامن والعشرون‪-‬أكثر أهل الجنة‬
‫المبحث التاسع والعشرون‪T-‬مقدار ما يدخل الجنة من هذه األمة‬
‫المبحث الثالثون‪-‬في فرش الجنة‬
‫وخدمهم‬
‫ُ‬ ‫المبحث الواحد والثالثون‪-‬غلما ُن أهل الجنة‬
‫المبحث الثاني والثالثون‪-‬في وصف نساء أهل الجنة‬
‫المبحث الثالث والثالثون‪-‬نساء الدنيا‬
‫المبحث الرابع والثالثون‪-‬العشرة المبشرون بالجنة‬
‫المبحث الخامس والثالثون‪-‬في غناء الحور العين‬
‫المبحث السادس والثالثون‪-‬في سوق الجنة‬
‫المبحث السابع والثالثون‪-‬في تزاورهم ومراكبهم‬
‫المبحث الثامن والثالثون‪-‬في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى‬
‫المبحث التاسع والثالثون‪-‬في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى ‪...‬‬
‫المبحث األربعون‪-‬أماني أهل الجنة‬
‫المبحث الواحد واألربعون‪-‬في الجنة ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‬
‫المبحث الثاني واألربعون ‪ -‬في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬
‫ُحفَّت الجنة بالمكاره‬

‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك رضي اهلل عنه قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول اللَّه ‪ُ « --‬حفَّت اجْلَنَّةُ بالْ َم َكاره َو ُحفَّت الن ُ‬
‫َّار‬ ‫َُ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫‪1‬‬
‫ات »‪.‬‬ ‫بِالشَّهو ِ‬
‫ََ‬
‫ب فَانْظُْر إِلَْي َها ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫يل ‪ ،‬ا ْذ َه ْ‬ ‫ول اهلل ‪ : ‬لَ َّما َخلَ َق اللهُ اجْلَنَّةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫َ‬
‫هِب‬
‫َّها بِالْ َم َكا ِر ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪:‬‬
‫َح ٌد ‪ ،‬إِالَّ َد َخلَ َها ‪ ،‬فَ َحف َ‬ ‫ك الَ يَ ْس َم ُع َا أ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬‫ب َفنَظََر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫فَ َذ َه َ‬
‫ِ‬ ‫ب َفنَظََر إِلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد ‪َ ،‬فلَ َّما َخلَ َق اللَّهُ‬ ‫يت أَ ْن الَ يَ ْد ُخلُ َها أ َ‬
‫ب ‪ ،‬لََق ْد َخش ُ‬ ‫ب فَانْظُْر إلَْي َها فَ َذ َه َ‬ ‫ا ْذ َه ْ‬
‫ك الَ يَ ْس َم ُع هِبَا‬ ‫ب ‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬ ‫ب َفنَظََر إِلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب فَانْظُْر إلَْي َها ‪ ،‬فَ َذ َه َ‬ ‫يل ‪ ،‬ا ْذ َه ْ‬
‫َّار ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫الن َ‬
‫ب‬ ‫ب َفنَظََر إِلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أَح ٌد ‪َ ،‬في ْدخلُها ‪ ،‬فَحفَّها بِالش ِ‬
‫ب فَانْظُْر إلَْي َها ‪ ،‬فَ َذ َه َ‬‫َّه َوات ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬ا ْذ َه ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫َح ٌد إِالَّ َد َخلَ َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬
‫يت أَ ْن الَ َيْب َقى أ َ‬
‫‪2‬‬
‫ك لََق ْد َخش ُ‬
‫ولعل هذا هو السبب الذي جعل جربيل‪-‬عليه السالم‪ -‬عندما رأى ما أعده اهلل تعاىل من النعيم املقيم‬ ‫ّ‬
‫اجلنة‪,‬ظن أن كل من يسمع باجلنة ونعيمها سيعمل من أجل أن يدخلها‪ ,‬لذا قال" فوعزتك ال‬ ‫ّ‬ ‫لعباده يف‬
‫يسمع هبا أح ٌد إال دخلها"‪.‬‬
‫بعد أن قال جربيل‪ -‬عليه السالم‪ -‬ذلك‪ ,‬أمر اهلل تعاىل باجلنة فح ّفت باملكاره‪ ,‬مثّ قال جلربيل‪:‬ارجع إليها‬
‫فانظر إىل ما أعددت ألهلها فيها‪ ,‬فرجع إليها‪,‬فإذا هي قد ح ّفت باملكاره ‪.‬فعلم بذلك أنّه مل يعد الطريق‬
‫إليها سهالً‪ ,‬بل هو طريق وع ٌـر حمفـوف باملتاعب واآلالم والدموع والعرق والدم والتضحيات‪ ,‬وبذل كل‬
‫ما يف الوسع‪ ,‬ليس طري ًقا مليئًا باملتع والشهوات والنزوات‪ ,‬فمن أراد اجلنة ونعيمها فليوطِّن نفسه لتحمل‬
‫هذه املكاره اليت ُحفت هبا اجلنة‪ -‬وهي األمور اليت تكرهها النفس ملشقتها‪ -‬فال يصل إىل اجلنة أح ٌد إال‬
‫جترع من غصص هذه املكـاره اليت حتيط هبا‪ ,‬ففي احلديث الشريف قد شبه حال التكاليف الشاقة على‬ ‫إذا َّ‬
‫النفس‪-‬اليت ُحفت هبا اجلنة‪-‬واليت ينبغي على من يريد اجلنة أن يؤديها ويقـوم هبا خري قيام كالصرب على‬
‫احملن والباليا واملصائب‪ ,‬والصرب على الطاعـات اليت تشق على النفس كاجلهاد يف سبيل اهلل وغري ذلك‪,‬‬
‫ضار من الوحوش واحليات‬ ‫شبّه كل ذلك حبـال أسوار ٍكثيف ٍـة من األشواك اليت يكمن فيها كل حيوان ٍّ‬
‫والعقارب‪ ;,‬وهذه األسوار الكثيفـة الكريهـة حميطـة ببستان ٍعظيم ٍتلتف به من كل مكان حبيـث ال يستطيع‬
‫أن يصل أح ٌد إىل هذا البستان وال حيظى بالتنعم مبا فيه إال بعد أن يتخطى هذه األسوار البغيضة‪ ,‬ويتجشم‬
‫جهاد طويل شاق‪,‬وصرب ٍدائم‪ ,‬كذلك‬ ‫املشاق اليت تلحقه حني سلوكه فيها‪,‬وال شك أن ذلك حيتاج إىل ٍ‬
‫‪ - 1‬صحيح مسلم (‪) 7308‬‬
‫‪ - 2‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7394()406‬صحيح‬

‫‪6‬‬
‫نفسه‪,‬صابرا على ما يصيبه‪ ,‬راضيًا‬
‫ً‬ ‫جماهدا‬
‫اجلنة ال يناهلا وحيظى بنعيمها الدائم إال من ختطى شدائد دنيــاه‪ً ,‬‬
‫تعاىل‪,‬قائما بتكاليف اإلسالم خري قيام‪,‬مضحيًا بالنفس واملال يف سبيل نيل مطلوبه‪,‬فاجلنة هي‬ ‫ً‬ ‫بقضاء اهلل‬
‫هم‬
‫الثمن الذي اشرتى اهلل به نفوس املؤمنني وأمواهلم‪ ,‬قال تعاىل‪ ( :‬إ ّن اهللَ اشرتى من املؤمنني أن ُف َس ْ‬
‫ِ‬ ‫وع ًـدا ِ‬ ‫بأن هلم اجلنّة َيقاتِلون يف سبيل ِ‬
‫التوراة واإلجنيل ِوالقرآن‬ ‫عليه ح ًقا يف‬ ‫ِاهلل فيَـقتُـلو َن ويُـقتَـلو َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأمواهَل ْم َّ ُ‬
‫الفوز العظي ُـم) {التوبة‪ }111:‬قال‬ ‫اهلل ْ ِ ِ‬ ‫ِومن أَوفـى ِ‬
‫بعهد ِه ِمن ِ‬
‫باي ْعتُ ْم به وذلك هو ُ‬ ‫عكم الذي َ‬ ‫فاستَبشُروا بَبْي ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫وجل يف عنقه بيعة‪ ,‬وىَّّف هبا أو مات عليها مثّ تال اآلية السابقة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عز ّ‬ ‫مشر بن عطية‪:‬ما من مسلم ٍإال هلل ّ‬
‫أكد اهلل تعاىل الوعد الذي ذكره يف هــذه اآلية وأخرب بأنّه قد كتبه على نفسه الكرمية وأنزله على رسله‬ ‫بل َّ‬
‫يف كتبه العظيمة ‪ :‬التوراة واإلجنيــل والقرآن‪ ,‬مثّ بشَّر من قام مبقتضى هذا العقد‪ ,‬ووفَّـَّى هبذا العهد بالفوز‬
‫العظيم والنعيم املقيم‪.‬‬
‫ورحم اهلل من قال‪:‬‬
‫أنت غاليةٌعلى الكسالن ِ‬ ‫يا سلعةَ الرمحن ِلست رخيصة ً‪ ;.........‬بـل ِ‬
‫ـف إال واحـ ٌد ال اثنان ِ‬ ‫يا سلعة الرمحـن ليس يناهُل ا ‪ ;.........‬يف األل ِ‬
‫ضت بأيسـر األمثان ِ‬ ‫يا سلعة الرمحن أين املشرتي‪ . ;ِ........‬فلقـد ع ِر ِ‬
‫ُ‬
‫ـوت ذو إمكان‬ ‫يا سلعة الرمحن هل من خاطب ٍ‪ ;.........‬فاملهر قبل امل ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بكل مكـاره ِاإلنسان‬ ‫ت ِّ‬ ‫يا سلعة الرمحن لـوال أهَّن ـا ‪ُ ;.........‬حجـبَ ْ‬
‫متخلف ‪ .........‬وَتعــلت دار اجل ِ‬
‫ـزاء الثاين‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ما كان ق ُّ‬
‫ـط من‬
‫َ ْ ُ‬
‫املبطل املتواين‬ ‫بكل كـريه ٍـة‪ ;..........‬ليُص َّـد عنها‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ت ِّ‬ ‫لكنَّها ُحجـبَ ْ‬
‫ِ‬
‫مبشيئة الرمحن ِ‬ ‫رب العال‬‫ـمم اليت تَ ْس ُـمو ‪ ;........‬إىل ِّ‬ ‫وتناهلـا اهل ُ‬
‫راحاته يوم ِ‬
‫املعاد الثاين‬ ‫ِ‬ ‫ِمعادك األدىن ‪ .........‬جَتِ ْد‬ ‫فا ْتعـب ليوم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ولنذكر‪ -‬اآلن‪ -‬طرفًا من بعض التكاليف اليت قد ُحفَّت هبا اجلنة مع مشقتها على النفس‪:‬‬
‫‪-1‬الجهاد في سبيل اهلل‪:‬‬
‫شر األعداء عن حوزة اإلسالم‪ ,‬ولنشر تعاليم الدين السمحة‪,‬‬ ‫وهو فرض كفاية على املسلمني ليكفُّوا َّ‬
‫اه َد ىِف‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ َّ ِ‬
‫َّل اللَّهُ ل َم ْن َج َ‬‫ول الله ‪ -  -‬قَ َال « تَ َكف َ‬ ‫فع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ َ ُ‬ ‫وفضله عظيم‪َ ،‬‬
‫يق َكلِ َماتِِه ‪ ،‬بِأَ ْن يُ ْد ِخلَهُ اجْلَنَّةَ ‪ ،‬أ َْو َي ْر ِج َعهُ إِىَل َم ْس َكنِ ِه الَّ ِذى‬ ‫سبِيلِ ِه ‪ ،‬الَ خُيْ ِرجه إِالَّ اجْلِهاد ىِف سبِيلِ ِه وتَ ِ‬
‫صد ُ‬ ‫َُ َ َ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫يم ٍة » ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ِ‬
‫َج ٍر أ َْو َغن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر َج مْنهُ { َم َع َما نَ َال } م ْن أ ْ‬
‫‪ - 3‬تفسري ابن كثري(‪)2/399‬‬
‫‪ - 4‬صحيح البخارى(‪ ) 3123‬ومسلم (‪) 4969‬‬

‫‪7‬‬
‫ض َّمن اللَّهُ لِم ْن َخرج ىِف سبِيلِ ِه الَ خُيْ ِر ُجهُ إِالَّ ِج َه ًادا ىِف‬ ‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ « --‬تَ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضام ٌن أَ ْن أ ُْدخلَهُ اجْلَنَّةَ أ َْو أ َْرج َعهُ إِىَل َم ْس َكنه الَّذى َخَر َج مْنهُ‬ ‫صدي ًقا بُِر ُسلى َف ُه َو َعلَ َّى َ‬ ‫َسبِيلى َوإِميَانًا ىِب َوتَ ْ‬
‫س حُمَ َّم ٍد بِيَ ِد ِه َما ِم ْن َك ْل ٍم يُ ْكلَ ُم ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه إِالَّ َجاءَ َي ْو َم‬ ‫نَائِالً ما نَ َال ِمن أَج ٍر أَو َغنِ ٍ َّ ِ‬
‫يمة‪َ .‬والذى َن ْف ُ‬ ‫ْ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ُكلم لَ ْونُهُ لَ ْو ُن َدٍم و ِرحيُهُ مس ٌ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س حُمَ َّمد بِيَده لَ ْوالَ أَ ْن يَ ُش َّق َعلَى الْ ُم ْسلم َ‬
‫ني‬ ‫ك َوالذى َن ْف ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الْقيَ َامة َك َهْيئَته ح َ َ‬
‫ف َس ِريٍَّة َت ْغُزو ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه أَبَ ًدا َولَ ِك ْن الَ أ َِج ُد َس َعةً فَأَمْحِ لَ ُه ْم َوالَ جَيِ ُدو َن َس َعةً َويَ ُش ُّق َعلَْي ِه ْم‬ ‫ت ِخالَ َ‬ ‫َما َق َع ْد ُ‬
‫ت أَىِّن أَ ْغُزو ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه فَأُْقتَ ُل مُثَّ أَ ْغُزو فَأُْقتَ ُل مُثَّ أَ ْغُزو‬ ‫ٍ ِِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫س حُمَ َّمد بِيَده لََود ْد ُ‬ ‫َّ‬
‫أَ ْن َيتَ َخل ُفوا َعىِّن َوالذى َن ْف ُ‬
‫فَأُْقتَ ُل »‪ .5‬الكلم ‪ :‬اجلرح‬
‫ات َعلَى ُش ْعبَ ٍة ِم ْن‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬من مات ومَل ي ْغز ومَل حُي د ْ ِ‬
‫ِّث بِه َن ْف َسهُ َم َ‬ ‫َْ َ َ َ َْ ُ َ ْ َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫اق »‪.6‬‬ ‫نَِف ٍ‬
‫ألن فيه مشقة وشدة‪ ,‬فإنَه إما أن يُقتل‬ ‫وهو مع فرضيته وفضيلته إال أنه مكروه على النفس‪ ,‬وذلك َّ‬
‫اإلنسان أو جيرح‪ ,‬مع مشقة السفر وجمالدة األعداء‪ ,‬ومع أن النفس تكرهه إال أنه خريٌ هلا‪ ,‬لذا قال تعاىل‪:‬‬
‫وعسى أ ْن تَكرهوا َشْيئًا وهو َخريٌ لَّكم وعسى أ ْن حُت بُّوا شيئًا وهـو‬ ‫ِ‬
‫ـال وهـو ُك ْرهٌ لَّ ُكم َ‬ ‫ب عليكم القت ـ ُ‬ ‫( ُكت َ‬
‫يعلم وأنتم ال تعلمـون) {البقرة‪.}216;:‬‬ ‫شر لكم واهلل ُ‬ ‫ٌّ‬
‫ض اهللُ اجلِ َه َاد‬ ‫ِ‬ ‫ني حِلِماي ِة املجتم ِع ِمن د ِ ِ‬
‫ك َفَر َ‬ ‫اخل ِه ‪َ ،‬كذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َك َما أ ََمَر اهللُ َت َعاىَل بِا ِإل ْن َفاق َعلَى اليَتَ َامى َواملَ َساك ِ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ‬
‫ض كِ َفايَة إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علَى املسلِ ِمني ‪ ،‬وحُم ارب ِة أ َْع َد ِاء الدِّي ِن ‪ ،‬لِي ُكفُّوا عن اجلم ِ ِ ِ‬
‫اد َفْر ُ‬ ‫اعة املُ ْسل َمة َشَّر أ َْع َدائها ‪َ .‬واجل َه ُ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ َ ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ع ِن الباقِني ‪ ،‬واجلِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَى ُك ِّل ُم ْسل ٍم َغزا أ َْو َق َع َد ‪ ،‬فَال َقاع ُد َعلَيه أَ ْن يُ َ‬
‫عني‬ ‫اد َواج ٌ‬ ‫ض األ َُّمة َس َق َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫قَ َام بِه َب ْع ُ‬
‫اسُتْن ِفَر ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اسَتغَاثُوا به ‪َ ،‬وأَ ْن َيْنفَر إذا ُ‬ ‫غيث إِ َذا ْ‬
‫َّاس ‪َ ،‬وأَ ْن يُ َ‬ ‫ِِ‬
‫اسَت َعا َن به الن ُ‬ ‫إِذا ْ‬
‫اط ِر احلر ِ‬
‫وب‬ ‫ُُ‬
‫الس َف ِر ‪ ،‬إِىَل خَمَ ِ‬
‫س ‪ِ ،‬م ْن حَتَ ُّم ِل َم َشق َِّة َّ‬ ‫َن اجلِ َه َاد فِ ِيه ُك ْرهٌ َو َم َش َّقةٌ َعلَى األَْن ُف ِ‬‫َويَ ْذ ُكُر اهللُ َت َعاىَل ‪ :‬أ َّ‬
‫الصْنع ِة والعم ِل ‪ . .‬إخل ‪ ،‬و ِ‬ ‫َس ٍر ‪ ،‬و َتر ٍك لِْلعِيَ ِال ‪ ،‬و َتر ٍك لِلت َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لك ْن قَ ْد‬ ‫َ‬ ‫ِّج َارة َو َّ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َو َما ف َيها م َن َج ْر ٍح َو َقْت ٍل َوأ ْ َ ْ‬
‫ب املَْرءُ‬ ‫َع َد ِاء ‪َ ،‬واالستِيالءُ َعلَى أ َْم َواهِلِ ْم َوبِالَ ِد ِه ْم ‪َ .‬وقَ ْد حُيِ ُّ‬ ‫َّصُر َوالظََّفُر بِاأل ْ‬ ‫ِِ‬
‫يَ ُكو ُن فيه اخلَْيُر ألَنَّهُ قَ ْد َي ْع ُقبُهُ الن ْ‬
‫الد َواحلُ ْك ِم ‪َ ،‬واهللُ َي ْعلَ ُم‬ ‫َشيئاً وهو َشٌّر لَه ‪ ،‬و ِمْنه ال ُقعود ع ِن اجلِه ِاد ‪َ ،‬ف َق ْد يع ُقبه استِيالء األَع َد ِاء علَى البِ ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َ ْ ُُ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬
‫ب األ ُُمو ِر أَ ْكَثَر َّا َي ْعلَ ُمها العبَ ُ‬
‫اد ‪.‬‬ ‫َع َواق َ‬
‫‪-2‬الصبر على النوائب‪ ,‬والرضا بقضاء اهلل‪:‬‬
‫ويعلم الصابرين){آل عمران‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بتم أن تَ ْدخلُوا اجلنَّة ََولَ َّما يعلم اهللُ الذين جاهدوا منكم َ‬
‫قال تعاىل‪( :‬أ َْم َحس ْ‬
‫‪}142‬‬

‫‪ - 5‬صحيح مسلم (‪) 4967‬‬


‫‪ - 6‬صحيح مسلم (‪) 5040‬‬

‫‪8‬‬
‫َّدائِ ِد َواجلِ َه ِاد لَِيَرى ِص ْد َق‬ ‫ص ُك ْم يِف الش َ‬ ‫َوالَ حَتْ َسبُوا أَنَّ ُك ْم تَ ْد ُخلُو َن اجلَنَّةَ َقْب َل أَ ْن خَي ْتَرِب َ ُك ُم اهللُ َت َعاىَل َومُيَ ِّح َ‬
‫صرِب َعلَى م َكا ِر ِه احلر ِ‬ ‫هلل ‪ ،‬وخُيْلِص يِف طَ ِ ِ ِ ِ َ ِِ‬ ‫إميَانِ ُكم ‪ ،‬ويرى من يستَ ِجيب ِ‬
‫وب ‪.‬‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫اعته ‪َ ،‬وقتَال أً ْع َدائه ‪َ ،‬ويَ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ ََ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبتُ ْم أن تَ ْد ُخلوا اجلنَّة ََولَ َّما يَأْت ُكم َّمثَ ُل الذين َخلَ ْوا من قبلكم َّم َّسْت ُه ُم البَأْس ــاءُ والضــراءُ‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬أ َْم َح ْ‬
‫قريب){البقرة‪}214:‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل أَال َّ‬‫ـول والذين آمنُوا معه م نصر ِ‬ ‫وزلْ ِزلُوا حىت َ‬
‫صَر اهلل ٌ‬ ‫إن نَ ْ‬ ‫َ َ ُ َىَت ُ‬ ‫يقول الرسـ ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ‪ ،‬إِىل نُو ِر ال ِوفَ ِ‬ ‫وج ِمن ظُْلم ِة االختِالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق ‪،‬‬ ‫الس ْل ِم ‪َ ،‬وإِىَل اخلُُر ِ ْ َ ْ‬ ‫ين َه َد ُاه ْم إِىل ِّ‬ ‫ب اهللُ َت َعاىَل الذ َ‬ ‫خُيَاط َ‬
‫الك َفايةُ لِ ُدخ ِ‬ ‫َن انْتِسابهم إِىل ا ِإلسالَِم فِ ِيه ِ‬ ‫ِ‬ ‫التْن ِ ِ‬ ‫الكتَ ِ‬‫اع ِهم ه َدى ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ين يَظُنُّو َن مْن ُه ْم أ َّ َ َ ُ ْ‬ ‫زيل ‪ ،‬الذ َ‬ ‫اب َز َم َن َّ‬ ‫بِاتِّبَ ْ ُ‬
‫بيل احل ِّق ‪ ،‬و ِه َداي ِة اخلَْل ِق ‪ ،‬جهالً ِمْنهم بِسن َِّة ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل يِف‬ ‫اجلن َِّة دو َن أَ ْن يتَح َّملُوا الش َ ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّدائ َد َواألَ َذى يِف َس ِ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ول هَلُ ْم ‪َ :‬ه ْل حَتْ َسبُو َن أَنَّ ُك ْم تَ ْد ُخلُو َن اجلَنَّةَ َقْب َل أَ ْن ُتْبَتلَوا َوخُتْتََبُروا َك َما‬ ‫أ َْه ِل اهلَُدى ُمْن ُذ أَ ْن َخلَ َق ُه ْم ‪َ .‬فَي ُق ُ‬
‫َس َق ِام َواأل َْمَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اض ( الضََّّراءُ ) ‪،‬‬ ‫َساءُ ) ‪َ ،‬وبِاأل ْ‬ ‫ين ْابُتلُوا بال َف ْق ِر ( البَأ َ‬ ‫ين م ْن َقْبل ُك ْم م َن األ َُم ِم الذ َ‬ ‫فُع َل ب َ‬
‫ور هِبِ ْم َحىَّت تَ َساءَ َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخ ِّوفُوا وهدَّدوا ِمن األ ِ‬
‫َع َداء ( ُزلْ ِزلُوا ) ‪َ ،‬وامتُحنُوا ْامت َحاناً َعظيماً ‪َ ،‬وا ْشتَدَّت األ ُُم ُ‬ ‫َ ُ َُ ُ َ ْ‬
‫هذ ِه املِ َح ِن املَزلْ ِزلَ ِة ‪ِ ،‬حينَئِ ٍذ‬
‫اهلل ‪.‬و ِحينما َتثْبت ال ُقلُوب علَى ِمثْ ِل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صُر ِ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ني ‪ :‬مَىَت يَأْيِت نَ‬ ‫َ‬
‫ول واملؤ ِمنو َن قَائِلِ‬
‫الر ُس ُ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫صُر‬‫صَر إِالَّ نَ ْ‬ ‫ين يَ ْسَتْيقنُو َن أَ ْن الَ نَ ْ‬‫صُرهُ الذي يَدَّخُرهُ ل َم ْن يَ ْستَحقُّهُ م ْن عبَاده الذ َ‬ ‫تَت ُّم َكل َمةُ اهلل ‪َ ،‬وجَيِ يءُ نَ ْ‬
‫ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬
‫إنه مدخر ملن يستحقونه ‪ .‬ولن يستحقه إال الذين يثبتون حىت النهاية ‪ .‬الذين يثبتون على البأساء والضراء‬
‫‪ .‬الذين يصمدون للزلزلة ‪.‬الذين ال حينون رؤوسهم للعاصفة ‪ .‬الذين يستيقنون أن ال نصر إال نصر اهلل ‪،‬‬
‫وعندما يشاء اهلل ‪ .‬وحىت حني تبلغ احملنة ذروهتا ‪ ،‬فهم يتطلعون فحسب إىل { نصر اهلل } ‪ ،‬ال إىل أي‬
‫حل آخر ‪ ،‬وال إىل أي نصر ال جييء من عند اهلل ‪ .‬وال نصر إال من عند اهلل ‪.‬هبذا يدخل املؤمنون اجلنة ‪،‬‬
‫مستحقني هلا ‪ ،‬جديرين هبا ‪ ،‬بعد اجلهاد واالمتحان ‪ ،‬والصرب والثبات ‪ ،‬والتجرد هلل وحده ‪ ،‬والشعور به‬
‫وحده ‪ ،‬وإغفال كل ما سواه وكل من سواه ‪.‬‬
‫إن الصراع والصرب عليه يهب النفوس قوة ‪ ،‬ويرفعها على ذواهتا ‪ ،‬ويطهرها يف بوتقة األمل ‪ ،‬فيصفو‬
‫عنصرها ويضيء ‪ ،‬ويهب العقيدة عمقاً وقوة وحيوية ‪ ،‬فتتألأل حىت يف أعني أعدائها وخصومها ‪.‬‬
‫وعندئذ يدخلون يف دين اهلل أفواجاً كما وقع ‪ ،‬وكما يقع يف كل قضية حق ‪ ،‬يلقى أصحاهبا ما يلقون يف‬
‫أول الطريق ‪ ،‬حىت إذا ثبتوا للمحنة احناز إليهم من كانوا حياربوهنم ‪ ،‬وناصرهم أشد املناوئني وأكرب‬
‫املعاندين ‪.‬‬
‫على أنه ‪ -‬حىت إذا مل يقع هذا ‪ -‬يقع ما هو أعظم منه يف حقيقته ‪ .‬يقع أن ترتفع أرواح أصحاب الدعوة‬
‫على كل قوى األرض وشرورها وفتنتها ‪ ،‬وأن تنطلق من إسار احلرص على الدعة والراحة ‪ ،‬واحلرص‬
‫على احلياة نفسها يف النهاية ‪ . .‬وهذا االنطالق كسب للبشرية كلها ‪ ،‬وكسب لألرواح اليت تصل إليه‬

‫‪9‬‬
‫عن طريق االستعالء ‪ .‬كسب يرجح مجيع اآلالم ومجيع البأساء والضراء اليت يعانيها املؤمنون ‪ ،‬واملؤمتنون‬
‫على راية اهلل وأمانته ودينه وشريعته ‪.‬وهذا االنطالق هو املؤهل حلياة اجلنة يف هناية املطاف ‪ . .‬وهذا هو‬
‫الطريق ‪. .‬هذا هو الطريق كما يصفه اهلل للجماعة املسلمة األوىل ‪ ،‬وللجماعة املسلمة يف كل جيل ‪.‬‬
‫هذا هو الطريق ‪ :‬إميان وجهاد ‪ . .‬وحمنة وابتالء ‪ .‬وصرب وثبات ‪ . .‬وتوجه إىل اهلل وحده ‪ .‬مث جييء‬
‫النصر ‪ .‬مث جييء النعيم ‪. .‬وابتالء اهلل تعاىل للعبـاد وامتحاهنم إمَّن ـا يكون لتنقيتـهم وترقيتـهم وليميـز اخلبيث‬
‫َّاس أن يُْتَر ُكوا أن يقولوا آمنَّا وهم ال يُفتنون*ولقد فتنَّا الذين من‬ ‫من الطيب‪ ,‬قال تعاىل‪( :‬أمل* أ ِ‬
‫ب الن ُ‬‫َحس َ‬‫َ‬
‫ص َدقُوا ولََي ْعلَ َم َّن الكاذبني) {العنكبوت‪.}3-1:‬‬ ‫قبلهم َفلََي ْعلَ َم َّن اهللُ الذين َ‬
‫إن اإلميان ليس كلمة تقال إمنا هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد حيتاج إىل صرب ‪،‬‬
‫وجهد حيتاج إىل احتمال ‪ .‬فال يكفي أن يقول الناس ‪ :‬آمنا ‪ .‬وهم ال يرتكون هلذه الدعوى ‪ ،‬حىت‬
‫يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها وخيرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوهبم ‪ .‬كما تفنت النار الذهب‬
‫لتفصل بينه وبني العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو أصل الكلمة اللغوي وله داللته وظله وإحياؤه‬
‫وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب ‪.‬هذه الفتنة على اإلميان أصل ثابت ‪ ،‬وسنة جارية ‪ ،‬يف ميزان اهلل سبحانه ‪:‬‬
‫{ ولقد فتنا الذين من قبلهم ‪ ،‬فليعلمن اهلل الذين صدقوا وليعلمن الكاذبني } ‪. .‬واهلل يعلم حقيقة القلوب‬
‫قبل االبتالء؛ ولكن االبتالء يكشف يف عامل الواقع ما هو مكشوف لعلم اهلل ‪ ،‬مغيب عن علم البشر؛‬
‫فيحاسب الناس إذن على ما يقع من عملهم ال على جمرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم ‪ .‬وهو فضل من‬
‫اهلل من جانب ‪ ،‬وعدل من جانب ‪ ،‬وتربية للناس من جانب ‪ ،‬فال يأخذوا أحداً إال مبا استعلن من أمره ‪،‬‬
‫ومبا حققه فعله ‪ .‬فليسوا بأعلم من اهلل حبقيقة قلبه!‬
‫ونعود إىل سنة اهلل يف ابتالء الذين يؤمنون وتعريضهم للفتنة حىت يعلم الذين صدقوا منهم ويعلم الكاذبني‬
‫إن اإلميان أمانة اهلل يف األرض ‪ ،‬ال حيملها إال من هم هلا أهل وفيهم على محلها قدرة ‪ ،‬ويف قلوهبم جترد‬
‫هلا وإخالص ‪ .‬وإال الذين يؤثروهنا على الراحة والدعة ‪ ،‬وعلى األمن والسالمة ‪ ،‬وعلى املتاع واإلغراء ‪.‬‬
‫وإهنا ألمانة اخلالفة يف األرض ‪ ،‬وقيادة الناس إىل طريق اهلل ‪ ،‬وحتقيق كلمته يف عامل احلياة ‪ .‬فهي أمانة‬
‫كرمية؛ وهي أمانة ثقيلة؛ وهي من أمر اهلل يضطلع هبا الناس؛ ومن مث حتتاج إىل طراز خاص يصرب على‬
‫االبتالء ‪.‬ومن الفتنة أن يتعرض املؤمن لألذى من الباطل وأهله؛ مث ال جيد النصري الذي يسانده ويدفع عنه‬
‫‪ ،‬وال ميلك النصرة لنفسه وال املنعة؛ وال جيد القوة اليت يواجه هبا الطغيان ‪ .‬وهذه هي الصورة البارزة‬
‫للفتنة ‪ ،‬املعهودة يف الذهن حني تذكر الفتنة ‪ .‬ولكنها ليست أعنف صور الفتنة ‪ .‬فهناك فنت كثرية يف‬
‫صور شىت ‪ ،‬رمبا كانت أمر وأدهى ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫هناك فتنة األهل واألحباء الذين خيشى عليهم أن يصيبهم األذى بسببه ‪ ،‬وهو ال ميلك عنهم دفعاً ‪ .‬وقد‬
‫يهتفون به ليسامل أو ليستسلم؛ وينادونه باسم احلب والقرابة ‪ ،‬واتقاء اهلل يف الرحم اليت يعرضها لألذى أو‬
‫اهلالك ‪ .‬وقد أشري يف هذه السورة إىل لون من هذه الفتنة مع الوالدين وهو شاق عسري ‪.‬وهناك فتنة إقبال‬
‫الدنيا على املبطلني ‪ ،‬ورؤية الناس هلم ناجحني مرموقني ‪ ،‬هتتف هلم الدنيا ‪ ،‬وتصفق هلم اجلماهري ‪،‬‬
‫وتتحطم يف طريقهم العوائق ‪ ،‬وتصاغ هلم األجماد ‪ ،‬وتصفو هلم احلياة ‪ .‬وهو مهمل منكر ال حيس به أحد‬
‫‪ ،‬وال حيامي عنه أحد ‪ ،‬وال يشعر بقيمة احلق الذي معه إال القليلون من أمثاله الذين ال ميلكون من أمر‬
‫احلياة شيئاً ‪.‬‬
‫وهنالك فتنة الغربة يف البيئة واالستيحاش بالعقيدة ‪ ،‬حني ينظر املؤمن فريى كل ما حوله وكل من حوله‬
‫غارقاً يف تيار الضاللة؛ وهو وحده موحش غريب طريد وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة يف هذه‬
‫األيام ‪ .‬فتنة أن جيد املؤمن أمماً ودوالً غارقة يف الرذيلة ‪ ،‬وهي مع ذلك راقية يف جمتمعها ‪ ،‬متحضرة يف‬
‫حياهتا ‪ ،‬جيد الفرد فيها من الرعاية واحلماية ما يناسب قيمة اإلنسان ‪ .‬وجيدها غنية قوية ‪ ،‬وهي مشاقة‬
‫هلل!‬
‫وهنالك الفتنة الكربى ‪ .‬أكرب من هذا كله وأعنف ‪ .‬فتنة النفس والشهوة ‪ .‬وجاذبية األرض ‪ ،‬وثقلة‬
‫اللحم والدم ‪ ،‬والرغبة يف املتاع والسلطان ‪ ،‬أو يف الدعة واالطمئنان ‪ .‬وصعوبة االستقامة على صراط‬
‫اإلميان واالستواء على مرتقاه ‪ ،‬مع املعوقات واملثبطات يف أعماق النفس ‪ ،‬ويف مالبسات احلياة ‪ ،‬ويف‬
‫منطق البيئة ‪ ،‬ويف تصورات أهل الزمان!‬
‫فإذا طال األمد ‪ ،‬وأبطأ نصر اهلل ‪ ،‬كانت الفتنة أشد وأقسى ‪ .‬وكان االبتالء أشد وأعنف ‪ .‬ومل يثبت إال‬
‫من عصم اهلل ‪ .‬وهؤالء هم الذين حيققون يف أنفسهم حقيقة اإلميان ‪ ،‬ويؤمتنون على تلك األمانة الكربى‬
‫‪ ،‬أمانة السماء يف األرض ‪ ،‬وأمانة اهلل يف ضمري اإلنسان ‪.‬وما باهلل حاشا هلل أن يعذب املؤمنني باالبتالء ‪،‬‬
‫وأن يؤذيهم بالفتنة ‪ .‬ولكنه اإلعداد احلقيقي لتحمل األمانة ‪ .‬فهي يف حاجة إىل إعداد خاص ال يتم إال‬
‫باملعاناة العملية للمشاق؛ وإال باالستعالء احلقيقي على الشهوات ‪ ،‬وإال بالصرب احلقيقي على اآلالم ‪ ،‬وإال‬
‫بالثقة احلقيقية يف نصر اهلل أو يف ثوابه ‪ ،‬على الرغم من طول الفتنة وشدة االبتالء ‪.‬والنفس تصهرها‬
‫الشدائد فتنفي عنها اخلبث ‪ ،‬وتستجيش كامن قواها املذخورة فتستيقظ وتتجمع ‪ .‬وتطرقها بعنف وشدة‬
‫فيشتد عودها ويصلب ويصقل ‪ .‬وكذلك تفعل الشدائد باجلماعات ‪ ،‬فال يبقى صامداً إال أصلبها عوداً؛‬
‫وأقواها طبيعة ‪ ،‬وأشدها اتصاالً باهلل ‪ ،‬وثقة فيما عنده من احلسنيني ‪ :‬النصر أو األجر ‪ ،‬وهؤالء هم‬
‫الذين يسلَّمون الراية يف النهاية ‪ .‬مؤمتنني عليها بعد االستعداد واالختبار ‪.‬وإهنم ليتسلمون األمانة وهي‬
‫عزيزة على نفوسهم مبا أدوا هلا من غايل الثمن؛ ومبا بذلوا هلا من الصرب على احملن؛ ومبا ذاقوا يف سبيلها‬

‫‪11‬‬
‫من اآلالم والتضحيات ‪ .‬والذي يبذل من دمه وأعصابه ‪ ،‬ومن راحته واطمئنانه ‪ ،‬ومن رغائبه ولذاته ‪ .‬مث‬
‫يصرب على األذى واحلرمان؛ يشعر وال شك بقيمة األمانة اليت بذل فيها ما بذل؛ فال يسلمها رخيصة بعد‬
‫كل هذه التضحيات واآلالم ‪.‬فأما انتصار اإلميان واحلق يف النهاية فأمر تكفل به وعد اهلل ‪.‬وما يشك‬
‫مؤمن يف وعد اهلل ‪ .‬فإن أبطأ فلحكمة مقدرة ‪ ،‬فيها اخلري لإلميان وأهله ‪ .‬وليس أحد بأغري على احلق‬
‫وأهله من اهلل ‪ .‬وحسب املؤمنني الذين تصيبهم الفتنة ‪ ،‬ويقع عليهم البالء ‪ ،‬أن يكونوا هم املختارين من‬
‫اهلل ‪ ،‬ليكونوا أمناء على حق اهلل ‪ .‬وأن يشهد اهلل هلم بأن يف دينهم صالبة فهو خيتارهم لالبتالء‬
‫ب ِمْنهُ » ‪.7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫قَ َال أَبو هرير َة قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « : - -‬م ْن يُِرد اللَّهُ به َخْيًرا يُص ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب َق ْو ًما ْابتَالَ ُه ْم ‪،‬‬ ‫س ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال‪ :‬عظَ ُم اجْلََزاء َم َع عظَ ِم الْبَالَء ‪َ ،‬وإ َّن اهللَ إ َذا أ َ‬
‫َح َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ضا ‪َ ،‬و َم ْن َس ِخ َ‬ ‫فَ َم ْن َر ِض َي َفلَهُ ِّ‬
‫‪8‬‬
‫ط‪.‬‬‫الس ْخ ُ‬
‫ط َفلَهُ ُّ‬ ‫الر َ‬
‫( فمن رضي فله الرضا ) أي رضا اهلل تعاىل عنه جزاء لرضاه ‪ .‬أو فله جزاء رضاه ‪ .‬وكذلك قوله فله‬
‫السخط ‪ .‬مث الظاهر أنه تفصيل ملطلق املبتلني الملن أحبهم فابتالهم ‪ .‬إذ الظاهر أنه تعاىل يوفقهم للرضا‬
‫فال يسخط منهم أحد‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪َ : ‬ما َيَز ُال الْبَالءُ بِالْ ُم ْؤ ِم ِن يِف َج َس ِد ِه َو َمالِِه ‪َ ،‬حىَّت َي ْل َقى‬
‫َ‬
‫‪9‬‬
‫اللَّهَ َت َعاىَل ‪َ ،‬و َما َعلَْي ِه َخ ِطيئَةٌ"‬
‫َش ُّد بَالَءً؟ قَ َال ‪ «:‬األَنْبِيَاءُ مُثَّ األ َْمثَ ُل فَاأل َْمثَ ُل ‪ ،‬يُْبَتلَى‬ ‫َى الن ِ‬
‫َّاس أ َ‬ ‫وع ْن َس ْع ٍد قَ َال ‪ُ :‬سئِ َل النَّىِب ُّ ‪ : - -‬أ ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الرجل علَى حس ِ ِ ِ ِ‬
‫ِّف َعْنهُ ‪َ ،‬والَ‬‫صالَبَةً ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ىِف دينه ِرقَّةٌ ُخف َ‬ ‫يد َ‬ ‫صالَبَةٌ ِز َ‬‫ب دينه فَِإ ْن َكا َن ىِف دينه َ‬ ‫َّ ُ ُ َ َ َ‬
‫‪10‬‬
‫ض َما لَهُ َخ ِطيئَةٌ »‪.‬‬ ‫َيَز ُال الْبَالَءُ بِالْ َعْب ِد َحىَّت مَيْ ِشى َعلَى األ َْر ِ‬
‫َ‬
‫‪ -3‬األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪:‬‬
‫وهي عبادة شاقة على النفس‪ ,‬وغالبًا ما حيدث للقائم هبا شدائد ومشاكل وصعوبات كثرية‪ ,‬لذا بعدما‬
‫أوصى لقمان ابنه باألمر باملعروف والنهي عن املنكر أوصاه بالصرب ملا سيقابله بسبب ذلك من إيذاء‬
‫اصرِب ْ َعلَى َمــا‬ ‫ِ‬ ‫ومشقة‪,‬كما حكاه القرآن الكرمي‪( :‬يَا بُيَنَّ أَقِ ِم َّ‬
‫الصالة ََوأْ ُم ْر بِالْ َم ْعُروف َوانْهَ َع ِن املُن َك ِر َو ْ‬
‫ك ِم ْن َع ْزِم األ ُُمو ِر) {لقمان‪.}17:‬‬ ‫ِ‬
‫ك إِ َّن َذل َ‬
‫َصـابَ َ‬
‫أَ‬

‫‪ - 7‬صحيح البخارى(‪) 5645‬‬


‫‪ - 8‬سنن ابن ماجه (‪ )4167‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 9‬املستدرك للحاكم; (‪ )7879‬صحيح‬
‫‪ - 10‬سنن الدارمى (‪ )2839‬صحيح‬

‫‪12‬‬
‫الصال َة‬
‫َن َّ‬‫وعها ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ودها وخ ُش ِ‬ ‫وعها وسج ِ‬ ‫الصالَة يف أَوقَاهِت ا ‪ ،‬وأَمْتِمها بِر ُك ِ‬ ‫قما ُن البنِ ِه ‪ ،‬يَا بُيَنَّ أ َِّد َّ‬
‫َُ‬ ‫َُُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫مُثَّ قَ َال لُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُفو‬
‫ك تَ ْ‬ ‫العْب َد بَربِّه ‪َ ،‬وحَتْملُهُ َعلَى ف ْع ِل املَْعُروف ‪ ،‬واالنْت َهاء َع ْن ف ْع ِل املُْن َكر ‪ ،‬وإذا َف َع َل َ‬
‫اإلنسا ُن ذل َ‬ ‫تُ َذ ِّكُر َ‬
‫ث لُْق َما ُن ْابنَهُ َعلَى احتِ َم ِال أَ َذى الن ِ‬
‫َّاس إِذا‬ ‫اب يف ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬مثَّ َح َّ‬ ‫الصع ِ‬
‫ال ِّ َ‬‫احتِ َم ُ‬ ‫َن ْف ُسهُ َوتَ ْس ُمو ‪َ ،‬ويَ ْس ُه ُل َعلَيها ْ‬
‫َاه ْم َعلَى فِ ْع ِل اخلَ ِري ‪ ،‬واالنْتِ َه ِاء َع ْن فِ ْع ِل املْن َك ِر ‪ ،‬مُثَّ قَ َال لَهُ ‪ :‬إِ َّن هذا‬
‫ُ‬ ‫وء واألَذى َعلَى َحث ِِّه إِيًّ‬ ‫الس ِ‬
‫قَ َابلُوه بِ ُّ‬
‫ُ‬
‫ك هِبَا ( ِم ْن َع ْزِم األ ُُمو ِر ) ‪.‬‬ ‫َّم ُّس ُ‬
‫ص َعليها ‪ ،‬والت َ‬
‫ِ ِ‬
‫األمو ِر اليت َيْنبَغي احل ْر ُ‬
‫الذي أَو ِِ ِ‬
‫صاهُ به ُه َو م َن ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪-4‬وغير ذلك من تكاليف اإلسالم‪:‬‬
‫الص ِ‬
‫الة‬ ‫الصرْبِ َو َّ‬ ‫استَعِينُوا بِ َّ‬ ‫ٍ‬
‫(و ْ‬ ‫فالصالة‪ -‬مثالً‪ -‬أثقل شيء على املنافقـني‪ ,‬وعلى النفوس الضعيفة قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِِ‬
‫ني ) {البقرة‪.}45:‬‬ ‫َوإِن ََّها لَ َكبِ َريةٌ إِالَّ َعلَى اخلَاشع َ‬
‫ضْب ِط‬ ‫الصرْبِ َعلَى ال َفَرائِ ِ‬ ‫ضهُ َعلَْي ِه ْم ‪ ،‬بِ َّ‬ ‫االستِعانَِة َعلَى أ ََد ِاء التَّ َكالِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪َ ،‬و َ‬ ‫يف ‪َ ،‬و َما َفَر َ‬ ‫يَأْ ُمُر اهللُ َت َعاىَل عبَ َادهُ بِ ْ َ‬
‫ؤملُو َن ِمن خ ِ الدُّنيا و ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪َ .‬ويُنَِّب ُه ُه ُم اهللُ َت َعاىَل‬ ‫الص ِ‬
‫الة ‪ ،‬لَ َعلَّ ُه ْم َيْبلُغُو َن َما يُ ِّ‬ ‫اصي ‪َ ،‬وبِ َّ‬ ‫س ع ِن املع ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َرْي‬ ‫الن ْف ِ َ ََ‬ ‫َّ‬
‫الة ‪ . . .‬أَمر ش ٌ ِ‬ ‫َّاس األَخ َذ هِب ا ِمن ص ٍ وص ٍ‬ ‫القيام هِب ِذ ِه الو ِصيَّ ِة اليِت يطْ ِ‬ ‫إِىَل أ َّ ِ‬
‫يل َعلَى‬ ‫اق ثَق ٌ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫لب م َن الن ِ ْ َ ْ َ رْب َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َن َ َ‬
‫اشعةَ املستَ ِكينَةَ لِطَاع ِة ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬املتَ َذلِّلَةَ ِم ْن خَمَافَتِ ِه ‪.‬‬ ‫الن ُفوس امل ْؤ ِمنَةَ اخلَ ِ‬
‫وس ‪ ،‬إِالَّ ُّ‬
‫الن ُف ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫والزكاة والصدقـة ثقيلتـان وشاقتان على البخــالء واحلريصني على مجع املال ‪ ,‬وال ختفى مشقة احلج وما‬
‫ٍوجلَد‪ ,‬والصيــام وما يتطلبه من صبـر ٍعلى اجلوع‬ ‫ٍ‬
‫يتطلبه من جهد وسفر وصعـوبات وإنف ــاق وصرب َ‬
‫هنارا‪ ,‬وغري ذلك من املشقات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والعطش والشهوة ً‬
‫نت جانبًا من املكاره اليت ُحفت هبا اجلنة‪ ,‬واليت على املسلم أن يتحمل ما يعرض له‬ ‫ولعلي أكون قد بيَّ ُ‬
‫منها ويصرب على ذلك ليفوز بنعيم اجلنة‪,‬وهي وإن كانت تكاليف شاقَّة إال أنّه ال يُدرك الغايل إال بالعمل‬
‫اف أ َْدجَلَ َو َم ْن أ َْدجَلَ َبلَ َغ الْ َمْن ِز َل أَالَ إِ َّن ِس ْل َعةَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ «: --‬م ْن َخ َ‬ ‫الشاق‪ ,‬فعن أيب ُهَر ْيَر َة قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫اللَّ ِه َغالِيَةٌ أَالَ إِ َّن ِس ْل َعةَ اللَّ ِه اجْلَنَّةُ »‪ .11‬أدجل ‪ :‬سار ليال‬
‫ولعل هذا هو السبب الذي جعل جربيل‪-‬عليه السالم‪ -‬بعدما رأى حقيقة اجلنة وقد ُحفت باملكاره خيشى‬ ‫َّ‬
‫خفت أال يدخلها أحد"‪.‬‬ ‫"وعزتك لقد ُ‬ ‫أال يدخلها أحد‪ ,‬لذا قال لربّه تعاىل‪َّ :‬‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 11‬سنن الرتمذى(‪ ) 2638‬صحيح‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الترغيب في الجنة ونعيمها‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اه َد ًة بِغَرْيِ َحق َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ِّها مَلْ َيَر ْح َرائ َحةَ اجْلَنَّة ‪َ ،‬وإ َّن ِر َ‬
‫يح‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َقتَ َل َن ْف ًسا ُم َع َ‬ ‫َع ْن أَيِب بَكَْر َة ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ ‪12‬‬
‫وج ُد ِم ْن َمس َرية مائَة َعام‪..‬‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة لَيُ َ‬
‫اه ًدا يِف َع ْه ِد ِه مَلْ َيَر ْح َرائِ َحةَ اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وإِ َّن ِرحيَ َها‬ ‫ول اهلل ‪َ :‬م ْن َقتَ َل ُم َع َ‬
‫وعن أَيِب بكْر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ ِ ٍ ‪13‬‬
‫س مائَة َعام‪.‬‬ ‫وج ُد ِم ْن َم ِس َري ِة مَخْ ِ‬‫لَيُ َ‬
‫ص ِد ِمْنهُ ‪ ،‬اجْلَنَّةُ الَّيِت ِه َي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مِت‬
‫يد َجنَّةً ُدو َن َجنَّة الْ َق ْ‬ ‫اها الَ يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ يُِر ُ‬ ‫قَ َال أَبُو َحا ٍ ‪َ :‬هذه األ ْ‬
‫َخبَ ُار ُكلُّ َها َم ْعنَ َ‬
‫ب َشْيئًا ِمْن َها َحَّر َم اللَّهُ َعلَْي ِه اجْلَنَّةَ ‪ ،‬أ َْو الَ يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫أ َْعلَى َوأ َْرفَ ُع يُِر ُ‬
‫ص َال ‪ ،‬أَ ِو ْارتَ َك َ‬ ‫يد َم ْن َف َع َل َهذه اخْل َ‬
‫ان ينَاهُل ا الْمرء بِالطَّاع ِ‬ ‫َن الد ِ يِف ِ ِ‬ ‫الَّيِت ِهي أَرفَع الَّيِت ي ْدخلُها من مَل يرتَ ِكب تِْل َ ِ‬
‫ات ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّر َجات اجْل نَ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ص َال ‪ ،‬أل َّ َ‬ ‫ك اخْل َ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ َ َ ْ ْ َْ ْ‬
‫اصي الَّيِت ْارتَ َكَب َها‪.‬‬ ‫وحطُّه عْنها ي ُكو ُن بِالْمع ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ ُ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ يِت ِ‬ ‫وعن َع ِطيَّةَ ‪ ،‬أَنَّهُ مَسِ ع ربِ َيعةَ اجْل ر ِش َّي ‪ ،‬ي ُق ُ ِ‬
‫ك‬‫ك َولْتَ ْس َم ْع أُذُنُ َ‬ ‫ول ‪ :‬إ َّن نَيِب َّ الله ‪‬أُ َ ‪ ،‬فَق َ‬
‫يل لَهُ ‪ :‬لَتنَ ْم َعْينُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ت َعْييِن َومَسِ َع ْ يِن‬ ‫ِ‬
‫صنَ َع َمأْ ُدبَةً‬ ‫يل لَهُ ‪َ :‬سيِّ ٌد بىن َد ًارا َو َ‬ ‫ت أُذُ َو َع َق َل َق ْليِب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَق َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فنَ َام ْ‬ ‫َولَْي ْعق ْل َق ْلبِ َ‬
‫السيِّ ُد ‪ ،‬و َم ْن مَلْ جُيِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َّار ‪َ ،‬وأَ َك َل م َن الْ َمأْ ُدبَة ‪َ ،‬و َرض َي َعْنهُ َّ َ‬ ‫اب الدَّاع َي َد َخ َل الد َ‬ ‫َج َ‬ ‫فَأ َْر َس َل َداعيًا فَ َم ْن أ َ‬
‫السيِّ ُد اللَّه ‪ ،‬والد ِ‬ ‫ط َعلَْي ِه َّ‬ ‫َّار ‪َ ،‬ومَلْ َينَ ِل الْ َمأْ ُدبَةَ ‪َ ،‬و َس َخ َ‬ ‫ِ‬
‫َّاعي حُمَ َّم ٌد ‪،‬‬ ‫السيِّ ُد ‪ ،‬فَ َّ ُ َ‬ ‫الدَّاع َي مَلْ يَ ْد ُخ ِل الد َ‬
‫‪14‬‬
‫َوالْ َمأْ ُدبَةُ اجْلَنَّةُ "‬
‫اط ُّم ْستَ ِقي ٍم} (‪ )25‬سورة يونس‬ ‫السالَِم ويه ِدي من ي َشاء إِىَل ِصر ٍ‬
‫َ‬ ‫{واللّهُ يَ ْدعُو إىَل َدا ِر َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫قال تعاىل ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن مَس ر َة‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َح َسُن َها"‪.‬‬ ‫‪":‬جنَّةُ الْف ْر َد ْو ِس ه َي َر ْب َوةُ اجْلَنَّة الْعُْليَا الَّيِت ه َي أ َْو َسطُ َها َوأ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫الها َوأ َْو َسطُ َها‪َ ،‬و ِمْن َها َت َف َّجُر أَْن َه ُار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن مَس ر َة‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ َّ ِ‬
‫س َر ْب َوةُ اجْلَنَّة‪َ ،‬وأ َْع َ‬ ‫ول الله ‪":‬الْف ْر َد ْو ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ِ ‪15‬‬
‫اجْلَنَّة"‪.‬‬
‫ني إِىَل الرَّمْح َ ِن َوفْ ًدا} (‪ )85‬سورة مرمي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{ي ْو َم حَنْ ُشُر الْ ُمتَّق َ‬ ‫وع ْن َعل ٍّي ؛ يِف َهذه اآليَة ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫وق مَلْ َتَر‬ ‫اهلل ما حُي َشرو َن علَى أَقْ َد ِام ِهم ‪ ،‬ولَ ِكنَّهم ي ْؤَتو َن بِنُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هل تَ ْدرو َن علَى أ ِّ ٍ‬
‫ْ َ ُْ ُ ْ‬ ‫َي َش ْيء حُيْ َشُرو َن ؟ أ ََما َو َ ْ ُ َ‬ ‫َْ ُ َ‬

‫‪ - 12‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7382()391‬صحيح‬


‫‪ - 13‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7383()392‬صحيح‬
‫‪ - 14‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ )4463()455‬حسن ‪ ،‬وربيعة خمتلف يف صحبته‬
‫‪ - 15‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪6742()353‬و‪ ) 6743‬حسن‬

‫‪14‬‬
‫الز َبْر َج ُد ‪َ ،‬فيَ ْجلِ ُسو َن َعلَْي َها ‪ ،‬مُثَّ يُْنطَلَ ُق هِبِ ْم َحىَّت َي ْقَرعُوا‬ ‫ب ‪َ ،‬وأَ ِز َّمُت َها َّ‬‫الذ َه ِ‬
‫ال َّ‬‫اخْلَالَئِ ُق ِم ْثلَ َها ‪َ ،‬علَْي َها ِر َح ُ‬
‫ِ ‪16‬‬
‫اب اجْلَنَّة‪.‬‬
‫بَ َ‬
‫الساَل ُم ‪ ،‬فَأََتْينَا َعلَى َو ٍاد ‪،‬‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪‬أَنَّهُ قَ َال ‪ " :‬سْر ُ‬
‫ت َو َس َار َمعي جرْب ُ‬ ‫َ‬
‫يح الْبَا ِر َدةُ الطَّيِّبَةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬
‫يل َما َهذه ِّ‬ ‫ت ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ص ْوتًا َف ُق ْل ُ‬
‫ت َ‬ ‫يح الْم ْسك ‪َ ،‬ومَس ْع ُ‬ ‫ت ِر َ‬ ‫ت ِرحيًا طَيِّبَةً َو َو َج ْد ُ‬ ‫َف َو َج ْد ُ‬
‫ب أ َْهنِيِن بِأ َْهلِي َو َما َو َع ْدتَيِن‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ت اجْلَن َِّة َت ُق ُ‬‫ص ْو ُ‬
‫ت ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا َ‬ ‫الص ْو ُ‬
‫وما َه َذا َّ‬ ‫‪ ,‬و ِر ِ ِ‬
‫يح الْم ْسك ؟ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ضيِت ‪َ ،‬و َذ َهيِب َوأَبَا ِريقي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َق ْد َك ُثَر َح ِري ِري ‪َ ،‬و ُسْن ُدسي ‪َ ،‬وإِ ْستَْبَرقي ‪َ ،‬و َعْب َق ِريِّي ‪َ ،‬ولُْؤلُ ِؤي ‪َ ،‬و َم ْر َجايِن ‪َ ،‬وف َّ‬
‫ك ُك ُّل ُم ْسلِ ٍم َو ُم ْسلِ َم ٍة َو ُم ْؤ ِم ٍن َو ُم ْؤ ِمنَ ٍة َو َم ْن‬ ‫‪ ،‬و َفواكِ ِهي ‪ ،‬و َعسلِي ‪ ،‬ومائِي ‪ ،‬فَآتِيِن ما و َع ْدتَيِن قَ َال ‪ :‬لَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صا ًا ‪َ ،‬ومَلْ يُ ْش ِر ْك يِب َشْيئًا َومَلْ َيتَّخ ْذ م ْن ُدويِن أَنْ َد ًادا َو َم ْن َخشيَيِن ‪َ ،‬و َم ْن َسأَلَيِن‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َآم َن يِب َوبُِر ُسلي َو َعم َل َ‬
‫ف الْ ِم َيع َاد قَ ْد أَْفلَ َح‬ ‫أَعطَيته ومن أَْقرضيِن جزيته ‪ ،‬ومن َتو َّكل علَي َك َفيته ‪ ،‬أَنَا اللَّه اَل إِلَه إِاَّل أَنَا ‪ ،‬اَل أ ِ‬
‫ُخل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ ُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يت "‪. 17‬‬
‫ت ‪ :‬قَ ْد َرض ُ‬
‫ني ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫الْ ُم ْؤمنُو َن ‪َ ,‬تبَ َار َك اللَّهُ أ ْ‬
‫َح َس ُن اخْلَالق َ‬
‫َص َحابِِه ‪ :‬أَالَ َه ْل ُم َش ِّم ٍر لِْل َجن َِّة ‪ ،‬فَِإ َّن اجْلَنَّةَ الَ َخطََر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ات َي ْوم أل ْ‬ ‫ُس َامةَ بْ ِن َزيْد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪‬ذَ َ‬ ‫وع ْن أ َ‬
‫َ‬
‫يجةٌ ‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صٌر ُم َشيَّ ٌد ‪َ ،‬و َن ْهٌر ُمطَِّر ٌد ‪َ ،‬وفَاك َهةٌ َكث َريةٌ نَض َ‬ ‫ور َيتَأَل ْأَل ُ ‪َ ،‬و َرحْيَانَةٌ َت ْهَتُّز ‪َ ،‬وقَ ْ‬
‫ِ‬
‫ب الْ َك ْعبَة نُ ٌ‬‫هَلَا ِه َي ‪َ ،‬و َر ِّ‬
‫يم ٍة هَبِيَّ ٍة ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬حَنْ ُن‬ ‫ٍ ٍِ ِ‬ ‫و َز ْو َجةٌ َحسنَاء مَجِ يلَةٌ ‪ ،‬و ُحلَل َكثِريةٌ يِف َم َق ٍام أَبَ ًدا يِف َحْبر ٍة ونَ ْ ٍ‬
‫ضَرة يِف َدار َعاليَة َسل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪18‬‬
‫ض َعلَْيه‪.‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قُولُوا ‪ :‬إِ ْن َشاءَ اللَّهُ ‪ ،‬مُثَّ ذَ َكَر اجْلِ َه َاد َو َح َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫الْ ُم َش ِّمُرو َن هَلَا يَا َر ُس َ‬
‫مشمر للجنة ‪ :‬ساع هلا غاية السعي ‪ ،‬طالب هلا عن صدق ورغبة ‪-‬مطرد ‪ :‬جا ٍر يتبع بعضه بعضا‬
‫ب الْ َك ْعبَ ِة َرحْيَانَةٌ َت ْهَتُّز‬ ‫ِّث َع ِن النَّيِب ِّ ‪َ ‬وذَ َكَر اجْلَنَّةَ َف َق َال ‪ :‬أَاَل ُم َش ِّمٌر هَلَا ‪ِ ،‬ه َي َو َر ِّ‬
‫اس ‪ ،‬حُيَد ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫ٍ ِ ٍ ‪19‬‬ ‫ونُور يتأَل ْأَل ُ ‪ ،‬ونَهر مطَِّرد ‪ ،‬وزوجةٌ اَل مَتُوت يِف خلُ ٍ‬
‫ود ‪َ ،‬ونَعِي ٍم يِف َم َقام آبد "‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ٌْ ُ ٌ َ َ ْ َ‬ ‫َ ٌ ََ‬
‫ت ِمثْ َل النَّا ِر نَ َام َها ِربُ َها َوالَ ِمثْ َل اجْلَن َِّة‬ ‫ول اللَّه ‪َ « --‬ما َرأَيْ ُ‬
‫وعن أَىِب هريرةَ رضي اهلل عنه قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫‪20‬‬
‫نَ َام طَالُِب َها »‪.‬‬
‫اهلل ‪ :‬إمَّنَا يُ ْد ِخل اللَّهُ اجْلَنَّةَ َم ْن َيْر ُج َ ِمَّن‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار َم ْن‬
‫ِّب الن َ‬‫وها ‪َ ،‬وإ َا جُيَن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َسلَ َم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن َزيْد بْ ِن أ ْ‬ ‫َ‬
‫‪21‬‬
‫اها ‪َ ،‬وإِمَّنَا َيْر َح ُم اللَّهُ َم ْن َي ْر َح ُم‪.‬‬‫خَي ْ َش َ‬

‫‪ - 16‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35148()119‬ضعيف‬


‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 22‬حسن‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 17‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 18‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7381()389‬حسن‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ )25‬حسن‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 19‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 20‬سنن الرتمذى (‪ ) 2805‬والصحيحة (‪ )903‬و جرجان ‪ 343‬و ‪ 377‬و صحيح اجلامع (‪ )5622‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 21‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35490()232‬صحيح مرسل‬

‫‪15‬‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول اللَّه ‪ ، :‬اَل يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ إِاَّل َح ِر ٌ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫‪22‬‬
‫يص َعلَْي َها "‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ب ِن مال ٍ‬
‫ال ‪ :‬ا ْغم ُسوهُ‬ ‫ضًّرا يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َفُي َق ُ‬ ‫ني ُ‬ ‫َش ِّد الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬قَ َال ‪ " :‬يُ ْؤتَى بِأ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪23‬‬
‫ول ‪ :‬اَل "‬ ‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ضًّرا قَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫س َغ ْم َسةً يِف اجْلَنَّة َفُي َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫ت ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫َغ ْم َسةً اجْلَنَّة قَ َال ‪َ :‬فَيْنغَم ُ‬
‫الد ْنيَا ‪ِ ،‬م ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬ي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪،‬‬ ‫اهلل ‪ :‬يُ ْؤتَى بِأَْن َع ِم أ َْه ِل ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ط ؟ هل مَّر بِ َ ِ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫يم قَ ُّ‬‫ك نَع ٌ‬ ‫ت َخْيًرا قَ ُّ َ ْ َ‬ ‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫صبَ ُغ يِف النَّا ِر َ‬ ‫َفيُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬ويُ ْؤتَى بِأ َ‬ ‫الَ ‪ ،‬و ِ‬
‫ال لَهُ ‪:‬‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫صبَ ُغ يِف اجْلَنَّة َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة ‪َ ،‬فيُ ْ‬ ‫َّاس يِف ُّ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ش َّدةٌ قَ ُّ‬ ‫ط ؟ َه ْل َمَّر بِ َ‬ ‫ت بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬
‫س‬‫ب ‪َ ،‬ما َمَّر يِب بُ ُؤ ٌ‬ ‫ول ‪ :‬الَ ‪َ ،‬واهلل ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫يَا ابْ َن َ‬
‫‪24‬‬
‫ط‪;..‬‬‫ت ِش َّد ًة قَ ُّ‬ ‫ط ‪َ ،‬والَ َرأَيْ ُ‬ ‫قَ ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ِ ،‬م ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫َّاس َكا َن بَالَءً يِف ُّ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬ ‫اهلل ‪ :‬يُ ْؤتَى بِأ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ول ‪ :‬اصبغُوه صبغَةً يِف اجْل ن َِّة ‪َ ،‬في ِ‬
‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ول اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫صبَ ُغ ف َيها َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َفَي ُق ُ ْ ُ ُ َ ْ‬
‫ط ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى بِأَْن َع ِم الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ت َشْيئًا أَ ْكر ُههُ قَ ُّ‬
‫َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ما َرأَيْ ُ‬ ‫ول ‪ :‬الَ َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ط ؟ أ َْو َشْيئًا تَكَْر ُههُ ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬
‫ت َخْيرا قَ ُّ‬
‫ط‬ ‫ِ‬ ‫الد ْنيَا ‪ِ ،‬م ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َكا َن يِف ُّ‬
‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ ً‬ ‫ول ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫اصُبغُوهُ ف َيها َ‬ ‫ول ‪ْ :‬‬
‫ط ‪َ ،‬والَ ُقَّر َة َعنْي ٍ قَ ُّ‬ ‫ت َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ول ‪ :‬الَ َو ِعَّزتِ َ‬ ‫؟ ُقَّر َة َعنْي ٍ قَ ُّ‬
‫‪25‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫ك ‪َ ،‬ما َرأَيْ ُ ً‬ ‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬
‫َّار ِمثْ ُل‬ ‫اهلل ‪ :‬اجْل نَّةُ أَْقرب إِىَل أ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن عب ِد ِ‬
‫َحد ُك ْم م ْن شَراك َن ْعله ‪َ ،‬والن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ك‪. .‬الشراك ‪ :‬أحد السيور من اجللد واليت متسك بالنعل على ظهر القدم‬ ‫‪26‬‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫ف يَ ُكو ُن َه َذا ِمْنك ؟‬ ‫َن موسى ‪ ،‬أَو َغْيره ِمن األَنْبِي ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يا ر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َُ َ َ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن أَيِب اهْلَُذيْ ِل ؛ أ َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ض َخائُِفو َن يُ ْقَتلُو َن ‪َ ،‬ويُطْلبُو َن َويُ َّقطَّعُون ‪َ ،‬وأ َْع َد ُاؤك يَأْ ُكلُو َن َما َش ُاؤوا ‪َ ،‬ويَ ْشَربُو َن َما‬ ‫أ َْولِيَ ُاؤك يِف األ َْر ِ‬
‫وع ٍة ‪،‬‬‫ض َ‬ ‫اب َم ْو ُ‬ ‫ط ‪ ،‬إِىَل أَ ْكو ٍ‬ ‫َش ُاؤوا ‪َ ،‬وحَنْو َه َذا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬انْطَلِ ُقوا بِ َعْب ِدي إِىَل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فَيْنظُر َما مَلْ َير ِم ْثلَهُ قَ ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ص ُفوفَة َو َز َرايِب ِّ َمْبثُوثَة ‪َ ،‬وإىَل احْلُور الْعني ‪َ ،‬وإىَل الث َِّمار ‪َ ،‬وإىَل اخْلَ َدم َكأَن َُّه ْم لُْؤلٌُؤ َمكْنُو ٌن ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫َومَنَا ِر َق َم ْ‬
‫صريُ ُه ْم إِىَل َه َذا ؟ مُثَّ قَ َال ‪ :‬انْطَلِ ُقوا بِ َعْب ِدي ‪ ،‬فَانْطَلِ ْق بِِه‬ ‫الد ْنيا إِ َذا َكا َن م ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َص َاب ُه ْم يِف ُّ َ‬ ‫ضَّر أ َْوليَائي َما أ َ‬ ‫‪َ :‬ما َ‬
‫اق ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َن َف َع أ َْع َدائِي َما أ َْعطَْيُت ُه ْم يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا إِ َذا‬ ‫صعِ َق الْ َعْب ُد ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫ِ‬
‫إِىَل النَّا ِر ‪َ ،‬فيَ ْخُر ُج مْن َها عُنُ ٌق فَ ُ‬
‫‪27‬‬
‫صريُ ُه ْم إِىَل َه َذا ؟ قَ َال ‪ :‬الَ َش ْيءَ‪.‬‬ ‫َكا َن م ِ‬
‫َ‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 31‬حسن‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 22‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 32‬حسن‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 23‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 24‬صحيح مسلم (‪)7266‬‬
‫‪ - 25‬مسند أمحد(‪ )14010‬صحيح‬
‫‪ - 26‬صحيح البخارى(‪)6488‬‬
‫‪ - 27‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35142()115‬حسن مقطوع‬

‫‪16‬‬
‫ب ‪ ،‬إِ َّن َعْب َد َك الْ ُم ْؤ ِم َن َت ْقُتُر‬ ‫ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َي َر ِّ‬ ‫وسى قَ َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫ي ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ - -‬قَ َال ‪ " :‬إ َّن ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ت لَهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب إِىَل اجْلَنَّة َفَيْنظُُر إِلَْي َها َفَي ُق ُ‬ ‫َعلَْي ِه يِف ُّ‬
‫وسى ‪َ ،‬ه َذا َما أ َْع َد ْد ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا ُم َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَى َو ْج ِهه ُمْن ُذ َي ْوم َخلَ ْقتَهُ‬ ‫ك ‪ ،‬لَو َكا َن أَقْطَ َع الْيَ َديْ ِن و ِّ ِ‬
‫الر ْجلَنْي يُ ْس َح ُ‬ ‫َ‬ ‫ك َو َجاَل ل َ ْ‬ ‫وسى ‪َ :‬و ِعَّزتِ َ‬ ‫ول ُم َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ب ‪َ ،‬عْب ُد َك الْ َكافُِر‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ص َريهُ مَلْ َير بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬ ‫إِىَل يوِم الْ ِقيام ِة ‪ ،‬و َكا َن ه َذا م ِ‬
‫وسى ‪ :‬أ ْ‬ ‫ط " ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬مُثَّ قَ َال ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ت لَهُ ‪َ .‬ف َق َال‬ ‫ِ‬
‫اب م َن النَّا ِر َفَي ُق ُ‬ ‫ُت َو ِّس ُع َعلَْي ِه يِف ُّ‬
‫وسى ‪َ ،‬ه َذا َما أ َْع َد ْد ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا ُم َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ‬
‫الد ْنيا مْن ُذ يوم خلَ ْقتَه إِىَل يوِم الْ ِقيام ِة و َكا َن ه َذا م ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َو ِعَّزتِ َ‬
‫ص َريهُ ‪ ،‬مَلْ‬ ‫َ َ‬ ‫ت لَهُ ُّ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬لَ ْو َكانَ ْ‬ ‫ك َو َجاَل ل َ‬ ‫وسى ‪ :‬أ ْ‬ ‫ُم َ‬
‫ط "‪. 28‬قط ‪ :‬مبعىن أبدا ‪ ،‬وفيما مضى من الزمان‬ ‫َير َخْيرا قَ ُّ‬
‫َ ً‬
‫ِ ‪29‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار بِالش َ‬
‫َّه َوات‪;..‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫س أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬حفَّت اجْلَنَّةُ بالْ َم َكاره ‪َ ،‬و ُحفَّت الن ُ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫يل إِىَل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّار أ َْر َس َل جرْب َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه َع ْن َر ُسول اللَّه ‪ --‬قَ َال « لَ َّما َخلَ َق اللَّهُ اجْلَنَّةَ َوالن َ‬ ‫َ‬
‫ت أل َْهلِ َها فِ َيها قَ َال فَ َجاءَ َها َونَظََر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ ََع َّد اللَّهُ أل َْهلِ َها فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة َف َق َال انْظُْر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬
‫َّت بِالْ َم َكا ِر ِه َف َق َال ْار ِج ْع إِلَْي َها‬ ‫هِب‬
‫َح ٌد إِالَّ َد َخلَ َها‪ .‬فَأ ََمَر َا فَ ُحف ْ‬
‫هِب‬
‫ك الَ يَ ْس َم ُع َا أ َ‬ ‫قَ َال َفَر َج َع إِلَْي ِه قَ َال َف َو ِعَّزتِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‬‫َّت بِالْ َم َكا ِر ِه َفَر َج َع إِلَْي ِه َف َق َال َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ت أل َْهل َها ف َيها قَ َال َفَر َج َع إِلَْي َها فَِإ َذا ه َى قَ ْد ُحف ْ‬ ‫فَانْظُْر إِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬
‫ت أل َْهلِ َها فِ َيها‪ .‬فَِإ َذا ِه َى‬ ‫ب إِىَل النَّا ِر فَانْظُْر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬ ‫َح ٌد‪ .‬قَ َال ا ْذ َه ْ‬ ‫ت أَ ْن الَ يَ ْد ُخلَ َها أ َ‬
‫ِ‬
‫لََق ْد خ ْف ُ‬
‫ك الَ يسمع هِب ا أَح ٌد َفي ْدخلُها‪ .‬فَأَمر هِب ا فَحفَّت بِالشَّهو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ضا َفَر َج َع إِلَْيه َف َق َال َوعَّزت َ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ض َها َب ْع ً‬ ‫ب َب ْع ُ‬ ‫َيْر َك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد إِالَّ َد َخلَ َها »‪.‬‬ ‫يت أَ ْن الَ َيْن ُج َو مْن َها أ َ‬ ‫َف َق َال ْارج ْع إِلَْي َها‪َ .‬فَر َج َع إِلَْي َها َف َق َال َو ِعَّزتِ َ‬
‫‪30‬‬
‫ك لََق ْد َخش ُ‬
‫وذلك من التمثيل احلسن ‪ ,‬إذ جعل اجلنة والنـار حمجوبتان باملكاره والشهـوات ‪,‬فمن هتك احلجاب وصـل‬
‫إىل احملجوب ‪,‬فهتك حجاب اجلنة باقتحام باملكاره‪-‬وهى العبادات الشاقة على النفس‪ -‬وهتك حجاب‬
‫النار بارتكاب الشهوات احملرمة‬
‫ول اللَّ ِه ‪‬قَ َال ‪ :‬أَاَل إِ َّن اخْلَْير حِب َ َذافِ ِري ِه يِف اجْلَن َِّة ‪ ،‬أَاَل َوإِ َّن الشََّّر حِب َ َذافِ ِري ِه يِف‬ ‫َّاد ب ِن أَو ٍس ‪َ ،‬عن رس ِ‬
‫َُْ‬
‫ِ‬
‫وع ْن َشد ْ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫اب َش ْه َو ٍة‬ ‫ِ‬
‫ف بَر ُج ٍل ح َج ُ‬
‫ْش ُ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّار َس ْهلَةٌ بِ َش ْه َوة فَ َمىَت َما يُك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫النَّار ‪ ،‬أَاَل َوإ َّن اجْلَنَّةَ َح ْزنَةٌ بَر ْب َوة ‪ ،‬أَاَل َوإ َّن الن َ‬
‫ِ‬
‫صرْبٍ َو ُك ْر ٍه أَ ْش َفى َعلَى اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َ‬ ‫ف بَر ُج ٍل ح َج ُ‬
‫ْش ُ ِ‬ ‫َو َه ًوى أَ ْش َفى َعلَى النَّا ِر َو َكا َن ِم ْن أ َْهل َها ‪َ ،‬ومَىَت َما يُك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى إِاَّل بِاحْلَ ِّق "‬ ‫اع َملُوا بِاحْلَ ِّق َتْن ِزلُوا بِاحْلَ ِّق َمنَا ِز َل أ َْه ِل اجْلَنَّة َي ْو َم اَل يُ ْق َ‬‫َو َكا َن ِم ْن أ َْهل َها ‪ ،‬فَ ْ‬
‫‪31‬‬

‫‪ - 28‬مسند أمحد(‪ )12086‬حسن‬


‫‪ - 29‬صحيح مسلم(‪) 7308‬‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫يسى َه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪ ) 2758‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪30‬‬

‫َص َبهايِن ِّ(‪ ) 42‬حسن‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 31‬‬


‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬

‫‪17‬‬
‫اضر يأْ ُكل ِمْنها الْبُّر والْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬إِ َّن ُّ‬ ‫ت خطْبةُ رس ِ‬ ‫ِ‬
‫اجُر‬ ‫ض َح ٌ َ ُ َ َ َ‬ ‫الد ْنيَا َعَر ٌ‬ ‫وع ْن َشدَّاد بْ ِن أ َْو ٍس قَ َال ‪َ :‬كانَ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حِب‬
‫ك قَادٌر ‪ ،‬أَالَ َوإِ َّن اخْلَْيَر ُكلُّهُ َ َذاف ِريه ىِف اجْلَنَّة ‪ ،‬أَالَ َوإِ َّن الشََّر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاد ٌق َي ْقضى ف َيها َمل ٌ‬ ‫‪َ ،‬وإِ َّن اآلخَر َة َو َع ٌد َ‬
‫وضو َ;ن َعلَى أ َْع َمالِ ُك ْم َوأَنَّ ُك ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫حِب ِ ِ‬
‫ُكلُّهُ َ َذاف ِريه ىِف النَّا ِر ‪َ ،‬و ْاع َملُوا َوأَْنتُ ْم م َن اللَّه َعلَى َح َذ ٍر ‪َ ،‬و ْاعلَ ُموا أَنَّ ُك ْم َم ْعُر ُ‬
‫ُمالَقُو اللَّ ِه َربِّ ُك ْم الَ بُ َّد ِمْنهُ فَ َم ْن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َال َذ َّر ٍة َخْيًرا َيَرهُ (‪َ )7‬و َم ْن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َال َذ َّر ٍة َشًّرا َيَرهُ (‪)8‬‬
‫سورة الزلزلة »‪- 32.‬أشفى ‪ :‬قارب‬
‫اف أ َْدجَلَ َو َم ْن أ َْدجَلَ َبلَ َغ‬
‫اهلل ‪َ :‬م ْن َخ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ول قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت أَبَا ُهَر ْيَر َة َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وز قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫وع ْن بُ َكْيُر بْ ُن َفْيُر َ‬ ‫َ‬
‫‪33‬‬ ‫اهلل َغالِيةٌ أَالَ إِ َّن ِس ْلعةَ ِ‬
‫اهلل اجْلَنَّةُ "‬ ‫الْمْن ِز َل أَالَ إِ َّن ِس ْلعةَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلدالج ‪ :‬السري يف أول الليل واملراد التشمري واجلد يف الطاعة‬
‫اف أ َْدجَلَ ‪َ ،‬و َم ْن أ َْدجَلَ َف َق ْد َبلَ َغ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ :‬م ْن َخ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ِن الطَُّفْي ِل بْ ِن أُيَبِّ بْ ِن َك ْع ٍ‬ ‫َ‬
‫ت مِب َا‬ ‫الر ِاج َفةُ َتْتبعها َّ ِ‬ ‫الْمْن ِز َل ‪ ،‬أَال إِ َّن ِس ْلعةَ اللَّ ِه َغالِيةٌ ‪ ،‬أَال إِ َّن ِس ْلعةَ اللَّ ِه اجْل نَّةُ ‪ ،‬جاء ِ‬
‫الرادفَةُ ‪َ ،‬جاءَ الْ َم ْو ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ت َّ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪34‬‬
‫فيه "‬
‫يك بْ ُن‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬ومعه; ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َن لَِقيطًا خرج وافِ ًدا إِىَل رس ِ‬ ‫يط ‪ ،‬أ َّ‬ ‫اص ِم ب ِن لَِق ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال لَهُ ‪ :‬هَن ُ‬ ‫ب لَهُ ‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫صاح ٌ‬ ‫َ ََُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫وع ْن َع ْ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫احيِب ‪ ،‬حىَّت قَ ِدمنَا َعلَى رس ِ‬ ‫ط‪ :‬فَخرجت أَنَا وص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َعاص ِم بْ ِن َمالك بْ ِن الْ ُمْنتَف ِق ‪ ،‬قَ َال لَقي ٌ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫َّاس َخ ِطيبًا ‪،‬‬ ‫صالَِة الْغَ َد ِاة ‪َ ،‬ف َق َام يِف الن ِ‬ ‫ف م ْن َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فوا َفينَاه ِحني انْصر َ ِ‬
‫َ ْ ُ َ ََ‬
‫ول ِ‬ ‫ب ‪ ،‬فَأََتْينَا َر ُس َ‬ ‫ِالنْ ِسالَ ِخ ر َج ٍ‬
‫َ‬
‫ت لَ ُكم صويِت مْن ُذ أَربع ِة أَيَّ ٍام ‪ ،‬أَالَ ألُمْسِ عنَّ ُكم ‪ ،‬أَالَ َفهل ِم ِن ْام ِرئٍ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّاس ‪ ،‬أَالَ إيِّن قَ ْد َخبَّأْ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫َف َق َال ‪ :‬أ َُّي َها الن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬‫يث َن ْف ِس ِه ‪ ،‬أ َْو َحد ُ‬ ‫اهلل ‪ ،‬أَالَ مُثَّ لَ َعلَّهُ أَ ْن يُْل ِهيَهُ َحد ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ول َر ُس ُ‬ ‫َب َعثَهُ َق ْو ُمهُ ؟ َف َقالُوا ‪ْ :‬اعلَ ْم لَنَا َما َي ُق ُ‬
‫اجلِ ُسوا‬ ‫اجل ُسوا ‪ ،‬أَالَ ْ‬
‫ول ‪ ،‬هل بلَّ ْغت ؟ أَالَ امْس عوا تَعِيشوا ‪ ،‬أَالَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫الضالَ ُل ‪ ،‬أَالَ إِيِّن َم ْس ُؤ ٌ َ ْ َ ُ‬ ‫احبِ ِه ‪ ،‬أ َْو يُْل ِهيَهُ َّ‬ ‫صِ‬
‫َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ما‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫احيِب ‪َ ،‬حىَّت إِ َذا َفَر َ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَجلَس النَّاس ‪ ،‬وقُمت أَنَا وص ِ‬
‫صُرهُ ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫غ لَنَا ُف َؤ ُادهُ َوبَ َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ ُ َ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ِعْن َد َك ِم ْن ِع ْل ِم الْغَْي ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ض َّن َربُّ َ‬ ‫ك لَ َع ْمُر اهلل ‪َ ،‬و َهَّز َرأْ َسهُ ‪َ ،‬و َعل َم أَيِّن أ َْبتَغي ل َس َقطه ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬‬ ‫ب ؟ فَ َ‬
‫ت ‪َ :‬و َما ِه َي ؟ قَ َال ‪ِ :‬ع ْل ُم الْ َمنِيَّ ِة‬ ‫ب الَ يعلَمها إِالَّ اهلل ‪ ،‬وأ َ ِ ِ‬
‫َش َار بِيَده ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫س م َن الْغَْي ِ َ ْ ُ َ‬
‫يح مَخْ ٍ ِ‬ ‫َعَّز َو َج َّل ‪ ،‬مِب ََفاتِ ِ‬
‫الر ِح ِم ‪ ،‬قَ ْد َعلِ َمهُ َوالَ َت ْعلَ ُمونَهُ ‪،‬‬ ‫ني يَ ُكو ُن يِف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد ُك ْم َوالَ َت ْعلَ ُمونَهُ ‪َ ،‬وع ْل ُم الْ َميِن ِّ ح َ‬
‫‪ ،‬قَ ْد علِم م منِيَّةُ أ ِ‬
‫َ َ َىَت َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ث يش ِرف علَي ُكم آ ِزلِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫ني ُم ْشفق َ‬ ‫ني آ ِزل َ‬‫ت طَاع ٌم َغ ًدا َوالَ َت ْعلَ ُمهُ ‪َ ،‬وع ْل ُم َي ْوم الْغَْي ُ ْ ُ َ ْ ْ َ‬ ‫َوع ْل ُم َما يِف َغد ‪َ ،‬و َما أَنْ َ‬
‫ك َخْيًرا ‪،‬‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ت ‪ :‬لَ ْن َن ْع َد َم ِم ْن َر ٍّ‬ ‫ط ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال لَِقي ٌ‬ ‫َن ِغير ُكم إِىَل ُقر ٍ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬قَ ْد َعل َم أ َّ َ َ ْ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫‪َ ،‬فيَظَ ُّل يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫الساع ِة ‪ُ ،‬قْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِّق‬
‫صد ُ‬ ‫َّاس َو َما َت ْعلَ ُم ‪ ،‬فَِإنَّا م ْن قَبِ ٍيل الَ يُ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬علِّ ْمنَا َّا ُت َعلِّ ُم الن َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َوع ْل ُم َي ْوم َّ َ‬

‫‪ - 32‬السنن الكربى للبيهقي(ج ‪ / 3‬ص ‪ )6018()216‬حسن لغريه‬


‫‪ - 33‬سنن الرتمذى(‪ ) 2638‬حسن‬
‫‪ - 34‬املستدرك للحاكم; (‪ )7852‬حسن‬

‫‪18‬‬
‫َح ٌد ‪ِ ،‬م ْن َم ْذ ِح ٍج الَّىِت َتْربُو َعلَْينَا ‪َ ،‬و َخ ْث َع ٍم الَّيِت ُت َوالِينَا ‪َ ،‬و َع ِش َريتِنَا الَّيِت حَنْ ُن َمْن َها ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬تْلبَثُو َن‬ ‫تَ ِ‬
‫صدي َقنَا أ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َما تَ َدعُ َعلَى ظَ ْه ِر َها‬ ‫الصائ َحةُ ‪ ،‬لَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫ث َّ‬ ‫َما لَبِثْتُ ْم ‪ ،‬مُثَّ يَُت َوىَّف نَبِيُّ ُك ْم ‪ ،‬مُثَّ َتْلبَثُو َن َما لَبِثْتُ ْم ‪ ،‬مُثَّ ُتْب َع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫يف يِف األ َْر ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬يُط ُ‬ ‫َصبَ َح َربُّ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ين َم َع َربِّ َ‬‫ات ‪َ ،‬والْ َمالَئ َكةُ الذ َ‬ ‫م ْن َش ْيء إِالَّ َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َما تَ َدعُ‬ ‫ب ِم ْن ِعْند الْ َع ْر ِش ‪َ ،‬فلَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫ضٍ‬ ‫الس َماءَ هِبَ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َّ ،‬‬ ‫ت َعلَْي ِه الْبِالَ ُد ‪ ،‬فَأ َْر َس َل َربُّ َ‬ ‫‪َ ،‬و َخلَ ْ‬
‫َّت الْ َقْبَر َعْنهُ ‪َ ،‬حىَّت جَتْ َعلَهُ ِم ْن ِعْن ِد َرأْ ِس ِه ‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬إِالَّ َشق ِ‬ ‫علَى ظَه ِرها ِمن مصر ِع قَتِ ٍيل ‪ ،‬والَ م ْدفَ ِن ميِّ ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َْ‬
‫س الَْي ْو َم ‪َ ،‬ولِ َع ْه ِد ِه بِاحْلَيَ ِاة‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْم ِ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ك ‪َ :‬م ْهيَ ْم ‪ ،‬لِ َما َكا َن فِ ِيه ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول َربُّ َ‬ ‫َفيَ ْستَ ِوي َجالِ ًسا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫السبَاعُ ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫اح َوالْبِلَى َو ِّ‬ ‫حَي سبه ح ِديثًا بِأَهلِ ِه ‪َ ،‬ف ُق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫الريَ ُ‬ ‫ف جَيْ َمعُنَا َب ْع َد َما مُتَِّز ُقنَا ِّ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َُُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك مِبِثْ ِل َذل َ‬
‫ت ‪ :‬الَ حَتْيَا أَبَ ًدا ‪ ،‬مُثَّ أ َْر َس َل‬ ‫ت َعلَْي َها َوه َي َم َد َرةٌ بَاليَةٌ ‪َ ،‬ف ُق ْل َ‬ ‫ض أَ ْشَرفْ َ‬ ‫ك يِف آالَء اهلل ‪ ،‬األ َْر ُ‬ ‫أَُنبِّئُ َ‬
‫اح َدةٌ ‪،‬‬ ‫ك إِالَّ أَيَّاما ‪ ،‬حىَّت أَ ْشرفْت علَيها و ِهي َشربةٌ و ِ‬ ‫ث َعلَْي َ‬ ‫الس َماءَ ‪َ ،‬فلَ ْم َتْلبَ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬علَْي َها َّ‬ ‫َربُّ َ‬
‫َ َ َ َْ َ َ َْ َ‬ ‫ً َ‬
‫َص َو ِاء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ض ‪َ ،‬فيَ ْخُر ُجو َن م َن األ ْ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك هَلَُو أَقْ َد ُر َعلَى أَ ْن جَيْ َم َع ُه ْم م َن الْ َماء َعلَى أَ ْن جَيْ َم َع َنبَ َ‬
‫ِ‬
‫َولَ َع ْمُر إِهَل َ‬
‫ض‬‫ف َوحَنْ ُن ِم ْلءُ األ َْر ِ‬ ‫أَو ِمن مصا ِر ِع ِهم ‪َ ،‬فَتْنظُرو َن إِلَي ِه ويْنظُر إِلَي ُكم ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬و َكْي َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ُ ْ ََ ُ ْ ْ‬ ‫ْ ََْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫َّم ُ‬ ‫ك يِف آالَء اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬الش ْ‬ ‫ك ثْ ِل َذل َ‬ ‫ص َواح ٌد ‪َ ،‬نْنظُُر إِلَْيه َو َيْنظُُر إِلَْينَا ؟ قَ َال ‪ :‬أَُنبِّئُ َ‬ ‫َو ُه َو َش ْخ ٌ‬
‫ِ‬
‫ك هَلَُو‬ ‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَتِ ِه َما ‪َ ،‬ولَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫ِ‬
‫اعةً َواح َد ًة ‪ ،‬الَ تُ َ‬
‫ِ‬
‫صغ َريةٌ ‪َ ،‬تَر ْو َن ُه َما َو َيَريَان ُك ْم َس َ‬
‫والْ َقمر آيةٌ ِمْنه ِ‬
‫َ َُ َ ُ َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ت‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَت ِه َما ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫أَقْ َد ُر َعلَى أَ ْن َيَرا ُك ْم َوَتَر ْونَهُ م ْن أَ ْن َتَر ْو َن ُه َما َو َيَريَان ُك ْم ‪ ،‬الَ تُ َ‬
‫ص َف َحاتُ ُك ْم ‪ ،‬الَ خَي ْ َفى َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضو َن َعلَْيه بَاديَةٌ لَهُ َ‬ ‫فَ َما َي ْف َع ُل بِنَا َربُّنَا ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬إِ َذا لَقينَاهُ ؟ قَ َال ‪ُ :‬ت ْعَر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ك َما خُتْ ِط ُئ‬ ‫ض ُح قَبِيلَ ُك ْم هِبَا ‪َ ،‬فلَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬بِيَده َغ ْرفَةً م َن الْ َماء ‪َ ،‬فَيْن َ‬ ‫ِمْن ُك ْم َخافيَةٌ ‪َ ،‬فيَأْ ُخ ُذ َربُّ َ‬
‫ض ِاء ‪َ ،‬وأ ََّما الْ َكافُِر َفتَ ْخطُ ُمهُ مِبِثْ ِل‬ ‫وجه أَح ِد ُكم ِمْنها قَطْرةٌ ‪ ،‬فَأ ََّما الْمسلِم َفتَ َدع وجهه ِمثْل َّ ِ‬
‫الريْطَة الَْبْي َ‬ ‫ُ ْ ُ ُ َ َُْ َ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ‬
‫الصاحِلُو َن ‪َ ،‬فيَ ْسلُ ُكو َن ِج ْسًرا ِم َن النَّا ِر ‪،‬‬ ‫ف نَبِيُّ ُك ْم ‪َ ،‬و َي ْفرَتِ ُق َعلَى أَثَِر ِه َّ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫احْل ِمي ِم األ ِ‬
‫َس َود ‪ ،‬أَالَ مُثَّ َيْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الرس ِ‬
‫ول‬ ‫ض َّ ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ :‬وإِنُّهُ ‪ ،‬أَالَ َفتَطَّلِعُو َن َعلَى َح ْو ِ‬ ‫ول َربُّ َ‬‫س ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ح ِّ‬ ‫َح ُد ُك ُم اجْلَ ْمَر‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َفيَطَأُ أ َ‬
‫اح ٌد ِمْن ُك ْم يَ َدهُ إِالَّ َوقَ َع َعلَْي َها قَ َد ٌح ‪،‬‬ ‫طوِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل نَ ِ‬
‫اهلَ ٍة قَ ُّ‬ ‫‪ ،‬علَى أَظْمِإ و ِ‬
‫ك َما َيْب ُس ُ َ‬ ‫ط َما َرأ َْيُت َها ‪َ ،‬فلَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ :‬يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫س َوالْ َق َمُر ‪َ ،‬والَ َتَر ْو َن مْن ُه َما َواح ًدا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫َّم ُ‬ ‫س الش ْ‬ ‫يُطَ ِّهُرهُ م َن الط ْوف َوالَْب ْول َواألَ َذى ‪َ ،‬وحُتْبَ ُ‬
‫ٍ‬ ‫صر ؟ قَ َال ‪ :‬مِبِثْ ِل بص ِر َك ساعت ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ُس َ ِ ِ‬
‫س ‪ ،‬يِف َي ْوم أَ ْشَر َقْتهُ‬ ‫َّم ِ‬‫وع الش ْ‬ ‫ك َقْب َل طُلُ ِ‬ ‫ك َهذه ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬فَب َما نُْب ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَبِ َما جُنَْزى ِم ْن َسيِّئَاتِنَا َو َح َسنَاتِنَا ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫األَرض ‪ ،‬وأَجه ِ ِ‬
‫ت بِه اجْل بَ َال ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ْ ُ َ ََ ْ‬
‫َّار؟‬ ‫السيِّئَةُ مِبِثْلِها ‪ ،‬إِالَّ أَ ْن يع ُفو ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬أ ََّما اجْلَنَّةُ ‪ ،‬أ ََّما الن ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫احْلَ َسنَةُ بِ َع ْش ِر أ َْمثَاهِلَا ‪َ ،‬و َّ‬
‫ني َع ًاما ‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫ِ‬
‫ب َبْيَن ُه َما َسْبع َ‬
‫ان إِالَّ ي ِسري َّ ِ‬ ‫اب ‪ ،‬ما ِمْنه َّن باب ِ‬ ‫ك إِ َّن لِلنَّا ِر لَسْبعةَ أ َْبو ٍ‬ ‫ِ‬
‫قَ َال ‪ :‬لَ َع ْمُر إِهَل َ‬
‫الراك ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫ََ َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ف َعلَى‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ني َع ًاما ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫ِ‬
‫ب َبْيَن ُه َما َسْبع َ‬
‫ان إِالَّ ي ِسري َّ ِ‬ ‫اب ‪ ،‬ما ِمْنه َّن باب ِ‬ ‫لِْلجن َِّة لَثَمانِيةَ أ َْبو ٍ‬
‫الراك ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫اع َوالَ نَ َد َام ٍة ‪،‬‬ ‫هِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َد ٍ‬ ‫صفًّى ‪َ ،‬وأَْن َها ٍر م ْن َكأْ ٍس ‪َ ،‬ما َا م ْن ُ‬ ‫َما نَطَّل ُع م َن اجْلَنَّة ؟ قَ َال ‪َ :‬علَى أَْن َها ٍر م ْن َع َس ٍل ُم َ‬

‫‪19‬‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫آس ٍن ‪َ ،‬وبَِفاكِ َه ٍة ‪ ،‬لَ َع ْمُر إِهَل َ‬ ‫وأَْنها ٍر ِمن لَ ٍ مَل يَتغََّير طَعمه ‪ ،‬وم ٍاء َغ ِ ِ‬
‫ك َما َت ْعلَ ُمو َن ‪َ ،‬و َخْيٌر م ْن مثْله َم َعهُ‬ ‫َ َ ْ نَب ْ َ ْ ْ ُ ُ َ َ رْي‬
‫ات‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬وأ َْزواج مطَ َّهرةٌ ‪ُ ،‬ق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫الصا َ ُ‬ ‫ات ؟ قَ َال ‪َّ :‬‬ ‫صل َح ٌ‬ ‫اج ‪ ،‬أ َْو مْن ُه َّن ُم ْ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬أ ََو لَنَا ف َيها أ َْز َو ٌ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ َ ٌُ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ْل َذ ْذ َن بِ ُك ْم ‪َ ،‬غْيَر أَ ْن الَ َت َوالُ َد ‪ ،‬قَ َال لَقي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬تلَ ُّذو َن ُه َّن مثْ َل لَ َّذات ُك ْم يِف ُّ‬ ‫لِ َّ حِلِ‬
‫ط ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫لصا َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫اهلل ‪َ ،‬علَى َما أُبَايِعُ َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫أَقُض َى َما حَنْ ُن بَالغُو َن َو ُمْنَت ُهو َن إِلَْيه ؟ َفلَ ْم جُيِ ْبهُ النَّيِب ُّ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫الز َك ِاة ‪ ،‬و ِزي ِال الْم ْش ِر ِك ‪ ،‬وأَ ْن الَ تُ ْش ِر َك بِ ِ‬
‫اهلل إِهَلًا‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الصالَِة ‪َ ،‬وإِيتَ ِاء َّ‬ ‫ط النَّيِب ُّ ‪‬يَ َدهُ ‪َ ،‬وقَ َال ‪َ :‬علَى إِقَ ِام َّ‬ ‫َفبَ َس َ‬
‫َصابِ َعهُ ‪َ ،‬وظَ َّن أَيِّن‬ ‫َن لَنَا ما بنْي َ الْم ْش ِر ِق والْم ْغ ِر ِ‬
‫طأ َ‬ ‫ض النَّيِب ُّ ‪‬يَ َدهُ ‪َ ،‬وبَ َس َ‬ ‫ب ؟ َف َقبَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ‪َ :‬وأ َّ َ َ َ‬ ‫َغْيَرهُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫ط‬‫ث ِشْئنَا ‪َ ،‬والَ جَيْيِن ْامُر ٌؤ إِالَّ َعلَى َن ْف ِس ِه ؟ َفبَ َس َ‬ ‫ت ‪ :‬حَنِ ُّل ِمْن َها َحْي ُ‬ ‫ِِِ‬
‫ُم ْشرَتِ ٌط َشْيئًا الَ يُ ْعطينيه ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫ك ‪ ،‬حَتِ ُّل حي ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫صَر ْفنَا َعْنهُ ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪:‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْ َ‬ ‫ك إِالَّ َن ْف ُس َ‬ ‫ت ‪َ ،‬والَ جَيْيِن َعلَْي َ‬ ‫ث شْئ َ‬ ‫َْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫يَ َدهُ‪َ ،‬وقَ َال ‪َ :‬ذل َ‬
‫ب ابْ ُن اخْلُ َدا ِريَِّة ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك ِم ْن أَْت َقى الن ِ يِف‬ ‫ِ‬
‫َّاس األُوىَل َواآلخَرة‪َ ،‬ف َق َال لَهُ َك ْع ُ‬ ‫َها إِ َّن َذيْ ِن ‪َ ،‬ها إِ َّن َذيْ ِن ‪ ،‬لَ َع ْمُر إِهَل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫أَح ُد بيِن ب ْك ِر بْ ِن كِالَ ٍ‬
‫صَر ْفنَا ‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْ َ‬ ‫اهلل ؟ قَ َال ‪َ :‬بنُو الْ ُمْنتَف ِق أ َْه ُل َذل َ‬ ‫ب ‪َ ،‬م ْن ُه ْم يَا َر ُس َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضى م ْن خَرْيٍ يِف َجاهليَّت ِه ْم ؟ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُج ٌل م ْن‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد َّْن َم َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬ه ْل أل َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ت َعلَْيه ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َوأَْقَب ْل ُ‬
‫اك الْ ُمْنتَ ِف َق لَِفي النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فلَ َكأَنَّهُ َوقَ َع َحٌّر َبنْي َ ِج ْل ِدي َو َو ْج ِهي َوحَلْ ِمي ‪ ،‬مِم َّا‬ ‫ش‪:‬و ِ‬
‫اهلل إِ َّن أَبَ َ‬ ‫ض ُقَريْ ٍ َ‬ ‫عُْر ِ‬
‫وك يا رس َ ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ُخَرى أَمْج َ ُل ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬مُثَّ إِ َذا األ ْ‬ ‫ول ‪َ :‬وأَبُ َ َ َ ُ‬ ‫ت أَ ْن أَقُ َ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬ف َه َم ْم ُ‬ ‫وس الن ِ‬ ‫قَ َال ألَيِب َعلَى ُر ُؤ ِ‬
‫ي ‪ ،‬أ َْو ُقَر ِش ٍّي ‪ِ ،‬م ْن ُم ْش ِر ٍك‬ ‫ت َعلَْي ِه ِم ْن َقرْبِ َع ِام ِر ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ك ؟ قَ َال ‪َ :‬وأ َْهلي لَ َع ْمُر اهلل ‪َ ،‬ما أََتْي َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬وأ َْهلُ َ‬ ‫يَا َر ُس َ‬
‫ت ‪ :‬يَا‬ ‫ك يِف النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ك َوبَطْنِ َ‬ ‫وؤ َك ‪ :‬جُتَُّر َعلَى َو ْج ِه َ‬ ‫ك حُمَ َّم ٌد ‪ ،‬فَأُبَشُِّر َك مِب َا يَ ُس ُ‬ ‫‪َ ،‬ف ُق ْل ‪ :‬أ َْر َسلَيِن إِلَْي َ‬
‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وقَ ْد َكانُوا َعلَى َع َم ٍل الَ حُيْ ِسنُو َن إِالَّ إِيَّاهُ ‪َ ،‬و َكانُوا حَيْ َسبُو َن أَن َُّه ْم‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ما َف َع َل هِبِ ْم َذل َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ك بِأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫صى نَبِيَّهُ‬ ‫ث يِف آخ ِر ُك ِّل َسْب ِع أ َُم ٍم ‪َ ،‬ي ْعىِن نَبِيًّا ‪ ،‬فَ َم ْن َع َ‬ ‫َن اهللَ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬ب َع َ‬ ‫صل ُحو َن ؟ قَ َال ‪َ :‬ذل َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪ ،‬و َم ْن أَطَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن م َن الضَّالِّ َ َ‬
‫‪35‬‬
‫ين‪.‬‬‫اع نَبيَّهُ َكا َن م َن الْ ُم ْهتَد َ‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 35‬املسند اجلامع ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )11297()15‬ومسند أمحد (‪ )16635‬حسن‬


‫احلميم ‪ :‬املاء احلار ‪ -‬ختطم ‪ :‬تسم ‪-‬الريطة ‪ :‬املالءة تكون من قطعة واحدة ‪-‬الزيال ‪ :‬الفراق ‪-‬األصواء ‪ :‬القبور وأصلها من الصوى‬
‫األعالم فشبه القبور هبا ‪-‬تضارون ‪ :‬ال تتخالفون وال تتجادلون ىف صحة النظر ‪-‬تضارون ‪ :‬ال تتخالفون وال تتجادلون ىف صحة النظر‬
‫‪-‬القبيل ‪ :‬اجلماعة من الناس من قوم شىت أو من حنو واحد ورمبا كانوا من أب واحد ‪-‬املدرة ‪ :‬الطني اليابس ‪-‬مهيم ‪ :‬ما شأنك وما خربك‬
‫؟ ‪-‬الناهلة ‪ :‬الىت شربت حىت رويت ‪-‬هتضب ‪ :‬متطر‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أسما ُء الجنَّة‬
‫لبيان شرف اجلنة فإنه قد ذُكِر هلا عدة أمساء يف القرآن الكرمي باعتبار صفاهتا‪،‬وإن كان مسماها واحداً‬
‫ك اجلَنَّـةُ‬ ‫باعتبار الذات‪,‬فاالسم العام املتناول لتلك الدار وما فيها من النعيم هو( الجنة)‪ ,‬قال تعاىل ‪ ( :‬تِْل َ‬
‫وها مِب َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَيِت نُـو ِر ُ ِ ِ ِ‬
‫ودوا أَن ت ْل ُك ُم اجلَنَّةُ أُو ِر ْثتُ ُم َ‬ ‫(ونُ ُ‬ ‫ث م ْن عبَادنَـا َمن َكا َن تَقيـاًّ){مرمي‪، } 63:‬وقال تعاىل ‪َ :‬‬
‫ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن){األعراف ‪.} 43‬‬
‫ند َرهِّبِ ْم َو ُه َو َولُِّي ُهم مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن)‬ ‫الم ِع َ‬ ‫الس ِ‬ ‫*ومن أسمائها(دار السالم) لقوله تعاىل ‪( :‬هَلُ ْم َد ُار َّ‬
‫{األنعام‪.}127‬‬
‫ب َوالَ مَيَ ُّسنَا‬ ‫ِ‬ ‫*ومنها(دار المقامة) ففي اآلية الكرمية(الَّ ِذي أَحلَّنَا دار امل َقام ِة ِمن فَ ْ ِ ِ‬
‫صٌ‬ ‫ضله الَ مَيَ ُّسنَا ف َيها نَ َ‬ ‫َ ََ ُ َ‬
‫وب ) {فاطر‪.}35‬‬ ‫ِ‬
‫ف َيها لُغُ ٌ‬
‫ند َها َجنَّةُ املأْ َوى ) {النجم ‪.} 15‬‬ ‫*ومنها(جنة المأوى ) لقوله تعاىل ‪ِ :‬‬
‫(ع َ‬
‫َ‬
‫ب)‬ ‫َّات َع ْد ٍن الَيِت و َع َد الرَّمْح َن ِعبَ َادهُ بِالْغَْي ِ‬ ‫*ومنها(جنات عدن) قال تعاىل ‪ (:‬جن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫{مرمي‪ . } 61‬وقال بعض العلماء‪:‬هذا االسم جلميع اجلنان إذ معىن عدن "إقامة "‬
‫اآلخَر َة هَلِ َي‬
‫*ومنها(دار الحيوان) إذ هي دار احلياة الدائمة اليت ال موت فيها قال تعاىل‪( :‬وإِ َّن الدَّار ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫احلََي َوا ُن) {العنكبوت ‪.}64‬‬
‫س ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن ) {املؤمنون‬ ‫ِ‬ ‫ك ُهم الوا ِرثُو َن* الَّ ِذ َ ِ‬
‫ين يَرثُو َن الف ْر َد ْو َ‬
‫ِ‬
‫ومنها(الفردوس) قال تعاىل ‪( :‬أ ُْولَئ َ ُ َ‬
‫‪.}11-10‬‬
‫ط اجْلَن َِّة َوأ َْعلَى اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫س ‪ ،‬فَِإنَّهُ أ َْو َس ُ‬ ‫ِ‬
‫اسأَلُوهُ الْف ْر َد ْو َ‬‫وىف صحيح البخارى قال النيب‪َ ِ":--‬ذا َسأَلْتُ ُم اللَّهَ فَ ْ‬
‫ش الرَّمْح َ ِن ‪َ ،‬و ِمْنهُ َت َف َّجُر أَْن َه ُار اجْلَن َِّة ‪. "36‬‬
‫أ َُراهُ َف ْوقَهُ َع ْر ُ‬
‫ني يِف َم َق ٍام أ َِم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني) {الدخان ‪} 51‬‬ ‫*ومنها(المقام األمين) قال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن املُتَّق َ‬
‫يك ُّم ْقتَ ِد ٍر) {القمر‬ ‫ند ملِ ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ‬
‫ني يِف َجنَّات َونَ َه ٍر *يِف َم ْق َعد ص ْدق ع َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫*ومنها(مقعد صدق) قال تعاىل‪ ( :‬إِ َّن املُتَّق َ‬
‫‪}55-54‬‬
‫اسم جامع جلميع اجلنات وما تشتمل عليه من النعيـم الظاهر والباطن‪ ,‬قال‬ ‫*ومنها(جنات النعيم) وهو ٌ‬
‫َّات النَّعِي ِم) { لقمان ‪.} 8‬‬ ‫تعاىل‪( :‬إِ َّن الَّ ِذين آمنُوا وع ِملُوا َّ حِل ِ‬
‫الصا َات هَلُ ْم َجن ُ‬ ‫َ َ ََ‬
‫َّات َيْن َع ُمو َن فِيها ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القيام ِة ‪ ،‬يِف جن ٍ‬
‫َ‬
‫ِ هِلِ‬ ‫أ ََّما امل ْؤ ِمنُو َن األَبْرار َّ حِل ِ‬
‫الصا ُو َن فإ َّن اهلل َت َعاىل َسيَ ْج ِزي ِه ْم بإ ْد َخا ْم ‪َ ،‬ي ْو َم َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 36‬صحيح البخارى (‪) 2790‬‬

‫‪21‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫أول من يدخلون الجنة وصفاتهم‬

‫دخوال إىل اجلنة على اإلطالق هو رسولنا حممد ‪ ،‬وأول األمم دخوال إىل اجلنة هم أمته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إن أول البشر‬
‫وأول من يدخل اجلنة من هذه األمة هو أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه ‪ .‬وقد وردت األحاديث يف ذلك‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول اهلل ‪ :‬أَنَا أَ ْكَثُر األَنْبِيَاء َتَب ًعا َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ،‬وأَنَا أ ََّو ُل َم ْن َي ْقَرعُ بَ َ‬
‫اب‬ ‫َُ‬ ‫فع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪37‬‬
‫اجْلَنَّة‪.‬‬
‫ول اخْلَا ِز ُن َم ْن‬ ‫َسَت ْفتِ ُح َفَي ُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول اللَّه ‪ « --‬آتى بَ َ‬
‫اب اجْلَنَّة َي ْو َم الْقيَ َامة فَأ ْ‬ ‫َُ‬ ‫و َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ول بِك أ ُِمرت الَ أَْفتح أل ٍ‬ ‫ت فَأَقُ ُ‬ ‫أَنْ َ‬
‫‪38‬‬
‫ك »‪.‬‬ ‫َحد َقْبلَ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ول حُمَ َّم ٌد‪َ .‬فَي ُق ُ َ ْ ُ‬
‫ث أَنَّهُ مَسِ َع أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أَنَّهُ مَسِ َع‬ ‫َعرج موىَل ربِيعةَ ب ِن احْل ا ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن ُه ْر ُمَز األ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫اب ِم ْن َقْبلِنَا ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الساب ُقو َن َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ،‬بْي َد أَن َُّه ْم أُوتُوا الْكتَ َ‬
‫اآلخرو َن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ « :‬حَنْ ُن ُ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّص َارى‬ ‫ود َغ ًدا َوالن َ‬ ‫َّاس لَنَا فيه َتبَ ٌع ‪ ،‬الَْي ُه ُ‬ ‫َّ‬
‫اخَتلَ ُفوا فيه ‪َ ،‬ف َه َدانَا اللهُ ‪ ،‬فَالن ُ‬ ‫ض َعلَْي ِه ْم فَ ْ‬ ‫َه َذا َي ْو ُم ُه ُم الَّذى فُِر َ‬
‫َب ْع َد َغ ٍد »‪. 39‬‬
‫اآلخُرو َن األ ََّولُو َن َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َوحَنْ ُن أ ََّو ُل َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬حَنْن ِ‬
‫ُ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫اخَتلَ ُفوا فِ ِيه ِم َن احْلَ ِّق َف َه َذا‬ ‫ِ‬
‫اخَتلَ ُفوا َف َه َدانَا اللَّهُ ل َما ْ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫بي َد أَنَّهم أُوتُوا الْ ِكت ِ ِ‬
‫اب م ْن َقْبلنَا َوأُوتينَاهُ م ْن َب ْعده ْم فَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّص َارى‬ ‫اخَتلَ ُفوا فيه َه َدانَا اللَّهُ لَهُ ‪ -‬قَ َال َي ْو ُم اجْلُ ُم َعة ‪ -‬فَالَْي ْو ُم لَنَا َو َغ ًدا ل ْلَي ُهود َو َب ْع َد َغد للن َ‬ ‫َي ْو ُم ُه ُم الَّذى ْ‬
‫‪40‬‬
‫»‪.‬‬
‫فهذه األمة احملمدية أسبق األمم خروجاً من األرض‪ ,‬وأسبقهم إىل أعلى مكان يف املوقف‪ ,‬وأسبقهم إىل‬
‫ظل العرش ‪ ,‬وأسبقهم إىل الفصل والقضاء بينهم‪ ,‬وأسبقهم إىل جواز الصراط ‪ ,‬وأسبقهم إىل دخول‬ ‫ّ‬
‫اجلنة‪.‬‬
‫اب اجْلَن َِّة الَّ ِذى تَ ْد ُخ ُل ِمْنهُ أ َُّمىِت‬ ‫اهلل ‪ : ‬أَتَاىِن ِج ِ يل فَأ ِ ِ‬
‫َخ َذ بيَدى فَأ ََراىِن بَ َ‬ ‫رْب ُ َ‬
‫ول ِ‬ ‫َع ْن أَيِب ُهَر ْيَرةَ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ول ِ‬ ‫ك َحىَّت أَنْظَُر إِلَْي ِه ‪َ .‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫‪َ .‬ف َق َال أَبو ب ْك ٍر يا رس َ ِ ِ‬
‫َّك يَا أَبَا‬ ‫اهلل ‪ ‬أ ََما إِن َ‬ ‫ت َم َع َ‬ ‫ت أَىِّن ُكْن ُ‬‫ول اهلل َود ْد ُ‬ ‫ُ َ َ َُ‬
‫‪41‬‬
‫بَ ْك ٍر أ ََّو ُل َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ ِم ْن أ َُّمىِت ‪.‬‬

‫‪ - 37‬صحيح مسلم (‪) 505‬‬


‫‪ - 38‬صحيح مسلم(‪)507‬‬
‫‪ - 39‬صحيح البخارى(‪ ) 876‬ومسلم (‪) 2015‬‬
‫‪ - 40‬صحيح مسلم(‪) 2017‬‬
‫‪ - 41‬سنن أىب داود(‪ ) 4654‬حسن‬

‫‪22‬‬
‫اب اجْلَن َِّة الَّ ِذي‬‫يل بيَدي فَأ ََرايِن بَ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬أَخ َذ ِج ِ ِ ِ‬
‫َ رْب ُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َحىَّت أ ََراهُ ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ت َم َع َ‬ ‫ت أَيِّن ُكْن ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ،‬ود ْد ُ‬ ‫تَ ْد ُخ ُل مْنهُ أ َُّميِت ‪َ ،‬ف َق َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫‪42‬‬
‫َّك أ ََّو ُل َم ْن يَ ْد ُخلُهُ ِم ْن أ َُّميِت "‬
‫أ ََما إِن َ‬
‫اهلل ‪ ، ‬أَنَّه قَ َال ‪ :‬هل تَ ْدرو َن من أ ََّو ُل من ي ْدخل اجْل نَّةَ ِمن خلَ ِق ِ‬
‫اهلل‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ب ِن َعم ٍرو ‪َ ،‬عن رس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ َ ُُ َ ْ َ‬ ‫َْ ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ين يُ َس ُّد هِبِ ُم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫؟ قَالُوا ‪ :‬اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ََّو ُل َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ م ْن َخلَق اهلل الْ ُف َقَراءُ الْ ُم َهاجُرو َن الذ َ‬
‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫ول اللَّهُ‬ ‫ضاءً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ص ْد ِر ِه الَ يَ ْستَط ُ‬
‫يع هَلَا قَ َ‬ ‫اجتُهُ يِف َ‬ ‫َح ُد ُه ْم ‪َ ،‬و َح َ‬‫وت أ َ‬‫ور ‪َ ،‬و ُتَّت َقى ُم الْ َم َكا ِرهُ ‪َ ،‬ومَيُ ُ‬ ‫الثُّغُ ُ‬
‫ك ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬و ِخ َريتُ َ‬ ‫ول الْ َمالَئِ َكةُ ‪َ :‬ربَّنَا حَنْ ُن ُس َّكا ُن مَسَ َاواتِ َ‬ ‫وه ْم ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬‫وه ْم فَ َحيُّ ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ل َم ْن يَ َشاءُ م ْن َمالَئ َكته ‪ :‬إِيتُ ُ‬
‫ك أََفتَأْ ُمُرنَا أَ ْن نَأْيِت َ َه ُؤالَ ِء ‪َ ،‬فنُ َسلِّ َم َعلَْي ِه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِن َُّه ْم َكانُوا ِعبَ ًادا َي ْعبُ ُدويِن الَ يُ ْش ِر ُكو َن يِب َشْيئًا ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َخ ْلق َ‬
‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫هِبِ‬
‫ضاءً ‪ ،‬قَ َال‬ ‫ص ْد ِر ِه الَ يَ ْستَط ُ‬
‫يع هَلَا قَ َ‬ ‫اجتُهُ يِف َ‬‫َح ُد ُه ْم ‪َ ،‬و َح َ‬ ‫ور ‪َ ،‬و ُتَّت َقى ُم الْ َم َكا ِرهُ ‪َ ،‬ومَيُ ُ‬
‫وت أ َ‬ ‫َوتُ َس ُّد ُم الثُّغُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَب ْرمُتْ فَن ْع َم عُ ْقىَب‬
‫مِب‬
‫{سالَ ٌم َعلَْي ُك ْم َا َ‬
‫ٍ‬
‫ك ‪َ ،‬فيَ ْد ُخلُو َن َعلَْي ِه ْم م ْن ُك ِّل بَاب ‪َ :‬‬ ‫‪َ :‬فتَأْتِي ِه ُم الْ َمالَئِ َكةُ ِعْن َد َذل َ‬
‫‪43‬‬
‫الدَّا ِر} [الرعد]‪.‬‬
‫وقد ذكر النيب‪ --‬صفات أول من يدخلون اجلنة ‪ ،‬ف َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫ص ُقو َن فِ َيها َوالَ مَيْتَ ِخطُو َن‬ ‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪ ،‬الَ َيْب ُ‬
‫صَ‬ ‫ور ُت ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫صَ‬
‫ِ‬
‫اللَّه ‪ « - -‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة تَل ُج اجْلَنَّةَ ُ‬
‫ِ‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة ‪َ ،‬وجَمَ ِامُر ُه ُم األَلَُّوةُ ‪َ ،‬و َر ْش ُح ُه ُم‬ ‫الذ َه ِ‬ ‫الذ َهب ‪ ،‬أ َْم َشاطُ ُه ْم ِم َن َّ‬
‫ُ‬
‫َوالَ َيَتغَ َّوطُو َن ‪ ،‬آنِيَُت ُه ْم فِ َيها َّ‬
‫اختِالَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ول ُك ِّل َواحد مْن ُه ْم َز ْو َجتَان ‪ ،‬يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم ‪ ،‬م َن احْلُ ْس ِن ‪ ،‬الَ ْ‬ ‫الْ ِم ْس ُ‬
‫اح ٌد ‪ ،‬يُ َسبِّ ُحو َن اللَّهَ بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا » ‪.44‬‬ ‫بيَنهم والَ َتباغُض ‪ُ ،‬قلُوبهم َقْلب و ِ‬
‫ُُ ْ ٌ َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ َ‬
‫س َع ْن تَكْلِيف َوإِلَْزام ‪،‬‬ ‫َي قَ ْدرمهَا ‪ ،‬قَ َال الْ ُقرطُيِب ‪َ :‬ه َذا الت ِ‬
‫َّسبيح لَْي َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ّ‬
‫ِ‬
‫َق ْولُهُ ‪ ( :‬يُ َسبِّ ُحو َن اللَّه بُكَْرة َو َعشيًّا ) أ ْ‬
‫َّسبِيح َوالتَّ ْكبِري َك َما يُْل َه ُمون َّ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َفس " َو َو ْجه‬ ‫َوقَ ْد فَ َّسَرهُ َجابر يِف َحديثه عْند ُم ْسلم ب َق ْوله ‪ " :‬يُْل َه ُمو َن الت ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وهبم‬
‫َن ُقلُ ْ‬ ‫يحا ‪َ ،‬و َسبَبه أ َّ‬ ‫ُّسهم تَ ْسبِ ً‬
‫َن َتَنفُّس اإْلِ نْ َسان اَل ُك ْل َفة َعلَْيه فيه َواَل بُ ّد لَهُ مْنهُ ‪ ،‬فَ َج َع َل َتَنف ْ‬ ‫التَّ ْشبِيه أ َّ‬
‫ب َشْيئًا أَ ْكَثَر ِم ْن ِذ ْكره ‪.45‬‬ ‫َح َّ‬ ‫الرب سبحانه وامتَأَل حِب ِ‬
‫َت ُبِّه ‪َ ،‬و َم ْن أ َ‬ ‫ت مِب َْع ِرفَة َّ ّ ُ ْ َ َ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫َتَن َّو َر ْ‬
‫وعن أَىِب هرير َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ور ِة‬‫صَ‬ ‫ول اللَّه ‪ « - -‬إِ َّن أ ََّو َل ُز ْمَر ٍة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ َعلَى ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ى ىِف َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ضاءَ ًة ‪ ،‬الَ َيبُولُو َن َوالَ َيَتغَ َّوطُو َن‬ ‫الس َماء إِ َ‬ ‫ب ُد ِّر ٍّ‬ ‫َش ِّد َكو َك ٍ‬
‫ين َيلُو َن ُه ْم َعلَى أ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْدر ‪ ،‬مُثَّ الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‬
‫وج عُ ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬وجَمَامُر ُه ُم األَلَُّوةُ األَجْنُ ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬و َر ْش ُح ُه ُم الْ ِم ْس ُ‬ ‫َّ‬
‫َوالَ َيْتفلُو َن َوالَ مَيْتَخطُو َن ‪ ،‬أ َْم َشاطُ ُه ُم الذ َه ُ‬

‫‪ - 42‬املستدرك للحاكم; (‪ )4444‬صحيح‬


‫‪ - 43‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7421()438‬صحيح‬
‫‪ - 44‬صحيح البخارى(‪ )3245‬ومسلم (‪)7330‬‬
‫‪ - 45‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪)30‬‬

‫‪23‬‬
‫الس َم ِاء‬‫اعا ىِف َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫آد َم ‪ ،‬ستُّو َن ذ َر ً‬ ‫ور ِة أَبِي ِه ْم َ‬
‫صَ‬
‫ٍِ‬
‫ني ‪َ ،‬علَى َخ ْل ِق َر ُج ٍل َواحد َعلَى ُ‬
‫يب ‪ ،‬وأ َْزواجهم احْل ِ‬
‫ور الْع ُ‬ ‫َ َ ُُ ُ ُ ُ‬
‫الطِّ ِ‬
‫» ‪.46‬‬
‫األلوة ‪ :‬العود الذى يتبخر به ‪-‬اجملامر ‪ :‬مجع جممر وهو الذي يوضع فيه النار للبخور ‪-‬األجنوج ‪ :‬لغة ىف‬
‫العود الذي يتبخر به‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫صَ‬ ‫ول اللَّه ‪ « --‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ م ْن أ َُّمىِت َعلَى ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫مُثَّ الَّ ِذين يلُو َنهم علَى أَش ِّد جَن ٍم ىِف َّ ِ‬
‫ك َمنَا ِز ُل الَ َيَتغَ َّوطُو َن َوالَ َيبُولُو َن َوالَ‬ ‫ضاءَ ًة مُثَّ ُه ْم َب ْع َد َذل َ‬‫الس َماء إِ َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ ْ‬
‫َخالَ ُق ُه ْم َعلَى ُخلُ ِق َر ُج ٍل‬ ‫كأْ‬ ‫ب َوجَمَ ِامُر ُه ُم األَلَُّوةُ َو َر ْش ُح ُه ُم الْ ِم ْس ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫مَيْتَخطُو َن َوالَ َيْبُزقُو َن أ َْم َشاطُ ُه ُم الذ َه ُ‬
‫ول أَبِي ِهم ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اعا »‪ .47‬األلوة ‪:‬‬ ‫آد َم ستُّو َن ذ َر ً‬‫َواحد َعلَى طُ ِ ْ َ‬
‫ومعىن( رشحهم املسك) أي‪:‬عرقهم كاملسك يف طيب رائحته‪,‬و(اجملامر)‪ :‬مجع[جِم ْ َمر] و[جُمْ َمر]‪,‬واألول‪;:‬‬
‫هو الذي يوضع فيه النار للبخور‪ ,‬والثاين ‪ :‬هوالذي يُتبخر به وأُع ّد له اجلمر‪.‬‬
‫ومعىن(األلوة)‪:‬العود اهلندي الذي يُتبخر به‪ ,‬وقال احلافظ ابن حجر يف الفتح‪ :‬األلنجوج هو العود الذي‬
‫ذراعا يف‬
‫يُتبخر به‪ ,‬ولفظ (األلنجوج) هنا تفسري ( األلوة)‪ ;,‬و(العود) تفسري التفسري وقوله(ستون ً‬
‫‪48‬‬
‫السماء)أي‪ ;:‬يف العلو واالرتفاع"‬
‫اعيلِ ّي َب ْعد خَت ْ ِريج‬ ‫ضعِ ِه يِف النَّار واجْل نَّة اَل نَار فِيها و ِمن مَثَّ قَ َال اإْلِ مْس ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َوقَ ْد يُ َقال إِ َّن َرائِ َحة الْعُود إِمَّنَا َت ُفوح بَِو ْ‬
‫احتِ َم ِال أَ ْن يَ ْشتَعِل بِغَرْيِ نَار بَ ْل بَِق ْولِِه ‪ُ :‬ك ْن ‪َ ،‬وإِمَّنَا‬ ‫احْلَديث الْ َم ْذ ُكور ‪ :‬يُْنظَر َه ْل يِف اجْلَنَّة نَار ؟ َوجُيَاب بِ ْ‬
‫ِ‬
‫ضرر فِ َيها واَل إِ ْحراق ‪ ،‬أ َْو َي ُفوح بِغَرْيِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫اعتبَا ِر َما َكا َن يِف اأْل ْ‬
‫مُسِّيت جِم ْمرة بِ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َصل ‪َ ،‬وحُيْتَ َمل أَ ْن يَ ْشتَعل بنَار اَل َ َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫اِ ْشتِ َعال‬
‫اجة هَلُ ْم إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َح َ‬ ‫ورهم اَل َتتَّسخ ؟ َوأ ّ‬ ‫اجة هَلُ ْم إىَل الْ ُم ْشط َو ُه ْم ُم ْرد َو ُشعُ ْ‬ ‫َي َح َ‬‫َوقَ َال الْ ُق ْرطُيِب ّ ‪ :‬قَ ْد يُ َقال أ ّ‬
‫حيهم أَطْيَب ِم ْن الْ ِم ْسك ؟‬ ‫الْبَ ُخور َو ِر ْ‬
‫س َع ْن أَمَل ُجوع أ َْو ظَ َمأ أ َْو عُْري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫قَ َال ‪َ :‬وجُيَاب بأَن نَعيم أ َْهل اجْلَنَّة م ْن أَ ْكل َو ُش ْرب َوك ْس َوة َوطيب َولَْي َ‬
‫ك أَن َُّه ْم يَُن َّع ُمو َن بَِن ْو ِع َما َكانُوا َيَتَن َّع ُمو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْمة يِف َذل َ‬ ‫أ َْو َننْت ‪َ ،‬وإمَّنَا ه َي لَ َّذات ُمتَتَاليَة َون َعم ُمَت َواليَة ‪َ ،‬واحْل ك َ‬
‫بِِه يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬

‫‪ - 46‬صحيح البخارى(‪ )3327‬وصحيح مسلم(;‪) 7328‬‬


‫‪: - 47‬صحيح مسلم(;‪)7329‬‬
‫‪ - 48‬فتح الباري للحافظ ابن حجر(‪)9/590‬‬

‫‪24‬‬
‫اضل‬‫الت َف ُ‬ ‫نهما ِم َن َّ‬ ‫َن َتَن ُّعم أ َْهل اجْل نَّة َعلَى َهْيئَة َتَن ُّعم أ َْهل ُّ ِ‬
‫الد ْنيَا إاَّل َما َبْي َ‬ ‫َ‬ ‫السنَّة أ َّ‬
‫ي ‪َ :‬م ْذ َهب أ َْهل ُّ‬ ‫َوقَ َال الن ََّو ِو ّ‬
‫يمهم اَل اِنِْقطَاع لَهُ‪. 49‬‬ ‫السنَّة علَى أ َّ ِ‬
‫َن نَع ْ‬
‫ِ‬
‫يِف اللَّ َّذة ‪َ ،‬و َد َّل الْكتَاب َو ُّ َ‬
‫ول ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ض َعلَ َّي أ ََّو ُل‬ ‫ول اهلل ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫فع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ُهَر ْيَر َة َي ُق ُ‬
‫وأول ثالثة يدخلون اجلنة بعد أولئك َ‬
‫ِ‬ ‫وك أَحسن ِعباد َة ربِِّه ونَ ِ ِ ِ‬ ‫ثَالَثٍَة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪َّ :‬‬
‫ِّف ذُو‬ ‫يف ُمَت َعف ٌ‬
‫ص َح ل َسيِّده ‪َ ،‬و َعف ٌ‬ ‫يد ‪َ ،‬و َعْب ٌد مَمْلُ ٌ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫الش ِه ُ‬
‫ِ ٍ ‪50‬‬
‫عيَال‪.‬‬
‫ض َعلَ َّي أ ََّو ُل ثَالثٍَة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬وأ ََّو ُل ثَالثٍَة يَ ْد ُخلُو َن‬ ‫وعن أيب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يف ‪،‬‬‫ص َح ل َسيِّده ‪َ ،‬و َعف ٌ‬ ‫َح َس َن عُبَ َاد َة َربِّه َونَ َ‬
‫وك أ ْ‬‫يد ‪َ ،‬و َعْب ٌد مَمْلُ ٌ‬ ‫الش ِه ُ‬
‫َّار ‪ ،‬فَأ ََّما أ ََّو ُل ثَالثَة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪ :‬فَ َّ‬
‫الن َ‬
‫ط ‪َ ،‬وذُو َث ْر َو ٍة ِم ْن َم ٍال الَ يُ َؤ ِّدي َح َّق اللَّ ِه يِف‬ ‫َّار ‪ :‬فَأ َِمريٌ ُم َسلَّ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫مَتعف ٌ ِ ٍ‬
‫ِّف ذُو عيَال ‪َ ،‬وأ ََّما أ ََّو ُل ثَالثَة يَ ْد ُخلُو َن الن َ‬ ‫َُ‬
‫‪51‬‬
‫ور "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َماله ‪َ ،‬وفَقريٌ فَ ُج ٌ‬

‫ـــــــ‬

‫‪ - 49‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪)30‬‬


‫‪ - 50‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4312()151‬حسن‬
‫‪ - 51‬املستدرك للحاكم(;‪ )1429‬حسن‬

‫‪25‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫آخر من يدخل الجنة من الموحدين‬

‫ت الْمغِري َة بْن ُش ْعبةَ ‪َ ،‬علَى الْ ِمْنرَبِ ‪ ،‬ير َفعُهُ إِىَل النَّيِب ِّ ‪ ‬ي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى َسأ ََل َربَّهُ‬ ‫ول‪ :‬إ َّن ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّعيِب َّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ ُ َ َ َ‬ ‫َع ْن الش ْ‬
‫َي أ َْه ِل اجْلَن َِّة أ َْدىَن َمْن ِزلَةً ؟ َف َق َال ‪َ :‬ر ُج ٌل جَيِ يءُ َب ْع َد َما َد َخ َل أ َْه ُل اجْلَن َِّة‬ ‫ب ‪ ،‬أ ُّ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ْ‬
‫ك‬‫ضى أَ ْن يَ ُكو َن لَ َ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬أََت ْر َ‬ ‫َخ َذاهِتِ ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق ُ‬ ‫َخ ُذوا أ َ‬ ‫ال لَهُ ‪ْ :‬اد ُخ ْل ‪َ ،‬وقَ ْد َنَزلُوا َمنَا ِزهَلُ ْم‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ال لَهُ ‪:‬‬ ‫يت ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫وك ُّ‬ ‫ك ِمن ملُ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬قَ ْد َرض ُ‬ ‫َي َر ِّ‬
‫ول ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫الد ْنيَا ؟ قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫مثْ ُل َما َكا َن ل َمل ْ ُ‬
‫ك َه َذا‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال لَهُ ‪ :‬فَِإ َّن لَ َ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫يت أ ْ‬
‫ِ‬
‫ول ‪َ :‬رض ُ‬ ‫ك َه َذا َو ِم ْثلَهُ َو ِم ْثلَهُ َو ِم ْثلَهُ َو ِم ْثلَهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫فَِإ َّن لَ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ت َن ْف ُس َ‬ ‫ك َم َع َه َذا َما ا ْشَت َه ْ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬فَِإ َّن لَ َ‬‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق ُ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫يت أ ْ‬
‫ِ‬
‫ول ‪َ :‬رض ُ‬ ‫َو َع ْشَر َة أ َْمثَالِِه َم َعهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ُح ِّدثُ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َسأ َ‬ ‫َي أ َْه ِل اجْلَنَّة أ َْرفَ ُع َمْن ِزلَةً ؟ قَ َال‪ :‬إِيَّ َ‬
‫اها أ ََر ْد ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَأ ُّ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫وسى ‪ :‬أ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬ف َق َال ُم َ‬ ‫ت َعْينُ َ‬ ‫َولَ َّذ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬والَ َخطََر َعلَى‬ ‫َت ‪َ ،‬والَ أُذُ ٌن مَس َع ْ‬ ‫ت َعلَْي َها ‪ ،‬فَالَ َعنْيٌ َرأ ْ‬ ‫ت َكَر َامَت ُه ْم بِيَدي ‪َ ،‬و َختَ ْم ُ‬ ‫َعْن ُه ْم ‪ ،‬إِيِّن َغَر ْس ُ‬
‫ُخ ِفي هَلُم ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ‬ ‫اق َذلِ َ يِف ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بَ َش ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وم ْ‬ ‫َقْل ِ‬
‫س َّما أ ْ َ‬ ‫ك كتَاب اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪{ :‬فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ص َد ُ‬
‫‪52‬‬
‫َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة‬
‫َي أ َْه ِل‬ ‫ب ‪ ،‬أ ُّ‬ ‫وسى ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫َن ُم َ‬ ‫ت الْ ُمغِ َري َة بْ َن ُش ْعبَةَ َعلَى الْ ِمْنرَبِ ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ :‬أ َّ‬ ‫وعن الشَّعيِب ‪ِ َ ،‬‬
‫قال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ْ ِّ‬
‫ف‬ ‫ول ‪َ :‬كْي َ‬ ‫ال ‪ْ :‬اد ُخ ِل اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫اجْلَن َِّة أ َْدىَن َمْن ِزلَةً ؟ َف َق َال ‪َ :‬ر ُج ٌل جَيِ يءُ َب ْع َد َما يَ ْد ُخ ُل أ َْه ُل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ك ِم َن اجْلَن َِّة ِمثْ َل َما َكا َن‬ ‫ضى أَ ْن يَ ُكو َن لَ َ‬ ‫ال لَهُ ‪َ :‬ت ْر َ‬ ‫َخ َذاهِتِ ْم ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َخ ُذوا أ َ‬ ‫َّاس َمنَا ِزهَلُ ْم َوأ َ‬
‫أ َْد ُخ ُل َوقَ ْد َنَز َل الن ُ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ك َه َذا َو ِم ْثلُهُ َو ِم ْثلُهُ َو ِم ْثلُهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ال ‪ :‬لَ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫وك ُّ‬ ‫ك ِمن ملُ ِ‬ ‫ٍِِ‬
‫ول ‪َ :‬ن َع ْم أ ْ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫ل َمل ْ ُ‬
‫ال لَهُ ‪:‬‬ ‫يت ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ول ‪ :‬أَي ر ِّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬إِ َّن لَ َ‬ ‫أَي ر ِّ ِ‬
‫ب َرض ُ‬ ‫ك َه َذا َو َع َشَر َة أ َْمثَاله َم َعهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ‬ ‫يت ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ب َرض ُ‬ ‫َْ‬
‫ك َولَ َّذ ْ‬
‫‪53‬‬
‫ك ‪.‬‬ ‫ت َعْينُ َ‬ ‫ت َن ْف ُس َ‬ ‫ك َم َع َه َذا َما ا ْشَت َه ْ‬ ‫لَ َ‬
‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫ف اللَّهُ َو ْج َههُ َع ِن‬ ‫صَر َ‬ ‫ول اللَّه ‪ --‬قَ َال « إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزلَةً َر ُج ٌل َ‬ ‫ى أ َّ َ ُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫َّجَر ِة أَ ُكو ُن ىِف ِظلِّ َها »‪َ .‬و َس َ‬ ‫ب قَد ِ ِ ِ‬ ‫النَّا ِر قِبل اجْل ن َِّة ومثَّل لَه َشجرةً ذَ ِ‬
‫اق‬ ‫ِّمىِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫َى َر ِّ ْ‬ ‫ات ظ ٍّل َف َق َال أ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ ََ َ‬
‫آخ ِر احْل ِد ِ‬ ‫ك »‪ .‬إِىَل ِ‬ ‫ص ِريىِن ِمْن َ‬
‫يث اب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫آد َم َما يَ ْ‬‫ول يَا ابْ َن َ‬ ‫ود َومَلْ يُ ْذ ُك ْر « َفَي ُق ُ‬ ‫يث بِنَ ْح ِو َحد ْ َ ْ ُ‬ ‫احْلَد َ‬
‫ك َو َع َشَرةُ أ َْمثَالِِه ‪ -‬قَ َال ‪-‬‬ ‫ت بِِه األ ََماىِن ُّ قَ َال اللَّهُ ُه َو لَ َ‬ ‫ِِ‬
‫َو َز َاد فيه « َويُ َذ ِّكُرهُ اللَّهُ َس ْل َك َذا َو َك َذا فَِإذَا ا ْن َقطَ َع ْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مُثَّ يَ ْد ُخل َبْيتَهُ َفتَ ْد ُخل َعلَْي ِه َز ْو َجتَاهُ ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬
‫ك ‪ -‬قَ َال‬ ‫َحيَانَا لَ َ‬‫اك لَنَا َوأ ْ‬ ‫ني َفَت ُقوالَن احْلَ ْم ُد للَّه الَّذى أ ْ‬
‫َحيَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪54‬‬
‫يت »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ول ما أ ُْع ِطى أ ِ‬
‫َح ٌد مثْ َل َما أ ُْعط ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪َ -‬فَي ُق ُ َ‬
‫‪ - 52‬صحيح مسلم(‪)485‬‬
‫‪ - 53‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7426()446‬صحيح‬
‫‪ - 54‬صحيح مسلم (‪) 482‬‬

‫‪26‬‬
‫ِ‬ ‫يد ‪ ،‬أَ ّن رس َ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ف اللَّهُ َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر َقْب َل‬ ‫صَر َ‬ ‫ول اللَّه ‪‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزلَةً َر ُج ٌل َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّجَر ِة أَ ُكو ُن يِف ظلِّ َها َوآ ُك ُل م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّميِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫َي َر ِّ‬
‫ات ظ ٍّل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬و َمثَ َل لَهُ َش َجَر ًة َذ َ‬
‫ِّمهُ اللَّهُ إِلَْي َها ‪،‬‬ ‫ك ‪َ ،‬فُي َقد ُ‬ ‫ول ‪ :‬ال َو ِعَّزتِ َ‬ ‫يك أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ت إِ ْن أ ُْع ِط َ‬ ‫مَثَِر َها ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ لَهُ ‪َ :‬ف َه ْل َع َسْي َ‬
‫َّجَر ِة أَ ُكو ُن يِف ِظلِّ َها‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ِ ِ ِ‬
‫ِّميِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫ْ‬ ‫َي َر ِّ‬‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ات ِظ ٍّل َومَثََر ٍة َو َم ٍاء ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ُخَرى َذ ُ‬ ‫َّل لَهُ َش َجَرةٌ أ ْ‬ ‫َفتُ َمث ُ‬
‫ول ‪ :‬ال‬ ‫ت أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ت إِ ْن َف َع ْل ُ‬‫ول لَهُ ‪َ :‬ه ْل َع َسْي َ‬ ‫ب ِم ْن َمائِ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫َوآ ُك ُل م ْن مَثَِر َها َوأَ ْشَر ُ‬
‫ب ‪ ،‬قَدِّميِن إِىَل ب ِ ِ‬ ‫اب اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َو ِعَّزتِ َ‬
‫ت‬ ‫اب اجْلَنَّة ‪ ،‬فَأَ ُكو ُن حَتْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ك َغْيَرهُ ‪َ ،‬فيَْبُر ُز لَهُ بَ ُ‬ ‫َسأَلُ َ‬‫ك ‪ ،‬ال أ ْ‬
‫ب أ َْد ِخ ْليِن‬ ‫َي َر ِّ‬
‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ِّمهُ اللَّهُ إِلَْي َها ‪َ ،‬فَيَرى أ َْه َل اجْلَن َِّة َو َما فِ َيها َفَي ُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جِن ِ ِ‬
‫َاف اجْلَنَّة ‪ ،‬فَأَنْظُُر إىَل أ َْهل َها ‪َ ،‬فُي َقد ُ‬
‫ول اللَّهُ لَهُ ‪ :‬مَتَ َّن ‪َ ،‬فيَتَ َمىَّن َويُ َذ ِّكُرهُ اللَّهُ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فيُ ْد ِخلُهُ اللَّهُ اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإ َذا َد َخ َل اجْلَنَّةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا يِل ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ك َو َع َشَرةُ أ َْمثَالِِه ‪ ،‬مُثَّ يَ ْد ُخ ُل‬ ‫ت بِِه األ ََمايِن ُّ ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ لَهُ ‪ُ :‬ه َو لَ َ‬ ‫ِ‬
‫َس ْل م ْن َك َذا َس ْل م ْن َك َذا ‪َ ،‬حىَّت إِ َذا ا ْن َقطَ َع ْ‬
‫ِ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َحيَانَا لَ َ‬
‫اك لَنَا ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َحيَ َ‬‫اجْلَنَّةَ َتْب ُد ُر َعلَْيه َز ْو َجتَاهُ م َن احْلُو ِر الْ َعنْي ِ ‪َ ،‬فَت ُقوالن لَهُ ‪ :‬احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي أ ْ‬
‫‪55‬‬
‫يت "‬ ‫ِ‬ ‫‪ :‬ما أ ُْع ِطي أ ِ‬
‫َح ٌد مثْ َل َما أ ُْعط ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف اللَّهُ َو ْج َههُ َع ِن‬ ‫صَر َ‬‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزلَةً ‪َ ،‬ر ُج ٌل َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ي ؛ أ َّ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬
‫َّجَر ِة أَ ُكو ُن يِف ِظلِّ َها ‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ِ ِ ِ‬ ‫ات ِظ ٍّل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَي ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِّميِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ِّل لَهُ َش َجَرةٌ َذ ُ‬ ‫النَّار قبَ َل اجْلَنَّة ‪َ ،‬و ُمث َ‬
‫ِّل لَهُ‬ ‫ك ‪َ ،‬ف َقد َّ ِ‬
‫َّمهُ اللهُ إلَْي َها ‪َ ،‬و ُمث َ‬ ‫َ‬ ‫ت أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬الَ ‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬ ‫ت إِ ْن َف َع ْل ُ‬ ‫َف َق َال اللَّهُ ‪َ :‬ه ْل َع َسْي َ‬
‫َّجَر ِة ألَ ُكو َن يِف ِظلِّ َها َوآ ُك َل ِم ْن‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ِ ِ ِ‬ ‫ات ِظ ٍّل ومَثَر ٍة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَي ر ِ‬
‫ِّميِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُخَرى َذ ُ‬ ‫َش َجَرةٌ أ ْ‬
‫ِ‬
‫َّمهُ اللَّهُ‬ ‫ك ‪َ ،‬فُي َقد َ‬ ‫ك أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬الَ ‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬ ‫ت إِ ْن أ ُْع ِطيتُك َذل َ‬ ‫مُثَِّر َها ‪َ ،‬ف َق َال اللَّهُ ‪َ :‬ه ْل َع َسْي َ‬
‫َّجَر ِة ‪ ،‬أَ ُكو ُن‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ِ ِ ِ‬ ‫ول ‪ :‬أَي ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إِلَيها ‪َ ،‬فتُمثَّل لَه َشجرةٌ أُخرى َذ ِ‬
‫ِّميِن إىَل َهذه الش َ‬ ‫ْ‬ ‫ات ظ ٍّل َومَثٍَر َو َماء ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ََ َْ‬ ‫َْ‬
‫ت أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ‪،‬‬ ‫ت إِ ْن َف َع ْل ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ه ْل َع َسْي َ‬ ‫ب ِم ْن َمائِ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫يِف ظلِّ َها ‪َ ،‬وآ ُك ُل م ْن مَثَِر َها ‪َ ،‬وأَ ْشَر ُ‬
‫ِ‬
‫ِّمهُ اللَّهُ إِلَْي َها‪.‬‬
‫َسأَلُك َغْيَرهُ ‪َ ،‬فُي َقد ُ‬ ‫ك الَ أ ْ‬ ‫ول ‪ :‬الَ ‪َ ،‬و ِعَّزتِ َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫اف اجْلَن َِّة َوأَنْظُُر إِىَل‬ ‫اب اجْل ن َِّة ‪ ،‬فَأَ ُكو ُن حَت ت جِن ِ‬ ‫ِّميِن إِىَل ب ِ‬ ‫ول ‪ :‬أَي ر ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ْ‬ ‫اب اجْلَنَّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬فيَْبُر ُز لَهُ بَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬أَي ر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬أ َْدخ ْليِن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فيُ ْدخلُهُ اللَّهُ‬ ‫ِّمهُ اللَّهُ إلَْي َها ‪َ ،‬فَيَرى أ َْه َل اجْلَنَّة َو َما ف َيها ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ‬ ‫أ َْهل َها ‪َ ،‬فُي َقد ُ‬
‫ول اللَّهُ ‪ :‬مَتَ َّن ‪َ ،‬فيَتَ َمىَّن ‪َ ،‬ويُ َذ ِّكُرهُ اللَّهُ ‪َ :‬س ْل ِم ْن‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإ َذا َد َخ َل اجْلَنَّةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا يِل َو َه َذا يِل ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ك َو َع َشَرةُ أ َْمثَالِِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ يَ ْد ُخ ُل َبْيتَهُ ‪،‬‬ ‫ت بِِه األ ََمايِن ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ ‪ُ :‬ه َو لَ َ‬ ‫َك َذا َو َك َذا ‪َ ،‬حىَّت إِذَا ا ْن َقطَ َع ْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفيَ ْد ُخل َعلَْي ِه َز ْو َجتَاهُ ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬
‫ول‬
‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫اختَ َارنَا لَ َ‬
‫اختَ َارك لَنَا ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ني ‪َ ،‬فَت ُقوالَن لَهُ ‪ :‬احْلَ ْم ُد للَّه الَّذي ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪56‬‬
‫يت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد مثْ َل َما أ ُْعط ُ‬ ‫‪َ :‬ما أ ُْعط َي أ َ‬
‫‪ - 55‬مسند أيب عوانة(‪ ) 316‬صحيح‬
‫‪ - 56‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35147()118‬صحيح‬

‫‪27‬‬
‫آخر ر ُجلَنْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال ‪َ ُ " :‬‬ ‫ي ‪َ ،‬وأَيِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنهما‪ :‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ت َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬ ‫مِه‬ ‫ِ‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خَي ُْر َجان م َن النَّا ِر َي ُق ُ‬
‫ط ؟ َه ْل‬ ‫ت ََذا الَْي ْوم ؟ َه ْل َعم ْل َ ً‬ ‫آد َم ‪َ ،‬ما أ َْع َد ْد َ‬‫َحد َا ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫ول اللَّهُ َ‬
‫ب ‪َ ،‬فيؤمر بِِه إِىَل النَّا ِر ‪ ،‬وهو أَش ُّد حسر ًة ‪ .‬وي ُق ُ ِ‬
‫آد َم ‪َ ،‬ما‬ ‫ول لآْل َخ ِر ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫َ َُ َ َ َْ َ َ‬ ‫ول ‪ :‬اَل يَا َر ِّ ُ ْ َ ُ‬ ‫َر َج ْوتَيِن ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَعدد هِل‬
‫وك " ‪.‬‬ ‫ت أ َْر ُج َ‬ ‫ب ‪ ،‬إِاَّل أَيِّن ُكْن ُ‬ ‫ول ‪ :‬اَل يَا َر ِّ‬ ‫ط ؟ َه ْل َر َج ْوتَيِن ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ت َخْيرا قَ ُّ‬
‫ت ََذا الَْي ْوم ؟ َه ْل َعم ْل َ ً‬ ‫َْْ َ‬
‫َستَ ِظ َّل بِ ِظلِّ َها ‪َ ،‬وآ ُك َل ِم ْن مِث َا ِر َها ‪،‬‬ ‫َّجَر ِة فَأ ْ‬
‫ِِ‬
‫ت َهذه الش َ‬
‫ول ‪ :‬يا ر ِّ ِ‬
‫ب ‪ ،‬أَقَّريِن حَتْ َ‬ ‫قَ َال ‪َ " :‬فُت ْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ َفَي ُق ُ َ َ‬
‫َح َس ُن ِم َن اأْل ُوىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَ ْشر ِ ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬ويُ َعاه ُدهُ أَ ْن اَل يَ ْسأَلَهُ َغْيَر َها ‪َ ،‬فيُقُّرهُ حَتَْت َها ‪ ،‬مُثَّ َيْرفَ ُع لَهُ َش َجَر ًة ه َي أ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َستَظ ُّل بِظلِّ َها [ َوآ ُك ُل م ْن مَثَِر َها ] ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َغْيَر َها فَأ ْ‬ ‫َسأَلُ َ‬ ‫ب ‪ ،‬أَقَّريِن حَتَْت َها اَل أ ْ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫‪َ ،‬وأَ ْغ َد ُق َماءً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ب َه ِذ ِه اَل‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫اه ْديِن أَ ْن اَل تَ ْسأَلَيِن َغْيَر َها ؟[ َفَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬يا ابن آدم ‪ ،‬أَمَل ُتع ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫وأَ ْشر ِ ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َغْير َها ] َفيقُّره حَتَْتها ‪ [،‬ويعاه ُده أَ ْن اَل يسأَلَهُ َغْير َها ] مُثَّ يرفَع لَهُ َشجر ًة عْن َد ب ِ‬ ‫ِ‬
‫اب اجْلَنَّة ‪ ،‬ه َي‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ َ َ َُ ُ‬ ‫َسأَلُ َ َ‬ ‫أْ‬
‫ف ] أَقَِّريِن حَتَْت َها‬ ‫ك َغْيَر َها َ‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫ول ‪ :‬يا ر ِّ ِ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬هذه [ اَل أ ْ‬ ‫ِ‬
‫َح َس ُن م َن اأْل ُولََينْي ‪َ ،‬وأَ ْغ َد ُق َماءً ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫أْ‬
‫اه ُديِن أَ ْن اَل تَ ْسأَلَيِن‬ ‫ول ‪ :‬ابن آدم ‪ ،‬أَمَل ُتع ِ‬ ‫[ فَأَستَ ِظ ُّل بِ ِظلِّها وآ ُك ُّل ِمن مَثَِرها ‪ ،‬وأَ ْشر ِ ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫اه ُدهُ أَاَّل يَ ْسأَلَهُ َغْيَر َها ‪َ .‬فيَ ْس َم ُع‬ ‫ب ه ِذ ِه اَل أَسأَلُك َغيرها ] ‪َ ،‬في ْدنِ ِيه حَت تها ويع ِ‬
‫َْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َْ َ‬ ‫َي َر ِّ َ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫َغْيَر َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول اللَّهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪َ : -‬س ْل‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْد ِخ ْليِن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َي َر ِّ‬‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ك َفَي ُق ُ‬ ‫ات أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪ ،‬فَاَل َيتَ َمالَ ُ‬ ‫َص َو َ‬‫أْ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ويُلَقِّنُهُ اللَّهُ َما اَل ِع ْل َم لَهُ بِِه ‪َ ،‬فيَ ْسأ َُل َو َيتَ َمىَّن ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫َومَتَ َّن ‪َ ،‬فيَ ْسأ َُل َو َيتَ َمىَّن ِم ْق َد َار ثَاَل ثَِة أَيَّ ٍام ِم ْن أَيَّ ِام ُّ‬
‫يد ‪َ " :‬و ِم ْثلُهُ َم َعهُ " ‪َ .‬وقَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ " :‬و َع َشَرةُ‬ ‫غ قَ َال ‪ [ :‬ابن آدم ] لَك ما سأَلْت " ‪ .‬قَ َال أَبو سعِ ٍ‬ ‫َفَر َ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ ََ َ َ َ َ‬
‫‪57‬‬
‫ت‪.‬‬ ‫ِّث مِب َا مَسِ عت ‪ ،‬وأُحد ُ مِب ِ‬ ‫احبِ ِه ‪َ :‬حد ْ‬ ‫أَمثَالِِه معه " ‪َ .‬ف َق َال أَح ُدمُه ا لِص ِ‬
‫ِّث َا مَس ْع ُ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ََُ‬
‫ِ‬ ‫آخر رج ٍل خر ِ‬ ‫َع ِر ُ ِ‬ ‫وعن عب ِد ِ‬
‫يل لَهُ ‪:‬‬ ‫وجا م َن النَّار َر ُج ٌل َخَر َج َز ْح ًفا ‪ ،‬فَق َ‬
‫ِ‬ ‫ف َ َ ُ ُُ ً‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِيِّن أَل ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫الز َما َن‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬أَتَ ْذ ُكُر َّ‬ ‫َّاس الْ َمنَا ِز َل ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫َخ َذ الن ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ ْد أ َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ْاد ُخ ِل اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فيَ ْد ُخ ُل ‪ ،‬مُثَّ خَي ُْر ُج ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫اه ْم‬ ‫الد ْنيَا يِف ُد ْنيَ ُ‬ ‫س أ َْه ُل ُّ‬ ‫ب ‪َ ،‬تنَافَ َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬مَتَن َّْه ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ت فِ ِيه يِف ُّ‬ ‫الَّذي ُكْن َ‬
‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ف ُه َو أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‬ ‫ول ‪ :‬لَك ِم ْثلَها وعشر َة أ ْ ِ ِ‬ ‫‪ ،‬وتَضاي ُقوا فِيها ‪ ،‬فَأَنَا أَسأَلُ َ ِ‬
‫َض َعاف َذل َ‬ ‫ك م ْثلَ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫‪58‬‬
‫َمْن ِزالً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َواآلخ ِر َ‬
‫ين‬ ‫َج َد ِع‪َ ،‬ح َّدثَنَا َعْب ُد اللَّه بن َم ْسعُود‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪‬قَ َال‪":‬جَيْ َم ُع اللَّهُ األ ََّول َ‬ ‫وع ْن َم ْسُروق بن األ ْ‬ ‫َ‬
‫‪":‬و َيْن ِز ُل‬ ‫السم ِاء يْنت ِظرو َن فَصل الْ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ٍ ٍ ِ‬
‫ضاء"‪ ،‬قَ َال َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ص ُار ُه ْم إىَل َّ َ َ َ ُ‬ ‫صةً أَبْ َ‬‫ني َسنَةً َشاخ َ‬ ‫لمي َقات َي ْوم َم ْعلُوم قيَ ًاما أ َْربَع َ‬
‫ض ْوا ِم ْن َربِّ ُك ُم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫َّ‬
‫اللهُ َعَّز َو َج َّل ظُلَ ٍل م َن الْغَ َمام م َن الْ َع ْر ِش إىَل الْ ُك ْرس ِّي‪ ،‬مُثَّ يُنَادي ُمنَاد أَيُّ َها الن ُ‬
‫َّاس‪ :‬أَمَلْ َت ْر َ‬
‫اس ِمْن ُك ْم َما َكانُوا َيَت َولَّْو َن‬ ‫الَّ ِذي َخلَ َق ُك ْم َو َر َزقَ ُك ْم َوأ ََمر ُك ْم أَ ْن َت ْعبُ ُدوهُ َوال تُ ْش ِر ُكوا بِِه َشْيئًا أَ ْن يُ َويِّل ُك َّل نَ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 57‬مسند أمحد (‪ )12027‬حسن‬
‫‪ - 58‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7427()447‬صحيح‬

‫‪28‬‬
‫ك َع ْدال ِم ْن َربِّ ُك ْم؟ قَالُوا‪َ :‬بلَى"‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬ف ْلَيْنطَلِ ْق ُك ُّل َق ْوٍم إِىَل َما َكانُوا َي ْعبُ ُدو َن‬ ‫ويعب ُدو َن يِف الدِّي ِن‪ ،‬أَلَي ِ‬
‫س َذل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ُّ‬
‫س‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن‬ ‫َّل هَلُ ْم أَ ْشيَاءُ َما َكانُوا َي ْعبُ ُدو َن‪ ،‬فَمْن ُه ْم َم ْن َيْنطَل ُق إىَل الش ْ‬ ‫الد ْنيَا"‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬فَيْنطَل ُقو َن َومُيَث ُ‬
‫ِ‬ ‫ان ِمن احْلِجار ِة وأَ ْشب ِاه ما َكانُوا يعب ُدو َن"‪ ،‬قَ َال‪":‬و ث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يسى‬ ‫َّل ل َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد ع َ‬ ‫َ مُيَ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َيْنطَل ُق إىَل الْ َق َم ِر‪َ ،‬وإىَل األ َْوثَ َ َ َ َ َ َ‬
‫ب َعَّز‬ ‫الر ُّ‬‫َّل َّ‬ ‫ٍ‬ ‫شيطَا ُن ِعيسى‪ ،‬و ث ِ‬
‫َّل ل َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد عَُز ْيًرا َشْيطَا ُن عَُزيْر‪َ ،‬و َيْب َقى حُمَ َّم ٌد ‪َ ‬وأ َُّمتُهُ"‪،‬قَ َال‪َ ":‬فيَتَ َمث ُ‬ ‫َ َ مُيَ ُ‬ ‫َْ‬
‫َّاس؟"‪ ;،‬قَ َال‪َ ":‬فَي ُقولُو َن إِ َّن لَنَا ِإلهَلًا َما َرأ َْينَاهُ َب ْع ُد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َو َج َّل َفيَأَتِي ِه ْم َفَي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ما لَ ُك ْم ال َتْنطَل ُقو َن َك َما انْطَلَ َق الن ُ‬
‫ول‪َ :‬ما‬ ‫اها‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫اها َعَر ْفنَ َ‬ ‫المةً إِ َذا َرأ َْينَ َ‬
‫إن َبْيَننَا َو َبْينَهُ َع َ‬ ‫ول‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُونَهُ إِ ْن َرأ َْيتُ ُموهُ؟ َفَي ُقولُو َن‪َّ :‬‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫اق َفيَ ِخُّر ُك ُّل َم ْن َكا َن بِظَ ْه ِر ِه طَبَ ٌق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْشف عن س ٍ‬
‫ك يُك َ ُ َ ْ َ‬ ‫ف َع ْن َساق ِه"‪ ;،‬قَ َال‪":‬فَعِْن َد َذل َ‬ ‫ِ‬
‫هي؟ َفَي ُقولُو َن‪ :‬يَكْش ُ‬
‫السج ِ‬
‫ود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ياص ِّي الَْب َق ِر يُِر ُ‬‫ويب َقى َقوم ظُهورهم َكص ِ‬
‫ود فَال يَ ْستَطيعُو َن‪َ ،‬وقَ ْد َكا َن يُ ْد َع ْو َن إىَل ُّ ُ‬ ‫الس ُج َ‬‫يدو َن ُّ‬ ‫َ َْ ْ ٌ ُ ُ ُ ْ َ‬
‫ور ُه ْم َعلَى قَ ْد ِر أ َْع َماهِلِ ْم‪ ،‬فَ ِمْن ُه ْم‬ ‫ِِ‬
‫وس ُه ْم َفُي ْعطيه ْم نُ َ‬ ‫وس ُك ْم‪َ ،‬فَي ْر َفعُو َن ُرءُ َ‬ ‫ول‪ْ :‬ار َفعُوا ُرءُ َ‬ ‫َو ُه ْم َسالِ ُمو َن‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬
‫ك‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن‬ ‫ِ‬
‫َصغََر ِم ْن َذل َ‬ ‫ورهُ أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورهُ مثْ َل اجْلَبَ ِل الْ َعظي ِم يَ ْس َعى َبنْي َ يَ َديْه‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن يُ ْعطَى نُ َ‬
‫من يعطَى نُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُْ‬
‫ِ‬
‫ورهُ َعلَى‬ ‫ك‪َ ،‬حىَّت يَ ُكو َن َر ُجال يُ ْعطَى نُ َ‬ ‫َصغََر ِم ْن َذل َ‬ ‫ورا أ ْ‬
‫يعطَى نُورا ِمثْل الن ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َّخلَة بيَمينه‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن يُ ْعطَى نُ ً‬ ‫ً َ ْ‬ ‫ُْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِبه ِام قَ َد ِم ِه ي ِ‬
‫ب َعَّز َو َج َّل‬ ‫الر ُّ‬
‫‪":‬و َّ‬
‫َّم قَ َد َمهُ فَ َم َشى‪َ ،‬وإ َذا طُف َئ قَ َام"‪ ،‬قَ َال َ‬ ‫َضاءَ قَد َ‬ ‫ض ُئ َمَّر ًة َويَفيءُ َمَّر ًة‪ ;،‬فَِإ َذا أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ول‪ُ :‬مُّروا‪َ ،‬فيَ ُمُّرو َن َعلَى قَ ْد ِر‬ ‫ٍَّ‬ ‫السْي ِ‬
‫أ ََم َام ُه ْم َحىَّت مَيَُّر يِف النَّا ِر َفيَْب َقى أََثُرهُ َك َح ِّد َّ‬
‫ض َم ِزلة"‪ ،‬قَ َال َ‬
‫‪":‬و َي ُق ُ‬ ‫ف َد ْح ُ‬
‫اب‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر‬ ‫السح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫نُو ِره ْم‪ ،‬مْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َكطَْرف الْ َعنْي ِ ‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َكالَْب ْرق‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َك َّ َ‬
‫يح‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َك َش ِّد الْ َفَر ِس‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َك َش ِّد َّ‬ ‫ب‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن مَيُُّر َك ِّ‬ ‫اض الْ َكو َك ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِل‪،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ض ِ ْ‬ ‫َكانْق َ‬
‫ورهُ َعلَى إِْب َه ِام قَ َد َمْي ِه حَيْبُو َعلَى َو ْج ِه ِه َويَ َديِْه َو ِر ْجلَْي ِه خَتِ ُّر ِر ْج ُل‪َ ،‬وَت ْعلَ ُق ِر ْج ٌل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َحىَّت مَيَُّر الذي أ ُْعط َي نُ َ‬
‫ف َعلَْي َها‪ ،‬مُثَّ قَ َال‪ :‬احْلَ ْم ُد لِلَّ ِه لََق ْد‬ ‫ص َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫ص‪ ،‬فَإ َذا َخلَ َ‬ ‫ك َحىَّت خَي ْلُ َ‬
‫ِ‬
‫َّار‪ ،‬فَال َيَز ُال َك َذل َ‬ ‫يب َج َوانُبَهُ الن ُ‬
‫ِ‬
‫َويُص ُ‬
‫اب اجْلَن َِّة‪،‬‬ ‫أ َْعطَايِن اللَّهُ ما مَل ي ْع ِط أَح ًدا أَ ْن جَنَّايِن ِمْنها ب ْع َد إِ ْذ رأ َْيُتها"‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬فيْنطَلَ ُق بِِه إِىَل َغ ِدي ٍر ِعْن َد ب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ب أ َْد ِخ ْليِن اجْلَنَّةَ‪،‬‬ ‫ول‪َ :‬ر ِّ‬ ‫اب َفَي ُق ُ‬ ‫الل الْب ِ‬ ‫ود إِلَي ِه ِريح أ َْه ِل اجْل ن َِّة وأَلْواهِنُم‪َ ،‬فيرى ما يِف اجْل ن َِّة ِمن ِخ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ ََ َ‬ ‫َفَي ْغتَس ُل َفَيعُ ُ ْ ُ‬
‫اج َع ْل َبْييِن َو َبْيَن َها ِح َجابًا ال أَمْسَ ُع‬ ‫ب ْ‬ ‫ول‪َ :‬ر ِّ‬ ‫ك ِم َن النَّا ِر؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ لَهُ‪ :‬أَتَ ْسأ َُل اجْلَنَّةَ‪َ ،‬وقَ ْد جَنِّيتُ َ‬‫َفَي ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ك َكأَمَّنَا ُه َو فِ ِيه إِلَْي ِه ُح ْل ٌم‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫يس َها"‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬فيَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ"‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬فَيَرى أ َْو يُْرفَ ُع لَهُ َمْن ِز ٌل أ ََم َام َذل َ‬ ‫َحس َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك‬‫َسأَلُ َ‬ ‫ك ال أ ْ‬ ‫ول‪ :‬ال َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ك إِ ْن أ َْعطَْيتُ َكهُ تَ ْسأ َُل َغْيَرهُ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول لَهُ‪َ :‬فلَ َعلَّ َ‬ ‫ك الْ َمْن ِز َل‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ب أ َْع ِطيِن َذل َ‬ ‫َر ِّ‬
‫آخُر َكأَمَّنَا ُه َو إِلَْي ِه ُح ْل ٌم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ك َمْن ِز ٌل َ‬ ‫َح َس َن ِمْنهُ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬و َيَرى أ َْو يُْرفَ ُع لَهُ أ ََم َام ذَل َ‬ ‫َغيره‪ ،‬وأ ُّ ٍ‬
‫َي َمْن ِزل يَ ُكو ُن أ ْ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ك ال‬ ‫ك إِ ْن أ َْعطَْيتُ َكهُ تَ ْسأ َُل َغْيَرهُ‪ ،‬قَ َال‪ :‬ال َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ول اللَّهُ َج َّل َجاللُهُ‪َ :‬فلَ َعلَّ َ‬ ‫ك الْ َمْن ِز َل‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول‪ :‬أ َْع ِطيِن ذَل َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ول اللَّهُ َعَّز َو َج َّل‪َ :‬ما لَ َ‬ ‫ِ‬ ‫أَسأ َُل َغيره وأ ُّ ٍ‬
‫ك ال‬ ‫ت َفَي ُق ُ‬ ‫َح َس َن مْنهُ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فُي ْعطَاهُ َفَيْن ِزلَهُ مُثَّ يَ ْس ُك ُ‬ ‫َي َمْن ِزل يَ ُكو ُن أ ْ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬
‫ول اللَّهُ َت َعاىَل ‪ :‬أَمَلْ‬ ‫ك‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫استَ ْحَيْيتُ َ‬
‫ك َحىَّت ْ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وأَقْ َس ْم ُ‬ ‫استَ ْحَيْيتُ َ‬
‫ك َحىَّت ْ‬ ‫ب لََق ْد َسأَلْتُ َ‬ ‫ول‪َ :‬ر ِّ‬ ‫تَ ْسأ َُل؟ َفَي ُق ُ‬
‫َض َعافِ ِه؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِمثْ َل ُّ‬
‫ت‬‫ئ يِب ‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ول‪ :‬أَتَ ْسَت ْه ِز ُ‬ ‫الد ْنيَا ُمْن ُذ َخلَ ْقُت َها إِىَل َي ْوم أَْفَنْيُت َها َو َع َشَرةَ أ ْ‬ ‫ض أَ ْن أ ُْع ِطيَ َ‬ ‫َتْر َ‬

‫‪29‬‬
‫ود إِ َذا َبلَ َغ َه َذا الْ َم َكا َن ِم ْن‬ ‫ب عَّز وج َّل ِمن َقولِِه"‪ ;،‬قَ َال‪َ :‬فرأَيت عب َد اللَّ ِه بن مسع ٍ‬ ‫ب الْعَِّز ِة‪َ ،‬فيَ ْ‬
‫َ ُْ‬ ‫َ ْ ُ َْ‬ ‫الر ُّ َ َ َ ْ ْ‬ ‫ك َّ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫َر ُّ‬
‫ِّث ه َذا احْل ِد َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬ف َق َال لَهُ َر ُج ٌل‪ :‬يَا أَبَا َعْبد الرَّمْح َ ِن‪ ،‬قَ ْد مَسِ ْعتُ َ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ه َذا احْل ِد ِ‬
‫ت‬‫يث مَر ًارا ُكلَّ َما َبلَ ْغ َ‬ ‫ك حُتَد ُ َ َ‬ ‫يث َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث مَر ًارا ُكلَّ َما َبلَ َغ َه َذا الْ َم َكا َن‬ ‫ِّث َه َذا احْلَد َ‬ ‫ول اللَّه ‪‬حُيَد ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ْت‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬إِيِّن مَس ْع ُ‬ ‫ضح ك َ‬ ‫َه َذا الْ َم َكا َن َ‬
‫ك قَ ِادٌر‪َ ،‬س ْل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ه َذا احْل ِد ِ‬
‫ب َعَّز َو َج َّل‪َ :‬ولَ ِكيِّن َعلَى َذل َ‬ ‫الر ُّ‬
‫ول َّ‬ ‫اسهُ‪ ،‬قَ َال‪َ ":‬فَي ُق ُ‬ ‫َضَر ُ‬
‫ك َحىَّت َتْب ُد َو أ ْ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫يث َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فَيْنطَل ُق َي ْر ُمل يِف اجْلَنَّة َحىَّت إِ َذا َدنَا م َن الن ِ‬ ‫َّاس‪َ ،‬فَي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪ :‬أَحْل ْقيِن بِالن ِ‬
‫َّاس ُرف َع لَهُ‬ ‫ُ‬ ‫ول‪ :‬احْلَق الن َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ال‬‫ت َريِّب أ َْو َتَراءَى يِل َريِّب َفُي َق ُ‬ ‫ول‪َ :‬رأَيْ ُ‬ ‫ك؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ك َما لَ َ‬ ‫صٌر ِم ْن ُد َّر ٍة َفيَ ِخُّر َساج ًدا‪َ ،‬فُي َق َال لَهُ‪ْ :‬ارفَ ْع َرأْ َس َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ول‪:‬‬‫ك؟ َفَي ُق ُ‬ ‫لَه‪ :‬إِمَّنَا هو مْن ِز ٌل ِمن منَا ِزلِك‪ ،‬قَ َال‪ :‬مُثَّ يْل َقى رجال َفيتهيَّأُ لِ ُّ ِ‬
‫لس ُجود لَهُ َفُي َق َال لَهُ‪َ :‬م ْه‪َ ،‬ما لَ َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُ‬
‫يد َك حَتْت ي ِدي أَلْف َقهرمانٍ‬ ‫ول‪ :‬إِمَّنَا أَنَا خا ِز ٌن ِمن خَّزانِك‪ ،‬عب ٌد ِمن عبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م َن الْ َمالئ َكة‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّك َملَ ٌ‬ ‫ت أَن َ‬
‫ُ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َرأَيْ ُ‬
‫‪":‬و ُه َو يِف ُد َّر ٍة‪ ،‬جُمَ َّوفَ ٍة َس َقائُِف َها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَر"‪ ،‬قَ َال َ‬ ‫َعلَى مثْ ِل َما أَنَا َعلَْيه‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فَيْنطَل ُق أ ََم َامهُ َحىَّت َي ْفتَ َح لَهُ الْ َق ْ‬
‫ضي إِىَل‬ ‫ضراء مبطَّنَةٌ حِب مراء ُك ُّل جوهر ٍة ُت ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ََ‬ ‫يح َها مْن َها تَ ْسَت ْقبلُهُ َج ْو َهَرةٌ َخ ْ َ ُ َُ َ ْ َ َ‬ ‫َوأ َْب َوابُ َها‪َ ،‬وأَ ْغال ُق َها‪َ ،‬و َم َفات ُ‬
‫اه َّن َح ْو َراءُ َعْينَاءُ َعلَْي َها‬ ‫جوهر ٍة علَى َغ ِ لَو ِن األُخرى يِف ُك ِّل جوهر ٍة سرر وأ َْزواج‪ ،‬وو ِ‬
‫ف أ َْدنَ ُ‬ ‫صائ ُ‬ ‫َ ْ ََ َُ ٌ َ َ ٌ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ رْي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َعْن َها إِ ْعَر َ‬
‫اضةً‬ ‫َسْبعُو َن ُحلَّةً يَُرى ُم ُّخ َساق َها م ْن َو َراء ُحلَل َها‪َ ،‬كبِ ُد َها م ْرآتُهُ َو َكبِ ُدهُ م ْرآ ُت َها‪ ،‬إِ َذا أ َْعَر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني‬‫اضةً ْاز َد َاد يِف َعْين َها َسْبع َ‬ ‫ت َعْنهُ إِ ْعَر َ‬ ‫ضْ‬ ‫ك‪َ ،‬وإِ َذا أ َْعَر َ‬ ‫ت َقْب َل َذل َ‬ ‫ني ِض ْع ًفا َع َّما َكانَ ْ‬ ‫ت يِف َعْينه َسْبع َ‬ ‫ْاز َد َاد ْ‬
‫ت َواللَّ ِه‬ ‫ني ِض ْع ًفا‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول لَهُ‪َ :‬وأَنْ َ‬ ‫ول هَلَا‪َ :‬واللَّه لََقد ْاز َد ْدت يِف َعْييِن َسْبع َ‬ ‫ك‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِض ْع ًفا َع َّما َكا َن َقْب َل َذل َ‬
‫ك َم ِس َريةُ ِمائَِة َع ٍام‬ ‫ني ِض ْع ًفا‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لَهُ‪ُ :‬م ْل ُك َ‬‫ف‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ف‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فيُ ْش ِر ُ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬أَ ْش ِر ْ‬ ‫ت يِف َعْييِن َسْبع َ‬ ‫لََقد ْاز َد ْد َ‬
‫صُرهُ"‪.‬‬ ‫َيْن ُف ُذهُ بَ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اله ْم‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ف أ َْع ُ‬ ‫ب َع ْن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزال‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫قَ َال‪َ :‬ف َق َال عُ َمُر‪ :‬أَال تَ ْس َم ُع َما حُيَ ِّدثُنَا ابْ ُن أ ُِّم َعْبد يَا َك ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫َت‪ ،‬وال أُذُ ٌن مَسِ َع ْ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ ،‬إ َّن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل َج َع َل َد ًارا فَ َج َع َل ف َيها َما َشاءَ‬ ‫ني‪َ :‬ما ال َعنْيٌ َرأ ْ َ‬ ‫ب‪":‬يَا أَم َري الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َك ْع ٌ‬
‫يل َوال َغْيُرهُ ِم َن‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ات‪ ،‬واألَ ْش ِرب ِة‪ ،‬مُثَّ أَطْب َقها‪ ،‬مُثَّ مَل يرها أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن األ َْز َو ِ‬
‫َح ٌد م َن َخ ْلقه‪ ;،‬ال جرْب ُ‬ ‫ْ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اج‪َ ،‬والث ََّمَر َ‬
‫ُخ ِف َي هَلُ ْم ِم ْن ُقَّر ِة أ َْعنَي ٍ َجَزاءً مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن" [السجدة‪:‬‬ ‫س َما أ ْ‬ ‫ب‪" :‬فَال َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫الْ َمالئ َكة"‪ ،‬مُثَّ َقَرأَ َك ْع ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬
‫ك َجنََّتنْي ِ َو َزيََّن ُه َما َا َشاءَ َوأ ََرامُهَا َم ْن َشاءَ م ْن َخ ْلقه‪،‬مُثَّ قَ َال‪َ :‬م ْن َكا َن كتَابُهُ‬ ‫‪":‬و َخلَ َق ُدو َن َذل َ‬ ‫‪ ،]17‬قَ َال َ‬
‫ني لَيَ ْخُر ُج َفيَ ِسريُ يِف ُم ْل ِك ِه فَ َما َتْب َقى‬ ‫ِ‬ ‫ك الدَّار الَّيِت مَل يرها أَح ٌد حىَّت إِ َّن َّ ِ‬
‫الر ُج َل م ْن أ َْه ِل علِّيِّ َ‬ ‫ْ ََ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ني َنَز َل ت ْل َ َ‬
‫ِ‬
‫يِف علِّيِّ َ‬
‫يح‪َ ،‬ه َذا َر ُج ٌل‬ ‫الر ِ‬ ‫ض ْو ِء َو ْج ِه ِه َفيَ ْستَْب ِشُرو َن بِ ِر ِحي ِه‪َ ،‬فَي ُقولُو َن‪َ :‬و ًاها هِلََذا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخْي َمةٌ م ْن خيَ ِم اجْلَنَّة إِال َد َخلَ َها م ْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت‬ ‫اسَت ْر َسلَ ْ‬‫وب قَد ْ‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن َهذه الْ ُقلُ َ‬ ‫ك يَا َك ْع ُ‬ ‫ني‪ ،‬قَ ْد َخَر َج يَ ِسريُ يِف ُم ْل ِك ِه"‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬وحْيَ َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن أ َْه ِل علِّيِّ َ‬
‫ِ‬
‫ك م َقَّر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ جِل‬ ‫ضها‪َ ،‬ف َق َال َكعب َّ ِ‬
‫ب‪َ ;،‬وال نَيِب ٍّ ُم ْر َس ٍل‬ ‫َّم َي ْو َم الْقيَ َامة لََز ْفَرةً َما م ْن َملَ ُ‬ ‫‪":‬والذي; َن ْفسي بيَده إ َّن َ َهن َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫َواقْبِ ْ َ‬

‫‪30‬‬
‫ِ‬ ‫إِال خَيِ ُّر لِر ْكبتي ِه‪ ،‬حىَّت إِ َّن إِبر ِاه ِ‬
‫ني نَبِيًّا‬ ‫ك َع َم ُل َسْبع َ‬ ‫ب َن ْف ِسي َن ْف ِسي‪َ ،‬حىَّت لَ ْو َكا َن لَ َ‬ ‫ول‪َ :‬ر ِّ‬ ‫يل اللَّ ِه لََي ُق ُ‬
‫يم َخل َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ ََ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ت أَن َ‬ ‫إِىَل َع َمل َ‬
‫‪59‬‬
‫َّك ال َتْن ُجو"‬ ‫ك لَظََنْن َ‬
‫واهر‬ ‫كل ما لَه جثَّة معمولة من ج ِ‬ ‫الوثَن ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫‪ -‬الغمام ‪ :‬السحاب ‪ -‬األوثان ‪ :‬مجع َوثَن وهو الصنم‪ ،‬وقيل ‪َ :‬‬
‫الوثَن على غري‬ ‫ِ‬
‫صب ُفت ْعبَد وقد يُطْلَق َ‬ ‫مي ُت ْع َمل و ُتْن َ‬‫اآلد ّ‬
‫كصورة َ‬ ‫األرض أو من اخلَ َشب واحلجارة‪ُ ،‬‬
‫الصورة بِال ُجثَّة ‪ -‬الدحض ‪ :‬الدحض واملزلة مبعىن واحد ‪ .‬وهو املوضع الذي َتَز ُّل‬ ‫والصنَم ‪ُّ :‬‬ ‫الصورة‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫فيه األقدام وال تستقر ‪ -‬مزلة ‪ :‬تنزلق فيه األقدام ‪ -‬استحيا ‪ :‬انقبض وانزوى ‪-‬القهرمان ‪ :‬اخلازن األمني‬
‫احملافظ على ما يف عهدته ‪-‬جموفة ‪ :‬مفرغة ‪ -‬احلُلَّة ‪ :‬ثوبَان من جنس واحد ‪-‬احللل ‪ :‬مجع احلُلَّة وهي‬
‫ثوبَان من جنس واحد ‪ -‬اإلعراض ‪ :‬الصد واالنصراف ‪ -‬أشرف ‪ :‬أطل وأقبل واقرتب وعال ونظر‬
‫أعمال‬
‫لد َيوان املالئكة احلََفظَة‪ُ ،‬ت ْرفَع إليه ُ‬ ‫وتطلع ‪ِ -‬علِّيُّون ‪ :‬اسم للسماء السابعة‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو اسم ِ‬
‫ٌ‬
‫املراتب من اللّه يف الدار اآلخرة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األم ِكنَة وأ ْشَر َ‬
‫ف َ‬ ‫أعلَى ْ‬ ‫الصاحلني من العباد‪ ،‬وقيل ‪ :‬أراد ْ‬
‫قال أبو سليمان اخلطايب رمحه اهلل ‪ « :‬هذا احلديث مما هتيب القول فيه شيوخنا ‪ ،‬فأجروه على ظاهر لفظه‬
‫‪ ،‬ومل يكشفوا عن باطن معناه ‪ ،‬على حنو مذهبهم يف التوقف عن تفسري كل ما ال حييط العلم بكنهه من‬
‫السج ِ‬
‫ود فَاَل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف َعن َساق َويُ ْد َع ْو َن إىَل ُّ ُ‬ ‫ْش ُ‬‫{ي ْو َم يُك َ‬‫هذا الباب ‪ ،‬وقد تأوله بعضهم على معىن قوله ‪َ :‬‬
‫يَ ْستَ ِطيعُو َن} (‪ )42‬سورة القلم‪ ،‬فروي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬عن شدة وكرب ‪ .‬قال أبو سليمان ‪:‬‬
‫فيحتمل أن يكون معىن قوله ‪ » :‬يوم يكشف ربنا عن ساقه « ‪ .‬أي عن قدرته اليت تنكشف عن الشدة‬
‫‪60‬‬
‫واملعرة;‬
‫آخُر َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َر ُج ٌل مَيْ ِشي َعلَى‬ ‫اهلل ‪‬قَ َال ‪ِ :‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ود َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أَ ّن َر ُس َ‬ ‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت إِلَْي َها ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫َّار َمَّر ًة ‪ ،‬فَِإ َذا َج َاو َز َها الَْت َف َ‬
‫ص َفعُهُ الن ُ‬
‫ُخَرى ‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫ُخَرى ‪َ ،‬ومَيْشي َمَّر ًة َوحَيْبُو أ ْ‬ ‫الصَراط َمَّر ًة ‪َ ،‬ويَكْبُو أ ْ‬
‫َح ًدا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك لََق ْد أ َْعطَايِن َشيئًا مَل يعطَه أ ِ‬ ‫َف َق َال ‪ :‬احْل م ُد لِلَّ ِه الَّ ِذي جَنَّايِن ِمْن ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ولَ ْن يُ ْعطيَهُ أ َ‬ ‫َح ٌد م َن األ ََّول َ‬ ‫ْ ْ ُْ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ب ‪ ،‬أ َْدنِيِن ِمن ه ِذ ِه الشَّجر ِة أل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َستَظ َّل بظلِّ َها َوألَ ْشَر َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َي َر ِّ‬
‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ين قَ َال ‪َ :‬و ُت ْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫اآلخ ِر َ‬
‫اه ُدهُ أَ ْن ال يَ ْسأَلَهُ َغْيَر َها َو َربُّهُ َعَّز َو َج َّل‬ ‫ول ‪ :‬لَعلِّي إِ ْن أَعطَيت َكها أَ ْن تَسأَلَيِن َغيرها ؟ َفيع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫صْبَر لَهُ َعلَْيه ‪َ ،‬فيُ ْدنيه اللَّهُ َعَّز َو َج َّل مْن َها َفيَ ْشَر ُ‬ ‫َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َسَي ْف َع ُل ‪َ ،‬و َربُّهُ َت َعاىَل َي ْعذ ُرهُ ألَنَّهُ َيَرى َما ال َ‬
‫ب ‪ ،‬أ َْدنِيِن ِم ْن‬ ‫َح َس ُن ِم َن األُوىَل ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َي َر ِّ‬‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ُخَرى ه َي أ ْ‬ ‫م ْن َمائ َها َويَ ْستَظ ُّل بِظلِّ َها ‪َ ،‬فُت ْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ أ ْ‬
‫اه ْديِن أَ ْن ال تَ ْسأَلَيِن َغْيَر َها‬ ‫ول ‪ :‬يا ابن آدم ‪ ،‬أَمَل ُتع ِ‬ ‫ه ِذ ِه الشَّجر ِة فَألَستَ ِظ َّل بِ ِظلِّها وألَ ْشر ِ ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ب ِم ْن َمائِ َها ‪َ ،‬فيُ ْدنِ ِيه‬ ‫ك َغيرها فَأل ِ هِب‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َستَظ َّل َا َوأَ ْشَر ْ‬ ‫َسأَلُ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ب ‪َ ،‬ولَك ْن َهذه فَأ َْدنيِن ال أ ْ‬ ‫َي َر ِّ‬‫ول ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬أ ْ‬ ‫‪َ ،‬فَي ُق ُ‬

‫‪ - 59‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ 9647()305‬و‪ )9648‬صحيح‬


‫‪ - 60‬األمساء والصفات للبيهقي ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)287‬‬

‫‪31‬‬
‫َح َس ُن ِم َن األُولََينْي ِ ‪،‬‬ ‫ِمْنها َفيست ِظ ُّل وي ْشرب ِمن مائِها ‪َ ،‬فترفَع لَه شجرةٌ أُخرى علَى ب ِ ِ ِ‬
‫اب اجْلَنَّة ه َي أ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُْ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫اه ْديِن أَ ْن ال‬ ‫ول ‪ :‬يا ابن آدم ‪ ،‬أَمَل ُتع ِ‬ ‫ول ‪ :‬أ َْدنِيِن ِمن ه ِذ ِه فَألَستَ ِظ َّل بِ ِظلِّها وألَ ْشر ِ ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ك َغْيَر َها ‪،‬‬ ‫َسأَلُ َ‬ ‫ب ‪ ،‬ولَ ِكن ه ِذ ِه فَألَستَ ِظ َّل بِ ِظلِّها وأَ ْشر ِ ِ‬ ‫تَ ْسأَلَيِن َغْيَر َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ب م ْن َمائ َها ال أ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ول ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ َ ْ َ‬
‫اه ُدهُ أَ ْن ال يَ ْسأَلَهُ َغْيَر َها ‪َ ،‬و َربُّهُ َعَّز َو َج َّل َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َسيَ ْسأَلُهُ َغْيَر َها ‪َ ،‬و َربُّهُ َت َعاىَل َي ْع ِذ ُرهُ ألَنَّهُ َيَرى َما ال‬ ‫َفيع ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ب أ َْدخ ْليِن اجْلَنَّةَ ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ات أ َْه ِل اجْلَنَّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫َص َو َ‬ ‫صْبَر لَهُ َعلَْيه ‪َ ،‬فيُ ْدنيه اللَّهُ َت َعاىَل مْن َها َفيَ ْس َم ُع أ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َوم ْثلَ َها َم َع َها ؟‬ ‫ك مثْ َل ُّ‬ ‫يك أَ ْن أ ُْعطيَ َ‬ ‫آد َم ‪ ،‬أَيُْرض َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫ك َغْيَر َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫أ َْدخ ْليِن اجْلَنَّةَ ال أ ْ‬
‫َسأَلُ َ‬
‫ود َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬أَال‬ ‫ضحك ابن مسع ٍ‬ ‫ئ يِب وأَنْت ر ُّ ِ‬
‫ني ‪َ ،‬فيَ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫ب ‪ ،‬أَتَ ْسَت ْه ِز ُ َ َ َ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَال تَ ْسأَلُويِن‬ ‫ول ِ‬ ‫ْت ؟ َف َق َال ‪َ :‬ه َك َذا َف َع َل َر ُس ُ‬ ‫تَسأَلُويِن مِم َّا ض ِحكْت ؟ قَالُوا ‪ :‬و ِم َّم ِ‬
‫ضح ك ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ول ‪ :‬إِيِّن ال‬ ‫ني ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َّم أ ْ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫ضحك َر ِّ‬ ‫ول اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬م ْن َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ك ؟ قَالُوا ‪َ :‬وم َّم تَ ْ‬ ‫َض َح ُ‬
‫ِ ‪61‬‬
‫َشاءُ قَد ٌير"‬ ‫ك َولَ ِكيِّن َعلَى َما أ َ‬ ‫ئ ِمْن َ‬ ‫َسَت ْه ِز ُ‬
‫أْ‬
‫الصر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اط ‪،‬‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َم ْسعُود ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن آخَر َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َر ُج ٌل مُيْشي َعلَى ِّ َ‬ ‫َ‬
‫ول ‪َ :‬تبَ َار َك الَّ ِذي جَنَّايِن ِمْن َها‬ ‫ت إِلَْي َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ُخَرى َحىَّت إِ َذا َج َاو َز َها الَْت َف َ‬ ‫َّار أ ْ‬
‫َف ُه َو يَكْبُو َمَّر ًة ‪َ ،‬وتَ ْس َفعُهُ الن ُ‬
‫ب ‪ ،‬أ َْدنِيِن‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ني ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ ُتْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫َفواللَّ ِه لََق ْد أ َْعطَايِن َشيئًا ما أ َْعطَاه أ ِ‬
‫َح ًدا م َن الْ َعالَم َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آد َم لَ َعلِّي إ ْن أ َْعطَْيتُ َكهُ َسأَلْتَيِن‬ ‫ول اللَّهُ ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫ب م ْن َمائ َها ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫َستَظ ُّل بظلِّ َها َوأَ ْشَر ُ‬ ‫مْن َها لَ َعلِّي أ ْ‬
‫صَبَر لَهُ َعلَْي ِه ‪،‬‬ ‫مِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬ويُ َعاه ُدهُ أَ ْن الَ َي ْف َع َل ‪َ ،‬و ُه َو َي ْعلَ ُم أَنَّهُ فَاعلُهُ ل َما َيَرى َّا الَ َ‬ ‫ول ‪ :‬الَ يَا َر ِّ‬ ‫َغْيَر َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫َح َس ُن ِم َن اأْل ُوىَل ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫ِ‬ ‫َفي ْدنِ ِيه ِمْنها َفيستَ ِظ ُّل بِ ِظلِّها وي ْشر ِ ِ‬
‫ُخَرى ه َي أ ْ‬ ‫ب م ْن َمائ َها ‪ ،‬مُثَّ ُت ْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ أ ْ‬ ‫َ ََ َ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫اه ْديِن أَ ْن الَ تَ ْسأَلَيِن َغْيَر َها ؟‬ ‫ول ‪ :‬أَمَل ُتع ِ‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْدنِيِن ِمْنها ألَستَ ِظ َّل بِ ِظلِّها وأَ ْشر ِ ِ‬
‫ب م ْن َمائ َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫اه ُدهُ أَ ْن الَ يَ ْسأَلَهُ َغْيَر َها‬ ‫ب ‪ ،‬ولَ ِكن أَدنِيِن ِمْنها ألَست ِظ َّل بِ ِظلِّها وأَ ْشرب ِمن مائِها ‪َ ،‬فيع ِ‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ول ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ َ ْ ْ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ُخَرى ِعْن َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫صَبَر لَهُ َعلَْيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُت ْرفَ ُع لَهُ َش َجَرةٌ أ ْ‬ ‫َفيُ ْدنيه ‪ ،‬مْن َها َو َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َسيَ ْسأَلُهُ َغْيَر َها ل َما َيَرى َما الَ َ‬
‫ب ِم ْن َمائِ َها ‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْدنِيِن ِمْنها أل ِ ِ ِ‬ ‫َح َس ُن ِم َن اأْل ُولََينْي ِ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ب ِ ِِ‬
‫َستَظ َّل بظلِّ َها َوأَ ْشَر َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫اب اجْلَنَّة ه َي أ ْ‬ ‫َ‬
‫ب ‪َ ،‬ولَ ِك ْن أ َْدنِيِن ِمْن َها ‪ ،‬فَِإ َذا َدنَا ِمْن َها مَسِ َع‬ ‫ول ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ‬ ‫اه ْديِن أَ ْن الَ تَ ْسأَلَيِن َغْيَر َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬أَمَل ُتع ِ‬
‫َفَي ُق ُ ْ َ‬
‫آد َم أَ ْن‬ ‫يك يَا ابْ َن َ‬ ‫ول اللَّهُ َج َّل َو َعالَ ‪ :‬أَيُْر ِض َ‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْد ِخ ْليِن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ات أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َص َو َ‬‫أْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ئ بِ َ‬ ‫َسَت ْه ِز ُ‬
‫ول ‪َ :‬ما أ ْ‬ ‫ني ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ئ يِب وأَنْت ر ُّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫ول ‪ :‬أَتَ ْسَت ْه ِز ُ َ َ َ‬ ‫الد ْنيَا َو ِم ْثلَ َها َم َع َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫يك ُّ‬ ‫أ ُْع ِط َ‬
‫َشاء قَ ِادر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َكا َن ابن مسع ٍ‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪:‬‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ئ يِب ؟ َ‬ ‫ود إِذَا ذَ َكَر َق ْولَهُ ‪ :‬أَتَ ْسَت ْه ِز ُ‬ ‫ُْ َ ُْ‬ ‫َولَكنَّيِن َعلَى َما أ َ ُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫ض ِح َ‬ ‫اهلل ‪‬إِذَا ذَ َكَر ذَل َ‬ ‫ول ِ‬ ‫يل ‪ِ :‬م َّم تَ ْ‬ ‫أَالَ تَ ْسأَلُويِن َّا أ ْ‬
‫‪62‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ك ؟ َف َق َال ‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ك ؟ فَق َ‬ ‫َض َح ُ‬
‫‪ - 61‬اآلحاد واملثاين (‪ )248‬ومسلم(‪) 481‬‬
‫‪ - 62‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7430()455‬صحيح‬

‫‪32‬‬
‫وعن أَيِب أُمامةَ ر ِضي اللَّه َتعاىَل عْنه‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ول اللَّه ‪":‬إ َّن آخَر َر ُج ٍل يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َر ُج ٌل َيَت َقلَّ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ َ ُ َ َُ‬ ‫َْ‬
‫ب‬‫ول‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِربُهُ أَبُوهُ َو ُه َو يَفُّر مْنهُ َي ْعجُز َعْنهُ َع َملُهُ أَ ْن يَ ْس َعى‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫الصراط ظَ ْهرا لبطْ ٍن‪َ ،‬كالْغُ ِ‬ ‫ِ‬
‫الم يَ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫َعلَى ِّ َ‬
‫ِ‬
‫ك اجْلَنَّةَ‪،‬‬ ‫ك ِم َن النَّا ِر‪َ ،‬وأ َْد َخ ْلتُ َ‬ ‫وحي اللَّهُ َت َعاىَل إِلَْي ِه‪َ :‬عْبدي إِ ْن أَنَا جَنَّْيتُ َ‬ ‫بلِّ ْغ يِب اجْل نَّةَ‪ ،‬وجَنِّيِن ِمن النَّا ِر‪َ ،‬في ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك لَئ ْن ُتْنجييِن م َن النَّا ِر ألَعْرَتِ فَ َّن‬ ‫ك َو َجالل َ‬ ‫ب‪َ ،‬وعَّزت َ‬ ‫ول الْ َعْب ُد‪َ :‬ن َع ْم‪،‬يَا َر ِّ‬
‫اك؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ك َو َخطَايَ َ‬ ‫ف يِل بِ ُذنُوبِ َ‬ ‫أََتعْرَتِ ُ‬
‫ت لَهُ بِ ُذنُويِب‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وز اجْلِ ْسَر‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫لَ َ ِ‬
‫يما َبْينَهُ َو َبنْي َ َن ْفسه‪ :‬لَئ ِن ْاعَتَرفَ ُ‬ ‫ول الْ َعْب ُد ف َ‬ ‫اي‪َ ،‬فيَ ُج ُ‬ ‫ك ب ُذنُويِب َو َخطَايَ َ‬
‫ف يِل بِ ُذنُوبِك وخطَاي َ ِ‬ ‫وحي اللَّهُ إِلَْي ِه‪َ ،‬عْب ِدي‪ ،‬اعْرَتِ ْ‬
‫ك‬‫ك َوأ ُْد ِخلُ َ‬ ‫اك‪ ،‬أَ ْغفُر َها لَ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫وخطَاياي لَير َّديِن إِىَل النَّا ِر‪َ ،‬في ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط‪َ ،‬فيُوحي اللَّهُ إِلَْيه‪َ ،‬عْبدي إِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َخطيئَةً قَ ُّ‬ ‫ت َذ ْنبًا قَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخطَأْ ُ‬ ‫ط‪َ ،‬وال أ ْ‬ ‫ك َما أَ ْذ َنْب ُ‬ ‫ول الْ َعْب ُد‪ :‬ال‪َ ،‬وعَّزت َ‬ ‫اجْلَنَّةَ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ مِش‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬فيَ ْسَتْنط ُق اللَّهُ‬ ‫ب‪ ،‬أَرِيِن َبِّينَتَ َ‬ ‫ول‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َح ًدا‪َ ،‬فَي ُق ُ‬‫ت الْ َعْب ُد مَي ينًا َو َاال فَال َيَرى أ َ‬ ‫ك َبِّينَةً‪َ ،‬فَي ْلتَف ُ‬ ‫يِل َعلَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ول‪ :‬يا ر ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬فيُوحي اللَّهُ‬ ‫ض َمَر ُ‬ ‫ك الْ َعظَائِ ُم الْ ُم ْ‬ ‫ب‪ِ ،‬عْندي َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ك الْ َعْب ُد‪َ ،‬ي ُق ُ َ َ‬ ‫ج ْل َدهُ بِالْ ُم َحقََّرات‪ ،‬فَِإ َذا َرأَى َذل َ‬
‫ِ‬ ‫َعَّز َو َج َّل إِلَْي ِه َعْب ِدي‪ ،‬أَنَا أ َْعَر ُ‬
‫ف الْ َعْب ُد‬ ‫ك اجْلَنَّةَ‪َ ،‬فَيعْرَتِ ُ‬ ‫ك‪َ ،‬وأ ُْد ِخلُ َ‬ ‫ف يِل هِبَا‪ ،‬أَ ْغفُر َها لَ َ‬ ‫ك‪ ،‬اعْرَتِ ْ‬ ‫ف هِبَا ِمْن َ‬
‫ول‪َ :‬ه َذا أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَن َِّة َمْن ِزلَةً‪،‬‬ ‫ت َن َو ِاج ُذهُ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ك رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬حىَّت بَ َد ْ‬ ‫ضح َ َ ُ‬
‫بِ ُذنُوبِِه‪َ ،‬في ْدخل اجْل نَّةُ‪ ،‬مُثَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُُ َ‬
‫‪63‬‬
‫ف بِالَّ ِذي َف ْوقَهُ؟"‪;.‬‬ ‫فَ َكْي َ‬
‫"العظائم املضمرات" ‪ :‬اخلفية الىت مل يطلع عليها أحد غري اهلل ‪.‬‬
‫قال احلافظ املنذري ‪ :‬وال منافاة بني هذه األحاديث ؛ألنه قال يف حديث أيب سعيد أدىن أهل اجلنة الذي‬
‫له مثانون ألف خادم‪ ،‬وقال يف حديث أنس من يقوم على رأسه عشرة آالف خادم‪ ،‬ويف حديث أيب‬
‫هريرة من يغدوعليه ويروح مخسة عشر ألف خادم ‪.‬‬
‫فيجوز أن يكون له مثانون ألف خادم يقوم على رأسه منهم عشرة آالف ويغدو عليه منهم كل يوم مخسة‬
‫عشر ألفا واهلل سبحانه أعلم‪.‬‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 63‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ ) 7567()171‬فيه جماهيل‬

‫‪33‬‬
‫المبحث السادس‬
‫بعض من نص على أنهم من أهل الجنة‬

‫جعفر بن أبي طالب رضي اهلل عنه ‪ ،‬فعن أَيِب هرير َة ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ت‬‫ول اللَّه ‪َ : ‬رأَيْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ ‪64‬‬
‫احنْي "‬ ‫ِ ِ جِب‬ ‫ِ‬
‫ب َملَ ًكا يَطريُ َم َع الْ َمالئ َكة َنَ َ‬ ‫َج ْع َفر بْن أَيِب طَالِ ٍ‬
‫َ َ‬
‫ب ‪َ ،‬ملَ ًكا‬ ‫ِ‬
‫ت َج ْع َفر بن أَيِب طَال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اس َرضي اللَّهُ َت َعاىَل َعْن ُه َما ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ول الله ‪َ :‬رأَيْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِّم ِاء"‪. 65‬‬ ‫ص َ ِ ِ‬
‫وصةٌ َق َواد ُمهُ بالد َ‬ ‫ث يَ َشاءُ َم ْق ُ‬ ‫احنْي ِ يَ ِطريُ هِبِ َما ‪َ ،‬حْي ُ‬ ‫ِ‬
‫يَطريُ يِف اجْلَنَّة ‪َ ،‬ذا َجنَ َ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪:‬‬ ‫اس َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫فع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫حمزة بن عبد المطلب رضي اهلل عنه ‪َ ،‬‬
‫‪66‬‬
‫َّك ٌئ َعلَى َس ِري ٍر "‬ ‫دخ ْلت اجْل نَّةَ الْبا ِرحةَ َفنَظَرت فِيها فَِإ َذا جع َفر ي ِطري مع الْمالئِ َك ِة ‪ ،‬وإِ َذا مَحْزةُ مت ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ٌ َ ُ ََ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬
‫ب ‪َ ،‬و َر ُج ٌل قَ َال إِىَل إِ َم ٍام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّه َداء مَحَْزةُ بْن َعْبد الْمطَّل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن َجابِ ٍر َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬سيِّ ُد الش َ‬ ‫َ‬
‫‪67‬‬ ‫ِ‬
‫َجائ ٍر ‪ ،‬فَأ ََمَرهُ َو َن َهاهُ َف َقَتلَهُ "‬
‫ول‬
‫ول ‪َ :‬ف َق َد َر ُس ُ‬ ‫ت َجابَِر بْ َن َعْب ِد اللَّ ِه َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن حُمَ َّمد بْ ِن َعق ٍيل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫َّجَر ِة ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ني فَاء الن ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللَّ ِه ‪ ‬يوم أ ٍ‬
‫َّاس م َن الْقتَال ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال َر ُج ٌل ‪َ :‬رأ َْيتُهُ عْن َد ت ْلك الش َ‬ ‫ُحد مَحَْز َة ح َ َ ُ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َص َحابِه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َّا َجاءَ بِه َه ُؤالء ألَيِب ُس ْفيَا َن َوأ ْ‬ ‫َس ُد َر ُسوله ‪ ،‬اللَّ ُه َّم إِيِّن أ َْبَرأُ إِلَْي َ‬ ‫َس ُد اللَّه ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا أ َ‬‫َي ُق ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬حَنْ َوهُ ‪َ ،‬فلَ َّما َرأَى َجْب َهتَهُ بَ َكى ‪َ ،‬ولَ َّما َرأَى‬ ‫الء ِم ِن اهْنَِز ِام ِه ْم ‪ ،‬فَ َسا ِر َر ُس ُ‬ ‫وأَعت ِذر إِلَيك مِم َّا صنع هؤ ِ‬
‫ََ َ َ ُ‬ ‫َ َْ ُ ْ َ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال َجابٌِر ‪َ :‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ما مثِّل بِِه َش ِه َق ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَال ُكفِّن ؟ َف َقام رجل ِمن األَنْصا ِر َفرمى بَِثو ٍ‬
‫َ َ ُ ٌ َ َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّه َداء عْن َد اللَّه َت َعاىَل َي ْو َم الْقيَ َامة مَحَْزةُ";‬ ‫ِ‬
‫اللَّه ‪َ :‬سيِّ ُد الش َ‬
‫‪68‬‬

‫ضَرتْهُ الْ َوفَاةُ ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬يَا‬ ‫َن ُم َعا َذ بْ َن َجبَ ٍل لَ َّما َح َ‬ ‫يد بْ ِن َع ِم َري َة ‪ ،‬أ َّ‬ ‫فع ْن يَِز َ‬ ‫عبد اهلل بن سالم رضي اهلل عنه ‪َ ،‬‬
‫َجلِ ُسويِن ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬إِ َّن الْ َع َم َل َوا ِإلميَا َن َمظَان َُّه َما َم ِن الْتَ َم َس ُه َما َو َج َدمُهَا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَبَا َعْبد الرَّمْح َ ِن أ َْوصنَا ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ْ‬
‫َوالْعِْل ُم َوا ِإلميَا ُن َم َكا َن ُه َما َم ِن الْتَ َم َس ُه َما َو َج َدمُهَا ‪ ،‬فَالْتَ ِم ُسوا الْعِْل َم ِعْن َد أ َْر َب َع ٍة ‪ِ :‬عْن َد عُ َومْيِ ٍر أَيِب الد َّْر َد ِاء ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسلَ َم ‪،‬‬ ‫َوعْن َد َس ْل َما َن الْ َفا ِرس ِّي ‪َ ،‬وعْن َد َعْبد اهلل بْ ِن َم ْسعُود ‪َ ،‬وعْن َد َعْبد اهلل بْ ِن َسالٍَم الَّذي َكا َن َي ُهوديًّا فَأ ْ‬
‫ِ ‪69‬‬ ‫ول ‪ :‬إِنَّه ع ِ‬ ‫فَِإيِّن مَسِ عت رس َ ِ‬
‫اشُر َع ْشَر ٍة يِف اجْلَنَّة‪.‬‬ ‫ول اهلل ‪َ ، ‬ي ُق ُ ُ َ‬ ‫ْ ُ َُ‬

‫‪ - 64‬املستدرك للحاكم (‪ )4935‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 65‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )1449()132‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 66‬املستدرك للحاكم; (‪ )4890‬صحيح‬
‫‪ - 67‬املستدرك للحاكم; (‪ )4884‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 68‬املستدرك للحاكم(;‪ )4900‬حسن‬
‫‪ - 69‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7165()122‬صحيح‬

‫‪34‬‬
‫‪70‬‬
‫اشُر َع َشَر ٍة يِف اجْلَن َِّة‪.‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬عب ُد اللَّ ِه بن سالٍَّم ع ِ‬
‫ُْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫وع ْن ُم َع ِاذ بْ ِن َجبَ ٍل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬فَمَّر عب ُد اللَّهِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت يِف َحلَ َقة ف َيها َس ْع ُد بن َمال َ ْ ُ ُ َ َ َ َْ‬ ‫س بن َعبَّاد‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫ين‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َقْي ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن سري َ‬ ‫َ‬
‫الم‪َ ،‬ف َقالُوا‪ :‬ه َذا رجل ِمن أَه ِل اجْل ن َِّة‪َ ،‬فتَبِعتُه‪َ ،‬ف ُق ْلت لَه‪ :‬إِنَّهم قَالُوا‪َ :‬ك َذا و َك َذا‪ ،‬قَ َال‪ :‬سبحا َن اللَّه‪ِ،‬‬ ‫بن س ٍ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ ٌُ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ف َيها‪،‬‬ ‫ضَراءَ‪َ ،‬فنُص َ‬ ‫ضة َخ ْ‬ ‫ودا ُوض َع يِف َر ْو َ‬ ‫َن َع ُم ً‬ ‫ت َكأ َّ‬ ‫س هَلُ ْم بِه ع ْل ٌم‪ ،‬إِمَّنَا َرأَيْ ُ‬ ‫َما َيْنبَغي هَلُ ْم أَ ْن َي ُقولُوا َما لَْي َ‬
‫ويِف وس ِطها عروةٌ‪ ،‬ويِف أَس َفلِها مْنصف ِمثْل مْن ِ ِ ِ ِ‬
‫ت‬
‫َخ ْذ ُ‬ ‫ت‪ ،‬مُثَّ أ َ‬ ‫يل يِل ‪ْ :‬ارقَهُ‪َ ،‬فَر َقْي ُ‬ ‫صف الْ َوصيف‪ ،‬فَق َ‬ ‫َ َ َ َ ُْ َ َ ْ َ َ َ ٌ ُ َ َ‬
‫آخ ٌذ بِالْعُْر َو ِة‬ ‫الم وهو ِ‬ ‫ٍ‬
‫وت َعْب ُد الله بن َس َ ُ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ، ‬ف َق َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪": ‬مَيُ ُ‬ ‫َُ‬
‫بِالْعرو ِة‪َ ،‬ف َقصصُتها َعلَى رس ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُْ َ‬
‫‪71‬‬
‫الْ ُو ْث َقى"‬
‫صلَّى َر ْك َعَتنْي ِ ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ين‪َ ،‬ع ْن َقْي ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ت َم ْسج َد الْ َمدينَة‪ ،‬فَ َجاءَ َر ُج ٌل‪ ،‬فَ َ‬ ‫س بن َعبَّاد‪ ،‬قَ َال‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫وع ْن حُمَ َّمد بن سري َ‬ ‫َ‬
‫وع‪َ ،‬ف َق َال َر ُج ٌل‪َ :‬م ْن َسَّرهُ أَ ْن َيْنظَُر إِىَل َر ُج ٍل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‪َ ،‬فْلَيْنظُْر إِىَل‬ ‫َفتَ َج َّو َز فِي ِه َما َعلَْي ِه أََثٌر ِم َن اخْلُ ُش ِ‬
‫ك‪"،‬إِيِّن‬ ‫ول ما ال يعلَم‪ ،‬وسأُح ِّدثُ مِل ِ‬ ‫ه َذا‪ ،‬فَاتَّبعته‪ ،‬فَأَخبرتُه‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬سبحا َن اللَّ ِه‪ ،‬ما يْنبغِي أل ٍ‬
‫ك َ َذل َ‬ ‫َحد أَ ْن َي ُق َ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ُْ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ض ِر َها‪ ،‬يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رأَيت ر ْؤيا َف َقصصُتها علَى النَّيِب ‪ ،‬رأَيت َكأَيِّن يِف رو ٍ‬
‫ضة‪ ،‬فَ َذ َكَر م ْن َس َعت َها‪َ ،‬و ُح ْسن َها‪َ ،‬و َخ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ِّ َ ْ ُ‬ ‫َُْ ُ َ َ َْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ض‪ ،‬وأَعاله يِف َّ ِ‬ ‫وس ِطها عم ِ ِ ٍ‬
‫ت‪:‬‬ ‫اص َع ْد‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫الس َماء‪ ،‬يِف َرأْسه عُْر َوةٌ‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ْ :‬‬ ‫َس َفلُهُ يِف األ َْر ِ َ ْ ُ‬ ‫ود م ْن َحديد أ ْ‬ ‫َ َ َ َُ ٌ‬
‫استَ ْم ِس ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال أ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اسَتْي َقظْ ُ‬‫ك‪ ،‬فَ ْ‬ ‫الها‪َ ،‬ف َق َال‪ْ :‬‬ ‫ت يِف أ َْع َ‬ ‫ب‪َ ،‬ف َق َال بِثيَايِب م ْن َخ ْلفي‪ ،‬فَص ْر ُ‬ ‫يع‪ ،‬فَأَتَايِن ُمْنص ٌ‬ ‫َستَط ُ‬ ‫ْ‬
‫ود ا ِإل ْس ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬ف َق َال َّ‬ ‫وإِنَّها لَِفي ي ِدي‪َ ،‬ف َقصصُتها َعلَى رس ِ‬
‫الم‪،‬‬ ‫ود‪َ :‬ع ُم ُ‬ ‫الم‪َ ،‬والْ َع ُم ُ‬‫ضةُ‪ :‬ا ِإل ْس ُ‬ ‫‪":‬الر ْو َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الم"‪ .‬فَِإ َذا ُه َو َعْب ُد اللَّ ِه بن َسالم"‬
‫ٍ ‪72‬‬ ‫ت َعلَى ا ِإل ْس ِ‬ ‫َوالْعُْر َوةُ‪ ;:‬الْ ُو ْث َقى‪ ،‬فَأَنْ َ‬
‫ت إِىَل َم ْشيَ َخ ٍة يِف َم ْس ِج ِد النَّيِب ِّ ‪ ،‬فَ َجاءَ َشْي ٌخ َيَت َو َّكأُ‬ ‫ِ‬
‫ت الْ َمدينَةَ‪ ،‬فَ َجلَ ْس ُ‬
‫ِ‬
‫وع ْن َخَر َشةَ بن احْلُِّر‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَد ْم ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫صلَّى َر ْك َعَتنْي ِ ‪َ ،‬ف ُق ْم ُ‬ ‫ف َسا ِريَة فَ َ‬ ‫ض الْ َق ْوم‪َ :‬ه َذا َر ُج ٌل م ْن أ َْه َل اجْلَنَّة‪َ ،‬ف َق َام َخ ْل َ‬ ‫صا لَهُ‪َ ،‬ف َق َال لَهُ َب ْع ُ‬ ‫َعلَى َع ً‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َّك َر ُج ٌل م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬اجْلَنَّةُ للَّه‪ ،‬يُ ْدخلُ َها َم ْن يَ َشاءُ‪َ ،‬وإِنَّيِن َرأَيْ ُ‬ ‫ض الْ َق ْوم أَن َ‬ ‫‪":‬ز َع َم َب ْع ُ‬
‫ت َ‬ ‫إِلَْيه‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذيِن َمْن َه ًجا َعظ ً‬ ‫يِن‬
‫يما‪،‬‬ ‫ب يِب ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َن َر ُجال أَتَا ‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ :‬انْطَل ْق‪ ،‬فَ َذ َه َ‬ ‫ت َكأ َّ‬ ‫ُر ْؤيَا َعلَى َع ْهد النَّيِب ِّ ‪َ ،‬رأَيْ ُ‬
‫َفعرضت يِل طَ ِريق عن يسا ِري‪ ،‬فَأَردت أَسلُ َكها‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬إِنَّك لَس ِ ِ‬
‫ت يِل طَ ِر ٌ‬
‫يق‬ ‫ضْ‬ ‫ت م ْن أ َْهل َها‪ ،‬مُثَّ َعَر َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ٌ َْ ََ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫َخ َذ بِيَ ِدي‪َ ،‬فَز َج َل يِب ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا َعلَى ِذ ْر َوتِِه‪َ ،‬فلَ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِىَل َجبَ ٍل َزل ٍق‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ْت‪َ ،‬حىَّت ا ْنَت َهْي ُ‬ ‫ُخَرى َع ْن مَي ييِن فَ َسلَك ُ‬ ‫أْ‬
‫ت بِالْعُْر َو ِة‪;،‬‬ ‫ِ‬ ‫ود يِف أ َْعالهُ عُروةٌ ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ك‪ ،‬وإِ َذا أَنَا بِعم ٍ‬
‫َخ َذ بِيَدي‪َ ،‬فَز َج َل يِب َحىَّت أ َ‬
‫َخ ْذ ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫أََت َق َّار َومَلْ أَمَتَلَّ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ت لَ َ‬ ‫يق الَّيِت عُ ِر ِض ْ‬ ‫يم‪ :‬فَالْ َم ْح َشُر‪َ ،‬وأ ََّما الطَِّر ُ‬ ‫ت َخْيًرا‪ ،‬أ ََّما الْ َمْن َه ُج الْ َعظ ُ‬ ‫صُت َها َعلَى النَّيِب ِّ ‪َ ،‬ف َق َال َ‬
‫‪":‬رأَيْ َ‬ ‫صْ‬ ‫َف َق َ‬
‫عن يسا ِر َك‪ :‬فَطَ ِريق أَه ِل النَّا ِر‪ ،‬ولَس ِ ِ‬
‫يق أ َْه ِل‬ ‫ك‪:‬فَطَ ِر ُ‬ ‫ك َع ْن مَيِينِ َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ضْ‬ ‫يق الَّيِت عُ ِر َ‬‫ت م ْن أ َْهل َها‪َ ،‬وأ ََّما الطَِّر ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ ََ‬

‫‪ - 70‬مسند الشاميني(‪ )1637‬صحيح‬


‫‪ - 71‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ ) 154()441‬صحيح‬
‫‪ - 72‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ ) 155()442‬صحيح‬

‫‪35‬‬
‫ْت هِب ا‪َ :‬فعروةُ ا ِإل ْس ِ‬ ‫الزلِق‪ :‬فَمْن ِزلَةُ الش ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫الم‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫استَ ْم َسك َ َ ُْ َ‬ ‫ُّه َداء‪َ ،‬وأ ََّما الْعُْر َوةُ الَّيِت ْ‬ ‫َ‬ ‫اجْلَنَّة‪َ ،‬وأ ََّما اجْلَبَ ُل َّ ُ َ‬
‫ٍ ‪73‬‬
‫وت"‪َ .‬وأَنَا أ َْر ُجو أَ ْن أَ ُكو َن ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‪َ ،‬و ُه َو َعْب ُد اللَّ ِه بن َسالم‪.‬‬ ‫مستَم ِس ٌ هِب‬
‫ك َا إِ ْن َشاءَ اللَّهُ َحىَّت مَتُ َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫وعن خر َشةَ بن احْل ِّر‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬كْنت جالِسا يِف حلَ َق ٍة يِف مس ِج ِد الْم ِدينَ ِة فِيها َشي ٌخ ح ِسن اهْل يئَ ِة‪ ،‬وهو عب ُد اللَّهِ‬
‫َ ْ َ ُ َْ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫الم‪ ،‬فَجعل حُي ِّدثُهم ح ِديثًا حسنًا‪َ ،‬فلَ َّما قَام‪ ،‬قَ َال الْ َقوم‪ :‬من سَّره أَ ْن يْنظُر إِىَل رج ٍل ِمن أَه ِل اجْل نَّة‪ِ،‬‬ ‫بن س ٍ‬
‫ُْ َْ َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَ َم َّن َم َكا َن َبْيته‪ ،‬قَ َال‪َ :‬فتَتََّب ْعتُهُ َحىَّت َك َاد أَ ْن خَي ُْر َج م َن الْ َمدينَة‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ت‪َ :‬واللَّه ألَْتَب َعنَّهُ‪ ،‬فَأل ْ‬ ‫َفْلَيْنظُْر إِىَل َه َذا‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك لَ َّما‬ ‫ت الْ َق ْو َم َي ُقولُو َن لَ َ‬ ‫ت لَهُ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ك يَا ابْ َن أَخي‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫اجتُ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَأَذ َن يِل ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ما َح َ‬ ‫َد َخ َل َمْن ِزلَهُ‪ ،‬فَ ْ‬
‫استَأْ َذنْ ُ‬
‫ك‪ ،‬قَ َال‪ :‬اللَّهُ‬ ‫َع َجبَيِن أَ ْن أَ ُكو َن َم َع َ‬ ‫ت‪َ :‬م ْن َسَّرهُ أَ ْن َيْنظَُر إِىَل َر ُج ٍل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‪َ ،‬فْلَيْنظُْر إِىَل َه َذا‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫قُ ْم َ‬
‫َخ َذ بِيَ ِدي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ :‬إِيِّن َبْينَ َما أَنَا نَائ ٌم إِ ْذ أَتَايِن آت‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬قُ ْم‪ ،‬فَأ َ‬
‫ِ‬
‫ك ِم َّم قَالُوا َذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْعلَ ُم بأ َْه ِل اجْلَنَّة‪َ ،‬و َسأ َ‬
‫ُح ِّدثُ َ‬
‫آلخ َذ فِ َيها‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ :‬ال تَأْ ُخ ْذ فِ َيها‪ ،‬فَِإن ََّها طُُر ُق‬ ‫مِش‬ ‫جِب ٍ‬
‫ت ُ‬ ‫ت َم َعهُ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا َ َواد َعلَى َايِل ‪ ،‬فَ َذ َهْب ُ‬ ‫فَانْطَلَ ْق ُ‬
‫ِ‬ ‫اب الش ِ‬ ‫َصح ِ‬
‫اص َع ْد َف ْو َق َه َذا‪،‬‬ ‫اهنَا‪ ،‬فَأََتْينَا َجبَال‪َ ،‬ف َق َال‪ْ :‬‬ ‫ِّمال‪َ ،‬وإِ َذا َج َو ٌاد َعلَى مَي ييِن ‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ُ :‬خ ْذ َه ُ‬ ‫َ‬ ‫أَْ‬
‫فَجع ْلت إِ َذا أَر ْدت أَ ْن أَصع َد خررت علَى اسيِت ‪َ ،‬ف َفع ْلت َذلِ َ ِ‬
‫ك مَر ًارا‪ ،‬مُثَّ انْطَلَ َق يِب َحىَّت أَتَى يِب َع ُم ً‬
‫ودا‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ ََ ْ ُ َ ْ‬ ‫ََ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫رأْسه يِف َّ ِ‬
‫َص َع ُد‬‫فأ ْ‬ ‫ت‪َ :‬كْي َ‬ ‫اص َع ْد إِىَل َف ْوق َه َذا‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ض‪ ،‬يِف أ َْعالهُ َحلَ َقةٌ‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ْ :‬‬ ‫َس َفلُهُ يِف األ َْر ِ‬ ‫الس َماء‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ ُُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفو َق ه َذا ورأْسه يِف َّ ِ‬
‫ود‪ ،‬فَ َخَّر‪،‬‬ ‫ف الْ َع ُم َ‬ ‫صَر َ‬‫َخ َذ بِيَدي َفَز َج َل يِب ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا ُمَت َعلِّ ٌق بِاحْلَلَ َقة‪ ،‬مُثَّ َ‬ ‫الس َماء‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ْ َ ََ ُُ‬
‫ِ‬ ‫يت ُمَت َعلِّ ًقا بِاحْلَلَ َق ِة َحىَّت ُّ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ْن‬ ‫صُت َها َعلَْيه‪ ،‬قَ َال‪":‬الطُُّر ُق الَّيِت َرأَيْ َ‬ ‫صْ‬ ‫َخَب ْرتُهُ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫الصْب ِح‪ ،‬فَأََتْي ُ‬ ‫َوبَق ُ‬
‫ني‪َ ،‬وأ ََّما‬ ‫اب الْيَ ِم ِ‬ ‫َصح ِ‬
‫ك‪ ،‬فَ ِه َي طُُر ُق أ ْ َ‬ ‫ت َع ْن مَيِينِ َ‬ ‫ِّمال‪َ ،‬وأ ََّما الطُُّر ُق الَّيِت َرأَيْ َ‬
‫اب الش ِ‬
‫َ‬
‫َصح ِ‬
‫يَ َسا ِر َك‪ ،‬فَ ِه َي طُُر ُق أ ْ َ‬
‫ود ا ِإل ْس ِ‬
‫الم‪َ ،‬وأ ََّما الْعُْر َوةُ‪ :‬فَ ِه َي عُْر َوةُ‬ ‫اجْل بل‪َ :‬فهو مْن ِزلَةُ الش ِ‬
‫ود‪َ ،‬ف ُه َو َع ُم ُ‬ ‫ُّه َداء‪َ ،‬ولَ ْن َتنَالَهُ‪َ ،‬وأ ََّما الْ َع ُم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ‬
‫‪74‬‬
‫وت"‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ا ِإل ْس ِ‬
‫الم‪َ ،‬ولَ ْن َتَز َال ُمتَم ِّس ًكا َا َحىَّت مَتُ َ‬
‫ِ‬
‫ت الْبَا ِر َحةَ اجْلَنَّةَ فَِإ َذا أَنَا‬ ‫فع ِن ابْ ِن بَُريْ َد َة ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫زيد بن حارثة رضي اهلل عنه ‪َ ،‬‬
‫هِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت يا جا ِريةُ ؟ قَالَ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جِب ا ِري ٍة ‪َ ،‬ف ُق ْل ِ‬
‫ت ‪ :‬لَزيْد بْ ِن َحا ِرثَةَ َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬فبَشََّرهُ َا ح َ‬ ‫ت ‪ :‬ل َم ْن أَنْ َ َ َ‬
‫‪75‬‬
‫َصبَ َح"‬ ‫ني أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫‪،‬فع ْن َعبَّ ِاد بن َعْب ِد اللَّ ِه بن ُّ‬
‫ض َعيِن ‪َ ،‬و َكا َن‬ ‫الز َبرْيِ ‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال‪َ :‬ح َّدثَيِن أَيِب الَّذي أ َْر َ‬ ‫قادة غزوة مؤتة الثالث َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ني ا ْقتَ َح َم‬ ‫ك الْغََزاة َغ ْز َوة ُم ْؤتَةَ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬واللَّه‪ ،‬لَ َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل َج ْع َف ٍر ح َ‬ ‫َح ُد بين ُمَّر َة بن َع ْوف‪َ ،‬و َكا َن يِف تِْل َ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرايَةَ‪،‬‬ ‫احةَ َّ‬ ‫َخ َذ َعْب ُد اللَّه بن َر َو َ‬ ‫َع ْن َفَر ٍس لَهُ َش ْقَراءَ‪ ،‬مُثَّ َع َقَر َها‪ ،‬مُثَّ قَاتَ َل الْ َق ْو َم َحىَّت قُت َل‪َ ،‬فلَ َّما قُت َل َج ْع َفٌر‪ ،‬أ َ‬
‫ض التََّر ُّد ِد‪ ،‬مُثَّ قَ َال‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫َّم َا َو ُه َو َعلَى َفَرسه‪ ،‬فَ َج َع َل يَ ْسَتْن ِز ُل َن ْف َسهُ‪َ ،‬و َيَتَر َّد ُد َب ْع َ‬
‫مُثَّ َت َقد هِب‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س لََتْن ِزلن َّْه لََتْن ِزلن َّْه طَائ َعةً أ َْو لَتُكَْرهن َّْه‬‫ت يَا َن ْف ُ‬ ‫أَقْ َس ْم ُ‬

‫‪ - 73‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ ) 159()445‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 74‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ ) 160()446‬صحيح‬
‫‪ - 75‬اآلحاد واملثاين(‪ )256‬صحيح‬

‫‪36‬‬
‫ِ ِ‬
‫الرن َّْه‬
‫ُّوا َّ‬ ‫َّاس َوشد ُ‬ ‫ب الن ُ‬ ‫ني اجْلَن َّْه إِ ْن أ ْ‬
‫َجلَ َ‬ ‫َمايِل أ ََراك تَكَْره َ‬
‫ت إِال نُطْ َفةٌ يِف َشن َّْه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَطَالَ َما قَ ْد ُكْنت ُمطْ َمئن َّْه َه ْل أَنْ َ‬
‫ِ‬
‫َوقَ َال َعْب ُد اللَّه بن َر َو َ‬
‫احةَ‪:‬‬
‫يت‬‫ت قَ ْد صلِ ِ‬ ‫يا َن ْفس إِ ْن مَل ُت ْقتَلِي مَتُويِت ه َذا مِح ام الْمو ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫يت إ ْن َت ْفعلِي فِعلَهما ه ِديتِ‬ ‫ت َف َق ْد أ ُْع ِط ِ‬ ‫وما مَتَنَّي ِ‬
‫َ ْ َُ ُ‬ ‫ََ ْ‬
‫هِب‬
‫احَبْي ِه َزيْ ًدا‪َ ،‬و َج ْع َفًرا‪ .‬مُثَّ َنَز َل‪َ ،‬فلَ َّما َنَز َل أَتَاهُ ابْ ُن عُ َمَر لَهُ بِ َعظْ ٍم م ْن حَلْ ٍم‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬ا ْش ُد ْد َ َذا‬
‫ِ‬ ‫يعيِن ‪ :‬ص ِ‬
‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش مْنهُ َن ْه َشةً‪ ،‬مُثَّسم َع احْلُطَ َمةَ يِف‬
‫َ‬ ‫َخ َذهُ َم ْن يَده فَا ْنَت َه َ‬ ‫يت‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ك َهذه َما قَ ْد لَق َ‬ ‫يت أَيَّ َام َ‬
‫َّك قَ ْد لَق َ‬ ‫ك‪ ،‬فَِإن َ‬ ‫ص ْلبَ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت يِف ُّ‬ ‫ِ‬
‫نَاحيَة الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ‬ ‫َّم‪َ ،‬ف َقاتَ َل‪َ ،‬حىَّت قُت َل‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َخ َذ َسْي َفهُ‪َ ،‬فَت َقد َ‬ ‫اها م ْن يَده‪ ،‬مُثَّ أ َ‬ ‫الد ْنيَا‪ ،‬مُثَّ أَلْ َق َ‬ ‫َّاس‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬وأَنْ َ‬
‫ِ‬ ‫الرايةَ ثَابِت بن أَْقرم أَح ُد بْلعجال َن‪ ،‬وقَ َال‪ :‬يا أ َُّيها النَّاس‪ِ ،‬‬
‫ت‪ .‬قَ َال‪:‬‬ ‫اصطَل ُحوا َعلَى َر ُج ٍل مْن ُك ْم‪ ،‬قَالُوا‪ :‬أَنْ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ ْ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫صَر َ‬ ‫الرايَةَ َدافَ َع الْ َق ْو َم‪ ،‬مُثَّ احْنَ َاز‪َ ،‬حىَّت انَ َ‬
‫َخ َذ َّ‬ ‫َّاس َعلَى َخالد بن الْ َوليد‪َ ،‬فلَ َّما أ َ‬ ‫اصطَلَ َح الن ُ‬ ‫َما أَنَا بَِفاع ٍل‪ .‬فَ ْ‬
‫َخ َذ َها‬ ‫يدا‪ ،‬مُثَّ أ َ‬ ‫الرايَةَ َزيْ ُد بن َحا ِرثَةَ‪َ ،‬ف َقاتَ َل هِبَا َحىَّت قُتِ َل َش ِه ً‬ ‫َخ َذ َّ‬ ‫ول اللَّه ‪": ‬أ َ‬
‫ُصيبوا‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫َّاس‪َ ،‬ولَ َّما أ ُ‬ ‫بِالن ِ‬
‫صا ِر‪َ ،‬وظَنُّوا أَنَّهُ َكا َن يِف‬ ‫ت ُو ُجوهُ األَنْ َ‬ ‫ت النَّيِب ُّ ‪َ ،‬حىَّت َتغََّيَر ْ‬ ‫ص َم َ‬ ‫يدا"‪ .‬مُثَّ َ‬ ‫َج ْع َفٌر‪َ ;،‬ف َقاتَ َل هِبَا َحىَّت قُتِ َل َش ِه ً‬
‫احةَ‪َ ،‬ف َقاتَ َل هِبَا َحىَّت قُتِ َل َش ِه ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يدا"‪ ،‬مُثَّ‬ ‫َخ َذ َها َعْب ُد اللَّه بن َر َو َ‬ ‫ض َما يَكَْر ُهو َن‪ ،‬قَ َال‪":‬مُثَّ أ َ‬ ‫احةَ َب ْع َ‬‫َعْبد اللَّه بن َر َو َ‬
‫ِ ِ‬ ‫قَ َال‪":‬لََق ْد رفِعُوا يِل يِف اجْلَن َِّة فِيما َيرى النَّائِم َعلَى ُسر ٍر ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫احةَ‬‫ت يِف َس ِري ِر َعْبد اللَّه بن َر َو َ‬ ‫ب‪َ ،‬فَرأَيْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض التََّر ُّدد‪،‬‬ ‫احةَ َب ْع َ‬ ‫ضيَا‪َ ،‬وَتَر َّد َد َعْب ُد اللَّه بن َر َو َ‬ ‫يل يِل ‪َ :‬م َ‬ ‫ت‪َ َ :‬ه َذا؟ فَق َ‬ ‫صاحَبْيه‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ْاز ِو َر ًارا َع ْن َس ِر َير ْي َ‬
‫‪76‬‬
‫ضى"‪.‬‬ ‫َو َم َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬إِيِّن َر ُج ٌل‬ ‫َس َو َد أَتَى النَّيِب َّ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َن َر ُجال أ ْ‬ ‫س َر ِضي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أ َّ‬
‫َ‬
‫‪،‬فع ْن أَنَ ٍ‬
‫الرجل األسود َ‬
‫يح ‪ ،‬قَبِيح الْوج ِه ‪ ،‬الَ م َال يِل ‪ ،‬فَِإ ْن أَنَا قَاَت ْلت هؤ ِ‬
‫الء َحىَّت أُْقتَل ‪ ،‬فَأَيْن أَنَا ؟ قَ َال ‪ :‬يِف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َس َو ُد ‪ُ ،‬مْننِت ُ ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫أْ‬
‫ب ِرحيَ َ‬ ‫ض اللَّهُ َو ْج َه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك ‪َ ،‬وأَ ْكَثَر َمالَ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وطَيَّ َ‬ ‫اجْلَنَّة ‪َ ،‬ف َقاتَ َل َحىَّت قُت َل ‪ ،‬فَأَتَاهُ النَّيِب ُّ ‪َ ‬ف َق َال ‪ :‬قَ ْد َبيَّ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت َز ْو َجتَهُ ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِل‬
‫صوف ‪ ،‬تَ ْد ُخ ُل َبْينَهُ َو َبنْي َ‬ ‫ني ‪ ،‬نَ َاز َعْتهُ ُجبَّةً لَهُ م ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ َال ََذا أ َْو لغَرْيِ ه ‪ :‬لََق ْد َرأَيْ ُ‬
‫ِ ِ ‪77‬‬
‫ُجبَّته"‬
‫يد الْ َعَر ِج َو َكا َن‬ ‫وح أ َْعَر َج َش ِد َ‬ ‫اخ ِم ْن بَىِن َسلَ َمةَ قَالُوا ‪َ :‬كا َن َع ْمُرو بْ ُن اجْلَ ُم ِ‬ ‫فع ْن أَ ْشيَ ٍ‬ ‫وح ‪َ ،‬‬ ‫ْج ُم ِ‬
‫َع ْم ُرو بْ ُن ال َ‬
‫ُح ٍد قَ َال‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ --‬يَت َو َّجهُ إىَل أ ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬إِ َذا َغزا َفلَ َّما أَراد رس ُ ِ‬
‫َََُ‬ ‫َ‬
‫لَه أَربعةُ بنُو َن َشباب ي ْغزو َن مع رس ِ‬
‫َ ٌ َ ُ ََ َ ُ‬ ‫ُ ْ ََ َ‬
‫ك اجْلِ َه َاد فَأَتَى‬ ‫ِ‬
‫ض َع اللَّهُ َعْن َ‬
‫يك َف َق ْد َو َ‬ ‫ت َفنَ ْح ُن نَكْف َ‬ ‫صةً َفلَو َق َع ْد َ‬ ‫ك ُر ْخ َ‬ ‫لَهُ َبنُوهُ إِ َّن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل قَ ْد َج َع َل لَ َ‬
‫ك َواللَّ ِه إِىِّن‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ف َق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫َخُر َج َم َع َ‬‫ول اللَّه إِ َّن بَىِن َّ َه ُؤالَء مَيَْنعُوىِن أَ ْن أ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫وح َر ُس َ‬ ‫َع ْمُرو بْ ُن اجْلَ ُم ِ‬

‫‪ - 76‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )196()474‬حسن‬


‫‪ - 77‬املستدرك للحاكم(;‪ )2463‬صحيح‬

‫‪37‬‬
‫ألَرجو أَ ْن أُستَ ْشه َد فَأَطَأَ بِعرجىِت ه ِذ ِه ىِف اجْل ن َِّة‪َ .‬ف َق َال لَه رس ُ ِ‬
‫ض َع اللَّهُ‬ ‫ت َف َق ْد َو َ‬‫ول اللَّه ‪ «: --‬أ ََّما أَنْ َ‬ ‫َُُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه َاد َة؟ »‪ .‬فَ َخَر َج َم َع‬ ‫ك اجْل َه َاد »‪َ .‬وقَ َال لبَنيه ‪َ «:‬و َما َعلَْي ُك ْم أَ ْن تَ ْدعُوهُ لَ َع َّل اللَّهَ َعَّز َو َج َّل َيْر ُزقُهُ الش َ‬ ‫َعْن َ‬
‫ُح ٍد َش ِه ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ُسول اللَّه ‪َ --‬ف ُقت َل َي ْو َم أ ُ‬
‫‪78‬‬
‫يدا‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ،- -‬ف َق َال‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وح إِىَل رس ِ‬ ‫وعن أَىِب َقتاد َة‪ ،‬أَنَّه ح ِ‬
‫ول‬ ‫ك‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَتَى َع ْمُرو بْ ُن اجْلَ ُم ِ َ ُ‬ ‫ضَر َذل َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫اللَّ ِه‪ ،‬أَرأَيت إِ ْن قَاَت ْلت ىِف سبِ ِيل اللَّ ِه حىَّت أُْقتَل أَم ِشى بِ ِرجلِى ه ِذ ِه ِ‬
‫ت ِر ْجلُهُ‬ ‫يحةً ىِف اجْلَنَّة؟ َو َكانَ ْ‬‫صح َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََْ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُحد ُه َو َوابْ ُن أَخيه‪َ ،‬و َم ْوىًل هَلُ ْم‪ ،‬فَ َمَّر َعلَْيه َر ُس ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ :- -‬ن َع ْم‪َ ،‬ف ُقتلُوا َي ْو َم أ ُ‬ ‫َع ْر َجاءَ‪ ،‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬هِبِ َما‬ ‫يحةً ىِف اجْلَن َِّة‪ ،‬فَأ ََمَر َر ُس ُ‬ ‫ك ه ِذ ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ،- -‬ف َق َال‪َ :‬كأَىِّن أَنْظُر إِلَي َ ِ‬
‫صح َ‬ ‫ك مَتْشى بِ ِر ْجل َ َ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ ٍ ‪79‬‬
‫َومِبَْوالمُهَا فَ ُجعِلُوا ىِف َقرْبٍ َواحد‪.‬‬
‫اهلل ‪َ ،‬م ْن قُتِ َل‬ ‫ول ِ‬ ‫ُح ٍد ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫وح إىَل َر ُسول اهلل ‪َ ‬ي ْو َم أ ُ‬
‫قال ‪ :‬جاء َعمرو بْن اجْل م ِ ِ‬
‫وعن َجابر ‪ُ َ ُ ُ ْ َ َ َ ،‬‬
‫ِ‬
‫الَْي ْو َم َد َخ َل اجْلَنَّةَ ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم‪ ، .‬قَ َال ‪َ :‬ف َوالَّ ِذي َن ْف ِسي بِيَ ِد ِه ‪ ،‬الَ أ َْر ِج ُع إِىَل أ َْهلِي َحىَّت أ َْد ُخ َل اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬ف َق َال‬
‫اهلل ‪َ :‬م ْهالً يَا عُ َمُر ‪ ،‬فَِإ َّن ِمْن ُه ْم َم ْن لَ ْو‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬‫أل علَى ِ‬
‫اب ‪ :‬يَا َع ْمُرو ‪ ،‬الَ تَ َّ َ‬ ‫لَهُ عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬
‫َُ ُ‬
‫ِ ِ ‪80‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وض يِف اجْلَنَّة بِ َع ْر َجته‪.‬‬
‫وح ‪ ،‬خَيُ ُ‬ ‫أَقْ َس َم َعلَى اهلل أَل ََبَّرهُ ‪ :‬مْن ُه ْم َع ْمُرو بْ ُن اجْلَ ُم ِ‬
‫رأيت‬
‫ت اجْلَنَّة فَ ُ‬ ‫زيد بن عمرو بن نفيل ‪ :‬روى ابن عساكر عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪َ ( :‬دخ ْل ُ‬
‫ني)‪ ، 81‬وزيد هذا كان يدعو إىل التوحيد يف اجلاهلية ‪ ،‬وكان على احلنيفية‬ ‫يد ب ِن ِعمرو ب ِن نُ َف ٍيل َدرجتَ ِ‬ ‫لِز ٍ‬
‫َ‬
‫ملة إبراهيم عليه السالم‬
‫ِ‬ ‫ك قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت‬‫ت اجْلَنَّةَ فَ َسم ْع ُ‬‫ول اللَّه ‪َ « --‬د َخ ْل ُ‬ ‫َُ‬ ‫فع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫الرميصاء أم أنس بن مالك ‪َ ،‬‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬ ‫ى فَِإ َذا ِهى الْغُميصاء بِْن ِ‬
‫ك »‪.82‬‬ ‫ت م ْل َحا َن أ ُُّم أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ َْ َ ُ ُ‬ ‫َخ ْش َخ َشةً َبنْي َ يَ َد َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫صاءُ بِْن ُ‬
‫ت َم ْن َه َذا قَالُوا َهذه الْغُ َمْي َ‬
‫ت َخ ْش َفةً َف ُق ْل ُ‬ ‫س َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « َد َخ ْل ُ‬
‫ت اجْلَنَّةَ فَ َسم ْع ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك »‪.83‬‬ ‫م ْل َحا َن أ ُُّم أَنَ ِ ْ َ‬

‫‪ - 78‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 9‬ص ‪ )18277()24‬حسن‬


‫‪ - 79‬غاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 3797‬صحيح‬
‫‪ - 80‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7024()493‬صحيح‬
‫‪ - 81‬أخرجه ‪ :‬ابن عساكر (‪ )19/512‬والصحيحة (‪ )1406‬وصحيح اجلامع (‪ )3367‬حسن‬
‫‪ - 82‬مسند أمحد (‪ )12279‬صحيح ‪-‬اخلشخشة ‪ :‬صوت احتكاك الشىء اليابس‬
‫‪ - 83‬صحيح مسلم (‪ - ) 6474‬اخلشفة ‪ :‬حركة املشى وصوته‬

‫‪38‬‬
‫ت ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟ َف َقالُوا ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالل المؤذن ‪ ،‬فعن بري َدةَ ‪ ،‬أَ ّن رس َ ِ‬
‫ت َح َش َفةً أ ََمامي ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ول اهلل ‪‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َُ ْ‬
‫ت إِال َت َو َّ‬ ‫مِب‬
‫الل ‪ ،‬فَأَخبره ‪ ،‬وقَ َال ‪ :‬سب ْقتَيِن إِىَل اجْل ن َِّة ؟ قَ َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫بِ ٌ‬
‫ت ‪َ ،‬وال‬ ‫ضأْ ُ‬ ‫َح َدثْ ُ‬‫ول اهلل ‪َ ،‬ما أ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ ََ ُ َ‬
‫ُصلِّي ِه َما قَ َال ‪ :‬هِبَا "‬ ‫ضأْت إِال رأَيت أ َّ ِ ِ‬
‫َن للَّه َعَّز َو َج َّل َر ْك َعَتنْي ِ أ َ‬
‫‪84‬‬
‫َت َو َّ ُ َ ْ ُ‬
‫ت ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟ قَالُوا ‪ :‬بِ ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ‪،‬‬ ‫ت اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ني َد َخ ْل ُ‬ ‫ت َخ ْش َفةً أ ََمامي ح َ‬ ‫وع ْن بَُريْ َدةَ ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ت إِال‬ ‫ت إِال َت َو َّ‬ ‫مِب‬
‫فَأَخبره ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬تَسبِ ُقيِن إِىَل اجْل ن َِّة ؟ َف َق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ضأْ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬وال َت َو َّ‬ ‫ضأْ ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ،‬ما أ ْ‬
‫َح َدثْ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ََ ُ‬
‫ِ ‪85‬‬ ‫ِ‬
‫ضوء َر ْك َعَتنْي ‪.‬‬ ‫ت َعلَى أَثَِر الْ ُو ُ‬ ‫صلَّْي ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟ َف َقالُوا‬ ‫ت َخ ْش َخ َشةً ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت اجْلَنَّةَ إِالَّ مَس ْع ُ‬‫ول اهلل ‪َ :‬ما َد َخ ْل ُ‬ ‫وع ْن َبريْ َدةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت ‪ :‬أَنَا‬ ‫ت ‪ :‬ل َم ْن َه َذا ؟ قَالُوا ‪ :‬لَر ُج ٍل م ْن أ َُّمة حُمَ َّمد ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ص ٍر ُم َشيَّد بَدي ٍع ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت بَِق ْ‬ ‫‪ :‬بِالَ ٌل ‪ ،‬مُثَّ َمَر ْر ُ‬
‫صُر ؟ قَالُوا ‪ :‬لِعُ َمَر‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬أَنَا َعَريِب ٌّ ‪ ،‬ل َم ْن َه َذا الْ َق ْ‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫صر ؟ قَالُوا ‪ :‬لِرج ٍل ِمن الْعر ِ‬
‫َ ُ َ ََ‬
‫ِ‬
‫حُمَ َّم ٌد ‪ ،‬ل َم ْن َه َذا الْ َق ْ ُ‬
‫ت إِالَّ َت َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ مِب‬ ‫ب ِن اخْلَطَّ ِ ِ‬
‫ت ‪َ ،‬و َما‬ ‫ضأْ ُ‬ ‫اب َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬ف َق َال لبِالَل ‪َ َ :‬سَب ْقتَيِن إِىَل اجْلَنَّة ؟ قَ َال ‪َ :‬ما أ ْ‬
‫َح َدثْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ ،‬وقَ َال لعمر بْ ِن اخْلَطَّ ِ‬ ‫ت إِالَّ َ َّ‬
‫صَر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا‬ ‫ت الْ َق ْ‬ ‫ك لَ َد َخ ْل ُ‬ ‫اب َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ :‬لَ ْوالَ َغْيَرتُ َ‬ ‫صلْي ُ َ ُ َ َ‬ ‫ضأْ ُ‬‫َت َو َّ‬
‫‪86‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬مَلْ أَ ُك ْن ألَ َغ َار َعلَْي َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ت ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟ قَ َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن جابِ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ت َخ ْش َفةً أ ََمامي ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَ َسم ْع ُ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬أ ُْدخ ْل ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫‪87‬‬
‫السالَ ُم ‪َ :‬ه َذا بِالَ ٌل‪.‬‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫جرْب ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس قَ َال ‪ :‬لَيلَةَ أُس ِر ِ َّ ِ‬ ‫َو َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫يل ‪،‬‬ ‫ي بنَيِب ِّ الله ‪َ - -‬د َخ َل اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَ َسم َع َو ْج ًسا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ني َجاءَ ‪ " :‬قَ ْد أَْفلَ َح بِاَل ٌل ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬لِلن ِ ِ‬ ‫ِم ْن َه َذا ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا بِاَل ٌل الْ ُم َؤذِّ ُن ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫َّاس ح َ‬
‫ت لَهُ َك َذا َو َك َذا "‪. 88‬‬ ‫َرأَيْ ُ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ِذ ِه‬ ‫حارثة بن النعمان ‪ ،‬فعن عائِشةَ ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب ‪‬قَ َال ‪ :‬دخ ْلت اجْل نَّةَ ‪ ،‬فَس ِمع ِ ِ‬
‫ت ف َيها قَراءَ ًة ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ ِ ‪89‬‬ ‫؟ قَالُوا ‪ :‬حا ِرثَةُ بن النُّعم ِ‬
‫ان ‪َ ،‬ك َذا ُك ُم الْرِب ُّ ‪َ ،‬ك َذا ُك ُم الْرِب ُّ ‪َ ،‬ك َذا ُك ُم الْرِب ُّ ‪َ ،‬و َكا َن َبًّرا بأ ُِّمه";‬ ‫َ ُْ َْ‬

‫‪ - 84‬اآلحاد واملثاين (‪ )263‬صحيح‬


‫‪ - 85‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )1005()435‬صحيح‬
‫‪ - 86‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7086()561‬صحيح‬
‫‪ - 87‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7084()559‬صحيح‬
‫‪ - 88‬مسند أمحد (‪ )2366‬والصحيحة (‪ )1405‬واإلحتاف ‪ 9/279‬وصحيح اجلامع (‪ )3372‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 89‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )4425‬و واحلميدي (‪ )285‬وجممع ‪ 9/313‬وصحيح اجلامع (‪ )3371‬صحيح‬

‫‪39‬‬
‫وعن أيب هريرة رضي اهلل عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪ « :‬بينا أنا أمشي يف اجلنة مسعت صوت رجل‬
‫بالقرآن فقلت ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬هذا حارثة بن النعمان ‪ ،‬كذلكم الرب كذلكم الرب »‪ 90‬الرب ‪ :‬اسم‬
‫جامع لكل معاين اخلري واإلحسان والصدق والطاعة وحسن الصلة واملعاملة‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬علَى ابْ ِن‬ ‫صلَّى َر ُس ُ‬ ‫أبو الدحداح ‪:‬روى مسلم يف صحيحه َع ْن َجابِ ِر بْ ِن مَسَُرةَ قَ َال َ‬
‫ص بِِه َوحَنْ ُن َنتَّبِعُهُ نَ ْس َعى َخ ْل َفهُ ‪ -‬قَ َال ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّح َد ِ ِ ِ‬
‫اح مُثَّ أُت َى ب َفَر ٍس عُْرى َف َع َقلَهُ َر ُج ٌل َفَركبَهُ فَ َج َع َل َيَت َوقَّ ُ‬ ‫الد ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح »‪.‬‬ ‫َّح َد ِ‬ ‫َف َق َال َر ُج ٌل م َن الْ َق ْوم إِ َّن النَّىِب َّ ‪ --‬قَ َال « َك ْم م ْن ع ْذق ُم َعلَّ ٍق ‪ -‬أ َْو ُم َدىًّل ‪ -‬ىِف اجْلَنَّة البْ ِن الد ْ‬
‫اح »‪.91‬‬ ‫أ َْو قَ َال ُش ْعبَةُ « ألَىِب الد ْ‬
‫َّح َد ِ‬
‫ِ‬ ‫َن رجال أَتَى أَتَى النَّيِب ‪َ ، ‬ف َق َال‪:‬يا رس َ َّ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫وعن أَنَ ٍ ِ‬
‫ول الله إ َّن ل ُفالن خَن ْلَةً َوأَنَا أُق ُ‬
‫يم‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫س َرض َي اللَّهُ َت َعاىَل َعْنهُ أ َّ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬أ َْع ِطها إِيَّاه بنخلَ ٍة يِف اجْل نَّة‪ِ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫يم َا َحائطي‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫اها َحىَّت أُق َ‬ ‫َحائطي َا فَأ َْمُر ْه أَ ْن يُ ْعطييِن إِيَّ َ‬
‫الرجل‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬بِعيِن خَن ْلَتَ َ حِب ِ ِ‬
‫ول‬‫اح‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّح َد ِ‬‫ك َائطي‪َ ،‬ف َف َع َل‪ ،‬فَأَتَى أَبُو الد ْ‬ ‫ْ‬ ‫اح َّ ُ َ‬ ‫فَأَىَب ‪ ،‬فَأَتَى أَبُو الد ْ‬
‫َّح َد ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ : ‬ك ْم ِم ْن ِع ْذ ِق َر َد ٍ‬
‫اح‬ ‫اج َع ْل َها لَهُ َوقَ ْد أ َْعطَْيتُ َك َها‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫اللَّ ِهِإيِّن قَ ِد ابَتعت الن حِب ِ ِ‬
‫َّخلَةَ َائطي‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ْْ ُ ْ‬
‫بنخلَ ٍة‬ ‫ِِ‬ ‫اح ِ ِ‬ ‫ألَيِب الدَّح َد ِ ِ‬
‫اخُرجي م َن احْلَائط َف َق ْد بِ ْعتُهُ ْ‬ ‫َّح َد ِ ْ‬ ‫اح ْامَرأَتَهُ‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬يَا أ َُّم الد ْ‬ ‫اح مَر ًارا‪ ،‬فَأَتَى أَبُو الد ْ‬
‫َّح َد ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ت‪َ :‬ربِ َح الَْبْي ُع أ َْو َكل َمةً تُ ْشبِ ُه َها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يِف اجْلَنَّة‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬
‫‪92‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ضا َح َسنًا"[احلديد آية ‪ ، ]11‬قَ َال أَبُو‬ ‫"م ْن َذا الَّذي يُ ْق ِر ُ‬
‫ض اللَّهَ َقْر ً‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫وع ْن أَيِب َم ْسعُود‪ ،‬قَ َال‪:‬لَ َّما َنَزلَ ْ‬ ‫َ‬
‫اح‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَرِيِن يَ َد َك‪َ ،‬فنَ َاولَهُ يَ َدهُ‪،‬‬ ‫َّح َد ِ‬ ‫ول اللَّ ِه إِ َّن اللَّه ي ِر ُ ِ‬
‫ض؟ قَ َال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬يَا أَبَا الد ْ‬ ‫يد منَّا الْ َق ْر َ‬ ‫َُ‬ ‫اح‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّح َد ِ‬
‫الد ْ‬
‫ت ِمائٍَة خَن ْلَ ٍة‪ ،‬مُثَّ َجاءَ إِىَل احْلَائِ ِط َفنَ َادى يَا أ َُّم‬ ‫ت َريِّب َحائِ ِطي‪َ ،‬ويِف َحائِ ِطي ِس َّ‬ ‫ضُ‬ ‫َف َق َال‪ :‬إِيِّن قَ ْد أَْقَر ْ‬
‫اخُر ِجي َف َق ْد أَْقَر ْ‬ ‫ِِ‬ ‫الدَّح َد ِ ِ‬
‫اح‪َ ،‬وه َي يِف احْلَائط‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬
‫‪93‬‬
‫ضتُهُ َريِّب ‪.‬‬ ‫ك‪َ ،‬ف َق َال‪ْ :‬‬ ‫ت‪ :‬لََّبْي َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ َجنَّةً أ َْو‬ ‫فع ْن َعائ َشةَ َرض َي اللَّهُ َعْن َها ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬الَ تَ ُسبُّوا َو َرقَةَ فَِإيِّن َرأَيْ ُ‬ ‫ورقة بن نوفل ‪َ ،‬‬
‫ِ ‪94‬‬
‫َجنََّتنْي "‬
‫وورقة بن نوفل آمن بالرسول ‪‬عندما جاءته خدجية بالرسول ‪‬يف أول أمره ‪ ،‬ومتىن على اهلل أن يدرك‬
‫ظهور أمر الرسول ‪‬لينصره‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 90‬خلق أفعال العباد للبخاري(‪ ) 245‬صحيح‬


‫‪-‬عقل ‪ :‬أمسكه له وحبسه ‪-‬يتوقص ‪:‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم (‪ - ) 2283‬العذق ‪ :‬غصن النخلة فيه التمر كالعنقود من العنب ‪-‬العرى ‪ :‬ال سرج عليه َ‬
‫‪91‬‬

‫يتوثب ويقارب اخلطو‬


‫‪ - 92‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18214()165‬صحيح‬
‫‪ - 93‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18215()165‬وجممع الزوائد ( ‪ 10870‬و‪ )15792‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 94‬املستدرك للحاكم ( ‪ )4211‬وجممع ‪ 9/416‬وفتح ‪ 8/720‬والصحيحة ( ‪ )405‬وصحيح اجلامع ( ‪ ) 7320‬صحيح‬

‫‪40‬‬
‫المبحث السابع‬
‫أسياد أهل الجنة‬

‫اهلل ‪ :‬أَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمَر‬ ‫ول ِ‬ ‫فع ْن َع ْو ِن بْ ِن أَيِب ُج َحْي َفةَ ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫سيدا كهول أهل الجنة‪َ ،‬‬
‫ِ ‪95‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ني‪.‬‬‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ين إِالَّ النَّبِيِّ َ‬
‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين إِالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّه ‪ « --‬أَبو ب ْك ٍر وعُمر سيِّ َدا ُكه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َُ َ‬ ‫وع ْن َعل ٍّى قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ني الَ خُتْرِب ْمُهَا يَا َعلِ ُّى َما َد َاما َحَّينْي ِ »‪.96‬‬ ‫ِ‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫النَّبِيِّ َ‬
‫ول أ َْه ِل اجْلَن َِّة ِم َن‬
‫ول اللَّ ِه ‪: ‬أَبو ب ْك ٍر وعُمر سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ َُ َ‬ ‫وع ْن َع ْو ِن بن أَيِب ُج َحْي َفةَ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪97‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬‫ين َما َخال النَّبِيِّ َ‬ ‫ني‪َ ،‬واألَخ ِر َ‬ ‫األ ََّول َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪« --‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬إِ ْذ طَلَ َع أَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ب قَ َال ُكْنت مع رس ِ‬
‫ُ ََ َ ُ‬ ‫وع ْن َعلِ ِّى بْ ِن أَىِب طَالِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ني يَا َعلِ ُّى الَ خُتْرِب ْ مُهَا »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ه َذ ِان سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ين إِالَّ النَّبِيِّ َ‬ ‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬
‫‪98‬‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ :‬ه َذ ِان‬ ‫ول اللَّ ِه ‪‬فَأَ ْقبَ َل أَبُو بَ ْك ٍر ‪َ ،‬وعُ َمُر ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫وعن َعلِ ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كْنت جالِسا ِعْن َد رس ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َْ‬
‫ني ‪ ،‬يَا َعلِ ُّي ‪ ،‬ال خُتْرِب ْمُهَا"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ين إِال النَّبِيِّ َ‬ ‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬
‫‪99‬‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت عْن َد النَّيِب ِّ ‪‬فَأَ ْقبَ َل أَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ه َذان َسيِّ َدا ُك ُهول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َعل ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪100‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني"‬ ‫ين ‪ ،‬إِال النَّبِيِّ َ‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ني ‪َ ،‬واآلخ ِر َ‬ ‫األ ََّول َ‬
‫ت َم َعهُ ‪ ،‬فَأَ ْقبَ َل أَبُو بَ ْك ٍر ‪َ ،‬وعُ َمُر ‪،‬‬ ‫ب ‪َ ،‬رض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬
‫ِ‬ ‫وع ْن َعلِ ِّي بْ ِن أَيِب طَالِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َف َق َال ‪ :‬ه َذ ِان سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ين إِالَّ النَّبِيِّ َ‬
‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬
‫‪101‬‬
‫ني ‪،‬‬ ‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬ألَىِب ب ْك ٍر وعُمر « ه َذ ِان سيِّ َدا ُكه ِ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬
‫ني‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫س قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين إِالَّ النَّبِيِّ َ‬
‫َواآلخ ِر َ‬
‫‪102‬‬
‫ني »‪.‬‬‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬
‫ِ ‪103‬‬ ‫اهلل ‪ :‬أَبو ب ْك ٍر ‪ ،‬وعُمر سيِّ َدا ُكه ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة"‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 95‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )6904()330‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 96‬سنن ابن ماجه(‪ ) 100‬صحيح لغريه‬
‫‪ 97‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )17717()478‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 98‬سنن الرتمذى(‪ ) 4027‬و(‪ ) 4028‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 99‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )533‬صحيح‬
‫‪ - 100‬مسند أيب يعلى املوصلي (‪ )624‬صحيح‬
‫‪ - 101‬مسند البزار (‪ )831‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 102‬سنن الرتمذى(‪ )4026‬ومسند البزار(‪ )7224‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 103‬املعجم الصغري للطرباين(‪ )976‬صحيح لغريه‬

‫‪41‬‬
‫اهلل ‪ ،‬فَأَ ْقبَ َل أَبُو بَ ْك ٍر ‪َ ،‬وعُ َمُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ه َذ ِان َسيِّ َدا‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن جابِ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َعلِ ٌّي ‪ُ :‬كْنت ِعْن َد رس ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ ‪104‬‬
‫ني ‪ ،‬الَ خُتْرِب ْ مُهَا يَا َعل ُّي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُكه ِ‬
‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ين ‪ ،‬إِالَّ النَّبِيِّ َ‬
‫ني َواآلخ ِر َ‬ ‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة م َن األ ََّول َ‬ ‫ُ‬
‫ول أَه ِل اجْل نَّةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت عْن َد النَّىِب ِّ ‪ --‬فَأَ ْقبَ َل أَبُو بَ ْك ٍر َوعُ َمُر َف َق َال « يَا َعل ُّى َه َذان َسيِّ َدا ُك ُه ْ َ‬ ‫وع ْن َعل ٍّى قَ َال ُكْن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫هِب‬
‫َو َشبَا َا َب ْع َد النَّبِيِّ َ‬
‫‪105‬‬
‫ني » ‪.‬‬ ‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأسنان الكهول يدخل يف أسنان الشباب ‪ ،‬ألنه يقال ‪ :‬شاب كهل ‪ ،‬فيجعل كهال‬
‫وهو شاب ‪ ،‬وال يقال شيخ كهل ‪ ،‬إمنا يكون شيخا بعدما خيرج من التكهل ‪ ،‬والتكهل هو آخر مدة‬
‫الشباب ‪ ،‬ومنه قالوا ‪ :‬قد اكتهل هذا الزرع ‪ ،‬يعنون ‪ :‬إذا بلغ احلال الذي حيصد مثله عليها ‪ ،‬واهلل نسأله‬
‫‪106‬‬
‫التوفيق‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الرج ِال من زاد علَى ثَاَل ثِني سنَةً إِىَل اأْل َربعِني وقِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي يِف الن ِ‬ ‫َوقَ َال اجْلََز ِر ُّ‬
‫يل م ْن ثَاَل ث َوثَاَل ث َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّهايَة‪ :‬الْ َك ْه ُل م َن ِّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل أ ََر َاد بِالْ َك ْه ِل َه ُهنَا‬
‫ص َار َك ْهاًل ‪َ ،‬وق َ‬ ‫اه َل إِ َذا َبلَ َغ الْ ُك ُهولَةَ فَ َ‬ ‫ني ‪َ ،‬وقَ ْد اُ ْكتُ ِه َل َّ‬
‫الر ُج ُل َو َك َ‬ ‫إِىَل مَتَ ِام اخْلَ ْمس َ‬
‫َن اللَّهَ يُ ْد ِخ ُل أ َْه َل اجْلَن َِّة اجْلَنَّةَ ُحلَ َماءَ عُ َقاَل ءَ ‪.107‬‬ ‫َي أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم الْ َعاق ُل أ ْ‬ ‫احْلَل ُ‬
‫يث‪َ ،‬وإِاَّل مَلْ يَ ُك ْن يِف اجْلَن َِّة َك ْه ٌل َك َق ْولِِه َت َعاىَل { َوآتُوا الْيَتَ َامى‬ ‫الد ْنيا ح َال ه َذا احْل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫اعتُ َ َما َكانُوا َعلَْيه يِف ُّ َ َ َ َ‬
‫فَ ْ رِب‬
‫أ َْم َواهَلُ ْم } ‪.‬‬
‫ث‬ ‫وقِيل‪ :‬سيِّ َدا من مات َكهاًل ِمن الْمسلِ ِمني فَ َدخل اجْل نَّةَ ‪ ،‬أِل َنَّه لَيس فِيها َكهل ‪،‬بل من ي ْدخلُها اِبن ثَاَل ٍ‬
‫ُ ْ َ َ ْ ٌ َْ َ ْ َ ُ َ َْ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ََ َ‬
‫اب أ َْهلِ َها اِْنَت َهى ‪ُ .‬ق ْلت َوقَ َع يِف ِر َوايَِة‬ ‫ول فَ ِمن أَوىَل أَ ْن ي ُكونَا سيِّ َدي َشب ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ني ‪ ،‬وإِ َذا َكانَا سيِّ َدي الْ ُكه ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َوثَاَل ث َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ هِب‬ ‫أَمْح َ َد ‪ :‬ه َذ ِان سيِّ َدا ُكه ِ‬
‫ول أ َْه ِل اجْلَنَّة َو َشبَا َا َب ْع َد النَّبِيِّ َ‬
‫‪108‬‬
‫ني "‬‫ني َوالْ ُم ْر َسل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬احْلَ َس ُن‬ ‫ى رضى اهلل عنه قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫سيدا شباب أهل الجنة ‪ ،‬فعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ ‪109‬‬ ‫واحْل سنْي ُ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَنَّة » ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َرضي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬عن النَّيِب ِّ ‪‬أَنَّهُ قَ َال ‪ :‬احْلَ َس ُن َواحْلُ َسنْي ُ َسيِّ َدا َشبَاب أ َْه ِل اجْلَنَّة إِالَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يِب‬
‫و َع ْن أَ َسعيد اخْلُ ْدر ِّ َ‬
‫ِ ‪110‬‬
‫ابْيَنِ اخْلَالَة"‬

‫‪ - 104‬مسند البزار (‪ )490‬صحيح‬


‫‪ - 105‬مسند أمحد (‪ )612‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 106‬مشكل اآلثار للطحاوي(‪) 1680‬‬
‫‪ - 107‬حتفة األحوذي ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)75‬‬
‫‪ - 108‬حتفة األحوذي ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)76‬‬
‫‪ - 109‬سنن الرتمذى(‪ ) 4136‬صحيح‬
‫ب أَن َُّه َما مَلْ خُيَِّر َجاهُ‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص َّح م ْن أ َْو ُجه َكث َرية ‪َ ،‬وأَنَا أََت ْع َج ُ‬ ‫‪ -‬املستدرك للحاكم; (‪ )4778‬صحيح وقال ‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬
‫يث قَ ْد َ‬
‫‪110‬‬

‫‪42‬‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪ ،‬إِالَّ ابْيَنِ اخْلَالَ ِة‬ ‫ي ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬احْل سن واحْل سنْي ُ سيِّ َدا َشب ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ََُ َ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪111‬‬
‫يسى ابْ َن َم ْرمَيَ ‪َ ،‬وحَيْىَي بْ َن َز َك ِريَّا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ع َ‬
‫اب أَه ِل اجْل ن َِّة‪ ،‬وفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫اط َمةُ‬ ‫ول اللَّه ‪ :- -‬احْلَ َس ُن َواحْلُ َسنْي ُ َسيِّ َدا َشبَ ْ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪112‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسيِّ َدةُ ن َسائ ِه ْم‪ ،‬إِالَّ َما َكا َن ل َم ْرمَيَ بِْنت ع ْمَرا َن‪.‬‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ :‬احْل سن واحْل سنْي ُ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫َ‬ ‫ََُ َ َُ َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪113‬‬
‫َوأَبُومُهَا َخْيٌر ِمْن ُه َما"‬
‫اب أ َْه ِل‬‫وعن ح َذ ْي َفةَ ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَتَايِن ِجرْبِ يل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬إِ َّن احْل سن واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫َ‬ ‫َََ َ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ ‪114‬‬
‫اجْلَنَّة"‬
‫ت َما ىِل بِِه َع ْه ٌد ُمْن ُذ َك َذا َو َك َذا‪.‬‬ ‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ قَ َال َسأَلَْتىِن أ ُِّمى مَىَت َع ْه ُد َك ‪َ -‬ت ْعىِن ‪ -‬بِالنَّىِب ِّ ‪َ .--‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفنَالَ ِ‬
‫ت النَّىِب َّ‬ ‫َسأَلُهُ أَ ْن يَ ْسَت ْغفَر ىِل َولَك‪ .‬فَأََتْي ُ‬ ‫ب َوأ ْ‬ ‫ُصلِّ َى َم َعهُ الْ َم ْغ ِر َ‬
‫ت هَلَا َدعيىِن آتى النَّىِب َّ ‪ --‬فَأ َ‬ ‫ت مىِّن َف ُق ْل ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ْوتِى َف َق َال « َم ْن َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى الْع َشاءَ مُثَّ ا ْن َفتَ َل َفتَبِ ْعتُهُ فَ َسم َع َ‬ ‫صلَّى َحىَّت َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ت َم َعهُ الْ َم ْغ ِر َ‬ ‫صلَّْي ُ‬
‫‪ --‬فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ك »‪ .‬قَ َال « إِ َّن َه َذا َملَ ٌ‬
‫ض‬ ‫ك مَلْ َيْن ِزل األ َْر َ‬ ‫ك َوأل ُِّم َ‬ ‫ك َغ َفَر اللَّهُ لَ َ‬ ‫اجتُ َ‬
‫ت َن َع ْم‪ .‬قَ َال « َما َح َ‬ ‫ُح َذ ْي َفةُ »‪ُ .‬ق ْل ُ‬
‫َن احْلَ َس َن‬ ‫اط َمةَ َسيِّ َدةُ نِ َس ِاء أ َْه ِل اجْلَن َِّة َوأ َّ‬‫َن فَ ِ‬ ‫استَأْ َذ َن َربَّهُ أَ ْن يُ َسلِّ َم َعلَ َّى َويُبَشَِّرىِن بِأ َّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ط َقْب َل َهذه اللَّْيلَة ْ‬ ‫قَ ُّ‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَن َِّة »‪.115‬‬ ‫واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫صلَّى الْع َشاءَ ‪ ،‬مُثَّ َخَر َج ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صلِّي َحىَّت َ‬ ‫ب ‪ ،‬مُثَّ قَ َام يُ َ‬ ‫ت َم َعهُ الْ َم ْغ ِر َ‬‫صلَّْي ُ‬
‫ت النَّيِب َّ ‪‬فَ َ‬ ‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أََتْي ُ‬ ‫َ‬
‫َن احْل سن واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫اب‬ ‫استَأْ َذ َن َربَّهُ أَ ْن يُ َسلِّ َم َعلَ َّي ‪َ ،‬وبَشََّريِن أ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ض يِل َملَ ٌ‬ ‫فَاتََّب ْعتُهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬عَر َ‬
‫ِ ‪116‬‬
‫أ َْه ِل اجْلَنَّة‪.‬‬
‫صلَّى الْعِ َشاءَ ‪ ,‬مُثَّ َخَر َج‬ ‫صلِّي َحىَّت َ‬ ‫ب ‪ ,‬مُثَّ قَ َام يُ َ‬ ‫صلَّْيت َم َعهُ الْ َم ْغ ِر َ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪‬فَ َ‬ ‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬أََتْي ُ‬ ‫َ‬
‫َن احْل سن واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫اب أ َْه ِل‬ ‫َ‬ ‫استَأْ َذ َن َربَّهُ أَ ْن يُ َسلِّ َم َعلَ َّي َويُبَشَِّريِن أ َّ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ض يِل ْ‬ ‫ك َعَر َ‬ ‫فَاتََّب ْعتُهُ ‪َ ,‬ف َق َال ‪َ :‬ملَ ٌ‬
‫ِ ‪117‬‬
‫اجْلَنَّة‪.‬‬

‫‪ - 111‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )6959()411‬صحيح‬


‫‪ - 112‬غاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 3724‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 113‬املستدرك للحاكم; (‪ )4779‬صحيح‬
‫‪ - 114‬املستدرك للحاكم(;‪ )5630‬صحيح‬
‫‪ - 115‬سنن الرتمذى(‪ ) 4150‬حسن‬
‫‪ - 116‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )6960()413‬صحيح‬
‫‪ 117‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 12‬ص ‪ )32841()96‬صحيح‬

‫‪43‬‬
‫ب َوالْعِ َشاءَ مُثَّ تَبِ ْعتُهُ َو ُه َو يُِر ُ‬
‫يد‬ ‫صَر َوالْ َم ْغ ِر َ‬‫ت َم َعهُ الظُّ ْهَر َوالْ َع ْ‬ ‫صلَّْي ُ‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪ --‬فَ َ‬ ‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ قَ َال أََتْي ُ‬
‫َ‬
‫ت ُح َذ ْي َفةُ‪.‬قَ َال «‬ ‫َحداً ‪ -‬قَ َال ‪ -‬مُثَّ قَ َال « َم ْن َه َذا »‪ُ .‬ق ْل ُ‬ ‫ض ُح َج ِر ِه َف َق َام َوأَنَا َخ ْل َفهُ َكأَنَّهُ يُ َكلِّ ُم أ َ‬‫يَ ْد ُخ ُل َب ْع َ‬
‫َن احْل سن واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫اب أ َْه ِل‬ ‫يل َجاءَ يُبَشُِّرىِن أ َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَتَ ْد ِرى َم ْن َكا َن َمعى »‪ُ .‬ق ْل ُ‬
‫ت الَ‪ .‬قَ َال « فَإ َّن جرْب َ‬
‫اجْل ن َِّة »‪ .‬قَ َال َف َق َال ح َذي َفةُ فَ ِ‬
‫اسَت ْغف ْر ىِل َوأل ُِّمى‪ .‬قَ َال « َغ َفَر اللَّهُ لَ َ‬
‫‪118‬‬
‫ك »‪.‬‬ ‫ك يَا ُح َذ ْي َفةُ َوأل ُِّم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪119‬‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَنَّة‪.‬‬ ‫ول اهلل ‪ :‬احْل سن واحْل سنْي ُ سيِّ َدا َشب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َعل ٍّي ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ََُ َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫‪120‬‬
‫وقد ورد من طرق كثرية تبلغ مبلغ التواتر‬
‫قال أبو جعفر فقال قائل كيف تقبلون هذا عن رسول اهلل ‪‬مع علمكم أن هذا القول كان منه واحلسن‬
‫واحلسني يومئذ طفالن ليسا بشابني وإمنا هذا القول إخبار أهنما سيدا شباب أهل اجلنة وليسا حينئذ من‬
‫الشباب فكذا جوابنا له يف ذلك بتوفيق اهلل عز وجل وعونه أهنما قد كانا يف الوقت الذي كان من‬
‫رسول اهلل ‪‬هذا القول فيهما ليسا بشابني كما ذكرت‪ ،‬ولكن مبعىن أهنما سيكونان شابني سيدي شباب‬
‫أهل اجلنة‪ ،‬وكان منه ‪‬علما من أعالم نبوته؛ ألنه أخرب أهنما يكونان شابني يف املستأنف ‪،‬وذلك ال‬
‫يكون منه إال بإعالم اهلل عز وجل إياه أنه سيكون ويكونان به كما قال‪ ،‬ولوال ذلك ملا قال فيهما ذلك‬
‫القول‪ ،‬إذ كانا لوال ذلك القول قد جيوز عنده أن ميوتا قبل أن يكونا شابني أو ميوت أحدمها قبل ذلك‪،‬‬
‫وملا كان له ‪‬أن يقول هلما ذلك القول‪ ،‬فكان فيه حقيقة بلوغهما أن يكونا كما قال عقلنا أن ذلك إمنا‬
‫جاز له إلعالم اهلل عز وجل إياه أنه كائن فيهما ‪ ،‬فأما قوله عليه أفضل الصالة والسالم إال ابين اخلالة‬
‫عيسى ابن مرمي وحيىي فالستثنائه إيامها يومئذ من شباب أهل اجلنة بتحقيقه الشباب هلما ألهنما خرجا من‬
‫‪121‬‬
‫الدنيا ومها كذلك واهلل املوفق"‬
‫سيدات نساء أهل الجنة‪ ،‬السيدة الفاضلة هي التي يرضى عنها ربها‪ ،‬ويتقبلها بقبول حسن‪ ،‬وأفضل‬
‫النساء هن اللواتي يحزن جنات النعيم‪ ،‬ونساء أهل الجنة يتفاضلن ‪ ،‬وسيدات نساء أهل الجنة ‪:‬‬
‫اس َر ِضي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خ َّ‬
‫ط‬ ‫فع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫خديجة ‪ ،‬وفاطمة‪ ، T‬ومريم ‪ ،‬وآسية بنت مزاحم ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ض َل نِ َس ِاء‬ ‫ٍ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪‬أ َْربَ َع ُخطُوط ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَتَ ْد ُرو َن َما َه َذا ؟ قَالُوا ‪ :‬اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أَفْ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُمَزاح ٍم ْامَرأَةُ‬ ‫ت ع ْمَرا َن ‪َ ،‬وآسيَةُ بِْن ُ‬ ‫ت حُمَ َّمد ‪َ ،‬و َم ْرمَيُ بِْن ُ‬
‫ت ُخ َويْلد ‪َ ،‬وفَاط َمةُ بِْن ُ‬
‫أ َْه ِل اجْلَنَّة َخدجيَةُ بِْن ُ‬

‫‪ - 118‬مسند أمحد(‪ )24034‬صحيح‬


‫‪ - 119‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 12‬ص ‪ )32843()97‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 120‬انظر ‪:‬جممع الزوائد ( ‪) 15093-15082‬‬
‫‪ - 121‬بيان مشكل اآلثار ـ الطحاوى ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪)93‬‬

‫‪44‬‬
‫ب ابْ ِن يِل ِعْن َد َك َبْيتًا يِف اجْلَن َِّة َوجَنِّيِن ِم ْن‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫ص اللَّه علَينَا ِمن خ ِ ها يِف الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫آن ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫فْر َع ْو َن َم َع َما قَ َّ ُ َ ْ ْ َرَب َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫فْر َع ْو َن َو َع َمله َوجَنِّيِن م َن الْ َق ْوم الظَّالم َ‬
‫‪122‬‬
‫ني "‬
‫ض أَربعةَ خطُ ٍ‬ ‫ط رس ُ ِ‬ ‫وع ِن اب ِن عبَّ ٍ ِ‬
‫وط ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬أَتَ ْد ُرو َن‬ ‫ول اللَّه ‪‬يِف األ َْر ِ ْ َ َ ُ‬ ‫اس َرض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خ َّ َ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬أَفْضل نِس ِاء أَه ِل اجْل ن َِّة ‪ :‬خ ِدجيةُ بِْنت خويلِدٍ‬ ‫َما َه َذا ؟ َف َقالُوا ‪ :‬اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫َ ُ َ ْ َ َ َ ُ َُ ْ‬
‫‪123‬‬
‫َح ِسبُهُ قَ َال ‪َ :‬و ْامَرأَةُ فِْر َع ْو َن "‬‫ت ع ْمَرا َن ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫اطمةُ بِْنت حُم َّم ٍد ‪ ،‬ومرمَي بِْن ِ‬
‫َ َْ ُ ُ‬ ‫‪َ ،‬وفَ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫اهلل ‪‬يِف األ َْر ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ض ُخطُوطًا أ َْر َب َعةً ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَتَ ْد ُرو َن َما َه َذا ؟ قَالُوا ‪ :‬اللَّهُ‬ ‫ط َر ُس ُ‬ ‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خ َّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َ‬
‫ت حُمَ َّم ٍد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ :‬أَفْ ِ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ض ُل ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة َخدجيَةُ بِْنت ُخ َويْلد ‪َ ،‬وفَاط َمةُ بِْن ُ‬ ‫َ‬ ‫َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫‪124‬‬
‫اح ٍم ْامَرأَةُ فِْر َع ْو َن‪.‬‬
‫آسيةُ بِْنت مز ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ع ْمَرا َن ‪َ ،‬و َ ُ ُ َ‬
‫ومرمَي بِْن ِ‬
‫َ َْ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪: ‬سيِّد ِ ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫بنت‬
‫بنت ع ْمَرا َن‪ ،‬مُثَّ فَاط َمةُ ُ‬ ‫ات ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة‪َ :‬م ْرمَيُ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪125‬‬
‫آسيَةُ ْامَرأَةُ فِْر َع ْو َن‪.‬‬‫حُم َّم ٍد‪ ،‬مُثَّ خ ِدجيةُ‪ ،‬مُثَّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اطمةَ ِسيِّ َدةُ نِ َس ِاء َّأميِت ‪َ ،‬و َّ‬
‫أن‬ ‫َن فَ ِ‬ ‫الس َم ِاء ‪َ ،‬فبَشََّريِن ؛ أ َّ‬‫ك ِم َن َّ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪‬قَ َال ‪َ :‬نَز َل َملَ ٌ‬ ‫َ‬
‫‪126‬‬
‫اب ْأه ِل اجْلَنَّة‪.‬‬ ‫احْل سن واحْل سنْي َ سيِّ َدا َشب ِ‬
‫َ‬ ‫َََ َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول « َخْيُر‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ول مَس ْع ُ‬ ‫ت َعليًّا ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ي ُق ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َج ْع َف ٍر قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫نِ َسائِ َها َم ْرمَيُ ْابنَةُ ِع ْمَرا َن ‪َ ،‬و َخْيُر نِ َسائِ َها َخ ِدجيَةُ » ‪.‬‬
‫‪127‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ي ُق ُ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه بن جع َف ٍر قال‪ :‬مَسِ عت علِيًّا بِالْ ُكوفَ ِة ي ُق ُ ِ‬
‫ول « َخْيُر ن َسائ َها َم ْرمَيُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ول مَس ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫‪128‬‬
‫ض‪.‬‬‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬ ‫يع إِىَل َّ‬ ‫بِْنت ِعمرا َن وخير نِسائِها خ ِدجيةُ بِْنت خويلِ ٍد »‪.‬وأ َ ِ‬
‫َش َار َوك ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ َُْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ‬
‫ك ِمن نِس ِاء الْعالَ ِمني‪ :‬مرمَي بنت ِعمرا َن‪ ،‬وخ ِدجيةُ بنت خويلِ ٍد‪ ،‬وفَ ِ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫اط َمةُ‬ ‫‪:‬ح ْسبُ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫س‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪ ، ‬قَ َال َ‬ ‫َ‬
‫‪129‬‬
‫آسيَةُ ْامَرأَةُ فِْر َع ْو َن‪.‬‬‫بنت حُم َّم ٍد‪ ،‬و ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫الرج ِال َكثِري ‪ ،‬ومَل يكْمل ِمن الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّساء إِالَّ َم ْرمَيُ‬
‫ٌ َ َْ ُْ َ َ‬ ‫ى َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال َك َم َل م َن ِّ َ‬ ‫وسى األَ ْش َع ِر ِّ‬‫وع ْن أَىِب ُم َ‬ ‫َ‬
‫يد َعلَى َسائِِر الطَّ َعام » ‪.‬‬
‫ِ ‪130‬‬ ‫ض ِل الثَّ ِر ِ‬ ‫آسيةُ امرأَةُ فِرعو َن ‪ ،‬وفَضل عائِشةَ علَى الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِْن ِ‬
‫ِّساء َك َف ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ع ْمَرا َن َو َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 122‬املستدرك للحاكم; (‪ )3836‬صحيح‬
‫‪ 123‬املستدرك للحاكم(;‪ )4852‬صحيح‬
‫‪ - 124‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7010()470‬صحيح‬
‫‪ - 125‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18536()314‬صحيح‬
‫‪ - 126‬أخرجه النسائي يف "الكربى( ‪ ) 11949‬صحيح‬
‫‪ - 127‬صحيح البخارى(‪) 3432‬‬
‫‪ - 128‬صحيح مسلم (‪) 6424‬‬
‫‪ - 129‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18537()314‬صحيح‬
‫‪ - 130‬صحيح البخارى(‪)5418‬‬

‫‪45‬‬
‫ت أ ُُّمنَا َم ِس َري َها‪َ ،‬وأَن ََّها لََت ْعلَ ُم‬ ‫ول‪:‬لََق ْد َس َار ْ‬ ‫اس ٍر‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ي‪ ،‬قَ َال‪ :‬مَسِ عت ع َّمار بن ي ِ‬
‫ْ ُ َ َ َ‬ ‫َس ِد ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه بن ِزيَاد األ َ‬ ‫َ‬
‫يع أ َْو إِيَّاهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َواآلخَر ِة‪َ ،‬ولَك َّن اللَّهَ ْابتَالنَا لَي ْعلَ َم إِيَّ َ‬ ‫أَن ََّها َز ْو َجةُ نَبِِّينَا ‪‬يِف ُّ‬
‫‪131‬‬
‫اها نُط ُ‬
‫وحا‪ ،‬أَُت ْؤ ِذي‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ب‪ ،‬أ َّ‬ ‫وع ْن َع ْم ِرو بن َغالِ ٍ‬
‫وحا َمْنبُ ً‬ ‫ت َم ْقبُ ً‬ ‫‪:‬اس ُك ْ‬ ‫َن َر ُجال نَ َال م ْن َعائ َشةَ عْن َد َعل ٍّي‪َ ،‬ف َق َال لَهُ َع َّم ٌار ْ‬ ‫َ‬
‫‪132‬‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪. ‬‬ ‫حبِيبةَ رس ِ‬
‫َ َ َُ‬
‫‪:‬م ْن َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يب بن مُحَْيد أ َْو مُحَْيد بن َع ِر ٍ‬ ‫وع ْن َع ِر ِ‬
‫يب‪ ،‬قَ َال‪َ :‬كا َن َر ُج ٌل عْن َد َعل ٍّي َفَتنَ َاو َل َعائ َشةَ‪َ ،‬ف َق َال لَهُ َع َّم ٌار َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَّذي َتَتنَ َاو ُل َز ْو َجةَ نَبِِّينَا ‪‬يِف اجْلَنَّة؟ ْ‬
‫‪133‬‬
‫وحا‪.‬‬
‫ت َم ْقبُ ً‬ ‫اس ُك ْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ُ - -‬ك َّن ِحزب ِ فَ ِحز ِ ِ ِ‬ ‫َن نِساء رس ِ‬ ‫ِ‬
‫صةُ‬ ‫ب فيه َعائ َشةُ َو َح ْف َ‬ ‫ْ َنْي ْ ٌ‬ ‫وع ْن َعائ َشةَ ‪ -‬رضى اهلل عنها ‪ -‬أ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ، - -‬و َكا َن الْ ُم ْسلِ ُمو َن قَ ْد َعلِ ُموا‬ ‫وص ِفيَّةُ وسو َدةُ ‪ ،‬واحْلِْزب اآلخر أ ُُّم سلَمةَ وسائِر نِس ِاء رس ِ‬
‫َ ُ َُ َ َ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد أَ ْن يُ ْهد َي َها إِىَل َر ُسول اللَّه ‪- -‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب رس ِ‬
‫َحده ْم َهديَّةٌ يُِر ُ‬ ‫ت عْن َد أ َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬عائ َشةَ ‪ ،‬فَِإ َذا َكانَ ْ‬ ‫ُح َّ َ ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬ىِف‬ ‫احب اهْل ِديَِّة إِىَل رس ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخرها ‪ ،‬حىَّت إِ َذا َكا َن رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ص ُ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬ىِف َبْيت َعائ َشةَ َب َع َ َ‬ ‫َُ‬ ‫أ َّ َ َ َ‬
‫ت عائِ َشةَ ‪ ،‬فَ َكلَّم ِحزب أ ُِّم سلَمةَ ‪َ ،‬ف ُق ْلن هَل ا َكلِّ ِمى رس َ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َم ْن أ ََر َاد‬ ‫ول الله ‪ - -‬يُ َكلِّ ُم الن َ‬
‫َّاس ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ ََ‬ ‫َبْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن يه ِدى إِىَل رس ِ‬
‫وت نِ َسائِِه ‪ ،‬فَ َكلَّ َمْتهُ أ ُُّم َسلَ َمةَ مِب َا ُق ْل َن‬ ‫ث َكا َن ِمن بي ِ‬
‫ْ ُُ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬هديَّةً َفْلُي ْهد ِه إِلَْي ِه َحْي ُ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َد َار إِلَْي َها‬ ‫ت فَ َكلَّ َمْتهُ ح َ‬ ‫ت َما قَ َال ىِل َشْيئًا ‪َ .‬ف ُق ْل َن هَلَا فَ َكلِّ ِميه ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫‪َ ،‬فلَ ْم َي ُق ْل هَلَا َشْيئًا ‪ ،‬فَ َسأَلَْن َها ‪َ .‬ف َقالَ ْ‬
‫ك ‪ .‬فَ َد َار إِلَْي َها‬ ‫ت ما قَ َال ىِل َشيئًا ‪َ .‬ف ُق ْلن هَل ا َكلِّ ِم ِيه حىَّت ي َكلِّم ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ضا ‪َ ،‬فلَ ْم َي ُق ْل هَلَا َشْيئًا ‪ ،‬فَ َسأَلَْن َها ‪َ .‬ف َقالَ ْ َ‬ ‫أَيْ ً‬
‫ِ‬ ‫فَ َكلَّمْته ‪َ .‬ف َق َال هَل ا « الَ ُتؤ ِذيىِن ىِف عائِشةَ ‪ ،‬فَِإ َّن الْوحى مَل يأْتِىِن ‪ ،‬وأَنَا ىِف َثو ِ ٍ‬
‫ت‬‫ب ْامَرأَة إِالَّ َعائ َشةَ » ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬فَأ َْر َس ْل َن إِىَل‬ ‫اطمةَ بِْنت رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ .‬مُثَّ إن َُّه َّن َد َع ْو َن فَ َ َ َ ُ‬
‫َف َقالَت أَتُوب إِىَل اللَّ ِه ِمن أَ َذ َاك يا رس َ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ك اللَّه الْع ْد َل ىِف بِْن ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ت ُق ُ ِ‬ ‫رس ِ‬
‫ت أَىِب بَ ْك ٍر ‪ .‬فَ َكلَّ َمْتهُ ‪َ .‬ف َق َال « يَا بَُنيَّةُ ‪ ،‬أَالَ‬ ‫ول إِ َّن ن َساءَ َك َيْن ُش ْدنَ َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ت أَ ْن َتْر ِج َع ‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫َخَبَر ْت ُه َّن ‪َ .‬ف ُق ْل َن ْارجعى إِلَْيه ‪ .‬فَأَبَ ْ‬ ‫ت إِلَْي ِه َّن ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ت َبلَى ‪َ .‬فَر َج َع ْ‬ ‫ب » ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫ني َما أ ُِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫حُت بِّ َ‬
‫ك اللَّه الْع ْد َل ىِف بِْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ابْ ِن أَىِب‬ ‫ت إِ َّن ن َساءَ َك َيْن ُش ْدنَ َ َ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬وقَالَ ْ‬ ‫ش ‪ ،‬فَأََتْتهُ فَأَ ْغلَظَ ْ‬ ‫ت َج ْح ٍ‬ ‫ب بِْن َ‬ ‫فَأ َْر َس ْل َن َز ْينَ َ‬
‫قُ َحافَةَ ‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬لََيْنظُُر إِىَل‬ ‫اع َدةٌ ‪ ،‬فَ َسبَّْت َها َحىَّت إِ َّن َر ُس َ‬ ‫َفر َفعت صو َتها ‪ ،‬حىَّت َتنَاولَت عائِ َشةَ ‪ .‬وهى قَ ِ‬
‫ََْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ َ‬
‫ت َفنَظََر النَّىِب ُّ ‪ - -‬إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َكتَْت َها ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫ب ‪َ ،‬حىَّت أ ْ‬ ‫ت َعائ َشةُ َتُر ُّد َعلَى َز ْينَ َ‬ ‫َعائ َشةَ َه ْل تَ َكلَّ ُم قَ َال َفتَ َكلَّ َم ْ‬
‫ِ‬
‫ت أَىِب بَ ْك ٍر » ‪.134‬‬ ‫َعائ َشةَ ‪َ ،‬وقَ َال « إِن ََّها بِْن ُ‬

‫‪ - 131‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18631()346‬صحيح‬


‫‪ - 132‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18632()346‬صحيح‬
‫‪ - 133‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 18633()346‬صحيح‬
‫‪ - 134‬صحيح البخارى(‪) 2581‬‬

‫‪46‬‬
‫احىِب إِىَل أ ُِّم َسلَ َمةَ ‪،‬‬ ‫وعن عرو َة‪ ،‬قَ َال َكا َن النَّاس يتَحَّرو َن هِب َداياهم يوم عائِ َشةَ قَالَت عائِ َشةُ فَاجتَمع صو ِ‬
‫ْ َ َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ َ ُ ْ َْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫يد اخْلَْيَر َك َما تُِر ُ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم َي ْو َم َعائ َشةَ ‪َ ،‬وإِنَّا نُِر ُ‬ ‫هِب‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يدهُ َعائ َشةُ ‪،‬‬ ‫َّاس َيتَ َحَّر ْو َن َ َدايَ ُ‬ ‫َف ُق ْل َن يَا أ َُّم َسلَ َمةَ ‪َ ،‬والله إ َّن الن َ‬
‫ت‬‫ت فَ َذ َكَر ْ‬ ‫ث َما َد َار ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ث َما َكا َن أ َْو َحْي ُ‬ ‫َّاس أَ ْن يُ ْه ُدوا إِلَْي ِه َحْي ُ‬‫ول الله ‪ - -‬أَ ْن يَأْ ُمَر الن َ‬
‫فَم ِرى رس َ َّ ِ‬
‫ُ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعىِّن ‪َ ،‬فلَ َّما َكا َن ىِف‬ ‫َعَر َ‬ ‫ت لَهُ َذ َاك فَأ ْ‬‫ض َعىِّن ‪َ ،‬فلَ َّما َع َاد إِىَلَّ ذَ َك ْر ُ‬ ‫َعَر َ‬ ‫ت فَأ ْ‬ ‫ك أ ُُّم َسلَ َمةَ للنَّىِب ِّ ‪ - -‬قَالَ ْ‬ ‫َذل َ‬
‫اف‬‫الثَّالِث ِة ذَ َكرت لَه َف َق َال « يا أ َُّم سلَمةَ الَ ُتؤ ِذيىِن ىِف عائِشةَ ‪ ،‬فَِإنَّه واللَّ ِه ما َنز َل علَى الْوحى وأَنَا ىِف حِل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َّ َ ْ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬
‫‪135‬‬
‫ْامَرأ ٍَة ِمْن ُك َّن َغرْيِ َها » ‪.‬‬
‫احيِب أَ ْن أُ َكلِّم رس َ ِ‬ ‫وعن أ ُِّم سلَمةَ ‪ ،‬قَالَت ‪َ :‬كلَّمنَيِن صو ِ‬
‫ث َكا َن ‪،‬‬ ‫َّاس َفُي ْه ُدوا لَهُ َحْي ُ‬ ‫ول اهلل ‪‬أَ ْن يَأْ ُمَر الن َ‬ ‫ََُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ب عائِ َشةَ ‪ ،‬فَس َكت رس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم َي ْو َم َعائِ َشةَ ‪َ ،‬وإِنَّا حُنِ ُّ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬ومَلْ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ب اخْلَْيَر َك َما حُت ُّ َ‬ ‫فَإ َّن الن َ‬
‫َّاس َيتَ َحَّر ْو َن َ َدايَ ُ‬
‫ت ‪ :‬فَ َكلَّ ْمتُهُ ِمثْ َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَبْر ُت ُه َّن أَنَّهُ مَلْ يُ َكلِّ ْميِن ‪َ ،‬ف ُق ْل َن َواللَّه الَ نَ َدعُهُ ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ص َواحيِب ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫يَُراج ْعيِن ‪ ،‬فَ َجاءَيِن َ‬
‫اهلل ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬يَا أ َُّم َسلَ َمةَ الَ ُت ْؤ ِذييِن يِف َعائِ َشةَ ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َر ُس ُ‬ ‫ك يَ ْس ُك ُ‬ ‫الْ َم َقالَِة اأْل ُوىَل َمَّر َتنْي ِ أ َْو ثَالَثًا ُك ُّل َذل َ‬
‫ت ‪ :‬أَعُوذُ بِاللَّ ِه أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫فَِإيِّن واللَّ ِه ما َنز َل الْوحي علَي وأَنَا يِف بي ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫ت ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت ْامَرأَة م ْن ن َسائي َغْيَر َعائ َشةَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ‬
‫‪136‬‬
‫َسوءَ َك يِف َعائِ َشةَ‪.‬‬ ‫أُ‬
‫وعن عائشة أهنا قالت ما غرت على امرأة لرسول اهلل ‪‬كما غرت خلدجية لكثرة ذكر رسول اهلل ‪‬إياها‬
‫‪137‬‬
‫وثنائه عليها وقد أوحي إىل رسول اهلل ‪‬أن يبشرها ببيت يف اجلنة ‪.‬‬
‫اهلل ‪‬يِف مر ِض ِه الَّ ِذي قُبِ ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ض فيه ‪ :‬إِنَّهُ لَُي َه ِّو ُن َعلَ َّي الْ َم ْو َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ت ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن َعائ َشةَ َر ِض َي اللَّهُ َعْن َها قَالَ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪138‬‬ ‫أَيِّن أُِريتُ ِ‬
‫ك َز ْو َجيِت يِف اجْلَنَّة"‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ‪‬يِف ِخ ْرقَِة َح ِري ٍر ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬هذه َز ْو َجتُ َ‬
‫ك‬ ‫ول ِ‬ ‫السالَم إِىَل رس ِ‬
‫يل َعلَْيه َّ ُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬جاءَ يِب جرْب ُ‬
‫ِ‬
‫وع ْن َعائ َشةَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪139‬‬
‫يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َواآلخَرة‪.‬‬
‫ال ‪ :‬أ ََما َت ْرضَنْي َ أَ ْن تَ ُكويِن َز ْو َجيِت‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَنَا ‪َ ،‬ف َق ُ‬ ‫ت ‪َ :‬فتَ َكلَّ ْم ُ‬ ‫ول اهلل ‪‬ذَ َكَر فَاط َمةَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫وع ْن َعائ َشةَ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪140‬‬ ‫اآلخر ِة ؟ ُق ْلت ‪ :‬بلَى واللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأَنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َواآلخَرة‪.‬‬ ‫ت َز ْو َجيِت يِف ُّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫الد ْنيَا َو َ‬ ‫يِف ُّ‬

‫‪ - 135‬صحيح البخارى(‪) 3775‬‬


‫‪ - 136‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7109()43‬صحيح‬
‫‪ - 137‬السنن الكربى لإلمام النسائي الرسالة ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )8303()274‬صحيح‬
‫‪ - 138‬اآلحاد واملثاين (‪ )3008‬صحيح‬
‫‪ - 139‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7094()6‬صحيح‬
‫‪ - 140‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7095()6‬صحيح‬

‫‪47‬‬
‫ت ‪ :‬فَ ُخيِّ َل‬ ‫ك يِف اجْل ن َِّة ؟ قَ َال ‪ :‬أَما إِن ِ ِ‬ ‫وعن عائِ َشةَ ‪ ،‬أَنَّها قَالَت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫َّك مْن ُه َّن ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اج َ‬‫ول اهلل ‪َ ،‬م ْن أ َْز َو ُ‬ ‫َ ْ َ َُ‬ ‫َْ َ‬
‫‪141‬‬
‫َن َذ َاك أَنَّهُ مَلْ َيَتَز َّو ْج بِكًْرا َغرْيِ ي‪.‬‬ ‫إِيَلَّ أ َّ‬
‫ِِ‬
‫ين آَ َمنُوا‬ ‫ب اللَّهُ َمثَاًل للَّذ َ‬ ‫ضَر َ‬‫وقال تعاىل عن أسيا بنت مزاحم وعن مرمي بنت عمران عليهما السالم ‪َ {:‬و َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني (‬ ‫ب ابْ ِن يِل عْن َد َك َبْيتًا يِف اجْلَنَّة َوجَنِّيِن م ْن فْر َع ْو َن َو َع َمله َوجَنِّيِن م َن الْ َق ْوم الظَّالم َ‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫ا ْمَرأََة ف ْر َع ْو َن إِ ْذ قَالَ ْ‬
‫ات َر ِّب َها َو ُكتُبِ ِه‬‫وحنَا وص َّدقَت بِ َكلِم ِ‬ ‫‪ )11‬ومرمَي ابنَت ِعمرا َن الَّيِت أَحصنَت َفرجها َفَن َفخنَا فِ ِيه ِمن ر ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ ََ‬ ‫َ َْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ني (‪[ } )12‬التحرمي‪]12 ،11/‬‬ ‫ِِ‬ ‫و َكانَ ِ‬
‫ت م َن الْ َقانت َ‬ ‫َ ْ‬
‫ني إِلي ِه ْم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ين إِ َذا َكانُوا حُمْتَاج َ‬‫ضُّر ُه ْم خُمَالَطَةُ ال َكاف ِر َ‬
‫ني َعلَى أَن َُّه ْم الَ تَ ُ‬ ‫ضَربَهُ اهللُ َت َعاىَل ل ْل ُم ْؤمن َ‬ ‫آخُر َ‬ ‫َو َه َذا َمثَ ٌل َ‬
‫ضَّر ْامرأَتَهُ ُك ْفُر َز ْو ِج َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صةً هلل ‪َ ،‬و َكا َن ف ْر َع ْو ُن طَاغيَةً َجبَّاراً ‪ ،‬فَ َما َ‬
‫ت امرأَةُ فِرعو َن م ْؤ ِمنَةً خُمْلِ ِ‬
‫َ‬ ‫َف َق ْد َكانَ ْ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ب َغرْيِ ِه ‪َ .‬وقَ ْد َسأَلَت ْامرأَةُ‬ ‫َحداً بِ َذنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن اهلل ح ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم َعاد ٌل ‪ ،‬الَ يُ َؤاخ ُذ أ َ‬ ‫َّاس أ َّ َ َ ٌ‬ ‫ت َربَّ َها لَي ْعلَ َم الن ُ‬ ‫اع ْ‬‫ني أَطَ َ‬ ‫حَ‬
‫فِْر َع ْو َن َربَّ َها أَ ْن جَيْ َعلَ َها قَ ِريبَةً ِم ْن َرمْح َتِ ِه ‪َ ،‬وأَ ْن َيْبيِن َ هَلَا ِعْن َدهُ بَيتاً يِف اجلَن َِّة ‪َ ،‬وأَ ْن يُْن ِق َذ َها ِم ْن فِْر َع ْو َن َوأ َْع َمالِِه‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫اخلَبِيثَة ‪َ ،‬وأَ ْن يُنَ ِّج َيها م ْن َق ْومه الظَّالم َ‬
‫الد ْنيا و ِ‬
‫اآلخَر ِة‬ ‫ٍ‬ ‫وضرب اهلل مثَالً آخر لِلَّ ِذين آمنُوا ح َال مرمَي ابنة ِعمرا َن ‪ ،‬وما أُوتِي ِ‬
‫ت م ْن َكَر َامة يِف ُّ َ َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ‬ ‫َ ََ َ ُ َ َ َ َ َ َ َْ َ‬
‫ور ِة بَ َش ٍر َد َخل َعلَ َيها ‪َ ،‬و ِهي يِف‬ ‫َّل هَلَا يِف َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اها اهللُ َربُّ َها ‪َ ،‬وأ َْر َس َل إِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صَ‬ ‫ليها َملَكاً َكرمياً َم ْن َمالَئ َكته مَتَث َ‬ ‫فاصطََف َ‬‫ْ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ويَ ُكو َن نِبِيّاً‬ ‫اهلل ِمن َشِّر ِه ‪َ ،‬فبشَّرها بِأَنَّها سي ُكو ُن هَل ا ولَ ٌد يولَ ُد بِ َكلِم ٍة ِمن ِ‬ ‫خ ْلوهِتَا ‪ ،‬فَاسَتعا َذ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫تب ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫َك ِرمياً ‪.‬‬
‫اهلل ‪َ ،‬وبِ ُكتُبِ ِه اليِت‬ ‫السالَم ‪ ،‬وص َّدقَت مرمَي بِ َشرائِ ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل فَحملَ ِ ِ‬ ‫وح ِ‬ ‫ك ِم ْن ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى ‪َ ،‬علَْيه َّ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ت بع َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َو َن َف َخ ف َيها امللَ ُ‬
‫أَْنزهَل ا علَى رَسلِ ِه وأَنْبِيائِِه ‪ ،‬و َكانَت يِف ِع َد ِاد ال َقانِتِني العابِ ِدين امل ِطيعِني ِ‬
‫هلل َت َعاىَل ‪.‬‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫ََ َ ُُ َ َ َ ْ‬
‫اك وطَ َّهر ِك واصطََف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َعلَى‬ ‫اصطََف َ َ َ ْ‬ ‫وقال تعاىل حبق مرمي عليها السالم { َوإِ ْذ قَالَت الْ َماَل ئ َكةُ يَا َم ْرمَيُ إِ َّن اللَّهَ ْ‬
‫ك واسج ِدي وار َكعِي مع َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني (‪[ })43‬آل عمران‪]43-42/‬‬ ‫الراكع َ‬ ‫ََ‬ ‫ني (‪ )42‬يَا َم ْرمَيُ ا ْقنُيِت لَربِّ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ن َساء الْ َعالَم َ‬
‫ينوه تعاىل بفضيلة مرمي وعلو قدرها‪ ،‬وأن املالئكة خاطبتها بذلك فقالت { يا مرمي إن اهلل اصطفاك }‬
‫وطهرك } من اآلفات املنقصة { واصطفاك على نساء العاملني } االصطفاء األول يرجع‬ ‫أي‪ :‬اختارك { ّ‬
‫إىل الصفات احلميدة واألفعال السديدة‪ ،‬واالصطفاء الثاين يرجع إىل تفضيلها على سائر نساء العاملني‪ ،‬إما‬
‫على عاملي زماهنا‪ ،‬أو مطلقا‪ ،‬وإن شاركها أفراد من النساء يف ذلك كخدجية وعائشة وفاطمة‪ ،‬مل يناف‬
‫االصطفاء املذكور‪ ،‬فلما أخربهتا املالئكة باصطفاء اهلل إياها وتطهريها‪ ،‬كان يف هذا من النعمة العظيمة‬
‫واملنحة اجلسيمة ما يوجب هلا القيام بشكرها‪ ،‬فلهذا قالت هلا املالئكة‪ { :‬يا مرمي اقنيت لربك }‬

‫‪ - 141‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7096()6‬صحيح‬

‫‪48‬‬
‫{ اقنيت لربك } القنوت دوام الطاعة يف خضوع وخشوع‪ { ،‬واسجدي واركعي مع الراكعني } خص‬
‫السجود والركوع لفضلهما وداللتهما على غاية اخلضوع هلل‪ ،‬ففعلت مرمي‪ ،‬ما أمرت به شكرا هلل تعاىل‬
‫وطاعة‪ ،‬وملا أخرب اهلل نبيه مبا أخرب به عن مرمي‪ ،‬وكيف تنقلت هبا األحوال اليت قيضها اهلل هلا‪ ،‬وكان هذا‬
‫‪142‬‬
‫من األمور الغيبية اليت ال تعلم إال بالوحي‪.‬‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 142‬تفسري السعدي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)130‬‬

‫‪49‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫في صفة دخول أهل الجنة الجنََّة‬

‫اب ِم ْن أ َْب َواهِبَا ‪َ ,‬و َج ُدوا‬ ‫اق الَّ ِذين َّات ُقوا ربَّهم إِىَل اجْل ن َِّة ُزمرا ‪ ،‬حىَّت إِ َذا أََتوا إِىَل ب ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ًَ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫عن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬يُ َس ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ‪ ،‬فعمدوا إِىَل أ ِمِه‬ ‫ت ساقِها عينَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َحد َا َكأَمَّنَا أُمُروا فَ َش ِربُوا مْن َها ‪ ،‬فَأَ ْذ َهبَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ان جَتْ ِريَ ِ َ َ َ ُ‬ ‫عْن َدهُ َش َجَر ًة خَي ُْر ُج م ْن حَتْ َ َ َ ْ‬
‫ضَر ِة النَّعِي ِم ‪،‬‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم بِنَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫هِنِ ِ‬
‫ُخَرى َفتَطَ َّهُروا مْن َها فَ َجَر ْ‬ ‫َما يِف بُطُو ْم م ْن قَ َذ ٍر َوأَ ًذى أ َْو بَأْ ٍس ‪ ،‬مُثَّ َع َم ُدوا إِىَل اأْل ْ‬
‫ان ‪ ،‬مُثَّ ا ْنَت َه ْوا إِىَل‬ ‫ث أَ ْشعارهم َكأَمَّنَا د ِهنُوا بِالدِّه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َفلَ ْم يُغَِّيُروا َومَلْ ُتغََّي ْر أَبْ َش ُار ُه ْم َب ْع َد َها أَبَ ًدا ‪َ ،‬ومَلْ تَ ْش َع ْ َ َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خزنَِة اجْل ن َِّة َف َقالُوا‪{ :‬و ِس َّ ِ‬
‫ت أ َْب َوابُ َها َوقَ َال هَلُ ْم‬ ‫وها َوفُت َح ْ‬ ‫ين َّات َق ْوا َربَّ ُه ْم إِىَل اجْلَنَّة ُز َمًرا َحىَّت إِ َذا َج ُاؤ َ‬ ‫يق الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫اه ْم أ َْو َتلَ َّقْت ُه ُم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين} (‪ )73‬سورة الزمر‪ ،‬قال ‪ :‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ َت ْل َق ُ‬ ‫وها َخالد َ‬ ‫َخَز َنُت َها َساَل ٌم َعلَْي ُك ْم طْبتُ ْم فَ ْاد ُخلُ َ‬
‫ِ مِب‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫الد ْنيَا بِاحْلَمي ِم َي ْق َد ُم م ْن َغْيبَته َي ُقولُو َن لَهُ ‪ :‬أَبْش ْر َا أ ََع َّد اللَّهُ‬ ‫ف َولَ َدا ُن أ َْه ِل ُّ‬ ‫الْ ِولْ َدا ُن يُطََّي ُفو َن ْم ‪َ ،‬ك َما يُطَيَّ ُ‬
‫ض أ َْزو ِاج ِه ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ك ِم َن الْ َكَر َام ِة ‪ ،‬مُثَّ َيْنطَل ُق غُاَل ٌم ِم ْن أ َْه ِل أُولَئِ َ‬
‫ول ‪ :‬قَ ْد‬ ‫ني َفَي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ك الْ ِولْ َدان إىَل َب ْع ِ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا َرأ َْيتُهُ ‪َ ،‬و ُهو َذا يَأْيِت‬
‫َ‬ ‫ت َرأ َْيتَهُ ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫الد ْنيَا َفَي ُقولُو َن ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫َجاءَ فُاَل ٌن بِامْسِ ِه الَّ ِذي َكا َن يُ ْد َعى بِِه يِف ُّ‬
‫اس بُْنيَانِِه ‪ ،‬فَِإ َذا َجْن َد ُل‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب ِ‬ ‫ف إِ ْح َد ُاه َّن الْ َفَر َح َحىَّت َت ُق َ‬ ‫َفيَ ْستَ ِخ ُّ‬
‫َس ِ‬ ‫وم َعلَى بَا َا ‪ ،‬فَإ َذا ا ْنَت َهى إىَل َمْن ِزله نَظََر إىَل أ َ‬
‫َن اللَّهَ‬ ‫َص َفُر َوأَمْح َُر ِم ْن ُك ِّل لَ ْو ٍن ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َرأْ َسهُ إِىَل َس ْق ِف ِه فَِإ َذا ِمثْ ُل الَْب ْر ِق ‪َ ،‬فلَ ْواَل أ َّ‬ ‫ضُر ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َخ َ‬‫اللُّ ْؤلُ ِؤ َف ْوقَهُ أ ْ‬
‫ص ُفوفَ ٍة ‪َ ،‬و َز َرايِب ٍّ‬ ‫اب موض ٍ‬ ‫ِِ‬
‫وعة ‪َ ،‬م ْ‬ ‫صُرهُ ‪ ،‬مُثَّ َرأْ َسهُ َفنَظََر إِىَل أ َْز َواجه ‪َ ،‬وأَ ْك َو ٍ َ ْ ُ َ‬ ‫ب بَ َ‬ ‫َّرهُ أَل َمَلَّ أَ ْن يَ ْذ َه َ‬
‫َت َعاىَل قَد َ‬
‫ص ُدو ِر ِهم ِّم ْن ِغ ٍّل جَتْ ِري ِمن حَتْتِ ِه ُم‬ ‫{و َنَز ْعنَا َما يِف ُ‬ ‫ِّع َمة ‪ ،‬مُثَّ اتَّ َك ْوا َف َقالُوا ‪َ :‬‬
‫ك الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َمْبثُوثَة ‪َ ،‬فنَظََر إِىَل ت ْل َ ْ‬
‫ٍ‬
‫اءت ُر ُس ُل َربِّنَا بِاحْلَ ِّق‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِل‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ي لَ ْوال أَ ْن َه َدانَا اللّهُ لََق ْد َج ْ‬ ‫األَْن َه ُار َوقَالُواْ احْلَ ْم ُد للّه الذي َه َدانَا ََذا َو َما ُكنَّا لَن ْهتَد َ‬
‫وها مِب َا ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} (‪ )43‬سورة األعراف‪ ،‬مُثَّ يُنَ ِادي ُمنَ ٍاد حَتَْي ْو َن فَاَل‬ ‫ِ‬
‫ودواْ أَن ت ْل ُك ُم اجْلَنَّةُ أُو ِر ْثتُ ُم َ‬ ‫َونُ ُ‬
‫‪143‬‬
‫ضو َن أَبَ ًدا "‬ ‫مَتُوتُو َن أَب ًدا ‪ ،‬وتُِقيمو َن فَاَل تَظْعنُو َن أَب ًدا ‪ ،‬وتَ ِ‬
‫ص ُّحو َن فَاَل مَتَْر ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫أبشار ‪ :‬مجع بشرة وهي جلد اإلنسان ‪ -‬األسكفة ‪ :‬عتبة تكون حتت الباب ‪ -‬املرج ‪ :‬األرض الواسعة‬
‫ذات الكأل واملاء‬
‫وي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خطََبنَا عُْتبَةُ بْ ُن َغ ْز َوا َن ‪ ،‬فَ َح ِم َد اللَّهَ َوأَْثىَن َعلَْي ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أ ََّما َب ْع ُد ‪،‬‬ ‫و َع ْن َخالِ ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ الْ َع َد ِّ‬
‫الد ْنيا قَ ْد آذَنَت بِصرٍم ‪ ،‬وولَّت ح َّذاء ‪ ،‬ومَل يبق ِمْنها إِالَّ صبابةٌ َكصباب ِة ا ِإلنَ ِاء ‪ ،‬يتَصابُّها ص ِ‬ ‫ِ‬
‫احُب َها ‪،‬‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َُ َ َُ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َْ َ َ‬ ‫فَإ َّن ُّ َ‬
‫َن احْلَ َجَر يُْل َقى‬ ‫ضَرتِ ُك ْم ‪ ،‬فَِإنَّهُ قَ ْد ذُكَِر لَنَا أ َّ‬ ‫َوإِنَّ ُك ْم ُمْنتَ ِقلُو َن ِمْن َها إِىَل َدا ٍر الَ َز َو َال هَلَا ‪ ،‬فَا ْنتَ ِقلُوا خِب َرْيِ َما حِب َ ْ‬
‫جبتُ ْم ‪َ ،‬ولََق ْد ذُكَِر لَنَا‬ ‫ِمن َش َف ِة جهنَّم ‪َ ،‬فيه ِوي فِيها سبعِني عاما ‪ ،‬الَ ي ْد ِر ُك هَل ا َقعرا ‪ ،‬وو ِ‬
‫اهلل لَتُ ْمأل َّ‬
‫َن ‪ ،‬أََف َع ْ‬ ‫َ ًْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ َ ً‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫ْ‬
‫الز َح ِام ؛‬ ‫ظ ِم َن ِّ‬ ‫ني َسنَةً ‪َ ،‬ولَيَأْتِنَي َّ َعلَْي َها َي ْو ٌم َو ُه َو َك ِظي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا ِري ِع اجْلَنَّة َمس َريةُ أ َْربَع َ‬
‫َن ما ب ِمصر ِ‬
‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬ ‫أ َّ َ َنْي َ ْ َ َ‬
‫‪ - 143‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين (‪ ) 295‬واملطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقالين(‪ ) 4725‬هذا حديث صحيح وحكمه حكم‬
‫املرفوع ‪ ،‬إذ ال جمال للرأي يف مثل هذه األمور ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت أَ ْش َدا ُقنَا ‪ ،‬فَالَْت َقطْ ُ‬ ‫َّج ِر ‪َ ،‬حىَّت قَ ِر َح ْ‬ ‫َولََق ْد َرأ َْيتُيِن َساب َع َسْب َعة َم َع َر ُسول اهلل ‪َ ،‬ما لَنَا طَ َع ٌام إالَّ َو َر ُق الش َ‬
‫ص ِف َها‪.‬‬ ‫ك ‪ ،‬فَاتَّزر ِ‬
‫ت بِن ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫بر َد ًة ‪ ،‬فَ َش َق ْقُتها بييِن وبنْي َ سع ِد ب ِن مالِ ٍ‬
‫َ َْ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫ُْ‬
‫واتَّزر سع ٌد بِنِص ِفها ‪ ،‬فَما أَصبح الْيوم ِمنَّا أَح ٌد ‪ ،‬إِالَّ أَصبح أ َِمريا علَى ِمص ٍر ِمن األَمصا ِر ‪ ،‬وإِيِّن أَعوذُ بِاهللِ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َْ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َ َ َْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ‪َ ،‬حىَّت يَ ُكو َن آخُر‬ ‫اس َخ ْ‬ ‫صغ ًريا ‪َ ،‬وإن ََّها مَلْ تَ ُك ْن نُُب َّوةٌ إالَّ َتنَ َ‬ ‫يما ‪َ ،‬وعْن َد اهلل َ‬ ‫أَ ْن أَ ُكو َن يِف َن ْفسي َعظ ً‬
‫‪144‬‬
‫َعاقِبَتِ َها ُم ْل ًكا ‪ ،‬فَ َستَ ْخُبُرو َن َوجُتَِّربُو َن األ َُمَراءَ َب ْع َدنَا "‪.‬‬
‫آذن ‪ :‬أعلم ‪ -‬حذاء ‪ :‬مسرعة االنقطاع ‪ -‬األشداق ‪ :‬جوانب الفم ‪-‬الصبابة ‪ :‬البقية اليسرية من الشراب‬
‫تبقى أسفل اإلناء ‪-‬الصرم ‪ :‬االنقطاع والذهاب ‪-‬قرحت ‪ :‬خرجت هبا قروح ‪-‬الكظيظ ‪ :‬املمتلئ‬
‫املزحوم‬
‫ب عُْتبَةُ بْ ُن َغ ْز َوا َن ‪ ،‬فَ َح ِم َد اللَّهَ َوأَْثىَن َعلَْي ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أ ََّما َب ْع ُد فَِإ َّن ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫وع ْن َخالد بْ ِن عُ َمرْي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خطَ َ‬ ‫َ‬
‫َح ُد ُك ْم ‪َ ،‬وإِنَّ ُك ْم ُمْنتَ ِقلُو َن‬ ‫قَ ْد آ َذنَت بِصرٍم ‪ ،‬وولَّت ح َّذاء ‪ ،‬وإِمَّنَا ب ِقي ِمْنها صبابةٌ َك ِ ِ‬
‫صبَابَة ا ِإلنَاء َ‬
‫صَّب َها أ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َُ َ ُ‬
‫َن احْلَ َجَر يُْل َقى ِم ْن َش ِف ِري‬ ‫يد ِم َن اخْلَرْيِ ‪َ -‬فلَ َق ْد َبلَغَيِن أ َّ‬ ‫ضَرتِ ُك ْم ‪ -‬يُِر ُ‬ ‫ِمْن َها إِىَل َدا ٍر الَ َز َو َال هَلَا ‪ ،‬فَا ْنتَ ِقلُوا َما حِب َ ْ‬
‫اع ِي‬ ‫صَر َ‬
‫ِ‬
‫َن َما َبنْي َ م ْ‬ ‫َن ‪ ،‬أََف َع ِجْبتُ ْم َولََق ْد ذُكَِر يِل أ َّ‬ ‫جهنَّم ‪ ،‬فَما يبلُ ُغ هَل ا َقعرا سبعِني عاما ‪ ،‬وامْي ِ‬
‫اهلل لَتُ ْمأَل َّ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ ْ ً َ ْ َ َ ً َ ُ‬
‫ول‬‫الزح ِام ‪ ،‬ولََق ْد رأَيتُيِن سابِع سبع ٍة مع رس ِ‬ ‫اجْل ن َِّة م ِسري َة أَربعِني عاما ‪ ،‬ولَيأْتِ َّ علَي ِه يوم وهو َك ِظي ٌ ِ‬
‫ظ م َن ِّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ً َ َ نَي َ ْ َ ْ ٌ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬ما لَنَا طَعام إِالَّ ور ُق الشَّج ِر حىَّت قَ ِرح ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بُْر َد ًة ‪ ،‬فَ َش َق ْقُت َها َبْييِن َو َبنْي َ‬ ‫ت مْنهُ أَ ْش َدا ُقنَا ‪َ ،‬ولََقد الَْت َقطْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ ََ‬ ‫َ‬
‫ص ٍر ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سع ٍد ‪ ،‬فَاتَّزرت بِنِص ِفها ‪ ،‬واتَّزر سع ٌد بِنِ ِ‬
‫َصبَ َح أَم ًريا َعلَى م ْ‬ ‫َح ٌد الَْي ْو َم َح ٌّي إِالَّ أ ْ‬
‫صف َها َما منَّا أ َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ََ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫صا ِر ‪ ،‬وأَعُوذُ بِاللَّ ِه أَ ْن أَ ُكو َن َع ِظيما يِف َن ْف ِسي َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َحىَّت‬ ‫اس َخ ْ‬ ‫صغ ًريا عْن َد اهلل ‪َ ،‬وإن ََّها مَلْ تَ ُك ْن نُُب َّوةٌ إالَّ َتنَ َ‬ ‫ً‬ ‫األ َْم َ َ‬
‫‪145‬‬
‫تَ ُكو َن َعاقِبَُت َها ُم ْل ًكا َستُْبلُو َن اأْل َُمَراءَ َب ْع َدنَا‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ :‬ما ب ُك ِّل ِمصر ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن َح ِكي ِم بْ ِن ُم َعا ِويَةَ ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫صا ِري ِع اجْلَنَّة َسْبع َ‬
‫ني‬ ‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َنْي َ‬ ‫َ‬
‫َّق ِمْنهُ َب ْع ُد األَْن َه ُار"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسنَةً ‪َ ،‬وإِ َّن يِف اجْلَنَّة حَبَْر الْ َماء ‪َ ،‬وحَبَْر اخْلَ ْم ِر ‪َ ،‬وحَبَْر اللَّنَب ِ ‪َ ،‬وحَبَْر الْ َع َس ِل ‪ ،‬مُثَّ تُ َشق ُ‬
‫‪146‬‬

‫آخُر َها َوأَ ْكَر ُم َها‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال « أَْنتُم تُوفُو َن سبعِني أ َُّمةً أَْنتُم ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن َح ِكي ِم بْ ِن ُم َعا ِويَةَ َع ْن أَبِ ِيه أ َّ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ني َعاماً َولَيَأْتِنَّيَّ َعلَْي ِه َي ْو ٌم َوإِنَّهُ لَ َك ِظي ٌ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا ِري ِع اجْلَنَّة َمس َريةُ أ َْربَع َ‬
‫علَى اللَّ ِه عَّز وج َّل وما ب ِمصر ِ‬
‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬ ‫َ َ َ َ َ َنْي َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪147‬‬
‫» ‪ .‬الكظيظ ‪ :‬املمتلئ املزحوم‬

‫‪ - 144‬صحيح مسلم (‪) 7625‬‬


‫‪ - 145‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7121()60‬صحيح‬
‫‪ - 146‬اآلحاد واملثاين(‪ )1475‬صحيح‬
‫‪ - 147‬مسند أمحد (‪ )20558‬صحيح‬

‫‪51‬‬
‫صا ِري ِع اجْلَن َِّة لَ َك َما‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬والَّ ِذي َن ْف ِسي بِي ِد ِه ‪ ،‬إِ َّن ما ب الْ ِمصر ِ‬
‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬ ‫َ َنْي َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫َبنْي َ َم َّكةَ َو َه َجَر ‪ ،‬أ َْو َك َما َبنْي َ َم َّكةَ َوبُ ْ‬
‫‪148‬‬
‫صَرى‪;.‬‬
‫ك‬‫ف ‪َ -‬ش َّ‬ ‫وعن س ْه ِل بْ ِن س ْع ٍد قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « - -‬لَي ْد ُخلَ َّن اجْل نَّةَ ِمن أ َُّمىِت سْبعو َن أَلْ ًفا أَو سْبع ِمائَِة أَلْ ٍ‬
‫ْ َُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫آخرهم اجْل نَّةَ ‪ ،‬ووجوههم علَى ضوءِ‬ ‫ض ‪ ،‬حىَّت ي ْدخل أ ََّوهُل م و ِ‬ ‫ني ‪ ،‬آخ ٌذ ب ْع ُ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِه‬ ‫ىِف أ ِ‬
‫ض ُه ْم بَب ْع ٍ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ ُ ُ َ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َحد َا ‪ُ -‬متَ َماسك َ‬ ‫َ‬
‫الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر » ‪.‬‬
‫‪149‬‬

‫ف ‪ -‬الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « لَي ْد ُخلَ َّن اجْل نَّةَ ِمن أ َُّمىِت سْبعو َن أَو سْبع ِمائَِة أَلْ ٍ‬
‫َُ ْ َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد أ َّ‬‫َ‬
‫آخُر ُه ْم ‪،‬‬ ‫آخ ٌذ بعضهم بعضا ‪ ،‬الَ ي ْدخل أ ََّوهُل م حىَّت ي ْدخل ِ‬ ‫اس ُكو َن ‪ِ ،‬‬ ‫ي ْد ِرى أَبو حا ِزٍم أ َُّيهما قَ َال ‪ -‬متَم ِ‬
‫َ ُ ُ ُْ َ َ ُ َ‬ ‫َْ ُُ ْ َْ ً‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْدر » ‪.‬‬
‫ِ ‪150‬‬
‫صَ‬ ‫وه ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫َن النَّىِب ‪ --‬قَ َال « ي ْدخل أَهل اجْل ن َِّة اجْل نَّةَ جردا مردا م َك َّحلِني أَبنَاء ثَالَثِني أَو ثَالَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ ً ُْ ً ُ‬ ‫وع ْن ُم َعاذ بْ ِن َجبَ ٍل أ َّ َّ‬ ‫َ‬
‫‪151‬‬
‫ني َسنَةً »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوثَالَث َ‬
‫اجلرد ‪ :‬مجع أجرد وهو الذى نزع عنه الشعر ‪-‬املرد ‪ :‬مجع أمرد واملرد نقاء اخلدين من الشعر‬
‫َ‬
‫‪152‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ "‬أ َْه ُل اجْلَن َِّة ُج ْر ٌد ُم ْر ٌد ُك ْح ٌل الَ َي ْفىَن َشبَابُ ُه ْم َوالَ َتْبلَى ثِيَابُ ُه ْم "‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪،‬‬‫بيضا ‪ ،‬ج َع ًادا ‪ُ ،‬م َك َّحل َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَ ْد ُخ ُل أ َْه ُل اجْلَنَّة اجْلَنَّةَ ُج ْر ًدا ‪ُ ،‬م ْر ًدا ‪ً ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ض َسْب ِع أَ ْذ ُر ٍع‪.‬‬ ‫اعا يِف َع ْر ِ‬ ‫ني ‪َ ،‬علَى َخ ْل ِق َ‬
‫‪153‬‬
‫آد َم ‪ ،‬طُولُهُ ستُّو َن ذ َر ً‬ ‫أ َْبنَاءَ ثَالَث َوثَالَث َ‬
‫اجلرد ‪ :‬مجع أجرد وهو الذى نزع عنه الشعر ‪-‬اجلعاد ‪ :‬مجع جعد وهو منقبض الشعر غري منبسطه ‪-‬املرد‬
‫‪ :‬مجع أمرد واملرد نقاء اخلدين من الشعر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪‬‬‫َن َر ُس َ‬ ‫ي َح َّدثَ ُه ْم أ َّ‬‫ْ َّ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ع‬‫م‬
‫ْ َ َ َْ َْ َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ام‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ع‬
‫ي ‪َ ُْ ُْ ُ َ َ ،‬‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ث‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬ ‫وع ِن ُّ‬
‫الز َبْيد ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َال ‪ :‬ما ِمن أَح ٍد وت ‪ -‬س َقطًا والَ هرما ‪ ،‬إِمَّنَا الن ِ‬
‫ني َسنَةً ‪ ،‬فَ َم ْن‬ ‫ث ابْ َن ثَالَث َ‬ ‫ك ‪ -‬إِالَّ بُعِ َ‬ ‫يما َبنْي َ َذل َ‬‫َّاس ف َ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ مَيُ ُ َ َ َ َ ً‬
‫وب ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر عُظِّ ُموا‬ ‫ب أَيُّ َ‬‫ف و َق ْل ِ‬
‫وس َ َ‬ ‫ور ِة يُ ُ‬
‫صَ‬ ‫آد َم َو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة َكا َن َعلَى َم َس َحة َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ‪154‬‬
‫َوفُ ِّخ ُموا َكاجْل بَال‪.‬‬

‫‪ - 148‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7389()401‬صحيح ورواه البخاري ومسلم مطوال‬
‫‪ - 149‬صحيح البخارى (‪) 6543‬‬
‫‪ - 150‬صحيح البخارى (‪ )6554‬وحيح مسلم (‪) 548‬‬
‫‪ - 151‬سنن الرتمذى (‪ ) 2742‬حسن‬
‫‪ - 152‬سنن الرتمذى(‪ ) 2735‬حسن‬
‫‪ - 153‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35140()114‬حسن‬
‫‪ - 154‬مسند الشاميني (ج ‪ / 3‬ص ‪ )1839()82‬حسن‬

‫‪52‬‬
‫ِ ِ‬
‫ي‪ :‬يَا أَبَا َكرميَةَ‪ ،‬إ َّن الن َ‬
‫َّاس‬ ‫ب الْ ِكْن ِد ِّ‬
‫الع ِّي‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬قْلنَا لِْل ِم ْق َد ِام بن م ْع ِدي َك ِر ٍ‬
‫َ‬
‫وعن سلَيم بن ع ِام ٍر الْ َك ِ‬
‫ُ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ بِ َش ْح َمة أُذُيِن َهذه َوإِيِّن أل َْمشي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬بلَى َواللَّه‪ ،‬لََق ْد َرأ َْيتُهُ‪َ ،‬ولََق ْد أ َ‬ ‫يَدَّعُو َن أَن َ‬
‫َّك مَلْ َتَر َر ُس َ‬
‫مع َع ٍّم يِل ‪ ،‬مُثَّ قَ َال لِع ِّمي‪:‬أََترى أَنَّه ي ْذ ُكره؟ ُقْلنَا‪ :‬يا أَبا َك ِرميَةَ‪ .‬ح ِّد ْثنَا ما مَسِ عت ِمن رس ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال‪:‬‬ ‫َ َ ْ َ َُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫آد َم‪ ،‬و َق ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪:‬حُيْ َشر ما بنْي َ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫وب‪َ ،‬و ُح ْس ِن يُ ُ‬
‫وس َ‬ ‫ب أَيُّ َ‬ ‫الس ْقط إىَل الشَّْي ِخ الْ َفايِن َي ْو َم الْقيَ َامة يِف َخ ْلق َ َ‬ ‫مَس ْعتُهُ َي ُق ُ ُ َ َ‬
‫اعا‪،‬‬ ‫ظ ِج ْل ِد ِه أَربعِ ِ‬ ‫مردا م َك َّحلِني‪ُ ،‬قْلنَا‪ :‬يا نَيِب اللَّ ِه‪ ،‬فَ َكيف بِالْ َكافِ ِر؟ قَ َال‪:‬يعظَّم لِلنَّا ِر حىَّت ي ِ‬
‫ص َري ِغلَ ُ‬
‫ني ذ َر ً‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ً ُ‬
‫ُح ٍد‪- 155.‬السقط ‪ :‬الذي مل يكتمل خلقه‬ ‫الناب ِمن أ ِِ ِ‬
‫يضةُ ِ ْ ْ‬
‫َسنَانه مثْ ُل أ ُ‬ ‫َوقَ ِر َ‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 155‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ 17053()214‬و ‪ ) 17054‬حسن‬

‫‪53‬‬
‫المبحث التاسع‬
‫فيما ألدنى أهل الجنة فيها‬

‫اهلل ‪َ ،‬فُي َق َال لَهُ ‪:‬‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً ‪ ،‬من يتَمىَّن علَى ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َع ْن َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ُّ‬ ‫َذلِك لَك و ِم ْثلُه معه ‪ ،‬ويلَقَّن َك َذا و َك َذا ‪َ ،‬في َق َال لَه ‪َ :‬ذلِك لَك و ِم ْثلُه معه ‪َ ،‬ف َق َال أَبو سعِ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ََُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ََُ َ ُ ُ‬
‫ِِ ‪156‬‬ ‫ول ِ ِ‬
‫ك َو َع ْشَرةُ أ َْمثَاله‪.‬‬ ‫ك لَ َ‬ ‫اهلل ‪َ :‬ذل َ‬ ‫قَ َال َر ُس ُ‬
‫اح َد ٍة‬‫اهلل ‪ :‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً ‪ ،‬لَرجل لَه دار ِمن لُْؤلُؤ ٍة و ِ‬
‫َ ُ ٌ ُ ٌَ ْ َ َ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬
‫ول ِ‬ ‫وع ْن عَُبْي ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪157‬‬
‫‪ِ ،‬مْن َها غَُر ُف َها َوأ َْب َوابُ َها‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ني َد َر َجةً لَ َم ْن‬ ‫ول ‪ " :‬إِ َّن أ ْ‬
‫َس َف َل أ َْه ِل اجْلَنَّة أَمْج َع َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫س بْ ِن َمالك قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َو َع ْن أَنَ ِ‬
‫ُخرى ِم ْن فِض ٍَّة ‪ ،‬يِف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ٍد ِ ِ‬ ‫ف ‪ ،‬بِي ِدي ُك ِّل و ِ‬ ‫ي ُقوم علَى رأْ ِس ِه عشرةُ اآْل ٍ‬
‫صحي َفتَان ‪َ ،‬واح َدةٌ م ْن َذ َهب ‪َ ،‬واأْل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ََ‬
‫آخ ِر َها ِمثْل َما يَأْ ُكل ِم ْن أ ََّوهِلَا ‪ ،‬جَيِ ُد آِل ِخ ِر َها ِمن الطِّ ِ‬
‫يب‬ ‫اح َد ٍة لَو ٌن لَيس يِف اأْل ُخرى ِم ْثلُه ‪ ،‬يأْ ُكل ِمن ِ‬ ‫ُك ِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح الْم ْسك اأْل َ ْذفَ ِر ‪ ،‬اَل َيبُولُو َن ‪َ ،‬واَل َيَتغَ َّوطُو َن ‪َ ،‬واَل‬ ‫ك ِر َ‬ ‫َواللَّ َّذة مثْ َل الَّذي جَي ُد ََّو َا ‪ ،‬مُثَّ يَ ُكو ُن َذل َ‬
‫ِ‬
‫ني " ‪.158‬‬ ‫َيتَ َم َّخطُو َن ‪ ،‬إِ ْخ َوانًا َعلَى ُسُر ٍر ُمَت َقابِل َ‬
‫التربز ‪ -‬االمتخاط ‪ :‬االستنثار وإلقاء خماط األنف‬ ‫التغوط ‪ُّ :‬‬ ‫‪-‬أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة ‪ُّ -‬‬
‫َس َف ِل أ َْه ِل اجْلَن َِّة َد َر َجةً ؟ "‬ ‫ُخرِب ُ ُك ْم بِأ ْ‬
‫ول ‪ " :‬أَاَل أ ْ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫وعن عبد اهلل بن عمر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫اب اجْلَن َِّة َفيََتلَقَّاهُ ِغ ْل َمانُهُ َفَي ُقولُو َن َم ْر َحبًا‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬رجل ي ْد ُخل اجْل نَّةَ ِمن ب ِ‬
‫ََُُ ُ َ ْ َ‬ ‫قَالُوا ‪َ :‬بلَى يَا َر ُس َ‬
‫ني َسنَةً مُثَّ َيْنظُُر َع ْن مَيِينِ ِه َو َع ْن مِش َالِِه َفَيَرى اجْلِنَا َن‬ ‫ِ‬
‫الز َرايِب ُّ أ َْربَع َ‬
‫ورنَا قَ َال ‪َ :‬فتُ َم ُّد لَهُ َّ‬ ‫ك أَ ْن َتُز َ‬
‫ِ‬
‫بِ َسيِّدنَا قَ ْد آ َن لَ َ‬
‫ضَراءُ هَلَا َسْبعُو َن ِش ْعبًا‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬لِ َم ْن َه َذا ؟ َفُي َق ُ‬
‫ت لَهُ يَاقُوتَةٌ مَحَْراءُ َو َز َب ْر َج َدةٌ َخ ْ‬ ‫ك َحىَّت إِذَا ا ْنَت َهى ُرف َع ْ‬ ‫ال لَ َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ب َسْبعُو َن َغ ْرفَةً يِف ُك ِّل َغ ْرفَ ٍة َسْبعُو َن بَابًا َفَي ُقولُو َن ا ْقَرأْ َو ْارقَ ْه ‪َ ،‬فَيْرقَى َحىَّت إِذَا ا ْنَت َه ْوا إِىَل‬ ‫يِف ُك ِّل ِش ْع ٍ‬
‫س فِ َيها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ْح َفةً م ْن ذَ َهب لَْي َ‬ ‫ني ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ول َفيُ ْس َعى إِلَْيه بِ َسْبع َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يل يِف م ٍيل لَهُ فيه فُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َسرير ُم ْلكه اتَّ َكأَ َعلَْيه َس َعتُهُ م ٌ‬
‫ب ِمْن َها َما‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫هِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْح َفةٌ ِمن لَو ِن أ ْ ِ ِ‬
‫ُخت َها جَي ُد لَ َّذةَ آخ ِر َها َك َما جَي ُد لَ َّذةَ أ ََّو َا مُثَّ يُ ْس َعى َعلَْيه بأَلْ َوان اأْل َ ْش ِربَة َفيَ ْشَر ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ني َجالِ َسةٌ‬ ‫اجهُ َفَيْنطَلِ ُق الْغِْلما ُن مُثَّ َيْنظُر فَِإذَا َحوراء ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ا ْشَتهى مُثَّ ي ُق ُ ِ‬
‫ول الْغ ْل َما ُن ‪ :‬ا ْتُر ُكوهُ َوأ َْز َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احبَتِ َها َفَيَرى ُم َّخ َساقِ َها ِم ْن َو َر ِاء اللَّ ْح ِم‬ ‫علَى س ِري ِر م ْل ِكها علَيها سبعو َن حلَّةً لَيس ِمْنها حلَّةٌ ِمن لَو ِن ص ِ‬
‫َ َ ُ َ َ ْ َ َْ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫ني ِمن الاَّل يِت‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا م َن احْلُور الْع َ‬ ‫ت ؟ َفَت ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬من أَنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َفَيْنظُُر إلَْي َها َفَي ُق ُ َ ْ‬ ‫َوالدَِّم َوالْ َعظْ ِم َوالْ ِك ْس َوةُ َف ْو َق ذَل َ‬
‫ُخَرى أَمْج َ ُل ِمْن َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَرهُ إِىَل الْغَُرف َف ْوقَهُ فَِإذَا أ ْ‬ ‫صَرهُ مُثَّ َيْرفَ ُع بَ َ‬‫ف بَ َ‬ ‫ص ِر ُ‬‫ني َسنَةً اَل يَ ْ‬ ‫ك َفَيْنظُُر إِلَْي َها أ َْربَع َ‬ ‫ُخبِّْئ َن لَ َ‬
‫‪ - 156‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35133()110‬صحيح‬
‫‪ - 157‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35131()110‬صحيح مرسل‬
‫ِ‬
‫‪ -‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 7889‬وجممع الزوائد(‪َ ) 18670‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف اأْل َْو َس ِط ‪َ ،‬و ِر َجالُهُ ث َق ٌ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫‪158‬‬

‫‪54‬‬
‫صَرهُ َعْن َها َحىَّت إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك أَ ْن ي ُكو َن لَنَا فِ َ ِ‬
‫ف بَ َ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ني َسنَةً اَل يَ ْ‬ ‫يب َفَي ْرتَقي إِلَْي َها أ َْربَع َ‬ ‫يك نَص ٌ‬ ‫ول ‪ :‬أ ََما آ َن لَ َ َ‬ ‫َفَت ُق ُ‬
‫ب َعَّز َو َج َّل َفَيْنظُُرو َن إِىَل َو ْج ِه الرَّمْح َ ِن‬ ‫ض ُل ِمْنهُ جَتَلَّى هَلُ ُم َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫يم أَفْ َ‬
‫ِ‬
‫يم مْن ُه ْم ُك َّل َمْبلَ ٍغ َوظَنُّوا أَ ْن اَل نَع َ‬
‫بلَ َغ النَّعِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ول ‪ :‬يَا َد ُاو ُد قُ ْم فَ َم ِّج ْديِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة َهلِّلُويِن َفيَتَ َج َاوبُو َن بَِت ْهل ِيل الرَّمْح َ ِن ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫َتبَ َار َك َو َت َعاىَل َفَي ُق ُ‬
‫الد ْنيَا َفيُ َم ِّج ُد َد ُاو ُد َعلَْي ِه َّ‬
‫ت مُتَ ِّج ُديِن يِف ُّ‬
‫‪159‬‬
‫الساَل ُم َربَّهُ َعَّز َو َج َّل "‬ ‫َك َما ُكْن َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَن َِّة َمْن ِزلَةً لَ َم ْن َيْنظُُر إِىَل ِجنَانِِه‬ ‫ول قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت ابْ َن عُ َمَر َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ثُ َويْ ٍر قَ َال مَس ْع ُ‬
‫َ‬
‫ف َسنَ ٍة َوأَ ْكَر َم ُه ْم َعلَى اللَّ ِه َم ْن َيْنظُُر إِىَل َو ْج ِه ِه غُ ْد َو ًة َو َع ِشيَّةً مُثَّ‬ ‫يم ِه و َخ َد ِم ِه وسر ِر ِه م ِسري َة أَلْ ِ‬ ‫ِِ ِِ‬
‫َ ُُ َ َ‬ ‫َوأ َْز َواجه َونَع َ‬
‫اضرةٌ إِىَل ر ِّبها نَ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫َقرأَ رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ُ ‬‬
‫‪160‬‬
‫اظَرةٌ)‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫(و ُجوهٌ َي ْو َمئذ نَ َ‬ ‫َ َُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً لَمن يرى يِف م ْل ِكهِ‬ ‫ِ‬
‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر َرض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضلَ ُه ْم َمْن ِزلَةً لَ َم ْن َيْنظُُر يِف َو ْج ِه اللَّ ِه َت َعاىَل ُك َّل َي ْوٍم َمَّر َتنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ تَال ‪ُ :‬و ُجوهٌ َي ْو َمئِ ٍذ‬ ‫ٍ‬
‫أَلْ َف ْي َسنَة ‪َ ،‬وإِ َّن أَفْ َ‬
‫اظَرةٌ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬يْنظُُر ُك َّل َي ْوٍم يِف َو ْج ِه اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل "‬ ‫الص َفاء ‪ ،‬إِىَل ر ِّبها نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫نَاضَرةٌ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬الَْبيَ ُ‬
‫‪161‬‬
‫َ َ‬ ‫اض َو َّ ُ‬
‫ف َخ ِادٍم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ‪ ،‬عن رس ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزلَةً الَّذي لَهُ مَثَانُو َن أَلْ َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَهُ ُقبَّةٌ م ْن لُْؤلُ ٍؤ َو َز َب ْر َجد َويَاقُوت ‪َ ،‬ك َما َبنْي َ اجْلَابِيَة إِىَل َ‬
‫‪162‬‬
‫صْن َعاءَ‪.‬‬ ‫صُ‬ ‫‪َ ،‬وا ْثنَان َو َسْبعُو َن َز ْو ًجا ‪َ ،‬ويُْن َ‬
‫نصب ‪ :‬أقام ورفع ‪ -‬الزبرجد ‪ :‬حجر كرمي من اجلواهر وهو الزمرد‬
‫س فِي ِه ْم لَ َم ْن َعلَْي ِه ُك َّل َي ْوٍم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ول الله ‪ " :‬إن أ َْدىَن أ َْهل اجْلَنَّة َمْنزلَةً َولَْي َ‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ َّ ِ‬
‫َُ‬
‫ِ ِ ِ ‪163‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويروح مَخْسةَ َع َشر أَلْ َ ٍِ‬
‫صاحبه "‬ ‫ت َم َع َ‬ ‫س مْن ُه ْم َخاد ٌم إاَّل َم َعهُ طُْرفَةٌ لَْي َس ْ‬ ‫ف َخادم ‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬
‫الدين ‪ :‬اخلسيس احلقري ‪ -‬الغُ ُدو ‪ :‬السري أول النهار‬
‫ات َو ُه َو َعلَى‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً إِ َّن لَه لَسبع درج ٍ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ,‬قال ‪ :‬قَ َال رسول ِ‬
‫ُ َْ َ ََ َ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍِ‬ ‫الس ِادس ِة و َفوقَهُ َّ ِ ِ‬
‫ص ْح َفة ‪َ -‬والَ أ َْعلَ ُمهُ‬ ‫اح َك َّل َي ْوم ثَالَمُث ائَة َ‬ ‫الساب َعةُ َوإ َّن لَهُ لَثَالَمَث ائَة َخادم َويُ ْغ َدى َعلَْيه َويَُر ُ‬ ‫َّ َ َ ْ‬
‫ول يَا‬ ‫آخَرهُ َوإِنَّهُ لََي ُق ُ‬‫ب ‪ -‬ىِف ُك ِّل صح َف ٍة لَو ٌن لَيس ىِف األُخرى وإِنَّه لَيلَ ُّذ أ ََّولَه َكما يلَ ُّذ ِ‬ ‫إَالَّ قَ َال ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َْ َ ُ ُ‬ ‫َْ ْ ْ َ‬
‫ني الَْثَننْي ِ‬ ‫ص مِم َّا ِعْن ِدى َشىءٌ وإِ َّن لَهُ ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أ َْه َل اجْلَنَّة َو َس َقْيُت ُه ْم مَلْ َيْن ُق ْ‬‫ت ىِل ألَطْ َع ْم ُ‬
‫ر ِّ ِ‬
‫ب لَ ْو أَذنْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اح َد َة ِمْن ُه َّن لَيَأْ ُخ ُذ َم ْق َع ُد َها قَ ْد َر ِم ٍيل ِم َن األ َْر ِ‬
‫الد ْنيا وإِ َّن الْو ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َز ْو َجةً س َوى أ َْز َواجه م َن ُّ َ َ َ‬
‫‪164‬‬
‫ض‪.‬‬ ‫َو َسْبع َ‬

‫‪ِ - 159‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬


‫الد ْنيَا (‪ ) 326‬حسن‬
‫‪ - 160‬سنن الرتمذى(‪ ) 2750‬ضعيف‬
‫‪ - 161‬املستدرك للحاكم(;‪ )3880‬ضعيف‬
‫‪ - 162‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7401()414‬حسن‬
‫‪ِ - 163‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا(‪ ) 202‬فيه جهالة‬
‫‪ - 164‬مسند أمحد (‪ )11223‬حسن‬

‫‪55‬‬
‫ف َخ ِادٍم ُك ُّل َخ ِادٍم َعلَى َع َم ٍل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَنَّة َمْن ِزاًل َم ْن يَ ْس َعى إِلَْيه أَلْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وف َعلَْي ِه ْم ِولْ َدا ٌن خُّمَلَّ ُدو َن إِ َذا َرأ َْيَت ُه ْم َحسْبَت ُه ْم لُْؤلًُؤا‬
‫{ويَطُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحبُهُ " ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وتَاَل َهذه اآْل يَةَ‪َ :‬‬ ‫س َعلَْيه َ‬ ‫لَْي َ‬
‫‪165‬‬
‫ورا } (‪ )19‬سورة اإلنسان‬ ‫َّمنثُ ً‬
‫اب َوفِ َيها َما تَ ْشتَ ِه ِيه‬ ‫ب وأَ ْكو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه ب ِن عم ٍرو ‪ ،‬يِف ه ِذ ِه اآْل ي ِة ‪{:‬يطَ ُ ِ ِ ِ ٍ‬
‫اف َعلَْيهم بص َحاف ِّمن َذ َه َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫َح ٌد إِاَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعنُيُ َوأَنتُ ْم ف َيها َخال ُدو َن} (‪ )71‬سورة الزخرف‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬ما م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة أ َ‬ ‫س َوَتلَ ُّذ اأْل ْ‬‫اأْل َن ُف ُ‬
‫‪166‬‬
‫احبُهُ "‬‫يسعى علَي ِه أَلْف خ ِادٍم ‪ُ ،‬ك ُّل غُاَل ٍم علَى عم ٍل لَيس علَي ِه ص ِ‬
‫َ ََ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َْ َ ْ ُ َ‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 165‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 362‬حسن‬


‫والزه ُد هِل ن ِ‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 166‬‬
‫الس ِر ِّ‬
‫ي (‪ )171‬صحيح موقوف‬ ‫َص َبهايِن ِّ (‪َ ْ ُّ ) 354‬‬
‫َّاد بْ ِن َّ‬ ‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬

‫‪56‬‬
‫المبحث العاشر‬
‫في درجات الجنة‬

‫الصاحِل ِ‬
‫ات الْعُلَى} (‪ )75‬سورة طـه‪ ،‬وقال‬ ‫َّر َج ُ‬ ‫ات فَأ ُْولَئِ َ‬
‫ك هَلُ ُم الد َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫{و َم ْن يَأْته ُم ْؤمنًا قَ ْد َعم َل َّ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ض اَل يَ ْستَ ِوي ِمن ُكم َّم ْن أَن َف َق ِمن‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬‫السماو ِ‬
‫اث َّ َ َ‬ ‫سبحانه‪{:‬و َما لَ ُك ْم أَاَّل تُ ِنف ُقوا يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َوللَّ ِه ِم َري ُ‬
‫َ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬
‫ين أَن َف ُقوا من َب ْع ُد َوقَا َتلُوا َو ُكاًّل َو َع َد اللَّهُ احْلُ ْسىَن َواللَّهُ َا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ك أ َْعظَ ُم َد َر َجةً ِّم َن الذ َ‬ ‫َقْب ِل الْ َفْت ِح َوقَاتَ َل أ ُْولَئ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َغْيُر أُويِل الضََّر ِر‬ ‫َت ْع َملُو َن َخبِريٌ} (‪ )10‬سورة احلديد ‪ ،‬وقال تعاىل ‪( :‬اَل يَ ْستَ ِوي الْ َقاع ُدو َن م َن الْ ُم ْؤمن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫اه ِد ِ هِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ يِف ِ َّ ِ ِ هِلِ‬
‫ين بأ َْم َوا ْم َوأَْن ُفسه ْم َعلَى الْ َقاعد َ‬
‫ين‬ ‫َّل اللَّهُ الْ ُم َج َ‬ ‫َوالْ ُم َجاه ُدو َن َسب ِيل الله بأ َْم َوا ْم َوأَْن ُفسه ْم فَض َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫اًّل‬
‫يما (‪َ )95‬د َر َجات مْنهُ‬ ‫َجًرا َعظ ً‬ ‫ين أ ْ‬
‫ين َعلَى الْ َقاعد َ‬ ‫َّل اللَّهُ الْ ُم َجاهد َ‬ ‫َّ‬
‫َد َر َجةً َو ُك َو َع َد اللهُ احْلُ ْسىَن َوفَض َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُواْ‬ ‫يما (‪[ )96‬النساء‪ ،) ]96-95/‬وقال تعاىل‪{ :‬الذ َ‬ ‫ورا َرح ً‬ ‫َو َم ْغفَر ًة َو َرمْح َةً َو َكا َن اللَّهُ َغ ُف ً‬
‫ك ُه ُم الْ َفائُِزو َن} (‪)20‬‬ ‫اه ُدواْ يِف َسبِ ِيل اللّ ِه بِأ َْم َواهِلِ ْم َوأَن ُف ِس ِه ْم أ َْعظَ ُم َد َر َجةً ِع َ‬
‫ند اللّ ِه َوأ ُْولَئِ َ‬ ‫اجُرواْ َو َج َ‬ ‫َو َه َ‬
‫س فَافْ َس ُحوا َي ْف َس ِح اللَّهُ‬ ‫ين َآمنُوا إِ َذا قِيل لَ ُك ْم َت َف َّس ُحوا يِف الْ َم َجالِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫سورة التوبة ‪ ،‬وقال تعاىل‪{( :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫َ‬
‫ات َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن‬‫انشزوا يرفَ ِع اللَّه الَّ ِذين آمنُوا ِمن ُكم والَّ ِذين أُوتُوا الْعِْلم درج ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫انشُزوا فَ ُ ُ َ ْ‬ ‫يل ُ‬ ‫لَ ُك ْم َوإ َذا ق َ‬
‫َخبِريٌ} (‪ )11‬سورة اجملادلة‪.‬‬
‫ات مَت َف ِ‬
‫اضلَةٌ‬ ‫ومن الذين وضحوا هذه املسألة شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬قال‪َ " :‬واجْلَنَّةُ َد َر َج ٌ ُ‬
‫ب إميَاهِنِ ْم َوَت ْق َو ُاه ْم ‪.‬‬ ‫ات حِب َس ِ‬ ‫ك الدَّرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يما‪َ ،‬وأ َْوليَاءُ اللَّه الْ ُم ْؤمنُو َ;ن الْ ُمَّت ُقو َن يِف ت ْل َ َ َ‬ ‫اضاًل َعظ ً‬ ‫َت َف ُ‬
‫اجلَةَ َع َّج ْلنَا لَهُ فِ َيها َما نَ َشاءُ لِ َم ْن نُِر ُ‬‫يد الْع ِ‬
‫يد مُثَّ َج َع ْلنَا لَهُ‬ ‫قَ َال َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪َ { :‬م ْن َكا َن يُِر ُ َ‬
‫ك‬‫ورا (‪َ )18‬و َم ْن أ ََر َاد اآْل َ ِخَرةَ َو َس َعى هَلَا َس ْعَي َها َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن فَأُولَئِ َ‬ ‫وما َم ْد ُح ً‬ ‫صاَل َها َم ْذ ُم ً‬
‫َّم يَ ْ‬‫َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ك َو َما َكا َن َعطَاءُ َربِّ َ‬ ‫ورا (‪ُ )19‬كاًّل مُنِ ُّد َه ُؤاَل ء َو َه ُؤاَل ء ِم ْن َعطَاء َربِّ َ‬ ‫َكا َن َس ْعُي ُه ْم َم ْش ُك ً‬
‫ات وأَ ْكبر َت ْف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬
‫ضياًل (‬ ‫ض َولَآْل َخَرةُ أَ ْكَب ُر َد َر َج َ َ ُ‬ ‫ض ْلنَا َب ْع َ‬
‫ف فَ َّ‬‫ورا (‪ )20‬انْظُْر َكْي َ‬ ‫حَمْظُ ً‬
‫‪[ } )21‬اإلسراء‪. ]21-18/‬‬
‫َن َعطَاءَهُ َما‬ ‫يد اآْل ِخَرةَ ِم ْن َعطَائِِه ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫الد ْنيَا َو َم ْن يُِر ُ‬
‫يد ُّ‬ ‫َفَبنَّي َ اللَّهُ ُسْب َحانَهُ َوَت َعاىَل أَنَّهُ مَيُُّد َم ْن يُِر ُ‬
‫ِ‬ ‫َكا َن حَمْظُ ِ‬
‫ض‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ض ْلنَا َب ْع َ‬‫ف فَ َّ‬ ‫ورا م ْن َبٍّر َواَل فَاج ٍر مُثَّ قَ َال َت َعاىَل ‪ { :‬انْظُْر َكْي َ‬ ‫ً‬
‫ات وأَ ْكبر َت ْف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضياًل }‪.‬‬ ‫َولَآْل خَرةُ أَ ْكَب ُر َد َر َج َ َ ُ‬
‫َّاس يِف ُّ‬ ‫َن أَهل اآْل ِخر ِة يتفاضلُو َن فِيها أَ ْكثر مِم‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َن‬ ‫ُ ُ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫اض‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َّا‬ ‫َ َُ‬ ‫َفَبنَّي َ اللَّهُ ُسْب َحانَهُ أ َّ ْ َ َ ََ َ َ‬
‫اض ِل َسائِِر ِعبَ ِاد ِه‬ ‫اض َل أَنْبِيَائِِ;ه َعلَْي ِه ْم َّ‬ ‫ات ُّ‬ ‫درجاهِتَا أَ ْكبر ِمن درج ِ‬
‫الساَل ُم َكَت َف ُ‬ ‫الد ْنيَا‪َ ،‬وقَ ْد َبنَّي َ َت َف ُ‬ ‫َُ ْ ََ َ‬ ‫ََ َ‬

‫‪57‬‬
‫ض ِّمْن ُهم َّمن َكلَّ َم اللّهُ َو َرفَ َع‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ض ْلنَا َب ْع َ‬
‫الر ُس ُل فَ َّ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ال َت َعاىَل ‪{ :‬تِْل َ‬ ‫ني َف َق َ‬ ‫ِِ‬
‫الْ ُم ْؤمن َ‬
‫وح الْ ُق ُد ِس َولَ ْو َشاء اللّهُ َما ا ْقتَتَ َل‬ ‫ات َوأَيَّ ْدنَاهُ بُِر ِ‬ ‫ات وآَتينَا ِعيسى ابن مرمَي الْبِّينَ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ ْ َ َْ َ َ‬ ‫ض ُه ْم َد َر َج َ ْ‬ ‫َب ْع َ‬
‫اخَتلَ ُفواْ فَ ِمْن ُهم َّم ْن َآم َن َو ِمْن ُهم َّمن َك َفَر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَّ ِذ ِ ِ ِ‬
‫ات َولَك ِن ْ‬ ‫ين من َب ْعدهم ِّمن َب ْعد َما َجاء ْت ُه ُم الَْبِّينَ ُ‬ ‫َ‬
‫ال َت َعاىَل ‪{ :‬‬ ‫يد} (‪ )253‬سورة البقرة‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َولَ ْو َشاء اللّهُ َما ا ْقتََتلُواْ َولَ ِك َّن اللّهَ َي ْف َع ُل َما يُِر ُ‬
‫ورا} (‪ )55‬سورة اإلسراء‪.‬‬ ‫ود َزبُ ً‬ ‫ض َوآَتْينَا َد ُاو َ‬ ‫ني َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫ض النَّبِيِّ َ‬ ‫ض ْلنَا َب ْع َ‬ ‫َولََق ْد فَ َّ‬
‫ب‬ ‫َح ُّ‬ ‫ى َخْيٌر َوأ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « :--‬الْ ُم ْؤ ِم ُن الْ َق ِو ُّ‬ ‫ال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫يح ُم ْسلِ ٍم َع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ قَ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َويِف َ‬
‫استَعِ ْن بِاللَّ ِه َوالَ َت ْع ِج ْز‬‫ك َو ْ‬ ‫ص َعلَى َما َيْن َفعُ َ‬ ‫اح ِر ْ‬ ‫يف َوىِف ُك ٍّل َخْيٌر ْ‬ ‫إِىَل اللَّ ِه ِم َن الْ ُم ْؤ ِم ِن الضَّعِ ِ;‬
‫ت َكا َن َك َذا َو َك َذا‪َ .‬ولَ ِك ْن قُ ْل قَ َد ُر اللَّ ِه َو َما َشاءَ َف َع َل‬ ‫ك َش ْىءٌ فَالَ َت ُق ْل لَ ْو أَىِّن َف َع ْل ُ‬ ‫َصابَ َ‬‫َوإِ ْن أ َ‬
‫ان »‪.167‬‬ ‫فَِإ َّن لَو َت ْفتَح عمل الشَّيطَ ِ‬
‫ْ ُ ََ َ ْ‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫اص أَنَّهُ مَسِ َع َر ُس َ‬ ‫اص َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن الْ َع ِ‬ ‫س َم ْوىَل َع ْم ِرو بْ ِن الْ َع ِ‬ ‫يحنْي ِ َع ْن أَىِب َقْي ٍ‬ ‫ويِف َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫َ‬
‫ول « إِ َذا ح َكم احْل اكِم فَاجَته َد مُثَّ أَصاب َفلَه أ ِ‬
‫َجَران ‪َ ،‬وإِ َذا َح َك َم فَ ْ‬
‫اجَت َه َد مُثَّ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫‪َ :- -‬ي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{و َما لَ ُك ْم أَاَّل تُنف ُقوا; يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َوللَّ ِه ِم َري ُ‬ ‫َّ‬ ‫َخطَأَ َفلَهُ أ ْ‬
‫‪168‬‬
‫اث‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ىَل‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫َجٌر »‬ ‫أْ‬
‫ك أ َْعظَ ُم َد َر َجةً ِّم َن‬ ‫ض اَل يَ ْستَ ِوي ِمن ُكم َّم ْن أَن َف َق ِمن َقْب ِل الْ َفْت ِح َوقَاتَ َل أ ُْولَئِ َ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫ين أَن َف ُقوا; ِمن َب ْع ُد َوقَاَتلُوا َو ُكاًّل َو َع َد اللَّهُ احْلُ ْسىَن َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن َخبِريٌ} (‪ )10‬سورة‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫اه ُدو َن يِف‬ ‫اع ُدو َن ِمن الْمؤ ِمنِني َغير أُويِل الضَّر ِر والْمج ِ‬ ‫ال َتعاىَل ‪ { :‬اَل يستَ ِوي الْ َق ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ ُْ َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫احلديد‪َ ،‬وقَ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫اه ِد ِ هِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ هِلِ‬
‫ين َد َر َجةً‬ ‫ين بأ َْم َوا ْم َوأَْن ُفسه ْم َعلَى الْ َقاعد َ‬ ‫َّل اللَّهُ الْ ُم َج َ‬ ‫َسب ِيل الله بأ َْم َوا ْم َوأَْن ُفسه ْم فَض َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫يما (‪َ )95‬د َر َجات مْنهُ‬ ‫َجًرا َعظ ً‬ ‫ين أ ْ‬ ‫ين َعلَى الْ َقاعد َ‬ ‫َّل اللَّهُ الْ ُم َجاهد َ‬ ‫َّ‬
‫َو ُك َو َع َد اللهُ احْلُ ْسىَن َوفَض َ‬
‫اًّل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َت َعاىَل ‪:‬‬ ‫يما (‪[ } )96‬النساء‪َ ،]96 ،95/‬وقَ َ‬ ‫ورا َرح ً‬ ‫َو َم ْغفَر ًة َو َرمْح َةً َو َكا َن اللَّهُ َغ ُف ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫{ أَجع ْلتُم ِس َقايةَ احْل ِّ ِ‬
‫اه َد يِف َسبِ ِيل‬ ‫اج َوع َم َار َة الْ َم ْسجد احْلََر ِام َك َم ْن آَ َم َن بِاللَّه َوالَْي ْوم اآْل َخ ِر َو َج َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ُدوا‬ ‫اجُروا َو َج َ‬ ‫ين آَ َمنُوا; َو َه َ‬ ‫ني (‪ )19‬الذ َ‬ ‫اللَّه اَل يَ ْسَت ُوو َن عْن َد اللَّه َواللَّهُ اَل َي ْهدي الْ َق ْو َم الظَّالم َ‬
‫ك ُه ُم الْ َفائُِزو َن (‪)20‬يُبَش ُِّر ُه ْم‬ ‫هِلِ‬
‫يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه بِأ َْم َوا ْم َوأَْن ُف ِس ِه ْم أ َْعظَ ُم َد َر َجةً ِعْن َد اللَّ ِه َوأُولَئِ َ‬
‫ِ‬ ‫َّات هَل م فِيها نَعِيم م ِقيم (‪ )21‬خالِ ِد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ربُّهم بِرمْح ٍة ِمْنه و ِر ْ ٍ‬
‫ين ف َيها أَبَ ًدا إِ َّن اللَّهَ عْن َدهُ‬ ‫َ َ‬ ‫ض َوان َو َجن ُ ْ َ ٌ ُ ٌ‬ ‫َ ُْ َ َ ُ َ‬
‫‪ - 167‬صحيح مسلم (‪) 6945‬‬
‫‪ - 168‬صحيح البخارى (‪ 133/9 ) 7352‬ومسلم (‪) 4584‬‬

‫‪58‬‬
‫اج ًدا‬ ‫ال َتعاىَل ‪{ :‬أ ََّمن هو قَانِت آنَاء اللَّي ِل س ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َُ ٌ‬ ‫يم (‪[ } )22‬التوبة‪َ ،]22 ،19;/‬وقَ َ َ‬ ‫َجٌر َعظ ٌ‬ ‫أْ‬
‫ين اَل َي ْعلَ ُمو َن إِمَّنَا‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َي ْعلَ ُمو َن َوالذ َ‬ ‫َوقَائ ًما حَيْ َذ ُر اآْل خَرةَ َو َي ْر ُجو َرمْح َةَ َربِّه قُ ْل َه ْل يَ ْستَ ِوي الذ َ‬
‫ين َآمنُوا; ِمن ُك ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫يتَ َذ َّكر أُولُوا اأْل َلْب ِ‬
‫ال َت َعاىَل ‪َ ..{ :‬ي ْرفَ ِع اللَّهُ الذ َ‬ ‫اب} (‪ )9‬سورة الزمر‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ات َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن َخبِريٌ} (‪ )11‬سورة اجملادلة ‪.‬‬
‫‪169‬‬ ‫والَّ ِذين أُوتُوا; الْعِْلم درج ٍ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫قال القرطيب‪ (:‬واعلم أن هذه الغرف خمتلفة يف العلو والصفة حبسب اختالف أصحاهبا يف‬
‫ى ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن‬ ‫األعمال‪ ،‬فبعضها أعلى من بعض وارفع‪ ......‬فعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ب‬‫ف ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم َك َما َيَتَراءَيُو َن الْ َك ْو َك َ;‬ ‫ال « إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة يتراءيو َن أَهل الْغُر ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض ِل َما َبْيَن ُه ْم » ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫ى الْغَابَِر ىِف األُفُ ِق م َن الْ َم ْش ِر ِق أَ ِو الْ َم ْغ ِر ِب ‪ ،‬لَت َف ُ‬‫ُّر َّ‬
‫الد ِّ‬
‫ك َمنَا ِز ُل األَنْبِيَ ِاء الَ َيْبلُغُ َها َغْي ُر ُه ْم قَ َال « َبلَى َوالَّ ِذى َن ْف ِسى بِيَ ِد ِه ‪ِ ،‬ر َج ٌ‬
‫ال َآمنُوا بِاللَّ ِه‬ ‫تِْل َ‬
‫ِ‬
‫ني »‪. 170‬‬ ‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬‫َو َ‬
‫ومل يذكر عمال‪ ،‬وال شيئا سوى اإلميان والتصديق للمرسلني‪ ،‬ذلك ليعلم أنه عىن اإلميان البالغ‬
‫وتصديق املرسلني من غري سؤال آية وال تلجلج‪ ،‬وإال فكيف تنال تلك الغرفات باإلميان‬
‫والتصديق الذي للعامة‪ ،‬ولو كان كذلك كان مجيع املوحدين يف أعايل الغرفات و أرفع‬
‫صَب ُروا َويُلَق َّْو َن فِ َيها‬ ‫مِب‬
‫ك جُيَْز ْو َن الْغُْرفَةَ َا َ‬ ‫الدرجات ‪ ،‬و هذا حمال ‪ ،‬و قد قال اهلل تعاىل‪{ :‬أ ُْولَئِ َ‬
‫حَتِ يَّةً َو َساَل ًما} (‪ )75‬سورة الفرقان ‪ ،‬والصرب بذل النفس الثبات له وقوفاً بني يديه بالقلوب‬
‫{و َما أ َْم َوالُ ُك ْم َواَل أ َْواَل ُد ُكم بِالَّيِت ُت َقِّربُ ُك ْم‬‫عبودية وهذه صفة املقربني ‪ .‬و قال يف آية أخرى‪َ :‬‬
‫ف مِب َا ع ِملُوا وهم يِف الْغُرفَ ِ‬ ‫ندنَا زلْ َفى إِاَّل من آمن وع ِمل حِل‬
‫ات‬ ‫ُ‬ ‫َ َُْ‬
‫الض ْع ِ‬
‫ك هَلُ ْم َجَزاء ِّ‬ ‫صا ًا فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫َْ ََ ََ َ َ‬ ‫عَ ُ‬
‫ِ‬
‫ِآمنُو َن} (‪ )37‬سورة سبأ ‪ ،‬فذكر شأن الغرفة و أهنا ال تنال باألموال واألوالد ‪ ،‬و إمنا تنال‬
‫باإلميان والعمل الصاحل ‪ ،‬مث بني هلم جزاء الضعف وأن حملهم الغرفات ‪ ،‬يعلمك أن هذا إميان‬
‫طمأنينة وتعلق قلب مطمئناً به يف كل ما نابه ‪ ،‬وجبميع أموره وأحكامه ‪ ،‬فإذا عمل عمالً‬
‫صاحلاً فال خيلطه بضده وهو الفاسد ‪ .‬فال يكون العمل الصاحل الذي ال يشوبه فساد إال مع‬

‫‪ - 169‬جمموع الفتاوى ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ )188‬فما بعدها‬


‫‪ - 170‬صحيح البخارى(‪- ) 3256‬الغَابر ‪ :‬الذاهب املاشى‬

‫‪59‬‬
‫إميان بالغ مطمئن صاحبه مبن آمن وجبميع أموره و أحكامه ‪ ،‬واملخلط ليس إميانه وعمله‬
‫هكذا ‪ .‬فلهذا كانت منزلته دون غريه ‪.171‬‬
‫اهلل ‪َ :‬م ْن َآم َن‬ ‫ول ِ‬ ‫كثيرة ‪ ،‬ف َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الجنة‬
‫إن درجاتِ َّ‬ ‫قلت‪َّ :‬‬
‫اهلل أَ ْن ي ْد ِخلَه اجْل نَّةَ جاه َد ىِف سبِ ِيل ِ‬ ‫الصالََة وصام رمضا َن ‪َ ،‬كا َن حقًّا علَى ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬أ َْو‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫بِاهلل َوبَِر ُسوله َوأَقَ َام َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫َّاس ‪ .‬قَ َال‪ « :‬إِ َّن ىِف اجْلَن َِّة ِمائَةَ َد َر َج ٍة‬ ‫جلَس ىِف أَر ِض ِه الَّىِت ولِ َد فِيها ‪َ .‬ف َقالُوا يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل أَفَالَ نُبَشُِّر الن َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا َسأَلْتُ ُم اللَّهَ‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬ ‫َّر َجَتنْي ِ َك َما َبنْي َ َّ‬ ‫اه ِد ىِف ِ ِ‬
‫ين َسب ِيل اهلل ‪َ ،‬ما َبنْي َ الد َ‬
‫ِ ِ‬
‫َّها اللَّهُ ل ْل ُم َج َ‬ ‫أ ََعد َ‬
‫ِ‬
‫ط اجْلَن َِّة َوأ ْ‬
‫ِ ‪172‬‬
‫ش الرَّمْح َ ِن ‪َ ،‬و ِمْنهُ َت َف َّج ُر أَْن َه ُار اجْلَنَّة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَى اجْلَنَّة ‪ ،‬أ َُراهُ َف ْوقَهُ َع ْر ُ‬ ‫س ‪ ،‬فَِإنَّهُ أ َْو َس ُ‬ ‫اسأَلُوهُ الْف ْر َد ْو َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين يِف َسبِيله َبنْي َ‬ ‫َّها اللَّهُ ل ْل ُم َجاهد َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَنَّة مائَةَ َد َر َجة أ ََعد َ‬ ‫َ‬
‫ط اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و ُه َو أ َْعلَى‬ ‫س ‪َ ،‬ف ُه َو أ َْو َس ُ‬ ‫ِ‬
‫اسأَلُوهُ الْف ْر َد ْو َ‬‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا َسأَلْتُ ُم اللَّهَ فَ ْ‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬ ‫َّر َجَتنْي ِ ‪َ ،‬ك َما َبنْي َ َّ‬ ‫الد َ‬
‫ِ ‪173‬‬
‫ش ‪َ ،‬و ِمْنهُ َت َف َّجُر أَْن َه ُار اجْلَنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة ‪َ ،‬و َف ْوقَهُ الْ َع ْر ُ‬
‫َّان ‪ ،‬يِف الْ َع ْر ِ‬ ‫َن الْ ِفردوس يِف وس ِط اجْلِن ِ‬ ‫ط اجْل ن َِّة ي ِر ُ ِِ‬ ‫مِت‬
‫ض ‪َ ،‬و َق ْولُهُ َو ُه َو‬ ‫يد به أ َّ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫قَ َال أَبُو َحا ٍ ‪َ :‬ق ْولُهُ ‪َ :‬ف ُه َو أ َْو َس ُ َ ُ‬
‫اع‪.‬‬‫اال ْرتَِف ِ‬
‫يد بِِه ‪ :‬يِف ِ‬ ‫أ َْعلَى اجْلَن َِّة يُِر ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬ىِف اجْلَن َِّة ِمائَةُ َد َر َج ٍة َما َبنْي َ ُك ِّل َد َر َجَتنْي ِ ِمائَةُ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ رضب اهلل عنه قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪174‬‬
‫َع ٍام »‪.‬‬
‫يدل على أهنــا غاية يف العلو واالرتفاع ‪ ,‬وال ينفي أن يكون درج اجلنة أكثر من مائة‪,‬إذ املراد‬ ‫واحلديثُ ُّ‬
‫منه اإلخبار بأن هذه الدرجات املائة هي للمجاهدين يف سبيل اهلل‪,‬ال اإلخبار حبصر درجات اجلنة‪,‬ويؤيد‬
‫درجة‪,‬أما هذه الدرجات املائة يناهلـا‬ ‫َّ‬ ‫ذلك أن منزلة النيب‪ --‬فوق هذا كله ‪,‬فهـو ىف درجة ليس فوقها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اها َد َخ َل‬ ‫صَ‬ ‫َح َ‬ ‫ني امْسَا مائَةً إِالَّ َواح ًدا َم ْن أ ْ‬ ‫آحاد أمته باجلهـاد‪ .‬ونظري ذلك قولــه ‪ ":-‬إِ َّن للَّه ت ْس َعةً َوت ْسع َ‬
‫‪175‬‬
‫اجْلَنَّةَ ‪" .‬‬
‫فاملراد من هذا احلديث اإلخبار عن دخول اجلنة بإحصاء هذه األمساء وحفظها ‪,‬ال اإلخبار حبصر هذه‬
‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫األمساء ‪ ,‬ومما يؤيد أن هلل تعاىل أكثر من تسعة وتسعني امسا حديث اب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اصيَيِت بِيَد َك ‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬نَ ِ‬ ‫َصابَهُ َه ٌّم أ َْو ُح ْز ٌن ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِيِّن َعْب ُد َك ابْ ُن َعْبد َك ابْ ُن أ ََمتِ َ‬ ‫ط ‪ ،‬إِذَا أ َ‬ ‫‪َ :‬ما قَ َال َعْب ٌد قَ ُّ‬

‫‪ - 171‬التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)101‬‬


‫‪ - 172‬صحيح البخارى(‪) 2790‬‬
‫‪ - 173‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4611()471‬صحيح‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫يسى َه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫سنن الرتمذى (‪ ) 2721‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪174‬‬

‫‪ - 175‬صحيح البخارى(‪) 2736‬‬

‫‪60‬‬
‫ت بِِه َن ْف َس َ‬
‫ك ‪ ،‬أ َْو أَْنَزلْتَهُ يِف‬ ‫ك ‪ ،‬مَسَّْي َ‬ ‫ك بِ ُك ِّل ْ‬
‫اس ٍم ُه َو لَ َ‬ ‫َسأَلُ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ع ْد ٌل يِف َّ قَ َ‬
‫ض ُاؤ َك ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ْم َ‬ ‫اض يِف َّ ُحك ُ‬
‫َم ٍ‬
‫ك ‪ ،‬أَ ِو استَأَْثرت بِِه يِف ِع ْل ِم الْغَي ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب عْن َد َك ‪ ،‬أَ ْن جَتْ َع َل الْ ُق ْرآ َن َربِ َ‬
‫يع َقْليِب ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َح ًدا ِم ْن َخ ْلق َ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َْو َعلَّ ْمتَهُ أ َ‬‫كِتَابِ َ‬
‫ب اللَّهُ مَهَّهُ َوأَبْ َدلَهُ َم َكا َن ُحْزنِِه َفَر ًحا ‪ ,‬قَالُوا ‪ :‬يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِري; ‪َ ،‬وجالَءَ ُح ْزيِن ‪َ ،‬و َذ َه َ‬
‫اب مَهِّي ‪ ،‬إالَّ أَ ْذ َه َ‬ ‫ور بَ َ‬
‫َونُ َ‬
‫َج ْل ‪َ ،‬يْنبَغِي لِ َم ْن مَسِ َع ُه َّن أَ ْن َيَت َعلَّ َم ُه َّن‪.176.‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ,‬يْنبَغي لَنَا أَ ْن َنَت َعلَّ َم َهذه الْ َكل َمات ؟ قَ َال ‪ :‬أ َ‬
‫رس َ ِ‬
‫َُ‬
‫الناصية ‪ :‬مقدم الرأس ‪ ،‬واملراد أنه مالكه يتصرف فيه حيث شاء ‪ -‬املاضي ‪ :‬النافذ ‪ -‬االستئثار ‪ :‬االنفراد‬
‫بالشيء‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " : -‬اجْلَنَّةُ ِمائَةُ َد َر َج ٍة ‪َ ،‬ما َبنْي َ ُك ِّل‬ ‫وهذا حديث يؤيد ذلك ‪ ،‬ف َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َد َر َجَتنْي ِ َم ِس َريةُ مَخْ ِس ِمائَِة َع ٍام "‪. 177‬‬
‫وأهل الجنـَّة تتفاوت منازلهم بحسـب درجاتـهم في العمـل والفضـل حتى أن أهـل الدرجات العلى‬
‫ليراهم من هو أسفل منهم كالنجوم في السماء‬
‫ف ِم ْن‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة لَيتراءو َن أَهل الْغُر ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ي رضي اهلل عنه ‪ ،‬أ َّ‬ ‫فعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ب ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي الْغَابِر ‪ ،‬أَ ِو الْغَائر يِف اأْل ُفُ ِق من الْم ْش ِر ِق أَ ِو الْم ْغ ِر ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّر َّ َ‬ ‫ب الد ِّ‬
‫َف ْوقه ْم ‪َ ،‬ك َما َتَراءَ ْو َن الْ َك ْو َك َ‬
‫ال َآمنُوا بِاللَّ ِه‬ ‫ك َمنَا ِز ُل األَنْبِيَ ِاء الَ َيْبلُغُ َها َغْيُر ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬بلَى َوالَّ ِذي نَ ْف ِسي بِيَ ِد ِه ‪ِ ،‬ر َج ٌ‬ ‫اهلل ‪ ،‬تِْل َ‬
‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬
‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬
‫‪178‬‬
‫ني‪..‬‬ ‫َو َ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬أَنَّهُ قَ َال « إِ َّن أ َْه َل اجْلَن َِّة لَيََتَز َاو ُرو َن فِ َيها » ويف رواية«‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ىِف األُفُ ِق الطَّال َع ىِف َت َف ُ‬
‫اض ِل‬ ‫ب الْغَْرىِب َّ الْغَا ِر َ‬‫ب الش َّْرق َّى َوالْ َك ْو ُك َ‬ ‫لَيََتَراءَ ْو َن ف َيها َك َما َتَراءَ ْو َن الْ َك ْو َك َ‬
‫س حُمَ َّم ٍد بِيَ ِد ِه أَْق َو ٌام َآمنُوا بِاللَّ ِه‬ ‫َّ ِ‬
‫ك النَّبيُّو َن قَ َال « َبلَى َوالذى َن ْف ُ‬
‫ول اللَّ ِه أُولَئِ َ ِ‬ ‫ات »‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫الدَّرج ِ‬
‫ََ‬
‫ِ ‪179‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬
‫ني‬ ‫َو َر ُسوله َو َ‬
‫تراءى ‪ :‬نظر ورأى ‪-‬الغرفة ‪ :‬العِلِّيَّةُ واحلجرة مطلقا ‪ ،‬واجلمع غرف وغرفات‬
‫ف ىِف اجْلَن َِّة َكما َتَتراء ْو َن الْ َكو َكب ىِف‬ ‫وع ْن َس ْه ٍل َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن أ َْه َل اجْلَن َِّة لَيََتَراءَ ْو َن الْغَُر َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ب ىِف األُفُ ِق الش َّْرقِ ِّى َوالْغَْرىِب ِّ »‪. 180‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ب الْغَا ِر َ‬ ‫الس َماء » وزاد عن أيب سعيد« َك َما َتَراءَ ْو َن الْ َك ْو َك َ‬

‫‪ - 176‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )972()253‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 177‬البعث البن أيب داود السجستاين (‪ ) 62‬والعظمة أليب الشيخ األصبهاين(‪ ) 563‬صحيح‬
‫‪ - 178‬صحيح مسلم (‪)7322‬‬
‫‪ - 179‬مسند أمحد(‪ )8647‬صحيح‬
‫‪ - 180‬صحيح البخارى (‪ 6555‬و‪)6556‬‬

‫‪61‬‬
‫ف ىِف اجْلَن َِّة َك َما‬ ‫ول إحتاف اللَّ ِه ‪ ": --‬إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة لَيتراءو َن أَهل الْغُر ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫وع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪181‬‬
‫الس َماء " ‪.‬‬ ‫ى ىِف َّ‬ ‫ُّر َّ‬
‫ب الد ِّ‬‫َتَر ْو َن الْ َك ْو َك َ‬
‫ف َف ْو َق ُه ْم‪َ ،‬ك َما َتَر ْو َن‬ ‫ول اللَّ ِه ‪":‬إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة لَيتراءو َن أَهل الْغُر ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫وع ْن َس ْه ِل بن َس ْع ٍد‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪182‬‬
‫اض ِل َما َبْيَن ُه ْم"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي الْغَابِر يِف األُفُ ِق والْم ْش ِرق والْم ْغ ِر ِ‬
‫ب لَت َف ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّر َّ َ‬ ‫ب الد ِّ‬‫الْ َك ْو َك َ‬
‫ب الش َّْرقِ َّى‬ ‫ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « إ َّن أ َْه َل اجْلَنَّة لَيََتَراءَ ْو َن الْغُْرفَة َك َما َتَتَراءَ ْو َن الْ َك ْو َك َ‬ ‫َ‬
‫أَ ِو الْ َكو َكب الْغَرىِب َّ الْغَا ِرب ىِف األُفُ ِق أَ ِو الطَّالِع ىِف َت َفاض ِل الدَّرج ِ‬
‫ك‬ ‫ول اللَّ ِه أُولَئِ َ‬ ‫ات »‪َ .‬ف َقالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬ ‫النَّبِيُّو َن ‪ .‬قَ َال « َبلَى َوالَّذى َن ْفسى بِيَده َوأَْق َو ٌام َآمنُوا بِاللَّه َو َر ُسوله َو َ‬
‫‪183‬‬
‫ني »‪.‬‬
‫والكوكب الغريب أو الغارب على الشك الغابر بالغني املعجمة والباء املوحدة املراد به هنا هو الذاهب‬
‫الذي تدىل للغروب‬
‫ت الَْبَر ِاء َو ْه َى أ ُُّم َحا ِرثَةَ بْ ِن ُسَراقَةَ‬ ‫الر َبيِّ ِع بِْن َ‬
‫َن أ َُّم ُّ‬ ‫وىف اجلنة جنا ٌن كثرية ‪ ،‬فعن َقتَ َاد َة ح َّد َثنَا أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ك أ َّ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ب ‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَتَ ِ‬
‫َصابَهُ َس ْه ٌم َغ ْر ٌ‬ ‫ت يَا نَىِب َّ اللَّه ‪ ،‬أَالَ حُتَ ِّدثُىِن َع ْن َحا ِرثَةَ َو َكا َن قُت َل َي ْو َم بَ ْد ٍر أ َ‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ - -‬ف َقالَ ْ‬
‫ت َعلَْي ِه ىِف الْبُ َك ِاء ‪ .‬قَ َال « يَا أ َُّم َحا ِرثَةَ ‪ ،‬إِن ََّها ِجنَا ٌن‬ ‫اجَت َه ْد ُ‬
‫ك ْ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َغْيَر َذل َ‬ ‫صَب ْر ُ‬
‫ِ‬
‫َكا َن ىِف اجْلَنَّة ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى » ‪.184‬‬ ‫س األ ْ‬ ‫اب الْف ْر َد ْو َ‬
‫َص َ‬ ‫ىِف اجْلَنَّة ‪َ ،‬وإِ َّن ْابنَك أ َ‬
‫الغَرب ‪ :‬الذي ال يعرف راميه‬
‫ِِ ٍ‬
‫ت‬‫َصابَهُ َس ْه ٌم ‪َ ،‬ف َقَتلَهُ ‪ ،‬فَ َجاءَ ْ‬ ‫س قَ َال ‪ :‬انْطَلَ َق َحا ِرثَةُ بْ ُن َع َّميِت نَظَّ ًارا َي ْو َم بَ ْد ٍر َما انْطَلَ َق لقتَال ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬ابيِن حا ِرثَةُ إِ ْن ي ُكن يِف اجْل ن َِّة أَصرِب ‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ع َّميِت أ ُُّمه إِىَل رس ِ ِ‬
‫َحتَس ْ‬ ‫َ ْْ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬
‫َصنَ ُع ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪ :‬يَا أ َُّم َحا ِرثَةَ ‪ ،‬إِن ََّها ِجنَا ٌن َكثِ َريةٌ ‪َ ،‬وإِ َّن َحا ِرثَةَ يِف الْ ِف ْر َد ْو ِس‬‫َوإِالَّ فَ َسَتَرى َما أ ْ‬
‫‪185‬‬
‫َعلَى‪.‬‬ ‫األ ْ‬
‫والجنانُ نوعان‪:‬من ذهب ‪ ,‬ومن فضة‪,‬وتكون لمن خاف مقام‪ T‬ربه‪,‬وعلى قدر هذا الخوف ‪ ،‬قال‬
‫ان (‪ )48‬فَبِأ ِّ‬
‫َي‬ ‫ان (‪َ )47‬ذواتَا أَْفنَ ٍ‬ ‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬
‫ان (‪ )46‬فَبِأ ِّ‬ ‫اف م َقام ربِِّه جنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫تعاىل ‪َ { :‬ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬
‫ان (‪ )51‬فِي ِه َما ِم ْن ُك ِّل‬ ‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬‫ان (‪ )50‬فَبِأ ِّ‬ ‫ان (‪ )49‬فِي ِهما عينَ ِ‬
‫ان جَتْ ِري ِ‬ ‫آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَاكِ َه ٍة َز ْو َجان (‪ )52‬فَبِأ ِّ‬
‫ِ‬
‫ني َعلَى ُفُر ٍش بَطَائُن َها م ْن إ ْستَْبَرق َوجَىَن‬ ‫َي آَاَل ء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان (‪ُ )53‬متَّكئ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجْل نَّت ِ د ٍان (‪ )54‬فَبِأ ِّ ِ‬
‫س َقْبلَ ُه ْم َواَل‬‫ات الط ْرف مَلْ يَطْم ْث ُه َّن إنْ ٌ‬ ‫َي آَاَل ء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان (‪ )55‬في ِه َّن قَاصَر ُ‬ ‫َ َ نْي َ‬
‫‪ - 181‬سنن الدارمى(‪ )2886‬وصحيح مسلم(‪) 7319‬‬
‫‪ - 182‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )5644()416‬صحيح لغريه‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬ ‫يسى َه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫‪ -‬سنن الرتمذى (‪ ) 2754‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪183‬‬

‫‪ - 184‬صحيح البخارى(‪)2809‬‬
‫‪ - 185‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4664()520‬صحيح‬

‫‪62‬‬
‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬ ‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن (‪ )58‬فَبِأ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ان (‪ )56‬فَبِأ ِّ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َي آَاَل ء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان (‪َ )57‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬ ‫َج ٌّ‬
‫ان (‬ ‫ان (‪ )61‬و ِمن دوهِنِما جنَّتَ ِ‬ ‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬ ‫ان إِاَّل اإْلِ ْح َسا ُن (‪ )60‬فَبِأ ِّ‬ ‫(‪ )59‬هل جزاء اإْلِ حس ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ ُ ْ َ‬
‫ان (‪ )65‬فِي ِهما عينَانِ‬ ‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬ ‫َي آَاَل ِء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان (‪ُ )63‬م ْد َه َّامتَان (‪ )64‬فَبِأ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ )62‬فَبِأ ِّ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان (‪[ } )67‬الرمحن‪]67-46/‬‬ ‫َي آَاَل ِء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬ ‫ان (‪ )66‬فَبِأ ِّ‬ ‫نَضَّاختَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬
‫أعماله ‪َ ،‬عا ِر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واعَت َق َد أنَّهُ قَائ ٌم َعلَيه ‪ُ ،‬م ْش ِر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َا يُكنُّهُ‬ ‫ف َعلَى ْ‬ ‫أع َماله ‪ْ ،‬‬ ‫َو َم ْن َخش َي ربَّهُ ‪َ ،‬و َرا َقبَهُ يف ْ‬
‫س؟‬ ‫السالَِف ِة تُ َك ِّذبُو َن يَا َم ْع َشَر اجلِ ِّن َوا ِإلنّ ِ‬ ‫اهلل َّ‬ ‫بأي أَْنع ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ جِبِ‬
‫ص ْد ُرهُ ‪ ،‬فَِإ َّن اهللَ َسيَ ْج ِزيه نََّتنْي ِ يف اآلخَر ِة ‪.‬فَ ِّ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واع َوألوان م َن األ ْش َجا ِر َوم َن الث َِّما ِر ‪.‬فَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأي‬ ‫ني مُه ا َذ َواتَا أنْ ٍ‬ ‫َو َهاتَان اجلَنَّتَان اللَّتَان جَيْ ِزي اهللُ ما عبَ َادهُ املُتَّق َ‬
‫س؟‬ ‫ف ِذ ْكُرها تُ َك ِّذبُو َن يَا َم ْع َشَر اجلِ ِّن َوا ِإلنّ ِ‬ ‫السالِ ِ‬‫اهلل َّ‬ ‫أَْنع ِم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وج ُد َعْينَا َماء جَتْ ِريَان في ِه َما ‪.‬‬ ‫ني اجلَنَّتَ ِ‬ ‫ويف َهاتَ ِ‬
‫ني تُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ف رطْب وصْن ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوفي ِهما م ْن ُك ِّل َن ْو ٍع م ْن أنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب )‬ ‫وف َو َغ ِر ٌ‬ ‫س ‪ْ (.‬أو َم ْعُر ٌ‬ ‫ف يَاب ٌ‬ ‫واع ال َف َواكه صْن َفان ‪:‬صْن ٌ َ ٌ َ‬
‫ني ‪ ،‬علَى ُفر ٍش ‪ ،‬بطَائنُها ِمن َغلِ ِ‬
‫يظ‬ ‫الذين أ ْكر َم ُهم اهللُ َت َعاىل بِاجلَنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الس َعداءُ ‪َ َ ،‬‬ ‫األبَر ُار ُّ‬ ‫ضطَج ُع َه ُؤالء ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫فإن الظَّ َهائَر َستَ ُكو ُن‬ ‫اج َّ‬ ‫ت م َن الدِّيبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَْبَرق ) ( َومَل يَ ْذ ُك ِر اهللُ َت َعاىل الظَّ َهائَر َّ‬ ‫ٍ‬
‫ألن البَطَائ َن إذا َكانَ ْ‬ ‫اج ( ْ‬ ‫الدِّيبَ ِ‬
‫ِ‬ ‫مِث‬
‫يدو َن ‪.‬‬ ‫وس ِحينَما يُِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫أح َس َن ) ‪َ ،‬وتَ ُكو ُن َ ُار اجلَنََّتنْي َدانيَةً مْن ُه ْم يَ ْستَطيعُو َن قطَافَها َو ُه ْم ُجلُ ٌ‬ ‫َأه َّم َو ْ‬
‫أح َس َن ِمْن ُهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّات نِساء َغ ِ‬ ‫ويف ه ِذ ِه اجلن ِ‬
‫ص ِر فَالَ َيْنظُْر َن إىل َغرْيِ ْأز َواج ِه َّن ‪ ،‬فَالَ يَريْ َن ف َيها َشْيئاً ْ‬ ‫ات البَ َ‬ ‫يض ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ َ َ‬
‫س َوالَ ِم َن اجلِ ِّن ‪.‬‬ ‫أح ٌد ال ِم َن ا ِإلنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬و ُه َّن أبْ َك ٌار مَلْ مَيْ َس ْس ُه َّن َقْب َل ْأز َواج ِه َّن َ‬
‫وت َوامل ْر َجا ُن‬ ‫ُ‬ ‫ص َف ِاء ألواهِنِ َّن ‪ :‬اليَاقُ‬ ‫َ‬ ‫ف َكأن َُّه َّن يف مَجَاهِلِ َّن ‪َ ،‬وهَب ائِ َّن ‪َ ،‬و‬ ‫ضيضات الطَّر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّس َوةُ الغَ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫وهؤ ِ‬
‫الء الن‬ ‫َ َُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬لَي ِ‬
‫َح َسنُواْ احلسىن َو ِزيَ َادةٌ }‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أ ْ‬ ‫الع َم َل يف الدُّنيا إال اجلََزاءُ احلَ َس ُن عْن َد اهلل يف اآلخَرة { لِّلَّذ َ‬ ‫أح َس َن َ‬ ‫س ل َم ْن ْ‬ ‫ْ َ‬
‫أع َّدمُه ا اهللُ َت َعاىل‬ ‫ِ‬
‫ضالً َوص َفةً ‪َ ،‬‬ ‫ان أَقَ ُّل ِمْن ُهما فَ ْ‬ ‫ان أُخري ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُف ُه َما ‪َ ،‬جنَّتَ ْ َ َ‬ ‫ف َو ْ‬ ‫السالِ ِ‬‫ني ‪َّ ،‬‬ ‫و ِم ْن ور ِاء َهاَتنْي ِ اجلَنَّتَ ِ‬
‫َ ََ‬
‫بني ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أعما ْم إىل َم ْرتَبة املَُقَّر َ‬ ‫ني م ْن عبَاده مم َّْن الَ َيْرتَفعُو َن ب ْ‬ ‫ل ْل ُمتَّق َ‬
‫ضَرهِت ا‬ ‫َّة ُخ ْ‬ ‫واد ‪ِ ،‬من ِشد ِ‬
‫ْ‬
‫الس ِ‬‫ب لَ ْوهُن ا إىل َّ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ضُر ‪ ،‬اليِت يَ ْ‬ ‫ني اخلُ ْ‬ ‫ني اجلنََّت ِ النَّباتَات و َّ ِ‬
‫الريَاح ُ‬ ‫ت يف َهاتَ َ نْي َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫َوَتْنبُ ُ‬
‫ان‬‫ان َت ُفور ِان بامل ِاء والَ َتْن َق ِطع ِ‬ ‫‪.‬فيهما عينَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ان } يف أيب بكر‬ ‫اف م َقام ربِِّه جنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ابن َش ْوذب‪ ،‬وعطاء اخلراساين‪ :‬نزلت هذه اآلية‪َ { :‬ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬
‫الصديق‪.‬‬
‫والصحيح أن هذه اآلية عامة كما قاله ابن عباس وغريه‪ ،‬يقول تعاىل‪ :‬وملن خاف مقامه; بني يدي اهلل‪ ،‬عز‬
‫س َع ِن اهْلََوى } [ النازعات‪ ،] 40:‬ومل يطغ‪ ،‬وال آثر الدنيا‪ ،‬وعلم أن‬ ‫الن ْف َ‬‫وجل‪ ،‬يوم القيامة‪َ { ،‬و َن َهى َّ‬
‫فع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن‬ ‫اآلخرة خري وأبقى‪ ،‬فأدى فرائض اهلل‪ ،‬واجتنب حمارمه‪ ،‬فله يوم القيامة عند ربه جنتان‪َ ،‬‬
‫ان ِم ْن‬ ‫ان ِمن فِض ٍَّة ‪ ،‬آنِيُتهما وما فِي ِهما وجنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫َ َُ ََ َ َ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال « َجنَّتَ ْ‬ ‫س َع ْن أَبيه أ َّ َ ُ‬

‫‪63‬‬
‫ب آنِيَُت ُه َما َو َما فِي ِه َما ‪َ ،‬و َما َبنْي َ الْ َق ْوِم َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إِىَل َرهِّبِ ْم إِالَّ ِر َداءُ الْ ِكرْبِ َعلَى َو ْج ِه ِه ىِف َجن َِّة‬ ‫َذ َه ٍ‬
‫ٍ ‪186‬‬
‫َع ْدن »‬
‫اف َم َق َام َربِِّه‬ ‫وعن أيب بكر بن أيب موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬محاد ال أعلمه إال رفعه يف قوله‪َ (:‬ولِ َم ْن َخ َ‬
‫‪187‬‬
‫للمقربني أو قال‪ :‬للسابقني‪ ،‬وجنتان من ورق ألصحاب اليمني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َجنَّتَان ) قال‪ :‬جنتان من ذهب ّ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اف َم َق َام َربِّه َجنَّتَان ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ول َعلَى الْ ِمْنرَبِ ‪َ :‬ولِ َم ْن َخ َ‬ ‫وعن أَيِب الد َّْر َد ِاء أَنَّهُ مَسِ َع النَّيِب َّ ‪َ - -‬و ُه َو َي ُق ُ‬
‫ت ‪َ :‬وإِ ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫اف َم َق َام َربِّه َجنَّتَان ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ول اللَّ ِه ؟ َف َق َال النَّيِب ُّ ‪ - -‬الثَّانِيَةَ ‪َ :‬ولِ َم ْن َخ َ‬ ‫َوإِ ْن زَىَن َوإِ ْن َسَر َق يَا َر ُس َ‬
‫ت ‪َ :‬وإِ ْن زَىَن‬
‫ِ ِ‬
‫اف َم َق َام َربِّه َجنَّتَان ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬‫ول اللَّ ِه ؟ َف َق َال النَّيِب ُّ ‪ - -‬الثَّالِثَةَ ‪َ :‬ولِ َم ْن َخ َ‬ ‫زَىَن َوإِ ْن َسَر َق يَا َر ُس َ‬
‫ِ ‪188‬‬ ‫ِ‬ ‫وإِ ْن سر َق يا رس َ ِ‬
‫ف أَيِب الد َّْر َداء "‬ ‫ول اللَّه ؟ َف َق َال ‪َ ":‬ن َع ْم ‪َ ،‬وإِ ْن َرغ َم أَنْ ُ‬ ‫َ ََ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ,‬وإِ ْن‬ ‫ت يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف َم َق َام َربِّه َجنَّتَان} َف ُق ْل ُ‬ ‫{ول َم ْن َخ َ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫وع ْن أَيِب الد َّْر َد ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬وإِ ْن زَىَن َوإِ ْن َسَر َق ‪َ ,‬وإِ ْن زَىَن‬ ‫زَىَن َوإِ ْن َسَر َق ؟ قَ َال ‪َ :‬وإِ ْن زَىَن َوإِ ْن َسَر َق ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬فَ َكَّر ْر ُت َها َعلَْيه َف ُق ْل ُ‬
‫ِ ‪189‬‬
‫ك يَا عُ َومْي ُر‪.‬‬ ‫َوإِ ْن َسَر َق ؟ قَ َال ‪َ :‬وإِ ْن زَىَن َوإِ ْن َسَر َق َوإِ ْن َر ِغ َم أَْن ُف َ‬
‫أدل دليل على أن اجلن يدخلون اجلنة إذا آمنوا واتقوا؛ وهلذا‬ ‫وهذه اآلية عامة يف اإلنس واجلن‪ ،‬فهي من ِّ‬
‫ان }‬ ‫آالء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬ ‫َي ِ‬ ‫اف م َقام ربِِّه جنَّتَ ِ‬
‫ان ‪ .‬فَبِأ ِّ‬ ‫امنت اهلل تعاىل على الثقلني هبذا اجلزاء فقال‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫{ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ان } أي‪ :‬أغصان نَضَرة حسنة‪ ،‬حتمل من كل مثرة نضيجة فائقة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مث نعت هاتني اجلنتني فقال‪َ { :‬ذواتَا أَْفنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫{ فَبِأ ِّ ِ‬
‫الشجر ميس‬ ‫َي آالء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذبَان } ‪ .‬هكذا قال عطاء اخلراساين ومجاعة‪ :‬إن األفنان أغصان َ‬
‫بعضها بعضا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ان ) قال‪ :‬ظل األغصان على احليطان‪ ،‬قال‪ :‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫وعن عك ِرمة( َذواتَا أَْفنَ ٍ‬
‫َ‬
‫صون مَح اما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م ْن َهديل مَح َامة تَ ْدعُو على فَنن الغُ ُ‬ ‫هاج َش ْوقَ َ‬
‫ما َ‬
‫الصقُّو ِر قَطاما‬ ‫ف ضاريا ذا خِم ْلَبني ِم َن ُّ‬
‫‪190‬‬
‫ص َاد َ‬ ‫تَ ْدعُوا أبا َف ْر َخني َ‬
‫ان } ‪ :‬ذواتا ألوان‪ .‬و قد روي عن سعيد بن جبري‪ ،‬واحلسن‪ ،‬والسدي‪،‬‬ ‫وعن ابن عباس‪َ { :‬ذواتَا أَْفنَ ٍ‬
‫َ‬
‫صيف‪ ،‬والنضر بن عريب ‪ ،‬وأيب ِسنَان مثل ذلك‪ .‬ومعىن هذا القول أن فيهما فنونا من املالذ‪ ،‬واختاره‬ ‫وخ َ‬ ‫ُ‬
‫ابن جرير‪.‬‬
‫ان} واسعتا الفناء‪.‬‬ ‫وقال عطاء‪ :‬كل غصن جيمع فنونا من الفاكهة‪ ،‬وقال الربيع بن أنس‪ {:‬ذَواتَا أَْفنَ ٍ‬
‫َ‬
‫‪ - 186‬صحيح البخارى (‪ ) 4878‬وصحيح مسلم (‪) 466‬‬
‫‪ - 187‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 23‬ص ‪ )57‬صحيح‬
‫‪ - 188‬مسند أمحد(‪ )8917‬صحيح‬
‫‪ - 189‬مسند الشاميني(‪ )973‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 190‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 23‬ص ‪)59‬حسن مقطوع‬

‫‪64‬‬
‫ان } ينبئ بسعتها‬ ‫وكل هذه األقوال صحيحة‪ ،‬وال منافاة بينها‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬وقال قتادة‪َ { :‬ذواتَا أَْفنَ ٍ‬
‫َ‬
‫وفضلها ومزيتها على ما سواها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَمْس اء ابنَ ِة أَيِب ب ْك ٍر ر ِضي اللَّه عْنها قَالَت ‪ :‬مَسِ عت رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ‬وذَ َكَر س ْد َر َة الْ ُمْنَت َهى ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَسريُ‬ ‫ْ ُ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ ََ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫الذ َه ِ‬
‫اش َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الراكب مئَةَ َسنَة ‪ ،‬ويَستَظ ُّل بِالْ َفنَ ِن مْن َها مائَةُ راك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫ب َكأ َّ‬
‫َن مَثََر َها‬ ‫ب ‪ ،‬ف َيها فَر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ظ ِّل الْ َفنَ ِن مْن َها َّ ُ‬
‫‪191‬‬
‫الل"‬‫الْ ِق ُ‬
‫ِس ْدرةُ املْنتهى ‪ :‬شجرة يف أقْصى اجلنة إليها يْنتهي ِعلُم األولّني ِ‬
‫واآلخرين وال يتعدَّاها‪ -.‬القالل ‪ :‬مجع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪192‬‬
‫القلة وهي اجلرة الكبرية‬
‫ان " قال ابن عباس‪:‬ومن دوهنما ىف الدَّرج ‪,‬‬ ‫ويف قوله تعاىل ‪ (" :‬و ِمن دوهِنِما جنَّتَ ِ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫املفسـرين‪ ,‬فاجلنتان األوليان‪:‬فيهما عينان‬
‫وقال ابن زيد‪:‬ومن دوهنما ىف الفضل‪,‬وهذا هو الراجح عنـد ِّ‬
‫جتريان ‪,‬أما الثانيتان ‪:‬ففيهما عينان نضاختان‪,‬النضخ دون اجلري ‪,‬والنضاخة‪:‬هي الفوارة‪,‬أما اجلارية‪:‬فهي‬
‫السارحة وهى أفضل من الفوارة ألهنا تتضمن الفوران واجلريان‪,‬وقال ابن جريج ‪:‬هي أربع‪:‬جنتان منها‬
‫للسابقني املقربني(فيهما من كل فاكهة زوجان) و(عينان جتريان)‪,‬وجنتان ألصحاب اليمني (فيهما فاكهة‬
‫وخنل ورمان) و(فيهما عينان نضاختان) وقال ابن زيد‪:‬إن األوليني من ذهب للمقربني‪,‬واألُخريني من‬
‫‪193‬‬
‫َو ِرق ٍألصحاب اليمني‪.‬‬
‫قال القرطيب‪ :‬فإن قيل ‪ :‬كيف مل يذكر أهل هاتني اجلنتني كما ذكر أهل اجلنتني األوليني ؟ قل ‪ :‬اجلنان‬
‫األربع ملن خاف مقام ربه إال أن اخلائفني هلم مراتب ‪ ،‬فاجلنتان األوليان ألعلى العباد رتبة يف اخلوف من‬
‫اهلل تعاىل ‪ ،‬واجلنتان األخريان ملن قصرت حال يف اخلوف من اهلل تعاىل‪ .‬ومذهب الضحاك أن اجلنتني‬
‫{و ِم ْن ُدوهِنِ َما‬
‫األوليني من ذهب وفضة ‪ ،‬واألخريني من ياقوت وزمرد ومها أفضل من األوليني ‪ ،‬وقوله ‪َ :‬‬
‫ان} أي من أمامهما ومن قبلهما‪ .‬وإىل هذا القول ذهب أبو عبداهلل الرتمذي احلكيم يف "نوادر‬ ‫جنَّتَ ِ‬
‫َ‬
‫ان} أي دون هذا إىل العرش ‪ ،‬أي أقرب وأدىن إىل العرش ‪،‬‬ ‫األصول" فقال ‪ :‬ومعىن {و ِمن دوهِنِما جنَّتَ ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ‬
‫وأخذ يفضلهما على األوليني ‪ ;،..‬وقال مقاتل ‪ :‬اجلنتان األوليان جنة عدن وجنة النعيم ‪ ،‬واألخريان جنة‬
‫‪194‬‬
‫الفردوس وجنة املأوى‪.‬‬

‫ــــــــ‬
‫‪ - 191‬اآلحاد واملثاين(‪ )3141‬والزهد هلناد بن السري(‪ ) 113‬صحيح‬
‫‪ - 192‬انظر تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )501‬فما بعدها‬
‫الو ِرق‪:‬الفضة‪.‬‬
‫‪ -‬تفسري القرطيب (‪َ , )17/140‬‬
‫‪193‬‬

‫‪ - 194‬تفسري القرطيب (ج ‪ / 17‬ص ‪)184‬‬

‫‪65‬‬
66
‫المبحث الحادي عشر‬
‫أبواب الجنة‬
‫ُ‬

‫ِ ٍ‬
‫اب ){ص‪}50:‬‬ ‫َّحةً هَّلُ ُم األ َْب َو ُ‬
‫قال تعاىل‪َ (:‬جنَّات َع ْدن ُّم َفت َ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫وه َذا املآب احلسن هو جنّاَت استِ ْقرا ٍر وإِقَام ٍة م َفتَّحةٌ أَبوابها إِ ْكراماً هَل م لِي ْدخلُ ِ ِ‬
‫وها آمن َ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ُْ َ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫وعن احلسن‪ ،‬وذكر أبواب اجلنة‪ ،‬فقال‪ :‬أبواب يُرى ظاهرها من باطنها‪ ،‬فَتكلم وتَكلم‪ ،‬فتهمهم انفتحي‬
‫‪195‬‬
‫انغلقي‪ ،‬فتفعل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬بِلَ ْح ٍم ‪َ ،‬فرفِ َع إِلَْي ِه ِّ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال أُتِ َى َر ُس ُ‬
‫ت ُت ْعجبُهُ‬ ‫الذ َراعُ ‪َ ،‬و َكانَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫َّاس األ ََّول َ‬ ‫ك جُيْ َم ُع الن ُ‬ ‫َّاس َي ْو َم الْقيَ َام ِة ‪َ ،‬و َه ْل تَ ْد ُرو َن ِم َّم َذل َ‬ ‫‪َ ،‬فَن َهس ِمْن َها َن ْه َسةً مُثَّ قَ َال « أَنَا َسيِّ ُد الن ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ِ‬
‫َّاس م َن الْغَ ِّم‬ ‫س ‪َ ،‬فيَْبلُ ُغ الن َ‬ ‫َّم ُ‬ ‫صُر ‪َ ،‬وتَ ْدنُو الش ْ‬ ‫صعيد َواحد ‪ ،‬يُ ْسمعُ ُه ُم الدَّاعى ‪َ ،‬و َيْن ُف ُذ ُه ُم الْبَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َواآلخ ِر َ‬
‫َّاس أَالَ َتَر ْو َن َما قَ ْد َبلَغَ ُك ْم أَالَ َتْنظُُرو َن َم ْن يَ ْش َف ُع لَ ُك ْم إِىَل‬ ‫ول الن ُ‬ ‫ب َما الَ يُ ِطي ُقو َن َوالَ حَيْتَ ِملُو َن َفَي ُق ُ‬ ‫والْ َكر ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ت أَبُو الْبَ َش ِر َخلَ َق َ‬ ‫آد َم عليه السالم َفَي ُقولُو َن لَهُ أَنْ َ‬ ‫آد َم َفيَأْتُو َن َ‬ ‫ض َعلَْي ُك ْم ب َ‬ ‫َّاس لَب ْع ٍ‬‫ض الن ِ‬ ‫ول َب ْع ُ‬ ‫َربِّ ُك ْم َفَي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ك ‪ ،‬أَالَ َتَرى إِىَل َما‬ ‫ك ‪ ،‬ا ْش َف ْع لَنَا إِىَل َربِّ َ‬ ‫وح ِه ‪َ ،‬وأ ََمَر الْ َمالَئِ َكةَ فَ َس َج ُدوا لَ َ‬ ‫يك ِمن ر ِ‬
‫اللَّهُ بيَده ‪َ .‬و َن َف َخ ف َ ْ ُ‬
‫ب َقْبلَهُ ِم ْثلَهُ َولَ ْن‬ ‫ضْ‬ ‫ضبًا مَلْ َي ْغ َ‬ ‫ب الَْي ْو َم َغ َ‬ ‫ِ‬
‫آد ُم إ َّن َرىِّب قَ ْد َغض َ‬
‫ول َ ِ‬ ‫حَنْ ُن فِ ِيه أَالَ َتَرى إِىَل َما قَ ْد َبلَغَنَا َفَي ُق ُ‬
‫صْيتُهُ ‪َ ،‬ن ْف ِسى َن ْف ِسى َن ْف ِسى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إِىَل َغرْيِ ى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا‬ ‫َّجَر ِة َف َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َب ْع َدهُ م ْثلَهُ ‪َ ،‬وإنَّهُ َن َهاىِن َع ِن الش َ‬ ‫ضَ‬ ‫َي ْغ َ‬
‫اك اللَّهُ َعْب ًدا‬ ‫ض ‪َ ،‬وقَ ْد مَسَّ َ‬ ‫الر ُس ِل إِىَل أ َْه ِل األ َْر ِ‬ ‫ت أ ََّو ُل ُّ‬ ‫وح إِن َ‬
‫َّك أَنْ َ‬ ‫وحا َفَي ُقولُو َن يَا نُ ُ‬ ‫وح ‪َ ،‬فيَأْتُو َن نُ ً‬ ‫إِىَل نُ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬أَالَ َترى إِىَل ما حَنْن فِ ِيه َفي ُق ُ ِ‬ ‫ورا ا ْش َف ْع لَنَا إِىَل َربِّ َ‬
‫ضبًا مَلْ‬ ‫ب الَْي ْو َم َغ َ‬ ‫ول إ َّن َرىِّب َعَّز َو َج َّل قَ ْد َغض َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َش ُك ً‬
‫ت ىِل َد ْع َوةٌ َد َع ْو ُت َها َعلَى َق ْو ِمى َن ْف ِسى َن ْف ِسى‬ ‫ِ‬
‫ب َب ْع َدهُ م ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِنَّهُ قَ ْد َكانَ ْ‬ ‫ضَ‬
‫ِ‬
‫ب َقْبلَهُ م ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن َي ْغ َ‬ ‫ضْ‬ ‫َي ْغ َ‬
‫ت نَىِب ُّ اللَّ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ‪ ،‬أَنْ َ‬ ‫يم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن يَا إ ْبَراه ُ‬ ‫يم ‪َ ،‬فيَأْتُو َن إ ْبَراه َ‬ ‫َن ْفسى ا ْذ َهبُوا إىَل َغرْي ى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إىَل إ ْبَراه َ‬
‫ِ‬ ‫ك أَالَ َترى إِىَل ما حَنْن فِ ِيه َفي ُق ُ ِ‬ ‫ض ا ْش َف ْع لَنَا إِىَل َربِّ َ‬ ‫َو َخلِيلُهُ ِم ْن أ َْه ِل األ َْر ِ‬
‫ب الَْي ْو َم‬ ‫ول هَلُ ْم إ َّن َرىِّب قَ ْد َغض َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ث َك َذب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ‪ -‬فَ َذ َكَر ُه َّن أَبُو‬ ‫ت ثَالَ َ َ‬ ‫ت َك َذبْ ُ‬ ‫ب َب ْع َدهُ م ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِىِّن قَ ْد ُكْن ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ب َقْبلَهُ م ْثلَهُ َولَ ْن َي ْغ َ‬ ‫ضْ‬ ‫ضبًا مَلْ َي ْغ َ‬ ‫َغ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىِف ِ ِ‬
‫وسى ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن‬ ‫وسى ‪َ ،‬فيَأْتُو َن ُم َ‬ ‫َحيَّا َن احْلَديث ‪َ -‬ن ْفسى َن ْفسى َن ْفسى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إىَل َغرْيِ ى ا ْذ َهبُوا إىَل ُم َ‬
‫ك أَالَ َتَرى إِىَل َما‬ ‫َّاس ‪ ،‬ا ْش َف ْع لَنَا إِىَل َربِّ َ‬ ‫ك اللَّهُ بِ ِر َسالَتِ ِه َوبِ َكالَِم ِه َعلَى الن ِ‬ ‫ضلَ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬فَ َّ‬‫ت َر ُس ُ‬ ‫وسى أَنْ َ‬ ‫يَا ُم َ‬
‫ب َب ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِىِّن قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حَنْن فِ ِيه َفي ُق ُ ِ‬
‫ضَ‬ ‫ب َقْبلَهُ م ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن َي ْغ َ‬ ‫ضْ‬ ‫ضبًا مَلْ َي ْغ َ‬ ‫ب الَْي ْو َم َغ َ‬ ‫ول إ َّن َرىِّب قَ ْد َغض َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َقت ْلت َن ْفسا مَل أ ِ ِ‬
‫يسى‬ ‫يسى ‪َ ،‬فيَأْتُو َن ع َ‬ ‫ُوم ْر ب َقْتل َها ‪َ ،‬ن ْفسى َن ْفسى َن ْفسى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إىَل َغرْي ى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إىَل ع َ‬ ‫َ ُ ً ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه و َكلِمتُه أَلْ َقاها إِىَل مرمَي ور ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ىِف الْ َم ْهد َ‬
‫صبِيًّا‬ ‫ت الن َ‬ ‫وح مْنهُ ‪َ ،‬و َكلَّ ْم َ‬ ‫َْ َ َ ُ ٌ‬ ‫ت َر ُس ُ َ َ ُ َ‬ ‫يسى أَنْ َ‬ ‫َفَي ُقولُو َن يَا ع َ‬

‫‪ - 195‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )221‬حسن‬

‫‪67‬‬
‫ب َقْبلَهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ول ِع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضْ‬ ‫ضبًا مَلْ َي ْغ َ‬ ‫ب الَْي ْو َم َغ َ‬‫يسى إ َّن َرىِّب قَ ْد َغض َ‬ ‫ا ْش َف ْع لَنَا أَالَ َتَرى إىَل َما حَنْ ُن فيه َفَي ُق ُ َ‬
‫ب َب ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ -‬ومَلْ يَ ْذ ُك ْر َذ ْنبًا ‪َ -‬ن ْف ِسى َن ْف ِسى َن ْف ِسى ‪ ،‬ا ْذ َهبُوا إِىَل َغرْيِ ى ا ْذ َهبُوا إِىَل حُمَ َّم ٍد ‪- -‬‬ ‫ضَ‬ ‫َي ْغ َ‬
‫َّم ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ك َما َت َقد َ‬ ‫ول اللَّ ِه َو َخامَتُ األَنْبِيَاء ‪َ ،‬وقَ ْد َغ َفَر اللَّهُ لَ َ‬
‫ت َر ُس ُ‬ ‫َفيَأْتُو َن حُمَ َّم ًدا ‪َ - -‬فَي ُقولُو َن يَا حُمَ َّم ُد أَنْ َ‬
‫اج ًدا لَِرىِّب‬ ‫َخر ‪ ،‬ا ْش َفع لَنا إِىَل ربِّك أَالَ َترى إِىَل ما حَن ن فِ ِيه فَأَنْطَلِق فَآتِى حَت ت الْعر ِش ‪ ،‬فَأَقَع س ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫ك َو َما تَأ َّ َ‬‫َذنْبِ َ‬
‫َح ٍد َقْبلِى مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ال يَا حُمَ َّم ُد‬ ‫َعَّز َو َج َّل مُثَّ َي ْفتَ ُح اللَّهُ َعلَ َّى م ْن حَمَامده َو ُح ْس ِن الثَّنَاء َعلَْيه َشْيئًا مَلْ َي ْفتَ ْحهُ َعلَى أ َ‬
‫ال يَا‬‫ب َفُي َق ُ‪T‬‬ ‫ب ‪ ،‬أ َُّمتِى يَا َر ِّ‬ ‫َّع ‪ ،‬فَأ َْرفَ ُع َرأْ ِسى ‪ ،‬فَأَقُ ُ‬
‫ول أ َُّمىِت يَا َر ِّ‬ ‫ك ‪َ ،‬س ْل ُت ْعطَ ْه ‪َ ،‬وا ْش َف ْع تُ َشف ْ‬ ‫ْارفَ ْع َرأْ َس َ‬
‫ْجن َِّة َو ُه ْم ُش َر َكاءُ الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫اب ال َ‬ ‫اب األَيْ َم ِن ِم ْن أ َْب َو ِ‬
‫اب َعلَْي ِه ْم ِم َن الْبَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َم ْن الَ ح َس َ‬ ‫ُم َح َّم ُد أَ ْد ِخ ْل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬
‫ْجن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اب ‪ ،‬ثُ َّم قَ َ ِ‬ ‫ك ِم َن األ َْب َو ِ‬ ‫يما ِس َوى ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫صا ِري ِع ال َ‬ ‫اع ْي ِن م ْن َم َ‬ ‫ص َر َ‬‫ال َوالَّذى َن ْف ِسى بِيَده إِ َّن َما َب ْي َن ال ِْم ْ‬ ‫فَ‬
‫ِ‬
‫ص َرى »‪. 196‬‬ ‫َك َما َب ْي َن َم َّكةَ َوح ْمَي َر ‪ ،‬أ َْو َك َما َب ْي َن َم َّكةَ َوبُ ْ‬
‫هنس ‪ :‬قبض على اللحم وانتزعه مبقدم األسنان‬
‫صا ِري ِع اجْلَن َِّة لَ َك َما‬ ‫وعن أَيِب هريرةَ ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬والَّ ِذي َن ْف ِسي بِي ِد ِه ‪ ،‬إِ َّن ما ب الْ ِمصر ِ‬
‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬‫َ َنْي َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫َبنْي َ َم َّكةَ َو َه َجَر ‪ ،‬أ َْو َك َما َبنْي َ َم َّكةَ َوبُ ْ‬
‫‪197‬‬
‫صَرى‪;.‬‬
‫صا ِري ِع اجْلَن َِّة َم ِس َريةُ‬ ‫اهلل ‪ :‬ما ب ِمصر ِ‬
‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬‫َ َنْي َ ْ َ َ‬
‫ول ِ‬ ‫وع ْن َح ِكي ِم بْ ِن ُم َعا ِويَةَ ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬‫َ‬
‫ِ ِ ‪198‬‬
‫ني‪.‬‬ ‫َسْب ِع سن َ‬
‫وللجنة مثانية أبواب ‪ ،‬فعن س ْه ِل بْ ِن س ْع ٍد ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « ىِف اجْل ن َِّة مَثَانِيةُ أ َْبو ٍ‬
‫اب‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫الصائِ ُمو َن » ‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫الريَّا َن الَ يَ ْد ُخلُهُ إِالَّ َّ‬
‫اب يُ َس َّمى َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬ف َيها بَ ٌ‬
‫ى ِم ْن‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « من أَْن َفق زوج ِ ىِف ِ ِ ِ‬
‫َسب ِيل اللَّه نُود َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ نْي‬ ‫َن َر ُس َ‬‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ‬ ‫َ‬
‫الصالَِة ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن‬ ‫اب َّ‬ ‫الصالَِة ُد ِعى ِمن ب ِ‬
‫َ َْ‬ ‫اب اجْلَن َِّة يَا َعْب َد اللَّ ِه ‪َ ،‬ه َذا َخْيٌر ‪ .‬فَ َم ْن َكا َن ِم ْن أ َْه ِل َّ‬
‫أ َْبو ِ‬
‫َ‬
‫ان ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن أ َْه ِل‬ ‫الريَّ ِ‬ ‫الصي ِام ُد ِعى ِمن ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اب َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫أ َْه ِل اجْل َهاد ُدع َى م ْن بَاب اجْل َهاد ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن م ْن أ َْه ِل ِّ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬ما‬ ‫ت َوأ ُِّمى يَا َر ُس َ‬ ‫اب َّ ِ‬
‫الص َدقَة » ‪َ .‬ف َق َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬بِأَىِب أَنْ َ‬ ‫الص َدقَِة ُد ِعى ِمن ب ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َّ‬
‫اب ُكلِّ َها قَ َال « نَ َع ْم ‪.‬‬ ‫ك األ َْبو ِ‬ ‫اب ِمن ضرور ٍة ‪َ ،‬فهل ي ْدعى أ ِ ِ‬ ‫ك األ َْبو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َح ٌد م ْن ت ْل َ َ‬ ‫ْ َُ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َعلَى َم ْن ُدع َى م ْن ت ْل َ َ‬
‫َوأ َْر ُجو أَ ْن تَ ُكو َن ِمْن ُه ْم » ‪.200‬‬

‫‪ - 196‬صحيح البخارى(‪ ) 4712‬وصحيح مسلم (‪)501‬‬


‫‪ - 197‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7389()401‬صحيح‬
‫‪ - 198‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7388()400‬صحيح‬
‫‪ - 199‬صحيح البخارى(‪) 3257‬‬
‫‪ - 200‬صحيح البخارى(‪ ) 1897‬ومسلم (‪)2418‬‬

‫‪68‬‬
‫الضرورة ‪ :‬الضرر أى ال يزاحم بعضهم بعضا‬
‫ول ‪َ :‬م ْن‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫َن أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َخَبَريِن مُحَْي ُد بْ ُن َعْب ِد الرَّمْح َ ِن ‪ ،‬أ َّ‬ ‫ي‪،‬أْ‬ ‫الز ْه ِر ِّ‬
‫وع ِن ُّ‬ ‫َ‬
‫اهلل ‪ ،‬ه َذا خير ‪ ،‬ولِْلجنَّةِ‬ ‫اب اجْل ن َِّة ‪ :‬يا عب َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ٌَْ َ َ‬ ‫أَْن َف َق َز ْو َجنْي ِ م ْن َش ْيء م َن األَ ْشيَاء يِف َسبِ ِيل اهلل ُدع َي م ْن أ َْب َو ِ َ َ َْ‬
‫اب‬‫الصالَِة ‪ ،‬ومن َكا َن ِمن أ َْه ِل اجْلِه ِاد ُد ِعي ِمن ب ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫الصالَِة ُد ِعي ِمن ب ِ‬ ‫اب ‪ ،‬فَ َم ْن َكا َن ِم ْن أ َْه ِل َّ‬ ‫أ َْب َو ٌ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َْ‬
‫الصي ِام ُد ِعي ِمن ب ِ‬
‫اب‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫الص َدقَة ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن م ْن أ َْه ِل ِّ َ‬
‫اب َّ ِ‬ ‫الص َدقَِة ُد ِعي ِمن ب ِ‬
‫َ َْ‬ ‫اجْلِ َه ِاد ‪َ ،‬و َم ْن َكا َن ِم ْن أ َْه ِل َّ‬
‫ور ٍة ‪َ ،‬ه ْل‬ ‫ك األَبو ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬ما علَى أ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫ان قَ َال ‪َ :‬ف َق َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫الريَّ ِ‬
‫ضُر َ‬‫اب م ْن َ‬ ‫َحد يُ ْد َعى م ْن ت ْل َ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫‪201‬‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم َوأ َْر ُجو أَ ْن تَ ُكو َن ِمْن ُه ْم‪.‬‬ ‫ول ِ‬ ‫َح ٍد يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫يُ ْد َعى مْن َها ُك ُّل أ َ‬
‫صوص بِاجْلِ َه ِاد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ َّ ِ‬
‫يل ‪ُ :‬ه َو خَمْ ُ‬ ‫يل ‪ُ :‬ه َو َعلَى الْعُ ُموم مَج يع ُو ُجوه اخْلَرْي ‪َ ،‬وق َ‬ ‫َو َق ْوله ‪َ ( :‬سبيل الله ) ق َ‬
‫اضي ‪.‬‬ ‫آخر َكاَل م الْ َق ِ‬ ‫واأْل ََّول أَصح وأَظْهر ‪ .‬ه َذا ِ‬
‫ََّ َ َ‬ ‫َ‬
‫يل ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َق ْوله ‪ ( :‬نُود يِف‬
‫يل ‪َ :‬م ْعنَاهُ ‪ :‬لَك ُهنَا خَرْي َو َث َواب َوغْبطَة ‪َ .‬وق َ‬ ‫ي اجْلَنَّة ‪ :‬يَا َعْبد الله َه َذا خَرْي ) ق َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َن ْعتَقدهُ خَرْي لَك م ْن َغرْي ه م َن اأْل َْب َواب ل َك ْثَر ِة َث َوابه َونَعيمه ‪َ ،‬فَت َع َال فَ ْاد ُخ ْل مْنهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْعنَاهُ َه َذا الْبَاب ف َ‬
‫ضل ِم ْن َغرْي ه ‪َ .‬ق ْوله ‪ ( :‬فَ َم ْن َكا َن ِم ْن‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫َواَل بُ ّد ِم ْن َت ْق ِدير َما ذَ َك ْرنَاهُ أ َّ‬
‫ك الْبَاب أَفْ َ‬ ‫َن ُك ّل ُمنَاد َي ْعتَقد َذل َ‬
‫الصيَام ‪ .‬قَ َال الْعُلَ َماء ‪َ :‬م ْعنَاهُ ‪َ :‬م ْن‬ ‫الص َدقَة َواجْلِ َهاد َو ِّ‬ ‫أ َْهل الصَّاَل ة ُد ِع َي ِم ْن بَاب الصَّاَل ة ) َوذَ َكَر ِمثْله يِف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اعته َذل َ‬ ‫َكا َن الْغَالب َعلَْيه يِف َع َمله َوطَ َ‬
‫الريَّان َتْنبِ ًيها َعلَى أ َّ‬
‫َن‬ ‫الريَّان ) قَ َال الْعُلَ َماء ‪ :‬مُسِّ َي بَاب َّ‬ ‫الص ْوم ‪ُ ( :‬د ِع َي ِم ْن بَاب َّ‬ ‫احب َّ‬ ‫َقوله ‪ ‬يِف ص ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ْوم يِف اهْلََواجر َسُي ْر َوى َو َعاقبَتُهُ إلَْيه ‪َ ،‬و ُه َو ُم ْشتَ ٌّق م َن ِّ‬
‫‪202‬‬
‫ي ‪.‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫الْ َعطْ َشان ب َّ‬
‫َّم يِف أ ََوائِل اجْلِ َهاد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قال احلافظ ابن حجر ‪َ " :‬وقَ َع يِف احْلَديث ذ ْكر أ َْر َب َعة أ َْب َواب م ْن أ َْب َواب اجْلَنَّة ‪َ ،‬وَت َقد َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫ني الْغَْيظ َوالْ َعاف َ‬ ‫اب الْ َكاظم َ‬ ‫ُخَرى فَمْن َها بَ ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬وأ ََّما الثَّاَل ثَة اأْل ْ‬‫اب بِاَل َش ّ‬ ‫َوبَق َي م َن اأْل َْر َكان احْلَ ّج َفلَهُ بَ ٌ‬
‫َع ْن النَّاس َر َواهُ أَمْح َد بْن َحْنبَل َع ْن َر ْوح بْن عُبَ َاد َة َع ْن أَ ْش َعث َع ْن احْلَ َسن ُم ْر َساًل " إِ َّن لِلَّ ِه بَابًا يِف اجْلَنَّة اَل‬
‫يَ ْد ُخلهُ إِاَّل َم ْن َع َفا َع ْن َمظْلِ َمة "(حسن مرسل)‬
‫ني الَّ ِذي يَ ْد ُخل ِمْنهُ َم ْن اَل ِح َساب َعلَْي ِه َواَل َع َذاب ‪َ ،‬وأ ََّما الثَّالِث‬ ‫ِ‬
‫اب اأْل َمْيَن َو ُه َو بَاب الْ ُمَت َو ِّكل َ‬
‫ِ‬
‫َومْن َها الْبَ ُ‬
‫ومئ إِلَْي ِه ‪َ ،‬وحَيْتَ ِمل أَ ْن يَ ُكون بَاب الْعِْلم َواَللَّه أ َْعلَم ‪َ ،‬وحَيْتَ ِمل أَ ْن‬ ‫الذ ْكر فَِإ َّن ِعْند التِّر ِم ِذي ما ي ِ‬ ‫اب ِّ‬
‫ْ َّ ُ‬ ‫َفلَ َعلَّهُ بَ ُ‬
‫الصاحِلَة أَ ْكثَر َع َد ًدا‬
‫َع َمال َّ‬ ‫َصلِيَّة أِل َّ‬
‫َن اأْل ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الَّيِت يُ ْد َعى مْن َها أ َْب َواب م ْن َداخل أ َْب َواب اجْلَنَّة اأْل ْ‬ ‫ي ُكون بِاأْل َْبو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن مَثَانِيَة ‪َ ،‬واللَّهُ أ َْعلَ ُم" ‪.‬‬
‫‪203‬‬

‫‪ - 201‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ )3418()206‬صحيح‬


‫‪ - 202‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪)475‬‬
‫‪ - 203‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )464‬والتذكرة للقرطيب‪ :‬ص ‪487‬‬

‫‪69‬‬
‫قال القرطيب ‪ " :‬قلت ‪ :‬فذكر الرتمذي احلكيم أبو عبد اهلل أبواب اجلنة يف نوادر األصول فذكر باب حممد‬
‫‪ ،‬وهو باب الرمحة ‪ ،‬وهو باب التوبة ‪ ،‬فهو منذ خلقه اهلل مفتوح ال يغلق ‪ ،‬فإذا طلعت الشمس من‬
‫مغرهبا أغلق فلم يفتح إىل يوم القيامة ‪ ،‬وسائر األبواب مقسومة على أعمال الرب ‪ .‬فباب منها للصالة ‪،‬‬
‫وباب للصوم ‪ ،‬وباب للزكاة و الصدقة ‪ ،‬وباب للحج ‪ ،‬وباب للجهاد ‪ ،‬وباب للصلة ‪ ،‬وباب للعمرة ‪،‬‬
‫فزاد باب احلج ‪ ،‬وباب العمرة ‪ ،‬و باب الصلة ‪ ،‬فعلى هذا أبواب اجلنة أحد عشر باباً ‪.‬‬
‫مث قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قد ذكرنا أهنا أكثر من مثانية و باهلل توفيقنا ‪ ،‬و أما كون الواو يف و فتحت أبواهبا واو‬
‫الثمانية ‪ ،‬و أن أبواب اجلنة كذلك مثانية أبواب ‪ ،‬فقد جاء ما يدل على أهنا ليست كذلك يف قوله تعاىل‬
‫هو اهلل الذي ال إله إال هو امللك القدوس السالم املؤمن املهيمن العزيز اجلبار املتكرب ‪ ،‬فخلو املتكرب وهو‬
‫يدل على بطالن ذلك القول وتضعيفه ‪.‬‬ ‫ثامن اسم من الواو ُّ‬
‫وي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خطََبنَا عُْتبَةُ بْ ُن َغ ْز َوا َن ‪ ،‬فَ َح ِم َد اللَّهَ َوأَْثىَن َعلَْي ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أ ََّما َب ْع ُد ‪،‬‬ ‫وع ْن َخالِ ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ الْ َع َد ِّ‬ ‫َ‬
‫الد ْنيا قَ ْد آ َذنَت بِصرٍم ‪ ،‬وولَّت ح َّذاء ‪ ،‬ومَل يبق ِمْنها إِالَّ صبابةٌ َكصباب ِة ا ِإلنَ ِاء ‪ ،‬يتَصابُّها ص ِ‬ ‫ِ‬
‫احُب َها ‪،‬‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َُ َ َُ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َْ َ َ‬ ‫فَإ َّن ُّ َ‬
‫َن احْلَ َجَر يُْل َقى‬‫ضَرتِ ُك ْم ‪ ،‬فَِإنَّهُ قَ ْد ذُكَِر لَنَا أ َّ‬‫َوإِنَّ ُك ْم ُمْنتَ ِقلُو َن ِمْن َها إِىَل َدا ٍر الَ َز َو َال هَلَا ‪ ،‬فَا ْنتَ ِقلُوا خِب َرْيِ َما حِب َ ْ‬
‫جبتُ ْم ‪َ ،‬ولََق ْد ذُكَِر لَنَا‬ ‫ِمن َش َف ِة جهنَّم ‪َ ،‬فيه ِوي فِيها سبعِني عاما ‪ ،‬الَ ي ْد ِر ُك هَل ا َقعرا ‪ ،‬وو ِ‬
‫اهلل لَتُ ْمأل َّ‬
‫َن ‪ ،‬أََف َع ْ‬ ‫َ ًْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ َ ً‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫ْ‬
‫الزحامِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ م َن ِّ َ‬ ‫ني َسنَةً ‪َ ،‬ولَيَأْتنَي َّ َعلَْي َها َي ْو ٌم َو ُه َو َكظي ٌ‬ ‫صا ِري ِع اجْلَنَّة َمس َريةُ أ َْربَع َ‬ ‫اعنْي ِ م ْن َم َ‬ ‫صَر َ‬‫َن َما َبنْي َ م ْ‬ ‫أ َّ‬
‫‪204‬‬
‫"‬
‫ف ‪ -‬الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « لَي ْد ُخلَ َّن اجْل نَّةَ ِمن أ َُّمىِت سْبعو َن أَو سْبع ِمائَِة أَلْ ٍ‬
‫َُ ْ َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد أ َّ‬ ‫َ‬
‫آخُر ُه ْم ‪،‬‬ ‫آخ ٌذ بعضهم بعضا ‪ ،‬الَ ي ْدخل أ ََّوهُل م حىَّت ي ْدخل ِ‬ ‫اس ُكو َن ‪ِ ،‬‬ ‫ي ْد ِرى أَبو حا ِزٍم أ َُّيهما قَ َال ‪ -‬متَم ِ‬
‫َ ُ ُ ُْ َ َ ُ َ‬ ‫َْ ُُ ْ َْ ً‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر » ‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫صَ‬ ‫وه ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫‪206‬‬
‫فهذه األحاديث مع صحتها تدلُّ على أهنا أكثر من الثمانية إذ هي غري ما تقدم‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 204‬صحيح مسلم (‪) 7625‬‬


‫‪ - 205‬صحيح البخارى(‪ )6554‬ومسلم (‪) 548‬‬
‫‪ - 206‬التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )91‬فما بعد‬

‫‪70‬‬
‫المبحث الثاني عشر‬
‫خزنة الجنة‬

‫خزنة‪:‬مجع خازن ‪ ,‬كحفظة ‪:‬مجع حافظ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪ِ :‬‬
‫ت أ َْب َوابُ َها َوقَ َال هَلُ ْم َخَز َنُت َها‬‫وها َوفُت َح ْ‬ ‫ذين َّات َق ْـوا َربَّ ُـه ْم إِىَل اجلَنَّة ُز َمـراً َحىَّت إِ َذا َجـاءُ َ‬
‫يق الَ َ‬ ‫(وس َ‬ ‫َ‬
‫ين ) {الزمر ‪}73‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها َخالد َ‬ ‫الم َعلَْي ُك ْم طْبتُ ْم فَ ْاد ُخلُ َ‬
‫َس ٌ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات إِْثر مَج ٍ‬ ‫وي ِو َّجه املَّت ُقو َن إِىَل اجلن َِّة مَج اع ٍ‬
‫ين َيلُو َن ُه ْم ‪ ،‬مُثَّ الذ َ‬ ‫اعات ‪ :‬املَُقَّربُو َن ‪ ،‬مُثَّ األ َْبَر ُار ‪ ،‬مُثَّ الذ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫يلُو َنهم ‪ . .‬فَِإ َذا وصلُوا اجلنَّةَ ُت ْفتَح هَل م أَبوابها الستِ ْقباهِلِم ‪ ،‬ويسَت ْقبِلُهم حَّراسها ( خزنُتها ) بالت ِ‬
‫َّحيَ ِة‬ ‫ُ ُْ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫اب َس ْعيُ ُك ْم َو َجَزا ُؤ ُك ْم ‪ ،‬فَ ْاد ُخلُوا اجلَنَّةَ لِتَ ْم ُكثُوا‬ ‫ت أ َْع َمالُ ُك ْم َوأَْق َوالُ ُك ْم ‪َ ،‬وطَ َ‬ ‫السالَِم ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬طَابَ ْ‬ ‫َو َّ‬
‫ين أَبَداً ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف َيها َخالد َ‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ول‬
‫ك قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫وهذه اآلية الكرمية تثبت وجود خزنة للجنة‪ ,‬وهم من املالئكة ‪َ ،‬‬
‫ول بِ َ ِ‬ ‫َسَت ْفتِ ُح َفَي ُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ك أُم ْر ُ‬ ‫ول حُمَ َّم ٌد‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ت فَأَقُ ُ‬‫ول اخْلَا ِز ُن َم ْن أَنْ َ‬ ‫اللَّه ‪ « --‬آتى بَ َ‬
‫اب اجْلَنَّة َي ْو َم الْقيَ َامة فَأ ْ‬
‫ك »‪.207‬‬ ‫الَ أَْفتح أل ٍ‬
‫َحد َقْبلَ َ‬ ‫َُ َ‬
‫وهذا احلديث كما يثبت وجود خزنة للجنَّة‪ ,‬يثبت كذلك فضل النيب‪ --‬وكرامته‪.‬‬
‫ف ‪ :‬أََتيت أَبا َذ ٍّر بِ َّ ِ‬ ‫َحنَ ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا أَبَا َذ ٍّر َما‬ ‫الربَ َذة ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ص َعةُ بْ ُن ُم َعا ِويَةَ َع ُّم األ ْ‬‫ص ْع َ‬ ‫وعن احْلَ َس َن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت ‪َ :‬ح َّدثَنَا َع ْن َر ُسول اهلل ‪َ ‬حديثًا مَس ْعتَهُ مْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ك ؟ قَ َال ‪َ :‬مايِل َع َملي ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َمالُ َ‬
‫اهلل ابتَ َدرتْه خزنَةُ اجْل ن َِّة ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْلت ‪ :‬وما َزوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ان ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ُ ََ ْ َ‬ ‫ول ‪َ :‬م ْن أَْن َف َق َز ْو َجنْي ِ م ْن َماله يِف َسبِ ِيل ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ان ِم ْن َخْيلِ ِه بَعِ َري ِان ِم ْن إِبِلِ ِه ‪َ ،‬عْب َد ِان ِم ْن َرقِ ِيق ِه‪.‬‬‫َفرس ِ‬
‫َْ‬
‫{و ِم ْن ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِت‬
‫ب يِف لُغَت َها تُ َس ِّمي الْ َف ْر َديْ ِن الْ ُمتَالَز َمنْي َز ْو َجنْي ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ َعَّز َو َج َّل ‪َ :‬‬ ‫قَ َال أَبُو َحا ٍ ‪ :‬الْ َعَر ُ‬
‫‪208‬‬
‫َخلَ ْقنَا َز ْو َجنْي ِ } [الذاريات]‪.‬‬
‫الرب َذ ِة وقَ ْد أَورد رو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َل لَهُ ‪،‬‬ ‫يت أَبَا ذَ ٍّر ب َّ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ص َعةُ بْ ُن ُم َعا ِويَةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَق ُ‬ ‫ص ْع َ‬‫وع ِن احْلَ َس ِن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَيِن َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلَ ٍة لَه ِمْنها ‪ ،‬لِي ْشر ِ‬ ‫فَس َقاها ‪ ،‬مُثَّ أَص َدرها وقَ ْد علَّق قِربةً يِف عنُ ِق ر ِ‬
‫َص َحابَهُ ‪َ ،‬وذَل َ‬ ‫ب مْن َها ‪َ ،‬ويَ ْسقي أ ْ‬ ‫ُ َ َ َ َ‬ ‫ْ ََ َ َ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َخالَ ِق الْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا أَبَا ذَ ٍّر ‪َ ،‬ما‬ ‫ك ؟ قَ َال ‪َ :‬مايِل َع َملي ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫ت ‪ :‬يَا أَبَا ذَ ٍّر ‪َ :‬ما َمالُ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُخلُ ٌق م ْن أ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫مَسِ عت ِمن رس ِ‬
‫ول ‪َ :‬م ْن أَْن َف َق َز ْو َجنْي ِ م ْن َماله ْابتَ َد َرتْهُ‬ ‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ول ؟ قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ْ َ َُْ‬
‫ِ‬
‫ت َخْيالً‬ ‫ان ؟ َف َق َال ‪ :‬إِ ْن َكا َن ِر َجاالً َفَر ُجالَ ِن ‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫الزوج ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا أَبَا ذَ ٍّر َما َه َذان َّ ْ َ‬ ‫َح َجبَةُ اجْلَنَّة ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬

‫‪ - 207‬صحيح مسلم(‪) 507‬‬


‫‪ - 208‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4644 ()502‬صحيح‬

‫‪71‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت إِبِالً َفبعِري ِان ‪ ،‬حىَّت َع َّد أَصنَ َ ِ‬ ‫َف َفرس ِ‬
‫ت‬‫ت ‪ :‬إِيه يَا أَبَا َذ ٍّر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫اف الْ َمال ُكلَّهُ‪ُ .‬ق ْل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان ‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ ‪209‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِل َرمْح َته‪.‬‬ ‫وت هَلَُما ثَالَثَةُ أ َْوالَد إِالَّ أ َْد َخلَ ُه َما اللَّهُ اجْلَنَّةَ بَِف ْ‬ ‫ول ‪َ :‬ما م ْن ُم ْسل َمنْي ِ مَيُ ُ‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ين َّات َق ْوا َرهِّبِ ْم إِىَل اجْلَن َِّة‬ ‫وعن علِي قَ َال ‪ " :‬ذَ َكر النَّار َفعظَّم أَمرها ِذ ْكرا اَل أَح َفظُه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬و ِس َّ ِ‬
‫يق الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ ً‬ ‫َ ْ َ ٍّ‬
‫ان جَتْ ِريانِ‬‫ت ساقِها عينَ ِ‬ ‫اب ِمن أَبواهِب ا ‪ ،‬وج ُدوا ِعْن َده َشجر ًة خَت ْرج ِمن حَتْ ِ‬ ‫ُزمرا حىَّت إِ َذا ا ْنَتهوا إِىَل ب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ ْ‬ ‫ْ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ًَ َ‬
‫ِ‬ ‫هِنِ‬
‫ب َما يِف بُطُو ْم م ْن قَ ًذى أ َْو أَ ًذى أ َْو بَأْ ٍس ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَّن‬ ‫ِ ِ‬
‫َف َع َم ُدوا إىَل إ ْح َدامُهَا ‪َ ،‬كأَ َا أُمُروا به فَ َش ِربُوا مْن َها ‪ ،‬فَأَ ْذ َه َ‬
‫ث‬‫ضَرةُ النَّعِي ِم َومَلْ ُتغََّي ْر أَ ْش َع ُار ُه ْم َب ْع َد َها أَبَ ًدا ‪َ ،‬واَل تَ ْش َع ُ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم نَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرى َفتَطَ َّهُروا مْن َها فَ َجَر ْ‬ ‫َع َم ُدوا إِىَل اأْل ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رءوسهم أَب ًدا َكأَمَّنَا د ِهنُوا بِالد ِ‬
‫ين ‪،‬‬ ‫وها َخالد َ‬ ‫ِّهان ‪ ،‬مُثَّ ا ْنَت َه ْوا إِىَل اجْلَنَّة ‪َ ،‬ف َقالُوا ‪َ :‬ساَل ٌم َعلَْي ُك ْم طْبتُ ْم فَ ْاد ُخلُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا بِاحْلَمي ِم َي ْق ُد ُم َعلَْي ِه ْم م ْن َغْيبَته َي ُقولُو َن لَهُ ‪ :‬أَبْش ْر‬ ‫يف ِولْ َدا ُن أ َْه ِل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ُم الْ ِولْ َدا ُن يَطي ُفو َن َك َما يَط ُ‬ ‫مُثَّ َت ْل َق ُ‬
‫ض أ َْز َو ِاج ِه ِم َن احْلُو ِر‬ ‫ك الْ ِولْ َد ِان إِىَل َب ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ِم َن الْ َكَر َام ِة َك َذا قَ َال ‪ :‬مُثَّ َيْنطَل ُق غُاَل ٌم ِم ْن أُولَئِ َ‬ ‫مِب َا أ ََع َّد اللَّهُ لَ َ‬
‫ت َرأ َْيتَهُ قَ َال ‪ :‬أنَا َرأ َْيتُهُ َو ُه َو‬ ‫ت ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫الد ْنيَا قَالَ ْ‬ ‫ول ‪ :‬قَ ْد َجاءَ فُاَل ٌن بِامْسِ ِه الَّ ِذي َكا َن يُ ْد َعى بِِه يِف ُّ‬ ‫الْ َعنْي ِ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫اس بُْنيَانِِه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم َعلَى أ ْ ِ هِب ِ‬ ‫بِأَثَِري َفيَ ْستَ ِخ ُّ‬
‫ف إِ ْح َد ُاه َّن الْ َفَر ُح َحىَّت َت ُق َ‬
‫َس ِ‬‫ُس ُكفَّة بَا َا ‪ ،‬فَإ َذا ا ْنَت َهى إىَل َمْن ِزله نَظََر إىَل أ َ‬
‫َص َفُر ِم ْن ُك ِّل لَ ْو ٍن ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َرأْ َسهُ ‪َ ،‬فنَظََر إِىَل َس ْق ِف ِ;ه ‪،‬‬ ‫ضُر َوأَمْح َُر َوأ ْ‬ ‫َخ َ‬‫ص ْر ٌح أ ْ‬ ‫‪ ،‬فَِإ َذا َجْن َد ٌل اللُّ ْؤلُُؤ َف ْوقَهُ ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫صُرهُ ‪ ،‬مُثَّ طَأْطَأَ َرأْ َسهُ ‪ ،‬فَإ َذا أ َْز َو ُ‬
‫اجهُ‬ ‫ب بَ َ‬ ‫َّرهُ أَل َمَلَّ أَ ْن يَ ْذ َه َ‬ ‫فَِإ َذا ِمثْ ُل الَْبْر ِق ‪َ ،‬ولَ ْواَل أ َّ‬
‫َن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل قَد َ‬
‫ص ُفوفَةٌ ‪َ ،‬و َز َرايِب ُّ َمْبثُوثَةٌ ‪ ،‬مُثَّ اتَّ َكئُوا َف َقالُوا ‪ (: :‬احْلَ ْم ُد لِلَّ ِه الَّ ِذي َه َدانَا هِلََذا‬ ‫وعةٌ َومَنَا ِر ُق َم ْ‬‫ض َ‬ ‫اب َم ْو ُ‬ ‫َوأَ ْك َو ٌ‬
‫وها مِب َا ُكْنتُ ْم َت ْع َملُو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي لَ ْوال أَ ْن َه َدانَا اللَّهُ ) قال‪ :‬فتناديهم املالئكة‪ (:‬أَ ْن ت ْل ُك ُم اجْلَنَّةُ أُو ِر ْثتُ ُم َ‬ ‫َو َما ُكنَّا لَن ْهتَد َ‬
‫ضو َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص َح ْو َن _ أ َُراهُ قَ َال _ فَاَل مَتَْر ُ‬ ‫يمو َن فَاَل تَظْ َعنُو َن أَبَ ًدا َوتَ ْ‬ ‫) مُثَّ يُنَادي ُمنَاد ‪ :‬حَتَْي ْو َن فَاَل مَتُوتُو َن أَبَ ًدا َوتُق ُ‬
‫‪210‬‬
‫أَبَ ًدا "‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 209‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4645 ()502‬صحيح‬


‫‪ُ - 210‬م ْسنَ ُد ابْ ِن اجْلَ ْع ِد (‪ ) 2147‬حسن موقوف‬

‫‪72‬‬
‫المبحث الرابع عشر‬
‫في بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك‬

‫ول اللَّ ِه إِنَّا إِ َذا َرأ َْينَ َ‬ ‫ني مَسِ َع أَبَا ُهَر ْيَر َة َي ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ت ُقلُوبُنَا َو ُكنَّا‬ ‫اك َرقَّ ْ‬ ‫ول ُقْلنَا يَا َر ُس َ‬ ‫عن أيب الَ ُمدلَّة َم ْوىَل أ ُِّم الْ ُم ْؤمن َ‬
‫ِّساءَ َواأل َْوالَ َد‪ .‬قَ َال « لَ ْو تَ ُكونُو َن ‪ -‬أ َْو قَ َال لَ ْو أَنَّ ُك ْم‬ ‫اك أ َْع َجبَْتنَا ُّ‬ ‫ِمن أَه ِل ِ‬
‫اآلخَر ِة َوإِ َذا فَ َار ْقنَ َ‬
‫الد ْنيَا َومَشَ ْمنَا الن َ‬ ‫ْ ْ‬
‫صافَ َحْت ُكم الْمالَئِ َكةُ بِأَ ُك ِّف ِهم ولََزارتْ ُكم ىِف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫تَ ُكونُو َن ‪َ -‬علَى ُك ِّل َحال َعلَى احْلَال الَّىِت أَْنتُ ْم َعلَْي َها عْندى لَ َ‬
‫ول اللَّ ِه َح ِّد ْثنَا َع ِن اجْلَن َِّة َما‬ ‫بُيُوتِ ُك ْم َولَ ْو مَلْ تُ ْذنِبُوا جَلَاءَ اللَّهُ بَِق ْوٍم يُ ْذنِبُو َن َك ْى َي ْغ ِفَر هَلُ ْم »‪ .‬قَ َال ُقْلنَا يَا َر ُس َ‬
‫ِ‬
‫الز ْع َفَرا ُن‬ ‫وت َو ُتَرابُ َها َّ‬ ‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ َوالْيَاقُ ُ‬ ‫ك األَ ْذ َفُر َو َح ْ‬‫ب َولَبِنَةُ فض ٍَّة َو ِمالَطُ َها الْ ِم ْس ُ‬ ‫بِنَ ُاؤ َها قَ َال « لَبِنَةُ َذ َه ٍ‬
‫وت الَ َتْبلَى ثِيَابُهُ َوالَ َي ْفىَن َشبَابُهُ ثَالَثَةٌ الَ ُتَر ُّد َد ْع َو ُت ُه ْم ا ِإل َم ُام‬ ‫َس َوخَي ْلُ ُد الَ مَيُ ُ‬ ‫َم ْن يَ ْد ُخلُ َها َيْن َع ُم الَ َيْبأ ُ‬
‫ب َعَّز‬ ‫الر ُّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ات َو َي ُق ُ‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْع ِاد ُل و َّ ِ‬
‫اب َّ َ َ‬ ‫الصائ ُم َحىَّت يُ ْفطَر َو َد ْع َوةُ الْ َمظْلُوم حُتْ َم ُل َعلَى الْغَ َمام َو ُت ْفتَ ُح هَلَا أ َْب َو ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ٍ ‪211‬‬ ‫وج َّل و ِعَّزتِى ألَنْصرن ِ‬
‫َّك َولَ ْو َب ْع َد حني » ‪.‬‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ‬
‫ومالطها املسك‪ :‬أي طينها املسك‪ .‬قال ابن القيم‪:‬والغالب أن تراب اجلنة من الزعفران فإذا عُ ِجن باملاء‬
‫‪212‬‬
‫الطيب صار مسكا‬
‫ول ِ‬ ‫ني ‪ ،‬أَنَّهُ مَسِ َع أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اهلل‬ ‫ول ‪ُ :‬قْلنَا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وعن أيب الْ ُمدلَّة عَُبْي ُد اهلل بْ ُن َعْبد اهلل َم ْوىَل أ ُِّم الْ ُم ْؤمن َ‬
‫اك أ َْع َجبَْتنَا ُّ‬ ‫‪ ،‬إِنَّا إِ َذا ُكنَّا ِعْن َد َك رقَّت ُقلُوبنَا ‪ ،‬و ُكنَّا ِمن أَه ِل ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪َ ،‬وإِ َذا فَ َار ْقنَ َ‬
‫ِّساءَ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ومَشَ ْمنَا الن َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫صافَ َحْت ُك ُم الْ َمالَئِ َكةُ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َواأل َْوالَ َد ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬لَ ْو تَ ُكونُو َن َعلَى ُك ِّل َحال َعلَى احْلَال الَّذي أَْنتُ ْم َعلَْيه عْندي لَ َ‬
‫بِأَ ُك ِّف ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو أَنَّ ُك ْم يِف بُيُوتِ ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو مَلْ تُ ْذنِبُوا جَلَاءَ اللَّهُ بَِق ْوٍم يُ ْذنِبُو َن َك ْي َي ْغ ِفَر هَلُ ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلنَا ‪ :‬يَا‬
‫ِ‬
‫ك األَ ْذ َفُر ‪،‬‬ ‫ب ‪َ ،‬ولَبِنَةٌ ِم ْن فض ٍَّة َو ِمالَطُ َها الْ ِم ْس ُ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ح ِّد ْثنَا َع ِن اجْلَن َِّة َما بِنَ ُاؤ َها ؟ قَ َال ‪ :‬لَبِنَةٌ ِم ْن ذَ َه ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫وت الَ‬ ‫س ‪َ ،‬وخَي ْلُ ْد الَ مَيُ ُ‬ ‫الز ْع َفَرا ُن ‪َ ،‬م ْن يَ ْد ُخ ْل َها َيْن َع ْم ‪ ،‬فَالَ َيْب ُؤ ُ‬ ‫وت ‪َ ،‬و ُتَرابُ َها َّ‬ ‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ أَ ِو الْيَاقُ ُ‬
‫َو َح ْ‬
‫ني يُ ْف ِطُر ‪َ ،‬و َد ْع َوةُ‬ ‫َتبلَى ثِيابه ‪ ،‬والَ ي ْف َشبابه ‪ ،‬ثَالَثَةٌ الَ ُتر ُّد د ْعو ُتهم ‪ :‬ا ِإلمام الْع ِاد ُل ‪ ،‬و َّ ِ ِ‬
‫الصائ ُم ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُُ َ ُ َ‬ ‫ْ َ ُُ َ َ ىَن َ ُُ‬
‫َّك َولَ ْو َب ْع َد‬‫ب ‪ :‬و ِعَّزيِت أَل َنْصرن ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ات ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫اب َّ َ َ‬ ‫الْ َمظْلُوم حُتْ َم ُل َعلَى الْغَ َمام َو ُت ْفتَ ُح هَلَا أ َْب َو ُ‬
‫ِ ٍ ‪213‬‬
‫حني‪.‬‬
‫‪-‬الرض ‪ :‬الدَّق‬ ‫املالط ‪ :‬الطني الذى يطلى به احلائط ‪-‬اللَّبِنَة ‪ :‬واحدة اللَّنِب وهي اليت يُبْىَن هبا اجلِ َدار َّ‬
‫يش والكسر ‪ ،‬والرضاض صغار احلصى املنكسر‬ ‫اجلَ ِر ُ‬

‫‪ - 211‬مسند أمحد (‪ )8264‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 212‬حادي األرواح إىل بالد األفراح البن القيم ‪ :‬ص ‪128‬‬
‫‪ - 213‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7387()396‬صحيح لغريه‬

‫‪73‬‬
‫‪214‬‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ،‬عن رسول اهلل ‪‬قال ‪ « :‬إن حائط اجلنة لبنة من ذهب ‪ ،‬ولبنة من فضة »‬
‫وت ‪،‬‬ ‫اهلل ‪‬ع ِن اجْل نَّة ‪َ :‬كي ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬سئِ َل َر ُس ُ‬
‫ف ه َي ؟ قَ َال ‪َ :‬م ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ حَيْىَي الَ مَيُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ف بِنَ ُاؤ َها ؟ قَ َال ‪ :‬لَبِنَةٌ م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫يل ‪ :‬يَ َار ُس َ‬‫َس ‪َ ،‬والَ َتْبلَى ثيَابُهُ ‪َ ،‬والَ يُْبلَى َشبَابُهُ ‪ ،‬ق َ‬ ‫َو َيْن َع ُم الَ َيْبأ ُ‬
‫‪215‬‬
‫الز ْع َفَرا ُن‪.‬‬
‫وت ‪َ ،‬و ُتَرابُ َها َّ‬ ‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ َوالْيَاقُ ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬و َح ْ‬ ‫ب ‪ِ ،‬مالَطُ َها ِم ْس ٌ‬ ‫فِض ٍَّة ‪ ،‬ولَبِنَةٌ ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط اجْلَنَّة لَبِنَةً م ْن َذ َه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫و َع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫َحا َط َحائ َ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪ " : ‬إ َّن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل أ َ‬
‫س فِ َيها اأْل َ ْش َج َار ‪َ ،‬فلَ َّما نَظََر الْ َماَل ئِ َكةُ إِىَل ُح ْسنِ َها ‪َ ،‬و َز ْه ِر َها‬ ‫ولَبِنةً ِمن فِض ٍَّة ‪ ،‬مُثَّ شق ِ‬
‫َّق ف َيها اأْل َْن َه َار ‪َ ،‬و َغَر َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫‪216‬‬
‫وك "‬ ‫اك يِف منَا ِز ِل الْملُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ت ‪ :‬طُوبَ َ َ‬ ‫‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫س َغ ْر َس َها بِيَ ِد ِه مُثَّ قَ َال هَلَا ‪:‬‬ ‫ٍ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫يد قَ َال ‪ :‬حائِ ُ ِ ِ ِ‬
‫ط اجْلَنَّة لَبنَةٌ م ْن َذ َهب ‪َ ،‬ولَبنَةٌ م ْن فضَّة ‪َ ،‬و َغَر َ‬ ‫َ‬
‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ ‪217‬‬ ‫ت الْماَل ئِ َكةُ ‪ :‬طُوب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َمْن ِز َل الْ ُملُوك "‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ :‬قَ ْد أَْفلَ َح الْ ُم ْؤمنُو َن ‪َ .‬ف َقالَ َ‬ ‫تَ َكلَّ ِمي َف َقالَ ْ‬
‫اس ‪َ ,‬يْر َفعُهُ ‪ ,‬قَ َال‪َ :‬خلَ َق اللَّهُ َجنَّةَ َع ْد ٍن بِيَ ِد ِه ‪َ ,‬و َدىَّل فِ َيها مِث َ َار َها ‪َ ,‬و َش َّق فِ َيها أَْن َه َار َها ‪ ,‬مُثَّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪218‬‬ ‫نَظَر إِلَيها ‪َ ,‬ف َق َال‪:‬قَ ْد أَْفلَح الْم ْؤ ِمنُو َن ‪ ,‬قَ َال‪ :‬و ِعَّزيِت ال جُي ا ِوريِن فِ ِ‬
‫يك خِب َْي ٌل‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ك ِمثْ َل َمَر ِ‬
‫اغ َد َوابِّ ُك ْم يِف‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " : - -‬إِ َّن يِف اجْل ن َِّة مرا ًغا ِمن ِمس ٍ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َو َع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫الد ْنيَا " ‪.219‬‬ ‫ُّ‬
‫ود ‪ " :‬إِيِّن َسائِلُ ُه ْم َع ْن ُتْربَِة‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬لِْليه ِ‬ ‫وع ْن َجابِ ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه رضي اهلل عنهما قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫اس ِم ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪ " : - -‬اخْلُْبُز ِم َن‬ ‫اجْل ن َِّة ‪ ،‬و ِهي درم َكةٌ بيضاء "‪ .‬فَسأَهَل م َف َقالُوا ‪ :‬خبزةٌ يا أَبا الْ َق ِ‬
‫ُْ َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َْ َ ُ‬
‫ك " ‪.220‬‬ ‫الدَّرم ِ‬
‫َْ‬
‫اخلبزة ‪ :‬اخلبز ‪-‬الدرمك ‪ :‬الدقيق اخلالص املنقَّى األبيض ‪-‬الدرمكة ‪ :‬الدقيق اخلالص املنقَّى األبيض أى‬
‫أن تربة اجلنة ىف بياضه‬
‫َص َحابِِه ‪ :‬أَالَ َه ْل ُم َش ِّم ٍر لِْل َجن َِّة ‪ ،‬فَِإ َّن اجْلَنَّةَ الَ َخطََر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ات َي ْوم أل ْ‬ ‫ُس َامةَ بْ ِن َزيْد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪َ ‬ذ َ‬ ‫وع ْن أ َ‬
‫َ‬
‫يجةٌ ‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صٌر ُم َشيَّ ٌد ‪َ ،‬و َن ْهٌر ُمطَِّر ٌد ‪َ ،‬وفَاك َهةٌ َكث َريةٌ نَض َ‬ ‫ور َيتَأَل ْأَل ُ ‪َ ،‬و َرحْيَانَةٌ َت ْهَتُّز ‪َ ،‬وقَ ْ‬
‫ِ‬
‫ب الْ َك ْعبَة نُ ٌ‬ ‫هَلَا ِه َي ‪َ ،‬و َر ِّ‬

‫‪ - 214‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 246‬صحيح‬


‫‪ - 215‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35087()95‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 216‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 251‬ضعيف والصواب وقفه‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 242‬صحيح موقوف‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 217‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 218‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ ) 12555()293‬حسن‬
‫‪ - 219‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 1828‬حسن‬
‫‪ - 220‬مسند أمحد (‪ )15264‬حسن‬

‫‪74‬‬
‫يم ٍة هَبِيَّ ٍة ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬حَنْ ُن‬ ‫ٍ ٍِ ِ‬ ‫و َز ْو َجةٌ َحسنَاء مَجِ يلَةٌ ‪ ،‬و ُحلَل َكثِريةٌ يِف َم َق ٍام أَبَ ًدا يِف َحْبر ٍة ونَ ْ ٍ‬
‫ضَرة يِف َدار َعاليَة َسل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪221‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعلَْيه‪.‬‬‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قُولُوا ‪ :‬إِ ْن َشاءَ اللَّهُ ‪ ،‬مُثَّ ذَ َكَر اجْل َه َاد َو َح َّ‬‫الْ ُم َش ِّمُرو َن هَلَا يَا َر ُس َ‬
‫مشمر للجنة ‪ :‬ساع هلا غاية السعي ‪ ،‬طالب هلا عن صدق ورغبة ‪ -‬مطرد ‪ :‬جا ٍر يتبع بعضه بعضا ‪-‬‬
‫نضيجة ‪ :‬مكتملة النمو ‪ -‬احلربة ‪ :‬النعيم العظيم‬
‫قال أبو حممد رمحه اهلل ‪ :‬هذا أوجز ما يكون من الكالم وأحسنه ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬إن رحيانتها نضرة أبدا‬
‫غضة ‪ ،‬ونورها مشرق ال يتغاير ‪ ،‬وأهنارها جارية ‪ ،‬وألهلها أزواج ال ميوتون ‪ ،‬وال يهرمون ‪ ،‬وال ينفد‬
‫‪222‬‬
‫نعيمهم ‪ ،‬وهم فيها خالدون‬
‫ك ‪ ،‬يا‬ ‫ضاءُ ِم ْس ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬البن ِ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫صائد ‪ :‬ما ُت ْربَة اجْلَنَّة ؟ قَ َال ‪َ :‬د ْر َم َكةٌ َبْي َ‬ ‫َْ َ‬ ‫يد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ت‪.223 .‬‬ ‫أَبَا القاس ِم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬‬
‫ص َدقْ َ‬
‫الدرمكة ‪ :‬الدقيق اخلالص املنقَّى األبيض أى أن تربة اجلنة ىف بياضه‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 221‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7381()389‬حسن لغريه‬


‫‪ - 222‬األمثال للرامهرمزي(‪)109‬‬
‫‪ - 223‬صحيح مسلم(‪)7535‬‬

‫‪75‬‬
‫المبحث الخامس عشر‬
‫خيا ُم الجنة وأس َّرتها وأرائكها‬

‫ات يِف اخلِيَ ِام){الرمحن‪}72:‬‬ ‫ور ٌ‬ ‫صَ‬ ‫ور َّم ْق ُ‬


‫(ح ٌ‬ ‫قال تعاىل‪ُ :‬‬
‫واج ِه َّن ‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ون ‪ ،‬قَ ْد قَصر َن طَر َفه َّن عن النَّظَ ِر إىل َغ ِري ْأز ِ‬ ‫وه ‪ ،‬حور العي ِ‬ ‫ويف اجلن َِّة نِساء ِحسا ُن الوج ِ‬
‫َْ ْ ُ َ‬ ‫ُ ُ ُُ‬ ‫َ ٌَ َ ُُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الََز ْم َن بُيُوَت ُه َّن ‪َ ،‬فلَ ْس َن بِطََّوافَات يف الطُُّرقَات ‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن ىِف‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وهذه اخليام غري الغرف‪ ,‬ف َع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫س َع ْن أَبِ ِيه أ َّ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف‬
‫ين يَطُ ُ‬ ‫ض َها ستُّو َن ميالً ‪ ،‬ىِف ُك ِّل َزا ِويَة مْن َها أ َْه ٌل ‪َ ،‬ما َيَر ْو َن َ‬
‫اآلخ ِر َ‬ ‫اجْلَنَّة َخْي َمةً م ْن لُْؤلَُؤة جُمَ َّوفَة ‪َ ،‬ع ْر ُ‬
‫َعلَْي ِه ُم الْ ُم ْؤ ِمنُو َن » ‪.224‬‬
‫س ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪‬قال‪ :‬إِ َّن لِْل ُم ْؤ ِم ِن يِف اجْلَن َِّة خَلَْي َمةً ِم ْن لُْؤلَُؤ ٍة‬ ‫و َع ْن أَيِب بَ ْك ِر بْ ِن عبد اهلل بْ ِن َقْي ٍ‬
‫ِ‬
‫وف َعلَْي ِه ُم الْ ُم ْؤم ُن ‪ ،‬فَالَ َيَرى َب ْع ُ‬ ‫اح َد ٍة جُمَ َّوفٍَة طُوهُلَا ِستُّو َن ِميالً ‪،‬لِْل ُم ْؤ ِم ِن فِ َيها أ َْهلُو َن يَطُ ُ‬ ‫وِ‬
‫‪225‬‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى ‪َ ،‬ع ْن أَبيه ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن اخْلَْي َمةَ ُد َّرةٌ ‪ ،‬طُوهُلَا ستُّو َن ميالً ‪ ،‬يِف ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب بَ ْك ِر بْ ِن أَيِب ُم َ‬ ‫َ‬
‫‪226‬‬
‫َزا ِويٍَة ِمْن َها أ َْه ٌل لِْل ُم ْؤ ِم ِن ‪ ،‬الَ َيَر ُاه ْم َغْيُر ُه ْم‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة َخْي َمةً ِم ْن لُْؤلَُؤ ٍة‬ ‫س ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬أَ ّن َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫َ‬
‫‪227‬‬
‫وف َعلَْي ِه ُم الْ ُم ْؤ ِم ُن "‬‫اآلخُرو َن ‪ ،‬يَطُ ُ‬ ‫جُم َّوفَ ٍة ‪ ،‬عرضها ِستُّو َن ِميال ‪ ،‬يِف ُك ِّل زا ِوي ٍة ِمْنها أَهل ال يراهم ِ‬
‫َ َ َ ْ ٌ ََ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص ُفوفَةٌ * َو َز َرايِب ُّ َمْبثُوثَةٌ) {الغاشية‪:‬‬ ‫وعةٌ * َومَنَا ِر ُق َم ْ‬
‫ض َ‬ ‫اب َّم ْو ُ‬‫وعةٌ *ٌ َوأَ ْك َو ٌ‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬ف َيها ُسُرٌر َّم ْرفُ َ‬
‫‪,}16-13‬‬
‫والنمارق‪:‬هي الوسائد‪,‬والزراىب‪:‬هي البُ ُسط‪.‬وتأمل كيف وصف اهلل تعاىل ال ُفرش بأهنا مرفوعة‪,‬والزراىب‬
‫دال على كثرهتـا‬ ‫بث الزرايِّب ‪ٌ :‬‬ ‫بأهنا مبثوثة‪,‬والنمارق بأهنا مصفوفة‪.‬فرفع الفرش دالٌعلى مسكها ولينها‪ُّ ,‬‬
‫دال على أهنا مهيأة لالستناد إليها دائماً وأهنا ليست خمبأة‬ ‫وصف املساند‪ٌ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫وانتشارها يف كل موضع‪,‬‬
‫‪228‬‬
‫وقت دون وقت‬ ‫صف يف ٍ‬ ‫تُ ُّ‬
‫ان){الرمحن‪ ,}76:‬قال احلسن‬ ‫ي ِحس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُخ ْ ٍ‬ ‫َّكئِني علَى ر ْفر ٍ‬ ‫وقال تعاىل ‪ِ :‬‬
‫ضر َو َعْب َقر ٍّ َ‬ ‫(مت َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وغريه‪:‬الرفارف‪:‬البسط‪,‬وقال ابن كيسان‪:‬املرافق‪,‬وقال الزجاج‪:‬قالوا‪ :‬الرفرف هنا رياض اجلنة‪,‬‬

‫‪ - 224‬صحيح البخارى(‪) 4879‬‬


‫‪ - 225‬صحيح مسلم (‪) 7337‬‬
‫‪ - 226‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35117()105‬صحيح‬
‫‪ - 227‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )7331‬صحيح‬
‫‪ - 228‬حادي األرواح البن القيم ص‪198:‬‬

‫‪76‬‬
‫ـاب خضر يُتخذ منها احملابس‬ ‫وقالوا‪:‬الوسائد‪,‬وقالوا‪ :‬احملابس‪ ,‬قال يف الصحاح ‪ :‬الرفرف ثي ٌ‬
‫‪,‬الواحدة‪:‬رفرفة‪.‬ومعىن العبقري‪:‬الزرايب‪ ,‬والطنافس املوشية الثمينة ‪ ,‬قال أبو عبيدة‪ :‬كل وشي من البسط‬
‫عبقري‪ ;,‬قال اجلوهري‪ :‬العبقري موضع تزعم العرب أنه من أرض اجلن‪,‬مث نسبوا إليه كل شيء تعجبوا‬
‫‪229‬‬
‫من حذقه وجودة صنعته وقوته فقالوا‪:‬عبقري‪,‬وهو واحد ومجع‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ف ِّمن‬ ‫ين َّات َق ْوا َربَّ ُه ْم هَلُ ْم غَُر ٌ‬‫وىف اجلنة غرف وقصور عظيمة ‪ ,‬يدلُّ على ذلك قول اهلل تعاىل‪ { :‬لَك ِن الذ َ‬
‫ف اللَّهُ الْ ِم َيع َاد} (‪ )20‬سورة الزمر‪ ،‬أ ََّما املَّت ُقو َن‬ ‫ف َّمبنِيَّةٌ جَت ِري ِمن حَت تِها اأْل َْنهار وع َد اللَّ ِه اَل خُيْلِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َُ َْ‬ ‫َف ْوق َها غَُر ٌ ْ ْ‬
‫ُ‬
‫الصالِ ِح بِِإ ْد َخاهِلِم اجلَنَّةَ ‪َ ،‬وبِأَ ْن جَيْ َع َل هَلُ ْم فِ َيها ُد ْوراً‬ ‫اهلل ‪ ،‬فَِإ َّن اهللَ جَيْ ِزي ِه ْم َعلَى إِمْيَاهِنِ ْم َو َع َملِ ِهم َّ‬ ‫ِمن ِعب ِاد ِ‬
‫ْ َ‬
‫ان ‪ ،‬وجَتْ ِري األَْنهار ِخالَ َل أَ ْشجا ِرها ‪ ،‬وه َذا و ْع ٌد ِمن اهللِ‬ ‫ف حُمْ َكمةُ البْني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ) م ْن َف ْوقها غَُر ٌ‬ ‫اه َقةً ( غَُر ٌ‬ ‫شِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫ف َو ْع َدهُ أبداً ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ح ٌّق لِ ِ‬
‫ني ‪َ ،‬واهللُ الَ خُيْل ُ‬ ‫لمتَّق َ‬
‫َ ُ‬
‫مبنية‪ ,‬حىت ال تتوهم النفوس أن يف ذلك متثيل أو خيال‪,‬بل‬ ‫فأخرب تعاىل أهنـا غُـرف فـوق غرف ‪ ,‬وأهنا ٌ‬
‫هـو على احلقيقة ‪.‬‬
‫ندنَا زلْ َفى إِاَّل من آمن وع ِمل حِل‬
‫صا ًا فَأ ُْولَئِ َ‬
‫ك‬ ‫َْ ََ ََ َ َ‬
‫ِ‬
‫وقال تعاىل‪َ { :‬و َما أ َْم َوالُ ُك ْم َواَل أ َْواَل ُد ُكم بِالَّيِت ُت َقِّربُ ُك ْم ع َ ُ‬
‫ات ِآمنُو َن} (‪ )37‬سورة سبأ‪.‬‬ ‫ف مِب َا ع ِملُوا وهم يِف الْغُرفَ ِ‬ ‫الض ْع ِ‬
‫هَلُ ْم َجَزاء ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ َُْ‬
‫ين تَ ْستَ ْكرِب ُو َن هِبِ ْم َعلَى الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخرو َن الن هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪ ،‬ال‬ ‫َّاس ا ‪َ ،‬وأ َْوال َد ُكم الذ َ‬ ‫َ‬ ‫قُ ْل هَلُ ْم يَا حُمَ َّم ُد ‪ :‬إ َّن أ ْم َوالَ ُك ُم اليت ُت َف ُ‬
‫صاحِل اً َجَزاءَ َع َملِ ِه‬ ‫ِ‬
‫ف ل َم ْن َآم َن َو َعم َل َ‬
‫اع ِ‬
‫ض ُ‬
‫اهلل ‪ ،‬وليست دليالً علَى ِعنَايتِ ِه بِ ُكم ‪ ،‬واهلل ي ِ‬
‫َ ْ َ َُُ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬
‫قرب ُكم ِمن ِ‬
‫تُ ِّ ُ ْ َ‬
‫العالِيَ ِة ‪،‬‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ٍ‬ ‫هِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفيَ ْج ِزيه بِاحلَ َسنَة َع َشَر َة أ َْمثَا ا إِىل َسْب ِع مئَة ض ْعف ‪َ ،‬ويُ ْدخلُهُ اجلَنَّةَ ‪َ ،‬وجَيْ َع ُل َم ْس َكنَهُ يِف غُُرفَا ا َ‬
‫ف َو َشٍّر َو َه ْو ٍل ‪.‬‬ ‫وهو ِآمن ِمن ُك ِّل خو ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ َُ ٌ ْ‬
‫صَبُروا َويُلَق َّْو َن فِ َيها حَتِ يَّةً َو َساَل ًما} (‪ )75‬سورة الفرقان‬ ‫مِب‬
‫ك جُيَْز ْو َن الْغُْرفَةَ َا َ‬ ‫وقال تعاىل‪{ :‬أ ُْولَئِ َ‬
‫الر ِ‬
‫فيعة‬ ‫العالية ‪ ،‬واملنَا ِز ِل َّ‬ ‫يامة ‪ ،‬بالد ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫السابَِق ِة ‪ ،‬جُي زو َن ‪ ،‬يوم ِ‬ ‫بالص َف ِ‬ ‫الء ِ‬
‫املؤمنُو َن املت ِ‬ ‫وهؤ ِ‬
‫َّرجات َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ات َّ‬ ‫َّص ُفون ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الم ‪،‬‬ ‫َّح ِية َّ ِ‬ ‫القي ِام مِب َا أَمر اهلل ‪ ،‬وتَتلقاهم املالئِ َكةُ يف اجلن َِّة بالت ِ‬ ‫‪ ،‬يف اجلن َِّة ‪ ،‬لص ِ ِهم على ِ‬
‫الس ُ‬ ‫فله ُم َّ‬ ‫والسالم ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ رْب ْ‬ ‫َ‬
‫الم ‪.‬‬‫الس ُ‬ ‫وعليهم َّ‬
‫ُ‬
‫ند َك َبْيتًا يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ب ابْ ِن يِل ع َ‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫ين َآمنُوا ا ْمَرأََة فْر َع ْو َن إ ْذ قَالَ ْ‬ ‫ب اللهُ َمثَاًل للذ َ‬ ‫ضَر َ‬‫وأخرب عن امرأة فرعون { َو َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني} (‪ )11‬سورة التحرمي‪.‬‬ ‫اجْلَنَّة َوجَنِّيِن من فْر َع ْو َن َو َع َمله َوجَنِّيِن م َن الْ َق ْوم الظَّالم َ‬
‫ني إِلي ِه ْم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ين إِذَا َكانُوا حُمْتَاج َ‬ ‫ضُّر ُه ْم خُمَالَطَةُ ال َكاف ِر َ‬ ‫ني َعلَى أَن َُّه ْم الَ تَ ُ‬ ‫ضَربَهُ اهللُ َت َعاىَل ل ْل ُم ْؤمن َ‬‫آخُر َ‬ ‫َو َه َذا َمثَ ٌل َ‬
‫ضَّر ْامرأَتَهُ ُك ْفُر َز ْو ِج َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صةً هلل ‪َ ،‬و َكا َن ف ْر َع ْو ُن طَاغيَةً َجبَّاراً ‪ ،‬فَ َما َ‬
‫ت امرأَةُ فِرعو َن م ْؤ ِمنَةً خُمْلِ ِ‬
‫َ‬ ‫َف َق ْد َكانَ ْ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ب َغرْيِ ِه ‪َ .‬وقَ ْد َسأَلَت ْامرأَةُ‬ ‫َحداً بِ َذنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن اهلل ح ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم َعاد ٌل ‪ ،‬الَ يُ َؤاخ ُذ أ َ‬ ‫َّاس أ َّ َ َ ٌ‬ ‫ت َربَّ َها لَي ْعلَ َم الن ُ‬ ‫اع ْ‬‫ني أَطَ َ‬
‫حَ‬
‫‪ - 229‬تفسري فتح القدير للشوكاىن (‪)5/143‬‬

‫‪77‬‬
‫فِْر َع ْو َن َربَّ َها أَ ْن جَيْ َعلَ َها قَ ِريبَةً ِم ْن َرمْح َتِ ِه ‪َ ،‬وأَ ْن َيْبيِن َ هَلَا ِعْن َدهُ بَيتاً يِف اجلَن َِّة ‪َ ،‬وأَ ْن يُْن ِق َذ َها ِم ْن فِْر َع ْو َن َوأ َْع َمالِِه‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪.‬‬‫اخلَبِيثَة ‪َ ،‬وأَ ْن يُنَ ِّج َيها م ْن َق ْومه الظَّالم َ‬
‫ول اهلل ‪ ,‬قَ َال‪ :‬إِ َّن أ َْه َل اجْلَن َِّة لَيََتَراءَ ْو َن الْغُْرفَةَ ىِف اجْلَن َِّة ‪َ ,‬ك َما َتَراءَ ْو َن‬ ‫وع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد ‪ ,‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪230‬‬
‫الس َماء‪.‬‬‫ب ىِف َّ‬ ‫الْ َك ْو َك َ‬
‫ف ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم ‪َ ،‬ك َما‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال‪ :‬إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة لَيتراءو َن أَهل الْغُر ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ ْ ْ َ َ‬
‫ول ِ‬ ‫ى ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اض ِل َما َبْيَن ُه ْم‪ .‬قَالُوا ‪ :‬يَا‬ ‫ى الْغَابِر ِمن األُفُ ِق ‪ِ ،‬من الْم ْش ِر ِق أَ ِو الْم ْغ ِر ِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬لَت َف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّر َّ َ َ‬ ‫ب الد ِّ‬ ‫َتَتَراءَ ْو َن الْ َك ْو َك َ‬
‫ال آمنُوا بِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫ك َمنَا ِز ُل األَنْبِيَاء الَ َيْبلُغُ َها َغْيُر ُه ْم‪ .‬قَ َال ‪َ :‬بلَى َوالَّذى َن ْفسى بيَده ‪ِ ،‬ر َج ٌ َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬تِْل َ‬
‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ ‪231‬‬
‫ني‪.‬‬‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬ ‫َو َ‬
‫ىِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ .‬قَ َال ‪ :‬إ َّن أ َْه َل اجْلَنَّة لَيََتَراءَ ْو َن اجْلَنَّة َك َما َتَراءَ ْو َن أ َْو َتَر ْو َن الْ َك ْو َك َ‬ ‫َ‬
‫ك النَّبِيُّو َن قَ َال َبلَى َوالَّ ِذى‬ ‫اهلل أُولَئِ َ‬
‫ول ِ‬ ‫ات ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫ى الْغَا ِرب ىِف األُفُ ِق والطَّالِع ىِف َت َفاض ِل الدَّرج ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّر َّ‬
‫الد ِّ‬
‫ِ ‪232‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َن ْفسى بِيَده َوأَْق َو ٌام َآمنُوا بِاهلل َو َ‬
‫ص َّدقُوا الْ ُم ْر َسل َ‬
‫ني‪.‬‬
‫ويستفاد مـن هـذا احلديث أن هذه الغرف خمتلفة يف العلو والصفة‪ ,‬حبسب اختالف أصحاهبا يف‬
‫األعمال‪ ,‬فبعضها أعلى من بعض وأرفـع ‪.‬‬
‫اف َوطُْفنَا َم َعهُ ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬و ْاعتَ َم ْرنَا َم َعهُ َفلَ َّما َد َخ َل َم َّكةَ طَ َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن أَىِب أ َْوىَف قَ َال ْاعتَ َمَر َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ب ىِل أَ َكا َن‬ ‫الص َفا والْمرو َة وأََتينَاها معه ‪ ،‬و ُكنَّا نَسُتره ِمن أَه ِل م َّكةَ أَ ْن ير ِميه أَح ٌد ‪َ .‬ف َق َال لَه ِ‬
‫صاح ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫ْ ُُ ْ ْ َ‬ ‫َوأَتَى َّ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خِل ِ‬
‫ب الَ‬ ‫صٍ‬ ‫َد َخ َل الْ َك ْعبَةَ قَ َال الَ ‪،‬قَ َال فَ َح ِّد ْثنَا َما قَ َال َدجيَةَ ‪ .‬قَ َال « بَشُِّروا َخدجيَةَ بَِبْيت ىِف اجْلَنَّة م ْن قَ َ‬
‫ب »‪ . 233‬القصب ‪ :‬لؤلؤ جموف واسع كالقصر املنيف‬ ‫صخ ِ ِ‬
‫صَ‬ ‫ب فيه َوالَ نَ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ك بِِإنَ ٍاء فِ ِيه طَ َع ٌام أ َْو‬ ‫ول ِ ِ ِ ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬هذه َخدجيَةُ أََتْت َ‬ ‫يل ‪ ‬النَّيِب َّ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫و َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَتَى جرْب ُ‬
‫ب فِ ِيه‬ ‫صب ‪ ،‬الَ َس َخ َ‬
‫ت يِف اجْلَن َِّة ِم ْن قَ َ ٍ‬ ‫السالَم وبشِّرها بِبي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك فَا ْقَرأْ َعلَْي َها م ْن َر ِّب َها َّ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫اب ‪ ،‬فَِإ َذا ه َي أََتْت َ‬ ‫َشَر ٌ‬
‫ب‪.234 .‬‬ ‫صَ‬ ‫َوالَ نَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬الَ‬ ‫صٍ‬ ‫ت أَ ْن أُبَشَِّر َخدجيَةَ بَِبْيت يِف اجْلَنَّة م ْن قَ َ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬أُم ْر ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َج ْع َف ٍر ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪235‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫سخ ِ ِ‬
‫صَ‬ ‫ب فيه ‪َ ،‬والَ نَ َ‬ ‫ََ َ‬
‫‪ - 230‬صحيح البخارى(‪ ) 6555‬ومسلم (‪) 7319‬‬
‫‪ - 231‬صحيح مسلم (‪)7322‬‬
‫‪ - 232‬مسند أمحد (‪ )8695‬صحيح‬
‫‪ - 233‬صحيح البخارى(‪ ) 1791‬ومسلم (‪)6427‬‬
‫‪ - 234‬صحيح مسلم (‪ ) 6426‬وصحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪)7009()469‬‬
‫‪ - 235‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7005()466‬صحيح‬

‫‪78‬‬
‫قـيل‪:‬ألهنا حازت قصب السبق يف التصديق بالرسالة فكان جزاؤها قصراً من قصب ‪..‬‬
‫ت لِ َم ْن‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ص ٍر ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ت اجْلَنَّةَ فَِإ َذا أَنَا بَِق ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « - -‬د َخ ْل ُ‬
‫وعن جابِ ِر ب ِن عب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ‪ .‬فَما مَنعىِن أَ ْن أ َْد ُخلَهُ يا ابْن اخْلَطَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك » ‪ .‬قَ َال‬ ‫اب إِالَّ َما أ َْعلَ ُم م ْن َغْيَرت َ‬ ‫َ َ‬ ‫َه َذا َف َقالُوا لَر ُج ٍل م ْن ُقَريْ ٍ َ َ َ‬
‫ِ ‪236‬‬
‫ول اللَّه"‬ ‫ك أَ َغ ُار يَا َر ُس َ‬ ‫َو َعلَْي َ‬
‫ت ‪ :‬لِ َم ْن‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ص ٍر ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ت اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا بَِق ْ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫َُ‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ :‬من ُهو ؟ قِيل ‪ :‬عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬ ‫صُر ؟ َف َقالُوا ‪ :‬لَِفىًت ِم ْن ُقَريْ ٍ‬
‫اب يَا أَبَا‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫ت أَنَّهُ يِل ‪ُ ،‬ق ْل ُ َ ْ َ‬ ‫ش ‪ ،‬فَظََنْن ُ‬ ‫َه َذا الْ َق ْ‬
‫ت أَ َغ ُار َعلَْي ِه ‪ ،‬فَِإيِّن مَلْ أَ ُك ْن أَ َغ ُار‬ ‫ك لَ َدخ ْلتُه ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬م ْن ُكْن ُ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص لَ ْوالَ َما أ َْعلَ ُم م ْن َغْيَرت َ َ ُ‬ ‫َح ْف ٍ‬
‫‪237‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫َعلَْي َ‬
‫س َع ْن أَبِ ِيه َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْلَن َِّة َجنََّتنْي ِ آنِيَُت ُه َما َو َما فِي ِه َما‬ ‫وع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬‫َ‬
‫ب َو َما َبنْي َ الْ َق ْوِم َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إِىَل َرهِّبِ ْم إِالَّ ِر َداءُ الْ ِكرْبِ يَ ِاء‬ ‫ِم ْن فِض ٍَّة و َجنََّتنْي ِ آنِيَُت ُهما و َما فِي ِهما ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى َو ْج ِهه ىِف َجنَّة َع ْدن »‪.‬‬
‫ض َها ِستُّو َن ِميالً ىِف ُك ِّل َزا ِويٍَة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬
‫َو َ َذا ا ِإل ْسنَاد َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْلَنَّة خَلَْي َمةً م ْن ُد َّر ٍة جُمَ َّوفَة َع ْر ُ‬
‫‪238‬‬
‫وف َعلَْي ِه ُم الْ ُم ْؤ ِم ُن »‪.‬‬
‫ين يَطُ ُ‬ ‫اآلخ ِر َ‬
‫مْن َها أ َْه ٌل َما َيَر ْو َن َ‬
‫ِ‬
‫اح َد ٍة‬‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً لَرجل لَه دار ِمن لُْؤلُؤ ٍة و ِ‬
‫ىَن ْ َ َ َ ُ ٌ ُ َ ٌ ْ َ َ‬ ‫وع ْن عَُبْي ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪ِ ،‬مْن َها غَُر ُف َها َوأ َْب َوابُ َها ‪َ .‬وإِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا لََر ُج ٌل َعلَْي ِه َن ْعاَل ِن ِم ْن نَا ٍر َي ْغلِي ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ َك َما‬
‫َح َش ُاؤهُ ِم ْن َجْنَبْي ِه َوقَ َد َمْي ِه ‪,‬‬ ‫ب النَّا ِر ‪َ ،‬وخَت ُْر ُج أ ْ‬ ‫اسهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأَ ْش َف ُارهُ هَلَ ُ‬‫َضَر ُ‬ ‫َي ْغلِي الْ ِم ْر َج ُل ‪َ .‬م َس ِامعُهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫وسائِرهم َكاحْل ِّ ِ‬
‫ب الْ َقل ِيل يِف الْ َماء الْ َكثري َي ُف ُ‬
‫‪239‬‬
‫ور‬ ‫َ َ ُُْ َ‬
‫اهلل ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا ‪ ،‬لََر ُج ٌل َعلَْي ِه َن ْعالَ ِن َي ْغلِي ِمْن ُه َما‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن عَُبْي ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫َح َشاءُ َجْنَبْي ِه ِم ْن قَ َد َمْي ِه‬ ‫ب النَّا ِر ‪َ ،‬وخَت ُْر ُج أ ْ‬ ‫اسهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأَ ْش َف ُارهُ هَلَ ُ‬ ‫َضَر ُ‬‫ِد َماغُهُ َكأَنَّهُ ِم ْر َج ٌل ‪َ ،‬م َس ِامعُهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫‪ ،‬وسائِرهم َكاحْل ِّ ِ‬
‫ب الْ َقل ِيل يِف الْ َماء الْ َكثري ‪َ ،‬ف ُه َو َي ُف ُ‬
‫‪240‬‬
‫ور‪.‬‬ ‫َ َ ُُْ َ‬
‫املرجل ‪ :‬إناء يغلى فيه املاء ‪ ،‬سواء كان ِمن حناس وغريه ‪ ،‬وله صوت عند غليان املاء فيه‬

‫‪ - 236‬صحيح البخارى(‪) 7024‬‬


‫‪ - 237‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )54()250‬صحيح‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫يسى َه َذا َحد ٌ َ‬
‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪2719‬و‪ )2620‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪238‬‬

‫‪ - 239‬الزهد ألسد بن موسى (‪ ) 8‬صحيح مرسل‬


‫‪ - 240‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35270()157‬صحيح مرسل‬

‫‪79‬‬
‫وعن عبد اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬لكل مسلم خرية ‪ ،‬ولكل خرية خيمة ‪ ،‬ولكل خيمة أربعة أبواب ‪ ،‬تدخل عليها‬
‫كل يوم من كل باب حتفة وهدية وكرامة مل تكن قبل ذلك ‪ ،‬ال مراحات ‪ ،‬وال ذفرات ‪ ،‬وال سخرات ‪،‬‬
‫‪241‬‬
‫وال طماحات حور عني كأهنن بيض مكنون "‬
‫اع ِم ْن َذ َهب‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ال ‪ :‬اخْلَْي َمةُ لُْؤلُْؤة جُمَ َّوفَةٌ ‪َ ،‬فْر َس ٌخ يِف َفْر َس ٍخ ‪ ،‬هَلَا أ َْر َب َعةُ آالَف م ْ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ٍ ‪242‬‬
‫صَر ٍ‬ ‫اس ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬
‫اس ‪ :‬اخْلَْي َمةُ ُد َّرةٌ جُمَ َّوفَةٌ ‪َ ،‬فْر َس ٌخ يِف‬ ‫ات يِف اخْلِيَ ِام} ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫ور ٌ;‬ ‫صَ‬ ‫ور َم ْق ُ‬‫{ح ٌ‬‫اس ؛ ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫اع‪ 0 243.‬املصراع ‪ :‬جانب الباب‬ ‫صَر ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َفْر َس ٍخ ‪ ،‬فيه أ َْر َب َعةُ آالَف م ْ‬
‫اطُن َها ِم ْن‬ ‫اطنِها ‪ ،‬وب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب مالِ ٍ‬
‫ي ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَ َ َ َ‬ ‫ك األَ ْش َع ِر ِّ‬ ‫َْ َ‬
‫َّاس نِيَ ٌام‪.‬‬ ‫السالَ َم ‪َ ،‬و َ َّ ِ َّ‬
‫صلى باللْي ِل َوالن ُ‬ ‫َّها اللَّهُ لِ َم ْن أَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪َ ،‬وأَفْ َشى َّ‬ ‫ِ‬
‫ظَاه ِر َها ‪ ،‬أ ََعد َ‬
‫‪244‬‬

‫اطنِها‪ ،‬وب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫اطُن َها‬ ‫ول اللَّه ‪ ،- -‬قَ َال‪ :‬إ َّن ىِف اجْلَنَّة غُْرفَاً يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَ َ َ َ‬ ‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه؟ قَ َال‪ :‬لِ َم ْن أَالَ َن الْ َكالَ َم‪َ ،‬وأَطْ َع َم الطَّ َع َام‪،‬‬ ‫ى‪ :‬لِ َم ْن ِه َى يَا َر ُس َ‬ ‫وسى األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن ظَاه ِر َها‪َ .‬ف َق َال أَبُو ُم َ‬
‫‪245‬‬
‫َّاس نِيَ ٌام‪.‬‬ ‫وب َِّ ِ ِ‬
‫ات لله قَائ ًما َوالن ُ‬ ‫ََ َ‬
‫اطُن َها ِم ْن‬ ‫اطنِها وب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اللَّه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الم ‪َ ،‬وأَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي ‪ :‬لِمن يا رس َ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫اب الْ َك َ‬ ‫ول اللَّه ؟ قَ َال ‪ :‬ل َم ْن أَطَ َ‬ ‫ظَاه ِر َها ‪َ ،‬ف َق َال أَبُو َمالك األَ ْش َع ِر ُّ َ ْ َ َ ُ‬
‫‪246‬‬
‫َّاس نِيَ ٌام"‬ ‫ِ‬
‫ات قَائ ًما َوالن ُ‬ ‫َوبَ َ‬
‫اطُن َها ِم ْن‬ ‫اطنِها ‪ ،‬وب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب مالِ ٍ‬
‫ي ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَ َ َ َ‬ ‫ك األَ ْش َع ِر ِّ‬ ‫َْ َ‬
‫َّاس نِيَ ٌام‪.‬‬ ‫السالَ َم ‪َ ،‬و َ َّ ِ َّ‬
‫صلى باللْي ِل َوالن ُ‬ ‫َّها اللَّهُ لِ َم ْن أَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪َ ،‬وأَفْ َشى َّ‬ ‫ِ‬
‫ظَاه ِر َها ‪ ،‬أ ََعد َ‬
‫‪247‬‬

‫اطنِ َها يِف‬


‫اطنِها ‪ ,‬ويرى ِمن ب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن النَّيِب َّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَ َ َ َُ ْ َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ ،‬أ َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫اهرها ‪ ,‬قِيل ‪ :‬لِمن ِهي يا رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫السالَ َم َوأَطْ َع َم الطَّ َع َام َوأ ََد َام‬ ‫ول اللَّه ؟ قَ َال ‪ :‬ل َم ْن أَطَ َ‬
‫اب الْ َكالَ َم َوأَفْ َشى َّ‬ ‫َ َْ َ َ َُ‬ ‫ظَ ُ َ‬
‫‪248‬‬
‫َّاس نِيَ ٌام "‬ ‫الصيام وب ِ َّ ِ‬
‫ات باللْي ِل قَائ ًما َوالن ُ‬
‫ِّ َ َ َ َ َ‬

‫‪ - 241‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ )306‬ضعيف‬


‫‪ - 242‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35193()133‬صحيح ومثله ال يقال بالرأي‬
‫‪ - 243‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35197()135‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 244‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )509()262‬صحيح‬
‫‪ - 245‬غاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 4018‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 246‬املستدرك للحاكم; (‪ )270‬صحيح‬
‫‪ - 247‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )509()262‬صحيح‬
‫‪ - 248‬مسند الشاميني(‪ )1247‬صحيح لغريه‬

‫‪80‬‬
‫اطنها ِمن ظَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن َعلِ ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ ِ‬
‫اهُر َها ‪،‬‬ ‫ول اهلل ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظَاهُر َها م ْن بَاطن َها ‪َ ،‬وبَ ُ َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫َّها اللَّهُ ل َم ْن أَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َمنَا ِز ُل األَنْبِيَاء ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬أ ََعد َ‬ ‫ول اهلل ت ْل َ‬ ‫َف َق َال َر ُج ٌل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫‪249‬‬
‫َّاس نِيَ ٌام‪.‬‬ ‫الصيَ َام ‪َ ،‬و َ َّ ِ َّ‬
‫صلى باللْي ِل َوالن ُ‬ ‫الم ‪َ ،‬وأ ََد َام ِّ‬ ‫الس َ‬‫َوأَفْ َشى َّ‬
‫ور َها ِم ْن بُطُوهِنَا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة غَُرفًا يَُرى ظُ ُه ُ‬
‫وعن علي ‪ ،‬رضي اهلل عنه قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " :‬ل َم ْن قَ َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ؟ قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوبُطُونُ َها ِم ْن ظُ ُهو ِر َها " ‪َ ،‬ف َق َام أ َْعَرايِب ٌّ َف َق َال ‪ :‬ل َم ْن ه َي يَا َر ُس َ‬
‫‪250‬‬
‫َّاس نِيَ ٌام "‬ ‫الساَل َم ‪َ ،‬وأَطْ َعم الطَّ َع َام ‪َ ،‬و َ َّ ِ َّ‬
‫صلى باللْي ِل َوالن ُ‬ ‫َ‬ ‫ب الْكَاَل ِم ‪َ ،‬وأَفْ َشى َّ‬ ‫طَيِّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت ‪َ :‬بلَى يَا‬ ‫ُح ِّدثُ ُك ْم بِغَُرف اجْلَنَّة ؟ " ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال لَنَا النَّيِب ُّ ‪ " :‬أَاَل أ َ‬
‫اطنِ َها ‪،‬‬ ‫اهرها ِمن ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه بِأَبِينَا أَنْت وأ َِّمنَا ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن يِف اجْل ن َِّة غُرفًا ِمن أ ِ‬
‫َصنَاف اجْلَ ْو َه ِر ُكلِّه يَُرى ظَ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ات و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ت " ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫َت ‪َ ،‬واَل أُذُ ٌن مَس َع ْ‬ ‫السَرف ‪َ ،‬ما اَل َعنْيٌ َرأ ْ‬ ‫َوبَاطُن َها م ْن ظَاه ِر َها ‪ ،‬ف َيها م َن النَّعي ِم َواللَّ َّذ َ‬
‫الصيَ َام ‪،‬‬ ‫الساَل َم ‪َ ،‬وأَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪َ ،‬وأ ََد َام ِّ‬ ‫ف ؟ قَ َال ‪ " :‬لِ َم ْن أَفْ َشى َّ‬ ‫ول اللَّ ِه َولِ َم ْن َه ِذ ِه الْغَُر ُ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ُقْل ُ‬
‫ول اللَّ ِه ومن ي ِطيق َذلِك ؟ قَ َال ‪ " :‬أ َُّميِت تُ ِط ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يق َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫َّاس نِيَ ٌام " ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلنَا ‪ :‬يَا َر ُس َ َ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َو َ َّ ِ َّ‬
‫صلى باللْي ِل َوالن ُ‬
‫ِ‬ ‫َخاهُ فَ َسلَّ َم َعلَْي ِه أ َْو َر َّد َعلَْي ِه َف َق ْد أَفْ َشى َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساَل َم ‪َ ،‬و َم ْن أَطْ َع َم أ َْهلَهُ َوعيَالَهُ‬ ‫ك ‪َ :‬م ْن لَق َي أ َ‬ ‫ُخرِب ُ ُك ْم َع ْن َذل َ‬
‫َو َسأ ْ‬
‫ضا َن ‪َ ،‬و ِم ْن ُك ِّل َش ْه ٍر ثَاَل ثَةَ أَيَّ ٍام ‪َ ،‬ف َق ْد أ ََد َام‬ ‫ص َام َر َم َ‬ ‫ِ‬
‫م َن الطَّ َعام َحىَّت يُ ْشبِ َع ُه ْم ‪َ ،‬ف َق ْد أَطْ َع َم الطَّ َع َام ‪َ ،‬و َم ْن َ‬
‫ِ‬
‫ود ‪،‬‬ ‫الصيام ‪ ،‬ومن صلَّى الْعِ َشاء اآْل ِخر َة ‪ ،‬وصلَّى الْغَ َدا َة يِف مَج اع ٍة ‪َ ،‬ف َق ْد صلَّى اللَّيل والن ِ‬
‫َّاس نيَ ٌام ‪َ ،‬والَْي ُه ُ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ِّ َ َ َ َ ْ َ‬
‫‪251‬‬
‫وس "‬
‫َّص َارى ‪َ ،‬والْ َم ُج ُ‬ ‫َوالن َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪‬عن َقولِِه‪" :‬ومساكِن طَيبةً يِف جن ِ‬
‫َّات‬ ‫صنْي ٍ ‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬قَاال‪ُ :‬سئِ َل َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ َ َ َْ‬ ‫وع ْن ع ْمَرا َن بن ُح َ‬ ‫َ‬
‫صٌر يِف اجْلَن َِّة ِم ْن لُْؤلَُؤ ٍة‪ ،‬فِ َيها َسْبعُو َن َد ًارا ِم ْن يَاقُوتٍَة مَحَْراءَ‪ ،‬يِف ُك ِّل َدا ٍر‬ ‫َع ْدن"[الصف آية ‪ ]12‬قَ َال‪":‬قَ ْ‬
‫ٍ‬
‫اشا ِم ْن ُك ِّل لَ ْو ٍن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضراء‪ ،‬و ُك ُّل بي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َسْبعُو َن َس ِر ًيرا‪َ ،‬علَى ُك ِّل َس ِري ٍر َسْبعُو َن فَر ً‬ ‫َسْبعُو َن َبْيتًا م ْن ُز ُمُّر َدة; َخ ْ َ َ َ َْ‬
‫ت‬‫ت سبعو َن مائِ َد ًة علَى ُك ِّل مائِ َد ٍة سبعو َن لَونًا ِمن الطَّع ِام‪ ،‬يِف ُك ِّل بي ٍ‬
‫َْ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫اش ْامَرأَةٌ‪ ،‬يِف ُك ِّل َبْي َ ْ ُ َ َ‬ ‫َعلَى ُك ِّل فَِر ٍ‬
‫ِ ٍ ‪252‬‬
‫ك ُكلِّ ِه يِف َغ َد ٍاة َواح َدة"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسْبعُو َن َو ِصْي ًفا َو َو ِصي َفةً‪َ ،‬ويُ ْعطَى الْ ُم ْؤ ِم ُن ِم َن الْ ُق َّوة َما يَأْيِت َعلَى َذل َ‬
‫واعلم أن أهل اجلنة يعرفون غرفهم ومساكنهم حني دخوهلم اجلنة وإن مل يروها قبل ذلك ‪ ,‬قال تعاىل‪:‬‬
‫صلِ ُح بَاهَلُ ْم (‪َ )5‬ويُ ْد ِخلُ ُه ُم اجْلَنَّةَ َعَّر َف َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين قُتلُوا يِف َسبِ ِيل اللَّه َفلَ ْن يُض َّل أ َْع َماهَلُ ْم (‪َ )4‬سَي ْهدي ِه ْم َويُ ْ‬
‫( والَّ ِذ ِ‬
‫َ َ‬
‫هَلُ ْم (‪[ )6‬حممد‪. )]7-4/‬‬

‫‪ - 249‬مسند البزار (‪ )702‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 250‬شعب اإلميان للبيهقي (‪ ) 3210‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 251‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 243‬حسن لغريه‬
‫‪ - 252‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ ) 14768()49‬ضعيف‬

‫‪81‬‬
‫والذين قُتلوا يف سبيل اهلل من املؤمنني فلن يُْب ِطل اهلل ثواب أعماهلم‪ ،‬سيوفقهم أيام حياهتم يف الدنيا إىل‬
‫عرفهم هبا ونعتها‬ ‫صلح حاهلم وأمورهم وثواهبم يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬ويدخلهم اجلنة‪َّ ،‬‬ ‫طاعته ومرضاته‪ ،‬ويُ ْ‬
‫عرفهم إذا دخلوا اجلنة منازهلم هبا‪.‬‬ ‫هلم‪ ،‬ووفقهم للقيام مبا أمرهم به ‪-‬ومن مجلته الشهادة يف سبيله‪ ،-‬مث َّ‬
‫وعن جماهد‪ ،‬يف قوله( َويُ ْد ِخلُ ُه ُم اجْلَنَّةَ َعَّر َف َها هَلُ ْم ) قال‪ :‬يهتدي أهلها إىل بيوهتم ومساكنهم‪ ،‬وحيث قسم‬
‫‪253‬‬
‫اهلل هلم ال خيطئون‪ ،‬كأهنم سكاهنا منذ خلقوا ال يستدلون عليها أحدا‪.‬‬
‫وقال ابن زيد‪ ،‬يف قوله( َويُ ْد ِخلُ ُه ُم اجْلَنَّةَ َعَّر َف َها هَلُ ْم ) قال‪ :‬بلغنا عن غري واحد قال‪ :‬يدخل أهل اجلنة‬
‫اجلنة‪ ،‬وهلم أعرف مبنازهلم فيها من منازهلم يف الدنيا اليت خيتلفون إليها يف عمر الدنيا; قال‪ :‬فتلك قول اهلل‬
‫‪254‬‬
‫جل ثناؤه( َويُ ْد ِخلُ ُه ُم اجْلَنَّةَ َعَّر َف َها هَلُ ْم )‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وقال القرطيب ‪ ":‬قال أكثر أهل التفسري ‪ :‬إذا دخل أهل اجلنة اجلنة يقال هلم تفرقوا إىل منازلكم فهم‬
‫أعرف مبنازهلم من أهل اجلمعة إذا انصرفوا إىل منازهلم"‪. 255‬‬
‫ى ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر َّ‬‫َن أَبا سعِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص‬‫ول اللَّه ‪ « :- -‬خَي ْلُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَىِب الْ ُمَت َو ِّك ِل النَّاج ِّى أ َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫مِل‬ ‫ض ِه ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬ ‫ص لِبع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬‫ض ‪َ ،‬مظَا ُ َكانَ ْ‬ ‫الْ ُم ْؤمنُو َن م َن النَّا ِر ‪َ ،‬فيُ ْحبَ ُسو َن َعلَى َقْنطََر ٍة َبنْي َ اجْلَنَّة َوالنَّا ِر ‪َ ،‬فُي َق ُّ َ ْ‬
‫َح ُد ُه ْم‬ ‫ٍ ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫َبْيَن ُه ْم ىِف ُّ‬
‫س حُمَ َّمد بيَده أل َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬حىَّت إ َذا ُهذبُوا َونُقُّوا أُذ َن هَلُ ْم ُد ُخول اجْلَنَّة ‪َ ،‬ف َوالذى َن ْف ُ‬
‫الد ْنيَا »‪. 256‬‬ ‫أ َْه َدى مِب َْن ِزلِِه ىِف اجْلَن َِّة ِمْنهُ مِب َْن ِزلِِه َكا َن ىِف ُّ‬
‫َن الْ َماَل ئِ َكة تَ ُدهُّلُ ْم َعلَى طَ ِريق اجْلَنَّة مَيِينًا َومِش َااًل ‪َ ،‬و ُه َو‬‫قَ َال الْ ُق ْرطُيِب ُّ ‪َ :‬وقَ َع يِف َح ِديث َعْبد اللَّه بْن َساَل م أ َّ‬
‫ول اجْلَن َِّة‬ ‫ك هَل م َقبل ُدخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س بِالْ َقْنطََر ِة أ َْو َعلَى اجْلَ ِميع ‪َ ،‬والْ ُمَراد أ َّ‬
‫َن الْ َماَل ئ َكة َت ُقول َذل َ ُ ْ ْ َ ُ‬ ‫حَمْ ُمول َعلَى َم ْن مَلْ حُيْبَ ْ‬
‫الد ْنيَا ‪ُ .‬ق ْلت ‪َ :‬وحَيْتَ ِمل أَ ْن يَ ُكون الْ َق ْول َب ْعد‬ ‫ت َم ْع ِر َفتُهُ مِب َْن ِزلِِه فِ َيها َك َم ْع ِرفَتِ ِه مِب َْن ِزلِِه يِف ُّ‬
‫‪ ،‬فَ َم ْن َد َخ َل َكانَ ْ‬
‫َخر َجهُ َعْبد اللَّه بْن الْ ُمبَ َارك يِف‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫ُّخول ُمبَالَغَةٌ التَّْبشري َوالتَّ ْكرمي ‪َ ،‬و َحديث َعْبد الله بْن َساَل م الْ َم ْذ ُكور أ ْ َ‬ ‫الد ُ‬
‫‪257‬‬
‫ص َّح َحهُ احْلَاكِم ‪.‬‬ ‫الز ْهد َو َ‬‫ُّ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 253‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 22‬ص ‪ )160‬حسن‬


‫‪ - 254‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 22‬ص ‪ )160‬صحيح‬
‫‪ - 255‬التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)441‬‬
‫‪ - 256‬صحيح البخارى(‪) 6535‬‬
‫‪ - 257‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪)382‬‬

‫‪82‬‬
‫المبحث السادس عشر‬
‫نور الجنة‬

‫قال القرطيب ‪ " :‬قوله تعاىل ‪َ { :‬وهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيّاً } أي هلم ما يشتهون من املطاعم‬
‫واملشارب بكرة وعشيا؛ أي يف قدر هذين الوقتني؛ إذ ال بكرة مَثَّ وال عشياً؛ كقوله تعاىل ‪ { :‬غُ ُد ُّو َها‬
‫اح َها َش ْهٌر } [ سبأ ‪ ] 12 :‬أي قدر شهر؛ قال معناه ابن عباس وابن جريج وغريمها ‪ .‬وقيل ‪:‬‬ ‫َش ْهٌر َو َر َو ُ‬
‫عرفهم اعتدال أحوال أهل اجلنة؛ وكان أهنأ النعمة عند العرب التمكني من املطعم واملشرب بكرة وعشيا‬ ‫ّ‬
‫‪ .‬قال حيىي بن أيب كثري وقتادة ‪ :‬كانت العرب يف زماهنا من وجد غداء وعشاء معاً فذلك هو الناعم؛‬
‫وع ٍة " وهو كما تقول ‪:‬‬ ‫فنزلت ‪ .‬وقيل ‪ :‬أي رزقهم فيها غري منقطع ‪ ،‬كما قال ‪ " :‬الَ م ْقطُ ٍ‬
‫وعة َوالَ مَمْنُ َ‬
‫َ َ‬
‫أنا أصبح وأمسي يف ذكرك ‪ .‬أي ذكري لك دائم ‪ .‬وحيتمل أن تكون البكرة قبل تشاغلهم بلذاهتم ‪،‬‬
‫والعشي بعد فراغهم من لذاهتم؛ ألنه يتخللها فرتات انتقال من حال إىل حال ‪ .‬وهذا يرجع إىل القول‬
‫األول ‪ .‬وروى الزبري بن بكار عن إمساعيل بن أيب أويس قال ‪ :‬قال مالك بن أنس ‪ :‬طعام املؤمنني يف‬ ‫ّ‬
‫وعوض اهلل عز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليوم مرتان ‪ ،‬وتال قول اهلل عز وجل ‪َ { :‬وهَلُ ْم ر ْز ُق ُه ْم ف َيها بُكَْر ًة َو َعشيّاً } مث قال ‪ّ :‬‬
‫وجل املؤمنني يف الصيام السحور بدالً من الغداء ليقووا به على عبادة رهبم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إمنا ذكر ذلك ألن‬
‫صفة الغداء وهيئته غري صفة العشاء وهيئته؛ وهذا ال يعرفه إال امللوك ‪ .‬وكذلك يكون يف اجلنة رزق‬
‫الغداء غري رزق العشاء تتلون عليهم النعم ليزدادوا تنعماً وغبطة ‪ .‬وخرج الرتمذي احلكيم يف «نوادر‬
‫األصول» من حديث أبان‪ 258‬عن احلسن وأيب قِالبة قاال ‪ " :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول اهلل هل يف اجلنة من‬
‫ليل؟ قال ‪« :‬وما هيّجك على هذا» قال ‪ :‬مسعت اهلل تعاىل يذكر يف الكتاب { َوهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة‬
‫َو َع ِشيّاً } فقلت ‪ :‬الليل بني البكرة والعشي ‪ .‬فقال رسول اهلل ‪« :‬ليس هناك ليل إمنا هو ضوء ونور ُّ‬
‫يرد‬
‫الغدو وتأتيهم طَُرف اهلدايا من اهلل تعاىل ملواقيت الصالة اليت كانوا‬ ‫الغدو على الرواح والرواح على ّ‬ ‫ّ‬
‫يصلون فيها يف الدنيا وتسلم عليهم املالئكة» " وهذا يف غاية البيان ملعىن اآلية ‪ ،‬وقد ذكرناه يف كتاب‬
‫«التذكرة» ‪ .‬وقال العلماء ‪ :‬ليس يف اجلنة ليل وال هنار ‪ ،‬وإمنا هم يف نور أبداً؛ إمنا يعرفون مقدار الليل‬
‫من النهار بإرخاء احلجب ‪ ،‬وإغالق األبواب ‪ ،‬ويعرفون مقدار النهار برفع احلجب وفتح األبواب ‪.‬‬
‫‪259‬‬
‫واملهدوي وغريمها ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اجلوزي‬
‫ّ‬ ‫ذكره أبو الفرج‬

‫‪ - 258‬أبان ضعيف‬
‫‪ - 259‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )3520‬والتذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)147‬‬

‫‪83‬‬
‫وقال الطربي‪ " : 260‬وقوله( َوهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا ) يقول‪ :‬وهلم طعامهم وما يشتهون من‬
‫العشي من هنار أيام الدنيا‪ ،‬وإمنا يعين أن الذي بني غدائهم‬ ‫ّ‬ ‫املطاعم واملشارب يف قدر وقت البُكرة ووقت‬
‫وعشائهم يف اجلنة قدر ما بني غداء احدنا يف الدنيا وعشائه‪ ،‬وكذلك ما بني العشاء والغداء وذلك ألنه‬
‫ض يِف ِست َِّة أَيَّ ٍام‬ ‫ال ليل يف اجلنة وال هنار‪ ،‬وذلك كقوله( خلَق األرض يِف يوم ِ ) و(خلَق َّ ِ‬
‫األر َ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ نْي‬
‫) يعين به‪ :‬من أيام الدنيا‪.‬‬
‫علي بن سهل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت زهري بن حممد‪ ،‬عن قول اهلل‪َ (:‬وهَلُ ْم‬ ‫كما حدثنا ّ‬
‫ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا ) قال‪ :‬ليس يف اجلنة ليل‪ ،‬هم يف نور أبد‪ ،‬وهلم مقدار الليل والنهار‪ ،‬يعرفون‬
‫مقدار الليل بإرخاء احلجب وإغالق األبواب‪ ،‬ويعرفون مقدار النهار برفع احلجب‪ ،‬وفتح األبواب‪.‬‬
‫علي‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الوليد‪ ،‬عن خليد ‪ ،‬عن احلسن‪ ،‬وذكر أبواب اجلنة‪ ،‬فقال‪ :‬أبواب يُرى ظاهرها من‬ ‫حدثنا ّ‬
‫باطنها‪ ،‬فَتكلم وتَكلم‪ ،‬فتهمهم انفتحي انغلقي‪ ،‬فتفعل‪.‬‬
‫حدثين ابن حرب‪ ،‬قال‪ :‬ثنا موسى بن إمساعيل‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عامر بن يساف‪ ،‬عن حيىي‪ ،‬قال‪ :‬كانت العرب‬
‫يف زماهنم من وجد منهم عشاء وغداء‪ ،‬فذاك الناعم يف أنفسهم‪ ،‬فأنزل اهلل( َوهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة‬
‫َو َع ِشيًّا ) ‪ :‬قدر ما بني غدائكم يف الدنيا إىل عشائكم‪.‬‬
‫حدثنا احلسن بن حيىي‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا معمر‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬يف قوله‪َ (:‬وهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم‬
‫فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا ) قال‪ :‬كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء عجب له‪ ،‬فأخربهم اهلل أن هلم‬
‫يف اجلنة بكرة وعشيا‪ ،‬قدر ذلك الغداء والعشاء‪.‬‬
‫الثوري‪ ،‬عن ابن أيب جنيح ‪ ،‬عن جماهد‪ ،‬قال‪ :‬ليس‬ ‫ّ‬ ‫حدثنا احلسن‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا عبد الرزاق‪ ،‬فال‪ :‬أخربنا‬
‫عشي‪ ،‬ولكن يؤتون به على ما كانوا يشتهون يف الدنيا‪.‬‬ ‫بكرة وال ّ‬
‫قهم فِ َيها بُكَْرة َو َع ِشيًّا } فِ َيها‬ ‫حدثنا بشر‪ ،‬قال‪ :‬ثنا يزيد‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سعيد‪ ،‬عن قتادة َق ْوله ‪َ {:‬وهَلُ ْم ِر ْز ْ‬
‫ِ‬
‫س مَثَّ لَْيل ‪ ,‬إِمَّنَا ُه َو َ‬ ‫ان بُكَْرة َو َع ِش ّي ‪ ,‬فَِإ َّن َذل َ‬
‫ساعتَ ِ‬
‫‪261‬‬
‫ض ْوء َونُور ‪.‬‬ ‫ك هَلُ ْم لَْي َ‬ ‫َ َ‬
‫وعن احلسن‪َ { :‬وهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا } قال‪ :‬البكور يرد على العشي‪ ،‬والعشي يرد على‬
‫‪262‬‬
‫البكور‪ ،‬ليس فيها ليل‪.‬‬

‫‪ - 260‬وتفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )220‬وانظر تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪)248‬‬
‫‪ - 261‬تفسري الطربي (‪ ) 17944‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 262‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )248‬صحيح مقطوع‬

‫‪84‬‬
‫وقال ابن كثري‪ " : 263‬وقوله‪َ { :‬وهَلُ ْم ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا } أي‪ :‬يف مثل وقت البُ ُكرات ووقت‬
‫هنارا ولكنهم يف أوقات تتعاقب‪ ،‬يعرفون مضيها بأضواء وأنوار‪،‬‬ ‫العشيّات‪ ،‬ال أن هناك ليال أو ً‬ ‫َ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪ ،‬الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَ‬ ‫ص َو ُر ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة تَل ُج اجْلَنَّةَ ُ‬ ‫فع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وقَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوالْفضَّة ‪،‬‬ ‫الذ َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُقو َن ف َيها ‪َ ،‬والَ مَيْتَخطُو َن ف َيها ‪َ ،‬والَ َيَتغَ َّوطُو َن ف َيها آنيَُت ُه ْم ‪َ ،‬وأ َْم َشاطُ ُه ْم م َن َّ‬ ‫ِ‬
‫َيْب ُ‬
‫اختِالَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َبْيَن ُه ْم ‪،‬‬ ‫َوجَمَامُر ُه ُم األَلَُّوةُ ‪َ ،‬ول ُك ِّل َواحد مْن ُه ْم َز ْو َجتَان يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم ‪ ،‬الَ ْ‬
‫ِ ‪264‬‬
‫اح ٍد يُ َسبِّ ُحو َن اللَّهَ بَكَْر ًة َو َعشيًّا‪.‬‬ ‫بوِ‬ ‫ٍ‬
‫ض ُقلُوبُ ُه ْم َعلَى َق ْل َ‬ ‫َوالَ َتبَاغُ َ‬
‫اب اجْلَن َِّة يِف ُقبَّ ٍة َخ ْ‬
‫ضَراءَ خَي ُْر ُج إِلَْي ِه ْم‬ ‫اهلل ‪ :‬الشُّه َداء َعلَى با ِر ِق َن ْه ٍر بِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ول ِ‬ ‫اس قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪265‬‬
‫ِر ْز ُق ُه ْم ِم َن اجْلَن َِّة بُكَْر ًة َو َعشيًّا‪.‬‬
‫ف‬‫س َواَل قَ َمٌر َواَل لَْي ٌل َواَل َن َه ٌار لَ ِك ْن ُت ْعَر ُ‬ ‫ويقول ابن تيمية يف هذا املوضوع ‪ ":‬واجْل نَّةُ لَي ِ‬
‫س ف َيها مَشْ ٌ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫‪266‬‬
‫الْبُكَْرةُ َوالْ َع ِشيَّةُ بِنُو ِر يَظْ َهُر ِم ْن قِبَ ِل الْ َع ْر ِش َواَللَّهُ أ َْعلَ ُم "‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 263‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪)247‬‬


‫‪ - 264‬مسلم (‪ )7330‬وصحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪)7436()463‬‬
‫‪ - 265‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4658()515‬صحيح‬
‫‪ - 266‬جمموع الفتاوى ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)312‬‬

‫‪85‬‬
‫المبحث السابع عشر‬
‫ريح الجنة‬

‫للجنة رائحةٌ عبقةٌ زكية متأل جنباهتا ‪ ،‬وهذه الرائحة جيدها املؤمنون من مسافات شاسعة‪,‬وجاءت السنة‬
‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫بإثبات ذلك‪,‬وأن بعض الذنوب حترم صاحبها رائحة اجلنة‪ ,‬فعن أَىِب هرير َة َعن رس ِ‬
‫َ ْ ُ َ َْ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ض ِربو َن هِب ا الن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ات َعا ِريَ ٌ‬
‫ات‬ ‫َّاس َون َساءٌ َكاسيَ ٌ‬ ‫صْن َفان م ْن أ َُّميِت مَلْ أ ََرمُهَا ‪َ :‬ق ْو ٌم َم َع ُه ْم سيَا ٌط مثْ ُل أَ ْذنَاب الَْب َقر يَ ْ ُ َ َ‬
‫ت الْ َمائِلَ ِة الَ يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬والَ جَيِ ُدو َن ِرحيَ َها ‪َ ،‬وإِ َّن ِرحيَ َها‬ ‫ت ر ُؤوسه َّن ِمثْل أَسنِم ِة الْبخ ِ‬
‫ت مُم يالَ ٌ ُ ُ ُ ُ ْ َ ُ ْ‬
‫مائِالَ ِ‬
‫َ ٌ‬
‫وج ُد ِم ْن َم ِس َري ِة َك َذا َو َك َذا‪.267.‬‬ ‫لَتُ َ‬
‫البخت ‪ :‬واحدهتا البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامني‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال ‪ «:‬أَالَ َم ْن ظَلَ َم‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬عن آبائِ ِهم ِد ْنيةً َعن رس ِ‬ ‫اب رس ِ‬ ‫ني ِمن أ َْبنَ ِاء أ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ْ َ َُْ‬ ‫َص َح َ ُ‬ ‫وع ْن ثَالَث َ ْ‬ ‫َ‬
‫يجهُ َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س مْنهُ فَأَنَا َحج ُ‬
‫يب َن ْف ٍ ِ‬ ‫َخ َذ ِمْنهُ َشْيئًا بِغَرْيِ ِط ِ‬ ‫ِِ‬
‫صهُ َو َكلََّفهُ َف ْو َق طَاقَته أ َْو أ َ‬ ‫اه ًدا َوا ْنَت َق َ‬
‫ُم َع َ‬
‫اه ًدا لَهُ ِذ َّمةُ اللَّ ِه َو ِذ َّمةُ َر ُسولِِه َحَّر َم اللَّهُ َعلَْي ِه‬ ‫ص ْد ِر ِه ‪ «:‬أَالَ َو َم ْن َقتَ َل ُم َع َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬بِِإ ِ ِ‬
‫صبَعه إِىَل َ‬ ‫ْ‬ ‫َش َار َر ُس ُ‬ ‫َوأ َ‬
‫‪268‬‬
‫ني َخ ِري ًفا »‪.‬‬ ‫ِريح اجْل ن َِّة وإِ ْن ِرحيها لَتُ ِ ِ ِ ِ‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية َسْبع َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫صلَّى الْغَ َدا َة ‪َ ،‬ف ُه َو يِف ِذ َّم ِة اللَّ ِه‬ ‫ول اللَّ ِه ‪: ‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ : ‬م ْن َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫اه ًدا لَهُ ِذ َّمةُ اللَّ ِه َو ِذ َّمةُ َر ُسولِِه ‪َ ،‬ف َق ْد َخ َفَر ِذ َّمةَ اللَّ ِه‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َعَّز َو َج َّل ‪ ،‬فَال َيتَّبِ َعنَّ ُك ُم اللَّهُ م ْن ذ َّمته ‪ ،‬أَال َو َم ْن َقتَ َل ُم َع َ‬
‫‪269‬‬
‫ني َخ ِري ًفا"‬ ‫عَّز وج َّل ‪ ،‬ال ي ِريح ِريح اجْل ن َِّة ‪ ،‬وإِ َّن ِرحيها لَتُ ِ ِ ِ ِ‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية َسْبع َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫واحلق ‪-‬ذمة اهلل ‪ :‬عهده وأمانه يف‬ ‫رمة‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫واألمان‪ ،‬والضَّمان‪ ،‬واحلُ َ‬ ‫الع ْهد‪َ ،‬‬ ‫الغداة ‪ :‬الصبح ‪ -‬الذمة والذمام ‪َ :‬‬
‫الصيف والشتاء ويطلق على العام‬ ‫السنّة ما بني َّ‬ ‫وف من فصول َّ‬ ‫الدنيا واآلخرة ‪ -‬اخلَِريف ‪َّ :‬‬
‫الز َما ُن امل ْعُر ُ‬
‫َ‬
‫كله‬
‫ِّها َحَّر َم اللَّهُ َعلَْي ِه اجْلَنَّةَ أَ ْن يَ ُش َّم‬
‫اه َدةً بِغَرْيِ َحق َ‬
‫وعن أَيِب بكْرةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن َقتَ َل َن ْف ًسا ُم َع َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫‪270‬‬
‫ِرحيَ َها‪.‬‬

‫‪ - 267‬صحيح مسلم ( ‪ ) 5704‬وصحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪)7461()500‬‬


‫ذكر العلماء يف معىن( كاسيات عاريات)أوجه‪:‬منها أن تسرت بعض بدهنا وتكشف بعضه إظهارا جلماهلا ومنها‪ :‬أن يلبسن ثيابًا رقاقًا تصف ما‬
‫حتتها‪.‬و(مميالت مائالت)أي‪:‬مميالت للرجال بزينتهن‪,‬مائالت إليهم وقيل‪:‬مائالت متبخرتات يف مشيتهن مميالت أكتافهن‪,‬و(البخت)هى نوع‬
‫من اإلبل‪.‬واحلديث من نبوءات النيب ‪‬‬
‫‪ - 268‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 9‬ص ‪ )19201()205‬صحيح‬
‫‪ - 269‬مسند أيب يعلى املوصلي (‪ )6452‬حسن‬
‫‪ - 270‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ )4882()240‬صحيح‬

‫‪86‬‬
‫ِّها مَلْ َيَر ْح َرائِ َحةَ اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وإِ َّن‬‫اه َد ًة بِغَرْيِ َحق َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َقتَ َل َن ْف ًسا ُم َع َ‬ ‫وع ْن أَيِب بَكَْر َة ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ ‪271‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية مائَة َعام‪.‬‬ ‫يح اجْلَنَّة لَيُ َ‬ ‫ِر َ‬
‫اه ًدا مَلْ َيَر ْح َرائِ َحةَ اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وإِ َّن ِرحيَ َها‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َم ْن َقتَ َل َن ْف ًسا ُم َع َ‬ ‫َ‬
‫‪272‬‬
‫ني َع ًاما » ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية أ َْربَع َ‬ ‫يُ َ‬
‫وج ُد ِم ْن َم ِس َري ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫يح اجْلَنَّة ‪َ ،‬وإ َّن ِرحيَ َها لَتُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن نَيِب َّ اللَّه ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬ثَاَل ثَةٌ اَل جَي ُدو َن ِر َ‬ ‫اج ‪ ،‬أ َّ‬‫اه ٍد أَيِب احْلَ َّج ِ‬ ‫وعن جُم ِ‬
‫َْ َ‬
‫‪273‬‬
‫يل الْ َمنَّا ُن "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَخْ ِس ِمائَِة ع ٍام ‪ :‬الْع ُّ ِ ِ ِ‬
‫اق ل َوال َديْه ‪َ ،‬و ُم ْدم ُن اخْلَ ْمر ‪َ ،‬والْبَخ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العقوق ‪ :‬االستخفاف بالوالدين وعصياهنما وترك اإلحسان إليهما ‪ -‬املنان ‪ :‬الفخور على من أعطى‬
‫ِ‬
‫حىت يُفس َد عطاءَهُ‬
‫صود; الْ ُمبَالَغَة يِف التَّكْثِري ‪َ ،‬وهِلََذا‬ ‫ودا بَ ِل الْ َم ْق ُ‬
‫ص ً‬
‫قَ َال الْ َكرمايِن ُّ ‪ :‬حَي تَ ِمل أَ ْن اَل ي ُكون الْع َدد خِب ُ ِ ِ‬
‫صوص ;ه َم ْق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫َن اأْل َربعِني ي ْشتَ ِمل علَى مَجِ يع أَْنواع الْع َدد أِل َّ ِ ِ‬ ‫السبعِ أِل‬ ‫ِ‬
‫آحاده َع َشَرة‬ ‫َن فيه اآْل َحاد َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫ني؛ َّ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫ني َو َّ ْ َ‬ ‫ص اأْل َْربَع َ‬ ‫َخ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوالْ ِمائَة َع َشَرات َواأْل َلْف ِمئَات َو َّ‬
‫ِّصف‬ ‫َجَز ُاؤهُ بَِق ْد ِر ِه َوه َي الن ْ‬ ‫السْبع َع َدد َف ْوق الْ َع َدد الْ َكامل َو ُه َو ستَّة إِ ْذ أ ْ‬
‫الس َماء َواأْل َْرض ‪.‬‬ ‫سمائَِة فَ ِه َي َما َبنْي َّ‬ ‫الس ُدس بِغَ ِ ِزيادة واَل نُ ْقصان ‪ ،‬وأ ََّما اخْلَم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫رْي َ َ َ‬ ‫الثلُث َو ُّ‬ ‫َو ُّ‬
‫ني أَقَ ُّل َز َمن يُ ْد ِر ُك بِِه ِريح اجْلَنَّة َم ْن يِف الْ َم ْوقِف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقْلت ‪َ :‬واَلَّذي يَظْ َهر يِل يِف اجْلَ ْمع أَ ْن يُ َقال ‪ :‬إِ َّن اأْل َْربَع َ‬
‫ف‬ ‫سمائَِة مُثَّ اأْل َلْف أَ ْكثر ِمن َذلِك ‪ ،‬وخَي ْتلِف َذلِك بِاختِاَل ِ‬ ‫ت لِْلمبالَغَ ِة ‪ ،‬واخْلَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َّ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َُ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ك أ َْو ذُكَر ْ ُ َ‬ ‫ني َف ْوق َذل َ‬ ‫السْبع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ض ُل َّْن أ َْد َر َكهُ م َن الْ َم َسافَة الْ ُق ْرىَب َو َبنْي َ َذل َ‬ ‫َع َمال ‪ ،‬فَ َم ْن أ َْد َر َكهُ م َن الْ َم َسافَة الُْب ْع َدى أَفْ َ‬ ‫اأْل َ ْش َخاص َواأْل ْ‬
‫َن َذلِك خَي ْتلِف بِاختِاَل ِ‬ ‫ي َف َق َال ‪ :‬اجْلَ ْم ُع َبنْي َه ِذ ِه ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫الر َوايَات أ َّ َ َ‬ ‫ك َشْيخنَا يِف َش ْرح التِّْرمذ ّ‬ ‫َش َار إِىَل َذل َ‬ ‫َوقَ ْد أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يح اجْلَنَّة اَل يُ ْد َرك‬ ‫اهتم ‪ .‬مُثَّ َرأَيْت حَنْوه يِف َكاَل م ابْن الْ َعَريِب ّ َف َق َال ‪ِ :‬ر ُ‬ ‫هلم َو َد َر َج ْ‬ ‫اأْل َ ْش َخاص بَت َف ُاوت َمنَا ِز ْ‬
‫ني َوتَ َارة ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬
‫بِطَبِ َيعة َواَل َع َادة َوإِمَّنَا يُ ْد َرك َا خَي ْلُق اللَّه م ْن إِ ْد َراكه َفتَ َارة يُ ْد ِركهُ َم ْن َشاءَ اللَّهُ م ْن َمس َرية َسْبع َ‬
‫ٍ‬
‫سمائٍَة ‪.274‬‬ ‫م ِسرية مَخْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 271‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7382()391‬صحيح‬


‫‪ - 272‬صحيح البخارى (‪) 6914‬‬
‫‪ - 273‬هتذيب اآلثار للطربي(‪ ) 1566‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 274‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 19‬ص ‪)369‬‬

‫‪87‬‬
‫المبحث الثامن عشر‬
‫أهل الجنة يرثون أهل النار‬

‫جعل اهلل لكل واحد من بين آدم منزلني ‪ :‬منزال يف اجلنة ومنزال يف النار ‪ ،‬مث إن من كتب له الشقاوة من‬
‫أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل اجلنة اليت كانت هلم يف النار ‪ ،‬والذين كتب هلم السعادة من أهل‬
‫اجلنة يرثون منازل أهل النار اليت كانت هلم يف اجلنة ‪ ،‬قال تعاىل يف حق املؤمنني املفلحني بعد أن ذكر‬
‫س ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪)11‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ُهم الْوا ِرثُو َن (‪ )10‬الَّ ِذ َ ِ‬
‫ين يَرثُو َن الْف ْر َد ْو َ‬
‫ِ‬
‫أعماهلم اليت تدخلهم اجلنة ‪ ( :‬أُولَئ َ ُ َ‬
‫[املؤمنون‪) ]11-10/‬‬
‫َح ٍد إِالَّ لَهُ َمْن ِزالَ ِن َمْن ِز ٌل ىِف اجْلَن َِّة َو َمْن ِز ٌل ىِف النَّا ِر‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « --‬ما مْن ُك ْم م ْن أ َ‬
‫عن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬
‫ك ُه ُم الْ َوا ِرثُو َن) »‪.‬‬ ‫ك َق ْولُهُ َت َعاىَل ( أُولَئِ َ‬ ‫ث أ َْه ُل اجْلَن َِّة َمْن ِزلَهُ فَ َذل َ‬
‫َّار َو ِر َ‬ ‫فَِإ َذا َم َ‬
‫‪275‬‬
‫ات فَ َد َخ َل الن َ‬
‫ك ُه ُم الْ َوا ِرثُو َن ) قال‪ :‬يرثون مساكنهم‪ ،‬ومساكن إخواهنم اليت أع ّدت‬ ‫وعن أيب هريرة‪ ،‬يف قوله‪ (،‬أُولَئِ َ‬
‫‪276‬‬
‫هلم لو أطاعوا اهلل‪.‬‬
‫وعن ابن ُجَريج‪ ،‬قال‪ :‬الوارثون اجلنة أورثتموها‪ ،‬واجلنة اليت نورث من عبادنا هن سواء‪ ،‬قال ابن جريج‪:‬‬
‫قال جماهد‪ :‬يرث الذي من أهل اجلنة أهله وأهل غريه‪ ،‬ومنزل الذين من أهل النار‪ ،‬هم يرثون أهل النار‪،‬‬
‫فلهم منزالن يف اجلنة وأهالن‪ ،‬وذلك أنه منزل يف اجلنة‪ ،‬ومنزل يف النار‪ ،‬فأما املؤمن َفيَْبيِن منزله الذي يف‬
‫‪277‬‬
‫اجلنة‪ ،‬ويهدم منزله يف النار‪ .‬وأما الكافر فيهدم منزله الذي يف اجلنة‪ .‬ويبين منزله الذي يف النار‪.‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إ ّن معىن"خسارهتم أنفسهم"‪ ،‬أن كل عبد له منزل يف اجلنة ومنزل يف النار‪ .‬فإذا كان يوم‬
‫منازل أهل اجلنة يف النار‪ ،‬فذلك‬ ‫منازل أهل النار يف اجلنة‪ ،‬وجعل ألهل النار َ‬ ‫القيامة‪ ،‬جعل اهلل ألهل اجلنة َ‬
‫خسران اخلاسرين منهم‪ ،‬لبيعهم منازهلم من اجلنة مبنازل أهل اجلنة من النار‪ ،‬مبا فرط منهم يف الدنيا من‬
‫س ُه ْم فِ َيها‬ ‫ِ‬ ‫معصيتهم اهلل‪ ،‬وظلمهم أنفسهم‪ ،‬وذلك معىن قول اهلل تعاىل ذكره‪ :‬الَّ ِذ َ ِ‬
‫ين يَرثُو َن الْف ْر َد ْو َ‬
‫َخالِ ُدو َن ‪[ ،‬سورة املؤمنون‪.278 ]11 :‬‬
‫فاملؤمنون يرثون منازل الكفار ‪ ،‬ألهنم خلقوا لعبادة اهلل وحده ال شريك له ‪ ،‬فلما قام هؤالء مبا وجب‬
‫عليهم من العبادة ‪ ،‬وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له ‪ ،‬أحرز هؤالء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا‬
‫رهبم عز وجل ‪ ،‬بل أبلغ من هذا أيضا ‪ ،‬وهو ما ثبت يف صحيح مسلم عن أيب موسى َع ِن النَّىِب ِّ ‪--‬‬

‫‪ 275‬سنن ابن ماجه (‪ )4485‬صحيح‬


‫‪ - 276‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 19‬ص ‪ )12‬صحيح‬
‫‪ - 277‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 19‬ص ‪ )13‬صحيح‬
‫‪ - 278‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪)294‬‬

‫‪88‬‬
‫وب أَمث ِال اجْلِب ِال َفي ْغ ِفرها اللَّه هَل م ويضعها علَى الْيه ِ‬ ‫ِِ‬ ‫قَ َال « جَيِ ىء يوم الْ ِقيام ِة نَ ِ‬
‫ود‬ ‫َ َ ُ َ ُ ُْ َ َ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ني بِ ُذنُ ٍ ْ َ‬ ‫اس م َن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ٌ‬
‫‪279‬‬
‫َّص َارى »‪.‬‬ ‫َوالن َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬إِ َذا َكا َن يوم الْ ِقيام ِة دفَع اللَّه عَّز وج َّل إِىَل ُك ِّل مسلِ ٍم يه ِ‬
‫وديًّا‬ ‫ُ ْ َُ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫وسى قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَىِب ُم َ‬ ‫َ‬
‫‪280‬‬
‫ك م َن النَّا ِر »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ول َه َذا فَ َكا ُك َ‬ ‫ِ‬
‫صَرانيًّا َفَي ُق ُ‬ ‫أ َْو نَ ْ‬
‫ث ِم ْن ِعبَ ِادنَا َمن َكا َن تَِقيًّا} (‪ )63‬سورة مرمي ‪ ،‬وقوله‬ ‫ك اجْلَنَّةُ الَّيِت نُو ِر ُ‬‫وهذا احلديث كقوله تعاىل {تِْل َ‬
‫وها مِب َا ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} (‪ )72‬سورة الزخرف ‪ ،‬فهم يرثون نصيب الكفار‬ ‫ك اجْلَنَّةُ الَّيِت أُو ِر ْثتُ ُم َ‬ ‫{وتِْل َ‬
‫تعاىل‪َ :‬‬
‫‪281‬‬
‫يف اجلنان ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ مِح‬
‫يث الْ ِف َداء ‪َ ،‬والْ َكافُِر إِ َذا أُو ِر َ‬ ‫يث َت ْف ِسريا حِل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ث َعلَى‬ ‫ً َ‬ ‫قَ َال الَْبْي َهق ُّي َر َهُ اللَّهُ ‪َ " :‬ويُ ْشبِهُ أَ ْن يَ ُكو َن َه َذا احْلَد ُ‬
‫ِ‬ ‫صري يِف َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬‫الت ْقدي ِر َكأَنَّهُ فُد َ‬
‫ِ ِ‬
‫ث َعلَى الْ َكاف ِر َم ْق َع َدهُ م َن النَّار يَ ُ‬ ‫الْ ُم ْؤ ِم ِن َم ْق َع َدهُ ِم َن اجْلَن َِّة ‪َ ،‬والْ ُم ْؤ ِم ُن إِ َذا أُو ِر َ‬
‫يث الْ ِف َد ِاء بِ ِر َوايَِة بَُريْ ِد بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه َو َغرْيِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫الْمؤ ِمن بِالْ َكافِ ِر ‪ ،‬واللَّه أَعلَم ‪ .‬وقَد علَّل الْبخا ِر ُّ مِح‬
‫ي َر َهُ اللَّهُ َحد َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َُ‬ ‫ُْ ُ‬
‫يد ‪،‬‬ ‫صنْي ٍ َعْنهُ ‪َ ،‬ع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن يَِز َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صا ِر ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه َوبِ ِر َوايَة أَيِب ُح َ‬
‫ِ‬
‫‪َ ،‬ع ْن أَيِب بُْر َد َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُج ٍل م َن اأْل َنْ َ‬
‫اع ِة ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اب النَّيِب ِّ ‪ ،‬مُثَّ قَ َال اخْلََبُر َع ِن النَّيِب ِّ ‪‬يِف َّ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َن َق ْو ًما‬ ‫الش َف َ‬ ‫َوبِ ِر َوايَة مُحَْيد َعْنهُ ‪َ ،‬ع ْن َر ُج ٍل م ْن أ ْ َ‬
‫وسى ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪‬قَ ْد‬ ‫ِ‬
‫يث أَيِب بُْر َد َة بْ ِن أَيِب ُم َ‬ ‫يُ َع َّذبُو َن مُثَّ خَي ُْر ُجو َن ِم َن النَّا ِر أَ ْكَثَر َوأ ََبنْي َ ‪َ .‬و َحد ُ‬
‫مِح‬ ‫ص َّح ِعْن َد ُم ْسلِ ِم بْ ِن احْلَ َّج ِ‬
‫َش ْرنَا إِلَْي َها َو َغرْيِ َها َو َو ْج ُههُ َما ذَ َك ْرنَاهُ ‪،‬‬ ‫اج َو َغرْيِ ِه َر َ ُه ُم اللَّهُ ِم َن اأْل َْو ُج ِه الَّيِت أ َ‬ ‫َ‬
‫وم يِف ُك ِّل ُم ْؤ ِم ٍن َفيُ ْحتَ َم ُل أَ ْن‬ ‫الش َفاع ِة ‪ ،‬فَِإ َّن ح ِديث الْ ِفد ِاء وإِ ْن ورد مو ِرد الْعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َْ َ ُُ‬ ‫يث َّ َ‬ ‫ك اَل يُنَايِف َحد َ‬ ‫َو َذل َ‬
‫اظ ِه ‪ ،‬إِ َّن‬ ‫ض أَلْ َف ِ‬ ‫َصابَهُ ِم َن الْبَاَل يَا يِف َحيَاتِِه فَِفي َب ْع ِ‬ ‫مِب‬
‫ت ذُنُوبُهُ ُم َكفََّر ًة َا أ َ‬ ‫ص َار ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَ ُكو َن الْ ُمَر ُاد بِه ُك َّل ُم ْؤم ٍن قَ ْد َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومةٌ َج َع َل اللَّهُ َع َذ َاب َها بِأَيْد َيها ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن َي ْو ُم الْقيَ َامة َدفَ َع اللَّهُ إِىَل ُك ِّل َر ُج ٍل م َن الْ ُم ْسلم َ‬
‫ني‬ ‫أ َُّميِت أ َُّمةٌ َم ْر ُح َ‬
‫ص ْر ذُنُوبُهُ ُم َكفَّر ًة يِف‬ ‫الش َفاع ِة ي ُكو ُن فِيمن مَل تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان فَ َكا َن ف َد ُاؤهُ ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َحد ُ‬ ‫رجاًل ِمن أ َْه ِل اأْل َْدي ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫يث َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ‬
‫يث ‪:‬أَىِب بُْر َد َة‬ ‫ِ‬
‫اع ِة َواللَّهُ أ َْعلَ ُم َوأ ََّما َحد ُ‬ ‫يث الْ ِف َد ِاء َب ْع َد َّ‬
‫الش َف َ‬
‫حياتِِه ‪ ،‬وحُي تَمل أَ ْن ي ُكو َن ه َذا الْ َقو ُل هَل م يِف ح ِد ِ‬
‫ْ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ْ َ ُ َ‬
‫عن أَبِ ِيه قَ َال « ع ِن النَّيِب ‪‬قَ َال ‪ " :‬جَيِ يء يوم الْ ِقيام ِة نَاس ِمن الْمسلِ ِمني بِ ُذنُ ٍ ِ ِ ِ ِ‬
‫وب مثْ ِل اجْل بَال َي ْغفُر َها اللَّهُ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ك فِ ِيه َرا ِو ِيه ‪،‬‬ ‫يث َش ٌّ‬ ‫ض ُر َواتِِه ‪َ ،‬ف َه َذا َح ِد ٌ‬ ‫ب أَنَا قَالَهُ َب ْع ُ‬ ‫َحس ُ‬
‫ود والنَّصارى " " فِيما أ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫ضعُ َها َعلَى الَْي ُه َ َ َ‬ ‫هَلُ ْم َويَ َ‬
‫استَ ْش َه َد بِِه يِف كِتَابِِه‬ ‫يث فِ ِيه ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ُم ْسلِ ُم بْ ُن احْلَ َّج ِ‬ ‫و َشدَّاد أَبو طَْلحةَ مِم َّن تَ َكلَّم أَهل الْعِْل ِم بِاحْل ِد ِ‬
‫اج ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ ْ َ ُْ‬
‫يث ع َد ٌد وهو و ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َفلَيس هو مِم َن ي ْقبل ِمْنه ما خُيَالِ ِ ِ‬
‫اح ٌد ‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫ين َخالَ ُفوهُ يِف لَ ْفظ احْلَد َ َ ُ َ َ‬ ‫ف فيه كيف ‪َ ،‬والذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َُ ْ ُ َ ُ ُ َ‬

‫‪ - 279‬صحيح مسلم (‪) 7190‬‬


‫‪ - 280‬صحيح مسلم(‪) 7187‬‬
‫‪ - 281‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )464‬فما بعد‬

‫‪89‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِاِل ِ ِ‬ ‫اح ٍد مِم َّن خالََفه أَح َف ُ ِ‬ ‫وِ‬
‫ول‬ ‫ظ مْنهُ فَاَل َم ْعىَن ل ْشتغَال بِتَأْ ِو ِيل َما َر َواهُ َم َع خاَل ف ظَاه ِر َما َر َواهُ اأْل ُ‬
‫ُص َ‬ ‫ْ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪282‬‬
‫يحةَ الْ ُم َم َّه َد َة يِف ‪َ :‬واللَّهُ أ َْعلَ ُم "‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫َّ‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 282‬شعب اإلميان للبيهقي(‪)402‬‬

‫‪90‬‬
‫المبحث التاسع عشر‬
‫في أنهار الجنة‬

‫ُّر‬
‫ب َوجَمَْراهُ َعلَى الد ِّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬الْ َك ْو َثر َن ْهر ىِف اجْلَن َِّة َح َّافتَاهُ ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫ُ ٌ‬ ‫َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن عُ َمَر قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫ض ِم َن َّ‬ ‫ك وم ُاؤه أ ِ‬ ‫وت ُتربتُه أَطْي ِ ِ ِ‬ ‫والْياقُ ِ‬
‫َحلَى م َن الْ َع َس ِل َوأ َْبيَ ُ‬
‫‪283‬‬
‫الث ْل ِج »‬ ‫ب م َن الْم ْس َ َ ُ ْ‬ ‫َْ ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ب ‪ ,‬وجَمْراه علَى الْياقُوتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬الْ َك ْو َثُر َن ْهٌر يِف اجْلَنَّة َحا َفتَاهُ م ْن َذ َه ٍ َ َ ُ َ َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪284‬‬
‫اضا ِم َن َّ‬
‫الث ْل ِج‪.‬‬ ‫َش ُّد َبيَ ً‬ ‫َحلَى ِم َن الْ َع َس ِل َوأ َ‬ ‫ب م َن الْم ْسك ‪َ ,‬و َم ُاؤهُ أ ْ‬
‫الد ِر ‪ُ ,‬تربتُه أَطْي ِ ِ‬
‫َو ُّ ْ َ ُ َ ُ‬
‫ب َوالْ َماءُ جَيْ ِرى َعلَى‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬الْ َك ْو َثر َن ْهر ىِف اجْلَن َِّة َح َّافتَاهُ ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر قَ َال قَ َال لَنَا َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ُ ٌ‬
‫َحلَى ِم َن الْ َع َس ِل » ‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫ِ‬
‫َش ُّد َبيَاضاً م َن اللَّنَب ِ َوأ ْ‬ ‫اللُّ ْؤلُ ِؤ َو َم ُاؤهُ أ َ‬
‫الياقوت ‪ :‬حجر كرمي من أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون األمحر‬
‫اك الْ َك ْوثََر} (‪ )1‬سورة الكوثر‪ ،‬قال ‪ :‬هو ‪ «:‬هنر يف‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬يف قوله عز وجل ‪{ :‬إِنَّا أ َْعطَْينَ َ‬
‫اجلنة عمقه يف األرض سبعون ألف فرسخ ‪ ،‬ماؤه أشد بياضا من اللنب ‪ ،‬وأحلى من العسل ‪ ،‬شاطئاه‬
‫‪286‬‬
‫اللؤلؤ ‪ ،‬والزبرجد والياقوت خص اهلل عز وجل به نبيه ‪ ‬دون األنبياء عليهم السالم »‬
‫ض ‪ ،‬اَل َواللَّ ِه إِن ََّها لَ َسائِ َحةٌ‬ ‫ود يِف اأْل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬لَ َعلَّ ُك ْم تَظُنُّو َن أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ُخ ُد ٌ‬ ‫َن أَْن َه َار اجْلَنَّة أ ْ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ما اأْل َ ْذ َفُر ؟‬ ‫ك اأْل َ ْذ َفُر " ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫وت َو ِطينُهُ الْ ِم ْس ُ‬ ‫ُخَرى الْيَاقُ ُ‬ ‫َح ُد َح َّافَتْي َها اللُّ ْؤلُُؤ َواأْل ْ‬‫ض‪،‬أَ‬ ‫َعلَى َو ْج ِه اأْل َْر ِ‬
‫ط لَهُ " ‪ - 287‬أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة‬ ‫قَ َال ‪ " :‬الَّ ِذي اَل ِخ ْل َ‬
‫ال لَه الْبي َدخ علَي ِه قِباب الْياقُ ِ‬
‫وت حَتْتَهُ َج َوا ٍر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة َن َهًرا يُ َق ُ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َن ابْ َن َعبَّ ٍ‬
‫ي ‪ ،‬أ َّ‬ ‫الز ْه ِر ِّ‬
‫وع ِن ُّ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ي ‪ ،‬فَِإذَا أ َْع َجبَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ك اجْلََوار َ‬ ‫َّحو َن تِْل َ‬‫صف ُ‬
‫ِ‬
‫ول أ َْه ُل اجْلَنَّة ‪ :‬انْطَل ُقوا بِنَا إِىَل الَْبْي َد ِخ َفيَجيئُو َن َفيَتَ َ‬ ‫ات ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫نَابِتَ ٌ‬
‫رجاًل ِمْنهم جا ِريةٌ م َّ ِ‬
‫ص َم َها َفتَبِ َعْتهُ َو َنبَ َ‬
‫‪288‬‬
‫ُخَرى‬ ‫ت َم َكا َن َها أ ْ‬ ‫س م ْع َ‬ ‫َ ُ ُْ َ َ َ‬
‫البيدج والبيدخ ‪ :‬هنر يف اجلنة ‪ -‬القبة ‪ :‬اخليمة الصغرية أو البناء املستدير املقوس اجملوف‬
‫ِ‬
‫ت اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإذَا أَنَا بَِن َه ٍر َح َّافتَاهُ م َن اللُّ ْؤلُ ِؤ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت‬‫ضَربْ ُ‬ ‫ول اهلل ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا الْ َك ْوثَُر أ َْعطَا َكهُ اللَّهُ ‪ ،‬أ َْو‬ ‫ت ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ك أَ ْذ َفُر ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫بِيَ ِدي جَمَْرى الْ َماء ‪ ،‬فَِإذَا ِم ْس ٌ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اك َربُّ َ‬‫أ َْعطَ َ‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪ ) 3686‬وقَ َال َه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫‪283‬‬

‫‪ - 284‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 11‬ص ‪ )32319()440‬صحيح‬


‫‪ - 285‬مسند أمحد (‪ )5479‬صحيح‬
‫‪ - 286‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ ) 141‬فيه ضعف‬
‫‪ - 287‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ ) 66‬صحيح‬
‫‪ - 288‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ ) 67‬رجاله ثقات لكن الزهري مل يسمع من ابن عباس‬

‫‪91‬‬
‫ت اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا بَِن َه ٍر جَيْ ِري ‪َ ،‬بيَ ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َحلَى‬ ‫اض اللَّنَب ِ ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اضهُ َبيَ ُ‬ ‫َن النَّيِب َّ ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫جِلِ‬
‫ك أَ ْذ َفر ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضربْ ُ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ :‬ما َه َذا ؟‬ ‫ت رْب َ‬ ‫ت بيَدي ‪ ،‬فَإ َذا الثََّرى م ْس ٌ ُ‬ ‫م َن الْ َع َس ِل ‪َ ،‬و َح َّافتَاهُ خيَ ُام الل ْؤلُ ِؤ ‪ ،‬فَ َ َ‬
‫َف َق َال ‪َ :‬ه َذا الْ َك ْو َثُر الَّ ِذي أ َْعطَا َكهُ اللَّهُ‪.‬‬
‫َن َقولَه ‪ :‬ح َّافتاه ِمن اللُّؤلُ ِؤ ‪ ،‬أَراد بِِه ‪ :‬قِباب اللُّؤلُ ِؤ الْمج َّو ِ‬ ‫ِذ ْكر الْبي ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫ََ‬ ‫ان بِأ َّ ْ ُ َ َ ُ َ ْ‬ ‫ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب اللُّ ْؤلُ ِؤ‬ ‫ض يِل َن َهٌر ‪َ ،‬ح َّافتَاهُ قبَ ُ‬ ‫َّث ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬بْينَا أَنَا أَسريُ يِف اجْلَنَّة إِ ْذ َعَر َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬حد َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫س ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬‫َ‬
‫ب بِيَ ِد ِه إِىَل‬ ‫ضَر َ‬
‫ك ‪َ ،‬و َ‬ ‫اك َربُّ َ‬ ‫ك الَّ ِذي َم َعهُ ‪ :‬أَتَ ْد ِري َما َه َذا ؟ َه َذا الْ َك ْو َثُر الَّ ِذي أ َْعطَ َ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُم َج َّوف ‪َ ،‬ف َق َال الْ َملَ ُ‬
‫َخَر َج ِم ْن ِطينِ ِه الْ ِم ْس َ‬ ‫ِِ‬
‫‪289‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫أ َْرضه ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫ناحية املوضع وجانبه ‪ -‬أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة‬ ‫احلافة ‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ُّر الْ ُم َج َّوف ُق ْل ُ‬ ‫اب الد ِّ‬ ‫س َع ِن النَّىِب ِّ ‪ . - -‬قَ َال « َبْينَ َما أَنَا أَسريُ ىِف اجْلَنَّة إِ َذا أَنَا بَن َه ٍر َحا َفتَاهُ قبَ ُ‬ ‫و َع ْن أَنَ ٍ‬
‫ك أَ ْذ َفُر »‪. 290‬‬ ‫ك ‪ .‬فَِإ َذا ِطينُهُ ‪ -‬أ َْو ِطيبُهُ ‪ِ -‬م ْس ٌ‬ ‫اك َربُّ َ‬ ‫يل قَ َال َه َذا الْ َك ْو َثُر الَّ ِذى أ َْعطَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َما َه َذا يَا جرْب ُ‬
‫ت ِجبَ ِال ‪-‬‬ ‫ت تِالَ ِل ‪ -‬أَو ِمن حَتْ ِ‬
‫ْ ْ‬
‫اهلل ‪ :‬أَْنهار اجْل ن َِّة خَت ْرج ِمن حَتْ ِ‬
‫َُ َ ُُ ْ‬
‫ول ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ ‪291‬‬
‫ِم ْسك‪.‬‬
‫ض اجْلَن َِّة ؟ قَ َال ‪َ " :‬م ْر َمَرةٌ‬ ‫اس ‪َ :‬ما أ َْر ُ‬ ‫ت اِل بْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫ول ‪ :‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫وعن زميل بن مساك ‪ ،‬أَنَّهُ مَسِ َع أَبَاهُ ‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫وع‬‫اعةَ الَّيِت تَ ُكو ُن َقْب َل طُلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بي ِ ِ ٍ‬
‫الس َ‬
‫ت َّ‬ ‫ور َها ؟ قَ َال ‪ " :‬أ ََما َرأَيْ َ‬ ‫ت ‪ :‬فَ َما نُ ُ‬ ‫ضاءُ م ْن فضَّة ‪َ ،‬كأَن ََّها م ْرآةٌ; " ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫َْ َ‬
‫َّة ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫س ؟ َك َذلِك نُورها إِاَّل أَنَّه لَيس فِيها مَش س ‪ ،‬واَل زمه ِرير " ‪ُ .‬ق ْلت ‪ :‬فَما أَْنهارها ؟ أَيِف خد ٍ‬ ‫َّم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ َُ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ ٌ َ ََْ ٌ‬ ‫َ َُ‬ ‫الش ْ‬
‫‪292‬‬
‫اهنَا ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ َت َعاىَل هَلَا ُكويِن "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫" اَل ‪ ،‬ولَ ِكنَّها جَتْ ِري علَى أَر ِ ِ‬
‫اهنَا ‪َ ،‬واَل َه ُ‬ ‫يض َه ُ‬‫ض اجْلَنَّة ُمْن َسكبَةً ‪ ،‬اَل تَف ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫املرمر ‪ :‬وهو نوعٌ من ُّ ِ‬
‫الربد وهو الذي أع ّده اللّه َعذاباً للكفَّار يف الدَّار‬ ‫‪-‬الز ْم َه ِرير ‪ :‬ش َّدةُ ْ‬ ‫ب َّ‬ ‫ص ْل ٌ‬ ‫الرخام ُ‬ ‫َْ َ‬
‫اآلخرة‬
‫اس بِالْ َم ِدينَ ِة َب ْع َد َما ُك َّ‬
‫ِّث أَنَّهُ لَِقي َعْب َد اللَّ ِه بْ َن َعبَّ ٍ‬ ‫َن مِس ا ًكا مَسِ‬
‫صُرهُ‬ ‫ف بَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫حُي‬ ‫‪،‬‬ ‫اه‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫َب‬
‫أ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وعن زميل بن مساك ‪ ،‬أ َّ َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َق َال ‪ :‬يَا ابْ َن َعبَّ ٍ‬
‫ور َها ؟ قَ َال ‪ " :‬أ ََما َرأَيْ َ‬ ‫ت ‪َ :‬ما نُ ُ‬ ‫ض اجْلَنَّة ؟ قَ َال ‪َ " :‬م ْر َمَرةٌ َكأَن ََّها م ْرآةٌ; " ُق ْل ُ‬ ‫اس َما أ َْر ُ‬
‫س فَ َذلِك نُورها إِاَّل أَنَّه لَي ِ‬ ‫اعةَ الَّيِت تَ ُكو ُن َقْب َل طُلُ ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫س َواَل َز ْم َه ِر ُير " ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫س ف َيها مَشْ ٌ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّم ِ‬ ‫وع الش ْ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬
‫اهنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود ؟ قَ َال ‪ " :‬اَل ولَ ِكنَّها جَتْ ِري علَى أَر ِ ِ‬ ‫فَما أَْنهارها ؟ أَيِف أُخ ُد ٍ‬
‫اهنَا َواَل َه ُ‬ ‫يض َه ُ‬ ‫ض اجْلَنَّة ُم ْستَكنَّةً اَل تُف ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َُ‬
‫‪ - 289‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ )6474 -6472()390‬صحيح‬
‫‪ - 290‬صحيح البخارى (‪) 6581‬‬
‫‪ - 291‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7408()423‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 292‬العظمة أليب الشيخ األصبهاين(‪ )585‬حسن‬
‫فيه زميل بن مساك احلنفي روى عن أبيه روى عنه عبد ربه بن بارق بن مساك احلنفي وزميل خاله مسعت أيب يقول ذلك اجلرح والتعديل [ ج‬
‫‪- 3‬ص‪) 2807 (] 620‬‬

‫‪92‬‬
‫ان ‪،‬‬ ‫ت ‪ :‬فَ َما ُحلَ ُل اجْلَن َِّة ؟ قَ َال ‪َ " :‬ش َجَرةٌ فِ َيها مَثٌَر َكأَنَّهُ ُّ‬
‫الر َّم ِ‬
‫ت " ‪ُ .‬ق ْل ُ‬ ‫‪ ،‬قَ َال اللَّهُ َعَّز َو َج َّل هَلَا ُكويِن فَ َكانَ ْ‬
‫ني ُحلَّةً أَلْ َوانًا َب ْع َد‬ ‫ِ‬ ‫فَِإ َذا أَراد ويِل ُّ اللَّ ِه عَّز وج َّل ِمْنها كِسو ًة احْن َدرت إِلَي ِه ِمن غُ ِ‬
‫ت لَهُ َع ْن َسْبع َ‬ ‫صن َها فَا ْن َفلَ َق ْ‬
‫َ َ َ َ َْ َ َ ْ ْ ْ ْ‬ ‫َََ‬
‫ِ‬
‫أَلْ َو ٍان مُثَّ َتْنطَبِ ُق َفَتْرج ُع َك َما َكانَ ْ‬
‫‪293‬‬
‫ت"‬
‫ول ‪ " :‬يِف اجْلَن َِّة حَبْر لِْلم ِاء ‪ ،‬وحَبْر لِلَّنَب ِ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وعن حكيم بن معاوية القشريي ‪ ،‬عن أبيه قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ٌ َ َ ٌ‬
‫ت هِبَ َذيْ ِن احْلَ ِد َيثنْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬وحَبٌْر ل ْل َع َس ِل ‪َ ،‬وحَبٌْر ل ْل َخ ْم ِر ‪ ،‬مُثَّ تُ ْشتَ ُّق اأْل َْن َه ُار مْن َها َب ْع ُد " قَ َال َعل ُّي بْ ُن َعاص ٍم ‪ :‬فَ َح َّدثْ ُ‬
‫‪294‬‬
‫َب ْهَز بْ َن َح ِكي ٍم َف َق َال ‪ :‬مَلْ أَمْسَ ْع ُه َما‬
‫ض ‪ ،‬اَل َواللَّ ِه إِن ََّها لَ َسائِ َحةٌ‬ ‫ود يِف اأْل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬لَ َعلَّ ُك ْم تَظُنُّو َن أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ُخ ُد ٌ‬‫َن أَْن َه َار اجْلَنَّة أ ْ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ما اأْل َ ْذ َفُر ؟‬ ‫ك اأْل َ ْذ َفُر " ‪ُ ،‬قْل ُ‬‫وت َو ِطينُهُ الْ ِم ْس ُ‬‫ُخَرى الْيَاقُ ُ‬ ‫َح ُد َح َّافَتْي َها اللُّ ْؤلُُؤ َواأْل ْ‬ ‫ض‪،‬أَ‬ ‫َعلَى َو ْج ِه اأْل َْر ِ‬
‫ط لَهُ " "‪ - 295‬أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة‬ ‫قَ َال ‪ " :‬الَّ ِذي اَل ِخ ْل َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ما الْ َك ْو َثُر قَ َال « َذ َاك َن ْهٌر أ َْعطَانِ ِيه اللَّهُ َي ْعىِن ىِف اجْلَن َِّة أ َ‬ ‫ك قَ َال ُسئِ َل َر ُس ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َش ُّد‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اع َمةٌ‪ .‬قَ َال‬ ‫اق اجْل ز ِر »‪ .‬قَ َال عمر إِ َّن ه ِذ ِه لَنَ ِ‬ ‫اضا ِمن اللَّ ِ وأَحلَى ِمن الْعس ِل فِيها طَير أ َْعنَا ُقها َكأ ْ ِ‬
‫ُ َُ َ‬ ‫َعنَ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َبيَ ً َ نَب َ ْ َ َ َ َ ْ ٌ‬
‫‪296‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬أَ َكلَُت َها أَْن َع ُم ِمْن َها »‪.‬‬ ‫َر ُس ُ‬
‫اجلزر ‪ :‬مجع جزور وهو البعري‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 293‬صفة اجلنة ال بن أيب الدنيا (‪ )140‬حسن وحسنه املنذري يف الرتغيب‬


‫‪ - 294‬البعث والنشور للبيهقي(‪ )229‬فيه ضعف‬
‫‪ - 295‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 337‬وصفة اجلنة(‪ ) 66‬صحيح موقوف‬
‫‪ - 296‬سنن الرتمذى (‪ ) 2738‬حسن‬

‫‪93‬‬
‫المبحث العشرون‬
‫في شجر الجنة وثمارها‬

‫قال اهلل تعاىل‪-‬ىف وصف اجلنتني األوليني‪,‬يف سورة الرمحن‪َ ( :‬ذ َواتَا أَْفنَان) {آية‪ }48‬أي‪:‬أغصان‪,‬ويف‬
‫وصف اجلنتني الثانيتني قال‪( :‬فِي ِه َما فَاكِ َهة ٌَوخَن ْ ٌل َو ُر َّمان){آية‪}68‬‬
‫ود)‬ ‫ود * وطَْل ٍح َّمنضود ٍ* و ِظ ٍّل مَّمْ ُد ٍ‬ ‫ني * يِف ِس ْد ٍر خَّمْض ٍ‬ ‫اب اليَ ِم ِ‬ ‫اب اليَ ِم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ني َمــا أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫(وأ ْ‬
‫وقال تعاىل ‪َ :‬‬
‫{الواقعة‪ }30-27‬والسدر‪:‬شجر النبق‪,‬ووصفه; بأنه خمضود‪:‬أي; ال شوك فيه‪,‬وقيل‪:‬قطع شوكه وجعل‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َر ُسول اللَّه ‪َ ، ‬ي ُقولُو َن ‪ :‬إِ َّن اللَّهَ‬ ‫َص َح ُُ‬ ‫مكانه مثراًعظيماً ‪،‬ف َع ْن أَيِب أ َُم َامةَ َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كا َن أ ْ‬
‫آن َش َجَر ًة‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫اب َو َم َسائِلِ ِه ْم أَْقبَ َل أ َْعَرايِب ٌّ َي ْو ًما ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬لََق ْد ذَ َكر اللَّه يِف الْ ُقر ِ‬ ‫َعر ِ‬ ‫ِ‬
‫َيْن َفعُنَا باأل ْ َ‬
‫الس ْد ُر‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ : ‬و َما ِه َي ؟ قَ َال ‪ِّ :‬‬ ‫َن يِف اجْل ن َِّة َشجرةٌ ُت ْؤ ِذي ص ِ‬
‫احَب َها ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ت أ ََرى أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْؤذيَةً َو َما ُكْن ُ‬
‫ض ُد اللَّهُ َش ْو َكهُ َفيُ ْج َع ُل َم َكا َن ُك ِّل َش ْو َك ٍة مَثََرةٌ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬يِف ِس ْد ٍر خَمْض ٍ‬
‫ود خَي ْ ِ‬ ‫‪ ،‬فَِإ َّن هَلَا َش ْو ًكا ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني لَ ْونًا َما مْن َها لَ ْو ٌن يُ ْشبِهُ َ‬‫ت مَثًَرا ُت ْفتَ ُق الث ََّمَرةُ َم َع َها َع ِن ا ْثَننْي ِ َو َسْبع َ‬‫‪ ،‬فَِإن ََّها ُتْنبِ ُ‬
‫‪297‬‬
‫اآلخَر "‬
‫‪.‬وقال أمية بن أىب الصلت‪-‬يصف اجلنة‪:-‬‬
‫‪298‬‬
‫إن احلدائق يف اجلنان ظليلة‪ .‬فيها الكواعب سدرها خمضود‬
‫والطلح‪:‬هو شجر املوز‪,‬قاله أكثر املفسرين‪,‬وهو قول ابن عباس وعلى وأبوهريرة وأبو سعيد اخلدرى‪-‬‬
‫رضى اهلل عنهم‪.-‬‬
‫وأما الظل املمدود‪:‬فيفسره حديث أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬يْبلُ ُغ بِِه النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال ‪ « :‬إِ َّن ىِف اجْلَن َِّة‬
‫ود } (‪ )30‬سورة‬ ‫الراكِب ىِف ِظلِّها ِمائَةَ ع ٍام الَ ي ْقطَعها ‪ ،‬وا ْقرءوا إِ ْن ِشْئتم {و ِظ ٍّل مَّمْ ُد ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َش َجَر ًة يَسريُ َّ ُ‬
‫الواقعة» ‪.299‬‬
‫ب يِف ِظلِّ َها ِمائَةَ َسنَ ٍة ‪ ،‬الَ‬ ‫اهلل ‪ :‬يِف اجْل ن َِّة َشجرةٌ ي ِسري َّ ِ‬
‫الراك ُ‬ ‫َ ََ َ ُ‬
‫ول ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَرةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وقَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪300‬‬
‫َي ْقطَعُ َها‪.‬‬
‫ب ىِف ِظلِّ َها ِمائَةَ َع ٍام الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْل ن َِّة لَ َشجرةً ي ِسري َّ ِ‬ ‫وعن سه ِل ب ِن سع ٍد َعن رس ِ‬
‫الراك ُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ ْ َْ ْ َ ُ‬
‫َي ْقطَعُ َها »‪.‬‬

‫‪ - 297‬املستدرك للحاكم(;‪ )3778‬حسن‬


‫‪ - 298‬تفسري القرطيب (‪)17/158‬‬
‫‪ - 299‬صحيح البخارى (‪) 4881‬‬
‫‪ - 300‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7412()428‬صحيح‬

‫‪94‬‬
‫ى ع ِن النَّىِب ‪ --‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْل ن َِّة َشجر ًة ي ِسري َّ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫الس ِر َ‬
‫يع‬ ‫ض َّمَر َّ‬ ‫ب اجْلََو َاد الْ ُم َ‬‫الراك ُ‬ ‫َ ََ َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وزاد أَبُو َسعيد اخْلُ ْد ِر ُّ َ‬
‫‪301‬‬
‫ِمائَةَ َع ٍام َما َي ْقطَعُ َها »‪.‬‬
‫ول ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬عن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ما طُوىَب ؟ قَ َال ‪َ :‬ش َجَرةٌ‬ ‫اهلل ‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال لَهُ َر ُج ٌل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَنَّة خَت ُْر ُج م ْن أَ ْك َمام َها‪.‬‬‫يِف اجْلَنَّة َمس َريةُ مائَة َسنَة ‪ ،‬ثيَ ُ‬
‫‪302‬‬

‫املضمر ‪ :‬املعد للسباق بالعلف والتمرين‬


‫اهلل ‪َ ،‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ول ‪ :‬قَام أ َْعرايِب ٌّ إِىَل رس ِ‬ ‫وعن ع ِامر ب ِن َزي ٍد الْبِ َكايِل ِّ ‪ ،‬أَنَّه مَسِ ع عْتبةَ بن عب ٍد ُّ ِ‬
‫َُ‬ ‫السلَم َّي ‪َ ،‬ي ُق ُ َ َ‬ ‫ُ َ ُ َ ْ َ َْ‬ ‫َ َ ْ ْ‬
‫س تُ ْشبِهُ َش َجًرا ِم ْن‬ ‫َما فَاكِ َهةُ اجْلَن َِّة ؟ قَ َال ‪ :‬فِ َيها َش َجرةٌ تُ ْد َعى طُوىَب ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ُّ ِ ِ‬
‫َي َش َجرنَا تُ ْشبهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَْي َ‬ ‫َ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬وإِنَّها َشجرةٌ بِالش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش َج ِر أ َْر ِض َ‬
‫َّام تُ ْد َعى اجْلُ َمْيَز َة‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َّام ؟ قَ َال ‪ :‬الَ يَا َر ُس َ‬ ‫ت الش َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ولَك ْن أََتْي َ‬
‫ِ‬ ‫اق ‪ ،‬مُثَّ يْنشر أَعالَها ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ما ِعظَم أ ِ‬
‫ك َما‬ ‫ت َج َذ َعةً ِم ْن إِبِ ِل أ َْهل َ‬ ‫َصل َها ؟ قَ َال ‪ :‬لَ ِو ْارحَتَْل َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُ َُ ْ َ‬
‫تَ ْشتَ ُّد علَى س ٍ‬
‫َ َ‬
‫‪303‬‬
‫اها َهَر ًما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَحطْت بِأ ِ‬
‫َصل َها َحىَّت َتْن َكسَر ُت ْر ُق َوتَ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬ي ُق ُ ِ ِ‬ ‫ت أَىِب ب ْك ٍر قَالَ ِ‬ ‫وعن أَمْس اء بِْن ِ‬
‫ول َوذُكَر لَهُ س ْد َرةُ الْ ُمْنَت َهى قَ َال « يَسريُ‬ ‫َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت مَس ْع ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫َن مَثََر َها‬ ‫ب َكأ َّ‬ ‫الذ َه ِ‬‫اش َّ‬ ‫ِ‬ ‫الراكِب ىِف ِظ ِّل الْ َفنَ ِن ِمْن َها ِمائَةَ َسنَ ٍة أ َْو يَستَ ِظ ُّل بِ ِظلِّ َها ِمائَةُ راكِ ٍ‬
‫ك حَيْىَي ف َيها َفَر ُ‬ ‫ب َش َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫الْ ِقالَ ُل »‪.304‬‬
‫الفنن ‪ :‬الغصن ‪ -‬القالل ‪ :‬مجع قلة أى كقالل هجر ىف الكرب‬
‫ب يِف ِظلِّ َها‬ ‫ول ‪ :‬إِ َّن يِف اجْل ن َِّة لَ َشجرةٌ ي ِسري َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الراك ُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫وع ْن ِزيَاد َم ْوىَل بَيِن خَمُْزوم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ص َد َق ‪َ ،‬والَّ ِذي أَْنَز َل الت َّْو َرا َة‬ ‫ك َك ْعبًا ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫{و ِظ ٍّل مَمْ ُدود} ‪َ ،‬فَبلَ َغ َذل َ‬ ‫ِ ِ‬
‫مئَةَ َعام ‪َ ،‬وا َقَر ُؤوا إ ْن شْئتُ ْم ‪َ :‬‬
‫ِ ٍ‬
‫َن رجالً ركِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ح َّقةً ‪ ،‬أ َْو َج َذ َعةً ‪ ،‬مُثَّ أ ََد َار بِأ ْ‬
‫َص ِل‬ ‫وسى ‪َ ،‬والْ ُف ْرقَا َن َعلَى ل َسان حُمَ َّمد ‪ ،‬لَ ْو أ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َعلَى ل َسان ُم َ‬
‫وح ِه ‪َ ،‬وإِ َّن أَْفنَا َن َها ِم ْن‬ ‫ط ه ِرما ‪ ،‬إِ َّن اللَّه َغرسها بِي ِد ِه ‪ ،‬و َن َفخ فِيها ِمن ر ِ‬ ‫تِْل َ‬
‫َ َ ََ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َّجَر ِة ‪َ ،‬ما َبلَغَ َها َحىَّت يَ ْس ُق َ َ ً‬ ‫ك الش َ‬
‫ِ‬
‫َص ِل تِْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َراء ُس َو ِر اجْلَنَّة ‪َ ،‬و َما يِف اجْلَنَّة َن ْهٌر إِالَّ خَي ُْر ُج م ْن أ ْ‬
‫ِ ‪305‬‬
‫َّجَرة‪.‬‬
‫ك الش َ‬
‫الراكِب الْ ُم ِج ُّد يِف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يِف ِ‬
‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬الظِّ ُّل الْ َم ْم ُد ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ود َش َجَرةٌ اجْلَنَّة َعلَى َساق قَ ْد َر َما يَسريُ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ف َو َغْير ُه ْم َفيَتَ َح َّدثُو َن يِف‬ ‫احيها " ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬فيخرج إِلَيها أَهل اجْل ن َِّة ‪ ،‬أَهل الْغُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُْ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ َ‬ ‫ظلِّ َها مائَةَ َعام يِف ُك ِّل َن َو َ‬

‫‪ - 301‬صحيح مسلم(‪7316‬و‪) 7317‬‬


‫‪ - 302‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7413()429‬حسن‬
‫‪ - 303‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7414()430‬حسن‬
‫‪ - 304‬سنن الرتمذى(‪ ) 2737‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 305‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35116()105‬حسن‬

‫‪95‬‬
‫َّجَر َة بِ ُك ِّل هَلٍْو َكا َن‬‫ك الش َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فُيْر ِس ُل اللَّهُ ِرحيًا ِم َن اجْلَن َِّة َفتُ َحِّر ُك تِْل َ‬ ‫ض ُه ْم َويَ ْذ ُكُر هَلَْو ُّ‬ ‫ظلِّ َها ‪َ ،‬فيَ ْشتَ ِهي َب ْع ُ‬
‫ِ‬
‫‪306‬‬
‫يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا "‬
‫ني َما الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬قَ َال اللَّه أ َْع َد ْدت لِعِب ِادى َّ حِلِ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫الصا َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُخف َي هَلُم‬ ‫س َّما أ ْ‬‫ت ‪َ ،‬والَ َخطََر َعلَى َقْلب بَ َشر ‪ ،‬فَا ْقَرءُوا إ ْن شْئتُ ْم {فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫َت ‪َ ،‬والَ أُذُ َن مَس َع ْ‬ ‫َعنْي َ َرأ ْ‬
‫ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة ‪.307‬‬
‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬يبلُ ُغ بِِه النَّيِب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال اللَّه َتبار َك وَتعاىَل ‪ :‬أ َْع َد ْدت لِعِب ِادي َّ حِلِ‬
‫ني َما الَ َعنْيٌ‬ ‫الصا َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ََ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ َْ‬
‫اق َذلِ َ يِف ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬والَ َخطَر َعلَى َق ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫س َّما‬ ‫ك كتَاب اهلل ‪ { :‬فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ص َد ُ‬ ‫ب بَ َش ٍر ‪َ ،‬وم ْ‬ ‫َ‬ ‫َت ‪َ ،‬والَ أُذُ ٌن مَس َع ْ َ‬ ‫َرأ ْ‬
‫‪308‬‬
‫ُخ ِف َي هَلُم ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة‪.‬‬ ‫أْ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ول ‪ :‬قَام أ َْعرايِب ٌّ إِىَل رس ِ‬ ‫وقَ َال ع ِامر بن َزي ٍد الْب َكايِل ُّ ‪ ،‬أَنَّه مَسِ ع عْتبةَ بن عب ٍد ُّ ِ‬
‫َُ‬ ‫السلَم َّي ‪َ ،‬ي ُق ُ َ َ‬ ‫ُ َ ُ َ ْ َ َْ‬ ‫َ ُ ُْ ْ َ‬
‫اع الَ‬ ‫صَرى ‪ ،‬مُثَّ مُيِ ُّديِن اللَّهُ فِ ِيه بِ ُكَر ٍ‬ ‫صْن َعاءَ إِىَل بُ ْ‬‫ِّث َعْنهُ ؟ َف َق َال ‪ُ :‬ه َو َك َما َبنْي َ َ‬ ‫ك الَّ ِذي حُتَد ُ‬ ‫ضَ‬ ‫َما َح ْو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َفَيْز َدح ُم َعلَْيه ُف َقَراءُ الْ ُم َهاج ِر َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫َي طََر َفْيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َكَّبَر عُ َمُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ََّما احْلَ ْو ُ‬ ‫يَ ْد ِري بَ َشٌر مِم َّْن ُخلِ َق أ ُّ‬
‫ِ ‪309‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب مْنهُ‪.‬‬‫اع فَأَ ْشَر َ‬ ‫ين يُ ْقُتلُو َن يِف َسبِ ِيل اهلل ‪َ ،‬ومَيُوتُو َن يِف َسبِ ِيل اهلل ‪َ ،‬وأ َْر ُجو أَ ْن يُو ِر َديِن َ اللَّهُ الْ ُكَر َ‬ ‫الذ َ‬
‫ِّث َعْنهُ ؟‬ ‫ك الَّ ِذي حُتَد ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬ف َق َال ‪َ :‬ما َح ْو ُ‬
‫وعن عْتبةَ ب ِن عب ِد اللَّ ِه قَ َال ‪ :‬جاء أ َْعرايِب ٌّ إِىَل رس ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َْ‬
‫اع ‪ ،‬اَل يَ ْد ِري إِنْ َسا ٌن [ مِم َّْن ] ُخلِ َق أَيْ َن طََرفَاهُ ؟‬ ‫صَرى; ‪ ،‬مُيِ ُّديِن اللَّهُ فِ ِيه بِ ُكَر ٍ‬ ‫ضاء إِىَل بُ ْ‬
‫قَ َال ‪َ " :‬كما ب الْبي ِ‬
‫َ َنْي َ َ ْ َ‬
‫ين يُ َقاتِلُو َن يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه ‪َ ،‬ومَيُوتُو َن‬ ‫اج ِر َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين الذ َ‬ ‫ض َفرَي ُد َعلَْيه ُف َقَراءُ الْ ُم َه َ‬ ‫" ‪ .‬فَ َكَّبَر عُ َمُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬أ ََّما احْلَ ْو ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " : - -‬إِ َّن َريِّب َو َع َديِن أَ ْن‬ ‫ب ِمْنهُ " ‪َ .‬وقَ َال َر ُس ُ‬ ‫اع فَأَ ْشَر َ‬
‫ِ‬
‫يِف َسبِ ِيل اللَّه ‪َ ،‬وأ َْر ُجو أَ ْن يُو ِر َديِن الْ ُكَر َ‬
‫ني أَلْ ًفا ‪ ،‬مُثَّ حَيْثِي َريِّب ‪َ -‬تبَ َار َك‬ ‫اب ‪ ،‬مُثَّ ي ْش َفع ُك ُّل أَلْ ٍ ِ ِ‬ ‫ني أَلْ ًفا بِغَرْيِ ِحس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ل َسْبع َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫يُ ْدخ َل اجْلَنَّةَ م ْن أ َُّميِت َسْبع َ‬
‫ني اأْل ُوىَل يُ َشفِّعُ ُه ُم اللَّهُ يِف آبَائِ ِه ْم ‪،‬‬ ‫ات " ‪ .‬فَ َكَّبر عمر ‪ ،‬وقَ َال ‪ " :‬إِ َّن َّ ِ‬ ‫ث حَثي ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫السْبع َ‬ ‫َ ُ َُ َ‬ ‫َوَت َعاىَل ‪ -‬ب َكفَّْيه ثَاَل َ َ َ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫ات اأْل َو ِ‬ ‫وأَبنَائِ ِهم ‪ ،‬وع َشائِِر ِهم ‪ ،‬وأَرجو أَ ْن جَي علَيِن اللَّه يِف إِح َدى احْل َثي ِ‬
‫َعَرايِب ُّ ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫اخ ِر ‪َ .‬ف َق َال اأْل ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َُْ‬ ‫َْ ْ ََ‬
‫َي َش َج ِر أ َْر ِضنَا‬‫‪ ،‬فِ َيها فَاكِ َهةٌ ؟ قَ َال ‪َ " :‬ن َع ْم ‪َ .‬وفِ َيها َش َجَرةٌ تُ ْد َعى طُوىَب ‪ ،‬طَابِ ُق الْ ِف ْر َد ْو ِس " ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ُّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫َّام ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪ :‬اَل يَا َر ُس َ‬ ‫ت الش َ‬
‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ولَك ْن أََتْي َ‬ ‫س تُ ْشبِهُ َشْيئًا ِم ْن َش َج ِر أ َْر ِض َ‬ ‫تُ ْشبهُ ؟ قَ َال ‪ " :‬لَْي َ‬
‫ِ‬
‫اح ٍد ‪ ،‬مُثَّ َيْنتَ ِشُر أ َْعاَل َها " ‪ .‬قَ َال ‪:‬‬ ‫اق و ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت َعلَى َس َ‬
‫قَ َال ‪ " :‬فَِإنَّها تُ ْشبِهُ َشجر ًة بِالش ِ‬
‫َّام تُ ْد َعى اجْلَ ْو َز َة ‪َ ،‬تْنبُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ك لَ َما قَطَ َعْت َها َحىَّت َتْن َك ِسَر َت ْر ُق َو ُت َها َهَر ًما " ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فَما عظْم أ ِ‬
‫ت َج َذ َعةٌ ِم ْن إِبِ ِل أ َْهل َ‬ ‫َصل َها ؟ قَ َال ‪ " :‬لَ ِو ْارحَتَلَ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ‬

‫‪ - 306‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ ) 43‬حسن‬


‫‪ - 307‬صحيح البخارى(‪ ) 3244‬ومسلم (‪) 7310‬‬
‫‪ - 308‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )369()91‬صحيح‬
‫‪ - 309‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ )6450()361‬حسن‬

‫‪96‬‬
‫اب اأْل َْب َق ِع ‪،‬‬ ‫ود فِيها ؟ ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬م ِسريةُ َش ْه ٍر لِْلغُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب ؟ قَ َال ‪َ " :‬ن َع ْم " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ما عُظْ ُم الْعُْن ُق َ‬ ‫قَ َال ‪ :‬ف َيها عنَ ٌ‬
‫يما ؟ " ‪ .‬قَ َال‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫اَل َيْنثَيِن َواَل َي ْفُتُر " ‪ .‬قَ َال ‪ :‬فَ َما عُظْ ُم احْلَبَّ ِة ِمْنهُ ؟ قَ َال ‪َ " :‬ه ْل َذبَ َح أَبُ َ‬
‫وك َتْي ًسا م ْن َغنَمه َعظ ً‬
‫ك ‪َ ،‬ف َق َال ‪ْ :‬ادبَغِي َه َذا ‪ ،‬مُثَّ أَفْ ِري لَنَا ِمْنهُ َذنُوبًا َنْر ِوي [ بِِه ]‬ ‫َعطَاهُ أ َُّم َ‬ ‫‪َ :‬ن َع ْم ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬فَ َسلَ َخ إِ َه َاب َها فَأ ْ‬
‫ك احْلَبَّةَ تُ ْشبِعُيِن َوأ َْه َل َبْييِت ؟ " ‪َ .‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪َ " : -‬و َع َّامةَ‬ ‫اشيََتنَا ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬فَِإ َّن تِْل َ‬ ‫مِ‬
‫َ‬
‫‪310‬‬
‫ك" ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعش َريت َ‬
‫احلوض ‪ :‬هنر الكوثر ‪ -‬احلثو واحلثي ‪ :‬االغرتاف مبلء الكفني ‪ ،‬وإلقاء ما فيهما‬
‫السن وضعفه ‪ -‬األبْقع ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫التْر ُق َوة ‪ :‬عظمة مشرفة بني ثغرة النحر والعاتق ومها ترقوتان ‪ -‬اهلرم ‪ :‬كرب ّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫الذي فيه سواد وبياض ‪ -‬اإلهاب ‪ :‬اجللد من البقر والغنم والوحش ما مل يدبغ‬
‫وعن عبد اهلل بن أيب اهلذيل ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع عبد اهلل بالشام أو بعمان ‪ ،‬فتذاكروا اجلنة ‪ ،‬فقال ‪ « :‬إن‬
‫‪311‬‬
‫العنقود من عناقيدها من هاهنا إىل صنعاء »‬
‫ت أََتنَ َاو ُل ِمْن َها قِطْ ًفا‬ ‫ت َعلَ َّي اجْلَنَّةُ فَ َذ َهْب ُ‬‫ضْ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال ‪ " :‬عُ ِر َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ي ‪ :‬أ َّ َ ُ‬
‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫َعظَ ِم‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬ما َمثَل احْلَبَّ ِة ِمن الْعِنَ ِ‬ ‫يل َبْييِن َو َبْينَهُ " ‪َ .‬ف َق َال َر ُج ٌل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ؟ قَ َال ‪َ " :‬كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أُري ُك ُموهُ فَح َ‬
‫ط "‪. 312‬‬ ‫ك قَ ُّ‬ ‫ت أ ُُّم َ‬‫َدلْ ٍو َفَر ْ‬
‫الدلو ‪ :‬إناء يُستقى به من البئر وحنوه ‪ -‬قط ‪ :‬مبعىن أبدا ‪ ،‬وفيما مضى من الزمان‬
‫س أَ ْن‬ ‫َّم ُ‬
‫ِ‬
‫ت َش َجَر ٍة قَ ْد َك َادت الش ْ‬
‫ِ‬
‫اح ‪ ،‬فَِإ َذا َر ُج ٌل نَائ ٌم حَتْ َ‬ ‫لص َف ِ‬ ‫وع ْن َج ِري ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬نَزلْنَا لِ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ هِب‬ ‫َتبلُغَه قَ َال ‪َ :‬ف ُق ْل ِ‬
‫ظ إِ َذا ُه َو َس ْل َما ُن‬ ‫ت ل ْلغُاَل ِم ‪ :‬انْطَل ْق َ َذا النِّطْ ِع فَأَظلَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ َق فَأَظَلَّهُ ‪َ ،‬فلَ َّما ْ‬
‫اسَتْي َق َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫الد ْنيَا َر َف َعهُ اللَّهُ َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪ ،‬يَا‬
‫اض َع لِلَّ ِه يِف ُّ‬ ‫‪ ،‬فَأََتيتُه أُسلِّم علَي ِه ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يا ج ِرير َتو ِ ِ‬
‫اض ْع للَّه ‪ ،‬فَِإنَّهُ َم ْن َت َو َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫ُْ َ ُ َْ‬
‫ت ‪ :‬اَل أ َْد ِري ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ظُْل ُم الن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخ َذ عُ َويْ ًدا اَل‬‫َّاس َبْيَن ُه ْم ‪ ،‬مُثَّ أ َ‬ ‫ات َي ْو َم الْقيَ َامة ؟ ُق ْل ُ‬ ‫َج ِر ُير َه ْل تَ ْد ِري َما الظُّلُ َم ُ‬
‫ت ‪ :‬يَا أَبَا َعْب ِد اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت يِف اجْلَنَّة مثْ َل َه َذا مَلْ جَت ْدهُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ُصُب َعْيه ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َج ِر ُير لَ ْو طَلَْب َ‬
‫أَ َكاد أَراه ب أ ِ‬
‫ُ َ ُ َنْي َ ْ‬
‫َّ‬
‫ُصوهُلَا اللُّ ْؤلُُؤ ‪َ ،‬والذ َه ُ‬
‫‪313‬‬
‫ب ‪َ ،‬وأ َْعاَل َها الث ََّمُر‬ ‫َّجُر ؟ قَ َال ‪ " :‬أ ُ‬ ‫َّخ ُل َوالش َ‬ ‫فَأَيْ َن الن ْ‬
‫ت قُطُو ُف َها تَ ْذلِياًل } (‪ )14‬سورة اإلنسان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫{و َدانيَةً َعلَْي ِه ْم ظاَل هُلَا َوذُلِّلَ ْ‬‫وع ِن الَْبَراء بْ ِن َعازب ‪ ،‬يِف َق ْوله ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫‪314‬‬
‫َي َح ٍال َشاءُوا "‬ ‫ني ‪َ ،‬علَى أ ِّ‬ ‫قَ َال ‪ " :‬إِ َّن أَهل اجْل ن َِّة يأْ ُكل ِمن مِث َا ِر اجْل ن َِّة قِياما ‪ ،‬و ُقعودا ‪ ،‬وم ْ ِ ِ‬
‫ضطَجع َ‬ ‫َ َ ً َ ُ ً َُ‬ ‫َْ َ َ ُ ْ‬

‫‪ - 310‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 409‬حسن‬


‫‪ - 311‬صفة اجلنة البن أيب الدنيا (‪ ) 44‬حسن‬
‫‪ - 312‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )1147‬حسن‬
‫‪ - 313‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 276‬حسن‬
‫‪ - 314‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 273‬حسن‬

‫‪97‬‬
‫اس َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬يِف َق ْولِِه َعَّز َو َج َّل ‪{ :‬فِي ِه َما فَاكِ َهةٌ َوخَن ْ ٌل َو ُر َّما ٌن} (‪ )68‬سورة‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫الرمحن‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬خَن ْل اجْل ن َِّة ج ُذوعها زمُّر ٌد أَخضر و َكرانِي ُفها َذهب أَمْح ر ‪ ،‬وسع ُفها كِسوةٌ أِل َه ِل اجْل نَّةِ‬
‫ُ َ ُ ُ َ ُ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ ٌ َُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫َش ُّد بياضا ِمن اللَّ ِ ‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ال الْ ِقاَل ِل أَ ِو ِّ ِ‬ ‫ِمْن َها ُم َقطَّ َعا ُت ُه ْم َو ُحلَلُ ُه ْم َومَثَُر َها أ َْمثَ ُ‬
‫َحلَى م َن الْ َع َس ِل ‪َ ،‬وأَلْنَيُ‬
‫الداَل ء أ َ ََ ً َ نَب َ ْ‬
‫‪315‬‬
‫س هَلَا َع ْج ٌم "‬ ‫ِمن ُّ ِ‬
‫الزبْد ‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫َ‬
‫الكرب بفتح الكاف والراء بعدمها باء موحدة هو أصول السعف الغالظ العراض‬
‫ول ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬عن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ما طُوىَب ؟ قَ َال ‪َ :‬ش َجَرةٌ‬ ‫اهلل ‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال لَهُ َر ُج ٌل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪316‬‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَن َِّة خَت ُْر ُج ِم ْن أَ ْك َم ِام َها‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ٍ ِ‬
‫يِف اجْلَنَّة َمس َريةُ مائَة َسنَة ‪ ،‬ثيَ ُ‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 315‬املستدرك للحاكم(;‪ )3776‬والبعث والنشور للبيهقي (‪ ) 271‬حسن‬


‫‪ - 316‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7413()429‬حسن‬

‫‪98‬‬
‫المبحث الواحد والعشرون‬
‫في أكل أهل الجنة‬

‫(وفَاكِ َه ٍة مِم َّا َيتَ َخَّيُرو َن (‪َ )20‬وحَلْ ِم طَرْيٍ مِم َّا يَ ْشَت ُهو َن (‪[ )21‬الواقعة‪،20/‬‬ ‫ذكره اهلل‪-‬عز وجل‪ -‬يف قوله‪َ :‬‬
‫‪)]21‬‬
‫السابِِقني بِأَلْ ٍ‬
‫وان َكثِ َري ٍة ِم َن ال َفاكِ َه ِة ‪َ ،‬فيَ ْختَ ُارو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف ال ِولْ َدا ُن املُ َخلَّ ُدو َن َعلَى َه ُؤالَء األ َْبَرا ِر م َن َّ َ‬ ‫‪:‬ويَطُ ُ‬ ‫أي َ‬
‫وم الطَّرْيِ ‪َ ،‬فيَأْ ُخ ُذو َن ِمْن َها َما يَ ْشَت ُهو َن ‪.‬‬ ‫اف ِمن حُل ِ‬ ‫ِمْنها ما مَتِيل إِلَ ِيه نُ ُفوسهم ‪ .‬ويطُوفُو َن علَي ِهم بِأَصنَ ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ ْ ْ‬ ‫ُُ ْ ََ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫حِل‬
‫الصا َات أ َّ‬
‫َن هَلُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وبَ ِّش ِر الَّذين َآمنُواْ َو َعملُواْ َّ‬ ‫أما عن الفاكهة يف اجلنة‪ :‬فقد وصفها اهلل تعاىل بقوله‪َ :‬‬
‫َّات جَتْ ِري ِمن حَتْتِ َها األَْن َه ُار ُكلَّ َما ُر ِزقُواْ ِمْن َها ِمن مَثََر ٍة ِّر ْزقاً قَالُواْ َه َذا الَّ ِذي ُر ِز ْقنَا ِمن َقْب ُل َوأُتُواْ بِِه‬ ‫جن ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ُّمطَ َّهَرةٌ َو ُه ْم ف َيها َخال ُدو َن} (‪ )25‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬
‫ُمتَ َشا اً َوهَلُ ْم ف َيها أ َْز َو ٌ‬
‫اآلخر ِة جن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الصاحِل ةَ ‪ ،‬أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّات‬ ‫َن هَلُ ْم عْن َدهُ يف َ َ‬ ‫َع َم َال َّ َ‬ ‫اهلل َو َر ُسول ِه ‪َ ،‬و َع ِملُوا األ ْ‬ ‫الذين آمنُوا بِ ِ‬
‫يُبَشُِّر اهللُ َت َعاىل َ َ‬
‫َخالَ ِق ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واج ُمطَ َّهرةٌ ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫هِت‬
‫ومسا ِو ِئ األ ْ‬‫س َواألَذى َواآلثام َ‬ ‫الدنَ ِ‬ ‫جَتْ ِري األَْن َه ُار يف َجنَبَا َا ‪َ ،‬وهَلُ ْم فيها أ َْز ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وها يف الدُّنيا ( أ َْو‬ ‫َكالَ َكْيد واملَ ْك ِر واخلَد َيعة ‪َ . .‬وتَأْتي ِه ُم الث َِّم ُار يف اجلَنَّة َفيَظُنُّو َن أَن ََّها م َن الث َِّما ِر اليِت َعَرفُ َ‬
‫لف َعْن َها طَ ْعماً َم َع أَن ََّها تُ ْشبِ ُه َها يِف َشكْلِها َو َمْنظَ ِر َها‬ ‫ِ‬
‫ك يِف اجلَنَّة ‪َ ،‬وخَت ْتَ ُ‬
‫ِ‬
‫أَن ََّها ِم َن الث َِّما ِر اليِت أََتْت ُه ْم َقْب َل ذل َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫) ‪ .‬و ُكلَّما ر ِزقُوا ِمْنها مَثَر ًة قَالُوا ‪ :‬هذا ما و ِع ْدنا بِِه يف الدُّنيا جزاء علَى ا ِإلميان والعم ِل َّ ِ‬
‫الصال ِح ‪ .‬والذ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ََ ً َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫دين أبداً ‪ ،‬الَ مَيُوتُو َن فِيها َوال حَيُولُو َن َعْنها ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صا اً َيْب َق ْو َو يف اجلَنَّة َخال َ‬
‫آمنوا إِمياناً ص ِادقاً ‪ ،‬وعملُوا عمالً حِل‬
‫ََ َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ َ َ‬
‫{م ْن َقْب ُل} يعين يف الدنيا ‪ ،‬وفيه وجهان ‪ :‬أحدمها ‪ :‬أهنم قالوا هذا الذي وعدنا‬ ‫وقال القرطيب ‪ " :‬ومعىن ِ‬
‫به يف الدنيا‪ .‬والثاين ‪ :‬هذا الذي رزقنا يف الدنيا ‪ ،‬ألن لوهنا يشبه لون مثار الدنيا ‪ ،‬فإذا أكلوا وجدوا‬
‫طعمه غري ذلك وقيل ‪" :‬من قبل" يعين يف اجلنة ألهنم يرزقون مث يرزقون ‪ ،‬فإذا أتوا بطعام ومثار يف أول‬
‫النهار فأكلوا منها ‪ ،‬مث أتوا منها يف آخر النهار قالوا ‪ :‬هذا الذي رزقنا من قبل ‪ ،‬يعين أطعمنا يف أول‬
‫النهار ‪ ،‬ألن لونه يشبه ذلك ‪ ،‬فإذا أكلوا منها وجدوا هلا طعما غري طعم األول‪.‬‬
‫{وأُتُوا} فعلوا من أتيت‪ .‬وقرأه اجلماعة بضم اهلمزة والتاء‪ .‬وقرأ هارون األعور "وأتوا" بفتح‬ ‫قوله ‪َ :‬‬
‫اهلمزة والتاء‪ .‬فالضمري يف القراءة األوىل ألهل اجلنة ‪ ،‬ويف الثانية للخدام‪{ .‬بِِه ُمتَ َشاهِب اً} حال من الضمري‬
‫يف "به" ‪ ،‬أي يشبه بعضه بعضا يف املنظر وخيتلف يف الطعم‪ .‬قاله ابن عباس وجماهد واحلسن وغريهم‪.‬‬
‫وقال عكرمة ‪ :‬يشبه مثر الدنيا ويباينه يف جل الصفات‪ .‬ابن عباس ‪ :‬هذا على وجه التعجب ‪ ،‬وليس يف‬
‫الدنيا شيء مما يف اجلنة سوى األمساء ‪ ،‬فكأهنم تعجبوا ملا رأوه من حسن الثمرة وعظم خلقها‪ .‬وقال قتادة‬

‫‪99‬‬
‫‪ :‬خيارا ال رذل فيه ‪ ،‬كقوله تعاىل ‪{ :‬كِتَاباً ُمتَ َشاهِب اً} [الزمر ‪ ]23 :‬وليس كثمار الدنيا اليت ال تتشابه ‪،‬‬
‫‪317‬‬
‫ألن فيها خيارا وغري خيار‪.‬‬
‫ووصف فاكهة اجلنة‪-‬أيضاً‪ -‬بأهنا كثرية ودائمة ال تنقطع ‪ ,‬وال ُمُت نع ممن أرادها‪,‬‬
‫وع ٍة (‪[ } )33‬الواقعة‪.]34-32/‬‬ ‫فقال تعاىل‪{ :‬وفَاكِه ٍة َكثِري ٍة (‪ )32‬اَل م ْقطُ ٍ‬
‫وعة َواَل مَمْنُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫و َيتَمتَّعُو َن يِف اجلَن َِّة بِأَلْوان َكثرية من ال َفاك َهة ‪ .‬الَ َتْن َقط ُع َعْن ُهم أَبَداً ‪َ ،‬ف ُهم جَيِ ُدو َن َها يِف ُك ِّل ح ٍ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وعة } أي‪ :‬وعندهم من الفواكه الكثرية‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وعة َوال مَمْنُ َ‬ ‫قال ابن كثري ‪" :‬وقوله‪َ { :‬وفَاك َهة َكث َرية ‪ .‬ال َم ْقطُ َ‬
‫املتنوعة يف األلوان ما ال عني رأت‪ ،‬وال أذن مسعت‪ ،‬وال خطر على قلب بشر‪ُ { ،‬كلَّ َما ُر ِزقُوا ِمْن َها ِم ْن‬
‫الشكل‪،‬‬
‫َ‬ ‫الشكل‬
‫ُ‬ ‫مَثََر ٍة ِر ْزقًا قَالُوا َه َذا الَّ ِذي ُر ِز ْقنَا ِم ْن َقْب ُل َوأُتُوا بِِه ُمتَ َشاهِبًا } [البقرة‪ ]25 :‬أي‪ :‬يشبه‬
‫ب ىِب إِىَل ِّ‬
‫الس ْد َر ِة الْ ُمْنَت َهى‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ول اللَّه ‪--‬قال ‪ :‬مُثَّ َذ َه َ‬ ‫س بْ ِن َمالك أ َّ َ ُ‬ ‫فع ْن أَنَ ِ‬
‫ولكن الطعم غريُ الطعم‪َ .‬‬
‫ِ ِ ‪318‬‬
‫َوإِ َذا َو َر ُق َها َكآ َذ ِان الْ ِفَيلَ ِة َوإِ َذا مَثَُر َها َكالْقالَل "‬
‫نتهى‪ ،‬فَِإ َذا َو َرقُها كآ َذ ِان‬ ‫ِ‬
‫ب يب إىل س ْد َرة املُ َ‬ ‫اق مُثَّ ذُه َ‬ ‫البَر َ‬
‫ت ُ‬ ‫وعن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول اهلل ‪َ " :‬ر َكْب ُ‬
‫ت‪ ،‬فَما أح ٌد يستَطيع أ ْن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يص َفها‬ ‫الفيلَة‪ ،‬وإ َذا مثَُرها كالقالل ; قال‪َ :‬فلَ َّما َغشيَها م ْن ْأم ِر اهلل ما َغشيَها َتغَرَّي ْ َ َ َ ْ ُ‬
‫‪319‬‬
‫إيل ما ْأو َحى"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُح ْسنها‪ ،‬قال‪ :‬فأ َْو َحى اهللُ ّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪، -  -‬‬ ‫صلَّى َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫س َعلَى َع ْهد َر ُسول اللَّه ‪ ، - -‬فَ َ‬ ‫َّم ُ‬
‫اس قَ َال اخْن َ َس َفت الش ْ‬ ‫َ‬
‫وعا طَ ِويالً ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو‬ ‫ور ِة الَْب َقَر ِة ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َق َام قيَ ًاما طَ ِويالً حَنْ ًوا م ْن قَراءَة ُس َ‬
‫وع األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ قَ َام قِيَ ًاما طَ ِويالً‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫ُدو َن الْقيَ ِام األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫وع األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪،‬‬‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫َو ْه َو ُدو َن الْقيَ ِام األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫الر ُك ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َوقَ ْد‬ ‫صَر َ‬ ‫وع األ ََّول ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬ ‫َو ْه َو ُدو َن الْقيَ ِام األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫َح ٍد َوالَ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س َوالْ َق َمَر َآيتَان م ْن آيَات اللَّه ‪ ،‬الَ خَي ْس َفان ل َم ْوت أ َ‬ ‫َّم َ‬
‫ِ‬
‫س ‪َ ،‬ف َق َال ‪ « -  -‬إ َّن الش ْ‬ ‫َّم ُ‬
‫ِ‬
‫جَتَلَّت الش ْ‬
‫ِ‬ ‫حِل‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ت َشْيئًا ىِف َم َق ِام َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬رأ َْينَ َ‬
‫اك َتنَ َاولْ َ‬ ‫ك فَاذْ ُكُروا اللَّهَ » ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫َيَاتِِه ‪ ،‬فَِإ َذا َرأ َْيتُ ْم َذل َ‬
‫ت‬ ‫اك َكع َكعت ‪ .‬قَ َال ‪ « -  -‬إِىِّن رأَيت اجْل نَّةَ ‪َ ،‬فَتنَاولْت عْن ُقودا ‪ ،‬ولَو أَصبتُه ألَ َك ْلتُم ِمْنه ما ب ِقي ِ‬
‫ْ ُ َ ََ‬ ‫َ ُ ُ ً َ ْ َْ ُ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َرأ َْينَ َ ْ ْ َ‬
‫ِّساءَ » ‪ .‬قَالُوا مِبَ يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ ْم أ ََر َمْنظَرا َكالَْي ْوِم قَ ُّ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬وأُِر ُ‬
‫ول‬ ‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ط أَفْظَ َع ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ً‬ ‫يت الن َ‬ ‫ُّ‬

‫‪ - 317‬تفسري القرطيب (ج ‪ / 1‬ص ‪)240‬‬


‫‪ - 318‬صحيح مسلم(‪) 429‬‬
‫‪ - 319‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 22‬ص ‪ )516‬صحيح‬

‫‪100‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ت إِىَل‬ ‫َح َسْن َ‬ ‫يل يَ ْك ُف ْر َن بِاللَّه قَ َال « يَ ْك ُف ْر َن الْ َعش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو أ ْ‬ ‫الله قَ َال « ب ُك ْفره َّن » ‪ .‬ق َ‬
‫ط »‪. 320‬‬ ‫ك َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ما رأَي ِ‬ ‫إِح َداه َّن الدَّهر ُكلَّه ‪ ،‬مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫صلَّى َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َّاس َم َعهُ‬ ‫ول اهلل ‪َ ، ‬والن ُ‬ ‫س َعلَى َع ْهد َر ُسول اهلل ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫اس أَنَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خ َس َفت الش ْ‬
‫َّم ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعا طَ ِويالً ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪َ ،‬ف َق َام قيَ ًاما طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ور ِة الَْب َقَر ِة ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬ ‫‪َ ،‬ف َق َام قيَ ًاما طَ ِويالً حَنْ ًوا م ْن ُس َ‬
‫وع األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ قَ َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪،‬‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫ُدو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫وع األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪َ ،‬ف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً َو ُه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫ُدو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫ف وقَ ْد جَت لَّ ِ‬ ‫الر ُك ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫صَر َ َ َ‬ ‫وع األ َْول ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو ُدو َن ُّ‬ ‫ُدو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫َح ٍد ‪َ ،‬والَ حِلَيَاتِِه ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س َوالْ َق َمَر َآيتَان م ْن آيَات اهلل ‪ ،‬الَ خَي ْس َفان ل َم ْوت أ َ‬
‫ِ‬
‫س ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬إ َّن الش ْ‬
‫َّم َ‬ ‫َّم ُ‬‫الش ْ‬
‫ِ‬
‫اك‬
‫ك َه َذا ‪ ،‬مُثَّ َرأ َْينَ َ‬ ‫ت َشْيئًا يِف َم َق ِام َ‬ ‫اك َتنَ َاولْ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل َرأ َْينَ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَا ْذ ُكُروا اللَّهَ‪َ .‬ف َقالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َرأ َْيتُ ْم َذل َ‬
‫ِ‬ ‫تَ َكع َكعت ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِيِّن رأَيت اجْل نَّةَ ‪ -‬أَو أُِريت اجْل نَّةَ ‪َ ، -‬فَتنَاولْ ِ‬
‫َخ ْذتُهُ أَل َ َك ْلتُ ْم مْنهُ‬ ‫ودا ‪َ ،‬ولَ ْو أ َ‬ ‫ت مْن َها عُْن ُق ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِّساءَ قَالُوا ‪ :‬مِبَ يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ ْم أ ََر َكالَْي ْوِم َمْنظَرا قَ ُّ‬ ‫ما ب ِقي ِ‬
‫ول‬ ‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ط ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ً‬ ‫ت الن َ‬ ‫ت ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِىَل‬ ‫َح َسْن َ‬ ‫يل ‪ :‬يَ ْك ُف ْر َن بِاللَّه ؟ قَ َال ‪ :‬يَ ْك ُف ْر َن الْ َعش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو أ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬ب ُك ْفره َّن ق َ‬
‫ط‪- 321.‬تكعكعت ‪ :‬تأخرت‬ ‫ك َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ‪ :‬واللَّ ِه ما رأَي ِ‬ ‫إِح َداه َّن الدَّهر ‪ ،‬مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ِر إِ ْذ َرأ َْينَاهُ‬ ‫ف َر ُسول اللَّه ‪ -  -‬يِف الظُّ ْه ِر أَ ِو الْ َع ْ‬ ‫وف َخ ْل َ‬ ‫ص ُف ٌ‬ ‫َو َع ْن َجابِ ِر بْ ِن َعْبد اللَّه قَ َال ‪َ :‬بْينَا حَنْ ُن ُ‬
‫َخَر الثَّانِيَ َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ يِف‬
‫َخ ْرنَا مُثَّ تَأ َّ‬‫َخَر َوتَأ َّ‬
‫يل َبْينَهُ ‪ ،‬مُثَّ تَأ َّ‬ ‫َيَتنَ َاو ُل َشْيئًا َبنْي َ يَ َديْه الصَّاَل ة ليَأْ ُخ َذهُ مُثَّ َيَتنَ َاولَهُ ليَأْ ُخ َذهُ‪ ،‬مُثَّ ح َ‬
‫ك َشْيئًا مَلْ تَ ُك ْن‬ ‫صاَل تِ َ‬‫صنَ ُع يِف َ‬ ‫اك الَْي ْو َم تَ ْ‬‫ول اللَّ ِه َرأ َْينَ َ‬‫ب ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َخرنَا ‪َ ،‬فلَ َّما َسلَّم قَ َال أُيَبُّ بْن َك ْع ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوتَأ َّ ْ‬
‫ت قِطْ ًفا ِمْن َها آِل تِيَ ُك ْم بِِه ‪َ ،‬ولَ ْو‬ ‫َّضَر ِة َفَتنَ َاولْ ُ‬
‫الز ْهَر ِة َوالن ْ‬ ‫ت َعلَ َّي اجْلَنَّةُ مِب َا فِ َيها ِم َن َّ‬ ‫ضْ‬ ‫صَنعُهُ قَ َال ‪ " :‬إِيِّن عُ ِر َ‬ ‫تَ ْ‬
‫َّار َفلَ َّما‬
‫ت َعلَ َّي الن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫يل َبْييِن َو َبْينَهُ ‪ ،‬مُثَّ َعَر َ‬
‫ِ‬ ‫الس َم ِاء َواأْل َْر ِ‬ ‫َخ ْذتُهُ أَل َ َك َل ِمْنهُ َم ْن َبنْي َ َّ‬
‫صونَهُ فَح َ‬ ‫ض اَل َيْن ُق ُ‬ ‫أَ‬
‫ِّساءُ الاَّل يِت إِ ِن ا ْئتُ ِم َّن أَفْ َشنْي َ ‪َ [ ،‬وإِ ْن يُ ْسأَلْ َن خَبِ ْل َن ]‬ ‫َخرت‪ ،‬وأَ ْكثر من رأَي ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ف َيها الن َ‬ ‫ت َحَّر ُش َعاع َها تَأ َّ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َو َج ْد ُ‬
‫ت فِ َيها حِلَ َّي بْ َن َع ْم ٍرو جَيُُّر‬ ‫ني مَلْ يَ ْش ُك ْر َن‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬
‫ِ‬
‫َخ َفنْي َ ‪ -‬قَ َال َز َك ِريَّا ‪ :‬أَحْلَ ْف َن ‪َ -‬وإِ ْن أ ُْعط َ‬ ‫‪َ ،‬وإِ ْن َسأَلْ َن أ ْ‬
‫ول اللَّ ِه خُيْ َشى َعلَ َّي ِم ْن َشبَ ِه ِه فَِإنَّهُ َوالِ ٌد‬ ‫َي َر ُس َ‬ ‫ت به َم ْعبَ ُد بْ ُن أَ ْكثَ َم " ‪ ،‬قَ َال َم ْعبَ ٌد ‪ :‬أ ْ‬
‫قَصبه ‪ ،‬وأَ ْشبه من رأَي ِِ‬
‫ََ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ ‪322‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َصنَام " ‪.‬‬ ‫ب َعلَى عبَ َادة اأْل ْ‬ ‫ت ُم ْؤم ٌن َو ُه َو َكافٌر َو ُه َو أ ََّو ُل َم ْن مَجَ َع الْ َعَر َ‬ ‫؟ قَ َال ‪ " :‬اَل أَنْ َ‬
‫ووصف ما يُقطف منها‪-‬وهي الثمار‪ -‬بأهنا دانية قريبة ممن يتناوهلا‪,‬فقال تعاىل‪( :‬فَأ ََّما َم ْن أُويِت َ كِتَابَهُ بِيَ ِمينِ ِه‬
‫اضيَ ٍة (‪ )21‬يِف َجن ٍَّة‬ ‫يش ٍة ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫ت أَيِّن ُماَل ق ح َسابيَ ْه (‪َ )20‬ف ُه َو يِف ع َ َ‬
‫ِ‬
‫ول َه ُاؤ ُم ا ْقَرءُوا كتَابِيَ ْه (‪ )19‬إِيِّن ظََنْن ُ‬ ‫َفَي ُق ُ‬

‫‪ - 320‬صحيح البخارى(‪ ) 1052‬ومسلم (‪)2147‬‬


‫‪ - 321‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )2832()72‬صحيح‬
‫‪ - 322‬مسند أمحد(‪ )15180‬حسن‬

‫‪101‬‬
‫َسلَ ْفتُ ْم يِف اأْل َيَّ ِام اخْلَالِيَ ِة (‪[ )24‬احلاقة‪-19/‬‬ ‫ِ مِب‬ ‫ِ‬
‫َعاليَة (‪ )22‬قُطُو ُف َها َدانيَةٌ (‪ُ )23‬كلُوا َوا ْشَربُوا َهنيئًا َا أ ْ‬
‫ٍِ‬
‫‪)]25‬‬
‫ول فَ ِرحاً َم ْسُروراً لِ ُك ِّل َم ْن َي ْل َقاهُ ‪:‬‬ ‫يميِنِ ِه َفَي ُق ُ‬‫ويعطَى النَّاس صحف أ َْعماهِلِم ‪ ،‬فَمن َتنَاو َل ص ِحي َفةَ عملِ ِه بِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ُُ َ َ ْ َْ َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّل اهللُ‬ ‫ات ‪ ،‬ألَنَّهُ َّْن بَد َ‬ ‫َن َما ف َيها َخريٌ َو َح َسنَ ٌ‬ ‫وها ‪ ،‬ألَنَّهُ َي ْعلَ ُم أ َّ‬ ‫وها فَا ْقَر ُؤ َ‬ ‫صحي َفةُ أ َْع َمايِل ‪ُ ،‬خ ُذ َ‬ ‫َهذه ه َي َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل يِف ه َذا ِ‬ ‫الد ْنيا أ َْعتَ ِق ُد ي ِقيناً بِأَنَّيِن سأْحاسب أَمام ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هِتِ‬
‫ت خَرْي اً‬ ‫الي ْوم ‪َ ،‬ف َعم ْل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ت يِف ُّ َ‬ ‫َسيِّئَا ْم َح َسنَات ‪.‬إِنَّيِن ُكْن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو َما‬ ‫ص َد َق َما ْاعَت َق ْد ُ‬ ‫ت أ َُؤ ِّم ُل أَ ْن حُيَاسبَيِن اهللُ َعلَى أ َْع َمايِل ح َساباً يَسرياً ‪َ ،‬وقَ ْد َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و ُكْن ُ‬ ‫استَطَ ْع ُ‬ ‫قَ ْد َر َما ْ‬
‫ت ‪ ،‬فَ َكا َن ِح َسايِب يَ ِسرياً ‪.‬‬ ‫َت َو َّق ْع ُ‬
‫اضية خالِية ِمن اهلم ِ‬
‫ضَرةُ‬ ‫ات ‪ ،‬فِ َيها اخلُ ْ‬ ‫ان والدَّرج ِ‬
‫ََ‬
‫وم واألَ ْك َدا ِر ‪ .‬يِف جن ٍَّة رفِيع ِة امل َك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يشةً َر ِ َ ً َ َ ً‬ ‫يش ِع َ‬ ‫ُ‬
‫َفهو يعِ‬
‫َُ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫مِث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدو َن قَطْ َف َها ‪َ ،‬فيَأْ ُخ ُذو َن َها بِ ُدون َعنَاء ‪.‬‬ ‫الوا ِرفَةُ ‪.‬ف َيها أَ ْش َج ٌار َ ُار َها َدانيَةٌ َّْن يُِر ُ‬ ‫َّ‬
‫َوامليَاهُ َوالظالَ ُل َ‬
‫اه َها َمريئاً ‪ ،‬الَ‬ ‫ال هَل م ‪ُ :‬كلُوا يا أ َُّيها األَبرار ِمن مِث َا ِر ه ِذ ِه اجلن َِّة هنِيئاً ‪ ،‬وا ْشربوا ِمن مَخْ ِرها و ِمي ِ‬
‫َ َُ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َْ ُ ْ‬ ‫َويُ َق ُ ُ ْ‬
‫صالِ ِح‬ ‫اهلل لَ ُكم ‪ ،‬و َثواب علَى ما ع ِم ْلتُم يِف احلي ِاة ُّ ِ‬
‫الد ْنيَا م ْن َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ َ ٌ َ َ َ ْ‬
‫ك جزاء ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫صو َن به ‪َ ،‬والَ َتتَأَذَّ ْو َن ‪َ ،‬و َذل َ َ َ ٌ َ‬
‫َتغَ ُّ ِِ‬
‫ات اخلَالِص ِة لِوج ِه ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل ‪.‬‬ ‫َعم ِال ‪ ،‬و َك ِر ِمي الطَّاع ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األ ْ َ‬
‫ت قُطُو ُف َها تَ ْذلِياًل } (‪ )14‬سورة اإلنسان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫{و َدانيَةً َعلَْي ِه ْم ظاَل هُلَا َوذُلِّلَ ْ‬
‫ِ‬
‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫الس َع َد ِاء ‪َ ،‬وتُ َس ِّخُر قُطُو َف َها أل َْم ِر ِه ْم لَِينَالُوا ِمْن َها َما َش ُاؤوا ‪.‬‬ ‫َوتَ ْدنُو أَ ْش َج ُار اجلَن َِّة بِ ِظالهِلَا َعلَى َه ُؤالَ ِء األ َْبَرا ِر ُّ‬
‫اس َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬يِف َق ْولِِه َعَّز َو َج َّل ‪{ :‬فِي ِه َما فَاكِ َهةٌ َوخَن ْ ٌل َو ُر َّما ٌن} (‪ )68‬سورة‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫ب أَمْح َُر ‪َ ،‬و َس َع ُف َها كِ ْس َوةٌ أِل َْه ِل اجْلَن َِّة‬ ‫ِ‬
‫ضُر َو َكَراني ُف َها َذ َه ٌ‬ ‫َخ َ‬
‫ِ‬
‫الرمحن‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬خَن ْ ُل اجْلَنَّة ُج ُذوعُ َها ُز ُمُّر ٌد أ ْ‬
‫َش ُّد بياضا ِمن اللَّ ِ ‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ال الْ ِقاَل ِل أَ ِو ِّ ِ‬ ‫ِمْن َها ُم َقطَّ َعا ُت ُه ْم َو ُحلَلُ ُه ْم َومَثَُر َها أ َْمثَ ُ‬
‫َحلَى م َن الْ َع َس ِل ‪َ ،‬وأَلْنَيُ‬ ‫الداَل ء أ َ ََ ً َ نَب َ ْ‬
‫‪323‬‬
‫س هَلَا َع ْج ٌم "‬ ‫ِمن ُّ ِ‬
‫الزبْد ‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫َ‬
‫ُخَرى " ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " : -  -‬إ َّن َّ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َكا َن َها أ ْ‬ ‫ع مَثََر ًة م َن اجْلَنَّة َع َاد ْ‬
‫الر ُج َل إ َذا َنَز َ‬ ‫َو َع ْن َث ْوبَا َن قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫يِن ‪324‬‬
‫َر َواهُ الطََّبَرا ُّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫ت َجالِ ًسا َم َع النَّيِب ِّ ‪ -  -‬فَ َجاءَ أ َْعَرايِب ٌّ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫السلَم ِّي قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬
‫وعن ع ْقبةَ ب ِن عب ٍد ُّ ِ‬
‫َ َ ْ ُ َ ْ َْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪" : -  -‬‬ ‫ك تَ ْذ ُكُر يِف اجْلَن َِّة َش َجَر ًة اَل أ َْعلَ ُم أَ ْكَثَر َش ْو ًكا ِمْن َها ‪َ -‬ي ْعيِن الطَّْل َح ‪َ . -‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫أَمْسَعُ َ‬
‫ص َّي ‪ِ -‬مْن َها َسْبعُو َن لَ ْونًا ِم َن الطَّ َع ِام ‪ ،‬اَل‬ ‫ود ‪ -‬يعيِن اخْلَ ِ‬ ‫س الْم ْلب ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َْ‬ ‫ص َو َة التَّْي ِ َ ُ‬ ‫جَيْ َع ُل َم َكا َن ُك ِّل َش ْو َكة مْن َها َخ ْ‬
‫يُ ْشبِهُ لَ ْو ٌن َ‬
‫‪325‬‬
‫آخَر "‬

‫‪ - 323‬املستدرك للحاكم; (‪ )3776‬صحيح‬


‫‪ - 324‬اجملمع (‪ ) 18731‬والصحيحة ( ‪ )1598‬وصحيح اجلامع ( ‪ )1617‬صحيح‬
‫‪ - 325‬البعث البن أيب داود السجستاين(‪ )70‬صحيح‬

‫‪102‬‬
‫ِ‬ ‫الرجل إِ َذا َنز ِ‬
‫وع ْن َث ْوبَا َن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪ : ‬إِ َّن َّ ُ َ َ َ‬
‫‪326‬‬
‫ُخَرى‪;.‬‬ ‫ت َم َكا َن َها أ ْ‬ ‫ع م َن اجْلَنَّة َع َاد ْ‬ ‫َ‬
‫عادت‬ ‫أمثال القالل‪ ،‬كلما نُزعت مثرة‬ ‫ِ‬ ‫أصلها إىل فرعها‪ ،‬ومثرها ُ‬
‫ْ‬ ‫وعن مسروق‪ ،‬قال‪ :‬خنل اجلنة نَضي ٌد من ْ‬
‫مكاهنا أخرى‪ ،‬وماؤها جَي ري يف غري أخدود‪. 327‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ «: --‬يَأْ ُك ُل‬ ‫وأهل اجلنة يأكلون ويشربون واليتغوطون‪,‬فعَ ِن َجابَِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫أ َْه ُل اجْلَن َِّة فِ َيها َويَ ْشَربُو َن َوالَ َيَتغَ َّوطُو َن َوالَ مَيْتَ ِخطُو َن َوالَ َيبُولُو َن َولَ ِك ْن طَ َع ُام ُه ْم َذ َاك ُج َشاءٌ َكَر ْش ِح‬
‫‪328‬‬
‫س »‪.‬‬ ‫ك يُْل َهمو َن الت ِ‬ ‫الْ ِمس ِ‬
‫الن َف َ‬
‫يح َواحْلَ ْم َد َك َما يُْل َه ُمو َن َّ‬
‫َّسب َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اجلشاء ‪ :‬تنفس املعدة من االمتالء‬
‫اهلل ‪ :‬أ َْه ُل اجْلَن َِّة يَأْ ُكلُو َن ‪َ ،‬ويَ ْشَربُو َن ‪َ ،‬والَ َيبُولُو َن ‪َ ،‬والَ َيَتغَ َّوطُو َن ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن َجابِ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫س طَ َع ُام ُه ْم لَهُ ُج َشاءٌ َو ِرحيُ ُه ُم‬ ‫والَ مَيْتَ ِخطُو َن ‪ ،‬والَ َيْبُزقُو َن يُْل َهمو َن احْلَ ْم َد والت ِ‬
‫الن َف َ‬‫يح َك َما يُْل َه ُمو َن َّ‬ ‫َّسب َ‬‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪329‬‬
‫ك‪.‬‬‫الْم ْس ُ‬‫ِ‬
‫ِ ‪330‬‬
‫س ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬أ ََّو ُل َش ْي ٍء يَأْ ُكلُهُ أ َْه ُل اجْلَن َِّة ِزيَ َادةُ َكبِ ِد احْلُوت‪.‬‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬‫َ‬
‫ك ‪َ .‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫ت ‪ :‬إِيِّن َسائِلُ َ‬ ‫اهلل ب ِن سالٍَم ‪ ,‬قَ َال‪ :‬لَ َّما أَر ْدت أَ ْن أُسلِم ‪ ،‬أََتيت رس َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ْ َ ُْ َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬ما أ ََّو ُل َما يَأْ ُك ُل أ َْه ُل اجْلَن َِّة ‪ .‬فَ َذ َكَر احْلَد َ‬
‫‪331‬‬
‫يث‪.‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫َس ْل َع َّما بَ َدا لَ َ‬
‫زيادة كبد احلوت ‪ :‬القطعة املنفردة املتعلقة بكبد احلوت ‪ ،‬وهي أطيبها وألذها‬
‫ول اللَّ ِه ‪--‬‬ ‫َن ثَوبا َن موىَل رس ِ‬ ‫َخاهُ ‪ -‬أَنَّهُ مَسِ َع أَبَا َسالٍَّم قَ َال َح َّدثَىِن أَبُو أَمْسَاءَ َّ‬ ‫ٍ‬
‫الر َحىِب ُّ أ َّ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫وع ْن َزيْد ‪َ -‬ي ْعىِن أ َ‬ ‫َ‬
‫ك يَا حُمَ َّم ُد‪.‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬فَجاء حبر ِمن أَحبا ِر الْيه ِ‬ ‫ح َّدثَه قَ َال ُكْنت قَائِما ِعْن َد رس ِ‬
‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫ود َف َق َال َّ‬ ‫َ َ ٌَْ ْ َْ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ ُ‬
‫ول اللَّ ِه‪َ .‬ف َق َال الْيه ِ‬ ‫مِل‬ ‫ِ‬
‫ى إِمَّنَا نَ ْدعُوهُ‬‫ود ُّ‬ ‫َُ‬ ‫ول يَا َر ُس َ‬ ‫ت أَالَ َت ُق ُ‬‫صَرعُ مْن َها َف َق َال َ تَ ْد َفعُىِن َف ُق ْل ُ‬ ‫فَ َد َف ْعتُهُ َد ْف َعةً َك َاد يُ ْ‬
‫ى‬
‫ود ُّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬إِ َّن امْسِ ى حُم َّم ٌد الَّ ِذى مَسَّاىِن بِِه أَهلِى »‪َ .‬ف َق َال الْيه ِ‬ ‫بِامْسِ ِه الَّ ِذى مَسَّاهُ بِِه أ َْهلُهُ‪َ .‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول‬‫ت َر ُس ُ‬ ‫ك »‪ .‬قَ َال أَمْسَ ُع بِأُذُىَنَّ َفنَ َك َ‬ ‫ك َش ْىءٌ إِ ْن َح َّد ْثتُ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬أ ََيْن َفعُ َ‬ ‫ك‪َ .‬ف َق َال لَهُ َر ُس ُ‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫تأْ‬ ‫جْئ ُ‬
‫ود معه‪َ .‬ف َق َال « سل »‪َ .‬ف َق َال الْيه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫ض َغْيَر األ َْر ِ‬ ‫َّل األ َْر ُ‬ ‫َّاس َي ْو َم ُتبَد ُ‬
‫ى أَيْ َن يَ ُكو ُن الن ُ‬ ‫ود ُّ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫اللَّه ‪ --‬بِعُ َ َ ُ‬
‫َّاس إِ َج َاز ًة قَ َال «‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ُ « --‬ه ْم ىِف الظُّْل َم ِة ُدو َن اجْلِ ْس ِر »‪ .‬قَ َال فَ َم ْن أ ََّو ُل الن ِ‬ ‫ات َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫الس َم َو ُ‬‫َو َّ‬

‫‪ - 326‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )1431()124‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 327‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )509()384‬صحيح‬
‫‪ - 328‬صحيح مسلم(‪) 7333‬‬
‫‪ - 329‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7435()462‬صحيح‬
‫‪ - 330‬مسند الطيالسي(‪ )2164‬صحيح‬
‫‪ - 331‬مسند أمحد(‪ )12385‬صحيح‬

‫‪103‬‬
‫ى فَما حُتْ َفُتهم ِحني ي ْدخلُو َن اجْل نَّةَ قَ َال « ِزيادةُ َكبِ ِد الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّون » قَ َال فَ َما‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬ ‫ين »‪ .‬قَ َال الَْي ُهود ُّ َ‬ ‫ُف َقَراءُ الْ ُم َهاج ِر َ‬
‫ِغ َذ ُاؤ ُه ْم َعلَى إِثْ ِر َها قَ َال « يُْن َحُر هَلُ ْم َث ْو ُر اجْلَن َِّة الَّ ِذى َكا َن يَأْ ُك ُل ِم ْن أَطَْرافِ َها »‪.‬‬
‫ك َع ْن َش ْى ٍء‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫تأْ‬
‫ِ‬
‫ت‪ .‬قَ َال َوجْئ ُ‬ ‫ص َدقْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَ َال فَ َما َشَرابُ ُه ْم َعلَْيه قَ َال « م ْن َعنْي ٍ ف َيها تُ َس َّمى َس ْل َسبِيالً »‪ .‬قَ َال َ‬
‫ك »‪ .‬قَ َال أَمْسَ ُع‬ ‫ك إِ ْن َح َّد ْثتُ َ‬ ‫ض إِالَّ نَىِب ٌّ أ َْو َر ُج ٌل أ َْو َر ُجالَ ِن‪ .‬قَ َال « َيْن َفعُ َ‬ ‫َح ٌد ِم ْن أ َْه ِل األ َْر ِ‬
‫الَ َي ْعلَ ُمهُ أ َ‬
‫‪332‬‬
‫بِأُذُىَنَّ‪.‬‬
‫االمتالء‪ ,‬أو هو صوت مع ريح خيرج من الفم عند الشبع‬ ‫النون ‪ :‬احلوت ‪ -‬اجلشاء‪ :‬تنفس املعدة من ٍ‬
‫اهلل ‪ :‬أ َْه ُل اجْلَن َِّة يَأْ ُكلُو َن ‪َ ،‬ويَ ْشَربُو َن ‪َ ،‬والَ َيبُولُو َن ‪َ ،‬والَ َيَتغَ َّوطُو َن ‪َ ،‬والَ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن َجابِ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫س طَ َع ُام ُه ْم لَهُ ُج َشاءٌ َو ِرحيُ ُه ُم‬ ‫مَيْتَ ِخطُو َن ‪ ،‬والَ َيْبُزقُو َن يُْل َهمو َن احْلَ ْم َد والت ِ‬
‫الن َف َ‬
‫يح َك َما يُْل َه ُمو َن َّ‬ ‫َّسب َ‬‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الْ ِم ْس ُ‬
‫‪333‬‬
‫ك‪.‬‬
‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة لَُي ْعطَى ُق َّو َة ِمئَ ِة َر ُج ٍل يِف األَ ْك ِل ‪،‬‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن َّ‬‫ول ِ‬ ‫وع ْن َزيْ ِد بْ ِن أ َْرقَ َم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ‪ ،‬والش ِ‬ ‫ِ‬ ‫والشُّر ِ‬
‫اجةُ ؟‬‫ب تَ ُكو ُن لَهُ احْلَ َ‬ ‫َّه َوة ‪َ ،‬ف َق َال َر ُج ٌل م َن الَْي ُهود ‪ :‬فَِإ َّن الَّذي يَأْ ُك ُل َويَ ْشَر ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬واجْل َم ِ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض م ْن ج ْلده ‪ ،‬فَِإ َذا بَطْنُهُ قَ ْد َ‬
‫‪334‬‬
‫ض ُمَر‪.‬‬ ‫َحد ُك ْم َعَر ٌق يَف ُ‬ ‫اجةُ أ َ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬ح َ‬ ‫َف َق َال َر ُس ُ‬
‫ال لَه ‪َ :‬ثعلَبةُ بن احْل ا ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫وع ْن َزيْد بْ ِن أ َْرقَ َم قَ َال ‪َ :‬بْينَا حَنْ ُن عْن َد النَّيِب ِّ ‪ - -‬إ ْذ أَْقبَ َل َر ُج ٌل م َن الَْي ُهود يُ َق ُ ُ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َن يِف اجْلَن َِّة طَ َع ًاما ‪َ ،‬و َشَرابًا‬ ‫ود ‪َ :‬تْزعُ ُم أ َّ‬‫ك يَا حُمَ َّم ُد ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬و َعلَْي ُك ْم " ‪َ .‬ف َق َال الَْي ُه ُ‬ ‫الساَل ُم َعلَْي َ‬
‫‪َ ،‬ف َق َال ‪َّ :‬‬
‫ك ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬وجَتِ ُد َها يِف‬ ‫‪ ،‬وأ َْزواجا ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪َ " : -‬نعم ُت ْؤ ِمن بِ َشجر ِة الْ ِمس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ََ‬ ‫َ َ ً‬
‫ت َذ َوائِبِ ِه ْم إِىَل أَقْ َد ِام ِه ْم ِم ْس ًكا " ‪.335‬‬ ‫ال ‪َ :‬نعم ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬فَِإ َّن الْبو َل واجْل نَابةَ عر ٌق ي ِسيل ِمن حَتْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ََ َ ُ ْ‬ ‫كتَاب ُك ْم ؟ " ‪ .‬قَ َ َ ْ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫صَ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ م ْن أ َُّميِت َعلَى ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫‪ ،‬مُثَّ الَّ ِذين يلُو َنهم علَى أَش ِّد جَن ٍم يِف َّ ِ‬
‫ك َمنَا ِز َل ‪ ،‬الَ َيَتغَ َّوطُو َن ‪َ ،‬والَ َيبُولُو َن‬ ‫ضاءَ ًة ‪ ،‬مُثَّ ُه ْم َب ْع َد َذل َ‬ ‫الس َماء إِ َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ ْ‬
‫ب ‪َ ،‬وجَمَ ِامُر ُه ْم األَلَُّوةُ ‪ ،‬قَ َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪َ :‬ي ْعيِن الْعُ ْو َد ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫‪َ ،‬والَ َيتَ َم َّخطُون ‪َ ،‬والَ َيْبُزقُو َن ‪ ،‬أ َْم َشاطُ ُه ُم الذ َه ُ‬
‫‪336‬‬
‫اعا‪.‬‬ ‫اح ٍد ‪ ،‬علَى صور ِة أَبِي ِهم ِ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬أَخالَ ُقهم علَى خ ْل ِق رج ٍل و ِ‬ ‫ِ‬
‫آد َم ستُو َن ذ َر ً‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َو َر ْش ُح ُه ُم الْم ْس ُ ْ ُ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ني َد َر َجةً لَ َم ْن‬ ‫ول ‪ " :‬إِ َّن أ ْ‬
‫َس َف َل أ َْه ِل اجْلَنَّة أَمْج َع َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫س بْ ِن َمالك قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َو َع ْن أَنَ ِ‬
‫ُخرى ِم ْن فِض ٍَّة ‪ ،‬يِف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ٍد ِ ِ‬ ‫ف ‪ ،‬بِي ِدي ُك ِّل و ِ‬ ‫ي ُقوم علَى رأْ ِس ِه عشرةُ اآْل ٍ‬
‫صحي َفتَان ‪َ ،‬واح َدةٌ م ْن َذ َهب ‪َ ،‬واأْل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ََ‬
‫آخ ِر َها ِمثْل َما يَأْ ُكل ِم ْن أ ََّوهِلَا ‪ ،‬جَيِ ُد آِل ِخ ِر َها ِمن الطِّ ِ‬
‫يب‬ ‫اح َد ٍة لَو ٌن لَيس يِف اأْل ُخرى ِم ْثلُه ‪ ،‬يأْ ُكل ِمن ِ‬ ‫ُك ِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 332‬صحيح مسلم (‪)742‬‬
‫‪ - 333‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7435()462‬صحيح‬
‫‪ - 334‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35127()108‬صحيح‬
‫‪ - 335‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 7957‬حسن‬
‫‪ - 336‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35129()109‬صحيح‬

‫‪104‬‬
‫ك ِريح الْ ِمس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ أِل هِل‬
‫ك اأْل َ ْذفَ ِر ‪ ،‬اَل َيبُولُو َن ‪َ ،‬واَل َيَتغَ َّوطُو َن ‪َ ،‬واَل‬ ‫َواللَّ َّذة مثْ َل الذي جَي ُد ََّو َا ‪ ،‬مُثَّ يَ ُكو ُن َذل َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َيتَ َم َّخطُو َن ‪ ،‬إِ ْخ َوانًا َعلَى ُسُر ٍر ُمَت َقابِل َ‬
‫‪337‬‬
‫ني "‬
‫التربز ‪-‬االمتخاط ‪ :‬االستنثار وإلقاء خماط األنف‬ ‫التغوط ‪ُّ :‬‬ ‫أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة ‪ُّ -‬‬
‫ات‪َ ،‬و ُه َو َعلَى‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ :- -‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً‪ ،‬إِ َّن لَه لَسبع درج ٍ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ُ َْ َ ََ َ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص ْح َف ٍة‪.‬‬ ‫ث ِمائَِة خ ِادٍم‪ ،‬وي ْغ َدى علَي ِه ُك َّل يوٍم ويراح بثَالَ ُ ِ ِ‬ ‫الس ِاد َس ِة‪َ ،‬و َف ْوقَهُ َّ‬
‫السابِ َعةُ‪َ ،‬وإِ َّن لَهُ لَثَالَ َ‬
‫ث مائَة َ‬ ‫َ ْ َ َُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والَ أ َْعلَمهُ إِالَّ قَ َال‪ِ :‬م ْن َذ َه ٍ‬
‫ُخَرى‪َ ،‬وإِنَّهُ لََيلَ ُّذ أ ََّولَهُ َك َما َيلَ ُّذ آخَرهُ‪َ ،‬وإِنَّهُ‬ ‫س ىِف األ ْ‬ ‫ص ْح َفة لَ ْو ٌن لَْي َ‬‫ب ىِف ُك ِّل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َّا عْندى َش ْىءٌ‪َ ،‬وإِ َّن لَهُ م َن احْلُو ِر‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ىِل ألَطْ َع ْم ُ‬
‫ت أ َْه َل اجْلَنَّة‪َ ،‬و َس َقْيُت ُه ْم مَلْ َيْن ُق ْ‬ ‫ب لَ ْو أَذنْ َ‬
‫ول‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫لََي ُق ُ‬
‫اح َد َة ِمْن ُه َّن لَيَأْ ُخذ َم ْق َع ُدهتَا قَ ْد َر ِم ٍيل ِم َن‬
‫الد ْنيا‪ ،‬وإِ َّن الْو ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْعِ ِ‬
‫ني َز ْو َجةً س َوى أ َْز َواجه م َن ُّ َ َ َ‬ ‫ني الَْثَننْي ِ َو َسْبع َ‬
‫‪338‬‬
‫ض‪.‬‬ ‫األ َْر ِ‬
‫ت ‪َ ،‬ت ْر َعى يِف َش َج ِر اجْلَن َِّة " ‪َ .‬ف َق َال‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " : - -‬إِ َّن طَير اجْل ن َِّة َكأَمثَ ِال الْبخ ِ‬
‫َْ َ ْ ُ ْ‬ ‫س قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َو َع ْن أَنَ ٍ‬
‫ال ‪ " :‬أَ َكلَُت َها أَْن َع ُم ِمْن َها ‪ -‬قَاهَلَا ثَاَل ثًا ‪َ -‬وإِيِّن أَل َْر ُجو أَ ْن‬ ‫اع َمةٌ ! َف َق َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬إِ َّن ه ِذ ِه لَطَير نَ ِ‬ ‫أَبُو بَ ْك ٍر ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ٌْ‬ ‫َ‬
‫‪339‬‬
‫أَ ُكو َن مِم َّْن يَأْ ُك ُل ِمْن َها [ يَا أَبَا بَ ْك ٍر ] "‬
‫البخت بضم املوحدة وإسكان اخلاء املعجمة هي اإلبل اخلراسانية‬
‫َّك لََتْنظُُر إِىَل الطَّرْيِ يِف اجْلَن َِّة َفتَ ْشتَ ِه ِيه َفيَ ِجيءُ َم ْش ِويًّا‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ :‬إِن َ‬ ‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬
‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪340‬‬
‫ك‪.‬‬‫َبنْي َ يَ َديْ َ‬
‫الر ُجل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة لَيَ ْشتَ ِهي الث ََّمرةَ ‪َ ،‬فتَ ِجيء َحىَّت تَ ِسيل يِف فِ ِيه ‪َ ،‬وإِن ََّها يِف‬ ‫ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وقال َع ْمُرو بْ ُن َقْيس ‪ :‬إ َّن َّ َ‬
‫ِ ‪341‬‬ ‫أ ِ‬
‫َصل َها يِف الش َ‬
‫َّجَرة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫وعن بكر بن عبد اهلل املزين ‪ ،‬قال ‪ :‬بلغين أن الرجل من أهل اجلنة ليشتهي اللحم ‪ ،‬فيجيء الطائر فيقع‬
‫قدامه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا ويل اهلل ‪ ،‬شربت من السلسبيل ‪ ،‬ورعيت من الزجنبيل ‪ ،‬ورتعت بني العرش والكرسي‬
‫‪342‬‬
‫فكلين "‬

‫‪ - 337‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 7889‬حسن‬


‫‪ - 338‬غاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 5122‬حسن‬
‫‪ - 339‬مسند أمحد (‪ )13657‬صحيح‬
‫‪ - 340‬مسند البزار (‪ )2032‬ضعيف‬
‫‪ - 341‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35102()100‬صحيح مقطوع‬
‫‪ - 342‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 291‬حسن‬

‫‪105‬‬
‫الر ُج َل لَيَ ْشتَ ِهي الطَّْيَر يِف اجْلَن َِّة َفيَ ِجيءُ ِمثْ َل الْبُ ْخيِت ِّ َحىَّت‬ ‫ول ‪ " :‬إِ َّن َّ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫وعن ميمونَةَ ‪ ،‬أَنَّها مَسِ ع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬
‫‪343‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َق َع َعلَى خ َوانه مَلْ يُصْبهُ ُد َخا ٌن َومَلْ مَتَ َّسهُ نَ ٌار َفيَأْ ُك ُل مْنهُ َحىَّت يَ ْشبَ َع مُثَّ يَطريُ "‬
‫اخلوان ‪ :‬ما يوضع عليه الطَّعام عند األكل‬
‫صطَِف ْف َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َك ْعب قَ َال ‪ :‬إِ َّن طَائر اجْلَنَّة أ َْمثَال الْبُ ْخت يَأْ ُكل م ْن مَثََرات اجْلَنَّة َويَ ْشَرب م ْن أَْن َهار اجْلَنَّة َفيَ ْ‬ ‫َ‬
‫اخله مُثَّ يَ ِطري مَلْ َيْن ُقص ِمْنهُ َش ْيء‬ ‫لَه فَِإ َذا اِ ْشَتهى ِمْنها َشيئًا أَتَى حىَّت ي َقع ب ي َدي ِه َفيأْ ُكل ِمن خا ِرجه ود ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َنْي َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪344‬‬
‫" ‪.‬‬
‫َعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫اب َر ُسول الله ‪َ ،‬ي ُقولُو َن ‪ :‬إ َّن اللهَ َيْن َفعُنَا باأل ْ َ‬ ‫َص َح ُُ‬ ‫وع ْن أَيِب أ َُم َامةَ َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كا َن أ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومسائِلِ ِهم أَْقبل أ َْعرايِب ٌّ يوما ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ت‬ ‫ول اللَّه ‪ ،‬لََق ْد ذَ َكَر اللَّهُ يِف الْ ُق ْرآن َش َجَر ًة ُم ْؤذيَةً َو َما ُكْن ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َْ ً‬
‫الس ْد ُر ‪ ،‬فَِإ َّن هَلَا َش ْو ًكا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ :‬و َما ه َي ؟ قَ َال ‪ِّ :‬‬ ‫صاحَب َها ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫َن يِف اجْلَنَّة َش َجَرةٌ ُت ْؤذي َ‬ ‫أ ََرى أ َّ‬
‫ٍ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ :‬يِف ِس ْد ٍر خَمْ ُ ٍ ِ‬
‫ت مَثًَرا‬ ‫ضود خَي ْض ُد اللَّهُ َش ْو َكهُ َفيُ ْج َع ُل َم َكا َن ُك ِّل َش ْو َكة مَثََرةٌ ‪ ،‬فَِإن ََّها ُتْنبِ ُ‬ ‫َف َق َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني لَ ْونًا َما مْن َها لَ ْو ٌن يُ ْشبِهُ َ‬ ‫ُت ْفتَ ُق الث ََّمَرةُ َم َع َها َع ِن ا ْثَننْي ِ َو َسْبع َ‬
‫‪345‬‬
‫اآلخَر "‬
‫{مثَ ُل اجْلَن َِّة الَّيِت ُو ِع َد الْ ُمَّت ُقو َن جَتْ ِري‬ ‫واعلم أن صفة طعام أهل اجلنة الدوام وعدم النقصـان ‪ ,‬قال تعاىل‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّار} (‪ )35‬سورة الرعد‬ ‫ين َّات َقواْ َّوعُ ْقىَب الْ َكاف ِر َ‬
‫ين الن ُ‬ ‫ك عُ ْقىَب الذ َ‬ ‫ِمن حَتْتِ َها األَْن َه ُار أُ ُكلُ َها َدآئِ ٌم ِو ِظلُّ َها تِْل َ‬
‫هِب ِ‬
‫ث َشاءَ‬ ‫ني ‪َ ،‬و َن َعَت َها ‪ ،‬أَن ََّها جَتْ ِري األَْن َه ُار يِف أ َْر َجائِ َها َو َج َوانِبِ َها ‪َ ،‬و َحْي ُ‬ ‫ِ‬
‫ص َفةُ اجلَنَّة اليِت َو َع َد اهللُ َا املُتَّق َ‬
‫ِ‬
‫اع هَلَا َوالَ َفنَاءَ ( أُ ُكلُها َدائِ ٌم ) ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬الَ انْقطَ َ‬ ‫أ َْهلُ َها يُ َف ِّجُرو َن َها َت ْف ِّجرياً ‪ ،‬ف َيها ال َف َواكهُ َواملَطَاع ُم َواملَ َشا ِر ُ‬
‫ول ‪ .‬وه ِذ ِه اجلنَّةُ ال َت َقدَّمت ِص َفُتها ‪ِ ،‬هي جزاء املت َِّق ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني عْن َد َرهِّب ْم ( عُ ْقىَب‬ ‫َ ََ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َوالَ َيُز ُ َ َ َ يَت َ ْ‬ ‫َوظلُّ َها َدائ ٌم الَ َيْن َكم ُ‬
‫اب النَّا ِر ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َح ُ‬ ‫اب اجلَنَّة َوأ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫َّار ‪َ .‬والَ يَ ْستَ ِوي أ ْ‬ ‫اه ْم َو َمصريُ ُه ُم الن ُ‬ ‫ين َّات َقوا ) ‪ ،‬أ ََّما ال َكافُرو َن َفعُ ْقبَ ُ‬ ‫الذ َ‬
‫ك‬ ‫ض إِالَّ َما َشاء َربُّ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪{ :‬وأ ََّما الَّ ِذين سعِ ُدواْ فَِفي اجْل ن َِّة خالِ ِدين فِيها ما دام ِ‬
‫ات َواأل َْر ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫ت َّ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َعطَاء َغْيَر جَمْ ُذوذ} (‪ )108‬سورة هود‬ ‫ٍ‬
‫صريُو َن إِىل اجلَن َِّة ‪َ ،‬ومَيْ ُكثُو َن فِ َيها‬ ‫اهلل ‪ ،‬وع ِملُوا صاحِل اً ‪َ ،‬في ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫الرسل ‪ ،‬وآمنُوا بِ ِ‬
‫ين اتََّبعُوا ُّ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫الس َع َداءُ الذ َ‬ ‫أ ََّما ُّ‬
‫ض ‪ ،‬إِالَّ َما َشاءَ اهللُ ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ات َوأ َْر ٌ‬
‫اك مَسَ َاو ٌ‬ ‫ت ُهنَ َ‬ ‫ين أَبداً ‪َ ،‬ما َد َام ْ‬ ‫َخالد َ‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬إِ َّن َه َذا لَ ِر ْز ُقنَا َما لَهُ ِمن نَّ َف ٍاد} (‪ )54‬سورة ص‬
‫اهلل َت َعاىَل ‪ ،‬الَ ْيْن َف ُد ‪َ ،‬والَ َيْن َق ِط ُع َع ْن أ َْه ِل اجلَن َِّة ‪.‬‬ ‫ك ال َكرامةُ ‪ ،‬عطَاء ِمن ِ‬
‫يم ‪َ ،‬وت ْل َ َ َ َ ٌ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َه َذا النَّع ُ‬
‫وع ٍة (‪[ )33‬الواقعة‪}]33 ،32/‬‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬وفَاكِه ٍة َكثِري ٍة (‪ )32‬اَل م ْقطُ ٍ‬
‫وعة َواَل مَمْنُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫‪ - 343‬صفة اجلنة (‪ ) 119‬فيه جهالة‬


‫‪ - 344‬ابن أيب حامت تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )524‬صحيح مقطوع‬
‫‪ - 345‬املستدرك للحاكم; (‪ )3778‬حسن‬

‫‪106‬‬
‫وان َكثِري ٍة ِمن ال َفاكِ َه ِة ‪ ،‬الَ َتْن َق ِط ُع َعْن ُهم أَبَداً ‪َ ،‬ف ُهم جَيِ ُدو َن َها يِف ُك ِّل ِح ٍ‬
‫ني‬ ‫ويتَمتَّعو َن يِف اجلن َِّة بِأَلْ ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ني أ َّ‬
‫َن أ َْهل اجْلَنَّة يَأْ ُكلُو َن ف َيها َويَ ْشَربُو َن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنَّة َو َع َّامة الْ ُم ْسلم َ‬
‫وقال النووي رمحه اهلل ‪َ ":‬م ْذ َهب أ َْهل ُّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫يمها َتَن ُّع ًما َدائ ًما اَل آخر لَهُ ‪َ ،‬واَل انْقطَاع أَبَ ًدا ‪َ ،‬وإ َّن َتَن ُّع ْ‬
‫مهم‬ ‫ك َوبِغَرْيِ ه ‪ ،‬م ْن َماَل ذّ َوأَْن َواع نَع َ‬ ‫َيَتَن َّع ُمو َن بِ َذل َ‬
‫اسة ‪ ،‬الَّيِت اَل يُ َشا ِرك نَعِيم ُّ‬ ‫نهما ِم َن َّ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫الن َف َ‬‫اضل يِف اللَّ َّذة َو َّ‬‫الت َف ُ‬ ‫ك َعلَى َهْيئَة َتَن ُّعم أ َْهل ُّ ِ‬
‫الد ْنيَا إاَّل َما َبْي َ‬ ‫بِ َذل َ‬
‫إِاَّل يِف الت ِ‬
‫ص ُقو َن ‪َ ،‬وقَ ْد‬‫َصل اهْلَْيئَة ‪َ ،‬وإِاَّل يِف أَن َُّه ْم اَل َيبُولُو َن َواَل َيَتغَ َّوطُو َن َواَل َيتَ َم َّخطُو َن َواَل َيْب ُ‬
‫َّسميَة ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن نَعيم اجْلَنَّة َدائم اَل انْقطَاع لَهُ‬ ‫َحاديث الَّيِت ذَ َكَر َها ُم ْسلم َو َغرْي ه ‪ ،‬أ َّ‬ ‫السنَّة يِف َهذه اأْل َ‬ ‫ت َداَل ئِل الْ ُق ْرآن َو ُّ‬ ‫َدلَّ ْ‬
‫‪346‬‬
‫أَبَ ًدا ‪".‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 346‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)219‬‬

‫‪107‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون‬
‫شراب أهل الجنة‬

‫اد اللَّ ِه يُ َف ِّجُرو َن َها‬ ‫قال تعاىل‪( :‬إِ َّن األَبرار ي ْشربو َن ِمن َكأْ ٍس َكا َن ِمزاجها َكافُوراً* عيناً ي ْشر هِب ِ‬
‫ب َا عبَ ُ‬ ‫َْ َ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ َ َ َ ُ‬
‫َت ْف ِجرياً) {اإلنسان ‪. }6-5:‬‬
‫ين أَطَاعُوا اهللَ ‪ ،‬يَ ْشَربُو َن ِم ْن مَخْ ٍر َكا َن َما مُيَْز ُج هِبَا َماءَ ال َكافُو ِر ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البَر َر َة الذ َ‬
‫الكر َام َ‬ ‫إ َّن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه َذا املِزاج ِمن ع ٍ ي ْشرب بِه ِعب ِ‬
‫ف َش ُاؤوا ‪َ ،‬وجُيْ ُروهَن ا‬ ‫صَّرفُو َن ف َيها َكْي َ‬‫اد اهلل املَُّت ُقو َن ‪َ ،‬و ُه ْم يِف اجلَنَّات َيتَ َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َنْي َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ث أ ََر ُادوا ِم ْن ُدو ِر ِه ْم َو َمنَا ِزهِلِ ْم َوجَمَالِ ِس ِه ْم ‪.‬‬ ‫َحْي ُ‬
‫وقال مقاتل‪:‬ليس هو كافور الدنيا‪,‬وإمنا مسَّى اهلل ما عنده مبا عندكم حىت هتتدي له القلوب‪.‬‬
‫وقوله(يفجروهنا تفجريا)أي‪:‬يشقوهنا شقاًكما يفجر الرجل النهر هاهنا وهاهنا إىل حيث يريد‪,‬وقال‬
‫جماهد‪:‬يقودوهنا حيث شاءوا‪,‬وتتبعهم حيثما مالوا مالت معهم ‪.347‬‬
‫اج َها َزجنَبِيالً* َعْيناً فِ َيها تُ َس َّمى َس ْل َسبِيالً)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ويُ ْس َق ْو َن ف َيها َكأْساً َكا َن مَز ُ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ :‬‬
‫{اإلنسان‪}18-17:‬‬
‫ويس َقى هؤالَ ِء األَبرار يِف اجلن َِّة َكأْساً ِمن مَخْ ِر اجلن َِّة م ِزجت بِ َّ ِ‬
‫الزجْن بِ ِيل ( َف ُه ْم مُيَْز ُج الشََّر ُ‬
‫اب هَلُ ْم َمَّر ًة‬ ‫َ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ُ ْ َُ‬
‫يل َح ٌّار ) ‪.‬‬ ‫الزجْنَبِ ِيل فَال َكافُور بَا ِر ٌد و َّ ِ‬
‫الزجْنَب ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بِال َكافُو ِر َو َمَّر ًة بِ َّ‬
‫االستِ َسا َغ ِة ‪.‬‬ ‫ويس َقو َن يِف اجلن َِّة ِمن ع ٍ َغاي ٍة يِف َّ ِ‬
‫السالَ َسة َو ْ‬ ‫َ ْ َنْي َ‬ ‫َُْ‬
‫أي أن أهل اجلنة يُس َق ْون كأساً من مخر اجلنة ممزوجة بالزجنبيل وكانت العرب تستلذ من الشراب ما ميزج‬
‫بالزجنبيل لطيب رائحته ‪.‬‬
‫وكلمة (سلسبيل) مأخوذة من السالسة‪ ,‬والسلسبيل‪ :‬هو الشراب اللذيذ ‪.348‬‬
‫وجند مما سـبق أن اهلل تعاىل أخبـر أن شراب أهل اجلنة ميزج بشيئني‪ :‬الكافور‬
‫والزجنبيل‪,‬فيمزج بالكافور ألنه ميتـاز بالربد وطيب الرائحة‪ ,‬مث بالزجنـبيل ألنه ميتاز باحلرارة وطي‬
‫اه ْم َربُّ ُه ْم َشَراباً طَ ُهوراً ){اإلنسان‪}21:‬‬ ‫(و َس َق ُ‬
‫وقال تعاىل ‪َ :‬‬
‫َخالَ ِق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ويَ ْسقيِ ِه ْم َربُّ ُه ْم َشَراباً طَ ُهوراً يُطَ ِّهُر بَاط َن َشا ِربِه م َن احلَ َسد ‪َ ،‬واحل ْقد ‪َ ،‬والغ ِّل ‪َ ،‬و َرديء األ ْ‬
‫‪،‬فوصف الشراب بأنه طهور وليس بنجس كخمر الدنيا‪.‬ب الرائحة‪ ,‬مما حيدث بذلك أكمل اللذة‬
‫وأطيبها‪. 349‬‬

‫‪ - 347‬تفسري القرطيب (‪)19/96‬‬


‫‪ - 348‬نفس املصدر(‪)19/107‬‬
‫‪ - 349‬حادي األرواح البن القيم (‪) 175‬‬

‫‪108‬‬
‫َن أ َْه َل اجْلَن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َزيْد بْ ِن أ َْرقَ َم قَ َال ‪ :‬أَتَى النَّيِب ُّ ‪َ ‬ر ُج ٌل م َن الَْي ُهود ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا أَبَا الْ َقاس ِم أَلَ ْس َ‬
‫ت َتْزعُ ُم أ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َد ُهم لَُي ْعطَى ُق َّو َة مئَة َر ُج ٍل يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬والذي َن ْفسي بيَده ‪ ،‬إ َّن أ َ ُ‬ ‫يَأْ ُكلُو َن َويَ ْشَربُو َن ف َيها ؟ َف َق َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫اع ‪َ ،‬ف َق َال لَه الْيه ِ‬ ‫َّه َو ِة َواجْلِ َم ِ‬ ‫الْمطْع ِم والْم ْشر ِ‬
‫اجةُ ‪،‬‬ ‫ب تَ ُكو ُن لَهُ احْلَ َ‬ ‫ي ‪ :‬فَِإ َّن الَّذي يَأْ ُك ُل َويَ ْشَر ُ‬ ‫ود ُّ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ب َوالش ْ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬حاجُتهم َعر ٌق يفيض من جلُودهم مثْل الْمس ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬فَِإ َذا الْبَطْ ُن قَ ْد َ‬
‫‪350‬‬
‫ض ُمَر‪.‬‬ ‫َ َ ُْ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َف َق َال َر ُس ُ‬
‫س َم َع َز ْو َجتِ ِه ‪َ ،‬فيَ ْشَربُ َها ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن َّ ِ‬ ‫وعن عب ِد ِ‬
‫الر ُج َل م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة لَُي ْؤتَى بالْ َكأْس َو ُه َو َجال ٌ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ني ِض ْع ًفا ُح ْسنًا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِىَل َز ْو َجتِ ِه َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬قَ َد ْاز َد ْدت يِف َعْييِن َسْبع َ‬
‫‪351‬‬
‫َيْلتَف ُ‬
‫الرجل ِمن أَه ِل اجْل ن َِّة لَي ْشت ِهي الشَّراب ِمن شر ِ ِ ِ‬
‫يق َفَي َق ُع‬ ‫اب اجْلَنَّة َفيَجيءُ اإْلِ بْ ِر ُ‬ ‫َ َ ْ ََ‬ ‫وع ْن أَيِب أ َُم َامةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن َّ ُ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِِ ‪352‬‬
‫ود إِىَل َم َكانه "‬ ‫ِِ‬
‫ب مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫يِف يَده َفيَ ْشَر ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 350‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7424()444‬صحيح‬


‫‪ - 351‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35126()108‬صحيح‬
‫‪ - 352‬صفة اجلنة(‪ ) 128‬حسن‬

‫‪109‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‬
‫أنهار الجنة‬

‫تعاىل‪{:‬وبَ ِّش ِر الَّ ِذين‬


‫َ‬ ‫ىف اجلنة أهنار كثرية ذات أنواع متعددة‪,‬وقد جاء يف القرآن يف عدة مواضع قول اهلل‬
‫َّات جَتْ ِري ِمن حَتْتِ َها األَْن َه ُار ُكلَّ َما ُر ِزقُواْ ِمْن َها ِمن مَثََر ٍة ِّر ْزقاً قَالُواْ َه َذا‬ ‫َن هَل م جن ٍ‬ ‫آمنُواْ وع ِملُواْ َّ حِل ِ‬
‫الصا َات أ َّ ُ ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫اج ُّمطَ َّهَرةٌ َو ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن} (‪ )25‬سورة البقرة‬ ‫ِ‬ ‫ِِ هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَّذي ُر ِز ْقنَا من َقْب ُل َوأُتُواْ به ُمتَ َشا اً َوهَلُ ْم ف َيها أ َْز َو ٌ‬
‫اب جَتْ ِري ِمن حَتْتِ َها األَْن َه ُار لَهُ فِ َيها ِمن ُك ِّل‬ ‫وقال تعاىل ‪{:‬أَيو ُّد أَح ُد ُكم أَن تَ ُكو َن لَهُ جنَّةٌ ِّمن خَّنِ ٍيل وأ َْعنَ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫ك يبنِّي اللّه لَ ُكم اآلياتِ‬ ‫ات وأَصابه الْ ِكبر ولَه ذُِّريَّةٌ ضع َفاء فَأَصابها إِعصار فِ ِيه نَار فَاحترقَت َك َذلِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ٌ ْ ََ ْ‬ ‫َ ََ ْ َ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫الث ََّمَر َ َ َ ُ َ ُ َ ُ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم َتَت َف َّكُرو َن} (‪ )266‬سورة البقرة‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪{ :‬قُل أ َُؤ َنبِّئ ُكم خِب َ ٍ ِّمن َذلِ ُكم لِلَّ ِذين َّات َقوا ِع َ ِ‬
‫َّات جَتْ ِري من حَتْت َها األَْن َه ُار َخالد َ‬
‫ين‬ ‫ند َرهِّب ْم َجن ٌ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫رْي‬ ‫ْ ُ‬
‫صريٌ بِالْعِبَ ِاد} (‪ )15‬سورة آل عمران‬ ‫ضوا ٌن ِّمن اللّ ِه واللّه ب ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ُّمطَ َّهَرةٌ َو ِر ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫ف َيها َوأ َْز َو ٌ‬
‫َجُر‬ ‫ك جز ُآؤهم َّم ْغ ِفرةٌ; ِّمن َّرهِّبِم وجنَّات جَتْ ِري ِمن حَتْتِها األَْنهار خالِ ِد ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ف َيها َون ْع َم أ ْ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫ََْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعاىل ‪{ :‬أ ُْولَئ َ َ َ ُ‬
‫ني} (‪ )136‬سورة آل عمران‬ ‫ِِ‬
‫الْ َعامل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ض ُكم ِّمن َب ْع ٍ‬ ‫يع َع َم َل َعام ٍل ِّمن ُكم ِّمن ذَ َك ٍر أ َْو أُنثَى َب ْع ُ‬ ‫اب هَلُ ْم َربُّ ُه ْم أَيِّن الَ أُض ُ‬ ‫استَ َج َ‬
‫وقال تعاىل ‪{ :‬فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫هِتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ُخ ِر ُجواْ من ديَا ِره ْم َوأُوذُواْ يِف َسبِيلي َوقَاَتلُواْ َوقُتلُواْ ألُ َكفَِّر َّن َعْن ُه ْم َسيِّئَا ْم َوأل ُْدخلَن ُ‬
‫َّه ْم‬ ‫اجُرواْ َوأ ْ‬
‫ين َه َ‬ ‫فَالذ َ‬
‫اب} (‪ )195‬سورة آل عمران‬ ‫نده حسن الثَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬
‫َجنَّات جَتْري من حَتْت َها األَْن َه ُار ثَ َوابًا ِّمن عند اللّه َواللّهُ ع َ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫اج ِرين واأل ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهم بِِإ ْح َسان َّرض َي اللّهُ‬ ‫ين اتََّبعُ ُ‬
‫َنصار َوالذ َ‬ ‫السابُِقو َن األ ََّولُو َن م َن الْ ُم َه َ َ َ‬ ‫{و َّ‬
‫وىف موضع آخر ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّات جَت ِري حَت تها األَْنهار خالِ ِد ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم} (‪)100‬‬ ‫ك الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬ ‫ضواْ َعْنهُ َوأ ََع َّد هَلُ ْم َجن ْ َْ َ َ ُ َ َ‬
‫ين ف َيها أَبَ ًدا ذَل َ‬ ‫َعْن ُه ْم َو َر ُ‬
‫سورة التوبة‬
‫ص ُدو ِر ِهم ِّم ْن ِغ ٍّل جَتْ ِري ِمن حَتْتِ ِه ُم األَْن َه ُار َوقَالُواْ احْلَ ْم ُد لِلّ ِه الَّ ِذي َه َدانَا‬ ‫{و َنَز ْعنَا َما يِف ُ‬
‫وىف موضع آخر‪َ :‬‬
‫وها مِب َا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِل‬
‫ودواْ أَن ت ْل ُك ُم اجْلَنَّةُ أُو ِر ْثتُ ُم َ‬‫اءت ُر ُس ُل َربِّنَا بِاحْلَ ِّق َونُ ُ‬
‫ي لَ ْوال أَ ْن َه َدانَا اللّهُ لََق ْد َج ْ‬ ‫ََذا َو َما ُكنَّا لَن ْهتَد َ‬
‫ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} (‪ )43‬سورة األعراف‬
‫وهذا يدل على أمور‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬وجود األهنار حقيقة‪.‬‬
‫ثانيها‪:‬أهنا أهنار جارية ال واقفة ‪.‬‬
‫ثالثها‪:‬أهنا حتت غرفهم وقصورهم وبساتينهم‪.‬‬
‫وب){الواقعة‪ }31:‬قال مسروق‪:‬أهنار جترى يف غري أخدود‪.‬‬ ‫وقال تعاىل‪ ( :‬وماء َّمس ُك ٍ‬
‫ََ ْ‬

‫‪110‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{مثَ ُل اجْلَنَّة الَّيِت ُوع َد الْ ُمَّت ُقو َن ف َيها أَْن َه ٌار ِّمن َّماء َغرْيِ آس ٍن َوأَْن َه ٌار من لَّنَب ٍ مَّلْ َيَتغََّي ْر طَ ْع ُمهُ‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫ات َو َم ْغ ِفَرةٌ; ِّمن َّرهِّبِ ْم َك َم ْن‬ ‫وأَْنهار ِّمن مَخْ ٍر لَّ َّذ ٍة لِّلشَّا ِربِني وأَْنهار ِّمن عس ٍل ُّمصفًّى وهَل م فِيها ِمن ُك ِّل الثَّمر ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ٌ ْ َ َ َ َ ُْ َ‬ ‫َ ٌَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اءه ْم} (‪ )15‬سورة حممد ‪.‬‬ ‫ُه َو َخال ٌد يِف النَّار َو ُس ُقوا َماء مَح ً‬
‫يما َف َقطَّ َع أ َْم َع ُ‬
‫ول َت َعاىل ‪ :‬إهَّن ا َجنَّةٌ جَت ري فيها أ ْن َه ٌار ِم ْن ِميَ ٍاه‬ ‫بإدخاهِل م إليها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َّقني َ‬ ‫ف اهللُ َت َعاىل اجلَنَّةَ اليت َو َع َد املُت َ‬ ‫يَص ُ‬
‫ِ‬
‫ودها ‪ ،‬وفيها أ ْن َه ٌار ِم ْن لَ ٍ‬ ‫ول مكْثِها ور ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َغ ِري مَتغَرِّي ِة الطَع ِم واللَّ ِو ِن َّ ِ ِ‬
‫غي ْر طَ ْع ُمهُ َومَلْ‬ ‫نب مل َيتَ ّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫والرائ َحة ‪ ،‬لطُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول ‪َ ،‬وال يُْنكُر َها الشَّا ِربُون ‪،‬‬ ‫ال العُ ُق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْف ُس ْد ‪َ ،‬وفيها أهْن ٌار م ْن مَخْ ٍر لَذي َذة الطَّ ْع ِم َوامل َذاق ل َشاربيها ‪ ،‬الَ َت ْغتَ ُ‬
‫الت ‪ .‬ولِْلمت َِّقني يِف اجلن َِّة ِمن مَج ي ِع ال َفو ِ‬
‫اكه امل ْختَلِ َف ِة‬ ‫وفِيها أَْنهار ِمن عس ٍل قَ ْد صفِّي ِمن الشَّم ِع َوال َفض ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌَ ْ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّموه م ْن َع َم ٍل‬ ‫ذلك َم ْغفَرةٌ م َن اهلل َت َعاىل ‪َ ،‬ف ُهو َيَتقَّبَ ُل َما قَد ُ‬ ‫والرائ َحة ‪َ .‬وهَلُ ْم َف ْو َق َ‬ ‫واع والطُّعُوم َوامل َذاق َّ‬ ‫األَنْ ِ‬
‫هِتِ‬‫َ‬
‫وها يف الدُّنيا ‪.‬‬ ‫‪َ ،‬و َيتَ َج َاو ُز َع ْن َه َفوا ِم اليِت ا ْقَتَرفُ َ‬
‫َّار‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّاعمو َن يف ِر ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوان اهلل ‪َ ،‬و َجنَّاته ‪َ ،‬م َع األشقياء الذين ْأد َخلَ ُه ُم اهللُ الن َ‬ ‫َف َه ْل َيتَ َساوى َه ُؤالء املَُّت ُقو َن الن ُ‬
‫أع َماهِل م َّ‬
‫السيِّئَ ِة؟ إِن َُّه ْم الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أبَداً ‪َ ،‬جزاءً هَلُ ْم َعلَى ُك ْف ِرهم وتكْذيب ِه ُم ُر ُس َل َرهِّب م ‪َ ،‬و ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ليَْب َقوا فيها َخالد َ‬
‫أهم فَإن َُّهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ‪ ،‬املاءَ ليُطْفئُوا ظَ َم ُ‬ ‫ب َه ُؤالء األشقيَاءُ ‪َ ،‬و ُه ْم يُ َعذبُو َن يف نَار َج َهن َ‬ ‫َيتَ َس َاو ْو َن أبَداً ‪َ .‬وإذا طَلَ َ‬
‫يد احلََرار ِة إذا َش ِربُوهُ قَطَّ َع ْأم َعاءَ ُه ْم ‪.‬‬ ‫يُ ْس َق ْو َن َماءً َش ِد َ‬
‫وقد ذكر اهلل تعاىل هذه األجناس األربعة‪ ,‬ونفى عن كل واحد منها آفاته اليت تعرض له يف الدنيا‪.‬فآفة‬
‫اللنب أن يتغري طعمه إىل احلموضة‪ ,‬وآفة املاء أن يأسن ويأجن من طول مكثه‪,‬وآفة اخلمر كراهة مذاقها‬
‫املنايف للذة شرهبا‪ ,‬وآفة العسل عدم تصفيته‪.‬‬
‫وهذا من آيات اهلل أن جترى أهنار من أجناس مل جتر العادة يف الدنيا جبرياهنا‪.‬‬
‫وجمريها يف غري أخدود‪ ,‬وينفى عنها اآلفات اليت متنع كمال اللذة‪,‬كما ينفي عن مخر اجلنة مجيع اآلفات‬
‫واالنزاف وعدم اللذة‪ ,‬وهى رجس من عمل الشيطان ‪:‬‬ ‫اليت يف مخر الدنيا من الصداع والغول واللغو ٍ‬
‫توقع العداوة والبغضاء بني الناس‪,‬وتصد عن ذكر اهلل وعن الصالة‪,‬وتدعو إىل الزنا والفجور‪,‬وتذهب‬
‫فنزه اهلل‪-‬عز وجل‪ -‬مخر اجلنة عن كل هذا‪.‬‬ ‫الغرية‪,‬وهي أم اخلبائث ومنها يولد كل خبيث وقبيح ‪َّ ,‬‬
‫وتأمل اجتماع هذه األهنار اليت هي أفضل أشربة الناس‪ ,‬فهذا لشرهبم وطهورهم‪ ,‬وهذا لقوهتم وغذائهم‪,‬‬
‫‪353‬‬
‫وهذا للذهتم وسرورهم‪,‬وهذا لشفائهم ومنفعتهم‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬‬ ‫فع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وهذه األهنار تنفجر من أعلى اجلنة إىل أدناها ‪َ ،‬‬
‫الس َم ِاء‬‫َّر َجَتنْي ِ َك َما َبنْي َ َّ‬ ‫اه ِد ىِف ِ ِ‬
‫ين َسب ِيل اللَّه ‪َ ،‬ما َبنْي َ الد َ‬
‫ِ ِ‬
‫َّها اللَّهُ ل ْل ُم َج َ‬
‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫‪ « : - ‬إِ َّن ىِف اجْلَنَّة مائَةَ َد َر َجة أ ََعد َ‬

‫‪ - 353‬حادي األرواح لإلمام ابن القيم(‪ )171-170‬بتصرف‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ش الرَّمْح َ ِن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا سأَلْتُم اللَّه فَاسأَلُوه الْ ِفردوس ‪ ،‬فَِإنَّه أَوس ُ ِ‬ ‫َواأل َْر ِ‬
‫ط اجْلَنَّة َوأ َْعلَى اجْلَنَّة ‪ ،‬أ َُراهُ َف ْوقَهُ َع ْر ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ْ َْ َ‬
‫َو ِمْنهُ َت َف َّجُر أَْن َه ُار اجْلَن َِّة »‪. 354‬‬
‫ِّيل ُكلٌّ ِم ْن‬
‫ات َوالن ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « --‬سْي َحا ُن َو َجْي َحا ُن َوالْ ُفَر ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة رضي اهلل عنه قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ ‪355‬‬
‫أَْن َها ِر اجْلَنَّة » ‪.‬‬
‫أي أن هذه األهنار أصلها من اجلنة‪ ,‬كما أن أصل معظم املاء‪-‬املطر‪ -‬من السماء‪,‬مع أنه جيرى يف‬
‫األهنار‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ما الْ َك ْو َثُر قَ َال « َذ َاك َن ْهٌر أ َْعطَانِ ِيه اللَّهُ َي ْعىِن ىِف اجْلَن َِّة أ َ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك قَ َال ُسئِ َل َر ُس ُ‬
‫َش ُّد‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اع َمةٌ‪ .‬قَ َال‬‫اق اجْل ز ِر »‪ .‬قَ َال عمر إِ َّن ه ِذ ِه لَنَ ِ‬ ‫اضا ِمن اللَّ ِ وأَحلَى ِمن الْعس ِل فِيها طَير أ َْعنَا ُقها َكأ ْ ِ‬
‫ُ َُ َ‬ ‫َعنَ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َبيَ ً َ نَب َ ْ َ َ َ َ ْ ٌ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « --‬أَ َكلَُت َها أَْن َع ُم ِمْن َها »‪- 356.‬اجلزر ‪ :‬مجع جزور وهو البعري‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 354‬صحيح البخارى(‪) 2790‬‬


‫‪ - 355‬صحيح مسلم (‪) 7340‬‬
‫‪ - 356‬سنن الرتمذى (‪ ) 2738‬صحيح لغريه‬

‫‪112‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون‬
‫عيون الجنة‬

‫َّات وعي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ون} (‪ )45‬سورة احلجر‬ ‫ني يِف َجن َ ُُ‬ ‫أخرب اهلل تعاىل بوجود العيون يف اجلنة فقال ‪{ :‬إِ َّن الْ ُمتَّق َ‬
‫َّات جَتْ ِري ِم ْن حَتْتِ َها األَْن َه ُار‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُوا َو َّات ُقوا َربَّ ُه ْم ‪ ،‬هَلُ ْم َجن ٌ‬ ‫ذَ َكَر اهللُ َت َعاىَل َح َال أ َْه ِل اجلَنِّة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬إ َّن الذ َ‬
‫‪َ ،‬و َتْنبُ ُع يِف أ َْر ِض َها عُيُو ُن امل ِاء ‪.‬‬
‫ك حُمْ ِسنِ‬ ‫ون (‪ )15‬آَ ِخ ِذين ما آَتَاهم ربُّهم إِنَّهم َكانُوا َقبل َذلِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َِ‬
‫يِف‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ُْ َ ُْ ُْ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬إ َّن الْ ُمتَّق َ َ َ ُُ‬
‫ي‬ ‫ع‬‫و‬ ‫َّات‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ني‬
‫لسائِ ِل‬‫َس َحا ِر ُه ْم يَ ْسَت ْغ ِفُرو َن (‪َ )18‬ويِف أ َْم َواهِلِ ْم َح ٌّق لِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫(‪َ )16‬كانُوا قَلياًل م َن اللَّْي ِل َما َي ْه َجعُو َن (‪َ )17‬وبِاأْل ْ‬
‫وم (‪[ )19‬الذاريات‪)]19-15/‬‬ ‫والْمحر ِ‬
‫َ َ ُْ‬
‫(عْيناً فِ َيها تُ َس َّمى َس ْل َسبِيالً) {اإلنسان‪} :18‬‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني يف اجلنة تسمى سلسبيال؛ لسالمة شراهبا وسهولة مساغه وطيبه‪.‬‬ ‫يشربون ِمن ع ٍ‬
‫اد اللَّ ِه يُ َف ِّجُرو َن َها َت ْف ِجرياً) {اإلنسان‪}6:‬‬ ‫وقال‪( :‬عيناً ي ْشر هِب ِ‬
‫ب َا عبَ ُ‬ ‫َْ َ َ ُ‬
‫ويدور عليهم اخلدم بأواين الطعام الفضيَّة‪ ،‬وأكواب الشراب من الزجاج‪ ،‬زجاج من فضة‪ ،‬قدَّرها السقاة‬
‫مخرا‬
‫كأسا مملوءة ً‬ ‫على مقدار ما يشتهي الشاربون ال تزيد وال تنقص‪ ،‬ويُ ْس َقى هؤالء األبرار يف اجلنة ً‬
‫ني يف اجلنة تسمى سلسبيال؛ لسالمة شراهبا وسهولة مساغه وطيبه‪.‬‬ ‫مزجت بالزجنبيل‪ ،‬يشربون ِمن ع ٍ‬
‫َن َق ْوله ‪ { :‬تُ َس َّمى َس ْل َسبِياَل } ِص َفة لِْل َعنْي ِ ‪,‬‬ ‫ك ِعْن ِدي أ َّ‬ ‫ِ‬
‫الص َواب ِم َن الْ َق ْول يِف َذل َ‬‫"و َّ‬ ‫وقال الطربي ‪َ :‬‬
‫ص ِرفُو َن َها َحْي ُ‬ ‫الساَل س ِة يِف احْل ْلق ‪ ,‬ويِف حال اجْل ري ‪ ,‬وانِْقي أِل‬ ‫و ِص َف ْ ِ‬
‫ث َشاءُوا ‪َ ,‬ك َما قَ َال‬ ‫ادها َْه ِل اجْلَنَّة يَ ْ‬‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ت ب َّ َ‬ ‫ُ‬
‫الصو ِ‬
‫اب إِلِ مْج َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اع أ َْهل التَّأْ ِويل‬ ‫ك أ َْوىَل ب َّ َ‬ ‫‪.‬وإِمَّنَا ُقْلت ذَل َ‬‫وصف َ‬ ‫‪،‬وإِمَّنَا عُيِن َ بَِق ْوله { تُ َس َّمى } تُ َ‬‫جُمَاهد و َقتَ َادة َ‬
‫‪357‬‬
‫َن َق ْوله ‪َ { :‬س ْل َسبِياَل } ِص َفة اَل اِ ْسم ‪.‬‬ ‫َعلَى أ َّ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 357‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 32‬ص ‪)31‬‬

‫‪113‬‬
‫المبحث الخامس والعشرون‬
‫آنية‪ X‬الجنة‬

‫صح ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬‫اف ِّمن َذ َه ٍ‬ ‫اف َعلَْي ِهم ب َ‬ ‫ذكر اهلل تعاىل اآلنية اليت يأكلون فيها ويشربون يف قوله تعاىل‪{ :‬يُطَ ُ‬
‫َعنُيُ َوأَنتُ ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن} (‪ )71‬سورة الزخرف‬ ‫س َو َتلَ ُّذ اأْل ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َوأَ ْك َواب َوف َيها َما تَ ْشتَهيه اأْل َن ُف ُ‬
‫اف َعلَْي ِهم بِأَ ْكو ٍ‬
‫اب‬ ‫ْ َ‬ ‫اف َعلَْي ِه ْم بِأ ََو ٍان ِم ْن َذ َهب َعلَْي َها أَْن َواعُ الطَّ َع ِام ‪َ ،‬ويُطَ ُ‬ ‫َو َب ْع َد أَ ْن يَ ْستَ ِقُّروا يِف اجلَن َِّة يُطَ ُ‬
‫َعنُيُ ‪َ ،‬فيَأْ ُكلُو َن‬ ‫س ‪َ ،‬و َتَتلَ ُّذذُ بِِه األ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يِن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ يِف‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫للشََّراب م ْن َذ َهب ‪َ ،‬و ُك ٍّل م َن األ ََوا واألَ ْك َواب َما تَ ْشتَهيه األَْن ُف ُ‬
‫ِ يِف ِ ِ ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫وي ْشربو َن ويْن َعمو َن ويَتلَ َّذذُو َن ‪ ،‬وي َق ُ ِ‬
‫ال هَلُ ْم إ ْك َماالً ل ُسُروره ْم ‪ :‬إن َُّه ْم بَاقُو َن َه َذا النَّعي ِم اجلَنَّة َخالد َ‬
‫ين‬ ‫َُ‬ ‫ََ َُ ََ ُ ََ‬
‫أَبَداً ‪.‬‬
‫وها‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫اب َكانَ ْ ِ‬ ‫اف َعلَْي ِهم بِآَنِي ٍة ِمن فِض ٍَّة وأَ ْكو ٍ‬
‫َّر َ‬‫ت َق َوار َير (‪َ )15‬ق َوار َير م ْن فضَّة قَد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫وقوله تعاىل ‪َ ( :‬ويُطَ ُ‬
‫َت ْق ِد ًيرا (‪[ )16‬اإلنسان‪)]16 ،15/‬‬
‫اب ‪َ ،‬و ِه َي أَيْضاً ِم ْن‬ ‫اب الشَّر ِ‬
‫َ‬
‫وف َعلَْي ِهم َخ َدم اجلن َِّة بِأَوايِن الطَّع ِام ‪ ،‬و ِهي ِمن فِض ٍَّة َخالِص ٍة ‪ ،‬وبِأَ ْكو ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َويَطُ ُ‬
‫اج َو َش َفافِيَّتَهُ ‪.‬‬
‫الز َج ِ‬
‫ص َفاءَ ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اض الفضَّة ‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫اب َجام َعةً َبيَ َ‬
‫فِض ٍَّة ‪ ،‬وقَ ْد جعِلَ ِ ِ‬
‫ت َهذه األَ ْك َو ُ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫هذ ِه ال َق َوا ِر ُير حَيْ ِملُ َها إِلَي ِهم ُّ‬
‫ني َو َر ِّيه ْم ‪ ،‬الَ تَ ِز ُ‬
‫يد‬ ‫صبُّوهُ ف َيها َعلَى قَ َد ِر ك َفايَة الشَّا ِربِ َ‬ ‫َّروا َما َ‬ ‫الس َعاةُ َوقَ ْد قَد ُ‬ ‫َ‬
‫ص ‪.‬واألكواب‪:‬هي األباريق الىت ليس هلا خراطيم‪,‬وقيل‪:‬اليت ليس هلا آذان‪.‬‬ ‫َوالَ َتْن ُق ُ‬
‫وإبريق‪ :‬افعيل من الربيق‪ ,‬وهو الصفاء‪ ,‬وأباريق اجلنة من فضة صافية صفاء القوارير‪,‬يرى ما يف باطنها من‬
‫ظاهرها‪,‬والقوارير‪:‬الزجاج‪,‬شبه صفاءها بصفاء الزجاج‪ -‬وهى ليست من الزجاج بل من فضة‪,‬لذا قال‬
‫فع ْن‬‫تعاىل( قوارير من فضة) حىت ال يتوهم أح ٌد أهنا من الزجاج‪ ..‬وكل آنية اجلنة من الذهب والفضة‪َ ,‬‬
‫ض َع الْ َق َد َح يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْس َقى ‪ ،‬فَس َقاهُ جَمُوس ٌّي ‪َ ،‬فلَ َّما َو َ‬ ‫َعْبد الرَّمْح ِن بْ ِن أَيِب لَْيلَى ‪ ،‬أَن َُّه ْم َكانُوا عْن َد ُح َذ ْي َفةَ ‪ ،‬فَ ْ‬
‫ت النَّيِب َّ ‪‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ول مَلْ أَْف َع ْل َه َذا) َولَكيِّن مَس ْع ُ‬ ‫يَ ِد ِه َر َماهُ بِِه ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬لَ ْوالَ أَيِّن َن َهْيتُهُ َغْيَر َمَّر ٍة َوالَ َمَّر َتنْي ِ ( َكأَنَّهُ َي ُق ُ‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة ‪َ ،‬والَ تَأْ ُكلُوا يِف ِص َحافِ َها ‪،‬‬ ‫اج ‪َ ،‬والَ تَ ْشربُوا يِف آنِيَ ِة َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫َ‬ ‫ول‪ :‬الَ َت ْلبَ ُسوا احْلَ ِر َير ‪َ ،‬والَ الدِّيبَ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ِ ِ ‪358‬‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ولَنَا يِف اآلخَرة‪.‬‬ ‫فَِإن ََّها هَلُ ْم يِف ُّ‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة ‪،‬‬ ‫وع ِن ابْ ِن أَىِب لَْيلَى قَ َال َخر ْجنَا َم َع ُح َذ ْي َفةَ َوذَ َكر النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال‪ « :‬الَ تَ ْشربُوا ىِف آنِيَ ِة َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪359‬‬
‫الد ْنيَا َولَ ُك ْم ىِف اآلخَرة » ‪.‬‬ ‫اج ‪ ،‬فَِإن ََّها هَلُ ْم ىِف ُّ‬ ‫َوالَ َت ْلبَ ُسوا احْلَ ِر َير َوالدِّيبَ َ‬
‫ــــــــ‬
‫المبحث السادس والعشرون‬
‫‪ - 358‬صحيح البخارى(‪ ) 5426‬ومسلم (‪) 5521‬‬
‫‪ - 359‬صحيح البخارى(‪) 5633‬‬

‫‪114‬‬
‫وحليّهم‬
‫لباس أهل الجنة ُ‬
‫ُ‬

‫ون (‪َ )52‬ي ْلبَ ُسو َن ِم ْن ُسْن ُد ٍس َوإِ ْستَْبَر ٍق‬ ‫َّات وعي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ني يِف َم َق ٍام أ َِم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني (‪ )51‬يِف َجن َ ُُ‬ ‫قال تعاىل‪ ( :‬إِ َّن الْ ُمتَّق َ‬
‫ني (‪ )55‬اَل يَ ُذوقُو َن فِ َيها‬ ‫ِ ٍ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني (‪ )54‬يَ ْدعُو َن ف َيها بِ ُك ِّل فَاك َهة آَمن َ‬ ‫اهم حِب ُو ٍر ِع ٍ‬
‫ك َو َز َّو ْجنَ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫ني (‪َ )53‬ك َذل َ‬
‫ِ‬
‫ُمَت َقابِل َ‬
‫ِ‬ ‫ضاًل ِمن ربِّ ِ‬
‫يم (‪)57‬‬ ‫ك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬ ‫ك ذَل َ‬ ‫اب اجْلَ ِحي ِم (‪ )56‬فَ ْ ْ َ َ‬ ‫اه ْم َع َذ َ‬ ‫ت إِاَّل الْ َم ْوتَةَ اأْل ُوىَل َو َوقَ ُ‬ ‫الْ َم ْو َ‬
‫[الدخان‪)]58-51/‬‬
‫ك بِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهوال َ ٍ‬ ‫امة ‪ ،‬وما يالَقُونَه ِمن ٍ‬ ‫ِ‬
‫القي ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫وعذاب ‪ ،‬أَتبَع ذَل َ َ‬ ‫ََ ُ ُ ْ‬ ‫عد أَ ْن ذَ َكَر اهللُ َت َعاىَل األَ ْشقياءَ َو َحاهَل م َي ْو َم َ‬ ‫بَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ني يف ذَلِ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫املؤ ِمنني َّ حِلِ‬
‫َح ِال ْ َ‬
‫ين َّات ُقوا اهللَ يف الدُّنيا َسي ُكونُو َن‬ ‫ك اليَوم الشَّديد اهلَْول ‪َ ،‬ف َق َال َت َعاىَل ‪ :‬إ َّن الذ َ‬ ‫الصا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫اب ‪.‬‬‫والع َذ َ‬
‫ت َواهلَ َّم واحلُْز َن َ‬ ‫يمو َن فيه ‪َ ،‬ويَأْ َمنُو َن فيه املَْو َ‬ ‫يف َم َكان يُق ُ‬
‫األهنار تَ ْسَر ُح يف أ َْر َجائِها ‪،‬‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َو َسي ُكونُو َن يف َح َدائ َق َوارفَة الظِّالَل ‪َ ،‬كث َرية ال َفواكه ‪َ ،‬كثرية املياه ‪َ ،‬و ُ‬
‫اب وال حَت ِد ٍ‬
‫يد‬ ‫ون ِحس ٍ‬ ‫وسي ُكو ُن هَل م ح ُّق التَّمتُّ ِع جِب مي ِع ما فِيها من النَّعِيم بِ ُد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ‬
‫قماش مزيَّ ٍن بأَ ْشياء َذاتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويَلبَ ُسو َن ‪َ ،‬و ُهم يف هذا النَّعي ِم ‪ ،‬ثيَاباً م َن احلَري ِر َّ‬
‫َ‬ ‫الرفي ِع ( ُسنَ ُد ٍس ) ‪َ ،‬وثيَاباً م ْن ٍ ُ َ‬
‫ان ( إِستبر ٍق ) ‪ ،‬وجَي لِسو َن يف اجلن َِّة علَى سر ٍر وهم مت َقابِلُو َن شأْ َن املتحابِّ ِ‬ ‫ريق ولَمع ٍ‬
‫ين يُ ْقبِ ُل َب ْع ُ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫ني الذ َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ُ ْ َُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫بَ ٍ َ َ َ‬
‫ك ِزيَ َاد ًة يف ا ِإلينَ ِ‬
‫اس ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض يف احل ِد ِ‬ ‫َعلَى َب ْع ٍ‬
‫يث ‪َ ،‬وذل َ‬ ‫َ‬
‫ني ) ‪.‬‬ ‫ات العُيُون ( ِع ٍ‬ ‫ات ِحساناً و ِاسع ِ‬ ‫و َفو َق هذا العطَ ِاء ال َك ِر ِمي فِإ َّن اهلل َتعاىل منَحهم زوج ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬وم ْن أَ ْن يُص َيب ُه ْم مْنها أ ًذى ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َنواع ال َفاك َهة َو ُه ْم آمنُو َن م ْن أَ ْن َتْن َقط َع َعْن ُهم َ‬ ‫َويَطلُبُو َن َما يَ ْشَت ُهو َن م ْن أ ِ‬
‫آجاهِل ْم يِف احلِيَ ِاة الدُّنيا ‪،‬‬ ‫والَ خَي شو َن يف اجلن َِّة موتاً أَبداً ‪ ،‬بعد أَ ْن َذاقُوا ‪ ،‬طَعم املوتَِة األُوىل ِحني انِْق ِ‬
‫ضاء َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ َْ َ َْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫َّم األَلِي ِم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اه ْم م ْن َعذاب َج َهن َ‬
‫وقَ ْد وقَاهم اهلل وجَنَّ ِ‬
‫َ َ ُُ ُ َ ُ‬
‫َسا ِور ِمن َذ َه ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقال تعاىل‪{ :‬أ ُْولَئِ َ‬
‫ب َو َي ْلبَ ُسو َن‬ ‫َّات َع ْدن جَتْ ِري من حَتْته ُم اأْل َْن َه ُار حُيَلَّ ْو َن ف َيها م ْن أ َ َ‬ ‫ك هَلُ ْم َجن ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫َّكئِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ت ُم ْر َت َف ًقا} (‪ )31‬سورة‬ ‫اب َو َح ُسنَ ْ‬ ‫ني ف َيها َعلَى اأْل ََرائك ن ْع َم الث ََّو ُ‬ ‫ند ٍس َوإِ ْستَْبَرق ُّمت َ‬ ‫ضًرا ِّمن ُس ُ‬ ‫ثِيَابًا ُخ ْ‬
‫الكهف‪.‬‬
‫يموا فِ َيها أَبَداً ‪َ ،‬وجَتْ ِري األَْن َه ُار َواملِيَاهُ يِف َجنَبَاهِتَا ‪َ ،‬و َي ْلبِ ُسو َن فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫هؤالَ ِء ُّ‬
‫الس َع َداءُ األ َْبَر ُار يَ ْد ُخلُو َن اجلَنَّةَ ليُق ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ب َولُْؤلُ ٍؤ ‪َ ،‬و َي ْلبَ ُسو َن فِ َيها ثِيَاباً ِم َن احلَ ِري ِر َخ ْ‬
‫ضَراءَ اللَّ ْو ِن ( َك َما َجاءَ يِف آيٍَة‬ ‫َسا ِور ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُحليّاً ‪ ،‬ه َي أ َ َ‬
‫اب َغلِيظَةٌ ‪َ ،‬كالدِّيبَ ِ‬
‫اج‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صان ‪َ ،‬و َما َماثَلَ َها ‪ ( ،‬م ْن ُسْن ُد ٍس ) ‪َ ،‬ومْن َها ثيَ ٌ‬
‫أُخرى ) ‪ِ ،‬مْنها ثِياب رقِي َقةٌ َكال ُقم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫َْ‬
‫احوا يِف َج ْل َستِ ِه ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ني ) ‪ ،‬لَي ْرتَ ُ‬ ‫ين ( ُمتَّكئ َ‬ ‫يق ( َم ْن إ ْستَْبَرق ) ‪َ ،‬وجَيْل ُسو َن َعلَى األ ََرائك َواألَسَّرة ُم ْستَند َ‬ ‫لَهُ بَِر ٌ‬
‫ت اجلَنَّةُ ثَ َواباً هَلُ ْم َعلَى أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ ،‬و َح ُسنَت َمْن ِزالً َو َم ِقيالً ‪.‬‬ ‫وحسنَ ِ‬
‫ََُ‬

‫‪115‬‬
‫اس ُه ْم فِ َيها َح ِر ٌير} (‬ ‫ِ‬ ‫َسا ِور ِمن َذ َه ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب َولُْؤلًُؤا َولبَ ُ‬ ‫َّات َع ْدن يَ ْد ُخلُو َن َها حُيَلَّ ْو َن ف َيها م ْن أ َ َ‬ ‫{جن ُ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ :‬‬
‫‪ )33‬سورة فاطر‬
‫ِ ِ ِ‬
‫السابَِقةَ ‪َ ،‬ستَ ُكو ُن َجن ُ‬
‫َّات‬ ‫ب َّ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم اهللُ من عباده ‪ ،‬الذين أ ُْورثُوا ال ُقرآ َن ‪ ،‬وال ُكتُ َ‬ ‫اصطََف ُ‬‫ين ْ‬ ‫وهؤالء الكَر ُام الذ َ‬
‫ب ‪َ ،‬ولُْؤلُ ٍؤ ‪َ ،‬و َي ْلبَ ُسو َن‬ ‫القيَ َام ِة ‪ ،‬و َي ْلبَسو َن فِيها َحلِيّاً ِم ْن َذ َه ٍ‬‫ا ِإلقَام ِة ( جنَّات ع ْد ٍن ) ِهي مأْواهم ‪ ،‬يوم ِ‬
‫َ َ ُ ْ َْ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫َ ُ‬
‫الذي َم َّن اهللُ بِِه َعلَْي ِه ْم ‪.‬‬ ‫ضل ال َكبِري ِ‬ ‫هذ ِه اجلن ِ‬ ‫فِيها ثِياباً ِمن ح ِري ٍر ‪ ،‬و ِ‬
‫ُ‬ ‫َّات ه َي ال َف ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الصا َات َجنَّات جَتْ ِري من حَتْت َها اأْل َْن َه ُار حُيَلَّ ْو َن ف َيها م ْن‬ ‫ِ‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُوا َو َعملُوا َّ‬ ‫وقال تعاىل ‪{:‬إ َّن اللَّهَ يُ ْدخ ُل الذ َ‬
‫اس ُه ْم فِ َيها َح ِر ٌير} (‪ )23‬سورة احلـج‬ ‫ِ‬ ‫َسا ِور ِمن َذ َه ٍ‬
‫ب َولُْؤلًُؤا َولبَ ُ‬ ‫أَ َ‬
‫اب والنَّ َك ِال واحل ِر ِيق واَألً;ًَ ْغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ‪َ ،‬و َما أ َّ‬
‫ُعد‬ ‫َ َ َ‬ ‫الع َذ َ‬ ‫َخَبَر اهللُ َت َعاىَل َع ْن َحال أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬و َما يُالقُونَهُ م َن َ‬ ‫لَ َّما أ ْ‬
‫ات جن ٍ‬ ‫الذين آمنُوا وع ِملُوا َّ حِل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ياب ِم ْن نَا ٍر ‪ ،‬ذَ َكَر َ‬ ‫هَلُم من ثِ ٍ‬
‫َّات‬ ‫الصا َ َ‬ ‫حال أ َْه ِل اجلَنَّة َف َق َال َت َعاىَل ‪ :‬إِنَّهُ يُ ْدخ ُل َ َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسا ِور م ْن َذ َه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬ومْنها لُْؤلُْؤ ‪.‬‬ ‫جَتْ ِري األَْن َه ُار يف أ َْر َجائها ‪َ ،‬ويُْلب ُس ُه ْم َربُّ ُه ْم فيها ُحليّاً ‪ :‬مْنها أ َ ُ‬
‫والسندس ‪:‬ما رق من الديباج(احلرير)‪,‬واإلستربق أغلظ منه ‪ .‬وأحسن األلوان األخضر وألني اللباس‬
‫احلرير‪,‬لذا مجع اهلل هلم بني أحسن املناظر وألني املالبس‪.‬‬
‫ِ ٍِ‬ ‫ب قَ َال أ ُْه ِد ِ‬ ‫فع ِن الْبر ِاء بْ ِن َعا ِز ٍ‬
‫ى إىَل النَّىِب ِّ ‪َ - -‬سَرقَةٌ م ْن َحرير ‪ ،‬فَ َج َع َل الن ُ‬
‫َّاس َيتَ َد َاولُو َن َها َبْيَن ُه ْم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ول اللَّ ِه ‪.‬‬‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬أََت ْع َجبُو َن ِمْن َها » ‪ .‬قَالُوا َن َع ْم يَا َر ُس َ‬ ‫َو َي ْع َجبُو َن ِم ْن ُح ْسنِ َها َولِينِ َها ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫يل َس ْع ٍد ىِف اجْلَن َِّة َخْيٌر ِمْن َها »‪. 360‬‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫قَ َال « َوالذى َن ْفسى بيَده لَ َمنَاد ُ‬
‫َص َحابُهُ َي ْل ِم ُسو َن َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أََت ْع َجبُو َن ِم ْن‬ ‫وع ِن الْبر ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أُه ِد ِ ِ ِ‬
‫ي لَر ُسول اللَّه ‪ُ ‬حلَّةَ َح ِري ٍر ‪ ،‬فَ َج َع َل أ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫‪361‬‬
‫يل َس ْع ٍد يِف اجْلَن َِّة أَلْنَيُ ِم ْن َه َذا"‬ ‫ِ‬
‫لني َه َذا ؟ لَ َمنَاد ُ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َح َسبُهُ قَ َال ‪ُ :‬سْن ُد ٍس قَ َال ‪:‬‬ ‫ومةَ أ َْه َدى إِىَل النَّىِب ِّ ‪ُ - -‬جبَّةً قَ َال َسعي ٌد ‪ :‬أ ْ‬ ‫َن أُ َكْيد َر ُد َ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫يل َس ْع ٍد‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس مْن َها َف َق َال ‪َ «:‬والذى َن ْفسى بيَده لَ َمنَاد ُ‬
‫ك َقبل أَ ْن يْنهى ع ِن احْل ِري ِر قَ َال َفلَبِسها َفع ِجب الن ِ‬
‫ََ َ َ ُ‬ ‫َو َذل َ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َح َس ُن ِمْن َها »‪.362‬‬ ‫ِ‬
‫ىِف اجْلَنَّة أ ْ‬
‫رق من الدِّيباج ورفع‬ ‫‪-‬السندس ‪ :‬ما َّ‬ ‫اجلبة ‪ :‬ثوب سابغ واسع الكمني مشقوق املقدم يلبس فوق الثياب ُّ‬
‫وإمَّن ـا اختــار املناديل ألهنا أقل األشياء قيمة ًعند اإلنسان‪,‬فإذا كانت هبذا احلسن يف اجلنة فما بالك مبا هو‬
‫أعظم منها‪ .‬وإمنا حظي سعد بن معاذ‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬هبذا التكرمي ملكانته يف اإلسالم فهو يف األنصار‬
‫مبنزلة الصديق يف املهاجرين‪,‬واهتز ملوته عرش الرمحن‪,‬وكان ال تأخذه يف اهلل لومة الئم‪,‬وآثر رضا اهلل‬

‫‪ - 360‬صحيح البخارى(‪) 6640‬‬


‫‪ - 361‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )1731‬صحيح‬
‫‪ - 362‬السنن الكربى للبيهقي(ج ‪ / 3‬ص ‪ )6323()274‬صحيح‬

‫‪116‬‬
‫ورسوله على رضا قومه وعشريته‪,‬ووافق حكمه الذي حكم به‪ -‬يف بين قريظة‪ -‬حكم اهلل من فوق سبع‬
‫مساوات‪,‬ونعاه جربيل‪-‬عليه السالم‪ -‬إىل النىب‪ --‬يوم موته ‪ ,‬فاستحق أن تكون مناديله يف اجلنة أحسن‬
‫من حلل امللوك‪.‬‬
‫َس الَ َتْبلَى ثِيَابُهُ َوالَ‬ ‫و َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال‪َ « :‬م ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َيْن َع ُم الَ َيْبأ ُ‬
‫‪363‬‬
‫َي ْفىَن َشبَابُهُ »‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َن رس َ َّ ِ‬
‫س ‪ ،‬الَ َتْبلَى ثيَابُهُ ‪َ ،‬والَ َي ْفىَن‬ ‫ول الله ‪ --‬قَ َال ‪َ «:‬م ْن َد َخ َل اجْلَنَّةَ َيْن َع ُم الَ َيْب ُؤ ُ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بَ َش ٍر »‪.364‬‬ ‫ت ‪ ،‬والَ َخطَر َعلَى َق ْل ِ‬
‫َ‬ ‫َت ‪َ ،‬والَ أُذُ ٌن مَس َع ْ َ‬ ‫َشبَابُهُ ‪ ،‬ىِف اجْلَنَّة َما الَ َعنْيٌ َرأ ْ‬
‫ول ِ‬ ‫ني ‪ ،‬أَنَّهُ مَسِ َع أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫اهلل‬ ‫ول ‪ُ :‬قْلنَا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وعن أيب الْ ُمدلَّة عَُبْيد اهلل بْ ِن َعْبد اهلل َم ْوىَل أ ُِّم الْ ُم ْؤمن َ‬
‫اك أ َْع َجبَْتنَا ُّ‬ ‫‪ ،‬إِنَّا إِ َذا ُكنَّا ِعْن َد َك رقَّت ُقلُوبنَا ‪ ،‬و ُكنَّا ِمن أَه ِل ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪َ ،‬وإِ َذا فَ َار ْقنَ َ‬
‫ِّساءَ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ومَشَ ْمنَا الن َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫صافَ َحْت ُك ُم الْ َمالَئِ َكةُ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َواأل َْوالَ َد ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬لَ ْو تَ ُكونُو َن َعلَى ُك ِّل َحال َعلَى احْلَال الَّذي أَْنتُ ْم َعلَْيه عْندي لَ َ‬
‫بِأَ ُك ِّف ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو أَنَّ ُك ْم يِف بُيُوتِ ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو مَلْ تُ ْذنِبُوا جَلَاءَ اللَّهُ بَِق ْوٍم يُ ْذنِبُو َن َك ْي َي ْغ ِفَر هَلُ ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلنَا ‪ :‬يَا‬
‫ِ‬
‫ك األَ ْذ َفُر ‪،‬‬ ‫ب ‪َ ،‬ولَبِنَةٌ ِم ْن فض ٍَّة َو ِمالَطُ َها الْ ِم ْس ُ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ح ِّد ْثنَا َع ِن اجْلَن َِّة َما بِنَ ُاؤ َها ؟ قَ َال ‪ :‬لَبِنَةٌ ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫وت الَ‬ ‫س ‪َ ،‬وخَي ْلُ ْد الَ مَيُ ُ‬ ‫الز ْع َفَرا ُن ‪َ ،‬م ْن يَ ْد ُخ ْل َها َيْن َع ْم ‪ ،‬فَالَ َيْب ُؤ ُ‬ ‫وت ‪َ ،‬و ُتَرابُ َها َّ‬ ‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ أَ ِو الْيَاقُ ُ‬
‫َو َح ْ‬
‫ني يُ ْف ِطُر ‪َ ،‬و َد ْع َوةُ‬ ‫َتبلَى ثِيابه ‪ ،‬والَ ي ْف َشبابه ‪ ،‬ثَالَثَةٌ الَ ُتر ُّد د ْعو ُتهم ‪ :‬ا ِإلمام الْع ِاد ُل ‪ ،‬و َّ ِ ِ‬
‫الصائ ُم ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُُ َ ُ َ‬ ‫ْ َ ُُ َ َ ىَن َ ُُ‬
‫ب ‪ :‬و ِعَّزيِت أَل َنْصرن ِ‬
‫َّك َولَ ْو َب ْع َد‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ات ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫اب َّ َ َ‬ ‫الْ َمظْلُوم حُتْ َم ُل َعلَى الْغَ َمام َو ُت ْفتَ ُح هَلَا أ َْب َو ُ‬
‫ِ ٍ ‪365‬‬
‫حني‪.‬‬
‫الز ْمَرةُ‬ ‫ض ْوءُ الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر‪َ ،‬و ُّ‬
‫وه ُه ْم َ‬ ‫َن ُو ُج َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال‪:‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ َكأ َّ‬ ‫َ‬
‫ان ِم َن احْلُو ِر الْ َعنْي ِ ‪َ ،‬علَى ُك ِّل‬ ‫السم ِاء‪ ،‬لِ ُك ِّل رج ٍل ِمْنهم َزوجتَ ِ‬ ‫َحس ِن َكو َك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُْ ْ َ‬ ‫ي يِف َّ َ‬ ‫ب ُد ِّر ٍّ‬ ‫الثَّانيَةُ َعلَى لَ ْون أ ْ َ ْ‬
‫اج ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫الز َج َ‬ ‫اب األَمْح َُر يِف ُّ‬ ‫َز ْو َجة َسْبعُو َن ُحلَّةً‪،‬يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء حُلُوم ِه َما‪َ ،‬و ُحلَل ِه َما َك َما يَُرى الشََّر ُ‬
‫ِ ‪366‬‬
‫ضاء‪.‬‬ ‫الَْبْي َ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬وقَ َال رس ُ ِ‬
‫صَ‬ ‫ص َو ُر ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة تَل ُج اجْلَنَّةَ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة ‪،‬‬ ‫ص ُقو َن فِ َيها ‪َ ،‬والَ مَيْتَ ِخطُو َن فِ َيها ‪َ ،‬والَ َيَتغَ َّوطُو َن فِ َيها آنِيَُت ُه ْم ‪َ ،‬وأ َْم َشاطُ ُه ْم ِم َن َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫الَ َيْب ُ‬

‫‪ - 363‬صحيح مسلم (‪)7335‬‬


‫‪ - 364‬سنن الدارمى (‪ )2875‬صحيح‬
‫‪ - 365‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7387()396‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 366‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪ ) 10168()2‬حسن‬

‫‪117‬‬
‫اختِالَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َبْيَن ُه ْم ‪،‬‬ ‫َوجَمَامُر ُه ُم األَلَُّوةُ ‪َ ،‬ول ُك ِّل َواحد مْن ُه ْم َز ْو َجتَان يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم ‪ ،‬الَ ْ‬
‫‪367‬‬
‫اح ٍد يُ َسبِّ ُحو َن اللَّهَ بَكَْر ًة َو َع ِشيًّا‪.‬‬
‫بوِ‬ ‫ٍ‬
‫ض ُقلُوبُ ُه ْم َعلَى َق ْل َ‬ ‫َوالَ َتبَاغُ َ‬
‫األلوة ‪ :‬العود الذى يتبخر به‬
‫ِّس ِاء‪َ .‬ف َق َال‬ ‫ِ‬ ‫الرج ُ ىِف ِ‬
‫ال اجْلَنَّة أَ ْكَثُر م َن الن َ‬
‫وعن أَىِب ُهر ْير َة قَ َال ُكنَّا ِعْن َد َه فَِإ َّما َت َف َ ِ‬
‫اخُروا َوإ َّما تَ َذا َكُروا َف َق َال ِّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر‬
‫صَ‬ ‫وه ُه ْم َعلَى ُ‬ ‫أَبُو ُهَر ْيَر َة أ ََو مَلْ َي ُق ْل أَبُو الْ َقاس ِم ‪ « --‬إِ َّن أ ََّو َل ُز ْمَر ٍة م ْن أ َُّمىِت تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ ُو ُج ُ‬
‫ان ِمن احْلُو ِر الْعِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى ىِف َّ ِ ِ‬ ‫َضوإِ َكو َك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر َو ُّ‬
‫ني‬ ‫الس َماء ل ُك ِّل َر ُج ٍل مْن ُه ْم َز ْو َجتَ َ‬ ‫ب ُد ِّر ٍّ‬ ‫الز ْمَرةُ الثَّانيَةُ َعلَى أ ْ َ ْ‬
‫ب »‪.368‬‬ ‫ٍ ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫س حُمَ َّمد بيَده َما ف َيها م ْن أ َْعَز َ‬ ‫يَُرى ُم ُّخ ُسوقه َما م ْن َو َراء احْلُلَل َوالذى َن ْف ُ‬
‫الزمرة ‪ :‬اجلماعة من الناس‬
‫ى وأَىِب هرير َة ع ِن النَّىِب ‪ --‬قَ َال « ينَ ِادى منَ ٍاد إِ َّن لَ ُكم أَ ْن تَ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص ُّحوا فَالَ تَ ْس َق ُموا أَبَ ًدا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وع ْن أَىِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫َوإِ َّن لَ ُك ْم أَ ْن حَتَْي ْوا فَالَ مَتُوتُوا أَبَ ًدا َوإِ َّن لَ ُك ْم أَ ْن تَ ِشبُّوا فَالَ َت ْهَر ُموا أَبَ ًدا َوإِ َّن لَ ُك ْم أَ ْن َتْن َع ُموا فَالَ َتْبتَئِ ُسوا أَبَ ًدا‬
‫ص ُدو ِر ِهم ِّم ْن ِغ ٍّل جَتْ ِري ِمن حَتْتِ ِه ُم األَْن َه ُار َوقَالُواْ احْلَ ْم ُد لِلّ ِه الَّ ِذي‬ ‫{و َنَز ْعنَا َما يِف ُ‬
‫ك َق ْولُهُ َعَّز َو َج َّل َ‬
‫ِ‬
‫»‪ .‬فَ َذل َ‬
‫ودواْ أَن تِْل ُك ُم اجْلَنَّةُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِل‬
‫اءت ُر ُس ُل َر ِّبنَا بِاحْلَ ِّق َونُ ُ‬ ‫ي لَ ْوال أَ ْن َه َدانَا اللّهُ لََق ْد َج ْ‬ ‫َه َدانَا ََذا َو َما ُكنَّا لَن ْهتَد َ‬
‫‪369‬‬
‫وها مِب َا ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} (‪ )43‬سورة األعراف‬ ‫أُو ِر ْثتُ ُم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َحد يَ ْد ُخل‬ ‫َس َود قَ َال ‪ :‬مَس ْعت أَبَا أ َُم َامة الْبَاهل ّي قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُسول اللَّه ‪َ :"‬ما مْن ُك ْم م ْن أ َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسلاَّل م اأْل ْ‬ ‫َ‬
‫ك َشاءَ إِ ْن َشاءَ أ َْبيَض َوإِ ْن َشاءَ أَمْح َر َوإِ ْن‬ ‫اجْل نَّة إِاَّل اِنْطُلِق بِِه إِىَل طُو َفت ْفتح لَه أَ ْكمامها َفيأْخذ ِمن أ ِ‬
‫َي َذل َ‬ ‫ىَب ُ َ ُ َ َ َ ُ ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪370‬‬
‫َح َسن "‬ ‫ِ‬ ‫َشاء أَص َفر وإِ ْن َشاء أ ِ‬
‫َس َود مثْل َش َقائق الن ُّْع َمان َوأ ََر ّق َوأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن} (‬ ‫ي َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬عن النَّيِب ِّ ‪ ،‬يِف َق ْوله َعَّز َو َج َّل ‪َ { :‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َفى م َن الْ َم ْرآة ‪َ ،‬وإ َّن أ َْدىَن لُْؤلَُؤة َعلَْي َها لَتُضيءُ‬ ‫ِّها أ ْ‬‫‪ )58‬سورة الرمحن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬يْنظُُر إِىَل َو ْج ِهه يِف َخد َ‬
‫صُرهُ َحىَّت َيَرى ُم َّخ َساقِ َها ِم ْن َو َر ِاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما َبنْي َ الْ َم ْش ِرق َوالْ َم ْغ ِرب ‪َ ،‬وإِن ََّها يَ ُكو ُن َعلَْي َها َسْبعُو َن َث ْوبًا َيْن ُف ُذ َها بَ َ‬
‫‪371‬‬
‫ك"‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ :‬إِ َّن َّ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ني َسنَةً َقْب َل أَ ْن‬ ‫الر ُج َل يِف اجْلَنَّة لَيَتَّك ُئ َسْبع َ‬ ‫ي ‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫السالَ َم ‪،‬‬ ‫َص َفى ِم َن الْ ِم ْر ِآة ‪َ ،‬فتُ َسلِّ ُم َعلَْي ِه ‪َ ،‬فَيُر ُّد َّ‬ ‫َّها أ ْ‬‫ب مْنهُ ‪َ ،‬فَيْنظُُر يِف َخد َ‬
‫يتَح َّو َل ‪ ،‬مُثَّ تَأْتِ ِيه الْمرأَةُ ‪َ ،‬فَت ْقر ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويسأَهُل ا من أَنْ ِ‬
‫صُرهُ َحىَّت َيَرى‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا م َن الْ َم ِزيد ‪َ ،‬وإِنَّهُ يَ ُكو ُن َعلَْي َها َسْبعُو َن ثَ ْوبًا ‪َ ،‬فَيْن ُف ُذ َها بَ َ‬ ‫ت ؟ َفَت ُق ُ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ‬
‫‪ - 367‬سنن الرتمذى(‪ ) 2733‬وصحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7436()463‬صحيح‬
‫‪ - 368‬مسند أمحد (‪ )10873‬صحيح‬
‫‪ - 369‬صحيح مسلم(‪) 7336‬‬
‫‪ - 370‬صفة اجلنة(‪ ) 142‬ضعيف‬
‫‪ - 371‬املستدرك للحاكم(;‪ )3774‬حسن‬

‫‪118‬‬
‫ضيءُ َما َبنْي َ الْ َم ْش ِر ِق‬ ‫ك ‪ ،‬وإِ َّن علَي ِه َّن التِّيجا َن ‪ ،‬وإِ َّن أ َْد لُْؤلُؤ ٍة علَيها لَتُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ىَن َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُم َّخ َساق َها م ْن َو َراء َذل َ َ َ ْ‬
‫ِ ‪372‬‬
‫َوالْ َم ْغ ِرب‪.‬‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َما فِ َيها‬ ‫اهلل ‪ ،‬أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬غ ْدوةٌ يِف سبِ ِيل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد ُك ْم ‪ ،‬أ َْو َم ْوض ُع قَ َدٍم م َن اجْلَنَّة َخْيٌر م َن ُّ‬ ‫ِ‬
‫َن ْامَرأًَة اطَّلَ َع ْ‬‫الد ْنيَا َو َما ف َيها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫اب َق ْو ِس أ َ‬ ‫َولََق ُ‬
‫صي ُف َها َعلَى َرأْ ِس َها َخْيٌر‬ ‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَر ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َما َبْيَن ُه َما ‪َ ،‬ولَ َمأَل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬ ‫َضاءَ ْ‬ ‫ض م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة أَل َ‬ ‫ْ‬
‫‪373‬‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها‪.‬‬‫ِم َن ُّ‬
‫ب ‪َ :‬خ ِّو ْفنَا يَا ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬واللَّ ِه إِ َّن لِلَّ ِه‬ ‫اب لِ َك ْع ٍ‬ ‫وعن شريح بن عبيد احلضري قال ‪ :‬قَ َال عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬
‫َُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫آخ ِر َ‬
‫ين‬ ‫َصاَل َب ُه ْم ‪َ ،‬و َ‬ ‫وعا ‪َ ،‬ما َر َفعُوا أ ْ‬ ‫ين ُر ُك ً‬ ‫آخ ِر َ‬
‫َصاَل َب ُه ْم ‪َ ،‬و َ‬ ‫َماَل ئ َكةً قيَ ًاما ُمْن ُذ َخلَ َق ُه ُم اللَّهُ ‪َ ،‬ما َثَن ْوا أ ْ‬
‫ك َوحِب َ ْم ِد َك ‪،‬‬ ‫الن ْف َخةَ اآْل ِخَر َة ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن مَجِ ًيعا ‪ُ :‬سْب َحانَ َ‬ ‫الص َو ِر َّ‬
‫وس ُه ْم َحىَّت يُْن َف َخ يِف ُّ‬ ‫ودا ‪َ ،‬ما َر َفعُوا ُرءُ َ‬ ‫ُس ُج ً‬
‫ني نَبِيًّا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫اك َك ُكْن ِه ما يْنبغِي لَك أَ ْن ُتعب َد " ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ " :‬واللَّ ِه لَو أ َّ ِ‬
‫َن لَر ُج ٍل َي ْو َمئذ َك َع َم ِل َسْبع َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َما َعبَ ْدنَ َ‬
‫س ‪ ،‬لَ ُفلَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ت مْنهُ‬ ‫ْ‬ ‫ني َدلْ ٌو َواح ٌد يِف َمطْلَ ِع الش ْ‬
‫َّم ِ‬ ‫اَل ْسَت َق َّل َع َملَهُ م ْن شدَّة َما يَُرى َي ْو َمئذ ‪َ ،‬واللَّه لَ ْو ُديِّلَ م ْن غ ْسل َ‬
‫ب ‪َ ،‬واَل َغْيُرهُ إِاَّل َخَّر َج ِاذيًا ‪ -‬أ َْو‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ يِف ِهِب‬
‫ك ُم َقَّر ٌ;‬ ‫َّم َز ْفَر ًة اَل َيْب َقى َملَ ٌ‬ ‫مَجَاج ُم َق ْوم َم ْغر َا ‪َ ،‬والله لََت ْز ُفَر َّن َج َهن ُ‬
‫ِ‬ ‫يم ‪َ ،‬وإِ ْس َح َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجاثِيًا ‪َ -‬علَى ُر ْكبََتْي ِه َي ُق ُ‬
‫ك‬‫ب أَنَا َخليلُ َ‬ ‫ول ‪َ :‬ر ِّ‬‫اق ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ن ْفسي َن ْفسي ‪َ ،‬و َحىَّت نَبِّينَا َوإ ْبَراه َ‬
‫ب ‪ ،‬بَش ِّْرنَا ‪َ ،‬ف َق َال ‪" :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك عُ َمُر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا َك ْع ُ‬ ‫يم " ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأَبْ َكى الْ َق ْو َم َحىَّت نَ َش ُجوا ‪َ ،‬فلَ َّما َرأَى َذل َ‬ ‫إ ْبَراه َ‬
‫ص إِاَّل‬ ‫اح َد ٍة ِمْن ُه َّن َم َع َكلِ َم ِة اإْلِ ْخاَل ِ‬ ‫أَب ِشروا ‪ ،‬فَِإ َّن لِلَّ ِه َتعاىَل ثَاَل مَثِائٍَة وأَربع ع ْشر َة َش ِريعةً ‪ ،‬اَل يأْيِت أَح ٌد بِو ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫َن ْامَرأًَة‬ ‫ض ِل َرمْح َتِ ِه ‪َ ،‬واللَّ ِه لَ ْو َت ْعلَ ُمو َن ُك َّل َرمْح َِة اللَّ ِه َت َعاىَل أَل َبْطَأْمُتْ يِف الْ َع َم ِل ‪َ ،‬واللَّ ِه لَ ْو أ َّ‬ ‫أ َْد َخلَهُ اللَّهُ اجْلَنَّةَ بَِف ْ‬
‫ض َل مِم َّا‬ ‫ض أَفْ َ‬ ‫ت هَلَا اأْل َْر ُ‬ ‫َضاءَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الد ْنيَا يِف لَْيلَة ظَْل َماءَ ُم ْغد َر ٍة ‪ ،‬أَل َ‬ ‫الس َم ِاء ُّ‬‫ت ِم ْن َه ِذ ِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة اطَّلَ َع ْ‬
‫اب أ َْه ِل اجْلَن َِّة‬ ‫َن ثَوبا ِمن ثِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪َ ،‬واللَّه لَ ْو أ َّ ْ ً ْ َ‬ ‫يع أ َْه ِل اأْل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫يح نَ ْش ِر َها مَج ُ‬‫يُضيءُ الْ َق َمُر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪َ ،‬ولََو َج َد ِر َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫الد ْنيا ‪ ،‬لَ ِ‬ ‫ِ‬
‫صع َق َم ْن َيْنظُُر إِلَْيه ‪َ ،‬و َما مَحَلَْتهُ أَبْ َ‬ ‫نُشَر الَْي ْو َم يِف ُّ َ َ‬
‫‪374‬‬
‫ص ُار ُه ْم "‬
‫الدلو ‪ :‬إناء يُستقى به من البئر وحنوه ‪-‬خر ‪ :‬سقط وهوى بسرعة ‪-‬اجلثو ‪ :‬اجللوس على الركبتني ‪-‬صعق‬
‫‪ :‬غشي عليه‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 372‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7397()409‬حسن‬


‫‪ - 373‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7398 ()411‬صحيح‬
‫‪ - 374‬الزهد والرقائق البن املبارك(‪ ) 225‬فيه انقطاع‬

‫‪119‬‬
‫المبحث السابع والعشرون‬
‫أطفال المؤمنين في الجنة‬

‫أطفال املؤمنني الذين مل يبلغوا احللم هم يف اجلنة إن شاء اهلل تعاىل بفضل اهلل ورمحته ‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫اهم ِّم ْن َع َملِ ِهم ِّمن َش ْي ٍء ُك ُّل ْام ِر ٍئ مِب َا‬ ‫هِبِ‬ ‫ٍ‬
‫ين َآمنُوا َواتََّب َعْت ُه ْم ذُِّريَُّت ُهم بِِإميَان أَحْلَ ْقنَا ْم ذُِّريََّت ُه ْم َو َما أَلَْتنَ ُ‬
‫َّ ِ‬
‫{والذ َ‬ ‫َ‬
‫ني} (‪ )21‬سورة الطور ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب َره ٌ‬ ‫َك َس َ‬
‫لح ُق هِبِ ْم َم ْن َآم َن ِم ْن‬ ‫الصاحِلِني ِمن ِعب ِاد ِه ‪ ،‬فَِإنَّه َتعاىل ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫خُيْرِب اهلل َتعاىل العِباد ع َّما يَت َفض ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫نني َّ َ ْ َ‬ ‫َّل به َعلَى املُْؤم َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫هؤالء ال يَُبلغُ ُه ْم هذه املَْنزلَةَ ‪ ،‬فَ َيت َفض ُ‬ ‫قر ْم عُيونُ ُه ْم يِف اجلَنَّة ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َع َم ُل ُ‬ ‫ذُِّريت ِهم ‪ ،‬يف املْن ِزلة ‪ ،‬لتَ َّ‬
‫َ‬
‫البَر َر ِة ‪،‬‬ ‫رام‬ ‫الء ِ‬
‫الك ِ‬ ‫ضالً علَى هؤ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ا‬
‫َ َ َ ُّ ً ْ ُ َ َ َ‬‫م‬ ‫كر‬ ‫ت‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫الع‬ ‫لي‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫بة‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ىل‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫الع‬ ‫ي‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق‬‫اهللُ َت َعاىل بَِرفْ ِع َ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬
‫الع ْد َل‬ ‫َن َ‬ ‫وب ْأبنَائِ ِه ْم بَ ْل َيْرفَ ُع َمْنزلةَ األ َْبنَ ِاء ‪.‬مُثَّ خُيْرِب ُ َت َعاىل بِأ َّ‬ ‫بب ذُنُ ِ‬ ‫اآلباء بِس ِ‬
‫َ‬
‫ات ِ‬ ‫والَ يْن ِقص اهلل َتعاىل درج ِ‬
‫َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫ب َغرْيِ ِه ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫َح ٍد ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ؤاخ َذ بِ َذنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪.‬‬ ‫َن ُك َّل َواحد ُم ْرهَت ٌن ب َع َمله ‪َ ،‬والَ حُي َم ُل َعليه َذنْ ُ‬ ‫بأَ‬ ‫َي ْقضي بِأَالَّ يُ َ‬
‫س مِب ا َكسب ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫َص َح َ‬ ‫ت َرهينَةٌ إِالَّ أ ْ‬ ‫ت ابْ َن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال يِف َهذه اآليَة ‪ُ { :‬ك ُّل َن ْف ٍ َ َ َ ْ‬ ‫وع ْن أَيِب َس ْه ٍل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫‪375‬‬
‫ني‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ني} ‪ .‬قَ َال ‪ :‬أَطْ َف ُ‬ ‫الْيَ ِم ِ‬
‫ال الْ ُم ْسلم َ‬
‫وعن علي رضي اهلل عنه يف قوله عز وجل ‪ :‬كل نفس مبا كسبت رهينة إال أصحاب اليمني قال هم‬
‫أطفال املسلمني"‪، 376‬يعين أن أطفال املؤمنني يف اجلنة ‪ ،‬ألهنم مل يكتسبوا فريهتنوا بكسبهم‪.‬‬
‫ت َخ ِدجيَةُ‬ ‫ِ‬
‫وقد جاءت نصوص صرحية يف إدخال ذرية املؤمنني اجلنة‪ ،‬فمن ذلك حديث َعل ٍّى قَ َال‪َ :‬سأَلَ ْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :- -‬مُهَا ىِف النَّا ِر قَ َال‪َ :‬فلَ َّما َرأَى‬ ‫اهلِيَّ ِة؟ َف َق َال َر ُس ُ‬‫النَّىِب ‪ - -‬عن ولَ َدي ِن ماتَا هَل ا ىِف اجْل ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك قَ َال‪ :‬ىِف‬ ‫ول اللَّ ِه َف َولَدى ِمْن َ‬ ‫ت [‪ ;].....‬يَا َر ُس َ‬ ‫ضت ِه َما قَالَ ْ‬
‫ت م َكا َنهما ألَبغَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َكَراهيَةَ ىِف َو ْج ِه َها قَ َال‪ :‬لَ ْو َرأَيْ َ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجْل ن َِّة‪ ،‬مُثَّ قَ َال رس ُ ِ‬
‫ني َوأ َْوالَ َد ُه ْم ىِف النَّا ِر‪ ،‬مُثَّ‬‫ول اللَّه ‪ :- -‬إِ َّن املسلمني َوأ َْوالَ َد ُه ْم ىِف اجْلَنَّة َوإِ َّن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ان أَحْلَ ْقنَا هِبِ ْم ذُِّريَّاهِتِ ْم} [الطور‪. ]21 :‬‬
‫‪377‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪{ :- -‬والَّ ِذين آمنُوا واتَّبعْتهم ذُِّريَُّتهم بِِإميَ ٍ‬
‫ُْ‬ ‫َ َ َ َ ََ ُ ْ‬ ‫َقَرأَ َر ُس ُ‬
‫ت َعائِ َشةَ ‪ ،‬فَ َجاءَ النَّيِب ُّ ‪َ ،‬حىَّت َد َخ َل َعلَْي ِه َّن‬ ‫اع َدةً يِف بي ِ‬
‫َْ‬
‫وقَ َال ابن ِس ِريين ‪ :‬ح َّدثَْتيِن حبِيبةُ ‪ ،‬أَنَّها َكانَت قَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ث ‪ ،‬إِال ِجيءَ هِبِ ْم َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪َ ،‬حىَّت‬ ‫ِ‬
‫وت هَلَُما ثَالثَةٌ ِم َن الْ َولَد ‪ ،‬مَلْ َيْبلُغُوا احْلِْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما م ْن ُم ْسل َمنْي ِ مَيُ ُ‬
‫ين ‪َ :‬وال أ َْد ِري يِف الثَّالِثَِة ‪ ،‬أ َْو يِف الثَّانِيَ ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يُو َق ُفوا َعلَى بَاب اجْلَنَّة ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬حىَّت يَ ْد ُخ َل آبَ ُاؤنَا قَ َال ابْ ُن سري َ‬
‫ت عائِ َشةُ لِْلمرأ َِة ‪ :‬مَسِ ع ِ‬
‫‪ْ ،‬اد ُخلُوا اجْلَنَّةَ أَْنتُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم ‪َ ،‬ف َقالَ ْ َ‬
‫‪378‬‬
‫ت ‪َ :‬ن َع ْم‬ ‫ت ؟ قَالَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬

‫‪ - 375‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35781()325‬صحيح‬


‫‪ - 376‬املستدرك للحاكم; (‪ )3874‬صحيح‬
‫‪ - 377‬غاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 3173‬حسن‬
‫‪ - 378‬اآلحاد واملثاين (‪ )3304‬صحيح‬

‫‪120‬‬
‫ِ‬
‫ث إِالَّ‬ ‫وت هَلَُما ثَالَثَةُ أ َْوالَ ٍد مَلْ َيْبلُغُوا احْلِْن َ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « --‬ما م ْن ُم ْسل َمنْي ِ مَيُ ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ال هَلُ ُم ْاد ُخلُوا اجْلَنَّةَ‪ .‬قَ َال َفَي ُقولُو َن َحىَّت جَيِ ىءَ أ ََب َوانَا ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم بَِف ْ‬
‫ض ِل َرمْح َته اجْلَنَّةَ ‪َ .‬وقَ َال يُ َق ُ‬ ‫أ َْد َخلَ ُه ُم اللَّهُ َوإِيَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ث مَّر ٍ‬
‫ال هَلُ ُم ْاد ُخلُوا اجْلَنَّةَ أَْنتُ ْم َوأ ََب َوا ُك ْم »‪.379‬‬ ‫ك َفُي َق ُ‬ ‫ات ‪َ -‬فَي ُقولُو َن ِمثْ َل َذل َ‬ ‫قَ َال ثَالَ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث إِالَّ‬ ‫وت هَلَُما ثَالَثَةٌ ِم َن الْ َولَد مَلْ َيْبلُغُوا احْلِْن َ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ «: ‬ما م ْن ُم ْسل َمنْي ِ مَيُ ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ال هَلُ ُم ْاد ُخلُوا‬ ‫اب اجْلَن َِّة َفُي َق ُ‬
‫اب ِمن أ َْبو ِ‬
‫ْ َ‬
‫ض ِل رمْح َتِ ِه ‪ -‬قَ َال ‪ -‬وي ُكونُو َن َعلَى ب ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْد َخلَ ُه ُم اللَّهُ َوأ ََب َويْه ُم اجْلَنَّةَ ب َف ْ َ‬
‫ض ِل َرمْح َِة اللَّ ِه »‪.380‬‬ ‫ال هَلُ ُم ْاد ُخلُوا اجْلَنَّةَ أَْنتُ ْم َوأ ََب َوا ُك ْم بَِف ْ‬ ‫اجْلَنَّةَ َفَي ُقولُو َن َحىَّت جَيِ ىءَ أ ََب َوانَا َفُي َق ُ‬
‫وت هَلَُما ثَالثَةٌ ِم َن الْ َولَ ِد‪ ،‬إِال‬ ‫ِ‬ ‫ول ِ‬
‫‪":‬ما م ْن ُم ْسل َمنْي ِ مَيُ ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬ي ُق ُ َ‬
‫وعن مع ِاذ بن جب ٍل‪ ،‬قَ َال‪ :‬مَسِ عت رس َ ِ‬
‫ْ ُ َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫اح ٌد يَا‬‫ول اللَّ ِه؟ قَ َال‪":‬وا ْثَن ِ "‪ ;،‬قَالُوا‪ :‬وو ِ‬
‫ََ‬ ‫َ نْي‬ ‫ض ِل َرمْح َتِ ِه"‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬وا ْثَننْي ِ يَا َر ُس َ‬ ‫أ َْد َخ َل اللَّهُ َوالِ َديْ ِه ُما اجْلَنَّةَ بَِف ْ‬
‫ِ ‪381‬‬ ‫ول اللَّ ِه؟ قَ َال‪":‬وو ِ‬
‫ط لَيَ ُجُّر أ َُّمهُ بِ َسَر ِر ِه إِىَل اجْلَنَّة"‬ ‫‪":‬الس ْق َ‬
‫َن ِّ‬ ‫َّث أ َّ‬
‫اح ٌد"‪ ،‬مُثَّ َحد َ‬ ‫ََ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬حِب ِد ٍ‬ ‫ان فَما أَنْت حُمَدِّثِى َعن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬ ‫ات ىِل َ ْابنَ َ َ‬ ‫ت ألَىِب ُهَر ْيَر َة إِنَّهُ قَ ْد َم َ‬ ‫وع ْن أَىِب َح َّسا َن قَ َال ُقْل ُ‬ ‫َ‬
‫َح ُد ُه ْم أَبَاهُ ‪ -‬أ َْو قَ َال أ ََب َويِْه ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫يص اجْلَنَّة َيَتلَقَّى أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب به أَْن ُف َسنَا َع ْن َم ْوتَانَا قَ َال قَ َال َن َع ْم « صغَ ُار ُه ْم َد َعام ُ‬
‫تُطَيِّ ِِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهى ‪ -‬أ َْو قَ َال فَالَ َيْنتَ ِهى ‪َ -‬حىَّت‬ ‫ك َه َذا فَالَ َيَتنَ َ‬ ‫صن َفة َث ْوبِ َ‬ ‫آخ ُذ أَنَا بِ َ‬ ‫َفيَأْ ُخ ُذ بَِث ْوبِه ‪ -‬أ َْو قَ َال بِيَده ‪َ -‬ك َما ُ‬
‫‪382‬‬
‫يُ ْد ِخلَهُ اللَّهُ َوأَبَاهُ اجْلَنَّةَ »‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ك ‪ -‬قَ َال ‪َ " :‬ذ َرا ِر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫ي الْ ُم ْسلم َ‬ ‫وسى بْ ُن َو ْر َدا َن يَ ُش ُّ‬ ‫يما َي ْعلَ ُم ‪ُ -‬م َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َع ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬ف َ‬ ‫َ‬
‫‪383‬‬
‫يم ‪َ . " - -‬ر َواهُ أَمْح َ ُد‬ ‫ِ ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫اجْلَنَّة يَ ْك ُفلُ ُه ْم إ ْبَراه ُ‬
‫وعن أيب هريرة قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪ « :‬أطفال املسلمني يف جبل يف اجلنة يكفلهم إبراهيم وسارة حىت‬
‫‪384‬‬
‫يدفعوهم إىل آبائهم يوم القيامة »‬
‫ـــــــ‬
‫المبحث الثامن والعشرون‬
‫أكثر أهل الجنة‬

‫‪ - 379‬مسند أمحد(‪ )10903‬صحيح‬


‫‪ - 380‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 4‬ص ‪ )7395()68‬صحيح‬
‫‪ - 381‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ ) 16720()67‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 382‬صحيح مسلم(‪- ) 6870‬الدعموص ‪ :‬مجع الدعموص; وهو دويبة تكون ىف املاء أى أهنم صغار اجلنة ال يفارقوهنا ‪-‬الصنفة ‪ :‬طرف‬
‫الثوب‬
‫‪ - 383‬مسند أمحد(‪ )8547‬حسن‬
‫‪ - 384‬أمايل ابن بشران(‪ )925‬وأخبار أصبهان (‪ )1490‬حسن وانظر التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)156‬‬

‫‪121‬‬
‫أكثر من يدخل اجلنة الضعفاء الذين ال يأبه الناس هلم ‪ ،‬ولكنهم عند اهلل عظماء ‪ ،‬إلخباهتم لرهبم ‪،‬‬
‫ت َحا ِرثَةَ بْ َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫وتذللهم له ‪ ،‬وقيامهم حبق العبودية هلل ‪ ،‬روى البخاري ومسلم َع ْن َم ْعبَد بْ ِن َخالد قَ َال مَس ْع ُ‬
‫ف لَ ْو أَقْ َس َم‬ ‫ض ِّع ٍ‬‫يف ُمتَ َ‬ ‫ضعِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُخرِب ُ ُك ْم بِأ َْه ِل اجْلَنَّة ُك ُّل َ‬ ‫ول « أَالَ أ ْ‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اخْلَُزاع َّى قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫و ْه ٍ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ُخرِب ُ ُك ْم بِأ َْه ِل النَّا ِر ُك ُّل عُتُ ٍّل َج َّواظ ُم ْستَ ْك » ‪.‬‬
‫رِب ٍ ‪385‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَى اللَّه أل ََبَّرهُ ‪ ،‬أَالَ أ ْ‬
‫ف َحاله يِف‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قال النووي يف شرحه للحديث ‪" :‬ومعنَاه ‪ :‬يستَ ْ ِ‬
‫ضعفهُ; النَّاس َوحَيْتَقُرونَهُ َو َيتَ َجَّبُرو َن َعلَْيه ل َ‬ ‫ََْ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اها ‪ُ :‬مَت َواضع ُمتَ َذلِّل َخامل َواضع م ْن َن ْفسه ‪،‬‬ ‫ض َع َفهُ ‪َ ،‬وأ ََّما ِر َوايَة الْ َك ْسر فَ َم ْعنَ َ‬
‫استَ ْ‬
‫ض َّع َفه; َو ْ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬يُ َقال ‪ :‬تَ َ‬ ‫ُّ‬
‫َن أَ ْغلَب أ َْهل اجْلَنَّة‬ ‫ان ‪َ ،‬والْ ُمَراد أ َّ‬ ‫اضي ‪ :‬وقَ ْد ي ُكون الضَّعف هنَا ‪ِ :‬رقَّة الْ ُقلُوب ولِينها وإِخباهتَا لِإْلِ ميَ ِ‬ ‫قَ َال الْ َق ِ‬
‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫س الْ ُمَراد ااِل ْستِ َيعاب يِف الطََّر َفنْي ِ "‪.386‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َه ُؤاَل ء ‪َ ،‬ك َما أَن ُم ْعظَم أ َْهل النَّار الْق ْسم اآْل َخر ‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫اب اجْلَن َِّة فَ َكا َن َع َّامةَ َم ْن َد َخلَ َها‬ ‫ت َعلَى ب ِ‬
‫َ‬ ‫ُس َامةَ َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « قُ ْم ُ‬ ‫ويف صحيح البخاري َع ْن أ َ‬
‫ت َعلَى ب ِ‬ ‫ِ هِبِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫اب النَّا ِر قَ ْد أُمَر ْم إِىَل النَّا ِر ‪َ ،‬وقُ ْم ُ‬ ‫َص َح َ‬ ‫َن أ ْ‬‫وسو َن ‪َ ،‬غْيَر أ َّ‬ ‫اب اجْلَ ِّد حَمْبُ ُ‬‫َص َح ُ‬ ‫ني ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫الْ َم َساك ُ‬
‫ِّساءُ » ‪.387‬‬ ‫ِ ِ‬
‫النَّار فَإ َذا َع َّامةُ َم ْن َد َخلَ َها الن َ‬
‫ت أَ ْكَثَر أ َْهلِ َها الْ ُف َقَراءَ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ت ىِف اجْلَنَّة َفَرأَيْ ُ‬ ‫صنْي ٍ َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « اطَّلَ ْع ُ‬
‫ِ‬
‫ويف الصحيح َع ْن ع ْمَرا َن بْ ِن ُح َ‬
‫ِ‬
‫ِّساءَ »‪. 388‬‬ ‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬‫ت ىِف النَّا ِر َفَرأَيْ ُ‬
‫َواطَّلَ ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت يِف النَّا ِر‬ ‫ت اجْلَنَّةَ فَِإ َذا أَ ْكَثُر أ َْهل َها الْ ُف َقَراءُ ‪َ ،‬واطَّلَ ْع ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َع ْم ٍرو ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ت ِهَّر ًة هَلَا مَلْ تُطْعِ ْم َها ‪،‬‬ ‫ِ مِح‬ ‫فَِإ َذا أَ ْكثر أَهلِها النِّساء ‪ ،‬ورأَي ِ‬
‫ت ف َيها ثَالَثَةً يُ َع َّذبُو َن ‪ْ :‬امَرأًَة م ْن َْيَر طَُوالَةً َربَطَ ْ‬ ‫َُ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫َخا بَيِن َد ْع َد ٍع‬ ‫ض ‪ ،‬فَ ِهي َتْنهش ُقبلَها ودبرها ورأَي ِ‬ ‫اش األ َْر ِ‬ ‫َومَلْ تَ ْس ِق َها ‪َ ،‬ومَلْ تَ َد ْع َها تَأْ ُكل ِم ْن َخ َش ِ‬
‫ت ف َيها أ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ َُ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ول اهللِ‬ ‫اج مِبِحجنِ ِه فَِإ َذا فُ ِطن لَه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِمَّنَا َتعلَّق مِبِحجيِن ‪ ،‬والَّ ِذي سر َق ب َد َن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ يَت ْ َ ُ‬ ‫ََ َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الَّذي َكا َن يَ ْس ِر ُق احْلَ َّ ْ َ‬
‫‪389‬‬
‫‪.‬‬
‫وختاصم الرجال والنساء زمن الصحابة يف أكثر أهل اجلنة ‪ ،‬هل هم الرجال أم النساء ؟‬
‫ِ‬ ‫الرج ُ ىِف ِ‬ ‫ففي صحيح مسلم َعن حُمَ َّم ٍد قَ َال إِ َّما َت َف َ ِ‬
‫ِّساءُ َف َق َال أَبُو‬‫ال اجْلَنَّة أَ ْكَثُر أَم الن َ‬ ‫اخُروا َوإ َّما تَ َذا َكُروا ِّ َ‬ ‫ْ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر َوالَّىِت تَلِ َيها‬
‫صَ‬
‫ِ‬
‫ُهَر ْيَر َة أ ََومَلْ َي ُق ْل أَبُو الْ َقاس ِم ‪ « --‬إِ َّن أ ََّو َل ُز ْمَر ٍة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َعلَى ُ‬

‫‪ - 385‬صحيح البخارى (‪ ) 4918‬وصحيح مسلم(;‪) 7366‬‬


‫اجلواظ ‪ :‬اجلموع املنوع الذى جيمع; املال من أى جهة ومينع صرفه ىف سبيل اهلل ‪-‬العتل ‪ :‬الشديد اجلاىف الغليظ من الناس‬
‫‪ - 386‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)234‬‬
‫‪ - 387‬صحيح البخارى(‪- ) 5196‬اجلد ‪ :‬احلظ والسعادة والغىن‬
‫‪ - 388‬صحيح البخارى(‪ ) 3241‬وصحيح مسلم(;‪ ) 7114‬عنب ابن عباس‬
‫‪ - 389‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7489()534‬صحيح‬

‫‪122‬‬
‫ان يَُرى ُم ُّخ ُسوقِ ِه َما ِم ْن َو َر ِاء اللَّ ْح ِم‬ ‫السم ِاء لِ ُك ِّل ام ِر ٍئ ِمْنهم َزوجتَ ِ‬
‫ان ا ْثنَتَ ِ‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ى ىِف‬
‫ب ُد ِّر ٍّ‬‫َضوإِ َكو َك ٍ‬
‫َعلَى أ ْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َو َما ىِف اجْلَنَّة أ َْعَز ُ‬
‫‪390‬‬
‫ب »‪.‬‬
‫ِّساءُ أَيُّ ُه ْم يِف اجْلَن َِّة أَ ْكَثُر فَأََت ْوا أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬فَ َسأَلُوهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬قَ َال أَبُو‬ ‫ٍ‬
‫ال َوالن َ‬‫الر َج ُ‬‫ص َم ِّ‬ ‫اختَ َ‬ ‫وعن حُمَ َّمد قال ‪ْ :‬‬
‫اس ِم ‪ :‬أ ََّو ُل زمر ٍة تدخل اجْل نَّة ِمن أ َُّميِت علَى صور ِة الْقم ِر لَيلَة الْبد ِر ‪ ،‬مُثَّ الَّ ِذين يلُونهم علَى أَضوأِ‬ ‫الْ َق ِ‬
‫َ َ َُ ْ َ َْ‬ ‫َ ُ َ َ َ ْ َ َْ‬ ‫ُ َْ َْ ُ ُ َ َ َ‬
‫ان يَُرى ُم ُّخ ُسوقِ ِه َّن‬ ‫ك س ْفيا ُن ‪ -‬لِ ُك ِّل رج ٍل ِمْنهم َزوجتَ ِ‬
‫ان ا ْثنَتَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الس َم ِاء ُد ِّر ٍّ‬
‫ب يِف َّ‬ ‫َكو َك ٍ‬
‫َ ُ ُْ ْ َ‬ ‫ي أ َْو ُد ِّريء ‪َ -‬ش َّ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم ‪َ ،‬و َما يِف اجْلَنَّة أ َْعُز ُ‬
‫‪391‬‬
‫ب‪.‬‬
‫واحلديث واضح الداللة على أن النساء يف اجلنة أكثر من الرجال ‪ ،‬وقد احتج بعضهم على أن الرجال‬
‫أكثر حبديث (رأيتكن أكثر أهل النار ) ‪ ،‬واجلواب أنه ال يلزم من كوهنن أكثر أهل النار أن يكن أقل‬
‫ساكين اجلنة كما يقول ابن حجر العسقالين ‪ ،‬فيكون اجلمع بني احلديثني أن النساء أكثر أهل النار وأكثر‬
‫يكن أكثر من الرجال وجودا يف اخللق‪ .‬وميكن أن يقال ‪ :‬إن حديث أيب هريرة رضي‬ ‫أهل اجلنة ‪ ،‬وبذلك َّ‬
‫يدل على أن نوع النساء يف اجلنة أكثر سواء كن من نساء الدنيا أو من احلور العني ‪ ،‬والسؤال‬ ‫اهلل عنه ُّ‬
‫هو أيهما أكثر يف اجلنة ‪ :‬رجال الدنيا أم نساؤها ؟ وقد وفق القرطيب بني النصني بأن النساء يكن أكثر‬
‫أهل النار قبل الشفاعة وخروج عصاة املوحدين من النار ‪ ،‬فإذا خرجوا منها بشفاعة الشافعني ورمحة‬
‫أرحم الرامحني كن أكثر أهل اجلنة‪.‬‬
‫يدل على قلة النساء يف اجلنة وهو ما رواه أمحد َع ْن عُ َم َار َة بْ ِن ُخَزمْيَةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬بْينَا حَنْ ُن َم َع‬ ‫وهناك ما ُّ‬
‫ب ‪ ،‬إِ ْذ قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫عم ِرو ب ِن الْع ِ ِ‬
‫اص يِف َح ٍّج ‪ ،‬أ َْو عُ ْمَر ٍة ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬بْينَ َما حَنْ ُن َم َع َر ُسول اهلل ‪‬يِف َه َذا الش ْ‬
‫ِّع ِ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫الر ْجلَنْي ِ ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول‬ ‫ص ُم ‪ ،‬أَمْح َُر املْن َقا ِر َو ِّ‬ ‫اب أ َْع َ‬
‫انْظُُروا ‪َ ،‬ه ْل َتَر ْو َن َشْيئًا ؟ َف ُق ْلنَا ‪َ :‬نَرى غ ْربَانًا ف َيها غَُر ٌ‬
‫ِ ِ ‪392‬‬
‫اب يِف الْغ ْربَان"‬ ‫اهلل ‪ :‬الَ ي ْد ُخل اجْل نَّةَ ِمن النِّس ِاء ‪ ،‬إِالَّ من َكا َن ِمْنه َّن ِمثْل َه َذا الْغُر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 390‬صحيح مسلم(‪) 7325‬‬


‫‪ - 391‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7420()437‬صحيح‬
‫‪ - 392‬مسند أمحد(‪ )18243‬صحيح‬

‫‪123‬‬
‫المبحث التاسع والعشرون‬
‫مقدار ما يدخل الجنة من هذه األمة‬

‫صنْي ٍ قَ َال ُكْن ُ‬


‫ت‬ ‫يدخل من هذه األمة اجلنة مجوع كثرية اهلل أعلم بعددهم ‪ ،‬ففي صحيح البخاري َع ْن ُح َ‬
‫يد بْ ِن ُجَبرْيٍ َف َق َال َح َّدثَىِن ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫ِعْن َد سعِ ِ‬
‫َخ َذ النَّىِب ُّ مَيُُّر‬ ‫ت َعلَ َّى األ َُم ُم ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ضْ‬ ‫اس قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « - -‬عُ ِر َ‬ ‫َ‬
‫الن َفُر ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ مَيُُّر َم َعهُ الْ َع َشَرةُ ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ مَيُُّر َم َعهُ اخْلَ ْم َسةُ ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ مَيُُّر َو ْح َدهُ ‪،‬‬ ‫َم َعهُ األ َُّمةُ ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ مَيُُّر َم َعهُ َّ‬
‫ِ‬ ‫ت يا ِجرْبِ يل َه ُؤالَ ِء أ َُّمىِت قَ َال الَ ولَ ِك ِن انْظُر إِىَل األُفُ ِق ‪َ .‬فنَظَر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفنَظَر ُ ِ‬
‫ت فَإ َذا َس َو ٌاد َكثريٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت فَإ َذا َس َو ٌاد َكثريٌ ُقْل ُ َ‬ ‫ْ‬
‫مِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو َ قَ َال َكانُوا‬ ‫اب ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫اب َعلَْي ِه ْم َوالَ َع َذ َ‬ ‫َّام ُه ْم ‪ ،‬الَ ح َس َ‬ ‫ك ‪َ ،‬و َه ُؤالَء َسْبعُو َن أَلْ ًفا قُد َ‬ ‫‪ .‬قَ َال َه ُؤالَء أ َُّمتُ َ‬
‫حِم‬
‫ص ٍن َف َق َال‬ ‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫الَ يَكَْت ُوو َن ‪َ ،‬والَ يَ ْسَت ْرقُو َن ‪َ ،‬والَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬و َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن » ‪َ .‬ف َق َام إِلَْي ِه عُ َّك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخُر قَ َال ْادعُ اللَّهَ أَ ْن جَيْ َعلَىِن‬ ‫اج َع ْلهُ مْن ُه ْم » ‪ .‬مُثَّ قَ َام إِلَْيه َر ُج ٌل َ‬ ‫ْادعُ اللَّهَ أَ ْن جَيْ َعلَىِن مْن ُه ْم ‪ .‬قَ َال « اللَّ ُه َّم ْ‬
‫اشةُ »‪. 393‬‬ ‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫ِمْن ُه ْم ‪ .‬قَ َال « َسَب َق َ‬
‫ت َعلَ َّى األ َُم ُم‬ ‫ضْ‬ ‫اس ‪ -‬رضى اهلل عنهما ‪ -‬قَ َال َخَر َج َعلَْينَا النَّىِب ُّ ‪َ - -‬ي ْو ًما َف َق َال « عُ ِر َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫ت َس َو ًادا‬ ‫َح ٌد ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫س َم َعهُ أ َ‬ ‫ط ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ لَْي َ‬‫الر ْه ُ‬‫الر ُجالَ ِن ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ َم َعهُ َّ‬ ‫الر ُج ُل َوالنَّىِب ُّ َم َعهُ َّ‬
‫فَ َج َع َل مَيُُّر النَّىِب ُّ َم َعهُ َّ‬
‫ت َس َو ًادا َكثِ ًريا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ىِل انْظُْر ‪َ .‬فَرأَيْ ُ‬ ‫وسى َو َق ْو ُمهُ ‪ .‬مُثَّ ق َ‬ ‫يل َه َذا ُم َ‬ ‫ت أَ ْن يَ ُكو َن أ َُّمىِت ‪ ،‬فَق َ‬ ‫َكث ًريا َس َّد األُفُ َق َفَر َج ْو ُ‬
‫ك ‪َ ،‬و َم َع َه ُؤالَ ِء‬ ‫ِ‬
‫يل َه ُؤالَء أ َُّمتُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َس َو ًادا َكث ًريا َس َّد األُفُ َق فَق َ‬ ‫يل ىِل انْظُْر َه َك َذا َو َه َك َذا ‪َ .‬فَرأَيْ ُ‬
‫ِ‬
‫َس َّد األُفُ َق فَق َ‬
‫اب النَّىِب ِّ ‪- -‬‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬
‫َص َح ُ‬ ‫َسْبعُو َن أَلْ ًفا يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ بغَرْي ح َساب » ‪َ .‬فَت َفَّر َق الن ُ‬
‫َّاس َومَلْ يَُبنَّي ْ هَلُ ْم ‪َ ،‬فتَ َذا َكَر أ ْ‬
‫َف َقالُوا أ ََّما حَنْ ُن َف ُولِ ْدنَا ىِف الش ِّْر ِك ‪َ ،‬ولَ ِكنَّا َآمنَّا بِاللَّ ِه َو َر ُسولِِه ‪َ ،‬ولَ ِك ْن َه ُؤالَ ِء ُه ْم أ َْبنَ ُاؤنَا ‪َ ،‬فَبلَ َغ النَّىِب َّ ‪- -‬‬
‫َّ ِ‬
‫اشةُ‬‫ين الَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬والَ يَ ْسَت ْرقُو َن ‪َ ،‬والَ يَكَْت ُوو َن ‪َ ،‬و َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن » ‪َ .‬ف َق َام عُ َّك َ‬ ‫َف َق َال « ُه ُم الذ َ‬
‫ك هِبَا‬ ‫آخُر َف َق َال أ َِمْن ُه ْم أَنَا َف َق َال « َسَب َق َ‬ ‫بن حِم ْص ٍن َف َق َال أ َِمْنهم أَنَا يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه قَ َال « َن َع ْم » ‪َ .‬ف َق َام َ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬ ‫ُْ َ‬
‫عُ َّك َ‬
‫‪394‬‬
‫اشةُ » ‪.‬‬
‫ط ‪َ ،‬والنَّيِب َّ َو َم َعهُ َر ُج ٌل ‪،‬‬ ‫ت النَّيِب َّ َو َم َعهُ َر ْه ٌ‬ ‫ت َعلَ َّي اأْل َُم ُم ‪َ ،‬فَرأَيْ ُ‬ ‫ضْ‬ ‫اس َع ِن النَّيِب ِّ ‪‬قَ َال ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫وعن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫وسى َو َق ْو ُمهُ ‪َ ،‬ولَ ِك ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ‪َ :‬ه َذا ُم َ‬ ‫ت ‪َ :‬هذه أ َُّميِت ؟ فَق َ‬ ‫يم ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َح ٌد ‪ ،‬إ ْذ ُرف َع يِل َس َو ٌاد َعظ ٌ‬ ‫س َم َعهُ أ َ‬ ‫َوالنَّيِب َّ َولَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ب َ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَِإذَا َسو ٌاد َع ِظيم ‪ ،‬مُثَّ قِيل يِل ‪ :‬انْظُر إِىَل َه َذا اجْلَانِ ِ‬ ‫انْظُْر إِىَل اأْل ُفُ ِق ‪َ ،‬فنَظَْر ُ‬
‫اآلخ ِر ‪ ،‬فَإذَا َس َو ٌاد َعظ ٌ‬
‫يم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اب والَ َع َذ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض النَّيِب ُّ ‪ ،‬فَ َد َخ َل‬ ‫اب ‪ ،‬مُثَّ َن َه َ‬ ‫ك َو َم َع ُه ْم َسْبعُو َن أَلْ ًفا يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ بغَرْي ح َس َ‬ ‫يل يِل ‪ :‬أ َُّمتُ َ‬ ‫‪ ،‬فَق َ‬
‫ك ‪ ،‬وقَالُوا ‪ :‬من َه ُؤالَ ِء الَّ ِذين ي ْد ُخلُو َن اجْل نَّةَ بِغَرْيِ ِحس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ُه ْم لَ َعلَّ ُه ُم‬ ‫اب ؟ َف َق َال ‪َ :‬ب ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫اض الْ َق ْو ُم يِف ذَل َ َ‬ ‫‪ ،‬فَ َخ َ‬
‫ط ‪َ ،‬وذَ َكُروا‬ ‫ين ُولِ ُدوا يِف ا ِإل ْسالَِم ‪َ ،‬ومَلْ يُ ْش ِر ُكوا بِاللَّ ِه قَ ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ض ُه ْم ‪ :‬لَ َعلَّ ُه ُم الذ َ‬ ‫صحبُوا النَّيِب َّ ‪َ ،‬وقَ َال َب ْع ُ‬
‫الَّ ِذين ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ - 393‬صحيح البخارى(‪) 6541‬‬
‫‪ - 394‬صحيح البخارى(‪) 5752‬‬

‫‪124‬‬
‫َخَبُروهُ مِب ََقالَتِ ِه ْم ‪َ ،‬ف َق َال ‪ُ :‬ه ُم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وضو َن فيه ؟ فَأ ْ‬ ‫أَ ْشيَاءَ ‪ ،‬فَ َخَر َج إِلَْي ِه ُم النَّيِب ُّ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا الَّذي ُكْنتُ ْم خَتُ ُ‬
‫حِم‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ٍن‬‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫ين الَ يَكَْت ُوو َن ‪َ ،‬والَ يَ ْسَتْرقُو َن ‪َ ،‬والَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬و َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن ‪َ ،‬ف َق َام عُ َّك َ‬ ‫الذ َ‬
‫آخُر َف َق َال ‪ :‬أَنَا ِمْن ُه ُم يَا‬ ‫ت مْن ُه ْم ‪ ،‬مُثَّ قَ َام َر ُج ٌل َ‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬أَنْ ِ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَنَا ِمْن ُه ُم يَا َر ُس َ‬ ‫َس ِد ُّ‬
‫األ َ‬
‫اشةُ‪.395 .‬‬ ‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫اهلل ؟ قَ َال ‪َ :‬سَب َق َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ت علَى األُمم ‪ ،‬فَجعل النَّىِب والنَّبِيَّ ِ‬ ‫اس قَ َال رس ُ ِ‬
‫ان مَيُُّرو َن َم َع ُه ُم‬ ‫ض ْ َ َّ َ ُ َ َ َ ُّ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ « - -‬عُ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫وقَ َال َح َّد َثنَا ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ىِل‬
‫وسى َو َق ْو ُمهُ‬ ‫يل َه َذا ُم َ‬ ‫ت َما َه َذا أ َُّمىِت َهذه ق َ‬ ‫يم ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫َح ٌد ‪َ ،‬حىَّت ُرف َع َس َو ٌاد َعظ ٌ‬ ‫س َم َعهُ أ َ‬ ‫ط ‪َ ،‬والنَّىِب ُّ لَْي َ‬ ‫الر ْه ُ‬
‫َّ‬
‫الس َم ِاء فَِإ َذا َس َو ٌاد‬ ‫اق َّ‬ ‫‪ .‬قِيل انْظُر إِىَل األُفُ ِق ‪ .‬فَِإ َذا سو ٌاد مَيْألُ األُفُق ‪ ،‬مُثَّ قِيل ىِل انْظُر ها هنَا وها هنَا ىِف آفَ ِ‬
‫ْ َ ُ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫اب ‪ ،‬مُثَّ َد َخ َل َومَلْ يَُبنِّي ْ هَلُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك وي ْد ُخل اجْل نَّةَ من َه ُؤالَء سْبعو َن أَلْ ًفا بِغَرْيِ حس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫يل َهذه أ َُّمتُ َ َ َ ُ َ ْ‬ ‫قَ ْد َمألَ األُفُ َق ق َ‬
‫ين ُولِ ُدوا ىِف ا ِإل ْسالَِم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َآمنَّا باللَّه ‪َ ،‬واتََّب ْعنَا َر ُسولَهُ ‪َ ،‬فنَ ْح ُن ُه ْم أ َْو أ َْوالَ ُدنَا الذ َ‬
‫َّ ِ‬
‫اض الْ َق ْو ُم َوقَالُوا حَنْ ُن الذ َ‬ ‫فَأَفَ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ىِف ِ ِ ِ‬
‫ين الَ يَ ْسَت ْرقُو َن ‪َ ،‬والَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬والَ‬ ‫فَإنَّا ُول ْدنَا اجْلَاهليَّة ‪َ .‬فَبلَ َغ النَّىِب َّ ‪ - -‬فَ َخَر َج َف َق َال ُه ُم الذ َ‬
‫حِم‬
‫ول اللَّ ِه قَ َال « َن َع ْم » ‪َ .‬ف َق َام‬ ‫ص ٍن أ َِمْن ُه ْم أَنَا يَا َر ُس َ‬
‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫يَكَْت ُوو َن َو َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن » ‪َ .‬ف َق َال عُ َّك َ‬
‫اشةُ » ‪.396‬‬ ‫ك عُ َّك َ‬ ‫آخُر َف َق َال أ َِمْن ُه ْم أَنَا قَ َال « َسَب َق َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ه ِذ ِه أ َُّميِت ؟‬ ‫يم ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَ َّي األ َُم ُم ‪ ،‬فَإ َذا َس َو ٌاد َعظ ٌ‬ ‫ضْ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬عُ ِر َ‬
‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫ت فَِإ َذا َس َو ٌاد قَ ْد َمألَ األُفُ ِق ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل يِل ‪ :‬اُنْظُْر إِىَل األُفُ ِق ‪َ ،‬فنَظَْر ُ‬ ‫وسى َو َق ْو ُمهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ ق َ‬ ‫يل ‪َ :‬ه َذا ُم َ‬ ‫فَق َ‬
‫اب‪.‬‬‫ك ‪ ،‬وي ْد ُخل اجْل نَّةَ ِسو َاها سْبعو َن أَلْ ًفا بِغَرْيِ ِحس ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يل ‪َ :‬هذه أ َُّمتُ َ َ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫فَق َ‬
‫ين َآمنَّا بِاَللَّ ِه َواتََّب ْعنَا ُر ُسولَهُ ‪َ ،‬فنَ ْح ُن‬ ‫َّ ِ‬ ‫مُثَّ دخل رس ُ ِ‬
‫اض الْ َق ْو ُم ‪َ ،‬ف َقالُوا ‪ :‬حَنْ ُن الذ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬ومَلْ يَُبنِّي ْ هَلُ ْم ‪ ،‬فَأَفَ َ‬ ‫ََََُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ك رس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هم ‪ ،‬أَو أَوالَدنَا الَّ ِذ ِ‬
‫ين الَ يَ ْسَتْرقُو َن ‪،‬‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬ف َق َال ‪ُ :‬ه ُم الذ َ‬ ‫ين ُول ُدوا يِف ا ِإل ْسالَم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَبلَ َغ َذل َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ ْ ُ‬
‫‪397‬‬
‫َوالَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬والَ يَكَْت ُوو َن ‪َ ،‬و َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات لَْيلَ ٍة َحىَّت أَ ْكَثْرنَا احْلَد َ‬
‫يث‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬ذ َ‬
‫ود ‪ ،‬ر ِضي اللَّه عْنه قَ َال ‪ :‬حَت َّد ْثنَا ِعْن َد رس ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َم ْسعُ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫وت ‪َ ،‬فلَ َّما أَصبحنَا َغ َدونَا إِىَل رس ِ ِ‬ ‫مُثَّ َتراجعنَا إِىَل الْبي ِ‬
‫ت َعلَ َّي األَنْبيَاءُ‬ ‫ضْ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صابَةُ ‪،‬‬ ‫الم اللَّْيلَةَ بِأَْتبَاع َها م ْن أُمَم ِه ْم ‪ ،‬فَ َج َع َل جَي يءُ النَّيِب ُّ َو َم َعهُ الثَّالثَةُ م ْن َق ْومه ‪َ ،‬والنَّيِب ُّ َو َم َعهُ; الْع َ‬ ‫الس ُ‬ ‫َعلَْي ِه ُم َّ‬
‫وسى بْ ِن ِع ْمرا َن ‪ ،‬يِف‬ ‫َح ٌد ‪َ ،‬حىَّت أُيِت َ َعلَى ُم َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫والنَّيِب ومعه َّ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫س َم َعهُ م ْن َق ْومه أ َ‬ ‫الن َفُر م ْن َق ْومه ‪َ ،‬والنَّيِب ُّ لَْي َ‬ ‫َ ُّ َ َ َ ُ‬
‫وسى بْ ُن ِع ْمَرا َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫وك ُم َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ت ‪َ :‬م ْن َه ُؤالء ؟ َف َق َال ‪َ :‬ه َذا أ ُ‬ ‫يل َفلَ َّما َرأ َْيُت ُه ْم أ َْع َجبُويِن ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َكْب َكبَة م ْن بَيِن إ ْسَرائ َ‬
‫ك ‪ ،‬فَِإذَا الظَِّر ُ‬
‫اب‬ ‫ب ‪ ،‬فَأَيْ َن أ َُّميِت ؟ قَ َال ‪ :‬انْظُْر َع ْن مَيِينِ َ‬ ‫ت ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫يل ‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الم َو َم ْن تَب َعهُ م ْن بَيِن إ ْسَرائ َ‬ ‫الس ُ‬‫َعلَْي ِه َّ‬

‫‪ - 395‬صحيح مسلم(‪ ) 549‬وصحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪)6430()339‬‬


‫‪ - 396‬صحيح البخارى(‪) 5705‬‬
‫‪ - 397‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 7‬ص ‪ )24088()425‬صحيح‬

‫‪125‬‬
‫يت ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وه ِّ ِ‬ ‫ِظراب م َّكةَ قَ ْد س َّد بِوج ِ‬
‫يل ‪َ :‬ه ْل َرض َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَق َ‬ ‫يل ‪ :‬أ َُّمتُ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬م ْن َه ُؤالء ؟ فَق َ‬ ‫ت ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫الر َجال ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫يل يِل ‪ :‬إِ َّن َم َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف ُق ْلت ‪ :‬رضيت ‪ ،‬مُثَّ قيل ‪ :‬انْظُر َعن يسا ِر َك ‪ ،‬فَِإ َذا األُفُق قَ ْد س َّد بِوجوه ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َجال ‪ ،‬مُثَّ ق َ‬ ‫ُ ُ ُُ‬ ‫ْ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫حِم‬ ‫ِ‬
‫ني أَلْ ًفا ي ْد ُخلُو َن اجْل نَّةَ بِال حس ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسد بْ ِن ُخَزمْيَةَ‬ ‫َخو بَيِن أ َ‬ ‫ص ٍن أ ُ‬ ‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫اب َعلَْي ِه ْم قَ َال ‪ :‬فَأَنْ َشأَ عُ َّك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َه ُؤالء َسْبع َ َ‬
‫اج َع ْلهُ ِمْن ُه ْم قَ َال ‪ :‬مُثَّ أَنْ َشأَ َر ُج ٌل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا نَيِب َّ اهلل ‪ْ ،‬ادعُ اللَّهَ َعَّز َو َج َّل أَ ْن جَيْ َعلَيِن مْن ُه ْم قَ َال ‪ :‬اللَّ ُه َّم ْ‬
‫اشةُ ‪ ،‬مُثَّ قَ َال نَيِب ُّ‬ ‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫ك َعَّز َو َج َّل أَ ْن جَيْ َعلَيِن ِمْن ُه ْم قَ َال ‪ :‬لََق ْد َسَب َق َ‬ ‫اهلل ‪ْ ،‬ادعُ َربَّ َ‬ ‫آخر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يا نَيِب ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أَلْ ًفا فَ ُكونُوا ‪،‬‬ ‫استَطَ ْعتُ ْم أَ ْن تَ ُكونُوا م َن َّ‬ ‫اهلل ‪ :‬ف َداءٌ لَ ُك ْم أَيِب َوأ ُِّمي ‪ ،‬إِن ْ‬
‫‪398‬‬
‫السْبع َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يث ‪ ،‬مُثَّ َر َج ْعنَا إِىَل‬ ‫ات لَْيلَ ٍة َحىَّت أَ ْكَر ْينَا احْلَد َ‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬ذ َ‬
‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬حَت َّد ْثنَا ِعْن َد رس ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت َعلَ َّي اللَّْيلَةَ األَنْبِيَاءُ َوأُمَمُُه ْم َوأَْتبَاعُ َها ِم ْن‬ ‫منَا ِزلِنَا ‪َ ،‬فلَ َّما أَصبحنَا َغ َدونَا علَي ِه ‪َ ،‬ف َق َال رس ُ ِ‬
‫ضْ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫صابَةُ م ْن أ َُّمته ‪َ ،‬والنَّيِب ُّ َولَْي َ‬ ‫أُمَم َها ‪ ،‬فَ َج َع َل النَّيِب ُّ مَيُُّر ‪َ ،‬و َم َعهُ; الثَّالَثَةُ م ْن أ َُّمته ‪َ ،‬و َج َع َل النَّيِب ُّ مَيُُّر ‪َ ،‬و َم َعهُ الْع َ‬
‫وسى بْ ُن ِع ْمَرا َن يِف َكْب َكبَ ٍة ِم ْن بَيِن‬ ‫اح ُد ِمن أ َُّمتِ ِه ‪ ،‬والنَّيِب لَيس معه أ ِ ِ ِ‬
‫َح ٌد م ْن أ َُّمته ‪َ ،‬حىَّت َمَّر ُم َ‬ ‫َ ُّ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫معه إِالَّ الْو ِ‬
‫َ‬ ‫ََُ‬
‫وسى بْ ُن ِع ْمَرا َن ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وك ُم َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬م ْن َه ُؤالَء ؟ قَ َال ‪ :‬أ ُ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫يل َفلَ َّما َرأ َْيُت ُه ْم أ َْع َجبُويِن ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬‫إ ْسَرائ َ‬
‫ك ‪َ ،‬فنَظَرت ‪ ،‬فَِإ َذا الظِّر ِ‬ ‫ب ‪ ،‬فَأَين أ َُّميِت ؟ قَ َال ‪ :‬انْظُر َعن مَيِينِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب‬
‫اب ظَر ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ِّ ْ َ‬ ‫يل ُق ْل ُ‬ ‫تَب َعهُ م ْن بَيِن إ ْسَرائ َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وه ِّ ِ‬ ‫م َّكةَ ‪ ،‬قَ ِد اسو َّد بِوج ِ‬
‫يت ؟ َف ُق ْل ُ‬ ‫ك ‪ ،‬أ ََرض َ‬ ‫ب ‪َ ،‬م ْن َه ُؤالَء ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ُؤالَء أ َُّمتُ َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫الر َجال ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا‬ ‫الر َجال ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫وجوه ِّ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ َذا اأْل ُفُ ُق قَ ْد ُس َّد ب ُ‬ ‫يت ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬انْظُْر َع ْن يَ َسا ِرك ‪َ ،‬فنَظَْر ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ ْد َرض ُ‬ ‫يَا َر ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬أَر ِضيت ؟ َف ُق ْلت ‪ :‬ر ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪ :‬فَِإ َّن َم َع َه ُؤالَء َسْبع َ‬
‫ني‬ ‫يت ‪ ،‬ق َ‬ ‫ب َرض ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ب ‪َ ،‬م ْن َه ُؤالَء ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ُؤالَء أ َُّمتُ َ َ َ‬ ‫َر ِّ‬
‫اشةُ بن حِم ْص ٍن أَح ُد بيِن أَس ِد ب ِن خزمْيَةَ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫أَلْ ًفا بِالَ ِحس ٍ‬
‫ول اهلل ‪ْ ،‬ادعُ‬ ‫َ َُ‬ ‫اب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأَنْ َشأَ عُ َّك َ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ْ ،‬ادعُ اللَّهَ أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّهَ أَ ْن جَيْ َعلَيِن مْن ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَإن َ‬
‫آخُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّك مْن ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ أَنْ َشأَ َ‬
‫حِم‬
‫ص ٍن‪.‬‬ ‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫جَيْ َعلَيِن ِمْن ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬سَب َق َ‬
‫‪399‬‬
‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس ْه َل‬‫ت أ َُّميِت قَ ْد َملَئُوا َّ‬ ‫يت األ َُم َم بِالْ َم ْوس ِم َفَرأَيْ ُ‬ ‫ول اهلل ‪‬قَ َال ‪ :‬أُِر ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َم ْسعُود ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َم َع َه ُؤالَ ِء َسْبعُو َن أَلْ ًفا‬ ‫يت ؟ ُقْل ُ‬
‫ِ‬
‫يل يِل ‪ :‬أ ََرض َ‬
‫ِ‬
‫َع َجبَيِن َك ْثَر ُت ُه ْم َو َهْيأَُت ُه ْم فَق َ‬ ‫َواجْلَبَ َل فَأ ْ‬
‫اشةُ‬‫اب الَ يَكَْت ُوو َن َوالَ َيتَطََّيُرو َن َوالَ يَ ْسَتْرقُو َن َو َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن ‪َ ،‬ف َق َام عُ َّك َ‬ ‫ي ْد ُخلُو َن اجْل نَّةَ بِغَرْيِ ِحس ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اج َع ْلهُ ِمْن ُه ْم‬ ‫اهلل ْادع اللَّه أَ ْن جَي علَيِن ِمْنهم َف َق َال رس ُ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َس ِد ُّ‬ ‫حِم‬
‫ول اهلل ‪ :‬اللَّ ُه َّم ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫ي َف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ص ٍن األ َ‬ ‫بْ ُن ْ َ‬
‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫ول ِ‬ ‫آخُر َف َق َال ‪ْ :‬ادعُ اللَّهَ َعَّز َو َج َّل أَ ْن جَيْ َعلَيِن ِمْن ُه ْم َف َق َال َر ُس ُ‬
‫‪400‬‬
‫اشةُ‪.‬‬ ‫اهلل ‪َ :‬سَب َق َ‬ ‫‪َ ،‬ف َق َام َ‬

‫‪ - 398‬اآلحاد واملثاين(‪ )250‬صحيح‬


‫‪ - 399‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7346()341‬صحيح‬
‫‪ - 400‬مسند الطيالسي(‪ )350‬صحيح‬

‫‪126‬‬
‫وال شك أن أمة حممد ‪‬أكثر من بين إسرائيل بكثري ‪ ،‬ومن كل األمم جمتمعة ‪ ،‬فعن َعطَاءَ بن يَ َسا ٍر أ َّ‬
‫َن‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫يد ‪َ ،‬ج َعلُوا يَ ْستَأْ ِذنُو َن َر ُس َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪‬حىَّت إِ َذا ُكنَّا بِالْ َك ِد ِ‬ ‫اعةَ اجْل هيِن َّ ح َّدثَه قَ َال ‪ :‬أَْقب ْلنَا مع مع رس ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ ََ َ ُ‬ ‫ِرفَ َ ُ َ َ ُ‬
‫ض إِلَْي ُك ْم ِم َن الش ِّ‬ ‫ال ِش ِّق الشَّجر ِة الَّيِت تَلِي رس َ ِ‬ ‫‪‬إِىَل أ ََهالِي ِه ْم ‪َ ،‬فيَأْ َذ ُن هَلُ ْم ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما بَ ُ‬
‫ِّق‬ ‫ول اللَّه ‪‬أ َْبغَ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه إِ َّن الَّذي يَ ْستَأْذنُ َ‬ ‫اك ‪َ ،‬ف َق َال َر ُج ٌل ِم َن الْ َق ْوِم ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ك ِمن الْ َقوِم إِال ب ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخ ِر ؟ َفلَ ْم يَُر َب ْع َد َذل َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ال إِلَهَ‬ ‫وت َعْب ٌد َش ِه َد َش َه َاد َة أ َّ‬‫َب ْع َد َه َذا لَ َسفيهٌ ‪ ،‬فَ َحم َد اللَّهَ َوأَْثىَن َخْيًرا ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَ ْش َه ُد عْن َد اللَّه ال مَيُ ُ‬
‫ك بِِه يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬ولََق ْد َو َع َديِن َريِّب أ ْن‬ ‫ِ‬ ‫َن حُم َّم ًدا رس ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ِّد إِال ُسل َ‬ ‫ول اللَّه ص ْدقًا م ْن َق ْلبِه ‪ ،‬مُثَّ يُ َسد ُ‬ ‫إال اللَّهُ َوأ َّ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫اب ‪َ ،‬وإِيِّن أل َْر ُجو أَ ْن ال تَ ْد ُخلُوا َحىَّت َتتََب َّوءُوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َعلَْي ِه ْم َوال َع َذ َ‬ ‫ني أَلْ ًفا ال ح َس َ‬ ‫يُ ْدخ َل اجْلَنَّةَ م ْن أ َُّميِت َسْبع َ‬
‫صلَ َح ِم ْن أ َْز َو ِاج ُك ْم َو َذ َرا ِريِّ ُك ْم َم َساكِ َن يِف اجْلَن َِّة ‪.401‬‬‫أَْنتُ ْم َو َم ْن َ‬
‫ول ‪َ :‬و َع َديِن َريِّب أَ ْن‬ ‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ول ‪ :‬مَسِ ْعت َر ُس َ‬ ‫اهلِ َّي َي ُق ُ‬
‫وعن حُم َّم ِد ب ِن ِزي ٍاد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَسِ عت أَبا أُمامةَ الْب ِ‬
‫ْ ُ َ ََ َ‬ ‫َْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫اب ‪َ ,‬وثَالَ ُ‬ ‫اب َعلَْي ِه ْم ‪َ ،‬والَ َع َذ َ‬ ‫ني أَلْ ًفا ‪َ ,‬م َع ُك ِّل أَلْف َسْبعُو َن أَلْ ًفا ‪ ,‬الَ ح َس َ‬ ‫يُ ْدخ َل اجْلَنَّةَ م ْن أ َُّميِت َسْبع َ‬
‫‪402‬‬
‫ات َريِّب ‪.‬‬ ‫ات ِمن حَثي ِ‬ ‫حَثي ٍ‬
‫ْ ََ‬ ‫ََ‬
‫حثيات ‪ :‬احلثيات مجع حثية ‪ ،‬وهي الغرفة بالكف ‪ ،‬يقال ‪ :‬حثا حيثو وحيثي‪.‬‬
‫ف أَْنتُ ْم َو ُربُ ُع اجْلَن َِّة ‪ ,‬لَ ُك ْم ُربُعُ َها ‪َ ,‬ولِ َسائِِر الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬كْي َ‬ ‫َُ‬
‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ف أَْنتُ ْم َوثُلُُث َها ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬فَ َذ َاك َكثِريٌ ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ثَالَثَةُ أ َْربَاع َها ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َقالُوا ‪ :‬اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َكْي َ‬
‫اهلل ‪ :‬أ َْهل اجْل ن َِّة يوم الْ ِقيام ِة ِع ْشرو َن و ِمئَةُ ص ٍ‬
‫ف‬ ‫ول ِ‬ ‫الشطُْر ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬فَ َذ َاك أَ ْكَثُر ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ف أَْنتُ ْم َو َّ‬ ‫فَ َكْي َ‬
‫ُ َ َْ َ َ َ ُ َ َ‬
‫‪ ,‬أَْنتُ ْم مَثَانُو َن َ‬
‫‪403‬‬
‫صفًّا‪.‬‬
‫ِ ‪404‬‬
‫ف ‪ ،‬مَثَانُو َن ِم ْن َه ِذ ِه األ َُّمة‪.‬‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ َْه ُل اجْلَنَّة ع ْشُرو َن َومئَةُ َ‬ ‫وع ْن َك ْع ٍ‬ ‫َ‬
‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ول‬
‫آد ُم ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ َت َعاىَل يَا َ‬ ‫ى ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ف‬‫ث النَّا ِر قَ َال ِمن ُك ِّل أَلْ ٍ‬ ‫ث النَّا ِر ‪ .‬قَ َال َو َما َب ْع ُ‬ ‫ِج َب ْع َ‬ ‫ك َواخْلَْيُر ىِف يَ َديْ َ‬
‫ْ‬ ‫َخر ْ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ك ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ك َو َس ْع َديْ َ‬ ‫لََّبْي َ‬
‫ِ‬ ‫تِسع ِمائٍَة وتِسعةً وتِسعِني ‪ ،‬فَعِْن َده ي ِشيب َّ ِ‬
‫َّاس ُس َك َارى ‪،‬‬ ‫ض ُع ُك ُّل َذات مَحْ ٍل مَحْلَ َها ‪َ ،‬وَتَرى الن َ‬ ‫الصغريُ ‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َْ َ َْ َ ْ َ‬
‫اح ُد قَ َال « أَبْ ِشُروا فَِإ َّن‬ ‫ك الْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما هم بِس َكارى ‪ ،‬ولَ ِك َّن ع َذاب اللَّ ِه َش ِدي ٌد » ‪ .‬قَالُوا يا رس َ َّ ِ‬
‫ول الله َوأَيُّنَا َذل َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ ْ ُ َ َ‬
‫ف » ‪ .‬مُثَّ قَ َال « َوالَّ ِذى َن ْف ِسى بِيَ ِد ِه ‪ ،‬إِىِّن أ َْر ُجو أَ ْن تَ ُكونُوا ُربُ َع‬ ‫وج َو َمأْ ُج َ‬
‫وج أَلْ ٌ‬ ‫ِ‬
‫مْن ُك ْم َر ُج ٌل ‪َ ،‬وم ْن يَأْ ُج َ‬
‫ِ‬
‫ث أ َْه ِل اجْلَن َِّة » ‪ .‬فَ َكَّب ْرنَا ‪َ .‬ف َق َال « أ َْر ُجو أَ ْن تَ ُكونُوا‬ ‫أ َْه ِل اجْلَن َِّة » ‪ .‬فَ َكَّب ْرنَا ‪َ .‬ف َق َال « أ َْر ُجو أَ ْن تَ ُكونُوا ثُلُ َ‬

‫‪ - 401‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ )4429()436‬صحيح‬


‫‪ - 402‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 11‬ص ‪ )32372()471‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 403‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 11‬ص ‪ )32373()471‬صحيح‬
‫‪ - 404‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 11‬ص ‪ )32374()472‬صحيح‬

‫‪127‬‬
‫َّاس إِالَّ َكالشَّعر ِة َّ ِ ِ ِ‬ ‫ف أ َْه ِل اجْلَن َِّة » ‪ .‬فَ َكَّب ْرنَا ‪َ .‬ف َق َال « َما أَْنتُ ْم ىِف الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪ ،‬أ َْو‬ ‫الس ْو َداء ىِف ج ْلد َث ْو ٍر أ َْبيَ َ‬ ‫ََ‬ ‫ص َ‬ ‫نْ‬
‫ِ ِ‬
‫َس َو َد »‪. 405‬‬ ‫ضاءَ ىِف ج ْلد َث ْو ٍر أ ْ‬ ‫َك َش َعَر ٍة َبْي َ‬
‫ف َه ِذ ِه اأْل َُّمةُ ِمْن َها‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وع ِن اب ِن بري َد َة ‪ ،‬عن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬أ َْه ُل اجْلَنَّة ع ْشُرو َن َومائَةُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َُ ْ‬
‫‪406‬‬
‫صفًّا‪.‬‬‫مَثَانُو َن َ‬
‫‪407‬‬
‫ف‪ ،‬مَثَانُو َن ِمْن َها أ َُّميِت ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اللَّه ‪ ، ‬قَ َال‪:‬أ َْه ُل اجْلَنَّة ع ْشُرو َن َومائَةُ َ‬
‫ص ٍّ‬ ‫وع ْن ابن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫َّق نَىِب ٌّ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫صد ْ‬ ‫س بْ ُن َمالك قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « --‬أَنَا أ ََّو ُل َشفي ٍع ىِف اجْلَنَّة مَلْ يُ َ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫وعن الْ ُم ْختَار بْن ُفْل ُفل قَ َال قَ َال أَنَ ُ‬
‫َِ‬
‫اح ٌد »‪.408‬‬ ‫األَنْبِي ِاء ما ص ِّدقْت وإِ َّن ِمن األَنْبِي ِاء نَبِيًّا ما يص ِّدقُه ِمن أ َُّمتِ ِه إِالَّ رجل و ِ‬
‫َ ٌَُ‬ ‫َ َُ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬أَنَا‬ ‫ات َي ْوٍم نَ ْذ ُكُر األَنْبِيَاءَ ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬‫س ‪َ :‬بْينَ َما حَنْ ُن َذ َ‬ ‫ِ‬
‫وع ِن الْ ُم ْختَار بْ ِن ُفْل ُف ٍل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال أَنَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِّق إِال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صد ٌ‬ ‫أ ََّو ُل َشفي ٍع يِف اجْلَنَّة ‪َ ،‬وأَنَا أَ ْكَثُر األَنْبِيَاء َتَب ًعا ‪َ ،‬وإِ َّن م َن األَنْبِيَاء َم ْن يَأْيِت اللَّهَ َي ْو َم الْقيَ َامة َما َم َعهُ ُم َ‬
‫‪409‬‬
‫اح ٌد ‪.‬‬‫رجل و ِ‬
‫َ ٌَُ‬
‫والسرُّ يف كثرة من آمن من هذه األمة أن معجزة الرسول ‪‬الكربى كانت وحيا متلوًّا خياطب العقول‬ ‫ِّ‬
‫والقلوب ‪ ،‬وهي معجزة باقية حمفوظة إىل قيام الساعة‪ ،‬ففي الصحيحني َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت َو ْحيًا أ َْو َحاهُ اللَّهُ إِىَلَّ‬ ‫‪َ « -‬ما م َن األَنْبِيَاء نَىِب ٌّ إِالَّ أ ُْعط َى َما م ْثلُهُ َآم َن َعلَْيه الْبَ َشُر ‪َ ،‬وإِمَّنَا َكا َن الَّذى أُوت ُ‬
‫فَأ َْر ُجو أَ ْن أَ ُكو َن أَ ْكَثَر ُه ْم تَابِ ًعا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة »‪. 410‬‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 405‬صحيح البخارى(‪) 3348‬‬


‫‪ - 406‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7459()498‬صحيح‬
‫‪ - 407‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪ ) 10534()156‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 408‬صحيح مسلم (‪) 506‬‬
‫‪ - 409‬مسند أيب عوانة (‪ )243‬صحيح‬
‫‪ - 410‬صحيح البخارى(‪ ) 4981‬وصحيح مسلم(;‪) 402‬‬

‫‪128‬‬
‫المبحث الثالثون‬
‫في فرش الجنة‬

‫وع ٍة} (‪ )34‬سورة الواقعة‪،‬‬ ‫ىِف ِِ‬ ‫عن أَىِب سعِ ٍ‬


‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫{و ُفُر ٍش َّم ْرفُ َ‬
‫ى رضى اهلل عنه َع ِن النَّىِب ِّ ‪َ --‬ق ْوله َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫ض َو َم ِس َريةُ َما َبْيَن ُه َما مَخْ ُس ِمائَِة َع ٍام »‪.411‬‬ ‫قَ َال‪ْ « :‬ارتَِفاعُ َها َك َما َبنْي َ َّ‬
‫ات‬‫ض‪،‬قَ َال ‪ :‬ارتَِفاع الْ ُفر ِش الْمرفُوع ِة ىِف الدَّرج ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ ُ ُ َْ َ‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬‫ض أ َْه ِل الْعِْل ِم َو ْارتَِفاعُ َها َك َما َبنْي َ َّ‬ ‫َوقَ َال َب ْع ُ‬
‫ض‪.‬‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫ات َما َبنْي َ ُك ِّل َد َر َجَتنْي ِ َك َما َبنْي َ َّ‬ ‫َّر َج ُ‬‫َوالد َ‬
‫وع ٍة} [الواقعة] َوالَّ ِذي َن ْف ِسي بِيَ ِد ِه ‪ ،‬إِ َّن‬ ‫{و ُفُر ٍش َم ْرفُ َ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ي ‪ :‬أ َّ َ ُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ٍ ‪412‬‬
‫س ِمائَِة َسنَة‪.‬‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫ض لِ َم ِس َري ِة مَخْ ِ‬ ‫اع َها لَ َك َما َبنْي َ َّ‬ ‫ِ‬
‫ْارت َف َ‬
‫الها هَلََوى‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬ع ِن الْ ُفر ِش الْمرفُوع ِة‪َ ،‬ف َق َال‪":‬لَو طُرِح فِر ِ‬ ‫وع ْن أَيِب أ َُم َامةَ‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬سئِ َل َر ُس ُ‬
‫اش م ْن أ َْع َ‬
‫ْ َ َ ٌ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ‪413‬‬
‫إِىَل َقَرا ِر َها ِمائَةَ َخ ِريف"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه يف قوله عز وجل‪ِِ :‬‬
‫ني َعلَى ُفُر ٍش بَطَائُن َها م ْن إِ ْستَْبَرق َوجَىَن‬ ‫{متَّكئ َ‬‫ُ‬
‫‪414‬‬
‫اجْلَنََّتنْي ِ َد ٍان} (‪ )54‬سورة الرمحن ‪ ،‬قال‪ :‬أخربمت بالبطائن فكيف بالظهائر؟ "‬

‫ــــــــ‬

‫‪ - 411‬سنن الرتمذى(‪ ) 3605‬حسن‬


‫‪ - 412‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7405()418‬حسن‬
‫‪ - 413‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ ) 7874()278‬وسنده; واه وصوب املنذري وقفه‬
‫‪ - 414‬املستدرك للحاكم(;‪ )3773‬صحيح‬

‫‪129‬‬
‫المبحث الواحد و الثالثون‬
‫غلمانُ أهل الجنة وخد ُمهم‬

‫وف َعلَْي ِه ْم ِغ ْل َما ٌن هَّلُ ْم َكأَن َُّه ْم لُْؤلٌُؤ َّمكْنُو ٌن) {الطور‪}24:‬‬ ‫قال تعاىل‪َ ( :‬ويَطُ ُ‬
‫هذ ِه ِغ ْلما ٌن ُم َعدُّو َن خِل ْد َمتِ ِه ْم ‪َ ،‬ي ْع َملُون بِأْ ْم ِر ِه ْم ‪َ ،‬و َيْنَت ُهو َن بِنَهيِ ِه ْم ‪َ ،‬و ُه ْم‬
‫وس اخلم ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫وف َعلَي ِه ْم ب ُك ُؤ ِ َ ْ‬ ‫َويَطُ ُ‬
‫اض مَل خَي ْرج ِمن أصدافِ ِه ‪ ،‬ومَل يتعَّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ض للنُّو ِر َولَ ْف ِح الش ْ‬
‫َّم ِ‬ ‫َ ََ َ ْ‬ ‫يف ُح ْسنهم َوهَب ائهم َكأَن َُّه ْم لُْؤلٌُؤ نَاص ُع الََبيَ ِ ْ ُ ْ ْ ْ‬
‫اح ‪.‬‬‫الريَ ِ‬
‫َو ِّ‬
‫وف َعلَْي ِه ْم َولْ َدا ٌن خُّمَلَّ ُدو َن إِ َذا َرأ َْيَت ُه ْم َح ِسْبَت ُه ْم لُْؤلُؤاً َّمنثُوراً) {اإلنسان‪}19:‬‬ ‫(ويَطُ ُ‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫ضَرةٌ ‪َ ،‬كأَن َُّه ْم حِلُ ْس ِن‬‫وف علَى أَه ِل اجلن َِّة ِغ ْلما ٌن ( ِولْ َدا ٌن ) خَي ْ ِدمو َنهم ‪ ،‬وهم َشباب ‪ ،‬وجوههم نَ ِ‬
‫ُ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌ ُ ُ ُُ ْ‬ ‫َويَطُ ُ َ ْ َ َ‬
‫وه ِهم ‪ ،‬و َك ْثر ِة انْتِ َشا ِر ِهم يِف قَض ِاء احل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَلْواهِنِم ‪ ،‬ونَ ْ ِ‬
‫ور ‪َ ،‬و ُه ْم الَ َي ْهَر ُمو َن َوالَ‬ ‫اجات ‪ ،‬اللًّ ْؤلُْؤ املَْنثُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ضَرة ُو ُج ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َح َواهُلُ ْم ‪.‬‬ ‫يَ ِشيبُو َن ‪َ ،‬والَ َتتَبَد ُ‬
‫َّل أ ْ‬
‫ومعىن(خملدون)‪:‬ال يهرمون وال يتغريون وال ميوتون‪ .‬وقيل‪ :‬مقرطون باخللدة ‪.‬ومجع قوم بني املعنيني‬
‫فقالوا‪:‬ال يتغريون وال يهرمون ويف آذاهنم القراطة ‪.‬وقد شبَّههم اهلل تعاىل باللؤلؤ املنثور ملا فيه من البياض‬
‫وحسن اخللق‪.‬وىف كونه منثوراً فائدتان‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬تدل على أهنم مبثوثون يف خدمتهم وحوائجهم ‪,‬وغري معطلني ‪.‬‬
‫بساط من ذهب أو حرير – كان أحسن ملنظره من كونه‬ ‫الثانية‪ :‬أن اللؤلؤ إذا كان منثوراً‪ -‬السيما على ٍ‬
‫جمموعاً يف مكان ٍ واحد ‪.‬وللعلماء يف هؤالء الغلمان قوالن‪:‬األول‪ :‬أهنم أوالد املسلمني الذين ميوتون بال‬
‫حسنة وال سيئة ٍ‪ ,‬فيكونون من خدم أهل اجلنة‪ .‬ومنهم من قصر ذلك على أوالد املشركني‪.‬الثاين‪ :‬أهنم‬
‫خملوقون يف اجلنة خدماً ألهلها ‪ ,‬أنشأهم اهلل ‪ -‬عز وجل‪ -‬كاحلور العني‪,‬وهذا القول هو األشبه – واهلل‬
‫أعلم – ألن من متام نعمة اهلل تعاىل وكرامته ألهل اجلنة أن جيعل أوالدهم خمدومني معهم‪ ,‬ال غلماناً هلم‬
‫خيدموهنم‪ .‬قلت‪ :‬وصح يف بعض األخبار أن أطفال املشركني هم خدم أهل اجلنة ‪ ،‬فال مانع من اجلمع‬
‫‪415‬‬
‫بني القولني ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫ف َخ ِادٍم ‪ُ ،‬ك ُّل غُاَل ٍم َعلَى َع َم ٍل‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد إِاَّل يَ ْس َعى َعلَْيه أَلْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن عبد اهلل بن عمرو قَ َال ‪َ " :‬ما م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة أ َ‬
‫‪416‬‬
‫احبُه "‬ ‫لَيس علَي ِه ص ِ‬
‫ْ َ َْ َ‬
‫ــــــــ‬
‫المبحث الثاني و الثالثون‬
‫‪ - 415‬انظر تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )57‬والتذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)161‬‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ )354‬صحيح‬ ‫ِ أِل‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬الزهد والرقائق البن املبارك (‪ ) 1560‬و ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪416‬‬

‫‪130‬‬
‫في وصف نساء أهل الجنة‬

‫قد وصف اهلل تعاىل نساء أهل اجلنة‪ -‬احلور العني‪ -‬وحسنهن ومجاهلن الظاهر والباطن يف كتابه العزيز‬
‫بأوصاف ٍعدة هي‪:‬‬
‫ني){الدخان‪ ,}54:‬واحلور‪:‬مجع حوراء‪ ,‬وهي املرأة الشابة احلسناء‬ ‫أوالً‪ :‬قال تعاىل‪( :‬وزوجنَاهم حِِب ور ِ‬
‫ٍع ٍ‬ ‫َََ ْ ُ ُ‬
‫اجلميلة البيضاء شديدة سواد العني‪ .‬وقال زيد بن أسلم‪ ":‬احلوراء‪ :‬اليت حيار فيها الطرف"‪.‬وقال جماهد‪:‬‬
‫حيار الطرف يف حسنهن وبياضهن وصفاء لوهنن"‪ .‬ومعىن عني‪ :‬أي حسان األعني‪ ,‬قال القرطيب‪:‬العني مجع‬
‫عيناء‪ ,‬وهي الواسعة العظيمة العينني‪. 417‬‬
‫وقوله(زوجناهم) يفهم منها معنيان‪:‬األول‪:‬جعلناهم أزواجاً اثنني اثنني‪.‬‬
‫الثاين‪:‬قرناهم هبن‪ ,‬وليس من عقد التزويج ‪ ،‬ألن العرب تقول‪:‬تزوجتها ‪ ,‬وال تقول‪ :‬تزوجت هبا‪ ,‬وقيل‪:‬‬
‫بل هي لغة متيم فهم يقولون ‪ :‬تزوجت بامرأة‪.‬‬
‫تدل على‬ ‫معا‪,‬فلفظ التزويج يدل على النكاح‪ ,‬و(الباء) ُّ‬ ‫والظاهر‪ -‬واهلل أعلم‪ -‬أن اآلية حتمل املعنيني ً‬
‫االقرتان والضم‪ ,‬وهذا أبلغ من حذفها‪.‬‬
‫اج ُّمطَ َّهَرةٌ){البقرة‪ }25:‬فقد وصفهن اهلل تعاىل بأهنن مطهرات ‪,‬أي‪ :‬من‬ ‫ِ‬
‫ثانيًا‪:‬قال تعاىل‪( :‬هَلُ ْم ف َيها أ َْز َو ٌ‬
‫فطهر مع ذلك‬ ‫احليض والنفاس والبول والغائط واملخاط والبصاق وكل قذر وأذى يكون من نساء الدنيا‪ُ ,‬‬
‫وطهر طرفهن‬ ‫وطهرت ألسنتهن من الفحش والبذاءة ‪ُ ,‬‬ ‫باطنهن من األخالق السيئة والصفات الذميمة‪ُ ,‬‬
‫من أن تطمع به إىل غري زوجها‪ ,‬وهذا املعىن يظهر جليًا يف اآليت‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان) {الرمحن‪ }56:‬وقال تعاىل‪:‬‬ ‫نس َقْبلَ ُه ْم َوالَ َج ٌّ‬
‫ات الط ْرف مَلْ يَطْم ْث ُه َّن إ ٌ‬ ‫ثالثًا‪:‬قال تعاىل‪( :‬في ِه َّن قَاصَر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(و ِع َ‬
‫ني){الصافات‪ ,}48:‬فوصفهن بأهنن يقصرن أطرافهن على أزواجهن فال‬ ‫ات الطَّْرف ع ٌ‬ ‫ند ُه ْم قَاصَر ُ‬ ‫َ‬
‫غريهن ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يبغني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب أَْتَراباً){النبأ‪} 33-31:‬‬ ‫ني َم َفازاً* َح َدائ َق َوأ َْعنَاباً* َو َك َواع َ‬ ‫رابعا‪ :‬قال تعاىل‪ (:‬إِ َّن ل ْل ُمتَّق َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رِب‬
‫ول َت َعاىَل ‪ :‬إِ َّن ل ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ني‬ ‫الس َع َداء ‪َ ،‬و َما أ ََع َّد هَلُ ْم م َن ال َكَر َامة ‪َ ،‬والنَّعي ِم املقي ِم ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ُ‬
‫َوخُيْ ُ اهللُ َت َعاىَل َع ِن ُّ‬
‫اب ‪.‬‬‫اب ‪ ،‬وبِالنِّج ِاة ِمن العِ َق ِ‬ ‫ضر ًة ‪َ ،‬و َفوزاً بِالنَّعِي ِم والثَّو ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ين َيَّت ُقو َن َربَّ ُه ْم َجنَّات َو ُمَتَنَّز َهات نَ َ‬ ‫الذ َ‬
‫اب ‪ ،‬و ُك ِّل الثَّمر ِ‬ ‫َعنَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّخ ِيل َواأل ْ‬‫ني ُم َس َّو َرةٌ ( َح َدائ َق ) ف َيها أَ ْش َج ُار الن َ‬ ‫َوهَلُ ْم بَ َسات ُ‬
‫يل َعلَى ِصغَ ِر ِسنِّ ِه َّن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهَل م فِيها ح ِ‬
‫ت أَثْ َد ُاؤ ُه َّن َومَلْ َتَتَر َّه ْل ‪َ ،‬و َه َذا َدل ٌ‬
‫الو ُجوه ‪ ،‬قَ ْد تَ َك َّعبَ ْ‬
‫اح ُ‬ ‫ور ح َسا ٌن صبَ ُ‬ ‫َ ُْ َ ُ ٌ‬
‫َع َما ِر ‪.‬‬
‫ت يِف األ ْ‬ ‫ِ‬
‫َو ُه َّن أَبْ َك ٌار ُمتَ َماثالَ ٌ‬

‫‪ - 417‬تفسري القرطيب‪)16/120( :‬‬

‫‪131‬‬
‫وقال تعاىل‪( :‬عُُربًا أَْتَرابًا){الواقعة‪ ,}37:‬فوصفهن‪-‬تبارك و تعاىل‪ -‬بأهنن أتراب‪ :‬أي على سن ٍواحدة ٍ‪,‬‬
‫بنات ثالث وثالثني سنة‪ ,‬وقال جماهد‪ :‬أتراب‪ :‬أمثال ‪ ,‬وقال أبو عبيدة‪ :‬أقران‪ .‬أما قوله (كواعب)‪:‬مجع‬
‫كاعب وهي الناهد‪ ,‬واملراد أن ثديهن نواهد مستديرة كالرمان ليست متدلية ألسفل‪ .‬وأما قوله (عربًا)‬
‫مجع ‪:‬عروب; ‪ ,‬وه َّـن املتحببات إىل أزواجهن‪,‬وقال املربد‪ :‬العاشقة لزوجها‪ ,‬وقال أبو عبيدة‪ :‬احلسنة‬
‫التبعل‪.‬‬
‫ان) {الرمحن‪:‬‬ ‫نسٌ َقْبلَ ُه ْم َوالَ َج ٌّ‬ ‫ِ ِ‬
‫خامسا‪ :‬وصفهن اهلل تعاىل بالبكارة كما يف قوله‪( :‬مَلْ يَطْم ْث ُه َّن إ ٌ‬ ‫ً‬
‫‪}56‬أي‪:‬مل يطأهن ومل جيامعهن إنس وال جان قبل أزواجهم‪.‬‬
‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن){الرمحن‪ }58:‬قال املفسرون‪:‬أراد‬ ‫سادسا‪:‬وصفهن بالصفاء‪ ,‬فقال تعاىل‪َ ( :‬كأَن َُّه َّّن الْيَاقُ ُ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪- -‬‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫صفاء الياقوت يف بياض املرجان‪ .‬ويف الصحيحني َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ب إِ َ‬
‫ضاءَ ًة ‪،‬‬ ‫َش ِّد َكو َك ٍ‬
‫ين َعلَى إثْ ِره ْم َكأ َ ْ‬ ‫ورة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْدر ‪َ ،‬والذ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ٍ‬
‫قَ َال « أ ََّو ُل ُز ْمَرة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َعلَى ُ َ‬
‫اح َد ٍة‬
‫ان ‪ُ ،‬ك ُّل و ِ‬ ‫ف بيَنهم والَ َتباغُض ‪ ،‬لِ ُك ِّل ام ِر ٍئ ِمْنهم َزوجتَ ِ‬ ‫اح ٍد ‪ ،‬الَ ِ‬ ‫ب رج ٍل و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫اختالَ َ َْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُقلُوبُ ُه ْم َعلَى َق ْل َ ُ َ‬
‫ِمْن ُه َما يَُرى ُم ُّخ َساقِ َها ِم ْن َو َر ِاء حَلْ ِم َها ِم َن احْلُ ْس ِن ‪ ،‬يُ َسبِّ ُحو َن اللَّهَ بُكَْر ًة َو َع ِشيًّا ‪ ،‬الَ يَ ْس َق ُمو َن َوالَ‬
‫ود جَمَ ِام ِر ِه ُم األُلَُّوةُ ‪ -‬قَ َال أَبُو‬ ‫ب ‪َ ،‬وقُ ُ‬ ‫َّ‬
‫ضةُ ‪َ ،‬وأ َْم َشاطُ ُه ُم الذ َه ُ‬‫ب َوالْ ِف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ُقو َن ‪ ،‬آنيَُت ُه ُم الذ َه ُ‬
‫ِ‬
‫مَيْتَخطُو َن ‪َ ،‬والَ َيْب ُ‬
‫ك »‪. 418‬‬ ‫ود ‪َ -‬و َر ْش ُح ُه ُم الْ ِم ْس ُ‬ ‫ِ‬
‫الْيَ َمان َي ْعىِن الْعُ َ‬
‫ِ‬ ‫الرج ُ ىِف ِ‬ ‫وعن حُمَ َّم ٍد قَ َال إِ َّما َت َف َ ِ‬
‫ال اجْلَنَّة أَ ْكَثُر أَم الن َ‬
‫ِّساءُ َف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة أ ََومَلْ َي ُق ْل أَبُو‬ ‫اخُروا َوإ َّما تَ َذا َكُروا ِّ َ‬ ‫َْ‬
‫َضوإِ َكو َك ٍ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ورة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْدر َوالىِت تَل َيها َعلَى أ ْ َ ْ‬ ‫الْ َقاس ِم ‪ « --‬إ َّن أ ََّو َل ُز ْمَرة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َعلَى ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ى ىِف َّ ِ ِ‬
‫الس َماء ل ُك ِّل ْام ِرئ مْن ُه ْم َز ْو َجتَان ا ْثنَتَان يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم َو َما ىِف اجْلَنَّة أ َْعَز ُ‬
‫ب‬ ‫ُد ِّر ٍّ‬
‫‪419‬‬
‫»‪.‬‬
‫ات يِف اخْلِيَ ِام){الرمحن‪ }72:‬أي‪:‬حمبوسات يف اخليام‪ ,‬وقال أبو عبيدة‪:‬‬ ‫ور ٌ;‬ ‫صَ‬ ‫ور َم ْق ُ‬
‫(ح ٌ‬‫سابعا‪:‬قال تعاىل‪ُ :‬‬ ‫ً‬
‫‪420‬‬
‫خدرن يف اخليام‪ .‬وقال عمر‪ -‬رضي اهلل عنه‪:‬اخليمة درة جموفة‬
‫معىن آخر‪:‬أهنن حمبوسات على أزواجهن‪ ,‬قال قتادة‪:‬مقصورات قلوهبن على أزواجهن يف خيام‬ ‫ويف اآلية ً‬
‫اللؤلؤ‪.‬‬

‫‪ - 418‬صحيح البخارى (‪ ) 3246‬ومسلم (‪)7325‬‬


‫‪ - 419‬صحيح مسلم(‪) 7325‬‬
‫‪ - 420‬تفسري القرطيب‪)17/144( :‬‬

‫‪132‬‬
‫ِ‬
‫بأهنن خريات الصفات واألخالق والشيم‪ ,‬وحسان الوجوه‪ ,‬فقال تعاىل‪( :‬في ِه َّن َخْيَر ٌ‬
‫ات‬ ‫ا‪:‬وصفهن ّ‬‫ّ‬ ‫ثامنً‬
‫ِح َسا ٌن){الرمحن‪ ,}70:‬قال سعيد بن عامر‪ :‬لو أن خرية من (خريات حسان) اطلعت من السماء‬
‫‪421‬‬
‫ألضاءت هلا‪ ,‬ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر‪.‬‬
‫ني ) {الواقعة‪:‬‬ ‫اب اليَ ِم ِ‬ ‫َصح ِ‬
‫اه َّن أَبْ َكاراً ً* عُُرباً أَْتَراباً * أل ْ َ‬ ‫نشاء *فَ َج َع ْلنَ ُ‬‫اه َّن إِ َ‬ ‫تاسعا‪:‬قال تعاىل‪( :‬إِنَّا أ َ‬
‫َنشأْنَ ُ‬ ‫ً‬
‫‪ }38-35‬ويف تفسريها قوالن‪:‬‬
‫جديدا من غري توالد‪.‬‬ ‫وخلقهن خل ًقا ً‬ ‫ّ‬ ‫أنشأهن اهلل‬
‫ّ‬ ‫األول‪:‬أهنا يف احلور العني حيث‬
‫أبكارا‪ ,‬وهذا‬ ‫خلقهن األول ‪ ,‬ويصبحن ً‬ ‫ّ‬ ‫خيلقهن اهلل تعاىل غري‬ ‫ّ‬ ‫والثاين‪:‬أهنا يف النساء اآلدميات‪ ,‬حيث‬
‫صا ِر‬ ‫َن النَّيِب ‪ - -‬أََتْته عج ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫وز م َن اأْل َنْ َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫تفسري ابن عباس‪ -‬رضي اهلل عنه‪-‬ويؤيده ما روي َع ْن َعائ َشةَ ‪ :‬أ َّ َّ‬
‫وز "‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ْ ،‬ادعُ اللَّهَ أَ ْن يُ ْد ِخلَيِن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬ف َق َال نَيِب ُّ اللَّ ِه ‪ " : - -‬إِ َّن اجْلَنَّةَ اَل تَ ْد ُخلُ َها َع ُج ٌ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َف َقالَ ْ‬
‫ك َم َش َّقةً َو ِش َّد ًة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت ِم ْن َكل َمتِ َ‬ ‫ت َعائ َشةُ ‪ :‬لََق ْد لَق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى مُثَّ َر َج َع إِىَل َعائ َشةَ َف َقالَ ْ‬
‫ِ‬
‫ب نَيِب ُّ اللَّه ‪ - -‬فَ َ‬ ‫‪ .‬فَ َذ َه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬إِ َّن اللَّهَ إِ َذا أ َْد َخلَ ُه َّن اجْلَنَّةَ َح َّوهَلُ َّن أَبْ َك ًارا " ‪.422‬‬ ‫ك َك َذل َ‬‫ول اللَّ ِه ‪ " : ‬إِ َّن َذل َ‬ ‫َف َق َال َر ُس ُ‬
‫اه َّن إِنْ َشاء } قَ َال ‪ِ " :‬م ْن َّ‬ ‫ِِ‬
‫الثيِّب‬ ‫وع ْن َسلَ َمة بْن يَِزيد ‪َ ,‬ع ْن َر ُسول اللَّه ‪ ‬يِف َهذه اآْل يَة { إِنَّا أَنْ َشأْنَ ُ‬ ‫َ‬
‫َواأْل َبْ َكار "‪ . 423‬يعين من أهل الدنيا واهلل أعلم‪.‬‬
‫قال القرطيب‪ :‬واختلف أيهما أكثر حسنًا وأهبر مجاالً‪ :‬احلور أو اآلدميات؟ فقيل‪:‬احلور ملا ذكر من وصفهن‬
‫ِ‬
‫يف القرآن والسنة ولقوله‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬يف دعائه على امليت يف اجلنازة‪ « :‬اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر لَهُ َو ْارمَحْهُ‬
‫ت‬ ‫ِ ِِ‬
‫الث ْل ِج َوالَْبَرد َو َنقِّه م َن اخْلَطَايَا َك َما َنقَّْي َ‬ ‫ف َعْنهُ َوأَ ْك ِر ْم نُُزلَهُ َو َو ِّس ْع ُم ْد َخلَهُ َوا ْغ ِس ْلهُ بِالْ َم ِاء َو َّ‬ ‫ِِ‬
‫َو َعافه َو ْاع ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنَ ِ ِ‬ ‫ض ِم َن َّ‬
‫س َوأَبْدلْهُ َد ًارا َخْيًرا م ْن َدا ِر ِه َوأ َْهالً َخْيًرا م ْن أ َْهله َو َز ْو ًجا َخْيًرا م ْن َز ْوجه َوأ َْدخ ْلهُ‬ ‫ب األ َْبيَ َ‬‫الث َّْو َ‬
‫‪424‬‬
‫اب النَّا ِر »‪.‬‬ ‫اب الْ َقرْبِ أَو ِمن َع َذ ِ‬‫اجْل نَّةَ وأ َِع ْذه ِمن َع َذ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ‬
‫وقيل ‪:‬اآلدميات أفضل من احلور العني بسبعني ألف ضعف ‪...‬مث ذكر قول حبان بن أيب جبلة‪:‬إن نساء‬
‫‪425‬‬
‫منهن اجلنة فضلن على احلور العني مبا عملن يف الدنيا"‬ ‫الدنيا من دخل ّ‬

‫‪ - 421‬نفس املصدر (‪ )17/142‬واحلديث يف الزهد والرقائق البن املبارك(‪ )1872‬صحيح‬


‫‪ - 422‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 416‬واملعجم األوسط للطرباين (‪ )5703‬حسن لغريه‬
‫‪ - 423‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 29‬ص ‪ ) 25847()319‬ضعيف‬
‫‪ - 424‬صحيح مسلم(‪ - ) 2276‬الربد ‪ :‬املاء اجلامد ينزل من السماء قطعا صغارا ‪-‬الدنس ‪ :‬الوسخ‬
‫‪ - 425‬تفسري القرطيب‪ )17/143( :‬واحلديث ضعيف‬

‫‪133‬‬
‫ني ُحلَّة ِم ْن َح ِرير ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَبَرنَا َعْبد اللَّه ‪ :‬إِ َّن الْ َم ْرأَة م ْن أ َْهل اجْلَنَّة لََت ْلبَس َسْبع َ‬ ‫وع ْن َع ْمرو بْن َمْي ُمون ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫َ‬
‫َن اللَّه قَ َال ‪َ { :‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُوت‬ ‫ك َّ‬‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ,‬و َذل َ‬ ‫اض َساق َها َو ُح ْسنُهُ ‪َ ,‬و ُم ّخ َساق َها م ْن َو َراء َذل َ‬ ‫َفُيَرى َبيَ ُ‬
‫الس ْلك ِم ْن َو َراء احْلَ َجر ‪.‬‬ ‫َن الْيَاقُوت َح َجر فَِإ َذا أ َْد َخ ْلت فِ ِيه ِس ْل ًكا ‪َ ,‬رأَيْت ِّ‬ ‫َوالْ َم ْر َجان } أَاَل َتَرى أ َّ‬
‫‪426‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اقها َك َما‬ ‫ني ُحلَّة ‪َ ,‬فُيَرى ُم ّخ َس َ‬ ‫وع ْن َع ْمرو بْن َمْي ُمون ‪ ,‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن الْ َم ْرأَة م َن احْلُور الْعني لََت ْلبَس َسْبع َ‬ ‫َ‬
‫ضاء " ‪.427‬‬ ‫اجة الَْبْي َ‬
‫الز َج َ‬ ‫يَُرى الشََّراب اأْل َمْح َر يِف ُّ‬
‫ات‪َ ،‬و ُه َو َعلَى‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ :- -‬إِ َّن أ َْد أَه ِل اجْل ن َِّة مْن ِزلَةً‪ ،‬إِ َّن لَه لَسبع درج ٍ‬ ‫و َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ُ َْ َ ََ َ‬ ‫ىَن ْ َ َ‬
‫ص ْح َف ٍة‪.‬‬ ‫ث ِمائَِة خ ِادٍم‪ ،‬وي ْغ َدى علَي ِه ُك َّل يوٍم ويراح بثَالَ ُ ِ ِ‬ ‫الس ِاد َس ِة‪َ ،‬و َف ْوقَهُ َّ‬
‫السابِ َعةُ‪َ ،‬وإِ َّن لَهُ لَثَالَ َ‬
‫ث مائَة َ‬ ‫َ ْ َ َُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والَ أ َْعلَمهُ إِالَّ قَ َال‪ِ :‬م ْن َذ َه ٍ‬
‫ُخَرى‪َ ،‬وإِنَّهُ لََيلَ ُّذ أ ََّولَهُ َك َما َيلَ ُّذ آخَرهُ‪َ ،‬وإِنَّهُ‬ ‫س ىِف األ ْ‬ ‫ص ْح َفة لَ ْو ٌن لَْي َ‬‫ب ىِف ُك ِّل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص َّا عْندى َش ْىءٌ‪َ ،‬وإِ َّن لَهُ م َن احْلُو ِر‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أ َْه َل اجْلَنَّة‪َ ،‬و َس َقْيُت ُه ْم مَلْ َيْن ُق ْ‬ ‫ت ىِل ألَطْ َع ْم ُ‬ ‫ب لَ ْو أَذنْ َ‬
‫ول‪ :‬يَا َر ِّ‬‫لََي ُق ُ‬
‫اح َد َة ِمْن ُه َّن لَيَأْ ُخذ َم ْق َع ُدهتَا قَ ْد َر ِم ٍيل ِم َن‬
‫الد ْنيا‪ ،‬وإِ َّن الْو ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْعِ ِ‬
‫ني َز ْو َجةً س َوى أ َْز َواجه م َن ُّ َ َ َ‬ ‫ني الَْثَننْي ِ َو َسْبع َ‬
‫‪428‬‬
‫ض‪.‬‬‫األ َْر ِ‬
‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة لَُيَز َّو ُج مَخْ َس ِمائَِة َح ْو َراءَ ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬إِ َّن َّ‬ ‫وعن عبد اهلل بن أيب أوىف ‪ ، ،‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫‪429‬‬
‫اح َد ٍة ِمْن ُه َّن ِم ْق َد َار عُ ْم ِر ِه يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا"‬ ‫ف ‪ ،‬يعانِق ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ‬
‫ف بِ ْك ٍر ‪ ،‬ومَثَانِيةَ آاَل ِ‬
‫َ َ‬
‫وأَربع آاَل ِ‬
‫َ ْ ََ‬
‫الثيّب ‪َ :‬من ليس ببكر‪ ،‬ويقع علي الذكر واألنثى‪َ ،‬ر ُجل ثُيّب وامرأة ثيب‪ ،‬وقد يُطْلق على املرأة البالغة‬
‫وإن كانت بكْرا‪ ،‬جمَازا واتّساعا‪.‬‬
‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة لَُيَز َّو ُج مَخْ َس ِمائَِة َح ْو َراءَ ‪َ ،‬وأ َْر َب َع ِمائَِة بِ ْك ٍر ‪،‬‬
‫وعن عبد الرمحن بن سابط ‪ ،‬قال ‪ " :‬إِ َّن َّ‬
‫اح ٌد ِمْنهما ِمن ِ ِ‬ ‫الد ْنيا ُكلِّها ‪ ،‬اَل يأْجم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحبِه ‪َ ،‬وإِنَّهُ‬ ‫َُ ْ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َومَثَانيَةَ آاَل ف َما مْن ُه ْم َواح َدةٌ إِاَّل يُ َعان ُق َها عُ ْمَر ُّ َ َ‬
‫الد ْنيا ُكلَّه ‪ ،‬وإِنَّه لَيأْتِ ِيه الْملَ ُ ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بِتَحيَّة م ْن َربِّه َعَّز َو َج َّل ‪َ ،‬و َبنْي َ‬ ‫َ‬ ‫وض ُع َمائ َدتُهُ ‪ ،‬فَ َما َتْن َقضي مْن َها عُ ْمَر ُّ َ ُ َ ُ َ‬ ‫لَتُ َ‬
‫ِ‬ ‫ب إِيَلَّ ِم ْن َه َذا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫يِن ِ‬ ‫ُصبُعِ ِه ِمائَةٌ ‪ ،‬أ َْو َسْبعُو َن ُحلَّةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ك‬‫ول ‪ :‬أَيُ ْعجبُ َ‬ ‫ول ‪َ :‬ما أَتَا م ْن َريِّب َش ْيءٌ أ َْع َج ُ‬ ‫أْ‬
‫ِ ِ‬
‫ك َش َجَر ٍة ‪ :‬يَا َش َجَرةُ ُكويِن ل ُفاَل ٍن م ْن َه َذا َما ا ْشَت َه ْ‬
‫‪430‬‬
‫ت َن ْف ُسهُ "‬ ‫ول الْ َملَ ُ‬
‫َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬
‫الثيّب ‪َ :‬من ليس ببكر‪ ،‬ويقع علي الذكر واألنثى‪َ ،‬ر ُجل ثُيّب وامرأة ثيب‪ ،‬وقد يُطْلق على املرأة البالغة‬
‫وإن كانت بكْرا‪ ،‬جمَازا واتّساعا‪ -.‬األدىن ‪ :‬األقرب‬

‫‪ - 426‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 29‬ص ‪ ) 25646()249‬صحيح‬


‫‪ - 427‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 29‬ص ‪ ) 25647()249‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 428‬مسند أمحد(‪ )11223‬وغاية املقصد ىف زوائد املسند(‪ ) 5122‬حسن‬
‫‪ - 429‬البعث والنشور للبيهقي (‪ ) 364‬فيه مبهم‬
‫‪ - 430‬العظمة أليب الشيخ األصبهاين(‪ ) 575‬فيه ضعف‬

‫‪134‬‬
‫ت يَا‬ ‫ب َس ْه ٍم ‪َ .‬ف َقالَ ْ‬ ‫َصابَهُ َغ ْر ُ‬ ‫ك َحا ِرثَةُ َي ْو َم بَ ْد ٍر ‪ ،‬أ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬وقَ ْد َهلَ َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫َن أ َُّم َحا ِرثَةَ أَتَ ْ‬
‫س أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫َصنَ ُع‬ ‫ِ‬
‫ك َعلَْيه ‪َ ،‬وإِالَّ َس ْو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه قَ ْد َعلمت موقع حا ِرثَةَ من َق ْلىِب ‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن ىِف اجْل نَّة مَل أَب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َتَرى َما أ ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ َ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬أَجنَّةٌ و ِ ِ‬
‫َعلَى »‪.‬‬ ‫اح َدةٌ ه َى إِن ََّها جنَا ٌن َكثِ َريةٌ ‪َ ،‬وإِنَّهُ ىِف الْف ْر َد ْو ِس األ ْ‬ ‫َ َ‬
‫‪َ .‬ف َق َال هَل ا « هبِْل ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد ُك ْم أ َْو َم ْوض ُع قَ َدٍم م َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوقَ َال‪َ « :‬غ ْد َوةٌ ىِف َسبِ ِيل اللَّه أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر م َن ُّ‬
‫اب َق ْو ِس أ َ‬ ‫الد ْنيَا َو َما ف َيها ‪َ ،‬ولََق ُ‬
‫ت إِىَل األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬
‫اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫ت َما َبْيَن ُه َما‬ ‫َضاءَ ْ‬ ‫ض ‪ ،‬أل َ‬ ‫َن ْامَرأًَة م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة اطَّلَ َع ْ‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها »‪. 431‬‬ ‫صي ُف َها ‪َ -‬ي ْعىِن اخْلِ َم َار ‪َ -‬خْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬
‫‪َ ،‬ولَ َمأل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬
‫والنصيف‪ :‬هو اخلمار(غطاء الرأس)‪.‬‬
‫اب اجْلَن َِّة َفَي ُق ْل َن طَالَ َما ا ْنتَظَْرنَا ُك ْم‬‫ني ‪ ،‬يَتلَ َّقنْي َ أ َْزواجه َّن ِعْن َد أ َْبو ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫َن احْل ِ‬
‫ور الْع َ َ‬ ‫وعن حيىي بن أيب كثري " أ َّ ُ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ط والْم ِقيمات فَاَل نَظْعن ‪ ،‬واخْلَالِ َدات فَاَل مَنُوت ‪ ،‬بِأَحس ِن أ ٍ ِ‬ ‫َفنَحن َّ ِ‬
‫َص َوات مُس َع ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ات فَاَل نَ ْس َخ ُ َ ُ ُ‬ ‫الراضيَ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ص ٌد َواَل َو َراءَ َك َم ْع ًدى " ‪ - 432‬سخط ‪ :‬غضب‬ ‫ك قَ ْ‬‫س ُدونَ َ‬ ‫ك لَْي َ‬ ‫ت ِحيِّب َوأَنَا ِحبُّ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫َوَت ُق ُ‬
‫جبارية ذات حسن ٍومجال وبيدها‬ ‫ٍ‬ ‫وقال مالك بن دينار‪:‬منت ذات ليلة‪-‬ومل يقرأ حزبه‪ -‬فإذا أنا يف املنام‬
‫مكتوب فيها هذه األبيات‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫إيل الرقعة فإذا‬ ‫رقعة‪ ,‬فقالت‪ :‬أحتسن أن تقرأ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ,‬فدفعت ّ‬
‫تلك األَوانِس ِيف ِ‬
‫اجلنان‬ ‫طلب األماين‪ ;....‬وعن َ‬ ‫النوم عن ِ‬ ‫اك ُ‬ ‫هَلَ َ‬
‫ـلدا ال مـوت فيــها‪ .....‬وتلهو يف اخلِيام ِمع احلِ ِ‬
‫سان‬ ‫تعيش خم ً‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ‪433‬‬ ‫إن خ ــريا‪ِ .....‬مـن النَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوم التهجـد بال ُق ـ َـران‬ ‫تنبَّ ْه مــن منامـك َّ َ ً‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َما فِ َيها‬ ‫اهلل ‪ ،‬أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬غ ْدوةٌ يِف سبِ ِيل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت إِىَل‬ ‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬
‫َن ْامَرأًَة اطَّلَ َع ْ‬ ‫َح ِد ُك ْم ‪ ،‬أ َْو َم ْو ِض ُع قَ َدٍم ِم َن اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اب َق ْو ِس أ َ‬ ‫َولََق ُ‬
‫صي ُف َها َعلَى َرأْ ِس َها َخْيٌر‬ ‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَر ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َما َبْيَن ُه َما ‪َ ،‬ولَ َمأَل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬ ‫َضاءَ ْ‬ ‫ض م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة أَل َ‬ ‫ْ‬
‫‪434‬‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها‪.‬‬
‫ِم َن ُّ‬
‫النصيف ‪ :‬اخلمار ‪-‬والقاب‪ :‬هو القدر‪ ،‬وقال أبو معمر قاب القوس من مقبضه إىل رأسه‬
‫ِ‬ ‫الرج ُ ىِف ِ‬ ‫وعن حُمَ َّم ٍد قَ َال إِ َّما َت َف َ ِ‬
‫ِّساءُ َف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة أ ََومَلْ َي ُق ْل أَبُو‬ ‫ال اجْلَنَّة أَ ْكَثُر أَم الن َ‬ ‫اخُروا َوإ َّما تَ َذا َكُروا ِّ َ‬ ‫َْ‬
‫َضوإِ َكو َك ٍ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ورة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْدر َوالىِت تَل َيها َعلَى أ ْ َ ْ‬ ‫الْ َقاس ِم ‪ « --‬إ َّن أ ََّو َل ُز ْمَرة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َعلَى ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ى ىِف َّ ِ ِ‬
‫الس َماء ل ُك ِّل ْام ِرئ مْن ُه ْم َز ْو َجتَان ا ْثنَتَان يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َما م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم َو َما ىِف اجْلَنَّة أ َْعَز ُ‬ ‫ُد ِّر ٍّ‬
‫‪435‬‬
‫ب »‪.‬‬
‫‪ - 431‬صحيح البخارى(‪ 6567‬و‪)6568‬‬
‫‪ - 432‬الزهد والرقائق البن املبارك (‪ ) 2050‬صحيح مقطوع‬
‫‪ - 433‬التذكرة للقرطيب‪:‬ص‪511‬‬
‫‪ - 434‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7398()411‬صحيح‬
‫‪ - 435‬صحيح مسلم (‪) 7325‬‬

‫‪135‬‬
‫ِّساءُ أَيُّ ُه ْم يِف اجْلَن َِّة أَ ْكَثُر فَأََت ْوا أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪،‬‬ ‫ال َوالن َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫ص َم ِّ‬ ‫اختَ َ‬‫ول ‪ْ :‬‬ ‫ت حُمَ َّم ًدا ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫وعن أَيُّ َ‬
‫ور ِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَ‬ ‫فَ َسأَلُوهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬قَ َال أَبُو الْ َقاس ِم ‪ :‬أ ََّو ُل ُز ْمَر ٍة تَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ م َن أ َُّميِت َعلَى ُ‬
‫ك س ْفيا ُن ‪ -‬لِ ُك ِّل رج ٍل ِمْنهم َزوجتَ ِ‬
‫ان‬ ‫ٍ‬
‫ي أ َْو ُد ِّريء ‪َ -‬ش َّ ُ َ‬ ‫الس َم ِاء ُد ِّر ٍّ‬
‫ب يِف َّ‬ ‫َضوأِ َكو َك ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ ُ ُْ ْ َ‬ ‫ين َيلُو َن ُه ْم َعلَى أ ْ َ ْ‬ ‫الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْثنَتَان يَُرى ُم ُّخ ُسوق ِه َّن م ْن َو َراء اللَّ ْح ِم ‪َ ،‬و َما يِف اجْلَنَّة أ َْعُز ُ‬
‫‪436‬‬
‫ب‪.‬‬
‫الزمرة ‪ :‬اجلماعة من الناس ‪ -‬الدري ‪ :‬الكوكب املتأللئ الضوء ‪-‬مخ الشيء ‪ :‬خالصه‬
‫اض َساقِ َها ِم ْن َو َر ِاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َم ْسعُود ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال‪ :‬إِ َّن الْ َم ْرأََة م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة ‪ ،‬لَُيَرى َبيَ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫َن اللَّهَ َي ُق ُ‬ ‫ك بِأ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن} (‪ )58‬سورة‬ ‫ول ‪َ { :‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬ ‫ني ُحلَةً ‪َ ،‬حىَّت يَُرى خُم َُّها ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫َسْبع َ‬
‫ِِ ‪437‬‬
‫ص َفْيتَهُ ألُ ِريتَهُ ِم ْن َو َرائه‪.‬‬ ‫استَ ْ‬ ‫الرمحن‪ ،‬فَأ ََّما الْياقُوت ‪ ،‬فَِإنَّه حجر ‪ ،‬لَو أ ُْدخ ْل ِ ِ ِ‬
‫ت فيه س ْل ًكا ‪ ،‬مُثَّ ْ‬ ‫ُ َ ٌَ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ني ُحلَّ ِة َح ِري ٍر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اض َساق َها م ْن َسْبع َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َم ْسعُود ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن الْ َم ْرأََة م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة لُيَرى َبيَ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وت ‪ ،‬فَِإنَّهُ َح َجٌر لَ ْو أ َْد َخ ْلتَهُ‬ ‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن} [الرمحن] ‪ ،‬فَأ ََّما الْيَاقُ ُ‬ ‫ول ‪َ { :‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬ ‫َن اللَّهَ َي ُق ُ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫َو َذل َ‬
‫ِِ ‪438‬‬
‫ت لََرأ َْيتَهُ ِم ْن َو َرائه‪.‬‬ ‫س ْل ًكا مُثَّ اطَّلَ ْع َ‬
‫ِ‬
‫ت إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َن ْامَرأًَة م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة أَ ْشَرفَ ْ‬ ‫ول ‪ :‬لَ ْو أ َّ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وع ْن َسعيد بن َعام ِر بن ح ْذمَيٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫َختَ َار ِك‬ ‫ِ‬ ‫َت األَرض ِريح ِمس ٍ‬ ‫ض لَمأل ِ‬
‫ت أل ْ‬ ‫س َوالْ َق َم ِر ‪َ ،‬وإِيِّن َواللَّه َما ُكْن ُ‬ ‫َّم ِ‬
‫ض ْوءَ الش ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وألَ ْذ َهبَ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫أ َْه ِل األ َْر ِ َ‬
‫ص ْد ِر َها ‪َ ،‬ي ْعيِن ْامَرأَتَهُ ‪.‬‬ ‫َعلَْي ِه َّن ‪َ ،‬و َدفَ َع يِف َ‬
‫‪439‬‬

‫اهلل ‪َ :‬والَّ ِذي َن ْفس حُمَ َّم ٍد بِيَ ِد ِه ‪ ،‬لَ ْو أ َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َن‬ ‫ُ‬ ‫ول ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت احْلَ َس َن ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫يع بْ ِن ُك ْلثُوم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫وعن َربِ َ‬
‫يف ْامَرأ ٍَة‬ ‫ِ‬ ‫َت األَرض ِمن ِر ِ ِ‬ ‫ض ‪ ،‬لَمأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يح الْم ْسك ‪َ ،‬ولَنَص ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ت َعلَى أ َْه ِل األ َْر ِ َ‬ ‫ْامَرأًَة م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة أَ ْشَرفَ ْ‬
‫‪440‬‬
‫يف ؟ ُه َو اخْلِ َم ُار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها ‪َ ،‬ه ْل تَ ْد ُرو َن َما النَّص ُ‬ ‫ِم ْن نِ َس ِاء أ َْه ِل اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫يل ‪َ -‬علَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك قَ َال ‪ :‬ح َّدثَيِن رس ُ َّ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َو َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫الساَل ُم ‪ -‬قَ َال ‪ :‬يَ ْد ُخ ُل‬ ‫ول الله ‪ ‬قَ َال ‪َ " :‬ح َّدثَيِن جرْب ُ‬ ‫َ َُ‬
‫اط ِيه ! ‪ ،‬لَ ْو أ َّ‬ ‫ان ُتع ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬فَبِأ ِّ ٍ‬ ‫صافَ َح ِة " ‪ .‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن‬ ‫َي َبنَ َ‬ ‫الر ُج ُل َعلَى احْلَ ْو َراء َفتَ ْسَت ْقبِلُهُ بِالْ ُم َعا َن َقة َوالْ ُم َ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫هِن‬
‫َت َما َبنْي َ‬ ‫ت لَ َمأَل ْ‬ ‫َن طَاقَةً م ْن ش ْع ِر َها بَ َد ْ‬ ‫س َوالْ َق َم ِر ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ض ْوءَ الش ْ‬ ‫ض ْوءُهُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َبنَا َا بَ َدا لَغَلَ َ‬ ‫َب ْع َ‬
‫ور ِم ْن َف ْوقِ ِه‪،‬‬ ‫َّكئ معها علَى أَ ِري َك ٍة إِ ْذ أَ ْشر َ ِ‬
‫ف َعلَْيه نُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يب ِر ِحي َها ‪َ ،‬فَبْينَا ُه َو ُمت ٌ َ َ َ َ‬ ‫ب ِم ْن ِط ِ‬ ‫الْم ْش ِر ِق والْم ْغ ِر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يك ِم ْن ُدولٍَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعلَى َخ ْلق ِه ‪ ،‬فَِإ َذا َح ْو َراءُ ُتنَاد ِيه ‪ :‬يَا َويِل َّ اللَّ ِه أ ََما لَنَا ف َ‬ ‫َن اللَّهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ -‬قَ ْد أَ ْشَر َ‬ ‫َفيَظُ ُّن أ َّ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا ِم َن اللََّوايِت قَ َال اللَّهُ َت َعاىَل ‪{ :‬هَلُم َّما يَ َش ُاؤو َن فِ َيها َولَ َد ْينَا‬ ‫ت يَا َه ِذ ِه ؟ َفَت ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬من أَنْ ِ‬
‫؟ َفَي ُق ُ َ ْ‬
‫‪ - 436‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7420()437‬صحيح‬
‫‪ - 437‬سنن الرتمذى(‪ )2726‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 438‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7396()408‬صحيح‬
‫‪ - 439‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )5379()307‬حسن‬
‫‪ - 440‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35156()122‬صحيح مرسل‬

‫‪136‬‬
‫س َم َع اأْل ُوىَل ‪َ ،‬فَبْينَا ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َمزي ٌد} (‪ )35‬سورة ق‪َ ،‬فيَتَ َح َّو ُل عْن َد َها ‪ ،‬فَإ َذا عْن َد َها م َن اجْلَ َمال َوالْ َك َمال َما لَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف علَي ِه نُ ِ ِ ِ‬
‫يك‬‫ُخَرى ُتنَاد ِيه ‪ :‬يَا َويِل َّ اللَّ ِه أ ََما لَنَا ف َ‬ ‫ور م ْن َف ْوقه ‪ ،‬فَِإ َذا َح ْو َراءُ أ ْ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ُمتَّك ٌئ َم َع َها َعلَى أَ ِري َكته إ ْذ أَ ْشَر َ َ ْ ٌ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ َّ يِت‬ ‫ول ‪ :‬ومن أَنْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫س َّما‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا م َن الل َوا قَ َال اللهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪{ : -‬فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ت ؟ َفَت ُق ُ‬ ‫م ْن ُدولَة ؟ َفَي ُق ُ َ َ ْ‬
‫ُخ ِف َي هَلُم ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة ‪ ،‬فَاَل َيَز ُال َيتَ َح َّو ُل ِم ْن َز ْو َج ٍة إِىَل‬ ‫أْ‬
‫َز ْو َج ٍة " ‪.441‬‬
‫البنان ‪ :‬أطراف األصابع ‪-‬بدا ‪ :‬وضح وظهر ‪ -‬األريكة ‪ :‬كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة‬
‫ِِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن ‪،‬‬ ‫ي َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬عن النَّيِب ِّ ‪ ،‬يِف َق ْوله َعَّز َو َج َّل ‪َ :‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضيءُ َما َبنْي َ الْ َم ْش ِر ِق‬ ‫قَ َال ‪ :‬يْنظُر إِىَل وج ِه ِه يِف خدِّها أَص َفى ِمن الْمر ِآة ‪ ،‬وإِ َّن أ َْد لُْؤلُؤ ٍة علَيها لَتُ ِ‬
‫َ َ ْ َ ىَن َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْ َم ْغ ِرب ‪َ ،‬وإِن ََّها يَ ُكو ُن َعلَْي َها َسْبعُو َن َث ْوبًا َيْن ُف ُذ َها بَ َ‬
‫‪442‬‬
‫ك"‬‫صُرهُ َحىَّت َيَرى ُم َّخ َساق َها م ْن َو َراء َذل َ‬
‫ت الْبِ َح ُار ِم ْن‬ ‫ت يِف سبع ِة أَحْب ٍر لَع ُذب ِ‬
‫ص َق ْ َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫َن َح ْو َراءَ بَ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ، : ‬لَ ْو أ َّ‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫عُ ُذوبَِة ِر ِيق َها ‪َ ،‬وخُيْلَ ُق احْلَ ْو َراءُ ِم َن َّ‬
‫ِ ‪443‬‬
‫الز ْع َفَران‬
‫مِتِ‬ ‫َن ي ًدا ِمن احْل ور ِاء تُ ْديِل بِبي ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اض َها َو َخ َوا َها ُدلِّيَ ْ‬ ‫ََ‬ ‫وسا َم َع َف َق َال ‪ " :‬لَ ْو أ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫وعن أيب عياش قَ َال ‪ُ :‬كنَّا ُجلُ ً‬
‫ف بِالْ َو ْج ِه‬ ‫ت يَ َد َها ‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫الد ْنيَا " ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ " :‬إِمَّنَا ُقْل ُ‬ ‫س أِل َْه ِل ُّ‬ ‫َّم ُ‬
‫ِ‬
‫ض َك َما تُضيءُ الش ْ‬ ‫ت هَلَا اأْل َْر ُ‬ ‫َضاءَ ْ‬‫أَل َ‬
‫ات ِم ْن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اج ِه بِيَاقُوتِِه َولُْؤلُ ِؤ ِه َو َز ْبر َج ِد ِه ؟ َولَ ْو أ َّ‬ ‫اض ِه ‪ ،‬وحسنِ ِه ومَج الِِه ‪ ،‬وتَ ِ‬ ‫بِبي ِ‬
‫ت لَ َم َ‬ ‫ني ُدلِّيَ ْ‬
‫َن َدلْ ًوا م ْن غ ْسل َ‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫‪444‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِر ِحي َها َما َبنْي َ الْ َم ْش ِرق َوالْ َم ْغ ِرب "‬
‫َخرِب ْ يِن َع ْن َق ْو ِل اللَّ ِه ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪: -‬‬ ‫وعن أ ُِّم سلَمةَ زو ِج النَّيِب ‪ - -‬قَالَت ‪ُ :‬قْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ‬
‫ول‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّس ِر " ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫اح الن ْ‬ ‫ني ‪ِ :‬ض َخ ٌام‪َ ،‬ش ْفُر احْلَ ْو َر ِاء مِب َْن ِزلَ ِة َجنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يض ‪ ،‬ع ٌ‬ ‫ور ‪ :‬بِ ٌ‬ ‫ني قَ َال ‪ُ " :‬ح ٌ‬
‫ح ِ‬
‫ور ع ٌ‬ ‫ُ ٌ‬
‫ص َف ِاء الد ِّ‬
‫ُّر‬ ‫ص َف ُاؤ ُه َّن َك َ‬ ‫وت َوالْ َم ْر َجا ُن قَ َال ‪َ " :‬‬
‫ِ‬
‫َخرِب ْ يِن َع ْن َق ْو ِل اللَّه ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪َ : -‬كأَن َُّه َّن الْيَاقُ ُ‬
‫ِ‬
‫اللَّه ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫َخرِب ْ يِن َع ْن َق ْو ِل اللَّ ِه ‪ :‬فِي ِه َّن‬ ‫اف الَّ ِذي اَل مَتَ ُّسه اأْل َي ِدي " ‪ُ .‬قْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ُ ْ‬
‫الَّ ِذي يِف اأْل َص َد ِ‬
‫ْ‬
‫َخرِب ْ يِن َع ْن‬ ‫وه " ‪ .‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫خيرات ِحسا ٌن قَ َال ‪ " :‬خيرات اأْل َخاَل ِق ‪ِ ،‬حسا ُن الْوج ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ََْ ُ ْ‬ ‫ََْ ٌ َ‬
‫ض ِة مِم َّا يَلِي الْ ِق ْشَر " ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ض َمكْنُو ٌن قَ َال ‪ِ " :‬ر َّقُت ُه َّن َك ِرقَّة اجْل ْلد الَّذي يِف َداخ ِل الَْبْي َ‬
‫ِِ‬
‫َق ْوله َت َعاىَل ‪َ :‬كأَن َُّه َّن َبْي ٌ‬
‫الد ْنيَا َع َجائَِز ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ض َن يِف َدا ِر ُّ‬ ‫َخرِب ْ يِن َع ْن َق ْول ِه ‪ :‬عُُربًا أَْتَرابًا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ " :‬ه َّن الاَّل يِت قُبِ ْ‬ ‫ُقْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫ات ‪ ،‬أَْتَرابًا ‪:‬‬ ‫ات ‪ ،‬حُم بَّب ٍ‬ ‫رمصا ‪ ،‬مُشْطًا ‪ ،‬خلَ َقه َّن اللَّه بع َد الْ ِك ِ فَجعلَه َّن ع َذارى " ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬عربا ‪ :‬مع َّش َق ٍ‬
‫ََ‬ ‫ُُ ً ُ َ‬ ‫َ ُ ُ َ ْ رَب َ َ ُ َ َ‬ ‫ُْ ً‬

‫‪ - 441‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 9124‬ضعيف‬


‫‪ - 442‬املستدرك للحاكم(;‪ )3774‬حسن‬
‫‪ - 443‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 410‬ضعيف‬
‫‪ - 444‬الزهد والرقائق البن املبارك(‪ ) 1867‬حسن مقطوع‬

‫‪137‬‬
‫ني ؟ قَ َال ‪ " :‬نِ َساءُ ُّ‬ ‫الد ْنيا أَفْضل أَِم احْل ِ‬ ‫اح ٍد " ‪ُ .‬قْلت ‪ :‬يا رس َ ِ ِ‬ ‫علَى ِمياَل ٍد و ِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ور الْع ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ ،‬أَن َساءُ ُّ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ،‬و َ َذ َاك ؟ قَ َال ‪" :‬‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض ِل الظِّ َه َار ِة َعلَى الْبِطَانَة " ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫ني َك َف ْ‬ ‫ضل من احْلُو ِر الْع ِ‬
‫أَفْ َ ُ َ‬
‫َج َس َاد ُه َّن احْلَ ِر َير‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ َِّ ِ‬ ‫بِ هِتِ‬
‫‪،‬وأ ْ‬‫ُّور َ‬ ‫وه ُه َّن الن َ‬‫س اللَّهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ُ -‬و ُج َ‬ ‫صاَل َّن ‪َ ،‬وصيَامه َّن لله ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ -‬أَلْبَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬ي ُق ْل َن ‪ :‬أَاَل حَنْ ُن‬ ‫َّ‬
‫ُّر ‪َ ،‬وأ َْم َشاطُ ُه َّن الذ َه ُ‬ ‫ص ْفُر احْلُل ِّي‪ ،‬جَمَامُر ُه َّن الد ُّ‬
‫ضُر الثِّيَاب ‪ُ ،‬‬ ‫يض اأْل َلْ َوان ‪ُ ،‬خ ْ‬ ‫بِ ُ‬
‫ات فَاَل نَظْ َع ُن أَبَ ًدا ‪ ،‬أَاَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ُ‬ ‫َس أَبَ ًدا ‪ ،‬أَاَل َوحَنْ ُن الْ ُمق َ‬ ‫ات فَاَل َنْبأ ُ‬ ‫وت أَبَ ًدا ‪ ،‬أَاَل َوحَنْ ُن النَّاع َم ُ‬ ‫ات فَاَل مَنُ ُ‬ ‫اخْلَال َد ُ‬
‫ت ‪ :‬الْ َم ْرأَةُ ِمنَّا َتَتَز َّو ُج َّ‬
‫الز ْو َجنْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحَنْن َّ ِ‬
‫ط أَبَ ًدا ‪ ،‬طُوىَب ل َم ْن ُكنَّا لَهُ َو َكا َن لَنَا " ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫ات فَاَل نَ ْس َخ ُ‬ ‫الراضيَ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫وت َفتَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َويَ ْد ُخلُو َن َم َع َها ‪َ ،‬م ْن يَ ُكو ُن َز ْو َج َها مْن ُه ْم ؟ قَ َال ‪ " :‬يَا‬ ‫َوالثَّاَل ثَةَ َواأْل َْر َب َعةَ يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا‪ ،‬مُثَّ مَتُ ُ‬
‫َح َسَن ُه ْم‬‫ب ‪ ،‬إِ َّن َه َذا َكا َن أ ْ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫َح َسَن ُه ْم ُخلًُقا " ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬فَت ُق ُ‬ ‫أ َُّم َسلَ َمةَ‪ [ ،‬إِن ََّها ] خُتََّيُر َفتَ ْختَ ُار أ ْ‬
‫الد ْنيَا َواآْل ِخَر ِة " ‪َ .‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ‬ ‫ب ُح ْس ُن اخْلُلُ ِق خِب َرْيِ ُّ‬ ‫ِِ‬
‫الد ْنيَا َفَز ِّو ْجنيه ‪ ،‬يَا أ َُّم َسلَ َمةَ َذ َه َ‬‫َمعِي ُخلًُقا يِف َدا ِر ُّ‬
‫ِ ‪445‬‬
‫يِف اأْل َْو َسط‬
‫ورحم اهلل من قال‪:‬‬
‫خاطب احلُور ِيف ِخ ْدرها ‪ ....‬وطـالـبًا ذاك على ق ـَـد ِرها‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫صربها‬ ‫النفس على َ‬ ‫ـض جبـد ٍال تَ ُكـن وانــيًا ‪ ;.....‬وجاه ْد َ‬ ‫اهْن ْ‬
‫هنارا فهو من مهرها‬ ‫الليل بَـ َـدا َو ْجـ ُـهه ‪ ;....‬وصم ً‬ ‫وقـُ ْـم إذا ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 445‬املعجم األوسط للطرباين (‪ )3259‬وجممع; الزوائد(‪ )18755‬ضعيف‬

‫‪138‬‬
‫المبحث الثالث و الثالثون‬
‫نساء الدنيا‬

‫َّات َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُو َن َها‬ ‫زوجة املؤمن يف الدنيا تكون زوجته يف اجلنة أيضا إذا كانت مؤمنة ‪ ،‬قال تعاىل { َجن ُ‬
‫اب (‪َ )23‬ساَل ٌم َعلَْي ُك ْم‬ ‫ومن صلَح ِمن آَبائِ ِهم وأ َْزو ِاج ِهم وذُِّريَّاهِتِم والْماَل ئِ َكةُ ي ْد ُخلُو َن َعلَْي ِهم ِمن ُك ِّل ب ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫صَب ْرمُتْ فَنِ ْع َم عُ ْقىَب الدَّا ِر (‪[ )24‬الرعد‪} ]24-23/‬‬ ‫َا َ‬
‫مِب‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫العاقِبَةُ احلَ َسنَةُ ِه َي ُد ُخ ُ‬
‫ين أَبَداً ‪ ،‬الَ خَي ُْر ُجو َن مْن َها ‪َ .‬وجَيْ َم ُع اهللُ‬ ‫ول َجنَات َع ْدن ‪َ ،‬وا ِإلقَ َامةُ ف َيها َخالد َ‬ ‫ك َ‬ ‫َوتِْل َ‬
‫ول اجلَن َِّة ‪ ،‬لَِت َقَّر هِبِ ْم أ َْعُيُن ُه ْم؛ َوتَ ْد ُخ ُل‬ ‫ني لِ ُدخ ِ‬ ‫اج واألَبنَ ِاء َّ حِلِ‬ ‫ِ‬ ‫بيَنهم وب أ هِبِ ِ‬
‫الصا َ ُ‬ ‫َحبَا ْم م َن اآلبَاء َواأل َْز َو ِ َ ْ‬ ‫َْ ُ ْ َ َنْي َ ْ‬
‫ضو ِان ِ‬
‫اهلل َعلَْي ِه ْم ‪.‬‬ ‫ني ُم َهنِّئِ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫علَي ِهم املالئِ َكةُ ِمن ُك ِّل ب ٍ ِ ِ‬
‫ني ب ُد ُخول اجلَنَّة ‪َ ،‬وبر ْ َ‬ ‫اب ُم ْسلم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫احتَ َم ْلتُ ُم امل َش َّ‬
‫اق‬ ‫ول هَل م املالَئِ َكةُ ‪ :‬سالَم علَي ُكم ‪ ،‬وأَمن دائِم لَ ُكم ‪ ،‬لََق ْد صبرمُت يِف سبِ ِيل ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ْ َ‬ ‫َ ٌ َْ ْ َ ٌْ َ ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫َوَت ُق ُ ُ ُ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فنَعِمت عاقِبتُ ُكم يِف الدَّا ِر ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪.‬‬ ‫ضو ِان ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ ْ َ َ ْ‬ ‫َواآلالَ َم ‪َ ،‬ف ُف ْزمُتْ بر ْ َ‬
‫هِتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫صلَ َح ِم ْن آَبَائِ ِه ْم َوأ َْز َواج ِه ْم َوذُِّريَّا ْم إِن َ‬
‫َّك‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل ‪َ {:‬ربَّنَا َوأ َْدخ ْل ُه ْم َجنَّات َع ْدن الَّيِت َو َع ْدَت ُه ْم َو َم ْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِح‬ ‫ٍ‬ ‫السيِّئ ِ‬ ‫أَنْت الْع ِزيز احْل ِكيم (‪ )8‬وقِ ِهم َّ ِ‬
‫يم (‬ ‫ك ُه َو الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬ ‫ات َي ْو َمئِذ َف َق ْد َر ْتَهُ َو َذل َ‬ ‫السيِّئَات َو َم ْن تَ ِق َّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬
‫‪[ } )9‬غافر‪]9 ،8/‬‬
‫َّات اليِت َو َع َد ُه ْم‬ ‫و ُتتَابع املالَئِ َكةُ األَطْهار دعاءهم لِْلم ْؤ ِمنِني التَّائِبِني ‪َ ،‬فيسأَلُو َن ربَّهم َتعاىَل أَ ْن ي ْد ِخلَهم اجلن ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ُ ُ َ َُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ني ِم ْن آبَائِ ِه ْم َوأ َْز َو ِاج ِه ْم َوذُ ِريَّاهِتِ ْم لَِت َقَّر هِبِ ْم‬ ‫َّات َّ حِلِ‬
‫الصا َ‬
‫َتعاىَل هِب ا علَى أَلْ ِسنَ ِة رسلِ ِه ‪ ،‬وأَ ْن ي ْد ِخل معهم اجلن ِ‬
‫ُ ُ َ ُ َ ََُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب‬‫ت يَا َر ّ‬ ‫س ‪ ،‬فَأَنْ َ‬ ‫ور يَ ُكو َن أَ ْك َمل لِْلَب ْه َج ِة واألُنْ ِ‬ ‫السُر ُ‬‫اض ِع ُّ‬ ‫أ َْعيُنهم ‪ ،‬فَِإن االجتِماع بِاألَه ِل والع ِشري ِة يِف مو ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ُ ُْ‬
‫َ‬
‫يم يِف َشْر ِع ِه َو َف ْعلِ ِه َوتَ ْدبِ ِري ِه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب الذي الَ يُ َق َاو ُم ‪ ،‬احلَك ُ‬
‫الغَالِ ِ‬
‫ُ‬
‫ئات ) ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫السيِّ ِ‬ ‫ف َعْن ُه ْم فِ ْع َل َّ‬ ‫اص ِر ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف عْنهم عاقِبةَ ما ا ْقَترفُوه ِمن فِع ِل َّ ِ‬
‫السيِّئَات َقْب َل َت ْوبَت ِه ْم ( أَ ِو ْ‬ ‫اص ِر ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫مِح‬ ‫ِ‬ ‫السيِّئ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫َّك تَ ُكو َن قَ ْد َر ْتَهُ ‪َ ،‬وجَنَّْينَهُ ِم ْن َع َذابِ َ‬ ‫ات َي ْو َم القيَ َام ِة فَِإن َ‬ ‫ب ِم ْن َّ َ‬ ‫ف َعْنهُ َعاقبَةَ َما ْارتَ َك َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫الذي الَ َي ْع ِدلُهُ َف ْوٌز ‪.‬‬‫هو ال َفوز األَ ْكبر ِ‬
‫ُ َ ْ ُ َُ‬
‫ك النَّعِي ِم َع َّما‬ ‫ِ‬ ‫هِت‬
‫ني ُس َع َداءَ َيتَ َمتَّعُو َن بِلَ َّذا َا ‪َ ،‬ويَ ُكونُو َن يِف ُشغَ ٍل بِ َذل َ‬ ‫وي ُكو ُن أَصحاب اجلن َِّة يِف ذَلِ َ ِ ِ‬
‫ك اليَوم فَرح َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِسواه ِمن الش ِ‬
‫س ‪َ ،‬و ُه ْم‬ ‫اج ُه ْم يِف ظالَل َوا ِرفَة الَ يُصيبُهم ف َيها لَ ْف ُح الش ْ‬
‫َّم ِ‬ ‫‪.‬ويَ ُكونُو َن ُه ْم َوأ َْز َو ُ‬ ‫َّواغ ِل َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ك ‪ ،‬ومت ِ‬ ‫جالِسو َن َعلَى األَرائِ ِ‬
‫اب‬‫َص َح َ‬ ‫اح يِف َج ْل َسته قال تعاىل ‪ { :‬إِ َّن أ ْ‬ ‫ض ِع امل َّنع ِم امل ْرتَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّكئُو َن َعلَْي َها يِف َو ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ك مت ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّكئُو َن (‪[)56‬يس‪،55/‬‬ ‫اج ُه ْم يِف ظاَل ل َعلَى اأْل ََرائ ُ‬ ‫اجْلَنَّة الَْي ْو َم يِف ُشغُ ٍل فَاك ُهو َن (‪ُ )55‬ه ْم َوأ َْز َو ُ‬
‫‪، }]56‬‬

‫‪139‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اج ُك ْم حُتَْبُرو َن (‬ ‫ني (‪ْ )69‬اد ُخلُوا اجْلَنَّةَ أَْنتُ ْم َوأ َْز َو ُ‬ ‫ين آَ َمنُوا بَِآيَاتنَا َو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬الذ َ‬
‫‪[ } )70‬الزخرف‪]71-69/‬‬
‫الذين يستَ ِحقُّو َن األَمن ِمن ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اب‬‫الع َذ َ‬ ‫ضا ‪ ،‬فَالَ خَيَافُو َن َ‬ ‫الر َ‬‫اهلل ‪َ ،‬و ِّ‬ ‫َْ َ‬ ‫يَُبنِّي ُ اهللُ َت َعاىَل يِف َهذه اآليَة ال َك ِرميَة ص َفةَ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ،‬والَ حَيَْزنُو َن َعلَى َما َخلَّ ُفوهُ يِف ُّ‬
‫وس ُه ْم ‪،‬‬ ‫ت نُ ُف ُ‬ ‫ص َف ْ‬ ‫ت ُقلُوبُ ُه ْم ‪َ ،‬و َ‬ ‫ين َآمنَ ْ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ف َق َال إ َّن َه ُؤالَء ُه ُم الذ َ‬
‫‪.‬وقَ َال هَلُ ْم ‪ْ :‬اد ُخلُوا أ َُّي َها امل ْؤ ِمنُو َن َونُظَرا ُؤ ُكم اجلَنَّةَ َتْن َع ُمو َن فِ َيها‬ ‫َ‬ ‫اطُن ُه ْم َوظََو ِاهُر ُه ْم‬
‫وا ْن َقادت لِ َشر ِع اهلل بو ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ ْ‬
‫ٍ ُ‬
‫وع ‪.‬‬ ‫َوتَ ْس َع ُدو َن ( حُتَْبُرو َن ) مِب َا أ ََعدَّهُ اهللُ َت َعاىَل لَ ُك ْم ِم ْن َعطَ ٍاء َغرْيِ مَمْنُون َوالَ َم ْقطُ ٍ‬
‫ب ُم َعا ِويَةُ بْ ُن أَيِب ُس ْفيَا َن‬ ‫ِ‬ ‫فع ْن َع ِطيَّةَ بْ ِن َقْي ٍ‬
‫س الْكَاَل ع ِّي قَ َال ‪َ :‬خطَ َ‬ ‫واملرأة تكون آلخر أزواجها يف الدنيا ‪َ ،‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪- -‬‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫أ َُّم الدَّرد ِاء بع َد وفَ ِاة أَيِب الدَّرد ِاء قَالَت أ ُُّم الدَّرد ِاء ‪ :‬مَسِ عت أَبا الدَّرد ِاء ي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ْ ُ َ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ َْ َ‬
‫َختَ َار َعلَى أَيِب‬ ‫ول ‪ " :‬أَمُّيَا امرأ ٍَة ُتويِّف عْنها زوجها َفَتز َّوجت بع َده فَ ِهي آِل ِخ ِر أ َْزو ِاجها " ‪ .‬وما ُكْن أِل‬
‫ت ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َْ ُ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ِ ‪446‬‬
‫الص ْوِم ‪ ،‬فَِإن ََّها حَمْ َس َمةٌ ‪َ .‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف الْ َكبِ ِري ‪َ ،‬واأْل َْو َسط‬ ‫ك بِ َّ‬ ‫الدَّر َد ِاء ‪ .‬فَ َكتَب إِلَيها معا ِويةُ ‪َ :‬فعلَي ِ‬
‫َ ْ َ َُ َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ َرض َى اللَّهُ َعْنهُ أَنَّهُ قَ َال ال ْمَرأَته ‪ :‬إِ ْن َسَّرك أَ ْن تَ ُكوىِن َز ْو َجىِت ىِف اجْلَنَّة فَالَ َتَز َّوجى َب ْعدى فَِإ َّن‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫اج النَّىِب ِّ ‪ --‬أَ ْن َيْن ِك ْح َن َب ْع َدهُ ألَن َُّه َّن‬ ‫ك َحُر َم َعلَى أ َْز َو ِ‬ ‫آلخ ِر أ َْزو ِاجها ىِف ُّ ِ ِ‬ ‫الْمرأََة ىِف اجْل ن َِّة ِ‬
‫الد ْنيَا فَل َذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ ‪447‬‬
‫اجهُ ىِف اجْلَنَّة‪.‬‬‫أ َْز َو ُ‬
‫َن أ َُّم حبِيبةَ أَو َغيرها قَالَت لِلنَّيِب ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫وت َز ْو ُج َها‬ ‫ول اللَّه ‪ ،‬الْ َم ْرأَةُ مَيُ ُ‬ ‫ْ ِّ َ َ ُ‬ ‫وع ْن أنس َرض َي اللَّهُ َعْنهُ أ َّ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪448‬‬
‫َح َسنِ ِه َما ُخلًُقا َكا َن َم َع َها "‬ ‫أِل‬ ‫ِ ِ‬
‫وت ‪ ،‬ل َم ْن ه َي ؟ قَ َال ‪ْ :‬‬ ‫آخَر مُثَّ مَيُ ُ‬
‫َفتََتَز َّو ُج َب ْع َدهُ َز ْو ًجا َ‬
‫زوجا‬
‫س ‪ ،‬قال ‪ :‬قالت أم حبيبة ‪ :‬يا رسول اهلل املرأة يكون هلا الزوجان يف الدنيا ‪ ،‬يعين يكون ً‬ ‫وعن أَنَ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪449‬‬
‫بعد زوج فيدخلون اجلنة فأليهما تكون ؟ قال ‪ :‬ألحسنهما خلقاً‪.‬‬
‫وت ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َز ْو َجان ‪ ،‬مُثَّ مَتُ ُ‬ ‫اهلل ‪ ،‬الْ َم ْرأَةُ ِمنَّا يَ ُكو ُن هَلَا يِف ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت أ ُُّم َحبِيبَة ‪َ ،‬ز ْو ُج النَّيِب ِّ ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وقَالَ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َسُن ُه َما ُخلًُقا َكا َن َم َع َها‬ ‫اها ‪ ،‬ألَيِّ ِه َما تَ ُكو ُن ‪ ،‬لأل ََّول ‪ ،‬أ َْو لألَخ ِري ؟ قَ َال ‪ :‬خُتََّيُر أ ْ‬ ‫َفتَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ ه َي َو َز ْو َج َ‬
‫ِ ِ ‪450‬‬ ‫يِف ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬وخَرْيِ اآلخَرة‪.‬‬ ‫ب ُح ْس ُن اخْلُلُ ِق خِب َرْيِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فيَ ُكو ُن َز ْو َج َها اجْلَنَّة ‪ ،‬يَا أ َُّم َحبيبَةَ ‪َ ،‬ذ َه َ‬ ‫يِف ُّ‬
‫قَ َال الشَّيخ اإْلِ مام َّ ِ مِح‬
‫السائِلَ ِة أَن ََّها تُِر ُ‬
‫يد‬ ‫ف ِم َن َّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬عَر َ‬ ‫وز أَ ْن يَ ُكو َن َر ُس ُ‬ ‫الزاه ُد َر َهُ اللَّهُ (الكالباذي)‪ ;:‬جَيُ ُ‬ ‫ُْ َُ‬
‫ِ‬ ‫ت ِه َي لَهُ يِف ُّ‬ ‫ف أَنَّها تَ ُكو ُن يِف اآْل ِخر ِة لِرس ِ ِ‬
‫يث َع ْن أ ُِّم‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬فَِإ َّن َه َذا احْلَد َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬ك َما َكانَ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫أَ ْن َت ْع ِر َ َ‬
‫ت َر ُج ٍل ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحبِيبَةَ ‪َ ،‬وأَن ََّها ِه َي َّ‬
‫يث اآْل َخُر ‪ ،‬أ َُراهُ َع ْن أ ُِّم َسلَ َمةَ ‪َ ،‬وك ْلتَامُهَا َكا َنتَا حَتْ َ‬ ‫السائِلَةُ ‪َ ،‬واحْلَد ُ‬
‫‪ - 446‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 3248‬حسن لغريه‬
‫‪ - 447‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 7‬ص ‪ )13803()69‬صحيح موقوف ومثله ال يقال بالرأي‬
‫‪ - 448‬الكالباذي (‪ )297‬حسن‬
‫‪ - 449‬مسند البزار(‪ )6631‬حسن‬
‫‪ - 450‬أخرجه َعْبد بن مُحَْيد (‪ )1212‬حسن‬

‫‪140‬‬
‫ُخَرى َد ْهَر َها ‪َ ،‬وإِمَّنَا‬ ‫السائِلَ ِة أ َّ‬
‫ني مُثَّ َتَز َّو َج َها ‪َ ،‬ف َع َسى َخطََر بِبَ ِال َّ‬ ‫ِِ‬
‫ت حَتْتَهُ أ ْ‬ ‫ت لَ َكانَ ْ‬ ‫َن َز ْو َج َها لَ ْو مَلْ مَيُ ْ‬ ‫الْ ُم ْسلم َ‬
‫ت أَ ْن تَ ُكو َن لَِز ْو ِج َها اأْل ََّو ِل ‪ ،‬أ َْعيِن لَ ْواَل‬ ‫َفَّر َق بيَنهما الْموت فَصار ِ ِ ِ‬
‫ت لَر ُسول اللَّه ‪َ ، ‬ف َع َس َ‬
‫اها أَ ْش َف َق ْ‬ ‫َْ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت لَهُ‬ ‫ص َار ْ‬ ‫استَ ْخَبَرت النَّيِب َّ ‪‬لُي َقِّر َر عْن َد َها أَن ََّها تَ ُكو ُن لَهُ يِف اآْل خَر ِة َك َما َ‬ ‫ت لَ َكانَا َعلَى ن َكاح ِه َما ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫الْ َم ْو ُ‬
‫َح َس ُن َز ْو ِج َها‬ ‫ت الْمراد فِ ِيه بَِقولِِه ‪ " :‬أِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ْنيا ‪ ،‬فَأَخبرها رس ُ ِ‬
‫َح َسن ِه َما ُخلًُقا " َوأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬إِ َش َار ًة أ َْد َر َك ُ َ َ‬ ‫ْ ََ َ َ ُ‬ ‫يِف ُّ َ‬
‫ت َعائِ َشةُ َر ِض َي اللَّهُ َعْن َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫أِل‬
‫َح َس ُن ُخلًُقا مْنهُ ‪ ،‬ل َق ْوله َعَّز َو َج َّل ‪َ ،‬و ُسئلَ ْ‬ ‫ُخلًُقا َم َع َها النَّيِب ُّ ‪ ‬؛ َنَّهُ اَل أ َ‬
‫َح َد أ ْ‬
‫ت يِل يِف‬ ‫لسائِلَ ِة ‪ " :‬أِل َحسنِ ِهما خلًُقا " أَي أَنْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ت ‪َ :‬كا َن ُخلُ ُقهُ الْ ُق ْرآ َن ‪َ .‬ف َق ْولُهُ ‪ ‬لِ َّ‬ ‫َع ْن ُخلُ ِق النَّيِب ِّ ‪ ‬؟ َف َقالَ ْ‬
‫ت يِل إِ ِذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول هَل ما ‪ :‬أَنْ ِ‬
‫ك َكأَنَّهُ َي ُق ُ َُ‬ ‫ُخَرى ‪ " :‬ه َي آِل ِخ ِر َز ْوج َها " َك َذل َ‬ ‫ت يِل يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ولأْل ْ‬
‫اآْل ِخر ِة ‪َ ،‬كما أَنْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وز أَ ْن يَ ُكو َن إِلِ ْح َدى ن َساء النَّيِب ِّ ‪َ ‬و َرض َي اللَّهُ َعْن ُه َّن َز ْو ًجا س َواهُ ‪،‬‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النَّيِب ُّ ‪ ‬آخُر أ َْز َو ِ‬
‫اج ن َسائه ؛ َنَّهُ اَل جَيُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وز أَ ْن‬ ‫ت لَهُ ‪َ .‬وجَيُ ُ‬ ‫اج َها النَّيِب ُّ ‪َ ‬كانَ ْ‬ ‫ل َق ْوله َعَّز َو َج َّل َو َق ْوله َت َعاىَل ‪ ،‬فَإ َذا َكا َن خ ِر أ َْز َواج َها ‪َ ،‬وآخُر أ َْز َو َ‬
‫َن الطَّاَل َق إِ َذا مَلْ يَ ُك ْن‬ ‫ت ؛ أِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آِل ِ‬
‫يم ْن َفَّر َق َبْيَن ُه َما الطَّاَل ُق اَل الْ َم ْو ُ‬ ‫يَ ُكو َن َق ْولُهُ ‪ " ‬الْ َم ْرأَةُ خ ِر أ َْز َواج َها " ف َ‬
‫ض احْلَاَل ِل إِىَل اللَّ ِه َت َعاىَل الطَّاَل ُق "‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن بَأْ ٍس َف ُه َو ُسوءُ اخْلُلُ ِق ‪ ،‬ل َق ْول النَّيِب ِّ ‪ " :‬إِ َّن أ َْبغَ َ‬
‫‪451‬‬

‫ض‬‫ول اللَّ ِه ‪َ " : ‬ما َخلَ َق اللَّهُ َت َعاىَل َشْيئًا َعلَى َو ْج ِه اأْل َْر ِ‬ ‫وعن معاذ بن جبل َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ِ ‪452‬‬
‫ض ِم َن الطَّاَل ق "‬ ‫ِ‬
‫ب إِلَْيه م َن الْ َعتَاق ‪َ ،‬واَل َخلَ َق اللَّهُ َت َعاىَل َشْيئًا أ َْبغَ َ‬
‫أَح َّ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد َي ْف َعلُهُ إاَّل َع ْن بَأْ ٍس ‪ ،‬فَإ َذا َكا َن ل ْل َم ْرأَة َز ْو ٌج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬
‫ضهُ اللَّهُ َت َعاىَل فَإ َّن الْ ُم ْؤم َن اَل يَ َك ُ‬ ‫فَإ َذا َكا َن الطَّاَل ُق َّا يُْبغ ُ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫الر ُج ِل َوقِلَّ ِة ُم َد َار ٍاة ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن َّ‬ ‫وء ُخلُ ٍق يَ ُكو ُن يِف َّ‬ ‫و َفَّر َق بينهما الطَّاَل ُق ِمن َغ ِ بأْ ٍس َكا َن َذلِك لِس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ رْي َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت فيه َمَر َارةٌ َم َع ْامَرأَته َفيَ ْستَ ْمت ُع َا َو َيتَ َح َّم ُل ُسوءَ ُخلُق َها ‪ ،‬فَاَل يُ َفِّر ُق َبْيَن ُه َما الطَّاَل ُق ‪،‬‬ ‫َح َس َن اخْلُلُ ِق َكانَ ْ‬
‫الضلَ ِع إِ ْن‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " : ‬إِ َّن الْ َم ْرأََة َك ِّ‬ ‫ك َما روي وعن أيب هريرة َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫يَ ُد ُّل َعلَى َذل َ‬
‫ت هِبَا َعلَى ِع َو ٍج "‬ ‫َذهب ِ‬
‫يم َها َك َس ْر َت َها ‪َ ،‬وإِ ْن َتَر ْكَت َها ْ‬
‫‪453‬‬
‫استَ ْمَت ْع َ‬ ‫ت تُق ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ك بِالْ ُم َد َار ِاة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ُج َل إِمَّنَا يَ ْستَ ْمتِ ُع بِالْ َم ْرأ َِة َيتَ َح َّم ُل َما يَ ُكو ُن ِمْن َها ِم َن ااِل ْع ِو َج ِ‬ ‫َخَبَر أ َّ‬
‫اج ‪ ،‬يَ ُكو ُن َذل َ‬ ‫َن َّ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ِِ‬
‫وت َعْن َها‬ ‫ت ‪ ،‬أَ ْن مَيُ َ‬ ‫اد يُ َفِّر ُق َبْينَهُ َو َبنْي َ ْامَرأَته إِاَّل الْ َم ْو ُ‬ ‫الر ُج ِل اَل يَ َك ُ‬ ‫َو ُح ْس ِن اخْلُلُ ِق ‪ ،‬فَِإ َذا َح ُس َن ُخلُ ُق َّ‬
‫اب"‬ ‫الصو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َسَن ُه ْم ُخلًُقا َم َع َها َفيَتَّف ُق اخْلََبَران ‪َ ،‬واللهُ أ َْعلَ ُم ب َّ َ‬ ‫َفيَ ُكو َن آخَر أ َْز َواج َها أ ْ‬
‫ــــــــ‬

‫ي ( ‪) 298‬‬‫َخيَا ِر لِْلكَاَل بَ ِاذ ِّ‬


‫اأْل ْ‬ ‫‪ - 451‬حَبْر الْ َفوائِ ِد الْ ُمس َّمى مِب ََعايِن‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫َخيَا ِر لِْلكَاَل بَ ِاذ ِّ‬
‫ي (‪ ) 299‬فيه انقطاع‬ ‫اأْل ْ‬ ‫‪ - 452‬حَبْر الْ َفوائِ ِد الْ ُمس َّمى مِب ََعايِن‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ي (‪ ) 300‬صحيح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخيَا ِر لْلكَاَل بَاذ ِّ‬ ‫‪ - 453‬حَبْر الْ َفوائِ ِد الْ ُمس َّمى مِب ََعايِن‬
‫اأْل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪141‬‬
‫المبحث الرابع و الثالثون‬
‫العشرة المبشرون بالجنة‬

‫ف ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫نص الرسول ‪‬نصا صرحيا على أن عشرة من أصحابه من أهل اجلنة ‪ ،‬فعن عب ِد الرَّمْح ِن ب ِن عو ٍ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫قَ َال النَّيِب ُّ ‪َ :‬ع ْشَرةٌ يِف اجْلَن َِّة ‪ :‬أَبُو بَ ْك ٍر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وعُ َمُر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وعُثْ َما ُن يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َعلِ ٌّي يِف اجْلَن َِّة ‪،‬‬
‫يد بْ ُن َزيْ ٍد يِف اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ف يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َس ْع ٌد يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َسعِ ُ‬ ‫الزبير يِف اجْل ن َِّة ‪ ،‬وطَْلحةُ يِف اجْل ن َِّة ‪ ،‬وابن عو ٍ‬
‫َ َ ْ ُ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َو ُّ َْ ُ‬
‫ِ ‪454‬‬
‫اح يِف اجْلَنَّة‪.‬‬
‫َوأَبُو عَُبْي َد َة بْ ُن اجْلََّر ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال « َع َشرةٌ ىِف‬
‫َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫يد بْ َن َزيْ ٍد َح َّدثَهُ ىِف َن َف ٍر أ َّ‬ ‫َن َسعِ َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد الرَّمْح َ ِن بْ ِن مُحَْي ٍد َع ْن أَبِ ِيه أ َّ‬‫َ‬
‫الز َبْيُر َوطَْل َحةُ َو َعْب ُد الرَّمْح َ ِن َوأَبُو عَُبْي َد َة َو َس ْع ُد بْ ُن‬ ‫اجْلَن َِّة أَبُو بَ ْك ٍر ىِف اجْلَن َِّة َوعُ َمُر ىِف اجْلَن َِّة َوعُثْ َما ُن َو َعلِ ٌّى َو ُّ‬
‫َعو ِر م ِن الْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اشُر‬ ‫ت َع ِن الْ َعاش ِر َف َق َال الْ َق ْو ُم َنْن ُش ُد َك اللَّهَ يَا أَبَا األ ْ َ َ َ‬ ‫ِّس َعةَ َو َس َك َ‬ ‫اص »‪ .‬قَ َال َف َع َّد َه ُؤالَء الت ْ‬ ‫أَىِب َوقَّ ٍ‬
‫يد بْ ُن َزيْ ِد بْ ِن َع ْم ِرو بْ ِن نُ َفْي ٍل‪.‬‬ ‫َع َو ِر ُه َو َسعِ ُ‬ ‫يسى أَبُو األ ْ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َال نَ َش ْدمُتُوىِن بِاللَّ ِه أَبو األ ْ ِ ىِف ِ‬
‫َع َور اجْلَنَّة‪ .‬قَ َال أَبُو ع َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ‪455‬‬
‫يث األ ََّول‪.‬‬‫ول هو أَص ُّح ِمن احْل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ت حُمَ َّم ًدا َي ُق ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َومَس ْع ُ‬
‫ِ ِ مِب ِ‬
‫اي َو َو َعاهُ َقْليِب ‪،‬‬ ‫وعن رباح بن احلارث أن سعيد بن زيد قَ َال ‪ " :‬أَ ْش َه ُد َعلَى َر ُسول اللَّه ‪َ ‬ا مَس َعْتهُ أُذُنَ َ‬
‫ي َعلَْي ِه َك ِذبًا يَ ْسأَلُيِن َعْنهُ إِ َذا لَِقيتُهُ أَنَّهُ قَ َال ‪ " :‬أَبُو بَ ْك ٍر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وعُ َمُر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َعلِ ٌّي‬ ‫أِل‬
‫َوإيِّن مَلْ أَ ُك ْن َْر ِو َ‬
‫ِ‬
‫ف يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َس ْع ُد‬ ‫الزبير يِف اجْل ن َِّة ‪ ،‬وعب ُد الرَّمْح ِن بن عو ٍ‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫َ ْ ُ َْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫اجْلَنَّة ‪َ ،‬وعُثْ َما ُن اجْلَنَّة ‪َ ،‬وطَْل َحةُ اجْلَنَّة َو ُّ َْ ُ‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫احب رس ِ‬ ‫اسع الْم ْؤ ِمنِني لَو ِشْئت أَ ْن أُمَسِّيه لَس َّميتُه َفر َّج أَهل الْمس ِج ِد يا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص َ َُ‬ ‫َُ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫بْ ُن َمالك يِف اجْلَنَّة " َوتَ ُ ُ َ ْ ُ‬
‫ِ ‪456‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬الْ َعاشُر‬ ‫ني َو َر ُس ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اش ْدمُتُويِن بِاللَّه الْ َعظي ِم ‪ ،‬أَنَا تَاس ُع الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َّاس ُع ؟ قَ َال ‪ " :‬نَ َ‬ ‫‪ ،‬م ِن الت ِ‬
‫َ‬
‫ش يِف اجْلَن َِّة ‪ :‬أَبُو بَ ْك ٍر يِف اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫اهلل ‪َ :‬ع َشَرةٌ ِم ْن ُقَريْ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر َر ِض َي اهللُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫الز َبْيُر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َس ْع ٌد يِف اجْلَن َِّة‬‫َوعُ َمُر يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وعُثْ َما ُن يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و َعلِ ٌّي يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وطَْل َحةُ يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬و ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ف يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وأَبُو عَُبْي َدةَ بْ ُن اجْلََّر ِ‬ ‫يد بن زي ٍد يِف اجْل ن َِّة ‪ ،‬وعب ُد الرَّمْح ِن بن عو ٍ‬ ‫ِ‬
‫اح يِف اجْلَنَّة ‪َ ،‬رض َي اهللُ‬ ‫َ ْ ُ َْ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫‪َ ،‬و َسع ُ ْ ُ َ ْ‬
‫ِ ‪457‬‬
‫َعْن ُه ْم أَمْج َع َ‬
‫ني";‬
‫ِِ‬ ‫وعن سعِ ِ‬
‫ت ألَلَْز َم َّن‬‫ضأَ ىِف َبْيته مُثَّ َخَر َج ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ى أَنَّهُ َت َو َّ‬‫وسى األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫َخَبَرىِن أَبُو ُم َ‬ ‫ب قَ َال أ ْ‬ ‫يد بْ ِن الْمسيَّ ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ، - -‬وألَ ُكونَ َّن َم َعهُ َي ْو ِمى َه َذا ‪ .‬قَ َال فَ َجاءَ الْ َم ْس ِج َد ‪ ،‬فَ َسأ ََل َع ِن النَّىِب ِّ ‪َ - -‬ف َقالُوا‬ ‫َر ُس َ‬
‫اب ‪،‬‬ ‫ت ِعْن َد الْب ِ‬ ‫يس ‪ ،‬فَ َجلَ ْس ُ‬ ‫َسأ َُل َعْنهُ ‪َ ،‬حىَّت َد َخل بِْئَر أَ ِر ٍ‬ ‫ت َعلَى إِثْ ِر ِه أ ْ‬ ‫َخَر َج َو َو َّجهَ َها ُهنَا ‪ ،‬فَ َخَر ْج ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 454‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )7002()463‬صحيح‬


‫‪ - 455‬سنن الرتمذى (‪ ) 4114‬صحيح‬
‫‪ - 456‬السنن الكربى لإلمام النسائي الرسالة ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )8137()232‬صحيح‬
‫‪ - 457‬املعجم الصغري للطرباين(‪ )62‬صحيح‬

‫‪142‬‬
‫س َعلَى بِْئ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ضأَ َف ُقم ُ ِ ِ ِ‬ ‫يد حىَّت قَضى رس ُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت إلَْيه ‪ ،‬فَإ َذا ُه َو َجال ٌ‬ ‫اجتَهُ ‪َ ،‬فَت َو َّ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬ح َ‬ ‫َوبَابُ َها م ْن َج ِر َ َ َ ُ‬
‫ت ِعْن َد‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َجلَ ْس ُ‬ ‫صَرفْ ُ‬
‫ِ‬
‫ت َعلَْيه مُثَّ انْ َ‬
‫ِ‬
‫ف َع ْن َسا َقْيه َو َدالَّمُهَا ىِف الْبِْئ ِر ‪ ،‬فَ َسلَّ ْم ُ‬ ‫َّها ‪َ ،‬و َك َش َ‬ ‫ط ُقف َ‬ ‫يس ‪َ ،‬و َت َو َّس َ‬‫أَ ِر ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫الْب ِ‬
‫ت َم ْن َه َذا‬ ‫اب ‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬ ‫اب َر ُسول اللَّه ‪ - -‬الَْي ْو َم ‪ ،‬فَ َجاءَ أَبُو بَ ْك ٍر فَ َدفَ َع الْبَ َ‬ ‫ت ألَ ُكونَ َّن َب َّو َ‬ ‫اب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت َعلَى ِر ْسل َ‬ ‫َف َق َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مُثَّ َذهبت َف ُق ْلت يا رس َ ِ‬
‫ت َحىَّت‬ ‫ول اللَّه َه َذا أَبُو بَ ْك ٍر يَ ْستَأْذ ُن ‪َ .‬ف َق َال « ائْ َذ ْن لَهُ َوبَش ِّْرهُ بِاجْلَنَّة » ‪ .‬فَأَ ْقَب ْل ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ‬
‫ني َر ُسول اللَّه ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ - -‬يُبَشِّر َك بِاجْلَنَّة ‪ .‬فَ َد َخل أَبُو بَ ْك ٍر فَ َجلَس َع ْن مَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ألَىِب بَ ْك ٍر ْاد ُخ ْل ‪َ ،‬و َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُقْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ف َع ْن َسا َقْيه ‪ ،‬مُثَّ َر َج ْع ُ‬ ‫صنَ َع النَّىِب ُّ ‪َ ، - -‬و َك َش َ‬ ‫ف ‪َ ،‬و َدىَّل ِر ْجلَْيه ىِف الْبِْئ ِر ‪َ ،‬ك َما َ‬ ‫‪َ -‬م َعهُ ىِف الْ ُق ِّ‬
‫ت بِِه ‪.‬‬ ‫يد أَخاه ‪ -‬يأْ ِ‬ ‫ضأُ وي ْلح ُقىِن ‪َ ،‬ف ُق ْل ِ ِ ِ ٍ‬ ‫فَجلَست وقَ ْد َتر ْك ِ‬
‫ت إ ْن يُِرد اللَّهُ ب ُفالَن َخْيًرا ‪ -‬يُِر ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ت أَخى َيَت َو َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ُ‬
‫ت إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت من َه َذا َف َق َال عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬
‫ك ‪ .‬مُثَّ جْئ ُ‬ ‫ت َعلَى ِر ْسل َ‬ ‫اب ‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫اب ‪َ .‬ف ُق ْل ُ َ ْ‬ ‫فَِإ َذا إِنْ َسا ٌن حُيَِّر ُك الْبَ َ‬
‫اب يَ ْستَأْ ِذ ُن ‪َ .‬ف َق َال « ائْ َذ ْن لَهُ َوبَش ِّْرهُ بِاجْلَن َِّة‬ ‫ت َه َذا عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬
‫َُ ُ‬
‫ِ‬
‫ت َعلَْيه ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َر ُسول اللَّه ‪ - -‬فَ َسلَّ ْم ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬ىِف‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬بِاجْل ن َِّة ‪ .‬فَ َدخل ‪ ،‬فَجلَس مع رس ِ‬ ‫ت ْاد ُخ ْل َوبَشََّر َك َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َف ُق ْل ُ‬‫» ‪ .‬فَجْئ ُ‬
‫ت بِِه ‪.‬‬ ‫ف عن يسا ِر ِه ‪ ،‬ودىَّل ِرجلَي ِه ىِف الْبِْئ ِر ‪ ،‬مُثَّ رجعت فَجلَست ‪َ ،‬ف ُق ْلت إِ ْن ي ِر ِد اللَّه بُِفالَ ٍن خيرا يأْ ِ‬
‫ًَْ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ َْ ُ َ ْ ُ‬ ‫ََ ْ ْ‬ ‫الْ ُق ِّ َ ْ َ َ‬
‫ت إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ .‬فَجْئ ُ‬ ‫ت َعلَى ِر ْسل َ‬ ‫ت َم ْن َه َذا َف َق َال عُثْ َما ُن بْ ُن َعفَّا َن ‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬ ‫اب ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬‫فَ َجاءَ إِنْ َسا ٌن حُيَِّر ُك الْبَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رس ِ ِ‬
‫ت لَهُ ْاد ُخ ْل‬ ‫َخَب ْرتُهُ ‪َ .‬ف َق َال « ائْ َذ ْن لَهُ َوبَش ِّْرهُ بِاجْلَنَّة َعلَى َبْل َوى تُصيبُهُ » فَجْئتُهُ َف ُق ْل ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬فَأ ْ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اههُ م َن‬ ‫س ُو َج َ‬ ‫ف قَ ْد ُمل َئ ‪ ،‬فَ َجلَ َ‬ ‫ك ‪ .‬فَ َد َخ َل َف َو َج َد الْ ُق َّ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬باجْلَنَّة َعلَى َبْل َوى تُصيبُ َ‬ ‫َوبَشََّر َك َر ُس ُ‬
‫ور ُه ْم ‪.458‬‬ ‫ِ‬
‫يد بْ ُن الْ ُم َسيَّب فَأ ََّولُْت َها ُقبُ َ‬ ‫يك قَ َال َسعِ ُ‬ ‫اآلخ ِر ‪ .‬قَ َال َش ِر ٌ‬ ‫ِّق َ‬ ‫الش ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫والرابِ ُع‬ ‫ث َّ‬ ‫قوم ْبعدهُ ىف اجلن َِّة ‪ ،‬والثَّال ُ‬ ‫ِ‬
‫وعن ابن مسعود عن النيب ‪‬قال‪ ( :‬الْقائ ُم ْبعدى ىِف اجلنَّة ‪ ،‬والَّذى يَ ُ‬
‫ىِف اجلن َِّة )‪ - 459‬ومراده بالقائم بعده ‪ :‬الذي يلي احلكم بعد موته ‪ ،‬وهؤالء األربعة ‪ ،‬هم أبو بكر وعمر‬
‫وعلي رضي اهلل عنهم مجيعا ‪.‬‬ ‫وعثمان ّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬إِ َّن أَبَا بَ ْك ٍر‬ ‫ني َر ِض َي اللَّهُ َعْن َها ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫ت َعلَى َعائ َشةَ أ ُِّم الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫اق بن طَْل َحةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫وع ْن إِ ْس َح َ‬
‫َ‬
‫يق ِم َن النَّا ِر فَ ِم ْن َي ْو َمئِ ٍذ مُسِّ َي َعتِي ًقا ‪.‬‬
‫‪460‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬ف َق َال لَه ‪ :‬أَنْ ِ‬
‫ت َعت ٌ‬ ‫ُ َ‬
‫َدخل َعلَى رس ِ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن ع ِام ِر ب ِن عب ِد ِ‬
‫اس ُم أَيِب بَ ْك ٍر َعْب َد اهلل بْ َن عُثْ َما َن ‪َ ،‬ف َق َال لَهُ النَّيِب ُّ‬ ‫الز َبرْيِ ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كا َن ْ‬ ‫اهلل بْ ِن ُّ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ‬
‫‪461‬‬
‫اهلل ِم َن النَّا ِر فَ ُس ِّم َي َعتِي ًقا‪.‬‬
‫‪ : ‬أَنْت عتِيق ِ‬
‫َ َ ُ‬

‫‪ - 458‬صحيح البخارى(‪) 3674‬‬


‫‪ - 459‬أخرجه ابن عساكر (‪ )39/108‬وصحيح اجلامع (‪ )4435‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 460‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )9()5‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 461‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )6864( )279‬صحيح‬

‫‪143‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪144‬‬
‫المبحث الخامس و الثالثون‬
‫في غناء الحور العين‬

‫الر َج ِال‬ ‫الص َو ُر ِم َن ِّ‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة ُسوقًا َما فِ َيها َبْي ٌع ‪َ ،‬والَ ِشَراءٌ ‪ ،‬إِالَّ ُّ‬
‫ول ِ‬ ‫َع ْن َعلِ ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ات مَلْ َيَر‬ ‫ني ‪ ،‬ير َفعن بِأَصو ٍ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ًة َد َخ َل ف َيها ‪َ ،‬وإ َّن ف َيها لَ ُم ْجتَ َم ًعا ل ْل ُحور الْع َ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫صَ‬ ‫الر ُج ُل ُ‬ ‫ِّس ِاء ‪ ،‬فَِإ َذا ا ْشَت َهى َّ‬
‫َوالن َ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫يد ‪ ،‬وحَنْن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات فَالَ َنْب ُؤ ُ‬ ‫ط ‪َ ،‬وحَنْ ُن النَّاع َم ُ‬ ‫ات فَالَ نَ ْس َخ ُ‬
‫الراضيَ ُ‬ ‫ات فَالَ نَب ُ َ ُ‬ ‫اخْلَالَئ ُق م ْثلَ َها ‪َ ،‬ي ُق ْل َن ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَال َد ُ‬
‫‪462‬‬
‫‪ ،‬فَطُوىَب لِ َم ْن َكا َن لَنَا ‪َ ،‬و ُكنَّا لَهُ‪.‬‬
‫احلور العني ‪ :‬نساء أهل اجلنة ‪ -‬نبيد ‪ :‬هنلك أو منوت ‪ -‬سخط ‪ :‬غضب ‪-‬طوىب ‪ :‬اسم اجلنة ‪ ،‬وقيل هي‬
‫شجرة فيها‬
‫ان ِم َن‬ ‫وعن أَيِب أُمامةَ ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪‬قَ َال ‪ :‬ما ِمن عب ٍد ي ْدخل اجْل نَّةَ إِالَّ جلَس ِعْن َد رأْ ِس ِه و ِعْن َد ِرجلَي ِه ثِْنتَ ِ‬
‫ْْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َْ َ ُ ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َْ‬
‫ان ‪ ,‬ولَ ِكن بِتح ِم ِ‬
‫يد اللَّ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ت اجْلِ ُّن واإْلِ نْس ‪ ,‬ولَي مِب ِ‬ ‫ت مَسِ ع ِ‬‫ني ُتغَنِّيانِِه بِأَحس ِن صو ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ََزام ِري الشَّْيطَ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫احْلُو ِر الْع ِ َ‬
‫ِ ِ ِ ‪463‬‬
‫َوَت ْقديسه‪.‬‬
‫ط‬‫َح ٌد قَ ُّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ :‬إِ َّن أ َْزواج أَه ِل اجْل ن َِّة لَيغَنِّني أ َْزواجه َّن بِأَحس ِن أ ٍ ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َص َوات مَس َع َها أ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َ َُ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫ات فَال‬ ‫ِّني بِه ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَال َد ُ‬ ‫اج َق ْوم كَر ٍام َيْنظُْر َن بِ ُقَّر ِة أ َْعيَان ‪َ ،‬وإِ َّن َّا يُغَن َ‬ ‫ات احْل َسا ُن أ َْز َو ُ‬ ‫إِ َّن َّا يُغَن َ‬
‫ِّني ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَِّيَر ُ‬
‫‪464‬‬
‫ات فَال يَظْ َع َّن "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ُ‬ ‫ات فَال خَيَ ْفنَ ْه ‪ ،‬حَنْ ُن الْ ُمق َ‬‫مُي ْتنَ ْه ‪ ،‬حَنْ ُن اآلمنَ ُ‬
‫الظعن ‪ :‬االرحتال والسفر‬
‫ور احْلِ َسا ْن ‪ُ ،‬ه ِدينَا‬ ‫ِ‬
‫ور يِف اجْلَنَّة يُغَن َ‬
‫ِّني َي ُق ْل َن ‪ :‬حَنْ ُن احْلُ ُ‬
‫ِ‬
‫َن النَّيِب َّ ‪ - -‬قَ َال ‪ " :‬إ َّن احْلُ َ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َو َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫اج كَِر ْام " ‪.465‬‬ ‫أِل َْز َو ٍ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َوآلِِه َو َسلَّ َم ‪ ، :‬يَُز َّو ُج إِىَل ُك ِّل َر ُج ٍل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‬ ‫عن ابن أيب أوىف ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َوات ح َسان مَلْ يَ ْس َم ِع‬ ‫أ َْر َب َعةُ آاَل ف بِ ْك ٍر ‪َ ،‬ومَثَانيَةُ آاَل ف ‪َ ،‬ومائَةُ َج َوار ‪َ ،‬فيَ ْجتَم ْع َن يِف ُك ِّل َسْب َعة أَيَّام ‪َ ،‬فَي ُق ْل َن بأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات فَاَل‬ ‫ِ‬ ‫َّاعمات فَاَل نَبؤس ‪ ،‬وحَنْن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم ُ‬ ‫ات فَاَل ‪َ ،‬وحَنْ ُن الْ ُمق َ‬ ‫الراضيَ ُ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬ ‫ات فَاَل ‪َ ،‬وحَنْ ُن الن َ ُ‬ ‫اخْلَاَل ئ ُق م ْثلَ ُه َّن ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَال َد ُ‬
‫‪466‬‬
‫نَظْ َع ُن لِ َم ْن َكا َن لَنَا َو ُكنَّا لَهُ "‬
‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة مَخْ َس ِمائَِة َح ْو َراءَ ‪َ ،‬وأ َْر َب َعةَ‬‫َن اللَّهَ ‪َ ،‬ت َعاىَل يَُز ِّو ُج َّ‬
‫وعن عبد الرمحن بن سابط ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬بلَغَيِن أ َّ‬
‫وض ُع َمائِ َدةٌ ‪،‬‬ ‫مِج‬ ‫مِج‬ ‫اح َدةٌ إِاَّل يُ َعانُِق َها عُ ْمَر ُّ‬
‫ت ‪ ،‬ما ِمْنه َّن و ِ‬ ‫ف و ِستَّةَ آاَل ِ‬
‫ف بِْن ٍ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ما تَأْ ُهُ ‪َ ،‬واَل يَأْ ُ َها ‪َ ،‬وإِنَّهُ لَتُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫آاَل َ‬

‫‪ - 462‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35104()100‬حسن لغريه‬


‫‪ - 463‬مسند الشاميني(‪ )1618‬وصفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 465‬حسن لغريه‬
‫‪ - 464‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ )849()364‬وصحيح اجلامع ( ‪ ) 1561‬صحيح‬
‫‪ - 465‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 6685‬حسن‬
‫‪ - 466‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 402‬فيه ضعف‬

‫‪145‬‬
‫ت إِىَل أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ضي ِريُّهُ ِم ْق َد َار ُّ‬ ‫وضع الْ َكأْس يِف ي ِد ِه ‪ ،‬فَما يْن َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضي ِشَبعُهُ ِم ْق َد َار ُّ‬ ‫فَما يْن َق ِ‬
‫الد ْنيَا ُم ْذ ُخل َق ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬وإنَّهُ لَيُ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫َصابعه ائَة ُحلة َهديَّةً م ْن َربِّه َعَّز َو َج َّل‬ ‫ِ‬
‫صَب َعنْي م ْن أ َ‬ ‫ك م َن الْ َماَل ئ َكة َبنْي َ إ ْ‬ ‫ك إ ْذ أَتَاهُ َملَ ٌ‬‫يد ‪َ ،‬فَبْينَا ُه َو َك َذل َ‬ ‫تَبِ َ‬
‫َش َّد عُ ْجبًا ِميِّن هِبَ ِذ ِه اهْلَ ِديَِّة ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫ٍ‬
‫ك َذ َاك‬ ‫ك ‪ :‬أ ََوأ َْع َجبَ َ‬‫ول لَهُ الْ َملَ ُ‬ ‫ول ‪َ :‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل َما أَنَا بِ َش ْيء أُوتِيتُهُ بِأ َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ضر ِ‬ ‫ِ ِِ ٍ ِ‬ ‫ول َشجر ٍة ‪ :‬أَيَُّتها الشَّجرةُ ‪ ،‬إِيِّن رس ُ ِ ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ول اللَّه إلَْيك أَ ْن َت ْقطُِري ل َعْبده فُاَل ن م ْن َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ول ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ َ َ‬ ‫؟ َفَي ُق ُ‬
‫‪467‬‬
‫َه ِذ ِه احْلُلَ ِ;ل مِب َا َّاد َعى"‬
‫ول اجْل ن َِّة ‪ ،‬الْع َذارى قِيام مَت َقابِاَل ت ‪ ،‬ويغَنِّني بِأَحس ِن أَصو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ٌ َ ُ َ ْ َ َْ‬ ‫َ َ ٌَُ‬ ‫وعن أيب هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قَ َال ‪ " :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة َن ْهًرا طُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َن يِف اجْل ن َِّة لَ َّذةً ِم ْثلَها ‪ُ ، :‬ق ْلنَا يا أَبا هريرةَ وما ذَلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الْغنَاءُ ؟ قَ َال ‪ " :‬إ ْن َشاءَ‬ ‫َ َ ُ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْس َمعُ َها اخْلَاَل ئ ُق ‪َ ،‬حىَّت َما َيَر ْو َن أ َّ َ َ‬
‫ناحية املوضع وجانبه‬ ‫ب عَّز وج َّل "‪ - 468‬احلافة ‪ِ :‬‬ ‫اللَّه التَّسبِيح ‪ ،‬والتَّح ِميد ‪ ،‬و َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الر ِّ َ َ َ‬ ‫يس َو َثنَاءٌ َعلَى َّ‬ ‫الت ْقد ُ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ــــــــ‬

‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 411‬ضعيف‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 467‬‬


‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 468‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 374‬حسن‬

‫‪146‬‬
‫المبحث السادس و الثالثون‬
‫في سوق الجنة‬

‫َّم ِال‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْلَن َِّة لَ ُسوقًا يَأْتُو َن َها ُك َّل مُجُ َع ٍة َفَت ُه ُّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫يح الش َ‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫وه ِه ْم َوثِيَاهِبِ ْم َفَيْز َد ُادو َن ُح ْسنًا َومَجَاالً َفَيْر ِجعُو َن إِىَل أ َْهلِي ِه ْم َوقَ ِد ْاز َد ُادوا ُح ْسنًا َومَجَاالً‬ ‫َفتحثو ىِف وج ِ‬
‫َ ُْ ُ ُ‬
‫وه ْم َواللَّ ِه لََق ِد ْاز َد ْدمُتْ َب ْع َدنَا ُح ْسنًا َومَجَاالً‪َ .‬فَي ُقولُو َن َوأَْنتُ ْم َواللَّ ِه لََق ِد ْاز َد ْدمُتْ َب ْع َدنَا ُح ْسنًا‬ ‫ول هَلُ ْم أ َْهلُ ُ‬
‫َفَي ُق ُ‬
‫َومَجَاالً »‪.469‬‬
‫السوق ‪َ ،‬و َم ْعىَن ( يَأْتُو َن َها ُك ّل مُجُ َعة )‬ ‫الد ْنيَا يِف ُّ‬ ‫وق جَمْ َمع هَلُ ْم جَيْتَ ِمعُو َن َك َما جَيْتَ ِمع النَّاس يِف ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫الْ ُمَراد بِ ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫أَي ‪ :‬يِف ِم ْق َدار ُكل مُج عة أَي أُسبوع ‪ ،‬ولَيس هن َ ِ‬
‫َّهار ‪ ،‬قَ َال‬ ‫َّمس َواللَّْيل َوالن َ‬ ‫ُسبُوع ل َف ْقد الش ْ‬ ‫اك َحقي َقة أ ْ‬ ‫َ ْ َ َُ‬ ‫ّ َْ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب م ْن ج َهة الشَّام ‪َ ،‬و َا‬ ‫ت َت ُه ّ‬ ‫َّمال َن ََّها ِريح الْ َمطَر عْند الْ َعَرب َكانَ ْ‬ ‫ص ريح اجْلَنَّة بالش َ‬
‫الْ َقاضي ‪ :‬و َخ َّ ِ‬
‫َ‬
‫َي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت يِف احْلَديث تَ ْسميَة َهذه ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَأْيِت َس َحاب الْ َمطَر ‪َ ،‬و َكانُوا َيْر ُجو َن َّ‬
‫الريح الْ ُمث َرية أ ْ‬ ‫الس َحابَة الشَّاميَّة ‪َ ،‬و َجاءَ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أِل ِ‬
‫الْ ُم َحِّر َكة ‪َ ،‬ن ََّها تُثري يِف ُو ُج ْ‬
‫‪470‬‬
‫يمها ‪.‬‬‫وههم َما تُثريهُ م ْن م ْسك أ َْرض اجْلَنَّة َو َغرْي ه م ْن نَع َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫يج ِر ُ‬
‫يح‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن يِف اجْلَنَّة ُسوقًا يَأْتُونَهُ ُك َّل مُجُ َعة فيه ُكثْبَا ُن الْم ْسك ‪َ ،‬فتَه ُ‬ ‫س ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ك ‪َ ،‬فيَأْتُو َن أ َْهلِي ِه ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬قَ ْد َزا َد ُك ُم اللَّهُ َب ْع َدنَا أَ ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مَشَ ٍال َفتَ ْحثِي أ َْو َفتَ ْسفي يِف ُو ُجوه ِه ُم الْ ِم ْس َ‬
‫‪471‬‬
‫ْاز َد ْدمُتْ َب ْع َدنَا ُح ْسنًا َومَجَاالً ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪َ :‬وأَْنتُ ْم قَ ْد َزا َد ُك ُم اللَّهُ َب ْع َدنَا ُح ْسنًا َومَجَاالً‪.‬‬
‫ك يِف س ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد بْ ِن الْمسيِّ ِ‬ ‫وعن سعِ ِ‬
‫وق‬ ‫َسأ َُل اللَّهَ أَ ْن جَيْ َم َع َبْييِن َو َبْينَ َ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬أَنَّهُ لَق َي أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪ :‬أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫وها َنَزلُوا‬ ‫ِ‬
‫َن أ َْه َل اجْلَنَّة إِ َذا َد َخلُ َ‬ ‫اهلل ‪ :‬أ َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫َخَبَريِن َر ُس ُ‬ ‫وق ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫اجْلَن َِّة ‪ ،‬قَ َال َسعِي ٌد ‪ :‬أ ََو فِ َيها ُس ٌ‬
‫ورو َن اللَّهَ َج َّل َو َعالَ ‪َ ،‬ويُرْبِ ُز‬ ‫ض ِل أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ ،‬فُي ْؤذَ ُن هَلُ ْم يِف ِم ْق َدا ِر َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة ِم ْن أَيَّ ِام ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فَيُز ُ‬ ‫فِ َيها بَِف ْ‬
‫وض ُع هَلُ ْم َمنَابُِر ِم ْن نُو ٍر ‪َ ،‬و َمنَابُِر ِم ْن لُْؤلُ ٍؤ ‪َ ،‬و َمنَابُِر‬ ‫هَل م عر َشه ويتَبدَّى هَل م يِف روض ٍة ِمن ِري ِ ِ‬
‫اض اجْلَنَّة ‪َ ،‬فيُ َ‬ ‫ُْ َْ ُ َ َ ُْ َ ْ َ ْ َ‬
‫اه ْم ‪َ -‬و َما فِي ِه ْم َديِن ٌّ‬ ‫س أ َْدنَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن يَاقُوت ‪َ ،‬و َمنَابُر م ْن َز َب ْر َجد ‪َ ،‬و َمنَابُر م ْن ذَ َهب ‪َ ،‬و َمنَابُر م ْن فضَّة ‪َ ،‬وجَيْل ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ُل ِمْن ُه ْم جَمْلِ ًسا ‪ ،‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَرةَ ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اب الْ َكَراس ِّي أَفْ َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬والْ َكافُو ِر َما َيَر ْو َن أ َّ‬ ‫ان الْ ِمس ِ‬
‫ْ‬
‫‪ -‬علَى ُكثْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َوالْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َف ُق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫َّم ِ‬‫ول اهلل ‪َ ،‬و َه ْل َنَرى َربَّنَا ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه ْل َتتَ َم َار ْو َن يِف ُر ْؤيَة الش ْ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫اصَرهُ اللَّهُ‬‫َح ٌد إِالَّ َح َ‬ ‫سأَ‬ ‫ك الْ َم ْجلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الَ َتتَ َم َار ْو َن يِف ُر ْؤيَِة َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬والَ َيْب َقى يِف ذَل َ‬
‫ِ‬
‫ُقْلنَا ‪ :‬الَ قَ َال ‪َ :‬ك َذل َ‬
‫ض َغ َد َراتِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حُم اصرةً ‪ ،‬حىَّت إِنَّه لَي ُق ُ ِ‬
‫ت َك َذا َو َك َذا ؟ يُ َذ ِّكُرهُ َب ْع َ‬ ‫ول ل َّلر ُج ِل مْن ُه ْم ‪ :‬يَا فُالَ ُن ‪ ،‬أَتَ ْذ ُكُر َي ْو َم َعم ْل َ‬ ‫َ ََ َ ُ َ‬
‫ك َه ِذ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ت َمْن ِزلَتَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ول ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬فَبِ َس َعة َم ْغفَريِت َبلَ ْغ َ‬ ‫ب ‪ ،‬أََفلَ ْم َت ْغ ِف ْر يِل ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫‪ - 469‬صحيح مسلم (‪) 7324‬‬
‫‪ - 470‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)215‬‬
‫‪ - 471‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7425()445‬صحيح‬

‫‪147‬‬
‫ت َعلَْي ِه ْم ِطيبًا مَلْ جَيِ ُدوا ِمثْل ِر ِحي ِه َشْيئًا قَ ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفبينَا هم َك َذلِ َ ِ‬
‫ول‬
‫ط ‪،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ك َغشيَْت ُه ْم َس َحابَةٌ م ْن َف ْوق ِه ْم ‪ ،‬فَأ َْمطََر ْ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ج َّل وعالَ ‪ :‬قُوموا إِىَل ما أ َْع َد ْدت لَ ُكم ِمن الْ َكرام ِة ‪ ،‬فَخ ُذوا ما ا ْشَتهيتُم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فنَأْيِت سوقًا قَ ْد حفَّت بِهِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َْ ْ‬ ‫ُ ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫وب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ ْح َم ُل لَنَا َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْمالَئِ َكةُ ما مَل َتْنظُِر الْعيو ُن إِىَل مثْله ‪ ،‬ومَل تَسم ِع اآل َذا ُن ‪ ،‬ومَل خَي ْطُر َعلَى الْ ُقلُ ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ضا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي ْقبِ ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫السوق َي ْل َقى أ َْه ُل اجْلَنَّة َب ْع ُ‬ ‫ك ُّ‬ ‫س يُبَاعُ فيه َش ْيءٌ َوالَ يُ ْشَتَرى ‪َ ،‬ويِف َذل َ‬ ‫ا ْشَت َهْينَا لَْي َ‬
‫اس ‪ ،‬فَ َما‬ ‫الر ُجل ذُو الْ َمْن ِزلَ ِة الْ ُم ْرتَِف َع ِة ‪َ ،‬فَي ْل َقى َم ْن ُه َو ُدونَهُ ‪َ ،‬و َما فِي ِه ْم َديِن ٌّ َفَيُروعُهُ َما َيَرى َعلَْي ِه ِم َن اللِّبَ ِ‬
‫َّ ُ‬
‫َح ٍد أَ ْن حَيَْز َن فِ َيها ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ‬ ‫ِ‬
‫ك أَنَّهُ الَ َيْنبَغي أل َ‬
‫ِ‬
‫َح َس َن ِمْنهُ َو َذل َ‬ ‫ِ‬
‫َّل َعلَْيه بِأ ْ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫َيْن َقضي آخُر َحديثه َحىَّت َيتَ َمث َ‬
‫ك ِم َن اجْلَ َم ِال‬ ‫ِ‬ ‫حِبِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِ َّن بِ َ‬ ‫اجنَا ‪َ ،‬فَي ُق ْل َن ‪َ :‬م ْر َحبًا َوأ َْهالً ِّبنَا لََق ْد جْئ َ‬ ‫ص ِر ُ ِ‬
‫ف إىَل َمنَا ِزلنَا ‪َ ،‬فَت ْل َقانَا أ َْز َو ُ‬ ‫َنْن َ‬
‫ب مِبِثْ ِل َما‬ ‫ِ‬ ‫ضل مِم َّا فَار ْقَتنَا َعلَْي ِه ‪َ ،‬في ُق ُ ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫ول ‪ :‬إنَّا َجالَ ْسنَا الَْي ْو َم َربَّنَا اجْلَبَّ َار َوحَيُقُّنَا أَ ْن َنْن َقل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوالطيب أَفْ َ َ‬
‫ا ْن َقلَْبنَا‪- 472.‬الكثبان ‪ :‬مجع كثيب وهو الرمل املستطيل‬
‫َسأ َُل اللَّهَ أَ ْن جَيْ َم َع َبْييِن‬ ‫يد بن الْمسيِّ ِ ِ‬ ‫اعي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أُنْبِْئت أ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬لَق َي أَبَا ُهَر ْيَر َة َف َق َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫َن َسع َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وع ِن اأْل َْو َز ِّ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫َخَبَريِن َر ُس ُ‬ ‫وق ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫وق اجْلَن َِّة ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال َسعِي ٌد ‪ :‬يَا أَبَا ُهَر ْيَر َة أ ََوفِ َيها ُس ٌ‬ ‫ك يِف س ِ‬
‫َو َبْينَ َ ُ‬
‫ورو َن‬ ‫الد ْنيَا َفَيُز ُ‬ ‫وها بَِق ْد ِر أ َْع َماهِلِ ْم َفُي ْؤ َذ ُن هَلُ ْم يِف ِم ْق َدا ِر َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة ِم ْن أَيَّ ِام ُّ‬ ‫وها َو َنَزلُ َ‬
‫ِ‬
‫َن أ َْه َل اجْلَنَّة إِ َذا َد َخلُ َ‬‫‪‬أ َّ‬
‫اض اجْل ن َِّة َفيضع منَابِر ِمن نُو ٍر ومنَابِر ِمن ياقُ ٍ‬ ‫اللَّه َتعاىَل َفي ِ ز هَل م عر َشه ويب ُدو هَل م يِف رو ٍ ِ‬
‫وت ‪،‬‬ ‫ََ َ ْ َ‬ ‫ضة م ْن ِريَ ِ َ َ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ َ ُرْب ُ ُ ْ َ ْ ُ َ َْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ان الْ ِمس ِ‬ ‫ب ‪ ،‬ومنَابِر ِمن فِض ٍَّة ‪ ،‬وجَي لِس أ َْدنَاهم علَى ُكثْب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ما َيَر ْو َن أ َّ‬
‫َن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُْ َ‬ ‫َو َمنَابَر م ْن لُْؤلُ ٍؤ ‪َ ،‬و َمنَابَر م ْن َذ َه ٍ َ َ َ ْ‬
‫ول اللَّ ِه َه ْل َنَرى َربَّنَا َتبَ َار َك‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫أَصحاب الْ َكر ِاسي أَفْ ِ‬
‫ض ُل مْن ُه ْم جَمْل ًسا ‪ .‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫ْ َ َ َ ِّ َ‬
‫ك اَل مُتَ ُارو َن يِف ُر ْؤيَِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َوالْ َق َم ِر ‪ُ ،‬قْلنَا ‪ :‬اَل قَ َال ‪ :‬فَ َك َذل َ‬ ‫َوَت َعاىَل ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه ْل مُتَ ُارو َن يِف ُر ْؤيَة الش ْ‬
‫َّم ِ‬
‫ت يِف َي ْوِم َك َذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ول ‪ :‬يَا فُاَل ُن ابْ َن فُاَل ن َه ْل َعم ْل َ‬ ‫اضُرهُ َي ُق ُ‬ ‫س إِاَّل ح ِ‬
‫َ‬ ‫ك الْ َم ْجلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬و َحىَّت اَل َيْب َقى يِف َذل َ‬
‫ك إِ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬مِب َ ْغ ِفريِت لَك بلَ ْغت مْن ِزلَت ِ ِ‬ ‫ب أَمَلْ َت ْغ ِف ْر يِل ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ك َهذه ‪َ ،‬فَبْينَا ُه ْم َك َذل َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َو َك َذا ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ب ِمْنهُ ‪ .‬؟ قَ َال ‪ :‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫يح َشي ٍء قَ ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َغشيَْت ُه ْم َس َحابَةٌ م ْن َف ْوقَ ِه ْم َوأ َْمطََر ْ‬
‫ِ‬
‫ول‬ ‫ط أَطْيَ َ‬ ‫ت َعلَْيه ْم م ْس ًكا مَلْ جَي ُدوا ر َ ْ‬
‫اللَّه عَّز وج َّل قُوموا إِىَل ما أ َْع َد ْدت لَ ُكم ِمن الْ َكرام ِة ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيأْتُو َن سوقًا وقَ ْد حف ْ هِبِ ِ مِب‬
‫َّت ْم َماَل ئ َكةٌ َا مَلْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََ ُ‬
‫وب ومَل تَسمعه اآْل َذا ُن ‪َ ،‬فتَح ِمل وحُي مل لَنَا ما ا ْشَتهينَا ولَي ِ ِ‬
‫َح ٌد يَبِ ُ‬
‫يع‬ ‫س فيه أ َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ُ َ َْ َ ْ َ‬ ‫َتْنظُِر الْعُيُو ُن َومَلْ خَي ْطُْر َعلَى الْ ُقلُ ِ َ ْ ْ َ ْ ُ‬
‫الر ُج َل َفَيُروعُهُ َما َيَرى َعلَْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل َّ‬ ‫ضا َفَي ْل َقى َّ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬ ‫وق َيْل َقى أ َْه ُل اجْلَنَّة َب ْع ُ‬ ‫ك ُّ‬ ‫َواَل َيْبتَاعُ ‪َ ،‬ويِف َذل َ‬
‫ف فِ ِيه ‪،‬‬ ‫َح ٍد أَ ْن حُيَِّر َ‬ ‫ِ أِل‬
‫ك أَنَّهُ اَل َيْنبَغي َ‬
‫ِ‬
‫َح َس َن ِمْنهُ َوذَل َ‬ ‫ِ‬
‫َّل َعلَْيه أ ْ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫يما َيْن َقضي آخُر َحديثه َحىَّت َيتَ َمث َ‬
‫ِمن اللِّب ِ ِ‬
‫اس ف َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ِمن اجْلَم ِال والطِّ ِ‬ ‫ف إِىَل منَا ِزلِنَا َفي ْل َقانَا أ َِحبَّ ُاؤنَا َفي ُقولُو َن ‪ :‬لََق ْد ِجْئ َ ِ ِ‬
‫ض َل َما‬ ‫يب أَفْ َ‬ ‫ت َوإ َّن ب َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِر ُ َ‬ ‫قَ َال ‪ :‬مُثَّ َنْن َ‬
‫ِ ِ ‪473‬‬
‫ب مِب َا ا ْن َقلَْبنَا به "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَار ْقَتنَا َعلَْي ِه َفَن ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬إنَّا َجالَ ْسنَا اجْلَبَّ َار َتبَ َار َك َوَت َعاىَل الَْي ْو َم َوحَن ُّق أَ ْن َنْن َقل َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 472‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7438()466‬حسن‬
‫‪ِ - 473‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا (‪ ) 245‬حسن لغريه‬

‫‪148‬‬
‫وق اجْلَن َِّة " قَ َال ‪:‬‬ ‫ك يِف س ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد بْ ِن الْمسيِّ ِ‬ ‫وعن سعِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَقيَيِن أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬مَجَ َع اللَّهُ َبْييِن َو َبْينَ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬‫وها " َوذَ َكَر احْلَد َ‬ ‫َن أ َْه َل اجْلَنَّة إِ َذا َد َخلُ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ "‬أ َّ‬ ‫َخَبَريِن َر ُس ُ‬ ‫وق ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ت ‪ :‬أ ََو يِف اجْلَنَّة ُس ٌ‬ ‫ُقْل ُ‬
‫يل الْ َفا ِر ِس ُّي الْ َو َّر ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اق ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َخَبَرنَا أَبُو احْلَ َس ِن َخْيثَ َمةُ بْ ُن ُسلَْي َما َن ‪ ،‬ثنا أَبُو َج ْع َفر أَمْح َ ُد بْ ُن َع ْمرو بْ ِن إمْسَاع َ‬ ‫بِطُوله أ ْ‬
‫اع ُّي ‪َ ،‬ع ْن َعْب ِد‬ ‫اك أَبو سلَي ٍم الْبعلَب ِّكي ‪ ،‬ثنا سوي ُد بن عب ِد الْع ِزي ِز ‪ ،‬ثنا اأْل َوز ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ ْ ْ ُ َْ َ‬ ‫َّح ُ ُ ْ َ ْ َ ُّ‬
‫ثنا عب ُد الرَّمْح ِن بن الض َّ ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َْ‬
‫َسأ َُل اللَّهَ أَ ْن جَيْ َم َع َبْييِن‬ ‫ِ‬ ‫يد بْ ِن الْمسيِّ ِ‬ ‫الرَّمْح ِن ب ِن حرملَةَ ‪ ،‬عن سعِ ِ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَقيَيِن أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َْ َ َ ْ َ‬
‫ول ‪ " :‬إِ َّن أ َْه َل‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫وق ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬مَس ْع ُ‬ ‫ت ‪ :‬أ ََو فِ َيها ُس ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك يِف ُسوق اجْلَنَّة ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َو َبْينَ َ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فُيَر ْو َن اللَّهَ‬ ‫ض ِل أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ ،‬فُي ْؤ َذ ُن هَلُ ْم يِف ِم ْق َدا ِر َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة ِم ْن أَيَّ ِام ُّ‬‫وها َفَنَزلُوا فِ َيها بَِف ْ‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة إِ َذا َد َخلُ َ‬
‫ِ‬
‫اض اجْلَن َِّة " َوذَ َكَر احْلَد َ‬ ‫ض ٍة ِم ْن ِريَ ِ‬ ‫َعَّز َو َج َّل َو َيْبُر ُز هَلُ ْم َع ْر ُشهُ ‪َ ،‬و َيتَبَدَّى هَلُ ْم يِف َر ْو َ‬
‫‪474‬‬
‫يث‬
‫ك يِف س ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد بْ ِن الْمسيِّ ِ‬ ‫وعن سعِ ِ‬
‫وق‬ ‫َسأ َُل اللَّهَ أَ ْن جَيْ َم َع َبْييِن َو َبْينَ َ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬أَنَّهُ لَق َي أَبَا ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫وها‬ ‫ِ‬
‫َن أ َْه َل اجْلَنَّة إِ َذا َد َخلُ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬أ َّ‬ ‫َخَبَريِن َر ُس ُ‬ ‫وق ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ .‬أ ْ‬ ‫اجْلَن َِّة ‪َ .‬ف َق َال َسعِي ٌد ‪ :‬أ ََو فِ َيها ُس ٌ‬
‫ض ٍة ِم ْن‬ ‫ورو َن اللَّهَ يِف َر ْو َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ 0‬فَيُز ُ‬ ‫ض ِل أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ ،‬فُي َؤ َذ ُن هَلُ ْم يِف ِم ْق َدا ِر َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة ِم ْن أَيَّ ِام ُّ‬
‫وها بَِف ْ‬ ‫َنَزلُ َ‬
‫اض اجْل ن َِّة ‪َ ،‬فتُوضع هَل م منَابِر ِمن نُو ٍر ‪ ،‬ومنَابِر ِمن لُْؤلُ ٍؤ ‪ ،‬ومنَابِر ِمن زبرج ٍد ‪ ،‬ومنَابِر ِمن ياقُ ٍ‬
‫وت ‪،‬‬ ‫َ َ ُ ْ َ َْ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ََ ُ ْ‬ ‫َ ُ ُْ َ ُ ْ‬ ‫ِريَ ِ َ‬
‫ان الْ ِمس ِ‬ ‫ب ‪ ،‬ومنَابِر ِمن فِض ٍَّة ‪ ،‬وجَي لِس أ َْدنَاهم ‪ ،‬وما فِي ِهم ديِن ٌّ ‪ ،‬علَى ُكثْب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َوالْ َكافُو ِر ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْ ََ ْ َ‬ ‫َو َمنَابُر م ْن َذ َه ٍ َ َ ُ ْ‬
‫ول اللَّ ِه َه ْل َنَرى‬ ‫ِ‬ ‫َن أَصحاب الْ َكر ِاسي بِأَفْ ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض َل مْن ُه ْم جَمْل ًسا " ‪ .‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َو َما َيَر ْو َن أ َّ ْ َ َ َ ِّ َ‬
‫س َوالْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ؟ " ُقْلنَا ‪ :‬اَل ‪ .‬قَ َال ‪" :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ِ‬‫َربَّنَا َي ْو َم الْقيَ َامة ؟ قَ َال ‪َ " :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه ْل مُتَ ُارو َن يِف ُر ْؤيَة الش ْ‬
‫َح ٌد إِاَّل َح َ‬
‫اضَرهُ اللَّهُ‬ ‫سأَ‬ ‫ك الْ َم ْجلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك اَل مُتَ ُارو َن يِف ُر ْؤيَِة َربِّ ُك ْم َتبَ َار َك َو َت َعاىَل ‪َ ،‬واَل َيْب َقى يِف َذل َ‬
‫ِ‬
‫فَ َك َذل َ‬
‫ض َغ ْد َراتِِه يِف‬ ‫ت َك َذا َو َك َذا ‪َ ،‬فيُ َذ ِّكُرهُ َب ْع َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬يَا فُاَل ُن بْ َن فُاَل ن بْ ِن فُاَل ن أَتَ ْذ ُكُر َي ْو َم َف َع ْل َ‬ ‫اضَر ًة ‪َ ،‬حىَّت َي ُق َ‬ ‫حُمَ َ‬
‫ك َه ِذ ِه " ‪.‬‬ ‫ت َمْن ِزلَتَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ول ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬فبِ َم ْغفَريِت َبلَ ْغ َ‬ ‫ب أََفلَ ْم َت ْغ ِف ْر يِل ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ول ‪َ :‬بلَى ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم ِطيبًا مَلْ جَيِ ُدوا ِمثْ َل ِر ِحي ِه َشْيئًا‬ ‫ِ ِ‬ ‫قَ َال ‪َ " :‬فبينَما هم علَى َذلِ َ ِ‬
‫ك َغشيَْت ُه ْم َس َحابَةٌ م ْن َف ْوق ِه ْم ‪ ،‬فَأ َْمطََر ْ‬ ‫َْ َ ُ ْ َ‬
‫ت لَ ُك ْم ِم َن الْ َكَر َام ِة ‪ ،‬فَ ُخ ُذوا َما ا ْشَت َهْيتُ ْم " ‪ .‬قَ َال ‪:‬‬ ‫وموا إِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬ ‫ول َربُّنَا َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪ :‬قُ ُ‬ ‫ط ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫قَ ُّ‬
‫َّت هِبَا الْ َماَل ئِ َكةُ ‪ ،‬فِ ِيه َما مَلْ َتْنظُُر الْعُيُو ُن إِىَل ِمثْلِ ِه ‪َ ،‬ومَلْ تَ ْس َم ِع اآْل َذا ُن ‪َ ،‬ومَلْ خَت ْطُْر‬ ‫" َفيَأْتُو َن ُسوقًا قَ ْد َحف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ِ‬
‫وق‬ ‫ك ُّ‬ ‫س يُبَاعُ ف ِيه َش ْيءٌ َواَل يُ ْشَتَرى ‪ ،‬يِف َذل َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى الْ ُقلُوب " ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬فيُ ْح َم ُل لَنَا َما ا ْشَت َهْينَاهُ ‪ ،‬لَْي َ‬
‫ضا " ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬فُي ْقبِ ُل ذُو الْبَِّز ِة الْ ُم ْرتَِف َع ِة ‪َ ،‬فَي ْل َقى َم ْن ُه َو ُدونَهُ ‪َ ،‬و َما فِي ِه ْم َديِن ٌّ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬
‫ِ‬
‫َيْل َقى أ َْه ُل اجْلَنَّة َب ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫ك‬ ‫َح َس ُن ِمْنهُ ‪َ ،‬وذَل َ‬ ‫ِ‬
‫َّل َعلَْيه أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬
‫‪َ ،‬فَيُروعُهُ َما َيَرى َعلَْيه م َن اللبَاس َواهْلَْيئَة ‪ ،‬فَ َما َيْن َقضي آخُر َحديثه َحىَّت َيتَ َمث َ‬
‫ِ‬ ‫ص ِر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَنَّه اَل يْنبغِي أِل ٍ‬
‫اجنَا َفَي ُق ْل َن ‪َ :‬م ْر َحبًا َوأ َْهاًل‬ ‫ف إىَل َمنَا ِزلنَا َفَي ْل َقانَا أ َْز َو ُ‬ ‫َحد أَ ْن حَيَْز َن ف َيها " ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬مُثَّ َنْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬

‫‪َ - 474‬ف َوائِ ُد مَتَّ ٍام(‪ )1393‬حسن‬

‫‪149‬‬
‫ول ‪ :‬إِنَّا َجالَ ْسنَا الَْي ْو َم َربَّنَا‬‫ض ُل مِم َّا فَ َار ْقَتنَا َعلَْي ِه ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ك ِمن اجْلَم ِال والطِّ ِ‬
‫يب أَفْ َ‬ ‫ت َوإ َّن ب َ َ َ َ‬
‫حِبِِّبنَا ‪ ،‬لََق ْد ِجْئ َ ِ ِ‬
‫ب مِبِثْ ِل َما ا ْن َقلَْبنَا " ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجْلَبَّ َار َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪َ ،‬وحَي قُّنَا أَ ْن َنْن َقل َ‬
‫‪475‬‬

‫الرياض ‪ :‬مجع الروضة وهي البستان ‪ -‬الزبرجد ‪ :‬الزمرد وهو حجر كرمي ‪ -‬الياقوت ‪ :‬حجر كرمي من‬
‫املستَ ِطيل امل ْح َد ْو ِدب‬ ‫ْ‬ ‫أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون األمحر ‪ -‬ال َكثِيب ‪َّ :‬‬
‫الر ْمل‬
‫ُ‬
‫مر الطعم ‪-‬متارون ‪ :‬تشكون ‪ -‬غشيتهم ‪ :‬غطتهم وأصابتهم ‪ -‬حف‬ ‫‪ -‬الكافور ‪ :‬نبات طيب الرائحة ّ‬
‫به ‪ :‬استدار حوله وأحدق به ‪ -‬ذو البزة ‪ :‬صاحب املنظر واهليئة احلسنة ‪ -‬الدين ‪ :‬اخلسيس احلقري ‪-‬‬
‫الروع ‪ :‬الفزع ‪ -‬يتمثل ‪ :‬يصور عليه ويلبس ‪ -‬انقلب ‪ :‬عاد ورجع ‪ -‬االنقالب ‪ :‬الرجوع أو اإلياب‬
‫ب‬‫َح َّ‬‫الص َو ُر ‪َ ،‬م ْن أ َ‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة لَ ُسوقًا ‪َ ،‬ما فِ َيها ِشَراءٌ ‪َ ،‬والَ َبْي ٌع إِالَّ ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن َعلِ ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫صور ًة دخل فِيها أَ ِو ا ْشتهى صور ًة دخل فِيها ‪ ،‬ولِْلحو ِر جَمْمع جَي ت ِمعن فِ ِيه ير َفعن بِأ ٍ‬
‫َص َوات مَلْ يَ ْس َم ْع م ْثلَهُ‬ ‫َ ٌ َْ ْ َ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫ََ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ َ َََ َ‬
‫ط‪،‬‬ ‫ات فَال نَ ْس َخ ُ‬ ‫َّاعمات فَال َنبؤس ‪ ،‬وحَنْن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الراضيَ ُ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬ ‫وت ‪َ ،‬وحَنْ ُن الن َ ُ‬ ‫ات فَال مَنُ ُ‬ ‫َح ٌد ‪َ ،‬ي ُق ْل َن ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَال َد ُ‬ ‫أَ‬
‫‪476‬‬
‫فَطُوىَب لِ َم ْن َكا َن لَنَا ‪َ ،‬و ُكنَّا لَهُ‪.‬‬
‫الر َج ِال‬ ‫الص َو ُر ِم َن ِّ‬ ‫اهلل ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة ُسوقًا َما فِ َيها َبْي ٌع ‪َ ،‬والَ ِشَراءٌ ‪ ،‬إِالَّ ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن َعلِ ٍّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ات مَلْ َيَر‬ ‫ني ‪ ،‬ير َفعن بِأَصو ٍ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ور ًة َد َخ َل ف َيها ‪َ ،‬وإ َّن ف َيها لَ ُم ْجتَ َم ًعا ل ْل ُحور الْع َ ْ َ ْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫صَ‬ ‫الر ُج ُل ُ‬ ‫ِّس ِاء ‪ ،‬فَِإ َذا ا ْشَت َهى َّ‬ ‫َوالن َ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫يد ‪ ،‬وحَنْن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات فَالَ َنْب ُؤ ُ‬ ‫ط ‪َ ،‬وحَنْ ُن النَّاع َم ُ‬ ‫ات فَالَ نَ ْس َخ ُ‬ ‫الراضيَ ُ‬ ‫ات فَالَ نَب ُ َ ُ‬ ‫اخْلَالَئ ُق م ْثلَ َها ‪َ ،‬ي ُق ْل َن ‪ :‬حَنْ ُن اخْلَال َد ُ‬
‫‪477‬‬
‫‪ ،‬فَطُوىَب لِ َم ْن َكا َن لَنَا ‪َ ،‬و ُكنَّا لَهُ‪.‬‬
‫نبيد ‪ :‬هنلك أو منوت ‪ -‬طوىب ‪ :‬اسم اجلنة ‪ ،‬وقيل هي شجرة فيها‬
‫وق َفَيْنطَلِ ُقو َن إِىَل ‪ ،‬أ َْو قَ َال ‪ :‬اجْلِبَ ِال ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ول أ َْه ُل اجْلَن َِّة ‪ :‬انْطَلِ ُقوا إِىَل ُّ‬
‫الس ِ‬ ‫وعن أنس بن مالك قَ َال ‪َ " :‬ي ُق ُ‬
‫ت لَ ُك َّن إِ ْذ َخَر ْجنَا ِم ْن ِعْن ِد ُك َّن قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ْل َن ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر َجعُوا إِىَل أ َْز َواج ِه ْم ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬إِنَّا لَنَج ُد لَ ُك َّن ِرحيًا َما َكانَ ْ‬
‫‪478‬‬
‫ت لَ ُك ْم إِ ْذ َخَر ْجتُ ْم ِم ْن ِعْن ِدنَا "‬ ‫يح َما َكانَ ْ‬ ‫لََق ْد َر َج ْعتُ ْم بِ ِر ٍ‬
‫ك خَي ُْر ُجو َن إِلَْي َها َوجَيْتَ ِمعُو َن إِلَْي َها ‪َ ،‬فيَْب َع ُ‬ ‫ان ِمس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة ُس َ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ث اللَّهُ‬ ‫وق ُكثْبَ ْ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وه ْم إِ َذا َر َجعُوا إِلَْي ِه ْم ‪ :‬قَ ِد ْاز َد ْدمُتْ ُح ْسنًا َب ْع َدنَا َفَي ُقولُو َن‬ ‫َعَّز َو َج َّل ِرحيًا َفيُ ْد ِخلُ َها بُيُوَت ُه ْم َفَي ُق ُ‬
‫ول هَلُ ْم أ َْهلُ ُ‬
‫ضا ُح ْسنًا ِعْن َدنَا "‬ ‫ِ‬ ‫أِل ِ‬
‫َْهلي ِه ْم قَد ْاز َد ْدمُتْ أَيْ ً‬
‫‪479‬‬

‫ــــــــ‬
‫اص ٍم (‪ ) 475‬صحيح لغريه‬ ‫السنَّةُ اِل ب ِن أَيِب ع ِ‬
‫‪ْ ُّ -‬‬
‫‪475‬‬
‫َ‬
‫‪ - 476‬مسند البزار (‪ )703‬حسن لغريه‬
‫‪ - 477‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35104()100‬حسن لغريه‬
‫‪ - 478‬الزهد والرقائق البن املبارك (‪ ) 1852‬صحيح موقوف‬
‫‪ِ - 479‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا(‪ ) 247‬صحيح‬

‫‪150‬‬
‫المبحث السابع و الثالثون‬
‫في تزاورهم ومراكبهم‬

‫إن أهل اجلنة يتزاورون فيما بينهم‪ ,‬ويتذاكرون ما كان بينهم يف الدنيا ويتحدثون‪ ,‬ويسأل بعضهم‬
‫قائل منهم‪ :‬إين كان يل‬ ‫بعضاً عن أحوال ٍكانت هلم يف الدنيا‪ ,‬حىت تصـل هبم احملادثة واملذاكرة إىل أن قال ٌ‬
‫قرين يف الدنيا ينكر البعـث والدار اآلخرة‪ ,‬مث يقول إلخوانه يف اجلنة‪:‬هل أنتم مطلعون يف النار لننظر إىل‬
‫ض َيتَ َساءَلُو َن‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫منزلته وما صار إليه؟ فيطّلع فإذا بقرينه يف وسط اجلحيم قال تعاىل‪ {:‬فَأَ ْقبَ َل َب ْع ُ‬
‫ني (‪ )52‬أَئِ َذا ِمْتنَا َو ُكنَّا ُتَرابًا‬ ‫ول أَئِنَّك لَ ِمن الْم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صدِّق َ‬ ‫ين (‪َ )51‬ي ُق ُ َ َ ُ َ‬ ‫(‪ )50‬قَ َال قَائ ٌل مْن ُه ْم إيِّن َكا َن يِل قَ ِر ٌ‬
‫َو ِعظَ ًاما أَئِنَّا لَ َم ِدينُو َن (‪ )53‬قَ َال َه ْل أَْنتُ ْم ُمطَّلِعُو َن (‪ )54‬فَاطَّلَ َع َفَرآَهُ يِف َس َو ِاء اجْلَ ِحي ِم (‪ )55‬قَ َال تَاللَّ ِه إِ ْن‬
‫ني (‪ )58‬إِاَّل َم ْوَتَتنَا‬ ‫مِب ِ‬ ‫كِ ْدت لَُتر ِدي ِن (‪ )56‬ولَواَل نِعمةُ ريِّب لَ ُكْن ِ‬
‫ين (‪ )57‬أَفَ َما حَنْ ُن َيِّت َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ت م َن الْ ُم ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫يم (‪ )60‬لِ ِمثْ ِل َه َذا َفْلَي ْع َم ِل الْ َع ِاملُو َن (‪)61‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني (‪ )59‬إ َّن َه َذا هَلَُو الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬
‫مِب‬
‫اأْل ُوىَل َو َما حَنْ ُن َُع َّذبِ َ‬
‫[الصافات‪]61 ،50/‬‬
‫َح ِاديِثِ ِه ْم َما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َويَأْ ُخ ُذ أ َْه ُل اجلِن َِّة ‪َ ،‬و ُه ْم يِف ج ْل َستِ ِه ْم تِْل َ‬
‫ك ‪ ،‬يِف جَتَاذُب أَطَْراف احلَديث ‪َ ،‬و َيَتنَ َاولُو َن يِف أ َ‬
‫َكانُوا َعلَْي ِه يِف احلَيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫وم املُْؤمن َ‬ ‫ين ) ُم ْش ِر ٌك يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َيلُ ُ‬ ‫ب ( قَ ِر ٌ‬ ‫صاح ٌ‬ ‫ين َيتَ َح َادثُو َن ‪ :‬إِنَّهُ َكا َن يِل َ‬ ‫قَ َال قَائ ٌل م ْن أ َْه ِل اجلَنَّة الذ َ‬
‫اب ‪َ ،‬ويَ ْس َخُر ِمْن ُه ْم ‪.‬‬ ‫َعلَى إِمْيَاهِنِم بِاحل ْش ِر واحلِس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ُّشو ِر واجلََز ِاء؟‬ ‫ث والن ُ‬ ‫ِّق بِالبع ِ‬
‫صد ٌ َ ْ‬ ‫ت ُم َ‬
‫ول لِ ِ ِ ِ‬
‫صديقه املُْؤم ِن ‪َ :‬ه ْل أَنْ َ‬ ‫َو َي ُق ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول متع ِّجباً ‪ :‬هل إِذَا أَصبحنا تُراباً و ِعظَاماً خِن ْر ًة ‪ ،‬سنبع ِ‬
‫ك‬‫ب َعلَى أ َْع َمالنَا َوجُنَْزى هِبَا؟ إِ َّن ذَل َ‬ ‫اس َ‬ ‫ث لنُ َح َ‬ ‫َ َ َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َو َي ُق ُ ُ َ َ‬
‫الَ مُيْ ِك ُن أَ ْن يَ ُكو َن أبداً ‪.‬‬
‫اب اجلَن َِّة ‪َ :‬ه ْل َت َو ُّدو َن أَ ْن تَطَّلِعُوا َعلَْي ِه ‪َ ،‬و ُه َو يِف اجلَ ِحي ِم ‪،‬‬ ‫ني معهُ يِف ِرح ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِِ‬
‫َص َحابِه اجلَالس َ َ َ‬
‫وي ُق ُ ِ‬
‫ول املُْؤم ُن أل ْ‬ ‫ََ‬
‫لََتَر ْوا َعاقِبَةَ أ َْم ِر َه َذا ال َق ِري ِن ال َكافِ ِر؟‬
‫ط اجلَ ِحي ِم ‪َ ،‬يَتلَظَّى بِلَ ِهيبِها ‪َ .‬ف َق َال امل ْؤ ِم ُن لَِقرينِ ِه امل ْش ِر ِك ُم َوخِّب اً‬ ‫فَاطَّلَ َع إِىَل أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فَرأى قَ ِرينَهُ َو َس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫َ‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫‪.‬ولَ ْوالَ ف ْ ُ َ َّ‬
‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫اهلل‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫صيَانِ َ‬ ‫ِ‬
‫ك يِف ُك ْف ِر َك ِوع ْ‬ ‫ت أَ ْن هتْل َكيِن لَ ْو أَنَّين أَطَ ْعتُ َ‬ ‫ِ‬
‫َو ُم َقِّرعاً ‪ :‬لََق ْد ك ْد َ‬
‫العاقِبَ ِة ‪ ،‬إِ ْذ َه َدايِن اهللُ إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب يِف َس َواء اجلَحي ِم ‪َ ،‬ولَك َّن َرمْح َتَهُ َت َعاىَل أَْن َق َذتْين م ْن ُسوء َ‬ ‫ضراً يِف َ‬ ‫حُمْ َ‬
‫يد يِف ألَ ِم ِه‬ ‫ت امل ْؤ ِم ُن إِىل ُجلَ َسائِِه ِم ْن أ َْه ِل اجلَن َِّة َف َق َال هَلُ ْم َعلَى َم ْس َم ٍع ِم َن ال َكافِ ِر ‪ ،‬لِيَ ِز َ‬ ‫َ‬ ‫الت َف‬ ‫ا ِإلمْيَ ِ‬
‫ان ‪ .‬مُثَّ َ‬
‫ول نَِع ُم َها َعنَّا؟‬‫وت ‪َ ،‬والَ َتُز ُ‬ ‫ُ‬‫مَن‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫وحسرتِِه وع َذابِِه ‪ :‬هُل حَن ن خُمَلَّ ُدو َن يِف اجلن َِّة ‪ ،‬م َّنعمو َن فِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ْ ُْ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬

‫‪151‬‬
‫َص َحابِِه َو ُجلَ َسائِِه ‪ :‬إِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫وما حَن ن مِب يِّتِني إِالَّ موَتتنا األُوىَل ‪ ،‬وما حَن ن مِب ع َّذبِ ِ‬
‫يل لَهُ ‪ :‬الَ ‪َ .‬ف َق َال املُْؤم ُن أل ْ‬ ‫ني؟ فَق َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ َُ َ‬
‫َّجاةُ مِم َّا‬
‫ظيم ‪َ ،‬والن َ‬ ‫الع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َما ُه ْم فيه م َن النَّعيم ‪َ ،‬م َع َما َيتَ َمَت ُّعو َن بِه م َن املَآك ِل واملَ َشا ِرب وامللَ َّذات ‪ُ ،‬ه َو ال َف ْو ُز َ‬
‫ِِ ِ ِ‬
‫اب ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل ‪.‬‬ ‫ُكنَّا حَنْ َذره ِمن ِع َق ِ‬
‫ُُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ي ‪، ،‬أَنَّه مَّر بِرس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث؟"‬ ‫ت يَا َحا ِر ُ‬ ‫َصبَ ْح َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ، ‬ف َق َال لَهُ ‪َ " :‬كْي َ‬ ‫َُ َُ‬ ‫صا ِر ِّ‬ ‫وع ِن احْلَا ِرث بن َمالك األَنْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك؟"‬ ‫ول ؟ فَِإ َّن ل ُك ِّل َش ْيء َحقي َقةً ‪ ،‬فَ َما َحقي َقةُ إِميَانِ َ‬ ‫ت ُم ْؤ ِمنًا َحقًّا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬انْظُْر َما َت ُق ُ‬ ‫َصبَ ْح ُ‬‫قَ َال ‪ :‬أ ْ‬
‫َن َن َها ِري ‪َ ،‬و َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل َع ْر ِش َريِّب‬ ‫ك لِيَلِي ‪َ ،‬واطْ َمأ َّ‬ ‫الد ْنيا ‪ ،‬وأَسهر ِ ِ‬
‫ت ل َذل َ‬ ‫ت َن ْفسي َع ِن ُّ َ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َف َق َال ‪ :‬قَ ْد َعَزفَ ْ‬
‫ضا َغ ْو َن فِ َيها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَا ِر ًزا ‪َ ،‬و َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل أ َْه ِل اجْلَنَّة َيَتَز َاو ُرو َن ف َيها ‪َ ،‬و َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل أ َْه ِل النَّا ِر َيتَ َ‬
‫َحا ِر ُ‬
‫‪480‬‬
‫ت فَالَْز ْم " ‪ ,‬ثَالثًا‪.‬‬ ‫ث َعَرفْ َ‬
‫ف بن مالِ ٍ‬ ‫َن رس َ ِ ِ‬ ‫صا ِر ِّ‬ ‫وعن حُم َّم ِد ب ِن ِ‬
‫َصبَ ْحت يَا‬ ‫فأ ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬كْي َ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬لَق َي َع ْو َ ْ َ َ‬ ‫ي ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫صال ٍح األَنْ َ‬ ‫َْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ِ َّ : ‬‬ ‫ول ِ‬ ‫َصبَ ْحت ُم ْؤ ِمنًا َحقًّا ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ٍِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫إن ل ُك ِّل َق ْو ٍل َحقي َقةً ‪ ،‬فَ َما َذل َ‬ ‫ف بْ َن َمالك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫َع ْو َ‬
‫أس َه ْرت لَْيلِي َوأَظْ َمأْت َه َو ِاج ِري ‪َ ,‬و َكأَيِّن أَنْظُُر‬ ‫اهلل ‪ :‬أَمَلْ أَظْلف َن ْف ِسي ‪َ ،‬ع ِن ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ْ ،‬‬
‫ول ِ‬ ‫َف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ضاغُو َن فِ َيها ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إِىَل َع ْر ِش َريِّب ‪َ ،‬و َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل أ َْه ِل اجْلَنَّة َيَتَز َاو ُرو َن ف َيها ‪َ ،‬و َكأَيِّن أَنْظُُر إِىَل أ َْه ِل النَّا ِر َيتَ َ‬
‫‪481‬‬
‫اهلل ‪َ : ‬عَرفْت أ َْو َآمْنت فَالَْز ْم‪.‬‬ ‫ول ِ‬ ‫َف َق َال َر ُس ُ‬
‫َصبَ ْحت ُم ْؤ ِمنًا َحقًّا ‪،‬‬ ‫ٍِ‬ ‫َصبَ ْحت يَا َحا ِر َ‬ ‫وعن زبي ٍد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ث بْ َن َمالك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬كْي َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َْ‬
‫َس َه ْرت لَْيلِي‬ ‫ت َن ْف ِسي َع ِن ُّ‬
‫الد ْنيَا فَأ ْ‬ ‫َصبَ ْحت َعَزفَ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ل ُك ِّل َق ْو ٍل َحقي َقةً فَ َما َحقي َقةُ َذل َ‬
‫قَ َال ‪ِ َّ :‬‬
‫اب ‪َ ،‬ول َكأَيِّن أَنْظُر إِىَل أ َْه ِل اجْلَن َِّة َيَتَز َاو ُرو َن يِف‬ ‫وأَظْمأْت َنها ِري ول َكأَيِّن أَنْظُر إِىَل َعر ِش ريِّب قَ ْد أُبْ ِر َز لِْل ِحس ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪482‬‬
‫اجْلَن َِّة ‪َ ،‬ول َكأَيِّن أَمْسَ ُع عُ َواءَ أ َْه ِل النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال لَهُ ‪َ :‬عْب ٌد َن َّو َر ا ِإلميَان يِف َق ْلبه ‪ ،‬إ ْذ َعَرفْت فَالَْز ْم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ول اللَّه ‪‬قَ َال ‪ " :‬م ْن نَعي ِم أ َْه ِل اجْلَنَّة أَن َُّه ْم َيَتَز َاو ُرو َن َعلَى الْ َمطَايَا َوالن ُ‬ ‫وعن شفي بن ماتع أ َّ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ث‬‫ول ‪َ ،‬فرَي َكبُو َن َها َحىَّت َيْنَت ُهوا َحْي ُ‬ ‫وث َواَل َتبُ ُ‬ ‫َوإِن َُّه ْم يُ ْؤَت ْو َن يِف َي ْوم اجْلُ ُم َع ِة خِب َْي ٍل ُم َس َّو َم ٍة ُم ْل َج َم ٍة ‪ ،‬اَل َتُر ُ‬
‫ت ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬أ َْم ِط ِري َعلَْينَا ‪ ،‬فَ َما‬ ‫ِ‬ ‫شاء اللَّه ‪َ ،‬فيأْتِي ِهم ِمثْل َّ ِ ِ‬
‫َت ‪َ ،‬واَل أُذُ ٌن مَس َع ْ‬ ‫الس َحابَة ‪ ،‬ف َيها َما اَل َعنْيٌ َرأ ْ‬ ‫ََ ُ َ ْ ُ‬
‫ف ُكثْبَانًا ِم ْن‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث اللَّهُ ِرحيًا َغْيَر ُم ْؤذيَة َفَتْنس ُ‬ ‫ك إِىَل َف ْو ِق أ ََمانِي ِه ْم ‪ ،‬مُثَّ َيْب َع ُ‬ ‫َتَز ُال مُتْ ِطُر َعلَْي ِه ْم َحىَّت َيْنتَ ِه َي َذل َ‬
‫اصي ُخيُوهِلِ ْم ‪َ ،‬ويِف َم َعا ِرفِ َها ‪َ ،‬ويِف‬ ‫ك يِف َنو ِ‬ ‫ك علَى أَمْيَاهِنِم ‪ ،‬وعلَى مَش ائِلِ ِهم ‪َ ،‬فيأْخ ُذ َذلِ َ ِ‬
‫م ْس ٍ َ‬
‫ِ‬
‫ك الْم ْس ُ َ‬ ‫ْ ََ َ ْ َ ُ‬
‫ك اجْلِ َم ِام ‪َ ،‬ويِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يِف تِْل َ‬ ‫ك الْ ِم ْس ُ‬ ‫ت َن ْف ُسهُ ‪َ ،‬فيََت َعلَّ ُق ذَل َ‬ ‫ِ‬
‫ُرءُوس َها ‪َ ،‬ول ُك ِّل َر ُج ٍل مْن ُه ْم مُجَّةٌ َعلَى َما ا ْشَت َه ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ك ِمن الثِّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫اب ‪ ،‬مُثَّ يُ ْقبِلُو َن َحىَّت َيْنَت ُهوا إِىَل َما َشاءَ اللَّهُ ‪ ،‬فَِإذَا الْ َم ْرأَةُ ُتنَادي َب ْع َ‬ ‫اخْلَْي ِل ‪َ ،‬ويِف َما س َوى ذَل َ َ َ‬

‫‪ - 480‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )3289()430‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 481‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 11‬ص ‪ )31062()42‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 482‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 11‬ص ‪ )31064()43‬صحيح لغريه‬

‫‪152‬‬
‫ت ؟ ومن أَنْ ِ‬ ‫ول ‪ :‬ما أَنْ ِ‬ ‫أُولَئِك ‪ :‬يا عب َد اللَّ ِه ‪ ،‬أَما لَ ِ‬
‫ول‬‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا َز ْو َجتُ َ‬‫ت ؟ َفَت ُق ُ‬ ‫ََ ْ‬ ‫اجةٌ ؟ َفَي ُق ُ َ‬ ‫ك فينَا َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ُخ ِف َي هَلُم ِّمن‬ ‫س َّما أ ْ‬ ‫ول الْ َم ْرأَةُ ‪ :‬أ ََو َما َت ْعلَم أ َّ َّ‬
‫َن اللهَ قَ َال ‪{ :‬فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَت ُق ُ‬ ‫‪ :‬ما ُكْنت َعلِمت م َكانَ ِ‬
‫ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ول ‪َ :‬بلَى َو َريِّب ‪َ ،‬فلَ َعلَّهُ يُ ْشغَ ُل َعْن َها َب ْع َد‬ ‫ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫مِب‬
‫ِّع َم ِة‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك الْموقِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ‪َ ،‬ما يَ ْشغَلُهُ َعْن َها إِاَّل َما ُه َو فيه م َن الن ْ‬ ‫ت َواَل َيعُ ُ‬ ‫ني َخ ِري ًفا ‪ ،‬اَل َي ْلتَف ُ‬ ‫ف م ْق َد َار أ َْربَع َ‬ ‫َذل َ َ ْ‬
‫ِ ‪483‬‬
‫َوالْ َكَر َامة "‬
‫متد ‪-‬‬ ‫املطايا ‪ :‬مجع مطية وهي الدابة اليت يركب مطاها أي ظهرها ‪ ،‬أو هي اليت متط يف سريها أي ُّ‬
‫اجلمة ‪ :‬ما ترامى من شعر الرأس على املنكبني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أنس بن مالك قال قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " :‬إ َذا َد َخ َل أ َْه ُل اجْلَنَّة اجْلَنَّةَ ا ْشتَاقُوا إىَل اإْلِ ْخ َوان ‪َ ،‬فيَسريُ‬ ‫َُ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ِر ُير َه َذا إِىَل َس ِري ِر َه َذا ‪َ ،‬و َس ِر ُير َه َذا إِىَل َس ِري ِر َه َذا َحىَّت َيْلتَقيَا ‪َ ،‬ه َذا ‪َ ،‬و َيتَّك ُئ َه َذا ‪َ ،‬فيُ َح ِّدثَان َا َكا َن‬
‫ِ‬ ‫ول أَح ُدمُه ا لِ ِ ِ‬
‫صاحبِه ‪ :‬تَ ْد ِري َي ْو َم َغ َفَر اللَّهُ لَنَا َي ْو َم ُكنَّا يِف َم ْوض ِع َك َذا َو َك َذا فَ َد َع ْونَا اللَّهَ‬ ‫الد ْنيَا َحىَّت َي ُق َ َ َ َ‬ ‫يِف ُّ‬
‫‪484‬‬
‫َفغَ َفَر لَنَا "‬
‫اتكأ ‪ :‬اضطجع متمكنا واالضطجاع امليل على أحد جنبيه‬
‫يس ‪ ،‬تُثِريُ َمنَامِس ُ َها‬ ‫ال الْ ِم ِ‬‫ون َعلَْي َها ِر َح ُ‬ ‫يس اجْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إ َّن أ َْه َل اجْلَنَّة لَيََتَز َاو ُرو َن َعلَى الْع ِ ُ‬
‫‪485‬‬
‫َح ِدمِه َا َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها "‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫غُبَ َار الْم ْسك ‪ ،‬خطَ ُام أ َْو ِز َم ُام أ َ‬
‫العيس إبل بيض يف بياضها ظلمة خفية‬
‫واملناسم بالنون والسني املهملة مجع منسم وهو باطن خف البعري‬
‫الساَل ُم َع ْن َه ِذ ِه اآْل يَِة ‪َ :‬م ِن الَّ ِذي مَلْ يَ َشِأ اللَّهُ أَ ْن‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫وعن أيب هريرة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬أَنَّهُ َسأ ََل جرْب َ‬
‫َّاه ْم َماَل ئِ َكةٌ ِم َن الْ َم ْح َش ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َسيَا َف ُه ْم َح ْو َل َع ْرشه َتَتلَق ُ‬ ‫ين أ ْ‬‫ُّه َداءُ َيْب َع ُث ُه ُم اللَّهُ ُمَت َقلِّد َ‬
‫ص َع ُقوا ؟ قَ َال ‪ُ :‬ه ُم الش َ‬ ‫يُ ْ‬
‫س ‪َ ،‬و ِز َم ُام َها أَلْنَيُ ِم َن احْلَ ِري ِر ‪َ ،‬م ُّد‬ ‫ب ‪ ،‬أ َِعنَُّت َها ُّ‬ ‫ض بِ ِر َح ِال َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫بِنَجائِب ِمن ياقُ ٍ‬
‫السْن ُد ُ‬ ‫ُّر اأْل َْبيَ ُ‬ ‫وت ‪ ،‬الد ُّ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ول النُّْز َه ِة ‪ :‬انْطَلِ ُقوا بِنَا إِىَل َر ِّبنَا‬ ‫ول ‪ ،‬ي ُقولُو َن ِعْن َد طُ ِ‬
‫َ‬
‫الرج ِال ي ِسريو َن يِف اجْل ن َِّة َعلَى خي ٍ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫صار ِّ َ َ ُ‬
‫اها َم ُّد أَبْ َ ِ‬ ‫ُخطَ َ‬
‫ك اللَّهُ َعَّز َو َج َّل إِىَل َعْب ٍد‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ك اللَّهُ إِلَْي ِه ْم ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ضي َبنْي َ َخ ْل ِق ِه ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫َتبار َك و َتعاىَل َنْنظُر إِلَي ِه َكيف ي ْق ِ‬
‫ْ ْ ْ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ ‪486‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َعلَْيه "‬ ‫يِف َم ْوط ٍن فَاَل ح َس َ‬
‫األزمة ‪ :‬مجع الزمام وهو احلبل الذي تقاد به الدابة ‪ -‬اإلستربق ‪ :‬نوع من احلرير السميك‬

‫‪ - 483‬الزهد والرقائق البن املبارك(‪ ) 1850‬وصفة اجلنة(‪ ) 235‬حسن مرسل‬


‫‪ - 484‬الضعفاء الكبري للعقيلي(‪ ) 657‬ضعيف‬
‫‪ - 485‬صفة اجلنة (‪ ) 236‬ضعيف‬
‫‪ِ - 486‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا (‪ ) 237‬ضعيف‬

‫‪153‬‬
‫ول ‪ " :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة َش َجَر ًة خَي ُْر ُج ِم ْن أ َْعاَل َها ُحلَ ٌل ‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫وعن علي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫َجنِ َحةٌ َخطْ ُو َها َم ُّد‬ ‫ب مسرج ٍة م ْلجم ٍة ِمن ياقُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ول ‪ ،‬هَلَا أ ْ‬ ‫وث َواَل َتبُ ُ‬ ‫وت َو ُد ٍّر ‪ ،‬اَل َتُر ُ‬ ‫َس َفل َها َخْي ٌل م ْن َذ َه ٍ ُ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َما َبلَّ َغ‬ ‫َس َف ُل مْن ُه ْم َد َر َجةً ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ول الَّذي أ ْ‬ ‫ث َشاءُوا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ص ِر َها َفَيْر َكُب َها أ َْه ُل اجْلَنَّة َفتَطريُ ْم َحْي ُ‬ ‫بَ َ‬
‫ومو َن َو ُكْنتُ ْم‬‫ص ُ‬ ‫صلُّو َن اللَّْي َل َوأَْنتُ ْم َتنَ ُامو َن ‪َ ،‬و َكانُوا يَ ُ‬ ‫ال هَلُ ْم ‪ :‬إِن َُّه ْم َكانُوا يُ َ‬ ‫ِعبَ َاد َك َه ِذ ِه الْ َكَر َامةَ ؟ َفُي َق ُ‬
‫‪487‬‬
‫تَأْ ُكلُو َن ‪َ ،‬و َكانُوا يُْن ِف ُقو َن َو ُكْنتُ ْم َتْب َخلُو َن ‪َ ،‬و َكانُوا يُ َقاتِلُو َن َو ُكْنتُ ْم جَتُْبنُو َن "‬
‫احللل ‪ :‬مجع احلُلَّة وهي ثوبَان من جنس واحد ‪ -‬أسرج الدابة ‪ :‬شد عليها السرج‬
‫ب اخْلَْي َل ؟ قَ َال ‪" :‬‬ ‫ول اللَّ ِه أَيِف اجْلَن َِّة َخْي ٌل فَِإيِّن أ ُِح ُّ‬
‫وع ْن َسابِ ٍط ‪ :‬قَ َال ‪َ :‬جاءَ َر ُج ٌل إِىَل النَّيِب ِّ ‪َ ‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫ك يِف اجْلَن َِّة َحْي ُ‬ ‫ان تَ ِطريُ بِ َ‬ ‫ك اللَّه اجْل نَّةَ فَما تَ َشاء أَ ْن َتر َكب َفرسا ِمن ياقُوتٍَة مَحْراء هَل ا جنَاح ِ‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َ ًَ َْ‬ ‫إ ْن أ َْد َخلَ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ك اللَّهُ اجْلَنَّةَ فَِإ َّن لَ َ‬
‫ك‬ ‫ول اللَّ ِه أَيِف اجْلَن َِّة إِبِ ٌل ؟ قَ َال ‪ " :‬يَا أ َْعَرايِب ُّ ‪ ،‬إِ ْن أ َْد َخلَ َ‬ ‫َعَرايِب ُّ ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ت " َف َق َال اأْل ْ‬ ‫شْئ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك َولَ َّذ ْ‬
‫‪488‬‬
‫ك"‬ ‫ت َعْينُ َ‬ ‫ت َن ْف ُس َ‬ ‫ف َيها َما ا ْشَت َه ْ‬
‫وعن عبد املؤمن بن عبيد اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬مسعت احلسن ‪َ ،‬و َسأَلَهُ َر ُج ٌل َع ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬ه ْل فِ َيها َخْي ٌل ؟ قَ َال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َوَتلَ ُّذ اأْل ْ‬
‫‪489‬‬
‫َعنُيُ "‬ ‫هَلُ ْم ‪ :‬ف َيها َما تَ ْشتَهي اأْل َْن ُف ُ‬
‫‪490‬‬ ‫َّجائِ ِ‬
‫ب َي ْر َكُب َها أ َْهلُ َها "‬ ‫ِ‬ ‫وعن عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما قَ َال ‪ :‬يِف اجْلَن َِّة ِعتَ ُ‬
‫اق اخْلَْي ِل َو َكَرائ ُم الن َ‬
‫س يِف اجْلَن َِّة‬ ‫وب ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن أ َْهل اجْلَن َِّة َيَتَز َاو ُرو َن َعلَى جَنَائِ َ ِ ٍ‬
‫ب بيض َكأَن َُّه ُم َولَْي َ‬ ‫َ‬ ‫وع ْن أَيِب أَيُّ َ‬ ‫َ‬
‫‪491‬‬
‫َش ْيءٌ ِم َن الَْب َهائِ ِم إِاَّل َوالطَّْيُر "‬
‫الياقوت ‪ :‬حجر كرمي من أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون األمحر ‪-‬اإلبل ‪:‬‬
‫اجلمال والنوق ليس له مفرد من لفظه‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬ه ْل يِف اجْلَن َِّة َخْي ٌل ؟ َف َق َال‬ ‫ت أ ُِح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ب اخْلَْي َل َف ُق ْل ُ‬ ‫وع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن َساع َدةَ قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫َ‬
‫ك فِيها َفرس ِمن ياقُ ٍ‬
‫ث‬ ‫ك َحْي ُ‬ ‫ان يَ ِطريُ بِ َ‬
‫وت ‪ ،‬لَه جنَاح ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ك اللَّهُ اجْلَنَّةَ يَا َعْب َد الرَّمْح َ ِن َكا َن لَ َ َ َ ٌ ْ َ‬ ‫‪ " :‬إِ ْن أ َْد َخلَ َ‬
‫ت " ‪.492‬‬ ‫ِ‬
‫شْئ َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬ه ْل يِف اجْلَن َِّة ِم ْن َخْي ٍل‬ ‫ول ِ‬
‫َن َر ُجالً َسأ ََل النَّيِب َّ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن ُسلَْي َما َن بْ ِن بَُريْ َدةَ ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ؛ أ َّ‬‫َ‬
‫ك يِف اجْلَن َِّة‬ ‫ِ‬
‫ك اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَالَ تَ َشاءُ أَ ْن حُتْ َم َل ف َيها َعلَى َفَر ٍس ‪ِ ،‬م ْن يَاقُوتٍَة مَحَْراءَ ‪ ،‬يَ ِطريُ بِ َ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ ِن اهللُ أ َْد َخلَ َ‬

‫‪ - 487‬صفة اجلنة(‪ ) 238‬فيه ضعف‬


‫‪ِ - 488‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا (‪ ) 239‬حسن مرسل‬
‫‪ - 489‬صفة اجلنة(‪ ) 240‬صحيح مقطوع‬
‫‪ِ - 490‬ص َفةُ اجْلَن َِّة اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا (‪ ) 241‬صحيح موقوف‬
‫‪ - 491‬صفة اجلنة(‪ ) 243‬ضعيف‬
‫‪ - 492‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 385‬صحيح لغريه‬

‫‪154‬‬
‫اهلل ‪َ ،‬ه ْل يِف اجْلَن َِّة ِم ْن إِبِ ٍل ؟ قَ َال ‪َ :‬فلَ ْم‬
‫ول ِ‬ ‫ت ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َسأَلَهُ َر ُج ٌل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ت ‪ ،‬إِالَّ َف َع ْل َ‬
‫حي ُ ِ‬
‫ث شْئ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ولَ َّذ ْ‬
‫ت‬ ‫ت َن ْف ُس َ‬‫ك ف َيها َما ا ْشَت َه ْ‬ ‫صاحبِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ ْن يُ ْدخ ْل َ‬
‫ك اهللُ اجْلَنَّةَ ‪ ،‬يَ ُك ْن لَ َ‬ ‫َي ُق ْل لَهُ مثْ َل َما قَ َال ل َ‬
‫‪493‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫َعْينُ َ‬
‫ب اخْلَْي َل أَىِف اجْلَن َِّة َخْي ٌل قَ َال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ول اللَّ ِه إِىِّن أ ُِح ُّ‬
‫وب قَ َال أَتَى النَّىِب َّ ‪ --‬أ َْعَراىِب ٌّ َف َق َال يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَىِب أَيُّ َ‬
‫َ‬
‫ك حي ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللَّ ِه ‪ « --‬إِ ْن أ ُْد ِخ ْلت اجْل نَّةَ أُتِيت بَِفر ٍس ِمن ياقُوتٍَة لَه جنَ ِ ِ‬
‫ت‬‫ث شْئ َ‬ ‫ت َعلَْيه مُثَّ طَ َار بِ َ َ ْ‬ ‫احان فَ ُحم ْل َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫‪494‬‬
‫»‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 493‬سنن الرتمذى(‪ )2739‬حسن‬


‫‪ - 494‬سنن الرتمذى(‪ ) 2741‬حسن لغريه‬

‫‪155‬‬
‫المبحث الثامن و الثالثون‬
‫في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى‬

‫وروهُ َفيَ ْجتَ ِمعُو َن ‪،‬‬ ‫ك ي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬


‫ول ‪ :‬إ َّن اللَّهَ يَأْ ُمُر ُك ْم أَ ْن َتُز ُ‬ ‫اه ْم َملَ ٌ َ‬ ‫عن علي ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬إِ َذا َس َك َن أ َْه ُل اجْلَنَّة ‪ ،‬أَتَ ُ‬
‫وض ُع َمائِ َدةُ اخْلُْل ِد ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬يَا‬ ‫َّهل ِيل ‪ ،‬مُثَّ تُ َ‬
‫يح ‪ ،‬والت ِ‬
‫َّسبِ ِ َ ْ‬ ‫الساَل ُم َفيرفَع َ ِ‬
‫ص ْوتَهُ بالت ْ‬
‫ِ‬
‫َفيَأْ ُمُر اللَّهُ َت َعاىَل َد ُاو َد َعلَْيه َّ َ ْ ُ‬
‫اها أَوسع ما بنْي َ الْم ْش ِر ِق والْم ْغ ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رس َ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬فيَطْ َع ُمو َن ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫َ َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ،‬و َما َمائ َدةُ اخْلُْلد ؟ قَ َال ‪َ :‬زا ِويَةٌ م ْن َز َوايَ َ ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْس ْو َن ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬مَلْ َيْب َق إِاَّل النَّظَُر يِف َو ْجه َر ِّبنَا َعَّز َو َج َّل ‪ ،‬هَلُ ْم َفيَخُّرو َن ُس َّج ًدا َفُي َق ُ‬
‫ال‬ ‫يُ ْس َق ْو َن ‪ ،‬مُثَّ يُك َ‬
‫هَلُ ْم ‪ :‬لَ ْستُ ْم يِف َدا ِر َع َم ٍل ‪ ،‬إِمَّنَا أَْنتُ ْم يِف َدا ِر َجَز ٍاء "‪- 495‬يتجلى ‪ :‬يظهر‬
‫وعن صيفي اليماين ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت عبد العزيز بن مروان ‪َ ،‬ع ْن َوفْ ِد ‪ ،‬أ َْه ِل اجْلَن َِّة قَ َال ‪ :‬إِن َُّه ْم يَِف ُدو َن إِىَل‬
‫ك بِ َس ِري ِر َك َه َذا‬ ‫ف بِ َس ِري ِر ِه ِمْن َ‬ ‫ان ِمْن ُه ْم أ َْعَر ُ‬
‫وضع هَل م أ َِسَّرةٌ ُك ُّل إِنْس ٍ‬
‫َ‬ ‫يس َفيُ َ ُ ُ ْ‬ ‫اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل يِف ُك ِّل َي ْوِم مَخِ ٍ‬
‫َخ َذ الْ َق ْو ُم جَمَالِ َس ُه ْم قَ َال َتبَ َار َك َو َت َعاىَل‬ ‫ِ‬
‫ك فَِإ َذا َق َع ُدوا َعلَْيه َوأ َ‬
‫ِ‬
‫صْيف ٌّي َعلَى َذل َ‬
‫الَّ ِذي أَنْت علَي ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬وأَقْسم ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ت َفيَأْ ُكلُو َن ِمْن َها‬ ‫يض أَمثَ ِال الْبخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وه ْم قَ َال ‪َ :‬فُي ْؤَت ْو َن بِطَرْيٍ بِ ٍ ْ ُ ْ‬ ‫‪ :‬عبَادي عبَادي َو َخ ْلقي َوج َريايِن َو َوفْدي أَطْع ُم ُ‬
‫وه ْم َفُي ْؤَت ْو َن بِآنِيَ ٍة ِم ْن أَلْ َو ٍان َشىَّت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ما َشاءوا مُثَّ ي ُق ُ ِ ِ‬
‫اس ُق ُ‬‫ول ‪ :‬عبَادي َو َخ ْلقي َوج َريايِن َو َوفْدي قَ ْد طَع ُموا ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫خُمَتَّمةً َفيس َقو َن ِمْنها ‪ ،‬مُثَّ ي ُق ُ ِ ِ‬
‫وه ْم َفيَجيءُ‬ ‫ول ‪ :‬عبَادي َو َخ ْلقي َوج َريايِن َو َوفْدي قَ ْد طَع ُموا َو َش ِربُوا فَ ِّك ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬
‫ول ‪ِ :‬عبَ ِادي َو َخ ْل ِقي َو ِج َريايِن َو َوفْ ِدي قَ ْد طَعِ ُموا‬ ‫ات َش َج ٍر ُم َدىًّل َفيَأْ ُكلُو َن ِمْن َها َما َشاءُوا ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫مَثََر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِاَّل احْلُلَ َل َوأَقْ َس َم‬ ‫ضَر َوأَمْح ََر َو ُك ِّل لَ ْو ٍن مَلْ ُتْنبِ ْ‬ ‫َخ َ‬ ‫ات َش َج ٍر أ ْ‬
‫َص َفَر َوأ ْ‬ ‫وه ْم َفتَجيءُ مَثََر ُ‬ ‫َو َش ِربُوا َوفَك ُهوا ا ْك ُس ُ‬
‫ول ‪ِ :‬عبَ ِادي َو َخ ْل ِقي َو ِج َريايِن َو َوفْ ِدي قَ ْد‬ ‫صا ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ت َغْيَر َها َفَتْن ُشُر َعلَْي ِه ْم ُحلَاًل َوقُ ُم ً‬
‫ِ‬
‫صْيف ٌّي َما أَْنبَتَ ْ‬
‫َ‬
‫طَعِ ُموا َو َش ِربُوا َوفَ ِك ُهوا َو ُك ُسوا طَيِّبًا َوأَل َجَتَلَّنَي َّ هَلُ ْم َحىَّت َيْنظُُروا إِيَلَّ فَِإذَا جَتَلَّى هَلُ ْم َعَّز َو َج َّل َفنَظَُروا إِلَْي ِه‬
‫اج ُه ْم ‪َ :‬خَر ْجتُ ْم ِم ْن ِعْن ِدنَا َعلَى‬ ‫ال هَلُ ُم ‪ْ :‬ار ِجعُوا إِىَل َمنَا ِزلِ ُك ْم َفَي ُق ُ‬
‫ول هَلُ ْم أ َْز َو ُ‬ ‫وه ُه ْم ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬
‫ت ُو ُج َ‬ ‫نَظَْر ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهنَا رواه ابن‬ ‫ت ُو ُج ُ‬ ‫َن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل جَتَلَّى لَنَا َفنَظَْرنَا إِلَْيه َفنَظََر ْ‬ ‫ك أ َّ‬‫ور ٍة َو َر َج ْعتُ ْم َعلَى َغرْيِ َها َفَي ُقولُو َن ذَل َ‬ ‫صَ‬ ‫ُ‬
‫‪496‬‬
‫أيب الدنيا موقوفا‬
‫الراكِب يِف‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬إِ َّن يِف اجْلَن َِّة َش َجَرةً يُ َق ُ‬ ‫وعن وهب بن منبه ‪ ،‬يقول ‪ ، :‬أَنَّهُ مَسِ َع ‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ال هَلَا طُوىَب ‪ ،‬يَسريُ َّ ُ‬
‫وت ‪َ ،‬و ُتَرابُ َها‬ ‫ود ‪َ ،‬و ُكثْبَانُ َها َعْنَبٌر ‪َ ،‬وبَطْ َح ُاؤ َها يَاقُ ٌ‬ ‫ِظلِّ َها ِمائَةَ َع ٍام اَل َي ْقطَعُ َها ‪َ ،‬ز ْهُر َها ِريَا ٌط ‪َ ،‬و َو َر ُق َها بُُر ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬خَي ْرج ِمن أ ِ‬
‫س أ َْه ِل اجْلَن َِّة ُمتَ َحد ُ‬
‫َّث‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َصل َها أَْن َه ُار اخْلَ ْمر َواللنَب َوالْ َع َسل ‪َ ،‬وه َي جَمْل ُ‬ ‫ور ‪َ ،‬و َو ْحلُ َها م ْس ٌ ُ ُ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫َكافُ ٌ‬
‫ومةً بِساَل ِسل ِم ْن ذَ َه ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ودو ُن جُنُبًا َم ْز ُم َ َ َ‬ ‫َبْين ِه ْم ‪َ ،‬فَبْينَا ُه ْم َيتَ َح َّدثُو َن يِف جَمْلس ِه ْم إِ ْذ أََتْت ُه ْم َماَل ئ َكةٌ م ْن َرهِّب ْم َي ُق ُ‬
‫ال أَلْواحها ِمن ياقُ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وجوهها َكالْمصابِ ِ ِ‬
‫وت ‪،‬‬ ‫يح م ْن ُح ْسن َها ‪َ ،‬و َو َبُر َها َك َجَّز ِة الْ َمعَزى; م ْن لينه ‪َ ،‬علَْي َها ِر َح ٌ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ ُ َُ َ َ‬
‫‪ - 495‬صفة اجلنة أليب نعيم األصبهاين(‪ ) 422‬ضعيف‬
‫‪ - 496‬صفة اجلنة(‪ ) 324‬فيه ضعف‬

‫‪156‬‬
‫يخو َن َها ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن ‪ :‬إِ َّن َربَّنَا أ َْر َسلَنَا إِلَْي ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ودفُو ُفها ِمن َذه ٍ ِ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬وثيَابُ َها م ْن ُسْن ُد ٍس َوإِ ْستَْبَرق ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُن ُ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسَرعُ م َن الطَّائ ِر ‪َ ،‬وأ َْوطَأُ م َن الْ َفَر ِس الْ َم ْفُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وش ‪ ،‬جُنُبًا م ْن‬ ‫وروهُ َوتُ َسلِّ ُموا َعلَْيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ْر َكبُو َن َها َوه َي أ ْ‬ ‫لَتُز ُ‬
‫اج ِيه ‪َ ،‬واَل تَ ْسبِ ُق أُذُ ُن‬ ‫ب أ َِخ ِيه وهو ي َكلِّمه وين ِ‬ ‫الر ُجل إِىَل َجْن ِ‬ ‫َغ ِ َتهيِئَ ٍة ‪ ،‬ذُلُاًل ِمن َغ ِ ِري ٍ ِ‬
‫َ ُ َ ُ ُ ُ َ َُ‬ ‫اضة ‪ ،‬يَسريُ َّ ُ‬ ‫ْ رْي َ َ‬ ‫رْي ْ‬
‫ِ‬
‫َّجَر َة لَُتنَ َّحى َع ْن طُُرق ِه ْم ؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫صاحبَت َها ‪َ ،‬حىَّت إ َّن الش َ‬ ‫صاحبَت َها ‪َ ،‬واَل ُر ْكبَةُ َراحلَة مْن َها ُر ْكبَةَ َ‬ ‫َراحلَة مْن َها أُذُ َن َ‬
‫الر ِحي ِم ‪َ ،‬فيُ ْس ِفُر هَلُ ْم َع ْن َو ْج ِه ِه الْ َك ِر ِمي َحىَّت‬ ‫َخ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَأْتُو َن إِىَل الرَّمْح َ ِن َّ‬ ‫الرج ِل وب أ ِ‬
‫لئَاَّل ُت َفِّر َق َبنْي َ َّ ُ َ َنْي َ‬
‫ِ‬
‫ك اجْلَاَل ُل َواإْلِ ْكَر ُام ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫الساَل ُم َو َح َّق لَ َ‬‫ك َّ‬ ‫الساَل ُم َو ِمْن َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ِ‬
‫َيْنظُُروا إِلَْيه ‪ ،‬فَِإ َذا َرأ َْوهُ قَالُوا ‪ :‬اللَّ ُه َّم أَنْ َ‬
‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫الساَل ُم َو ِميِّن َّ‬ ‫ِ‬
‫َّت حَمَبَّيِت َو َرمْح َيِت ‪َ ،‬م ْر َحبًا بعبَادي الذ َ‬
‫ين‬ ‫الساَل ُم َو َعلَْي ُك ْم َحق ْ‬ ‫ك ‪ :‬أَنَا َّ‬ ‫َربُّنَا َت َعاىَل ِعْن َد َذل َ‬
‫ك ‪َ ،‬ومَلْ َن ْق ُد ْر َك َح َّق قَ ْد ِر َك‬ ‫ب َوأَطَاعُوا أ َْم ِري ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا إِنَّا مَلْ َن ْعبُ ْد َك َح َّق ِعبَ َادتِ َ‬ ‫َخ َش ْويِن بِالْغَْي ِ‬
‫ب واَل ِعب َاد ٍة ‪ ،‬ولَ ِكنَّها َدار م ْل ٍ‬ ‫فَأْ َذ ْن لَنَا بِ ُّ ِ‬
‫ك َونُ َعْي ٍم ‪،‬‬ ‫َ َ ُُ‬ ‫صٍ َ َ‬ ‫ت بِ َدا ِر نَ َ‬ ‫ول َت َعاىَل ‪ :‬إِن ََّها لَْي َس ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َّام َ‬
‫الس ُجود قُد َ‬
‫ب الْعِبَ َاد ِة ‪ ،‬فَ َسلُويِن َما ِشْئتُ ْم ‪ ،‬فَِإ َّن لِ ُك ِّل َر ُج ٍل ِمْن ُك ْم أ ُْمنِيَّتَهُ ‪َ ،‬فيَ ْسأَلُونَهُ َحىَّت إِ َّن‬ ‫صَ‬ ‫ت َعْن ُك ْم نَ َ‬ ‫َوإِيِّن قَ ْد َر َف ْع ُ‬
‫ب فَآتِيِن ِمثْ َل ُك ِّل َما‬ ‫ض َاي ُقوا فِ َيها ‪َ ،‬ر ِّ‬ ‫اه ْم َوتَ َ‬‫الد ْنيَا يِف ُد ْنيَ ُ‬‫س أ َْه ُل ُّ‬ ‫ب َتنَافَ َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫صَر ُه ْم أ ُْمنِيَّةً ‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫أَقْ َ‬
‫ك أ ُْمنِيَّتُ َ‬
‫ت بِ َ‬ ‫َكانُوا فِ ِيه مْن ُذ يوِم خلَ ْقَتها إِىَل أ َِن ا ْنَته ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ولََق ْد‬ ‫صَر ْ‬ ‫ول اللَّهُ َت َعاىَل ‪ :‬لََق ْد قَ ُ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ت ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬
‫ص ِري ٌد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ‬ ‫ك َواَل تَ ْ‬ ‫س يِف َعطَائِي َهلَ ٌ‬ ‫ك مِب َْن ِزلَتِ َ أِل‬
‫ك ؛ َنَّهُ لَْي َ‬ ‫ك ِميِّن َو َسأُحْتِ ُف َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ه َذا لَ َ‬ ‫ت ُدو َن َمْن ِزلَتِ َ‬ ‫َسأَلْ َ‬
‫ص ْر هِبِ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضو َن َعلَْي ِه ْم َحىَّت َت ْق ُ‬ ‫ضوا َعلَى عبَادي َما مَلْ َتْبلُ ْغهُ أ ََمانُّي ُه ْم َومَلْ خَي ْط ْر هَلُ ْم َعلَى بَ ٍال َفُي ْعَر ُ‬ ‫ول ‪ْ :‬اع ِر ُ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ين َم َقَّربَةٌ َعلَى ُك ِّل أ َْر َب َع ٍة ِمْن َها َس ِر ٌير ِم ْن يَاقُوتٍَة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضو َن َعلَْيه ْم َبَراذ ُ‬ ‫يما َي ْعَر ُ‬ ‫أ ََمانُّي ُه ْم يِف أَْن ُفسه ْم ‪َ ،‬فيَ ُكو ُن ف َ‬
‫اهرةٌ ‪ ،‬يِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب م ْفر َغةٌ يِف ُك ِّل ُقبَّ ٍة ِمْنها َفر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ش م ْن ُفُر ِش اجْلَنَّة طَ َ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫َواح َدة ‪َ ،‬و َعلَى ُك ِّل َسرير مْن َها ُقبَّةٌ م ْن َذ َه ُ َ‬
‫س يِف اجْلَن َِّة لَ ْو ٌن‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ُك ِّل ُقبَّة مْن َها َجار َيتَان م ْن ُحور الْعني ‪َ ،‬علَى ُك ِّل َجاريَة مْن ُه َّن َث ْوبَان م ْن ثيَاب اجْلَنَّة ‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ٍِ‬
‫ظ الْ ُقبَّ ِة َحىَّت يَظُ َّن َم ْن َيَرامُهَا أَن َُّه َما‬ ‫وه ِه َما ِغلَ َ‬ ‫إِاَّل أَنَّه فِيها واَل ِريح طَيِّب ‪ ،‬إِاَّل قَ ْد عِّب َقتا بِِه يْن ُف ُذ ضوء وج ِ‬
‫َْ ُ ُ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ان لِص ِ‬ ‫ِ‬
‫احبِ ِه َما ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض يِف الْيَاقُوتَة احْلَ ْمَراء ‪َ ،‬تَريَ َ‬ ‫ك اأْل َْبيَ ِ‬ ‫الس ْل ِ‬‫ون الْ ُقبَّ ِة ‪ ،‬يَُرى خُم َُّها ِم ْن َف ْو ِق َساقِ َها َك ِّ‬ ‫ِمن د ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ يَ ْد ُخ ُل‬ ‫ضاهَلَُما ِمثْ َل َذل َ‬ ‫ض َل ‪َ ،‬و َيَرى ُه َو أَفْ َ‬
‫ِ‬
‫ُّر َعلَى احْل َج َار ِة أ َْو أَفْ َ‬ ‫ض ِل الد ِّ‬ ‫احبََتْي ِه َك َف ْ‬
‫ض ِل علَى ص ِ‬
‫الْ َف ْ َ َ‬
‫ك ‪ ،‬مثَّ يَأْ ُم ُر‬ ‫َن اللَّهَ َت َعاىَل خَي ْلُ ُق ِم ْثلَ َ‬
‫إِلَْي ِه َما َفيُ َحِّييَانِِه ‪َ ،‬و ُت َقبِّاَل نِِه ‪َ ،‬و ُت َعانَِقانِِه ‪َ ،‬وَت ُقواَل ِن لَهُ ‪َ :‬واللَّ ِه َما ظََننَّا أ َّ‬
‫‪497‬‬
‫صفًّا يِف اجْلَن َِّة َحىَّت َيْنتَ ِه َي ُك ُّل َر ُج ٍل ِمْن ُه ْم إِىَل َمْن ِزلِِه الَّ ِذي أ ُِع َّد لَهُ "‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّهُ الْ َماَل ئ َكةَ َفيَسريُو َن ْم َ‬
‫رياط ‪ :‬مجع الريطة ‪ ،‬املالءة كلها نسج واحد وقطعة واحدة‬
‫ك‬ ‫يم ُه ُم الَّ ِذي ُه ْم فِ ِيه ِم ْس ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن أيب أمامة قَ َال ‪ " :‬إ َّن أ َْه َل اجْلَنَّة اَل ‪َ ،‬واَل َواَل مُيْنُو َن َواَل َيْبُزقُو َن ‪ ،‬إمَّنَا نَع ُ‬
‫ورو َن اللَّهَ يِف اجْلُ ُم َع ِة َمَّر َتنْي ِ ‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يتَحد ِ‬
‫َّر م ْن ُجلُوده ْم َكاجْلُ َمان ‪َ ،‬و َعلَى أ َْب َوا ْم ُكثْبَا ٌن م َن الْم ْسك ‪َ ،‬يُز ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الز َب ْر َجد ‪َ ،‬يْنظُُرو َن إِىَل اللَّه ‪َ ،‬و َيْنظُُر إِلَْي ِه ْم ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ٍ‬ ‫َفيَ ْجلِسو َن َعلَى َكراس ٍّي م ْن َذ َه ٍ‬
‫ب ‪ُ ،‬م َكلَّلَة بِاللُّ ْؤلُ ِؤ ‪َ ، ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ - 497‬اإلبانة الكربى البن بطة (‪ ) 2488‬صحيح إىل وهب ومثله ال يقال بالرأي‬

‫‪157‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪498‬‬
‫الز َب ْر َج ِد "‬
‫وت َو َّ‬ ‫قَاموا ا ْن َقلَب أَح ُدهم إِىَل الْغُرفَِة ِمن غُرفَ ٍة هَل ا سبعو َن بابا ‪ ،‬م َكلَّلَ ٍة بِاللُّ ْؤلُ ِؤ ‪ ،‬والْياقُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ َْ ُ َ ً ُ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫ُ‬
‫التربز ‪-‬امتخط ‪ :‬أخرج ما يف أنفه من املخاط وألقى به‬ ‫التغوط ‪ُّ :‬‬ ‫ُّ‬
‫َّر ِم ْن‬
‫ك َيتَ َحد ُ‬ ‫يم ُه ُم الَّ ِذي ُه ْم فِ ِيه ِم ْس ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن أيب أمامة ‪ ،‬قال ‪ " :‬إ َّن أ َْه َل اجْلَنَّة اَل َواَل َواَل مُيْنُو َن ‪ ،‬إمَّنَا نَع ُ‬
‫ورو َن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل يِف اجْلُ ُم َع ِة َمَّر َتنْي ِ َفيَ ْجلِ ُسو َن َعلَى‬ ‫هِنِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُجلُوده ْم َكاجْلُ َمان ‪َ ،‬و َعلَى أَلْ َوا ْم م ْن م ْسك َيُز ُ‬
‫ِِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب م َكلَّلَ ٍة بِاللُّؤلُ ِؤ و َّ ِ‬ ‫َكر ٍ ِ‬
‫َح ُد ُه ْم‬
‫بأَ‬ ‫الز َب ْر َجد َيْنظُُرو َن إىَل اللَّه َعَّز َو َج َّل َو َيْنظُُر إلَْيه ْم فَإ َذا قَ ُاموا ا ْن َقلَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اس م ْن َذ َه ٍ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪499‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إِىَل الْغُْرفَة م ْن غُْرفَة هَلَا َسْبعُو َن بَابًا ُم َكلَّلَةً بِاللُّ ْؤلُ ِؤ والياقوت "‬
‫املستَ ِطيل امل ْح َد ْو ِدب ‪-‬‬ ‫ْ‬ ‫التربز ‪ -‬التمخط ‪ :‬االستنثار وإلقاء خماط األنف ‪-‬ال َكثِيب ‪َّ :‬‬
‫الر ْمل‬ ‫التغوط ‪ُّ :‬‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫الياقوت ‪ :‬حجر كرمي من أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون األمحر‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 498‬الزهد والرقائق البن املبارك(‪ ) 1853‬ضعيف‬


‫‪ - 499‬صفة اجلنة (‪ ) 95‬ضعيف‬

‫‪158‬‬
‫المبحث التاسع و الثالثون‬
‫في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى‬

‫وكل لذة من لذاهتا يُنسى بالنسبة إىل لذة اللقاء‬ ‫ٍ‬


‫وكل نعمة يف اجلنة ّ‬ ‫وهي غاية احلسىن ‪ ,‬وهناية النعمة‪ّ ,‬‬
‫يومئذ ناضرة ٌ*إِىََلَ َرهِّب ا‬ ‫والنظر إىل وجه اهلل تعاىل‪ -‬نسأل اهلل تعاىل أن مين علينا بذلك‪ -‬قال تعاىل‪( :‬وجوه ٍ‬
‫ُ ٌ‬ ‫ّ‬
‫اظَرةٌ){القيامة‪}23-22:‬‬ ‫نَ ِ‬
‫ِِ‬
‫يادةٌ){يونس‪}26:‬‬ ‫َح َسنُوا احْلُ ْسىََن َو ِز َ‬
‫ين أ ْ‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬للَّذ َ‬
‫ب َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال‬ ‫ص َهْي ٍ‬
‫قال املفسرون‪ :‬احلسىن هي اجلنة ‪ ,‬والزيادة‪:‬هي النظر إىل وجه اهلل الكرمي‪،‬ف َع ْن ُ‬
‫ض‬ ‫يدو َن َشْيئًا أَ ِزي ُد ُك ْم َفَي ُقولُو َن أَمَلْ ُتَبيِّ ْ‬ ‫ول اللَّهُ َتبَ َار َك َو َت َعاىَل تُِر ُ‬‫‪ « :‬إِ َذا َد َخ َل أ َْه ُل اجْلَن َِّة اجْلَنَّةَ ‪ -‬قَ َال ‪َ -‬ي ُق ُ‬
‫ب إِلَْي ِه ْم ِم َن‬‫َح َّ‬
‫اب فَ َما أ ُْعطُوا َشْيئًا أ َ‬
‫ْش ِ‬
‫ف احْل َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهنَا أَمَلْ تُ ْدخ ْلنَا اجْلَنَّةَ َو ُتنَ ِّجنَا م َن النَّا ِر ‪ -‬قَ َال ‪َ -‬فيَك ُ‬ ‫ُو ُج َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وه ُه ْم َقَتٌر َوالَ‬‫ادةٌ َوالَ َيْر َه ُق ُو ُج َ‬ ‫َح َسنُواْ احْلُ ْسىَن َو ِزيَ َ‬
‫ين أ ْ‬ ‫النَّظَ ِر إىَل َرهِّب ْم َعَّز َو َج َّل‪ ،‬مُثَّ تَالَ َهذه اآليَةَ‪{ :‬لِّلَّذ َ‬
‫‪500‬‬
‫اب اجْلَن َِّة ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن} (‪ )26‬سورة يونس »‪.‬‬
‫َص َح ُ‬
‫كأ ْ‬
‫ِ‬
‫ذلَّةٌ أ ُْولَئِ َ‬
‫َح َسنُوا احْلُ ْسىَن َو ِزيَ َادةٌ قَ َال ‪ " :‬إِ َّن أ َْه َل اجْلَن َِّة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أ ْ‬ ‫ت َق ْولَهُ ‪ :‬للَّذ َ‬ ‫يل ‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬‫وع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن أَيِب لَْيلَى ‪ ،‬ق َ‬ ‫َ‬
‫ودوا يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ‪ ،‬إِ َّن اللَّهَ َو َع َد ُك ُم ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزيَ َادةَ َفيَتَ َجلَّى هَلُ ْم " قَ َال‬ ‫أ ُْعطُوا ف َيها َما أ ُْعطُوا م َن الْ َكَر َامة َوالنَّعي ِم ‪ ،‬نُ ُ‬
‫ِ‬ ‫هِنِ‬ ‫ُّك هِبِم ِحني َث ُقلَت موا ِز ُينهم ‪ ،‬و ِحني صار ِ‬
‫ني َج َاو ُزوا‬ ‫ف يِف أَمْيَا ْم ‪َ ،‬وح َ‬ ‫الص ُح ُ‬‫ت ُّ‬ ‫ابْ ُن أَيِب لَْيلَى ‪ " :‬فَ َما ظَن َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ‪َ ،‬وأ ُْدخلُوا اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬وأ ُْعطُوا َما ف َيها َما أ ُْعطُوا م َن الْ َكَر َامة َوالنَّعي ِم ؟ َكا َن ذَا مَلْ يَ ُك ْن َشْيئًا ف َ‬
‫يما‬ ‫ج ْسَر َج َهن َ‬
‫‪501‬‬
‫َرأ َْوهُ "‬
‫ول اللَّ ِه َه ْل َنَرى َربَّنَا‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬يَا َر ُس َ‬ ‫َن نَاسا قَالُوا لِرس ِ‬ ‫يد اللَّْيثِ ِّى أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫َخَبَرهُ أ َّ ً‬ ‫َن أَبَا ُهَر ْيَرةَ أ ْ‬ ‫و َع ْن َعطَاء بْ ِن يَِز َ‬
‫ض ُّارو َن ىِف ُر ْؤيَِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر »‪.‬‬ ‫يوم الْ ِقيام ِة َف َق َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « --‬ه ْل تُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ول اللَّه‪ِ.‬‬ ‫ض ُّارو َن ىِف الش ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب »‪ .‬قَالُوا الَ يَا َر ُس َ‬ ‫س ُدونَ َها َس َح ٌ‬ ‫َّمس لَْي َ‬ ‫ول اللَّه‪ .‬قَ َال « َه ْل تُ َ‬ ‫قَالُوا الَ يَا َر ُس َ‬
‫ول َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد َشْيئًا َف ْليَتَّبِ ْعهُ‪َ .‬فيَتَّبِ ُع َم ْن َكا َن‬ ‫َّاس َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َفَي ُق ُ‬ ‫َّ‬
‫ك جَيْ َم ُع اللهُ الن َ‬
‫ِ‬
‫قَ َال « فَِإنَّ ُك ْم َتَر ْونَهُ َك َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت َوَتْب َقى‬ ‫يت الطََّواغ َ‬ ‫س َو َيتَّبِ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الْ َق َمَر الْ َق َمَر َو َيتَّبِ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الطََّواغ َ‬ ‫َّم َ‬
‫س الش ْ‬ ‫َّم َ‬ ‫َي ْعبُ ُد الش ْ‬
‫ورتِِه الَّىِت َي ْع ِرفُو َن َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ول أَنَا‬ ‫صَ‬ ‫ور ٍة َغرْيِ ُ‬ ‫صَ‬ ‫وها َفيَأْتي ِه ُم اللَّهُ ‪َ -‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪ -‬ىِف ُ‬ ‫َهذه األ َُّمةُ ف َيها ُمنَاف ُق َ‬
‫ك َه َذا َم َكانُنَا َحىَّت يَأْتَِينَا ربُّنَا فَِإ َذا َجاء ربُّنَا َعر ْفنَاهُ‪َ .‬فيَأْتِي ِهم اللَّهُ َت َعاىَل ىِف‬ ‫َربُّ ُك ْم‪َ .‬فَي ُقولُو َن َنعُوذُ بِاللَّ ِه ِمْن َ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫َّم‬
‫الصَرا ُط َبنْي َ ظَ ْهَر ْى َج َهن َ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫ت َربُّنَا‪َ .‬فيَتَّبِعُونَهُ َويُ ْ‬ ‫ول أَنَا َربُّ ُك ْم‪َ .‬فَي ُقولُو َن أَنْ َ‬ ‫ورتِِه الَّىِت َي ْع ِرفُو َن َفَي ُق ُ‬
‫صَ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرس ِل َيو َمئذ اللَّ ُه َّم سلِّم سلِّم‪ .‬وىِف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فَأَ ُكو ُن أَنَا َوأ َُّمىِت أ ََّو َل َم ْن جُيِ ُيز َوالَ َيتَ َكلَّ ُم َي ْو َمئذ إِالَّ ُّ‬
‫َ ْ َ ْ َ‬ ‫الر ُس ُل َو َد ْع َوى ُّ ُ ْ‬
‫‪ - 500‬صحيح مسلم (‪)467‬‬
‫الرقَائِ ُق اِل بْ ِن الْ ُمبَ َار ِك (‪ ) 1894‬صحيح ومثله ال يقال بالرأي‬
‫الز ْه ُد َو َّ‬
‫‪ُّ - 501‬‬

‫‪159‬‬
‫ول اللَّ ِه‪ .‬قَ َال « فَِإن ََّها ِمثْ ُل َش ْو ِك‬ ‫الس ْع َدا َن »‪ .‬قَالُوا َن َع ْم يَا َر ُس َ‬ ‫الس ْع َد ِان َه ْل َرأ َْيتُ ُم َّ‬ ‫يب ِمثْ ُل َش ْو ِك َّ‬ ‫ِ‬
‫َّم َكالَل ُ‬ ‫َج َهن َ‬
‫َع َماهِلِ ْم فَ ِمْن ُه ُم الْ ُم ْؤ ِم ُن بَِق َى بِ َع َملِ ِه َو ِمْن ُه ُم‬
‫َّاس بِأ ْ‬
‫ف الن َ‬
‫ِ ِ‬
‫الس ْع َدان َغْيَر أَنَّهُ الَ َي ْعلَ ُم َما قَ ْد ُر عظَم َها إِالَّ اللَّهُ خَت ْطَ ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ِج بَِرمْح َتِ ِه َم ْن أ ََر َاد ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر‬ ‫ِ ِ‬ ‫غ اللَّه ِمن الْ َق ِ‬
‫ضاء َبنْي َ الْعبَاد َوأ ََر َاد أَ ْن خُيْر َ‬ ‫الْ ُم َج َازى َحىَّت يُنَ َّجى َحىَّت إِ َذا َفَر َ ُ َ َ‬
‫ول الَ‬ ‫أ ََمَر الْ َمالَئِ َكةَ أَ ْن خُيْ ِر ُجوا ِم َن النَّا ِر َم ْن َكا َن الَ يُ ْش ِر ُك بِاللَّ ِه َشْيئًا مِم َّْن أ ََر َاد اللَّهُ َت َعاىَل أَ ْن َيْرمَحَهُ مِم َّْن َي ُق ُ‬
‫ود تَأْ ُكل النَّار ِم ِن اب ِن آدم إِالَّ أََثر ُّ ِ‬ ‫السج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس ُجود َحَّر َم اللَّهُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ُ ُ‬ ‫إلَهَ إالَّ اللَّهُ‪َ .‬فَي ْع ِرفُو َن ُه ْم ىِف النَّا ِر َي ْع ِرفُو َن ُه ْم بأَثَِر ُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علَى النَّا ِر أَ ْن تَأْ ُكل أََثر ُّ ِ‬
‫ب َعلَْي ِه ْم َماءُ احْلَيَاة َفَيْنبُتُو َن مْنهُ‬ ‫ص ُّ‬ ‫الس ُجود‪َ .‬فيُ ْخَر ُجو َن م َن النَّا ِر َوقَد ْامتَ َح ُشوا َفيُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِاء َبنْي َ الْعِبَ ِاد َو َيْب َقى َر ُج ٌل ُم ْقبِ ٌل بَِو ْج ِه ِه َعلَى‬ ‫ِ‬
‫السْي ِل مُثَّ َي ْفُرغُ اللَّهُ َت َعاىَل م َن الْ َق َ‬ ‫ت احْلِبَّةُ ىِف مَحِ ِيل َّ‬ ‫َك َما َتْنبُ ُ‬
‫ف َو ْج ِهى َع ِن النَّا ِر فَِإنَّهُ قَ ْد قَ َشبَىِن ِرحيُ َها‬ ‫اص ِر ْ‬‫ب ْ‬ ‫َى َر ِّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫آخُر أ َْه ِل اجْلَن َِّة ُد ُخوالً اجْلَنَّةَ َفَي ُق ُ‬ ‫النَّا ِر وهو ِ‬
‫َ َُ‬
‫ول اللَّه َتبار َك وَتعاىَل هل عسيت إِ ْن َفع ْل ِ‬
‫ك‬‫ت َذل َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َحَرقَىِن ذَ َك ُاؤ َها َفيَ ْدعُو اللَّهَ َما َشاءَ اللَّهُ أَ ْن يَ ْدعُ َوهُ مُثَّ َي ُق ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ف اللَّهُ‬ ‫ص ِر ُ‬‫يق َما َشاءَ اللَّهُ َفيَ ْ‬ ‫ك َغْيَرهُ‪َ .‬ويُ ْعطى َربَّهُ م ْن عُ ُهود َو َم َواث َ‬ ‫َسأَلُ َ‬ ‫ول الَ أ ْ‬ ‫ك أَ ْن تَ ْسأ ََل َغْيَرهُ‪َ .‬فَي ُق ُ‬
‫ِّمىِن إِىَل‬ ‫ِ‬
‫ب قَد ْ‬ ‫َى َر ِّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ت مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ت َما َشاءَ اللَّهُ أَ ْن يَ ْس ُك َ‬ ‫آها َس َك َ‬ ‫َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر فَِإ َذا أَْقبَ َل َعلَى اجْلَنَّة َو َر َ‬
‫ِ‬
‫ك يَا ابْ َن‬ ‫ك َو ْيلَ َ‬ ‫ك الَ تَ ْسأَلُىِن َغْيَر الَّذى أ َْعطَْيتُ َ‬ ‫ود َك َو َم َواثِي َق َ‬ ‫ت عُ ُه َ‬ ‫س قَ ْد أ َْعطَْي َ‬ ‫اب اجْلَن َِّة‪َ .‬فَي ُق ُ َّ‬
‫ول اللهُ لَهُ أَلَْي َ‬
‫ب ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ك أَ ْن تَ ْسأ ََل َغْيَرهُ‪.‬‬ ‫ك َذل َ‬ ‫ت إِ ْن أ َْعطَْيتُ َ‬ ‫ول لَهُ َف َه ْل َع َسْي َ‬ ‫ب َويَ ْدعُو اللَّهَ َحىَّت َي ُق َ‬ ‫َى َر ِّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫آد َم َما أَ ْغ َد َر َك‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫اب اجْل ن َِّة فَِإ َذا قَام َعلَى ب ِ‬ ‫يق َفي َقدِّمهُ إِىَل ب ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول الَ َو ِعَّزتِ َ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‪َ .‬فُي ْعطى َربَّهُ َما َشاءَ اللَّهُ م ْن عُ ُهود َو َم َواث َ ُ ُ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ب‬‫َى َر ِّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ت مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ت َما َشاءَ اللَّهُ أَ ْن يَ ْس ُك َ‬ ‫السُرو ِر َفيَ ْس ُك ُ‬ ‫ت لَهُ اجْلَنَّةُ َفَرأَى َما فِ َيها ِم َن اخْلَرْيِ َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة ا ْن َف َه َق ْ‬
‫ك أَ ْن الَ تَ ْسأ ََل َغْيَر َما‬ ‫ود َك َو َم َواثِي َق َ‬
‫ت عُ ُه َ‬ ‫س قَ ْد أ َْعطَْي َ‬ ‫أ َْد ِخ ْلىِن اجْلَنَّةَ‪َ .‬فَي ُق ُ َّ‬
‫ول اللهُ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل لَهُ أَلَْي َ‬
‫ك‪ .‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو اللَّهَ َحىَّت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الَ أَ ُكو ُن أَ ْش َقى َخ ْلق َ‬ ‫َى َر ِّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫آد َم َما أَ ْغ َد َر َك‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ك يَا ابْ َن َ‬ ‫يت َو ْيلَ َ‬ ‫أ ُْعط َ‬
‫ك اللَّهُ ِمْنهُ قَ َال ْاد ُخ ِل اجْلَنَّةَ‪ .‬فَِإ َذا َد َخلَ َها قَ َال اللَّهُ لَهُ مَتَن َّْه‪َ .‬فيَ ْسأ َُل‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ِ‬
‫ك اللَّهُ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل مْنهُ فَِإ َذا َ‬ ‫ض َح َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ك لَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َوم ْثلُهُ‬ ‫ت بِِه األ ََماىِن ُّ قَ َال اللَّهُ َت َعاىَل َذل َ‬ ‫ِ‬
‫َربَّهُ َو َيتَ َمىَّن َحىَّت إِ َّن اللَّهَ لَيُ َذ ِّكُرهُ م ْن َك َذا َو َك َذا َحىَّت إِ َذا ا ْن َقطَ َع ْ‬
‫ى َم َع أَىِب ُهَر ْيَر َة الَ َيُر ُّد َعلَْي ِه ِم ْن َح ِديثِ ِه َشْيئًا‪َ .‬حىَّت إِ َذا َحد َ‬ ‫يد وأَبو سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ُّ‬
‫َّث‬ ‫َم َعهُ »‪ .‬قَ َال َعطَاءُ بْ ُن يَِز َ َ ُ َ‬
‫يد َو َع َشَرةُ أ َْمثَالِِه َم َعهُ يَا أَبَا ُهَر ْيَر َة‪ .‬قَ َال أَبُو‬ ‫الرج ِل و ِم ْثلُه معه‪ ;.‬قَ َال أَبو سعِ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫ك َّ ُ َ ُ َ َ ُ‬
‫ِِ‬
‫َن اللَّهَ قَ َال ل َذل َ‬ ‫أَبُو ُهَر ْيَر َة أ َّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪--‬‬ ‫يد أَ ْشه ُد أَىِّن ح ِفظْت ِمن رس ِ‬ ‫هرير َة ما ح ِفظْت إِالَّ َقولَه َذلِك لَك و ِم ْثلُه معه‪ .‬قَ َال أَبو سعِ ٍ‬
‫َ ُ َُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َ ُ ََُ‬ ‫ُ َ َْ َ َ ُ‬
‫آخُر أ َْه ِل اجْلَن َِّة ُد ُخوالً اجْلَنَّةَ‪.‬‬‫الرجل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َو َع َشَرةُ أ َْمثَال ِه‪ .‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة َوذَل َ‬
‫‪502‬‬
‫ك َّ ُ ُ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫َق ْولَهُ ذَل َ‬
‫احلبة ‪ :‬بذور العشب الربية ‪-‬الذكاء ‪ :‬هلب النار واشتعاهلا ‪-‬تضارون ‪ :‬ال تتخالفون وال تتجادلون ىف‬
‫صحة النظر ‪-‬انفهقت ‪ :‬انفتحت واتسعت ‪-‬قشبىن ‪ :‬مسىن وأهلكىن ‪-‬امتحشوا ‪ :‬احرتقت جلودهم حىت‬
‫ظهرت العظام‬
‫‪ - 502‬صحيح مسلم (‪)469‬‬

‫‪160‬‬
‫اهلل ‪َ ،‬ه ْل َنَرى َربَّنَا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ‪َ ‬ف َقالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َّاس َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة قَ َال ‪َ :‬سأ ََل الن ُ‬ ‫َ‬
‫ض ُّارو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُّارو َن يِف ر ْؤية الْ َقم ِر لَْيلَةَ الْب ْد ِر لَْيس يِف سح ٍ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َه ْل تُ َ‬ ‫اب ؟ قَالُوا ‪ :‬الَ يَا َر ُس َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َه ْل تُ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َوالَّ ِذي َن ْف ِسي بِيَ ِد ِه ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫اب ؟ قَالُوا ‪ :‬الَ يَا َر ُس َ‬ ‫ت يِف سح ٍ‬ ‫ِ‬
‫س عْن َد الظَّ ِه َرية لَْي َس ْ َ َ‬
‫يِف ر ْؤي ِة الشَّم ِ ِ‬
‫ُ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَت ِه َما ‪َ ،‬فُي ْل َقى الْ َعْب َد َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫َي فُ ُل أَمَلْ أُ ْك ِر ْم َ‬ ‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَة َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬ك َما الَ تُ َ‬ ‫الَ تُ َ‬
‫ب‬
‫ول َبلَى يَا َر ِّ‬ ‫َس َوَت ْربَ ُع ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫ك َت ْرأ ُ‬ ‫ك اخْلَْي َل َوا ِإلبِ َل َوأَْتُر ُك َ‬ ‫ُس ِّخ ْر لَ َ‬‫ك ‪ ،‬أَمَلْ أ َ‬ ‫ُس ِّو ْد َك ‪ ،‬أَمَلْ أ َُز ِّو ْج َ‬ ‫أَمَلْ أ َ‬
‫اك َك َما نَ ِسيتَيِن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ َي ْل َقى الثَّايِن‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَالَْي ْو َم أَنْ َس َ‬ ‫َّك ُمالَقِ َّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬الَ يَا َر ِّ‬ ‫ت أَن َ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَظََنْن َ‬
‫َس َوَت ْربَ ُع ‪،‬‬ ‫ك َت ْرأ ُ‬ ‫ك اخْلَْي َل َوا ِإلبِ َل َوأَْتُر َك َ‬ ‫ُس ِّخ ْر لَ َ‬‫ك ‪ ،‬أَمَلْ أ َ‬ ‫ُس ِّو ْد َك ‪ ،‬أَمَلْ أ َُز ِّو ْج َ‬ ‫ك ‪ ،‬أَمَلْ أ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَمَلْ أُ ْك ِر ْم َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫اك َك َما نَ ِسيتَيِن‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَالَْي ْو َم أَنْ َس َ‬ ‫َّك ُمالَقِ َّي قَ َال ‪ :‬الَ يَا َر ِّ‬ ‫ت أَن َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَظََنْن َ‬ ‫ول َبلَى يَا َر ِّ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ت‬
‫ص ْم ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬و ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬وبِ ِكتَابِ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وبِنَبِيِّ َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا َعْب ُد َك َآمْن ُ‬ ‫ت ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ما أَنْ َ‬ ‫ث َفَي ُق ُ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ َيْل َقى الثَّال َ‬
‫ال لَه ‪ :‬أَفَالَ َنبعث علَيك ش ِ‬ ‫خِب‬
‫اه َدنَا ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫اع ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق ُ ُ‬ ‫استَطَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬ويُثْيِن َرْيٍ َما ْ‬ ‫ص َّدقْ ُ‬‫ت ‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫صلَّْي ُ‬
‫‪َ ،‬و َ‬
‫ال لَِف ْخ ِذ ِه ‪ :‬انْ ِط ِقي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَتْن ِط ُق‬ ‫َفُي َف ِّكُر يِف َن ْف ِس ِه َم ِن الَّ ِذي يَ ْش َه ُد َعلَْي ِه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ ْختَ ُم َعلَى فِ ِيه ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬
‫ط اللَّهُ‬ ‫ك الَّ ِذي َس َخ َ‬ ‫ِ‬ ‫فَخ ُذه وحَل مه و ِعظَامه مِب ا َكا َن يعمل ‪ ،‬فَ َذلِك الْمنافِق ‪ ،‬و َذلِ ِ ِ‬
‫ك لُي ْعذ َر ِم ْن َن ْف ِس ِه ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ ُُْ َ ُُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪،‬‬ ‫ني الشَّيَاط َ‬ ‫ت َت ْعبُ ُد ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَْتبَ ُع أ َْوليَاءُ الشَّيَاط َ‬ ‫ت ُك ُّل أ َُّمة َما َكانَ ْ‬ ‫َعلَْيه قَ َال ‪ :‬مُثَّ يُنَادي ُمنَادي أَالَ اتََّب َع ْ‬
‫َّم ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬مُثَّ َيْب َقى الْ ُم ْؤ ِمنُو َن ‪ ،‬مُثَّ َنْب َقى أ َُّي َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص َارى أ َْوليَاءَ ُه ْم إىَل َج َهن َ‬ ‫ود َوالن َ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬واتََّب َعت الَْي ُه ُ‬
‫اهلل الْ ُم ْؤ ِمنُو َن‬‫ول ‪ :‬علَى ما هؤالَ ِء قِيام ؟ َفي ُقولُو َن ‪ :‬حَنْن ِعباد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َُ‬ ‫الْ ُم ْؤمنُو َن ‪َ ،‬فيَأْتينَا َربُّنَا َو ُه َو َربُّنَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ َ َ ُ َ ٌ َ‬
‫وض ُع‬ ‫ضوا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا َربُّ ُك ْم فَ ْام ُ‬ ‫وعبَ ْدنَاهُ َو ُه َو َربُّنَا َو ُه َو آتِينَا ‪َ ،‬و ُمثِ ُيبنَا ‪َ ،‬و َه َذا َم َق ُامنَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫اعةُ ‪ ،‬اللَّ ُه َّم َسلِّ ِم اللَّ ُه َّم َسلِّ ْم ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ك حلَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجْلِسر وعلَي ِه َكالَلِ ِ‬
‫الش َف َ‬
‫ت َّ‬ ‫َّاس ‪ ،‬فَعْن َد َذل َ َ‬ ‫ف الن َ‬ ‫يب م ْن نَا ٍر خَت ْطَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ َ ْ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَ ُك ُّل خزنَِة اجْل ن َِّة تَ َدعوه يا عب َد ِ‬ ‫ك يِف سبِ ِيل ِ‬ ‫ِ مِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ َْ‬ ‫َج َاو َز اجْل ْسَر ‪ ،‬فَ ُك ُّل َم ْن أَْن َف َق َز ْو ًجا م َن الْ َمال َّا مَيْل ُ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬إِ َّن‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬يَا ُم ْسلِ ُم ‪َ ،‬ه َذا َخْيٌر ‪ ،‬قَ َال أَبُو بَ ْك ٍر ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ال ‪ :‬يا عب َد ِ‬
‫‪ ،‬يَا ُم ْسل ُم ‪َ ،‬ه َذا َخْيٌر ‪َ ،‬فُي َق ُ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ب النَّيِب ُّ ‪َ ‬علَى َمْن ِكَبْي ِه َوقَ َال ‪َ :‬والَّ ِذي َن ْف ِسي‬ ‫ضَر َ‬ ‫آخَر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ل َعْبد الَ َت َوى َعلَْيه يَ َدعُ بَابًا َويَل ُج م ْن َ‬
‫َذلِ ِ ٍ‬
‫َ‬
‫‪503‬‬
‫بِيَ ِد ِه ‪ ،‬إِيِّن أَل َْر ُجو أَ ْن تَ ُكو َن ِمْن ُه ْم‪.‬‬
‫ض ُّارو َن يِف‬ ‫اهلل أََنرى ربَّنَا ؟ قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬ه ْل تُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْلنَا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَِة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر إِذَا َكا َن‬ ‫ص ْح ٍو ؟ ُقْلنَا ‪ :‬الَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه ْل تُ َ‬ ‫س إِذَا َكا َن َي ْو َم َ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُر ْؤيَة الش ْ‬
‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَتِ ِه َما يُنَ ِادي‬ ‫ِ‬
‫ض ُّارو َن يِف ُر ْؤيَة َربِّ ُك ْم ‪ ،‬إِالَّ َك َما الَ تُ َ‬ ‫ص ْح ًوا ؟ ُق ْلنَا ‪ :‬الَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإنَّ ُك ْم الَ تُ َ‬ ‫َ‬
‫صلِيبِ ِه ْم ‪َ ،‬وأ َْه ُل‬ ‫الصلِ ِ‬ ‫ٍ مِب‬ ‫من ٍاد ‪َ ،‬في ُق ُ ِ‬
‫يب َم َع َ‬ ‫ب أ َْه ُل َّ‬ ‫ول ‪ :‬لَي ْل َح ْق ُك ُّل َق ْوم َا َكانُوا َي ْعبُ ُدو َن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَ ْذ َه ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ات ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل ٍ هِل ِ‬ ‫هِنِ‬ ‫ِ‬
‫اب ُك ِّل آ َة َم َع آ َت ِه ْم ‪َ ،‬و َيْب َقى َم ْن َي ْعبُ ُد اللَّهَ م ْن َبٍّر َوفَاج ٍر ‪َ ،‬وغَُّبَر ٌ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫األ َْوثَان َم َع أ َْوثَا ْم ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫‪ - 503‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4642()499‬صحيح‬

‫‪161‬‬
‫ال لِْليه ِ‬ ‫جِب‬ ‫ِ ِ‬
‫ود ‪َ :‬ما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ُ :‬كنَّا‬ ‫اب ‪َ ،‬فُي َق ُ َ ُ‬ ‫ض َكأَن ََّها َسَر ٌ‬ ‫َّم ُت ْعَر ُ‬ ‫أ َْه ِل الْكتَاب ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى َ َهن َ‬
‫يد أَ ْن تَ ْس ِقَينَا‬ ‫يدو َن ؟ قَالُوا ‪ :‬نُِر ُ‬ ‫احبَةً ‪َ ،‬والَ َولَ ًدا َما تُِر ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ك َذبتُم ما اخَّتَ َذ اللَّه ص ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َْْ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َنعب ُد عزيرا ابن ِ‬
‫ْ ُ َُ ْ ً ْ َ‬
‫َّص َارى ‪َ :‬ما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ُ :‬كنَّا َن ْعبُ ُد‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫ال للن َ‬ ‫َّم ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬‫ال ‪ :‬ا ْشَربُوا َفيَتَ َساقَطُو َن َج َهن َ‬ ‫‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫يد أَ ْن تَ ْس ِقَينَا ‪،‬‬ ‫يدو َن ؟ قَالُوا ‪ :‬نُِر ُ‬ ‫احبَةٌ ‪َ ،‬والَ َولَ ٌد َما َذا تُِر ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ك َذبتُم مَل ي ُكن لَه ص ِ‬
‫ْ ْ َْ ْ ُ َ‬
‫الْم ِسيح ابن ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ال هَلُ ْم ‪َ :‬ما حَيْبِ ُس ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َحىَّت َيْب َقى َم ْن َي ْعبُ ُد اللَّهَ م ْن َبٍّر َوفَاج ٍر ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫يِف‬
‫ال ‪ :‬ا ْشَربُوا َفيَتَ َساقَطُو َن َج َهن َ‬ ‫َفُي َق ُ‬
‫اه ْم ‪َ ،‬وإِنَّا مَسِ ْعنَا ُمنَ ِاديًا يُنَ ِادي لَِي ْل َح ْق ُك ُّل َق ْوٍم مِب َا َكانُوا َي ْعبُ ُدو َن ‪،‬‬ ‫َّاس ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ :‬قَ ْد فَ َار ْقنَ ُ‬ ‫ب الن ُ‬ ‫َوقَ ْد َذ َه َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا َربُّ ُك ْم ‪ ،‬فَالَ يُ َكلِّ ُمهُ إِالَّ نَيِب ٌّ ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َوإِنَّا َنْنتَ ِظُر َربَّنَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَأْتِي ِه ُم اجْلَبَّ ُار الَ إِلَهَ إِالَّ ُه َو ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫اق ‪َ ،‬فيَ ْس ُج ُد لَهُ ُك ُّل ُم ْؤ ِم ٍن َو َيْب َقى‬ ‫ْشف عن س ٍ‬
‫اق ‪َ ،‬فيُك َ ُ َ ْ َ‬ ‫الس ُ‬‫َه ْل َبْينَ ُك ْم َو َبْينَهُ آيَةٌ َت ْع ِرفُو َن َها ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َّ :‬‬
‫ب اجْلَ ْس ِر ‪،‬‬ ‫اح ًدا ‪ ،‬مُثَّ ي ْؤتَى ِ‬ ‫من َكا َن يسج ُد لَه ِرياء ومُسْعةً ‪َ ،‬في ْذهب يسج ُد ‪َ ،‬فيعود ظَهره طَب ًقا و ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ ُ ُْ ُ َ َ‬ ‫َْ ُ ُ ًَ َ َ َ َ ُ َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف ‪،‬‬ ‫ضةٌ َمَزلَّةٌ َعلَْيه َخطَاط ُ‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬و َما اجْل ْسُر ؟ قَ َال ‪َ :‬م ْد َح َ‬ ‫َّم ‪َ ،‬ف ُق ْلنَا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫يِن‬
‫َفيُ ْج َع ُل َبنْي َ ظَ ْهَرا َج َهن َ‬
‫وز الْ ُم ْؤ ِم ُن‬‫الس ْع َدا ُن ‪ ،‬جَيُ ُ‬ ‫ال هَلَا ‪َّ :‬‬ ‫يب ‪َ ،‬و َح َس َكةٌ ُم َف ْلطَ َحةٌ هَلَا َش ْو ٌك عُ َقْي َفاءُ تَ ُكو ُن بِنَ ْج ٍد ‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫ِ‬
‫َو َكالَل ُ‬
‫وش ُم َسلَّ ٌم ‪،‬‬ ‫الراكِ ِ‬ ‫يح ‪ ،‬و َكأَجا ِو ِ‬ ‫ف ‪َ ،‬و َكالَْب ْر ِق ‪َ ،‬و َك ِّ‬ ‫َكالطَّر ِ‬
‫اج ُم َسلَّ ٌم ‪َ ،‬وخَمْ ُد ٌ‬ ‫ب َفنَ ٍ‬ ‫يد اخْلَْي ِل ‪َ ،‬و َك َّ‬ ‫الر ِ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ني ‪ ،‬إِ َذا َرأ َْوا أَن َُّه ْم قَ ْد جَنَ ْوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْد ٌ يِف‬
‫ب َس ْحبًا ‪َ ،‬واحْلَ ُّق قَ ْد َتَبنَّي َ م َن الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َّم َحىَّت مَيَُّر آخُر ُه ْم يُ ْس َح ُ‬ ‫وس َج َهن َ‬ ‫َو َمك ُ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫الر ُّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ومو َن َم َعنَا َو َي ْع َملُو َن َم َعنَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫صلُّو َن َم َعنَا َويَ ُ‬ ‫َوبَق َي إِ ْخ َوانُ ُه ْم َي ُقولُو َن ‪ :‬يَا َربَّنَا إِ ْخ َوانُنَا َكانُوا يُ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص َو َر ُه ْم َعلَى النَّا ِر‬ ‫َخ ِر ُجوهُ ‪َ ،‬وحُيَِّر ُم اللَّهُ ُ‬ ‫َج َّل َو َعالَ ‪ :‬ا ْذ َهبُوا فَ َم ْن َو َجدْمُتْ يِف َقْلبِه م ْث َق َال دينَا ٍر م ْن إِميَان ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ،‬فيأْتُو َنهم وبعضهم قَ ْد َغاب يِف النَّا ِر إِىَل قَ َدمي ِه وإِىَل أَنْ ِ‬
‫ودو َن‬ ‫صاف َسا َقْيه ‪َ ،‬فيَ ْخُر ُجو َن م َن النَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َْ ُُ ْ‬
‫َخ ِر ُجوهُ ‪َ ،‬فيُ ْخ ِر ُجو َن ِم َن‬ ‫ٍ‬ ‫ول ‪ :‬ا ْذهبوا فَمن وجدْمُت يِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق َال نِص ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف دينَا ٍر م ْن إِميَان ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ثَانيَةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫َخ ِر ُجوهُ َفيُ ْخ ِر ُجو َن قَ َال أَبُو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬ا ْذ َهبُوا ‪ ،‬فَ َم ْن َو َجدْمُتْ يِف َقْلبِه َحبَّةً إِميَان ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ودو َن الثَّالِثَةَ ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫النَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬
‫ك حسنَةً يض ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اع ْف َها‬ ‫ص ِّدقُويِن فَا ْقَر ُؤوا َق ْو َل اهلل ‪{ :‬إِ َّن اللَّهَ الَ يَظْل ُم م ْث َق َال َذ َّر ٍة َوإِ ْن تَ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َسعيد ‪َ :‬وإِ ْن مَلْ تُ َ‬
‫ول اجْلَبَّ ُار َتبَ َار َك‬ ‫الصدِّي ُقو َن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫يما} [النساء] ‪َ ،‬فتَ ْش َف ُع الْ َمالَئِ َكةُ َوالنَّبِيُّو َن َو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َجًرا َعظ ً‬ ‫َويُ ْؤت م ْن لَ ُدنْهُ أ ْ‬
‫ِج أَْق َو ًاما قَ ِد ْامتُ ِح ُشوا‬ ‫ضةً م َن النَّا ِر ‪َ ،‬فيُ ْخر ُ‬
‫وَتعاىَل الَ إِلَه إِالَّ هو ‪ :‬ب ِقيت َش َفاعيِت ‪َ ،‬في ْقبِض اجْل بَّار َقب ِ‬
‫َ ُ َُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫وها إِىَل َجانِ ِ‬ ‫ت احْلَبَّةُ يِف مَحِ ِيل َّ‬ ‫ِِ‬ ‫َفُي ْل َق ْو َن يِف َن َه ٍر ‪ ،‬يُ َق ُ‬
‫ب‬ ‫السْي ِل َه ْل َرأ َْيتُ ُم َ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬احْلَيَاةُ َفَيْنبُتُو َن فيه َك َما َتْنبُ ُ‬
‫ب الشَّجر ِة ‪ ،‬فَما َكا َن إِىَل الشَّم ِ ِ‬ ‫الص ْخر ِة ‪ ،‬أ َْو َجانِ ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ضَر ‪َ ،‬و َما َكا َن إِىَل الظِّ ِّل َكا َن أ َْبيَ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫س مْن َها َكا َن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ هِبِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫ول أ َْه ُل اجْلَنَّة ‪َ :‬ه ُؤالَء عَُت َقاءُ‬ ‫يم ‪َ ،‬فيَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َفيَ ْخُر ُجو َن َمثْ َل الل ْؤلَُؤة ‪َ ،‬فيُ ْج َع ُل رقَا ُم اخْلََوات ُ‬
‫ال هَلُ ْم ‪ :‬لَ ُك ْم َما َرأ َْيتُ ُموهُ َو ِم ْثلُهُ َم َعهُ ‪،‬‬ ‫َّموهُ ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرَّمْح َ ِن أ َْد َخلَ ُه ُم اللَّهُ اجْلَنَّةَ بغَرْيِ َع َم ٍل َعملُوهُ ‪َ ،‬والَ قَ َدم قَد ُ‬
‫مِت‬ ‫ٍِ‬
‫َح ُّد ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫يد ‪ :‬بلَغَيِن أ َّ ِ‬
‫ِ ‪504‬‬
‫اق الش َّ‬
‫ِّدةُ‪.‬‬ ‫الس ُ‬‫ف ‪.‬قَ َال أَبُو َحا ٍ ‪َّ :‬‬ ‫السْي‬ ‫َّع ِر ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َن اجْل ْسَر أ ََد ُّق م َن الش ْ‬ ‫قَ َال أَبُو َسع َ‬
‫‪ - 504‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7377()377‬صحيح‬

‫‪162‬‬
‫ول اللَّ ِه جِب ُلَ َس ِاء اللَّ ِه َي ْو َم‬
‫َخرِب ْ يِن يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬ف َق َال ‪ :‬أ ْ‬
‫ب ‪ :‬جاء رجل إِىَل رس ِ ِ‬
‫يد بْ ُن الْ ُم َسيِّ ِ َ َ َ ُ ٌ َ ُ‬ ‫وقَ َال َسعِ ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫الذاكُِرو َن لِلَّ ِه َكثِ ًريا " قَ َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫اضعُو َن ‪َّ ،‬‬ ‫اضعو َن ‪ ،‬الْمَتو ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْقيَ َامة قَ َال ‪ُ " :‬ه ُم اخْلَائ ُفو َن ‪ ،‬اخْلَ ُ‬
‫ِ ِ‬

‫َّاس يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ ؟ قَ َال ‪ " :‬الْ ُف َقَراءُ‬ ‫َّاس يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ؟ قَ َال ‪ " :‬اَل " قَ َال ‪ :‬فَ َم ْن أ ََّو ُل الن ِ‬ ‫أََف ُه ْم أ ََّو ُل الن ِ‬
‫اب ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬عاَل َم‬ ‫يسبِ ُقو َن النَّاس إِىَل اجْل ن َِّة ‪َ ،‬في ْخرج إِلَْي ِهم ِمْنها ماَل ئِ َكةٌ ‪َ ،‬في ُقولُو َن ‪ :‬ار ِجعوا إِىَل احْلِس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْينَا م َن اأْل َْم َو ِال يِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‬‫ط ‪َ ،‬و َما ُكنَّا أ َُمَراءَ َن ْعد ُل َوجَنُ ُ‬ ‫ض ف َيها َو َنْبس َ‬ ‫الد ْنيَا َفَن ْقبِ َ‬ ‫يض ْ‬ ‫ب ؟ َواللَّه َما أُف َ‬ ‫اس ُ‬ ‫حُنَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ولَكنَّا ‪ . . .‬اللَّهُ فَعبَ ْدنَاهُ َحىَّت أَتَانَا الْيَق ُ‬
‫‪505‬‬
‫ني "‬
‫ان ِم ْن فِض ٍَّة آنِيَُت ُه َما ‪َ ،‬و َما فِي ِه َما‬ ‫س عن أَبِ ِيه ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬جنَّتَ ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫وع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْبد اللَّه بْ ِن َقْي ٍ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ب آنِيَُت ُه َما ‪َ ،‬و َما فِي ِه َما َو َما َبنْي َ الْ َق ْوِم َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إِىَل َرهِّبِ ْم إِالَّ ِر َداءُ الْ ِكرْبِ َعلَى َو ْج ِه ِه‬ ‫ان ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫وجنَّتَ ِ‬
‫ََ‬
‫ٍ ‪506‬‬ ‫ِ‬
‫يِف َجنَّة َع ْدن‪. .‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن ىِف اجْلَن َِّة َخْي َمةً ِم ْن لُْؤلَُؤ ٍة جُمَ َّوفٍَة‬ ‫َن َر ُس َ‬‫س َع ْن أَبِ ِيه أ َّ‬ ‫وع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫َ‬
‫ان ِم ْن‬ ‫وف علَي ِهم الْم ْؤ ِمنُو َن ‪ ،‬وجنَّتَ ِ‬
‫ََ‬ ‫ين يَطُ ُ َ ْ ُ ُ‬ ‫اآلخ ِر َ‬
‫ٍِ‬
‫ض َها ستُّو َن ميالً ‪ ،‬ىِف ُك ِّل َزا ِويَة مْن َها أ َْه ٌل ‪َ ،‬ما َيَر ْو َن َ‬
‫ِ ِ‬
‫‪َ ،‬ع ْر ُ‬
‫ان ِم ْن َك َذا آنِيَُت ُه َما ‪َ ،‬و َما فِي ِه َما ‪َ ،‬و َما َبنْي َ الْ َق ْوِم َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إِىَل‬ ‫فِض ٍَّة ‪ ،‬آنِيُتهما وما فِي ِهما ‪ ،‬وجنَّتَ ِ‬
‫َ َُ ََ َ َ َ‬
‫َرهِّبِ ْم إِالَّ ِر َداءُ الْ ِكرْبِ َعلَى َو ْج ِه ِه ىِف َجنَّة َع ْدن » ‪.‬‬
‫ٍ ‪507‬‬ ‫ِ‬
‫ان‬‫ول اللَّ ِه ‪ :‬جنَّات الْ ِفردو ِس أَربع ‪ :‬ثِْنتَ ِ‬ ‫س ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَيِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫َ ُ ْ َْ ْ ٌَ‬ ‫َ‬
‫ان ِم ْن فِض ٍَّة آنِيَُت ُه َما َو ُحلُِّي ُه َما َو َما فِي ِه َما ‪َ ،‬و َما َبنْي َ الْ َق ْوِم‬ ‫ب ‪ ،‬وثِْنتَ ِ‬
‫َ‬
‫آنِيَُت ُهما و ُحلُِّي ُهما و َما فِي ِهما ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب م ْن‬ ‫َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إىَل َرهِّب ْم َعَّز َو َج َّل إال ر َداءُ الْكرْب يَاء َعلَى َو ْجهه َجنَّة َع ْدن ‪َ ،‬و َهذه األَْن َه ُار تَ ْش َخ ُ‬
‫‪508‬‬
‫صدَّعُ َب ْع ُد أَْن َه ًارا "‬ ‫ِ ٍ‬
‫َجنَّات َع ْدن مُثَّ تَ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫يل ‪َ -‬علَْي ِه َّ‬ ‫يِن ِ ِ‬ ‫ك قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ َّ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ضاءُ‬ ‫الساَل ُم ‪َ -‬ويِف يَده م ْرآةٌ; َبْي َ‬ ‫ول الله ‪ " : - -‬أَتَا جرْب ُ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬فِيها نُكْتةٌ سوداء ‪َ ،‬ف ُق ْلت ‪ :‬ما ه ِذ ِه يا ِج ِ يل ؟ قَ َال ‪ :‬ه ِذ ِه اجْل معةُ يع ِرضها ربُّ ِ‬
‫يدا ‪،‬‬ ‫ك ِع ً‬ ‫ك لتَ ُكو َن لَ َ‬ ‫َ ُُ َ َْ ُ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ رْب ُ‬ ‫َ َ َْ َ ُ‬
‫َّص َارى ِم ْن َب ْع ِد َك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ما لَنَا فِ َيها ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ولَِقو ِم ِ ِ‬
‫ود َوالن َ‬ ‫ت اأْل ََّو َل ‪َ ،‬وتَ ُكو ُن الَْي ُه ُ‬ ‫ك م ْن َب ْعد َك ‪ ،‬تَ ُكو ُن أَنْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اعةٌ َم ْن َد َعا َربَّهُ فِ َيها خِب َرْيٍ ُهو لَهُ قَس ٌم إِاَّل أ َْعطَاهُ إِيَّاهُ ‪َ ،‬ولَْيس لَهُ بَِقس ٍم إِاَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ُك ْم ف َيها َخْيٌر ‪ ،‬لَ ُك ْم ف َيها َس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ِذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب إِاَّل أ ََعا َذهُ م ْن أ َْعظَ َم مْنهُ ‪ُ .‬ق ْل ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َدخَر لَهُ َما ُه َو أ َْعظَ ُم مْنهُ ‪ ،‬أ َْو َت َع َّو َذ ف َيها م ْن َشٍّر ُه َو َمكْتُ ٌ‬
‫ِ‬
‫وم َي ْو َم اجْلُ ُم َع ِة ‪َ ،‬و ُهو َسيِّ ُد اأْل َيَّ ِام ِعْن َدنَا ‪َ ،‬وحَنْن نَ ْدعُوهُ يِف‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اعةُ َت ُق ُ‬ ‫الس ْو َداءُ فِ َيها ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ِذ ِه َّ‬
‫الس َ‬ ‫النُّكْتَةُ َّ‬

‫الرقَائِ ُق اِل بْ ِن الْ ُمبَ َار ِك (‪ ) 1895‬حسن‬


‫الز ْه ُد َو َّ‬
‫‪ُّ - 505‬‬
‫‪ - 506‬صحيح البخارى(‪ ) 4878‬وصحيح مسلم(;‪)466‬‬
‫‪ - 507‬صحيح البخارى (‪) 4879‬‬
‫‪ - 508‬مسند أيب عوانة (‪ )310‬صحيح‬

‫‪163‬‬
‫ك ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ -‬اخَّتَ َذ يِف‬ ‫ِ‬ ‫يد " ‪ .‬قَ َال ‪ُ " :‬ق ْل مِل‬ ‫اآْل ِخر ِة يوم الْم ِز ِ‬
‫ت ‪ َ :‬تَ ْدعُونَهُ َي ْو َم الْ َم ِزيد ؟ قَ َال ‪ :‬إِ َّن َربَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫ك أَبيض ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن يوم اجْل مع ِة َنز َل ‪َ -‬تبار َك وَتعاىَل ‪ِ -‬من ِعلِّيِّني علَى ُكر ِسيِّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ َ َ ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َْ ُ ُُ َ َ‬ ‫اجْلَنَّة َواديًا أَْفيَ َح م َن الْم ْس َْ َ‬
‫ب‬‫ف الْمنَابِر بِ َكر ِاس َّي ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ مِب ِ ِ ٍ‬
‫ف الْ ُك ْرس َّي َنَابَر م ْن نُور ‪َ ،‬و َجاءَ النَّبيُّو َن َحىَّت جَيْل ُسوا َعلَْي َها ‪ ،‬مُثَّ َح َّ َ َ َ‬ ‫َحىَّت َح َّ‬
‫يب ‪،‬‬ ‫ُّه َداء َحىَّت جَيْلِسوا َعلَْي َها ‪ ،‬مُثَّ جَيِ يء أ َْهل اجْلَن َِّة َحىَّت جَيْلِسوا َعلَى الْ َكثِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الصدِّي ُقو َن َوالش َ ُ‬ ‫‪ ،‬مُثَّ َجاءَ ِّ‬
‫ص َد ْقتُ ُك ْم َو ْع ِدي ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا الَّذي َ‬ ‫َفيَتَ َجلَّى هَلُ ْم ‪َ -‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪َ -‬حىَّت َيْنظُُروا إِىَل َو ْج ِه ِه ‪َ ،‬و ُه َو َي ُق ُ‬
‫ضائِي‬ ‫ول اللَّهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ِ : -‬ر َ‬ ‫ضا َفَي ُق ُ‬ ‫ت َعلَْي ُك ْم نِ ْع َميِت ‪َ ،‬ه َذا حَمَ ُّل َكَر َاميِت فَ َسلُويِن ‪َ .‬فيَ ْسأَلُوهُ ِّ‬
‫الر َ‬ ‫َوأَمْتَ ْم ُ‬
‫ِ‬
‫ك َما اَل‬ ‫َحلَّ ُك ْم َدا ِري ‪َ ،‬وأَنَالَ ُك ْم َكَر َاميِت ‪ ،‬فَ َسلُويِن ‪َ .‬فيَ ْسأَلُوهُ َحىَّت َتْنتَ ِه َي َر ْغبَُت ُه ْم ‪َ ،‬فَي ْفتَ ُح هَلُ ْم ِعْن َد َذل َ‬ ‫أَ‬
‫َّاس َي ْو َم اجْلُ ُم َع ِة ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ب بش ٍر ‪ ،‬إِىَل ِم ْق َدا ِر مْنصر ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الن ِ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ت ‪َ ،‬واَل َخطََر َعلَى َقْل ِ َ َ‬ ‫َت ‪َ ،‬واَل أُذُ ٌن مَس َع ْ‬‫َعنْيٌ َرأ ْ‬
‫َح َسبُهُ قَ َال ‪َ :‬و َي ْر ِج ُع أ َْه ُل‬ ‫الصدِّي ُقو َن ‪ -‬أ ْ‬ ‫ُّه َداءُ َو ِّ‬ ‫ص َع ُد َم َعهُ الش َ‬
‫ِِ‬
‫ص َع ُد ‪َ -‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪َ -‬علَى ُك ْرسيِّه َفيَ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ضَراءُ ‪ِ ،‬مْن َها‬ ‫ف إِىَل غُرفِ ِهم ‪ ،‬د َّرةٌ بيضاء اَل قَ ِ‬ ‫الْغُر ِ‬
‫ص َم ‪ ،‬أ َْو يَاقُوتَةٌ مَحَْراءُ أ َْو َز َب ْر َج َدةٌ َخ ْ‬ ‫ص َم ف َيها َواَل فَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫غُر ُفها وأَبوابها مطَِّردةٌ ‪ ،‬فِيها أَْنهارها متدلِّيةٌ ‪ ،‬فِيها مِث َارها ‪ ،‬فِيها أَزواجها وخدمها ‪َ ،‬فلَيسوا إِىَل شيءٍ‬
‫َْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ َ َُ َ َ ََُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ ُ َ َُ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ َُ ُ َ‬
‫َح َو َج ِمْن ُه ْم إِىَل َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة لَِيْز َد ُادوا فِ ِيه َكَر َامةً ‪َ ،‬ولَِي ْز َد ُادوا فِ ِيه نَظًَرا إِىَل َو ْج ِه ِه ‪َ -‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪-‬‬ ‫أْ‬
‫يد " ‪.509‬‬ ‫ولِ َذلِك د ِعي يوم الْم ِز ِ‬
‫َ َ ُ َ َْ َ َ‬
‫النُكتة ‪ :‬النُقطة والعالمة واألثر‪ ،‬وأصله من النكت يف األرض وهو التأثري فيها بعصا أو بغريه ‪ -‬احلف ‪:‬‬
‫املستَ ِطيل امل ْح َد ْو ِدب‬
‫ْ‬ ‫اإلحاطة ‪ -‬ال َكثِيب ‪َّ :‬‬
‫الر ْمل‬
‫ِ ُ‬
‫الس ْو َد ِاء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫َ َ َ َّ‬‫ْت‬‫ك‬ ‫ُّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫يه‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ض‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫آة‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬أََ رْب ُ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫يِف‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫يِن‬‫ا‬ ‫ت‬ ‫س ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه ِذ ِه ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ِذ ِه اجْلُ ُم َعة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا جرْبِ ُ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫ت ‪َ :‬و َما لَنَا فِ َيها ؟ قَ َال ‪ :‬تَ ُكو ُن ِع ً‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫يدا لَ َ‬ ‫ت ‪َ :‬و َما اجْلُ ُم َعةُ ؟ قَ َال ‪ :‬لَ ُك ْم ف َيها َخْيٌر ‪ .‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ولَِقو ِم ِ ِ‬
‫َّص َارى َتَب ًعا لَ َ‬‫ود َوالن َ‬ ‫ك م ْن َب ْعد َك ‪َ ،‬ويَ ُكو ُن الَْي ُه ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اعةٌ ‪ ،‬الَ يُ َوافِ ُق َها َعْب ٌد ُم ْسلِ ٌم يَ ْسأ َُل اللَّهَ فِ َيها َشْيئًا ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬و َما لَنَا ف َيها ؟ قَ َال ‪ :‬لَ ُك ْم ف َيها َس َ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ض ُل ِمْنهُ ‪ ،‬أ َْو َيَت َع َّوذُ بِِه‬ ‫ِ‬
‫س لَهُ بَِق َس ٍم إِالَّ ذُ َخَر لَهُ عْن َدهُ َما ُه َو أَفْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َواألَخَرة ‪ُ ،‬ه َو لَهُ قَ َس ٌم إال أ َْعطَاهُ إيَّاهُ ‪ ،‬أ َْو لَْي َ‬
‫ف َعْنهُ ِم َن الْبَالَ ِء َما ُه َو أ َْعظَ ُم ِمْنهُ ‪.‬‬ ‫صَر َ‬‫وب إِالَّ َ‬
‫ِ‬
‫م ْن َشٍّر ‪ُ ،‬ه َو َعلَْيه َمكْتُ ٌ‬
‫ِ‬
‫وم َي ْو َم اجْلُ ُم َع ِة ‪َ ،‬و ُه َو ِعْن َدنَا َسيِّ ُد‬ ‫ِ‬ ‫ت لَهُ ‪َ :‬و َما َه ِذ ِه النُّكْتَةُ فِ َيها ؟ قَ َال ‪ِ :‬ه َي َّ‬
‫اعةُ ‪َ ،‬وه َي َت ُق ُ‬ ‫الس َ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫األَيَّ ِام ‪ ،‬وحَن ن نَ ْدعوه يوم الْ ِقيام ِة ‪ ،‬يوم الْم ِز ِ‬
‫يد ‪.‬‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ َْ َ َ َ َْ َ َ‬

‫‪ - 509‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 6906‬ومسند البزار (‪ )7527‬وجممع الزوائد(‪ ) 18771‬واألحاديث املختارة للضياء ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص‬
‫‪ ) 2291()132‬حسن‬

‫‪164‬‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ت ‪ِ :‬م َّم َذ َاك ؟ قَ َال ‪ :‬أل َّ‬
‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن‬ ‫َن َربَّك ‪َ ،‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل اخَّتَ َذ يِف اجْلَنَّة َواديًا م ْن م ْسك ْأبيَ َ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ب ُم َكلَّلَ ٍة‬ ‫ف الْ ُكر ِس َّي مِب َنَابِر ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫ني َعلَى ُك ْرسيِّه ‪َ ،‬تبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪ ،‬مُثَّ َح َّ ْ‬
‫يوم اجْل مع ِة هب َ ِ ِ‬
‫ط م ْن علِّيِّ َ‬ ‫َْ ُ ُ ُ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ك الْ َكث ِ‬ ‫بِاجْلََواه ِر ‪ ،‬مُثَّ جَيِ يءُ النَّبِيُّو َن َحىَّت جَيْل ُسوا َعلَْي َها ‪َ ،‬و َيْن ِز ُل أ َْه ُل الْغَُرف َحىَّت جَيْل ُسوا َعلَى َذل َ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ضى ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬سلُويِن أ ُْع ِط ُك ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَ ْسأَلُونَهُ ِّ‬
‫الر َ‬ ‫َيتَ َجلَّى هَلُ ْم َربُّ ُهم ‪َ ،‬تبَ َار َك َو َت َعاىَل ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬
‫ضى ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ ْش ِه ُد ُه ْم‬ ‫الر َ‬‫َحلَّ ُك ْم َدا ِري ‪َ ،‬وأَنِالُ ُك ْم َكَر َاميِت ‪ ،‬فَ َسلُويِن أ ُْع ِط ُك ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَ ْسأَلُونَهُ َّ‬ ‫ضائي أ َ‬
‫ِر ِ‬
‫َ‬
‫ب بَ َش ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫أَنَّهُ قَ ْد ر ِضي َعْن ُهم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي ْفتَح هَلُم َما مَلْ َتر َعنْيٌ ‪ ،‬ومَلْ تَسم ْع أُذُ ٌن ‪ ،‬ومَلْ خَي ْ ِطر َعلَى َق ْل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَراف ُك ْم م ْن َي ْوم اجْلُ ُم َعة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و َذلِ ُكم ِم ْق َدار انْ ِ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّه َداءُ ‪َ ،‬و َي ْرج ُع أ َْه ُل الْغَُرف إِىَل غَُرف ِه ْم ‪َ ،‬وه َي‬ ‫قال مُثَّ َيْرتَِف ُع ‪َ ،‬و َي ْرتَف ُع َم َعهُ النَّبِيُّو َن ‪َ ،‬و ِّ‬
‫ِ‬
‫الصدِّي ُقو َن ‪َ ،‬والش َ‬
‫ضَراءُ فِ َيها غَُر ُف َها َوأ َْب َوابُ َها‬ ‫ص ٌم ‪ ،‬أ َْو ُد َّرةٌ مَحَْراءُ ‪ ،‬أ َْو َز َب ْر َج َدةٌ َخ ْ‬ ‫ص ٌم ‪َ ،‬والَ فَ ْ‬ ‫س ف َيها قَ ْ‬
‫د َّرةٌ بيضاء ‪ ،‬لَي ِ‬
‫ُ َْ َ ُ ْ َ‬
‫َح َو َج ِمْن ُه ْم إِىَل َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة لَِيْز َد ُادوا‬ ‫ٍ‬ ‫مِث‬ ‫ِ‬
‫ورةٌ ‪َ ،‬وف َيها أَْن َه ُار َها َو َ ُار َها ُمتَ َدلِّيَةٌ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فلَْي ُسوا إِىَل َش ْيء أ ْ‬ ‫َمطُْر َ‬
‫‪510‬‬
‫إِىَل َرهِّبِ ْم نَظًَرا ‪َ ،‬ولَِيْز َد ُادوا ِمْنهُ َكَر َامةً‪.‬‬
‫ض ِاء يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل يِف َكفِّه َكالْ ِمَرآة الَْبْي َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ك قَ َال ‪ :‬ع ِر َ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ضت اجْلُ ُم َعةُ َعلَى َر ُسول الله ‪َ ،‬جاءَ جرْب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك لِتَ ُكو َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫وس ِطها َكالنُّكْت ِة َّ ِ‬
‫ك َربُّ َ‬ ‫ض َها َعلَْي َ‬ ‫يل ؟ قَ َال ‪َ :‬هذه اجْلُ ُم َعةُ َي ْع ِر ُ‬ ‫الس ْو َداء ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬ما َهذه يَا جرْب ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫َّص َارى ِم ْن َب ْع ِد َك ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يدا ولَِقو ِم ِ ِ‬
‫ود َوالن َ‬ ‫ت اأْل ََّو ُل ‪َ ،‬ويَ ُكو ُن الَْي ُه ُ‬ ‫ك م ْن َب ْعد َك ‪َ ،‬ولَ ُك ْم ف َيها َخْيٌر تَ ُكو ُن أَنْ َ‬ ‫ك ِع ً َ ْ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خِب‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد َربَّهُ َرْيٍ ُه َو لَهُ قَ ْس ٌم إِاَّل أ َْعطَاهُ ‪ ،‬أ َْو َيَت َع َّوذُ م ْن َشٍّر إِاَّل َدفَ َع َعْنهُ َما ُه َو أ َْعظَ ُم مْنهُ‬ ‫اعةٌ اَل يَ ْدعُو أ َ‬
‫َوف َيها َس َ‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ك اخَّتَ َذ يِف اجْلَنَّة َواديًا أَْفيَ َح م ْن م ْسك أ َْبيَ َ‬ ‫َن َربَّ َ‬‫ك أ َّ‬ ‫‪َ ،‬وحَنْ ُن نَ ْدعُوهُ يِف اآْل ِخَر ِة َي ْو َم الْ َم ِزيد ‪َ ،‬و َذل َ‬
‫ب ُم َكلَّلَ ٍة بِاجْلََو ِاه ِر ‪،‬‬ ‫ف الْ ُكر ِس َّي مِب َنَابِر ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫س َعلَى ُك ْرسيِّه ‪َ ،‬و َح َّ ْ‬ ‫ني ‪ ،‬فَ َجلَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن َي ْو ُم اجْلُ ُم َعة َنَز َل م ْن علِّيِّ َ‬
‫يب ‪،‬‬ ‫ف ِم ْن غُرفِ ِهم َحىَّت جَيْلِسوا َعلَى الْ َكثِ ِ‬ ‫الصدِّي ُقو َن والشُّه َداء فَجلَسوا علَيها ‪ ،‬وجاء أَهل الْغُر ِ‬ ‫َو َجاءَ ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ َْ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهو َكثِيب أَبيض ِمن ِمس ٍ‬
‫ت َعلَْي ُك ْم‬ ‫ص َد ْقتُ ُك ْم َو ْعدي ‪َ ،‬وأَمْتَ ْم ُ‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا الَّذي َ‬ ‫ك أَ ْذ َفَر ‪ ،‬مُثَّ َيتَ َجلَّى هَلُ ْم َفَي ُق ُ‬ ‫ٌ َْ ُ ْ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫اي أ ُِحلُّ ُك ْم َدا ِري ‪َ ،‬وأَنَالَ ُك ْم‬ ‫ض َ‬ ‫ول ‪ِ :‬ر َ‬ ‫ضا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫الر َ‬ ‫نِ ْع َميِت ‪َ ،‬و َه َذا حَمَ ُّل َكَر َاميِت ‪ ،‬فَ َسلُويِن ‪َ ،‬فيَ ْسأَلُونَهُ ِّ‬
‫ضا ‪ ،‬مُثَّ َي ْفتَ ُح هَلُ ْم َما مَلْ َتَر َعنْيٌ ‪َ ،‬ومَلْ خَي ْطُْر‬ ‫ضا ‪َ ،‬فيَ ْش َه ُد َعلَْي ِه ْم َعلَى ِّ‬
‫الر َ‬ ‫الر َ‬‫َكَر َاميِت ‪ ،‬فَ َسلُويِن ‪َ ،‬فيَ ْسأَلُونَهُ ِّ‬
‫ضَراءُ أ َْو يَاقُوتَةٌ مَحَْراءُ ‪ُ ،‬مطََّر َدةٌ فِ َيها‬ ‫صَرفِ ِه ْم ِم َن اجْلُ ُم َع ِة ‪َ ،‬و ِه َي َز َب ْر َج َدةٌ َخ ْ‬ ‫ِ‬
‫ب بَ َش ٍر ‪ ،‬إِىَل م ْق َدا ِر ُمْن َ‬ ‫َعلَى َق ْل ِ‬
‫س ُه ْم يِف اجْلَن َِّة بِأَ ْش َو َق ِمْن ُه ْم إِىَل َي ْوِم اجْلُ ُم َع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ مِث‬
‫اج َها َو َخ َد ُم َها ‪َ ،‬فلَْي َ‬ ‫أَْن َه ُار َها ‪ُ ،‬متَ َدلِّيَةٌ ‪ ،‬ف َيها َ ُار َها ‪ ،‬ف َيها أ َْز َو ُ‬
‫‪511‬‬
‫يد "‬‫لِيزدادوا نَظَرا إِىَل رهِّبِم عَّز وج َّل و َكرامتِ ِه ‪ ،‬ولِ َذلِك د ِعي يوم الْم ِز ِ‬
‫َْ َ ُ ً َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َْ َ َ‬

‫‪ - 510‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 2‬ص ‪ )5560()150‬واألحاديث املختارة للضياء ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )2291()132‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 511‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 2165‬حسن‬

‫‪165‬‬
‫أعمال الصاحلني من‬ ‫لد َيوان املالئكة احلََفظَة‪ُ ،‬ت ْرفَع إليه ُ‬ ‫ِعلِّيُّون ‪ :‬اسم للسماء السابعة‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو اسم ِ‬
‫ٌ‬
‫املستَطيل‬ ‫ِ‬ ‫املراتِب من اللّه يف الدار اآلخرة‪ - .‬ال َكثيب ‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫األم ِكنَة وأ ْشَر َ‬
‫الر ْمل ْ‬ ‫ف َ‬ ‫أعلَى ْ‬ ‫العباد‪ ،‬وقيل ‪ :‬أراد ْ‬
‫امل ْح َد ْو ِدب ‪-‬أذفر ‪ :‬جيد إىل الغاية رائحته شديدة ‪-‬الزبرجد ‪ :‬الزمرد وهو حجر كرمي ‪-‬الياقوت ‪ :‬حجر‬
‫ُ‬
‫كرمي من أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون األمحر‬
‫ِ‬
‫يل ‪ ،‬فَِإ َذا يِف َكفِّه َم ْرآةٌ َكأ ْ‬ ‫يِن ِ ِ‬ ‫ان ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ َّ ِ‬ ‫وعن ح َذي َفةَ ب ِن الْيم ِ‬
‫َص َفى الْ َمَرايَا‬ ‫ول الله ‪ " :‬أَتَا جرْب ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ ْ ْ ََ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫يل ‪َ ،‬ما َه ِذ ِه ؟ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه ِذ ِه ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا جرْب ُ‬
‫ِ‬
‫َح َسن َها ‪َ ،‬وإِ َذا يِف َو َسط َها نُكْتَةٌ َس ْو َداءُ " ‪ ،‬قَ َال ‪ُ " :‬قْل ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬و َما اجْلُ ُم َعةُ ؟ قَ َال‬ ‫ت ‪َ :‬و َما َهذه اللَّ ْم َعةُ يِف َو َسط َها ؟ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬هذه اجْلُ ُم َعةُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ص َف ُاؤ َها َو ُح ْسُن َها ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ضلُهُ يِف ُّ‬ ‫ضله ‪َ ،‬وامْس ه يِف اآْل خَر ِة ‪ ،‬أ ََّما َشَرفُهُ َوفَ ْ‬ ‫ُخرِب ُ َك بِ َشَرفه ‪َ ،‬وفَ ْ‬ ‫يم ‪َ ،‬و َسأ ْ‬ ‫‪َ :‬ي ْو ٌم م ْن أَيَّام َربِّك َعظ ٌ‬
‫اعةً اَل يُ َوافِ ُق َها َعْب ٌد ُم ْسلِ ٌم ‪ ،‬أ َْو أ ََمةٌ َم ْسلَ َمةٌ يَ ْسأَاَل ِن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫فَِإ َّن اللَّهَ مَجَ َع فيه أ َْمَر اخْلَْل ِق ‪َ ،‬وأ ََّما َما يُْر َجى فَِإ َّن فيه َس َ‬
‫صَّيَر أ َْه َل اجْلَن َِّة‬ ‫ِ‬
‫ضلُهُ َوامْسُهُ يِف اآْل خَر ِة ‪ ،‬فَِإ َّن اللَّهَ َت َعاىَل إِ َذا َ‬ ‫اللَّهَ فِ َيها َخْيًرا إِاَّل أ َْعطَامُهَا إِيَّاهُ ‪َ ،‬وأ ََّما َشَرفُهُ َوفَ ْ‬
‫ِ‬ ‫إِىَل اجْل ن َِّة ‪ ،‬وأَهل النَّا ِر إِىَل النَّا ِر ‪ ،‬وجرت علَي ِهم أَيَّامها وساعا ُتها ‪ ،‬لَي هِب‬
‫س َا لَْي ٌل َواَل َن َه ٌار إِاَّل قَ ْد َعل َم اللَّهُ‬ ‫َ ََ ْ َ ْ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ني الَّ ِذي َيْبُر ُز أ َْو خَي ُْر ُج فِ ِيه أ َْه ُل اجْلُ ُم َع ِة إِىَل مُجُ َعتِ ِه ْم‬ ‫اعتَهُ ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن َيو ُم اجْلُم َع ِة يِف احْلِ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ك َو َس َ‬
‫ِ‬
‫ِم ْق َد َار َذل َ‬
‫ضهُ ‪َ ،‬وطُولَهُ إِاَّل اللَّهُ َعَّز َو َج َّل يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اخُر ُجوا إِىَل َدا ِر الْ َم ِزيد ‪ ،‬اَل َي ْعلَ ُم َس َعتَهُ ‪َ ،‬و َع ْر َ‬ ‫نَ َادى ُمنَاد ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ْ‬
‫ني بِ َكَر ِاس َّي ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ مِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِمن الْ ِمس ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك " قَ َال " ‪َ :‬فيَ ْخُر ُج غ ْل َما ُن اأْل َنْبِيَاء َنَابَِر م ْن نُو ٍر ‪َ ،‬وخَي ُْر ُج غ ْل َما ُن الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫ُكثْبَ َ ْ‬
‫ث اللَّهُ َعلَْي ِه ْم ِرحيًا تُ ْد َعى الْ ُمثِ َري َة تُثِريُ َعلَْي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َخ َذ الْ َق ْو ُم جَمَال َس ُه ْم َب َع َ‬
‫ت هَلُ ْم َوأ َ‬ ‫يَاقُوت " قَ َال ‪ " :‬فَِإ َذا ُو ِض َع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫يح أ َْعلَ ُم َكْي َ‬ ‫الر ُ‬‫ك ِّ‬ ‫ت ثِيَاهِبِ ْم ‪َ ،‬وخُتْ ِر ُجهُ يِف ُو ُجوه ِه ْم َوأَ ْش َعا ِره ْم ‪ ،‬فَتِْل َ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪ ،‬تَ ْدخلُهُ حَتْ َ‬ ‫ك اأْل َْبيَ ِ‬ ‫أَثَاثِري الْ ِمس ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح أ َْعلَ َم‬ ‫الر ُ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ت ت ْل َ‬ ‫ض لَ َكانَ ْ‬ ‫يب َعلَى َو ْجه اأْل َْر َ‬ ‫ِ‬
‫َحد ُكم لَ ْو ُدف َع إلَْي َها ُك ُّل ط ٍ‬
‫ك الْم ْسك م َن ْامَرأَة أ َ ْ‬ ‫صنَ ُع بِ َذل َ‬
‫تَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب بِِإ ْذن اللَّه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ يُوحي اللَّهُ‬ ‫ك الطِّ ُ‬ ‫ك الْ َم ْرأَة لَ ْو ُدف َع إِلَْي َها َذل َ‬ ‫ك ِم َن تِْل َ‬ ‫ك الْ ِم ْس َ‬ ‫صنَ ُع بِ َذل َ‬ ‫ف تَ ْ‬ ‫َكْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬فيَ ُكو ُن‬ ‫َس َف ُل مْنهُ َو َبْينَهُ َو َبْيَن ُه ُم احْلُ ُج ُ‬ ‫وض ُع َبنْي َ ظَ ْهَرايَنِ اجْلَنَّة ‪َ ،‬و َما ف َيها أ ْ‬ ‫َت َعاىَل إِىَل مَحَلَة الْ َع ْر ِش ‪َ ،‬فيُ َ‬
‫ص َّدقُوا ُر ُسلِي ‪َ ،‬واتََّبعُوا‬ ‫ب َومَلْ َيَر ْويِن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ول ‪ :‬أَيْن ِعبَ ِادي الَّ ِذين أَطَاعُويِن بِالْغَْي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أ ََّو َل َما يَ ْس َمعُو َن مْنهُ أَ ْن َي ُق َ َ‬
‫ض َعنَّا ‪،‬‬ ‫ب َر ِضينَا َعْن َ‬ ‫اح َد ٍة ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫يد ؟ قَ َال ‪َ :‬فيج ِمعو َن علَى َكلِم ٍة و ِ‬ ‫أَم ِري يسأَلُويِن َفه َذا يوم الْم ِز ِ‬
‫ك فَ ْار َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫هِلِ‬ ‫ِ‬
‫َس َكْنتُ ُك ْم َجنَّيِت ‪ ،‬فَسلُويِن‬
‫َ‬ ‫ض َعْن ُك ْم لَ َما أ ْ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬فَيْرج ُع اللَّهُ َت َعاىَل يِف َق ْو ْم ‪ :‬أَ ْن يَا أ َْه َل اجْلَنَّة إِيِّن لَ ْو مَلْ أ َْر َ‬
‫ض َعنَّا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَيْر ِج ُع اللَّهُ يِف َق ْوهِلِ ْم ‪ :‬أَ ْن‬ ‫ك فَ ْار َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َه َذا َي ْو ُم الْ َم ِزيد قَ َال ‪َ :‬فيُ ْج ِمعُو َن َعلَى َكل َم ٍة ‪َ :‬ر ِضينَا َعْن َ‬
‫يد فَ َسلُويِن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَ ْجتَ ِمعُو َن َعلَى‬ ‫يا أَهل اجْل ن َِّة لَو مَل أَرض عْن ُكم ما أَس َكْنت ُكم جنَّيِت ‪َ ،‬فه َذا يوم الْم ِز ِ‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ َْ َ ْ ْ ْ َ َ َْ ْ ُ ْ َ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال‬ ‫ف اللَّهُ َت َعاىَل تِْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ك أَ ِرنَا َنْنظُُر إِلَْي َ‬ ‫اح َد ٍة ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫َكلِم ٍة و ِ‬
‫ك احْلُ ُج َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَكْش ُ‬ ‫ب َو ْج َه َ‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫ب َو ْج َه َ‬ ‫َ َ‬
‫ضى َعلَْي ِه ْم أَ ْن اَل حَيْرَتِ قُوا اَل ْحَتَرقُوا مِم َّا َغ ِشَي ُه ْم ِم ْن نُو ِر ِه‬ ‫‪ :‬ويتَجلَّى هَل م َفي ْغ َش ِ‬
‫اه ْم م ْن نُو ِر ِه َش ْيءٌ لَ ْواَل أَنَّهُ قَ َ‬ ‫َ َ َ ُْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ال ‪ْ :‬ار ِجعُوا إِىَل َمنَا ِزل ُك ْم " قَ َال ‪َ " :‬فَي ْر ِجعُو َن إِىَل َمنَا ِزهِلِ ْم ‪َ ،‬وقَ ْد َخ َف ْوا َعلَى أ َْز َو ِاج ِه ْم ‪،‬‬ ‫" قَ َال ‪ " :‬مُثَّ يُ َق ُ‬

‫‪166‬‬
‫ُّور َوأ َْم َك َن ‪َ ،‬ويَُز ُاد َوأ َْم َك َن َحىَّت‬ ‫ِ هِلِ‬ ‫و َخ َفنْي َ َعلَْي ِهم مِم َّا َغ ِشي ُهم ِمن نُو ِر ِه ‪ ،‬فَِإ َذا َ ِ‬
‫ص ُاروا إىَل َمنَاز ْم يَُز ُاد الن ُ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ٍة‬
‫صَ‬ ‫اج ُه ْم ‪ :‬لََق ْد َخَر ْجتُ ْم م ْن عْندنَا َعلَى ُ‬ ‫ول هَلُ ْم أ َْز َو ُ‬‫ص َو ِره ُم الَّيِت َكانُوا َعلَْي َها " قَ َال ‪َ " :‬فَي ُق ُ‬ ‫َيْرجعُوا إِىَل ُ‬
‫َن اللَّهَ جَتَلَّى لَنَا ‪َ ،‬فنَظَْرنَا ِمْنهُ إِىَل َما َخ ِفينَا بِِه َعلَْي ُك ْم "‬ ‫ك بِأ َّ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬و َر َج ْعتُ ْم َعلَى َغرْيِ َها " قَ َال ‪َ " :‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ذل َ‬
‫ك َق ْو ُل اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل يِف كِتَابِِه ‪ْ:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعلَى َما َكانُوا ف ِيه " قَ َال ‪َ " :‬و َذل َ‬ ‫قَ َال ‪َ " :‬فلَ ُه ْم ُك َّل َسْب َع ِة أَيَّ ٍام ِّ‬
‫الض ْع ُ‬
‫‪512‬‬
‫ُخ ِف َي هَلُم ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة ‪.‬‬ ‫س َّما أ ْ‬ ‫{فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه يِف‬ ‫يِن ِ ِ‬ ‫وعن أَيِب وائِ ٍل ‪ ،‬عن ح َذي َفةَ ر ِضي اللَّه عْنه قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ َّ ِ‬
‫يل َ‬ ‫ول الله ‪ " " :‬أَتَا جرْب ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ص َف ُاؤ َها ‪،‬‬ ‫الد ْنيَا َ‬‫يل ‪َ ،‬ما َه َذا ؟ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه ِذ ِه ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا جرْب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َكفِّه مثْ ُل الْم ْرآة يِف َو َسط َها لَ ْم َعةٌ َس ْو َداءُ ‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫ت ‪َ :‬و َما َي ْو ُم اجْلُ ُم َع ِة ؟ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ي ْو ٌم‬ ‫ِِ‬ ‫ت ‪َ :‬ما َه ِذ ِه اللَّ ْم َعةُ َّ‬
‫الس ْو َداءُ ؟ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬هذه اجْلُ ُم َعةُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫َو ُح ْسُن َها ‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫صَّيَر أ َْه َل اجْلَن َِّة إِىَل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ضلَهُ ‪َ ،‬وامْسَهُ يِف اآْل خَر ِة ‪ ،‬فَِإ َّن اللَّهَ إِ َذا َ‬ ‫يم ‪ ،‬فَ َذ َكَر َشَرفَهُ ‪َ ،‬وفَ ْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫م ْن أَيَّام َربِّك َعظ ٌ‬
‫الساع ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ‪ ،‬فَِإ َذا َكا َن َي ْو ُم‬ ‫ك َّ َ‬ ‫س مَثَّ لَْي ٌل ‪َ ،‬واَل َن َه ٌار قَ ْد َعل َم اللَّهُ َعَّز َو َج َّل ِم ْق َد َار تِْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوأ َْه َل النَّار إىَل النَّار لَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخُر ُجوا‬ ‫اجْلُ ُم َعة يِف َوقْت اجْلُ ُم َعة الَّيِت خَي ُْر ُج أ َْه ُل اجْلُ ُم َعة إِىَل مُجُ َعت ِه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُينَادي ُمنَاد ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ‪ْ ،‬‬
‫اضا ِم ْن َدقِ ِيق ُك ْم فَِإ َذا‬ ‫َش ُّد َبيَ ً‬‫ك " " قَ َال ُح َذ ْي َفةُ ‪َ :‬واللَّ ِه هَلَُو أ َ‬ ‫ان الْ ِمس ِ‬
‫ْ‬
‫يد ‪َ ،‬فيخرجو َن يِف ُكثْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫إِىَل دا ِر الْم ِز ِ‬
‫َ َ‬
‫ض َفتُ ْد ِخلُهُ يِف‬ ‫ِ‬
‫ك اأْل َْبيَ َ‬ ‫ث اللَّهُ َعلَْي ِه ْم ِرحيًا تُ ْد َعى الْ ُمثِ َري َة َفتُثِريُ َعلَْي ِه ُم الْ ِم ْس َ‬ ‫َخ َذ الْ َق ْو ُم جَمَال َس ُه ْم َب َع َ‬
‫َق َع ُدوا َوأ َ‬
‫الد ْنيَا ‪،‬‬ ‫يب أ َْه ِل ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يب ِم ِن امرأ َِة أ ِ‬ ‫ك الطِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يح أ َْعلَ ُم بِ َذل َ‬ ‫ثِيَاهِبِ ْم ‪َ ،‬وخُتْ ِر ُجهُ ِم ْن ُجيُوهِبِ ْم فَ ِّ‬
‫َحد ُك ْم لَ ْو ُدف َع إلَْي َها ط ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫الر ُ‬
‫ص َّدقُوا ُر ُسلِي َومَلْ َير ْويِن ؟ ‪َ ،‬سلُويِن‬ ‫ب ‪َ ،‬و َ‬ ‫ول اللَّهُ َعَّز و َج َّل ‪ " " :‬أَيْن ِعبَ ِادي الَّ ِذين أَطَاعُويِن بِالْغَْي ِ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َعنَّا ‪َ ،‬و َي ْر ِج ُع إِلَْي ِه ْم يِف َق ْولِِه هَلُ ْم ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َه َذا َي ْو ُم الْ َم ِزيد ‪َ ،‬فيَ ْجتَمعُو َن َعلَى َكل َمة َواح َدة ‪ :‬إِنَّا قَ ْد َرضينَا فَ ْار َ‬
‫يد فَ َسلُويِن ‪َ ،‬فيَ ْجتَ ِمعُو َن َعلَى َكلِ َم ٍة‬ ‫يا أَهل اجْل ن َِّة لَو مَل أَرض عْن ُكم مَل أُس ِكْن ُكم جنَّيِت ‪َ ،‬فه َذا يوم الْم ِز ِ‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ َْ َ ْ ْ ْ َ َ ْ ْ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ ٍ‬
‫ب ‪َ ،‬و َيتَ َجلَّى هَلُ ْم َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪،‬‬ ‫ف اللَّهُ َتبَ َار َك َو َت َعاىَل احْلُ ُج َ‬ ‫ك َنْنظُْر إِلَْيه قَ َال ‪َ :‬فيَكْش ُ‬ ‫اح َدة أَ ِرنَا َو ْج َه َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال هَلُ ُم ‪ْ :‬ارجعُوا إىَل َمنَازل ُك ْم ‪،‬‬ ‫ضى أَ ْن اَل مَيُوتُوا اَل ْحَتَرقُوا ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫َن اللَّهَ قَ َ‬
‫اه ْم م ْن نُوره لَ ْواَل أ َّ‬ ‫َفَي ْغ َش ُ‬
‫ُّور‬ ‫ِ مِم ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َفَيْرجعُو َن َوقَ ْد َخ َف ْوا َعلَى أ َْز َواجه ْم ‪َ ،‬و َخ َفنْي َ َعلَْيه ْم َّا َغشَي ُه ْم م ْن نُوره َتبَ َار َك َوَت َعاىَل فَاَل َيَز ُال الن ُ‬
‫اج ُه ْم ‪ :‬لََق ْد َخَر ْجتُ ْم ِم ْن‬ ‫َيتَ َم َّك ُن َحىَّت َيْر ِجعُوا إِىَل َحاهِلِ ْم أ َْو إِىَل َمنَا ِزهِلِ ُم الَّيِت َكانُوا َعلَْي َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول هَلُ ْم أ َْز َو ُ‬
‫ور ٍة َو َر َج ْعتُ ْم إِلَْينَا بِغَرْيِ َها ؟ ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬جَتَلَّى لَنَا َربُّنَا َعَّز َو َج َّل َفنَظَْرنَا إِىَل َما َخ ِفينَا بِِه َعلَْي ُك ْم‬ ‫صَ‬
‫ِِ‬
‫عْندنَا بِ ُ‬
‫ِ ‪513‬‬
‫يم َها يِف ُك ِّل َسْب َع ِة أَيَّ ٍام ‪َ ،‬و ُه َو َي ْو ُم الْ َم ِزيد "‬ ‫ك اجْل ن َِّة ‪ ،‬ونَعِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قَ َال ‪َ :‬ف ُه ْم َيَت َقلَّبُو َن يِف م ْس َ َ‬

‫‪ - 512‬اإْلِ بَانَةُ الْ ُكْبَرى اِل بْ ِن بَطَّةَ (‪ )2475‬فيه ضعف ‪ ،‬ويشهد له ما قبله‬
‫‪ - 513‬مسند البزار(‪ )2881‬ضعيف‬

‫‪167‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " " :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل اجلَن َِّة َمْن ِزلَةً لَ َم ْن َيْنظُُر إِىَل‬ ‫ول ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت ابْ َن عُ َمَر َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ثُ َويْ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َسنَة ‪َ ،‬وأَ ْكَر ُم ُه ْم َعلَى اللَّه َم ْن َيْنظُُر إِىَل َو ْج ِهه غُ ْد َو ًة َو َعشيَّةً ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِجنَانه وأ َْزواجه و َخ َدمه وسر ِر ِه مسري َة أَلْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُُ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪514‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ُ :‬و ُجوهٌ َي ْو َمئذ نَاضَرةٌ إِىَل َر ِّب َها نَاظَرةٌ "‬ ‫ِ‬ ‫مُثَّ َقَرأَ َر ُس ُ‬
‫ول أِل َْه ِل اجلَن َِّة ‪ :‬يَا أ َْه َل‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬إِ َّن اللَّهَ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل َي ُق ُ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫يد اخلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضى َوقَ ْد‬ ‫ول ‪َ :‬ه ْل َر ِضيتُ ْم ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬و َما لَنَا الَ َنْر َ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ك َربَّنَا َو َس ْع َديْ َ‬ ‫اجلَن َِّة ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ :‬لََّبْي َ‬
‫َي َش ْي ٍء‬ ‫ب ‪َ ،‬وأ ُّ‬ ‫ك ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض َل ِم ْن َذل َ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا أ ُْعطي ُك ْم أَفْ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫َح ًدا ِم ْن َخ ْلق َ‬ ‫ِ‬
‫أ َْعطَْيَتنَا َما مَلْ ُت ْعط أ َ‬
‫ِ‬
‫ض َوايِن ‪ ،‬فَالَ أ ْ‬ ‫ول ‪ :‬أ ُِح ُّل َعلَْي ُك ْم ِر ْ‬ ‫ض ُل ِم ْن َذل َ‬ ‫أَفْ َ‬
‫‪515‬‬
‫ط َعلَْي ُك ْم َب ْع َدهُ أَبَ ًدا "‬ ‫َس َخ ُ‬ ‫ك ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ول اللَّ ِه َه ْل َنَرى َربَّنَا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫َن نَاسا ىِف َزم ِن رس ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ى أ َّ ً‬
‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ض ُّارو َن ىِف ر ْؤي ِة الشَّم ِ ِ‬ ‫قَ َال رس ُ ِ‬
‫اب‬‫س َم َع َها َس َح ٌ‬ ‫س بالظَّ ِه َرية َ‬
‫ص ْح ًوا لَْي َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « --‬ن َع ْم »‪ .‬قَ َال « َه ْل تُ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه‪ .‬قَ َال « َما‬ ‫اب »‪ .‬قَالُوا الَ يَا َر ُس َ‬ ‫س ف َيها َس َح ٌ‬ ‫ص ْح ًوا لَْي َ‬ ‫ض ُّارو َن ىِف ُر ْؤيَة الْ َق َم ِر لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر َ‬ ‫َو َه ْل تُ َ‬
‫َح ِدمِه َا إِ َذا َكا َن َي ْو ُم الْ ِقيَ َام ِة أَذَّ َن‬ ‫ِ‬
‫ض ُّارو َن ىِف ُر ْؤيَة أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُّارو َن ىِف ُر ْؤيَة اللَّه َتبَ َار َك َوَت َعاىَل َي ْو َم الْقيَ َامة إِالَّ َك َما تُ َ‬ ‫تُ َ‬
‫اب إِالَّ‬ ‫َصنَ ِام واألَنْص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد َكا َن َي ْعبُ ُد َغْيَر اللَّه ُسْب َحانَهُ م َن األ ْ َ َ‬ ‫ت َت ْعبُ ُد‪ .‬فَالَ َيْب َقى أ َ‬ ‫ُم َؤذِّ ٌن ليَتَّبِ ْع ُك ُّل أ َُّمة َما َكانَ ْ‬
‫اج ٍر وغُرَّبِ أ َْه ِل الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىِف ِ‬
‫ود‬
‫اب َفيُ ْد َعى الَْي ُه ُ‬ ‫َيتَ َساقَطُو َن النَّار َحىَّت إ َذا مَلْ َيْب َق إالَّ َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد اللَّهَ م ْن َبٍّر َوفَ َ‬
‫احبَ ٍة َوالَ َولَ ٍد‬ ‫ال َك َذبتُم ما اخَّتَ َذ اللَّه ِمن ص ِ‬
‫ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ال هَلُ ْم َما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن قَالُوا ُكنَّا َن ْعبُ ُد عَُز ْيَر ابْ َن اللَّه‪َ .‬فُي َق ُ ْ ْ َ‬ ‫َفُي َق ُ‬
‫اب حَيْ ِط ُم‬ ‫فَما َذا َتبغُو َن قَالُوا ع ِط ْشنا يا ربَّنا فَ ِ‬
‫اسقنَا‪َ .‬فيُ َش ُار إِلَْي ِه ْم أَالَ تَ ِر ُدو َن َفيُ ْح َشُرو َن إِىَل النَّا ِر َكأَن ََّها َسَر ٌ‬ ‫َ َ َ ََ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫يح‬
‫ال هَلُ ْم َما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن قَالُوا ُكنَّا َن ْعبُ ُد الْ َمس َ‬ ‫َّص َارى َفُي َق ُ‬ ‫ضا َفيَتَ َساقَطُو َن ىِف النَّا ِر‪ .‬مُثَّ يُ ْد َعى الن َ‬ ‫ض َها َب ْع ً‬‫َب ْع ُ‬
‫ال هَلُ ْم َما َذا َتْبغُو َن َفَي ُقولُو َن َع ِط ْشنَا يَا‬ ‫احبَ ٍة َوالَ َولَ ٍد‪َ .‬فُي َق ُ‬ ‫ال هَل م َك َذبتُم‪ .‬ما اخَّتَ َذ اللَّه ِمن ص ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ابْ َن اللَّه‪َ .‬فُي َق ُ ُ ْ ْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ربَّنا فَ ِ‬
‫ضا‬‫ض َها َب ْع ً‬ ‫اب حَيْط ُم َب ْع ُ‬ ‫َّم َكأَن ََّها َسَر ٌ‬ ‫اسقنَا‪ - .‬قَ َال ‪َ -‬فيُ َش ُار إلَْيه ْم أَالَ تَر ُدو َن َفيُ ْح َشُرو َن إىَل َج َهن َ‬ ‫ََ ْ‬
‫اج ٍر أَتَاهم ر ُّ ِ‬ ‫َفيتساقَطُو َن ىِف النَّا ِر حىَّت إِ َذا مَل يبق إِالَّ من َكا َن يعب ُد اللَّه َتعاىَل ِمن بٍّر وفَ ِ‬
‫ني ُسْب َحانَهُ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ُْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ور ٍة ِم َن الَّىِت َرأ َْوهُ فِ َيها‪.‬‬ ‫صَ‬ ‫َوَت َعاىَل ىِف أ َْدىَن ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا أَْف َقَر َما ُكنَّا إِلَْي ِه ْم َومَلْ‬ ‫َّاس ىِف ُّ‬ ‫ت َت ْعبُ ُد‪ .‬قَالُوا يَا َربَّنَا فَ َار ْقنَا الن َ‬ ‫قَ َال فَ َما َتْنتَظُرو َن َتْتبَ ُع ُك ُّل أ َُّمة َما َكانَ ْ‬
‫ك الَ نُ ْش ِر ُك بِاللَّ ِه َشْيئًا ‪َ -‬مَّر َتنْي ِ أ َْو ثَالَثًا ‪َ -‬حىَّت إِ َّن‬ ‫ول أَنَا َربُّ ُك ْم‪َ .‬فَي ُقولُو َن َنعُوذُ بِاللَّ ِه ِمْن َ‬ ‫نُص ِ‬
‫احْب ُه ْم‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ْشف عن س ٍ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫اق فَالَ‬ ‫ول َه ْل َبْينَ ُك ْم َو َبْينَهُ آيَةٌ َفَت ْع ِرفُونَهُ َا َفَي ُقولُو َن َن َع ْم‪َ .‬فيُك َ ُ َ ْ َ‬ ‫ب‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫اد أَ ْن َيْن َقل َ‬‫ض ُه ْم لَيَ َك ُ‬
‫َب ْع َ‬
‫ِ‬ ‫يب َقى من َكا َن يسج ُد لِلَّ ِه ِمن تِْل َق ِاء َن ْف ِس ِه إِالَّ أ َِذ َن اللَّه لَه بِ ُّ ِ‬
‫الس ُجود َوالَ َيْب َقى َم ْن َكا َن يَ ْس ُج ُد ِّات َقاءً َوريَاءً‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫اح َدةً ُكلَّما أَر َاد أَ ْن يَس ُج َد َخَّر َعلَى َق َفاهُ‪ .‬مُثَّ َير َفعُو َن رءوس ُهم وقَ ْد حَتَ َّو َل ىِف‬ ‫إِالَّ جعل اللَّه ظَهره طَب َقةً و ِ‬
‫ُُ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ ُ َ َ‬
‫‪ - 514‬سنن الرتمذى(‪ )3649‬ضعيف‬
‫‪ - 515‬صحيح البخارى(‪ ) 7518‬ومسلم (‪) 7318‬‬

‫‪168‬‬
‫َّم َوحَتِ ُّل‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِِ‬
‫ب اجْل ْسُر َعلَى َج َهن َ‬ ‫ت َربُّنَا‪ .‬مُثَّ يُ ْ َ ُ‬ ‫ورته الَّىِت َرأ َْوهُ ف َيها أ ََّو َل َمَّر ٍة َف َق َال أَنَا َربُّ ُك ْم‪َ .‬فَي ُقولُو َن أَنْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َم ِزلَّةٌ‪ .‬فيه َخطَاط ُ‬
‫يف‬ ‫ول اللَّه َو َما اجْل ْسُر قَ َال « َد ْح ٌ‬ ‫يل يَا َر ُس َ‬ ‫َّ ِّ ِّ‬
‫اعةُ َو َي ُقولُو َن الل ُه َّم َسل ْم َسل ْم »‪ .‬ق َ‬ ‫الش َف َ‬
‫َّ‬
‫ف الْ َعنْي ِ َو َكالَْب ْر ِق‬ ‫السع َدا ُن َفيمُّر الْمؤ ِمنُو َن َكطَر ِ‬
‫ْ‬ ‫َُ ُْ‬ ‫ال هَلَا َّ ْ‬ ‫ك تَ ُكو ُن بِنَ ْج ٍد فِ َيها ُش َويْ َكةٌ يُ َق ُ‬ ‫يب َو َح َس ٌ‬ ‫ِ‬
‫َو َكالَل ُ‬
‫ْد ٌ ىِف ِ‬ ‫الر َك ِ‬ ‫يح و َكالطَّ ِ و َكأ ِ‬
‫َّم‪َ .‬حىَّت‬ ‫وس نَار َج َهن َ‬ ‫وش ُم ْر َس ٌل َو َمك ُ‬ ‫اج ُم َسلَّ ٌم َوخَمْ ُد ٌ‬ ‫اب َفنَ ٍ‬ ‫َجا ِويد اخْلَْي ِل َو ِّ‬ ‫الر ِ َ رْي َ َ‬ ‫َو َك ِّ‬
‫ص ِاء احْلَ ِّق‬ ‫اش َد ًة لِلَّ ِه ىِف ِ‬
‫است ْق َ‬‫ْ‬ ‫َش َّد ُمنَ َ‬
‫إِ َذا خلَص الْمؤ ِمنو َن ِمن النَّا ِر َفوالَّ ِذى َن ْف ِسى بِي ِد ِه ما ِمْن ُكم ِمن أ ٍ‬
‫َحد بِأ َ‬‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ ُ َ‬
‫هِنِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمن الْم ْؤ ِمنِ ِ ِ‬
‫صلُّو َن َوحَيُ ُّجو َن‪.‬‬ ‫ومو َن َم َعنَا َويُ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ين ىِف النَّا ِر َي ُقولُو َن َربَّنَا َكانُوا يَ ُ‬ ‫ني للَّه َي ْو َم الْقيَ َامة ِإل ْخ َوا ُم الذ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫َّار إِىَل‬ ‫ال هَل م أَخ ِرجوا من عر ْفتُم‪َ .‬فتُحَّرم صورهم علَى النَّا ِر َفيخ ِرجو َن خ ْل ًقا َكثريا قَ ْد أ ِ‬
‫َخ َذت الن ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫َفُي َق ُ ُ ْ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َ ُ ُ ْ َ‬
‫ول ْار ِجعُوا فَم ْن و َجدْمُتْ ىِف‬
‫َ َ‬ ‫َح ٌد مِم َّْن أ ََم ْرَتنَا بِِه‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صف َسا َقْيه َوإىَل ُر ْكبََتْيه مُثَّ َي ُقولُو َن َربَّنَا َما بَق َى ف َيها أ َ‬
‫نِ ْ ِ‬
‫َح ًدا مِم َّْن أ ََم ْرَتنَا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ُجوهُ‪َ .‬فيُ ْخ ِر ُجو َن َخ ْل ًقا َكث ًريا مُثَّ َي ُقولُو َن َربَّنَا مَلْ نَ َذ ْر ف َيها أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َقْلبِه م ْث َق َال دينَا ٍر م ْن خَرْيٍ فَأ ْ‬
‫َخ ِر ُجوهُ‪َ .‬فيُ ْخ ِر ُجو َن َخ ْل ًقا َكثِ ًريا مُثَّ‬ ‫ول ار ِجعوا فَمن وجدْمُت ىِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق َال نِص ِ ِ ِ‬
‫ف دينَا ٍر م ْن خَرْيٍ فَأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مُثَّ َي ُق ُ ْ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫ول ْار ِجعُوا فَم ْن و َجدْمُتْ ىِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق َال َذ َّر ٍة ِم ْن خَرْيٍ‬ ‫َح ًدا‪ .‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ِ مِم‬
‫َ َ‬ ‫َي ُقولُو َن َربَّنَا مَلْ نَ َذ ْر ف َيها َّْن أ ََم ْر َتنَا أ َ‬
‫ول إِ ْن‬ ‫ى َي ُق ُ‬ ‫فَأَخ ِرجوه‪َ .‬فيخ ِرجو َن خ ْل ًقا َكثِريا مُثَّ ي ُقولُو َن ربَّنا مَل نَ َذر فِيها خيرا »‪ .‬و َكا َن أَبو سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ ًَْ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ْ ُ ُ ُْ ُ َ‬
‫اع ْفها وي ْؤ ِ‬ ‫ك حسنَةً ي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَل تُص ِّدقُوىِن هِب َذا احْل ِد ِ‬
‫ت‬ ‫ض َ َُ‬ ‫يث فَا ْقَرءُوا إِ ْن شْئتُ ْم (إِ َّن اللَّهَ الَ يَظْل ُم م ْث َق َال َذ َّر ٍة َوإِ ْن تَ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ت الْ َمالَئِ َكةُ َو َش َف َع النَّبِيُّو َن َو َش َف َع الْ ُم ْؤ ِمنُو َن َومَلْ َيْب َق‬ ‫ول اللَّه عَّز وج َّل َش َفع ِ‬
‫َ‬ ‫يما) « َفَي ُق ُ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َجًرا َعظ ً‬ ‫م ْن لَ ُدنْهُ أ ْ‬
‫ِ‬
‫ادوا مُحَ ًما َفُي ْل ِقي ِه ْم‬ ‫ِج ِمْن َها َق ْو ًما مَلْ َي ْع َملُوا َخْيرا قَ ُّ‬ ‫الرامِح ِ ني َفي ْقبِض َقب ِ‬
‫ط قَ ْد َع ُ‬ ‫ً‬ ‫ضةً م َن النَّا ِر َفيُ ْخر ُ‬ ‫إِالَّ أ َْر َح ُم َّ َ َ ُ ْ َ‬
‫السْي ِل أَالَ َتَر ْو َن َها تَ ُكو ُن إِىَل‬ ‫ال لَهُ َن ْهُر احْلَيَ ِاة َفيَ ْخُر ُجو َن َك َما خَت ُْر ُج احْلِبَّةُ ىِف مَحِ ِيل َّ‬ ‫ىِف َن ْه ٍر ىِف أَْف َو ِاه اجْلَن َِّة يُ َق ُ‬
‫ِ‬ ‫س أُصي ِفر وأ ِ‬
‫ض »‪.‬‬ ‫ُخْيضُر َو َما يَ ُكو ُن مْن َها إِىَل الظِّ ِّل يَ ُكو ُن أ َْبيَ َ‬ ‫َّم ِ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َّج ِر َما يَ ُكو ُن إىَل الش ْ‬
‫ِ‬
‫احْلَ َج ِر أ َْو إىَل الش َ‬
‫ت َت ْر َعى بِالْبَ ِاديَِة قَ َال « َفيَ ْخُر ُجو َن َكاللُّ ْؤلُ ِؤ ىِف ِرقَاهِبِ ُم اخْلََوامِتُ َي ْع ِر ُف ُه ْم أ َْه ُل‬ ‫َّك ُكْن َ‬ ‫ول اللَّ ِه َكأَن َ‬ ‫َف َقالُوا يَا َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ْاد ُخلُوا اجْلَنَّةَ فَ َما‬ ‫َّموهُ مُثَّ َي ُق ُ‬‫ين أ َْد َخلَ ُه ُم اللَّهُ اجْلَنَّةَ بغَرْيِ َع َم ٍل َعملُوهُ َوالَ خَرْيٍ قَد ُ‬ ‫اجْلَنَّة َه ُؤالَء عَُت َقاءُ اللَّه الذ َ‬
‫َرأ َْيتُ ُموهُ َف ُه َو لَ ُك ْم‪.‬‬
‫ض ُل ِم ْن َه َذا َفَي ُقولُو َن يَا َربَّنَا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َفي ُقولُو َن ربَّنَا أ َْعطَيَتنَا ما مَل ُتع ِط أ ِ‬
‫ول لَ ُك ْم عْندى أَفْ َ‬ ‫ني‪َ .‬فَي ُق ُ‬‫َح ًدا م َن الْ َعالَم َ‬ ‫ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ُل ِم ْن َه َذا‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫أ ُّ ٍ‬
‫ول ِر َ‬ ‫َى َش ْىء أَفْ َ‬
‫‪516‬‬
‫ط َعلَْي ُك ْم َب ْع َدهُ أَبَ ًدا » ‪.‬‬ ‫َس َخ ُ‬‫اى فَالَ أ ْ‬ ‫ض َ‬
‫احلبة ‪ :‬بذور العشب الربية ‪-‬احلسك ‪ :‬مجع حسكة وهى الشوكة الصلبة ‪-‬تضارون ‪ :‬ال تتخالفون وال‬
‫تتجادلون ىف صحة النظر ‪-‬املكدوس ‪ :‬املدفوع من ورائه‬

‫‪ - 516‬صحيح مسلم(‪) 472‬‬

‫‪169‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر َف َق َال « إِنَّ ُك ْم َسَتَر ْو َن‬ ‫س بْ ِن أَىِب َحا ِزٍم َح َّد َثنَا َج ِر ٌير قَ َال َخَر َج َعلَْينَا َر ُس ُ‬ ‫وع ْن َقْي ِ‬‫َ‬
‫ِ ِ ‪517‬‬
‫ض ُّامو َن ىِف ُر ْؤيَته »‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َربَّ ُك ْم َي ْو َم الْقيَ َامة َك َما َتَر ْو َن َه َذا ‪ ،‬الَ تُ َ‬
‫‪-‬تضامون ‪ :‬ال حيصل لكم ٌّ‬
‫ذل‬ ‫ُ‬ ‫تضامون ‪ :‬تزدمحون‬ ‫ُّ‬
‫وع ْن َج ِري ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « - -‬إِنَّ ُك ْم َسَتَر ْو َن َربَّ ُك ْم ِعيَانًا »‪. 518‬‬ ‫َ‬
‫الس َم ِاء لَْيلَةَ الْبَ ْد ِر ‪َ ،‬فنَظََر إِىَل الْ َق َم ِر ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ، ‬فَرفَ َع َرأْ َسهُ إِىَل َّ‬ ‫وعن ج ِري ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كنَّا جلُوسا ِعْن َد رس ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ ً‬ ‫َْ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫استَطَ ْعتُ ْم أَ ْن ال‬ ‫ض ُامو َن يِف ُر ْؤيَته ‪ ،‬فَِإن ْ‬ ‫َف َق َال ‪ « :‬أ ََما إِنَّ ُك ْم َسَتَر ْو َن َربَّ ُك ْم عيَانًا ‪َ ،‬ك َما َتَر ْو َن َه َذا ‪ ،‬ال تُ َ‬
‫‪519‬‬
‫س َو َقْب َل غُُروهِبَا ‪ ،‬فَا ْف َعلُوا »‬ ‫َّم ِ‬ ‫ُت ْغلَبوا علَى ص ٍ‬
‫وع الش ْ‬ ‫الة َقْب َل طُلُ ِ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ان ِم ْن فِض ٍَّة آنِيَُت ُه َما َو َما‬ ‫ول اللَّ ِه ‪- -‬قَ َال ‪ " :‬جنَّتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫س َع ْن أَبِ ِيه أ َّ‬ ‫وع ْن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬ ‫َ‬
‫ب آنِيَُت ُه َما َو َما فِي ِه َما َو َما َبنْي َ الْ َق ْوِم َو َبنْي َ أَ ْن َيْنظُُروا إِىَل َرهِّبِ ْم إِاَّل ِر َداءُ الْ ِكرْبِ يَ ِاء‬ ‫ان ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫فِي ِهما ‪ ،‬وجنَّتَ ِ‬
‫َ ََ‬
‫َعلَى َو ْج ِه ِه يِف َجنَّة َع ْدن " ‪.‬‬
‫ٍ ‪520‬‬ ‫ِ‬
‫َعنُي ِ‬ ‫احتِج ِ‬ ‫َّص ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب اأْل ْ‬ ‫ف به م ْن إ َر َادة ْ َ‬ ‫ُستَاذُ اإْلِ َم ُام َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ :‬ق ْولُهُ " ِر َداءُ الْكرْبِ يَاء " ُه َو َما َيت ُ‬ ‫" قَ َال اأْل ْ‬
‫الر ْؤي ِة فِيها لِيروه بِاَل َكْي ٍ‬ ‫ِ خِب‬ ‫‪ ،‬عن ر ْؤيتِ ِه فَِإ َذا أَراد إِ ْكرام أَولِيائِِه هِب ا رفَع َذلِ َ ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫اب َع ْن أ َْعيُن ِه ْم َْل ِق ُّ َ َ َ َ ُ‬ ‫ك احْل َج َ‬ ‫ََ ََ َْ َ َ َ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫َخبَا ِر‬ ‫ِ ٍ هِل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َكما َعرفُوه بِاَل َكْي ٍ‬
‫ف ‪َ ،‬و َق ْولُهُ " يِف َجنَّات َع ْدن " َي ْعيِن ‪َ :‬والنَّاظُرو َن يِف َجنَّات َع ْدن " َو َذه اأْل ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ت ‪َ ،‬و َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن‬ ‫اس ٍر ‪ ،‬و َزي ِد ب ِن ثَابِ ٍ‬
‫َ ْ ْ‬
‫ب ‪ ،‬وع َّما ِر ب ِن ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِح ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يحة َش َواه ُد م ْن َحديث َعل ِّي بْ ِن أَيِب طَال ٍ َ َ ْ َ‬ ‫َّ َ‬
‫اس ‪َ ،‬و َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن عُ َمَر‬ ‫ي ‪َ ،‬و َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫صا ِر ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصامت ‪َ ،‬و َجاب ِر بْ ِن َعْبد اللَّه اأْل َنْ َ‬
‫ود ‪ ،‬وعباد َة ب ِن َّ ِ‬
‫َم ْسعُ َ َُ َ ْ‬
‫ٍ‬
‫ب َو َغرْيِ ِه ْم َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه ْم‬ ‫صْي ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫س بْ ِن َمالك ‪َ ،‬وبَُريْ َد َة بْ ِن ُح َ‬ ‫ي بْ ِن َحامِتٍ ‪َ ،‬وأَيِب َر ِزي ٍن الْعُ َقْيلِ ِّي ‪َ ،‬وأَنَ ِ‬ ‫‪َ ،‬و َع ِد ِّ‬
‫ِّيق َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪،‬‬ ‫الصد ِ‬‫الر ْؤيَِة َع ْن أَيِب بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫ات ُّ‬ ‫‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ،‬وقَ َال ر ِضي اللَّه عْنه ور ِّوينَا يِف إِْثب ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ َ َ َ ُ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫وسى َو َغرْيِ ِه ْم َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه ْم‬ ‫اس ‪َ ،‬وأَيِب ُم َ‬ ‫ود ‪َ ،‬و َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫ان ‪ ،‬وعب ِد اللَّ ِه ب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬
‫ِ‬
‫َو ُح َذ ْي َفةَ بْ ِن الْيَ َم َ َ ْ‬
‫‪ ،‬ومَل يرو عن أَح ٍد ِمْنهم َن ْفيها ‪ ،‬ولَو َكانُوا فِ ِيه خُمْتَلِ ِفني لَنُِقل ِ‬
‫اخَتلَ ُفوا يِف‬ ‫اختاَل ُف ُه ْم إِلَْينَا ‪َ ،‬و َك َما أَن َُّه ْم لَ َّما ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ ُْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ْ‬
‫اخَتلَ ُفوا يِف ُر ْؤيَتِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك إِلَْينَا ‪َ ،‬و َك َما أَن َُّه ْم لَ َّما ْ‬ ‫اختِاَل ُف ُه ْم يِف َذل َ‬ ‫َح َك ِام نُق َل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احْلَاَل ل َواحْلََر ِام َوالشََّرائ ِع َواأْل ْ‬
‫صا ِر َعْن ُه ْم يِف اآْل ِخَر ِة َومَلْ يُْن َق ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِاأْل َبصا ِر يِف ُّ ِ‬
‫ت ُر ْؤيَةُ اللَّه بِاأْل َبْ َ‬‫ك إِلَْينَا َفلَ َّما نُقلَ ْ‬ ‫اختِاَل ُف ُه ْم يِف َذل َ‬
‫الد ْنيَا نُق َل ْ‬ ‫َْ‬
‫الد ْنيَا َعلِ ْمنَا أَن َُّه ْم َكانُوا َعلَى‬ ‫ف يِف ُّ‬ ‫اختِاَل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َي ْعيِن يِف اآْل خَر ِة َك َما نُق َل َعْن ُه ْم ف َيها ْ‬ ‫اختِاَل ٌ‬ ‫ك ْ‬
‫ِ‬
‫َعْن ُه ْم يِف َذل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق ‪.521‬‬ ‫ني َوبِاللَّه الت َّْوف ُ‬ ‫ني جُمْتَمع َ‬ ‫صا ِر يِف اآْل خَر ِة ُمتَّفق َ‬ ‫الْ َق ْول بُِر ْؤيَة اللَّه بِاأْل َبْ َ‬
‫‪ - 517‬صحيح البخارى(‪) 7436‬‬
‫‪ - 518‬صحيح البخارى (‪) 7435‬‬
‫‪ - 519‬الرد على اجلهمية للدارمي (‪ ) 81‬صحيح‬
‫‪ - 520‬صحيح البخارى(‪) 4878‬‬
‫‪ - 521‬االعتقاد للبيهقي(‪) 72‬‬

‫‪170‬‬
‫ـــــــ‬

‫‪171‬‬
‫المبحث األربعون‬
‫أماني أهل الجنة‬

‫يتمنَّى بعض أهل اجلنة فيها أماين عجيبة تتحقق على حنو عجيب ‪ ،‬ال تشبه حال ما حيدث يف الدنيا‬
‫فهذا واحد من أهل اجلنة يستأذن ربه يف الزرع فيأذن له ‪ ،‬فما يكاد يلقي البذر حىت يضرب جبذوره‬
‫يف األرض ‪ ،‬مث ينمو ويكتمل ‪ ،‬وينضج يف نفس الوقت ‪ ،‬ففي صحيح البخاري َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى‬
‫ِّث َو ِعْن َدهُ َر ُج ٌل ِم ْن أ َْه ِل الْبَ ِاديَِة « أ َّ‬
‫َن َر ُجالً ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة‬ ‫َن النَّىِب َّ ‪َ - -‬كا َن َي ْو ًما حُيَد ُ‬ ‫اهلل عنه ‪ -‬أ َّ‬
‫ت قَ َال َبلَى َولَ ِكىِّن أ ُِح ُّ‬ ‫الزر ِع َف َق َال لَه أَلَست فِ ِ‬
‫ع ‪ .‬قَ َال َفبَ َذ َر َفبَ َاد َر‬‫ب أَ ْن أ َْز َر َ‬ ‫يما شْئ َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫استَأْ َذ َن َربَّهُ ىِف َّ ْ‬
‫ْ‬
‫آد َم ‪ ،‬فَِإنَّهُ الَ يُ ْشبِعُ َ‬
‫ك‬ ‫ك يَا ابْ َن َ‬ ‫ول اللَّهُ ُدونَ َ‬ ‫ادهُ ‪ ،‬فَ َكا َن أ َْمثَ َال اجْلِبَ ِال َفَي ُق ُ‬
‫صُ‬
‫ف َنباتُه واستِو ُاؤه و ِ‬
‫است ْح َ‬‫الطَّْر َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب َز ْر ٍع ‪َ ،‬وأ ََّما حَنْ ُن َفلَ ْسنَا‬‫َص َح ُ‬ ‫صا ِريًّا ‪ ،‬فَِإن َُّه ْم أ ْ‬
‫َعَراىِب ُّ َواللَّه الَ جَت ُدهُ إِالَّ ُقَرشيًّا أ َْو أَنْ َ‬
‫َش ْىءٌ » ‪َ .‬ف َق َال األ ْ‬
‫ك النَّىِب ُّ ‪. 522- -‬‬ ‫ض ِح َ‬ ‫اب َز ْر ٍع ‪ .‬فَ َ‬ ‫َصح ِ‬
‫بأ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َن النَّيِب َّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن الْ ُم ْؤ ِمن إِ َذا ا ْشَت َهى الْولَ َد يِف‬ ‫ي ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وروى ابن حبان يف صحيحه عن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ٍ ‪523‬‬
‫ضعُهُ َو َشبَابُهُ ‪َ ،‬ك َما يَ ْشتَ ِهي يِف َس َ‬
‫اعة‪.‬‬ ‫اجْلَن َِّة َكا َن مَحْلُهُ َو َو ْ‬
‫ىِف ِ مِج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ى‬‫ض ُه ْم اجْلَنَّة َاعٌ َوالَ يَ ُكو ُن َولَ ٌد‪َ .‬ه َك َذا ُر ِو َ‬ ‫ف أ َْه ُل الْع ْل ِم ىِف َه َذا َف َق َال َب ْع ُ‬‫اخَتلَ َ‬‫قَ َال الرتمذي ‪َ :‬وقَد ْ‬
‫يث النَّىِب ِّ ‪ « --‬إِذَا ا ْشَت َهى‬ ‫اق بن إِبر ِاهيم ىِف ح ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ٍد وإِبر ِاهيم الن ِ‬
‫ِ‬
‫َّخع ِّى‪َ ،.‬وقَ َال حُمَ َّم ٌد قَ َال إ ْس َح ُ ْ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َع ْن طَ ُاو ٍس َوجُمَ َ ْ َ َ َ‬
‫ى َع ْن أَىِب َر ِزي ٍن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْمؤ ِمن الْولَ َد ىِف اجْل ن َِّة َكا َن ىِف س ٍ ِ ٍ‬
‫اعة َواح َدة َك َما يَ ْشتَهى »‪َ .‬ولَك ْن الَ يَ ْشتَهى‪ .‬قَ َال حُمَ َّم ٌد َوقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫‪524‬‬
‫الْعُ َقْيلِ ِّى َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « إِ َّن أ َْه َل اجْلَن َِّة الَ يَ ُكو ُن هَلُ ْم فِ َيها َولَ ٌد »‪..‬‬
‫َن يِف خَرَبِ أَيِب‬ ‫َي ‪ :‬اَل يَ ْشَت ُهو َن الْ َولَ َد أِل َّ‬ ‫ِِ‬ ‫وقَ َال أَبُو بَ ْك ٍر حُمَ َّم ُد بْ ُن إِ ْس َح َ‬
‫اق ‪َ :‬م ْعىَن َق ْوله ‪َ :‬غْيَر أَ ْن اَل َت َوالُ َد أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاجي ‪ ،‬عن أَ سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫الصد ِ ِ‬
‫َح ُد ُك ُم الْ َولَ َد يِف اجْلَنَّة َكا َن مَحْلُهُ‬ ‫ي َع ِن النَّيِب ِّ ‪ " :‬إذَا ا ْشتَهى أ َ‬ ‫ِّيق الن ِّ َ ْ ىَب َ‬ ‫بَ ْك ٍر ِّ‬
‫س َو َتلَ ُّذ‬ ‫ِ‬ ‫َّ أِل ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ضعه و ِسنُّه يِف س ٍ ِ ٍ‬
‫اعة َواح َدة " ‪َ ،‬واللهُ َعَّز َو َج َّل قَ ْد أ َْعلَ َم أَن َْهل اجْلَنَّة ف َيها َما تَ ْشتَهي اأْل َْن ُف ُ‬ ‫َو َو ْ ُ ُ َ ُ َ َ‬
‫ف الْو ْع َد ‪َ ،‬واأْل َْواَل ُد يِف‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ يِف ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أَ ْن يَ ْشتَه َي الْ ُم ْشتَهي اجْلَنَّة َولَ ًدا فَاَل يُ ْعطَى َش ْه َوتَهُ ‪َ ،‬واللهُ اَل خُيْل ُ َ‬ ‫َعنُيُ ‪َ ،‬وحُمَ ٌ‬‫اأْل ْ‬
‫َح ٍد ِمْن ُه ْم َولَ ٌد إِاَّل أَ ْن يَ ْشتَ ِه َي َفُي ْعطَى‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ْنيَا قَ ْد يَ ُكو ُن َعلَى َغرْيِ َش ْه َوة الْ َوال َديْ ِن ‪ ،‬فَأ ََّما يِف اجْلَنَّة فَاَل يَ ُكو ُن َ‬ ‫ُّ‬
‫‪525‬‬
‫َن هَلُ ْم فِ َيها َما تَ ْشتَ ِهي أَْن ُف ُس ُه ْم "‬
‫َش ْه َوتَهُ َعلَى َما قَ ْد َو َع َد َربُّنَا أ َّ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 522‬صحيح البخارى(‪) 2348‬‬


‫‪ - 523‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7404()417‬صحيح‬
‫‪ - 524‬سنن الرتمذى(‪) 2762‬‬
‫يد اِل بْ ِن ُخَزمْيَةَ (‪) 241‬‬
‫‪ - 525‬الت َّْو ِح ُ;‬

‫‪172‬‬
‫المبحث الواحد واألربعون‬
‫في الجنة ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‬

‫ني َما الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬قَ َال اللَّه أ َْع َد ْدت لِعِب ِادى َّ حِلِ‬ ‫َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫الصا َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ُخ ِف َي هَلُم‬ ‫س َّما أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ت ‪َ ،‬والَ َخطََر َعلَى َقْلب بَ َشر ‪ ،‬فَا ْقَرءُوا إ ْن شْئتُ ْم {فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬
‫ِ‬
‫َت ‪َ ،‬والَ أُذُ َن مَس َع ْ‬ ‫َعنْي َ َرأ ْ‬
‫ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة ‪.526‬‬
‫ف فِ ِيه اجْلَنَّةَ َحىَّت ا ْنَت َهى مُثَّ‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت م ْن َر ُسول اللَّه ‪ --‬جَمْل ًسا َو َ‬
‫قال‪َ :‬ش ِه ْد ِ‬
‫ُ‬ ‫ى َ‬ ‫اع ِد َّ‬ ‫وعن َس ْه َل بْ ِن َس ْع ٍد َّ‬
‫الس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ب بَ َش ٍر »‪ .‬مُثَّ ا ْقَتَرأَ‬ ‫ت والَ َخطَر َعلَى َقْل ِ‬
‫َ‬ ‫َت َوالَ أُذُ ٌن مَس َع ْ َ‬ ‫قَ َال ‪ --‬ىِف آخ ِر َحديثه‪ « :‬ف َيها َما الَ َعنْيٌ َرأ ْ‬
‫اه ْم يُْن ِف ُقو َن (‪ )16‬فَاَل َت ْعلَ ُم‬ ‫مِم‬ ‫ه ِذ ِه اآليةَ َتتجاىَف جنوبهم ع ِن الْم ِ‬
‫ضاج ِع يَ ْدعُو َن َربَّ ُه ْم َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا َو َّا َر َز ْقنَ ُ‬ ‫َ َ َ ُُ ُُ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪527‬‬
‫ُخ ِف َي هَلُ ْم ِم ْن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ َجَزاءً مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن (‪[ )17‬السجدة‪]17-16/‬‬ ‫س َما أ ْ‬ ‫َن ْف ٌ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬قَ َال اللَّه عَّز وج َّل ‪ :‬أ َْع َد ْدت لِعِب ِادي َّ حِلِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ني َما اَل َعنْيٌ‬ ‫الصا َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫ك قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب بَ َش ٍر "‬ ‫ت ‪ ،‬واَل َخطَر َعلَى َق ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫َت ‪َ ،‬واَل أُذُ ٌن مَس َع ْ َ‬
‫‪528‬‬
‫َ‬ ‫َرأ ْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪‬قَ َال فِيما ير ِو ِيه عن ربِِّه عَّز وج َّل ‪ :‬قَ َال ‪ :‬أَع َدد ِ ِ ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬عن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ي‬‫ت لعبَاد َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ب بَ َش ٍر"‬ ‫ت ‪ ،‬واَل َخطَر َعلَى َقْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ حِلِ‬
‫َت ‪َ ،‬واَل أُذُ ٌن مَس َع ْ َ‬
‫‪529‬‬
‫َ‬ ‫ني َما اَل َعنْيٌ َرأ ْ‬ ‫الصا َ‬
‫َن َما يُِق ُّل ظُُفٌر مِم َّا ىِف اجْلَن َِّة بَ َدا ‪,‬‬ ‫اص ‪َ ,‬ع ْن أَبِ ِيه ‪َ ,‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ ,‬قَ َال‪ :‬لَ ْو أ َّ‬ ‫وعن َع ِام ِر بْ ِن َس ْع ِد بْ ِن أَىِب َوقَّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِِ‬
‫اورهُ ‪,‬‬ ‫َن َر ُجالً م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة اطَّلَ َع ‪َ ,‬فبَ َدا أس ُ‬ ‫ض ‪َ ,‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ت لَهُ َما َبنْي َ َخ َوافق َّ َ َ‬ ‫لََتَز ْخَرفَ ْ‬
‫ِ ‪530‬‬ ‫ِ‬
‫ُّجوم‪.‬‬ ‫ض ْوءَ الن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ض ْوءُهُ الش ْ ِ‬
‫َّم ُ‬ ‫س الش ْ‬‫َّمس َك َما تَطْم ُ‬ ‫س َ‬ ‫لَطَ َم َ‬
‫اس ‪َ ,‬يْر َفعُهُ ‪ ,‬قَ َال‪َ :‬خلَ َق اللَّهُ َجنَّةَ َع ْد ٍن بِيَ ِد ِه ‪َ ,‬و َدىَّل فِ َيها مِث َ َار َها ‪َ ,‬و َش َّق فِ َيها أَْن َه َار َها ‪ ,‬مُثَّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪531‬‬ ‫نَظَر إِلَيها ‪َ ,‬ف َق َال‪:‬قَ ْد أَْفلَح الْم ْؤ ِمنُو َن ‪ ,‬قَ َال‪ :‬و ِعَّزيِت ال جُي ا ِوريِن فِ ِ‬
‫يك خِب َْي ٌل‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫الد ْنيَا َو ِمثْلِ َها َم َع َها‪.‬‬
‫َح ِد ُك ْم يِف اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اهلل ‪ :‬قَ ُ ِ‬
‫يد َس ْوط أ َ‬
‫ول ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَرةَ ‪ ,‬قال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫صيف ْامَر ٍأة ِم َن اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ولََقاب َقو ِس أح ِد ُكم ِمن اجْل ن َِّة خير ِمن ُّ ِ ِ‬
‫الد ْنيَا َومثْل َها َم َع َها ‪َ .‬ولَنَ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ َ َ ٌَْ َ‬
‫‪532‬‬
‫َّصيف ؟ قَ َال ‪ :‬اخْلِ َمار‪.‬‬ ‫و ِمثْلِها معها‪ ,‬قال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ :‬يا أبا هريرةَ ‪ ،‬ما الن ِ‬
‫ُ َ َ ُ َ َْ َ‬ ‫َ َ َََ‬
‫‪ - 526‬صحيح البخارى(‪ )3244‬ومسلم (‪) 7310‬‬
‫‪ - 527‬صحيح مسلم (‪) 7313‬‬
‫ط لِلطََّبَرايِن ِّ (‪ )1697‬صحيح‬ ‫‪ - 528‬الْ ُم ْع َج ُم اأْل َْو َس ُ‬
‫َص َبهايِن ِّ (‪ ) 116‬صحيح‬ ‫ِ أِل‬ ‫‪ِ 529‬‬
‫‪ -‬ص َفةُ اجْلَنَّة َيِب نُ َعْي ٍم اأْل ْ‬
‫‪ - 530‬سنن الرتمذى (‪ )2734‬حسن صحيح‬
‫‪ - 531‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ ) 12555()293‬حسن‬
‫‪ - 532‬مسند أمحد(‪ )10541‬صحيح لغريه‬

‫‪173‬‬
‫اب َق ْو ٍس ىِف اجْلَن َِّة َخْيٌر مِم َّا تَطْلُ ُع َعلَْي ِه‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال ‪ :‬لََق ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬
‫ب » ‪َ .‬وقَ َال ‪ « :‬لَغَ ْد َوةٌ أ َْو َر ْو َحةٌ ىِف َسبِ ِيل اللَّه َخْيٌر َّا تَطْلُ ُع َعلَْيه الش ْ‬
‫‪533‬‬
‫ب» ‪.‬‬ ‫س َوَت ْغُر ُ‬ ‫َّم ُ‬ ‫س َو َت ْغُر ُ‬‫َّم ُ‬ ‫الش ْ‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها‪َ ،‬و َر ْو َحةٌ‬ ‫ول‪َ ":‬غ ْد َوةٌ; يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وع ْن َس ْه ِل بن َس ْعد‪ ،‬قَ َال‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫‪534‬‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها" ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها‪َ ،‬و َم ْوض ُع َس ْوط يِف اجْلَنَّة َخْيٌر م َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يِف َسبِ ِيل اللَّه َخْيٌر م َن ُّ‬
‫أت ‪َ ،‬والَ‬ ‫بادي َّ حِلِ‬ ‫اهلل ‪ :‬أع َددت لِعِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ,‬قال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ني َماالَ َعنْيٌ َر ْ‬ ‫الصا َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫اهلل ‪َ :‬ي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ُخ ِفي هَلُم ِّمن ُقَّر ِة أ َْعنُي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َّما أ ْ َ‬ ‫ر‪،‬وا ْقَرؤا إ ْن شْئتُ ْم ‪{ :‬فَاَل َت ْعلَ ُم َن ْف ٌ‬ ‫ت ‪َ ،‬والَ َخطََر َعلَى َقْلب بَ َش َ‬ ‫أذُ ٌن مَس َع ْ‬
‫َجَزاء مِب َا َكانُوا َي ْع َملُو َن} (‪ )17‬سورة السجدة‪.‬‬
‫ود } (‪)30‬‬ ‫ويِف اجْل ن َِّة َشجرةٌ ي ِسري الراكِب يِف ِظلِّها ِمئةَ ع ٍام الَ ي ْقطَعها‪،‬وا ْقرؤا إِ ْن ِشْئتم ‪{ :‬و ِظ ٍّل مَّمْ ُد ٍ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ ُ ً ُ‬
‫سورة الواقعة‪.‬‬
‫ت َوإِمَّنَا ُت َو َّف ْو َن‬ ‫س َذآئَِقةُ الْمو ِ‬ ‫ا‪،‬وا ْقَرؤا إِ ْن ِشْئتُ ْم ‪ُ { :‬ك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َو َم ْو ِض ُع َس ْو ٍط يِف اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫َْ‬ ‫الد ْنيَا َو َما ف َيه َ‬
‫الد ْنيَا إِالَّ َمتَاعُ الْغُُرو ِر} (‬ ‫ِح َع ِن النَّا ِر َوأ ُْد ِخ َل اجْلَنَّةَ َف َق ْد فَ َاز َوما احْلَيَاةُ ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ور ُك ْم َي ْو َم الْقيَ َامة فَ َمن ُز ْحز َ‬ ‫ُج َ‬ ‫أُ‬
‫‪535‬‬
‫‪ )185‬سورة آل عمران‪.‬‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َما فِ َيها مَجِ ًيعا ‪،‬‬ ‫اهلل ‪َ :‬م ْو ِض ُع َس ْو ٍط يِف اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِح َع ِن النَّا ِر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ا ْقر ُؤوا إِ ْن ِشْئتُم ‪ُ { :‬ك ُّل َن ْف ٍ ِ‬
‫ور ُك ْم َي ْو َم الْقيَ َامة فَ َمن ُز ْحز َ‬ ‫ُج َ‬ ‫س َذآئ َقةُ الْ َم ْوت َوإمَّنَا ُت َو َّف ْو َن أ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪536‬‬
‫الد ْنيَا إالَّ َمتَاعُ الْغُُرو ِر} (‪ )185‬سورة آل عمران‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأ ُْدخ َل اجْلَنَّةَ َف َق ْد فَ َاز َوما احْلَيَاةُ ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َما فِ َيها‬ ‫اهلل ‪ ،‬أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬غ ْدوةٌ يِف سبِ ِيل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت إِىَل‬‫َن ْامَرأًَة اطَّلَ َع ْ‬ ‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬
‫َح ِد ُك ْم ‪ ،‬أ َْو َم ْو ِض ُع قَ َدٍم ِم َن اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫اب َق ْو ِس أ َ‬ ‫َولََق ُ‬
‫صي ُف َها َعلَى َرأْ ِس َها َخْيٌر‬ ‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَر ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َما َبْيَن ُه َما ‪َ ،‬ولَ َمأَل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬ ‫َضاءَ ْ‬ ‫ض م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة أَل َ‬ ‫ْ‬
‫‪537‬‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها‪.‬‬
‫ِم َن ُّ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ب َس ْه ٍم ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫َصابَهُ َغ ْر ُ‬ ‫ك َحا ِرثَةُ َي ْو َم بَ ْد ٍر ‪ ،‬أ َ‬‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬وقَ ْد َهلَ َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫َن أ َُّم َحا ِرثَةَ أَتَ ْ‬
‫س ‪ :‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ف َتَرى َما‬ ‫ك َعلَْي ِه ‪َ ،‬وإِاَّل َس ْو َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬قَ ْد َعلِمت موقِع حا ِرثَةَ ِمن َق ْليِب ‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن يِف اجلن َِّة مَل أَب ِ‬ ‫يَا َر ُس َ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬أَجنَّةٌ و ِ ِ‬
‫َعلَى "‬ ‫اح َدةٌ ه َي ؟ إِن ََّها جنَا ٌن َكثِ َريةٌ ‪َ ،‬وإِنَّهُ يِف الف ْر َد ْو ِس األ ْ‬ ‫َ َ‬
‫أَصنَع ؟ َف َق َال هَل ا ‪ " :‬هبِْل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬

‫‪ - 533‬صحيح البخارى(‪) 2793‬‬


‫‪ - 534‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )5703()437‬صحيح‬
‫‪ - 535‬سنن الرتمذى (‪ ) 3603‬صحيح‬
‫‪ - 536‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7417()433‬صحيح‬
‫‪ - 537‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7398()411‬صحيح‬

‫‪174‬‬
‫َح ِد ُك ْم ‪ ،‬أ َْو َم ْو ِض ُع قَ َدٍم‬
‫اب َق ْو ِس أ َ‬
‫ِ‬ ‫َوقَ َال ‪َ " :‬غ ْد َوةٌ يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها ‪َ ،‬ولََق ُ‬
‫ت إِىَل األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬
‫ِم َن اجلَن َِّة ‪َ ،‬خْيٌر ِم َن ُّ‬
‫ت َما‬ ‫ض أَل َ‬
‫َضاءَ ْ‬ ‫َن ْامَرأًَة م ْن ن َساء أ َْه ِل اجلَنَّة اطَّلَ َع ْ‬
‫‪538‬‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها "‬
‫صي ُف َها ‪َ -‬ي ْعيِن اخلِ َم َار ‪َ -‬خْيٌر ِم َن ُّ‬
‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬
‫َبْيَن ُه َما ‪َ ،‬ولَ َمأَل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪‬قَ َال ‪َ " :‬غ ْد َوةٌ يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه ‪ ،‬أ َْو َر ْو َحةٌ َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫س أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫الد ْنيَا َو َما ف َيها ‪َ ،‬ولََق ُ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِّه يِف اجْلَن َِّة َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫َقو ِس أَح ِد ُكم يِف اجْل ن َِّة أَو مو ِضع قِد ِ‬
‫َن ْامَرأًَة م ْن ن َساء أ َْه ِل اجْلَنَّة اطَّلَ َع ْ‬
‫ت‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫‪539‬‬
‫الد ْنيَا َو َما فِ َيها "‬
‫صي ُف َها َعلَى َرأْ ِس َها َخْيٌر ِم َن ُّ‬ ‫َت ما بيَنهما ِرحيا ‪ ،‬ولَنَ ِ‬
‫الد ْنيَا لَ َمأَل ْ َ َْ ُ َ ً َ‬ ‫إِىَل ُّ‬
‫القاب هنا قيل هو القدر وقيل من مقبض القوس إىل سيته ولكل قوس قوبان‬
‫والقد بكسر القاف وتشديد الدال هو السوط ومعىن احلديث ولقدر قوس أحدكم أو قدر املوضع الذي‬
‫يوضع فيه سوطه خري من الدنيا وما فيها‬
‫‪540‬‬
‫س يِف اجْلَن َِّة َش ْيءٌ ‪ ،‬مِم َّا يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا إِاَّل اأْل َمْسَاءُ "‬ ‫َِ ِ ٍ‬
‫وعن ابْن َعبَّاس ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬لَْي َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه يِف َكف ِِّه ِمثْل الْ ِم ْر ِآة يِف‬ ‫يِن ِ ِ‬ ‫وعن ح َذي َفةَ ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫يل َ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬أَتَا جرْب ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ُ َ ُ‬
‫ت ‪َ :‬ما‬ ‫ص َف ُاؤ َها ‪َ ،‬و ُح ْسُن َها ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫الد ْنيَا َ‬ ‫يل ‪َ ،‬ما َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ِذ ِه ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا جرْب ُ‬
‫ِ‬
‫َو َسط َها لَ ْم َعةٌ َس ْو َداءُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َه ِذ ِه اللَّ ْم َعةُ َّ‬
‫يم ‪،‬‬ ‫ت ‪َ :‬و َما َي ْو ُم اجْلُ ُم َعة ؟ قَ َال ‪َ :‬ي ْو ٌم م ْن أَيَّام َربِّك َعظ ٌ‬ ‫الس ْو َداءُ ؟ قَ َال ‪َ :‬هذه اجْلُ ُم َعةُ ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫صَّيَر أ َْه َل اجْلَن َِّة إِىَل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬وأ َْه َل النَّا ِر إِىَل النَّا ِر‬ ‫ِ‬
‫ضلَهُ ‪َ ،‬وامْسَهُ يِف اآلخَر ِة ‪ ،‬فَِإ َّن اللَّهَ إِذَا َ‬ ‫فَ َذ َكَر َشَرفَهُ ‪َ ،‬وفَ ْ‬
‫ات ‪ ،‬فَِإذَا َكا َن يوم اجْل مع ِة يِف وقْ ِ‬ ‫الساع ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َْ ُ ُُ َ َ‬ ‫ك َّ َ‬ ‫س مَثَّ لَْي ٌل ‪َ ،‬والَ َن َه ٌار قَ ْد َعل َم اللَّهُ َعَّز َو َج َّل ِم ْق َد َار تِْل َ‬ ‫لَْي َ‬
‫يد ‪،‬‬‫اجْل مع ِة الَّيِت خَي ْرج أَهل اجْل مع ِة إِىَل مُج عتِ ِهم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فين ِادي من ٍاد ‪ :‬يا أَهل اجْل ن َِّة ‪ ،‬اخرجوا إِىَل دا ِر الْم ِز ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َُ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ُ ُ ْ ُ ُُ َ‬ ‫ُُ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ح َذي َفةُ ‪ :‬واللَّ ِه هَل و أَش ُّد بي ِ ِ ِ‬ ‫ان الْ ِمس ِ‬ ‫َفيخرجو َن يِف ُكثْب ِ‬
‫اضا م ْن َدقيق ُك ْم فَِإذَا َق َع ُدوا َوأ َ‬
‫َخ َذ الْ َق ْو ُم‬ ‫ُ ْ َ َُ َ ََ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫ض َفتُ ْد ِخلُهُ يِف ثِيَاهِبِ ْم ‪َ ،‬وخُتْ ِر ُجهُ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ك األ َْبيَ َ‬ ‫ث اللَّهُ َعلَْي ِه ْم ِرحيًا تُ ْد َعى الْ ُمثِ َريةَ َفتُثِريُ َعلَْي ِه ُم الْ ِم ْس َ‬ ‫جَمَال َس ُه ْم َب َع َ‬
‫ول اللَّهُ َعَّز َو َج َّل‬ ‫يب أ َْه ِل ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يب ِم ِن امرأ َِة أ ِ‬ ‫ك الطِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يح أ َْعلَ ُم بِ َذل َ‬ ‫ُجيُوهِبِ ْم فَ ِّ‬
‫َحد ُك ْم لَ ْو ُدف َع إلَْي َها ط ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫الر ُ‬
‫يد ‪َ ،‬فيَ ْجتَ ِمعُو َن‬ ‫ب ‪ ،‬وص َّدقُوا رسلِي ومَل يرويِن ؟ سلُويِن َفه َذا يوم الْم ِز ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ :‬أَين ِعب ِاد َّ ِ‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ين أَطَاعُويِن بالْغَْي ِ َ َ ُ ُ َ ْ ََ ْ‬ ‫ي الذ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ض َعْن ُك ْم‬ ‫ض َعنَّا ‪َ ،‬و َي ْرج ُع إِلَْي ِه ْم يِف َق ْوله هَلُ ْم ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة لَ ْو مَلْ أ َْر َ‬ ‫َعلَى َكل َمة َواح َدة ‪ :‬إِنَّا قَ ْد َرضينَا فَ ْار َ‬
‫ك َنْنظُْر إِلَْي ِه قَ َال ‪:‬‬ ‫يد فَسلُويِن ‪َ ،‬فيجت ِمعو َن علَى َكلِم ٍة و ِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫مَل أ ِ‬
‫اح َدة أَ ِرنَا َو ْج َه َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ُسكْن ُك ْم َجنَّيِت ‪َ ،‬ف َه َذا َي ْو ُم الْ َمز َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ضى‬ ‫َن اللَّهَ قَ َ‬ ‫اه ْم ِم ْن نُو ِر ِه لَ ْوال أ َّ‬‫ب ‪َ ،‬و َيتَ َجلَّى هَلُ ْم َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ‪َ ،‬فَي ْغ َش ُ‬ ‫ف اللَّهُ َتبَ َار َك َو َت َعاىَل احْلُ ُج َ‬
‫ِ‬
‫َفيَكْش ُ‬
‫ال هَلُ ُم ‪ْ :‬ار ِجعُوا إِىَل َمنَا ِزلِ ُك ْم ‪َ ،‬فَيْر ِجعُو َن َوقَ ْد َخ َف ْوا َعلَى أ َْز َو ِاج ِه ْم ‪،‬‬ ‫الحَتَرقُوا ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬‫أَ ْن الَ مَيُوتُوا ْ‬

‫‪ - 538‬صحيح البخارى (‪ 6567‬و‪)6568‬‬


‫يل بْ ِن َج ْع َف ٍر (‪ ) 56‬صحيح‬ ‫‪ - 539‬أح ِاد ُ ِ ِ‬
‫يث إمْسَاع َ‬ ‫َ‬
‫ور لِْلَبْي َه ِق ِّي (‪ ) 322‬حسن‬
‫‪ -‬الَْب ْ ُ َ ُ ُ‬
‫ُّش‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ث‬‫ع‬ ‫‪540‬‬

‫‪175‬‬
‫ُّور َيتَ َم َّك ُن َحىَّت َي ْر ِجعُوا إِىَل َحاهِلِ ْم أ َْو إِىَل‬ ‫ِ مِم ِ ِ ِ ِ‬
‫َو َخ َفنْي َ َعلَْيه ْم َّا َغشَي ُه ْم م ْن نُوره َتبَ َار َك َو َت َعاىَل فَال َيَز ُال الن ُ‬
‫ور ٍة َو َر َج ْعتُ ْم إِلَْينَا بِغَرْيِ َها ؟‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َمنَا ِزهِلِ ُم الَّيِت َكانُوا َعلَْي َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫صَ‬ ‫اج ُه ْم ‪ :‬لََق ْد َخَر ْجتُ ْم م ْن عْندنَا بِ ُ‬
‫ول هَلُ ْم أ َْز َو ُ‬
‫ك اجْلَن َِّة ‪،‬‬‫َفي ُقولُو َن ‪ :‬جَتَلَّى لَنَا ربُّنَا َعَّز وج َّل َفنَظَرنَا إِىَل ما خ ِفينَا بِِه َعلَي ُكم قَ َال ‪َ :‬فهم يَت َقلَّبو َن يِف ِمس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪541‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َونَعيم َها يِف ُك ِّل َسْب َعة أَيَّ ٍام ‪َ ،‬و ُه َو َي ْو ُم الْ َم ِزيد‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 541‬مسند البزار( ‪ )2881‬ضعيف‬

‫‪176‬‬
‫المبحث الثاني واألربعون‬
‫في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها‬

‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫خِب ٍ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين‬ ‫َّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬ ‫قال تعاىل ‪ { :‬قُ ْل أ َُؤ َنبِّئُ ُك ْم َرْي م ْن َذل ُك ْم للَّذ َ‬
‫ين َّات َق ْوا عْن َد َرهِّب ْم َجن ٌ‬
‫صريٌ بِالْعِبَ ِاد (‪[ } )15‬آل عمران‪]15/‬‬ ‫ضوا ٌن ِمن اللَّ ِه واللَّه ب ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ُمطَ َّهَرةٌ َو ِر ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫ف َيها َوأ َْز َو ٌ‬
‫َجُر‬ ‫ك جز ُاؤهم م ْغ ِفرةٌ; ِمن رهِّبِم وجنَّات جَتْ ِري ِمن حَتْتِها اأْل َْنهار خالِ ِد ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ف َيها َون ْع َم أ ْ‬ ‫ْ َ َُ َ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬أُولَئ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ٌ‬
‫ني (‪[ } )136‬آل عمران‪]136/‬‬ ‫ِِ‬
‫الْ َعامل َ‬
‫ين فِ َيها نُُزاًل ِم ْن ِعْن ِد اللَّ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫ين َّات َق ْوا َربَّ ُه ْم هَلُ ْم َجن ٌ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫وقال تعاىل ‪ { :‬لَك ِن الذ َ‬
‫َو َما ِعْن َد اللَّ ِه َخْيٌر لِأْل َْبَرا ِر (‪[ } )198‬آل عمران‪]198/‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ح ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫ود اللَّه َو َم ْن يُط ِع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ يُ ْدخ ْلهُ َجنَّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫ين‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬ت ْل َ ُ ُ‬
‫يم (‪[ })13‬النساء‪]13/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬ ‫ف َيها َو َذل َ‬
‫ين فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الصا َات َسنُ ْدخلُ ُه ْم َجنَّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫وقال تعاىل ‪ { :‬والَّ ِذين آَمنُوا وع ِملُوا َّ حِل ِ‬
‫َ َ َ ََ‬
‫اج ُمطَ َّهَرةٌ َونُ ْد ِخلُ ُه ْم ِظاًّل ظَلِياًل (‪[ } )57‬النساء‪]57/‬‬ ‫ِ‬
‫أَبَ ًدا هَلُ ْم ف َيها أ َْز َو ٌ‬
‫ين فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الصا َات َسنُ ْدخلُ ُه ْم َجنَّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫وقال تعاىل ‪ { :‬والَّ ِذين آَمنُوا وع ِملُوا َّ حِل ِ‬
‫َ َ َ ََ‬
‫َص َد ُق ِم َن اللَّ ِه قِياًل (‪[ } )122‬النساء‪]122/‬‬ ‫ِ‬
‫أَبَ ًدا َو ْع َد اللَّه َحقًّا َو َم ْن أ ْ‬
‫ين فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني ِص ْد ُق ُه ْم هَلُ ْم َجن ٌ‬
‫َّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫وقال تعاىل ‪ { :‬قَ َال اللَّه ه َذا يوم يْن َفع َّ ِ ِ‬
‫الصادق َ‬ ‫ُ َ َْ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم (‪[ } )119‬املائدة‪]119/‬‬ ‫ك الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬‫ضوا َعْنهُ َذل َ‬ ‫أَبَ ًدا َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه ْم َو َر ُ‬
‫ك‬ ‫ض إِاَّل َما َشاءَ َربُّ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬وأ ََّما الَّ ِذين سعِ ُدوا فَِفي اجْل ن َِّة خالِ ِدين فِيها ما دام ِ‬
‫ات َواأْل َْر ُ‬‫الس َم َو ُ‬
‫ت َّ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫وذ (‪[ })108‬هود‪;......]108/‬‬ ‫عطَاء َغير جَمْ ُذ ٍ‬
‫َ ً َْ‬
‫وأما الذين رزقهم اهلل السعادة فيدخلون اجلنة خالدين فيها ما دامت السموات واألرض‪ ،‬إال الفريق الذي‬
‫شاء اهلل تأخريه‪ ،‬وهم عصاة املوحدين‪ ،‬فإهنم يبقون يف النار فرتة من الزمن‪ ،‬مث خيرجون منها إىل اجلنة‬
‫مبشيئة اهلل ورمحته‪ ،‬ويعطي ربك هؤالء السعداء يف اجلنة عطاء غري مقطوع عنهم‪.‬‬
‫َّاس‪ ،‬إِيِّن َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن مع ِاذ بن جب ٍل‪ ،‬أَ ّن رس َ َّ ِ‬
‫ول‬ ‫ول الله ‪َ ‬ب َعثَهُ إىَل الْيَ َم ِن‪َ ،‬فلَ َّما قَد َم َعلَْيه ْم‪ ،‬قَ َال‪ :‬يَا أَيُّ َها الن ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ت‪َ ;،‬وإِقَ َامةٌ َوال ظَ ْع َن"‬ ‫َن الْ َمَر َّد إِىَل اللَّ ِه‪ ،‬إِىَل ُجن ٍَّة أ َْو نَا ٍر‪ُ ،‬خلُ ٌ‬
‫ول اللَّ ِه ‪‬إِلَْي ُك ْم‪ ،‬خُيْرِب ُ ُك ْم"أ َّ‬ ‫رس ِ‬
‫‪542‬‬
‫ود َوال َم ْو َ‬ ‫َُ‬

‫‪ - 542‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ ) 16788()103‬صحيح لغريه‬

‫‪177‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪،‬‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َام فِينَا ُم َعاذُ بْ ُن َجبَ ٍل ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬يَا بَيِن أ َْو ٍد إِيِّن َر ُس ُ‬ ‫ون اأْل َْو ِد ِّ‬
‫وعن عم ِرو ب ِن ميم ٍ‬
‫َ ْ َ ْ ْ َْ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َساد اَل‬‫ت يِف أ ْ‬ ‫ود اَل َم ْو ٌ‬ ‫َت ْعلَ ُمو َن الْ َم َع َاد إِىَل اللَّه ‪ ،‬مُثَّ إِىَل اجْلَنَّة أ َْو إِىَل النَّا ِر ‪َ ،‬وإِقَ َامةٌ اَل ظَ ْع َن فيه ‪َ ،‬و ُخلُ ٌ‬
‫‪543‬‬
‫وت "‬
‫مَتُ ُ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و ُكنَّا‬‫ت ُقلُوبُنَا ‪َ ،‬و َز ِه ْدنَا يِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْلنَا يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ :‬ما لَنَا إِ َذا ُكنَّا عْن َد َك َرقَّ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ول اللَّ ِه‬‫اآلخَر ِة ‪ ،‬فَِإ َذا َخَر ْجنَا ِم ْن ِعْن ِد َك فَآنَ ْسنَا أ ََهالِينَا ‪َ ،‬ومَشَ ْمنَا أ َْواَل َدنَا أَنْ َك ْرنَا أَْن ُف َسنَا َف َق َال َر ُس ُ‬
‫ِمن أَه ِل ِ‬
‫ْ ْ‬
‫ك لََز َارتْ ُك ُم املاَل ئِ َكةُ يِف بُيُوتِ ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ " " :‬لَ ْو أَنَّ ُك ْم تَ ُكونُو َن إِ َذا َخَر ْجتُ ْم ِم ْن ِعْندي ُكْنتُ ْم َعلَى َحال ُك ْم َذل َ‬
‫َ‬
‫يد َك ْي يُ ْذنِبُوا َفَي ْغ ِفَر هَلُ ْم " "‬‫مَل تُ ْذنِبوا جَل اء اللَّه خِب ْل ٍق ج ِد ٍ‬
‫ْ ُ ََ ُ َ َ‬
‫ت ‪ :‬اجْلَنَّةُ َما بِنَ ُاؤ َها ؟ قَ َال ‪ " :‬لَبِنَةٌ ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬قْلت يا رس َ ِ ِ ِ‬
‫ول اللَّه م َّم ُخل َق اخلَْل ُق ؟ قَ َال ‪ " :‬م َن املَاء " ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫الز ْع َفَرا ُن َم ْن‬
‫وت ‪َ ،‬و ُت ْر َبُت َها َّ‬‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ َواليَاقُ ُ‬ ‫ك اأْل َ ْذ َفُر ‪َ ،‬و َح ْ‬ ‫ب ‪َ ،‬و ِماَل طُ َها الْ ِم ْس ُ‬ ‫فِض ٍَّة ولَبِنَةٌ ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وت ‪ ،‬اَل َتْبلَى ثيَابُ ُه ْم ‪َ ،‬واَل َي ْفىَن َشبَابُ ُه ْم "‬ ‫َس ‪َ ،‬وخَي ْلُ ُد َواَل مَيُ ُ‬ ‫َد َخلَ َها َيْن َع ُم َواَل َيْبأ ُ‬
‫الصائِم ِحني ي ْف ِطر ‪ ،‬ودعوةُ املظْلُ ِ‬
‫وم َي ْر َفعُ َها َف ْو َق الغَ َم ِام‬ ‫ث اَل ُتر ُّد دعو ُتهم ‪ ،‬ا ِإلمام ِ‬
‫َ‬ ‫العاد ُل ‪َ ،‬و َّ ُ َ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫مُثَّ قَ َال ‪ " " :‬ثَاَل ٌ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ‬
‫َ‬
‫ِ ٍ ‪544‬‬ ‫ب َعَّز وج َّل ‪ :‬و ِعَّزيِت أَل َنْصرن ِ‬
‫َّك َولَ ْو َب ْع َد حني "‬ ‫َُ‬ ‫الر ُّ َ َ َ‬ ‫الس َم ِاء ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬
‫ول َّ‬ ‫اب َّ‬
‫َّح هَلَا أ َْب َو ُ‬
‫‪َ ،‬وتُ َفت ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ع ِن اجْلَن َِّة َف َق َال ‪َ ":‬م ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ حَيْيَا فِ َيها فَاَل‬
‫ضى اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ُ :‬سئِ َل َر ُس ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ِ ،‬ر َ‬ ‫َ‬
‫ف بِنَ ُاؤ َها ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫يل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫س ‪ ،‬اَل َتْبلَى ثيَابُهُ ‪َ ،‬واَل َي ْفىَن َشبَابُهُ " ق َ‬ ‫وت ‪َ ،‬و َيْن َع ُم ف َيها اَل َيْب ُؤ ُ‬ ‫مَيُ ُ‬
‫صبَ ُاؤ َها اللُّ ْؤلُُؤ‬ ‫ب ‪ ،‬ولَبِنَةٌ ِمن فِض ٍَّة ِ‬
‫‪،‬ماَل طُ َها الْ ِم ْس ُ‬ ‫قَ َال ‪ " :‬لَبِنَةٌ ِم ْن َذ َه ٍ‬
‫‪،‬ح ْ‬‫الز ْع َفَرا ُن َ‬‫ك اأْل َ ْذ َفُر ‪ُ ،‬تَرابُ َها َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وت "‬ ‫َوالْيَاقُ ُ‬
‫ورث وتلف ‪ -‬اللَّبِنَة ‪ :‬واحدة اللَّنِب وهي اليت يُبْىَن هبا اجلِ َدار ‪ -‬املالط ‪ :‬الطني الذي‬ ‫بَلِ َي الثوب ‪ :‬قَ ُد َم َّ‬
‫يكون بني اللبنتني ‪ ،‬أو الرتاب الذي خيالطه املاء ‪ -‬األذفر ‪ :‬ذو الرائحة القوية الفواحة ‪ -‬احلصباء ‪:‬‬
‫احلجارة الصغرية ‪ -‬الياقوت ‪ :‬حجر كرمي من أجود األنواع وأكثرها صالبة بعد املاس ‪ ،‬خاصة ذو اللون‬
‫األمحر‬
‫ى وأَىِب هرير َة ع ِن النَّىِب ‪ --‬قَ َال‪ « :‬ينَ ِادى منَ ٍاد إِ َّن لَ ُكم أَ ْن تَ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص ُّحوا فَالَ تَ ْس َق ُموا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وع ْن أَىِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪،‬وإِ َّن لَ ُك ْم أَ ْن َتْن َع ُموا فَالَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَب ًدا ِ‬
‫‪،‬وإ َّن لَ ُك ْم أَ ْن حَتَْي ْوا فَالَ مَتُوتُوا أَبَ ًدا‪َ ،‬وإ َّن لَ ُك ْم أَ ْن تَشبُّوا فَالَ َت ْهَر ُموا أَبَ ًدا َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُدو ِرهم ِّم ْن غ ٍّل جَتْ ِري من حَتْت ِه ُم األَْن َه ُار َوقَالُواْ‬ ‫ك َق ْولُهُ َعَّز َو َج َّل ‪َ { :‬و َنَز ْعنَا َما يِف ُ‬ ‫َتْبتَئِ ُسوا أَبَ ًدا »‪ .‬فَ َذل َ‬

‫‪ - 543‬املستدرك للحاكم; (‪ )281‬صحيح‬


‫‪ - 544‬سنن الرتمذى (‪ )2717‬صحيح لغريه‬

‫‪178‬‬
‫ِ ِ‬ ‫هِل‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ودواْ أَن‬ ‫اءت ُر ُس ُل َر ِّبنَا بِاحْلَ ِّق َونُ ُ‬ ‫ي لَ ْوال أَ ْن َه َدانَا اللّهُ لََق ْد َج ْ‬ ‫احْلَ ْم ُد للّه الذي َه َدانَا ََذا َو َما ُكنَّا لَن ْهتَد َ‬
‫وها مِب َا ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} (‪ )43‬سورة األعراف‬ ‫ِ‬
‫ت ْل ُك ُم اجْلَنَّةُ أُو ِر ْثتُ ُم َ‬
‫‪545‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َّار ‪َ ،‬وأ ُْدخ َل أ َْه ُل اجْلَنَّة اجْلَنَّةَ ‪ ،‬جُيَاءُ‬ ‫ول اللَّه ‪ " :‬إ َذا َد َخ َل أ َْه ُل النَّار الن َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش أ َْملَ ُح ‪َ ،‬فُينَادي ُمنَاد ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ‪َ ،‬ت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬فيَ ْشَرئبُّو َن َو َيْنظُُرو َن ‪،‬‬ ‫بِالْ َم ْوت َكأَنَّهُ َكْب ٌ‬
‫ت ‪ ،‬مُثَّ يُنَ ِادي ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪َ ،‬ت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفيَ ْشَرئِبُّو َن‬ ‫َو ُكلٌّ قَ ْد َرأ َْوهُ ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬
‫ت ‪َ ،‬فُي ْؤ َخ ُذ َفيُ ْذبَ ُح ‪ ،‬مُثَّ يُنَ ِادي ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫َو َيْنظُُرو َن ‪َ ،‬و ُكلُّ ُه ْم قَ ْد َرأ َْوهُ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬
‫َنذرهم يوم احْل سر ِة إِ ْذ قُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي اأْل َْمُر‬ ‫{وأ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ك َق ْولُهُ ‪َ :‬‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َذل َ‬ ‫ود َواَل َم ْو َ‬ ‫ت ‪َ ،‬ويَا أ َْه َل النَّا ِر ‪ُ ،‬خلُ ٌ‬ ‫ود َواَل َم ْو َ‬ ‫ُخلُ ٌ‬
‫ٍ ‪546‬‬
‫َو ُه ْم يِف َغ ْفلَ ٍة َو ُه ْم اَل يُ ْؤ ِمنُو َن } (‪ )39‬سورة مرمي‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ َْه ُل ُّ‬
‫الد ْنيَا يِف َغ ْفلَة‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّيِب ِّ ‪‬يِف َه ِذ ِه اآْل يَِة َوأَنْ ِذ ْر ُه ْم َي ْو َم احْلَ ْسَر ِة قَ َال ‪ " :‬يُنَ ِادي ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فيَ ْشَرئِبُّو َن‬ ‫َ‬
‫ت ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم‬ ‫ال ‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن الْ َم ْو َ‬ ‫َفَيْنظُُرو َن ‪َ ،‬ويُنَ ِادي ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪َ ،‬فيَ ْشَرئِبُّو َن َفَيْنظُُرو َن ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫َّم َفيُ ْذبَ ُح ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬فُي َقد ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬ ‫ش أ َْملَ َح ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ور ِة َكْب ٍ‬‫صَ‬ ‫‪َ ،‬فيُ َجاءُ بِالْ َم ْوت يِف ُ‬
‫َنذرهم يوم احْل سر ِة إِ ْذ قُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي‬ ‫{وأ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ت " قَ َال مُثَّ َقَرأَ َ‬ ‫ود اَل َم ْو َ‬‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪ُ ،‬خلُ ٌ‬ ‫ت ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬ ‫ود َواَل َم ْو َ‬ ‫ُخلُ ٌ‬
‫اأْل َْمُر َو ُه ْم يِف َغ ْفلَ ٍة َو ُه ْم اَل يُ ْؤ ِمنُو َن } (‪ )39‬سورة مرمي‪.547‬‬
‫ش أ َْملَ َح ‪،‬‬ ‫ت َك َهْيئَ ِة َكْب ٍ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬ي ْؤتَى بِالْمو ِ‬ ‫ي َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ول ‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا‬ ‫َفُينَ ِادي ُمنَ ٍاد ‪ :‬يَا أ َْه َل اجلَن َِّة ‪َ ،‬فيَ ْشَرئِبُّو َن َو َيْنظُُرو َن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫وه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟‬ ‫ول ‪َ :‬‬ ‫ت ‪َ ،‬و ُكلُّ ُه ْم قَ ْد َرآهُ ‪ ،‬مُثَّ يُنَ ِادي ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪َ ،‬فيَ ْشَرئِبُّو َن َو َيْنظُُرو َن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫املَْو ُ‬
‫ت ‪َ ،‬ويَا أ َْه َل‬ ‫ود فَالَ َم ْو َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا أ َْه َل اجلَن َِّة ُخلُ ٌ‬ ‫ت ‪َ ،‬و ُكلُّ ُه ْم قَ ْد َرآهُ ‪َ ،‬فيُ ْذبَ ُح مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا املَْو ُ‬
‫ض َي اأْل َْمُر َو ُه ْم يِف َغ ْفلَ ٍة َو ُه ْم اَل يُ ْؤ ِمنُو َن } (‬ ‫َنذرهم يوم احْل سر ِة إِ ْذ قُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ ،‬مُثَّ َقَرأَ ‪َ {:‬وأ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ود فَالَ َم ْو َ‬ ‫النَّا ِر ُخلُ ٌ‬
‫‪548‬‬
‫‪ )39‬سورة مرمي ‪َ ،‬و َه ُؤالَ ِء يِف َغ ْفلَ ٍة أ َْه ُل ُّ‬
‫الد ْنيَا َو ُه ْم الَ يُ ْؤ ِمنُو َن ‪.‬‬
‫يشرئب ‪ :‬يرفع رأسه وميد عنقه‬
‫ال ‪ :‬يَا‬ ‫ش أ َْملَ َح َفُي َق ُ‬‫ت َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة يِف َهْيئَ ِة َكْب ٍ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬ي ْؤتَى بِالْمو ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ال ‪َ :‬ت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم‬ ‫ني خَمَافَةَ أَ ْن خَي ُْر ُجوا مِم َّا ُه ْم فِ ِيه ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫أَهل اجْل ن َِّة ‪َ ،‬فيطَّلِعو َن خائِِف ِ ِ‬
‫ني َوجل َ‬ ‫َْ َ َ ُ َ َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ني أَ ْن خَي ُْر ُجوا مِم َّا ُه ْم فِ ِيه ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ِ‬
‫ين فَ ِرح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّار ‪َ ،‬فيَطَّلعُو َن ُم ْستَْبش ِر َ‬ ‫ت ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬

‫‪ - 545‬صحيح مسلم (‪) 7336‬‬


‫َّسائِي (جامع احلديث)(‪ )9942‬صحيح‬ ‫ِ‬
‫السنَ ُن الْ ُكْبَرى للن َ‬
‫‪ُّ -‬‬
‫‪546‬‬

‫َّسائِي (‪ ) 9943‬صحيح‬ ‫ِ‬


‫السنَ ُن الْ ُكْبَرى للن َ‬
‫‪ُّ -‬‬
‫‪547‬‬

‫‪ - 548‬صحيح البخارى(‪) 4730‬‬

‫‪179‬‬
‫ال لِْل َف ِري َق ِ ‪ :‬خلُ ِ‬ ‫الصر ِ‬ ‫ِِ‬
‫يما‬
‫ود ف َ‬ ‫نْي ُ ٌ‬ ‫اط َفُي َق ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬فيَأْ ُمُر به َفيُ ْذبَ ُح َعلَى ِّ َ‬ ‫أََت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬
‫ت فِ َيها أَبَ ًدا "‪. 549‬‬ ‫جَت ُدو َن اَل َم ْو َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‬‫ش أ َْملَ ُح أ َْع َفُر َفيُوقَ ُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ :‬ع ْن َر ُسول اللَّه ‪‬قَ َال ‪ " :‬جُيَاءُ بِالْ َم ْوت َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ,‬كأَنَّهُ َكْب ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪َ ,‬فيَ ْشَرئبُّو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ‪َ ,‬فيَ ْشَرئبُّو َن َفَيْنظُُرو َن ‪ ,‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫ِ‬
‫َبنْي َ اجْلَنَّة َوالنَّا ِر ‪ ,‬مُثَّ يُ َق ُ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ‪ُ ,‬خلُ ٌ‬
‫ود اَل‬ ‫َن الْ َفَر َج قَ ْد َجاءَ ‪َ ,‬فيُ ْد َعى ‪َ ,‬فيُ ْذبَ ُح َبنْي َ اجْلَن َِّة َوالنَّا ِر َويُ َق ُ‬ ‫َفَيْنظُُرو َن ‪َ ,‬فَيَر ْو َن أ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ت فِ ِيه " قَ َال إِ ْس َح ُ‬ ‫ت ف ِيه ‪َ ,‬ويَا أ َْه َل النَّا ِر ُخلُ ٌ‬
‫مو ِ‬
‫َّضُر ‪َ :‬م ْعىَن أ َْع َفُر ‪ :‬الَّذي مْنهُ َبيَ ٌ‬
‫اض‬ ‫اق ‪ :‬قَ َال الن ْ‬ ‫ود اَل َم ْو َ‬ ‫َْ َ‬
‫َو َس َو ٌاد"‪. 550‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ف‬‫ش أ َْملَ ُح َفيُوقَ ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ " :‬يُ ْؤتَى بِالْ َم ْوت َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ,‬كأَنَّهُ َكْب ٌ‬ ‫َُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َبنْي َ اجْلَن َِّة َوالنَّا ِر ‪َ ,‬فُي َق ُ‬
‫ت‪,‬‬ ‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ‪َ ,‬ت ْع ِرفُو َن َه َذا ‪َ :‬فيَ ْشَرئبُّو َن َو َيْنظُُرو َن َو َي ُقولُو َن َه َذا الْ َم ْو ُ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ت َفُي ْؤ َمُر بِِه َفيُ ْذبَ ُح ‪ ,‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫ِ‬
‫ال يَا أ َْه َل النَّا ِر َت ْع ِرفُو َن َه َذا ‪َ :‬فيَ ْشَرئبُّو َن َو َيْنظُُرو َن َو َي ُقولُو َن َه َذا الْ َم ْو ُ‬ ‫َويُ َق ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪{ :‬وأ ِ‬
‫َنذ ْر ُه ْم َي ْو َم‬ ‫َ‬ ‫ت " مُثَّ َقَرأَ َر ُس ُ‬ ‫ود َواَل َم ْو َ‬ ‫ت ‪َ ,‬ويَا أ َْه َل النَّا ِر ُخلُ ٌ‬ ‫ود َواَل َم ْو َ‬ ‫يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ُخلُ ٌ‬
‫‪551‬‬
‫ض َي اأْل َْمُر َو ُه ْم يِف َغ ْفلَ ٍة َو ُه ْم اَل يُ ْؤ ِمنُو َن } (‪ )39‬سورة مرمي ‪,‬‬ ‫احْل سر ِة إِ ْذ قُ ِ‬
‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ش‬‫ول اللَّه ‪َ ‬وأَنْذ ْر ُه ْم َي ْو َم احلَ ْسَر ِة قَ َال ‪ " :‬يُ ْؤتَى باملَْوت َكأَنَّهُ َكْب ٌ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬قَرأَ َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد اخلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر‬ ‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل اجلَن َِّة َفيَ ْشَرئِبُّو َن ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬ ‫السو ِر َبنْي َ اجلَن َِّة َوالنَّا ِر ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ف َعلَى ُّ‬ ‫أ َْملَ ُح َحىَّت يُوقَ َ‬
‫َن اللَّهَ‬ ‫ض َج ُع َفيُ ْذبَ ُح ‪َ ،‬فلَ ْواَل أ َّ‬ ‫ت ‪َ ،‬فيُ ْ‬ ‫ال ‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬ه َذا املَْو ُ‬ ‫َفيَ ْشَرئِبُّو َن ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ِ‬ ‫َن اللَّه قَ أِل‬ ‫ِ‬ ‫قَ أِل‬
‫الب َقاءَ ‪ ،‬لَ َماتُوا‬ ‫ضى َْه ِل النَّا ِر احلَيَا َة ف َيها َو َ‬ ‫الب َقاءَ ‪ ،‬لَ َماتُوا َفَر ًحا ‪َ ،‬ولَ ْواَل أ َّ َ َ‬ ‫ضى َْه ِل اجلَنَّة احلَيَا َة َو َ‬ ‫َ‬
‫‪552‬‬
‫َتَر ًحا "‬
‫يشرئبون بشني معجمة ساكنة مث راء مث مهزة مكسورة مث باء موحدة مشددة أي ميدون أعناقهم لينظروا‬
‫الصر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ال‪ :‬يَا‬ ‫اط ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ف َعلَى ِّ َ‬ ‫ول اهلل ‪ :‬يُ ْؤتَى بِالْ َم ْوت َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ،‬فيُوقَ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪،‬‬ ‫ني أَ ْن خَي ُْر ُجوا ِم ْن َم َكاهِنِ ُم الَّ ِذي ُه ْم فِ ِيه ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫أَهل اجْل ن َِّة ‪َ ،‬فيْنطَلِ ُقو َن خائِِف ِ ِ‬
‫ني َوجل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ال ‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفَي ُقولُو َن‬ ‫ين أَ ْن خَي ُْر ُجوا ِم ْن َم َكاهِنِ ُم الَّ ِذي ُه ْم فِ ِيه ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ِ‬
‫ني ُم ْستَْبش ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفَيْنطَل ُقو َن فَ ِرح َ‬
‫ت فِ ِيه‬ ‫ود َوالَ َم ْو َ‬ ‫ال ل ْل َف ِري َقنْي ِ كِالَمُهَا ‪ُ :‬خلُ ٌ‬
‫اط ‪ ،‬مُثَّ ي َق ُ ِ‬
‫ُ‬
‫الصر ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت ‪َ ،‬فيَأْ ُمُر به َفيُ ْذبَ ُح َعلَى ِّ َ‬ ‫‪َ :‬ن َع ْم َربَّنَا َه َذا الْ َم ْو ُ‬
‫‪553‬‬
‫أَبَ ًدا‪.‬‬
‫يحنْي ِ لِْل َحاكِ ِم(;‪ ) 256‬صحيح‬ ‫‪ - 549‬مسند البزار(‪ )7957‬والْمستَ ْدر ُك علَى َّ ِ‬
‫الصح َ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ي(‪ )929‬صحيح‬ ‫الش ِر َيعةُ لِآْل ُجِّر ِّ‬
‫‪َّ - 550‬‬
‫ي(‪ )930‬صحيح‬ ‫الش ِر َيعةُ لِآْل ُجِّر ِّ‬
‫‪َّ - 551‬‬
‫يح " وهو كما قال‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪ ) 3450‬وقال ‪َ " :‬ه َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫‪552‬‬

‫‪ - 553‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7450()487‬صحيح‬

‫‪180‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س رضي اهلل عنه‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ف َبنْي َ‬ ‫ش أ َْملَ ُح ‪َ ،‬فيُوقَ ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ :‬يُ ْؤتَى بِالْ َم ْوت َي ْو َم الْقيَ َامة َكأَنَّهُ َكْب ٌ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟‬ ‫ك َربَّنَا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق ُ‬ ‫اجْلَنَّة َوالنَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ يُنَادي ُمنَاد ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ :‬لََّبْي َ‬
‫الء ‪ ،‬ويْن َق ِطع رجاء هؤ ِ‬
‫الء‬ ‫َفي ُقولُو َن ‪َ :‬نعم ربَّنا ‪ ،‬ه َذا الْموت ‪َ ،‬في ْذبح َكما تُ ْذبح الشَّاةُ ‪َ ،‬فيأْمن هؤ ِ‬
‫ََ ُ َ َ ُ َُ‬ ‫َ َ ُ َُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َْ ُ ُ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪554‬‬
‫" ‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ :‬إِ َذا صار أَهل اجْل ن َِّة إِىَل اجْل ن َِّة ‪ ،‬وأَهل النَّا ِر إِىَل النَّا ِر ‪ِ ،‬جىء بِالْمو ِ‬
‫ت‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ َْ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫ََ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬يَا أ َْه َل النَّا ِر الَ َم ْو َ‬ ‫َحىَّت جُيْ َع َل َبنْي َ اجْلَنَّة َوالنَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ يُ ْذبَ ُح ‪ ،‬مُثَّ يُنَادى ُمنَاد يَا أ َْه َل اجْلَنَّة الَ َم ْو َ‬
‫هِنِ ‪555‬‬
‫َفَيْز َد ُاد أ َْه ُل اجْلَن َِّة َفَر ًحا إِىَل َفَر ِح ِه ْم‪َ .‬و َي ْز َد ُاد أ َْه ُل النَّا ِر ُح ْزنًا إِىَل ُح ْز ْم‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال ‪ «:‬يُ ْد ِخ ُل اللَّهُ أ َْه َل اجْلَن َِّة اجْلَنَّةَ َويُ ْد ِخ ُل‬ ‫َن َعْب َد اللَّ ِه قَ َال ‪:‬إِ َّن َر ُس َ‬ ‫صالِ ٍح َح َّد َثنَا نَافِ ٌع أ َّ‬‫وع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ت ُكلٌّ َخالِ ٌد‬ ‫ت َويَا أ َْه َل النَّا ِر الَ َم ْو َ‬
‫ِ‬
‫ول ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة الَ َم ْو َ‬ ‫وم ُم َؤذِّ ٌن َبْيَن ُه ْم َفَي ُق ُ‬‫َّار‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫أ َْه َل النَّار الن َ‬
‫‪556‬‬
‫يما ُه َو فِ ِيه »‪.‬‬ ‫فَ‬
‫ِ‬
‫ش اأْل َْملَ ِح َحىَّت‬ ‫ت َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َكالْ َكْب ِ‬ ‫ي ‪ -‬قَ َال ‪ :‬أَظُنُّه ر َفعه ‪ -‬قَ َال ‪ " :‬ي ْؤتَى بِالْمو ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ف َبنْي َ اجْلَن َِّة َوالنَّا ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ت قَ َال ‪َ :‬فيُ ْذبَ ُح ‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬ ‫ول ‪ :‬يَا أ َْه َل اجْلَنَّة ‪َ ،‬ه َذا الْ َم ْو ُ‬ ‫يُوقَ َ‬
‫ات أ َْه ُل النَّا ِر ُح ْزنًا‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد ُحْزنًا لَ َم َ‬ ‫ات أ َ‬‫ات أ َْه ُل اجْلَنَّة َفَر ًحا ‪َ ،‬ولَ ْو َم َ‬ ‫َح ٌد َفَر ًحا لَ َم َ‬ ‫ات أ َ‬ ‫َو ُه ْم َيْنظُُرو َن ‪َ ،‬فلَ ْو َم َ‬
‫‪557‬‬
‫"‬
‫يقول اإلمام ابن القيم‪ -‬رمحه اهلل‪:558-‬‬
‫ِ‬
‫وأصناف َّلذات ٍهبـا يَُتَن ََّعـ ُـم‬ ‫فللَّه مـا يف َحشـوهـا من َمـسَّر ٍة ‪....‬‬
‫بسم‬
‫والث ْغ ُـر يف الروض ِيَ ُ‬ ‫برد العـيش ِبني ِخيامها ‪ ...‬وروضاهِت ا َّ‬ ‫وهلل ُ‬
‫منهم‬
‫كنت ُ‬ ‫احلب لو َ‬ ‫وهلل واديها الذي هو موع ُـد الْـ ‪َ ;.....‬مزي ِـد لوف ِـد ِّ‬
‫أبصار تـرى اهللَ جهرة ً‪ .....‬فـال الضَّْي ُم يَغشاها وال هي تَسـأَ ُم‬ ‫وهلل ٌ‬
‫املتيَّ ُم‬
‫احملب َ‬ ‫فيا نظرة ًأهدت إىل الوجه نضرة ً ‪ ;.....‬أ َِم ْن بعدها يَ ْسلُو ُّ‬
‫ِأعظم‬ ‫ِ‬
‫نور من الفجر ُ‬ ‫مت ‪ ;.....‬أضاءَ هلـا ٌ‬ ‫وهلل َك ْم من خرية ٍإ ْن تبَ ّس ْ‬
‫ـني تَـ َكلَّ ُم‬ ‫لت ‪ .....‬ويا ل َّـذ َة األمساع ِح َ‬ ‫فيا لذةَ األبصار ِإ ْن هي أقْـبَ ْ‬
‫خجلَةَ الفجرين ِحني َتبَ َّس ُم‬ ‫نت ‪ .......‬ويا ْ‬ ‫ِ‬
‫ِالرطيب إذا ا ْنثَ ْ‬ ‫ويا َخ ْجلَةَ الغصن‬
‫‪ - 554‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )2898‬صحيح‬
‫‪ - 555‬صحيح البخارى (‪) 6548‬‬
‫‪ - 556‬صحيح مسلم(‪) 7362‬‬
‫الرقَائِ ُق اِل بْ ِن الْ ُمبَ َار ِك (‪ ) 1893‬صحيح لغريه‬
‫الز ْه ُد َو َّ‬
‫‪ُّ - 557‬‬
‫‪ - 558‬أنظر القصيدة بتمامها يف كتاب حادي األرواح البن القيِّم‪:‬ص ‪9-7‬‬

‫‪181‬‬
‫لك َم ْره ُـم‬ ‫وصلُها َ‬ ‫فلم َيْب َـق إال ْ‬
‫كنت ذا قلب ٍعـليل ٍحببِّهـا ‪ْ ......‬‬ ‫فإن َ‬
‫كنت راغـبًا‪ .....‬فهذا زمان املهـر فهو امل َق َد ُم‬ ‫فيا خاطب احل ِ‬
‫ـناء إ ْن‬
‫هِنُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـضا للخائنات ُِبِّّ;ها ‪ ;.....‬فتحظى هبا مـن ُدو ْم و ُتَن َّع ُـم‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬
‫وكن ُمبغ ً‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫تفوز بعيد الفط ِر‬
‫ص َّو ُم‬ ‫والناس ُ‬ ‫ُ‬ ‫يومك األدىن لعلَّك يف غـد ٍ ‪ُ .....‬‬ ‫وص ْم َ‬ ‫ُ‬
‫لك يُ ْع ـلَ ُم‬ ‫منزل َ‬ ‫يك فيها ٌ‬ ‫َس ِرها‪ ;.......‬وملْ ُ‬ ‫وإن ضاقت الدنيا عليك بأ ْ‬
‫ِعـ ْدن ٍفإنَََـَََّّّّ;ها ‪ ......‬منازلُـنا األوىل وفيها املخيَّّ ُم‬ ‫فحي على جنَّات َ‬ ‫ِّ‬
‫يعلم‬ ‫ُ ِ‬ ‫وحي على السوق ِالذي فيه َي ْلتَقي‪.......‬امل ِحبُّون ذاك‬
‫السوق للقوم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫َسلَموا‬ ‫التجار فيه وأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫أسلف‬
‫َ‬ ‫ـئت ُخـ ْذ منه بال مثن ٍله ‪ ;....‬فقـد‬ ‫فما ش َ‬
‫موسم‬
‫ُ‬ ‫ِفاليوم‬
‫ُرب العرش َ‬ ‫وحي على يوم املزيد الذي بـه ‪ ;....‬زيارة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحي على واد ٍهنالك أَفْـيَح ٍ ‪ ;....‬وتربتُهُ من إ ْذفر ِاملسك أَ ُ‬
‫عظم‬ ‫ِّ‬
‫ك وفضة ٍ‪ .....‬ومن خالص ِالع ْقيان ِال َيت َق َّس ُـم‬ ‫منابر من نور ِ‬
‫ٍهنال َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫مقاعدا‪ .......‬ملن دو َن أصحاب املنابر ِيُ ْعلَ ُـم‬ ‫لن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫و ُكثْبا ُن مسك قد ُجع َ‬
‫وأرزاقه ْم ْجتري علي ِه ْم و ُت ْق ُس ُم‬ ‫ُ‬ ‫ـرورهم ‪.......‬‬
‫ْ‬ ‫فبينامُه و يف َعْي ِشهم وس‬
‫وه ُـم‬ ‫َّات ال يُتَ َّ‬ ‫ت له‪ .......‬بأَقْطَارها اجلن ُ‬ ‫إذا ُهم بنور ٍساطع ٍأَ ْشـرقَ ْ‬
‫وق العرش َََِمُثَّّ;َ يُ َكلِّ ُم‬ ‫فيضحك فَ َ‬
‫ُ‬ ‫رب السموات جهـرة ً ‪.....‬‬ ‫جتلَّى هلُم ُّّ‬
‫ليمهُ إذ يُ َّسـلِّ ُم‬ ‫سالم علي ُك ْم يسمعون مجيعُ ُهم ‪ ;.......‬بأذاهنم تَ ْس َ‬ ‫ٌ‬
‫أرح ُم‬‫يقل َسلُوين ما ا ْشَت َهيتُ ْم ف ُكلَّما‪ ;........‬تُريدو َن عندي‪ ,‬إنين أنا َ‬ ‫ُ‬
‫رحم‬
‫ميل وتَ ُ‬ ‫ت الذي تُويل اجلَ َ‬ ‫مجيعا حنن نسألك الرضا‪ .......‬فأنْ َ‬ ‫فقالوا ً‬
‫عطيهمو هـذا َوي ْش َه ُد مَجْعُ ُه ْم‪ ........‬عليه تعاىل اهللُ‪ ,‬فاهللُ أَ ْك َـر ُم‬ ‫َفيُ ُ‬
‫وف َت ْعلَ ُم‬ ‫بائعا هـذا ببخـس ٍُم َع َّجل ٍ‪ ;........‬كأنَّك ال تَ ْدري‪َ ,‬بلى َس َ‬ ‫فيا ً‬
‫ظم‬
‫ُأع ُ‬ ‫كنت تَدري فاملصيبة َ‬ ‫كنت ال تدري فتلك مصيبةٌ‪.......‬وإن; َ‬ ‫فإن َ‬

‫‪‬‬

‫‪182‬‬
‫الباب الثاني‬
‫سنَّة‬
‫صفة عذاب النار في القرآن وال ُّ‬

‫وفيه ثالثة وأربعون مبحثا ‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫المبحث األول‪ -‬الترغيب في سؤال الجنة واالستعاذة من النار‬
‫المبحث الثاني‪-‬الترهيب من النار أعاذنا اهلل منها بمنه وكرمه‬
‫المبحث الثالث‪ -‬األعمال واألقوال التي تقي من النار‬
‫المبحث الرابع‪ -‬خزنة النار‬
‫المبحث الخامس‪-‬أسماء النار‬
‫المبحث السادس‪-‬أبواب النار‬
‫المبحث السابع‪-‬وقود النار‬
‫المبحث الثامن‪-‬في شدة حرها وزمهريرها‬
‫المبحث التاسع‪-‬مالئكة النار وزبانيتها‬
‫المبحث العاشر‪-‬في ظلمتها وسوادها وشررها‬
‫المبحث الحادي عشر‪-‬في أوديتها وجبالها‬
‫المبحث الثاني عشر‪-‬سعة النار وبعد قعرها‪T‬‬
‫المبحث الثالث عشر‪-‬دركات النار‬
‫المبحث الرابع عشر‪-‬في سالسلها وغير ذلك‬
‫المبحث الخامس عشر‪-‬في ذكر حياتها وعقاربها‬
‫المبحث السادس عشر‪-‬في شراب أهل النار‬
‫المبحث السابع عشر‪-‬في طعام أهل النار ‪...‬‬
‫المبحث الثامن عشر‪-‬لباس أهل النار‬
‫المبحث التاسع عشر‪-‬النار تتكلم وتبصر‬
‫المبحث العشرون‪-‬تأثير النار على الدنيا وأهلها‬
‫المبحث الواحد والعشرون‪T-‬هل ترى النار قبل يوم القيامة؟‬
‫المبحث الثاني والعشرون‪-‬فراش أهل النار‪ ,‬وغطاؤهم‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪T-‬في عظم أهل النار وقبحهم فيها‬

‫‪183‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون‪-‬أصناف أخرى من العذاب‬
‫المبحث الخامس والعشرون‪- T‬شدة ما يكابده أهل النار‬
‫المبحث السادس والعشرون‪T-‬تفاوتهم في العذاب‬
‫‪T‬الس ُّر في كثرة أهل النار‬
‫المبحث السابع والعشرون‪ِّ -‬‬
‫المبحث الثامن والعشرون‪-‬النساء أكثر أهل النار‬
‫المبحث التاسع والعشرون‪T-‬ذكر الجهنميين‬
‫المبحث الثالثون‪-‬تخاصم أهل النار‬
‫المبحث الواحد والثالثون‪-‬في بكائهم وشهيقهم‪T‬‬
‫ِ‬
‫عذاب أهل النَّار‬ ‫والثالثون‪-‬أعظم‬ ‫المبحث الثاني‬
‫ُ‬
‫المبحث الثالث والثالثون‪-‬أهون أهل النار عذابا‬
‫المبحث الرابع والثالثون‪-‬أشخاص بأعيانهم في النار‬
‫المبحث الخامس والثالثون‪-‬أول من تسعر بهم النار‬
‫المبحث السادس والثالثون‪-‬صب ُغ أنعم أهل الدنيا من أهل في النار‬
‫المبحث السابع والثالثون‪-‬جرائم الموحدين التي دخلوا بسببها النار‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫المبحث الثامن والثالثون‪-‬من يخرج من النار وآخر هم‬
‫المبحث التاسع والثالثون‪-‬المخلدون في النار‬
‫المبحث األربعون‪-‬أعظم جرائم الخالدين في النار‬
‫المبحث الواحد واألربعون‪-‬أهم الجرائم التي تدخل النار‬
‫المبحث الثاني واألربعون‪-‬نداء أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار‬
‫المبحث الثالث واألربعون‪-‬خلود أهل النار فيها‬

‫‪184‬‬
‫المبحث األول‬
‫الترغيب في سؤال الجنة واالستعاذة من النار‬

‫السور َة ِمن الْ ُقر ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬


‫ول «‬ ‫آن َي ُق ُ‬ ‫ُّعاءَ َك َما يُ َعلِّ ُم ُه ُم ُّ َ َ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬كا َن يُ َعلِّ ُم ُه ْم َه َذا الد َ‬ ‫اس أ َّ َ ُ‬ ‫َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ك ِم ْن فِْتنَ ِة الْ َم ِس ِ‬
‫يح‬ ‫اب الْ َقرْبِ َوأَعُوذُ بِ َ‬ ‫ك ِمن َع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َوأَعُوذُ ب َ ْ‬
‫ِ‬
‫ك م ْن َع َذاب َج َهن َ‬
‫قُولُوا اللَّه َّم إِنَّا َنعوذُ بِ َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّج ِال َوأَعُوذُ بِ َ‬
‫‪559‬‬
‫ك م ْن فْتنَة الْ َم ْحيَا َوالْ َم َمات »‪.‬‬ ‫الد َّ‬
‫آن ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِيِّن‬ ‫السور َة ِمن الْ ُقر ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ُّعاءَ َك َما يُ َعلِّ ُم ُه ُم ُّ َ َ ْ‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬كا َن يُ َعلِّ ُم ُه ْم َه َذا الد َ‬ ‫اس ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ك ِمن فِْتنَ ِة الْمحيا والْمم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب جهنَّم ‪ ،‬وأَعوذُ بِ َ ِ‬ ‫أَعوذُ بِ َ ِ‬
‫ات ‪َ ،‬وأَعُوذُ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ك م ْن َع َذاب الْ َقرْبِ ‪َ ،‬وأَعُوذُ ب َ ْ‬ ‫ك م ْن َع َذ ِ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ‪560‬‬
‫َّجال ‪.‬‬ ‫يح الد َّ‬ ‫ك ِم ْن َشِّر الْ َم ِس ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬وبِأَىِب أَىِب‬ ‫ت أ ُُّم حبِيبةَ َزوج النَّىِب ِّ ‪ « - -‬اللَّه َّم أَمتِعىِن بِزو ِجى رس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ْ ْ َْ َ ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اللَّه قَ َال قَالَ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ود ٍة َوأ َْر َز ٍاق‬ ‫ت اللَّه آلج ٍال م ْ ٍ‬
‫ضُروبَة َوأَيَّ ٍام َم ْع ُد َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َخى معا ِويةَ‪ .‬قَ َال َف َق َال النَّىِب ‪ « - -‬قَ ْد سأَلْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ُس ْفيَا َن َوبِأ ُ َ َ‬
‫اب ىِف‬ ‫ت اللَّهَ أَ ْن يعِي َذ ِك ِمن َع َذ ٍ‬ ‫ت سأَلْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م ْقس ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ومة لَ ْن يُ َع ِّج َل َشْيئًا َقْب َل حلِّه أ َْو يُ َؤ ِّخَر َشْيئًا َع ْن حلِّه َولَ ْو ُكْن َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫‪561‬‬
‫ض َل »‪.‬‬ ‫اب ىِف الْ َقرْبِ َكا َن َخْيًرا َوأَفْ َ‬ ‫النَّا ِر أَو َع َذ ٍ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫استَ َج َار َعْب ٌد م َن النَّار َسْب َع َمَّرات يِف َي ْوم ‪ ،‬إال قَالَت الن ُ‬
‫َّار‬ ‫ول اللَّه ‪َ : ‬ما ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ات ‪ ،‬إِال‬ ‫ب إِ َّن عب َد َك فُالنًا قَ ِد استَجار َك ِميِّن فَأ َِجره ‪ ،‬وال يسأ َُل اللَّه عب ٌد اجْل نَّةَ يِف يوٍم سبع مَّر ٍ‬
‫َْ َْ َ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ُْ َ َْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫‪ :‬يَا َر ِّ َ ْ‬
‫‪562‬‬
‫ب إِ َّن َعْب َد َك فُالنًا َسأَلَيِن فَأ َْد ِخ ْلهُ "‬ ‫قَالَ ِ‬
‫ت اجْلَنَّةُ ‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫اسَت َعا َذ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسأ َُل اللَّهَ اجْلَنَّةَ َسْب ًعا ‪ ،‬قَالَت اجْلَنَّةُ ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َْدخ ْلهُ اجْلَنَّةَ َو َم ِن ْ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة قَ َال ‪َ :‬م ْن قَ َال ‪ :‬أ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪563‬‬
‫َّار ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َِع ْذهُ ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النَّار ‪ ،‬قَالَت الن َ‬
‫ات إِالَّ قَالَ ِ‬ ‫ث مَّر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت اجْلَنَّةُ ‪:‬‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬ما َسأ ََل َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم اجْلَنَّةَ ثَالَ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪564‬‬
‫َّار ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َِج ْرهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫استَجار مسلِم ِمن النَّا ِر ثَالَ َ ٍ ِ‬
‫ث َمَّرات إالَّ ‪ ،‬قَالَت الن ُ‬ ‫اللَّ ُه َّم أ َْدخ ْلهُ اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬والَ ْ َ َ ُ ْ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫الذ ْك ِر‬ ‫ضالً َيتََّبعُو َن جَمَالِس ِّ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن لِلَّ ِه َتبَ َار َك َوَت َعاىَل َمالَئِ َكةً َسيَّ َارةً فُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ف بعضهم بعضا بِأ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َجن َحت ِه ْم َحىَّت مَيْلَئُوا َما َبْيَن ُه ْم َو َبنْي َ‬ ‫فَِإذَا َو َج ُدوا جَمْل ًسا فيه ذ ْكٌر َق َع ُدوا َم َع ُه ْم َو َح َّ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً ْ‬
‫الس َم ِاء ‪ -‬قَ َال ‪َ -‬فيَ ْسأَهُلُ ُم اللَّهُ َعَّز َو َج َّل َو ُه َو أ َْعلَ ُم هِبِ ْم ِم ْن‬ ‫صعِ ُدوا إِىَل َّ‬ ‫الد ْنيَا فَِإذَا َت َفَّرقُوا َعَر ُجوا َو َ‬ ‫الس َم ِاء ُّ‬
‫َّ‬
‫‪ - 559‬صحيح مسلم (‪)1361‬‬
‫‪ - 560‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )999()280‬صحيح‬
‫‪ - 561‬صحيح مسلم(‪)6941‬‬
‫‪ - 562‬مسند أيب يعلى املوصلي (‪ )6192‬ضعيف‬
‫‪ - 563‬مسند الطيالسي (‪ )2702‬صحيح‬
‫‪ - 564‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )1014()293‬صحيح‬

‫‪185‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ك َوحَيْ َم ُدونَ َ‬‫ك َويُ َهلِّلُونَ َ‬‫ك َويُ َكِّبُرونَ َ‬ ‫ض يُ َسبِّ ُحونَ َ‬ ‫أَيْ َن جْئتُ ْم َفَي ُقولُو َن جْئنَا ِم ْن ِعْند ِعبَاد لَ َ‬
‫ك ىِف األ َْر ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫َويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ف لَ ْو َرأ َْوا َجنَّىِت‬ ‫ب‪ .‬قَ َال فَ َكْي َ‬ ‫َى َر ِّ‬‫ك‪ .‬قَ َال َو َه ْل َرأ َْوا َجنَّىِت قَالُوا الَ أ ْ‬ ‫ك َجنَّتَ َ‬‫قَ َال َو َما َذا يَ ْسأَلُوىِن قَالُوا يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ب‪ .‬قَ َال َو َه ْل َرأ َْوا نَا ِرى قَالُوا الَ‪ .‬قَ َال‬ ‫ك‪ .‬قَ َال َو ِم َّم يَ ْستَ ِجريُونَىِن قَالُوا ِم ْن نَا ِر َك يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫قَالُوا َويَ ْستَجريُونَ َ‬
‫َج ْر ُت ُه ْم مِم َّا‬
‫َعطَْيُت ُه ْم َما َسأَلُوا َوأ َ‬
‫ت هَلُ ْم فَأ ْ‬
‫ول قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫ك ‪ -‬قَ َال ‪َ -‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ف لَ ْو َرأ َْوا نَا ِرى قَالُوا َويَ ْسَت ْغفُرونَ َ‬ ‫فَ َكْي َ‬
‫ت ُه ُم‬ ‫ول َولَهُ َغ َف ْر ُ‬ ‫س َم َع ُه ْم قَ َال َفَي ُق ُ‬ ‫َّ ِمَّن‬ ‫استَ َجاروا ‪ -‬قَ َال ‪َ -‬فَي ُقولُو َن ر ِّ ِ ِ‬
‫ب فيه ْم فُالَ ٌن َعْب ٌد َخطاءٌ إ َا َمَّر فَ َجلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫‪565‬‬
‫يس ُه ْم » ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫الْ َق ْو ُم الَ يَ ْش َقى ْم َجل ُ‬
‫ال ُفضل ‪ :‬مالئكة زائدون على احلفظة وغريهم‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 565‬صحيح مسلم (‪) 7015‬‬

‫‪186‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الترهيب من النار أعاذنا هللا منها بمنه وكرمه‬

‫اآلخَر ِة َح َسنَةً ‪َ ،‬وقِنَا‬ ‫الد ْنيا حسنَةً ‪ ،‬وىِف ِ‬ ‫ِ ىِف‬ ‫ِ‬


‫س قَ َال َكا َن أَ ْكَثُر ُد َعاء النَّىِب ِّ ‪ « -  -‬اللَّ ُه َّم َربَّنَا آتنَا ُّ َ َ َ َ‬ ‫َع ْن أَنَ ٍ‬
‫اب النَّا ِر » ‪.566‬‬ ‫َع َذ َ‬
‫َش َّد ِذ ْكًرا فَ ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل ‪ { :‬فَِإ َذا قَضيتُم منَ ِ‬
‫ول‬‫َّاس َم ْن َي ُق ُ‬ ‫اس َك ُك ْم فَاذْ ُكُروا اللَّهَ َكذ ْك ِر ُك ْم آَبَاءَ ُك ْم أ َْو أ َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫الد ْنيَا َحسنَةً َويِف‬
‫َ‬ ‫ول َربَّنَا آَتِنَا يِف ُّ‬ ‫الد ْنيَا َو َما لَهُ يِف اآْل َ ِخَر ِة ِم ْن َخاَل ٍق (‪َ )200‬و ِمْن ُه ْم َم ْن َي ُق ُ‬ ‫َربَّنَا آَتِنَا يِف ُّ‬
‫صيب مِم َّا َكسبوا واللَّهُ س ِريع احْلِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب النَّا ِر (‪ )201‬أُولَئِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب (‪})202‬‬ ‫َُ َ َ ُ َ‬ ‫ك هَلُ ْم نَ ٌ‬ ‫اآْل َخَر ِة َح َسنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫[البقرة‪]202-200/‬‬
‫اغ ِمْن َها ‪َ .‬وقَ َال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫اهلل بع َد قَض ِاء املنَ ِ‬
‫اس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يأْمر اهلل َتعاىَل نَبِيَّه ‪ ‬وامل ْؤ ِمنِ‬
‫اس‬ ‫ك َوال َفَر ِ‬ ‫ني بِا ِإل ْكثَا ِر م ْن ذ ْك ِر َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُُ ُ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات ‪. . .‬‬ ‫الرجل ِمْنهم ‪َ :‬كا َن أَيِب يطْعِم وحَي ِمل الدِّي ِ‬
‫ُ َُ ْ ُ َ‬ ‫ول َّ ُ ُ ُ ُ‬ ‫اهلِيَّ ِة َكانُوا يَِق ُفو َن يِف امل ْو ِس ِم َفَي ُق ُ‬ ‫إِ َّن العرب يِف اجل ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني إِىَل ُد َعائِِه َب ْع َد ِذ ْك ِر ِه َكثِرياً‬ ‫ِ‬
‫س هَلُ ْم َه ٌّم َغْيُر ذ ْك ِر ف َع ِال آبَائ ِه ْم فَأَْنَز َل اهللُ هذه اآليَةَ ‪َ ،‬وأ َْر َش َد املُ ْسلم َ‬ ‫إخل لَْي َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ،‬لِما يِف ذلِك ِمن مظن ٍَّة إِجاب ِة الد ِ‬
‫ضو َ;ن َع ْن أ َْم ِر‬ ‫اه ْم َو ُه ْم ُم ْع ِر ُ‬‫ين ال يَ ْسأَلُو َن إِالَّ يِف أ َْم ِر ُد ْنيَ ُ‬ ‫ُّعاء َو َذ َّم اهللُ الذ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني به ‪.‬‬ ‫هِِتِ‬ ‫ِ‬
‫آخَر ْم ‪َ ،‬غرْي ُم ْهتَ ِّم َ‬
‫ِ‬ ‫ب و ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُكون إىَل اهلل ‪ ،‬ال يُْبط ُئ َعلَْي ِه ْم ‪ ،‬فَاهللُ َت َعاىَل َس ِر ُ‬
‫يع‬ ‫ض ُمو ٌن َّا َك َسبُوهُ بالطَّلَ َ‬ ‫يب َم ْ‬ ‫َوهؤالء هَلُ ْم نَص ٌ‬
‫اب ‪َ ،‬و ُه َو جَيْ ِزي ُكالً مِب َا يَ ْستَ ِحقُّهُ ‪.‬‬ ‫احلِس ِ‬
‫َ‬
‫ب ْاهتِ َم ِام ِه ْم بِأ َْمرِ‬ ‫اآلخر ِة إِىل َجانِ ِ‬ ‫الدنْيا َف َق ْط ‪ ،‬آخرون يهتَمو َن بِأَم ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َُ َْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ني بأ َْمر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ك املُْهتَ ِّم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإِىل َجانب أُولَئ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫اآلخَر ِة َح َسنَةً ( َوتَ ْش َم ُل‬ ‫وي ) ويِف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الدُّنيا َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا آتنَا يِف الدُّنيا َح َسنَةً ( َوتَ ْش َم ُل ُك َّل َمطْلَب َد ْنيَ ِّ َ‬
‫اب امل َحا ِرِم َواآلثَ ِام ‪،‬‬ ‫الدنْيا ‪ِ :‬م ِن ِاجتِنَ ِ‬ ‫َسبَابِِه يِف ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ضي َتْي ِس َري أ‬ ‫ول اجلن َِّة والنَّجا َة ِمن النَّا ِر ) ‪ ،‬وهذا ي ْقتَ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ُد ُخ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ات واملحَّرم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫َوَت ْرك الشُُّب َه َ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫مِت‬ ‫ت َع ِد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ى بْ َن َحا ٍ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫ت َعْب َد اللَّه بْ َن َم ْعق ٍل قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫اق قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫وع ْن أَىِب إِ ْس َح َ‬ ‫َ‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْرة » ‪.‬‬
‫ٍ ‪567‬‬
‫ول « َّات ُقوا الن َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫َر ُس َ‬
‫مِت‬
‫َّار ‪َ ،‬فَت َع َّوذَ‬ ‫َش ِ ِ ِ‬
‫اح ب َو ْجهه ‪ ،‬مُثَّ ذَ َكَر الن َ‬
‫ِ‬
‫َّار ‪َ ،‬فَت َع َّوذَ مْن َها َوأ َ َ‬ ‫ى بْ ِن َحا ٍ قَ َال ذَ َكَر النَّىِب ُّ ‪ -  -‬الن َ‬ ‫وع ْن َع ِد ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اح بَِو ْج ِه ِه ‪ -‬قَ َال ُش ْعبَةُ أ ََّما َمَّر َتنْي ِ فَالَ أ ُ‬ ‫ِمْن َها ‪َ ،‬وأ َ‬
‫َّار َولَ ْو بِش ِّق مَتَْر ٍة ‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ‬ ‫ك ‪ -‬مُثَّ قَ َال « َّات ُقوا الن َ‬ ‫َش ُّ‬ ‫َش َ‬
‫ٍ ‪568‬‬
‫جَتِ ْد فَبِ َكلِ َم ٍة طَيِّبَة »‬

‫‪ - 566‬صحيح البخارى(‪) 6389‬‬


‫‪ - 567‬صحيح البخارى(‪)1417‬‬
‫‪ - 568‬صحيح البخارى(‪) 6023‬‬

‫‪187‬‬
‫مِت‬
‫َّار » ‪.‬‬ ‫اح ‪ ،‬مُثَّ قَ َال « َّات ُقوا الن َ‬ ‫َش َ‬ ‫ض َوأ َ‬ ‫َّار » ‪ .‬مُثَّ أ َْعَر َ‬ ‫ى بْ ِن َحا ٍ قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪َّ « -  -‬ات ُقوا الن َ‬ ‫وع ْن َع ِد ِّ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫َّار َولَ ْو بِش ِّق مَتَْر ٍة ‪ ،‬فَ َم ْن مَلْ جَيِ ْد‬ ‫ِ‬
‫اح ثَالَثًا ‪َ ،‬حىَّت ظََننَّا أَنَّهُ َيْنظُُر إلَْي َها ‪ ،‬مُثَّ قَ َال « َّات ُقوا الن َ‬ ‫َش َ‬‫ض َوأ َ‬ ‫مُثَّ أ َْعَر َ‬
‫فَبِ َكلِ َم ٍة طَيِّبَ ٍة »‪. 569‬‬
‫مِت‬
‫اح قَ َال ‪ :‬مُثَّ قَ َال ‪َّ :‬ات ُقوا‬ ‫َش َ‬ ‫ض َوأ َ‬ ‫ي بْ ِن َحا ٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َام النَّيِب ُّ ‪َ ، ‬ف َق َال ‪َّ :‬ات ُقوا الن َ‬
‫َّار مُثَّ أ َْعَر َ‬ ‫وع ْن َع ِد ِّ‬‫َ‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْر ٍة ‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ جَتِ ُدوا ‪،‬‬
‫اح َحىَّت َرأ َْينَا أَنَّهُ َيَر َاها ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪َّ :‬ات ُقوا الن َ‬ ‫َش َ‬ ‫ض َوأ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬مُثَّ أ َْعَر َ‬‫الن َ‬
‫ٍ ‪570‬‬
‫فَبِ َكلِ َم ٍة طَْيبَة‪.‬‬
‫أشاح بشني معجمة وحاء مهملة معناه حذر النار كأنه ينظر إليها وقال الفراء املشيح على معنيني املقبل‬
‫إليك واملانع ملا وراء ظهره قال وقوله أعرض وأشاح أي أقبل‬
‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال لَ َّما أُنْ ِزلَ ِ ِ‬
‫ني} (‪ )214‬سورة الشعراء‪َ ،‬د َعا‬ ‫ك اأْل َ ْقَربِ َ‬ ‫{وأَنذ ْر َع ِش َريتَ َ‬ ‫ت َهذه اآليَةُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ى أَنِْق ُذوا أَْن ُف َس ُك ْم ِم َن النَّا ِر يَا‬ ‫ب بْ ِن لَُؤ ٍّ‬ ‫ص َف َق َال « يَا بَىِن َك ْع ِ‬ ‫اجتَ َمعُوا َف َع َّم َو َخ َّ‬ ‫ول اللَّه ‪ُ - -‬قَريْ ًشا فَ ْ‬
‫رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫س أَنِْق ُذوا أَْن ُفس ُكم ِمن النَّا ِر يا بىِن عب ِد منَافٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أَنْق ُذوا أَْن ُف َس ُك ْم م َن النَّا ِر يَا بَىِن َعْبد مَشْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بَىِن ُمَّر َة بْ ِن َك ْع ٍ‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ب أَنِْق ُذوا أَْن ُف َس ُك ْم ِم َن‬ ‫اش ٍم أَنِْق ُذوا أَْن ُفس ُكم ِمن النَّا ِر يَا بَىِن َعْب ِد الْمطَّلِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫أَنِْق ُذوا أَْن ُفس ُكم ِمن النَّا ِر يا بىِن ه ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫هِل‬ ‫ِ‬ ‫مِح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّا ِر يا فَ ِ ِ ِ‬
‫َن لَ ُك ْم َر ًا َسأَبُلُّ َها ببَالَ َا‬ ‫ك لَ ُك ْم م َن اللَّه َشْيئًا َغْيَر أ َّ‬ ‫اط َمةُ أَنْقذى َن ْف َسك م َن النَّا ِر فَِإىِّن الَ أ َْمل ُ‬ ‫َ‬
‫»‪ .571‬أبل ‪ :‬أصل‬
‫ان ب ِن ب ِش ٍري قَ َال مَسِ عت رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار ‪،‬‬ ‫َّار ‪ ،‬أَنْ َذ ْرتُ ُك ُم الن َ‬
‫ب َف َق َال ‪ «:‬أَنْ َذ ْرتُ ُك ُم الن َ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬خَي ْطُ ُ‬ ‫ْ ُ َُ‬ ‫وع ِن الن ُّْع َم ْ َ‬ ‫َ‬
‫يصةٌ‬ ‫وق وحىَّت س َقطَ ْ ِ‬ ‫أَنْ َذرتُ ُكم النَّار »‪ .‬فَما َز َال ي ُقوهُل ا حىَّت لَو َكا َن ىِف م َق ِامى ه َذا لَس ِمعه أَهل ُّ ِ‬
‫ت مَخ َ‬ ‫الس َ َ َ‬ ‫َ َ َُ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ِ ِ ِ ‪572‬‬
‫ت َعلَْي ِه ِعْن َد ر ْجليه‪.‬‬ ‫َكانَ ْ‬
‫اخلميصة ‪ :‬كساء أسود مربع له علمان ىف طرفيه من صوف وغريه‬
‫اهلل ‪ ‬وهو علَى الْ ِمْن ِ ‪ ،‬ي ُق ُ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط‬
‫َّار ‪َ ،‬حىَّت َس َق َ‬ ‫ول ‪ :‬أُنْذ ُر ُك َم الن َ‬ ‫رَب َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وع ِن الن ُّْع َمان بْ ِن بَش ٍري ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫َّار ‪َ ،‬حىَّت لَ ْو َكا َن ِم ْن َم َكايِن َه َذا ألَمْسَ َع أ َْه َل‬ ‫أَح ُد ِعطْ َفي ِردائِِه عن مْن ِكبي ِه ‪ ،‬وهو ي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬أُنْذ ُر ُك َم الن َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َْ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪573‬‬
‫وق ‪ ،‬أ َْو َم ْن َشاءَ اللَّهُ ِمْن ُه ْم‪.‬‬ ‫الس ِ‬‫ُّ‬

‫‪ - 569‬صحيح البخارى(‪ ) 6540‬وصحيح مسلم(;‪) 2396‬‬


‫‪ - 570‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )2804()43‬صحيح‬
‫‪ - 571‬صحيح مسلم(‪) 522‬‬
‫‪ - 572‬سنن الدارمى(‪ )2868‬صحيح‬
‫‪ - 573‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35273()158‬صحيح‬

‫‪188‬‬
‫ت‬‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬إِمَّنَا مثَلِى ومثَل أ َُّمىِت َكمثَ ِل رج ٍل اسَتوقَ َد نَارا فَجعلَ ِ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ َ ُ ْ ْ ً ََ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪574‬‬ ‫حِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اش َي َق ْع َن فيه فَأَنَا آخ ٌذ ُ َج ِز ُك ْم َوأَْنتُ ْم َت َق َّح ُمو َن فيه » ‪.‬‬ ‫اب َوالْ َفَر ُ‬‫َّو ُّ‬
‫الد َ‬
‫احلجز ‪ :‬مجع حجزة وهى معقد اإلزار والسراويل ‪-‬تقحمون ‪ :‬تقعون‬
‫يث ِمْن َها َوقَ َال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫َح ِاد َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫وع ْن مَهَّام بْ ِن ُمنَبِّه قَ َال َه َذا َما َح َّد َثنَا أَبُو ُهَر ْيَر َة َع ْن َر ُسول اللَّه ‪ .- -‬فَ َذ َكَر أ َ‬
‫َ ِ‬
‫اب الَّىِت ىِف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّو ُّ‬ ‫اش َو َهذه الد َ‬ ‫ت َما َح ْوهَلَا َج َع َل الْ َفَر ُ‬ ‫َضاءَ ْ‬ ‫اللَّه ‪َ « - -‬مثَلى َك َمثَ ِل َر ُج ٍل ْ‬
‫اسَت ْوقَ َد نَ ًارا َفلَ َّما أ َ‬
‫آخ ٌذ حِب ُ َج ِز ُك ْم َع ِن‬ ‫النَّا ِر ي َقعن فِيها وجعل حَي جزه َّن وي ْغلِبنَه َفيَت َق َّحمن فِيها قَ َال فَ َذلِ ُكم مثَلِى وم َثلُ ُكم أَنَا ِ‬
‫ْ َ ََ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُُ ُ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫النَّا ِر َهلُ َّم َع ِن النَّا ِر َهلُ َّم َع ِن النَّا ِر َفَت ْغلِبُوىِن َت َق َّح ُمو َن فِ َيها »‪.575‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن جابِ ٍر قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫اش‬
‫ب َوالْ َفَر ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « - -‬مثَلى َو َم َثلُ ُك ْم َك َمثَ ِل َر ُج ٍل أ َْوقَ َد نَ ًارا فَ َج َع َل اجْلَنَاد ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫آخ ٌذ حِب ُ َج ِز ُك ْم َع ِن النَّا ِر َوأَْنتُ ْم َت َفلَّتُو َن ِم ْن يَ ِدى »‪.576‬‬ ‫ي َقعن فِيها وهو ي ُذ ُّبه َّن عْنها وأَنَا ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َُ َ ُ َ َ َ‬
‫اجلنادب ‪ :‬مجع جندب وهو نوع من اجلراد يقفز ويطري ‪-‬احلجز ‪ :‬مجع حجزة وهى معقد اإلزار‬
‫والسراويل‬
‫ت ِمثْ َل اجْلَن َِّة ‪ ،‬نَ َام طَالُِب َها ‪َ .‬واَل ِمثْ َل النَّا ِر نَ َام َها ِربُ َها "‪. 577‬‬ ‫ول اللَّه ‪َ " :‬ما َرأَيْ ُ‬
‫س قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َو َع ْن أَنَ ٍ‬
‫ول ‪ " :‬يَا َق ْو ُم " اطْلُبُوا اجْلَنَّةَ َج ْه َد ُك ْم ‪َ ،‬و ْاهَربُوا‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب بْ ِن َحْزن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫وع ْن ُكلَْي ِ‬‫َ‬
‫َّار اَل َينَ ُام َها ِربُ َها ‪ ،‬أَاَل إِ َّن اآْل ِخَر َة الَْي ْو َم حُمَ َّف َفةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن النَّار َج ْه َد ُك ْم ‪ ،‬فَإ َّن اجْلَنَّةَ اَل َينَ ُام طَالُب َها ‪َ ،‬وإ َّن الن َ‬
‫ِ ‪578‬‬
‫َّه َوات "‬ ‫الد ْنيَا حُمَ َّف َفةٌ بِالش َ‬
‫بِالْ َم َكا ِر ِه ‪َ ،‬وإِ َّن ُّ‬
‫يما َر َغبَّ ُك ُم اللَّهُ فِ ِيه ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني ‪ْ ،‬ار َغبُوا ف َ‬
‫ِِ‬
‫ول اللَّه ‪ " : ‬يَا َم ْع َشَر الْ ُم ْسلم َ‬
‫ك ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫وقَ َال أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫َ َْ َ‬
‫ِِ ِ ِِ ِ‬ ‫َّ ِِ ِ‬ ‫مِم‬ ‫َّ ِ‬ ‫مِم َّ‬
‫ت‬‫َّم ؛ فَِإن ََّها لَ ْو َكانَ ْ‬ ‫اح َذ ُروا َّا َحذ َر ُك ُم اللهُ مْنهُ ‪َ ،‬و َخافُوا َّا َخ َّوفَ ُك ُم اللهُ به م ْن َع َذابه َوع َقابه َوم ْن َج َهن َ‬ ‫َو ْ‬
‫ت قَطَْرةٌ ِم َن النَّا ِر َم َع ُك ْم يِف ُد ْنيَا ُك ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَطَْر ًة م َن اجْلَنَّة َم َع ُك ْم يِف ُد ْنيَا ُك ُم الَّيِت أَْنتُ ْم ف َيها َحلَّْت َها لَ ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْو َكانَ ْ‬
‫‪579‬‬
‫الَّيِت أَْنتُ ْم فِ َيها َخبَّثَْت َها َعلَْي ُك ْم "‬
‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر ِه‬‫صى بَ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ -  -‬أَتَى بَِفَر ٍس ‪ ،‬جَيْ َع ُل ُك َّل َخطْ ٍو مْنهُ أَقْ َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ -‬رض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ -‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُدوا‬ ‫ص ُدو َن يِف َي ْوم ‪ُ ،‬كلَّ َما َح َ‬ ‫يل ‪ -  -‬فَأَتَى َعلَى َق ْوم َيْز َرعُو َن يِف َي ْوم ‪َ ،‬وحَيْ ُ‬ ‫‪ ،‬فَ َس َار َو َس َار َم َعهُ جرْب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف هَلُ ُم‬‫اع ُ‬ ‫ضَ‬ ‫يل ‪َ ،‬م ْن َه ُؤاَل ء ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ُؤاَل ء الْ ُم َجاه ُدو َن يِف َسبِ ِيل اللَّه ‪ ،‬تُ َ‬ ‫َع َاد َك َما َكا َن ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬
‫‪ - 574‬صحيح مسلم(‪) 6095‬‬
‫‪ - 575‬صحيح مسلم (‪) 6097‬‬
‫‪ - 576‬صحيح مسلم (‪) 6098‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬جممع الزوائد (‪َ ) 17709‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف اأْل َْو َسط ‪َ ،‬وإِ ْسنَ ُ‬
‫ادهُ َح َس ٌن ‪.‬‬ ‫‪577‬‬

‫‪ - 578‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ ) 15779()81‬ضعيف‬


‫ور لِْلَبْي َه ِق ِّي(‪ ) 532‬فيه جماهيل‬ ‫ُّش ُ‬
‫ث َوالن ُ‬
‫‪ -‬الَْب ْع ُ‬
‫‪579‬‬

‫‪189‬‬
‫الص ْخ ِر ‪،‬‬ ‫وس ُه ْم بِ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫احْل سنَةُ بِسْبعِ ِمائَِة ِض ْع ٍ‬
‫ض ُخ ُرءُ ُ‬ ‫ف ‪َ ،‬و َما أَْن َف ُقوا م ْن َش ْيء َف ُه َو خُيْل ُفهُ ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم ُت ْر َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ ،‬م ْن َه ُؤاَل ء ؟ قَ َال‬ ‫ِ‬
‫ك َش ْيءٌ ‪ .‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬واَل يُ َفتَُّر َعْن ُه ْم م ْن َذل َ‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫ت َع َاد ْ‬ ‫ُكلَّ َما ُر ِض َخ ْ‬
‫هِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وس ُه ْم َع ِن الصَّاَل ة ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم َعلَى أ َْدبَا ِره ْم ِرقَاعٌ ‪َ ،‬و َعلَى أَْقبَا ْم ِرقَاعٌ‬ ‫ت ُرءُ ُ‬ ‫ين َتثَا َقلَ ْ‬
‫‪َ :‬ه ُؤاَل ء الذ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫وم ور ْ ِ‬ ‫الض ِري ِع و َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫َّم ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ما َه ُؤاَل ء يَا جرْب ُ‬ ‫ضف َج َهن َ‬ ‫الزقُّ َ َ‬ ‫‪ ،‬يَ ْسَر ُحو َن َك َما تَ ْسَر ُح اأْل َْن َع ُام إىَل َّ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ هِلِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ص َدقَات أ َْم َوا ْم ‪َ ،‬و َما ظَلَ َم ُه ُم اللَّهُ ‪َ ،‬و َما اللَّهُ بِظَاَّل ٍم ل ْل َعبِيد ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم َبنْي َ‬ ‫ين اَل يُ َؤ ُّدو َن َ‬ ‫َه ُؤاَل ء الذ َ‬
‫ِ‬ ‫يث ‪ ،‬فَ َج َعلُوا يَأْ ُكلُو َن اخْلَبِ َ‬ ‫آخُر يِن ءٌ َخبِ ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫يج الطَّيِّ َ‬ ‫يث َويَ َدعُو َن النَّض َ‬ ‫يج ‪َ ،‬وحَلْ ٌم َ‬ ‫أَيْدي ِه ْم حَلْ ٌم يِف ق ْد ٍر نَض ٌ‬
‫وم ِم ْن ِعْن ِد ْامَرأَتِِه َحاَل اًل ‪َ ،‬فيَأْيِت الْ َم ْرأََة اخْلَبِيثَةَ ‪،‬‬ ‫ك َي ُق ُ‬ ‫الر ُج ُل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬ ‫يل ‪َ ،‬م ْن َه ُؤاَل ِء ؟ قَ َال ‪َّ :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬
‫يث َفتَبِ ِ‬
‫يت عْن َدهُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُج َل اخْلَبِ َ‬ ‫وم ِم ْن ِعْن ِد َز ْو ِج َها َحاَل اًل طَيِّبًا ‪َ ،‬فتَأْيِت َّ‬ ‫صبِ َح ‪َ ،‬والْ َم ْرأَةُ َت ُق ُ‬ ‫يت َم َع َها َحىَّت يُ ْ‬ ‫َفيَبِ ُ‬
‫يد أَ ْن يَِز َ‬ ‫يع مَحْلَ َها َو ُه َو يُِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحىَّت تُ ْ ِ‬
‫يد َعلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫يمةً اَل يَ ْستَط ُ‬ ‫صب َح ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َر ُج ٍل قَ ْد مَجَ َع ُح ْز َمةً َعظ َ‬
‫يد َعلَْي َها ‪،‬‬ ‫يع أ ََداءَ َها َو ُه َو يَِز ُ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪ ،‬اَل يَ ْستَط ُ‬ ‫ك َعلَْي ِه أ ََمانَةُ الن ِ‬ ‫يل ‪َ ،‬م ْن َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا َر ُج ٌل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يَا جرْب ُ‬
‫مُثَّ أَتَى علَى َقوٍم ُت ْقرض ِش َفاههم وأَلْ ِسنتهم مِب َقا ِر ِ ِ ٍ‬
‫ت ‪ ،‬اَل‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫ت َع َاد ْ‬ ‫ضْ‬ ‫يض م ْن َحديد ‪ُ ،‬كلَّ َما قُِر َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ َُ ُ ْ َ َ‬
‫صغِ ٍري‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه ُؤاَل ء ؟ قَ َال ‪ُ :‬خطَبَاءُ الْفْتنَة ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى ُج ْح ٍر َ‬ ‫ك َش ْيءٌ ‪ .‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫يُ َفتَُّر َعْن ُه ْم ِم ْن َذل َ‬
‫يل ؟‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد الث َّْو ُر أَ ْن يَ ْد ُخ َل ِم ْن َحْي ُ‬ ‫يم ‪َ ،‬فرُيِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا يَا جرْب ُ‬ ‫ث َخَر َج فَاَل يَ ْستَط ُ‬ ‫خَي ُْر ُج مْنهُ َث ْوٌر َعظ ٌ‬
‫يع ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َو ٍاد‬ ‫ِ‬ ‫يم ِة َفَيْن َد ُم َعلَْي َها ‪َ ،‬فرُيِ ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫يد أَ ْن َيُر َّد َها فَاَل يَ ْستَط ُ‬ ‫الر ُج ُل َيتَ َكلَّ ُم بالْ َكل َمة الْ َعظ َ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬ه َذا َّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ت اجْلَن َِّة َت ُق ُ‬ ‫ك مع ٍ‬ ‫َفوج َد ِرحيا طَيِّبةً ‪ ،‬ووج َد ِر ِ ٍ‬
‫ص ْو ُ‬ ‫ص ْوت ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬‬ ‫يح م ْس َ َ َ‬ ‫َ َ ً َ ََ َ َ‬
‫ائْتِيِن بِأ َْهلِي َومِبَا َو َع ْدتَيِن ‪َ ،‬ف َق ْد َك ُثَر َغ ْر ِسي ‪َ ،‬و َح ِري ِري ‪َ ،‬و ُسْن ُد ِسي ‪َ ،‬وإِ ْستَْبَرقِي ‪َ ،‬و َعْب َق ِريِّي ‪َ ،‬و َم ْر َجايِن ‪،‬‬
‫صيِب ‪َ ،‬و َذ َهيِب ‪َ ،‬وأَ ْك َوايِب ‪َ ،‬و ِص َحايِف ‪َ ،‬وأَبَا ِر ِيقي ‪َ ،‬و َف َواكِ ِهي ‪َ ،‬و َع َسلِي ‪َ ،‬وثِيَايِب ‪َ ،‬ولَبَيِن ‪َ ،‬ومَخْ ِري ‪،‬‬ ‫َوقَ َ‬
‫صاحِلًا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ائْتيِن َا َو َع ْدتَيِن ‪ .‬قَ َال ‪ :‬لَك ُك ُّل ُم ْسل ٍم َو ُم ْسل َمة َو ُم ْؤم ٍن َو ُم ْؤمنَة ‪َ .‬و َم ْن َآم َن يِب َوبُِر ُسلي ‪َ ،‬و َعم َل َ‬
‫ِ مِب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضيِن َجَز ْيتُهُ‬ ‫َومَلْ يُ ْش ِر ْك يِب َشْيئًا ‪َ ،‬ومَلْ َيتَّخ ْذ م ْن ُدويِن أَنْ َد ًادا ‪َ -‬ف ُه َو آم ٌن ‪َ ،‬و َم ْن َسأَلَيِن أ َْعطَْيتُهُ ‪َ ،‬و َم ْن أَْقَر َ‬
‫ِ‬ ‫‪ ،‬ومن َتو َّكل علَي َك َفيته ‪ ،‬إِيِّن أَنَا اللَّه اَل إِلَه إِاَّل أَنَا ‪ ،‬اَل خ ْل ِ ِ ِ‬
‫ف لم َيعادي ‪ ،‬قَ ْد أَْفلَ َح الْ ُم ْؤمنُو َن ‪َ ،‬تبَ َار َك اللَّهُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ُْ ُ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه َذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫يت ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َواد فَ َسم َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ْوتًا ُمْن َكًرا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ت ‪ :‬قَ ْد َرض ُ‬ ‫ني ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫َح َس ُن اخْلَالق َ‬ ‫أْ‬
‫ب ‪ ،‬ائْتِيِن بِأ َْهلِي َومِبَا َو َع ْدتَيِن ‪َ ،‬ف َق ْد َك ُثَر َساَل ِسلِي ‪،‬‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َّم َت ُق ُ‬
‫ت َج َهن َ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ت ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا َ‬ ‫الص ْو ُ‬
‫َّ‬
‫يمي ‪َ ،‬و َغ َّساقِي ‪َ ،‬و ِغ ْسلِييِن ‪َ ،‬وقَ ْد َبعُ َد َق ْع ِري ‪َ ،‬وا ْشتَ َّد َحِّري ‪ ،‬ائْتِيِن مِب َا َو َع ْدتَيِن‬ ‫وأَغْاَل يِل ‪ ،‬وسعِ ِريي ‪ ،‬ومَحِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫يث و َخبِيثٍَة ‪ ،‬و ُك ُّل جبَّا ٍر اَل ي ْؤ ِمن بِيوِم احْلِس ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬قَ ْد‬ ‫اب ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ .‬قَ َال ‪ :‬لَك ُك ُّل ُم ْش ِرك َو ُم ْش ِر َكة َو َخب َ‬
‫‪580‬‬
‫يت ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َرض ُ‬

‫‪ - 580‬هتذيب اآلثار للطربي(‪ )2768‬ودالئل النبوة للبيهقي(‪ ) 679‬حسن‬

‫‪190‬‬
‫ضخ أيضا ‪ :‬ال ّد ُّق والكسر ‪ -‬األدبار ‪ :‬مجع الدبر ودبر كل شيء عقبه‬ ‫والر ْ‬
‫الش ْدخ‪َّ .‬‬ ‫ضخ ‪َّ :‬‬ ‫الر ْ‬
‫‪َّ -‬‬
‫ومؤخره‪-‬األنعام ‪ :‬اإلبل والبقر والغنم‪ -‬الضريع ‪ :‬نبات الشربق ال تقربه دابة خلبثه‪ -‬قصعته ‪ :‬ضربته‬
‫وقمعته‪-‬قرض ‪ :‬قطع‪-‬املقاريض ‪ :‬مجع املقراض وهو املقص وكل ما يُ ْقطَع به األشياء‪ -‬قرضت ‪:‬‬
‫قطعت‪ -‬العرف ‪ :‬الريح الطيبة‪ -‬األغالل مجع الغُل ‪ :‬وهو طوق من حديد أو جلد جيعل يف عنق األسريأو‬
‫اجملرم أو يف أيديهما ‪ -‬الغساق ‪ :‬بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار وغسالتهم ‪ ،‬وقيل‬
‫الزمهرير‬
‫ض ِحكْتُ ْم قَلِيالً‬ ‫ت لَ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « - -‬والَّذى َن ْفسى بِيَده لَ ْو َرأ َْيتُ ْم َما َرأَيْ ُ‬
‫ك قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫الصالَِة‬
‫َّه ْم َعلَى َّ‬ ‫َّار »‪َ .‬و َحض ُ‬ ‫ت اجْلَنَّةَ َوالن َ‬
‫ولَب َكيتُم َكثِرياً »‪ .‬قَالُوا وما رأَيت يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه قَ َال « َرأَيْ ُ‬ ‫ََ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫ََ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالَة َوقَ َال « إِىِّن أ ََرا ُك ْم‬ ‫ص ِرفُوا َقْب َل انْصَرافه م َن َّ‬ ‫اه ْم أَ ْن َيْن َ‬
‫الس ُجود َو َن َه ُ‬
‫وع َو ُّ‬ ‫الر ُك ِ‬‫اه ْم أَ ْن يَ ْسبِ ُقوهُ بِ ُّ‬ ‫َو َن َه ُ‬
‫ِم ْن َخ ْل ِفى َو ِم ْن أ ََم ِامى »‪.581‬‬
‫ض َح ُكو َن َو ِذ ْكُر اجْلَن َِّة َوالنَّا ِر‬ ‫ٍ‬ ‫َو َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن ُّ‬
‫ض َح ُكو َن َف َق َال ‪ " :‬تَ ْ‬ ‫َن النَّيِب َّ ‪َ -  -‬مَّر بَِق ْوم يَ ْ‬ ‫الز َبرْيِ ‪ :‬أ َّ‬
‫ت ‪َ " :‬نبِّ ْئ ِعبَ ِادي أَيِّن‬ ‫ات ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َنَزلَ ْ‬ ‫ضاح ًكا َحىَّت َم َ‬
‫ب أَظْه ِر ُكم ؟ ! " ‪ .‬قَ َال ‪ :‬فَما رئِي أَح ٌد ِمْنهم ِ‬
‫َ ُ َ َ ُْ َ‬ ‫َنْي َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫أَنَا الْغَ ُفور َّ ِ‬
‫يم (‪[ )50‬احلجر‪. 582"]51-49/‬‬ ‫اب اأْل َل ُ‬‫َن َع َذايِب ُه َو الْ َع َذ ُ‬ ‫يم (‪َ )49‬وأ َّ‬ ‫الرح ُ‬ ‫ُ‬
‫يمان ؟‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ " :‬اَل َتْنسوا الْ َعظ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫يمنْي " ‪ُ .‬ق ْلنَا ‪َ :‬و َما الْ َعظ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وعن عبد اهلل بن عمر ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ما ذَ َكَر مُثَّ بَ َكى َحىَّت َجَرى أ َْو بَ َّل الد َّْم ُع َجانِيَب ْ حِلْيَتِ ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال‬ ‫َّار " فَ َذ َكَر َر ُس ُ‬ ‫قَ َال ‪ " :‬اجْلَنَّةُ َوالن ُ‬
‫‪583‬‬
‫اب "‬ ‫ِ‬ ‫‪ :‬والَّ ِذي َن ْفس حُم َّم ٍد بِي ِد ِه ‪ ،‬لَو َتعلَمو َن ِمن اأْل َم ِر ما أَعلَم لَمشيتم إِىَل َّ ِ ِ‬
‫الصعيد َعلَى ُرءُوس ُك ُم التَُّر َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ َ ُْ ْ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫احلثو واحلثي ‪ :‬االغرتاف مبلء الكفني ‪ ،‬وإلقاء ما فيهما‬
‫ني ُجزءًا ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آد َم ُج ْزءٌ َواح ٌد م ْن َسْبع َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « نَ ُار ُك ْم َهذه الَّىِت يُوق ُد َبنُو َ‬ ‫َ‬
‫ضلَ ِ ٍ ِ‬ ‫حِّر جهنَّم »‪ .‬قَالُوا واللَّ ِه إِ ْن َكانَت لَ َكافِيةً يا رس َ ِ‬
‫ِّني ُجْزءًا ُكلُّ ُه َّن‬ ‫ت بِت ْس َعة َوست َ‬ ‫ول اللَّه‪ .‬قَ َال « فَِإن ََّها فُ ِّ ْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫‪584‬‬
‫ِمثْ ُل َحِّر َها »‪.‬‬
‫ني ُجْزءاً ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪َ .- -‬و َع ْمٌرو َع ْن حَيْىَي بْ ِن َج ْع َد َة « إِ َّن نَ َار ُك ْم َهذه ُج ْزءٌ م ْن َسْبع َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ‪585‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد » ‪.‬‬ ‫ك َما َج َع َل اللَّهُ ف َيها َمْن َف َعةً أل َ‬ ‫ت بِالْبَ ْح ِر َمَّر َتنْي ِ َولَ ْوالَ َذل َ‬‫ض ِربَ ْ‬
‫َّم َو ُ‬ ‫ِ‬
‫نَار َج َهن َ‬

‫‪ - 581‬مسند أمحد (‪ )13875‬صحيح‬


‫‪ - 582‬مسند البزار (‪ )2216‬ضعيف‬
‫‪ - 583‬املطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقالين (‪ )3392‬حسن‬
‫‪ - 584‬سنن الرتمذى(‪ ) 2792‬صحيح‬
‫‪ - 585‬مسند أمحد (‪ )7529‬صحيح‬

‫‪191‬‬
‫ف ِز َم ٍام َم َع ُك ِّل ِز َم ٍام‬ ‫ٍِ‬ ‫جِب‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال رس ُ َّ ِ‬
‫َّم َي ْو َمئذ هَلَا َسْبعُو َن أَلْ َ‬
‫ول الله ‪ « - -‬يُ ْؤتَى َ َهن َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ف ملَ ٍ‬
‫َسْبعُو َن أَلْ َ َ‬
‫‪586‬‬
‫ك جَيُُّرو َن َها »‪.‬‬
‫َّاس َت ْر ِهيبًا هَلُ ْم ‪.587‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫هِب يِف‬
‫َّم يُ ْؤتَى َا الْ َم ْوقف لَيَر َاها الن ُ‬
‫يِف َّ ِ‬
‫قَ َال الل َم َعات ‪ :‬لَ َع َّل َج َهن َ‬
‫والزمام‪ :‬لغة ما جيعل يف أنف البعري يشد عليه املقود فيحتمل أن يكون ذلك على حقيقته‪ ،‬وأن تكون‬
‫‪588‬‬
‫متثيالً لعظمها وفرط كربها حبيث إهنا حتتاج يف اإلتيان هبا إىل هذه األزمة‬
‫وهذا يدل على عظمة هذه النار نسأل اهلل أن يعيذنا واملسلمني منها ومن هول ذلك اليوم ألن اهلل تعاىل‬
‫جعل سبعني ألف ملك مع كل زمام من سبعني ألف زمام جيرون هبا جهنم والعياذ باهلل فهذا العدد الكبري‬
‫‪589‬‬
‫من املالئكة يدل على أن األمر عظيم واخلطر جسيم‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 586‬صحيح مسلم (‪) 7343‬‬


‫‪ - 587‬حتفة األحوذي ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪)367‬‬
‫‪ - 588‬دليل الفاحلني لطرق رياض الصاحلني ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)127‬‬
‫‪ - 589‬شرح رياض الصاحلني البن عثيمني ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪)37‬‬

‫‪192‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫األعمال واألقوال التي تقي من النار‬

‫ملا كان الكفر هو السبب يف اخللود يف النار فإن النجاة من النار تكون باإلميان والعمل والصاحل‪ ،‬ولذا فإن‬
‫ين َي ُقولُو َن َربَّنَا إِنَّنَا آَ َمنَّا‬ ‫َّ ِ‬
‫املسلمني يتوسلون إىل رهبم بإمياهنم كي خيلصهم من النار‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬الذ َ‬
‫اب النَّا ِر (‪[ )16‬آل عمران‪)]16/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبنَا َوقنَا َع َذ َ‬ ‫فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬
‫ات إِميَاهِنِ ْم‬ ‫الذين َتتَأَثَّر ُقلُوبهم بِثَمر ِ‬
‫ض َوا َن اهلل ‪ُ ،‬ه ُم َ ُ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخَر ِة ‪َ ،‬و ِر ْ‬‫الذين يستَ ِح ُقو َن نَعِيم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اد اهلل املَُّت ُقو َن َ َ ْ‬
‫فعِب ِ‬
‫َُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫اهلل َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنا إنَّنا َآمنَّا بِ َ‬ ‫ان ِحني الدُّع ِاء واالبتِه ِال إىل ِ‬ ‫اف هِب َذا ا ِإلميَ ِ‬‫َفت ِفيض أَلْ ِسنَتهم بِ رِت ِ‬
‫َ َ َ َْ‬ ‫االع َ َ‬ ‫َ ُ ُُ ْ ْ‬
‫وبِ ُكتبِك ‪ ،‬وبِرسلِك ‪ ،‬فَا ْغ ِفر لَنا ذُنُوبنا ‪ ،‬واحْم ها بَِف ْ ِ‬
‫ت‬‫َّك أنْ َ‬ ‫ذاب النَّا ِر ‪ ،‬إن َ‬ ‫ك ‪َ ،‬و ْادفَ ْع َعنَّا َع َ‬ ‫ك َو َرمْح َتِ َ‬ ‫ضل َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ َ َُُ َ‬
‫يم ‪.‬‬ ‫الغَ ُفور َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫َّها ِر آَل َيَات ُويِل اأْل َلْبَاب (‪)190‬‬ ‫أِل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل‪ ( :‬إ َّن يِف َخ ْل ِق َّ‬
‫اختاَل ف اللَّْي ِل َوالن َ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫الس َم َاوات َواأْل َْر ِ‬
‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ت‬‫ض َربَّنَا َما َخلَ ْق َ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬ ‫ودا َو َعلَى ُجنُو ْم َو َيَت َفكُرو َن يِف َخ ْلق َّ َ َ‬ ‫ين يَ ْذ ُكُرو َن اللَّهَ قيَ ًاما َو ُقعُ ً‬ ‫الذ َ‬
‫ني ِم ْن‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اب النَّا ِر (‪َ )191‬ربَّنَا إِن َ‬
‫اطاًل سبحانَ ِ‬
‫َه َذا بَ ِ ُ ْ َ َ‬
‫َخَز ْيتَهُ َو َما للظَّالم َ‬ ‫َّك َم ْن تُ ْدخ ِل الن َ‬
‫َّار َف َق ْد أ ْ‬ ‫ك فَقنَا َع َذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وبنَا َو َكف ِّْر َعنَّا‬ ‫صا ٍر (‪َ )192‬ربَّنَا إنَّنَا مَس ْعنَا ُمنَاديًا يُنَادي لإْلِ ميَان أَ ْن آَمنُوا بَربِّ ُك ْم فَآَ َمنَّا َربَّنَا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬ ‫أَنْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َّك اَل خُتْل ُ‬ ‫ك َواَل خُتْ ِزنَا َي ْو َم الْقيَ َام ِة إِن َ‬ ‫َسيِّئَاتِنَا َو َت َو َّفنَا َم َع اأْل َْبَرا ِر (‪َ )193‬ربَّنَا َوآَتِنَا َما َو َع ْد َتنَا َعلَى ُر ُسل َ‬
‫الْ ِم َيع َاد (‪[ )194‬آل عمران‪، )]194-190/‬‬
‫ين َو َعلَى ُجنُوهِبِ ْم َوالَ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف اهلل َتعاىَل أُويِل األَلْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َوقَاعد َ‬ ‫ين يَ ْذ ُكُرو َن اهللَ قَائم َ‬ ‫ول َعْن ُه ْم ‪ :‬إن َُّه ُم الذ َ‬ ‫اب َفَي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫يَص ُ ُ َ ْ‬
‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اهلل يِف مَجِ ي ِع أ هِلِ ِ ِ ِ‬ ‫ي ْقطَعو َن ِذ ْكر ِ‬
‫ض‬‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫َح َوا ْم ‪ ،‬ب َسَرائ ِره ْم ‪َ ،‬وأَلْسنَته ْم ‪َ . . .‬و َيَت َفكُرو َن يِف َخ ْلق َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ْمتِ ِه ‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ ِ ٍ‬ ‫لِي ْفهموا ما فِيها ِمن أ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َسَرار َخلي َقته ‪َ ،‬وم ْن ح َك ٍم َوعرَب َوعظَات ‪ ،‬تَ ُد ُل َعلَى اخلَالق ‪َ ،‬وقُ ْد َرته ‪َ ،‬وحك َ‬ ‫َ َُ َ َ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ِن‬ ‫ت َهذا اخلَْل َق َعبَثاً َوبَاطالً ‪َ ،‬ربَّنَا َتَنَّز ْه َ‬ ‫ك َربَّنَا َما َخلَ ْق َ‬ ‫مُثَّ َي ْرجعُو َن إىَل أَْن ُف ِس ِه ْم َو َي ُقولُو َن ُسْب َحانَ َ‬
‫ْم ٍة ‪.‬‬ ‫حِلِ‬ ‫ان ِمن بع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ك مَلْ خَت ْلُ ْقهُ َعبَثاً ‪َ ،‬وإمَّنَا َخلَ ْقتَهُ ك َ‬ ‫ض َخ ْلق َ‬ ‫العبَث َوالبَاط ِل ‪َ ،‬وإمَّنَا َخلَ ْقتَهُ بِاحلَ ِّق ‪َ ،‬وا ِإلنْ َس ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫َح َسنُوا‬ ‫ين أ ْ‬
‫مِب ِ‬
‫َس ُاؤوا َا َعملُوا ‪َ ،‬وجَتْ ِزي الذ َ‬ ‫ين أ َ‬ ‫اسْبَت ُه ْم َعلَى أ َْع َما ْم ‪َ ،‬فتَ ْج ِزي الذ َ‬ ‫يك َح َ‬ ‫َومَىَت ُح ِشَر اخلَْل ُق إلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب النَّا ِر‪.‬‬
‫ني َربَّ ُه ْم أ ْن يَقَي ُه ْم َع َ‬ ‫بِاحْلُ ْسىَن ‪ .‬مُثَّ يُت ُّمو َن ُد َعاءَ ُه ْم َسائل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ت‬‫َّار َف َق ْد أ ََهْنتَهُ َوأَ ْذلَْلتَهُ ‪َ ،‬وأَظْ َه ْر َ‬ ‫َّك َم ْن تُ ْدخلَهُ الن َ‬ ‫ني ‪َ :‬ربَّنَا إِن َ‬ ‫مُثَّ يُتَابِعُو َن ُد َعاَئ ُه ْم َو َر َجاءَ ُه ْم لَرهِّب ْم قَائل َ‬
‫القيام ِة من يْنصرهم ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫خْزيَهُ أل َْه ِل اجلَ ْم ِع َي ْو َم القيَ َامةَ ‪َ ،‬والظَّال ُمو َن الَ جَي ُدو َن َي ْو َم َ َ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ‬
‫استِ َجابَتِ ِه ْم‬ ‫ول َد ْعو ِة َّ ِ‬ ‫الف ْك ِر ‪َ ،‬عَّبروا َعن وص ِ‬ ‫الذ ْك ِر و ِ‬‫و َب ْع َد أَ ْن َعرفُوا اهللَ َح َّق امل ْع ِرفَِة بِ ِّ‬
‫الر ُسول إلَْي ِه ْم ‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ول ) ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ك ( َو ُه َو َّ‬ ‫ان بِ َ‬ ‫اعياً ي ْدعو النَّاس إىَل ا ِإلميَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫ل َد ْع َوته سَراعاً ‪َ ،‬ف َقالُوا ‪َ :‬ربَّنَا إنَّنَا مَس ْعنَا َد َ ُ‬

‫‪193‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يما َبْيَننَا َو َبْينَ َ‬
‫وبنَا ‪َ ،‬وجَت َاو ْز َع ْن َسيئَاتنَا ‪ ،‬ف َ‬ ‫ني لَهُ ‪َ ،‬ربَّنا فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬ ‫فآمنَّا ُم ْستَجيبِ َ‬
‫آمنُوا بَربِّ ُك ْم ‪َ ،‬‬
‫ني َوأَحْلِْقنَا هِبِ ْم ‪.‬‬ ‫وَتو َّفنَا مع األَبرار َّ حِلِ‬
‫الصا َ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف املْي َع َاد الذي‬ ‫َّك الَ خُتْل ُ‬‫ك ‪َ ،‬والَ خُتْ ِزنَا َي ْو َم القيَ َامة أ ََم َام اخلَْل ِق ‪ ،‬إن َ‬ ‫َربَّنَا َوآتِنَا َما َو َع ْد َتنَا َعلَى ل َسان ُر ُسل َ‬
‫ِ‬
‫ني بِاخلَرْيِ‬‫َّك جَتْ ِزي الع ِاملِني َّ حِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكَر ُام ‪َ ،‬و ُه َو قيَ ُام اخلَْل ِق َي ْو َم القيَ َام ِة َبنْي َ يَ َديْ َ‬
‫ك ِ‬
‫الصا َ‬ ‫َ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وإن َ‬ ‫َخَبَر َعْنهُ ُر ُسلُ َ‬
‫أْ‬
‫الذين أس ُاؤوا مِب َا يستَ ِح ُقو َن ِمن َع َذ ِ‬
‫اب النَّا ِر ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َواحلُ ْسىَن ‪َ ،‬وجَتْ ِزي َ َ‬
‫وقد بينت النصوص األعمال اليت تقي من النار ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫الشهادتان بإخالص‬
‫اهلل ‪ ‬يِف َغَز ٍاة ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬عن أَبِ ِيه ر ِضي اللَّه َعْنه قَ َال ‪ُ :‬كنَّا مع رس ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫صا ِر ِّ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن أَيِب َع ْمَر َة األَنْ َ‬
‫ض ظُ ُهو ِر ِه ْم ‪َ ،‬ف َقالُوا ‪ :‬يُْبلِغُنَا اللَّهُ َعَّز‬ ‫اهلل ‪ ‬يِف حَنْ ِر َب ْع ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َّاس َر ُس َ‬ ‫َستَأْ َذ َن الن ُ‬‫صةٌ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َّاس خَمْ َم َ‬
‫اب الن َ‬ ‫َص َ‬ ‫فَأ َ‬
‫ض ظُ ُهو ِر ِه ْم‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ ‬قَ ْد َه َّم أَ ْن يَأْ َذ َن هَلُ ْم يِف حَنْ ِر َب ْع ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫َو َج َّل هِبَا ‪َ ،‬فلَ َّما َرأَى عُ َمُر َر ِضي اللَّهُ َعْنهُ أ َّ‬
‫َ‬
‫َّاس بَِب َقايَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ت أَ ْن تَ ْدعُو الن َ‬ ‫اعا ِر َجاال ‪َ ،‬ولَك ْن إِ ْن َرأَيْ َ‬ ‫ف بِنَا حَنْ ُن إِ َذا لَقينَا َع ُد َّونَا جيَ ً‬ ‫ول اهلل ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك ‪ ،‬فَ َد َعا‬ ‫أ َْز َواده ْم ‪َ ،‬فيَ ْج َمعُها ‪ ،‬مُثَّ تَ ْدعُو اللَّهَ َعَّز َو َج َّل ف َيها بِالَْبَر َكة ‪ ،‬فَِإ َّن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل َسيَُبلِّغُنَا بِ َد ْع َوت َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اله ْم َم ْن‬ ‫ك ‪،‬فَ َكا َن أ َْع ُ‬ ‫َّاس جَيِ يئُو َن بِاحْلِْفنَ ِة ِم َن الطَّ َع ِام ‪َ ،‬و َف ْو َق َذل َ‬ ‫رس ُ ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬بَب َقايَا أ َْز َواده ْم ‪ ،‬فَ َج َع َل الن ُ‬ ‫َُ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ ، ‬مُثَّ قَ َام ‪ ،‬فَ َد َعا َا َشاءَ اللَّهُ َعَّز َو َج َّل أَ ْن يَ ْدعُ َو ‪ ،‬مُثَّ َد َعا‬ ‫اع م ْن مَتٍْر ‪ ،‬فَ َج َم َع َها َر ُس ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َجاءَ بِ َ‬
‫ض ِح َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش بِأ َْو ِعيَتِ ِه ْم ‪َ ،‬وأ ََمَر ُه ْم أَ ْن حَيْثُوا ‪ ،‬فَ َما بَِقي يِف اجْلَْي ِ‬
‫ول‬
‫ك َر ُس ُ‬ ‫ش ِو َعاءٌ إِال َملَ ُؤهُ ‪َ ،‬وبَق َي م ْثلُهُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫اجْلَْي َ‬
‫اهلل ال َيْل َقى اللَّهَ َعَّز َو َج َّل َعْب ٌد‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َن َو ِاج ُذهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَ ْش َه ُد أَ ْن ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َوإِيِّن َر ُس ُ‬ ‫اهلل ‪َ ‬حىَّت بَ َد ْ‬
‫ِ‬
‫‪590‬‬
‫يُ ْؤ ِم ُن هِبَا إِال َح َجبَهُ َع ِن النَّا ِر"‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬
‫اب الن َ‬ ‫َص َ‬ ‫ي ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كنَّا َم َع النَّيِب ِّ ‪ ‬يِف َغ ْز َوة ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫صا ِر ِّ‬
‫وع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن أَيِب َع ْمَر َة األَنْ َ‬ ‫َ‬
‫ف بِنَا إِ َذا‬ ‫ض ظَه ِر ِهم ‪َ ،‬ف َق َال عمر ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫يدةٌ ‪ ،‬فَاستَأْ َذنُوا رس َ ِ‬ ‫صةٌ َش ِد َ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫ُ َُ َ َ ُ‬ ‫ول اهلل يِف حَنْ ِر َب ْع ِ ْ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫خَمْ َم َ‬
‫َّاس بِبَ ِقيَّ ِة أ َْز ِو َدهِتِ ْم‪ .‬فَ َج ُاؤوا بِِه ‪،‬‬ ‫لَِقينَا ع ُد َّونَا ِجياعا ر َّجالَةً ؟ ولَ ِكن إِ ْن رأَيت يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل أَ ْن تَ ْدعُ َو الن َ‬ ‫َ ْ ََْ َ َُ‬ ‫ًَ َ‬ ‫َ‬
‫اع ِم َن الت َّْم ِر ‪ ،‬فَ َج َم َعهُ َعلَى‬ ‫الص ِ‬‫ك ‪َ ،‬و َكا َن أ َْعالَ ُه ُم الَّ ِذي َجاءَ بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل بِاحْلِْفنَ ِة ِم َن الطَّ َع ِام َو َف ْو َق َذل َ‬‫جَيِ يءُ َّ‬
‫ِ‬
‫ش ِو َعاءٌ إالَّ مَمْلُوءٌ‬ ‫َّاس بِأ َْو ِعيَتِ ِه ْم ‪ ،‬فَ َما بَِقي يِف اجْلَْي ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ مِب‬
‫نطَ ٍع ‪ ،‬مُثَّ َد َعا اللهَ َا َشاءَ اللهُ أَ ْن يَ ْدعُ َو ‪ ،‬مُثَّ َد َعا الن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ت َن َو ِاج ُذهُ ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أَيِّن‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬حىَّت بَ َد ْ‬
‫ك رس ُ ِ‬
‫ضح َ َ ُ‬
‫وب ِقي ِم ْثلُه ‪ ،‬فَ ِ‬
‫ََ َ ُ َ‬
‫ِ ِ ‪591‬‬
‫اهلل الَ َي ْل َقاهُ َعْب ٌد ُم ْؤ ِم ٌن هِبِ َما إِالَّ َح َجبَتَاهُ َع ِن النَّا ِر َي ْو َم الْقيَ َامة "‬
‫اهلل ‪ ،‬وأَ ْشه ُد ِعْن َد ِ‬
‫َ َ‬
‫ول ِ‬ ‫َر ُس ُ‬

‫‪ - 590‬اآلحاد واملثاين (‪ )2004‬حسن‬


‫‪ - 591‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )221()454‬حسن‬

‫‪194‬‬
‫ت َف َق َال َم ْهالً مِلَ َتْب ِكى َف َواللَّ ِه لَئِ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْيه َو ُه َو ىِف الْ َم ْوت َفبَ َكْي ُ‬
‫وعن عباد َة ب ِن َّ ِ ِ‬
‫الصامت أَنَّهُ قَ َال َد َخ ْل ُ‬ ‫َ ْ َُ َ ْ‬
‫َّك مُثَّ قَ َال واللَّ ِه ما ِمن ح ِديثٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ت ألَْن َف َعن َ‬ ‫ك َولَئ ِن ْ‬
‫استَطَ ْع ُ‬ ‫ت ألَ ْش َف َع َّن لَ َ‬ ‫ِّع ُ‬‫ك َولَئ ْن ُشف ْ‬ ‫ت ألَ ْش َه َد َّن لَ َ‬ ‫استُ ْش ِه ْد ُ‬
‫ْ‬
‫ُح ِّدثُ ُك ُموهُ الَْي ْو َم َوقَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ --‬لَ ُك ْم فيه َخْيٌر إِالَّ َح َّد ْثتُ ُك ُموهُ إِالَّ َحديثًا َواح ًدا َو َس ْو َ‬ ‫ِ‬ ‫مَسِ عتُه من رس ِ‬
‫ِ‬
‫فأَ‬ ‫ُْ َُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ُِحي َ ِ‬
‫ول اللَّه َحَّر َم اللَّهُ‬ ‫َن حُمَ َّم ًدا َر ُس ُ‬ ‫ول « َم ْن َش ِه َد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ َوأ َّ‬ ‫ول اللَّه ‪َ --‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ط بَِن ْفسى مَس ْع ُ‬
‫َّار »‪.592‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه الن َ‬
‫الر ْح ِل قَ َال « يَا ُم َعاذُ بْ َن َجبَ ٍل » ‪ .‬قَ َال‬ ‫َن النَّىِب َّ ‪َ ‬و ُم َعاذٌ َر ِدي ُفهُ َعلَى َّ‬ ‫ك أ َّ‬‫وعن َقتَ َاد َة قَ َال ح َّد َثنَا أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ُ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ك ‪ .‬ثَالَثًا ‪،‬قَ َال « َما‬ ‫ول اللَّ ِه َو َس ْع َديْ َ‬‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫ك ‪ .‬قَ َال « يَا ُم َعاذُ » ‪ .‬قَ َال لََّبْي َ‬ ‫ول اللَّ ِه َو َس ْع َديْ َ‬‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫لََّبْي َ‬
‫ول اللَّ ِه ِص ْدقًا ِم ْن َق ْلبِ ِه إِالَّ َحَّر َمهُ اللَّهُ َعلَى النَّا ِر » ‪ .‬قَ َال يَا‬ ‫َن حُمَ َّم ًدا َر ُس ُ‬ ‫َح ٍد يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ َوأ َّ‬‫م ْن أ َ‬
‫ِ‬
‫َخَبَر هِبَا ُم َعاذٌ ِعْن َد َم ْوتِِه تَأَمُّثًا ‪.593‬‬ ‫ِ‬
‫ال « إِ ًذا َيتَّكلُوا » ‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َّاس َفيَ ْستَْب ِشُروا قَ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬أَفَالَ أ رِب ِِ‬
‫ُخ ُ به الن َ‬ ‫ْ‬ ‫َر ُس َ‬
‫صهُ اهللُ ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫و َع ْن َزيْد بْ ِن َخالد َع ِن النَّىِب ِّ ‪ ، ‬أَنَّهُ قَ َال‪َ :‬م ْن َد َخ َل الْ َقْبَر بِـ الَ إِلَهَ إِالَّ اهللُ ‪َ ،‬خلَّ َ‬
‫ِ ‪594‬‬

‫ول اهلل ‪,‬‬ ‫ول اهلل ‪َ ,  ,‬وأَنَا َر ِدي ُفهُ ‪َ ,‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ض ِاء ‪ ,‬قَ َال‪ :‬بينَما حَنْن ىِف س َف ٍر مع رس ِ‬ ‫وع ْن ُس َهْي ِل بْ ِن الَْبْي َ‬‫َ‬
‫َْ َ ُ َ َ َ َ ُ‬
‫ت‬‫ص ْو َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِاء ‪ ,‬ورفَع صوتَهُ مَّر َتنْي ِ ‪ ,‬أَو ثَالَثًا ‪ُ ,‬ك ُّل َذلِ َ ِ‬
‫َّاس َ‬ ‫ك جُي يبُهُ ُس َهْي ٌل ‪ ,‬فَ َسم َع الن ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ : ‬يَا ُس َهْي ُل بْ َن الَْبْي َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫رس ِ‬
‫اجتَ َمعُوا‬ ‫س َم ْن َكا َن َبنْي َ يَ َديْه ‪َ ,‬وحَل َقهُ َم ْن َكا َن َخ ْل َفهُ‪َ ;.‬حىَّت إِ َذا ْ‬ ‫ِ‬
‫يد ُه ْم ‪ ,‬فَ ُحب َ‬ ‫ول اهلل ‪ .  ,‬فَظَنُّوا أَنَّهُ يُِر ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :  ,‬إنَّهُ َم ْن يَ ْش َه ُد أَ ْن ال إلَهَ إالَّ اهلل ‪َ ,‬حَّر َمهُ اهلل َعلَى النَّار ‪َ ,‬وأ َْو َج َ‬
‫‪595‬‬
‫ب لَهُ اجْلَنَّةَ‪.‬‬ ‫‪ ,‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫محبة اهلل تعالى ورسوله ‪‬‬
‫ِ‬ ‫س ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَّر النَّيِب ‪ ‬بِأُنَ ٍ ِ‬
‫َت‬‫صيِب ٌّ َبنْي َ ظَ ْهَرايَنِ الطَِّر ِيق ‪َ ،‬فلَ َّما َرأ ْ‬‫َص َحابِه ‪َ ،‬و َ‬ ‫اس م ْن أ ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َع ْن أَنَ ٍ َ َ ُ َ ُ‬
‫ت ‪ :‬ابيِن ابيِن ‪ ،‬فَاحتَملَ ِ‬ ‫ت واهِل ةً ‪َ ،‬ف َقالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ْابَن َها ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫يت َعلَى ابْن َها أَ ْن يُوطَأَ ‪ ،‬فَ َس َع ْ َ َ‬ ‫اب ‪َ ،‬خش َ‬ ‫َّو َّ‬
‫أ ُُّمهُ الد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َقوم ‪ :‬يا نَيِب اللَّ ِه ‪ ،‬ما َكانَت ه ِذ ِه لُِت ْل ِقي ابَنها يِف النَّا ِر َف َق َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ : ‬الَ َواللَّه ‪ ،‬الَ يُْلقي اللَّهُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َّ‬
‫َحبِيبَهُ يِف النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َخ َ‬
‫ص َم ُه ْم نَيِب ُّ اللَّهُ ‪" ‬‬
‫‪596‬‬

‫ِ‬ ‫س قَ َال ‪َ :‬كا َن صيِب علَى ظَه ِر الطَِّر ِيق ‪ ،‬فَمَّر النَّيِب ‪ ‬ومعه; نَ ِ‬
‫الصيِب ِّ‬
‫َت أ ُُّم َّ‬ ‫َص َحابِه ‪َ ،‬فلَ َّما َرأ ْ‬ ‫اس م ْن أ ْ‬ ‫َ ُّ َ َ َ ُ ٌ‬ ‫َ ٌّ َ ْ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫ت ‪ :‬ابْيِن ابْيِن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال الْ َق ْو ُم ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ت أَ ْن يُوطَأَ ْابُن َها ‪ ،‬فَ َس َع ْ‬
‫ت َومَحَلَْتهُ ‪َ ،‬وقَالَ ْ‬ ‫الْ َق ْو َم َخشيَ ْ‬
‫ت َه ِذ ِه لَُت ْل ِق َي ْابَن َها يِف النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪ : ‬الَ ‪ ،‬والَ يُْل ِقي اهللُ َحبِيبَهُ يِف النَّا ِر‪.597.‬‬ ‫َما َكانَ ْ‬
‫‪ - 592‬صحيح مسلم (‪)151‬‬
‫‪ - 593‬البخاري(‪) 128‬‬
‫َّسائِي ‪ ،‬يف "عمل; اليوم والليلة"; (‪ ) 1111‬صحيح‬
‫‪ -‬أخرجه الن َ‬
‫‪594‬‬

‫‪ - 595‬مسند أمحد (‪ )16151‬فيه انقطاع‬


‫‪ - 596‬املستدرك للحاكم; (‪ )7347‬صحيح‬
‫‪ - 597‬مسند أمحد (‪ )13815‬صحيح‬

‫‪195‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َت أ َُّمهُ الْ َق ْو َم َخشيَ ْ‬ ‫صيِب ٌّ يِف الطَِّر ِيق ‪َ ،‬فلَ َّما َرأ ْ‬ ‫َص َحابِه ‪َ ،‬و َ‬ ‫س قَ َال ‪َ :‬مَّر النَّيِب ُّ ‪َ -  -‬و َن َفٌر م ْن أ ْ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َذتْهُ ‪َ ،‬ف َق َال الْ َق ْو ُم ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ت فَأ َ‬ ‫ول ‪ :‬ابْيِن ‪ ،‬ابْيِن ‪َ ،‬و َس َع ْ‬ ‫ت تَ ْس َعى َوَت ُق ُ‬ ‫َعلَى َولَد َها أَ ْن يُوطَأَ ‪ ،‬فَأَ ْقَبلَ ْ‬
‫ض ُهم النَّيِب ُّ ‪َ -  -‬وقَ َال ‪َ " :‬واَل اللَّهُ يُْل ِقي َحبِيبَهُ يِف‬ ‫يِف ِ‬ ‫‪ ،‬ما َكانَ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َهذه لُت ْلق َي ْابَن َها النَّار ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َخ َف َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪598‬‬
‫النَّا ِر " ‪َ .‬ر َواهُ أَمْح َ ُد‬
‫اعةُ قَ َال « َو َما َذا‬ ‫الس َ‬ ‫اع ِة ‪َ ،‬ف َق َال مَىَت َّ‬ ‫َن َر ُجالً َسأ ََل النَّىِب َّ ‪َ -  -‬ع ِن َّ‬
‫الس َ‬ ‫س ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ت هَلَا » ‪.‬‬ ‫أ َْع َد ْد َ‬
‫س فَ َما فَ ِر ْحنَا‬ ‫ت » ‪ .‬قَ َال أَنَ ٌ‬ ‫َحبَْب َ‬
‫ت َم َع َم ْن أ ْ‬ ‫ب اللَّهَ َو َر ُسولَهُ ‪َ . -  -‬ف َق َال « أَنْ َ‬ ‫قَ َال الَ َش ْىءَ إِالَّ أَىِّن أ ُِح ُّ‬
‫س فَأَنَا أ ُِح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب النَّىِب َّ ‪َ -  -‬وأَبَا بَ ْك ٍر‬ ‫ت » ‪ .‬قَ َال أَنَ ٌ‬ ‫َحبَْب َ‬
‫ت َم َع َم ْن أ ْ‬ ‫بِ َش ْىء َفَر َحنَا بَِق ْول النَّىِب ِّ ‪ « -  -‬أَنْ َ‬
‫هِلِ ‪599‬‬
‫اه ْم ‪َ ،‬وإِ ْن مَلْ أ َْع َم ْل مِبِثْ ِل أ َْع َما ْم ‪.‬‬ ‫حِب‬
‫َوعُ َمَر ‪َ ،‬وأ َْر ُجو أَ ْن أَ ُكو َن َم َع ُه ْم ُىِّب إِيَّ ُ‬
‫الساعةُ يا رس َ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت هَلَا » ‪ .‬قَ َال‬ ‫ول اللَّه قَ َال « َما أ َْع َد ْد َ‬ ‫َن َر ُجالً َسأ ََل النَّىِب َّ ‪َ -  -‬مىَّت َّ َ َ َ ُ‬ ‫ك أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ص َدقَ ٍة ‪َ ،‬ولَ ِكىِّن أ ُِح ُّ‬ ‫ما أَعددت هَل ا ِمن َكثِ ِري صالٍَة والَ ٍ‬
‫ت َم َع َم ْن‬ ‫ب اللَّهَ َو َر ُسولَهُ ‪ .‬قَ َال « أَنْ َ‬ ‫ص ْوم َوالَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َْْ ُ َ ْ‬
‫ت » ‪.600‬‬ ‫َحبَْب َ‬
‫أْ‬
‫اع ِة ؟ َف َق َام النَّيِب ُّ‬ ‫اهلل ‪ ،‬مَىَت قِيَ ُام َّ‬
‫الس َ‬
‫ول ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬جاءَ َر ُج ٌل إِىَل النَّيِب ِّ ‪َ ، ‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫الر ُج ُل ‪ :‬أَنَا يَا َر ُس َ‬ ‫اعتِ ِه ؟ َف َق َال َّ‬ ‫الصالََة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَين َّ ِ‬ ‫‪ ‬إِىَل َّ ِ‬
‫السائ ُل َع ْن َس َ‬ ‫َْ‬ ‫ضى َّ‬ ‫الصالَة ‪َ ،‬فلَ َّما قَ َ‬
‫ِ‬ ‫قَ َال ‪ :‬ما أَع َددت هَل ا ؟ قَ َال ‪ :‬ما أَع َددت هَل ا َكبِري َشي ٍء ‪ ،‬والَ ٍ‬
‫ت‬‫صالَة ‪َ ،‬والَ صيَ ٍام ‪ ،‬أ َْو قَ َال ‪َ :‬ما أ َْع َد ْد ُ‬ ‫َ ْ ْ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ‬
‫ت َم َع َم ْن‬ ‫ب ‪ ،‬أ َْو قَ َال ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫َح َّ‬‫ب اللَّهَ َو َر ُسولَهُ ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪ : ‬الْ َم ْرءُ َم َع َم ْن أ َ‬ ‫هَلَا َكبِ َري َع َم ٍل ‪ ،‬إِالَّ أَيِّن أ ُِح ُّ‬
‫‪601‬‬
‫ني فَ ِر ُحوا بِ َش ْي ٍء َب ْع َد ا ِإل ْسالَِم ِمثْ َل َفَر ِح ِه ْم هِبَ َذا‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ت الْ ُم ْسلم َ‬ ‫س ‪ :‬فَ َما َرأَيْ ُ‬ ‫ت قَ َال أَنَ ٌ‬ ‫َحبَْب َ‬
‫أْ‬
‫الصدقة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬أَفْتِنَا ع ِن َّ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫اب َع ِن النَّا ِر ‪ ،‬ل َم ِن ْ‬
‫احتَ َسَب َها ‪،‬‬ ‫الص َدقَة قَ َال ‪ :‬إِن ََّها ح َج ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َع ْن َمْي ُمونَةَ أَن ََّها قَالَ ْ‬
‫اهلِيَّةٌ ‪َ ،‬وقَ ْد أَ ْغىَن اللَّهُ َعَّز‬
‫ب قَ َال ‪ :‬طُعمةٌ ج ِ‬
‫َْ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬يِف مَثَ ِن الْ َك ْل ِ‬ ‫ت ‪ :‬أَفْتِنَا يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِب‬
‫َيْبتَغي َا َو ْجهَ اهلل قَالَ ْ‬

‫‪ - 598‬مسند أمحد (‪ )12344‬صحيح‬


‫‪ - 599‬صحيح البخارى(‪ ) 3688‬وصحيح مسلم (‪)6878‬‬
‫ضل حَمَبَّة اللَّه َو َر ُسوله اِْمتِثَال أ َْمرمهَا ‪،‬‬ ‫َحيَاء َواأْل َْم َوات ‪َ .‬و ِم ْن فَ ْ‬
‫ني ‪َ ،‬وأ َْهل اخْلَرْي ‪ ،‬اأْل ْ‬
‫ضل حب اللَّه ورسوله صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّ ;م و َّ حِلِ‬
‫الصا َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫فيه فَ ْ ُ ّ َ َ ُ َ‬
‫ِِ‬
‫لهم ؛ إِ ْذ لَ ْو َع ِملَهُ لَ َكا َن ِمْن ُه ْ;م َو ِمثْ ْ;‬
‫لهم‬ ‫ني أَ ْن َي ْع َمل َع َم ْ‬
‫اب الشَّر ِعيَّة ‪ .‬واَل ي ْشَترط يِف ااِل نْتِ َفاع مِب َحبَّ ِة َّ حِلِ‬
‫الصا َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫اجتِنَاب نَ ْهيهما ‪ ،‬والتَّأَدُّب بِاآْل َد ِ‬
‫َ َ‬ ‫َو ْ‬
‫"شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪)483‬‬
‫‪ - 600‬صحيح البخارى (‪) 6171‬‬
‫‪ - 601‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )105()308‬صحيح‬

‫‪196‬‬
‫َصابَهُ َب ْو ٌل َفْلَي ْغ ِس ْلهُ مِب َ ٍاء ‪ ،‬فَ َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬وأَفْتنَا َع ْن َع َذاب الْ َقرْبِ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬م ْن أَثَِر الَْب ْول ‪ ،‬فَ َم ْن أ َ‬
‫ِ‬
‫َو َج َّل َعْن َها قَالَ ْ‬
‫ٍ ‪602‬‬
‫اب طَّيِّب"‬ ‫مَل جَيِ ْد ماء ‪َ ،‬ف ْليمس ْحهُ بُِتر ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ً َْ َ‬
‫َّاس علَي ِه ص َدقَةٌ ‪ُ :‬ك َّل يوٍم تَطْلُع علَيهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ول اهلل ‪ُ : ‬ك ُّل ُسالََمى م َن الن ِ َ ْ َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط األَ َذى‬ ‫اعهُ ‪َ ،‬ومُي ي ُ‬ ‫الر ُج َل يِف َدابَّته ‪َ ،‬وحَيْملُهُ َعلَْي َها ‪َ ،‬و َي ْرفَ ُع لَهُ َعلَْي َها َمتَ َ‬ ‫ني َّ‬ ‫س َي ْعد ُل َبنْي َ ا ْثَننْي ِ ‪َ ،‬ويُع ُ‬ ‫َّم ُ‬ ‫الش ْ‬
‫َع ِن الطَِّر ِيق َ‬
‫‪603‬‬
‫ص َدقَةٌ‪.‬‬
‫كل معروف‪ T‬صدقة‬
‫ث ِمائَِة م ْف ِ‬ ‫ان ِمن بىِن آدم علَى ِستِّني وثُالَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ٍل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫عن َعائ َشةَ قالت قَ َال النَّىِب ُّ ‪ «: - -‬إِنَّهُ ُخل َق ُك ُّل إِنْ َس ْ َ َ َ َ‬
‫اسَت ْغ َفَر اللَّهَ َو َعَز َل َح َجًرا َع ْن طَ ِر ِيق الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس أ َْو َعَز َل َش ْو َكةً‬ ‫فَ َم ْن َكَّبَر اللَّهَ َومَح َد اللَّهَ َو َهلَّ َل اللَّهَ َو َسبَّ َح اللَّهَ َو ْ‬
‫السالََمى فَِإنَّهُ مُيْ ِسى‬ ‫ث ِمائٍَة ُّ‬ ‫الستِّني والثَّالَ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك ِّ َ َ‬ ‫َّاس أ َْو أ ََمَر مِب َْعُروف أ َْو َن َهى َع ْن ُمْن َك ٍر َع َد َد تِْل َ‬ ‫َع ْن طَ ِر ِيق الن ِ‬
‫ِ ‪604‬‬
‫َي ْو َمئِ ٍذ َوقَ ْد َز ْحَز َح َن ْف َسهُ َع ِن النَّا ِر »‪َ .‬ر َواهُ ُم ْسل ٌم‬
‫ث ِمائَِة‬ ‫ان ِمن بيِن آدم علَى ِستِّني وثَالَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وعن عائِ َشةَ ‪ ،‬قالت ‪ :‬إِ َّن رس َ ِ‬
‫ََ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪َ :‬خلَ َق اللَّهُ ُك َّل إِنْ َس ْ َ َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اسَت ْغ َفَر اللَّهَ ‪َ ،‬و َعَز َل َعظْ ًما َع ْن طَ ِر ِيق الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪،‬‬ ‫َم ْفص ٍل فَ َم ْن َكَّبَر اللَّهَ ‪َ ،‬ومَح َدهُ ‪َ ،‬و َهلَّ َل اللَّهَ ‪َ ،‬و َسبِّ َح اللَّهَ ‪َ ،‬و ْ‬
‫ث ِمائٍَة ‪ ،‬فَِإنَّهُ مُيْ ِسي‬ ‫الستِّني والثَّالَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك ِّ َ َ‬ ‫َو َعَز َل َح َجًرا َع ْن طَ ِريق ِه ْم ‪َ ،‬وأ ََمَر مِب َْعُروف ‪َ ،‬و َن َهى َع ْن ُمْن َك ٍر َع َد َد تِْل َ‬
‫ِ ‪605‬‬
‫َي ْو َمئِ ٍذ َوقَ ْد َز ْحَز َح َن ْف َسهُ َع ِن النَّار‪.‬‬
‫صيام التطوع‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬‬ ‫ى قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫إذا كان الصوم يف حال جهاد األعداء فذاك الفوز العظيم ‪،‬فعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر َجهُ‬‫ني َخ ِري ًفا »‪ .‬أ ْ‬ ‫ك الَْي ْوم َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر َسْبع َ‬ ‫اع َد اللَّهُ بِ َذل َ‬
‫ص َام َي ْو ًما ىِف َسبِ ِيل اللَّه بَ َ‬ ‫‪َ «: -‬م ْن َ‬
‫ِ ‪606‬‬
‫ُم ْسل ٌم‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫َن رجال ِمن أ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن عُثَ َامةَ بْ ِن َقْي ٍ‬
‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َ‬ ‫َسد َح َّد َث ُه ْم ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫س أَيِب َعل ٍّي ‪ ،‬أ َّ َ ُ ْ َ‬
‫ٍ ‪607‬‬
‫َّم َم ِس َري َة ِمئَ ِة َسنَة"‬
‫ت مْنهُ َج َهن َ‬
‫اهلل َتعاىَل باع ْد ِ‬
‫َ ََ ُ‬
‫ِ‬

‫‪ - 602‬اآلحاد واملثاين(‪ )3449‬حسن‬


‫‪ - 603‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ )3381()174‬صحيح‬
‫‪ - 604‬صحيح مسلم(‪ )2377‬والسنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 4‬ص ‪)8074()188‬‬
‫‪ - 605‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ )3380()173‬صحيح‬
‫‪ - 606‬صحيح مسلم (‪ )2769‬و صحيح البخارى (‪)2840‬‬
‫‪ - 607‬اآلحاد واملثاين(‪ )2742‬حسن لغريه‬

‫‪197‬‬
‫ِ‬ ‫وعن أَيِب الدَّرد ِاء ر ِضي اهلل عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اهلل َج َع َل اهللُ َبْينَهُ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫‪608‬‬
‫ض"‬ ‫ِ‬ ‫َو َبنْي َ النَّا ِر َخْن َدقًا َك َما َبنْي َ َّ‬
‫الس َماء َواأل َْر ِ‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َب َّع َد اللَّهُ َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر َم ِس َري َة ِمائَِة َع ٍام‪،‬‬ ‫وع ْن أَيِب أ َُم َامةَ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال َ‬
‫‪":‬م ْن َ‬ ‫َ‬
‫‪609‬‬
‫ض َم ِر"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ض الْ َفَر ِس اجْلََواد الْ ُم ْ‬ ‫َر ْك َ‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َج َع َل اللَّهُ َبْينَهُ‪َ ،‬و َبنْي َ النَّا ِر َخْن َدقًا‬
‫‪":‬م ْن َ‬
‫وعن أَيِب أُمامةَ‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫‪610‬‬
‫ض"‪.‬‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬ ‫َك َما َبنْي َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السلَ ِمي‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ٍ‬
‫اع َد اللَّهُ مْنهُ‬
‫يضةً بَ َ‬‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اللَّه فَ ِر َ‬ ‫‪":‬م ْن َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن عُْتبَةَ بن َعْبد ُّ ِّ‬ ‫َ‬
‫السب ِع‪ ،‬ومن صام يوما تَطَُّوعا باع َد اللَّه ِمْنه جهن ِ‬ ‫ِ‬ ‫جهنَّم َكما ب َّ ِ‬
‫َّم َمس َري َة َك َما َبنْي َ‬ ‫ً َ َ ُ ُ ََ َ‬ ‫ني َّ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ً‬ ‫الس َم َاوات َواأل ََرض َ‬ ‫َ َ َ َ َنْي َ‬
‫ِ ‪611‬‬
‫الس َماء"‪.‬‬‫َّ‬
‫وم َي ْوماً ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه ْابَتغَاءَ َو ْج ِه اللَّ ِه إِالَّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ص ُ‬ ‫ى َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال ‪َ «:‬ما م ْن َعْبد يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َخ ِريفاً »‪.‬‬ ‫اع َد اللَّهُ َبنْي َ َو ْج ِهه َو َبنْي َ النَّا ِر َسْبع َ‬
‫‪612‬‬
‫بَ َ‬
‫اع َد اللَّهُ َو ْج َههُ ِم َن النَّا ِر‬ ‫ِ‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اللَّه بَ َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َ‬ ‫وع ْن َع ْم ِرو بْ ِن َعبَ َسةَ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ٍ ‪613‬‬
‫َم ِس َري َة مائَة َعام‪.‬‬
‫من يحب للناس ما يحب لنفسه‬
‫ول ‪:‬‬
‫َّاس َي ُق ُ‬ ‫ِّث الن َ‬ ‫ت َجالِ ًسا َم َعهُ ىِف ِظ ِّل الْ َك ْعبَ ِة َو ُه َو حُيَد ُ‬ ‫َع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو رضي اهلل عنهما قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ب ِخبَاءَهُ َو ِمنَّا َم ْن ُه َو ىِف َج َش ِر ِه َو ِمنَّا َم ْن‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬ىِف َس َف ٍر َفَنَزلْنَا َمْن ِزالً فَ ِمنَّا ِم ْن يَ ْ‬ ‫ُكنَّا مع رس ِ‬
‫ََ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالََة جام َعةً قَ َال فَا ْنَت َهْي ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول ‪«:‬‬ ‫َّاس َو َي ُق ُ‬
‫ب الن َ‬ ‫ت إلَْيه َو ُه َو خَي ْطُ ُ‬ ‫َيْنتَض ُل إ ْذ نَ َادى ُمنَادى َر ُسول اللَّه ‪َ َّ - -‬‬
‫َّاس إِنَّهُ مَلْ يَ ُك ْن نَىِب ٌّ َقْبلِى إِالَّ َكا َن َحقًّا َعلَْي ِه أَ ْن يَ ُد َّل أ َُّمتَهُ َعلَى َما َي ْعلَ ُمهُ َخْيًرا هَلُ ْم َويُْن ِذ َر ُه ْم َما‬
‫أَيُّ َها الن ُ‬
‫آخرها بالَء وفِ ي َدفِّق بعضها بع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ىِف هِل‬
‫ضا جَت ىءُ‬ ‫يب َ َ َ ٌ َ نَتٌ ُ ُ َ ْ ُ َ َ ْ ً‬ ‫َي ْعلَ ُمهُ َشًّرا هَلُ ْم أَالَ َوإ َّن َعافيَةَ َهذه األ َُّمة أ ََّو َا َو َسيُص ُ‬
‫ول َه ِذ ِه َه ِذ ِه مُثَّ‬
‫ول َه ِذ ِه َه ِذ ِه مُثَّ جَتِ ىءُ َفَي ُق ُ‬ ‫ف مُثَّ جَتِ ىءُ َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫الْ ِف َفي ُق ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ول الْ ُم ْؤم ُن َهذه ُم ْهل َكىِت مُثَّ َتْن َكش ُ‬ ‫نَتُ َ‬
‫ب أَ ْن يزحزح ع ِن النَّا ِر وي ْدخل اجْل نَّةَ َفْلتُ ْد ِر ْكه منِيَّتُه وهو ي ْؤ ِمن بِاللَّ ِه والْيوِم ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ َ ُ َ َُ ُ ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َح َّ َُ ْ َ َ َ‬ ‫ف فَ َم ْن أ َ‬‫َتْن َكش ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اع »‪.‬‬
‫استَطَ َ‬ ‫ص ْف َقةَ يَده َومَثََر َة َقْلبِه َف ْليُط ْعهُ إِن ْ‬ ‫َعطَاهُ َ‬ ‫ب أَ ْن يُ ْؤتَى إِلَْي ِه َو َم ْن بَايَ َع إِ َم ًاما فَأ ْ‬
‫َّاس َما حُيِ ُّ‬
‫َويَأْتِى إِىَل الن ِ‬

‫‪ - 608‬املعجم الصغري للطرباين(‪ )449‬حسن‬


‫‪ - 609‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ ) 7712()219‬حسن لغريه‬
‫‪ - 610‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ ) 7846()269‬حسن‬
‫‪ - 611‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )13742()47‬ضعيف‬
‫‪ - 612‬سنن الدارمى (‪ )2454‬صحيح‬
‫‪ - 613‬مسند الشاميني (‪ )290‬صحيح لغريه‬

‫‪198‬‬
‫اآلخ ِر »‪َ .‬فلَ َّما مَسِ ْعُت َها‬ ‫اض ِربوا عنُق ِ‬
‫َح ٌد يُنَا ِزعُهُ فَ ْ ُ ُ َ‬ ‫ِ‬
‫اع »‪ .‬أَظُنُّهُ قَ َال‪ « :‬فَإ ْن َجاءَ أ َ‬ ‫استَطَ َ‬ ‫َوقَ َال َمَّر ًة ‪َ «:‬ما ْ‬
‫ت ‪ :‬إِ َّن ابْ َن َع ِّم َ‬ ‫ِ‬
‫ك ُم َعا ِويَةَ يَأْ ُمُرنَا أَ ْن َن ْقتُ َل أَْن ُف َسنَا َوأَ ْن نَأْ ُك َل أ َْم َوالَنَا َبْيَننَا‬ ‫ت َرأْسى َبنْي ِ َر ُجلَنْي ِ َف ُق ْل ُ‬ ‫أ َْد َخ ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫بِالْب ِ‬
‫ض َع‬ ‫(والَ تَأْ ُكلُوا أ َْم َوالَ ُك ْم َبْينَ ُك ْم بِالْبَاط ِل) قَ َال ‪َ :‬ف َو َ‬ ‫(والَ َت ْقُتلُوا أَْن ُف َس ُك ْم) َ‬ ‫ول َ‬ ‫اط ِل َواللَّهُ َعَّز َو َج َّل َي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ت ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫اعة اللَّه َو ْاعصه ىِف َم ْعصيَة اللَّه ُقْل ُ‬ ‫س مُثَّ َرفَ َع َرأْ َسهُ َف َق َال أَط ْعهُ ىِف طَ َ‬ ‫مُجْ َعهُ َعلَى َجْب َهته مُثَّ نَ َك َ‬
‫ِ ‪614‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬ر َواهُ ُم ْسل ٌم‬ ‫اى َو َو َعاهُ َق ْلىِب َ‬ ‫ت َه َذا م ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم مَس َعْتهُ أُذُنَ َ‬ ‫مَس ْع َ‬
‫ِّث يِف ِظ ِّل الْ َك ْعبَ ِة ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ب الْ َكعب ِة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَسِ عت عب َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل بْ َن َع ْم ٍرو ‪ ،‬حُيَد ُ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫وع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن َعْبد َر ِّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫صلِ ُح ِخبَاءَهُ ‪ ،‬إِ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُكنَّا َم َع َر ُسول اهلل ‪ ‬يِف َس َف ٍر ‪ ،‬فَمنَّا َم ْن َيْنتَض ُل ‪َ ،‬ومنَّا َم ْن ُه َو يِف جَمْ َش ِر ِه ‪َ ،‬ومنَّا َم ْن يُ ْ‬
‫ول ‪ :‬مَلْ يَ ُك ْن َقْبلِي نَيِب ٌّ إِالَّ َكا َن َحقًّا َعلَى‬ ‫ب َي ُق ُ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬خَي ْطُ ُ‬
‫الصالَِة ج ِامعةً ‪ ،‬فَاجتَمعنَا ‪ ،‬فَِإ َذا رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ي بِ َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫نُود َ‬
‫ت َعافِيَُت َها يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫‪،‬وإِ َّن َهذه اأْل َُّمةَ ُجعلَ ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل أَ ْن يَ ُدل أ َُّمتَهُ َعلَى َما ُه َو َخْيٌر هَلُ ْم ‪َ ،‬ويُْنذ َر ُه ْم َما َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َشٌّر هَلُ ْم َ‬
‫ول ‪َ :‬ه ِذ ِه‬ ‫ول ‪َ :‬ه ِذ ِه ُم ْهلِ َكيِت ‪ ،‬مُثَّ جَتِ يءُ َفَي ُق ُ‬ ‫آخَر َها بَالَءٌ ‪َ ،‬فتَ ِجيءُ فِْتنَةُ الْ ُم ْؤ ِم ِن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫صيب ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬
‫أ ََّو َا ‪َ ،‬و َسيُ ُ‬
‫ب ِمْن ُك ْم أَ ْن يَُز ْحَز َح َع ِن النَّا ِر َويَ ْد ُخ َل اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فْلتُ ْد ِر ْكهُ َمنِيَّتُهُ َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َّ‬
‫ف ‪ ،‬فَ َم ْن أ َ‬ ‫ُم ْهل َكيِت ‪ ،‬مُثَّ َتْن َكش ُ‬
‫ص ْف َقةَ يَ ِد ِه ‪،‬‬ ‫ب أَ ْن يُ ْؤتَى إِلَْي ِه ‪َ ،‬و َم ْن بَايَ َع إِ َم ًاما فَأ ْ‬ ‫َّاس الَّ ِذي حُيِ ُّ‬
‫ت إِىَل الن ِ‬ ‫اآلخ ِر ‪ ،‬ولْيأْ ِ‬‫بِاللَّ ِه ‪ ،‬والْيوِم ِ‬
‫َعطَاهُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُم َعا ِويَةُ ‪ ،‬يَأْ ُمُرنَا أَ ْن نَأْ ُك َل أ َْم َوالَنَا َبْيَننَا‬ ‫ت ‪َ :‬ه َذا ابْ ُن َع ِّم َ‬ ‫اع ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫استَطَ َ‬ ‫َومَثََر َة َقْلبِه ‪َ ،‬فْليُط ْعهُ َما ْ‬
‫اط ِل}‬ ‫اط ِل ‪ ،‬ونُه ِريق ِدماءنَا ‪ ،‬وقَ َال اللَّه ‪{ :‬يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا الَ تَأْ ُكلُوا أَموالَ ُكم بينَ ُكم بِالْب ِ‬ ‫بِالْب ِ‬
‫ْ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ْ ُ ََ َ‬ ‫َ‬
‫َطعه يِف طَاع ِة اهللِ‬ ‫[النساء] ‪ ،‬وقَ َال ‪{ :‬والَ َت ْقُتلُوا أَْن ُفس ُكم} [النساء] قَ َال ‪ :‬مُثَّ س َكت ساعةً ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أ ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ‪615‬‬
‫ص ِه يِف َم ْعصيَة اهلل‪.‬‬ ‫‪ ،‬و ْاع ِ‬
‫َ‬
‫الفجر في جماعة‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ني َي ْو ًما ىِف مَجَ َ‬
‫اعة يُ ْد ِر ُك التَّ ْكبِ َري َة‬ ‫صلَّى للَّه أ َْربَع َ‬
‫ول اللَّه ‪َ « : --‬م ْن َ‬ ‫َُ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫اق »‪.616‬‬ ‫ان َبَراءَةٌ ِم َن النَّا ِر َو َبَراءَةٌ ِم َن ِّ‬
‫الن َف ِ‬ ‫ت لَه براءتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫األُوىَل ُكتبَ ْ ُ ََ َ‬
‫وعن أنس بن مالك ‪ ،‬رفعه ‪ -‬قال ‪ « :‬من صلى الغداة ‪ ،‬والعشاء اآلخرة أربعني ليلة يف مجاعة ال تفوته‬
‫‪617‬‬
‫ركعة كتبت له براءتان ‪ ،‬براءة من النار ‪ ،‬وبراءة من النفاق »‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫وعن عُمر بْ ِن اخْلَطَّ ِ‬
‫ني لَْيلَةً الَ َت ُفوتُهُ‬ ‫صلَّى ىِف َم ْسجد مَجَ َ‬
‫اعةً أ َْربَع َ‬ ‫ول « َم ْن َ‬ ‫اب َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬أَنَّهُ َكا َن َي ُق ُ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫ب اللَّهُ لَهُ هِبَا ِعْت ًقا ِم َن النَّار » ‪.‬‬
‫ِ ‪618‬‬ ‫الر ْكعةُ األُوىَل ِمن ِ ِ ِ‬
‫صالَة الْع َشاء َكتَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪ - 614‬صحيح مسلم (‪)4882‬‬
‫‪ - 615‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5961()294‬صحيح‬
‫‪ - 616‬سنن الرتمذى(‪ ) 241‬حسن لغريه‬
‫‪ - 617‬شعب اإلميان للبيهقي(‪ )2747‬حسن لغريه‬
‫‪ - 618‬سنن ابن ماجه (‪ ) 847‬فيه ضعف‬

‫‪199‬‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى‬ ‫َح ٌد َ‬‫َّار أ َ‬
‫ول « لَ ْن يَل َج الن َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وع ِن أَىِب بَ ْك ِر بْ ِن عُ َم َار َة بْ ِن ُر َؤ ْيبَةَ َع ْن أَبِيه قَ َال مَس ْع ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬
‫ت َه َذا‬ ‫ت مَس ْع َ‬‫صَر ِة آنْ َ‬ ‫س َو َقْب َل غُُرو َا »‪َ .‬ي ْعىِن الْ َف ْجَر َوالْ َع ْ‬
‫صَر‪َ ;.‬ف َق َال لَهُ َر ُج ٌل م ْن أ َْه ِل الْبَ ْ‬ ‫َّم ِ‬‫وع الش ْ‬ ‫َقْب َل طُلُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬قَ َال َن َع ْم‪ .‬قَ َال َّ‬ ‫ِمن رس ِ‬
‫الر ُج ُل َوأَنَا أَ ْش َه ُد أَىِّن مَس ْعتُهُ م ْن َر ُسول اللَّه ‪ --‬مَس َعْتهُ أُذُنَ َ‬
‫اى َو َو َعاهُ‬ ‫َُْ‬
‫َقْلىِب ‪.‬‬
‫‪619‬‬

‫االستجارة من النار‬
‫ف َعنَّا‬‫اص ِر ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َي ُقولُو َن َربَّنَا ْ‬ ‫ومما يقي العبد من النار استجارة العبد باهلل من النار ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ (:‬والذ َ‬
‫ت ُم ْسَت َقًّرا َو ُم َق ًاما (‪[ )66‬الفرقان‪)]66-65/‬‬ ‫َّم إِ َّن َع َذ َاب َها َكا َن َغَر ًاما (‪ )65‬إِن ََّها َساءَ ْ‬
‫اب َج َهن َ‬ ‫َع َذ َ‬
‫فإن ع َذاهَب ا‬ ‫نم ‪َّ ،‬‬ ‫اهلل في ْدعُونهُ ‪ ،‬ويسأَلُونَهُ أَ ْن يَص ِر َ‬ ‫وف من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاب َج َّه َ‬ ‫عنهم َع َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ب عليهم اخلَ ُ َ‬ ‫وه ُم الذين َي ْغل ُ‬ ‫ُ‬
‫ول ‪ ،‬وال يُفا ِرقُهُ ‪.‬‬ ‫زول عنهُ ‪ ،‬وال حَيُ ُ‬ ‫نسان ‪ ،‬ال يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مؤملٌ ٌ ِ‬
‫مالزم لإل َ‬
‫يل وامل َق ُام ‪.‬‬ ‫املنزل ‪ ،‬و ْبئ ِ‬ ‫َّ‬
‫س املَق ُ‬
‫بئس ُ َ َ‬ ‫َّم َ‬ ‫وإن َج َهن َ‬
‫وهذا منهم على وجه التضرع لرهبم‪ ،‬وبيان شدة حاجتهم إليه وأهنم ليس يف طاقتهم احتمال هذا‬
‫العذاب‪ ،‬وليتذكروا منة اهلل عليهم‪ ،‬فإن صرف الشدة حبسب شدهتا وفظاعتها يعظم وقعها ويشتد الفرح‬
‫بصرفها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « --‬ما يَ ْسأ َُل َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم اللَّهَ اجْلَنَّةَ ثَالَثاً إِالَّ قَالَت اجْلَنَّةُ اللَّ ُه َّم أ َْدخ ْلهُ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫‪620‬‬
‫َّار اللَّ ُه َّم أ َِج ْرهُ »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ َج َار َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم اللَّهَ م َن النَّار ثَالَثاً إالَّ قَالَت الن ُ‬
‫َوالَ ْ‬
‫ت اجْلَنَّةُ ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ ُْد ِخ ْلهُ اجْلَنَّةَ ‪،‬‬
‫ات إِال قَالَ ِ‬ ‫الث مَّر ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫س ‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ :‬ما م ْن َعْبد يَ ْسأ َُل اجْلَنَّةَ ثَ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫‪621‬‬
‫َّار ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َِج ْرهُ ِميِّن "‬ ‫ِ‬ ‫وما ِمن َعْب ٍد يستَعِي ُذ بِاللَّ ِه ِمن النَّا ِر ثَ َ ٍ ِ‬
‫الث َمَّرات إال قَالَت الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ ْ‬
‫الدعاء يعد الصالة‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫يم َّى َح َّدثَهَ َع ْن أَبِ ِيه قَ َال قَ َال ىِل َر ُس ُ‬ ‫َّم ِ‬
‫ث الت ِ‬ ‫َن مسلِم بن احْل ا ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن َح َّسا َن الْكنَاىِن ِّ أ َّ ُ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫َّك إِ ْن‬ ‫َّاس اللَّه َّم أ َِجرىِن ِمن النَّا ِر سبع مَّر ٍ‬ ‫الصبح َف ُقل َقبل أَ ْن تُ َكلِّم أ ِ‬
‫ات فَِإن َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َحداً م َن الن ِ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ُّ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫‪ « --‬إِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬
‫ك َكتَب اللَّه عَّز وج َّل لَ َ ِ ِ‬ ‫ت ِمن يو ِم ِ‬
‫ِم َّ ْ َ ْ َ‬
‫ت الْ َم ْغ ِر َ‬
‫ب َف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم‬ ‫ك ج َواراً م َن النَّا ِر َوإِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫ك َذل َ َ ُ َ َ َ‬
‫ك اجْل نَّةَ اللَّه َّم أ َِجرىِن ِمن النَّا ِر سبع مَّر ٍ‬
‫ك‬‫ك تِْل َ‬ ‫ت ِم ْن لَْيلَتِ َ‬ ‫َّك إِ ْن ِم َّ‬
‫ات فَِإن َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َسأَلُ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َحداً ِم َن الن ِ‬
‫َّاس اللَّ ُه َّم إِىِّن أ ْ‬ ‫أَ‬
‫‪622‬‬
‫ك ِج َواراً ِم َن النَّا ِر »‪.‬‬‫ب اللَّهُ َعَّز َو َج َّل لَ َ‬ ‫َكتَ َ‬

‫‪ - 619‬صحيح مسلم(‪) 1468‬‬


‫‪ - 620‬مسند أمحد (‪ )12774‬صحيح‬
‫‪ - 621‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )3683‬صحيح‬
‫‪ - 622‬مسند أمحد (‪ )18541‬وسنن أيب داود(‪ )5081‬حسن‬

‫‪200‬‬
‫اهلل ‪ ‬يِف َس ِريٍَّة ‪َ ،‬فلَ َّما َبلَ ْغنَا‬ ‫ول ِ‬ ‫يم ِّي ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ب َعَثنَا َر ُس ُ‬ ‫ث ب ِن مسلِ ٍم الت ِ‬
‫َّم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ُم ْسل ِم بْ ِن احْلَار ْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َص َحايِب ‪َ ،‬فَتلَ َّقايِن احْلَ ُّي بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬قُولُوا ‪ :‬الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ‬ ‫ني ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫الرن ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ت َفَرسي ‪ ،‬فَ َسَب ْق ُ‬ ‫استَ ْحثَثْ ُ‬
‫الْ ُمغَ َار ‪ْ ،‬‬
‫ت بِأَيْ ِدينَا ‪َ ،‬فلَ َّما قَ ِد ْمنَا َعلَى‬ ‫يمةَ َب ْع َد أَ ْن ُر َّد ْ‬
‫ِ‬
‫َص َحايِب ‪َ ،‬وقَالُوا ‪ُ :‬ح ِر ْمنَا الْغَن َ‬ ‫وها ‪ ،‬فَالََميِن أ ْ‬ ‫حُتََّر ُزوا ‪َ ،‬ف َقالُ َ‬
‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫رس ِ ِ‬
‫ك‬
‫ب لَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬أ ََما إ َّن اللَّهَ قَ ْد َكتَ َ‬ ‫صَن ْع ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َد َعايِن ‪ ،‬فَ َح َّس َن يِل َما َ‬ ‫صَن ْع ُ‬ ‫َخَبُروهُ َا َ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬أ ْ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك‬‫ب لَ َ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ قَ َال يِل ‪ :‬إيِّن َسأَ ْكتُ ُ‬ ‫يت الث ََّو َ‬ ‫بِ ُك ِّل إِنْ َسان مْن ُه ْم َك َذا َو َك َذا‪.‬قَ َال َعْب ُد الرَّمْح َ ِن ‪ :‬فَأَنَا نَس ُ‬
‫ب يِل كِتَابًا ‪َ ،‬و َختَ َم َعلَْي ِه ‪َ ،‬و َد َف َعهُ إِيَلَّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ُوصي بِ َ‬ ‫كِتَابا ‪ ،‬وأ ِ‬
‫ني قَ َال ‪ :‬فَ َكتَ َ‬ ‫ك َم ْن يَ ُكو ُن َب ْعدي م ْن أَئ َّمة الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ً َ‬
‫َّك إِ ْن ُم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َح ًدا ‪ :‬اللَّ ُه َّم أَج ْريِن م َن النَّا ِر َسْب َع َمَّرات ‪ ،‬فَِإن َ‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم أ َ‬ ‫ت الْ َم ْغ ِر َ‬ ‫َوقَ َال ‪ :‬إِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬
‫ِ‬ ‫ك تِْل َ‬ ‫ِم ْن لَْيلَتِ َ‬
‫َح ًدا ‪ :‬اللَّ ُه َّم‬ ‫الصْب َح َف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم أ َ‬
‫ت ُّ‬ ‫ك َج َو ًازا م َن النَّا ِر ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫ب اللَّهُ لَ َ‬‫ك َكتَ َ‬
‫ك َج َو ًازا ِم َن النَّا ِر قَ َال ‪َ :‬فلَ َّما‬ ‫ت ِمن يو ِم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب اللَّهُ لَ َ‬ ‫ك َكتَ َ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫َّك إِ ْن ُم َّ ْ َ ْ َ‬ ‫أَج ْريِن ِم َن النَّا ِر َسْب َع َمَّرات ‪ ،‬فَِإن َ‬
‫ت بِِه عُ َمَر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت أَبا ب ْك ٍر بِالْ ِكتَ ِ‬
‫اب ‪َ ،‬ف َفضَّهُ ‪َ ،‬ف َقَرأَهُ َوأ ََمَر يِل بِ َعطَاء َو َختَ َم َعلَْيه ‪ ،‬مُثَّ أََتْي ُ‬ ‫ض اللَّهُ َر ُسولَهُ ‪ ،‬أََتْي ُ َ َ‬ ‫َقبَ َ‬
‫ِ‬
‫ت بِِه عُثْ َما َن ‪َ ،‬ف َف َع َل ِمثْ َل َذل َ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ف َقَرأَهُ ‪َ ،‬وأ ََمَر يِل ‪َ ،‬و َختَ َم َعلَْيه ‪ ،‬مُثَّ أََتْي ُ‬
‫‪623‬‬
‫ك‪.‬‬
‫أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫عن عْنبسةَ ب ِن أَىِب س ْفيا َن قَ َال مَسِ عت أُخىِت أ َُّم حبِيبةَ زوج النَّىِب ‪َ --‬ت ُق ُ ِ‬
‫ول مَس ْع ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ِّ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َََ ْ‬
‫ات َقْب َل الظُّ ْه ِر َوأ َْربَ ٍع َب ْع َد َها َحَّر َمهُ اللَّهُ َعلَى النَّا ِر »‪.624‬‬ ‫ظ علَى أَرب ِع ر َكع ٍ‬
‫« َم ْن َحافَ َ َ ْ َ َ َ‬
‫أربع ركعات قبل العصر‬
‫اع ٌد يِف أُنَ ٍ‬‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َع ْم ِرو بْ ِن الْ َع ِ‬
‫اس‬ ‫ت َو َر ُس ُ‬ ‫اص ‪َ -‬رض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ -‬قَ َال ‪ :‬جْئ ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫آخر احْل ِد ِ‬ ‫اب ‪ -‬ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬وأ َْدر ْك ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫يث َو َر ُس ُ‬ ‫ت َ َ‬ ‫َص َحابِه في ِه ْم عُ َمُر بْ ُن اخْلَطَّ ِ َ َ ُ َ ُ َ َ ُ‬ ‫م ْن أ ْ‬
‫َن َه َذا َح ِد ٌ‬
‫يث‬ ‫ت بِيَ ِدي َه َك َذا ‪ -‬حُيَِّر ُك بِيَ ِد ِه أ َّ‬ ‫ص ِر مَلْ مَتَ َّسهُ الن ُ‬
‫َّار " ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ٍ‬
‫صلَّى أ َْربَ َع َر َك َعات َقْب َل الْ َع ْ‬ ‫‪َ " :‬م ْن َ‬
‫ت ‪ :‬يا ابْن اخْلَطَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب ‪ :‬لَما فَاتَ َ ِ‬ ‫جيِّ ٌد ‪َ -‬ف َق َال عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬
‫اب ‪،‬‬ ‫َج َو ُد ‪ُ .‬ق ْل ُ َ َ‬ ‫َج َو ُد َوأ ْ‬‫ص ْد ِر احْلَديث أ ْ‬‫ك م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " : -  -‬أَنَّهُ َم ْن َش ِه َد أَ ْن اَل إِلَهَ إِاَّل اللَّهُ َد َخ َل اجْلَنَّةَ‬ ‫اب ‪َ :‬ح َّد َثنَا َر ُس ُ‬ ‫َفهات ‪َ ،‬ف َق َال عُمر بْن اخْلَطَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫َ‬
‫‪625‬‬
‫" ‪.‬‬
‫ِ ‪626‬‬
‫ص ِر َحَّر َم اللَّهُ بَ َدنَهُ َعلَى النَّار"‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صلَّى أ َْربَ َع َر َك َعات َقْب َل الْ َع ْ‬ ‫وع ْن أ ُِّم َسلَ َمةَ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال َ‬
‫‪:‬م ْن َ‬ ‫َ‬
‫يف سنده احلارث بن مسلم بن احلارث وثقه ابن حبان ومل يرو عنه سوى واحد من الثقات ‪ 6/176‬وسكت عليه; تخ‪ 2/282‬وأبو حامت‬
‫اجلرح ‪ ،3/87‬لكن رواية هؤالء األئمة هلذا احلديث وسكوهتم عليه; كاف لتقويته‪.‬‬
‫‪ - 623‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )2022()366‬حسن‬
‫‪ - 624‬سنن الرتمذى (‪ ) 430‬صحيح‬
‫‪ - 625‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 20‬ص ‪ )1530()143‬ضعيف‬
‫‪ - 626‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 17‬ص ‪ ) 19105()113‬ضعيف‬

‫‪201‬‬
‫ما يقول عند الصباح والمساء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ت أُ ْش ِه ُد َك‬ ‫صبِ ُح أ َْو مُيْسى اللَّ ُه َّم إِىِّن أ ْ‬
‫َصبَ ْح ُ‬ ‫ني يُ ْ‬‫ول اللَّه ‪ --‬قَ َال « َم ْن قَ َال ح َ‬ ‫س بْ ِن َمالك أ َّ َ ُ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ك ومالَئِ َكتَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُد َك َو َر ُسولُ َ‬ ‫ت َوأ َّ‬ ‫ت اللَّهُ الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬ ‫َّك أَنْ َ‬
‫ك أَن َ‬ ‫يع َخ ْلق َ‬
‫ك َومَج َ‬ ‫َوأُ ْش ِه ُد مَحَلَةَ َع ْرش َ َ َ‬
‫اع ِه فَِإ ْن قَاهَلَا‬ ‫أ َْعتَق اللَّه ربعه ِمن النَّا ِر فَمن قَاهَل ا مَّر َت ِ أ َْعتَق اللَّه نِص َفه ومن قَاهَل ا ثَالَثًا أ َْعتَق اللَّه ثَالَثَةَ أَرب ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ْ ُ ََ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ نْي‬ ‫َ ُ َُُْ َ‬
‫‪627‬‬
‫أ َْر َب ًعا أ َْعَت َقهُ اللَّهُ ِم َن النَّا ِر »‪.‬‬
‫اغبرار القدمين في سبيل اهلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول « َم ِن‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ب إِىَل اجْلُ ُم َعة َف َق َال مَس ْع ُ‬ ‫اعةَ قَ َال أ َْدر َكىِن أَبُو َعْب ٍ‬
‫س َوأَنَا أَ ْذ َه ُ‬ ‫َ‬ ‫عن َعبَايَةَ بْ ِن ِرفَ َ‬
‫ت قَ َد َماهُ ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َحَّر َمهُ اللَّهُ َعلَى النَّا ِر » ‪.628‬‬ ‫ا ْغَبَّر ْ‬
‫اك َه ِذ ِه ىِف‬‫اش إِىَل اجْلُ ُم َع ِة َف َق َال أَبْ ِش ْر فَِإ َّن ُخطَ َ‬‫يد بْ ِن أَىِب َم ْرمَيَ قَ َال‪ :‬حَلَِقىِن َعبَايَةُ بْ ُن َرافِ ٍع َوأَنَا َم ٍ‬‫وعن يَِز َ‬
‫ت قَ َد َماهُ ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َف ُه َو َحَر ٌام َعلَى‬ ‫ول اللَّه ‪َ « --‬م ِن ا ْغَبَّر ْ‬
‫ول قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫س َي ُق ُ‬ ‫ت أَبَا َعْب ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َسبِ ِيل اللَّه مَس ْع ُ‬
‫النَّا ِر »‪.629‬‬
‫ِ‬ ‫اهلل اخْلَْثع ِمي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ك ب ِن عب ِد ِ‬ ‫َ ِِ‬
‫ت قَ َد َماهُ يِف َسبِ ِيل اهلل َحَّر َمهُ اللَّهُ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ِن ا ْغَبَّر ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫وع ْن َمال ْ َْ‬
‫ِ ‪630‬‬
‫َعلَى النَّار‪.‬‬
‫ت قَ َد َماهُ ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َف ُه َما َحَر ٌام‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ --‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول « َم ِن ا ْغَبَّر ْ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وع ْن َجابِ ِر بْ ِن َعْبد اللَّه قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪631‬‬
‫َعلَى النَّار » ‪.‬‬
‫اعةً ِم ْن َن َها ٍر ‪َ ،‬ف ُه َما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وعن جابِ ِر ب ِن عب ِد اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ت قَ َد َما َعْبد يِف َسبِ ِيل اللَّه َس َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ : ‬ما ا ْغَبَّر ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ‬
‫ِ ‪632‬‬
‫َحَر ٌام َعلَى النَّار"‬
‫ِ‬
‫ك بْ ُن‬ ‫ب َقلَ ْميَةَ إِ ْذ نَ َادى األ َِمريُ َمال ُ‬ ‫اع َّى ح َّد َثهم قَ َال ‪ :‬بْينَا نَ ِسري ىِف َدر ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫صبِّ ِح األ َْو َز َ ُ ْ‬ ‫وعن ابْ ِن َجابِ ٍر أ َّ‬
‫َن أَبَا الْ ُم َ‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َر ُس َ‬ ‫ب قَ َال إِىِّن مَس ْع ُ‬ ‫اض اجْلَبَ ِل يَا أَبَا َعْبد اللَّه أَالَ َتْر َك ُ‬ ‫ود َفَر َسهُ ىِف عَر َ‬ ‫َعْبد اللَّه اخْلَْث َعم ُّى َر ُجالً َي ُق ُ‬
‫اعةً ِم ْن َن َها ٍر َف ُه َما َحَر ٌام َعلَى النَّا ِر »‪.633‬‬ ‫ِ‬
‫ت قَ َد َماهُ ىِف َسبِ ِيل اللَّه َعَّز َو َج َّل َس َ‬ ‫ول ‪َ « :‬م ِن ا ْغَبَّر ْ‬ ‫‪َ ‬ي ُق ُ‬

‫‪ - 627‬سنن أىب داود (‪ )5071‬حسن‬


‫‪ - 628‬صحيح البخارى(‪)907‬‬
‫‪ - 629‬سنن النسائى(‪ )3129‬صحيح‬
‫‪ - 630‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 5‬ص ‪ )19733()310‬صحيح‬
‫‪ - 631‬مسند أمحد(‪ )15334‬صحيح‬
‫‪ - 632‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )2075‬حسن‬
‫‪ - 633‬مسند أمحد (‪ )22605‬صحيح‬

‫‪202‬‬
‫ٍ ىِف ِ ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت قَ َد َما َعْبد َسب ِيل اللَّه َفتَ َم َّسهُ الن ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬قَ َال « َما ا ْغَبَّر ْ‬ ‫وعن َعْبد الرَّمْح َ ِن بْ ِن َجرْبٍ أ َّ َ ُ‬
‫‪634‬‬
‫َّار »‬
‫الر ِ‬ ‫الصائِِف ِة بِأ َْر ِ‬
‫َّاس بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ‪،‬‬ ‫ض ُّ‬ ‫وه َو َعلَى الن ِ‬ ‫ك بْ ُن َعْبد اللَّه اخْلَْث َعم ُّي ُ‬ ‫وسى ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬مَّر َمال ُ‬ ‫وع ْن ُسلَْي َما َن بْ ِن ُم َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ ،‬فَِإيِّن أ ََرى َدابَّتَ َ‬
‫ول اللَّه ‪، ‬‬‫ت َر ُس َ‬ ‫ك ظَ ِه َري ًة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ود َدابَّتَهُ ‪َ ،‬ف َق َال لَهُ ‪ْ :‬ار َك ْ‬
‫قَ َال ‪َ :‬و َر ُج ٌل َي ُق ُ‬
‫َّاس‬
‫ك َو َنَز َل الن ُ‬ ‫َّار ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَنَز َل َمالِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ت قَ َد َما َعْبد يِف َسب ِيل اللَّه إال َحَّر َم اللَّهُ َعلَْيه َما الن َ‬ ‫ول ‪َ :‬ما ا ْغَبَّر ْ‬‫َي ُق ُ‬
‫اشيًا ِمْنهُ‪. 635‬‬
‫مَيْ ُشو َن ‪ ،‬فَما رئِي يوم أَ ْكَثر م ِ‬
‫َ ُ َ َْ ٌ ُ َ‬
‫الخوف من اهلل والجهاد في سبيله‬
‫ان (‪)46‬‬ ‫اف م َقام ربِِّه جنَّتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومما ينجي من النار خمافة اهلل ‪ ،‬واجلهاد يف سبيل اهلل ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ‬
‫[الرمحن‪)]46/‬‬
‫أعمالِِه ‪ ،‬عا ِر ٌ مِب ِ‬ ‫واعَت َق َد أنَّهُ قَائِ ٌم َعلَ ِيه ‪ُ ،‬م ْش ِر ٌ‬ ‫ومن خ ِشي ربَّه ‪ ،‬ورا َقبه يف ِ‬
‫أع َمال ِه ‪ْ ،‬‬
‫ف َا يُكنُّهُ‬ ‫َ‬ ‫ف َعلَى ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ َ َ َُ ْ‬
‫ص ْدره ‪ ،‬فَِإ َّن اهلل سيج ِز ِيه جِبِنََّت ِ يف ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪.‬‬ ‫نْي‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫َ ُُ‬
‫ود اللَّنَبُ يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار َم ْن بَ َكى م ْن َخ ْشيَة اللَّه َحىَّت َيعُ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ : ‬ال يَل ُج الن َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬‫َ‬
‫‪636‬‬
‫َّم يِف َمْن ِخَر ْي ُم ْسلِ ٍم أَبَ ًدا "‬ ‫يِف ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الض َّْر ِع ‪َ ،‬وال جَيْتَم ُع غُبَ ٌار َسب ِيل الله َو ُد َخا ُن َج َهن َ‬
‫ف َعْب ٍد ‪،‬‬ ‫اهلل ودخا ُن جهنَّم يِف جو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪ : ‬الَ جَيْتَم ُع غُبَ ٌار يِف َسب ِيل َ ُ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫‪637‬‬
‫ب َعْب ٍد أَبَ ًدا‪.‬‬ ‫ُّح وا ِإلميَا ُن يِف َقْل ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالَ جَيْتَم ُع الش ُّ َ‬
‫َّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان يِف النَّا ِر ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة‪ ،‬أَ ّن النَّيِب ‪ ‬قَ َال‪ :‬ال جَي تَ ِمع ِ‬
‫َح ُدمُهَا‪ُ :‬م ْسل ٌم َقتَ َل َكافًرا‪ ،‬مُثَّ َسد َ‬ ‫ضُّر أ َ‬‫اعا يَ ُ‬
‫اجت َم ً‬‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ان يِف َق ْل ِ‬ ‫ف عب ٍد‪ :‬وغُبار يِف سبِ ِيل اللَّ ِه ودخا ُن جهنَّم‪ ،‬وال جَي تَ ِمع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫َ ُ َ ََ َ َ ْ َ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وال جَيْتَم َعان يِف َج ْو َ ْ‬ ‫الْ ُم ْسل ُم َوقَ َار َ‬
‫َعْب ٍد‪ :‬ا ِإلميَا ُن َوالش ُّ‬
‫‪638‬‬
‫ُّح‪.‬‬
‫ول ‪ :‬الَ جَي تَ ِمع غُبار يِف سبِ ِيل ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫اهلل ‪َ ، ‬ي ُق ُ‬ ‫ت ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَسِ عت نَيِب ِ‬ ‫وعن عباد َة ب ِن َّ ِ ِ‬
‫ْ ُ ٌَ َ‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫الصام َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ ْ َُ َ ْ‬
‫ِ ‪639‬‬ ‫ودخا ُن جهنَّم يِف جو ِ‬
‫ف ْام ِر ٍئ ُم ْسل ٍم‪.‬‬ ‫َ ُ َ ََ َ َْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬الَ جَيْتَ ِم ُع غُبَ ٌار يِف َمْن َخَر ْي َعْب ٍد يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َو ُد َخا ُن‬ ‫وع ْن أَيِب أ َُم َامةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬‫َ‬
‫‪640‬‬
‫َّم‪.‬‬
‫َج َهن َ‬

‫‪ - 634‬صحيح البخارى(‪) 2811‬‬


‫‪ - 635‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )944‬صحيح‬
‫‪ - 636‬شرح السنة للبغوي(‪ )4168‬صحيح‬
‫‪ - 637‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ )3251()43‬صحيح‬
‫‪ - 638‬مسند أيب عوانة(‪ )5957‬صحيح‬
‫‪ - 639‬مسند البزار(‪ )2722‬صحيح‬
‫‪ - 640‬مسند الشاميني(‪ )3446‬صحيح‬

‫‪203‬‬
‫‪641‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « الَ جَيْتَ ِم ُع َكافٌِر َوقَاتِلُهُ ىِف النَّا ِر أَبَ ًدا »‪.‬‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ‬ ‫َ‬
‫اتقاء النار ولو بشق تمرة‬
‫ِ‬ ‫مِت‬ ‫ت َع ِد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ى بْ َن َحا ٍ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫ت َعْب َد اللَّه بْ َن َم ْعق ٍل قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫اق قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َع ْن أَىِب إِ ْس َح َ‬
‫ٍ ‪642‬‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْرة »‬
‫ول « َّات ُقوا الن َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫َر ُس َ‬
‫س َبنْي َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ى بْ ِن َحامِتٍ قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪َ « -  -‬ما ِمْن ُك ْم ِم ْن أ َ ٍ ِ َّ‬ ‫وع ْن َع ِد ِّ‬
‫َحد إال َو َسيُ َكل ُمهُ اللهُ َي ْو َم الْقيَ َامة ‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع مْن ُك ْم‬ ‫استَطَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَ َم ِن ْ‬ ‫َّامهُ ‪ ،‬مُثَّ َيْنظُُر َبنْي َ يَ َديْه َفتَ ْسَت ْقبلُهُ الن ُ‬‫اللَّه َو َبْينَهُ ُتْرمُجَا ٌن ‪ ،‬مُثَّ َيْنظُُر فَالَ َيَرى َشْيئًا قُد َ‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْر ٍة » ‪.643‬‬ ‫ِ‬
‫أَ ْن َيتَّق َى الن َ‬
‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ َّ ِّ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي ب ِن حامِتٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل‪َ : ‬ما مْن ُك ْم م ْن َر ُجل ‪ ،‬إال َسيُ َكل ُمهُ اللهُ َي ْو َم الْقيَ َامة لَْي َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن َعد ِّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّمهُ ‪،‬‬ ‫َّمهُ ‪ ،‬مُثَّ َيْنظُُر أَيْ َسَر مْنهُ ‪ ،‬فَالَ َيَرى َشْيئًا قَد َ‬ ‫َبْينَهُ َو َبْينَهُ ُتْرمُجَا ٌن ‪ ،‬مُثَّ َيْنظُُر أَمْيَ َن مْنهُ ‪ ،‬فَالَ َيَرى َشْيئًا قَد َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ : ‬فَم ِن استَطَ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّار ‪َ ،‬ولَ ْو‬ ‫اع مْن ُك ْم أَ ْن يَق َي َو ْج َههُ الن َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫مُثَّ َيْنظُُر ت ْل َقاءَ َو ْجهه ‪َ ،‬فتَ ْسَت ْقبلُهُ الن ُ‬
‫‪644‬‬
‫بِ ِش ِّق مَتَْر ٍة َفْلَي ْف َع ْل‪.‬‬
‫َح ُدمُهَا الْ َعْيلَةَ ‪َ ،‬ويَ ْش ُكو‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي ب ِن حامِتٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬كْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ت عْن َد َر ُسول اهلل ‪ ‬فَ َجاءَ إلَْيه َر ُجالَن يَ ْش ُكو أ َ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن َعد ِّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫يل َحىَّت خَت ُْر َج الْعِريُ ِم َن‬ ‫السبِ ِيل ‪ :‬فَالَ يأْيِت علَي ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫السبِ ِيل ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫ك إالَّ قَل ٌ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫اهلل ‪ : ‬أ ََّما قَطْ ُع َّ‬ ‫اآلخُر قَطْ َع َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدقَة َماله ‪ ،‬فَالَ جَيِ ُد َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احْلِ َرية إِىَل َم َّكةَ بِغَرْيِ َخف ٍري ‪َ ،‬وأ ََّما الْ َعْيلَةُ ‪ :‬فَِإ َّن َّ‬
‫الر ُج ُل بِ َ‬ ‫وم َحىَّت خَي ُْر َج َّ‬ ‫اعةَ الَ َت ُق ُ‬ ‫الس َ‬
‫اب حَيْ ُجبُهُ ‪َ ،‬والَ ُت ْرمُجَا ٌن يَُتْر ِج ُم لَهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫س َبْينَهُ ‪َ ،‬و َبْينَهُ ح َج ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫َح ُد ُك ْم َبنْي َ يَ َدي اهلل لَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْقَبلُ َها مْنهُ ‪ ،‬مُثَّ لَيَق َف َّن أ َ‬
‫ك َر ُسوالً ؟ َفلََي ُقولَ َّن ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ول ‪ :‬أَمَلْ أ ُْر ِس ْل إِلَْي َ‬
‫ك َماالً ؟ َفلََي ُقولَ َّن ‪َ :‬بلَى ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َفَي ُقولَ َّن لَهُ ‪ :‬أَمَلْ أُوتِ َ‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق‬ ‫ِ‬ ‫مِش ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َح ُد ُك ُم الن َ‬ ‫َّار ‪َ ،‬ف ْليَت َِّق أ َ‬‫َّار ‪ ،‬مُثَّ َيْنظُُر َع ْن َاله ‪ ،‬فَالَ َيَرى إالَّ الن َ‬ ‫َيْنظُُر َع ْن مَي ينه ‪ ،‬فَالَ َيَرى إالَّ الن َ‬
‫مَتَْر ٍة ‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ جَيِ ْد فَبِ َكلِ َم ٍة طَيِّبَة‪.‬‬
‫ٍ ‪645‬‬

‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْر ٍة »‪.646‬‬ ‫ِ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َح ُد ُك ْم َو ْج َههُ الن َ‬ ‫ول اللَّه ‪ « --‬ليَت َِّق أ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َْ‬

‫‪ - 641‬صحيح مسلم (‪)5003‬‬


‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصة ‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫ص مِب َ ْن َقتَ َل َكافًرا يِف اجْلِ َهاد ‪َ ،‬فيَ ُكون ذَل َ‬
‫ك ُم َكفًِّرا ل ُذنُوبِه َحىَّت اَل يُ َعاقَب َعلَْي َها ‪ ،‬أ َْو يَ ُكون بِنيَّة خَمْ ُ‬
‫قَ َال الْ َق ِ‬
‫اضي ‪ :‬حُيْتَ َمل; أ َّ‬
‫َن َه َذا خُمْتَ ّ‬
‫ب بِغَرْيِ النَّار َكاحْلَْب ِ‬
‫س يِف اأْل َْعَراف َع ْن ُد ُخول اجْلَنَّة أ ََّواًل َواَل يَ ْد ُخل النَّار ‪ ،‬أ َْو يَ ُكون إِ ْن‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وصة ‪َ .‬وحُيْتَ َمل أَ ْن يَ ُكون ع َقابه إ ْن ُعوق َ‬ ‫ص َ‬ ‫أ َْو َحالَة خَمْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫عوقِ هِب‬
‫اكها" شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪)368‬‬ ‫ب َا يِف َغرْي َم ْوضع ع َقاب الْ ُكفَّار ‪َ ،‬واَل جَيْتَم َعان يِف إِ ْد َر َ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ - 642‬صحيح البخارى(‪)1417‬‬
‫‪ - 643‬صحيح البخارى(‪) 6539‬‬
‫‪ - 644‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7373()373‬صحيح‬
‫‪ - 645‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7374()374‬صحيح‬
‫‪ - 646‬مسند أمحد (‪ )3751‬صحيح‬

‫‪204‬‬
‫استَرِت ِ ى ِم َن النَّا ِر َولَ ْو بِ ِش ِّق مَتَْر ٍة فَِإن ََّها تَ ُس ُّد ِم َن اجْلَائِ ِع‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ --‬قَ َال هَلَا « يَا َعائ َشةُ ْ‬
‫ِ‬
‫وع ْن َعائ َشةَ أ َّ َ ُ‬
‫َ‬
‫ِ ‪647‬‬ ‫ِ‬
‫َم َسدَّهاَ م َن الشَّْب َعان » ‪.‬‬
‫اهلل بْ َن خِم ْ َم ٍر ِم ْن أ َْه ِل الْيَ َم ِن ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن‬ ‫اضي َذهب علَي اسم أَبِ ِيه ‪ ،‬أَنَّه مَسِ ع عب َد ِ‬
‫ُ َ َْ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ُ‬
‫الن قَ َال ‪ :‬الْ َق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ب ِن فُ ٍ‬
‫وع ْن َعْبد ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احتَجيِب م َن النَّا ِر َولَ ْو بِش ِّق مَتَْرة" ‪.‬‬
‫ٍ ‪648‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال ل َعائ َشةَ َرض َي اللَّهُ َعْن َها ‪ْ :‬‬
‫َر ُس َ‬
‫فضل الصالة في المدينة المنورة و زيارة الرسول ‪‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬
‫ب لَهُ‬ ‫صاَل ةٌ ُكت َ‬ ‫صاَل ةً اَل َت ُفوتُهُ َ‬ ‫ني َ‬ ‫صلَّى يِف َم ْسجدي أ َْربَع َ‬ ‫س بْ ِن َمالك َع ِن النَّيِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال ‪َ " :‬م ْن َ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ‬
‫اق "‪. 649‬‬ ‫ئ ِم َن ِّ‬
‫الن َف ِ‬ ‫اب َوبَِر َ‬ ‫براءةٌ ِمن النَّا ِر وبراءةٌ ِمن الْع َذ ِ‬
‫َ ََ َ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ‬ ‫ول ‪َ «:‬م ْن َز َار َقرْبِ ى أ َْو قَ َال َم ْن َز َارىِن ُكْن ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ --‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫وع ْن عُ َمَر َرض َى اللَّهُ َعْنهُ قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪650‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َي ْو َم الْقيَ َامة » ‪.‬‬ ‫َحد احْلََر َمنْي ِ َب َعثَهُ اللَّهُ ىِف اآلمن َ‬ ‫ات ىِف أ َ‬ ‫يدا َو َم ْن َم َ‬ ‫َشف ًيعا أ َْو َش ِه ً‬
‫عينان ال تمسهما النار‬
‫ِ ِ‬ ‫ان الَ مَتَ ُّسهما النَّار ع ب َك ِ‬ ‫ول « عينَ ِ‬ ‫اس قَ َال مَسِ عت رس َ ِ‬
‫ت م ْن َخ ْشيَة اللَّه َو َعنْيٌ‬ ‫ُ َ ُ َنْيٌ َ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ --‬ي ُق ُ َْ‬ ‫ْ ُ َُ‬ ‫َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫س ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه »‪.651‬‬ ‫ت حَتْ ُر ُ‬ ‫بَاتَ ْ‬
‫ني يِف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت تَ ْكألُ الْ ُم ْسلم َ‬ ‫َّار أَبَ ًدا ‪َ :‬عنْيٌ بَاتَ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ : ‬عْينَان ال مَتَ ُّس ُه َما الن ُ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪652‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن َخ ْشيَة اللَّه " ‪.‬‬ ‫َسبِ ِيل اللَّه ‪َ ،‬و َعنْيٌ بَ َك ْ‬
‫ت يِف‬ ‫وعن معا ِويةَ ب ِن حي َد َة قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َّار ‪َ :‬عنْيٌ َحَر َس ْ‬ ‫ول اللَّه ‪ " : -  -‬ثَاَل ثَةٌ اَل َتَرى أ َْعُيُن ُه ُم الن َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ ْ َْ‬
‫ِ ‪653‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّت َع ْن حَمَا ِرم اللَّه "‬ ‫ت م ْن َخ ْشيَة اللَّه َو َعنْيٌ َكف ْ‬ ‫َسبِ ِيل اللَّه َو َعنْيٌ بَ َك ْ‬
‫ني ىِف َسبِ ِيل اللَّ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ --‬أَنَّه قَ َال « من حر ِ‬ ‫وعن سه ِل ب ِن مع ٍاذ َعن أَبِ ِيه َعن رس ِ‬
‫س م ْن َو َراء الْ ُم ْسلم َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َُ ْ‬
‫َّار بِ َعْيَنْي ِه إِالَّ حَتِ لَّةَ الْ َق َس ِم فَِإ َّن اللَّهَ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل َي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫َتبَ َار َك َو َت َعاىَل ُمتَطَِّوعاً الَ يَأْ ُخ ُذهُ ُس ْلطَا ٌن مَلْ َيَر الن َ‬
‫(وإِ ْن ِمْن ُك ْم إِالَّ َوا ِر ُد َها) »‪.654‬‬ ‫َ‬

‫‪ - 647‬مسند أمحد(‪ )25236‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 648‬اآلحاد واملثاين (‪ )2644‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 649‬مسند أمحد (‪ )12919‬حسن‬
‫‪ - 650‬السنن الكربى للبيهقي(ج ‪ / 5‬ص ‪ )10572()245‬فيه جهالة‬
‫‪ - 651‬سنن الرتمذى (‪ ) 1740‬حسن‬
‫‪ - 652‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )4346‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 653‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ ) 16347()351‬حسن لغريه‬
‫‪ - 654‬مسند أمحد (‪ )16017‬ضعيف‬

‫‪205‬‬
‫َص َابنَا َب ْر ٌد َش ِدي ٌد ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن أَيِب َرحْيَانَةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خَر ْجنَا َم َع َر ُسول اللَّه ‪ ‬يِف َغ ْز َوة ‪ ،‬فَأ َْو َفْينَا َعلَى َشَرف ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م َن‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬ذل َ‬ ‫َح ُدنَا حَيْفُر احْلَف َري ‪ ،‬مُثَّ يَ ْد ُخ ُل فيه َويُغَطِّي َعلَْيه َ َج َفته ‪َ ،‬فلَ َّما َرأَى َر ُس ُ‬ ‫َحىَّت إ ْن َكا َن أ َ‬
‫صا ِر ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ِ‬ ‫يب بِِه فَ ْ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ضال ‪َ ،‬ف َق َام َر ُج ٌل م َن األَنْ َ‬ ‫َّاس ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَال َر ُج ٌل حَيْ ُر ُسنَا اللَّْيلَةَ أ َْدعُو اللَّهَ لَهُ ب ُد َعاء يُص ُ‬ ‫الن ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ :‬أَنَا يا رس َ ِ‬
‫صا ِر ِّ‬
‫ي‬ ‫ت ‪ :‬أَنَا ‪ ،‬فَ َد َعا يِل بِ ُد َعاء ُه َو ُدو َن َما َد َعا لألَنْ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ ،‬فَ َد َعا لَهُ ‪ ،‬قَ َال أَبُو َرحْيَانَةَ ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت يِف‬‫َّار َعلَى َعنْي ٍ َس ِهَر ْ‬ ‫ت م ْن َخ ْشيَة اللَّه ‪ُ ،‬حِّر َمت الن ُ‬ ‫َّار َعلَى َعنْي ٍ َد َم َع ْ‬
‫ول اللَّه ‪ُ : ‬حِّر َمت الن ُ‬ ‫‪ ،‬مُثَّ قَ َال َر ُس ُ‬
‫َّت َع ْن‬‫َّار َعلَى َعنْي ٍ َغض ْ‬
‫ِ‬
‫ت َب ْع ُد أَنَّهُ قَ َال ‪ُ :‬حِّر َمت الن ُ‬ ‫ال أَبُو ُشَريْ ٍح ‪َ :‬ومَسِ ْع ُ;‬ ‫يت الثَّالِثَةَ ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسبِ ِيل اللَّه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ونَس ُ‬
‫ت يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه "‪.655‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حَمَا ِرم اللَّه ‪ ،‬أ َْو َعنْي ٍ فُقئَ ْ‬
‫ود اللَّنَبُ ىِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َّار َر ُج ٌل بَ َكى م ْن َخ ْشيَة اللَّه َحىَّت َيعُ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ « --‬الَ يَل ُج الن َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ىِف ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الض َّْر ِع َوالَ جَيْتَم ُع غُبَ ٌار َسب ِيل الله َو ُد َخا ُن َج َهن َ‬
‫‪656‬‬
‫َّم » ‪.‬‬
‫َح ُدمُهَا‬ ‫ان يِف النَّا ِر ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬الَ جَي تَ ِمع ِ‬ ‫وعن أَيِب هريرةَ ر ِضي اللَّه َعْنه ‪َ ،‬عن ْرس ِ‬
‫ضُّر أ َ‬‫اعا يَ ُ‬ ‫اجت َم ً‬‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ َ ُ ُ‬
‫ف َعْب ٍد غُبَ ٌار يِف َسبِ ِيل اللَّ ِه َو ُد َخا ُن‬ ‫ان يِف جو ِ‬
‫َْ‬
‫اآلخر ‪ ،‬مسلِم َقتَل َكافِرا مُثَّ سدَّد الْمسلِم وقَارب ‪ ،‬وال جَي تَ ِمع ِ‬
‫ََ ُ ْ ٌ َ ً َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ُّح"‪.657‬‬‫ب َعْب ٍد ا ِإلميَا ُن َوالش ُّ‬ ‫ان يِف َق ْل ِ‬ ‫جهنَّم ‪ ،‬وال جَي تَ ِمع ِ‬
‫ََ َ َ ْ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " : -  -‬اَل جَيْ َم ُع اللَّهُ ‪َ -‬عَّز‬ ‫يث إِىَل النَّيِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب الد َّْر َداء َي ْرفَ ُع احْلَد َ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫يِف ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت قَ َد ُماهُ يِف َسبِ ِيل اللَّه َحَّر َم اللَّهُ‬ ‫َّم ‪َ ،‬و َم ِن ا ْغَبَّر ْ‬
‫َو َج َّل ‪َ -‬ج ْوف َر ُج ٍل غُبَ ًارا َسب ِيل الله َو ُد َخا َن َج َهن َ‬
‫يِف‬
‫ب‬‫ف َع ٍام لِ َّلراكِ ِ‬ ‫اع َد اللَّهُ ِمْنهُ النَّار م ِسريةَ أَلْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َام َي ْو ًما يِف َسبِ ِيل اللَّه بَ َ‬
‫ِِ‬
‫َسائَر َج َسده َعلَى النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن َ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ور َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة لَ ْونُ َها ِمثْ ُل لَ ْو ِن‬ ‫الْمستعج ِل ‪ ،‬ومن جرِح ِجراحةً يِف سبِ ِيل اللَّ ِه ختِم لَه خِب امَتِ الش ِ‬
‫ُّه َداء ‪ ،‬لَهُ نُ ٌ‬‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫الز ْع َفر ِان و ِرحيها ِمثْل ِر ِ ِ ِ‬
‫ُّه َداء ‪،‬‬ ‫يح الْم ْسك ‪ ،‬يُ ْع ِرفُهُ َا اأْل ََّولُو َن َواآْل َخُرو َن َي ُقولُو َن ‪ :‬فُاَل ٌن َعلَْيه طَابَ ُع الش َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ ُ‬
‫ت لَهُ اجْلَنَّةُ "‪. 658‬‬ ‫ومن قَاتَل يِف سبِ ِيل اللَّ ِه ‪ -‬عَّز وج َّل ‪َ -‬فو َ ٍ‬
‫اق نَاقَة َو َجبَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ك َه ِذ ِه ‪،‬‬ ‫اخ ٍل َعلَ َّي َغْيَر َمَّرتِ َ‬ ‫َن م َكاَتبا هَل ا دخل علَيها بِب ِقيَّ ِة م َكاَتبتِ ِه َف َقالَت لَه ‪ :‬ما أَنْت بِ َد ِ‬
‫ْ ُ َ َ‬ ‫َو َع ْن َعائ َشةَ أ َّ ُ ً َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ط َقْلب ْام ِر ٍئ ُم ْسلِ ٍم َر َه ٌج يِف‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك بِاجْل َهاد يِف َسبِ ِيل اللَّه فَِإيِّن مَس ْع ُ‬
‫"ما َخالَ َ َ‬ ‫ول ‪َ :‬‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫َف َعلَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َسب ِيل اللَّه إاَّل َحَّر َم اللَّهُ َعلَْيه الن َ‬
‫‪659‬‬
‫َّار "‬
‫عتق الرقاب‬

‫‪ - 655‬املستدرك للحاكم; (‪ )2432‬حسن‬


‫‪ - 656‬سنن الرتمذى(‪ )1733‬صحيح‬
‫‪ - 657‬املستدرك للحاكم; (‪ )2394‬حسن‬
‫‪ - 658‬مسند أمحد(‪ )28267‬فيه انقطاع‬
‫‪ - 659‬مسند أمحد(‪ )25285‬حسن‬

‫‪206‬‬
‫ض ًوا ِم َن النَّا ِر ‪،‬‬ ‫ض ٍو ِمْنهُ عُ ْ‬ ‫َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َم ْن أ َْعتَ َق َر َقبَةً ُم ْسلِ َمةً ‪ ،‬أ َْعتَ َق اللَّهُ بِ ُك ِّل عُ ْ‬
‫َحىَّت َف ْر َجهُ بَِف ْر ِج ِه »‪. 660‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬أَمُّيَا‬ ‫ِ‬ ‫اح ِ ِ‬ ‫يد ب ِن مرجانَةَ ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت أَبَا ُهَر ْيَر َة‪َ ،‬ي ُق ُ‬‫ب َعل ِّي بْ ِن ُح َسنْي ٍ ‪ ،‬قَ َال‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫وعن َسع َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ضوا ِمْنه ِمن النَّا ِر‪ .‬قَ َال‪ :‬فَانْطَلَ ْقت ِح ِ‬ ‫ام ِر ٍئ مسلِ ٍم أ َْعتَق امرأً مسلِما اسَتْن َق َذ اللَّه بِ ُك ِّل ع ْ ِ‬
‫ت‬‫ني مَس ْع ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ض ٍو مْنهُ عُ ْ ً ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ُ ْ ً ْ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعتَ َق َعْب ًدا لَهُ قَ ْد أ َْعطَاهُ بِه َعْب ُد اللَّه بْ ُن َج ْع َف ٍر َع َشَر َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث م ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة‪ ،‬فَ َذ َك ْرتُهُ ل َعل ِّي بْ ِن احْلُ َسنْي ِ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫احْلَد َ‬
‫ِ ٍ ‪661‬‬ ‫ٍ‬
‫ف دينَار‪.‬‬ ‫آالف أ َْو أَلْ َ‬
‫ضائِِه ِم َن‬ ‫ض ٍو ِمْنها ع ْ ِ‬
‫ض ًوا م ْن أ َْع َ‬ ‫ول اللَّه ‪ ، ‬قَ َال‪َ :‬م ْن أ َْعتَ َق َر َقبَةً أ َْعتَ َق اللَّهُ بِ ُك ِّل عُ ْ َ ُ‬
‫وعن أَيِب هرير َة‪ ،‬عن رس ِ ِ‬
‫َ ْ ُ َ َْ َ ْ َ ُ‬
‫‪662‬‬
‫النَّا ِر‪َ ،‬حىَّت الْ َفَر َج بِالْ َفَر ِج‪.‬‬
‫ت أَبا ُهر ْير َة‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال‪ :‬من أ َْعتَ َق ر َقبةً م ْؤ ِمنَةً أ َْعتَ َق اللَّهُ بِ ُك ِّل إِر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َْ‬ ‫وع ْن َسعيد بْ ِن َم ْر َجانَةَ‪ ،‬مَس ْع ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الر ُج ِل َوالْ َف ْر َج بِالْ َفَر ِج‪َ .‬ف َق َال َعلِ ُّي بْ ُن ُح َسنْي ٍ ‪:‬‬ ‫ِمْن َها إَِربًا ِمْنهُ ِم َن النَّا ِر‪َ ،‬حىَّت إِنَّهُ لََي ْعتِ ُق الْيَ َد بِالْيَ ِد َو ِّ‬
‫الر ْج َل بِ َّ‬
‫الز ْع َفَرايِن ِّ‪ ،‬قَ َال‪ْ :‬ادعُوا يِل‬ ‫ظ َّ‬ ‫ت َه َذا ِم ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة؟ قَ َال‪َ :‬ف َق َال‪َ :‬ن َع ْم‪َ .‬ه َذا لَ ْف ُ‬ ‫يد بن مرجانَةَ أَنْ ِ‬
‫ت مَس ْع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يَا َسع ُ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ ِ ‪663‬‬ ‫ِ‬
‫ت ُحٌّر ل َو ْجه اللَّه‪.‬‬ ‫ب فَأَنْ َ‬ ‫َعَت َقهُ َفلَ َّما قَ َام َبنْي َ يَ َديْه قَ َال‪ :‬ا ْذ َه ْ‬ ‫َح َد ِغ ْل َمايِن ُمطَِّرفًا‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫أَ‬
‫الذب عن عرض المسلم‬
‫ول‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫آخُر َف َق َال أَبُو الد َّْر َد ِاء ‪ :‬مَسِ ْعت َر ُس َ‬
‫َن َر ُجالً َوقَ َع يِف َر ُج ٍل َفَر َّد َعْنهُ َ‬ ‫َع ِن ابْ ٍن ألَيِب الد َّْر َد ِاء ‪ ،‬أ َّ‬
‫ِ ‪664‬‬
‫َخ ِيه َكا َن لَهُ ِح َجابًا ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ض أِ‬‫ب َع ْن ِع ْر ِ‬ ‫‪َ :‬م ْن َذ َّ‬
‫يب َكا َن َحقًّا َعلَى اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل‬
‫ض أ َِخ ِيه بِالْمغِ ِ‬
‫َ‬ ‫ب َع ْن ِع ْر ِ‬ ‫يد‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال َ‬
‫‪:‬م ْن َذ َّ‬ ‫بنت يَِز َ‬ ‫وعن أَمْس اء ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫ِ ‪665‬‬
‫أَ ْن َي ْعتِ َقهُ ِم َن النَّار‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫وعن أَىِب الدَّرد ِاء رضي اهلل عنه ‪ ،‬ع ِن النَّىِب ‪ --‬قَ َال « من ر َّد عن ِعر ِ ِ ِ‬
‫ض أَخيه َر َّد اللَّهُ َع ْن َو ْجهه الن َ‬
‫َّار‬ ‫َْ َ َْ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة »‪.666‬‬
‫الحمى حظ أمتي من النار‬

‫‪ - 660‬صحيح البخارى (‪ ) 6715‬وصحيح مسلم(;‪)3869‬‬


‫‪ - 661‬مسند أيب عوانة ( ‪ ) 3908‬صحيح‬
‫‪ - 662‬مسند أيب عوانة ( ‪ ) 3909‬صحيح‬
‫‪ - 663‬مسند أيب عوانة ( ‪ ) 3911‬صحيح‬
‫‪ - 664‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 8‬ص ‪ )26052()388‬حسن لغريه‬
‫‪ - 665‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 17‬ص ‪ ) 19916()418‬حسن‬
‫‪ - 666‬سنن الرتمذى(‪ ) 2056‬حسن لغريه‬

‫‪207‬‬
‫يب الْ ُم ْؤ ِم ِن ِم َن النَّا ِر " ‪.667‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " :‬احْل َّمى ِمن َفي ِح جهن ِ ِ‬ ‫َع ْن أَيِب َرحْيَانَةَ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َّم َوه َي نَص ُ‬ ‫ْ ْ ََ َ‬ ‫ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم‬
‫اب الْ ُم ْؤم َن مْن َها َكا َن َحظهُ م ْن َج َهن َ‬ ‫َص َ‬ ‫وع ْن أَىِب أ َُم َامةَ َع ِن النَّىِب ِّ ‪ --‬قَ َال « احْلُ َّمى كريٌ م ْن َج َهن َ‬
‫َّم فَ َما أ َ‬ ‫َ‬
‫‪668‬‬
‫»‪.‬‬
‫ك َكا َن بِِه ‪َ ،‬و َم َعهُ أَبُو ُهَر ْيَر َة َف َق َال النَّيِب ُّ ‪: ‬‬ ‫يضا ِمن و َع ٍ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬م ِر ً ْ َ‬
‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬عاد رس ُ ِ‬
‫َََُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫الد ْنيَا لِتَ ُكو َن َحظَّهُ ِمن النَّا ِر يِف‬
‫ُسلِّطُ َها َعلَى َعْب ِدي الْ ُم ْؤ ِم ِن يِف ُّ‬ ‫أَب ِشر فَِإ َّن اللَّه ي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬ه َي نَا ِري أ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ‬
‫َ‬
‫ِ ِ ‪669‬‬
‫اآلخَرة"‬
‫من قال ال إله إال اهلل واهلل أكبر‬
‫رسول اهلل ‪ --‬أنه قال ‪:‬‬ ‫َع ِن األَ َغِّر أَىِب مسلِ ٍم قَ َال ‪ :‬أشهد على أيب سعيد‪ ،‬وأيب هريرة أَهنما ش ِه َدا على ِ‬
‫ُْ‬
‫«من قال‪ :‬ال إله إِال اهلل ‪ ،‬واهلل أَكرب‪ ،‬صدَّقه ربُّه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ال إِله إِال أَنا ‪ ،‬وأنا أكرب‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ال إِله إال‬
‫وحدهُ ال شريك له ‪ ،‬قال‬ ‫اهلل وحده ‪ ،‬قال ‪ :‬يقول اهلل‪ :‬ال إِله إِال أنا وحدي‪ ،‬وإِذا قال ‪ :‬ال إِله إِال اهلل َ‬
‫اهلل‪ :‬ال إِله إِال أَنا وحدي ال شريك يل‪ ،‬وإِذا قال ‪ :‬ال إِله إِال اهلل ‪ ،‬له امللك وله احلمد‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪ :‬ال‬
‫باهلل ‪ ،‬قال اهلل تعاىل‬‫حول وال قُو َة إِال ِ‬
‫قال ‪ :‬ال إِلهَ إِال اهللُ ‪ ،‬وال َ‬
‫احلمد ‪ ،‬وإذا َ‬
‫ويل ُ‬ ‫ِ‬
‫يل امللك ‪َ ،‬‬ ‫إله إال أنا ‪َ ،‬‬
‫مرض ‪ ،‬ومات منه مل تَطْ َع ْمهُ‬ ‫ول وال قُو َة إِال يب ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬من قاهلا يف ٍ‬ ‫‪ :‬ال إِلَهَ إِال أنا ‪ ،‬وال َح َ‬
‫‪670‬‬
‫النار»‬
‫ُ‬
‫تحرم النار على كل هين سهل‬
‫ُخرِب ُ ُك ْم مِب َ ْن حَيْ ُر ُم َعلَى النَّا ِر أ َْو مِب َ ْن حَتْ ُر ُم َعلَْي ِه‬ ‫ود قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬ ‫عن عب ِد اللَّ ِه ب ِن مسع ٍ‬
‫ول اللَّه ‪ « --‬أَالَ أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫يب َهنِّي ٍ لَنِّي ٍ َس ْه ٍل » ‪.‬‬
‫‪671‬‬ ‫النَّار َعلَى ُك ِّل قَ ِر ٍ‬
‫ُ‬
‫‪672‬‬
‫يب م َن الن ِ‬
‫َّاس »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬قَ َال ‪ُ « :‬حِّر َم َعلَى النَّا ِر ُك ُّل َهنِّي ٍ لَنِّي ٍ َس ْه ٍل قَ ِر ٍ‬‫ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ٍ‬
‫وع ِن ابْ ِن َم ْسعُود أ َّ‬
‫َ‬
‫‪673‬‬
‫يب َس ْه ٍل‪.‬‬‫ود ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِمَّنَا حُيََّر ُم َعلَى النَّا ِر ُك ُّل َهنِّي ٍ لَنِّي ٍ قَ ِر ٍ‬‫وع ِن اب ِن مسع ٍ‬
‫َ ْ َ ُْ‬
‫أشياء عديدة تمنع دخول النار‬

‫‪ - 667‬شعب اإلميان للبيهقي(‪ ) 9503‬حسن‬


‫‪ - 668‬مسند أمحد (‪ )22934‬حسن لغريه‬
‫‪ - 669‬املستدرك للحاكم; (‪ )1277‬صحيح‬
‫‪ - 670‬سنن الرتمذى(‪ ) 3758‬حسن‬
‫‪ - 671‬سنن الرتمذى (‪ ) 2676‬حسن صحيح‬
‫‪ - 672‬مسند أمحد (‪ )4017‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 673‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )469()215‬صحيح‬

‫‪208‬‬
‫عن عب ِد الرَّمْح ِن ب ِن مَس ر َة قَ َال ‪ :‬خرج رس ُ ِ‬
‫ت‬ ‫ت الْبَا ِر َحةَ َع َجبًا ‪َ ،‬رأَيْ ُ‬ ‫ول اللَّه ‪َ -  -‬ف َق َال ‪ " :‬إِيِّن َرأَيْ ُ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ِ‬
‫ت َر ُجاًل م ْن أ َُّميِت قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬ ‫اسَتْن َق َذهُ م ْن َذل َ‬ ‫ضوءُهُ فَ ْ‬ ‫احَت َو َشْتهُ َماَل ئ َكةٌ ‪ ،‬فَ َجاءَهُ ُو ُ‬ ‫َر ُجاًل م ْن أ َُّميِت قَد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َر ُجاًل م ْن أ َُّميِت قَد ْ‬
‫احَت َو َشْتهُ‬ ‫ك ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬ ‫اسَتْن َق َذتْهُ ِم ْن َذل َ‬ ‫ِ‬
‫اب الْ َقرْبِ ‪ ،‬فَ َجاءَتْهُ صاَل تُهُ فَ ْ‬
‫سلِّ َ ِ‬
‫ط َعلَْيه َع َذ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ‪ ،‬فَ َجاءَهُ صيَ ُام‬ ‫ث م َن الْ َعطَ ِ‬ ‫ت َر ُجاًل م ْن أ َُّميِت َي ْل َه ُ‬ ‫صهُ مْن ُه ْم ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ني ‪ ،‬فَ َجاءَهُ ذ ْكُر اللَّه فَ َخلَّ َ‬ ‫الشَّيَاط ُ‬
‫ت َر ُجاًل ِم ْن أ َُّميِت ِم ْن َبنْي ِ يَ َديِْه ظُْل َمةٌ َو ِم ْن َخ ْل ِف ِه ظُْل َمةٌ ‪َ ،‬و َع ْن مَيِينِ ِه ظُْل َمةٌ ‪َ ،‬و َع ْن‬ ‫ضا َن فَ َس َقاهُ ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬‫َر َم َ‬
‫استَ ْخَر َجاهُ ِم َن الظُّْل َم ِة ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫مِش ِِ‬
‫َاله ظُْل َمةٌ ‪َ ،‬وم ْن َف ْوقه ظُْل َمةٌ ‪َ ،‬وم ْن حَتْته ظُْل َمةٌ ‪ ،‬فَ َجاءَهُ َح ُّجهُ ‪َ ،‬وعُ ْمَرتُهُ ‪ ،‬فَ ْ‬
‫ت ‪ :‬إِ َّن َه َذا َكا َن‬ ‫ت لِي ْقبِض روحه ‪ ،‬فَجاءتْه ِصلَةُ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َر ُجاًل ِم ْن أ َُّميِت َجاءَهُ َملَ ُ‬
‫الرح ِم ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫ك الْ َم ْو َ َ ُ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َو َرأَيْ ُ‬
‫ت َر ُجاًل ِم ْن أ َُّميِت َيت َِّقي َو َه َج النَّا ِر َع ْن َو ْج ِه ِه ‪،‬‬ ‫ِ ِ مِح ِ ِ‬
‫ص َار َم َع ُه ْم ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬ ‫َواصاًل لَر ه فَ َكلَّ َم ُه ْم ‪َ ،‬و َكلَّ ُموهُ َو َ‬
‫ت رجاًل ِمن أ َُّميِت جاءتْهُ َزبانِيةُ الْع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫فَجاءتْه ص َد َقتُه ‪ ،‬فَصار ِ‬
‫اب‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫ت ظاًّل َعلَى َرأْسه َوسْتًرا َع ْن َو ْج ِهه ‪َ .‬و َرأَيْ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ َُ َ ُ ََ ْ‬
‫ت َر ُجاًل ِم ْن أ َُّميِت َه َوى يِف النَّا ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬ ‫اسَتْن َق َذهُ ِم ْن َذل َ‬ ‫‪ ،‬فَ َجاءَهُ أ َْمُرهُ بِالْ َم ْعُروف َو َن ْهيُهُ َع ِن الْ ُمْن َك ِر ‪ ،‬فَ ْ‬
‫ص ِحي َفتُهُ إِىَل‬ ‫ت َ‬
‫ِ‬
‫ت َر ُجاًل م ْن أ َُّميِت قَ ْد َه َو ْ‬
‫ِ‬
‫َخَر َجْتهُ م َن النَّا ِر ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َجاءَتْهُ ُد ُموعُهُ; الَّيِت بَ َكى م ْن َخ ْشيَة اللَّه فَأ ْ‬
‫مِش الِِه ‪ ،‬فَجاءه خوفُه ِمن اللَّ ِه فَأَخ َذ ص ِحي َفتَه يِف مَيِينِ ِه ‪ .‬ورأَيت رجاًل ِمن أ َُّميِت قَ ْد خ َّ ِ‬
‫ف م َيزانُهُ ‪ ،‬فَ َجاءَهُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الز ْع َفةُ ‪ ،‬فَ َجاءَهُ ُح ْس ُن ظَن ِِّه بِاللَّ ِه فَ َس َّك َن‬ ‫ت َر ُجاًل ِم ْن أ َُّميِت يُْر ِع ُد َك َما ُتْر ِع ُد َّ‬ ‫ِ‬
‫اضهُ َفَث ُق َل م َيزانُهُ ‪َ .‬و َرأَيْ ُ‬‫إِ ْقَر ُ‬
‫ِر ْع َدتَه ‪ .‬ورأَيت رجاًل ِمن أ َُّميِت يزحف علَى ِّ ِ‬
‫صاَل تُهُ َعلَ َّي‬ ‫الصَراط َمَّر ًة َوجَيْثُو َمَّر ًة َو َيَت َعلَّ ُق َمَّر ًة ‪ ،‬فَ َجاءَتْهُ َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫ُ ََ ْ ُ َ ُ ْ‬
‫ت‬ ‫اب اجْل ن َِّة َفغُلِّ َق ِ‬ ‫ت رجاًل ِمن أ َُّميِت ا ْنَتهى إِىَل أ َْبو ِ‬ ‫فَأَخ َذت بِي ِد ِه فَأَقَامْته علَى ِّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصَراط َحىَّت َج َاو َز ‪َ .‬و َرأَيْ ُ َ ُ ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫‪674‬‬
‫ت بِيَ ِد ِه فَأ َْد َخلَْتهُ اجْلَنَّةَ "‬ ‫اب ُدونَهُ ‪ ،‬فَ َجاءَتْهُ َش َه َادةُ أَ ْن اَل إِلَهَ إِاَّل اللَّهُ فَأ َ‬
‫َخ َذ ْ‬ ‫اأْل َْب َو ُ‬
‫ض َل‬‫ول ال َْع ْد َل ‪َ ،‬و ُت ْع ِطي الْ َف ْ‬ ‫َت ُق ُ‬
‫اع ُديِن َع ِن النَّا ِر ‪،‬‬ ‫َن أ َْعرابِيًّا أَتَى النَّيِب ‪َ -  -‬ف َق َال ‪ :‬أَخرِب يِن بِعم ٍل ي َقِّربيِن ِمن اجْل ن َِّة ويب ِ‬ ‫َو َع ْن ُك َديْ ٍر َّ‬
‫ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫الضيِّبِّ أ َّ َ‬
‫ض َل " ‪ .‬قَ َال‬ ‫ول الْ َع ْد َل ‪َ ،‬و ُت ْع ِطي الْ َف ْ‬ ‫اك ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬ت ُق ُ‬ ‫َف َق َال النَّيِب ُّ ‪ " : -  -‬أ ََو مُهَا أ َْع َملَتَ َ‬
‫ض َل ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬فتُطْعِ ُم الطَّ َع َام ‪،‬‬ ‫يع أَ ْن أ ُْع ِط َي الْ َف ْ‬ ‫ول الْع ْد َل ُك َّل ساع ٍة ‪ ،‬وما أ ِ‬
‫َستَط ُ‬‫َ َ ََ ْ‬ ‫يع أَ ْن أَقُ َ َ‬
‫‪ :‬واللَّ ِه اَل أ ِ‬
‫َستَط ُ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك إِبِل ؟ " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ن َعم ‪ .‬قَ َال ‪ " :‬فَانْظُر إىَلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يدةٌ ‪ .‬قَ َال ‪َ " :‬ف َه ْل لَ َ ٌ‬ ‫ضا َشد َ‬ ‫الساَل َم " ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬هذه أَيْ ً‬ ‫َو ُت ْفشي َّ‬
‫ك بَعِريُ َك‬ ‫ِ‬
‫ك اَل َي ْهل ُ‬ ‫اسق ِه ْم ; َفلَ َعلَّ َ‬
‫ت اَل ي ْشربو َن الْماء إِاَّل ِغبًّا فَ ِ‬ ‫ك و ِس َق ٍاء ‪ ،‬مُثَّ ْاعم ْد إِىَل أَه ِل بي ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ ِِِ‬
‫ْ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫بَعري م ْن إبل َ َ‬
‫َعرايِب ُّ ي َكِّبر ‪ ،‬فَما اخْن َر َق ِس َق ُاؤه ‪ ،‬واَل هلَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بِعريُهُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ك اجْلَنَّةُ " ‪ .‬فَانْطَلَ َق اأْل ْ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫َواَل َيتَ َخَّر ُق س َق ُاؤ َك َحىَّت جَت َ‬
‫َحىَّت قُتِ َل َش ِه ً‬
‫ِ ِ ‪675‬‬
‫يدا ‪َ .‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف الْ َكبري‬

‫َح ِدمِه َا ُسلَْي َما ُن بْ ُن أَمْح َ َد الْ َو ِاس ِط ُّي ‪َ ،‬ويِف اآْل َخ ِر َخالِ ُد بْ ُن َعْب ِد الرَّمْح َ ِن‬ ‫ِِ‬
‫‪ -‬جممع الزوائد ( ‪َ ) 11746‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ بإ ْسنَ َاديْ ِن ‪ ،‬يِف أ َ‬
‫‪674‬‬

‫ضعِ ٌ‬
‫يف ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم ْخ ُزوم ُّي ‪َ ،‬وكاَل مُهَا َ‬
‫يح ‪.‬‬ ‫الص ِح ِ‬
‫ال َّ‬ ‫‪ - 675‬جممع الزوائد(‪َ ) 4729‬و ِر َجالُهُ ِر َج ُ‬

‫‪209‬‬
‫َجرنِي ِمن النَّا ِر ‪ ،‬س ْبع م َّر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم أ ْ‬
‫ٍ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫استَ ْحثَثْ ُ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬أ َْر َسلَ ُه ْم يِف َس ِريَّة قَ َال ‪َ :‬فلَ َّما َبلَغَنَا الْ ُمغَ َار ْ‬ ‫عن احْلَا ِرث بْ ِن ُم ْسل ٍم أَنَّهُ َح َّدثَ ُه ْم أ َّ َ ُ‬
‫ت ‪ :‬قُولُوا ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ حُتْ ِر ُزوا ‪َ ،‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫ني ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫الرنِ ِ‬‫اسَت ْقَبلَيِن احْلَ ُّي بِ َّ‬
‫َص َحايِب ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫َفْر َسى ‪ ،‬فَ َسَب ْق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ت يِف أَيْدينَا ‪َ ،‬فلَ َّما َق َف ْلنَا ذَ َكُروا ذَل َ‬ ‫يمةَ َب ْع َد أَ ْن َبَر َد ْ‬ ‫المويِن ‪َ ،‬وقَالُوا ‪َ :‬حَر ْمَتنَا الْغَن َ‬ ‫َص َحايِب فَ ُ‬ ‫فَ َجاءَ أ ْ‬
‫ان ِمْن ُه ْم َك َذا‬ ‫ك مع ُك ِّل إِنْس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ب لَ َ َ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬وقَ َال يِل ‪ :‬أ ََما إنَّهُ قَ ْد ُكت َ‬ ‫صَن ْع ُ‬ ‫لَر ُسول اهلل ‪ ، ‬فَ َد َعايِن فَ َح َّس َن يِل َما َ‬
‫ك كِتَابا أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َذا قَ َال عب ُد الرَّمْح ِن بن ح َّسا َن أَنَا نَ ِسيتُه قَ َال ‪ :‬مُثَّ قَ َال رس ُ ِ‬
‫ُوصي‬ ‫ب لَ َ ً‬ ‫ول اهلل ‪ : ‬أ ََما إيِّن َسأَ ْكتُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫صلَّْي َ‬ ‫ب لَهُ ‪َ ،‬و َختَ َم َعلَْيه ‪َ ،‬و َد َف َعهُ إِيَلَّ ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬إِذَا َ‬ ‫ني ‪ ،‬فَ َكتَ َ‬ ‫ك َم ْن يَ ُكو ُن َب ْعدي م ْن أَئ َّمة الْ ُم ْسلم َ‬ ‫بِ َ‬
‫الْغَ َدا َة َف ُقل َقبل أَ ْن تُ َكلِّم أَح ًدا ‪ :‬اللَّه َّم أ َِجريِن ِمن النَّا ِر ‪ ،‬سبع مَّر ٍ‬
‫ب اللَّهُ‬ ‫ك َكتَ َ‬ ‫ت ِم ْن َي ْو ِم َ‬ ‫َّك إِ ْن ُم َّ‬ ‫ات ‪ ،‬فَِإن َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َح ًدا اللَّ ُه َّم أَج ْريِن‬ ‫ب َف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم أ َ‬ ‫ت الْ َم ْغ ِر َ‬ ‫ك َج َو ًازا م َن النَّا ِر ‪َ ،‬سْب َع َمَّرات ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫َعَّز َو َج َّل لَ َ‬
‫ك َج َو ًازا ِم َن النَّار"‬ ‫ِمن النَّا ِر ‪ ،‬سبع مَّر ٍ‬
‫ت ِم ْن لَْيلَتِ َ‬ ‫َّك إِ ْن ُم َّ‬‫ات ‪ ،‬فَِإن َ‬
‫ِ ‪676‬‬
‫ب اللَّهُ لَ َ‬ ‫ك َكتَ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ول اهلل ‪ ‬يِف َس ِريَّة ‪َ ،‬فلَ َّما َبلَ ْغنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ُم ْسل ِم بْ ِن احْلَا ِرث بْ ِن ُم ْسل ٍم التَّميم ِّي ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ب َعَثنَا َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت ‪ :‬قُولُوا ‪ :‬الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ‬ ‫ني ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫الرنِ ِ‬
‫َص َحايِب ‪َ ،‬فَتلَ َّقايِن احْلَ ُّي بِ َّ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ت َفَرسي ‪ ،‬فَ َسَب ْق ُ‬
‫ِ‬
‫استَ ْحثَثْ ُ‬
‫الْ ُمغَ َار ‪ْ ،‬‬
‫ت بِأَيْ ِدينَا ‪َ ،‬فلَ َّما قَ ِد ْمنَا َعلَى‬ ‫يمةَ َب ْع َد أَ ْن ُر َّد ْ‬
‫ِ‬
‫َص َحايِب ‪َ ،‬وقَالُوا ‪ُ :‬ح ِر ْمنَا الْغَن َ‬ ‫وها ‪ ،‬فَالََميِن أ ْ‬ ‫حُتََّر ُزوا ‪َ ،‬ف َقالُ َ‬
‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫رس ِ ِ‬
‫ك‬‫ب لَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬أ ََما إ َّن اللَّهَ قَ ْد َكتَ َ‬ ‫صَن ْع ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َد َعايِن ‪ ،‬فَ َح َّس َن يِل َما َ‬ ‫صَن ْع ُ‬‫َخَبُروهُ َا َ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬أ ْ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك‬‫ب لَ َ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ قَ َال يِل ‪ :‬إيِّن َسأَ ْكتُ ُ‬ ‫يت الث ََّو َ‬ ‫بِ ُك ِّل إِنْ َسان مْن ُه ْم َك َذا َو َك َذا‪.‬قَ َال َعْب ُد الرَّمْح َ ِن ‪ :‬فَأَنَا نَس ُ‬
‫ب يِل كِتَابًا ‪َ ،‬و َختَ َم َعلَْي ِه ‪َ ،‬و َد َف َعهُ إِيَلَّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ُوصي بِ َ‬ ‫كِتَابا ‪ ،‬وأ ِ‬
‫ني قَ َال ‪ :‬فَ َكتَ َ‬ ‫ك َم ْن يَ ُكو ُن َب ْعدي م ْن أَئ َّمة الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ً َ‬
‫َّك إِ ْن ُم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َح ًدا ‪ :‬اللَّ ُه َّم أَج ْريِن م َن النَّا ِر َسْب َع َمَّرات ‪ ،‬فَِإن َ‬ ‫ب ‪َ ،‬ف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم أ َ‬ ‫ت الْ َم ْغ ِر َ‬ ‫َوقَ َال ‪ :‬إِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬
‫ِ‬ ‫ك تِْل َ‬ ‫ِم ْن لَْيلَتِ َ‬
‫َح ًدا ‪ :‬اللَّ ُه َّم‬ ‫الصْب َح َف ُق ْل َقْب َل أَ ْن تُ َكلِّ َم أ َ‬
‫ت ُّ‬ ‫ك َج َو ًازا م َن النَّا ِر ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫ب اللَّهُ لَ َ‬ ‫ك َكتَ َ‬
‫ك َج َو ًازا ِم َن النَّا ِر قَ َال ‪َ :‬فلَ َّما‬ ‫ت ِمن يو ِم ِ‬ ‫أ َِجريِن ِمن النَّا ِر سبع مَّر ٍ‬
‫ب اللَّهُ لَ َ‬ ‫ك َكتَ َ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫َّك إِ ْن ُم َّ ْ َ ْ َ‬ ‫ات ‪ ،‬فَِإن َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت به عُ َمَر‬ ‫ت أَبَا بَ ْك ٍر بالْكتَاب ‪َ ،‬ف َفضَّهُ ‪َ ،‬ف َقَرأَهُ َوأ ََمَر يِل ب َعطَاء َو َختَ َم َعلَْيه ‪ ،‬مُثَّ أََتْي ُ‬ ‫ض اللَّهُ َر ُسولَهُ ‪ ،‬أََتْي ُ‬ ‫َقبَ َ‬
‫ِ‬
‫ت بِِه عُثْ َما َن ‪َ ،‬ف َف َع َل ِمثْ َل َذل َ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ف َقَرأَهُ ‪َ ،‬وأ ََمَر يِل ‪َ ،‬و َختَ َم َعلَْيه ‪ ،‬مُثَّ أََتْي ُ‬
‫‪677‬‬
‫ك‪.‬‬
‫أداء الفرائض‬
‫ت خِبِ طَ ِام نَاقَتِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫عن سويد بن حجري‪ ،‬ح َّدثَيِن خايِل قَ َال ‪ :‬لَِقيت رس َ ِ‬
‫َخ ْذ ُ‬
‫ول اهلل ‪َ ‬بنْي َ َعَرفَةَ َوالْ ُم ْز َدل َفة ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت يِف الْ َم ْسأَلَة لََق ْد‬ ‫ت ‪َ :‬ما َذا يُ َقِّربُيِن م َن اجْلَنَّة َويُبَاع ُديِن م َن النَّا ِر ؟ قَ َال ‪ :‬أ ََما َواللَّه لَئ ْن ُكْن َ‬
‫ت أ َْو َج ْز َ‬ ‫‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬

‫‪ - 676‬اآلحاد واملثاين (‪ )1212‬حسن‬


‫‪ - 677‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )2022()366‬حسن‬

‫‪210‬‬
‫ت أَ ْن َي ْف َعلَهُ‬ ‫َحبَْب َ‬
‫ت ‪َ ،‬و َما أ ْ‬ ‫وضةَ ‪َ ،‬و ُح َّج الَْبْي َ‬ ‫الصال َة الْ َمكْتُوبَةَ ‪َ ،‬وأ َِّد َّ‬
‫الز َكا َة الْ َم ْفُر َ‬ ‫ت ‪ ،‬أَقِ ِم َّ‬ ‫ت َوأَطْ َولْ َ‬‫أ َْعظَ ْم َ‬
‫ِ ‪678‬‬ ‫هِبِ‬
‫يل النَّاقَة"‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪َ ،‬خ ِّل َسب َ‬ ‫ك فَ َد ِع الن َ‬ ‫َّاس إِلَْي َ‬ ‫يِت‬
‫َّاس فَا ْف َع ْل ْم ‪َ ،‬و َما تَكَْرهُ أَ ْن يَأْ َ الن ُ‬ ‫ك الن ُ‬ ‫بِ َ‬
‫َن أ َْعرابِيًّا عر ِ ِ ِ‬
‫ض لَر ُسول اهلل ‪َ ، ‬و ُه َو يِف َس َف ٍر ‪ ،‬فَأ َ‬
‫َخ َذ‬ ‫وب ؛أ َّ َ َ َ َ‬ ‫وسى بْ ِن طَْل َحةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّدثَيِن أَبُو أَيُّ َ‬ ‫وع ْن ُم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬
‫َخرِب ْ يِن َا يُ َقِّربُيِن م َن اجْلَنَّة ‪َ ،‬و َما‬ ‫ِ‬ ‫خِبِ طَ ِام نَاقَته ‪ ،‬أ َْو بِ ِز َمام َها ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬أ َْو يَا حُمَمد ‪ ،‬أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ف النَّيِب ‪ ، ‬مُثَّ نَظَر يِف أ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي ‪ ،‬قَ َال‬ ‫َص َحابه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬لََق ْد ُوفِّ َق ‪ ،‬أ َْو لََق ْد ُهد َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يُبَاع ُديِن م َن النَّا ِر ؟ قَ َال ‪ :‬فَ َك َّ ُّ‬
‫الصالََة ‪َ ،‬و ُت ْؤيِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫يم َّ‬ ‫َع َاد ‪َ ،‬ف َق َال النَّيِب ُّ ‪َ : ‬ت ْعبُ ُد اهللَ ‪ ،‬الَ تُ ْشر ُك به َشْيئًا ‪َ ،‬وتُق ُ‬ ‫ت ؟ قَ َال ‪ :‬فَأ َ‬ ‫ف ُقْل َ‬‫‪َ :‬كْي َ‬
‫‪679‬‬
‫الر ِح َم ‪َ ،‬د ِع النَّاقَةَ‪.‬‬
‫ص ُل َّ‬ ‫الز َكا َة ‪ ،‬وتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ت بِ ِز َم ِام نَاقَتِ ِه ‪ ،‬أ َْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخ ْذ ُ‬ ‫ت النَّيِب َّ ‪ ‬بِ َعَرفَةَ ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫وع ِن الْ ُمغ َرية بْ ِن َس ْعد ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬أ َْو َع ْن َع ِّمه ‪ ،‬قَ َال‪ :‬أََتْي ُ‬ ‫َ‬
‫ت ‪َ :‬نبِّْئيِن بِ َع َم ٍل يُ َقِّربُيِن إِىَل اجْلَن َِّة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خِبِ ِ‬
‫ب َما َجاءَ بِه ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫ت َعْنهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬دعُوهُ ‪ ،‬فَأ ََر ٌ‬ ‫طَام َها ‪ ،‬فَ ُدف ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويبعِديِن ِمن النَّا ِر ؟ قَ َال ‪َ :‬فرفَع رأْسه إِىَل َّ ِ‬
‫ت‬‫ت يِف اخْلُطْبَة ‪ ،‬لََق ْد أ َْعظَ ْم َ‬ ‫ت أ َْو َج ْز َ‬ ‫الس َماء ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬لَئ ْن ُكْن َ‬ ‫َ َ َ َُ‬ ‫َ ُْ ُ َ‬
‫الصالََة ‪َ ،‬و ُت ْؤيِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضا َن ‪،‬‬ ‫وم َر َم َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬وتَ ُ‬ ‫الز َكا َة ‪َ ،‬وحَتُ ُّج الَْبْي َ‬ ‫يم َّ‬ ‫ت ‪َ ،‬ت َعْبد اهلل الَ تُ ْشر ُك به َشْيئًا ‪َ ،‬وتُق ُ‬ ‫َوأَطْ َولْ َ‬
‫َّاس ِمْنهُ ‪َ ،‬خ ِّل َع ْن ِز َم ِام‬ ‫ب أَ ْن يؤتُوه إِلَيك ‪ ،‬وما َك ِره ِ‬
‫ك ‪ ،‬فَ َد ِع الن َ‬ ‫ت لَن ْف ِس َ‬‫َّاس َما حُت ُّ ُ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫وتَأْيِت إِىَل الن ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ‪680‬‬
‫النَّاقَة‪.‬‬
‫الصيام جنة من النار‬
‫اص َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬فَ َد َعا يِل بِلَنَب ٍ لِْق َحةً ‪،‬‬
‫ت عُثْ َما َن بْ َن الْ َع ِ‬‫ِّخ ِري قَ َال ‪ :‬أََتْي ُ‬
‫ف ب ِن عب ِد ِ‬
‫اهلل بْ ِن الش ِّ‬ ‫عن ُمطَِّر َ ْ َْ‬
‫َح ِد ُك ْم ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصيَ ُام ُجنَّةٌ م َن النَّا ِر َك ُجنَّة أ َ‬
‫ول ‪ِّ :‬‬‫اهلل ‪َ ، ‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫َف ُق ْلت ‪ :‬إِيِّن ِ‬
‫صائ ٌم ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬إِيِّن مَس ْع ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ني أ ََّمَريِن َعلَى‬ ‫آخ ِر ما ع ِه َد إِيَلَّ رس ُ ِ ِ‬ ‫الْ ِقتَ ِال ‪ِ ،‬صيام حسن ثَالثَةُ أَيَّ ٍام يِف الشَّه ِر قَ َال ‪ :‬و َكا َن ِمن ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬ح َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌَ َ ٌَ‬
‫يم ‪،‬‬ ‫َضع ِف ِهم ‪ ،‬فَِإ َّن فِي ِهم الضَّعِيف ‪ ،‬و َّ ِ‬ ‫الصال َة ‪ ،‬واقْ ُد ِر الن ِ‬ ‫ف ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا عُثْ َما ُن ‪ ،‬جَتَ َاو ِز َّ‬ ‫الطَّائِ ِ‬
‫السق ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّاس بأ ْ َ ْ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪681‬‬
‫اجة"‬ ‫َوالْبَعِ ُ‬
‫يد ‪َ ،‬و َذا احْلَ َ‬
‫من مات له ثالثة من الولد‬
‫َح ٍد ثَالثَةٌ ِم َن الْ َولَ ِد َفيَ ْحتَ ِسُب ُه ْم إِال ُك َّن لَهُ ُجنَّةً‬
‫وت أل َ‬
‫السلَ ِمي ‪ ،‬أَ ّن رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪ :‬ال مَيُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َّض ِر َّ ِّ‬
‫َع ْن أَيِب الن ْ‬
‫ِم َن النَّار"‬
‫ِ ‪682‬‬

‫‪ - 678‬اآلحاد واملثاين (‪ )1259‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 679‬صحيح مسلم(‪) 113‬‬
‫‪ - 680‬مسند أمحد (‪ )17160‬حسن‬
‫‪ - 681‬اآلحاد واملثاين(‪ )1542‬صحيح‬
‫‪ - 682‬اآلحاد واملثاين(‪ )2166‬صحيح‬

‫‪211‬‬
‫س فِ ِيه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ت ‪ :‬لَهُ ‪َ :‬ح ِّد ْثنَا َحديثًا مَس ْعتَهُ م ْن َرسول اهلل ‪ ، ‬لَْي َ‬ ‫السلَم ِّي ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫وعن عم ِرو ب ِن عبسةَ ُّ ِ‬
‫َ ْ َ ْ ْ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪َ :‬م ْن ُول َد لَهُ ثَالثَةُ أ َْوالَد يِف ا ِإل ْسالَِم ‪ ،‬فَ َماتُوا َقْب َل أَ ْن َيْبلُغُوا احْل ْن َ‬
‫ث‬ ‫اص ‪َ ،‬والَ َو ْه ٌم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْعتُهُ َي ُق ُ‬ ‫انْت َق ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ورا‬
‫ت لَهُ نُ ً‬ ‫اب َشْيبَةً يِف َسبِ ِيل اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬كانَ ْ‬ ‫اه ْم ‪َ ،‬و َم ْن َش َ‬ ‫‪ ،‬أ َْد َخلَهُ اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬اجْلَنَّةَ بَِرمْح َته إِيَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخطَأَ‪َ ،‬كا َن لَهُ‬ ‫اب ‪ ،‬أ َْو أ ْ‬ ‫َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ،‬و َم ْن َر َمى بِ َس ْه ٍم يِف َسبِ ِيل اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬بلَ َغ بِه الْ َع ُد َّو ‪ ،‬أ َ‬
‫َص َ‬
‫ض ًوا ِمْنهُ ‪ِ ،‬م َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن أَْن َف َق‬
‫ض ٍو ِمْن َها عُ ْ‬ ‫من أ َْعتَ َق َر َقبَةً ُم ْؤ ِمنَةً ‪ ،‬أ َْعتَ َق اهللُ بِ ُك ِّل عُ ْ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫َكع ْدل َر َقبَة ‪َ ،‬و ْ‬
‫اب ‪ ،‬ي ْد ِخلُهُ اهلل ‪َ ،‬عَّز وج َّل ‪ِ ،‬من أ ِّ ٍ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬عَّز وج َّل ‪ ،‬فَِإ َّن لِْلجن َِّة مَثَانِيةَ أ َْبو ٍ‬ ‫زوج ِ يِف سبِ ِيل ِ‬
‫َي بَاب َشاءَ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ نْي‬
‫‪683‬‬
‫ِمْن َها اجْلَنَّةَ‪.‬‬
‫الصبر على موت األوالد‬
‫ت الن ِ‬ ‫عن أَىِب سعِ ٍ‬
‫ك‬‫اج َع ْل لَنَا َي ْو ًما ِم ْن َن ْف ِس َ‬
‫ال ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫الر َج ُ‬
‫ك ِّ‬ ‫ِّساءُ للنَّىِب ِّ ‪َ :  ,‬غلََبنَا َعلَْي َ‬ ‫َ‬
‫ى ‪,‬قَالَ ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّم ثَالَثَةً م ْن َولَد َها‬ ‫يما قَ َال هَلُ َّن ‪َ :‬ما مْن ُك َّن ْامَرأَةٌ ُت َقد ُ‬ ‫َف َو َع َد ُه َّن َي ْو ًما لَقَي ُه َّن فيه ‪َ ،‬ف َو َعظَ ُه َّن َوأ ََمَر ُه َّن ‪ ،‬فَ َكا َن ف َ‬
‫ِ ‪684‬‬
‫ت ْامَرأَةٌ ‪َ :‬وا ْثَننْي ِ َف َق َال ‪َ :‬وا ْثَننْي ‪.‬‬ ‫إِالَّ َكا َن هَل ا ِحجابا ِمن النَّا ِر ‪َ ,‬ف َقالَ ِ‬
‫َ ًَ َ‬
‫اج َع ْل لَنَا َي ْو ًما ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ال يَا َر ُس َ‬ ‫الر َج ُ‬‫ك ِّ‬ ‫ِّساءُ ‪َ :‬غلََبنَا َعلَْي َ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال الن َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِّم ثَالَثَةً ِم ْن َولَ ِد َها إِالَّ َكانُوا‬ ‫ِ‬
‫يما قَ َال ‪َ :‬ما مْن ُك َّن ْامَرأَةٌ ُت َقد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َو َع َد ُه َّن َي ْو ًما ‪ ،‬فَجْئ َن ‪َ ،‬ف َو َعظَ ُه َّن ‪َ ،‬ف َق َال هَلُ َّن ف َ‬
‫ان ‪َ ،‬ف َق َال هَلَا النَّيِب ُّ ‪: ‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬وا ْثَن ِ ؟ وقَ ْد مات هَل ا ا ْثنَ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ْامَرأَةٌ ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫هَل ا ِحجابا ِمن النَّا ِر قَالَ ِ‬
‫َ نْي َ َ َ َ‬ ‫َ ًَ َ‬
‫ِ ‪685‬‬
‫َوا ْثنَان‪.‬‬
‫صنًا‬ ‫ِ‬ ‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ثَالَثَةً ‪ ،‬مَلْ َيْبلُغُوا احْلُلُ َم ‪َ ،‬كانُوا لَهُ ح ْ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن قَد َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت ا ْثَننْي ِ ؟ قَ َال ‪ :‬وا ْثَننْي ِ ‪َ .‬ف َق َال أُيَبُّ بْن َك ْع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬‫ب ‪َ ،‬سيِّ ُد الْ ُقَّراء ‪ :‬قَد َّْم ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َحصينًا م َن النَّا ِر ‪ .‬قَ َال أَبُو َذ ٍّر ‪ :‬قَد َّْم ُ‬
‫‪686‬‬
‫الص ْد َم ِة األُوىَل ‪.‬‬
‫اح ًدا ‪َ ،‬ولَ ِك ْن إِمَّنَا َذ َاك ِعْن َد َّ‬ ‫اح ًدا ؟ قَ َال ‪ :‬وو ِ‬
‫ََ‬
‫وِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السلَم َّي ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا ابْ َن َعبَ َسةَ ‪َ ،‬ه ْل‬ ‫الس ْمط َد َعا َع ْمَرو بْ َن َعبَ َسةَ ُّ‬ ‫يل بْ َن ِّ‬ ‫وع ْن أَيِب ظبية ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ َّن ُشَر ْحب َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ، ‬لَي ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫أَنْت حُمَدِّثِي ح ِديثًا مَسِ عتَه أَنْت ِمن رس ِ‬
‫آخَر مَس َعهُ‬‫ب ‪َ ،‬والَ حُتَ ِّدثْنيه َع ْن َ‬ ‫س فيه َتَزيُّ ٌد ‪َ ،‬والَ َكذ ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ول‪ :‬إِ َّن اهللَ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّت حَمَبَّيِت للَّذ َ‬
‫ين‬ ‫ول ‪ :‬قَ ْد َحق ْ‬ ‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫مْنهُ َغْيُر َك ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ ،‬مَس ْع ُ‬
‫َجلِي ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ين َيَتَز َاو ُرو َن م ْن أ ْ‬
‫ِِ‬
‫َّت حَمَبَّيِت للَّذ َ‬ ‫َجلي ‪َ ،‬و َحق ْ‬
‫يتحابُّو َن ِمن أَجلِي ‪ ،‬وحقَّت حَم بَّيِت لِلَّ ِذين يتصافُّو َن ِمن أ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫َجلِي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اصُرو َن م ْن أ ْ‬ ‫ين َيَتنَ َ‬
‫ِِ‬
‫َّت حَمَبَّيِت للَّذ َ‬‫َجلي ‪َ ،‬و َحق ْ‬
‫وحقَّت حَم بَّيِت لِلَّ ِذين يتبا َذلُو َن ِمن أ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َََ‬ ‫ََ ْ َ‬

‫‪ - 683‬مسند أمحد (‪ )19965‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 684‬صحيح البخارى (‪) 101‬‬
‫‪ - 685‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )2944()206‬صحيح‬
‫‪ - 686‬مسند أمحد(‪ )4158‬صحيح لغريه‬

‫‪212‬‬
‫اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬فَبلَ َغ‬ ‫ول‪ :‬أَمُّيَا رج ٍل رمى بِسه ٍم يِف سبِ ِيل ِ‬ ‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ََ َْ‬ ‫َوقَ َال َع ْمُرو بْ ُن َعبَ َسةَ ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫اعيل ‪ ،‬وأَمُّيَا رج ٍل َشاب َشيبةً يِف سبِ ِيل ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َج ِر َكَر َقبَة يُ ْعت ُق َها م ْن َولَد إمْسَ َ َ َ ُ‬ ‫خُمْطئًا ‪ ،‬أ َْو ُمصيبًا ‪َ ،‬فلَهُ م َن األ ْ‬
‫ض ٍو ِم َن الْ ُم ْعتِ ِق ‪ ،‬فِ َداءً لَهُ ِم َن‬ ‫ض ٍو ِم َن الْ ُم ْعتَ ِق بِعُ ْ‬ ‫ور‪َ ،‬وأَمُّيَا َر ُج ٍل ُم ْسلِ ٍم أ َْعتَ َق َر ُجالً ُم ْسلِ ًما ‪ ،‬فَ ُك ُّل عُ ْ‬ ‫فَ ِه َي لَهُ نُ ٌ‬
‫ض ٍو ِم َن الْ ُم ْعتِ َق ِة ‪ ،‬فِ َداءً هَلَا ِم َن‬ ‫ض ٍو ِم َن الْ ُم ْعَت َق ِة بِعُ ْ‬ ‫ت ْامَرأًَة ُم ْسلِ َمةً ‪ ،‬فَ ُك ُّل عُ ْ‬ ‫النَّا ِر ‪ ،‬وأَمُّيَا امرأ ٍَة مسلِم ٍة أ َْعَت َق ِ‬
‫َ َْ ُ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث ‪ ،‬أَ ِو ْامَرأَة ‪َ ،‬ف ُه ْم لَهُ ُسْتَرةٌ‬ ‫ص ْلبِه ثَالَثَةً ‪ ،‬مَلْ َيْبلُغُوا احْل ْن َ‬ ‫َّم ِهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬م ْن ُ‬ ‫النَّا ِر ‪َ ،‬وأَمُّيَا َر ُج ٍل ُم ْسل ٍم قَد َ‬
‫ضوء إِىَل أ ََماكِنِ ِه ‪َ ،‬سلِم ِم ْن ُك ِّل َذنْ ٍ‬ ‫ِمن النَّا ِر ‪ ،‬وأَمُّي ا رج ٍل قَام إِىَل و ٍ‬
‫ب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫صى الْ َو ُ َ‬ ‫َح َ‬ ‫الصالََة ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫يد َّ‬ ‫ضوء ‪ ،‬يُِر ُ‬ ‫َ َ َُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أ َْو َخطيئَة لَهُ ‪ ،‬فَِإ ْن قَ َام إِىَل َّ‬
‫الصالَة َر َف َعهُ اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬ا َد َر َجةً ‪َ ،‬وإ ْن َق َع َد َق َع َد َسال ًما‪َ .‬ف َق َال ُشَر ْحب ُ‬
‫اهلل ‪ ، ‬يَا ابْ َن َعبَ َسةَ؟ قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬والَّ ِذي الَ إِلَهَ إِالَّ‬ ‫ول ِ‬ ‫يث ِمن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َه َذا احْلَد َ ْ َ ُ‬
‫السم ِط ‪ :‬آنْ ِ‬
‫ت مَس ْع َ‬ ‫َ‬ ‫بْ ُن ِّ ْ‬
‫ث ‪ ،‬أ َْو أ َْربَ ٍع ‪ ،‬أ َْو مَخْ ٍ‬ ‫اهلل ‪َ ‬غير مَّر ٍة ‪ ،‬أَو مَّر َت ِ ‪ ،‬أَو ثَالَ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫يث ِمن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ْ َ نْي ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُه َو ‪ ،‬لَ ْو أَيِّن مَلْ أَمْسَ ْع َه َذا احْلَد َ ْ َ ُ‬
‫َّاس ‪،‬‬ ‫َح ًدا ِم َن الن ِ‬ ‫ت ‪ ،‬أَو سب ٍع ‪ ،‬فَا ْنَتهى ِعْن َد سب ٍع ‪ ،‬ما حلَ ْفت ‪ ،‬يعيِن ما بالَيت ‪ ،‬أَ ْن الَ أُحد َ ِِ‬
‫ِّث به أ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬أ َْو س ٍّ ْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫‪687‬‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪. ‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬ما أ َْد ِري َع َد َد ما مَسِ عتُه ِمن رس ِ‬ ‫ولَ ِكيِّن و ِ‬
‫َ ُْ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّض ِر َّ‬
‫ني ثَالَثَةٌ م َن الْ َولَد َفيَ ْحتَسُب ُه ْم‬ ‫َحد م َن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫وت أل َ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال‪ :‬الَ مَيُ ُ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫السلَم ِّي ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وع ْن أَيِب الن ْ‬‫َ‬
‫ان ؟ قَ َال ‪ :‬أَ ِو‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬أَ ِو ا ْثنَ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت امرأَةٌ ِعْن َد رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ : ‬يَا َر ُس َ‬ ‫َُ‬ ‫‪ ،‬إالَّ َكانُوا ُجنَّةً م َن النَّار ‪َ ،‬ف َقالَ ْ َ‬
‫ِ ‪688‬‬
‫ا ْثنَان‪.‬‬
‫جنة ‪ :‬اجلنة ‪ :‬الوقاية ‪،‬ومنه ‪:‬اجملن للرتس ‪ ،‬وألنه يقى صاحبه ويسرته‪.‬‬
‫يض ي ْدعو لَه بِ ِّ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫الش َفاء َوالْ َعافيَة ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قال‪َ :‬جاءَت ْامَرأَةٌ إِىَل َر ُسول اهلل ‪ ‬بَِولَد هَلَا َم ِر ٍ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا رس َ ِ‬
‫َت ‪ :‬يِف ا ِإل ْسالَم ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما م ْن ُم ْسل ٍم يُ َقد ُ‬
‫ِّم‬ ‫ات يِل ثَالَثَةٌ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يِف ا ِإل ْسالَِم ؟ قَالَ ْ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬قَ ْد َم َ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ ‪689‬‬
‫احتَظََر حِب َ ِظ ٍري ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ثَالَثَةً يِف ا ِإلسالَِم مَل يبلُغُوا احْلِْن َ ِ‬
‫ث حَيْتَسُب ُه ْم ‪ ،‬إِالَّ ْ‬ ‫ْ ْ َْ‬
‫الصبر على تربية البنات‬
‫‪:‬م ْن َكا َن لَهُ‬ ‫ول َ‬‫اهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَسِ عت ع ْقبةَ بن ع ِام ٍر ي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ْ ُ ُ َ َْ َ َ‬ ‫َع ْن أَيِب عُشَّانَةَ الْ َم َعافِ ِر ِّ‬
‫اه َّن ِم ْن ِج َدتِِه ‪ُ ،‬ك َّن لَهُ ِح َجابًا ِم َن النًّا ِر َي ْو َم‬ ‫صَبَر َعلَْي ِه َّن ‪َ ،‬وأَطْ َع َم ُه َّن ‪َ ،‬و َس َق ُ‬
‫اه َّن ‪َ ،‬و َك َس ُ‬
‫ثَالَ ُ ٍ‬
‫ث َبنَات ‪ ،‬فَ َ‬
‫الْ ِقيَ َام ِة‪ - 690.‬اجلدة ‪ :‬الغىن‬

‫‪ - 687‬مسند أمحد(‪ )19966‬حسن‬


‫‪ - 688‬موطأ مالك(‪ ) 561‬صحيح‬
‫‪ - 689‬مسند أمحد (‪ )11212‬صحيح‬
‫‪ - 690‬األدب املفرد ( ‪ ) 76‬صحيح‬

‫‪213‬‬
‫ان هَلَا فَ َسالَْتيِن َفلَ ْم جَتِ ْد ِعْن ِدي َشْيئًا‬ ‫ت‪ :‬جاءتْيِن امراةٌ ‪ ،‬ومعها ابنَتَ ِ‬
‫َن َعائ َشةَ َز ْو َج النَّيِب ِّ ‪ ‬قَالَ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫وعن عرو َة ‪ ،‬أ َّ ِ‬
‫َ ْ ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫اخ َذ ْت َها َف َق َس َمْت َها َبنْي َ ْابنََتْي َها ‪َ .‬ومَلْ تَاْ ُك ْل مْن َها َشيًْْئً;ا ‪ .‬مُثَّ قَ َام ْ‬
‫اها ‪ .‬فَ َ‬ ‫اعطَْيُت َها إِيَّ َ‬‫َغْيَر مَتَْر ٍة َواح َدة ‪ .‬فَ ْ‬
‫ات بِ َش ْي ٍء ‪،‬‬ ‫فَخرجت وابنَتَاها ‪ .‬فَ َدخل علَيها النَيِب ‪ ‬فَح َّد ْثتُه ح ِد َيثها ‪َ .‬ف َق َال النَّيِب ‪ : ‬م ِن ابتُلِي ِمن الْبنَ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُّ‬ ‫ََ َ ْ َ ْ َ‬
‫ِ ‪691‬‬
‫اح َس َن الَْي ِه َّن ‪ُ ،‬ك َّن لَهُ ِسْتًرا ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫فَ ْ‬
‫وعن ع ْقبةَ بن ع ِام ٍر‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ‬أَنَّه قَ َال‪":‬من َكانَت لَه ثَ ُ ٍ‬
‫صَبَر َعلَْي ِه َّن فَأَطْ َع َم ُه َّن َو َس َق ُ‬
‫اه َّن‬ ‫الث بنات فَ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ ‪692‬‬
‫اه َّن‪ُ ،‬ك َّن لَهُ ِح َجابًا ِم َن النَّار"‪.‬‬ ‫َو َك َس ُ‬
‫ات ‪ ،‬أَ ِو‬ ‫ث أَخو ٍ‬ ‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬من َكا َن لَه ثَالَ ُ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫ي ‪ ،‬أ َّ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ث َبنَات ‪ ،‬أ َْو ثَالَ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪693‬‬
‫ص ْحبََت ُه َّن ‪َ ،‬و َّات َقى اللَّهَ فِي ِه َّن ‪َ ،‬د َخ َل اجْلَنَّةَ‪.‬‬‫َح َس َن ُ‬
‫ان ‪ ،‬أَو أ ِ‬
‫ُختَان ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ابنَتَ ِ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫َخوات ‪ ،‬أَ ِو ْابنََتنْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َع ْوف بْ ِن َمالك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫ث أ ََ‬ ‫ات ‪ ،‬أ َْو ثَالَ ُ‬ ‫ث َبنَ ٌ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن ُك َّن لَهُ ثَالَ ُ‬ ‫َ‬
‫َح َس َن إِلَْي ِه َّن ‪َ ،‬حىَّت يَنِب َّ ‪ ،‬أ َْو مَيُنْت َ ‪ُ ،‬ك َّن لَهُ ِح َجابًا ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُخَتنْي ِ ‪َّ ،‬ات َقى اهللَ في ِه َّن ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ِ ‪694‬‬
‫‪ ،‬أ َْو أ ْ‬
‫بنات َفُيْن ِف ُق َعلَْي ِه َّن َحىَّت يَنِب َّ‬
‫الث ٍ‬ ‫‪":‬ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم يَ ُكو ُن لَهُ ثَ ُ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ، ‬قَ َال َ‬
‫ٍِ‬
‫وع ْن َع ْوف بن َمالك‪ ،‬أ َّ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ان"‪.695‬‬ ‫ان؟ قَ َال‪":‬وثِْنتَ ِ‬ ‫ت امرأَةٌ‪ :‬أَ ِو ا ْثنَتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أ َْو مَيُنْت َ إال ُك َّن لَهُ ح َجابًا م َن النَّار"‪َ ,‬ف َقالَ ْ َ‬
‫صَبَر َعلَْي ِه َّن ُك َّن لَهُ ِح َجابًا ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن عائِ َشةَ قَالَت قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « - -‬م ِن ْابتُل َى بِ َش ْىء م َن الَْبنَات فَ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫‪696‬‬
‫النَّا ِر »‪.‬‬
‫تمرة واحدة تعتق من النار‬
‫اح َد ٍة ِمْن ُه َما‬ ‫َعطَت ُك َّل و ِ‬
‫َ‬
‫عن عائِ َشةَ أَنَّها قَالَت جاءتْىِن ِمس ِكينَةٌ حَتْ ِمل ابنََت ِ هَل ا فَأَطْعمُتها ثَالَ َ ٍ‬
‫ث مَتََرات فَأ ْ ْ‬ ‫ُ ْ نْي َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َْ َ‬
‫ت إِىَل فِيها مَتْر ًة لِتَأْ ُكلَها فَاستَطْعمْتها ابنَتَاها فَ َشق ِ‬
‫يد أَ ْن تَأْ ُكلَ َها َبْيَن ُه َما‬‫ت تُِر ُ‬‫َّت الت َّْمَر َة الَّىِت َكانَ ْ‬ ‫َ ْ ََ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫مَتَْر ًة َو َر َف َع ْ‬
‫ب هَلَا هِبَا اجْلَنَّةَ أ َْو‬ ‫ِ‬ ‫َعجبىِن َشأْنُها فَ َذ َكرت الَّ ِذى صَنع ِ ِ ِ‬
‫ت لَر ُسول اللَّه ‪َ - -‬ف َق َال « إ َّن اللَّهَ قَ ْد أ َْو َج َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫فَأ ْ َ َ‬
‫أ َْعَت َق َها هِبَا ِم َن النَّا ِر »‪.697‬‬
‫من أطعم أخاه حتى يشبعه‬

‫‪ - 691‬صحيح البخارى(‪ )1418‬ومسلم (‪)6862‬‬


‫‪ - 692‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )14244()266‬صحيح‬
‫‪ - 693‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )446()189‬حسن‬
‫‪ - 694‬مسند أمحد (‪ )24718‬صحيح‬
‫‪ - 695‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ ) 14529()423‬صحيح لغريه‬
‫يسى َه َذا َح ِد ٌ‬
‫يث َح َس ٌن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪ ) 2037‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪696‬‬

‫‪ - 697‬صحيح مسلم(‪)6863‬‬

‫‪214‬‬
‫عن عب ِد اللَّ ِه بن عم ٍرو‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َخاهُ ُخْبًزا َحىَّت يُ ْشبِ َعهُ‪َ ،‬و َس َقاهُ َحىَّت َي ْر ِويَهُ‬ ‫‪":‬م ْن أَطْ َع َم أ َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫‪698‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب َّع َدهُ اللَّهُ م َن النَّا ِر َسْب َع َخنَاد َق"‪.‬‬
‫َما ُينَ ِّجي ال َْع ْب َد ِم َن النَّا ِر‬
‫ول اللَّ ِه َماذَا يُنَ ِّجي الْ َعْب َد ِم َن النَّا ِر ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َع ْن َمالك بن َم ْرثَد ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال أَبُو ذَ ٍّر ُقْل ُ‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫ان ع ِمل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ير مِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض ُخ َّا َر َزقَهُ اللَّهُ ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا نَيِب َّ الله ‪ ،‬إ َّن َم َع اإلميَ َ ٌ‬ ‫ا ِإلميَا ُن بِاللَّه ‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬يَا‬ ‫ض ُخ بِه ؟ قَ َال ‪ :‬يَأْ ُمُر بِالْ َم ْعُروف ‪َ ،‬و َيْن َهى َع ِن الْ ُمْن َك ِر ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ت إِ ْن َكا َن فَق ًريا ‪ ،‬ال جَيِ ُد َما يُْر َ‬ ‫أ ََرأَيْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬أَرأَيْ َ ِ‬
‫صنَ ُع‬‫يع أَ ْن يَأْ ُمَر بِالْ َم ْعُروف ‪َ ،‬وال َيْن َهى َع ِن الْ ُمْن َك ِر ؟ قَ َال ‪ :‬يَ ْ‬ ‫ت إ ْن َكا َن َعيِيًّا ال يَ ْستَط ُ‬ ‫َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ت إِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أ ََرأَيْ َ‬ ‫ني َم ْغلُوبًا ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫صنَ َع َشْيئًا ؟ قَ َال ‪ :‬يُع ُ‬ ‫يع أَ ْن يَ ْ‬ ‫َخَر َق ال يَ ْستَط ُ‬ ‫ت إِ ْن َكا َن أ ْ‬ ‫ت ‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫َخَر َق ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫أل ْ‬
‫ك األَ َذى‬ ‫ك ‪ِ ،‬م ْن خَرْيٍ مُتْ ِس ُ‬ ‫احبِ َ‬ ‫يد أَ ْن َتْتر َك يِف ص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وما ؟ َف َق َال ‪َ :‬ما تُِر ُ‬ ‫ني َمظْلُ ً‬
‫ِ‬
‫يع أَ ْن يُع َ‬
‫ِ‬
‫ضعي ًفا ‪ ،‬ال يَ ْستَط ُ‬
‫َكا َن ِ‬
‫َ‬
‫صلَةً ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َد َخ َل اجْلَنَّةَ ؟ قَ َال ‪َ :‬ما م ْن ُم ْسل ٍم َي ْف َع ُل َخ ْ‬ ‫ول اللَّ ِه إِ َذا َف َع َل َذل َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫‪َ ،‬ع ِن الن ِ‬
‫ت بِيَ ِد ِه َحىَّت تُ ْد ِخلَهُ اجْلَنَّةَ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َه ُؤالء ‪ ،‬إِال أ َ‬
‫‪699‬‬
‫َخ َذ ْ‬
‫ت ‪ُ :‬دلَّيِن َعلَى َع َم ٍل إِ َذا َع ِم َل الْ َعْب ُد بِِه َد َخ َل‬ ‫ت أَبَا َذ ٍّر ‪ُ ،‬قْل ُ‬
‫ِ‬
‫الس َحْيم ِّي ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬سأَلْ ُ‬
‫وعن أيب َكثِ ٍري ُّ ِ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬إِ َّن َم َع‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬ف َق َال ‪ :‬يُ ْؤم ُن بِاللَّه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت َع ْن َذل َ َ ُ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬سأَلْ ُ‬
‫ان عمال ؟ قَ َال ‪ :‬ير مِم‬
‫ول َم ْعُروفًا‬ ‫ت ‪َ :‬وإِ ْن َكا َن ُم ْع َد ًما الَ َش ْيءَ لَهُ ؟ قَ َال ‪َ :‬ي ُق ُ‬ ‫ض ُخ َّا َر َزقَهُ اللَّهُ ُق ْل ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ا ِإلميَ ِ َ َ ً‬
‫ضعِي ًفا الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ت ‪ :‬فَِإ ْن َكا َن َ‬ ‫ني َم ْغلُوبًا ُق ْل ُ‬ ‫ت ‪ :‬فَِإ ْن َكا َن َعيِيًّا الَ يُْبل ُغ َعْنهُ ل َسانُهُ ؟ قَ َال ‪َ :‬فيُع ُ‬ ‫بِل َسانه ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫يد أَ ْن تَ َد َ‬
‫ع‬ ‫ت إِيَلَّ َو ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ما تُِر ُ‬ ‫َخَر َق ؟ قَ َال ‪ :‬فَالَْت َف َ‬ ‫ت ‪َ :‬وإِ ْن َكا َن أ ْ‬ ‫َخَر َق ُقْل ُ‬ ‫صنَ ْع أل ْ‬‫قُ ْد َر َة لَهُ ؟ قَ َال ‪َ :‬فْليَ ْ‬
‫اهلل ‪ ،‬إِ َّن َه ِذ ِه َكلِ َمةُ َتْي ِس ٍري ؟ ف َق َال ‪‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ك َشيئًا ِمن اخْلَ ِ ‪َ ،‬ف ْلي َد ِع الن ِ‬
‫َّاس م ْن أَ َذاهُ َف ُق ْل ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫صاحبِ َ ْ َ رْي‬
‫ِ‬
‫يِف َ‬
‫ت بِيَ ِد ِه َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫يد َا َما عْن َد اهلل ‪ ،‬إِالَّ أ َ‬
‫َخ َذ ْ‬
‫‪ :‬والَّ ِذي َن ْف ِسي بِي ِد ِه ‪ ،‬ما ِمن عب ٍد يعمل خِب َصلَ ٍة ِمْنها ‪ ،‬ي ِر ُ هِب‬
‫َ َ ْ َْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪700‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬حىَّت تُ ْدخلَهُ اجْلَنَّةَ‪.‬‬
‫اإلكثار من ذكر اهلل‬
‫يك ُك ْم‬ ‫عن أَيِب الدَّرد ِاء ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ‪ : ‬أَال أَُنبِّئُ ُكم خِب َ ِ أ َْعمالِ ُكم ‪ ،‬وأ َْز َكاها ِعْن َد ملِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ رْي َ ْ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َْ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ض ِربُوا أ َْعنَا َق ُه ْم ‪،‬‬ ‫ب َوالْ َو ِر ِق ‪َ ،‬وأَ ْن َتْل َق ْوا َع ُد َّو ُك ْم َفتَ ْ‬ ‫َوأ َْرفَعِ َها يِف َد َر َجاتِ ُك ْم ‪َ ،‬و َخْيٌر لَ ُك ْم ِم ْن إِ ْعطَ ِاء َّ‬
‫الذ َه ِ‬

‫‪ - 698‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 20‬ص ‪ )1498()126‬وشعب اإلميان للبيهقي (‪ ) 3218‬حسن لغريه‬
‫‪ - 699‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )1627()213‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 700‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )373()96‬صحيح‬

‫‪215‬‬
‫ول اللَّ ِه ؟ َوقَ َال ‪ِ :‬ذ ْكُر اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل ‪َ ،‬وقَ َال ُم َعاذُ بْ ُن َجبَ ٍل ‪َ :‬ما‬ ‫ض ِربُوا أ َْعنَاقَ ُك ْم ؟ قَالُوا ‪َ :‬و َما َذ َاك يَا َر ُس َ‬ ‫َويَ ْ‬
‫‪701‬‬
‫اب اللَّ ِه ِم ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل"‬ ‫آد ِم ٌّي ِمن َعم ٍل أَجْنَى لَهُ ِمن َع َذ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َعم َل َ‬
‫ِ‬
‫اب اللَّ ِه ِم ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِه"‪ ،‬قَالُوا‪:‬‬ ‫آد ِم ٌّي َعمال أَجْنَى لَهُ ِمن َع َذ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪":‬ما َعم َل َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬‬
‫وعن مع ٍاذ‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫ٍ ‪702‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الث َمَّرات ‪.‬‬ ‫ك َحىَّت َيْن َقط َع"ثَ َ‬ ‫ب بِ َسْيف َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫‪":‬وال‪ ،‬إِال أَ ْن تَ ْ‬ ‫ِ‬
‫اد يِف َسب ِيل اللَّه؟ قَ َال َ‬ ‫َوال اجْل َه ُ‬
‫ِ‬
‫الر َقبَةَ‬
‫ك َّ‬ ‫َ ْعت ِق الن َ‬
‫َّس َمةَ َوفُ َّ‬
‫اع ُدىِن ِم َن النَّا ِر‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ف َق َال دلَّىِن علَى عم ٍل ي َقِّربىِن ِمن اجْل ن َِّة ويب ِ‬ ‫َع ِن الْبر ِاء قَ َال جاء رجل إِىَل رس ِ‬
‫ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َُ‬ ‫َ ََ ٌُ َُ‬ ‫ََ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َقبَةَ »‪ .‬قَ َال يَا َر ُس َ‬ ‫ك َّ‬ ‫ت الْ َم ْسأَلَةَ أ َْعتق الن َ‬
‫َّس َمةَ َوفُ َّ‬ ‫ضَ‬ ‫ت اخْلُطْبَةَ لََق ْد أ َْعَر ْ‬ ‫ت أَقْ َ‬
‫ص ْر َ‬ ‫قَ َال « لَئ ْن ُكْن َ‬
‫ني ىِف مَثَنِ َها َوالْ ِمْن َحةُ الْ َو ُك ُ‬
‫وف‬ ‫ك َّ ِ ِ‬
‫الر َقبَة أَ ْن تُع َ‬ ‫َّس َم ِة أَ ْن ُت ْف ِر َد بِعِْت ِق َها َوفَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََولَْي َسا َواح ًدا قَ َال « الَ عْت ُق الن َ‬
‫ك إِالَّ ِم ْن خَرْيٍ »‪.703‬‬ ‫الر ِح ِم الظَّامِلِ فَِإ ْن مَل تُ ِطق َذلِك فَ ُك َّ ِ‬ ‫َوالْ َف ْىءُ َعلَى ِذى َّ‬
‫ف ل َسانَ َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫الوكوف ‪ :‬الغزيرة اللنب وقيل الىت ال ينقطع لبنها سنتها مجيعها ‪-‬الفىء ‪ :‬الظل‬
‫من حافظ على الصلوات الخمس‬
‫ورا‬ ‫اهلل ‪ ‬أَنَّهُ ذَ َكَر َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫اهلل ب ِن َعم ٍرو ‪َ ،‬عن رس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت لَهُ نُ ً‬ ‫ظ َعلَْي َها َكانَ ْ‬
‫الصالَةَ َي ْو ًما َف َق َال ‪َ :‬م ْن َحافَ َ‬ ‫َُْ‬ ‫َع ْن َعْبد ْ ْ‬
‫ور َوالَ جَنَاةٌ ‪َ ،‬و َكا َن َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوبُْر َهانًا َوجَنَاةً َي ْو َم الْقيَ َامة ‪َ ،‬و َم ْن مَلْ حُيَاف ْظ َعلَْي َها مَلْ يَ ُك ْن لَهُ بُْر َها ٌن َوالَ نُ ٌ‬
‫ٍ ‪704‬‬
‫َم َع قَ ُارو َن َو َه َاما َن َوفِْر َع ْو َن َوأُيَبِّ بْ ِن َخلَف‪.‬‬
‫التي شربت بول النبي ‪‬‬
‫ت ْامَرأَةٌ ‪،‬‬ ‫ول فِ ِيه ‪ ،‬مُثَّ يوضع حَتْت س ِري ِر ِه ‪ ،‬فَجاء ِ‬ ‫َن النَّيِب َّ ‪َ ، ‬كا َن لَهُ قَ َد ٌح ِم ْن ِع َ‬
‫يد ٍان َيبُ ُ‬ ‫َع ْن أ َُمْي َمةَ‪ ،‬أ َّ‬
‫ََ‬ ‫ُ َُ َ َ‬
‫ت َم َع أ ُِّم َحبِيبَةَ ِم َن احْلَبَ َش ِة ‪ ،‬فَ َش ِر َبْتهُ ‪ ،‬فَطَلَبَهُ النَّيِب ُّ ‪َ ، ‬ف َقالُوا ‪َ :‬ش ِر َبْتهُ َبَر َكةُ ‪،‬‬
‫ال هَلَا ‪َ :‬بَر َكةُ ‪َ ،‬جاءَ ْ‬ ‫يُ َق ُ‬
‫ضا ٍر ‪ ،‬أ َْو قَ َال ‪ُ :‬جن ٍَّة أ َْو ‪َ ،‬ه َذا َم ْعنَاهُ"‬ ‫حِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْريِت م َن النَّا ِر َ‬ ‫ت ‪َ :‬ش ِر ْبتُهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬لََقد ْ‬ ‫فَ َسأَهَلَا ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬
‫‪705‬‬
‫احتَ َ‬
‫مجالس الذكر‬
‫الذ ْك ِر ‪،‬‬‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬إِ َّن لِلَّ ِه َمالَئِ َكةً يَطُوفُو َن ىِف الطُّر ِق ‪َ ،‬ي ْلتَ ِمسو َن أ َْهل ِّ‬ ‫َع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الس َم ِاء ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬ ‫َجنِ َحتِ ِه ْم إِىَل َّ‬ ‫فَِإذَا وج ُدوا َقوما ي ْذ ُكرو َن اللَّه َتنَادوا هلُ ُّموا إِىَل ح ِ‬
‫اجت ُك ْم ‪ .‬قَ َال َفيَ ُحفُّونَ ُه ْم بِأ ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ًْ َ ُ‬ ‫ََ‬

‫‪ - 701‬املستدرك للحاكم(;‪ )1825‬حسن‬


‫‪ - 702‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ ) 16765()92‬حسن لغريه‬
‫‪ - 703‬سنن الدارقطىن (‪ )2079‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 704‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ )1467()329‬صحيح‬
‫‪ - 705‬اآلحاد واملثاين (‪ )3342‬حسن‬

‫‪216‬‬
‫قَ َال َفيسأَهُل م ربُّهم وهو أَعلَم ِمْنهم ما ي ُق ُ ِ‬
‫ك‬‫ك ‪َ ،‬وحَيْ َم ُدونَ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ويُ َكِّبُرونَ َ‬ ‫ول ِعبَادى قَالُوا َي ُقولُو َن يُ َسبِّ ُحونَ َ‬ ‫َ ْ ُْ َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫َومُيَ ِّج ُدونَ َ‬
‫ف لَ ْو َرأ َْوىِن قَ َال َي ُقولُو َن لَ ْو َرأ َْو َك‬ ‫ول َو َكْي َ‬ ‫ول َه ْل َرأ َْوىِن قَ َال َفَي ُقولُو َن الَ َواللَّ ِه َما َرأ َْو َك ‪ .‬قَ َال َفَي ُق ُ‬ ‫قَ َال َفَي ُق ُ‬
‫ك‬‫ول فَ َما يَ ْسأَلُوىِن قَ َال يَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫يحا ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬ ‫ك تَ ْسبِ ً‬ ‫يدا ‪َ ،‬وأَ ْكَثَر لَ َ‬ ‫ك مَتْ ِج ً‬ ‫ك ِعبَ َاد ًة ‪َ ،‬وأ َ‬
‫َش َّد لَ َ‬ ‫َش َّد لَ َ‬‫َكانُوا أ َ‬
‫ف لَ ْو أَن َُّه ْم َرأ َْو َها‬ ‫ول فَ َكْي َ‬
‫ب َما َرأ َْو َها ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬ ‫ول َو َه ْل َرأ َْو َها قَ َال َي ُقولُو َن الَ َواللَّ ِه يَا َر ِّ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬
‫َش َّد هَلَا طَلَبًا ‪َ ،‬وأ َْعظَ َم فِ َيها َر ْغبَةً ‪ .‬قَ َال فَ ِم َّم‬ ‫صا ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ِ‬
‫َش َّد َعلَْي َها ح ْر ً‬ ‫قَ َال َي ُقولُو َن لَ ْو أَن َُّه ْم َرأ َْو َها َكانُوا أ َ‬
‫ف‬ ‫ول فَ َكْي َ‬ ‫ول َو َه ْل َرأ َْو َها قَ َال َي ُقولُو َن الَ َواللَّ ِه َما َرأ َْو َها ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬ ‫َيَت َع َّوذُو َن قَ َال َي ُقولُو َن ِم َن النَّا ِر ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ول فَأُ ْش ِه ُد ُك ْم أَىِّن قَ ْد‬ ‫َش َّد ِمْن َها فَر ًارا ‪َ ،‬وأ َ‬
‫َش َّد هَلَا خَمَافَةً ‪ .‬قَ َال َفَي ُق ُ‬ ‫لَ ْو َرأ َْو َها قَ َال َي ُقولُو َن لَ ْو َرأ َْو َها َكانُوا أ َ‬
‫اج ٍة ‪ .‬قَ َال ُه ُم اجْلُلَ َساءُ الَ‬ ‫حِل‬ ‫ك ِمن الْمالَئِ َك ِة فِي ِهم فُالَ ٌن لَْي ِ ِ‬
‫س مْن ُه ْم إمَّنَا َجاءَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ول َملَ ٌ َ َ‬ ‫ت هَلُ ْم ‪ .‬قَ َال َي ُق ُ‬ ‫َغ َف ْر ُ‬
‫يس ُه ْم »‪. 706‬‬ ‫هِبِ ِ‬
‫يَ ْش َقى ْم َجل ُ‬
‫ضالءَ َي ْلتَ ِم ُسو َن‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن للَّه َمالئ َكةً َسيَّ َار ًة ‪َ ،‬وفُ َ‬ ‫و َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬
‫الس َم ِاء ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫َجنِ َحتِ ِه ْم إِىَل َّ‬ ‫ضا بِأ ْ‬ ‫ض ُه ْم َب ْع ً‬
‫ف َب ْع ُ‬ ‫س ِذ ْك ٍر َح َّ‬ ‫ض ‪ ،‬فَِإ َذا أََت ْوا َعلَى جَمْلِ ِ‬ ‫الذ ْك ِر يِف األ َْر ِ‬ ‫جَمَالِس ِّ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َويُ َكِّبُرونَ َ‬ ‫َتبَ َار َك َو َت َعاىَل ‪ :‬م ْن أَيْ َن جْئتُ ْم ؟ َو ُه َو أ َْعلَ ُم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا جْئنَا م ْن عْند عبَاد َك يُ َسبِّ ُحونَ َ‬
‫ِ‬
‫ول ‪َ :‬ما يَ ْسأَلُونَيِن ؟ َو ُه َو أ َْعلَ ُم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا‬ ‫ك َفَي ُق ُ‬‫ك َويَ ْستَجريُونَ َ‬ ‫ك َويَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ويُ َهلِّلُونَ َ‬ ‫َوحَيْ َم ُدونَ َ‬
‫ول ‪َ :‬و ِم َّم‬ ‫ف لَ ْو َرأ َْو َها ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬كْي َ‬ ‫ب َفَي ُق ُ‬‫ول ‪َ :‬و َه ْل َرأ َْو َها ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ :‬الَ يَا َر ِّ‬ ‫ك اجْلَنَّةَ َفَي ُق ُ‬ ‫يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ف لَ ْو‬ ‫ول ‪ :‬فَ َكْي َ‬ ‫ول ‪َ :‬ه ْل َرأ َْو َها ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ :‬الَ َفَي ُق ُ‬ ‫يَ ْستَ ِجريُونَيِن ؟ َو ُه َو أ َْعلَ ُم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ِ :‬م َن النَّا ِر َفَي ُق ُ‬
‫استَ َج ُارويِن ‪،‬‬ ‫مِم‬
‫َج ْر ُت ُه ْم َّا ْ‬ ‫ت هَلُ ْم ‪َ ،‬وأ َْعطَْيُت ُه ْم َما َسأَلُويِن ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ول ‪ :‬ا ْش َه ُدوا أَيِّن قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫َرأ َْو َها ؟ مُثَّ َي ُق ُ‬
‫ت لَهُ ‪ُ ،‬ه ُم‬ ‫ضا قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫ول ‪َ :‬و ُه َو أَيْ ً‬ ‫س َم َع ُه ْم َفَي ُق ُ‬ ‫َفَي ُقولُو َن ‪ :‬ربَّنَا إِ َّن فِي ِهم َعْب ًدا َخطَّاء َجلَ ِ ِ‬
‫س إلَْيه ْم َولَْي َ‬ ‫ً َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪707‬‬
‫يس ُه ْم"‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫الْ َق ْو ُم الَ يَ ْش َقى ْم َجل ُ‬
‫الذ ْك ِر ‪،‬‬ ‫ضالً َيْبَتغُو َن جَمَالِس ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال‪ :‬إن ِهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬مالَئ َكةً َسيَّ َار ًة فُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫فَِإ َذا وج ُدوا جَمْلِسا فِ ِيه ِذ ْكر َقع ُدوا معهم ‪ ،‬فَحضن بعضهم بعضا بِأ ِ ِ‬
‫َجن َحت ِه ْم َحىَّت مَيْلَئُوا َما َبْيَن ُه ْم َو َبنْي َ‬ ‫ٌ َ ََُ ْ َ َ َ َْ ُُ ْ َْ ً ْ‬ ‫ً‬ ‫ََ‬
‫الس َم ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَ ْسأَهُلُ ُم اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬و ُه َو أ َْعلَ ُم ‪،‬‬ ‫صعِ ُدوا إِىَل َّ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬فَِإ َذا َت َفَّرقُوا َعَر ُجوا ‪ ،‬أ َْو َ‬ ‫مَسَ ِاء ُّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِم ْن أَيْ َن ِجْئتُ ْم ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ِ :‬جْئنَ َ‬
‫ك‬‫ك َوحَيْ َم ُدونَ َ‬ ‫ك َويُ َكِّبُرونَ َ‬ ‫ض يُ َسبِّ ُحونَ َ‬ ‫ك يِف األ َْر ِ‬ ‫اك ِم ْن ِعْند ِعبَاد لَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َهل َرأ َْوا َجنَّيِت ؟ قَالُوا ‪:‬‬ ‫ك َجنَّتَ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َماذَا يَ ْسأَلُويِن ؟ قَالُوا ‪ :‬يَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫ك َويَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫َويُ َهلِّلُونَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و ِم َّم يَ ْستَ ِجريُويِن ؟ قَالُوا ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ف لَ ْو قَ ْد َرأ َْوا َجنَّيِت ؟ قَالُوا ‪َ :‬ويَ ْستَجريُونَ َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َكْي َ‬ ‫َي َر ِّ‬‫الَ ‪ ،‬أ ْ‬
‫‪ - 706‬صحيح البخارى ‪) 6408(108/8‬‬
‫‪ - 707‬املستدرك للحاكم; (‪ )1821‬صحيح‬

‫‪217‬‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن نَا ِر َك يَا َر ِّ‬
‫ت‬
‫ول ‪ :‬قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫ك ؟ قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َه ْل َرأ َْوا نَا ِري ؟ قَالُوا ‪ :‬الَ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ويَ ْسَت ْغفُرونَ َ‬
‫ب فِي ِهم فُالَ ٌن َعْب ٌد َخطَّاءٌ ‪ ،‬إِمَّنَا َمَّر‬ ‫مِم‬
‫استَ َج ُاروا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫َج ْر ُت ُه ْم َّا ْ‬ ‫هَلُ ْم َوأ َْعطَْيُت ُه ْم َما َسأَلُوا َوأ َ‬
‫‪708‬‬
‫يس ُه ْم‪.‬‬ ‫هِبِ ِ‬
‫ت هَلُ ْم ‪ُ ،‬ه ُم الْ َق ْو ُم الَ يَ ْش َقى ْم َجل ُ‬ ‫ول ‪ :‬قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫س َم َع ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫فَ َجلَ َ‬
‫الذ ْك ِر ‪،‬‬‫ضالً َيتَّبِعُو َن جَمَالِس ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن ِهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪َ ،‬مالَئ َكةً فُ ُ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ َ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ول اهللُ ‪َ ،‬عَّز‬ ‫ش ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ض َحىَّت َيْبلُغُوا الْ َع ْر َ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫س َعالَ َب ْع ُ‬ ‫الذ ْك ِر ‪ ،‬فَِإ َذا َمُّروا مِب َ ْجلِ ٍ‬
‫جَيْتَ ِمعُو َن ِعْن َد ِّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ك اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬و َيَت َع َّوذُو َن بِ َ‬ ‫ك يَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫َو َج َّل ‪ ،‬هَلُ ْم َو ُه َو أ َْعلَ ُم ‪ِ :‬م ْن أَيْ َن جْئتُ ْم ؟ َفَي ُقولُو َن ‪ِ :‬م ْن ِعْند َعبِيد لَ َ‬
‫ف لَ ْو َرأ َْو َها ؟ َو َيَت َع َّوذُو َن ِم ْن نَا ِر‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬يَ ْسأَلُويِن َجنَّيِت ‪َ ،‬ه ْل َرأ َْو َها ؟ فَ َكْي َ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬ويَ ْسَت ْغفُرونَ َ‬
‫ت هَلُ ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا إِ َّن فِي ِه ْم َعْب َد َك اخْلَطَّاءَ فُالَنًا ‪َ ،‬مَّر هِبِ ْم‬
‫ف لَ ْو َرأ َْو َها ؟ فَِإيِّن قَ ْد َغ َف ْر ُ‬ ‫َّم ‪ ،‬فَ َكْي َ‬‫َج َهن َ‬
‫هِبِ ِ‬ ‫حِل ٍ‬
‫س إِلَْي ِه ْم ‪َ ،‬ف َق َال اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ :‬أُولَئِ َ‬
‫‪709‬‬
‫يس ُه ْم‪.‬‬
‫ك اجْلُلَ َساءُ الَ يَ ْش َقى ْم َجل ُ‬ ‫اجة لَهُ فَ َجلَ َ‬ ‫َ َ‬
‫من قال هذا الدعاء ثالثاً‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ : ‬م ْن قَ َال ‪:‬‬ ‫َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ح َّد َثنَا َس ْل َما ُن الْ َفا ِر ِس ُّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫السماو ِ‬
‫ض ‪ ،‬أَن َ‬
‫َّك‬ ‫ات َو َم ْن يِف األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وأُ ْشه ُد َم ْن يِف َّ َ َ‬ ‫ك َومَحَلَةَ َع ْر ِش َ‬
‫اللَّ ُه َّم إِيِّن أُ ْش ِه ُد َك َوأُ ْش ِه ُد َمالئِ َكتَ َ‬
‫ك ‪َ ،‬م ْن قَاهَلَا َمَّر ًة أ َْعتَ َق‬ ‫ك ‪َ ،‬وأَ ْش َه ُد أ َّ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُد َك َو َر ُسولُ َ‬ ‫يك لَ َ‬‫ت َو ْح َد َك الَ َش ِر َ‬ ‫ت اللَّهُ الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬‫أَنْ َ‬
‫ِ ‪710‬‬
‫اللَّهُ ثُلُثَهُ ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن قَاهَلَا َمَّر َتنْي ِ أ َْعتَ َق اللَّهُ ثُلَُثْي ِه ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن قَاهَلَا ثَالثًا أ َْعتَ َق اللَّهُ ُكلَّهُ ِم َن النَّار"‬
‫التعوذ بِاللَّ ِه ِم َن النَّا ِر ثَالثًا‬
‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬من سأ ََل اللَّه اجْل نَّةَ ثَالثًا قَالَ ِ‬ ‫ك َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت اجْلَنَّةُ ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ِ ‪711‬‬
‫َّار ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َِع ْذهُ ِم َن النَّار"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّ ُه َّم أ َْدخ ْلهُ اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬و َم ْن َت َع َّو َذ باللَّه م َن النَّار ثَالثًا قَالَت الن ُ‬
‫ات إِالَّ قَالَ ِ‬ ‫ث مَّر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت اجْلَنَّةُ ‪:‬‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬ما َسأ ََل َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم اجْلَنَّةَ ثَالَ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪712‬‬
‫َّار ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ َِج ْرهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫استَجار مسلِم ِمن النَّا ِر ثَالَ َ ٍ ِ‬
‫ث َمَّرات إالَّ ‪ ،‬قَالَت الن ُ‬ ‫اللَّ ُه َّم أ َْدخ ْلهُ اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬والَ ْ َ َ ُ ْ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫الباقيات الصالحات جنة من النار‬

‫‪ - 708‬مسند أمحد (‪ )9208‬صحيح‬


‫‪ - 709‬مسند أمحد(‪ )8938‬صحيح‬
‫‪ - 710‬املستدرك للحاكم(;‪ )1920‬صحيح‬
‫‪ - 711‬املستدرك للحاكم; (‪ )1960‬صحيح‬
‫‪ - 712‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ )1014()293‬صحيح‬

‫‪218‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ِ :‬م ْن َع ُد ٍّو‬
‫ول اللَّ ِه ‪ُ : ‬خ ُذوا ُجنَّتَ ُك ْم ‪ُ ،‬ق ْلنَا يَا َر ُس َ‬ ‫َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ضَر ؟ قَ َال ‪ :‬الَ ُجنَّتَ ُك ْم ِم َن النَّا ِر ‪ ،‬قُولُوا ‪ُ :‬سْب َحا َن اللَّ ِه ‪َ ،‬واحْلَ ْم ُد لِلَّ ِه ‪َ ،‬وال إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬واللَّهُ أَ ْكَبُر ‪،‬‬ ‫قَ ْد َح َ‬
‫ات وه َّن الْباقِيات َّ حِل‬ ‫ات وم َقد ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫فَِإن ََّها يَأْت َ‬
‫‪713‬‬
‫ات"‬‫الصا َ ُ‬ ‫َّم َ ُ َ َ ُ‬ ‫ني َي ْو َم الْقيَ َامة ُمْنجيَ َ ُ َ‬
‫العمل الذي يقرب من الجنة ويباعد من النار‬
‫اب احْلَُّر‬ ‫َص َ‬‫وك ‪َ ،‬وقَ ْد أ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ‬يِف َغ ْز َو ِة َتبُ َ‬ ‫َعن مع ِاذ ب ِن جب ٍل ر ِضي اللَّه َعْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬بينَما حَنْن مع رس ِ‬
‫َْ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ ْ ََ َ َ ُ ُ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَِإذَا َر ُس ُ‬
‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ت مْنهُ ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬أَْقَربُ ُه ْم ميِّن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َد َن ْو ُ‬ ‫‪َ ،‬فَت َفَّر َق الْ َق ْو ُم َحىَّت نَظَْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ْن َعظي ٍم َوإِنَّهُ لَيَسريٌ َعلَى َم ْن يَ َّسَرهُ‬ ‫‪ ،‬أَنْبِْئيِن بِ َع َم ٍل يُ ْدخلُيِن اجْلَنَّةَ َويُبَاع ُديِن م َن النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لََق ْد َسأَلْ َ‬
‫وم‬ ‫الصال َة الْ َمكْتُوبَةَ ‪َ ،‬و ُت ْؤيِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫وضةَ ‪َ ،‬وتَ ُ‬ ‫الز َكا َة الْ َم ْفُر َ‬ ‫يم َّ‬ ‫اللهُ َعلَْيه ‪َ ،‬ت ْعبُ ُد اللهَ َوال تُ ْشر ُك به َشْيئًا َوتُق ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪َّ :‬‬
‫الص ْو ُم ُجنَّةٌ ‪،‬‬ ‫َج ْل يَا َر ُس َ‬ ‫ت‪:‬أَ‬
‫ك بِأَبو ِ ِ‬
‫اب اجْلَنَّة ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫ت أَْنبَأْتُ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ضا َن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وإِ ْن شْئ َ‬ ‫َر َم َ‬
‫ف اللَّْي ِل َيْبتَغِي َو ْجهَ اللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ َقَرأَ َه ِذ ِه اآليَةَ ‪َ :‬تتَ َجاىَف‬ ‫الرج ِل يِف جو ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َدقَةُ تُ َكفُِّر اخْلَطيئَةَ ‪َ ،‬وقيَ ُام َّ ُ‬ ‫َو َّ‬
‫ك بَِرأْ ِس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫جنوبهم ع ِن الْم ِ‬
‫اه ْم يُْنف ُقو َن ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬وإِ ْن شْئ َ‬
‫ت أَْنبَأْتُ َ‬ ‫ضاج ِع يَ ْدعُو َن َربَّ ُه ْم َخ ْوفًا َوطَ َم ًعا َو َّا َر َز ْقنَ ُ‬ ‫ُُ ُُ ْ َ َ َ‬
‫ود ِه وذُرو ِة سنَ ِام ِه ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ :‬أَجل يا رس َ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫س األ َْم ِر فَا ِإل ْس ُ‬
‫الم ‪َ ،‬وأ ََّما‬ ‫ول الله ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ ََّما َرأْ ُ‬ ‫ُ ََْ َُ‬ ‫األ َْم ِر َو َع ُم َ ْ َ َ‬
‫الك َذلِ َ ِ‬ ‫ك مِبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ك ُكلِّه ‪ ،‬فَ َس َك َ‬ ‫ت أَْنبَأْتُ َ‬‫اد يِف َسبِ ِيل اللَّه ‪َ ،‬وإِ ْن شْئ َ‬ ‫الصالةُ ‪َ ،‬وأ ََّما ذ ْر َوةُ َسنَامه فَاجْل َه ُ‬
‫ودهُ فَ َّ‬ ‫َع ُم ُ‬
‫ول اللَّ ِه ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ت ‪َ :‬ما ُه َو يَا َر ُس َ‬ ‫اجيِت ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬ ‫يت أَ ْن يَ ْشغَالهُ َع ْن َح َ‬ ‫‪ ،‬فَِإ َذا َراكبَان يُوض َعا َن قَبلَنَا ‪ ،‬فَ َخش ُ‬
‫ول بِأَلْ ِسنَتِنَا ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫اخ ُذ مِب َا َن ُق ُ‬ ‫قَ َال ‪ :‬فَأَهوى بِِإصبعِ ِه إِىَل فِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف ُق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ،‬وإِنَّا لَُن َؤ َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫‪714‬‬
‫صائِ ُد أَلْ ِسنَتِ ِه ْم ؟"‬
‫َّم إِالَّ َح َ‬ ‫ِ ِ ِ يِف‬ ‫ك ابْ َن َجبَ ٍل َه ْل يَ ُك ُّ‬ ‫ثَ ِكلَْت َ‬
‫َّاس َعلَى َمنَاخره ْم َج َهن َ‬
‫ب الن َ‬ ‫ك أ ُُّم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ت َي ْو ًما قَ ِريبًا مْنهُ ‪َ ،‬وحَنْ ُن نَسريُ ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َصبَ ْح ُ‬‫ت َم َع النَّيِب ِّ ‪ ‬يِف َس َف ٍر ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫وع ْن ُم َعاذ بْ ِن َجبَ ٍل ‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا رس َ ِ‬
‫َخرِب ْ يِن بِ َع َم ٍل يُ ْدخلُيِن اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬ويُبَاع ُديِن م َن النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لََق ْد َسأَلْتَيِن َع ْن َعظي ٍم ‪َ ،‬وإِنَّهُ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫ضا َن‬ ‫الصالَةَ ‪َ ،‬و ُت ْؤيِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َر َم َ‬ ‫ص ُ‬ ‫الز َكاةَ ‪َ ،‬وتَ ُ‬ ‫يم َّ‬ ‫لَيَسريٌ‪.‬ى َم ْن يَ َّسَرهُ اهللُ‪.‬يْه ‪َ ،‬ت ْعبُ ُد اهللَ َوالَ تُ ْشر ُك به َشْيئًا ‪َ ،‬وتُق ُ‬
‫الص َدقَةُ تُطْ ِف ُئ اخْلَ ِطيئَةَ ‪َ ،‬ك َما يُطْ ِف ُئ‬ ‫اب اخْلَرْيِ ؟ َّ‬
‫الص ْو ُم ُجنَّةٌ ‪َ ،‬و َّ‬ ‫ك‪.‬ى أ َْبو ِ‬
‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَالَ أ َُدلُّ َ‬‫‪َ ،‬وحَتُ ُّج الَْبْي َ‬
‫اج ِع) َحىَّت َبلَ َغ ‪:‬‬ ‫ف اللَّي ِل ‪ ،‬قَ َال مُثَّ تَالَ ‪َ" :‬تتجاىَف جنوبهم ع ِن الْمض ِ‬ ‫الرج ِل ِمن جو ِ‬
‫َ َ ُُ ُُ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫صالَةُ َّ ُ ْ َ ْ‬ ‫َّار ‪َ ،‬و َ‬
‫الْ َماءُ الن َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ ِ ُِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ت ‪َ :‬بلَى‪ ،‬يَا َر ُس َ‬ ‫ُخرِب ُ َك بَِرأْ ِس األ َْم ِر ُكلِّه ‪َ ،‬و َع ُموده ‪َ ،‬وِذ;ُ ْر َوة َسنَامه ؟ ُقْل ُ‬ ‫"ي ْع َملُو َن) مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَالَ أ ْ‬ ‫َ‬
‫ك ُكلِّ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ُِ‬
‫ُخرِب ُ َك مِبِالَ ِك ذَل َ‬
‫اد‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَالَ أ ْ‬
‫ِِ ِ‬
‫الصالَةُ ‪َ ،‬وِذ;ُ ْر َوةُ َسنَامه اجْل َه ُ‬
‫ودهُ َّ‬ ‫س األ َْم ِر ا ِإل ْسالَ ُم ‪َ ،‬و َع ُم ُ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬رأْ ُ‬
‫ك ه َذا ‪َ ،‬ف ُق ْلت ‪ :‬يا نَيِب ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وإِنَّا‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ف‪.‬يْ َ َ‬ ‫َخ َذ بِلِ َسانِِه ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ك َّ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬يَا نَيِب َّ اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأ َ‬ ‫؟ ُق ْل ُ‬

‫‪ - 713‬املستدرك للحاكم(;‪ )1985‬حسن‬


‫‪ - 714‬املستدرك للحاكم; (‪ )3548‬صحيح لغريه‬

‫‪219‬‬
‫ب النَّاس يِف النَّا ِر‪.‬على وج ِ‬
‫وه ِه ْم ‪ ،‬أَو‬ ‫ُُ‬ ‫ك يَا ُم َعاذُ ‪َ ،‬و َه ْل يَ ُك ُّ َ‬ ‫ك أ ُُّم َ‬ ‫اخ ُذو َن مِب َا َنتَ َكلَّ ُم بِِه ؟ َف َق َال‪ :‬ثَ ِكلَْت َ‬ ‫لَ ُم َؤ َ‬
‫ِ ِ ِ ‪715‬‬
‫صائِ ُد أَلْسنَته ْم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‪.‬على َمنَاخ ِره ْم ‪ ،‬إِالَّ َح َ‬
‫ى عن أَبِ ِيه قَ َال انْطَلَ ْقت إِىَل الْ ُكوفَ ِة أل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وق َومَلْ ُت َق ْم ‪.‬‬ ‫الس َ‬
‫ت ُّ‬ ‫ب بِغَاالً ‪ -‬قَ َال ‪ -‬فَأََتْي ُ‬ ‫َجل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل الْيَ ْش ُك ِر ُّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الت َّْم ِر فَِإ َذا فيه َر ُج ٌل م ْن َقْي ٍ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬
‫س يُ َق ُ‬ ‫ب ىِل لَ ْو َد َخ ْلنَا الْ َم ْسج َد َو َم ْوضعُهُ; َي ْو َمئذ ىِف أ ْ َ‬ ‫صاح ٍ‬ ‫تل َ‬ ‫قَ َال ُق ْل ُ‬
‫يل‬ ‫مِبِ ِ‬ ‫مِبِ‬ ‫اهلل ‪ ‬و ُحلِّى فَطَلَْبتُهُ مِب َ َّكةَ فَِق ىِل‬ ‫ول ِ‬ ‫ف ىِل َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫لَهُ ابْ ُن املْنتَ ِف ِق َو ُه َو َي ُق ُ‬
‫يل ُه َو ىًن فَطَلَْبتُهُ ىًن فَق َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ول ‪ُ :‬وص َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل‬ ‫وا‬ ‫ع‬
‫َ َ َ َ ُ َّ‬‫د‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫ول‬ ‫ىِل ُه َو ب َعَ َ َ َْ َ ْ ُ َْ َ َ مَحْ ُ َ َْ َ َ َْ َ َ ْ َ َ ُ‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫يق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ىِل‬ ‫يل‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫اهلل ‪ - ‬أ َْو قَ َال‬ ‫ول ِ‬ ‫احلَ ِة رس ِ‬ ‫أَ ِرب ما لَه ‪ .‬قَ َال َفزامَحْت علَي ِه حىَّت خلَصت إِلَي ِه ‪ -‬قَ َال ‪ -‬فَأَخ ْذ خِبِ ِ ِ‬
‫ت طَام َر َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َْ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ول اهلل ‪ . ‬أ َْو قَ َال‬ ‫ِ‬ ‫اق َراحلََتْينَا ‪ -‬قَ َال ‪ -‬فَ َما َيَزعُىِن َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫أعنَ ُ‬‫ت ْ‬ ‫ِز َم ِام َها ‪َ .‬ه َك َذا َحد َ‬
‫اخَتلَ َف ْ‬ ‫َّث حُمَ َّم ٌد ‪َ -‬حىَّت ْ‬
‫ك َعْن ُه َما َما يُنَ ِّجيىِن ِم َن النَّا ِر َو َما يُ ْد ِخلُىِن اجْلَنَّةَ‬ ‫َسأَلُ َ‬ ‫َّث حُمَ َّم ٌد ‪ .‬قَ َال ُقْل ِ ِ‬
‫ت ثْنتَان أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َما َغَّيَر َعلَ َّى ‪َ .‬ه َك َذا َحد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬إِىَل َّ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ت ىِف‬ ‫ت أ َْو َج ْز َ‬ ‫س َرأْ َسهُ مُثَّ أَْقبَ َل َعلَ َّى بَِو ْج ِهه قَ َال لَئ ْن ُكْن َ‬ ‫الس َماء مُثَّ نَ َك َ‬ ‫قَ َال َفنَظََر َر ُس ُ‬
‫الصالََة الْ َمكْتُوبَةَ َوأ َِّد‬ ‫اع ِق ْل َعىِّن إِ ًذا ْاعبُ ِد اللَّهَ الَ تُ ْش ِر ْك بِِه َشْيئًا َوأَقِ ِم َّ‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫ت َوأَطْ َولْ َ‬
‫ِ‬
‫الْ َم ْسأَلَة لََق ْد أ َْعظَ ْم َ‬
‫َّاس‬
‫ك الن ُ‬ ‫َّاس فَا ْف َع ْلهُ هِبِ ْم َو َما تَكَْرهُ أَ ْن يَأْتِ َى إِلَْي َ‬
‫ك الن ُ‬ ‫ب أَ ْن َي ْف َعلَهُ بِ َ‬ ‫ضا َن َو َما حُتِ ُّ‬ ‫ص ْم َر َم َ‬‫وضةَ َو ُ‬ ‫الز َكا َة الْ َم ْفُر َ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ ‪716‬‬ ‫ِ‬ ‫فَ َذ ِر الن ِ‬
‫الراحلَة‪.‬‬ ‫يل َّ‬‫َّاس مْنهُ ‪.‬مُثَّ قَ َال َخ ِّل َسب َ‬ ‫َ‬
‫كلمة التوحيد آخر الزمان‬
‫ب ‪َ ،‬حىَّت‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬ي ْدرس ا ِإل ْسالم َكما ي ْدرس و ْشي الثَّو ِ‬ ‫َع ْن ُح َذ ْي َفةَ َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ُ َ َُ َُ ُ ْ‬ ‫َُ ُ‬
‫اب اللَّ ِه يِف لَيلَ ٍة ‪ ،‬فَال يب َقى يِف األَر ِ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ويسَّرى َعلَى كِتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض مْنهُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ص َدقَةٌ ‪َ ،‬وال نُ ُس ٌ َ ُ َ‬ ‫الَ يُ ْد َرى َما صيَ ٌام ‪َ ،‬وال َ‬
‫وز الْ َكبِ َريةُ ‪َ ،‬ي ُقولُو َن ‪ :‬أ َْد َر ْكنَا آبَاءَنَا َعلَى َه ِذ ِه‬ ‫َّاس الشَّْي ُخ الْ َكبِريُ ‪َ ،‬والْ َع ُج ُ‬ ‫ف ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬
‫آيَةٌ ‪َ ،‬و َيْب َقى طََوائ ُ‬
‫الْ َكلِ َم ِة ‪ :‬الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬فنَ ْح ُن َن ُقوهُلَا قَ َال ِصلَةُ بْ ُن ُز َفَر حِلُ َذ ْي َفةَ ‪ :‬فَ َما ُت ْغيِن َعْن ُه ْم الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬و ُه ْم الَ‬
‫ِ‬
‫ك يُ ْع ِر ُ‬
‫ض‬ ‫ض َعْنهُ ُح َذ ْي َفةُ ‪َ ،‬فَر َّد َد َها َعلَْي ِه ثَالثًا ‪ُ ،‬ك ُّل َذل َ‬ ‫َعَر َ‬ ‫ك ؟ فَأ ْ‬ ‫ص َدقَةٌ ‪َ ،‬وال نُ ُس ٌ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْد ُرو َن َما صيَ ٌام ‪َ ،‬وال َ‬
‫َعْنهُ ُح َذ ْي َفةُ ‪ ،‬مُثَّ أَْقبَ َل َعلَْي ِه يِف الثَّالِثَِة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا ِصلَةُ ‪ُ ،‬تْن ِجي ِه ْم ِم َن النَّار"‬
‫ِ ‪717‬‬

‫ب ‪ ،‬الَ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬ي ْدرس ا ِإل ْسالم َكما ي ْدرس و ْشي الثَّو ِ‬ ‫وع ْن ُح َذ ْي َفةَ َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ُ َ َُ َُ ُ ْ‬ ‫َُ ُ‬
‫اب اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل يِف لَْيلَ ٍة ‪ ،‬فَال َيْب َقى يِف‬ ‫ك ‪ ،‬ويسرى َعلَى كِتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدقَةٌ ‪َ ،‬وال نُ ُس ٌ َ ُ ْ َ‬ ‫يُ ْد َرى َما صيَ ٌام ‪َ ،‬وال َ‬
‫وز الْ َكبِ َريةُ ‪َ ،‬ي ُقولُو َن ‪ :‬أ َْد َر ْكنَا آبَاءَنَا‬ ‫َّاس ‪ :‬الشَّْي ُخ الْ َكبِريُ ‪َ ،‬والْ َع ُج ُ‬ ‫ف ِم َن الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ض مْنهُ آيَةٌ ‪َ ،‬و َيْب َقى طََوائ ُ‬
‫األَر ِ ِ‬
‫ْ‬
‫َعلَى َه ِذ ِه الْ َكلِ َم ِة ‪ :‬الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬فنَ ْح ُن َن ُقوهُلَا َف َق َال ِصلَةُ ‪ :‬فَ َما ُت ْغيِن َعْن ُه ْم الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪ ،‬الَ يَ ْد ُرو َن‬

‫‪ - 715‬سنن الرتمذى(‪ ) 2825‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 716‬مسند أمحد(‪ )27915‬حسن‬
‫‪ - 717‬املستدرك للحاكم; (‪ )8460‬صحيح‬

‫‪220‬‬
‫ِ‬
‫ك يُ ْع ِر ُ‬
‫ض‬ ‫ض َعْنهُ ُح َذ ْي َفةُ َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬فَر َّد َد َعلَْي ِه ثَالثًا ‪ُ ،‬ك ُّل َذل َ‬ ‫َعَر َ‬
‫ك ؟ فَأ ْ‬ ‫ص َدقَةٌ َوال نُ ُس ٌ‬ ‫َما صيَ ٌام َوال َ‬
‫ِ‬
‫َعْنهُ ‪ ،‬مُثَّ أَْقبَ َل َعلَْي ِه يِف الثَّالِثَِة ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا ِصلَةُ ‪ُ ،‬تْن ِجي ِه ْم ِم َن النَّا ِر ‪ُ ،‬تْن ِجي ِه ْم ِم َن النَّا ِر ‪ُ ،‬تْن ِجي ِه ْم ِم َن‬
‫ِ ‪718‬‬
‫النَّار"‬
‫األذان لصالة الفجر‬
‫اهلل ‪ ‬يُغِريُ إِذَا طَلَ َع الْ َف ْجُر ‪َ ،‬و َكا َن َيتَ َس َّم ُع األَذَا َن ‪ ،‬فَِإ ْن مَسِ َع أَذَانًا‬ ‫ول ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫اهلل ‪َ : ‬علَى الْ ِفطَْر ِة ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ول ‪ :‬اللَّهُ أَ ْكَبُر ‪ ،‬اللَّهُ أَ ْكَبُر ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬وإِالَّ أَ َغ َار ‪ ،‬فَ َس ِم َع َر ُجالً َي ُق ُ‬ ‫أ َْم َس َ‬
‫ت ِم َن النَّا ِر‪.‬‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬خَر ْج َ‬
‫قَ َال ‪ :‬أَ ْشه ُد أَ ْن الَ إِلَه إِالَّ اللَّه ‪ ،‬أَ ْشه ُد أَ ْن الَ إِلَه إِالَّ اللَّه ‪َ ،‬ف َق َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪719‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفنَظَُروا فَِإ َذا ُه َو َراعي م ْعًزى‪.‬‬
‫ك َوإِالَّ أَ َغ َار ‪،‬‬ ‫الصْب ِح َفيَتَ َس َّم ُع ‪ ،‬فَِإ ْن مَسِ َع أَ َذانًا أ َْم َس َ‬‫صالَِة ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬كا َن يُغريُ عْن َد َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫س ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َن الَ إِلَهَ‬ ‫ول اللَّهُ أَ ْكَبُر ‪ ،‬اللَّهُ أَ ْكَبُر ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬الْفطَْرةُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَ ْش َه ُد أ َّ‬ ‫ات َي ْوم ‪ ،‬فَِإ َذا َر ُج ٌل َي ُق ُ‬ ‫استَ َم َع َذ َ‬‫قَ َال فَ ْ‬
‫ِ ‪720‬‬
‫إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬خَر َج ِم َن النَّار‪.‬‬
‫صبِ ُح ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِنِّي أُ ْش ِه ُد َك ‪...‬‬ ‫من قَ َ ِ‬
‫ين يُ ْ‬‫ال ح َ‬ ‫َْ‬
‫صبِ ُح ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِيِّن أُ ْش ِه ُد َك ‪َ ،‬وأُ ْش ِه ُد مَحَلَةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يُ ْ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن قَ َال ح َ‬ ‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َن‬ ‫يك لَ َ‬‫ت ‪َ ،‬و ْح َد َك الَ َش ِر َ‬ ‫ت اللَّهُ ‪ ،‬الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬‫َّك أَنْ َ‬
‫ك ‪ ،‬أَن َ‬ ‫يع َخ ْلق َ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ومَج َ‬ ‫ك ‪َ ،‬و َمالَئِ َكتَ َ‬ ‫َع ْر ِش َ‬
‫ِ‬ ‫ك الْيوم ِمن النَّا ِر ‪ ،‬فَِإ ْن قَاهَل ا أَربع مَّر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ات ‪ ،‬أ َْعَت َقهُ اللَّهُ َذل َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َْعتَ َق اللَّهُ ُربُ َعهُ َذل َ َ ْ َ َ‬ ‫حُمَ َّم ًدا َعْب ُد َك َو َر ُسولُ َ‬
‫ِ ‪721‬‬
‫الَْي ْو َم ِم َن النَّار‪".‬‬
‫ِ‬ ‫وعن أنس بن مالك قال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َصبَ ْحنَا نُ ْش ِه ُد َك ‪َ ،‬ونُ ْش ِه ُد‬ ‫صبِ ُح ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِنَّا أ ْ‬ ‫ني يُ ْ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن قَ َال ح َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يك لَ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و ْح َد َك الَ َش ِر َ‬ ‫ت اللَّهُ ‪ ،‬الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬ ‫َّك أَنْ َ‬
‫ك ‪ ،‬أَن َ‬ ‫يع َخ ْلق َ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ومَج َ‬ ‫ك ‪َ ،‬و َمالَئِ َكتَ َ‬ ‫مَحَلَةَ َع ْر ِش َ‬
‫ص َفهُ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الَْي ْوم ‪َ ،‬و َم ْن قَاهَلَا َمَّر َتنْي ِ ‪ ،‬أ َْعتَ َق اللَّهُ ن ْ‬ ‫ك ‪ ،‬إِالَّ أ َْعتَ َق اللَّهُ ُربُ َعهُ يِف َذل َ‬ ‫َوأ َّ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُد َك َو َر ُسولُ َ‬
‫ِ ‪722‬‬ ‫ِ‬ ‫النَّا ِر ‪ ،‬ومن قَاهَل ا أَربع مَّر ٍ‬
‫ك الَْي ْوم‪".‬‬ ‫ات ‪ ،‬أ َْعَت َقهُ اللَّهُ ِم َن النَّا ِر يِف َذل َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ََ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬قَ َال ‪ :‬من قَ َال ِحني يصبِح و ِح ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ت‬‫َصبَ ْح ُ‬ ‫ني مُيْسي ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِيِّن أ ْ‬ ‫َُْ َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ك ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ك ومالَئِ َكتَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ ,‬و ْح َد َك الَ‬ ‫ت اللَّهُ الَ إِلَهَ إِالَّ أَنْ َ‬ ‫َّك أَنْ َ‬‫ك ‪ ,‬أَن َ‬ ‫يع َخ ْلق َ‬‫ك َومَج َ‬ ‫أُ ْش ِه ُد َك ‪َ ,‬وأُ ْش ِه ُد مَحَلَةَ َع ْرش َ َ َ‬

‫‪ - 718‬املستدرك للحاكم; (‪ )8636‬صحيح‬


‫‪ - 719‬صحيح مسلم(‪) 873‬‬
‫‪ - 720‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ )4753()61‬صحيح‬
‫‪ - 721‬السنن الكربى لإلمام النسائي الرسالة ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ )9753()162‬حسن‬
‫‪ - 722‬األدب املفرد ( ‪ ) 1201‬حسن‬

‫‪221‬‬
‫ص َفهُ; ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أ َْعتَ َق اللَّهُ ُربُ َعهُ م َن النَّا ِر ‪َ ,‬و َم ْن قَاهَلَا َمَّر َتنْي ِ أ َْعتَ َق اللَّهُ ن ْ‬ ‫ك ‪َ ,‬وأ َّ‬
‫َن حُمَ َّم ًدا َعْب ُد َك َو َر ُسولُ َ‬ ‫َش ِر َ‬
‫يك لَ َ‬
‫ِ ‪723‬‬
‫اع ِه ‪ ,‬فَِإ ْن قَاهَلَا أ َْر َب ًعا أ َْعَت َقهُ اللَّهُ ِم َن النَّار‪.‬‬
‫النَّا ِر ‪ ,‬ومن قَاهَل ا ثَالَثًا أ َْعتَق اللَّه ثَالَثَةَ أَرب ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 723‬مسند الشاميني(‪ )1542‬صحيح لغريه‬

‫‪222‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫خزنة النار‬

‫يقوم على النار مالئكة خلقهم عظيم ‪ ،‬وبأسهم شديد ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما‬
‫َّاس َواحْلِ َج َارةُ َعلَْي َها َماَل ئِ َكةٌ ِغاَل ٌظ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ود َها الن ُ‬ ‫ين َآمنُوا قُوا أَن ُف َس ُك ْم َوأ َْهلي ُك ْم نَ ًارا َوقُ ُ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫صو َن اللَّهَ َما أ ََمَر ُه ْم َو َي ْف َعلُو َن َما يُ ْؤ َمُرو َن} (‪ )6‬سورة التحرمي‬ ‫ِ‬
‫ش َد ٌاد اَل َي ْع ُ‬
‫اهلل ومالَئِ َكتِ ِه و ُكتُبِ ِه ورسلِ ِه ‪ْ ،‬اعملُوا بِطَ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيَتَهُ ‪َ ،‬و ُأمُروا‬ ‫اعة اهلل َت َعاىَل ‪َ ،‬و َّات ُقوا َم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ين َآمنُوا ب َ َ‬ ‫يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫والت ْقوى ‪ ،‬وعلِّموهم ما َفرض اهلل علَي ِهم ‪ ،‬وما َنهاهم عْنه ‪ ،‬وأمروهم بِطَاع ِة ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُُ ُ ْ َ‬ ‫أ َْهلَ ُك ْم بال ّذ ْكر َّ َ‬
‫ِ‬ ‫لِتُ ِنق ُذوهم وأَْن ُفس ُكم ِمن نَا ِر جهنَّم ‪ ،‬اليِت ي ُكو ُن وقُودها الن ِ‬
‫وم َعلَ َيها‬ ‫َّاس م َن ال َك َفَر ِة ‪َ ،‬واحل َج َارةُ ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ َ ْ ْ‬
‫َعلَي ِه ْم ‪ ،‬الَ خُيَالُِفو َن َربَّ ُه ْم يِف أ َْم ٍر بِِه ‪َ ،‬ويُبَ ِاد ُرو َن إِىَل فِ ْع ِل َما يَأْ ُمُر ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمالَئ َكةٌ غالَ ٌظ َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر ‪ ،‬أَشدَّاءُ َ‬
‫بِِه ‪.‬‬
‫ُصلِ ِيه َس َقَر (‪َ )26‬و َما أ َْد َر َاك َما َس َقُر (‪ )27‬اَل ُتْب ِقي َواَل‬ ‫وعدهتم تسعة عشر ملكا ‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ ( :‬سأ ْ‬
‫اب النَّا ِر إِاَّل َماَل ئِ َكةً َو َما َج َع ْلنَا‬ ‫ِ‬ ‫تَ َذر (‪ )28‬لََّو ِ‬
‫َص َح َ‬ ‫احةٌ ل ْلبَ َش ِر (‪َ )29‬علَْي َها ت ْس َعةَ َع َشَر (‪َ )30‬و َما َج َع ْلنَا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أُوتُوا‬ ‫اب الذ َ‬ ‫ين آَ َمنُوا إميَانًا َواَل َي ْرتَ َ‬ ‫اب َو َي ْز َد َاد الذ َ‬
‫ين أُوتُوا الْكتَ َ‬ ‫ين َك َفُروا ليَ ْسَتْيق َن الذ َ‬ ‫ع َّدَت ُه ْم إاَّل فْتنَةً للَّذ َ‬
‫ول الَّ ِذين يِف ُقلُوهِبِم مرض والْ َكافِرو َن ما َذا أَراد اللَّه هِب َذا مثَاًل َك َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يُض ُّل اللَّهُ‬ ‫ْ ََ ٌ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫اب َوالْ ُم ْؤمنُو َن َولَي ُق َ َ‬ ‫الْكتَ َ‬
‫ك إِاَّل ُه َو َو َما ِه َي إِاَّل ِذ ْكَرى لِْلبَ َش ِر (‪[ )31‬املدثر‪-26/‬‬ ‫ود َربِّ َ‬
‫ِ‬
‫َم ْن يَ َشاءُ َو َي ْهدي َم ْن يَ َشاءُ َو َما َي ْعلَ ُم ُجنُ َ‬
‫‪) ]31‬‬
‫ت يِف الغََرابَِة َح ّداً الَ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم؟ إِن ََّها َبلَغَ ْ‬
‫‪.‬و َما أ َْد َر َاك َما ه َي نَ ُار َج َهن َ‬ ‫َّم ‪ ،‬وأَ ْغ ُمُرهُ ف َيها م ْن ُك ِّل َجانب َ‬ ‫َسأْ ْدخلُهُ َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مُيْ ِكن إِحاطَةُ الوص ِ ِ‬
‫تح ِرقُهُ‬‫ف بِه ‪.‬ال ُتْبقي حَلْماً ‪َ ،‬والَ تَ َذ ُر َعظْماً ‪َ ،‬وإِمَّنَا تَأْيت َعلَْيه مَج يعاً ‪ُ .‬تلَ ِّو ُح اجل ْل َد فَ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫َو ُتغَِّيُر لَ ْونَهُ ‪َ .‬و َعلَى النَّا ِر َخَزنَةٌ ِم َن املالَئِ َك ِة ‪ِ ،‬ع َّد ُت ُه ْم تِ ْس َعةَ َع َشَر َملَكاً َيلُو َن أ َْمَر َها ‪.‬‬
‫اب النَّيِب ‪ ‬عن خزنَِ‬ ‫ود سأَلُوا رجالً ِ‬ ‫َن َن َفراً ِمن اليه ِ‬ ‫ِِ ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ب نُز ِ‬
‫َّم‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬
‫ِّ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ َُ َ َ ُ ْ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ول َهذه اآليَة أ‬ ‫ي يِف َسبَ ِ ُ‬ ‫( َو ُر ِو َ‬
‫َخَبَر النَّيِب َّ ‪ ‬فَأَْنَز َل اهللُ َت َعاىَل َه ِذ ِه اآليَةَ ) ‪.‬‬ ‫‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬اهللُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم ‪ .‬فَ َجاءَ َر ُج ٌل فَأ ْ‬
‫لَ َّما أَْنَز َل اهللُ َت َعاىَل ْقولَهُ ال َك ِرميَ ( َعلَْي َها تِ ْس َعةَ َع َشَر ) ‪ ،‬قَ َال أَبُو َج ْه ٍل ُم ْسَت ْه ِزئاً ‪ :‬أ ََي ْع َجُز ُك ُّل َع َشَر ٍة ِمْن ُك ْم‬
‫ِ‬ ‫اخ ِر ِ‬ ‫اح ٍد ِمْنهم؟ فَأَْنز َل اهلل َتعاىَل ه ِذ ِه اآليةَ رداً علَى هؤالَ ِء َّ ِ‬ ‫أَ ْن يبطُ ُشوا بِو ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ين م َن املُ ْش ِرك َ‬ ‫الس َ‬ ‫َ َ ّ َ َُ‬ ‫ُْ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اهلل َت َعاىَل ؟ َو َما َج َع َل َع َد َد ُه ْم‬‫َتعاىَل ‪ :‬إِنَّه مَل جَي عل حرس النَّا ِر إِالَّ مالَئِ َكةً ‪ ،‬ومن ي ِطيق مغَالَبةَ مالَئِ َك ِة ِ‬
‫ََ ْ ُ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َْ ْ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ول ال َكافِرو َن ما قَالُوا ‪ ،‬لِيتَضاعف َغض ِ‬ ‫( تِ ْس َعةَ َع َشَر ) ‪ ،‬إِالَّ لَِي ُق َ‬
‫اسَت َقلُّوا َ‬
‫الع َد َد‬ ‫ب اهلل َونَ ْق َمتُهُ َعلَْي ِه ْم ‪َ ،‬ف َقد ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬وقَالُوا َكيف يتوىَّل ِمثْل ه َذا ِ ِ‬
‫الع َد َد‬
‫َّم؟ َوقَ ْد َبنَّي َ اهللُ َت َعاىَل َ‬ ‫يب َخ ْلق اهلل نَار َج َهن َ‬ ‫الع َدد ال َقل ِيل َت ْعذ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ َ ََ َ‬ ‫َ‬

‫‪223‬‬
‫الذي أَْنَزلَهُ اهللُ َعلَْي ِه‬‫َن ال ُقرآ َن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َن حُم َّمداً ِ‬ ‫لِرسولِِه لِيحصل الي ِق ِ ِ‬
‫صاد ٌق يِف نُُب َّوته ‪َ ،‬وأ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّص َارى بِأ َّ َ‬ ‫ني ل ْلَي ُهود َوالن َ‬‫َُ َْ َُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫صدي َق ُه ْم ل َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موافِ ٌق لِما جاء يِف ُكتُبِ ِهم ‪ ،‬وليْز َد َاد امل ْؤمنُو َن إِمْيَاناً ‪ ،‬حينَما يرو َن تَسليم أ َْه ِل الكتَ ِ‬
‫اب ‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫َ ََ ْ ْ َ‬ ‫ْ ََ ِ ُ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫ك أَهل التَّوراةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م ْن أ َّ‬ ‫آن ‪ ،‬فَالَ َيْب َقى يِف أَْن ُفس ِه ْم َش ًّ‬ ‫جاء يِف ال ُقر ِ‬
‫َن ال ُق ْرآ َن ُمَنَّز ٌل م ْن عْند اهلل ‪َ ،‬ول َكْيالَ يَ ُش َّ ْ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين بِ ِر َسالَته ‪َ :‬ما الذي أ ََر َادهُ اهللُ بِذ ْك ِر َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬وال َكاف ِر َ‬ ‫َوا ِإلجْن ِيل ‪َ ،‬واملُْؤمنُو َن م ْن أ َُّمة حُمَ َّمد ‪ ،‬م َن املُنَافق َ‬
‫ْمةُ فِ ِيه؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الع َدد ال َقل ِيل املُ ْسَت ْغَرب ‪َ ،‬و َما احلك َ‬ ‫َ‬
‫ضل من ي َشاء ِمن خ ْل ِقهِ‬ ‫ك فَِإنَّه َتعاىَل ي ِ‬ ‫و َكما أَض َّل اهلل َتعاىَل املنافِ ِقني وامل ْش ِركِني بِ ِذ ْك ِر الع َد ِد ‪َ ،‬ك َذلِ‬
‫َ ُ َ ُ ّ َْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َُ َ َ‬
‫اب ‪ .‬وما يعلَم ع َدد خ ْل ِق ِ‬
‫اهلل‬ ‫والص َو ِ َ َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫وف ُقهُ لِْل ُه َدى ‪َ ،‬واخلَرْيِ ‪َّ ،‬‬ ‫ص ِرفُهُ َع ِن احلَ ِّق ‪َ ،‬و َي ْه ِدي َم ْن يَ َشاءُ ِمْن ُه ْم َفيُ ِّ‬ ‫َفيَ ْ‬
‫وه ٌم أَن َُّه ْم تِ ْس َعةَ َع َشَر َف َق ْط ‪َ ،‬و َما‬ ‫وع ِه ‪ ،‬اليِت ِمْن َها املالَئِ َكةُ ‪ ،‬إِالَّ اهللُ َت َعاىَل ‪ ،‬لِ َكْيالَ َيَت َو َّه َم ُمتَ ِّ‬ ‫‪ ،‬و ِم ْق َدار مُج ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف هَلُ ْم ‪.‬‬‫ظ ِم َن البَ َش ِر ‪َ ،‬وخَت ْ ِو ٌ‬ ‫ِ‬
‫َس َقُر والَ ص َفُت َها إِالَّ تَ ْذكَرةٌ ل َم ْن َيت َ‬
‫َّع ُ‬
‫وقد فنت الكفار هبذا العدد ‪ ،‬فقد ظنوا أنه ميكن التغلب على هذا العدد القليل ‪ ،‬وغاب عنهم أن الواحد‬
‫من هؤالء ميلك من القوة ما يواجه به البشر مجيعا‪ ،‬ولذلك عقب احلق على ما سبق بقوله ( وما جعلنا‬
‫أصحاب النار إال مالئكة وما جعلنا عدهتم إال فتنة للذين كفروا )‪ ،‬قال ابن رجب‪[ :‬واملشهور بني‬
‫السلف واخللف أن الفتنة إمنا جاءت من حيث ذكر عدد املالئكة الذين اغرت الكفار بقتلهم وظنوا أهنم‬
‫ميكنهم مدافعتهم وممانعتهم عنه ومل يعلموا أن كل واحد من املالئكة ال ميكن البشر كلهم مقاومته ‪،‬وهلذا‬
‫قال اهلل تعاىل وما جعلنا أصحاب النار إال مالئكة وما جعلنا عدهتم إال فتنة للذين كفروا إىل قوله وما‬
‫‪724‬‬
‫يعلم جنود ربك إال هو [ املدثر ‪]] 31‬‬
‫َّم ْادعُوا‬ ‫وهؤالء املالئكة هم الذين مساهم اهلل " خبزنة جهنم " يف قوله ‪ ( :‬وقَ َال الَّ ِذ يِف ِ خِل ِ‬
‫ين النَّار ََزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب (‪[ )49‬غافر‪) ]49/‬‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬
‫َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬
‫ب ُك ْف ِر ِه ْم ‪َ ،‬وإِ ْد َخاهِلِ ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬شْيئاً ِم َن‬ ‫ين َكانُوا َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫الس َادةُ الذ َ‬ ‫ض َع ُفو َن ِم ْن أَ ْن حَيْ ِم َل َّ‬‫س امل ْستَ ْ‬ ‫َ‬
‫لَ َّما يئِ‬
‫َ‬
‫اهلل َتعاىَل بِالد ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫ِّف َعْن ُه ْم َشْيئاً ِم َن‬‫ُّعاء ليُ َخف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب عْنهم ‪ ،‬اجَّت هوا إِىَل خزنَِة جهنَّم يسأَلُو َنهم االجِّت اه إِىَل ِ‬
‫ََ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫الع َذ َ ُ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الع َذ ِ‬
‫اب يِف النَّا ِر ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪ - 724‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)160‬‬

‫‪224‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫أسماء النار‬

‫النار بعدة أمساء وهي‪:‬‬ ‫ذكر اهللُ تعاىل يف كتابه َ‬


‫َّم َدعاًّ ){الطور‪.}13:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫•جهنم‪ :‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫(ي ْو َم يُ َد ُّعو َن إىَل نَار َج َهن َ‬
‫اطل ‪ ،‬إِىل َج َهنَّم َدفْعاً َعنيفاً ‪َ ،‬ويُ َساقُو َن إليها‬ ‫هؤالء امل َِك ِّذبو َن ‪ ،‬اخلَائِضو َن يف الب ِ‬ ‫ويف ذلِك اليوِم يدفَع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬
‫َس ْوقاً‬
‫َّوى ) {املعارج‪.}16-15:‬‬ ‫•لظى‪ :‬قال تعاىل‪َ ( :‬كالَّ إِن ََّها لَظَى * َنَّز َ ِّ‬
‫اعةً للش َ‬
‫ب َو َم ٍال‬ ‫ض ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ض ‪َ ،‬وجِب َ ِمي ِع َما يِف األ َْر ِ‬ ‫َكالَّ الَ يُ ْقبَل فِ َداءٌ ِم َن ال َكافِ ِر ‪َ ،‬ولَ ْو أَنَّهُ ا ْفتَ َدى جِب َ ِمي ِع أ َْه ِل األ َْر ِ‬
‫ُ‬
‫يدةُ احلََر َار ِة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار الشَّد َ‬ ‫‪ ،‬إن ََّها الن ُ‬
‫ان َفتُ ِزيلُهُ َو َكأَن ََّها َتْن ِزعُهُ انْتَِزاعاً ‪.‬‬ ‫يء با ِر ٍز ِمن ِجس ِم ا ِإلنْس ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫حَتْ ُر ُق ُك َّل َش َ‬
‫•الحطَمة‪:‬قال تعاىل‪َ ( :‬كاَّل لَُيْنبَ َذ َّن يِف احْلُطَ َم ِة (‪َ )4‬و َما أ َْد َر َاك َما احْلُطَ َمةُ (‪ )5‬نَ ُار اللَّ ِه الْ ُموقَ َدةُ (‪ )6‬الَّيِت‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّدة (‪{))9‬اهلمزة‪.}9-4:‬‬ ‫ص َدةٌ (‪ )8‬يِف َع َمد مُمَد َ‬ ‫تَطَّل ُع َعلَى اأْل َفْئ َدة (‪ )7‬إِن ََّها َعلَْي ِه ْم ُم ْؤ َ‬
‫يِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َك َما تُطَْر ُح الن ََّواهُ ‪.‬‬ ‫َكالَّ إ َّن َمالَهُ لَ ْن خُيَلِّ َدهُ ‪َ ،‬ولَ ْن مَيَْن َعهُ م ْن َع َذاب اهلل ‪َ ،‬و َسيُطَْر ُح نَار َج َهن َ‬
‫يء ) ‪.‬‬ ‫يت النَّار حطَمةً ألَنَّها حُت طِّم ُكل ما يْل َقى فِيها والَ تُب ِقي ِمْنه علَى ش ٍ‬ ‫( ومُس ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ ُ َ َ َ ُ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ط بِه ع ْل ُم َ‬ ‫ت ّا حُي ي ُ‬ ‫ذف الن ََّواةُ ‪َ .‬و َهذه احلُطَ َمةُ لَْي َس ْ‬ ‫يُْنبَ َذ َّن ‪ -‬يُ ْق َذفَ َن قَ ْذفاً َك َما ُت ْق ُ‬
‫ص ِاة ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫إِن ََّها نَ ُار اهلل املُ ْشتَعلَة اليِت أ ََعد َ‬
‫َّها اهللُ ل َع َذاب ال َك َفَر ِة العُ َ‬
‫ٍ‬ ‫وإِنَّها لَتبلُغ يِف ع َذا ِم إِىَل ُقلُوهِبِم َفتْنهشها َنهشاً ‪ ،‬وال َق ْلب أَ ْكثر األَع ِ‬
‫ضاء تَأَملاً ‪ ،‬فَإ َذا َن َه َشْتهُ الن ُ‬
‫َّار َبلَ َغ‬ ‫َ ُ َُ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ هَب ْ‬
‫ِ‬
‫صاهُ ‪.‬‬ ‫اب بِا ِإلنْ َسان أَقْ َ‬ ‫الع َذ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار َعلَْي ِه ْم إِطْبَاقاً َشديداً ‪َ ،‬و ُت ْغلَ ُق َعلَْي ِه ْم أ َْب َوابُ َها ‪ ،‬فَالَ يَ ْستَطيعُو َن مْن َها َخالَصاً ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوتُطْب ُق الن ُ‬
‫وأَبواب النَّا ِر تُطْبق علَي ِهم ‪ ،‬وتُش ُّد بِأ ِ ٍ ٍ ِ ِ ٍ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫َعم َدة مُمَدَّدة م ْن َحديد فَالَ يُ ْفتَ ُح َعلَْي ِه ْم بَ ٌ‬ ‫َُ َ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّدة فَالَ يَ ْستَطيعُو َن َحَراكاً َوالَ َخالَصاً )‬ ‫ين إِىَل أ َْعمدة مُمَد َ‬ ‫ني النَّار ‪َ ،‬و َم ْش ُدود َ‬
‫( أ َْو إِن َُّه ْم يَ ُكونُو َن ُموثَق َ يِف ِ‬
‫ك ُقْرآَنًا َعَربِيًّا لُِتْن ِذ َر أ َُّم الْ ُقَرى َو َم ْن َح ْوهَلَا َو ُتْن ِذ َر َي ْو َم اجْلَ ْم ِع اَل‬ ‫ك أ َْو َحْينَا إِلَْي َ‬
‫ِ‬
‫•السعير‪:‬قال تعاىل‪َ ( :‬و َك َذل َ‬
‫السعِ ِري) {الشورى‪.}7:‬‬ ‫يق يِف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ري ِ ِ‬
‫يق يِف اجْلَنَّة َوفَ ِر ٌ‬ ‫ب فيه فَ ِر ٌ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َد ْع َو َت ُه ْم إِىَل اهلل بِلُغَت ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وأ َْر َس ْلنَا ُك َّل َواحد مْن ُه ْم إىَل َق ْومه ليَ ْستَط َ‬ ‫َو َك َما أ َْو َحْينَا إِىَل األَنْبِيَاء م ْن َقْبل َ‬
‫اضحاً َجلِيّاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُقرآناً و ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أ َْو َحْينَا إلَْي َ ْ َ‬ ‫يد إِبْالَ َغهُ إِلَْي ِه ْم ِم ْن َرهِّبِ ْم ‪َ ،‬كذل َ‬ ‫َول َساهِنِ ْم ‪َ ،‬ولَي ْف َه ُموا ِمْنهُ َم َعايِن َما يُِر ُ‬
‫ِ‬
‫َّاس ‪َ ،‬وحُتَ ِّذ َر ُه ْم ع َق َ‬
‫اب‬ ‫ك لُِتْن ِذ َر أ َْهل َم َكةَ ( أ َُّم ال ُقَرى ) ‪َ ،‬و َم ْن َح ْوهَلُ ْم ِم َن الن ِ‬ ‫العَربِيَّ ِة ‪ ،‬لُغَ ِة َق ْو ِم َ‬ ‫ِ‬
‫ُمَنَّزالً بِاللُّغَة َ‬
‫َ‬

‫‪225‬‬
‫ب‬ ‫اسبهم علَى أ َْعماهِلِم ‪ ،‬وهو يوم واقِع الَ َش َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك فيه َوالَ َريْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َْ ٌ َ ٌ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬ي ْو َم القيَ َامة ‪َ ،‬ي ْو َم جَيْ َم ُع اهللُ اخلَالَئ َق ليُ َح َ ُ ْ َ‬
‫ات ‪َ ،‬ويَ ُكونُو َن ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فُي ْق َذفُو َن فِ َيها‬ ‫والسيِّئ ِ‬
‫اجَتَر ُحوا ِم َن ا ِإلمْثِ َّ َ‬ ‫ني َا ْ‬
‫‪ ،‬فَيج ِزي ال َكافِ ِرين الظَّالِ ِم مِب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ني بِاجلَنَّة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَ ْذفاً ‪َ ،‬وجَيْ ِزي املُ ْحسن َ‬
‫ِ‬
‫س َس َقَر) {القمر‪.}48:‬‬ ‫(ي ْو َم يُ ْس َحبُو َن يِف النَّا ِر َعلَى َو ُجوه ِه ْم ذُوقُوا َم َّ‬ ‫•سقر‪ :‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ال هَلُ ْم َت ْقريعاً َو َت ْوبِيخاً ‪ :‬ذُوقوا َحَّر نَا ِر‬ ‫وه ِه ْم ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬ ‫القيام ِة يع َّذبو َن يف النَّا ِر ‪ ،‬وجُي ُّرو َن فِيها علَى وج ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َو َي ْو َم َ َ ُ َ ُ‬
‫كم َو َج ْح ِد ُك ْم بآياتِه ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫وآالمها َجَزاءً لَ ُك ْم َعلَى ُك ْف ِر ُك ْم َوتَكْذيب ُك ْم ُر ُس َل َربِّ ْ‬ ‫َّم َ‬ ‫َج َهن َ‬
‫احةٌ لِْلبَ َش ِر (‪)29‬‬ ‫ِ‬
‫ُصليه َس َقَر (‪َ )26‬و َما أ َْد َر َاك َما َس َقُر (‪ )27‬اَل تُْبقي َواَل تَ َذ ُر (‪ )28‬لََّو َ‬
‫وقال تعاىل { سأ ِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫َعلَْي َها تِ ْس َعةَ َع َشَر (‪[ } )30‬املدثر‪]30-26/‬‬
‫ت يِف الغََرابَِة َح ّداً‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم؟ إِن ََّها َبلَغَ ْ‬
‫‪.‬و َما أ َْد َر َاك َما ه َي نَ ُار َج َهن َ‬ ‫َّم ‪ ،‬وأَ ْغ ُمُرهُ ف َيها م ْن ُك ِّل َجانب َ‬ ‫َسأْ ْدخلُهُ َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَ مُيْ ِكن إِحاطَةُ الوص ِ ِ‬
‫ف بِه ‪.‬ال ُتْبقي حَلْماً ‪َ ،‬والَ تَ َذ ُر َعظْماً ‪َ ،‬وإِمَّنَا تَأْيت َعلَْيه مَج يعاً ‪ُ .‬تلَ ِّو ُح اجل ْل َد فَ ْ‬
‫تح ِرقُهُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُتغَِّيُر لَ ْونَهُ ‪َ .‬و َعلَى النَّا ِر َخَزنَةٌ م َن املالَئ َكة ‪ ،‬ع َّد ُت ُه ْم ت ْس َعةَ َع َشَر َملَكاً َيلُو َن أ َْمَر َها ‪.‬‬
‫ني (‪ )39‬يِف جن ٍ‬ ‫ت ر ِهينَةٌ (‪ )38‬إِاَّل أَصحاب الْي ِ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ُ {:‬ك ُّل َن ْف ٍ مِب‬
‫َّات َيتَ َساءَلُو َن (‪)40‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫س َا َك َسبَ ْ َ‬
‫ك ِمن الْمصلِّني (‪ )43‬ومَل نَ ُ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫ك نُطْع ُم الْم ْسك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ني (‪َ )41‬ما َسلَ َك ُك ْم يِف َس َقَر (‪ )42‬قَالُوا مَلْ نَ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َع ِن الْ ُم ْج ِرم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني (‪[ } )47‬املدثر‪/‬‬ ‫ب بَِي ْوم الدِّي ِن (‪َ )46‬حىَّت أَتَانَا الْيَق ُ‬ ‫ني (‪َ )45‬و ُكنَّا نُ َك ِّذ ُ‬ ‫وض َم َع اخْلَائض َ‬ ‫(‪َ )44‬و ُكنَّا خَنُ ُ‬
‫‪]47-38‬‬
‫ب‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫القيام ِة ‪ .‬إِالَّ امل ْؤ ِمنِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫ين يُ ْعطَ ْو َن ُكتُ َ‬ ‫َص َحاب اليَمني ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ني م ْن أ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫س ُم ْر َت َهنَةٌ ب َع َمل َها عْن َد اهلل َي ْو َم َ َ‬
‫‪.‬ويَ ُكو ُن‬ ‫اب َفيََتنَ َاولُو َن َها بِأَمْيَاهِنِ ْم ‪ ،‬فَِإن َُّه ْم فَ ُّكوا َر ْه َن أَْن ُف ِس ِه ْم حِب ُ ْس ِن أ َْع َماهِلِ ْم يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َ‬
‫َأً;ًَ ْعماهِلِم يوم احلِس ِ‬
‫َ ْ َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ني الذين يَ ُكونُو َن يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َص َح ُ ِ ِ‬
‫يما َبْيَن ُه ْم ‪َ .‬ويَ ْسأَلُو َن َع ِن املُ ْج ِرم َ َ‬ ‫اب اليَمني َه ُؤالَء يِف اجلَنَّات َيتَ َساءَلُو َن ف َ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم؟‬‫ني َو ُه ْم النَّار ‪َ :‬ما الذي أ َْد َخلَ ُك ْم نَ َار َج َهن َ‬ ‫َد َر َكات النَّا ِر ‪ .‬مُثَّ يَ ْسأَلُو َن املُ ْج ِرم َ‬
‫ين يُ َؤ ُّدو َن‬ ‫َّات قَائِلِني ‪ :‬إِنَّهم مَل ي ُكونُوا ِمن املؤ ِمنِ ِ‬ ‫وير ُّد املج ِرمو َن علَى سؤ ِال األَبرا ِر أَه ِل اجلن ِ‬
‫ني الذ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ َُ ُ ْ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصلَ ِ‬
‫ين حُيْسنُو َن إِىَل َخ ْل ِق اهلل ال ُف َقَراء ‪َ ،‬ومَلْ يَ ُكونُوا يُطْع ُمو َن املَ َساك َ‬
‫ني‬ ‫‪.‬وإن َُّه ْم مَلْ يَ ُكونُوا م َن الذ َ‬
‫وات ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫واالستِ ْهَز ِاء ‪َ ،‬و َق ْو ِل‬ ‫ِِ ِ‬
‫وضو َن فيه م َن ال ُك ْف ِر ْ‬ ‫يما خَيُ ُ‬
‫ِ‬
‫وضو َن َم َع ُه ْم ف َ‬
‫ِ‬
‫‪.‬وإِن َُّه ْم َكانُوا يُ َشا ِر ُكو َن أ َْه َل البَاط ِل َفيَ ُخ ُ‬ ‫َ‬
‫ث والَ ِحسابٍ‬ ‫الزو ِر ‪ ،‬و َكانُوا يتَ َكلَّمو َن فِيما الَ يعلَمو َن ‪ .‬وإِنَّهم َكانُوا الَ ي ْؤ ِمنُو َن حِب ْش ٍر والَ نَ ْش ٍر والَ بع ٍ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ول‬
‫الر ُس ُ‬ ‫َن َما َجاءَ بِِه َّ‬ ‫اآلخَر ِة ‪َ ،‬ف َعلِ ُموا أ َّ‬
‫اهلل يِف ِ‬ ‫اآلخر ِة ‪ .‬حىَّت جاءهم املوت ‪ ،‬ورجعوا إِىَل ِ‬
‫َ َ َ َ ُ ْ َْ ُ َ َ َ ُ‬
‫اب يِف ِ‬ ‫‪ ،‬والَ ِع َق ٍ‬
‫َ‬
‫َح ٌّق ‪.‬‬
‫صلُّوهُ) {احلاقة‪.}31-30:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫يم َ‬ ‫(خ ُذوهُ َفغُلوهُ * مُثَّ اجلَح َ‬ ‫•الجحيم‪ :‬قال تعاىل‪ُ :‬‬

‫‪226‬‬
‫يقال خلزنة جهنم‪ :‬خذوا هذا اجملرم األثيم‪ ،‬فامجعوا يديه إىل عنقه باألغالل‪ ،‬مث أدخلوه اجلحيم ليقاسي‬
‫حرها‬
‫اهيَ ْه*نَ ٌار َح ِاميَةٌ) {القارعة‪-8:‬‬ ‫•الهاوية‪ :‬قال تعاىل‪( :‬وأ ََّما من خفَّت موا ِزينه * فَأ ُُّمه ها ِويةٌ * وما أَدر َاك م ِ‬
‫ُ َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ ُُ‬
‫‪.}11‬‬
‫السيِئَ ِة ‪ ،‬وخفَّت َك َّفةُ أ َْعمالِِه َّ حِل ِ‬
‫ت َك َّفةُ أ َْع َمالِِه َّ‬ ‫ِِ‬
‫الصا َة ‪ .‬فَِإنَّهُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ت َسيِّئَاتُهُ َعلَى َح َسنَاته ‪َ ،‬فَث ُقلَ ْ‬
‫َوأ ََّما َم ْن َر َج َح ْ‬
‫ك مِب َا‬ ‫يأْ ِوي إِىَل مهو ٍاة س ِحي َق ٍة يِف جهنَّم يه ِوي فِيها َكما يأْ ِوي الولَد إِىل أ ُِّم ِه ‪.‬وأ ُّ ٍ‬
‫َي َشيء يُ ْد ِر َ‬
‫يك َويُ َعِّرفُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ََْ َ‬ ‫َ‬
‫ك اهلَا ِويَةُ؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه َي ت ْل َ‬
‫ــــــــ‬

‫‪227‬‬
‫المبحث السادس‬
‫أبواب النار‬

‫معلوم متميز‬ ‫ولكل باب ٍمن األتباع الغواة قدر ٌ‬ ‫للنار سبعة أبواب يدخل أهلها منها‪ ,‬وذلك لكثرة أهلها‪ِّ ,‬‬
‫اب لِّ ُك ِّل ب ٍ‬‫ني * هَلَا سْبعةُ أ َْبو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن غريه‪ ,‬قال تعاىل‪ِ :‬‬
‫وم)‬
‫اب ِّمْن ُه ْم ُج ْزءٌ َّم ْق ُس ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫(وإ َّن َج َهن َ‬
‫َّم لَ َم ْوع ُد ُه ْم أَمْج َع َ‬ ‫َ‬
‫{احلجر‪}44-43:‬‬
‫اد‬ ‫اع ( مو ِعدهم ) جِل ِمي ِع م ِن اتَّبعوا إِبلِيس و ِهي مقرهم وبِئ ِ‬ ‫وإِ َّن جهنَّم ِهي م َكا ُن اللّ َق ِاء و ِ‬
‫س امل َه ُ‬ ‫االجت َم ِ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُّ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السْب َعة نَصيباً ُم َعيّناً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّر اهللُ ل ُك ِّل بَاب م ْن َهذه األ َْب َواب َّ‬ ‫ٍ‬ ‫جِل‬ ‫‪.‬وخُيْرِب ُ اهللُ َت َعاىَل أ َّ‬
‫َّم َسْب َعةَ أ َْب َواب ‪َ ،‬وقَ ْد قَد َ‬ ‫َن َ َهن َ‬ ‫َ‬
‫هِلِ ‪725‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أ َْع َما ْم ‪.‬‬ ‫حِب‬ ‫ِ‬
‫اع إبْليس يَ ْد ُخلُو َن مْنهُ إىَل َج َهنَّم َس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن أَْتبَ ِ‬
‫َّم ُز َمًرا‬ ‫ِ‬ ‫وعندما يرد الكفار النار تفتح أبواهبا ‪ ،‬مث يدخلوهنا خالدين فيها ‪ ( :‬و ِس َّ ِ‬
‫ين َك َفُروا إىَل َج َهن َ‬ ‫يق الذ َ‬ ‫َ َ‬
‫حىَّت إِ َذا جاءوها فُتِحت أَبوابها وقَ َال هَل م خز َنُتها أَمَل يأْتِ ُكم رسل ِمْن ُكم يْتلُو َن علَي ُكم آَي ِ‬
‫ات َربِّ ُك ْم‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ُْ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ٌ ْ َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ َْ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويْن ِذرونَ ُكم لَِقاء يو ِم ُكم ه َذا قَالُوا بلَى ولَ ِكن حق ِ‬
‫يل ْاد ُخلُوا‬ ‫ين (‪ )71‬ق َ‬ ‫َّت َكل َمةُ الْ َع َذاب َعلَى الْ َكاف ِر َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ َْ ْ َ‬
‫ين (‪[ )72‬الزمر‪، ) ]72-71/‬‬ ‫ِ‬ ‫اب َج َهنَّم َخالِ ِد ِ ِ‬
‫س َم ْث َوى الْ ُمتَ َكرِّب َ‬ ‫ين ف َيها فَبْئ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْب َو َ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫وهذه األبواب تغلق على اجملرمني فال مطمع هلم يف اخلروج منها بعد ذلك ‪ ،‬كما قال تعاىل ‪َ ( :‬والذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدةٌ (‪[ )20‬البلد‪)]20 ،19/‬‬ ‫اب الْ َم ْشأ ََمة (‪َ )19‬علَْي ِه ْم نَ ٌار ُم ْؤ َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫َك َفُروا بِآَيَاتنَا ُه ْم أ ْ‬
‫الذين يؤَتو َن كِتاب أَعماهِلِم يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اب الشَّمال َ ُ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ين َك ُفروا بآيَات َرهِّب ْم َول َقائه َف ُه ْم أ ْ‬ ‫أ ََّما الذ َ‬
‫الذين عنَاهم َتعاىَل بَِقولِِه يِف سور ِة ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِلِ‬
‫اب الشمال يِف‬ ‫َص َح ُ‬ ‫اب الشمال َمآ أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫الواق َعة ‪َ { :‬وأ ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫بِش َما ْم ‪َ ،‬و ُه ُم َ َ ُ ْ َ‬
‫وم الَّ بَا ِر ٍد َوالَ َك ِر ٍمي }‬ ‫وم و ِ يم ٍ و ِظل ِّمن حَي م ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُْ‬ ‫مَسُ َ مَح َ ٍّ‬
‫ذاب فَال يَ ْستَ ِطيعُو َن ِمْنهُ فكاكاً ‪.‬‬ ‫الع ُ‬ ‫طبق َعلَيِ ِه ْم َ‬ ‫وصد أ َْب َوابُ َها َعلَْي ِه ْم ‪َ ،‬ويْ ْ‬ ‫َوي ْد ُخلُو َن النَّار فتُ ُ‬
‫قال ابن عباس‪ ( :‬مؤصدة ) مغلقة األبواب ‪ ،‬وقال جماهد أصد الباب بلغة قريش أي أغلقه ‪ .‬وأخرب النيب‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫‪ ‬أن أبواب النار تفتح وتغلق قبل يوم القيامة‪ ،‬فعن أيب ُهَر ْيَرةَ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب اجْلَنَّة ‪َ ،‬وغُلِّ َق ْ‬ ‫‪ « -  -‬إِذَا َد َخ َل َر َم َ‬
‫‪726‬‬
‫ني » ‪.‬‬ ‫َّم ‪َ ،‬و ُس ْلسلَت الشَّيَاط ُ‬ ‫اب َج َهن َ‬‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫ِّح ْ‬
‫ضا ُن ُفت َ‬
‫اب اجْلَن َِّة‬ ‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫ِّح ْ‬
‫ضا ُن ُفت َ‬‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال « إِذَا َجاءَ َر َم َ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ني » ‪ - .‬صفدت ‪ :‬قيدت‬ ‫‪727‬‬ ‫ِ‬ ‫وغُلِّ َقت أَبواب النَّا ِر وصف َ ِ‬
‫ِّدت الشَّيَاط ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬

‫‪ - 725‬انظر تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)536‬‬


‫‪ - 726‬صحيح البخارى(‪) 3277‬‬
‫‪ - 727‬صحيح مسلم (‪) 2547‬‬

‫‪228‬‬
‫ني ‪َ ،‬و َمَر َدةُ;‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬إِ َذا َكا َن أ ََّو ُل لَيلَ ٍة ِمن رمضا َن صف َ ِ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ِّدت الشَّيَاط ُ‬ ‫ْ ْ ََ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪َ ،‬ونَ َادى‬ ‫اب اجْل نَان َفلَ ْم يُ ْغلَ ْق مْن َها بَ ٌ‬ ‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫اب ‪َ ،‬وفُت َح ْ‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬فلَ ْم يُ ْفتَ ْح مْن َها بَ ٌ‬ ‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫اجْل ِّن ‪َ ،‬وغُلِّ َق ْ‬
‫ِ ‪728‬‬
‫ص ْر ‪َ ،‬ولِلَّ ِه عَُت َقاءُ ِم َن النَّار"‬ ‫اغي الشَِّّر أَقْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُمنَاد يَا بَاغ َي اخْلَرْي أَقْب ْل ‪َ ،‬ويَا بَ َ‬
‫ف َعلَى أ َُّمىِت أ َْو قَ َال‬ ‫اب ِمْن َها لِ َم ْن َس َّل َّ‬
‫السْي َ‬ ‫اب بَ ٌ‬ ‫و َع ِن ابْ ِن عُمر َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « جِل هنَّم سْبعةُ أ َْبو ٍ‬
‫ََ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ٍ‬
‫َعلَى أ َُّم ِة حُمَ َّمد ‪. » - - -‬‬
‫‪729‬‬

‫ّباب من‬ ‫أن كل ٍ‬ ‫لعمل من األعمال السيئة‪ ,‬كما َّ‬ ‫باب من هذه األبواب ٍ‬ ‫كل ٍ‬ ‫ويُفهم من هذا احلديث أن َّ‬
‫لعمل من األعمال الصاحلة‪.‬‬ ‫أبواب اجلنة الثمانية ٍ‬
‫اهلل ‪ ‬قَ َال ‪ :‬الْ َقْتلَى ثَالَثَةٌ ‪َ :‬ر ُج ٌل‬ ‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫اب النَّيِب ِّ ‪ ، ‬أ َّ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِ‬ ‫فعن عْتبةَ ب ِن عب ِد ُّ ِ‬
‫السلَم ِّي َو َكا َن م ْن أ ْ َ‬ ‫ُ َ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ْؤ ِمن جاه َد بَِن ْف ِس ِه ومالِِه يِف سبِ ِيل ِ‬
‫يد الْ ُم ْمتَ َحن ‪ ،‬يِف‬
‫ُ‬ ‫الش ِه ُ‬
‫ك َّ‬ ‫اهلل َحىَّت إِ َذا لَق َي الْ َع ُد َّو قَاَتلَ ُه ْم َحىَّت يُ ْقتَ َل فَ َذل َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ٌ ََ‬
‫ف َعلَى َن ْف ِس ِه ِم َن‬ ‫ض ِل َد َر َج ِة النُُّب َّو ِة ‪َ ،‬و َر ُج ٌل ُم ْؤ ِم ٌن َقَر َ‬ ‫ضلُهُ النَّبِيُّو َن إِالَّ بَِف ْ‬ ‫ِِ‬
‫ت َع ْرشه ‪َ ،‬والَ َي ْف ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َخْي َمة اهلل ‪ ،‬حَتْ َ‬
‫ِ‬ ‫وب واخْلَطَايا ‪ ،‬جاه َد بَِن ْف ِس ِه ومالِِه يِف سبِ ِيل ِ‬
‫صةٌ‬ ‫ص َم َ‬ ‫ك َم ْ‬ ‫اهلل َحىَّت ‪ ،‬إِ َذا لَق َي الْ َع ُد َّو قَاتَ َل َحىَّت قُتِ َل ‪ ،‬فَتِْل َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫الذنُ ِ َ َ َ َ‬ ‫ُّ‬
‫اب‬‫اب اجْل ن َِّة َشاء ‪ ،‬فَِإ َّن هَلَا مَثَانِيةَ أ َْبو ٍ‬ ‫َي أ َْبو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ذُنُوبَهُ َو َخطَايَاهُ ‪ ،‬إِ َّن َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ف حَمَّاءٌ ل ْل َخطَايَا ‪َ ،‬وأ ُْدخ َل م ْن أ ِّ َ‬ ‫السْي َ‬ ‫حَمَ ْ‬
‫ض ‪ ،‬ورجل منَافِق جاه َد بَِن ْف ِس ِه ومالِِه يِف سبِ ِيل ِ‬ ‫اب ‪ ،‬وبعضها أَفْ ِ‬ ‫جِل‬
‫اهلل ‪َ ،‬حىَّت‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ض ُل م ْن َب ْع ٍ َ َ ُ ٌ ُ ٌ َ َ‬ ‫َّم َسْب َعةُ أ َْب َو ٍ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫‪َ ،‬و َ َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق"‪.730‬‬ ‫الن َف َ‬
‫ف الَ مَيْ ُحو ِّ‬ ‫ك يِف النَّا ِر ‪ ،‬إِ َّن َّ‬
‫السْي َ‬ ‫إِ َذا لَق َي الْ َع ُد َّو قَاتَ َل َحىَّت قُتِ َل فَ َذل َ‬
‫ضها َف ْوق َب ْعض ‪,‬‬ ‫ِ‬
‫طبق فوق طبق‪ .‬ف َع ْن َعل ّي ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬أ َْب َواب َج َهنَّم َسْب َعة َب ْع َ‬ ‫وقيل‪ :‬األبواب‪:‬األطباق‪ٌ ,‬‬
‫َفيَ ْمتَلِئ اأْل ََّول ‪ ,‬مُثَّ الثَّايِن ‪ ,‬مُثَّ الثَّالِث ‪ ,‬مُثَّ مَتْتَلِئ ُكلّ َها ‪.731‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضها َف ْوق َب ْعض ‪َ ,‬فيُ ْمأَل اأْل ََّول مُثَّ‬ ‫وع ْن ُهَبْيَرة بْن َم ْرمَي ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬مَس ْعت َعليًّا َي ُقول ‪ :‬إِ َّن أ َْب َواب َج َهنَّم َب ْع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الَّذي يَليه ‪ ,‬إِىَل آخ َ‬
‫‪732‬‬
‫رها ‪.‬‬
‫السعِري ‪ ,‬مُثَّ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ابْن ُجَريْج ‪َ ,‬ق ْوله ‪ { :‬هَلَا َسْب َعة أ َْب َواب } قَ َال ‪ :‬أ ََّوهلَا َج َهنَّم ‪ ,‬مُثَّ لَظَى ‪ ,‬مُثَّ احْلُطَ َمة ‪ ,‬مُثَّ َّ‬ ‫َ‬
‫‪733‬‬
‫َس َقر ‪ ,‬مُثَّ اجْلَ ِحيم ‪ ,‬مُثَّ اهْلَا ِويَة ‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 728‬املستدرك للحاكم(;‪ )1532‬صحيح‬


‫‪ - 729‬سنن الرتمذى(‪ ) 3414‬فيه انقطاع وأوله صحيح‬
‫‪ - 730‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4663()519‬حسن‬
‫‪ - 731‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 16016()93‬حسن‬
‫‪ - 732‬املصدر السابق‬
‫‪ - 733‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 16018()93‬صحيح‬

‫‪229‬‬
‫المبحث السابع‬
‫وقود النار‬

‫ين َآمنُوا قُوا أَْن ُف َس ُك ْم َوأ َْهلِي ُك ْم نَاراً‬ ‫َّ ِ‬


‫األحجار والفجرة الكفار هم وقود النار‪ ،‬كما قال تعاىل‪( :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫صو َن اللَّهَ َما أ ََمَر ُه ْم َو َي ْف َعلُو َن َما يُ ْؤ َم ُـرو َن )‬ ‫َّاس َواحْلِ َج َارةُ َعلَْي َها َمالئِ َكةٌ ِغال ٌظ ِش ٌ‬
‫داد الَّ َي ْع ُ‬ ‫ود َها الن ُ‬ ‫َوقُ ُ‬
‫{التحرمي‪}6:‬‬
‫اهلل ومالَئِ َكتِ ِه و ُكتُبِ ِه ورسلِ ِه ‪ْ ،‬اعملُوا بِطَ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيَتَهُ ‪َ ،‬و ُأمُروا‬ ‫اعة اهلل َت َعاىَل ‪َ ،‬و َّات ُقوا َم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ين َآمنُوا ب َ َ‬ ‫يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫والت ْقوى ‪ ،‬وعلِّموهم ما َفرض اهلل علَي ِهم ‪ ،‬وما َنهاهم عْنه ‪ ،‬وأمروهم بِطَاع ِة ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُُ ُ ْ َ‬ ‫أ َْهلَ ُك ْم بال ّذ ْكر َّ َ‬
‫ِ‬ ‫لِتُ ِنق ُذوهم وأَْن ُفس ُكم ِمن نَا ِر جهنَّم ‪ ،‬اليِت ي ُكو ُن وقُودها الن ِ‬
‫وم َعلَ َيها‬‫َّاس م َن ال َك َفَر ِة ‪َ ،‬واحل َج َارةُ ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ َ ْ ْ‬
‫َعلَي ِه ْم ‪ ،‬الَ خُيَالُِفو َن َربَّ ُه ْم يِف أ َْم ٍر بِِه ‪َ ،‬ويُبَ ِاد ُرو َن إِىَل فِ ْع ِل َما يَأْ ُمُر ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمالَئ َكةٌ غالَ ٌظ َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر ‪ ،‬أَشدَّاءُ َ‬
‫بِِه ‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬فَِإن مَّل َت ْفعلُواْ ولَن َت ْفعلُواْ فَ َّات ُقواْ النَّار الَّيِت وقُودها النَّاس واحْلِجارةُ أ ُِعد ِ ِ‬
‫ين}‬ ‫َّت ل ْل َكاف ِر َ‬‫ْ‬ ‫َُ ََ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫{البقرة‪}24;:‬‬
‫فَِإ ْن مَل يستَ ِطيعوا هم ِو ُشر َكاؤهم و ُشهداؤهم أَ ْن يأْتُوا بِسور ٍة ِمن ِمثْ ِل ما أَْنز َل اهلل علَى حُمَ َّم ٍد ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َْ ُ ُْ َ ُْ َ َ ُْ َ‬
‫َن َما َجاءَ ُه ْم بِِه حُمَ َّم ٌد ُه َو ِم ْن َوح ِي‬ ‫ِ‬
‫الز َم ُن ) َف ْلَي ْعلَ ُموا أ َّ‬
‫ك أَبَداً َم ْه َما طَ َال َّ‬ ‫ال َك ِر ِمي ( َو ُه ْم لَ ْن يَ ْستَ ِطيعُوا ذل َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل َكابِ ِرين املعانِ ِدين امل َك ِّذ َ ِ‬
‫ين املُ َك ِّذ َ‬
‫بني‬ ‫ين املَُعاند َ‬ ‫بني باحلَ ِّق ‪َ ،‬وفيما يَُبلِّغُهُ َع ْن َربِّه ‪َ ،‬ويَ ُكونُو َن ُه ُم املُ َكاب ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ َ‬
‫َصنَ ٍام َو ِح َج َار ٍة ‪ِ . . .‬م َن‬ ‫ِ‬
‫َّاس َو َما َي ْعبُ ُدو َن م ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫اب اهلل َونَ َارهُ اليِت يَ ُكو ُن الن ُ‬ ‫باحلَ ِّق ‪َ ،‬و َعلَي ِه ْم أَ ْن خَي ْ َش ْوا َع َذ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ‪.‬‬
‫ين املَُعاند َ‬ ‫ين اجلَاحد َ‬ ‫الوقُود الذي تَ ْشتَع ُل به ‪َ ،‬وه َي ُم َع َّدةٌ لَت ْعذيب ال َكاف ِر َ‬ ‫َ‬
‫أن هذه النار توقد بنفس ما يراد إحراقه هبا‪.‬‬ ‫وال خيفى ما يف هذا من التهويل إذ َّ‬
‫واملراد بالناس هم الكفرة املشركون ‪ ،‬وأما احلجارة اليت تكون وقودا للنار فاهلل أعلم حبقيقتها ‪،‬وقد ذهب‬
‫ودها النَّاس َواحْلِ َج َارة } قَ َال‬ ‫فع ْن َعْبد اللَّه يِف َق ْوله ‪َ { :‬وقُ َ‬ ‫بعض السلف إىل أن هذه احلجارة من كربيت َ‬
‫السماء ُّ ِ ِ ِ‬ ‫‪ِ :‬ه َي ِح َج َارة ِم ْن كِرْبِ يت َخلَ َق َها اللَّه َي ْوم َخلَ َق َّ‬
‫‪.‬وع ْن‬
‫ين َ‬ ‫الد ْنيَا يُع ّد َها ل ْل َكاف ِر َ‬ ‫الس َم َوات َواأْل َْرض يِف َّ َ‬
‫ودها النَّاس َواحْلِ َج َارة } قَ َال ‪ِ :‬ح َج َارة الْ ِكرْبِ يت َج َعلَ َها اللَّه َك َما َشاءَ ‪.‬‬ ‫ابْن َم ْسعُود يِف َق ْوله ‪َ { :‬وقُ َ‬
‫َص َحاب النَّيِب ّ ‪ ‬رضي اهلل عنهم ‪َّ { :‬ات ُقوا‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ابْن َعبَّاس ‪َ ,‬و َع ْن ُمَّرة ‪َ ,‬ع ْن ابْن َم ْسعُود ‪َ ,‬و َع ْن نَاس م ْن أ ْ‬ ‫َ‬
‫َس َود يُ َع َّذبُو َن بِِه َم َع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ودها النَّاس َواحْل َج َارة } أ ََّما احْل َج َارة فَ ِه َي ح َج َارة يِف النَّار م ْن كرْبِ يت أ ْ‬ ‫النَّار الَّيِت َوقُ َ‬
‫النَّار‬

‫‪230‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ج َارة }قَ َال ‪:‬ح َج َارة م ْن كرْبِ يت أ ْ‬
‫َس َود يِف النَّار ‪.‬‬ ‫وع ْن ابْن ُجَريْ ٍج يِف َق ْوله ‪َ {:‬وقُ َ‬
‫ودها النَّاس َواحْل َ‬
‫‪734‬‬
‫َ‬
‫وخصت بذلك ألهنا تزيد على‬ ‫والفراء‪ّ -‬‬ ‫قال القرطيب‪ :‬هي حجارة الكربيت األسود‪ -‬عن ابن مسعود َّ‬
‫مجيع األحجـار خبمـة أنواع ٍمن العذاب‪ :‬سرعة االتقـاد‪ ,‬ننت الرائحة‪ ,‬كثرة الدخان‪ ,‬شدة االلتصاق‬
‫حرها إذا مَحِ يت"‪.735‬‬ ‫باألبدان‪ ,‬قوة ِّ‬
‫[وقيل‪ :‬املراد هبا‪ :‬حجارة األصنام واألنداد اليت كانت تعبد من دون اهلل كما قال‪ { :‬إِنَّ ُك ْم َو َما َت ْعبُ ُدو َن‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم } اآلية [األنبياء‪ ،]98 :‬حكاه القرطيب وفخر الدين ورجحه على األول؛‬ ‫ب َج َهن َ‬ ‫صُ‬ ‫م ْن ُدون اللَّه َح َ‬
‫قال‪ :‬ألن أخذ النار يف حجارة الكربيت ليس مبنكر فجعلها هذه احلجارة أوىل‪ ،‬وهذا الذي قاله ليس‬
‫بقوي‪،‬؛ وذلك أن النار إذا أضرمت حبجارة الكربيت كان ذلك أشد حلرها وأقوى لسعريها‪ ،‬وال سيما‬
‫على ما ذكره السلف من أهنا حجارة من كربيت معدة لذلك‪ ،‬مث إن أخذ النار يف هذه احلجارة ‪-‬أيضا‪-‬‬
‫أحجارا فتعمل فيه بالنار حىت يصري كذلك‪ .‬وكذلك سائر األحجار تفخرها‬ ‫ً‬ ‫مشاهد‪ ،‬وهذا اجلص يكون‬
‫النار وحترقها‪ .‬وإمنا سيق هذا يف حر هذه النار اليت وعدوا هبا‪ ،‬وشدة ضرامها وقوة هلبها كما قال‪:‬‬
‫اه ْم َسعِ ًريا } [اإلسراء‪ .]97 :‬وهكذا رجح القرطيب أن املراد هبا احلجارة اليت تسعر‬ ‫ت ِز ْدنَ ُ‬
‫{ ُكلَّ َما َخبَ ْ‬
‫‪736‬‬
‫هبا النار لتحمى ويشتد هلبها قال‪ :‬ليكون ذلك أشد عذابًا ألهلها‪،‬‬
‫فإن كان أمرا اجتهاديا مبنيا على العلم بطبائع احلجارة وخصائصها فهذا القول غري مسلم ‪ ،‬فإن من‬
‫احلجارة ما يفوق الكربيت قوة واشتعاال ‪ .‬واألوائل رأوا أن حجارة الكربيت هلا خصائص ليست لغريها‬
‫من احلجارة فقالوا أهنا مادة وقود النار ‪ ،‬يقول ابن رجب ( وأكثر املفسرين على أن املراد باحلجارة‬
‫حجارة الكربيت توقد هبا النار ‪ ،‬ويقال‪ :‬إن فيها مخسة أنواع من العذاب ليس يف غريها ‪ :‬سرعة اإليقاد‬
‫‪ ،‬وننت الرائحة ‪ ،‬وكثرة الدخان ‪ ،‬وشدة االلتصاق باألبدان ‪ ،‬وقوة حرها إذا محيت ) ‪.737‬‬
‫وقد يوجد اهلل من أنواع احلجارة ما يفوق ما يف الكربيت من خصائص ‪ .‬ومما توقد به النار اآلهلة اليت‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم أَْنتُ ْم هَلَا َوا ِر ُدو َن (‬
‫ب َج َهن َ‬
‫صُ‬‫كانت تعبد من دون اهلل‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إِنَّ ُك ْم َو َما َت ْعبُ ُدو َن م ْن ُدون اللَّه َح َ‬
‫وها َو ُكلٌّ فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪ )99‬هَلُ ْم فِ َيها َزفِريٌ َو ُه ْم فِ َيها اَل يَ ْس َمعُو َن (‬ ‫ِ هِل‬
‫‪ )98‬لَ ْو َكا َن َه ُؤاَل ء آَ َةً َما َو َر ُد َ‬
‫‪[ )100‬األنبياء‪، )]100-98/‬‬

‫‪ - 734‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )423 - 420()189‬حسن صحيح‬


‫‪ - 735‬تفسري القرطيب (‪)10/25‬‬
‫‪ - 736‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )201‬فما بعد‬
‫‪ - 737‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)101‬‬

‫‪231‬‬
‫َّم } أي‪ :‬وقودها وحطبها { أَْنتُ ْم هَلَا َوا ِر ُدو َن }‬ ‫ب َج َهن َ‬ ‫صُ‬ ‫أي‪ :‬إنكم أيها العابدون مع اهلل آهلة غريه { َح َ‬
‫وأصنامكم‪.‬‬
‫واحلكمة يف دخول األصنام النار‪ ،‬وهي مجاد‪ ،‬ال تعقل‪ ،‬وليس عليها ذنب‪ ،‬بيان كذب من اختذها آهلة‪،‬‬
‫وها } وهذا كقوله تعاىل‪ { :‬لِيَُبنِّي َ هَلُ ُم الَّ ِذي‬ ‫ِ هِل‬
‫وليزداد عذاهبم‪ ،‬فلهذا قال‪ { :‬لَ ْو َكا َن َه ُؤالء آ َةً َما َو َر ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫ني } وكل من العابدين واملعبودين فيها‪ ،‬خالدون‪ ،‬ال‬ ‫ين َك َفُروا أَن َُّه ْم َكانُوا َكاذبِ َ‬
‫خَي ْتَل ُفو َن فيه َولَي ْعلَ َم الذ َ‬
‫خيرجون منها‪ ،‬وال ينتقلون عنها‪.‬‬
‫{ هَلُ ْم فِ َيها َزفِريٌ } من شدة العذاب { َو ُه ْم فِ َيها ال يَ ْس َمعُو َن } صم بكم عمي‪ ،‬أوال يسمعون من‬
‫األصوات غري صوهتا‪ ،‬لشدة غلياهنا‪ ،‬واشتداد زفريها وتغيظها‪.‬‬
‫ودخول آهلة املشركني النار‪ ،‬إمنا هو األصنام‪ ،‬أو من عبد‪ ،‬وهو راض بعبادته‪.‬‬
‫وأما املسيح‪ ،‬وعزير‪ ،‬واملالئكة وحنوهم‪ ،‬ممن عبد من األولياء‪ ،‬فإهنم ال يعذبون فيها‪ ،‬ويدخلون يف قوله‪:‬‬
‫ت هَلُ ْم ِمنَّا احْلُ ْسىَن }‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫{ إ َّن الذ َ‬
‫‪738‬‬
‫ين َسَب َق ْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 738‬تفسري السعدي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)531‬‬

‫‪232‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫في شدة حرها وزمهريرها‬

‫وم و ِ ي ٍم (‪ )42‬و ِظل ِمن حَي م ٍ‬ ‫ٍ‬


‫وم (‬ ‫َ ٍّ ْ ْ ُ‬ ‫ِّم ِال (‪ )41‬يِف مَسُ َ مَح‬ ‫اب الش َ‬ ‫َص َح ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ ( :‬وأَصحاب الش ِ‬
‫ِّمال َما أ ْ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫‪ )43‬اَل بَا ِر ٍد َواَل َك ِر ٍمي (‪[ )44‬الواقعة‪)]44-41/‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وأَصحاب الش ِ ِ‬
‫يك َما‬ ‫ِّم ِال ‪ ،‬فَ َما يُ ْد ِر َ‬‫ات الش َ‬ ‫ين يُ ْعطَ ْو َن ُكتَُب ُه ْم بِ َش َمائل ِه ْم ‪َ ،‬ويَق ُفو َن يِف املَ ْح َش ِر َذ َ‬ ‫ِّمال الذ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫يَ ُكو ُن َعلَ ِيه َحاهُلُ ْم؟‬
‫يد َيْنف ُذ ِم َن امل َس ِّام ‪َ ،‬ويَ ْشَربُو َن ِم ْن َم ٍاء ُمَتنَ ٍاه يِف احلََر َار ِة ‪.‬‬ ‫فَِإنَّهم ي ُكونُو َن يِف حٍّر ش ِد ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫َ‬
‫ب اهلََو ِاء ‪َ ،‬والَ‬ ‫َسو ُد لَيس بِطَيِّ ِ‬
‫ُّخا ُن األ ْ َ َ‬ ‫‪.‬و َه َذا الد َ‬
‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َويَ ُكو ُن الظِّ ُّل الذي يَ ْستَظلُّو َن بِه م ْن ُد َخان َح ٍّار أ ْ‬
‫َس َو َد َ‬
‫بِبَا ِر ِد ِه ‪َ ،‬والَحِب َ َسنِ ِه َوالَ َك ِرميِِه ‪.‬‬
‫وقد تضمنت هذه اآلية ذكر ما يتربد به الناس يف الدنيا من الكرب واحلر وهو ثالثة ‪ :‬املاء واهلواء والظل‪،‬‬
‫وذكرت االية أن هذه ال تغين عن أهل النار شيئا ‪ ،‬فهواء جهنم ‪ :‬السموم وهو الريح احلارة الشديدة احلر‬
‫‪ ،‬وماؤها احلميم الذي قد اشتد حره ‪ ،‬وظلها اليحموم وهو قطع دخاهنا ‪.‬‬
‫َّت َم َوا ِزينُهُ (‪ )8‬فَأ ُُّمهُ َها ِويَةٌ (‪َ )9‬و َما‬ ‫وذكر سبحانه هول النار يف آية أخرى ‪ ،‬فقال تعاىل ‪َ ( :‬وأ ََّما َم ْن َخف ْ‬
‫أ َْد َر َاك َما ِهيَ ْه (‪ )10‬نَ ٌار َح ِاميَةٌ (‪[ )11‬القارعة‪.)]11-8/‬‬
‫السيِئَ ِة ‪ ،‬وخفَّت َك َّفةُ أ َْعمالِِه َّ حِل ِ‬ ‫ت َك َّفةُ أ َْع َمالِِه َّ‬ ‫ِِ‬
‫الصا َة ‪ .‬فَِإنَّهُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ت َسيِّئَاتُهُ َعلَى َح َسنَاته ‪َ ،‬فَث ُقلَ ْ‬ ‫َوأ ََّما َم ْن َر َج َح ْ‬
‫الولَ ُد إِىل أ ُِّم ِه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ يِف‬ ‫ِ‬
‫َّم َي ْه ِوي ف َيها َك َما يَأْ ِوي َ‬ ‫يَأْ ِوي إىَل َم ْه َواة َسحي َقة َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫وأ ُّ ٍ‬
‫ك اهلَا ِويَةُ؟‬ ‫ك مِب َا ه َي تِْل َ‬
‫يك َويُ َعِّرفُ َ‬ ‫َي َشيء يُ ْد ِر َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫مِل ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ِم ْن‬
‫يدةُ احلَِّر ‪َ ،‬ي ْه ِوي ف َيها املُ ْج ِر ُم الظَّا ُ ليَْب َقى ف َيها َخالداً ‪َ ،‬جَزاءً لَهُ َعلَى َما قَد َ‬ ‫إِن ََّها نَ ٌار ُم ْلتَ ِهبَةٌ َش ِد َ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫سيِّئ ٍ‬
‫ََ‬
‫الظل الذي اشارت إليه اآلية ( وظل من حيموم ) ‪ ،‬هو ظل دخان النار ‪ ،‬والظل يشعر عادة بالنداوة‬ ‫وأما ُّ‬ ‫َّ‬
‫والربودة ‪ ،‬كما أن النفس حتبُّه وتسرتيح إليه ‪،‬‬
‫أما هذا الظل فإنه ليس بارد املدخل وال بكرمي املنظر ‪ ،‬إنه ظل من حيموم‪ .‬وقد حتدث القرآن الكرمي عن‬
‫ب (‪ )30‬اَل‬ ‫ث ُش َع ٍ‬‫هذا الظل الذي هو دخان جهنم الذي يعلو النار ‪ ،‬فقال‪ ( :‬اانْطَلِ ُقوا إِىَل ِظ ٍّل ِذي ثَاَل ِ‬
‫ص ْفٌر (‪[ )33‬املرسالت‪/‬‬ ‫مِج‬
‫ص ِر (‪َ )32‬كأَنَّهُ َالَةٌ ُ‬
‫ِ‬
‫ب (‪ )31‬إِن ََّها َتْرمي بِ َشَر ٍر َكالْ َق ْ‬ ‫ظَلِ ٍيل واَل يُ ْغيِن ِمن اللَّ َه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪، )]33-30‬‬

‫‪233‬‬
‫ب ‪ُ :‬ش ْعبَ ٍة َع ْن مَيِينِ ِه ْم ‪َ ،‬و ُش ْعبَ ٍة َع ْن مِش َاهِلِ ْم ‪،‬‬ ‫ث ُش َع ٍ‬ ‫ب إِىَل ثَالَ ِ‬ ‫ان نَا ِر َج َهنَّم املتَ َش ِّع ِ‬
‫َ‬
‫انْطَلِ ُقوا إِىَل ِظ ِّل دخ ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َحا َط ْم ُسَرادقُها ‪َ .‬و َه َذا الظِّ ُّل‬ ‫ب‪،‬أَ‬ ‫ط م م ْن ُك ِّل َجان ٍ‬
‫ُّخا َن حُم ي ٌ ْ‬ ‫َي إِ َّن الد َ‬ ‫َو ُش ْعبَة م ْن َف ْوق ُر ُؤوس ِه ْم ‪ .‬أ ْ‬
‫الذي ُه ْم‬ ‫ب جهنَّم ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫لَيس بِظَلِ ٍيل ‪ ،‬أَي إِنَّه الَ يع ِطي ِظالًّ ي ِقي ِمن حر َذلِك ِ‬
‫الي ْوم ‪َ ،‬والَ يَ ْدفَ ُع َعْن ُه ْم َحَّر هَلَ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ِّ َ َ‬ ‫ْ ُ ُْ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يمو َن فيه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُمق ُ‬
‫ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ث ه َذا الظِّ َّل ِمن الد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّخان ‪َ ،‬يتَطَ َايُر مْن َها َشَرٌر ُمَت َفِّر ٌق يِف ج َهات َكث َرية ‪َ ،‬كأَنَّهُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّم ‪ ،‬اليِت حُتْد ُ َ‬ ‫َونَ ُار َج َهن َ‬
‫مِج‬ ‫‪.‬و َكأَنَّهُ اجلِ َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال َق ِ‬
‫ص ْفٌر ) ُه َو‬ ‫اس إِ َّن َم ْعىَن ( َالَةٌ ُ‬ ‫‪.‬وقَ َال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫الص ْفُر لَ ْوناً َو َك َثر ًة َ‬‫ال ُّ‬ ‫صُر عظَما َو ْارت َفاعاً َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُف ِن الغَليظَة ‪.‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫ِحبَ ُ‬
‫فاآلية تقسم هذا الدخان إىل ثالثة أقسام ‪ .‬وأخرب احلق سبحانه عن قوة النار ومدى تأثريها يف املعذبني‬
‫احةٌ لِْلبَ َش ِر (‪)29‬‬ ‫ِ‬
‫ُصليه َس َقَر (‪َ )26‬و َما أ َْد َر َاك َما َس َقُر (‪ )27‬اَل ُتْبقي َواَل تَ َذ ُر (‪ )28‬لََّو َ‬
‫فقال ‪ ( :‬سأ ِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫[املدثر‪ )]29-26/‬إهنا تأكل شيء ‪ ،‬وتدمر كل شيء ‪ ،‬ال تبقي وال تذر ‪ ،‬حترق اجللود وتصل إىل‬
‫العظام وتصهر ما يف البطون‪ ،‬وتطلع على األفئدة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّم‬
‫ني ُجْزءًا م ْن َحِّر َج َهن َ‬ ‫َن النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال « نَ ُار ُك ْم َهذه الَّىِت يُوق ُد ابْ ُن َ‬
‫آد َم ُج ْزءٌ م ْن َسْبع َ‬ ‫و َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ‬
‫ِّني ُج ْزءًا ُكلُّ َها ِمثْ ُل‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ت َعلَْي َها بِت ْس َعة َوست َ‬ ‫ضلَ ْ‬‫ول اللَّ ِه‪ .‬قَ َال « فَِإن ََّها فُ ِّ‬ ‫ت لَ َكافِيَةً يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫»‪ .‬قَالُوا َواللَّه إِ ْن َكانَ ْ‬
‫َحِّر َها »‪.739‬‬
‫ت مِب َ ِاء‬ ‫ض ِربَ ْ‬ ‫َّم ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني ُجْزءًا م ْن نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ :‬يْبلُ ُغ بِه النَّيِب َّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬نَ ُار ُك ْم َهذه ُج ْزءٌ م ْن َسْبع َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ‪740‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد‪.‬‬ ‫ك َما َج َع َل اللَّهُ ف َيها َمْن َف َعةً أل َ‬ ‫الْبَ ْح ِر ‪َ ،‬ولَ ْوالَ َذل َ‬
‫ِ ِ‬
‫َش ُّد َس َو ًادا ِم َن‬ ‫َّم ِمثْ ُل نَا ِر ُك ْم َهذ ِه ‪ ،‬ه َي أ َ‬‫َن نَ َار َج َهن َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ‬قَ َال ‪ " :‬حَتْ َسبُو َن أ َّ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وعن أيب هريرة ‪ ،‬أ َّ‬
‫‪741‬‬
‫ني ُجْزءًا "‬ ‫ِ‬ ‫ِّني ُجْزءًا ِمْن َها ‪ ،‬أ َْو َنيِّ ٌ‬ ‫‪ِ ،‬هي جزء ِمن ب ْ ٍ ِ‬
‫ف َوأ َْربَع َ‬ ‫ض َعة َوست َ‬ ‫َ ُْ ٌ ْ َ‬
‫ِ ِ ِ ٍِ‬ ‫ِِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ -  -‬قَ َال ‪َ " :‬هذه الن ُ‬ ‫َو َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ :‬أ َّ َ ُ‬
‫‪742‬‬
‫َّم " ‪.‬‬ ‫َّار ُج ْزءٌ م ْن مائَة ُج ْزء م ْن َج َهن َ‬
‫وهذه النار ال خيبو أوارها مع تطاول الزمان ‪ ،‬ومرور األيام قال تعاىل ‪ { :‬فَ ُذوقُوا َفلَن نَِّزي َد ُك ْم إِاَّل‬
‫َع َذابًا} (‪ )30‬سورة النبأ‪.‬‬
‫ضلِ ْل َفلَن جَتِ َد هَلُ ْم أ َْولِيَاء ِمن ُدونِِه َوحَنْ ُشُر ُه ْم َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬ ‫وقال تعاىل ‪َ {:‬و َمن َي ْه ِد اللّهُ َف ُه َو الْ ُم ْهتَ ِد َو َمن يُ ْ‬
‫اه ْم َسعِ ًريا} (‪ )97‬سورة اإلسراء ‪.‬‬ ‫ت ِز ْدنَ ُ‬ ‫َّم ُكلَّ َما َخبَ ْ‬ ‫ِِ‬
‫ص ًّما َّمأْ َو ُاه ْم َج َهن ُ‬
‫ْما َو ُ‬ ‫َعلَى ُو ُجوهه ْم عُ ْميًا َوبُك ً‬

‫‪ - 739‬صحيح مسلم(‪) 7344‬‬


‫‪ - 740‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7463()504‬صحيح‬
‫‪ - 741‬البعث والنشور للبيهقي (‪ ) 484‬حسن‬
‫‪ - 742‬مسند أمحد(‪ )9158‬صحيح‬

‫‪234‬‬
‫ين‬ ‫ولذلك ال جيد الكفار طعم الراحة ‪ ،‬وال خيفف عنهم العذاب مهما طال العذاب ‪{ ،‬أُولَئِ َّ ِ‬
‫ك الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫نصُرو َن} (‪ )86‬سورة البقرة‪ ،‬وقال تعاىل‬ ‫اب َوالَ ُه ْم يُ َ‬ ‫َّف َعْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬ ‫الد ْنيَا بِاآلَخَر ِة فَالَ خُيَف ُ‬ ‫ا ْشَتَر ُواْ احْلَيَا َة ُّ‬
‫اب َوالَ ُه ْم يُنظَُرو َن } (‪ )162‬سورة البقرة‬ ‫‪{:‬خالِ ِد ِ‬
‫َّف َعْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬ ‫ين ف َيها الَ خُيَف ُ‬ ‫َ َ‬
‫تسعر كل يوم كما جاء يف احلديث الذي رواه مسلم َع ْن أَىِب أ َُم َامةَ قَ َال قَ َال َع ْمُرو بْ ُن َعبَ َسةَ‬ ‫والنار ُ‬
‫ضالَلٍَة َوأَن َُّه ْم لَْي ُسوا َعلَى َش ْى ٍء َو ُه ْم َي ْعبُ ُدو َن األ َْوثَا َن‬ ‫َّاس َعلَى َ‬ ‫َن الن َ‬ ‫اهلِيَّ ِة أَظُ ُّن أ َّ‬
‫السلَ ِمى ُكْنت وأَنَا ىِف اجْل ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ ُّ ُ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ُ - -‬م ْستَ ْخ ِفيًا‬ ‫ت َعلَْي ِه فَِإ َذا َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَى َراحلَىِت َف َقد ْم ُ‬ ‫َخبَ ًارا َف َق َع ْد ُ‬
‫مِب‬
‫ت بَِر ُج ٍل َ َّكةَ خُيْرِب ُ أ ْ‬
‫ِ‬
‫فَ َسم ْع ُ‬
‫ِ مِب‬ ‫ِ‬
‫ت َو َما نَىِب ٌّ قَ َال‬ ‫ت قَ َال « أَنَا نَىِب ٌّ »‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت لَهُ َما أَنْ َ‬ ‫ت َعلَْيه َ َّكةَ َف ُق ْل ُ‬ ‫ت َحىَّت َد َخ ْل ُ‬ ‫ُجَرءَاءُ َعلَْيه َق ْو ُمهُ َفَتلَطَّْف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫« أَرسلَىِن اللَّه »‪َ .‬ف ُق ْلت وبِأ ِّ ٍ‬
‫ك قَ َال « أ َْر َسلَىِن بِصلَة األ َْر َح ِام َو َك ْس ِر األ َْوثَان َوأَ ْن يُ َو َّح َد اللَّهُ‬ ‫َى َش ْىء أ َْر َسلَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخرِب ْ ىِن َع ِن َّ‬ ‫ِ‬
‫الصالَة َحىَّت تَطْلُ َع‬ ‫الصْب ِح مُثَّ أَقْص ْر َع ِن َّ‬ ‫صالََة ُّ‬ ‫ص ِّل َ‬ ‫الصالَة قَ َال « َ‬ ‫الَ يُ ْشَر ُك بِه َش ْىءٌ »‪ .‬وفيه ‪:‬أ ْ‬
‫ص ِّل فَِإ َّن َّ‬ ‫ٍ ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالََة‬ ‫َّار مُثَّ َ‬
‫ني تَطْلُ ُع َبنْي َ َق ْرىَنْ َشْيطَان َوحينَئذ يَ ْس ُج ُد هَلَا الْ ُكف ُ‬ ‫س َحىَّت َتْرتَف َع فَِإن ََّها تَطْلُ ُع ح َ‬ ‫َّم ُ‬‫الش ْ‬
‫الصالَِة فَِإ َّن ِحينَئِ ٍذ تُسجر ج َهن ِ‬ ‫ص ْر َع ِن َّ‬ ‫الرم ِح مُثَّ أَقْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورةٌ َحىَّت يَ ْستَق َّل الظِّ ُّل بِ ُّ ْ‬
‫َّم فَإ َذا أَْقبَ َل الْ َف ْىءُ‬ ‫ْ َُ َ ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ودةٌ حَمْ ُ‬
‫َم ْش ُه َ‬
‫س فَِإن ََّها‬ ‫صر ع ِن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِّل فَِإ َّن َّ‬
‫َّم ُ‬
‫ب الش ْ‬ ‫الصالَة َحىَّت َت ْغُر َ‬ ‫صَر مُثَّ أَقْ ْ َ‬ ‫صلِّ َى الْ َع ْ‬ ‫ورةٌ َحىَّت تُ َ‬ ‫ضَ‬ ‫ودةٌ حَمْ ُ‬ ‫الصالََة َم ْش ُه َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪743‬‬
‫َّار »‬ ‫ٍ ِ ٍِ‬
‫ب َبنْي َ َق ْرىَنْ َشْيطَان َوحينَئذ يَ ْس ُج ُد هَلَا الْ ُكف ُ‬ ‫َت ْغُر ُ‬
‫الصالَِة ‪ ،‬فَِإ َّن ِش َّد َة احْلَِّر‬ ‫ويف الصحيحني َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « إِ َذا ا ْشتَ َّد احْلَُّر فَأَبْ ِر ُدوا بِ َّ‬
‫َّم »‪. 744‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن َفْي ِح َج َهن َ‬
‫وتسعر النار يوم القيامة عندما تستقبل أهلها ( وإذا اجلحيم سعرت ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أوقدت وأمحيت‬
‫الصالَِة ‪ ،‬فَِإ َّن ِش َّد َة احْلَِّر ِم ْن َفْي ِح‬
‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َذا َكا َن احْلَُّر فَأَبْ ِر ُدوا بِ َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬أ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪745‬‬
‫الصْيف‪.‬‬ ‫س يِف َّ‬ ‫س يِف الشِّتَ ِاء ‪َ ،‬و َن َف ٍ‬ ‫ت إِىَل َر ِّب َها ‪ ،‬فَأ َِذ َن هَلَا بَِن َف َسنْي ِ ‪َ :‬ن ْف ٍ‬ ‫َّار ا ْشتَ َك ْ‬ ‫َن الن َ‬ ‫َّم‪َ .‬وذُكَِر ‪ :‬أ َّ‬ ‫َج َهن َ‬
‫َش ُّد َحراًّ لَّْو َكانُوا َي ْف َق ُهو َن) {التوبة‪}81:‬‬ ‫َّم أ َ‬ ‫ِ يِف‬
‫(وقَالُوا الَ تَنفُروا احلَِّر قُ ْل نَ ُار َج َهن َ‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني ‪ :‬الَ خَت ْر ُجوا إِىَل اجلِ َه ِاد يِف‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬
‫ُ‬ ‫ض ‪ ،‬إِ ْغَراءً هَلُ ْم بِالثَّبَات َعلَى املُْن َك ِر ‪َ ،‬وَتثْبِيطاً ل َعَزائ ِم الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َوقَ َال َب ْع ُ‬
‫َش ُّد َحّراً ِم ْن َقْي ِظ‬ ‫ِ‬ ‫ول هَل م ‪ :‬إِ َّن نَار جهنَّم الَّيِت سي ِ‬ ‫ِ‬
‫صريُو َن إِلَْي َها ‪ ،‬ه َي أ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ِ‬
‫احلَِّر ‪ .‬فَأ ََمَر اهللُ نَبيَّهُ ‪ ‬بأَ ْن َي ُق َ ُ ْ‬
‫ود ِه ْم‬ ‫الذي َفُّروا ِمْنه ‪ .‬ولَو أَنَّهم َكانُوا ي ْد ِر ُكو َن ويع ِقلُو َن لَما خالَ ُفوا و َقع ُدوا ‪ ،‬ولَما فَ ِرحوا بُِقع ِ‬ ‫الصحر ِاء ِ‬
‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ ُْ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 743‬صحيح مسلم ( ‪) 1967‬‬


‫‪ - 744‬صحيح البخارى(‪ ) 536‬ومسلم (‪)1426‬‬
‫‪ - 745‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ )1510()377‬صحيح‬

‫‪235‬‬
‫َحبَا ِر يِف الْ َم ْس ِج ِد َو ُه َو‬ ‫ب األ ْ‬ ‫ب ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬جلَسنَا إِىَل َك ْع ِ‬
‫ْ‬
‫وعن حَي ب ِن عب ِد الرَّمْح ِن ب ِن ح ِ‬
‫اط ٍ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْىَي ْ َْ‬
‫ِ‬
‫ب ‪ُ ،‬خ ِّو ْفنَا ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬والَّذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّث ‪ ،‬فَ َجاء عُ َمر ‪ ،‬فَ َجلَ يِف‬
‫س نَاحيَة الْ َق ْوم ‪َ ،‬فنَ َاداهُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬وحْيُك يَا َك ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫حُيَد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ت َز ْفَر ًة َما‬ ‫ت ‪َ ،‬ز َفَر ْ‬ ‫ت َو ُقِّربَ ْ‬ ‫يق ‪َ ،‬حىَّت إِ َذا أ ُْدنيَ ْ‬ ‫ب َي ْو َم الْقيَ َامة ‪ ،‬هَلَا َزفريٌ َو َش ِه ٌ‬ ‫َن ْفسي بيَده ‪ ،‬إ َّن الن َ‬
‫َّار لَُت َقَّر ُ‬
‫ول ُك ُّل نَيِب ٍّ ‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫يد ‪ ،‬إِالَّ َو َجثَا لُِر ْكبََتْي ِه َساقِطًا ‪َ ،‬حىَّت َي ُق َ‬ ‫ِّيق ‪ ،‬والَ ش ِه ٍ‬
‫َخلَ َق اللَّهُ ِم ْن نَيِب ٍّ ‪َ ،‬والَ ِصد ٍ َ َ‬
‫ني نَبِيًّا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ك يابْن اخْلَطَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اب َع َم ُل َسْبع َ‬ ‫صدِّيق ‪َ ،‬و ُك ُّل َشهيد ‪ :‬اللَّ ُه َّم الَ أُ َكلِّ ُفك الَْي ْو َم إالَّ َن ْفسي ‪َ ،‬ولَ ْو َكا َن لَ َ َ َ‬
‫‪746‬‬
‫اهلل إِ َّن األ َْمَر لَ َش ِدي ٌد‪.‬‬ ‫لَظََنْنت أَ ْن الَ َتْنجو ‪ ،‬قَ َال عمر ‪ :‬و ِ‬
‫ُ َُ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َخ ِّو ْفنَا " قَ َال ‪:‬‬ ‫وعن كعب قال ‪ :‬قَ َال يِل عُ َمُر بْ ُن اخْلَطَّاب َرض َي اللَّهُ َعْنهُ َي ْو ًما َوأَنَا عْن َدهُ ‪ " :‬يَا َك ْع ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬؟ " قَ َال ‪َ " :‬بلَى ‪َ ،‬ولَ ِك ْن يَا‬ ‫ني ‪ ،‬أَولَيس فِي ُكم كِتَاب اللَّ ِه و ِحكْمةُ رس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ َُ‬ ‫ت ‪ " :‬يَا أَم َري الْ ُم ْؤمن َ َ ْ َ ْ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫َكعب خ ِّو ْفنا " قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ " :‬يا أ َِمري الْمؤ ِمنِني اعمل عمل رج ٍل لَو وا َفي ِ‬
‫ني نَبِيًّا‬‫ت الْقيَ َامةَ بِ َع َم ِل َسْبع َ‬ ‫ُ َ َ ُْ َ ْ َ ْ ََ َ َ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬
‫ب ِز ْدنَا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫اَل زدرأْت عملَ مِم‬
‫اق قَ َال ‪ " :‬ز ْدنَا يَا َك ْع ُ‬ ‫س قَ َال ‪ :‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫س َونَك َ‬ ‫ك َّا َتَرى " قَ َال ‪ :‬فَأَطَْر َق عُ َمُر َوأَنْ َك َ‬ ‫ْ ََ َ َ َ َ‬
‫ب لَغَاَل‬ ‫ني ‪ ،‬لَو فُتِح ِمن جهنَّم قَ ْدر ِمْن َخ ِر َثو ٍر بِالْم ْش ِر ِق ورجل بِالْم ْغ ِر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ََ ُ ٌ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت ‪ " :‬يَا أَم َري الْ ُم ْؤمن َ ْ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫" قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِدماغُه حىَّت ي ِس ِ‬
‫ب " قَ َال ‪:‬‬ ‫اق ‪َ ،‬ف َق َال ‪ " :‬ز ْدنَا يَا َك ْع ُ‬ ‫س قَ َال ‪ :‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫يل م ْن َحِّر َها " قَ َال ‪ :‬فَأَطَْر َق عُ َمُر َونُك َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬
‫صطًَفى إِاَّل َعلَى‬ ‫ب َواَل نَيِب ٌّ ُم ْ‬ ‫ك ُم َقَّر ٌ;‬‫َّم لََتْز ُفُر َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َز ْفَر ًة َما بَِق َي َملَ ٌ‬ ‫ت ‪ " :‬يا أ َِمري الْم ْؤ ِمنِ َ ِ‬
‫ني إ َّن َج َهن َ‬ ‫ُقْل ُ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬ر ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ " :‬يَا‬ ‫ك الَْي ْو َم إِاَّل َن ْفسي " قَ َال ‪ :‬عُ َمُر قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫ب َن ْفسي َن ْفسي اَل أ ْ‬ ‫ُر ْكبََتْيه " قَ َال ‪َ " :‬و َي ُق ُ َ‬
‫ِ‬ ‫أ َِمري الْم ْؤ ِمنِني ‪ ،‬أَولَيس جَتِ ُدو َن ه َذا يِف كِتَ ِ ِ‬
‫ت ‪َ " :‬ق ْو ُل اللَّه ُسْب َحانَهُ‬ ‫ف ؟ " قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬ ‫اب اللَّه ؟ " قَ َال ‪َ " :‬كْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َْ َ‬
‫‪747‬‬
‫"‬
‫‪-‬مليا ‪ :‬وقتا طويال ‪-‬خر ‪ :‬سقط وهوى بسرعة ‪ -‬اجلثو ‪ :‬اجللوس على الركبتني ‪ -‬أطرق ‪ :‬أمال رأسه‬
‫إىل صدره وسكت فلم يتكلم‬
‫يدو َن ‪َ ،‬وفِ ِيه َر ُج ٌل ِم َن النَّا ِر ‪،‬‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬لَ ْو َكا َن يِف َه َذا الْ َم ْس ِج ِد ِمائَةٌ أ َْو يَِز ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪748‬‬
‫الحَتَر َق الْ َم ْس ِج ُد َو َم ْن فيه"‬ ‫اب َن َف ُسهُ ‪ْ ،‬‬ ‫َص َ‬ ‫َّس ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َفَتَنف َ‬
‫يل إِىَل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّار أ َْر َس َل جرْب َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬قَ َال « لَ َّما َخلَ َق اللَّهُ اجْلَنَّةَ َوالن َ‬ ‫َ‬
‫ت أل َْهلِ َها فِ َيها قَ َال فَ َجاءَ َها َونَظََر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ ََع َّد اللَّهُ أل َْهلِ َها فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫اجْلَنَّة َف َق َال انْظُْر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬
‫َّت بِالْ َم َكا ِر ِه َف َق َال ْار ِج ْع إِلَْي َها‬ ‫هِب‬
‫َح ٌد إِالَّ َد َخلَ َها‪ .‬فَأ ََمَر َا فَ ُحف ْ‬
‫هِب‬
‫ك الَ يَ ْس َم ُع َا أ َ‬ ‫قَ َال َفَر َج َع إِلَْي ِه قَ َال َف َو ِعَّزتِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‬ ‫َّت بِالْ َم َكا ِر ِه َفَر َج َع إِلَْي ِه َف َق َال َو ِعَّزتِ َ‬ ‫ت أل َْهل َها ف َيها قَ َال َفَر َج َع إِلَْي َها فَِإذَا ه َى قَ ْد ُحف ْ‬ ‫فَانْظُْر إِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬

‫‪ - 746‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35265()154‬صحيح مقطوع‬


‫‪ - 747‬الزهد ألمحد بن حنبل (‪ ) 647‬حسن مقطوع‬
‫‪ - 748‬مسند أيب يعلى املوصلي (‪ )6670‬حسن‬

‫‪236‬‬
‫ت أل َْهلِ َها فِ َيها‪ .‬فَِإ َذا ِه َى‬ ‫ب إِىَل النَّا ِر فَانْظُْر إِلَْي َها َوإِىَل َما أ َْع َد ْد ُ‬‫َح ٌد‪ .‬قَ َال ا ْذ َه ْ‬ ‫ت أَ ْن الَ يَ ْد ُخلَ َها أ َ‬
‫ِ‬
‫لََق ْد خ ْف ُ‬
‫ك الَ يسمع هِب ا أَح ٌد َفي ْدخلُها‪ .‬فَأَمر هِب ا فَحفَّت بِالشَّهو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ضا َفَر َج َع إِلَْيه َف َق َال َوعَّزت َ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ض َها َب ْع ً‬ ‫ب َب ْع ُ‬‫َيْر َك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد إِالَّ َد َخلَ َها »‪.749‬‬ ‫يت أَ ْن الَ َيْن ُج َو مْن َها أ َ‬ ‫ك لََق ْد َخش ُ‬ ‫َف َق َال ْارج ْع إِلَْي َها‪َ .‬فَر َج َع إِلَْي َها َف َق َال َو ِعَّزتِ َ‬
‫ف ِز َم ٍام ‪َ ،‬م َع ُك ِّل ِز َم ٍام‬ ‫ِ‬ ‫جِب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫اد بِ َسْبع َ‬
‫ني أَلْ َ‬ ‫َو َع ْن َعْبد الله بْ ِن َم ْسعُود ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال ‪ " :‬جُيَاءُ َ َهن َ‬
‫َّم ُت َق ُ‬
‫ف ملَ ٍ‬
‫َسْبعُو َن أَلْ َ َ‬
‫‪750‬‬
‫ك جَيُُّرو َن َها "‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّم‬
‫ني ُجْزءًا م ْن َحِّر َج َهن َ‬ ‫آد َم ُج ْزءٌ م ْن َسْبع َ‬ ‫َن النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال « نَ ُار ُك ْم َهذه الَّىِت يُوق ُد ابْ ُن َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ‬
‫َ‬
‫ِّني ُج ْزءًا ُكلُّ َها ِمثْ ُل‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ت َعلَْي َها بِت ْس َعة َوست َ‬ ‫ول اللَّ ِه‪ .‬قَ َال « فَِإن ََّها فُ ِّ‬
‫ضلَ ْ‬ ‫ت لَ َكافِيَةً يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫»‪ .‬قَالُوا َواللَّه إِ ْن َكانَ ْ‬
‫َحِّر َها »‪.751‬‬
‫ِ‬ ‫وع ِن أيب هرير َة ‪ -‬رضى اهلل عنه –قال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ب‬
‫ت َر ِّ‬ ‫َّار إِىَل َر ِّب َها ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬
‫ول اللَّه ‪ « -  -‬ا ْشتَ َكت الن ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ‬
‫َش ُّد َما جَتِ ُدو َن ىِف احْلَِّر ‪،‬‬
‫ف ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫الصْي ِ‬
‫س ىِف َّ‬ ‫س ىِف الشِّتَ ِاء َو َن َف ٍ‬ ‫ضا ‪ ،‬فَأ َِذ َن هَلَا بَِن َف َسنْي ِ َن َف ٍ‬ ‫ضى َب ْع ً‬ ‫أَ َكل بع ِ‬
‫َ َْ‬
‫الز ْم َه ِري ِر » ‪.752‬‬ ‫َش ُّد َما جَتِ ُدو َن ِم َن َّ‬ ‫َوأ َ‬
‫وعن ابن مسعود قال‪ :‬الزمهـرير‪ :‬لون من العذاب‪ ,753‬وعن عكرمة قال‪:‬هو الربد الشديد‪ .‬وعن ابن عبـاس‬
‫احلر‪.754‬‬
‫بردها‪,‬فيسألون َّ‬ ‫احلر‪ ,‬فيغـاثون بريـ ٍـح ٍ‬
‫العظام ُ‬‫َ‬ ‫باردة‪,‬يصدع‬ ‫يستغيث أهـل الن ــار من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍقال‪:‬‬
‫وقال تعاىل‪( :‬الَ يَ ُذوقُو َن فِ َيها َبْرداً َوالَ َشَراباً* إِالَّ مَحِ يماً َو َغ َّساقاً) {النبأ‪}25-24:‬‬
‫ِ‬ ‫والَ ي ُذ ِو ُق املج ِرمو َن يِف جهنَّم برداً يبِّرد حَّر َّ ِ‬
‫ش ‪َ .‬والَ يَ ُذوقُو َن يِف‬ ‫العطَ ِ‬‫السع ِري ‪َ ،‬والَ َشَراباً َيْروي ِه ْم م َن َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َُ ُ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫يد املْننِت والعر ُق ِ‬ ‫اق ( وهو ال َقيح َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الذي‬ ‫والصد ُ ُ ُ َ َ‬ ‫يم ( َو ُه َو املَاءُ املُتَناهي يِف احلََر َارة ) ‪ ،‬والغَ َّس َ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫النَّار إالَّ احلَم َ‬
‫َج َس ِاد أ َْه ِل النَّا ِر ) ‪.‬‬ ‫ي ِس ِ‬
‫يل م ْن أ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫‪:‬الغساق وهو صديد أهل النار و َقْي ُحهم‪ ,‬واستثىن من الشراب‪:‬احلميم وهو املاء‬ ‫فاستثىن اهلل تعاىل من الربد َّ‬
‫احلر‪ ,‬نسأل اهلل السالمــة‪.‬‬ ‫احلار الذي بلغ النهاية يف ِّ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 749‬سنن الرتمذى(‪ ) 2758‬صحيح‬


‫‪ - 750‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪ )10276()39‬حسن‬
‫‪ - 751‬صحيح مسلم (‪)7344‬‬
‫‪ - 752‬صحيح البخارى(‪ ) 3260‬ومسلم (‪) 1432‬‬
‫‪ - 753‬جزء حيىي بن معني (‪ ) 125‬حسن‬
‫‪ - 754‬صفة النار البن أيب الدنيا (‪ )153‬حسن‬

‫‪237‬‬
‫المبحث التاسع‬
‫مالئكة النار وزبانيتها‬

‫َّاس َواحْلِ َج َارةُ َعلَْي َها َماَل ئِ َكةٌ ِغاَل ٌظ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ود َها الن ُ‬ ‫ين َآمنُوا قُوا أَن ُف َس ُك ْم َوأ َْهلي ُك ْم نَ ًارا َوقُ ُ‬‫قال تعاىل‪{ :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫صو َن اللَّهَ َما أ ََمَر ُه ْم َو َي ْف َعلُو َن َما يُ ْؤ َمُرو َن} (‪ )6‬سورة التحرمي ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ش َد ٌاد اَل َي ْع ُ‬
‫اهلل ومالَئِ َكتِ ِه و ُكتُبِ ِه ورسلِ ِه ‪ْ ،‬اعملُوا بِطَ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صيَتَهُ ‪َ ،‬و ُأمُروا‬ ‫اعة اهلل َت َعاىَل ‪َ ،‬و َّات ُقوا َم ْع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ين َآمنُوا ب َ َ‬ ‫يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫والت ْقوى ‪ ،‬وعلِّموهم ما َفرض اهلل علَي ِهم ‪ ،‬وما َنهاهم عْنه ‪ ،‬وأمروهم بِطَاع ِة ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُُ ُ ْ َ‬ ‫أ َْهلَ ُك ْم بال ّذ ْكر َّ َ‬
‫ِ‬ ‫لِتُ ِنق ُذوهم وأَْن ُفس ُكم ِمن نَا ِر جهنَّم ‪ ،‬اليِت ي ُكو ُن وقُودها الن ِ‬
‫َّاس م َن ال َك َفَر ِة ‪َ ،‬واحل َج َارةُ ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬
‫وم َعلَ َيها‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ َ ْ ْ‬
‫َعلَي ِه ْم ‪ ،‬الَ خُيَالُِفو َن َربَّ ُه ْم يِف أ َْم ٍر بِِه ‪َ ،‬ويُبَ ِاد ُرو َن إِىَل فِ ْع ِل َما يَأْ ُمُر ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمالَئ َكةٌ غالَ ٌظ َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر ‪ ،‬أَشدَّاءُ َ‬
‫بِِه ‪.‬‬
‫شداد عليهم إذا‬ ‫أي‪ :‬على النــار خزنة من املـالئكة يلون أمرها‪ ,‬وتعذيب أهلها‪ ,‬غالظ ٌعلى أهل النار‪ٌ ,‬‬
‫وجل خلقهم من غضبه وحبَّب إليهم تعذيب خلقه‪.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫َّ‬
‫اسرتمحوهم‪,‬ألن اهلل َّ‬
‫وقيل‪ :‬املراد‪:‬غالظ القلوب‪,‬شداد األبدان‪ ,‬وقيل‪ :‬الغالظ ‪:‬ضخام األجسام‪ ,‬والشداد‪ :‬األقوياء‪ .‬وليس يف‬
‫قلوهبم رمحة‪,‬إمَّن ا ُخلقوا للعذاب‪.‬‬
‫الزبَانِيَةَ) {العلق‪ }18-17:‬قال أبو هريرة‪ :‬الزبانية‪ :‬املالئكة‪ ,‬وقال‬ ‫وقال تعاىل‪َ ( :‬ف ْليَ ْدعُ نَ ِاديَهُ* َسنَ ْدعُ َّ‬
‫عطاء‪ :‬هم املالئكة الغالظ الشداد‪.‬‬
‫(خ ُذوهُ َفغُلُّوه) {احلاقة‪:‬‬ ‫وخرج ابن أيب حامت‪ -‬بإسناده‪ -‬عن املنهال بن عمرو قال‪ :‬إذا قال اهلل تعاىل ُ‬ ‫َّ‬
‫وإن امللك منهم ليقول هكذا‪ -‬يعين‪ :‬يفتح يديه‪ -‬فيلقي سبعني أل ًفا يف‬ ‫‪ }30‬ابتدره سبعون ألف َملَك‪َّ ,‬‬
‫‪755‬‬
‫النار‪.‬‬
‫ك قَ َال‬ ‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬ ‫ك لَِي ْق ِ‬ ‫ِ‬
‫(ونَ َاد ْوا يَا َمال ُ‬‫وكبري خزنة جهنم ورئيسهم هو مالك‪,‬كما يف قول اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫إِنَّ ُكم َّماكِثُو َن) {الزخرف‪}77:‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ( َو ُه َو َخا ِز ُن النَّا ِر )‬ ‫ادو َن ‪ :‬يَا َمال ُ‬ ‫ضجو َن يِف النَّا ِر ‪َ ،‬ويُنَ ُ‬
‫ني يَ ُّ‬ ‫ني الظَّالم َ‬ ‫اب بِاملُ ْج ِرم َ‬ ‫َوحينَ َما يَ ْشتَ ُّد َ‬
‫الع َذ ُ‬
‫ك قَائِالً هَلُ ْم ‪ :‬إِن َُّه ْم‬ ‫اب األَلِي ِم ‪َ .‬فَيُر ُّد َعلَْي ِه ْم َمالِ ٌ‬‫ض أَرواحنَا لِرُيِ حيَنا مِم َّا حَنْن فِ ِيه ِمن الع َذ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك َي ْقبِ ْ ْ َ َ‬‫ْادعُ لَنَا َربَّ َ‬
‫ماكِثو َن يِف النَّا ِر أَبداً ‪ ،‬والَ جَم َال والَ سبِيل إِىَل خر ِ‬
‫وج ِه ْم ِمْن َها ‪.‬‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫صالَةً أَْقبَ َل َعلَْينَا بَِو ْج ِه ِه‬‫صلَّى َ‬
‫ٍ‬
‫فع ْن مَسَُرةَ بْ ِن ُجْن َدب قَ َال َكا َن النَّىِب ُّ ‪ -  -‬إِذَا َ‬ ‫وقد رآه ‪ ‬يف املنام ‪َ ،‬‬
‫ول َما َشاءَ اللَّهُ ‪ ،‬فَ َسأَلَنَا َي ْو ًما ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َها ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َف َق َال « َم ْن َرأَى مْن ُك ُم اللَّْيلَةَ ُر ْؤيَا » ‪ .‬قَ َال فَإ ْن َرأَى أ َ‬
‫َح ٌد قَ َّ‬

‫‪ - 755‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ )216‬صحيح مقطوع‬

‫‪238‬‬
‫َخ َذا بِيَ ِدى ‪،‬‬ ‫ت اللَّْيلَةَ َر ُجلَنْي ِ أََتيَاىِن فَأ َ‬
‫ِ‬
‫َح ٌد مْن ُك ْم ُر ْؤيَا » ‪ُ .‬ق ْلنَا الَ ‪ .‬قَ َال « لَكىِّن َرأَيْ ُ‬
‫َف َق َال « هل رأَى أ ِ‬
‫ََْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫وب م ْن َحديد ‪ -‬قَ َال َب ْع ُ‬ ‫س ‪َ ،‬و َر ُج ٌل قَائ ٌم بِيَده َكلُّ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّسة ‪ ،‬فَإ َذا َر ُج ٌل َجال ٌ‬ ‫ض الْ ُم َقد َ‬ ‫َخَر َجاىِن إِىَل األ َْر ِ‬ ‫فَأ ْ‬
‫اآلخ ِر ِمثْ َل‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫وسى إِنَّهُ ‪ -‬يُ ْد ِخ ُل َذل َ‬
‫وب ىِف ش ْدقه ‪َ ،‬حىَّت َيْبلُ َغ َق َفاهُ ‪ ،‬مُثَّ َي ْف َع ُل بِش ْدقه َ‬ ‫ك الْ َكلُّ َ‬
‫أْ ِ‬
‫َص َحابنَا َع ْن ُم َ‬
‫ت َما َه َذا قَاالَ انْطَلِ ْق ‪ .‬فَانْطَلَ ْقنَا َحىَّت أََتْينَا َعلَى َر ُج ٍل‬ ‫ك ‪ ،‬وي ْلتَئِم ِش ْدقُه ه َذا ‪َ ،‬فيعود َفي ِ‬
‫صنَ ُع م ْثلَهُ ‪ُ .‬قْل ُ‬ ‫َُ ُ َ ْ‬ ‫َذل َ َ َ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مْ ِ‬
‫ضَربَهُ تَ َد ْه َد َه‬‫ص ْخَر ٍة ‪َ ،‬فيَ ْش َد ُخ بِه َرأْ َسهُ ‪ ،‬فَِإ َذا َ‬ ‫ضطَج ٍع َعلَى َق َفاهُ ‪َ ،‬و َر ُج ٌل قَائ ٌم َعلَى َرأْسه بِف ْه ٍر أ َْو َ‬ ‫ُ‬
‫احْل جر ‪ ،‬فَانْطَلَق إِلَي ِه لِيأْخ َذه ‪ ،‬فَالَ ير ِجع إِىَل ه َذا حىَّت يْلتَئِم رأْسه ‪ ،‬وعاد رأْسه َكما هو ‪َ ،‬فعاد إِلَيهِ‬
‫َْ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْن َه َذا قَاالَ انْطَل ْق ‪ .‬فَانْطَلَ ْقنَا إِىَل َث ْق ٍ‬
‫َس َفلُهُ َواس ٌع ‪َ ،‬يَت َوقَّ ُد‬ ‫ضيِّ ٌق َوأ ْ‬ ‫التنُّو ِر ‪ ،‬أ َْعالَهُ َ‬‫ب مثْ ِل َّ‬ ‫ضَربَهُ ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ال َونِ َساءٌ عَُراةٌ‬ ‫ت َر َجعُوا فِ َيها ‪َ ،‬وفِ َيها ِر َج ٌ‬ ‫ب ْارَت َفعُوا َحىَّت َك َاد أَ ْن خَي ُْر ُجوا ‪ ،‬فَِإ َذا مَخَ َد ْ‬ ‫حَتْتَهُ نَ ًارا ‪ ،‬فَِإ َذا ا ْقَتَر َ‬
‫َّه ِر َر ُج ٌل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْن َه َذا قَاالَ انْطَل ْق ‪ .‬فَانْطَلَ ْقنَا َحىَّت أََتْينَا َعلَى َن َه ٍر م ْن َدم ‪ ،‬فيه َر ُج ٌل قَائ ٌم َعلَى َو َسط الن َ‬ ‫‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِِ‬ ‫الرجل الَّ ِذى ىِف النَّه ِر ‪ ،‬فَِإ َذا أَراد أَ ْن خَي ْرج رمى َّ حِب‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ُج ُل َ َج ٍر ىِف فيه ‪َ ،‬فَر َّدهُ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َبنْي َ يَ َديْه ح َج َارةٌ ‪ ،‬فَأَ ْقبَ َل َّ ُ ُ‬
‫ت َما َه َذا قَاالَ انْطَلِ ْق‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ حِب‬ ‫ِ‬
‫ث َكا َن ‪ ،‬فَ َج َع َل ُكلَّ َما َجاءَ ليَ ْخُر َج َر َمى ىِف فيه َ َج ٍر ‪َ ،‬فَيْرج ُع َك َما َكا َن ‪َ .‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َحْي ُ‬
‫َصلِ َها َشْي ٌخ َو ِصْبيَا ٌن ‪َ ،‬وإِ َذا َر ُج ٌل‬ ‫يمةٌ ‪َ ،‬وىِف أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضَراءَ ‪ ،‬ف َيها َش َجَرةٌ َعظ َ‬ ‫ض ٍة َخ ْ‬ ‫‪ .‬فَانْطَلَ ْقنَا َحىَّت ا ْنَت َهْينَا إِىَل َر ْو َ‬
‫َح َس َن ِمْن َها ‪،‬‬ ‫َّجر ِة ‪َ ،‬وأ َْد َخالَىِن َد ًارا مَلْ أ ََر قَ ُّ‬ ‫ىِف‬ ‫قَ ِريب ِمن الشَّجر ِة ب ي َدي ِه نَار يوقِ ُدها ‪ ،‬فَ ِ‬
‫طأْ‬ ‫صع َدا ىِب الش َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َ َ َنْي َ َ ْ ٌ ُ َ‬
‫َّجَر َة فَأ َْد َخالَىِن َد ًارا ِه َى‬ ‫صع َدا ىِب الش َ‬
‫وخ و َشباب ‪ ،‬ونِساء و ِصبيا ٌن ‪ ،‬مُثَّ أَخرجاىِن ِمْنها فَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ال ُشيُ ٌ َ َ ٌ َ َ ٌ َ ْ َ‬ ‫فِ َيها ِر َج ٌ‬
‫ت ‪ .‬قَاالَ َن َع ْم ‪ ،‬أ ََّما الَّ ِذى‬ ‫َخرِب َاىِن َع َّما َرأَيْ ُ‬‫ت طََّو ْفتُ َماىِن اللَّْيلَةَ ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫اب ‪ُ .‬ق ْل ُ‬‫وخ َو َشبَ ٌ‬
‫ِ‬
‫ض ُل ‪ ،‬ف َيها ُشيُ ٌ‬ ‫َح َس ُن َوأَفْ َ‬ ‫أْ‬
‫صنَ ُع بِِه إِىَل َي ْوِم الْ ِقيَ َام ِة ‪.‬‬ ‫اق ‪َ ،‬فيُ ْ‬ ‫ِّث بِالْ َك ْذبَِة ‪َ ،‬فتُ ْح َم ُل َعْنهُ َحىَّت َتْبلُ َغ اآلفَ َ‬ ‫اب حُيَد ُ‬ ‫ِ‬
‫َرأ َْيتَهُ يُ َش ُّق ش ْدقُهُ فَ َك َّذ ٌ‬
‫َّها ِر ‪ ،‬يُ ْف َع ُل بِِه إِىَل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوالَّذى َرأ َْيتَهُ يُ ْش َد ُخ َرأْ ُسهُ َفَر ُج ٌل َعلَّ َمهُ اللَّهُ الْ ُق ْرآ َن ‪َ ،‬فنَ َام َعْنهُ بِاللَّْي ِل ‪َ ،‬ومَلْ َي ْع َم ْل فيه بِالن َ‬
‫َص ِل‬ ‫الربَا ‪َ .‬والشَّْي ُخ ىِف أ ْ‬ ‫َّه ِر آكِلُو ِّ‬ ‫ِ‬
‫الزنَاةُ ‪َ .‬والَّذى َرأ َْيتَهُ ىِف الن َ‬ ‫ب َف ُه ُم ُّ‬ ‫َي ْوِم الْ ِقيَ َام ِة ‪َ .‬والَّ ِذى َرأ َْيتَهُ ىِف َّ‬
‫الث ْق ِ‬
‫ك َخا ِز ُن النَّا ِر ‪.‬‬ ‫َّار َمالِ ٌ‬ ‫الصبيا ُن حولَه فَأَوالَد الن ِ َّ ِ ِ‬
‫َّاس ‪َ ،‬والذى يُوق ُد الن َ‬ ‫السالَ ُم ‪َ -‬و ِّ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫يم ‪َ -‬علَْي ِه َّ‬ ‫الش ِ ِ ِ‬
‫َّجَرة إ ْبَراه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫والدَّار األُوىَل الَّىِت دخ ْلت دار ع َّام ِة الْمؤ ِمنِني ‪ ،‬وأ ََّما ه ِذ ِه الدَّار فَدار الش ِ‬
‫يل ‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ُّه َداء ‪َ ،‬وأَنَا جرْب ُ‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ُْ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ت َد َعاىِن أ َْد ُخ ْل‬ ‫اب ‪ .‬قَاالَ َذ َاك َمْن ِزلُ َ‬ ‫السح ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك ‪ُ .‬ق ْل ُ‬ ‫ت َرأْسى فَإ َذا َف ْوقى مثْ ُل َّ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬فَر َف ْع ُ‬ ‫يل ‪ ،‬فَ ْارفَ ْع َرأْ َس َ‬ ‫مي َكائ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك »‪. 756‬‬ ‫ت َمْن ِزلَ َ‬‫ت أََتْي َ‬‫ْم ْل َ‬
‫استَك َ‬ ‫ك عُ ْمٌر مَلْ تَ ْستَكْم ْلهُ ‪َ ،‬فلَ ِو ْ‬ ‫َمْنزِىِل ‪ .‬قَاالَ إِنَّهُ بَق َى لَ َ‬
‫تدهده ‪ :‬تدحرج ‪-‬يشدخ ‪ :‬يكسر ‪-‬الشدق ‪ :‬جانب الفم‬
‫ص‬‫َح ٌد ِم ْن ُر ْؤيَا ؟ َفَي ُق ُّ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كا َن رس ُ ِ ِ‬ ‫ب الْ َفَزا ِر ِّ‬‫وعن مَسُر َة بْ ِن جْن ُد ٍ‬
‫ول ‪َ :‬ه ْل َرأَى أ َ‬ ‫يما َي ُق ُ‬‫ول اهلل ‪ ‬ف َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ان ‪َ ،‬وإِن َُّه َما ْابَت َعثَايِن ‪َ ،‬وإِن َُّه َما ‪،‬‬ ‫ص ‪ ،‬وإِنَّه قَ َال لَنَا ذَات َغ َد ٍاة ‪ :‬إِنَّه أَتَايِن اللَّيلَةَ آتِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َعلَْيه َم ْن َشاءَ اللَّهُ أَ ْن َي ُق َّ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِق ‪ ،‬وإِيِّن انْطَلَ ْقت معهما حىَّت أََتينا علَى رج ٍل م ْ ِ‬
‫ص ْخَر ٍة َوإِذَا‬ ‫آخُر قَائ ٌم َعلَْيه بِ َ‬ ‫ضطَج ٍع ‪َ ،‬وإِذَا َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َ َْ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ - 756‬صحيح البخارى(‪) 1386‬‬

‫‪239‬‬
‫وم إِىَل احْلَ َج ِر َفيَأْ ُخ ُذهُ فَ َما‬ ‫الص ْخَرةُ َها ُهنَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫الص ْخَر ِة لَِرأْ ِس ِه ‪َ ،‬فيَْثلَ ُغ هِبَا َرأْ َسهُ ‪َ ،‬فتُ َد ْه ِد َههُ َّ‬ ‫ُه َو َي ْه ِوي بِ َّ‬
‫ود َعلَْي ِه َفَي ْف َع ُل بِِه ِمثْ َل َما َف َع َل الْ َمَّر َة اأْل ُوىَل‬ ‫ِ‬ ‫ير ِجع إِلَي ِه أ ِ‬
‫َحسبُهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬حىَّت يَص َّح َرأْ ُسهُ َك َما َكا َن ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫َْ ُ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َع ُه َما فَأََتْينَا َعلَى َر ُج ٍل‬ ‫ت ‪ُ :‬سْب َحا َن اهلل َما َه َذان ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫َّي َو ْج ِه ِه َفيُ َش ْر ِشُر ِش ْدقَهُ إِىَل َق َفاهُ ‪،‬‬ ‫يد ‪ ،‬فَِإ َذا هو يأْيِت أ ِ‬ ‫وب ِمن ح ِد ٍ‬ ‫آخر َعلَْي ِه بِ َكلُّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َح َد شق ْ‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُم ْسَت ْلق ل َق َفاهُ َوإ َذا َ ُ‬
‫ب األ ََّو ِل ‪،‬‬ ‫اآلخ ِر َفَي ْف َعل بِِه ِمثْل َما َف َعل بِاجْلَانِ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫و ِمْن َخرهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬و َعْينَهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬مُثَّ َيتَ َح َّو ُل إِىَل اجْلَانِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود َفَي ْف َع ُل بِه مثْ َل َما َف َع َل الْ َمَّر َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب األ ََّو ُل َك َما َكا َن ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫ك اجْلَانب َحىَّت يَص َّح اجْلَان ُ‬ ‫فَ َما َي ْفُرغُ م ْن َذل َ‬
‫ت َم َع ُه َما فَأََتْينَا َعلَى ِمثْ ِل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ُ :‬سْب َحا َن اهلل ‪َ ،‬ما َه َذان ؟ قَاالَ ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫اأْل ُوىَل ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ط وأَصوات ‪ ،‬فَاطَّلَعنَا فَِإ َذا فِ ِيه ِرج ٌ ِ‬
‫ال َون َساءٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬
‫ب أَنَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإ َذا فيه لَغَ ٌ َ ْ َ ٌ‬ ‫َحس ُ‬
‫ف‪:‬أ ِ‬
‫التنُّو ِر ‪ ،‬قَ َال َع ْو ٌ ْ‬ ‫بِنَ ِاء َّ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ‬ ‫ض ْوا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ض ْو َ‬ ‫ب تَ َ‬ ‫ك اللَّ َه ُ‬
‫يب ِمن أَس َفل ِمْنهم ‪ ،‬فَِإ َذا أَتَ ِ‬
‫اه ْم َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ َ ُْ‬
‫عُراةٌ وإِ َذا بَِن ْه ٍر هَلِ ٍ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه ِر َر ُج ٌل يَ ْسبَ ُح‬ ‫ت أَنَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَمْح ََر مثْ ِل الدَّم َوإِ َذا يِف الن َ‬ ‫يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْقنَا َعلَى َن َه ٍر َحسْب ُ‬
‫ِ‬
‫السابِ ُح يَ ْسبَ ُح َما يَ ْسبَ ُح ‪ ،‬مُثَّ يَأْيِت‬ ‫ك َّ‬ ‫َّه ِر َر ُج ٌل قَ ْد مَجَ َع ِعْن َدهُ ِح َج َار ًة َكثِ َري ًة ‪َ ،‬وإِ َذا َذل َ‬ ‫ط الن َ‬ ‫‪َ ،‬وإِ َذا ِعْن َد َش ِّ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِ ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل الَّذي مَجَ َع احْل َج َار َة ‪َ ،‬فَي ْفغَُر لَهُ فَاهُ َفُي ْلق ُمهُ َح َجًرا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫َذل َ‬
‫ِ‬
‫ت َر ٍاء َر ُجالً َم ْرآهُ; ‪ ،‬فَِإ َذا ُه َو ِعْن َد نَا ٍر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْقنَا ‪ ،‬فَأََتْينَا َعلَى َر ُج ٍل َك ِريه الْ َم ْرآة َكأَ ْكَر ِه َما أَنْ َ‬
‫ِ‬
‫ض ٍة‬ ‫ِ ِ‬
‫ت هَلَُما ‪َ :‬ما َه َذا ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْقنَا فَأََتْينَا َعلَى َر ْو َ‬ ‫ُّها َويَ ْس َعى َح ْوهَلَا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫حَيُش َ‬
‫الس َم ِاء ‪،‬‬ ‫اد أ ََرى َرأْ َسهُ طُوالً يِف َّ‬ ‫يل الَ أَ َك ُ‬
‫ِ‬
‫ضة َر ُج ٌل قَائ ٌم طَ ِو ٌ‬
‫الرو ِ‬
‫الربِي ِع ‪َ ،‬وإِ َذا َبنْي َ ظَ ْهَر ِي َّ ْ َ‬ ‫فِ َيها ِم ْن ُك ِّل َن ْو ِر َّ‬
‫ت هَلَُما ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِ ِق‬ ‫َح َسنَهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ط َوأ ْ‬ ‫الر ُج ِل ِم ْن أَ ْكثَ ِر ِولْ َد ٍان َرأ َْيُت ُه ْم قَ ُّ‬ ‫وأ ََرى َح ْو َل َّ‬
‫َح َس َن ‪ ،‬قَاالَ يِل ‪ْ :‬ار َق فِ َيها ‪ ،‬قَ َال‬ ‫ِ‬
‫ط أ َْعظَ َم مْن َها َوالَ أ ْ‬ ‫يمةً مَلْ أ ََر َد ْو َحةً قَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْقنَا َوأََتْينَا َد ْو َحةً َعظ َ‬
‫ِ‬
‫اسَت ْفتَ ْحنَا ‪َ ،‬ف ُفتِ َح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪ :‬فَ ْارَت َقْينَا فِ َيها ‪ ،‬فَا ْنَت َهْينَا إِىَل َم ِدينَ ٍة َمْبنِيَّ ٍة بِلَنِب ِ َذ َه ٍ‬
‫اب الْ َمدينَة ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ب َولَنِب ِ فضَّة ‪ ،‬فَأََتْينَا بَ َ‬
‫ت َر ٍاء ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ت َراء ‪َ ،‬و َشطٌْر َكأَ ْقبَ ِح َما أَنْ َ‬
‫ال ‪ ،‬شطْر ِمن خ ْل ِق ِهم َكأَحس ِن ما أَنْ ٍ‬
‫لَنَا ‪َ ،‬ف ُق ْلنَا ‪َ :‬ما مْن َها ِر َج ٌ َ ٌ ْ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اض ‪ ،‬فَ َذ َهبُوا‬ ‫ض يِف الَْبيَ ِ‬ ‫َن َماءَهُ الْ َم ْح ُ‬ ‫ض جَيْ ِري َكأ َّ‬ ‫َّه ِر ‪ ،‬فَِإ َذا َن َهٌر ُمعْرَتِ ٌ‬ ‫ك الن َ‬ ‫قَاالَ هَلُ ُم ‪ :‬ا ْذ َهبُوا َف َقعُوا يِف َذل َ‬
‫ور ٍة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ ‪ :‬يِل َه ِذ ِه‬ ‫صَ‬ ‫َح َس ِن ُ‬ ‫ص ُاروا يِف أ ْ‬ ‫السوءُ َعْن ُه ْم ‪َ ،‬و َ‬ ‫ك ُّ‬ ‫َفو َقعوا فِ ِيه ‪ ،‬مُثَّ رجعوا وقَ ْد َذه ِ‬
‫ب َذل َ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪:‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَسما بص ِري; صع ًدا ‪ ،‬فَِإ َذا قَصر ِمثْل َّ ِ‬
‫الربَابَة الَْبْي َ‬ ‫ٌْ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َجنَّةُ َع ْد ٍن ‪َ ،‬و َه َذ َاك َمْن ِزلُ َ‬
‫ِ‬
‫ت‬‫ت هَلَُما ‪ :‬بَ َار َك اللَّهُ في ُك َما ‪ ،‬ذَ َرايِن أ َْد ُخ ْلهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪ :‬أ ََّما اآل َن فَالَ ‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫َه َذ َاك َمْن ِزلُ َ‬
‫ت ؟ قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪ :‬أ ََما إِنَّا َسنُ ْخرِب ُ َك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُمْن ُذ اللَّْيلَة َع َجبًا ‪ ،‬فَ َما َه َذا الَّذي َرأَيْ ُ‬ ‫َداخلُهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإيِّن َرأَيْ ُ‬
‫ت َعلَْي ِه يُْثلَ ُغ َرأْ ُسهُ بِاحْلَ َج ِر ‪ ،‬فَِإنَّهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫ضهُ ‪َ ،‬و َينَ ُام َع ِن‬ ‫الر ُج ُل يَأْ ُخ ُذ الْ ُق ْرآ َن َفَي ْرفُ ُ‬ ‫الر ُج ُل األ ََّو ُل الَّذي أََتْي َ‬ ‫أ ََّما َّ‬
‫الصالَِة الْ َمكْتُوبَِة‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪240‬‬
‫ت َعلَْي ِه يُ َش ْر َشُر ِش ْدقُهُ إِىَل َق َفاهُ ‪َ ،‬و َعْينُهُ إِىَل َق َفاهُ ‪َ ،‬و ِمْن َخُرهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬فَِإنَّهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫الر ُج ُل الَّذي أََتْي َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫اق‪.‬‬‫ب الْ َك ْذبَةَ َفتَْبلُ ُغ اآلفَ َ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َي ْغ ُدو م ْن َبْيته َفيَكْذ ُ‬
‫الز َوايِن ‪.‬‬
‫الزنَاةُ َو َّ‬ ‫ين يِف ِمثْ ِل بِنَ ِاء َّ‬
‫التنُّو ِر ‪ ،‬فَِإن َُّه ُم ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ِّساءُ الْعَُراةُ الذ َ‬ ‫ال َوالن َ‬ ‫الر َج ُ‬‫َوأ ََّما ِّ‬
‫َّه ِر ‪َ ،‬فَي ْلتَ ِق ُم احْلِ َج َار َة ‪ ،‬فَِإنَّهُ آكِ ُل ِّ‬
‫الربَا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل الَّذي يِف الن َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫َّم‪.‬‬ ‫ُّها فَِإنَّهُ َمالِ ٌ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الر ُج ُل الْ َك ِريهُ الْ َم ْرآة الَّذي عْن َد النَّا ِر حَيُش َ‬
‫ك َخاز ُن َج َهن َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫يم َعلَْي ِه َّ‬ ‫الرو ِ ِ ِ ِ‬ ‫الرجل الطَّ ِو ِ‬
‫السالَ ُم‪.‬‬ ‫ضة ‪ ،‬فَإنَّهُ إ ْبَراه ُ‬ ‫يل الَّذي يِف َّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوأ ََّما َّ ُ ُ‬
‫ود ُولِ َد َعلَى الْ ِفطَْر ِة‪.‬‬ ‫وأ ََّما الْ ِولْ َدا ُن الَّ ِذين حولَه ‪ ،‬فَ ُك ُّل مولُ ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ : ‬وأ َْوالَ ُد الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ني ؟ قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهلل َوأ َْوالَ ُد الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ني ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض الْ ُم ْسلم َ‬ ‫قَ َال ‪ :‬ف َق َال َب ْع ُ‬
‫آخَر َسيِّئًا ‪،‬‬ ‫وأ ََّما الْ َقوم الَّ ِذين شطْر ِمْنهم حسن ‪ ،‬وشطْر ِمْنهم قَبِيح ‪َ ،‬فهم َقوم خلَطُوا عمالً حِل‬
‫صا ًا َو َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ َ ٌ ُْ َ ٌَ َ َ ٌ ُْ ٌ ُْ ٌْ َ‬ ‫َ‬
‫‪757‬‬
‫َفتَ َج َاو َز اللَّهُ َعْن ُه ْم‪.‬‬
‫ورآه‪-‬أيضا‪ -‬ليلة املعراج‪ .‬قال‪ :‬مث احندر‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ ‬جلربيل‪" :‬ما يل مل آت على مساء إال رحبوا‬ ‫ً‬
‫إيل‪ .‬قال‪ :‬يا‬ ‫علي السالم فرحب يب ومل يضحك ّ‬ ‫فرد ّ‬ ‫إيل‪ ،‬غري رجل واحد‪ ،‬فسلمت عليه ّ‬ ‫يب وضحكوا ّ‬
‫‪758‬‬
‫حممد‪ ،‬ذاك مالك خازن جهنم مل يضحك منذ خلق ولو ضحك إىل أحد لضحك إليك"‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 757‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )655()427‬صحيح‬


‫‪ - 758‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )14‬ضعيف‬

‫‪241‬‬
‫المبحث العاشر‬
‫في ظلمتها وسوادها وشررها‬

‫ِ‬
‫ص ِر} (‪ )32‬سورة املرسالت‪ :‬أما إين لست أقول كالشجر‬ ‫عن ابن مسعود ‪{ : ،‬إِن ََّها َتْرمي بِ َشَر ٍر َكالْ َق ْ‬
‫‪759‬‬
‫‪ ،‬ولكن كاحلصون واملدائن "‬
‫ضيءُ مَجُْر َها ‪َ ،‬والَ يَطْ َفأُ هَلَُب َها ‪ ،‬مُثَّ َقَرأَ ‪ُ { :‬كلَّ َما أ ََر ُادوا‬ ‫وعن س ْلما َن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬النَّار سوداء مظْلِمةٌ ‪ ،‬الَ ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َْ َ ُ ُ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫‪760‬‬
‫اب احْلَ ِر ِيق } (‪ )22‬سورة احلـج‬ ‫أَن خَي ْرجوا ِمْنها ِمن َغ ٍّم أ ُِع ُ ِ‬
‫يدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬ ‫ُُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث إِىَل َر ُسول اللَّه ‪ -  -‬قَ َال ‪ " :‬يُْنش ُئ اللَّهُ ‪َ [ -‬عَّز َو َج َّل ] ‪َ -‬س َحابَةً‬ ‫ِ‬ ‫َو َع ْن َي ْعلَى بْ ِن ُمنَبِّ ٍه ‪َ -‬رفَ َع احْلَد َ‬
‫َي َش ْي ٍء تَطْلُبُو َن ؟ َفيَ ْذ ُكُرو َن هِبَا َس َحابَةَ ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪،‬‬ ‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪ ،‬أ َّ‬ ‫أِل َْه ِل النَّا ِر َس ْو َداءَ ُمظْلِ َمةً َفُي َق ُ‬
‫يد يِف أَغْاَل هِلِ ْم ] ‪َ ،‬و َساَل ِس َل يِف َساَل ِسلِ ِه ْم ‪َ ،‬ومَجًْرا‬ ‫اب ‪َ .‬فيُ ْم ِطُر ُه ْم أَغْاَل اًل [ تَ ِز ُ‬ ‫َفَي ُقولُو َن ‪ :‬يَا َربَّنَا ‪ ،‬الشََّر َ‬
‫ب َعلَْي ِه ْم "‪. 761‬‬ ‫ِ‬
‫يُْله ُ‬
‫ف َسنَ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت مُثَّ أُوق َد َعلَْي َها أَلْ َ‬
‫ف َسنَة َحىَّت امْح ََّر ْ‬‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « أُوق َد َعلَى النَّا ِر أَلْ َ‬ ‫َ‬
‫‪762‬‬
‫ت فَ ِه َى َس ْو َداءُ ُمظْلِ َمةٌ »‪.‬‬ ‫اس َو َّد ْ‬
‫ٍ‬
‫ف َسنَة َحىَّت ْ‬
‫ِ‬
‫َّت مُثَّ أُوق َد َعلَْي َها أَلْ َ‬‫َحىَّت ْابيَض ْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 759‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 506‬حسن‬


‫‪ - 760‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35257()152‬والبعث والنشور للبيهقي(‪ ) 561‬حسن‬
‫‪ - 761‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 4253‬ضعيف‬
‫‪ - 762‬سنن الرتمذى (‪2794‬و‪ )2795‬صحيح ورجح وقفه ‪ ،‬ولكن مثله ال يقال بالرأي‬

‫‪242‬‬
‫المبحث الحادي عشر‬
‫في أوديتها وجبالها‬

‫ِِ ِ ِ‬ ‫ٍ يِف‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ ِ َّ‬ ‫عن أَيِب سعِ ٍ‬


‫َّم َي ْه ِوي فيه الْ َكافُر أ َْربَع َ‬
‫ني‬ ‫ي َرض َي اللهُ َعْنهُ ‪ ،‬النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬الْ َويْ ُل َواد َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ك"‬‫ني َخ ِري ًفا ‪ ،‬مُثَّ َي ْه ِوي َو ُه َو َك َذل َ‬ ‫ود َجبَ ٌل يِف النَّا ِر َفيَتَ َ‬
‫ص َّع ُد فيه َسْبع َ‬ ‫َخ ِري ًفا َقْب َل أَ ْن َيْبلُ َغ َق ْعَرهُ ‪َ ،‬و َّ‬
‫الصعُ ُ‬
‫‪763‬‬

‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « َّ‬ ‫يد َعن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ني َخ ِري ًفا‬
‫ص َّع ُد فيه الْ َكافُر َسْبع َ‬ ‫ود َجبَ ٌل م ْن نَا ٍر يُتَ َ‬ ‫الصعُ ُ‬ ‫وع ْن أَىِب َسع ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ِمْنهُ أَبَ ًدا »‪.764‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َي ْه ِوى ف ِيه َك َذل َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ يِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫ني َخ ِري ًفا‬ ‫َّم َي ْه ِوي بِه الْ َكافُر أ َْربَع َ‬ ‫ي ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪َ :‬ويْ ٌل َواد َج َهن َ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪765‬‬
‫َقْب َل أَ ْن َيْبلُ َغ َق ْعَر َها‪.‬‬
‫ني َخ ِري ًفا َقْب َل أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫َن َح َجرا يُ ْق َذ َ ِِ يِف‬ ‫وعن أَيِب موسى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫َّم َه َوى َسْبع َ‬ ‫ف به َج َهن َ‬ ‫ول اهلل ‪ : ‬لَ ْو أ َّ ً‬ ‫َُ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫‪766‬‬
‫َيْبلُ َغ َق ْعَر َها‪.‬‬
‫َّم فِ ِيه‬ ‫ٍ يِف‬
‫{ويْ ٌل ل ُك ِّل مُهََزة ل َمَزة} (‪ )1‬سورة اهلمزة ‪ ،‬قال ‪ :‬الْ َويْ ُل َواد َج َهن َ‬
‫ٍ ُّ ٍ‬ ‫وعن أيب سعيد اخلدري ‪ِّ َ ،‬‬
‫اب الن ِ‬ ‫غ ِمن ِحس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َقْب َل أَ ْن َي ْفُر َ ْ َ‬
‫‪767‬‬
‫َّاس‬ ‫الْ َكافُر أ َْربَع َ‬
‫الصيف والشتاء ويطلق على العام كله‬ ‫السنّة ما بني َّ‬ ‫وف من فصول َّ‬ ‫الز َما ُن امل ْعُر ُ‬ ‫اخلَِريف ‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ‬ ‫ٍِ‬
‫ودا} (‪ )17‬سورة املدثر ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬جبَ ٌل ِم ْن نَا ٍر‬ ‫صعُ ً‬
‫{سأ ُْره ُقهُ َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد َع ِن النَّيِب ِّ ‪ -  -‬يِف َق ْوله َ‬ ‫َ‬
‫ض َع ِر ْجلَهُ َعلَْي ِه‬ ‫ت ‪َ ،‬وإِ َذا َو َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَِإ َذا َر َف َع َها َع َاد ْ‬
‫ِ‬
‫ض َع يَ َدهُ َعلَْيه َذابَ ْ‬‫ص َع َدهُ ‪ ،‬فَِإ َذا َو َ‬
‫ف أَ ْن يَ ْ‬ ‫يِف النَّا ِر ‪ ،‬يُ َكلَّ ُ‬
‫ت " ‪.768‬‬ ‫ت ‪ ،‬فَِإذَا َر َف َع َها َع َاد ْ‬ ‫ذَابَ ْ‬
‫َّم"‪.‬‬ ‫يِف‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا" [مرمي‪ ،]59 :‬قَ َال‪َ ":‬ن ْهٌر َج َهن َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪" ،‬فَ َس ْو َ‬ ‫َ‬
‫ات"‪.‬‬‫ف فِ ِيه الَّ ِذين اتَّبِعوا الشَّهو ِ‬ ‫َّم يُ ْق َذ ُ‬ ‫يِف‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫وع ْن َعْبد الله‪ ،‬قَ َال‪":‬الْغَ ُّي َن ْهٌر َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫َّم ِم ْن َقْي ٍح"‪.‬‬ ‫‪":‬واد َج َهن َ‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا" [مرمي‪ ،]59 :‬قَ َال َ ٍ يِف‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪" ،‬فَ َس ْو َ‬ ‫َ‬
‫َّم"‪.‬‬ ‫ٍ يِف‬
‫َّم َو َواد َج َهن َ‬
‫يِف‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا" [مرمي‪ ،]59 :‬قَ َال‪َ ":‬ن ْهٌر َج َهن َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪" ،‬فَ َس ْو َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 763‬املستدرك للحاكم; (‪ )3873‬حسن‬


‫‪ - 764‬سنن الرتمذى(‪ ) 2777‬حسن‬
‫‪ - 765‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7467 ()508‬حسن‬
‫‪ - 766‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7468()509‬صحيح‬
‫‪ - 767‬البعث والنشور للبيهقي (‪ ) 448‬حسن‬
‫‪ - 768‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 5731‬ضعيف‬

‫‪243‬‬
‫يد الْ َق ْع ِر‪َ ،‬خبِ ُ‬
‫يث‬ ‫َّم بَعِ ُ‬
‫‪":‬واد َج َهن َ‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا" [مرمي‪ ،]59 :‬قَ َال َ ٍ يِف‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪ ،‬يِف َق ْولِِه‪" :‬فَ َس ْو َ‬ ‫َ‬
‫الْ َمطْ َع ِم"‪.‬‬
‫ال لَهُ‪َ :‬غ ٌّي"‪.‬‬ ‫َّم‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫يِف‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا" [مرمي‪ ،]59 :‬قَ َال‪َ ":‬ن ْهٌر َج َهن َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه‪ ،‬يِف َق ْولِِه‪" :‬فَ َس ْو َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َعْبد اللَّه‪ ،‬قَ َال َ‬
‫‪769‬‬
‫َّم م ْن َقْي ٍح"‪.‬‬ ‫‪":‬ويْ ٌل َواد َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫ب احْلُْز ِن »‪ .‬قَالُوا يَا‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ « - -‬ت َع َّوذُوا بِاللَّ ِه ِم ْن ُج ِّ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫َّم ُك َّل َي ْوٍم أ َْر َب َع ِمائَِة َمَّر ٍة »‪ .‬قَالُوا يَا‬ ‫ِ‬
‫َّم َيَت َع َّوذُ مْنهُ َج َهن ُ‬
‫ٍ ىِف‬
‫ب احْلُْزن قَ َال « َواد َج َهن َ‬
‫ول اللَّ ِه وما ج ُّ ِ‬
‫َر ُس َ َ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫َع َماهِلِ ْم َوإِ َّن ِم ْن أ َْبغَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫رس َ ِ‬
‫ورو َن‬ ‫ين َيُز ُ‬ ‫ض الْ ُقَّراء إىَل اللَّه الذ َ‬ ‫ني بِأ ْ‬ ‫ول اللَّه َو َم ْن يَ ْد ُخلُهُ قَ َال « أُع َّد ل ْل ُقَّراء الْ ُمَرائ َ‬ ‫َُ‬
‫‪770‬‬
‫األ َُمَراءَ »‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه‬ ‫يل ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ " : ‬بِاللَّ ِه ِمن ج ِّ ِ‬
‫ب احْلُْزن ‪ ،‬أ َْو َوادي احْلُْزن " ‪ ،‬ق َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫وعن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ني َمَّر ًة ‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬وما ج ُّ ِ‬
‫َّم ُك َّل َي ْوم َسْبع َ‬ ‫َّم َتَت َع َّوذُ مْنهُ َج َهن ُ‬‫ب احْلُْزن ‪ ،‬أ َْو َوادي احْلُْزن ؟ قَ َال ‪َ " :‬واد َج َهن َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََعا َذنَا اللَّهُ مْن َها ‪ ،‬أ ََعدَّهُ اللَّهُ الْ ُمَرائ َ‬
‫‪771‬‬
‫ني " ‪ -‬القراء ‪ :‬من جييدون قراءة القرآن وحفظه‬
‫يل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ " : ‬تع َّوذُوا بِاللَّ ِه ِمن ج ِّ ِ‬ ‫وعن علي ‪َ ،‬ر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ب احْلُْزن ‪ -‬أ َْو احْلُْزن ‪ -‬ق َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ب يِف جهن ِ‬ ‫ول اللَّ ِه وما ج ُّ ِ‬
‫ني َمَّر ٍة ‪ ،‬أ ََعدَّهُ اللَّهُ‬‫َّم ُك َّل َي ْوم َسْبع َ‬ ‫َّم مْنهُ َج َهن ُ‬‫ب احْلُْزن ؟ قَ َال ‪ُ " :‬ج ٌّ َ َ َ‬ ‫‪ :‬يَا َر ُس َ َ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َت َعاىَل ل ْل ُقَّراء ‪َ ،‬وإ َّن م ْن شَر َار َم ْن َيُز ُ‬
‫‪772‬‬
‫ور اأْل َُمَراءَ "‬
‫ك الْ َو ِادي يِف ُك ِّل َي ْوٍم أ َْربَ َع‬ ‫ِ‬
‫َّم ِم ْن َذل َ‬ ‫اس ‪ ,‬ع ِن النَّيِب ‪ , ‬قَ َال‪:‬إِ َّن يِف جهن ِ ِ‬
‫َّم لََواد يَ ْستَعي ُذ َج َهن ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ‬ ‫َ‬
‫ات اللَّ ِه ‪,‬‬ ‫ِّق يِف َغ ِ َذ ِ‬
‫رْي‬
‫صد ِ‬ ‫اب اللَّ ِه ‪َ ,‬ولِْل ُم َّ‬ ‫ني ِمن أ َُّم ِة حُمَ َّم ٍد ‪ : ‬حِل ِام ِل كِتَ ِ‬
‫َ‬
‫ِمائَِة مَّر ٍة ‪ ,‬أ ُِع َّد َذلِ َ ِ ِ ِ‬
‫ك الْ َوادي ل ْل ُمَرائ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪773‬‬
‫ِج يِف َسبِ ِيل اللَّه‪.‬‬ ‫ت اللَّ ِه ‪َ ,‬ولِْل َخار ِ‬ ‫اج إِىَل بي ِ‬
‫َول ْل ُح َّج ِ َْ‬
‫ِ‬
‫وعن شفي األصبحي قال ‪ « :‬إن يف جهنم جبال يدعى صعودا ‪ ،‬يطلع فيه الكافر أربعني خريفا قبل أن‬
‫ودا} (‪ )17‬سورة املدثر‪ ،‬قال ‪ :‬وإن يف جهنم قصرا يقال له‬ ‫ِ‬
‫صعُ ً‬ ‫{سأ ُْره ُقهُ َ‬ ‫يرقاه قال اهلل عز وجل ‪َ :‬‬
‫ات َما‬ ‫هوى يرمى الكافر من أعاله فيهوي أربعني خريفا قبل أن يبلغ أصله ‪ ،‬قال اهلل ‪ُ { :‬كلُوا ِمن طَيِّب ِ‬
‫َ‬
‫ضيِب َف َق ْد َه َوى} (‪ )81‬سورة طـه ‪ ،‬وإن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ضيِب َو َمن حَيْل ْل َعلَْيه َغ َ‬ ‫َر َز ْقنَا ُك ْم َواَل تَطْغَ ْوا فيه َفيَح َّل َعلَْي ُك ْم َغ َ‬
‫يف جهنم واديا يدعى أثاما ‪ ،‬فيه حيات وعقارب ‪ ،‬يف فقار إحداهن مقدار سبعني قلة سم ‪ ،‬والعقرب‬
‫منهن مثل البغلة املؤكفة ‪ ،‬تلدغ الرجل فال تلهيه عما جيد من حر جهنم محوة لدغتها فهو ملا خلق له ‪،‬‬
‫‪ - 769‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ ) 9015-9008()154‬حسن‬
‫‪ - 770‬سنن ابن ماجه(‪ ) 265‬ضعيف‬
‫‪ - 771‬البعث والنشور للبيهقي(‪ )464‬حسن‬
‫‪ - 772‬الدعاء للطرباين ‪-‬العلمية; ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ) 1390 ()411‬حسن‬
‫‪ - 773‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ ) 12632()319‬فيه جهالة‬

‫‪244‬‬
‫وإن يف جهنم سبعني داء ألهلها ‪ ،‬كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم ‪ ،‬وإن يف جهنم واديا يدعى غيا‬
‫ِِ‬
‫َضاعُوا الصَّاَل َة َواتََّبعُوا‬
‫فأ َ‬ ‫ف ِمن َب ْعده ْم َخ ْل ٌ‬ ‫يسيل قيحا ودما ‪ ،‬فهو ملا خلق له ‪ ،‬قال اهلل ‪{ :‬فَ َخلَ َ‬
‫‪774‬‬
‫ف َي ْل َق ْو َن َغيًّا } (‪ )59‬سورة مرمي»‬ ‫ات فَ َس ْو َ‬‫الشَّهو ِ‬
‫ََ‬
‫الصيف والشتاء ويطلق على العام كله‬ ‫السنّة ما بني َّ‬ ‫وف من فصول َّ‬ ‫‪ -‬اخلَِريف ‪َّ :‬‬
‫الز َما ُن امل ْعُر ُ‬
‫َ‬
‫وعن أيب سالم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثين احلجاج بن عبد اهلل الثمايل ‪َ -‬و َكا َن قَ ْد َرأَى النَّيِب َّ ‪َ ‬و َح َّج َم َعهُ ِح َّجةَ‬
‫ف َو ٍاد يِف ُك ِّل‬ ‫ني أَلْ َ‬
‫َن يِف جهن ِ‬
‫َّم َسْبع َ‬ ‫ِِ‬
‫َص َحاب النَّيِب ِّ ‪َ ‬وقُ َد َمائه ْم ‪ " : -‬أ َّ َ َ َ‬
‫َن ح َّدثَهُ ‪ -‬و َكا َن ِمن أ ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اع ‪ -‬أ َّ َ‬ ‫الْ َو َد ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ف‬‫ف َبْيت ‪ ،‬يِف ُك ِّل َبْيت َسْبعُو َن أَلْ َ‬ ‫ف َدا ٍر ‪ ،‬يِف ُك ِّل َدا ٍر َسْبعُو َن أَلْ َ‬ ‫ف ‪ ،‬يِف ُك ِّل َسْبعُو َن أَلْ َ‬ ‫َواد َسْبعُو َن أَلْ َ‬
‫ب ‪ ،‬اَل َيْنتَ ِهي الْ َكافُِر‬ ‫ف َع ْقر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ يِف ِ ِ‬
‫ف ثُ ْعبَان ‪ ،‬ش ْدق ُك ِّل ثُ ْعبَان َسْبعُو َن أَلْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ش ٍّق ‪ ،‬يِف ُك ِّل ش ٍّق َسْبعُو َن أَلْ َ‬
‫ِ‬
‫‪775‬‬
‫ك ُكلَّهُ "‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْ ُمنَاف ُق َحىَّت يُ َواق َع َذل َ‬
‫الشعب ‪ :‬الطريق يف اجلبل أو االنفراج بني اجلبلني‬
‫وعن عطاء بن يسار ‪ ،‬قال ‪ « :‬إن يف النار سبعني ألف واد ‪ ،‬يف كل واد سبعون ألف شعب ‪ ،‬يف كل‬
‫‪776‬‬
‫شعب سبعون ألف جحر ‪ ،‬يف كل جحر حية تأكل وجوه أهل النار »‬
‫ِ ِ‬
‫ُّهم ‪,‬‬ ‫وع ْن عَُبْيد بْن عُ َمرْي ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن جِلَ َهنَّم جبَابًا ف َيها َحيَّات أ َْمثَال الْبُ ْخت َو َع َقا ِرب أ َْمثَال الْبِغَال الد ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ك اجْلِباب أَو َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ارهم إىَل أَقْ َد ْ‬
‫امهم ‪,‬‬ ‫الساحل ‪َ ,‬فتَثب إلَْيه ْم َفتَأْ ُخذ بش َفاهه ْم َوش َف ْ‬ ‫يَ ْستَغيث أ َْهل النَّار إىَل ت ْل َ َ ْ‬
‫عه ْم َحىَّت جَتِ د َحر َها َفَتْر ِجع ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬و ِهي يِف‬ ‫ِ ِ‬
‫َفيَ ْستَغيثُو َن مْن َها إِىَل النَّار ‪َ ,‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬النَّار النَّار ! َفتَْتبَ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪777‬‬
‫َسَراب ‪.‬‬ ‫أْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 774‬الزهد والرقائق البن املبارك (‪ ) 1950‬حسن مرسل‬


‫‪ - 775‬صفة النار البن أيب الدنيا(‪ ) 98‬ضعيف‬
‫‪ - 776‬صفة النار البن أيب الدنيا (‪ )46‬فسه ضعف‬
‫‪ - 777‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 16492()381‬صحيح‬

‫‪245‬‬
‫المبحث الثاني عشر‬
‫سعة النار وبعد قعرها‬

‫النار شاسعة واسعة ‪ ،‬بعيد قعرها ‪ ،‬مرتامية أطرافها ‪ ،‬يدلنا على هذا أمور ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الذين يدخلون النار أعداد ال تحصى ‪ ،‬ومع كثرة عددهم فإن خلق الواحد فيهم يضخم حىت‬
‫يكون ضرسه يف النار مثل جبل أحد ‪ ،‬وما بني منكبيه مسرية ثالثة أيام ‪ ،‬ومع ذلك فإهنا تستوعب هذه‬
‫األعداد اهلائلة اليت وجدت على امتداد احلياة الدنيا من الكفرة اجملرمني على عظم خلقهم ‪ ،‬ويبقى فيها‬
‫ول َه ْل ِمن‬ ‫ْت َو َت ُق ُ‬‫ول جِل هنَّم ه ِل امتَأَل ِ‬
‫{ي ْو َم َن ُق ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫متسع لغريهم‪ ،‬وقد أخربنا اهلل هبذه احلقيقة فقال تعاىل‪َ :‬‬
‫يد} (‪ )30‬سورة ق‪.‬‬ ‫َّم ِز ٍ‬
‫ِ‬ ‫اج ال ُكفَّا ِر واملج ِر ِمني والعص ِاة؟ وَتر ُّد جهن ِ‬ ‫َه ِل ْامتألت مِب َ ْن َد َخلَ َها ِم ْن أ ْف َو ِ‬
‫َّم قَائلَةً ‪َ :‬و َه ْل بق َي َشيءٌ‬ ‫ُْ َ َ ُ َ َ ُ ََ ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫يدونَيِن بِه م ْن َه ُؤالء الظَّالم َ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫تَ ِز ُ‬
‫تكل وال‬ ‫إن النار مثل الطاحونة اليت ينحدر إليها ألوف وألوف من أطنان احلبوب فتدور بذلك كله ال ُّ‬
‫احلب والطاحونة تدور انتظارا للمزيد ‪.‬‬ ‫متل ‪ ،‬وينتهي ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ت‬‫اج ِ‬ ‫وقد جاء يف حديث احتجاج اجلنة والنار َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة رضى اهلل عنه قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « -  -‬حَتَ َّ‬
‫ت النَّار أُوثِرت بِالْمتَ َكرِّبِ ين والْمتَجرِّبِ ين ‪ .‬وقَالَ ِ‬ ‫اجْل نَّةُ والنَّار َف َقالَ ِ‬
‫ض َع َفاءُ الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ت اجْلَنَّةُ َما ىِل الَ يَ ْد ُخلُىِن إِالَّ ُ‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َشاء ِمن ِعب ِادى ‪ .‬وقَ َال لِلنَّا ِر إِمَّنَا أَنْتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َو َس َقطُ ُه ْم ‪ .‬قَ َال اللَّهُ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ل ْل َجنَّة أَنْت َرمْح َىِت أ َْر َح ُم بك َم ْن أ َ ُ ْ َ‬
‫ض َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ك من أ َ ِ ِ ِ‬ ‫َع َذاب أ َُع ِّذ ِ ِ‬
‫َّار فَالَ مَتْتَل ُئ َحىَّت يَ َ‬ ‫َشاءُ م ْن عبَادى ‪َ .‬ول ُك ِّل َواح َدة مْن ُه َما م ْل ُؤ َها ‪ ،‬فَأ ََّما الن ُ‬ ‫بب َْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ض ‪َ ،‬والَ يَظْلِ ُم اللَّهُ ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪ِ -‬م ْن‬ ‫ض َها إِىَل َب ْع ٍ‬ ‫ول قَ ٍط قَ ٍط قَ ٍط ‪َ .‬فهنالِ ِ‬
‫ك مَتْتَل ُئ َويُْز َوى َب ْع ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ِر ْجلَهُ َفَت ُق ُ‬
‫‪778‬‬
‫َح ًدا ‪َ ،‬وأ ََّما اجْلَنَّةُ فَِإ َّن اللَّهَ َعَّز َو َج َّل يُْن ِش ُئ هَلَا َخ ْل ًقا » رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َخ ْلقه أ َ‬
‫ٍ‬ ‫س ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬ع ِن النَّىِب ‪ -  -‬قَ َال « يْل َقى ىِف النَّا ِر و َت ُق ُ ِ‬
‫ض َع‬‫ول َه ْل م ْن َم ِزيد ‪َ .‬حىَّت يَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ ِ ‪779‬‬
‫ول قَط قَط » ‪.‬‬ ‫قَ َد َمهُ َفَت ُق ُ‬
‫ول هل ِمن م ِز ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هرير َة ر َفعه وأَ ْكَثر ما َكا َن يوقِ ُفه أَبو س ْفيا َن « ي َق ُ جِل‬
‫يد‬ ‫َّم َه ِل ْامتَألْت َوَت ُق ُ َ ْ ْ َ‬ ‫ال َ َهن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫ول قَ ِط قَ ِط » ‪.‬‬
‫‪780‬‬
‫ب َتبَ َار َك َو َت َعاىَل قَ َد َمهُ َعلَْي َها َفَت ُق ُ‬ ‫الر ُّ‬
‫ض ُع َّ‬ ‫َفيَ َ‬

‫‪ - 778‬صحيح البخارى (‪ ) 4850‬ومسلم (‪) 7351‬‬


‫‪ - 779‬صحيح البخارى (‪) 4848‬‬
‫‪ - 780‬صحيح البخارى (‪) 4849‬‬

‫‪246‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬يُْل َقى يِف النَّا ِر َفَت ُق ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ب َج َّل‬ ‫الر ُّ‬
‫ض َع َّ‬‫ول ‪َ :‬ه ْل م ْن َم ِزيد ‪َ ،‬حىَّت يَ َ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪781‬‬
‫ول ‪ :‬قَ ْط قَ ْط‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو َعالَ قَ َد َمهُ ف َيها ‪َ ،‬فَت ُق ُ‬
‫َن َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة يُْل َقى يِف النَّا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِت‬
‫ك أ َّ‬ ‫ت بِتَ ْمثِ ِيل الْ ُم َج َاو َر ِة ‪َ ،‬و َذل َ‬‫َخبَا ِر الَّيِت أُطْل َق ْ‬
‫ِ‬
‫قَ َال أَبُو َحا ٍ ‪َ :‬ه َذا اخْلََبُر م َن األ ْ‬
‫ب َج َّل َو َعالَ َم ْو ِض ًعا ِم َن الْ ُكفَّا ِر‬ ‫الر ُّ‬
‫ض َع َّ‬ ‫يد َحىَّت يَ َ‬ ‫ص َي اللَّهُ َعلَْي َها ‪ ،‬فَالَ َتَز ُال تَ ْستَ ِز ُ‬ ‫ِمن اأْل ُم ِم واألَم ِكنَ ِة الَّيِت ع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َواأل َْم ِكنَ ِة يِف النَّا ِر ‪َ ،‬فتَ ْمتَل ُئ َفَت ُق ُ‬
‫ب تُطْل ُق يِف لُغَت َها ْ‬
‫اس َم‬ ‫َن الْ َعَر َ‬‫يد ‪َ :‬ح ْسيِب َح ْسيِب ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ول ‪ :‬قَ ْط قَ ْط ‪ ،‬تُِر ُ‬
‫يد ‪َ :‬م ْو ِض َع‬‫الْ َق َدِم َعلَى الْ َم ْو ِض ِع ‪ ،‬قَ َال اللَّهُ َج َّل َو َعالَ ‪{ :‬هَلُ ْم قَ َد ُم ِص ْد ٍق ِعْن َد َرهِّبِ ْم} [يونس ‪ ، ] :‬يُِر ُ‬
‫ِ ِ ‪782‬‬
‫ض ُع قَ َد َمهُ يِف النَّا ِر ‪َ ،‬ج َّل َربُّنَا َوَت َعاىَل َع ْن ِمثْ ِل َه َذا َوأَ ْشبَاهه‪.‬‬ ‫َن اللَّهَ َج َّل َو َعالَ يَ َ‬ ‫ِص ْد ٍق ‪ ،‬الَ أ َّ‬
‫ب‬‫ض َع فِ َيها َر ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫س ع ِن النَّىِب ‪ -  -‬قَ َال « الَ يز ُال يْل َقى فِيها وَت ُق ُ ِ‬
‫ول َه ْل م ْن َم ِزيد ‪َ .‬حىَّت يَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ َ‬ ‫َ‬
‫ض ُل َحىَّت‬ ‫ك ‪َ .‬والَ َتَز ُال اجْلَنَّةُ َت ْف ُ‬ ‫ك َو َكَر ِم َ‬‫ول قَ ْد قَ ْد بِعَِّزتِ َ‬ ‫ض ‪ ،‬مُثَّ َت ُق ُ‬‫ض َها إِىَل َب ْع ٍ‬ ‫ني قَ َد َمهُ َفَيْنَز ِوى َب ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫الْ َعالَم َ‬
‫‪783‬‬
‫ض َل اجْلَن َِّة » ‪.‬‬‫يُْن ِش َئ اللَّهُ هَلَا َخ ْل ًقا َفيُ ْس ِكَن ُه ْم فَ ْ‬
‫يدل على بعد قعرها أيضا أن الحجر إذا ألقي من أعالها احتاج إىل آماد طويلة حىت يبلغ‬ ‫الثاني ‪ُّ :‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬إِ ْذ مَسِ َع َو ْجبَةً َف َق َال النَّىِب ُّ ‪ « - -‬تَ ْد ُرو َن َما َه َذا »‪.‬‬ ‫قعرها‪،‬فعن أَىِب هرير َة قَ َال ُكنَّا مع رس ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َخ ِري ًفا َف ُه َو َي ْه ِوى ىِف النَّا ِر اآل َن‬ ‫قَ َال ُق ْلنَا اللَّهُ َو َر ُسولُهُ أ َْعلَ ُم‪ .‬قَ َال « َه َذا َح َجٌر ُرم َى بِه ىِف النَّا ِر ُمْن ُذ َسْبع َ‬
‫َحىَّت ا ْنَت َهى إِىَل َق ْع ِر َها »‪- 784.‬الوجبة ‪ :‬صوت وقع القدم على األرض‬

‫‪ - 781‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )268()501‬صحيح‬


‫‪ - 782‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)502‬‬
‫‪ - 783‬صحيح البخارى(‪ ) 7384‬وصحيح مسلم(;‪) 7358‬‬
‫الص َفات ‪َ ،‬وقَ ْد َسبَ َق َمَّرات َبيَان اِ ْختِاَل ف الْ ُعلَ َماء فِ َيها َعلَى َم ْذ َهَبنْي ِ ‪:‬‬ ‫َح ِاديث ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َه َذا احْلَديث م ْن َم َشاهري أ َ‬
‫يلها بَ ْل نُ ْؤ ِمن أَن ََّها َح ّق َعلَى َما أ ََر َاد اللَّه ‪َ ،‬وهَلَا َمعْىَن يَلِيق هِبَا‬ ‫ني ‪ :‬أَنَّهُ اَل يُتَ َكلَّم يِف تَأْ ِو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السلَف َوطَائ َفة م َن الْ ُمتَ َكلِّم َ‬ ‫َحدمهَا ‪َ :‬و ُه َو َق ْول مُجْ ُهور َّ‬ ‫أَ‬
‫رها َغرْي ُمَراد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬وظَاه َ‬
‫يل ‪ :‬الْ ُمَراد بِالْ َق َدِم ُهنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫حِب ِ ِ هِب‬ ‫ِ‬
‫ني أَن ََّها تُتَأ ََّول َ َسب َما يَليق َا ‪َ ،‬ف َعلَى َه َذا ا ْخَتلَ ُفوا تَأْويل َه َذا احْلَديث ‪ ،‬فَق َ‬ ‫َوالثَّايِن ‪َ :‬و ُه َو َق ْول مُجْ ُهور الْ ُمتَ َكلِّم َ‬
‫اضي ‪َ :‬ه َذا تَأْ ِويل الن ْ‬
‫َّضر‬ ‫ضع اللَّه َتعاىَل فِيها من قَدَّمه هَل ا ِمن أ َْهل الْع َذاب ‪ ،‬قَ َال الْما ِز ِري والْ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُمَت َقدِّم ‪َ ،‬و ُه َو َشائع يِف اللُّغَة َو َم ْعنَاهُ ‪َ :‬حىَّت يَ َ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫بْن مُشَْي ٍل ‪َ ،‬وحَنْوه َع ِن اِبْن اأْل َْعَرايِب ّ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني ‪َ ،‬فيعود الض ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الْ َم ْخلُوق الْ َم ْعلُوم ‪.‬‬ ‫َّمري يِف قَ َدمه إِىَل َذل َ‬ ‫َن الْ ُمَراد قَ َدم َب ْعض الْ َم ْخلُوق َ; َ ُ‬ ‫الثَّايِن ‪ :‬أ َّ‬
‫ضع اللَّه فِ َيها ِر ْجله ) َف َق ْد َز َع َم اإْلِ َمام أَبُو بَكْر بْن‬ ‫ِ‬ ‫َّس ِميَة ‪َ ،‬وأ ََّما ِّ‬
‫الر َوايَة الَّيِت ف َيها ( يَ َ‬
‫هِب ِ ِ‬
‫َن يِف الْ َم ْخلُوقَات َما يُ َس َّمى َذه الت ْ‬ ‫الثَّالِث ‪ :‬أَنَّهُ حُيْتَ َمل; أ َّ‬
‫ضا أَ ْن يَُراد بِ ِّ‬ ‫الن ْقل ‪ ،‬ولَ ِكن قَ ْد رواها مسلِم و َغ ه فَ ِهي ِ‬ ‫َف ْورك أَن ََّها َغرْي ثَابِتَة ِعْند أ َْهل َّ‬
‫الر ْج ِل‬ ‫يلها َك َما َسبَ َق يِف الْ َق َدم ‪َ ،‬وجَيُوز أَيْ ً‬ ‫يحة َوتَأْ ِو َ‬
‫صح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ ْ َ رْي‬
‫ُّوها ‪َ ،‬و ُخلِ ُقوا هَلَا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجْل ماعة ِمن النَّاس ‪َ ،‬كما ي َقال ‪ِ :‬رجل ِمن جراد ‪ ،‬أ ِ ِ‬
‫َي ‪ :‬قطْ َعة مْنهُ ‪ ،‬قَ َال الْ َقاضي ‪ :‬أَظْ َهر التَّأْ ِوياَل ت أَن َُّه ْ;م َق ْوم ا ْستَ َحق َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْرفه َع ْن ظَاهره ؛ لقيَام الدَّليل الْ َقطْع ّي الْ َع ْقل ّي َعلَى ا ْست َحالَة اجْلَا ِر َحة َعلَى اللَّه َت َعاىَل ‪ .‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪9‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَالُوا ‪َ :‬واَل بُ ّد م ْن َ‬
‫‪ /‬ص ‪)230‬‬
‫‪ - 784‬صحيح مسلم(‪) 7346‬‬

‫‪247‬‬
‫يل ‪َ -‬علَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّه ‪َ -  -‬‬
‫ي قَ َال ‪ :‬مَسِ ع رس ُ ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫الساَل ُم ‪َ -‬ف َق َال‬ ‫ص ْوتًا َهالَهُ ‪ ،‬فَأَتَاهُ جرْب ُ‬ ‫ََُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫ِ‬
‫َّم م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّه ‪َ " : -  -‬ما َه َذا َّ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن َشفري َج َهن َ‬ ‫ص ْخَرةٌ َه َو ْ‬ ‫يل ؟ " ‪َ .‬ف َق َال ‪َ :‬هذه َ‬ ‫ت يَا جرْب ُ‬ ‫الص ْو ُ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪-  -‬‬ ‫ي َر ُس ُ‬ ‫ص ْو َت َها ‪ .‬فَ َما ُر ِؤ َ‬‫ك َ‬ ‫ب اللَّهُ أَ ْن أُمْسِ َع َ‬‫َح َّ‬‫ت َق ْعَر َها ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ني َبلَغَ ْ‬
‫ِ‬
‫ني َع ًاما ‪َ ،‬ف َه َذا ح َ‬
‫ِ‬
‫َسْبع َ‬
‫ضهُ اللَّهُ ‪ - .785‬الشفري ‪ :‬احلرف واجلانب والناحية‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ضاح ًكا م ْلءَ فيه َحىَّت َقبَ َ‬ ‫َ‬
‫َهوى فِ َيها‬ ‫َّم أ َ‬
‫ِ ٍ ِ ِ ِِ‬
‫َن َح َجًرا مثْ َل َسْب ِع َخل َفات أُلْق َي م ْن َشفري َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ : ‬لَ ْو أ َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫س ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬‫َ‬
‫‪786‬‬
‫ني َع ًاما ‪ ،‬الَ َيْبلُ ُغ َق ْعَر َها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َسْبع َ‬
‫ب عُْتبَةُ بْ ُن َغ ْز َوا َن ‪ ،‬فَ َح ِم َد اللَّهَ َوأَْثىَن َعلَْي ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أ ََّما َب ْع ُد فَِإ َّن ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫و َع ْن َخالد بْ ِن عُ َمرْي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خطَ َ‬
‫َح ُد ُك ْم ‪َ ،‬وإِنَّ ُك ْم ُمْنتَ ِقلُو َن‬ ‫قَ ْد آ َذنَت بِصرٍم ‪ ،‬وولَّت ح َّذاء ‪ ،‬وإِمَّنَا ب ِقي ِمْنها صبابةٌ َك ِ ِ‬
‫صبَابَة ا ِإلنَاء َ‬
‫صَّب َها أ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َُ َ ُ‬
‫َن احْلَ َجَر يُْل َقى ِم ْن َش ِف ِري‬ ‫يد ِم َن اخْلَرْيِ ‪َ -‬فلَ َق ْد َبلَغَيِن أ َّ‬ ‫ضَرتِ ُك ْم ‪ -‬يُِر ُ‬ ‫ِمْن َها إِىَل َدا ٍر الَ َز َو َال هَلَا ‪ ،‬فَا ْنتَ ِقلُوا َما حِب َ ْ‬
‫اع ِي‬ ‫صَر َ‬
‫ِ‬
‫َن َما َبنْي َ م ْ‬ ‫َن ‪ ،‬أََف َع ِجْبتُ ْم َولََق ْد ذُكَِر يِل أ َّ‬ ‫جهنَّم ‪ ،‬فَما يبلُ ُغ هَل ا َقعرا سبعِني عاما ‪ ،‬وامْي ِ‬
‫اهلل لَتُ ْمأَل َّ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ ْ ً َ ْ َ َ ً َ ُ‬
‫ول‬‫الزح ِام ‪ ،‬ولََق ْد رأَيتُيِن سابِع سبع ٍة مع رس ِ‬ ‫اجْل ن َِّة م ِسري َة أَربعِني عاما ‪ ،‬ولَيأْتِ َّ علَي ِه يوم وهو َك ِظي ٌ ِ‬
‫ظ م َن ِّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ً َ َ نَي َ ْ َ ْ ٌ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬ما لَنَا طَعام إِالَّ ور ُق الشَّج ِر حىَّت قَ ِرح ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بُْر َد ًة ‪ ،‬فَ َش َق ْقُت َها َبْييِن َو َبنْي َ‬ ‫ت مْنهُ أَ ْش َدا ُقنَا ‪َ ،‬ولََقد الَْت َقطْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ ََ‬ ‫َ‬
‫ص ٍر ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سع ٍد ‪ ،‬فَاتَّزرت بِنِص ِفها ‪ ،‬واتَّزر سع ٌد بِنِ ِ‬
‫َصبَ َح أَم ًريا َعلَى م ْ‬ ‫َح ٌد الَْي ْو َم َح ٌّي إِالَّ أ ْ‬
‫صف َها َما منَّا أ َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ََ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫صا ِر ‪ ،‬وأَعُوذُ بِاللَّ ِه أَ ْن أَ ُكو َن َع ِظيما يِف َن ْف ِسي َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َحىَّت‬ ‫اس َخ ْ‬ ‫صغ ًريا عْن َد اهلل ‪َ ،‬وإن ََّها مَلْ تَ ُك ْن نُُب َّوةٌ إالَّ َتنَ َ‬ ‫ً‬ ‫األ َْم َ َ‬
‫‪787‬‬
‫تَ ُكو َن َعاقِبَُت َها ُم ْل ًكا َستُْبلُو َن اأْل َُمَراءَ َب ْع َدنَا‪..‬‬
‫الصبابة ‪ :‬البقية اليسرية من الشراب تبقى أسفل اإلناء ‪-‬الكظيظ ‪ :‬املمتلئ املزحوم‬
‫صَر ِة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ْخَر َة‬ ‫وع ِن احْلَ َس ِن قَ َال قَ َال عُْتبَةُ بْ ُن َغ ْز َوا َن َعلَى مْنرَبِ نَا َه َذا مْنرَبِ الْبَ ْ‬ ‫َ‬
‫ول‬‫ضى إِىَل َقَرا ِر َها »‪ .‬قَ َال َو َكا َن عُ َمُر َي ُق ُ‬ ‫الْع ِظيمةَ لَُت ْل َقى ِمن َش ِف ِري جهنَّم َفَته ِوى فِيها سبعِني عاما وما ُت ْف ِ‬
‫َ َْ َ َ ً َ َ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ‪788‬‬
‫أَ ْكثُِروا ِذ ْكَر النَّا ِر فَِإ َّن َحَّر َها َش ِدي ٌد َوإِ َّن َق ْعَر َها بَعِي ٌد َوإِ َّن َم َق ِام َع َها َحدي ٌد‪.‬‬
‫ول ِ‬ ‫وسى األَ ْش َع ِر ِّ‬
‫ف‬‫َن َح َجًرا يُ ْق َذ َ‬ ‫اهلل ‪ : ‬لَ ْو أ َّ‬ ‫وسى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ي ‪َ ،‬ع ْن أَيِب ُم َ‬ ‫وع ْن أَيِب بَ ْك ِر بْ ِن أَيِب ُم َ‬ ‫َ‬
‫‪789‬‬
‫ني َخ ِري ًفا َقْب َل أَ ْن َيْبلُ َغ َق ْعَر َها‪" .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ يِف‬
‫َّم َه َوى َسْبع َ‬ ‫به َج َهن َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ، ‬ف َق َال‪:‬‬ ‫اهلِ َّي‪َ ،‬ف ُق ْلت ح ِّد ْثنَا ما مَسِ عت ِمن رس ِ‬ ‫وعن لُْقما َن بن ع ِام ٍر‪ ،‬قَ َال‪ِ :‬جْئت أَبا أُمامةَ الْب ِ‬
‫َ‬
‫ُ َ َ ْ َ َُْ‬ ‫ُ َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫ت َق ْعَر َها َسْبع َ‬ ‫َّم َما َبلَغَ ْ‬ ‫ات‪ ،‬قُ ِذ َ هِب ِ ِ ِ‬ ‫َن صخر ًة وزنَت ع ْشر خلِ َف ٍ‬
‫ول اللَّه ‪": ‬لَ ْو أ َّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫قَ َال رس ُ ِ‬
‫ف َا م ْن َشفري َج َهن َ‬ ‫َُ‬
‫‪ - 785‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 827‬ضعيف‬
‫‪ - 786‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35284()161‬حسن لغريه‬
‫‪ - 787‬مسند أمحد (‪ )18041‬و صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7121()60‬صحيح‬
‫‪ - 788‬سنن الرتمذى(‪ ) 2776‬وصحيح اجلامع ( ‪ )1662‬والصحيحة ( ‪ )1611‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 789‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7468()509‬حسن‬

‫‪248‬‬
‫ص ِد ُ‬
‫يد‬ ‫يل مْن ُه ْما َ‬
‫خ ِري ًفا حىَّت يْنتَ ِهي إِىَل َغي‪ ،‬وأَثَ ٍام"‪ ،‬قِيل‪ :‬وما َغي‪ ،‬وأَثَام؟ قَ َال‪":‬بِْئر ِان يِف أَس َف ِل جهنَّم ي ِس ِ‬
‫ْ ََ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ٌّ َ ٌ‬ ‫ٍّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َيْل َق ْو َن َغيًّا َو َم ْن‬ ‫َّه َوات‪ ،‬فَ َس ْو َ‬ ‫الصال َة‪َ ،‬واتََّبعُوا الش َ‬ ‫َضاعُوا َّ‬ ‫"ومُهْا اللَّ َذان ذَ َكَرمُهَا اللَّهُ يِف كتَابِه "أ َ‬ ‫ِ‬
‫أ َْه ِل النَّار َ‬
‫ك َيْل َق أَثَ ًاما" [مرمي‪- 790.]59 ;:‬اخللفات مجع خلفة وهي الناقة احلامل‬ ‫ِ‬
‫َي ْف َع ْل َذل َ‬
‫س حُمَ َّم ٍد بِيَ ِد ِه ‪ ،‬إِ َّن قَ ْد َر َما َبنْي َ َش ِف ِري النَّا ِر‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ، ‬ي ُق ُ َّ ِ‬
‫ول ‪َ :‬والذي َن ْف ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫وقَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫يما َبنْي َ َش ِف ِري النَّا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِِ‬
‫ص ْخَرة ز َنُت َها َسْب َع َخل َفات ب ُش ُحومه َّن ‪َ ،‬وحُلُومه َّن ‪َ ،‬وأ َْوالده َّن ‪َ ،‬ت ْه ِوي ف َ‬
‫و َق ْع ِر َها ‪َ ،‬ك َ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َو َق ْع ِر َها ‪ ،‬إِىَل أَ ْن َت َق َع َق ْعَر َها َسْبع َ‬
‫ني َخ ِري ًفا"‬
‫‪791‬‬

‫‪ -‬الشفري ‪ :‬احلرف واجلانب والناحية ‪ -‬اخللفة ‪ :‬الناقة احلامل العشراء ‪ -‬الشفة ‪ :‬احلرف أو اجلانب‬
‫ف ُك ِّل َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أيب سعيد ‪ ،‬عن النيب ‪ ‬قال ‪ِ « :‬‬
‫أربعني سنَةً‬‫َ‬ ‫سريةٌ‬
‫جدار َم َ‬ ‫أرب َعةُ ُج ُد ٍر ‪ ،‬كثَ ُ‬ ‫لسراد ُق النَّا ِر َ‬
‫ُ‬
‫»‪-- 792‬السرادق ‪ :‬كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء أو خيمة ‪ -‬اجلدر ‪ :‬احلوائط ‪-‬‬
‫كثف ‪ :‬غلظ‬
‫الثالث‪ :‬كثرة العدد الذي يأتي بالنار من المالئكة في يوم القيامة ‪ ،‬فقد وصف الرسول ‪ ‬جميئ النار‬
‫الذ ْكَرى} (‪)23‬‬ ‫يوم القيامة ‪ ،‬الذي يقول اهلل فيه ‪{ :‬و ِجيء َي ْو َمئِ ٍذ جِب َ َهنَّم َي ْو َمئِ ٍذ َيتَ َذ َّكر اإْلِ نسا ُن وأَىَّن لَهُ ِّ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ِز َم ٍام َم َع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جِب‬ ‫ِ‬ ‫فع ْن َعْب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال َر ُس ُ َّ‬
‫َّم َي ْو َمئذ هَلَا َسْبعُو َن أَلْ َ‬
‫ول الله ‪ « - -‬يُ ْؤتَى َ َهن َ‬ ‫سورة الفجر ‪َ ،‬‬
‫ف ملَ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُك ِّل ِز َمام َسْبعُو َن أَلْ َ َ‬
‫‪793‬‬
‫ك جَيُُّرو َن َها »‪.‬‬
‫ولك أن تتخيل عظم هذا املخلوق الرهيب الذي احتاج إىل هذا العدد اهلائل من املالئكة األشداء األقوياء‬
‫الذين ال يعلم مدى قوهتم إال اهلل تبارك وتعاىل‬
‫‪794‬‬
‫س َوالْ َق َمُر َث ْو َر ِان َع ِق َري ِان يِف النَّار"‬
‫َّم ُ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ : ‬الش ْ‬ ‫َُ‬
‫الرابع ‪ :‬قال أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ُ ُْ َ‬

‫‪ - 790‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ ) 7633()193‬ضعيف وصوبوا وقفه‬


‫‪ - 791‬املستدرك للحاكم(;‪ )8767‬حسن‬
‫‪ - 792‬صفة النار البن أيب الدنيا (‪ ) 6‬حسن‬
‫‪ - 793‬صحيح مسلم (‪) 7343‬‬
‫‪ - 794‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )4116‬ومسند البزار(‪ )8696‬ومشكل اآلثار للطحاوي (‪ ) 160‬صحيح لغريه‬
‫ليس املراد من احلديث ما تبادر إىل ذهن البعض أن الشمس والقمر يف النار يعذبان فيها عقوبة هلما ‪ ،‬كال فإن اهلل عز و جل ال يعذب من‬
‫ات َو َمن يِف اأْل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫ض‬ ‫َن اللَّهَ يَ ْس ُج ُد لَهُ َمن يِف َّ َ َ‬ ‫أطاعه من خلقه ومن ذلك الشمس والقمر كما يشري إليه قول اهلل تبارك وتعاىل‪{ :‬أَمَلْ َتَر أ َّ‬
‫اب َو َمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم إِ َّن اللَّهَ َي ْف َع ُل‬ ‫ِ‬ ‫اب و َكثِري ِّمن الن ِ ِ‬
‫َّاس َو َكثريٌ َح َّق َعلَْيه الْ َع َذ ُ‬ ‫َّو ُّ َ ٌ َ‬ ‫َّج ُر َوالد َ‬ ‫وم َواجْلِبَ ُ‬
‫ال َوالش َ‬ ‫ُّج ُ‬
‫س َوالْ َق َم ُر َوالن ُ‬
‫َّم ُ‬
‫َوالش ْ‬
‫َما يَ َشاء*} (‪ )18‬سورة احلـج‪.‬‬
‫فأخرب تعاىل أن عذابه إمنا حيق على غري من كان يسجد له تعاىل يف الدنيا ‪ ،‬كما قال الطحاوي ‪ ،‬وعليه; فإلقاؤمها يف النار حيتمل أمرين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أهنما من وقود النار ‪،‬قال اإلمساعيلي ‪ " :‬ال يلزم من جعلهما يف النار تعذيبهما ‪ ،‬فإن هلل يف النار مالئكة وحجارة وغريها لتكون‬
‫ألهل النار عذابا وآلة من آالت العذاب ‪ ،‬وما شاء اهلل من ذلك فال تكون هي معذبة " ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫فتأمل رعاك اهلل حال خملوقني عظيمني كالشمس والقمر كيف يكونان كثورين مكورين يف النار‬
‫اه ٍد قَ َال قَ َال ابْن َعبَّ ٍ ِ‬
‫وأما عن سعة جهنم طوالً وعرضاً فعن جُم ِ‬
‫ت الَ‪ .‬قَ َال‬ ‫اس أَتَ ْدرى َما َس َعةُ َج َهن َ‬
‫َّم ُق ْل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫(و َم ــا قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّق قَ ْد ِر ِه‬ ‫ِِ‬ ‫أَجل واللَّ ِه ما تَ ْد ِرى‪ .‬ح َّد َثْتىِن عائِ َشةُ أَنَّها سأَلَت رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ - -‬ع ْن َق ْوله َ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات بِيَمينه ُسْب َحــانَهُ َوَت َعاىَل َع َّما يُ ْش ِر ُكو َن){الزمر‪:‬‬
‫ات َمطْ ِويَّ ٌ‬‫الس َم َو ُ‬ ‫ض مَجِ يعاً َقْب َ‬
‫ضتُهُ َي ْو َم القيَ َامة َو َّ‬ ‫َواأل َْر ُ‬
‫َّم »‪.795‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ }67‬قَالَت ُق ْلت فَأَين النَّاس يومئِ ٍذ يا رس َ َّ ِ‬
‫ول الله قَ َال « َعلَى ج ْسر َج َهن َ‬ ‫ْ ُ ْ َ ُ َْ َ َ َ ُ‬
‫ــــــــ‬

‫والثاين ‪ :‬أهنما يلقيان فيها تبكيتا لعبادمها ‪ .‬قال اخلطايب ‪ ":‬ليس املراد بكوهنما يف النار تعذيبهما بذلك ‪ ،‬ولكنه تبكيت ملن كان يعبدمها يف‬
‫الدنيا ليعلموا أن عبادهتم هلما كانت باطال " ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذا هو األقرب إىل لفظ احلديث ويؤيده أن يف حديث أنس عند أيب يعلى ‪-‬‬
‫كما يف " الفتح " ( ‪ " : ) 214 / 6‬لريامها من عبدمها " ‪ .‬و مل أرها يف " مسنده " واهلل تعاىل أعلم; ‪ .‬وانظر السلسلة الصحيحة ‪( -‬ج‬
‫‪ / 1‬ص ‪)124( )123‬‬
‫‪ - 795‬سنن الرتمذى(‪ ) 3549‬صحيح‬

‫‪250‬‬
‫المبحث الثالث عشر‬
‫دركات النار‬

‫ني يِف الد َّْر ِك‬ ‫ِِ‬


‫النار متفاوتة يف شدة حرها ‪ ،‬وما أعده اهلل من العذاب ألهلها ‪ ،‬قال تعاىل ‪{ :‬إِ َّن الْ ُمنَافق َ‬
‫ص ًريا} (‪ )145‬سورة النساء ‪ .‬والعرب تطلق ( الدرك ) على كل ما‬ ‫األَس َف ِل ِمن النَّا ِر ولَن جَتِ َد هَل م نَ ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تسافل ‪ ،‬كما تطلق ( الدرج ) على كل ما تعاىل‪ ،‬فيقال للجنة درجات وللنار دركات‪ ،‬وكلما ذهبت‬
‫النار سفال كلما عال حرها واشتد هليبها ‪ ،‬واملنافقون هلم النصيب األوفر من العذاب لذلك كانوا يف‬
‫الدرك األسفل من النار ‪.‬‬
‫ات‬ ‫تسمى النار درجات أيضا ‪ ،‬ففي سورة األنعام ذكر اهلل أهل اجلنة والنار مث قال ‪ِ :‬‬
‫{ول ُك ٍّل َد َر َج ٌ‬
‫َ‬ ‫وقد َّ‬
‫ك بِغَافِ ٍل َع َّما َي ْع َملُو َن} (‪ )132‬سورة األنعام‪.‬‬ ‫مِّمَّا َع ِملُواْ َو َما َربُّ َ‬
‫ضوا َن اللَّ ِه َكمن باء بِسخ ٍط ِمن اللَّ ِه ومأْواه جهنَّم وبِْئس الْم ِ‬ ‫ِ‬
‫صريُ (‪)162‬‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ََ َ ُ ََ ُ َ َ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬أَفَ َم ِن اتَّبَ َع ر ْ َ‬
‫صريٌ مِب َا َي ْع َملُو َن (‪[ )163‬آل عمران‪ ).]163-162/‬قال عبد الرمحن بن‬ ‫ات ِعْن َد اللَّ ِه واللَّه ب ِ‬ ‫ُه ْم َد َر َج ٌ‬
‫َ َُ‬
‫‪796‬‬
‫زيد بن أسلم ‪ ( :‬درجات اجلنة تذهب علوا ‪ ،‬ودرجات النار تذهب سفال )‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 796‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)50‬‬

‫‪251‬‬
‫المبحث الرابع عشر‬
‫في سالسلها وغير ذلك‬

‫اصةً ِمثْ َل‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬لَ ْو أ َّ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه ب ِن عم ِرو ب ِن الْع ِ‬
‫ص َ‬ ‫َن ُر َ‬ ‫اصى رضي اهلل عنهما ‪ ،‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ض‬ ‫ِِ ِ ٍ ِ‬ ‫السم ِاء إِىَل األَر ِ ِ ِ‬ ‫َشار إِىَل ِمثْ ِل اجْل مجم ِة أُر ِسلَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َوه َى َمس َريةُ مَخْسمائَة َسنَة لََبلَغَت األ َْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ت م َن َّ َ‬ ‫ُْ ُ َ ْ ْ‬ ‫َهذه َوأ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َقبل اللَّي ِل ولَو أَنَّها أُر ِسلَت ِمن رأْ ِس ِّ ِ ِ‬
‫ني َخ ِري ًفا اللَّْي َل َوالن َ‬
‫َّه َار َقْب َل أَ ْن َتْبلُ َغ أ ْ‬
‫َصلَ َها أ َْو‬ ‫ت أ َْربَع َ‬‫ص َار ْ‬ ‫الس ْلسلَة لَ َ‬ ‫َْ ْ َ ْ َ ْ ْ ْ َ‬
‫َق ْعَر َها »‪.797‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬قَ َال ‪ " :‬يُْن ِش ُئ اللَّهُ ‪َ [ -‬عَّز َو َج َّل ] ‪َ -‬س َحابَةً‬ ‫يث إِىَل رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َو َع ْن َي ْعلَى بْ ِن ُمنَبِّه ‪َ -‬رفَ َع احْلَد َ َ ُ‬
‫َي َش ْي ٍء تَطْلُبُو َن ؟ َفيَ ْذ ُكُرو َن هِبَا َس َحابَةَ ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪،‬‬ ‫ال ‪ :‬يَا أ َْه َل النَّا ِر ‪ ،‬أ َّ‬ ‫أِل َْه ِل النَّا ِر َس ْو َداءَ ُمظْلِ َمةً َفُي َق ُ‬
‫يد يِف أَغْاَل هِلِ ْم ] ‪َ ،‬و َساَل ِس َل يِف َساَل ِسلِ ِه ْم ‪َ ،‬ومَجًْرا‬ ‫اب ‪َ .‬فيُ ْم ِطُر ُه ْم أَغْاَل اًل [ تَ ِز ُ‬‫َفَي ُقولُو َن ‪ :‬يَا َربَّنَا ‪ ،‬الشََّر َ‬
‫ب َعلَْي ِه ْم " ‪.798‬‬ ‫ِ‬
‫يُْله ُ‬
‫يد ُو ِض َع يِف األ َْر ِ‬ ‫َن ِم ْقمعا ِمن ح ِد ٍ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ول اللَّه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬لَ ْو أ َّ َ ً ْ َ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪799‬‬
‫ض"‬‫الن ‪َ ،‬ما أََقلُّوهُ ِم َن األ َْر ِ‬ ‫الث َق ِ‬
‫اجتَ َم َع لَهُ َّ‬
‫فَ ْ‬
‫ى‪،‬رضي اهلل عنه قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ب‬ ‫ض ِر َ‬‫مقمعا من حديد‪ ،‬لَ ْو ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ :-  -‬لو أن ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫َن دلْواً ِمن َغ َّس ٍ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫الد ْنيَا ألَْننَتَ أ َْه َل ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫اق ىِف ُّ‬ ‫اق يُ َهَر ُ‬ ‫َّت مُثَّ َع َاد َك َما َكا َن َولَ ْو أ َّ َ ْ‬ ‫اجْلَبَ ُل بَِق ْم ٍع م ْن َحديد‪ ،‬لََت َفت َ‬
‫‪800‬‬
‫»‬
‫الغساق ‪ :‬ما يسيل من صديد أهل النار وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل الزمهرير‬
‫املقمع املطرق وقيل السوط‬
‫ود َها‬‫َّار الَّيِت َوقُ ُ‬‫وعن عبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬قال ‪ « :‬إن احلجارة اليت مسى اهلل تعاىل يف القرآن { فَ َّات ُقواْ الن َ‬
‫النَّاس واحْلِجارةُ أ ُِعد ِ ِ‬
‫ين} (‪ )24‬سورة البقرة ‪ ،‬حجارة من كربيت ‪ ،‬خلقها اهلل عنده عز وجل‬ ‫َّت ل ْل َكاف ِر َ‬‫ْ‬ ‫َُ ََ‬
‫‪801‬‬
‫كيف شاء أو كما شاء »‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 797‬سنن الرتمذى(‪ )2791‬حسن‬


‫‪ - 798‬املعجم األوسط للطرباين (‪ )4253‬فيه ضعف‬
‫‪ - 799‬املستدرك للحاكم; (‪ )8773‬حسن‬
‫‪ - 800‬غاية املقصد ىف زوائد املسند (‪ ) 5087‬ومسند أمحد(;‪ )12106‬حسن‬
‫‪ - 801‬البعث والنشور للبيهقي (‪ )486‬صحيح‬

‫‪252‬‬
‫المبحث الخامس عشر‬
‫في ذكر حياتها وعقاربها‬

‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬إِ َّن ىِف النَّا ِر‬ ‫ى قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ث بْ ِن َجْز ٍء ُّ‬
‫الز َبْي ِد َّ‬ ‫اج قَ َال مَسِ عت عب َد اللَّ ِه بن احْل ا ِر ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫َع ْن َد َّر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َكأَمثَ ِال ْ ِ‬
‫ب‬‫ني َخ ِريفاً َوإِ َّن ىِف النَّا ِر َع َقا ِر َ‬ ‫أعنَاق الْبُ ْخت َت ْل َس ُع إِ ْح َد ُاه َّن اللَّ ْس َعةَ َفيَج ُد مَحْ َو َت َها أ َْربَع َ‬ ‫َحيَّ ٌ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َسنَةً »‪.802‬‬ ‫َكأ َْمثَ ِال الْبِغَ ِال الْ ُمو َك َفة َت ْل َس ُع إِ ْح َد ُاه َّن اللَّ ْس َعةَ َفيَج ُد مَحْ َو َت َها أ َْربَع َ‬
‫البخت ‪ :‬واحدهتا البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامني ‪-‬املوكفة ‪ :‬احململة‬
‫اق‬ ‫ات أَمثَ َال أ َْعنَ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ي ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬أَنَّهُ قَ َال ‪ :‬إِ َّن يِف النَّا ِر حَلَيَّ ْ‬ ‫ث بْ ِن َجْز ٍء ُّ‬
‫الز َبْي ِد ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ب ِن احْل ا ِر ِ‬
‫وعن َعْبد ْ َ‬
‫ني َخ ِري ًفا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َد ُه ُم اللَّ ْس َعةَ ‪َ ،‬فيَج ُد مُحَُّو َت َها أ َْربَع َ‬
‫‪803‬‬
‫الْبُ ْخت َتْل َس ُع أ َ‬
‫الد ِمْل ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ب َكالْبِغَ ِال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ٍد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن جِل هن ِ‬ ‫وعن جُم ِ‬
‫ات أ َْمثَ َال أ َْعنَاق الْبُ ْخت ‪َ ،‬و َع َقا ِر َ‬ ‫َّم جبَابًا ‪ ،‬ف َيها َحيَّ ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫َْ َ‬
‫اه ِه ْم َفَتْن ِش ُ‬ ‫َفيهرب أَهل جهنَّم إِىَل تِْلك اجْلِباب ‪ :‬قَ َال ‪َ :‬فتأْخذ تِْلك احْل يَّات والْع َقا ِرب بِ ِش َف ِ‬
‫ط َما َبنْي َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ ُ ْ َ َ ُ‬
‫ِ ‪804‬‬
‫ب إِىَل النَّار‪.‬‬ ‫الش ْف ِر إِىَل الظُّْف ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َما يُنَ ِّجي ِهم إِالَ َهَر ٌ‬ ‫َّ‬
‫وعن عب ِد اللَّ ِه ب ِن عم ٍرو قَ َال ‪ :‬إِ َذا قُتِل الْعب ُد يِف سبِ ِيل اللَّ ِه فَأ ََّو ُل قَطْر ٍة َت ْقطُر علَى اأْل َر ِ ِ ِ ِ‬
‫ض م ْن َدمه يُ َكفُِّر اللَّهُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ ْ َْ‬
‫ذُنُوبه ُكلَّها ‪ ،‬مُثَّ ير ِسل لَه اللَّه بِريطٍَة ِمن اجْل ن َِّة َفُت ْقبض فِيها َن ْفسه وجُي َّس ُد ِمن اجْل ن َِّة حىَّت ُتر َّك ِ ِ‬
‫وحهُ‬ ‫ب فيه ُر ُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫مُثَّ يُ َعِّر ُج َم َع الْ َماَل ئِ َك ِة َكأَنَّهُ َكا َن َم َع ُه ْم ُمْن ُذ َخلَ َقهُ اللَّهُ َحىَّت يُ ْؤتَى بِِه الرَّمْح َ ُن ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪َ -‬ويَ ْس ُج ُد َقْب َل‬
‫ض ٍر‬‫اض ُخ ْ‬ ‫ُّه َد ِاء َفيَ ِج ُد ُه ْم يِف ِريَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ َماَل ئ َكة مُثَّ تَ ْس ُج ُد الْ َماَل ئ َكةُ َب ْع َدهُ ‪ ،‬مُثَّ يُ ْغ َفُر لَهُ َويُطَ َّهُر مُثَّ يُ ْؤ َمُر بِه إِىَل الش َ‬
‫وت يِف أَْن َها ِر‬ ‫س يَظَ ُّل احْلُ ُ‬ ‫وت يُلَغِثَاهِنِ ْم ُك َّل َي ْوٍم بِ َشي ٍء مَلْ يُْلغَثَاهُ بِاأْل َْم ِ‬ ‫ِ‬
‫اب م ْن َح ِري ٍر عْن َد ُه ْم َث ْوٌر َو ُح ٌ‬
‫وثِي ٍ ِ‬
‫ََ‬
‫ْ‬
‫اجْلَن َِّة َفيَأْ ُك ُل َم ْن ُك ِّل َرائِ َح ٍة ِم ْن أَْن َها ِر اجْلَن َِّة فَِإذَا أ َْم َسى َو َكَزهُ الث َّْو ُر بَِق ْرنِِه فَ َذ َكاهُ فَأَ َكلُوا ِم ْن حَلْ ِم ِه َف َو َج ُدوا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َصبَ َح َع َدا‬ ‫ث الث َّْو ُر نَاف ًشا يِف اجْلَنَّة يَأْ ُك ُل م ْن مَثَِر اجْلَنَّة ‪ ،‬فَِإذَا أ ْ‬ ‫يِف طَ ْع ِم حَلْ ِم ِه ُك َّل َرائِ َح ٍة ِم ْن أَْن َها ِر اجْلَن َِّة َو َي ْلبَ ُ‬
‫وت فَ َذ َكاهُ بِ َذنَبِ ِه فَأَ َكلُوا ِم ْن حَلْ ِم ِه َف َو َج ُدوا يِف طَ ْع ِم حَلْ ِم ِه ُك َّل مَثََر ٍة يِف اجْلَن َِّة ‪َ ،‬يْنظُُرو َن إِىَل َمنَا ِزهِلِ ْم‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه احْلُ ُ‬
‫ان ِمن رحْي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خِبِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫اعة فَِإذَا َت َوىَّف اللَّهُ الْ َعْب َد الْ ُم ْؤم َن أ َْر َس َل إِلَْيه َملَ َكنْي ِ ْرقَة م َن اجْلَنَّة َو َرحْيَ ْ َ َ‬ ‫يَ ْدعُو َن اللَّهَ بِقيَ ِام َّ َ‬
‫ضبا َن ‪ ،‬اخر ِجي فَنِعم ما قَدَّم ِ‬ ‫الن ْفس الْمطْمئِنَّةُ اخر ِجي إِىَل رو ٍح ورحْي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ب َغرْيِ َغ ْ َ‬ ‫ان َو َر ٍّ‬ ‫َْ ََ َ‬ ‫اجْلَنَّة َف َق َال ‪ :‬أَيَُّت َها َّ ُ ُ َ ْ ُ‬
‫الس َم ِاء َماَل ئِ َكةٌ َي ُقولُو َن ‪ُ :‬سْب َحا َن اللَّ ِه‬ ‫َح ُد ُك ْم بِأَنِْف ِه َو َعلَى أ َْر َج ِاء َّ‬ ‫َفتَ ْخرج َكأَطْي ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ب َرائ َحة م ْسك َو َج َد َها أ َ‬ ‫ُُ َ‬
‫صلَّى َعلَْي ِه َويَ ْش َف ُع َحىَّت يُ ْؤتَى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وح طَيِّبَةٌ فَاَل مَيُُّر بِبَاب إِاَّل َفتَ َح لَهُ َواَل َملَك إِاَّل َ‬ ‫ض الَْي ْو َم ُر ٌ‬ ‫لََق ْد َجاءَ ِم َن اأْل َْر ِ‬
‫ت أ َْعلَ ُم بِِه‬ ‫ِ‬
‫بِه إِىَل اللَّه ‪َ -‬عَّز َو َج َّل ‪َ -‬فتَ ْس ُج ُد الْ َماَل ئ َكةُ َقْبلَهُ مُثَّ َي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا َه َذا َعْب ُد َك فُاَل ٌن َت َو َّفْينَاهُ َوأَنْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ - 802‬مسند أمحد (‪ )18184‬حسن‬


‫‪ - 803‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7471()512‬حسن‬
‫‪ - 804‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35279()160‬صحيح مرسل‬

‫‪253‬‬
‫ني‬ ‫ال ‪ :‬اجعل ه ِذ ِه النَّسمةَ مع أَْن ُف ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول ‪ :‬مروه بِ ُّ ِ‬
‫س الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫ََ ََ‬ ‫يل َفُي َق ُ ْ َ ْ َ‬ ‫َّس َمةُ مُثَّ يُ ْد َعى مي َكائ ُ‬ ‫الس ُجود َفيَ ْس ُج ُد الن َ‬ ‫َفَي ُق ُ ُ ُ ُ‬
‫الرحْيَا َن‬‫ضهُ; َسْبعُو َن َو َيْنبِ ُذ فِ ِيه َّ‬ ‫جِب ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َعْن َها َي ْو َم الْقيَ َامة َفُي ْؤ َمُر َ َسده َفُي َو ِّس ُع لَهُ ‪ ،‬طُولُهُ َسْبعُو َن َو َع ْر ُ‬ ‫َسأَلَ َ‬
‫َحىَّت أ ْ‬
‫آن َن َّوره وإِاَّل جعِل لَه نُ ِ‬ ‫ط لَه احْل ِرير فِ ِيه ‪ ،‬وإِ ْن َكا َن معه َشيء ِمن الْ ُقر ِ‬
‫س مُثَّ يُ ْفتَ ُح‬ ‫َّم ِ‬‫ورا مثْ َل نُو ِر الش ْ‬ ‫َُ َ ُ َ ُ ً‬ ‫ََُ ْ ٌ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َو َيْب ُس ُ ُ َ َ‬
‫اب إِىَل اجْلَن َِّة َفَيْنظُر إِىَل َم ْق َع ِد ِه يِف اجْلَن َِّة بُكْر ًة و َع ِشيًّا ‪ .‬وإِ َذا َتوىَّف اللَّهُ الْ َعْب َد الْ َكافِر أ َْر َسل إِلَْي ِه َملَ َكنْي ِ‬ ‫لَهُ بَ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫اخُر ِجي إِىَل‬ ‫س اخْلَبِيثَةُ ْ‬ ‫َخ َش ُن َم ْن ُك ِّل َخ ِش ٍن َف َق َال ‪ :‬أَيَُّت َها َّ‬
‫الن ْف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ جِب ٍ‬
‫َوأ َْر َس َل إِلَْيه بِقطْ َعة َاد أَْننَتُ م ْن ُك ِّل َننَت ٍ َوأ ْ‬
‫ت ‪َ ،‬فتَ ْخُر ُج َكأَْننَت ِ ِجي َف ٍة َو َج َد َها‬ ‫اخ ٍط ‪ ،‬اخر ِجي فَساء ما قَدَّم ِ‬
‫َََ ْ‬ ‫ُْ‬
‫كس ِ‬ ‫اب أَلِي ٍم ور ٍّ ِ‬
‫ب َعلَْي َ‬ ‫ََ‬
‫جهنَّم و َع َذ ٍ‬
‫ََ َ َ‬
‫ض جي َفةٌ َونَ َس َمةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َماء َماَل ئ َكةٌ َي ُقولُو َن ‪ُ :‬سْب َحا َن اللَّه لََق ْد َجاءَ م َن اأْل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ‪َ ،‬و َعلَى أ َْر َجاء َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُك ْم بِأَنْفه قَ ُّ‬ ‫أَ‬
‫اق الْبخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِاء َفي ْؤمر جِب س ِد ِه َفيضيَّق علَي ِه يِف الْ َق ِ ومُيْأَل ُ حيَّ ِ‬
‫ت تَأْ ُك ُل‬ ‫ات مثْ ُل أ َْعنَ ُ ْ‬ ‫رْب َ َ ٌ‬ ‫اب َّ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ ْ‬ ‫َخبِيثَةٌ اَل يُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ُ‬
‫ِ‬ ‫اط ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫يس م ْن َحديد اَل يُْبصُرونَهُ‬ ‫ص ٌّم عُ ْم ٌي َم َع ُه ْم فَطَ ُ‬ ‫حَلْ َمهُ فَاَل يَ َد َع َّن م ْن عظَامه َشْيئًا ‪ ،‬مُثَّ يُْر َس ُل َعلَْيه َماَل ئ َكةٌ ُ‬
‫اب ِم ْن نَا ٍر َفَيْنظُُر إِىَل َم ْق َع ِد ِه ِم َن‬ ‫ض ِربُونَهُ َوخَي ْبِطُونَهُ ‪َ ،‬ويُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ‬ ‫ص ْوتَهُ َفَيْرمَحُونَهُ َفيَ ْ‬ ‫َفَيْرمَحُونَهُ َواَل يَ ْس َمعُو َن َ‬
‫ِ ‪805‬‬
‫ص ُل إِىَل َما َو َراءَهُ ِم َن النَّار ‪.‬‬ ‫ك علَي ِه فَاَل ي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫النَّا ِر بُكَْر ًة َو َعشيَّةً يَ ْسأ َُل اللَّهَ أَ ْن يُدميَ َذل َ َ ْ‬
‫وش ‪،‬‬ ‫يد بْ ُن َش َجَر َة َر ُجاًل ِم ْن َر َهاءَ ‪َ ،‬و َكا َن ُم َعا ِويَةُ يَ ْسَت ْع ِملُهُ َعلَى اجْلُيُ ِ‬ ‫وعن يزيد بن شجرة قال ‪َ :‬كا َن يَِز ُ‬
‫َح َس َن نِ ْع َمةَ اللَّهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪ ،‬اذْ ُكُروا ن ْع َمةَ اللَّه َعلَْي ُك ْم َما أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫فَ َخطََبنَا َي ْو ًما فَ َحم َد اللهَ َوأَْثىَن َعلَْيه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ " :‬أَيُّ َها الن ُ‬
‫الرج ِال ما فِيها أَنَّه إِ َذا أُقِيم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َص َفَر ‪َ ،‬وم ْن ُك ِّل لَ ْون ‪َ ،‬ويِف ِّ َ َ َ ُ‬ ‫َعلَْي ُك ْم ‪ ،‬لَ ْو َتَر ْو َن َما أ ََرى م ْن َبنْي ِ أَمْح ََر َوأ ْ‬
‫الصف ِ ِ‬ ‫الصَّاَل ةُ فُتِحت أَبواب َّ ِ‬
‫اب‬
‫ت أ َْب َو ُ‬ ‫َّان ‪ ،‬فُت َح ْ‬ ‫الت َقى َّ‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬ ‫اب اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬وأ َْب َو ُ‬ ‫الس َماء ‪َ ،‬وأ َْب َو ُ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬
‫َح ُد ُك ْم بَِو ْج ِه ِه إِىَل الْ ِقتَ ِال ُقْل َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ني ‪َ ،‬فيَطَّل ْع َن ‪ ،‬فَإ َذا أَْقبَ َل أ َ‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬و ُزيِّ َن الْع ُ‬ ‫اب اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬وأ َْب َو ُ‬
‫الس َماء ‪َ ،‬وأ َْب َو ُ‬
‫وه الْ َق ْوِم ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احتَ َجنْب َ َعْنهُ َو ُق ْل َن ‪ :‬اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر لَهُ ‪َ ،‬وا ْنتَ ِه ُكوا ُو ُج َ‬ ‫ص ْرهُ ‪َ ،‬وإِ َذا أ َْد َبَر ْ‬ ‫‪ :‬اللَّ ُه َّم ثَبِّْتهُ ‪ ،‬اللَّ ُه َّم انْ ُ‬
‫ص ُن ِم ْن َو َر ِق‬ ‫فِ َدا ُكم أَيِب وأ ُِّمي ؛ فَِإ َّن أ ََّو َل قَطْر ٍة َت ْقطُر ِمن دِم أَح ِد ُكم حَي ُّ هِب‬
‫ط اللَّهُ َا َعْنهُ َخطَايَاهُ َك َما الْغُ ْ‬ ‫ُ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ك ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫اب َع ْن َو ْجهه َو َي ُقواَل ن ‪ :‬ف َدانَا لَ َ‬ ‫َّجَر ِة ‪َ ،‬و َتْبتَد ُرهُ ا ْثنَتَان م ْن ُحور الْعني ‪َ ،‬ومَيْ َس َحان التَُّر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َ‬
‫ِ‬ ‫أَنَا لَ ُكما ‪َ ،‬فيكْسى ِمائَةَ لَو و ِضعت ب أُصبعي هاَت ِ لَوسعتَامُه ا ‪ ،‬لَيس ِ‬
‫َّه َما‬
‫آد َم ‪َ ،‬ولَكن ُ‬ ‫ت م ْن نَ ْس ِج بَيِن َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َنْي َ ْ ُ َ َّ َ نْي َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اسنِ ُك ْم ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫مِس‬
‫اب اجْل ن َِّة ؛ إِنَّ ُكم مكْتُوبو َن ِعْن َد اللَّ ِه بِأَمْس ائِ ُكم ‪ ،‬و اتِ ُكم ‪ ،‬وجَنْوا ُكم ‪ ،‬و ِخاَل لِ ُكم ‪ ،‬وحَم ِ‬ ‫ِمن ثِي ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫اح ٍل‬‫ك ‪ ،‬وإِ َّن جِل هنَّم ِجبابا ِمن س ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ور لَ َ َ َ َ َ َ ً ْ َ‬ ‫ور َك ‪ ،‬يَا فُاَل ُن ‪ ،‬اَل نُ َ‬ ‫يل ‪ :‬يَا فُاَل ُن ‪َ ،‬ه َذا نُ ُ‬ ‫َكا َن َي ْو ُم الْقيَ َامة ق َ‬
‫َّل الْبِغَ ِال ‪ ،‬فَِإذَا َسأ ََل أ َْه ُل‬ ‫ب َكالْبِغَ ِال الد ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّل أ َْو َكالد ِّ‬ ‫ات َكالْبَ َخايِت ِّ ‪َ ،‬و َع َقا ِر ُ‬ ‫َك َساح ِل الْبَ ْح ِر فيه َه َوامٌّ ‪َ ،‬حيَّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّا ِر التَّخ ِف ِ‬
‫ك‬ ‫ك بِ ِش َفاه ِه ْم َو ُجنُوهِبِ ْم ‪َ ،‬و َما َشاءَ اللَّهُ ِم ْن ذَل َ‬ ‫اح ِل ‪َ ،‬فتَأْ ُخ ُذ ُه ْم تِْل َ‬ ‫الس ِ‬‫اخُر ُجوا إِىَل َّ‬ ‫يل ‪ْ :‬‬ ‫يف ق َ‬ ‫ْ َ‬
‫ك ِج ْل َدهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬حىَّت إ َّن أ َ‬
‫َح َد ُه ْم لَيَ ُح ُّ‬ ‫ط َعلَْي ِه ُم اجْلََر ُ‬‫ْشطُ َها ‪َ ،‬فَي ْر ِجعُو َن َفُينَ َاد ْو َن إِىَل ُم ْعظَ ِم النَّا ِر ‪َ ،‬ويُ َسلَّ ُ‬ ‫َفتَك ِ‬

‫الص ِح ِ‬
‫يح َخاَل َعْب َد الرَّمْح َ ِن‬ ‫ات ‪ .‬ويف موضع آخر (‪ )9540‬قال ‪ِ :‬ر َج ُ‬
‫ال َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬جممع الزوائد (‪َ ) 3932‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف الْ َكبِ ِري ‪َ ،‬و ِر َجالُهُ ث َق ٌ‬
‫‪805‬‬

‫بْ َن الَْبْيلَ َمايِن ِّ َو ُه َو ثَِقةٌ ‪ .‬قلت ‪ :‬وابن البيلماين ضعيف تقريب التهذيب(‪)3819‬‬

‫‪254‬‬
‫ني "‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫َحىَّت َيْب ُدو الْ َعظْ ُم ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ت ُت ْؤذي الْ ُم ْؤمن َ‬
‫ال لَهُ ‪َ :‬ا ُكْن َ‬
‫ول َن َع ْم ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫يك َه َذا ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ال ‪ :‬يَا فُاَل ُن ‪َ ،‬ه ْل يُ ْؤذ َ‬
‫‪806‬‬

‫هامة وهي كل ذات سم يقتل ‪ ،‬وأيضا هي ما يدب من احليوان وإن مل يقتل كاحلشرات‬ ‫اهلوام ‪ :‬مجع َّ‬
‫اب مِب َا‬‫اهم َع َذابا َفو َق الْع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ يِف ِِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صدُّواْ َعن َسبِ ِيل اللّه ِز ْدنَ ُ ْ ً ْ َ‬ ‫ين َك َفُرواْ َو َ‬ ‫وع ْن َعْبد اللَّه بن َم ْسعُود‪َ ،‬ق ْوله‪{ :‬الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪807‬‬
‫َّخ ِل الطَِّوال"‪,‬‬ ‫‪":‬ع َقا ِر ُ;‬ ‫ِ‬
‫ب أَْنيَابُ َها َكالن ْ‬ ‫َكانُواْ يُ ْفس ُدو َن} [النحل‪ ،]88 :‬قَ َال َ‬
‫وعن أَىِب هرير َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ « -  -‬م ْن آتَاهُ اللَّهُ َماالً ‪َ ،‬فلَ ْم يُ َؤ ِّد َز َكاتَهُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ان ‪ ،‬يُطََّوقُهُ َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪ ،‬مُثَّ يَأْ ُخ ُذ بِلِ ْه ِز َمَتْي ِه ‪َ -‬ي ْعىِن ِش ْد َقْي ِه ‪ -‬مُثَّ‬ ‫مثِّل لَه يوم الْ ِقيام ِة ُشجاعا أَْقرع ‪ ،‬لَه َزبِيبتَ ِ‬
‫ُ َ ُ َْ َ َ َ َ ً َ َ ُ َ‬
‫ضلِ ِه ُه َو خَرْي اً‬ ‫اه ُم اللَّهُ ِمن فَ ْ‬ ‫مِب‬
‫ين َيْب َخلُو َن َا آتَ ُ‬
‫َّ ِ‬
‫(والَ حَيْ َسنَب َّ الذ َ‬ ‫ك ‪ ،‬أَنَا َكْنُز َك » مثَّ تال اآلية‪َ :‬‬ ‫ول أَنَا َمالُ َ‬
‫َي ُق ُ‬
‫السمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫هَّل م بل هـو شٌّر هَّل م سيطَـ َّـوقُـو َن ما خَبِ لُوا بِِه يــوم ِ‬
‫ض َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن‬
‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫اث َّ َ َ‬ ‫القيَ َام ِة َوللَّ ِه ِم َري ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ُ َ َ ُْ َ ُ‬
‫‪808‬‬
‫َخبِريٌ ){آل عمران‪}180:‬‬
‫اللهزم ‪ :‬الشدق‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 806‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 548‬صحيح مرسل‬


‫‪ - 807‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪ ) 9006()154‬صحيح‬
‫‪ - 808‬صحيح البخارى(‪) 1403‬‬

‫‪255‬‬
‫المبحث السادس عشر‬
‫في شراب أهل النار‬

‫ذكر اهلل تعاىل يف القرآن الكرمي أربعة أنواع من شراب أهل النار ‪:‬‬
‫حره‪ ،‬قال تعاىل‪َ ( :‬و ُس ُقوا َماءً مَحِ يماً َف َقطَّ َع أ َْم َعاءَ ُه ْم)‬
‫األول‪ :‬الحميم‪ ,‬وهو الماء الحار الذي تناهى ُّ‬
‫{حممد‪ .}15:‬واحلميم‪:‬هو املاء احلار املغلي بنار جهنم‪ ,‬يُذاب هبذا احلميم ما يف بطوهنم‪ ,‬وتسيل به‬
‫يِف ِ َّ ِ‬ ‫أمعاؤهم‪ ,‬وتتناثر جلودهم‪ ,‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬ه َذ ِان خ ِ‬
‫ت‬‫ين َك َفُروا قُطِّ َع ْ‬ ‫ص ُموا َرهِّب ْم فَالذ َ‬ ‫اختَ َ‬
‫ص َمان ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هَل م ثِياب ِّمن نـَّـا ٍر يص ُّ ِ‬
‫*وهَلُم َّم َقام ُع م ْن‬ ‫ود َ‬‫ص َهُر بِه َما يِف بُطُو ْم َواجْلُلُ ُ‬ ‫ب من َف ْوق ُرءُوس ـ ِه ُم احلَمـي ُـم *يُ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُْ َ ٌ‬
‫ِ‬
‫اب احلَ ِر ِيق ){احلج‪.}22-19:‬‬ ‫يدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬ ‫َح ِديد* ُكلَّ َما أ ََر ُادوا أَن خَي ُْر ُجوا مْن َها م ْن َغ ٍّم أُع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليه خصمه هو الب ِ‬
‫اط ُل‬ ‫َن َما َع َ ْ ُ ُ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َن َما ُه َو َعلَ ِيه ُه َو احلَ ُّق ‪ ،‬وأ َّ‬‫اهلل فَ ُك ُّل فَ ِر ٍيق َي ْعتَ ِق ُد أ َّ‬
‫ان يِف ِدي ِن ِ‬‫جَتَاد َل ْأهل األ َْدي ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫صل بينهم يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة ‪،‬‬ ‫ك نَوعَاً;ًَ ِمن اخلُص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ومة ‪ ،‬واهللُ َي ْف ُ َْ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫يع أَْق َوال ِه َوأَْفغَال ِه ‪ ،‬فَ َكا َن َذل َ‬ ‫ك مَج َ‬ ‫‪َ ،‬و َبىَن َعلى ذل َ‬
‫أحداً ِمْن ُه ْم َشيئاً ‪ ،‬فَأ ََّما ال َكافُِرو َن فَِإن َُّه ْم قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ مِب‬ ‫ِ هِنِ‬
‫َوجَيْ ِزي ِه ْم َعلى إميَا ْم َوأ َْع َما ْم ا يَ ْستَحقُّو َن ‪َ ،‬وال يَظْل ُم َ‬
‫ب املاء الش ِ‬ ‫اب قُدَّت علَى قَ ْد ِر أ ِ ِ‬ ‫ط هِبِم و َكأَهَّن ا م َقطَّع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬
‫َّد ُ‬ ‫ص ُّ َ ُ‬ ‫َج َساده ْم ‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ات م َن الثِّيَ ِ ْ َ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َّت هلُ ْم نريا ٌن حُت ي ُ ْ َ‬‫أُعد ْ‬
‫ِ‬
‫احلََر َار ِة َف ْو َق ُر ُؤس ِه ْم َفيَ ْش ِوي ُو ُج َ‬
‫وه ُه ْم‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هؤالء ال َكافِرو َن ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُاؤ ُه ْم ‪.‬‬ ‫بالسياط َواملطَا ِر ِق ( َم َقام ُع ) م َن احلَديد امل َح َّمى َفتََتنَا َثُر أ َْع َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬
‫ضَر ُ‬‫َويُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب احْلَ ِر ِيق } أي‪ :‬احملرق‬ ‫فال يفرت عنهم العذاب‪ ،‬وال هم ينظرون‪ ،‬ويقال هلم توبيخا‪ { :‬ذُوقُوا َع َذ َ‬
‫‪809‬‬
‫للقلوب واألبدان‬
‫ِ‬
‫ٍ‪:‬الغساق ما يسيل‬ ‫اق) {ص‪ }57:‬قال ابن عباس َّ‬ ‫يم َو َغ َّس ٌ‬‫(ه َذا َفْليَ ُذوقُوهُ مَح ٌ‬ ‫الغسـاق ‪,‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫الثاني‪َّ :‬‬
‫من بني جلد الكافــر وحلمه‪ .‬وقال‪ :‬الزمهرير البــارد الذي حيرق اجللد‪ .‬وقال جماهد‪:‬غساق‪,‬ال يستطيعون‬
‫‪810‬‬
‫أن يذوقوه من شدة برده‪.‬‬
‫َّم َويُ ْس َقى ِمن َّم ٍاء‬ ‫ِِ‬
‫(من َو َرائه َج َهن ُ‬ ‫الثالث‪ :‬الصديد وهو ما يسيل من لحم الكافر‪ ،‬وجلده‪ ,‬قال تعاىل‪ِّ :‬‬
‫ظ)‬ ‫اب َغلِيـ ـ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫مِب ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت من ُك ِّل َم َكان َو َما ُه َو َيِّت َومــن َو َرائه َعـ َذ ٌ‬
‫يد* يتَجَّرعه والَ ي َكاد ي ِسيغُه ويأْتِ ِيه املــو ِ‬
‫صد َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ ْ ُ‬
‫ٍِ‬
‫َ‬
‫{إبراهيم‪}17-16:‬‬
‫ـاء صـديد شديد النتانة والكثافة فيتجرعه وال يكاد يبتلعه من شدة نتانته وكثافته‪.‬وقال‬ ‫أي‪ :‬يسقى من مـ ـ ٍ‬
‫جماهد‪( :‬ماء صديد) يعين‪ :‬القيح والدم‪.‬‬

‫‪ - 809‬انظر تفسري السعدي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)535‬‬


‫‪ - 810‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 21‬ص ‪)226‬‬

‫‪256‬‬
‫ص ِاد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر ِة جهن ِ‬ ‫الدنْيا ‪ ،‬وأَمامه يِف ِ‬ ‫ت اهل ِزميةُ هِب َذا اجلبَّا ِر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َتْنتَظُرهُ ‪ ،‬فَ ِه َي لَهُ بِامل ْر َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫العنيد يِف ُّ َ َ َ ُ‬ ‫َف َق ْد َحلَّ َ َ َ َ َ‬
‫يل ِم ْن حَلْ ِم ِه َو ِج ْل ِد ِه امل ْحرَتِ َقنْي ‪َ ( .‬و َو َراءُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الذي يَ ِس‬ ‫يد ِ‬ ‫الص ِد ِ‬
‫َو َسيَ ُكو ُن َخالِداً فِ َيها ‪َ ،‬ويُ ْس َقى يِف النَّا ِر ِم َن َّ‬
‫ُ‬
‫ك)‬ ‫ِ‬
‫َي َكا َ َ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ام‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫صباً }أ ْ‬
‫ِ ٍ‬
‫ك يَأْ ُخ ُذ ُك َّل َسفينَة َغ ْ‬ ‫اها أ ََم ُام ِمثْ ُل َق ْولِِه َت َعاىَل { َو َرآءَ ُهم َّملِ ٌ‬ ‫ُهنا ‪َ ،‬م ْعنَ َ‬
‫وء طَ ْع ِم ِه ‪َ ،‬و َننْت ِ َرائِ َحتِ ِه ‪َ ،‬و َحَر َارتِِه ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ي ْشربه قَسراً و َقهراً ‪ ،‬جرعةً بعد جرع ٍة ‪ ،‬والَ ي َكاد يبتلِعه لِس ِ‬
‫َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َْ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ُُ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت ليَ ْخلُ َد‬ ‫ت مْنهُ ‪َ ،‬ولَكنَّهُ الَ مَيُ ُ‬ ‫س مْن َها َن ْوعٌ إِالَّ يَأْتيه املَْو ُ‬ ‫اب بأَْن َواعه ‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َش ِربَهُ قَطَ َع أ َْم َعاءَهُ ‪َ ،‬ويَأْتيه َ ُ‬
‫الذي َقْبلَهُ َوأ ََمُّر ‪.‬‬ ‫ظ أَدهى ِمن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫يِف النَّا ِر والع َذ ِ‬
‫آخَر َشدي ٌد َغلي ٌ ْ َ َ‬ ‫اب َ‬ ‫اب ‪َ ،‬ولَهُ ْب َع َد َهذه احلَالَة َع َذ ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َن رجالً قَدم من جْي َشا َن ‪ -‬وجْي َشا ُن من الْيم ِن ‪ -‬فَسأ ََل النَّىِب َّ ‪َ - -‬عن َشر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫اب يَ ْشَربُونَهُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫وع ْن َجاب ٍر أ َّ َ ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪« - -‬‬ ‫ال لَهُ الْ ِم ْز ُر َف َق َال النَّىِب ُّ ‪ « - -‬أ ََو ُم ْس ِكٌر ُه َو »‪ .‬قَ َال َن َع ْم‪ .‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫بِأ َْر ِض ِه ْم ِم َن ُّ‬
‫الذ َر ِة يُ َق ُ‬
‫ب الْ ُم ْس ِكَر أَ ْن يَ ْس ِقيَهُ ِم ْن ِطينَ ِة اخْلَبَ ِال »‪ .‬قَالُوا يَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك ُّل ُم ْسك ٍر َحَر ٌام إِ َّن َعلَى اللَّه َعَّز َو َج َّل َع ْه ًدا ل َم ْن يَ ْشَر ُ‬
‫ص َارةُ أ َْه ِل النَّا ِر »‪.811‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رس َ ِ‬
‫ول اللَّه َو َما طينَةُ اخْلَبَال قَ َال « َعَر ُق أ َْه ِل النَّا ِر أ َْو عُ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫صالَةٌ أ َْربَع َ‬ ‫ب اخْلَ ْمَر فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن َش ِر َ‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َع ْم ٍرو ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالَةٌ‬ ‫ب فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ َ‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْيه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد فَ َش ِر َ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬ ‫ات َد َخ َل الن َ‬ ‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْيه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد فَ َش ِر َ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬ ‫ات َد َخ َل الن َ‬ ‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬ ‫ني َ‬ ‫أ َْربَع َ‬
‫الرابِ َعةَ َكا َن َحقًّا َعلَى‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْي ِه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد َّ‬‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬‫ات َد َخ َل الن َ‬ ‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬ ‫ني َ‬
‫ِ‬
‫صالَةٌ أ َْربَع َ‬ ‫َ‬
‫ص َارةُ أ َْه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل أَ ْن يس ِقيه ِمن ِطينَ ِة اخْلَب ِال يوم الْ ِقيام ِة قَالُوا ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬و َما طينَةُ اخْلَبَال ؟ قَ َال ‪ :‬عُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َُ ْ‬
‫ِ ‪812‬‬
‫النَّار‪.‬‬
‫(وقُ ِل احْلَ ُّق ِم ْن َربِّ ُك ْم فَ َم ْن َشاءَ َف ْلُي ْؤ ِم ْن َو َم ْن َشاءَ َفْليَ ْك ُف ْر إِنَّا‬
‫الرابع‪:‬الماء الذي كالمهل‪,‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني نَارا أَحا َط هِبِم سر ِاد ُق َها وإِ ْن يستَغِيثُوا يغَاثُوا مِب َ ٍاء َكالْم ْه ِل ي ْش ِوي الْوج َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اب‬‫س الشََّر ُ‬ ‫وه بْئ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫أ َْعتَ ْدنَا للظَّالم َ ً َ‬
‫ت ُم ْر َت َف ًقا } [الكهف‪)]29/‬‬ ‫َو َساءَ ْ‬
‫وسئل ابن عباس عن قوله تعاىل(كاملهل) فقال‪:‬غليظ كدردي الزيت‪ ,‬وعنه قال‪ :‬أسود كمهل الزيت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِن الض َّ‬
‫ب‬‫َح َّ‬ ‫ضةً م ْن َبْيت الْ َمال ‪ ،‬مُثَّ أ َْر َس َل إىَل أ َْه ِل الْ َم ْسجد ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬م ْن أ َ‬ ‫اب ف َّ‬ ‫َن ابْ َن َم ْسعُود أَ َذ َ‬ ‫َّحاك أ َّ‬
‫أَ ْن َيْنظَُر إِىَل الْ ُم ْه ِل َف ْلَيْنظُْر إِىَل َه َذا ‪َ .‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ ‪.813،‬‬
‫ك ‪ ،‬فَ َم ْن َشاءَ‬ ‫َّاس ‪ :‬إِ َّن َهذا الَّ ِذي ِجْئتُ ُك ْم بِِه ِم ْن َربِّ ُك ْم ُه َو احلَ ُّق الَّ ِذي الَ ِم ْريَةَ فِ ِيه ‪َ ،‬والَ َش َّ‬ ‫قُ ْل يَا حُمَ َّم ُد لِلن ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين بِاهلل َوبَِر ُسوله ‪ ،‬الظَّالم َ‬
‫ني أَْن ُف َس ُه ْم‬ ‫ص ْدنَا لل َكاف ِر َ‬ ‫َفْلُي ْؤم ْن بِه ‪َ ،‬و َم ْن َشاءَ َفْليَ ْك ُف ْر ‪َ ،‬ف َق ْد أ َْع َد ْدنَا َوأ َْر َ‬

‫‪ - 811‬صحيح مسلم(‪) 5335‬‬


‫‪ - 812‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5357()180‬صحيح‬
‫ِِ‬
‫ضعِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫يف ‪.‬‬ ‫‪ -‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 8‬ص ‪َ ) 8985( )150‬وفيه حَيْىَي احْل َّمايِن ُّ َو ُه َو َ‬
‫‪813‬‬

‫‪257‬‬
‫اث أ َْه ُل النَّا ِر لِيُطْ ِفئُوا‬
‫اسَتغَ َ‬ ‫ِ‬
‫َحا َط ْم ُسَراد ُق َها ) ‪َ .‬وإِ َذا ْ‬
‫هِبِ‬
‫ط َ ْن يَ ْد ُخلُو َن َها ( أ َ‬
‫بِ ُك ْف ِر ِهم ‪ ،‬نَاراً هَل ا سور حُيِي ُ مِب‬
‫َ ُ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مِب‬
‫س‬ ‫ِ ِ‬
‫وه ُه ْم م ْن شدَّة َحِّره ‪َ ،‬وبْئ َ‬ ‫ت ُو ُج َ‬ ‫َعطَ َش ُه ْم يُغَاثُو َن َاء َشديد احلََر َار ِة ‪ ،‬فَِإ َذا َقَّربُوهُ إِىَل أَْف َواه ِه ْم ا ْشَت َو ْ‬
‫ت َم ِقيالً ‪.‬‬ ‫اق ‪ ،‬واالتِّ َك ِاء لِ َّلر ِ‬ ‫ت النَّار مْن ِزالً لِالرتَِف ِ‬ ‫هذا الشَّراب َشراباً ‪ ،‬وساء ِ‬
‫احة ‪َ ،‬و َساءَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬عن النَّيِب ِّ ‪َ { : ‬كالْ ُم ْه ِل َي ْغلي يِف الْبُطُون} (‪ )45‬سورة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫و َع ْن أَيِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ت َفْر َوةُ َو ْج ِه ِه ‪َ ،‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الدخان ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كع َك ِر َّ ِ‬
‫اق يِف‬‫ني يُ َهَر ُ‬ ‫َن َدلْ ًوا م ْن غ ْسل َ‬ ‫ب إِلَْيه َس َقطَ ْ‬ ‫الزيْت ‪ ،‬فَِإ َذا ُقِّر َ‬ ‫َ‬
‫‪814‬‬
‫الد ْنيَا ألَْننَتَ بِأ َْه ِل ُّ‬
‫الد ْنيَا "‬ ‫ُّ‬
‫ب إِلَْي ِه‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬أَنَّه قَ َال ( َكالْمه ِل) قَ َال « َكع َك ِر َّ ِ‬ ‫ى َعن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫الزيْت فَِإ َذا َقُر َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن أَىِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ت َفْر َوةُ َو ْج ِه ِه فِ ِيه »‪.815‬‬ ‫َس َقطَ ْ‬
‫ص إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم َحىَّت خَي ْلُ َ‬‫ب َعلَى ُرءُوسه ْم َفَيْن ُف ُذ احْلَم ُ‬ ‫ص ُّ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « إ َّن احْلَم َ‬
‫يم لَيُ َ‬ ‫َ‬
‫اد َك َما َكا َن »‪.816‬‬ ‫ت َما ىِف َج ْوفِ ِه َحىَّت مَيُْر َق ِم ْن قَ َد َمْي ِه َو ُه َو َّ‬
‫الص ْهُر مُثَّ يُ َع ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫َج ْوفه َفيَ ْسل َ‬
‫ين‬ ‫يِف ِ َّ ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ر ِضي اللَّه عْنه ‪ ،‬وتَال َقو َل اللَّ ِه عَّز وج َّل ‪ :‬ف{ه َذ ِان خ ِ‬
‫ص ُموا َرهِّب ْم فَالذ َ‬ ‫اختَ َ‬
‫ص َمان ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ َ ُ َ ُ َ ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َفروا قُطِّعت هَل م ثِياب ِّمن نَّا ٍر يص ُّ ِ‬
‫يم} (‪ )19‬سورة احلـج ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫ب من َف ْوق ُر ُؤوسه ُم احْلَم ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُْ َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص إِىَل َج ْوفه َفيَ ْسل ُ‬
‫ت‬ ‫ب َعلَى ُر ُؤوس ِه ْم َفَيْن ُف ُذ اجْلُ ْم ُج َمةَ َحىَّت خَي ْلُ َ‬ ‫ص ُّ‬‫يم لَيُ َ‬ ‫ول اللَّه ‪ ، ‬ي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬إ َّن احْلَم َ‬ ‫َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫َما يِف َج ْوفِ ِه َحىَّت مُيَِّز َق قَ َد َمْي ِه َو ُه َو َّ‬
‫‪817‬‬
‫اد َك َما َكا َن "‬ ‫الص ْهُر ‪ ،‬مُثَّ يُ َع ُ‬
‫ب إِلَْي ِه‬ ‫وعن أَيِب أُمامةَ ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ‬يِف َقولِِه عَّز وج َّل ‪ :‬ويس َقى ِمن م ٍاء ِ ٍ‬
‫صديد َيتَ َجَّرعُهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يُ َقَّر ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ َ َ َُْ‬ ‫ِّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َْ‬
‫ب قَطَّ َع أ َْم َعاءَهُ ‪َ ،‬حىَّت خَي ُْر َج ِم ْن‬ ‫ِِ‬
‫ت َف ْر َوةُ َرأْسه ‪ ،‬فَِإ َذا َش ِر َ‬
‫ِ‬
‫َفيَتَ َكَّر ُههُ ‪ ،‬فَِإ َذا أ ُْديِن َ مْنهُ َش َوى َو ْج َههُ ‪َ ،‬و َو َق َع ْ‬
‫ول اللَّهُ َعَّز َو َج َّل ‪َ :‬وإِ ْن يَ ْستَغِيثُوا يُغَاثُوا مِب َ ٍاء‬ ‫يما َف َقطَّ َع أ َْم َعاءَ ُه ْم ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّهُ ‪َ :‬و ُس ُقوا َماءً مَح ً‬ ‫ُدبُِر ِه ‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫‪818‬‬
‫اب"‬ ‫َكالْم ْه ِل ي ْش ِوي الْوج َ ِ‬
‫س الشََّر ُ‬ ‫وه بْئ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ َ‬
‫يد (‪)16‬‬ ‫يد (‪ِ )15‬من ورائِِه جهنَّم ويس َقى ِمن م ٍاء ص ِد ٍ‬ ‫قال تعاىل ‪ {:‬واست ْفتحوا وخاب ُك ُّل جبَّا ٍر عنِ ٍ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ ََ ََ ُ َُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ َ َ‬
‫ظ (‪)17‬‬ ‫اب َغلِي ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫مِب ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت م ْن ُك ِّل َم َكان َو َما ُه َو َيِّت َوم ْن َو َرائه َع َذ ٌ‬
‫يتَجَّرعه واَل ي َكاد ي ِسيغُه ويأْتِ ِيه الْمو ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫َ َ ُُ َ َ ُ ُ ُ َ َ‬
‫[إبراهيم‪]17-15/‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ هِنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّصَر َعلَى ال َكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫الر ُس ُل بَِرهِّب ْم َعلَى أَْق َوام ِه ْم ‪ ،‬لَ َّما يَئ ُسوا م ْن إِميَا ْم ‪َ ،‬وطَلَبُوا م َن اهلل َت َعاىَل الن ْ‬ ‫صَر ُّ‬ ‫اسَتْن َ‬
‫َو ْ‬
‫يد العِنَ ِاد لِْل َح ِّق ‪.‬‬‫اهلل ‪ ،‬ش ِد ِ‬
‫اع ِة ِ َ‬ ‫ِ‬
‫صَر ُه ُم اهللُ ‪َ ،‬فَرحِب ُوا ‪َ ،‬و َخسَر ُك ُّل ُمتَ َكرِّبٍ َع ْن طَ َ‬ ‫َفنَ َ‬
‫‪ - 814‬املستدرك للحاكم(;‪ )3850‬حسن‬
‫‪ - 815‬مسند أمحد (‪ )11990‬حسن‬
‫‪ - 816‬سنن الرتمذى (‪ ) 2783‬حسن‬
‫‪ - 817‬املستدرك للحاكم; (‪ )3458‬حسن‬
‫‪ - 818‬املستدرك للحاكم; (‪ )3339‬حسن‬

‫‪258‬‬
‫ص ِاد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر ِة جهن ِ‬ ‫الدنْيا ‪ ،‬وأَمامه يِف ِ‬ ‫ت اهل ِزميةُ هِب َذا اجلبَّا ِر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َتْنتَظُرهُ ‪ ،‬فَ ِه َي لَهُ بِامل ْر َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫العنيد يِف ُّ َ َ َ ُ‬ ‫َف َق ْد َحلَّ َ َ َ َ َ‬
‫يل ِم ْن حَلْ ِم ِه َو ِج ْل ِد ِه امل ْحرَتِ َقنْي ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يد ِ‬
‫الذي يَ ِس‬ ‫الص ِد ِ‬
‫َو َسيَ ُكو ُن َخالِداً فِ َيها ‪َ ،‬ويُ ْس َقى يِف النَّا ِر ِم َن َّ‬
‫ُ‬ ‫ي ْشربه قَسراً و َقهراً ‪ ،‬جرعةً بعد جرع ٍة ‪ ،‬والَ ي َكاد يبتلِعه لِس ِ‬
‫وء طَ ْع ِم ِه ‪َ ،‬و َننْت ِ َرائِ َحتِ ِه ‪َ ،‬و َحَر َارتِِه ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َْ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ُُ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت ليَ ْخلُ َد‬ ‫ت مْنهُ ‪َ ،‬ولَكنَّهُ الَ مَيُ ُ‬ ‫س مْن َها َن ْوعٌ إِالَّ يَأْتيه املَْو ُ‬ ‫اب بأَْن َواعه ‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َش ِربَهُ قَطَ َع أ َْم َعاءَهُ ‪َ ،‬ويَأْتيه َ ُ‬
‫الذي َقْبلَهُ َوأ ََمُّر ‪.‬‬ ‫ظ أَدهى ِمن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫يِف النَّا ِر والع َذ ِ‬
‫آخَر َشدي ٌد َغلي ٌ ْ َ َ‬ ‫اب َ‬ ‫اب ‪َ ،‬ولَهُ ْب َع َد َهذه احلَالَة َع َذ ٌ‬ ‫َ َ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬ألَْننَتَ أ َْه َل‬ ‫اق يِف ُّ‬ ‫ٍ‬
‫َن َدلْ َو َغ َّساق يُ َهَر ُ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬لَ ْو أ َّ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب َسعيد َرضي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪819‬‬
‫ُّ‬
‫الد ْنيَا "‬
‫ب (‪ )55‬جهنَّم يصلَو َنها فَبِْئ ِ‬ ‫ني لَ َشَّر م َآ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اد (‪َ )56‬ه َذا َف ْليَ ُذوقُوهُ‬ ‫س الْم َه ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قال تعاىل ‪َ { :‬ه َذا َوإِ َّن للطَّاغ َ‬
‫اج (‪[ } )58‬ص‪]58-55/‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق (‪َ )57‬وآَ َخُر م ْن َشكْله أ َْز َو ٌ‬ ‫يم َو َغ َّس ٌ‬
‫مَح ٌ‬
‫اع ٍة لَِرهِّبِ ْم ‪ .‬أ ََّما‬
‫صال ٍح ‪َ ،‬وطَ َ‬
‫الذي َت َقدَّم هو جزاء املؤ ِمنِني األَخيا ِر ‪ ،‬علَى ما قَدَّموه ِمن عم ٍل ِ‬
‫َ ُ َ َ َ ُ ُْ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ‬
‫ه َذا ِ‬
‫َ‬
‫العاقِبَ ِة‬
‫ب ‪َ ،‬و َشُّر َ‬ ‫الكر َام ‪َ ،‬فلَ ُهم ُسوء املْن َقلَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اهلل َتعاىَل ‪ ،‬وامل َك ِذبُّو َن رسلَه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َكافِرو َن اخلَا ِرجو َن عن طَاع ِة ِ‬
‫ُ َْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َّم َم ْهداً َوفراشاً ‪.‬‬ ‫ت َج َهن ُ‬ ‫يد ‪َ ،‬و َساءَ ْ‬ ‫اسو َن َحَّر َها الشَّد َ‬ ‫َّم ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫الع َذ َ يِف ِ‬
‫اب نَار َج َهن َ‬ ‫إِ ْذ تَ ُكو ُن َعاقبَُت ُهم َ‬
‫وء أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ .‬فْليَ ُذوقُوهُ َف ْهو َماءٌ َح ٌّار ‪َ ،‬مَتنَ ٍاه يِف‬ ‫اآلخر ِة علَى ُك ْف ِر ِهم وس ِ‬ ‫وه َذا الع َذاب هو جز ُاؤهم يِف ِ‬
‫َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َُ ََ ُ ْ‬
‫اق ) ‪.‬‬ ‫َج َس ِاد ِهم امل ْحرَتِ قَ ِة يِف النَّا ِر ( َغ َّس ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يل ِم ْن أ‬‫ُ‬ ‫الذي يَ ِس‬ ‫يد ِ‬ ‫بالص ِد ِ‬
‫ِج َّ‬ ‫َ‬ ‫َّة َحَر َارتِِه ‪َ ،‬وقَ ْد ُمز‬‫ِشد ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ِّهايَةَ يِف احلََر َار ِة ‪.‬‬‫يم ‪َ -‬ماءٌ َبلَ َغ الن َ‬ ‫مَح ٌ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫يد ِ‬
‫الع َذاب الَ َي ْعلَ ُمهُ إِالَّ اهللَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل إِنَّهُ َن ْوعٌ م َن َ‬
‫ِ‬
‫يل م ْن ُجلُود أ َْه ِل النَّار املُ ْحرَت قَة ‪َ .‬وق َ‬
‫الذي ي ِس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫الص ِد ُ‬
‫اق ‪َّ -‬‬ ‫َغ َّس ٌ‬
‫َت َعاىَل ‪.‬‬
‫وم ‪ ،‬و ُشر ِ‬ ‫الزمه ِري ِر ‪ِ َّ ،‬‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫والس ُم َ ْ‬ ‫الع َذاب يُ َع ِّذبُو َن َا ‪َ ،‬ك َّ ْ َ‬ ‫الع َذاب م ْن أَ ْشبَاه َه َذا َ‬ ‫ُخَرى م َن َ‬ ‫وف أ ْ‬ ‫صنُ ٌ‬ ‫َوهَلُ ْم ُ‬
‫قوم ‪.‬‬‫الز ِ‬ ‫اق ‪َ ،‬وأَ ْك ِل َّ‬ ‫احل ِمي ِم والغَ َّس ِ‬
‫َ‬
‫اق ؟ " قَالُوا ‪ :‬اَل ‪ .‬قَ َال ‪" :‬‬ ‫ول ‪ " :‬هل تَ ْدرو َن ما و َغ َّس ٍ‬
‫َْ ُ َ َ‬ ‫َن َك ْعبًا ‪َ ،‬كا َن َي ُق ُ‬ ‫وع ْن أَيِب حَيْىَي َع ِطيَّةَ الْكَاَل ِع ِّي ‪ ،‬أ َّ‬ ‫َ‬
‫ك ‪َ ،‬فيُ ْسَتْن َق ُع ‪َ ،‬فُي ْؤتَى بِاآْل َد ِم ِّي‬ ‫ِ‬ ‫ات مُحٍَّة ِمن حيَّ ٍة أَو َع ْقر ٍ‬ ‫ع يِف جهنَّم ي ِسيل إِلَيها مُحَّةُ ُك ِّل َذ ِ‬
‫ب أ َْو َغرْيِ َذل َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َنْيٌ َ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫ط ِج ْل ُدهُ َع ِن الْعِظَ ِام ‪َ ،‬وَت َعلَّ َق ِج ْل ُدهُ َوحَلْ ُمهُ يِف َك ْعَبْي ِه ‪َ ،‬فيَ ُجُّر‬ ‫اح َد ًة ‪َ ،‬فيَ ْخُر ُج َوقَ ْد َس َق َ‬ ‫َفي ْغمس فِ ِيه َغمسةً و ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫‪820‬‬
‫الر ُج ُل ثَ ْوبَهُ "‬
‫حَلْ َمهُ َك َما جَيُُّر َّ‬
‫اق ؟ قَالُوا ‪ :‬اَل َواللَّ ِه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬عنْيٌ يِف‬ ‫ول ‪َ " :‬ه ْل تَ ْد ُرو َن َما َغ َّس ٌ‬ ‫َن َك ْعبًا ‪َ ،‬كا َن َي ُق ُ‬ ‫وعن َع ِطيَّةَ الْكَاَل ِع ِّي ‪ ،‬أ َّ‬
‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ج َهنَّم ي ِس ِ‬
‫يل إلَْي َها مُحَةُ ُك ِّل ذَات مُحَة م ْن َحيَّة أ َْو َع ْقَرب أ َْو َغرْي َها ‪َ ،‬فيُ ْسَتْن َق ُع َفُي ْؤتَى باآْل َدم ِّي ‪َ ،‬فُي ْغ َم ُ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫‪ - 819‬املستدرك للحاكم(;‪ )8779‬حسن‬
‫‪ِ - 820‬ص َفةُ النَّا ِر اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا(;‪ ) 92‬حسن مقطوع‬

‫‪259‬‬
‫ط ِج ْل ُدهُ َوحَلْ ُمهُ َع ِن الْعِظَ ِام َحىَّت َيَت َعلَّ َق ِج ْل ُدهُ يِف َك ْعَبْي ِه َو َع ِقَبْي ِه ‪،‬‬ ‫فِيها َغمسةً و ِ‬
‫اح َد ًة ‪َ ،‬فيَ ْخُر ُج َوقَ ْد َس َق َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِ ِ ‪821‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخُرو َن ‪ُ :‬ه َو الْبَا ِر ُد الَّذي اَل يُ ْستَطَاعُ م ْن بُْرده "‬ ‫الر ُج ِل َث ْوبَهُ " َوقَ َال َ‬ ‫َويُْن َجَر حَلْ ُمهُ َك َجِّر َّ‬
‫الس ُّم ‪-‬غمس ‪ :‬غمر وأدخل‬ ‫‪-‬احلُ َمةُ أو احلُ َّمة ‪ُّ :‬‬
‫اطع َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّق‬
‫صد ٌ‬ ‫الرح ِم ‪َ ،‬و ُم َ‬ ‫َن النَّيِب َّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬ثَالَثَةٌ الَ يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ ‪ُ :‬م ْدم ُن اخْلَ ْم ِر ‪َ ،‬وقَ ُ‬ ‫وسى ‪ ،‬أ َّ‬ ‫و َع ْن أَيِب ُم َ‬
‫يل ‪َ :‬و َما َن ْهُر الْغُوطَِة ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الس ْح ِر ‪َ ،‬و َم ْن َم َ ِ ِ ِ‬ ‫بِ ِّ‬
‫ات ُم ْدمنًا ل ْل َخ ْمر َس َقاهُ اللهُ َج َّل َو َعالَ م ْن َن ْهر الْغُوطَة ق َ‬
‫ِ ِ ‪822‬‬ ‫َنهر جَي ِري ِمن ُفر ِ ِ ِ ِ‬
‫يح ُفُروجه َّن‪.‬‬ ‫وج الْ ُموم َسات يُ ْؤذي أ َْه َل النَّا ِر ِر ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ٌْ ْ‬
‫املومسات بضم امليم األوىل وكسر الثانية هن الزانيات‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ب ِن عم ٍرو ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫صالَةٌ أ َْربَع َ‬ ‫ب اخْلَ ْمَر فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬م ْن َش ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالَةٌ‬‫ب فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ َ‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْيه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد فَ َش ِر َ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬‫ات َد َخ َل الن َ‬ ‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب فَ َسكَر مَلْ ُت ْقبَ ْل لَهُ‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْيه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد فَ َش ِر َ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬ ‫ات َد َخ َل الن َ‬‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬ ‫ني َ‬ ‫أ َْربَع َ‬
‫الرابِ َعةَ َكا َن َحقًّا َعلَى‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْي ِه ‪ ،‬فَِإ ْن َع َاد َّ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫َّار ‪ ،‬فَِإ ْن تَ َ‬ ‫ات َد َخ َل الن َ‬ ‫احا ‪ ،‬فَِإ ْن َم َ‬ ‫صبَ ً‬
‫ني َ‬
‫ِ‬
‫صالَةٌ أ َْربَع َ‬ ‫َ‬
‫ص َارةُ أ َْه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل أَ ْن يَ ْسقيَهُ م ْن طينَة اخْلَبَال َي ْو َم الْقيَ َامة قَالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬و َما طينَةُ اخْلَبَال ؟ قَ َال ‪ :‬عُ َ‬
‫ِ ‪823‬‬
‫النَّار‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ب ُم ْسكًرا خُب َس ْ‬ ‫اس َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « ُك ُّل خُمَ ِّم ٍر مَخٌْر َو ُك ُّل ُم ْسك ٍر َحَر ٌام َو َم ْن َش ِر َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫الرابِ َعةَ َكا َن َحقًّا َعلَى اللَّ ِه أَ ْن يَ ْس ِقيَهُ ِم ْن ِطينَ ِة‬ ‫اب اللَّهُ َعلَْي ِه فَِإ ْن َع َاد َّ‬ ‫اب تَ َ‬ ‫احا فَِإ ْن تَ َ‬ ‫صبَ ً‬
‫ني َ‬
‫ِ‬
‫صالَتُهُ أ َْربَع َ‬ ‫َ‬
‫ف َحالَلَهُ‬ ‫صغِ ًريا الَ َي ْع ِر ُ‬‫يد أ َْه ِل النَّا ِر َو َم ْن َس َقاهُ َ‬ ‫ص ِد ُ‬ ‫اخْلَب ِال »‪ .‬قِيل وما ِطينَةُ اخْلَب ِال يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه قَ َال « َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن َحَر ِام ِه َكا َن َحقًّا َعلَى اللَّ ِه أَ ْن يَ ْس ِقيَهُ ِم ْن ِطينَ ِة اخْلَبَال »‬
‫ِ ‪824‬‬

‫ِ‬ ‫يد أَنَّها مَسِ ع ِ‬ ‫ِ‬


‫ني لَْيلَةً فَِإ ْن‬‫ض اللَّهُ َعْنهُ أ َْربَع َ‬ ‫ب اخْلَ ْمَر مَلْ َي ْر َ‬ ‫ول « َم ْن َش ِر َ‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫وع ْن أَمْسَاءَ بِْنت يَِز َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب اللَّهُ َعلَْيه َوإِ ْن َع َاد َكا َن َحقًّا َعلَى اللَّه أَ ْن يَ ْسقيَهُ م ْن طينَة اخْلَبَ ِال »‪ .‬قَالَ ْ‬
‫ت‬ ‫اب تَ َ‬‫ات َكافراً َوإِ ْن تَ َ‬ ‫ات َم َ‬ ‫َم َ‬
‫ص ِد ُ‬
‫يد أ َْه ِل النَّا ِر »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه َو َما طينَةُ اخْلَبَال قَ َال « َ‬
‫ُقْلت يا رس َ ِ‬
‫‪825‬‬
‫ُ َ َُ‬
‫اخلبال ‪ :‬عصارة أهل النار‬
‫ــــــــ‬

‫آن لِلطَّرَبِ ِّ‬


‫ي (‪ ) 27613‬حسن مقطوع‬ ‫ان يِف َت ْف ِس ِري الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫‪ - 821‬ج ِامع الْبي ِ‬
‫َ ُ ََ‬
‫‪ - 822‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5346()165‬صحيح‬
‫‪ - 823‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5357()180‬صحيح‬
‫‪ - 824‬سنن أىب داود (‪ ) 3682‬صحيح‬
‫‪ - 825‬مسند أمحد (‪ )28370‬حسن‬

‫‪260‬‬
‫المبحث السابع عشر‬
‫في طعام أهل النار‬

‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪( :‬إِ َّن الَّ ِذين يكْتُمو َن ما أَْنَز َل اللَّهُ ِمن الْ ِكتَ ِ‬
‫ك َما يَأْ ُكلُو َن يِف‬ ‫اب َويَ ْشَتُرو َن بِِه مَثَنًا قَلياًل أُولَئِ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِنِ ِ‬
‫ين ا ْشَتَر ُوا‬ ‫ك الذ َ‬
‫يم (‪ )174‬أُولَئ َ َّ‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫َّار َواَل يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّهُ َي ْو َم الْقيَ َامة َواَل يَُز ِّكي ِه ْم َوهَلُ ْم َع َذ ٌ‬
‫بُطُو ْم إاَّل الن َ‬
‫ِ‬
‫َصَبَر ُه ْم َعلَى النَّا ِر (‪[ )175‬البقرة‪)]175 ،174/‬‬ ‫اب بِالْ َم ْغفَر ِة; فَ َما أ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫الضاَل لَةَ باهْلَُدى َوالْ َع َذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضعُونَهُ يِف َغرْيِ‬ ‫ين خُيْ ُفو َن َما أَْنَز َل اهللُ م ْن َو ْحيِه َعلَى ُر ُسله ‪ ،‬أ َْو يُ َؤ ِّولُونَهُ أ َْو حُيَِّرفُونَهُ َويَ َ‬ ‫ول َت َعاىَل إ َّن الذ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ك ‪َ ،‬واجلُ ْع ِل‬ ‫ِ‬ ‫مو ِضعِ ِه ‪ ،‬بِرأْيِ ِهم واجتِه ِاد ِهم ‪ ،‬يِف م َقابِ ِل الثَّم ِن احل ِق ِري ِمن حطَ ِام الدُّنيا ‪َ ،‬ك َّ ِ‬
‫الر ْش َوة َعلَى ذل َ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَكْتُ ُمو َن َما َو َر َد يِف ُكتُبِ ِه ْم َع ْن ص َفات حُمَ َّمد ‪( ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ . . .‬والذ َ‬ ‫األج ِر َعلَى ال َفتَ َاوى البَاطلَة ) َوحَنْ ِو َذل َ‬ ‫( ْ‬
‫ص َّدقُوا حُمَ َّمداً ‪َ ،‬و َآمنُوا بِِه ‪،‬‬ ‫هِِتِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اسا ُت ُه ْم إِ ْن َ‬ ‫ب َز َع َاما ْم ‪َ ،‬و ِريَ َ‬ ‫ود ) ‪َ ،‬و َع ْن ر َسالَته َونُُب َّوته لئَالَ تَ ْذ َه َ‬ ‫الي ُه ُ‬
‫َو ُه ُم َ‬
‫َموال َو َه َدايَا ‪َ ،‬و ُه َو َشيءٌ تَافِهٌ يَ ِسريٌ إِذا َما قُو ِر َن مِب َا‬ ‫صل إِلي ِهم ِمن أ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪َ ،‬ولئَالَّ خَي ْ َسُروا َما َكا َن يَ ُ ْ ْ‬ ‫َواتََّب َعهُ الن ُ‬
‫الء إِمَّنَا يأْ ُكلُو َن ما يأْ ُكلُونَه يِف م َقابِ ِل كِْتم ِ‬ ‫اب ‪ . .‬فَهؤ ِ‬ ‫زيل الثَّو ِ‬ ‫الص ِادقِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ان احلَ ِّق‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ني م ْن َج ِ َ‬ ‫ني َّ َ‬ ‫َو َع َد اهللُ بِه املُْؤمن َ‬
‫ضبِ ِه َعلَي ِه ْم ‪َ ،‬والَ يَُز ِّكيهم ‪َ ،‬وال‬ ‫ِ ِ‬ ‫َجج يِف بطُوهِنِم ي ِ ِ‬
‫وم القيَ َامة ‪َ ،‬والَ يُ َكلِّ ُم ُه ُم اهللُ َي ْو َم القيَ َامة لغَ َ‬ ‫نَاراً َتتَأ َّ ُ ُ ْ َ َ‬
‫مَيْ َد ُح ُه ْم َوال يُثْيِن َعلَي ِه ْم ‪َ ،‬ويُ َع ِّذبُ ُه ْم َع َذاباً أَلِيماً ‪.‬‬
‫َّار ‪ :‬إِن َُّه ْم الَ يَأْ ُكلُو َن ِم ْن مَثَنِ ِه إِالَّ َما يَ ُكو ُن َسبَباً‬ ‫هِنِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يل أَيْضاً يف َت ْفسري ‪َ :‬ما يَأْ ُكلُو َن يِف بُطُو ْم إالَّ الن َ‬ ‫َوق َ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫ِ هِلِ‬
‫ل ُد ُخو ْم نَ َار َج َهن َ‬
‫وع){الغاشية‪-6:‬‬ ‫ض ِري ٍع* الَ يُ ْس ِم ُن َوالَ يُ ْغيِن ِمن ُج ٍ‬ ‫ِ‬
‫س هَلُ ْم طَ َع ٌام إِالَّ من َ‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬لَْي َ‬
‫الدواب خلبثه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪.}7‬والضريع‪:‬نوعٌ من الشوك ال تأكله‬
‫وع ‪َ ،‬والَ يُ ْس ِمن‬ ‫بع ِم ْن ُج ٍ‬ ‫نِت‬ ‫ِ‬
‫ات َكالش َّْوك ُمٌّر ُمْن ٌ ‪ ،‬الَ يُ ْش ُ‬ ‫الض ِري ِع ‪َ ،‬و ُه َو َنبَ ٌ‬ ‫يئ هَلُ ْم بِ َّ‬ ‫َوإذَا طَلَبُوا الطَّ َع َام َج َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الض ِر ِ‬
‫يع بأَنَّهُ الَ َخْيَر فيه ‪َ ،‬والَ فَائ َدةَ مْنهُ ‪َ ،‬ف ُه َو الَ يُ ْسم ُن ‪َ ،‬والَ يُ ْغيِن ‪َ ،‬والَ يُ ْش ُ‬
‫بع‬ ‫ف اهللُ َت َعاىَل َه َذا َّ َ‬ ‫ُ‪.‬و َعَّر َ‬
‫َ‬
‫وع ‪.‬‬‫ِم ْن ُج ٍ‬
‫اطئُو َن){احلاقة‪:‬‬ ‫ني * الَ يأْ ُكلُه إِالَّ اخلَ ِ‬ ‫اهنَا مَحِ يم * والَ طَ َع ٌام إِالَّ ِم ْن ِغسلِ ٍ‬ ‫الي ْو َم َه ُ‬ ‫س لَهُ َ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ ( :‬فلَْي َ‬
‫‪ }37-35‬قال ابن عباس‪ :‬الغسلني‪:‬الدم واملاء والصديد الذي يسيل من حلومهم‪.‬‬
‫اب ِ‬
‫اهلل‬ ‫اآلخر ِة قَ ِريباً و ُدوداً ‪ ،‬والَ ص ِديقاً مَحِ يماً خُمْلِصاً ‪ ،‬يْن ِق ُذه ِمن َع َذ ِ‬ ‫ك فَِإنَّه الَ جَيِ ُد اليوم هنَا يِف ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َول َذل َ ُ‬
‫ود أ َْه ِل‬ ‫اح ٍد مْنشغِل يِف ذَلِك اليوِم بَِن ْف ِس ِه ‪ .‬والَ جَي ُد لَه طَعاماً يِف النَّا ِر إِالَّ ما ي ِسيل ِمن جلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َت َعاىَل ‪ ،‬فَ ُك ُّل َو ُ َ ٌ‬
‫ِ‬ ‫الص ِد ُ‬
‫ين َمَرنُوا‬ ‫يد َشيء َك ِريهُ امل َذ ِاق الَ يأْ ُكلُهُ إِالَّ أ َْهل ُّ ِ‬ ‫والص ِد ِ‬
‫النَّا ِر ِم َن الدَِّم َّ‬
‫الذنُوب َواخلَطَايَا ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫‪.‬و َّ‬ ‫َ‬ ‫يد‬
‫ات يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬ ‫السيِّئ ِ‬ ‫اجرِت َ ِ‬
‫اح َّ َ‬ ‫َعلَى ْ‬

‫‪261‬‬
‫ص ٍة َو َع َذاباً أَلِيماً( {املزمل‪ }13-12:‬ومعىن‬ ‫وقال تعاىل‪ ( :‬إِ َّن لَ َد ْينَا أَن َكاالً َو َج ِحيماً* َوطَ َعاماً َذا غُ َّ‬
‫عباس‪:‬شوك يأخذ باحللق‪,‬ال يدخل وال خيرج‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫(طعاماً ذا غصة) قال ابن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل ِ‬
‫ني ‪ ،‬إِ ْذالَالً‬ ‫وض ُع يِف أ َْر ُجل ِه ْم َك َما يُ ْف َع ُل بِاملُ ْج ِرم َ‬ ‫ني يِف اآلخَر ِة ُقيُوداً ثَقيلَةً تُ َ‬ ‫إِ َّن لَ َد ْينَا َُؤالَء ال َك َفَر ِة املُ َك ِّذبِ َ‬
‫اآلخَر ِة أَيْضاً طَ َع ٌام الَ يُ ْستَ َساغُ‬ ‫اهلل يِف ِ‬ ‫هَل م ‪ ،‬وهَل م نَار مستَعِرةٌ يصلَو َنها ‪ .‬وهِل ؤالَ ِء ال َك َفر ِة امل َك ِّذبِني ِعْن َد ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ٌ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ َُ‬
‫اب امل ْؤمِلِ ‪.‬‬ ‫ُخرى ِمن الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الض ِري ِع ‪َ . .‬وهَلُ ْم أَلْ َوا ٌن أ‬ ‫وم َو َّ‬ ‫الزقُ ِ‬
‫َك َّ‬
‫ُ‬
‫وقال تعاىل ‪( :‬مُثَّ إِنَّ ُكم أَيُّهـا الضَّالُّو َن امل َك ِّذبون َ* آلكِلُو َن ِمن شج ٍر ِّمن زقُّ ٍ‬
‫وم) {الواقعة‪.}52-51:‬مُثَّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫اهلل ورسلِ ِه وآياتِِه ‪ ،‬وبِالبعثِ‬ ‫ب ِ‬ ‫الصو ِ‬
‫اب ‪ ،‬املُ َك ِّذبُو َن بِ ُكتُ ِ َ ُ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ُّ‬
‫إنَّ ُك ْم أ َُّي َها الضَّالو َن َع ْن طَريق اهلَُدى ‪َ ،‬و َّ َ‬
‫ِ‬
‫َن طَْلعه ر ُؤوس الشَّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ‪.‬ستأْ ُكلُو َن ِمن شج ِر َّ ِ ِ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫اط ِ‬ ‫َص ِل اجلَحي ِم ‪َ ،‬و َكأ َّ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫ت يِف أ ْ‬ ‫الزقُّوم الذي َيْنبُ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َواحلِ َس ِ َ َ‬
‫الض ِري ِع َشيئاً يَأْ ُكلُونَهُ ‪.‬‬ ‫وم َعلَى َكَر ِاه ِية َم َذاقِ ِه ألَن َُّه ْم الَ جَيِ ُدو َن َغْيَرهُ َو َغْيَر َّ‬ ‫َوأ َْه ُل النَّا ِر يَأْ ُكلُو َن َّ‬
‫الزقُّ َ‬
‫ِ‬
‫َص ِل اجلَحي ِم* طَْلعُ َها َكأَنَّهُ‬ ‫وقد وصف اهلل تعاىل شجرة الزقوم يف قوله تعاىل ‪ ( :‬إِن ََّها َش َجَرةٌ خَت ُْر ُج يِف أ ْ‬
‫ني* فَِإن َُّه ْم آلكِلُو َن ِمْن َها فَ َمالِئُو َن ِمْن َها البُطُو َن({الصافات‪.}66-64:‬‬ ‫اط ِ‬ ‫رءوس الشَّي ِ‬
‫ُُ ُ َ‬
‫َّار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف يَ ُكو ُن َه َذا والن ُ‬ ‫َّم ‪ ،‬قَ َال ال َكافُرو َن ‪َ :‬كْي َ‬ ‫حينَ َما ذَ َكَر اهللُ َت َعاىَل أَن ََّها َش َجَرةٌ خَت ُْر ُج م ْن َو َسط نَار َج َهن َ‬
‫َّجَر؟‬
‫حَتْ ُر ُق الش َ‬
‫يحةُ‬ ‫ني قَبِ َ‬
‫ِ‬
‫َن الشَّيَاط َ‬ ‫ت َت ْعتَ ِق ُد أ َّ‬ ‫ب َكانَ ْ‬ ‫العَر ُ‬
‫ني ‪َ ( :‬و َ‬ ‫اط ِ‬ ‫َن مَثَرها ( طَْلعِها ) ‪ ،‬يِف ُقب ِح مْنظَ ِر ِه ‪ ،‬ر ُؤوس الشَّي ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َكأ َّ َ َ‬
‫ني هِبَا ) ‪.‬‬ ‫وم ‪ ،‬وتَ ْك ِريه َّ ِ ِ‬ ‫املْنظَ ِر ‪ ،‬فَأَراد اهلل تعاىَل ت ْقبِيح شجر ِة ُّ ِ‬
‫السامع َ‬ ‫الزقُّ َ َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫يح ‪،‬‬ ‫والر ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫امل‬
‫ْ َ َْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫ُّ‬
‫ق‬ ‫الز‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫يِف‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬‫ال‬ ‫ظ‬ ‫ال‬ ‫َّار‬‫ف‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ء‬ ‫ال‬ ‫ؤ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫و‬
‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ ً َْ َ‬ ‫َ َ َ َ جَي ُ َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ضطَُّرو َن إِىَل األَ ْك ِل ِمْنهُ لِيَ ْملَؤوا بَطُو َن ُهم اجلَائَِعةَ ‪.‬‬ ‫َفيُ ْ‬
‫وهذا الطعام الذي يأكله أهل النار ال يفيدهم ‪ ،‬فال جيدون له لذة ‪ ،‬وال تنتفع به أجسادهم ‪ ،‬فأكلهم له‬
‫وم (‪ )43‬طَ َع ُام اأْل َثِي ِم (‪َ )44‬كالْ ُم ْه ِل َي ْغلِي يِف‬ ‫الزقُّ ِ‬
‫نوع من أنواع العذاب‪ ،‬وقال تعاىل ‪ (:‬إِ َّن َش َجَر َة َّ‬
‫اعتِلُوه إِىَل سو ِاء اجْل ِحي ِم (‪ )47‬مُثَّ صبُّوا َفو َق رأْ ِس ِه ِمن َع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫الْبُطُون (‪َ )45‬كغَْل ِي احْلَمي ِم (‪ُ )46‬خ ُذوهُ فَ ْ ُ َ َ َ‬
‫ت الْ َع ِز ُيز الْ َك ِرميُ (‪ )49‬إِ َّن َه َذا َما ُكْنتُ ْم بِِه مَتَْتُرو َن (‪[ )50‬الدخان‪-43/‬‬ ‫َّك أَنْ َ‬‫احْلَ ِمي ِم (‪ )48‬ذُ ْق إِن َ‬
‫‪، )]50‬‬
‫لك َّن أ َْه َل النَّا ِر الَ جَيِ ُدو َن َما يَأَ ُكلُو َن َغ َريه‬ ‫الزقُوم مَثَر َشجر ٍة خبِيثٍَة خَت رج يف أَص ِل النَّا ِر ومَثَرها َكريه ‪ ،‬و ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َّ ُ ُ َ َ َ‬
‫يضطَُّرو َن إِىل أَ ْكلِ ِه َو ُه ْم َكا ِر ُهو َن ‪.‬‬ ‫ك فِإهَّن ُم ْ‬ ‫ِ‬
‫لذل َ‬
‫وب واآلثَ ِام ( األَثِي ِم ) يَ ُكو َن إِىل نَا ِر َج َهنَّم ‪َ ،‬وإِ َّن طَ َع َامه‬ ‫الذنُ ِ‬ ‫صري ال َكافِ ِر ال َكث ِري ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهللُ َت َعاىل إ َّن َم َ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫وم ‪.‬‬ ‫الزقُّ ِ‬
‫َسيَ ُكو ُن ِم ْن َش َجر ِة ُّ‬

‫‪262‬‬
‫عل َحَرار ِة‬ ‫ليه بِِف ِ‬
‫ون آكِ ِ‬ ‫يت األَسو ِد ‪ ،‬وهو ي ْغلي يِف بطُ ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫وم يَ ُكو ُن َك َع َك ِر ِّ‬ ‫الزقُّ ِ‬
‫ول اهللُ َت َعاىل إِ َّن مَث َر َّ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ َ َُ َ‬
‫اجلَ ِحي ِم ‪.‬‬
‫الذي بلَ َغ النِّهايةَ يف الغَلَ ِ‬
‫يان ‪.‬‬ ‫يد احلرار ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َك َما َي ْغلي املَاءُ الشَّد ُ ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ِّ ِ ِ ِ‬
‫َّم‬
‫يم فَ ْاد َفعُوهُ َدفْعاً بغ ْلظَة َوعُْنف إىل َو َسط نَار َج َهن َ‬ ‫َّم ‪ُ :‬خ َذوا هذا املُ ْجر َم األَث َ‬ ‫للزبَانية م ْن َحَر ِس َج َهن َ‬ ‫َويُ َق ُ‬
‫ال حِل ر ِس جهنَّم ِمن املالَئِ َك ِة ‪ :‬بع َد أَ ّْن تُ ْد ِخلُوه وس َ ِ‬ ‫لِينَ َال جزاءه علَى ُك ْف ِر ِه و ِ‬
‫آثام ِه ‪َ .‬ويُ َق ُ‬
‫صبُّوا‬‫ط اجلَحي ِم ‪ُ ،‬‬ ‫ََُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫الع َذاب احلَمي ِم ‪ -‬املَاء الذي َبلَ َغ النِّهايَةَ يِف احلََرارة َ‬
‫‪.‬و َب ْع َد‬ ‫َف ْو َق َرأسه م َن املاء الشَّديد احلََر َار ِة ِزيَ َاد ًة يف َ‬
‫هزاء بِِه ‪ :‬ذُ ْق‬ ‫بيل التَّق ِري ِع واالستِ ِ‬ ‫ب احلَ ِمي ِم َف ْو َق َرأْ ِس ِه ‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِ ِِ‬
‫ْ‬ ‫ال لَهُ َعلَى َس ِ‬ ‫ص ِّ‬‫دخاله إِىل َس َواء اجلَحي ِم ‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ك ‪ ،‬ال َكرميُ يف َح َسبِ َ‬ ‫الع ِز ُيز يف قَوم َ‬ ‫َّك َ‬‫ت يِف الدُّنيا َت ْزعُ ُم أَن َ‬ ‫َّك ُكْن َ‬ ‫وم ‪ ،‬فِإن َ‬ ‫ني اليَ َ‬ ‫اب املُذ َّل املُِه َ‬ ‫الع َذ َ‬
‫هذا َ‬
‫الذي ُكنتُم َتتَ َش َّك ُكو َن فِ ِيه َي ْو َم‬ ‫الذي َتت َذ َّوقُو َن طَعمه اليوم ‪ ،‬هو الع َذاب ِ‬
‫ْ َ ُ َْ َ َُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪.‬وهذا الع َذاب امل ِذ ُّل امل ِهني ‪ِ ،‬‬
‫َ ُ ُ ُ ُ‬
‫الي ْو َم فَ ُذوقُوهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ني َسيُالَقُو َن شيئاً مْنهُ ‪َ ،‬ف َها أَنتُ ْم قَ ْد لَقيتُ ُموهُ َ‬ ‫َن املُ َك ِّذبِ َ‬‫ُكنتُم يف الدُّنيا ‪ ،‬وال َت ْعتَ ِق ُدو َن أ َّ‬
‫ني (‪ )63‬إِن ََّها‬ ‫وم (‪ )62‬إِنَّا جع ْلنَ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الزقُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اها فْتنَةً للظَّالم َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ك َخْيٌر نُُزاًل أ َْم َش َجَرةُ َّ‬ ‫وقال يف موضع آخر‪ ( :‬أَ َذل َ‬
‫ني (‪ )65‬فَِإن َُّه ْم آَل َكِلُو َن ِمْن َها فَ َمالِئُو َن‬ ‫اط ِ‬‫َشجرةٌ خَت ْرج يِف أَص ِل اجْل ِحي ِم (‪ )64‬طَْلعها َكأَنَّه رءوس الشَّي ِ‬
‫َُ ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِمْن َها الْبُطُو َن (‪ )66‬مُثَّ إِ َّن هَلُ ْم َعلَْي َها لَ َش ْوبًا م ْن مَح ي ٍم (‪ )67‬مُثَّ إِ َّن َم ْرج َع ُه ْم إَلِ ىَل اجْلَحي ِم (‪ )68‬إِن َُّه ْم أَلْ َف ْوا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني (‪َ )69‬ف ُه ْم َعلَى آَثَا ِر ِه ْم يُ ْهَرعُو َن (‪[ )70‬الصافات‪)]70-62/‬‬ ‫ضالِّ َ‬‫آَبَاءَ ُه ْم َ‬
‫الذي أَْنَزهَلُم اهللُ فِ ِيه يِف‬ ‫الذي م َّن اهلل بِِه علَى أَه ِل اجلن َِّة ‪ ،‬وه َذا املْن ِز ُل الطَّيِّب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الر ْز ُق ال َك ِرمي الوفِري ِ‬
‫ُ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ِ‬
‫أَ َذل َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ات الث َّْم ِر ال َك ِر ِيه امل َذ ِاق؟‬ ‫وم ‪َ ،‬ذ ِ‬ ‫الزقُّ ِ‬
‫اب اجلَن َِّة َخْيٌر ‪ْ ،‬أم َما َو َع َد اهللُ بِِه أ َْه َل النَّا ِر ِم َن األَ ْك ِل ِم ْن َش َجَر ِة َّ‬ ‫ِرح ِ‬
‫ِ َِ‬ ‫َ‬
‫واختبَاراً لَيَرى َم ْن‬ ‫وم يِف نَا ِر جهن ِ ِ‬ ‫الزقُ ِ‬
‫ود َش َجَر ِة ُّ‬ ‫وقَ ْد أَخبر اهلل َتعاىَل رسولَه ال َك ِرمي عن وج ِ‬
‫َّم ‪ ،‬ابْتالَءً مْنهُ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ََ ُ َ َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫يصد ُ هِب مِم‬
‫ين ‪.‬‬‫ني ال َكاف ِر َ‬ ‫ب ‪َ ،‬و َج َعلَ َها فْتنَةً للظَّالم َ‬ ‫ِّق َا ‪َّْ ،‬ن يُ َك ِّذ ُ‬ ‫َُ‬
‫َّار‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف يَ ُكو ُن َه َذا والن ُ‬ ‫َّم ‪ ،‬قَ َال ال َكافُرو َن ‪َ :‬كْي َ‬ ‫حينَ َما ذَ َكَر اهللُ َت َعاىَل أَن ََّها َش َجَرةٌ خَت ُْر ُج م ْن َو َسط نَار َج َهن َ‬
‫َّجَر؟‬‫حَتْ ُر ُق الش َ‬
‫ني قَبِ َ‬
‫يحةُ‬ ‫ِ‬
‫َن الشَّيَاط َ‬ ‫ت َت ْعتَ ِق ُد أ َّ‬ ‫ب َكانَ ْ‬ ‫العَر ُ‬ ‫ني ‪َ ( :‬و َ‬ ‫اط ِ‬‫َن مَثَرها ( طَْلعِها ) ‪ ،‬يِف ُقب ِح مْنظَ ِر ِه ‪ ،‬ر ُؤوس الشَّي ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َكأ َّ َ َ‬
‫ني هِبَا ) ‪.‬‬ ‫وم ‪ ،‬وتَ ْك ِريه َّ ِ ِ‬ ‫املْنظَ ِر ‪ ،‬فَأَراد اهلل تعاىَل ت ْقبِيح شجر ِة ُّ ِ‬
‫السامع َ‬ ‫الزقُّ َ َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫يح ‪،‬‬ ‫والر ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫امل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫ُّ‬
‫ق‬ ‫الز‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ع‬‫ط‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫يِف‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫َّار‬
‫ف‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ء‬ ‫َوإ َ ُ َ‬
‫ال‬ ‫ؤ‬‫ه‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ ً َْ َ‬ ‫َ َ جَي ُ َ‬ ‫َ‬
‫ضطَُّرو َن إِىَل األَ ْك ِل ِمْنهُ لِيَ ْملَؤوا بَطُو َن ُهم اجلَائَِعةَ ‪.‬‬ ‫َفيُ ْ‬
‫اق ‪.‬‬ ‫يد والغَ َّس ِ‬ ‫الص ِد ِ‬
‫وج بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وإِنَّهم الَ جَيِ ُدو َن ما ي ْشربو َن إِالَّ املاء الش ِ‬
‫يد احلََر َارة ‪ ،‬املَْمُز َ‬ ‫َّد َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ ُْ‬
‫اب َدائِ ٍم ‪.‬‬ ‫َجج ‪ ،‬وج ِحي ٍم َتَتوقَّ ُد ‪َ ،‬فهم يِف َع َذ ٍ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫مُثَّ يَ ُكو ُن َمصريُ ُه ْم َب ْع َد َه َذا املأ َك ِل واملَ ْشَرب إىَل نَا ٍر َتتَأ َّ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫اع ِه ْم بِالَ تَ َدبٍُّر َوالَ َتَر ٍّو ‪.‬‬ ‫يد ِهم ‪ ،‬واتِّب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫إِنَّهم وج ُدوا آباءهم علَى َّ ِ‬
‫َسَرعُوا يِف َت ْقل ْ َ َ‬ ‫وه ْم ‪.‬فَأ ْ‬ ‫الضالَلَة َفتَ َابعُ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َُ ْ َ‬

‫‪263‬‬
‫وم (‪)52‬‬ ‫وقال يف موضع آخر‪ ( :‬مُثَّ إِنَّ ُكم أَيُّها الضَّالُّو َن الْم َك ِّذبو َن (‪ )51‬آَل َكِلُو َن ِمن شج ٍر ِمن زقُّ ٍ‬
‫ْ ََ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب اهْل ي ِم (‪َ )55‬ه َذا نُُزهُلُ ْم َي ْو َم‬ ‫فَ َمالئُو َن مْن َها الْبُطُو َن (‪ )53‬فَ َشا ِربُو َن َعلَْيه م َن احْلَمي ِم (‪ )54‬فَ َشا ِربُو َن ُشْر َ‬
‫الدِّي ِن (‪[ )56‬الواقعة‪)]56-51/‬‬
‫اهلل ورسلِ ِه وآياتِِه ‪ ،‬وبِالبع ِ‬ ‫اب ‪ ،‬امل َك ِّذبو َن بِ ُكتُ ِ ِ‬ ‫الصو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ب َُ ُ َ َ َ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫مُثَّ إنَّ ُك ْم أَيُّ َها الضَّالو َن َع ْن طَريق اهلَُدى ‪َ ،‬و َّ َ‬
‫َن طَْلعه ر ُؤوس الشَّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ‪ .‬ستأْ ُكلُو َن ِمن شج ِر َّ ِ ِ‬
‫اط ِ‬
‫ني‬ ‫َص ِل اجلَحي ِم ‪َ ،‬و َكأ َّ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫ت يِف أ ْ‬ ‫الزقُّوم الذي َيْنبُ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َواحلِ َس ِ َ َ‬
‫الض ِري ِع َشيئاً يَأْ ُكلُونَهُ ‪.‬‬ ‫وم َعلَى َكَر ِاه ِية َم َذاقِ ِه ألَن َُّه ْم الَ جَيِ ُدو َن َغْيَرهُ َو َغْيَر َّ‬ ‫الزقُّ َ‬‫‪.‬وأ َْه ُل النَّا ِر يَأْ ُكلُو َن َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزقُّوم ‪َ ،‬و َمألَمُتْ بُطُونَ ُك ْم مْنهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪.‬وإِ َذا أَ َك ْلتُ ْم م ْن َش َج ِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإنَّ ُك ْم َستَأْ ُكلُو َن مْنهُ َحىَّت مَتْتَل َئ بُطُونُ ُك ْم َ‬
‫يد احلََر َار ِة ( احلَ ِمي ِم ) ‪.‬‬ ‫َّد ِ‬‫ش فَالَ جَتِ ُدو َن َغير امل ِاء الش ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫العطَ ِ‬‫فَ َستَ ْشعُُرو َن بِ َ‬
‫َص َاب َها َداءُ اهلُيَ ِام فَالَ َي ْر ِوي املاءُ هَلَا َغلِيالً ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َوإِنَّ ُك ْم َستَ ْشَربُو َن ُش ْرباً الَ َيْر ِوي غُلَّةً ‪َ ،‬و َكأَنَّ ُكم ا ِإلب ُل اليِت أ َ‬
‫َ‬
‫َوالَ يُطْ ِفىءُ هَلَا ظَ َمأً ‪.‬‬
‫هو َما َيْل َقاهُ َه ُؤالَ ِء ال َك َفَرةُ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اب بِالنَّا ِر ‪ ،‬وأَ ْك ِل َّ ِ‬ ‫ص ُفهُ ِمن الع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫الزقُّوم ‪َ ،‬و ُش ْرب احلَميم ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َّم َو ْ َ َ‬ ‫َو َه َذا الذي َت َقد َ‬
‫اب َواجلََزاء ‪ .‬ويؤخذ من هذه اآليات‬ ‫الضيافَ ِة يوم احلِس ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال َفجرةُ ‪ ،‬امل َك ِّذبو َن بِ ِ‬
‫الب ْعث َوالنُّشُّور عْن َد َرهِّب ْم م َن ِّ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫أن هذه الشجرة شجرة خبيثة ‪ ،‬جذورها تضرب يف قعر النار ‪ ،‬وفروعها متتد يف أرجائها‪ ،‬ومثرها قبيح‬
‫املنظر ولذلك شبهه برؤوس الشياطني ‪ ،‬ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها ‪ ،‬إال أن أهل النار يلقى‬
‫عليهم اجلوع ‪ ،‬حبيث ال جيدون مفرا من األكل منها إىل درجة ملء البطون‪ ،‬فإذا امتألت بطوهنم أخذت‬
‫تغلي يف أجوافهم كما يغلي دردي الزيت‪ ،‬فيجدون لذلك آالما مربحة‪ ،‬فإذا بلغت هبم احلال هذا املبلغ‬
‫اندفعوا إىل احلميم وهو املاء احلار الذي تناهى حره ‪ ،‬فشربوا منه كشرب اإلبل اليت تشرب وال تروى‬
‫يما َف َقطَّ َع أ َْم َعاءَ ُه ْم (‪[ )15‬حممد‪،)]15/‬‬ ‫ِ‬
‫ملض أصاهبا وعند ذلك يقطع احلميم أمعاءهم‪َ ( :‬و ُس ُقوا َماءً مَح ً‬
‫هذه هي ضيافتهم يف ذلك اليوم العظيم ‪ ،‬أعاذنا اهلل من حال أهل النار مبنه وكرمه ‪.‬‬
‫وإذا أكل أهل النار من هذا الطعام اخلبيث من الضريع والزقوم غصوا به لقبحه وخبثه‪ ( :‬إِ َّن لَ َد ْينَا أَنْ َكااًل‬
‫يما (‪[ )13‬املزمل‪) ]13-12/‬‬ ‫ِ‬ ‫وج ِحيما (‪ )12‬وطَعاما َذا غُ َّ ٍ‬
‫صة َو َع َذابًا أَل ً‬ ‫َ ًَ‬ ‫ََ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل ِ‬
‫ني ‪ ،‬إِ ْذالَالً‬ ‫وض ُع يِف أ َْر ُجل ِه ْم َك َما يُ ْف َع ُل بِاملُ ْج ِرم َ‬
‫ني يِف اآلخَر ِة ُقيُوداً ثَقيلَةً تُ َ‬ ‫إِ َّن لَ َد ْينَا َُؤالَء ال َك َفَر ِة املُ َك ِّذبِ َ‬
‫اآلخَر ِة أَيْضاً طَ َع ٌام الَ يُ ْستَ َساغُ‬ ‫اهلل يِف ِ‬ ‫هَل م ‪ ،‬وهَل م نَار مستَعِرةٌ يصلَو َنها ‪.‬وهِل ؤالَ ِء ال َك َفر ِة امل َك ِّذبِني ِعْن َد ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ٌ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ َُ‬
‫اب امل ْؤمِلِ ‪.‬‬‫ُخرى ِمن الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الض ِري ِع ‪َ . .‬وهَلُ ْم أَلْ َوا ٌن أ‬‫وم َو َّ‬ ‫الزقُ ِ‬
‫َك َّ‬
‫ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬تَال‬ ‫اس َر ِض َي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬أَن َّر ُس َ‬ ‫وقد صور الرسول ‪ ‬شناعة الزقوم وفظاعته ‪،‬ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ين َآمنُواْ َّات ُقواْ اللّهَ َح َّق ُت َقاتِِه َوالَ مَتُوتُ َّن إِالَّ َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن} (‪ )102‬سورة آل‬ ‫َّ ِ‬
‫َهذه اآليَةَ ‪{ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ِِ‬

‫‪264‬‬
‫ت ‪ ،‬ويِف ح ِد ِ‬ ‫ت يِف حِب َا ِر األ َْر ِ‬ ‫َن قَطْر ًة ِمن َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يث‬ ‫ض لََف َس َد ْ َ َ‬ ‫الزقُّوم قُطَر ْ‬ ‫عمران‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬والذي َن ْفسي بيَده لَ ْو أ َّ َ َ‬
‫‪826‬‬
‫ف مِب َ ْن تَ ُكو ُن طَ َع َامهُ ؟‬‫الد ْنيَا َم َعايِ َش ُه ْم فَ َكْي َ‬
‫ت َعلَى أ َْه ِل ُّ‬ ‫ب بْ ِن َج ِري ٍر ‪ :‬أل ََمَّر ْ‬ ‫و ْه ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُواْ َّات ُقواْ اللّهَ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ، ‬قَرأَ َهذه اآليَةَ ‪{ :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫اس َرضي اللَّهُ َعْن ُه َما ‪ ،‬أ َّ‬
‫َ‬
‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫َ‬
‫َن قَطَْر ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َّق ُت َقاته َوالَ مَتُوتُ َّن إِالَّ َوأَنتُم ُّم ْسل ُمو َن} (‪ )102‬سورة آل عمران ‪َ ،‬والَّذي َن ْفس حُمَ َّمد بِيَده لَ ْو أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ف مِب َ ْن يَ ُكو ُن طَ َع ُامهُ ؟ َه َذا َحد ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ت َعلَى أ َْه ِل ُّ‬ ‫ت يِف األ َْر ِ‬ ‫ِمن َّ ِ ِ‬
‫يث‬ ‫الد ْنيَا َم َعائ َش ُه ْم ‪ ،‬فَ َكْي َ‬ ‫ض ألَفْ َس َد ْ‬ ‫الزقُّوم قُطَر ْ‬ ‫َ‬
‫اعتِلُوه إِىَل سو ِاء اجْل ِحي ِم مُثَّ صبُّوا َفو َق رأْ ِسهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫وب احْلَْنظَل ُّي يِف َت ْفس ِري َق ْوله ‪ُ :‬خ ُذوهُ فَ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َخَر َجهُ ا ِإل َم ُام أَبُو َي ْع ُق َ‬ ‫أْ‬
‫‪827‬‬
‫اب احْلَ ِمي ِم "‬‫ِمن َع َذ ِ‬
‫ْ‬
‫اب ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعن أَيِب الدَّر َداء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يْل َقى َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر اجْل وعُ ‪ ،‬حىَّت ي ْعد َل عْن َد ُهم ما ُهم فيه من الْع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ص ٍة ‪،‬‬ ‫وع ‪َ ،‬فيَ ْستَغِيثُو َن َفُيغَاثُو َن بِطَ َع ٍام ِذي غُ َّ‬ ‫الض ِري ِع ‪ ،‬الَ يُ ْس ِم ُن ‪َ ،‬والَ يُ ْغيِن ِم ْن ُج ٍ‬ ‫َفيَ ْستَغِيثُو َن َفُيغَاثُو َن بِ َّ‬
‫اب ‪َ ،‬فيستغِيثو َن َفيغَاثُو َن مِب ٍاء ِمن مَحِ ي ٍم يِف َكالَلِيب ِمن ح ِد ٍ‬
‫يد‬ ‫َفي ْذ ُكرو َن أَنَّهم َكانُوا جُيِ ُيزو َن الْغَصص بِالشَّر ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ‬
‫هِنِ‬ ‫ِ‬
‫ادو َن ‪:‬‬ ‫وه ُه ْم فَِإ َذا أ َْد َخلُوهُ بُطُو َن ُه ْم قَطَّ َع َما يِف بُطُو ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُينَ ُ‬ ‫‪ ،‬فَِإ َذا أ َْد َن ْوهُ إِىَل ُو ُجوه ِه ْم َش َوى ُو ُج َ‬
‫ات ‪،‬‬ ‫ك تَأْتِي ُكم رسلُ ُكم بِالْبِّينَ ِ‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬
‫ُُْ ْ َ‬ ‫اب} ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ َجابُو َن ‪{ :‬أ ََومَلْ تَ ُ‬ ‫{اُْدعُ َوا َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادو َن ‪:‬‬ ‫اد ْوا َمال ًكا ‪َ ،‬فُينَ ُ‬ ‫ضالَ ٍل} ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬نَ ُ‬ ‫ين إِالَّ يِف َ‬ ‫قَالُوا َبلَى ‪ ،‬قَالُوا فَ ْادعُ َوا ‪َ ،‬و َما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬
‫َج َاب ُه ْم ‪{ :‬إِنَّ ُك ْم َماكِثُو َن} قَ َال ‪َ :‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬اُْدعُ َوا َربَّ ُك ْم ‪ ،‬فَالَ‬ ‫ض َعلَْينَا َربُّك} ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأ َ‬ ‫ك لَِي ْق ِ‬ ‫ِ‬
‫{يَا َمال ُ‬
‫َخ ِر ْجنَا ِمْن َها فَِإ ْن عُ ْدنَا فَِإنَّا ظَالِ ُمو َن} ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫{ر َّبنَا أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َش ْيءَ أ َْر َح ُم ب ُك ْم م ْن َربِّ ُك ْم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬‬
‫ك يَئِ ُسوا ِم ْن ُك ِّل خَرْيٍ ‪َ ،‬ويَأْ ُخ ُذو َن يِف الْ َويْ ِل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفيُج ُيب ُه ْم ‪{ :‬ا ْخ َس ُؤوا ف َيها َوالَ تُ َكلِّ ُمو َن} ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَعِْن َد َذل َ‬
‫ِ ‪828‬‬
‫الش ِه ِيق ‪َ ،‬والثُّبُور‪" .‬‬ ‫َو َّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " : ‬يُْل َقى َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر اجْلُوعُ ‪َ ،‬حىَّت َي ْع ِد َل َما ُه ْم فِ ِيه ِم َن‬ ‫وع ْن أَيِب الد َّْر َد ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫وع ‪َ ،‬فيَ ْستَغِيثُو َن‬ ‫ض ِري ٍع اَل يُ ْس ِم ُن َواَل يُ ْغيِن ِم ْن ُج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪َ ،‬فيَ ْستَغيثُو َن بِالطَّ َع ِام ‪َ ،‬فُيغَاثُو َن بِطَ َع ٍام م ْن َ‬ ‫الْع َذ ِ‬
‫َ‬
‫الد ْنيا بِالشَّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِالطَّع ِام ‪َ ،‬فيغَاثُو َن بِطَع ٍام ِذي غُ َّ ٍ‬
‫اب ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ص يِف ُّ َ‬ ‫ص َ‬ ‫صة ‪َ ،‬فيَ ْذ ُكُرو َن أَن َُّه ْم َكا َن جُي ُيزو َن الْغُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يد ‪ ،‬فَِإ َذا دنَ ِ‬ ‫يب احْل ِد ِ‬ ‫اب ‪َ ،‬فيرفَع إِلَي ِهم احْل ِم ِ ِ‬ ‫َفيستَغِيثُو َن بِالشَّر ِ‬
‫وه ُه ْم ‪،‬‬ ‫ت ُو ُج َ‬ ‫ت م ْن ُو ُجوه ِه ْم َش َو ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫يم بكَاَل ل ِ َ‬ ‫ُْ ُ ْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫هِنِ‬ ‫ت يِف بُطُوهِنِ ْم قَطَّ َع ْ يِف‬
‫َّم " ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬فيَ ْدعُو َن َخَزنَةَ‬ ‫ت َما بُطُو ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ْ :‬ادعُوا َخَزنَةَ َج َهن َ‬ ‫َوإِ َذا َد َخلَ ْ‬
‫ات ؟‬ ‫ك تَأْتِي ُكم رسلُ ُكم بِالْبِّينَ ِ‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬ ‫جهن ِ‬
‫ُُْ ْ َ‬ ‫اب ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬أ ََومَلْ تَ ُ‬ ‫َّم ‪ :‬أَن ْادعُوا َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ضاَل ٍل " ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬فَي ُقولُو َن ‪ْ :‬ادعُوا َمالِ ًكا ‪،‬‬ ‫ين إِاَّل يِف َ‬
‫ِ‬
‫قَالُوا ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬فَ ْادعُوا ‪َ ،‬و َما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬

‫‪ - 826‬املستدرك للحاكم; (‪ )3158‬صحيح‬


‫‪ - 827‬املستدرك للحاكم; (‪ )3686‬صحيح‬
‫‪ - 828‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35266()155‬حسن‬

‫‪265‬‬
‫ك " ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬فيُ ِج ُيب ُه ْم ‪ :‬إِنَّ ُك ْم َماكِثُو َن " قَ َال‬ ‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬ ‫ك لَِي ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفيَ ْدعُو َن َمال ًكا َفَي ُقولُو َن ‪ :‬يَا َمال ُ‬
‫ف َع ٍام ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬فَي ُقولُو َن ‪ْ :‬ادعُوا َربَّ ُك ْم ‪،‬‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫اه ْم أَلْ َ‬‫َن َبنْي َ ُد َعائ ِه ْم َو َبنْي َ إِ َجابَة َمالك إِيَّ ُ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ش ‪ :‬أُنْبِْئ ُ‬‫َع َم ُ‬ ‫اأْل ْ‬
‫َخ ِر ْجنَا ِمْن َها ‪،‬‬ ‫ني ‪َ ،‬ربَّنَا أ ْ‬ ‫ضالِّ َ‬
‫ِ‬
‫ت َعلَْينَا ش ْق َو ُتنَا ‪َ ،‬و ُكنَّا َق ْو ًما َ‬
‫ِ‬
‫َح َد َخْيٌر م ْن َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا َغلَبَ ْ‬ ‫فَاَل أ َ‬
‫ك يَئِ ُسوا ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫فَِإ ْن ع ْدنَا فَِإنَّا ظَالِمو َن " ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬في ِجيبهم ‪ :‬اخسئُوا فِيها واَل تُ َكلِّم ِ‬
‫ون " ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬فَعِْن َد َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الزفِ ِري َواحْلَ ْسَر ِة َوالْ َويْ ِل " ‪- 829‬الغصة ‪ :‬ما اعرتض يف احللق من طعام‬ ‫َخ ُذوا ِم َن َّ‬ ‫كأَ‬
‫ِ‬
‫ُك ِّل خَرْيٍ ‪َ ،‬و ِعْن َد َذل َ‬
‫أو شراب ‪ -‬احلميم ‪ :‬املاء احلار ‪ -‬الكلّوب ‪ :‬حديدة معوجة الرأس ‪ ،‬واجلمع كالليب‬
‫يما} (‪ )13‬سورة املزمل‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ش ْو ٌك يَأْ ُخ ُذ بِاحْلَْل ِق ‪ ،‬اَل‬ ‫ِ‬ ‫اس ‪{ :‬وطَعاما َذا غُ َّ ٍ‬
‫صة َو َع َذابًا أَل ً‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ َ ً‬ ‫َ‬
‫ال َكثِيبًا َّم ِهياًل } (‪ )14‬سورة‬ ‫ت اجْلِبَ ُ‬ ‫ال و َكانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َواجْل بَ ُ َ‬ ‫ف اأْل َْر ُ‬ ‫{ي ْو َم َتْر ُج ُ‬‫يَ ْد ُخ ُل َواَل خَي ُْر ُج ‪َ ،‬ويِف َق ْوله ‪َ :‬‬
‫الر ْم ِل " ‪.830‬‬ ‫يب ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫املزمل‪ ،‬قَ َال ‪ :‬الْم ِهيل الَّ ِذي إِ َذا أَخ ْذت ِمْنه َشيئًا تَبِع َ ِ‬
‫ك آخُرهُ ‪َ ،‬والْ َكث ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫مجيعا‪,‬وقد‬ ‫وأهل النار قد يكون طعامهم ما ذكر يف اآليات السابقة‪:‬الضريع والغسلني والزقوم والنار ً‬
‫يكون املعذبون طبقــات فمنهم من يأكل الضريع ومنهم من يأكل الغسلني ومنهم من يأكل الزقوم‪ ,‬كلٌّ‬
‫حبسب حاله ومنزلته‪.‬‬
‫ني (‬ ‫اهنَا مَحِ يم (‪ )35‬واَل طَ َع ٌام إِاَّل ِم ْن ِغسلِ ٍ‬ ‫س لَهُ الَْي ْو َم َه ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ومن طعام أهل النار الغسلني ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬فلَْي َ‬
‫ك فَِإنَّه الَ جَيِ ُد اليوم هنَا يِف ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخَر ِة قَ ِريباً‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫‪ )36‬اَل يَأْ ُكلُهُ إِاَّل اخْلَاطئُو َن (‪[ )37‬احلاقة‪َ ، )]37-35/‬ول َذل َ ُ‬
‫الي ْوِم بَِن ْف ِس ِه‬ ‫ك َ‬
‫ِ‬
‫احد ُمْن َشغِ ٌل يِف َذل َ‬
‫اهلل َتعاىَل ‪ ،‬فَ ُك ُّل و ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اب ِ‬ ‫و ُدوداً ‪ ،‬والَ ص ِديقاً مَحِ يماً خُمْلِصاً ‪ ،‬يْن ِق ُذه ِمن َع َذ ِ‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل م ْن ُجلُود أ َْه ِل النَّا ِر م َن الدَّم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫يد َش ْيءٌ َك ِريهُ‬ ‫الصد ُ‬ ‫والصديد ‪َ .‬و َّ‬ ‫‪َ .‬والَ جَيْ ُد لَهُ طَ َعاماً النَّار إالَّ َما يَس ُ‬
‫ات يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬ ‫السيِّئ ِ‬ ‫اجرِت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل َذ ِاق الَ يأْ ُكلُهُ إِالَّ أ َْهل ُّ ِ‬
‫اح َّ َ‬ ‫ين َمَرنُوا َعلَى ْ‬ ‫الذنُوب َواخلَطَايَا ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اج (‪[ )58‬ص‪)]58-57/‬‬ ‫و‬ ‫َز‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫َ َُ ْ َ ْ َ ٌ‬ ‫ْل‬‫ك‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫آ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫)‬‫‪57‬‬ ‫(‬ ‫اق‬ ‫س‬ ‫غ‬‫و‬ ‫يم‬
‫َ َ َ ُ ُ مَح ٌ َ َ َّ ٌ‬‫وه‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫(‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫وقال‬
‫وء أ َْع َماهِلِ ْم ‪َ .‬فْليَ ُذوقُوهُ َف ْهو َماءٌ َح ٌّار ‪َ ،‬مَتنَ ٍاه يِف‬ ‫اآلخر ِة علَى ُك ْف ِر ِهم وس ِ‬ ‫وه َذا الع َذاب هو جز ُاؤهم يِف ِ‬
‫َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َُ ََ ُ ْ‬
‫وف‬‫صنُ ٌ‬ ‫‪.‬وهَلُ ْم ُ‬‫اق ) َ‬ ‫َج َس ِاد ِهم امل ْحرَتِ قَ ِة يِف النَّا ِر ( َغ َّس ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يل ِم ْن أ‬
‫ُ‬
‫يد ِ‬
‫الذي يَ ِس‬ ‫بالص ِد ِ‬
‫ِج َّ‬ ‫َ‬ ‫َّة َحَر َارتِِه ‪َ ،‬وقَ ْد ُمز‬ ‫ِشد ِ‬
‫والسم ِ‬ ‫ُ‬
‫ب احل ِمي ِم والغَ َّس ِ‬
‫اق‬ ‫وم ‪ ،‬و ُشر ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫اب يُ َع ِّذبُو َن هِبَا ‪َ ،‬ك َّ‬
‫الز ْم َه‬ ‫اب ِمن أَ ْشب ِاه َه َذا الع َذ ِ‬ ‫ُخرى ِمن الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫أ َْ َ َ‬
‫قوم ‪ .‬والغسلني والغساق مبعىن وحد ‪ ،‬وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد ‪،‬‬ ‫الز ِ‬‫‪َ ،‬وأَ ْك ِل َّ‬
‫وقيل ما يسيل من فروج النساء الزواين ومن ننت حلوم الكفرة وجلودهم‪.‬‬
‫ين يَأْ ُكلُو َن أ َْم َو َال الْيَتَ َامى ظُْل ًما إِمَّنَا‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ومن أصحاب الذنوب من يطعمه اهلل مجر جهنم جزاء وفاقا ‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫صلَ ْو َن َسعِ ًريا (‪[ )10‬النساء‪)]10/‬‬ ‫هِنِ‬
‫يَأْ ُكلُو َن يِف بُطُو ْم نَ ًارا َو َسيَ ْ‬
‫‪ - 829‬البعث والنشور للبيهقي(‪ )533‬حسن وصحح الرتمذي وقفه‬
‫ور لِْلَبْي َه ِق ِّي (‪ ) 536‬حسن‬
‫ُّش ُ‬
‫ث َوالن ُ‬
‫‪ -‬الَْب ْع ُ‬
‫‪830‬‬

‫‪266‬‬
‫الذين يأْ ُكلُو َن أَمو َال اليتَامى بِ ُد ِ‬ ‫يهدِّد اهلل َتعاىَل ِ‬
‫ض ِم َوالظُّْل ِم ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫وع ‪َ ،‬و َعلَى َسبِ ِيل اهلَ ْ‬ ‫ب َم ْشُر ٍ‬ ‫ون َسبَ ٍ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫يصا ْم إىَل نَا ِر َج َهنَّم َي ْو َم القيَ َامة ‪ ،‬أ َْو إن َُّه ْم إمَّنَا يَأْ ُكلُو َن يِف‬
‫َ‬ ‫هَلُ ْم ‪ :‬إِن َُّه ْم إِمَّنَا يَأْ ُكلُو َن َما يَ ُكون َسبَباً يِف إِ َ‬
‫الس ْحَر ‪،‬‬ ‫اهلل ‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ات ‪ :‬الشِّر َك بِ ِ‬ ‫السبع املوبَِق ِ‬ ‫اجتَنِبُوا َّ‬ ‫يث َق ْولَهُ ‪" : ‬‬ ‫أجج ‪ .‬وجاء يِف احل ِد ِ‬ ‫بُطُوهِنِ ْم نَاراً َتتَ َّ‬
‫ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س اليِت َحَّر َم اهللُ إالَّ بِاحلَ ِّق ‪َ ،‬وأَ ْك َل ِّ‬
‫ف‬‫َ َْ َ‬ ‫ذ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ح‬‫الربا ‪َ ،‬وأَ ْك َل َمال اليَتي ِم َ َ َ ْ َ َّ ْ‬
‫الز‬ ‫م‬ ‫و‬‫ي‬ ‫يِّل‬ ‫َّو‬
‫الت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الن ْف ِ‬
‫َو َقْت َل َّ‬
‫ات "(صحيح)‬ ‫ت امل ْؤ ِمنَ ِ‬ ‫ات الغَافِالَ ِ‬ ‫املحصنَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن الَّذين يكْتُمو َن ما أَْنَز َل اللَّهُ من الْكتَ ِ‬
‫ك َما يَأْ ُكلُو َن يِف‬ ‫اب َويَ ْشَتُرو َن بِه مَثَنًا قَلياًل أُولَئ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِنِ ِ‬
‫ين ا ْشَتَر ُوا‬ ‫يم (‪ )174‬أُولَئ َ َّ‬
‫ك الذ َ‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫َّار َواَل يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّهُ َي ْو َم الْقيَ َامة َواَل يَُز ِّكي ِه ْم َوهَلُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫بُطُو ْم إاَّل الن َ‬
‫ِ‬
‫َصَبَر ُه ْم َعلَى النَّا ِر (‪[ )175‬البقرة‪) ]175 ،174/‬‬ ‫اب بِالْ َم ْغفَر ِة; فَ َما أ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫الضاَل لَةَ باهْلَُدى َوالْ َع َذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضعُونَهُ يِف َغرْيِ‬ ‫ين خُيْ ُفو َن َما أَْنَز َل اهللُ م ْن َو ْحيِه َعلَى ُر ُسله ‪ ،‬أ َْو يُ َؤ ِّولُونَهُ أ َْو حُيَِّرفُونَهُ َويَ َ‬ ‫ول َت َعاىَل إ َّن الذ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ك ‪َ ،‬واجلُ ْع ِل‬ ‫ِ‬ ‫مو ِضعِ ِه ‪ ،‬بِرأْيِ ِهم واجتِه ِاد ِهم ‪ ،‬يِف م َقابِ ِل الثَّم ِن احل ِق ِري ِمن حطَ ِام الدُّنيا ‪َ ،‬ك َّ ِ‬
‫الر ْش َوة َعلَى ذل َ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَكْتُ ُمو َن َما َو َر َد يِف ُكتُبِ ِه ْم َع ْن ص َفات حُمَ َّمد ‪( ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ . . .‬والذ َ‬ ‫األج ِر َعلَى ال َفتَ َاوى البَاطلَة ) َوحَنْ ِو َذل َ‬ ‫( ْ‬
‫ص َّدقُوا حُمَ َّمداً ‪َ ،‬و َآمنُوا بِِه ‪،‬‬ ‫هِِتِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اسا ُت ُه ْم إِ ْن َ‬ ‫ب َز َع َاما ْم ‪َ ،‬و ِريَ َ‬ ‫ود ) ‪َ ،‬و َع ْن ر َسالَته َونُُب َّوته لئَالَ تَ ْذ َه َ‬ ‫الي ُه ُ‬
‫َو ُه ُم َ‬
‫َموال َو َه َدايَا ‪َ ،‬و ُه َو َشيءٌ تَافِهٌ يَ ِسريٌ إِذا َما قُو ِر َن مِب َا‬ ‫صل إِلي ِهم ِمن أ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪َ ،‬ولئَالَّ خَي ْ َسُروا َما َكا َن يَ ُ ْ ْ‬ ‫َواتََّب َعهُ الن ُ‬
‫الء إِمَّنَا يأْ ُكلُو َن ما يأْ ُكلُونَه يِف م َقابِ ِل كِْتم ِ‬ ‫اب ‪ . .‬فَهؤ ِ‬ ‫زيل الثَّو ِ‬ ‫الص ِادقِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ان احلَ ِّق‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ني م ْن َج ِ َ‬ ‫ني َّ َ‬ ‫َو َع َد اهللُ بِه املُْؤمن َ‬
‫ضبِ ِه َعلَي ِه ْم ‪َ ،‬والَ يَُز ِّكيهم ‪َ ،‬وال‬ ‫ِ ِ‬ ‫َجج يِف بطُوهِنِم ي ِ ِ‬
‫وم القيَ َامة ‪َ ،‬والَ يُ َكلِّ ُم ُه ُم اهللُ َي ْو َم القيَ َامة لغَ َ‬ ‫نَاراً َتتَأ َّ ُ ُ ْ َ َ‬
‫هِنِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل أَيْضاً يف َت ْفسري ‪َ :‬ما يَأْ ُكلُو َن يِف بُطُو ْم إالَّ الن َ‬
‫َّار‬ ‫ِّ‬
‫مَيْ َد ُح ُه ْم َوال يُثْيِن َعلَيه ْم ‪َ ،‬ويُ َعذبُ ُه ْم َع َذاباً أَليماً ‪َ ( .‬وق َ‬
‫ِ‬ ‫‪ :‬إِنَّهم الَ يأْ ُكلُو َن ِمن مَثَنِ ِه إِالَّ ما ي ُكو ُن سبباً لِدخوهِلِم نار جهنَّم ) ‪ .‬و ِ مِث‬
‫ين أَنْ َذ َر ُه ُم اهللُ‬‫هؤالء اآل ُو َن الذ َ‬ ‫ََ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫ضي ِه ْم نَ ْشَر َما َو َر َد يِف ُكتُبِ ِه ْم َع ْن ِص َف ِة حُمَ َّم ٍد ‪َ ،‬و ِذ ْك ِر َمْب َعثِ ِه ‪،‬‬ ‫الذي ي ْقتَ ِ‬
‫َ‬
‫اب ‪ ،‬اعتاضوا ع ِن اهل َدى ِ‬
‫الع َذ ِ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫بِ َ‬
‫اضوا َع ِن امل ْغ ِفَر ِة ‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الضالَ ِل َو ُه َو تَكْذيبُهُ ‪َ ،‬وال ُك ْفُر بِه ‪َ ،‬وكْت َما ُن ِص َفاته ‪َ ،‬و ْاعتَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ص ِد ِيق ِه ‪ ،‬بِ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّباع ِه َوتَ‬
‫وب ات ِ‬ ‫ووج ِ‬
‫َُ ُ‬
‫ِ َ‬ ‫اب ِ‬ ‫اليِت وع َد اهلل هِب ا امل ْؤ ِمنني الع ِاملِني َّ ِ‬
‫ب ُك ْف ِره ْم ‪،‬‬ ‫يح ُّل هِبِم بِسبَ ِ‬ ‫الذي س ِ‬
‫َ‬
‫ات ‪ ،‬بِالع َذ ِ‬
‫َ‬
‫اعني يِف اخل ِ‬
‫َرْي‬ ‫الس َ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ َ‬
‫ْ َ‬
‫صرْبِ ِه ْم‬ ‫ب م ْن َ‬
‫ان ما ورد يف ُكتُبِ ِهم ‪ .‬فَما أَصبرهم علَى النَّا ِر ( أَي إِ َّن من يراهم يِف نَا ِر جهنَّم يَتع َّج ِ‬
‫ََ َ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ْ ََ ُ ْ‬ ‫ْ َ ََْ ُ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوكْت َم َ َ َ َ‬
‫اب ) ‪.‬‬ ‫َّة الع َذ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ هِل‬
‫َعلَى احت َما ا ‪َ ،‬م َع َما ُه ْم فيه م ْن شد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَو إِ َّن املع هو ‪ ( :‬أ َّ ِ‬
‫ب ‪ ،‬فَ َسْيُر ُه ْم يِف الطَِّر ِيق‬ ‫الع َج ِ‬ ‫الع َم ِل الذي يُوصلُ ُه ْم إِىل النَّار ُه َو َمثَ ُار َ‬ ‫َن اهْن َما َك ُه ْم يِف َ‬ ‫َْ ىَن ُ َ‬ ‫ْ‬
‫هِلِ‬ ‫هِتِ مِب ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب)‪.‬‬ ‫املُوصلَة إِليها ‪َ ،‬و َع َد ُم ُمبَاال ْم َآل أَْ ْع َما ْم ُه َو َمثَ ُار َ‬
‫الع َج ِ‬
‫ــــــــ‬

‫‪267‬‬
‫المبحث الثامن عشر‬
‫لباس أهل النار‬

‫َّ ِ‬
‫ت هَلُ ْم‬‫ين َك َفُروا قُطِّ َع ْ‬ ‫أخرب احلق سبحانه وتعاىل أنه يفصل ألهل النار حلل من النار ‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬فَالذ َ‬
‫يم) {احلج‪}19:‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثِياب ِّمن نَّا ٍر يص ُّ ِ‬
‫ب من َف ْوق ُرءُوسه ُم احلَم ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ٌ‬
‫َج َس ِاد ِه ْم‬ ‫َّت َعلَى قَ ْد ِر أ ْ‬ ‫اب قُد ْ‬ ‫ات ِمن الثِّي ِ‬
‫ط ْم َو َكأَهَّن ا ُم َقطَّ َع ٌ َ َ‬
‫فَأ ََّما ال َكافِرو َن فَِإنَّهم قَ ْد أ ُِعدَّت هلم نِريا ٌن حُت ي ُ هِبِ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب أ َْم َعاءَ ُهم‪.‬‬
‫َج َس َاد ُه ْم ‪َ ،‬ويُذ ُ‬ ‫يد احلََر َار ِة َف ْو َق ُر ُؤس ِه ْم َفيَ ْش ِوي ُو ُج َ‬
‫وه ُه ْم َوأ ْ‬ ‫ب املاءُ الشَّد ُ‬
‫َ‬
‫ص ُّ‬ ‫‪َ ،‬ويُ َ‬
‫َّار إِىَل‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال « ِمْن ُهم من تَأْ ُخ ُذهُ الن ِ‬ ‫ب أ َّ‬ ‫وعن مَسُر َة بْ ِن جْن َد ٍ‬
‫َّار إىَل َك ْعَبْيه َومْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ الن ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِِ ‪831‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ر ْكبَتْي ِه و ِمْن ُهم من تَأْ ُخ ُذهُ الن ِ‬
‫َّار إِىَل َت ْر ُق َوته » ‪.‬‬ ‫َّار إىَل ُح ْجَزته َومْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ْ َْ‬
‫احلجزة ‪ :‬معقد اإلزار والسراويل‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ « - -‬م ْن َو ِط َئ َعلَى إَِزا ِر ِه ُخيَالَءَ َو ِط َئ ىِف نَا ِر‬ ‫ى رضي اهلل عنه قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ب الْغِ َفا ِر ِّ‬ ‫وع ْن ُهَبْي ٍ‬
‫َ‬
‫‪832‬‬
‫َّم » ‪.‬‬ ‫َج َهن َ‬
‫وهــذا احلديث يبني معىن ما رواه البخــاري َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َما‬
‫َس َف َل ِم َن الْ َك ْعَبنْي ِ ِم َن ا ِإل َزا ِر فَِفى النَّا ِر » ‪.833‬‬ ‫أْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ُ ‬قْب ِطيَّةً ‪َ ,‬و َك َسى‬ ‫ول‪َ :‬ك َسايِن َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ابْ َن عُ َمَر ‪َ ,‬ي ُق ُ‬ ‫وع ْن َعْبد اللَّه بن حُمَ َّمد بن َعق ٍيل ‪ ,‬قَ َال‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫س‬ ‫َخ َذ مِب َْن ِكيِب ‪َ ,‬ف َق َال‪:‬يَا ابْ َن عُ َمَر ُك ُّل َش ْيء مَيَ ُّ‬ ‫ت فَ َجاءَ فَأ َ‬ ‫َسَب ْل ُ‬
‫ِ‬
‫ُس َامةَ بن َزيْد ُحلَّةً سَيَراءَ ‪َ ,‬فنَظََر َفَرآيِن أ ْ‬ ‫أَ‬
‫ِ ‪834‬‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِمن الثِّي ِ‬
‫الساق ‪.‬‬ ‫ف َّ‬ ‫ت ابْ َن عُ َمَر يَأْتَ ِز ُر إِىَل ن ْ‬
‫اب يِف النَّا ِر‪َ ,‬فَرأَيْ ُ‬ ‫األ َْر َ َ َ‬
‫اهره ‪َ ،‬ويَ ُكون ِم ْن َو ِادي ( إِنَّ ُك ْم َو َما َت ْعبُ ُدو َن ِم ْن ُدون اللَّه‬ ‫َفعلَى ه َذا اَل مانِع ِمن مَح ل احْل ِديث علَى ظَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫صية إِشارة إِىَل أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حصب جهنَّم ) ‪ ،‬أَو ي ُكون يِف الْو ِعيد لِما و َقع ِِ‬
‫َح ّق‬‫َن الَّذي َيَت َعاطَى الْ َم ْعصيَة أ َ‬ ‫ت به الْ َم ْع َ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ِ‬
‫ك ‪.835‬‬ ‫بِ َذل َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ َّ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ‬
‫ضعُ َها َعلَى‬ ‫يس َفيَ َ‬
‫ْسى ُحلةً م َن النَّار إبْل ُ‬ ‫ول الله ‪ - -‬قَ َال « إ َّن أ ََّو َل َم ْن يُك َ‬ ‫س بْ ِن َمالك أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف َعلَى النَّا ِر َو َي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫ِ‬ ‫اجبِ ِه َويَ ْس َحُب َها َو ُه َو َي ُق ُ‬ ‫حِ‬
‫ور ُه ْم َحىَّت يَق َ‬ ‫وراهُ َوذُِّريَّتُهُ َخ ْل َفهُ َو ُه ْم َي ُقولُو َن يَا ثُبُ َ‬
‫ول يَا ثُبُ َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 831‬صحيح مسلم (‪) 7349‬‬


‫‪ - 832‬مسند أمحد ( ‪ )16011‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 833‬صحيح البخارى(‪) 5787‬‬
‫وه َذا اإْلِ طْاَل ق حَمْمول علَى ما ورد ِمن َقيد اخْلُياَل ء ‪َ ،‬فهو الَّ ِذي ورد فِ ِيه الْو ِعيد; بِااِل ِّت َف ِ‬
‫اق‬ ‫َ‬ ‫َََ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َ َََ ْ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫‪ -‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 11‬ص ‪ ) 13252()19‬حسن‬ ‫‪834‬‬

‫‪ - 835‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪)331‬‬

‫‪268‬‬
‫ورا َكثِ ًريا} (‪ )14‬سورة‬ ‫ِ‬
‫ورا َواح ًدا َو ْادعُوا ثُبُ ً‬ ‫ال {اَل تَ ْدعُوا الَْي ْو َم ثُبُ ً‬ ‫ور ُه ْم َفُي َق ُ‬ ‫وراهُ َو َي ُقولُو َن يَا ثُبُ َ‬‫يَا ثُبُ َ‬
‫الفرقان »‪ .836‬الثبور ‪ :‬اهلالك‬
‫َص َف ِاد*‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يِف األ ْ‬ ‫ني َي ْو َمئذ ُّم َقَّرن َ‬ ‫وقد وصف اهلل تعاىل سرابيل أهل النار يف قوله تعاىل ‪َ ( :‬وَتَرى املُ ْج ِرم َ‬
‫ِ ٍ‬
‫َّار){ابراهيم‪.}50-49:‬‬ ‫وه ُه ُم الن ُ‬ ‫َسَرابِيلُ ُهم ِّمن قَطَران َوَت ْغ َشى َو ُج َ‬
‫قال ابن عباس‪-‬يف قوله تعاىل (قطران)‪:-‬هو النحاس املذاب‪ .‬وقال احلسن‪:‬قطران اإلبل‪ ,‬يعىن‪ :‬ما يُطلى به‬
‫أن قمصاهنم (مالبسهم) من قطران تُطلى به جلــودهم حىت‬ ‫اجلمل األجرب‪ ,‬فيكون املعىن‪ -‬على ذلك‪َّ -‬‬
‫‪837‬‬
‫وخص القطران لسرعة اشتعال النار فيه‪ ,‬مع ننت رائحته ووحشة لونه‬ ‫َّ‬ ‫يعود هذا الطالء كالسرابيل‪,‬‬
‫هلل ‪َ ،‬تَرى َي ْو َمئِ ٍذ يَا حُمَ َّم ُد‬ ‫ض ‪ ،‬و َتبرز اخلَالَئِق ِ‬ ‫َّل فِ ِيه َّ‬ ‫أي ‪ :‬ويِف َذلِك اليوِم ِ‬
‫ُ‬ ‫ات َواأل َْر ِ َ ْ ُ ُ‬ ‫الس َم َاو ُ‬ ‫الذي َتتَبَد ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض يِف ال ُقيُود ‪َ ،‬فيَ ْجتَم ُع النُّظَراء يِف‬
‫َُ‬ ‫ض ُه ْم إِىَل َب ْع ٍ‬
‫ني ) َب ْع ُ‬‫ني ( جَمْ ُموع َ‬ ‫َجَر ُموا بِ ُك ْف ِره ْم َو َب ْغيِ ِه ْم ‪ُ ،‬م ْق ِرن َ‬ ‫ين أ ْ‬
‫الذ َ‬
‫ف َم َع ِصْن ِف ِه ‪.‬‬ ‫ال ُك ْف ِر وا ِإل ْجر ِام ‪ُ ،‬ك ُّل ِصْن ٍ‬
‫َ َ‬
‫وتَ ُكو ُن ثِيابهم اليِت ي ْلبسوهَن ا ِمن قَ ِطر ٍان ( وال َق ِطرا ُن م َّادةٌ سائِلَةٌ تُطْلَى هِب ا ا ِإلبل اجلرباء ‪ ،‬وهو أَلصق شيءٍ‬
‫َ ْ ُ َْ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ُُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫وه ُه ْم ‪.‬‬
‫َّار ُو ُج َ‬ ‫ِ ِ‬
‫بالنَّار ) ‪َ ،‬وَت ْل َف ُح الن َ‬
‫ب َقْب َل َم ْوهِتَا ُت َق ُام َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َو َعلَْي َها‬ ‫ِ ِ‬
‫َن النَّىِب َّ ‪ - -‬قَ َال ‪ «:‬النَّائ َحةُ إ َذا مَلْ َتتُ ْ‬ ‫ى أ َّ‬‫ك األَ ْش َع ِر ِّ‬ ‫وعن أيب مالِ ٍ‬
‫َ‬
‫ال ِم ْن قَطَران َود ْرعٌ م ْن َجَرب » ‪.‬‬
‫ٍ ‪838‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِسْربَ ٌ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن يِف أ َُّميِت أ َْربَ ٌع ِم ْن أ َْم ِر‬ ‫ي ‪ ،‬إِ َّن َر ُس َ‬ ‫ك األَ ْش َع ِر ُّ‬ ‫الم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال أَبو مالِ ٍ‬ ‫وعن أَيِب س ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اب ‪ ،‬واالستِس َقاء بِالن ِ‬ ‫اب ‪ ،‬والطَّ ْعن يِف األَنْس ِ‬ ‫َحس ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ ِِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫احةُ‬
‫ُّجوم ‪َ ،‬والنِّيَ َ‬ ‫َ ْ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اجْلَاهليَّة لَْي ُسوا بتَاركيه َّن ‪ :‬الْ َف ْخُر األ ْ َ‬
‫يل ِم ْن قَ ِطَر ٍان ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وم َي ْو َم الْقيَ َامة َعلَْي َها َسَراب ُ‬ ‫وم ‪ ،‬فَِإن ََّها َت ُق ُ‬
‫ب َقْب َل أَ ْن َت ُق َ‬ ‫َعلَى الْ َميِّت ‪ ،‬فَإ َّن النَّائ َحةَ إ َذا مَلْ َتتُ ْ‬
‫ِ ‪839‬‬
‫ب النَّار"‬ ‫َي ْغلِي َعلَْي ِه َّن ُدروعٌ ِم ْن هَلَ ِ‬
‫ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 836‬مسند أمحد(‪ )13953‬حسن‬


‫‪ - 837‬تفسري( فتح القدير) للشوكاين(;‪)119-3/118‬‬
‫‪ - 838‬صحيح مسلم(‪) 2203‬‬
‫ت الْم َكلَّف ومَل ي ِ‬
‫ص ْل إِىَل الْغَْر َغَرة ‪.‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ َْ‬ ‫وفيه َدليل َعلَى حَتْ ِرمي النِّيَ َ‬
‫احة َو ُه َو جُمْ َمع; َعلَْيه ‪َ ،‬وفيه ص َّحة الت َّْوبَة َما مَلْ مَيُ ْ ُ‬
‫‪ / 3‬ص ‪)347‬‬
‫‪ - 839‬املستدرك للحاكم; (‪ )1413‬صحيح‬

‫‪269‬‬
‫المبحث التاسع عشر‬
‫النار تتكلم وتبصر‪X‬‬

‫يد مَسِ عُوا هَلَا َتغَيُّظًا َو َزفِ ًريا (‪[ )12‬الفرقان‪) ] 12/‬‬ ‫ان بعِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعاىل ‪ ( :‬إ َذا َرأَْت ُه ْم م ْن َم َك َ‬
‫ِ‬ ‫احملش ِر ‪ ،‬بَعِ ُ‬
‫َّم ِمْن ُه ْم َعلَى َمَرأى النَّظَ ِر ‪َ ،‬و ُه ْم يِف َ‬
‫ص ْوتاً يُ ْشبِهُ‬
‫يدو َن َعْن َها ‪ ،‬مَس عُوا هَلَا َ‬ ‫ت َج َهن ُ‬ ‫أصبَ َح ْ‬
‫وإ َذا ْ‬
‫وب املتَ َح ِّس ِر‬ ‫الزفِ ِري الذي خَي ْرجح ِمن فَ ِم احل ِزي ِن املكْر ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫َ‬ ‫ص ْو‬ ‫َّة تَوقُّ ِد َها ‪َ ،‬ويُ ْشبِه‬
‫يظ املحنَ ِق ‪ ،‬لِ ِشد ِ‬ ‫صوت املغِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫‪.‬‬
‫وقال ابن كثري ‪" :‬عن أيب وائل قال‪ :‬خرجنا مع عبد اهلل ‪-‬يعين‪ :‬ابن مسعود ‪-‬ومعنا الربيع بن ُخَثْيم‬
‫فمروا على حداد‪ ،‬فقام عبد اهلل ينظر إىل حديدة يف النار‪ ،‬ونظر الربيع بن خثيم إليها فتمايل ليسقط‪ ،‬فمر‬
‫عبد اهلل على أتّون على شاطئ الفرات‪ ،‬فلما رآه عبد اهلل والنار تلتهب يف جوفه قرأ هذه اآلية‪ { :‬إِ َذا‬
‫يد مَسِ عُوا هَلَا َتغَيُّظًا َو َزفِ ًريا } فصعق ‪-‬يعين‪ :‬الربيع بن ُخَثْيم ‪-‬فحملوه إىل أهل بيته‬ ‫ان بعِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َرأَْت ُه ْم م ْن َم َك َ‬
‫ورابطه عبد اهلل إىل الظُّهر فلم يفق‪ ،‬رضي اهلل عنه‪ (.‬صحيح موقوف)‬
‫وعن ابن عباس قال‪ :‬إن العبد ليجر إىل النار‪ ،‬فتشهق إليه شهقة البغلة إىل الشعري‪ ،‬مث تزفر زفرة ال يبقى‬
‫أحد إال خاف‪.‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪ :‬إن الرجل ليجر إىل النار‪ ،‬فتنزوي وتنقبض بعضها إىل بعض‪ ،‬فيقول هلا الرمحن‪ :‬ما‬
‫لك؟ قالت‪ :‬إنه يستجري مين‪ .‬فيقول‪ :‬أرسلوا عبدي‪ .‬وإن الرجل ليُ َجّر إىل النار‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬ما كان‬
‫هذا الظن بك؟ فيقول‪ :‬فما كان ظنك؟ فيقول‪ :‬أن تَ َسعين رمحتك‪ .‬فيقول‪ :‬أرسلوا عبدي‪ ،‬وإن الرجل‬
‫ليجر إىل النار‪ ،‬فتشهق إليه النار شهوق البغلة إىل الشعري‪ ،‬وتزفر زفرة ال يبقى أحد إال خاف‪ .‬قال ابن‬
‫كثري ‪ :‬وهذا إسناد صحيح !!‪.‬‬
‫وعن عُبَيد بن عُ َمرْي يف قوله‪ { :‬مَسِ عُوا هَلَا َتغَيُّظًا َو َزفِ ًريا } قال‪ :‬إن جهنم تزفر زفرة‪ ،‬ال يبقى ملك وال نيب‬
‫إال َخّر َتْر َعد فرائصه‪ ،‬حىت إن إبراهيم عليه السالم‪ ،‬ليجثو على ركبتيه ويقول‪ :‬رب‪ ،‬ال أسألك اليوم إال‬
‫‪840‬‬
‫نفسي ( صحيح مقطوع)‪;.‬‬
‫صر ِان وأُذُنَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هريرةَ قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ان‬ ‫ول اللَّه ‪ « - -‬خَي ُْر ُج عُنُ ٌق م َن النَّار َي ْو َم الْقيَ َامة لَهُ َعْينَان ُتْب َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍ‬
‫ت بِثَالَثَة بِ ُك ِّل َجبَّا ٍر َعنيد َوبِ ُك ِّل َم ْن َد َعا َم َع اللَّه إِهَلًا َ‬
‫آخَر‬ ‫ول إِىِّن ُو ِّك ْل ُ‬‫ان َولِ َسا ٌن َيْن ِط ُق َي ُق ُ‬
‫تَسمع ِ‬
‫ْ ََ‬
‫ين » ‪ .‬عنق من النار ‪ :‬طائفة منها‬ ‫‪841‬‬ ‫وبِالْم َ ِ‬
‫ص ِّور َ‬ ‫َ ُ‬

‫‪ - 840‬انظر تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪)97-96‬‬


‫يح‪.‬‬ ‫يث حسن َغ ِريب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬ ‫يسى َه َذا َحد ٌ َ َ ٌ‬
‫‪ -‬سنن الرتمذى(‪ ) 2775‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫‪841‬‬
‫ٌ َ‬

‫‪270‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬خَي ُْر ُج َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة عُنُ ٌق ِم َن النَّا ِر هَلَا لِ َسا ٌن َتتَ َكلَّ ُم ‪،‬‬ ‫ي ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫آخَر ‪َ ،‬وبِ ُك ِّل ُجبَا ٍر َعْنيد َومَلْ يُ َس ِّم الثَّالثَةَ ‪،‬‬ ‫ت الَْي ْو َم بِثَالثَة ‪َ :‬م ْن َج َع َل َم َع اللَّه إِهَلًا َ‬ ‫ول ‪ :‬إِيِّن ُو ِّك ْل ُ‬
‫َفَت ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫َفَتْنطَ ِوي َعلَْيه ْم َفتَطَْر ُح ُه ْم َغ َمَرات َج َهن َ‬
‫‪842‬‬
‫َّم"‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 842‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )1146‬حسن لغريه‬

‫‪271‬‬
‫المبحث العشرون‬
‫تأثير النار على الدنيا وأهلها‬

‫ِ‬ ‫ع ِن أيب هرير َة ‪ -‬رضى اهلل عنه – قال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬


‫ب‬‫ت َر ِّ‬ ‫َّار إِىَل َر ِّب َها ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬
‫ول اللَّه ‪ « -  -‬ا ْشتَ َكت الن ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ‬
‫َش ُّد َما جَتِ ُدو َن ىِف احْلَِّر ‪،‬‬ ‫ف ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫الصْي ِ‬
‫س ىِف َّ‬ ‫س ىِف الشِّتَ ِاء َو َن َف ٍ‬ ‫ضا ‪ ،‬فَأ َِذ َن هَلَا بَِن َف َسنْي ِ َن َف ٍ‬ ‫ضى َب ْع ً‬ ‫أَ َكل بع ِ‬
‫َ َْ‬
‫الز ْم َه ِري ِر » ‪.843‬‬ ‫َش ُّد َما جَتِ ُدو َن ِم َن َّ‬ ‫َوأ َ‬
‫َّس‪ .‬فَأ َِذ َن هَلَا‬ ‫ىِل‬
‫ضا فَأْ َذ ْن أََتَنف ْ‬ ‫ضى َب ْع ً‬ ‫ب أَ َكل بع ِ‬
‫َّار َر ِّ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬قَ َال « قَالَت الن ُ‬ ‫َ‬
‫َّم َو َما َو َجدْمُتْ‬‫س َج َهن َ‬ ‫ف فَ َما َو َجدْمُتْ ِم ْن َب ْر ٍد أ َْو َز ْم َه ِري ٍر فَ ِم ْن َن َف ِ‬ ‫الصْي ِ‬
‫س ىِف َّ‬ ‫س ىِف الشِّتَ ِاء َو َن َف ٍ‬ ‫بَِن َف َسنْي ِ َن َف ٍ‬
‫‪844‬‬
‫َّم »‪.‬‬‫س َج َهن َ‬ ‫ِم ْن َحٍّر أ َْو َحُرو ٍر فَ ِم ْن َن َف ِ‬
‫ب ‪ ،‬أَ َكل بع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضي‬ ‫َ َْ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َّار إِىَل َر ِّب َها ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬ا ْشتَ َكت الن ُ‬ ‫َ‬
‫ف ‪ ،‬فَ ِش َّدةُ الَْب ْر ِد الَّ ِذي جَتِ ُدو َن ِم ْن‬ ‫ِّسيِن ‪ ،‬فَ َج َع َل هَلَا يِف ُك ِّل َع ٍام َن َف َسنْي ِ يِف الشِّتَ ِاء َو َّ‬
‫الصْي ِ‬
‫ضا ‪َ ،‬فَنف ْ‬ ‫َب ْع ً‬
‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َز ْم َهرير َها ‪َ ،‬وش َّدةُ احْلَِّر الذي جَت ُدو َن م ْن ُحِّر َج َهن َ‬
‫‪845‬‬
‫َّم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وعن أَىِب هرير َة ع ِن النَّىِب ‪ -  -‬قَ َال « إِ َذا ا ْشتَ َّد احْل ُّر فَأَب ِردوا بِ َّ ِ ِ ِ‬
‫َّم »‬‫الصالَة ‪ ،‬فَإ َّن ش َّد َة احْلَِّر م ْن َفْي ِح َج َهن َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫‪.846‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « -  -‬أَبْ ِر ُدوا بِالظُّ ْه ِر ‪ ،‬فَِإ َّن ِش َّد َة احْلَِّر ِم ْن َفْي ِح‬ ‫يد رضي اهلل عنه ‪ ،‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪847‬‬
‫َّم » ‪.‬‬ ‫َج َهن َ‬
‫َّسع ‪َ ،‬و َه َذا كِنَايَة َع ْن‬ ‫ُّسها ‪ ،‬و ِمْنه م َكا ٌن أَْفيح أَي مت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َقوله ( ِمن َفيح جهنَّم ) أ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َُ ْ ُ‬ ‫َي م ْن س َعة انْت َشا ِر َها َوَتَنف َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ََ‬ ‫ْ‬
‫يل ُه َو ِم ْن جَمَاز التَّ ْشبِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫يِف‬
‫َن َمثَار َو َه ِج احْلَُّر اأْل َْرض م ْن َفْيح َج َهنَّم َحقي َقة ‪َ ،‬وق َ‬ ‫اهَرهُ أ َّ‬‫شدَّة ا ْسِْْت; َعا ِر َها ‪َ ،‬وظَ َ‬
‫‪848‬‬
‫َّم يِف احْلَِّر ‪َ ،‬واأْل ََّول أ َْوىَل "‬ ‫َي َكأَنَّهُ نَ ُار َج َهن َ‬ ‫‪،‬أْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬‫ضهم ‪ُ :‬ه َو َعلَى ظَاهره ‪َ ،‬وا ْشتَ َك ْ‬ ‫ف الْعُلَ َماء يِف َم ْعنَاهُ ‪َ ،‬ف َق َال َب ْع ْ‬ ‫وقال النووي ‪ ":‬قَ َال الْ َقاضي ‪ :‬ا ْخَتلَ َ‬
‫ت هِبَ َذا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث تَ َكلَّ َم ْ‬ ‫حها َو َج َع َل اللَّه َت َعاىَل ف َيها إِ ْد َرا ًكا َومَتْيِ ًيزا حِب َْي ُ‬ ‫جها َو َفْي َ‬ ‫َحقي َقة ‪َ ،‬وشدَّة احْلَّر م ْن َو َه َ‬
‫اهره ‪ ،‬بَ ْل ُه َو َعلَى َو ْجه التَّ ْشبِيه‬ ‫َن النَّار خَمْلُوقَة‪ ،‬قَ َال ‪ :‬وقِيل ‪ :‬لَيس هو علَى ظَ ِ‬ ‫السنَّة ‪ ،‬أ َّ‬‫َو َم ْذ َهب أ َْهل ُّ‬
‫َ َ ْ َ َُ َ‬

‫‪ - 843‬صحيح البخارى(‪ ) 3260‬ومسلم (‪)1432‬‬


‫‪ - 844‬صحيح مسلم (‪) 1434‬‬
‫‪ - 845‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7466()507‬صحيح‬
‫‪ - 846‬صحيح البخارى(‪) 536‬‬
‫‪ - 847‬صحيح البخارى(‪ ) 538‬وهو متواتر‬
‫‪ - 848‬فتح الباري البن حجر ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)304‬‬

‫‪272‬‬
‫اجتَنِبُوا ُحُروره ‪ .‬قَ َال ‪:‬‬ ‫الت ْق ِريب ‪ ،‬وَت ْق ِديره ‪ :‬أ َّ ِ‬ ‫َوااِل ْستِ َع َارة َو َّ‬
‫َن شدَّة احْلَّر يُ ْشبِه نَار َج َهنَّم فَ ْ‬
‫اح َذ ُروهُ َو ْ‬ ‫َ‬
‫َواأْل ََّول أَظْ َهر ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أِل‬
‫ب احْلُكْم بِأَنَّهُ‬‫الص َواب اأْل ََّول ؛ َنَّهُ ظَاهر احْلَديث ‪َ ،‬واَل َمانع م ْن مَحْله َعلَى َحقي َقته ‪َ ،‬ف َو َج َ‬ ‫ُقْلت ‪َ :‬و َّ‬
‫اهره ‪َ .‬واللَّهُ أ َْعلَم ‪.‬‬ ‫علَى ظَ ِ‬
‫َ‬
‫َحد ِم َن الْعُلَ َماء إِاَّل أَ ْش َهب الْ َمالِ ِك ّي ‪،‬‬ ‫َن اإْلِ براد إِمَّنَا ي ْشرع يِف الظُّهر ‪ ،‬واَل ي ْشرع يِف الْع ِ‬
‫صر عْند أ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َو ْاعلَ ْم أ َّ ْ َ‬
‫‪849‬‬
‫َص َحابنَا ‪ :‬يُ ْشَرع فِ َيها ‪َ .‬واللَّهُ أ َْعلَم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صاَل ة اجْلُ ُم َعة عْند اجْلُ ْم ُهور ‪َ .‬وقَ َال َب ْعض أ ْ‬ ‫َواَل يُ ْشَرع يِف َ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 849‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)406‬‬

‫‪273‬‬
‫المبحث الواحد والعشرون‬
‫هل ترى النار قبل يوم القيامة؟‬

‫الذي نعلمه أن رسول اهلل ‪ ‬قد رأى النار كما رأى اجلنة يف حياته ‪ ،‬ففي الصحيحني َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ، -  -‬ف َق َام قِيَ ًاما‬ ‫صلَّى َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َعلَى َع ْهد َر ُسول اللَّه ‪ ، -  -‬فَ َ‬
‫ِ‬
‫َّم ُ‬
‫ِ‬
‫اس قَ َال اخْن َ َس َفت الش ْ‬ ‫َعبَّ ٍ‬
‫وعا طَ ِويالً ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن الْ ِقيَ ِام‬ ‫ور ِة الَْب َقَر ِة ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫ِ ِ ِ‬
‫طَ ِويالً حَنْ ًوا م ْن قَراءَة ُس َ‬
‫وع األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ قَ َام قِيَ ًاما طَ ِويالً َو ْه َو ُدو َن‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬ ‫األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫وع األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬
‫الر ُك ِ‬ ‫الْقيَ ِام األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫ِ‬
‫ف وقَ ْد جَت لَّ ِ‬ ‫الر ُك ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫صَر َ َ َ‬ ‫وع األ ََّول ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ْه َو ُدو َن ُّ‬ ‫الْقيَ ِام األ ََّو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫َح ٍد َوالَ حِلَيَاتِِه ‪،‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س َوالْ َق َمَر َآيتَان م ْن آيَات اللَّه ‪ ،‬الَ خَي ْس َفان ل َم ْوت أ َ‬
‫ِ‬
‫س ‪َ ،‬ف َق َال ‪ « -  -‬إ َّن الش ْ‬
‫َّم َ‬ ‫َّم ُ‬ ‫الش ْ‬
‫ِ‬
‫اك‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ َرأ َْينَ َ‬ ‫ت َشْيئًا ىِف َم َق ِام َ‬ ‫اك َتنَ َاولْ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬رأ َْينَ َ‬
‫ك فَاذْ ُكُروا اللَّهَ » ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫فَِإ َذا َرأ َْيتُ ْم َذل َ‬
‫الد ْنيَا ‪،‬‬ ‫ت ُّ‬ ‫َكع َكعت ‪ .‬قَ َال ‪ « -  -‬إِىِّن رأَيت اجْل نَّةَ ‪َ ،‬فَتنَاولْت عْن ُقودا ‪ ،‬ولَو أَصبتُه ألَ َك ْلتُم ِمْنه ما ب ِقي ِ‬
‫ْ ُ َ ََ‬ ‫َ ُ ُ ً َ ْ َْ ُ‬ ‫َُْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ول اللَّ ِه قَ َال‬ ‫ِّساءَ » ‪ .‬قَالُوا مِبَ يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ ْم أ ََر َمْنظَرا َكالَْي ْوِم قَ ُّ‬ ‫َوأُِر ُ‬
‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ط أَفْظَ َع ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ً‬ ‫يت الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ت إِىَل إِ ْح َد ُاه َّن‬ ‫يل يَ ْك ُف ْر َن بِاللَّه قَ َال « يَ ْك ُف ْر َن الْ َعش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو أ ْ‬
‫َح َسْن َ‬ ‫« ب ُك ْفره َّن » ‪ .‬ق َ‬
‫ط »‪- . 850‬تكعكعت ‪ :‬تأخرت‬ ‫ك َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ما رأَي ِ‬ ‫الدَّهر ُكلَّه ‪ ،‬مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫اهلل ‪ ، ‬فَصلَّى رس ُ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت الشَّمس َعلَى َعه ِد رس ِ‬ ‫اس أَنَّه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬خس َف ِ‬
‫َّاس‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬والن ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ ُ‬ ‫َ‬
‫وعا طَ ِويالً ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪َ ،‬ف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً ‪،‬‬ ‫ور ِة الَْب َقَر ِة ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َعهُ ‪َ ،‬ف َق َام قيَ ًاما طَ ِويالً حَنْ ًوا م ْن ُس َ‬
‫وع األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ قَ َام قِيَ ًاما‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫َو ُه َو ُدو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫وع األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪َ ،‬ف َق َام قِيَ ًاما طَ ِويالً‬ ‫الر ُك ِ‬ ‫وعا طَ ِويالً َو ُه َو ُدو َن ُّ‬
‫ِ‬
‫طَ ِويالً ‪ُ ،‬دو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫الر ُك ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫صَر َ‬ ‫وع األ َْول ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫وعا طَ ِويالً ‪َ ،‬و ُه َو ُدو َن ُّ‬ ‫‪َ ،‬و ُه َو ُدو َن الْقيَ ِام األ َْو ِل ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ُر ُك ً‬
‫َح ٍد ‪َ ،‬والَ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س َوالْ َق َمَر َآيتَان م ْن آيَات اهلل ‪ ،‬الَ خَي ْس َفان ل َم ْوت أ َ‬ ‫َّم َ‬
‫ِ‬
‫س ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬إ َّن الش ْ‬
‫ِ‬
‫َوقَ ْد جَتَلَّت الش ْ‬
‫َّم ُ‬
‫ِ‬ ‫حِل‬
‫ك َه َذا ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ت َشْيئًا يِف َم َق ِام َ‬ ‫اك َتنَ َاولْ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل َرأ َْينَ َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَاذْ ُكُروا اللَّهَ‪َ .‬ف َقالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َيَاتِِه ‪ ،‬فَِإذَا َرأ َْيتُ ْم ذَل َ‬
‫اك تَ َكع َكعت ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِيِّن رأَيت اجْل نَّةَ ‪ -‬أَو أُِريت اجْل نَّةَ ‪َ ، -‬فَتنَاولْ ِ‬
‫َخ ْذتُهُ‬
‫ودا ‪َ ،‬ولَ ْو أ َ‬ ‫ت مْن َها عُْن ُق ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َرأ َْينَ َ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ ْم أ ََر َكالَْي ْوِم َمْنظَرا قَ ُّ‬ ‫أَل َ َك ْلتُم ِمْنه ما ب ِقي ِ‬
‫ِّساءَ قَالُوا ‪:‬‬ ‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ط ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ً‬ ‫ت الن َ‬ ‫ت ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ْ ُ َ ََ‬
‫يل ‪ :‬يَ ْك ُف ْر َن بِاللَّ ِه ؟ قَ َال ‪ :‬يَ ْك ُف ْر َن الْ َع ِش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫مِب يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬ب ُك ْفره َّن ق َ‬ ‫ََ َُ‬
‫‪851‬‬
‫ك َخْيرا قَ ُّ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ‪ :‬واللَّ ِه ما رأَي ِ‬ ‫أَحسْنت إِىَل إِح َداه َّن الدَّهر ‪ ،‬مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫‪ - 850‬صحيح البخارى(‪ ) 1052‬ومسلم (‪)2147‬‬
‫‪ - 851‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )2832()72‬صحيح‬

‫‪274‬‬
‫وف ‪َ ،‬ف َق َام فَأَطَ َال الْ ِقيَ َام ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال‬ ‫َن النَّىِب ‪ -  -‬صلَّى صالََة الْ ُكس ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫وع ْن أَمْسَاءَ بِْنت أَىِب بَ ْك ٍر أ َّ َّ‬ ‫َ‬
‫وع مُثَّ َرفَ َع ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد فَأَطَ َال ُّ‬ ‫ِ‬
‫ود ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫الس ُج َ‬ ‫الر ُك َ‬ ‫وع ‪ ،‬مُثَّ قَ َام فَأَطَ َال الْقيَ َام ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال ُّ‬ ‫الر ُك َ‬‫ُّ‬
‫وع مُثَّ َرفَ َع فَأَطَ َال الْ ِقيَ َام مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال‬ ‫الر ُك َ‬
‫ِ‬
‫ود ‪ ،‬مُثَّ قَ َام فَأَطَ َال الْقيَ َام مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال ُّ‬ ‫َس َج َد فَأَطَ َال ُّ‬
‫الس ُج َ‬
‫ت‬ ‫ف َف َق َال « قَ ْد َدنَ ْ‬ ‫صَر َ‬ ‫ود مُثَّ انْ َ‬
‫الس ُج َ‬ ‫ود ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع ‪ ،‬مُثَّ َس َج َد فَأَطَ َال ُّ‬ ‫الس ُج َ‬ ‫وع مُثَّ َرفَ َع فَ َس َج َد فَأَطَ َال ُّ‬ ‫الر ُك َ‬‫ُّ‬
‫ب َوأَنَا‬ ‫َى َر ِّ‬ ‫اف ِمن قِطَافِها ‪ ،‬ودنَ ِ‬ ‫ِمىِّن اجْل نَّةُ حىَّت لَ ِو اجترأْت علَيها جَلِْئت ُكم بِِقطَ ٍ‬
‫تأْ‬ ‫َّار َحىَّت ُق ْل ُ‬‫ت مىِّن الن ُ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ ُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعا ‪،‬‬ ‫ت ُج ً‬ ‫ت َما َشأْ ُن َهذه قَالُوا َحبَ َسْت َها َحىَّت َماتَ ْ‬ ‫ت أَنَّهُ قَ َال ‪ -‬خَت ْد ُش َها هَّرةٌ ُق ْل ُ‬ ‫َم َع ُه ْم فَِإ َذا ْامَرأَةٌ ‪َ -‬حسْب ُ‬
‫اش األ َْر ِ‬ ‫يش أ َْو ُخ َش ِ‬ ‫ت أَنَّهُ قَ َال « ِم ْن َخ ِش ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض »‪. 852‬‬ ‫الَ أَطْ َع َمْت َها ‪َ ،‬والَ أ َْر َسلَْت َها تَأْ ُك ُل » ‪ .‬قَ َال نَاف ٌع َحسْب ُ‬
‫اشة‬
‫اخلشاش ‪ :‬هوام األرض وحشراهتا واحده َخ َش َ‬
‫صلَّى بِالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬ ‫َّت ظُْل َمُت َها‪َ ،‬ف َق َام الْ ُمغ َريةُ بْ ُن ُش ْعبَةَ فَ َ‬‫ض ْح َو ًة ‪َ ،‬حىَّت ا ْشتَد ْ‬ ‫س َ‬ ‫َّم ُ‬ ‫وع ْن َعام ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ك َس َفت الش ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع‬ ‫ك ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َرأْ َسهُ ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ِمثْ َل َذل َ‬ ‫ور ًة ِم َن الْ َمثَايِن ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع ِمثْ َل َذل َ‬ ‫‪َ ،‬ف َق َام قَ ْد َر َما َي ْقَرأُ ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ ،‬فَ َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ قَ َام قَ ْد َر َما َي ْقَرأُ‬ ‫س جَتَلَّ ْ‬‫َّم َ‬
‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬مُثَّ إ َّن الش ْ‬ ‫ك ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع الثَّانِيَةَ ِمثْ َل َذل َ‬ ‫َرأْ َسهُ ‪َ ،‬ف َق َام ِمثْ َل َذل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ‪ ،‬فَ ِ ِ‬
‫يم ابْ ُن‬ ‫ت َي ْو َم ُت ُويِّفَ إ ْبَراه ُ‬ ‫س َك َس َف ْ‬ ‫َّم َ‬‫صع َد الْمْنَبَر ‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬إ َّن الش ْ‬ ‫َ‬ ‫صَر َ‬ ‫ور ًة ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع َو َس َج َد ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫ُس َ‬
‫َح ٍد ‪َ ،‬وإِمَّنَا مُهَا‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫س َوالْ َق َمَر الَ َيْن َكس َفان ل َم ْوت أ َ‬ ‫َّم َ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬ف َق َال ‪ :‬إ َّن الش ْ‬
‫اهلل ‪َ ، ‬ف َقام رس ُ ِ‬
‫ََُ‬
‫ول ِ‬ ‫رس ِ‬
‫َُ‬
‫َّث ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن‬ ‫الصالَة ‪ ،‬مُثَّ َنَز َل فَ َحد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َواح ٌد مْن ُه َما فَا ْفَزعُوا إىَل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َآيتَان م ْن آيَات اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ ،‬فَإ َذا انْ َك َس َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪َ ‬كا َن يِف َّ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ف‪;،‬‬ ‫صَر َ‬ ‫الصالَة ‪ ،‬فَ َج َع َل َيْن ُف ُخ َبنْي َ يَ َديْه ‪ ،‬مُثَّ إِنَّهُ َم َّد يَ َدهُ َكأَنَّهُ َيَتنَ َاو ُل َشْيئًا ‪َ ،‬فلَ َّما انْ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ب الْ ِم ْح َج ِن‪َ ،‬والَّ ِذي حَبََر‬ ‫صاح َ‬
‫قَ َال ‪ :‬إِ َّن النَّار أ ُْدنِيت ِميِّن حىَّت َن َفخت حَّرها عن وج ِهي ‪َ ،‬فرأَيت فِيها ِ‬
‫َُْ َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ ِ ‪853‬‬
‫احبَةَ اهْل َّرة‪.‬‬‫احبةَ مِح ْير ص ِ‬ ‫الْب ِحري َة ‪ ،‬و ِ‬
‫ص َ ََ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫صلَّى الظُّ ْهَر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ى قَ َال أ ْ ىِن‬
‫س فَ َ‬ ‫َّم ُ‬ ‫ني َزا َغت الش ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ -  -‬خَر َج ح َ‬ ‫س بْ ُن َمالك أ َّ َ ُ‬ ‫َخَبَر أَنَ ُ‬ ‫الز ْه ِر ِّ‬
‫وع ِن ُّ‬
‫َ‬
‫ب أَ ْن يَ ْسأ ََل َع ْن َش ْى ٍء‬ ‫َح َّ‬‫ورا عظَ ًاما مُثَّ قَ َال « َم ْن أ َ‬
‫َن فِيها أُم ِ‬
‫اعةَ ‪ ،‬فَ َذ َكَر أ َّ َ ُ ً‬ ‫الس َ‬‫‪َ ،‬ف َق َام َعلَى الْ ِمْنرَبِ ‪ ،‬فَ َذ َكَر َّ‬
‫َّاس ىِف الْبُ َك ِاء ‪،‬‬ ‫ت َم َقامى َه َذا » ‪ .‬فَأَ ْكَثَر الن ُ‬
‫َفْليسأ َْل ‪ ،‬فَالَ تَسأَلُوىِن عن َشى ٍء إِالَّ أَخبرتُ ُكم ما دم ىِف ِ‬
‫َْْ ْ َ ُْ ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫وك ُح َذافَةُ » ‪ .‬مُثَّ‬ ‫الس ْه ِم ُّى َف َق َال َم ْن أَىِب قَ َال « أَبُ َ‬ ‫ول « َسلُوىِن » ‪َ .‬ف َق َام َعْب ُد اللَّ ِه بْ ُن ُح َذافَةَ َّ‬ ‫َوأَ ْكَثَر أَ ْن َي ُق َ‬
‫ول « َسلُوىِن » ‪َ .‬فَبَر َك عُ َمُر َعلَى ُر ْكبََتْي ِه َف َق َال َر ِضينَا بِاللَّ ِه َربًّا ‪َ ،‬وبِا ِإل ْسالَِم ِدينًا ‪َ ،‬ومِبُ َح َّم ٍد‬ ‫أَ ْكَثَر أَ ْن َي ُق َ‬
‫ض َه َذا احْلَائِ ِط َفلَ ْم أ ََر َكاخْلَرْيِ َوالشَِّّر »‪. 854‬‬ ‫َّار آنًِفا ىِف عُْر ِ‬ ‫ت َعلَ َّى اجْلَنَّةُ َوالن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫ت مُثَّ قَ َال « عُ ِر َ‬ ‫نَبِيًّا ‪ .‬فَ َس َك َ‬

‫‪ - 852‬صحيح البخارى (‪) 745‬‬


‫‪ - 853‬مسند أمحد (‪ )18632‬واملسند اجلامع ‪( -‬ج ‪ / 15‬ص ‪ )11750()617‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 854‬صحيح البخارى(‪ )540‬وصحيح مسلم (‪) 6268‬‬

‫‪275‬‬
‫صلِّي‬ ‫اهلل ‪َ ، ‬ف َقام رس ُ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت الشَّمس َعلَى َعه ِد رس ِ‬ ‫اهلل ب ِن عم ٍرو ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬انْ َكس َف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ، ‬يُ َ‬ ‫ََُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضَّرعُ ‪َ ،‬و َيْبكي ‪،‬‬ ‫َحىَّت مَلْ يَ َك ْد أَ ْن َي ْر َك َع ‪ ،‬مُثَّ َر َك َع َحىَّت مَلْ يَ َك ْد أَ ْن َي ْرفَ َع َرأْ َسهُ ‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع َرأْ َسهُ ‪ ،‬فَ َج َع َل َيتَ َ‬
‫ب أَمَلْ تَعِ ْديِن أَ ْن الَ ُت َع ِّذ َب ُه ْم ‪َ ،‬وأَنَا فِي ِه ْم ‪ ،‬أَمَلْ تَعِ ْديِن أَ ْن الَ ُت َع ِّذ َب ُه ْم َوحَنْ ُن نَ ْسَت ْغ ِفُر َك ‪َ ،‬فلَ َّما‬ ‫ول ‪َ :‬ر ِّ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫ان ِم ْن‬ ‫ت الشَّمس ‪َ ،‬ف َقام ‪ ،‬فَح ِم َد اللَّه وأَْث علَي ِه ‪ ،‬وقَ َال إِ َّن الشَّمس والْ َقمر آيتَ ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ ىَن َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اهلل ‪ ‬اجْن لَ ِ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫صلَّى َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت لََت َعاطَْي ُ‬ ‫ت َعلَ َّي اجْلَنَّةُ َحىَّت لَ ْو شْئ ُ‬ ‫ضْ‬ ‫آيَات اهلل ‪ ،‬فَِإ َذا انْ َك َس َفا ‪ ،‬فَا ْفَزعُوا إِىَل ذ ْك ِر اهلل‪ .‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬لََق ْد عُ ِر َ‬
‫ت أَقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫قِطْ ًفا ِمن قُطُوفِها ‪ ،‬وع ِرضت علَي النَّار ‪ ،‬حىَّت جع ْل ِ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫يت أَ ْن َت ْغ َشا ُك ْم ‪ ،‬فَ َج َع ْل ُ‬ ‫ت أَتَّق َيها َحىَّت َخش ُ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَمَلْ تَعِ ْديِن أَ ْن الَ ُت َع ِّذ َب ُه ْم َوأَنَا في ِه ْم ‪َ ،‬ر ِّ‬
‫ت ف َيها‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَرأَيْ ُ‬ ‫ب أَمَلْ تَع ْديِن أَ ْن الَ ُت َع ِّذ َب ُه ْم َو ُه ْم يَ ْسَت ْغف ِرونَ َ‬
‫اش‬‫ت َحبَ َسْت َها ‪َ ،‬فلَ ْم تُطْعِ ْم َها َومَلْ تَ ْس ِق َها ‪َ ،‬ومَلْ َتْتر ْك َها تَأْ ُكل ِم ْن َخ َش ِ‬ ‫السوداء ِ ِ‬
‫صاحبَةَ اهْل َّر ِة َكانَ ْ‬ ‫احْلَ َم ِرييَةَ َّ ْ َ َ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض ‪َ ،‬فرأَيُتها ُكلَّما أ َْدبرت هُنِ َشت يِف النَّا ِر ‪ ،‬ورأَيت فِيها ِ‬
‫َخا َد ْع َد ٍع ‪،‬‬ ‫ب بَ َد َنيَت ْ َر ُسول اهلل ‪ ، ‬أ َ‬ ‫صاح َ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫األ َْر ِ َ ْ َ َ ََ ْ‬
‫‪855‬‬
‫ب الْ ِم ْح َج ِن ‪َ ،‬فَرأ َْيتُهُ يِف النَّا ِر َعلَى حِم ْ َجنِ ِه ُمَت َو ِّكئًا‪.‬‬ ‫صاح َ‬
‫ضيب ِ ِذي ُشعبَت ِ ‪ ،‬ورأَيت ِ‬
‫ْ َ نْي َ َ ْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫يُ ْدفَ ُع يِف النَّا ِر بَِق َ نْي‬
‫ٍ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫صلَّى َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫س َعلَى َع ْهد َر ُسول اللَّه ‪ ‬يِف َي ْوم َشديد احْلَِّر‪ ،‬فَ َ‬ ‫وع ْن َجاب ِر بْ ِن َعْبد اللَّه‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬كس َفت الش ْ‬
‫َّم ُ‬
‫َص َحابِِه فَأَطَ َال الْ ِقيَ َام َحىَّت َج َعلُوا خَيِ ُّرو َن‪ ،‬قَ َال‪ :‬مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال‪ ،‬مُثَّ َرفَ َع فَأَطَ َال‪ ،‬مُثَّ َر َك َع فَأَطَ َال‪ ،‬مُثَّ‬ ‫اللَّه ‪ ‬بِأ ْ‬
‫ِ‬
‫ات وأَربع سج َد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬و َج َع َل‬ ‫ت أ َْربَ َع َر َك َع َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َكانَ ْ‬ ‫صنَ َع ِمثْ َل َذل َ‬ ‫َرفَ َع فَأَطَ َال‪ ،‬مُثَّ َس َج َد َس ْج َدَتنْي ِ ‪ ،‬مُثَّ قَ َام فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬‫َّار َف ُقِّر َ‬ ‫ت َعلَ َّي اجْلَنَّةُ َوالن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫َص َحابِه‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬إِنَّهُ عُ ِر َ‬ ‫صالته‪ ،‬مُثَّ أَْقبَ َل َعلَى أ ْ‬ ‫َخُر يِف َ‬ ‫َخُر َيتَأ َّ‬ ‫َّم َو َيتَأ َّ‬
‫َّم َيَت َقد ُ‬
‫َيَت َقد ُ‬
‫ِميِّن اجْل نَّةُ حىَّت لَو َتناولْت ِمْنها قِطْ ًفا ما قُصرت ي ِدي عْنه‪ ،‬أَو قَ َال‪ :‬نِْلته‪ ،‬ش َّ ِ‬
‫َّار‬
‫ت َعلَ َّي الن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫ك ه َش ٌام‪َ ،‬وعُ ِر َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ ََ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ْ ََ ُ َ‬
‫ب يِف ِهَّر ٍة َربَطَْت َها َفلَ ْم تُطْعِ ْم َها‬ ‫مِح‬
‫ت ْامَرأًَة ْرَيِ يَّةً َس ْو َداءَ طَ ِويلَةً ُت َع َّذ ُ‬ ‫َخُر َر ْهبَةً أَ ْن َت ْغ َشا ُك ْم‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ت أَتَأ َّ‬ ‫فَ َج َع ْل ُ‬
‫ض‪ ،‬ورأَي ِ‬ ‫َومَلْ تَ ْس ِق َها َومَلْ تَ َد ْع َها تَأْ ُكل ِم ْن َخ َش ِ‬
‫ب‪ :‬أَبَا أ َُم َامةَ‪َ ،‬ع ْمَرو بْ َن‬ ‫ت ف َيها أَبَا مُثَ َامةَ‪َ ،‬وقَ َال َو ْه ٌ‬ ‫اش األ َْر ِ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ب‪ :‬خُتْ َس َفان‪ ،‬إال‬ ‫س َوالْ َق َمَر ال َتْن َكس َفان‪ ،‬قَ َال َو ْه ٌ‬ ‫صبَهُ يِف النَّا ِر‪َ ،‬وأَن َُّه ْم َكانُوا َي ُقولُو َن‪ :‬إ َّن الش ْ‬
‫َّم َ‬ ‫َمالك جَيُُّر قُ ْ‬
‫ِ ‪856‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫صلُّوا َحىَّت َتْن َجل َي‪.‬‬ ‫وها اللَّهُ‪ ،‬فَِإ َذا انْ َك َس َفتَا فَ َ‬ ‫ل َم ْوت َعظي ٍم‪َ ،‬وإِن َُّه َما َآيتَان م ْن آيَات اللَّه يُِري ُك ُم َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬كانُوا‬ ‫اب رس ِ‬ ‫إن ِرجاالً ِمن أ ْ ِ‬
‫َص َح َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪،‬فع ِن ابْ ِن عُ َمَر قَ َال‪َ َّ :‬‬ ‫وقد رآها ابن عمر رضي اهلل عنهما َ‬
‫ول فِيها رس ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬فَي ُق ُّ‬ ‫الر ْؤيا َعلَى َعه ِد رس ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬ما َشاءَ‬ ‫صو َن َها َعلَى َر ُسول اللَّه ‪َ ‬فَي ُق ُ َ َ ُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َيَر ْو َن ُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫يك َخْيٌر لََرأَيْ َ‬ ‫ت ىِف َن ْف ِسى لَ ْو َكا َن ف َ‬ ‫ِ‬
‫الس ِّن َو َبْيىِت الْ َم ْسج ُد َقْب َل أَ ْن أَنْك َح ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫يث ِّ‬ ‫اللَّهُ ‪َ ،‬وأَنَا غُالَ ٌم َحد ُ‬
‫ِ‬
‫ت َت ْعلَ ُم ىِف َّ َخْيًرا فَأَرِىِن ُر ْؤيَا‪َ .‬فَبْينَ َما أَنَا‬ ‫ت اللَّ ُه َّم إِ ْن ُكْن َ‬ ‫ت لَْيلَةً ُقْل ُ‬‫اضطَ َج ْع ُ‬ ‫ِمثْ َل َما َيَرى َه ُؤالَء‪َ .‬فلَ َّما ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ ىِف ِ‬ ‫ىِن‬ ‫َك َذلِ َ ِ‬
‫َّم ‪َ ،‬وأَنَا َبْيَن ُه َما‬ ‫ك إ ْذ َجاءَ َملَ َكان يَد ُك ِّل َواحد مْن ُه َما َم ْق َم َعةٌ م ْن َحديد ‪ ،‬يُ ْقبالَ ىِب إىَل َج َهن َ‬
‫اع ‪ ،‬نِ ْع َم‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ك ِمن جهنَّم‪ .‬مُثَّ أُراىِن لَِقيىِن ملَ ٌ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ىِف يَده م ْق َم َعةٌ م ْن َحديد َف َق َال لَ ْن ُتَر َ‬ ‫أ َْدعُو اللَّهَ اللَّ ُه َّم أَعُوذُ ب َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫‪ - 855‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )2838()79‬حسن‬
‫‪ - 856‬مسند أيب عوانة (‪ ) 1965‬صحيح‬

‫‪276‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ت لَ ْو تُكْثُِر َّ‬
‫َّم فَِإ َذا ه َى َمطْ ِويَّةٌ َكطَ ِّى الْبِْئ ِر ‪ ،‬لَهُ‬ ‫الصالََة‪ .‬فَانْطَلَ ُقوا ىِب َحىَّت َو َق ُفوا ىِب َعلَى َشفري َج َهن َ‬ ‫الر ُج ُل أَنْ َ‬
‫َّ‬
‫السالَ ِس ِل ‪،‬‬ ‫ني بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ُقرو ٌن َك َقر ِن الْبِْئ ِر ‪ ،‬ب ُك ِّل َقر َن ِ ملَ ٌ ِ ِ ِ‬
‫ك بِيَده م ْق َم َعةٌ م ْن َحديد ‪َ ،‬وأ ََرى ف َيها ِر َجاالً ُم َعلَّق َ‬ ‫ْ نْي َ‬ ‫َنْي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صرفُوا ىِب َع ْن َذات الْيَم ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ف َيها ِر َجاالً م ْن ُقَريْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫صُت َها َعلَى َح ْف َ‬ ‫صْ‬ ‫ني َف َق َ‬ ‫ش ‪ ،‬فَانْ َ َ‬ ‫َس َفلَ ُه ْم ‪َ ،‬عَرفْ ُ‬ ‫وس ُه ْم أ ْ‬
‫ُرءُ ُ‬
‫صالِ ٌح‪.‬قَ َال نَافِ ٌع مَلْ َيَز ْل َب ْع َد‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ ‬إِ َّن َعْب َد اللَّه َر ُج ٌل َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ف َق َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬
‫صْتها ح ْفصةُ َعلَى رس ِ‬
‫َُ‬ ‫َف َق َّ َ َ َ‬
‫‪857‬‬
‫الصالََة‪.‬‬ ‫ك يُكْثُِر َّ‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫وبعد أن ميوت العباد تعرض عليهم يف الربزخ مقاعدهم يف اجلنة إن كانوا مؤمنني ‪ ،‬ومقاعدهم يف النار إن‬
‫ىِّل‬ ‫ِ ِ ىِف ِ ِ‬ ‫كانوا كافرين ‪ٍ َ ،‬‬
‫فع ْن أَنَس ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « الْ َعْب ُد إ َذا ُوض َع َقرْب ه ‪َ ،‬و ُت ُو َ‬
‫ول ىِف َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َذهب أَصحابه حىَّت إِنَّه لَيسمع َقر ِ هِلِ‬
‫ت َت ُق ُ‬ ‫ع ن َعا ْم ‪ ،‬أَتَاهُ َملَ َكان فَأَ ْق َع َداهُ َفَي ُقوالَن لَهُ َما ُكْن َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُُ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الر ُج ِل حُمَ َّم ٍد ‪َ -  -‬فَي ُق ُ‬
‫ك اللَّهُ‬ ‫ال انْظُْر إِىَل َم ْق َعد َك ِم َن النَّا ِر ‪ ،‬أَبْ َدلَ َ‬ ‫ول أَ ْش َه ُد أَنَّهُ َعْب ُد اللَّ ِه َو َر ُسولُهُ ‪َ .‬فُي َق ُ‬ ‫َّ‬
‫ول الَ أ َْد ِرى ‪،‬‬ ‫بِِه َم ْق َع ًدا ِم َن اجْلَن َِّة ‪ -‬قَ َال النَّىِب ُّ ‪َ -  -‬فَيَرامُهَا مَجِ ًيعا ‪َ -‬وأ ََّما الْ َكافُِر ‪ -‬أَ ِو الْ ُمنَافِ ُق ‪َ -‬فَي ُق ُ‬
‫ض ْربَةً َبنْي َ أُذُ َنْي ِه ‪،‬‬ ‫ضر مِبِ ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ت أَقُ ُ‬
‫ب طَْرقَة م ْن َحديد َ‬ ‫ت ‪ .‬مُثَّ يُ ْ َ ُ‬ ‫ت َوالَ َتلَْي َ‬ ‫ال الَ َد َريْ َ‬ ‫َّاس ‪َ .‬فُي َق ُ‬ ‫ول الن ُ‬ ‫ول َما َي ُق ُ‬ ‫ُكْن ُ‬
‫ِ ‪858‬‬
‫الث َقلَنْي »‬ ‫صْي َحةً يَ ْس َمعُ َها َم ْن يَلِ ِيه إِالَّ َّ‬ ‫يح َ‬
‫ِ‬
‫َفيَص ُ‬
‫ِ هِلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يُ َولُّو َن َعْنهُ ‪،‬‬ ‫ت إِ َذا ُوض َع يِف َقرْبِ ه إِنَّهُ يَ ْس َم ُع َخ ْف َق ن َعا ْم ح َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن الْ َميِّ َ‬ ‫َ‬
‫الز َكاةُ َع ْن مِش َالِِه ‪َ ،‬و َكا َن‬ ‫ت َّ‬ ‫الصيام عن مَيِينِ ِه ‪ ،‬و َكانَ ِ‬
‫َ‬
‫ت َّ ِ ِ ِ‬
‫الصالَةُ عْن َد َرأْسه ‪َ ،‬و َكا َن ِّ َ ُ َ ْ‬
‫فَِإ ْن َكا َن م ْؤ ِمنًا ‪َ ،‬كانَ ِ‬
‫ُ‬
‫َّاس ِعْن َد ِرجلَيه‪ِ.‬‬
‫ْْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصلَة َوالْ َم ْعُروف َوا ِإل ْح َسان إىَل الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َدقَة َو ِّ‬ ‫فِ ْع ُل اخْلَْيَرات م َن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصيَ ُام ‪َ :‬ما قِبَلِي‬ ‫ول ِّ‬ ‫الصالَةُ ‪َ :‬ما قِبَلِي َم ْد َخ ٌل ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى َع ْن مَيِينِ ِه ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫َفُي ْؤتَى ِم ْن قِبَ ِل َرأْ ِس ِه ‪َ ،‬فَت ُق ُ‬
‫ول َف َع ُل‬ ‫الز َكاةُ ‪َ :‬ما قِبَلِي َم ْد َخ ٌل ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى ِم ْن قِبَ ِل ِر ْجلَْي ِه ‪َ ،‬فَت ُق ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫َم ْد َخ ٌل ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى َع ْن يَ َسا ِر ِه ‪َ ،‬فَت ُق ُ‬
‫س‬ ‫ال لَه ‪ِ :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ان إِىَل الن ِ‬ ‫وف وا ِإلحس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َدقَِة و ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اجل ْ‬ ‫َّاس ‪َ :‬ما قبَلي َم ْد َخ ٌل ‪َ ،‬فُي َق ُ ُ ْ‬ ‫الصلَة َوالْ َم ْعُر َ ْ َ‬ ‫اخْلَْيَرات م َن َّ َ‬
‫الر ُج َل الَّ ِذي َكا َن فِي ُك ْم‬ ‫ك َه َذا َّ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬أ ََرأ َْيتَ َ‬
‫وب ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ت لِْلغُر ِ‬ ‫ِ‬
‫س َوقَ ْد أ ُْدنيَ ْ ُ‬ ‫َّم ُ‬ ‫ت لَهُ الش ْ‬ ‫س ‪َ ،‬وقَ ْد ُمِّثلَ ْ‬
‫ِ‬
‫َفيَ ْجل ُ‬
‫َخَبَريِن َع َّما‬ ‫َّك َسَت ْف َع ُل ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُصلِّ َي ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬إِن َ‬ ‫ول ‪َ :‬دعُويِن َحىَّت أ َ‬ ‫ول فِ ِيه ‪َ ،‬و َما َذا تَ َش َّه ُد بِِه َعلَْي ِه ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫َما َت ُق ُ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫ول فِ ِيه ‪َ ،‬و َما َذا تَ َش َّه ُد َعلَْي ِه ؟ قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬ ‫الر ُج َل الَّ ِذي َكا َن فِي ُك ْم َما َت ُق ُ‬ ‫ك َه َذا َّ‬ ‫ك َعْنهُ ‪ ،‬أ ََرأ َْيتَ َ‬ ‫نَ ْسأَلُ ُ‬
‫ك ِم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وأَنَّه جاء بِاحْل ِّق ِمن ِعْن ِد ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ت‬ ‫يت َو َعلَى َذل َ‬ ‫ك َحيِ َ‬ ‫ال لَهُ ‪َ :‬علَى َذل َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َ ُ ََ َ ْ‬ ‫حُمَ َّم ٌد أَ ْش َه ُد أَنَّهُ َر ُس ُ‬
‫ال لَهُ ‪َ :‬ه َذا َم ْق َع ُد َك ِمْن َها ‪َ ،‬و َما‬ ‫اب اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫اب ِمن أ َْبو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ك ُتْب َع ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث إ ْن َشاءَ اللهُ ‪ ،‬مُثَّ يُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ ْ َ‬ ‫‪َ ،‬و َعلَى ذَل َ‬
‫ال لَهُ ‪َ :‬ه َذا َم ْق َع ُد َك‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫اب ِمن أ َْبو ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَع َّد اللَّه لَ ِ‬
‫ورا ‪ ،‬مُثَّ يُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ ْ َ‬ ‫ك ف َيها ‪َ ،‬فَيْز َد ُاد غْبطَةً َو ُسُر ً‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمْنها وما أَع َّد اللَّه لَ ِ‬
‫اعا ‪،‬‬ ‫ورا ‪ ،‬مُثَّ يُ ْف َس ُح لَهُ يِف َقرْبِ ه َسْبعُو َن ذ َر ً‬ ‫صْيتَهُ ‪َ ،‬فَي ْز َد ُاد غْبطَةً َو ُسُر ً‬ ‫ك ف َيها لَ ْو َع َ‬ ‫َ ََ َ ُ َ‬
‫‪ - 857‬صحيح البخارى(‪ )7028‬وانظر الروايات يف املسند اجلامع ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪)8215()1323‬‬
‫‪ - 858‬صحيح البخارى(‪ ) 1338‬وصحيح مسلم(;‪) 7395‬‬

‫‪277‬‬
‫ب َو ِه َي طَْيٌر َي ْعلُ ُق يِف َش َج ِر اجْلَن َِّة‬ ‫اد اجْلَس ُد لِما بَ َدأَ ِمْنهُ ‪َ ،‬فتَ ْج َعل نَسمتُهُ يِف النَّس ِم الطِّيِّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ‬
‫ِِ‬
‫َويَُن َّو ُر لَهُ فيه ‪َ ،‬ويُ َع ُ َ َ‬
‫اآلخَر ِة} [إبراهيم]‬ ‫الد ْنيا ويِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآمنُوا بالْ َق ْول الثَّابت يِف احْلَيَاة ُّ َ َ‬ ‫ت اللَّهُ الذ َ‬ ‫ك َق ْولُهُ َت َعاىَل {يُثَبِّ ُ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َذل َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آخ ِر اآلي ِة قَ َال ِ‬ ‫إِىَل ِ‬
‫وج ُد َش ْيءٌ‬ ‫وج ْد َش ْيءٌ ‪ ،‬مُثَّ أُيِت َ َع ْن مَي ينه ‪ ،‬فَالَ يُ َ‬ ‫‪:‬وإ َّن الْ َكافَر إ َذا أُيِت َ م ْن قبَ ِل َرأْسه ‪ ،‬مَلْ يُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال لَه ‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مِش ِِ‬
‫س‪،‬‬ ‫اجل ْ‬ ‫وج ُد َش ْيءٌ ‪َ ،‬فُي َق ُ ُ ْ‬ ‫وج ُد َش ْيءٌ ‪ ،‬مُثَّ أُيِت َ م ْن قبَ ِل ِر ْجلَْيه ‪ ،‬فَالَ يُ َ‬ ‫‪ ،‬مُثَّ أُيِت َ َع ْن َاله ‪ ،‬فَالَ يُ َ‬
‫ول فِ ِيه ؟ َو َما َذا تَ َش َّه ُد بِِه‬ ‫الر ُج َل الَّ ِذي َكا َن فِي ُك ْم َما َذا َت ُق ُ‬ ‫ك َه َذا َّ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬أ ََرأ َْيتَ َ‬ ‫س َخائًِفا َم ْرعُوبًا ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ِ‬
‫َفيَ ْجل ُ‬
‫ال ‪ :‬الَّ ِذي َكا َن فِي ُك ْم ‪ ،‬فَالَ َي ْهتَ ِدي ِالمْسِ ِه َحىَّت يُ َق َال لَهُ ‪ :‬حُمَ َّم ٌد ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫َي َر ُج ٍل ؟ َفُي َق ُ‬ ‫ول ‪ :‬أ ُّ‬ ‫َعلَْي ِه ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت ‪َ ،‬و َعلَى‬ ‫ك َحيِ َ‬ ‫ال لَهُ ‪َ :‬علَى َذل َ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬فُي َق ُ‬
‫ت َك َما قَ َال الن ُ‬ ‫َّاس قَالُوا َق ْوالً ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ت الن َ‬ ‫‪َ :‬ما أ َْد ِري ‪ ،‬مَس ْع ُ‬
‫ال لَهُ ‪َ :‬ه َذا َم ْق َع ُد َك‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬فُي َق ُ‬‫اب ِمن أ َْبو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ك ُتْب َع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِم َّ‬ ‫ِ‬
‫ث إ ْن َشاءَ اللهُ ‪ ،‬مُثَّ يُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ ْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َعلَى َذل َ‬ ‫َذل َ‬
‫ال لَهُ ‪:‬‬ ‫اب اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫اب ِمن أ َْبو ِ‬ ‫ِمن النَّا ِر ‪ ،‬وما أَع َّد اللَّه لَ ِ‬
‫ورا ‪ ،‬مُثَّ يُ ْفتَ ُح لَهُ بَ ٌ ْ َ‬ ‫ك ف َيها ‪َ ،‬فَيْز َد ُاد َح ْسَر ًة َوثُبُ ً‬ ‫ََ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضيَّ ُق َعلَْيه َقْبُرهُ َحىَّت‬ ‫ورا ‪ ،‬مُثَّ يُ َ‬ ‫ك فيه لَ ْو أَطَ ْعتَهُ َفَيْز َد ُاد َح ْسَر ًة َوثُبُ ً‬ ‫ك َم ْق َع ُد َك م َن اجْلَنَّة ‪َ ،‬و َما أ ََع َّد اللَّهُ لَ َ‬ ‫َذل َ‬
‫ضْن ًكا َوحَنْ ُشُرهُ َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬
‫يشةً َ‬ ‫الضْن َكةُ الَّيِت قَ َال اللَّهُ ‪{ :‬فَِإ َّن لَهُ َمعِ َ‬ ‫يشةُ َّ‬ ‫ك الْ َمعِ َ‬ ‫َضالَعُهُ ‪ ،‬فَتِْل َ‬ ‫ف فِ ِيه أ ْ‬ ‫ِ‬
‫خَت ْتَل َ‬
‫أ َْع َمى} [طه]‪. 859;.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 859‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )3113( )380‬صحيح‬

‫‪278‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون‬
‫فراش أهل النار‪ ,‬وغطاؤهم‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اد َو ِمن َف ْوقِ ِه ْم َغ َو ٍ‬ ‫َّم ِم َه ٌ‬


‫ني) {األعراف‪.}41:‬‬ ‫ك جَنْ ِزي الظَّالم َ‬ ‫اش َو َك َذل َ‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬هَلُم ِّمن َج َهن َ‬
‫اش ) ‪َ .‬ومِبِثْ ِل‬ ‫اد ) ‪َ ،‬وهَلُ ْم ِمْن َها أَ ْغ ِطيَةٌ ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم ُتغَطِّي ِه ْم ( َغ َو ٍ‬ ‫ش ِم ْن حَتْتِ ِه ْم ( ِم َه ٌ‬ ‫َّم ُفُر ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوهَلُ ْم م ْن نَار َج َهن َ‬
‫ني لِْلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪.‬‬ ‫ني ألَْن ُفس ِه ْم ‪ ،‬املُضلِّ َ‬ ‫َه َذا اجلََزاء جَيْ ِزي اهللُ الظَّالم َ‬
‫بأحلفة من النار‪,‬والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫ومقصود اآلية‪:‬أهنم يفرتشون النار‪ ,‬ويلتحفون ٍ‬
‫وقال تعاىل‪( :‬هَلُم ِّمن َف ْوقِ ِه ْم ظُلَ ٌل ِّم َن النَّا ِر َو ِمن حَتْتِ ِه ْم ظُلَ ٌل) {الزمر‪}16:‬‬
‫ول ‪ :‬إِن َُّه ْم يَ ُكونُو َن فِ َيها ‪َ ،‬و ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ين َو ُه ْم نَار َج َهن َ‬ ‫ف اهللُ َت َعاىَل َح َال َه ُؤالَء اخلَاس ِر َ‬ ‫يَص ُ‬
‫ات ِم ْثلُ َها ‪َ ،‬فَت ْغ ُمُر ُه ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ‪َ ،‬و َكأَن ََّها الظُّلَ ُل ‪َ ،‬وم ْن حَتْت ِه ْم طََب َق ٌ‬ ‫ض َها َف ْو َق َب ْع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات ُمَتَراك َمةٌ م َن النَّا ِر َب ْع ُ‬ ‫طََب َق ٌ‬
‫القيَ َام ِة لِيُ َخ ِّو َف ُه ْم ِم ْن‬
‫ال ال ُكفَّا ِر يوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َّاس َما َسيَ ُكو ُن َعلَْي ِه َح ُ‬ ‫ص َعلَى الن ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬واهللُ َت َعاىَل َي ُق ُّ‬ ‫النَّار ِم ْن ُك ِّل َجانِ ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة اهلل ‪َ ،‬فيَا عبَ َاد اهلل َّات ُقوا َربَّ ُك ْم‬ ‫ك اليوم ‪َ ،‬فَيْز َدجَر العُ َقالَءُ َع ِن ال ُك ْف ِر َواملََعاصي ‪َ ،‬و َي ْع َملُوا بطَ َ‬ ‫أ َْه َوال َذل َ‬
‫ط َربَّ ُك ْم َعلَْي ُك ْم ‪.‬‬‫ف واحلَ َذ ِر ‪َ ،‬والَ َتْرتَ ِكبُوا َما يُ ْس ِخ ُ‬ ‫َتعاىَل ‪ ،‬وبالِغُوا يِف اخلو ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ظلل حُم ِرِقة‬‫قال(ظلل من النار) فهي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أن هذه الظلل املذكورة تقي من احلر والعذاب‬ ‫وحىت ال يتوهم أح ٌد َّ‬
‫ب) {املرسالت‪-30:‬‬ ‫ب* الَ ظَلِ ٍيل والَ يُ ْغيِن ِمن اللَّ َه ِ‬ ‫الث ُش َع ٍ‬ ‫‪,‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬انطَلِ ُقوا إِىَل ِظ ٍّل ِذي ثَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪}31‬‬
‫ب ‪ُ :‬ش ْعبَ ٍة َع ْن مَيِينِ ِه ْم ‪َ ،‬و ُش ْعبَ ٍة َع ْن مِش َاهِلِ ْم ‪،‬‬ ‫ث ُش َع ٍ‬ ‫ب إِىَل ثَالَ ِ‬ ‫ان نَا ِر َج َهنَّم املتَ َش ِّع ِ‬
‫َ‬
‫انْطَلِ ُقوا إِىَل ِظ ِّل دخ ِ‬
‫َُ‬
‫ُ‬
‫الي ْوِم ‪َ ،‬والَ‬ ‫ك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي إِنَّهُ الَ يُ ْع ِطي ِظالًّ يَقي ِم ْن َحِّر ذَل َ‬
‫وس ِهم ‪.‬وه َذا الظِّ ُّل لَي ِ ِ‬
‫س بظَل ٍيل ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُش ْعبَة م ْن َف ْوق ُر ُؤ ْ َ َ‬
‫ٍِ‬
‫ث ه َذا الظِّ َّل ِمن الدُّخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َّم ‪ ،‬اليِت حُتْد ُ َ‬ ‫يمو َن فيه ‪َ .‬ونَ ُار َج َهن َ‬ ‫َّم ‪ ،‬الذي ُه ْم ُمق ُ‬ ‫يَ ْدفَ ُع َعْن ُه ْم َحَّر هَلَب َج َهن َ‬
‫صُر ِعظَما َو ْارتَِفاعاً ‪َ .‬و َكأَنَّهُ اجلِ َم ُ‬ ‫ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الص ْفُر لَ ْوناً‬
‫ال ُّ‬ ‫َيتَطَ َايُر مْن َها َشَرٌر ُمَت َفِّر ٌق يِف ج َهات َكث َرية ‪َ ،‬كأَنَّهُ ال َق ْ‬
‫الس ُف ِن الغَلِيظَِة ) ‪.‬‬ ‫ال ُّ‬ ‫ص ْفٌر ) ُه َو ِحبَ ُ‬ ‫مِج‬
‫اس إِ َّن َم ْعىَن ( َالَةٌ ُ‬ ‫َو َك َثرةً ‪َ ( .‬وقَ َال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫ــــــــ‬

‫‪279‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‬
‫في عظم أهل النار وقبحهم فيها‬

‫يدخل أهل اجلحيم النار على صورة هائلة ال يقدر قدرها إال الذي خلقهم ‪،‬ف َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -‬‬
‫ِع »‪. 860‬‬ ‫ب الْ ُم ْسر ِ‬ ‫‪ -‬قَ َال « َما َبنْي َ َمْن ِك ِ الْ َكافِ ِر َم ِسريةُ ثَالَثَِة أَيَّ ٍام لِ َّلراكِ ِ‬
‫َ‬ ‫ىَب‬
‫املنكب جمتمع رأس الكتف والعضد‬
‫ض ِاء‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ِ « - -‬ضرس الْ َكافِ ِر يوم الْ ِقيام ِة ِمثْل أ ٍ ِ ِ‬
‫ُحد َوفَخ ُذهُ مثْ ُل الَْبْي َ‬ ‫َْ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫الربَ َذ ِة »‪.861‬‬ ‫ث ِمثْ ُل َّ‬ ‫وم ْقع ُده ِمن النَّا ِر م ِسري َة ثَالَ ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ َ‬
‫ظ ِج ْل ِد ِه َم ِس َريةُ‬ ‫ُح ٍد َو ِغلَ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب الْ َكاف ِر مثْ ُل أ ُ‬
‫ِ‬
‫س الْ َكاف ِر أ َْو نَ ُ‬
‫ِ‬
‫ول الله ‪ « - -‬ض ْر ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ َّ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ث »‪.862‬‬ ‫ثَالَ ٍ‬
‫ُح ٍد‬ ‫ان وأَربعو َن ِذر ِ ِ ِ‬
‫اعا َوإ َّن ض ْر َسهُ مثْ ُل أ ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة ع ِن النَّىِب ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن ِغلَ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ظ ج ْلد الْ َكاف ِر ا ْثنَ َ ْ َ ُ َ ً‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫ِ ِ ‪863‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّم َك َما َبنْي َ َم َّكةَ َوالْ َمدينَة » ‪.‬‬ ‫َوإ َّن جَمْل َسهُ م ْن َج َهن َ‬
‫اع اجْلَبَّا ِر ‪َ ،‬و ِض ْر ُسهُ ِمثْ ُل‬‫اعا بِ ِذ َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ‬قَ َال ‪ِ :‬غلَ ُ ِ ِ‬
‫ظ الْ َكاف ِر ا ْثنَان َوأ َْر َبعُو َن ذ َر ً‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫ك بِالْيَ َم ِن ‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫ُح ٍد‪- .‬اجْلَبَّ ُار َملِ ٌ‬
‫‪864‬‬
‫ال لَهُ ‪ :‬اجْلَبَّ ُار‪.‬‬ ‫أُ‬
‫ض ِج ْل ِد ِه‬ ‫ُحد ‪َ ،‬و َع ْر ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ِ " : -  -‬ضرس الْ َكافِ ِر يوم الْ ِقيام ِة ِمثْل أ ٍ‬
‫َْ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َو َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫الربَ َذ ِة " ‪.865‬‬
‫اعا ‪َ ،‬و َم ْق َع ُدهُ ِم َن النَّا ِر ِمثْ ُل َما َبْييِن َو َبنْي َ َّ‬ ‫ِ‬
‫َسْبعُو َن ذ َر ً‬
‫َص َف ِاد النَّا ِر ‪ُ ،‬م َعلَّ ُقو َن بِ َش َج ٍر يِف‬ ‫ِ ِ‬
‫و َع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو رضي اهلل عنه ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬أ َْه ُل النَّا ِر ُم َكَّبلُو َن بِأ ْ‬
‫هِنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِنِ‬ ‫النَّا ِر ‪ ،‬من َّكسو َن احْل ِميم ِمن أ ِ‬
‫ود ُه ْم لَُت َقطَُّر‬‫َس َفل ِه ْم يِف بُطُو ْم ‪َ ،‬وخَي ُْر ُج م ْن أَْف َواه ِه ْم َوعُيُو ْم ‪َ ،‬وإِ َّن ُجلُ َ‬ ‫َ ُ ْ ْ‬ ‫َُ ُ‬
‫ِ‬ ‫بِصهار ِة احْل ِمي ِم ‪ ،‬خالِ ِد ِ‬
‫َن َر ُجاًل‬ ‫يم ‪َ .‬ولَ ْو أ َّ‬‫اب َعظ ٌ‬ ‫ين ف َيها ‪ ،‬اَل يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللَّهُ ‪َ ،‬واَل َيْنظُُر إِلَْي ِه ْم ‪َ ،‬وهَلُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫الد ْنيَا ِم ْن َو ْح َش ِة َمْنظَ ِر ِه َو َننْت ِ ِر ِحي ِه " مُثَّ بَ َكى َعْب ُد اللَّ ِه بْ ُن‬
‫ات أ َْه ُل ُّ‬ ‫ِج ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر إِىَل ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬لَ َم َ‬ ‫ُخر َ‬‫أْ‬
‫َع ْم ٍرو بُ َكاءً َش ِد ً‬
‫‪866‬‬
‫يدا "‬

‫‪ - 860‬صحيح البخارى(‪ ) 6551‬وصحيح مسلم(;‪) 7365‬‬


‫‪ - 861‬سنن الرتمذى(‪ ) 2779‬حسن‬
‫‪ - 862‬صحيح مسلم (‪) 7364‬‬
‫‪ - 863‬سنن الرتمذى(‪ )2778‬صحيح‬
‫‪ - 864‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7486()531‬صحيح‬
‫‪ - 865‬مسند أمحد (‪ )8567‬صحيح‬
‫‪ِ - 866‬ص َفةُ النَّا ِر اِل بْ ِن أَيِب ُّ‬
‫الد ْنيَا (‪ )123‬حسن‬

‫‪280‬‬
‫‪867‬‬
‫َّاس‪.‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬إِ َّن الْ َكافِر لَيسح ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫ب ل َسانُهُ الْ َف ْر َس َخ َوالْ َف ْر َسخَنْي َيَت َوط ُؤهُ الن ُ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ني يوم الْ ِقيامةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " : ‬إ َّن الْ َكافَر لَيَ ُجُّر ل َسانَهُ يِف س ِّج ٍ َ ْ َ َ َ‬ ‫وع ْن َعْبدِ اللَّه بْ ِن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪868‬‬
‫َّاس "‬ ‫َّ‬
‫َيَت َوط ُؤهُ الن ُ‬
‫َح ِد ِه ْم إِىَل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال ‪ " :‬يُ َعظَّ ُم أ َْه ُل النَّا ِر يِف النَّا ِر ‪َ ،‬حىَّت إ َّن َبنْي َ َش ْح َمة أُذُن أ َ‬ ‫َ‬
‫ُح ٍد " ‪.869‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اعا ‪َ ،‬وإ َّن ج ْل َدهُ مثْ ُل أ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َعاتقه َمس َري َة َسْبعمائَة َع ٍام ‪َ ،‬وإِ َّن عظَ َم ج ْلده َسْبعُو َن ذ َر ً‬
‫ِِ ِ ِ‬
‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬عن ِالنَّيِب ‪ ، ‬يِف َقولِِه َتعاىَل ‪ :‬يوم نَ ْدعو ُك َّل أُنَ ٍ ِِ ِ‬
‫َح ُد ُه ْم‬ ‫اس بإ َمام ِه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يُ ْد َعى أ َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫اج ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض َو ْج ُههُ ‪َ ،‬وجُيْ َع ُل َعلَى َرأْسه تَ ٌ‬ ‫اعا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ويَُبيِّ ُ‬ ‫َفُي ْعطَى كتَابَهُ بِيَمينه ‪َ ،‬ومُيَ ُّد لَهُ يِف ج ْسمه ستُّو َن ذ َر ً‬
‫يد ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬اللَّ ُه َّم ائْتِنَا بِِه َوبَا ِر ْك لَنَا يِف‬ ‫لُؤلُ ٍؤ يتألْألُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيْنطَلِق إِىَل أَصحابِِه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيرونَه ِمن بعِ ٍ‬
‫ََ ْ ُ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه َذا حىَّت يأْتِيهم ‪َ ،‬في ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬أَبْشُروا ‪ ،‬إِ َّن ل ُك ِّل َر ُج ٍل مْن ُك ْم مثْ َل َه َذا ‪َ ،‬وأ ََّما الْ َكافُر َفيُ َس َّو ُد َو ْج ُههُ ‪َ ،‬ومُيَ ُّد لَهُ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ‬
‫َص َحابُهُ َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬نعُوذُ بِاللَّ ِه ِم ْن َه َذا ‪ ،‬اللَّ ُه َّم الَ تَأْتِنَا بِِه‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫آد َم َفَيَراهُ أ ْ‬‫ور ِة َ‬
‫صَ‬ ‫اعا ‪َ ،‬علَى ُ‬ ‫يِف ج ْسمه ستُّو َن ذ َر ً‬
‫ول أ َْب َع َد ُك ُم اللَّهُ ‪ ،‬فَِإ َّن لِ ُك ٍّل ِمْن ُك ْم ِمثْ َل َه َذا "‬ ‫ال ‪َ :‬فيَأْتِي ِه ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪ :‬اللَّ ُه َّم أ ِّ‬‫‪ ،‬قَ َ‬
‫‪870‬‬
‫َخ ْرهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فَي ُق ُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « َم ْق َع ُد الْ َكافِ ِر ىِف النَّا ِر َم ِس َريةُ ثَالَثَِة أَيَّ ٍام َو ُك ُّل ِض ْر ٍس‬ ‫ى َعن رس ِ‬ ‫ٍِ‬
‫وع ْن أَىِب َسعيد اخْلُ ْد ِر ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُح ٍد َوفَ ِخ ُذهُ ِمثْ ُل َو ِرقَا َن َو ِج ْل ُدهُ ِس َوى حَلْ ِم ِه َو ِعظَ ِام ِه أ َْر َبعُو َن ِذ َراعاً‪.871» .‬‬ ‫مثْ ُل أ ُ‬
‫ِ‬
‫َج ْل َواللَّ ِه َما تَ ْد ِري‬ ‫ت ‪ :‬الَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ َ‬ ‫َّم ؟ ُقْل ُ‬ ‫ِ‬
‫اس ‪ :‬أَتَ ْدري َما َس َعةُ َج َهن َ‬ ‫اه ٍد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال يِل ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫وعن جُم ِ‬
‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫َن ب شحم ِة أُذُ ِن أ ِ ِ‬
‫ت لَهُ ‪ :‬أَْن َه ٌار ؟ قَ َال‬ ‫ني َخ ِري ًفا أ َْوديَةَ الْ َقْي ِح َوالدَِّم ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫َحده ْم ‪َ ،‬و َبنْي َ َعاتقه َمس َري َة َسْبع َ‬ ‫َ‬ ‫أ َّ َنْي َ َ ْ َ‬
‫َج ْل َواللَّ ِه َما تَ ْد ِري ‪َ ،‬ح َّدثَْتيِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬الَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أ َ‬ ‫َّم ؟ ُقْل ُ‬ ‫‪ :‬الَ ‪ ،‬بَ ْل أ َْوديَةٌ ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أَتَ ْدري َما َس َعةُ َج َهن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫عائِ َشةُ ر ِضي اللَّه عْنها ‪ ،‬أَنَّها سأَلَت رس َ ِ‬
‫ضتُهُ َي ْو َم‬ ‫ض مَجِ ًيعا َقْب َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬ع ْن َق ْول اللَّه َعَّز َو َج َّل ‪َ :‬واأل َْر ُ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ت ‪ :‬فَأَين النَّاس يومئِ ٍذ يا رس َ َّ ِ‬ ‫السموات مطْ ِويَّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات بيَمينه ‪ُ ،‬ق ْل ُ; ْ َ ُ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫الْقيَ َامة َو َّ َ َ ُ َ‬
‫‪872‬‬
‫َّم " ‪.‬‬ ‫ول الله ؟ قَ َال ‪َ :‬علَى ج ْسر َج َهن َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ص‬‫َّار ‪َ ،‬فَت َقلَّ ُ‬ ‫وع ْن أَيِب َسعيد َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬عن َْر ُسول اللَّه ‪َ : ‬و ُه ْم ف َيها َكا ُو َن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬تَ ْش ِويه الن ُ‬ ‫َ‬
‫ط َرأْ ِس ِه ‪َ ،‬وتَ ْسَتْر ِخي َش َفتُهُ ُّ‬
‫‪873‬‬
‫الس ْفلَى َحىَّت َتْبلُ َغ ُسَّرتَهُ " ‪.‬‬ ‫َش َفتُهُ الْعُْليَا ‪َ ،‬حىَّت َتْبلُ َغ َو َس َ‬

‫‪ - 867‬سنن الرتمذى(‪ ) 2781‬ضعيف‬


‫ور لِْلَبْي َه ِق ِّي (‪ )553‬فيه ضعف‬
‫ُّش ُ‬
‫ث َوالن ُ‬
‫‪ -‬الَْب ْع ُ‬
‫‪868‬‬

‫‪ - 869‬مسند أمحد (‪ )4904‬فيه ضعف‬


‫‪ - 870‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7349()346‬واملستدرك للحاكم; (‪ )2955‬حسن‬
‫‪ - 871‬مسند أمحد (‪ )11536‬حسن‬
‫‪ - 872‬املستدرك للحاكم; (‪ )3630‬حسن‬
‫‪ - 873‬املستدرك للحاكم(;‪ )2971‬حسن‬

‫‪281‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫وع ِن احْل ا ِر ِ‬
‫اها‬‫َح َد َز َوايَ َ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إ َّن م ْن أ َُّميِت َم ْن َي ْعظُ ُم للنَّا ِر ‪َ ،‬حىَّت يَ ُكو َن أ َ‬ ‫ش ؛ أ َّ َ ُ‬ ‫ث بْ ِن أَُقْي ٍ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعته أَ ْكَثُر م ْن ُم َ‬ ‫‪َ ،‬وإِ َّن م ْن أ َُّميِت َم ْن يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ بِ َش َف َ‬
‫‪874‬‬
‫ضَر‪;.‬‬
‫ت أ َْم ِشي َم َع أَىَب بِظَ ْه ِر احْلََّر ِة ‪َ ،‬فلَ ِقيَيِن أَبُو ُهَر ْيَر َة َف َق َال ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟‬ ‫الضيِب ِّ قَ َال ‪َ :‬خَر ْج ُ‬ ‫َو َع ْن أَيِب َغ َّسا َن َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َبنْي َ يَ َديِْه ‪َ ،‬ولَ ِك ِن ْام ِ‬
‫ك َو َبْينَهُ‬ ‫ول َبْينَ َ‬‫َح ًدا حَيُ ُ‬‫ش َخ ْل َفهُ أ َْو إىَل َجانبِه ‪َ ،‬واَل تَ َد ْع أ َ‬ ‫ت ‪ :‬أَيِب ‪ .‬قَ َال ‪ :‬اَل مَتْ ِ‬ ‫ُقْل ُ‬
‫ف َعْب َد‬ ‫وك إِلَْي ِه لَ َعلَّهُ قَ ِد ا ْشَت َهاهُ ‪ .‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬أََت ْع ِر ُ‬‫وك حَتْتَهُ ‪َ ،‬واَل تَأْ ُك ْل َما قَ ْد نَظََر أَبُ َ‬ ‫ش َف ْو َق إِ َجا ٍر أَبُ َ‬ ‫‪َ ،‬واَل مَتْ ِ‬
‫ول ‪ " :‬فَخدُّه يِف جهنَّم ِمثْل أ ٍ ِ‬ ‫ول اللَّه ِ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫اللَّ ِه بْ َن ِخ َد ٍ‬
‫ُحد ‪َ ،‬وض ْر ُسهُ‬ ‫َ ُ ََ َ ُ ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت ‪ :‬اَل ‪ .‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫اش ؟ ُق ْل ُ‬
‫ول اللَّ ِه ؟ قَ َال ‪َ " :‬كا َن َعاقًّا لَِوالِ َديِْه "‪. 875‬‬ ‫ت ‪َ :‬ومِلَ َذ َاك يَا َر ُس َ‬ ‫ضاء " ‪ .‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ :‬ف ُق ْل ُ‬
‫ِمثْل الْبي ِ‬
‫ُ َْ َ‬
‫بظهر البلدة أو املكان ‪ :‬على أطرافه ‪-‬اإلجار ‪ :‬السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه ‪ -‬العقوق ‪:‬‬
‫االستخفاف بالوالدين وعصياهنما وترك اإلحسان إليهما‬
‫وعن َيَزيْ َد بْ ِن َحيان التيمى‪ ،‬قَ َال‪ :‬انطلقت أَنا َو ُح َسنْيٌ بن َسْبَر َة‪ ،‬وعُ َمَر بْ ِن ُمسلم‪ ،‬إىل َزيْ َد بْ َن أ َْرقَ َم‪،‬‬ ‫َ‬
‫َضَر ِاس ِه‬ ‫س ِم ْن أ ْ‬ ‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر لََي ْعظُ ُم لِلنَّا ِر‪َ ،‬حىَّت يَ ُكو َن ِّ‬
‫الض ْر ُ‬ ‫َو َح َّد َثنَاه َزيْ ٌد ىِف جَمْلِ ِس ِه ذلك قَ َال‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫ٍ ‪876‬‬
‫ُحد‪.‬‬‫َكأ ُ‬
‫"ه َذا ُكلّه‬ ‫وهذا التعظيم جلسد الكافر ليزداد عذابه وآالمه ‪ ،‬يقول النووي يف شرح مسلم يف هذا الباب ‪َ :‬‬
‫لِ َك ْونِِه أ َْبلَغ يِف إِياَل مه ‪َ ،‬و ُك ّل َه َذا َم ْق ُدور لِلَّ ِه َت َعاىَل جَيِب اإْلِ ميَان بِِه إِلِ ْخبَا ِر َّ‬
‫ِ ِ ِ ‪877‬‬
‫الصادق به"‬
‫وقال ابن كثري ‪ ":‬خيرب تعاىل عما يعاقب به يف نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله‪ ،‬فقال‪ { :‬إِ َّن‬
‫صلِي ِه ْم نَ ًارا] } اآلية‪ ،‬أي ندخلهم نارا دخوال حييط جبميع أجرامهم‪،‬‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫[س ْو َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َك َفُروا بآيَاتنَا َ‬ ‫الذ َ‬
‫َّ ِ‬
‫وأجزائهم‪ .‬مث أخرب عن دوام عقوبتهم ونكاهلم‪ ،‬فقال‪ُ { :‬كلَّما نَ ِ‬
‫ودا َغْيَر َها‬ ‫اه ْم ُجلُ ً‬ ‫ود ُه ْم بَ َّدلْنَ ُ‬‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫َ‬
‫جلودا بيضا أمثال القراطيس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب } قال [األعمش‪ ،‬عن ابن عمر] إذا أحرقت جلودهم بدلوا ً‬ ‫ليَ ُذوقُوا الْ َع َذ َ‬
‫رواه ابن أيب حامت‪.‬‬
‫وقال حيىي بن يزيد احلضرمي إنه بلغه يف قول اهلل‪ُ { :‬كلَّما نَ ِ‬
‫ودا َغْيَر َها‬‫اه ْم ُجلُ ً‬ ‫ود ُه ْم بَ َّدلْنَ ُ‬
‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫َ‬
‫اب } قال‪ :‬جيعل للكافر مائة جلد‪ ،‬بني كل جلدين لون من العذاب‪ .‬رواه ابن أيب حامت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ليَ ُذوقُوا الْ َع َذ َ‬
‫وقال ابن أيب حامت‪ :‬حدثنا أيب‪ ،‬حدثنا علي بن حممد الطنافسي‪ ،‬حدثنا حسني اجلعفي‪ ،‬عن زائدة‪ ،‬عن‬
‫هشام‪ ،‬عن احلسن قوله‪ُ { :‬كلَّما نَ ِ‬
‫ودا َغْيَر َها] } اآلية‪ .‬قال‪ :‬تنضجهم يف‬ ‫اه ْم ُجلُ ً‬ ‫ود ُه ْم [بَ َّدلْنَ ُ‬
‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫َ‬

‫‪ - 874‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 13‬ص ‪ )35287()162‬فيه جهالة‬


‫‪ - 875‬املعجم األوسط للطرباين(;‪ ) 7049‬فيه ضعف‬
‫‪ - 876‬غاية املقصد ىف زوائد املسند (‪ ) 5105‬صحيح ‪ -‬وهو مرفوع‪ ،‬ولكن زيدا مل يصرح برفعه‬
‫‪ - 877‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)232‬‬

‫‪282‬‬
‫اليوم سبعني ألف مرة‪ ;.‬قال حسني‪ :‬وزاد فيه فضيل عن هشام عن احلسن‪ :‬كلما أنضجتهم فأكلت‬
‫‪878‬‬
‫حلومهم قيل هلم‪ :‬عودوا فعادوا‪(.‬صحيح مقطوع)‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 878‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)337‬‬

‫‪283‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون‬
‫أصناف أخرى من العذاب‬

‫يوجد للمعذبني يف النار أصناف متعددة من العذاب‪-‬غري ما ذكرنا‪ -‬ومنها‪:‬‬


‫*تبديل جلودهم كلما نضجت‪.‬‬
‫إن نار اجلبار سبحانه وتعاىل حترق جلود أهل النار ‪ ،‬واجللد موضع اإلحساس بأمل االحرتاق ‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن اهلل يبدل هلم جلودا أخرى غري تلك اليت احرتقت ‪ ،‬لتحرتق من جديد ‪ ،‬وهكذا دواليك‬
‫ف نُصلِي ِهم نَاراً ُكلَّما نَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ود ُه ْم بَ َّدلْنَ ُ‬
‫اه ْم ُجلُــوداً َغْيَر َها‬ ‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫َ‬ ‫ين َك َفُروا بآيَاتنَا َس ْو َ ْ ْ‬ ‫قال تعاىل‪( :‬إ َّن الذ َ‬
‫اب إِ َّن اللَّهَ َكــا َن َعـ ِزيزاً َح ِكيماً) {النساء‪.}56:‬‬ ‫ِ‬
‫الع َذ َ‬ ‫ليَ ُذوقُــوا َ‬
‫ت‬‫احَتَرقَ ْ‬‫َّم ‪َ ،‬و ُكلَّ َما ْ‬ ‫خُيْرِب اهللُ َت َعاىَل ‪ :‬بِأَنَّهُ َسُي َعاقِب ال َكافِ ِر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ يِف ِ‬
‫ين بآيَات اهلل َوبُر ُسله ‪ ،‬بإ ْحَراقه ْم نَار َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يم يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ُه ْم أَبْ َدهَلُ ْم َغْيَرها ليَ ْستَمُّروا يِف حَتَ ُّس ِ‬
‫َح ٌد ‪َ ،‬حك ٌ‬ ‫الع َذاب َوآالم ;ه ‪َ ،‬واهللُ َع ِز ٌيز الَ َيتَ َحدَّاهُ أ َ‬ ‫س َ‬ ‫ُجلُ ُ‬
‫ف من ُهو أ َْهل لِْلع ُقوب ِة َفيعاقِبهُ ‪ ،‬ومن ُهو أ َْهل لِْلثَّو ِ‬
‫اب َفيُثِيبُهُ ‪.‬‬ ‫تَ َ ِ ِ ِ‬
‫صُّرفه ‪َ ،‬ي ْعر ُ َ ْ َ ٌ ُ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ٌ َ‬
‫قال احلسن‪ :‬تأكلهم النــار كل يوم ٍسبعني ألـف مر ٍة ‪ ,‬كلما أكلتهم قيل هلم‪:‬عــودوا‪ ,‬فيعودون كما‬
‫‪879‬‬
‫كانوا‪.‬‬
‫* يضربون بمطارق من حديد‪ ,‬فتتفتت أبدانهم‪ ,‬ثم يعودون‬
‫يد) {احلج‪.}21:‬‬ ‫قال تعاىل‪( :‬وهَل م َّم َق ِامع ِمن ح ِد ٍ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هؤالء ال َكافِرو َن ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بالسياط َواملطَا ِر ِق ( َم َقام ُع ) م َن احلَديد امل َح َّمى َفتََتنَا َثُر أ َْع َ‬
‫ض ُاؤ ُه ْم ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ضَر ُ‬‫َويُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫* تقييدهم بالقيود واألغالل‪ ,‬وسحبهم على وجوههم‪.‬‬
‫ين َساَل ِس َل َوأَغْاَل اًل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أعد اهلل ألهل النار سالسال وأغالال وقيودا ومطارق ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إنَّا أ َْعتَ ْدنَا ل ْل َكاف ِر َ‬
‫َو َسعِ ًريا (‪[ )4‬اإلنسان‪، ) ]4/‬‬
‫اد هِبَا إِىَل اجلَ ِحي ِم ‪َ ،‬وأَ ْغالَالً تُ َش ُّد هِبَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف أ َْمَرنَا ‪َ ،‬سالَس َل يُ َق ُ‬ ‫إِنَّا أ َْع َد ْدنَا َو َهيَّأْنَا ل َم ْن َك َفَر بِن ْع َمتنَا ‪َ ،‬و َخالَ َ‬
‫ب فِ َيها ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫أَيْديه إِىَل عُنُقه ‪َ ،‬ونَاراً يُ َع َّذ ُ‬
‫يما (‪[ )13‬املزمل‪-12/‬‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن لَ َدينَا أَنْ َكااًل وج ِحيما (‪ )12‬وطَعاما َذا غُ َّ ٍ‬
‫صة َو َع َذابًا أَل ً‬ ‫َ ًَ‬ ‫ََ ً‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِل ِ‬
‫ني ‪،‬‬ ‫وض ُع يِف أ َْر ُجل ِه ْم َك َما يُ ْف َع ُل بِاملُ ْج ِرم َ‬ ‫ني يِف اآلخَر ِة ُقيُوداً ثَقيلَةً تُ َ‬ ‫‪ )]14‬إِ َّن لَ َد ْينَا َُؤالَء ال َك َفَر ِة املُ َك ِّذبِ َ‬
‫اهلل يِف ِ‬
‫اآلخَر ِة أَيْضاً طَ َع ٌام الَ‬ ‫إِ ْذالَالً هَل م ‪ ،‬وهَل م نَار مستَعِرةٌ يصلَو َنها ‪.‬وهِل ؤالَ ِء ال َك َفر ِة امل َك ِّذبِني ِعْن َد ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ٌ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ َُ‬
‫اب امل ْؤمِلِ ‪.‬‬
‫ُخرى ِمن الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الض ِري ِع ‪َ . .‬وهَلُ ْم أَلْ َوا ٌن أ‬ ‫وم َو َّ‬‫الزقُ ِ‬
‫يُ ْستَ َساغُ َك َّ‬
‫ُ‬
‫‪ - 879‬البعث والنشور للبيهقي(‪ ) 564‬والزهد ألسد بن موسى(‪ ) 37‬صحيح مقطوع‬

‫‪284‬‬
‫ين َك َفُروا َه ْل جُيَْز ْو َن إِاَّل َما‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫يِف‬
‫واألغالل توضع يف األعناق قال تعاىل ‪َ ( :‬و َج َع ْلنَا اأْل َغْاَل َل أ َْعنَاق الذ َ‬
‫هؤالء ‪َ ،‬و ُه ْم يف النَّا ِر‬ ‫اق ِ‬ ‫السل احل ِد ِ‬
‫يد يِف أ َْعنَ ِ‬ ‫َكانُوا يعملُو َن (‪[ )33‬سبأ‪ ،)]33/‬مُثَّ تُوضع األَ ْغ ُ ِ ِ‬
‫الل َوس ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫اجَترحوا من ال ُك ْف ِر و ِ‬
‫اآلثام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الذي ي ْل َقونَهُ يِف نَا ِر ج َهن ِ‬
‫َ‬ ‫َّم إن َذما ُه َو اجلََزاءُ الذي يَ ْستَحقُّونَهُ َعلى َما ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪.‬والع َذ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والسيِّئَات يِف الدُّنيا ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الس ُل يُ ْس َحبُو َن* يِف احلَ ِمي ِم مُثَّ يِف النَّا ِر يُ ْس َجُرو َن) {غافر‪-71:‬‬ ‫الس ِ‬‫الل يِف أ َْعنَاقِ ِه ْم َو َّ‬
‫وقال تعاىل‪( :‬إِ ِذ األَ ْغ ُ‬
‫‪.}72‬‬
‫بالسالَ ِس ِل يِف النَّا ِر‬ ‫والسالَ ِس ُل يِف أ َْعنَاقِ ِه ْم َويُ ْس َحبُو َن هِبَا يُ ْس َحبُو َن ‪ -‬جُيَُّرو َن ‪َ .‬ويُ ْس َحبُو َن َّ‬
‫إِذ جُتْ َع ُل األَ ْغالَ ُل َّ‬
‫َّار لِيَ ُكونُوا َوقُوداً هَلَا ‪.‬‬ ‫هِبِ‬ ‫ِِ‬
‫‪ ،‬واألَ ْغالَ ُل يِف أ َْعنَاقه ْم ‪ ،‬مُثَّ مُتْألُ م الن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما (‪)12‬‬ ‫واألنكال ‪ :‬القيود ‪ ،‬مسيت أنكاال ألن اهلل يعذهبم وينكل هبم هبا ‪ ( ،‬إ َّن لَ َد ْينَا أَنْ َكااًل َو َجح ً‬
‫[املزمل‪. )]12/‬‬
‫والسالسل نوع آخر من ألوان العذاب اليت يقيد هبا اجملرمون كما يقيد اجملرمون يف الدنيا ‪ ،‬وانظر إىل‬
‫صلُّوهُ (‪ )31‬مُثَّ يِف ِس ْل ِسلَ ٍة َذ ْرعُ َها َسْبعُو َن‬ ‫يم َ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫هذه الصورة يف كتاب اهلل ( ُخ ُذوهُ َفغُلوهُ (‪ )30‬مُثَّ اجْلَح َ‬
‫اسلُ ُكوهُ (‪[ )32‬احلاقة‪. )]32-30/‬‬ ‫ِ‬
‫اعا فَ ْ‬‫ذ َر ً‬
‫وأعد اهلل هلؤالء مقامع من حديد وهي املطارق اليت هتوي على اجملرمني وهم حياولون اخلروج من النار ‪،‬‬
‫يد (‪ُ )21‬كلَّ َما أ ََر ُادوا أَ ْن‬ ‫فإذا هبا تطيح هبم مرة أخرى إىل سواء اجلحيم قال تعاىل‪ ( :‬وهَل م م َق ِامع ِمن ح ِد ٍ‬
‫َ ُْ َ ُ ْ َ‬
‫اب احْلَ ِر ِيق (‪[ )22‬احلج‪)]22 ،21/‬‬ ‫خَي ْرجوا ِمْنها ِمن َغ ٍّم أ ُِع ُ ِ‬
‫يدوا ف َيها َوذُوقُوا َع َذ َ‬ ‫ُُ َ ْ‬
‫*الصهر ‪:‬‬
‫من ألوان العذاب صب احلميم فوق رؤوسهم ‪ ،‬واحلميم هو ذلك املاء الذي انتهى حره‪ ،‬فلشدة حره‬
‫ب ِم ْن َف ْو ِق‬ ‫تذوب أمعاؤهم وما حوته بطوهنم قال تعاىل ‪ ( :‬فَالَّ ِذين َك َفروا قُطِّعت هَل م ثِي ِ‬
‫اب م ْن نَا ٍر يُ َ‬
‫ص ُّ‬ ‫َ ْ ُْ َ ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫هِنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ود (‪[ )20‬احلج‪، )]21-19/‬‬ ‫ص َهُر بِه َما يِف بُطُو ْم َواجْلُلُ ُ‬
‫يم (‪ )19‬يُ ْ‬
‫ُرءُوسه ُم احْلَم ُ‬
‫صب‬
‫فالذين كفروا حييط هبم العذاب يف هيئة ثياب ُجعلت هلم من نار َي ْلبَسوهنا‪ ،‬فتشوي أجسادهم‪ ،‬ويُ ُّ‬
‫على رؤوسهم املاء املتناهي يف حره‪ ،‬ويَن ِزل إىل أجوافهم فيذيب ما فيها‪ ،‬حىت ين ُفذ إىل جلودهم فيشويها‬
‫فتسقط‪ ،‬وتضرهبم املالئكة على رؤوسهم مبطارق من حديد‪ .‬كلما حاولوا اخلروج من النار ‪-‬لشدة‬
‫غمهم وكرهبم‪ -‬أعيدوا للعذاب فيها‪ ،‬وقيل هلم‪ :‬ذوقوا عذاب النار احملرق‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪285‬‬
‫اب ِم ْن نَا ٍر ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت هَلُ ْم ثيَ ٌ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬وتَال َق ْو َل اللَّه َعَّز َو َج َّل ‪ :‬فَالذ َ‬
‫ين َك َفُروا قُطِّ َع ْ‬ ‫َ‬
‫وس ِهم َفيْن ُف ُذ اجْل مجمةَ حىَّت خَي ْلُص إِىَل جوفِهِ‬ ‫ب علَى ر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّه ‪ ، ‬ي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ص ُّ َ ُ‬ ‫ول ‪ :‬إ َّن احْلَم َ‬
‫يم لَيُ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َر ُس َ‬‫‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ت َما يِف َج ْوفِ ِه َحىَّت مُيَِّز َق قَ َد َمْي ِه َو ُه َو َّ‬ ‫ِ‬
‫‪880‬‬
‫اد َك َما َكا َن "‬
‫الص ْهُر ‪ ،‬مُثَّ يُ َع ُ‬ ‫َفيَ ْسل ُ‬
‫*اللفح ‪:‬‬
‫أكرم ما يف اإلنسان وجهه ‪ ،‬ولذلك هنانا الرسول ‪ ‬عن ضرب الوجه ‪ ،‬ومن إهانة اهلل ألهل النار ‪ ،‬أهنم‬
‫حيشرون يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬وحَنْ ُشُر ُه ْم َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َعلَى‬
‫اه ْم َسعِ ًريا (‪[ )97‬اإلسراء‪) ]97/‬‬ ‫ت ِز ْدنَ ُ‬ ‫َّم ُكلَّ َما َخبَ ْ‬ ‫ِِ‬
‫ص ًّما َمأْ َو ُاه ْم َج َهن ُ‬ ‫ْما َو ُ‬
‫ُو ُجوهه ْم عُ ْميًا َوبُك ً‬
‫وه ِهم ‪ ،‬عمياً الَ يب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صُرو َن ‪،‬‬ ‫ُْ‬ ‫ين َي ْو َم القيَ َامة ‪َ ،‬و ُه ْم يَ ْس َحبُو َن يِف النَّا ِر َعلَى ُو ُج ْ ُ ْ‬ ‫ول َت َعاىَل إنَّهُ حَيْ ُشُر ال َكاف ِر َ‬
‫َي ُق ُ‬
‫الص َّم ِم‬ ‫ك جزاء هَل م لِما َكانُوا علَ ِيه يِف ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َمى َو َ‬ ‫الدنْيا م َن َ‬ ‫َ‬ ‫ص ّماً الَ يَ ْس َمعُو َن ‪َ .‬و َذل َ َ َ ٌ ُ ْ َ‬ ‫َوبُ ْكماً الَ َيْنط ُقو َن ‪َ ،‬و ُ‬
‫َّم اليِت يُ َع َّذبُو َن فِ َيها ُكلَّ َما‬ ‫ِ‬
‫ول َت َعاىَل ‪ :‬إ َّن نَ َار َج َهن َ‬ ‫صُرو َن احلَ َّق ‪َ ،‬والَ َي ْهتَ ُدو َن إِلَْي ِه ‪َ .‬و َي ُق ُ‬ ‫والب َك ِم ‪ ،‬الَ يب ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َجج َها َو َسع َري َها َعلَْي ِه ْم ‪ ،‬لَي ْز َد َاد أَلَ ُم ُه ْم َو َع َذابُ ُه ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ) ‪َ ،‬ز َاد اهللُ يِف تَأ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ف هَل ُيب َها ( َخبَ ْ‬ ‫ت َو َخ َّ‬ ‫َس َكنَ ْ‬
‫وه ُه ْم يِف النَّا ِر َه ْل جُتَْز ْو َن‬ ‫ويلقون يف النار على وجوههم ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬ومن جاء بِ َّ ِ‬
‫ت ُو ُج ُ‬ ‫السيِّئَة فَ ُكبَّ ْ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫إِاَّل َما ُكْنتُ ْم َت ْع َملُو َن (‪[ )90‬النمل‪)]90/‬‬
‫ك ‪ ،‬فَ ِه ُؤالَ ِء يَ ُكُّب ُه ْم اهللُ َت َعاىَل َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َعلى َذل َ‬ ‫صاهُ ‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ك اليَوم قَ ْد أَ ْشَر َك به َو َع َ‬ ‫َو َم ْن َجاءَ َربَّهُ يف ذل َ‬
‫َع َماهِلِ ْم ‪َ ،‬ويُن ِز ُل هِبِ ْم َما يَ ْستَ ِحقُّونَهُ ِم َن اجلََز ِاء َعلَى أ َْع َماهِلِم َّ‬
‫السيِّئَ ِة‬ ‫َّم ‪ ،‬واهللُ جَيْ ِزيِ ِه ْم بِأ ْ‬ ‫ِِ‬
‫ُو ُجوهه ْم يف نَا ِر َج َهن ْ‬
‫ط َربَّ ُك ْم؟ ) ‪.‬‬ ‫‪ ( .‬أ َْو يُ َقال هَلُ ْم ‪َ :‬ه ْل جُتَْزو َن إِال مِب َا َكْنتُم َت ْع َملُو َن يف الدُّنيا مِم َّا يُ ْس ِخ ُ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫مث إن النار تلفح وجوههم وتغشاها أبدا ال جيدون حائال حيول بينهم وبينها‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬لَ ْو َي ْعلَ ُم الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صُرو َن (‪[ )39‬األنبياء‪)] 39/‬‬ ‫َّار َواَل َع ْن ظُ ُهو ِره ْم َواَل ُه ْم يُْن َ‬ ‫ني اَل يَ ُكفُّو َن َع ْن ُو ُجوهه ُم الن َ‬ ‫َك َفُروا ح َ‬
‫َّم ‪َ ،‬و َما‬ ‫اب َما َذا أ ََع َّد هَلُ ْم ربُّ ُهم ِم ْن أَلِيم َ ِ يِف ِ‬ ‫لَو ي ْعلَم َه ُؤالَء ال ُكفَّار املسَت ْع ِجلُو َن بِالع َذ ِ‬
‫الع َذاب نَار َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الي ْوم لَ َما قَالُوا َه َذا ال َق ْو َل ‪َ ،‬ولَ َما أَقَ ُاموا َعلَى ُك ْف ِره ْم ‪َ ،‬ولَ َما ْ‬
‫اسَت ْع َجلُوا‬ ‫ك َ‬ ‫يَ ُكو ُن َعلَْيه َحاهُلُ ْم يِف َذل َ‬
‫ط هِبِم ِم ْن ُك ِّل َجانِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ور ُه ْم‬ ‫وه ُهم ‪َ ،‬وتَ ْك ِوي ظُ ُه َ‬ ‫ب ‪َ ،‬تْل َف ُح ُو ُج َ‬ ‫َّم َستُحي ُ ْ‬ ‫والوبَ َال ‪َ ،‬فنَ ُار َج َهن َ‬‫ألَْن ُفسهم النّ َك َال َ‬
‫اهلل ‪.‬‬‫اب ِ‬ ‫اصراً هَلُم يْنصر ُهم ِمن َع َذ ِ‬ ‫‪ ،‬فَالَ يستَ ِطيعو َن ر َّدها ‪ ،‬والَ د ْفعها عن أَْن ُف ِس ِهم ‪ ،‬والَ جَيِ ُدون نَ ِ‬
‫ْ َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ َ َْ‬
‫َّار َو ُه ْم فِ َيها َكاحِلُو َن (‪[ )104‬املؤمنون‪)]104/‬‬ ‫وه ُه ُم الن ُ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ ( :‬ت ْل َف ُح ُو ُج َ‬
‫اه ُه ْم ‪َ ،‬و َتَتغََّيُر َمالَحِم ُ ُه ْم ‪.‬‬
‫ص ش َف ُ‬
‫َتْل َفح النَّار وجوههم َفتَ ْش ِويها ‪ ،‬وَتَت َقلَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ ُ َُ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫َّار (‪[ )50‬إبراهيم‪) ] 50/‬‬ ‫وه ُه ُم الن ُ‬‫وقال تعاىل ‪َ ( :‬سَرابِيلُ ُه ْم م ْن قَطَران َوَت ْغ َشى ُو ُج َ‬

‫‪ - 880‬املستدرك للحاكم(;‪ )3458‬حسن‬

‫‪286‬‬
‫وتَ ُكو ُن ثِيابهم اليِت ي ْلبسوهَن ا ِمن قَ ِطر ٍان ( وال َق ِطرا ُن م َّادةٌ سائِلَةٌ تُطْلَى هِب ا ا ِإلبل اجلرباء ‪ ،‬وهو أَلصق ش ٍ‬
‫يء‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ُُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫وه ُه ْم ‪.‬‬
‫َّار ُو ُج َ‬ ‫ِ ِ‬
‫بالنَّار ) ‪َ ،‬وَت ْل َف ُح الن َ‬
‫اب يوم الْ ِقيام ِة وقِيل لِلظَّالِ ِمني ذُوقُوا ما ُكْنتُم تَك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ْسبُو َن (‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬أَفَ َم ْن َيتَّقي ب َو ْجهه ُسوءَ الْ َع َذ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫‪[ )24‬الزمر‪) ] 24/‬‬
‫القيَ َام ِة وأَيْ ِدي ِه ْم َم ْغلُولَةٌ إِىَل‬
‫القيام ِة ‪ ،‬فَاملج ِرمو َن ال َكافِرو َن يأْتُو َن يوم ِ‬
‫ُ َ َْ َ‬ ‫ُْ ُ‬
‫ِ‬
‫الَ يَ ْستَ ِوي املُ ْج ِر ُمو َن َواملَُّت ُقو َن َي ْو َم َ َ‬
‫ضطَُّرو َن إِىَل َتلَقِّي الع َذ ِ‬ ‫اب عن وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫وه ِه ْم ‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫الع َذ َ ْ ُ ُ‬ ‫أ َْعنَاق ِه ْم ‪ ،‬فَالَ يَ ْستَطيعُو َن أَ ْن يَ ْد َفعُوا َا ُسوءَ َ‬
‫اب األَلِيم َجَزاء لَ ُك ْم َعلَى ُك ْف ِر ُك ْم َوإِ ْجر ِام ُك ْم يِف‬ ‫ال هَلُ ْم تَبكيتاً َو َت ْق ِريعاً ‪ :‬ذُوقُوا َ‬
‫الع َذ َ‬ ‫وه ِه ْم ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬‫بِوج ِ‬
‫ُُ‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫ِ‬
‫احلَيَاة ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬
‫وف ‪.‬‬ ‫القيام ِة ِآمنِني مطْمئِنِّني ‪ ،‬الَ حَي تاجو َن إِىَل ِّات َق ِاء حَمْظُو ٍر خَمُ ٍ‬ ‫أ ََّما املؤ ِمنو َن املَّت ُقو َن َفيأْتُو َن ي ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫وم َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬
‫ْ ُ‬
‫ُ‬
‫الر ُسواَل (‪)66‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫ط‬‫َ‬‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫ط‬‫َ‬‫أ‬
‫َ ُ ُ َ َ ََْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫يِف‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وه‬‫ج‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ق‬‫ت‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫تعاىل‬ ‫وقال‬
‫َْ َ َُ ُ ُ ُ ُ ُ ْ‬
‫[األحزاب‪)]66/‬‬
‫يوم ُت َقلَّب وجوه الكافرين يف النار يقولون نادمني متحرِّي ين‪ :‬يا ليتنا أطعنا اهلل وأطعنا رسوله يف الدنيا‪،‬‬
‫فكنا من أهل اجلنة‪.‬‬
‫أرأيت كيف يقلب اللحم على النار ‪ ،‬والسمك يف املقلى ‪ ،‬كذلك تقلب وجوههم يف النار ‪ ،‬نعوذ باهلل‬
‫من عذاب أهل النار‬
‫* السحب ‪:‬‬
‫ضاَل ٍل‬ ‫ِ‬
‫ني يِف َ‬ ‫ومن أنواع العذاب األليم سحب الكفار على وجوههم يف النار‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن الْ ُم ْج ِرم َ‬
‫ِ‬
‫س َس َقَر (‪[ )48‬القمر‪،)]48-47/‬‬ ‫َو ُسعُ ٍر (‪َ )47‬ي ْو َم يُ ْس َحبُو َن يِف النَّا ِر َعلَى ُو ُجوه ِه ْم ذُوقُوا َم َّ‬
‫ي ‪ ،‬ولَِفي عماي ٍة ع ِن اهلدى يف الدُّنيا ‪ ،‬وسي ُكو ُن م ِ‬ ‫ضالَ ٍل َع ِن الطَِّر ِيق َّ‬ ‫ِ‬
‫ص َري ُه ُم‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫الس ِو ِّ َ‬ ‫ني لَفي َ‬ ‫إِ َّن املُ ْش ِرك َ‬
‫وه ِه ْم ‪،‬‬ ‫القيام ِة يع َّذبو َن يف النَّا ِر ‪ ،‬وجُي ُّرو َن فِيها علَى وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬و َي ْو َم َ َ ُ َ ُ‬ ‫َّم املُ ْستَعَرة َي ْو َم القيَ َامة َ‬
‫اب يف نَار َج َهن َ‬ ‫الع َذ ُ‬‫َ‬
‫ال هَل م َت ْقريعاً و َتوبِيخاً ‪ :‬ذُوقوا حَّر نَا ِر جهنَّم وآالمها جزاء لَ ُكم علَى ُك ْف ِر ُكم وتَك ِ‬
‫ْذيبِ ُك ْم ُر ُس َل‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ ََ ً ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َويُ َق ُ ُ ْ‬
‫كم َو َج ْح ِد ُك ْم بآياتِه ‪.‬‬ ‫َربِّ ْ‬
‫‪(:‬وإِ ْن‬
‫ويزيد من آالمهم حال سحبهم يف النار أهنم مقيدون بالقيود واألغالل والسالسل‪ ،‬قال تعاىل َ‬
‫يد أُولَئِ َّ ِ‬ ‫َتعجب َفعجب َقوهُل م أَئِ َذا ُكنَّا ُترابا أَئِنَّا لَِفي خ ْل ٍق ج ِد ٍ‬
‫ك اأْل َغْاَل ُل يِف‬ ‫ين َك َفُروا بَِرهِّبِ ْم َوأُولَئِ َ‬
‫ك الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ًَ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ٌ ْ ُْ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )5‬الرعد‪]5/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬
‫ِ‬
‫أ َْعنَاق ِه ْم َوأُولَئِ َ‬
‫ان ‪ ،‬بع َد أَ ْن قَام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإِ ْن َتعج ِ ِ ِ‬
‫ت احلُ َّجةُ‬ ‫َ‬ ‫َصنَ ِام َواأل َْوثَ َ ْ‬ ‫ضُّر َوالَ َيْن َف ُع م َن األ ْ‬ ‫ب م ْن عبَ َادة َه ُؤالَء املُ ْش ِرك َ‬
‫ني َما الَ يَ ُ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫ُّشو ِر ‪،‬‬ ‫ْذيبهم بِالبع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعج ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ث َوالن ُ‬ ‫ب مْنهُ تَك ُ ُ ْ َ ْ‬ ‫َواألَدلةُ َعلَى ُو ُجود اخلَالق ‪َ ،‬و َو ْح َدانيَّته ‪َ ،‬و َعظَ َمته ‪ ،‬فَأ ْ َ ُ‬

‫‪287‬‬
‫يدنَا اهللُ إِىَل احلَيَ ِاة‬ ‫صبِ َح ِعظَ ُامنَا ُرفَاتاً َو ُتَراباً ‪َ ،‬ه ْل ُسيُعِ ُ‬ ‫وت ‪َ ،‬وتُ ْ‬ ‫وعهُ ‪َ ،‬و َق ْوهُلُ ْم ‪ :‬أ ََب ْع َد أَ ْن مَنُ َ‬ ‫اد ُه ْم ُوقُ َ‬
‫و ِ‬
‫استْب َع ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َن خ ْلق ال َكونِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َه ُل م ِن ابْت َدائه ‪َ ،‬وأ َّ َ َ ْ‬ ‫َن إِ َع َاد َة الشَّيء أ ْ‬ ‫ُخَرى ‪َ ،‬وخَي ْلُ ُقنَا َخ ْلقاً َجديداً؟ َم َع أَن َُّه ْم َي ْعلَ ُمو َن أ َّ‬ ‫َمَّر ًة أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِظي ِم أَصع ِ‬
‫ين‬
‫ين َي ُقولُو َن َهذا ال َق ْو َل إنْ َكاراً ل ْلَب ْعث َواملََعاد ‪ُ ،‬ه ُم الذ َ‬ ‫ب م ْن َخ ْلق ا ِإلنْ َسان ‪َ .‬ف َه ُؤالَء الذ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السالَس ُل َواألَ ْغالَ ُل يِف أ َْعنَاق ِه ْم‬ ‫اب النَّا ِر يُ ْس َحبُو َن ف َيها َعلَى ُو ُجوه ِه ْم ‪َ ،‬و َّ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ك ُه ْم أ ْ‬ ‫َك َفُروا بَِرهِّب ْم ‪َ ،‬وأُولَئ َ‬
‫ين أَبَداً ‪.‬‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬
‫‪َ ،‬و َيْب َق ْو َن النَّار َخالد َ‬
‫اب َومِبَا‬ ‫صرفُو َن (‪ )69‬الَّ ِذين َك َّذبوا بِالْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ يِف‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ين جُيَادلُو َن آَيَات الله أَىَّن يُ ْ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬أَمَلْ َتَر إىَل الذ َ‬
‫الساَل ِس ُل يُ ْس َحبُو َن (‪ )71‬يِف احْلَ ِمي ِم مُثَّ‬ ‫ف َي ْعلَ ُمو َن (‪ )70‬إِ ِذ اأْل َغْاَل ُل يِف أ َْعنَاقِ ِه ْم َو َّ‬ ‫أ َْر َس ْلنَا بِِه ُر ُسلَنَا فَ َس ْو َ‬
‫يِف النَّا ِر يُ ْس َجُرو َن (‪[ )72‬غافر‪)]72-69/‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَالَ َتعجب يا حُم َّم ُد ِمن هؤالَ ِء امل َك ِّذبِ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫ف‬‫صَر ُ‬ ‫ف تُ ْ‬ ‫ين جُيَادلُو َن يِف احلَ ِّق بِالبَاط ِل ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫ني بآيَات اهلل ‪ ،‬والذ َ‬ ‫ْ َُ ُ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫الضالَلَ ِة؟‬
‫عُ ُقوهُلُ ْم َع ْن اهلَُدى إِىَل َّ‬
‫آن ‪َ ،‬وجِب َ ِمي ِع َما أ َْر َس ْلنَا بِِه ُر ُسلَنَا ِم ْن‬ ‫الذين َك َّذبوا بِال ُقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ين جُيَادلُو َن يِف احلَ ِّق بالبَاط ِل ُه ُم َ ُ‬ ‫َو َه ُؤالَء املُْبطلُو َن الذ َ‬
‫والسالَ ِسل يِف‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص العِباد ِة ِ‬
‫ف َي ْعلَ ُمو َن َما يَ ُكو َن َعلَْيه َمصريُ ُه ْم اآلخَرة ‪ .‬إذ جُتْ َع ُل األَ ْغالَ ُل َّ ُ‬ ‫هلل ‪َ ،‬و َس ْو َ‬ ‫إِ ْخالَ ِ َ َ‬
‫بالسالَ ِس ِل يِف النَّا ِر ‪ ،‬واألَ ْغالَ ُل يِف أ َْعنَاقِ ِه ْم ‪ ،‬مُثَّ مُتْألُ‬ ‫أ َْعنَاقِ ِه ْم َويُ ْس َحبُو َن هِبَا يُ ْس َحبُو َن ‪ -‬جُيَُّرو َن ‪َ .‬ويُ ْس َحبُو َن َّ‬
‫َّار لِيَ ُكونُوا َوقُوداً هَلَا ‪.‬‬ ‫م الن ُ‬
‫هِبِ‬
‫* تسويد الوجوه ‪:‬‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َو ُّد ُو ُجوهٌ فَأ ََّما الذ َ‬ ‫يسود اهلل يف الدار اآلخرة وجوه أهل النار‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬ي ْو َم َتْبيَ ُّ‬
‫اب مِب َا ُكْنتُ ْم تَ ْك ُفُرو َن (‪[ )106‬آل عمران‪)]106/‬‬ ‫ِ‬
‫وه ُه ْم أَ َك َف ْرمُتْ َب ْع َد إِميَان ُك ْم فَ ُذوقُوا الْ َع َذ َ‬ ‫ت ُو ُج ُ‬ ‫اس َو َّد ْ‬
‫ْ‬
‫العاقِبَ ِة ‪َ .‬وتَ ْس َو ُّد ُو ُجوهُ ْأه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ويُ َسُّرو َن ل َما َي ْع َملُونَهُ م ْن ُح ْس ِن َ‬ ‫ض ُو ُجوهُ املُْؤمن َ‬ ‫َويِف َي ْوم القيَ َامة َتْبيَ ُ‬
‫وء العاقِب ِة ‪ ،‬وما حَيِ ُّل هِب ا ِمن النَّ َك ِال والوب ِال ‪ .‬ويس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الضالَلَِة و ِ ِ ِ‬
‫ين‬
‫أل الذ َ‬ ‫َ ََ ََ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫االختالف ‪ ،‬ل َما َيَر ْونَهُ م ْن ُس َ َ َ َ‬ ‫ال ُك ْف ِر َو َّ َ ْ‬
‫ال هَل م ‪ :‬أَ َك َفرمُت بِ ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬و َخالَ ْفتُ ْم َما‬ ‫اق و ِ ِ‬ ‫القيام ِة ِمن أه ِل ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْْ‬ ‫االختالَف ‪َ ،‬ويُ َق ُ ُ ْ‬ ‫الن َف َ ْ‬ ‫وه ُه ْم َي ْو َم َ َ ْ ْ‬ ‫ت ُو ُج ُ‬ ‫اس َو َّد ْ‬
‫ْ‬
‫الذي تَستَ ِح ُقونَهُ بِسبَ ِ‬ ‫اق واحِّت ِاد ال َكلِم ِة؟ فَ ُذوقُوا الع َذاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االعتِ حِب‬ ‫ِِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِام َْب ِل اهلل ‪َ ،‬وبِال ِوفَ َ َ‬ ‫أ ََمَر ُك ْم بِه م َن ْ َ‬
‫ُك ْف ِر ُك ْم ‪.‬‬
‫وهو سواد شديد ‪ ،‬كأمنا حلت ظلمة الليل يف وجوههم‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬والَّ ِذين َكسبوا َّ ِ‬
‫السيِّئَات َجَزاءُ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيِّئَ ٍة مِبِثْلِها وَتره ُقهم ِذلَّةٌ ما هَل م ِمن اللَّ ِه ِمن ع ِ‬
‫ك‬‫وه ُه ْم قطَ ًعا ِم َن اللَّْي ِل ُمظْل ًما أُولَئِ َ‬ ‫ت ُو ُج ُ‬
‫ِ‬
‫اص ٍم َكأَمَّنَا أُ ْغشيَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ َ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )27‬يونس‪) ]27/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫أْ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َك َفُروا بَِرهِّبِ ْم ‪ ،‬فَِإنَّهُ َت َعاىَل َسيَ ْج ِزي ِه ْم َعلَى َّ‬
‫السيِّئَ ِة‬ ‫ات يِف احلَيَ ِاة ُّ‬ ‫السيِّئ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َسبُوا َّ َ‬ ‫أ ََّما املُ ْج ِر ُمو َن الذ َ‬
‫اصي ِه ْم ‪،‬‬‫ضاع َف ٍة ‪ ،‬و َتع ِ ي ِهم ( َتره ُقهم ) ِذلَّةٌ ِمن مع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مِبِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ْ ََ‬ ‫ثْل َها م ْن ع َقاب يِف اآلخَرة ‪ُ ،‬دو َن ِزيَ َادة أ َْو ُم َ َ َ ْرَت ْ ْ َ ُ ْ‬

‫‪288‬‬
‫صمهم ِمن ع َذ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِمْنها ‪ ،‬ولَن جَيِ دوا ‪ ،‬يِف َذلِك ِ‬
‫صبِ ُح ُو ُج ُ‬
‫وه ُه ْم‬ ‫اب اهلل ‪َ ،‬وتُ ْ‬ ‫الي ْوم ‪َ ،‬م ْن َي ْع ُ ُ ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫وه ُم اخلَْو ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َو َي ْعلُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب النَّا ِر يَ ْد ُخلُو َن َها‬
‫َص َح ُ‬‫ُسوداً م َن الغَ ِّم َوال َكآبَة ‪َ ،‬كأَمَّنَا َعلَْت َها قطَ ٌع م ْن ظَالَِم الَّْليِل احلَالك ‪َ ،‬و َه ُؤالَء ُه ْم أ ْ‬
‫َوخَي ْلُ ُدو َن فِ َيها أَبَداً ‪.‬‬
‫* إحاطة النار بالكفار ‪:‬‬
‫أهل النار هم الكفار الذين أحاطت هبم ذنوهبم ومعاصيهم فلم تبق هلم حسنة ‪ ،‬كما قال تعلى يف الرد‬
‫على اليهود الذين قالوا ‪ :‬لن متسنا النار إال أياما معدودة; ‪ (:‬بلَى من َكسب سيِّئَةً وأَحاطَ ِ ِ‬
‫ت بِه َخطيئَتُهُ‬ ‫َ َْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )81‬البقرة‪)] 81/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫فَأُولَئِ َ‬
‫ضى بِأ َّ‬
‫َن‬ ‫َن اهللَ َت َعاىَل قَ ْد قَ َ‬ ‫ول َت َعاىَل لِْلَي ُهود ‪ :‬لَْيس األ َْمُر َك َما مَتَنَّيتُم ‪َ ،‬والَ َك َما تَ ْشَت ُهو َن ‪ ،‬بَ ِل األ َْمُر أ َّ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬
‫ات ‪َ ،‬والَ أ َْع َم ٌ‬ ‫ت لَهُ َح َسنَ ٌ‬ ‫ُك َّل َم ْن َعم َل َسيِّئَةً ‪َ ،‬وأَتَى َربَّهُ َي ْو َم القيَ َامة َوقَ ْد أَْث َقلَْتهُ َخطَايَاهُ َوآثَ ُامهُ ‪َ ،‬ولَْي َس ْ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فيَ ُكو ُن ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬و َيْب َقى فِ َيها َخالِداً ‪.‬‬ ‫صاحِل ةٌ ‪ ،‬ومَل يتُب ِمن خطَاياه إِىَل ِ‬
‫َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َُ‬
‫وال يكون املرء كذلك إال إذا كان كافرا مشركا‪ ،‬يقول صديق خان ‪ ( :‬املراد بالسيئة هنا اجلنس ‪ ،‬وال‬
‫بد أن يكون سببها حميطا به من مجيع جوانبه ‪ ،‬فال تبقي له حسنة ‪ ،‬وسدت عليه مسالك النجاة ‪،‬‬
‫واخللود يف النار هو للكفار املشركني ‪ ،‬فيتعني تفسري السيئة واخلطيئة يف هذه اآلية بالكفر والشرك ‪ ،‬وهبذا‬
‫يبطل تشبث املعتزلة واخلوارج ملا ثبت يف السنَّة متواترا من خروج عصاة املوحدين من النار ) ‪.‬‬
‫اد َو ِم ْن‬ ‫َّم ِم َه ٌ‬ ‫ِ‬
‫وملا كانت اخلطايا والذنوب حتيط بالكافر من كل جهه ‪ ،‬كما قال تعاىل ‪ ( :‬هَلُ ْم م ْن َج َهن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َف ْوقِ ِه ْم َغ َو ٍ‬
‫ني (‪[ )41‬األعراف‪) ]41/‬‬ ‫ك جَنْ ِزي الظَّالم َ‬ ‫اش َو َك َذل َ‬
‫اش ) ‪َ .‬ومِبِثْ ِل‬ ‫اد ) ‪َ ،‬وهَلُ ْم ِمْن َها أَ ْغ ِطيَةٌ ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم ُتغَطِّي ِه ْم ( َغ َو ٍ‬ ‫ش ِم ْن حَتْتِ ِه ْم ( ِم َه ٌ‬ ‫َّم ُفُر ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوهَلُ ْم م ْن نَار َج َهن َ‬
‫ني لِْلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪.‬‬ ‫ني ألَْن ُفس ِه ْم ‪ ،‬املُضلِّ َ‬ ‫َه َذا اجلََزاء جَيْ ِزي اهللُ الظَّالم َ‬
‫اب ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم‬ ‫اه ُم الْ َع َذ ُ‬
‫واملراد أن النريان حتيط هبم من فوقهم ومن حتتهم ‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ ( :‬ي ْو َم َي ْغ َش ُ‬
‫ول ذُوقُوا َما ُكْنتُ ْم َت ْع َملُو َن (‪[ )55‬العنكبوت‪)]55/‬‬ ‫ت أ َْر ُجلِ ِه ْم َو َي ُق ُ‬ ‫و ِمن حَتْ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ْم م ْن ُك ِّل َجانب ‪ :‬م ْن َف ْوق ِه ْم ‪َ ،‬وم ْن حَتْت أ َْر ُجل ِه ْم ‪َ ،‬و َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪َ ،‬وحُي ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذ ُ‬‫اه ُم َ‬ ‫ويف يَوم القيَ َامة َي ْغ َش ُ‬
‫صلَ ُك ْم إِليه ُسوءُ َع َملِ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫اب الذي أ َْو َ‬ ‫الت ْق ِري ِع ‪ :‬ذُوقُوا َ‬
‫الع َذ َ‬ ‫بيل َّ‬ ‫ال هَلُ ْم َعلَى َس ِ‬ ‫َميَ ِامنِ ِه ْم ‪َ ،‬و َع ْن مَشَائِلِ ِه ْم ‪َ ،‬وي َق ُ‬
‫‪.‬‬
‫ف اللَّهُ بِِه ِعبَ َادهُ يَا ِعبَ ِاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك خُيَِّو ُ‬ ‫وقال يف موضع آخر ‪ ( :‬هَلُ ْم ِم ْن َف ْوق ِه ْم ظُلَ ٌل ِم َن النَّا ِر َو ِم ْن حَتْتِ ِه ْم ظُلَ ٌل َذل َ‬
‫ون (‪[ )16‬الزمر‪) ]16;/‬‬ ‫فَ َّات ُق ِ‬
‫ول ‪ :‬إِن َُّه ْم يَ ُكونُو َن فِ َيها ‪َ ،‬و ِم ْن َف ْوقِ ِه ْم‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬‫ين َو ُه ْم نَار َج َهن َ‬ ‫ف اهللُ َت َعاىَل َح َال َه ُؤالَء اخلَاس ِر َ‬ ‫يَص ُ‬
‫ات ِم ْثلُ َها ‪َ ،‬فَت ْغ ُمُر ُه ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ‪َ ،‬و َكأَن ََّها الظُّلَ ُل ‪َ ،‬وم ْن حَتْت ِه ْم طََب َق ٌ‬ ‫ض َها َف ْو َق َب ْع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات ُمَتَراك َمةٌ م َن النَّا ِر َب ْع ُ‬ ‫طََب َق ٌ‬

‫‪289‬‬
‫القيَ َام ِة لِيُ َخ ِّو َف ُه ْم ِم ْن‬
‫ال ال ُكفَّا ِر يوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َّاس َما َسيَ ُكو ُن َعلَْي ِه َح ُ‬ ‫ص َعلَى الن ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬واهللُ َت َعاىَل َي ُق ُّ‬ ‫النَّار ِم ْن ُك ِّل َجانِ ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة اهلل ‪َ ،‬فيَا عبَ َاد اهلل َّات ُقوا َربَّ ُك ْم‬ ‫ك اليوم ‪َ ،‬فَيْز َدجَر العُ َقالَءُ َع ِن ال ُك ْف ِر َواملََعاصي ‪َ ،‬و َي ْع َملُوا بِطَ َ‬ ‫أ َْه َو ِال َذل َ‬
‫ط َربَّ ُك ْم َعلَْي ُك ْم ‪.‬‬‫ف واحلَ َذ ِر ‪َ ،‬والَ َتْرتَ ِكبُوا َما يُ ْس ِخ ُ‬ ‫َتعاىَل ‪ ،‬وبالِغُوا يِف اخلو ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد صرح باإلحاطة يف موضع آخر‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬يسَت ْعجلُونَ َ ِ ِ ِ‬
‫َّم لَ ُمحيطَةٌ بالْ َكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫ك بالْ َع َذاب َوإ َّن َج َهن َ‬ ‫َْ‬
‫(‪[ )54‬العنكبوت‪)] 54/‬‬
‫ليه لَ َما مَتَنَّوا‬‫اب هِبِم ‪ ،‬وهو واقِع هِبِم ‪ ،‬الَ حَم الَةَ ‪ ،‬ولو علِموا ما هم صائِرو َن إِ ِ‬ ‫ك بِإ َنز ِال الع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْس َتعجلُونَ َ‬
‫َُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ٌ ْ‬ ‫َ‬
‫الق ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّم َستُ ِحي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ذاب ‪ ،‬ولَع ِملُوا جه َدهم لِلخالَ ِ ِ‬ ‫استِ ْعج َال الع ِ‬
‫يامة بالكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫ط َي ْو َم َ‬ ‫ص مْنهُ ‪َ ،‬وإ َّن َج َهن َ‬ ‫ُْ ُ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫ني بالع َذ ِ‬ ‫ِِ‬
‫املُ ْسَت ْعجل َ َ‬
‫وقد فسر بعض السلف املهاد بالفرش ‪ ،‬والغواش باللحف ‪ .‬وتأيت اإلحاطة من ناحية أخرى ذلك أن للنار‬
‫سورا حييط بالكافرين ‪ ،‬فال يستطيع الكفار مغادرهتا أو اخلروج منها ‪ ،‬كما قال تعاىل‪ ( :‬إِنَّا أ َْعتَ ْدنَا‬
‫ني نَارا أَحا َط هِبِم سر ِاد ُق َها وإِ ْن يستَغِيثُوا يغَاثُوا مِب َ ٍاء َكالْم ْه ِل ي ْش ِوي الْوج َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ت‬ ‫اب َو َساءَ ْ‬ ‫س الشََّر ُ‬ ‫وه بْئ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫للظَّالم َ ً َ‬
‫ُم ْر َت َف ًقا (‪[ )29‬الكهف‪)]29/‬‬
‫ط مِب َ ْن‬‫ور حُيِ ي ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين بِاهلل َوبَِر ُسوله ‪ ،‬الظَّالم َ‬
‫ني أَْن ُف َس ُه ْم ب ُك ْف ِره ْم ‪ ،‬نَاراً هَلَا ُس ٌ‬ ‫ص ْدنَا لل َكاف ِر َ‬ ‫َف َق ْد أ َْع َد ْدنَا َوأ َْر َ‬
‫اث أَهل النَّا ِر لِيطْ ِفئوا عطَشهم يغَاثُو َن مِب ٍاء ش ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫يد احلََر َار ِة ‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ َ َُ ْ ُ‬ ‫اسَتغَ َ ْ ُ‬ ‫َحا َط ْم ُسَراد ُق َها ) ‪َ .‬وإِ َذا ْ‬ ‫يَ ْد ُخلُو َن َها ( أ َ‬
‫ِ‬ ‫ت ُو ُج َ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار‬
‫اب َشَراباً ‪َ ،‬و َساءَت الن ُ‬ ‫س َهذا الشََّر ُ‬ ‫وه ُه ْم م ْن شدَّة َحِّره ‪َ ،‬وبْئ َ‬ ‫فَِإ َذا َقَّربُوهُ إِىَل أَْف َواه ِه ْم ا ْشَت َو ْ‬
‫ت َم ِقيالً ‪.‬‬ ‫اق ‪ ،‬واالتِّ َك ِاء لِ َّلر ِ‬ ‫مْن ِزالً لِالرتَِف ِ‬
‫احة ‪َ ،‬و َساءَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫*اطالع النار على األفئدة ‪:‬‬
‫باإلضافة إىل أن أهل النار يضخم خلقهم يف النار شيئا عظيما ‪ ،‬فإنه مع ذلك تدخل النار يف أجسادهم‬
‫ُصلِ ِيه َس َقَر (‪َ )26‬و َما أ َْد َر َاك َما َس َقُر (‪ )27‬اَل ُتْب ِقي‬ ‫حىت تصل إىل أعمق شيء فيهم ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬سأ ْ‬
‫احةٌ لِْلبَ َش ِر (‪[ )29‬املدثر‪)]29-26/‬‬ ‫َواَل تَ َذ ُر (‪ )28‬لََّو َ‬
‫حلما وال ترتك‬ ‫أي شيء جهنم؟ ال تبقي ً‬ ‫حرها وحيرتق بنارها وما أعلمك ُّ‬ ‫سأدخله جهنم؛ كي يصلى َّ‬
‫مسودة للجلود‪ ،‬حمرقة هلا‪ ،‬يلي أمرها ويتسلط على أهلها بالعذاب تسعة‬ ‫عظما إال أحرقته‪ ،‬مغرِّي ة للبشرة‪ِّ ،‬‬ ‫ً‬
‫عشر مل ًكا من الزبانية األشداء‪.‬‬
‫قال بعض أهل السلف يف قوله ( ال تبقي وال تذر ) ‪ ،‬قال ‪ :‬تأكل العظم واللحم واملخ وال تذره على‬
‫ذلك )‬
‫وقال تبارك وتعاىل‪َ ( :‬كاَّل لَُيْنبَ َذ َّن يِف احْلُطَ َم ِة (‪َ )4‬و َما أ َْد َر َاك َما احْلُطَ َمةُ (‪ )5‬نَ ُار اللَّ ِه الْ ُموقَ َدةُ (‪ )6‬الَّيِت‬
‫تَطَّلِ ُع َعلَى اأْل َفْئِ َد ِة (‪[ )7‬اهلمزة‪)]7-4/‬‬

‫‪290‬‬
‫اهلل ‪ ،‬وسيطْرح يِف نَا ِر جهنَّم َكما تُطْرح النَّواه ‪ ( .‬ومُس ِ‬
‫يت‬ ‫اب ِ‬ ‫َكالَّ إِ َّن مالَهُ لَن خُيَلِّ َده ‪ ،‬ولَن مَيَْنعهُ ِمن َع َذ ِ‬
‫ََ َ َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َُ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار ُحطَ َمةً ألَن ََّها حُتَطِّ ُم ُك َّل َما يُْل َقى ف َيها َوالَ ُتْبقي مْنهُ َعلَى َشيء ) ‪.‬‬ ‫الن ُ‬
‫ص ِاة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ت مِم ّا حُيِ ي ُ‬
‫ط بِِه ِع ْل ُم َ‬
‫ك ‪ .‬إِن ََّها نَ ُار اهلل املُ ْشتَعلَة اليِت أ ََعد َ‬
‫َّها اهللُ ل َع َذاب ال َك َفَر ِة العُ َ‬
‫ِِ‬
‫َو َهذه احلُطَ َمةُ لَْي َس ْ‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬وإِنَّها لَتبلُغ يِف ع َذا ِم إِىَل ُقلُوهِبِم َفتْنهشها َنهشاً ‪ ،‬وال َق ْلب أَ ْكثر األَع ِ‬
‫ضاء تَأَملاً ‪ ،‬فَإ َذا َن َه َشْتهُ الن ُ‬
‫َّار َبلَ َغ‬ ‫َ ُ َُ ْ َ‬ ‫ْ َ َ َُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ هَب ْ‬
‫ِ‬
‫صاهُ ‪.‬‬ ‫اب بِا ِإلنْ َسان أَقْ َ‬
‫الع َذ ُ‬
‫َ‬
‫عن موسى بن عبيدة الربذي ‪ ،‬قال ‪ :‬مسعت حممد بن كعب القرظي ‪ ،‬يف قوله عز وجل ‪ ( :‬اليت تطلع‬
‫‪881‬‬
‫على األفئدة ) يقول ‪ « :‬احلطمة يقول ‪ :‬تأكله النار إىل فؤاده ‪ ،‬فإذا بلغت فؤاده أنشأ خلقه »‬
‫يعذب بالصعود إلى أعلى النار‪ ,‬ثم يهوي فيها‬ ‫ُ‬ ‫*ومنهم من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫}‪.‬سُنْن ِز ُل بِه َع َذاباً َشاقّاً ‪ ،‬يُره ُقهُ َوالَ يُطي ُقهُ ‪َ ،‬فيَ ُكو ُن َحالُهُ‬ ‫صعُودا) {املدثر‪ُ 17:‬‬ ‫(سأ ُْره ُقهُ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ ٍ يِف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ود َجبَ ٍل م ْن نَار َج َهن َ‬
‫َّم‪.‬‬ ‫صعُ َ‬ ‫يل إِنَّهُ َسيُ َكلِّ ُفهُ َي ْو َم القيَ َامة ُ‬ ‫ود َجبَ ٍل َو ْع ٍر َشائ َ‬
‫‪.‬وق َ‬ ‫صعُ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫َح َال َم ْن يُ َكلَّ ُ‬
‫يدتُهُ ىِف يَ ِد ِه َيَت َو َّجأُ هِبَا ىِف بَطْنِ ِه‬
‫يد ٍة فَ َح ِد َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ « - -‬م َن َقتَ َل َن ْف َسهُ حِب َ ِد َ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫َّم َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها‬ ‫ىِف ِ‬
‫ب مَسًّا َف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيتَ َح َّساهُ نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ىِف نَا ِر جهن ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَلَّ ًدا ف َيها أَبَ ًدا َو َم ْن َش ِر َ‬‫ََ َ‬
‫ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَلَّ ًدا ف َيها أَبَ ًدا » ‪.‬يتحسى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ىِف ِ‬ ‫ِ‬
‫أَبَ ًدا َو َم ْن َتَر َّدى م ْن َجبَ ٍل َف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيَتَر َّدى نَار َج َهن َ‬
‫‪882‬‬

‫يشرب ويتجرع ‪-‬يتوجأ ‪ :‬يطعن‬


‫* ومنهم من يدور في النار‪,‬ويجر أمعاءه معه‪.T‬‬
‫يل لَهُ أَالَ تَ ْد ُخ ُل َعلَى عُثْ َما َن َفتُ َكلِّ َمهُ َف َق َال أَُتَر ْو َن أَىِّن الَ أُ َكلِّ ُمهُ إِالَّ أُمْسِ عُ ُك ْم َواللَّ ِه‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُس َامةَ بْ ِن َزيْد قَ َال ق َ‬ ‫فع ْن أ َ‬‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد يَ ُكو ُن‬ ‫ول أل َ‬ ‫ب أَ ْن أَ ُكو َن أ ََّو َل َم ْن َفتَ َحهُ َوالَ أَقُ ُ‬ ‫لََق ْد َكلَّ ْمتُهُ ف َ‬
‫يما َبْيىِن َو َبْينَهُ َما ُدو َن أَ ْن أَْفتَت َح أ َْمًرا الَ أُح ُّ‬
‫الر ُج ِل َيو َم الْ ِقيَ َام ِة َفُي ْل َقى ىِف‬
‫ول « يُ ْؤتَى بِ َّ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَ َّى أ َِم ًريا إِنَّهُ َخْيُر الن ِ‬
‫َّاس‪َ .‬ب ْع َد َما مَس ْع ُ‬
‫ْ‬
‫الر َحى َفيَ ْجتَ ِم ُع إِلَْي ِه أ َْه ُل النَّا ِر َفَي ُقولُو َن يَا فُالَ ُن َما‬ ‫ور احْلِ َم ُار بِ َّ‬ ‫النَّا ِر َفَتْن َدلِق أَْقتَاب بطْنِ ِه َفي ُد هِب‬
‫ور َا َك َما يَ ُد ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمُر بِالْ َم ْعُروف َوالَ آتيه َوأَْن َهى َع ِن‬ ‫ِ‬
‫ك أَمَلْ تَ ُك ْن تَأْ ُمُر بِالْ َم ْعُروف َوَتْن َهى َع ِن الْ ُمْن َك ِر َفَي ُق ُ‬
‫ت ُ‬ ‫ول َبلَى قَ ْد ُكْن ُ‬ ‫لَ َ‬
‫الْ ُمْن َك ِر َوآتِ ِيه »‪- 883.‬األَقتاب ‪ :‬مجع القتب وهو األمعاء‪.‬‬
‫صبَهُ ىِف النَّا ِر ‪َ ،‬كا َن أ ََّو َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَ َال أَبو هرير َة قَ َال رس ُ ِ‬
‫ت َع ْمَرو بْ َن َعام ٍر اخْلَُزاع َّى جَيُُّر قُ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « -  -‬رأَيْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ ُ َ َْ‬
‫ب‪ 884‬ال ُقصب ‪ :‬األمعاء‬ ‫من سيَّب َّ ِ‬
‫الس َوائ َ‬ ‫َْ َ َ‬

‫‪ - 881‬تفسري جماهد (‪ ) 2068‬فيه لني‬


‫‪ - 882‬صحيح مسلم(‪) 313‬‬
‫‪ - 883‬صحيح مسلم(‪)7674‬‬
‫‪ - 884‬صحيح البخارى(‪)4623‬‬

‫‪291‬‬
‫* قرن معبوداتهم وشياطينهم بهم في النار ‪:‬‬
‫كان الكفار واملشركون يعظمون اآلهلة اليت يعبدوهنا من دون اهلل ويدافعون عنها ويبذلون يف سبيل ذلك‬
‫النفس واملال ‪ ،‬ويف يوم القيامة يدخل احلق تلك اآلهلة اليت كانوا يعبدوهنا من دون اهلل النار إهانة لعابديها‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم أَْنتُ ْم‬
‫ب َج َهن َ‬
‫صُ‬‫وإذالالً هلم ‪ ،‬ليعلموا أهنم كانوا ضالني‪ ،‬قال تعاىل‪ (:‬إِنَّ ُك ْم َو َما َت ْعبُ ُدو َن م ْن ُدون اللَّه َح َ‬
‫وها َو ُكلٌّ فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )99‬األنبياء‪)]99 ،98/‬‬ ‫ِ هِل‬
‫هَلَا َوا ِر ُدو َن (‪ )98‬لَ ْو َكا َن َه ُؤاَل ء آَ َةً َما َو َر ُد َ‬
‫ومن رضي بعبادتكم إياه من اجلن‬ ‫إنكم ‪ -‬أيها الكفار ‪ -‬وما كنتم تعبدون من دون اهلل من األصنام َ‬
‫واإلنس‪ ،‬وقود جهنم وحطبها‪ ،‬أنتم وهم فيها داخلون‪.‬‬
‫لو كان هؤالء الذين عبدمتوهم من دون اهلل تعاىل آهلة تستحق العبادة ما دخلوا نار جهنم معكم أيها‬
‫إن كال من العابدين واملعبودين خالدون يف نار جهنم‪.‬‬ ‫املشركون‪َّ ،‬‬
‫‪885‬‬
‫يقول ابن رجب ‪ (:‬فإن اإلنسان إذا قرن يف العذاب مبن كان سبب عذابه كان أشد يف أمله وحسرته)‬
‫ومن أجل ذلك يقذف يف يوم القيامة بالشمس والقمر ليكونا مما توقد به النار ‪ ،‬يقول القرطيب ( وقد‬
‫جيمعان يف نار جهنم؛ ألهنما قد عبِ َدا من دون اهلل وال تكون النار عذاباً هلما ألهنما مجاد ‪ ،‬وإمنا يفعل‬
‫‪886‬‬
‫ذلك هبما زيادة يف تبكيت الكافرين وحسرهتم )‬
‫* حسرتهم وندمهم ودعاؤهم‪: T‬‬
‫ت‬‫س ظَلَ َم ْ‬ ‫َن لِ ُك ِّل َن ْف ٍ‬
‫عندما يرى الكفار النار يندمون أشد الندم‪ ،‬والت ساعة مندم ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬ولَ ْو أ َّ‬
‫ض َي َبْيَن ُه ْم بِالْ ِق ْس ِط َو ُه ْم اَل يُظْلَ ُمو َن (‪)54‬‬ ‫ت بِِه وأَسُّروا الن ََّدامةَ لَ َّما رأَوا الْع َذاب وقُ ِ‬
‫َُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ض اَل ْفتَ َد ْ َ َ‬ ‫َما يِف اأْل َْر ِ‬
‫[يونس‪) ]54/‬‬
‫صائُِرو َن إِلَْي ِه ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪ ،‬أَن َُّه ْم َ‬ ‫الع َذ َ‬ ‫ني َيَر ْو َن َ‬ ‫اعةُ ‪َ ،‬وحُيْ َشُر ال َكافُرو َن إِىَل اهلل ‪ ،‬يُ ْد ِر ُكو َن ‪ ،‬ح َ‬ ‫الس َ‬
‫وم َّ‬ ‫ني َت ُق ُ‬ ‫َوح َ‬
‫ض لُِت َقدِّمهُ فِ َداء هَلَا ِمن الع َذ ِ‬ ‫يع َما يِف األ َْر ِ‬ ‫س ظَالِم ٍة لَو أَنَّها مَتْلِ ُ ِ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫اب ‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ك مَج َ‬ ‫حَمَالَةَ ‪ ،‬حينَئذ َتتَ َمىَّن ُك ُّل َن ْف ٍ َ ْ َ‬
‫ني ‪َ ،‬علَى َما َفَّرطُوا يِف َجْن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولَ ِكن أَىَّن هَل ا َذلِك ِ ِ ٍ‬
‫ب‬ ‫ني الظَّالم َ‬ ‫‪.‬وحينَئذ َتَتَر َّد ُد الن ََّد َامةَ َواحلَ ْسَر َة يِف َسَرائ ِر املُ ْج ِرم َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحداً م ْن‬ ‫الع ْدل َوالق ْسط َوالَ يَظْل ُم أ َ‬ ‫الي ْوم َبنْي َ العبَاد ‪ ،‬بِ َ‬‫ك َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬و َما َك َفُروا بِآيَاته ‪َ ،‬و َي ْقضي اهللُ يِف َذل َ‬
‫َخ ْل ِق ِه َشْيئاً ‪.‬‬
‫َّها ِر إِ ْذ تَأْ ُمُرو َننَا أَ ْن نَ ْك ُفَر بِاللَّ ِه‬ ‫وقال تعاىل ( وقَ َال الَّ ِذين است ْ ِ ِ ِ‬
‫استَكَْبُروا بَ ْل َمكُْر اللَّْي ِل َوالن َ‬
‫ين ْ‬ ‫ضع ُفوا للَّذ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬
‫ين َك َفُروا َه ْل جُيَْز ْو َن إِاَّل َما‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫اب َو َج َع ْلنَا اأْل َغْاَل َل أ َْعنَاق الذ َ‬ ‫َوجَنْ َع َل لَهُ أَنْ َد ًادا َوأ َ‬
‫َسُّروا الن ََّد َامةَ لَ َّما َرأ َُوا الْ َع َذ َ‬
‫َكانُوا َي ْع َملُو َن (‪[ )33‬سبأ‪]33/‬‬

‫‪ - 885‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)99‬‬


‫‪ - 886‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )5895‬والتذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)12‬‬

‫‪292‬‬
‫وقال املستضعفون; لرؤسائهم يف الضالل‪ :‬بل تدبريكم الشر لنا يف الليل والنهار هو الذي أوقعنا يف‬
‫وأسر ُكلٌّ من الفريقني احلسرة‬ ‫التهلكة‪ ،‬فكنتم تطلبون منا أن نكفر باهلل‪ ،‬وجنعل له شركاء يف العبادة‪َّ ،‬‬
‫ُعد هلم‪ ،‬وجعلنا األغالل يف أعناق الذين كفروا‪ ،‬ال يعاقَبون هبذا العقاب إال‬ ‫حني رأوا العذاب الذي أ َّ‬
‫بسبب كفرهم باهلل وعملهم السيئات يف الدنيا‪ .‬ويف اآلية حتذير شديد من متابعة دعاة الضالل وأئمة‬
‫الطغيان‪.‬‬
‫وعندما يطلع الكافر على صحيفة أعماله ‪ ،‬فريى كفره وشركه الذي يؤهله للخلود يف النار ‪ ،‬فإنه يدعو‬
‫ورا (‪)11‬‬ ‫ف يَ ْدعُو ثُبُ ً‬ ‫بالثبور واهلالك ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬وأ ََّما َم ْن أُويِت َ كِتَابَهُ َو َراءَ ظَ ْه ِر ِه (‪ )10‬فَ َس ْو َ‬
‫صلَى َسعِ ًريا (‪ )12‬إِ [اإلنشقاق‪)]12-10/‬‬ ‫َويَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصي ‪ ،‬واجترح َّ ِ‬ ‫الذي ارتَ َكب املع ِ‬ ‫وأ ََّما ِ‬
‫السيِّئَات ‪َ ،‬فُي ْؤتَى َكتَابَهُ م ْن َو َراء ظَ ْه ِر ِه حَتْقرياً لَهُ ‪َ ،‬و َيَتنَ َاولُهُ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬
‫صلَى‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬واثُبُور ْاه ‪.‬ويُ َق َذ ُ يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِش َماله ‪َ .‬فيُ ْد ِر ُك أَنَّهُ َهال ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّم ليَ ْ‬ ‫ف نَار َج َهن َ‬ ‫ك َفيَ ْدعُو َهالَكاً َو َخ َساراً َو َي ُق ُ َ َ َ‬
‫َسعِ َري َها‬
‫وهناك يعلو صراخهم ويشتد عويلهم ويدعون رهبم آملني أن خيرجهم من النار‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬و ُه ْم‬
‫صاحِلًا َغْيَر الَّ ِذي ُكنَّا َن ْع َم ُل أ ََومَلْ نُ َع ِّم ْر ُك ْم َما َيتَ َذ َّكُر فِ ِيه َم ْن تَ َذ َّكَر‬ ‫َخ ِر ْجنَا َن ْع َم ْل َ‬
‫ِ‬
‫صطَ ِر ُخو َن ف َيها َربَّنَا أ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ص ٍري (‪[ )37‬فاطر‪)] 37/‬‬ ‫َّذير فَ ُذوقُوا فَما لِلظَّالِ ِمني ِمن نَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َو َجاءَ ُك ُم الن ُ‬
‫اخ والض ِ‬ ‫واالص ِطَر ِ‬ ‫االستِغَاثَِة‬ ‫ويِف النَّا ِر ي ُذ ُ ِ‬
‫يج‬
‫َّج ِ‬ ‫ْ‬ ‫وق ال َكافُرو َن املُ ْج ِر ُمو َن َحَّر النَّا ِر َوهَل يبَها ‪َ ،‬فيَأْ َخ ُذو َن يِف ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرسل ‪ ،‬ونُ ْقلِع ع َّما ُكنَّا فِيهِ‬ ‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّبع ُّ ُ َ َ َ َ‬ ‫صا اً ‪َ ،‬و َنت َ‬ ‫َخ ِر ْجنا من النَّا ِر ‪َ ،‬وأَع ْدنا إىل الدُّنيا ‪ ،‬لَن ْع َم َل َ‬ ‫َو َي ُقولو َن ‪َ :‬ربَّنا أ ْ‬
‫ادوا إِىل ما َكانُوا َعلَ ِيه‬ ‫ادوا إِىل ال ًُّدنيا َع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن ال ُك ْف ِر َواملََعاصي َوا ِإل ْجَر ِام ‪َ .‬ولك َّن اهلل َت َعاىل َي ْعلَ ُم أَن َُّه ْم إِ ْن َع ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِمن ال ُك ْف ِر واملع ِ‬
‫ك َيُر ُّد َعلَي ِه ْم قَائالً َو ُم َقِّرعاً ( أ َْو َتُر ُّد َعلَي ِه ُم املَالئ َكةُ بِأ َْم ِر اهلل َت َعاىل ) ‪ :‬أَمَلْ‬ ‫اصي ‪َ ،‬ول َذل َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫يشو َن يِف الدُّنيا أ َْعماراً؟ َولَ ْو ُكْنتُم َّْن َيْنتَفعُو َن باحلَ ِّق ال ْنَت َف ْعتُ ْم به َم َّد َة عُ ْمر ُك ْم يف الدُّنيا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جَنْ َع ْل ُك ْم تَع ُ‬
‫اعتَهُ ‪َ ،‬فلَ ْم َت ْعتَرِب ُوا ‪،‬‬ ‫اب إِ ْن َخالَ ْفتُ ْم أ َْمَر َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬و َتَر ْكتُ ْم طَ َ‬ ‫اب يْن ِذر ُكم بِالعِ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َو َم َعهُ; كتَ ٌ ُ ُ ْ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫َو َجاءَ ُك ُم َّ‬
‫اب النَّا ِر ِع َقاباً لَ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ومَل تتَّعِظُوا ‪ ،‬ولِذلِك فَال سبيل لَ ُكم إِىل اخلر ِ مِم‬
‫الع َذاب ‪ ،‬فَ ُذوقُوا َع َذ َ‬ ‫وج َّا أَْنتُم فيه م َن َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َْ‬
‫اهلل ‪َ ،‬والَ ُمْن ِقذاً يُْن ِق ُذ ُك ْم مِم ّا‬ ‫بأس ِ‬ ‫صر ُك ْم ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى ُك ْفر ُك ْم وخُمَالََفت ُك ْم األَنْبياءَ ‪َ ،‬ولَ ْن جَت ُدوا لَ ُك ْم نَاصراً َيْن ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ذاب ‪.‬‬ ‫أَْنتُم فِ ِيه ِمن الع ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫وهم يف ذلك الوقت يعرتفون بضالهلم وكفرهم‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬وقَالُوا لَ ْو ُكنَّا نَ ْس َم ُع أ َْو َن ْع ِقل َما ُكنَّا يِف‬
‫ُ‬
‫السعِ ِري (‪[ )11‬امللك‪) ]11 ،10/‬‬ ‫اب َّ‬ ‫َصح ِ‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬
‫اعَتَرفُوا ب َذنْبِ ِه ْم فَ ُس ْح ًقا ْ َ‬ ‫السعِ ِري (‪ )10‬فَ ْ‬ ‫اب َّ‬ ‫َصح ِ‬
‫أَْ‬

‫‪293‬‬
‫ت لَنَا آ َذا ٌن تَ ْس َم ُع‬ ‫ِِ‬ ‫وقَالُوا مب ِدين أَس َفهم ونَ َدمهم علَى ما َكا َن ِمْنهم ‪ ،‬يِف وقْ ٍ‬
‫ت الَ َيْن َف ُع فيه الن ََّد ُم ‪ :‬لَ ْو َكانَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫هِت‬
‫الد ْنيَا َولَ َّذا َا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬
‫ول تُ ْد ِر ُك ‪َ ،‬ونَعي َا َما أَْنَز َل اهللُ ‪ ،‬لَ َما ُكنَّا أَقْ ْمنَا َعلَى ال ُك ْف ِر بِاهلل ‪َ ،‬واال ْغرِت َا ِر بِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬أ َْو عُ ُق ٌ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫الي ْو َم ِمن اخلَْز ِي َ ِ ِ ِ يِف ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫والع َذاب األَليم نَار َج َهن َ‬ ‫َولَ َما ص ْرنَا إىَل َما حَنْ ُن فيه َ َ‬
‫اف‬ ‫االعرِت َ َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ولَ ِك َّن َه َذا ْ‬ ‫ات ُّ‬ ‫اك يِف ملَ َّذ ِ‬ ‫يب لِ ُّلرس ِل ‪ ،‬و ِمن اهْنِم ٍ‬ ‫ْذ ٍ‬ ‫فَاعترفُوا مِب ا َكا َن ِمْنهم ِمن ُك ْف ِر وتَك ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫َّم امل ْستَعَِر ِة ‪.‬‬ ‫ين يَ ُكونُو َن ِم ْن أ َْه ِل نَا ِر َج َهن‬ ‫ك اليوِم ‪ ،‬فَسحقاً وبعداً ِمن رمْح ِة ِ‬
‫اهلل لِلَّ ِذ‬ ‫ِ‬
‫يد ُه ْم َشيئاً يِف َذل َ‬ ‫لَ ْن يُِف َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وج ِم ْن َسبِ ٍيل (‪)11‬‬ ‫اعَتَر ْفنَا بِ ُذنُوبِنَا َف َه ْل إِىَل ُخُر ٍ‬ ‫َحَيْيَتنَا ا ْثنََتنْي ِ فَ ْ‬
‫وقال تعاىل ‪ ( :‬قَالُوا َربَّنَا أ ََمتَّنَا ا ْثنََتنْي ِ َوأ ْ‬
‫ْم لِلَّ ِه الْ َعلِ ِّي الْ َكبِ ِري (‪[ )12‬غافر‪،11/‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ‬
‫َذل ُك ْم بأَنَّهُ إ َذا ُدع َي اللهُ َو ْح َدهُ َك َف ْرمُتْ َوإ ْن يُ ْشَر ْك به ُت ْؤمنُوا فَاحْلُك ُ‬
‫‪)]12‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ُق ُ ِ‬
‫َحَيْيتَنا أ ََوالً‬ ‫آجالُنَا ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ضْ‬ ‫ول ال َكافُرو َن ‪َ :‬ربَّنَا َخلَ ْقَتنَا م ْن َع َدٍم َومَلْ تَ ُك ْن لَنَا َحيَاةٌ ‪َ ،‬وأ ََمتَّنَا ح َ‬
‫ني ا ْن َق َ‬ ‫َ‬
‫ُّشو ِر ‪ ،‬فَاْ ْعَتَر ْفنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح فينَا وحَنْن يِف األ َْرحام ‪ ،‬وأ ْ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الب ْعث ‪ ،‬والن ُ‬ ‫َحَيْيَتنَا بإ َع َادة أ َْر َواحنَا إىَل أَبْ َداننَا َي ْو َم َ‬ ‫َ َ‬ ‫بَن ْف ِخ األ َْر َو ِ َ ُ‬
‫ات ‪َ ،‬ف َه ْل ِم ْن َسبِ ٍيل إِىَل إِ ْخَر ِاجنَا ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬وإِ َع َادتِنَا إِىَل‬ ‫السيِّئ ِ‬
‫اجَتَر ْحنَا َّ َ‬ ‫ث فَ َك َف ْرنَا ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫بأَنَّنَا ُكنَّا أَنْ َك ْرنَا َ‬
‫الب ْع َ‬
‫الذي ُكنَّا َنعمل؟ فَأَنْت ال َق ِادر علَى ُكل ش ٍ‬ ‫الد ْنيا لِنعمل َغير ِ‬ ‫ِ‬
‫يء ‪.‬‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫احلَيَاة ُّ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫ك ألَنَّ ُك ْم‬ ‫وج ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬والَ إِىَل اخلُُر ِ‬ ‫جع ِة إِىَل ُّ‬ ‫الر َ‬ ‫يل إِىَل َّ‬ ‫ِ‬
‫َفيُ َجابُو َن َعلَى َس َؤا ْم َه َذا أَ ْن الَ َسب َ‬
‫وحدهُ ‪َ ،‬وإِ ْن أَ ْشَر َك بِِه‬ ‫هلل َ‬ ‫األلوهيَّةُ خالِصةً ِ‬ ‫ُكْنتم إِ َذا ذَكِر اهلل العلِي ال َق ِدير وح َده َكفرمُت وأَنْ َكرمُت أَ ْن تَ ُكو َن ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُْ ُ َْْ ْْ‬ ‫َ ُ َ ُّ‬ ‫ُْ‬
‫الد ْنيَا عُدْمُتْ‬ ‫ض َها لِْل َح ِّق ‪ ،‬فَِإ َذا عُدْمُتْ إِىَل ُّ‬ ‫اع ُكم ‪ ،‬ورفْ ِ‬ ‫م ْش ِر ٌك ص َّد ْقتُموه وآمْنتُم بِِه ‪ .‬وما َذلِ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ك إالَّ ل َف َساد طبَ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َُ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫هلل ‪َ ،‬و ُه َو ال حَيْ ُك ُم إِالَ بِاحلَ ِّق ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ض ‪ ،‬فَاحلكْم اليوم ِ‬
‫ُ ُ َْ َ‬ ‫إِىَل َما ُكْنتُ ْم َعلَيِ ِه ِم ْن فَ َس ٍاد َو ُك ْف ٍر َوإِفْ َس ٍاد يِف األ َْر ِ‬
‫يل إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ود ال َكافِ ِر يِف ِ‬ ‫الك ِ ي ِاء والعظَم ِة ‪ ،‬ولَيس َك ِمثْلِ ِه َشيء ‪ ،‬وقَ ِد ا ْقتَض ِ‬ ‫ِ‬
‫ين النَّار فَالَ َسب َ‬ ‫َ‬ ‫ْمتُهُ ُخلُ َ‬ ‫ت حك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ذُو رْب َ َ َ َ ْ َ‬
‫وج ِمْن َها ‪.‬‬ ‫اخلُُر ِ‬
‫ت‬‫ولكن طلبهم يرفض بشدة ‪ ،‬وجيابون مبا تستحق أن جتاب به األنعام‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬قَالُوا َربَّنَا َغلَبَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخ َسئُوا‬ ‫َخ ِر ْجنَا مْن َها فَِإ ْن عُ ْدنَا فَِإنَّا ظَال ُمو َن (‪ )107‬قَ َال ْ‬ ‫ني (‪َ )106‬ربَّنَا أ ْ‬ ‫ضالِّ َ‬ ‫َعلَْينَا ش ْق َو ُتنَا َو ُكنَّا َق ْو ًما َ‬
‫ون (‪[ )108‬املؤمنون‪. ) ]108-106/‬‬ ‫فِيها واَل تُ َكلِّم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ت َعلَْينَا احلُ َّجةُ َولِ ِكنَّنَا ُكنَّا‬ ‫الش َقاءَ َوقَ ْد قَ َام ْ‬ ‫اصينَا اليت أ َْو َرثَْتنَا َّ‬ ‫ت مع ِ‬
‫ب لَقد َك ُثَر ْ َ َ‬ ‫ني ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِِ‬
‫َو َيُر ُّدو َن قَائل َ‬
‫ِ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫ني َعن طَ ِر ِيق الثَّو ِ‬
‫َ‬ ‫ضالِّ َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫أَ ْش َقى ِم ْن أَ ْن َنْن َق َاد هَلَا ‪َ ،‬و ُكنَّا بِ َذل َ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬فَِإ ْن عُ ْدنَا إِىَل َما ُكنَّا َعلَْي ِه ِم َن ال ُك ْف ِر‬ ‫َخَر ْجنَا ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و ُر َّدنَا إِىَل ُّ‬ ‫ِ‬
‫مُثَّ َي ُقولُو َن لَرهِبِّ ْم ‪َ :‬ربَّنَا أ ْ‬
‫اآلثام ‪َ ،‬فنَ ْح ُن ظَالِ ُمو َن ألَْن ُف ِسنَا ُم ْستَ ِحقُّو َن ل ْلعُ ُقوبَِة ‪.‬‬ ‫اب ِ‬ ‫وارتِ َك ِ‬
‫ْ‬

‫‪294‬‬
‫ول هَلُ ْم ‪ْ :‬ام ُكثُوا فِيها‬ ‫والر ْج َعةَ إِىَل ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫وج ِم َن النَّا ِر ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫َو َيُّر ُّد اهللُ َت َعاىَل َعلَى ال ُكفَّا ِر إ َذا َسأَلُوا اخلُُر َ‬
‫ودوا إِىَل ُس َؤالِ ُكم ‪َ ،‬ه َذا ‪ ،‬فَِإنَّهُ الَ َر ْج َعةَ لَ ُك ْم إِىَل‬ ‫اخ َس ُؤوا ) َوالَ َتعُ ُ‬ ‫واس ُكتُوا ( ْ‬ ‫ني أَذالَّءَ ْ‬
‫اغ ِرين مهانِ ِ‬
‫ص َ َُ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫الد ْنيَا‬
‫ويتوجه أهل النار بعد ذلك بالنداء إىل خزنة النار ‪ ،‬يطلبون منهم أن يشفعوا هلم كي خيفف اهلل عنهم‬
‫اب (‪)49‬‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬ ‫العذاب‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬وقَ َال الَّ ِذ يِف ِ خِل ِ‬
‫َّم ْادعُوا َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬ ‫ين النَّار ََزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَالُوا أَومَل تَ ُ ِ‬
‫ضاَل ل (‪)50‬‬ ‫ين إِاَّل يِف َ‬ ‫ك تَأْتي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بالَْبِّينَات قَالُوا َبلَى قَالُوا فَ ْادعُوا َو َما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬ ‫َ ْ‬
‫[غافر‪) ]50-49/‬‬
‫ب ُك ْف ِر ِه ْم ‪َ ،‬وإِ ْد َخاهِلِ ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬شْيئاً ِم َن‬ ‫ين َكانُوا َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫الس َادةُ الذ َ‬‫ض َع ُفو َن ِم ْن أَ ْن حَيْ ِم َل َّ‬ ‫س امل ْستَ ْ‬ ‫ولَ َّما يئِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِّف َعْن ُه ْم َشْيئاً م َن‬ ‫ُّعاء ليُ َخف َ‬ ‫َّم يَ ْسأَلُو َن ُه ْم االجِّتَ َاه إِىَل اهلل َت َعاىَل بِالد َ‬ ‫جَّت ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب َعْن ُه ْم ‪ ،‬ا َ ُهوا إىَل َخَزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫اب يِف النَّا ِر ‪.‬‬ ‫الع َذ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬أَمَلْ تَأْت ُك ْم ُر ُس ُل َربِّ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫صنيع ِه ْم يِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم يُ َقِّرعُو َن ُه ْم َعلَى ُسوء َ‬ ‫َو َيُر ُّد َعلَْيه ْم َخَزنَةُ َج َهن َ‬
‫اهلل بِاحلُ َج ِج‬ ‫ضع ُفو َن ‪َ :‬نعم لََق ْد جاءهم رسل ِ‬ ‫ني َعلَى ِص ْد ِق َما يَ ْدعُونَ ُك ْم إِلَ ِيه؟ َو َي ُق ُ‬
‫ول املُ ْستَ ْ َ‬ ‫البر ِاه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ ْ ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫باحلُ َج ِج َو َ َ‬
‫َّم ‪ :‬إِذاً فَ ْادعُوا أَْنتُ ْم‬ ‫ول هَلُ ْم َخزنَةُ َج َهن َ‬ ‫اهلل َو َك َّذبُوا ُر ُسلَهُ ‪َ ،‬و ِحينَئِ ٍذ َي ُق ُ‬
‫ات ولَ ِكنَّهم مَل ي ْؤ ِمنُوا بِ ِ‬
‫والبِّينَ َ ُ ْ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُس ًدى ‪.‬‬ ‫اب لَهُ ‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫يد ‪َ ،‬والَ يُ ْستَ َج ُ‬ ‫ين الَ يُف ُ‬ ‫َو ْح َد ُك ْم ‪َ .‬ولك َّن ُد َعاءَ ال َكاف ِر َ‬
‫ك قَ َال‬ ‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬ ‫ك لَِي ْق ِ‬ ‫ِ‬
‫وعند ذلك يسألون الشفاعة كي يهلكهم رهبم‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬ونَ َاد ْوا يَا َمال ُ‬
‫إِنَّ ُك ْم َماكِثُو َن (‪ )77‬لََق ْد ِجْئنَا ُك ْم بِاحْلَ ِّق َولَ ِك َّن أَ ْكَثَر ُك ْم لِْل َح ِّق َكا ِر ُهو َن (‪[ )78‬الزخرف‪،)]78-77/‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ( َو ُه َو َخا ِز ُن النَّا ِر )‬ ‫ادو َن ‪ :‬يَا َمال ُ‬ ‫ضجو َن يِف النَّا ِر ‪َ ،‬ويُنَ ُ‬ ‫ني يَ ُّ‬ ‫ني الظَّالم َ‬ ‫اب بِاملُ ْج ِرم َ‬ ‫َوحينَ َما يَ ْشتَ ُّد َ‬
‫الع َذ ُ‬
‫ك قَائِالً هَلُ ْم ‪ :‬إِن َُّه ْم‬ ‫اب األَلِي ِم ‪َ .‬فَيُر ُّد َعلَْي ِه ْم َمالِ ٌ‬‫ض أَرواحنَا لِرُيِ حيَنا مِم َّا حَنْن فِ ِيه ِمن الع َذ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك َي ْقبِ ْ ْ َ َ‬ ‫ْادعُ لَنَا َربَّ َ‬
‫وج ِه ْم ِمْن َها ‪.‬‬‫ماكِثو َن يِف النَّا ِر أَبداً ‪ ،‬والَ جَم َال والَ سبِيل إِىَل خر ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫َن اهللَ َت َعاىَل َكا َن‬ ‫ب َش َقائِ ِه ْم ‪َ ،‬و ُه َو أ َّ‬ ‫ك بِأ َْم ِر ربِِّه ال َك ِر ِمي ‪ -‬بِسبَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َويُ َذ ِّكُر ُه ْم اهللُ َت َعاىَل ‪ -‬أ َْو يُ َذ ِّكُر ُه ْم َمالِ ٌ‬
‫ِ‬
‫صلَ ُه ْم‬ ‫استَ َكَبُر ْوا فَأ َْو َ‬‫ك ‪َ ،‬وأ ََب ْوا َو ْ‬ ‫ض أَ ْكَثُر ُه ْم َع ْن َذل َ‬ ‫َعَر َ‬ ‫الر ُس َل يَ ْدعُو َن ُه ْم إِىَل احلَ ِّق واهلَُدى فَأ ْ‬ ‫أ َْر َس َل إِلَي ِهم ُّ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫َذلِ َ ُّ ِ ِ‬
‫ك ُكلهُ إىَل نَار َج َهن َ‬
‫صرِب ُوا َس َواءٌ َعلَْي ُك ْم إِمَّنَا جُتَْز ْو َن َما ُكْنتُ ْم َت ْع َملُو َن (‪)16‬‬ ‫اصرِب ُوا أ َْو اَل تَ ْ‬
‫اصلَ ْو َها فَ ْ‬ ‫ويقال هلم آن ذلك‪ْ ( :‬‬
‫[الطور‪)]16/‬‬
‫صطَلُوا بِنَا ِرها اليِت َت ْغ ُمُر ُك ْم ِم ْن ُك ِّل َجانِب ‪َ ،‬وسواءٌ َعلي ُكم أَصَرَب مُتْ َعلَى َع َذاهِب ا‬ ‫فَادخلُوا اآل َن نَار جهن ِ‬
‫َّم لتَ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُْ‬
‫الذي َنَز َل بِ ُكم ِمن الع َذ ِ‬ ‫يد لُ ُكم عْنها ‪ ،‬وال خالَص لَ ُكم ِمْنها ‪ ،‬وهذا ِ‬ ‫هِل‬
‫اب‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫صرِب وا فَالَ حَمِ َ‬ ‫َونَ َكا ا ‪ْ ،‬أم مَلْ تَ ْ‬
‫ُه َو َما تَ ْستَ ِحقُّونَه َجَزاءً لَ ُكم َعلَى أ َْع َمالِ ُك ْم يف احلَيَ ِاة الدُّنيا ‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ض َح ُكوا قَلِياًل َولْيَْب ُكوا َكثِ ًريا َجَزاءً مِب َا َكانُوا‬ ‫هناك يشتد حنيبهم وتفيض دموعهم ‪ ،‬ويطول بكاؤهم‪َ ( :‬ف ْليَ ْ‬
‫ْسبُو َن (‪[ )82‬التوبة‪)]82/‬‬ ‫يك ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُاروا إِىَل‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫يل ‪ ،‬فَِإ َذا ا ْن َقطَ َعت ُّ‬ ‫الد ْنيَا َن ْف َس َها َش ْيءٌ قَل ٌ‬‫َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنْيا ال َفانيَة قَليالً ‪ ،‬أل َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َح ُكوا يِف َهذه ُّ‬ ‫لِيَ ْ‬
‫ب َما ا ْكتَ َسبُوهُ ِم ْن ُك ْف ٍر َوآثَ ٍام ‪َ ،‬و َعلَى َما َف َّوتُوهُ َعلَى‬ ‫استَأَْن ُفوا بُ َكاء الَ َيْن َق ِط ُع أَبَداً بِسبَ ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫اهلل ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫َع َم ِال ‪.‬‬ ‫ات ‪ ،‬وعم ِل ما ير ِضي اهلل ورسولَه ِمن ِ‬ ‫اب احلسنَ ِ‬ ‫ص ا ْكتِس ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫صال ِح األ ْ‬ ‫َ ََ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ُْ‬ ‫ََ‬ ‫أَْن ُفسه ْم م ْن ُفَر ِ َ‬
‫إهنم يبكون حىت تنقطع الدموع ‪ ،‬مث يبكون دما ‪ ،‬وتؤثر دموعهم يف وجوههم كما يؤثر السيل يف‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْه َل النَّا ِر لَيَْب ُكو َن ‪،‬‬ ‫س ‪ ،‬أَ ّن َر ُس َ‬ ‫الصخر ‪ ،‬ففي مستدرك احلاكم َع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫ِ‬ ‫حىَّت لَو أُج ِري ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِن َُّه ْم لَيَْب ُكو َن الد َ‬
‫َّم َي ْعيِن َم َكا َن الد َّْم ِع"‬ ‫الس ُف ُن يِف ُد ُموع ِه ْم جَلََر ْ‬
‫‪887‬‬
‫ت ُّ‬ ‫َ ْ ْ َ‬
‫لقد خسر هؤالء الظاملون أنفسهم وأهليهم عندما استحبوا الكفر على اإلميان ‪ ،‬واستمع إىل عويلهم وهم‬
‫الر ُسواَل (‪)66‬‬ ‫وه ُه ْم يِف النَّا ِر َي ُقولُو َن يَا لَْيَتنَا أَطَ ْعنَا اللَّهَ َوأَطَ ْعنَا َّ‬
‫ب ُو ُج ُ‬ ‫يرددون حال العذاب‪َ ( :‬ي ْو َم ُت َقلَّ ُ‬
‫اب َوالْ َعْن ُه ْم لَ ْعنًا‬‫السبِياَل (‪ )67‬ربَّنَا آَهِتِم ِض ْع َفنْي ِ ِمن الْع َذ ِ‬ ‫َضلُّونَا َّ‬ ‫َوقَالُوا َربَّنَا إِنَّا أَطَ ْعنَا َس َاد َتنَا َو ُكَبَراءَنَا فَأ َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َكبِ ًريا (‪[ )68‬األحزاب‪.)]68-66/‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َش ُقوا فَفي النَّا ِر هَلُ ْم ف َيها َزفريٌ‬ ‫وتأمل قوله تعاىل يصف حاهلم ‪ ،‬ونعوذ باهلل من حاهلم ‪ ( :‬فَأ ََّما الذ َ‬
‫يد (‬‫ال لِ َما يُِر ُ‬ ‫ك َف َّع ٌ‬ ‫ك إِ َّن َربَّ َ‬‫ض إِاَّل َما َشاءَ َربُّ َ‬ ‫ات َواأْل َْر ُ‬ ‫الس َم َو ُ‬
‫ت َّ‬ ‫و َش ِهيق (‪ )106‬خالِ ِدين فِيها ما دام ِ‬
‫َ َ َ َ ََ‬ ‫َ ٌ‬
‫‪[ )107‬هود‪ ، )]107-106/‬قال الزجاج ‪ :‬الزفري من شدة األنني وهو املرتفع جدا ‪ .‬وقيل الزفري ‪:‬‬
‫ترديد النفس يف الصدر من شدة اخلوف حىت تنتفخ منه األضالع ‪ ،‬والشهيق النفس الطويل املمتد ‪ ،‬أو‬
‫رد النفس إىل الصدر ‪،‬‬
‫فأما الذين َش ُقوا يف الدنيا لفساد عقيدهتم وسوء أعماهلم‪ ،‬فالنار مستقرهم‪ ،‬هلم فيها من شدة ما هم فيه‬
‫أبدا ما دامت السموات‬ ‫من العذاب زفري وشهيق‪ ،‬ومها أشنع األصوات وأقبحها‪ ،‬ماكثني يف النار ً‬
‫مؤكد‪ ،‬إال ما شاء ربك من إخراج عصاة املوحدين‬ ‫واألرض‪ ،‬فال ينقطع عذاهبم وال ينتهي‪ ،‬بل هو دائم َّ‬
‫فعال ملا يريد‪.‬‬ ‫بعد مدَّة من مكثهم يف النار‪ .‬إن ربك ‪-‬أيها الرسول‪َّ -‬‬
‫مكان ضيق ٍال يتمكن فيه من الحركة‪:‬‬ ‫* ومنهم من يلقى في ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬إِ َذا رأَْتهم ِمن م َك ٍ ِ ٍ ِ‬
‫ني‬
‫ضِّي ًقا ُم َقَّرن َ‬ ‫ان بَعيد مَس عُوا هَلَا َتغَيُّظًا َو َزف ًريا (‪َ )12‬وإِ َذا أُلْ ُقوا مْن َها َم َكانًا َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬
‫ورا َكثِ ًريا (‪[ )14‬الفرقان‪)]14-12/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا َواح ًدا َو ْادعُوا ثُبُ ً‬ ‫ورا (‪ )13‬اَل تَ ْدعُوا الَْي ْو َم ثُبُ ً‬ ‫ك ثُبُ ً‬ ‫َد َع ْوا ُهنَال َ‬

‫‪ - 887‬املستدرك للحاكم(;‪ )8791‬صحيح‬

‫‪296‬‬
‫ِ‬ ‫احملش ِر ‪ ،‬بَعِ ُ‬
‫َّم ِمْن ُه ْم َعلَى َمَرأى النَّظَ ِر ‪َ ،‬و ُه ْم يِف َ‬
‫ص ْوتاً يُ ْشبِهُ‬‫يدو َن َعْن َها ‪ ،‬مَس عُوا هَلَا َ‬ ‫ت َج َهن ُ‬ ‫أصبَ َح ْ‬
‫وإ َذا ْ‬
‫وب املتَ َح ِّس ِر‬ ‫الزفِ ِري الذي خَي ْرجح ِمن فَ ِم احل ِزي ِن املكْر ِ‬ ‫ت َّ‬‫َ‬ ‫ص ْو‬ ‫َّة تَوقُّ ِد َها ‪َ ،‬ويُ ْشبِه‬
‫يظ املحنَ ِق ‪ ،‬لِ ِشد ِ‬ ‫صوت املغِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإِ َذا أُلُقوا يِف م َك ٍ‬
‫ك طَالبِ َ‬
‫ني‬ ‫وعةٌ إِىل أ َْعنَاق ِه ْم بال ُقيُود واألَ ْغالَ ِل ‪ ،‬نَ ُ‬
‫اد ْوا ُهنَال َ‬ ‫ضيِّ ٍق مْن َها ‪َ ،‬وأَيْدي ِهم جَمْ ُم َ‬ ‫ان َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رِت‬ ‫ِ‬
‫َت ْعجيل َهالَك ِهم ليس حيُوا من َهو ِل الع َذ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُستَكْرهُ الوتَ ُد يِف‬ ‫يِف ِ‬
‫ني لَيُ ْستَكَْر ُهو َن النَّار َك َما ْ َ َ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬يِف َت ْفس ِري َهذه اآليَة ‪ " :‬إِ َّن املُ ْج ِرم َ‬ ‫َوقَ َال َر ُس ُ‬
‫احلَائِ ِط "‪.888‬‬
‫احداً بَ ِل اطْلبُوهُ ِمَراراً ‪َ ،‬فلَ ْن جَتِ ُدوا لَ ُك ْم َخالَصاً‬ ‫َفي َق َال هَل م َتوبِيخاً وَت ْق ِريعاً ‪ :‬الَ تَطْلبوا اليوم هالَكاً و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ْ‬
‫مِم ّا أَْنتُ ْم فِ ِيه ‪.‬‬
‫* ومنهم من يتأذى أهل النار من نتن رائحتهم‪ ,‬وهم الزناة‪:‬‬
‫الزنَ ِاة لَُي ْؤ ِذي أ َْه َل‬
‫وج ُّ‬ ‫ِ‬
‫الزايِن َ ‪َ ،‬وإ َّن ُفُر َ‬
‫السْب َع لََت ْل َع ُن الشَّْي َخ َّ‬
‫ني َّ‬ ‫ِ‬
‫السْب َع َواأْل ََرض َ‬
‫السماو ِ‬
‫ات َّ‬ ‫َن َّ َ َ‬‫فع ْن بَُريْ َد َة ‪ :‬أ َّ‬
‫َ‬
‫ِ ِ ‪889‬‬
‫النَّا ِر َننَتُ رحي َها ‪ .‬وغري ذلك كثري‪ ,‬نسأل اهلل تعاىل السالمة‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 888‬تفسري ابن أيب حامت(‪ )13965‬وهو معضل‬


‫‪ - 889‬جممع الزوائد ( ‪ )10541‬رواه الْبَّزار ‪ ،‬ويِف إِسناد ِه ِ‬
‫ضعِ ٌ‬
‫يف ‪.‬‬ ‫صال ُح بْ ُن َحيَّا َن َو ُه َو َ‬
‫َ َ ُ َ ُ َ َْ َ َ‬

‫‪297‬‬
‫المبحث الخامس والعشرون‬
‫شدة ما يكابده أهل النار‬

‫النار عذاهبا شديد ‪ ،‬وفيها من األهوال وألوان العذاب ما جيعل اإلنسان يبذل يف سبيل اخلالص منها‬
‫ض‬ ‫َح ِد ِه ْم ِم ْلءُ اأْل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار َفلَ ْن يُ ْقبَ َل م ْن أ َ‬‫ين َك َفُروا َو َماتُوا َو ُه ْم ُكف ٌ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫نفائس األموال ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َذهبا ولَ ِو ا ْفت َدى بِِه أُولَئِك هَل م ع َذ ِ‬
‫ين (‪[ )91‬آل عمران‪) ]91/‬‬ ‫يم َو َما هَلُ ْم م ْن نَاص ِر َ‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫َ ُْ َ ٌ‬ ‫ًَ َ َ‬
‫إن الذين جحدوا نبوة حممد ‪ ، ‬وماتوا على الكفر باهلل ورسوله‪ ،‬فلن يُقبل من أحدهم يوم القيامة ملء‬
‫األرض ذهبًا; ليفتدي به نفسه من عذاب اهلل‪ ،‬ولو افتدى به نفسه فِ ْعال‪ .‬أولئك هلم عذاب موجع‪ ،‬وما‬
‫هلم من أحد ينقذهم من عذاب اهلل‪.‬‬
‫ض مَجِ ًيعا َو ِم ْثلَهُ َم َعهُ لَِي ْفتَ ُدوا بِِه ِم ْن‬ ‫َن هَلُ ْم َما يِف اأْل َْر ِ‬‫ين َك َفُروا لَ ْو أ َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وقال احلق يف هذا املعىن‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫اب يوِم الْ ِقيام ِة ما ُت ُقبِّل ِمْنهم وهَل م ع َذ ِ‬
‫يم (‪[ )36‬املائدة‪) ]36/‬‬ ‫اب أَل ٌ‬‫َع َذ ِ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫وهيَّ ِة َغْيَرهُ ‪َ ،‬و َماتوا َقْب َل أ ْن َيتُوبُوا ‪ ،‬فَإن َُّهم‬ ‫الذين َك َفروا بِرهِّبِم ‪ ،‬وعب ُدوا َغيره ‪ ،‬أو أ ْشر ُكوا معه يِف األلُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ ُ ْ َ َ َُ‬ ‫َ ْ َ ََ‬ ‫إ َّن َ‬
‫ض َذهباً ‪ ،‬و ِمثْلِ ِه معه ‪ ،‬لِي ْفت ِد ِ‬ ‫ِ ِ مِبِ ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫الَ جَنَا َة هَلُم ِمن َع َذ ِ‬
‫ي بِ َذل َ‬
‫ك‬ ‫األر ِ َ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫أح َد ُه ْم َجاءَ َي ْو َم القيَ َامة ْلء ْ‬ ‫أن َ‬ ‫اهلل َولَ ْو َّ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يص لَهُ‬ ‫وحةَ َع ْن َع َذابه ‪َ ،‬وال حَم َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَالَ َمْن ُد َ‬ ‫َحا َط بِِه ‪ ،‬لَ َما ُت ُقبِّ َل ِمْنهُ َذل َ‬ ‫ب م ْن َعذاب اهلل الذي قَ ْد أ َ‬
‫الذه ِ ِ‬
‫َّ َ‬
‫يم ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمن أ ْن يالَقِي جَزاءه الع ِاد َل ِمن الع َذ ِ‬
‫اب ُموج ٌع أل ٌ‬ ‫اب ‪َ ،‬و ُه َو َع َذ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َُ َ‬
‫الد ْنيَا ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر َي ْو َم‬ ‫ول اللَّ ِه‪ « ‬يُ ْؤتَى بِأَْن َع ِم أ َْه ِل ُّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ويف صحيح مسلم َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ول الَ َواللَّ ِه‬ ‫ط هل مَّر بِ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط َفَي ُق ُ‬ ‫يم قَ ُّ‬ ‫ك نَع ٌ‬ ‫ت َخْيًرا قَ ُّ َ ْ َ‬ ‫آد َم َه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ال يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً مُثَّ يُ َق ُ‬‫صبَ ُغ ىِف النَّا ِر َ‬‫الْقيَ َامة َفيُ ْ‬
‫آد َم َه ْل‬ ‫ال لَهُ يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ىِف اجْلَن َِّة َفُي َق ُ‬
‫صبَ ُغ َ‬
‫ِ‬ ‫َّاس ب ْؤسا ىِف ُّ ِ‬
‫الد ْنيَا م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة َفيُ ْ‬ ‫َش ِّد الن ِ ُ ً‬ ‫‪.‬ويُ ْؤتَى بِأ َ‬‫بَ‬ ‫يَا َر ِّ‬
‫ت ِش َّد ًة قَ ُّ‬
‫ط‬ ‫ط َوالَ َرأَيْ ُ‬ ‫س قَ ُّ‬ ‫ب َما َمَّر ىِب بُ ُؤ ٌ‬ ‫ول الَ َواللَّ ِه يَا َر ِّ‬ ‫ط َفَي ُق ُ‬ ‫ك ِش َّدةٌ قَ ُّ‬ ‫ط َه ْل َمَّر بِ َ‬ ‫ت بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬ ‫َرأَيْ َ‬
‫»‪.890‬‬
‫إهنا حلظات قليلة تنسي أكثر الكفار نعيما كل أوقات السعادة واهلناء‪ .‬ويف الصحيحني‬
‫س َع ِن النَّىِب ِّ ‪َ -  -‬و َح َّدثَىِن حُمَ َّم ُد بْ ُن َم ْع َم ٍر َح َّدثَنَا َر ْو ُح بْ ُن عُبَ َادةَ َح َّدثَنَا َسعِي ٌد َع ْن َقتَ َادةَ َح َّدثَنَا‬ ‫َع ْن أَنَ ٍ‬
‫ال لَهُ‬ ‫ول « جُيَاءُ بِالْ َكافِ ِر َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َفُي َق ُ‬ ‫َن نَىِب َّ اللَّ ِه ‪َ -  -‬كا َن َي ُق ُ‬ ‫ك ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬أ َّ‬ ‫أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ُ ُْ َ‬
‫ت َما ُه َو‬ ‫ال لَه قَ ْد ُكْن ِ‬
‫ت ُسئ ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ول َن َع ْم ‪َ .‬فُي َق ُ ُ‬ ‫ت َت ْفتَ ِدى بِِه َفَي ُق ُ‬ ‫ض ذَ َهبًا أَ ُكْن َ‬ ‫ك ِم ْلءُ األ َْر ِ‬ ‫ت لَ ْو َكا َن لَ َ‬ ‫أ ََرأَيْ َ‬
‫ِ‬
‫أَيْ َسُر ِم ْن ذَل َ‬
‫‪891‬‬
‫ك»‬

‫‪ - 890‬صحيح مسلم(‪) 7266‬‬


‫‪ - 891‬صحيح البخارى(‪ ) 6538‬ومسلم (‪) 7263‬‬

‫‪298‬‬
‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬ي َق ُ ِ ِ‬ ‫َن نَيِب ِ‬ ‫وعن َقتَ َاد َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ح َّد َثنَا أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ت لَ ْو‬ ‫ال ل ْل َكاف ِر َي ْو َم الْقيَ َامة ‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ َّ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َت ْفتَدي بِه ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ك م ْلءُ األ َْر ِ‬
‫ض َذ َهبًا أَ ُكْن َ‬
‫‪892‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت أَيْ َسَر م ْن َذل َ‬ ‫ال ‪ :‬قَ ْد ُسئ ْل َ‬ ‫ول ‪َ :‬ن َع ْم ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫َكا َن لَ َ‬
‫إن شدة النار وهوهلا تفقد اإلنسان صوابه ‪ ،‬وجتعله جيود بكل أحبابه لينجو من النار وأىن له النجاة ‪:‬‬
‫صيلَتِ ِه الَّيِت‬‫َخ ِيه (‪ )12‬وفَ ِ‬ ‫اب يو ِمئِ ٍذ بِبنِ ِيه (‪ )11‬و ِ‬
‫احبتِ ِه وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ص َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫صُرو َن ُه ْم َي َو ُّد الْ ُم ْج ِر ُم لَ ْو َي ْفتَدي م ْن َع َذ َ ْ َ‬ ‫( يُبَ َّ‬
‫ض مَجِ يعا مُثَّ يْن ِج ِيه (‪َ )14‬كاَّل إِنَّها لَظَى (‪َ )15‬نَّز ِ‬ ‫ِ‬
‫َّوى (‪ )16‬تَ ْدعُوا َم ْن‬ ‫اعةً للش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُت ْؤ ِويه (‪َ )13‬و َم ْن يِف اأْل َْر ِ ً ُ‬
‫أ َْد َبَر َو َت َوىَّل (‪َ )17‬ومَجَ َع فَأ َْو َعى (‪[ )18‬املعارج‪)]18-11/‬‬
‫ض ‪َ ،‬و َيتَ َمىَّن ال َكافُِر‬ ‫ض ُه ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫صر األَقَا ِرب بعضهم بعضاً ‪ ،‬يِف َذلِك ِ‬ ‫ِ‬
‫الي ْوم ‪َ ،‬و َيَت َع َارفُو َن ‪ ،‬مُثَّ يَفُّر َب ْع ُ‬‫َ َ‬ ‫ُ َْ َ ُ ْ َْ‬ ‫َويُْب ُ‬
‫الي ْوِم بِ ْأبنَائِِه ‪َ ،‬و ُه ْم أ ََعُّز الن ِ‬
‫َّاس َعلَْي ِه ‪َ ،‬فْي ْدفَ ُع هِبِ ْم إِىَل‬ ‫ك َ‬
‫لَو أَنَّه يست ِطيع أَ ْن ي ْف ِدي َن ْفسه ِمن ع َذ ِ ِ‬
‫اب َذل َ‬ ‫ْ ُ َ َْ ُ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫يع أَْفَر ِاد َع ِش َريتِِه اليِت‬ ‫اب لِيْنجو هو ِمْنه ‪ .‬أَو أَ ْن ي َقدِّم فِ َداء عْنه َزوجتَه أَو أَخاه ‪ .‬أَو أَ ْن ي َقد ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّم مَج َ‬ ‫ً َُ َُْ ْ َُ ْ ُ َ‬ ‫الع َذ َ ُ َ ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ك الع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫ص ُه َو م ْن َذل َ َ‬ ‫ض ف َداءً لَهُ ليَ ْخلُ َ‬ ‫يع أ َْه ِل األ َْر ِ‬ ‫ِّم مَج َ‬ ‫ض ُّمهُ إِلَْي َها ‪ .‬أ َْو أَ ْن يُ َقد َ‬
‫تَ ُ‬
‫ب‬ ‫ض ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫ض ‪َ ،‬وجِب َ ِمي ِع َما يِف األ َْر ِ‬ ‫َكالَّ الَ يُ ْقبَل فِ َداءٌ ِم َن ال َكافِ ِر ‪َ ،‬ولَ ْو أَنَّهُ ا ْفتَ َدى جِب َ ِمي ِع أ َْه ِل األ َْر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يدةُ احلََر َار ِة حَتْ ُر ُق ُك َّل َشيء بَا ِر ٍز م ْن ج ْس ِم ا ِإلنْ َسان َفتُ ِزيلُهُ َو َكأَن ََّها َتْن ِزعُهُ انْتَزاعاً ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َّار الشَّد َ‬ ‫َو َمال ‪ ،‬إن ََّها الن ُ‬
‫ين َت َولَّْوا ِحينَ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َخلَ َق ُه ُم اهللُ هَلَا ‪َ ،‬و ُه ُم الذ َ‬ ‫َص َح َاب َها م َن ال َك َفَرة الذ َ‬ ‫َّار املُ ْح ِرقَةُ ُتنَادي إِلَ َيها أ ْ‬
‫إن ََّها الن ُ‬
‫ِ‬
‫الذي مَجَ َع امل َال َوأ َْو َد َعهُ يِف األ َْو ِعيَ ِة‬ ‫اهلل ‪ ،‬وولّوا م ْدبِ ِرين ‪.‬وي ُكو ُن ِمن أَه ِل النَّا ِر ِ‬ ‫ان بِ ِ‬ ‫دعاهم رسلَهم إِىَل اإلمْيَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُْ ُ ُ ُْ‬
‫َ‬ ‫وه الرِب ِّ والطَّاع ِ‬ ‫َكانِزاً لَه ‪ ،‬ومَل يْن ِف ْقه يِف وج ِ‬
‫ات واخلَرْيِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُْ ُ ُُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 892‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7351()348‬صحيح‬

‫‪299‬‬
‫المبحث السادس والعشرون‬
‫تفاوتهم في العذاب‬

‫فع ْن مَسَُر َة أَنَّهُ‬ ‫ملا كانت النار دركات بعضها أشد عذابا وهوال من بعض كان أهلها متفاوتون يف العذاب‪َ ،‬‬
‫َّار إِىَل َك ْعَبْي ِه َو ِمْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ إِىَل ُح ْجَزتِِه َو ِمْن ُه ْم َم ْن‬ ‫مَسِ ع نَىِب اللَّ ِه ‪ - -‬ي ُق ُ ِ ِ‬
‫ول « إ َّن مْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫تَأْ ُخ ُذهُ إِىَل عُنُِق ِه »‪ .893‬احلجزة ‪ :‬معقد اإلزار والسراويل‬
‫ي َر ِض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪ ،‬أن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْه َو َن أ َْه ِل‬ ‫وأما أخف أهل النار عذابا‪،‬فعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫النَّا ِر ع َذابا يوم الْ ِقيام ِة ‪ ،‬رجل مَتَن ِّعل بَِنعلَ ِ من نَا ٍر ‪ ،‬ي ْغلِي ِمْنهما ِدماغُه ‪ ،‬و ِمْنهم من يِف النَّا ِر إِىَل ر ْكبَتيهِ‬
‫ُ َْ‬ ‫َُ َ ُ َ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ْ َ َ َ َ ُ ٌ ُ ٌ ْ نْي َ ْ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن ُه َو إِىَل َتْر ُق َوتِِه ‪َ ،‬م َع‬ ‫َجَز ِاء الْع َذ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ،‬مع أ ِ‬
‫َجَزاء الْ َع َذاب ‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن ُه َو َعلَى أ َْرديَته ‪َ ،‬م َع أ ْ َ‬ ‫ََ ْ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن قَ ِد ا ْغتُ ِمَر فِ َيها " ‪.‬‬
‫‪894‬‬ ‫َجَز ِاء الْع َذ ِ‬
‫أْ‬
‫َ‬
‫اهلل ‪ : ‬أ َْه َو ُن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا ‪َ ،‬ر ُج ٌل ىِف ِر ْجلَْي ِه َن ْعالَ ِن ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن ىِف النَّا ِر إِىَل ُر ْكبََتْي ِه َم َع‬ ‫ي ْغلِى ِمْنهما ِدماغُهُ ‪ ،‬و ِمْنهم ىِف النَّا ِر إِىَل َك ْعبْي ِه مع إِ ْجر ِاء الْع َذ ِ‬
‫َ ََ َ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن ُه َو ىِف النَّا ِر إِىَل‬ ‫اب ‪ ،‬و ِمْنهم م ِن ا ْغتُ ِمر ىِف النَّا ِر إِىَل أَر َنبتِ ِه مع إِ ْجر ِاء الْع َذ ِ‬ ‫إِ ْجر ِاء الْع َذ ِ‬
‫ْ َ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ‪895‬‬ ‫ص ْد ِر ِه مع إِ ْجر ِاء الْع َذ ِ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن قَ ِد ا ْغتُ ِمَر ىِف النَّار‪.‬‬ ‫َ ََ َ َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ " : -  -‬إِ َّن أ َْه َو َن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا َر ُج ٌل ُمْنتَعِ ٌل بَِن ْعلَنْي ِ ِم ْن نَا ٍر ‪،‬‬ ‫يد قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اب ‪َ ،‬و ِمْن ُه ْم َم ْن يِف النَّا ِر‬ ‫َجَز ِاء الْع َذ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ي ْغلِي ِمْنهما ِدماغُه مع أ ِ‬
‫ص ْد ِر ِه َم َع أ ْ َ‬ ‫َجَزاء الْ َع َذاب ‪َ ،‬ومْن ُه ْم م َن النَّا ِر إِىَل َ‬ ‫َُ َ ُ ََ ْ‬ ‫َ‬
‫س فِ َيها " ‪.‬‬
‫‪896‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِىَل َتر ُقوتِِه مع أ ِ‬
‫َجَزاء الْ َع َذاب ‪َ ،‬ومْن ُه ْم َم ْن قَد ا ْنغَ َم َ‬ ‫ْ َ ََ ْ‬
‫اهلل ‪ : ‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا ‪ ،‬لََر ُج ٌل َعلَْي ِه َن ْعالَ ِن َي ْغلِي ِمْن ُه َما‬ ‫ول ِ‬ ‫وع ْن عَُبْي ِد بْ ِن عُ َمرْيٍ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫َح َشاءُ َجْنَبْي ِه ِم ْن قَ َد َمْي ِه‬ ‫ب النَّا ِر ‪َ ،‬وخَت ُْر ُج أ ْ‬ ‫اسهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأَ ْش َف ُارهُ هَلَ ُ‬ ‫ِد َماغُهُ َكأَنَّهُ ِم ْر َج ٌل ‪َ ،‬م َس ِامعُهُ مَجٌْر ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َضَر ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫‪ ،‬وسائِرهم َكاحْل ِّ ِ‬
‫ب الْ َقل ِيل يِف الْ َماء الْ َكثري ‪َ ،‬ف ُه َو َي ُف ُ‬
‫‪897‬‬
‫ور‪.‬‬ ‫َ َ ُُْ َ‬
‫َّار إِىَل َك ْعَبْي ِه َو ِمْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ إِىَل‬ ‫وعن مَس رةَ أَنَّه مَسِ ع نَىِب اللَّ ِه ‪ - -‬ي ُق ُ ِ ِ‬
‫ول « إ َّن مْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ الن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ ُ َ َّ‬
‫ِ ِ ‪898‬‬
‫ُح ْجَزتِِه َو ِمْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخ ُذهُ إِىَل عُنُقه » ‪.‬‬
‫احلجزة ‪ :‬معقد اإلزار والسراويل‬
‫‪ - 893‬صحيح مسلم(‪) 7348‬‬
‫‪ - 894‬املستدرك للحاكم; (‪ )8734‬صحيح‬
‫‪ - 895‬مسند أمحد(‪ )11398‬صحيح‬
‫الص ِح ِ‬
‫يح ‪.‬‬ ‫‪ - 896‬جممع الزوائد ( ‪َ ) 18628‬ر َواهُ الَْبَّز ُار ‪َ ،‬و ِر َجالُهُ ِر َج ُ‬
‫ال َّ‬
‫‪ - 897‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35270()157‬صحيح‬
‫‪ - 898‬صحيح مسلم(‪)7348‬‬

‫‪300‬‬
‫ول « إِ َّن أ َْه َو َن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َر ُج ٌل َعلَى‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ِن الن ُّْع َمان بْ ِن بَش ٍري قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫‪899‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص قَ َد َمْيه مَجَْرتَان َي ْغلى مْن ُه َما د َماغُهُ ‪َ ،‬ك َما َي ْغلى الْم ْر َج ُل َوالْ ُق ْم ُق ُم »‬ ‫ِ‬ ‫أَمْخَ ِ‬
‫القدر من النحاس أو احلجارة‬ ‫األمخص ‪ :‬باطن القدم الذى يتجاىف عن األرض عند الوطء ‪-‬املرجل ‪ِ :‬‬
‫‪-‬القمقم ‪ :‬ما يسخن فيه من حناس وغريه‬
‫يق إِلَْي َها أ َْهلُ َها‪َ ،‬تلَقَّْت ُه ْم‪َ ،‬فلَ َف َحْت ُه ْم لَ ْف َحةً‪ ،‬مَلْ تَ َد ْع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال‪":‬إ َّن َج َهن َ‬
‫َّم لَ َّما س َ‬ ‫َ‬
‫وب"‪.900‬‬ ‫حَلْما َعلَى َعظْ ٍم إِال أَلْ َقْتهُ َعلَى الْعرقُ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا الَّذي جُيْ َع ُل لَهُ َن ْعالَن م ْن نَا ٍر َي ْغلي‬ ‫َ‬
‫‪901‬‬
‫ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ‪;.‬‬
‫ف نُصلِي ِهم نَارا ُكلَّما نَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يِف ِِ ِ َّ ِ‬
‫اه ْم‬‫ود ُه ْم بَ َّدلْنَ ُ‬
‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫ين َك َفُرواْ بآيَاتنَا َس ْو َ ْ ْ ً َ‬ ‫وع ِن احْلَ َس ِن ؛ َق ْوله {إ َّن الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ودا َغْير َها لِي ُذوقُواْ الْ َع َذ َ ِ‬
‫يما} (‪ )56‬سورة النساء ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬بلَغَيِن ‪ ،‬أَنَّهُ حُيَْر ُق‬ ‫اب إ َّن اللّهَ َكا َن َع ِز ًيزا َحك ً‬ ‫ُجلُ ً َ َ‬
‫ٍ ‪902‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ف َمَّرة‪;.‬‬‫ني أَلْ َ‬ ‫َح ُد ُه ْم يِف الَْي ْوم َسْبع َ‬ ‫أَ‬
‫وحو َن ‪َ ،‬يَت َها َفتُو َن يِف‬ ‫صري ِش َف ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫اه ُه ْم إىَل ُسَر َر ُهم ‪َ ،‬م ْقبُ ُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يُ َعظَّ ُمو َن النَّار َحىَّت تَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪903‬‬
‫النَّار‪.‬‬
‫يث َشا َذا َن َع ِن الَْبَر ِاء ‪ ،‬يِف الْ َقرْبِ ‪َ ،‬ف َق َال يِل ‪ :‬أَاَل‬ ‫وع ِن الْ ِمْنه ِال ب ِن عم ٍرو ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ح َّدثْت نَعِيما ‪ ،‬حِب ِد ِ‬
‫َ ُ ً َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك ثنا ُس َويْ ُد بْ ُن َغ ْفلَةَ قَ َال ‪ :‬إِ َذا أ ََر َاد اللَّهُ َعَّز َو َج َّل أَ ْن يُنَ َّسى أ َْه َل النَّا ِر َج َع َل‬ ‫ك مِب َا أ َْعظَ َم ِم ْن َذل َ‬ ‫ُح ِّدثُ َ‬‫أَ‬
‫َّار ‪،‬‬ ‫لِ َّلرج ِل ِمْنهم صْن ُدوقًا علَى قَ ْد ِر ِه ِمن النَّا ِر اَل يْنبض فِ ِيه ِعر ٌق إِاَّل فِ ِيه ِمسمار ِمن نَا ٍر ‪ ،‬مُثَّ ي ْ ِ ِ‬
‫ضَر ُم فيه الن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ُ‬
‫ضَر ُم فِ َيها نَ ٌار ‪ ،‬مُثَّ يُ ْق َف ُل ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫وق ِم ْن نَا ٍر ‪ ،‬مُثَّ يُ ْ‬ ‫وق يِف صْن ُد ٍ‬
‫الصْن ُد ُ ُ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ِ‬
‫مُثَّ يُ ْق َف ُل بُِق ْف ٍل ِم ْن نَا ٍر ‪ ،‬مُثَّ جُيْ َع ُل َذل َ‬
‫ف اللَّهُ بِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك خُيَِّو ُ‬‫ك َق ْولُهُ ‪ :‬هَلُ ْم ِم ْن َف ْوق ِه ْم ظُلَ ٌل ِم َن النَّا ِر َو ِم ْن حَتْتِ ِه ْم ظُلَ ٌل َذل َ‬ ‫يُْل َقى أ َْو يُطَْر ُح يِف النَّا ِر ‪ ،‬فَ َذل َ‬
‫َن يِف النَّا ِر‬ ‫ك َق ْولُهُ ‪ :‬هَلُ ْم فِ َيها َزفِريٌ َو ُه ْم فِ َيها اَل يَ ْس َمعُو َن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َما َيَرى أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ون ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫ِعباده يا ِعب ِاد فَ َّات ُق ِ‬
‫َ َُ َ َ‬
‫‪904‬‬
‫َح ًدا َغْيَرهُ "‬ ‫أَ‬
‫ٍ‬
‫ت‬‫الص ْخ ِر ‪ُ ،‬كلَّ َما ُر ِض َخ ْ‬ ‫وس ُه ْم بِ َّ‬‫ض ُخ ُرءُ ُ‬ ‫وعن أيب هريرة يف حديث املعراج الطويل ‪ ،،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم ُت ْر َ‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫يل ‪َ ،‬م ْن َه ُؤاَل ء ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ُؤاَل ء الذ َ‬ ‫ك َش ْيءٌ ‪ .‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬واَل يُ َفتَُّر َعْن ُه ْم ِم ْن َذل َ‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫َع َاد ْ‬
‫‪ - 899‬صحيح البخارى (‪ ) 6562‬ومسلم(‪) 538‬‬
‫‪ - 900‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 19‬ص ‪ ) 264()116‬ضعيف والصحيح وقفه لكن مثله ال يقال بالرأى‬
‫‪ - 901‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7472( )513‬صحيح‬
‫‪ - 902‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35288( )163‬صحيح‬
‫‪ - 903‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35289( )163‬صحيح‬
‫ور لِْلَبْي َه ِق ِّي (‪ )524‬حسن موقوف‬
‫ُّش ُ‬
‫ث َوالن ُ‬
‫‪ -‬الَْب ْع ُ‬
‫‪904‬‬

‫‪301‬‬
‫وس ُه ْم َع ِن الصَّاَل ِة ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوٍم َعلَى أ َْدبَا ِر ِه ْم ِرقَاعٌ ‪َ ،‬و َعلَى أَْقبَاهِلِ ْم ِرقَاعٌ ‪ ،‬يَ ْسَر ُحو َن‬ ‫ت ُرءُ ُ‬ ‫َتثَا َقلَ ْ‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وم ور ْ ِ‬ ‫الض ِري ِع و َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫يل ؟ قَ َال ‪َ :‬ه ُؤاَل ء الذ َ‬ ‫َّم ‪ .‬قَ َال ‪َ :‬ما َه ُؤاَل ء يَا جرْب ُ‬ ‫ضف َج َهن َ‬ ‫الزقُّ َ َ‬ ‫َك َما تَ ْسَر ُح اأْل َْن َع ُام إىَل َّ َ‬
‫يد ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوٍم َبنْي َ أَيْ ِدي ِه ْم حَلْ ٌم‬ ‫ات أَمواهِلِم ‪ ،‬وما ظَلَمهم اللَّه ‪ ،‬وما اللَّه بِظَاَّل ٍم لِْلعبِ ِ‬
‫َ‬ ‫ص َدقَ ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫اَل يُ َؤ ُّدو َن َ‬
‫ِ‬ ‫يث ‪ ،‬فَ َج َعلُوا يَأْ ُكلُو َن اخْلَبِ َ‬ ‫آخُر يِن ءٌ َخبِ ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ‪ .‬قَ َال ‪ :‬يَا‬ ‫يج الطَّيِّ َ‬
‫يث َويَ َدعُو َن النَّض َ‬ ‫يج ‪َ ،‬وحَلْ ٌم َ‬ ‫يِف ق ْد ٍر نَض ٌ‬
‫ك ي ُق ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِج ِ يل ‪ ،‬من هؤاَل ِء ؟ قَ َال ‪ِ ِ َّ :‬‬
‫وم م ْن عْند ْامَرأَته َحاَل اًل ‪َ ،‬فيَأْيِت الْ َم ْرأََة اخْلَبِيثَةَ ‪َ ،‬فيَبِ ُ‬
‫يت‬ ‫الر ُج ُل م ْن أ َُّمت َ َ ُ‬ ‫رْب ُ َ ْ َ ُ‬
‫يت ِعْن َدهُ َحىَّت‬
‫يث َفتَبِ ُ‬ ‫الر ُج َل اخْلَبِ َ‬ ‫وم ِم ْن ِعْن ِد َز ْو ِج َها َحاَل اًل طَيِّبًا ‪َ ،‬فتَأْيِت َّ‬ ‫صبِ َح ‪َ ،‬والْ َم ْرأَةُ َت ُق ُ‬ ‫َم َع َها َحىَّت يُ ْ‬
‫يد أَ ْن يَِز َ‬ ‫يع مَحْلَ َها َو ُه َو يُِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُ ْ ِ‬
‫يد َعلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا‬ ‫يمةً اَل يَ ْستَط ُ‬ ‫صب َح ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َر ُج ٍل قَ ْد مَجَ َع ُحْز َمةً َعظ َ‬
‫يد َعلَْي َها ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫يع أ ََداءَ َها َو ُه َو يَِز ُ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ‪ ،‬اَل يَ ْستَط ُ‬ ‫ك َعلَْي ِه أ ََمانَةُ الن ِ‬ ‫يل ‪َ ،‬م ْن َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا َر ُج ٌل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫جرْب ُ‬
‫أَتَى علَى َقوٍم ُت ْقرض ِش َفاههم وأَلْ ِسنتهم مِب َقا ِر ِ ِ ٍ‬
‫ت ‪ ،‬اَل يُ َفتَُّر‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫ت َع َاد ْ‬ ‫ضْ‬ ‫يض م ْن َحديد ‪ُ ،‬كلَّ َما قُِر َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ َُ ُ ْ َ َ‬
‫صغِ ٍري خَي ُْر ُج‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه ُؤاَل ء ؟ قَ َال ‪ُ :‬خطَبَاءُ الْفْتنَة ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى ُج ْح ٍر َ‬ ‫ك َش ْيءٌ ‪ .‬قَ َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫َعْن ُه ْم ِم ْن َذل َ‬
‫يل ؟ قَ َال ‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد الث َّْو ُر أَ ْن يَ ْد ُخ َل ِم ْن َحْي ُ‬ ‫يم ‪َ ،‬فرُيِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا يَا جرْب ُ‬ ‫ث َخَر َج فَاَل يَ ْستَط ُ‬ ‫مْنهُ َث ْوٌر َعظ ٌ‬
‫يع ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َو ٍاد َف َو َج َد‬ ‫ِ‬ ‫يم ِة َفَيْن َد ُم َعلَْي َها ‪َ ،‬فرُيِ ُ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫يد أَ ْن َيُر َّد َها فَاَل يَ ْستَط ُ‬ ‫الر ُج ُل َيتَ َكلَّ ُم بالْ َكل َمة الْ َعظ َ‬
‫َه َذا َّ‬
‫ب ‪ ،‬ائْتِيِن‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ت اجْلَن َِّة َت ُق ُ‬ ‫ك مع ٍ‬ ‫ِرحيا طَيِّبةً ‪ ،‬ووج َد ِر ِ ٍ‬
‫ص ْو ُ‬ ‫ص ْوت ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا ؟ قَ َال ‪َ :‬‬ ‫يح م ْس َ َ َ‬ ‫ً َ ََ َ َ‬
‫بِأ َْهلِي َومِبَا َو َع ْدتَيِن ‪َ ،‬ف َق ْد َك ُثَر َغ ْر ِسي ‪َ ،‬و َح ِري ِري ‪َ ،‬و ُسْن ُد ِسي ‪َ ،‬وإِ ْستَْبَرقِي ‪َ ،‬و َعْب َق ِريِّي ‪َ ،‬و َم ْر َجايِن ‪،‬‬
‫صيِب ‪َ ،‬و َذ َهيِب ‪َ ،‬وأَ ْك َوايِب ‪َ ،‬و ِص َحايِف ‪َ ،‬وأَبَا ِر ِيقي ‪َ ،‬و َف َواكِ ِهي ‪َ ،‬و َع َسلِي ‪َ ،‬وثِيَايِب ‪َ ،‬ولَبَيِن ‪َ ،‬ومَخْ ِري ‪،‬‬ ‫َوقَ َ‬
‫صاحِلًا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ائْتيِن َا َو َع ْدتَيِن ‪ .‬قَ َال ‪ :‬لَك ُك ُّل ُم ْسل ٍم َو ُم ْسل َمة َو ُم ْؤم ٍن َو ُم ْؤمنَة ‪َ .‬و َم ْن َآم َن يِب َوبُِر ُسلي ‪َ ،‬و َعم َل َ‬
‫ِ مِب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضيِن َجَز ْيتُهُ‬ ‫َومَلْ يُ ْش ِر ْك يِب َشْيئًا ‪َ ،‬ومَلْ َيتَّخ ْذ م ْن ُدويِن أَنْ َد ًادا ‪َ -‬ف ُه َو آم ٌن ‪َ ،‬و َم ْن َسأَلَيِن أ َْعطَْيتُهُ ‪َ ،‬و َم ْن أَْقَر َ‬
‫ِ‬ ‫‪ ،‬ومن َتو َّكل علَي َك َفيته ‪ ،‬إِيِّن أَنَا اللَّه اَل إِلَه إِاَّل أَنَا ‪ ،‬اَل خ ْل ِ ِ ِ‬
‫ف لم َيعادي ‪ ،‬قَ ْد أَْفلَ َح الْ ُم ْؤمنُو َن ‪َ ،‬تبَ َار َك اللَّهُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ ُْ ُ‬
‫يل ‪َ ،‬ما َه َذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫يت ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َواد فَ َسم َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ْوتًا ُمْن َكًرا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا جرْب ُ‬ ‫ت ‪ :‬قَ ْد َرض ُ‬ ‫ني ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫َح َس ُن اخْلَالق َ‬ ‫أْ‬
‫ب ‪ ،‬ائْتِيِن بِأ َْهلِي َومِبَا َو َع ْدتَيِن ‪َ ،‬ف َق ْد َك ُثَر َساَل ِسلِي ‪،‬‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َّم َت ُق ُ‬
‫ت َج َهن َ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ت ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا َ‬ ‫الص ْو ُ‬‫َّ‬
‫يمي ‪َ ،‬و َغ َّساقِي ‪َ ،‬و ِغ ْسلِييِن ‪َ ،‬وقَ ْد َبعُ َد َق ْع ِري ‪َ ،‬وا ْشتَ َّد َحِّري ‪ ،‬ائْتِيِن مِب َا َو َع ْدتَيِن‬ ‫وأَغْاَل يِل ‪ ،‬وسعِ ِريي ‪ ،‬ومَحِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫يث و َخبِيثٍَة ‪ ،‬و ُك ُّل جبَّا ٍر اَل ي ْؤ ِمن بِيوِم احْلِس ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ :‬قَ ْد‬ ‫اب ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ .‬قَ َال ‪ :‬لَك ُك ُّل ُم ْش ِرك َو ُم ْش ِر َكة َو َخب َ‬
‫‪905‬‬
‫يت ‪;"...‬‬ ‫ِ‬
‫َرض ُ‬
‫ضخ أيضا ‪ :‬ال ّد ُّق والكسر ‪ -‬األدبار ‪ :‬مجع الدبر ودبر كل شيء عقبه ومؤخره ‪-‬‬ ‫والر ْ‬‫الش ْدخ‪َّ .‬‬ ‫ضخ ‪َّ :‬‬ ‫الر ْ‬‫َّ‬
‫الضريع ‪ :‬نبات الشربق ال تقربه دابة خلبثه ‪ -‬النضيج ‪ :‬ما اكتمل طهوه ‪ --‬العرف ‪ :‬الريح الطيبة‬

‫وداَل ئِ ُل النُُّب َّو ِة لِْلَبْي َه ِق ِّي(‪ ) 679‬حسن‬


‫‪ -‬هتذيب اآلثار للطربي (‪َ )2768‬‬
‫‪905‬‬

‫‪302‬‬
‫ِِ‬
‫وقد جاءت النصوص القرآنية مصدقة لتفاوت أصحاب أهل النار يف العذاب كقوله تعاىل‪ ( :‬إِ َّن الْ ُمنَافق َ‬
‫ني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َف ِل م َن النَّار َولَ ْن جَت َد هَلُ ْم نَص ًريا (‪[ )145‬النساء‪ ، ) ]145/‬وقوله تعاىل ‪ ( :‬الن ُ‬
‫َّار‬ ‫يِف الد َّْرك اأْل ْ‬
‫اب (‪[ )46‬غافر‪، ) 46/‬‬ ‫َش َّد الْع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةُ أ َْدخلُوا آَ َل فْر َع ْو َن أ َ َ‬
‫الس َ‬
‫وم َّ‬
‫ضو َن َعلَْي َها غُ ُد ًّوا َو َعشيًّا َو َي ْو َم َت ُق ُ‬
‫يُ ْعَر ُ‬
‫اب مِب َا َكانُوا يُ ْف ِس ُدو َن (‪)88‬‬
‫اهم َع َذابا َفو َق الْع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫صدُّوا َع ْن َسبِ ِيل اللَّه ِز ْدنَ ُ ْ ً ْ َ‬ ‫ين َك َفُروا َو َ‬ ‫وقوله تعاىل ‪ ( :‬الذ َ‬
‫[النحل‪. )]88/‬‬
‫يقول القرطيب يف هذا املوضوع ‪ " :‬هذا الباب يدلك على أن كفر من كفر فقط ‪ ،‬ليس ككفر من طغى‬
‫وكفر ومترد وعصى‪ ،‬وال شك أن الكفار يف عذاب جهنم متفاوتون ‪ ،‬كما قد علم من الكتاب والسنة ‪،‬‬
‫وألنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل األنبياء واملسلمني وفتك فيهم وأفسد يف األرض‬
‫وكفر ‪ ،‬مساويا لعذاب من كفر فقط وأحسن لألنبياء واملسلمني‪ ،‬أال ترى أبا طالب كيف أخرجه النيب‬
‫‪906‬‬
‫‪ ‬إىل ضحضاح لنصرته إياه ‪ ،‬وذبه عنه وإحسانه إليه ؟ "‬
‫وقال ابن رجب ‪ " :‬واعلم أن تفاوت أهل النار يف العذاب هو حبسب تفاوت أعماهلم اليت أدخلوا هبا‬
‫النار " مث ساق األدلة على ذلك ‪ ،‬وساق قول ابن عباس " ليس عقاب من تغلظ كفره وأفسد يف األرض‬
‫‪ ،‬ودعا إىل الكفر كمن ليس كذلك " ‪ ،‬مث قال ابن رجب‪ " :‬وكذلك تفاوت عذاب عصاة املوحدين يف‬
‫النار حبسب أعماهلم ‪ ،‬فليس عقوبة أهل الكبائر كعقوبة أهل الصغائر‪ ،‬وقد خيفف عن بعضهم حبسنات‬
‫‪907‬‬
‫أخرى له أو مبا شاء اهلل من األسباب‪ ،‬وهلذا ميوت بعضهم يف النار "‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 906‬التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)35‬‬


‫‪ - 907‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)132‬‬

‫‪303‬‬
‫المبحث السابع والعشرون‬
‫السرُّ في كثرة أهل النار‬
‫ِّ‬

‫جاءت النصوص كثرية وافرة دالة على كثرة من يدخل النار من بين آدم وقلة من يدخل اجلنة منهم ‪ .‬قال‬
‫ني (‪[ )103‬يوسف‪ُّ . )]103/‬‬ ‫َّاس ولَو حرص مِب ِ ِ‬
‫ويدل على كثرة الكفرة‬ ‫ت ُْؤمن َ‬ ‫تعاىل‪َ ( :‬و َما أَ ْكَثُر الن ِ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫واملشركني الذين رفضوا دعوة الرسل أن النيب يأيت يف يوم القيامة ومعه; الرهط ‪ ،‬وهم اجلماعة دون‬
‫العشرة ‪ ،‬والنيب ومعه; الرجل والرجالن ‪ ،‬بل إن بعض األنبياء يأيت وحيدا مل يؤمن به أحد ‪ ،‬ففي صحيح‬
‫ط َوالنَّىِب َّ َو َم َعهُ‬ ‫ت النَّىِب َّ َو َم َعهُ ُّ‬
‫الر َهْي ُ‬ ‫ت َعلَ َّى األ َُم ُم َفَرأَيْ ُ‬ ‫ضْ‬ ‫اس َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « عُ ِر َ‬ ‫مسلم َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُجالَ ِن والنَّىِب َّ لَْيس َم َعهُ أ َ ِ ِ ىِل‬
‫وسى ‪-‬‬ ‫يل ىِل َه َذا ُم َ‬ ‫ت أَن َُّه ْم أ َُّمىِت فَق َ‬ ‫يم فَظََنْن ُ‬ ‫َح ٌد إ ْذ ُرف َع َس َو ٌاد َعظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُج ُل َو َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ت فَِإ َذا سو ٌاد َع ِظيم فَِقيل ىِل انْظُر إِىَل األُفُ ِق َ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -‬و َق ْو ُمهُ َولَك ِن انْظُْر إِىَل األُفُ ِق‪َ .‬فنَظَْر ُ‬
‫اآلخ ِر‪ .‬فَإ َذا َس َو ٌاد َعظ ٌ‬
‫يم‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ََ‬
‫اب والَ َع َذ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض فَ َد َخ َل َمْن ِزلَهُ‬ ‫اب »‪ .‬مُثَّ َن َه َ‬ ‫ك َو َم َع ُه ْم َسْبعُو َن أَلْ ًفا يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ بغَرْي ح َس َ‬ ‫يل ىِل َهذه أ َُّمتُ َ‬ ‫فَق َ‬
‫ص ِحبُوا‬ ‫َّ ِ‬ ‫اب والَ َع َذ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫فَخاض النَّاس ىِف أُولَئِ َّ ِ‬
‫ين َ‬ ‫ض ُه ْم َفلَ َعلَّ ُه ُم الذ َ‬‫اب َف َق َال َب ْع ُ‬ ‫ين يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ بغَرْي ح َس َ‬ ‫ك الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ين ُولِ ُدوا ىِف ا ِإل ْسالَِم َومَلْ يُ ْش ِر ُكوا بِاللَّ ِه‪َ .‬وذَ َكُروا أَ ْشيَاءَ فَ َخَر َج‬ ‫َّ ِ‬
‫ض ُه ْم َفلَ َعلَّ ُه ُم الذ َ‬
‫ول اللَّه ‪َ .- -‬وقَ َال َب ْع ُ‬
‫رس َ ِ‬
‫َُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫علَي ِهم رس ُ ِ‬
‫ين الَ َي ْرقُو َن َوالَ‬ ‫َخَبُروهُ َف َق َال « ُه ُم الذ َ‬ ‫وضو َن فيه »‪ .‬فَأ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬ف َق َال « َما الَّذى خَتُ ُ‬ ‫َْ ْ َ ُ‬
‫حِم‬
‫ص ٍن َف َق َال ْادعُ اللَّهَ أَ ْن جَيْ َعلَىِن ِمْن ُه ْم‪.‬‬ ‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫يَ ْسَتْرقُو َن َوالَ َيتَطََّيُرو َن َو َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن »‪َ .‬ف َق َام عُ َّك َ‬
‫اشةُ »‪.908‬‬ ‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫آخُر َف َق َال ْادعُ اللَّهَ أَ ْن جَيْ َعلَىِن ِمْن ُه ْم‪َ .‬ف َق َال « َسَب َق َ‬ ‫ت مْن ُه ْم » مُثَّ قَ َام َر ُج ٌل َ‬
‫َف َق َال « أَنْ ِ‬
‫َ‬
‫ط ‪َ ،‬والنَّيِب َّ َو َم َعهُ َر ُج ٌل ‪،‬‬ ‫ت النَّيِب َّ َو َم َعهُ َر ْه ٌ‬ ‫ت َعلَ َّي اأْل َُم ُم ‪َ ،‬فَرأَيْ ُ‬ ‫ضْ‬ ‫اس ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫وقال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫وسى َو َق ْو ُمهُ ‪َ ،‬ولَ ِك ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ‪َ :‬ه َذا ُم َ‬ ‫ت ‪َ :‬هذه أ َُّميِت ؟ فَق َ‬ ‫يم ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َح ٌد ‪ ،‬إ ْذ ُرف َع يِل َس َو ٌاد َعظ ٌ‬ ‫س َم َعهُ أ َ‬ ‫َوالنَّيِب َّ َولَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ب َ ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَِإذَا َسو ٌاد َع ِظيم ‪ ،‬مُثَّ قِيل يِل ‪ :‬انْظُر إِىَل َه َذا اجْلَانِ ِ‬ ‫انْظُْر إِىَل اأْل ُفُ ِق ‪َ ،‬فنَظَْر ُ‬
‫اآلخ ِر ‪ ،‬فَإذَا َس َو ٌاد َعظ ٌ‬
‫يم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اب والَ َع َذ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض النَّيِب ُّ ‪ ، ‬فَ َد َخ َل‬ ‫اب ‪ ،‬مُثَّ َن َه َ‬ ‫ك َو َم َع ُه ْم َسْبعُو َن أَلْ ًفا يَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ بغَرْي ح َس َ‬ ‫يل يِل ‪ :‬أ َُّمتُ َ‬ ‫‪ ،‬فَق َ‬
‫ك ‪ ،‬وقَالُوا ‪ :‬من َه ُؤالَ ِء الَّ ِذين ي ْد ُخلُو َن اجْل نَّةَ بِغَرْيِ ِحس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ُه ْم لَ َعلَّ ُه ُم‬
‫اب ؟ َف َق َال ‪َ :‬ب ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫اض الْ َق ْو ُم يِف ذَل َ َ‬ ‫‪ ،‬فَ َخ َ‬
‫ط ‪َ ،‬وذَ َكُروا‬ ‫ين ُولِ ُدوا يِف ا ِإل ْسالَِم ‪َ ،‬ومَلْ يُ ْش ِر ُكوا بِاللَّ ِه قَ ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ض ُه ْم ‪ :‬لَ َعلَّ ُه ُم الذ َ‬ ‫صحبُوا النَّيِب َّ ‪َ ، ‬وقَ َال َب ْع ُ‬
‫الَّ ِذين ِ‬
‫َ َ‬
‫َخَبُروهُ مِب ََقالَتِ ِه ْم ‪َ ،‬ف َق َال ‪ُ :‬ه ُم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وضو َن فيه ؟ فَأ ْ‬ ‫أَ ْشيَاءَ ‪ ،‬فَ َخَر َج إِلَْي ِه ُم النَّيِب ُّ ‪َ ، ‬ف َق َال ‪َ :‬ما َه َذا الَّذي ُكْنتُ ْم خَتُ ُ‬
‫حِم‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ٍن‬
‫اشةُ بْ ُن ْ َ‬ ‫ين الَ يَكَْت ُوو َن ‪َ ،‬والَ يَ ْسَتْرقُو َن ‪َ ،‬والَ َيتَطََّيُرو َن ‪َ ،‬و َعلَى َرهِّبِ ْم َيَت َو َّكلُو َن ‪َ ،‬ف َق َام عُ َّك َ‬ ‫الذ َ‬
‫آخُر َف َق َال ‪ :‬أَنَا ِمْن ُه ُم يَا‬ ‫ت مْن ُه ْم ‪ ،‬مُثَّ قَ َام َر ُج ٌل َ‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬أَنْ ِ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫ي ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَنَا ِمْن ُه ُم يَا َر ُس َ‬ ‫َس ِد ُّ‬
‫األ َ‬
‫ك هِبَا عُ َّك َ‬ ‫ول ِ‬
‫‪909‬‬
‫اشةُ‪.‬‬ ‫اهلل ؟ قَ َال ‪َ :‬سَب َق َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫‪ - 908‬صحيح مسلم(‪) 549‬‬
‫‪ - 909‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ )6430()339‬صحيح‬

‫‪304‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ « -  -‬ي ُق ُ‬ ‫وجاء يف صحيح البخاري عن أَىِب سعِ ٍ‬
‫ك‬‫ول لََّبْي َ‬‫آد ُم ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ يَا َ‬ ‫يد قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ف تِسع ِمائَةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك َواخْلَْيُر ىِف يَ َديْ َ‬
‫ث النَّا ِر قَ َال م ْن ُك ِّل أَلْ ْ َ‬ ‫ث النَّا ِر ‪ .‬قَ َال َو َما َب ْع ُ‬
‫ِج َب ْع َ‬
‫َخر ْ‬ ‫ول أ ْ‬
‫ك ‪.‬قَ َال َي ُق ُ‬ ‫َو َس ْع َديْ َ‬
‫ِ‬ ‫وتِسعةً وتِسعِني ‪ .‬فَ َذ َاك ِحني ي ِشيب َّ ِ‬
‫َّاس َسكَْرى َو َما ُه ْم‬ ‫ض ُع ُك ُّل َذات مَحْ ٍل مَحْلَ َها ‪َ ،‬و َتَرى الن َ‬ ‫الصغريُ ‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َعلَْي ِه ْم َف َقالُوا يَا َر ُس ُ‬
‫ول اللَّه أ َُّينَا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل قَ َال « أَبْشُروا ‪،‬‬ ‫اب اللَّه َشدي ٌد » ‪ .‬فَا ْشتَ َّد َذل َ‬ ‫ب َسكَْرى َولَك َّن َع َذ َ‬
‫ف َو ِمْن ُك ْم َر ُج ٌل ‪ -‬مُثَّ قَ َال ‪َ -‬والَّ ِذى َن ْف ِسى ىِف يَ ِد ِه إِىِّن ألَطْ َم ُع أَ ْن تَ ُكونُوا‬ ‫وج َو َمأْ ُج َ‬
‫وج أَلْ ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ َّن م ْن يَأْ ُج َ‬
‫ث أ َْه ِل اجْلَن َِّة » ‪ .‬قَ َال فَ َح ِم ْدنَا اللَّهَ َو َكَّب ْرنَا ‪ ،‬مُثَّ قَ َال « َوالَّ ِذى َن ْف ِسى ىِف يَ ِد ِه إِىِّن ألَطْ َم ُع أَ ْن تَ ُكونُوا َشطَْر‬ ‫ثُلُ َ‬
‫الرقْ َم ِة ىِف ِذ َر ِ‬
‫اع احْلِ َما ِر‬ ‫َس َو ِد أَ ِو َّ‬ ‫أَه ِل اجْل ن َِّة ‪ ،‬إِ َّن مثلَ ُكم ىِف األُم ِم َكمث ِل الشَّعر ِة الْبي ِ ِ ِ‬
‫ضاء ىِف ج ْلد الث َّْو ِر األ ْ‬ ‫ََ َ ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫‪910‬‬
‫» ‪ .‬الرقمة ‪ :‬الدائرة‬
‫وليس السبب يف كثرة أهل النار هو عدم بلوغ احلق إىل البشر على اختالف أزماهنم ‪ ،‬فإن اهلل ال يؤاخذ‬
‫ض َّل فَِإمَّنَا ي ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ض ُّل َعلَْي َها َواَل تَ ِز ُر َوا ِز َرةٌ‬ ‫َ‬ ‫العباد إذا مل تبلغهم دعوته‪َ ( :‬م ِن ْاهتَ َدى فَِإمَّنَا َي ْهتَدي لَن ْفسه َو َم ْن َ‬
‫ث َر ُسواًل (‪[ )15‬اإلسراء‪ ، )]15/‬ولذلك فإن اهلل أرسل يف كل‬ ‫ني َحىَّت َنْب َع َ‬‫ُخَرى َو َما ُكنَّا ُم َع ِّذبِ َ‬ ‫ِو ْز َر أ ْ‬
‫اك بِاحْلَ ِّق بَ ِش ًريا َونَ ِذ ًيرا َوإِ ْن ِم ْن أ َُّم ٍة إِاَّل َخاَل فِ َيها نَ ِذ ٌير (‪[ )24‬فاطر‪ ،)]24/‬ولكن‬ ‫أمة نذيرا‪ ( :‬إِنَّا أ َْر َس ْلنَ َ‬
‫السبب يف ذلك يعود إىل قلَّة الذين استجابوا للرسل وكثرة الذين كفروا هبم ‪،‬وكثري من الذين استجابوا‬
‫مل يكن إمياهنم خالصا نقيا ‪.‬‬
‫وقد تعرض ابن رجب يف كتابه ( التخويف من النار ) إىل السبب يف قلة أهل اجلنة ‪ ،‬وكثرة أهل النار‬
‫وتدل أيضا على أن‬ ‫فقال‪ ( :‬فهذه األحاديث وما يف معناها تدل على أن أكثر بين آدم من أهل النار ‪ُّ ،‬‬
‫اتباع الرسل قليل بالنسبة إىل غريهم ‪ ،‬وغري أتباع الرسل كلهم يف النار إال من مل تبلغه الدعوة أو مل‬
‫يتمكن من فهمها على ما جاء فيه من االختالف‪ ،‬واملنتسبون إىل أتباع الرسل كثري منهم من متسك بدين‬
‫َّار‬ ‫منسوخ‪ ،‬وكتاب مبدل وهم أيضا من أهل النار كما قال تعاىل ‪ ( :‬ومن ي ْك ُفر بِِه ِمن اأْل ْ ِ‬
‫َحَزاب فَالن ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ ْ‬
‫َم ْو ِع ُدهُ [هود‪ ، )]17/‬وأما املنتسبون إىل الكتاب والشريعة املؤيدة والدين احلق فكثري منهم من أهل النار‬
‫أيضا ‪ ،‬وهم املنافقني الذين هم يف الدرك السفل من النار ‪ ،‬وأما املنتسبون إليه ظاهرا وباطنا فكثري منهم‬
‫فنت بالشبهات ‪ ،‬وهم أهل البدع والضالل ‪ ،‬وقد وردت األحاديث على أن هذه األمة ستفرتق على‬
‫بضع وسبعني فرقة كلها يف النارإال فرقة واحدة‪ ،‬وكثري منها أيضا فنت بالشهوات احملرمة املتوعد عليها‬
‫بالنار – وإن مل يقتض اخللود فيها – فلم ينج من الوعيد بالنار ‪ ،‬ومل يستحق الوعد املطلق باجلنة من هذه‬

‫‪ - 910‬صحيح البخارى (‪ ) 6530‬و صحيح مسلم (‪)554‬‬

‫‪305‬‬
‫األمة إال فرقة واحدة‪ ،‬وهو ما كان عليه النيب ‪ ‬وأصحابه ظاهرا وباطنا وسلم من فتنة الشهوات‬
‫‪911‬‬
‫والشبهات ‪ ،‬وهؤالء قليل جدا السيما يف األزمان املتأخرة)‬
‫ولعل السبب األعظم هو اتباع الشهوات ‪ ،‬ذلك أن حب الشهوات مغروس; يف أعماق النفس البشرية قال‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة َواخْلَْي ِل‬ ‫ات ِمن النِّس ِاء والْبنِني والْ َقنَ ِ‬
‫اط ِري الْ ُم َقْنطَر ِة ِم َن َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫ب الشَّهو ِ‬ ‫تعاىل ‪ُ ( :‬زيِّ َن لِلن ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫َّاس ُح ُّ َ َ‬
‫الد ْنيا واللَّهُ ِعْن َده حسن الْم َآ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْمس َّوم ِة واأْل َْنع ِام واحْل ر ِ ِ‬
‫ب (‪[ )14‬آل عمران‪، )]14/‬‬ ‫ُ ُُْ َ‬ ‫ك َمتَاعُ احْلَيَاة ُّ َ َ‬ ‫ث َذل َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َْ‬
‫وكثري من الناس يريد الوصول إىل هذه الشهوات عن الطريق اليت هتواها نفسه وحيبها قلبه ‪ ،‬وال يراعي يف‬
‫ذلك شرع اهلل املنزل ‪ ،‬أضف إىل هذا متسك األبناء مبرياث اآلباء املناقض لشرع اهلل‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬
‫وها إِنَّا َو َج ْدنَا آَبَاءَنَا َعلَى أ َُّم ٍة َوإِنَّا َعلَى‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يِف َق ْريَة م ْن نَذي ٍر إِاَّل قَ َال ُمْتَرفُ َ‬ ‫ك َما أ َْر َس ْلنَا ِم ْن َقْبل َ‬
‫( َو َك َذل َ‬
‫آَثَا ِر ِه ْم ُم ْقتَ ُدو َن (‪[ )23‬الزخرف‪. )]23/‬‬
‫ات ‪ ،‬وح ِجب ِ‬
‫ت‬ ‫ت النَّار بِالشَّهو ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬قَ َال « ح ِجب ِ‬ ‫ويف صحيح البخاري َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬
‫َُ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُ َ‬
‫اجْلَنَّةُ بِالْ َم َكا ِر ِه » ‪.912‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 911‬التخويف من النار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)193‬‬


‫‪ - 912‬صحيح البخارى (‪) 6487‬‬

‫‪306‬‬
‫المبحث الثامن والعشرون‬
‫النساء أكثر أهل النار‬

‫َّار‬
‫يت الن َ‬ ‫اس قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « -  -‬أُِر ُ‬ ‫فع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫أكثر من يدخل النار من عصاة املوحدين النساء ‪َ ،‬‬
‫يل أَيَ ْك ُف ْر َن بِاللَّ ِه قَ َال « يَ ْك ُف ْر َن الْ َع ِش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّساءُ يَ ْك ُف ْر َن » ‪ .‬ق َ‬ ‫فَإ َذا أَ ْكَثُر أ َْهل َها الن َ‬
‫ط » ‪.913‬‬ ‫ك َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ما رأَي ِ‬ ‫أَحسْنت إِىَل إِح َداه َّن الدَّهر مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬
‫َصْبتُهُ ألَ َك ْلتُ ْم مْنهُ‬ ‫ودا ‪َ ،‬ولَ ْو أ َ‬ ‫ت عُْن ُق ً‬ ‫ت اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَتنَ َاولْ ُ‬ ‫اس قَ َال ‪:‬قَ َال ‪ « -  -‬إِىِّن َرأَيْ ُ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ ْم أ ََر َمْنظَرا َكالَْي ْوِم قَ ُّ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬وأُِر ُ‬
‫ما ب ِقي ِ‬
‫ِّساءَ » ‪ .‬قَالُوا َ‬ ‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ط أَفْظَ َع ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫ً‬ ‫يت الن َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل يَ ْك ُف ْر َن باللَّه قَ َال « يَ ْك ُف ْر َن الْ َعش َري ‪َ ،‬ويَ ْك ُف ْر َن ا ِإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَا َر ُس َ َّ‬
‫ول الله قَ َال « ب ُك ْفره َّن » ‪ .‬ق َ‬
‫ط » ‪.914‬‬ ‫ك َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ك َشيئًا قَالَت ما رأَي ِ‬ ‫أَحسْنت إِىَل إِح َداه َّن الدَّهر ُكلَّه ‪ ،‬مُثَّ رأ ِ‬
‫ت مْن َ ً‬ ‫ْ َ َُْ‬ ‫َت مْن َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الْ ُف َقَراءَ ‪َ ،‬واطَّلَ ْع ُ‬ ‫ت ىِف اجْلَنَّة َفَرأَيْ ُ‬ ‫صنْي ٍ َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « اطَّلَ ْع ُ‬ ‫وع ْن ع ْمَرا َن بْ ِن ُح َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت أَ ْكَثَر أ َْهل َها الن َ‬ ‫ىِف النَّا ِر َفَرأَيْ ُ‬
‫‪915‬‬
‫ِّساءَ » ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن أُسامةَ ب ِن زي ٍد ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ت‬‫ني ‪َ ،‬ونَظَْر ُ‬ ‫ت إِىَل اجْلَنَّة ‪ ،‬فَِإ َذا أَ ْكَثُر أ َْهل َها الْ َم َساك ُ‬ ‫ول اهلل ‪ : ‬نَظَْر ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َْ‬
‫ِ ‪916‬‬
‫َّار قَ ْد أ ُِمَر هِبِ ْم إِىَل النَّار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬
‫وسو َن ‪َ ،‬وإ َذا الْ ُكف ُ‬ ‫ِّساءُ ‪َ ،‬وإ َذا أ َْه ُل اجْلَ ِّد حَمْبُ ُ‬‫النَّار ‪ ،‬فَإ َذا أَ ْكَثُر أ َْهل َها الن َ‬
‫ِ‬ ‫وعن أَىِب سعِ ٍ‬
‫صلَّى ‪ ،‬فَ َمَّر َعلَى‬ ‫َض ًحى ‪ -‬أ َْو فطْ ٍر ‪ -‬إِىَل الْ ُم َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬ىِف أ ْ‬ ‫ى قَ َال َخَر َج َر ُس ُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ول اللَّ ِه قَ َال «‬ ‫ص َّدقْ َن ‪ ،‬فَِإىِّن أُِريتُ ُك َّن أَ ْكَثَر أ َْه ِل النَّا ِر » ‪َ .‬ف ُق ْل َن َومِبَ يَا َر ُس َ‬ ‫النِّس ِاء َف َق َال « يا معشر الن ِ‬
‫ِّساء تَ َ‬
‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِل احْلَازم م ْن إ ْح َدا ُك َّن‬ ‫ب َّ‬ ‫ب للُ ِّ‬ ‫صات َع ْق ٍل َودي ٍن أَ ْذ َه َ‬ ‫ت م ْن نَاق َ‬ ‫تُكْث ْر َن الل ْع َن ‪َ ،‬وتَ ْك ُف ْر َن الْ َعش َري ‪َ ،‬ما َرأَيْ ُ‬
‫الر ُج ِل » ‪.‬‬ ‫ف َش َه َاد ِة َّ‬ ‫صِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫» ‪ُ .‬قْلن وما نُ ْقصا ُن ِدينِنَا وع ْقلِنَا يا رس َ َّ ِ‬
‫س َش َه َادةُ الْ َم ْرأَة مثْ َل ن ْ‬ ‫ول الله قَ َال « أَلَْي َ‬ ‫ََ َ َُ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ُقْلن بلَى ‪ .‬قَ َال « فَ َذلِك ِمن نُ ْق ِ ِ‬
‫ص ْم » ‪ُ .‬قْل َن َبلَى ‪ .‬قَ َال «‬ ‫ص ِّل َومَلْ تَ ُ‬ ‫ت مَلْ تُ َ‬ ‫س إِذَا َح َ‬
‫اض ْ‬ ‫صان َع ْقل َها ‪ ،‬أَلَْي َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ان ِدينِ َها » ‪ .‬احلازم ‪ :‬الضابط ألمره ‪-‬اللب ‪ :‬العقل‬ ‫‪917‬‬ ‫ك ِمن نُ ْقص ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َذل َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫صلَّى مُثَّ‬‫صلَّى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َض ًحى ‪ ،‬أ َْو فطْ ٍر إِىَل الْ ُم َ‬ ‫اهلل ‪ ‬يِف أ ْ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬خَر َج َر ُس ُ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ظ النَّاس وأَمرهم بِ َّ ِ‬
‫ف ‪ ،‬فَ َمَّر َعلَى‬ ‫صَر َ‬ ‫ص َّدقُوا ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫َّاس ‪ ،‬تَ َ‬ ‫الص َدقَة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَيُّ َها الن ُ‬ ‫ف ‪َ ،‬ف َق َام ‪َ ،‬ف َو َع َ َ َ َ َ ُ ْ‬ ‫صَر َ‬ ‫انْ َ‬
‫ول ِ‬ ‫مِل ِ‬ ‫النِّس ِاء َف َق َال ‪ :‬يا معشر الن ِ‬
‫اهلل ؟‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫ص َّدقْ َن ‪ ،‬فَِإيِّن أ ََرا ُك َّن أَ ْكَثَر أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬ف ُق ْل َن ‪َ :‬و َ ذَل َ‬ ‫ِّساء تَ َ‬
‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 913‬صحيح البخارى(‪) 29‬‬


‫‪ - 914‬صحيح البخارى(‪) 1052‬‬
‫‪ - 915‬صحيح البخارى(‪) 3241‬‬
‫‪ - 916‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7456()494‬صحيح‬
‫‪ - 917‬صحيح البخارى(‪) 304‬‬

‫‪307‬‬
‫الر ُج ِل احْلَا ِزِم ِم ْن‬ ‫ب َّ‬ ‫ب لِلُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫صات َع ْق ٍل َودي ٍن أَ ْذ َه َ‬
‫قَ َال ‪ :‬تُكْثِر َن اللَّعن ‪ ،‬وتَ ْك ُفر َن الْع ِشري ‪ ،‬ما رأَيت ِمن نَاقِ ِ‬
‫ْ َْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬أَلَيس َشهادةُ الْمرأَةِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫صا ُن ِدينِنَا َو َع ْقلنَا يَا َر ُس َ‬ ‫إِحدا ُك َّن ‪ ،‬يا معشر الن ِ‬
‫ْ َ َ َ َْ‬ ‫ِّساء ‪َ ،‬ف ُق ْل َن لَهُ ‪َ :‬ما نُ ْق َ‬ ‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫َْ‬
‫ت إِ َذا ح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َش َه َاد ِة َّ‬ ‫صِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اضت الْ َم ْرأَةُ مَلْ‬ ‫َ‬ ‫صا ُن َع ْقل َها ‪ ،‬أ ََو لَْي َس ْ‬ ‫الر ُج ِل ؟ ُق ْل َن ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َذ َاك نُ ْق َ‬ ‫مثْ َل ن ْ‬
‫ِ ِ ‪918‬‬
‫صا ُن دين َها"‬ ‫ص ْم ؟ ُقْل َن ‪َ :‬بلَى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َذ َاك نُ ْق َ‬ ‫ص ِّل َومَلْ تَ ُ‬ ‫تُ َ‬
‫ص َّدقْ َن َولَ ْو ِم ْن ُحلِيِّ ُك َّن ‪ ،‬فَِإنَّ ُك َّن‬ ‫اهلل ‪َ ‬ف َق َال ‪ :‬يا معشر الن ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ِّساء ‪ ،‬تَ َ‬ ‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫ت ‪َ :‬خطََبنَا َر ُس ُ‬ ‫ب قَالَ ْ‬ ‫وع ْن َز ْينَ َ‬
‫َ‬
‫ت ‪َ :‬س ْل يِل َر ُس َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول‬ ‫يف َذات الْيَد ‪َ ،‬ف َقالَ ْ‬ ‫ت ‪َ :‬و َكا َن َعْب ُد اهلل َر ُجالً َخف َ‬ ‫أَ ْكَثُر أ َْه ِل َج َهن َ‬
‫َّم َي ْو َم الْقيَ َامة‪ .‬قَالَ ْ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َدقَ ِة َّ‬
‫ئ َعيِّن ِم َن َّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ‬قَ ْد‬ ‫ت ‪َ :‬و َكا َن َر ُس ُ‬ ‫الن َف َقةُ َعلَى َز ْوجي َوأ َْيتَ ٍام يِف ح ْج ِري ؟ قَالَ ْ‬ ‫اهلل ‪ ‬أَجُتْ ِز ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت علَي ِه الْمهابةُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬الَ بل سلِ ِيه أَنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫صا ِر‬ ‫ت فَِإ َذا َعلَى الْبَاب ْامَرأَةٌ م َن األَنْ َ‬ ‫ت ‪ :‬فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫ت ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫أُلْقيَ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ول ِ‬
‫ئ َعنَّا‬ ‫اهلل ‪ : ‬أَجُتْ ِز ُ‬ ‫ت لَهُ ‪َ :‬س ْل لَنَا َر ُس َ‬ ‫ت ‪ :‬فَ َخَر َج َعلَْينَا بِالَ ٌل ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫اجيِت امْسُ َها َز ْينَ ُ‬‫اجُت َها َح َ‬ ‫َح َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َدقَِة َّ‬ ‫ِم َن َّ‬
‫اهلل ‪َ ،‬علَى‬ ‫ت ‪ :‬فَ َد َخ َل بِالَ ٌل َف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫الن َف َقةُ َعلَى أ َْز َواجنَا َوأ َْيتَ ٍام يِف ُح ُجو ِرنَا ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ب ْامَرأَةٌ ِم َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫َي َّ ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْامَرأَةُ َعْبد اهلل ‪َ ،‬و َز ْينَ ُ‬ ‫الزيَانب ؟ قَ َال ‪َ :‬ز ْينَ ُ‬ ‫اهلل ‪ : ‬أ ُّ‬ ‫ب ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫الْبَاب َز ْينَ ُ‬
‫الص َدقَِة ‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ك َعْن ُه َما ِم َن َّ‬ ‫الن َف َق ِة علَى أ َْزو ِاج ِهما وأَيت ٍام يِف حجو ِرمِه ا أَجُي ِز ُ ِ‬
‫ئ َذل َ‬ ‫ُُ َ ْ‬ ‫صا ِر ‪ ،‬تَ ْسأَالَ ِن َع ِن َّ َ َ َ َ َْ‬ ‫األَنْ َ‬
‫ِ ‪919‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪َ : ‬نعم هَل ما أ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫الص َدقَة‪.‬‬
‫َجُر َّ‬ ‫َجُر الْ َقَرابَة ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َجَران ‪ :‬أ ْ‬ ‫َ ْ َُ ْ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ني ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ويف الصحيحني عن أُسامةَ‪،‬ع ِن النَّيِب ‪ ‬قَ َال‪:‬قُمت علَى ب ِ ِ‬
‫اب اجْلَنَّة ‪ ،‬فَ َكا َن َع َّامةَ َم ْن َد َخلَ َها الْ َم َساك ُ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫اب النَّا ِر ‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ت َعلَى ب ِ‬ ‫ِ هِبِ‬
‫َ‬ ‫اب النَّا ِر قَ ْد أُمَر ْم إِىَل النَّا ِر ‪َ ،‬وقُ ْم ُ‬ ‫َص َح َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫وسو َن ‪َ ،‬غْيَر أ َّ‬ ‫اب اجْلَ ِّد حَمْبُ ُ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫‪920‬‬
‫ِّساءُ‪.‬‬
‫َع َّامةُ َم ْن َد َخلَ َها الن َ‬
‫ت ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُخَرى جْئ َ‬ ‫اح قَ َال َكا َن ل ُمطَِّرف بْ ِن َعْبد اللَّه ْامَرأَتَان فَ َجاءَ م ْن عْند إِ ْح َدامُهَا َف َقالَت األ ْ‬ ‫وع ْن أَىِب َّ‬
‫التيَّ ِ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن أَقَ َّل َساكِىِن اجْلَنَّةِ‬ ‫صنْي ٍ فَ َح َّد َثنَا أ َّ‬ ‫ِعْن ِد فُالَنَةَ َف َق َال ِجْئ ِ ِ ِ ِ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫ت م ْن عْند ع ْمَرا َن بْ ِن ُح َ‬ ‫ُ‬
‫‪921‬‬
‫ِّساءُ »‪.‬‬ ‫الن َ‬
‫يكن يف اجلنة أكثر باحلور وأما نساء أهل الدنيا فأقل أهل اجلنة قال‬ ‫قال ابن القيم‪ :‬فهذا يدل على أنه إمنا ّ‬
‫السمهودي‪ :‬وفيه نظر إلمكان اجلمع بأن املراد أن منكن يف اجلنة ليسري بالنسبة ملن يدخل النار منكن‬
‫ألهنن أكثر أهل النار وحيمل عليه خرب عائشة أقل ساكين اجلنة النساء يعين بالنسبة ملن يسكن منهن النار‬
‫‪922‬‬
‫"‬
‫‪ - 918‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5744( )54‬صحيح‬
‫‪ - 919‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4248( )58‬حسن‬
‫‪ - 920‬صحيح البخارى(‪ ) 5196‬ومسلم (‪)7113‬‬
‫‪ - 921‬صحيح مسلم (‪) 7118‬‬
‫‪ - 922‬فيض القدير‪ ،‬شرح اجلامع الصغري(ج ‪ / 2‬ص ‪)68‬‬

‫‪308‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪309‬‬
‫المبحث التاسع والعشرون‬
‫ذكر الجهنميين‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ين َك َفُروا لَ ْو‬ ‫قال الطربي ‪ " :‬قَ َال ‪َ :‬كا َن ابْن َعبَّاس َوأَنَس بْن َمالك َيتَأ ََّواَل ن َهذه اآْل يَة ‪ُ { :‬رمَّبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ني يِف النَّار ِحني حُيْبَس‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني َوالْ ُم ْش ِرك َ‬
‫ك َي ْوم جَيْ َمع اللَّه أ َْهل اخْلَطَايَا م ْن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ني } قَااَل ‪َ :‬ذل َ‬ ‫َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫ني ‪َ -‬فَي ُقول الْ ُم ْش ِر ُكو َن ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم َما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن ! قَ ْد مَجَ َعنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني َوالْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫أ َْهل اخْلَطَايَا م ْن الْ ُم ْسلم َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ض ِل رمْح ته ; َفيخ ِرجهم اللَّه ‪ ,‬و َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫ك حني َي ُقول ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ضب اللَّه هَلُ ْم ب َف ْ َ َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َوإِيَّا ُك ْم ; و َفَي ْغ َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬
‫َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫ني } قَ َال ‪ :‬يُ ْد ِخل اجْلَنَّة َو َي ْر َحم َحىَّت‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫و َع ْن ابْن َعبَّاس ‪َ ,‬ق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ُقول يِف ِ ِ‬
‫ك َق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫ك ‪َ :‬م ْن َكا َن ُم ْسل ًما َف ْليَ ْد ُخ ْل اجْلَنَّة ! قَ َال ‪ :‬فَ َذل َ‬ ‫آخر َذل َ‬ ‫َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬
‫َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫ك َي ْوم الْقيَ َامة َيتَ َمىَّن الذ َ‬ ‫ني } َذل َ‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫و َع ْن ابْن َعبَّاس ‪َ ,‬ق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم َو ِّحد َ‬
‫ني إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ني } قَ َال ‪َ :‬ه َذا يِف اجْلَ َهنَّميِّ َ‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫يِف‬
‫و َع ْن َعْبد اللَّه ‪َ ,‬ق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫َرأ َْو ُه ْم خَي ُْر ُجو َن ِم ْن النَّار‪.‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَ َال اِبن أَيِب َفروة الْعب ِدي أ َّ ِ‬
‫َن ابْن َعبَّاس َوأَنَس بْن َمالك َكانَا َيتَأ ََّواَل ن َهذه اآْل يَة ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ين‬ ‫ْ َ َْ ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِن‬ ‫ِِ‬
‫ني يِف النَّار ‪,‬‬ ‫ني َم َع الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ني } َيتَأ ََّواَل َا َي ْوم حَيْبِس اللَّه أ َْهل اخْلَطَايَا م ْن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫ض ِل‬ ‫ضب اللَّه هَلُ ْم بَِف ْ‬ ‫قَ َال ‪َ :‬فَي ُقول هَلُ ْم الْ ُم ْش ِر ُكو َن ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم َما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬فَي ْغ َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫رمْح ته ‪َ ,‬فيخ ِرجهم ‪ ,‬فَ َذلِ َ ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك حني َي ُقول ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َ َ ُْ ُْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و َع ْن ابْن َعبَّاس ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬ما َيَزال اللَّه يُ ْدخل اجْلَنَّة ‪َ ,‬و َي ْر َحم َويَ ْش َفع َحىَّت َي ُقول ‪َ :‬م ْن َكا َن م ْن الْ ُم ْسلم َ‬
‫ني‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك َق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َفْليَ ْد ُخ ْل اجْلَنَّة ! فَ َذل َ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني } قَ َال ‪ُ :‬ح ِّدثْت‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫وقال مَحَّاد ‪َ :‬سأَلْت إ ْبَراهيم َع ْن َهذه اآْل يَة ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ضب اللَّه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم َما ُكْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن ؟ قَ َال ‪َ :‬فَي ْغ َ‬ ‫ني قَالُوا ل َم ْن َد َخ َل النَّار م ْن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫َن الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫أ َّ‬
‫ني ‪ :‬اِ ْش َفعُوا ! َفيَ ْش َفعُو َن ‪َ ,‬فيُ ْخ ِر ُجو َن ِم ْن النَّار ‪َ ,‬حىَّت إِ َّن إِبْلِيس لَيَتَطَ َاول‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫هَلُ ْم ‪َ ,‬فَي ُقول ل ْل َماَل ئ َكة َوالنَّبِيِّ َ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َر َجاء أَ ْن خُيَْرج َم َع ُه ْم ‪،‬قَ َال ‪ :‬فَعِْند ذَل َ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك َي َو ّد الذ َ‬

‫‪310‬‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ ِ‬
‫ني } قَ َال ‪َ :‬ي ُقول‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫و َع ْن إ ْبَراهيم ‪ ,‬أَنَّهُ قَ َال َق ْول اللَّه َعَّز َو َج َّل ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ضب اللَّه هَلُ ْم ‪َ ,‬فَي ُقول‬ ‫ت َعْن ُك ْم " اَل إِلَه إِاَّل اللَّه " ؟ قَ َال َفَي ْغ َ‬ ‫من يِف النَّار ِمن الْم ْش ِركِ ِ ِ ِ‬
‫ني ‪َ :‬ما أَ ْغنَ ْ‬ ‫ني ل ْل ُم ْسلم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ني }‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك ‪َ { :‬ي َو ّد الذ َ‬ ‫‪َ :‬م ْن َكا َن ُم ْسل ًما َفْليَ ْخُر ْج م ْن النَّار ! قَ َال ‪ :‬فَعْند َذل َ‬
‫ني } قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْهل النَّار َي ُقولُو َن ‪ُ :‬كنَّا‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ ِ ِ يِف‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫وع ْن إ ْبَراهيم َق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫هتم إِيَّاهُ ؟ قَ َال ‪َ :‬فيَ ْخُرج ِم ْن النَّار َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َما أَ ْغىَن َعْن ُه ْم عبَ َاد ْ‬ ‫أ َْهل شْرك َو ُك ْفر ‪ ,‬فَ َما َشأْن َه ُؤاَل ء الْ ُم َو ِّحد َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪.‬قَ َال ‪ :‬فَعِْند َذل َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك { َي َو ّد الذ َ‬ ‫َكا َن ف َيها م ْن الْ ُم ْسلم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ ,‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ين ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم إِميَان ُك ْم ؟ قَ َال ‪ :‬فَِإ َذا قَالُوا َذل َ‬ ‫وع ْن جُمَاهد ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬ي ُقول أ َْهل النَّار ل ْل ُم َو ِّحد َ‬ ‫َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ُجوا َم ْن َكا َن يِف َقْلبه ِم ْث َقال َذ َّرة ! فَعِْند َذل َ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك { َي َو ّد الذ َ‬ ‫أْ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني }‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫وع ْن مَحَّاد ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬سأَلْت إ ْبَراهيم َع ْن َق ْول اللَّه َعَّز َو َج َّل ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضب اللَّه هَلُ ْم ‪َ ,‬فيَأْ ُمر النَّبِيِّ َ‬
‫ني‬ ‫قَ َال ‪ :‬الْ ُكفَّار يُ َعِّيُرو َن أ َْهل الت َّْوحيد ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم اَل إِلَه إِاَّل اللَّه ؟ َفَي ْغ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َق ْوله ‪:‬‬ ‫َوالْ َماَل ئِ َكة َفيَ ْش َفعُو َن ‪َ ,‬فيُ ْخَرج أ َْهل الت َّْو ِحيد ‪َ ,‬حىَّت إِ َّن إِبْليس لَيَتَطَ َاول َر َجاء أَ ْن خُيَْرج ‪ ,‬فَ َذل َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫{ ُرمَبَا َي َو ّد الذ َ‬
‫ضاء َبنْي َخ ْلقه ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َكا َن ُم ْسلِ ًما َفْليَ ْد ُخ ْل اجْلَنَّة ! فَعِْند‬ ‫اهد ‪ ,‬قَ َال ‪ :‬إِ َذا َفر َ ِ‬
‫غ اللَّه م ْن الْ َق َ‬ ‫َ‬
‫وعن جُم ِ‬
‫َْ َ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك { َي َو ّد الذ َ‬ ‫َذل َ‬
‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ُقول آخرو َن ‪ :‬بل يع ِّذب اللَّه نَ ِ‬
‫فه ْم الْ ُم ْش ِر ُكو َن َفَي ُقولُو َن ‪:‬‬ ‫اسا م ْن أ َْهل الت َّْوحيد يِف النَّار بِ ُذنُو ْم ‪َ ,‬فَي ْع ِر ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫جه ْم ‪َ ,‬فَي ُقول ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫ضب هَلُ ْم َفيُ ْخ ِر ُ‬ ‫ت َعْن ُك ْم عبَ َادة َربّ ُك ْم َوقَ ْد أَلْ َقا ُك ْم يِف النَّار ؟ َفَي ْغ َ‬ ‫َما أَ ْغنَ ْ‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬
‫َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫ين خُيَْر ُجو َن‬ ‫وعن أَيِب الْعالِية ‪ ,‬يِف َقوله ‪ { :‬ر ا يود الَّ ِذين َك َفروا لَو َكانُوا مسلِ ِمني } قَ َال ‪َ :‬نزلَ يِف َّ ِ‬
‫ت الذ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ مَبَ َ َ ّ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫ِم ْن النَّار ‪.‬‬
‫ك َواَللَّه َي ْوم الْ ِقيَ َامة ‪َ ,‬و ُّدوا لَ ْو‬ ‫ِ‬
‫ني } َو َذل َ‬ ‫ِِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫َّ ِ‬
‫وع ْن َقتَ َادة ‪َ ,‬ق ْوله ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫َكانُوا يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ُم ْسلم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َف ْليَ ْد ُخ ْل‬‫وع ْن ابْن َعبَّاس ‪ ,‬قَ َال ‪َ :‬ما َيَزال اللَّه يُ ْدخل اجْلَنَّة َويَ ْش َفع َحىَّت َي ُقول ‪َ :‬م ْن َكا َن م ْن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫َ‬
‫‪923‬‬
‫ني }‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اجْل نَّة ! فَ َذلِ َ ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫ك حني َي ُقول ‪ُ { :‬رمَبَا َي َو ّد الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬قَ َال ‪ " :‬إِ َّن نَ ِ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫اسا م ْن أ َْه ِل اَل إلَهَ إاَّل اللَّهُ يَ ْد ُخلُو َن الن َ‬
‫َّار‬ ‫ً‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ك ‪ :‬أ َّ‬ ‫َو َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ت َوالْعَُّزى ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم َق ْولُ ُك ْم ‪ :‬اَل إِلَهَ إِاَّل اللَّهُ ‪َ ،‬وأَْنتُ ْم َم َعنَا يِف النَّا ِر ؟‬ ‫ول هَل م أَهل الاَّل ِ‬ ‫ِ هِبِ‬
‫ب ُذنُو ْم ‪َ ،‬فَي ُق ُ ُ ْ ْ ُ‬
‫ف هِبِ ْم ) يِف َن ْه ِر احْلَيَ ِاة ‪َ ،‬فيَْبَرءُو َن ِم ْن َحْرقِ ِه ْم َك َما َيْبَرأُ الْ َق َمُر ِم ْن‬ ‫ب اللَّهُ هَلُ ْم ‪َ ،‬فيُ ْخ ِر ُج ُه ْم ( َفَي ْق ِذ ُ‬‫ضُ‬ ‫َفَي ْغ َ‬
‫‪ - 923‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ ) 15889- 15878()18‬وهي أسانيد تقوي بعضها البعض‬

‫‪311‬‬
‫ت َه َذا ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ‪ ،‬مَس ْع َ‬ ‫ني " ‪َ .‬ف َق َال َر ُج ٌل ‪ :‬يَا أَنَ ُ‬ ‫ُك ُسوفه ‪َ ،‬فيَ ْد ُخلُو َن اجْلَنَّةَ َفيُ َس ِّمي ِه ْم أ َْه ُل اجْلَنَّة ‪ :‬اجْلَ َهنَّميِّ َ‬
‫ب َعلَ َّي ُمَت َع ِّم ًدا َف ْليَتََب َّوأْ‬ ‫ول ‪َ " :‬م ْن َك َذ َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫س ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َر ُسول الله ‪ -  -‬؟ َف َق َال أَنَ ٌ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ِ ‪924‬‬
‫ول َه َذا ‪َ .‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ يِف اأْل َْو َسط ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْق َع َدهُ م َن النَّا ِر " ‪ .‬أَنَا مَس ْع ُ‬
‫ول ِ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ ِ‬ ‫يف ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ألَيِب سعِ ٍ‬ ‫وعن أَيِب رو ٍق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬ح َّد َثنَا صالِح بْن أَيِب طَ ِر ٍ‬
‫اهلل‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ي ‪ :‬أَمَس ْع َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلِ َمنْي َ } [احلجر] ؟ َف َق َال ‪َ :‬ن َع ْم مَسِ ْعتُهُ ‪،‬‬ ‫َّ ِ‬
‫{رمَبَا َي َو ُّد الذ َ‬
‫ِِ ِ‬
‫ول يِف َهذه اآليَة ‪ُ :‬‬ ‫‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ‪ :‬خُيْرِج اللَّه أُنَاسا ِمن الْم ْؤ ِمنِ ِ‬
‫َّار َم َع‬‫ني م َن النَّار َب ْع َد َما يَأْ ُخ ُذ ن ْق َمتَهُ مْن ُه ْم ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَ َّما أ َْد َخلَ ُه ُم اللَّهُ الن َ‬ ‫ُ ُ ً َ ُ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫الد ْنيَا أَنَّ ُك ْم أ َْولِيَاءُ فَ َما لَ ُك ْم َم َعنَا يِف النَّا ِر ‪ ،‬فَِإ َذا‬
‫س ُكْنتُ ْم َتْزعُ ُمو َن يِف ُّ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪ ،‬قَ َال الْ ُم ْشر ُكو َن ‪ :‬أَلَْي َ‬
‫ِ‬
‫الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫الش َفاع ِة ‪َ ،‬فيتَ َشفَّع هَل م الْمالَئِ َكةُ والنَّبِيُّو َن حىَّت خَي ْرجوا بِِإ ْذ ِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَسِ ع اللَّه َذلِ َ ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فلَ َّما‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ك مْن ُه ْم أَذ َن يِف َّ َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َق ْو ُل اهلل َج َّل َو َعالَ ‪:‬‬ ‫اعةُ ‪َ ،‬فنُ ْخَر ُج م َن النَّا ِر ‪ ،‬فَ َذل َ‬ ‫ُخ ِر ُجوا ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬يَا لَْيَتنَا ُكنَّا َمَثلَ ُه ْم ‪َ ،‬فتُ ْد ِر ُكنَا َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫أْ‬
‫َج ِل َس َو ٍاد‬ ‫َّميِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ني م ْن أ ْ‬ ‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسل َمنْي ِ } [احلجر] ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ َس َّم ْو َن يِف اجْلَنَّة اجْلَ َهن َ‬ ‫{رمَبَا َي َو ُّد الذ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫يِف‬ ‫يِف‬
‫ب َعنَّا َه َذا اال ْس َم ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَأْ ُمُر ُه ْم َفَي ْغتَسلُو َن َن ْه ٍر اجْلَنَّة َفيَ ْذ َه ُ‬ ‫يِف ُو ُجوه ِه ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ربَّنَا أَ ْذه ْ‬
‫‪925‬‬
‫ك ِمْن ُه ْم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫اجتَ َم َع أ َْه ُل النَّا ِر يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َم َع ُه ْم ِم ْن أ َْه ِل‬ ‫وسى َرض َي اللَّهُ َعْنهُ ‪َ ،‬عن ِالنَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َذا ْ‬
‫ِ‬
‫و َع ْن أَيِب ُم َ‬
‫ِ ِ‬
‫وب‬
‫ت لَنَا ذُنُ ٌ‬ ‫الم ُك ْم ‪َ ،‬وقَ ْد ِص ْرمُتْ َم َعنَا يِف النَّا ِر ؟ قَالُوا ‪َ :‬كانَ ْ‬ ‫ِ‬
‫الْقْبلَة َم ْن َشاءَ اللَّهُ ‪ ،‬قَالُوا ‪َ :‬ما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم إ ْس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِب‬
‫ُخ ِر ُجوا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫‪ ،‬فَأُخ ْذنَا َا ‪ ،‬فَ َسم َع اللَّهُ َما قَالُوا ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأ ََمَر َ ْن َكا َن يِف النَّا ِر م ْن أ َْه ِل الْقْبلَة فَأ ْ‬
‫ات الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ك آَيَ ُ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪{ :‬الر تِْل َ‬ ‫ُخ ِر ُجوا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َقَرأَ َر ُس ُ‬ ‫َّار ‪ :‬يَا لَْيَتنَا ُكنَّا ُم ْسل َمنْي ِ ‪َ ،‬فنُ ْخَر ُج َك َما أ ْ‬ ‫الْ ُكف ُ‬
‫‪926‬‬
‫ني (‪[ )2‬احلجر‪" ]3-1/‬‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ ٍِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬ ‫َو ُق ْرآَن ُمبني (‪ُ )1‬رمَبَا َي َو ُّد الذ َ‬
‫وع ْن حُمَ َّمد بْن َعلِ ّي َع ْن أَبِ ِيه َع ْن َج ّده قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُسول اللَّه ‪ِ " ‬مْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخذهُ النَّار إِىَل ُر ْكبََتْي ِه َو ِمْن ُه ْم‬ ‫َ‬
‫اهلم َو ِمْن ُه ْم َم ْن مَيْ ُكث فِ َيها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْن تَأْ ُخذهُ إىَل ُح ْجَزته َومْن ُه ْم َم ْن تَأْ ُخذهُ النَّار إىَل عُنُقه َعلَى قَ ْدر ذُنُ ْ‬
‫وهبم َوأ َْع َم ْ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيَا ُمْن ُذ َي ْوم‬ ‫هلم فِ َيها ُمكْثًا بَِق ْد ِر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َش ْهًرا مُثَّ خَي ُْرج مْن َها َومْن ُه ْم َم ْن مَيْ ُكث ف َيها َسنَة مُثَّ خَي ُْرج مْن َها َوأَطْ َو ْ‬
‫َّص َارى َو َم ْن يِف النَّار ِم ْن أ َْهل اأْل َْديَان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الَْي ُهود َوالن َ‬ ‫جه ْم مْن َها قَالَ ْ‬ ‫ت إِىَل أَ ْن َت ْفىَن فَِإ َذا أ ََر َاد اللَّه أَ ْن خُيْ ِر ُ‬ ‫ُخل َق ْ‬
‫َواأْل َْوثَان لِ َم ْن يِف النَّار ِم ْن أ َْهل الت َّْو ِحيد َآمْنتُ ْم بِاَللَّ ِه َو ُكتُبه َو ُر ُسله َفنَ ْح ُن َوأَْنتُ ْم الَْي ْوم يِف النَّار َس َواء‬

‫‪ - 924‬جممع الزوائد(‪َ ) 18533‬وفِ ِيه َم ْن مَلْ أ َْع ِر ْف ُه ْم ‪.‬‬


‫‪ - 925‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7432()458‬حسن‬
‫‪ - 926‬املستدرك للحاكم(;‪ )2954‬وصححه; ووافقه الذهيب !! ضعيف‬

‫‪312‬‬
‫جه ْم إِىَل َعنْي يِف اجْلَنَّة َو ُه َو َق ْوله " ُرمَبَا َي َو ّد‬ ‫َفي ْغضب اللَّه هَل م َغضبا مَل ي ْغ ِ ٍ ِ‬
‫ضى َفيُ ْخ ِر ُ‬‫يما َم َ‬
‫ضبهُ ل َش ْيء ف َ‬
‫ُْ ًَ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ني" ‪.927‬‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو َكانُوا ُم ْسلم َ‬
‫الذ َ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 927‬أخرجه ابن أيب حامت وفيه جماهيل‪ ،‬تفسري ابن كثري ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)526‬‬

‫‪313‬‬
‫المبحث الثالثون‬
‫تخاصم أهل النار‬

‫صالُوا النَّا ِر (‪ )59‬قَالُوا بَ ْل أَْنتُ ْم اَل َم ْر َحبًا بِ ُك ْم‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬


‫قال تعاىل ‪َ { :‬ه َذا َف ْو ٌج ُم ْقتَح ٌم َم َع ُك ْم اَل َم ْر َحبًا ْم إِن َُّه ْم َ‬
‫َّم لَنَا َه َذا فَ ِز ْدهُ َع َذابًا ِض ْع ًفا يِف النَّا ِر (‪َ )61‬وقَالُوا َما‬ ‫س الْ َقَر ُار (‪ )60‬قَالُوا َربَّنَا َم ْن قَد َ‬ ‫ِ‬
‫أَْنتُ ْم قَد َّْمتُ ُموهُ لَنَا فَبْئ َ‬
‫ص ُار (‪ )63‬إِ َّن‬ ‫لَنَا اَل َنرى ِرجااًل ُكنَّا َنعدُّهم ِمن اأْل َ ْشرا ِر (‪ )62‬أَخَّتَ ْذنَ ِ‬
‫ت َعْن ُه ُم اأْل َبْ َ‬ ‫اه ْم س ْخ ِريًّا أ َْم َزا َغ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اص ُم أ َْه ِل النَّا ِر (‪[ } )64‬ص‪]63-59/‬‬ ‫ِ‬
‫ك حَلَ ٌّق خَتَ ُ‬ ‫َذل َ‬
‫ب‬‫ف َيتَ َشامَتُو َن َو َيتَالَ َعنُو َن ‪َ ،‬ويُ َك ِّذ ُ‬ ‫ض ‪َ ،‬و َكْي َ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬‫ف َيَتنَ َّكُر َب ْع ُ‬ ‫خُيْرِب ُ اهللُ َت َعاىل َع ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬و َكْي َ‬
‫ين‬ ‫الذين دخلُوا النَّار ‪َ ،‬فوجاً ي ْدخلُها ِمن األَْتب ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اع الذ َ‬ ‫َ ْ َ َُ َ َ‬ ‫اعةُ ال ُكَبَراء ‪َ َ َ ،‬‬ ‫ض ُه ْم َب ْعضاً ‪َ ،‬وحينَ َما َيَرى مَجَ َ‬ ‫َب ْع ُ‬
‫َّار َم َع ُك ْم ‪ ،‬فَالَ‬ ‫َّالني يَ ْد ُخلُو َن الن َ‬
‫ِ‬
‫ض ‪َ :‬ه َذا َف ْو ٌج م َن ال َك َفَر ِة الض َ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫ول َب ْع ُ‬ ‫َي ْع ِرفُو َن ُه ْم يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫صلَ ْو َن َسعِ َري َها ‪.‬‬ ‫اب النَّا ِر ‪َ ،‬و َسيَ ْ‬ ‫هِبِ ِ‬
‫َسيَ ُذوقُو َن َع َذ َ‬ ‫َم ْر َحباً ْم ‪ ،‬إن َُّه ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني هَلُ ْم ‪َ ،‬وقَ ْد مَس عُوا َم َقالََت ُه ْم ‪ :‬بَ ْل أَْنتُ ْم الَ َم ْر َحباً ب ُك ْم فَأَْنتُ ْم الذ َ‬
‫ين‬ ‫َفرَي ُّد َعلَْي ِه ُم األَْتبَاعُ الدَّاخلُو َن قَائل َ‬
‫ضى بِنَا إِىَل َه َذا‬ ‫َضلَْلتُ ُمونَا َو َد َع ْومُتُونَا إِىَل َما أَفْ َ‬
‫أْ‬
‫اب‬‫السبب يِف وصولِنَا إِىَل َه َذا الع َذ ِ‬ ‫وس َّ ِ‬
‫الضالَلَة ‪َ :‬ربَّنَا َع ِّذ ْ‬ ‫ني َعلَى ُر ُؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب َم ْن َكا َن َّ َ َ ُ ُ‬ ‫ول األَتباعُ َداع َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ضالَلِِه َغْيَرهُ ‪.‬‬ ‫آخَر ِإل ْ‬ ‫ضالَله ‪َ ،‬و َع َذاباً َ‬
‫وأذقْه ع َذاباً مضاعفاً يِف النَّا ِر ‪ :‬ع َذاباً لِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َُ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ني ‪ ،‬و ُ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين َكانُوا يَ ْس َخُرو َن‬ ‫ض َع َفائه ْم ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ت أ َْه ُل النَّار ليَْب َحثُوا بأنْظَاره ْم يِف النَّار َع ْن ُف َقَراء املُْؤمن َ َ‬ ‫مُثَّ َي ْلتَف ُ‬
‫ض ‪ :‬لِ َما َذا الَ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬‫ول َب ْع ُ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َيعُدُّو َن ُه ْم ِم َن األَ ْشَرا ِر ‪ ،‬فَالَ َيَر ْو َن ُه ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِمْن ُه ْم يِف احلَيَ ِاة ُّ‬
‫ان؟ ( وهم ي ْق ِ‬ ‫الد ْنيا ‪ ،‬و ُكنَّا نَسخر ِمن د ْعوهِتِم إِيَّانَا إِىل ا ِإلمْيَ ِ‬
‫ص ُدو َن‬ ‫َُْ َ‬ ‫ْ َُ ْ َ َ ْ‬ ‫يِف‬
‫ُّه ْم أَ ْشَراراً ُّ َ َ‬ ‫َنَرى ِر َجاالً ُكنَّا َنعُد ُ‬
‫ني ) ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َف َقَراءَ املُْؤمن َ‬
‫ك ‪ ،‬فَ َكانُوا‬ ‫ِِ‬
‫والس ْخ ِريَِة ‪َ ،‬و ُه ْم مَلْ يَ ُكونُوا أ َْهالً ل َذل َ‬ ‫ضوعاً لِْل ُه ْز ِء ُّ‬ ‫اه ْم َم ْو ُ‬‫ض ‪َ :‬ه ِل اخَّتَ ْذنَ ُ‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬
‫ول َب ْع ُ‬ ‫مُثَّ َي ُق ُ‬
‫َّار َم َعنَا ‪ ،‬أ َْم أَن َُّه ْم يِف النَّا ِر َم َعنَا َولَ ِك َّن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى َح ٍّق ‪َ ،‬و ُكنَّا َعلَى بَاط ٍل ‪َ ،‬ف َف ُازوا ب ُد ُخول اجلَنَّة ‪َ ،‬ومَلْ يَ ْد ُخلُوا الن َ‬
‫ت َعْن ُه ْم ‪َ ،‬فلَ ْم َت َق ْع َعلَْي ِه ْم؟‬ ‫ص َارنَا َزا َغ ْ‬ ‫أَبْ َ‬
‫اص ِم ِه ْم َوتَالَعُنِ ِه ْم ‪ ،‬حَلَ ٌّق َوالَ بُ َّد ِم ْن أَ ْن َي َقع‬ ‫اك بِِه يا حُم َّم ُد ِمن أ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َحاديث أ َْه ِل النَّا ِر َوخَتَ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َخَب ْرنَ َ َ َ‬ ‫َو َه َذا الذي أ ْ‬
‫ص ًريا‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬إِ َّن اللَّه لَعن الْ َكافِ ِرين وأَع َّد هَل م سعِريا (‪ )64‬خالِ ِدين فِيها أَب ًدا اَل جَيِ ُدو َن ولِيًّا واَل نَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُْ َ ً‬ ‫َ ََ‬
‫الر ُسواَل (‪َ )66‬وقَالُوا َربَّنَا إِنَّا أَطَ ْعنَا‬ ‫وه ُه ْم يِف النَّا ِر َي ُقولُو َن يَا لَْيَتنَا أَطَ ْعنَا اللَّهَ َوأَطَ ْعنَا َّ‬ ‫ب ُو ُج ُ‬ ‫(‪َ )65‬ي ْو َم ُت َقلَّ ُ‬
‫اب َوالْ َعْن ُه ْم لَ ْعنًا َكبِ ًريا (‪} )68‬‬ ‫السبِياَل (‪ )67‬ربَّنَا آَهِتِم ِض ْع َفنْي ِ ِمن الْع َذ ِ‬ ‫َضلُّونَا َّ‬ ‫َس َاد َتنَا َو ُكَبَراءَنَا فَأ َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫[األحزاب‪]68-64/‬‬

‫‪314‬‬
‫نارا موقدة شديدة احلرارة‪،‬‬ ‫وأعد هلم يف اآلخرة ً‬ ‫إن اهلل طرد الكافرين من رمحته يف الدنيا واآلخرة‪َّ ،‬‬
‫نصريا ينصرهم‪ ،‬فيخرجهم من النار‪ .‬يوم‬ ‫أبدا‪ ،‬ال جيدون وليًّا يتوالهم ويدافع عنهم‪ ،‬وال ً‬ ‫ماكثني فيها ً‬
‫ُت َقلَّب وجوه الكافرين يف النار يقولون نادمني متحرِّي ين‪ :‬يا ليتنا أطعنا اهلل وأطعنا رسوله يف الدنيا‪ ،‬فكنا‬
‫من أهل اجلنة‪.‬‬
‫وقال الكافرون يوم القيامة‪ :‬ربنا إنا أطَ ْعنا أئمتنا يف الضالل وكرباءنا يف الشرك‪ ،‬فأزالونا عن طريق اهلُدى‬
‫شديدا‪ .‬ويف هذا‬ ‫طردا ً‬ ‫عذهبم من العذاب مثلَ ْي عذابنا الذي تعذبنا به‪ ،‬واطردهم من رمحتك ً‬ ‫واإلميان‪ .‬ربنا ِّ‬
‫دليل على أن طاعة غري اهلل يف خمالفة أمره وأمر رسوله‪ ،‬موجبة لسخط اهلل وعقابه‪ ،‬وأن التابع واملتبوع يف‬
‫العذاب مشرتكون‪ ،‬فليحذر املسلم ذلك‪.‬‬
‫استَكَْبُروا إِنَّا ُكنَّا لَ ُك ْم َتَب ًعا َف َه ْل أَْنتُ ْم ُم ْغنُو َن َعنَّا‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬وبرزوا لِلَّ ِه مَجِ يعا َف َق َال الض ِ ِ‬
‫ين ْ‬ ‫ُّع َفاءُ للَّذ َ‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ََ ُ‬
‫صَب ْرنَا َما لَنَا ِم ْن حَمِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يص }‬ ‫َج ِز ْعنَا أ َْم َ‬
‫م ْن َع َذاب اللَّه م ْن َش ْيء قَالُوا لَ ْو َه َدانَا اللَّهُ هَلََد ْينَا ُك ْم َس َواءٌ َعلَْينَا أ َ‬
‫[إبراهيم‪] 21/‬‬
‫الذي‬ ‫اح ٍد ( وهو امل َكا ُن الو ِاسع اخلايِل ِ‬ ‫اح ِد ال َق َّها ِر ‪ ،‬وجَتْتَ ِمع يِف برا ٍز و ِ‬ ‫القيام ِة َتبرز اخلَالَئِق ُكلُّها لِلو ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َي ْو َم َ َ ْ ُ ُ‬
‫اهلل َو ْح َدهُ َال‬‫الذين استَكْبروا عن َ ِعباد ِة ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫س فِ ِيه َش ْيءٌ يَ ْسُتُرهُ ) ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ُّع َفاءُ ) لل َق َادة َ ْ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ول األَْتبَاعُ ( الض َ‬ ‫لَْي َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الي ْو َم َشْيئاً‬ ‫ني لَ ُك ْم نَأْمَت ُر بأ َْم ِر ُك ْم ‪َ ،‬وقَ ْد َف َع ْلنَا َما أ ََم ْرمُتُونَا به ‪َ ،‬ف َه ْل تَ ْد َفعُو َن َعنَّا َ‬‫يك لَهُ ‪ :‬لََق ْد ُكنَّا تَابِع َ‬ ‫َش ِر َ‬
‫ِِ‬ ‫ِمن الع َذ ِ‬
‫َن اهللَ َه َدانَا هَلََد ْينَا ُك ْم‬ ‫ني ‪ :‬لَ ْو أ َّ‬ ‫اب { َف َه ْل أَنتُ ْم ُّم ْغنُو َن َعنَّا } ؟ َفَيُر ُّد َعلَْي ِه ُم ال َق َادةُ ال ُكَبَراءُ قَائل َ‬ ‫َ َ‬
‫الصرْبِ َّ‬‫ين ‪َ ،‬والَ بُ َّد ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معنا ‪ ،‬ولَ ِكنَّنا ضلَْلنا فَضلَْلتم معنا ‪ ،‬فَحق ِ‬
‫ع الَ‬ ‫ألن اجلََز َ‬ ‫الع َذاب َعلَى ال َكاف ِر َ‬ ‫َّت َكل َمةُ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ََ َ ْ‬
‫ف لَنَا َعْن َها ‪.‬‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ِ‬
‫صَب ْرنَا فَالَ جَنَا َة لَنَا م َن النَّا ِر ‪َ ،‬والَ َم ْ‬ ‫َج ِز ْعنَا أ َْم َ‬ ‫يد ‪َ ،‬و َس َواءٌ َعلَْينَا أ َ‬‫يُِف ُ‬
‫استَكَْبُروا إِنَّا ُكنَّا لَ ُك ْم َتَب ًعا َف َه ْل أَْنتُ ْم‬ ‫ول الض ِ ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ { :‬وإِ ْذ َيتَ َح ُّ‬
‫ين ْ‬‫ُّع َفاءُ للَّذ َ‬‫اجو َن يِف النَّا ِر َفَي ُق ُ َ‬
‫استَكَْبُروا إِنَّا ُكلٌّ فِ َيها إِ َّن اللَّهَ قَ ْد َح َك َم َبنْي َ الْعِبَ ِاد (‪َ )48‬وقَ َال‬ ‫ين ْ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم ْغنُو َن َعنَّا نَصيبًا م َن النَّار (‪ )47‬قَ َال الذ َ‬
‫ك تَأْتِي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم‬ ‫اب (‪ )49‬قَالُوا أ ََومَلْ تَ ُ‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬ ‫الَّ ِذ يِف ِ خِل ِ‬
‫َّم ْادعُوا َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬ ‫ين النَّار ََزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫يِف‬ ‫اَّل‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاَل ل (‪[} )50‬غافر‪]50-47/‬‬ ‫َ‬ ‫بالَْبِّينَات قَالُوا َبلَى قَالُوا فَ ْادعُوا َو َما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬
‫ين إ‬
‫يما َد َع ْومُتُونَا إِلَ ِيه يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ِام ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫القيام ِة أَهل النَّا ِر يِف احلِج ِ ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬
‫ول األَْتبَاعُ ل ْل َق َادة ‪ :‬إنَّا أَطَ ْعنَا ُك ْم ف َ‬ ‫اج َواخل َ‬ ‫َ‬ ‫َو َي ْوم َ َ ْ ُ‬
‫اب َفتُ َخ ِّف ُفوهُ َعنَّا؟ َف َق ْد ُكنَا لَ ُك ْم‬ ‫والضالَ ِل ‪َ ،‬فهل َت ْق ِدرو َن أَ ْن حَتْتَ ِملُوا َعنَّا قِسطاً ِمن الع َذ ِ‬ ‫الد ْنيَا ِم َن ال ُك ْف ِر َّ‬‫ُّ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫اعتِنَا لَ ُك ْم ‪.‬‬
‫ب إِطَ َ‬ ‫أَْتبَاعاً ‪ ،‬وإِمَّنَا َد َخ ْلنَا النَّار بِسبَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ضائِِه َبنْي َ العِبَ ِاد ‪،‬‬ ‫ص َل اهللُ بَِق َ‬ ‫اب ‪َ ،‬وقَ ْد فَ َ‬
‫ِ‬
‫ني ‪ :‬إِن َُّه ْم مَج يعاً يِف النَّا ِر يَ ُذوقُو َن َ‬
‫الع َذ َ‬ ‫ض َع ِف َ;‬
‫ول ال ُكَبَراءُ لِْل ُم ْستَ ْ‬
‫َو َي ُق ُ‬
‫ب أَح ٍد ‪ ،‬وإِمَّنَا يع َّذب ُك ُّل إِنْس ٍ‬
‫ان بِ َذنْبِ ِه ‪َ ،‬وإِن َُّه ْم‬ ‫اح ٍد ما يستَ ِحقُّهُ ‪ ،‬فَالَ ي َع َّذب أ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َح ٌد ب َذنْ ِ َ َ ُ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َعطَى ُك َّل َو َ َ ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ب ُك ِف ِر ِه ْم ‪.‬‬ ‫اب بِسبَ ِ‬
‫الع َذ َ َ‬ ‫استَ َحقُّوا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مَج يعاً َكافُرو َن َوقَد ْ‬
‫ِ‬

‫‪315‬‬
‫ب ُك ْف ِر ِه ْم ‪َ ،‬وإِ ْد َخاهِلِ ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬شْيئاً ِم َن‬ ‫ين َكانُوا َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫الس َادةُ الذ َ‬ ‫ض َع ُفو َن ِم ْن أَ ْن حَيْ ِم َل َّ‬ ‫س امل ْستَ ْ‬ ‫ولَ َّما يئِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ‬‫َ‬
‫ِّف َعْن ُه ْم َشْيئاً م َن‬ ‫ُّعاء ليُ َخف َ‬ ‫َّم يَ ْسأَلُو َن ُه ْم االجِّتَ َاه إِىَل اهلل َت َعاىَل بِالد َ‬ ‫جَّت ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب َعْن ُه ْم ‪ ،‬ا َ ُهوا إىَل َخَزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫اب يِف النَّا ِر ‪.‬‬ ‫الع َذ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬أَمَلْ تَأْت ُك ْم ُر ُس ُل َربِّ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫صنيع ِه ْم يِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم يُ َقِّرعُو َن ُه ْم َعلَى ُسوء َ‬ ‫َو َيُر ُّد َعلَْيه ْم َخَزنَةُ َج َهن َ‬
‫اهلل بِاحلُ َج ِج‬ ‫ضع ُفو َن ‪َ :‬نعم لََق ْد جاءهم رسل ِ‬
‫ول املُ ْستَ ْ َ‬‫ني َعلَى ِص ْد ِق َما يَ ْدعُونَ ُك ْم إِلَ ِيه؟ َو َي ُق ُ‬ ‫البر ِاه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ ْ ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫باحلُ َج ِج َو َ َ‬
‫َّم ‪ :‬إِذاً فَ ْادعُوا أَْنتُ ْم‬ ‫ول هَلُ ْم َخزنَةُ َج َهن َ‬ ‫اهلل َو َك َّذبُوا ُر ُسلَهُ ‪َ ،‬و ِحينَئِ ٍذ َي ُق ُ‬ ‫ات ولَ ِكنَّهم مَل ي ْؤ ِمنُوا بِ ِ‬
‫والبِّينَ َ ُ ْ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُس ًدى ‪.‬‬ ‫اب لَهُ ‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫يد ‪َ ،‬والَ يُ ْستَ َج ُ‬ ‫ين الَ يُف ُ‬ ‫َو ْح َد ُك ْم ‪َ .‬ولك َّن ُد َعاءَ ال َكاف ِر َ‬
‫ِ‬
‫صدُّو َن ُه ْم َع ِن‬ ‫ين (‪َ )36‬وإِن َُّه ْم لَيَ ُ‬ ‫ض لَهُ َشْيطَانًا َف ُه َو لَهُ قَ ِر ٌ‬ ‫ش َع ْن ذ ْك ِر الرَّمْح َ ِن نُ َقيِّ ْ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ { :‬و َم ْن َي ْع ُ‬
‫س الْ َق ِر ُ‬
‫ين‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ك بُ ْع َد الْ َم ْشر َقنْي فَبْئ َ‬ ‫ت َبْييِن َو َبْينَ َ‬ ‫السبِ ِيل َوحَيْ َسبُو َن أَن َُّه ْم ُم ْهتَ ُدو َن (‪َ )37‬حىَّت إِ َذا َجاءَنَا قَ َال يَا لَْي َ‬ ‫َّ‬
‫(‪[ } )38‬الزخرف‪]38-36/‬‬
‫الد ْنيَا َو َش َه َواهِتَا ‪.‬‬ ‫ات ُّ‬ ‫اصي ‪ ،‬ولَ َّذ ِ‬
‫َ‬
‫اهلل َتعاىَل ‪ ،‬ويْنه ِمك يِف املع ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫آن ‪ ،‬وعن ِذ ْك ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َم ْن َيَتغَافَ ْل َو َيَت َع َام َع ِن ال ُق ْر َ َ ْ‬
‫اصي ‪َ ،‬واال ْشتِغَ َال‬ ‫س واجلِ ِّن َفي ُكونُو َن لَه ُقرنَاء ‪ ،‬يز ِّينُو َن لَه ارتِ َكاب املع ِ‬
‫ُ ْ َ ََ‬ ‫ُ ْ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ني ا ِإلنْ ِ َ‬
‫‪ .‬فَِإ َّن اهلل يسلِّ ُ ِ ِ‬
‫ط َعلَْيه َشيَاط َ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اهلل َوع َقابُهُ ‪.‬‬ ‫ضُ‬ ‫بِاللَّ َّذات ‪َ ،‬فيَ ْسَتْرس ُل ف َيها َفيَح ُّق َعلَْيه َغ َ‬
‫ض ُهم اهللُ لِ ُك ِّل َم ْن َي ْع ُشوا َع ْن ِذ ْك ِر الرَّمْح َ ِن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ني ا ِإلنْ ِ ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫وهؤالَ ِء ال ُقرنَاء ِمن َشي ِ‬
‫ين يُ َقيِّ ُ‬
‫س واجل ِّن ‪ ،‬الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬
‫والصو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َغْيَرهُ‬ ‫اب ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫وس ِو ُسو َن لَهُ أَنَّهُ َعلَى َج َّادة اهلَُدى واحلَ ِّق َّ َ‬ ‫ص ْرفَهُ َع ِن احلَ ِّق إِىَل البَاط ِل ‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫حُيَا ِولُو َن َ‬
‫اط ِل ‪َ ،‬ويُ َكِّر ُهو َن إِلَ ِيه ا ِإلمْيَا َن َفيُ ِطيعُ ُه ْم ‪.‬‬ ‫علَى الب ِ‬
‫َ َ‬
‫الذي ُو ِّك َل بِِه ‪،‬‬ ‫ان ِ‬ ‫القيام ِة يتَبَّرم بالشَّيطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ربَّهُ َي ْو َم َ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ت َعلَْيه الشَّيَاط ُ‬ ‫ني يُ َوايِف َه َذا الغَاف ُل ‪ ،‬الذي تَ َسلّطَ ْ‬ ‫َوح َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َضلَْلتَيِن ‪،‬‬‫َّك أ ْ‬‫ت ‪ ،‬ألَن َ‬ ‫س ال َق ِر ُ‬
‫ين أَنْ َ‬ ‫ني املَ ْشرق واملَْغرب ‪ ،‬فَبْئ َ‬ ‫ك بُ ْع َد َما بَ َ‬ ‫ت َبْييِن َو َبْينَ َ‬ ‫ول لَهُ ‪ :‬يَا لَْي َ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫ني ‪.‬‬‫اب امل ِه ِ‬ ‫وأَوص ْلتَيِن إِىَل ما أَنَا فِ ِيه ِمن اخلِْز ِي والع َذ ِ‬
‫ِ َ ِِ َ ِ ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ال هِلََذا الغَافِ ِل اجلَاه ِل َوأ َْمثَاله ‪َ ،‬و َشيَاطين ِه ْم َت ْق ِريعاً َو َت ْوبِيخاً ‪ :‬لَ ْن َيْن َف َع ُك ْم ‪َ ،‬ولَ ْن يُغَيِن َ َعْن ُكم‬ ‫َويُ َق ُ‬
‫اح ٍد يُ َعايِن ِم َن‬ ‫َن ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫اب األَلِي ِم ‪ ،‬أل َّ‬ ‫اجتَماعُ ُكم يِف نَا ِر جهنَّم أَْنتُم وقرنَا ُؤ ُكم ‪ ،‬والَ ا ْشرِت ا ُك ُكم يِف الع َذ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ َ ْ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫اب َما يَك ِْف ِيه ‪.‬‬ ‫الع َذ ِ‬
‫َ‬
‫ين َك َفُروا لَ ْن نُ ْؤ ِم َن هِبَ َذا الْ ُق ْرآَ ِن َواَل بِالَّ ِذي َبنْي َ يَ َديِْه َولَ ْو َتَرى إِ ِذ الظَّالِ ُمو َن‬ ‫َّ ِ‬
‫وقال تعاىل ‪َ { :‬وقَ َال الذ َ‬
‫ول الَّ ِذين است ْ ِ ِ ِ‬ ‫ض ُه ْم إِىَل َب ْع ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫استَكَْبُروا لَ ْواَل أَْنتُ ْم لَ ُكنَّا‬ ‫ين ْ‬ ‫ضع ُفوا للَّذ َ‬ ‫ض الْ َق ْو َل َي ُق ُ َ ْ ُ‬ ‫َم ْوقُوفُو َن عْن َد َرهِّب ْم َيْرج ُع َب ْع ُ‬
‫ص َد ْدنَا ُك ْم َع ِن اهْلَُدى َب ْع َد إِ ْذ َجاءَ ُك ْم بَ ْل ُكْنتُ ْم‬ ‫م ْؤ ِمنِني (‪ )31‬قَ َال الَّ ِذين استَكْبروا لِلَّ ِذين استُ ْ ِ‬
‫ضع ُفوا أَحَنْ ُن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫ُ َ‬
‫َّها ِر إِ ْذ تَأْ ُمُرو َننَا أَ ْن نَ ْك ُفَر بِاللَّ ِه‬ ‫ِر ِمني (‪ )32‬وقَ َال الَّ ِذين است ْ ِ ِ ِ‬
‫استَكَْبُروا بَ ْل َمكُْر اللَّْي ِل َوالن َ‬ ‫ين ْ‬ ‫ضع ُفوا للَّذ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫جُمْ َ‬

‫‪316‬‬
‫ين َك َفُروا َه ْل جُيَْز ْو َن إِاَّل َما‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫يِف‬
‫اب َو َج َع ْلنَا اأْل َغْاَل َل أ َْعنَاق الذ َ‬ ‫َسُّروا الن ََّد َامةَ لَ َّما َرأ َُوا الْ َع َذ َ‬ ‫َوجَنْ َع َل لَهُ أَنْ َد ًادا َوأ َ‬
‫َكانُوا َي ْع َملُو َن (‪[ } )33‬سبأ‪]33-31/‬‬
‫ب اليِت َت َقدَّمْته ‪ ،‬والَ مِب َا ا ْشتَملَت ع ِ‬
‫ليه‬ ‫آن ‪ ،‬والَ بِال ُكتُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِب‬ ‫وقَ َال َقو ٌم ِمن م ْش ِركِي ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫العَرب ‪ :‬لَ ْن نُ ْؤم َن ذا ال ُق ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫اب ‪ ،‬واجلز ِاء ‪ ،‬وير ُّد اهلل َتعاىل عليهم ‪ ،‬قَائِالً لرسولِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن أُمو ِر الغَْي ِ‬
‫َُ‬ ‫ُّشو ِر ‪َ ،‬واحل َس ِ َ ََ َ َُ ُ َ َ‬ ‫الب ْعث ‪َ ،‬والن ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬و َ‬
‫وف بنْي َ ي َدي رهِّبِم ‪ ،‬لِْل ِحس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال َك ِر ِمي ‪ :‬لَ ْو َتَرى يَا حُمَ َّم ُد َح َال أُولئِ َ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫ك ال ُكفَّا ِر ‪َ ،‬ي ْو َم القيَ َامة ‪َ ،‬و ُه ْم َوقُ ٌ َ َ ْ َ ْ‬
‫ض َع ُفو َن لِ َّ‬
‫لس َاد ِة‬ ‫ول األ ْتبَاعُ امل ْستَ ْ‬‫ت أَمراً َع َجباً ‪ ،‬إِ ْذ َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫الذلَّةُ وامل َهانَةُ ‪ . .‬إذاً لََرأَي‬
‫ْ‬ ‫َواجلََز ِاء ‪َ ،‬وقَ ْد َعلَْت ُهم ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص َد ْدمُتُونا َع ِن اهلَُدى ‪َ ،‬ومَحَْلتُ ُمونَا‬ ‫ِ‬ ‫اع َس ِ‬ ‫املست ْكرِب ِ ِ‬
‫والضالَلة ‪ :‬لَوال أَنَّ ُكم َ‬ ‫بيل الغَ ِّي َّ‬ ‫وه ْم َعلى اتِّبَ ِ‬ ‫ين مَحَلُ ُ‬‫ين الذ َ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫اع ُك ْم مَحْالً لَ ُكنّا َآمنَّا بَِربِّنا ‪َ ،‬ومِبَا َجاءَ بِِه َر ُس ُ‬ ‫على اتِّب ِ‬
‫َ َ‬
‫اع احل ِّق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضع ِف ِِ‬
‫الذي‬ ‫ص َد ْدنَا ُك ْم َع ِن اتِّبَ ِ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ني ‪َ :‬ه ْل حَنْ ُن الذ َ‬ ‫ني قَائل َ‬ ‫السادةُ املُ ْستَ ْكرِب ُو َن َعلَى املُستَ ْ َ َ‬ ‫َفَيُر ُّد َّ‬
‫ين َمَن ْعتُ ْم أَْن ُف َس ُك ْم َحظَّ َها ِم ِن اتِّبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع اهلَُدى‬ ‫ين َمَن ْعتُ ْم الذ َ‬‫س هذا َح َّقاً ‪ ،‬إنَّ ُك ْم الذ َ‬ ‫َجاءَ ُك ْم م ْن َربِّ ُك ْم؟ لَْي َ‬
‫ِإلجر ِام ُكم وإِيثا ِر ُكم ال ُك ْفر علَى ا ِإلميَ ِ‬
‫ان ‪.‬‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫ين ُكْنتُ ْم ُت َو ْس ِو ُسو َن لَنَا بِال ُك ْف ِر لَيالً َو َن َهاراً ‪َ ،‬و ُتغُونَنا‬ ‫ِ‬ ‫ضع ُفو َن لِ َّ ِ‬
‫لس َادة ‪ :‬بَ ْل أَْنتُ ُم الذ َ‬ ‫َف َق َال األَتباعُ املُ ْستَ ْ َ‬
‫َند ٍاد ‪.‬‬ ‫ات علَى ال ً;ًُُك ْف ِر ‪ ،‬وا ِإلقَام ِة علَ ِيه ‪ ،‬وخُتْرِب ونَنا أَنَّنا علَى هدى فِيما َنعب ُده ِمن أَصنَ ٍام وأَوثَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان َوأ َ‬ ‫َ ُ ً َ ُْ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫بِالّثَّبَ َ‬
‫ني ‪َ ،‬ويُ ِسُّر ُك ُّل فَ ِر ٍيق يف َن ْف ِس ِه ما يَ ْشعُُر بِِه ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ني وبني َّ ِ‬ ‫اع املست ْ ِ‬
‫الس َادة املَْتبُوع َ‬ ‫ض َعف َ; َ َ َ‬ ‫ف احلَِو ُار َبنْي َ األَْتبَ ِ ْ َ‬ ‫َو َيَت َوقَّ ُ‬
‫ُ‬
‫الذي أ ََعدَّهُ اهللُ لِْل َك َفر ِة‬
‫صر يف طَاعتِ ِه ‪ِ ،‬حني يرى العذاب ِ‬
‫َ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َح ْسَرة َونَ َدم َعلَى ما َفَّر َط يف َجْنب اهلل ‪َ ،‬و َما قَ َّ َ‬
‫ٍ ٍ‬
‫هؤالء ‪َ ،‬و ُه ْم يف النَّا ِر ‪.‬‬ ‫اق ِ‬ ‫يد يِف أ َْعنَ ِ‬ ‫السل احل ِد ِ‬ ‫املج ِرمني ‪ .‬مُثَّ تُوضع األَ ْغ ُ ِ ِ‬
‫الل َوس ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُْ َ‬
‫اجَترحوا ِمن ال ُك ْف ِر و ِ‬
‫اآلثام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي يْل َقونَهُ يِف نَا ِر ج َهن ِ‬ ‫والع َذاب ِ‬
‫َ‬ ‫َّم إمَن ا ُه َو اجلََزاءُ الذي يَ ْستَحقُّونَهُ َعلى َما ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ات يِف الدُّنيا ‪.‬‬ ‫والسيِّئ ِ‬
‫َّ َ‬
‫ــــــــ‬
‫المبحث الواحد والثالثون‬
‫في بكائهم وشهيقهم‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول ‪ { :‬إِنَّ ُكم‬ ‫ني َع ًاما ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫َع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو قَ َال ‪ َّ :‬إِن أ َْه ُل النَّا ِر يَ ْدعُو َن َمال ًكا فَاَل جُيِ ُيب ُه ْم أ َْربَع َ‬
‫َ‬
‫َخ ِر ْجنَا ِمْن َها فَِإ ْن عُ ْدنَا فَِإنَّا‬
‫{ربَّنَا أ ْ‬
‫َّماكثُو َن} (‪ )77‬سورة الزخرف ‪ .‬مُثَّ يَ ْدعُو َن َربَّ ُه ْم َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ون} (‬‫ول ‪ { :‬اخسؤوا فِيها واَل تُ َكلِّم ِ‬ ‫ظَالِ ُمو َن} (‪ )107‬سورة املؤمنون ‪ ،‬فَاَل جُيِ ُيب ُه ْم ِمثْ َل ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ َُ َ َ‬

‫‪317‬‬
‫ات احْلَ ِم ِري ‪،‬‬ ‫َص َو َ‬ ‫يق تُ ْشبِهُ أ ْ‬
‫َص َوا ُت ُه ْم أ ْ‬ ‫الزفِريُ ‪َ ،‬و َّ‬
‫الش ِه ُ‬ ‫َس الْ َق ْو ُم فَ َما ُه َو إِاَّل َّ‬
‫‪ )108‬سورة املؤمنون ‪ .‬مُثَّ َيْيأ ُ‬
‫‪928‬‬
‫آخُر َها َزفِريٌ ‪.‬‬
‫أ ََّوهُل ا َش ِهيق و ِ‬
‫ٌَ‬ ‫َ‬
‫الشهيق يف الصدر ‪-‬والزفري يف احللق وقال ابن فارس الشهيق ضد الزفري ألن الشهيق رد النفس والزفري‬
‫إخراج النفس‬
‫ضعِيف"‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن ابْن َعبَّاس ‪َ ,‬ق ْوله ‪ { :‬هَلُ ْم ف َيها َزفري َو َش ِهيق } َي ُقول ‪َ :‬‬
‫‪929‬‬
‫ص ْوت َ‬ ‫ص ْوت َشديد َو َ‬ ‫َ‬
‫اب‬‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬ي ْل َقى َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر اجْل وعُ َفي ْع ِد ُل ما ُهم فِ ِيه ِمن الْع َذ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن أَىِب الد َّْر َد ِاء قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬‫َ‬
‫وع َفيَ ْستَغِيثُو َن بِالطَّ َع ِام َفُيغَاثُو َن بِطَ َع ٍام ِذى‬ ‫ض ِري ٍع الَ يُ ْس ِم ُن َوالَ يُ ْغىِن ِم ْن ُج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفيَ ْستَغيثُو َن َفُيغَاثُو َن بِطَ َع ٍام م ْن َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صص ىِف ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫غُ َّ ٍ‬
‫يم‬
‫الد ْنيَا بالشََّراب َفيَ ْستَغيثُو َن بالشََّراب َفُيْرفَ ُع إلَْيه ُم احْلَم ُ‬ ‫صة َفيَ ْذ ُكُرو َن أَن َُّه ْم َكانُوا جُي ُيزو َن الْغُ َ َ‬
‫ت َما ىِف بُطُوهِنِ ْم‬ ‫ت بُطُو َن ُه ْم قَطَّ َع ْ‬ ‫وه ُه ْم فَِإ َذا َد َخلَ ْ‬
‫ت ُو ُج َ‬
‫ِ‬
‫ت م ْن ُو ُجوه ِه ْم َش َو ْ‬
‫يد فَِإ َذا دنَ ِ‬
‫َ ْ‬
‫يب احْل ِد ِ‬
‫ب َكالَل ِ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفي ُقولُو َن ْادعوا خزنَةَ جهنَّم َفي ُقولُو َن أَمَل تَ ُ ِ‬
‫ك تَأْتي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بالَْبِّينَات قَالُوا َبلَى‪ .‬قَالُوا فَ ْادعُوا َو َما ُد َعاءُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك) قَ َال َفيُج ُيب ُه ْم‬ ‫ض َعلَْينَا َربُّ َ‬ ‫ك لَي ْق ِ‬ ‫ضالَل‪ .‬قَ َال َفَي ُقولُو َن ْادعُوا َمال ًكا َفَي ُقولُو َن (يَا َمال ُ‬ ‫ين إِالَّ ىِف َ‬ ‫الْ َكاف ِر َ‬
‫ف َع ٍام‪ .‬قَ َال « َفَي ُقولُو َن‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫(إِنَّ ُك ْم َماكِثُو َن) »‪ .‬قَ َال األ ْ‬
‫اه ْم أَلْ َ‬ ‫َن َبنْي َ ُد َعائ ِه ْم َو َبنْي َ إِ َجابَة َمالك إِيَّ ُ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ش نُبِّْئ ُ‬‫َع َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ْجنَا‬ ‫ني َربَّنَا أ ْ‬ ‫ضالِّ َ‬
‫ت َعلَْينَا ش ْق َو ُتنَا َو ُكنَّا َق ْو ًما َ‬ ‫(ربَّنَا َغلَبَ ْ‬
‫َح َد َخْيٌر م ْن َربِّ ُك ْم َفَي ُقولُو َن َ‬ ‫ْادعُوا َربَّ ُك ْم فَالَ أ َ‬
‫ك يَئِ ُسوا ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِمْنها فَِإ ْن ع ْدنَا فَِإنَّا ظَالِمو َن) قَ َال َفي ِجيبهم ( اخسئُوا فِيها والَ تُ َكلِّم ِ‬
‫ون) قَ َال فَعِْن َد َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الزفِ ِري َواحْلَ ْسَر ِة َوالْ َويْ ِل » ‪.‬‬
‫‪930‬‬
‫ك يَأْ ُخ ُذو َن ىِف َّ‬ ‫ِ‬
‫خَرْيٍ َو ِعْن َد َذل َ‬
‫الضريع ‪ :‬نبت باحلجاز له شوك كبار‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬يُْر َس ُل الْبُ َكاءُ َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر َفيَْب ُكو َن َحىَّت َيْن َق ِط َع‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت فِ ِيه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وه ِهم َكهيئ ِة األ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َحىَّت يَص َري ىِف ُو ُج ْ َ َْ ْ‬
‫ِ‬
‫‪931‬‬
‫ت »‪.‬‬ ‫الس ُف ُن جَلََر ْ‬ ‫ُخ ُدود لَ ْو أ ُْرسلَ ْ‬ ‫ُّموعُ مُثَّ َيْب ُكو َن الد َ‬ ‫الد ُ‬
‫َّاس ‪ ،‬ابْ ُكوا ‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ َتْب ُكوا َفتَبَا َك ْوا ‪،‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫وع ْن أَنَ ِ‬
‫ول ‪ :‬يَا أَيُّ َها الن ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫س بْ ِن َمالك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّموعُ ‪،‬‬ ‫يل ُد ُموعُ ُه ْم يِف ُو ُجوه ِه ْم َكأَن ََّها َج َدا ِو ُل ‪َ ،‬حىَّت َتْن َقط َع الد ُ‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬
‫فَإ َّن أ َْه َل النَّار َيْب ُكو َن النَّار َحىَّت تَس َ‬
‫َن س ُفنا أُر ِخي ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّماءَ َفُت َقِّر َح الْعُيُو َن ‪َ ،‬فلَ ْو أ َّ ُ ً ْ َ ْ‬ ‫يل َي ْعيِن الد َ‬
‫‪932‬‬
‫ت"‬ ‫ت ف َيها جَلََر ْ‬ ‫َفتَس َ‬

‫الص ِح ِ‬
‫يح واملستدرك(‪ ) 3492‬صحيح‬ ‫‪ - 928‬جممع الزوائد (‪َ ) 18636‬ر َواهُ الطََّبَرايِن ُّ ‪َ ،‬و ِر َجالُهُ ِر َج ُ‬
‫ال َّ‬
‫‪ - 929‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 14‬ص ‪ )14306()399‬صحيح‬
‫‪ - 930‬سنن الرتمذى(‪ ) 2789‬ورجح وقفه‬
‫‪ - 931‬سنن ابن ماجه (‪ ) 4467‬ضعيف‬
‫‪ - 932‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )4134‬ضعيف‬

‫‪318‬‬
‫الس ُفن يِف‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أَهل النَّا ِر لَيب ُكو َن ‪ ،‬حىَّت لَو أ ِ‬
‫ُج ِريَت ُّ ُ‬ ‫س ‪ ،‬أَ ّن َر ُس َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن َقْي ٍ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِن َُّه ْم لَيَْب ُكو َن الد َ‬
‫َّم َي ْعيِن َم َكا َن الد َّْم ِع "‬ ‫ُد ُموع ِه ْم جَلََر ْ‬
‫‪933‬‬

‫ِ‬ ‫وعن أَيِب موسى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أَهل النَّا ِر لَيب ُكو َن يِف النَّا ِر ‪ ،‬حىَّت لَو أُج ِري ِ‬
‫ت ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫الس ُف ُن يِف ُد ُموع ِه ْم جَلََر ْ‬
‫ت ُّ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ‪َ ،‬ولمثْ ِل َما ُه ْم فيه يُْب َكى لَهُ‪.‬‬ ‫إِن َُّه ْم لَيَْب ُكو َن الد َ‬
‫‪934‬‬
‫ُّم ِ‬
‫َّم َب ْع َد الد ُ‬
‫األخدود بالضم هو الشق العظيم يف األرض‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 933‬املستدرك للحاكم(;‪ )8791‬صحيح‬


‫‪ - 934‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35268()156‬صحيح‬

‫‪319‬‬
‫المبحث الثاني والثالثون‬
‫ب أهل النَّار‬
‫أعظ ُم عذا ِ‬

‫فإن أعظم عذاب أهل النار‬ ‫كل نعيم اجلنة‪َّ ,‬‬ ‫أن رضوان اهلل تعاىل على أهل اجلنة وجتلِّيه هلم أعظم من ِّ‬ ‫كما َّ‬
‫وجل وإبعادهم عنه‪,‬وإعراضه; عنهم‪ ,‬وسخطه عليهم‪ ,‬قال تعاىل‪َ ( :‬كالَّ بَ ْل َرا َن‬ ‫عز َّ‬ ‫هو حجاهبم عن اهلل َّ‬
‫صالُوا اجلَ ِحي ِم* مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫هِبِ‬
‫ال‬ ‫َعلَى ُقلُو م َّما َكانُوا يَكْسبُو َن* َكالَّ إِن َُّه ْم َعن َّرهِّب ْم َي ْو َمئذ لَّ َم ْح ُجوبُو َن* مُثَّ إِن َُّه ْم لَ َ‬
‫َه َذا الَّ ِذي ُكنتُم بِِه تُ َك ِّذبُو َن) {املطففني‪.}17-14:‬‬
‫اهلل إِىَل َر ُسولِِه حُمَ َّم ٍد ‪‬‬ ‫اط ِري األ ََّولِني ‪ ،‬وإِمَّنَا هو َكالَم ِ‬
‫َ َ َُ ُ‬
‫َن ه َذا ال ُقرآ َن هو ِمن أَس ِ‬
‫س األ َْمُر َك َما َز َع ُمو م ْن أ َّ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َولَْي َ‬
‫وب ‪َ ،‬و َت َوايِل ا ِإلقْ َد ِام‬ ‫اها ِم ْن َترا ُك ْم ُّ‬
‫الذنُ ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫وب ُه ْم َو َغطَّ َ‬
‫ب َع ْن ُقلُو ْم ا ِإلمْيَا َن ُه َو َما َعالَ ُقلُ َ‬ ‫‪َ ،‬ولَك َّن الذي َح َج َ‬
‫الريْن َعلَى ُقلُوهِبِ ْم ‪ ،‬األ ُُمو ِر َعلَْي ِه ْم ‪.‬‬ ‫ول ِّ‬ ‫ت سبباً هَل م حِل ص ِ‬ ‫َع َم ِال ‪َ ،‬حىَّت ْاعتَ ُ‬ ‫َعلَى ُمْن َك ِر األ ْ‬
‫ص َار ْ َ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫وها ‪َ ،‬و َ‬ ‫اد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذين ي ُقولُو َن إِ َّن ال ُقرآ َن أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَدَّعُ ْو َن أَن َُّه ْم‬
‫ني ‪ ،‬والذ َ‬ ‫َساطريُ األ ََّول َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ني ‪َ َ ،‬‬ ‫َيْز ُجُر اهللُ َت َعاىَل َه ُؤالَء املُ َك ِّذبِ َ‬
‫س األ َْمُر َك َما َز َع ُموا ‪َ ،‬ف ُه ْم َسيُطَْر ُدو َن ِم ْن‬ ‫اهلل ِمن امل َقَّربِني يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫سي ُكونُو َن ِعْن َد ِ‬
‫ول هَلُ ْم ‪ :‬لَْي َ‬ ‫َ ُ َ َْ َ‬ ‫ََ‬
‫اهلل ‪َ ،‬و َسيُ ْح َجبُو َن َع ْن ُر ْؤيَتِ ِه ‪.‬‬ ‫رمْح ِة ِ‬
‫َ َ‬
‫اسو َن‬ ‫ِ‬ ‫القيَ َام ِة َع ْن ر ْؤيَِة رهِّبِ ْم ‪ ،‬يُ ْق َذ ُ هِبِ يِف ِ‬ ‫وبع َد أَ ْن حُي جبوا يوم ِ‬
‫صلَو َن َسع َري َها ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬ ‫َّم ‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫ف ْم نَار َج َهن َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َُ َْ َ‬ ‫َ َْ‬
‫َحَّر َها ‪.‬‬
‫فذكر اهلل تعاىل ثالثـة أنواع ٍمن العذاب‪ :‬حجــاهبم عن اهلل‪,‬مثَّ صليهم اجلحيــم‪ ,‬مثَّ توبيخهم بتكذيبهم به‬
‫بالران على قلوهبم‪-‬وهو الصدأ‪ -‬بسبب املعاصي والذنوب‪.‬‬ ‫يف الدنيــا‪ .‬وذلك بعـد أن وصفهم َّ‬
‫وعن أيب عمران اجلوين‪ ،‬قال‪ :‬مل ينظر اهلل تعاىل إىل إنسان قط إال رمحه‪ ،‬ولو نظر إىل أهل النار لرمحهم‪،‬‬
‫‪935‬‬
‫ولكنه قضى أنه ال ينظر إليهم‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 935‬حلية األولياء ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)1‬‬

‫‪320‬‬
‫المبحث الثالث والثالثون‬
‫أهون أهل النار عذابا‬

‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا َيْنتَعِ ُل بَِن ْعلَنْي ِ ِم ْن نَا ٍر َي ْغلِى‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫ى أ َّ‬ ‫عن أَىِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِد َماغُهُ ِم ْن َحَر َار ِة َن ْعلَْي ِه »‪.936‬‬
‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َْدىَن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا الَّ ِذي جُيْ َع ُل لَهُ َن ْعالَ ِن ِم ْن نَا ٍر َي ْغلِي‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪َ ،‬عن رس ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫‪937‬‬
‫ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ‪;.‬‬
‫ب بِ َش ْي ٍء ؟ فَِإنَّهُ قَ ْد َكا َن‬ ‫ت أَبَا طَالِ ٍ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْلت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ،‬ه ْل َن َف ْع َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫اس بْ ِن َعْب ِد الْمطَّلِ ِ‬
‫ُ‬ ‫وعن الْ َعبَّ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫حَي وطُك وي ْغض ِ‬
‫َس َف ِل‬ ‫ِ‬
‫ك لَ َكا َن يِف الد َّْرك األ ْ‬ ‫اح ِم ْن نَا ٍر ‪َ ،‬ولَ ْوال َذل َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ض ْح َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ن َع ْم ‪ُ ،‬ه َو يِف َ‬ ‫ضبِ َ‬ ‫ب لغَ َ‬ ‫ُ َ ََ َ ُ‬
‫ِ ‪938‬‬
‫ِم َن النَّار "‬
‫ب ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬لَ َعلَّهُ َيْن َفعُهُ َش َف َ‬
‫اعيِت َي ْو َم‬ ‫ي ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪ : ‬ذُكِر ِعْن َدهُ َع ُّمهُ أَبُو طَالِ ٍ‬ ‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َ‬
‫‪939‬‬
‫اح ِم َن النَّا ِر َتْبلُ ُغ َك ْعَبْي ِه َي ْغلِي ِمْنهُ ِد َماغُهُ "‬
‫ض ٍ‬ ‫ض ْح َ‬
‫ِ ِ‬
‫الْقيَ َامة َفيُ ْج َع َل يِف َ‬
‫الن ِم ْن نَا ٍر‬‫ب ويِف ِرجلَي ِه َنع ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ : ‬أ َْه َو ُن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا أَبُو طَال ٍ َ ْ ْ ْ‬ ‫َُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫‪940‬‬
‫َي ْغلِي ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ ‪،‬‬
‫ب َو ُه َو ُمْنتَعِ ٌل َن ْعلَنْي ِ ِم ْن نَا ٍر‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « إِ َّن أ َْهو َن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذاباً أَبُو طَالِ ٍ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫اس أ َّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫َ‬
‫َي ْغلِى ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ » ‪.‬‬
‫‪941‬‬

‫ب َو ُه َو ُمْنتَعِ ٌل بَِن ْعلَنْي ِ َي ْغلِى‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « أ َْهو ُن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا أَبُو طَالِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫اس أ َّ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ » ‪.‬‬
‫‪942‬‬

‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬إِ َّن أ َْه َو َن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َر ُج ٌل َعلَى‬‫ان بْ ِن بَ ِش ٍري ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ِن النُّعم ِ‬
‫َ َْ‬
‫‪943‬‬
‫ان َي ْغلِى ِمْن ُه َما ِد َماغُهُ ‪َ ،‬ك َما َي ْغلِى الْ ِم ْر َج ُل َوالْ ُق ْم ُق ُم‪، .‬‬ ‫ص قَ َدمي ِه مَجْرتَ ِ‬
‫أَمْخَ ِ َ ْ َ‬

‫‪ - 936‬صحيح مسلم(‪) 536‬‬


‫‪ - 937‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7472()513‬صحيح‬
‫‪ - 938‬مسند أيب عوانة ( ‪ )209‬صحيح‬
‫‪ - 939‬مسند أيب عوانة ( ‪ )210‬صحيح‬
‫‪ - 940‬مسند أيب عوانة ( ‪ )212‬و صحيح مسلم (‪)537‬‬
‫‪ - 941‬مسند أمحد (‪ )2688‬صحيح‬
‫‪ - 942‬صحيح مسلم (‪)537‬‬
‫‪ - 943‬مسند أيب عوانة ( ‪ )213‬و صحيح البخارى(‪ 6561‬و ‪ )6562‬ومسلم (‪) 538‬‬

‫‪321‬‬
‫القدر من النحاس أو احلجارة‬ ‫األمخص ‪ :‬باطن القدم الذى يتجاىف عن األرض عند الوطء ‪-‬املرجل ‪ِ :‬‬
‫‪-‬القمقم ‪ :‬ما يسخن فيه من حناس وغريه‬
‫الن ِم ْن نَا ٍر‬‫ان ب ِن ب ِش ٍري ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال النَّيِب ‪ : ‬إِ َّن أ َْهو َن أ َْه ِل النَّا ِر ع َذابا يوم الْ ِقيام ِة من لَه َنع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ً َْ َ َ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وع ِن الن ُّْع َم ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪944‬‬ ‫ِ‬
‫َش َّد َع َذابًا مْنهُ َوإِنَّهُ أل َْه َونُ ُه ْم َع َذابًا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْغلي مْن ُه َما د َماغُهُ َك َما َي ْغلي الْم ْر َج ُل ‪َ ،‬ما َيَرى أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ًدا أ َ‬‫َن أ َ‬
‫ضاح ‪َ :‬ما َر ّق ِم ْن الْ َماء َعلَى َو ْجه اأْل َْرض إِىَل‬ ‫وحَتنْي ِ ‪َ ،‬والض ْ‬
‫َّح َ‬ ‫ض َاديْ ِن ُم ْع َج َمَتنْي ِ َم ْفتُ َ‬ ‫ضاح َف ُه َو بِ َ‬ ‫َّح َ‬
‫أ ََّما الض ْ‬
‫ان الْ ِميم َو ِه َي‬ ‫اح َدهتَا َغمرة بِِإس َك ِ‬
‫َْ ْ‬
‫حَنْو الْ َكعب ِ ‪ ،‬واستُعِري يِف النَّار ‪ .‬وأ ََّما الْغَمرات فَبِ َفْت ِح الْغَ والْ ِميم و ِ‬
‫َ‬ ‫نْي َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ نْي َ ْ َ‬
‫َّيء ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الْ ُم ْعظَم م ْن الش ْ‬
‫َّرك ) بِالْ َفْت ِح أ َْد َراك َك َج َم ٍل َوأَمْج َال َو َفَرس َوأَْفَراس ‪َ ،‬ومَجْع ( الد َّْرك )‬ ‫مِت‬
‫َوقَ َال أَبُو َحا ‪ :‬مَجْع ( الد َ‬
‫ِ‬ ‫يِن‬ ‫ِ‬ ‫بِاإْلِ س َك ِ‬
‫س َوأَْفلُس ‪َ .‬وأ ََّما َم ْعنَاهُ ‪َ :‬ف َق َال مَج يع أ َْهل اللُّغَة َوالْ َم َعا َوالْغَ ِريب َومَجَاهري الْ ُم َف ِّس ِر َ‬
‫ين‬ ‫ان أ َْد ُر ٌك َك َف ْل ٍ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫جِل‬
‫اقها تُ َس َّمى‬‫َّم أ َْد َراك ‪ ،‬فَ ُك ّل طََب َقة م ْن أَطْبَ َ‬ ‫َس َف َلها ‪ ،‬قَالُوا ‪َ :‬و َ َهن َ‬ ‫صى أ ْ‬ ‫َس َفل َق ْعر َج َهنَّم ‪َ .‬وأَقْ َ‬ ‫‪ :‬الد َّْرك اأْل ْ‬
‫َد ْر ًكا ‪َ .‬واَللَّهُ أ َْعلَم ‪.‬‬
‫ت ع َذاب أَهل النَّار َكما أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم أ َْهل اجْلَنَّة ُمَت َفا ِوت ‪َ .‬واَللَّه‬ ‫َن نَع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص ِريح بَِت َف ُاو َ‬ ‫َويِف َه َذا احْلَديث َو َما أَ ْشَب َههُ تَ ْ‬
‫أ َْعلَم ‪.‬‬
‫ت َت ْفتَ ِدى‬ ‫ٍ‬ ‫ك ما ىِف األَر ِ ِ‬ ‫ول أل َْه َو ِن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا لَ ْو أ َّ‬‫َن اللَّهَ َي ُق ُ‬
‫س َيْر َفعُهُ « أ َّ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫ض م ْن َش ْىء ُكْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َن لَ َ َ‬ ‫َ‬
‫ت إِالَّ الش ِّْر َك‬ ‫آد َم أَ ْن الَ تُ ْش ِر َك ىِب ‪ .‬فَأ ََبْي َ‬
‫ب َ‬ ‫ت ىِف ُ‬
‫ص ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َما ُه َو أ َْه َو ُن م ْن َه َذا َوأَنْ َ‬ ‫بِِه قَ َال َن َع ْم ‪ .‬قَ َ‬
‫ال َف َق ْد َسأَلْتُ َ‬
‫‪945‬‬
‫»‬
‫ول اللَّهُ َت َعاىَل‬
‫ك ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َي ُق ُ‬ ‫وعن أَىِب ِعمرا َن قَ َال مَسِ عت أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ْ ُ َ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫ت َت ْفتَ ِدى بِِه َفَي ُق ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ك ما ىِف األَر ِ ِ‬ ‫أل َْه َو ِن أ َْه ِل النَّا ِر َع َذابًا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة لَ ْو أ َّ‬
‫ول َن َع ْم ‪.‬‬ ‫ض م ْن َش ْىء أَ ُكْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َن لَ َ َ‬
‫ت إِالَّ أَ ْن تُ ْش ِر َك ىِب »‬ ‫ِ‬ ‫ت ِمْن َ‬
‫آد َم أَ ْن الَ تُ ْش ِر َك ىِب َشْيئًا فَأ ََبْي َ‬ ‫ت ىِف ُ‬
‫ص ْل ِ‬ ‫ك أ َْه َو َن م ْن َه َذا َوأَنْ َ‬
‫‪946‬‬
‫ب َ‬ ‫ول أ ََر ْد ُ‬
‫َفَي ُق ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 944‬مسند أيب عوانة ( ‪ )214‬و صحيح مسلم (‪)539‬‬


‫‪ - 945‬صحيح البخارى(‪) 3334‬‬
‫‪ - 946‬صحيح البخارى(‪) 6557‬‬

‫‪322‬‬
‫المبحث الرابع والثالثون‬
‫أشخاص بأعيانهم في النار‬

‫الكفار واملشركون يف النار ال شك يف ذلك ‪ ،‬ولكن القرآن والرسول ‪ ‬أخربا أن أشخاصا بأعياهنم يف‬
‫النار فمن هؤالء‪:‬‬
‫ني (‪ )96‬إِىَل فِْر َع ْو َن َو َملَئِ ِه فَاتََّبعُوا‬ ‫فرعون موسى ‪ :‬قال تعاىل ( ولََق ْد أَرس ْلنَا موسى بَِآياتِنَا وس ْلطَ ٍ‬
‫ان ُمبِ ٍ‬ ‫َ َْ ُ َ َ َُ‬
‫ود (‬‫س الْ ِو ْر ُد الْ َم ْو ُر ُ‬ ‫يد (‪َ )97‬ي ْق ُد ُم َق ْو َمهُ َي ْو َم الْ ِقيَ َامة فَأ َْو َر َد ُهم الن َ ِ‬
‫ِ‬ ‫أَمر فِرعو َن وما أَمر فِرعو َن بِر ِش ٍ‬
‫َّار َوبْئ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ْ َْ َ َ ُْ ْ َْ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ يِف ِ ِ‬
‫ود (‪[ )99‬هود‪)]99 ،96/‬‬ ‫الرفْ ُد الْ َم ْرفُ ُ‬
‫س ِّ‬ ‫‪َ )98‬وأُتْبعُوا َهذه لَ ْعنَةً َو َي ْو َم الْقيَ َامة بْئ َ‬
‫صَر ‪َ ،‬وكِبَا ِر ِر َج ِال َد ْولَتِ ِه ( َملَئِ ِه ) ‪ُ ،‬م َؤيَّداً‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسى ‪َ ،‬علَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫رِب‬
‫السالَ ُم ‪ ،‬إِىَل ف ْر َع ْو َن َملك م ْ‬ ‫خُيْ ُ اهللُ َع ْن إ ْر َساله ُم َ‬
‫اهلل َتعاىَل وعظَمتِ ِه ‪ ،‬وفِيها الس ْلطَا ُن املبِني ‪ ،‬واحلجج الو ِ‬ ‫ت علَى وح َدانِيَّ ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اض َحةُ‬ ‫ُ ُ َ َُ ُ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ ُ‬ ‫البِّينَات ‪ ،‬الدَّاالَّ َ َ ْ‬ ‫بآيَات اهلل َ‬
‫الدَّالَّةُ َعلَى ِص ْد ِق نُُب َّوتِِه ‪.‬‬
‫القْب ِط ‪ ،‬فَ َك َفَر‬ ‫السالَم ‪ ،‬إِىَل فِرعو َن وكِبار ِرج ِال دولَتِ ِه ( ملَئِ ِه ) ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ َ َ َْ‬ ‫وسى ‪َ ،‬علَْيه َّ ُ‬ ‫لََق ْد أ َْر َس َل اهللُ َت َعاىَل ُم َ‬
‫وسى ‪َ ،‬وأ ََمر َق ْو َمهُ بِأَ ْن َيتَّبِعُوهُ يِف ال ُك ْف ِر ‪ ،‬فَاتََّبعُوا أ َْمر فِْر َع ْو َن ‪َ ،‬و َم ْسلَ َكهُ َوطَ ِري َقتَهُ يِف‬ ‫ِِ‬ ‫مِب‬
‫فْر َع ْو َن َا َجاءَهُ به ُم َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الذ ْك ِر ‪،‬‬‫ص اهللُ َت َعاىَل املألَ بِ ِّ‬ ‫مه ِدياً َر ِشيداً َحىَّت يُْتبَّ َع ‪َ ( .‬و َخ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ك فِْر َع ْو َن‬‫الضالَ ِل ‪َ ،‬ومَلْ يَ ُك ْن َم ْسلَ ُ‬ ‫الغَ ِّي َو َّ‬
‫َ‬
‫الع َّامةُ َتبَ ٌع هَلُ ْم ) ‪.‬‬
‫ألَن َُّه ُم ال ُكَبَراءُ َو َ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َق ْو ِم ِه َوقَائِ َد ُه ْم يِف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم ‪َ ،‬وبْئ َ‬ ‫َّم ُه ْم َي ْو َم القيَ َامة إىَل نَار َج َهن َ‬
‫ك َيَت َقد ُ‬ ‫الدنْيا ‪َ ،‬ك َذل َ‬ ‫َو َك َما َكا َن فْر َع ْو ُن َمل َ‬
‫يم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الذي يَِر ُدونَهُ يِف نَا ِر َج َهن ِ ِ ِ ِ‬ ‫املو ِرد ِ‬
‫َّم إلطْ َفاء ظَ َمئه ْم ‪َ ،‬و ُه َو املَاءُ احلَم ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫اهلل واملالَئِ َك ِة ‪ ،‬ومِم َّن يأْيِت بع َدهم ِمن األُم ِم ‪ ،‬ويوم ِ‬
‫القيَ َام ِة َي ْل َعُن ُه ْم أ َْه ُل‬ ‫الد ْنيا لَعنَةٌ ِمن ِ‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫وحَلَِقت هِبِم يِف ِ‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ات َعطَاءً َو ِرفْداً يُ ْعطَ ْونَهُ َو َيْتَبعُ ُه ْم‬ ‫ف مَجِ يعاً َفت ُكو ُن اللعنَةُ تَابِعةً هَل م حيثما ساروا ‪ ،‬وبِْئس ِ ِ‬ ‫املوقِ ِ‬
‫ت هذه اللَّ َعنَ ُ‬ ‫ْ َ ُْ َ ُْ َ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يِف َ الدُّنِيا و ِ‬
‫اآلخرةِ‬
‫َ َ‬
‫أوردهم كما يورد الراعي قطيع الغنم ‪ .‬أمل يكونوا قطيعاً يسري بدون تفكري؟ أمل يتنازلوا عن أخص‬
‫خصائص اآلدمية وهي حرية اإلرادة واالختيار؟ فأوردهم النار ‪ .‬ويا بئساه من ورد ال يروي غلة ‪ ،‬وال‬
‫يشفي صدى ‪ ،‬إمنا يشوي البطون والقلوب ‪ { :‬وبئس الورد املورود! } ‪.‬‬
‫وإذا ذلك كله ‪ .‬قيادة فرعون هلم ‪ ،‬وإيرادهم موردهم ‪ . .‬إذا ذلك كله حكاية تروى ‪ ،‬ويُعلق عليها ‪{ :‬‬
‫وأُتبعوا يف هذه لعنة ويوم القيامة } ‪. .‬‬

‫‪323‬‬
‫ويُسخر منها ويُتهكم عليها ‪ { :‬بئس الرفد املرفود } ‪. .‬فهذه النار هي الرفد والعطاء واملنة اليت رفد هبا‬
‫فرعون قومه!!!; أمل يعد السحرة عطاء جزيالً ورفداً مرفوداً ‪ . .‬فها هو ذا رفده ملن اتبعه ‪ . .‬النار ‪. .‬‬
‫وبئس الورد املورود ‪ .‬وبئس الرفد املرفود!‬
‫‪000000000000000000‬‬
‫ٍ‬ ‫امرأة نوح وامرأة لوط ‪ :‬قال تعاىل‪ { :‬ضرب اللَّه مثاًل لِّلَّ ِذين َكفروا اِمرأَةَ ن ٍ ِ‬
‫وح َوا ْمَرأَةَ لُوط َكا َنتَا حَتْ َ‬
‫ت‬ ‫َ َُ َْ ُ‬ ‫ََ َ ُ ََ‬
‫ني} (‪)10‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعْب َديْ ِن ِم ْن ِعبَ ِادنَا َ حِل ِ‬
‫َّار َم َع الدَّاخل َ‬ ‫يل ْاد ُخاَل الن َ‬ ‫صا َنْي فَ َخانَتَامُهَا َفلَ ْم يُ ْغنيَا َعْن ُه َما م َن الله َشْيئًا َوق َ‬
‫سورة التحرمي‬
‫َّه ْم الَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِرب اهلل َتعاىَل مثالً حِل ِال ال ُكفَّا ِر واملنافِ ِق ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ويُ َعاشُرو َن ُه ْم ‪َ ،‬ولَكن ُ‬ ‫ين خُي الطُو َن املُ ْسلم َ‬ ‫ني الذ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫يَ ْ ُ ُ َ َ َ َ‬
‫وح وامرأ َِة لُ ٍ‬ ‫والدالَئِ ِل و ِ ِ حِب ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ مِب ِ ِ ِ‬
‫وط ‪،‬‬ ‫البَراهني ‪َ ،‬ال ْامَرأَة نُ ٍ َ ْ َ‬ ‫صو َن م َن العظَات َّ َ َ‬ ‫َيْنتَفعُو َن َا َيْنتَف ُع بِه املُْؤمنُو َن املُ ْخل ُ‬
‫َّهما مَلْ َتْن ِف َعا مِب َا َكانَا يَ ْدعُو ِان إِ ْلي ِه ِمن اخلَرْيِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َق ْد َكانَت ُكلٌّ ِمْنهما زوجةً لِنَيِّب ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صال ٍح م ْن أَنْبياء اهلل ‪َ ،‬ولَكن ُ َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ ٍّ َ‬ ‫ْ‬
‫اهلل َتعاىَل ‪ ،‬وع ِملَتَا أ َْعماالً تَ ُد ُّل على اخلِيانَِة وال ُك ْف ِر ‪ ،‬فَاتَّهم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وج َها‬
‫وح َز َ‬ ‫ت ْامَرأَةُ نُ ٍ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َواهلَُدى َوا ِإلمْيَان بِ َ‬
‫وط ُتر ِش ُد َقومها إِىَل ضي ِ ِ ِ‬
‫ث ‪ ،‬فَأ َْهلَ َك ُه َما اهللُ َم َع‬ ‫وف َز ْوج َها لَي ْف َعلُوا َم َع ُه ْم اخلَبَائِ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ ََ‬
‫ٍ‬
‫ت ْإمَرأَةُ لُ ْ‬ ‫ون ‪َ ،‬و َكانَ ْ‬ ‫بِاجلنُ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني م ْن أَنْبِيَاء اهلل ‪َ ،‬والَ‬‫ِ‬ ‫َقو ِم ِهما ‪ ،‬و َسيَ ُكو ُن َمصريمُهَا النَّار يِف اآلخر ِة ‪ ،‬ولَ ْن َيْن َف َع ُهما ُقربُ ُهما م ْن نَبِيَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫انْتِ َسابُ ُه َما إِلي ِه َما ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬
‫ني إِ َ‬
‫ليها ‪.‬‬ ‫َّار َم َع الدَّاخل َ‬ ‫ال هَلَُما ‪ْ :‬اد ُخالَ الن َ‬
‫إن مبدأ التبعة الفردية يراد إبرازه هنا ‪ ،‬بعد األمر بوقاية النفس واألهل من النار ‪ .‬كما يراد أن يقال‬
‫ألزواج النيب ‪ ‬وأزواج املؤمنني كذلك ‪ :‬إن عليهن أنفسهن بعد كل شيء ‪.‬‬
‫فهن مسؤوالت عن ذواهتن ‪ ,‬ولن يعفيهن من التبعة أهنن زوجات نيب أو صاحل من املسلمني !‬
‫وها هي ذي امرأة نوح ‪ .‬وكذلك امرأة لوط ‪( .‬كانتا حتت عبدين من عبادنا صاحلني) ‪(. .‬فخانتامها) ‪. .‬‬
‫(فلم يغنيا عنهما من اهلل شيئا) ‪( . .‬وقيل‪:‬ادخال النار مع الداخلني) ‪. .‬‬
‫فال كرامة وال شفاعة يف أمر الكفر واإلميان ‪ .‬وأمر اخليانة يف العقيدة حىت ألزواج األنبياء !‬
‫‪000000000000000‬‬
‫ت يَ َدا أَيِب هَلَ ٍ‬ ‫أبو لهب وامرأته ‪ :‬قال تعاىل‪َ ( :‬تبَّ ْ‬
‫صلَى‬ ‫ب (‪َ )2‬سيَ ْ‬ ‫ب (‪َ )1‬ما أَ ْغىَن َعْنهُ َمالُهُ َو َما َك َس َ‬ ‫ب َوتَ َّ‬
‫يد َها َحْب ٌل ِم ْن َم َس ٍد (‪[ )5‬املسد‪) ]5-1/‬‬ ‫ب (‪ )4‬يِف ِج ِ‬ ‫ب (‪ )3‬و ْامرأَتُهُ مَحَّالَةَ احْلَطَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ات هَلَ ٍ‬
‫نَ ًارا َذ َ‬
‫يش ‪َ ،‬ف َق َال هَلُ ْم‬ ‫اهلل ‪ ‬إِىَل البطْح ِاء يوماً فَ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ت ُقَر ٌ‬ ‫اجتَ َم َع ْ‬
‫اح ْاه ‪ .‬فَ ْ‬ ‫اصبَ َ‬ ‫صع َد اجلَبَ َل ‪َ ،‬ونَ َادى َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َخَر َج َر ُس ُ‬
‫ص ِّدقُويِن ؟ قَالُوا َن َع ْم ‪ :‬قَ َال ‪ :‬فَِإيِّن نَ ِذ ٌير إِلَْي ُك ْم‬ ‫صبِّ ُح ُك ْم أ َْو مُمَ ِّسي ُك ْم أَ ُكْنتُ ْم تُ َ‬‫الع ُد َّو ُم َ‬
‫َن َ‬ ‫أ ََرأ َْيتُ ْم إِ ْن َح َّد ْثتُ ُك ْم أ َّ‬
‫يد ‪َ .‬ف َق َال لَه أَبو هَل ٍ هِل‬ ‫اب ش ِد ٍ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ب أَ ََذا مَجَ ْعَتنَا؟ َتبّاً لَ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َبنْي َ يَ َدي َع َذ ٍ َ‬
‫ور َة ‪.‬‬
‫الس َ‬‫فَأَْنَز َل اهللُ َت َعاىَل َه ِذ ِه ُّ‬

‫‪324‬‬
‫ب َع ُّم َّ ِ‬ ‫ب ( وأَبُو هَلَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب َت َعاىَل اخلُ ْسَرا َن‬ ‫الر ُسول ) ‪َ ،‬وقَ ْد نَ َس َ‬ ‫ات ألَيِب هَلَ َ‬ ‫َو َم ْعىَن اآليَة ‪ :‬اخلُ ْسَرا ُن َواهلَالَ ُك َوالتَّبَ ُ‬
‫ك ‪ ( .‬فَاجلُ ْملَةُ األُوىل ُد َعاءٌ ‪َ ،‬واجلُ ْملَةُ‬ ‫ب َو َهلَ َ‬ ‫ش ‪َ ،‬وقَ ْد تَ َّ‬ ‫الع َم ِل َوالبَطْ ِ‬ ‫ب ألَن َُّه َما أ ََداةُ َ‬ ‫اب لِيَ َدي أَيِب هَلَ ٍ‬ ‫َوالتَّبَ َ‬
‫الد ْنيا و ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َّق ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫الثَّانِيَةُ إِ ْخبَ ٌار بِأ َّ‬
‫اآلخَر َة ) ‪.‬‬ ‫َن أَبَا هَلَب َخسَر ُّ َ َ‬ ‫ُّعاءَ قَ ْد حَتَق َ‬
‫َن َه َذا الد َ‬
‫ول َوإِي َذائِِه‬‫الرس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي َكا َن ي ُقوم بِِه يِف ُّ ِ‬ ‫اآلخر ِة الَ ي ْغيِن عْنه مالُه والَ عملُه ِ‬ ‫ويِف ِ‬
‫الد ْنيَا م ْن ُم َع َاداة َّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ُ َ ََ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اها ‪.‬‬‫ب يِف لَظَ َ‬ ‫وق يِف اآلخَر ِة َحَّر النَّا ِر ‪َ ،‬و َسُي َع َّذ ُ‬ ‫‪.‬و َسيَ ُذ ُ‬ ‫َ‬
‫َّميم ِة ِإلطْ َف ِاء نُو ِر الدَّعو ِة ا ِإلسالَِميَّ ِة ‪ ،‬وإِي َذاءِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ب يِف َهذه النَّار أَيْضاً َز ْو َجتُهُ ل َس ْعي َها يِف الفْتنَة والن َ‬ ‫َو َسُت َع َّذ ُ‬
‫ول ‪ ‬بِال َقو ِل و ِ‬
‫الف ْع ِل ‪.‬‬ ‫الرس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ ُ‬
‫يدها ِمثْل احلطَّاب ِ‬
‫ات‬ ‫ط بِِه حزمةَ حطَ ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظأ ِ‬ ‫ويِف عن ِقهأ حبل ِمن لِ ٍ ِ‬
‫ب إىَل ج َ َ َ َ‬ ‫ُحك َم َفْتلُهُ ‪َ ،‬وه َي َت ْربُ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫يف َغلي ٌ ْ‬ ‫َ ُُ َ َ ْ ٌ ْ‬
‫احتِ َقاراً هَلَا َولَ ِز ْو ِج َها ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ور ِة املُْز ِريَة ْ‬ ‫ص َّو َر َها َت َعاىَل هِبَ ِذ ِه ُّ‬
‫الص َ‬ ‫‪.‬وقَ ْد َ‬
‫ِ ِ‬
‫املُْمتَهنَات َ‬
‫ولكن الصورة الزرية املثرية للسخرية اليت شاعت يف آياهتا ‪ ،‬قد سجلت يف الكتاب اخلالد ‪ ،‬وسجلتها‬
‫صفحات الوجود أيضاً تنطق بغضب اهلل وحربه أليب هلب وامرأته جزاء الكيد لدعوة اهلل ورسوله ‪،‬‬
‫والتباب واهلالك والسخرية والزراية جزاء الكائدين لدعوة اهلل يف الدنيا ‪ ،‬والنار يف اآلخرة جزاء وفاقاً ‪،‬‬
‫والذل الذي يشري إليه احلبل يف الدنيا واآلخرة مجيعاً ‪. .‬‬
‫‪00000000000000000‬‬
‫ب ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫فع ِن الطَُّفْي ِل بْ ِن أُيَبِّ بْ ِن َك ْع ٍ‬
‫عمرو بن عامر الخزاعي ‪ :‬فقد رآه الرسول ‪ ‬جير أمعاءه يف النار‪َ ،‬‬
‫ف‬ ‫الة الظُّه ِر ‪ ،‬والنَّاس يِف ُّ ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ ‬يِف ص ِ‬ ‫أَبِ ِيه ر ِضي اللَّه َعْنه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬بينَا حَنْن مع رس ِ‬
‫الص ُفوف َخ ْل َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َخَر الثَّانيَةَ‬ ‫َّاس ‪ ،‬مُثَّ تَأ َّ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬يَتنَ َاو ُل َشْيئًا ‪ ،‬فَ َج َع َل َيَتنَ َاولُهُ ‪َ ،‬فتَأ َّ‬‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ، ‬فَرأ َْينَا َر ُس َ‬ ‫رس ِ‬
‫َخَر الن ُ‬ ‫َخَر َوتَأ َّ‬ ‫َُ‬
‫الصالة ‪َ ،‬ف َق َال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صَنعُهُ يِف َّ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ،‬رأ َْينَ َ‬
‫ت تَ ْ‬ ‫ت الَْي ْو َم َشْيئًا َما ُكْن َ‬ ‫صَن ْع َ‬
‫اك َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬‫َخَر الن ُ‬ ‫‪َ ،‬فتَأ َّ‬
‫َخ ْذتُهُ ألَ َك َل ِمْنهُ َم ْن‬ ‫َّضر ِة ‪َ ،‬فَتنَاولْ ِ ِ ِ‬ ‫ت َعلَ َّي اجْلَنَّةُ مِب َا فِ َيها ِمن َّ ِ‬
‫ت قطْ ًفا م ْن عنَبِ َها ‪َ ،‬ولَ ْو أ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الز ْهَرة َوالن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ضْ‬ ‫إِنَّهُ عُ ِر َ‬
‫ت َس ْف َعَت َها ‪،‬‬ ‫َّار ‪َ ،‬فلَ َّما َو َج ْد ُ‬
‫ت َعلَ َّي الن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫يل َبْييِن َو َبْينَهُ ‪َ ،‬وعُ ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫صونَهُ ‪ ،‬فَح َ‬ ‫ض الَ يُْنق ُ‬ ‫َبنْي َ َّ‬
‫ِّس ِاء ‪ ،‬إِ ِن ا ْئتُ ِم َّن أَفْ َشنْي َ ‪َ ،‬وإِ ْن َسأَلْ َن أَحْلَ ْف َن ‪َ ،‬وإِ َذا ُسئِْل َن خَبِ ْل َن‬ ‫َخرت عْنها ‪ ،‬وأَ ْكَثر من رأَي ِ ِ‬
‫ت ف َيها م َن الن َ‬ ‫تَأ َّ ْ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ت بِِه َم ْعبَ ُد بْ ُن‬ ‫‪ ،‬وإِ َذا أُع ِطني مَل ي ْش ُكر َن ‪ ،‬ورأَي ِ‬
‫صبَهُ يِف النَّا ِر ‪َ ،‬وأَ ْشبَهُ َم ْن َرأَيْ ُ‬ ‫ت ف َيها َع ْمَرو بْ َن حُلَ ٍّي جَيُُّر قُ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ ََ ْ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعي ‪َ ،‬ف َق َال معب ٌد ‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ول اللَّه ‪ ،‬أَخَت ْ َشى َعلَ َّي م ْن َشبَ ِهه ‪ ،‬فَِإنَّهُ َوالدي ؟ َف َق َال ‪ :‬الَ ‪ ،‬أَنْ َ‬ ‫َ َْ َ َ ُ‬ ‫أَ ْكثَ َم اخْلَُز ُّ‬
‫ِ ‪947‬‬
‫َصنَام"‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَى عبَ َادة األ ْ‬ ‫ُم ْؤم ٌن ‪َ ،‬و ُه َو َكافٌر ‪َ ،‬و ُه َو أ ََّو ُل َم ْن مَحَ َل الْ َعَر َ‬

‫‪ - 947‬املستدرك للحاكم; (‪ )8788‬حسن‬

‫‪325‬‬
‫ب‬‫ف أَبَا بَىِن َك ْع ٍ‬ ‫ت َع ْمَرو بْ َن حُلَ ِّى بْ ِن قَ َم َعةَ بْ ِن ِخْن ِد َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ « - -‬رأَيْ ُ‬
‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫صبَهُ ىِف النَّار » ‪.‬ال ُقصب ‪ :‬األمعاء‬
‫ِ ‪948‬‬ ‫ِ‬
‫َه ُؤالَء جَيُُّر قُ ْ‬
‫ت فِ َيها َع ْمَرو بْ َن حُلَ ِّي بْ ِن قَ َم َعةَ بْ ِن‬ ‫َّار ‪َ ،‬فَرأَيْ ُ‬
‫ت َعلَ َّي الن ُ‬ ‫ضْ‬ ‫ول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬عُ ِر َ‬
‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬عن رس ِ ِ‬
‫َ ْ ُ َ َْ َ ْ َ ُ‬
‫السوائِب ‪ ،‬و َكا َن أَ ْشبه شيءٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف جَيُُّر قُ ْ يِف ِ‬ ‫ِخْن ِد ٍ‬
‫ََ َ ْ‬ ‫ب َّ َ َ َ‬ ‫يم ‪َ ،‬و َسيَّ َ‬ ‫صبَهُ النَّار ‪َ ،‬و َكا َن أ ََّو َل َم ْن َغَّيَر َع ْه َد إ ْبَراه َ‬
‫َّك ُم ْسلِ ٌم َو ُه َو‬ ‫ضُّريِن َشَب ُههُ ؟ َف َق َال ‪ :‬إِن َ‬ ‫اعي ‪َ ،‬ف َق َال األَ ْكثَم ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ،‬ه ْل يَ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِأَ ْكثَ َم بْ ِن أَيِب اجْلَ ْون اخْلَُز ِّ‬
‫ِ ‪949‬‬
‫َكافٌر‪.‬‬
‫ان يِف َدِم‬ ‫صم ِ‬ ‫َن رجلَ ِ أََتيا عمرو بن الْع ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اص خَي ْتَ َ‬ ‫فع ْن َعْبد اللَّه بْ ِن َع ْم ٍرو ‪ ،‬أ َّ َ ُ نْي َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫قاتل عمار بن ياسر وسالبه ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ، ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش‬‫ت ُقَريْ ٌ‬ ‫ول ‪ :‬اللَّ ُه َّم أُول َع ْ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫َع َّما ِر بْ ِن يَاس ٍر َو َسلَبِه ‪َ ،‬ف َق َال َع ْمٌرو ‪َ :‬خلِّيَا َعْنهُ فَِإيِّن مَس ْع ُ‬
‫ِ ‪950‬‬
‫بِ َع َّما ٍر ‪ ،‬إِ َّن قَاتِ َل َع َّما ٍر َو َسالِبَهُ يِف النَّار "‬
‫ول ‪َ :‬بْينَا أَنَا نَائِ ٌم إِ ْذ أَتَايِن‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اهلل ‪َ ، ‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫رأى عصاة المؤمنين‪ ،‬فعن أيب أ َُم َامةَ الْبَاهل ِّي ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ت يِف َس َو ِاء اجْلَبَ ِل ‪ ،‬فَِإذَا أَنَا‬ ‫اص َع ْد َحىَّت إِذَا ُكْن ُ‬ ‫ضْب َع َّي ‪ ،‬فَأََتيَا يِب َجبَالً َو ْعًرا ‪َ ،‬ف َقاالَ يِل ‪ْ :‬‬ ‫َخ َذا بِ َ‬ ‫ِ‬
‫َر ُجالَن ‪ ،‬فَأ َ‬
‫ات ؟ قَ َال ‪َ :‬ه َذا عُ َواءُ أ َْه ِل النَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ انْطَلَ َق يِب فَِإذَا أَنَا بَِق ْوٍم‬ ‫َص َو ُ‬
‫ِِ‬
‫ت ‪َ :‬ما َهذه األ ْ‬
‫بِ ٍ ِ ٍ‬
‫ص ْوت َشديد ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُم َعلَّق َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫يل ‪َ :‬ه ُؤالَء الذ َ‬ ‫ت ‪َ :‬م ْن َه ُؤالَء ؟ فَق َ‬ ‫ني ب َعَراقيبه ْم ُم َش َّق َقة أَ ْش َدا ُق ُه ْم تَس ُ‬
‫يل أَ ْش َدا ُق ُه ْم َد ًما ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫َس َوئِِه َمْنظًَرا ‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫اخا ‪َ ،‬وأَْنتَنه ِرحيًا ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َش ِّد َش ْيء انْت َف ً‬ ‫ص ْو ِم ِه ْم ‪ ،‬مُثَّ انْطَلَ َق يِب ‪ ،‬فَِإ َذا بَِق ْوم أ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يُ ْفطُرو َن َقْب َل حَت لَّة َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ‪َ :‬ما‬ ‫ات ‪ُ ،‬قْل ُ‬ ‫ش ثَ ْد َي ُه َّن احْلَيَّ ُ‬‫الز َوايِن ‪ ،‬مُثَّ انْطَلَ َق يِب ‪ ،‬فَِإ َذا بِن َساء َتْن َه ُ‬ ‫الزانُو َن َو َّ‬
‫يل ‪َّ :‬‬ ‫ت ‪َ :‬م ْن َه ُؤالَء ‪ ،‬ق َ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫ان َيْل َعبُو َن َبنْي َ َن ْهَريْ ِن‬ ‫ال هؤالَ ِء ؟ قِيل ‪ :‬هؤالَ ِء الالَّيِت مَيَْنعن أَوالَده َّن أَلْبا َنه َّن ‪ ،‬مُثَّ انْطَلَق يِب ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا بِغِْلم ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َُ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫بَ ُ َ ُ‬
‫ف يِب َشَرفًا ‪ ،‬فَِإ َذا أَنَا بِثَالَثٍَة يَ ْشَربُو َن ِم ْن‬ ‫ني ‪ ،‬مُثَّ َشَر َ‬ ‫‪َ ،‬ف ُق ْلت ‪ :‬من هؤالَ ِء ؟ فَِقيل ‪ :‬هؤالَ ِء َذرا ِر ُّ ِ ِ‬
‫ي الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُ َ ْ َُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى َو ُه ْم َيْنتَ ِظُرونَ َ‬ ‫ِ‬
‫مَخْ ٍر هَلُ ْم ‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫‪951‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫وسى ‪َ ،‬وع َ‬ ‫يم ‪َ ،‬و ُم َ‬ ‫ت ‪َ :‬م ْن َه ُؤالَء ؟ قَالُوا ‪َ :‬ه َذا إ ْبَراه ُ‬
‫ص‬‫َح ٌد ِم ْن ُر ْؤيَا ؟ َفَي ُق ُّ‬ ‫ي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬كا َن رس ُ ِ ِ‬ ‫ب الْ َفَزا ِر ِّ‬ ‫وعن مَسُر َة بْ ِن جْن ُد ٍ‬
‫ول ‪َ :‬ه ْل َرأَى أ َ‬ ‫يما َي ُق ُ‬ ‫ول اهلل ‪ ‬ف َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ان ‪َ ،‬وإِن َُّه َما ْابَت َعثَايِن ‪َ ،‬وإِن َُّه َما ‪،‬‬ ‫ص ‪ ،‬وإِنَّه قَ َال لَنَا َذات َغ َد ٍاة ‪ :‬إِنَّه أَتَايِن اللَّيلَةَ آتِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َعلَْيه َم ْن َشاءَ اللَّهُ أَ ْن َي ُق َّ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِق ‪ ،‬وإِيِّن انْطَلَ ْقت معهما حىَّت أََتينا علَى رج ٍل م ْ ِ‬
‫ص ْخَر ٍة َوإِ َذا‬ ‫آخُر قَائ ٌم َعلَْيه بِ َ‬ ‫ضطَج ٍع ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َ َْ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫وم إِىَل احْلَ َج ِر َفيَأْ ُخ ُذهُ فَ َما‬ ‫الص ْخَرةُ َها ُهنَا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫الص ْخَر ِة لَِرأْ ِس ِه ‪َ ،‬فيَْثلَ ُغ هِبَا َرأْ َسهُ ‪َ ،‬فتُ َد ْه ِد َههُ َّ‬ ‫ُه َو َي ْه ِوي بِ َّ‬
‫ود َعلَْي ِه َفَي ْف َع ُل بِِه ِمثْ َل َما َف َع َل الْ َمَّر َة اأْل ُوىَل‬ ‫ِ‬ ‫ير ِجع إِلَي ِه أ ِ‬
‫َحسبُهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬حىَّت يَص َّح َرأْ ُسهُ َك َما َكا َن ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫َْ ُ ْ ْ‬

‫‪ - 948‬صحيح مسلم (‪) 7371‬‬


‫‪ - 949‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7490()535‬صحيح‬
‫‪ - 950‬املستدرك للحاكم(;‪ )5661‬صحيح‬
‫‪ - 951‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7491()536‬صحيح‬

‫‪326‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َع ُه َما فَأََتْينَا َعلَى َر ُج ٍل‬ ‫ت ‪ُ :‬سْب َحا َن اهلل َما َه َذان ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫َّي َو ْج ِه ِه َفيُ َش ْر ِشُر ِش ْدقَهُ إِىَل َق َفاهُ ‪،‬‬ ‫يد ‪ ،‬فَِإ َذا هو يأْيِت أ ِ‬ ‫وب ِمن ح ِد ٍ‬ ‫آخر َعلَْي ِه بِ َكلُّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َح َد شق ْ‬ ‫َُ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُم ْسَت ْلق ل َق َفاهُ َوإ َذا َ ُ‬
‫ب األ ََّو ِل ‪،‬‬ ‫اآلخ ِر َفَي ْف َعل بِِه ِمثْل َما َف َعل بِاجْلَانِ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫و ِمْن َخرهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬و َعْينَهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬مُثَّ َيتَ َح َّو ُل إِىَل اجْلَانِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود َفَي ْف َع ُل بِه مثْ َل َما َف َع َل الْ َمَّر َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب األ ََّو ُل َك َما َكا َن ‪ ،‬مُثَّ َيعُ ُ‬ ‫ك اجْلَانب َحىَّت يَص َّح اجْلَان ُ‬ ‫فَ َما َي ْفُرغُ م ْن َذل َ‬
‫ت َم َع ُه َما فَأََتْينَا َعلَى ِمثْ ِل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ُ :‬سْب َحا َن اهلل ‪َ ،‬ما َه َذان ؟ قَاالَ ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫اأْل ُوىَل ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ط وأَصوات ‪ ،‬فَاطَّلَعنَا فَِإ َذا فِ ِيه ِرج ٌ ِ‬
‫ال َون َساءٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬
‫ب أَنَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإ َذا فيه لَغَ ٌ َ ْ َ ٌ‬ ‫َحس ُ‬
‫ف‪:‬أ ِ‬
‫التنُّو ِر ‪ ،‬قَ َال َع ْو ٌ ْ‬ ‫بِنَ ِاء َّ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ‬ ‫ض ْوا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ض ْو َ‬ ‫ب تَ َ‬ ‫ك اللَّ َه ُ‬
‫يب ِمن أَس َفل ِمْنهم ‪ ،‬فَِإ َذا أَتَ ِ‬
‫اه ْم َذل َ‬‫ُ‬ ‫ْ ْ َ ُْ‬
‫عُراةٌ وإِ َذا بَِن ْه ٍر هَلِ ٍ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه ِر َر ُج ٌل يَ ْسبَ ُح‬ ‫ت أَنَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬أَمْح ََر مثْ ِل الدَّم َوإِ َذا يِف الن َ‬ ‫يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْقنَا َعلَى َن َه ٍر َحسْب ُ‬
‫ِ‬
‫السابِ ُح يَ ْسبَ ُح َما يَ ْسبَ ُح ‪ ،‬مُثَّ يَأْيِت‬ ‫ك َّ‬ ‫َّه ِر َر ُج ٌل قَ ْد مَجَ َع ِعْن َدهُ ِح َج َار ًة َكثِ َري ًة ‪َ ،‬وإِ َذا َذل َ‬ ‫ط الن َ‬ ‫‪َ ،‬وإِ َذا ِعْن َد َش ِّ‬
‫ت ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِ ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل الَّذي مَجَ َع احْل َج َار َة ‪َ ،‬فَي ْفغَُر لَهُ فَاهُ َفُي ْلق ُمهُ َح َجًرا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬قْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫َذل َ‬
‫ِ‬
‫ت َر ٍاء َر ُجالً َم ْرآهُ; ‪ ،‬فَِإ َذا ُه َو ِعْن َد نَا ٍر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫انْطَل ْق ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَانْطَلَ ْقنَا ‪ ،‬فَأََتْينَا َعلَى َر ُج ٍل َك ِريه الْ َم ْرآة َكأَ ْكَر ِه َما أَنْ َ‬
‫ِ‬
‫ض ٍة‬ ‫ِ ِ‬
‫ت هَلَُما ‪َ :‬ما َه َذا ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَل ِق انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْقنَا فَأََتْينَا َعلَى َر ْو َ‬ ‫ُّها َويَ ْس َعى َح ْوهَلَا ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫حَيُش َ‬
‫الس َم ِاء ‪،‬‬ ‫اد أ ََرى َرأْ َسهُ طُوالً يِف َّ‬ ‫يل الَ أَ َك ُ‬
‫ِ‬
‫ضة َر ُج ٌل قَائ ٌم طَ ِو ٌ‬
‫الرو ِ‬
‫الربِي ِع ‪َ ،‬وإِ َذا َبنْي َ ظَ ْهَر ِي َّ ْ َ‬ ‫فِ َيها ِم ْن ُك ِّل َن ْو ِر َّ‬
‫ت هَلَُما ‪َ :‬ما َه ُؤالَ ِء ؟ قَاالَ يِل ‪ :‬انْطَلِ ِق‬ ‫َح َسنَهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ط َوأ ْ‬ ‫الر ُج ِل ِم ْن أَ ْكثَ ِر ِولْ َد ٍان َرأ َْيُت ُه ْم قَ ُّ‬ ‫وأ ََرى َح ْو َل َّ‬
‫َح َس َن ‪ ،‬قَاالَ يِل ‪ْ :‬ار َق فِ َيها ‪ ،‬قَ َال‬ ‫ِ‬
‫ط أ َْعظَ َم مْن َها َوالَ أ ْ‬ ‫يمةً مَلْ أ ََر َد ْو َحةً قَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫انْطَل ْق ‪ ،‬فَانْطَلَ ْقنَا َوأََتْينَا َد ْو َحةً َعظ َ‬
‫ِ‬
‫اسَت ْفتَ ْحنَا ‪َ ،‬ف ُفتِ َح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪ :‬فَ ْارَت َقْينَا فِ َيها ‪ ،‬فَا ْنَت َهْينَا إِىَل َم ِدينَ ٍة َمْبنِيَّ ٍة بِلَنِب ِ َذ َه ٍ‬
‫اب الْ َمدينَة ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ب َولَنِب ِ فضَّة ‪ ،‬فَأََتْينَا بَ َ‬
‫ت َر ٍاء ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ت َراء ‪َ ،‬و َشطٌْر َكأَ ْقبَ ِح َما أَنْ َ‬
‫ال ‪ ،‬شطْر ِمن خ ْل ِق ِهم َكأَحس ِن ما أَنْ ٍ‬
‫لَنَا ‪َ ،‬ف ُق ْلنَا ‪َ :‬ما مْن َها ِر َج ٌ َ ٌ ْ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اض ‪ ،‬فَ َذ َهبُوا‬ ‫ض يِف الَْبيَ ِ‬ ‫َن َماءَهُ الْ َم ْح ُ‬ ‫ض جَيْ ِري َكأ َّ‬ ‫َّه ِر ‪ ،‬فَِإ َذا َن َهٌر ُمعْرَتِ ٌ‬ ‫ك الن َ‬ ‫قَاالَ هَلُ ُم ‪ :‬ا ْذ َهبُوا َف َقعُوا يِف َذل َ‬
‫ور ٍة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ ‪ :‬يِل َه ِذ ِه‬ ‫صَ‬ ‫َح َس ِن ُ‬ ‫ص ُاروا يِف أ ْ‬ ‫السوءُ َعْن ُه ْم ‪َ ،‬و َ‬ ‫ك ُّ‬ ‫َفو َقعوا فِ ِيه ‪ ،‬مُثَّ رجعوا وقَ ْد َذه ِ‬
‫ب َذل َ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ِاء ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪:‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَسما بص ِري; صع ًدا ‪ ،‬فَِإ َذا قَصر ِمثْل َّ ِ‬
‫الربَابَة الَْبْي َ‬ ‫ٌْ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َجنَّةُ َع ْد ٍن ‪َ ،‬و َه َذ َاك َمْن ِزلُ َ‬
‫ِ‬
‫ت‬‫ت هَلَُما ‪ :‬بَ َار َك اللَّهُ في ُك َما ‪َ ،‬ذ َرايِن أ َْد ُخ ْلهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪ :‬أ ََّما اآل َن فَالَ ‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫َه َذ َاك َمْن ِزلُ َ‬
‫ت ؟ قَ َال ‪ :‬قَاالَ يِل ‪ :‬أ ََما إِنَّا َسنُ ْخرِب ُ َك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُمْن ُذ اللَّْيلَة َع َجبًا ‪ ،‬فَ َما َه َذا الَّذي َرأَيْ ُ‬ ‫َداخلُهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإيِّن َرأَيْ ُ‬
‫ت َعلَْي ِه يُْثلَ ُغ َرأْ ُسهُ بِاحْلَ َج ِر ‪ ،‬فَِإنَّهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫ضهُ ‪َ ،‬و َينَ ُام َع ِن‬ ‫الر ُج ُل يَأْ ُخ ُذ الْ ُق ْرآ َن َفَي ْرفُ ُ‬ ‫الر ُج ُل األ ََّو ُل الَّذي أََتْي َ‬ ‫أ ََّما َّ‬
‫الصالَِة الْ َمكْتُوبَِة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ت َعلَْي ِه يُ َش ْر َشُر ِش ْدقُهُ إِىَل َق َفاهُ ‪َ ،‬و َعْينُهُ إِىَل َق َفاهُ ‪َ ،‬و ِمْن َخُرهُ إِىَل َق َفاهُ ‪ ،‬فَِإنَّهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫الر ُج ُل الَّذي أََتْي َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫اق‪.‬‬‫ب الْ َك ْذبَةَ َفتَْبلُ ُغ اآلفَ َ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َي ْغ ُدو م ْن َبْيته َفيَكْذ ُ‬
‫الز َوايِن ‪.‬‬
‫الزنَاةُ َو َّ‬ ‫ين يِف ِمثْ ِل بِنَ ِاء َّ‬
‫التنُّو ِر ‪ ،‬فَِإن َُّه ُم ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ِّساءُ الْعَُراةُ الذ َ‬ ‫ال َوالن َ‬ ‫الر َج ُ‬ ‫َوأ ََّما ِّ‬

‫‪327‬‬
‫َّه ِر ‪َ ،‬فَي ْلتَ ِق ُم احْلِ َج َار َة ‪ ،‬فَِإنَّهُ آكِ ُل ِّ‬
‫الربَا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل الَّذي يِف الن َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫َّم‪.‬‬ ‫ُّها فَِإنَّهُ َمالِ ٌ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الر ُج ُل الْ َك ِريهُ الْ َم ْرآة الَّذي عْن َد النَّا ِر حَيُش َ‬
‫ك َخاز ُن َج َهن َ‬ ‫َوأ ََّما َّ‬
‫يم َعلَْي ِه َّ‬ ‫الرو ِ ِ ِ ِ‬ ‫الرجل الطَّ ِو ِ‬
‫السالَ ُم‪.‬‬ ‫ضة ‪ ،‬فَإنَّهُ إ ْبَراه ُ‬ ‫يل الَّذي يِف َّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوأ ََّما َّ ُ ُ‬
‫ود ُولِ َد َعلَى الْ ِفطَْر ِة‪.‬‬ ‫وأ ََّما الْ ِولْ َدا ُن الَّ ِذين حولَه ‪ ،‬فَ ُك ُّل مولُ ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬‫ول اهلل ‪َ : ‬وأ َْوالَ ُد الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ني ؟ قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهلل َوأ َْوالَ ُد الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫ني ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ض الْ ُم ْسلم َ‬ ‫قَ َال ‪ :‬ف َق َال َب ْع ُ‬
‫آخَر َسيِّئًا ‪،‬‬ ‫وأ ََّما الْ َقوم الَّ ِذين شطْر ِمْنهم حسن ‪ ،‬وشطْر ِمْنهم قَبِيح ‪َ ،‬فهم َقوم خلَطُوا عمالً حِل‬
‫صا ًا َو َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ َ َ ٌ ُْ َ ٌَ َ َ ٌ ُْ ٌ ُْ ٌْ َ‬ ‫َ‬
‫‪952‬‬
‫َفتَ َج َاو َز اللَّهُ َعْن ُه ْم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وس ُه ْم‬
‫ض ُخ ُرءُ ُ‬ ‫ويف حديث اإلسراء واملعراج الطويل َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة مرفوعاً ‪ ،‬وفيه ‪ :‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم ُت ْر َ‬
‫يل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت اَل يُ َفتَُّر َعْن ُه ْم ِم ْن َذل َ‬ ‫الص ْخ ِر ‪ُ ،‬كلَّ َما ُر ِض َخ ْ‬ ‫بِ َّ‬
‫ك َش ْيءٌ ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬ما َه ُؤاَل ء يَا جرْب ُ‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫ت َع َاد ْ‬
‫وس ُه ْم َع ِن الصَّاَل ِة الْ َمكْتُوبَِة ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوٍم َعلَى أَْقبَاهِلِ ْم ِرقَاعٌ ‪،‬‬ ‫ين َتتَثَاقَ ُل ُرءُ ُ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫؟ " ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه ُؤاَل ء الذ َ‬
‫ِ‬
‫َّم‬
‫ف َج َهن َ‬ ‫ض َ‬ ‫وم َو َر ْ‬‫الزقُّ َ‬ ‫الض ِر َ‬
‫يع َو َّ‬ ‫َّع ُم ‪َ ،‬ويَأْ ُكلُو َن َّ‬ ‫َو َعلَى أ َْدبَا ِره ْم ِرقَاعٌ ‪ ،‬يَ ْسَر ُحو َن َك َما تَ ْسَر ُح اإْلِ بِ ُل َوالن َ‬
‫ات أ َْم َواهِلِ ْم ‪َ ،‬و َما‬ ‫و ِحجار َتها ‪ ،‬قَ َال ‪ " :‬ما هؤاَل ِء يا ِج ِ يل ؟ " ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬هؤاَل ِء الَّ ِذين اَل يؤ ُّدو َن ص َدقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ُ َ رْب ُ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يج يِف ق ْد ٍر ‪َ ،‬وحَلْ ٌم آخُر َنيِّ ٌئ‬ ‫ظَلَ َم ُه ُم اللَّهُ َشْيئًا َو َما اللَّهُ بظَاَّل م ل ْل َعبِيد ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم َبنْي َ أَيْدي ِه ْم حَلْ ٌم نَض ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يث ‪ ،‬فَ َج َعلُوا يَأْ ُكلُو َن ِم َن َّ‬ ‫قَ ِذٌر َخبِ ٌ‬
‫يل ؟‬ ‫ب ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬ما َه ُؤاَل ء يَا جرْب ُ‬ ‫يج الطَّيِّ َ‬ ‫النيِّ ِئ اخْلَبيث َويَ َدعُو َن النَّض َ‬
‫يت ِعْن َد َها َحىَّت‬ ‫ب ‪َ ،‬فيَأْيِت ْامَرأًَة َخبِيثَةً َفيَبِ ُ‬
‫ِ‬
‫ك تَ ُكو ُن عْن َدهُ الْ َم ْرأَةُ احْلَاَل ُل الطَّيِّ ُ‬ ‫الر ُج ُل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬
‫" ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا َّ‬
‫صبِ َح ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ‬ ‫يصبِح ‪ ،‬والْمرأَةُ َت ُق ِ ِ ِ ِ‬
‫يت َم َعهُ َحىَّت تُ ْ‬ ‫وم م ْن عْند َز ْوج َها َحاَل اًل طَيِّبًا ‪َ ،‬فتَأْيِت َر ُجاًل َخبِيثًا َفتَبِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ َ َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِاَّل‬ ‫أَتَى َعلَى َخ َشبَ ٍة َعلَى الطَِّر ِيق اَل مَيُُّر هِبَا َث ْو ٌ ِاَّل‬
‫يل ؟ "‬ ‫ب إ َش َّقْتهُ َواَل َش ْيءٌ إ َخَر َقْتهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ " :‬ما َه َذا يَا جرْب ُ‬
‫ك ي ْقع ُدو َن علَى الطَِّر ِيق َفي ْقطَعونَه ‪ ،‬مُثَّ تَاَل ‪ :‬واَل َت ْقع ُدوا بِ ُك ِّل ِصر ٍ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫اط‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا َمثَ ُل أَْق َوام م ْن أ َُّمت َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يع مَحْلَ َها‬ ‫يمةً اَل يَ ْستَط ُ‬ ‫صدُّو َن َع ْن َسب ِيل اللَّه اآْل يَةَ ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َر ُج ٍل قَ ْد مَجَ َع حْز َمةَ َحطَب َعظ َ‬ ‫تُوع ُدو َن َوتَ ُ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫ك تَ ُكو ُن عْن َدهُ أ ََمانَ ُ‬ ‫الر ُج ُل ِم ْن أ َُّمتِ َ‬
‫يل ؟ " ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ه َذا َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َو ُه َو يَِز ُ‬
‫يد َعلَْي َها ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ " :‬ما َه َذا يَا جرْب ُ‬
‫ٍ‬
‫ض أَلْ ِسنَُت ُه ْم‬ ‫ِ‬
‫يد أَ ْن حَيْملَ َها ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى َق ْوم ُت ْقَر ُ‬ ‫يد َعلَْي َها ‪َ ،‬ويُِر ُ‬ ‫َّاس ‪ ،‬اَل َي ْق ِد ُر َعلَى أ ََدائِ َها َو ُه َو يَِز ُ‬ ‫الن ِ‬
‫ِ‬ ‫و ِش َفاهم مِب َقا ِر ِ ِ ٍ‬
‫ك َش ْيءٌ ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫ت ‪ ،‬اَل يُ َفتَُّر َعْن ُه ْم ِم ْن َذل َ‬ ‫ت َك َما َكانَ ْ‬ ‫ت َع َاد ْ‬ ‫ضْ‬ ‫يض م ْن َحديد ‪ُ ،‬كلَّ َما قُِر َ‬ ‫َ ُُ َ َ‬
‫ك ُخطَبَاءُ الْ ِفْتنَ ِة َي ُقولُو َن َما اَل َي ْف َعلُو َن ‪ ،‬مُثَّ أَتَى َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يل ؟ " قَ َال ‪َ :‬ه ُؤاَل ء ُخطَبَاءُ أ َُّمتِ َ‬ ‫" َما َه ُؤاَل ء يَا جرْب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع ‪َ ،‬ف َق َال ‪" :‬‬ ‫ث َخَر َج فَاَل يَ ْستَط ُ‬ ‫يد أَ ْن َي ْرج َع ِم ْن َحْي ُ‬ ‫يم ‪ ،‬فَ َج َع َل الث َّْو ُر يُِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صغ ٍري خَي ُْر ُج مْنهُ َث ْوٌر َعظ ٌ‬
‫حج ٍر ِ‬
‫ََ َ‬

‫‪ - 952‬صحيح البخارى(‪ ) 7047‬و صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)655()427‬‬

‫‪328‬‬
‫يع أَ ْن َيُر َّد َها‬ ‫ِ‬ ‫الرجل يتَ َكلَّم بِالْ َكلِم ِة الْع ِظ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يمة ‪ ،‬مُثَّ َيْن َد ُم َعلَْي َها فَاَل يَ ْستَط ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫يل ؟ " ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ه َذا َّ ُ ُ َ ُ‬
‫َما َه َذا يَا جرْب ُ‬
‫‪953‬‬
‫‪،‬‬
‫ــــــــ‬

‫يب اآْل ثَا ِر لِلطَّرَبِ ِّ‬


‫ي(‪ ) 2768‬ودالئل النبوة للبيهقي (‪ ) 679‬حسن‬ ‫ِ‬
‫‪َ -‬ت ْهذ ُ‬
‫‪953‬‬

‫‪329‬‬
‫المبحث الخامس والثالثون‬
‫أول من تسعر بهم النار‬

‫َّام أ َُّي َها الشَّْي ُخ َح ِّد ْثنَا َح ِديثًا‬‫َعن سلَْيما َن بْ ِن يسا ٍر قَ َال َت َفَّر َق النَّاس َعن أَىِب ُهر ْير َة َف َق َال لَهُ نَاتِل أ َْه ِل الش ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫َّاس ي ْقضى يوم الْ ِقيامةِ‬ ‫ول اللَّه ‪ - -‬ي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول « إ َّن أ ََّو َل الن ِ ُ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫مَس ْعتَهُ م ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬قَ َال َن َع ْم مَس ْع ُ‬
‫علَي ِه رجل است ْش ِه َد فَأُتِى بِِه َفعَّرفَه نِعمه َفعر َفها قَ َال فَما ع ِم ْلت فِيها قَ َال قَاَت ْل ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫استُ ْش ِه ْد ُ‬ ‫يك َحىَّت ْ‬ ‫تف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ ََ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ٌ ُْ‬
‫ِ‬
‫يل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت ألَ ْن يُ َق َال َجرىءٌ‪َ .‬ف َق ْد ق َ‬ ‫ت َولَ ِكن َ‬
‫َّك قَاَت ْل َ‬ ‫قَ َال َك َذبْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ب َعلَى َو ْج ِهه َحىَّت أُلْق َى ىِف النَّا ِر َو َر ُج ٌل َت َعلَّ َم الْع ْل َم َو َعلَّ َمهُ َو َقَرأَ الْ ُق ْرآ َن فَأُت َى بِه َف َعَّرفَهُ‬ ‫مُثَّ أُمَر به فَ ُسح َ‬
‫نِعمه َفعر َفها قَ َال فَما ع ِم ْلت فِيها قَ َال َتعلَّمت الْعِْلم وعلَّمته و َقرأْ ِ‬
‫ت َولَ ِكن َ‬
‫َّك‬ ‫يك الْ ُق ْرآ َن‪ .‬قَ َال َك َذبْ َ‬ ‫تف َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ ْ ُُ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫مِل‬
‫ب َعلَى َو ْج ِه ِه َحىَّت‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫يل مُثَّ أُمَر به فَ ُسح َ‬ ‫ئ‪َ .‬ف َق ْد ق َ‬ ‫ت الْ ُق ْرآ َن لُِي َق َال ُه َو قَا ِر ٌ‬ ‫َتعلَّم ِ ِ‬
‫ت الْع ْل َم لُي َق َال َعا ٌ‪َ .‬و َقَرأْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫اف الْ َم ِال ُكلِّ ِه فَأُتِ َى بِِه َف َعَّرفَهُ نَِع َمهُ َف َعَر َف َها قَ َال فَ َما‬ ‫أُلْ ِقى ىِف النَّا ِر‪ .‬ورجل و َّسع اللَّه علَي ِه وأَعطَاه ِمن أَصنَ ِ‬
‫ََ ُ ٌ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َّك َف َع ْل َ‬ ‫ت َولَكن َ‬ ‫ك قَ َال َك َذبْ َ‬ ‫ت ف َيها لَ َ‬ ‫ب أَ ْن يُْن َف َق ف َيها إالَّ أَْن َف ْق ُ‬ ‫ت م ْن َسب ٍيل حُت ُّ‬ ‫ت ف َيها قَ َال َما َتَر ْك ُ‬ ‫َعم ْل َ‬
‫‪954‬‬
‫ب َعلَى َو ْج ِه ِه مُثَّ أُلْ ِق َى ىِف النَّا ِر »‪.‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫يل مُثَّ أُمَر به فَ ُسح َ‬
‫ِ‬
‫لُي َق َال ُه َو َج َو ٌاد‪َ .‬ف َق ْد ق َ‬
‫ِ‬
‫َّاس َعلَْي ِه ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬م ْن َه َذا ؟ قَالُوا ‪ :‬أَبُو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتَ َم َع الن ُ‬ ‫وعن ُس ْفيَا َن ‪ ،‬أَنَّهُ َد َخ َل الْ َمدينَةَ ‪ ،‬فَِإ َذا ُه َو بَِر ُج ٍل قَد ْ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ت َو َخال ‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬فلَ َّما َس َك َ‬ ‫ِّث الن َ‬ ‫ت َبنْي َ يَ َديِْه ‪َ ،‬و ُه َو حُيَد ُ‬ ‫ت مْنهُ َحىَّت َق َع ْد ُ‬
‫هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َد َنو ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬و َعلِ ْمتَهُ ‪َ ،‬ف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪ :‬أَْف َع ُل ‪،‬‬ ‫أَنْ ُش ُد َك اللَّه حِب ٍّق ‪ ،‬وح ٍّق لَما ح َّدثَْتيِن ح ِديثًا مَسِ عتَه ِمن رس ِ‬
‫ُْ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬
‫ث قَلِيال ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬
‫اق‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬ع َق ْلتُهُ َو َعل ْمتُهُ ‪ ،‬مُثَّ نَ َش َغ أَبُو ُهَر ْيَر َة نَ ْشغَةً ‪ ،‬فَ َم َك َ‬ ‫َّك َح ِديثًا َح َّدثَنِ ِيه َر ُس ُ‬ ‫ُح ِّد َثن َ‬
‫أل َ‬
‫َح ٌد َغرْيِ ي َو َغْيُرهُ ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫َّك ح ِديثًا ح َّدثَنِ ِيه رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ‬وأَنَا َو ُه َو يِف َه َذا الَْبْيت َما َم َعنَا أ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُح ِّد َثن َ َ‬
‫‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أل َ‬
‫َّك حِب ِد ٍ‬ ‫ِ‬
‫ث بِ َذل َ‬
‫يث‬ ‫ُح ِّد َثن َ َ‬ ‫اق َو َم َس َح َو ْج َههُ ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَْف َع ُل أل َ‬ ‫ك ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫ُخَرى فَ َم َك َ‬ ‫نَ َش َغ أَبُو ُهَر ْيَر َة نَ ْشغَةً أ ْ‬
‫َح ٌد َغرْيِ ي َو َغْيُرهُ ‪ ،‬مُثَّ نَ َش َغ أَبُو ُهَر ْيَرةَ نَ ْشغَةً‬ ‫ِ‬ ‫ح َّدثَنِ ِيه رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ ، ‬وأَنَا َو ُه َو يِف َه َذا الَْبْيت َما َم َعنَا أ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫َن اللَّهَ َعَّز‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬أ َّ‬ ‫اق ‪َ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ح َّدثَيِن َر ُس ُ‬ ‫َسنَ ْدتُهُ طَ ِويال ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرى ‪ ،‬مُثَّ َم َال َخ ًّارا َعلَى َو ْج ِهه َوأ ْ‬ ‫أْ‬
‫ض َي َبْيَن ُه ْم ‪َ ،‬و ُك ُّل أ َُّم ٍة َجاثِيَةٌ ‪ ،‬فَأ ََّو ُل َم ْن يَ ْدعُو بِِه َر ُج ٌل مَجَ َع‬ ‫وج َّل إِذَا َكا َن يوم الْ ِقيام ِة َنز َل إِىَل الْعِب ِاد لِي ْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫الْ ُقرآ َن ‪ ،‬ورجل ي ْقتل يِف سبِ ِيل اللَّ ِه ‪ ،‬ورجل َكثِري الْم ِال ‪َ ،‬في ُق ُ ِ‬
‫ت َعلَى‬ ‫ك َما أَْنَزلْ ُ‬ ‫ول اللَّهُ ل ْل َقا ِر ِئ ‪ :‬أَمَلْ أ َُعل ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ٌ ُ َ‬ ‫ََ ُ ٌ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَماذَا ع ِم ْلت فِيما علِمت ؟ قَ َال ‪ُ :‬كْنت أَقُ ِِ‬
‫وم به آنَاءَ اللَّْي ِل ‪َ ،‬وآنَاءَ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َر ُسويِل ؟ قَ َال ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ‬
‫ِ‬ ‫َّها ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ت أَ ْن يُ َق َال‬ ‫ول اللَّهُ َعَّز َو َج َّل ‪ :‬أ ََر ْد َ‬‫ت ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول الْ َمالئ َكةُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫الن َ‬
‫َح ٍد ؟‬ ‫اج إىَل أ َ‬
‫ك حَتْتَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ك َحىَّت مَلْ أ ََد َع َ‬ ‫ول ‪ :‬أَمَلْ أ َُو ِّس ْع َعلَْي َ‬ ‫ب الْ َم ِال ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ئ َف َق ْد قِيل ‪ ،‬وي ْؤتَى بِص ِ‬
‫اح ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫فُال ٌن قَا ِر ٌ‬

‫‪ - 954‬صحيح مسلم (‪) 5032‬‬

‫‪330‬‬
‫َصل َّ ِ‬ ‫ك ؟ قَ َال ‪ُ :‬كْن ِ‬ ‫قَ َال ‪ :‬بلَى ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَما َذا ع ِم ْل ِ‬
‫ت‬‫ول اللَّهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫َّق ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫صد ُ‬ ‫الرح َم َوأَتَ َ‬ ‫تأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يما آَتْيتُ َ‬ ‫تفَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬ويُ ْؤتَى‬ ‫يل َذل َ‬ ‫ت أَ ْن يُ َق َال فُال ٌن َج َو ٌاد ‪َ ،‬ف َق ْد ق َ‬ ‫ول اللَّهُ ‪ :‬بَ ْل أ ََر ْد َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫ول الْ َمالئ َكةُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫‪َ ،‬و َت ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لَه ‪ :‬فِيم قُتِْلت ؟ َفي ُق ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َحىَّت‬ ‫ك َف َقاَت ْل ُ‬ ‫ت بِاجْلِ َهاد يِف َسبِيل َ‬ ‫ول ‪ :‬أُم ْر ُ‬
‫ِ‬
‫الر ُج ِل الَّذي قُت َل يِف َسبِ ِيل اللَّه َفُي َق ُ ُ َ َ َ‬ ‫بِ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْن يُ َق َال فُال ٌن‬ ‫ول اللَّهُ ‪ :‬بَ ْل أ ََر ْد َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫ول الْ َمالئ َكةُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫قُت ْل ُ‬
‫ج ِريء َف َق ْد قِ ِ‬
‫ك الثَّالثَةُ أ ََّو ُل‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬علَى ُر ْكبَيِت ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا أَبَا ُهَر ْيَر َة أُولَئِ َ‬ ‫ب َر ُس ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ك ‪ ،‬مُثَّ َ‬ ‫يل َذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِ ِ ‪955‬‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ْلق اللَّه تُ َس َّعُر ُم الن ُ‬
‫َّار َي ْو َم الْقيَ َامة"‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن ُش َفي األ ِ‬
‫َّاس ‪ ،‬ف َق َال ‪َ :‬م ْن َه َذا‬ ‫اجتَ َم َع َعلَْيه الن ُ‬ ‫َصبَح ِّي ‪ ،‬أَنَّهُ َد َخ َل َم ْسج َد الْ َمدينَة ‪ ،‬فَِإ َذا ُه َو بَِر ُج ٍل قَد ْ‬ ‫ّ ْ‬
‫ت َو َخالَ ‪،‬‬ ‫َّاس ‪َ ،‬فلَ َّما َس َك َ‬ ‫ِّث الن َ‬ ‫ت َبنْي َ يَ َديِْه ‪َ ،‬و ُه َو حُيَد ُ‬ ‫ت مْنهُ َحىَّت َق َع ْد ُ‬
‫؟ قَالُوا ‪ :‬أَبو هرير َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َد َنو ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ ُ َ َْ‬
‫اهلل ‪َ ‬ع َق ْلتَهُ َو َعلِ ْمتَهُ‪.‬ف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة أَْف َع ُل ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ُقْلت لَه ‪ :‬أَنْ ُش ُد َك حِب قِّي لَما ح َّد ْثتَيِن ح ِديثًا مَسِ عتَه ِمن رس ِ‬
‫ُْ َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫اق ‪،‬‬ ‫ث قَلِيالً ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ‬ع َق ْلتَهُ َو َعل ْمتُهُ ‪ ،‬مُثَّ نَ َش َغ أَبُو ُهَر ْيَر َة نَ ْشغَةً فَ َم َك َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َّك َح ِديثًا َح َّدثَنِ ِيه َر ُس ُ‬ ‫ُح ِّد َثن َ‬
‫أَل َ‬
‫َح ٌد َغرْيِ ي َو َغْيُرهُ ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫َّك ح ِديثًا ح َّدثَنِ ِيه رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬وأَنَا َو ُه َو يِف َه َذا الَْبْيت َما َم َعنَا أ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُح ِّد َثن َ َ‬ ‫ف َق َال ‪ :‬أَل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّك‬
‫ُح ِّد َثن َ‬ ‫اق ‪ ،‬فَ َم َس َح َع ْن َو ْج ِهه ‪ ،‬ف َق َال ‪ :‬أَْف َع ُل ‪ ،‬أَل َ‬ ‫ك ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬ ‫ث َك َذل َ‬ ‫ُخَرى ‪ ،‬فَ َم َك َ‬ ‫نَ َش َغ أَبُو ُهَر ْيَر َة نَ ْشغَةً أ ْ‬
‫يد ًة ‪،‬‬ ‫َح ٌد َغرْيِ ي َو َغْيُرهُ ‪ ،‬مُثَّ نَ َش َغ نَ ْشغَةً َش ِد َ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ، ‬وأَنَا َو ُه َو يِف َه َذا الَْبْيت َما َم َعهُ أ َ‬
‫ح ِديثًا ح َّدثَنِ ِيه رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َن اللَّهَ َتبَ َار َك‬
‫ول اهلل ‪ : ‬أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اق ‪ ،‬ف َق َال ‪َ :‬ح َّدثَيِن َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مُثَّ َم َال َخ ًّارا َعلَى َو ْج ِهه ‪َ ،‬وا ْشتَ َّد به طَ ِويالً ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬
‫ض َي َبْيَن ُه ْم ‪َ ،‬و ُك ُّل أ َُّم ٍة َجاثِيَةٌ‪ .‬فَأ ََّو ُل َم ْن يَ ْدعُو بِِه َر ُج ٌل‬ ‫وَتعاىَل ‪ ،‬إِ َذا َكا َن يوم الْ ِقيام ِة ‪ ،‬يْن ِز ُل إِىَل الْعِب ِاد لِي ْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬و َر ُج ٌل َكثِريُ الْ َم ِال ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫مَج ع الْ ُقرآ َن ‪ ،‬ورجل ‪ ،‬ي ْقتَل يِف سبِ ِيل ِ‬
‫ول اللَّهُ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل ل ْل َقا ِرئ ‪ :‬أَمَلْ‬ ‫ََ ُ ٌ ُ ُ َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَما َذا ع ِم ْلت فِ ِ‬
‫ت‬‫ت ؟ قَ َال ‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫يما َعل ْم َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ت َعلَى َر ُسويِل ‪ ‬؟ قَ َال ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ‬ ‫ك َما أَْنَزلْ ُ‬ ‫أ َُعلِّ ْم َ‬
‫ِ‬ ‫أَقُ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ول لَهُ الْ َمالَئ َكةُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت َو َت ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ َتبَ َار َك َوَت َعاىَل لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫َّها ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫وم بِه آنَاءَ اللَّْي ِل َوآنَاءَ الن َ‬ ‫ُ‬
‫ول اللَّهُ لَهُ ‪:‬‬ ‫ب الْ َم ِال َفَي ُق ُ‬ ‫اح ِ‬ ‫ئ ‪َ ،‬ف َق ْد قِيل َذ َاك ‪ ,‬وي ْؤتَى بِص ِ‬ ‫ت أَ ْن يُ َق َال ‪ :‬فُالَ ٌن قَا ِر ٌ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ول اللَّهُ ‪ :‬بَ ْل أ ََر ْد َ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَما َذا ع ِم ْل ِ‬ ‫َح ٍد ؟ قَ َال ‪َ :‬بلَى يَا َر ِّ‬ ‫ك حَتْتَ ِ‬
‫ك؟‬ ‫يما آ َتْيتُ َ‬ ‫تفَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اج إىَل أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك َحىَّت مَلْ أ ََد ْع َ‬ ‫أَمَلْ أ َُو ِّس ْع َعلَْي َ‬
‫ول اللَّهُ‬ ‫ِ‬ ‫َصل َّ ِ‬ ‫قَ َال ‪ُ :‬كْن ِ‬
‫ت ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫ول الْ َمالَئ َكةُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬وَت ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫َّق ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫صد ُ‬ ‫الرح َم َوأَتَ َ‬ ‫تأ ُ‬ ‫ُ‬
‫ال لَهُ ‪ :‬يِف َما َذا‬ ‫‪ :‬بل إِمَّنَا أَر ْدت أَيْن ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فُالَ ٌن جو ٌاد ‪َ ،‬ف َق ْد قِيل َذ َاك‪.‬وي ْؤتَى بِالَّ ِذي قُتِل يِف سبِ ِيل ِ‬
‫اهلل َفُي َق ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول لَهُ‬ ‫ت ‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ول اللَّهُ لَهُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬ ‫ت ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ت َحىَّت قُت ْل ُ‬ ‫ك ‪َ ،‬ف َقاَت ْل ُ‬ ‫ت بِاجْلِ َهاد يِف َسبِيل َ‬ ‫قُتِْلت ؟ َفي ُق ُ ِ‬
‫ول ‪ :‬أُم ْر ُ‬ ‫َ َ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَ ْن يُ َق َال ‪ :‬فُالَ ٌن َج ِر ٌ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫ب َر ُس ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫يل ذَ َاك مُثَّ َ‬ ‫ئ ‪َ ،‬ف َق ْد ق َ‬ ‫ول اللَّهُ ‪ :‬بَ ْل أ ََر ْد َ‬ ‫ت َو َي ُق ُ‬ ‫الْ َمالَئ َكةُ ‪َ :‬ك َذبْ َ‬
‫َّار َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‪.‬‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك الثَّالَثَةُ أ ََّو ُل َخ ْلق اهلل تُ َس َّعُر ُم الن ُ‬ ‫ُر ْكبَيِت ‪ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا أَبَا ُهَر ْيَرةَ أُولَئِ َ‬
‫َخَبَرهُ هِبَ َذا اخْلَرَبِ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َن ُش َفيًّا ُه َو الَّذي َد َخ َل َعلَى ُم َعا ِويَةَ فَأ ْ‬ ‫َخَبَريِن عُ ْقبَةُ أ َّ‬ ‫يد بْ ُن أَيِب الْ َوليد ‪ :‬فَأ ْ‬ ‫قَ َال الْ َول ُ‬
‫‪ - 955‬املستدرك للحاكم; (‪ )1527‬وسنن الرتمذى (‪ ) 2557‬حسن‬

‫‪331‬‬
‫يد َو َح َّدثَيِن الْ َعالَءُ بْ ُن أَيِب َح ِكي ٍم ‪ ،‬أَنَّهُ َكا َن َسيَّافًا لِ ُم َعا ِويَةَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َد َخ َل َعلَْي ِه َر ُج ٌل ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قَ َال أَبُو عُثْ َما َن الْ َول ُ‬
‫ف مِب َ ْن بَِقي ِم َن الن ِ‬ ‫ِ هِب ِ ِ‬ ‫هِب‬
‫َّاس ؟‬ ‫َ‬ ‫فَ َح َّدثَهُ َ َذا َع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬ف َق َال ُم َعا ِويَةُ ‪ :‬قَ ْد فُع َل َُؤالَء مثْ ُل َه َذا ‪ ،‬فَ َكْي َ‬
‫اق ُم َعا ِويَةُ ‪،‬‬ ‫الر ُج ُل بِ َشٍّر ‪ ،‬مُثَّ أَفَ َ‬
‫ك ‪َ ،‬و ُق ْلنَا ‪ :‬قَ ْد َجاءَنَا َه َذا َّ‬ ‫يدا َحىَّت ظََننَّا أَنَّهُ َهالِ ٌ‬‫مُثَّ بَ َكى ُم َعا ِويَةُ بُ َكاءً َش ِد ً‬
‫ف إِلَْي ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َو ِزينََت َها ‪ ،‬نُ َو ِّ‬ ‫{م ْن َكا َن يُِر ُ‬
‫يد احْلَيَا َة ُّ‬ ‫ص َد َق اللَّهُ َو َر ُسولُهُ َ‬ ‫َو َم َس َح َع ْن َو ْج ِهه ‪ ،‬ف َق َال ‪َ :‬‬
‫صَنعُوا فِ َيها ‪،‬‬ ‫ط َما َ‬ ‫َّار ‪َ ،‬و َحبِ َ‬ ‫ِ ِِ‬
‫س هَلُ ْم يِف اآلخَرة إالَّ الن ُ‬ ‫ين لَْي َ‬
‫أَعماهَل م فِيها ‪ ،‬وهم فِيها الَ يبخسو َن أُولَئِ َّ ِ‬
‫ك الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ُْ َ ُ‬
‫اط ٌل َما َكانُوا َي ْع َملُو َن} [هود ‪.956] :‬‬ ‫وب ِ‬
‫ََ‬
‫ٍ‬
‫السنَ ِن ُكلُّ َها َم ْقُرونَةٌ بِ َش ْرط ‪َ ،‬و ُه َو ‪ :‬إِالَّ أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَ َال أَبو حا ٍ رضي اللَّهُ َعْنهُ ‪ :‬أَلْ َفا ُظ الْوعيد يِف الْكتَ ِ‬ ‫مِت‬
‫اب َو ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫صال ‪ُ ،‬دو َن الْعُ ُقوبَة َعلَْي َها َو ُك ُّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صال بِالْ َع ْف ِو َوغُ ْفَران ت ْل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيَت َفضَّل اللَّهُ َج َّل و َعالَ َعلَى ُمرتَك ِ‬
‫ك اخْل َ‬ ‫ك اخْل َ‬ ‫ب ت ْل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اظ الْو ْع ِد م ْقرونَةٌ بِ َشر ٍط ‪ ،‬وهو ‪ :‬إِالَّ أَ ْن يرتَ ِكب ع ِاملُها ما يسَتو ِجب بِهِ‬ ‫السنَ ِن ِمن أَلْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ َ َ َ َ ْ ْ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َما يِف الْكتَاب َو ُّ ْ‬
‫اب الَّ ِذي ُو ِع َد بِِه‬ ‫ك الث ََّو َ‬
‫ِ‬
‫َّل َعلَْي ِه بِالْ َع ْف ِو ‪ ،‬مُثَّ يُ ْعطَى َذل َ‬ ‫ك الْ ِف ْع ِل ‪ ،‬حىَّت ي َعاقَ ِ‬
‫ب ‪ ،‬إ ْن مَلْ َيَت َفض َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الْعُ ُقوبَةَ َعلَى َذل َ‬
‫ك الْ ِف ْع ِل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َج ِل َذل َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن أ ْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 956‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )408()135‬صحيح‬

‫‪332‬‬
‫المبحث السادس والثالثون‬
‫صب ُغ أنعم أهل الدنيا من أهل في النار‬

‫الد ْنيَا ‪ِ ،‬م ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬ي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪،‬‬
‫اهلل ‪ : ‬يُ ْؤتَى بِأَْن َع ِم أ َْه ِل ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫ط ؟ هل مَّر بِ َ ِ‬
‫ول ‪:‬‬‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫يم قَ ُّ‬ ‫ك نَع ٌ‬ ‫ت َخْيًرا قَ ُّ َ ْ َ‬ ‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ال لَهُ ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫صبَ ُغ يِف النَّا ِر َ‬
‫َفيُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬ويُ ْؤتَى بِأ َ‬ ‫الَ ‪ ،‬و ِ‬
‫ال لَهُ ‪:‬‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫صبَ ُغ يِف اجْلَنَّة َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬م ْن أ َْه ِل اجْلَنَّة ‪َ ،‬فيُ ْ‬‫َّاس يِف ُّ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ش َّدةٌ قَ ُّ‬ ‫ط ؟ َه ْل َمَّر بِ َ‬ ‫ت بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬
‫ب ‪َ ،‬ما َمَّر يِب بُ ُؤ ٌ‬
‫س‬ ‫ول ‪ :‬الَ ‪َ ،‬واهلل ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫ط ؟ َفَي ُق ُ‬ ‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫يَا ابْ َن َ‬
‫‪957‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫ت ِش َّد ًة قَ ُّ‬ ‫ط ‪َ ،‬والَ َرأَيْ ُ‬ ‫قَ ُّ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫الد ْنيَا ‪ِ ،‬م ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َّاس َكا َن بَالَءً يِف ُّ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال ‪ :‬يُ ْؤتَى بِأ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫س أ َّ‬‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ط؟‬ ‫ت بُ ْؤ ًسا قَ ُّ‬ ‫اصبغُوه صبغَةً يِف اجْل ن َِّة ‪َ ،‬في ِ‬
‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ‬ ‫ول اهللُ ‪َ ،‬عَّز َو َج َّل ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫صبَ ُغ ف َيها َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ْ ُ ُ َْ‬
‫َّاس َكا َن يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪،‬‬ ‫ط ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤتَى بِأَْن َع ِم الن ِ‬‫ت َشْيئًا أَ ْكر ُههُ قَ ُّ‬
‫َ‬ ‫ك ‪َ ،‬ما َرأَيْ ُ‬ ‫ول ‪ :‬الَ َو ِعَّزتِ َ‬ ‫أ َْو َشْيئًا تَكَْر ُههُ ؟ َفَي ُق ُ‬
‫ط ؟ ُقَّر َة َعنْي ٍ قَ ُّ‬
‫ط‬ ‫ت َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫آد َم ‪َ ،‬ه ْل َرأَيْ َ ً‬ ‫ول ‪ :‬يَا ابْ َن َ‬ ‫صْبغَةً ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫اصُبغُوهُ ف َيها َ‬ ‫ول ‪ْ :‬‬
‫ط ‪َ ،‬والَ ُقَّر َة َعنْي ٍ قَ ُّ‬ ‫ت َخْيرا قَ ُّ‬ ‫ول ‪ :‬الَ َو ِعَّزتِ َ‬
‫‪958‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫ك ‪َ ،‬ما َرأَيْ ُ ً‬ ‫؟ َفَي ُق ُ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 957‬صحيح مسلم (‪) 7266‬‬


‫‪ - 958‬مسند أمحد (‪ )14010‬صحيح‬

‫‪333‬‬
‫المبحث السابع والثالثون‬
‫جرائم الموحدين التي دخلوا بسببها النار‬

‫الذين يدخلون النار ‪ ،‬مث خيرجون منها هم أهل التوحيد الذين مل بشركوا باهلل شيئا ولكن هلم ذنوب‬
‫كثرية ‪ ،‬فخفَّت موازينهم ‪ ،‬فهؤالء يدخلون النار ُمددا يعلمها اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬مث خيرجون بشفاعة‬
‫الشافعني‪ ،‬وخُي رج اهللُ برمحته أقواما مل يعملوا خريا قط‬
‫الذنوب المتوعد عليها بالنار ‪:‬‬
‫الفر ُق المخالفة للسنة ‪:‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َام فِينَا َف َق َال « أَالَ إِ َّن َم ْن َقْبلَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫َع ْن ُم َعا ِويَةَ بْ ِن أَىِب ُس ْفيَا َن أَنَّهُ قَ َام فِينَا َف َق َال أَالَ إِ َّن َر ُس َ‬
‫ث وسبعِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اب ا ْفَترقُوا علَى ثِْنَت ِ وسبعِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان وسْبعُو َن ىِف‬
‫ني ثْنتَ َ َ‬ ‫ني ملَّةً َوإِ َّن َهذه الْملَّةَ َسَت ْفرَتِ ُق َعلَى ثَالَ َ َ ْ َ‬ ‫نْي َ َ ْ َ‬ ‫أ َْه ِل الْكتَ ِ َ َ‬
‫اعةُ »‪َ .‬ز َاد ابْ ُن حَيْىَي َو َع ْمٌرو ىِف َح ِد َيثْي ِه َما « َوإِنَّهُ َسيَ ْخُر ُج ِم ْن أ َُّمىِت أَْق َو ٌام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫النَّا ِر َو َواح َدةٌ ىِف اجْلَنَّة َوه َى اجْلَ َم َ‬
‫ك األَهواء َكما يتَجارى الْ َك ْلب لِص ِ‬
‫احبِ ِه »‪.‬‬ ‫هِبِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫جَتَ َارى ْم ت ْل َ ْ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ص ٌل إِالَّ َد َخلَهُ »‪.959‬‬‫احبِ ِه الَ يب َقى ِمْنه ِعر ٌق والَ م ْف ِ‬ ‫وقَ َال عمرو « الْ َك ْلب بِص ِ‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ٌْ‬
‫الممتنعون من الهجرة ‪:‬‬
‫ال جيوز للمسلم أن يقيم يف ديار الكفر إذا وجدت ديار اإلسالم خاصة إذا كان مكثه يف ديار الكفر‬
‫يعرضه للفتنة ‪ ،‬ومل يقبل اهلل عذر الذين ختلفوا عن اهلجرة ‪ ،‬فقد أخرب احلق أن املالئكة تبكت هذا‬
‫ِ َّ ِ‬
‫الصنف من الناس حال املوت وال تعذرهم عندما يدَّعون أهنم كانوا مستضعفني يف األرض‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين‬
‫ض اللَّ ِه‬ ‫ني يِف اأْل َْر ِ‬ ‫َتوفَّاهم الْماَل ئِ َكةُ ظَالِ ِمي أَْن ُف ِس ِهم قَالُوا فِيم ُكْنتم قَالُوا ُكنَّا مست ْ ِ‬
‫ض قَالُوا أَمَلْ تَ ُك ْن أ َْر ُ‬ ‫ض َعف َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُُ َ‬
‫الرج ِال والنِّساءِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني م َن ِّ َ َ َ‬ ‫ض َعف َ‬ ‫ت َمص ًريا (‪ )97‬إِاَّل الْ ُم ْستَ ْ‬‫ِ‬ ‫َّم َو َساءَ ْ‬ ‫َو ِاس َعةً َفُت َهاجُروا ف َيها فَأُولَئ َ‬
‫ك َمأْ َو ُاه ْم َج َهن ُ‬
‫ِ‬
‫ك َع َسى اللَّهُ أَ ْن َي ْع ُف َو َعْن ُه ْم َو َكا َن اللَّهُ َع ُف ًّوا‬ ‫َوالْ ِولْ َد ِان اَل يَ ْستَ ِطيعُو َن ِحيلَةً َواَل َي ْهتَ ُدو َن َسبِياًل (‪ )98‬فَأُولَئِ َ‬
‫ورا (‪[ )99‬النساء‪، )]99-97/‬‬ ‫َغ ُف ً‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر َج ُه ُم املُ ْش ِر ُكو َن َي ْو َم بَ ْد ٍر َم َع ُه ْم إىل قتَ ِال املُ ْسلم َ‬
‫ني‬ ‫َخ ُفوا إِ ْسالََم ُه ْم ‪ ،‬فَأ ْ‬
‫َسلَ ُموا ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َكا َن يِف َم َّكةَ َق ْو ٌم قَ ْد أ ْ‬
‫ت‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسَت ْغ َفُروا هَلُ ْم ‪َ .‬فَنَزلَ ْ‬
‫ُكر ُهوا فَ ْ‬ ‫ني ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َص َحابُنا َه ُؤالء ُم ْسلم َ‬ ‫ض ُه ْم ‪َ ،‬ف َق َال املُ ْسل ُمو َن َكا َن أ ْ‬ ‫يب َب ْع ُ‬ ‫‪ ،‬فَأُص َ‬
‫ني يِف َم َّكةَ ‪ :‬أَن َُّه ْم الَ عُ ْذ َر هَلُ ْم ‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني املُ ْستَ ْخف َ‬
‫ب املُ ْسل ُمو َن إىل َم ْن بَق َي م َن املُ ْسلم َ‬ ‫َهذه اآليَةُ ‪ .‬فَ َكتَ َ‬
‫َعلَْي ِهم اهلِ ْجَر َة ‪.‬‬
‫‪ - 959‬سنن أىب داود(‪ )4599‬صحيح لغريه ‪ ،‬وقال شيخ االسالم ابن تيمية; فيه ( هو حديث صحيح مشهور ) ‪ ،‬وصححه; الشاطيب يف "‬
‫االعتصام " وقد مجع الشيخ ناصر الدين األلباين طرقه وتكلم على أسانيده وبني أنه حديث صحيح ال شك يف صحته يف الصحيحة ( ‪)204‬‬
‫واإلحتاف ‪ 8/140‬وصحيح اجلامع ( ‪) 2641‬‬

‫‪334‬‬
‫وطنِ ِه ِم ْن‬ ‫مكناً يِف م ِ‬ ‫ني ‪ ،‬و ُهو قَ ِادٌر َعلَى اهلِ ْجر ِة ‪ ،‬ولَيس ُمتَ ِّ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫واآليَةَ َع َّامةٌ َتَتنَ َاو ُل ُك َّل َم ْن أقَ َام َبنْي َ املُ ْشرك َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ب َحَراماً بِاإلمْج َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِل ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اع ‪َ .‬وظُْل ُم ُه ْم ألَْن ُفس ِه ْم ُه َو َتْر ُك ُه ُم َ‬
‫الع َم َل‬ ‫إقَ َامة ُأمو ِر دينه ‪َ ،‬ف ُه َو ظَا ٌ لَن ْفسه ‪ُ ،‬م ْرتَك ٌ‬
‫ين‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫بِاحل ِّق خوفاً ِمن األَ َذى ‪ ،‬و َف ْق ِد ال َكرام ِة ِعند َذ ِوي ُقرباهم ِمن املب ِطلِني ‪ ،‬وهذا ِ مِم‬
‫االعت َذ ُار َّا َي ْعتَذ ُر به الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ ُْ َ َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬و َه َذا ال يُ ْعتَ ُّد بِه ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حِب‬
‫ب‬ ‫الواج َ‬ ‫ألن َ‬ ‫اب البِ َد ِع ُ َّجة َدفْ ِع األ َذى َع ْن أَْن ُفس ِه ْم َُد َاراة املُْبطل َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫يُ َسايُِرو َن أ ْ‬
‫ث َيتَ َم َّكنُو َن ِم ْن إِقَ َام ِة ِدينِ ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ضي علَي ِهم بِإقَام ِة احل ِّق مع احتِم ِال األَ َذى يِف سبِ ِيل ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬أَ ِو اهل ْجَر ِة إىل َحْي ُ‬ ‫َ‬ ‫َي ْق َ ْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫َّعائِِر الدِّينِيَّ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض الش ِّْرك الَ يَ ْستَطيعُو َن إِقَ َامة الش َ‬ ‫يمو َن يِف أ َْر ِ‬ ‫الوفَاةُ ‪َ ،‬و ُه ْم ُمق ُ‬ ‫ضُر ُه ُم َ‬
‫ين حَتْ ُ‬ ‫َو َم ْعىَن اآلية ‪ :‬إَّن الذ َ‬
‫اإلسالَِم ) ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫األم ِن َو ْ‬ ‫ني أَْن ُف َس ُه ْم بَِت ْرك ِه ُم اهل ْجَر َة إىل َدا ِر ْ‬
‫‪َ ،‬والَ إِظْ َه َار َها ( َوقَ ْد َع ّد اهللُ َت َعاىَل َه ُؤالء ظَالم َ‬
‫ض ال ُك ْف ِر ‪َ ،‬و َتَر ْكتُ ُم اهلِ ْجَر َة؟ َفيُ ِجيبُو َن ‪ :‬إِن َُّهم ُكانُوا‬ ‫ِِ‬ ‫مِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يِف أ َْر ِ‬ ‫َفتَ ْسأهُلُ ُم املَالئ َكةُ الكَر ُام ‪ َ :‬لبِثْتُ ْم ُمقيم َ‬
‫ول هَلُ ُم املالَئِ َكةُ‬ ‫ض ‪َ .‬فَت ُق ُ‬ ‫اب يِف األ َْر ِ‬ ‫البلَ ِد ‪َ ،‬وال َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫َ‬ ‫وج ِم َن‬‫ض ‪ ،‬الَ َي ْق ِد ُرو َن َعلَى اخلُُر ِ‬ ‫ني يِف األ َْر ِ‬‫ض َع ِف َ;‬
‫ُم ْستَ ْ‬
‫ِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ث األ َْم ِن َواحلُِّريَّةُ ‪َ ،‬وال ُق ْد َرةُ َعلَى إِظْ َها ِر ا ِإلميَان؟ َو َي َق ُ‬
‫ول‬ ‫اهلل َو ِاس َعةً َفُت َهاجُروا ف َيها إىل َحْي ُ‬ ‫‪ :‬أَلَيست أَرض ِ‬
‫َْ ْ ْ ُ‬
‫تمِ‬ ‫الء الظَّالِ ِم َ ِ ِ‬ ‫إن هؤ ِ‬
‫صرياً ‪.‬‬ ‫َّم ‪َ ،‬و َساءَ ْ َ‬ ‫ني ألَْن ُفسه ْم َمأْ َو ُاه ْم َج َهن ُ‬ ‫َت َعاىَل ‪ُ َ َّ :‬‬
‫ين َع ِن اهلِ ْجَر ِة ِم ْن َدا ِر الش ِّْر ِك ‪َ -‬و ُه ْم الَ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫استَْثىَن اهللُ َت َعاىَل م ْن ُسوء املَصري ‪ ،‬الذي َيْنتَظُر ال َقاعد َ‬ ‫َو ْ‬
‫ِ‬ ‫الذين الَ ي ْق ِدرو َن علَى التَّخلُّ ِ ِ ِ‬ ‫ضع ِف ; ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪،‬‬‫ص م ْن أَيْدي املُ ْش ِرك َ‬ ‫َ‬ ‫ني َ َ ُ َ‬ ‫يَ ْستَطيعُو َن إِقَ َامةَ َش َعائ ِر دين ِه ِم ‪ -‬املُ ْستَ ْ َ َ‬
‫وك الطَِّريق ‪َ ،‬وإجيَ ِاد َّ‬ ‫ص لَما استَطَاعوا االهتِ َداء إىل سلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبِ ِيل ‪َ ،‬ك َ‬
‫الع َجَز ِة‬ ‫َّخلُّ ِ َ ْ ُ ْ َ ُ‬ ‫ين لَ ْو قَد ُروا َعلَى الت َ‬ ‫َوالذ َ‬
‫الذين َع َقلُوا ‪.‬‬ ‫واملرضى والنِّس ِاء واملر ِاه ِقني ِ‬
‫َ َْ َ َ َ َ َُ َ‬
‫ِ ‪960‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْف ِو َوالغُ ْفَران ‪.‬‬ ‫ورو َن قَ ْد َيتَ َج َاو ُز اهللُ َعْن ُه ْم بَِت ْرك اهل ْجَر ِة م ْن َدا ِر ال ُك ْف ِر ‪َ ،‬واهللُ َكثريُ َ‬ ‫َف َه ُؤالء املَْع ُذ ُ‬
‫الجائرون في الحكم ‪:‬‬
‫أنزل اهلل الشريعة ليقوم الناس بالقسط ‪ ،‬وأمر اهلل عباده بالعدل ‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن اللَّهَ يَأْ ُمُر بِالْ َع ْد ِل‬
‫ان َوإِيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرىَب َو َيْن َهى َع ِن الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمْن َك ِر َوالَْب ْغ ِي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن (‪)90‬‬‫واإْلِ حس ِ‬
‫َ َْ‬
‫[النحل‪) ]90/‬‬
‫اف ‪ ،‬ويْن ُدب إِىَل ا ِإلحس ِ‬
‫ان‬ ‫الذي أَْنزلَه علَى رسولِِه ‪ ‬بِالع ْد ِل وا ِإلنْص ِ‬ ‫إِ َّن اهلل َتعاىَل يأْمر يِف كِتابِِه ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُُ‬
‫اب املحَّرم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الرح ِم وإِ ْعطَ ِاء َذ ِوي ال ُقر ما هم حِب ٍ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ات‬ ‫اجة إلَْيه ‪َ ،‬و َيْن َهى َع ِن ْارت َك ُ َ َ‬ ‫ْ ىَب َ ُ ْ َ َ‬ ‫ض ِل ‪َ ،‬ويَأْ ُمُر بصلَة َّ ْ َ‬ ‫َوال َف ْ‬
‫العْب ُد ِسراً و ِخ ْفيَةً واهللُ َت َعاىَل إِمَّنَا يَأْ ُمر ُك ْم بِاخلَرْيِ‬ ‫مِم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِ‬‫ات وال َفو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ‪َ ،‬ما ظَ َهَر مْن َها َو َما بَطَ َن ‪َّ ،‬ا يَأْتيه َ ّ َ‬ ‫َواملُْن َكَر َ َ‬
‫َص ٍيل ‪َ ،‬فَت ْع َملُوا‬ ‫الفطْر ِة ِمن وح ٍي قَ ِو ٍمي أ ِ‬ ‫‪ ،‬ويْنها ُكم ع ِن املْن َك ِر والشَِّّر ‪ ،‬لَعلَّ ُكم َتت َذ َّكرو َن ما أَودعه اهلل يِف ِ‬
‫َ َْْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َُ ُ‬ ‫ََ َ ْ َ ُ َ‬
‫ضاهُ ‪.‬‬ ‫مِب ُْقتَ َ‬

‫‪ - 960‬أيسر التفاسري ألسعد حومد ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ ، )592‬وانظر كتايب ( املفصل يف أحكام اهلجرة ) صيد الفوائد‬

‫‪335‬‬
‫لقد جاء هذا الكتاب لينشئ أمة وينظم جمتمعاً ‪ ،‬مث لينشئ عاملاً ويقيم نظاماً ‪ .‬جاء دعوة عاملية إنسانية ال‬
‫تعصب فيها لقبيلة أو أمة أو جنس؛ إمنا العقيدة وحدها هي اآلصرة والرابطة والقومية والعصبية ‪.‬‬
‫ومن مث جاء باملبادئ اليت تكفل متاسك اجلماعة واجلماعات ‪ ،‬واطمئنان األفراد واألمم والشعوب ‪ ،‬والثقة‬
‫باملعامالت والوعود والعهود ‪:‬‬
‫جاء { بالعدل } الذي يكفل لكل فرد ولكل مجاعة ولكل قوم قاعدة ثابتة للتعامل ‪ ،‬ال متيل مع اهلوى ‪،‬‬
‫وال تتأثر بالود والبغض ‪ ،‬وال تتبدل جماراة للصهر والنسب ‪ ،‬والغىن والفقر ‪ ،‬والقوة والضعف ‪ .‬إمنا‬
‫متضي يف طريقها تكيل مبكيال واحد للجميع ‪ ،‬وتزن مبيزان واحد للجميع ‪.‬‬
‫وإىل جوار العدل ‪ { . .‬اإلحسان } ‪ . .‬يلطف من حدة العدل الصارم اجلازم ‪ ،‬ويدع الباب مفتوحاً ملن‬
‫يريد أن يتسامح يف بعض حقه إيثاراً لود القلوب ‪ ،‬وشفاء لغل الصدور ‪ .‬وملن يريد أن ينهض مبا فوق‬
‫العدل الواجب عليه ليداوي جرحاً أو يكسب فضالً ‪ .‬واإلحسان أوسع مدلوالً ‪ ،‬فكل عمل طيب‬
‫إحسان ‪ ،‬واألمر باإلحسان يشمل كل عمل وكل تعامل ‪ ،‬فيشمل حميط احلياة كلها يف عالقات العبد‬
‫بربه ‪ ،‬وعالقاته بأسرته ‪ ،‬وعالقاته باجلماعة ‪ ،‬وعالقاته بالبشرية مجيعاً ‪.‬‬
‫ومن اإلحسان { إيتاء ذي القرىب } إمنا يربز األمر به تعظيماً لشأنه ‪ ،‬وتوكيداً عليه ‪ .‬وما يبين هذا على‬
‫عصبية األسرة ‪ ،‬إمنا يبنيه على مبدأ التكافل الذي يتدرج به اإلسالم من احمليط احمللي إىل احمليط العام ‪.‬‬
‫وفق نظريته التنظيمية هلذا التكافل ‪.‬‬
‫{ وينهى عن الفحشاء واملنكر والبغي } ‪ . .‬والفحشاء كل أمر يفحش أي يتجاوز احلد ‪ .‬ومنه ما‬
‫خصص به غالباً وهو فاحشة االعتداء على العرض ‪ ،‬ألنه فعل فاحش فيه اعتداء وفيه جتاوز للحد حىت‬
‫ليدل على الفحشاء وخيتص هبا ‪ .‬واملنكر كل فعل تنكره الفطرة ومن مث تنكره الشريعة فهي شريعة‬
‫الفطرة ‪ .‬وقد تنحرف الفطرة أحياناً فتبقى الشريعة ثابتة تشري إىل أصل الفطرة قبل احنرافها ‪ .‬والبغي‬
‫الظلم وجتاوز احلق والعدل ‪.‬‬
‫وما من جمتمع ميكن أن يقوم على الفحشاء واملنكر والبغي ‪ . .‬ما من جمتمع تشيع فيه الفاحشة بكل‬
‫مدلوالهتا ‪ ،‬واملنكر بكل مغرراته ‪ ،‬والبغي بكل معقباته ‪ ،‬مث يقوم ‪. .‬‬
‫والفطرة البشرية تنتفض بعد فرتة معينة ضد هذه العوامل اهلدامة ‪ ،‬مهما تبلغ قوهتا ‪ ،‬ومهما يستخدم‬
‫الطغاة من الوسائل حلمايتها ‪ .‬وتاريخ البشرية كله انتفاضات وانتفاضات ضد الفحشاء واملنكر والبغي ‪.‬‬
‫فال يهم أن تقوم عهود وأن تقوم دول عليها حيناً من الدهر ‪ ،‬فاالنتقاض عليها دليل على أهنا عناصر‬
‫غريبة على جسم احلياة ‪ ،‬فهي تنتفض لطردها ‪ ،‬كما ينتفض احلي ضد أي جسم غريب يدخل إليه ‪.‬‬
‫وأمر اهلل بالعدل واإلحسان وهنيه عن الفحشاء واملنكر والبغي يوافق الفطرة السليمة الصحيحة ‪ ،‬ويقويها‬

‫‪336‬‬
‫ويدفعها للمقاومة باسم اهلل ‪ .‬لذلك جييء التعقيب ‪ {:‬يعظكم لعلكم تذكرون} فهي عظة للتذكر تذكر‬
‫وحي الفطرة األصيل القومي‪. 961‬‬
‫وفرض على احلكام والقضاة احلكم بالعدل وعدم اجلور‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن اللَّهَ يَأْ ُمُر ُك ْم أَ ْن ُت َؤ ُّدوا‬
‫َّاس أَ ْن حَتْ ُك ُموا بِالْ َع ْد ِل إِ َّن اللَّهَ نِعِ َّما يَعِظُ ُك ْم بِِه إِ َّن اللَّهَ َكا َن مَسِ ًيعا‬ ‫ات إِىَل أ َْهلِ َها َوإِ َذا َح َك ْمتُ ْم َبنْي َ الن ِ‬‫اأْل َمانَ ِ‬
‫َ‬
‫ص ًريا (‪[ )58‬النساء‪) ]58/‬‬ ‫بِ‬
‫َ‬
‫الواجبَة َعلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يأْمر اهلل َت َعاىَل عب َادهُ امل ْؤمن َ ِ‬
‫يع األ ََمانَات َ‬ ‫ني بأ ََداء األ ََمانَات إىَل أ َْهل َها ‪َ .‬وأ ََداء األ ََمانَات يَ ْش َم ُل مَج َ‬ ‫َ ُ ُ ُِ ِ َ ِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الو َدائ ِع َو َغ َري‬ ‫صالَة َوصيَام َو َز َكاة ‪َ ) . . .‬وم ْن ُح ُقوق العبَاد ( َك َ‬ ‫ا ِإلنْ َسان ‪ :‬م ْن ُح ُقوق اهلل َعَّز َو َج َّل ( م ْن َ‬
‫ت يِف عُثْ َما َن‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ك مِم َّا ي ْؤمَتَن ا ِإلنْسا ُن علَ ِيه ولَو مَل تَ ُكن بِي ِد أ هِب ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َحا َا َوثَائ َق َو َبَينَات َعلَ َيها ) ‪َ .‬هذه اآليَةُ َنَزلَ ْ‬ ‫َذل َ ُ ُ َ َ َ ْ ْ ْ َ ْ‬
‫ول ‪‬‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫اف َّ‬ ‫ت لَهُ ِح َجابَةُ ال َك ْعبَ ِة ‪َ .‬ولَ َّما َفتَ َح اهللُ َم َّكةَ َعلَى َر ُسولِِه ‪ ‬طَ َ‬ ‫بْ ِن أَيِب طَْل َحةَ ‪َ ،‬ف َق ْد َكانَ ْ‬
‫يل بَ ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِال َكعب ِة ‪ ،‬مُثَّ دعا بِعثْما َن ب ِن أَيِب طَْلحةَ ‪ ،‬وأ ِ‬
‫اس ( َوق َ‬ ‫العبَّ ُ‬
‫اح ال َك ْعبَة َو َد َخلَها ‪ .‬فَ َجاءَهُ َ‬ ‫َخ َذ مْنهُ ُم ْفتَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ُ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل بِعُثْ َما َن بْ ِن أَيِب‬ ‫الس َقايَِة ‪ .‬فَ َد َعا َر ُس َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬امْج َ ْع لَنَا َح َجابَةَ ال َك ْعبَ ِة َم َع ِّ‬
‫ول ِ‬ ‫َجاءَهُ َعلِي ) َف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫اح ‪َ ،‬و َخَر َج َي ْقَرأُ َه ِذ ِه اآليَةَ ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫طَْل َحةَ َو َدفَ َع إلَيه املُْفتَ َ‬
‫أح ٍد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاس بِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الع ْد ُل َعاماً ل ْلَبِّر َوال َفاج ِر ‪َ ،‬ول ُك ِّل َ‬ ‫الع ْدل ‪َ ،‬وأَ ْن يَ ُكو َن َ‬ ‫ني بِأَ ْن حَيْ ُك ُموا َبنْي َ الن ِ َ‬ ‫َويَأْ ُمُر اهللُ املُْؤمن َ‬
‫الع ْد ِل ِح ْق ٌد أ َْو َكَر ِاهيَةٌ ْأو َع َداؤةٌ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأ ْن الَ مَيَْن َع ُه ْم م ْن إِقَ َامة َ‬
‫يع ألَ ْق َو ِال‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫إن ما يأْمر بِِه ‪ ،‬ويعِ ُ ِ ِ ِ‬
‫ني ‪ُ ،‬ه َو الش َّْرعُ ال َكام ُل ‪َ ،‬وفيه َخْيُر ُه ْم ‪َ ،‬واهللُ مَس ٌ‬ ‫ظ بِه املُْؤمن َ‬ ‫ََ‬ ‫ول َت َعاىَل َّ َ َ ُ ُ‬ ‫مُثَّ َي ُق ُ‬
‫اح ٍد مِب َا يَ ْستَ ِح ُّق ‪.‬‬‫صري بِأَ ْفعاهِلِم ‪َ ،‬فيجا ِزي ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫العبَاد ‪ ،‬بَ ٌ َ ْ ُ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ضاةُ‬ ‫فع ِن ابْ ِن بَُريْ َد َة َع ْن أَبِيه َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « الْ ُق َ‬ ‫وقد هتدد احلق الذين ال حيكمون باحلق بالنار ‪َ ،‬‬
‫ف احْلَ َّق‬ ‫ضى بِِه َو َر ُج ٌل َعَر َ‬ ‫ف احْلَ َّق َف َق َ‬ ‫ان ىِف النَّا ِر فَأ ََّما الَّ ِذى ىِف اجْلَن َِّة َفَر ُج ٌل َعَر َ‬ ‫اح ٌد ىِف اجْل ن َِّة وا ْثنَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ثَالَثَةٌ و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ىِف‬
‫َّاس َعلَى َج ْه ٍل َف ُه َو النَّار »‪ .‬قَ َال أَبُو َد ُاو َد َو َه َذا أ َ‬
‫َص ُّح‬ ‫ضى للن ِ‬ ‫فَ َج َار احْلُ ْك ِم َف ُه َو النَّار َو َر ُج ٌل قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ضاةُ ثَالَثَةٌ »‪. 962‬‬ ‫يث ابْ ِن بَُريْ َد َة « الْ ُق َ‬ ‫َش ْىء ف ِيه َي ْعىِن َحد َ‬
‫الكذب على رسول اهلل ‪: ‬‬
‫ِ‬ ‫ت َعلِيًّا َي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫عن ِربْعِ َّى بْ ِن ِحَر ٍ‬
‫ول قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « -  -‬الَ تَكْذبُوا َعلَ َّى ‪ ،‬فَِإنَّهُ َم ْن َك َذ َ‬
‫ب َعلَ َّى‬ ‫اش قال‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫َّار »‪. 963‬‬ ‫ِ‬
‫َفْليَل ِج الن َ‬

‫‪ - 961‬يف ظالل القرآن ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)484‬‬


‫‪ - 962‬سنن أىب داود(‪ )3575‬صحيح‬
‫‪ - 963‬صحيح البخارى (‪ ) 106‬ومسلم(‪)2‬‬

‫‪337‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪-  -‬‬ ‫ِّث َعن رس ِ‬ ‫الزب ِ عن أَبِ ِيه قَ َال ُق ْل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك حُتَد ُ ْ َ ُ‬ ‫ت ل ُّلز َبرْيِ إِىِّن الَ أَمْسَعُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وع ْن َعام ِر بْ ِن َعْبد اللَّه بْ ِن ُّ َرْي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ب َعلَ َّى َفْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ م َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّث فُالَ ٌن َوفُالَ ٌن ‪ .‬قَ َال أ ََما إِىِّن مَلْ أُفَا ِرقْهُ َولَك ْن مَس ْعتُهُ َي ُق ُ‬
‫ول « َم ْن َك َذ َ‬ ‫َك َما حُيَد ُ‬
‫النَّا ِر »‪- . 964‬يتبوأ ‪ :‬يتخذ منزله‬
‫َن النَّىِب َّ ‪ -  -‬قَ َال « َم ْن َت َع َّم َد َعلَ َّى‬ ‫ُح ِّدثَ ُك ْم َح ِديثًا َكثِ ًريا أ َّ‬ ‫وعن َعْب ِد الْ َع ِزي ِز قَ َال أَنَ ِ‬
‫س إنَّهُ لَيَ ْمَنعُىِن أَ ْن أ َ‬
‫ٌ‬ ‫َْ‬
‫َك ِذبًا َف ْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن النَّا ِر »‪. 965‬‬
‫ول « َم ْن َي ُق ْل َعلَ َّى َما مَلْ أَقُ ْل َف ْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن‬ ‫ت النَّىِب َّ ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن َسلَ َمةَ رضي اهلل عنه قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫النَّا ِر »‪. 966‬‬
‫وع ْن أَىِب ُهر ْير َة رضي اهلل عنه َع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « تَس َّموا بِامْسِ ى والَ تَكَْتنُوا بِ ُكْنيَىِت ‪ ،‬و َم ْن رآىِن ىِف‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫ب َعلَ َّى ُمَت َع ِّم ًدا َفْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن النَّا ِر »‬
‫ورتى ‪َ ،‬و َم ْن َك َذ َ‬
‫الْمنَ ِام َف َق ْد رآىِن ‪ ،‬فَِإ َّن الشَّيطَا َن الَ يتَمثَّل ىِف ص ِ‬
‫ََ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪967‬‬
‫‪.‬‬
‫َح ٍد‬ ‫ٍِ‬
‫س َك َكذب َعلَى أ َ‬
‫وع ِن الْمغِري ِة ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال مَسِ عت النَّىِب ‪ -  -‬ي ُق ُ ِ َّ ِ‬
‫ول « إن َكذبًا َعلَ َّى لَْي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ب َعلَ َّى ُمَت َع ِّم ًدا َفْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن النَّا ِر » ‪.968‬‬ ‫‪َ ،‬م ْن َك َذ َ‬
‫ِ ‪969‬‬
‫اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن قَ َال ‪َ :‬علَ َّي َما مَلْ أَقُ ْل ‪َ ،‬ف ْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن النَّار‪.‬‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪َ ،‬عن رس ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫واألحاديث بذلك متواترة‬
‫الكبر من الذنوب الكبار ‪:‬‬
‫عن أَيِب هرير َة ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ، ‬فِيما حَي ِكي ع ِن ِ‬
‫اهلل َج َّل َو َعالَ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬الْ ِكرْبِ يَاءُ ِر َدائِي ‪َ ،‬والْ َعظَ َمةُ إَِزا ِري ‪،‬‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫اح َد ٍة ِمْنهما ‪ ،‬قَ َذ ْفته يِف النَّا ِر ‪ ،‬وم ِن ا ْقترب إِيَلَّ ِشبرا ‪ ،‬ا ْقترب ِ ِ‬ ‫فَمن نَازعيِن يِف و ِ‬
‫اعا ‪َ ،‬و َم ِن ا ْقَتَر َ‬
‫ب‬ ‫ت مْنهُ ذ َر ً‬ ‫ْ ً ََ ْ ُ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِميِّن ِذراعا ‪ ،‬ا ْقَترب ِ‬
‫َس َعى ‪،‬‬ ‫اعا ‪َ ،‬و َم ْن َجاءَيِن مَيْشي ‪ ،‬جْئتُهُ أ َُه ْر ِو ُل ‪َ ،‬و َم ْن َجاءَيِن يُ َه ْر ِو ُل ‪ ،‬جْئتُهُ أ ْ‬
‫ت مْنهُ بَ ً‬
‫َْ ُ‬ ‫َ ً‬
‫ِ‬ ‫يِف ٍ‬ ‫ومن ذَ َكريِن يِف َن ْف ِس ِه ‪ ،‬ذَ َكرتُه يِف َن ْف ِسي ‪ ،‬ومن ذَ َكريِن يِف ٍ‬
‫َمأَل ‪ ،‬ذَ َك ْرتُهُ َمأَل أَ ْكَثَر مْن ُه ْم َوأَطْيَ َ‬
‫‪970‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ ْ َ‬

‫‪ - 964‬صحيح البخارى(‪) 107‬‬


‫‪ - 965‬صحيح البخارى(‪)108‬‬
‫‪ - 966‬صحيح البخارى(‪) 109‬‬
‫‪ - 967‬صحيح البخارى(‪) 110‬‬
‫‪ - 968‬صحيح البخارى(‪) 1291‬‬
‫‪ - 969‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )28()210‬صحيح‬
‫‪ - 970‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪ )328( )35‬صحيح‬

‫‪338‬‬
‫يما حَيْ ِكي َع ْن َربِِّه َج َّل َو َعالَ ‪ :‬الْ ِكرْبِ يَاءُ ِر َدائِي َوالْ َعظَ َمةُ إَِزا ِري ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال ف َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪971‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َم ْن نَ َاز َعيِن َواح ًدا مْن ُه َما قَ َذ ْفتُهُ يِف النَّار‪.‬‬
‫اهلل َج َّل َو َعالَ ‪ :‬الْ ِكرْبِ يَاءُ ِر َدائِي َوالْ َعظَ َمةُ إَِزا ِري ‪ ،‬فَ َم ْن‬ ‫اهلل ‪ ‬ع ِن ِ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫اس ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ ‪972‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫نَ َاز َعيِن يِف َش ْيء مْنهُ أ َْد َخ ْلتُهُ يِف النَّار‪.‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬قَ َال اللَّهُ َعَّز َو َج َّل الْ ِكرْبِ يَاءُ ِر َدائِى َوالْ َعظَ َمةُ إَِزا ِرى فَ َم ْن‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪973‬‬
‫اح ًدا ِمْن ُه َما قَ َذ ْفتُهُ ىِف النَّا ِر »‪.‬‬‫نَازعىِن و ِ‬
‫ََ َ‬
‫ال َحبَّ ِة َخْر َد ٍل ِم ْن‬ ‫َح ٌد يِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق ُ‬ ‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫اهلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪ : ‬الَ يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ أ َ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن َعْبد ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ ِ ِ ٍ ‪974‬‬
‫َّار َم ْن َكا َن يِف َقْلبِ ِه َحبَّةُ َخ ْر َدل م ْن إميَان‪.‬‬ ‫ٍِ‬
‫كرْب ‪َ ،‬والَ يَ ْد ُخ ُل الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ُك ُّل‬ ‫صَر َ‬ ‫وع ْن أَيِب َحيَّا َن ‪َ ،‬ع ْن أَبِيه قَ َال ‪ :‬الَْت َقى َعْب ُد اهلل بْ ُن َع ْم ٍرو ‪َ ،‬وابْ ُن عُ َمَر فَا ْنتَ َجيَا َبْيَن ُه َما ‪ ،‬مُثَّ انْ َ‬ ‫َ‬
‫ف ابْ ُن عُ َمَر َو ُه َو َيْب ِكي ‪َ ،‬ف َقالُوا لَهُ ‪َ :‬ما يُْب ِكيك ؟ قَ َال ‪ :‬أَبْ َكايِن الَّ ِذي‬ ‫صَر َ‬ ‫ِ‬
‫َص َحابِه فَانْ َ‬
‫ٍِِ‬
‫َواحد مْن ُه َما إىَل أ ْ‬
‫ِ ٍ ‪975‬‬
‫ال َحبَّ ِة َخْر َد ٍل ِم ْن كرْب ‪.‬‬ ‫َح ٌد يِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َز َع َم َه َذا ‪ ،‬أَنَّهُ مَس َعهُ م ْن َر ُسول اهلل ‪ : ‬الَ يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ أ َ‬
‫اهلل ‪ : ‬جَيِ يءُ الْ ُمتَ َكِّبُرو َن َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة َذ ًّرا‬ ‫ول ِ‬ ‫ِّه قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ب ‪ ،‬عن أَبِ ِيه ‪ ،‬عن جد ِ‬
‫َْ َ‬ ‫وع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫وه ْم ُك ُّل َشي ٍء ِمن َّ ِ‬ ‫ِمثْل صو ِر ِّ ِ‬
‫س‬‫ال لَهُ بُولَ َ‬ ‫الصغَار ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬مُثَّ يُ َساقُو َن إىَل س ْج ِن يف َج َهن َ‬
‫َّم يُ َق ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫الر َجال ‪َ ،‬ي ْعلُ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ ‪976‬‬
‫ص َار ِة أ َْه ِل النَّار‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وه ْم نَ ُار األَْنيَا ِر ‪ ,‬يُ ْس َق ْو َن م ْن طينَة اخْلَبَال ‪ ,‬عُ َ‬ ‫‪َ ,‬ت ْعلُ ُ‬
‫ال َذ َّر ٍة ِم ْن كِرْبٍ »‪.‬‬ ‫ود َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « الَ يَ ْد ُخ ُل اجْلَنَّةَ َم ْن َكا َن ىِف َقْلبِ ِه ِم ْث َق ُ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه ب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ب اجْلَ َم َال الْ ِكْبُر بَطَُر‬ ‫يل حُيِ ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ب أَ ْن يَ ُكو َن َث ْوبُهُ َح َسنًا َو َن ْعلُهُ َح َسنَةً‪ .‬قَ َال « إ َّن اللهَ مَج ٌ‬ ‫الر ُج َل حُيِ ُّ‬
‫قَ َال َر ُج ٌل إِ َّن َّ‬
‫َّاس »‪.977‬‬ ‫ط الن ِ‬ ‫احْلَ ِّق َو َغ ْم ُ‬
‫البطر ‪ :‬التكرب على احلق فال يقبله ‪-‬الغمط ‪ :‬االحتقار واالستهانة‬
‫قاتل النفس بغير حق ‪:‬‬
‫ب اللَّهُ َعلَْي ِه َولَ َعنَهُ َوأ ََع َّد لَهُ َع َذابًا‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل ‪ ( :‬ومن ي ْقتل مؤ ِمنا متع ِّم ًدا فَجزاؤه جهن ِ ِ‬
‫َّم َخال ًدا ف َيها َو َغض َ‬
‫ََ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ً َُ َ‬
‫يما (‪[ )93‬النساء‪)93/‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ً‬

‫‪ - 971‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5671()486‬صحيح‬


‫‪ - 972‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5672()487‬صحيح‬
‫‪ - 973‬سنن أىب داود (‪ ) 4092‬صحيح‬
‫‪ - 974‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )224( )460‬صحيح‬
‫‪ - 975‬مصنف ابن أيب شيبة(ج ‪ / 9‬ص ‪ )27113( )89‬صحيح‬
‫‪ - 976‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 9‬ص ‪ )27114( )90‬حسن‬
‫‪ - 977‬صحيح مسلم(‪) 275‬‬

‫‪339‬‬
‫ِ‬
‫ك ال َقْت َل ‪ ،‬فَ َجَز ُاؤهُ‬ ‫الر ُج ُل ا ِإل ْسالَ َم َو َشَرائِعِ ِه ‪ ،‬مُثَّ َقتَ َل َر ُجالً ُم ْؤ ِمناً ُمَت َع ِّمداً َقْتلَهُ ‪ُ ،‬م ْستَ ِحالً َذل َ‬ ‫ف َّ‬ ‫َوإذا َعَر َ‬
‫اب أَلي ٍم ‪.‬‬ ‫اهلل جهنَّم يْب َقى خُمَلَّداً فِيها ‪ ،‬وي ْلعنُهُ اهلل ‪ ،‬ويْبعِ ُده ِمن رمْح َتِ ِه ‪ ،‬وجَيْعلُهُ يِف النَّا ِر يِف َع َذ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ َ ُ َُ ُ ْ َ‬ ‫عْن َد َ َ َ َ‬
‫َولِْل ُف َق َه ِاء ثَالَثَةُ َآر ٍاء يِف َت ْوبَِة قَاتِ ِل امل ْؤ ِم ِن َع ْمداً ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أن قَاتِ َل امل ْؤ ِم ِن الَ َت ْوبَةَ لَهُ إِطْالقاً ‪َ ،‬و َيْب َقى يِف النَّا ِر َخالِداً ‪.‬‬ ‫ف ‪َ -‬يَر ْو َن َّ‬ ‫اس َوفَ ِر ٍيق ِم َن َّ‬
‫السلَ ِ‬ ‫‪ -1‬ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫ُ‬
‫وت َكافِراً ‪ ،‬أ َْو‬ ‫الر ُج َل مَيُ ُ‬ ‫ب َع َسى اهللُ أَ ْن َي ْغ ِفَرهُ إالَّ َّ‬ ‫اهلل ‪ُ " : ‬ك ُّل َذنْ ٍ‬ ‫ول ِ‬ ‫ك إىل َقو ِل رس ِ‬
‫ْ َُ‬
‫ِ‬
‫َويَ ْستَنِ ُدو َن يِف َذل َ‬
‫ول ‪: ‬‬ ‫الرس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل َي ْقتُ ُل ُم ْؤمناً ُمَت َع ِّمداً " َوإىَل َق ْول َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫القيام ِة ‪ :‬آيس ِمن رمْح ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ٍ ٍِ ِ‬
‫اهلل "‬ ‫َْ َ‬ ‫ب َبنْي َ َعْينَيه َي ْو َم َ َ‬ ‫أعا َن َعلى َقْت ِل امرىء ُم ْسلم ب َشطْ ِر َكل َمة ُكت َ‬ ‫" َم ْن َ‬
‫ول ‪: ‬‬ ‫الرس ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإىل َق ْول َّ ُ‬
‫إن اهللَ َت َعاىَل َحَّر َم‬ ‫اخ ِر ِه ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َّ‬ ‫الث َقلَ ِ اجتَمعوا علَى َقْت ِل م ْؤ ِم ٍن ألً َكَّبهم اهلل َتعاىَل علَى منَ ِ‬
‫ُُ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫أن َ نْي ْ َ ُ َ‬ ‫" لَ ْو َّ‬
‫اآلم ِر بِِه "‬
‫اجلنَّةَ علَى ال َقاتِ ِل و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اط َع ِة َعلَى َّ‬ ‫وص ال َق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صا َة‬ ‫أن عُ َ‬ ‫ُّص ِ‬ ‫َّو َام ‪ ،‬لظَاه ِر الن ُ‬ ‫يل الَ الد َ‬ ‫ود َي ْعيِن املك َ َّ ِ‬
‫ْث الطو َ‬ ‫ُ‬ ‫أن اخلُلُ َ‬ ‫آخُر َّ‬‫يق َ‬ ‫‪َ -2‬و َيَرى فَ ِر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َحْتماً ‪َ ،‬ك َما‬ ‫ك ‪ ،‬الَ أنَّهُ جَيْ ِز ِيه بِ َذل َ‬ ‫أن َجَزاءَهُ َذل َ‬ ‫امل ْؤ ِمنِني الَ ي ُدوم ع َذابهم ‪ .‬وما يِف اآلي ِة إِخبار ِمن ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫َ َْ ٌ َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ ُُ ْ َ َ‬
‫َجاءَ يِف َق ْولِِه َت َعاىَل ‪َ { :‬و َجَزآءُ َسيِّئَ ٍة َسيِّئَةٌ ِّم ْثلُ َها } َفلَ ْو َكا َن املَر ُاد أنَّهُ ُسْب َحانَهُ جَيْ ِزي ُك َّل َسيِّئَ ٍة مِب ْثِلِ َها‬
‫ِ ُ‬
‫أن َهذا ُه َو َجَز ُاؤهُ إ ْن أ ََر َاد اهللُ جُمَ َازاتَهُ ‪.‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ف َعن َكثِ ٍري } فَاملَر ُاد بِ َذل َ‬ ‫ضهُ َق ْولُهُ َج َّل َشأنُهُ ‪َ { :‬و َي ْع ُ‬ ‫لَ َع َار َ‬
‫ُ‬
‫ك فِ ِيه ‪.‬‬ ‫ْمهُ مِم َّا الَ َش َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْم اآليَة َيَت َعلَّ ُق بال َقات ِل املُ ْستَح ِّل ل ْل َقْت ِل ‪َ ،‬و ُحك ُ‬ ‫أن ُحك َ‬ ‫ث َّ‬ ‫يق ثَالِ ٌ‬‫‪َ -3‬ويَرى فَ ِر ٌ‬
‫يج ( ُمَت َع ِّمداً ) ب ( ُم ْستَ ِحالً ) يِف اآليَِة ‪.‬‬ ‫َوقَ ْد فَ َّسَر عكَْر َمةُ َوابْ ُن ُجَر ٍ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬الَ‬ ‫‪،‬فع ْن َعْب ِد اللَّ ِه قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وال جيوز يف دين اهلل قتل النفس املسلمة إال بإحدى ثالث َ‬
‫س‬‫الن ْف ُ‬ ‫الز ِان َو َّ‬ ‫ب َّ‬ ‫الثيِّ ُ‬
‫ث َّ‬ ‫ول اللَّ ِه إِالَّ بِِإح َدى ثَالَ ٍ‬
‫ْ‬ ‫حَيِ ُّل َد ُم ْام ِر ٍئ ُم ْسلِ ٍم يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ َوأَىِّن َر ُس ُ‬
‫اع ِة »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫بِ َّ‬
‫س َوالتَّا ِر ُك لدينه الْ ُم َفا ِر ُق ل ْل َج َم َ‬ ‫الن ْف ِ‬
‫‪978‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬ ‫وعن عب ِد ِ‬


‫ول اهلل ‪َ : ‬والَّذي الَ إِلَهَ َغْيُرهُ ‪ ،‬الَ حَي ُّل َد ُم َر ُج ٍل يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫اع ِة ‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَيِّن رس ُ ِ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫س بِ َّ‬ ‫الزايِن ‪َ ،‬و َّ‬ ‫ول اهلل إِالَّ ثَالَثَةَ َن َف ٍر ‪ :‬التَّا ِر ُك ل ِإل ْسالَِم الْ ُم َفا ِر ُق ل ْل َج َم َ‬
‫‪979‬‬
‫س‪.‬‬ ‫الن ْف ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫الثيِّ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « -  -‬الَ حَيِ ُّل َد ُم ْام ِر ٍئ ُم ْسلِ ٍم يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه رضي اهلل عنه ‪ ،‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫س بِ َّ‬ ‫ول اللَّ ِه إِالَّ بِِإح َدى ثَالَ ٍ‬
‫اعةَ‬ ‫الزاىِن ‪َ ،‬والْ َما ِر ُق م َن الدِّي ِن التَّا ِر ُك اجْلَ َم َ‬ ‫ب َّ‬ ‫الثيِّ ُ‬
‫س َو َّ‬ ‫الن ْف ِ‬
‫الن ْف ُ‬
‫ث َّ‬ ‫ْ‬ ‫اللَّهُ َوأَىِّن َر ُس ُ‬
‫» ‪.980‬‬

‫‪ - 978‬صحيح مسلم(‪) 4468‬‬


‫‪ - 979‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )4407( )255‬صحيح‬
‫‪ - 980‬صحيح البخارى (‪)6878‬‬

‫‪340‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪ « -  -‬لَ ْن َيَز َال الْ ُم ْؤ ِم ُن ىِف فُ ْس َح ٍة ِم ْن ِدينِ ِه ‪،‬‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ -‬رضى اهلل عنهما ‪ -‬قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫‪981‬‬
‫ب َد ًما َحَر ًاما » ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َما مَلْ يُص ْ‬
‫ك الدَِّم احْلََر ِام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه ب ِن عمر قَ َال إِ َّن ِمن ورطَ ِ‬
‫ات األ ُُمو ِر الَّىِت الَ خَمَْر َج ل َم ْن أ َْوقَ َع َن ْف َسهُ ف َيها ‪َ ،‬س ْف َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ِ ِ ِ ِ ‪982‬‬
‫بغَرْي حلِّه ‪.‬‬
‫َحنَ ِ‬
‫ف‬ ‫فع ِن األ ْ‬ ‫وقد حذر الرسول ‪ ‬املسلمني أن يقاتل بعضهم بعضا وأخرب أن القاتل واملقتول يف النار ‪َ ،‬‬
‫صَر‬‫يد نَ ْ‬ ‫ت أُِر ُ‬ ‫ف قَ َال ُق ْل ُ‬ ‫َحنَ ُ‬ ‫يد يَا أ ْ‬ ‫الر ُج َل َفلَ ِقيَىِن أَبُو بَكَْر َة َف َق َال أَيْ َن تُِر ُ‬‫يد َه َذا َّ‬ ‫ت َوأَنَا أُِر ُ‬‫س قَ َال َخَر ْج ُ‬ ‫بْ ِن َقْي ٍ‬
‫ول اللَّ ِه ‪- -‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َر ُس َ‬‫ف ْارج ْع فَِإىِّن مَس ْع ُ‬ ‫َحنَ ُ‬‫ابْ ِن َع ِّم َر ُسول اللَّه ‪َ - - -‬ي ْعىِن َعليًّا ‪ -‬قَ َال َف َق َال ىِل يَا أ ْ‬
‫ول اللَّ ِه َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ان بِ َسْي َفْي ِه َما فَالْ َقاتِ ُل َوالْ َم ْقتُ ُ‬‫ول « إِ َذا َتواجه الْمسلِم ِ‬
‫يل يَا َر ُس َ‬ ‫ت أ َْو ق َ‬ ‫ول ىِف النَّا ِر »‪ .‬قَ َال َف ُق ْل ُ‬ ‫َ ََ ُ ْ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫احبِ ِه »‪.983.‬‬ ‫ول قَ َال « إِنَّه قَ ْد أَراد َقْتل ص ِ‬
‫ُ ََ َ َ‬
‫ال الْم ْقتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َقات ُل فَ َما بَ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال النووي ‪َ " :‬وأ ََّما َك ْون الْ َقاتل َوالْ َم ْقتُول م ْن أ َْهل النَّار فَ َم ْح ُمول َعلَى َم ْن اَل تَأْ ِويل لَهُ ‪َ ،‬ويَ ُكون قتَ َ‬
‫اهلما‬
‫ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وقَ ْد َي ْع ُفو اللَّه َت َعاىَل َعْنهُ ‪َ .‬ه َذا‬ ‫وها ‪ -‬مُثَّ َك ْونه يِف النَّار َم ْعنَاهُ ُم ْستَ ِح ّق هَلَا ‪َ ،‬وقَ ْد جُيَ َازى بِ َذل َ‬ ‫صبِيَّة َوحَنْ َ‬ ‫َع َ‬
‫َم ْذ َهب أ َْهل احْلَ ّق ‪َ ،‬و َعلَى َه َذا يُتَأ ََّول ُك ّل َما َجاءَ ِم ْن نَظَائِره ‪.‬‬
‫اخلَ ٍة يِف َه َذا الْ َو ِعيد ‪َ ،‬و َم ْذ َهب أ َْهل‬ ‫الصحابة ر ِضي اللَّه عْنهم لَيست بِ َد ِ‬
‫َ ُْ َْ ْ‬ ‫ت َبنْي َّ َ َ َ َ‬ ‫ِّماء الَّيِت َجَر ْ‬
‫َن الد َ‬‫َو ْاعلَ ْم أ َّ‬
‫ِ‬ ‫هِبِ‬ ‫ِ‬
‫اهلم ‪َ ،‬وأَن َُّه ْم جُمْتَ ِه ُدو َن ُمتَأ َِّولُو َن مَلْ‬
‫نهم ‪َ ،‬وتَأْ ِويل قتَ ْ‬ ‫السنَّة َواحْلَ ّق إ ْح َسان الظَّ ّن ْم ‪َ ،‬واإْلِ ْم َساك َع َّما َش َجَر َبْي ْ‬ ‫ُّ‬
‫ب َعلَْي ِه قِتَاله‬ ‫اغ ‪َ ،‬ف َو َج َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬بَ ِل اِ ْعَت َق َد ُك ّل فَ ِريق أَنَّهُ الْ ُم ِح ّق ‪َ ،‬وخُمَالِفه بَ ٍ‬ ‫صيَة َواَل حَمْض ُّ‬ ‫ص ُدوا مع ِ‬
‫َْ‬
‫ي ْق ِ‬
‫َ‬
‫ورا يِف اخْلَطَأ ؛ أِل َنَّهُ اِل ْجتِ َه ٍاد ‪َ ،‬والْ ُم ْجتَ ِهد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ضهم خُمْطئًا َم ْع ُذ ً‬‫ضهم ُمصيبًا ‪َ ،‬و َب ْع ْ‬ ‫لَي ْرجع إىَل أ َْمر اللَّه ‪َ .‬و َكا َن َب ْع ْ‬
‫صيب يِف تِْلك احْلُُروب ‪َ .‬ه َذا َم ْذ َهب أ َْهل‬ ‫إِ َذا أَخطَأَ اَل إِمْث علَي ِه ‪ ،‬و َكا َن علِي ر ِضي اللَّه عْنه هو الْم ِحق الْم ِ‬
‫َ ُ َُ ُ ّ ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬
‫اعَتَزلُوا الطَّائَِفَتنْي ِ ‪َ ،‬ومَلْ يُ َقاتِلُوا‬ ‫ِ‬ ‫اعة ِم َن َّ‬
‫الص َحابَة حَتََّيُروا ف َيها فَ ْ‬ ‫ضايَا ُم ْشتَبِ َهة َحىَّت إِ َّن مَجَ َ‬ ‫ت الْ َق َ‬‫السنَّة ‪َ ،‬و َكانَ ْ‬ ‫ُّ‬
‫اع َدته ِمْن ُه ْم ‪.‬‬
‫‪984‬‬
‫َخُروا َع ْن ُم َس َ‬ ‫الص َواب ‪ ،‬مُثَّ تَأ َّ‬‫‪َ ،‬ومَلْ َيَتَيقَّنُوا َّ‬
‫أكلة الربا ‪:‬‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫من الذنوب اليت توبق صاحبها الربا ‪ ،‬وقد قال احلق يف الذين يأكلونه بعد أن بلغهم حترمي اهلل له ‪ (:‬الذ َ‬
‫ك بِأَن َُّه ْم قَالُوا إِمَّنَا الَْبْي ُع ِمثْ ُل‬ ‫الربا اَل ي ُقومو َن إِاَّل َكما ي ُقوم الَّ ِذي يتخبَّطُه الشَّيطَا ُن ِمن الْم ِ‬
‫س َذل َ‬
‫َ َ ِّ‬ ‫ََ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫يَأْ ُكلُو َن ِّ َ َ ُ‬

‫‪ - 981‬صحيح البخارى(‪) 6862‬‬


‫‪ - 982‬البخاري (‪) 6863‬‬
‫‪ - 983‬صحيح البخارى(‪ ) 7083‬وصحيح مسلم (‪ ) 7434‬وهذا لفظه‬
‫‪ - 984‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 9‬ص ‪)265‬‬

‫‪341‬‬
‫ف َوأ َْمُرهُ إِىَل اللَّ ِه َو َم ْن َع َاد‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الربَا فَ َم ْن َجاءَهُ َم ْوعظَةٌ م ْن َربِّه فَا ْنَت َهى َفلَهُ َما َسلَ َ‬ ‫َح َّل اللَّهُ الَْبْي َع َو َحَّر َم ِّ‬ ‫الربَا َوأ َ‬ ‫ِّ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )275‬البقرة‪)]275;/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫فَأُولَئِ َ‬
‫ع يِف َع ْر ِ‬ ‫ُّق علَى ِعب ِاد ِه ‪ ،‬وإخراج َّ ِ‬ ‫اق يِف س ِ ِ‬
‫ض‬ ‫الز َكاة ‪َ ،‬شَر َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َّصد َ َ َ‬ ‫بيل اهلل ‪َ ،‬والت َ‬ ‫َب ْع َد أ ْن ذَ َكر اهللُ َت َعاىَل ا ِإلن َف َ َ‬
‫وج ِه ْم ِم ْن‬ ‫ات ‪ ،‬فَأخبر عن حاهِلِم يوم خر ِ‬ ‫اع الشُّبه ِ‬ ‫ِ‬ ‫الربا ‪ ،‬وأم ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْ ََ َ ْ َ ْ َْ َ ُ ُ‬ ‫َّاس بِالبَاط ِل ‪َ ،‬وأَْن َو ِ ُ َ‬ ‫وال الن ِ‬ ‫َحال أكلي ِّ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقبو ِر ِهم ‪ ،‬يوم البع ِ‬
‫ومو َن م ْن ُقبُو ِره ْم إالّ قياماً ُمْن َكراً ‪َ ،‬ك َما َي ُق ُ‬
‫وم‬ ‫ُّشو ِر ‪َ ،‬ف َق َال َعْن ُهم ‪ :‬إن َُّهم الَ َي ُق ُ‬ ‫ث َوالن ُ‬ ‫ُ ْ َْ َ َ ْ‬
‫وز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البْي ِع ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬ك َما جَيُ ُ‬ ‫استحالَ ْم لَهُ ‪َ ،‬و َج ْعله َك َ‬ ‫الربَا َهذا قائ ٌم َعلى ْ‬ ‫صَرعه َوأ ْكلُ ُه ُم ِّ‬ ‫صُروعُ َح َال َ‬ ‫املَ ْ‬
‫السبَب يِف‬ ‫ٍ‬ ‫راهم علَى أ ْن ير َّدها علَ ِيه ِع ْش ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين د ْرمَه اً َب ْع َد َسنَة ‪ ،‬فَ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫بيع ا ِإلنْ َسا ُن س َلعتَهُ اليِت مَثَُن َها َع َشَرةُ َد َ َ‬ ‫أ ْن يَ َ‬
‫الزيَ َاد َتنْي ِ ‪َ ،‬و ُه َو َ‬
‫األج ُل ‪.‬‬ ‫اح ٌد يِف ُك ٍّل ِم َن ِّ‬ ‫رأيِ ِهم و ِ‬
‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البْي َع فيه َما َي ْقتَضي حلَّهُ ألَنَّهُ‬ ‫ألن َ‬
‫ِ‬
‫اس ُه ْم فَاس ٌد ‪َّ ،‬‬ ‫يما قَالُوهُ ‪َ ،‬وقيَ ُ‬ ‫الربا َو ُه ْم َوا ُو َن ف َ‬ ‫َه ِذ ِه ِه َي ُح َّجةُ آكلي ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّي ِء انْتِ َفاعاً َح ِقيقيّاً ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ظ فيه انْتفاعُ املُ ْشرَت ي بالش ْ‬
‫يالح ُ ِ ِ ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ؤخ ُذ م َن املدي ِن ِزيَ َاد ًة يف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫آخَر ‪ .‬فَ َما يُ َ‬ ‫اع َفةً يِف َوقْت َ‬ ‫ضَ‬ ‫أخ ُذها ُم َ‬ ‫إعطَاءُ الدَّراهم َوالْمثْليَّات َو ْ‬ ‫الربا َف ُه َو ْ‬ ‫َّأما ِّ‬
‫ف‬ ‫الربا ‪ ،‬فَا ْنتَهى َع ِن ِّ‬ ‫أس امل ِال الَ م َقابِل لَه ِمن ع ٍ والَ عمل ‪ .‬فَمن بلَغَه َنهي ِ‬
‫اهلل َع ِن ِّ‬ ‫َر ِ‬
‫الربا َفلَهُ َما َسلَ َ‬ ‫َْ َ ُ ُْ‬ ‫ُ َ ُ ْ َنْي َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ود إىل ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مِم‬
‫اهلل ‪َ .‬و َم ْن َع َاد إىل‬ ‫أخ َذهُ أَيَّ َام اجلَاهليَّ ِة ‪َ ،‬و ْأمُره َم ْر ُد ٌ‬ ‫َّح ِرمي ‪َ ،‬و َما َسبَ َق لَهُ أ ْن َ‬ ‫الربا َقْب َل الت ْ‬ ‫َّا أ َكلَهُ ِم َن ِّ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود يف نَار َج َهن َ‬ ‫ب العُ ُقوبَةَ م َن اهلل ‪َ ،‬واخلُلُ َ‬ ‫اسَت ْو َج َ‬‫َّه ُي َعْنهُ ‪َ ،‬ف َقد ْ‬ ‫الربا ‪َ ،‬ب ْع َد أ ْن َبلَغَهُ الن ْ‬ ‫ِّ‬
‫صَرعُهُ ‪.‬‬ ‫ط ا ِإلنْ َسا َن َفيَ ْ‬ ‫الشْيطَا َن خَي ْبِ ُ‬‫أن َ‬ ‫ب َت ْعتَ ِق ُد َّ‬‫العَر ُ‬
‫ِ‬
‫صُروعُ ‪َ .‬و َكانَت َ‬ ‫الذي َيتَ َخبَّطُهُ الشَّْيطَا ُن ‪ -‬أي املَ ْ‬
‫ِ‬
‫اهلل َع ْن أ ْك ِل ِّ‬
‫الربا ‪.‬‬ ‫جاءه مو ِعظَةٌ ِمن ربِِّه ‪ -‬بلَغَه أمر َنه ِي ِ‬
‫َ ُ ُْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ َ ْ‬
‫ون َواخلَبَ ِل ‪.‬‬ ‫س ‪ -‬اجلنُ ِ‬ ‫امل ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الربا يِف ال ُقر ِ‬
‫آن ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َمَ ُ ْ ِّ‬
‫مي‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫حَت‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫اح‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫اح َل ُمتَ َد ِّر َج ٍة ‪:‬‬‫الربا يِف أرب ِع مر ِ‬ ‫ك َمَّر حَتْ ِرميُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َكما مَّر حَتْ ِرمي اخلَم ِر يِف مر ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫اح َل ‪َ ،‬ك َذل َ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫َ َ‬
‫اآلية امل ِّكيَّ ِة { َو َمآ آ َتْيتُ ْم ِّمن ِّرباً لَِّي ْربُ َو يِف أ َْم َو ِال الناس فَالَ َي ْربُو‬ ‫‪ -1‬يِف املرحلَ ِة األوىل ‪ -‬قَ َال اهلل َتعاىَل يِف ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫الربا الَ ثَواب فِ ِيه ِعْن َد ِ‬ ‫َ‬ ‫ول يِف ه ِذ ِه ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫إن ِّ‬ ‫اآلية َّ‬ ‫إن اهللَ َت َعاىَل َي ُق ُ َ‬ ‫أي َّ‬ ‫ند اهلل } ْ‬ ‫ِع َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫يِف‬
‫ين َحَّر َم اهللُ‬ ‫الي ُهود الذ َ‬ ‫ني َد ْرساً َوعْبَر ًة م ْن س َرية َ‬ ‫قى اهللُ َت َعاىَل َعلَى املُ ْسلم َ‬ ‫‪َ -2‬و املَْر َحلَة الثَّانيَة ‪ -‬ألْ َ‬
‫صيَتِ ِه ْم ‪.‬‬
‫الربا فَأ َكلُوه ‪َ ،‬فعا َقبهم اهلل مِب َع ِ‬
‫ُ َ َُ ُ ُ ْ‬ ‫َعلَي ِه ْم أ ْك َل ِّ َ‬
‫ِّه ْم َعن َسبِ ِيل‬ ‫ات أ ُِحلَّت هَل م وبِصد ِ‬ ‫َف َق ْد جاء يِف سور ِة النِّس ِاء { فَبِظُْل ٍم ِّمن الذين هادواْ حَّرمنَا علَي ِهم طَيِّب ٍ‬
‫ْ ُْ َ َ‬ ‫َ ُ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫َخ ِذ ِه ُم الربا َوقَ ْد نُ ُهواْ َعْنهُ َوأَ ْكلِ ِه ْم أ َْم َو َال الناس بالباطل َوأ َْعتَ ْدنَا‬ ‫اهلل َكثرياً ‪َ } .‬ك َما َجاءَ َب ْع َد َها { َوأ ْ‬
‫ِ‬
‫الربا‬ ‫ين ِمْن ُه ْم َع َذاباً أَلِيماً ‪َ } .‬و َه ِذ ِه العِْبَرةُ الَ يَ ُكو ُن هَلَا أ َثٌر إالَّ إذَا َكا َن ِم ْن َو َرائِ َها َن ْوعٌ ِم ْن حَتْ ِر ِمي ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ْل َكاف ِر َ‬
‫لكنَّهُ أُلْ ِم َح إلَ ِيه ‪.‬‬
‫الربا ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح َع ِن ِّ َ‬ ‫ص ِر ٌ‬ ‫مني ‪َ .‬ومَلْ يَ ُك ْن يِف َهذا املَْوض ِع َن ْه ٌي َ‬ ‫َعلَى املُ ْسل َ‬

‫‪342‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جزئِياً َع ِن ِّ‬
‫الربا‬ ‫يح إالَّ يِف املَْر َحلَة الثَّالثَة ‪َ ،‬ومَلْ يَ ُك ْن إالَّ َن ْهياً ْ‬ ‫الص ِر ُ‬
‫َّه ُي َّ‬ ‫‪ -3‬املَْر َحلَةُ الثَّالثَةُ ‪َ -‬ومَلْ جَيِ يء الن ْ‬
‫اع َفةً ‪.‬‬ ‫الذي يَتزاي ُد حىَّت ي ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال َف ِ‬
‫اح ِ‬
‫ضَ‬ ‫أض َعافاً ُم َ‬ ‫ص َري ْ‬ ‫َََ َ َ‬
‫اع َفةً َو َّات ُقوا اللَّهَ لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحو َن (‪)130‬‬ ‫ضَ‬ ‫َض َعافًا ُم َ‬ ‫ين آَ َمنُوا اَل تَأْ ُكلُوا ِّ‬
‫الربَا أ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫وقال تعاىل ‪ ( :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫[آل عمران‪. ) ]130/‬‬
‫الربا ‪ ،‬والتَّعام ِل بِِه ‪ ،‬بع َد إِسالَِم ِهم ‪ ،‬وه َدى ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل هَلُ ْم ‪َ ،‬ك َما‬ ‫َْ ْ ْ َ ُ‬ ‫ني َع ْن أَ ْك ِل ِّ َ َ َ ُ‬ ‫َيْن َهى اهللُ َت َعاىَل عبَ َادهُ املُْؤمن َ‬
‫ك َو َّإما أ ْن‬ ‫ض َي َد ْينَ َ‬ ‫اهلِيَّ ِة ‪ ،‬إ ْذ َكانُوا ي ُقولُو َن لِلم ِدي ِن إ َذا ح َّل أجل الدَّي ِن ‪ :‬إما أ ْن َت ْق ِ‬ ‫َكانُوا ي ْفعلُو َن يِف اجل ِ‬
‫َ َُ ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َحىَّت‬ ‫ف ال َقل ُ‬ ‫اع َ‬ ‫ضَ‬‫ضاهُ فبِ َها ‪َ ،‬وإالَّ َز َادهُ يِف املدَّة َو َز َادهُ يِف امل ْقدا ِر ‪َ ،‬و َه َك َذا ُك َّل َع ٍام ‪َ ،‬فُرمَّبا تَ َ‬ ‫يب ‪ .‬فَِإ ْن قَ َ‬ ‫ٍ‬
‫تُر َ‬
‫الت ْقوى لَعلَّهم ي ْفلِحو َن يِف األوىَل و ِ‬ ‫ُ‬
‫اآلخَر ِة ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يِ ِ‬
‫َ‬ ‫اعفاً ‪َ .‬ويَ ُأمُر اهللُ عبَ َادهُ ب َّ َ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ص َري َكثرياً ُم َ‬ ‫َ‬
‫وقد عده النيب ‪ ‬واحدا من سبعة ذنوب توبق صاحبها ‪ ،‬ففي الصحيحني َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة ‪ -‬رضى اهلل‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ ،‬و َما ُه َّن قَ َال « الش ِّْر ُك‬ ‫ات » ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫السبع الْموبَِق ِ‬ ‫عنه ‪ -‬ع ِن النَّىِب ‪ -  -‬قَ َال « ِ‬
‫اجتَنبُوا َّ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الربَا ‪َ ،‬وأَ ْك ُل َم ِال الْيَتِي ِم ‪َ ،‬والت ََّوىِّل َي ْو َم‬
‫س الَّىِت َحَّر َم اللَّهُ إِالَّ بِاحْلَ ِّق ‪َ ،‬وأَ ْك ُل ِّ‬ ‫الن ْف ِ‬
‫الس ْحُر ‪َ ،‬و َقْت ُل َّ‬ ‫بِاللَّ ِه ‪َ ،‬و ِّ‬
‫ِ ِ ‪985‬‬ ‫ات الْم ْؤ ِمنَ ِ‬ ‫ف الْمحصنَ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ات الْغَافالَت »‬ ‫ُ‬ ‫الز ْحف ‪َ ،‬وقَ ْذ ُ ُ ْ َ‬
‫أكلة أموال الناس بالباطل ‪:‬‬
‫َّ ِ‬
‫من الظلم العظيم الذي يستحق به صاحبه النار أكل أموال الناس بالباطل ‪ ،‬كما قال تعاىل‪( :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين‬
‫اط ِل إِاَّل أَ ْن تَ ُكو َن جِت ار ًة عن َتر ٍ ِ‬ ‫آَمنُوا اَل تَأْ ُكلُوا أَموالَ ُكم بينَ ُكم بِالْب ِ‬
‫اض مْن ُك ْم َواَل َت ْقُتلُوا أَْن ُف َس ُك ْم إِ َّن اللَّهَ‬ ‫ََ َْ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َعلَى اللَّه يَس ًريا (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صليه نَ ًارا َو َكا َن َذل َ‬ ‫ف نُ ْ‬‫ك عُ ْد َوانًا َوظُْل ًما فَ َس ْو َ‬ ‫يما (‪َ )29‬و َم ْن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫َكا َن ب ُك ْم َرح ً‬
‫‪[ )30‬النساء‪.)]30-29/‬‬
‫يْنهى اهلل َتعاىَل النَّاس عن أ ْن يأ ُكل بعضهم م َال بع ٍ ِ ِ‬
‫عي ‪:‬‬‫أخ َذهُ بِطَ ِر ٍيق َغرْيِ َش ْر ِّ‬ ‫أي أ ْن يَ ُ‬ ‫ض بالبَاط ِل ‪ْ ،‬‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ َ ُ ْ َ َْ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت يِف قَال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك ِ‬
‫أن َمَت َعاط َيها إمَّنَا‬‫ب احلُ ْك ِم الش َّْرع ِّي ‪ّ ،‬ا َي ْعلَ ُم اهللُ َّ‬ ‫الربَا َواحليَ ِل َو َغرْيِ ها ‪َ . .‬وإ ْن ظَ َهَر ْ‬ ‫الق َما ِر َو ِّ‬
‫اب األ َْم َو ِال ‪،‬‬ ‫اب املحَّرم ِة يِف ا ْكتِس ِ‬ ‫اطي األ ْ ِ‬ ‫الربا ‪ .‬فَاهلل َتعاىَل حُي ِّرم على النَّاس َتع ِ‬ ‫يد احلِيلَةَ أل ْك ِل ِّ‬ ‫يُِر ُ‬
‫َ‬ ‫َسبَ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َُ َ‬
‫اض بني البائِ ِع وامل ْش ِ ي ‪ ،‬فَسمح اهلل لِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫واستَْث ِمن التَّح ِر ِمي املتَاجر َة امل ْشر ِ‬
‫ني‬
‫لم ْؤمن َ‬‫ََ َ ُ ُ‬ ‫وعة اليِت تَت ُّم َع ْن َتَر ٍ َ َ َ َ ُ رَت‬ ‫َ ْ ىَن َ ْ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫ني َعن َقْت ِل أَْن ُف ِس ِهم بِارتِ َك ِ‬
‫اب‬ ‫ِِ‬ ‫ِ هِب‬ ‫ب يِف َكس ِ‬ ‫اط َيها ‪ ،‬والتَّسبُّ ِ‬ ‫بَِتع ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ب األ َْم َوال َا ‪َ .‬و َيْن َهى اهللُ َت َعاىَل املُْؤمن َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ألن فِ ِيه‬
‫اه ْم َعْنهُ ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫يما َأمَر ُه ْم بِه ‪َ ،‬و َن َه ُ‬
‫ِ هِبِ ِ‬
‫إن اهللَ َكا َن َرحيماً ْم ف َ‬ ‫اط ِل ‪ ،‬فَ َّ‬‫ات ‪ ،‬وأ ْك ِل األَمو ِال بِالب ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫املحَّرم ِ‬
‫َُ َ‬
‫صالَ َح ُه ْم ‪.‬‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك ‪ ،‬أ َْو َقتَ َل‬ ‫َوهذه اآليَةُ تَ ْش َم ُل أَيْضاً َم ْن َقتَ َل َن ْف َسهُ َقْتالً َحقيقاً َوأ َْع َد َمها احلَيَا َة حِب َديد أ َْو بِ ُس ٍّم ْأو َغرْيِ َذل َ‬
‫ان َعلى َغرْيِ ِه ِجنَايَةً َعلَى َن ْف ِس ِه َو َعلَى البَ َش ِريَِّة مَجْ َعاءَ ‪.‬‬ ‫َغيره ‪ .‬وجعل اهلل ِجنَايةَ ا ِإلنس ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ َ ُ َ‬
‫‪ - 985‬صحيح البخارى(‪ ) 2766‬ومسلم (‪)272‬‬

‫‪343‬‬
‫اط ِيه ‪َ ،‬و َعا ِرفاً َبتَ ْح ِرميِِه ‪،‬‬ ‫ومن َتعاطَى ما َنهى اهلل َتعاىَل عْنه معتَ ِدياً فِ ِيه علَى احل ِّق ‪ ،‬وظَالِماً يِف َتع ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ُ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسراً َعلَى انْتِ َهاكِ ِه ‪ ،‬فَ َّ‬ ‫ومتَج ِ‬
‫ك َس ْه ٌل يَسريٌ َعليه ‪.‬‬ ‫ف يُ َع ِّذبُهُ يِف نَا ِر َج َّهنَم ‪َ ،‬و َذل َ‬
‫إن اهللَ َس ْو َ‬ ‫َُ َ‬
‫ومن أكل أموال الناس بالباطل أكل أموال اليتامى ظلما ‪ ،‬وقد خص احلق أمواهلم بالذكر لضعفهم‬
‫وسهولة أكل أمواهلم ‪ ،‬ولشناعة هذه اجلرمية‪ ( :‬إِ َّن الَّ ِذين يَأْ ُكلُو َن أ َْمو َال الْيَتَ َامى ظُْل ًما إِمَّنَا يَأْ ُكلُو َن يِف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صلَ ْو َن َسعِ ًريا (‪[ )10‬النساء‪)]10/‬‬ ‫هِنِ‬
‫بُطُو ْم نَ ًارا َو َسيَ ْ‬
‫الذين يأْ ُكلُو َن أَمو َال اليتَامى بِ ُد ِ‬ ‫يهدِّد اهلل َتعاىَل ِ‬
‫ض ِم َوالظُّْل ِم ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬
‫ول‬ ‫وع ‪َ ،‬و َعلَى َسبِ ِيل اهلَ ْ‬ ‫ب َم ْشُر ٍ‬ ‫ون َسبَ ٍ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ ُ ُ َ‬
‫هَل م ‪ :‬إِنَّهم إِمَّنَا يأْ ُكلُو َن ما ي ُكون سبباً يِف إِيصاهِلِم إىَل نَا ِر جهنَّم يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة ‪ ،‬أ َْو إن َُّه ْم إمَّنَا يَأْ ُكلُو َن يِف‬ ‫َ َ َ َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ ُ ْ َ‬
‫أج ُج‬‫بُطُوهِنِ ْم نَاراً َتتَ َّ‬
‫المصورون ‪:‬‬
‫أشد الناس عذابا يوم القيامة املصورون الذين يضاهئون خلق اهلل ‪،‬فعن َعائِ َشةَ ‪ -‬رضى اهلل عنها ‪ -‬قالت‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬‬ ‫يل ‪َ ،‬فلَ َّما َرآهُ َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ىِل ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ِ -  -‬م ْن َس َف ٍر وقَ ْد َسَتر ُ ِِ ٍ ىِل‬ ‫قَ ِد َم َر ُس ُ‬
‫ت بقَرام َعلَى َس ْه َوة ف َيها مَتَاث ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫خِب‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ت فَ َج َع ْلنَاهُ ِو َس َاد ًة أ َْو‬‫اهو َن َْل ِق اللَّه » ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫ضُ‬ ‫ين يُ َ‬ ‫َش ُّد الن ِ‬
‫َّاس َع َذابًا َي ْو َم الْقيَ َامة الذ َ‬ ‫‪َ - ‬هتَ َكهُ َوقَ َال « أ َ‬
‫ِو َس َاد َتنْي ِ ‪- .986‬يضاهون ‪ :‬يشاهبون‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َوٌر ‪َ ،‬فَتلَ َّو َن َو ْج ُههُ‬ ‫ت َد َخ َل َعلَ َّى النَّىِب ُّ ‪َ -  -‬وىِف الَْبْيت قَر ٌام فيه ُ‬ ‫وع ْن َعائ َشةَ ‪ -‬رضى اهلل عنها ‪ -‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ص ِّو ُرو َن‬ ‫ين يُ َ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬
‫َّاس َع َذابًا َي ْو َم الْقيَ َامة الذ َ‬ ‫ت قَ َال النَّىِب ُّ ‪ِ « -  -‬م ْن أ َ‬ ‫السْتَر َف َهتَ َكهُ ‪َ ،‬وقَالَ ْ‬
‫‪ ،‬مُثَّ َتنَ َاو َل ِّ‬
‫الص َو َر »‪. 987‬‬ ‫َه ِذ ِه ُّ‬
‫ِ ٍ ِِ‬ ‫وعن عائِ َشةَ قَالَت دخل علَى رس ُ ِ‬
‫السْتَر‬
‫ورةٌ َفَتلَ َّو َن َو ْج ُههُ مُثَّ َتنَ َاو َل ِّ‬ ‫صَ‬ ‫ول اللَّه ‪َ - -‬وأَنَا ُمتَ َستَِّرةٌ بِقَرام فيه ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ين يُ َشِّب ُهو َن خِب َْل ِق اللَّ ِه »‪ .988‬القرام ‪ :‬السرت من‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫َش ِّد الن ِ‬
‫َّاس َع َذابًا َي ْو َم الْقيَ َامة الذ َ‬ ‫َف َهتَ َكهُ مُثَّ قَ َال « إِ َّن ِم ْن أ َ‬
‫صوف ذى ألوان‬
‫رِت ِِ ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫اس ِم ب ِن حُم َّم ٍد ‪ ،‬أ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪،‬‬‫ول اهلل ‪َ ‬د َخ َل َعلَْي َها َوه َي ُم ْستَ َةٌ بقَرام فيه مَتَاث ُ‬ ‫َخَبَرتْهُ أ َّ َ ُ‬
‫َن َعائ َشةَ ‪ ،‬أ ْ‬ ‫وع ِن الْ َق ْ َ‬ ‫َ‬
‫َّاس َع َذابًا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة‬
‫َش َّد الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ، ‬وأ َْه َوى إِىَل الْقَر ِام ‪َ ،‬ف َهتَ َكهُ بِيَد ِه ‪ ،‬مُثَّ قَ َال ‪ :‬إِ َّن أ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َفَتلَ َّو َن وجه رس ِ‬
‫َ ُْ َ ُ‬
‫ِ ‪989‬‬
‫ين يُ َشِّب ُهو َن خِب َْل ِق اهلل‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬

‫‪ - 986‬صحيح البخارى(‪) 5954‬‬


‫‪ - 987‬صحيح البخارى(‪) 6109‬‬
‫‪ - 988‬صحيح مسلم (‪) 5647‬‬
‫‪ - 989‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5847( )158‬صحيح‬

‫‪344‬‬
‫يل كِ ْسَرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ىِف ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وق َه َذا مَتَاث ُ‬ ‫يل َم ْرمَيَ‪َ .‬ف َق َال َم ْسُر ٌ‬ ‫ت َم َع َم ْسُروق َبْيت فيه مَتَاث ُ‬ ‫صَبْي ٍح قَ َال ُكْن ُ‬ ‫وع ْن ُم ْسل ِم بْ ِن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪- -‬‬ ‫ول قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ت َعْب َد اللَّه بْ َن َم ْسعُود َي ُق ُ‬ ‫وق أ ََما إِىِّن مَس ْع ُ‬‫يل َم ْرمَيَ‪َ .‬ف َق َال َم ْسُر ٌ‬ ‫ت الَ َه َذا مَتَاث ُ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫‪990‬‬
‫ص ِّو ُرو َن »‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َش ُّد الن ِ‬
‫َّاس َع َذابًا َي ْو َم الْقيَ َامة الْ ُم َ‬ ‫«أَ‬
‫ُص ِّو ُر َه ِذ ِه‬
‫اس رضي اهلل عنهما َف َق َال إِىِّن َر ُج ٌل أ َ‬ ‫يد بْ ِن أَىِب احْلَ َس ِن قَ َال َجاءَ َر ُج ٌل إِىَل ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫وعن سعِ ِ‬
‫َْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ك‬‫ض َع يَ َدهُ َعلَى َرأْ ِس ِه قَ َال أَُنبِّئُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َو َر فَأَفْتىِن ف َيها‪َ .‬ف َق َال لَهُ ْاد ُن مىِّن ‪ .‬فَ َدنَا مْنهُ مُثَّ قَ َال ْاد ُن مىِّن ‪ .‬فَ َدنَا َحىَّت َو َ‬ ‫ُّ‬
‫ص ِّو ٍر ىِف النَّا ِر جَيْ َع ُل لَهُ بِ ُك ِّل‬‫ول « ُك ُّل ُم َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ - -‬ي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت م ْن َر ُسول اللَّه ‪ - -‬مَس ْع ُ‬
‫مِب َا مَسِ ع ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ت الَ بُ َّد فَاعالً فَ ْ‬ ‫َّم »‪َ .‬وقَ َال إِ ْن ُكْن َ‬ ‫ِّ ىِف‬ ‫ور ٍة َ‬
‫‪991‬‬
‫س لَهُ ‪.‬‬ ‫َّجَر َو َما الَ َن ْف َ‬ ‫اصنَ ِع الش َ‬ ‫ص َّو َر َها َن ْف ًسا َفُت َعذبُهُ َج َهن َ‬ ‫صَ‬ ‫ُ‬
‫ول اللَّه ‪ -  -‬قَ َام َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آها َر ُس ُ‬ ‫صا ِو ُير ‪َ ،‬فلَ َّما َر َ‬ ‫ت مُنُْرقَةً ف َيها تَ َ‬‫وع ْن َعائ َشةَ َز ْو ِج النَّىِب ِّ ‪ -  -‬أَن ََّها ا ْشَتَر ْ‬ ‫َ‬
‫وب إِىَل اللَّ ِه َوإِىَل َر ُسولِِه ‪َ ،‬ما َذا‬ ‫اب َفلَم ي ْدخل ‪َ ،‬فعرفْت ىِف وج ِه ِه الْ َكر ِاهيةَ َف ُق ْلت يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه أَتُ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫الْبَ ِ ْ َ ُ ْ َ َ ُ َ ْ‬
‫ك لَِت ْقعُ َد َعلَْي َها‬‫ت ا ْشَتَر ْيُت َها لَ َ‬ ‫ت َف ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « -  -‬ما ب ُ ِ ِ‬
‫ال َهذه الن ِّْم ِرقَة » ‪ .‬قَالَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫أَ ْذ َنْب ُ‬
‫َحيُوا‬‫ال هَلُ ْم أ ْ‬ ‫الص َو ِر يُ َع َّذبُو َن َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪َ ،‬ويُ َق ُ‬
‫اب َه ِذ ِه ُّ‬ ‫َص َح َ‬ ‫ول اللَّه ‪ « -  -‬إِ َّن أ ْ‬
‫وَتو َّس َدها ‪َ .‬ف َق َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ََ َ‬
‫الص َو ُر الَ تَ ْد ُخلُهُ الْ َمالَئِ َكةُ »‪ . 992‬النمرقة ‪ :‬الوسادة‬ ‫ت الَّ ِذى فِ ِيه ُّ‬ ‫َما َخلَ ْقتُ ْم » ‪َ .‬وقَ َال « إِ َّن الَْبْي َ‬
‫ِ ِ‬
‫ص ِّو ُر ‪ ،‬قَ َال‬ ‫ت َم َع أَىِب ُهَر ْيَر َة رضي اهلل عنه َد ًارا بِالْ َمدينَة َفَرأَى أ َْعالَ َها ُم َ‬
‫ص ِّو ًرا يُ َ‬ ‫وعن أيب ُز ْر َعةَ قَ َال َد َخ ْل ُ‬
‫ب خَي ْلُ ُق َك َخ ْل ِقى ‪َ ،‬ف ْليَ ْخلُ ُقوا َحبَّةً ‪َ ،‬ولْيَ ْخلُ ُقوا َذ َّر ًة »‬ ‫مِم‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ول « َو َم ْن أَظْلَ ُم َّْن َذ َه َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫مَس ْع ُ‬
‫‪. .993‬‬
‫الركون إلى الظالمين ‪:‬‬
‫ين ظَلَ ُموا‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ومن األسباب اليت تدخل النار الركون إىل الظاملني أعداء اهلل ومواالهتم ‪َ ( :‬واَل َت ْر َكنُوا إىَل الذ َ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صُرو َن (‪[ )113‬هود‪) ]113;/‬‬ ‫َّار َو َما لَ ُك ْم م ْن ُدون اللَّه م ْن أ َْوليَاءَ مُثَّ اَل ُتْن َ‬ ‫َفتَ َم َّس ُك ُم الن ُ‬
‫ني ‪َ ،‬والَ َت ْعتَ ِم ُدوا َعلَْي ِه ْم ‪َ ،‬والَ َت ْعَتُّزوا هِبِ ْم ‪َ ،‬والَ تَ ْستَ ْح ِسنُوا طَ ِري َقَت ُه ْم ( الَ َت ْر َكنُوا )‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوالَ تَ ْستَعينُوا بِالظَّالم َ‬
‫ني ‪َ ،‬ولَ ْن جَتِ ُدوا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفت ُكونُوا َكأَنَّ ُكم ر ِضيتم بِأ هِلِ‬
‫َع َما ْم ‪ ،‬فَِإ ْن َف َع ْلتُ ْم َذل َ‬
‫َّار اليِت ه َي َجَزاءُ الظَّالم َ‬ ‫َص َابْت ُك ُم الن ُ‬
‫كأ َ‬ ‫ْ َ ُْ ْ‬ ‫َ‬
‫اب ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫يومئِ ٍذ من يْنصر ُكم ِمن َع َذ ِ‬
‫َْ َ َ ْ َ ُُ ْ ْ‬

‫‪ - 990‬صحيح مسلم (‪) 5661‬‬


‫‪ - 991‬صحيح مسلم(‪) 5662‬‬
‫‪ - 992‬صحيح البخارى(‪ ) 5181‬ومسلم (‪)5655‬‬
‫‪ - 993‬صحيح البخارى(‪) 5953‬‬

‫‪345‬‬
‫ال تستندوا وال تطمئنوا إىل الذين ظلموا ‪ .‬إىل اجلبارين الطغاة الظاملني ‪ ،‬أصحاب القوة يف األرض ‪،‬‬
‫الذين يقهرون العباد بقوهتم ويعبّدوهنم لغري اهلل من العبيد ‪ . .‬ال تركنوا إليهم فإن ركونكم إليهم يعين‬
‫إقرارهم على هذا املنكر األكرب الذي يزاولونه ‪ ،‬ومشاركتهم إمث ذلك املنكر الكبري ‪.‬‬
‫والركون إىل الشئك امليل إليه ‪ .‬يقال ركن فالن إىل فالن ‪ ،‬إذا مال إليه بقلبه ‪ ،‬واعتمد عليه ىف قضاء‬
‫مصاحله ‪.‬واملراد بالذين ظلموا هنا ‪ :‬ما يتناول املشركني وغريهم من الظاملني الذين يعتدون على حقوق‬
‫الغري ‪ ،‬ويستحلون من حمارم اهلل ‪.‬واملعىن ‪ :‬واحذروا ‪ -‬أيها املؤمنون ‪ -‬أن متيلوا إىل الظاملني ‪ ،‬أو تسكنوا‬
‫إليهم؛ ألن ذلك يؤدى إىل تقوية جانبهم ‪ .‬وإضعاف جانب احلق والعدل ‪.‬قال بعض العلماء ‪ :‬ويستثىن‬
‫من ذلك للضرورة صحبة الظامل على التقية مع حرمة امليل القلىب إليه ‪.‬وقوله { َفتَ َم َّس ُك ُم النار } أى‬
‫فتصيبكم النار بسبب ميلكم إليهم ‪ ،‬واالعتماد عليهم ‪ ،‬والرضا بأفعاهلم ‪.‬وقوله { وما لَ ُكم ِّمن د ِ‬
‫ون اهلل‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫ِم ْن أ َْولِيَآءَ } ىف موضع احلال من ضمري { متسكم } ‪.‬‬
‫أى ‪ :‬واحلال أنه ليس لكم من غري اهلل من نصراء ينصرونكم من العذاب النازل بكم ‪ ،‬بسبب ركونكم‬
‫نصُرو َن } للرتاخى الرتىب ‪ .‬أى مث‬ ‫إىل الذين ظملوا وجمالستهم وزيارهتم ومداهنتهم ‪.‬ومث ىف قوله { مُثَّ الَ تُ َ‬
‫ال جتدون بعد ذلك من ينصركم بأى حال من األحوال ‪ ،‬ألن الظاملني ما هلم من أنصار ‪.‬قال بعض‬
‫العلماء ‪ :‬اآلية أبلغ ما يتصور ىف النهى عن الظلم ‪ ،‬والتهديد عليه ‪ ،‬ألن هذا الوعيد الشديد إذا كان‬
‫فيمن يركن إىل الذين ظلموا فكيف يكون حال من ينغمس ىف محأته؟!!;‬
‫مث قال ‪ :‬وقد وسع العلماء يف ذلك وشددوا ‪ ،‬واحلق أن احلاالت ختتلف ‪ ،‬واألعمال بالنيات ‪ ،‬والتفصيل‬
‫أوىل ‪.‬فإن كانت املخالطة لدفع منكر ‪ ،‬أو لالستعانة على إحقاق احلق ‪ ،‬أو اخلري ‪ .‬فال حرج يف ذلك ‪.‬‬
‫وإن كانت ِإليناسهم وإقرارهم على ظلمهم فال ‪.‬‬
‫الكاسيات العاريات‪:‬‬
‫يفنت عباد اهلل ‪ ،‬وال يستقمن على طاعة اهلل‬ ‫من األصناف اليت تصلَى يف النار الفاسقات املتربجات اللوايت َّ‬
‫ان ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر مَلْ أ ََرمُهَا َق ْو ٌم َم َع ُه ْم ِسيَا ٌط‬
‫ول اللَّ ِه ‪ِ « - -‬صْن َف ِ‬ ‫‪ ،‬فقد روي َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫ت رءوسه َّن َكأَسنِم ِة الْبخ ِ‬ ‫اسيات عا ِريات مُمِيالَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِربو َن هِب ا الن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫ت َمائالَ ٌ ُ ُ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّاس َون َساءٌ َك َ ٌ َ َ ٌ‬ ‫َكأَ ْذنَاب الَْب َقر يَ ْ ُ َ َ‬
‫وج ُد ِم ْن َم ِس َري ِة َك َذا َو َك َذا »‪ .994‬البخت ‪ :‬واحدهتا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الْ َمائلَة الَ يَ ْد ُخ ْل َن اجْلَنَّةَ َوالَ جَي ْد َن ِرحيَ َها َوإ َّن ِرحيَ َها لَيُ َ‬
‫البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامني‬
‫َّاس) قال العلماء‪ :‬وهؤالء هم الشرط الذين يضربون‬ ‫هِب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َم َع ُه ْم سيا ٌط َكأذناب البَقر يَضربو َن ا الن َ‬ ‫قوله (قَ ٌ‬
‫الناس بغري حق ‪ ،‬معهم سياط كأذناب البقر يعين سوط طويل وله ريشة يضربون هبا الناس بغري حق‪ ،‬أما‬
‫‪ - 994‬صحيح مسلم (‪) 5704‬‬

‫‪346‬‬
‫اح ٍد ِمْن ُه َما ِمائَةَ َج ْل َد ٍة َواَل تَأْ ُخ ْذ ُك ْم هِبِ َما َرأْفَةٌ يِف‬‫الزايِن فَاجلِ ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫ْ‬ ‫{الزانِيَةُ َو َّ‬
‫حبق فإنه يضرب املعتدي َّ‬
‫َ‬
‫ِدي ِن اللَّ ِه} ال ترأفوا هبما اجلدومها متاما لكن من ضرب الناس بغري حق فهو من أصناف أهل النار والعياذ‬
‫باهلل ‪.‬‬
‫والثاين‪ ( :‬نساء كاسيات عاريات مميالت‪ ;)...‬هؤالء أيضا النساء كاسيات عاريات قيل كاسيات بثياهبن‬
‫ك } وعلى هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َخْيٌر َذل َ‬ ‫الت ْق َوى َذل َ‬‫اس َّ‬ ‫كسوة حسية عاريات من التقوى ألن اهلل تعاىل قال‪َ { :‬ولبَ ُ‬
‫فيشمل هذا احلديث كل امرأة فاسقة فاجرة ‪،‬وإن كان عليها ثياب فضفاضة ‪ ،‬ألن املراد بالكسوة‬
‫الكسوة الظاهرة كسوة الثياب ‪،‬عاريات من التقوى ألن العاري من التقوى ال شك أنه عار كما قال‬
‫ك َخْيٌر } وقيل كاسيات عاريات أي عليهن كسوة حسية لكن ال تسرت إما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الت ْق َوى َذل َ‬
‫اس َّ‬
‫تعاىل ‪َ {:‬ولبَ ُ‬
‫لضيقها وإما خلفتها تكون رقيقة ما تسرت‪ ،‬وإما لقصرها‪ ،‬كل هذا يقال للمرأة اليت تلبس ذلك إهنا كاسية‬
‫عارية‪ ،‬مميلة مائلة مميلة يعين متيل املشطة كما فسرها بعضهم بأهنا املشطة املائلة اليت جتعل املشطة على‬
‫جانب‪ ،‬فإن هذا من امليل ألهنا مميالت مبشطتهن‪ ،‬وال سيما أن هذا امليل الذي جاءنا إمنا وردنا من النساء‬
‫الكفار ‪،‬وهذا والعياذ باهلل ابتلى به بعض النساء فصارت تفرق ما بني الشعر من جانب واحد فتكون هذه‬
‫مميلة أي قد أمالت مشطتها ‪،‬وقيل مميالت أي فاتنات غريهن ملا خيرجن به من التربج والطيب وما أشبه‬
‫ذلك‪ ،‬فهن مميالت لغريهن‪ ،‬ولعل اللفظ يشمل املعنيني؛ ألن القاعدة أن النص إذا كان حيتمل معنيني وال‬
‫مرجح ألحدمها فإنه حيمل عليهما مجيعا ‪،‬وهنا ال مرجح وال منافاة الجتماع املعنيني فيكون شامال هلذا‬
‫وهذا ‪ ،‬وأما قوله مائالت‪ :‬فمعناه منحرفات عن احلق وعما جيب عليهن من احلياء واحلشمة ‪ ،‬جتدها يف‬
‫السوق متشي مشية الرجل بقوة وجلد ‪،‬حىت إن بعض الرجال ال يستطيع أن ميشي هذه املشية‪ ،‬لكنها هي‬
‫متشي كأهنا جندي من شدة مشيتها وضرهبا باألرض وعدم مباالهتا‪ ،‬كذلك أيضا تضحك إىل زميلتها‬
‫معها تضحك وترفع صوهتا على وجه يثري الفتنة ‪،‬وكذلك تقف على صاحب الدكان متاكثه يف البيع‬
‫والشراء وتضحك معه ورمبا متد يدها إليه ‪،‬ألجل يضع عليها ساعة اليد وما أشبه ذلك من املفاسد والبالء‬
‫‪،‬وهؤالء مائالت ال شك أهنن مائالت عن احلق نسأل اهلل العافية‪ ،‬رؤوسهن كأسنمة البخت املائلة‬
‫‪،‬البخت نوع من اإلبل هلا سنام طويل ينضجع ميينا أو مشاال هذه ترفع شعر رأسها حىت يكون مائال ميينا‬
‫أو يسارا كأسنمة البخت املائلة ‪،‬وقال بعض العلماء‪ :‬بل هذه املرأة تضع على رأسها عمامة كعمامة‬
‫الرجل حىت يرتفع اخلمار ويكون كأنه سنام إبل من البخت‪ ،‬وعلى كل حال فهذه جتمل رأسها بتجميل‬
‫يفنت‪ ،‬ال يدخلن اجلنة وال جيدن رحيها ‪ ،‬نعوذ باهلل يعين ال يدخلن اجلنة وال يقربنها وإن رحيها ليوجد من‬
‫مسرية كذا وكذا من مسرية سبعني عاما أو أكثر ومع ذلك ال تقرب هذه املرأة اجلنة والعياذ باهلل؛ ألهنا‬
‫خرجت عن الصراط ‪،‬فهي كاسية عارية مميلة مائلة على رأسها ما يدعو إىل الفتنة والزينة ‪،‬ويف هذا دليل‬

‫‪347‬‬
‫على حترمي هذا النوع من اللباس ألنه توعد عليه باحلرمان من اجلنة‪ ،‬وهذا يدل على أنه من الكبائر‬
‫‪،‬وكذلك املتشبهات من النساء بالرجال تشبههن من كبائر الذنوب ‪،‬وكذلك املتشبهون من الرجال‬
‫‪995‬‬
‫بالنساء تشبههم من كبائر الذنوب"‬
‫الذين يعذبون الحيوان ‪:‬‬
‫َّار ىِف ِهَّر ٍة َربَطَْت َها ‪َ ،‬فلَ ْم‬ ‫ِ‬
‫َع ِن ابْ ِن عُ َمَر ‪ -‬رضى اهلل عنهما ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َد َخلَت ْامَرأَةٌ الن َ‬
‫‪996‬‬
‫ض»‬ ‫تُطْعِ ْم َها ‪َ ،‬ومَلْ تَ َد ْع َها تَأْ ُكل ِم ْن ِخ َش ِ‬
‫اش األ َْر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ت ْامَرأَةٌ ىِف هَّر ٍة َس َجنَْت َها‬ ‫ول اللَّه ‪ -  -‬قَ َال « ع ِّذب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫وع ْن َعْب ِد اللَّ ِه بْ ِن عُ َمَر ‪ -‬رضى اهلل عنهما ‪ -‬أ َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار ‪ ،‬الَ ه َى أَطْ َع َمْت َها َوالَ َس َقْت َها إِ ْذ َحبَ َسْت َها ‪َ ،‬والَ ه َى َتَر َكْت َها تَأْ ُك ُل م ْن‬ ‫ِ‬
‫ت ف َيها الن َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َد َخلَ ْ‬ ‫َحىَّت َماتَ ْ‬
‫اشة‬‫ض » ‪ .‬اخلشاش ‪ :‬هوام األرض وحشراهتا واحده َخ َش َ‬
‫‪997‬‬
‫اش األ َْر ِ‬ ‫َخ َش ِ‬
‫ت ْامَرأَةٌ ىِف ِهَّر ٍة مَلْ تُطْعِ ْم َها َومَلْ تَ ْس ِق َها َومَلْ َتْتُر ْك َها تَأْ ُك ُل‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ - -‬قَ َال « ع ِّذب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫و َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة أ َّ‬
‫ض »‪.998‬‬ ‫اش األ َْر ِ‬ ‫ِم ْن َخ َش ِ‬
‫َّار يِف ِهَّر ٍة َربَطَْت َها ‪ ،‬فَالَ ِه َي أَطْ َع َمْت َها ‪َ ،‬والَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْلت ْامَرأَةٌ الن َ‬ ‫َ‬
‫‪999‬‬
‫ت‪.‬‬ ‫ض َحىَّت َماتَ ْ‬ ‫ِهي أ َْر َسلَْت َها تَأْ ُكل ِم ْن َخ َش ِ‬
‫اش األ َْر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت اجْلَنَّةَ فَِإ َذا أَ ْكَثُر أ َْهل َها الْ ُف َقَراءُ ‪َ ،‬واطَّلَ ْع ُ‬
‫ت يِف النَّا ِر‬ ‫وع ْن َعْبد اهلل بْ ِن َع ْم ٍرو ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫َ‬
‫ت ِهَّر ًة هَلَا مَلْ تُطْعِ ْم َها ‪،‬‬ ‫ِ مِح‬ ‫فَِإ َذا أَ ْكثر أَهلِها النِّساء ‪ ،‬ورأَي ِ‬
‫ت ف َيها ثَالَثَةً يُ َع َّذبُو َن ‪ْ :‬امَرأًَة م ْن َْيَر طَُوالَةً َربَطَ ْ‬ ‫َُ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫َخا بَيِن َد ْع َد ٍع‬ ‫ض ‪ ،‬فَ ِهي َتْنهش ُقبلَها ودبرها ورأَي ِ‬ ‫اش األ َْر ِ‬‫َومَلْ تَ ْس ِق َها ‪َ ،‬ومَلْ تَ َد ْع َها تَأْ ُكل ِم ْن َخ َش ِ‬
‫ت ف َيها أ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ َُ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ول اهللِ‬ ‫اج مِبِحجنِ ِه فَِإ َذا فُ ِطن لَه ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إِمَّنَا َتعلَّق مِبِحجيِن ‪ ،‬والَّ ِذي سر َق ب َد َن رس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ يَت ْ َ ُ‬ ‫ََ َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الَّذي َكا َن يَ ْس ِر ُق احْلَ َّ ْ َ‬
‫‪1000‬‬
‫‪.‬‬
‫إذا كان هذا حال من يعذب هرة ‪ ،‬فكيف مبن يتفنن يف تعذيب العباد؟ وكيف إذا كان التعذيب‬
‫للصاحلني منهم بسبب إمياهنم وإسالمهم؟ !!‬
‫عدم اإلخالص في طلب العلم‪:‬‬

‫‪ - 995‬انظر شرح رياض الصاحلني البن عثيمني ‪( -‬ج ‪ / 5‬ص ‪ )350‬وشرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪ )244‬واملفهم ملا أشكل‬
‫من تلخيص; كتاب مسلم ‪( -‬ج ‪ / 17‬ص ‪)122‬‬
‫‪ 996‬صحيح البخارى(‪) 3318‬‬
‫‪ - 997‬صحيح البخارى(‪ ) 3482‬وصحيح مسلم (‪) 5989‬‬
‫‪ - 998‬صحيح مسلم(‪)5992‬‬
‫‪ - 999‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5621( )438‬صحيح‬
‫‪ - 1000‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7489( )534‬صحيح‬

‫‪348‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ « - -‬م ْن َت َعلَّ َم ِع ْل ًما مِم َّا يُْبَتغَى بِِه َو ْجهُ اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل الَ َيَت َعلَّ ُمهُ إِالَّ‬ ‫َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫ف اجْلَن َِّة َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة »‪َ .1001‬ي ْعىِن ِرحيَ َها‪ .‬العرف ‪ :‬الرائحة‬ ‫ضا ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا مَلْ جَيِ ْد َع ْر َ‬ ‫ص ِ‬
‫يب بِه َعَر ً‬ ‫ِ ِ‬
‫ليُ َ‬
‫اهوا بِِه الْعُلَ َماءَ ‪َ ،‬والَ مُتَ ُاروا بِِه ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعن جابِ ٍر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫الس َف َهاءَ ‪َ ،‬والَ‬ ‫ول اهلل ‪ : ‬الَ َت َعلَّ ُموا الْع ْل َم لتُبَ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ َ‬
‫‪1002‬‬
‫َّار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار الن َ‬ ‫ك فَالن َ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َم ْن َف َع َل َذل َ‬ ‫خَتََّيُروا به الْ َم َجال َ‬
‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر َع ِن النَّىِب ِّ ‪ - -‬قَ َال « َم ْن َت َعلَّ َم ِع ْل ًما لِغَرْيِ اللَّ ِه أ َْو أ ََر َاد بِِه َغْيَر اللَّ ِه َف ْليَتََب َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم َن النَّا ِر‬ ‫َ‬
‫»‪.1003‬‬
‫الذين يشربون في آنية الذهب والفضة ‪:‬‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة إِمَّنَا جُيَْر ِجُر يِف َج ْوفِ ِه نَ َار‬ ‫ب يِف آنِيَ ِة َّ‬
‫الذ َه ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪ :‬الَّذي يَ ْشَر ُ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫َع ْن أ ُِّم َسلَ َمةَ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬
‫‪1004‬‬
‫َّم‪.‬‬
‫َج َهن َ‬
‫ب ىِف إِنَ ِاء الْ ِفض َِّة إِمَّنَا جُيَر ِجر ىِف‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ -  -‬قَ َال « الَّذى يَ ْشَر ُ‬
‫َن رس َ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫وع ْن أ ُِّم َسلَ َمةَ َز ْو ِج النَّىِب ِّ ‪ -  -‬أ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َّم » ‪ .‬جيرجر ‪ :‬حيدر فيه‬ ‫‪1005‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَطْنه نَ َار َج َهن َ‬
‫ضع الْ َق َدح ىِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫استَ ْس َقى فَ َس َقاهُ جَمُوس ٌّى ‪َ .‬فلَ َّما َو َ َ‬ ‫وقال َعْب ُد الرَّمْح َ ِن بْ ُن أَىِب لَْيلَى أَن َُّه ْم َكانُوا عْن َد ُح َذ ْي َفةَ فَ ْ‬
‫ت النَّىِب َّ ‪ -‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ول مَلْ أَْف َع ْل َه َذا ‪َ ،‬ولَكىِّن مَس ْع ُ‬ ‫يَ ِد ِه َر َماهُ بِِه َوقَ َال لَ ْوالَ أَىِّن َن َهْيتُهُ َغْيَر َمَّر ٍة َوالَ َمَّر َتنْي ِ ‪َ .‬كأَنَّهُ َي ُق ُ‬
‫ب َوالْ ِفض َِّة ‪َ ،‬والَ تَأْ ُكلُوا ىِف ِص َحافِ َها ‪،‬‬ ‫اج َوالَ تَ ْشربُوا ىِف آنِيَ ِة َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫َ‬ ‫ول « الَ َتْلبَ ُسوا احْلَ ِر َير َوالَ الدِّيبَ َ‬ ‫‪َ -‬ي ُق ُ‬
‫اآلخَر ِة » ‪.1006‬‬ ‫الد ْنيا ولَنَا ىِف ِ‬ ‫ىِف‬ ‫ِ‬
‫فَإن ََّها هَلُ ْم ُّ َ َ‬
‫الذي يقطع السدر الذي يظل الناس ‪:‬‬
‫ب اللَّهُ َرأْ َسهُ ىِف النَّا ِر »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عن عب ِد اللَّ ِه ب ِن حب ِشى قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪َ «: - -‬م ْن قَطَ َع س ْد َر ًة َ‬
‫‪1007‬‬
‫ص َّو َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ ُ ْ ٍّ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫السدرة ‪ :‬شجرة النبق‬
‫صٌر َي ْعىِن َم ْن قَطَ َع ِس ْد َر ًة ىِف فَالٍَة يَ ْستَ ِظ ُّل هِبَا‬ ‫ِ‬ ‫سئِل أَبو داود عن مع ه َذا احْل ِد ِ‬
‫يث خُمْتَ َ‬
‫يث َف َق َال َه َذا احْلَد ُ‬ ‫ُ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ ىَن َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اللَّهُ َرأْ َسهُ ىِف النَّا ِر‪.‬‬ ‫السبِ ِيل َوالَْب َهائ ُم َعبَثًا َوظُْل ًما بِغَرْيِ َح ٍّق يَ ُكو ُن لَهُ ف َيها َ‬
‫ص َّو َ‬ ‫ابْ ُن َّ‬

‫‪ 1001‬سنن أىب داود (‪ ) 3666‬صحيح‬


‫‪ - 1002‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )77( )278‬صحيح‬
‫‪ - 1003‬سنن الرتمذى(‪ )2867‬حسن لغريه‬
‫‪ - 1004‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )5342( )161‬صحيح‬
‫‪ 1005‬صحيح البخارى(‪ ) 5634‬وصحيح مسلم(;‪) 5506‬‬
‫‪ - 1006‬صحيح البخارى(‪ ) 5426‬ومسلم (‪)5521‬‬
‫‪ - 1007‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 6‬ص ‪ )12099( )139‬وسنن أىب داود(‪ ) 5241‬صحيح‬

‫‪349‬‬
‫ِ‬ ‫وعن جابِ ِر ب ِن عب ِد اللَّ ِه رضي اهلل عنهما قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫ب اللَّهُ َرأْ َسهُ‬ ‫ص َّو َ‬ ‫ول اللَّه ‪َ «: - -‬م ْن قَطَ َع س ْد َر ًة َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ‬
‫ىِف النَّا ِر »‪.1008‬‬
‫صبُّو َن ىِف النَّا ِر‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫وعن عائِ َشةَ ر ِضى اللَّه عْنها قَالَت قَ َال رس ُ ِ‬
‫الس ْد َر يُ َ‬
‫ين َي ْقطَعُو َن ِّ‬ ‫ول اللَّه ‪ «: - -‬إ َّن الذ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫صبًّا »‪.1009‬‬ ‫َعلَى ُرءُوس ِه ْم َ‬
‫جزاء االنتحار ‪:‬‬
‫َع ْن أَىِب ُهَر ْيَرةَ ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪َ -‬ع ِن النَّىِب ِّ ‪ -  -‬قَ َال « َم ْن َتَر َّدى ِم ْن َجبَ ٍل َف َقتَ َل نَ ْف َسهُ ‪َ ،‬ف ْه َو ىِف نَا ِر‬
‫َّم ‪َ ،‬يَتَر َّدى فِ ِيه َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن حَتَ َّسى مَسًّا َف َقتَ َل نَ ْف َسهُ ‪ ،‬فَ َس ُّمهُ ىِف يَ ِد ِه ‪َ ،‬يتَ َح َّساهُ ىِف نَا ِر‬ ‫َج َهن َ‬
‫هِب ىِف ِ ِ ىِف ِ‬ ‫يد ٍة ‪ ،‬فَح ِد َ ىِف ِ ِ‬ ‫َّم َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن َقتَ َل َن ْف َسهُ حِب َ ِد َ‬
‫يدتُهُ يَده ‪ ،‬جَيَأُ َا بَطْنه نَار َج َهن َ‬
‫َّم‬ ‫َ‬ ‫َج َهن َ‬
‫َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا » ‪.1010‬‬
‫يدتُهُ يِف يَ ِد ِه جَيَأُ هِبَا يِف بَطْنِ ِه يِف‬ ‫يد ٍة فَ َح ِد َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ " : ‬م ْن َقتَ َل َن ْف َسهُ حِب َ ِد َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَلَّ ًدا ف َيها‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َخال ًدا ف َيها أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن َتَر َّدى م ْن َجبَ ٍل َف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيَتَر َّدى نَار َج َهن َ‬ ‫نَار َج َهن َ‬
‫‪1011‬‬
‫َّم َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا "‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬
‫ب مُسًّا َف َقتَ َل َن ْف َسهُ فَ ُس ُّمهُ يَده َيتَ َح َّساهُ نَار َج َهن َ‬ ‫أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن َش ِر َ‬
‫يدتُهُ ىِف يَ ِد ِه َيَت َو َّجأُ هِبَا ىِف بَطْنِ ِه‬ ‫يد ٍة فَ َح ِد َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ « - -‬م َن َقتَ َل َن ْف َسهُ حِب َ ِد َ‬ ‫و َع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫َّم َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها‬ ‫ىِف ِ‬
‫ب مَسًّا َف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيتَ َح َّساهُ نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ىِف نَا ِر جهن ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَلَّ ًدا ف َيها أَبَ ًدا َو َم ْن َش ِر َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَلَّ ًدا ف َيها أَبَ ًدا » ‪ .‬يتحسى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ىِف ِ‬ ‫ِ‬
‫أَبَ ًدا َو َم ْن َتَر َّدى م ْن َجبَ ٍل َف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيَتَر َّدى نَار َج َهن َ‬
‫‪1012‬‬

‫يشرب ويتجرع ‪-‬يتوجأ ‪ :‬يطعن‬


‫الد ْنيَا َف َقَتلَ َها َخنَ َق َن ْف َسهُ يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫اهلل ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َخنَ َق َن ْف َسهُ يِف ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪َ ،‬عن رس ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ ‪1013‬‬
‫طَ َع َن َن ْف َسهُ طَ َعَن َها يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ِن ا ْقتَ َح َم ‪َ ،‬ف َقتَ َل َن ْف َسهُ ا ْقتَ َح َم يِف النَّار‪.‬‬
‫يدتُهُ يِف يَ ِد ِه جَيَأُ هِبَا يِف بَطْنِ ِه ‪َ ،‬ي ْه ِوي‬ ‫يد ٍة ‪ ،‬فَ َح ِد َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬أَنَّهُ قَ َال ‪َ :‬م ْن َقتَ َل َن ْف َسهُ حِب َ ِد َ‬ ‫َ‬
‫َّم َخالِ ًدا‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَل ًدا ف َيها أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن َقتَ َل َن ْف َسهُ ب ُس ٍّم ‪ ،‬فَ ُس ُّمهُ يَده َيتَ َح َّساهُ نَار َج َهن َ‬
‫يِف نَا ِر جهن ِ َّ ِ‬
‫ََ َ‬

‫‪ - 1008‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 6‬ص ‪ )12101( )139‬صحيح لغريه‬


‫‪ - 1009‬السنن الكربى للبيهقي (ج ‪ / 6‬ص ‪ )12105( )140‬صحيح لغريه‬
‫‪ - 1010‬صحيح البخارى(‪) 5778‬‬
‫‪ 1011‬اإْلِ ميَا ُن اِل بْ ِن َمْن َد ْه (‪ ) 634‬صحيح‬
‫‪ - 1012‬صحيح مسلم (‪) 313‬‬
‫‪ - 1013‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5987( )327‬حسن‬

‫‪350‬‬
‫َّم َخالِ ًدا خُمَلَّ ًدا فِ َيها‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬
‫خُمَل ًدا ف َيها أَبَ ًدا ‪َ ،‬و َم ْن َتَر َّدى م ْن َجبَ ٍل ُمَت َع ِّم ًدا ‪َ ،‬ف َقتَ َل َن ْف َسهُ َف ُه َو َيَتَر َّدى نَار َج َهن َ‬
‫َّ ِ‬
‫‪1014‬‬
‫أَبَ ًدا‪.‬‬
‫الد ْنيَا َف َقَتلَ َها َخنَ َق َن ْف َسهُ يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ْن‬
‫اهلل ‪ ‬قَ َال ‪َ :‬م ْن َخنَ َق َن ْف َسهُ يِف ُّ‬ ‫ول ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪َ ،‬عن رس ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ ‪1015‬‬
‫طَ َع َن َن ْف َسهُ طَ َعَن َها يِف النَّا ِر ‪َ ،‬و َم ِن ا ْقتَ َح َم ‪َ ،‬ف َقتَ َل َن ْف َسهُ ا ْقتَ َح َم يِف النَّار‪.‬‬
‫اهلل ‪ ،‬يِف َه َذا الْ َم ْس ِج ِد ‪ ،‬فَ َما نَ ِسينَا ِمْنهُ ‪َ ،‬ح َّد َثنَا َوالَ خَن ْ َشى أَ ْن‬ ‫وعن احْل سن ‪ ،‬قال‪ :‬ح َّد َثنَا جْن ُدب بن عب ِد ِ‬
‫ُ ُ ْ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج َّْن َكا َن َقْبلَ ُك ْم ‪،‬‬ ‫ول اهلل ‪َ : ‬خَر َج بَر ُج ٍل ُخَّر ٌ‬ ‫ب َعلَى َر ُسول اهلل ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫يَ ُكو َن َك َذ َ‬
‫ات ‪َ ،‬ف َق َال اللَّهُ َتبَ َار َك َو َت َعاىَل ‪َ :‬عْب ِدي بَ َاد َريِن بَِن ْف ِس ِه ‪،‬‬
‫َّم َعْنهُ َحىَّت َم َ‬
‫هِب‬
‫َخ َذ س ِّكينًا َف ْو َجأَ َا ‪ ،‬فَ َما َرقَأَ الد ُ‬
‫فَأ ِ‬
‫َ‬
‫‪1016‬‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْيه اجْلَنَّةَ‪.‬‬ ‫َحَّر ْم ُ‬
‫يل فِ ِيه أَْق َوال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫قال النووي ‪ " :‬أ ََّما َقوله ‪َ ( : ‬فهو يِف نَا ِر جهن ِ َّ ِ‬
‫َّم َخال ًدا خُمَل ًدا ف َيها أَبَ ًدا ) ‪ :‬فَق َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّح ِر ِمي َف َه َذا َكافٌر ‪َ ،‬و َهذه عُ ُق َ‬
‫وبتُهُ ‪.‬‬ ‫ك ُم ْستَحاًّل َم َع ع ْلمه بِالت ْ‬ ‫ول َعلَى َم ْن َف َع َل َذل َ‬ ‫َح ُد َها ‪ :‬أَنَّهُ حَمْ ُم ٌ‬ ‫أَ‬
‫َّوام َك َما يُ َقال ‪َ :‬خلَّ َد اللَّهُ ُم ْلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َوالثَّايِن أ َّ‬
‫َن الْ ُمَراد باخْلُلُود طُول الْ ُمدَّة َواإْلِ قَ َامة الْ ُمتَطَا ِولَة اَل َحقي َقة الد َ‬
‫الس ْلطَان ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫‪1017‬‬
‫ات ُم ْسلِ ًما; ‪.‬‬
‫َخَبَر أَنَّهُ اَل خُيَلِّد يِف النَّار َم ْن َم َ‬
‫ِ‬ ‫َوالثَّالِث ‪ :‬أ َّ‬
‫َن َه َذا َجَز ُاؤهُ َولَك ْن تَ َكَّر َم ُسْب َحانه َوَت َعاىَل فَأ ْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 1014‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5986( )325‬صحيح‬


‫‪ - 1015‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5987( )327‬صحيح‬
‫‪ - 1016‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 13‬ص ‪ )5988( )328‬صحيح‬
‫‪ - 1017‬شرح النووي على مسلم ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)221‬‬

‫‪351‬‬
‫المبحث الثامن والثالثون‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫من يخرج من النار وآخر هم‬

‫ِ ِ‬ ‫عن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال أُنَاس يا رس َ ِ‬


‫س‪،‬‬ ‫َّم ِ‬ ‫ض ُّارو َن ىِف الش ْ‬ ‫ول اللَّه َه ْل َنَرى َربَّنَا َي ْو َم الْقيَ َامة َف َق َال « َه ْل تُ َ‬ ‫ٌَ َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىِف‬ ‫لَيس دو َنها سحاب » ‪ .‬قَالُوا الَ يا رس َ ِ‬
‫س ُدونَهُ‬ ‫ض ُّارو َن الْ َق َمر لَْيلَةَ الْبَ ْدر ‪ ،‬لَْي َ‬ ‫ول اللَّه ‪ .‬قَ َال « َه ْل تُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َ ُ َ ََ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َم ْن‬ ‫َّاس َفَي ُق ُ‬ ‫َّ‬
‫ك ‪ ،‬جَيْ َم ُع اللهُ الن َ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ .‬قَ َال « فَِإنَّ ُك ْم َتَر ْونَهُ َي ْو َم الْقيَ َام ِة َك َذل َ‬ ‫اب » ‪ .‬قَالُوا الَ يَا َر ُس َ‬ ‫َس َح ٌ‬
‫س ‪َ ،‬و َيْتبَ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الْ َق َمَر ‪َ ،‬و َيْتبَ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد‬ ‫َّم َ‬‫َكا َن َي ْعبُ ُد َشْيئًا َف ْليَتَّبِ ْعهُ ‪َ ،‬فيَْتبَ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الش ْ‬
‫ور ِة الَّىِت َي ْع ِرفُو َن َفَي ُق ُ‬ ‫وها ‪َ ،‬فيَأْتِي ِه ُم اللَّهُ ىِف َغرْيِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ول أَنَا َربُّ ُك ْم ‪.‬‬ ‫الص َ‬ ‫يت ‪َ ،‬و َتْب َقى َهذه األ َُّمةُ ف َيها ُمنَاف ُق َ‬ ‫الطََّواغ َ‬
‫ور ِة الَّىِت‬ ‫الص َ‬‫ك ‪َ ،‬ه َذا َم َكانُنَا َحىَّت يَأْتَِينَا َربُّنَا ‪ ،‬فَِإ َذا أَتَانَا َربُّنَا َعَر ْفنَاهُ َفيَأْتِي ِه ُم اللَّهُ ىِف ُّ‬ ‫َفَي ُقولُو َن َنعُوذُ بِاللَّ ِه ِمْن َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪ -‬‬ ‫ضر ِ‬ ‫َي ْع ِرفُو َن َفَي ُق ُ‬
‫َّم » ‪ .‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ب ج ْسُر َج َهن َ‬ ‫ت َربُّنَا ‪َ ،‬فيَْتَبعُونَهُ َويُ ْ َ ُ‬ ‫ول أَنَا َربُّ ُك ْم ‪َ .‬فَي ُقولُو َن أَنْ َ‬
‫الس ْع َد ِان ‪ ،‬أ ََما‬ ‫يب ِمثْ ُل َش ْو ِك َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫‪ « -‬فَأَ ُكو ُن أ ََّو َل َم ْن جُيِ ُيز ‪َ ،‬و ُد َعاءُ ُّ‬
‫الر ُس ِل َي ْو َمئذ اللَّ ُه َّم َسلِّ ْم َسلِّ ْم ‪َ ،‬وبِه َكالَل ُ‬
‫الس ْع َد ِان ‪َ ،‬غْيَر أَن ََّها الَ َي ْعلَ ُم‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ .‬قَ َال « فَِإن ََّها ِمثْ ُل َش ْو ِك َّ‬ ‫الس ْع َد ِان » ‪ .‬قَالُوا َبلَى يَا َر ُس َ‬ ‫َرأ َْيتُ ْم َش ْو َك َّ‬
‫َع َماهِلِ ْم ‪ِ ،‬مْن ُه ُم الْ ُموبَ ُق ‪ ،‬بِ َع َملِ ِه َو ِمْن ُه ُم الْ ُم َخ ْر َد ُل ‪ ،‬مُثَّ َيْن ُجو ‪َ ،‬حىَّت‬ ‫َّاس بِأ ْ‬
‫ف الن َ‬
‫ِ ِ‬
‫قَ ْد َر عظَم َها إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬فتَ ْخطَ ُ‬
‫ِج ‪ ،‬مِم َّْن َكا َن يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ‬ ‫غ اللَّه ِمن الْ َقض ِاء ب ِعب ِاد ِه ‪ ،‬وأَراد أَ ْن خُيْر ِ‬
‫ِج م َن النَّا ِر َم ْن أ ََر َاد أَ ْن خُيْر َ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬ ‫إ َذا َفَر َ ُ َ َ َنْي َ َ‬
‫ِ‬
‫السج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ‪َ ،‬و َحَّر َم اللَّهُ َعلَى النَّا ِر أَ ْن‬ ‫وه ْم ‪َ ،‬فَي ْع ِرفُو َن ُه ْم ب َعالََمة آثَا ِر ُّ ُ‬ ‫إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ ‪ ،‬أ ََمَر الْ َمالَئ َكةَ أَ ْن خُيْ ِر ُج ُ‬
‫ال لَهُ َماءُ احْلَيَ ِاة ‪،‬‬ ‫ب َعلَْي ِه ْم َماءٌ يُ َق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تَأْ ُكل ِم ِن اب ِن آدم أََثر ُّ ِ‬
‫ص ُّ‬‫الس ُجود ‪َ ،‬فيُ ْخ ِر ُجو َن ُه ْم قَد ْامتُح ُشوا ‪َ ،‬فيُ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ب قَ ْد قَ َشبَىِن ِرحيُ َها‬ ‫ول يَا َر ِّ‬ ‫السْي ِل ‪َ ،‬و َيْب َقى َر ُج ٌل ُم ْقبِ ٌل بَِو ْج ِه ِه َعلَى النَّا ِر َفَي ُق ُ‬ ‫ات احْلِبَّ ِة ىِف مَحِ ِيل َّ‬ ‫َفَيْنبُتُو َن َنبَ َ‬
‫ك أَ ْن تَ ْسأَلَىِن‬ ‫ك إِ ْن أ َْعطَْيتُ َ‬ ‫ف َو ْج ِهى َع ِن النَّا ِر فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو اللَّهَ ‪َ .‬فَي ُق ُ‬
‫ول لَ َعلَّ َ‬ ‫اص ِر ْ‬
‫َحَرقَىِن ذَ َك ُاؤ َها ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ِ‬
‫ب َقِّربْىِن‬ ‫ك يَا َر ِّ‬ ‫ول َب ْع َد ذَل َ‬ ‫ف َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ك َغْيَرهُ ‪َ .‬فيَ ْ‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫ك الَ أ ْ‬ ‫ول الَ َو ِعَّزتِ َ‬ ‫َغْيَرهُ ‪َ .‬فَي ُق ُ‬
‫آد َم َما أَ ْغ َد َر َك ‪ .‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو‬ ‫ك ابْ َن َ‬ ‫ت أَ ْن الَ تَ ْسأَلْىِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬و ْيلَ َ‬ ‫س قَ ْد َز َع ْم َ‬ ‫ول أَلَْي َ‬ ‫اب اجْلَن َِّة ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫إِىَل ب ِ‬
‫َ‬
‫ول الَ و ِعَّزتِك الَ أَسأَلُك َغيره ‪َ .‬فيع ِطى اللَّه ِمن عه ٍ‬ ‫ول لَعلِّى إِ ْن أَعطَيت ِ‬
‫ود‬ ‫َ ْ ُُ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫ك تَ ْسأَلَىِن َغْيَرهُ ‪َ .‬فَي ُق ُ َ َ‬ ‫ك ذَل َ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫‪َ .‬فَي ُق ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ومواثِيق أَ ْن الَ يسأَلَه َغيره ‪َ ،‬في َقِّربه إِىَل ب ِ ِ‬
‫ت ‪ ،‬مُثَّ‬ ‫ت َما َشاءَ اللَّهُ أَ ْن يَ ْس ُك َ‬ ‫اب اجْلَنَّة ‪ ،‬فَِإذَا َرأَى َما ف َيها َس َك َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ُ ُ ُُ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫آد َم َما أَ ْغ َد َر َك‬ ‫ك يَا ابْ َن َ‬ ‫ت أَ ْن الَ تَ ْسأَلَىِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬و ْيلَ َ‬ ‫س قَ ْد َز َع ْم َ‬ ‫ول أ ََولَْي َ‬‫ب أ َْد ِخ ْلىِن اجْلَنَّةَ ‪ .‬مُثَّ َي ُق ُ‬‫ول َر ِّ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ك ِمْنه أ َِذ َن لَه بِالدُّخ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬فَِإذَا ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫ُ ُ‬ ‫ضح َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض َح َ‬ ‫ك ‪ .‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو َحىَّت يَ ْ‬ ‫ب الَ جَتْ َع ْلىِن أَ ْش َقى َخ ْلق َ‬ ‫ول يَا َر ِّ‬ ‫َفَي ُق ُ‬
‫ال لَهُ مَتَ َّن ِم ْن َك َذا ‪َ .‬فيَتَ َمىَّن َحىَّت َتْن َق ِط َع بِِه األ ََماىِن ُّ‬ ‫يل مَتَ َّن ِم ْن َك َذا ‪َ .‬فيَتَ َمىَّن ‪ ،‬مُثَّ يُ َق ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َيها ‪ ،‬فَإذَا َد َخ َل ف َيها ق َ‬
‫آخُر أ َْه ِل اجْلَن َِّة ُد ُخوالً ‪.‬‬ ‫الرجل ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َو ِم ْثلُهُ َم َعهُ » ‪ .‬قَ َال أَبُو ُهَر ْيَرةَ َوذَل َ‬
‫‪1018‬‬
‫ك َّ ُ ُ‬ ‫ول لَهُ َه َذا لَ َ‬ ‫َفَي ُق ُ‬

‫‪ - 1018‬صحيح البخارى(‪)6573‬‬

‫‪352‬‬
‫الذكاء ‪ :‬هلب النار واشتعاهلا ‪-‬تضارون ‪ :‬ال تتخالفون وال تتجادلون ىف صحة النظر ‪-‬قشبىن ‪ :‬مسىن‬
‫وأهلكىن ‪-‬امتحشوا ‪ :‬احرتقت جلودهم حىت ظهرت العظام‬
‫اهلل َه ْل َنَرى َربَّنَا َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ؟ َف َق َال النَّيِب ُّ ‪َ : ‬ه ْل‬ ‫ول ِ‬ ‫َّاس ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال الن ُ‬ ‫َ‬
‫ض ُّارو َن يِف الْ َق َم ِر لَْيلَةَ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُّارو َن يِف الش ْ ِ‬
‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ف َه ْل تُ َ‬ ‫اب ؟ قَالُوا ‪ :‬الَ يَا َر ُس َ‬ ‫س ُدو َن َها َس َح ٌ‬ ‫َّمس لَْي َ‬ ‫تُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك جَيْ َم ُع اللَّهُ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإنَّ ُك ْم َتَر ْونَهُ َي ْو َم الْقيَ َام ِة َك َذل َ‬ ‫ول ِ‬ ‫اب ؟ قَالُوا ‪ :‬الَ يَا َر ُس َ‬ ‫س ُدونَهُ َس َح ٌ‬ ‫ِ‬
‫الْبَ ْدر لَْي َ‬
‫س ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫َّم َ‬‫س الش ْ‬ ‫َّم َ‬‫ول ‪َ :‬م ْن َكا َن َي ْعبُ ُد َشْيئًا َف ْليَتَّبِ ْعهُ ‪َ ،‬فيَتَّبِ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الش ْ‬ ‫َّاس َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها ‪،‬‬ ‫يت ‪َ ،‬و َتْب َقى َهذه اأْل َُّمةُ ف َيها ُمنَاف ُق َ‬ ‫يت الطََّواغ َ‬ ‫َكا َن َي ْعبُ ُد الْ َق َمَر الْ َق َمَر ‪َ ،‬و َيتَّبِ ُع َم ْن َكا َن َي ْعبُ ُد الطََّواغ َ‬
‫ك َه َذا‬ ‫ول ‪ :‬أَنَا َربُّ ُك ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن ‪َ :‬نعُوذُ بِاللَّ ِه ِمْن َ‬ ‫ورتِِه الَّيِت َي ْع ِرفُو َن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫صَ‬ ‫َفيَأْتي ِه ُم اللَّهُ َج َّل َو َعالَ يِف َغرْيِ ُ‬
‫ِ‬
‫ول ‪ :‬أَنَا‬ ‫ور ِة الَّيِت َي ْع ِرفُو َن ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َم َق ُامنَا َحىَّت يَأْتَِينَا َربُّنَا ‪ ،‬فَِإ َذا َجاءَنَا َربُّنَا َعَر ْفنَاهُ ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيَأْتِي ِه ْم يِف ُّ‬
‫الص َ‬
‫ضر ِ‬
‫وزهُ ‪َ ،‬و َد ْع َوةُ‬ ‫َّم ‪ ،‬قَ َال النَّيِب ُّ ‪ : ‬فَأَ ُكو ُن أ ََّو َل َم ْن جَيُ ُ‬ ‫ب ج ْسٌر َعلَى َج َهن َ‬ ‫ت َربُّنَا ‪َ ،‬ويُ ْ َ ُ‬ ‫َربُّ ُك ْم ‪َ ،‬فَي ُقولُو َن أَنْ َ‬
‫الس ْع َد ِان ؟ قَالُوا ‪:‬‬ ‫الس ْع َد ِان ‪َ ،‬ه ْل تَ ْد ُرو َن َش ْو َك َّ‬ ‫يب ِمثْ ُل َش ْو ِك َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫الر ُس ِل َي ْو َمئذ ‪ :‬اللَّ ُه َّم َسلِّ ْم َسلِّ ْم ‪َ ،‬وبِه َكالَل ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَِإنَّها ِمثْل َشو ِك َّ ِ‬ ‫ول ِ‬
‫َّاس‬
‫ف الن َ‬ ‫الس ْع َدان َغْيَر أَنَّهُ الَ َي ْعلَ ُم قَ ْد َر عظَم َها إِالَّ اللَّهُ ‪َ ،‬فتَ ْخطَ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َن َع ْم يَا َر ُس َ‬
‫ض ِاء َبنْي َ ِعبَ ِاد ِه ‪،‬‬ ‫َعماهِلِم ‪ ،‬فَ ِمْنهم الْموبق بِعملِ ِه ‪ ،‬و ِمْنهم الْمخرد ُل ‪ ،‬مُثَّ يْنجو حىَّت إِ َذا َفر َ ِ‬
‫غ اللَّهُ م َن الْ َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ ُ ُ َ ُ َ َ َ ُ ُ ُ َْ َ‬ ‫بأ ْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫وأَراد أَ ْن خُيْر ِ‬
‫وه ْم ‪،‬‬ ‫ِج م َن النَّا ِر ‪َ ،‬م ْن أ ََر َاد َّْن َكا َن يَ ْش َه ُد أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ اللَّهُ أ ََمَر اللَّهُ الْ َمالَئ َكةَ أَ ْن خُيْ ِر ُج ُ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫السج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفيع ِرفُو َنهم بِعالَم ِة آثَا ِر ُّ ِ‬
‫ود ‪ ،‬قَ َال ‪:‬‬ ‫آد َم أَثََر ُّ ُ‬ ‫الس ُجود ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َحَّر َم اللَّهُ َعلَى النَّا ِر أَ ْن تَأْ ُك َل م ِن ابْ ِن َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ‬
‫ات احْلَبَّ ِة يِف مَحِ ِيل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب َعلَْي ِه ْم َماءٌ ‪ ،‬يُ َق ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫السْي ِل‬ ‫ال لَهُ ‪َ :‬ماءُ احْلَيَاة ‪َ ،‬فَيْنبُتُو َن َنبَ َ‬ ‫ص ُّ‬‫َفيُ ْخ ِر ُجو َن ُه ْم قَد ْامتُح ُشوا َفيُ َ‬
‫َحَرقَيِن ذَ َك ُاؤ َها ‪،‬‬ ‫ب قَ ْد قَ َشبَيِن ِرحيُ َها ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬و َيْب َقى َر ُج ٌل ُم ْقبِ ٌل بَِو ْج ِه ِه َعلَى النَّا ِر ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول اللَّه ج َّل وعالَ ‪َ :‬فلَعلِّي إِ ْن أَعطَيت ِ‬
‫ك أَ ْن تَ ْسأَلَيِن‬ ‫ك َذل َ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف َو ْج ِهي َع ِن النَّا ِر ‪ ،‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو ‪َ ،‬فَي ُق ُ ُ َ َ َ‬ ‫اص ِر ْ‬‫فَ ْ‬
‫ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ك ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ول َب ْع َد َذل َ‬ ‫ف َو ْج َههُ َع ِن النَّا ِر ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ك َغْيَرهُ ‪َ ،‬فيَ ْ‬ ‫َسأَلُ َ‬‫ك الَ أ ْ‬ ‫ول ‪ :‬الَ َو ِعَّزتِ َ‬ ‫َغْيَرهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫آد َم َما‬‫ك يَا ابْ َن َ‬ ‫ت أَ ْن الَ تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ؟ َو ْيلَ َ‬ ‫س قَ ْد َز َع ْم َ‬ ‫ول َج َّل َو َعالَ ‪ :‬أَلَْي َ‬ ‫اب اجْلَن َِّة ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫َقِّربْيِن إِىَل ب ِ‬
‫َ‬
‫ك أَ ْن تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول ج َّل وعالَ ‪َ :‬فلَعلَّك إِ ْن أَعطَيت ِ‬
‫ول ‪ :‬الَ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫أَ ْغ َد َر َك ‪ ،‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو ‪َ ،‬فَي ُق ُ َ َ َ‬
‫اب اجْلَن َِّة َفلَ َّما‬ ‫يق أَ ْن الَ يسأَلَهُ َغْيره ‪َ ،‬في َقِّربهُ إِىَل ب ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِعَّزتِ َ‬
‫َُ ُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ك َغْيَرهُ ‪َ ،‬ويُ ْعطي اللَّهَ م ْن عُ ُهود َو َم َواث َ‬ ‫َسأَلُ َ‬‫ك الَ أ ْ‬
‫ب أ َْد ِخ ْليِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ت ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ت َما َشاءَ اللَّهُ أَ ْن يَ ْس ُك َ‬ ‫ت لَهُ اجْلَنَّةُ ‪ ،‬فَِإذَا َرأَى َما ف َيها َس َك َ‬ ‫َقَّربَهُ مْن َها ا ْن َف َه َق ْ‬
‫ول ‪:‬‬ ‫آد َم َما أَ ْغ َد َر َك ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ك يَا ابْ َن َ‬ ‫ت أَ ْن الَ تَ ْسأَلَيِن َغْيَرهُ ‪َ ،‬و ْيلَ َ‬ ‫س قَ ْد َز َع ْم َ‬ ‫ول َج َّل َو َعالَ ‪ :‬أَلَْي َ‬ ‫اجْلَنَّةَ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ضحك ج َّل وعالَ ‪ ،‬فَِإذَا ض ِح ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك مْنهُ أَذ َن لَهُ‬ ‫َ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَالَ َيَز ُال يَ ْدعُو َحىَّت يَ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ب الَ جَتْ َع ْليِن أَ ْش َقى َخ ْلق َ‬ ‫يَا َر ِّ‬
‫ول‬‫يل لَهُ ‪ :‬مَتَ َّن َك َذا َومَتَ َّن َك َذا ‪َ ،‬فيَتَ َمىَّن َحىَّت َتْن َق ِط َع بِِه األ ََمايِن ُّ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بِالد ِ‬
‫ُّخول ُد ُخول اجْلَنَّة ‪ ،‬فَإذَا َد َخ َل ق َ‬ ‫ُ‬

‫‪353‬‬
‫ك َو َع َشَرةُ أ َْمثَالِِه ‪،‬‬ ‫ول ‪ُ :‬ه َو لَ َ‬ ‫اهلل ‪َ ، ‬ي ُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ك َوم ْثلُهُ َم َعهُ ‪ ،‬قَ َال أَبُو َسعيد ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ج َّل وعالَ ‪ :‬هو لَ َ ِ‬
‫َ َ َ َُ‬
‫‪1019‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل آخُر أ َْه ِل اجْلَنَّة ُد ُخوالً‪.‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َوم ْثلُهُ َم َعهُ َو َذل َ‬ ‫ت ‪ُ :‬ه َو لَ َ‬ ‫َف َق َال أَبُو ُهَر ْيَر َة ‪َ :‬حفظْ ُ‬
‫آخَر‬ ‫آخر أَه ِل النَّا ِر خروجا ِمْنها ‪ ،‬و ِ‬ ‫وعن عب ِد اللَّ ِه ‪ -‬رضى اهلل عنه ‪ -‬قَ َال النَّىِب ‪ « -  -‬إِىِّن أل ْ ِ‬
‫ُُ ً َ َ‬ ‫َعلَ ُم َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب فَ ْاد ُخ ِل اجْلَنَّةَ ‪َ .‬فيَأْت َيها َفيُ َخيَّ ُل إِلَْيه أَن ََّها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْه ِل اجْلَنَّة ُد ُخوالً َر ُج ٌل خَي ُْر ُج م َن النَّا ِر َكْب ًوا ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫ول اللَّهُ ا ْذ َه ْ‬
‫ب فَ ْاد ُخ ِل اجْلَنَّةَ ‪َ .‬فيَأْتِ َيها َفيُ َخيَّ ُل إِلَْي ِه أَن ََّها‬ ‫ول ا ْذ َه ْ‬ ‫ب َو َج ْد ُت َها َمألَى ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول يَا َر ِّ‬‫َمألَى ‪َ ،‬فَي ْر ِج ُع َفَي ُق ُ‬
‫الد ْنيَا َو َع َشَر َة أ َْمثَاهِلَا ‪.‬‬ ‫ك ِمثْ َل ُّ‬ ‫ب فَ ْاد ُخ ِل اجْلَنَّةَ ‪ ،‬فَِإ َّن لَ َ‬ ‫ول ا ْذ َه ْ‬ ‫ب َو َج ْد ُت َها َمألَى ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫ول يَا َر ِّ‬ ‫َمألَى ‪َ .‬فَي ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ضح ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِمثْ َل َع َشَر ِة أ َْمثَ ِال ُّ‬
‫ت‬ ‫ك » ‪َ .‬فلَ َق ْد َرأَيْ ُ‬ ‫ت الْ َمل ُ‬ ‫ك مىِّن َوأَنْ َ‬ ‫ول تَ ْس َخُر مىِّن ‪ ،‬أ َْو تَ ْ َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫أ َْو إِ َّن لَ َ‬
‫ك أ َْدىَن أ َْه ِل اجْلَن َِّة َمْن ِزلَةً ‪- 1020.‬الكبو‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ -  -‬ض ِحك حىَّت ب َدت َنو ِاج ُذه ‪ ،‬و َكا َن ي َق ُ ِ‬
‫ال َذل َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َر ُس َ‬
‫‪ :‬احلبو ‪-‬النواجذ ‪ :‬مجع ناجذ وهو أقصى األضراس‬
‫ب َج َّل َو َعالَ ‪ :‬يَا‬ ‫الر ُّ‬
‫ول َّ‬ ‫يم َي ْو َم الْ ِقيَ َام ِة ‪ :‬يَا َربَّاهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫وعن ح َذي َفةَ ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬ي ُق ُ ِ ِ‬
‫ول إ ْبَراه ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫َخ ِر ُجوا ِم َن النَّا ِر َم ْن َكا َن يِف َق ْلبِ ِه َذ َّرةٌ أ َْو َشعِ َريةٌ‬ ‫ت بَيِن َّ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬ ‫لََّبي َكاه ‪َ ،‬في ُق ُ ِ ِ‬
‫ول ‪ :‬أ ْ‬ ‫ب َحَّرقْ َ‬ ‫يم ‪ :‬يَا َر ِّ‬‫ول إ ْبَراه ُ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ِ ِ ٍ ‪1021‬‬
‫م ْن إميَان‪.‬‬
‫س ب ِن مالِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬اجتَمعنَا نَ ِ‬ ‫وعن معب َد ب ِن ِه ٍ‬
‫ك ‪َ ،‬و َذ َهْبنَا َم َعنَا‬ ‫صَر ِة ‪ ،‬فَانْطَلَ ْقنَا إىَل أَنَ ِ ْ َ‬ ‫اس م ْن أ َْه ِل الْبَ ْ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫يث بِطُولِِه ‪َ ،‬وقَ َال ‪َ :‬خَر ْجنَا ِم ْن ِعْن ِد ِه ‪َ ،‬فلَ َّما‬ ‫الش َفاع ِة ‪ ،‬وس َ ِ‬
‫اق احْلَد َ‬ ‫ِ ِ‬
‫بثَابت الُْبنَايِن ِّ ‪ ،‬يَ ْسأَلُهُ لَنَا َع ْن َحديث َّ َ َ َ‬
‫ِ ٍِ‬
‫ان ُق ْلنَا ‪ :‬لَ ْو ِم ْلنَا إِىَل احْلَ َس ِن فَ َسلَّ ْمنَا َعلَْي ِه ‪َ ،‬و ُه َو ُم ْستَ ْخ ِفي يِف َدا ِر أَيِب َخلِي َفةَ ‪ ،‬فَ َد َخ ْلنَا َعلَْي ِه‬ ‫ُكنَّا بِظَه ِر اجْل بَّ ِ‬
‫ْ َ‬
‫ين َسنَةً ‪َ ،‬ولََق ْد َتَر َك َشْيئًا َما أ َْد ِري أَنَ ِس َي الشَّْي ُخ أ َْم َك ِر َه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬قَ ْد َح َّدثَنَاهُ ُمْن ُذ ع ْش ِر َ‬ ‫فَ َح َّد ْثنَاهُ احْلَد َ‬
‫َّكلُوا ‪ُ ،‬قْلنَا لَه ‪ :‬ح َّدثَنَا ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬قال يعيِن النَّيِب ‪ : ‬مُثَّ أَر ِجع إِىَل ريِّب يِف َّ ِ‬ ‫أَ ْن حُي ِّدثَ ُكم َفتَت ِ‬
‫الرابِ َعة فَأَمْح َ ُدهُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ط ‪َ ،‬وا ْش َف ْع‬ ‫ك ‪َ ،‬و َس ْل ُت ْع َ‬ ‫بِتِْلك الْمح ِام ِد ‪ ،‬مُثَّ أ َِخُّر لَه س ِ‬
‫ال ‪ :‬يَا حُمَ َّم ُد ‪ْ ،‬ارفَ ْع ‪َ ،‬وقُ ْل تُ ْس َم ْع لَ َ‬ ‫اج ًدا ‪َ ،‬فُي َق ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫س َذ َاك‬ ‫ك أ َْو قَ َال ‪ :‬لَْي َ‬ ‫س َذ َاك لَ َ‬ ‫يم ْن قَ َال ‪ :‬ال إلَهَ إال اللهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لَْي َ‬ ‫ب ‪ ،‬ائْ َذ ْن يِل ف َ‬ ‫ول ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫َّع ‪ ،‬فَأَقُ ُ‬ ‫تُ َشف ْ‬
‫ُخ ِر َج َّن َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأَ ْش َه ُد َعلَى احْلَ َس ِن أَنَّهُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِلَْي َ‬
‫ك ‪َ ،‬ولَك ْن َوعَّزيِت َوكرْبِ يَائي َو َعظَ َميِت أل ْ‬
‫ك ‪.1022‬‬ ‫ح َّدثَنَا أَنَّه مَسِ ع أَنَس بن مالِ ٍ‬
‫ُ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬

‫‪ - 1019‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7429()450‬صحيح‬


‫‪ - 1020‬صحيح البخارى(‪ ) 6571‬وصحيح مسلم(;‪) 479‬‬
‫‪ - 1021‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7378()382‬ومسند أيب عوانة(‪ )330‬صحيح‬
‫‪ - 1022‬مسند أيب عوانة (‪ )337‬صحيح‬

‫‪354‬‬
‫َخ ِر ُجوا ِم َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو َم ْن َكا َن يِف َقْلبِ ِه ِم َن‬ ‫س ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ : ‬أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ُجوا م َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو َم ْن َكا َن يِف َق ْلبِه م َن اخْلَرْيِ َما يَِز ُن َشع َري ًة ‪،‬‬ ‫اخْلَرْيِ َما يَِز ُن بَُّر ًة ‪ ،‬أ ْ‬
‫‪1023‬‬
‫َخ ِر ُجوا ِم َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َو َم ْن َكا َن يِف َقْلبِ ِه ِم َن اخْلَرْيِ َما يَِز ُن َذ َّر ًة ‪.‬‬ ‫أْ‬
‫س ‪ ،‬أَ ّن النَّيِب َّ ‪ ‬قَ َال ‪ :‬خَي ُْر ُج ِم َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َويِف َقْلبِ ِه َو ْز ُن َشعِ َري ٍة ِم َن اخْلَرْيِ ‪،‬‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫َوخَي ُْر ُج ِم َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال اللَّهُ َويِف َق ْلبِ ِه َو ْز ُن بَُّر ٍة ِم َن اخْلَرْيِ ‪َ ،‬وخَي ُْر ُج ِم َن النَّا ِر َم ْن قَ َال ‪ :‬ال إِلَهَ إِال‬
‫ٍ ‪1024‬‬
‫اللَّهُ َويِف َق ْلبِ ِه َو ْز ُن َذ َّرة"‬
‫ول اللَّ ِه ‪ ‬قَ َال ‪ :‬يُ ْد ِخ ُل اللَّهُ أ َْه َل اجْلَن َِّة اجْلَنَّةَ يُ ْد ِخ ُل َم ْن يَ َشاءُ بَِرمْح َتِ ِه ‪،‬‬
‫ي ‪ ،‬أَ ّن َر ُس َ‬ ‫وعن أَيِب سعِ ٍ‬
‫يد اخْلُ ْد ِر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ُجوهُ ‪،‬‬ ‫ول ‪ :‬انْظُُروا َم ْن َو َجدْمُتْ يِف َقْلبِه م ْث َق َال َحبَّة م ْن َخْر َد ٍل م ْن إِميَان فَأ ْ‬ ‫َّار ‪ ،‬مُثَّ َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫َويُ ْدخ ُل أ َْه َل النَّار الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت احْلِبَّةُ إِىَل‬ ‫ِِ‬
‫شوا ‪َ ،‬فُي ْل َق ْو َن يِف َن ْه ِر احْلَيَاة ‪ ،‬أ َْو َن َه ِر احْلَيَا ‪َ ،‬فَيْنبُتُو َن فيه َك َما َتْنبُ ُ‬ ‫َفيَ ْخُر ُجو َن ِمْن َها مُحَ ًما قَد ْامتُ ِح ُ‬
‫ص ْفَراءَ ُم ْلتَ ِويَةً "‬ ‫الم ‪ :‬أَمَلْ َتَر ْو َها َكْي َ‬ ‫السْي ِل ‪ ،‬قَ َال َعلَْي ِه َّ‬ ‫َجانِ ِ‬
‫‪1025‬‬
‫ف خَت ُْر ُج َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ب َّ‬
‫‪1026‬‬
‫َخ ِر ُجوا ِم َن النَّا ِر َم ْن ذَ َكَريِن َي ْو ًما ‪ ،‬أ َْو َخافَيِن يِف َم َق ٍام‪;.‬‬ ‫ول اهللُ ‪ :‬أ ْ‬ ‫س ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال‪َ :‬ي ُق ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬ ‫َ‬
‫صٍ‬
‫ني‬ ‫ك يِف ِحص ٍن ح ِ‬ ‫ول اللَّ ِه َه ْل لَ َ‬ ‫َن الطَُّفْي َل بْ َن َع ْم ٍرو الد َّْو ِس َّي ‪ ،‬أَتَى النَّيِب َّ ‪َ ‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫وع ْن َجابِ ٍر ‪ ،‬أ َّ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اهلِيَّ ِة فَأَ ذَلِك النَّيِب علَي ِه َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ومعه ِحصن َكا َن لِ َدو ٍس يِف اجْل ِ‬
‫اجَر النَّيِب ُّ ‪‬‬ ‫صا ِر َفلَ َّما َه َ‬ ‫الساَل ُم للَّذي ذُخَر لأْل َنْ َ‬ ‫ىَب َ ُّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََُ ْ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص‬
‫َخ َذ َم َشاق َ‬ ‫ِع فَأ َ‬ ‫ض فَ َجز َ‬ ‫اجَت َو ْوا الْ َمدينَةَ فَ َم ِر َ‬ ‫اجَر َم َعهُ َر ُج ٌل فَ ْ‬ ‫اجَر إلَْيه الطَُّفْي ُل بْ ُن َع ْم ٍرو َو َه َ‬ ‫إىَل الْ َمدينَة َه َ‬
‫ات َفَرآهُ الطَُّفْي ُل بْ ُن َع ْم ٍرو يِف َمنَ ِام ِه يِف َهْيئَ ٍة َح َسنَ ٍة َو َرآهُ ُمغَطِّيًا‬ ‫هِب مِج‬
‫ت يَ َداهُ َحىَّت َم َ‬ ‫لَهُ َف َقطَ َع َا َبَرا َهُ فَ َش َخبَ ْ‬
‫الساَل ُم قَ َال َما يِل أ ََر َاك ُمغَطِّيًا‬ ‫ك ؟ َف َق َال ‪َ :‬غ َفَر يِل هِبِ ْجَريِت إىَل نَبِيِّ ِه َعلَْي ِه َّ‬ ‫ك َربُّ َ‬ ‫صنَ َع بِ َ‬‫يَ َديْه َف َق َال لَهُ ‪َ :‬ما َ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه َعلَْي ِه َّ‬ ‫ي َديك َف َق َال ‪ :‬قِيل يِل لَن نُ ِ‬
‫الساَل ُم َف َق َال النَّيِب ُّ ‪‬‬ ‫صها الطَُّفيل َعلَى رس ِ‬
‫َُ‬ ‫ُْ‬ ‫ت َف َق َّ َ‬‫ك َما أَفْ َس ْد َ‬‫صل َح ِمْن َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ََْ‬
‫ِ‬
‫‪ " :‬اللَّ ُه َّم َوليَ َديِْه فَا ْغ ِف ْر "‬
‫ور‬
‫الر ُج ُل الْ َم ْذ ُك ُ‬ ‫ك بَِت ْوفِ ِيق اللَّ ِه َو َع ْونِِه أَنَّهُ قَ ْد حَيْتَ ِم ُل أَ ْن يَ ُكو َن َّ‬ ‫ِ‬
‫قال الطحاوي ‪ :‬فَ َكا َن ِم ْن َج َوابِنَا لَهُ يِف ذَل َ‬
‫يث َف َع َل بَِن ْف ِس ِه َما َف َع َل مِم َّا ذَ َكَر فِ ِيه َعلَى أَنَّهُ ِعْن َدهُ ِعاَل ٌج َتْب َقى بِِه بَِقيَّةُ يَ َديِْه َف َف َع َل َما َف َع َل‬ ‫يِف ه َذا احْل ِد ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‬‫َصابَهُ يِف يَده َش ْيءٌ فَ َخ َ‬ ‫وما َو َكا َن َكَر ُج ٍل أ َ‬ ‫ك َم ْذ ُم ً‬ ‫لتَ ْسلَ َم لَهُ َن ْف ُسهُ َوَتْب َقى لَهُ بَقيَّةُ يَ َديِْه َفلَ ْم يَ ُك ْن يِف ذَل َ‬
‫ف هِبَا نَ ْف َسهُ َف ُه َو يِف َس َع ٍة ِم ْن قَطْعِ َها فَِإ ْن مَلْ َي ْقطَ ْع َها ‪َ ,‬و ُه َو‬ ‫إ ْن مَل ي ْقطَعها أَ ْن ي ْذه هِب ِ ِِ ِ‬
‫ب َا َسائُر بَ َدنه َويُْتل َ‬ ‫ْ َ َْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َواَل‬ ‫ات ِمْن َها أَنَّهُ َغْيُر َملُوم يِف ذَل َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ك بَقيَّةُ بَ َدنه َويَأْ َم ُن َعلَى َن ْفسه ‪ ,‬مُثَّ َم َ‬ ‫ك يَ ْسلَ ُم لَهُ بِ َذل َ‬ ‫َيَرى أَنَّهُ بِ َذل َ‬

‫‪ - 1023‬مسند أيب عوانة (‪ )338‬صحيح‬


‫‪ - 1024‬مسند أيب عوانة (‪ )339‬صحيح‬
‫‪ - 1025‬مسند أيب عوانة (‪ )340‬صحيح‬
‫حديث َح َس ٌن َغ ِر ٌ‬
‫يب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ - 1026‬سنن الرتمذى(‪ )2798‬وقال ‪ :‬هذا‬

‫‪355‬‬
‫ف َن ْف ِس ِه ‪َ ,‬و ُه َو ِخاَل ُ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫مِجِ ِ‬ ‫معاقَب علَي ِه و َك َذلِك ه َذا َّ ِ‬
‫ف َم ْن َقتَ َل‬ ‫يما َف َع َل بَِبَرا ه َحىَّت َكا َن م ْن ف ْعله َتلَ ُ‬ ‫الر ُج ُل ف َ‬ ‫َُ ٌ َ ْ َ َ َ‬
‫ف َن ْف َسهُ أ َْو ُمتَ َح ِّسيًا لِ ُس ٍّم لَِي ْقتُ َل بِِه َن ْف َسهُ َفلَ ْم يَنِب ْ حِب َ ْم ِد‬ ‫ٍِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ْف َسهُ طَاعنًا هَلَا أ َْو ُمَتَر ِّديًا م ْن َم َكان إىَل َم َكان ليُْتل َ‬
‫ف فَِإ ْن قَ َال قَائِل ‪ :‬فَِفي ه َذا احْل ِد ِ‬ ‫اختِاَل ٌ‬ ‫اب عن رس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يث َد َعا‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫اد َواَل ْ‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬تَ َ‬
‫ض ٌّ‬ ‫يما َر َو ْينَاهُ يِف َه َذا الْبَ َ ْ َ ُ‬ ‫اللَّه ف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساَل ُم لِيَ َد ْي َه َذا َّ‬
‫ك اَل يَ ُكو ُن إاَّل َع ْن‬ ‫ك ُد َعاءٌ لَهُ ‪َ ,‬و َذل َ‬ ‫الر ُج ِل بِالْغُ ْفَر ِان َو ُد َع ُاؤهُ ليَ َديِْه بِ َذل َ‬ ‫ول اللَّ ِه َعلَْي ِه َّ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استَ َح َّق هِبَا الْعُ ُقوبَةَ فَ َد َعا لَهُ َر ُس ُ‬ ‫ِجنَاي ٍة َكانَ ِ‬
‫ك‬‫الساَل ُم بِالْغُ ْفَر ِان ليَ َديِْه َفيَ ُكو ُن َذل َ‬ ‫ول اللَّ ِه َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫ت مْنهُ َعلَى يَ َديْه ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ول اللَّهِ‬ ‫وز أَ ْن ي ُكو َن ما َكا َن ِمن رس ِ‬ ‫أِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫ت ; َنَّهُ قَ ْد جَيُ ُ َ‬ ‫يل َعلَى َما ذَ َك ْر ُ‬ ‫يل لَهُ َما َه َذا احْلَديث َدل ٌ‬ ‫غُ ْفَرانًا لَهُ ق َ‬
‫ف ِم َن اللَّ ِه َكا َن يِف َقْلبِ ِه‬ ‫الرج ِل َكا َن إِلِ ْش َفاقِ ِه علَي ِه ولِعم ِل اخْل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساَل م ِمن َذلِك الد ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َْ‬ ‫ك َّ ُ‬ ‫ُّعاء ليَ َد ْي َذل َ‬ ‫َعلَْيه َّ ُ ْ َ َ‬
‫صنْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَدعا لَه بِ َذلِ هِل‬
‫صْينًا اخْلَُزاع َّي أَبَا ع ْمَرا َن بْ َن ُح َ‬ ‫ي َعْنهُ َّا َعلَّ َمهُ ُح َ‬ ‫ك ََذا الْ َم ْعىَن اَل ل َما س َواهُ َك َما قَ ْد ُر ِو َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫َن رس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َسلَ َم َف َق َال ‪ " :‬قُ ِل‬ ‫صْينًا َب ْع َد َما أ ْ‬ ‫ول اللَّه ‪َ ‬علَّ َم أَبَاهُ ُح َ‬ ‫صنْي ٍ ‪ ،‬أ َّ َ ُ‬ ‫‪،‬فع ْن ع ْمَرا َن بْ ِن ُح َ‬ ‫َوأ ََمَرهُ أَ ْن يَ ْدعُ َو به َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت " فَ َكا َن يِف َه َذا‬ ‫ت َو َما َعل ْم ُ‬ ‫ت َو َما َج ِه ْل ُ‬ ‫ت َو َما َع َم ْد ُ‬ ‫َخطَأْ ُ‬ ‫ت َو َما أ ْ‬ ‫ت َو َما أ َْعلَْن ُ‬ ‫َسَر ْر ُ‬ ‫اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر يِل َما أ ْ‬
‫َخطَأَ َي ْعيِن اخْلَطَأَ الَّ ِذي ُه َو ِض ُّد الْ َع ْم ِد ‪,‬‬ ‫ِ‬
‫صْينًا أَ ْن يَ ْدعُ َو اللَّهَ أَ ْن َي ْغفَر لَهُ َما أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫يم َر ُسول اللَّه ‪ُ ‬ح َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫احْلَديث َت ْعل ُ‬
‫َخطَأْمُتْ بِِه‬ ‫َن اللَّه َتعاىَل قَ َال ‪ :‬ولَيس علَي ُكم جن ِ‬ ‫ٍ ِ أِل‬ ‫ٍ ِ‬ ‫و َذلِ مِم‬
‫يما أ ْ‬ ‫اح ف َ‬‫َ ْ َ َ ْ ْ َُ ٌ‬ ‫ك َّا ُه َو َغْيُر َمأْ ُخوذ بِه َواَل ُم َع َّذب َعلَْيه ; َّ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وذ بِِه ِ‬ ‫وب مع ُف ًّوا عْنه َغير مأْخ ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحبُهُ‬ ‫َ‬ ‫س َم َعهُ َت َع ُّم ُد الْ ُقلُ ِ َ ْ َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ت ُقلُوبُ ُك ْم فَ َكا َن اخْلَطَأُ الذي لَْي َ‬ ‫َولَك ْن َما َت َع َّم َد ْ‬
‫الرهب ِة ِمن اللَّ ِه والتَّع ِظي ِم لَه واخْل و ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َو َكا َن أ َْمُر النَّيِب ِّ َعلَْي ِه َّ‬
‫ف‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫صْينًا أَ ْن يَ ْدعُ َو اللَّهَ بِغُ ْفَرانه إيَّاهُ لَهُ َعلَى َّ ْ َ َ َ ْ‬ ‫الساَل ُم ُح َ‬
‫ك ما يِف ح ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َقْلب الْمخ ِط ِئ يِف ح ِال خطَئِ ِه ِمن مي ٍل إىَل ما أ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫َخطَأَ به ‪َ ,‬و َك َذل َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّا َع َسى أَ ْن يَ ُكو َن خُيَال ُ َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫جابِ ٍر ِمن دع ِاء رس ِ ِ‬
‫ضا َواللَّهَ نَ ْسأَلُهُ‬‫ول اللَّه ‪ ‬بِالْغُ ْفَر ِان ل َّلر ُج ِل الْ َم ْذ ُكو ِر فيه حَيْتَ ِم ُل أَ ْن يَ ُكو َن ل ِمثْ ِل َه َذا أَيْ ً‬ ‫ْ َُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪1027‬‬
‫يق "‬ ‫ِ‬
‫الت َّْوف َ‬
‫قلت ‪ :‬وال يدخل تحت هذه األحاديث العمليات االستشهادية ‪ ،‬التي يقوم بها بعض المجاهدين في‬
‫سبيل اهلل ‪ ،‬فليست انتحاراً ‪،‬بل قتل في سبيل اهلل ‪ ،‬بل أعلى قتل في سبيل اهلل ‪ ،‬لقد تبين لنا من‬
‫خالل كالم األئمة رضي اهلل عنهم أن ذلك جائز إذا كان فيه نكاية بالعدو أو تشجيع المسلمين على‬
‫القتال ونحو ذلك من مصالح شرعية معتبرة ‪ ...‬وال عالقة له باالنتحار الذي حرمه اهلل تعالى‬
‫‪1028‬‬
‫وقد فصلتُ القول فيها ورددت‪ T‬على المانعين في كتابي (( الخالصة في أحكام الشهيد ))‬
‫ـــــــــ‬

‫ي (‪ 172‬و‪ )173‬صحيح‬‫‪ُ - 1027‬م ْش ِك ُل اآْل ثَا ِر لِلطَّ َحا ِو ِّ‬


‫‪ - 1028‬انظره يف مكتبة صيد الفوائد‬

‫‪356‬‬
‫المبحث التاسع والثالثون‬
‫المخلدون في النار‬

‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫أهل النار اخلالدون فيها الذين ال يرحلون وال يبيدون هم الكفرة واملشركون ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ (:‬والذ َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )36‬األعراف‪، ) ]36/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫استَكَْبُروا َعْن َها أُولَئِ َ‬ ‫ِ‬
‫َك َّذبُوا بَِآيَاتنَا َو ْ‬
‫اع َما َجاءَ فِ َيها ‪،‬‬ ‫استَكَْبُروا َع ْن َقبُوهِل ا ‪َ ،‬و َع ِن اتِّبَ ِ‬ ‫اهلل املَنَّزلَِة علَى أ ِ ِ ِ‬
‫َحد ُر ُسله ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ات ِ‬ ‫الذين َك َفروا بِآي ِ‬
‫أ ََّما َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬ ‫العم ِل مِب َا فِ َيها ‪َ . . .‬ف َه ُؤالَ ِء َسيَ ُكونُو َن ِم ْن أ ْ ِ ِ‬
‫ين أَبَداً‬ ‫َص َحاب النَّار أَبداً ‪ ،‬الَ مَيُوتُو َن َوالَ حَيْيَو َن ( َخالد َ‬ ‫َو َع ِن َ َ‬
‫)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّف َعْن ُه ْم ِم ْن َع َذاهِبَا َك َذل َ‬
‫ك‬ ‫ضى َعلَْي ِه ْم َفيَ ُموتُوا َواَل خُيَف ُ‬ ‫َّم اَل يُ ْق َ‬‫ين َك َفُروا هَلُ ْم نَ ُار َج َهن َ‬ ‫وقال تعاىل‪َ ( :‬والذ َ‬
‫جَنْ ِزي ُك َّل َك ُفو ٍر (‪[ )36‬فاطر‪)]36/‬‬
‫َّم ‪ ،‬الَ حُيْ َك ُم‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا باهلل ‪َ ،‬و َج َح ُدوا بآيَاته ‪َ ،‬و َكذبُوا ُر ُسلَهُ ‪ ،‬فَع َقابُ ُه ْم َسيَ ُكو ُن نَار َج َهن َ‬ ‫أ ََّما الذ َ‬
‫وت َفيسرَتِ حيُوا ِمن الع ِ‬ ‫ِ ِ مِب ٍ‬
‫ت نَ ُار‬ ‫ذاب َوال يُ َفتَُّر ‪َ .‬و ُكلَّما َخبَ ْ‬ ‫الع ُ‬ ‫ذاب َواآلالَِم ‪َ ،‬والَ خُيَف ُ‬
‫َّف َعْن ُه ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َعلَْيه ْم فيها َ َ ْ‬
‫زاء جَي ِزي اهلل بِِه ُك َّل َكافِ ٍر بِ ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َّم َز َاد َها اهللُ َسعرياً ‪ ،‬ليَ ْستَمَّر َع َذابُ ُهم َشديداً أليماً ‪َ .‬ومثْ ُل هذا اجلَ ْ‬ ‫َج َهن َ‬
‫ب لُِر ُسلِ ِه ‪.‬‬
‫اح ٍد بِأَْنع ِم ِه ‪ ،‬م َك ِّذ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جِ‬
‫َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )39‬البقرة‪;/‬‬ ‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ين َك َفُروا َو َك َّذبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِ َ‬
‫وقال تعاىل ‪ِ َّ :‬‬
‫(والذ َ‬ ‫َ‬
‫‪) ]39‬‬
‫الء َسيَ ُكونُو َن ِم ْن أ َْه ِل‬ ‫الرس ِل فَهؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذين َسيَ ْك ُفرو َن مِب َا أَْنَز َل اهللُ َت َعاىَل ِمن ال ُكتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َ ،‬ومِبَ ْن َب َعَث ُه ْم م َن ُّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ ََّما َ‬
‫النَّا ِر ‪َ ،‬وخَي ْلُ ُدو َن فِيها أَبَداً ‪ ،‬الَ مَيُوتُو َن فِيها َوال حَيُولُو َن َعْن َها أَبَداً ‪.‬‬
‫ين َك َفُروا لَ ْو أ َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َن هَلُ ْم َما‬ ‫واستلزم كوهنم خالدين فيها دوام العذاب وعدم انقطاعه ‪ ،‬قال تعاىل‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫اب يوِم الْ ِقيام ِة ما ُت ُقبِّل ِمْنهم وهَل م ع َذ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف اأْل َر ِ ِ ِ‬
‫يم (‪)36‬‬ ‫ض مَج ًيعا َوم ْثلَهُ َم َعهُ لَي ْفتَ ُدوا بِه م ْن َع َذ ِ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫ْ‬
‫يدو َن أَ ْن خَي ْرجوا ِمن النَّا ِر وما هم خِب ا ِر ِجني ِمْنها وهَل م ع َذ ِ‬
‫يم (‪[ )37‬املائدة‪)]37-36/‬‬ ‫اب ُمق ٌ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُْ َ ٌ‬ ‫ُُ َ‬ ‫يُِر ُ‬
‫وهيَّ ِة َغْيَرهُ ‪َ ،‬و َماتوا َقْب َل أ ْن َيتُوبُوا ‪،‬‬ ‫الذين َك َفروا بِرهِّبِم ‪ ،‬وعب ُدوا َغيره ‪ ،‬أو أ ْشر ُكوا معه يِف األلُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َْ ُ ْ َ َ َُ‬ ‫َ ْ َ ََ‬ ‫إ َّن َ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ ِ مِبِ ِ‬ ‫اب ِ‬
‫اهلل َولَ ْو َّ‬ ‫فَإنَّهم الَ جَنَاةَ هَلُم ِمن َع َذ ِ‬
‫ض ذَ َهباً ‪َ ،‬ومثْله َم َعهُ ‪ ،‬لَي ْفتَد َ‬ ‫أح َد ُه ْم َجاءَ َي ْو َم القيَ َامة ْلء ْ‬ ‫أن َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫وحةَ َع ْن َع َذابِِه ‪َ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬فَالَ َمْن ُد َ‬ ‫َحا َط بِِه ‪ ،‬لَ َما ُت ُقبِّ َل ِمْنهُ ذَل َ‬ ‫ب م ْن َعذاب اهلل الذي قَ ْد أ َ‬
‫الذه ِ ِ‬
‫ك َّ َ‬ ‫بِ َذل َ‬
‫يم ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫حَمِيص لَهُ ِمن أ ْن يالَقِي جَزاءه الع ِاد َل ِمن الع َذ ِ‬
‫اب ُموج ٌع أل ٌ‬ ‫اب ‪َ ،‬و ُه َو َع َذ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س امل ْج ِر ُمو َن بِثِ َق ِل َ ِ يِف ِ ِ‬
‫ك ‪َ ،‬وهَلُ ْم‬ ‫يل إىَل ذَل َ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب النَّار حُيَاولُو َن أ ْن خَي ُْر ُجوا منَها ‪َ ،‬ولَك ْن الَ َسب َ‬ ‫َو ِحنَما حُيِ ُّ‬
‫ُ‬
‫ذاب َدائِ ٌم ُم ْستَ ِمٌر ‪.‬‬‫َع ٌ‬

‫‪357‬‬
‫ضوا بِاحْلَيَ ِاة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ين اَل َي ْر ُجو َن ل َقاءَنَا َو َر ُ‬ ‫وتطلب هذا أن تكون النار مأوى هلم ‪ ،‬قال تعاىل‪ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ك مأْواهم النَّار مِب َا َكانُوا يك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِب َّ ِ‬
‫ْسبُو َن (‪[ )8‬يونس‪،7/‬‬ ‫َ‬ ‫ين ُه ْم َع ْن آَيَاتنَا َغافلُو َن (‪ )7‬أُولَئ َ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫َواطْ َمأَنُّوا َا َوالذ َ‬
‫‪)]8‬‬
‫َن احليا َة ُّ ِ‬ ‫مِهِ‬ ‫ِ‬ ‫الذين الَ ي ْؤ ِمنُو َن بِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‬‫اه ْم ‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫الد ْنيَا ه َي ُمْنَت َه ُ‬ ‫ني أ َّ ََ‬ ‫الب ْعث َول َقاء اهلل يِف اآلخَر ِة ‪َ ،‬و ْاعَت َق ُدوا َوا َ‬ ‫َ‬ ‫إ َّن َ ُ‬
‫ث‬ ‫اهلل الدَّالَِة علَى البع ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫بع َدها حياةٌ ‪ ،‬فَاطْمأَنُّوا هِب ا ‪ ،‬ومَل يعملُوا لِما بع َدها ‪ ،‬و َغ َفلُوا عن آي ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ َ ََ‬
‫اب‪. .‬‬ ‫واحلِس ِ‬
‫َ َ‬
‫هِن‬
‫صلَي ُه ْم بِن َريا َا ‪َ ،‬و َسيَ ْج َعلُ َها َمأْ ًوى هَلُ ْم َو َمْن ِزالً ‪َ ،‬جَزاءً هَلُ ْم‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َي ْو َم القيَ َامة ‪ ،‬ليَ ْ‬ ‫َف َه ُؤالَء َسيُ ْدخلُ ُه ْم َربُّ ُه ْم َج َهن َ‬
‫اصي َواآلثَ ِام َواخلَطَايَا َوا ِإل ْجَر ِام ‪.‬‬ ‫علَى ُك ْف ِر ِهم بِرهِّبِم ‪ ،‬وعلَى ما ا ْكتَسبوا يِف د ْنياهم ِمن املع ِ‬
‫ُ َ ُ ْ َ ََ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬فَالْيوم اَل يؤخ ُذ ِمْن ُكم فِ ْديةٌ واَل ِمن الَّ ِذين َك َفروا مأْوا ُكم الن ِ‬
‫س الْ َمصريُ‬ ‫َّار ه َي َم ْواَل ُك ْم َوبْئ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ ُ ََ ُ ُ‬ ‫َ ْ َ ُْ َ‬
‫(‪[ )15‬احلديد‪. )]15/‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَاليوم الَ مهرب لَ ُكم ‪ ،‬والَ لِْل َكافِ ِر ِ‬
‫يل لَ ُك ْم إىَل االفْت َداء مْنهُ َولَ ْو َجاءَ‬ ‫ين ‪ ،‬م ْن َع َذاب اهلل ‪َ ،‬والَ َسب َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َْ َ ْ َ‬
‫َّم ‪َ ،‬و َستَ ُكو ُن ِه َي َمأْ َوا ُك ْم َو َم ْث َوا ُك ْم َو ُمَت َقلَّبَ ُك ْم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َذ َهباً ‪َ ،‬و َستَصريُو َن مَج يعاً إىَل نَار َج َهن َ‬ ‫أَح ُد ُك ْم مِبِثْ ِل األ َْر ِ‬
‫تمِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صرياً‬ ‫آخَر ‪َ ،‬و َساءَ ْ َ‬ ‫‪َ ،‬وه َي أ َْوىَل بِ ُك ْم م ْن ُك ِّل َمْن ِزل َ‬
‫كما أن أصحاب املبادئ الضالة واملذاهب الباطلة املخالفون لشرع اهلل هم دعاة النار كما قال تعاىل‪:‬‬
‫ات َحىَّت يُ ْؤ ِم َّن َوأَل ََمةٌ ُم ْؤ ِمنَةٌ َخْيٌر ِم ْن ُم ْش ِر َك ٍة َولَ ْو أ َْع َجبَْت ُك ْم َواَل ُتْن ِك ُحوا‬ ‫( واَل َتْن ِكحوا الْم ْش ِر َك ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ي ْدعُو َن إِىَل النَّا ِر واللَّهُ ي ْدعُو إىَلِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ني َحىَّت يُ ْؤمنُوا َولَ َعْب ٌد ُم ْؤم ٌن َخْيٌر م ْن ُم ْش ِرك َولَ ْو أ َْع َجبَ ُك ْم أُولَئ َ َ‬ ‫الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫َّاس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَ َذ َّكُرو َن (‪[ )221‬البقرة‪، ) 221/‬‬ ‫اجْلَن َِّة َوالْ َم ْغ ِفَر ِة بِِإ ْذنِِه َويَُبنِّي ُ آَيَاتِِه لِلن ِ‬
‫اب هَلُ َّن ‪ ،‬طَ َمعاً يِف َماهِلِ َّن َومَجَاهِلِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نني أَ ْن َيَتَز َّو ُجوا املُ ْش ِر َكات الْلَ َوايت الَ كتَ َ‬
‫ِ‬
‫حُيَِّر ُم اهللُ َت َعاىَل َعلَى املُْؤم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َح َسبِ ِه َّن ‪َ ،‬ما ًد ْم َن َعلَى ِش ْركِ ِه َّن ‪َّ ،‬‬
‫اها‬‫ين هَلَا حُيَِّر ُم َعلَ َيها اخليَانَةَ ‪َ ،‬ويَأْ ُمُر َها بِاخلَرْيِ ‪َ ،‬و َيْن َه َ‬ ‫ألن املُ ْش ِر َكةَ الَ د َ‬
‫صا ِر ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يد َة أَوالَ ِدها ‪ .‬وقيل ‪ِ ِ َّ :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‪،‬‬ ‫واحة ‪ ،‬األنْ َ‬ ‫ت يِف َعْبد اهلل بْ ِن َر َ‬ ‫إن هذه اآليَةَ َنَزلَ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َع ِن الشَِّّر ‪َ ،‬وقَ ْد تُفس ُد َعق َ ْ‬
‫ب َعلَ َيها َي ْوماً َفلَطَ َم َها ‪ ،‬مًثَّ َجاءَ النَّيِب َّ ‪َ ‬ي ْعتَ ِذ ُر ‪ ،‬مُثَّ قَ َال لِلنَّيِب ِّ ‪: ‬‬ ‫ِ‬
‫ت عْن َدهُ َأمةٌ َس ْو َداءُ َفغَض َ‬
‫َف َق ْد َكانَ ِ‬
‫ْ‬
‫ك ‪َ .‬وقَالُوا ‪ :‬نَ َك َح أ ََمتَهُ ‪.‬‬ ‫الذي بعثك بِاحل ِّق ألُعتِ َقنَّها وألََتز َّوجنَّها ‪َ .‬فعاب علَ ِيه أنَاس ِمن املسلِ ِم ِ‬ ‫و ِ‬
‫ني ذل َ‬ ‫ٌ َ ُْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ات ‪ ،‬وإن َكاح امل ْش ِركِني بناهِتِم طَمعاً يِف أَحساهِبِم ‪ .‬فَأَْنز َل اهلل َتعاىَل ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫ضلُو َن نِ َكاح امل ْش ِر َك ِ‬ ‫و َكانُوا ي َف ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ ُ َ ََ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اآليَةَ ‪.‬‬
‫ني َعلَى ِش ْركِ ِه ْم ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِتِ ِ‬ ‫مني ِم ْن أَ ْن يُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َما َد ُاموا ُمقيم َ‬ ‫زو ُجوا َبنَا ْم م َن املُ ْش ِرك َ‬ ‫ك َمنَ َع اهللُ املُ ْسل َ‬ ‫َو َك َذل َ‬
‫ك ‪ ،‬إِ ْذ خُيْ َشى أ ْن يُزيغَها َع ْن ِدينِها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫السن َِّة ‪،‬‬ ‫الكتَايِب ِّ مِب ُ ْسلِ َم ٍة فَ َحَر ٌام بِنَ ِّ‬
‫أَما زواج ِ‬
‫ني َعلَى ذل َ‬ ‫وإمجاع املُ ْسلم َ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ّ ََ ُ‬
‫ان هِب ا ‪َ ،‬وإىل‬ ‫الد ْنيا واالفْتِتَ ِ‬
‫ب ُّ َ َ‬ ‫ني تَ ْدعُو إىل ُح ِّ‬ ‫ِ‬
‫اشَرةَ املُ ْش ِرك َ‬‫طان ‪َ .‬وقَ َال َت َعاىَل ‪ :‬إِ َّن ُم َع َ‬ ‫مِب َا لَه علَيها ِمن س ْل ٍ‬
‫ُ َ َ ْ ُ‬

‫‪358‬‬
‫يمةٌ ‪َ .‬واهللُ يَ ْدعُو إِىَل امل ْغ ِفَر ِة مِب َا َأمَر بِِه يِف َش ْر ِع ِه ‪َ ،‬ومِبَا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِري يف أد ِاء الو ِاجب ِ‬
‫َ‬ ‫ك َو َخ‬ ‫ات الدِّينِ ِية ‪َ ،‬و َعاقبةُ ذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الت ْق ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫الح ُه ْم َو َر َش َاد ُه ْم ‪.‬‬‫ص َ‬ ‫َن َهى َعْنهُ ‪َ .‬و ُه َو يَُبنِّي ُ آيَاتِِه لِلن ِ‬
‫َّاس لَ َعلَّ ُه ْم َي ْع ِرفُو َن َ‬
‫ت لَ ُكم ِم ْن إِلٍَه َغرْيِ ي فَأ َْوقِ ْد يِل يَا َه َاما ُن َعلَى الطِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫وقال تعاىل ‪َ ( :‬وقَ َال ف ْر َع ْو ُن يَا أَيُّ َها الْ َمأَل ُ َما َعل ْم ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ودهُ يِف‬
‫استَكَْبَر ُه َو َو ُجنُ ُ‬ ‫ني (‪َ )38‬و ْ‬ ‫وسى َوإِيِّن أَل َظُنُّهُ م َن الْ َكاذبِ َ‬ ‫ص ْر ًحا لَ َعلِّي أَطَّل ُع إىَل إلَه ُم َ‬ ‫اج َع ْل يِل َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ف َكا َن‬ ‫اه ْم يِف الْيَ ِّم فَانْظُْر َكْي َ‬ ‫ودهُ َفنَبَ ْذنَ ُ‬ ‫َخ ْذنَاهُ َو ُجنُ َ‬‫ض بِغَرْيِ احْلَ ِّق َوظَنُّوا أَن َُّه ْم إِلَْينَا اَل يُْر َجعُو َن (‪ )39‬فَأ َ‬ ‫اأْل َْر ِ‬
‫اه ْم يِف َه ِذ ِه‬ ‫صُرو َن (‪َ )41‬وأَْتَب ْعنَ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫عاقِبةُ الظَّالِ ِمني (‪ )40‬وجع ْلنَ ِ‬
‫اه ْم أَئ َّمةً يَ ْدعُو َن إِىَل النَّا ِر َو َي ْو َم الْقيَ َامة اَل يُْن َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ني (‪[ )42‬القصص‪، )]42-38/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫الد ْنيَا لَ ْعنَةً َو َي ْو َم الْقيَ َامة ُه ْم م َن الْ َم ْقبُوح َ‬
‫وسى َو َه ُارو ُن يَ ْدعُ َوانِِه إِىل‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومهُ َعلَى عبَ َادة َن ْفسه ‪َ ،‬فلَ َّما َجاءَهُ ُم َ‬ ‫رع ْو ُن يَدَّعي األُلُوهيَّةَ ‪َ ،‬وقَ ْد مَحَ َل قَ َ‬ ‫َكا َن ف َ‬
‫َخ َذ يف امل َك َابَر ِة وامل َعانَ َد ِة ‪َ ،‬وقَ َال‬ ‫َ‬ ‫اهلل َت َعاىل ‪َ ،‬وحُيَ ِّذ َرانِِه ِع َقابَهُ َو َع َذابَهُ إِ ِّن استَ َمَّر يف ُك ْف ِر ِه وطُغَيانِِه ‪،‬‬ ‫ِعباد ِة ِ‬
‫ََ‬
‫ٍُ‬ ‫ِ َ‬
‫ُخرى ‪:‬‬ ‫وسى يِف آية أ ْ‬ ‫لِمن حولَهُ ِمن كِبا ِر ِرج ِال َدولتِ ِه ‪ :‬إِنَّهُ الَ ي ُ ِ ِ ِ‬
‫غريهُ ُه َو ‪َ .‬وقَ َال ل ُم َ‬ ‫عرف لقومه إهلاً َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪،‬‬ ‫ي الطِّ َ‬ ‫َّار ليَ ْش ِو َ‬ ‫زيرهُ َه َاما َن بأ ْن يُوق َد الن َ‬ ‫َمر َو َ‬ ‫َّك م َن املسجونني } مُثَّ أ َ‬ ‫{ لَئ ِن اختذت إهلا َغرْيِ ي أل ْ‬
‫َج َعلَن َ‬
‫وسى ‪ .‬مُثَّ قَ َال إِنَّهُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص ٍر َشام ٍخ لَهُ ( َ‬
‫ِ‬
‫آجّراً ِإل َش َادة قَ ْ‬
‫ِ‬
‫ص َع ُد إليه فْر َعو ُن لرَي ى إلهَ ُم َ‬ ‫ص ْرحاً ) ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫َوجَيْ َع َل مْنهُ ُ‬
‫السم ِاء يْنصره ويؤيِّ ُده ‪ ،‬وهو الذي أَرسلَه ِ‬ ‫َن موسى ِمن ال َك ِاذبني فِيما يد ِ‬
‫ِّع ِيه ِم ْن َأً;ًَ َّن له إهلاً يِف‬ ‫ِ‬
‫إليه‬ ‫َُْ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َي ْعتَقد أ َّ َ َ‬
‫هارو َن ‪ ،‬يف نُ ُف ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وس‬ ‫وسى َو ُ‬ ‫‪َ .‬و َكا َن ف ْر َعو ُن َي ْرمي م ْن هذا ال َق ْول إىل خَت فيف أَثَر اآليات اليت َجاءَ ا ُم َ‬
‫َر ِعيَّتِ ِه‬
‫واعت َق ُدوا أَنَّهُ ال قِيَ َامةَ‬ ‫ِ‬
‫صَر ‪َ ،‬وجَتَرَّب وا ‪َ ،‬وأَ ْكثَروا فيها ال َف َس َاد ‪َ ،‬‬ ‫ضم ْ‬
‫وطَغَى فِرعو ُن وملَؤه وجنُوده يف أَر ِ ِ‬
‫ْ َ َ َ ُ ُ َ ُ َُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السيء ‪ ،‬واعتقادهم ال َفاسد ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب هَلُ ْم َعلى َع َملهم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالَ َح ْشَر َوالَ َم َع َاد ‪َ ،‬والَ َر ْج َعةَ إىل اهلل ‪َ ،‬وال ح َس َ‬
‫ِ‬ ‫فَجمع اهلل َتعاىَل فِرعو َن وجنُوده ‪ ،‬وأَ ْغر َقهم يف البح ِر يف ص ِ ِ ٍ‬
‫ًحداً ‪ .‬فانظُْر‬ ‫بيحة َواح َدة ‪َ ،‬ومَلْ يُْب ِق مْن ُه ْم أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ َْ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ َْ َ ُ َُ‬
‫هذ ِه ِه َي َعاقِبَةُ ال ُكف ِر‬ ‫هؤالء الذين َك َفروا بِرهِّبِم ‪ ،‬وظَلَموا أَْن ُفسهم ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ ْ َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫َمر‬
‫يف َكا َن أ ُ‬ ‫أَيُّها املُْعتَرِب ُ باآليَات َك َ‬
‫والب ْغ ِي والظُّْل ِم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫والضالَ ِل ‪َ ،‬ف ُه ْم َيْب َحثُو َن َعن الشُُّرو ِر‬ ‫أهل العُُت ِّو وال ُك ْف ِر َّ‬ ‫ِ هِبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َج َع َل اهللُ ف ْر َعو َن َو َق ْو َمهُ أَئ َّمةً ‪َ ،‬ي ْقتَدي ْم ُ‬
‫ص َري َم ْن َيْتَبعُ ُه ْم ‪َ ،‬و َي ْقتَ ِدي هِبِ ْم يف‬ ‫ك جعل اهلل َتعاىل م ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحب ِها يف النَّا ِر ‪َ ،‬و َك َذل َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫اصي ‪ ،‬اليت تُ ِلقي بِ ِ‬
‫َ‬
‫واملع ِ‬
‫ََ‬
‫القيام ِة ِمن َع َذ ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يب ُّ ِ‬ ‫ْذ ِ‬‫ال ُك ْف ِر ‪ ،‬وتَك ِ‬
‫يوم َ َ ْ‬ ‫صُر ُه ْم َ‬ ‫َحداً َيْن ُ‬ ‫َّم ‪َ ،‬وال جَي ُدو َن أ َ‬ ‫الر ُسل مثْل َمصريه ْم يف نَار َج َهن َ‬
‫َّصالً بِ ُذ ِّل ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪.‬‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فيجتَ ِمع علَيِ ِهم ِخزي الدُّنيا ‪ ،‬مت ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ َ ْ ْ ُ‬
‫ضى َعلَْي ِه ْم بِالبَوا ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ومهُ يف هذه الدُّنيا خ ْزياً َوطَرداً م ْن َرمْح َته ( لَ ْعنَةً ) ‪ ،‬مُثَّ قَ َ‬ ‫وأَلَْز َم اهللُ َت َعاىَل فْر َعو َن َوقَ َ‬
‫القيَ َام ِة ‪َ ،‬ويُ ِذهُّلُم وخُيْ ِزي ِه ْم ِخ ْزياً َدائماً ُم ْستَ ِمّراً ال‬ ‫واهلالَ ِك ‪ ،‬وسوء األُح ُدوثَِة ‪ ،‬وسيْتبِعهم لَعنةً أُخرى يوم ِ‬
‫َُ ُ ُ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اك هَلُ ْم ِمْنهُ ‪.‬‬‫ف َك َ‬

‫‪359‬‬
‫ويف مقدمة هؤالء الشيطان‪ ،‬قال تعاىل ‪ ( :‬إِ َّن الشَّْيطَا َن لَ ُك ْم َع ُد ٌّو فَاخَّتِ ُذوهُ َع ُد ًّوا إِمَّنَا يَ ْدعُو ِحْزبَهُ لِيَ ُكونُوا‬
‫السعِ ِري (‪[ )6‬فاطر‪)] 6/‬‬ ‫اب َّ‬ ‫َصح ِ‬
‫م ْن أ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ضلَّ ُك ْم َويَ ْدفَ َع بِ ُك ْم إِىل َها ِو ِية اجلَ ِحي ِم ‪،‬‬ ‫إن الشَّيطَا َن ع ُد ٌّو لَ ُكم يا أَيَّها النَّاس ‪ ،‬وهو يوس ِوس لَ ُكم لِي ِ‬
‫ُ َ ُ َ َُ ْ ُ ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َذ ُروا مْنهُ َو ُكونُوا أَْنتُ ْم أ َْع َداءَهُ ‪َ ،‬و َخال ُفوهُ َو َك ِّذبُوهُ فيما َيغَُّر ُك ْم بِه ‪َ ،‬و ُه َو يَ ْدعُو حْزبَهُ َوأ َْوليَاءَهُ َوش َيعتَهُ‬
‫فَ ْ‬
‫ضلهم وي ْل ِقيهم يِف الع َذ ِ‬
‫اب الدَّائِ ِم ‪ ،‬يِف‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ات ‪ ،‬والت ِ‬ ‫اللذ ِ‬ ‫والر ُك ِ‬
‫َّس ِويف بِالت َّْوبَة ‪ ،‬ليُ ُ ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ون إِىل َّ‬ ‫اع اهلَوى ‪ُّ ،‬‬ ‫‪ ،‬إِىل اتِّبَ ِ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َسعري َج َهن َ‬
‫ـــــــــ‬

‫‪360‬‬
‫المبحث األربعون‬
‫أعظم جرائم الخالدين في النار‬

‫‪ )1‬الكفر والشرك ‪ :‬وقد أخرب احلق سبحانه أن الذين كفروا ينادون عندما يكونون يف النار ‪ ،‬فيقال هلم‬
‫‪ :‬إن مقت اهلل لكم أعظم من مقتكم أنفسكم بسبب كفركم باإلميان ‪ ،‬وبني أن خلودهم يف النار بسبب‬
‫ت اللَّ ِه أَ ْكَبُر ِم ْن َم ْقتِ ُك ْم أَْن ُف َس ُك ْم إِ ْذ تُ ْد َع ْو َن‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ين َك َفُروا يُنَ َاد ْو َن لَ َم ْق ُ‬ ‫كفرهم وشركهم ‪ ،‬قال تعاىل ‪ (:‬إ َّن الذ َ‬
‫وج ِم ْن‬‫اعَتَر ْفنَا بِ ُذنُوبِنَا َف َه ْل إِىَل ُخُر ٍ‬ ‫ِ‬
‫إِىَل اإْلِ ميَان َفتَ ْك ُفُرو َن (‪ )10‬قَالُوا َربَّنَا أ ََمتَّنَا ا ْثنََتنْي ِ َوأ ْ‬
‫َحَيْيَتنَا ا ْثنََتنْي ِ فَ ْ‬
‫ْم لِلَّ ِه الْ َعلِ ِّي الْ َكبِ ِري (‪)12‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ‬
‫َسب ٍيل (‪َ )11‬ذل ُك ْم بأَنَّهُ إ َذا ُدع َي اللهُ َو ْح َدهُ َك َف ْرمُتْ َوإ ْن يُ ْشَر ْك به ُت ْؤمنُوا فَاحْلُك ُ‬
‫ِ‬
‫[غافر‪)]12-10/‬‬
‫َش َّد ال ُك ْر ِه‬ ‫ِ‬ ‫و ِحينما يْل َقلى ال َكافِرو َن يِف نَا ِر جهن ِ‬
‫يم ‪ ،‬مَيُْقتُو َن أَْن ُف َس َه ْم ‪َ ،‬ويَكَْر ُهو َن َها أ َ‬ ‫الع َذاب األَل َ‬ ‫َّم ‪ ،‬ليَذوقُوا َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫َّم ‪َ ،‬فُتنَ ِاديِهم املالَئِ َكةُ َو َي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬إِ َّن‬ ‫َ‬ ‫صلَ ُه ْم إِىَل نَا ِر َج َهن‬ ‫َ‬ ‫الدنْيا ِم َن َع ِم ٍل َسيِّ ٍئ أ َْو‬ ‫َسلَ ُفوا يِف ُّ‬ ‫ب َما أ ْ‬ ‫‪ ،‬بِسبَ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َش َّد م ْن َم ْقت ِه ْم أَْن ُف َس ُه ْم‬
‫ْفرو َن ‪َ ،‬كا َن أ َ‬ ‫ني َكا َن ا ِإلمْيَا ُن يُ ْعر ُ ِ‬
‫ض َعلَْيه ْم َفيَك ُ‬ ‫َ‬ ‫الد ْنيَا ‪ ،‬ح َ‬ ‫ت اهلل َت َعاىَل هَلُ ْم يِف ُّ‬ ‫َم ْق َ‬
‫َّم ‪.‬‬ ‫ُّ يِف ِ‬
‫َو ُه ْم َيَتلَظ ْو َن نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفي ُق ُ ِ‬
‫َحَيْيتَنا أ ََوالً‬ ‫آجالُنَا ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ضْ‬ ‫ول ال َكافُرو َن ‪َ :‬ربَّنَا َخلَ ْقَتنَا م ْن َع َدٍم َومَلْ تَ ُك ْن لَنَا َحيَاةٌ ‪َ ،‬وأ ََمتَّنَا ح َ‬
‫ني ا ْن َق َ‬ ‫َ‬
‫ُّشو ِر ‪ ،‬فَاْ ْعَتَر ْفنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَِن ْف ِخ األ َْر َو ِ‬
‫الب ْعث ‪ ،‬والن ُ‬ ‫َحَيْيَتنَا بإ َع َادة أ َْر َواحنَا إىَل أَبْ َداننَا َي ْو َم َ‬ ‫اح فينَا َوحَنْ ُن يِف األ َْر َحام ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ات ‪َ ،‬ف َه ْل ِم ْن َسبِ ٍيل إِىَل إِ ْخَر ِاجنَا ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬وإِ َع َادتِنَا إِىَل‬ ‫السيِّئ ِ‬
‫اجَتَر ْحنَا َّ َ‬ ‫ث فَ َك َف ْرنَا ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫بأَنَّنَا ُكنَّا أَنْ َك ْرنَا َ‬
‫الب ْع َ‬
‫الذي ُكنَّا َنعمل؟ فَأَنْت ال َق ِادر علَى ُكل ش ٍ‬ ‫الد ْنيا لِنعمل َغير ِ‬ ‫ِ‬
‫يء ‪.‬‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫احلَيَاة ُّ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫ك ألَنَّ ُك ْم‬ ‫وج ِم َن النَّا ِر ‪َ ،‬و َذل َ‬ ‫الد ْنيَا ‪َ ،‬والَ إِىَل اخلُُر ِ‬ ‫جع ِة إِىَل ُّ‬ ‫الر َ‬ ‫يل إِىَل َّ‬ ‫ِ‬
‫َفيُ َجابُو َن َعلَى َس َؤا ْم َه َذا أَ ْن الَ َسب َ‬
‫وحدهُ ‪َ ،‬وإِ ْن أَ ْشَر َك بِِه‬ ‫هلل َ‬ ‫األلوهيَّةُ خالِصةً ِ‬ ‫ُكْنتم إِ َذا ذَكِر اهلل العلِي ال َق ِدير وح َده َكفرمُت وأَنْ َكرمُت أَ ْن تَ ُكو َن ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُْ ُ َْْ ْْ‬ ‫َ ُ َ ُّ‬ ‫ُْ‬
‫الد ْنيَا عُدْمُتْ‬‫ض َها لِْل َح ِّق ‪ ،‬فَِإ َذا عُدْمُتْ إِىَل ُّ‬ ‫اع ُكم ‪ ،‬ورفْ ِ‬ ‫م ْش ِر ٌك ص َّد ْقتُموه وآمْنتُم بِِه ‪ .‬وما َذلِ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ك إالَّ ل َف َساد طبَ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َُ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫هلل ‪َ ،‬و ُه َو ال حَيْ ُك ُم إِالَ بِاحلَ ِّق ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ض ‪ ،‬فَاحلكْم اليوم ِ‬
‫ُ ُ َْ َ‬ ‫إِىَل َما ُكْنتُ ْم َعلَيِ ِه ِم ْن فَ َس ٍاد َو ُك ْف ٍر َوإِفْ َس ٍاد يِف األ َْر ِ‬
‫يل إِىَل‬ ‫ِ‬ ‫ود ال َكافِ ِر يِف ِ‬ ‫الك ِ ي ِاء والعظَم ِة ‪ ،‬ولَيس َك ِمثْلِ ِه َشيء ‪ ،‬وقَ ِد ا ْقتَض ِ‬ ‫ِ‬
‫ين النَّار فَالَ َسب َ‬ ‫َ‬ ‫ْمتُهُ ُخلُ َ‬ ‫ت حك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ذُو رْب َ َ َ َ ْ َ‬
‫وج ِمْن َها ‪.‬‬ ‫اخلُُر ِ‬
‫اب (‪ )49‬قَالُوا‬ ‫ِّف َعنَّا يوما ِمن الْع َذ ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪ ( :‬وقَ َال الَّ ِذ يِف ِ خِل ِ‬
‫َّم ْادعُوا َربَّ ُك ْم خُيَف ْ َ ْ ً َ َ‬ ‫ين النَّار ََزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضاَل ٍل (‪[ )50‬غافر‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَومَل تَ ُ ِ‬
‫ين إِاَّل يِف َ‬ ‫ك تَأْتي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بالَْبِّينَات قَالُوا َبلَى قَالُوا فَ ْادعُوا َو َما ُد َعاءُ الْ َكاف ِر َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪]50-49‬‬

‫‪361‬‬
‫ب ُك ْف ِر ِه ْم ‪َ ،‬وإِ ْد َخاهِلِ ْم يِف النَّا ِر ‪َ ،‬شْيئاً ِم َن‬ ‫ين َكانُوا َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫الس َادةُ الذ َ‬‫ض َع ُفو َن ِم ْن أَ ْن حَيْ ِم َل َّ‬ ‫س امل ْستَ ْ‬ ‫ولَ َّما يئِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِّف َعْن ُه ْم َشْيئاً م َن‬ ‫ُّعاء ليُ َخف َ‬‫َّم يَ ْسأَلُو َن ُه ْم االجِّتَ َاه إِىَل اهلل َت َعاىَل بِالد َ‬ ‫جَّت ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب َعْن ُه ْم ‪ ،‬ا َ ُهوا إىَل َخَزنَة َج َهن َ‬ ‫َ‬
‫اب يِف النَّا ِر ‪.‬‬ ‫الع َذ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيَا ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن هَلُ ْم ‪ :‬أَمَلْ تَأْت ُك ْم ُر ُس ُل َربِّ ُك ْم‬ ‫صنيع ِه ْم يِف ُّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم يُ َقِّرعُو َن ُه ْم َعلَى ُسوء َ‬ ‫َو َيُر ُّد َعلَْيه ْم َخَزنَةُ َج َهن َ‬
‫اهلل بِاحلُ َج ِج‬ ‫ضع ُفو َن ‪َ :‬نعم لََق ْد جاءهم رسل ِ‬
‫ول املُ ْستَ ْ َ‬ ‫ني َعلَى ِص ْد ِق َما يَ ْدعُونَ ُك ْم إِلَ ِيه؟ َو َي ُق ُ‬ ‫البر ِاه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ ْ ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫باحلُ َج ِج َو َ َ‬
‫َّم ‪ :‬إِذاً فَ ْادعُوا أَْنتُ ْم‬
‫ول هَلُ ْم َخزنَةُ َج َهن َ‬ ‫اهلل َو َك َّذبُوا ُر ُسلَهُ ‪َ ،‬و ِحينَئِ ٍذ َي ُق ُ‬ ‫ات ولَ ِكنَّهم مَل ي ْؤ ِمنُوا بِ ِ‬
‫والبِّينَ َ ُ ْ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُس ًدى ‪.‬‬ ‫اب لَهُ ‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫يد ‪َ ،‬والَ يُ ْستَ َج ُ‬ ‫ين الَ يُف ُ‬ ‫َو ْح َد ُك ْم ‪َ .‬ولك َّن ُد َعاءَ ال َكاف ِر َ‬
‫ف َي ْعلَ ُمو َن (‪ )70‬إِ ِذ‬ ‫اب َومِبَا أ َْر َس ْلنَا بِِه ُر ُسلَنَا فَ َس ْو َ‬‫وقال فيمن كذب بالكتاب‪ ( :‬الَّ ِذين َك َّذبوا بِالْ ِكتَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫يل هَلُ ْم أَيْ َن َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬ ‫اأْل َغْاَل ُل يِف أ َْعنَاقِ ِهم و َّ ِ‬
‫الساَل س ُل يُ ْس َحبُو َن (‪ )71‬احْلَميم مُثَّ النَّار يُ ْس َجُرو َن (‪ )72‬مُثَّ ق َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يُض ُّل اللَّهُ‬ ‫ضلُّوا َعنَّا بَ ْل مَلْ نَ ُك ْن نَ ْدعُو م ْن َقْب ُل َشْيئًا َك َذل َ‬ ‫ُكْنتُ ْم تُ ْش ِر ُكو َن (‪ )73‬م ْن ُدون اللَّه قَالُوا َ‬
‫الْ َكافِ ِرين (‪َ )74‬ذلِ ُكم مِب َا ُكْنتُم َت ْفرحو َن يِف اأْل َر ِ ِ‬
‫اب‬‫ض بغَرْيِ احْلَ ِّق َومِبَا ُكْنتُ ْم مَتَْر ُحو َن (‪ْ )75‬اد ُخلُوا أ َْب َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ين (‪[ )76‬غافر‪، )]76-70/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َم ْث َوى الْ ُمتَ َكرِّب َ‬ ‫ين ف َيها فَبْئ َ‬‫َّم َخالد َ‬ ‫َج َهن َ‬
‫كذبوا بالقرآن والكتب السماوية اليت أنزهلا اهلل على رسله هلداية الناس‪ ،‬فسوف‬ ‫هؤالء املشركون الذين َّ‬
‫يعلم هؤالء املكذبون عاقبة تكذيبهم حني جُت عل األغالل يف أعناقهم‪ ،‬والسالسل يف أرجلهم‪ ،‬وتسحبهم‬
‫وحره‪ ،‬مث يف نار جهنم يوقد هبم‪.‬‬ ‫اشتد غليانه ُّ‬ ‫زبانية العذاب يف املاء احلار الذي َّ‬
‫توبيخا‪ ،‬وهم يف هذه احلال التعيسة‪ :‬أين اآلهلة اليت كنتم تعبدوهنا من دون اهلل؟ هل ينصرونكم‬ ‫مث قيل هلم ً‬
‫حل بكم إن استطاعوا‪ ،‬قال املكذبون‪ :‬غابوا عن عيوننا‪،‬‬ ‫اليوم؟ فادعوهم؛ لينقذوكم من هذا البالء الذي َّ‬
‫فلم ينفعونا بشيء‪ ،‬ويعرتفون بأهنم كانوا يف جهالة من أمرهم‪ ،‬وأن عبادهتم هلم كانت باطلة ال تساوي‬
‫ضل عنهم يف جهنم ما كانوا يعبدون يف الدنيا من دون اهلل‪ ،‬يضل اهلل‬ ‫شيئًا‪ ،‬كما أضل اهلل هؤالء الذين َّ‬
‫الكافرين به‪.‬‬
‫ذلكم العذاب الذي أصابكم إمنا هو بسبب ما كنتم عليه يف حياتكم الدنيا من غفلة‪ ،‬حيث كنتم‬
‫األشر والبَطَر والبغي على عباد اهلل‪.‬‬ ‫تفرحون مبا تقرتفونه من املعاصي واآلثام‪ ،‬ومبا أنتم عليه من َ‬
‫ادخلوا أبواب جهنم عقوبة لكم على كفركم باهلل ومعصيتكم له خالدين فيها‪ ،‬فبئست جهنم نزال‬
‫للمتكربين يف الدنيا على اهلل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت اجْل ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫يل هَلُ ْم أَيْ َن َما‬ ‫ين (‪َ )91‬وق َ‬ ‫يم ل ْلغَا ِو َ‬
‫وقال يف الكفرة املشركني املسوين آهلتهم برب العاملني‪َ ( :‬وبُِّر َز َ ُ‬
‫صُرو َن (‪ )93‬فَ ُكْب ِكبُوا فِ َيها ُه ْم َوالْغَ ُاوو َن (‪)94‬‬ ‫ون اللَّ ِه هل يْنصرونَ ُكم أَو يْنتَ ِ‬
‫َ ْ َ ُُ ْ ْ َ‬
‫ُكْنتُم َتعب ُدو َن (‪ِ )92‬من د ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُْ‬

‫‪362‬‬
‫ني (‪ )97‬إِ ْذ‬ ‫ضاَل ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجنُود إِبلِيس أَمْج عو َن (‪ )95‬قَالُوا وهم فِيها خَي ْتَ ِ‬
‫ص ُمو َن (‪ )96‬تَاللَّه إِ ْن ُكنَّا لَفي َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ َُ‬
‫َضلَّنَا إِاَّل الْ ُم ْج ِر ُمو َن (‪[ )99‬الشعراء‪، )]99-91/‬‬ ‫ِ‬ ‫نُ َس ِّوي ُك ْم بَِر ِّ‬
‫ني (‪َ )98‬و َما أ َ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬
‫ِ‬ ‫ألهلِها ال َك َفر ِة الطُّغَ ِاة الغَا ِوين ‪ ،‬لتكون مِب َرأى الع ِ‬
‫يل‬
‫ذلك تَعج ٌ‬ ‫ني ِمْن ُه ْم ‪ ،‬ويف َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ْ‬ ‫َّم ‪ ،‬وأُظْ ِهَر ْ‬ ‫ت َجهن ُ‬ ‫وأُبْ ِر َز ْ‬
‫حِلَ ْسَرهِتِ ْم و َغ ِّم ِه ْم ‪.‬‬
‫أصنَ ٍام وأنْ َد ٍاد؟‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من دون اهلل م ْن ْ‬ ‫نتم َت ْعبُ ُدو َن ُه ْم ْ‬
‫الذين ُك ْ‬ ‫َين اآلهلةُ َ‬ ‫أله ِل النَّار َت ْق ِريعاً وَت ْوبِيخاً ‪ :‬أ َ‬ ‫يل ْ‬ ‫وق َ‬
‫فه ْل‬ ‫اهلل تَعاىل ‪ ،‬وَتعتَ ِق ُدو َن أنَّهم سي ْش َفعون لَ ُكم َ ِ‬ ‫دون ِ‬ ‫الدنْيا من ِ‬ ‫ل َق ْد ُكْنتُ ْم أ ْنتُ ْم َت ْعبُ ُدو َن ُه ْم يف ُّ‬
‫عند اهلل ‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ََ ُ‬ ‫ْ‬
‫اهلل عن ُك ْم أو َع ْن أن ُف ِس ِه ْم؟‬ ‫يستَ ِطيعو َن اليوم نَصر ُكم أو نَصر أَْن ُف ِس ِهم؟ وهل يستطيعو َن أن ي ْد َفعوا عذاب ِ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َد َع ْو ُه ْم‬ ‫عض ( ُكْبكبُوا ) ُه ْم وقَ َاد ُت ُه ْم و ُكرَب ُاؤ ُه ْم ‪ ،‬الذ َ‬ ‫وق بَ ٍ‬ ‫ض ُهم فَ َ‬ ‫َّم َعلَى ُو ُجوه ِه ْم ‪ْ ،‬بع ُ‬ ‫فأَلْ ُقوا يف َج َهن َ‬
‫ص ُاروا مَجِ يعاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِىل الش ِّْر ِك ‪.‬وقُ ِذ َ‬
‫الذين كانُوا يُِز ِّينُون هَلُ ُم الش ِّْر َك َواملََعاص َي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫يس َ‬ ‫جنود إبْل َ‬‫ف يف النَّا ِر َم َع ُه ْم ُ‬
‫يف النَّا ِر ‪.‬فَي ُقولُو َن مع ِ فِني خِب ََطً;ًَئِ ِهم ‪ ،‬وهم يتَخاصمو َن يف النَّا ِر مع من أَضلُّوهم ِمن معبوداهِتِم ِ‬
‫‪.‬واهلل لََق ْد‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ُْ َ‬ ‫ْ ُْ َ َ َُ‬ ‫ُ ْرَت َ‬
‫اضح ٍة ‪ِ ،‬إذ استجبنَا لَ ُكم ُّأيها املعبودو َن ‪ ،‬وعظَّمنَا ُكم َتع ِظيم املعب ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ود احلَ ِّق ‪،‬‬ ‫ْ ْ ْ َ َْ ُ‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ‬ ‫َْ َْ‬ ‫ور ٍة َجليَّة َو َ‬ ‫صَ‬ ‫ني بِ ُ‬ ‫ضالِّ َ‬ ‫ُكنَّا َ‬
‫اق العِبَ َاد ِة ‪.‬‬‫ب العالَ ِمني يف استِح ِ‬
‫وس ِّو ْينَا ُك ْم بَر ِّ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫اعة َسع ًريا (‪ )11‬إِ َذا َرأَْت ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫ب ب َّ‬ ‫اعة َوأ َْعتَ ْدنَا ل َم ْن َك َّذ َ‬ ‫وقال فيمن كذب بيوم الدين‪ ( :‬بَ ْل َك َّذبُوا ب َّ‬
‫الس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن م َك ٍ ِ ٍ ِ‬
‫ورا (‪)13‬‬ ‫ك ثُبُ ً‬ ‫ني َد َع ْوا ُهنَال َ‬ ‫ان بَعيد مَس عُوا هَلَا َتغَيُّظًا َو َزف ًريا (‪َ )12‬وإِ َذا أُلْ ُقوا مْن َها َم َكانًا َ‬
‫ضِّي ًقا ُم َقَّرن َ‬ ‫َْ‬
‫ورا َكث ًريا (‪[ )14‬الفرقان‪) ]14-11/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا َواح ًدا َو ْادعُوا ثُبُ ً‬ ‫اَل تَ ْدعُوا الَْي ْو َم ثُبُ ً‬
‫كذبوا بيوم القيامة وما فيه من جزاء‪ ،‬وأعتدنا‬ ‫وما كذبوك؛ ألنك تأكل الطعام‪ ،‬ومتشي يف األسواق‪ ،‬بل َّ‬
‫نارا حارة تُ َس َّعر هبم‪.‬إذا رأت النار هؤالء املكذبني يوم القيامة من مكان بعيد‪ ،‬مسعوا‬ ‫ملن كذب بالساعة ً‬
‫صوت غلياهنا وزفريها‪ ،‬من شدة تغيظها منهم‪.‬وإذا أُلقوا يف مكان شديد الضيق من جهنم‪ -‬وقد قُِرنت‬
‫تيئيسا‪ ،‬ال تَ ْدعوا‬ ‫أيديهم بالسالسل إىل أعناقهم‪َ -‬د َع ْوا على أنفسهم باهلالك للخالص منها‪.‬فيقال هلم ً‬
‫غما‪ ،‬فال خالص لكم‪.‬‬ ‫اليوم باهلالك مرة واحدة‪ ،‬بل مرات كثرية‪ ،‬فلن يزيدكم ذلك إال ًّ‬
‫‪ )2‬عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك االلتزام بالضوابط الشرعية ‪ ،‬وقد‬
‫بني سبحانه هذه الصورة يف حوار أهل اجلنة مع أهل النار فقال سبحانه على لسان أهل اجلنة‪َ ( :‬ما‬
‫ك ِمن الْمصلِّني (‪ )43‬ومَل نَ ُ ِ ِ ِ‬
‫وض َم َع‬
‫ني (‪َ )44‬و ُكنَّا خَنُ ُ‬ ‫ك نُطْع ُم الْم ْسك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َسلَ َك ُك ْم يِف َس َقَر (‪ )42‬قَالُوا مَلْ نَ ُ َ ُ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني (‬
‫اعةُ الشَّافع َ‬ ‫ب بَِي ْوم الدِّي ِن (‪َ )46‬حىَّت أَتَانَا الْيَق ُ‬
‫ني (‪ )47‬فَ َما َتْن َفعُ ُه ْم َش َف َ‬ ‫ني (‪َ )45‬و ُكنَّا نُ َك ِّذ ُ‬ ‫اخْلَائض َ‬
‫‪[ )48‬املدثر‪)]48-42/‬‬
‫ِ‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم؟‬
‫ني َو ُه ْم النَّار ‪َ :‬ما الذي أ َْد َخلَ ُك ْم نَ َار َج َهن َ‬ ‫مُثَّ يَ ْسأَلُو َن املُ ْج ِرم َ‬

‫‪363‬‬
‫ين يُ َؤ ُّدو َن‬ ‫َّات قَائِلِني ‪ :‬إِنَّهم مَل ي ُكونُوا ِمن املؤ ِمنِ ِ‬ ‫وير ُّد املج ِرمو َن علَى سؤ ِال األَبرا ِر أَه ِل اجلن ِ‬
‫ني الذ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ َُ ُ ْ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ني ‪.‬‬‫ين حُيْسنُو َن إِىَل َخ ْل ِق اهلل ال ُف َقَراء ‪َ ،‬ومَلْ يَ ُكونُوا يُطْع ُمو َن املَ َساك َ‬ ‫الصلَوات ‪َ .‬وإن َُّه ْم مَلْ يَ ُكونُوا م َن الذ َ‬
‫واالستِ ْهَز ِاء ‪َ ،‬و َق ْو ِل‬ ‫ِِ ِ‬
‫وضو َن فيه م َن ال ُك ْف ِر ْ‬ ‫يما خَيُ ُ‬
‫ِ‬
‫وضو َن َم َع ُه ْم ف َ‬
‫ِ‬
‫َوإِن َُّه ْم َكانُوا يُ َشا ِر ُكو َن أ َْه َل البَاط ِل َفيَ ُخ ُ‬
‫ث والَ ِحس ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ حِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫يما الَ َي ْعلَ ُمو َن ‪َ .‬وإن َُّه ْم َكانُوا الَ يُ ْؤمنُو َن َ ْش ٍر َوالَ نَ ْش ٍر َوالَ َب ْع َ‬ ‫الزور ‪َ ،‬و َكانُوا َيتَ َكلَّ ُمو َن ف َ‬
‫ول‬ ‫َن َما َجاءَ بِِه َّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫اآلخَر ِة ‪َ ،‬ف َعلِ ُموا أ َّ‬
‫اهلل يِف ِ‬ ‫اآلخر ِة ‪ .‬حىَّت جاءهم املوت ‪ ،‬ورجعوا إِىَل ِ‬
‫َ َ َ َ ُ ْ َْ ُ َ َ َ ُ‬
‫اب يِف ِ‬ ‫‪ ،‬والَ ِع َق ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫ات َكافراً‬ ‫َن َم ْن َم َ‬ ‫اعةُ َشاف ٍع فيه ‪ ،‬أل َّ‬ ‫الص َفات فَِإنَّهُ الَ َتْن َفعُهُ َي ْو َم القيَ َامة َش َف َ‬
‫َح ٌّق ‪َ .‬و َم ْن َكا َن ُمْتصفاً َذه ِّ‬
‫َّار ‪َ ،‬و َيْب َقى َخالِداً فِ َيها ‪.‬‬
‫فَ َجَز ُاؤهُ الن ُ‬
‫تصد عن‬ ‫‪ )3‬طاعة رؤساء الضالل وزعماء الكفر فيما قرروه من مبادئ الضالل وخطوات الكفر اليت ُّ‬
‫ضنَا هَلُ ْم ُقَرنَاءَ َفَزيَّنُوا هَلُ ْم َما َبنْي َ أَيْ ِدي ِه ْم َو َما َخ ْل َف ُه ْم‬‫دين اهلل ومتابعة املرسلني‪ ،‬قال تعاىل يف هؤالء‪َ ( :‬و َقيَّ ْ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِمن َقْبلِ ِهم ِمن اجْلِ ِّن واإْلِ نْ ِ ِ‬
‫ين‬
‫ين (‪َ )25‬وقَ َال الذ َ‬ ‫س إن َُّه ْم َكانُوا َخاس ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َو َح َّق َعلَْي ِه ُم الْ َق ْو ُل يِف أ َُم ٍم قَ ْد َخلَ ْ ْ‬
‫هِل‬
‫ين َك َفُروا َع َذابًا َش ِد ً‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يدا‬ ‫َك َفُروا اَل تَ ْس َمعُوا ََذا الْ ُق ْرآَن َوالْغَ ْوا فيه لَ َعلَّ ُك ْم َت ْغلبُو َن (‪َ )26‬فلَنُذي َق َّن الذ َ‬
‫َّار هَلُ ْم فِ َيها َد ُار اخْلُْل ِد َجَزاءً مِب َا َكانُوا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َوأَ الَّذي َكانُوا َي ْع َملُو َن (‪َ )27‬ذل َ‬
‫ك َجَزاءُ أ َْع َداء اللَّه الن ُ‬ ‫َولَنَ ْج ِز َين ُ‬
‫َّه ْم أ ْ‬
‫بَِآيَاتِنَا جَيْ َح ُدو َن (‪[ )28‬فصلت‪) ]28-25/‬‬
‫ني أَيْ ِدي ِه ْم ِم ْن‬ ‫ني اجلِ ِّن َوا ِإلنْ ِ‬‫اط ِ‬‫وي َّسر اهلل َتعاىَل هِل ؤالَ ِء ال َكافِ ِرين أَخ َداناً وأَْقراناً ِمن َشي ِ‬
‫س ‪َ ،‬فَز َّينُوا هَلُ ْم َما بَ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َُ‬
‫ات ‪ ،‬وما خ ْل َفهم ِمن أَم ِر ِ‬
‫اآلخَر ِة ‪ ،‬فَ َح َّسنُوا هَلُ ْم أ َْع َماهَلُ ْم َفلَ ْم‬ ‫اع الشَّهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ْنيا ِمن َّ ِ‬
‫ََ َ ُ ْ ْ ْ‬ ‫الضالَلَة َوال ُك ْفر واتِّبَ ِ َ َ‬ ‫أ َْم ِر ُّ َ َ‬
‫ني ‪ ،‬وأَوحوا إِلَْي ِهم إِنَّهُ الَ جنَّةَ والَ نَار والَ ِحساب ‪َ ،‬فوجب َعلَي ِهم ِمن الع َذ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اب َما‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َيَر ْوا أَْن ُف َس ُه ْم إالَ حُمْسن َ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫هِِلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ مِم‬ ‫ِ‬
‫استَ َحقُّوا‬ ‫َّما ِر ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ين َك َفُروا م ْنٌَ َقْبل ِه ْم َّْن َف َعلُوا مثْ َل أَْف َعا ْم ‪ ،‬فَ َكانُوا مَج يعاً يِف اخلَ َسا ِر والد َ‬ ‫ب َعلَى الذ َ‬ ‫َو َج َ‬
‫الد ْنيا ِ‬
‫واآلخَر ِة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ي يِف ُّ َ‬ ‫اللَّ ْع َن واخل ْز َ‬
‫ض ‪ :‬إِ َذا‬ ‫ض ُه ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫ادوا إِلَيه ‪َ ،‬وقَ َال َب ْع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َبْيَن ُه ْم بِأَالَ يُ ْؤمنُوا بِال ُق ْرآن ‪َ ،‬وأَالَ َيْن َق ُ‬
‫ِ‬
‫ين َك َفُروا ف َ‬
‫ِ‬
‫اصى الذ َ‬ ‫َوَت َو َ‬
‫الص ِف ِري ‪. .‬‬
‫ِّع ِر ‪ ،‬أَ ِو ال َكالَِم أَ ِو َّ‬ ‫اط ِل بِرفْ ِع َّ ِ‬
‫الص ْوت بِالْش ْ‬ ‫ْ‬
‫صتُوا لَه ‪ ،‬وعا ِرضوه بِاللَّ ْغ ِو والب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬
‫تُلِي ال ُقرآ ُن الَ ُتْن ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ ُكونُو َن أَْنتُ ْم الغَال َ‬
‫بني ‪.‬‬
‫ويتهدَّد اهلل تعاىَل هؤالَ ِء ال َكافِ ِرين بِأَنَّه سي ِذيقهم ع َذاباً الَ مُتْ ِكن ا ِإلحاطَة بِوص ِف ِه ‪ ،‬وسيج ِزي ِهم بِأَسوأِ‬
‫ُ َ ُ َ ْ َ ََ ْ ْ ْ َ‬ ‫َ ُ َُ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ ََ َ ُ ُ َ َ َ ُ‬
‫هِلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصاحِلَةَ يِف ُّ‬ ‫أ َْع َماهِلِ ْم ‪ ،‬أل َّ‬
‫َحبَطَ َها الش ِّْر ُك َوأ َْهلَ َك َها َومَلْ َيْب َق هَلُ ْم م ْن أ َْع َما ْم إالَّ ال َقب ُ‬
‫يح‬ ‫الد ْنيَا أ ْ‬ ‫َن أ َْع َماهَلُ ْم َّ‬
‫السيِّئ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ات ‪.‬‬ ‫ك فَِإن َُّه ْم الَ جُيَ َاز ْو َن إِالَّ َعلَى َّ َ‬ ‫السيِّ ُئ َول َذل َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي أَعدَّه اهلل أل ْ ِِ‬ ‫يد ‪ِ ،‬‬ ‫و َذلِك اجلزاء الش ِ‬
‫ين أَبَداً‬ ‫الع َذاب َخالد َ‬ ‫َّار يُ َع َّذبُو َن ف َيها ‪َ ،‬و َيْب َق ْو َن يِف َ‬‫َع َدائه ‪ُ ،‬ه ِو الن ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َّد ُ‬ ‫َ َ ََ ُ‬
‫اهلل ‪ ،‬واستِكْبا ِر ِهم عن مَس ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫ود ِهم بِآي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َها ‪.‬‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ‬ ‫‪َ ،‬وه َي َجَز ُاؤ ُه ْم َعلَى ُك ْف ِره ْم َو ُج ُح ْ َ‬

‫‪364‬‬
‫ص ًريا (‬ ‫وقال تعاىل‪ ( :‬إِ َّن اللَّه لَعن الْ َكافِ ِرين وأَع َّد هَل م سعِريا (‪ )64‬خالِ ِدين فِيها أَب ًدا اَل جَيِ ُدو َن ولِيًّا واَل نَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُْ َ ً‬ ‫َ ََ‬
‫الر ُسواَل (‪َ )66‬وقَالُوا َربَّنَا إِنَّا أَطَ ْعنَا‬ ‫وه ُه ْم يِف النَّا ِر َي ُقولُو َن يَا لَْيَتنَا أَطَ ْعنَا اللَّهَ َوأَطَ ْعنَا َّ‬
‫ب ُو ُج ُ‬ ‫‪َ )65‬ي ْو َم ُت َقلَّ ُ‬
‫اب َوالْ َعْن ُه ْم لَ ْعنًا َكبِ ًريا (‪)68‬‬ ‫السبِياَل (‪ )67‬ربَّنَا آَهِتِم ِض ْع َفنْي ِ ِمن الْع َذ ِ‬ ‫َضلُّونَا َّ‬ ‫َس َاد َتنَا َو ُكَبَراءَنَا فَأ َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫[األحزاب‪)]68-64/‬‬
‫اآلخَر ِة نَاراً َتت َِّق ُد‬ ‫إِ َّن اهلل َتعاىل لَعن ال َكافِ ِرين ‪ ،‬وأَبع َدهم ِمن ُك ِّل خ ٍري ‪ ،‬وطَردهم ِمن رمْح تِ ِه ‪ ،‬وأَع ّد هَل م يِف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََُ ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َْ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أَبَداً ‪ ،‬ال حَيُولُو َن َعْن َها َوالَ َيُزولُو َن ‪َ ،‬وال جَيِ ُدو َن هَلُم نَاصراً م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫َّم َخالد َ‬ ‫‪.‬و َيْب َق ْو َن نَار َج َهن َ‬ ‫َوَتتَ َس َّعُر َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫رهم ‪َ ،‬ويُْنق ُذ ُه ْم م ْن َع َذاب اهلل ‪ ،‬حني ُت َقلَّ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪.‬و ُه ْم الَ جَي ُدو َن َوليّاً َوالَ نَصرياً َيْن ُ‬ ‫بَأْ ِس اهللَ َو َع َذابِه َ‬
‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ب إِىل َجانِ ٍ‬ ‫وه ُهم يِف النَّا ِر ِم ْن َجانِ ٍ‬
‫ب اللَّ ْح ُم َف ْو َق النَّار ‪َ ،‬وحينَئذ َي ُقولُو َن ُمتَ َح ِّس ِر َ‬
‫ين‬ ‫آخَر ‪َ ،‬ك َما يُ َقلَّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وحَتْ ِذي ٍر ِم ْن َع َذابِِه ‪َ ،‬ولَ ْو‬
‫وة إِىل ِ‬ ‫الدنْيا ‪ِ ،‬من دع ٍ‬
‫ْ َْ‬ ‫يما َجاءَنا ِبه يف َحيَاتنا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ :‬يَا لْيتَنا أَطَ ْعنَا اهللَ َو َر ُسولَهُ ف َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬والَ َم ْن‬ ‫أَنّنا أَطْعنا اهلل ورسولَه لَما ُكنّا اليوم َنَت َقلَّب يف نَا ِر جهنَّم ‪ ،‬وال جَنِ ُد لَنَا مسن يْن ِق ُذنَا ِمن بأْ ِس ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ ََ ُ ُ َ‬
‫جُيِ ريُنا ِم ْن َع َذابِِه‪.‬‬
‫الضالَ ِلة ‪َ ،‬و ُكَبَراءَنا‬ ‫َّم ‪َ :‬ربَّنا إِننا أَطَ ْعنا أَئِ َّمتَنا يف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َذاب يف نَار َج َهن َ‬ ‫اسو َن ش َّد َة َ‬ ‫َوقَ َال ال َكافُرو َن ‪َ ،‬و ُه ْم يُ َق ُ‬
‫ض ُّل طَ ِريق اهل َدى واحل ِّق ِ‬
‫وح َدانِيِّتِ َ‬
‫ك‬ ‫ك َوإِىل ا ِإل ْقَرا ِر بِ ْ‬ ‫ان بِ َ‬‫الذي يؤ ِّدي إىل ا ِإلميَ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫اف َقو ِمنا ‪ ،‬فَجعلُونا نَ ِ‬
‫ََ‬ ‫‪َ ،‬وأَ ْشَر َ ْ‬
‫اخ ِز ِه ْم َواطُْر ْد ُه ْم‬ ‫ضال ْم إِيَّانا ‪ُ ،‬‬
‫الله َّم َو ْ‬
‫ني ‪ :‬مَّر ًة لِ ُك ِف ِر ِهم بِك ‪ ،‬ومَّر ًة ِإل ْ هِلِ‬
‫ْ َ ََ‬
‫ِ‬
‫ذاب َمَّرت ِ َ‬ ‫الع َ‬ ‫ف هَلُ ُم َ‬ ‫َضعِ ْ‬ ‫‪َ .‬ربَّنا َوأ ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِم ْن َرمْح َتِ َ‬
‫‪ )4‬النفاق ‪ :‬وعد اهلل املنافقني النار ‪ ،‬وهو وعد قطعه على نفسه ال خيلفه‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬و َع َد اللَّهُ‬
‫يم (‪)68‬‬ ‫ات والْ ُكفَّار نَار جهنَّم خالِ ِدين فِيها ِهي حسبهم ولَعنهم اللَّه وهَل م ع َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب ُمق ٌ‬ ‫ني َوالْ ُمنَاف َق َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ََ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ ٌ‬ ‫الْ ُمنَافق َ‬
‫[التوبة‪)]68/‬‬
‫ات وال ُكفَّا ِر نَار جهنَّم ‪ ،‬ووع َدهم هِب ا علَى سو ِء ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫صنيع ِه ْم الذي ذَ َكَرهُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُْ َ‬ ‫ني َواملُنَاف َق َ‬ ‫َوقَ َد أ ََع َّد اهللُ َت َعاىَل ل ْل ُمنَافق َ‬
‫اب َما يَك ِْفي ِه ْم ( َح ْسُب ُه ْم ) ‪،‬‬ ‫اهلل َتعاىَل َعْنهم ‪ ،‬وسيم ُكثُو َن فِيها خُمَلَّ ِدين أَبداً ‪ ،‬وهَلُم فِيها ِمن اجلَز ِاء والع َذ ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ََ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫جوه ُه ْم‬ ‫اب جهنَّم ‪َ :‬ك َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولَعَنهم اهلل ‪ ،‬وطَردهم ِمن رمْح تِ ِه ‪ ،‬وهَل م ع َذاب م ِق ِ‬
‫الس ُموم َيْل َف َح َو َ‬ ‫يم َدائ ٌم َغْيَر َع َذ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َ ُْ َ ُ ُ ٌ‬
‫ص َهُر َما يِف بُطُوهِنِ ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬واحلَمي ِم يَ ْ‬
‫وبني سبحانه موقعهم يف النار وهو الدرك األسفل من النار وهو أكثر الدركات عذابا وحرا‪ ( :‬إِ َّن‬
‫ص ًريا (‪[ )145‬النساء‪)]145/‬‬ ‫الْمنَافِ ِقني يِف الدَّر ِك اأْل َس َف ِل ِمن النَّا ِر ولَن جَتِ َد هَل م نَ ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َتعاىَل َّ ِ ِ‬
‫َح ٌد‬‫صَر ُه ْم أ َ‬ ‫َس َف ِل طََب َقات ( َد َر َكات ) نَار َج َهن َ‬
‫َّم ‪َ ،‬ولَ ْن َيْن ُ‬ ‫ني َسيَ ُكو ُن َمصريُ ُه ْم يِف أ ْ‬ ‫إن املُنَافق َ‬ ‫َي ُق ُ َ‬
‫اب ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫ِمن َع َذ ِ‬
‫ْ‬

‫‪365‬‬
‫إنه مصري يتفق مع ثقلة األرض اليت تلصقهم بالرتاب ‪ ،‬فال ينطلقون وال يرتفعون ‪ ،‬ثقلة املطامع والرغائب‬
‫‪ ،‬واحلرص واحلذر ‪ ،‬والضعف واخلور! الثقلة اليت هتبط هبم إىل مواالة الكافرين ومداراة املؤمنني ‪.‬‬
‫والوقوف يف احلياة ذلك املوقف املهني ‪ { :‬مذبذبني بني ذلك ‪ .‬ال إىل هؤالء وال إىل هؤالء } ‪. .‬فهم‬
‫كانوا يف احلياة الدنيا يزاولون هتيئة أنفسهم وإعدادها لذلك املصري املهني يف { الدرك األسفل من النار‬
‫} ‪ . .‬بال أعوان هنالك وال أنصار ‪ . .‬وهم كانوا يوالون الكفار يف الدنيا ‪ ،‬فأىن ينصرهم الكفار؟‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫استَكَْبُروا َعْن َها‬ ‫ين َك َّذبُوا بَِآيَاتنَا َو ْ‬ ‫‪ )5‬الكرب ‪ :‬وهذه صفة يتصف هبا عامة أهل النار ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬والذ َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن (‪[ )36‬األعراف‪)]36/‬‬ ‫َص َح ُ‬‫كأ ْ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫اع َما َجاءَ فِ َيها ‪،‬‬ ‫استَكَْبُروا َع ْن َقبُوهِل ا ‪َ ،‬و َع ِن اتِّبَ ِ‬ ‫اهلل املَنَّزلَِة علَى أ ِ ِ ِ‬
‫َحد ُر ُسله ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ات ِ‬ ‫الذين َك َفروا بِآي ِ‬
‫أ ََّما َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬ ‫العم ِل مِب َا فِ َيها ‪َ . . .‬ف َه ُؤالَ ِء َسيَ ُكونُو َن ِم ْن أ ْ ِ ِ‬
‫ين أَبَداً‬ ‫َص َحاب النَّار أَبداً ‪ ،‬الَ مَيُوتُو َن َوالَ حَيْيَو َن ( َخالد َ‬ ‫َو َع ِن َ َ‬
‫)‪.‬‬
‫ت َه ِذ ِه يَ ْد ُخلُىِن اجْلَبَّ ُارو َن‬ ‫َّار َواجْلَنَّةُ َف َقالَ ْ‬ ‫ِ‬
‫احتَ َّجت الن ُ‬ ‫ول اللَّه ‪ْ « - -‬‬
‫وعن أَىِب هرير َة قَ َال قَ َال رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ‬
‫ك‬ ‫ت َع َذاىِب أ َُع ِّذب بِ ِ‬ ‫ت ه ِذ ِه ي ْدخلُىِن الضُّع َفاء والْمساكِني َف َق َال اللَّه عَّز وج َّل هِل ِذ ِه أَنْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ََ َ‬ ‫َ َُ ََ ُ‬ ‫َوالْ ُمتَ َكِّبُرو َن‪َ .‬وقَالَ ْ َ َ ُ‬
‫َشاء ولِ ُك ِّل و ِ‬
‫اح َد ٍة‬ ‫ِِ‬ ‫هِل ِ ِ ِ‬ ‫ُصيب بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َشاءُ ‪َ -‬وقَ َال َذه أَنْت َرمْح َىِت أ َْر َح ُم بك َم ْن أ َ ُ َ َ‬ ‫ك َم ْن أ َ‬ ‫َشاءُ ‪َ -‬و ُرمَّبَا قَ َال أ ُ‬ ‫َم ْن أ َ‬
‫‪1029‬‬
‫ِمْن ُك َما ِم ْل ُؤ َها »‪.‬‬
‫َّار ‪ :‬يَ ْد ُخلُيِن اجْلَبَّ ُارو َن‬ ‫ِ‬ ‫وعن أَيِب هرير َة ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ‪ ، ‬قَ َال ‪ :‬اختَ ِ‬
‫َّار ‪َ ،‬ف َقالَت الن ُ‬ ‫ص َمت اجْلَنَّةُ َوالن ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ َ‬
‫ُصيب بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫والْمتَ َكِّبرو َن ‪ ،‬وقَالَ ِ‬
‫ك‬ ‫َس َقاطُ ُه ْم ‪َ ،‬ف َق َال اللَّهُ للنَّار ‪ :‬أَنْت َع َذايِب أ ُ‬ ‫ض َع َفاءُ الن ِ‬
‫َّاس َوأ ْ‬ ‫ت اجْلَنَّةُ ‪ :‬يَ ْد ُخلُيِن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َشاءُ ‪َ ،‬وقَ َال ل ْل َجنَّة ‪ :‬أَنْت َرمْح َيِت أُص ُ‬
‫‪1030‬‬
‫َشاءُ ‪َ ،‬ول ُك ِّل َواح َدة مْن ُك َما م ْل ُؤ َها‪.‬‬ ‫يب بك َم ْن أ َ‬ ‫َم ْن أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار ‪َ ،‬ف َقالَت اجْلَنَّةُ ‪َ :‬ما بَايِل يَ ْد ُخلُيِن الْ ُف َقَراءُ‬ ‫احتَ َّجت اجْلَنَّةُ َوالن ُ‬ ‫وع ْن أَيِب ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ، ‬قَ َال ‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫ت رمْح َيِت أَرحم بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َم ْن‬ ‫ْ َُ‬ ‫َّار ‪َ :‬ما بَايِل يَ ْد ُخلُيِن اجْلَبَّ ُارو َن َوالْ ُمتَ َكِّبُرو َن ؟ َف َق َال اللَّهُ ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫ُّع َفاءُ ؟ َوقَالَت الن ُ‬ ‫َوالض َ‬
‫َشاء ‪ ،‬ولِ ُك ِّل و ِ‬
‫اح َد ٍة ِمْن ُه َّن ِم ْل ُؤ َها‪.‬‬ ‫ُص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َشاءُ ‪َ ،‬وقَ َال للنَّار ‪ :‬أَنْت َع َذايِب أ ُ‬
‫‪1031‬‬
‫يب بك َم ْن أ َ ُ َ َ‬ ‫أَ‬
‫ُخرِب ُ ُك ْم بِأ َْه ِل‬ ‫ول قَ َال رس ُ ِ‬ ‫ب اخْلُز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪ " ‬أَالَ أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫اع َّى َي ُق ُ‬ ‫ت َحا ِرثَةَ بْ َن َو ْه ٍ َ‬ ‫وع ْن َم ْعبَد بْ ِن َخالد قَ َال مَس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫اظ َزنِي ٍم ُمتَ َكرِّب » ‪.‬‬
‫ٍ ‪1032‬‬ ‫ف لَو أَقْسم علَى اللَّ ِه ألَبَّره أَالَ أُخرِب ُكم بِأَه ِل النَّا ِر ُك ُّل ج َّو ٍ‬
‫َ‬ ‫ُْ ْ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ض َّع ٍ ْ َ َ َ‬ ‫ضعِ ٍ‬
‫يف ُمتَ َ‬
‫ِ‬
‫اجْلَنَّة ُك ُّل َ‬

‫‪ - 1029‬صحيح مسلم (‪) 7351‬‬


‫‪ - 1030‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7476()518‬صحيح‬
‫‪ - 1031‬صحيح ابن حبان ‪( -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ )7477( )519‬صحيح‬
‫‪ - 1032‬صحيح مسلم (‪) 7368‬‬

‫‪366‬‬
‫اجلواظ ‪ :‬اجلموع املنوع الذى جيمع املال من أى جهة ومينع صرفه ىف سبيل اهلل ‪-‬الزنيم ‪ :‬دعى النسب‬
‫امللحق هبم‬
‫وه ُه ْم ُم ْسو َّدةٌ أَلَْي يِف‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم‬
‫س َج َهن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين َك َذبُوا َعلَى اللَّه ُو ُج ُ‬ ‫وهذا مصداق قوله تعاىل‪َ ( :‬و َي ْو َم الْقيَ َامة َتَرى الذ َ‬
‫ين (‪[ )60‬الزمر‪)]60;/‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َم ْث ًوى ل ْل ُمتَ َكرِّب َ‬
‫احبَةً أ َْو َش ِريكاً ‪ ،‬أ َْو َعبَ ُدوا‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فزعموا أَ ْن لَه ولَداً أَو ص ِ‬ ‫الذين َك َذبوا علَى ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َُ ْ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َوَتَرى يَا حُمَ َّم ُد َي ْو َم القيَ َامة ‪َ ُ َ ،‬‬
‫َّار لَِي ْل َقوا فِ َيها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلز ِي واحلَْزن وال َكآبَة ‪ ،‬مُثَّ يَ ُ‬
‫دخلُو َن الن َ‬
‫ِ‬
‫وه ُه ْم م َن ْ‬ ‫ت ُو ُج ُ‬ ‫اس َو َّد ْ‬
‫َم َع اهلل ُشَر َكاءَ ‪ . .‬اخل قَ ْد َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الذي يستَ ِحقُّونَه ‪ .‬أَو لَيست جهن ِ ِ‬ ‫الع َذاب ِ‬
‫ي واهلََوا َن‬ ‫َّم َكافيةً س ْجناًَ َو َم ْوئالً ل ْل ُمتَ َكرِّب َ‬
‫ين َفَيَر ْوا ف َيها اخل ْز َ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ ََ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِسبَ ِ‬
‫لح ِّق ‪.‬‬‫است ْعالَئ ِه ْم َع ِن االنْقيَاد ل َ‬
‫ب تَكَرُّبِ ه ْم َوجَتَرُّبِ ه ْم ‪َ .‬و ْ‬ ‫َ‬
‫ـــــــــ‬

‫‪367‬‬
‫المبحث الواحد واألربعون‬
‫أهم الجرائم التي تدخل النار‬

‫ُسئِ َل ابن تيمية ‪َ -‬رمِح َهُ اللَّهُ ‪َ : -‬ما َع َم ُل أ َْه ِل اجْلَن َِّة ؟ َو َما َع َم ُل أ َْه ِل النَّا ِر ؟ ‪.‬‬
‫الت ْق َوى ‪َ ،‬و َع َم ُل أ َْه ِل النَّا ِر الْ ُك ْفُر‬ ‫ني ‪َ " ،‬ع َم ُل أ َْه ِل اجْلَن َِّة " اإْلِ ميَا ُن َو َّ‬ ‫فَأَجاب ‪ :‬احْل م ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أ َْه ِل اجْلَنَّة اإْلِ ميَا ُن بِاَللَّه َو َماَل ئ َكته َو ُكتُبِه َو ُر ُسله َوالَْي ْوم اآْل خ ِر َواإْلِ ميَا ُن بِالْ َق َد ِر‬ ‫َع َم ُ‬ ‫ِ‬
‫صيَا ُن‪ ،‬فَأ ْ‬‫وق َوالْع ْ‬ ‫َوالْ ُف ُس ُ‬
‫الز َك ِاة‬
‫‪،‬وإِقَ ُام الصَّاَل ِة َوإِيتَاءُ َّ‬ ‫َن حُم َّم ًدا رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َّه َادتَان ‪َ :‬ش َه َادةُ أَ ْن اَل إلَهَ إاَّل اللَّهُ َوأ َّ َ َ ُ‬
‫خ ِ ِه و َشِّر ِه والش ِ‬
‫َرْي َ َ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ضا َن وح ُّج الْبي ِ‬
‫ص ْو ُم َر َم َ َ َ َ ْ‬ ‫َو َ‬
‫َوأَ ْن َت ْعبُ َد اللَّهَ َكأَنَّك َتَراهُ فَِإ ْن مَلْ تَ ُك ْن َتَراهُ فَِإنَّهُ َيَراك ‪.‬‬
‫‪،‬وبُِّر الْ َوالِ َديْ ِن‪َ ،‬و ِصلَةُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬وأ ََداءُ اأْل ََمانَة‪َ ،‬والْ َوفَاءُ بالْ َع ْهد َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْن " أ َْع َمال أ َْه ِل اجْلَنَّة " ‪ :‬ص ْد ُق احْلَديث َ‬
‫ِ‬
‫ني َوالَْب َهائِ ِم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َوالْ َم ْملُوك م َن اآْل َدميِّ َ‬ ‫اأْل َْر َح ِام‪ ،‬واإْلِ ْحسا ُن إىَل اجْلَا ِر والْيَتِي ِم والْ ِمس ِك ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬والْ َم َحبَّةُ لَهُ َولَر ُسوله‪َ ،‬و َخ ْشيَةُ اللَّه َو َر َجاءُ‬ ‫ص للَّه َوالت ََّو ُّك ُل َعلَْيه َ‬ ‫َوم ْن " أ َْع َمال أ َْه ِل اجْلَنَّة " اإْلِ ْخاَل ُ‬
‫الشكُْر لِنِ َع ِم ِه ‪.‬‬
‫‪،‬و ُّ‬ ‫ِِ‬
‫الصْبُر َعلَى ُحكْمه َ‬ ‫َرمْح َتِ ِه‪َ ،‬واإْلِ نَابَةُ إلَْي ِه‪َ ،‬و َّ‬
‫الر ْغبَةُ إلَْي ِه ‪َ .‬و ِم ْن " أ َْع َم ِال أ َْه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْن " أ َْع َمال أ َْه ِل اجْلَنَّة " ‪ :‬قَراءَةُ الْ ُق ْرآن‪َ ،‬وذ ْكُر اللَّه َو ُد َع ُاؤهُ َ‬
‫‪،‬و َم ْسأَلَتُهُ َو َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫اد يِف َسبِ ِيل اللَّه ل ْل ُكفَّا ِر َوالْ ُمنَافق َ‬ ‫اجْلَنَّة " ‪ :‬اأْل َْمُر بِالْ َم ْعُروف َوالن ْ‬
‫َّه ُي َع ِن الْ ُمْن َك ِر‪َ ،‬واجْل َه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬و َت ْع ُف َو َع َّم ْن ظَلَ َمك ؛ فَِإ َّن اللَّهَ‬ ‫َوم ْن " أ َْع َمال أ َْه ِل اجْلَنَّة " ‪ :‬أَ ْن تَص َل َم ْن قَطَ َعك‪َ ،‬و ُت ْعط َي َم ْن َحَر َمك َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫أَعدَّها { لِْلمت َِّقني (‪ )133‬الَّ ِذين يْن ِف ُقو َن يِف َّ ِ‬
‫َّاس َواللَّهُ‬ ‫ني َع ِن الن ِ‬ ‫ظ َوالْ َعاف َ‬ ‫ني الْغَْي َ‬ ‫السَّراء َوالضََّّراء َوالْ َكاظم َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ني (‪[} )134‬آل عمران‪.]134 ،133/‬‬ ‫ِِ‬ ‫حُيِ ُّ‬
‫ب الْ ُم ْحسن َ‬
‫َع َم ِال‬ ‫و ِمن " أَعم ِال أَه ِل اجْل ن َِّة " ‪ :‬الْع ْد ُل يِف مَجِ ي ِع اأْل ُمو ِر‪ ،‬وعلَى مَجِ ي ِع اخْل ْل ِق حىَّت الْ ُكفَّا ِر ‪ .‬وأَمث ُ ِ ِ‬
‫ال َهذه اأْل ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ ْ َ‬
‫‪.‬‬
‫ب َواخْلِيَانَِة‬ ‫الرس ِل والْ ُك ْف ِر واحْل س ِد والْ َك ِذ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َوأ ََّما " َع َم ُل أ َْه ِل النَّار " ‪ :‬فَمثْ ُل اإْلِ ْشَراك باَللَّه َوالتَّكْذيب ب ُّ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫الر ِح ِم واجْل ِ ع ِن اجْلِه ِاد والْبخ ِل ‪،‬واختِاَل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫والظُّْل ِم والْ َفو ِ‬
‫‪،‬والْيَأْ ِس‬ ‫السِّر َوالْ َعاَل نيَة َ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ش َوالْغَ ْد ِر َوقَط َيعة َّ َ ُنْب َ َ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫اح ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ِّع ِم ‪َ ،‬و َت ْر ِك َفَرائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬والْ َف ْخ ِر َوالْبَطَ ِر عْن َد الن َ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َر ْو ِح اللَّه‪َ ،‬واأْل َْم ِن م ْن َم ْك ِر اللَّه‪َ ،‬واجْلََز ِع عْن َد الْ َم َ‬
‫ِ‬
‫وق ُدو َن اخْلَالِ ِق‪،‬‬ ‫وق دو َن اخْلَالِ ِق‪ ،‬ورج ِاء الْمخلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ََ َ َ ْ‬ ‫‪،‬و َخ ْوف الْ َم ْخلُ ُ‬ ‫اللَّه‪َ ،‬و ْاعت َداء ُح ُدوده َوانْت َهاك ُحُر َماته َ‬
‫وق يِف‬ ‫السن َِّة ‪ ،‬وطَاع ِة الْمخلُ ِ‬
‫اب َو ُّ َ َ َ ْ‬ ‫وق ُدو َن اخْلَالِ ِق‪ ،‬والْعم ِل ِرياء ومُسْعةً ‪،‬وخُمَالََف ِة الْ ِكتَ ِ‬ ‫والتَّو ُّك ِل علَى الْمخلُ ِ‬
‫َ َ َ َْ‬
‫َ ََ َ ً َ َ َ‬
‫ب إظْ َه ُارهُ ِم ْن‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِل ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫صي ِة اخْلَالِ ِق‪ ،‬والتَّع ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صب بالْبَاط ِل‪َ ،‬وا ْست ْهَزاء بآيَات اللَّه‪َ ،‬و َج ْحد احْلَ ِّق‪َ ،‬والْكْت َمان ل َما جَي ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َم ْع َ‬
‫ِع ْل ٍم َو َش َه َاد ٍة ‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫س الَّيِت َحَّر َم اللَّهُ بِغَرْيِ احْلَ ِّق َوأَ ْك ُل َم ِال الْيَتِي ِم‬ ‫وق الْ َوالِ َديْ ِن َو َقْت ُل َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫الس ْحُر َوعُ ُق ُ‬ ‫َو ِم ْن " َع َم ِل أ َْه ِل النَّا ِر " ِّ‬
‫يل " اجْلُ ْملََتنْي ِ " اَل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف الْمح ِ ِ ِ‬ ‫الربا ‪،‬والْ ِفرار ِمن َّ ِ‬
‫صنَات الْغَافاَل ت الْ ُم ْؤمنَات ‪َ .‬و َت ْفص ُ‬ ‫الز ْحف‪َ ،‬وقَ ْذ ُ ُ ْ َ‬ ‫‪،‬وأَ ْك ُل ِّ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة اللَّه َو َر ُسوله و" أ َْع َم َال أ َْه ِل النَّا ِر " ُكلَّ َها تَ ْد ُخ ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مُيْك ُن ؛ لَك َّن " أ َْع َم َال أ َْه ِل اجْلَنَّة " ُكلَّ َها تَ ْد ُخ ُل يِف طَ َ‬
‫ين فِ َيها‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬
‫َم ْعصيَة اللَّه َو َر ُسوله ‪َ { :‬و َم ْن يُط ِع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ يُ ْدخ ْلهُ َجنَّات جَتْ ِري م ْن حَتْت َها اأْل َْن َه ُار َخالد َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬
‫ودهُ يُ ْدخ ْلهُ نَ ًارا َخال ًدا ف َيها َولَهُ َع َذ ٌ‬ ‫ص اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َو َيَت َع َّد ُح ُد َ‬ ‫يم (‪َ )13‬و َم ْن َي ْع ِ‬ ‫ك الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬ ‫َو َذل َ‬
‫ني (‪[ )14‬النساء‪َ } ]14-13/‬واَللَّهُ أ َْعلَ ُم ‪.1033‬‬ ‫ُم ِه ٌ‬
‫وبني الرسول ‪ ‬مجاع الذنوب اليت تدخل النار ‪ ،‬ففي صحيح مسلم‬
‫ات َي ْوٍم ىِف ُخطْبَتِ ِه « أَالَ إِ َّن َرىِّب أ ََمَرىِن أَ ْن‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عن ِعي ِ مِح‬
‫ول اللَّه ‪ - -‬قَ َال َذ َ‬ ‫اض بْ ِن َا ٍر الْ ُم َجاشع ِّى أ َّ َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ت ِعبَ ِادى ُحَن َفاءَ ُكلَّ ُه ْم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مِم‬
‫أ َُعلِّ َم ُك ْم َما َج ِه ْلتُ ْم َّا َعلَّ َمىِن َي ْومى َه َذا ُك ُّل َمال حَنَْلتُهُ َعْب ًدا َحالَ ٌل َوإِىِّن َخلَ ْق ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت هَلُ ْم َوأ ََمَر ْت ُه ْم أَ ْن يُ ْش ِر ُكوا ىِب َما مَلْ‬ ‫َحلَْل ُ‬‫ت َعلَْي ِه ْم َما أ ْ‬ ‫اجتَالَْت ُه ْم َع ْن دين ِه ْم َو َحَّر َم ْ‬ ‫ني فَ ْ‬ ‫َوإِن َُّه ْم أََتْت ُه ُم الشَّيَاط ُ‬
‫ض فَم َقَتهم َعربهم و َعجمهم إِالَّ ب َقايا ِمن أ َْه ِل الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب َوقَ َال‬ ‫أُنْ ِز ْل به ُس ْلطَانًا َوإ َّن اللَّهَ نَظََر إىَل أ َْه ِل األ َْر ِ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ك كِتَابًا الَ َي ْغ ِسلُهُ الْ َماء َت ْقر ُؤهُ نَائِ ًما َو َي ْقظَا َن َوإِ َّن اللَّهَ أ ََمرىِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ت َعلَْي َ‬‫ك َوأَْنَزلْ ُ‬ ‫ك َوأ َْبتَل َى بِ َ‬ ‫ك أل َْبتَليَ َ‬ ‫إِمَّنَا َب َعثْتُ َ‬
‫ِ‬
‫وك َوا ْغُز ُه ْم‬ ‫استَ ْخَر ُج َ‬ ‫استَ ْخ ِر ْج ُه ْم َك َما ْ‬ ‫ب إِ ًذا َي ْثلَغُوا َرأْسى َفيَ َدعُوهُ ُخْبَز ًة قَ َال ْ‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫ُحِّر َق ُقَريْ ًشا َف ُق ْل ُ‬ ‫أَ ْن أ َ‬
‫ِ مِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك‪ .‬قَ َال َوأ َْه ُل‬ ‫صَ‬ ‫ك َم ْن َع َ‬ ‫اع َ‬ ‫ث مَخْ َسةً م ْثلَهُ َوقَات ْل َ ْن أَطَ َ‬ ‫ث َجْي ًشا َنْب َع ْ‬ ‫ك َو ْاب َع ْ‬ ‫نُ ْغ ِز َك َوأَنْف ْق فَ َسُنْنف َق َعلَْي َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِّق موفَّق ورجل ر ِحيم رقِيق الْ َق ْل ِ ِ ِ‬ ‫ان ُم ْق ِس ٌ‬ ‫اجْل ن َِّة ثَالَثَةٌ ذُو س ْلطَ ٍ‬
‫يف‬‫ب ل ُك ِّل ذى ُقْرىَب َو ُم ْسل ٍم َو َعف ٌ‬ ‫صد ٌ ُ َ ٌ َ َ ُ ٌ َ ٌ َ ُ‬ ‫ط ُمتَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين ُه ْم فِي ُك ْم َتَب ًعا الَ َيْتَبعُو َن‬ ‫َّ ِ‬
‫يف الذى الَ َز ْبَر لَهُ الذ َ‬
‫متعفِّف ذُو ِعي ٍال ‪ -‬قَ َال ‪ -‬وأَهل النَّا ِر مَخْسةٌ الضَّعِ َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ٌ‬
‫صبِ ُح َوالَ مُيْ ِسى إِالَّ َو ُه َو‬ ‫ِ ِ‬
‫أ َْهالً َوالَ َماالً َواخْلَائ ُن الَّذى الَ خَي ْ َفى لَهُ طَ َم ٌع َوإِ ْن َد َّق إِالَّ َخانَهُ َو َر ُج ٌل الَ يُ ْ‬
‫ك »‪.1034‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َو َمال َ‬ ‫ك َع ْن أ َْهل َ‬ ‫خُيَادعُ َ‬
‫يثلغ ‪ :‬يكسر ‪-‬اجتال ‪ :‬أضل ‪-‬الزبر ‪ :‬العقل ‪-‬الشنظري ‪ :‬سيئ اخللق ‪-‬نغزك ‪ :‬نعينك‬
‫ول اللَّ ِه ‪": ‬إِ َّن اللَّهَ أ ََمَريِن أَ ْن أ َُعلِّ َم ُك ْم َما َج ِه ْلتُ ْم مِم َّا َعلَّ َميِن‬ ‫اشعِ ِّي‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫اض بن مِح ا ٍر الْمج ِ‬
‫َ َُ‬ ‫وع ْن ِعيَ ِ‬ ‫َ‬
‫ت ِعبَ ِادي ُحَن َفاءَ ُكلَّ ُه ْم فَأََتْت ُه ُم‬ ‫الل‪َ ،‬وإِيِّن َخلَ ْق ُ‬‫َي ْو ِمي َه َذا‪َ ،‬وإِنَّهُ قَ َال‪ُ :‬ك ُّل َم ٍال حَنَْلتُهُ ِعبَ ِادي َف ُه َو هَلُ ْم َح ٌ‬
‫ت هَلُ ْم‪َ ،‬وأ ََمَر ْت ُه ْم أَ ْن يُ ْش ِر ُكوا يِب َما مَلْ أَُنِّز ْل بِِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َحلَْل ُ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َما أ ْ‬ ‫اجتَالَْت ُه ْم َع ْن دين ِه ْم‪َ ،‬و َحَّر َم ْ‬ ‫ني فَ ْ‬
‫الشَّيَاط ُ‬
‫اب‪َ ،‬وإِ َّن اللَّهَ أ ََمريِن‬ ‫ض فَم َقَتهم َعربهم و َعجمهم إِال ب َقايا ِمن أ َْه ِل الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُس ْلطَانًا‪َ ،‬وإ َّن اللَّهَ نَظََر إىَل أ َْه ِل األ َْر ِ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ك أل َْبتَليَ َ‬ ‫ب‪ ،‬إِن َُّه ْم إِذًا َي ْثلَغُوا َرأْ ِسي َحىَّت يَ َدعُوهُ ُخْبَز ًة‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬إِمَّنَا َب َعثْتُ َ‬ ‫ت‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫أَ ْن أَ ْغُز َو ُقَريْ ًشا‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ك كِتَابًا ال َي ْغ ِسلُهُ الْ َماءُ َت ْقَر ُؤهُ يِف الْ َمنَ ِام َوالَْي َقظَِة‪ ،‬فَا ْغُز ُه ْم يُعَِّز َك اللَّهُ َوأَنِْف ْق‬ ‫ت َعلَْي َ‬ ‫ك‪َ ،‬وقَ ْد أَْنَزلْ ُ‬
‫ِ‬
‫َوأ َْبتَل َي بِ َ‬
‫‪ - 1033‬جمموع الفتاوى ‪( -‬ج ‪ / 10‬ص ‪ )422‬فما بعدها‬
‫‪ - 1034‬صحيح مسلم(‪) 7386‬‬

‫‪369‬‬
‫اك‪ ،‬أ َْه ُل اجْلَن َِّة ثَالثَةٌ‪ :‬إِ َم ٌام‬ ‫ِ مِب‬ ‫ث جيشا مُنِد َ خِب ِ هِلِ‬
‫صَ‬ ‫ك َم ْن َع َ‬‫اع َ‬‫َّك َ ْم َسة أ َْمثَا ْم‪َ ،‬وقَات ْل َ ْن أَطَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و ْاب َع ْ َ ْ ً‬ ‫يُْن َف ْق َعلَْي َ‬
‫ِّق‪َ ،‬وأ َْه ُل النَّا ِر مَخْ َسةٌ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط‪ ،‬ورجل ر ِحيم رقِيق الْ َق ْل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صد ٌ‬ ‫ب ل ُك ِّل ذي ُقْرىَب َو ُم ْسل ٍم‪َ ،‬و َر ُج ٌل َغيِن ٌّ َعف ٌ‬
‫يف ُمتَ َ‬ ‫ُم ْقس ٌ َ َ ُ ٌ َ ٌ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الضَّعِ َّ ِ‬
‫َصبَ َح‬
‫َصبَ َح أ ْ‬ ‫ك أ َْهال َوال َماال‪َ ،‬و َر ُج ٌل إِ ْن أ ْ‬ ‫ين ُه ْم في ُك ْم َتبَ ٌع ال َيْبَتغُو َن بِ َذل َ‬
‫يف الذي ال َز َبَر لَهُ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ُ‬
‫ش"قَ َال‪َ :‬وذَ َكَر‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ ،‬ورجل ال خَي ْ َفي لَه طَمع وإِ ْن د َّق إِال َذهب بِِه‪ ،‬و ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشْنظريُ الْ َفاح ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ٌَ َ َ‬ ‫ك َو َمال َ َ َ ُ ٌ‬ ‫ك َع ْن أ َْهل َ‬ ‫خُيَادعُ َ‬
‫‪1035‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الْبُ ْخ َل َوالْ َكذ َ‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 1035‬املعجم الكبري للطرباين ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )14397()332‬صحيح‬

‫‪370‬‬
‫المبحث الثاني واألربعون‬
‫نداء أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار‬

‫اب النَّا ِر أَ ْن قَ ْد َو َج ْدنَا َما َو َع َدنَا َربُّنَا َحقًّا َف َه ْل َو َجدْمُتْ َما‬ ‫ِ‬
‫َص َح َ‬ ‫اب اجْلَنَّة أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫قال اهلل تعاىل ‪َ { :‬ونَ َادى أ ْ‬
‫صدُّو َن َع ْن َسبِ ِيل‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَ ُ‬ ‫ني (‪ )44‬الذ َ‬ ‫َو َع َد َربُّ ُك ْم َحقًّا قَالُوا َن َع ْم فَأَذَّ َن ُم َؤذِّ ٌن َبْيَن ُه ْم أَ ْن لَ ْعنَةُ اللَّه َعلَى الظَّالم َ‬
‫ال َي ْع ِرفُو َن ُكاًّل‬ ‫اف ِر َج ٌ‬ ‫اللَّ ِه ويبغُو َنها ِعوجا وهم بِاآْل َ ِخر ِة َكافِرو َن (‪ )45‬وبيَنهما ِحجاب وعلَى اأْل َعر ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ ُ َ َ ٌ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ ً َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ُار ُه ْم‬ ‫ت أَبْ َ‬ ‫وها َو ُه ْم يَطْ َمعُو َن (‪َ )46‬وإِ َذا ُ‬
‫ص ِرفَ ْ‬ ‫اب اجْلَنَّة أَ ْن َساَل ٌم َعلَْي ُك ْم مَلْ يَ ْد ُخلُ َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫اه ْم َونَ َاد ْوا أ ْ‬
‫يم ُ‬‫بس َ‬
‫اف ِر َجااًل‬ ‫اب النَّا ِر قَالُوا ربَّنَا اَل جَت ع ْلنَا مع الْ َقوِم الظَّالِ ِمني (‪ )47‬ونَادى أَصحاب اأْل َعر ِ‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ْل َقاءَ أ ْ َ‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫رِب‬ ‫ِِ‬
‫ين أَقْ َس ْمتُ ْم اَل‬
‫اه ْم قَالُوا َما أَ ْغىَن َعْن ُك ْم مَجْعُ ُك ْم َو َما ُكْنتُ ْم تَ ْستَ ْك ُو َن (‪ )48‬أ ََه ُؤاَل ء الذ َ‬ ‫يم ُ‬ ‫َي ْع ِرفُو َن ُه ْم بس َ‬
‫اب‬‫َص َح َ‬ ‫اب النَّا ِر أ ْ‬‫َص َح ُ‬ ‫ف َعلَْي ُك ْم َواَل أَْنتُ ْم حَتَْزنُو َن (‪َ )49‬ونَ َادى أ ْ‬ ‫َينَاهُلُ ُم اللَّهُ بَِرمْح ٍَة ْاد ُخلُوا اجْلَنَّةَ اَل َخ ْو ٌ‬
‫ين اخَّتَ ُذوا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين (‪ )50‬الذ َ‬ ‫يضوا َعلَْينَا م َن الْ َماء أ َْو َّا َر َزقَ ُك ُم اللَّهُ قَالُوا إ َّن اللَّهَ َحَّر َم ُه َما َعلَى الْ َكاف ِر َ‬ ‫اجْلَنَّة أَ ْن أَف ُ‬
‫اه ْم َك َما نَ ُسوا لَِقاءَ َي ْو ِم ِه ْم َه َذا َو َما َكانُوا بِآَيَاتِنَا‬ ‫ِد َين ُه ْم هَلًْوا َولَعِبًا َو َغَّر ْت ُه ُم احْلَيَاةُ ُّ‬
‫الد ْنيَا فَالَْي ْو َم َنْن َس ُ‬
‫جَيْ َح ُدو َن (‪[ } )51‬األعراف‪]51-44/‬‬
‫َسَبغَهُ َعلَْي ِه ْم َربُّ ُه ْم ‪ ،‬يَطَّلِعُو َن َعلَى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َو َب ْع َد أَ ْن يَ ْستَقَّر أ َْه َل اجلَنَّة ف َيها ‪َ ،‬وحَيْ َم ُدو َن اهللَ َت َعاىَل َعلَى النَّعي ِم الذي أ ْ‬
‫وه ْم يِف احلَيَ ِاة ُّ‬ ‫مِم‬ ‫َّص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الدنْيا ‪َ ،‬و َكانُوا‬ ‫ب ‪َ ،‬و َيَر ْو َن َق ْوماً َّْن َعَرفُ ُ‬ ‫الع َذاب َوالن َ‬ ‫أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فَيَر ْو َن َما ُه ْم فيه م َن َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ويُ َشك ُكو َن ص ْدق َما َجاءَ به األَنْبيَاءُ‬
‫ِّ‬ ‫يُ َك ِّذبُو َن بِآيَات اهلل ‪َ ،‬ويَ ْك ُفُرو َن َا ‪َ ،‬ويَ ْس َخُرو َن م َن املُْؤمن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعلِي اخل ِ ‪ ،‬وع ِن الع َذ ِ ِ‬ ‫اهلل لِْلم ْؤ ِمنِني ‪ ،‬فَ ِ‬‫اب ِ‬ ‫َعن َثو ِ‬
‫ني‬
‫مني ‪َ ،‬فيُ َخاطبُو َن ُه ْم قَائل َ‬ ‫اب الذي َيْنتَظُر املُ َك ِّذبِ َ‬
‫ني املُ ْج ِر َ‬ ‫َرْي َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫الصالِ ِح ‪َ ،‬ف َه ْل‬ ‫الع َم ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ :‬لََق ْد َو َج ْدنَا حَنْ ُن َما َو َع َدنَا َربُّنا م ْن نَعي ٍم ‪َ ،‬و َجنَّات ‪َ ،‬ح ّقاً ‪َ ،‬جَزاءً َعلَى ا ِإلميَان َو َ‬
‫اب َونَ َك ٍال َح ّقاً؟ َفيُ ِج ُيب ُه ْم أ َْه ُل النَّا ِر ‪ :‬أَ ْن َن َع ْم ‪،‬‬ ‫َصحاب النَّا ِر ما و َع َد ُكم ربُّ ُكم ِمن َع َذ ٍ‬
‫َ َ َْ ْ ْ‬ ‫َو َجدْمُتْ أَْنتُ ْم يَا أ ْ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ‪َ .‬و َب ْع َد أَ ْن يُقروا َعلَى أَْن ُفس ِه ْم بِال ُك ْف ِر ‪ ،‬يُ ْعل ُن ُم ْعل ٌن ‪ :‬أَ ْن لَ ْعنَةَ اهلل ُم ْستَقَّرةٌ َعلَى الظَّالم َ‬
‫ني‬ ‫لََق ْد َو َج ْدنَا ذَل َ‬
‫اصي ‪.‬‬ ‫ألَْن ُف ِس ِهم بِال ُك ْف ِر واملع ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ألَْن ُف ِس ِهم َفي ُق ُ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫صدُّو َن َع ْن َسب ِيل اهلل ‪َ ،‬ومَيَْنعُو َن الن َ‬
‫َّاس‬ ‫ين يَ ُ‬‫ول ‪ :‬إن َُّه ُم الذ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ف اهللُ َت َعاىَل َه ُؤالَء الظَّالم َ‬ ‫َويُ َعِّر ُ‬
‫اع ما َشرع اهلل ِمن اهل َدى ‪ ،‬وما جاءت بِِه النُّب َّوات ‪ ،‬ويبغُو َن أَ ْن تَ ُكو َن سبيل ِ‬
‫اهلل ُم ْع َو َّجةً َغْيَر‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ َْ‬ ‫ََ َ َ ْ‬ ‫م ْن اتِّبَ ِ َ َ َ ُ َ ُ‬
‫ِِ‬
‫ص ِّدقُو َن َوالَ يُ ْؤ ِمنُو َن ‪َ ،‬ول َذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫مستَ ِق ٍ‬
‫ك‬ ‫َح ٌد ‪َ ،‬ويَ ْك ُفُرو َن بِل َقاء اهلل يِف اآلخَر ِة ‪ ،‬الَ يُ َ‬ ‫يمة َحىَّت الَ يَ ْسلُ َك َها أ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫الفع ِل ‪ ،‬ألنَّهم الَ يرجو َن لَِقاء ِ‬
‫اهلل َو ِح َسابَهُ ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َْ ُ‬ ‫فَإن َُّه ْم الَ يُبَالُو َن َا يَأْتُو َن م ْن ُمْن َك ِر ال َق ْول َو ْ‬
‫ول أ َْه ِل النَّا ِر إِىَل اجلَن َِّة ‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫اجزاً ( ح َجاباً ) مَيْنَ ُع ُو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َت َعاىَل ‪ :‬إ َّن َبنْي َ أ َْه ِل اجلَنَّة ‪َ ،‬وأ َْه ِل النَّا ِر ح َ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫ٍ‬ ‫الس ِ‬
‫اف ‪.‬‬
‫َعَر ُ‬ ‫اب } َو ُه َو األ ْ‬ ‫ب َبْيَن ُهم بِ ُسو ٍر لَّهُ بَ ٌ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫َخَرى { فَ ُ‬ ‫ور الذي قَ َال َعْنهُ َت َعاىَل يِف آيَة أ ْ‬ ‫ُّ ُ‬

‫‪371‬‬
‫ت َح َسنَا ُت ُه ْم َم ْع َسيِّئَاهِتِ ْم ‪ ،‬فَالَ ُه ْم ِم ْن أ َْه ِل اجلَن َِّة ‪َ ،‬وال‬ ‫اس تَ َس َاو ْ‬
‫فسرو َن ‪ :‬ي ِقف علَى األ ِ‬
‫َعَراف أُنَ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ول املُ ِّ ُ‬ ‫َو َي ُق ُ‬
‫َّه ْم يَطْ َمعُو َن يِف أَ ْن يُ ْد ِخلَ ُه ُم اهللُ اجلَنَّةَ مِب َن ِِّه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُه ْم م ْن أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬و ُه ْم َيْنتَظُرو َن َحىَّت َي ْقض َي اهللُ في ِه ْم ‪َ ،‬ولكن ُ‬
‫َو َكَر ِم ِه َو َرمْح َتِ ِه ‪.‬‬
‫الو ْج ِه‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَهل األ ِ‬
‫اض َ‬ ‫ص َف ُه ُم اهللُ َا ( َوه َي َبيَ ُ‬ ‫اه ُم اليِت َو َ‬ ‫َعَراف َي ْع ِرفُو َن ُكالًّ م ْن أ َْه ِل النَّار َوأ َْه ِل اجلَنَّة بس َ‬
‫يم ُ‬ ‫َ ُْ ْ‬
‫ضرةُ النَّعِي ِم اليِت َتعلُو وجوه أَه ِل اجلن َِّة ‪ ،‬وسواد ِ‬
‫وه أ َْه ِل النَّا ِر ) ‪َ .‬و َيَت َو َّجهُ‬ ‫الو ْجه َوال َقَتَرةُ اليِت َتْر َه ُق ُو ُج َ‬ ‫ْ ُُ َ ْ َ ََ ُ َ‬ ‫‪َ ،‬ونَ ْ َ‬
‫ني بِال َفو ِز بِاحلِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اف إىَل أ َْه ِل اجلَن َِّة بِ َّ‬ ‫أَهل األَعر ِ‬
‫اب ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ني هَلُ ْم ‪َ :‬سالَ ٌم َعلَْي ُك ْم ‪َ ،‬ي ُقولُو َن َها ُم َهنِّئ َ ْ‬ ‫السالَِم قَائل َ‬ ‫ْ ُ َْ‬
‫ني يِف أَ ْن يُ ِد ِخلَ َُه ُم اهللُ اجلَنَّةَ َم َع ُه ْم ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫طَامع َ‬
‫اف يُ َسلِّ ُمو َن‬ ‫وقَ َال م َف ِّسرو َن آخرو َن يِف َت ْف ِس ِري َقولِِه َتعاىَل ( مَل ي ْدخلُوها وهم يطْمعو َن ) إِ َّن أَهل األَعر ِ‬
‫ْ َ َْ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ُ ْ َ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫هِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يِف ُد ُخو َا ل َما َرأ َْوهُ‬ ‫اب ‪َ ،‬و َقْب َل أَ ْن يَ ْد ُخلُوا اجلَنَّةَ ‪ ،‬إِ ْذ يَ ُكونُو َن طَامع َ‬ ‫َعلَى أ َْه ِل اجلَنَّة َب ْع َد أَ ْن جَيْتَ ُازوا احل َس َ‬
‫اب ‪.‬‬ ‫ِمن يس ِر احلِس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫اهلل ِمن منا ِزهِلِم ‪ ،‬وقَالُوا ربَّنا الَ جَت ع ْلنا مع ال َقومِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جَّت‬
‫َْ َ َ ْ‬ ‫ص ُار ُه ْم إىَل ج َهة أ َْه ِل النَّار َت َع َّوذُوا ب ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ت أَبْ َ‬ ‫َو ُكلَّ َما ا َ َه ْ‬
‫ِِ‬
‫ني ‪.‬‬ ‫الظَّالم َ‬
‫وه ِه ْم )‬ ‫اف رؤوس ال ُك ْف ِر ‪ ،‬وقَاد َة الشِّر ِك ‪ ،‬وهم يِف النَّا ِر ‪ ،‬بِ ِسيماهم ( أَي بِسو ِاد وج ِ‬ ‫ف أَهل األ ِ‬
‫َ ُ ْ ْ ََ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َُْ‬ ‫َعَر ُ ُ َ‬ ‫َو َي ْع ِر ُ ْ ُ ْ‬
‫اب ِ‬ ‫استِكْبار ُكم ‪ِ ،‬من َع َذ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ني ‪ :‬مَلْ َتْن َف ْع ُك ْم َك ْثَرتُ ُك ْم ‪َ ،‬ومَجْعُ ُك ُم املَ َال ‪َ ،‬ومَلْ يُ ْغ ِن َعْن ُك ُم ْ َ ُ ْ ْ‬ ‫َفُي َقِّرعُو َن ُه ْم قَائل َ‬
‫وء امل ِ‬
‫ص ِري ‪.‬‬ ‫اب ‪ ،‬وس ِ‬ ‫و َها أَْنتُم قَ ْد ِصرمُتْ إىَل ما أَْنتُم َعلَْي ِه ِمن الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الذين َكانُوا يسخرو َن ِمْنهم يِف احلياةِ‬ ‫مُثَّ ي ُقولُو َن هَل م موخِّبِني م َقِّر ِعني ‪ ،‬وهم يْل ِفتو َن أَنْظَارهم إِىَل أَه ِل اجلن َِّة ِ‬
‫ََ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُْ‬ ‫ُْ ُ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ين ظََنْنتُ ْم أ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‬
‫َن اهللَ لَ ْن َي ْرمَحَ ُه ْم؟ أالَ َتَر ْو َن َما ق َ‬ ‫الدنْيا ‪َ ،‬ويَ ْستَْبع ُدو َن أَ ْن يُص َيب ُه ُم اهللُ بَرمْح َة مْنهُ ‪ :‬أ ََه ُؤالَء الذ َ‬ ‫ُّ‬
‫يما تَ ْسَت ْقبِلُونَهُ ِم ْن أ َْم ِر ُك ْم ‪َ ،‬والَ أَْنتُ ْم حَتَْزنُو َن َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ْ :‬اد ُخلُوا اجلَنَّةَ بِ َسالٍَم ‪ ،‬الَ َخ ْو ٌ‬ ‫هَل م بِأَم ِر ِ‬
‫ف َعلَْي ُك ْم ف َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫َما َخلَّ ْفتُ ْم َو َراءَ ُك ْم يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هِلِ‬ ‫ف ِ‬ ‫القيام ِة يِف َذلِ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫رِب‬
‫وه ْم‬‫العظي ِم ‪َ ،‬و ُس َؤا ْم أ َْه َل اجلَنَّة أَ ْن يُ ْعطُ ُ‬ ‫ك املَْوق َ‬ ‫خُيْ ُ اهللُ َت َعاىَل َع ْن ذلَّة أ َْه ِل النَّا ِر َي ْو َم َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َعلَى ال َكاف ِر َ‬
‫ين ‪.‬‬ ‫َشْيئاً ِم ْن َشَراهِبِ ْم َوطَ َع ِام ِه ْم ‪َ ،‬فَيُر ُّد َعلَْي ِه ْم أ َْه ُل اجلَن َِّة ‪ :‬إِ َّن اهللَ َحَّرم َذل َ‬
‫الذ خَّت‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّين‬
‫ين ا َ ُذوا الد َ‬ ‫ين َحَّر َم اهللُ َعلَْيه ُم املَاءَ َوالطَّ َع َام ‪ ،‬بأَن َُّه ْم ‪َ :‬‬ ‫ين ‪ ،‬الذ َ‬ ‫ف أ َْه ُل اجلَنَّة َه ُؤالَء ال َكاف ِر َ‬ ‫ص َ‬ ‫َو َو َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَرفُوا إِليها ‪َ ،‬و َتَر ُكوا َما أ ََمَر ُه ُم اهللُ بِه م َن َ‬
‫الع َم ِل‬ ‫هَلْواً َولَعباً ‪َ ،‬وا ْغَتُّروا بِالدُّنيا َو ِزينَت َها َو ُز ْخُرفها ‪ ،‬فَانْ َ‬
‫آلخَر ِة ‪.‬‬ ‫لِ ِ‬
‫اهلل َو َج َح ُدوا هِبَا ‪ ،‬فَِإ َّن اهللَ يُ َع ِاملُ ُه ْم ُم َع َاملَةَ‬ ‫ات ِ‬ ‫و َكما نَ ِسي هؤالَ ِء ِد َينهم وما أَمرهم بِِه ربُّهم ‪ ،‬و َك َّذبوا بِآي ِ‬
‫ُ ْ َ َ ََ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم‬ ‫يِف ِ‬
‫يب ُد َعاءَ ُه ْم ‪َ ،‬و َيْتُر ُك ُه ْم نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬
‫اه ْم فَال جُي ُ‬ ‫َح ٌد ‪َ ،‬و َيْن َس ُ‬ ‫ث َعْنهُ أ َ‬ ‫الشَّيء املْن ِس ِّي ‪ ،‬الذي الَ َيْب َح ُ‬
‫َ‬
‫يُ َع َّذبُو َن ‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫يضوا َعلَْينَا ِم َن الْ َم ِاء} اآليَةُ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يُنَ ِادي‬ ‫ِ ِ‬
‫اب اجْلَنَّة أَ ْن أَف ُ‬ ‫َص َح َ‬‫اب النَّا ِر أ ْ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫{ونَ َادى أ ْ‬ ‫اس ‪َ :‬‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫ض َعلَ َّي م َن الْ َماء ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فُي َق َال له ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احَتَرقْت فَأَف ْ‬ ‫ول ‪ :‬إيِّن قَ َد ْ‬ ‫الر ُج َل َفَي ُق ُ‬ ‫الر ُجل َّ‬ ‫َخاهُ ‪َ ،‬ويُنَادي َّ‬ ‫الر ُج ُل أ َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫أ َِجْبهُ ‪َ ،‬فَي ُق ُ‬
‫حر َم ُه َما َعلَى الْ َكاف ِر َ‬ ‫إن اللَّهَ َّ‬‫ول ‪َّ :‬‬
‫‪1036‬‬
‫ين‪.‬‬
‫أهل اجلنة فال جييبوهنم ما شاء اهلل‪ ،‬مث يقال‪ :‬أجيبوهم‪،‬‬ ‫أهل النار َ‬ ‫وعن أيب بكر بن عبد اهلل‪ ،‬قال‪ :‬ينادي ُ‬
‫الرحم والرمحة‪ ،‬فيقول أهل اجلنة‪ :‬يا أهل النار‪ ،‬عليكم غضب اهلل‪ ،‬يا أهل النار‪ ،‬عليكم لعنة‬ ‫وقد قطع َّ‬
‫اهلل‪ ،‬يا أهل النار‪ ،‬ال َّلبْيكم وال َس ْع َديْ ُكم‪ ،‬ماذا تقولون؟ فيقولون‪ :‬أمل نك يف الدنيا آباءكم وأبناءكم‬
‫ِ مِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يضوا َعلَْينَا م َن الْ َماء أ َْو َّا َر َزقَ ُك ُم اللَّهُ قَالُوا إِ َّن اللَّهَ‬ ‫وإخوانكم وعشريتكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬بلى‪ ،‬فيقولون‪ (:‬أَف ُ‬
‫ِ‬
‫َحَّر َم ُه َما َعلَى الْ َكاف ِر َ‬
‫‪1037‬‬
‫ين )‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ين (‬ ‫ض َيتَ َساءَلُو َن (‪ )50‬قَ َال قَائ ٌل مْن ُه ْم إيِّن َكا َن يِل قَ ِر ٌ‬ ‫ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫و قال اهلل عز وجل ‪ { :‬فَأَ ْقبَ َل َب ْع ُ‬
‫ني (‪ )52‬أَئِ َذا ِمْتنَا َو ُكنَّا ُتَرابًا َو ِعظَ ًاما أَئِنَّا لَ َم ِدينُو َن (‪ )53‬قَ َال َه ْل أَْنتُ ْم‬ ‫ول أَئِنَّك لَ ِمن الْم ِ‬
‫صدِّق َ‬ ‫‪َ )51‬ي ُق ُ َ َ ُ َ‬
‫ت لَُتْر ِدي ِن (‪َ )56‬ولَ ْواَل نِ ْع َمةُ َريِّب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُمطَّلعُو َن (‪ )54‬فَاطَّلَ َع َفَرآَهُ يِف َس َواء اجْلَحي ِم (‪ )55‬قَ َال تَاللَّه إِ ْن ك ْد َ‬
‫مِب‬ ‫مِب ِ‬ ‫لَ ُكْن ِ‬
‫ني (‪ )59‬إِ َّن َه َذا هَلَُو‬ ‫ني (‪ )58‬إِاَّل َم ْوَتَتنَا اأْل ُوىَل َو َما حَنْ ُن َُع َّذبِ َ‬ ‫ين (‪ )57‬أَفَ َما حَنْ ُن َيِّت َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ت م َن الْ ُم ْح َ‬ ‫ُ‬
‫يم (‪ )60‬لِ ِمثْ ِل َه َذا َف ْلَي ْع َم ِل الْ َع ِاملُو َن (‪[ )61‬الصافات‪]60 ،50/‬‬ ‫ِ‬
‫الْ َف ْو ُز الْ َعظ ُ‬
‫َح ِاديِثِ ِه ْم َما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َويَأْ ُخ ُذ أ َْه ُل اجلِن َِّة ‪َ ،‬و ُه ْم يِف ج ْل َستِ ِه ْم تِْل َ‬
‫ك ‪ ،‬يِف جَتَاذُب أَطَْراف احلَديث ‪َ ،‬و َيَتنَ َاولُو َن يِف أ َ‬
‫َكانُوا َعلَْي ِه يِف احلَيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‬
‫وم املُْؤمن َ‬ ‫ين ) ُم ْش ِر ٌك يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا َيلُ ُ‬ ‫ب ( قَ ِر ٌ‬ ‫صاح ٌ‬ ‫ين َيتَ َح َادثُو َن ‪ :‬إِنَّهُ َكا َن يِل َ‬ ‫قَ َال قَائ ٌل م ْن أ َْه ِل اجلَنَّة الذ َ‬
‫ِّق بِالبع ِ‬ ‫ول لِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هِنِ‬
‫ث‬ ‫صد ٌ َ ْ‬ ‫ت ُم َ‬ ‫صديقه املُْؤم ِن ‪َ :‬ه ْل أَنْ َ‬ ‫َعلَى إِمْيَا ْم بِاحلَ ْش ِر واحل َساب ‪َ ،‬ويَ ْس َخُر مْن ُه ْم ‪َ .‬و َي ُق ُ َ‬
‫ُّشو ِر واجلََز ِاء؟‬ ‫والن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول متع ِّجباً ‪ :‬هل إِ َذا أَصبحنا تُراباً و ِعظَاماً خِن ْر ًة ‪ ،‬سنبع ِ‬
‫ب َعلَى أ َْع َمالنَا َوجُنَْزى هِبَا؟ إِ َّن َذل َ‬
‫ك‬ ‫اس َ‬ ‫ث لنُ َح َ‬ ‫َ َ َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َو َي ُق ُ ُ َ َ‬
‫الَ مُيْ ِك ُن أَ ْن يَ ُكو َن أبداً ‪.‬‬
‫اب اجلَن َِّة ‪َ :‬ه ْل َت َو ُّدو َن أَ ْن تَطَّلِعُوا َعلَْي ِه ‪َ ،‬و ُه َو يِف اجلَ ِحي ِم ‪،‬‬ ‫ني معهُ يِف ِرح ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِِ‬
‫َص َحابِه اجلَالس َ َ َ‬
‫وي ُق ُ ِ‬
‫ول املُْؤم ُن أل ْ‬ ‫ََ‬
‫لََتَر ْوا َعاقِبَةَ أ َْم ِر َه َذا ال َق ِري ِن ال َكافِ ِر؟‬
‫ط اجلَ ِحي ِم ‪َ ،‬يَتلَظَّى بِلَ ِهيبِها ‪َ .‬ف َق َال امل ْؤ ِم ُن لَِقرينِ ِه امل ْش ِر ِك ُم َوخِّب اً‬ ‫فَاطَّلَ َع إِىَل أ َْه ِل النَّا ِر ‪َ ،‬فَرأى قَ ِرينَهُ َو َس َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صيَانِ َ‬ ‫ِ‬
‫ك يِف ُك ْف ِر َك ِوع ْ‬ ‫ت أَ ْن هتْل َكيِن لَ ْو أَنَّين أَطَ ْعتُ َ‬ ‫ِ‬
‫َو ُم َقِّرعاً ‪ :‬لََق ْد ك ْد َ‬

‫‪ - 1036‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )35918()369‬صحيح‬


‫‪ - 1037‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 19‬ص ‪ )75‬معضل‬

‫‪373‬‬
‫اب يِف َس َو ِاء اجلَ ِحي ِم ‪َ ،‬ولَ ِك َّن َرمْح َتَهُ َت َعاىَل أَْن َق َذتْين ِم ْن‬ ‫ضراً يِف الع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫ك حُمْ َ‬‫ت ِم ْثلَ َ‬ ‫ولَوالَ فَ ْ ِ‬
‫ض ُل اهلل َعلَ َّي ‪ ،‬لَ ُكْن ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاقبَة ‪ ،‬إِ ْذ َه َدايِن اهللُ إِىَل ا ِإلمْيَان ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُسوء َ‬
‫يد يِف ألَ ِم ِه َو َح ْسَرتِِه‬‫ت امل ْؤ ِم ُن إِىل ُجلَ َسائِِه ِم ْن أ َْه ِل اجلَن َِّة َف َق َال هَلُ ْم َعلَى َم ْس َم ٍع ِم َن ال َكافِ ِر ‪ ،‬لِيَ ِز َ‬ ‫الت َف َ‬
‫مُثَّ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ول نَِع ُم َها َعنَّا؟‬ ‫وت ‪َ ،‬والَ َتُز ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َع َذابِه ‪َ :‬ه ْل حَنْ ُن خُمَلَّ ُدو َن يِف اجلَنَّة ‪ُ ،‬م َّنع ُمو َن ف َيها ‪ ،‬الَ مَنُ ُ‬
‫َص َحابِِه َو ُجلَ َسائِِه ‪ :‬إِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫وما حَن ن مِب يِّتِني إِالَّ موَتتنا األُوىَل ‪ ،‬وما حَن ن مِب ع َّذبِ ِ‬
‫يل لَهُ ‪ :‬الَ ‪َ .‬ف َق َال املُْؤم ُن أل ْ‬ ‫ني؟ فَق َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ َُ َ‬
‫َّجاةُ مِم َّا‬‫ظيم ‪َ ،‬والن َ‬ ‫الع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َما ُه ْم فيه م َن النَّعيم ‪َ ،‬م َع َما َيتَ َمَت ُّعو َن بِه م َن املَآك ِل واملَ َشا ِرب وامللَ َّذات ‪ُ ،‬ه َو ال َف ْو ُز َ‬
‫اب ِ‬
‫اهلل َت َعاىَل ‪.‬‬ ‫ُكنَّا حَنْ َذره ِمن ِع َق ِ‬
‫ُُ ْ‬
‫وعن خليد العصري‪ ،‬قال‪ :‬لوال أن اهلل عرفه إياه ما عرفه‪ ،‬لقد تغري حربه وسربة بعده‪ ،‬وذُكر لنا أنه اطلع‬
‫فرأى مجاجم القوم‪ ،‬فقال‪ (:‬تَاللَّ ِه إِ ْن كِ ْدت لَُتر ِدي ِن ولَوال نِعمةُ ريِّب لَ ُكْن ِ‬
‫ض ِر َ‬
‫‪1038‬‬
‫ين )‬ ‫ت م َن الْ ُم ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ‬
‫وعن مطرف بن عبد اهلل‪ ،‬يف قوله( فَاطَّلَ َع َفَرآهُ يِف َس َو ِاء اجْلَ ِحي ِم ) قال‪ :‬واهلل لوال أنه عرفه ما عرفه‪ ،‬لقد‬
‫وسرْب ه ( احلسن والبهاء) ‪. 1039‬‬ ‫غريت النار ِح ه ِ‬
‫رْب‬
‫ني (‪ )39‬يِف جن ٍ‬ ‫اب الْيَ ِم ِ‬ ‫س مِب ا َكسب ِ‬
‫َّات َيتَ َساءَلُو َن (‪)40‬‬ ‫َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫ت َرهينَةٌ (‪ )38‬إِاَّل أ ْ‬ ‫وقال تعاىل ‪ُ {:‬ك ُّل َن ْف ٍ َ َ َ ْ‬
‫ك ِمن الْمصلِّني (‪ )43‬ومَل نَ ُ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫ك نُطْع ُم الْم ْسك َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ني (‪َ )41‬ما َسلَ َك ُك ْم يِف َس َقَر (‪ )42‬قَالُوا مَلْ نَ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َع ِن الْ ُم ْج ِرم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني (‪[ } )47‬املدثر‪/‬‬ ‫ب بَِي ْوم الدِّي ِن (‪َ )46‬حىَّت أَتَانَا الْيَق ُ‬ ‫ني (‪َ )45‬و ُكنَّا نُ َك ِّذ ُ‬ ‫وض َم َع اخْلَائض َ‬ ‫(‪َ )44‬و ُكنَّا خَنُ ُ‬
‫‪]47-38‬‬
‫ك حىت تؤدي ما عليها من‬ ‫كل نفس مبا كسبت من أعمال الشر والسوء حمبوسة مرهونة بكسبها‪ ،‬ال ُت َف ُّ‬
‫فكوا رقاهبم بالطاعة‪ ،‬هم يف جنات ال‬ ‫احلقوق والعقوبات‪ ،‬إال املسلمني املخلصني أصحاب اليمني الذين ُّ‬
‫بعضا عن الكافرين الذين أجرموا يف حق أنفسهم‪ :‬ما الذي أدخلكم جهنم‪،‬‬ ‫يُ ْد َرك وصفها‪ ;،‬يسأل بعضهم ً‬
‫وجعلكم تذوقون سعريها؟ قال اجملرمون‪ :‬مل نكن من املصلِّني يف الدنيا‪ ،‬ومل نكن نتصدق وحنسن للفقراء‬
‫واملساكني‪ ،‬وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضاللة‪ ،‬وكنا نكذب بيوم احلساب واجلزاء‪ ،‬حىت‬
‫جاءنا املوت‪ ،‬وحنن يف تلك الضالالت واملنكرات‪.‬‬
‫ف َق ْو ٌم يِف اجْلَن َِّة َعلَى َق ْوٍم يِف النَّا ِر َفَي ُقولُو َن ‪َ :‬ما لَ ُك ْم يِف النَّا ِر ‪َ ,‬وإِمَّنَا ُكنَّا َن ْع َم ُل‬ ‫َّعيِب ِّ ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَ ْشُر ُ‬‫وع ِن الش ْ‬‫َ‬
‫ِ ِ ‪1040‬‬
‫مِب َا ُت َعلِّ ُمونَا ‪ ،‬قَالُوا ‪ُ :‬كنَّا نُ َعلِّ ُم ُك ْم ‪َ ،‬والَ َن ْع َم ُل به‪.‬‬

‫‪ - 1038‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 21‬ص ‪ )48‬صحيح مرسل‬


‫‪ - 1039‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 21‬ص ‪ )48‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 1040‬مصنف ابن أيب شيبة; (ج ‪ / 13‬ص ‪ )36554()554‬صحيح مرسل‬

‫‪374‬‬
‫ف َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر َفُينَ ِاد ِيه َر ُج ٌل ِم ْن‬ ‫الر ُج َل ِم ْن أ َْه ِل اجْلَن َِّة لَيُ ْش ِر ُ‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ : ‬إِ َّن َّ‬ ‫س ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ك ؟ قَ َال ‪ :‬أَنَا الَّذي َمَر ْر ُ‬ ‫ت َوحْيَ َ‬ ‫ك ‪َ ،‬م ْن أَنْ َ‬ ‫أ َْه ِل النَّا ِر ‪ :‬يَا فُال ُن ‪ ،‬أ ََما َت ْع ِرفُيِن ؟ قَ َال ‪ :‬ال ‪َ ،‬واللَّه َما أ َْع ِرفُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الر ُج ُل َعلَى‬ ‫ك َّ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَ َد َخ َل َذل َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَا ْش َف ْع يِل هِبَا ِعْن َد َربِّ َ‬ ‫استَ ْس َقْيتَيِن َش ْربَةَ َماء فَ َس َقْيتُ َ‬ ‫الد ْنيَا فَ ْ‬ ‫يِب يِف ُّ‬
‫ت َعلَى أ َْه ِل النَّا ِر َف َق َام َر ُج ٌل ِم ْن أ َْه ِل النَّا ِر َفنَ َادى ‪ :‬يَا فُال ُن ‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬إِيِّن أَ ْشَرفَ ُ‬ ‫اللَّ ِه يِف ُز َّو ِر ِه ‪َ ،‬ف َق َال ‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫ِ‬
‫استَ ْس َقْيتَيِن‬ ‫ت يِب يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا فَ ْ‬ ‫ت ؟ قَ َال ‪ :‬أَنَا الَّذي َمَر ْر َ‬ ‫ك ‪َ ،‬و َم ْن أَنْ َ‬ ‫ت ‪ :‬ال ‪َ ،‬واللَّ ِه َما أ َْع ِرفُ َ‬ ‫أ ََما َت ْع ِرفُيِن ؟ َف ُق ْل ُ‬
‫َخَر َجهُ ِم َن النَّا ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ب ‪ ،‬فَ َشف ِ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬فَا ْش َفع يِل هِب ا ِعْن َد ربِّ ِ‬
‫ِّعيِن فيه ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬فيُ َشفِّعُهُ اللَّهُ فيه ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫فَ َس َقْيتُ َ‬
‫‪1041‬‬
‫"‬
‫ض َح ُكو َن (‪َ )29‬وإِ َذا َمُّروا هِبِ ْم َيَتغَ َامُزو َن (‪)30‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ين آَ َمنُوا يَ ْ‬ ‫َجَر ُموا َكانُوا م َن الذ َ‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين أ ْ‬
‫ضالُّو َن (‪َ )32‬و َما أ ُْر ِسلُوا َعلَْي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني (‪َ )31‬وإِ َذا َرأ َْو ُه ْم قَالُوا إِ َّن َه ُؤاَل ء لَ َ‬ ‫َوإِ َذا ا ْن َقلَبُوا إِىَل أ َْهل ِه ُم ا ْن َقلَبُوا فَك ِه َ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬ ‫ض َح ُكو َن (‪َ )34‬علَى اأْل ََرائك َيْنظُُرو َن (‪َ )35‬ه ْل ثُ ِّو َ‬ ‫ين آَ َمنُوا ِم َن الْ ُكفَّا ِر يَ ْ‬ ‫ني (‪ )33‬فَالَْي ْو َم الذ َ‬ ‫َحافظ َ‬
‫َّار َما َكانُوا َي ْف َعلُو َن (‪[ })36‬املطففني‪]36-29;/‬‬ ‫الْ ُكف ُ‬
‫الد ْنيا يسخرو َن ِمن املؤ ِمنِ ِ‬ ‫يِف‬ ‫الذين يُ َعانُو َن ُسوء َ ِ يِف ِ ِ‬ ‫إِ َّن املج ِر ِم ِ‬
‫ين‬
‫ني الذ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫الع َذاب ‪ ،‬اآلخَرة ‪َ ،‬كانُوا ُّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ني َ‬ ‫ُْ َ‬
‫أَ ْكَر َم ُهم اهللُ يِف َدا ِر َكَر َامتِ ِه ‪ِ ،‬حينَ َما َكانُوا يِف الدَّا ِر ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪.‬‬
‫استِ ْهَزاءً هِبِ ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني يَ ْس َخُرو َن مْن ُه ْم َو َيَتغَ َامزو َن َعلَْي ِه ْم بِالعُيُون ‪ْ ،‬‬
‫ِِ‬
‫َو َكانُوا إِ َذا َمُّروا بِاملُْؤمن َ‬
‫ني ِم َن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اعتِ ِه ْم ِم ْن أ َْه ِل الش ِّْر ِك َّ‬
‫ني بِأَْن ُفس ِه ْم ل َما َف َعلُوهُ بِاملُْؤمن َ‬ ‫والضالَ ِل ‪َ ،‬ر َجعُوا ُم ْع َجبِ َ‬ ‫َوإِ َذا َر َجعُوا إِىَل مَجَ َ‬
‫الس ْخ ِريَِة َوا ِإليْ َذ ِاء ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫آباؤ ُه ْم ‪،‬‬ ‫ضالُّو َن إِ ْذ بَ َّدلُوا د َين ُه ْم ‪َ ،‬و َتَر ُكوا َما َكا َن َي ْعبُ ُد ُ‬ ‫ني قَالُوا ‪ :‬إِن َُّه ْم َ‬ ‫َوإِ َذا َرأَى َه ُؤالَء املُ ْج ِر ُمو َن املُْؤمن َ‬
‫اسبَتِ ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ومَلْ َي ْع َه ْد إلَْي ِه ْم مبُ َح َ‬ ‫َواتََّبعُوا حُمَ َّمداً َودينَهُ ‪َ .‬واهللُ ُسْب َحانَهُ مَلْ يُْرس ِل ال ُك َف َار ُر َقبَاءَ َعلَى املُْؤمن َ‬
‫الذي يُ َكِّر ُم فِ ِيه اهللُ َت َعاىَل‬ ‫القيام ِة ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫‪.‬ويِف َي ْوم َ َ‬ ‫ني أ َْع َماهَلُ ْم َ‬‫َعلَى أ َْع َما ْم ‪ ،‬فَالَ حَي ُّق هَلُ ْم أَ ْن يَعيبُوا َعلَى املُْؤمن َ‬
‫ص ُاروا إِلَ ِيه ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َح ُكو َن م َن ال ُكفَّا ِر ‪َ ،‬و َما َ‬ ‫ين يَ ْ‬ ‫ني ُه ُم الذ َ‬ ‫ني ‪ ،‬فَِإ َّن املُْؤمن َ‬ ‫ين املُ ْج ِرم َ‬ ‫ني ‪َ ،‬وخُي ِزي ال َكاف ِر َ‬ ‫املُْؤمن َ‬
‫ك َيْنظُُرو َن ‪ .‬لَِيَروا‬ ‫ني َعلَى األَرائِ ِ‬ ‫ك ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والذ ِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫الي ْوم َجالس َ‬ ‫‪.‬ويَ ُكو ُن املُْؤمنُو َن املَ َكَّر ُمو َن يِف َذل َ َ‬ ‫الع َذاب َ‬ ‫اخلَْز ِي َّ َ َ‬
‫الذي يَ ْستَ ِحقُّونَهُ َعلَى ُك ْف ِر ِه ْم َوأ َْع َماهِلِم امل ْج ِر َم ِة ‪ ،‬يِف احلِيَ ِاة‬ ‫إِ ْن َكا َن هؤالَ ِء ال ُكفَّار قَ ْد لَ ُقوا اجلزاء األَوىَف ‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫َّ ِ‬
‫ض َح ُكو َن ) ذُكر لنا أن كعبا كان يقول‪ :‬إن بني اجلنة‬ ‫ين َآمنُوا ِم َن الْ ُكفَّا ِر يَ ْ‬ ‫الد ْنيَا ‪.‬وعن قتادة( فَالَْي ْو َم الذ َ‬ ‫ُّ‬
‫والنار كوى‪ ،‬فإذا أراد املؤمن أن ينظر إىل ع ّدو كان له يف الدنيا‪ ،‬اطلع من بعض الكوى‪ ،‬قال اهلل جل‬
‫ثناؤه‪ (:‬فَاطَّلَ َع َفَرآهُ يِف َس َو ِاء اجْلَ ِحي ِم ) أي يف وسط النار‪ ،‬وذُكر لنا أنه رأى مجاجم القوم تغلي‪.‬وعن‬
‫قتادة‪ ،‬قال كعب‪ :‬إن بني أهل اجلنة وبني أهل النار كوى‪ ،‬ال يشاء رجل من أهل اجلنة أن ينظر إىل غريه‬
‫‪ - 1041‬مسند أيب يعلى املوصلي(‪ )3490‬واملطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقالين (‪ ) 4712‬ضعيف‬

‫‪375‬‬
‫ين َآمنُوا ِم َن الْ ُكفَّا ِر‬ ‫َّ ِ‬
‫من أهل النار إال فعل‪.‬وعبيد‪ ،‬قال‪ :‬مسعت الضحاك يقول يف قوله‪ ;(:‬فَالَْي ْو َم الذ َ‬
‫ك َيْنظُُرو َن ) كان ابن عباس يقول‪ :‬السور بني أهل اجلنة والنار‪ ،‬فيفتح ألهل اجلنة‬ ‫ضح ُكو َن َعلَى األرائِ ِ‬
‫َ‬ ‫يَ ْ َ‬
‫أقر اهلل‬
‫السرر إىل أهل النار كيف يع ّذبون‪ ،‬فيضحكون منهم‪ ،‬ويكون ذلك مما ّ‬ ‫أبواب‪ ،‬فينظرون وهم على ُّ‬
‫‪1042‬‬
‫به أعينهم‪ ،‬كيف ينتقم اهلل منهم‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪ - 1042‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 24‬ص ‪ )304‬فيه انقطاع‬

‫‪376‬‬
‫المبحث الثالث واألربعون‬
‫خلود أهل النار فيها‬

‫ك علَي ِهم لَعنَةُ اللَّ ِه والْماَل ئِ َك ِة والن ِ ِ‬ ‫قال تعاىل ‪ { :‬إِ َّن الَّ ِذين َك َفروا وماتُوا وهم ُكف ِ‬
‫ني (‬ ‫َّاس أَمْج َع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّار أُولَئ َ َ ْ ْ ْ‬ ‫َ ُ ََ َ ُ ْ ٌ‬
‫اب َواَل ُه ْم يُْنظَُرو َن (‪[ } )162‬البقرة‪]162-161/‬‬ ‫‪ )161‬خالِ ِد ِ‬
‫َّف َعْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬‫ين ف َيها اَل خُيَف ُ‬ ‫َ َ‬
‫ك احلَ ِال ِم َن ال ُك ْف ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُسل ِه ‪َ ،‬و َكتَ ُموا احلَ َّق َومَلْ يُظْ ِهُروهُ َو َماتُوا َو ُه ْم َعلَى تِْل َ‬ ‫الذين َك َفروا بِ ِ‬
‫إ َّن َ‬
‫َّم لِيَ ْخلُ ُدوا فِ َيها‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ ،‬ويَ ُكو ُن َمصريُ ُه ْم نَار َج َهن َ‬
‫اهلل واملالَئِ َك ِة والن ِ ِ‬
‫َّاس أَمْج َع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والظُّْل ِم فَِإنَّهم يستَ ِحقُّو َن لَعنَةَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ َْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫أَبَداً ‪.‬‬
‫القيام ِة ‪ ،‬وتُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّف َعْن ُه ْم َشيءٌ‬ ‫َّم ‪ ،‬فَال خُيَف ُ‬ ‫َّ يِف ِ‬
‫صاحُب ُه ُم ال َلعنَةُ نَار َج َهن َ‬ ‫دين يِف هذه الَّ ْلعنَة إِىَل َي ْوم َ َ َ َ‬ ‫َو َيْب ُقو َن َخال َ‬
‫واصالً ‪َ ،‬وإِذا طَلَبُوا‬ ‫اح َدة ‪ ،‬وال ي َفتَّر بل ي ُكو ُن متَ ِ‬ ‫الذي هم فِ ِيه ‪ ،‬وال يغََّير عْنهم ساعة و ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫ِمن الع َذ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َْ َ‬ ‫َ ُ ُ َ ُْ َ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ا ِإلمه َال والتَّأْ ِخري مَل جُي ابوا إِ ِ‬
‫ليه ‪.‬‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‬ ‫ين (‪َ )85‬كْي َ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ { :‬و َم ْن َيْبتَ ِغ َغْيَر اإْلِ ْساَل م دينًا َفلَ ْن يُ ْقبَ َل مْنهُ َو ُه َو اآْل َخَرة م َن اخْلَاس ِر َ‬
‫ات َواللَّهُ اَل َي ْه ِدي الْ َق ْو َم‬ ‫ول َح ٌّق َو َجاءَ ُه ُم الَْبِّينَ ُ‬ ‫الر ُس َ‬‫َن َّ‬‫َي ْه ِدي اللَّهُ َق ْو ًما َك َفُروا َب ْع َد إِميَاهِنِ ْم َو َش ِه ُدوا أ َّ‬
‫ين فِ َيها اَل‬ ‫ِِ‬
‫ني (‪َ )87‬خالد َ‬
‫َن علَي ِهم لَعنَةَ اللَّ ِه والْماَل ئِ َك ِة والن ِ ِ‬
‫َّاس أَمْج َع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ك َجَز ُاؤ ُه ْم أ َّ َ ْ ْ ْ‬ ‫ني (‪ )86‬أُولَئِ َ‬ ‫ِِ‬
‫الظَّالم َ‬
‫اب َواَل ُه ْم يُْنظَُرو َن (‪[ })88‬آل عمران‪]88-85/‬‬ ‫َّف َعْن ُه ُم الْ َع َذ ُ‬‫خُيَف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يك لَهُ ‪ ،‬فَالَ يُ ْقبَ ُل مْنهُ‬ ‫َّام لَهُ َو ْح َدهُ الَ َش ِر َ‬ ‫وع الت ِّ‬
‫ض ِ‬ ‫اإلسالَِم ال َكام ِل هلل ‪َ ،‬واخلُ ُ‬ ‫ودهُُ إىَل ْ‬ ‫َم ِن ْابَتغَى ديناً الَ َي ُق ُ‬
‫ك طَريقاً َغْير َما َشر َعهُ اهللُ ‪َ .‬و َجاء يِف‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين ‪ ،‬ألنَّهُ يَ ُكو ُن قَ ْد َسلَ َ‬ ‫ِّين ‪َ ،‬ويَ ُكو ُن اآلخَرة م َن اخلَاس ِر َ‬ ‫َهذا الد ُ‬
‫س َعلَ ِيه ْأمُرنَا َف ُه َو َردٌّ ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يح ‪َ " :‬م ْن َعم َل َع َمالً لَْي َ‬ ‫الص ِح ِ‬
‫َّ‬
‫ول ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ‬ه ْل يِل‬ ‫اسأَلُوا َر ُس َ‬ ‫صا ِر مُثَّ ْارتَ َّد َوحَل َق بِالش ِّْرك ‪ ،‬مُثَّ نَد َم فَأ َْر َس َل إىَل َق ْومه أ ْن ْ‬ ‫َسلَ َم َر ُج ٌل م َن األَنْ َ‬ ‫أْ‬
‫ت َه ِذ ِه اآليَةُ َو َما َب ْع َد َها َف َع َاد إىل ا ِإل ْسالَِم ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫م ْن َت ْوبَة؟ َفَنَزلَ ْ‬
‫ِ‬
‫ني َعلَى ِص ْدقِ ِه ‪َ ،‬و ِص ْد ِق َما‬ ‫الذين يرتَدُّو َن ع ِن ا ِإلسالَِم بع َد أ َن َتبَّني هَل م ه َداه ‪ ،‬وقَامت لَ َدي ِه ِم ِ‬
‫البَراه ُ‬ ‫َ ُْ ُ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجاءَ ُه ْم بِِه َّ‬
‫ني أ ْن ُف َس ُه ْم ‪،‬‬ ‫ف يَ ْستَح ُقو َن اهل َدايَةَ؟ مُثَّ قَ َال َت َعاىَل ‪ :‬إِنَّهُ الَ َي ْهدي ال َق ْو َم الظَالم َ‬ ‫ول ‪َ ،‬كْي َ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ور النُُّب َّو ِة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْق ِل ‪َ ،‬ب ْع َد أ ْن ظَ َهَر نُ ُ‬ ‫ني َعلَ َيها ‪ ،‬ألَن َُّه ْم َتنَ َّكبُوا َع ِن الطَِّر ِيق ال َق ِو ِمي ‪َ ،‬و َتَر ُكوا ه َدايَةَ َ‬ ‫اجلَان َ‬
‫ط املالَئِ َك ِة والن ِ ِ‬ ‫ات ‪ .‬وهؤالَ ِء يستَ ِح ُقو َن سخ َ ِ‬ ‫وعرفُوه بِالبِّينَ ِ‬
‫َّاس مَج يعاً ‪ ،‬إِ ْذ أَن َُّه ْم مَىَت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضبَهُ ‪َ ،‬و َس َخ َ‬ ‫ط اهلل َو َغ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ َ‬
‫وه ْم ‪.‬‬ ‫هِلِ‬ ‫ِ‬
‫َعَرفُوا َحقي َقةَ َحا ْم لَ َعنُ ُ‬

‫‪377‬‬
‫اب‬‫اآلخر ِة ‪ ،‬ويْب َقو َن َخالِ ِدين يِف اللَّ ْعنَ ِة والع َذ ِ‬ ‫ومن لَعَنهم اهلل َتعاىَل َكا َن جز ُاؤهم الع َذاب يِف نَا ِر جهنَّم يِف ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ‬ ‫ََ ْ َ ُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةً َواح َد ًة ‪َ ،‬والَ مُيَْهلُو َن ل َم ْعذ َر ٍة‬ ‫َّف َس َ‬ ‫اب ‪َ ،‬والَ خُيَف ُ‬ ‫الع َذ ُ‬ ‫َم ْس ُخوطاً َعلَْي ِه ْم إىَل األبَد ‪َ .‬والَ يُ َفرَّت َعْن ُه ُم َ‬
‫َي ْعتَ ِذ ُرو َن هِبَا ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ين َك َفُروا َوظَلَ ُموا مَلْ يَ ُك ِن اللَّهُ لَي ْغفَر هَلُ ْم َواَل لَي ْهد َي ُه ْم طَ ِري ًقا (‪ )168‬إِاَّل طَ ِر َ‬
‫يق‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬إ َّن الذ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه يَ ِس ًريا (‪[} )169‬النساء‪]168 ،168/‬‬ ‫ِ‬ ‫جهنَّم خالِ ِد ِ‬
‫ين ف َيها أَبَ ًدا َو َكا َن َذل َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رِب‬
‫ك ‪َ ،‬وبِ َّ‬
‫الص ِّد‬ ‫هم بِ َذل َ‬
‫ني أَْن ُف َس ْ‬‫ين بِكتَابِه َوآيَاته َو َر ُسوله ‪ ، ‬الظَّالم َ‬ ‫خُيْ ُ اهللُ َت َعاىَل َع ْن ُحكْمه َعلَى ال َكاف ِر َ‬
‫اهلل ‪ ،‬بِأن َُّه ْم الَ َي ْغ ِفُر اهللُ هَلُ ْم ‪َ ،‬والَ َي ْه ِدي ِه ْم َسبِيالً إىَل‬ ‫اك حَم ا ِرِم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وبِارتِ َك ِ مِث‬ ‫عن سبِ ِيل ِ‬
‫اب املَآ ِ ‪َ ،‬وانْت َه َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رِب‬ ‫اخلَرْيِ َو َّ ِ ِ‬
‫الر َشاد ( طَريقاً ) ‪َ .‬وخُيْ ُ اهللُ َت َعاىَل ‪ :‬أنَّهُ لَ ْن َي ْهد َي ُه ْم إىل طَريق َغرْي الطريق اليِت تُوصلُ ُه ْم إىل َج َهن َ‬
‫َّم‬
‫ك أَمر ي ِسري علَى ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين أَبَداً ‪َ ،‬و َذل َ ْ ٌ َ ٌ َ‬ ‫‪ ،‬ليَْب َق ْوا ف َيها َخالد َ‬
‫س‬‫س َوقَ َال أ َْولِيَ ُاؤ ُه ْم ِم َن اإْلِ نْ ِ‬ ‫استَك َْث ْرمُتْ ِم َن اإْلِ نْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل ‪َ { :‬و َي ْو َم حَيْ ُشُر ُه ْم مَج ًيعا يَا َم ْع َشَر اجْل ِّن قَد ْ‬
‫ين فِ َيها إِاَّل َما َشاءَ اللَّهُ إِ َّن‬ ‫ِِ‬
‫َّار َم ْث َوا ُك ْم َخالد َ‬ ‫ت لَنَا قَ َال الن ُ‬ ‫َج ْل َ‬ ‫َجلَنَا الَّ ِذي أ َّ‬‫ض َو َبلَ ْغنَا أ َ‬ ‫ضنَا بَِب ْع ٍ‬‫استَ ْمتَ َع َب ْع ُ‬
‫َربَّنَا ْ‬
‫يم (‪[ })128‬األنعام‪]128/‬‬ ‫ربَّك ح ِك ِ‬
‫يم َعل ٌ‬ ‫َ َ َ ٌ‬
‫صه على هؤالَ ِء ‪ ،‬و ُتْن ِذرهم بِِه ‪ ،‬ما جَي ِري يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة ‪َ ،‬ي ْو َم حَيْ ُشُر اهللُ اجلِ َّن‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َْ َ‬ ‫َ ُُْ‬ ‫يما َت ُق ُّ ُ َ َ ُ‬ ‫َواذْ ُك ْر يَا حُمَ َّم ُد ‪ ،‬ف َ‬
‫ول َت َعاىَل هَلُ ْم ‪ :‬يَا َم ْع َشَر‬ ‫الدنْيا ‪َ ،‬و َيعُوذُو َن هِبِ ْم ‪ ،‬إ ْذ َي ُق ُ‬ ‫ين َكانُوا َي ْعبُ ُدو َن ُه ْم يِف ُّ‬ ‫وأَولِياءهم ِمن ا ِإلنْ ِ ِ‬
‫س الذ َ‬ ‫َ ْ َ َُ ْ َ‬
‫وهم النَّار ‪ .‬وقَ َال أَولِياء اجلِ ِّن ِمن ا ِإلنْ ِ ِ‬ ‫س وإِ ْ هِلِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س جُي يبُو َن اهللَ‬ ‫َ‬ ‫ضالَ ْم ‪ ،‬فَأ َْو َر ْدمُتُ ُ ُ َ َ ْ َ ُ‬ ‫استَك َْث ْرمُتْ م ْن إ ْغ َواء ا ِإلنْ ِ َ‬ ‫اجل ِّن قَد ْ‬
‫س‬‫اط ِيل ‪َ ،‬وأ َْه َو ِاء األَْن ُف ِ‬‫اللذ ِة يِف إِ ْغوائِنا بِاألَب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ‪ ،‬مِب َا َكا َن لِْل ِج ِّن ِم َن َّ‬ ‫ضنَا بَِب ْع ٍ‬ ‫استَ ْمتَ َع َب ْع ُ‬
‫َت َعاىَل ‪َ :‬ربَّنَا ْ‬
‫ات ‪،‬‬ ‫اس يِف اللَّ َّذ ِ‬ ‫اع اهلََوى ‪َ ،‬واال ْنغَ َم ِ‬ ‫اعتِ ِه ْم َو َو ْس َو َستِ ِه ْم ِم َن املْت َع ِة ‪َ ،‬واتِّبَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َو َش َه َواهِتَا ‪َ ،‬ومِبَا َكا َن لَنَا يِف طَ‬
‫ِ ُ‬
‫ُّشو ِر‬ ‫ِ‬
‫َج ِل الذي َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫الب‬ ‫م‬‫و‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫(‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫امل‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫َّر‬
‫د‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ض ‪ ،‬إىَل األ‬ ‫ضنَا بَِب ْع ٍ‬ ‫اع بع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫استِ ْمتَ ِ‬‫َو َبلَ ْغنَا ‪َ ،‬ب ْع َد ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ني فِ َيها َسْر َمداً ‪ ،‬إِالَّ َم ْن‬ ‫ِِ‬
‫َّار َم ْث َوا ُك ْم َو َمْن ِزلُ ُك ْم ‪ ،‬أَْنتُ ْم َوأ َْوليَا ُؤ ُك ْم ‪َ ،‬ماكث َ‬
‫ِ ِ‬
‫) ‪َ .‬فَيُر ُّد اهللُ َت َعاىَل َعلَْيه ْم قَائالً ‪ :‬الن ُ‬
‫َّاس ‪.‬‬ ‫ْم ِه ‪ ،‬علِ مِب‬ ‫َشاء اهلل أَ ْن يْن ِق َذه ‪ ،‬واهلل ح ِكيم يِف َشر ِع ِه وقَ َد ِر ِه وحك ِ‬
‫يم َا َي ْع َم ُل الن ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َ ُ َ ٌ‬
‫ض يأْمرو َن بِالْمْن َك ِر ويْنهو َن ع ِن الْمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف‬ ‫ُ َ َ َ ْ َ َ ُْ‬ ‫ض ُه ْم م ْن َب ْع ٍ َ ُ ُ‬ ‫ات َب ْع ُ‬‫وقال تعاىل ‪ { :‬الْ ُمنَاف ُقو َن َوالْ ُمنَاف َق ُ‬
‫ات‬‫اس ُقو َن (‪ )67‬وع َد اللَّه الْمنَافِ ِقني والْمنَافِ َق ِ‬ ‫وي ْقبِضو َن أَي ِديهم نَسوا اللَّه َفنَ ِسيهم إِ َّن الْمنَافِ ِقني هم الْ َف ِ‬
‫ََ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫ُ َ ُُ‬ ‫َ َ ُ ْ َُ ْ ُ َ َ ُ ْ‬
‫يم (‪[ } )68‬التوبة‪]68 ،67/‬‬ ‫والْ ُكفَّار نَار جهنَّم خالِ ِدين فِيها ِهي حسبهم ولَعنهم اللَّه وهَل م ع َذ ِ‬
‫اب ُمق ٌ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ََ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫ض ُه ْم َب ْعضاً بِِف ْع ِل‬ ‫هِلِ‬ ‫اق ِرجاالً ونِساءاً ‪ ،‬يتشابهو َن يِف ِص َفاهِتِم وأ ِ‬
‫َخالَق ِه ْم َوأ َْع َما ْم ‪ ،‬يَأْ ُمُر َب ْع ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫إِ َّن أَهل النِ َف ِ‬
‫َْ‬
‫وف ‪:‬‬ ‫الع ْه ِد ‪َ . .‬و َيْن َه ْو َن َع ْن فِ ْع ِل اخلَرْيِ َوامل ْعُر ِ;‬ ‫َ‬ ‫ض‬‫الو ْع ِد ‪َ ،‬و َن ْق ِ‬ ‫َ‬
‫ب واخلِيانَِة ‪ ،‬وإِخ ِ‬
‫الف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املْن َك ِر ‪َ ،‬كال َك ِذ ِ‬
‫ان َإِىَل ِعباد ِة ِ‬
‫اهلل‬ ‫ات وا ِإلحس ِ‬ ‫وه الرِب ِّ والطَّاع ِ‬ ‫اق يِف وج ِ‬ ‫ضنُّو َن بِا ِإل ْن َف ِ‬‫اهلل ‪ ،‬وي ِ‬ ‫َكُاجلِه ِاد ‪ ،‬وبِ ْذ ِل امل ِال يِف سبِ ِيل ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ُُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان ‪،‬‬ ‫وات الشَّيطَ ِ‬ ‫اهلل َتعاىَل بِِفع ِل ما أَمر بِِه ‪ ،‬و َتر ِك ما َنهى عْنه ‪ ،‬واتَّبعوا خطُ ِ‬ ‫‪ . .‬وقَ ْد نَسوا أَ ْن يَت َقَّربوا إِىَل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ َ َُ ُ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬

‫‪378‬‬
‫‪.‬واملنَافِ ُقو َن ُه ْم‬
‫َ‬
‫اب يِف ِ‬
‫اآلخَر ِة‬ ‫الد ْنيا ‪ ،‬و ِمن الثَّو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك حِبِ ْر َماهِنِ ْم ِم ْن لُطْ ِف ِه َوَت ْوفِيِ ِق ِه يِف ُّ‬ ‫ِ‬
‫فَ َج َاز ُاه ُم اهللُ َعلَى َذل َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاس فُسوقاً ‪ ،‬وخروجاً عن طَ ِ ِ‬
‫يمة ‪.‬‬ ‫ضائ ِل الفطْريَّة َّ‬
‫السل َ‬ ‫اعة اهلل ‪َ ،‬وانْسالَخاً م َن ال َف َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫أَ ْكَثُر الن ِ ُ‬
‫ات وال ُكفَّا ِر نَار جهنَّم ‪ ،‬ووع َدهم هِب ا علَى سو ِء ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫صنيع ِه ْم الذي ذَ َكَرهُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُْ َ‬ ‫ني َواملُنَاف َق َ‬ ‫َوقَ َد أ ََع َّد اهللُ َت َعاىَل ل ْل ُمنَافق َ‬
‫اب َما يَك ِْفي ِه ْم ( َح ْسُب ُه ْم ) ‪،‬‬ ‫اهلل َتعاىَل َعْنهم ‪ ،‬وسيم ُكثُو َن فِيها خُمَلَّ ِدين أَبداً ‪ ،‬وهَلُم فِيها ِمن اجلَز ِاء والع َذ ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ََ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫جوه ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُموم َيْل َف َح َو َ‬ ‫َّم ‪َ :‬ك َّ‬ ‫يم َدائ ٌم َغْيَر َع َذاب َج َهن َ‬ ‫اب ُمق ٌ‬ ‫َولَ َعَن ُه ْم اهللُ ‪َ ،‬وطََر َد ُه ْم م ْن َرمْح َته ‪َ ،‬وهَلُ ْم َع َذ ُ‬
‫ص َهُر َما يِف بُطُوهِنِ ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬واحلَمي ِم يَ ْ‬
‫وقال تعاىل ‪ { :‬فَأ ََّما الَّ ِذين َش ُقوا فَِفي النَّا ِر هَل م فِيها َزفِري و َش ِهيق (‪ )106‬خالِ ِدين فِيها ما دام ِ‬
‫ت‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫ُْ َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يد (‪[ })107‬هود‪]107 ،106/‬‬ ‫ال ل َما يُِر ُ‬ ‫ك َف َّع ٌ‬ ‫ك إِ َّن َربَّ َ‬‫ض إِاَّل َما َشاءَ َربُّ َ‬ ‫ات َواأْل َْر ُ‬ ‫الس َم َو ُ‬‫َّ‬
‫صريُو َن إِىَل نَا ِر‬ ‫الدنْيا ‪َ ،‬في ِ‬
‫َ‬ ‫السيِّئَ ِة يِف ُّ‬‫ب أ َْع َماهِلِ ِم َّ‬ ‫اب بِسبَ ِ‬
‫َ‬
‫الذين َش ُقوا مِب َا يْنتَ ِظر ُهم ِمن الع َذ ِ‬
‫َ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََّما األَ ْشقيَاءُ ‪َ ،‬‬
‫س َش ِهيقاً ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اب ‪َ ،‬فيُ ْ ِ‬ ‫يق ص ُدور ُهم بِثِ ْق ِل الع َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َف َ‬
‫َخ ُذ ُه ُم َّ‬ ‫ُّس ُه ْم َزفرياً ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫صب ُح َتَنف ُ‬ ‫َ‬ ‫َّم ‪َ ،‬وتَض ُ ُ ُ ْ‬ ‫َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫ات ‪ ،‬وأَر ِ‬ ‫اك مَس اوات تُ ِظ ُّل املخلُوقَ ِ‬ ‫يِف ِ ِ ِ‬
‫ض يَق ُفو َن َعلَيها ‪ ،‬إالَّ َما َشاءَ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ت ُهنَ َ َ َ ٌ‬ ‫ين ‪َ ،‬ما َد َام ْ‬ ‫َو َيْب ُقو َن النَّار َخالد َ‬
‫ِج ِم َن النَّا ِر َم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬إِ ْذ خُيْرِج اهلل ِمن النَّا ِر بِرمْح تِ ِه الع ِ‬
‫ين َفيُ ْخر ُ‬ ‫اآلخ ِر َ‬
‫صا َة م ْن أ َْه ِل الت َّْوحيد ‪ ،‬مُثَّ مَيْنَت ُّ َعلَى َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن يِف َقْلبِه م ْق َد ُار َذ َّر ٍة م ْن إِميَان ‪َ ،‬و ُه َو ال َقاد ُر وال َف َّع ُ‬
‫ال ل َما يُِر ُ‬
‫يد ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اه ُم الْ َماَل ئِ َكةُ ظَالِ ِمي أَْن ُف ِس ِه ْم فَأَلْ َق ُوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫السلَ َم َما ُكنَّا َن ْع َم ُل م ْن ُسوء َبلَى إِ َّن اللَّهَ‬ ‫ين َتَت َوفَّ ُ‬‫وقال تعاىل ‪ { :‬الذ َ‬
‫ين (‪} )29‬‬ ‫ِ‬ ‫اب َج َهنَّم َخالِ ِد ِ ِ‬ ‫علِ مِب‬
‫س َم ْث َوى الْ ُمتَ َكرِّب َ‬ ‫ين ف َيها َفلَبْئ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم َا ُكْنتُ ْم َت ْع َملُو َن (‪ )28‬فَ ْاد ُخلُوا أ َْب َو َ‬ ‫َ ٌ‬
‫[النحل‪]29 ،28/‬‬
‫استَ َمُّروا َعلَى ُك ْف ِر ِه ْم إِىَل أَ ْن َجاءَْت ُه ْم‬ ‫ين ْ‬
‫ِ‬
‫اب ‪ُ ،‬ه ُم الذ َ‬ ‫الع َذ َ‬
‫ِ‬
‫ين يَ ْستَح ُقو َن َ‬
‫ِ‬
‫ين ‪ ،‬الذ َ‬
‫يبنِّي اهلل َتعاىَل أ َّ ِ‬
‫َن ال َكاف ِر َ‬ ‫َُ ُ ُ َ‬
‫ب ُك ْف ِر ِه ْم ‪،‬‬ ‫اب امل َخلَّ ِد بِسبَ ِ‬ ‫يضها لِْلع َذ ِ‬ ‫اح ِهم هؤالَ ِء الظَّالِ ِمني أَْن ُفسهم بَِتع ِر ِ‬ ‫ض أَرو ِ‬ ‫ت لَِقْب ِ‬ ‫مالَئِ َكةُ املو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫َحداً ‪َ ،‬و ُه ْم َك ِاذبُو َن يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ :‬ما ُكنَّا نُ ْش ِر ُك بَر ِّبنَا أ َ‬ ‫اب قَائل َ‬ ‫الع َذ َ‬‫ني يُ َعايِنُو َن َ‬ ‫ادو َن ح َ‬ ‫يَ ْستَ ْسل ُمو َن حينَئذ ‪َ ،‬و َيْن َق ُ‬
‫ول هَلُ ْم ‪ :‬بَ ْل ُكْنتُ ْم تَ ْك ُفُرو َن َوتُ ْش ِر ُكو َن َو َت ْرتَ ِكبُو َن َما َحَّر َم‬ ‫ِ‬ ‫هِلِ‬
‫يما َي ُقولُو َن َو َي ُق ُ‬ ‫َق ْو ْم َه َذا ‪َ .‬ويُ َك ِّذبُ ُه ْم َت َعاىَل ف َ‬
‫الي ْو َم ِم َن ا ِإلنْ َكا ِر ‪َ ،‬واهللُ جُمَا ِزي ُك ْم بِأَ ْف َعالِ ُك ْم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اهللُ ‪ ،‬فَالَ فَائ َد َة َ‬
‫اب ‪َ ،‬جَزاءً هَلُ ْم مِب َا َك َفُروا‬ ‫اب جهنَّم لِيْب َقوا فِيها ‪ ،‬ولْي ُذوقُوا أَلْواناً ِمن الع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َويَأْ ُمُر ُه ُم اهللُ ب ُد ُخول أ َْب َو َ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ات‬‫الرس ِل ‪ ،‬واالهتِ َد ِاء بِاآلي ِ‬ ‫ين َيتَ َكَّبُرو َن َع ِن اتِّبَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اصي ‪ ،‬ولَبِْئس جهن ِ‬ ‫وارتَ َكبوا ِمن املع ِ‬
‫َ‬ ‫اع ُّ ُ َ ْ‬ ‫َّم َمقيالً َو َم َقاماً للذ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ََ‬
‫ت إِلَْي ِه ْم ‪.‬‬‫اليِت أُنْ ِزلَ ْ‬
‫ص ًريا‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬إِ َّن اللَّه لَعن الْ َكافِ ِرين وأَع َّد هَل م سعِريا (‪ )64‬خالِ ِدين فِيها أَب ًدا اَل جَيِ ُدو َن ولِيًّا واَل نَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ُْ َ ً‬ ‫َ ََ‬
‫(‪[ } )65‬األحزاب‪]65-64/‬‬

‫‪379‬‬
‫اآلخَر ِة نَاراً َتت َِّق ُد‬ ‫إِ َّن اهلل َتعاىل لَعن ال َكافِ ِرين ‪ ،‬وأَبع َدهم ِمن ُك ِّل خ ٍري ‪ ،‬وطَردهم ِمن رمْح تِ ِه ‪ ،‬وأَع ّد هَل م يِف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََُ ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َْ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أَبَداً ‪ ،‬ال حَيُولُو َن َعْن َها َوالَ َيُزولُو َن ‪َ ،‬وال جَيِ ُدو َن هَلُم نَاصراً م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف ِ‬
‫َّم َخالد َ‬ ‫َوَتتَ َس َّعُر ‪َ .‬و َيْب َق ْو َن نَار َج َهن َ‬
‫بَأْ ِس اهللَ َو َع َذابِِه ‪.‬‬
‫ت أ َْب َوابُ َها َوقَ َال هَلُ ْم َخَز َنُت َها‬ ‫وقال تعاىل ‪ { :‬و ِسيق الَّ ِذين َك َفروا إِىَل جهنَّم زمرا حىَّت إِ َذا جاء ِ‬
‫وها فُت َح ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ًَ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَمَلْ يَأْت ُك ْم ُر ُس ٌل مْن ُك ْم َيْتلُو َن َعلَْي ُك ْم آَيَات َربِّ ُك ْم َويُْنذ ُرونَ ُك ْم ل َقاءَ َي ْوم ُك ْم َه َذا قَالُوا َبلَى َولَك ْن َحق ْ‬
‫َّت‬
‫ِ‬ ‫اب َج َهنَّم َخالِ ِد ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‬‫س َم ْث َوى الْ ُمتَ َكرِّب َ‬ ‫ين ف َيها فَبْئ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل ْاد ُخلُوا أ َْب َو َ‬ ‫ين (‪ )71‬ق َ‬ ‫َكل َمةُ الْ َع َذاب َعلَى الْ َكاف ِر َ‬
‫‪[ } )72‬الزمر‪]72-71/‬‬
‫صلُو َن إِلَيها ‪،‬‬ ‫يد ‪ ،‬و ِحينَما ي ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الذين َك َفروا إِىَل جهنَّم مَج ٍ‬ ‫ويس ُ ِ‬
‫اعات ( ُز َمراً ) َس ْوقاً َعنيفاً بَز ْج ٍر َو َت ْهد َ َ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫اق َ ُ‬ ‫ََُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا ُر ُس ٌل من جْنس ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫َّم ( َخَز َنُت َها ) ‪ :‬أَمَلْ يَأْت ُكم يِف ُّ‬ ‫اس َج َهن َ‬ ‫ول هَلُ ْم ُحَر ُ‬‫َّم أَبُ َو َاب َها ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬
‫َت ْفتَ ُح هَلُ ْم َج َهن ُ‬
‫ني ‪َ ،‬و َي ُقولُو َن ‪َ :‬ن َع ْم لََق ْد َجاءَ ُه ْم ُر ُس ٌل ِم ْن َرهِّبِ ْم ‪َ ،‬و َد َع ْو ُهم‬ ‫ِ‬ ‫حُي ِّذرونَ ُكم ِمن هو ِل ه َذا ِ ِ‬
‫الي ْوم؟ َفيُجيبُو َن َمعْرَتِ ف َ‬ ‫َ ُ ْ َ َْ َ َ‬
‫اسَت ْهَز ُؤوا هِبِ ْم لِ َما َسبَ َق‬ ‫وه ْم ‪َ ،‬و ْ‬ ‫الر ُس َل ‪َ ،‬و َخالَ ُف ُ‬ ‫َّه ْم َك َّذبُوا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إِىَل ا ِإلمْيَان بِاهلل وا ِإلقْالَ ِع َع ِن ال ُك ْف ِر ‪َ . .‬ولَكن ُ‬
‫ص َري ‪َ .‬و ِحينَئِ ٍذ‬ ‫اط ِل فَاستَحقُّوا ه َذا امل ِ‬ ‫وء اختِيا ِر ِهم ع ِن احل ِّق إِىَل الب ِ‬ ‫والضالَلَِة ‪َ ،‬فعدلُوا بِس ِ‬ ‫الش َق َاو ِة َّ‬ ‫هَلُ ْم ِم َن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِِ‬ ‫ول هَل م خزنَةُ جهنَّم ‪ :‬ادخلُوا أَبواب جهن ِ ِ‬
‫َّم َم ً َ َ ً‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ت َج َهن ُ‬ ‫ين أَبداً ‪َ ،‬وبِْئ َس ْ‬ ‫َّم لتَْب َق ْوا ف َيها َخالد َ‬ ‫َي ُق ُ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ‬
‫آل ‪.‬‬ ‫س امل ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ‪َ ،‬وبِْئ‬ ‫س احلَ ُ‬ ‫َ‬ ‫اع احلَ ِّق ‪ ،‬فَبِْئ‬ ‫َ‬ ‫فضو َن اتِّب‬
‫َ‬ ‫لِ َم ْن َكانُوا َيتَ َكَّبُرو َن يِف ُّ‬
‫الد ْنيَا بِغَرِي ِ َح ٍّق ‪َ ،‬و َي ْر ُ‬
‫ِ َ‬ ‫ان إِ ْذ قَ َال لِإْلِ نْس ِ‬‫وقال تعاىل ‪َ { :‬كمثَ ِل الشَّيطَ ِ‬
‫اف اللَّ َه‬ ‫ك إِ َ ُ‬
‫َخ‬ ‫أ‬ ‫يِّن‬ ‫ان ا ْك ُف ْر َفلَ َّما َك َفَر قَ َال إِيِّن بَِريءٌ مْن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر َّ ِ‬
‫ني (‪[ })17‬احلشر‪/‬‬ ‫ك َجَزاءُ الظَّالم َ‬ ‫ني (‪ )16‬فَ َكا َن َعاقبََت ُه َما أَن َُّه َما يِف النَّا ِر َخال َديْ ِن ف َيها َو َذل َ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َ‬
‫‪]17-16‬‬
‫ُخ ِر ُجوا ِم ْن ِديَا ِر ِه ْم ‪،‬‬ ‫ُّصَر ِة إِ ْن قُوتِلُوا َوبِاخلُُر ِ‬ ‫ومثل هؤالَ ِء املنافِ ِق ِ‬
‫وج َم َع ُه ْم إِ ْن أ ْ‬ ‫ود بِالن ْ‬ ‫الي ُه َ‬ ‫ين َو َع ُدوا َ‬ ‫ني الذ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫الذي َغَّر ا ِإلنْسا َن ‪ ،‬ووع َده بِالنَّص ِر ِعْن َد احل ِ ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫َكمثَ ِل الشَّيطَ ِ‬
‫اج‬
‫احتَ َ‬ ‫اعهُ َو َك َفَر بِاهلل ‪َ ،‬فلَ َّما ْ‬ ‫اجة إِلَيه ‪ ،‬إِ َذا أَطَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫َخ ُ‬ ‫صريه ‪َ ،‬وقَ َال لَهُ ‪ :‬إيِّن أ َ‬ ‫ُّصَر َة ‪َ ،‬تَبَّرأَ الشَّْيطَا ُن مْنهُ ‪َ ،‬و َخ َذلَهُ َوَتَر َكهُ ل َم ْ‬ ‫ب مْنهُ الن ْ‬ ‫ا ِإلنْ َسا ُن إليه ‪َ ،‬وطَلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬
‫ص َار الشَّْيطَا ُن‬ ‫الع َذاب ‪ .‬فَ َكا َن َعاقبَةَ األ َْم ِر بِال ُك ْف ِر أَ ْن َ‬ ‫ك يِف َ‬ ‫ني َم َع َ‬‫العالَم َ‬ ‫ك أَ ْن يُ ْش ِر َكيِن َر ُّ َ‬ ‫ص ْرتُ َ‬ ‫اهللَ إِ ْن نَ ْ‬
‫وق والعِصي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ان‬ ‫َّم ‪َ ،‬جَزاءُ ُك ِّل َم ْن ظَلَ َم َن ْف َسهُ بال ُك ْف ِر َوال ُف ُس َ ْ َ‬ ‫َو َم ْن أَ ْغَراهُ بال ُك ْفر إىَل نَار َج َهن َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ك‬ ‫َّف َعْن ُه ْم ِم ْن َع َذاهِبَا َك َذل َ‬ ‫ضى َعلَْي ِه ْم َفيَ ُموتُوا َواَل خُيَف ُ‬ ‫َّم اَل يُ ْق َ‬‫ين َك َفُروا هَلُ ْم نَ ُار َج َهن َ‬‫وقال تعاىل { َوالذ َ‬
‫ِ‬ ‫جَن ِزي ُك َّل َك ُفو ٍر (‪ )36‬وهم يصطَ ِرخو َن فِيها ربَّنا أَخ ِرجنا َنعمل حِل‬
‫صا ًا َغْيَر الَّذي ُكنَّا َن ْع َم ُل أ ََومَلْ‬ ‫َ َ َ ْ َْ ْ َ ْ َ‬ ‫َُْ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ٍري (‪[ })37‬فاطر‪-36/‬‬ ‫َّذير فَ ُذوقُوا فَما لِلظَّالِ ِمني ِمن نَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫نُ َع ِّم ْر ُك ْم َما َيتَ َذ َّكُر فيه َم ْن تَ َذ َّكَر َو َجاءَ ُك ُم الن ُ‬
‫‪]37‬‬

‫‪380‬‬
‫َّم ‪ ،‬الَ حُيْ َك ُم‬ ‫يِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َفُروا باهلل ‪َ ،‬و َج َح ُدوا بآيَاته ‪َ ،‬و َكذبُوا ُر ُسلَهُ ‪ ،‬فَع َقابُ ُه ْم َسيَ ُكو ُن نَار َج َهن َ‬ ‫أ ََّما الذ َ‬
‫وت َفيسرَتِ حيُوا ِمن الع ِ‬ ‫ِ ِ مِب ٍ‬
‫ت نَ ُار‬ ‫ذاب َوال يُ َفتَُّر ‪َ .‬و ُكلَّما َخبَ ْ‬ ‫الع ُ‬ ‫َّف َعْن ُه ُم َ‬ ‫ذاب َواآلالَِم ‪َ ،‬والَ خُيَف ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َعلَْيه ْم فيها َ َ ْ‬
‫زاء جَي ِزي اهلل بِِه ُك َّل َكافِ ٍر بِ ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َّم َز َاد َها اهللُ َسعرياً ‪ ،‬ليَ ْستَمَّر َع َذابُ ُهم َشديداً أليماً ‪َ .‬ومثْ ُل هذا اجلَ ْ‬ ‫َج َهن َ‬
‫وق ال َكافِرو َن امل ْج ِر ُمو َن َحَّر النَّا ِر َوهَل يبَها ‪َ ،‬فيَأْ َخ ُذو َن يِف‬ ‫ب لُِر ُسلِ ِه ‪َ ،‬ويِف النَّا ِر يَ ُذ ُ‬ ‫اح ٍد بِأَْنع ِم ِه ‪ ،‬م َك ِّذ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جِ‬
‫َ‬
‫ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫حِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صا اً ‪،‬‬ ‫َخ ِر ْجنا من النَّا ِر ‪َ ،‬وأَع ْدنا إىل الدُّنيا ‪ ،‬لَن ْع َم َل َ‬ ‫يج َو َي ُقولو َن ‪َ :‬ربَّنا أ ْ‬ ‫اخ والضَّج ِ‬ ‫واالصطَر ِ‬‫ْ‬ ‫االستغَاثَة‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادوا‬ ‫الر ُس َل ‪َ ،‬ونُ ْقل َع َع َّما ُكنَّا فيه م َن ال ُك ْف ِر َواملََعاصي َوا ِإل ْجَر ِام ‪َ .‬ولك َّن اهلل َت َعاىل َي ْعلَ ُم أَن َُّه ْم إِ ْن َع ُ‬ ‫َّبع ُّ‬
‫َو َنت َ‬
‫ك َيُر ُّد َعلَي ِه ْم قَائِالً َو ُم َقِّرعاً ( أ َْو َتُر ُّد َعلَي ِه ُم‬ ‫ِِ‬ ‫إِىل ال ًُّدنيا عادوا إِىل ما َكانُوا علَ ِيه ِمن ال ُك ْف ِر واملع ِ‬
‫اصي ‪َ ،‬ول َذل َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫يشو َن يِف الدُّنيا أ َْعماراً؟ َولَ ْو ُكْنتُم مِم َّْن َيْنتَ ِفعُو َن بِاحلَ ِّق ال ْنَت َف ْعتُ ْم بِِه‬ ‫اهلل َت َعاىل ) ‪ :‬أَمَلْ جَنْ َع ْل ُك ْم تَعِ ُ‬‫املالئِ َكةُ بِأَم ِر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اب إِ ْن َخالَ ْفتُ ْم أ َْمَر َربِّ ُك ْم ‪َ ،‬و َتَر ْكتُ ْم‬ ‫اب يْنذر ُكم بِالع َق ِ‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫;‬‫ه‬ ‫ع‬‫م‬ ‫و‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ُّنيا‬‫الد‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫َ َ َ ُ ُ َّ ُ ُ َ َ َ ُ َ ٌ ُ ُ ْ‬ ‫َم َ ُ ْ ُ ْ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫اب ‪ ،‬فَ ُذوقُوا‬ ‫وج مِم َّا أَْنتُم فِ ِيه ِمن الع َذ ِ‬ ‫بيل لَ ُك ْم إِىل اخلُُر ِ‬ ‫ِِ‬
‫اعتَهُ ‪َ ،‬فلَ ْم َت ْعتَرِب ُوا ‪َ ،‬ومَلْ َتتَّعِظُوا ‪َ ،‬ولذل َ‬
‫َ َ‬ ‫ك فَالَ َس َ‬ ‫طَ َ‬
‫بأس ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫صر ُك ْم ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب النَّار ع َقاباً لَ ُك ْم َعلَى ُك ْفر ُك ْم وخُمَالََفت ُك ْم األَنْبياءَ ‪َ ،‬ولَ ْن جَت ُدوا لَ ُك ْم نَاصراً َيْن ُ ُ‬ ‫َع َذ َ‬
‫والَ مْن ِقذاً يْن ِق ُذ ُكم مِم ّا أَْنتُم فِ ِيه ِمن الع ِ‬
‫ذاب ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ‬
‫ت ‪َ .‬وأل َْه ِل النَّا ِر يَا أ َْه َل النَّا ِر‬ ‫ِ‬
‫ال أل َْه ِل اجْلَنَّة ُخلُ ٌ‬ ‫وع ْن أَىِب ُهَر ْيَر َة قَ َال قَ َال النَّىِب ُّ ‪ « -  -‬يُ َق ُ‬
‫ود الَ َم ْو َ‬ ‫َ‬
‫‪1043‬‬
‫ت» ‪.‬‬ ‫ود الَ َم ْو َ‬ ‫ُخلُ ٌ‬
‫ت‬ ‫ول اللَّ ِه ‪ « - -‬إِ َذا صار أَهل اجْل ن َِّة ىِف اجْل ن َِّة وأَهل النَّا ِر ىِف النَّا ِر ِجىء بِالْمو ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن عُ َمَر قَ َال قَ َال َر ُس ُ‬
‫َ َْ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫ََ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ود الَ‬ ‫ت يَا أ َْه َل النَّا ِر ُخلُ ٌ‬ ‫ود الَ َم ْو َ‬‫ف َبنْي َ اجْلَن َِّة َوالنَّا ِر مُثَّ يُ ْذبَ ُح مُثَّ يُنَادى ُمنَاد يَا أ َْه َل اجْلَن َِّة ُخلُ ٌ‬ ‫َحىَّت يُوقَ َ‬
‫ت فَ ْاز َد َاد أ َْه ُل اجْلَن َِّة َفَرحاً إِىَل َفَر ِح ِه ْم َو ْاز َد َاد أ َْه ُل النَّا ِر ُح ْزناً إِىَل ُحْزهِنِ ْم »‪.1044‬‬ ‫َم ْو َ‬
‫ش‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بني اجلَنَّة والنَّار كأنَّه َكْب ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫يامة َفيُوقَ ُ‬
‫وعن أيب سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪" : ‬جُي اءُ باملَْوت َي ْو َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ال‪ :‬يا ْأه َل اجلَنَّة َه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا ؟ َفيَ ْشرئبُّو َن َو َيْنظُُرون‪َ ،‬فَي ُقولُو َن‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ه َذا املَْو ُ‬ ‫ْأملَح‪ ُ،‬قال‪َ :‬فُي َق ُ‬
‫ت ‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤ َمُر بِِه َفيُ ْذبَ ُح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬يا ْأه َل النَّا ِر َه ْل َت ْع ِرفُو َن َه َذا؟ َفيَ ْشرئبُّو َن َو َيْنظُُرو َن‪ ،‬في ُقولُو َن َن َع ْم َه َذا املَْو ُ‬ ‫َفُي َق ُ‬
‫ت ‪ ،‬قال‪ :‬مث قرأ رسول اهلل ‪‬‬ ‫ود فال َم ْو َ‬ ‫ت‪َ ;،‬ويَا ْأه َل النَّا ِر ُخلُ ٌ‬ ‫ود فَال َم ْو َ‬ ‫قال‪َ :‬فَي ُقول‪ :‬يا ْأه َل اجلَن َِّة ُخلُ ٌ‬
‫‪1045‬‬
‫ض َي األ َْمُر َو ُه ْم يِف َغ ْفلَ ٍة َو ُه ْم ال يُ ْؤ ِمنُو َن ) وأشار بيده يف الدنيا"‪.‬‬ ‫( وأَنْ ِذرهم يوم احْل سر ِة إِ ْذ قُ ِ‬
‫َ ْ ُ ْ َْ َ َ ْ َ‬
‫النيب ‪ ‬يف هذه اآلية( َوأَنْ ِذ ْر ُه ْم َي ْو َم احْلَ ْسَر ِة ) قال‪" :‬يُنَ َادى‪ :‬يَا ْأه َل اجلَن َِّة‪،‬‬ ‫وعن أيب هريرة‪ ،‬عن ّ‬
‫ت ؟ قال‪:‬‬ ‫َفيَ ْشَرئِبُو َن‪َ ،‬فَيْنظُُرو َن‪ ،‬مُثَّ يُنَ َادى‪ :‬يا ْأه َل النَّار َفيَ ْشَرئِبُّو َن َفَيْنظُُرو َن‪َ ،‬فيُ ُ‬
‫قال‪َ :‬ه ْل َت ْع ِرفُو َن املَْو َ‬

‫‪ - 1043‬صحيح البخارى (‪) 6545‬‬


‫‪ - 1044‬مسند أمحد(‪ )6136‬صحيح‬
‫‪ - 1045‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )201‬صحيح‬

‫‪381‬‬
‫ِ‬
‫قال‪ :‬مُثَّ‬
‫ت‪ ،‬مُثَّ يُ ْؤ َخ ُذ َفيُ ْذبَ ُح‪َ ،‬‬ ‫قال‪َ :‬ه َذا املَْو ُ‬
‫ش ْأملَ َح‪ ،‬فيُ ُ‬ ‫ور ِة َكْب ٍ‬
‫صَ‬ ‫َفَي ُقولُو َن‪ :‬ال قال‪َ :‬فيُ َجاءُ بِاملَْوت يِف ُ‬
‫ت"‪ ،‬قال‪ :‬مث قرأ( َوأَنْ ِذ ْر ُه ْم َي ْو َم احْلَ ْسَر ِة‬ ‫ت‪َ ،‬ويَا ْأه َل اجلَن َِّة ُخلُ ٌ‬
‫ود فال َم ْو َ‬
‫ِ‬
‫يُنَادي يا ْأه َل النَّا ِر ُخلُ ٌ‬
‫ود فَال َم ْو َ‬
‫‪1046‬‬ ‫إِ ْذ قُ ِ‬
‫ض َي األ َْمُر )‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ ،‬يف قوله( َوأَنْ ِذ ْر ُه ْم َي ْو َم احْلَ ْسَر ِة ) قال‪ :‬يصور اهلل املوت يف صورة كبش أملح‪ ،‬فيذبح‪،‬‬
‫أيضا‬
‫قال‪ :‬فييأس أهل النار من املوت‪ ،‬فال يرجونه‪ ،‬فتأخذهم احلسرة من أجل اخللود يف النار‪ ،‬وفيها ً‬
‫الفزع األكرب‪ ،‬ويأمل أهل اجلنة املوت‪ ،‬فال خيشونه‪ ،‬وأمنوا املوت ‪ ،‬وهو الفزع األكرب‪ ،‬ألهنم خيلدون يف‬
‫‪1047‬‬
‫اجلنة‪،‬‬

‫‪‬‬

‫‪ - 1046‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )202‬صحيح‬


‫‪ - 1047‬تفسري الطربي ‪( -‬ج ‪ / 18‬ص ‪ )202‬حسن لغريه‬

‫‪382‬‬
‫أهم المصادر والمراجع‬
‫‪ .1‬تفسير الطبري الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .2‬تفسير ابن كثير الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .3‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .4‬تفسير األلوسي الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .5‬زهرة التفاسير أبو زهرة – الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .6‬تفسير أضواء البيان للشنقيطي الشاملة ‪3‬‬
‫‪ .7‬محاسن التأويل تفسير القاسمي ‪ -‬المطبوع‬
‫‪ .8‬أيسر التفاسير ألسعد حومد الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .9‬التفسير الميسر الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .10‬تفسير السعدي الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .11‬تفسير ابن أبي حاتم الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .12‬في ظالل القرآن الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .13‬الوسيط لسيد طنطاوي الشاملة ‪ + 2‬موقع التفاسير‬
‫‪ .14‬اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ابن تيمية الشاملة ‪ = 2‬دار عالم الكتب‬
‫‪ .15‬شرح الطحاوية في العقيدة السلفية= الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .16‬الصارم المسلول ابن تيمية= الشاملة ‪ =2‬دار ابن حزم ‪ -‬بيروت‬
‫‪ .17‬منهاج السنة النبوية ابن تيمية= الشاملة ‪ = 2‬محمد رشاد سالم‬
‫‪ .18‬موطأ مالك المكنز‬
‫‪ .19‬صحيح البخارى المكنز‬
‫‪ .20‬صحيح مسلم المكنز‬
‫‪ .21‬سنن أبى داود المطنز‬
‫‪ .22‬سنن الترمذى المكنز‬
‫‪ .23‬سنن النسائى المكنز‬
‫‪ .24‬سنن ابن ماجه الكننز‬
‫‪ .25‬مصنف عبد الرزاق المكتب اإلسالمي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .26‬مصنف ابن أبي شيبة عوامة ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .27‬مسند أحمد الكنز ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .28‬مسند أحمد بن حنبل ( بأحكام شعيب األرنؤوط) دار صادر‬
‫‪ .29‬أخبار مكة لألزرقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .30‬اإلبانة الكبرى البن بطة الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .31‬اآلحاد والمثاني البن أبي عاصم الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .32‬السنن الكبرى لإلمام النسائي الرسالة ‪+‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .33‬المستدرك للحاكم دار المعرفة ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .34‬المعجم الكبير للطبراني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .35‬المعجم األوسط للطبراني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .36‬المعجم الصغير للطبراني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .37‬تفسير ابن أبي حاتم الشمالة ‪ + 2‬موقع التفاسير ‪ +‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .38‬تهذيب اآلثار للطبري الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .39‬دالئل النبوة للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .40‬السنن الكبرى للبيهقي المكنز ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .41‬شعب اإليمان للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬

‫‪383‬‬
‫‪ .42‬غاية المقصد فى زوائد المسند للهيثمي الشاملة ‪2‬‬
‫ضائِ ِل اأْل َ ْع َما ِل َوثَ َوابُ َذلِكَ اِل ب ِْن َشا ِهين الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .43‬التَّرْ ِغيبُ فِي فَ َ‬
‫‪ .44‬المسند للشاشي الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .45‬سنن الدارمى المكنز ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .46‬مسند أبي عوانة الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .47‬مسند إسحاق بن راهويه الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .48‬مسند البزار ‪14-1‬كامال الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .49‬مسند أبي يعلى الموصلي ت حسين األسد دار المأمون ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .50‬مسند الحميدى المكنز ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .51‬مسند الروياني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .52‬مسند السراج الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .53‬سنن الدارقطنى المكنز ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .54‬صحيح ابن حبان مؤسسة الرسالة ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .55‬صحيح ابن خزيمة الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .56‬مسند الشاميين للطبراني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .57‬مسند الشهاب القضاعي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .58‬مسند الطيالسي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .59‬مسند عبد بن حميد الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .60‬مسند الشافعي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .61‬المنتقى من السنن المسندة البن الجارود الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .62‬معرفة الصحابة ألبي نعيم األصبهاني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .63‬موسوعة السنة النبوية – للمؤلف مخطوط‬
‫‪ .64‬األحاديث المختارة للضياء ‪+‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .65‬مجمع الزوائد ‪ +‬دار المعرفة ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .66‬اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .67‬المسند الجامع مؤسسة الرسالة ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .68‬جامع األصول البن األثير ت – عبد القادر األرناؤوط ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬
‫‪ .69‬المسند المستخرج على صحيح اإلمام مسلم الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .70‬الترغيب والترهيب للمنذري‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .71‬أخبار أصبهان الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .72‬أمالي ابن بشران الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .73‬اآلداب للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .74‬األدب المفرد للبخاري الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .75‬األسماء والصفات للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .76‬األمثال للرامهرمزي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .77‬االعتقاد للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .78‬صفة الجنة ألبي نعيم الشاملة ‪ +2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .79‬صفة النار ألبي نعيم الشاملة ‪ +2‬جامع الحديث النبوي‬
‫صفَةُ ْال َجنَّ ِة اِل ب ِْن أَبِي ال ُّد ْنيَا الشاملة ‪ +2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪ِ .80‬‬
‫‪ .81‬البعث والنشور للبيهقي الشاملة ‪ +2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .82‬البعث البن أبي داود السجستاني الشاملة ‪ +2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .83‬الدعاء للطبراني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .84‬الدعاء للمحاملي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬

‫‪384‬‬
‫‪ .85‬الدعوات الكبير للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .86‬الزهد الكبير للبيهقي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .87‬الزهد ألبي حاتم الرازي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .88‬الزهد ألحمد بن حنبل الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .89‬الزهد البن أبي عاصم الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .90‬الزهد لهناد بن السري الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .91‬الزهد والرقائق البن المبارك الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .92‬الزهد وصفة الزاهدين ألحمد بن بشر الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .93‬السنَّة ألبي بكر بن الخالل الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .94‬السنة البن أبي عاصم الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .95‬السنة لعبد هللا بن أحمد الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .96‬السنة لمحمد بن نصر المروزي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .97‬تعظيم قدر الصالة لمحمد بن نصر المروزي الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫‪ .98‬جامع بيان العلم وفضله البن عبد البر الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬
‫اريِّ الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬‫ال ْال ِعبَا ِد لِ ْلبُخَ ِ‬
‫ق أَ ْف َع ِ‬
‫‪ .99‬خَ ْل ُ‬
‫طبقات المحدثين بأصبهان ألبي الشيخ األصبهاني الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.100‬‬
‫فضائل الصحابة ألحمد الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.101‬‬
‫فضائل القرآن لمحمد بن الضريس الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.102‬‬
‫فوائد تمام الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.103‬‬
‫معجم الصحابة البن قانع الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.104‬‬
‫قصر األمل البن أبي الدنيا الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.105‬‬
‫المقاصد الحسنة للسخاوي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.106‬‬
‫كشف الخفاء للعجلوني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.107‬‬
‫نظم المتناثر للكتاني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.108‬‬
‫روضة المحدثين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.109‬‬
‫تخريج أحاديث اإلحياء للعراقي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.110‬‬
‫إتحاف السادة المتقين للزبيدي دار الفكر‬ ‫‪.111‬‬
‫تاريخ ابن معين رواية الدوري الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.112‬‬
‫تاريخ معرفة الثقات البن شاهين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.113‬‬
‫مشاهير علماء األمصار ابن حبان الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.114‬‬
‫تحفة المحتاج في تخريج أحاديث المنهاج البن الملقن ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.115‬‬
‫البدر المنير البن الملقن ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.116‬‬
‫السلسلة الضعيفة لأللباني ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.117‬‬
‫السلسلة الصحيحة لأللباني‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.118‬‬
‫رياض الصالحين ت األلباني‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.119‬‬
‫مشكاة المصابيح ت األلباني ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.120‬‬
‫صحيح الترغيب والترهيب ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.121‬‬
‫صحيح وضعيف سنن أبي داود الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.122‬‬
‫صحيح وضعيف سنن الترمذي الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.123‬‬
‫صحيح وضعيف سنن النسائي الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.124‬‬
‫صحيح وضعيف سنن ابن ماجة الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.125‬‬
‫صحيح وضعيف الجامع الصغير الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.126‬‬
‫الجامع الصغير وزيادته الشاملة ‪ + 2‬المكتب اإلسالمي‬ ‫‪.127‬‬

‫‪385‬‬
‫علل الدارقطني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.128‬‬
‫تاريخ جرجان للسهمي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.129‬‬
‫موسوعة أقوال اإلمام أحمد في الجرح والتعديل الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.130‬‬
‫موسوعة أقوال الدارقطني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.131‬‬
‫التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد البن عبد البر الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.132‬‬
‫فتح الباري البن حجر الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.133‬‬
‫فتح الباري البن رجب الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.134‬‬
‫شرح البخاري ابن بطال الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.135‬‬
‫شرح النووي على مسلم الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.136‬‬
‫عون المعبود لآلبادي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.137‬‬
‫تحفة األحوذي المباركفوي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.138‬‬
‫ُش ْك ُر هَّللا ِ َعلَى نِ َع ِم ِه لِ ْلخَ َرائِ ِط ِّي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.139‬‬
‫شرح األربعين النووية في األحاديث الصحيحة النبوية الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.140‬‬
‫فيض القدير‪،‬شرح الجامع الصغير الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.141‬‬
‫التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.142‬‬
‫جامع العلوم والحكم الشاملة ‪ + 2‬تحقيق الفحل‬ ‫‪.143‬‬
‫حاشية ابن القيم على سنن أبي داود الشاملة ‪ +2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.144‬‬
‫مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.145‬‬
‫دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.146‬‬
‫شرح رياض الصالحين البن عثيمين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.147‬‬
‫فتح القوي المتين في شرح األربعين وتتمة الخمسين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.148‬‬
‫مجموع فتاوى ابن تيمية الشاملة ‪ + 2‬دار الباز‬ ‫‪.149‬‬
‫فتاوى األزهر الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.150‬‬
‫الموسوعة الفقهية الكويتية الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم ‪ +‬دار السالسل‬ ‫‪.151‬‬
‫فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.152‬‬
‫مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.153‬‬
‫فتاوى السبكي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.154‬‬
‫فتاوى الرملي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.155‬‬
‫الفتاوى الفقهية الكبرى البن حجر الهيتمي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.156‬‬
‫شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.157‬‬
‫لقاءات الباب المفتوح الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.158‬‬
‫دروس وفتاوى الحرم المدني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.159‬‬
‫فتاوى من موقع اإلسالم اليوم الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.160‬‬
‫فتاوى اإلسالم سؤال وجواب الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.161‬‬
‫فتاوى يسألونك الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.162‬‬
‫مجموع فتاوى ومقاالت ابن باز الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.163‬‬
‫فتاوى اإلسالم سؤال وجواب الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.164‬‬
‫فتاوى واستشارات اإلسالم اليوم الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.165‬‬
‫فتاوى الشبكة اإلسالمية معدلة الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.166‬‬
‫الدرر السنية في األجوبة النجدية – الرقمية الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.167‬‬
‫طرح التثريب الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.168‬‬
‫نيل األوطار الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.169‬‬
‫المحلى البن حزم الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.170‬‬

‫‪386‬‬
‫الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.171‬‬
‫منح الجليل شرح مختصر خليل الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.172‬‬
‫التذكرة في أحوال الموتى وأمور اآلخرة القرطبي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.173‬‬
‫بداية المجتهد ونهاية المقتصد الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.174‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.175‬‬
‫المجموع شرح المهذب للنووي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.176‬‬
‫الحاوي في فقه الشافعي – الماوردي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.177‬‬
‫المغني البن قدامة الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.178‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام البن حزم الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.179‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.180‬‬
‫المحصول للرازي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.181‬‬
‫المستصفى للغزالي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.182‬‬
‫أنوار البروق في أنواع الفروق الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.183‬‬
‫إعالم الموقعين عن رب العالمين البن القيم الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.184‬‬
‫البحر المحيط للزركشي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.185‬‬
‫شرح الكوكب المنير للفتوحي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.186‬‬
‫حاشية العطار على شرح الجالل المحلي على جمع الجوامع الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.187‬‬
‫تلقيح الأفهام العلية بشرح القواعد الفقهية الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.188‬‬
‫إرشاد الفحول لتحقيق الحق من علم األصول الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.189‬‬
‫معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.190‬‬
‫نهاية السول شرح منهاج الوصول الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.191‬‬
‫إحياء علوم الدين دار الفكر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.192‬‬
‫حلية األولياء ألبي نعيم الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.193‬‬
‫األذكار للنووي الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.194‬‬
‫أدب الدنيا والدين الماوردي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.195‬‬
‫المدخل البن الحاج الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.196‬‬
‫اآلداب الشرعية البن مفلح الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.197‬‬
‫الزواجر عن اقتراف الكبائر البن حجر المكي الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.198‬‬
‫بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.199‬‬
‫غذاء األلباب في شرح منظومة اآلداب السفاريني الشاملة ‪ + 2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.200‬‬
‫رياض الصالحين للنووي –ت األلباني – الفحل‬ ‫‪.201‬‬
‫لواقح األنوار القدسية في بيان العهود المحمدية للشعراني الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.202‬‬
‫مقدمة ابن الصالح الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.203‬‬
‫قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.204‬‬
‫الكفاية في علم الرواية الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.205‬‬
‫فتح المغيث بشرح ألفية الحديث السخاوي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.206‬‬
‫قواعد في علوم الحديث للتهانوي ت أبو غدة ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.207‬‬
‫منهج النقد في علوم الحديث ‪ -‬دار الفكر – العتر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.208‬‬
‫تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.209‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل األثر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.210‬‬
‫تحرير علوم الحديث لعبدهللا الجديع ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.211‬‬
‫شرح شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل األثر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.212‬‬
‫النكت على ابن الصالح البن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.213‬‬

‫‪387‬‬
‫الشذا الفياح من علوم ابن الصالح العراقي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.214‬‬
‫شرح التبصرة والتذكرة العراقي ‪ +‬الشاملة ‪ 2‬ت الفحل‬ ‫‪.215‬‬
‫توجيه النظر إلى أصول األثر الجزائري‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.216‬‬
‫الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للكنوي ‪ +‬الشاملة ‪ 2‬أبو غدة‬ ‫‪.217‬‬
‫زاد المعاد البن القيم ‪ +‬الشاملة ‪ +2‬موقع اإلسالم‬ ‫‪.218‬‬
‫اإلصابة في معرفة الصحابة للحافظ ابن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.219‬‬
‫ثقات ابن حبان ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.220‬‬
‫المجروحين ابن حبان ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.221‬‬
‫التاريخ الكبير البخاري ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.222‬‬
‫الطبقات الكبرى البن سعد ‪ +‬الشاملة ‪ + 2‬جامع الحديث النبوي‬ ‫‪.223‬‬
‫تذكرة الحفاظ للذهبي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.224‬‬
‫ميزان االعتدال للذهبي ‪ +‬الشاملة ‪ 2‬دار المعرفة‬ ‫‪.225‬‬
‫تاريخ دمشق البن عساكر ‪ +‬الشاملة ‪ 2‬دار الفكر‬ ‫‪.226‬‬
‫الجرح والتعديل البن أبي حاتم ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.227‬‬
‫الكامل البن عدي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.228‬‬
‫معرفة الثقات للعجلي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.229‬‬
‫ضعفاء العقيلي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.230‬‬
‫تهذيب الكمال للمزي‪ +‬الشاملة ‪ 2‬ت عواد بشار مؤسسة الرسالة‬ ‫‪.231‬‬
‫الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ‪ +‬الشاملة ‪ 2‬ت عوامة‬ ‫‪.232‬‬
‫تقريب التهذيب البن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.233‬‬
‫تهذيب التهذيب البن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.234‬‬
‫تعجيل المنفعة البن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.235‬‬
‫لسان الميزان للحافظ ابن حجر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.236‬‬
‫سير أعالم النبالء مؤسسة الرسالة ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.237‬‬
‫تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.238‬‬
‫النهاية في غريب األثر ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.239‬‬
‫تاج العروس للزبيدي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.240‬‬
‫الكليات ألبي البقاء‬ ‫‪.241‬‬
‫الفروق في اللغة ألبي هالل العسكري‬ ‫‪.242‬‬
‫لسان العرب البن منظور ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.243‬‬
‫المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.244‬‬
‫المصباح المنير الفيومي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.245‬‬
‫المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي ‪ +‬الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.246‬‬
‫الحافظ ابن حجر ومنهجه في التقريب – للمؤلف‬ ‫‪.247‬‬
‫منهج دراسة األسانيد والحكم عليها للعاني – األردن‬ ‫‪.248‬‬
‫ِـ ِْ‬
‫اْإلي َمانُ ِالب ِْن تَ ْي ِميَّةَ الشاملة ‪2‬‬ ‫‪.249‬‬
‫الدفاع عن كتاب رياض الصالحين للمؤلف‬ ‫‪.250‬‬

‫‪388‬‬
‫الفهرس العام‬

‫الباب األول‪4..........................................................................................................‬‬
‫صفة نعيم الجنة في القرآن والسنَّة‪4................................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪6....................................................................................................‬‬
‫ُحفَّت الجنة بالمكاره ‪6.............................................................................................‬‬
‫‪-1‬اجلهاد يف سبيل اهلل‪7..........................................................................................:‬‬
‫‪-2‬الصرب على النوائب‪ ,‬والرضا بقضاء اهلل‪9......................................................................:‬‬
‫‪ -3‬األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪12........................................................................:‬‬
‫‪-4‬وغري ذلك من تكاليف اإلسالم‪13...........................................................................:‬‬
‫المبحث الثاني ‪14..................................................................................................‬‬
‫الترغيب في الجنة ونعيمها‪14...................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪21..................................................................................................‬‬
‫أسما ُء الجنَّة‪21.....................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‪22..................................................................................................‬‬
‫أول من يدخلون الجنة وصفاتهم‪22.............................................................................‬‬
‫المبحث الخامس‪26................................................................................................‬‬
‫آخر من يدخل الجنة من الموحدين‪26..........................................................................‬‬
‫المبحث السادس‪34................................................................................................‬‬
‫بعض من نص على أنهم من أهل الجنة‪34....................................................................‬‬
‫المبحث السابع‪41..................................................................................................‬‬
‫أسياد أهل الجنة‪41................................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن‪50..................................................................................................‬‬
‫في صفة دخول أهل الجنة الجنَّةَ‪50.............................................................................‬‬
‫المبحث التاسع‪54..................................................................................................‬‬
‫فيما ألدنى أهل الجنة فيها‪54.....................................................................................‬‬
‫المبحث العاشر‪57.................................................................................................‬‬
‫في درجات الجنة ‪57..............................................................................................‬‬
‫المبحث الحادي عشر ‪67.........................................................................................‬‬
‫أبوابُ الجنة‪67.....................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني عشر‪71...........................................................................................‬‬
‫خزنة الجنة‪71......................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع عشر‪73...........................................................................................‬‬
‫في بناء الجنة وترابهاـ وحصبائهاـ وغير ذلك‪73..............................................................‬‬
‫المبحث الخامس عشر ‪76........................................................................................‬‬
‫خيا ُم الجنة وأسرَّتهاـ وأرائكها ‪76................................................................................‬‬
‫المبحث السادس عشر‪83.........................................................................................‬‬
‫نور الجنة ‪83.......................................................................................................‬‬

‫‪389‬‬
‫المبحث السابع عشر‪86...........................................................................................‬‬
‫ريح الجنة‪86.......................................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن عشر‪88...........................................................................................‬‬
‫أهل الجنة يرثون أهل النار‪88...................................................................................‬‬
‫المبحث التاسع عشر‪91...........................................................................................‬‬
‫في أنهار الجنة ‪91.................................................................................................‬‬
‫المبحث العشرون‪94..............................................................................................‬‬
‫في شجر الجنة وثمارها‪94.......................................................................................‬‬
‫في أكل أهل الجنة‪99..............................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون ‪108.................................................................................‬‬
‫شراب أهل الجنة‪108.............................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪110.................................................................................‬‬
‫أنهار الجنة‪110....................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون ‪113.................................................................................‬‬
‫عيون الجنة‪113...................................................................................................‬‬
‫المبحث الخامس والعشرون‪114...............................................................................‬‬
‫آنية الجنة‪114......................................................................................................‬‬
‫المبحث السادس والعشرون‪115...............................................................................‬‬
‫لباسُ أهل الجنة وحُليّهمـ‪115.....................................................................................‬‬
‫المبحث السابع والعشرون‪120.................................................................................‬‬
‫أطفال المؤمنين في الجنة‪120...................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن والعشرون‪122.................................................................................‬‬
‫أكثر أهل الجنة‪122...............................................................................................‬‬
‫المبحث التاسع والعشرون‪124.................................................................................‬‬
‫مقدار ما يدخل الجنة من هذه األمة ‪124.......................................................................‬‬
‫المبحث الثالثون ‪129............................................................................................‬‬
‫في فرش الجنة ‪129...............................................................................................‬‬
‫المبحث الواحد و الثالثون‪130..................................................................................‬‬
‫غلمانُ أهل الجنة وخد ُمهمـ‪130..................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني و الثالثون‪131...................................................................................‬‬
‫في وصف نساء أهل الجنة‪131.................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث و الثالثون ‪139..................................................................................‬‬
‫نساء الدنيا‪139.....................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع و الثالثون ‪142..................................................................................‬‬
‫العشرة المبشرون بالجنة ‪142...................................................................................‬‬
‫المبحث الخامس و الثالثون‪145................................................................................‬‬
‫في غناء الحور العين‪145........................................................................................‬‬
‫المبحث السادس و الثالثون ‪147................................................................................‬‬
‫في سوق الجنة ‪147...............................................................................................‬‬
‫المبحث السابع و الثالثون‪152..................................................................................‬‬

‫‪390‬‬
‫في تزاورهمـ ومراكبهمـ‪152......................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن و الثالثون ‪157..................................................................................‬‬
‫في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالىـ‪157.................................................................‬‬
‫المبحث التاسع و الثالثون‪160..................................................................................‬‬
‫في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالىـ‪160.............................................................‬‬
‫المبحث األربعون‪173............................................................................................‬‬
‫أماني أهل الجنة‪173..............................................................................................‬‬
‫المبحث الواحد واألربعون ‪174.................................................................................‬‬
‫في الجنة ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر ‪174.................................‬‬
‫المبحث الثاني واألربعون‪178..................................................................................‬‬
‫في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها‪178.................................................................‬‬
‫الباب الثاني‪184.......................................................................................................‬‬
‫صفة عذاب النار في القرآن وال ُّسنَّة‪184..........................................................................‬‬
‫الترغيب في سؤال الجنة واالستعاذة من النار ‪186..........................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪188................................................................................................‬‬
‫الترهيب من النار أعاذنا هللا منها بمنه وكرمه ‪188..........................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪194................................................................................................‬‬
‫األعمال واألقوال التي تقي من النار‪194......................................................................‬‬
‫وقد بينت النصوص األعمال اليت تقي من النار ‪ ،‬ومنها ‪195....................................................... :‬‬
‫الشهادتان بإخالص‪195..........................................................................................‬‬
‫حمبة اهلل تعاىل ورسوله ‪196.....................................................................................‬‬
‫كل معروف صدقة ‪198..........................................................................................‬‬
‫صيام التطوع‪198.................................................................................................‬‬
‫من حيب للناس ما حيب لنفسه ‪199...............................................................................‬‬
‫الفجر يف مجاعة‪201..............................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫االستجارة من النار ‪201..........................................................................................‬‬
‫الدعاء يعد الصالة ‪202...........................................................................................‬‬
‫أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها‪202........................................................................‬‬
‫أربع ركعات قبل العصر ‪203.....................................................................................‬‬
‫ما يقول عند الصباح واملساء‪203.................................................................................‬‬
‫اغربار القدمني يف سبيل اهلل ‪203..................................................................................‬‬
‫اخلوف من اهلل واجلهاد يف سبيله ‪204.............................................................................‬‬
‫اتقاء النار ولو بشق مترة‪205......................................................................................‬‬
‫فضل الصالة يف املدينة املنورة و زيارة الرسول ‪206............................................................‬‬
‫عينان ال متسهما النار ‪206........................................................................................‬‬

‫‪391‬‬
‫عتق الرقاب‪208..................................................................................................‬‬
‫الذب عن عرض املسلم ‪209......................................................................................‬‬
‫احلمى حظ أميت من النار‪209.....................................................................................‬‬
‫من قال ال إله إال اهلل واهلل أكرب ‪209..............................................................................‬‬
‫حترم النار على كل هني سهل‪210................................................................................‬‬
‫أشياء عديدة متنع دخول النار ‪210................................................................................‬‬
‫ض َل‪211................................................................................‬‬ ‫ول الْ َع ْد َل ‪َ ،‬و ُت ْع ِطي الْ َف ْ‬
‫َت ُق ُ‬
‫ات‪211...........................................................................‬‬ ‫اللَّه َّم أ َِجريِن ِمن النَّا ِر ‪ ،‬سبع مَّر ٍ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫أداء الفرائض‪212.................................................................................................‬‬
‫الصيام جنة من النار‪213..........................................................................................‬‬
‫من مات له ثالثة من الولد‪213...................................................................................‬‬
‫الصرب على موت األوالد‪213.....................................................................................‬‬
‫الصرب على تربية البنات ‪215......................................................................................‬‬
‫مترة واحدة تعتق من النار ‪216....................................................................................‬‬
‫من أطعم أخاه حىت يشبعه ‪216...................................................................................‬‬
‫َما يُنَ ِّجي الْ َعْب َد ِم َن النَّا ِر ‪216......................................................................................‬‬
‫اإلكثار من ذكر اهلل‪217..........................................................................................‬‬
‫الر َقبَةَ‪217....................................................................................‬‬ ‫ك َّ‬‫َّس َمةَ َوفُ َّ‬ ‫ِِ‬
‫َ ْعتق الن َ‬
‫من حافظ على الصلوات اخلمس‪217.............................................................................‬‬
‫جمالس الذكر‪218.................................................................................................‬‬
‫من قال هذا الدعاء ثالثاً‪219.....................................................................................‬‬
‫التعوذ بِاللَّ ِه ِم َن النَّا ِر ثَالثًا ‪220....................................................................................‬‬
‫الباقيات الصاحلات جنة من النار‪220.............................................................................‬‬
‫العمل الذي يقرب من اجلنة ويباعد من النار‪220.................................................................‬‬
‫كلمة التوحيد آخر الزمان‪221....................................................................................‬‬
‫األذان لصالة الفجر‪222..........................................................................................‬‬
‫صبِ ُح ‪ :‬اللَّ ُه َّم إِيِّن أُ ْش ِه ُد َك ‪222................................................................. ...‬‬ ‫ِ‬
‫ني يُ ْ‬
‫َم ْن قَ َال ح َ‬
‫المبحث الرابع‪224................................................................................................‬‬
‫خزنة النار ‪224....................................................................................................‬‬
‫المبحث الخامس‪226..............................................................................................‬‬
‫أسماء النار‪226....................................................................................................‬‬
‫المبحث السادس‪229..............................................................................................‬‬

‫‪392‬‬
‫أبواب النار‪229....................................................................................................‬‬
‫المبحث السابع‪231................................................................................................‬‬
‫وقودـ النار‪231.....................................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن‪234................................................................................................‬‬
‫في شدة حرها وزمهريرها ‪234.................................................................................‬‬
‫المبحث التاسع‪239................................................................................................‬‬
‫مالئكة النار وزبانيتهاـ‪239.......................................................................................‬‬
‫المبحث العاشر‪243...............................................................................................‬‬
‫في ظلمتها وسوادهاـ وشررهاـ‪243..............................................................................‬‬
‫المبحث الحادي عشر ‪244.......................................................................................‬‬
‫في أوديتها وجبالهاـ‪244...........................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني عشر‪247.........................................................................................‬‬
‫سعة النار وبعد قعرها‪247.......................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث عشر‪252.........................................................................................‬‬
‫دركات النار ‪252..................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع عشر‪253.........................................................................................‬‬
‫في سالسلها وغير ذلك‪253......................................................................................‬‬
‫المبحث الخامس عشر ‪254......................................................................................‬‬
‫في ذكر حياتها وعقاربها ‪254...................................................................................‬‬
‫المبحث السادس عشر‪257.......................................................................................‬‬
‫في شراب أهل النار‪257.........................................................................................‬‬
‫المبحث السابع عشر‪263.........................................................................................‬‬
‫في طعام أهل النار‪263...........................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن عشر‪270.........................................................................................‬‬
‫لباس أهل النار ‪270...............................................................................................‬‬
‫المبحث التاسع عشر‪273.........................................................................................‬‬
‫النار تتكلم وتبصرـ‪273...........................................................................................‬‬
‫المبحث العشرون‪275............................................................................................‬‬
‫تأثير النار على الدنيا وأهلها ‪275...............................................................................‬‬
‫المبحث الواحد والعشرون‪277..................................................................................‬‬
‫هل ترى النار قبل يوم القيامة؟‪277............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني والعشرون ‪282..................................................................................‬‬
‫فراش أهل النار‪ ,‬وغطاؤهم ‪282................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث والعشرون‪283..................................................................................‬‬
‫في عظم أهل النار وقبحهم فيها‪283............................................................................‬‬
‫المبحث الرابع والعشرون ‪287..................................................................................‬‬
‫أصناف أخرى من العذاب‪287..................................................................................‬‬
‫*تبديل جلودهم كلما نضجت‪287............................................................................. .‬‬
‫* يضربون مبطارق من حديد‪ ,‬فتتفتت أبداهنم‪ ,‬مث يعودون‪287...................................................‬‬

‫‪393‬‬
‫* تقييدهم بالقيود واألغالل‪ ,‬وسحبهم على وجوههم‪287.......................................................‬‬
‫*الصهر ‪288....................................................................................................:‬‬
‫*اللفح ‪289.....................................................................................................:‬‬
‫* السحب ‪290.................................................................................................:‬‬
‫* تسويد الوجوه ‪291...........................................................................................:‬‬
‫* إحاطة النار بالكفار; ‪292......................................................................................:‬‬
‫*اطالع النار على األفئدة ‪293..................................................................................:‬‬
‫يعذب بالصعود إىل أعلى النار‪ ,‬مث يهوي فيها ‪294...................................................‬‬ ‫*ومنهم من ُ‬
‫* ومنهم من يدور يف النار‪,‬وجير أمعاءه معه‪294..................................................................‬‬
‫* قرن معبوداهتم وشياطينهم هبم يف النار ‪295...................................................................:‬‬
‫* حسرهتم وندمهم ودعاؤهم ‪295..............................................................................:‬‬
‫مكان ضيق ٍال يتمكن فيه من احلركة‪299.................................................:‬‬ ‫* ومنهم من يلقى يف ٍ‬
‫ُ‬
‫* ومنهم من يتأذى أهل النار من ننت رائحتهم‪ ,‬وهم الزناة‪300.................................................:‬‬
‫المبحث الخامس والعشرون‪301................................................................................‬‬
‫شدة ما يكابده أهل النار ‪301.....................................................................................‬‬
‫المبحث السادس والعشرون‪303................................................................................‬‬
‫تفاوتهم في العذاب‪303...........................................................................................‬‬
‫المبحث السابع والعشرون‪307..................................................................................‬‬
‫السِّرُّ في كثرة أهل النار ‪307....................................................................................‬‬
‫المبحث الثامن والعشرون‪310..................................................................................‬‬
‫النساء أكثر أهل النار‪310........................................................................................‬‬
‫المبحث التاسع والعشرون‪313..................................................................................‬‬
‫ذكر الجهنميين‪313................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالثون ‪317.............................................................................................‬‬
‫تخاصم أهل النار ‪317............................................................................................‬‬
‫المبحث الواحد والثالثون‪320..................................................................................‬‬
‫في بكائهم وشهيقهم ‪320..........................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني والثالثون‪323...................................................................................‬‬
‫ب أهل النَّار ‪323......................................................................................‬‬
‫أعظ ُم عذا ِ‬
‫المبحث الثالث والثالثون ‪324..................................................................................‬‬
‫أهون أهل النار عذابا‪324........................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع والثالثون ‪326..................................................................................‬‬
‫أشخاص بأعيانهم في النار ‪326.................................................................................‬‬
‫المبحث الخامس والثالثون‪333................................................................................‬‬
‫أول من تسعر بهم النار‪333.....................................................................................‬‬
‫المبحث السادس والثالثون ‪336................................................................................‬‬

‫‪394‬‬
‫صب ُغ أنعم أهل الدنيا من أهل في النار‪336....................................................................‬‬
‫المبحث السابع والثالثون ‪337..................................................................................‬‬
‫جرائم الموحدين التي دخلوا بسببها النار‪337.................................................................‬‬
‫الذنوب املتوعد عليها بالنار ‪337................................................................................:‬‬
‫الفرق املخالفة للسنة ‪337....................................................................................:‬‬
‫ُ‬
‫املمتنعون; من اهلجرة ‪337....................................................................................:‬‬
‫اجلائرون يف احلكم ‪338......................................................................................:‬‬
‫الكذب على رسول اهلل ‪340............................................................................. :‬‬
‫الكرب من الذنوب الكبار ‪341................................................................................:‬‬
‫قاتل النفس بغري حق ‪343....................................................................................:‬‬
‫أكلة الربا ‪345...............................................................................................:‬‬
‫أكلة أموال الناس بالباطل ‪346...............................................................................:‬‬
‫املصورون ‪347...............................................................................................:‬‬
‫الركون إىل الظاملني ‪348.....................................................................................:‬‬
‫الكاسيات العاريات‪349..................................................................................... :‬‬
‫الذين يعذبون احليوان ‪351...................................................................................:‬‬
‫عدم اإلخالص يف طلب; العلم‪352........................................................................... :‬‬
‫الذين يشربون يف آنية الذهب والفضة ‪352..................................................................:‬‬
‫الذي يقطع السدر الذي يظل الناس ‪353....................................................................:‬‬
‫جزاء االنتحار ‪353..........................................................................................:‬‬
‫المبحث الثامن والثالثون ‪355..................................................................................‬‬
‫من يخرج من النار وآخر هم خروجًا‪355.....................................................................‬‬
‫المبحث التاسع والثالثون ‪361..................................................................................‬‬
‫المخلدون في النار‪361...........................................................................................‬‬
‫المبحث األربعون‪365...........................................................................................‬‬
‫أعظم جرائم الخالدين في النار‪365.............................................................................‬‬
‫المبحث الواحد واألربعون ‪372................................................................................‬‬
‫أهم الجرائم التي تدخل النار‪372................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني واألربعون‪375..................................................................................‬‬
‫نداء أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار‪375.........................................................‬‬
‫المبحث الثالث واألربعون‪381..................................................................................‬‬
‫خلود أهل النار فيها‪381..........................................................................................‬‬
‫أهم المصادرـ والمراجع ‪387........................................................................................‬‬

‫‪395‬‬

You might also like