You are on page 1of 10

‫اقت�صاد‬

‫املعايري وال�شفافية يف مواجهة الف�ساد‬


‫م�ست ��وى نزاه ��ة وحيادية وا�ستقاللية ومو�ضوعية ومهنية خبري املحا�سبة املجاز �أو املدقق القانوين‬
‫تعك�س نزاهة ومو�ضوعية املجتمع املايل وثقافته االدارية‪.‬‬

‫‪d‬‬
‫ومب ��ا �أن ن�شاط خبري املحا�سب ��ة يتمحور حول ابداء الر�أي بحقيقة وعدالة البيانات املالية‪ ،‬وخلوها‬
‫م ��ن الغ� ��ش واخلط�أ من كاف ��ة النواحي اجلوهرية‪ .‬وك ��ون البيانات املالية تعني ال�ث�روة مبو�ضوعها‬

‫‪e‬‬
‫ال عل ��ى �شرعية م�صادرها‪،‬‬ ‫ال�شم ��ويل‪ ،‬يك ��ون ر�أي خب�ي�ر املحا�سبة رمزاً مل�صداقية ه ��ذه الرثوة‪ ،‬ودلي ً‬

‫‪tm‬‬
‫وكون الرثوة تعك�س �صورة املجتمع من ناحية اقت�صاد كلي‪ ،‬في�صبح خبري املحا�سبة املجاز املر�آة التي‬
‫تعك�س �أمانة و�سمعة املجتمع من ناحية خلو الرثوات والأن�شطة من �أية �شوائب‪.‬‬
‫ف�أمان ��ة خبري املحا�سب ��ة املجاز تعك�س �أمانة املجتمع‪ .‬وا�ستقاللية ومو�ضوعية خبري املحا�سبة املجاز‬

‫‪as‬‬
‫مقيا�س� �اً نوعي� �اً وكمياً لأدلة االثب ��ات والتي ت�شري �إىل م�ستوى خلو املجتم ��ع وال�شركات من الأعمال‬
‫الغ�ي�ر م�شروع ��ة‪ ،‬وم ��ن الر�ش ��وة‪ ،‬و�سرقة املال الع ��ام‪ ،‬والو�ساط ��ة‪ ،‬وا�ستغ�ل�ال ال�سلط ��ة واملح�سوبية‪،‬‬

‫‪E‬‬
‫وامل�صال ��ح ال�شخ�صي ��ة والتي هي من �أكرث �صور الف�ساد تف�شياً فى املجتمعات املعا�صرة �سواء فى دول‬
‫الع ��امل ال�صناع ��ي �أو البل ��دان النامية‪ .‬ونرى يف ذل ��ك دوراً �أ�سا�سياً خلبري املحا�سب ��ة املجاز يف لبنان‪،‬‬
‫كمتخ�ص� ��ص م ��ايل واداري يف اط ��ار احلاكمي ��ة االداري ��ة‪ ،‬ي�ستطيع به ��ا احلكم املو�ضوعي ع�ب�ر �إبداء‬
‫د‪ .‬حممد �سليم وهبه*‬
‫خبري حما�سبة‪ ،‬ا�ستاذ جامعي‬
‫_‬

‫ال ��ر�أي ب�شرعية وم�صداقية و�أمانة ال�ث�روة واملجتمع‪ ،‬لإعطاء الثقة مب�ستقبل ومب�شروعية االموال‬
‫وبا�ستمرارية الن�شاط‪ ،‬وموجه اخالقي يرفع من معايري االخالق وال�شرف يف املجتمع‪.‬‬

‫�إىل قرو����ض املجامل���ة التي متنحه���ا امل�صارف دون �ضمان���ات جدية‪ ،‬والتي‬ ‫يف �إط���ار ه���ذا البحث‪ ،‬ومن خ�ل�ال طرح مفاهي���م الف�س���اد‪ ،‬وت�أثريها على‬
‫غالب��� ًا ال ت�سدد‪ ،‬وعموالت عقود البنية التحتية و�صفقات ال�سالح والعموالت‬ ‫املجتم���ع‪ ،‬وط���رح القوان�ي�ن التي ترعى مكافح���ة تبيي�ض الأم���وال ومكافحة‬
‫والإت���اوات الت���ي حت�صل بحكم املن�صب �أو االجت���ار بالوظيفة العامة ور�شوة‬ ‫الف�س���اد‪ ،‬والثغرات التي يحتويه���ا القانون اللبناين‪ ،‬نق���دم اقرتاحات حول‬
‫رجال ال�صحافة والق�ضاء والأمن لت�سهيل م�صالح غري م�شروعة‪ ،‬وينتج عن‬ ‫�آلي���ات الرقاب���ة املمكنة‪ ،‬وح���ول التعدي�ل�ات للمحافظة عل���ى جمتمع �سليم‬
‫هذه العمليات �أموال غري م�شروعة‪.‬‬ ‫ومعافى م���ن كل �أ�شكال الف�ساد‪ ،‬ودور خبري املحا�سبة املجاز املمكن يف هذه‬
‫‪10‬‬
‫الف�س���اد يتغلغل ما بني ال�سيا�س���ة واالقت�صاد واالجتماع ليق���ف حاجز ًا دون‬ ‫املكافحة كمراقب يعك�س �صورة املجتمع‪.‬‬
‫�إع���ادة توزيع ال�ث�روة وليزيد من حدة الفق���ر‪ ،‬ما دفع بالنظ���م درا�سة هذه‬
‫‪al‬‬

‫الظاه���رة للحد من تفاقمها عرب �س���ن القوانني والأنظمة الالزمة ملحاربتها‬ ‫كذل���ك �سيتم عر����ض منظور الف�س���اد‪ ،‬م�سبباته‪� ،‬سلبيات���ه‪ ،‬وموقعه‪ ،‬و�أمثلة‬
‫‪0‬‬

‫مالي ًا و�إدارياً‪.‬‬ ‫عن���ه‪ .‬كما �سيتم عر�ض مفهوم ال�شفافي���ة‪ ،‬وعر�ض االطر القانونية وحتليل‬
‫‪2‬‬

‫تعت�ب�ر الر�شوة من �أخطر مظاهر الف�س���اد الإداري‪ ،‬فهي من‪  ‬منظور �إداري‬ ‫قان���ون االثراء غري امل�شروع يف لبنان كمثال‪ ،‬ك���ون منطلق انعدام ال�شفافية‬
‫‪e‬‬

‫تعن���ي املقاي�ضة بني طرفني‪ ،‬موظف ا�ؤمت���ن فخان تلك الأمانة‪ ،‬وبني فرد �أو‬ ‫يف لبن���ان هو القطاع العام‪ ،‬حيت يتك���ون لدى ن�سبة كبرية يف ن�شاط القطاع‬
‫‪R‬‬

‫جماع���ة ت�سع���ى وراء ثروة �أو طمع��� ًا يف منفعة �أو الو�ص���ول �إىل �سلطة‪ ،‬وهذا‬ ‫اخلا�ص �آليات اداري���ة ورقابة ذاتية تقرتب فيها من املعايري الدولية خا�صة‬
‫الن���وع م���ن الف�ساد غ�ي�ر منظور �أم���ام الق�ض���اء �أو اجلهات املعني���ة مبتابعة‬ ‫مب���ا يتعلق بكب���ار املكلفني‪ .‬ويف �سي���اق التحقق �سيتم اق�ت�راح �آليات حتقق‪،‬‬
‫الف�س���اد‪ ،‬ويعود ذلك لأمرين‪ ،‬الأول �ضع���ف الأدلة والرباهني املقدمة وعدم‬ ‫ومفه���وم ال�شك واثبات اجلرم‪ ،‬واحلل���ول املقرتحة للتخل�ص من هذه الآفة‪،‬‬
‫�إحكام الطوق حول املت�سبب بهذه اجلرمية‪ ،‬والثانية هو الت�ساهل جلهة عدم‬ ‫واين يكمن باالخ�ص دور خبري املحا�سبة املجاز يف ذلك‪.‬‬
‫تطوير القوانني والت�شريعات الق�ضائية‪.‬‬
‫الر�ش���وة �سل���وك ال اجتماع���ي وال �أخالقي‪ ،‬فا�ستيالء موظف ع���ام �أو خا�ص‬ ‫الف�ساد‬
‫عل���ى مبالغ من �أجل القيام مبهام وظيفته يعط���ي ت�أثريًا �ضار ًا على املجتمع‬ ‫الف�س���اد ظاهرة عاملي���ة ال تقت�صر على حالة �أو جمتمع �أو ثقافة �أو منطقة �أو‬
‫مبجمل���ه‪ .‬لأن هذا املوظف املعني من قبل ال�سلط���ات املمثلة للمجتمع �أو من‬ ‫قطاع دون غريها‪ ،‬وت�أتي ب�صور متعددة نذكر منها على �سبيل املثال التهريب‬
‫قب���ل ال�ش���ركات اخلا�صة مبرت���ب حمدد �سلفً���ا مقابل �أن يعم���ل على خدمة‬ ‫ال�ضريب���ي وتخ�صي����ص الأرا�ض���ي ع�ب�ر ق���رارات �إدارية علوي���ة ت�أخذ �شكل‬
‫املواطن�ي�ن‪ ،‬وبا�ستيالئه على املال املق���دم كر�شوة‪ ،‬يكون قد �أخل بالثقة التي‬ ‫العطاي���ا‪ ،‬لت�ستخدم فيما بعد يف امل�ضارب���ات العقارية واملحاباة واملح�سوبني‬
‫و�ضعت به‪ ،‬و�أ�ساء االمانة‪ ،‬والنتيجة فقدان املجتمع ثقته فيما ميثله املوظف‬ ‫يف التعيين���ات الوظيفية الكربى و�إع���ادة تدوير املعون���ات الأجنبية للجيوب‬
‫من �سلطة وم�صلحة‪.‬‬ ‫اخلا�ص���ة وال تدخل خزينة الدولة‪ ،‬وال ي�ستفيد منها املواطنون‪ .‬ونذكر اي�ضا‬

‫‪* drmwehbe@yahoo.fr‬‬

‫الف�صل الثالث ‪ 2009‬ــــ العدد ‪39‬‬ ‫‪4‬‬


‫جمتمع���ات بل���دان العامل الثالث‪ ،‬بالإي���رادات الغري منظ���ورة التي قد يكون‬ ‫‪ -1‬منظور الف�ساد‬
‫م�صدرها الف�س���اد واالموال الغري م�شروعة‪ ،‬والت���ي �أ�صبحت دخال �أ�سا�سي ًا‬ ‫منظور الف�ساد يختلف يف م�ضمونه بني الدول املتقدمة والدول النامية نظر ًا‬
‫تقوم عليها البنية احلياتية‪ ،‬بحيث �أ�صبحت ت�شكل �أ�سا�س الدخل لعدد كبري‬ ‫الختالف العالقات االجتماعية والعائلية‪.‬‬
‫م���ن العائالت الت���ي وللحفاظ على مداخيلهم تق���دم احلماية الالزمة لهذه‬
‫املداخيل ولأ�صحابها‪.‬‬ ‫فق���د و�ضع���ت ال���دول املتقدم���ة كثري ًا م���ن املعاي�ي�ر االخالقية عل���ى �صعيد‬

‫‪d‬‬
‫اجتماعي ومهني‪ ،‬من �أجل التقييم العادل واملو�ضوعية وال�شفافية‪ ،‬ور�سمت‬

‫‪e‬‬
‫وبالنظ���ر �إىل الو�ضع‪� ،‬سيك���ون �صعب ًا �أو م�ستحي ًال على ه����ؤالء �إعادة ترتيب‬ ‫�آلي���ات اال�ستقاللي���ة‪ ،‬واال�س����س االدارية‪ ،‬وبه���ا ا�ستطاعت حتجي���م الف�ساد‬
‫حياته���م والتزاماتهم على �أ�سا�س �إيرادهم ال�شرعي‪ ،‬وقد تداخلت امل�صالح‬ ‫واحل���د منه‪ ،‬لأنها نظ���رت �إليه على �أن���ه ظاهرة اجتماعي���ة واخالقية ت�ؤثر‬

‫‪tm‬‬
‫فتولدت �آلية اقت�صادية تتمثل‪:‬‬ ‫على روحية املجتمع املدين واالهلي‪ ،‬و�أن الآثار املرتتبة عليه هي �آثار مدمرة‬
‫‪ -‬م���ن جهة الطل���ب‪ ،‬بالع���ادات اال�سا�سية والثانوي���ة اال�ستهالكية‬ ‫تعرقل ب�شكل كبري عملية التنمية �سواء للفرد �أو املجتمع‪.‬‬
‫املكت�سبة للمرت�شي مث ًال ولعائلته من �سكن وتعليم وعالج وكماليات‬

‫‪as‬‬
‫و�سيارات و�سفر‪،‬‬ ‫فكانت معايري التدقيق الدولية‪ ،1‬ومعايري احلاكمية او احلوكمة و�ضوابطها‪،‬‬
‫‪ -‬وم���ن جهة العر����ض‪ ،‬ب�أ�صح���اب امل�صالح وال�ش���ركات التي تكون‬ ‫ومعاي�ي�ر ب���ازل ‪ ،2‬والتي ته���دف �إىل حتقي���ق ال�شفافية والعدال���ة ومنح حق‬
‫خمزونها على �أ�سا�س الطلب‪.‬‬
‫‪E‬‬
‫وهك���ذا فقد ت�شكلت دورة اقت�صادية وحياتية و�إيرادات وعالقات اقت�صادية‬
‫م�ساءل���ة الإدارة العليا عل���ى �صعيد �إدارة خا�صة او عام���ة‪ ،‬وبالتايل حتقيق‬
‫احلماي���ة للم�ساهمني وحملة الوثائق واملواطن�ي�ن جميع ًا مع مراعاة م�صالح‬
‫العم���ل والعم���ال واحلد من ا�ستغ�ل�ال ال�سلطة يف غري امل�صلح���ة العامة مبا‬
‫_‬

‫واجتماعي���ة قائمة على مداخيل غري م�شروع���ة يكمن ا�ستمرارها با�ستمرار‬ ‫ي����ؤدى �إىل تنمي���ة اال�ستثم���ار وت�شجي���ع تدفق���ه وتنمية املدخ���رات وتعظيم‬
‫هذه املداخيل مما يربر �صعوبة تطبيق ‪.‬‬ ‫الربحية و�إتاحة فر�ص عمل جديدة‪.‬‬
‫هنا نثري مو�ضوعية املفاهيم واالخالق وال�شرف‪ ،‬ودرجة ارتباط القيم باملال‬
‫يف التجرب���ة ال�شرق �أو�سطية‪ ،‬والتي تعود يف تاريخه���ا �إىل مرحلة ال�سيطرة‬ ‫فالقواع���د واملعاي�ي�ر وال�ضوابط الدولية و�ضعت لت�ؤكد عل���ى �أهمية االلتزام‬
‫العثماني���ة‪ ،‬لي�صب���ح يف ايامنا تعب�ي�ر ال�سرقة �شطارة‪ ،‬وال�س���ارق «حربوق»‪،‬‬ ‫ب�أح���كام القان���ون والعمل على �ضم���ان مراجعة الأداء امل���ايل ووجود هياكل‬
‫والقتل قوة‪ ،‬والقاتل «قب�ضاي»‪.‬‬ ‫�إداري���ة متكن م���ن حما�سب���ة الإدارة �أم���ام امل�ساهمني واملجتم���ع مع تكوين‬
‫جل���ان مراجعة م���ن غري �أع�ضاء جمل����س الإدارة التنفيذية تك���ون لها مهام‬
‫وبالتط���رف يف املفه���وم‪ ،‬هناك بع�ض العادات الت���ي نعتربها طبيعية‪ ،‬كدفع‬ ‫واخت�صا�ص���ات و�صالحي���ات عديدة لتحقي���ق رقابة م�ستقلة عل���ى التنفيذ‪،‬‬
‫اكرامي���ة يف املطع���م‪ ،‬او دف���ع اكرامية عندما يق���وم احد بغ�سي���ل ال�سيارة‪،‬‬ ‫ويكون ر�أي خبري املحا�سبة املجاز امل�ستقل احلكم واملوجه‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫لنج���د ان كل �شخ����ص بحاجة �إىل ان يقدر االخرين عمل���ه‪ ،‬وبحاجة نف�سية‬
‫لالع�ت�راف له باجله���د‪ ،‬فالتقدير ان يكون اما داخلي م���ن داخل امل�ؤ�س�سة‪،‬‬ ‫ال���دول النامية‪ ،‬تنظر �إىل الف�ساد على ان���ه حالة ثانوية ومكملة لالقت�صاد‪،‬‬
‫‪al‬‬

‫وام���ا خارجي‪ ،‬وهنا تدخ���ل ال�ضوابط واملعايري بطلب تطوي���ر نظام حوافز‬ ‫ويت���م عملية تعتيم ومهادنة مع الواقع بعد ان ارتبطت حياة ن�سبة كبرية من‬
‫‪0‬‬

‫داخلية للموظف لكي ال ي�شعر بغنب‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪e‬‬

‫وال�س�ؤال �إن كان يجب �إع���ادة �صياغة املفاهيم‪ ،‬رغم املفارقات‪ ،‬فال�شخ�ص‬
‫‪R‬‬

‫العربي والذي يحميك بحياته‪ ،‬و�شرفه ان يحميك‪ ،‬كيف له �أن يعترب الر�شوة‬
‫وك�أنه���ا �شيئ ع���ادي ومقبول‪ ،‬واالن�سان ال���ذي ي�ستقبل���ك يف منزله دون �أن‬
‫ي�س�أل���ك قبل ثالثة �أيام عم���ا تريده‪� ،‬أن يطلب ر�شوة الجن���از مهمة وظيفته‬
‫ان يقوم بها‪.‬‬
‫فهل يك���ون ال�سبب هو الكرم نف�سه‪ ،‬يف مقابل تف�شي الغالء املعي�شي‪ ،‬وتدين‬
‫املداخي���ل‪ ،‬مما ي�ضط���ر الكرمي �إىل اللج���وء �إىل الأ�سالي���ب املنحرفة وغري‬
‫ال�سوية للح�صول على املال‪.‬‬

‫للأ�س���ف مع ات�ساع حجم الظاهرة ت�صبح الر�ش���وة واالموال الغري م�شروعة‬


‫�شيئ ًا مقبو ًال يف املجتمعات‪ ،‬ويكون جزء ًا من ن�سيج احلياة الإجتماعية‪ ،‬وين�ش�أ‬
‫ثقاف���ة تكيف مع الف�س���اد‪ ،‬فنجد مواطن �صالح و�ضد الر�ش���وة‪ ،‬ولإجناز �أي‬
‫معاملة يقوم بتقدمي بدل �سوا ًء بر�ضائه �أو بغري ر�ضائه ويعطيه للموظف‪.‬‬

‫فعندم���ا ي�صبح املال معيار القيمة االجتماعية عن���د النا�س‪ ،‬ف�إنه ي�ؤدي �إىل‬
‫‪5‬‬ ‫‪THE CERTIFIED ACCOUNTANT‬‬ ‫‪ Issuse #39‬ــــ ‪3rd Quarter 2009‬‬
‫اقت�صاد‬
‫‪ -‬احلماية للموظف من قبل طائفته �أو عائلته �أو حزبه‪.‬‬ ‫اهتزاز القيم وتف�شي الأنانية وعزوف الأفراد عن �أداء واجباتهم و�أن�شطتهم‬
‫‪ -‬عدم مكننة كلية للإدارة واالحتياج الدائم لزيارة مكاتب الإدارة‬ ‫امل�شروعة‪.‬‬
‫العامة للقيام باملعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود �شفافية يف ن�شر �سيا�سات وبرامج احلكومات‪ ،‬والربامج‬ ‫واملثري للتفكري هو اداء ال�شركات املتعددة اجلن�سية يف الدول االوروبية يربز‬
‫احلكومية قلما تنفذ‪ ،‬وبالتايل ال ميكن للموطنني مراقبتها‪.‬‬ ‫�ضعف��� ًا وفق م�ؤ�شر مدركات الف�ساد لع���ام ‪ 22008‬عندما تكون ال�شركة تعمل‬

‫‪d‬‬
‫‪ -‬تدخل ال�سيا�سة يف الق�ضاء‪.‬‬ ‫يف بل���دان نامي���ة‪ ،‬فهو يلقي مزيد ًا م���ن ال�ضوء الهام عل���ى التزام احلكومة‬

‫‪e‬‬
‫‪ -‬عدم تطبيق مبد�أ من �أين لك هذا‪.‬‬ ‫بكبح جماح الطرق امل�شكوك فيه والتي تتبعها ال�شركات يف اخلارج من �أجل‬
‫‪ -‬الروات���ب واملداخيل يف امل�ؤ�س�س���ات العامة ال توفر متطلبات عي�ش‬ ‫متل���ك و�إدارة الأعم���ال التجارية‪ ،‬بالإ�ضاف���ة �إىل املخ���اوف الداخلية ب�ش�أن‬

‫‪tm‬‬
‫كرمي‪.‬‬ ‫بع����ض الق�ضايا مث���ل دور املال يف ال�سيا�سة‪ .‬وي�ش�ي�ر ا�ستمرار ظهور ف�ضائح‬
‫‪ -‬ع���دم وجود تعليم���ات وقرارات وقوانني �صارم���ة ملكافحة الف�ساد‬ ‫الر�ش���وة الأجنبي���ة الف�ش���ل الكبري لأكرث دول الع���امل ث���را ًء يف الوفاء بوعود‬
‫واحلد من الر�شوة‪.‬‬ ‫امل�ساءلة املتبادلة يف مكافحة الف�ساد‪.‬‬

‫‪as‬‬
‫�إ�ضاف���ة �إىل ذلك‪ ،‬هناك غياب قوانني حوكمة ال�شركات يف القطاع اخلا�ص‬ ‫‪ -2‬م�سببات الف�ساد‬
‫والع���ام و�ضع���ف تطبيقها‪ ،‬وعدم وج���ود جهاز رقابة داخل���ي يراقب �أعمال‬ ‫واال�سباب تتغري تبع ًا لتاريخ‪ ،‬لثقافة و لطبيعة البلد‪ ،‬وقد عك�س تقرير الف�ساد‬
‫‪E‬‬
‫ال�شركات اخلا�ص���ة والعامة‪ ،‬ويعمل على ا�ستبدال مدققي احل�سابات ب�شكل‬
‫دوري ملنع �أية عمليات تقارب مع الر�ؤ�ساء �أو �أع�ضاء جمال�س الإدارات‪.‬‬
‫ال���ذي �أ�صدرت���ه منظمة ال�شفافي���ة الدولية لع���ام ‪ ،3 2008‬الطبيعة املتنوعة‬
‫ملنطق���ة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬مع وجود‪ 13‬بلد ًا التي �أحرزت �أقل‬
‫_‬

‫من ‪ 5‬عالمات على امل�ؤ�شر‪ ،‬مما ي�شري �إىل م�شكلة ف�ساد خطرية‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬
‫وعلى الرغم من تدخل اجلهات امل�س�ؤولة للحد من هذه الظواهر‪ ،‬فقد ينظم‬ ‫خم�سة بلدان فقط التي �أحرزت ما يفوق عن ‪ 5‬عالمات‪.‬‬
‫املرت�ش�ي�ن حرك���ة ته���دف �إىل عرقل���ة املعامالت‬ ‫من الأ�سباب امل�شرتكة على �صعيد منطقة ال�شرق‬
‫�أو ع���دم �إداء واجبه���م بالطريق���ة ال�صحيح���ة‬ ‫االو�سط و�شمال افريقيا جند‪:‬‬
‫والنزيه���ة‪ ،‬فيتعم���دون اطالة انتظ���ار املواطنني‬ ‫يقدر الباحثون يف‬ ‫‪ -‬انخفا�ض الأجور يف القطاع العام‬
‫�أم���ام نوافذه���م ال�ستح�ص���ال عل���ى كلم���ة �أو‬ ‫جامعة ماساشوسيتس ان تهريب‬ ‫‪� -‬سوء �سيا�سات الإنفاق العام‬
‫ا�ستف�س���ار‪ ،‬وت�صل �إىل �إ�ضاعة املعامالت‪ ،‬وطلب‬ ‫رؤوس األموال من ‪ 30‬دولة‬ ‫‪ -‬الفقر والبطالة‬
‫تقدمي م�ستندات جديدة‪.‬‬ ‫أفريقية للفرتة بني ‪1970‬‬ ‫‪ -‬قلة وع���ي املواطنني ب�أ�سب���اب الف�ساد‬
‫و ‪ 1996‬قد بلغ ‪ 187‬مليار دوالر‬ ‫و�أ�شكاله وخماطره وب�أ�ساليب مكافحته‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وق���د ح���دد البنك ال���دويل احلوكم���ة باعتبارها‬
‫ممار�س���ة ال�سلط���ة يف تكب�ي�ر م���وارد الدول���ة‬ ‫ال�شفافي���ة هي ط���رح �سيا�س���ي‪ ،‬يرتب���ط بالثقة‪،‬‬
‫‪al‬‬

‫واحلدي���ث عن غياب الثقة يعن���ي انعدام ال�شفافية حت���ى بوجودها‪ .‬فوجود االقت�صادي���ة واالجتماعي���ة من �أجل التنمي���ة‪ .‬والتعريف الأك�ث�ر �شيوع ًا هو‬
‫‪0‬‬

‫ال�شفافي���ة بحد ذاتها غري كاف‪ ،‬ولكن اقتن���اع املواطن بوجودها هو الأهم‪ .‬التعريف الذي يتبناه الربنام���ج االمنائي لالمم املتحدة‪ ،‬حيث يعرفه «ب�أنه‬
‫‪2‬‬

‫وب�إث���ارة مو�ض���وع الق�ض���اء يف �أزمة الثق���ة يف لبنان‪ ،‬يف جري���دة ال�سفري يف ممار�س���ة ال�سلط���ة االقت�صادية وال�سيا�سي���ة والإداري���ة لإدارة �شئون الدولة‬
‫‪e‬‬

‫‪ ،2002/3/5‬العدد ‪ ،9141‬رغم دالئل دميوقراطية يف التعبري ت�ضع مو�ضوع عل���ى كافة امل�ستويات من خ�ل�ال �آليات وعمليات وم�ؤ�س�س���ات متكن االفراد‬
‫‪R‬‬

‫ال�شفافي���ة على املحك حتى بوج���ود القوانني التي ترعى ذلك‪ ،‬خا�صة مع ما واجلماعات من حتقيق م�صاحلها « باخل�صائ�ص واالركان التالية‪ :‬امل�شاركة‪،‬‬
‫ذك���ره رئي�س املحكمة يف ب�ي�روت‪ ،4‬من �أن ‪ %99‬من م�ش���اكل الق�ضاء �سببها حكم القانون‪ ،‬ال�شفافية‪� ،‬سرعة الإ�ستجابة‪ ،‬بناء التوافق والإجماع‪ ،‬امل�ساواة‬
‫واال�شتمال‪ ،‬الفاعلية والكفاءة‪ ،‬املحا�سبة والر�ؤية اال�سرتاتيجية‪.5‬‬ ‫التدخل ال�سيا�سي‪.‬‬

‫‪� -3‬سلبيات الف�ساد‬ ‫وميك���ن يف لبن���ان بنظرنا تلخي����ص م�سببات الف�س���اد باال�ضاف���ة �إىل تقبل‬
‫للف�ساد امل�ست�شري �سلبيات عدة‪،‬‬ ‫املواطن مو�ضوع الف�ساد‪ ،‬وكانها واقع اجتماعي‪ ،‬عادي بالتايل‪:‬‬
‫‪� -‬أولها‪ ،‬ت�آكل �سيادة القانون وانعدام ثقة اجلمهور‪،‬‬ ‫‪ -‬عدم وجود �آليات وو�سائل واجراءات خا�صة باحلد من الر�شوة‪.‬‬
‫‪ -‬وثانيه���ا‪ ،‬احداث ت�شوه���ات يف االقت�صاد الوطني ق���د ينتج عنها‬ ‫‪ -‬ع���دم وج���ود اج���راءات لتطوي���ر نظ���ام اختي���ار وتعي�ي�ن وترقية‬
‫ح���االت عجز �ضخم���ة‪ ،‬حيث ينعك����س �إنت�شار الف�س���اد على القطاع‬ ‫العامل�ي�ن دون �أي تدخ���ل‪ ،‬وتبع ًا لتقييم مو�ضوع���ي وبا�شراف جلان‬
‫اخلا�ص ويزيد كلفة العمل التجاري من خالل زيادة �سعر املدفوعات‬ ‫متخ�ص�صة‪.‬‬
‫غري امل�شروعة نف�سها وكذلك الزدياد النفقات الإدارية الناجمة عن‬ ‫‪ -‬ع���دم وجود ف�صل يف ال�سلطات الت�شريعية والتنفيذية والق�ضائية‬
‫التفاو�ض مع امل�س�ؤولني‪،‬‬ ‫واحلزبية واالمنية‪.‬‬
‫‪ -‬وثالثه���ا‪ ،‬خماطر �إنتهاك الإتفاقيات بع���د الإنك�شاف‪ ،‬مما يعدم‬ ‫‪ -‬ع���دم تطبييق مب���د�أ امل�ساءل���ة واملحا�سبة‪ ،‬وانتهاج مب���د�أ تطبيق‬
‫الثقة باال�ستثمار يف البلد‪،‬‬ ‫التعليمات‪.‬‬
‫الف�صل الثالث ‪ 2009‬ــــ العدد ‪39‬‬ ‫‪6‬‬
‫�أر�ص���دة احلكوم���ات ال�سابقة التي ح�صلت عليها عن طري���ق الف�ساد‪ ،‬وهذا‬ ‫‪ -‬ورابعه���ا‪ ،‬ميثل وجود �صاحب املن�صب الذي ي�سعى للح�صول على‬
‫ما �شجع امل�س�ؤولني على تخزين ثرواتهم خارج البالد لكيال تطالها قرارات‬ ‫ر�شوة خطر ًا على ا�ستقرار املجتمع‪.‬‬
‫امل�صادرة احلكومية يف امل�ستقبل‪.‬‬
‫ت�ش�ي�ر الأدلة �إىل �أن حت�سنا مبقدار نقطة واح���دة (من �أ�صل نقاط املقيا�س‬ ‫وهكذا فمن جهة اوىل‪ ،‬وبنتيجة الف�ساد يرتاجع �أداء امل�ؤ�س�سات العامة مما‬
‫الع�ش���رة) ي����ؤدي �إىل زيادة تدفقات ر�أ����س املال بن�سب���ة ‪ %0.5‬من �إجمايل‬ ‫ي�ؤدي �إىل انتقا�ص يف حقوق املواطن‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬ينعك�س على ت�صرفات‬

‫‪d‬‬
‫الن���اجت املحل���ي للبلد وزيادة يف ن�سب���ة متو�سط الدخل بن�سب���ة قد ت�صل �إىل‬ ‫ال�شع���ب من ناحية واجبات ال�ضريبة وخدمة املجتمع‪ ،‬عالوة على ذلك يولد‬

‫‪e‬‬
‫‪.%4‬‬ ‫الف�ساد ت�شوهات �إقت�صادية يف القطاع العام عن طريق حتويل �إ�ستثمار املال‬
‫وان املفق���ود من �إنتاج العامل ب�سبب الف�ساد يبل���غ تريليون دوالر‪ ،‬و�أنه ميكن‬ ‫العام �إىل م�شروعات ر�أ�سمالية تكرث فيها الر�شى‪ ،‬ويلج�أ امل�س�ؤولون �إىل حيلة‬

‫‪tm‬‬
‫زي���ادة الدخ���ل القومي ملختل���ف دول العامل بن�سبة ‪ %400‬ح���ال توجيه ذلك‬ ‫زي���ادة التعقيدات الفنية مل�شاري���ع القطاع العام لإخف���اء �أو لتمهيد الطريق‬
‫الفاق���د مل�شروع���ات التنمية‪ .‬و�أن ال���دول التي يقل فيها الف�س���اد‪ ،‬تقل تكلفة‬ ‫لهذه التعامالت غري امل�شروعة‪ ،‬ما ي�ؤدي بالنتيجة �إىل زيادة ت�شويه �إ�ستثمار‬
‫‪7‬‬
‫الإنتاج فيها بنحو ‪%20‬‬ ‫امل���ال العام‪ ،‬وي����ؤدي الف�ساد كذل���ك �إىل خف�ض معدالت الإلت���زام ب�ضوابط‬

‫‪as‬‬
‫البناء واملحافظة على البيئة وال�ضوابط الأخرى و�إىل تردي نوعية اخلدمات‬
‫‪ -4‬قوانني حماربة الف�ساد‬ ‫احلكومية وزيادة ال�ضغوط على ميزانية احلكومة‪.‬‬
‫امل�شكل���ة لي�ست ف���ى اكت�شاف الف�ساد ولك���ن فى �شرعية �إدانت���ه‪ ،‬و�إن ن�صت‬
‫‪E‬‬
‫القوان�ي�ن يف كل البل���دان العربي���ة عل���ى معاقب���ة جرمية الر�ش���وة‪ ،‬ولكن يف‬
‫�أك�ث�ر االحيان مل يكن العقاب على م�ستوى اجلرمي���ة‪ .‬ففي قانون العقوبات‬
‫رغ���م ان البع����ض يدّعي بان الف�س���اد يقلل من النفق���ات الإدارية عن طريق‬
‫جتاوز الروتني الإداري‪� ،‬إال ان وجود الر�شوة ميكن كذلك �أن يدفع امل�س�ؤولني‬
‫_‬

‫اللبن���اين‪ ،8‬لقد افا�ض التعريف عن معنى الإث���راء الغري م�شروع يف القانون‬ ‫لإ�ستحداث تعليمات وحاالت ت�أخري جديدة يف �إجناز املعامالت‪.‬‬
‫‪ ،154‬يف الإدارة العامة والق�ضاء‪ ،‬من �إعارة �إ�سم‪� ،‬أو ر�شوة‪� ،‬أو �صرف نفوذ‬ ‫وم���ع �إ�سهامه يف زي���ادة ت�ضخم النفقات التجارية ف����إن الف�ساد ي�شوه امللعب‬
‫�أو ا�ستثم���ار وظيفة‪� ،‬أو اال�ستف���ادة من امل�شاريع املن���وي تنفيذها‪ ،‬مع الأخذ‬ ‫التجاري �إذ يحمي ال�شركات ذات املعارف يف احلكومة من املناف�سة ما يعني‬
‫باالعتب���ار يف املادة ‪ 12‬من البند الثالث يف ا�ص���ول التحقق واالحالة‪ ،‬متلك‬ ‫بالنتيجة �إ�ستمرار وجود �شركات غري كفوءة‪.‬‬
‫املوظ���ف بنف�سه �أو بوا�سطة �أي �شري���ك واعتربها جرم ًا جزائياً‪ ،‬ولكن و�ضع‬
‫عوائق اولها ورد يف البند الثاين من القانون نف�سه يف املادة ‪ ،10‬والتي ت�شري‬ ‫ويق���در الباحثون يف جامع���ة ما�سا�شو�سيت�س‪ 6‬ان تهري���ب ر�ؤو�س الأموال من‬
‫بتقدمي املت�ضرر ل�شكوى خطية‪ ،‬و�أن يقدم ال�شاكي كفالة م�صرفية بقيمة ‪25‬‬ ‫‪ 30‬دول���ة �أفريقي���ة للفرتة ب�ي�ن ‪ 1970‬و ‪ 1996‬قد بلغ ‪ 187‬ملي���ار دوالر وهو‬
‫مليون لرية‪ ،‬ما يعادل تقريب ًا ‪ 17‬الف دوالر امريكي‪ ،‬مما يعني عدم امكانية‬ ‫م���ا يفوق مديونيات ه���ذه الدول جمتمعة‪ ،‬و هو ما ينجم عنه تخلف �أو تنمية‬
‫�أي مواطن لبناين تقدمي دعوى �ضد �أي مرت�شي يف حال كان ال�ضرر دون ‪17‬‬ ‫منقو�صة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الف دوالر‪ ،‬والقادرين على الدفع كون لديهم م�صالح قد تت�ضرر يف جمتمع‬ ‫و�أح���د العوام���ل التي تقف خل���ف هذا ال�سل���وك يف حالة �أفريقي���ا كان عدم‬
‫�أ�صبحت فيه الر�شوة �شيء عادي يرتددون يف تقدمي الدعاوى‪.‬‬ ‫الإ�ستق���رار ال�سيا�س���ي وحقيق���ة �أن احلكوم���ات اجلديدة عادة م���ا ت�صادر‬
‫‪al‬‬

‫‪0‬‬

‫�إ�ضاف���ة �إىل ذل���ك‪ ،‬فالقان���ون و�ض���ع عائق �أم���ام امل�شتكي يف امل���ادة ‪ 15‬من‬
‫‪2‬‬

‫القان���ون نف�س���ه حيث �أ�ش���ار �إىل �أنه يف حال تقرر من���ع املحاكمة عن امل�شكو‬
‫‪e‬‬

‫من���ه �أو �إبط���ال التعقبات بحق���ه فللمرجع املخت�ص �أن يق���رر تغرمي ال�شاكي‬
‫‪R‬‬

‫ال�سي���ئ النية مببلغ ال يقل عن مايتي مليون لرية لبنانية‪ 133 (،‬الف دوالر)‬
‫وبال�سجن من ثالثة �أ�شهر كحد �أدنى �إىل �سنة بقرار نافذ من �أ�صله‪ ،‬كما له‬
‫�أن يقرر �إلزام ال�شاكي بنا ًء على طلب امل�شكو منه بدفع تعوي�ض عن الأ�ضرار‬
‫التي حلقت به من جراء تقدمي ال�شكوى‪.‬‬

‫�إ�ضاف���ة �إىل ذلك‪ ،‬وفيما يتعلق بالعقوب���ات‪ ،‬فمواد املر�سوم اال�شرتاعي رقم‬
‫‪ ،9340‬تفرق ما بني القيام بعمل �شرعي‪� ،‬أو بعمل مناف للقانون‪ ،‬لتت�ضاعف‬
‫العقوب���ات من �ضعف الر�شوة �إىل ثالث���ة ا�ضعاف‪ ،‬ومن ال�سجن ثالثة ا�شهر‬
‫�إىل ال�سجن امل�ؤبد‪.‬‬
‫وامل�ضحك املبكي يف الأمر �أن عدد حاالت الر�شاوى �أو املحكوم عليها والواردة‬
‫يف حتقيقات التفتي�ش املايل املركزي ال ت�شكل �أي ن�سبة من جممل العمليات‬
‫التي تقوم بها الإدارة العامة‪� ،‬أو من عدد املوظفني يف القطاع العام‪.‬‬
‫رغ���م العديد من احلاالت التي ق���د ي�شملها البند الثالث من القانون ‪،154‬‬
‫يف �أ�ص���ول التحقق يف مظاهر الرثاء التي ال تتفق مع موارد املوظفني‪ ،‬فرنى‬
‫‪7‬‬ ‫‪THE CERTIFIED ACCOUNTANT‬‬ ‫‪ Issuse #39‬ــــ ‪3rd Quarter 2009‬‬
‫اقت�صاد‬
‫وق���ال وزير التج���ارة الأمريكي‪ 12‬وليم ديلي انه مت اكت�ش���اف ر�شاوى قدمتها‬ ‫ل���دى عديد من كبار موظفي الدوائر ال�ضريبية‪ ،‬وال�سجل العقاري �سيارات‬
‫�شركات �أمريكية خارج احلدود يف الفرتة املمتدة من �أيار ‪� 1997‬إىل ني�سان‬ ‫فخم���ة تتخطى قيمها جممل دخل املوظ���ف لفرتة ‪� 5‬سنوات وقد دفع قيمتها‬
‫‪�( 1998‬سن���ة واح���دة) ت�صل قيمته���ا �إىل حوايل ‪ 30‬ملي���ار دوالر‪ ،‬وال تعترب‬ ‫نق���د�أ‪� ،‬أو �شقق فخم���ة بقيم تتخطى جممل دخله لف�ت�رة ‪� 10‬سنوات �أو �أكرث‬
‫الإدارة الأمريكية الر�شاوى والعموالت والهدايا التي تدفع يف «العامل الثالث»‬ ‫دفعها نقد ًا كذلك‪.‬‬
‫من الف�ساد اخلا�ضع للمحا�سبة‪.‬‬

‫‪d‬‬
‫‪ -5‬ال�شفافية‬

‫‪e‬‬
‫وقد اثار تقرير �صادر عن �أحد مراكز البحوث التابعة للكونغر�س الأمريكي‬
‫‪13‬‬
‫ال�شفافي���ة هي القاع���دة الأ�سا�سية التي تعتمد عليها كاف���ة املعايري الدولية‪،‬‬
‫و�شارك فيه ما يزيد على ‪� 190‬أكادميي ًا وم�س�ؤو ًال حكومي ًا خمت�صاً‪ ،‬وت�ضمن‬ ‫وهي التو�صي���ة التي تفر�ض اعتمادها امل�ؤ�س�سات الدولية املالية واملحا�سبية‬

‫‪tm‬‬
‫معلوم���ات وقراءات خطرية �أثارت ردود فعل كبرية لدي �شرائح عري�ضة من‬ ‫والتقني���ة‪ ،‬والتي بنظرها ت�ؤدي �إىل خلق بيئ���ة �سليمة ميكن للجمهور الوثوق‬
‫املجتمع الأمريكي‪ .‬وركز التقرير‪ ،‬على انه يف عهد الرئي�س بو�ش‪ ،‬زاد معدل‬ ‫بكاف���ة العوامل املحركة له���ا‪ ،‬وحتمي املجتمع من كاف���ة ال�شوائب ومعوقات‬
‫الف�ساد احلكومي مبعدالت غري م�سبوقة بلغت اكرث من ‪ ،%35‬وانه يف غ�ضون‬ ‫التنمية‪.‬‬

‫‪as‬‬
‫�أ�شه���ر قليلة مت تق���دمي ‪ 2130‬حالة �إىل املحاكم وجه���ات التحقيق املخت�صة‬
‫بالنظ���ر يف حاالت الف�س���اد احلكومي‪ ،‬وانه جرى التحقي���ق مع م�س�ؤويل ‪64‬‬ ‫ال�شفافي���ة لي�ست بحد ذاتها الهدف‪ ،‬حيث يرتاف���ق مع ال�شفافية‪ 10‬باملنظور‬
‫�شركة اقت�صادية �أمريكية ومع اكرث من م�س�ؤول م�ؤ�س�سة حكومية حيث دارت‬ ‫االقت�ص���ادي‪ ،‬مو�ضوع حتري���ر الأ�سواق املالية ور�ؤو�س الأم���وال‪ ،‬والذي كان‬
‫‪E‬‬
‫التحقيقات حول احل�صول على ر�شاوى و�أموال وتي�سري احل�صول على بع�ض‬
‫اخلدمات يف مقابل التنازل عن القوانني‪.‬‬
‫نتيجت���ه تبخر الأ�سواق املالية يف الثمانينات‪ ،‬واالزمات املالية املتتابعة والتي‬
‫كان���ت �آخرها فقاعة االزمة العقارية يف اواخر العام ‪ ،2008‬مما ت�أتى معها‬
‫_‬

‫احلاج���ة �إىل معلوم���ات �أمينة كو�سيلة لتحقي���ق التوازن امل���ايل‪ ،‬لكنها تتيح‬
‫ويف لبن���ان‪ ،‬حيث يف ع���ام ‪ 1994‬ن�شر التفتي�ش املرك���زي تقرير ًا عن �أو�ضاع‬ ‫للمجتم���ع وللم�شرّع ر�ؤيا وا�ضحة متكنه من و�ضع االليات املنا�سبة للمواجهة‬
‫الإدارات العامة جلهة �إهدار الأموال‪ ،‬وتف�شي الر�شوة‪ ،‬وتكررت املالحظات‬ ‫والردع‪.‬‬
‫يف التقرير ال�سنوي للهيئ���ة العامة للتفتي�ش املركزي �سنة ‪ ،1995‬وقد �أكدت‬ ‫فال�شفافية من الناحية ال�سيا�سية واالقت�صادية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أنها ترتابط‬
‫تقاري���ر التفتي�ش املركزي ودي���وان املحا�سبة �أنه بني عامَ ���يْ ‪ 95‬و ‪� 97‬أجرت‬ ‫مع خلق بيئة تكون فيها ال�شروط‪ ،‬والقرارات‪ ،‬والن�شاطات‪ ،‬مرئية ومفهومة‪.‬‬
‫�إدارة املناق�ص���ات تلزميات لأعمال قيمته���ا ‪ 143‬مليون دوالر من �أ�صل �ستة‬ ‫فهي �أ�سا�سية لتوزيع امل�س�ؤوليات وتق�سيمها على كافة املجموعات التي تتحكم‬
‫ملي���ارات دوالر وقعته���ا‪ ،‬فيما جرت العقود الباقي���ة بالرتا�ضـي‪ ،‬وقد �أوردت‬ ‫بعوام���ل ال�س���وق‪ ،‬بحيث ال تتعار�ض هذه امل�س�ؤولي���ات‪ ،‬وترتك جما ًال لوظيفة‬
‫جري���دة النه���ار يف ‪ 2001/1/23‬التقري���ر التقومي���ي للم�ؤ�س�س���ة الدولي���ة‬ ‫الرقابة لتقوم بعملها ب�شكل حيادي وحر حلماية املجتمع من الف�ساد‪.‬‬
‫للمعلوم���ات عن الف�ساد يف لبنان بتكليف من مكت���ب الأمم املتحدة ملكافحة‬
‫‪10‬‬
‫اجلرمي���ة الدولي���ة‪ ،‬حيث ت�صل قيمة الهدر جمموع���ة بنتيجة ‪ 15.31‬مليار‬ ‫م�ضم���ون ال�شفافية‪ ،‬هو مو�ضوعية الر�ؤي���ا لكافة املوا�ضيع والطروحات على‬
‫دوالر �أمريك���ي‪ ،‬ت�شمل التلزمي���ات‪ ،‬والتعيينات‪ ،‬الأم���وال العامة‪ ،‬اخلليوي‪،‬‬ ‫ال�صعيد ال�سيا�سي واالقت�صادي والفكري‪ ،‬وعدم انعكا�س ال�صورة احلقيقية‬
‫‪al‬‬

‫والكهرب���اء‪ ،‬وغريها‪ ،‬مم���ا انعك�س على الدين العام ال���ذي قارب يف �شباط‬ ‫لأي واق���ع مايل �أو اقت�صادي �أو �سيا�س���ي‪ ،‬يرتك االعتقاد لدى املراقب‪ ،‬وهو‬
‫‪0‬‬

‫‪ 2009‬ما يعادل ‪ 42‬مليار دوالر‪. 14‬‬ ‫امل�ستثمر �أو املواطن‪ ،‬بت�صورات ت�صب يف خانة الهدر والف�ساد‪ .‬قد تكون هذه‬
‫‪2‬‬

‫اخلياالت مغلوطة‪ ،‬رغم عدم وجود نار بال دخان‪ ،‬ولكن ت�صبح الإ�شاعة هي‬
‫‪e‬‬

‫الواقع املتبع‪ ،‬واحلقيقة املعتمدة‪.‬‬


‫‪R‬‬

‫‪ -6‬امثلة يف الف�ساد‬
‫�أمثل���ة الف�ساد كثرية يف بلدان العامل الثال���ث‪ ،‬والذي كانت نتيجتها �إ�ضعاف‬
‫القطاع العام �إىل حد التدهور واالنهيار‪ .‬ومثال على ذلك حكايات الدرو�س‬
‫اخل�صو�صي���ة يف م�ص���ر والت���ي ت�ؤك���د الإفال�س الت���ام للم�ؤ�س�س���ة التعليمية‬
‫الر�سمي���ة‪ ،‬ه���ذا رغم الإنفاق الكب�ي�ر ن�سبيا الذي يدف���ع يف قطاعي التعليم‬
‫وال�صح���ة‪ ،‬وجيو����ش املوظف�ي�ن واملعلم�ي�ن والأطب���اء املوجودي���ن يف وزارتي‬
‫التعليم وال�صحة‪.‬‬

‫ويك�شف تقرير منظم���ة ال�شفافية العاملية �أن ال�شركات الدولية وعلى ر�أ�سها‬
‫الأمريكي���ة قدم���ت ر�ش���اوى يف ال���دول النامي���ة ومار�ست �ضغوط���ا �سيا�سية‬
‫ودبلوما�سي���ة لتمري���ر �أعمالها وخدمة م�صاحلها‪ ،‬وتتقا�ض���ى �أعدادا كبرية‬
‫م���ن املوظفني احلكومي�ي�ن يف �أنحاء الع���امل رواتب منتظمة م���ن ال�شركات‬
‫الأجنبية ومن بني ه�ؤالء �سيا�سيون كبار‪.11‬‬
‫الف�صل الثالث ‪ 2009‬ــــ العدد ‪39‬‬ ‫‪8‬‬
‫وب�سرية تام���ة كما يف مكافحة تبيي�ض االموال‪� ،‬إىل م�صادر معلومات‪ ،‬منها‬ ‫وال نعتق���د �أن احل���ل اجلذري يف لبن���ان كان مذكرة هيئ���ة التفتي�ش املركزي‬
‫امل�صارف‪ ،‬ومراكز ال�سجالت العقارية‪ ،‬و�سجل ت�سجيل الآليات‪ ،‬والت�صاريح‬ ‫ال���ذي �صدرت منذ متوز ‪ ،2001‬حيث دعي جمي���ع الر�ؤ�ساء الت�سل�سليني من‬
‫املالي���ة‪� ،‬شركات الت�أمني‪ ،‬وم�صادر امني���ة خمتلفة‪ ،‬كما يتم القيام مبراقبة‬ ‫مديري���ن عام�ي�ن ومديرين ور�ؤ�ساء م�صال���ح ودوائر و�أق�س���ام �إىل ممار�سة‬
‫ميدانية حول من���ط حياة امل�شكوك به وعائلت���ه واوالده‪ ،‬وحتديد امل�صاريف‬ ‫رقابته���م عل���ى �أعم���ال مر�ؤ�سيهم‪ ،‬وحتفي���ز املوظف وتقدي���ر الأكفاء منهم‬
‫الدوري���ة الثابت���ة واملتغ�ي�رة‪ ،‬ودوري���ة �ش���راء املقتنيات من ذه���ب وعمالت‬ ‫ومعاقب���ة املق�صرين‪ ،‬ولهنا بداية جيدة ميك���ن ان تتبلور بطريقة امثل عرب‬

‫‪d‬‬
‫وا�ستثمارات‪ ،‬ومقارنتها مع االموال ال�صادرة من مداخيل وقرو�ض وحتاويل‬ ‫و�ضع �آليات‪ ،‬واحداث هيئات تنفيذية ملكافحة الف�ساد‪.‬‬

‫‪e‬‬
‫عائلية ملعرفة الفروقات غري ال�شرعية‪.‬‬
‫‪ -7‬التحقق من الف�ساد‬

‫‪tm‬‬
‫هناك عدة و�سائل يتم بها دفع الر�شاوي‪ ،‬من حتاويل م�صرفية‪ ،‬او عطاءات كمنطل���ق‪ ،‬ميك���ن اال�ستعان���ة مبنطل���ق وب�آلي���ات مكافح���ة تبيي����ض االموال‬
‫نقدي����ة‪ ،‬او تقدمي����ات عينية‪ ،‬وهنا �صعوبة التتبع م����ن املنبع‪ ،‬ولكن النتيجة ال املوج���ودة يف كل البل���دان يف العامل بعد ان ا�صبح���ت كل البلدان متعاونة يف‬
‫ب����د وان ت��ب�رز يف م�ستوى معي�ش����ة املوظف الذي يفوق دخل����ه بكثري‪ .‬فمن من مكافح���ة تبيي�ض االموال للق�ضاء على الف�ساد‪ ،‬واقرتاح ان�شاء هيئة ملكافحة‬

‫‪as‬‬
‫املواطنني ال يعرف كما يف لبنان‪ ،‬موظف حكومي يف الدرجة الثالثة او الرابعة الف�س���اد‪ ،‬تكون مهامها �شبيهة مبهام هيئة مكافح���ة تبيي�ض االموال وتن�سق‬
‫يف الدوائر الر�سيمة للقطاع العام من دوائر عقارية او جمركية او �ضريبية او معه���ا‪ ،‬ومل���ا ال يكون اع�ضا�ؤه���ا برتبة وزير كما يف امل���ادة التا�سعة من قانون‬
‫حت����ى م�صرفية يف القطاع اخلا�ص‪ ،‬والذي يقدر مرتبه ال�شهري مبليون لرية مكافحة الف�س���اد يف اجلمهورية اليمنية‪ ،15‬ويتوج���ب لذلك ا�صدار القوانني‬
‫‪E‬‬
‫واالج���راءات والنظ���م والآلي���ات‪ ،‬واحل���دود‪ ،‬واملرجعية‪ ،‬واجله���ة الرقابية‬ ‫لبنانية او ما يقارب ‪ 750‬دوالر امريكي‪ ،‬وم�ستوى معي�شته كالتايل ‪:‬‬
‫‪ -‬يقيم يف �شقة مبلكه يف منطقة راقية م�ساحتها اكرث من ‪ 200‬مرت املنا�سبة‪ ،‬وو�ضع �سبل تقييم االداء لهذه الوحدة‪.‬‬
‫_‬

‫مربع‪ ،‬بثم���ن ال يقل قيمته عن ‪ 240.000‬دوالر �أمريكي والذي دفع‬


‫اخت�ل�اف القوان�ي�ن قد ت�ش���كل ثغ���رة جوهري���ة يف مناهج ودالئ���ل االثبات‪،‬‬ ‫ثمنها نقدا‪،‬‬
‫فال�سم���اح لل�ش���ركات االجنبي���ة خ���ارج احلدود‬ ‫‪ -‬وميلك ث�ل�اث �سيارات‪ ،‬معدل جمموع‬
‫بتق���دمي ر�ش���اوى كم���ا يف ال�ش���ركات الأمريكية‪،‬‬ ‫قيمها احلالية ‪ 45.000‬دوالر �أمريكي‪،‬‬
‫ت�شري �إىل �ضرورة تن�سيق هيئات مكافحة الف�ساد‬ ‫للتعرف إىل الفاسدين‪،‬‬ ‫‪ -‬ولديه خادمة يف املنزل‪ ،‬ورمبا �سائق‪،‬‬
‫يف الدول‪ ،‬مع ال�شبك���ة العربية لتعزيز ال�شفافية‬ ‫ال بد وضع آلية‪ ،‬وقوانني‬ ‫‪ -‬ومنزل �صيفي‪،‬‬
‫والنزاه���ة‪ ،‬واعط���اء دور له���ذه ال�شبكة يف طلب‬ ‫داعمة هلذه االلية‪ ،‬كما‬ ‫‪ -‬ويذهب �سنويا لق�ضاء عطلته يف اوروبا‬
‫املعلومات ويف تن�سيق مراجعة النظري‪.‬‬ ‫جرى يف قوانني مكافحة‬ ‫وعلى ح�ساب احد املتمولني العقاريني‪،‬‬
‫تبييض االموال‬ ‫‪ -‬واوالده يف مدار�س خا�صة‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫تب���د�أ االلية عند اختيار املوظف يف القطاع العام‬ ‫‪ -‬والت�صري���ح ال�سن���وي للإي���رادات‬
‫واخلا����ص‪ ،‬وم�ست���وى االخالقي���ة الت���ي يفرت�ض‬ ‫ال�صافي���ة املح�صلة �سنوي���ا بعد التنزيل‬
‫‪al‬‬

‫ال�ضريب���ي (ال�ضريب���ة على الدخ���ل ت�ستقطع من املنب���ع يف لبنان) ان يتمت���ع بها كمعي���ار اول للوظيفة‪ ،‬وهنا الت�أكيد عل���ى االختيار املو�ضوعي‬
‫‪0‬‬

‫املقدمة مل�صلح���ة ال�ضرائب لهذا املوظف ال تتخطى ‪ 13‬مليون لرية واحليادي للموظف‪ ،‬وهذا ما يح���دث فعال يف اختيار املوظفني للفئة الثالثة‬
‫‪2‬‬

‫وم���ا دون يف القط���اع العام حالي ًا يف لبنان ع�ب�ر �شفافية االختيار يف جمل�س‬ ‫مبا يف ذلك ال�ساعات اال�ضافية‪،‬‬
‫‪e‬‬

‫اخلدمة املدنية‪.‬‬ ‫‪ -‬وكونه متزوج ولديه �أوالد فالتنزيل العائلي �أقل من �إيراده‪،‬‬
‫‪R‬‬

‫‪ -‬وبالتايل ال يدفع �أي �ضريبة‪،‬‬


‫فه���ل ميكن ان يرتك ه���ذا املوظف دون من م�ساءلة؟‪ ،‬ور�شوته ال يفرت�ض ان وك���ون املوظف يقبل عند توظيفه وب�شفافية كل و�سائل التحقق التي �ستتبعها‬
‫تك���ون عاب���رة و�ستكرر حتما مع ع���دم قدرة املوظف عل���ى التكيف واالكتفاء الإدارة للت�أك���د من ح�سن �سريته خالل اداء الوظيف���ة املعني لأجلها‪ ،‬توفري ًا‬
‫لعام���ل الوقت يف احل�صول عل���ى امل�ستندات الالزمة‪ ،‬فيمك���ن للم�ؤ�س�سة ان‬ ‫ب�إيراده الوظيفي‪ ،‬وهل يفرت�ض تركه بدون مرجعية قانونية؟؟‪.‬‬
‫اجل���واب الطبيعي يف االب�ل�اغ عنه للجهات املخت�ص���ة‪ ،‬ولكن من هي اجلهة تعلم املوظف اجلديد والذي يوقع اقرار ًا بامكانية االدراة الرقابية املخت�صة‬
‫القانونية ال�صاحلة التي ميكنها تلقي ال�شكاوى والقيام بالتحقق با�ستقاللية يف الإدارة العامة �أن تراجع ح�ساباته يف �أي وقت �أرادت ذلك‪.‬‬
‫ومو�ضوعية للتاكد‪ ،‬وهنا خطورة خلق جمتمع منيمي مهمته مراقبة الغري‪.‬‬
‫وبوج���ود ال�سرية امل�صرفية يف لبنان ميكن اق�ت�راح ان يتم اعالم امل�صارف‬
‫بع���دم فتح ح�سابات للموظفني يف القط���اع العام اال بعد اخذ ت�صريح بذلك‬ ‫‪� -8‬آلية التعرف على الفا�سدين‬
‫للتع���رف �إىل الفا�سدي���ن‪ ،‬ال بد و�ضع �آلية‪ ،‬وقوانني داعم���ة لهذه االلية‪ ،‬كما من اداراتهم‪ ،‬فالت�صريح هو الخذ العلم يف الإدارة ولي�س الخذ املوافقة‪.‬‬
‫‪ -‬وال ميكن للم�صرف فتح ح�ساب للموظف دون ابالغ ادارته‪.‬‬ ‫ج���رى يف قوان�ي�ن مكافحة تبيي�ض االم���وال‪ ،‬فيمكن ا�ستنب���اط الآليات مما‬
‫‪ -‬ويتم ابالغ رقم احل�ساب ملتابعته من قبل هيئة مكافحة الف�ساد‪.‬‬ ‫مت اختب���اره من �آليات وو�سائ���ل ت�ستخدم يف ك�شف االم���وال غري امل�شروعة‪،‬‬
‫وتو�ضع م�ؤ�شرات مطلقة لعملية التحقق للبحث والتي قد تكون تلقي ال�شكاوى‬
‫او املالحظ���ات العام���ة‪ ،‬لتقوم اجله���ة املخت�صة مبكافحة الف�س���اد باللجوء ويف اط���ار املراجع���ة اخلارجية التي يفرت����ض ان يقوم بها خب�ي�ر املحا�سبة‬
‫‪9‬‬ ‫‪THE CERTIFIED ACCOUNTANT‬‬ ‫‪ Issuse #39‬ــــ ‪3rd Quarter 2009‬‬
‫اقت�صاد‬
‫على االموال بغ����ض النظر عن �صاحب احلق القانوين يعترب م�شكلة رئي�سية‬ ‫املجاز للقطاع العام تبعا للقانون اللبناين‪ ،‬نعتقد بوجوب ا�ضافة ورقة عمل‬
‫يف التحق���ق‪ .‬حي���ث يقوم كثري من املرت�ش�ي�ن ب�إيداع �أم���وال ب�أ�سماء ابنائهم‬ ‫حول وجود ت�صريح لكافة املواظفني يف االدارات الر�سمية وابراز مالحظات‬
‫�أو �إخوانه���م �أو �أقاربه���م‪ ،‬ولك���ن الطبيع���ة الب�شري���ة للمرت�ش�ي�ن تدفعهم يف‬ ‫بهذا اخل�صو�ص‪.‬‬
‫�أك�ث�ر الأحي���ان �إىل �ص���رف االم���وال ولي����س �إىل تخزينه���ا ما ي�ت�رك جما ًال‬
‫الكت�شافهم‪.‬‬ ‫امل�ؤ�ش���ر اال�سا�سي هو االبالغ‪ ،‬ولالبالغ حماذيره‪ ،‬خا�صة بعدم وجود هام�ش‬

‫‪d‬‬
‫ثقة نوعي بني املواطنني وال�سلطة يف لبنان‪ ،‬فاالرتباط االجتماعي وال�سيا�سي‬

‫‪e‬‬
‫وبهذا هناك عدة ا�سئلة تطرح نف�سها مثال‪:‬‬ ‫واالبالغي يكون عادة باال�شخا�ص ولي�س بالنظام‪.‬‬
‫‪ -‬من �سيقوم باالبالغ ومن هي الهيئة املعنية؟‬ ‫وليك���ون االب�ل�اغ بعيدا عن فك���ر النميمة والو�شاية‪ ،‬رمبا الب���دء با�ستخدام‬

‫‪tm‬‬
‫‪ -‬ه���ل ميكن مقارب���ة ال�شك كما يف مكافح���ة تبيي�ض االموال؟ ففي‬ ‫تعابري تختلف عن املفاهيم ال�سلبية‪ ،‬كون تعبري “االبالغ” ال يعطي ال�صورة‬
‫مو�ض���وع الف�ساد والر�شوة‪ ،‬تكون كمية االموال املودعة �أقل من تللت‬ ‫الفعلية من الناحية االجتماعية لعملية االف�صاح‪ ،‬او االعالن‪ ،‬وكلمة االبالغ‬
‫املودعة يف تبيي�ض االم���وال‪ ،‬وقد ال تكون نقداً‪ ،‬وقد تكون تقدميات‬ ‫ترتب���ط باالطر البولي�سية مما تقلل م���ن قيمة العمل‪ ،‬الذي يفرت�ض اعتباره‬

‫‪as‬‬
‫عينية‪� ،‬أو حتاويل �أو �شيكات‪.‬‬ ‫عمل بطويل‪ ،‬وميكن ت�شجيعه‪.‬‬
‫‪ -‬اذا نتج ال�شك عن ايداعات �أو حتاويل م�صرفية غري مربرة فهل‬
‫قيم���ة ‪10.000‬دوالر امريكي ه���ي احلد املطلق لل�ش���ك‪ ،‬او �سيكون‬ ‫يفرت����ض له���ذا االف�ص���اح ان يك���ون حيادياً‪ ،‬وميك���ن لذلك الب���دء باعتماد‬

‫‪ -‬هل ميكن اعتبار معنى التكرار ثالثة ايداعات يف ال�شهر الواحد‪،‬‬


‫‪E‬‬
‫�أكرث �أم �أقل؟‪،‬‬ ‫�صنادي���ق ال�ش���كاوى واقرتاح���ات‪ ،‬يف امل�ؤ�س�س���ات العامة‪ ،‬تك���ون مقفلة‪ ،‬مع‬
‫�ضمان حماي���ة امل�شتكي‪ ،‬لي�صار �إىل فتحها من قبل جمل�س الإدارة مبح�ضر‬
‫_‬

‫لأرقام تتخطى الدخل؟ �أم �أكرث‪،‬‬ ‫ر�سم���ي‪ ،‬وي�سلم حمتواها �إىل دائ���رة التدقيق الداخل���ي �أو التفتي�ش ون�سخة‬
‫‪ -‬ماهي���ة الربام���ج املعلوماتي���ة الداعم���ة التي يفرت����ض و�ضعها يف‬ ‫عنها لهيئة مكافحة الف�ساد‪.‬‬
‫اخلدمة يف امل�ؤ�س�سات وامل�صارف؟‪،‬‬
‫‪ -‬ماذا اذ ًا عن امل�ؤ�س�سات العقارية‪.‬‬ ‫وميكن و�ضع اجراءات ت�شغيلية يف الأطر الوظيفية لي�صبح الإف�صاح طبيعي‬
‫ل���دى هيئ���ة التحقيق اخلا�ص���ة يف مكافحة تبيي�ض االم���وال يف لبنان �أدوات‬ ‫�ضمن االداء العادي والطبيعي للمهام‪ ،‬كما هي هيئات التحقق يف امل�صارف‬
‫للتحق���ق م���ن �إبالغات ال�ش���ك �أو الريبة‪ ،‬وتق���وم مبراجعة �آلي���ات املراجعة‬ ‫وامل�ؤ�س�س���ات املالية‪ ،‬والعقاري���ة‪ ،‬ويف الن�شاطات التي له���ا توا�صل مع وحدة‬
‫واالبالغ لدى امل�صارف وامل�ؤ�س�س���ات املالية‪ .‬وميكن يف و�ضع هيكلية داخلية‬ ‫مكافحة تبيي����ض االموال‪ ،‬لي�شمل االف�صاح موظف���ي القطاع العام‪ ،‬واالمن‬
‫للنظ���ام الداخل���ي لهيئة مكافحة الر�ش���وة ولهيئة التحقي���ق اخلا�صة تن�سيق‬ ‫الداخلي والع�سكري‪.‬‬
‫تب���ادل املعلوم���ات مبا يتعلق مبوظف���ي القطاع العام‪ ،‬وعند �ش���راء عقارات‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫�أو �ش���راء �سيارات و�آليات فخمة‪� ،‬أو املجوه���رات‪ ،‬املقتنيات الثمينة‪ ،‬لوحات‬ ‫ف�إن���ه وتبع ًا للقانون يفرت�ض بامل�ص���ارف وبامل�ؤ�س�سات مالية كانت �أم جتارية‬
‫فنية‪ ،‬ليتم ومبوجب االلية فر�ض االبالغ من قبل امل�ؤ�س�سات التي تقوم بهذه‬ ‫ويف حال التعامل الدائم مع الزبون معرفته تبع ًا ملبد�أ اعرف عميلك‪.‬‬
‫‪al‬‬

‫الن�شاطات �إذا كانت عملية ال�شراء تتخطى مث ًال مبلغ ‪ $10.000‬ونقداً‪.‬‬


‫‪0‬‬

‫ويت���م تبع ًا ملب���ادئ التدقيق الدولي���ة يف �إطار الرقابة الوقائي���ة‪ ،‬و�ضع الئحة‬ ‫وق���د ا�صدرت جممل الدول العربية قوانني حت�ت�رم مبادئ مكافحة تبيي�ض‬
‫‪2‬‬

‫با�سماء اال�شخا����ص املعر�ضني �سيا�سياً‪ ،‬ووظيفي ًا (كما يف تو�صيات مكافحة‬ ‫االموال‪ ،‬وحملت م�س�ؤولية ال�شركة ملجل�س الإدارة‪ ،‬وللموظفني باال�ضافة �إىل‬
‫‪e‬‬

‫تبيي����ض االم���وال)‪ ،‬وي�ص���ار �إىل اختي���ار �سنوي لع���دد م���ن اال�شخا�ص يتم‬ ‫الرقابة الداخلية و اخلارجية (القانونية)‪ ،‬يف عدم االبالغ عند ال�شك‪.‬‬
‫‪R‬‬

‫مراجع���ة ح�ساباتهم للت�أكد من طبيعة املداخيل وذلك بالتعاون مع م�صلحة‬


‫ال�ضرائب على الدخل‪.‬‬ ‫وم�ص���ادر ال�شك كثرية تبع��� ًا للموقع وللقطاع وللن�ش���اط‪ ،‬ولالبتعاد عن فكر‬
‫الو�شاي���ة والنميم���ة‪ ،‬وملو�ضوعي���ة ال�شك ي�ص���ار �إىل حتدي���د امل�س�ؤوليات يف‬
‫‪ -9‬مراحل التحقق ودور خبري النحا�سبة املجاز‬ ‫القوان�ي�ن‪ .‬فكثري م���ن مظاهر االثراء ق���د تكون مربرة بدي���ون‪� ،‬أو مب�صادر‬
‫لتكام���ل القان���ون مع الآليات‪ ،‬هن���اك عدة مراحل ميك���ن اقرتاحها للتحقق‬ ‫مالي���ة �شرعي���ة‪ ،‬حت���ى و�إن كان موظف‪ ،‬ف�إ�ص���دار كت���اب‪� ،‬أو احل�صول على‬
‫وللح�ص���ول عل���ى �أدلة �إثبات كافية ومالئمة‪ ،‬كم���ا يف معيار التدقيق الدويل‬ ‫�إرث‪� ،‬أو زي���ادة يف قي���م عقارية قدمية‪ .‬وهناك الغ�ي�رة وال�ضغينة والعوامل‬
‫رقم ‪ ،500‬ويكون خب�ي�ر املحا�سبة املجاز كمهني وا�ست�شاري يف هذه املهمة‪،‬‬ ‫االن�سانية املفرت�ض ا�ستبعادها‪.‬‬
‫فيت���م يف العملية الأولية تبادل املعلومات ب�ي�ن هيئة مكافحة تبيي�ض االموال‬
‫وب�ي�ن هيئ���ة مكافح���ة الف�ساد‪ ،‬حيث تق���وم هيئ���ة مكافحة الف�س���اد ب�إدخال‬ ‫يف مقاب���ل ع���دم االثب���ات‪ ،‬ك���ي ال ي�ص���ار �إىل ت�شه�ي�ر غري م�ب�رر للموظف‬
‫املعلوم���ات يف قاعدة معلومات حتتوي على هويات كافة املوظفني يف القطاع‬ ‫احلكومي‪ ،‬يفرت�ض التكتم ال�شديد وال�سرية املطلقة عند التحقق‪ ،‬وا�صدار‬
‫الع���ام‪ ،‬ومعلوم���ات عنهم ت�شمل عدد �سنوات اخلدم���ة والرتبة وعدد االوالد‬ ‫عقوب���ات جزائي���ة ومدني���ة يف ح���ال الت�شهري واالب�ل�اغ ال�سيء الني���ة‪ ،‬واتى‬
‫و�أعماره���م ون�شاطه���م وحمل االقام���ة والدخ���ل اال�سا�سي ومرك���ز االقامة‬ ‫القانون على ذكرها يف لبنان‪.‬‬
‫احل���ايل والدخ���ل ال�صايف وتاري���خ الرتفيع االخري وال�ش���كاوى بحق املوظف‬
‫والعقوبات‪.‬‬ ‫التع���رف �إىل �صاح���ب احلق االقت�ص���ادي يف االموال‪ ،‬وه���و امل�سيطر الفعلي‬
‫الف�صل الثالث ‪ 2009‬ــــ العدد ‪39‬‬ ‫‪10‬‬
‫ب‪ -‬التحقق امليداين‬
‫ويكون مبا�شراً‪ ،‬مع املوظف‪ ،‬وا�ستجوابه‪� ،‬أو عرب طلب معلومات من املواطنني‬
‫الذين �أمتوا معامالت مع املوظف‪.‬‬
‫او غ�ي�ر مبا�شر‪ ،‬وذلك مبراقبة م�ست���وى معي�شته‪ ،‬ومعي�شة عائلته‪ ،‬ومدرا�س‬
‫وجامع���ات االوالد‪ ،‬طريقة حياته (�سهرات‪ ،‬عزائم)‪ ،‬طريقة �صرف االوالد‬

‫‪d‬‬
‫يف املدار�س‪ ،‬ت�صرفاته املالية‪ ،‬مراقبة اماكن عمله‪.‬‬

‫‪e‬‬
‫يف املرحل���ة الثالثة‪ ،‬ويف حال عدم رفع ال�شك يف املرحلة الثانية‪ ،‬وللتعمق يف‬
‫البح���ث‪ ،‬قد يتم اال�ستعانة برجال االمن الداخلي‪ ،‬ملراقبة املوظف عن كثب‬

‫‪tm‬‬
‫للت�أكد وللح�صول على االثباتات‪ .‬وهنا �ضرورة ان يتم توقيع املوظف م�ستند‬
‫عن���د التوظي���ف ال�سماح للإدارة العامة مبراقبته عن���د ال�شك‪ ،‬لكي ال تقوم‬
‫الهيئة مبخالفة قانونية وبالتعدي على احلقوق املدنية للمواطن‪.‬‬

‫‪as‬‬
‫‪� -10‬صعوبات التحقق‬
‫هناك عدة م�صاعب ت�شكل عائقا يف تاكيد االثباتات‪:‬‬
‫‪E‬‬
‫‪ -‬وج���ود و�سط���اء للمرت�شي يف م���كان العمل ينوبون عن���ه يف عملية‬
‫القب����ض‪ ،‬ون���رى عل���ى ابواب كث�ي�ر من ال���وزرات ا�شخا����ص لتعقب‬
‫_‬

‫املعامالت‪،‬‬
‫‪ -‬ق���د ير�سل املرت�ش���ي احد اال�شخا����ص لقب�ض الر�ش���وة بعيدا عن‬
‫اماكن العمل‪،‬‬
‫‪ -‬قد يك���ون الدفع بقيم عينية‪ ،‬كان يكون ل�صاحب املعاملة حمل او‬
‫ن�شاط‪ ،‬فيمر املوظف على مكان الن�شاط‪ ،‬وي�أخذ ب�ضائع او خدمات‬
‫دون دفع الثمن‪،‬‬ ‫لتب���د�أ حينها املرحلة االوىل من التحقق‪ ،‬وهي مرحل���ة �سرية تبقى يف �إطار‬
‫‪� -‬صعوبة اكت�شاف الر�شوة مبقبو�ضات نقدية قليلة‪ ،‬وموزعة‪.‬‬ ‫الدائ���رة �أو الهيئة‪ ،‬ويتم مقارنة االبالغات م���ع الت�صاريح ال�ضريبية‪ ،‬وهذا‬
‫الأمر ميكن ان يتم عرب جهاز املعلوماتية‪.‬‬
‫فامل�شكل���ة بر�أينا هي م�شكلة عقلية وثقافة‪ ،‬مم���ا يرتتب رمبا �إعادة �صياغة‬ ‫فمث�ل�اً اذا وردت معلومات من تاج���ر ال�سيارات ب�أن ال�سيد �أ‪ ،‬ا�شرتى �سيارة‬
‫‪10‬‬
‫الربام���ج التعليمية لبناء �أخالقية ترتابط مع القيم الأ�صيلة والتي �سهى عن‬ ‫بقيم���ة ‪ $20.000‬ودف���ع ثمنه���ا نقداً‪ ،‬ق���د تقوم هيئ���ة التحقي���ق اخلا�صة‬
‫تعاليمها الفرد حتت غطاء الع�صرنة‪ ،‬والتي قد تكون فعليا هي �أ�صل الف�ساد‬ ‫بالتحق���ق وبالتع���رف اىل ان ال�سيد �أ موظف يف القط���اع العام‪ ،‬فيتم اعالم‬
‫‪al‬‬

‫هذا‪.‬‬ ‫هيئ���ة مكافحة الف�س���اد التي عليها الع���ودة �إىل �سجالته���ا للمقارنة وحتليل‬
‫‪0‬‬

‫�أهمي���ة ربط ال�شفافي���ة وامل�ساءلة مبو�ض���وع الف�ساد‪ ،‬هو لع���دم توقف نتائج‬ ‫املعلومات‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫الف�ساد على هدر املال العام واخلا�ص فقط‪ ،‬ولكن كونه بالإ�ضافة �إىل ذلك‪،‬‬
‫‪e‬‬

‫ف���اذا مث�ل�اً كان دخله ال�ص���ايف ‪� $10.000‬سنوياً‪ ،‬واذا كان���ت حالة وحيدة‬
‫خلل ميتد �إىل �أخالقيات العمل وقيم املجتمع‪.‬‬ ‫ومل ي���رد تبليغات �إ�ضافية من عقارات �أو �سي���ارات �أو جموهرات �أو غريها‪،‬‬
‫‪R‬‬

‫ف�ل�ا ميكن ت�أكي���د ال�شك‪ ،‬فقد يك���ون املوظف يعمل من���ذ ‪� 10‬سنوات‪ ،‬ولديه‬
‫‪ - 11‬بوادر احللول‬ ‫�سي���ارة باعها مببلغ ‪ ،$10.000‬و�أدخر املبل���غ الباقي وال يوجد لديه ح�ساب‬
‫اتب���اع املعايري الدولية هي احلل‪ ،‬واجله���ة املخت�صة التي ميكن ان يكون لها‬ ‫م�صريف‪.‬‬
‫امل�ساهم���ة االوىل هم خرباء املحا�سبة املجازون لقدرتهم املهنية على تقييم‬ ‫يف املرحلة الثانية‪ ،‬ويف حال دوام ال�شك‪ ،‬وعدم الت�أكد‪ ،‬ينق�سم عمل التحقق‬
‫ال�ضوابط املعياري���ة‪ ،‬وعلى �سبيل املثال مرفقات معيار التدقيق الدويل رقم‬ ‫�إىل ق�سمني‪:‬‬
‫‪ 300‬املتعلق بتفهم بيئة املن�ش�أة وال�ضبط الداخلي وف�صل الوظائف وهي �أهم‬ ‫‪ -‬م�ستندي‪،‬‬
‫العوامل التي تثبت ال�شفافية‪ ،‬حيث يولد غيابها خل ًال يف الهيكلية الإدارية يف‬ ‫‪ -‬ميداين‪ ،‬وقد ي�شمل االقارب من الدرجة االوىل‬
‫الإدارات تكون نتيجته الف�ساد‪.‬‬ ‫والعمل له طابع �سري ويتم بعدم معرفة املوظف‬

‫وق���د جرت العادة يف البل���دان النامية �إثارة مو�ض���وع ال�شفافية‪ ،‬مع اقرتاب‬ ‫�أ ‪ -‬التحقق امل�ستندي‬
‫اال�ستحقاقات الدولية‪ ،‬والتي حتتم على البلد تطبيق املعايري الدولية ومنها‬ ‫ويت���م التحقق م���ن املوظف ومن عائلته عرب مراجع���ة ال�سجالت ال�ضريبية‪،‬‬
‫ما يرتابط م���ع مفهوم ال�شفافية والهيكلية الإدارية وف�صل الوظائف‪ .‬فمثال‬ ‫والت�صاري���ح‪ ،‬مراجع���ة ال�سج�ل�ات امل�صرفي���ة‪ ،‬وع�ب�ر مراجع���ة ال�سجالت‬
‫اتفاقي���ة ال�شراكة بني لبن���ان واالحتاد الأوروبي والت���ي وقعت يف عام ‪2001‬‬ ‫العقارية‪ ،‬ومراجعة �سجالت الآليات (�سيارات‪ ،‬حمركات‪ ،‬قوارب) �سجالت‬
‫والت���ي كان يفرت����ض تطبيقها يف عام ‪ ،2008‬تت�ضم���ن يف املادة ‪ 53‬ويف ذكر‬ ‫الت�أمني‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪THE CERTIFIED ACCOUNTANT‬‬ ‫‪ Issuse #39‬ــــ ‪3rd Quarter 2009‬‬
‫اقت�صاد‬
‫من خالل الربملان���ات‪ ،‬وم�ؤ�س�سات تنفيذ القانون‪ ،‬وو�سائل االعالم امل�ستقلة‬ ‫جمتم���ع املعلوماتي���ة واالت�صاالت عل���ى عن�صر تب���ادل املعلوم���ات لي�أتي يف‬
‫ومنظمات املجتمع املدين النا�شطة‪.‬‬ ‫املادة ‪ 57‬عل���ى التعاون يف الإح�صائيات‪ ،16‬وه���ي موا�ضيع تتطلب ال�شفافية‬
‫واحلي���اد‪ ،‬وهذه املوا�ضيع مرتبطة بالعن�ص���ر الب�شري وب�أدائه املهني والذي‬
‫ونرى بالربط بني امل�ش���روع قانون الف�ساد والقانون املتعلق مبكافحة تبيي�ض‬ ‫يفرت����ض �أن يكون بعيدا عن معنى الف�س���اد‪ .‬ونذكر النتائج املبا�شرة للف�ساد‬
‫الأموال‪ 18‬كما يف القانون رقم رقم ‪ 318‬يف لبنان اهمية كربى‪ ،‬فاملادة الأوىل‬ ‫وللته���رب ال�ضريبي‪ ،‬فهم���ا يزيدان عجز املوازنة العام���ة وي�ضعفان م�ستوى‬

‫‪d‬‬
‫م���ن القانون رقم ‪ ،318‬ت�شري يف حتديد الأموال الغري م�شروعة �إىل �شمولها‬ ‫الإنف���اق العام على ال�سلع واخلدم���ات ال�ضرورية‪ ،‬فرتتفع تكاليف اخلدمات‬

‫‪e‬‬
‫جرائ���م ال�سرقة �أو اختال�س الأموال العام���ة �أو اخلا�صة �أو اال�ستيالء عليها‬ ‫والتكوي���ن الر�أ�سمايل‪ ،‬وقدرت الزيادة يف ه���ذه التكاليف بني ‪ %50‬و ‪%100‬‬
‫بو�سائل �إحتيالية واملعاقب عليها يف القانون اللبناين بعقوبة جنائية‪.‬‬ ‫فوق التكلف���ة الأ�صلية املفرت�ضة‪ ،‬تبع���ا لنوعية امل�شاري���ع وقيمتها فتنخف�ض‬

‫‪tm‬‬
‫املناف�سة‪ ،‬وت�صبح بالتايل كافة املعطيات الرقمية والإح�صائيات خاطئة‪.‬‬
‫وال�س�ؤال الآن هو كيفية تطبيق امل�شروع مبا يتوافق مع القانون رقم ‪ ،318‬يف‬
‫ظ���ل ال�سرية امل�صرفي���ة‪ ،‬وما �سيكون و�ضع الذين تلق���وا ر�شاوى يف املا�ضي‪،‬‬ ‫ول�ض���رورة و�ضع الأمور يف ن�صابها الطبيعي قبل ذلك اال�ستحقاق‪ ،‬ورد على‬

‫‪as‬‬
‫فهل �سي�صدر عفو مايل عام‪ ،‬وعفا اهلل عما م�ضى؟ كما هي عادة النظام يف‬ ‫�سبي���ل التجربة من غرفة التجارة الدولية‪-‬لبنان‪ ،‬م�شروع‪ 17‬مقدم من جلنة‬
‫�إطار احلف���اظ على ال�سلم الأهلي‪ ،‬حيث يكون املت�ضرر املايل الأكرب هو من‬ ‫مكافحة الف�ساد يف الغرفة والذي احتوى على الأمور التالية ‪:‬‬
‫يتبع القانون ويلتزم به‪ ،‬ومن ال يلتزم بالقانون يعفى عنه‪� ،‬أو ميكنه القانون‬ ‫�أ‪ -‬ا�ستوحت اللجنة يف و�ضعها م�شروع القانون النموذجي الذي �أعده مكتب‬
‫‪E‬‬
‫يف برامج الحقة اللجوء �إىل ت�سوية �ضريبية‪ .‬وما �سيكون دور امل�صرف‪ ،‬وما‬
‫ه���ي م�س�ؤوليته يف التبليغ �إىل هيئة التحقي���ق اخلا�صة‪� ،‬ضمن �إطار مكافحة‬
‫مكافحة اجلرمية يف منظمة الأمم املتحدة بهذا ال�ش�أن مع مراعاة القوانني‬
‫والأنظمة والأو�ضاع اللبنانية‪،‬‬
‫_‬

‫تبي�ض الأموال‪ ،‬وذل���ك بالت�صريح عن كل موظف حكومي تتخطى �إيداعاته‬ ‫ب‪ -‬تعت�ب�ر �أحكام امل�شروع مكملة لأحكام قانون الإثراء غري امل�شروع وتطبق‬
‫املداخي���ل ال�سنوية التي ي�ص���رح عنها‪ ،‬وهل �سيكون للم�ص���رف حق املتابعة‬ ‫�أحكامه يف حال تعار�ضها مع �أحكام �أي من القانونني‪.‬‬
‫واملراقب���ة‪ ،‬والت�صريح عند ال�شك‪ ،‬مع منح ح���ق احل�صانة املن�صو�ص عنها‬ ‫ت‪ -‬ت�ضم���ن امل�شروع �أحكاما تتعلق بتعريف الرا�شي واملرت�شي‪ ،‬وو�سع نطاق‬
‫يف القان���ون‪ ،‬وما ه���ي االلية يف ابداء الر�أي التي يفرت����ض ان ت�شملها اوراق‬ ‫تطبيق���ه لي�شم���ل املوظف‪ ،‬وكل من يق���وم بخدمة عام���ة‪� ،‬أو قا�ض �أو �ضابط‬
‫عمل خبري املحا�سبة املجاز‪.‬‬ ‫�أو موظ���ف دويل حتى وان كانت مهمت���ه ا�ست�شارية‪ .‬ون�ص على تدابري ت�ؤمن‬
‫ال�شفافية كتعليل الق���رارت الإدارية وحق �صاحب امل�صلحة يف االطالع على‬
‫بنظرنا �أن اعتماد القوانني وامل�شاريع نقلة نوعية نحو تدارك الف�ساد وك�شفة‬ ‫امل�ستن���دات‪ .‬كما ن�ص على ت���دارك ر�شوة الأحزاب والتجمع���ات ال�سيا�سية‪،‬‬
‫وقمع���ه‪ ،‬والت���ي ميكن عربها تف���ادي ا�ستغالل حق املواطن�ي�ن بالو�صول �إىل‬ ‫ب�إلزامه���ا �إعط���اء �إي�صال بالتربع‪ ،‬حم���ذر ًا على القطاع الع���ام التربع لها‪،‬‬
‫اخلدم���ات العامة‪� ،‬أو الإ�ض���رار مببادئ حرية التج���ارة وال�صناعة من قبل‬ ‫وملر�شح���ي االنتخاب���ات‪ ،‬ومانع��� ًا ه���ذه الأح���زاب واملر�شح�ي�ن لالنتخابات‬
‫‪10‬‬
‫الأ�شخا����ص الذين ي�ستغلون ب�صورة غري �شرعية ال�سلطات التي ينيطها بهم‬ ‫م���ن قب���ول التربع من دول���ة �أو �شخ����ص �أجنبي‪ ،‬كما فر�ض عل���ى املر�شحني‬
‫القانون واالجراءات‪.‬‬ ‫لالنتخاب���ات تقدمي ح�ساب النفقات والإيرادات‪ ،‬ورفع ك�شف بها �إىل الهيئة‬
‫‪al‬‬

‫الوطنية ملكافحة الف�ساد‪ ،‬على �أن يحدد ال�سقف الأعلى للنفقات مبر�سوم‪.‬‬
‫‪0‬‬

‫والنظر فيما اذا كان ميكن حتميل م�س�ؤولية الر�شوة لزمالء املوظف يف حال‬ ‫ث‪ -‬حدد امل�شروع العقوبات املفرو�ضة على �أنواع الر�شوة وعلى ت�شديدها يف‬
‫‪2‬‬

‫ع���دم االبالغ؟ باعتبار ان على كل موظف يف القطاع العام واخلا�ص‪ ،‬واجب‬ ‫حال التكرار �أو �إذا ارتكبت ل�صالح جتمع �إجرامي �أو للت�أثري على املفاو�ضات‬
‫‪e‬‬

‫حماي���ة القطاع‪ ،‬وواجب التاكد من �سالمة اجهزته واحلفاظ عليها‪ ،‬وواجب‬ ‫العائ���دة ل�صفقات جتارية دولية �أو لتخفي�ض قيم���ة الأموال العامة يف �إطار‬
‫‪R‬‬

‫تقدمي اقرتاحات حت�سن اداء العمل‪.‬‬ ‫اخل�صخ�صة‪ .‬ون�ص على املنع من مزاولة الوظيفة العامة وم�صادرة الأموال‬
‫والنافع والهب���ات التي ح�صل عليها املرت�شي وبطالن كل عمل �أو قرار �سببه‬
‫وال ن�ستبع���د دور خب�ي�ر املحا�سبة املج���از‪ ،‬يف امل�ؤ�س�سات العام���ة واخلا�صة‪،‬‬ ‫الر�شوة‪.‬‬
‫وب�ض���رورة ا�شراكه يف عملي���ة مكافحة الف�ساد‪ ،‬ك�أن ي���درج فقرة يف تقريره‬ ‫ج‪ -‬ت�ضم���ن امل�ش���روع �أي�ض��� ًا �أحكام��� ًا تتعلق بالتع���اون الق�ضائ���ي الدويل يف‬
‫تتعلق ب�شفافية املعلوم���ات‪ ،‬وان االجراءات الداخلية كفيلة بحماية امل�ؤ�س�سة‬ ‫مو�ض���وع الف�ساد وتنفيذ طلبات التعاون املقدمة من دولة �أجنبية يف احلدود‬
‫من الف�ساد‪ ،‬وذلك عرب و�ضع �أوراق عمل ا�ضافية والئحة ا�سئلة‪.‬‬ ‫الت���ي ي�سمح بها القان���ون اللبناين �إال يف بع�ض احل���االت املحددة التي مت�س‬
‫بال�سيادة �أو ب�سبب مرور الزمن �أو لعدم مراعاة حقوق الدفاع‪ ،‬الخ…‬
‫وعل���ى احلكوم���ات و�ض���ع �ش���روط معيارية للنزاه���ة‪ ،‬م�ستمدة م���ن املعايري‬ ‫ح‪ -‬ن����ص امل�شروع �أخ�ي�ر ًا على �إن�شاء الهيئة الوطني���ة ملكافحة الف�ساد من ‪7‬‬
‫والتج���ارب والقوان�ي�ن الدولي���ة‪ ،‬وو�ض���ع مقايي����س لل�شفافية عل���ى ال�صعيد‬ ‫�أع�ضاء من ب�ي�ن الق�ضاة �أو ذوي الكفاءة بالقطاعني العام واخلا�ص يعينون‬
‫اخلا�ص والعام‪ ،‬وو�ضع اجراءات ت�ضمن �سرية االبالغ‪ ،‬ومتنحه ح�صانة مبا‬ ‫مبر�س���وم‪ .‬عل���ى �أن ت�ضع الهيئ���ة برناجمها وعلى �أن تزوده���ا كافة الأجهزة‬
‫يحمي ح�سن التوا�صل مع املواطن‪ ،‬واال اي من املواطنني �سيجر�ؤ على تقدمي‬ ‫باملعلوم���ات املتعلق���ة بالف�ساد‪ .‬وتتحق���ق الهيئة من التقي���د ب�سقف النفقات‬
‫اتهام رغم بروز االمر للعيان‪.‬‬ ‫االنتخابية وحتيل املخالفات �إىل املراجع املخت�صة‪.‬‬

‫ف����إذا كان الف�ساد م�ست�شري ًا يف عدد من الفئات االجتماعية املتميزة‪ ،‬فماذا‬ ‫ولك���ن والق�ضاء عل���ى الف�ساد يتطل���ب �شفافية تامة‪ ،‬وم�ساءل���ة ورقابة قوية‬
‫الف�صل الثالث ‪ 2009‬ــــ العدد ‪39‬‬ ‫‪12‬‬
‫ميكن اال�ستناد �إليها وهي العن�صر الأ�سا�سي للتنمية‪.‬‬ ‫نتوق���ع من امل�ستوي���ات ال�شعبية؟ وقد يقف املواطن عاج���ز ًا امام ال�سلطة يف‬
‫املفهوم االخالقي‪ ،‬ومعنى ال�شرف‪ ،‬ومفاهيم الت�صرف املدين و�ضرورة‬ ‫ف�ساده���ا املح�صن‪ ،‬فت�صبح احل�صانة هي القلعة والو�سيلة حلماية امل�صالح‬
‫الن�ص ��ح والتوجي ��ه الديني من حي ��ث ارتباط املفه ��وم الديني باملجتمع‬ ‫ال�شخ�صية وتنمية ثروات ال�سلطة‪.‬‬
‫وباالن�سان‪ ،‬و�سرقة الوطن واالخ هي �سرقة اهلل‪.‬‬
‫فالدميقراطي ��ة وال�شفافية وامل�ساءلة هى �أه ��م �شروط مقاومة الف�ساد‬ ‫وبطروح���ات احلل‪ ،‬نق�ت�رح العودة �إىل القرار رق���م ‪ 16‬ال�صادر عن جمل�س‬

‫‪d‬‬
‫ف ��ى الع ��امل‪ ،‬وبرغب ��ة لبن ��ان يف امل�ض ��ي يف تطبيي ��ق املعاي�ي�ر والنظ ��م‬ ‫الوزراء اللبناين بتاريخ ‪ ،1992/3/11‬والذي كلف مبوجبه جلنة من ثمانية‬

‫‪e‬‬
‫الدولي ��ة‪ ،‬مل ��ا ال يع ��دل القانون احل ��ايل لي�صبح يف روحيتة م ��ر�آة تعك�س‬ ‫خرباء اقت�صاديني لبنانيني �إعداد تقرير عن املرتكزات الأ�سا�سية لل�سيا�سة‬
‫االن�ساني ��ة واالخالقية‪ ،‬فال يفرق بني م�س� ��ؤول كبري وم�س�ؤول �صغري‪،‬‬ ‫االقت�صادية يف لبنان بهدف معاجلة االقت�صاد اللبناين‪ ،‬وتقدمي املقرتحات‬

‫‪tm‬‬
‫وغن ��ي وفق�ي�ر‪ ،‬وبه ال يوجد م�س� ��ؤول �أكرب من القان ��ون‪ ،‬مبا ي�ساهم يف‬ ‫املمهدة لتحقي���ق اال�ستقرار وتدعيم النهو�ض االقت�ص���ادي‪� ،‬أهم ما ورد يف‬
‫ن�ش ��ر ثقافة ال�شفافية والرقابة الذاتي ��ة وتطبيق النزاهة واحلوكمة �أو‬ ‫طروحات التقرير‪:‬‬
‫احلاكمي ��ة الإداري ��ة يف القطاع العام‪ ،‬والتوعي ��ة وال�شفافية يف �أداء كافة‬ ‫‪ -1‬رف���ع االعتبارات الطائفي���ة واملذهبية والعائلية من جمم���ل �أداء القطاع‬

‫‪as‬‬
‫امل�ؤ�س�سات‪ ،‬لننتقل اىل بناء وطن‪.‬‬ ‫العام‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫‪ -2‬انت�شار الف�ساد والر�شوة واملح�سوبية‪.‬‬
‫‪1 http:// www.bis.org, www.ocde.org, www.ifac.org‬‬
‫‪ -3‬الت�أكي���د عل���ى �أهمي���ة و�أولوي���ة الإ�ص�ل�اح الإداري لرفع م�ست���وى الأداء‬
‫‪2 http://www.transparency.org/publications/gcr/gcr_2008‬‬
‫‪3 http://www.transparency.org/publications/gcr/gcr_2008‬‬
‫‪E‬‬
‫‪ 4‬جريدة ال�سفري‪ ،‬العدد ‪� 5 ،9141‬آذار ‪� ،2002‬ص ‪.3‬‬
‫طارق نوير – مركز املعلومات ودعم القرار التابع ملجل�س الوزراء امل�صرى‪www.aitrs.org 2-‬‬
‫ال�سيا�س���ي والإداري ال���ذي بدون���ه باتت كل ه���ذه الأمور تنط���وي على كلفة‬
‫اقت�صادية واجتماعية باهظة ال ميكن حتمل �أعبائها‪.‬‬
‫_‬

‫‪5‬‬
‫‪6 http://www.annabaa.org/nbanews/71/960.htm‬‬
‫‪7 http://www.manbaralrai.com/?q=node/19039‬‬ ‫‪ -4‬برجم���ة انخفا����ض العجز املايل يف القط���اع العام ال���ذي ي�شمل املوازنة‬
‫‪ 8‬قان ��ون االث ��راء الغري م�ش ��روع‪ ،‬قانون رقم ‪ ،154‬تاري ��خ ‪ ،1999/12/27‬دار املن�ش ��ورات احلقوقية‪ ،‬مطبعة‬ ‫العامة‪.‬‬
‫�صادر‪ ،‬بريوت‪� ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 9‬املر�س ��وم اال�شرتاع ��ي رقم ‪ 340‬ال�ص ��ادر بتاريخ ‪ 1943/3/1‬واملعدل باملر�سوم اال�شرتاعي رقم ‪ 112‬ال�صادر‬ ‫‪ -5‬الإ�صالح اجلذري للنظام ال�ضريبي‪.‬‬
‫يف ‪.1983/9/16‬‬
‫‪ 10‬د‪ .‬حمم ��د �سلي ��م وهبه‪ ،‬التطبي ��ق العملي للتقارير واالف�صاحات املالية وف ��ق معايري املحا�سبة الدولية‬
‫‪ -6‬ح�صر �أمالك الدولة واال�ستفادة منها مب�شاريع اقت�صادية واجتماعية‪.‬‬
‫‪ ،IAS, IFRS‬نقابة خرباء املحا�سبة املجازين يف لبنان‪ ،‬بريوت‪� ،2008 ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪ -7‬منع التلزمي بالرتا�ضي منع ًا مطلقاً‪.‬‬
‫‪11 www.aljazeera.net/cases_analysis/2002/6/6-26-1.htm‬‬
‫‪12 www.aljazeera.net/cases_analysis/2002/6/6-26-1.htm‬‬
‫‪ -8‬تعزيز الرقابة امل�سبقة على ال�صفقات لدى ديوان املحا�سبة‪.‬‬
‫‪13 www.alshaab.com/gif/26-‬‬
‫‪14 http://www.bdl.gov.lb/edata/elements.asp?Table=t531-4‬‬
‫‪ -9‬احلد من التدخالت ال�سيا�سية يف الإدارة‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 39‬ل�سنة ‪ ،2006‬ب�ش�أن مكافحة الف�ساد‪� ،2006/12/25 ،‬صنعاء‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‬ ‫‪15‬‬ ‫ي�ض���اف اىل ذل���ك دورا ا�سا�سي���ا رقابيا خلب�ي�ر املحا�سبة املج���از يف لبنان‪،‬‬
‫جريدة ال�سفري‪ ،‬العدد ‪� 9 ،9123‬شباط ‪� ،2002‬ص ‪.5-4‬‬
‫جريدة ال�سفري‪ ،‬العدد ‪ 24 ،9480‬ني�سان ‪� ،2003‬ص ‪.7‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫ليك���ون رايه املر�آة التي تعك����س الواقع العملي والت�شغيل���ي للمجتمع‪ ،‬معتمدا‬
‫‪10‬‬
‫اجلريدة الر�سمية‪ ،‬العدد ‪.2001/4/26 ،20‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يف قيا�س���ه عل���ى املعايري الدولية للتدقي���ق‪ ،‬والتي تكّون النزاه���ة وال�شفافية‬
‫القواعد اال�سا�سية ملنطلقاتها‪.‬‬
‫‪al‬‬

‫‪0‬‬

‫ونعتق ��د �أن ه ��ذه التو�صي ��ات ال زال ��ت لغايته‬


‫‪2‬‬
‫‪e‬‬

‫الهدف التي ميكن �أن تو�ضع �ضمن الربامج‬


‫الإداري ��ة والتنفيذية والتي ميكن بها للبنان‬
‫‪R‬‬

‫�أن يخط ��و نح ��و الو�ض ��وح وال�شفافي ��ة‪ ،‬و‪...‬‬


‫الدميوقراطية‪ ،‬لتحديد م�سار النمو‪ ،‬وميكن‬
‫ان ت�صح يف عدد من البلدان العربية‪.‬‬
‫بالطب ��ع يدخل �ضمن ه ��ذه املعطيات العامل‬
‫الثق ��ايف واحل�ض ��اري‪ ،‬والتي له بع ��د تاريخي‬
‫يف معتقداتنا‪ ،‬لرنى دجمه �أقرب �إىل املنظور‬
‫الهيغلي �أو الغرام�شي حيث وتبعاً ملنظورهما‪،‬‬
‫فالعق ��ل ي�سب ��ق الواق ��ع‪ ،‬والثقاف ��ة تك ��ون‬
‫املجتم ��ع‪ ،‬وكل تق ��دم اقت�ص ��ادي واجتماع ��ي‬
‫يجب �أن ي�سبقه تقدم يف الثقافة والفكر‪.‬‬

‫م ��ن هنا ن ��رى �ض ��رورة �إع ��ادة بن ��اء الإن�سان‬


‫املواط ��ن املرتب ��ط �أو ًال بوطن ��ه‪ ،‬لنجد بعدها‬
‫�أن الثقافة هي م�صدر القوة الدينامية التي‬
‫‪13‬‬ ‫‪THE CERTIFIED ACCOUNTANT‬‬ ‫‪ Issuse #39‬ــــ ‪3rd Quarter 2009‬‬

You might also like