Professional Documents
Culture Documents
d
ومب ��ا �أن ن�شاط خبري املحا�سب ��ة يتمحور حول ابداء الر�أي بحقيقة وعدالة البيانات املالية ،وخلوها
م ��ن الغ� ��ش واخلط�أ من كاف ��ة النواحي اجلوهرية .وك ��ون البيانات املالية تعني ال�ث�روة مبو�ضوعها
e
ال عل ��ى �شرعية م�صادرها، ال�شم ��ويل ،يك ��ون ر�أي خب�ي�ر املحا�سبة رمزاً مل�صداقية ه ��ذه الرثوة ،ودلي ً
tm
وكون الرثوة تعك�س �صورة املجتمع من ناحية اقت�صاد كلي ،في�صبح خبري املحا�سبة املجاز املر�آة التي
تعك�س �أمانة و�سمعة املجتمع من ناحية خلو الرثوات والأن�شطة من �أية �شوائب.
ف�أمان ��ة خبري املحا�سب ��ة املجاز تعك�س �أمانة املجتمع .وا�ستقاللية ومو�ضوعية خبري املحا�سبة املجاز
as
مقيا�س� �اً نوعي� �اً وكمياً لأدلة االثب ��ات والتي ت�شري �إىل م�ستوى خلو املجتم ��ع وال�شركات من الأعمال
الغ�ي�ر م�شروع ��ة ،وم ��ن الر�ش ��وة ،و�سرقة املال الع ��ام ،والو�ساط ��ة ،وا�ستغ�ل�ال ال�سلط ��ة واملح�سوبية،
E
وامل�صال ��ح ال�شخ�صي ��ة والتي هي من �أكرث �صور الف�ساد تف�شياً فى املجتمعات املعا�صرة �سواء فى دول
الع ��امل ال�صناع ��ي �أو البل ��دان النامية .ونرى يف ذل ��ك دوراً �أ�سا�سياً خلبري املحا�سب ��ة املجاز يف لبنان،
كمتخ�ص� ��ص م ��ايل واداري يف اط ��ار احلاكمي ��ة االداري ��ة ،ي�ستطيع به ��ا احلكم املو�ضوعي ع�ب�ر �إبداء
د .حممد �سليم وهبه*
خبري حما�سبة ،ا�ستاذ جامعي
_
ال ��ر�أي ب�شرعية وم�صداقية و�أمانة ال�ث�روة واملجتمع ،لإعطاء الثقة مب�ستقبل ومب�شروعية االموال
وبا�ستمرارية الن�شاط ،وموجه اخالقي يرفع من معايري االخالق وال�شرف يف املجتمع.
�إىل قرو����ض املجامل���ة التي متنحه���ا امل�صارف دون �ضمان���ات جدية ،والتي يف �إط���ار ه���ذا البحث ،ومن خ�ل�ال طرح مفاهي���م الف�س���اد ،وت�أثريها على
غالب��� ًا ال ت�سدد ،وعموالت عقود البنية التحتية و�صفقات ال�سالح والعموالت املجتم���ع ،وط���رح القوان�ي�ن التي ترعى مكافح���ة تبيي�ض الأم���وال ومكافحة
والإت���اوات الت���ي حت�صل بحكم املن�صب �أو االجت���ار بالوظيفة العامة ور�شوة الف�س���اد ،والثغرات التي يحتويه���ا القانون اللبناين ،نق���دم اقرتاحات حول
رجال ال�صحافة والق�ضاء والأمن لت�سهيل م�صالح غري م�شروعة ،وينتج عن �آلي���ات الرقاب���ة املمكنة ،وح���ول التعدي�ل�ات للمحافظة عل���ى جمتمع �سليم
هذه العمليات �أموال غري م�شروعة. ومعافى م���ن كل �أ�شكال الف�ساد ،ودور خبري املحا�سبة املجاز املمكن يف هذه
10
الف�س���اد يتغلغل ما بني ال�سيا�س���ة واالقت�صاد واالجتماع ليق���ف حاجز ًا دون املكافحة كمراقب يعك�س �صورة املجتمع.
�إع���ادة توزيع ال�ث�روة وليزيد من حدة الفق���ر ،ما دفع بالنظ���م درا�سة هذه
al
الظاه���رة للحد من تفاقمها عرب �س���ن القوانني والأنظمة الالزمة ملحاربتها كذل���ك �سيتم عر����ض منظور الف�س���اد ،م�سبباته� ،سلبيات���ه ،وموقعه ،و�أمثلة
0
مالي ًا و�إدارياً. عن���ه .كما �سيتم عر�ض مفهوم ال�شفافي���ة ،وعر�ض االطر القانونية وحتليل
2
تعت�ب�ر الر�شوة من �أخطر مظاهر الف�س���اد الإداري ،فهي من منظور �إداري قان���ون االثراء غري امل�شروع يف لبنان كمثال ،ك���ون منطلق انعدام ال�شفافية
e
تعن���ي املقاي�ضة بني طرفني ،موظف ا�ؤمت���ن فخان تلك الأمانة ،وبني فرد �أو يف لبن���ان هو القطاع العام ،حيت يتك���ون لدى ن�سبة كبرية يف ن�شاط القطاع
R
جماع���ة ت�سع���ى وراء ثروة �أو طمع��� ًا يف منفعة �أو الو�ص���ول �إىل �سلطة ،وهذا اخلا�ص �آليات اداري���ة ورقابة ذاتية تقرتب فيها من املعايري الدولية خا�صة
الن���وع م���ن الف�ساد غ�ي�ر منظور �أم���ام الق�ض���اء �أو اجلهات املعني���ة مبتابعة مب���ا يتعلق بكب���ار املكلفني .ويف �سي���اق التحقق �سيتم اق�ت�راح �آليات حتقق،
الف�س���اد ،ويعود ذلك لأمرين ،الأول �ضع���ف الأدلة والرباهني املقدمة وعدم ومفه���وم ال�شك واثبات اجلرم ،واحلل���ول املقرتحة للتخل�ص من هذه الآفة،
�إحكام الطوق حول املت�سبب بهذه اجلرمية ،والثانية هو الت�ساهل جلهة عدم واين يكمن باالخ�ص دور خبري املحا�سبة املجاز يف ذلك.
تطوير القوانني والت�شريعات الق�ضائية.
الر�ش���وة �سل���وك ال اجتماع���ي وال �أخالقي ،فا�ستيالء موظف ع���ام �أو خا�ص الف�ساد
عل���ى مبالغ من �أجل القيام مبهام وظيفته يعط���ي ت�أثريًا �ضار ًا على املجتمع الف�س���اد ظاهرة عاملي���ة ال تقت�صر على حالة �أو جمتمع �أو ثقافة �أو منطقة �أو
مبجمل���ه .لأن هذا املوظف املعني من قبل ال�سلط���ات املمثلة للمجتمع �أو من قطاع دون غريها ،وت�أتي ب�صور متعددة نذكر منها على �سبيل املثال التهريب
قب���ل ال�ش���ركات اخلا�صة مبرت���ب حمدد �سلفً���ا مقابل �أن يعم���ل على خدمة ال�ضريب���ي وتخ�صي����ص الأرا�ض���ي ع�ب�ر ق���رارات �إدارية علوي���ة ت�أخذ �شكل
املواطن�ي�ن ،وبا�ستيالئه على املال املق���دم كر�شوة ،يكون قد �أخل بالثقة التي العطاي���ا ،لت�ستخدم فيما بعد يف امل�ضارب���ات العقارية واملحاباة واملح�سوبني
و�ضعت به ،و�أ�ساء االمانة ،والنتيجة فقدان املجتمع ثقته فيما ميثله املوظف يف التعيين���ات الوظيفية الكربى و�إع���ادة تدوير املعون���ات الأجنبية للجيوب
من �سلطة وم�صلحة. اخلا�ص���ة وال تدخل خزينة الدولة ،وال ي�ستفيد منها املواطنون .ونذكر اي�ضا
* drmwehbe@yahoo.fr
d
اجتماعي ومهني ،من �أجل التقييم العادل واملو�ضوعية وال�شفافية ،ور�سمت
e
وبالنظ���ر �إىل الو�ضع� ،سيك���ون �صعب ًا �أو م�ستحي ًال على ه����ؤالء �إعادة ترتيب �آلي���ات اال�ستقاللي���ة ،واال�س����س االدارية ،وبه���ا ا�ستطاعت حتجي���م الف�ساد
حياته���م والتزاماتهم على �أ�سا�س �إيرادهم ال�شرعي ،وقد تداخلت امل�صالح واحل���د منه ،لأنها نظ���رت �إليه على �أن���ه ظاهرة اجتماعي���ة واخالقية ت�ؤثر
tm
فتولدت �آلية اقت�صادية تتمثل: على روحية املجتمع املدين واالهلي ،و�أن الآثار املرتتبة عليه هي �آثار مدمرة
-م���ن جهة الطل���ب ،بالع���ادات اال�سا�سية والثانوي���ة اال�ستهالكية تعرقل ب�شكل كبري عملية التنمية �سواء للفرد �أو املجتمع.
املكت�سبة للمرت�شي مث ًال ولعائلته من �سكن وتعليم وعالج وكماليات
as
و�سيارات و�سفر، فكانت معايري التدقيق الدولية ،1ومعايري احلاكمية او احلوكمة و�ضوابطها،
-وم���ن جهة العر����ض ،ب�أ�صح���اب امل�صالح وال�ش���ركات التي تكون ومعاي�ي�ر ب���ازل ،2والتي ته���دف �إىل حتقي���ق ال�شفافية والعدال���ة ومنح حق
خمزونها على �أ�سا�س الطلب.
E
وهك���ذا فقد ت�شكلت دورة اقت�صادية وحياتية و�إيرادات وعالقات اقت�صادية
م�ساءل���ة الإدارة العليا عل���ى �صعيد �إدارة خا�صة او عام���ة ،وبالتايل حتقيق
احلماي���ة للم�ساهمني وحملة الوثائق واملواطن�ي�ن جميع ًا مع مراعاة م�صالح
العم���ل والعم���ال واحلد من ا�ستغ�ل�ال ال�سلطة يف غري امل�صلح���ة العامة مبا
_
واجتماعي���ة قائمة على مداخيل غري م�شروع���ة يكمن ا�ستمرارها با�ستمرار ي����ؤدى �إىل تنمي���ة اال�ستثم���ار وت�شجي���ع تدفق���ه وتنمية املدخ���رات وتعظيم
هذه املداخيل مما يربر �صعوبة تطبيق . الربحية و�إتاحة فر�ص عمل جديدة.
هنا نثري مو�ضوعية املفاهيم واالخالق وال�شرف ،ودرجة ارتباط القيم باملال
يف التجرب���ة ال�شرق �أو�سطية ،والتي تعود يف تاريخه���ا �إىل مرحلة ال�سيطرة فالقواع���د واملعاي�ي�ر وال�ضوابط الدولية و�ضعت لت�ؤكد عل���ى �أهمية االلتزام
العثماني���ة ،لي�صب���ح يف ايامنا تعب�ي�ر ال�سرقة �شطارة ،وال�س���ارق «حربوق»، ب�أح���كام القان���ون والعمل على �ضم���ان مراجعة الأداء امل���ايل ووجود هياكل
والقتل قوة ،والقاتل «قب�ضاي». �إداري���ة متكن م���ن حما�سب���ة الإدارة �أم���ام امل�ساهمني واملجتم���ع مع تكوين
جل���ان مراجعة م���ن غري �أع�ضاء جمل����س الإدارة التنفيذية تك���ون لها مهام
وبالتط���رف يف املفه���وم ،هناك بع�ض العادات الت���ي نعتربها طبيعية ،كدفع واخت�صا�ص���ات و�صالحي���ات عديدة لتحقي���ق رقابة م�ستقلة عل���ى التنفيذ،
اكرامي���ة يف املطع���م ،او دف���ع اكرامية عندما يق���وم احد بغ�سي���ل ال�سيارة، ويكون ر�أي خبري املحا�سبة املجاز امل�ستقل احلكم واملوجه.
10
لنج���د ان كل �شخ����ص بحاجة �إىل ان يقدر االخرين عمل���ه ،وبحاجة نف�سية
لالع�ت�راف له باجله���د ،فالتقدير ان يكون اما داخلي م���ن داخل امل�ؤ�س�سة، ال���دول النامية ،تنظر �إىل الف�ساد على ان���ه حالة ثانوية ومكملة لالقت�صاد،
al
وام���ا خارجي ،وهنا تدخ���ل ال�ضوابط واملعايري بطلب تطوي���ر نظام حوافز ويت���م عملية تعتيم ومهادنة مع الواقع بعد ان ارتبطت حياة ن�سبة كبرية من
0
وال�س�ؤال �إن كان يجب �إع���ادة �صياغة املفاهيم ،رغم املفارقات ،فال�شخ�ص
R
العربي والذي يحميك بحياته ،و�شرفه ان يحميك ،كيف له �أن يعترب الر�شوة
وك�أنه���ا �شيئ ع���ادي ومقبول ،واالن�سان ال���ذي ي�ستقبل���ك يف منزله دون �أن
ي�س�أل���ك قبل ثالثة �أيام عم���ا تريده� ،أن يطلب ر�شوة الجن���از مهمة وظيفته
ان يقوم بها.
فهل يك���ون ال�سبب هو الكرم نف�سه ،يف مقابل تف�شي الغالء املعي�شي ،وتدين
املداخي���ل ،مما ي�ضط���ر الكرمي �إىل اللج���وء �إىل الأ�سالي���ب املنحرفة وغري
ال�سوية للح�صول على املال.
فعندم���ا ي�صبح املال معيار القيمة االجتماعية عن���د النا�س ،ف�إنه ي�ؤدي �إىل
5 THE CERTIFIED ACCOUNTANT Issuse #39ــــ 3rd Quarter 2009
اقت�صاد
-احلماية للموظف من قبل طائفته �أو عائلته �أو حزبه. اهتزاز القيم وتف�شي الأنانية وعزوف الأفراد عن �أداء واجباتهم و�أن�شطتهم
-عدم مكننة كلية للإدارة واالحتياج الدائم لزيارة مكاتب الإدارة امل�شروعة.
العامة للقيام باملعامالت.
-عدم وجود �شفافية يف ن�شر �سيا�سات وبرامج احلكومات ،والربامج واملثري للتفكري هو اداء ال�شركات املتعددة اجلن�سية يف الدول االوروبية يربز
احلكومية قلما تنفذ ،وبالتايل ال ميكن للموطنني مراقبتها. �ضعف��� ًا وفق م�ؤ�شر مدركات الف�ساد لع���ام 22008عندما تكون ال�شركة تعمل
d
-تدخل ال�سيا�سة يف الق�ضاء. يف بل���دان نامي���ة ،فهو يلقي مزيد ًا م���ن ال�ضوء الهام عل���ى التزام احلكومة
e
-عدم تطبيق مبد�أ من �أين لك هذا. بكبح جماح الطرق امل�شكوك فيه والتي تتبعها ال�شركات يف اخلارج من �أجل
-الروات���ب واملداخيل يف امل�ؤ�س�س���ات العامة ال توفر متطلبات عي�ش متل���ك و�إدارة الأعم���ال التجارية ،بالإ�ضاف���ة �إىل املخ���اوف الداخلية ب�ش�أن
tm
كرمي. بع����ض الق�ضايا مث���ل دور املال يف ال�سيا�سة .وي�ش�ي�ر ا�ستمرار ظهور ف�ضائح
-ع���دم وجود تعليم���ات وقرارات وقوانني �صارم���ة ملكافحة الف�ساد الر�ش���وة الأجنبي���ة الف�ش���ل الكبري لأكرث دول الع���امل ث���را ًء يف الوفاء بوعود
واحلد من الر�شوة. امل�ساءلة املتبادلة يف مكافحة الف�ساد.
as
�إ�ضاف���ة �إىل ذلك ،هناك غياب قوانني حوكمة ال�شركات يف القطاع اخلا�ص -2م�سببات الف�ساد
والع���ام و�ضع���ف تطبيقها ،وعدم وج���ود جهاز رقابة داخل���ي يراقب �أعمال واال�سباب تتغري تبع ًا لتاريخ ،لثقافة و لطبيعة البلد ،وقد عك�س تقرير الف�ساد
E
ال�شركات اخلا�ص���ة والعامة ،ويعمل على ا�ستبدال مدققي احل�سابات ب�شكل
دوري ملنع �أية عمليات تقارب مع الر�ؤ�ساء �أو �أع�ضاء جمال�س الإدارات.
ال���ذي �أ�صدرت���ه منظمة ال�شفافي���ة الدولية لع���ام ،3 2008الطبيعة املتنوعة
ملنطق���ة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا ،مع وجود 13بلد ًا التي �أحرزت �أقل
_
من 5عالمات على امل�ؤ�شر ،مما ي�شري �إىل م�شكلة ف�ساد خطرية� ،إ�ضافة �إىل
وعلى الرغم من تدخل اجلهات امل�س�ؤولة للحد من هذه الظواهر ،فقد ينظم خم�سة بلدان فقط التي �أحرزت ما يفوق عن 5عالمات.
املرت�ش�ي�ن حرك���ة ته���دف �إىل عرقل���ة املعامالت من الأ�سباب امل�شرتكة على �صعيد منطقة ال�شرق
�أو ع���دم �إداء واجبه���م بالطريق���ة ال�صحيح���ة االو�سط و�شمال افريقيا جند:
والنزيه���ة ،فيتعم���دون اطالة انتظ���ار املواطنني يقدر الباحثون يف -انخفا�ض الأجور يف القطاع العام
�أم���ام نوافذه���م ال�ستح�ص���ال عل���ى كلم���ة �أو جامعة ماساشوسيتس ان تهريب � -سوء �سيا�سات الإنفاق العام
ا�ستف�س���ار ،وت�صل �إىل �إ�ضاعة املعامالت ،وطلب رؤوس األموال من 30دولة -الفقر والبطالة
تقدمي م�ستندات جديدة. أفريقية للفرتة بني 1970 -قلة وع���ي املواطنني ب�أ�سب���اب الف�ساد
و 1996قد بلغ 187مليار دوالر و�أ�شكاله وخماطره وب�أ�ساليب مكافحته.
10
وق���د ح���دد البنك ال���دويل احلوكم���ة باعتبارها
ممار�س���ة ال�سلط���ة يف تكب�ي�ر م���وارد الدول���ة ال�شفافي���ة هي ط���رح �سيا�س���ي ،يرتب���ط بالثقة،
al
واحلدي���ث عن غياب الثقة يعن���ي انعدام ال�شفافية حت���ى بوجودها .فوجود االقت�صادي���ة واالجتماعي���ة من �أجل التنمي���ة .والتعريف الأك�ث�ر �شيوع ًا هو
0
ال�شفافي���ة بحد ذاتها غري كاف ،ولكن اقتن���اع املواطن بوجودها هو الأهم .التعريف الذي يتبناه الربنام���ج االمنائي لالمم املتحدة ،حيث يعرفه «ب�أنه
2
وب�إث���ارة مو�ض���وع الق�ض���اء يف �أزمة الثق���ة يف لبنان ،يف جري���دة ال�سفري يف ممار�س���ة ال�سلط���ة االقت�صادية وال�سيا�سي���ة والإداري���ة لإدارة �شئون الدولة
e
،2002/3/5العدد ،9141رغم دالئل دميوقراطية يف التعبري ت�ضع مو�ضوع عل���ى كافة امل�ستويات من خ�ل�ال �آليات وعمليات وم�ؤ�س�س���ات متكن االفراد
R
ال�شفافي���ة على املحك حتى بوج���ود القوانني التي ترعى ذلك ،خا�صة مع ما واجلماعات من حتقيق م�صاحلها « باخل�صائ�ص واالركان التالية :امل�شاركة،
ذك���ره رئي�س املحكمة يف ب�ي�روت ،4من �أن %99من م�ش���اكل الق�ضاء �سببها حكم القانون ،ال�شفافية� ،سرعة الإ�ستجابة ،بناء التوافق والإجماع ،امل�ساواة
واال�شتمال ،الفاعلية والكفاءة ،املحا�سبة والر�ؤية اال�سرتاتيجية.5 التدخل ال�سيا�سي.
� -3سلبيات الف�ساد وميك���ن يف لبن���ان بنظرنا تلخي����ص م�سببات الف�س���اد باال�ضاف���ة �إىل تقبل
للف�ساد امل�ست�شري �سلبيات عدة، املواطن مو�ضوع الف�ساد ،وكانها واقع اجتماعي ،عادي بالتايل:
� -أولها ،ت�آكل �سيادة القانون وانعدام ثقة اجلمهور، -عدم وجود �آليات وو�سائل واجراءات خا�صة باحلد من الر�شوة.
-وثانيه���ا ،احداث ت�شوه���ات يف االقت�صاد الوطني ق���د ينتج عنها -ع���دم وج���ود اج���راءات لتطوي���ر نظ���ام اختي���ار وتعي�ي�ن وترقية
ح���االت عجز �ضخم���ة ،حيث ينعك����س �إنت�شار الف�س���اد على القطاع العامل�ي�ن دون �أي تدخ���ل ،وتبع ًا لتقييم مو�ضوع���ي وبا�شراف جلان
اخلا�ص ويزيد كلفة العمل التجاري من خالل زيادة �سعر املدفوعات متخ�ص�صة.
غري امل�شروعة نف�سها وكذلك الزدياد النفقات الإدارية الناجمة عن -ع���دم وجود ف�صل يف ال�سلطات الت�شريعية والتنفيذية والق�ضائية
التفاو�ض مع امل�س�ؤولني، واحلزبية واالمنية.
-وثالثه���ا ،خماطر �إنتهاك الإتفاقيات بع���د الإنك�شاف ،مما يعدم -ع���دم تطبييق مب���د�أ امل�ساءل���ة واملحا�سبة ،وانتهاج مب���د�أ تطبيق
الثقة باال�ستثمار يف البلد، التعليمات.
الف�صل الثالث 2009ــــ العدد 39 6
�أر�ص���دة احلكوم���ات ال�سابقة التي ح�صلت عليها عن طري���ق الف�ساد ،وهذا -ورابعه���ا ،ميثل وجود �صاحب املن�صب الذي ي�سعى للح�صول على
ما �شجع امل�س�ؤولني على تخزين ثرواتهم خارج البالد لكيال تطالها قرارات ر�شوة خطر ًا على ا�ستقرار املجتمع.
امل�صادرة احلكومية يف امل�ستقبل.
ت�ش�ي�ر الأدلة �إىل �أن حت�سنا مبقدار نقطة واح���دة (من �أ�صل نقاط املقيا�س وهكذا فمن جهة اوىل ،وبنتيجة الف�ساد يرتاجع �أداء امل�ؤ�س�سات العامة مما
الع�ش���رة) ي����ؤدي �إىل زيادة تدفقات ر�أ����س املال بن�سب���ة %0.5من �إجمايل ي�ؤدي �إىل انتقا�ص يف حقوق املواطن ،ومن جهة ثانية ،ينعك�س على ت�صرفات
d
الن���اجت املحل���ي للبلد وزيادة يف ن�سب���ة متو�سط الدخل بن�سب���ة قد ت�صل �إىل ال�شع���ب من ناحية واجبات ال�ضريبة وخدمة املجتمع ،عالوة على ذلك يولد
e
.%4 الف�ساد ت�شوهات �إقت�صادية يف القطاع العام عن طريق حتويل �إ�ستثمار املال
وان املفق���ود من �إنتاج العامل ب�سبب الف�ساد يبل���غ تريليون دوالر ،و�أنه ميكن العام �إىل م�شروعات ر�أ�سمالية تكرث فيها الر�شى ،ويلج�أ امل�س�ؤولون �إىل حيلة
tm
زي���ادة الدخ���ل القومي ملختل���ف دول العامل بن�سبة %400ح���ال توجيه ذلك زي���ادة التعقيدات الفنية مل�شاري���ع القطاع العام لإخف���اء �أو لتمهيد الطريق
الفاق���د مل�شروع���ات التنمية .و�أن ال���دول التي يقل فيها الف�س���اد ،تقل تكلفة لهذه التعامالت غري امل�شروعة ،ما ي�ؤدي بالنتيجة �إىل زيادة ت�شويه �إ�ستثمار
7
الإنتاج فيها بنحو %20 امل���ال العام ،وي����ؤدي الف�ساد كذل���ك �إىل خف�ض معدالت الإلت���زام ب�ضوابط
as
البناء واملحافظة على البيئة وال�ضوابط الأخرى و�إىل تردي نوعية اخلدمات
-4قوانني حماربة الف�ساد احلكومية وزيادة ال�ضغوط على ميزانية احلكومة.
امل�شكل���ة لي�ست ف���ى اكت�شاف الف�ساد ولك���ن فى �شرعية �إدانت���ه ،و�إن ن�صت
E
القوان�ي�ن يف كل البل���دان العربي���ة عل���ى معاقب���ة جرمية الر�ش���وة ،ولكن يف
�أك�ث�ر االحيان مل يكن العقاب على م�ستوى اجلرمي���ة .ففي قانون العقوبات
رغ���م ان البع����ض يدّعي بان الف�س���اد يقلل من النفق���ات الإدارية عن طريق
جتاوز الروتني الإداري� ،إال ان وجود الر�شوة ميكن كذلك �أن يدفع امل�س�ؤولني
_
اللبن���اين ،8لقد افا�ض التعريف عن معنى الإث���راء الغري م�شروع يف القانون لإ�ستحداث تعليمات وحاالت ت�أخري جديدة يف �إجناز املعامالت.
،154يف الإدارة العامة والق�ضاء ،من �إعارة �إ�سم� ،أو ر�شوة� ،أو �صرف نفوذ وم���ع �إ�سهامه يف زي���ادة ت�ضخم النفقات التجارية ف����إن الف�ساد ي�شوه امللعب
�أو ا�ستثم���ار وظيفة� ،أو اال�ستف���ادة من امل�شاريع املن���وي تنفيذها ،مع الأخذ التجاري �إذ يحمي ال�شركات ذات املعارف يف احلكومة من املناف�سة ما يعني
باالعتب���ار يف املادة 12من البند الثالث يف ا�ص���ول التحقق واالحالة ،متلك بالنتيجة �إ�ستمرار وجود �شركات غري كفوءة.
املوظ���ف بنف�سه �أو بوا�سطة �أي �شري���ك واعتربها جرم ًا جزائياً ،ولكن و�ضع
عوائق اولها ورد يف البند الثاين من القانون نف�سه يف املادة ،10والتي ت�شري ويق���در الباحثون يف جامع���ة ما�سا�شو�سيت�س 6ان تهري���ب ر�ؤو�س الأموال من
بتقدمي املت�ضرر ل�شكوى خطية ،و�أن يقدم ال�شاكي كفالة م�صرفية بقيمة 25 30دول���ة �أفريقي���ة للفرتة ب�ي�ن 1970و 1996قد بلغ 187ملي���ار دوالر وهو
مليون لرية ،ما يعادل تقريب ًا 17الف دوالر امريكي ،مما يعني عدم امكانية م���ا يفوق مديونيات ه���ذه الدول جمتمعة ،و هو ما ينجم عنه تخلف �أو تنمية
�أي مواطن لبناين تقدمي دعوى �ضد �أي مرت�شي يف حال كان ال�ضرر دون 17 منقو�صة.
10
الف دوالر ،والقادرين على الدفع كون لديهم م�صالح قد تت�ضرر يف جمتمع و�أح���د العوام���ل التي تقف خل���ف هذا ال�سل���وك يف حالة �أفريقي���ا كان عدم
�أ�صبحت فيه الر�شوة �شيء عادي يرتددون يف تقدمي الدعاوى. الإ�ستق���رار ال�سيا�س���ي وحقيق���ة �أن احلكوم���ات اجلديدة عادة م���ا ت�صادر
al
0
�إ�ضاف���ة �إىل ذل���ك ،فالقان���ون و�ض���ع عائق �أم���ام امل�شتكي يف امل���ادة 15من
2
القان���ون نف�س���ه حيث �أ�ش���ار �إىل �أنه يف حال تقرر من���ع املحاكمة عن امل�شكو
e
من���ه �أو �إبط���ال التعقبات بحق���ه فللمرجع املخت�ص �أن يق���رر تغرمي ال�شاكي
R
ال�سي���ئ النية مببلغ ال يقل عن مايتي مليون لرية لبنانية 133 (،الف دوالر)
وبال�سجن من ثالثة �أ�شهر كحد �أدنى �إىل �سنة بقرار نافذ من �أ�صله ،كما له
�أن يقرر �إلزام ال�شاكي بنا ًء على طلب امل�شكو منه بدفع تعوي�ض عن الأ�ضرار
التي حلقت به من جراء تقدمي ال�شكوى.
�إ�ضاف���ة �إىل ذلك ،وفيما يتعلق بالعقوب���ات ،فمواد املر�سوم اال�شرتاعي رقم
،9340تفرق ما بني القيام بعمل �شرعي� ،أو بعمل مناف للقانون ،لتت�ضاعف
العقوب���ات من �ضعف الر�شوة �إىل ثالث���ة ا�ضعاف ،ومن ال�سجن ثالثة ا�شهر
�إىل ال�سجن امل�ؤبد.
وامل�ضحك املبكي يف الأمر �أن عدد حاالت الر�شاوى �أو املحكوم عليها والواردة
يف حتقيقات التفتي�ش املايل املركزي ال ت�شكل �أي ن�سبة من جممل العمليات
التي تقوم بها الإدارة العامة� ،أو من عدد املوظفني يف القطاع العام.
رغ���م العديد من احلاالت التي ق���د ي�شملها البند الثالث من القانون ،154
يف �أ�ص���ول التحقق يف مظاهر الرثاء التي ال تتفق مع موارد املوظفني ،فرنى
7 THE CERTIFIED ACCOUNTANT Issuse #39ــــ 3rd Quarter 2009
اقت�صاد
وق���ال وزير التج���ارة الأمريكي 12وليم ديلي انه مت اكت�ش���اف ر�شاوى قدمتها ل���دى عديد من كبار موظفي الدوائر ال�ضريبية ،وال�سجل العقاري �سيارات
�شركات �أمريكية خارج احلدود يف الفرتة املمتدة من �أيار � 1997إىل ني�سان فخم���ة تتخطى قيمها جممل دخل املوظ���ف لفرتة � 5سنوات وقد دفع قيمتها
�( 1998سن���ة واح���دة) ت�صل قيمته���ا �إىل حوايل 30ملي���ار دوالر ،وال تعترب نق���د�أ� ،أو �شقق فخم���ة بقيم تتخطى جممل دخله لف�ت�رة � 10سنوات �أو �أكرث
الإدارة الأمريكية الر�شاوى والعموالت والهدايا التي تدفع يف «العامل الثالث» دفعها نقد ًا كذلك.
من الف�ساد اخلا�ضع للمحا�سبة.
d
-5ال�شفافية
e
وقد اثار تقرير �صادر عن �أحد مراكز البحوث التابعة للكونغر�س الأمريكي
13
ال�شفافي���ة هي القاع���دة الأ�سا�سية التي تعتمد عليها كاف���ة املعايري الدولية،
و�شارك فيه ما يزيد على � 190أكادميي ًا وم�س�ؤو ًال حكومي ًا خمت�صاً ،وت�ضمن وهي التو�صي���ة التي تفر�ض اعتمادها امل�ؤ�س�سات الدولية املالية واملحا�سبية
tm
معلوم���ات وقراءات خطرية �أثارت ردود فعل كبرية لدي �شرائح عري�ضة من والتقني���ة ،والتي بنظرها ت�ؤدي �إىل خلق بيئ���ة �سليمة ميكن للجمهور الوثوق
املجتمع الأمريكي .وركز التقرير ،على انه يف عهد الرئي�س بو�ش ،زاد معدل بكاف���ة العوامل املحركة له���ا ،وحتمي املجتمع من كاف���ة ال�شوائب ومعوقات
الف�ساد احلكومي مبعدالت غري م�سبوقة بلغت اكرث من ،%35وانه يف غ�ضون التنمية.
as
�أ�شه���ر قليلة مت تق���دمي 2130حالة �إىل املحاكم وجه���ات التحقيق املخت�صة
بالنظ���ر يف حاالت الف�س���اد احلكومي ،وانه جرى التحقي���ق مع م�س�ؤويل 64 ال�شفافي���ة لي�ست بحد ذاتها الهدف ،حيث يرتاف���ق مع ال�شفافية 10باملنظور
�شركة اقت�صادية �أمريكية ومع اكرث من م�س�ؤول م�ؤ�س�سة حكومية حيث دارت االقت�ص���ادي ،مو�ضوع حتري���ر الأ�سواق املالية ور�ؤو�س الأم���وال ،والذي كان
E
التحقيقات حول احل�صول على ر�شاوى و�أموال وتي�سري احل�صول على بع�ض
اخلدمات يف مقابل التنازل عن القوانني.
نتيجت���ه تبخر الأ�سواق املالية يف الثمانينات ،واالزمات املالية املتتابعة والتي
كان���ت �آخرها فقاعة االزمة العقارية يف اواخر العام ،2008مما ت�أتى معها
_
احلاج���ة �إىل معلوم���ات �أمينة كو�سيلة لتحقي���ق التوازن امل���ايل ،لكنها تتيح
ويف لبن���ان ،حيث يف ع���ام 1994ن�شر التفتي�ش املرك���زي تقرير ًا عن �أو�ضاع للمجتم���ع وللم�شرّع ر�ؤيا وا�ضحة متكنه من و�ضع االليات املنا�سبة للمواجهة
الإدارات العامة جلهة �إهدار الأموال ،وتف�شي الر�شوة ،وتكررت املالحظات والردع.
يف التقرير ال�سنوي للهيئ���ة العامة للتفتي�ش املركزي �سنة ،1995وقد �أكدت فال�شفافية من الناحية ال�سيا�سية واالقت�صادية ،بالإ�ضافة �إىل �أنها ترتابط
تقاري���ر التفتي�ش املركزي ودي���وان املحا�سبة �أنه بني عامَ ���يْ 95و � 97أجرت مع خلق بيئة تكون فيها ال�شروط ،والقرارات ،والن�شاطات ،مرئية ومفهومة.
�إدارة املناق�ص���ات تلزميات لأعمال قيمته���ا 143مليون دوالر من �أ�صل �ستة فهي �أ�سا�سية لتوزيع امل�س�ؤوليات وتق�سيمها على كافة املجموعات التي تتحكم
ملي���ارات دوالر وقعته���ا ،فيما جرت العقود الباقي���ة بالرتا�ضـي ،وقد �أوردت بعوام���ل ال�س���وق ،بحيث ال تتعار�ض هذه امل�س�ؤولي���ات ،وترتك جما ًال لوظيفة
جري���دة النه���ار يف 2001/1/23التقري���ر التقومي���ي للم�ؤ�س�س���ة الدولي���ة الرقابة لتقوم بعملها ب�شكل حيادي وحر حلماية املجتمع من الف�ساد.
للمعلوم���ات عن الف�ساد يف لبنان بتكليف من مكت���ب الأمم املتحدة ملكافحة
10
اجلرمي���ة الدولي���ة ،حيث ت�صل قيمة الهدر جمموع���ة بنتيجة 15.31مليار م�ضم���ون ال�شفافية ،هو مو�ضوعية الر�ؤي���ا لكافة املوا�ضيع والطروحات على
دوالر �أمريك���ي ،ت�شمل التلزمي���ات ،والتعيينات ،الأم���وال العامة ،اخلليوي، ال�صعيد ال�سيا�سي واالقت�صادي والفكري ،وعدم انعكا�س ال�صورة احلقيقية
al
والكهرب���اء ،وغريها ،مم���ا انعك�س على الدين العام ال���ذي قارب يف �شباط لأي واق���ع مايل �أو اقت�صادي �أو �سيا�س���ي ،يرتك االعتقاد لدى املراقب ،وهو
0
2009ما يعادل 42مليار دوالر. 14 امل�ستثمر �أو املواطن ،بت�صورات ت�صب يف خانة الهدر والف�ساد .قد تكون هذه
2
اخلياالت مغلوطة ،رغم عدم وجود نار بال دخان ،ولكن ت�صبح الإ�شاعة هي
e
-6امثلة يف الف�ساد
�أمثل���ة الف�ساد كثرية يف بلدان العامل الثال���ث ،والذي كانت نتيجتها �إ�ضعاف
القطاع العام �إىل حد التدهور واالنهيار .ومثال على ذلك حكايات الدرو�س
اخل�صو�صي���ة يف م�ص���ر والت���ي ت�ؤك���د الإفال�س الت���ام للم�ؤ�س�س���ة التعليمية
الر�سمي���ة ،ه���ذا رغم الإنفاق الكب�ي�ر ن�سبيا الذي يدف���ع يف قطاعي التعليم
وال�صح���ة ،وجيو����ش املوظف�ي�ن واملعلم�ي�ن والأطب���اء املوجودي���ن يف وزارتي
التعليم وال�صحة.
ويك�شف تقرير منظم���ة ال�شفافية العاملية �أن ال�شركات الدولية وعلى ر�أ�سها
الأمريكي���ة قدم���ت ر�ش���اوى يف ال���دول النامي���ة ومار�ست �ضغوط���ا �سيا�سية
ودبلوما�سي���ة لتمري���ر �أعمالها وخدمة م�صاحلها ،وتتقا�ض���ى �أعدادا كبرية
م���ن املوظفني احلكومي�ي�ن يف �أنحاء الع���امل رواتب منتظمة م���ن ال�شركات
الأجنبية ومن بني ه�ؤالء �سيا�سيون كبار.11
الف�صل الثالث 2009ــــ العدد 39 8
وب�سرية تام���ة كما يف مكافحة تبيي�ض االموال� ،إىل م�صادر معلومات ،منها وال نعتق���د �أن احل���ل اجلذري يف لبن���ان كان مذكرة هيئ���ة التفتي�ش املركزي
امل�صارف ،ومراكز ال�سجالت العقارية ،و�سجل ت�سجيل الآليات ،والت�صاريح ال���ذي �صدرت منذ متوز ،2001حيث دعي جمي���ع الر�ؤ�ساء الت�سل�سليني من
املالي���ة� ،شركات الت�أمني ،وم�صادر امني���ة خمتلفة ،كما يتم القيام مبراقبة مديري���ن عام�ي�ن ومديرين ور�ؤ�ساء م�صال���ح ودوائر و�أق�س���ام �إىل ممار�سة
ميدانية حول من���ط حياة امل�شكوك به وعائلت���ه واوالده ،وحتديد امل�صاريف رقابته���م عل���ى �أعم���ال مر�ؤ�سيهم ،وحتفي���ز املوظف وتقدي���ر الأكفاء منهم
الدوري���ة الثابت���ة واملتغ�ي�رة ،ودوري���ة �ش���راء املقتنيات من ذه���ب وعمالت ومعاقب���ة املق�صرين ،ولهنا بداية جيدة ميك���ن ان تتبلور بطريقة امثل عرب
d
وا�ستثمارات ،ومقارنتها مع االموال ال�صادرة من مداخيل وقرو�ض وحتاويل و�ضع �آليات ،واحداث هيئات تنفيذية ملكافحة الف�ساد.
e
عائلية ملعرفة الفروقات غري ال�شرعية.
-7التحقق من الف�ساد
tm
هناك عدة و�سائل يتم بها دفع الر�شاوي ،من حتاويل م�صرفية ،او عطاءات كمنطل���ق ،ميك���ن اال�ستعان���ة مبنطل���ق وب�آلي���ات مكافح���ة تبيي����ض االموال
نقدي����ة ،او تقدمي����ات عينية ،وهنا �صعوبة التتبع م����ن املنبع ،ولكن النتيجة ال املوج���ودة يف كل البل���دان يف العامل بعد ان ا�صبح���ت كل البلدان متعاونة يف
ب����د وان ت��ب�رز يف م�ستوى معي�ش����ة املوظف الذي يفوق دخل����ه بكثري .فمن من مكافح���ة تبيي�ض االموال للق�ضاء على الف�ساد ،واقرتاح ان�شاء هيئة ملكافحة
as
املواطنني ال يعرف كما يف لبنان ،موظف حكومي يف الدرجة الثالثة او الرابعة الف�س���اد ،تكون مهامها �شبيهة مبهام هيئة مكافح���ة تبيي�ض االموال وتن�سق
يف الدوائر الر�سيمة للقطاع العام من دوائر عقارية او جمركية او �ضريبية او معه���ا ،ومل���ا ال يكون اع�ضا�ؤه���ا برتبة وزير كما يف امل���ادة التا�سعة من قانون
حت����ى م�صرفية يف القطاع اخلا�ص ،والذي يقدر مرتبه ال�شهري مبليون لرية مكافحة الف�س���اد يف اجلمهورية اليمنية ،15ويتوج���ب لذلك ا�صدار القوانني
E
واالج���راءات والنظ���م والآلي���ات ،واحل���دود ،واملرجعية ،واجله���ة الرقابية لبنانية او ما يقارب 750دوالر امريكي ،وم�ستوى معي�شته كالتايل :
-يقيم يف �شقة مبلكه يف منطقة راقية م�ساحتها اكرث من 200مرت املنا�سبة ،وو�ضع �سبل تقييم االداء لهذه الوحدة.
_
ال�ضريب���ي (ال�ضريب���ة على الدخ���ل ت�ستقطع من املنب���ع يف لبنان) ان يتمت���ع بها كمعي���ار اول للوظيفة ،وهنا الت�أكيد عل���ى االختيار املو�ضوعي
0
املقدمة مل�صلح���ة ال�ضرائب لهذا املوظف ال تتخطى 13مليون لرية واحليادي للموظف ،وهذا ما يح���دث فعال يف اختيار املوظفني للفئة الثالثة
2
وم���ا دون يف القط���اع العام حالي ًا يف لبنان ع�ب�ر �شفافية االختيار يف جمل�س مبا يف ذلك ال�ساعات اال�ضافية،
e
اخلدمة املدنية. -وكونه متزوج ولديه �أوالد فالتنزيل العائلي �أقل من �إيراده،
R
d
ثقة نوعي بني املواطنني وال�سلطة يف لبنان ،فاالرتباط االجتماعي وال�سيا�سي
e
وبهذا هناك عدة ا�سئلة تطرح نف�سها مثال: واالبالغي يكون عادة باال�شخا�ص ولي�س بالنظام.
-من �سيقوم باالبالغ ومن هي الهيئة املعنية؟ وليك���ون االب�ل�اغ بعيدا عن فك���ر النميمة والو�شاية ،رمبا الب���دء با�ستخدام
tm
-ه���ل ميكن مقارب���ة ال�شك كما يف مكافح���ة تبيي�ض االموال؟ ففي تعابري تختلف عن املفاهيم ال�سلبية ،كون تعبري “االبالغ” ال يعطي ال�صورة
مو�ض���وع الف�ساد والر�شوة ،تكون كمية االموال املودعة �أقل من تللت الفعلية من الناحية االجتماعية لعملية االف�صاح ،او االعالن ،وكلمة االبالغ
املودعة يف تبيي�ض االم���وال ،وقد ال تكون نقداً ،وقد تكون تقدميات ترتب���ط باالطر البولي�سية مما تقلل م���ن قيمة العمل ،الذي يفرت�ض اعتباره
as
عينية� ،أو حتاويل �أو �شيكات. عمل بطويل ،وميكن ت�شجيعه.
-اذا نتج ال�شك عن ايداعات �أو حتاويل م�صرفية غري مربرة فهل
قيم���ة 10.000دوالر امريكي ه���ي احلد املطلق لل�ش���ك ،او �سيكون يفرت����ض له���ذا االف�ص���اح ان يك���ون حيادياً ،وميك���ن لذلك الب���دء باعتماد
لأرقام تتخطى الدخل؟ �أم �أكرث، ر�سم���ي ،وي�سلم حمتواها �إىل دائ���رة التدقيق الداخل���ي �أو التفتي�ش ون�سخة
-ماهي���ة الربام���ج املعلوماتي���ة الداعم���ة التي يفرت����ض و�ضعها يف عنها لهيئة مكافحة الف�ساد.
اخلدمة يف امل�ؤ�س�سات وامل�صارف؟،
-ماذا اذ ًا عن امل�ؤ�س�سات العقارية. وميكن و�ضع اجراءات ت�شغيلية يف الأطر الوظيفية لي�صبح الإف�صاح طبيعي
ل���دى هيئ���ة التحقيق اخلا�ص���ة يف مكافحة تبيي�ض االم���وال يف لبنان �أدوات �ضمن االداء العادي والطبيعي للمهام ،كما هي هيئات التحقق يف امل�صارف
للتحق���ق م���ن �إبالغات ال�ش���ك �أو الريبة ،وتق���وم مبراجعة �آلي���ات املراجعة وامل�ؤ�س�س���ات املالية ،والعقاري���ة ،ويف الن�شاطات التي له���ا توا�صل مع وحدة
واالبالغ لدى امل�صارف وامل�ؤ�س�س���ات املالية .وميكن يف و�ضع هيكلية داخلية مكافحة تبيي����ض االموال ،لي�شمل االف�صاح موظف���ي القطاع العام ،واالمن
للنظ���ام الداخل���ي لهيئة مكافحة الر�ش���وة ولهيئة التحقي���ق اخلا�صة تن�سيق الداخلي والع�سكري.
تب���ادل املعلوم���ات مبا يتعلق مبوظف���ي القطاع العام ،وعند �ش���راء عقارات،
10
�أو �ش���راء �سيارات و�آليات فخمة� ،أو املجوه���رات ،املقتنيات الثمينة ،لوحات ف�إن���ه وتبع ًا للقانون يفرت�ض بامل�ص���ارف وبامل�ؤ�س�سات مالية كانت �أم جتارية
فنية ،ليتم ومبوجب االلية فر�ض االبالغ من قبل امل�ؤ�س�سات التي تقوم بهذه ويف حال التعامل الدائم مع الزبون معرفته تبع ًا ملبد�أ اعرف عميلك.
al
ويت���م تبع ًا ملب���ادئ التدقيق الدولي���ة يف �إطار الرقابة الوقائي���ة ،و�ضع الئحة وق���د ا�صدرت جممل الدول العربية قوانني حت�ت�رم مبادئ مكافحة تبيي�ض
2
با�سماء اال�شخا����ص املعر�ضني �سيا�سياً ،ووظيفي ًا (كما يف تو�صيات مكافحة االموال ،وحملت م�س�ؤولية ال�شركة ملجل�س الإدارة ،وللموظفني باال�ضافة �إىل
e
تبيي����ض االم���وال) ،وي�ص���ار �إىل اختي���ار �سنوي لع���دد م���ن اال�شخا�ص يتم الرقابة الداخلية و اخلارجية (القانونية) ،يف عدم االبالغ عند ال�شك.
R
d
يف املدار�س ،ت�صرفاته املالية ،مراقبة اماكن عمله.
e
يف املرحل���ة الثالثة ،ويف حال عدم رفع ال�شك يف املرحلة الثانية ،وللتعمق يف
البح���ث ،قد يتم اال�ستعانة برجال االمن الداخلي ،ملراقبة املوظف عن كثب
tm
للت�أكد وللح�صول على االثباتات .وهنا �ضرورة ان يتم توقيع املوظف م�ستند
عن���د التوظي���ف ال�سماح للإدارة العامة مبراقبته عن���د ال�شك ،لكي ال تقوم
الهيئة مبخالفة قانونية وبالتعدي على احلقوق املدنية للمواطن.
as
� -10صعوبات التحقق
هناك عدة م�صاعب ت�شكل عائقا يف تاكيد االثباتات:
E
-وج���ود و�سط���اء للمرت�شي يف م���كان العمل ينوبون عن���ه يف عملية
القب����ض ،ون���رى عل���ى ابواب كث�ي�ر من ال���وزرات ا�شخا����ص لتعقب
_
املعامالت،
-ق���د ير�سل املرت�ش���ي احد اال�شخا����ص لقب�ض الر�ش���وة بعيدا عن
اماكن العمل،
-قد يك���ون الدفع بقيم عينية ،كان يكون ل�صاحب املعاملة حمل او
ن�شاط ،فيمر املوظف على مكان الن�شاط ،وي�أخذ ب�ضائع او خدمات
دون دفع الثمن، لتب���د�أ حينها املرحلة االوىل من التحقق ،وهي مرحل���ة �سرية تبقى يف �إطار
� -صعوبة اكت�شاف الر�شوة مبقبو�ضات نقدية قليلة ،وموزعة. الدائ���رة �أو الهيئة ،ويتم مقارنة االبالغات م���ع الت�صاريح ال�ضريبية ،وهذا
الأمر ميكن ان يتم عرب جهاز املعلوماتية.
فامل�شكل���ة بر�أينا هي م�شكلة عقلية وثقافة ،مم���ا يرتتب رمبا �إعادة �صياغة فمث�ل�اً اذا وردت معلومات من تاج���ر ال�سيارات ب�أن ال�سيد �أ ،ا�شرتى �سيارة
10
الربام���ج التعليمية لبناء �أخالقية ترتابط مع القيم الأ�صيلة والتي �سهى عن بقيم���ة $20.000ودف���ع ثمنه���ا نقداً ،ق���د تقوم هيئ���ة التحقي���ق اخلا�صة
تعاليمها الفرد حتت غطاء الع�صرنة ،والتي قد تكون فعليا هي �أ�صل الف�ساد بالتحق���ق وبالتع���رف اىل ان ال�سيد �أ موظف يف القط���اع العام ،فيتم اعالم
al
هذا. هيئ���ة مكافحة الف�س���اد التي عليها الع���ودة �إىل �سجالته���ا للمقارنة وحتليل
0
�أهمي���ة ربط ال�شفافي���ة وامل�ساءلة مبو�ض���وع الف�ساد ،هو لع���دم توقف نتائج املعلومات.
2
الف�ساد على هدر املال العام واخلا�ص فقط ،ولكن كونه بالإ�ضافة �إىل ذلك،
e
ف���اذا مث�ل�اً كان دخله ال�ص���ايف � $10.000سنوياً ،واذا كان���ت حالة وحيدة
خلل ميتد �إىل �أخالقيات العمل وقيم املجتمع. ومل ي���رد تبليغات �إ�ضافية من عقارات �أو �سي���ارات �أو جموهرات �أو غريها،
R
ف�ل�ا ميكن ت�أكي���د ال�شك ،فقد يك���ون املوظف يعمل من���ذ � 10سنوات ،ولديه
- 11بوادر احللول �سي���ارة باعها مببلغ ،$10.000و�أدخر املبل���غ الباقي وال يوجد لديه ح�ساب
اتب���اع املعايري الدولية هي احلل ،واجله���ة املخت�صة التي ميكن ان يكون لها م�صريف.
امل�ساهم���ة االوىل هم خرباء املحا�سبة املجازون لقدرتهم املهنية على تقييم يف املرحلة الثانية ،ويف حال دوام ال�شك ،وعدم الت�أكد ،ينق�سم عمل التحقق
ال�ضوابط املعياري���ة ،وعلى �سبيل املثال مرفقات معيار التدقيق الدويل رقم �إىل ق�سمني:
300املتعلق بتفهم بيئة املن�ش�أة وال�ضبط الداخلي وف�صل الوظائف وهي �أهم -م�ستندي،
العوامل التي تثبت ال�شفافية ،حيث يولد غيابها خل ًال يف الهيكلية الإدارية يف -ميداين ،وقد ي�شمل االقارب من الدرجة االوىل
الإدارات تكون نتيجته الف�ساد. والعمل له طابع �سري ويتم بعدم معرفة املوظف
وق���د جرت العادة يف البل���دان النامية �إثارة مو�ض���وع ال�شفافية ،مع اقرتاب �أ -التحقق امل�ستندي
اال�ستحقاقات الدولية ،والتي حتتم على البلد تطبيق املعايري الدولية ومنها ويت���م التحقق م���ن املوظف ومن عائلته عرب مراجع���ة ال�سجالت ال�ضريبية،
ما يرتابط م���ع مفهوم ال�شفافية والهيكلية الإدارية وف�صل الوظائف .فمثال والت�صاري���ح ،مراجع���ة ال�سج�ل�ات امل�صرفي���ة ،وع�ب�ر مراجع���ة ال�سجالت
اتفاقي���ة ال�شراكة بني لبن���ان واالحتاد الأوروبي والت���ي وقعت يف عام 2001 العقارية ،ومراجعة �سجالت الآليات (�سيارات ،حمركات ،قوارب) �سجالت
والت���ي كان يفرت����ض تطبيقها يف عام ،2008تت�ضم���ن يف املادة 53ويف ذكر الت�أمني.
11 THE CERTIFIED ACCOUNTANT Issuse #39ــــ 3rd Quarter 2009
اقت�صاد
من خالل الربملان���ات ،وم�ؤ�س�سات تنفيذ القانون ،وو�سائل االعالم امل�ستقلة جمتم���ع املعلوماتي���ة واالت�صاالت عل���ى عن�صر تب���ادل املعلوم���ات لي�أتي يف
ومنظمات املجتمع املدين النا�شطة. املادة 57عل���ى التعاون يف الإح�صائيات ،16وه���ي موا�ضيع تتطلب ال�شفافية
واحلي���اد ،وهذه املوا�ضيع مرتبطة بالعن�ص���ر الب�شري وب�أدائه املهني والذي
ونرى بالربط بني امل�ش���روع قانون الف�ساد والقانون املتعلق مبكافحة تبيي�ض يفرت����ض �أن يكون بعيدا عن معنى الف�س���اد .ونذكر النتائج املبا�شرة للف�ساد
الأموال 18كما يف القانون رقم رقم 318يف لبنان اهمية كربى ،فاملادة الأوىل وللته���رب ال�ضريبي ،فهم���ا يزيدان عجز املوازنة العام���ة وي�ضعفان م�ستوى
d
م���ن القانون رقم ،318ت�شري يف حتديد الأموال الغري م�شروعة �إىل �شمولها الإنف���اق العام على ال�سلع واخلدم���ات ال�ضرورية ،فرتتفع تكاليف اخلدمات
e
جرائ���م ال�سرقة �أو اختال�س الأموال العام���ة �أو اخلا�صة �أو اال�ستيالء عليها والتكوي���ن الر�أ�سمايل ،وقدرت الزيادة يف ه���ذه التكاليف بني %50و %100
بو�سائل �إحتيالية واملعاقب عليها يف القانون اللبناين بعقوبة جنائية. فوق التكلف���ة الأ�صلية املفرت�ضة ،تبع���ا لنوعية امل�شاري���ع وقيمتها فتنخف�ض
tm
املناف�سة ،وت�صبح بالتايل كافة املعطيات الرقمية والإح�صائيات خاطئة.
وال�س�ؤال الآن هو كيفية تطبيق امل�شروع مبا يتوافق مع القانون رقم ،318يف
ظ���ل ال�سرية امل�صرفي���ة ،وما �سيكون و�ضع الذين تلق���وا ر�شاوى يف املا�ضي، ول�ض���رورة و�ضع الأمور يف ن�صابها الطبيعي قبل ذلك اال�ستحقاق ،ورد على
as
فهل �سي�صدر عفو مايل عام ،وعفا اهلل عما م�ضى؟ كما هي عادة النظام يف �سبي���ل التجربة من غرفة التجارة الدولية-لبنان ،م�شروع 17مقدم من جلنة
�إطار احلف���اظ على ال�سلم الأهلي ،حيث يكون املت�ضرر املايل الأكرب هو من مكافحة الف�ساد يف الغرفة والذي احتوى على الأمور التالية :
يتبع القانون ويلتزم به ،ومن ال يلتزم بالقانون يعفى عنه� ،أو ميكنه القانون �أ -ا�ستوحت اللجنة يف و�ضعها م�شروع القانون النموذجي الذي �أعده مكتب
E
يف برامج الحقة اللجوء �إىل ت�سوية �ضريبية .وما �سيكون دور امل�صرف ،وما
ه���ي م�س�ؤوليته يف التبليغ �إىل هيئة التحقي���ق اخلا�صة� ،ضمن �إطار مكافحة
مكافحة اجلرمية يف منظمة الأمم املتحدة بهذا ال�ش�أن مع مراعاة القوانني
والأنظمة والأو�ضاع اللبنانية،
_
تبي�ض الأموال ،وذل���ك بالت�صريح عن كل موظف حكومي تتخطى �إيداعاته ب -تعت�ب�ر �أحكام امل�شروع مكملة لأحكام قانون الإثراء غري امل�شروع وتطبق
املداخي���ل ال�سنوية التي ي�ص���رح عنها ،وهل �سيكون للم�ص���رف حق املتابعة �أحكامه يف حال تعار�ضها مع �أحكام �أي من القانونني.
واملراقب���ة ،والت�صريح عند ال�شك ،مع منح ح���ق احل�صانة املن�صو�ص عنها ت -ت�ضم���ن امل�شروع �أحكاما تتعلق بتعريف الرا�شي واملرت�شي ،وو�سع نطاق
يف القان���ون ،وما ه���ي االلية يف ابداء الر�أي التي يفرت����ض ان ت�شملها اوراق تطبيق���ه لي�شم���ل املوظف ،وكل من يق���وم بخدمة عام���ة� ،أو قا�ض �أو �ضابط
عمل خبري املحا�سبة املجاز. �أو موظ���ف دويل حتى وان كانت مهمت���ه ا�ست�شارية .ون�ص على تدابري ت�ؤمن
ال�شفافية كتعليل الق���رارت الإدارية وحق �صاحب امل�صلحة يف االطالع على
بنظرنا �أن اعتماد القوانني وامل�شاريع نقلة نوعية نحو تدارك الف�ساد وك�شفة امل�ستن���دات .كما ن�ص على ت���دارك ر�شوة الأحزاب والتجمع���ات ال�سيا�سية،
وقمع���ه ،والت���ي ميكن عربها تف���ادي ا�ستغالل حق املواطن�ي�ن بالو�صول �إىل ب�إلزامه���ا �إعط���اء �إي�صال بالتربع ،حم���ذر ًا على القطاع الع���ام التربع لها،
اخلدم���ات العامة� ،أو الإ�ض���رار مببادئ حرية التج���ارة وال�صناعة من قبل وملر�شح���ي االنتخاب���ات ،ومانع��� ًا ه���ذه الأح���زاب واملر�شح�ي�ن لالنتخابات
10
الأ�شخا����ص الذين ي�ستغلون ب�صورة غري �شرعية ال�سلطات التي ينيطها بهم م���ن قب���ول التربع من دول���ة �أو �شخ����ص �أجنبي ،كما فر�ض عل���ى املر�شحني
القانون واالجراءات. لالنتخاب���ات تقدمي ح�ساب النفقات والإيرادات ،ورفع ك�شف بها �إىل الهيئة
al
الوطنية ملكافحة الف�ساد ،على �أن يحدد ال�سقف الأعلى للنفقات مبر�سوم.
0
والنظر فيما اذا كان ميكن حتميل م�س�ؤولية الر�شوة لزمالء املوظف يف حال ث -حدد امل�شروع العقوبات املفرو�ضة على �أنواع الر�شوة وعلى ت�شديدها يف
2
ع���دم االبالغ؟ باعتبار ان على كل موظف يف القطاع العام واخلا�ص ،واجب حال التكرار �أو �إذا ارتكبت ل�صالح جتمع �إجرامي �أو للت�أثري على املفاو�ضات
e
حماي���ة القطاع ،وواجب التاكد من �سالمة اجهزته واحلفاظ عليها ،وواجب العائ���دة ل�صفقات جتارية دولية �أو لتخفي�ض قيم���ة الأموال العامة يف �إطار
R
تقدمي اقرتاحات حت�سن اداء العمل. اخل�صخ�صة .ون�ص على املنع من مزاولة الوظيفة العامة وم�صادرة الأموال
والنافع والهب���ات التي ح�صل عليها املرت�شي وبطالن كل عمل �أو قرار �سببه
وال ن�ستبع���د دور خب�ي�ر املحا�سبة املج���از ،يف امل�ؤ�س�سات العام���ة واخلا�صة، الر�شوة.
وب�ض���رورة ا�شراكه يف عملي���ة مكافحة الف�ساد ،ك�أن ي���درج فقرة يف تقريره ج -ت�ضم���ن امل�ش���روع �أي�ض��� ًا �أحكام��� ًا تتعلق بالتع���اون الق�ضائ���ي الدويل يف
تتعلق ب�شفافية املعلوم���ات ،وان االجراءات الداخلية كفيلة بحماية امل�ؤ�س�سة مو�ض���وع الف�ساد وتنفيذ طلبات التعاون املقدمة من دولة �أجنبية يف احلدود
من الف�ساد ،وذلك عرب و�ضع �أوراق عمل ا�ضافية والئحة ا�سئلة. الت���ي ي�سمح بها القان���ون اللبناين �إال يف بع�ض احل���االت املحددة التي مت�س
بال�سيادة �أو ب�سبب مرور الزمن �أو لعدم مراعاة حقوق الدفاع ،الخ…
وعل���ى احلكوم���ات و�ض���ع �ش���روط معيارية للنزاه���ة ،م�ستمدة م���ن املعايري ح -ن����ص امل�شروع �أخ�ي�ر ًا على �إن�شاء الهيئة الوطني���ة ملكافحة الف�ساد من 7
والتج���ارب والقوان�ي�ن الدولي���ة ،وو�ض���ع مقايي����س لل�شفافية عل���ى ال�صعيد �أع�ضاء من ب�ي�ن الق�ضاة �أو ذوي الكفاءة بالقطاعني العام واخلا�ص يعينون
اخلا�ص والعام ،وو�ضع اجراءات ت�ضمن �سرية االبالغ ،ومتنحه ح�صانة مبا مبر�س���وم .عل���ى �أن ت�ضع الهيئ���ة برناجمها وعلى �أن تزوده���ا كافة الأجهزة
يحمي ح�سن التوا�صل مع املواطن ،واال اي من املواطنني �سيجر�ؤ على تقدمي باملعلوم���ات املتعلق���ة بالف�ساد .وتتحق���ق الهيئة من التقي���د ب�سقف النفقات
اتهام رغم بروز االمر للعيان. االنتخابية وحتيل املخالفات �إىل املراجع املخت�صة.
ف����إذا كان الف�ساد م�ست�شري ًا يف عدد من الفئات االجتماعية املتميزة ،فماذا ولك���ن والق�ضاء عل���ى الف�ساد يتطل���ب �شفافية تامة ،وم�ساءل���ة ورقابة قوية
الف�صل الثالث 2009ــــ العدد 39 12
ميكن اال�ستناد �إليها وهي العن�صر الأ�سا�سي للتنمية. نتوق���ع من امل�ستوي���ات ال�شعبية؟ وقد يقف املواطن عاج���ز ًا امام ال�سلطة يف
املفهوم االخالقي ،ومعنى ال�شرف ،ومفاهيم الت�صرف املدين و�ضرورة ف�ساده���ا املح�صن ،فت�صبح احل�صانة هي القلعة والو�سيلة حلماية امل�صالح
الن�ص ��ح والتوجي ��ه الديني من حي ��ث ارتباط املفه ��وم الديني باملجتمع ال�شخ�صية وتنمية ثروات ال�سلطة.
وباالن�سان ،و�سرقة الوطن واالخ هي �سرقة اهلل.
فالدميقراطي ��ة وال�شفافية وامل�ساءلة هى �أه ��م �شروط مقاومة الف�ساد وبطروح���ات احلل ،نق�ت�رح العودة �إىل القرار رق���م 16ال�صادر عن جمل�س
d
ف ��ى الع ��امل ،وبرغب ��ة لبن ��ان يف امل�ض ��ي يف تطبيي ��ق املعاي�ي�ر والنظ ��م الوزراء اللبناين بتاريخ ،1992/3/11والذي كلف مبوجبه جلنة من ثمانية
e
الدولي ��ة ،مل ��ا ال يع ��دل القانون احل ��ايل لي�صبح يف روحيتة م ��ر�آة تعك�س خرباء اقت�صاديني لبنانيني �إعداد تقرير عن املرتكزات الأ�سا�سية لل�سيا�سة
االن�ساني ��ة واالخالقية ،فال يفرق بني م�س� ��ؤول كبري وم�س�ؤول �صغري، االقت�صادية يف لبنان بهدف معاجلة االقت�صاد اللبناين ،وتقدمي املقرتحات
tm
وغن ��ي وفق�ي�ر ،وبه ال يوجد م�س� ��ؤول �أكرب من القان ��ون ،مبا ي�ساهم يف املمهدة لتحقي���ق اال�ستقرار وتدعيم النهو�ض االقت�ص���ادي� ،أهم ما ورد يف
ن�ش ��ر ثقافة ال�شفافية والرقابة الذاتي ��ة وتطبيق النزاهة واحلوكمة �أو طروحات التقرير:
احلاكمي ��ة الإداري ��ة يف القطاع العام ،والتوعي ��ة وال�شفافية يف �أداء كافة -1رف���ع االعتبارات الطائفي���ة واملذهبية والعائلية من جمم���ل �أداء القطاع
as
امل�ؤ�س�سات ،لننتقل اىل بناء وطن. العام.
املراجع -2انت�شار الف�ساد والر�شوة واملح�سوبية.
1 http:// www.bis.org, www.ocde.org, www.ifac.org
-3الت�أكي���د عل���ى �أهمي���ة و�أولوي���ة الإ�ص�ل�اح الإداري لرفع م�ست���وى الأداء
2 http://www.transparency.org/publications/gcr/gcr_2008
3 http://www.transparency.org/publications/gcr/gcr_2008
E
4جريدة ال�سفري ،العدد � 5 ،9141آذار � ،2002ص .3
طارق نوير – مركز املعلومات ودعم القرار التابع ملجل�س الوزراء امل�صرىwww.aitrs.org 2-
ال�سيا�س���ي والإداري ال���ذي بدون���ه باتت كل ه���ذه الأمور تنط���وي على كلفة
اقت�صادية واجتماعية باهظة ال ميكن حتمل �أعبائها.
_
5
6 http://www.annabaa.org/nbanews/71/960.htm
7 http://www.manbaralrai.com/?q=node/19039 -4برجم���ة انخفا����ض العجز املايل يف القط���اع العام ال���ذي ي�شمل املوازنة
8قان ��ون االث ��راء الغري م�ش ��روع ،قانون رقم ،154تاري ��خ ،1999/12/27دار املن�ش ��ورات احلقوقية ،مطبعة العامة.
�صادر ،بريوت� ،ص 113
9املر�س ��وم اال�شرتاع ��ي رقم 340ال�ص ��ادر بتاريخ 1943/3/1واملعدل باملر�سوم اال�شرتاعي رقم 112ال�صادر -5الإ�صالح اجلذري للنظام ال�ضريبي.
يف .1983/9/16
10د .حمم ��د �سلي ��م وهبه ،التطبي ��ق العملي للتقارير واالف�صاحات املالية وف ��ق معايري املحا�سبة الدولية
-6ح�صر �أمالك الدولة واال�ستفادة منها مب�شاريع اقت�صادية واجتماعية.
،IAS, IFRSنقابة خرباء املحا�سبة املجازين يف لبنان ،بريوت� ،2008 ،ص.42 -7منع التلزمي بالرتا�ضي منع ًا مطلقاً.
11 www.aljazeera.net/cases_analysis/2002/6/6-26-1.htm
12 www.aljazeera.net/cases_analysis/2002/6/6-26-1.htm
-8تعزيز الرقابة امل�سبقة على ال�صفقات لدى ديوان املحا�سبة.
13 www.alshaab.com/gif/26-
14 http://www.bdl.gov.lb/edata/elements.asp?Table=t531-4
-9احلد من التدخالت ال�سيا�سية يف الإدارة.
قانون رقم 39ل�سنة ،2006ب�ش�أن مكافحة الف�ساد� ،2006/12/25 ،صنعاء ،اجلمهورية اليمنية 15 ي�ض���اف اىل ذل���ك دورا ا�سا�سي���ا رقابيا خلب�ي�ر املحا�سبة املج���از يف لبنان،
جريدة ال�سفري ،العدد � 9 ،9123شباط � ،2002ص .5-4
جريدة ال�سفري ،العدد 24 ،9480ني�سان � ،2003ص .7
16
17
ليك���ون رايه املر�آة التي تعك����س الواقع العملي والت�شغيل���ي للمجتمع ،معتمدا
10
اجلريدة الر�سمية ،العدد .2001/4/26 ،20 18 يف قيا�س���ه عل���ى املعايري الدولية للتدقي���ق ،والتي تكّون النزاه���ة وال�شفافية
القواعد اال�سا�سية ملنطلقاتها.
al
0