You are on page 1of 22

‫‪1‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !


‫‪2‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫‪ 000‬إهــــــــــداء ‪000‬‬
‫وابنتي‬ ‫إلى أمي الحنونة ‪0000‬‬
‫الغالية‬
‫و درتي المصونة ‪ 0000‬و زهرتي‬
‫اليانعة‬
‫إلى من هي نصف المجتمع ‪ 000‬وتلد‬
‫النصف الخر فهي كل المجتمع !‬
‫ك أيتها المسلمة‬
‫إلي ِ‬
‫ق‬
‫ر من دمي ‪ ..‬وعلى ور ٍ‬
‫أكتب هذه الكلمات بحب ٍ‬
‫من قلبي ‪ ..‬وأغلفها بحبي وإخلصي ‪ ..‬وأقدمها‬
‫بصدقي ووفائي‬
‫فتقبليها مني ‪ ..‬وتجاوزي عن زللي الذي ما هو‬
‫إل من نفسي الضعيفة والشيطان ‪.‬‬

‫المخلصة ‪ /‬أم سمية‬

‫مقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫الحمد لله وحده‪..‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده ‪،‬‬


‫محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫وبعد ‪...‬‬

‫فإن الناظر إلى حجاب فتياتنا ‪ -‬في هذا الزمن المكتض‬


‫بالفتن – ليتفطر قلبه ألما ً ‪ ..‬وتذرف عينه دما ً ‪ ..‬ويهتز‬
‫ة وحزنا ً !!‬ ‫كيانه دهش ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فما عاد الحجاب حجابا ‪ ..‬ول عاد الغطاء سترا ‪ ..‬ول‬
‫صانا ً ‪!..‬‬ ‫حـ َ‬
‫الخمار َ‬
‫تألمت لحال فتيات السلم وفكرت في مآلهن – إن بقين‬
‫على ما هن عليه الن – فحزن قلبي أشد الحزن ‪ ..‬وبكت‬
‫طر فؤادي بهذه الكلمات ‪...‬‬ ‫عيني ‪ ،‬وتف ّ‬
‫ضل ََلن الطريق ‪ ،‬و‬‫رج معها – بإذن الله – من َ‬ ‫خرجت لُتخ ِ‬
‫أضعن الحقوق ‪ ،‬وانبهرن بزينة الدنيا ‪ ..‬ونسين ‪ -‬أو‬
‫أنساهن الشيطان ‪ -‬ما للمؤمنات القانتات في أعالي‬
‫الجنات !!‬

‫أسأل الله الكريم الرحيم أن يرد بهذه الكلمات من‬


‫أعرضت عن ذكره إلى الصراط المستقيم ‪ ،‬ويهدي بها من‬
‫جهلت الحق المبين ‪ ،‬ويلين بها قلوب العاصيات الزائغات‬
‫عن هدي رب العالمين‪.‬‬
‫آمــين‬

‫أم سمية‬
‫‪4‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫أيتها الدرة المكنونة ‪ ..‬والجوهرة‬


‫المصونة ‪ ..‬واللمسة الحنونة ‪..‬‬
‫يا من مل حبك أركاني ‪ ..‬و حاز شأنك ج ّ‬
‫ل‬
‫ك الفاتن طار عقلي‬ ‫اهتمامي ‪ ..‬و بمظهر ِ‬
‫ل اتـزانـي !‬ ‫واخت ّ‬
‫طع الحزن قلبي ؛‬ ‫غادر الكرى عيني ؛ وق ّ‬
‫وعبث الهم بأشجاني ‪..‬‬
‫فلم يخطـر لي ببـال ‪ ..‬ولم أتـوقع هذه‬
‫الحـال !‬
‫قع أختي الحبيبة أن تجري خلف‬ ‫لم أتو ّ‬
‫دي‬ ‫ور أن تح ّ‬‫العدو ليقتلك ‪ ..‬ولم أتص ّ‬
‫م دم‬ ‫شفرته ليسيل على يده دمك ‪ ،‬ومن ث َ ّ‬
‫أحبابك وأبناء دينك !!‬
‫ك‬‫ت من كلماتي ‪ ..‬ولم تُرق ل ِ‬ ‫ربما تعجب ِ‬
‫وي‬‫عباراتي ‪ ،‬وقد تقولين ‪ :‬كيف قتلني عد ّ‬
‫ولم أزل أستنشق عبير الحياة وقلبي ينبض‬
‫بحبها ؟!؟‬
‫ً‬
‫وكيف أجرى العدو دمي ولم أَر دما ول‬
‫سكينا ً ؟!!‬
‫ك أختي الحبيبة ‪...‬‬
‫فأقول ل ِ‬
‫تذكري أن عدونا – نحن المسلمين – هو الكافر‬
‫وأعوانه وأولياؤه وأصحابه ‪ ،‬لم يستطيعوا‬
‫ي ) السيف والرصاص (‬ ‫مواجهتنا بالسلح الحس ّ‬
‫فهم أعرف بمدى قوتنا وشجاعتنا ‪ ،‬وتاريخهم‬
‫‪5‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫يذكرهم بجند الله الذين يقاتلون معنا فل نراهم‬


‫ولكن يرونهم هم فتطير عقولهم فزعا ً ‪ ..‬وتنخلع‬
‫قلوبهم خوفا ً من كثرة الجند وقوتهم !!‬
‫عجزوا عن مواجهتنا بهذا النوع من السلح ‪،‬‬
‫فبدأوا بغزوهم الفكري ‪ ،‬وقد نجحوا وأسقطوا‬
‫عددا ً من القتلى ‪ ..‬فوا أسفي على بني قومي‬
‫ويا حزني على كرامتهم ‪!..‬‬
‫وإن أعظم وأقوى سلح استخدموه في حربهم‬
‫هذه هو ) المرأة العربية المسلمة ( فدعوها إلى‬
‫السفور والتبرج ليفتنوا بها شباب السلم‬
‫ويصرفوا قلوبهم عن إليها لتخلوا من اليمان‬
‫وحب الرحمن ‪ ،‬إلى حب شهوات الدنيا الفانية‬
‫والتعّلق بجمالها الزائف ‪ ،‬وبذلك تخور العزائم ‪..‬‬
‫وتضعف الهمم ‪ ..‬ويجبن الشجعان !!‬
‫بدأوك بالموضة والزياء وكل جديد جذاب ‪،‬‬
‫ت تنفذين ما يمليه‬ ‫ك شيئا ً فشيئا ً وأن ِ‬‫وتدّرجوا مع ِ‬
‫ك دون أن تشعرين ‪ !..‬وهذا معنى‬ ‫ك أعداؤ ِ‬‫علي ِ‬
‫ك ‪،‬‬‫ك ‪ ) :‬لم أتوّقع أن تجري خلف العدو ليقتل ِ‬ ‫قولي ل ِ‬
‫دي شفرته ليسيل على يده دمك ( !‬ ‫ور أن تح ّ‬‫ولم أتص ّ‬
‫ك عن أناس‬ ‫ُ‬
‫يؤسفني ‪ -‬أختي الكريمة – أن أعِلم ِ‬
‫من بني جلدتنا ‪ ،‬ويأكلون معنا ‪ ،‬ويمشون في‬
‫أسواقنا ‪ ،‬وينتسبون لديننا ‪ ..‬ولكن قلوبهم لعدونا‬
‫وعدوهم موالية ‪ ..‬وأقلمهم وكلمتهم تعشق‬
‫الغربي الكافر ‪ ،‬وأجسامهم و مظاهرهم تحاكي‬
‫مظهر الكافر الشقي الذي لم يسعد في دنياه‬
‫ولن يفرح في أخراه ‪ ..‬والعياذ بالله أن نكون‬
‫كهؤلء ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫أختي الحبيبة ‪...‬‬


‫طر قلبه ألما ً‬‫إن الناظر إلى حال نساء زماننا يتف ّ‬
‫وحسرة ‪ ..‬وتدمع عينه حزنا ً وقهرا ً ‪ ..‬فقد أصبح‬
‫ي ‪ ،‬مّتبعات‬
‫سخ وعر ّ‬ ‫حجابهن زينة ‪ ،‬وسترهن تف ّ‬
‫في ذلك الخريطة التي رسمها أعداؤنا من الشرق‬
‫والغرب ‪!..‬‬
‫فهل عرفنا في السلم عباءةً مطّرزة ‪..‬؟‪ ..‬وهل‬
‫ة مزركشة ‪..‬؟‪ ..‬أم هل رأينا في‬ ‫سمعنا بطرح ِ‬
‫ه شفاف ؟!!‬ ‫تاريخ السلم غطاء وج ٍ‬
‫طع له نياط القلب ويندى من‬ ‫إنه والله أمٌر يتق ّ‬
‫هوله الجبين ‪..‬‬
‫ة عظيمة ‪ ..‬وفوائد‬ ‫فالسلم فرض الحجاب لحكم ِ‬
‫جسيمة ‪..‬‬
‫الحجاب عبادة فيها السعادة ‪ ..‬وجمال يفوق كل‬
‫جمال ‪ ..‬وراحة تنسي كل راحة !!‬
‫فرض الله الحجاب ليستر المرأة عن الجانب ‪ ،‬بل‬
‫عن أعدائها من الجنس الخر ‪ ،‬ليحميها من ذئاب‬
‫البشر ‪ ..‬وأعداء العفاف والطهر ‪ ،‬ليحفظها من‬
‫أعين الماكرين الخائنين ‪ ..‬ويرفعها عن‬
‫مستنقعات العار وأوحال الرذيلة !‬
‫ة‬
‫حجب السلم المرأة عن الرجال كي تبقى در ً‬
‫غالية ‪ ،‬وجوهرة مصونة ‪ ،‬ل تعبث بها أيدي‬
‫السارق ‪ ،‬ول تطولها عين الغادر ‪...‬‬
‫حجب السلم المرأة لتبقى عزيزةً نظيفة ‪،‬‬
‫ة شريفة ‪ ،‬ويتمناها التقي ‪ ،‬ويخشاها‬ ‫عفيف ً‬
‫الشقي !‬
‫‪7‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫فقد قال بعض أهل الفساد عندما سئلوا عن‬


‫نظرتهم للفتاة المتحجبة ‪ :‬نحن نخشى القتراب‬
‫من الفتاة المحجبة ‪ ،‬ونستحي من النظر إليها‬
‫مع كونها محجبة حجابا ً كامل ً ول يظهر منها‬
‫ظفر ! فنبتعد عن طريقها ‪ ،‬و نغار عليها من‬
‫نظرات الرجال وكأنها أخت لنا أو أم أو قريبة !‬
‫سبحان الله !! هذا كلم ذئاب البشر عن الفتاة‬
‫ك أختي الحبيبة بكلم التقياء‬ ‫المحجبة ‪ ..‬فما بال ِ‬
‫النقياء الشرفاء ‪..‬؟‬
‫إنهم يدعون لكل فتاة محجبة بأن يحفظها الله‬
‫من كل سوء ‪ ،‬وأن يثبتها على صراطه‬
‫المستقيم ‪ ..‬وأن ييسر لها الخير حيث يكون ‪،‬‬
‫ويصرف عنها الشر مهما يكون ‪..‬‬
‫بل إن بعضهم ليفتخر بها ويعتز بحجابها ويتمنى‬
‫أن تكون زوجته أو أبنته أو أخته !‬
‫ً‬
‫فالحجاب عزة وفخر للمرأة والرجل معا ‪ ..‬ولم‬
‫ة أو ظلما ً ‪.‬‬ ‫يكن الحجاب يوما ً منقص ً‬
‫ة أو مذل ً‬
‫بل إن السلم أعّز المرأة بالحجاب وصانها‬
‫بالخمار وحفظها بالغطاء ‪..‬‬
‫المرأة المسلمة المحجبة كالملكة في‬
‫بيتها‪،‬وكالسيدة في قومها‪..‬ل تمشي إل بمعية‬
‫حارسها الشخصي !! يرافقها في السوق‬
‫والمستشفى والشارع‪،‬ويوصلها إلى عملها – إن‬
‫كانت عاملة – ويحميها و يحرسها من الكلمات‬
‫والنظرات المؤذية ‪.‬‬
‫ة‬
‫ة وفخر ‪ ...‬وتمشي معه بطمأنين ٍ‬ ‫يمشي معها بعز ٍ‬
‫وأمان ‪!..‬‬
‫‪8‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫فهي ل تخشى على نفسها من كيد العداء لنها‬


‫محجبة – والحجاب شعار العفاف والطهر‪ -‬وبوجود‬
‫حارسها يحميها ويحفظها بحفظ الله ‪...‬‬
‫يحرسها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو أحد‬
‫ت نار الغيرة في عروقهم ‪..‬‬ ‫محارمها الذين سَر ْ‬
‫شت بين شرايينهم ودمائهم ‪.‬‬ ‫وتم ّ‬
‫فلن يسمحوا لحد بالقتراب منها أو الحديث معها‬
‫‪ ،،‬فأي سعادة وراحة وحرية أكثر من هذه ؟!‬
‫وتذكري أختي الحبيبة ‪...‬‬
‫صت رب الرباب ‪،‬‬ ‫أن من تركت الحجاب فقد ع َ‬
‫ضت نفسها‬ ‫وتنازلت عن الشرف والعفاف ‪ ،‬وعر َ‬
‫ة – أنها أجمل امرأة في‬ ‫لشرار الذئاب – ظان ّ ً‬
‫مت أنها كالحلوى المكشوفة ل‬ ‫أعينهم ‪ ،‬وما عل َ‬
‫يأخذها إل الحشرات والهوام !! أما النسان‬
‫العزيز النظيف ل يرضى بأن يأخذ هذه الحلوى‬
‫ة إل لقذارتها‬ ‫ق مكشوف ً‬ ‫لنه يعلم أنها لم تب َ‬
‫وفسادها ومرور الدواب عليها ‪!..‬‬
‫فالمرأة كتلك الحلوى ‪ ..‬إن بقيت محجبة مصونة‬
‫رغبها كل من رآها ‪ ،‬و إن كانت متبرجة متفسخة‬
‫عافها الكل ولم يأتها إل حشرات البشر ليأخذوا‬
‫منها أنظف ما فيها وأعز ما تحمله ثم يتركونها‬
‫ملقاةً على الرض تدوسها القدام ‪ ..‬ويتأفف‬
‫منها الكرام !‬
‫ك أختي الحبيبة ؟‪ ..‬هل‬ ‫فهل ترضين هذا لنفس ِ‬
‫ترضين المذلة والسقوط؟‬
‫أم الرفعة والعزة والكرامة ؟‬
‫‪9‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫أمامك طريقان فاختاري أحدهما ‪ ..‬فإما نجاة وإما‬


‫عذاب في الدنيا والخرة !!‬
‫أختي الغـالية ‪...‬‬
‫ساِء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي قُ ْ‬ ‫َ‬
‫جك وَب ََنات ِك وَن ِ َ‬ ‫ل ِلْزَوا ِ‬ ‫قال تعالى ‪َ ) :‬يا أي َّها الن ّب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُعَْرفْ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ن ذ َل ِك أد َْنى أ ْ‬ ‫جلِبيب ِهِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ّ‬‫ن ي ُد ِْني َ‬‫مِني َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫حيما ً ( ‪.‬‬ ‫فورا ً َر ِ‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫ن وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫َفل ي ُؤْذ َي ْ َ‬
‫فتأملي معي كيف بدأ الله بزوجات وبنات محمد‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ..‬بدأ بالعفيفات الطاهرات‬
‫‪ ،‬الصالحات الزاهدات ‪ ..‬أمرهن بالحجاب والجلباب‬
‫‪ ،‬ونهاهن عن التكشف والتبرج وهن أمهات‬
‫ن‬
‫مر َ‬ ‫المؤمنين وسيدات نساء الجنة ‪ ،‬ومن أ ِ‬
‫جب والتستر عنهم هم صحابة رسول الله‬ ‫بالتح ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم‬
‫أجمعين ‪ ..‬أصحاب القلوب الطاهرة والنفوس‬
‫العفيفة ‪!!..‬‬
‫ك أخيتي برجال ونساء زماننا ؟!!‬ ‫فما بال ِ‬
‫ك بمن يقضون ساعات طوال أمام قنوات‬ ‫ما بال ِ‬
‫الفساد والدمار وتشبعت قلوبهم بحب الشهوات‬
‫المنكرات ‪ ،‬وطارت عقولهم شوقا ً إلى لقاء حبيبة‬
‫‪ ،‬أو رؤية جميلة ‪ ،‬أو سمـاع صـوت خليلـة !!‬
‫د‬
‫فو الذي نفسي بيده إن المر بالحجاب ليشت ّ‬
‫ويغّلظ في زماننا هذا ‪ ،‬وإن مسئوليتك أمام الله‬
‫عظيمة لنك موضع فتنة ‪ -‬وهي أعظم فتنة على‬
‫أمة محمد صلى الله عليه وسلم ‪ -‬قال عليه‬
‫ة أشدّ على‬ ‫الصلة والسلم ‪ ":‬ما تركت بعدي فتن ً‬
‫الرجال من النساء " ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫وقلوب الرجال في هذا الزمان مريضة – إل من‬


‫رحم ربي ‪ ،‬وقليل ما هم – وأعينهم تصول‬
‫وتجول في مجتمعات النساء ‪ ،‬ونفوسهم تتوق‬
‫إلى الشر والفساد ‪ ..‬ثم تأتي الفتاة المتبرجة‬
‫السافرة عن محاسنها لتأجج نار الفتنة في‬
‫صدورهم وتساعدهم على القتراب منها ‪،‬‬
‫والوقوع معها في مستنقعات الفساد والعار ‪،‬‬
‫وفي النهاية يخرج ذلك الشاب من مستنقعه‬
‫ليغسل ما به من قاذورات ونجاسات بماء التوبة‬
‫ي‬
‫ويعيش حياته من جديد ‪ -‬هذا إن كان له قلب ح ّ‬
‫ت أيتها المسكينة‬
‫يخشى عذاب الله – أما أن ِ‬
‫فستبقين عارا ً على نفسك و أهلك ولن يغفر لك‬
‫المجتمع زلتك ‪ ،‬أو يتجاوز عن جريمتك ‪ ..‬حتى لو‬
‫ك بماء التوبة والرجوع إلى الله ‪ ..‬فمن‬ ‫ت قلب ِ‬
‫غسل ِ‬
‫سيغسل جسدك مما أصابه من خراب ودمار ؟؟!‬
‫ت ما أرمي إليه فانتبهي قبل فوات‬ ‫ك فهم ِ‬ ‫أظن ِ‬
‫الوان ‪ ،‬وقبل أن تقعي فتندمي ‪ ..‬ولن ينفع‬
‫ساعتها ندم ول بكاء ‪ ،‬ول حزن ول دموع ‪!...‬‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬


‫‪11‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫) وإن العاقل الذي يتأمل ما وصل إليه حال‬


‫النساء اليوم ليحترق أسى ‪ ،‬ويذوب حياءً ‪،‬‬
‫ة ‪ ،‬ويلتهب حرقة !‪ ..‬حق للقلوب‬ ‫ويكتوي لوع ً‬
‫ً‬
‫المؤمنة أن تتقطع ألما ‪ ،‬وحان للعين الصادقة‬
‫أن تبكي دما ً ‪ ،‬فكيف يهنأ المؤمن زادا ً ‪ ،‬وكيف‬
‫ش هانئا ً ‪ ،‬وينام قريرا ً ‪ ،‬وهو‬ ‫يسيغ شرابا ً ‪ ،‬ويب ّ‬
‫يرى ما يمض الجسام ‪ ..‬ويمزق الفئدة ‪ ،‬ويبدد‬
‫القلب ‪!..‬‬
‫لقد حقق هؤلء النساء أمنية ) أوسكارليفي (‬
‫اليهودي عندما قال ‪ } :‬نحن اليهود لسنا إل سادة‬
‫لديه { ‪..‬‬ ‫العالم ومفسديه ‪ ..‬ومحركي الفتن وج ّ‬
‫إن لليهود باعا ً كبيرا ً في مجال تحطيم المم عن‬
‫طريق المرأة ‪ ..‬ولقد لقيت المرأة المسلمة من‬
‫التشريع السلمي عناية فائقة كفيلة بأن تصون‬
‫عفتها وتجعلها عزيزة الجانب ‪ ،‬سامية المكان ‪،‬‬
‫وإن الشروط التي فرض عليها في زينتها‬
‫وملبسها لم تكن إل لسد ذريعة لفساد ‪ ،‬وهذا‬
‫ليس تقييدا ً لحريتها بل حماية لها أن تسقط في‬
‫درك المهانة ووحل البتذال ‪ ،‬وقد قال رسول‬
‫ي سّتير‬‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ " :‬إن الله حي ّ‬
‫يحب الحياء والستر "‪ (.....‬أ‪.‬هـ *‬
‫ت الهدف‬ ‫فالحرب ضدك أختي الحبيبة تدور ‪ ،‬وأن ِ‬
‫والغاية ‪ ..‬إن أعداءنا من الغرب يعقدون جلسات‬
‫ك موديل ً جذابا ً ‪ ..‬يأخذ‬ ‫وله يصممون فيها ل ِ‬ ‫مط ّ‬
‫ك و يذهب بالبصار ‪..‬‬ ‫العقول ويجذب القلوب إلي ِ‬
‫أتعلمين لم هذا الموديل ‪..‬؟‬
‫‪12‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫ك لتسترك وتصرف‬‫ضت علي ِ‬‫ر َ‬ ‫إنه لعباءتك التي ُ‬


‫ف ِ‬
‫ة نظيفة ‪!...‬‬
‫ك ولتعيشي عفيف ً‬ ‫العين عن ِ‬

‫ـــــــــــــــــ‬
‫* من رسالة ) الجمال ( لعائشة القرني‬
‫استدرجوا في خلع حجابك من على رأسك‬
‫ك من بيتك متبرجة‬ ‫ك ويخرجو ِ‬‫لينتصروا علي ِ‬
‫ت الحياء قبل أن تخلعي‬ ‫سافرة ‪ ،‬قد خلع ِ‬
‫الجلباب ‪ ..‬ول حول ول قوة إل بالله !‬
‫ويبين لنا الشيخ محمد الهبدان – حفظه الله –‬
‫كيف حدث هذا التدرج بخلع الحجاب في شريطه )‬
‫قصة عباءة ( ‪:‬‬
‫] فبدأوا بخطوة العباءة الخفيفة الشفافة‬
‫واستمروا عليها فترة ليست بالقصيرة ‪ ..‬ثم‬
‫انتقلوا إلى خطوة أخرى وهي العباءة القصيرة ‪..‬‬
‫حتى إذا مر عليها زمن – وتحركت القلوب‬
‫المؤمنة – لتظهر العباءة الطويلة ‪ ..‬انزعجوا منها‬
‫فقالوا ‪ :‬ل ضير ‪ ..‬اجعلوها طويلة ولكن فيها‬
‫قيطان بأطراف العباءة فقط ‪ ..‬ووقفوا قليل ً‬
‫عند هذه الخطوة !‬
‫لم يجدوا من يعارض ‪ ،‬الكثيرات معجبات ‪،‬‬
‫والقبال يتزايد !إذا ً فلتخرج موضة العباءة على‬
‫الكتف فهي أيسر للمرأة والدين يسر!‬
‫ح الباب على مصراعيه ‪ ،‬و انهدر سيل‬ ‫وبعدها ُ‬
‫فت ِ َ‬
‫من البلء ‪ ،‬تارةً بتشكيلت من القيطان ذات‬
‫اليمين وذات الشمال ‪ ،‬وتارةً بالكلف العريضة‬
‫ذات الفصوص اللمعة ‪ ،‬ثم الدانتيل الجميل‬
‫‪13‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫لتكون اليد أجمل ‪ ،‬ثم المخرمة والمطرزة من‬


‫الخلف و المام ‪ ،‬ثم أخيرا ً أبوانا ً مختلفة من‬
‫التطريز [ ‪.‬‬
‫ً‬
‫وأضافوا ألوانا مختلفة كالصفر والحمر والخضر‬
‫والبرتقالي ‪ ،‬ومنهم من صمم عباءة للعروس‬
‫وعباءة للجامعة ‪ ،‬و للمدرسة والسهرة‬
‫والطبيبة ‪ ...‬فإنا لله وإنا إليه راجعون !‬
‫وإن مما يزيد الطين بل ً ‪ ..‬ويحرق القلب ويدمع‬
‫العين أن من صممت هذه الموديلت ولهذه‬
‫الغراض هي امرأة مسلمة ‪!..‬‬
‫نسأل الله أن يهديها ويردها إليه ردا ً جميل ً ‪ ..‬لقد‬
‫تخلت عن دينها وأخلقها وجمالها ‪ ،‬ونسيت أو‬
‫تناست أن خمار المرأة يجملها و يزيدها وقارا ً و‬
‫بهاءً ‪ ..‬حتى إذا دخلت الجنة – نسأل الله أن نكون‬
‫من أهلها – فإنها تتبعل وتتجمل لزوجها بهذا‬
‫الخمار !‬
‫وفي الحديث " ولنصيفها ) خمارها ( على رأسها خير‬
‫من الدنيا وما فيها"‬
‫وعند المام أحمد – رحمه الله – " ولنصيف امرأة من‬
‫الجنة خير من الدنيا ومثلها معها " وعند البزار وابن‬
‫أبي الدنيا "‪ ...‬ولو أخرجت الحورية نصيفها لكانت‬
‫حسنه مثل الفتيلة في الشمس ل ضوء‬ ‫الشمس عند ُ‬
‫لها ‪." ...‬‬
‫فإذا كان هذا الجمال في الخمار فكيف بجمال من‬
‫تلبس الخمار ؟ وسبحان الله الذي أتقن كل شي !!‪...‬‬
‫وبمناسبة ذكر الخمار أقول لمن تركت الخمار فضل ً‬
‫عن النقاب والحجاب ‪ :‬انظري كيف كان الخمار من‬
‫محاسن الجمال على رأس الحورية في الجنة ‪ ،‬في‬
‫‪14‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫حين تتعلل الواحدة منكن بأنها ل تلبس الخمار لنها ل‬


‫تكون فيه أنيقة ول تليق فيه ‪ ،‬وأخرى تتعلل بأنها‬
‫ستلبسه بعد الزواج ‪ ،‬والعجيب أن بعض النساء تلبسه‬
‫أيضا ً لنها – كما تقول – ترى جمالها وأناقتها‬
‫وشخصيتها فيه ‪ ،‬وأقول للخيرة هذه ‪ :‬اجعليها لله‬
‫فالعمال بالنيات ‪.‬أ‪.‬هـ *‬
‫يقول ابن القيم في وصف عرائس الجنات ‪:‬‬
‫ليـست له الدنيا‬ ‫ونصيف إحداهن وهو خمارها‬
‫ن‬
‫من الثما ِ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫للقلب من عل ٍ‬ ‫لله هاتيك الخيام فكم بهـا‬
‫ن‬
‫ومن أشجا ِ‬
‫ـرات حسان هن خير‬ ‫فيهن حور قاصرات الطرف خيـ‬
‫ن‬
‫حسا ِ‬
‫فالـحسن والحسان‬ ‫خيرات أخلق حسان أوجها ً‬
‫ن‬
‫متفقا ِ‬
‫***‬ ‫***‬ ‫***‬
‫ــــــــــــــــ‬
‫* امتاع السامعين في وصف الحور العين ‪ /‬ص ‪7-6‬‬
‫؟!‪ ..‬أبعد هذا تش ّ‬
‫كين في وجوب تغطية‬
‫الوجه‪!..‬؟‬
‫سؤال ؟‪:‬‬
‫الفرح والحزن ‪ ..‬تلك المشاعر أين تبدو؟‬
‫حديث العيون وفتنتها‪ ..‬أين يكمن؟‬
‫الهتمام أو اللمبالة‪ ..‬كيف نحس بهما؟‬
‫علمات الجمال والملحة‪ ..‬مشاعر الحب أو الكراهية‪.‬‬
‫كلها نقرأها في صفحات الوجه‪ ..‬فهل توافقينني‬
‫الرأي ‪...‬؟‬
‫عزيزتي‪...‬‬
‫‪15‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫طلب منك أن‬ ‫لو قدمت لك سبع صور )ليدي نساء(‪ ،‬و ُ‬
‫تحددي المرأة الجميلة من الدميمة من خلل صور‬
‫أيديهن فقط !‬
‫أظنك ستقولين بتعجب‪ :‬بالتأكيد لن أستطيع تحديد‬
‫ذلك‪ ،‬فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة‪ ،‬فمن‬
‫الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلل يدها!!‬
‫أحسنت يا موفقة‪....‬‬
‫فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلل صورة يدها‬
‫لخالفك الجميع في ذلك بينما لو قدمت لك سبع صور‬
‫لوجوه نساء مختلفات‪ ،‬لحددت مباشرة الجميلة من‬
‫الدميمة دون أن تحتاجي لن تطلبي رؤية يدها ول‬
‫قدمها!‪ ..‬فالمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما‬
‫ذهبت إليه‪..‬‬
‫قال الشيخ محمد المين الشنقيطي ‪-‬رحمه الله‪:-‬‬
‫)) ول يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها‪ ،‬ورؤيته‬
‫من أعظم أسباب الفتتان بها ‪-‬كما هو معلوم‪-‬‬
‫والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة‬
‫والبتعاد عن الوقوع فيما ل ينبغي(( ‪-‬أضواء البيان )‬
‫‪.-(6/200‬‬

‫دا‪!...‬‬
‫أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جي ً‬
‫قفي الن أمام المرأة وتحسسي وجهك بيديك‪..‬‬
‫وتأملي تلك النضارة‪ ..‬تأمليها بعمق‪ ..‬هل هان عليك‬
‫أن تلفحه النار؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام!‪...‬‬
‫احفظي وجهك في الدنيا من تلك النظرات الحارقة‬
‫ليحفظه الله من حرقة جهنم‪ ..‬واستريه عن غير‬
‫محارمك فإن الفتنة إن لم تكن في الوجه والعينين‬
‫فأين تكون؟!‪...‬‬
‫‪16‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫نعم ‪...‬‬
‫إن لم تكن في الوجه فأين تكون ‪ ...‬؟؟‬
‫تعرفي على مصدر الفتنه و استريه ل تظهريه ‪..‬فان‬
‫عزنا بإسلمنا و حجابنا ‪....‬‬

‫زعموا السفور و الختلط وسيلة *** للمجـد قوم في‬


‫المجانة أغرقوا‬
‫ً‬
‫كذبوا متى كان التعرض للخـنا *** شيئا تعز به‬
‫ق‬
‫الشعوب وتسب ُ‬

‫اللهم احفظنا من التبرج والسفور وثبتنا‬


‫أمام تيارات الغرب الحاقدة )*(‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــ‬
‫* كتاب )كيف تحتسبين الجر في حياتك اليومية( لـ) هناء‬
‫الصنيع (‬

‫ن‬ ‫ل ل ِل ْمؤْمنات يغْضضن م َ‬ ‫قال تعالى ‪ ) :‬وَقُ ْ‬


‫صارِهِ ّ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫ُ ِ َ ِ َ ُ ْ َ ِ ْ‬
‫من َْها‬ ‫ما ظ َهََر ِ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ن َول ي ُب ْ ِ‬ ‫جهُ ّ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫فظ ْ َ‬ ‫ح َ‬
‫وَي َ ْ‬
‫ن إ ِلّ‬ ‫ن ِزين َت َهُ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ن َول ي ُب ْ ِ‬ ‫جُيوب ِهِ ّ‬ ‫ن عَلى ُ‬ ‫َ‬ ‫مرِهِ ّ‬ ‫خ ُ‬‫ن بِ ُ‬ ‫ضرِب ْ َ‬ ‫وَل ْي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أوْ أب َْناِء‬ ‫ن أوْ أب َْنائ ِهِ ّ‬ ‫ن أوْ آَباِء ب ُُعول َت ِهِ ّ‬ ‫ن أوْ آَبائ ِهِ ّ‬ ‫ل ِب ُُعول َت ِهِ ّ‬
‫خوات ِهن أوَ‬ ‫ني أ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ِ ّ ْ‬ ‫ن أو ْ ب َ ِ‬ ‫وان ِهِ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ن أوْ ب َِني إ ِ ْ‬ ‫وان ِهِ ّ‬‫خ َ‬‫ن أو ْ إ ِ ْ‬ ‫ب ُُعول َت ِهِ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن غَي ْرِ أوِلي اْل ِْرب َةِ‬ ‫ن أوِ الّتاب ِِعي َ‬ ‫مان ُهُ ّ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬‫ما َ‬ ‫ن أوْ َ‬ ‫سائ ِهِ ّ‬ ‫نِ َ‬
‫‪17‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫ت‬‫م ي َظ ْهَُروا عََلى عَوَْرا ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ل ال ّ ِ‬ ‫ل أ َوِ الط ّ ْ‬


‫فَِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن الّر َ‬‫م َ‬‫ِ‬
‫ن‬
‫ن ِزين َت ِهِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬‫في َ‬ ‫خ ِ‬‫ما ي ُ ْ‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ِي ُعْل َ‬ ‫جل ِهِ ّ‬ ‫ن ب ِأْر ُ‬‫ضرِب ْ َ‬ ‫ساِء َول ي َ ْ‬ ‫الن ّ َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن ( ) النور‪:‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م تُ ْ‬‫ن لعَلك ْ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫ميعا أي َّها ال ُ‬ ‫ج ِ‬‫وَُتوُبوا إ ِلى اللهِ َ‬
‫‪0 (31‬‬
‫و العباءة المطرزة و الملونة و المخرمة من زينة‬
‫المرأة التي حرم الله عليها أن تظهرها لغير‬
‫محارمها المذكورين في الية السابقة ‪ ..‬بل إن‬
‫هذا النوع من العباءة يحتاج إلى عباءة تستر‬
‫الزينة عن أعين الرجال !‬
‫أختـاه ‪...‬‬
‫أختــاه ‪...‬‬
‫أختـــاه ‪...‬‬
‫ك‬ ‫أختاه يا بنت الخليـج تحشمـي *** ل تـرفعي عن ِ‬
‫الخمار فتندمي‬
‫ة *** و حلوة‬ ‫هذا الخمار يزيد وجهـك بهجـ ً‬
‫العينيـن أن تتحجبي‬
‫ة *** كي ل يصون‬ ‫ت كرام ً‬ ‫ك إن أرد ِ‬ ‫صوني جمـال ِ‬
‫ك أدنى ضيغم ِ‬ ‫علي ِ‬
‫ة *** عضي عليه‬ ‫ك ساع ً‬ ‫ل تعرضي عن هدي رب ِ‬
‫مدى الحياة لتغنمي‬
‫نعم ‪ ..‬ل تعرضي عن هدي الله فيعرض الله‬
‫ن‬ ‫عنك ‪ ،‬فتذكري معي قوله تعالى ‪ ) :‬وم َ‬
‫ض عَ ْ‬ ‫ن أعَْر َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫َ‬
‫مى‬
‫مةِ أعْ َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫شُرهُ ي َوْ َ‬ ‫ح ُ‬‫ضْنكا ً @ وَن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬‫مِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ري فَإ ِ ّ‬ ‫ذِك ْ ِ‬
‫صيرا ً @ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ت بَ ِ‬ ‫مى وَقَد ْ ك ُن ْ ُ‬ ‫شْرت َِني أعْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫@ َقا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك َذ َل ِ َ‬
‫سى ( الله أكبر‬ ‫م ت ُن ْ َ‬ ‫سيت ََها وَكذ َل ِك الي َوْ َ‬ ‫ك أت َت ْك آَيات َُنا فَن َ ِ‬
‫أختي الحبيبة !!‪ ...‬هل استغنيت عن رحمة الله‬
‫ك‬‫حتى في ذلك اليوم العظيم ؟!‪..‬وكيف يقبل علي ِ‬
‫‪18‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫ك وعن عبادتك –‬ ‫الله برحمته – وهو والله غني عن ِ‬


‫ثم تعرضين وتشترين الحياة الدنيا بالخرة ؟‪...‬‬
‫إنه والله خسران مبين ‪.‬‬
‫ك بهذا الحجاب ‪ ،‬بل‬ ‫واعلمي أن الله لم يظلم ِ‬
‫ك ورفع شأنك بهذا الخمار ‪.‬‬ ‫ك ورفع ِ‬ ‫أنصف ِ‬
‫ك جائرا في شرعه *** فاستمسكي‬ ‫ً‬ ‫ما كان رب ِ‬
‫بعراه حتى تسلمي‬
‫ودعي هراء القائلين سفاهة *** إن التقدم في‬
‫السفـور العجم ِ‬
‫م يبيعـون‬ ‫إن الذين تبـرأوا عن دينهم *** فهـ ُ‬
‫العفاف بدرهم ِ‬
‫ة *** أما العفاف‬ ‫ت رخيص ً‬ ‫حلل التبرج إن أرد ِ‬
‫فدونه سفك الدم ِ‬
‫أختـــاه ‪ ...‬أرجـــوك ‪...‬‬
‫ً‬
‫ل تمنحي المستشرقين تبسما *** إل ابتسامة‬
‫هم ِ‬ ‫ر متج ّ‬ ‫كاش ٍ‬
‫ة *** إن الجهالة مرة‬ ‫ك جهول ً‬ ‫أنا ل أريد بأن أرا ِ‬
‫كالعلقم ِ‬
‫فتعلمي وتثقفي و تنوري *** والحق يا أختاه‬
‫أن تتعلمي‬
‫لكنني أمسي وأصبح قائل ً *** أختاه يا بنت‬
‫الخليج تحشمي‬
‫ت الحجاب ‪ ..‬وتخلت عن‬ ‫واعلمي أختاه أنه ما نزع ِ‬
‫ة‬
‫الجلباب ‪ ..‬وسارت سافرةً أمام الجانب إل امرأ ً‬
‫فقدت الحياء ‪ ..‬وحاشاك أنت تكوني كتلك !‬
‫فإنه ل إيمان بل حياء ‪ ،‬ول جمال في المرأة بل‬
‫حت المرأة إل بحيائها وعفتها وأدبها‬ ‫د َ‬ ‫م ِ‬
‫حياء ‪ ،‬وما ُ‬
‫‪19‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫‪ ،‬وكانت مثل ً يضرب به في الحياء ‪ ..‬فقد روي عن‬


‫عائشة رضي الله عنها أنها قالت‪:‬كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم أشدّ حياءً من العذراء في‬
‫خدرها ‪.‬‬
‫ويؤلمني والله أن أكثر الفتيات في زماننا هذا قد‬
‫فقدن الحياء ‪ -‬أو على أقل تقدير ‪ -‬لم يعد للحياء‬
‫عندهن شأن ‪ ..‬بل هو رمز ودليل على‬
‫الساذجات ‪!..‬‬
‫فيا أختي الكريمة ‪...‬‬
‫صوني حياءك صوني العرض ل تهني *** وصابري واصبري‬
‫لله واحتسبي‬
‫إن الحيـاء مـن اليمـان فاتخذي *** منه حلّيك يـا أختاه‬
‫واحتجبي‬
‫و يـا لـقبح فتـاة ل حيـاء لها *** و إن تحّلت بغالي الماس‬
‫ب‬‫و الذه ِ‬
‫إن الحجاب الذي نبغيه مكرمـة *** لكـل حواء ما عابت و‬
‫ب‬
‫لم تع ِ‬
‫ة أدبـا ً *** وهـم يريدون منها قلة‬‫نريد منهـا احتشاما ً عف ً‬
‫ب!‬‫الد ِ‬
‫ت واضطررت للسفر لخارج بلد‬ ‫و إن أرد ِ‬
‫المسلمين – المتمسكين بحجابهم – فل تفرطي‬
‫في حجابك بزعم أنه غريب على أهل تلك البلد ‪،‬‬
‫وأنك سوف تجذبين البصار إليك !!‬
‫فإن هذه حيلة شيطانية تسعى لنزع حجابك بأي‬
‫حال من الحوال ‪.‬‬
‫ودينك ‪ -‬أختي الحبيبة – يدعوك إلى التمّيز ‪،‬‬
‫فلعل الله أن يهدي بك وبحجابك قلوبا ً غافلة‬
‫‪20‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫جاهلة ‪ ..‬وتذكري أن الحجاب عبادة وليس بعادة ‪،‬‬


‫أمرنا الله بالتعبد به ول يجوز لحد الجتهاد في‬
‫حكمه بعد حكم الله فيه ‪ ..‬كما أنه ل يمكن‬
‫الجتهاد في حكم الصلة في بلد الكفار بعد أن‬
‫ك‬‫حكم الله فيها ‪ ..‬فهل ستستجيبين لمن يقول ل ِ‬
‫اتركي الصلة في بلد الكفر لنك تجذبين البصار‬
‫إليك ؟ ل أظنك ستستجيبين لهذه الدعوى الباطلة‬
‫والتي ل يقرها دينك ‪ ..‬كذلك الحجاب عبادة مثل‬
‫ك أن تجتهدي فيه وتغيري من‬ ‫قل ِ‬ ‫ح ّ‬‫الصلة فكيف ُ‬
‫ت تقرئين قول الله تعالى ‪) :‬‬ ‫حكم الله فيه وأن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مرا ً أ ْ‬
‫ن‬ ‫هأ ْ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫ضى الل ّ ُ‬ ‫ذا قَ َ‬‫من َةٍ إ ِ َ‬‫مؤْ ِ‬‫ن َول ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن لِ ُ‬‫كا َ‬‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫قد ْ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه فَ َ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ص الل ّ َ‬‫ن ي َعْ ِ‬
‫م ْ‬‫م وَ َ‬ ‫مرِهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫خي ََرةُ ِ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬
‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫مِبينا ً ( ‪0‬‬ ‫ضلل ً ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬

‫أختــاه ‪...‬‬
‫ك‬
‫يا من نطق فمك بـ ) ل إله إل الله ( وأيقن قلب ِ‬
‫بها ‪ ،‬وعمَلت جوارحك بمقتضاها ‪ ..‬أكملي دينك‬
‫بحجابك ول تنظري لحثالة البشر وأتباعهم ‪ ،‬فما‬
‫ك إل ذنوبا ً وعارا ً تتلطخين بها في‬ ‫يملون علي ِ‬
‫ك !‬ ‫ك وأخرا ِ‬ ‫دنيا ِ‬
‫ك‬
‫فتذكري أن باب التوبة مفتوح ما لم يحضر ِ‬
‫ك خائبة وقد قال‬ ‫الموت ‪ ،‬وتيقني أن الله لن يرد ِ‬
‫ُ‬
‫قن َطوا‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫سَرُفوا عََلى أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬
‫عبادي ال ّذي َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ل َيا ِ َ ِ َ ِ َ‬ ‫‪ ) :‬قُ ْ‬
‫فوُر‬ ‫ْ‬
‫ه هُوَ الغَ ُ‬ ‫ً‬
‫ميعا إ ِن ّ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ب َ‬‫فُر الذ ُّنو َ‬‫ه ي َغْ ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ّ‬
‫مةِ اللهِ إ ِ ّ‬‫ح َ‬‫ن َر ْ‬‫م ْ‬
‫ِ‬
‫م( ‪0‬‬ ‫حي ُ‬
‫الّر ِ‬
‫ك أخيتي بشروط الحجاب‬ ‫كر ِ‬ ‫وقبل الختام أود ّ أن أذ ّ‬
‫الشرعي ‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫أن يكون ساترا ً لجميع البدن ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن يكون فضفاضا ل شفافا ول معطرا يفوح منه‬ ‫‪(2‬‬
‫البخور ‪.‬‬
‫أن ل يكون به ما يزينه من الفصوص و‬ ‫‪(3‬‬
‫الكريستالت و القيطان و غيرها مما يجعله كفستان‬
‫الفرح لو كان لونه أبيض ‪ ! ...‬و ل أقل من ذلك و ل أكثر‬
‫وه من الزينة ‪.‬‬‫فيجب خل ّ‬
‫أن تكون العباءة على الرأس ‪ ،‬لن العباءة على‬ ‫‪(4‬‬
‫الكتف فيها تشبه بالرجال ‪ ،‬ول يجوز للمرأة أن تتشبه‬
‫بالرجال في جميع الحوال ‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫" لعن الله المتشبهات بالرجال " أو كما قال عليه‬
‫الصلة والسلم ‪.‬‬
‫وقد حرم العلماء عباءة الكتف لما فيها من الفتنة ‪ ..‬ولكونها‬
‫تشبها ً بالرجال ‪.‬‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬

‫ك أختي الحبيبة ‪ ..‬أدركي نفسك‬ ‫وكما ذكرت ل ِ‬


‫قبل فوات الوان ‪..‬‬
‫ة *** فأهلكيه‬ ‫ك إبليس لمعصي ٍ‬ ‫وإن هوى ب ِ‬
‫ب‬‫بالستغفار ينتح ِ‬
‫ة *** سجود‬ ‫ك في السحار خاشع ً‬ ‫ةل ِ‬ ‫بسجد ٍ‬
‫ب‬
‫ف لله مقتر ِ‬‫معتر ٍ‬
‫وخير ما يغسل العاصي مدامعه *** والدمع من‬
‫ب‬‫ب أنقى من السح ِ‬ ‫تائ ٍ‬
‫‪22‬‬ ‫يا وردةً ‪ ..‬من قطاف العفاف !‬

‫ت لبس هذه‬ ‫واحتسبي الجر عند الله كلما أرد ِ‬


‫العباءة ‪ ،‬وتأملي معي ) كم مرة تخرجين في‬
‫السبوع ( ‪ ...‬؟‬
‫ففي كل مرة تلبسين فيها هذه العباءة‬
‫محتسبة أجرك على الله فسوف تنالين أجرا ً‬
‫عظيما ً ‪ ،‬وحسنات ل حصر لها سترينها في‬
‫ه( !‪...‬‬
‫دا ُ‬
‫ت يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫قد ّ َ‬ ‫م ي َن ْظُُر ال ْ َ‬
‫مْرءُ َ‬ ‫و َ‬
‫كتابك ) ي َ ْ‬
‫ك الحق حقا ً‬ ‫أسأل الله العلي العظيم أن يريني و إيا ِ‬
‫ويرزقنا إتباعه ‪ ،‬ويرينا الباطل باطل ً ويرزقنا اجتنابه ‪،‬‬
‫وأن يهدي ضال المسلمين ويردنا إليه ردا ً جميل ً ‪.‬‬
‫‪ ..‬آمــيـن ‪..‬‬

You might also like