You are on page 1of 20

‫رسائل الغوث الجيلني‬

‫المؤلف ‪ :‬الغوث المتصرف الصمداني سيدي عبد القادر الجيلني قدس الله‬
‫سره‬
‫المترجم ‪ :‬سليمان رأفت باشا والي بروسية في حكومة الدولة العثمانية‬
‫الناسخ ‪ :‬عبد الله علوي برعاية بلل لطفي افندي‬
‫اعاد اصداره من بطون المخبئات ‪ :‬انس مصطفى غازي‬
‫‪anaskhb@yahoo.com‬‬

‫الهداء‬

‫قدس‬ ‫الى روح الغوث العظم سيدي عبد القادر الجيلني‬


‫الله سره‬
‫مقدمة المخطوطة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة و السلم على سيدنا محمد و على اله و صحبه‬
‫اجمعين‬
‫اما بعد فهذه خمسة عشر مكتوبا للستاذ القطب الرباني و الغوث الصمداني‬
‫الشيخ عبد القادر الجيلني قدس سره العزيز مشتملة على حكم و مواعظ‬
‫بانواع الستعارة و التشبيه و القتباس والتضمين و التنبيه حاوية لنحو مائتين و‬
‫خمسة و سبعين اية قرانية و مشيرة الى اذواق و حالت الصوفية و حاويا‬
‫لسرار لدنية الهية و ناصحا لبرار الطرق العلية ما يفهم حقائق مبانيها ال‬
‫العارفون ول يصل لدقائق حقائقها ال الواصلون فافصحها البعض الكامل‬
‫المنتهي بالنقل عن اصلها الفارسي الى السبك اللطيف العربي لينتفع به عموم‬
‫القاصدين و المريدين فترجم عبارتها الى العربية حين صار واليا في بروسة من‬
‫البلد العثمانية المشير الكرم و النحرير الفخم سليمان رأفت باشا ** ولله در‬
‫مترجمه حيث يرفع براقع عرائس معانيه ز كشف الستار عن وجوهمبانيه ليعم‬
‫نفعه لكل من ينتمي للولياء و الصفياء و عبر بالتعبيرات الفصيحة و الترشيحات‬
‫البليغة حاويا للشارات المعاينة شامل للرموزات البيانية والبديعية فنرجو ان‬
‫يجعل الله سعي هذا المترجم مشكورا ما دام الملك و الملكوت امين‬
‫وصلى الله على سيدنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا‬
‫الى يوم الدين‬
‫المكتوب الول‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫أيها العزيز إذا أومضت بروق الشهود من غمام فيض‬

‫ن يَ َ‬
‫شاءُ‬ ‫م ْ‬
‫رهِ َ‬ ‫دي الل ّ ُ‬
‫ه ل ُِنو ِ‬ ‫ه ِ‬
‫يَ ْ‬
‫و هبت روايح الوصال من مهب عناية‬

‫ن يَ َ‬
‫شاءُ‬ ‫م ْ‬
‫مِتهِ َ‬
‫ح َ‬
‫ص ب َِر ْ‬
‫خت َ ّ‬
‫يَ ْ‬
‫تزهر رياض رياحين النس في رياض القلوب و تترنم بلبل الشوق في بساتين نغمات‬
‫َ‬
‫عَلى ُيو ُ‬
‫سفَ‬ ‫س َ‬
‫فى َ‬ ‫َيا أ َ‬
‫و تشتعل نيران الشتياق في كوانين السراير و تكل اجنحة اطيار الفكار في‬
‫فضاء العظمة من غاية الطيران و تضل عن الطريق فحول العقول في بوادي‬
‫المعرفة و تزلزل قواعد اركان الفهام من صدمة الهيبة و تجري سفن العزائم‬
‫في لجج بحار‬

‫ره‬
‫قد ْ ِ ِ‬ ‫حقّ َ‬ ‫ه َ‬‫قدَُروا الل ّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫بالِو عند تلطم امواج بحر‬ ‫ج َ‬‫كال ْ ِ‬‫وجٍ َ‬ ‫م ْ‬‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ري ب ِ ِ‬
‫ج ِ‬
‫ي تَ ْ‬
‫ه َ‬
‫و ِ‬
‫برياح َ‬
‫ه‬‫حّبون َ ُ‬ ‫وي ُ ِ‬‫همْ َ‬ ‫حب ّ ُ‬‫عشق ي ُ ِ‬
‫كا َ‬ ‫َ‬
‫خي ُْر‬
‫ت َ‬‫وأن ْ َ‬ ‫مَباَر ً َ‬ ‫من َْزًل ُ‬ ‫زل ِْني ُ‬ ‫ب أن ْ ِ‬ ‫ينادي كل واحد بلسان الحال َر ّ‬
‫ن‬‫زِلي َ‬‫من ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫سَنى‬‫ح ْ‬ ‫مّنا ال ْ ُ‬
‫م ِ‬‫ه ْ‬‫ت لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫فتدركهم سابقة عناية إ ِ ّ‬
‫دقٍ‬
‫ص ْ‬
‫عدِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫و تنزل بهم على ساحل جودي‬
‫َ‬
‫كمْ‬ ‫أل َ ْ‬
‫ستُ ب َِرب ّ ُ‬ ‫و توصلهم الى مجلس *‬

‫زَيادَةٌ‬ ‫و‬ ‫نى‬


‫َ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫سُنوا ال ْ‬ ‫ح‬ ‫و تبسط لهم سماط نعيم ل ِل ّذين أ َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫قا ُ‬‫س َ‬‫و َ‬
‫و تدير عليهم كؤوس الوصول من دنان القرب بايدي سقاة َ‬
‫هوًرا‬‫شَراًبا طَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫َرب ّ ُ‬
‫مل ْ ً‬
‫كا‬ ‫و ُ‬‫ما َ‬‫عي ً‬‫يت َثمّ َرأ َْيتَ ن َ ِ‬
‫ذا َرأ َ ْ َ‬‫وإ ِ َ‬
‫و يتشرفون بملك ابدا و دولة * َ‬
‫ك َِبيًرا‬

‫المكتوب الثاني‬
‫فيَنا‬
‫دوا ِ‬
‫ه ُ‬
‫جا َ‬‫ن َ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ايها العزيز اجعل سبيكة الطلب في بوتقة َ‬
‫سهُ‬‫ف َ‬‫م الّلهُ ن َ ْ‬‫حذُّرك ُ ُ‬
‫وي ُ َ‬
‫واثبته في نار َ‬
‫سب ُل ََنا‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي َن ّ ُ‬
‫ه ِ‬‫فيصير خاليا من الخبث حتى يليق بسكة ل َن َ ْ‬
‫نين‬
‫م ِ َ‬
‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫شت ََرى ِ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ويزيد قدرها و قيمتها في سوق إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫فسهمْ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬‫ن لَ ُ‬ ‫م ب ِأ ّ‬ ‫وال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫وأ ْ‬
‫َ‬ ‫أن ْ ُ َ ُ‬
‫دينُ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫خاِلصُ‬ ‫واجعل هذا راس مالك فيحصل لك بضاعة أَل ل ِل ّ ِ‬
‫ه ال ّ‬
‫و يكشف لك رمز من اسرار *والمخلصون على خطر عظيم*‬

‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬


‫ف‬ ‫م‬‫ل‬‫َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ص‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫رح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ويلمع لك شعاع من انوار أ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ن َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫عَلى ُنو ٍ‬‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫عوِني أ ْ‬ ‫فيتحرك في قلبك باعة ادْ ُ‬
‫ل*‬ ‫َ‬
‫قِلي ٌ‬ ‫تاع الدّن َْيا‬ ‫م َ ُ‬‫ل َ‬ ‫ق ْ‬‫و ترتقي من حضيض ُ‬
‫قى*‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫خي ٌْر ل ِ َ‬
‫خَرةُ َ‬ ‫واْل َ ِ‬‫الى اوج * َ‬
‫ريدِ‬‫و ِ‬‫ل ال ْ َ‬
‫حب ْ ِ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْ ِ‬‫قَر ُ‬‫ن أَ ْ‬‫ح ُ‬ ‫ون َ ْ‬
‫و تشم من نسيم قرب َ‬
‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ق ِ‬‫لتهتز منك شجرة قلبك و تتعرى من الغيار بعواطف صريف ُ‬
‫ذَْر ُ‬
‫همْ‬
‫ها آ َ َ‬
‫خَر‬ ‫ه إ ِل َ ً‬
‫ع الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫فَل ت َ ْ ُ‬
‫دع َ‬ ‫في بستان تجريد َ‬
‫سَنى‬ ‫مّنا ال ْ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫قتْ ل َ ُ‬ ‫سب َ َ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫ويهب عليك من رياح ربيع إ ِ ّ‬
‫شاءُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جت َِبي إ ِل َي ْ ِ‬ ‫و يمطر عليك شابيب الفضل و سحائب الل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬
‫عل ْ ً‬
‫ما‬ ‫ن ل َدُّنا ِ‬‫م ْ‬ ‫مَناهُ ِ‬ ‫عل ّ ْ‬
‫و َ‬‫بقطرات فيض فتخضر رياض القلوب من نبات َ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ريب ِ‬
‫ق ِ ٌ‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬‫و تثمر اشجار بساتين الرواح من ثمرات إ ِ ّ‬
‫سِنينَ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫قّرُبونَ‬ ‫ها ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫ب بِ َ‬
‫شَر ُ‬ ‫عي ًْنا ي َ ْ‬
‫و تجري عيون الوصول من ينبوع َ‬
‫شاءُ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ضلُ الّلهِ ي ُ ْ‬
‫ؤِتي ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫مبشر اقبال ذلك َ‬
‫ة ال ِّتي‬ ‫فوا وَل ت َحزُنوا َ‬ ‫ويبشر ببشارة أ َّل ت َ َ‬
‫شُروا ِبال ْ َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫وأب ْ ِ‬‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫خا ُ‬
‫دونَ‬
‫ع ُ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ُتو َ‬
‫ه‬
‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬‫وَر ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ه َ‬‫ضيَ الل ّ ُ‬ ‫و ينادي رضوان جنات نعيم َر ِ‬
‫مُلو َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬
‫تَ ْ‬ ‫م‬‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬‫هِنيًئا ب ِ َ‬
‫شَرُبوا َ‬ ‫بنداء ك ُُلوا َ‬
‫وا ْ‬

‫المكتوب الثالث‬
‫ه‬ ‫خيه )*( وأ ُمه َ‬ ‫فرّ ال ْمرءُ من أ َ‬
‫وأِبي ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫و َ‬‫ايها العزيز خف من ي َ ْ‬
‫ه‬
‫وب َِني ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حب َت ِ ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫و َ‬‫)*( َ‬
‫خ ُ‬ ‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬
‫فوهُ‬ ‫و تُ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫في أن ْ ُ ِ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫دوا َ‬ ‫ن ت ُب ْ ُ‬‫و تفكر في محاسبة إ ِ ْ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫م بِ ِ‬ ‫سب ْك ُ ْ‬
‫حا ِ‬ ‫يُ َ‬
‫كاْل َن ْ َ‬
‫عامِ‬ ‫ك َ‬ ‫ول تشتغل لحظوظ ُأول َئ ِ َ‬
‫فاذْك ُُروِني أ َذْك ُْر ُ‬
‫كمْ‬ ‫َ‬ ‫واخفض راسك في مراقبة‬
‫ضَرةٌ )*( إ َِلى َرب ّ َ‬
‫ها‬ ‫ذ َنا ِ‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫و َ‬ ‫جوهٌ ي َ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫وافتح عين قلبك في مشاهدة ُ‬
‫ة‬
‫َناظَِر ٌ‬
‫ها‬‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ول َك ُ ْ‬‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫هي أ َن ْ ُ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬
‫م ِ‬‫ول َك ُ ْ‬
‫واذكر من نعيم َ‬
‫ن‬‫عو َ‬ ‫ما ت َدّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عو‬ ‫ه ي َدْ ُ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫م‪َ -‬‬ ‫جبْ ل َك ُ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫عوِني أ ْ‬ ‫عسى تسمع بقلبك نداء * ادْ ُ‬
‫دار ال ّ َ‬ ‫إ َِلى َ ِ‬
‫سلم ِ‬
‫و‬
‫ه ٌ‬ ‫ول َ ْ‬‫عبٌ َ‬ ‫حَياةُ الدّن َْيا ل َ ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬‫و تنبه من غفلة نوم إ ِن ّ َ‬
‫ساب ِ ُ‬
‫قونَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قو َ‬‫ساب ِ ُ‬‫وال ّ‬ ‫واسلك على قدم راسك في طلب درجات َ‬
‫م‬ ‫عي‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ج‬ ‫في‬‫ِ‬ ‫)*(‬ ‫ن‬ ‫بو‬ ‫ر‬‫ق‬‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫)*( ُ‬
‫أو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ه‬
‫عَباِد ِ‬ ‫ه لَ ِ‬
‫طيف ب ِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫الل ّ ُ‬ ‫و تركض جواد همتك عسى يستقبلك مبشر الطاف‬

‫شَرى‬ ‫م ال ْب ُ ْ‬ ‫باطباق هدايا ل َ ُ‬


‫ه ُ‬
‫ض‬ ‫ر‬ ‫ت واْل َ‬ ‫ول ِل ّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫وا ِ َ‬‫ما َ‬‫س َ‬‫جُنودُ ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫و تظفر بعساكر َ‬
‫مِبينٌ‬ ‫دوّ ُ‬
‫ع ُ‬
‫ن َ‬
‫سا ِ‬ ‫ن ل ِْل ِن ْ َ‬‫طا َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫على اعداء إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫سوءِ‬ ‫ماَرةٌ ِبال ّ‬ ‫س َل ّ‬‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬
‫و تخلص من شبكة إ ِ ّ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫عل ّ ُ‬‫وي ُ َ‬‫ه َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫وات ّ ُ‬
‫و تظهر على قلبك رقوم لطايف اسرار َ‬
‫ك‬
‫ل َرب ّ ِ‬‫سب ُ َ‬‫كي ُ‬ ‫سل ُ ِ‬
‫فا ْ‬ ‫و تّذكر طاير روحك حظاير القدم ويطير في فضاء َ‬
‫ذُل ًُل‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫بجناح الشوق و تجتبي من ثمار النس في بساتين ك ُِلي ِ‬
‫م ْ‬
‫ت‬ ‫الث ّ َ‬
‫مَرا ِ‬
‫و تجتلي مرآة سرك من لوامع انوار التجليات فيكشف عليك سر * ُيوِلجُ‬
‫ر*‬
‫ها ِ‬
‫في الن ّ َ‬‫ل ِ‬‫الل ّي ْ َ‬
‫مَباَر ً‬
‫كا‬ ‫ماءً ُ‬
‫ء َ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬
‫ن ال ّ‬‫م َ‬‫ون َّزل َْنا ِ‬
‫و تخضر روضة قلبك من امطار مراحم * َ‬
‫َ َ‬
‫صيدِ *‬‫ح ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬‫و َ‬
‫ت َ‬
‫جّنا ٍ‬
‫ه َ‬
‫فأن ْب َت َْنا ب ِ ِ‬

‫مي ًْتا‬ ‫ه ب َل ْ َ ً‬ ‫َ‬


‫دة َ‬ ‫حي َي َْنا ب ِ ِ‬‫وأ ْ‬ ‫فتصير كلها كروضة ادم و تفهم سر رموزات َ‬
‫م‬
‫و َ‬‫ك ال ْي َ ْ‬‫صُر َ‬ ‫فب َ َ‬‫ءكَ َ‬ ‫طا َ‬ ‫غ َ‬ ‫عن ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫فَنا َ‬ ‫فك َ َ‬
‫ش ْ‬ ‫و يكشف عنك استار * َ‬
‫د*‬
‫دي ٌ‬‫ح ِ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫فتستغرق انت في كمال المشاهدة مرة تغرق من بحار استغنا إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬
‫ن ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫لَ َ‬
‫غِنيّ َ‬
‫و مرة تتحذر من ورطة سموم هيبة أ َ َ َ‬
‫كرَ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬
‫مُنوا َ‬‫فأ ِ‬
‫وَل‬
‫َ‬ ‫و مرة من الشوق تترنم كالعندليب في بستان التمجيد عند هبوب نسيم‬
‫وح الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ن َر ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سوا ِ‬ ‫ت َي ْئ َ ُ‬
‫وَل‬ ‫فترتفع عقيرتك من غلبات الوجود بنفحات إّني َل َ‬
‫ف لَ ْ‬
‫س َ‬
‫ريحَ ُيو ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ن تُ َ‬ ‫َ‬
‫دو ِ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫أ ْ‬

‫ديم ِ‬ ‫ضَلِلكَ ال ْ َ‬
‫ق ِ‬ ‫في َ‬ ‫ك لَ ِ‬‫إ ِن ّ َ‬ ‫َتالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫فيقول الحساد بلسان الملمة‬

‫صيًرا‬ ‫ه َ‬
‫فاْرت َدّ ب َ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ج ِ‬‫و ْ‬‫َ‬ ‫عَلى‬ ‫أ َل ْ َ‬
‫قاهُ َ‬ ‫فلما راو تاثير‬

‫ن‬
‫خاطِِئي َ‬ ‫فْر ل ََنا ذُُنوب ََنا إ ِّنا ك ُّنا َ‬ ‫غ ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫فدعوا بالتضرع والعجز ا ْ‬
‫عل َي َْنا‬
‫ه َ‬ ‫قدْ آ َث َ َ َ‬
‫رك الل ّ ُ‬ ‫ه لَ َ‬
‫وقالوا بالصدق و الخلص َتالل ّ ِ‬
‫مت َِني‬ ‫عل ّ ْ‬‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫قدْ آ َت َي ْت َِني ِ‬ ‫ب َ‬ ‫وانت تقول في مناجاة َر ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ت واْل َ‬ ‫َ‬ ‫من ت َأ ْويلِ اْل َ‬
‫ض أن ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ما‬
‫َ َ‬ ‫س‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫فا‬ ‫ث‬‫ِ‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫حا‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫قِني‬ ‫ح ْ‬ ‫وأ َل ْ ِ‬
‫ما َ‬ ‫سل ِ ً‬ ‫م ْ‬‫فِني ُ‬ ‫و ّ‬‫ة تَ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫واْل َ ِ‬ ‫في الدّن َْيا َ‬ ‫ول ِّيي ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ِبال ّ‬

‫المكتوب الرابع‬
‫ايها العزيز التغافل و الغرور بالحياة الدنيا ليس بعلمات السعادة اما تسمع‬
‫بسمع القلب خطاب‬

‫ن اْل َ ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫خَر ِ‬ ‫م َ‬‫ة الدّن َْيا ِ‬
‫حَيا ِ‬‫ضيُتمْ ِبال ْ َ‬ ‫أَر ِ‬
‫في‬
‫و ِ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫مى‬ ‫ع‬ ‫هذه أ َ‬ ‫ن َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫في َ ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫اما تخاف من وعيد َ‬
‫سِبيًل‬ ‫ل َ‬ ‫وأ َ َ‬
‫ض ّ‬ ‫مى َ‬ ‫ة أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫خَر ِ‬‫اْل َ ِ‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬
‫و ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ساب ُ ُ‬ ‫ح َ‬‫س ِ‬ ‫ب ِللّنا ِ‬ ‫قت ََر َ‬ ‫اما تتفكر في تهديد ا ْ‬
‫ضونَ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬
‫ة ُ‬ ‫فل َ ٍ‬ ‫غ ْ‬‫َ‬

‫زد ْ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ة نَ ِ‬‫خَر ِ‬ ‫حْرثَ اْل َ ِ‬ ‫ريدُ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫اما تذكر في توبيخ َ‬
‫ما‬
‫و َ‬‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬‫ه ِ‬ ‫رث الدّن َْيا ن ُ ْ‬
‫ؤت ِ ِ‬ ‫ح ْ َ‬ ‫ريدُ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫حْرث ِ ِ‬
‫في َ‬‫ِ‬
‫ب‬‫صي ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل َ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫اما تتنبه َ َ‬
‫حَياةَ الدّن َْيا )*(‬ ‫وآ َث ََر ال ْ َ‬ ‫غى )*( َ‬ ‫ن طَ َ‬ ‫م ْ‬‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬
‫حيم هي ال ْمأ ْ‬
‫وى‬ ‫َ َ‬ ‫ج ِ َ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫الى متى تتحير في تيه الغفلة و تتقيد بقيد الشهوات ادخل الى صومعة‬
‫ُتوُبوا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه‬
‫كمْ‬‫وأ َِنيُبوا إ َِلى َرب ّ ُ‬ ‫و توجه بتلك الحضرة في محراب َ‬
‫فطََر‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ل ِل ّ ِ‬ ‫ه َ‬‫ج ِ‬ ‫و ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ه ُ‬
‫ج ْ‬‫و ّ‬ ‫وقل بلسان الصدق إ ِّني َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فا وما أ َ‬ ‫ً‬ ‫ت واْل َ‬
‫كي َ‬
‫ر ِ‬‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫وا ِ َ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫ال ّ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬
‫وَبةَ َ‬
‫ل الت ّ ْ‬ ‫ذي ي َ ْ‬
‫قب َ ُ‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫ه َ‬‫و ُ‬
‫عسى يكشف لك نفائس أسرار َ‬
‫سي َّئا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ع ِ‬‫فو َ‬ ‫ع ُ‬
‫وي َ ْ‬
‫ه َ‬
‫عَباِد ِ‬
‫ِ‬
‫م‬
‫حي ٌ‬‫فورٌ َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫من خزائن إ ِ ّ‬
‫ب‬
‫ح ّ‬
‫وي ُ ِ‬
‫واِبينَ َ‬‫ب الت ّ ّ‬
‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫و يبشرك بمزيد عناية إ ِ ّ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫مت َطَ ّ‬
‫ه ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫من ت َ َ‬
‫شاءُ‬ ‫عّز َ ْ‬
‫فتدرج لمدارج ت ُ ِ‬
‫قاُلوا َرب َّنا الل ّ ُ‬
‫ه ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ن َ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫ويناديك القبال بلسان الحال ( إ ِ ّ‬
‫ن*‬‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وَل ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ف َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫فَل َ‬
‫خ ْ‬ ‫موا َ‬ ‫ست َ َ‬
‫قا ُ‬ ‫ا ْ‬

‫المكتوب الخامس‬
‫ايها العزيز اذا طلعت شموس المعارف من مطالع سموات السرائر لتنور‬
‫ها‬
‫ض ب ُِنورِ َرب ّ َ‬
‫َ‬
‫ت اْلْر ُ‬‫ق ِ‬‫شَر َ‬‫وأ َ ْ‬
‫اراضي القلوب من نور َ‬
‫عن ْ َ‬
‫ك‬ ‫فَنا َ‬ ‫ش ْ‬‫فك َ َ‬‫ترتفع اغطية ظلم الجهالة عن بصاير العقول بكحل َ‬
‫ك*‬‫طاءَ َ‬‫غ َ‬‫ِ‬
‫فتتحير عيون بواطن الفهام في مشاهدة لوامع انوار القدس و تتعجب‬
‫خواطر الفكار من مكاشفة عجائب اسرار الملكوت و تتيه من هيجان‬
‫الشوق في بواد الطلب فتأنس في مواطن القرب من غلبات الشوق و‬
‫منادي‬

‫ناس‬
‫ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ضلٍ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫* إِ ّ‬
‫ما ك ُن ْ ُ ْ‬
‫تم‬ ‫ينادي و هو مع ُ ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫كم أي ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ه إ ِل َ ً‬
‫ها‬ ‫ع الل ّ ِ‬
‫م َ‬ ‫عُلوا َ‬ ‫ج َ‬‫وَل ت َ ْ‬ ‫فلما اطلع على سر المعية فقد وجوده َ‬
‫خرَ‬‫آَ َ‬
‫يءٌ‬
‫ش ْ‬ ‫ن اْل َ ْ ِ‬
‫مر َ‬ ‫م َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل َي ْ َ‬ ‫فلما غاص في بحار فناء‬

‫ليحصل جوهرة التوحيد رمت به امواج الغيرة في بحر محيط العظمة‬


‫ب إ ِّني ظَل َ ْ‬
‫متُ‬ ‫َر ّ‬ ‫فكلما قصد الساحل وقع في ورطة الحيرة فيقول‬
‫سي‬ ‫نَ ْ‬
‫ف ِ‬
‫ر‬ ‫وال ْب َ ْ‬
‫ح ِ‬ ‫في ال ْب َّر َ‬ ‫مل َْنا ُ‬
‫همْ ِ‬ ‫ح َ‬
‫و َ‬
‫فتدركه مراكب امداد الطاف َ‬
‫ن نَ َ‬
‫شاءُ‬ ‫م ْ‬
‫مت َِنا َ‬
‫ح َ‬
‫صيبُ ب َِر ْ‬
‫فتنزله على ساحل لطف * ن ُ ِ‬
‫يءٍ‬ ‫كلّ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ه بِ ُ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫و تسلم اليه مفاتيح خزائن اسرار َ‬
‫حي ً‬
‫طا‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫هى‬ ‫ك ال ْ ُ‬
‫من ْت َ َ‬ ‫ن إ َِلى َرب ّ َ‬‫وأ ّ‬ ‫و تطلعه على رموز َ‬
‫حى‬ ‫َ‬ ‫حى إ َِلى َ‬ ‫فتعلم معنى َ َ‬
‫و َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ه َ‬‫د ِ‬
‫عب ْ ِ‬ ‫و َ‬
‫فأ ْ‬
‫َ‬
‫ه ال ْك ُب َْرى‬ ‫ت َرب ّ ِ‬‫ن آ ََيا ِ‬
‫م ْ‬
‫قدْ َرأى ِ‬ ‫و تفهم اشارة ل َ َ‬

‫المكتوب السادس‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جت َِبي إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ايها العزيز اذا غلبت عساكر جذبات عناية الل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬
‫يَ َ‬
‫شاءُ‬
‫*أزمة القلوب ذلت وراضت طوامح النفوس المارة بلجام رياضة‬
‫هاِدهِ‬
‫ج َ‬
‫حق ِ‬ ‫في الل ّ ِ‬
‫ه َ ّ‬ ‫دوا ِ‬
‫ه ُ‬
‫جا ِ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫وادخلت جبابرة الهوية في سجن التقوى و سلسل المجاهدة و قيدت‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫عوا الّر ُ‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫فراعنة المنية باغلل‬

‫جزَ‬‫ءا ي ُ ْ‬
‫سو ً‬‫ل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫تادبت اعمال الرادات والختيارات بتاديب َ‬
‫ه‬
‫بِ ِ‬
‫ة‬
‫قْري َ ً‬ ‫خُلوا َ‬ ‫ذا دَ َ‬ ‫مُلوكَ إ ِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫و نادى منادي الحال بلسان الصدق إ ِ ّ‬
‫ها أ َِذل ّ ً‬
‫ة‬ ‫عّزةَ أ َ ْ‬
‫هل ِ َ‬ ‫عُلوا أ َ ِ‬‫ج َ‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫دو‬
‫ُ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫أَ‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬ ‫فاذا صفت و طهرت عرصة القلوب من لوث شوائب اكدار‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬‫ن يُ ْ‬ ‫فل َ ْ‬
‫سَلمِ ِديًنا َ‬ ‫غْيرَ اْل ِ ْ‬
‫غ َ‬
‫ي َب ْت َ ِ‬
‫في‬‫ب ِ‬ ‫ك ك َت َ َ‬ ‫و تعطرت حدائق الرواح من نسائم لظائف ُأول َئ ِ َ‬
‫مان‬
‫لي َ َ‬‫همُ ا ْ ِ‬ ‫ُ ُ‬
‫قلوب ِ ِ‬
‫رهِ‬‫تم ُنو ِ‬ ‫م ِ ّ‬‫ه ُ‬ ‫والل ّ ُ‬‫صارت مشكاة الضمير من لوامع انوار َ‬
‫غي َْر اْل َْرضِ‬
‫دل اْل َْرضُ َ‬
‫م ت ُب َ ّ ُ‬
‫و َ‬
‫مرآة بوارق شهود ي َ ْ‬
‫صفة حاله و تتلشى رواسي الشواق * هباءا منثورا *‬

‫ي‬
‫ه َ‬
‫و ِ‬
‫مدَةً َ‬
‫جا ِ‬
‫ها َ‬
‫سب ُ َ‬
‫ح َ‬ ‫وت ََرى ال ْ ِ‬
‫جَبالَ ت َ ْ‬ ‫ويقول لسان الصدق َ‬
‫ب‬
‫حا ِ‬‫س َ‬ ‫مّر ال ّ‬ ‫مّر َ‬
‫تَ ُ‬
‫صورِ‬
‫في ال ّ‬ ‫ف َ‬
‫خ ِ‬ ‫ون ُ ِ‬
‫و نفخ اسرافيل العشق صور َ‬
‫في‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ت َ‬‫وا ِ‬‫ما َ‬‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫ق َ‬
‫ع َ‬
‫ص ِ‬ ‫حتى يظهر صاعقة َ‬
‫ف َ‬
‫ض‬ ‫ْ َ‬
‫الْر ِ‬
‫فَزعُ اْل َك ْب َُر‬
‫م ال ْ َ‬‫ه ُ‬ ‫فيدركهم و عليهم مبشر اقبال َل ي َ ْ‬
‫حُزن ُ ُ‬
‫ق‬
‫صد ْ ٍ‬‫عد ِ‬ ‫ق َ ِ‬ ‫م ْ‬
‫في َ‬ ‫و يدعوهم الى عليين ِ‬
‫م‬ ‫كمُ ال ْي َ ْ‬
‫و َ‬ ‫شَرا ُ‬‫ببشارة رضوان ب ُ ْ‬
‫م‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م طِب ْت ُ ْ‬ ‫سَلمٌ َ‬‫ويفتح لهم ابواب جنات النعيم و يقول لهم َ‬
‫ن‬
‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬ ‫خُلو َ‬
‫ها َ‬ ‫َ‬
‫فادْ ُ‬

‫عدَهُ‬ ‫و ْ‬‫قَنا َ‬‫صد َ َ‬


‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫مدُ ل ِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬‫قاُلوا ال ْ َ‬
‫و َ‬
‫و هم يقولون َ‬
‫وأ َورث ََنا اْل َرض ن َت َب ُ‬
‫م‬
‫ع َ‬‫فن ِ ْ‬‫شاءُ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ة َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫جن ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مِلي َ‬ ‫عا ِ‬ ‫جُر ال ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫المكتوب السابع‬
‫وَل‬ ‫م ال ْ َ‬
‫حَياةُ الدّن َْيا َ‬ ‫غّرن ّك ُ ُ‬ ‫فَل ت َ ُ‬ ‫ايها العزيز تجاوز عن عالم غرور َ‬
‫غُروُر‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫كم ِبالل ّ ِ‬
‫غّرن ّ ُ ْ‬
‫يَ ُ‬
‫ضَرةَ‬ ‫م نَ ْ‬‫ه ْ‬‫ه ِ‬
‫جو ِ‬‫و ُ‬
‫في ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫واذكر منازل اهل الحضور ت َ ْ‬
‫عيم ِ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫ن‬
‫حا ٌ‬‫وَري ْ َ‬
‫ح َ‬‫و ٌ‬‫فَر ْ‬‫عسى تشم بمشام قلبك رائحة من نفحات بستان َ‬
‫عيم ٍ‬ ‫ة نَ ِ‬‫جن ّ ُ‬‫و َ‬‫َ‬
‫خُتوم ٍ )*(‬ ‫م ْ‬‫ق َ‬‫حي ٍ‬
‫ن َر ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬
‫ق ْ‬ ‫و يشرب جرعة من جام ي ُ ْ‬
‫سكٌ‬ ‫م ْ‬
‫مهُ ِ‬ ‫خَتا ُ‬
‫ِ‬
‫ن َرّبكَ‬ ‫م ْ‬‫حقّ ِ‬‫ك ال ْ َ‬‫جاءَ َ‬ ‫و يكشف عليك دقائق لقد َ‬

‫ضّر َ‬
‫ك*‬ ‫ك وَل َ ي َ ُ‬ ‫فعُ َ‬
‫ما ل َ َين َ‬‫ن الل ّهِ َ‬
‫دو ِ‬
‫من ُ‬ ‫وانت على بساط تفريد وَل َ ت َد ْع ُ ِ‬
‫ص*‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قص ع َل َي َ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬‫كأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن نَ ُ ّ‬‫ح ُ‬
‫و تسمع من مسامرات انس * ن َ ْ‬
‫م ْ‬
‫شُهودٍ*‬ ‫و سر وَ َ‬
‫شاه ِد ٍ وَ َ‬
‫ن‬ ‫عَباد ِ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فتارة تطرب من عناية الشوق بالتذاذ نغمات خطاب * فَب َ ّ‬
‫شْر ِ‬
‫ل فَيتبعو َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه*‬
‫سن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫قو ْ َ َ ّ ِ ُ َ‬ ‫مُعو َ‬
‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫م كَ َ‬
‫ما‬ ‫ق ْ‬ ‫و تارة تخفض راسك من مراقبة الحزن من سطوة هيبة َفا ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫معَ َ‬
‫ك*‬ ‫ُ‬
‫ب َ‬
‫من َتا َ‬
‫ت وَ َ‬
‫مْر َ‬
‫أ ِ‬
‫ميعًا*‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫ج ِ‬ ‫موا ْ ب ِ َ‬
‫حب ْ ِ‬ ‫ص ُ‬
‫و تارة تتمسك بحبل متين َواع ْت َ ِ‬
‫عند ِ الل ّ ِ‬
‫ه*‬ ‫ن ِ‬ ‫صُر إ ِل ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ما الن ّ ْ‬
‫و تارة تتعلق بمعلق * وَ َ‬
‫م*‬ ‫حي ٌ‬ ‫م ل ََرُءو ٌ‬
‫ف ّر ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ب ِك ُ ْ‬ ‫و تارة تنجوا بساحل * وَإ ِ ّ‬
‫شرِ ْ‬
‫ك ب ِعَِباد َةِ َرب ّهِ *‬ ‫صاِلحا ً وََل ي ُ ْ‬ ‫مل ً َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫و تجني من حدائق * فَل ْي َعْ َ‬
‫م ْ‬

‫مُلوا ْ *‬
‫ما ع َ ِ‬
‫م ّ‬
‫ت ّ‬
‫جا ٌ‬ ‫و تغرف بايدي الخلص من انهار وَل ِك ُ ّ‬
‫ل د ََر َ‬
‫ن*‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫ماِتي ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫م َ‬‫حَيايَ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كي وَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫صل َِتي وَن ُ ُ‬
‫ن َ‬
‫في ظل صورة إ ِ ّ‬
‫و تتمتع من مايدة نعيم * وم َ‬
‫شُروا ْ ب ِب َي ْعِك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ست َب ْ ِ‬‫ن الل ّهِ َفا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أوَْفى ب ِعَهْد ِهِ ِ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ذي َباي َعُْتم ب ِهِ *‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫م وََل أنت ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬
‫ف ع َل َي ْك ُ ُ‬
‫خو ْ ٌ‬ ‫عَباد ِ َل َ‬‫و تسمع من منادي الفضل نداء * َيا ِ‬
‫ن*‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫تَ ْ‬

‫المكتوب الثامن‬
‫ايها العزيز اذا وصلت نعمة امير النس لمسامع القلوب تذكرت لذايذ‬
‫َ‬
‫م*‬‫ت ب َِرب ّك ُ ْ‬ ‫نغمات أل َ ْ‬
‫س ُ‬
‫و سكرت من حالت * َقاُلوا ْ ب ََلى *‬
‫َ‬
‫ف*‬ ‫فى ع ََلى ُيو ُ‬
‫س َ‬ ‫س َ‬ ‫و يترنم عندليب الحزان باوتار * َيا أ َ‬
‫م‬ ‫ن فَهُوَ ك َ ِ‬
‫ظي ٌ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫حْز ِ‬ ‫م َ‬
‫ت ع َي َْناه ُ ِ‬
‫ض ْ‬
‫و يصوت عود الكروب برنة انكسار * َواب ْي َ ّ‬
‫*‬
‫حْزِني إ َِلى الل ّهِ *‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫ش ُ‬
‫كو ب َّثي وَ ُ‬ ‫وواصل طنبور الفراق بصدا إ ِن ّ َ‬
‫مي ٌ‬
‫ل*‬ ‫ج ِ‬ ‫بايقاع فَ َ‬
‫صب ٌْر َ‬
‫سَنا‬ ‫ولمع بروق جذبات الشوق في فضاء سموات السراير لمعان ي َ َ‬
‫كاد ُ َ‬
‫َ‬
‫ب ِباْلب ْ َ‬
‫صارِ *‬ ‫ه ي َذ ْهَ ُ‬
‫ب َْرقِ ِ‬
‫بحيث تنطمس بصاير عيون العقول و تقطر عبرات السف من سحايب‬
‫خَرةِ ن َزِد ْ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ث اْل ِ‬
‫حْر َ‬
‫ريد ُ َ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫عين الرواح و تخضر مزرعة اراضي * َ‬
‫ه*‬‫حْرث ِ ِ‬
‫ِفي َ‬
‫م ك َِثيَرة ً *‬
‫مَغان ِ َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫بنباتات وَع َد َك ُ ُ‬
‫ه*‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ل ع ََلى الل ّهِ فَهُوَ َ‬
‫ح ْ‬ ‫من ي َت َوَك ّ ْ‬ ‫و تعطر حدائق امثال وَ َ‬
‫َ‬
‫ه*‬ ‫مرِ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َبال ِغُ أ ْ‬ ‫بنفحات روايح * إ ِ ّ‬
‫ر‬ ‫بالكلية و تثمر اغصان اشجار الصبر بثمار إنما يوّفى الصابرو َ‬
‫هم ب ِغَي ْ ِ‬ ‫جَر ُ‬‫نأ ْ‬ ‫ّ ُِ َ‬ ‫ِّ َ ُ َ‬
‫ب*‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬‫ِ‬
‫طاؤ ُنا َفامن َ َ‬
‫ر‬
‫ك ب ِغَي ْ ِ‬‫س ْ‬‫م ِ‬ ‫ن أوْ أ ْ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫ذا ع َ َ َ‬ ‫في غاية الكمال و تهتز برياح عناية هَ َ‬
‫ب*‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫فادٍ‬
‫من ن ّ َ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ذا ل َرِْزقَُنا َ‬
‫ن هَ َ‬
‫ة * ينادي * إ ِ ّ‬
‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ذو الّر ْ‬ ‫ك ال ْغَ ُ‬
‫فوُر ُ‬ ‫و منادي وََرب ّ َ‬

‫المكتوب التاسع‬
‫ل الل ّهِ *‬
‫سِبي ِ‬
‫عن َ‬ ‫ضل ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫وى فَي ُ ِ‬ ‫ايها العزيز اعرض عن دواعي شهوات وََل ت َت ّب ِِع ال ْهَ َ‬
‫عن ذ ِك ْرَِنا *‬‫ه َ‬ ‫فل َْنا قَل ْب َ ُ‬‫ن أ َغ ْ َ‬
‫م ْ‬‫واخرج من غفلة مواطن * وََل ت ُط ِعْ َ‬
‫من ذ ِك ْرِ الل ّهِ *‬
‫ة قُُلوب ُُهم ّ‬
‫سي َ ِ‬ ‫ل ل ّل ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫واجتنب صحبة اهل قسوة فَوَي ْ ٌ‬
‫ْ‬ ‫كم من قَب َ‬
‫مَرد ّ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ّل َ‬
‫ي ي َوْ ٌ‬
‫ل أن ي َأت ِ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫جيُبوا ل َِرب ّ ُ ّ‬
‫ست َ ِ‬‫واستمع بسمع قلبك من منادي ا ْ‬
‫ن الل ّهِ *‬‫م َ‬‫ِ‬
‫ْ‬
‫م ل ِذ ِك ْرِ الل ّهِ *‬
‫شعَ قُُلوب ُهُ ْ‬ ‫مُنوا َأن ت َ ْ‬
‫خ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫نداء * أل َ ْ‬
‫م ي َأ ِ‬
‫كم ِبالل ّهِ ال ْغَُروُر *‬ ‫وانتبه من نوم غرور وََل ي َغُّرن ّ ُ‬

‫دى‬‫س ً‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َأن ي ُت َْر َ‬ ‫سا ُ‬ ‫باِْ‬


‫لن َ‬ ‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫تنبه أي َ ْ‬
‫عن ذ ِك ْرِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫جاَرة ٌ وََل ب َي ْعٌ َ‬ ‫ل ّل ت ُل ِْهيهِ ْ‬
‫م تِ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫واسال عن اخبار مقامات اهل حضور رِ َ‬
‫*‬
‫ل إ ِل َي ْهِ ت َب ِْتيل ً *‬
‫وسافر الى كعبة المقصود بقدم الراس في بادية انقطاع وَت َب َت ّ ْ‬

‫ري إ َِلى الل ّهِ *‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫م ِ‬‫ضأ ْ‬ ‫م * على راحلة تفويض وَأفَوّ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ثُ ّ‬
‫م ذ َْرهُ ْ‬ ‫بزاد تجريد قُ ِ‬
‫ن*‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫كوُنوا ْ َ‬‫مع قافلة اهل صدق وَ ُ‬

‫ة ل َّها‬ ‫َْ‬ ‫َ‬


‫ض ِزين َ ً‬ ‫ما ع َلى الْر ِ‬ ‫جعَل َْنا َ‬ ‫و اعبر عن مساكن رخارف دنيا إ ِّنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة*‬ ‫م وَأوْل َد ُك ُ ْ‬
‫م فِت ْن َ ٌ‬ ‫وال ُك ُ ْ‬
‫م َ‬‫ما أ ْ‬‫واسلم من سبل مهالك فتن أن ّ َ‬
‫خذ َ إ َِلى َرب ّهِ َ‬
‫سِبيل ً‬ ‫شاء ات ّ َ‬ ‫من َ‬ ‫ن هَذ ِهِ ت َذ ْك َِرةٌ فَ َ‬‫واستقبل منهاج مسالك هدى إ ِ ّ‬
‫ضط َّر إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫عاه ُ *‬
‫ذا د َ َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫من ي ُ ِ‬ ‫وادع بلسان اضطرار * أ ّ‬
‫م*‬ ‫قي َ‬‫مست َ ِ‬ ‫صَرا َ‬
‫ط ال ُ‬ ‫بالتضرع والعجز قائل * اهد َِنــــا ال ّ‬
‫ف ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م وَل َ هُ ْ‬
‫م‬ ‫خو ْ ٌ‬ ‫ن أ َوْل َِياء الل ّهِ ل َ َ‬ ‫َ‬
‫حتى يواجهك مبشر عناية قديم * أل إ ِ ّ‬
‫ن*‬ ‫حَزُنو َ‬‫يَ ْ‬
‫حيم ٍ *‬
‫ب ّر ِ‬
‫من ّر ّ‬ ‫سَل ٌ‬
‫م قَوْل ً ِ‬ ‫ببشارة تحية َ‬
‫ب*‬
‫ري ٌ‬ ‫ن الل ّهِ وَفَت ْ ٌ‬
‫ح قَ ِ‬ ‫م َ‬
‫صٌر ّ‬
‫ويحملك على ** ن َ ْ‬
‫ل*‬ ‫ن الل ّهِ وَفَ ْ‬
‫ض ٍ‬ ‫م َ‬ ‫قل َُبوا ْ ب ِن ِعْ َ‬
‫مةٍ ّ‬ ‫ويدعوك الى جنات نعيم * َفان َ‬
‫فيهب عليك نسيم عبير الوصال من كل جانب و تدار اقداح شراب المحبة بايدي‬
‫كورا ً *‬
‫ش ُ‬
‫م ْ‬ ‫سعْي ُ ُ‬
‫كم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫جَزاء وَ َ‬
‫كا َ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ن هَ َ‬
‫سقاة الغيب بغنا مشاهدة إ ِ ّ‬
‫سى ت َك ِْليما ً *‬
‫مو َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ويسمر مناد النس سمر * وَك َل ّ َ‬
‫ه د َك ّا ً *‬
‫جعَل َ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬
‫جب َ ِ‬ ‫جّلى َرب ّ ُ‬ ‫و يطنب في ديباجة * فَل َ ّ‬
‫ما ت َ َ‬
‫صِعقا ً *‬
‫سى َ‬
‫خّر مو َ‬
‫فتذوق نواظر عيون البصاير سكرات حالت وَ َ‬
‫ضَرةٌ الى ربها ناظرة *‬ ‫مئ ِذ ٍ ّنا ِ‬
‫جوه ٌ ي َوْ َ‬
‫فلما عاينت اثار مشاهدات * وُ ُ‬
‫صاَر *‬ ‫اعترفت بالعجز وقالت بلسان الحال * ل ّ ت ُد ْرك ُه ال َب ْصار وهُو ي ُد ْر ُ َ‬
‫ك الب ْ َ‬‫ِ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ِ ُ‬

‫المكتوب العاشر‬
‫ايها العزيز ان لم تضع جبهة الضطرار على تراب العجز ولم تمطر سحائب‬
‫العين دموع الحسرة ل تخضر نباتات طربك في بستان العيش ول تلقح حدائق‬
‫الرجا على مرادك ول تورق اغصان الصبر باوراق الرضا ول تثمر ثمرات قرب‬
‫ب*‬ ‫مآ ٍ‬
‫ن َ‬
‫س َ‬
‫ح ْ‬ ‫عند ََنا ل َُزل ْ َ‬
‫فى وَ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫ول تدرك حد الكمال ول يترنم عندليب القلوب بنغمة الشوق ول تطير قماري‬
‫ن*‬‫دي ِ‬ ‫ب إ َِلى َرّبي َ‬
‫سي َهْ ِ‬ ‫قلبك باجنحة * إ ِّني َ‬
‫ذاه ِ ٌ‬
‫َ‬
‫مّنى *‬ ‫ما ت َ َ‬
‫ن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫لن َ‬ ‫م لِ ْ ِ‬ ‫من قفص أ ْ‬
‫َ‬
‫دنَيا‬ ‫م َزهَْرةَ ال ْ َ‬
‫حَياةِ ال ّ‬ ‫مت ّعَْنا ب ِهِ أْزَواجا ً ّ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ك إ َِلى َ‬ ‫ن ع َي ْن َي ْ َ‬ ‫ول تعبر فضاء * وََل ت َ ُ‬
‫مد ّ ّ‬
‫م*‬ ‫فت ِن َهُ ْ‬
‫ل ِن َ ْ‬
‫قت َد ِرٍ *‬
‫م ْ‬‫ك ّ‬ ‫مِلي ٍ‬‫عند َ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬‫قعَد ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ول تبلغ الى سدرة * ِفي َ‬
‫م*‬ ‫عند َ َرب ّهِ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫شاُءو َ‬ ‫ول تجني من ثمار * ل َُهم ّ‬
‫ما ي َ َ‬
‫ب*‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مآ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫عند َه ُ ُ‬ ‫ه ِ‬‫ول يصل الى مشام قلبك نسيم من بستان َوالل ّ ُ‬
‫ما‬
‫م بِ َ‬
‫م وَهُوَ وَل ِي ّهُ ْ‬ ‫سل َم ِ ِ‬
‫عند َ َرب ّهِ ْ‬ ‫داُر ال ّ‬
‫م َ‬‫ول يستنشق خيشومك من عرق ورد * ل َهُ ْ‬
‫ن*‬ ‫مُلو َ‬‫كاُنوا ْ ي َعْ َ‬
‫َ‬

‫المكتوب الحادي عشر‬


‫ايها العزيز اذا ظهرت تباشير صبح نور التوحيد على القلوب من افق مشارق *‬
‫س*‬‫ف َ‬ ‫ح إِ َ‬
‫ذا ت َن َ ّ‬ ‫صب ْ ِ‬
‫َوال ّ‬
‫قّر ل َّها‬
‫ست َ َ‬
‫م ْ‬
‫ري ل ِ ُ‬
‫ج ِ‬
‫س تَ ْ‬
‫م ُ‬ ‫و استوت شموس عين اليقين على بروج افلك * َوال ّ‬
‫ش ْ‬
‫*‬
‫م‬ ‫هم بي َ‬
‫م * ي َوْ َ‬
‫ديهِ ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬
‫سَعى ُنوُر ُ َ ْ َ‬
‫توارت ظلمات وجود البشرية في لمعان ضوء * ي َ ْ‬
‫ت ُب َْلى ال ّ‬
‫سَرائ ُِر *‬

‫ل ِفي الن َّهارِ * ويرفع النقاب عن وجه سابقة عناية الل ّ ُ‬


‫ه‬ ‫ج الل ّي ْ َ‬ ‫و ظهر سر * ُيول ِ ُ‬
‫ت إ َِلى الن ّوُرِ *‬ ‫ن الظ ّل ُ َ‬
‫ما ِ‬ ‫م َ‬
‫جُهم ّ‬ ‫مُنوا ْ ي ُ ْ‬
‫خرِ ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬‫وَل ِ ّ‬
‫ن ل َك ُ ْ‬
‫م ع َد ُّو *‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫وعارض عساكر شيطان * إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫ت ِ‬
‫وا ِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫شه َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ُ‬‫ن ِللّنا ِ‬ ‫ذوه ُ ع َد ُوّا ً * باعانة جنود * ُزي ّ َ‬ ‫في معركة * َفات ّ ِ‬
‫خ ُ‬
‫ن*‬ ‫ساء َوال ْب َِني َ‬
‫الن ّ َ‬
‫صد ِْري وََل‬
‫ضيقُ َ‬ ‫مع عساكر القلب و هم يقولون بلسان الصدق و الضطرار وَي َ ِ‬
‫ساِني *‬ ‫َينط َل ِقُ ل ِ َ‬
‫َ‬
‫صْرَنا‬‫موْل ََنا َفان ُ‬
‫ت َ‬‫مَنا أن َ‬ ‫ف ع َّنا َواغ ْفِْر ل ََنا َواْر َ‬
‫ح ْ‬ ‫و يدعون مع التضرع و العجز * َواع ْ ُ‬
‫ن*‬ ‫ري َ‬‫كافِ ِ‬ ‫قوْم ِ ال ْ َ‬
‫ع ََلى ال ْ َ‬
‫ب*‬ ‫ح ال ْغَي ْ ِ‬
‫فات ِ ُ‬
‫م َ‬
‫عند َه ُ َ‬ ‫فهاتف وَ ِ‬
‫َ‬
‫م ال َع ْل َوْ َ‬
‫ن*‬ ‫حَزُنوا وَأنت ُ ُ‬ ‫ينادي * وَل َ ت َهُِنوا وَل َ ت َ ْ‬
‫م ال َْغال ُِبو َ‬
‫ن*‬ ‫جند ََنا ل َهُ ُ‬ ‫ن ُ‬‫فيدركهم امداد اسرار * وَإ ِ ّ‬
‫ح*‬ ‫ه َوال ْ َ‬
‫فت ْ ُ‬ ‫صُر الل ّ ِ‬‫جاء ن َ ْ‬ ‫مع اعلم إ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫حَنا *‬ ‫بطليعة * إ ِّنا فَت َ ْ‬
‫مُنوا *‬
‫نآ َ‬ ‫سل ََنا َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صُر ُر ُ‬ ‫و تسل سيوف * إ ِّنا ل ََنن ُ‬
‫من ن ّ َ‬
‫شاء *‬ ‫ت ّ‬ ‫من غمد * ن َْرفَعُ د ََر َ‬
‫جا ٍ‬
‫ن الل ّهِ *‬
‫هم ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫و تصول على العداء فتظهر اثار * فَهََز ُ‬
‫ب*‬ ‫ري ٌ‬ ‫ح قَ ِ‬‫ن الل ّهِ وَفَت ْ ٌ‬
‫م َ‬
‫صٌر ّ‬
‫و تتواتر اخبار * ن َ ْ‬
‫مل ْ َ‬
‫ك‬ ‫شاء وََتنزِع ُ ال ْ ُ‬ ‫من ت َ َ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫ك ت ُؤ ِْتي ال ْ ُ‬ ‫مل ْ ِ‬‫ك ال ْ ُ‬ ‫مال ِ َ‬
‫م َ‬‫ل الل ّهُ ّ‬ ‫و ينادي منادي الحال قُ ِ‬
‫ديٌر *‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ى كُ ّ‬ ‫خي ُْر إ ِن ّ َ َ‬‫ك ال ْ َ‬
‫شاء ب ِي َد ِ َ‬ ‫من ت َ َ‬ ‫شاء وَت ُذ ِ ّ‬‫من ت َ َ‬ ‫من ت َ َ‬
‫ك ع َل َ‬ ‫ل َ‬ ‫شاء وَت ُعِّز َ‬ ‫م ّ‬
‫ِ‬
‫المكتوب الثاني عشر‬
‫ة ال ْ َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا *‬ ‫ن ِزين َ ُ‬ ‫ل َوال ْب َُنو َ‬ ‫ايها العزيز اخرج من مهلة * ال ْ َ‬
‫ما ُ‬

‫وال َُنا *‬ ‫َ‬


‫شغَل َت َْنا أ ْ‬
‫م َ‬ ‫واجتنب من مشغلة * َ‬

‫سوا ْ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وارفع حمل همتك من حضيض صحبة المنقطعين في تيه غفلة ن َ ُ‬
‫م*‬ ‫فَن َ ِ‬
‫سي َهُ ْ‬
‫ست َِعيُنوا ِبالل ّهِ‬
‫واركض جواد طلبك في ميدان العشق واذهب بصولجان استعانة ا ْ‬
‫*‬
‫ن *‬ ‫قون* اولئك المقربو َ‬ ‫ساب ِ ُ‬‫ن ال ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ساب ِ ُ‬‫كرة سبق * َوال ّ‬
‫ن*‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬
‫م ْ‬‫م ال ْ ُ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫م وَأ ُوَْلـئ ِ َ‬‫من ّرب ّهِ ْ‬ ‫دى ّ‬ ‫ك ع ََلى هُ ً‬ ‫الى غاية * أ ُوَْلـئ ِ َ‬
‫َ‬
‫م*‬
‫عند َ َرب ّهِ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫م قَد َ َ‬‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مُنوا ْ أ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫شرِ ال ّ ِ‬ ‫عسى يبشر بريد دولة * وَب َ ّ‬
‫م*‬
‫حي ٌ‬ ‫س ل ََرُءو ٌ‬
‫ف ّر ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ِبالّنا ِ‬ ‫ببشارة إ ِ ّ‬

‫من ّرب ّك ُ ْ‬
‫م*‬ ‫صآئ ُِر ِ‬ ‫جاء ُ‬
‫كم ب َ َ‬ ‫و يعطيك منشور * قَد ْ َ‬
‫فاذا اطلعت على رموز المكنونات اسرعت بقدم الراس الى سبل سلم *‬
‫قيما ً *‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ك ُ‬ ‫صَرا ُ‬
‫ط َرب ّ َ‬ ‫هـ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫وَ َ‬
‫حت َِها ال َن َْهاُر *‬ ‫َ‬
‫من ت َ ْ‬
‫ري ِ‬
‫ج ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وقصدت متنـزه * أ ّ‬
‫م‬ ‫فَرة ٌ وَرِْزقٌ ك َ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫مغْ ِ‬
‫م وَ َ‬
‫عند َ َرب ّهِ ْ‬
‫ت ِ‬
‫جا ٌ‬ ‫وسألت عن اخبار خلد جنات نعيم * ل ّهُ ْ‬
‫م د ََر َ‬
‫*‬
‫سَنى *‬ ‫ح ْ‬‫مّنا ال ْ ُ‬
‫ت ل َُهم ّ‬ ‫ق ْ‬‫سب َ َ‬‫ن َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫فيدركك مبشر عناية إ ِ ّ‬

‫ضوا ْ ع َن ْ ُ‬
‫ه*‬ ‫م وََر ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫فيخبرك عن ممالك دار سلم * ّر ِ‬
‫واحدة بعد واحدة ويدعوك الى سرير * وم َ‬
‫سي ُؤ ِْتي ِ‬
‫ه‬ ‫ه الل ّ َ‬
‫ه فَ َ‬ ‫عاهَد َ ع َل َي ْ ُ‬ ‫ن أوَْفى ب ِ َ‬
‫ما َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ظيما ً *‬ ‫َ‬
‫جرا ً ع َ ِ‬
‫أ ْ‬
‫ن*‬
‫حّبو َ‬
‫ما ت ُ ِ‬ ‫قوا ْ ِ‬
‫م ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫و ينولك بتنويل َلن ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ‬
‫حّتى ُتن ِ‬
‫المكتوب الثالث عشر‬
‫َْ‬
‫ض*‬
‫ت َوالْر ِ‬
‫ماَوا ِ‬
‫س َ‬ ‫ايها العزيز اذا لحت لوامع اسرار * الل ّ ُ‬
‫ه ُنوُر ال ّ‬
‫ة‬
‫ج ٍ‬
‫جا َ‬
‫على مشكاة الضماير تتنور من تاثيرها زجاجة القلب بنور مصباح ِفي ُز َ‬
‫َ‬
‫ة ك َأن َّها ك َوْك َ ٌ‬
‫ب د ُّريّ *‬ ‫ج ُ‬
‫جا َ‬
‫الّز َ‬
‫مَباَرك َةٍ *‬
‫جَرةٍ ّ‬ ‫و تلمع بوارق كشوف * ُيوقَد ُ ِ‬
‫من َ‬
‫ش َ‬
‫شْرقِي ّةٍ وََل غ َْرب ِي ّةٍ *‬
‫من سرادقات غمام * ّل َ‬
‫ضيُء *‬ ‫و تسرج قناديل فكرة * ي َ َ‬
‫كاد ُ َزي ْت َُها ي ُ ِ‬
‫ن*‬
‫دو َ‬
‫م ي َهْت َ ُ‬‫جم ِ هُ ْ‬ ‫فتتزين سماوات السرائر كلها بنجوم حكم وَِبالن ّ ْ‬
‫ب*‬ ‫زين َةٍ ال ْك َ َ‬
‫واك ِ ِ‬ ‫ماء الد ّن َْيا ب ِ ِ‬
‫س َ‬
‫بنجوم زينة * إ ِّنا َزي ّّنا ال ّ‬
‫و تطلع اقمار الحضور من افق * ّنوٌر ع ََلى ُنوٍر *‬

‫مَر قَد ّْرَناهُ َ‬


‫مَنازِ َ‬
‫ل*‬ ‫و تعرج على بروج استعلء َوال ْ َ‬
‫ق َ‬
‫شى * بصفة‬ ‫ذا ي َغْ َ‬‫ل إِ َ‬‫و تتصف ليالي غفلة * َوالل ّي ْ ِ‬
‫َ‬
‫حارِ *‬
‫س َ‬
‫ن ِبال ْ‬
‫ري َ‬‫ف ِ‬
‫ست َغْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫جّلى * و تفوح رياحين الذكر من نعيم * َوال ْ ُ‬ ‫َوالن َّهاِر إ ِ َ‬
‫ذا ت َ َ‬
‫ن*‬‫جُعو َ‬ ‫ما ي َهْ َ‬‫ل َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫م َ‬‫كاُنوا قَِليل ً ّ‬ ‫و تترنم بلبل اسحار * َ‬

‫من ي َ َ‬
‫شاُء *‬ ‫دي الل ّ ُ‬
‫ه ل ُِنورِهِ َ‬ ‫بنغمات الحزان والسف فيسفر صبح دولة * ي َهْ ِ‬
‫دي *‬ ‫ه فَهُوَ ال ْ ُ‬
‫مهْت َ ِ‬ ‫من ي َهْد ِ الل ّ ُ‬ ‫و تطلع شموس المعارف في مطلع * َ‬
‫ساب ِقُ الن َّهارِ وَك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫مَر وََل الل ّي ْ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫س َينب َِغي ل ََها َأن ت ُد ْرِ َ‬‫م ُ‬ ‫فتظهر اسرار * َل ال ّ‬
‫ش ْ‬
‫ن*‬ ‫حو َ‬ ‫سب َ ُ‬‫ك يَ ْ‬ ‫ِفي فَل َ ٍ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ه اْل ْ‬
‫مَثا َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫و تكشف من خفايا الشكال لظائف غوامض اسرار * وَي َ ْ‬
‫م*‬ ‫يءٍ ع َِلي ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫س َوالل ّ ُ‬
‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ِللّنا ِ‬

‫المكتوب الرابع عشر‬


‫ايها العزيز اذا بلغت شموس سماء المعرفة الى بروج * ال ْيو َ‬
‫ت ل َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫مل ْ ُ‬
‫م أك ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫م*‬‫ِدين َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫مِتي *‬ ‫م ن ِعْ َ‬‫ت ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬
‫و عرج لوح المحبة على معاجم مدارج * وَأت ْ َ‬
‫م ِدينا ً *‬‫سل َ َ‬‫م ال ِ ْ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬
‫ضي ُ‬ ‫تلمع بوارق انوار * وََر ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫سَلم ِ فَهُوَ ع ََلى ُنورٍ ّ‬
‫من ّرب ّ ِ‬ ‫صد َْره ُ ل ِْل ِ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ح الل ّ ُ‬ ‫من َ‬
‫شَر َ‬ ‫و تشاهد عين اليقين اثار * أفَ َ‬
‫*‬
‫من ّرب ّ َ‬
‫ك*‬ ‫ق ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫جاء َ‬ ‫في عظيم مشاهدة ل َ َ‬
‫قد ْ َ‬
‫ض*‬ ‫َْ‬ ‫و تطلع على دفاين اسرار * وَل ِل ّهِ ُ‬
‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫جُنود ُ ال ّ‬
‫م أ َفََل‬
‫سك ُ ْ‬ ‫ن * وَِفي َأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫موقِِني َ‬ ‫ت ل ّل ْ ُ‬
‫ض آَيا ٌ‬
‫َْ‬
‫و تشرف على دقائق حقائق * وَِفي الْر ِ‬
‫ن*‬ ‫صُرو َ‬ ‫ت ُب ْ ِ‬
‫ه الل ّهِ *‬ ‫َ‬
‫ج ُ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫ما ت ُوَّلوا ْ فَث َ ّ‬ ‫و تصير محرما لرموز * فَأي ْن َ َ‬
‫َ‬
‫ح*‬ ‫واقِ َ‬ ‫ح لَ َ‬‫سل َْنا الّرَيا َ‬ ‫و تهب رياح فيض * وَأْر َ‬
‫من ن ّ َ‬
‫شاء *‬ ‫مت َِنا َ‬
‫ح َ‬
‫ب ب َِر ْ‬
‫صي ُ‬
‫بروايح فضل * ن ُ ِ‬
‫ه*‬‫ف ب ِعَِباد ِ ِ‬ ‫ه لَ ِ‬
‫طي ٌ‬ ‫من مهب * الل ّ ُ‬
‫مل ً *‬ ‫في بساتين * إنا َل نضيع أ َجر م َ‬
‫ن عَ َ‬
‫س َ‬
‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ِّ‬
‫ن‬
‫و تورق باوراق الشهود و تثمر ثمار التجلي الى حد الكمال اشجار رياض * إ ِ ّ‬
‫ن*‬‫سُنو َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫هم ّ‬
‫ن ُ‬ ‫قوا ْ ّوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫معَ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َ‬
‫من ي َ َ‬
‫شاُء *‬ ‫ل الل ّهِ ي ُؤ ِْتي ِ‬
‫ه َ‬ ‫ض ُ‬ ‫و تجري ينابيع وصول * ذ َل ِ َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫ل ال ْعَ ِ‬
‫ظيم ِ *‬ ‫ض ِ‬ ‫ذو ال ْ َ‬
‫ف ْ‬ ‫من شوامخ جبال * َوالل ّ ُ‬
‫ه ُ‬
‫ن‬
‫الى مسيل اودية القلوب فيخبرها هاتف الغيب على السنة الخلئق خبر * إ ِ ّ‬
‫ن وُد ّا ً *‬
‫م ُ‬
‫ح َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫ل ل َهُ ُ‬ ‫جعَ ُ‬‫سي َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫حا ِ‬ ‫مُلوا ال ّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫مُنوا وَع َ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫ن*‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م وََل أنت ُ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫م ال ْي َوْ َ‬
‫ف ع َل َي ْك ُ ُ‬ ‫خوْ ٌ‬ ‫عَبادِ َل َ‬
‫و مبشر القبال يتفوه ببشارة * َيا ِ‬
‫ب غَ ُ‬
‫فوٌر *‬ ‫و يدركهم الرضوان من * * ب َل ْد َة ٌ ط َي ّب َ ٌ‬
‫ة وََر ّ‬
‫حيم ٍ *‬
‫ب ّر ِ‬
‫من ّر ّ‬ ‫سَل ٌ‬
‫م قَوْل ً ِ‬ ‫مع تحف تحيات * َ‬
‫م*‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫و يفتح مائدة رضوان نعيم * ّر ِ‬
‫ن غَ ُ‬
‫فوٍر‬ ‫ن * ن ُُزل ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ّ ُ‬ ‫م ِفيَها َ‬‫م وَل َك ُ ْ‬
‫سك ُ ْ‬‫ف ُ‬‫شت َِهي َأن ُ‬
‫ما ت َ ْ‬ ‫و يقول * وَل َك ُ ْ‬
‫م ِفيَها َ‬
‫حيم ٍ *‬ ‫ّر ِ‬
‫المكتوب الخامس عشر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صارِ *‬‫ايها العزيز ل بد من قلب سليم يفهم رموز * َفاع ْت َب ُِروا َيا أوِلي اْلب ْ َ‬
‫م*‬
‫سه ِ ْ‬
‫ف ِ‬‫ق وَِفي َأن ُ‬ ‫م آَيات َِنا ِفي اْلَفا ِ‬
‫ريهِ ْ‬
‫سن ُ ِ‬
‫و فهم كامل يدرك دقايق اسرار * َ‬
‫ح‬ ‫يءٍ إ ِل ّ ي ُ َ‬
‫سب ّ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫و بصر صادق يشاهد بعين القلب شواهد معرفة * وَِإن ّ‬
‫م*‬ ‫حه ُ ْ‬‫سِبي َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫قُهو َ‬ ‫ف َ‬ ‫كن ل ّ ت َ ْ‬ ‫مد َهِ وََلـ ِ‬
‫ح ْ‬
‫بِ َ‬
‫ب د َع ْوَةَ‬ ‫جي ُ‬
‫ُ‬
‫بأ ِ‬ ‫ري ٌ‬‫عَباِدي ع َّني فَإ ِّني قَ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأ َل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫و يستقبل بقلبه دواعي وصول * وَإ ِ َ‬
‫ن*‬ ‫عا ِ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫داِع إ ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ن*‬ ‫مو َ‬ ‫ف ي َعْل َ ُ‬
‫سو ْ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م ُ‬‫م ال َ‬ ‫و ينتبه من نوم غفلة * وَي ُل ْهِهِ ُ‬
‫م ع ََبثا ً *‬ ‫خل َ ْ‬ ‫من زواجر تنبيه * أ َفَحسبت َ‬
‫قَناك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫َ ِ ُْ ْ‬
‫ي وَل َ ن َ ِ‬
‫صيرٍ *‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬
‫من وَل ِ ّ‬ ‫دو ِ‬
‫من ُ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫كم ّ‬ ‫ويستمسك بعروة وثقى * وَ َ‬
‫فّروا إ َِلى الل ّهِ *‬ ‫و يركب على سفينة * فَ ِ‬
‫ن*‬ ‫س إ ِّل ل ِي َعْب ُ ُ‬
‫دو ِ‬ ‫ن َوا ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫ما َ‬
‫في بحر * وَ َ‬
‫ظيما ً *‬
‫وزا ً ع َ ِ‬
‫قد ْ َفاَز فَ ْ‬
‫ويغوص فيه باذل فان ظفر على جواهر المطلوب * فَ َ‬
‫على الل ّهِ *‬ ‫َ‬
‫قد ْ وَقَعَ أ ْ‬
‫جُره ُ َ‬ ‫وان تلفت مهجته * فَ َ‬
‫و صلى الله على سيدنا محمد النبي المي و على اله و صحبه و سلم تسليما‬
‫كثيرا الى يوم الدين‬

You might also like