You are on page 1of 7

‫بحث قانوني حول مفهوم حوكمة الجامعات والغرض منها وسبل تطبيقها‬

‫للستاذ أحمد عزت المحامي‬


‫مفهوم حوكمة الجامعات‬
‫والغرض منها وسبل تطبيقها ‪.‬‬
‫إعداد‬
‫احمد عزت‬
‫مسئول الوحدة القانونية‬
‫بمؤسسة حرية الفكر والتعبير‬
‫أول ‪ :‬مفهوم الحوكمة ‪- :‬‬
‫الحوكمة هي نظام لمواجهة الستبداد الدارى في المؤسسات المختلفة ذلك الستبداد الذي تخلقه العلقة الهرمية بين‬
‫الرؤساء والمرؤوسين أو بين مصدري القرارات والمتلقين لها ‪ ،‬وقد ظهر هذا المفهوم في البداية لمواجهة ظواهر‬
‫الفساد والستبداد التي أدت إلى انهيار عدد كبير من المؤسسات القتصادية بسبب عدم وجود آلية منضبطة لمحاسبة‬
‫رؤساء هذه المؤسسات وغياب الشفافية ‪ ،‬وعدم أحقية العاملين في هذه المؤسسات أو الجمهور المتلقي لخدماتها في‬
‫مناقشة قرارات هؤلء المسئولين وذلك على الرغم من أن هذا الجمهور هو صاحب المصلحة المباشرة المستهدفة من‬
‫هذه القرارات ‪ ،‬والمقصود بالحوكمة هو وضع معايير واليات حاكمة لداء كل الطراف من خلل تطبيق الشفافية‬
‫وسياسة الفصاح عن المعلومات وأسلوب لقياس الداء ومحاسبة المسئولين ومشاركة الجمهور في عملية الدارة‬
‫والتقييم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حوكمة الجامعات ‪- :‬‬


‫ظهر مفهوم حوكمة الجامعات في الونة الخيرة ليعبر عن الزمة الحقيقية التي تمر بها مؤسسة الجامعة في مصر‬
‫والحلول المقترحة لها ‪ ،‬تلك الزمة التي تتمثل في أن هناك إدارات جامعية وضعتها السلطة التنفيذية فوق الطلب‬
‫وأعضاء هيئة التدريس ‪ ،‬لتكون مهمتها اتخاذ القرارات المتعلقة بشئون هؤلء‪ ،‬دون أن يكون ليا منهم ) الطلب –‬
‫أعضاء هيئة التدريس ( حق مناقشة هذه القرارات أو العتراض عليها ‪.‬وهو ما يعزز استمرار ثقافة العزوف عن‬
‫المشاركة في الحياة العامة سواء داخل الجامعة أو خارجها ‪ ،‬كما يضعف تطور الجامعة بوصفها المؤسسة الكاديمية‬
‫المفترض فيها أن تعيد صياغة التوجهات الثقافية والمعرفية والعلمية للمجتمع ‪ ،‬نظرا لوضع القرار في يد طرف واحد‬
‫من أطراف المؤسسة الجامعية ‪ ،‬ووضع باقي الطراف من الطلب وأعضاء هيئة التدريس في وضع المتلقي لهذه‬
‫القرارات والملتزم بتنفيذها دون مناقشة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال تؤخذ القرارات المتعلقة بالمناهج التعليمية دون أن يكون‬
‫للطلب حق المشاركة في صياغة خطط هذه المناهج والهدف منها ‪ ،‬كذلك التحادات والسر الطلبية باعتبارها‬
‫كيانات الهدف منها تدريب الطلب على المشاركة في الحياة العامة وتعزيز قيم الديمقراطية واحترام الخر فوفقا‬
‫لتصريحات وزير التعليم العالي أن نسبة إقبال الطلب على انتخابات اتحاد الطلب عام ‪ 2008‬ل تتجاوز ‪، % 7‬‬
‫والسبب في هذا العزوف هو عدم تعبير هذه الكيانات عن الطلب بشكل حقيقي ‪ ،‬بل أنها تحولت إلى أداة لقمع‬
‫الحريات الطلبية ‪ ،‬أيضا صندوق التكافل الجتماعي المنصوص عليه في المواد من ‪ 116‬إلى ‪ 121‬من اللئحة‬
‫التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الذي يهدف إلى حل كل المشكلت التي تعوق الطلب عن ممارسة العملية التعليمية ل‬
‫يتشكل بالنتخاب بل بالتعيين ول يتضمن مجلس إدارته تمثيل للطلب على الرغم من انه خاص بالطلب فضل عن‬
‫غياب الشفافية في مراقبة ميزانية هذه الصناديق وعدم وجود آلية للحصول على المعلومات المتعلقة بإيرادات وأوجه‬
‫إنفاق أموالها ‪.....‬وغيرها الكثير من المثلة التي تدل على الطريقة الستبدادية التي تدار بها المؤسسة الجامعية في‬
‫مصر واستبعاد الدارة للطراف الخرى – الطلب بوجه خاص – من عملية اتخاذ القرار انطلقا من نظرة خاطئة‬
‫إلى طبيعة الطلب بوصفهم مجموعات من المراهقين غير القادرين على تحمل المسئولية وأخيرا غياب الشفافية‬
‫واليات محاسبة الدارة على قراراتها ‪ .‬وتهدف فكرة الحوكمة إلى وضع كافة الطراف أمام مسئولياتهم ‪ ،‬وما يعنينا‬
‫في هذا المقام هم الطلب في علقتهم بالدارة وبأعضاء هيئة التدريس ‪ ،‬فالطلب هم أصحاب المصلحة الحقيقيين ‪،‬‬
‫لن الجامعات بنيت من اجل تقديم الخدمة التعليمية لهم وإعدادهم على المستوى الفكري والمعرفي للمستقبل ‪ ،‬وهم‬
‫من يتأثر بشكل مباشر بكل القرارات التي تصدرها الدارات الجامعية أو المجلس العلى للجامعات أو وزارة التعليم‬
‫العالي ‪ ،‬وفى ذات الوقت نجد هذه القرارات تصدر بمعزل عنهم وعليهم اللتزام بها وتنفيذها دون أن يكونوا قد‬
‫شاركوا في مناقشتها أو في تحديد مساراتها ‪ ،‬وهذا الوضع يحتاج إلى تصحيح بحيث يكون للطلب الحق في‬
‫المشاركة في إدارة شئونهم الخاصة وجزءا من عملية صناعة القرار داخل المؤسسة الجامعية ‪ ،‬مما يعزز ثقتهم في‬
‫أنفسهم ويدربهم على تحمل المسئولية ‪ ،‬ويزرع فيهم روح المشاركة اليجابية في الحياة العامة وقيمة الحرية ‪ ،‬وهذا‬
‫هو مضمون عملية حوكمة الجامعات ‪ ،‬ولكن توجد عدة معضلت تحول دون تطبيق هذا المفهوم ‪ ،‬هذه المعضلت‬
‫تحتاج إلى حلول حتى يلقى مفهوم حوكمة الجامعات مساره التطبيقي الصحيح ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬معوقات تطبيق مفهوم حوكمة الجامعات ‪- :‬‬

‫‪ -1‬الثقافة السائدة في المجتمع ‪.‬‬


‫اغلبنا إن لم نكن جميعا ننشأ في اسر قائمة على أساس وجود مبدأ أن الكبير دائما أكثر معرفة ودراية من الصغير ‪،‬‬
‫هذه هي الثقافة التي نكتسبها قبل دخولنا إلى الجامعة ‪ ،‬وبطبيعة الحال ل تتغير هذه الثقافة فور دخولنا إليها‪ ،‬لن بداية‬
‫علقة الطلب بالجامعة ل تعنى انقطاع علقتهم بالمجتمع الكبر خارج أسوار الجامعة‪ ،‬بل أن الثقافة السلبية المكتسبة‬
‫من المجتمع ‪ ،‬ثقافة العزوف‪ ،‬وعدم الثقة في إمكانية التغيير بأشكاله المختلفة‪ ،‬تنتقل مع الطلب إلى الجامعة‪ ،‬وأيضا‬
‫داخل هذه المؤسسة التي نلقى بآمالنا عليها‪ ،‬نجد أن الطالب ليس من حقه العتراض على وجهات نظر عضو هيئة‬
‫التدريس سواء على مستوى النقاشات العامة إن وجدت أو على مستوى مناهج التدريس ‪ ،‬إذ في كثير من الكليات‬
‫النظرية على سبيل المثال كلية الحقوق نجد أن الطالب ملزم بان يكتب في إجابات المتحانات رأى أستاذه وليس من‬
‫حقه أن يكتب رأيه الشخصي حتى ولو اختلف رأى هذا الستاذ مع التجاه السائد في الفقه القانوني ‪ ،‬ولو تجرأ طالب‬
‫على الختلف مع هذا الرأي من الممكن أن يكون مصيره الرسوب ‪ ،‬وهو ما يقتل روح البداع داخل الطلب‪ ،‬أيضا‬
‫من يكون له القول الفصل في مدى استحقاق عضو هيئة التدريس للترقية ليس اللجان العلمية المؤهلة علميا لتقييم‬
‫إنتاجه العلمي بل أن مجلس الجامعة ) الدارى ( تعلو كلمته على هذه اللجان ‪ ،‬وهكذا رئيس الجامعة أكثر معرفة‬
‫بالمور من مجلس الجامعة ورئيس المجلس العلى للجامعات أكثر دراية منهم جميعا‪ ،‬إلى أن نصل إلى ما نحن عليه‬
‫الن ‪ ،‬مؤسسة بيروقراطية ليس لمن هو أدنى في التدرج الدارى مناقشة قرارات الرئيس العلى‪ ،‬وليس للطالب‬
‫الحق في مناقشة قواعد ومعايير القامة في المدينة الجامعية التي يسكن فيها‪ ،‬وليس من حقه التعبير عن رأيه بحرية‪،‬‬
‫أو العتراض على وجهة نظر أستاذه وإبداء وجهة نظر مختلفة ‪.‬‬

‫‪ -2‬المناخ السياسي العام ‪.‬‬


‫يؤثر المناخ القمعي الذي نعيشه في مصر على مدى اهتمام الطلب بشئونهم الخاصة داخل أسوار الجامعة‪ ،‬بل يؤدى‬
‫هذا الكبت السياسي إلى الخلط بين مفهوم العمل الحزبي والعمل السياسي داخل الجامعة‪ ،‬أيضا عدم تمكين الحزاب‬
‫السياسية المعارضة من نفس الموارد التي يتمتع بها الحزب الحاكم يزرع الحباط والشك في القدرة على إحداث‬
‫التغيير فضل عن غياب الديمقراطية في المجالت المختلفة بداية من انتخابات رئاسة الجمهورية وصول إلى انتخابات‬
‫التحادات الطلبية‪ ،‬وسيطرة المنطق المنى على كافة مناحي الحياة السياسية ‪.‬‬

‫‪ -3‬التشريعات الجامعية ‪.‬‬


‫يتضمن قانون تنظيم الجامعات رقم ‪ 49‬لسنة ‪ 1972‬ولئحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم ‪809‬‬
‫لسنة ‪ 1975‬عدد من النصوص القانونية التي تقيد حق الطلب في إدارة شئونهم الخاصة‪ ،‬وذلك سواء بالنص الصريح‬
‫على هذه القيود أو بسكوت القانون عن إقرار حقوق وحريات الطلب الساسية‪ ،‬والمثلة على ذلك كثير ومنها وضع‬
‫صناديق التكافل الجتماعي الخاصة بالطلب تحت يد إدارة الجامعة دون أن يكون للطلب الحق في المشاركة في‬
‫إدارتها وذلك بموجب نصوص المواد من ‪ 116‬إلى ‪ 121‬من اللئحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات ‪ ،‬ونص المادة‬
‫‪ 317‬من ذات اللئحة على وجود وحدات للمن الجامعي تتحدد مهامها في حماية منشات الجامعة وأمنها ؟! واللئحة‬
‫الطلبية المنظمة لنتخابات اتحاد الطلب والنشاط الطلبي بوجه عام المعدلة بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم‬
‫‪ 340‬لسنة ‪ 2007‬وما تتضمنه من مصادرة لكافة الحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬

‫‪ -4‬طريقة إدارة الجامعة ‪.‬‬


‫تكمن المشكلة الرئيسية في الطريقة التي تتم بها إدارة الجامعة في طريقة اختيار أعضاء هيئة التدريس والقيادات‬
‫الجامعية عموما بداية من رئيس الجامعة إلى عمداء الكليات إلى رؤساء القسام ‪....‬الخ فهؤلء جميعا يتم تعيينهم من‬
‫قبل سلطات إدارية وتنفيذية ‪ ،‬ول ينتخبون لتولى مناصبهم ‪ ،‬وهو ما ينعكس على درجة استقللية هؤلء جميعا في‬
‫مواجهة السلطة التنفيذية واستقللية كل منهم في مواجهة رئيسه العلى‪ ،‬مما يعوق بشكل مباشر إمكانية حوكمة‬
‫الجامعة المصرية من خلل وضع معايير لتقييم القيادات الجامعية وقياس اداءها ‪ ،‬أيضا هناك غياب تام لفكرة تقييم‬
‫الطلب للداء الكاديمى لعضاء هيئة التدريس ‪ ،‬فالفكرة السائدة أن عضو هيئة التدريس يلقن وفقط‪ ،‬ول يصح‬
‫خضوعه للتقييم من قبل طلبه ‪ ،‬على عكس الوضع القائم في بعض الجامعات القليلة مثل الجامعة المريكية بالقاهرة‬
‫التي تعتبر تقييم الطلب لعضو هيئة التدريس احد معايير استمرار الخير في العمل بالمجال الكاديمى من عدمه وما‬
‫يرتبط بذلك من الترقيات والمنح وخلفه ‪.‬‬

‫‪ -5‬غياب أعضاء هيئة التدريس عن الحياة الجامعية ‪.‬‬


‫يؤثر عدم مشاركة جمهور أعضاء هيئة التدريس في النشطة العامة داخل الجامعة على إمكانية حوكمتها‪ ،‬فغالبا ما‬
‫يفضل عضو هيئة التدريس تجنب الصدام مع إدارة الجامعة‪ ،‬تفاديا لتعسفها الذي قد يؤثر على مكتسباته المادية‬
‫الضعيفة بالفعل‪ ،‬أيضا غياب التنظيمات المستقلة بأعضاء هيئة التدريس ‪ ،‬يدعم غياب تنظيمات مستقلة للطلب داخل‬
‫الجامعة‪ ،‬بمعنى أن ضعف الدور الذي تلعبه نوادي أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬يضعف بشدة إمكانية مساندتهم للنشطة‬
‫الطلبية داخل الجامعة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬سبل تطبيق الحوكمة ‪- :‬‬


‫بالطبع ل يمكننا التغلب على المشكلت المذكورة أعله مرة واحدة‪ ،‬وذلك لن حوكمة الجامعات عملية تتضمن‬
‫مراحل مختلفة ‪،‬وتحتاج إلى تغيير عناصر جوهرية في العملية التعليمية‪ ،‬ولكن هناك بعض المبادرات التي قامت بها‬
‫مجموعات من الطلب خلل السنوات القليلة الماضية لتشكيل مجموعات ضغط طلبية للمطالبة بتحسين شروط‬
‫العملية التعليمية من خلل طرح مطالب مباشرة مثل مجانية التعليم وأسعار الكتاب الجامعي ‪ ،‬وتوفير وحدات إسعاف‬
‫كافية للطلب داخل مرافق الجامعة وغيرها من المطالب ‪ ،‬أيضا هناك بعض الحملت التي قام بها الطلب في‬
‫مواجهة بعض القرارات التي أصدرها المجلس العلى للجامعات ووزير التعليم العالي وكان أهمها الحملة التي قام بها‬
‫طلب جامعة القاهرة في مواجهة قرار المجلس العلى للجامعات بإلغاء المحاضرات المخصصة لطلب النتساب‬
‫الموجه بدعوى الوقاية من انتشار فيروس ‪ h1A1‬واستبدالها ببثها عبر القنوات الفضائية التعليمية‪.‬‬

‫هذه الحملت وغيرها تعتبر الشعلة الوحيدة للحركة الطلبية الن في الجامعات‪ ،‬إل أنها ينقصها وجود منهج واضح‬
‫للتحرك والدفاع والتعبئة‪ ،‬وهو ما يمكن تداركه بسهولة من خلل إعادة صياغة مناهج عمل هذه المجموعات بما يلئم‬
‫وضعية الجمهور الطلبي ومدى استعداده للستجابة لهداف وشعارات هذه المجموعات ‪.‬‬

‫‪ ) -‬مجموعات الضغط (‬
‫المقصود بمصطلح مجموعات الضغط‪ ،‬هو التقاء مجموعة من الفراد تجمعهم مطالب مشتركة للعمل على تحقيق هذه‬
‫المطالب ‪.‬‬
‫‪ ) -‬الحملت الطلبية (‬
‫ويقصد بها إحداث تغيير يستجيب لمطالب أصحاب المصلحة ) الطلب ( بالعتماد على التعبئة والضغط ‪ .‬والحملت‬
‫بوجه عام تحتاج إلى وضوح عدد من المبادىء لدى القائمين عليها لضمان درجة جيدة من النجاح ‪ ،‬هذه المبادىء هي‬
‫في حقيقتها منهج للبدء والستمرار وتحقيق أهداف الحملة ويمكننا تلخيصها في التى ‪....‬‬

‫‪ -1‬تحديد واختيار القضية ‪-:‬‬


‫لتشكيل مجموعة ضغط للعمل على إحدى القضايا المرتبطة بمفهوم حوكمة الجامعات أو القيام بحملة من اجل هذا‬
‫الغرض ينبغي أول تحديد القضية محلة التحرك تحديدا جادا وواضحا هل هي التحادات الطلبية ‪...‬صناديق التكافل‬
‫الجتماعي ‪....‬السر ‪....‬مناهج التعليم ‪....‬الخ ‪.‬‬

‫‪ -2‬فهم وتحليل القضية وتحديد الهداف ‪-:‬‬


‫أول سؤال يواجه اى شخص يقوم بالدعاية لى فكرة هو ما هو هدف هذه المجموعة أو ) الحملة ( ؟‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫العنصر من العناصر الجوهرية في التحرك من اجل تحقيق فكرة حوكمة الجامعات‪ ،‬حيث يجب فهم موضوع الحملة‬
‫فهما جيدا من خلل اللمام بكافة المعلومات المرتبطة به ‪ ،‬وتحديد الهدف من التحرك تحديدا جيدا ‪.‬‬

‫‪ -3‬فهم وتحليل البيئة والطراف المعنية ‪.‬‬


‫يجب فهم الواقع الذي نريد التحرك فيه فهما جيدا ‪ ،‬ما هي الثقافة السائدة بين الطلب ؟ هل هناك تباينات في درجة‬
‫استعدادهم للنضمام إلينا في حملتنا؟ هل يوجد أعضاء هيئة تدريس على استعداد لمساندتنا ؟ مع من سوف نتفاوض‬
‫على مطالبنا ؟ هل هناك أطراف أخرى خارج أسوار الجامعة يمكنها دعم تحركاتنا‪ .‬هذا التحليل والفهم لطبيعة البيئة‬
‫والطراف المعنية بقضيتنا يساعد على تحديد من هم حلفائنا ومن هم خصومنا ومن هم المحايدون ‪ ،‬وبالتالي يمكننا‬
‫تحديد الستراتيجية السليمة ووضع خطة للتحرك ‪.‬‬
‫‪ -4‬إعداد خطة للعمل وتنفيذها ‪.‬‬
‫أهم عنصر من عناصر نجاح العمل الجماعي هو أن يكون هذا العمل مخطط‪ ،‬من خلل خطة للعمل تراعى‬
‫المكانيات المختلفة لمجموعة الضغط التي غالبا ما تكون إمكانياتها متواضعة خاصة بالنسبة لظروف الطلب ‪،‬‬
‫وتنطلق من مبدأ الديمقراطية في اتخاذ القرارات ‪ ،‬وتحدد أدوات العمل جيدا ‪ ،‬وبرنامج للنشاط يجعل من القضية محل‬
‫الحملة موضوعا مثارا في مناقشات جمهور الطلب بشكل دائم ‪.‬‬

‫‪ -5‬متابعة العمل وتقييمه باستمرار ‪.‬‬


‫يجب متابعة عمل الحملة أو ) مجموعة الضغط ( باستمرار وتقييم كل خطوة من الخطوات وكل فاعلية من الفاعليات‪،‬‬
‫بطريقة تمكن أعضاء الحملة أو المجموعة من تجاوز الخطاء في المراحل التالية من العمل ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬نماذج لقضايا يمكن التحرك فيها من اجل الحوكمة ‪- :‬‬

‫‪ -1‬صناديق التكافل الجتماعي الطلبية ‪-:‬‬


‫تهدف صناديق التكافل الجتماعي إلى تحقيق ثلثة أغراض هي ‪-:‬‬
‫‌أ‪ -‬تحقيق الضمان الجتماعي للطلب بصوره المختلفة من تامين أو رعاية اجتماعية أو قروض ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المساهمة في تنفيذ الخدمات الطلبية ‪.‬‬‫‌‬
‫ج ‪ -‬العمل على حل المشكلت التي تواجه الطلب وتحول بينهم وبين الستمرار الهادىء في دراستهم ‪.‬‬
‫ويبين من هذه الغراض أن صناديق التكافل الجتماعي هي صناديق خاصة بالطلب انطلقا من اختصاصها ببعض‬
‫أهم شئونهم‪ ،‬ومن البديهي أن يكون الشراف على هذه الصناديق من جانب الطلب أنفسهم‪ ،‬وتتشكل إدارتها‬
‫بالنتخاب منهم ‪ ،‬وتوضع قواعد مراقبة مواردها وأوجه إنفاق أموالها من قبلهم‪ ،‬ولكن الواقع ليس كذلك‪ ،‬فصناديق‬
‫التكافل الجتماعي مسيطر عليها تماما من قبل إدارة الجامعة‪ ،‬ول يوجد تمثيل للطلب في مجالس إدارتها ‪ ،‬بل أن هذه‬
‫المجالس ل تتشكل بالنتخاب وإنما بالتعيين‪ ،‬وهى المسئولة عن إدارة أموال الصناديق وفى ذات الوقت هي التي تضع‬
‫اللوائح الرقابية على هذه الموال ‪ ،‬وبطبيعة الحال ل يعرف جمهور الطلب شيئا عن مصير أموال هذه الصناديق أو‬
‫اختصاصاتها أو حقوقهم فيها ‪ ،‬وهو موضوع غاية في الهمية نظرا لقدرة هذه الصناديق على حل الكثير من مشكلت‬
‫العملية التعليمية التي تواجه الطلب إذا وضعت تحت إشرافهم أو عن طريق إشراكهم في إدارتها والمراقبة على‬
‫مواردها وأوجه إنفاق هذه الموارد ‪.‬وقد نظمت المواد من ‪ 116‬إلى ‪ 121‬من اللئحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات‬
‫الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم ‪ 809‬لسنة ‪ 1975‬عمل هذه الصناديق على النحو التى ‪.....‬‬

‫تنص المادة ‪ 116‬من اللئحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات على أن ‪-:‬‬
‫تهدف صناديق رعاية الطلب إلى‪:‬‬
‫)‌أ( توفير الرعاية الجتماعية لمن تبرر ظروفه من الطلب الرعاية بكل صورها المناسبة‪.‬‬
‫ب( المساهمة في تنفيذ الخدمات للطلب غير القادرين‪.‬‬ ‫) ‌‬
‫)ج( العمل على حل المشاكل التي تواجه الطلب ويحول بينهم وبين الستمرار الهادئ في دراستهم بسبب عجز‬
‫دخولهم المالية‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 117‬على أن‬


‫ينشأ بالمجلس العلى للجامعات صندوق مركزي للتكافل الجتماعي لطلب الجامعات تكون له الشخصية العتبارية‬
‫المستقلة‪ ،‬ويكون له مجلس إدارة يشكل برئاسة رئيس المجلس العلى للجامعات وعضوية كل من‪:‬‬
‫نواب رؤساء الجامعات لشئون التعليم والطلب‪.‬‬

‫أمين المجلس العلى للجامعات‪.‬‬


‫عدد ل يتجاوز تسعة أعضاء من ممثلي الهيئات التي يرتبط عملها بأهداف للصندوق والخبراء اللزمين لحسن سير‬
‫عمله يصدر بتعيينهم قرار من رئيس المجلس العلى للجامعات لمدة سنتين قابلة للتجديد‪.‬‬

‫ويكون أمين المجلس العلى للجامعات أمينا للصندوق‪.‬‬

‫والمادة ‪ 117‬لم تكن بنفس الصياغة الحالية بل أنها معدلة منذ عام ‪ 1979‬بموجب القرار الجمهورى رقم ‪ 265‬حيث‬
‫كانت تنص قبل التعديل على أن ‪..‬‬
‫" ينشأ صندوق خاص لرعاية الطلب بكل كلية من كليات الجامعة ويشكل مجلس إدارته برئاسة وكيل الكلية لشئون‬
‫التعليم والطلب‪ ,‬وعضوية كل من‪:‬‬
‫أحد أعضاء هيئة التدريس يختاره مجلس الكلية‪.‬‬
‫رئيس جهاز رعاية الطلب بالكلية‪.‬‬
‫رئيس اتحاد الطلب بالكلية أو نائبه‪.‬‬
‫طالب من أوائل الفرق الدراسية بالكلية يختاره العميد "‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 118‬على أن‬


‫" مادة ‪ -118‬تتكون موارد صندوق التكافل الجتماعي لطلب الجامعات من‪:‬‬
‫)أ( العانات الحكومية التي تخصصها الدولة سنويا للصندوق‪.‬‬
‫)ب( المبالغ التي تخصصها وزارة الوقاف من إيرادات الوقاف الخيرية لستخدامها في تحقيق أهداف الصندوق‪.‬‬
‫)جـ( العتمادات المالية المدرجة بميزانيات الوزارات والمحافظات والهيئات لعانة وإقراض طلب الجامعات‪.‬‬
‫)د( العائد المرتد من المشاركة في فائض أرباح عقود التأمين على طلب الجامعات التي قد تبرم مع شركات التأمين‪.‬‬
‫)هـ( صافي إيرادات الحفلت والمهرجانات والمعارض والسواق الخيرية واليانصيب التي تقام لصالح الصندوق‪.‬‬
‫)و( العانات والهبات والوصايا التي يقرر مجلس إدارة الصندوق قبولها‪.‬‬
‫)ز( حصيلة استثمار أموال الصندوق‪.‬‬
‫)ح( الموارد الخرى الناتجة عن نشاط الصندوق" ‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 119‬على أن‬


‫" مادة ‪ -119‬يختص مجلس إدارة الصندوق المركزي للتكافل الجتماعي لطلب الجامعات بالتي‪:‬‬
‫)أ( رسم السياسة العامة للتكافل الجتماعي لطلب الجامعات‪.‬‬
‫)ب( تنفيذ صور التأمين والخدمات الجتماعية التي يقرر مجلس إدارة الصندوق أن تتم على مستوى مركزي لكل‬
‫طلب الجامعات‪.‬‬
‫)جـ( إقرار الموازنة السنوية للصندوق واعتماد حساباته الختامية السنوية‪.‬‬
‫)د( توزيع إعانات من موارده السنوية على صناديق التكافل الجتماعي بكل جامعة من الجامعات‪.‬‬
‫)هـ( إدارة أموال الصندوق والعمل على تنمية موارده‪.‬‬
‫)و( وضع اللوائح التي تنظم أعمال صناديق التكافل الجتماعي على أن تتضمن قواعد الرقابة المالية على الصرف‪،‬‬
‫وطريقة اختيار المحاسبين القانونيين لمراجعة حساباتها‪.‬‬
‫)ز( قبول العانات والهبات والوصايا التي توجه للصندوق‪.‬‬
‫)ح( العمل على كل ما من شأنه تحقيق أهداف الصندوق‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 120‬على أن‬
‫"مادة ‪ -120‬ينشأ بكل جامعة من الجامعات الخاضعة لقانون تنظيم الجامعات صندوق فرعي للتكافل الجتماعي‬
‫بالجامعة‪ ،‬ويشكل مجلس إدارته برئاسة نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلب وعضوية كل من‪:‬‬
‫اثنين من عمداء الكليات أو المعاهد يختارهما مجلس الجامعة سنويا‪.‬‬
‫رئيس الجهاز الفني لرعاية الشباب بالجامعة‪ ،‬ويكون أمينا للصندوق‪.‬‬
‫الطالب أمين مجلس تنسيق النشطة الكلمية بالجامعة‪.‬‬

‫ويختص مجلس إدارة الصندوق بالتي‪:‬‬


‫)أ( العمل على تحقيق أهداف الصندوق بالجامعة‪.‬‬
‫)ب( توزيع العانات من الموارد التي تتوافر للجامعة لغراض التكافل الجتماعي للطلب على كليات الجامعة‬
‫ومعاهدها‪.‬‬
‫)جـ( تنفيذ الخدمات الجتماعية لطلب الجامعة التي يقرر مجلس الدارة أن تتم على مستوى مركزي بالجامعة‪.‬‬
‫)د( قبول العانات والهبات والوصايا التي توجه إليه‪.‬‬
‫)هـ( وضع موازنة الصندوق السنوية واعتماد حساباته السنوية الختامية‪.‬‬

‫وتتكون موارد الصندوق من‪:‬‬


‫)أ( العانات التي تخصص لهذا الصندوق‪.‬‬
‫)ب( التبرعات التي يقبلها مجلس إدارته‪.‬‬
‫)جـ( حصيلة اليرادات من تأجير واستخدام المقاصف والنوادي وسائر مرافق الجامعة ووحداتها‪.‬‬
‫)د( صافي إيرادات الحفلت والمهرجانات والمعارض التي تقام لصالح الصندوق‪.‬‬
‫)هـ( سائر الموارد التي تأتي من مصادر أخرى لغراض هذا الصندوق‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 121‬على أن‬


‫" مادة ‪ -121‬ينشأ بكل كلية أو معهد بالجامعة الخاضعة لحكام قانون تنظيم الجامعات صندوق فرعي للتكافل‬
‫الجتماعي لطلب الكلية أو المعهد‪ ،‬ويشكل مجلس إدارته برئاسة وكيل الكلية أو المعهد لشئون التعليم والطلب‬
‫وعضوية‪:‬‬
‫اثنين من أعضاء هيئة التدريس يختارهما مجلس الكلية أو المعهد سنويا‪.‬‬
‫رئيس الجهاز الفني لرعاية الشباب بالكلية أو المعهد‪ ،‬ويكون أمينا للصندوق‪.‬‬
‫الطالب أمين مجلس طلب الكلية أو المعهد‪.‬‬
‫ويختص هذا المجلس بتحقيق التكافل الجتماعي لطلب الكلية أو المعهد‪ ،‬وبوضع موازنة الصندوق السنوية اعتماد‬
‫حساباته الختامية السنوية‪.‬‬

‫وتتكون موارد الصندوق من‪:‬‬


‫)أ( العانات التي تخصص لهذا الصندوق‪.‬‬
‫)ب( الهبات التي يقبلها مجلس إدارته‪.‬‬
‫)جـ( ‪ %20‬من حصيلة الرسم المختص لتحاد طلب الكلية أو المعهد‪.‬‬
‫)د( رسوم صندوق مساعدة الطلب التي يؤديها طلب الكلية أو المعهد وفقا لهذه اللئحة‪.‬‬
‫)هـ( سائر الموارد التي تأتي من مصادر أخرى لهذا الصندوق‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪122‬على أن‬


‫" تضع مجالس إدارات صناديق التكافل الجتماعي‪ ،‬ضوابط التفاق لتحقيق أغراضها في حدود سياستها العامة‪.‬‬
‫ويكون التصرف بشيكات توقيع من رئيس مجلس إدارة الصندوق توقيعا "أول" وأمين الصندوق توقيعا "ثانيا"‪.‬‬
‫هذه هي كل النصوص القانونية المنظمة لصناديق التكافل الجتماعي لطلب الجامعات ‪ ،‬وهى نموذج لتجربة من‬
‫الممكن أن تكون أرضا خصبة لتطبيق مفهوم حوكمة الجامعات في إطار تعريف الحوكمة الوارد أعله ‪ ،‬بل هي‬
‫نموذج لنتهاك حق الطلب في إدارة شئونهم الخاصة‪ ،‬وهو وضع يحتاج إلى التصحيح من خلل البدء في حملة‬
‫تستهدف تمكين الطلب من صندوق التكافل الجتماعي على مستوى إدارته والستفادة منه ‪.‬‬

‫‪ -2‬صندوق مجلس اتحاد الطلب ‪-:‬‬


‫وهذا نموذج آخر لنتهاك حق الطلب في إدارة شئونهم الخاصة والرقابة على أموالهم ‪ ،‬فأمين صندوق مجلس اتحاد‬
‫الطلب وفقا لنص المادة ‪ 327‬من اللئحة الطلبية المعدلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ‪ 340‬لسنة ‪ 2007‬هو مدير‬
‫رعاية الشباب وليس احد من الطلب ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 332‬من ذات اللئحة على أن ‪...‬‬
‫" يحصل من كل طالب من طلب كليات ومعاهد الجامعات الخاضع لقانون تنظيم الجامعات اشتراك سنوي‪ ,‬لقاء‬
‫الخدمات الجتماعية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها‪ ,‬للتحاد ويحدده المجلس العلى للجامعات سنويا ويوزع‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ (% 80) -‬لتحاد طلب الكلية أو المعهد‪.‬‬
‫‪ (% 20) -‬لتحاد طلب الجامعة‪.‬‬

‫• ل يجوز العفاء من هذا الشتراك‪.‬‬


‫• تتكون إيرادات اتحاد الكلية أو المعهد من نصيبه من رسوم التحاد والعانات التي تمنحها الجامعة أو الدولة ومن‬
‫الهبات التي يقبلها مجلس التحاد بموافقة مجلس الجامعة المختص‪.‬‬
‫• تعتبر أموال التحادات الطلبية أموال عامة‪.‬‬
‫• يقدم الجهاز المركزي للمحاسبات تقارير دورية عن مراجعة التصرفات المالية للتحادات الطلبية‪ ,‬ترسل إلى‬
‫مجلس التحاد المختص وعميد الكلية أو المعهد ورئيس الجامعة المختص وأمين المجلس العلى للجامعات‪.‬‬
‫• على الجهات التي ترفع إليها التقارير في حالة ثبوت جرائم جنائية أو مخالفات البلغ عنها إلى الجهات المختصة‬
‫واتخاذ الجراءات التأديبية اللزمة‪.‬‬
‫• يعين عميد الكلية أو المعهد أو رئيس الجامعة المختص بحسب الحوال أحد المحاسبين القانونيين لمراجعة الحساب‬
‫الختامي لتحاد الكلية أو المعهد أو الجامعة وتقديم تقرير عنه إلى مجلس التحاد وإلى السلطات الجامعية المختصة‪.‬‬
‫هذا النص يوضح أن أموال التحاد هو أموال الطلب التي يتم تحصيلها من اشتراكاتهم التي يدفعونها سنويا ‪ ،‬كما أن‬
‫التبرعات والهبات التي يتلقاها هذا الصندوق مخصصة للنشطة الطلبية‪ ،‬وهو ما يتم تغييب الطلب عنه تماما‪ ،‬ول‬
‫توجد سياسة للفصاح عن المعلومات المتعلقة بهذا الشأن ‪ ،‬أيضا ل يوجد دور لصحاب المصلحة الحقيقيين‬
‫) الطلب ( في إدارة أموال هذا الصندوق ‪ ،‬هذا الوضع يستوجب العمل من اجل تغييره ‪ ،‬ليصبح للطلب دورا‬
‫رئيسيا في الشراف على هذا الصندوق وإدارة أمواله التي هي في الحقيقة أموالهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬قرارات مجلس اتحاد الطلب ‪-:‬‬


‫على الرغم من أن اتحاد الطلب من المفترض أن تكون قرارات مجلسه مستقلة عن إدارة الجامعة أو أية إدارة إل أن‬
‫الوضع القائم يشير على عدم استقللية قرارات هذا المجلس عن إدارة الجامعة بل انه خاضع لرادة إدارة الجامعة‬
‫تماما وهو ما يفرغ اتحاد الطلب من مضمونه ويجعل منه كيانا شكليا ل يعبر عن إرادة الطلب بشكل حقيقي ‪ ،‬وهذه‬
‫القيود أتت بها المادة ‪ 329‬من اللئحة الطلبية الجديدة المعدلة في ‪ 2007‬حيث نصت على أن‬
‫" ‪ -‬تعقد جلسات مجالس التحادات الطلبية ولجانها المختلفة برئاسة المين‪ ,‬وفي حالة غيابه تعقد برئاسة المين‬
‫المساعد‪ .‬ويعتبر النعقاد قانونيا بحضور الغلبية المطلقة لعضاء المجلس أو اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬ويعد أمين المجلس جدول العمال ويوجه الدعوة للنعقاد‪ ,‬وبتابع تنفيذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬وتكون قرارات المجلس أو اللجان صحيحة إذا صدرت بأغلبية أصوات الحاضرين من الطلب وتكون هذه‬
‫القرارات وخطط النشطة سارية المفعول بعد اعتمادها من وكيل الكلية أو المعهد أو نائب رئيس الجامعة لشئون‬
‫التعليم والطلب بحسب الحوال‪.‬‬
‫‪ -‬وفي حالة عدم موافقة وكيل الكلية أو المعهد أو نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلب‪ ,‬يتم التظلم إلى عميد‬
‫الكلية أو المعهد أو رئيس الجامعة بحسب الحوال‪ ,‬ويكون قرار أيهما في هذا التظلم نهائيا" ‪.‬‬
‫وهذا المر يحتاج إلى التحرك من اجل فضح هذه المخالفات التي تنتهك ابسط حقوق الطلب في استقللية قراراتهم‬
‫في مواجهة إدارة الجامعة ‪.‬‬

‫‪ -4‬إقامة الندوات الطلبية وتكوين الجمعيات والسر داخل الجامعة ‪-:‬‬


‫تنص المادة ‪ 330‬من اللئحة الطلبية المعدلة عام ‪ 2007‬على أن ‪....‬‬
‫" ل يجوز إقامة أية جمعيات أو أسر طلبية أو نوادي علوم على أساس فئوي أو ديني أو عقدي أو حزبي بالجامعات‬
‫أو الكليات أو المعاهد‪.‬‬
‫تقام الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والمعارض وغيرها من النشطة بعد إخطار وموافقة وكيل الكلية أو المعهد‬
‫أو نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلب بحسب الحوال بوقت كاف" ‪.‬‬
‫ويعبر هذا النص عن السياسة القمعية التي تنتهجها وزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات ضد الطلب بحرمانهم من‬
‫التعبير عن آرائهم بحرية وتشكيل تنظيماتهم المستقلة التي تدافع عنهم ‪.‬‬
‫هذه مجموعة من النماذج وهناك غيرها الكثير يمكن بدء العمل عليها من اجل تطبيق مفهوم حوكمة الجامعات‪،‬‬
‫والخلص من النظرة الرجعية للطلب بوصفهم مجموعات من المراهقين غير المؤهلين لدارة شئونهم بأنفسهم ‪ ،‬بما‬
‫يتضمنه ذلك من ضرورة تعديل التشريعات المنظمة للجامعات وفصل تشريعات الجامعة عن تشريعات النشاط‬
‫الطلبي وإعطاء مساحات واسعة من " الحرية " بمعانيها المتعددة للطلب ‪.‬‬
‫•‬ ‫أبحاث ودراسات قانونية‬

You might also like