Professional Documents
Culture Documents
قلبي انفطر
المياه
مشاكل وحلول
عرض وتحليل
حسن شعراوي
باحث استراتيجي
Hasansalehsharawy@yahoo.com
Hsharawy2010@gmail.com
1
المقدمة
مع ما تشهده الكرة الرضية من ارتفاع في درجات الحرارة بات يشكل تهديدا حقيقا على مستقبل البشرة
برز مؤخرا خطيرا حقيقيا تمثل في شح موارد المياه الناتج عن تزايد نسبة التبخر وبالتالي جفاف المنابع
المائية وهو ما دفع ببرنامج المم المتحدة حول التنمية )بنود( إلى التحذير من مشكلة المياه في الشرق
الوسط وذلك خلل اجتماع عقد في إطار السبوع العالمي للمياه في ستوكهولم.
وقال مدير البرنامج في العراق والمسؤول عن المبادرة باولو ليمبو في بيان إن “المصدر الستراتيجي
الكثر أهمية في الشرق الوسط والدول المجاورة ليس النفط ول الغاز بل هو المياه” .وأضاف “مع تزايد
عدد السكان وشح متزايد في المياه وعدم توقع وجود احتياطي في المياه وتدهور نوعية المياه بسبب التغير
المناخي ،فإن مليين الشخاص قد شعروا بارتفاع حرارة الرض”.
واوضح ان ارتفاع حرارة الرض “وصل الى الشرق الوسط وليس الوقت حاليا لوضع خطط أو تطوير
استراتيجيات لمرحلة مستقبلية ،يجب التحرك الن وليس خلل 10أو 15عاما”.
وطالب هؤلء دعم برنامج المم المتحدة للتنمية كي تحتل مسألة المياه المركز المتقدم في قمة حول المناخ
سوف تعقد في كوبنهاغن في كانون الول/ديسمبر المقبل ،حسب المصدر نفسه.
وبالضافة إلى تأثير التغير المناخي على كمية ونوعية المياه ،فإن منطقة الشرق الوسط التي هي أصل
إحدى المناطق الكثر فقرا بالمياه في العالم ،تعاني من توزيع غير عادل للمياه ومن نزاعات بهذا
الخصوص.
2
أزمة المياه في الشرق الوسط
د .مصطفى اللباد -تحتل المياه بمرور الوقت مكانًا مركزيًا في أولويات دول الشرق الوسط والمنظمات كتب
الدولية ،وبشكل جعل مصطلح »الذهب الزرق« ينتشر لوصف المياه في أروقة مراكز البحاث وأوساط النخبة
الستراتيجية حول العالم ،بصورة تقترب من ذيوع مصطلح »الذهب السود« الذي أطلق منذ بداية الثمانينيات على
ل للنضوب ،يعكس النفط ،وبالرغم من أن المياه هي مصادر طبيعية متجددة في حين يعد النفط مصدرًا طبيعيًا قاب ً
المصطلح الجديد الدور المتنامي الذي ستلعبه المياه في الستراتيجيات العالمية بشكل عام ،وفي تقرير مصائر الشرق
الوسط بشكل خاص .ولم تكن مصادفة أن تستحوذ أزمة مياه النيل ونصيب مصر منها على اهتمام الرأي العام في مصر
ودوائر البحاث وصنع القرار ،حتى أصبحت على قائمة اهتمام رجل الشارع العادي.
ويترافق الحديث عن مياه النيل ونصيب مصر منها الن مع تخوف مراكز التفكير العالمية من مشكلة نقص المياه
باعتبارها ظاهرة عالمية ،وبحيث تبدو أزمة المياه أحد أكثر التحديات خطورة على بقاء مصر والدول العربية بشكلها
الحالي .وتتفاقم مشكلة المياه في الشرق الوسط عمومًا بسبب تضافر مجموعة من العوامل هي :أوًل ،موارد المياه في
الشرق الوسط لم تعد كافية لتلبية الحتياجات ،وثانيا أن ندرة المياه ستتزايد نتيجة سوء الستخدام وزيادة عدد السكان،
وهو ما يؤسس لظهور "حروب المياه" في العقدين القادمين .وتتشارك ثلث دول عربية هي مصر وسورية والعراق في
طبيعة قانونية وجغرافية محددة في أزمة المياه باعتبارها "دول مصب" ،حيث إن مياه النهار العربية الكبر )النيل
ودجلة والفرات( تأتي من منابع تقع خارج حدودها السياسية.
3
وبسبب أهمية المياه وندرتها فإنها ظهرت كأداة للضغط السياسي على دول المصب كما فعلت تركيا مع سورية والعراق
منذ الثمانينيات ،أو تم التلويح باستخدامها كذلك من بعض دول منابع النيل تجاه مصر في العقد الماضي.
ل يبدو التهديد المائي في هذه اللحظة داهمًا ،فتركيا بعد أن أقامت سدودًا داخل حدودها مثل »كبان« و»كاراكايا«
وبعدهما »أتاتورك« و»بيرجيك« ،وهو ما قلص من تدفق المياه إلى سورية والعراق ،فإنها عادت وأرخت قبضتها
المائية تجاه سورية بالتحديد ضمن انفتاح تركي-سوري ،إل أنها لم تتخل عن طموحاتها المائية.
وبالمقابل تعاني دول منابع النيل حروبا أهلية وتخلفا اقتصاديا بشكل يمنعها من الصطفاف في موقف موحد تجاه مصر
ل وحقيقيًا .ربما تملك مصر باعتبارها دولة المصب ،ولكن مشاريع قوى كبرى لقامة سدود لهذه الدول يشكل خطرًا محتم ً
إمكانات مناورة أفضل مقارنة بما هو موجود لدى سورية والعراق ،ويعود هذا التقدير إلى أن منابع النيل تتوزع على
تسع دول ،في حين تسيطر تركيا وحدها على منابع نهر دجلة والفرات مقابل سورية والعراق.
كما أن المكانات التركية الضخمة اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا أرجح بكثير من إمكانات سورية والعراق معًا ،حتى لو
افترضنا إمكانية إدماج قدراتهما سويًا ،في حين ل تملك أي دولة من دول منابع النيل أرجحية كتلك مقابل مصر .كما أن
الوضع القانوني المصري يبدو أكثر تحديدًا من مثيله السوري والعراقي ،فالدول الثلث مصر وسورية والعراق لها حقوق
تاريخية مكتسبة في مياه النيل ودجلة والفرات ،وهي النهار التي أعطتها الحياة للف من السنين ول يمكن لدول المنبع
تجاهل تلك الحقوق.
تستند الحجج القانونية العربية إلى حقيقة أن أنهار النيل والفرات ودجلة هي "مجار مائية دولية" ل يمكن لدول المنبع
ل عن أنها تمثل »موارد مشتركة« يجب أن يتم تقسيمها بين الدول التي يجري فيها النهر وفق التحكم بها بمفردها ،فض ً
أسس توافقية .ولكن مصر تحتفظ في موضوع نهر النيل بشرعيات إضافية هي التفاقات الدولية التي أبرمتها بخصوص
مياه النيل سواء مع بريطانيا العظمى عام 1929أو مع حكومة السودان عام .1959
أعطت التفاقية الولى لمصر التمتع بما يشبه حق النقض إزاء أي مشروع مائي يقام في ثلث دول من دول المنبع
)تنزانيا وكينيا وأوغندا( باعتبار أن بريطانيا التي استعمرت تلك الدول آنذاك قد مثلتها قانونيًا في اتفاق دولي ملزم ،كما
أعطت التفاقية الثانية الموقعة مع السودان لمصر الحق في الحصول على 55مليار متر مكعب سنويًا من مياه النيل.
تحرك منتدى دولي كبير مثل منتدى دافوس للحديث عن أزمة المياه في الشرق الوسط هو مؤشر واضح على خطورتها،
فالمنتدى يفوق في أهميته السياسية مؤسسات أممية كثيرة ،وهو ما يتطلب من الدول العربية مصر وسورية والعراق
شيء أكثر من إعادة إنتاج حديث »المؤامرة« و"استهداف العرب في مقدراتهم".
الرجح أن الحكومات العربية المعنية بأزمة المياه؛ ليست معنية بالضرورة بحرية تداول المعلومات وإشراك أوسع
القطاعات الشعبية في الجدل السياسي حول القضايا المصيرية .في حالة سورية والعراق تبدو تركيا قدرًا جغرافيًا ومائيًا
يجب التعامل معه ضمن معطيات القوى الراهنة ،أما في حالة مصر فسيعني تغير موازين القوى في دول المنابع الكثير
من التبعات على وادي النيل وسكانه .تأسيسًا على ذلك تختلط السياسة الدولية بالقليمية مع القتصاد والري في حالة
مصر بشكل أعقد مما يبدو على السطح ،بحيث يبدو سؤال :هل الفضل لمصر فوز زعيم المعارضة الكينية
رايل أودينغا بالسلطة أم بقاء الرئيس الحالي مواي كيباكي؟ أكثر بكثير من مجرد تمرين ذهني افتراضي .وأن تستمر
عرقية التيجراي في الحتفاظ بالسلطة في أثيوبيا مقابل المهريين ليست مسألة ثانوية ،بل داخلة في عمق المشهد المائي
المصري.
إنها عملية تشكيل لتوازنات جديدة نشربها حاليًا وسنشجبها ك»مؤامرات« لحقًا في حال لم نرتفع إلى مستوى التحدي.
د .مصطفى اللباد ،مدير مركز الشرق للدراسات القليمية والستراتيجية.
4
أزمة المياه من خلل أنابيب السلم التركي
أصبح مصطلح أزمة المياه يحمل أكثر من بعد سياسي ومن المتوقع أن يشهد القرن الحالي صراعًا حادًا
على المياه خاصة في الشرق الوسط التي تشهد جفافًا مستمرًا وتغييرات مناخية كونية يتعذر السيطرة
عليها والخلل الناجم من ظاهرة الحتباس الحراري وبعد أن اصبحت المياه رهان المستقبل يتطور تحقيق
المن المائي لدول المنطقة ليطفو على السطح كصراع مقبل تسهم فيه عدة عوامل جغرافية وتأريخية
وسياسية وأقتصادية في صياغة أزمة المياه في الشرق الوسط .تعتبر تركيا أكبر خزان طبيعي للمياه في
الشرق الوسط لحتوائها على كميات كبيرة من المياه الجوفية وأعلى نسبة من المطار والثلوج
المتساقطة سنويًا إضافًة الى كثافة الجريان السطحي للنهار القاطعة سطح تركيا والتي تكمن أهميتها في
أنها تنبع من أراضيها بأستثناء نهر العاصي الذي ينبع من سوريا .وتعاني كل من سوريا والعراق من
شحة الموارد المائية السطحية والتي تعتبر فيها مياه نهري دجلة والفرات أحد أهم المنظومات المائية بسبب
عدم تطبيق الجانب التركي للمبادىء الساسية في إقتسام المياه المشتركة وإتفاقيات القواعد الدولية ل سيما
بعد قيام تركيا بأنشاء عددًا كبيرًا من السدود وشبكات الري على نهري دجلة والفرات في إطار مشروع
الغاب وهو مشروع جنوب شرق الناضول )سد أتاتورك( والذي يشمل إنشاء ) (19محطة لتوليد الطاقة
الكهربائية و) (22سدًا في أعالي نهر الفرات والذي تبلغ كلفته ألجمالية حوالي ) (30مليار دولر ومن
المؤمل انهاؤه سنة )2005م( وكل ذلك حصل بدون مراعاة حقوق الدول المتشاطئة وهي سوريا والعراق
نظرًا لتأثيرها على حصتيهما من المياه وتلوث نوعية المياه بعد إستكمال بناء شبكات الصرف .تفاقمت
مشكلة الجفاف في سوريا بعد أن بدأت البار الرتوازية بالجفاف نتيجة السياسة المائية التركية وكذلك
أخذت تبرز ظاهرة التصحر في العراق نتيجة النخفاض الشديد في مناسيب نهري دجلة والفرات وقلة
المطار عمومًا والذي أثر سلبًا على الفلح العراقي خاصة في مناطق الفرات الوسط وغرب العراق .
وقد أشار المراقبون بأن عدد السدود المقامة على نهر الفرات يفوق حاجة تركيا من المياه والطاقة
الكهربائية والغاية الساسية منه هو ترحيل الكورد وما تبقى من الشوريين في جنوب شرق تركيا
ولسباب أمنية وعسكرية واستخدامها كورقة ضغط ضد سوريا والعراق وفقًا للرؤية المريكية في
إستئناف المفاوضات على المسار السوري وتضييق الخناق على العراق المحاصر بعد أن ثبت فشل
العقوبات المفروضة على النظام العراقي والتي طالت الشعب فقط .تكمن أهمية المن المائي لسوريا
والعراق بسبب كون معظم الموارد المائية تأتي من خارج حدودها السياسية وفي الفترة الخيرة أصبح
المن المائي ل يقل أهمية عن المن القومي والعسكري كأحد الولويات التي تؤثر على المصالح
الستراتيجية للدول المعنية في المنطقة ذات الصلة بالمشروع الشرق أوسطي الذي تتبناه السياسة
المريكية والتي تتعامل مع مشكلة المياه كمحور أساسي لتلك السياسة بأعتبار اسرائيل دولة اقليمية تعاني
من شحة المياه بعد ان أضافت مشكلة المن المائي الى الذرائع المنية والعسكرية التي تحول دون
انسحابها من مرتفعات الجولن وبقية الراضي المحتلة والذي بدوره يفسر اسباب إيلء الدارة المريكية
ل لتصبح المنطقة برمتها تحت سيطرة تركيا دورًا كبيرًا للمن المائي في المنطقة واعطاء تركيا دورًا فاع ً
المائية ورغبة الدارة المريكية بربط عمليات التسوية السياسية والعسكرية والقتصادية الشاملة والمتعثرة
حاليًا بحل مشكلة المياه من خلل الطرح التركي لمشروع أنابيب مياه السلم منذ عام ) (1987والذي تم
5
طرحه بعد بدء مسيرة التسوية السلمية في الشرق الوسط ونتيجة الى سلسلة من الزيارات المتبادلة بين
المسؤولين التراك والسرائيلين ظهر الى الفق ذلك المشروع والذي مفاده أن تبيع تركيا مياه نهري
كيهان وسيهان التي تنبع من منطقة )مناوجات( وتصب في البحر المتوسط دون الستفادة منها ويتم ذلك
بشحنها عبر البحر في صهاريج بحرية ضخمة والذي بدأ عمليًا مع اسرائيل أو ضخها بواسطة خطي
أنابيب احدهما يتجه غربًا عبر سوريا والردن واسرائيل ثم الحجاز بينما الخر يتجه شرقًا الى العراق
والكويت وشرق السعودية وقطر والبحرين والمارات وهذه الفكرة ممكنة من الناحية التقنية .ترفض
تركيا بأستمرار القرار بأن نهري دجلة والفرات هما نهران دوليان وتتشاطأ عليه سوريا والعراق
وتعتبرهما نهران عابران للحدود فقط وثروة طبيعية تركية صرفة مثلما هو النفط المتدفق من الراضي
العراقية والسورية ثروة خاصة بهما وفي هذا الجانب ل تفرق تركيا بين الثروة الطبيعية الثابتة والموجودة
تحت سطح الرض والتي هي داخل السيادة الوطنية لتلك الدول والثروة الطبيعية المتحركة والجارية
وأثناء كافة المناقشات حول الحقوق المائية للدول المتشاطئة يصر الجانب التركي على التحاور ضمن
دائرة السجال اللفظي المتعلق في تعريف ماهية حقوق القتسلم والتوزيع والمحاصصة والمشاركة في
المياه مع الصرار على إعتبار حوضي دجلة والفرات حوضًا واحدًا والذي يبرر تعويض سوريا والعراق
بحصتهما من مياه الفرات بحصة أكبر من مياه نهر دجلة بغض النظر عن منطق السيادة الوطنية
والمردود السلبي للنقص الحاد في مياه نهر الفرات وانعكاساته على المشاريع الزراعية على ضفاف ذلك
النهر في دول المجرى والمصب وكذلك تعتبرهما حوضًا واحدًا من أجل تعويم المشاريع الكثيفة والمقامة
في أعالي نهر الفرات مقابل قلتها على نهر دجلة وذلك من اجل المساومة رغم ان ذلك غير منطقي من
النواحي الجغرافية والطوبوغرافية والمائية لكونهما حوضان منفصلن ويجدر ذكره هنا أن نهر الفرات
يبلغ طوله من المنبع الى المصب حوالي )2900كم( ويجري على إمتداد )440كم( في تركيا ويمر في
سوريا لمسافة )675كم( وفي العراق لمسافة )1785كم( وأما نهر دجلة فيبلغ طوله حوالي )1970كم(
منها )300كم( في تركيا ويمر على مسافة قصيرة في سوريا ويدخل الباقي في الراضي العراقية .لقد
ثبت ومن خلل الوقائع على الرض أن عدم رغبة تركيا في التفاوض مع العراق وسوريا حول مشكلة
المياه إنما يعود الى رغبتها من أجل كسب الوقت الى حين النتهاء من المشاريع التي تقيمها على مجرى
النهرين لتضعها في النهاية كأمر واقع على طاولة المفاوضات في الوقت الذي لم تحضر تركيا أي اجتماع
ثلثي خلل السنوات الخمسة الخيرة .وإذا كانت التوترات المزمنة بين سوريا والعراق من جهة وتركيا
من جهة اخرى تتمفصل في مشاكل الحدود والقضية الكوردية والمياه فأن تداخلها مع بعضها محليًا
واقليميًا ودوليًا يؤدي الى تعقيد العلقات بين تلك الدول في الوقت الذي تطفو فيه على السطح جليًا لعبة
التحالفات الدولية وعلقات تركيا مع حليفاتها الغربيات واسرائيل بالذات مع التصاعد المستمر في وتيرة
النتفاضة الفلسطينية والقمع السرائيلي في الراضي المحتلة ليضع تركيا أمام المسائلة الجدية قي طريقة
تعاملها مع محيطها الشرقي والسلمي من خلل خيار التصالح مع تأريخها وجغرافيتها .وبغياب الركائز
المنطقية لضمان علقات دبلوماسية طبيعية فأن مشكلة المياه تتغير حسب مصالح تركيا المنية والتجارية
مع رفض تركيا تقاسم المياه وفقًا للمعاهدات التي وقعتها بعد اعترافها بدولية نهري دجلة والفرات بموجب
معاهدة سيفر عام )1920م( بعد إنفصال سوريا والعراق عن الدولة العثمانية ومعاهدة الصلح في مدينة
لوزان بينها وبين الحلفاء عام )1923م( والتي نصت على التزام تركيا بالتنسيق مع سوريا والعراق قبل
الشروع في بناء أية سدود والتي تم بموجبها تخطيط الحدود والتأكيد على ذلك في أتفاقية عام )1946م(
ومن ثم بروتوكول التعاون الفني والقتصادي بين العراق وتركيا عام )1980م( وانضمت إليه سوريا عام
)1983م( وإتفاقية عام )1987م( والتي وافقت فيها تركيا على تمرير ما يزيد على ) (500متر مكعب
في الثانية من مياه الفرات الى سوريا خلل فترة مليء سد أتاتورك لحين التوصل الى اتفاق بين الدول
الثلثة واستمرت الجتماعات للفترة بين العوام )1980م –1996م( وبعد هذا التأريخ لم تشارك تركيا
في أية لجنة فنية أو إجتماع للتنسيق حول تقسيم المياه .ومما يزيد أزمة المياه بسبب النقص الهائل في
تدفق المياه من مصادرها في تركيا هو الهبوط الحاد في كمية سقوط المطار عمومًا في سوريا والعراق
خلل السنوات الخيرة رغم الكميات الجيدة التي هطلت هذا العام يضاف اليها زيادة التبخر بسبب ارتفاع
درجات الحرارة والزحف المستمر لخطر التصحر وإختفاء الغابات والغطاء النباتي والتوسع الفقي الهائل
6
في بناء المدن والتلوث المتصاعد وارتفاع معدلت النمو السكاني وغياب التكنولوجيا المعاصرة كلها امور
ساهمت بشكل أو بآخر في تعقيد معالجة مشكلة قلة المياه ونذكر هنا الثار اامدمرة من جراء شحة المياه
وكيف بدأت الحياة تتوقف تدريجيًا في منطقة الخابور والتي غالبية سكانها من الشوريين بسبب النخفاض
الشديد في منسوب نهر الخابور وإنقطاع المياه عن بلدة ) تل تمر ( وقراها البالغة ) (45قرية ضمن
محافظة الحسكة السورية عام )1997م( وكذلك المشاكل الناجمة على ضفاف دجلة والفرات في الجانب
العراقي .واستنادًا الى المعطيات القانونية دوليًا فهناك لوائح تنظم كمية وسعة المياه التي تمر بين الدول
المتشاطئة ول يوجد مبرر قانوني يسمح لتركيا أن تتحكم في المياه التي تنبع من أراضيها وتجري عبر
ل اخرى والتصرف فيهًا طبقًا لمصالحها من دون مراعاة حقوق الدول الخرى بعد أن ثبت وبموجب دو ً
التفاقية الدولية الموقعة عام )1997م( والخاصة باستخدام المجاري المائية الدولية لغراض ملحية
والتي حددت المجرى المائي الدولي بأنه المجرى الذي تقع أجزاؤه في دول مختلفة وهذا بدوره يؤكد
الصفة الدولية لنهري دجلة والفرات .يتضمن الطرح التركي للتوصل الى أي اتفاق حول تقسيم المياه
شمول كافة النهار المشتركة بينهما وتعني بهذا الطرح نهر العاصي الذي ينبع من الراضي السورية
ويصب في البحر المتوسط بالقرب من لواء السكندرون الذي ضمته تركيا الى أراضيها في منتصف العقد
الثالث من القرن الماضي المر الذي سيتم تفسيره وكأنه اعترافًا رسميًا بالسيادة التركية على
السكندرون .وبأختلف الظروف نلحظ تغيير المفهوم التركي حول تقسيم المياه لينطلق من تفسيرها
للستعمال المثالي للمياه وتبرر تركيا ذلك بأن التربة التركية أكثر خصوبة وتتمتع بالفضلية لستثمارها
مقابل إستثناء الراضي العراقية والسورية غير الخصبة كما تضع تركيا شرط استخدام التكنولوجيا
المتطورة كأولوية لتقييم استخدامات المياه والذي يوفر لتركيا السبقية في هذا المجال وهذا يفسر أحد
ل مائية معزولة عن التناقضات اسباب التباين الكبير في التصورات التركية وعمومًا ل تبدو أن حلو ً
السياسية القائمة ستجد لها مكانًا في المدى المنظور على أجندة الدول الثلثة والتي ستنجم عن المشاريع
المريكية تجاه الملف العراقي وما سوف يترتب على التطبيق المريكي للعقوبات الذكية والتطورات
القليمية التي سترافقها .ويقابلها من الجانب الخر التفاق السوري العراقي الذي وقعه الطرفان في بداية
شهر آذار من العام الحالي والذي هو بحد ذاته تكتيك دبلوماسي لتوحيد الموقف وتعريب القضية المائية
عبر الجامعة العربية للضغط على الدول الممولة للمشاريع التركية ودفع أنقرة للجلوس حول مائدة
المفاوضات بعيدًا عن التنافس القليمي والدور السرائيلي المتنامي في هذه المسألة وخصوصًا أن تركيا
تعاني ألن من أكبر أزمة اقتصادية في تأريخها والتي قد تدفعها الى تغيير سياساتها مع دول الجنوب على
ان ل يتقاطع مع السياسة المريكية حيال العراق حيث ان واشنطن ستحرص على إعطاء تركيا وبالتنسيق
مع إسرائيل دورًا يتطلب منها إعادة النظر في علقاتها مع الدول العربية للخروج من الزمة القتصادية
الخانقة والذي سيؤدي بالتأكيد الى إخقاق تركيا في محاولتها للظهور كدولة تملك قرارها المستقل داخل
الحلف المريكي -السرائيلي -التركي في الشرق الوسط بسبب إعتمادها اللمحدود على الدعم المالي
ل له ولتظهر المريكي ومن خلل هذه الحقائق سوف يكون الدور التركي مطابقًا للدور السرائيلي ومكم ً
الملمح الحقيقية للتفاقية التركية السرائيلية وخطورتها .استغلت تركيا سابقًا وقبل التقارب الخير بين
سوريا والنظام العراقي التوتر في العلقات السياسية بينهما حينما قام العراق بمد انابيب النفط عبر
الموانىء التركية واستفادت ايضًا اثناء حرب الخليج الولى حيث كانت اكثر من نصف الصادرات النفطية
العراقية تمر خلل تركيا وباندلع حرب الخليج الثانية إثر احتلل النظام العراقي للكويت برزت تركيا
العضو في حلف الطلسي كدولة لها أهميتها الجيوسياسية وكبوابة وحيدة للعراق على العالم مما دفعها الى
لعب ورقة المياه وبناء السدود ومستغلة الظروف الشاذة التي تمر بها المنطقة واستخدامها كعامل إبتزاز .
ومشكلة سوريا المائية ليست فقط مع تركيا حول الفرات بل لديها أيضًا مشكلة المياه التي تنبع من
مرتفعات الجولن المحتلة خاصة ان اسرائيل تعتبر الجولن ضرورة حيوية لمنها ومصادر مياه مهمة
ولذا فأن الحتفاظ بالسيادة السرائيلية عليها سيكون الساس للتوصل الى أي اتفاق مع سوريا وفي نفس
السياق فأن تركيا ستظهر تشددًا في شأن مياه الفرات وستطالب بأن تعلن دمشق رسميًا تخليها عن لواء
السكندرون .إن تأمين مصادر وفيرة من المياه كان ول يزال هدف إستراتيجي للدولة العبرية بعد ظهور
بوادر أزمة المياه منذ الستينات في القرن المنصرم بعد الرتفاع المطرد في الهجرة الى اسرلئيل وتصاعد
7
عمليات التنمية لستيعاب المهاجرين الجدد والذي كان احد مبررات السياسة التوسعية السرائيلية سواءً في
إحتللها الضفة الغربية الغنية بمياهها الجوفية أو مرتفعات الجولن المعروفة بوفرة مياهها الجارية أو
جنوب لبنان الذي انسحبت منه مؤخرًا بأستثناء مزارع شبعا .وكلما ابتعدت تركيا عن الحليف الوروبي
الصعب كلما اقتربت استراتيجيًا من اسرائيل للحصول على موقع متميز داخل الحلف الطلسي ل سيما
وأنه بعد البلقان تدل المؤشرات على أن منطقتي الشرق الوسط وبحر قزوين هما المناطق المؤهلة ليكون
للحلف دور مباشر في تطبيق التصورات المريكية أو إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية .ول زالت
تداعيات عملية توقيع التفاقية العسكرية بين اسرائيل وتركيا منذ شباط من عام )1996م( تشكل قفزة
نوعية ونقطة إنطلق يتعذر التخفيف من أهميتها على صعيد التنسيق الستراتيجي بين القوتين القليميتين
الرئيسيتين في المنطقة والذي يبرر كافة ردود الفعل السلبية ومشاعر القلق التي إتسمت بها مواقف الدول
المعنية في الشرق الوسط حيالها في ظل الظروف السياسية التي تبلور ذلك التفاق خللها والتي تميزت
بالمناخ العام من النقسامات المحورية والتحالفات القليمية المتغيرة والذي اصبح يمهد الى طبيعة وطيف
العلقات الحقيقية القائمة في الشرق الوسط .وأخيرًا فل بد لتركيا أن تقتنع بضرورة التنسيق مع سوريا
والعراق على أسس سليمة حول تقسيم مياه النهر وخلق قدر من الثقة والتقارب فيما بينها وبعكسه فأن مياه
الشرق الوسط تحمل بين أمواجها إمكانية زعزعة الستقرار والمن ونشوء نزاعات مسلحة لتسهم في
رسم صورة سياسية قاتمة في المنطقة كلما طلت بأنيابها.
8
تقرير المم المتحدة حول الزمة المائية
نشرت المعهد العالمي للموارد المائية ومنظمة هيئة المم المتحدة للبيئةتقريرا في عام -1992
1993حول مستقبل المياه في بعض دول منطقة الشرق الوسط ) مصر ،العراق ،اسرائيل،
الردن ،الكويت ،لبنان،ليبيا ،سوريا ،قطر ،تركيا ،المارات العربية المتحدة ،المملكة العربية
السعودية،السودان( مبيننٌا في التقرير أهم المعطيات الساسية للمياه والتطور الذي سيحصل في
تلك الدول ) النمو السكاني ،كمية المياه المتجددة في السنة ،حصة الفرد الواحد ،كمية المياه
العذبة المتوفرة ،كمية المياه المستعملة ،نسبة الستفادةمن المصادر المائية ،نسبة استعمال المياه
في المجالت المتنوعة) الحاجيات المنزلية،الصناعة ،الزراعة( .والتغيرات المتوقعة خلل الفترة
2025-1990التي حدثت و ستحدث على ضوء تلك المعطيات المائية في تلك الدول ،وهنا من
الضروري الشارة الى الوضع المائي في بعض من تلك الدول.
مصر :كان عدد السكان في مصر تقدر بحوالي 52.4مليون نسمة في عام ،1990نسبة النمو
السكاني فيه تصل الى ، %2.2عليه يتوقع ان يرتفع عدد السكان في مصر في عام 2025الى
93.3ملون نسمة ،تستعمل حوالي %97من كمية المياه المتوفرة لها في السنة والتي تقدر بحوالي
56.600مليار متر مكعب من الماء التي تأتي من المصادر الخارجية وليوجد لديها المياه من
مصادرها الداخلية .تستعمل حوالي %88من المياه في الزراعة %5 ،في الصناعة و %7
للحاجيات المنزلة.تقدر حصة الفرد الواحد في السنة حاليا بحوالي 1026مترمكعب من الماء في
السنة ،في حين تقدر كمية المياه المتجدده بحوالي 2.600مليار متر مكعب في السنة ،تقدر
حصة الفرد منها بحوالي 50متر مكعب في السنة.
الردن :كان عدد سكان الردن بحوالي 4مليون نسمة في عام ،1990نسبة النمو السكاني تصل
الى حوالي ، %3.42عليه يتوقع ان تصل عدد سكان الردن الى حوالي 10.8مليون نسمة
بحلول عام 2025تقدركمية الكمية المتوفرة في السنة بحوالي 400مليون متر مكعب في السنةمن
مصادرها الخارجية .تستعمل الردن حوالي 450مليون نسمة في السنة ،تقدر حصة الفرد
الواحد في السنة بحوالي 173مترمكعب من الماء .تستعمل حوالي %65من المياه في الزراعةو
%6للصناعةو %29للحاجيات المنزلية.تقدر كمية المياه المتجددة سنويا بحوالي 1.020مليار
متر مكعب ،حصة الفرد فيها تصل الى حوالي 450متر مكعب في السنة.عليه تعاني الردن من
الزمة المطلقة للمياه .
الكويـت :كان عدد سكان الكويت بحوالي 2.1مليون نسمة في عام ، 1990نسبة النمو السكاني تصل
الى الى ،%5.8عليه ستصل مجموع عدد سكانه بحلول عام 2025الى حوالي 2.8مليون نسمة.
لتمتلك الكويت المياه تقريبٌا من مصارها الداخلية ،تستعمل سنويا حوالي 500مليون متر مكعب
المياه في السنة،اغلبها تأتي من) تحلية مياه البحر(،تقدرحصة الفرد الواحد بحوالي 525متر مكعب
في السنة ،تستعمل الكويت حوالي %4من تلك الكمية للزراعة وحوالي %32منها للصناعة
وحوالي %64للحاجيات المنزالية ،وهي الدولة الوحيد الي تستعمل تلك النسبة العالية من مياهها
للشرب ،تعاني الكويت من ازمة مطلقة للمياه .
إسرائيل :كان عدد سكان اسرائيل بحوالي 4.7مليون نسمة في عام ، 1990نسبة النمو السكاني فيها
،%4.67عليه يتوقع ان يرتفع عدد السكان في اسرائيل بحلول عام 2025الى حوالي 8.2مليون
نسمة.تمتلك اسرائيل حوالي 450مليون متر مكعب من المياه في السنة ،تأتي أغلبها من المصادر
الخارجية .تستعمل اسرائيل سنويا حوالي 1.825مليون متر مكعب في السنة ،حصة الفرد الواحد
9
تحصل الى حوالي 410متر مكعب في السنة ،تستعمل اسرائيل حوالي %86من مجموع كمية
المياه المتوفرة ،تستخدم حوالي %79من مياهها في الزراعة ,وحوالي %5للصناعة وحوالي
%19للحاجيات المنزلية .تعاني اسرائيل م نازمة حادة للمياه ،إل ان إدارة مصادر المياه والتنظيم
الدقيق والستعمال الصحيح لها في اسرائيل قد تمكنتها من حل أغلب مشاكلها المائية ,أسرائيل هي
الدولة الوحيد في المنطقة التي تهتم بشؤون ادارة مصادر المياه ،مما تمكنت من حل الكثير من
مشاكلها المائية.
المملكة العربية السعودية :كانت عدد السكان في السعودية تقدربحوالي 14.9مليون نسمة في عام
،1990نسبة النمو السكاني فيها تصل الى حوالي ، %3.38عليه يتوقع ان تصل عدد سكان
السعودية الى حوالي 40.4مليون نسمة بحلول عام ،20025تستعمل حوالي 3.800مليار متر
مكعب في السنة من مصادر المياه الجوفية ومن تحلية مياه البحر ،حصة الفرد الواحد تقدر
بحوالي 497متر مكعب في السنة ،تعاني من عجز كبير من المياه .تقدر نسبة الستعمال
بحوالي %164من مياهها،التي تستعمل حوالي %47من المياه في الزراعة وحوالي %8
في الصناعة و %45للحاجيات المنزلية .تقدر كمية المياه المتجددة في السنة بحوالي
2.200مليار متر مكعب في السنة ،اي ان حصة الفرد الواجد من المياه المتجددة تقدر بحوالي
140متر مكعب في السنة ،يعني انها تعاني من ازمة مطلقة للمياه في السعودية وليس لديها
فائض زائد ،بل لها عجز سنوي بحوالي %64سنويا ،.كما ان الوضع في قطر اسوء منها بكثير ،
حيث تستعمل حوالي %660من كمية المياه المتوفرة لها في السنة ) تحلية مياه البحر( ,اي
بعجز تزيد عن ستة مرات من كمية المياه المتوفر في قطر.
سوريا:كان عدد سكان سوريا بحوالي 12.4مليون نسمة في عام ،1990نسبة النمو السكاني فيها
تصل الى ، %3.58عليه تتوقع ان تصل عدد سكانها بحلول عم 2025الى حوالي 35.3
مليون نسمة,تمتلك حوالي 57.900مليارمتر مكعب من المياه في السنة ،تستعمل حوالي 3.340
مليار متر مكعب في السنة ،حصة الفرد الواحد تصل الى حوالي 435متر مكعب في السنة،بينما
تقدر كمية المياه المتجددة سنويا بحوالي 7.600مليار متر مكعب في السنة ،حصة الفرد الواحد منها
تصل الى حوالي 570متر مكعب من الماءفي السنة .تسعمل سوريا حوالي %83من مياهها
للزراعة وحوالي %10للصناعة و %7للحاجيات المنزلية ،هذا يعني بأن سوريا تعاني من
ازمة المياه.
العراق :كان عدد سكان العراق بحوالي 18.1مليون نسمة في عام ، 1990نسبة النمو السكاني
تصل الى حوالي ، %3.21عليه يتوقع ان تصل عدد سكان العراق الى حوالي 46.3مليون نسمة
بحلول عام .2025تستعمل العراق بحوالي %43من كمية المياه المتوفرة لها في السنة ,تعادل
بحوالي 42.800مليار متر مكعب ،تقدر حصة الفرد الواحد في السنة بحوالي 4575متر مكعب
في السنة .تستعمل حوالي %92من المياه في الزراعة و %5منها في الصناعة و %3منها
للحاجيات المنزلية ،تقدر كمية المياه المتجددة سنويا بحوالي 34.000مليار متر مكعب ،تقدر
حصة الفرد في السنةمن المياه المتجددة بحوالي 1760متر مكعب .العراق لها القابلة على
استعمال الكمية الباقية-الغير المستعملة من مياهها في المستقبل والتي تقدر بحوالي %57من
مياهها ،اي لها فائض كبير ،وتاتي حوالي %49من مياهها من المصادر الداخلية .
تركيا :كان عدد سكان تركيا بحوالي 60مليون نسمة في عم ،1990وان نسبة النمو السكاني فيها
تصل الى ، %2.05عليه يتوقع الى تصل عدد السكان في تركيا بحلول عام 2025الى حوالي
92.9مليون نسمة .تمتلك تركيا حوالي76.000 .مليار متر مكعب من المياه في السنة ،تستعمل
منها حوالي 23.750مليارمتر مكعب في السنة ،اي بحوالي %12من مجموع كمية المياه المتوفرة ،
اي ان حصة الفرد الواحد فيها تقدر بحوالي 433متر مكعب في السنة ،هذا يعني ان لها فائض
مائي تقدر بحوالي %88من مجموع كمية المياه المتوفرة فيها في السنة .تستعمل تركيا حوالي
حوالي %57من المياه المستعملة في الزراعة وحوالي %19في الصناعةو %24في الحاجيات
10
المزلية .تقدر كميةالمياه المتجدد سنويا في تركيا بحوالي 186.100مليار متر مكعب في السنة ،
أي ان حصة الفرد الواحد من كمية المياه المتجددة سنويا تقدر بحوالي 3190متر مكعب في
السنة.هذا يعني ان لها فائض كبير من المياه ,لذا ل تظهر مشاكل مائية في تركيا ل على المدى
القريب ول على المدى البعيد .
أسباب تفاقم ازمة المياه في دول منطقة الشرق الوسط
يمكن تلخيص أهم أسباب التي أدت وستؤدي الى بروز وتعميق أزمة المياه في تلك الدول الى ما
يلي :
-1التوزيع الغير العادل للمياه ،يعاني الكثير من تلك الدول من قلة أوندرة في مصادر المياه
بسبب قلة سقوط المطار والثلوج أو سقوطها في فترة ليتعدى شهرين أو ثلثة أشهرفي السنة،مما
أدت وستؤدي الى تعميق مظاهرالتصحر والجفاف وفي زيادة سرعةالتصحر ,وفي تراجع
الغطاء النباتي وفي نضوب مصادر المياه في تلك الدول.
-2التزايد السكاني ,التي تزيد بمعدل 90مليون نسمة في السنة ,غالبية هذا التزايد السكاني
تقع في الدول النامية ومنها دول منطقة الشرق التي تعاني من مشاكل المياه ،كما هو ،مما سيزيد
من تعميق مشاكل المياه فيها .
-3المصادر المائيةالمشتركة بين أكثر من دولة واحدة ،حيث يتواجد حوالي 214نهرا )تجرى( تمر
في أكثر من دولة واحدة ،تعيش في حوض تلك النهار حوالي 2مليار نسمة ،أي ما يعادل
بحوالي % 40من مجموع سكان العالم ،تعاني أغلب تلك النهار من أنخفاض طاقةالمياه ،
أضافةالى تعرضهم للتلوث ،أي تعاني تلك النهار من أنخفاض في الكمية وتدهور في نوعية
المياه فيها بسبب العوامل البشرية والطبيعية مثل النهار الموجودة في أغلب دول منطقة الشرق
الوسط ,ولذا تظهر مشاكل المياه بين الدول التي تشترك على مصدر مائي.
-4النمو القتصادي ،ادت النمو القتصادي وتحسين الحالة المعاشية الى زيادة استعمال المياه وحتى
الفراط في استعمالها وانعكس وستعكس تأثيرها أكثر في المناطق التي تعاني من مشاكل المياه.
تستعمل في الدول المتحضرة حوالي %70من المياه في مجال الزراعة حوالي %20
للصناعة وحوالي %10للحياة المنزلية ،بينما تستعمل المياه في الدول النامية) الشرق الوسط(
مابين -85والى اكثر من %95للزراعة من مجموع المياه الموجودة والبافي منها مابين)(%5-%15
تستعمل لغراض الصناعة والحياة المنزلية ،لذا تعمق ازمة المياه)كما ونوعا( في تلك الدول ,
كما تلجا بعض الدول الى استخدام أكثر من %100من مصادر مياهها ) السعودية
(%164وبعض دول الخليج الخرى ) قطر تستعمل (%660مما سيؤدي حتمٌا الى تعميق ازمة
المياه في تلك الدول في المستقبل القريب.
-5الوضع السياسي ،تعتبر الزمات والتوترات والخلفات السياسية والفكريةبين الدول التي تشترك
على مصدر مائي من أكبرواخطر السباب التي أدت وستؤدي الى تعميق ازمة المياه مابين
مثل تلك الدول ،ولسيما في منطقة الشرق الوسط ،ومنها ما بين الدول العربية ,تلجا مثل تلك
الدول الى التهديد بقوم السلح أو تستخدم احيانا المياه كمصدرسياسي من قبل دولة ضد دولة
اخرى ،وخاضة في حوض نهري دجلة والفرات وحوض نهرالنيل ،احواض النهارالمشتركة
بين الدول العربية) سوريا ,الردن ،لبنان واسرائيل( حيث ادت تلك الصراع السياسي الى
الستخدام المفرط لمصادر المياه .
-6المعاهدات والتفاقيات المائية ،التفاقيات المائية ضرورة تاريخية ملحة على الدول التي تشترك
في مصدرمائي واحد لكي يتم تنظيم استعمال المياه وفق قواعدوانظمة تقلل من المخاطر والزمات
التي تنجم عنا زمة المياه ،لسيما اذا ما تعرض ويتعرض المصدر المائي المشترك الى انخفاض
في طاقة التدفيق والى تدهور في نوعية المياه في المصدر المشترك) نهر النيل ونهرالفرات ،
ليوجد اية اتفاقية مائية في منطقةالشرق الوسط بسبب نمط النظمة الشمولية والوراثية وغياب
11
المناخ الديمقراطي ،اضافة الى الصراع السياسي بين أغلب تلك الدول التي تعتمد على) فكرة نظرية
المؤامرة( بدل من اللجوء الى )فكرة نظرية تكرار الخطاء(في التعامل مع الحداث الداخلية
والخارجية ومنها مشاكل المياه ,مما أدت وستؤدي الى تعميق ازمة المياه وتعكس على شكل
خلفات وتوترات وصراعات قد تنجم عن استخدام السلح والتهديد العسكري ومنها الحروب
،وتشم بوادر رائحتها من الوضع القائم اذا لم تلتجا تلك الدول الى الساليب الحضارية والعصرية
في معالجة مشاكل المياه .
-7ضعف او فقدان الساليب العصرية في أدارة مصادر المياه في اغلب الدول الناميةالتي تعاني
من مشاكل المياه ومنها في منطقة الشرق الوسط ,أن غياب التنظيم وغياب قواعد واسس استعمال
المياه وكيفية التعامل مع المياه المستعملة الملوثة أدت وستؤدي الى تعميق ازمة المياه وتعميق
مصادرتلوثها .كما ان ضعف دور المؤسسات العلمية ومنظمات المجتمع المدنيوعدم الهتمام بثقافة
البيئة والمياه في مجتمعات الدول النامية التي تعاني اغلبها من مشاكل المياه قد ادت الى تفاقم
ازمة المياه
معالجةأوتخفيف المخاطر التي تنجم من أزمةالمياه:
هناك ضوابط وقواعد عامة ليمكن اهمالها او السكوت عنها في مجال المياه لكي تتمكن الدول
منمعالجة او تخفيف المخاطر الي تنجم من ازمةالمياه,ومن ابرزها:
-1ضرورة تحديد الوضع المائي في الدول بشكل علمي ،عندما تجري دراسةمائية في مدينة او
منطقة او دولة ما ،يجب تحديد كمية المياه الموجودة فيها وتحديد عدد سكانها ،اذا كانت حصة
الفرد الواحد مابين )100-500م (3يعني بوجود ازمة المياه ،ستتعمق ازمةالمياه فيها اذا تعمق
مظاهر الجفاف والتصحر وتراجع الغطاء النباتي ،زيادة النمو السكاني ،العتماد الساسي على
الزراعة ,ضعف ادارة المياه لسيمافي ظل غياب ثقافة استعمال المياه وغياب ثقافة البيئة ،سوف
يؤدي الى تعميق مصادر تلوث المياه مما سيؤدي الى تعميق الزمة أكثر فأكثر ,لسيما في
الدول التي تحكمها انظمة شمولية وراثية .
-2ايجاد توازن علمي وفق تخطيط ميداني مبنية على معلومات دقيقية حول كيفية استعمال المياه
في المجالت المتنوعة ,الدولةالتي تعاني من مشاكل المياه وتعتمد بالدرجة الولى على الزراعة
سيؤدي الى تعميق ازمة المياه فيه ،لذا ليجور دعم المشاريع الزراعية -الروائية في المناطق التي
تعاني من نقص او من ازمة شحة المياه فيها،بل يجب انشاءمشاريع التي تحتاج الى اقل كميةمن
المياه.
-3تقوية ادارة مصادر المياه في المدن وفي احواض النهار وفي احواض المياه الجوفية ،من
خلل وضع انظمةوقواعد تحدد الساليب المتبعة في كيفية استعمال المياه وحماية تلك
المصادرالمائية من التلوت ،من خلل تنمية ثقافةالبيئة وثقافية حمية واستعمال المياه.
-4الهتمام بالجامعات والمعاهد ودعم المؤسسات العلمية والبحث العلمي في الدراسات المائية وما
لهاعلقة بها مع التأكيد على دعم منظمات المجتمع المدني وتقديم حوافز ومساعدات متنوعة
للمنظمات اتي تهتم ب )البيئة ،الطبيعة ،التوعية والرشاد وغيرها).
-5ادخال التكنولوجيا المعاصرة في مجال أدارة وتنظيم واستعمال ومراقبة وتصريف وحماية المياه
من ا لمخاطر التي تهدد كميتها ونوعيتها ) التلوث)
12
أزمة المياه في الضفة الغربية :انعكاس سلبي على كيان فلسطيني
»قابل للحياة«
* في غياب مصادر كبيرة للمياه السطحية والتفاوت في معدل هطول المطار ،أصبحت المياه الجوفية
المصدر الساسية للمياه في عموم الراضي الفلسطينية .أما أهم مصدر منفرد للمياه الجوفية في فلسطين،
فهو الخزان الجوفي الجبلي الذي تتجمع مياهه تحت جبال الضفة الغربية ومرتفعاته بصورة رئيسية.
وتقدر دراسة أكاديمية مخزون خزان الضفة الذي يتغذى من تسرب مياه المطر إلى الخزان الجوفي عبر
شقوق التربة والصخور بنحو 679مليون متر مكعب سنويًا يضاف إليها 45م م م سنويًا في الخزان
السطحي بقطاع غزة ،والثاني مهدد جديًا بتأثير مياه البحر والملوحة بفعل الفراط في الضخ ،إلى جانب
التلّوث ول سيما بالنيترات ومياه الصرف الصحي.
الدراسة التي أعدت في اطار أطروحة دكتوراه مقدمة الى جامعة دندي باسكتلندا ،تشير إلى إسرائيل تعتمد
اعتمادًا كبيرًا على المياه الجوفية للضفة ،وتقّدر أن ما يقرب من %40من المياه الجوفية التي تعتمد عليها
إسرائيل وأكثر من ربع مصدر حاجتها السنوية يأتي من الضفة .ومن سوء طالع الفلسطينيين أن من الحجم
الجمالي للمياه الجوفية في عموم فلسطين البالغ 1.209مليون م م سنويًا )أعدت الدراسة عام (2004
يحصل السرائيليون على 1.046م م م سنويًا ،مقابل 259م م م للفلسطينيين .وتلحظ الدراسة ان هذا
التفاوت الضخم في الستخدام ،يترجم نفسه تفاوتًا في الستهلك ،إذ بلغ معدل استهلك الفرد الفلسطيني
35ـ 80ليترًا يوميًا ـ وهو معدل يقل بكثير عن المعدل الذي تتطلبه منظمة الصحة العالمية وهو 100
ليتر ـ مقابل معدل 300ليتر للفرد السرائيلي يوميًا .ثم تشير إلى أن إسرائيل تحصل أيضًا على نحو
800م م م من مياه نهر الردن ،التي تنبع كلها فعليًا من خارج أراضيها )من لبنان وسورية والردن
تحديدًا(.
وفي تقرير آخر أعد عام 1999في القدس ،يذكر أن إسرائيل ـ في تلك الفترة ـ تستهلك أكثر من %80
من المياه الجوفية الفلسطينية كما تحرم الفلسطينيين من حقهم باستغلل مياه نهر الردن .واشار التقرير
إلى أن إسرائيل تخصص للفلسطينيين 93مليون متر مكعب من المياه للستخدامات الصناعية و 153
مليون م م للستخدام الزراعي ،مما يجعل معدل استهلك الفرد الفلسطيني أقل من 30م م في السنة ،في
المقابل تستهلك المستوطنات السرائيلية في الراضي المحتلة من المياه الفلسطينية أكثر من 75مليون م م
سنويًا .وبالتالي وفق حساب الستهلك السنوي للفرد ،يستهلك السرائيليون أكثر من أربعة أضعاف ما هو
مسموح للفلسطينيين باستهلكه .ومن أجل توضيح الصورة المأساوية أكثر ،قّدر مسح لـ 25قرية في
13
الضفة الغربية ،أن المعدل الوسطي لنفاق البيت الفلسطيني )العائلة الواحدة( لتأمين حاجته من المياه ،يبلغ
ثلث ميزانيته .وخلل الشهر الثلثين الخيرة من الفترة التي أجري فيها المسح أن تعداد من يمكن
تصنيفهم بـ»الفقراء« بين الفلسطينيين ارتفع ثلثة أضعاف ،إلى ما فوق مليوني نسمة ،وأن النفاق لتأمين
الحاجة عند %60من البيوت الفلسطينية إلى المياه ،بات يستقطع أكثر نصف دخل البيت الواحد.
الموقف الدولي
* المم المتحدة التي تبدي قلقًا دائمًا على أزمة المياه في الضفة الغربية ،حاولت وتحاول التخفيف من
وطأة هذه الزمة بسلسلة من الهبات المالية لمعالجة الحاجات الطارئة .وثمة برنامج عريض تدعمه هيئات
تنمية حكومية أميركية وفرنسية بقيمة 75مليون دولر لتأمين موارد مائية محسنة إلى 400ألف مواطن
فلسطيني في محافظة الخليل وحدها ،منهم 90ألفًا يقيمون في بلدات وقرى غرب مدينة الخليل ،وفق بيان
للبنك الدولي .وتابع البيان أن البنك الدولي قدم منذ عام 2000مبلغًا يصل إلى 115مليون دولر أميركي
على شكل هبات أو قروض لمعالجة أزمة المياه في الضفة وغزة.
الدولة ..المتعذرة مع هذا يبدو حلم بناء »دولة قابلة على الحياة« موضع شك ،طالما أن رئيس الوزراء
السرائيلي ارييل شارون ،لم يجد غضاضة في دعوة نصف مليون يهودي فرنسي للهجرة إلى إسرائيل،
وأن خلفه المحتمل في رئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو استقال من الحكومة الحالية ،تضامنًا مع حركة
الستيطان .وفي مجادلة صحافية كتب المعلق جيف هالبر منسق اللجنة السرائيلية لمقاومة هدم المنازل
ل »إن إسرائيل دولة صغيرة المساحة ،لكنها تظل أكبر من تحت عنوان »نهاية الدولة القابلة للحياة« ،قائ ً
الراضي الفلسطينية بثلثة أضعاف .فمجموع الراضي الفلسطينية المحتلة )عام (1967وهي الضفة
الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ،ل تشكل إل نسبة % 22من أجمالي أرض إسرائيل/فلسطين )أي
فلسطين ،(1948وهذا يعني أنه حتى إذا تخلت السلطات السرائيلية عن كل الراضي التي احتلتها عام
،1967فإنها ستحتفظ بـ %78من مساحة فلسطين .1948هل ستشكل إذًا الراضي الفلسطينية دولة
قابلة للحياة؟ بالكاد تشكل .فمساحتها تعادل مساحة ولية ديلوير الميركية )ثاني أصغر ولية( ،ولكن مع
ثلثة أضعاف سكانها حتى من دون أن يعود إليها أي لجئ من خارجها ...ليقول إنه حتى إذا قيض لدولة
كهذه أن تقوم ،فإن إسرائيل تعمل وستعمل على منع قيامها عبر زرع »حقائق على الرض« تتجسد في
المخططات الستيطانية والمجمعات السكنية الواردة ضمن »خطة شارون« ،وهي خطة تحظى بالدعم
الميركي.
14
ضا
والمناخ أي ً
وبين المهندس المحمدي أن النخفاض في الطلب جاء بنسب متفاوتة بين الحياء ،مرجعا السبب الرئيس
لهذا النحسار إلى تحسن أحوال المناخ في مدينة جدة.
وعند سؤال »الشرق الوسط« عن بارجة المياه التي وصلت قبل أسبوعين إلى جدة قادمة من الدمام ،وما
ل» :إلى الن لم يصلنا أي شيء منها«.اذا بدأت في تزويد محطات المياه ،أجاب قائ ً
وكانت أزمة المياه في جدة قد برزت في الظهور منتصف ابريل )نيسان الماضي( مجددا ،خصوصا في
الحياء الجنوبية والشرقية منها .ولمواكبة تطورات هذه الزمة ،استعانت المؤسسة العامة لتحلية المياه
بأكبر بارجة لنقل المياه المحلة في العالم إلى محطة الشعيبة ) 80كيلو جنوب جدة( ،والتي تبلغ طاقتها
النتاجية 50ألف متر مكعب يوميا لكافة الوحدات ،وينتظر أن تبلغ سعة الضخ 150ألف متر مكعب
لهالي مكة وجدة والطائف.
وتعيش مدينة جدة في الوقت الحالي ،نهاية مرحلة فصل الربيع وبداية الصيف مما يعني مرورها بمرحلة
تقلبات مناخية متفاوتة بين برودة خفيفة في الجو ،وحرارة مرتفعة دامت لنحو ثلثة أسابيع .وساهمت
التقلبات المناخية في استهلك أكبر للمياه داخل مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.
وأوضح المستشار العلمي حسين القحطاني ،المتحدث باسم الرئاسة العامة للرصاد وحماية البيئة ،أن
فترة الربيع الحالية هي دائما فترة تقلبات في المناخ ،مضيفًا »تتفاوت خلل الموسم الحالي فترات من
الجواء الغائمة إلى المشمسة ،ويصاحبها صفاء في الجواء أحيانا ،وأتربة وغبار في أحيان أخرى ،وذلك
يحدث بسبب اقتراب فصل الصيف ونهاية الربيع«.
وبين القحطاني أن التقلبات في المناخ ل تقتصر على مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة ،وأن كافة
المناطق تعيش مرحلة التقلبات في السعودية.
15
المملكة والجفاف
.:خلق ال ـ عز وجل ـ الرض بل الكون أجمع وفطر عناصره ومكوناته على التغير والتحول ،زيادة
ن( .والعناصر يٍء َوِإَلْيِه ُتْرجَُعو َ
ش ْ
ت كُّل َ
ن اّلِذي بَِيِدِه َمَلُكو ُ
حا َ
سْب َ
ونقصانًا تارة ووجودًا وعدمًا تارة أخرى )َف ُ
الجوية للغلف الجوي لكوكب الرض محط تغير نسبي دائم عبر دورات زمنية قصيرة وأحيانًا طويلة لسباب
داخلية أرضية وأحيانًا خارجية كونية ول في خلقه شؤون.
*****
ل؟ هل المناخ تغير فع ً
.:لم يكن التغير المناخي Climate changeفي العقود الربعة الخيرة نظرية أو فرضية فحسب ،بل
هو واقع ملموس وأمر محسوس ،فالسجلت المناخية العالمية المئوية حافلة بشواهد غنية وأدلة قطعية،
على أن عناصر المناخ تغيرت وأصبحت أكثر تطرفًا وعنفًا وعلى وجه الخصوص درجة حرارة سطح
الرض والمحيطات حيث ساهمت في الغالب وبشكل سلبي على النسان والنظام البيئي على حد سواء .وما
ذوبان الجليد القطبي والنهار المتجمدة والذي أعقبه ارتفاع مستوى سطح البحر إل شواهد محسوسة وأدلة
مقيوسة لمن كان عنده شك وارتياب .ولقد أثبتت الدراسات العلمية المحكمة أن معدل درجة حرارة الرض
خلل القرن العشرين قد أصبح أكثر سخونة من أي قرن مضى ،حيث ارتفع معدل درجة الحرارة بمقدار 0.6
درجة مئوية ليأتي العقد الخير )التسعينات( من القرن الماضي كأسخن عقد في القرن العشرين ،وتعتبر
السنوات الثنتى عشرة الخيرة )من عام 2006-1995م( أكثر السنوات سخونة منذ عام 1850م إذ ارتفع
معدل الحرارة العالمي 0.74درجة مئوية وارتفع منسوب سطح البحر بمعدل 3.1ملم سنويًا منذ عام
1993م ،وأما القطب الشمالي فقد واصل تقلصه بمعدل يصل إلى %2.7في العقد الواحد .ومحليًا فقد أثبتت
دراسة سابقة لي على وسط المملكة أن درجة الحرارة ارتفعت بمعدل 1.5درجة مئوية خلل الثلثين سنة
الخيرة من القرن الماضي.
*****
ما هي أسباب تغير المناخ ؟
.:على الرغم أن معظم علماء المناخ يتفقون على وجود ظاهرة التغير المناخي الحالي إل أنه يظهر لغط
وجدل حيال سؤال جوهري :من الذي يقف خلف هذا التغير المناخي الحالي؟ .ففي الوقت الذي يذهب فيه
كثير من علماء المناخ إلى أن المتهم في ذلك هو النشاط البشري Human activitiesفي المقام الول
عبر انبعاثات غازات الحتباس الحراري في الغلف الجوي كثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان ،في حين أن
القلية منهم يبرئون النسان من تلك التهمة مشيرين إلى أن عوامل طبيعية دورية تقف وراء تلك التغيرات
أو التذبذبات المناخية.
*****
.:وفي ظل حدوث تغيرات مناخية دورية قديمة قبل استخلف النسان في الرض أحسب أنه من الصعوبة
بمكان إصدار الحكم الجازم في الوقت الراهن والقول أن أنشطة النسان تقف خلف تغير المناخ الحالي
،%100إذ أن تغير المناخ مسألة طبيعية معقدة وشائكة تقف نتائج الدراسات المناخية لها بذلك شاهدة.
وما زالت النماذج العددية ) (Atmosphere-Ocean General Circulation Modelومعها
16
سيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة ) (Greenhouse Gas emission scenariosتعطي نتائج
متوافقة من جهة ارتفاع درجة حرارة الرض ،وفي الوقت نفسه متباينة بشكل واضح في نسبة الرتفاع مما
يدفعنا إلى التريث في توجيه التهمة للنسان ،كما أن استشراف مستقبل الرض المناخي لمائة سنة قادمة
عبر عمليات رياضية معقدة مسألة صعبة في ظل وجود عدة عوامل تؤثر في المناخ.
*****
هل هناك شواهد على تغير المناخ الحالي ؟
.:يرى كثير من العلماء أن النشاط البشري في المائة سنة الخيرة قد أثر على المناخ وقاده إلى الحترار
العالمي Global warmingوقد أكد تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي )(IPCC
لعام 2001م إلى أنه توجد دلئل وشواهد قوية على أن النشاط البشري يقف خلف ارتفاع درجة الحرارة.
واعتمادًا على آخر السجلت المناخية خلل القرن العشرين فإن درجة الحرارة ما زالت في طور الصعود
والرتفاع والتغير .وأشار مكتب الرصاد الجوية البريطاني ) (Met Officeأن نتائج النماذج العددية
التنبؤية ) (GCMsتشير إلى أنه إذا استمرت معدلت انبعاث غازات الدفيئة بمستواها الحالي فإنه سيحدث
تغيرات كبيرة وواسعة في المناخ .وفي السياق نفسه تتوقع بعض الدراسات المعتمدة على العديد من
سيناريوهات النبعاثات الغازية والنماذج العددية على أنه إذا استمر حرق الوقود الحفوري بالكميات الحالية
فإن نسبة ثاني أكسيد الكربون ستتضاعف في الغلف الجوي بحلول 2050م وهذا سيساهم بالضرورة
بارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1.4درجة مئوية إلى 5.8درجة مئوية بنهاية القرن الحالي وال أعلم.
17
إلى وجود الكثير من عدم الثقة في مخرجات النماذج العددية المتعلقة بالتنبؤ بعنصر المطر لسنوات قادمة،
كما أكدت الدراسات أن الختلف في التوقع لعنصر المطر ليس فقط في الكمية بل وحتى في التوزيع المكاني
والزماني ،وثقة العلماء في النماذج العددية المتوقعة للتغير في عنصر المطر ضعيفة ،ومصادر عدم الثقة
في النماذج يعود إلى أن عمليات استقراء مستقبل التغير في عنصر المطر تعد ثانوية في هذه النماذج
العددية ) ،(GCMsأضف إلى ذلك أن عنصر المطر من الصعب تقديره وفقًا للتنبؤات العددية خاصة في
المناطق شبه المدارية حيث يتشكل المطر أحينًا وفق ظروف محلية ناتجة عن القوى الحملنية.
وعلى الرغم من ذلك كله فإننا نستأنس ببعض النتائج في هذا التجاه حيث دلت نتائج النموذج البريطاني
HadCM3حول المطار في الشرق الوسط إلى توقع انخفاض في معدل سقوط المطر مما يساهم في
المزيد من فترات الجفاف والتصحر في المنطقة.
*****
وماذا عن تغير المناخ في السعودية؟
.:أجريت في دراستي السابقة عام 2005دراسة لستقراء التغير المناخي لدرجات الحرارة في وسط
السعودية حيث أظهرت النتائج أن معدل ارتفاع درجة الحرارة خلل الثلثين سنة الخيرة من القرن الماضي
بلغ 1.5درجة مئوية ،وفيما يتعلق بالمستقبل واعتمادًا على ثلثة نماذج عددية عالمية )HadCM3
بريطاني CGCM2 ،كندي ECHAM4 ،ألماني( وسيناريوهين للنبعاثات الغازية فقد أثبتت مخرجات
النماذج أن معدل درجة الحرارة على مستوى وسط المملكة سيرتفع بمعدل ?0.4م – ?1.6م بحلول عام
2020م ،بينما تتوقع الدراسة أن يرتفع معدل درجة الحرارة عام 2080م من ?2م – ?4.8م ،أما على
مستوى التغير في كمية المطر في السعودية أشارت مخرجات النماذج الثلثة المذكورة أنه ل يوجد نمط أو
اتجاه واضح للمطر خلل العقود القادمة حيث تشير النتائج إلى أن التغير يقع بين ناقص 20ملم وزائد 30
ملم سنويًا مقارنة بفترة 1971م – 2000م وال أعلم.
*****
وهل تغير المناخ سيؤثر على مصادر المياه في السعودية؟
.:تعاني المملكة كما نعلم من شح خطير وقصور كبير في موارد المياه دفع صانعي القرار وفي وقت مبكر
إلى استخدام تقنية متقدمة ومكلفة لتحلية مياه البحر للستخدام البشري حتى أصبحت المملكة الولى عالميًا
في هذا المجال ،وجاء هذا القرار بعد نضوب بعض البار أو تغير جودة المياه فيها والذي جاء متزامنًا مع
نمو سكاني وحضري كبيرين .أضف إلى ذلك أن الدراسات الحديثة تؤكد أن تغير المناخ العالمي سيؤثر على
طلب المياه في ثلث قطاعات رئيسة :المدنية والصناعية كما الزراعية أيضًا ،وعبر دراسة قمت بإعدادها
عن التغيرات المناخية المستقبلية في المملكة دلت النتائج أن ارتفاع درجة الحرارة في المملكة سترفع من
معدلت عمليتي البخر والنتح وهذا يعني بالضرورة أن معدلت الحتياجات الزراعية من مياه الري سترتفع،
وعلى سبيل المثال فإن محصول القمح سيحتاج إلى %3زيادة في معدلت الري عام 2020م بينما عام
2080م قد تصل بالمتوسط إلى ،%11وهذا يعني أن ارتفاع درجة الحرارة درجة مئوية واحدة فقط سينتج
عنها زيادة في مياه الري لمحصول القمح بمعدل 103متر مكعب لكل هكتار في الموسم! أي بزيادة 46.4
مليون متر مكعب وفقًا لمساحة زراعة القمح في المملكة لعام 2007م.
*****
18
ولكن هناك انحسار في رقعة مساحة القمح يقابلها زيادة وتوسع في زراعة النخيل فما هو رأيك؟
.:القطاع الزراعي يستهلك %86من إجمالي المياه المستهلكة في المملكة! ..ومن وجهة نظري الخاصة
أؤيد تقليص مساحة القمح وغيرها من المحاصيل ،هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التوسع في زراعة
النخيل أحسب أنه قرار مجانب للصواب لسباب منها :أن مساحة الراضي المزروعة بالنخيل حاليًا تكفي
سكان المملكة حتى عام 2037م إذ أن كمية إنتاج التمور في المملكة لعام 2007م ـ على سبيل المثال ـ
بلغت 983ألف طن بينما عدد سكان المملكة السعوديين 17مليون نسمة ،وبقسمة الكمية على العدد يكون
نصيب الفرد حوالي 160غرامًا يوميًا! وبعبارة أخرى يأكل كل مواطن 11تمرة في اليوم وهذا حجم كافي
بل وكبير للفرد الواحد ،ولو افترضنا جدًل أن نصف المواطنين أطفال وكبار ل يأكلون التمر فإن نصيب
النصف الباقي 22تمرة في اليوم ،والواقع أن جزءًا من النتاج يصدر وآخر يستخدم )مع السف طعامًا
ل ..إذ أن تصدير كل تمرة واحدة يقابلها تصدير 6 للحيوانات( وهذا فيه هدر لموارد المياه الشحيحة أص ً
أمتار مكعبة من المياه المستخدمة في الري ،إذ أن كل هكتار من النخيل يحتاج في المتوسط إلى حوالي
37910أمتار مكعبة من الماء لكل هكتار سنويًا ،وهذا يعني أن كمية المياه المستخدمة للنخيل تفوق ما
يستخدم للقمح بحوالي عشرة أضعاف .وبالتالي فإن مشكلة الحفاظ على المياه الجوفية لم تعالج بل تفاقمت
وفقًا لهذا التوجه )النخيل على حساب القمح( ،والظروف الطبيعية للمملكة حساسة للتغير المناخي إذ تعتمد
الزراعة في المملكة وبشكل شبه كلي على المياه الجوفية ومعظمها غير متجدد على المدى القصير وال
أعلم.
*****
19
20
هذا على مستوى المياه والزراعة ،ولكن ماذا عن الثر السلبي لرتفاع درجة الحرارة وتغير المناخ في
المستقبل على بقية النشطة والقطاعات؟
.:سؤال كبير ويحتاج إلى بسط ل يستوعبه المقام ،ولكن وباختصار سيرتفع الطلب على المياه ،والكهرباء
وبالتالي سترتفع فاتورة الستهلك ،ويتعاظم الحساس بالرهاق لدى الناس في أشهر الصيف ،كما ترتفع
معدلت البخر والنتح وجفاف التربة والرطوبة النسبية وربما يساهم في تقليل نسبة التهطال والجريان
السطحي وتتأثر سلبًا بعض المحاصيل الزراعية ،والحياة الحيوانية إثر موجات الحر اللفحة وال أعلم.
21
أزمة المياه في اليمن ..من يوقف غضب الطبيعة القادم؟
22
عدد السكان والذي يعتبر من أعلى معدلت النمو على مستوى العالم .يضاف إلى ذلك الحفر العشوائي
الجائر وتدني كفاءة استخدام أساليب الري الحديثة )يتم الري بالغمر(".
من جهته ,حذر مدير عام الري بوزارة الزراعة والري ،المهندس عبد الكريم الصبري ،من أن الوضع
المائي ل يسمح بأن نتعامل معه ببطء ،وقد أصبح اليمن مهددا بأزمة مائية حادة بسبب عدم وجود ميزانية
تشغيلية لقطاع الري غياب الوعي الجتماعي .وقال في تصريح إلى "السياسية"" :ل توجد ميزانية تشغيلية
إطلقا لقطاع الري على الرغم من أن اليمن يواجه أزمة مائية حادة".
ومضى يقول" :معظم الحواض المائية في اليمن مهددة بنفاد المياه من أربعة إلى ستة أمتار طولية سنويا,
وذكر من هذه الحواض التي قال إن عددها يقارب الـ ،14أحواض :صنعاء ,ذمار ,البيضاء ,تهامة,
حضرموت ,تبن ,أبين ...الخ.
وللتقليل من تفاقم أزمة المياه أفاد الصبري بأن وزارته تقوم بتنفيذ خطط متوسطة المدى تنتهي في العام
,2015وطويلة المدى تنتهي في ,2020بهدف إدخال شبكات الري الحديثة لكبر مساحة زراعية فوق
أحواض المياه الجوفية بدعم المزارعين بما يبلغ 70بالمائة.
وتستهلك الزراعة أكثر من 91بالمائة من المياه الجوفية في اليمن ,منها أكثر من 50بالمائة تستخدم لري
القات.
وللحد من الزمة المائية ينصح أبو لحوم برفع الوعي لدى المجتمع بخطورة الزمة المائية وإشراكهم في
حلها وتطبيق القوانين الخاصة بالحفاظ على المياه الجوفية والستراتيجية الوطنية للمياه والتي تهدف إلى
التنسيق بين الجهات المختلفة حول المياه ,وكذلك التقليل من التوسع في زراعة محصول القات ،بالضافة
إلى التقليل من الحفر العشوائي الجائر وتبني مبدأ الدارة المتكاملة من خلل النظر إلى جوانبها المختلفة
اقتصاديا )توزيع محاصيل بديلة لمحصول القال( واجتماعيا من خلل توزيع السكن على المناطق المختلفة
مع توفير كافة الخدمات لهم وليس على المدن الرئيسة ومناطق الحواض المائية .ويزيد عدد سكان اليمن
على 23مليون نسمة تقريبا.
وتمتد تأثيرات الزمة المائية إلى الجانب القتصادي ،ويؤكد الخبراء أنها تؤدي إلى تدني مستوى الدخل
القتصادي لدى الفرد من خلل تكاليف استهلك المياه ،بالضافة إلى تأثيراتها الصحية على النسان
بسبب تلوث المياه وتأثير مياه الصرف الصحي على التربة وعلى المياه العذبة .ول تتوفر أي دراسات
توضح حجم التأثيرات الصحية على النسان في اليمن بسبب تلوث المياه.
وبحسب الخبراء تتمثل تأثيرات الزمة المائية على الوضع البيئي والجتماعي في شح مياه الشرب
والتصحر وهجرة المواطن من منطقة إلى أخرى ،كما تؤثر على الزراعة بالنسبة لنمط المحصول
الزراعي .كما يتعرض بعض مناطق مساقط المياه إلى الجفاف والتعرية وجفاف الينابيع والمياه السطحية
واختفاء الغطاء النباتي.
ويصنف البنك الدولي اليمن كإحدى أفقر دول العالم من حيث الموارد المائية .ويرى الخبراء أن مشكلة
نقص المياه التي تؤثر على 80بالمائة من سكان اليمن .وكانت تتراوح مساحة الراضي التي تروى
بالمياه الجوفية في العام 1974بين ثلثين ألفا وأربعين ألف هكتار ،في حين تروى أربعمائة ألف هكتار
من الراضي حاليا بنفس المصدر.
صحيفة السياسية
23
أزمة المياه وانقراض الحيوانات
كتب أحمد الرشيدة من الردن
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن غازات الحتباس الحراري والتغير المناخي هي السبب الرئيس لفقدان
المتزايد النواع الحيوانية والتنوع الحيوي حول العالم ،وحسب احدث تقارير التحاد الدولي لحماية
الطبيعة ) (IUCNفان ربع طيور العالم مهددة بالنقراض ،حيث بينت ” القائمة الحمراء ” للنواع المهددة
في عام (IUCN Red list of threatened specie assessment of birds)،2009
صورة شديدة القتامة ،حيث دخل ) (1226نوعًا من الطيور ضمن النواع المهددة threatened
وأدرجت ( )190نوعا جديدا ضمن فئة ” النواع المعرضة لخطر داهم Critically threatened
وهي أعلى درجات الخطر حسب معايير القائمة.
و” القائمة الحمراء ” للطيور المهددة بالنقراض والتي تتم مراجعتها كل أربع أعوام هي من إعداد مؤسسة
)بيرد ليف انترناشونال( الخيرية المعنية بالحفاظ على الطيور حول العالم ويعزوا التقرير أن الجفاف
الطويل المد والتغير المناخي قد وضعت ضغوطا إضافية على مصادر الموائل الطبيعية ،وخاصة تلك
التي تعتمد عليها النواع المهددة وتزامن هذا مع التدمير المتزايد والكثيف للمؤائل الطبيعية ،والقتران
الكارثي بين تراجع المؤائل الطبيعية وتغير المناخ في تشرذم تجمعات الطيور ليصبح التأثير السلبي لتغير
المناخ اكبر بكثير ،المر الذي يزيد من خطر النقراض المحلي.
وبالرغم من تواصل انخفاض أعداد الطيور في العالم فان المعنيين بالحفاظ عليها ما زالوا متفائلين بإمكانية
إنقاذ العديد من أنواع الطيور المهدد بالنقراض .وهنا ل بد من اتخاذ إجراءات على نطاق واسع من اجل
تلطيف ظاهرة تغير المناخ مثل خفض انبعاثات غازات الكربون ،والحد من معدل ارتفاع درجات الحرارة
الكونية ،إضافة إلى تغيير قيم المجتمع البشري وأنماط الحياة التي نعيشها .كما أن التغيرات السريعة التي
طرأت على البيئات كان لها تأثير كبير على تناقص أنواع الطيور كما ونوعا في الوقت الحاضر .وفي
المشرق العربي انخفضت أعداد الطيور المهاجرة والمقيمة ومن الملحظ أن أعداد الطيور في المشرق
العربي قد أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عام 1990
وهنا ل بد من إلقاء الضوء على احد أهم وأجمل هذه الطيور وهو طائر الحسون – عروس
Carduelis Carduelis Gold finch التركمان
يتميز الحسون بوجهه القرمزي اللون وبخديه البيضاويين وقنته السوداء التي ينحدر منها خطان سوداوان
على جانبي الرقبة ،الجناحان سوداوان وتوجد بقعة ذهبية واسعة ،الظهر بني ترابي وغطائيات الذنب
24
العلياء بيضاء ،الذنب اسود وأطراف ريشته بيضاء ،الذقن قرمزي وبقية الجزاء السفلى بيضاء ولكن
توجد في الصدر والخاصرتين مسحة بنية أو حنائية باهته ،والذكر كالنثى ولكن لونه أكثر زهاء.
والحسون طائر مألوف وواسع النتشار في بلدان المشرق العربي الهلل الخصيب وبلد الشام ،حيث كان
يتواجد في الحدائق والبساتين والمناطق المشجر ،وهو يتغذى على الحشرات والبذور ويبني أعشاشه من
الحشائش حيث تضع النثى فيه بين 6-5بيضات وتحتضنها لمدة 13-11يوما.
أسباب التهديد:
إن الطقس القاسي خلل سنوات الجفاف والتي غدت ظاهرة متكررة الحدوث خلل السنوات العشرة
الخيرة والتدمير المباشر للمسطحات المائية وجفاف الينابيع ونقص وشح المياه السطحية والبار والبرك
والجداول ،وتقلص مساحة الغابات الطبيعية التي توفر المأوى والغذاء والصيد العشوائي والمبيدات
الحشرية والملوثات الصناعية ،والنشاط البشري غير المنضبط ،أحداث تغيرات جذرية في شكل المؤائل
الطبيعية من خلل التوسع العمراني والمشاريع القتصادية والجتماعية والمر الذي أدى إلى التراجع
المتسارع لعداده نتيجة لتدمير موئله الطبيعي والنقص الكبير في غذائها وأماكن تعشيشها ونتيجة لهذه
العوامل والمؤثرات انقرضت أو تعرضت للنقراض أنواع كثيرة من الطيور.
النتائج والحلول
وخلصة القول إن ارتفاع درجات الحرارة سوف تحدث تغيرات كبيرة وجسيمة على المحيط الذي نعيش
فيه الحيوانات والنباتات على حدا سواء ،وهو ما قد يساهم في زيادة خطر انقراض بعض الجناس
وتدهور التنوع الحيوي بكل أرجاء الكرة الرضية .وهنا لبد من العمل على تقليص انبعاثات غازات
الدفيئة ،إضافة إلى منع صيد الطيور البرية والعمل على تشديد العقوبات على المخالفين والعمل على إكثار
النواع المهددة بالنقراض من خلل برنامج )الكثار في السر(.
25
ضا سيموت
والسمك أي ً
ل عن المجلة
نق ً
غضب المناخ
الحتباس الحراري يهدد استقرار الشرق الوسط
26
بجدية .وكان أنتوني هوبلي ،وهو متخصص قانوني في مجال تغير المناخ في شركة محاماة نورتون
سا حتى أن بعض روز ،بين الحضور في الندوة .ويقول أنتوني "أصابت تلك العروض ـ حًقا ـ وتًرا حسا ً
الدول في كوبنهاجن كانت تتفاوض من أجل بقائها .ويبدو من المسار الذي نسير فيه بدون إجراءات
صارمة ،ووفًقا للتجاهات السائدة في البيانات العلمية الملحوظة ،أن تزداد حرارة العالم بـ 6درجات
مئوية ،وهذا أمر ل يصدق" .
ول شك أن كل أمة في العالم تود أن ترى تفاصيل العروض التقديمية للمحاكاة العسكرية المريكية.
وسوف تواجه كل منطقة من مناطق العالم تحدياتها وصراعاتها الخاصة بالتأكيد إذا لم يتم تفاد تغير
المناخ .وسمعنا بالفعل كثيًرا من التكهنات المدمرة – بداية من فيضانات البحار التي يمكن أن تزيل الدول
ذات الرتفاعات المنخفضة مثل بنجلديش وجزر المالديف والعديد من جزر المحيط الهادئ من على
الخريطة ،إلى زيادة الجفاف والتصحر التي يمكن أن تشل نشاط المناطق الزراعية في جميع أنحاء العالم.
ولكن ما الثار المحتملة في منطقة تغلب عليها الصحراء بالفعل ومقيدة من نواح كثيرة بحاجتها للمياه؟
يود واضعو السياسات وقادة الصناعة في الشرق الوسط أن يعرفوا ذلك حًقا .على سبيل المثال ،هل
صحراوات الردن منطقة صراع مستقبلية في عمليات محاكاة الحكومة المريكية؟ وهل ستنشب أعمال
شغب بسبب المياه على ضفاف بحيرة طبرية؟ وهل سترافق السفن الحربية سفن الصيد التي تتنافس على
المخزونات السمكية المتناقصة في البحر الحمر ،أو في البحر البيض المتوسط ،أو في الخليج العربي.
ليس بالضرورة أن يكون المر كله مجرد تخمينات .في الواقع ،بدأت العديد من الحكومات والشركات
والمنظمات غير الحكومية في منطقة الشرق الوسط التحذير بالفعل --وتستعد لسوأ الحتمالت --
استناًدا إلى التوقعات المأخوذة من البيانات والنماذج العلمية الموجودة.
المخاطر تنتظر المنطقة
نأخذ الردن كمثال .تعاني المملكة الردنية الهاشمية بالفعل من انقطاع منتظم في إمدادات المياه ،ويستطيع
عدد قليل جًدا من الردنيين العتماد على الماء الجاري لمدة 24ساعة يومًيا .ويعتبر ترشيد المياه مجرد
أمر من مقتضيات الحياة اليومية في مدن مثل عمان .وحتى تحافظ على هذا المداد المتقطع من المياه ،
تضطر الردن حتى إلى اللجوء إلى تخزين المياه في خزانات جوفية للمياه القديمة --المعروفة باسم
طبقات المياه الجوفية --كما أنها تعتمد بشكل كبير على إسرائيل باعتبارها مورًدا للمياه ،على النحو
المتفق عليه بموجب بنود اتفاقية السلم بينهما.
ولكن إذا كانت الردن لديها ،بالنسبة للفرد الواحد ،واحد من أقل مستويات الموارد المائية المتاحة في
جه الردني منقذ العالم اليوم ،وهذا قبل أن تحل أشد آثار تغير المناخ قسوة ،فماذا سيحمل المستقبل؟ و ّ
مهيار ،مدير منظمة "أصدقاء الرض" تحذيًرا شديًدا وقال "تشير جميع النماذج العلمية إلى أن المنطقة
سوف تقل بها المطار جًدا – ويعنى هذا كميات أقل من المياه في طبقات المياه الجوفية والنهار
والبحيرات".
حًقا ،حتى لو شهدنا فقط ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1إلى 2درجة مئوية بحلول عام ،2050وهذا
سيكون أفضل تصور حتى لو تحقق انخفاض النبعاثات الكربونية الذي أوصت به اللجنة الحكومية الدولية
التابعة للمم المتحدة المعنية بتغير المناخ ،فإن ٪ 80من إجمالى مساحة أراضي الردن ،والتي هي شبه
قاحلة حالًيا )ويحتمل أن تكون صالحة للزراعة( ،سوف تسوء حالتها وتتحول إلى صحراء قاحلة.
ويقول مهيار "إنها عملية متسلسلة .أول سوف نرى الحياة النباتية والحيوانية تتضرر ،وبعد ذلك سوف تبدأ
على الفور في التأثير على البشر أنفسهم .وتعاني كل هذه المنطقة حالًيا ،وسوف تعاني في المستقبل .وليس
الردن فقط ،ولكن سوريا والجزائر ولبنان .ومعظم دول الشرق الوسط".
حا ،إلى حتى الن كان الصراع المسلح في الشرق الوسط المرتبط على وجه التحديد بإمدادات المياه واض ً
حد كبير ،نتيجة غياب المياه .ولكن احتمال الحرب موجود بالتأكيد ،كما هو واضح في غيره من المناطق
المعرضة للجفاف ،مثل كينيا ،حيث قتل أكثر من 300شخص هذا العام نتيجة نزاعات حول المياه بعد
ثلث سنوات من الجفاف المستمر.
وسوف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات هطول المطار ،ليس فقط على الفراد ،ولكن
ضا ،حيث تشهد النشطة الكبرى مثل الزراعة كميات على نطاق أوسع من المدادات الغذائية والقتصاد أي ً
27
أمطار متناقصة .وتواجه الصناعات مثل صيد السماك والسياحة تهديدات أيضا .وتعد البحار والمناطق
الساحلية في منطقة الشرق الوسط غنية بالشعاب المرجانية .وتعتبر هذه الشعاب موطًنا ومصدر غذاء
على حد سواء للكثير من السماك في البحر الحمر والخليج العربي وبحر العرب ،وأجزاء من منطقة
البحر البيض المتوسط .كما أنها تجلب السياحة المربحة في صورة غواصين يحرصون على استكشاف
التنوع البيولوجي على السواحل .ولكن يهدد تغير المناخ الشعاب المرجانية والسماك .وبينما يرتفع تركيز
ثاني أكسيد الكربون في الغلف الجوي ،يزداد امتصاص الغاز في البحار والمحيطات .ويتحلل ثاني أكسيد
الكربون في مياه البحار ليكون حمض الكربونيك الذي يضر بشكل خطير بحياة النبات والحيوان في
صا الشعاب المرجانية. البحار ،خصو ً
ويقول إم جي ميس ،مفاوض تغير المناخ عن تحالف دول الجزر الصغيرة" :عندما يصل معدل ثاني
أكسيد الكربون في الغلف الجوي إلى 450جزءا في المليون ،تتوقف الشعاب المرجانية عن النمو.
وعندما يصل إلى 550جزًءا في المليون تتحلل تماًما .ونحن نعرف ذلك ،وتمت ملحظته من قبل".
ويعرف العلماء بالفعل النقطة التي تموت عندها الشعاب المرجانية نتيجة التعرض المفرط لحمض
الكربونيك لنهم لحظوا هذه العملية في البحار القريبة من النفجارات البركانية حيث يكون تركيز ثاني
أكسيد الكربون في الهواء عالًيا جًدا.
وكان معدل تركيز ثاني أكسيد الكربون المسجلة في الغلف الجوي للرض من قبل الدارة المريكية
للمحيطات والغلف الجوي في شهر مارس آذار ،2009تبلغ 387جزًءا في المليون ،وهو ارتفاع عن
عا مطرًدا في تركيز ثاني متوسط قدره 378جزًءا في المليون في عام .2005وسجلت الدارة ارتفا ً
أكسيد الكربون منذ عام ،1960عندما احتوى الغلف الجوي على معدل يقل عن 320جزًءا في
المليون.
ويقول ام جي ميس "حتى لو ارتفع التركيز العالمي لثاني أكسيد الكربون لعلى درجة قبل عام ، 2015
وهذا مبالغة في التفاؤل ،سوف نظل نشهد ما بين 490-445جزًءا في المليون .وربما يعني هذا انخفاض
الثروة السمكية حيث تتوقف الشعاب المرجانية التي تتغذى عليها السماك عن النمو .غير أن الكثر
ل هو أن نشهد ذروة في ارتفاع ثاني أكسيد الكربون لما بين 590-535جزًءا في المليون .وفي هذه احتما ً
الحالة ،سوف تموت الشعاب المرجانية ،وكذلك السماك".
وبالطبع تستغرق الشعاب المرجانية عقوًدا عديدة لتنمو ،وبدونها لن يكتب لجيال من السماك البقاء،
وسوف يؤدى هذا ،على الرجح ،إلى فناء الكثير من السماك ،وحدوث انقراض للعديد من أنواعها .إذن
ربما تصبح بحار منطقة الشرق الوسط ذات كثافة منخفضة جًدا من الحياة النباتية والحيوانية ،وهذا يعني
ضا نهاية السماك التي يعتمد عليها كثير من ليس فقط نهاية صناعتي الصيد والسياحة المربحتين ،ولكن أي ً
الناس في المنطقة كوجبة يومية.
في كل محنة منحة
كما هو الحال دائما ،تكون هناك منحة في أي محنة ،وسرعان ما تطرح الحلول .ففي الردن ،تعتبر
منظمة أصدقاء الرض خطر تغير المناخ دافًعا للتوصل إلى اتفاقات أفضل حول كيفية إدارة المياه.
ويقول المهندس منقذ مهيار "إذا لم تجلس دول الشرق الوسط لعادة التفاوض على المياه ،سنكون
ل من أن تفرقهم --إنها متجهين نحو أزمة .ولكن سيظل الماء دائًما قضية يمكن أن تجمع بين الناس بد ً
نقطة التقاء للناس في الشرق الوسط في وقتنا هذا .وأعتقد أن الردن وإسرائيل ،على سبيل المثال ،يجب
أن يتحركا ،وسوف يتحركان ،لعادة التفاوض حول الشروط التي يتعاملون بموجبها مع المياه".
وكانت واحدة من المشكلت الرئيسية في الماضي أن إسرائيل كانت مجبرة على إعطاء الردن كمية
ضئيلة من المياه ،وليس نسبة مئوية من إجمالي إمدادات المياه لديها .إذن عندما تقل إمدادات المياه عما
تحتاجه إسرائيل لنفسها ،تخفض ما تقدمه للردن ،كما حدث خلل فترة الجفاف القياسي في بحر الجليلي
في عام .1999وترى منظمة أصدقاء الرض الدارة الحالية للمياه كمصدر محتمل للصراع لنه ل
توجد فكرة تقاسم العبء .وتعتقد المنظمة أن إعادة التفاوض فرصة لتكامل أكبر بين البلدين حول مسئولية
المياه ،حتى تتسنى المشاركة في الدارة والمصالح ،وتنخفض المنافسة.
28
يقول مهيار "نحن بالتأكيد بحاجة إلى الحديث عن النسب المئوية للمياه ،وليس الكميات .وينبغي أن نتفادى
الخطاء السابقة .وآمل أن نعرف أن الماء مورد إقليمي ،وليس مورًدا وطنًيا .ويمكن أن يصبح مصدًرا
للتعاون .ونحن بحاجة إلى العمل مًعا للحفاظ عليه .على سبيل المثال ،في الردن تعودنا على نظرية
التكيف ،لنه ل أحد بيننا يحظى بالمياه طوال الوقت ،لذا تعلمنا أن نحافظ عليها .وفي إسرائيل ،يحصلون
دائًما على المياه ،ولذلك فإن ثقافتهم هي استخدامه وإساءة استعماله .ولكن أمامنا جميًعا الكثير لنتعلمه،
بغض النظر عن البلد الذي ننتمي إليه".
وليس على الشرق الوسط التحضير للتهديدات التي يشكلها تغير المناخ فحسب ،بل يمكن أن تستفيد
المنطقة من الحلول المحتملة .وفي حين ل تمتلك المنطقة كميات كبيرة من موارد طبيعية محددة للمياه،
مثل الغابات المطيرة المحمية ،والتي يمكن استخدامها للحصول على التصاريح التي تمنح حاملها حق
انبعاث واحد طن من ثاني أكسيد الكربون ،فإن المنطقة لديها ميزة انخفاض انبعاث الكربون نسبًيا على
النطاق العالمي .وبالتالي ،فإنها ل تواجه تحديات ضخمة في خفض النبعاثات الكربونية .وتتوفر للمنطقة
ضا أنواع أخرى من الموارد يمكن تحويلها إلى ربح في عصر انعدام الكربون. أي ً
ل في مجال صناعة الطاقة البديلة .وتتقدم تقنية ويقول مهيار" :يمكن أن تصبح الصحارى قيمة للغاية فع ً
الطاقة الشمسية ليس سنوًيا ،ولكن شهرًيًا ،بل ،وحتى يومًيا .وكان الجيل الول من الخليا الفولتية
ل بنسبة ٪10فقط واستخدام السيليكون مكلف للغاية .واحتاجت هذه الخليا إلى الضوئية )الشمسية( فعا ً
درجة حرارة مثالية مقدارها 25درجة مئوية .وأي ارتفاع عن هذه الدرجة يخفض كفاءتها بشكل كبير.
والن لدينا الجيل الثالث من الخليا الشمسية على نطاق واسع .واستخدمت هذه التقنية في الفضاء ،وتبدأ
الشركات في استخدامها على الرض .وهى أكثر فعالية من الجيل الول بنسبة ، ٪ 25ولذلك فهي أكثر
كفاءة من الناحية القتصادية .ول تؤثر عليها درجات الحرارة المرتفعة ،لذلك يمكن استخدامها في
الصحراء .وفي الشرق الوسط على وجه الخصوص ،يمكن أن تكون هذه التقنية الحل لزمة الطاقة".
وفي حين تجرى بعض البلدان ،مثل إسبانيا ،تجارب بالفعل على الطاقة الشمسية على نطاق أوسع ،فإن
تكاليفها مرتفعة جًدا .كما سيكون من الصعب جًدا تصدير فائض الطاقة من أجل الربح إلى المناطق
المجاورة مثل جنوب أوروبا أو دول القوقاز لن الطاقة الكهربائية تفقد بعض قدرتها على المسافات
الطويلة على نظام الشبكة .ويعترف مهيار بأن التكاليف الستثمارية الولية ستكون عالية" .ولكن على
المدى الطويل ستؤتي ثمارها .وحتى الوقود الحفري يحصل على الدعم الحكومي .ويمكن تحويل نفس هذا
الدعم إلى الطاقة الشمسية .وبعد ذلك ،تصبح طاقة مجانية من الشمس .حتى مع نظام الشبكة القائم ،إذا فقد
الكثير من الطاقة على طول الطريق ،فهي بداية .ومع وجود نظام متطور ،يمكن التقليل من كمية الطاقة
المفقودة ".
ولكن هذا يشير إلى وجود مشكلة أكبر في محاولة مواجهة التكاليف المترتبة على تغير المناخ في منطقة
الشرق الوسط وهى التمويل .ويقول أنتوني هوبلي من شركة نورتون روز ،إحدى الشركات الرائدة في
الممارسة القانونية الدولية "ما بين ٪ 85-50من مجموع التمويل المطلوب للتكيف مع تغير المناخ،
سوف يتعين أن يأتي من التمويل الخاص .وعند النظر في أنه بحلول عام ،2030يقدر مجموع التمويل
العالمي المطلوب بما بين 563-384مليار دولر سنويا ،سنجد أن هذا مبلغ كبير".
ولكن مجال العمال ،سواء على الصعيد العالمي أوفي الشرق الوسط ،ل يزال غير مشارك في قضايا
تغير المناخ بقدر ما يلزم ،أو حتى بقدر ما يريد .ويقول هوبلى "أبرزت دراسة أجرتها شركة نورتون
روز أخيًرا أن ٪ 71.7من الشركات قالت إنها تعتقد بعدم قدرتها في الواقع التأثير على عملية التفاوض
والتكيف التي تجرى مناقشتها في مؤتمرات مثل كوبنهاجن .ونحن بحاجة إلى أن نسأل :لماذا ل يشارك
مجال العمال بشكل أكبر؟ ولماذا ل ُتفعل مشاركته من خلل منتديات العمال والمؤسسات التجارية؟ هل
هذا خطأ مجال العمال ،أم ل تريد الحكومات المشاركة مع رجال العمال؟"
جا من الحتمالين .وتتخذ بعض الحكومات خطوات بالفعل .وتبنى الردن حالًيا وربما يكون الجواب مزي ً
خط أنابيب جديًدا من خزان المياه الجوفية الضخم المسمى "ديسي" لنقل المياه إلى عمان ،وأجرت الحكومة
محادثات مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل لمناقشة خطط لقامة قناة بين البحر الحمر والبحر الميت
للمساعدة على وقف التدهور في منسوب مياه أراضيها .ولكن حتى هذه المشاريع ل تزال تفتقر إلى
29
الستثمار .وبالرغم من ذلك ،تبدو الحكومات الخرى غير مبالية إلى حد كبير سواء بالتهديدات أو فرص
العمال التي يطرحها تغير المناخ ،كما يشير المهندس منقذ مهيار.
ويقول مهيار" :أمر واحد ل أزال ل أستطيع فهمه وهو المواقف المتباينة للدول العربية .وليس المر فقط
ضا حس جيد من مجال العمال في استخدام السلع الساسية مثل النفط. حول انبعاث الكربون .بل هو أي ً
وأجد أنه من الغريب جًدا أن الدول المنتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية والجزائر وسوريا أل تدعم
المحادثات مثل كوبنهاجن .فالنفط سلعة ثمينة جًدا .ويمكننا استخدامها ليس فقط للحصول على الطاقة ،بل
هى تدخل في كل منتج من حولنا – مثل البلستيك والمواد الدوائية والمواد الكيميائية .لماذا نحرق سلعة
ثمينة جًدا للحصول على الطاقة بينما نستطيع الحصول على الطاقة من مصادر بديلة؟ نحن نحرم منطقة
الشرق الوسط على مدى إيرادات المستقبل البعيد من النفط كمادة خام عن طريق استنفاذه على المدى
القصير".
ويعد قلق مهيار إزاء السياسة قصيرة النظر وفشل الكثيرين في التصرف في محله .وفق جميع الحسابات
العلمية ،تتطور آثار تغير المناخ الن بشكل أسرع بكثير من توقعات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير
المناخ )ليس تطوًرا معتدل بأي حال من الحوال( .ويقول ام جي ميس "يرتفع مستوى سطح البحر بمعدل
أسرع من توقعات اللجنة الحكومية الدولية .ويتزايد معدل فقدان الغطاء الجليدي في غرب المنطقة القطبية
الجنوبية بشكل متسارع .وفاق معدل فقدان جليد القطب الشمالي توقعات اللجنة الحكومية الدولية .وتسارع
معدل الفقدان في الغطاء الجليدي في جرينلند ليتجاوز التوقعات التي وضعت قبل بضعة أعوام .والمشكلة
أن المر ل يبدو مهًما للناس حين تكرر الرقام على العناوين الرئيسية ،فل تزال الناس تنساها ،وهذه
أمور ل نستطيع أن ننساها".
في الواقع ،ومع صدور التقارير الخيرة عن مكتب الرصاد الجوية البريطاني بأن العقد الماضي كان
الكثر حرارة على الطلق ،وإعلن مكتب الرصاد الجوية العالمي أن عام ،2009سوف يكون واحًدا
من أكثر عشر سنوات حرارة تم تسجيلها على الطلق ،ومع تسجيل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.44
درجة مئوية في المتوسط على المدى الطويل ،سيصبح قريًبا من الصعب على سكان الشرق الوسط أن
ينسوا أن الحرارة تشتد الن بالفعل.
30
مع مطلع القرن الحادي والعشرين فان
الصراع على إمدادات المياه الحيوية هو
خطر قائم على الدوام في جميع مناطق
العالم ،حيث يتجاوز الطلب على الماء بشكل
كبير العرض القائم ولكون أغلب المصادر
الرئيسة للمياه وخاصة في المنطقة العربية
يشترك فيها َبَلدان أو أكثر ولن هذه الدول
نادرًا ما توافق على الجراءات التفاوضية
الخاصة باقتسام المداد المتاح من المياه مما
يعني زيادة الخلفات على الوصول إلى
الموارد المتنازع عليها وربما مثيرة الصراع ،وسيكون هذا الخطر شديدا بشكل خاص في المناطق التي
ينخفض فيها هطول المطار بالنسبة للعديد من الدول العربية المعتمدة على مصدر رئيسي للمياه )نهر
النيل ،نهر الردن ،نهري دجلة والفرات( لتلبية حاجاتها الساسية ،وما لم يتم إيجاد السبل الكفيلة
لتخفيض الستهلك الفردي في هذه الدول من الموارد المتاحة فإن أّية زيادة في استخدام المياه من قبل بلد
واحد في المنظومة ،سيؤدي إلى تقليل الماء المتاح للدول الخرى مما يعني حصول أزمة حقيقية وخاصة
في ظل زيادة عدد السكان والستخدام الصناعي والزراعي.
من جهة أخرى ان تغير المناخ العالمي سيزيد من تعقيد معادلة عرض المياه لما كانت غازات الدفيئه
تتراكم في الغلف الجوي ،فان متوسط درجة الحرارة سيرتفع وأنماط هطول المطر ستتبدل في أجزاء
كثيرة من العالم ،يمكن أن يؤدي ذلك إلى مستويات أعلى من المطر في بعض المناطق ومستويات أقل في
مناطقة أخرى.
ويعتقد العلماء والباحثين في هذا المجال أيضا إن معظم المناطق الداخلية الدافئة مثل شمال إفريقيا التي
يمر عبرها نهر النيل وجنوب غرب آسيا التي يجري عبرها نهري دجلة والفرات ستقل إمداداتها من
المياه.
وعلى أساس ذلك يمكن بيان ما ُيعانيه العراق من شح الموارد المائية وزيادة التنافس بين الستخدامات
المختلفة المنزلية والصناعية والزراعية والسياحية ،حيث تنامى الطلب على المياه لتأمين احتياجات النمو
السكاني في ظل ضعف المنظومة الدارية والمؤسسية التي تؤلف إدارة مختلف جوانب قطاع المياه فض ً
ل
عن ضعف التعاون بين مختلف الطراف العربية في مجال إدارة المياه المشتركة وخاصة سوريا مما
يتطلب معالجة التحديات وتبني الدوات والتدابير المناسبة وصياغة اللوائح القانونية وبناء القدرات البشرية
بما يكفل حسن إدارة المياه ،فعلى الرغم من اعتقاد الكثير بوفرة المياه العراقية ال انه ُيعاني من تحديات
ومعوقات مائية صعبة ينبغي مواجهتها تتمثل أساسا:
.1معوقات طبيعية :حيث الندرة الطبيعية للمياه وشحتها يمثل عائقًا رئيسًا بسبب الظروف المناخية
والهيدرولوجية ووقوع العراق ضمن المناطق الجافة إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة ومعدلت التبخر
والتفاوتات الكبيرة في المطار السنوية
31
.4ضغوط اقتصادية :أهمها غلبة النشاط الزراعي كنشاط اقتصادي لمعظم السكان وصعوبة السير في
الصلحات السعرية للمياه وعدم توفر الموارد المالية اللزمة للستثمار في القطاع وتنميته.
.5الفتقار إلى سياسة تسعير سليمة للمياه تعتمد على المعايير القتصادية والجتماعية خصوصًا في ظل
عدم تقبل المجتمع فكرة التعريفة غير المدعومة مع اتساع دائرة الفقر والبطالة.
.6ضغوط تقنية :وتتمثل في قلة المعلومات المستوفاة حول كمية ونوعية الموارد المائية المتاحة وحول
تقديرات الطلب على المياه وتخلف التقنيات الزراعية )الري بالذات(.
.7معوقات بيئية تكمن في تردي نوعية المياه ،فتلوث المياه يشكل عائقًا رئيسيًا ليس فقط للمياه مصادر
ل عن دوره في التأثير تلوث المياه وما في ذلك من عوامل نقص المياه المتاحة للستخدام البشري ،فض ً
على الصحة العامة في إطار ضعف الوعي المائي والبيئي وقصور أجهزة العلم بخطورة التلوث وما
تسببه من آثار وأضرار صحية واقتصادية في مواجهة التلوث .السطحية وإنما أيضًا بالنسبة للمياه
الجوفية ،فالستخدام العشوائي للسمدة الكيمياوية والمخلفات الصناعية خصوصًا من قبل الجانب التركي
أصبح من أخطر مصادر تلوث المياه وما في ذلك من عوامل نقص المياه المتاحة للستخدام البشري،
ل عن دوره في التأثير على الصحة العامة في إطار ضعف الوعي المائي والبيئي وقصور أجهزة فض ً
العلم بخطورة التلوث وما تسببه من آثار وأضرار صحية واقتصادية في مواجهة التلوث.
.8معوقات تشريعية وإدارية حيث قدم التشريعات المائية ،وعدم تكاملها وعدم وجود آليات مناسبة
ل عن ان هناك ضعف في البناء المؤسسي المناط بإدارة لنقاذها خاصة بالنسبة لموضوع التلوث ،فض ً
الموارد المائية فهناك تعدد في دوائر المياه وتداخل في الختصاصات بين وزارات مختلفة وضعف في
ُمشاركة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في اتخاذ القرارات اللزمة لدارة متكاملة وتنمية
مستدامة وفي وضع استراتيجيات ورؤى خاصة لدارة المياه تتناسب مع حجم المشكلة.
.9اختللت إدارية حيث ضعف المنظومات المؤسساتية والتشريعية والتخطيطية المناط بها تدبير شؤون
المياه ،فعلى صعيد المؤسسات هناك تداخل في اختصاصات المؤسسات المعنية وضعف في التنسيق فيما
بينها من جهة ومع جهات التخطيط التنموي القتصادي والجتماعي من جهة أخرى ،وهو ما يؤدي إلى
تبني بعض السياسات التنموية التي تشجع الستخدام المكثف للمياه ول تنسجم مع الواقع المائي وبالتالي
تفشي الستخدام غير الُمستدام للموارد واستنزافها ،وعلى الصعيد التشريعي هناك ِقَدم تشريعات المياه
وضعف آليات النفاذ ،وعلى صعيد التخطيط هناك غياب للتخطيط الشامل والمتكامل على مستوى كل
حوض مائي على النحو الذي يعكس السياسات المائية المقرة ،مما يخلق أوجه تناقض بين السياسات
التنموية والسياسات المائية ،وتندرج ضمن الختللت الدارية محدودية دور المجتمعات المحلية أو
مستخدمي المياه عمومًا ،وعدم تمكن جهات إدارة الموارد المائية من جذب المستخدمين للمشاركة في تنفيذ
أجندة الصلحات في قطاع المياه بما يعزز من الدارة الرشيدة للموارد.
كما لم يعد خافيًا على أحد مشروعات تركيا المائية ،فهناك قضايا ما تزال معلقة بسبب عدم تطبيق الجانب
التركي للمبادئ الساسية في اقتسام المياه المشتركة واتفاقيات القواعد الدولية ،لسيما بعد قيام تركيا بإنشاء
عددًا كبيرًا من السدود وشبكات الري على نهري دجلة والفرات ومراعاة حقوق العراق وسوريا نظرًا
لتأثيرها على حصتيهما من المياه وتلوث نوعية المياه بعد استكمال بناء شبكات الصرف؛ فنهري دجلة
والفرات يكتسبان معظم دفقهما من الينابيع والجداول في تركيا ،فالفرات يحصل على حوالي %88
لسدود ومشاريع الري في جنوب شرق تركيا وتوسيع المساحة الخاضعة للري على طول الفرات عشرة
أضعاف ما كانت عليه مما يسبب نقصًا مستمرًا في جريان النهرين وتهديد خطير للمن المائي والغذائي
في العراق .من حجمه الجمالي من تركيا في حين يحصل نهر دجلة على حوالي ،%50ومنذ مدة ليست
بالقصيرة والسياسات المائية لتركيا في حوض دجلة -الفرات ماضية ُقدمًا في بناء السدود ومشاريع الري
في جنوب شرق تركيا وتوسيع المساحة الخاضعة للري على طول الفرات عشرة أضعاف ما كانت عليه
مما يسبب نقصًا مستمرًا في جريان النهرين وتهديد خطير للمن المائي والغذائي في العراق.
إن المشاكل القائمة تستدعي إعادة النظر والهتمام الجدي في إطار إدارة متكاملة للموارد المائية في
العراق والمقصود بالتكامل في تخطيط وإدارة الموارد المائية هو)إدارة هذه الموارد من منظور شامل
وليس من منظور قطاعي ضيق( بحيث تتم عملية تنمية وإدارة المياه والراضي مع غيرهما من الموارد
32
الطبيعية ذات العلقة بشكل منسق من اجل تعظيم الرفاهية ،والتكامل هنا يتم على صعيدين :تكامل
المنظومة الطبيعية وتكامل المنظومة البشرية ،فعلى صعيد المنظومة الطبيعية هناك مثل التكامل بين
الراضي والمياه وبين المياه العذبة السطحية والجوفية كمًا ونوعًا وبين إدارة المياه العذبة وإدارة المناطق
الساحلية وبين المياه والمياه العادمة وبحيث يكون الحوض المائي هو الوحدة الجغرافية التي يتم التخطيط
والدارة المتكاملين على أساسها.
اما على صعيد المنظومة البشرية -الدارية فان التكامل يهدف إلى أن ُيؤخذ في العتبار دور المياه في
مختلف القطاعات التي تستهدفها التنمية بحكم تعدد استخدامات المياه ،في الشرب والزراعة والصناعة
والتنمية الحضرية وتوليد الطاقة والنقل والترويح وغيرها وهذا يعني أن يكون هناك تكامل قطاعي لتنسيق
السياسة المائية مع السياسات التنموية على المستوى الوطني .كما تشمل الدارة المتكاملة للموارد المائية
أن يتم دعم خطط الستغلل الرشيد للمياه وتطوير مصادرها السطحية والجوفية وتقليص هدرها إلى أدنى
حد ممكن من خلل تبني مختلف السياسات والتدابير مثل :إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة للري
وتصنيف المياه حسب نوعيتها وتخصيص كل نوعية للستخدام المناسب ووضع آليات مناسبة لتحسين
إنفاذ القوانين وتعزيز ل مركزية المؤسسات وإعطاء دور للمنظمات غير الحكومية وللقطاع الخاص.
وللدارة المتكاملة عناصرها التنفيذية التي من أهمها -:استعادة التكلفة ،بناء القدرات الفنية والقتصادية،
تعزيز اللمركزية ،إشراك أصحاب المصلحة في القرار ،تهيئة الظروف لتمكين القطاع الخاص من
الُمشاركة في الستثمار في القطاع ،إدارة الطلب بحيث تعكس الرشادة والعقلنية وتقنين استخدام المياه
ل عن إدارة العرض والتي تشمل الشروع في استكمال وتطوير مشاريع بناء السدود والخزانات فض ًُ
للحفاظ على الثروة المائية باتجاه تعزيز المن المائي للعراق
في دراسة جديدة أجراها مركز البحوث بمؤسسة "موكرياني" الكردية الحكومية في أربيل أشارت إلى
تزايد ظاهرة أطفال الشوارع الفقراء هناك.
عد على )450فتى في مدينة أربيل( تتراوح أعمارهم بين 12إلى 14عامًا وذكر التقرير البحثي الذي ُأ ِ
بأن ) (%86منهم يعملون طوال النهار و) (%60يعملون بصورة مستمرة على مدار السنة و)(%10
غير متعلمين و) (%90منهم آباؤهم ل زالوا على قيد الحياة ،يقول محمد حسن مدير ثقافة الطفال في
وزارة الثقافة بحكومة إقليم كردستان العراق):إن ظاهرة أطفال الشوارع في ازدياد مع بداية كل صيف
لسر أطفالها للعمل في بيع المناديل الورقية أو الحلويات عند
ومع انتهاء الموسم الدراسي حيث تدفع ا ُ
التقاطعات المرورية أو في داخل السوق بسبب الوضاع القتصادية التي يواجهونها وخاصة في مجال
ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات واللبسة وارتفاع بدلت اليجار ،ويؤكد الطفال أنفسهم
معاناتهم فيقول كريم 15عامًا):تركت المدرسة لعمل واشتري ما أريد لني في السابق كنت اطلب المال
من ُأسرتي فيطالبوني بترك المدرسة بترك المدرسة والعمل للحصول على حاجاتي( فيما يؤكد زميله
محمد 10أعوام ) :والدي يعمل لكنه يعجز أن يوفر متطلباتنا جميعًا فنحن ثمانية أطفال ،لذلك نضطر
للعمل في العطل الصيفية كي نساعده.(..
33
مواجهة أزمة المياه:
هناك ضوابط وقواعد عامة ليمكن أهمالها اوالسكوت عنها في مجال مواجهة أزمة المياه،ومن ابرزها:
-1ضرورة تحديد الوضع المائي في الدول بشكل علمي ،عندما تجري دراسة مائية في مدينة او منطقة او
دولة ما ،يجب تحديد كمية المياه الموجودة فيها وتحديد عدد سكانها ،فأذا كانت حصة الفرد الواحد أقل من
1000مترمعكب/م 3في السنة( يعني ظهوربوادر ازمة المياه فيها خلل المستقبل القريب ،ل سيما اذا
كانت الدولة تعاني من غياب المناخ الديمقراطي و تعاني من النمو السكاني المتزايد وتعتمد بالدرجة
الولى على الزراعة ،وتعاني من مظاهر الجفاف والتصحر ومن تراجع الغطاء النباتي ،ومن ضعف
ادارة المياه ،وفي غياب ثقافة استعمال المياه وغياب ثقافة البيئة ،سوف تؤدي کل ذلک الى تعميق مصادر
تلوث المياه مما سيؤدي الى تعميق الزمة أكثر فأكثر .
-2ايجاد توازن علمي وفق تخطيط ميداني مبني على معلومات دقيقة حول كيفية استعمال المياه في
المجالت المتنوعة .الدول التي تعاني من مشاكل المياه وتعتمد بالدرجة الولى على الزراعة سيؤدي ذلك
الى تعميق ازمة المياه فيها ،هذا ما تتطلب علی حکوماتها تغيراستراتيجية التنمية القتصادية للدولة حتى
تتغير مصادردخل الفرد من المصدر الزراعي الى الصناعي او السياحي اوغير ذلك و يخفف بدورها
علی مشکلة المياه في تلک الدولة.
-3تقوية ادارة مصادر المياه في المدن وفي احواض النهار وفي احواض المياه الجوفية من خلل وضع
انظمة وقواعد تحدد الساليب المتبعة في كيفية استعمال المياه وحماية تلك المصادرالمائية من التلوت،من
خلل تنمية ثقافة البيئة ،هذا ما يدعوا الى دعم وتسخيروسائل العلم في هذا المجال ،اضافة الى تنمية
ثقافة البيئة والمياه في البيت وفي المؤسسات الحكومية) كالمدارس وغيرها.
-4الهتمام بالجامعات والمعاهد ودعم المؤسسات العلمية والبحث العلمي في الدراسات المائية وما لها
علقة بالمياه مع التأكيد على دعم منظمات المجتمع المدني وتقديم حوافز ومساعدات متنوعة للمنظمات
التي تهتم ب )البيئة ،الطبيعة ،تنمية الموارد المائية،التوعية والرشاد وغيرها (.
-5إدخال التكنولوجيا المعاصرة في مجال أدارة وتنظيم واستعمال ومراقبة وتصريف وحماية المياه من
المخاطر)الثلوت( التي تهدد كميتها ونوعيتها .
المؤلف في سطور
34
حسن شعراوي
Hasansalehsharawy@yahoo.com
ســــــــــيرة ذاتيـــة
35
حــــّر
محرر وباحث لغوي ُ العمل:
المهارات:
التحدث والكتابة بتقدير جيد اللغة النجليزية:
وقد جاوزت هذه الخبرة 10سنوات( تم خللها مراجعة عدد كبير من الكتب في شتى صنوف المعرفة،
فتنوعت ما بين كتب في إدارة العمال ،وعلم النفس ،وبرامج الكمبيوتر ،وكتب التراث السلمي ،ومواقع
النترنت والمشاركة في بناء المعاجم اللغوية المتخصصة.
:الهوايات
1كتابة الشعر
2تأليف القصة القصيرة
3كتابة السيناريو
4الغناء السلمي والبتهالت
5المشاركة في الحوارات الدبية والمنتديات
– الفروسية وتربية الخيل 6
/http://www.equestriancentre.nsw.gov.au
- 7الترجمة
36
WATA.CC
ATA
www.atanet.org
AND
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=1376&rid=1
Phone:
hasansalehsharawy@yahoo.com
hsharawy2010@gmail.com
:Skills
Computer: the experience of working on the computer and Windows versions different
37
Windows 95 and even Windows Xp) and Adobe Acrobat, html, vss and sdlx)
:Work experience
Patch linguistic heritage of the literature and translators grammatically and spelling, -
linguistically and stylistically
Revision and evaluation of translators in terms of style and ability to deliver the idea, -
compared to the Arabic text and English text and the compatibility of this idea compiled with
.our values and our religion
This experience has exceeded 10 years) during which a review of a large number of books in
various forms of knowledge, Vtnoat between books in business administration, psychology,
computer programs, and Islamic heritage books, web sites and participate in building
.specialized dictionaries
Preparation of research and specialized studies in the literature and criticism and as -
Other trades
38
39