You are on page 1of 41

‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫تقنيات التعليم عن بعد وآفاق تدريس القرآن الكريم‬


‫وعلومه‬

‫د‪.‬المهدي بن محمد السعيدي‬


‫جامعة ابن زهر‪ -‬أكادير‬
‫المملكة المغربية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫القععرآن الكريععم كتععاب اللععه المععتين ورسععالة رب العععالمين‬
‫ودستور المسلمين‪ ،‬آياته نور هداية ومنهج حياة‪ ،‬من جحععد بعضععه‬
‫كفر ومن صدقه نجح وظفر‪ ،‬أحكامه سعععادة فععي الععدنيا وبشععرى‬
‫للخرة‪ ،‬ما احتفى به المسععلمون إل نععالوا الشععفوف والمجععد ومععا‬
‫أهملوه إل ذلوا وجهلوا‪ .‬قععال تعععالى‪) :‬إن هههذا القهرآن يهههدي‬
‫للههتي هههي أقههوم ويبشههر المههؤمنين الههذين يعملههون‬
‫‪1‬‬
‫الصالحات أن لهم أجرا كبيرا(‬
‫وقد يسره الله تعالى للتعلم والحفظ‪ ،‬فقال‪) :‬ولقد يسرنا‬
‫القرءان للذكر فهل من مدكر( ‪ 2‬ولم يععأل المسععلمون جهععدا‬
‫في خدمته في كل العصععور‪ ،‬فأبععدعوا الوسععائل والمناهععج وألفععوا‬
‫الكتععب وحععرروا الموسععوعات‪ .‬وفععي عصععرنا الحععديث بععزغ فجععر‬
‫معرفي جديد بظهور التقنيات الحديثة للمعلومععات ودخولهععا كافععة‬
‫مناحي الحياة‪ ،‬خاصة مجالت العلم والمعرفععة‪ ،‬كمععا شععهد مجععال‬
‫التربية والتعليم ثورة معرفية ومنهجية وتقنية جديدة بسععبب هععذه‬
‫التطورات‪ ،‬فبرزت طرق مختلفععة فععي تععداول المعلومععات ونقلهععا‬
‫وتعليمها‪ ،‬وحدثت ثورة في وسائل التعليم من أبرزها التعليم عععن‬
‫بعد‪.‬‬
‫وليس التعليم عن بعد نشر المقررات على الشبكة العالمية‬
‫‪ ..‬أو تععوفير الكتععب المصععورة أو المرقونععة ولكنععه عمععل منظععم‬
‫مؤسس علععى وضععع التصععورات وتحديععد الهععداف‪..‬ثععم السععتعانة‬
‫بالبرمجيات المتوفرة لتصميم الدروس على أساسين اثنين‪:‬‬
‫‪ -‬تربوي غرضه ضمان التحصيل والتكععوين السععليم الصععحيح‬
‫المبني على مراعاة المتعلم ومستواه وقدراته في الفهم والحفظ‬
‫والتحليل‪.‬‬
‫‪ -‬وتقني يتوخى السععتعانة بالبرمجيععات المناسععبة فععي وضععع‬
‫المقععررات وتنظيععم الختبععارات واختيععار وسععائل اليضععاح وتععوفير‬
‫التفاعل والتصال بيععن المععدرس والطععالب وفتععح مجععال التعععاون‬

‫‪] ( )1‬السراء‪[9:‬‬
‫‪] ( )2‬القمر‪[17:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫فيما بين الطلبة‪ ،‬في الوقت الذي يسعتطيعون فيعه الوصعول إلعى‬
‫‪3‬‬
‫مئات قواعد البيانات والنصوص والموسوعات‪..‬‬
‫هععذا وقععد أنتجععت هععذه الثععورة التقنيععة الحديثععة فععي مجععال‬
‫التواصل والمعلومات فرصا جديدة وجدية لتطوير التعليم وتععوفير‬
‫المعرفة والتكوين لطبقات كثيرة من الطلبة والتلميذ بل ولعموم‬
‫الناس‪ ،‬خاصة أن التقنيات الحديثة للمعلومات توفر أوعية عديععدة‬
‫لتقديم المعلومات عن بعد‪ ،‬فبالضافة إلى النصوص هناك الصععور‬
‫الجامدة والمتحركة والصوت والرسوم التوضععيحية دون أن نغفععل‬
‫التواصععل المباشععر والتفاعععل الحععي‪..‬مععع الععتركيز علععى التكععوين‬
‫الذاتي والرغبة الشخصية في المعرفة‪.‬‬
‫‪ 1-‬التعليم عن بعد؛ تاريخ وسمات‪:‬‬
‫يشهد مجال التعليم ثورة جذرية بسبب تعاظم دور التقنيات‬
‫المعلوماتية ودخولها إلععى كافععة مجععالت الحيععاة بطريقععة سععريعة‬
‫ومؤثرة‪ ،‬فقبل بضع سععنوات كعان الحعديث ععن التعليعم عععن بععد‬
‫يعنععي اسععتخدام الوسععائل الذاعيععة والتلفزيونيععة بععالبث الفضععائي‬
‫المباشر أو التسجيلت التقليدية والعتماد على الهععاتف للتواصععل‬
‫أو البريد العادي‪ ،‬غير أن هذه الوسائل لععم تكععد تتجععاوز صعععوبات‬
‫التوطين في البلد العربية والسلمية ويتمكن الباحثون من بحععث‬
‫مشكلتها وإيجاد الحلول لها‪ ،‬حتى هبت موجععة عاتيععة جديععدة مععن‬
‫تقنيات التعليم كانت أول عبارة عن تقنيات وحلول مساعدة علععى‬
‫التعلم – محتويات الشبكة العالمية ومحتويات أقععراص التخزيععن ‪-‬‬
‫ثم سرعان ما تحولت إلى أساس التعليم عن بعد‪ ،‬ولم نكد نفهععم‬
‫ما يقع حتى جاءت الموجععة الثانيععة للشععبكة العالميععة )ويععب ‪(2.0‬‬
‫ببروز تقنيععات التواصععل والمشععاركة وأدوات التفاعععل‪ ،‬ممععا جعععل‬
‫الباحثين والمهتمين أمام تحععديات جديععدة تتمثععل بالخصععوص فععي‬
‫مواكبة التطور السريع لهعذا المجعال ثعم السعتفادة منعه بطريقعة‬
‫بناءة تراعي خصوصيات النسان المسععلم وعقيععدته وقيمععه بفهععم‬
‫‪4‬‬
‫هذه التقنيات وتوطينها عوض الحذر منها وتجنبها‪.‬‬
‫أ – تعريف التعليم عن بعد‪:‬‬
‫اختلف تعريف التعليم عن بعد وتنوعت مصععطلحاته فهنععاك‪:‬‬
‫"التعليععم المفتععوح المباشععر"‪ ،‬و"تقنيععات المعلومععات والتواصععل‬
‫للتعليعععم"‪ ،‬و"التكعععوين اللكعععتروني"‪ ،‬و"التعليعععم اللكعععتروني"‪،‬‬
‫و"التعليععم بواسععطة الحاسععوب"‪ ،‬و"التقنيععات الحديثععة للتعليععم"‪،‬‬

‫‪ ( )3‬ثورة النفوميديا‪ ،‬الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا وحياتك؟‪،‬‬


‫فرانك كليش ترجمة حسام الدين زكرياء‪ ،‬ص‪.465 :‬‬
‫‪ ( )4‬دراسة في البناء الحضاري‪ ،‬محنة المسلم مع حضارة عصره ‪ ،‬محمود‬
‫محمد سفر‪ ،‬ص‪.100 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫وغيرها كثير‪ ..‬ولعل مصطلح "التعليم عن بعد" أكثر شععيوعا‪ ،‬وقععد‬


‫وضععع لبععراز خصوصععية هععذا النمععط ومخععالفته التعليععم التقليععدي‬
‫المتميز بحضور المتعلم في الفصل الدراسي‪.‬‬
‫وكما اختلف المصععطلح اختلععف المفهععوم‪ ،‬فععإذا كععانت لجنععة‬
‫التحاد الوربي للتعليم عن بعد‪ ،‬قد عرفته سنة ‪ 2001‬بأنه‪:‬‬
‫" استعمال التقنيات الجديدة للوسععائط المتعععددة للنععترنيت‬
‫لتطوير نوعية التعلم بتيسير الوصول إلى الموارد والخععدمات مععن‬
‫‪5‬‬
‫جهة‪ ،‬وتسهيل التبادل والتعاون عن بعد من جهة ثانية‪".‬‬
‫فإن الموسوعة البريطانية حددته بأنه‪:‬‬
‫" من أشكال التعليم المتميزة أساسا بالنفصال المادي بين‬
‫الساتذة والمتعلمين إبععان التعلععم‪ ،‬وباسععتخدام مختلععف التقنيععات‬
‫لتيسير التواصل بين الساتذة والطلبة من جهة وبين الطلبععة مععن‬
‫جهة ثانية‪ ،‬ويركز التعليم عن بعد على الفئات غير التقليديععة مععن‬
‫المتعلمين مثععل الععاملين بعدوام كامععل ‪ ،‬والععاملين فععي المجعال‬
‫العسكري‪ ،‬وغير المقيمين أو المقيمين في أماكن نائية مما يحول‬
‫‪6‬‬
‫بينهم ومواكبة الفصول الدراسية‪".‬‬
‫هكععذا نععرى أن التعريععف الول يركععز علععى الجععانب التقنععي‬
‫والتواصلي في التعلم بينمعا يميعل التعريعف الثعاني إلعى الهتمعام‬
‫بالهدف من التعليم عن بعد وهو تجاوز القصور في نظععام التعليعم‬
‫المدرسي بتوفير المعرفة لمن ل يستطيعون الحضور والمواكبععة‪،‬‬
‫غير أن أبرز فععرق بيععن التعليععم عععن بعععد والتعليععم التقليععدي‪ ،‬هععو‬
‫امتيععاز التعليععم عععن بعععد بالسععتثمار الكععثيف فععي البنيععة التحتيععة‬
‫والتجهيزات والمواد التعليميععة أكععثر مععن عنصععر العمععل الععتربوي‬
‫‪7‬‬
‫والقائمين به من المدرسين والساتذة‪.‬‬
‫إن اختلف مصعطلح التعليعم ععن بععد ومفهعومه راجعع فعي‬
‫الساس إلى خصوصععية بيئتععه الخائليععة‪ virtuel ،‬الععتي ل تحععاول‬
‫محاكاة واقع التعليم المدرسععي التقليععدي ‪ -‬فحسععب ‪ -‬بععل تعمععل‬
‫على تجاوز أوجه القصور فيه كما تطمح للوصول إلى الكمال في‬
‫تحقيق عملية تكععوين وتعليععم ناجحععة ومفيععدة‪ ،‬تجمععع بيععن إيصععال‬
‫المعارف النصية وإيضاحها بالوسائط المتعددة وفتح آفاق التفكيععر‬
‫البععداعي أمععام الطععالب‪ ،‬فل يتوقععف عنععد المعطيععات المدروسععة‬
‫ولكن ينطلق للطلع وللبحث في بيئة زاخرة بععالروابط المعرفيععة‬
‫‪E-learning, Françoise Thibault p:68 in La société ) (5‬‬
‫‪.informatique, glossaire critique‬‬
‫‪ ( )6‬على موقع الموسوعة في الشبكة العالمية‪:‬‬
‫‪http://www.britannica.com‬‬
‫‪ ( )7‬تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات والتصالت‪ ،‬د‪.‬كمال عبد‬
‫الحميد زيتوني‪ ،‬ص‪.384 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫إلععى الموسععوعات والمعععاجم السععريعة والمكتبععات الرقميععة‪ ..‬إن‬


‫أساس التعليم عن بعد هو التفاعل المتواصل؛ تفاعل الطالب مععع‬
‫أسععتاذه ومععع زملئه ومععع مصععادر المعرفععة المتعععددة النععواع‬
‫والشكال اللكترونية‪ ،‬وإذ ذاك يتحقق الهدف ومن التعليم فيصبح‬
‫مبنيا على أساس تفاعلي من جهة ويتسم بالديمومة والبداع مععن‬
‫جهة ثانية‪.‬‬
‫كما أن اختلف المصطلح والمفهوم يبرز مععن ناحيععة أخععرى‪،‬‬
‫حركية "التعليم عن بعد" وجدته‪ ،‬فهذا النمط الجديععد مععن التعليععم‬
‫لزال في طور التكوين ولم يصل بعععد إلعى مسععتوى معن الثبععات‪،‬‬
‫وذلك بسبب القبال الهائل على صياغته والطععراد المسععتمر فععي‬
‫ظهور مفاهيم وأنماط جديدة مرتبطة بظهور مشاريع التطوير في‬
‫كثير معن الععدول‪ ،‬وبععروز تقنيععات جديععدة يومعا عععن يععوم‪ ،‬غيععر أن‬
‫المصعععطلح المريكعععي المصعععدر ) ‪ (e-learning‬صعععار العععرائج‬
‫عالميا ‪ ،‬فيما ضععلت بععاقي اللغععات العالميععة تجتهععد فععي اسععتنباط‬
‫مقابل له من معجمها الخاص‪ ،‬وسبب طغيانه اختصععاره وتركيععزه‬
‫علععى الهععدف )التعلععم( – بينمععا ركععزت بععاقي المصععطلحات علععى‬
‫الوسائل التقنية‪.‬‬
‫غيععر أن إشععكال المصععطلح والمفهععوم ل يغيععب عنععا تععداخل‬
‫جععوانب كععثير فععي التعليععم عععن بعععد وهععو النظععام الجديععد لنشععر‬
‫المعرفة‪ ،‬إذ تتقاطع فيه عدة مجالت‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪-1‬الرؤية الجتماعيععة‪ :‬فععالتعليم عععن بعععد مؤسععس علععى‬
‫مجتمع المعرفععة الععذي يتصععف بعععدة صععفات منهععا‪ :‬حععرص جميععع‬
‫أفععراده علععى التكععوين الععدائم والتعلععم المسععتمر‪ ،‬والبحععث عععن‬
‫المعلومععات الجديععدة‪ ،‬وعععن تطععوير الداء والفكععر‪ .‬والنسععياب‬
‫السلس للمعلومات والمعععارف لتصععل إلععى الجميععع فيحصععل كععل‬
‫واحد منها على ما يفيععده ويععوجهه إلععى الهععدف الموحععد المحععدد‪.‬‬
‫وتداول المعلومات بشكل سريع فتنتقل بين مكونات المجتمع في‬
‫كل التجاهات بسهولة وسرعة بعكس المجتمعات المتخلفة الععتي‬
‫تنتقل فيها المعلومات إما عموديا من مشرف أو مسؤول إلى من‬
‫هو أدنى منه‪ ،‬أو أفقيا بين المتنعاظرين أو العزملء‪ ،‬ممعا يحعد معن‬
‫سلسععتها‪ .‬ثععم مبععدأ التفاعععل فععي تععداول المعلومععات‪ ،‬فتتلقععى‬
‫المعلومات لتناقش بناء على مبدأ التعلم الععدائم‪ ،‬ممععا يمكععن معن‬
‫استكمال النقص‪ ،‬واستنباط أفكار جديدة‪ ،‬كمععا أن أسععاس تععداول‬
‫المعلومات هو السععتفادة العمليععة فععي التطععبيق الععواقعي بهععدف‬
‫تنميععة النسععان الععذي هععو رأس المععال الحقيقععي فععي عصععر‬
‫‪8‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ ( )8‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬د‪.‬نبيل علي‪ ،‬ص‪.381:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫‪-2‬التخطيط‪ :‬إذ إن التعليععم عععن بعععد مثلععه مثععل التعليععم‬


‫النظامي التقليدي مبني على فكرة وتصور ومؤسس على أهداف‬
‫يضعععها القععائمون علععى المجععال فععي كععل دولععة‪ ،‬منطلقيععن مععن‬
‫عقيدتهم وقيمهم ومشروعهم الجتماعي‪ ،‬فكععل مشععروع تعليمععي‬
‫يتضمن خطة ما تضمن نجاحه ويعتمد عليهععا فععي تحديععد الهععداف‬
‫‪9‬‬
‫وقياس مدى تحقيقها ونجاعتها في خدمة المجتمع‪.‬‬
‫‪-3‬المحتععوى المعرفععي‪ :‬فععالتكوين منصععب علععى تبليععغ‬
‫مجموعععة مععن المضععامين المعرفيععة إلععى عععدد مععن المتعلميععن‬
‫الراغبين في تحصيلها لغراض مختلفة‪ ،‬قد يكون بعضععها عمليععا أو‬
‫عقديا أو فكريا‪ ..‬فلبععد إذن مععن تحديععد هععذا المحتععوى بنععاء علععى‬
‫خطععة واضععحة محععددة‪ ،‬وهععذا المحتععوى يتععوزع بيععن المقععررات‬
‫المباشرة والمضامين المساعدة من موسوعات ومجلت ومعاجم‬
‫كل ذلك بصيغ رقميععة يجتمععع فععي مكتبععات رقميععة مفتوحععة أمععام‬
‫المستفيد أستاذا كان أم طالبا‪.‬‬
‫‪-4‬المنهج التربوي‪ ،‬فالتعليم أصل مسععألة منهجيععة تكععون‬
‫وراءها عقيدة وفكرة وتصور يتم تنزيلععه فععي الواقععع ليمكععن نقععل‬
‫المعلومات والمعارف بفعاليععة ونشععرها بيععن المتعلميععن بواسععطة‬
‫السعععاتذة المعععؤهلين‪ ،‬وهنعععاك اختلف فعععي المناهعععج بعععاختلف‬
‫التصورات ونوعية المضامين‪ ،‬وطبيعععة الفئات المسععتهدفة‪ ،‬إل أن‬
‫أساس النجاح مراعاة الموقععف التعليمععي‪ - ،‬أسععوة بععالنبي صععلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬والحرص على حصول المتعلم على مععا يحتععاجه‬
‫وما يهمه في الوقت المناسب وما يتلءم وظروفه وأحععواله‪ ،‬ممععا‬
‫ينجح التعلم ويحقق هدفه في تحصيل المعرفة وجعلها مؤثرة في‬
‫‪10‬‬
‫الخبرة وفي السلوك‪.‬‬
‫‪-5‬التقنيات‪ ،‬وله عدة تجليات فهنععاك جععانب العتععاد الععذي‬
‫يتععم بواسععطته التعلععم وهععو هنععا الحاسععوب والخععادم الععذي يضععم‬
‫المعلومععات ثععم الربععط المباشععر بالشععبكة العالميععة للمعلومععات‪.‬‬
‫إضافة إلى الوسائل المساعدة مثل تجهيععزات الصععوت والطباعععة‬
‫والتصوير‪ ..‬ثم هناك جانب البرمجيات التي تربط المتعلم مباشرة‬
‫بالمعرفة المنقولة إليه شبكيا‪ ،‬وهذه البرمجيات نوعان على القل‬
‫فهنعععاك منصعععات التعليعععم أو أنظمعععة إدارة التعلعععم )‪Learning‬‬
‫‪ (Management System‬أي النظمععة الععتي تسععمح بتشععغيل‬
‫مواقع شبكية وربط المتدخلين في التعليم عن بعععد وهععم السععتاذ‬

‫‪La scénarisation pédagogique dans tous ses débats,) (9‬‬


‫‪France Henri et Carmen Compte, in Revue internationale‬‬
‫‪. des technologies en pédagogie universitaire, p :14‬‬
‫‪ ( )10‬تربية المسلم في عالم معاصر‪ ،‬د‪.‬يوسف عبد المعطي‪ ،‬ص‪.71:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫والمتعلععم والمععدير‪ ،‬وتععوفير المحتععوى التعليمععي‪ .‬ثععم البرمجيععات‬


‫المواكبة وهي إما مساعدة مثل المنتععديات والمععدونات والتقععاويم‬
‫والمكاتب الخائلية‪ ..‬وإما تربوية بيداغوجية مثل برمجيات الختبععار‬
‫والتقويم والحصاء‪ ،‬وغالبها متضمن في منصة التعليم‪.‬‬
‫ب – نظرة موجزة على تاريخ التعليم عن بعد‪:‬‬
‫لشك أن تاريخ التعليم عن بعد – إذا نظرنا إليه فععي أبسععط‬
‫صوره – يتجاوز العصر الحديث إلى العصور القديمة‪ ،‬فقععد اسععتند‬
‫النسان دائما إلى الوسائل المتاحة لتجاوز عائقي الزمن والمكان‬
‫ليصال الفكار والمعلومات إلى الخرين‪ ،‬وبما أن المراسلة كانت‬
‫من أقدم أساليب التواصل عن بعد‪ ،‬فععإن القععدمين اسععتعانوا بهععا‬
‫في نقل المعرفة من مكان إلى مكان‪ ،‬فكانت الرسائل في عصر‬
‫القوة الحضارية للمسععلمين تنتقععل بيععن العلمععاء وطلبتهععم حاملععة‬
‫الستفتاءات والسئلة من جهعة والفتععاوى والتفسععيرات معن جهعة‬
‫أخرى وما أكثر الكتعب العتي ألفعت لترسعل إلعى السعائلين علهعم‬
‫يجدون فيها مععن ينقععع غلتهععم المعرفيععة ولعععل ذلععك مععن أسععباب‬
‫تسمية الكتب المختصرة في فجر الحضارة السلمية بالرسائل‪.‬‬
‫وفي العصععر الحععديث ظهععر التعليععم عععن بعععد ‪ ،‬بعععد الثععورة‬
‫الصناعية بتطور وسائل التصععال والنقععل‪ ،‬فقععد صععار البريععد أكععثر‬
‫نجاعة وسرعة في التواصل وشهدت الوليات المتحدة المريكيععة‬
‫ظهعور التعليعم بالمراسعلة ليكعون بعديل ععن النتظعام المدرسعي‬
‫خاصععة للععذين ل يتمكنععون بسععبب الشععغال أو البعععد مععن متابعععة‬
‫دراسععتهم‪ ،‬وسععرعان مععا صععار هععذا النععوع مععن التعليععم منظمععا‪،‬‬
‫وظهععرت مععدارس وجامعععات تمنععح شععهاداتها بنععاء علععى التعليععم‬
‫بالمراسلة‪ ،‬وقد انتشععر هععذا السععلوب فععي كععثير مععن بلد العععالم‬
‫وأنشععئت لععه مؤسسععات ومراكععز‪ ،‬وشععهد تطععورا جديععدا بظهععور‬
‫المذياع والتلفزيون‪ ،‬ووسائل تخزين الصوت والصورة خاصة بعععد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ثم شهد ثورة حقيقيععة منععذ العقععد السععابع‬
‫من القرن العشرين‪ ،‬عندما انطلق أول مشروع للتعليم عععن بعععد‬
‫بجامعة إيلينوي تحت اسم )بلتو ‪ (Plato‬ولقععي نجاحععا كععبيرا وتععم‬
‫تشغيله لمدة أربعععة عقععود وأوقفععت آخععر انتاجععاته سععنة ‪، 2006‬‬
‫وكان له الفضل في ابتكار عدد كبير من برمجيات التعليم عن بعد‬
‫المستخدمة الن‪ ،‬ثم تلته مشاريع أخرى أسهم في نجاحها ظهور‬
‫شبكات المعلومات‪ ،‬مثل مركز التعليععم بواسععطة الحاسععوب فععي‬
‫نيوهامشير سععنة ‪ ،1982‬ثععم تععوالت الحلععول التقنيععة والتطبيقععات‬
‫التعليمية وظهرت تجارب جديععدة بعضععها انتهععى بالفشععل الععذريع‪،‬‬
‫غيععر أن الخفععاق سععرعان مععا يولععد النجععاح فظهععرت أول منصععة‬
‫للتعليم عن بعد سنة ‪ 1997‬في جامعة كولومبيا البريطانية بكنععدا‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫تحت اسععم ‪ ،WebCT 1.0‬كمععا شععهدت هععذه السععنة انعقععاد أول‬


‫مععؤتمر دولععي للتعليععم عععن بعععد بمدنععة دنفععر بالوليععات المتحععدة‬
‫المريكية‪ ،‬ثم تععوالى ظهععور أنظمععة جديععدة لدارة التعلععم‪ ،‬خاصععة‬
‫النظمة المفتوحععة المجانيععة مثععل منصععة مععوودل ‪moodle‬سععنة‬
‫‪11‬‬
‫‪ 2001‬لمطورها السترالي مارتان دوغياماس‪.‬‬
‫وخلل هعععذا التطعععور ظهعععرت برمجيعععات جديعععدة وراقعععب‬
‫المطورون نمو شععبكة النععترنيت وابتكععار طععرق جديععدة للتصععال‬
‫وتبععادل المعلومععات‪ ،‬كالبريععد اللكععتروني والمنتععديات وغععرف‬
‫الدردشة والمععدونات والموسععوعات السععريعة ‪ ..wiki‬كمععا تتبعععوا‬
‫الميول الجتماعية لمستعملي النععترنيت‪ ،‬فاسععتلهموها وأدمجوهععا‬
‫ضععمن وسععائل التعليععم وبفضععل ذلععك ظهععرت النظمععة الجديععدة‬
‫للتعليععم المعروفععة بالجيععل الثععاني مععن التعليععم عععن بعععد )‪E-‬‬
‫‪.(Learning 2.0‬‬
‫د – فوائد التعليم عن بعد وعوائقه‪:‬‬
‫أسهم اهتمام الدول والجامعات والمنظمات الدولية بالتعليم‬
‫عن بعد وبرمجيععاته فععي بععروز اتجععاه عععام لععدى شععركات برمجععة‬
‫المعلومععات للسععتثمار فععي هععذا المجععال الجديععد وتطععوير حلععوله‬
‫التقنية‪ ،‬وابتكار وسائل جديدة‪ ،‬بينما تكاثرت المشاريع في البلدان‬
‫المتقدمة في أوربا وأمريكععا واليابععان‪..‬وبععرز الهتمععام نفسععه عنععد‬
‫الععععدول الناميععععة‪ ،‬وظهععععرت المجلت وصععععدرت الموسععععوعات‬
‫المتخصصة‪ 12،‬ويرجع هذا الهتمام إلى عدة أسباب‪:‬‬
‫–اعتبار تقنيات التعليم عن بعد مجال ثقافيا ولغويا يمكن مععن نشععر‬
‫الثقافععة والحفععاظ علععى الهويععة‪ ،‬فعملععت الععدول الكععبرى خاصععة‬
‫الوربية على وضع مشاريع عالمية لفائدة لغاتهععا – قصععد مقاومععة‬
‫المد المريكي ‪ -‬تنصععب أساسععا علععى منععاطق نفوذهععا السياسععية‬
‫والثقافية‪ ،‬مثل المشروع الفرنسي الذي ترعاه الوكالععة الجامعيععة‬

‫‪ ( )11‬أنظر التاريخ المختصر لتطور تقنيات التعليم عن بعد على موقع‬


‫موودل في الوصلة التالية‪:‬‬
‫‪http://docs.moodle.org/en/Online_Learning_History‬‬
‫‪ () 12‬من هذه الموسوعات‪Online and Distance Learning: :‬‬
‫‪ Concepts, Méthodologies, Tools, and Applications‬الصادرة‬
‫بإشراف ‪ Lawrence A. Tomei‬من جامعة روبيرت موريس بالوليات‬
‫المتحدة المريكية صدرت في ‪ 6‬أجزاء و ‪ 4032‬صفحة‪ ،‬سنة ‪ .2008‬راجع‬
‫حولها الوصلة التالية‪:‬‬
‫‪http://www.igi-pub.com/reference/details.asp?id=6923‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫الفرانكفونية )‪ 13 (AUF‬والمشعروع السعباني العذي يراععاه معهعد‬


‫سيرفانتيس‪(aula virtual de espanol) 14‬‬
‫–عد تقنيات التعليم عن بعد وسععيلة لنشععر المعرفععة وتجععاوز الهععوة‬
‫المعرفية التي سببها البعد المكاني‪ ،‬والتركز العلمي في العواصم‬
‫‪15‬‬
‫والمدن الكبرى‪.‬‬
‫–كون التعليم عن بعد فرصة لرفع المستوى المعرفي في المجتمع‬
‫واسععتغلل التقنيععات الحديثععة لهععذا الغععرض‪ ،‬خاصععة أنهععا تعتمععد‬
‫الوسععائط المتعععددة‪ ،‬وتتمكععن مععن اسععتقطاب اهتمععام وفضععول‬
‫المتعلمين وتتصععدى لععروح السععلبية فيهععم‪ ،‬وتنمععي لععديهم عععادات‬
‫التفكير اليجابي وتدفعهم إلى التعاون والتشارك في تلقععي وبنععاء‬
‫‪16‬‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫–العتقاد بأن التعليم عععن بعععد يمكععن مععن تجععاوز سععلبيات التعليععم‬
‫المدرسععي‪ ،‬مثععل اكتظععاظ الفصععول‪ ،‬وضعععف المععردود‪ ،‬والكلفععة‬
‫المادية المرتفعة والهدر التعليمي‪ ..‬وبعد مؤسسععات التعليععم عععن‬
‫المتعلمين‪ ،‬فيتيح التعليم عن بعد للجميع أينما كانوا الوصععول إلععى‬
‫‪17‬‬
‫هذه المؤسسات ومتابعة الدراسة بها‪.‬‬
‫–عد التعليم عن بعد فرصععة لفئات المجتمععع المقصععية مععن التعلععم‬
‫مثعععل كبعععار السعععن والنسعععاء والمتقاععععدين وذوي الحاجعععات‬
‫الخاصة‪..‬وغيرهم‪.‬‬
‫مععة‪،‬‬‫غير أن الستفادة من التعليم عن بعد تعوقه صعوبات ج ّ‬
‫خاصة في البلد النامية‪ ،‬بسبب كونه منظومة متشابكة كما رأينععا‪،‬‬
‫ويمكن إجمال الصعوبات والعوائق فيما يلي‪:‬‬
‫–طبيعة البنية الجتماعية‪ :‬فععالتعليم عععن بعععد – مثععل التعليععم‬
‫التقليدي ‪ -‬مسألة اجتماعية أول‪ ،‬فحين يقبل الفععراد علععى التعلععم‬
‫ويرونه مجال للترقي الجتماعي والروحي الوجداني فآنذاك ينجععح‬
‫التعليم ويصبح نشاطا اجتماعيا دائبا ويتحقق مجتمع المعرفة‪ .‬أمععا‬
‫حينمععا يصععبح التعليععم مسععألة مدرسععية مرحليععة‪ ،‬ل ترتبععط برؤيععة‬
‫اضععحة المعععالم مرتبطععة بتكععوين المععواطن الصععالح‪ ،‬فععإن الميععة‬
‫تستشري‪ ،‬ويصبح تجديد المعلومات والفكار مستهجنا‪ ،‬كما يتسم‬
‫المجتمع بعالنغلق والتحجعر‪ ،‬ول تنتقعل فيعه المعلومعات بسلسعة‬

‫‪ ( )13‬موقع الوكالة على الشبكة العالمية في العنوان التالي‪:‬‬


‫‪www.auf.org‬‬
‫‪ ( )14‬موقع المعهد على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪/http://ave.cervantes.es‬‬
‫‪ ( )15‬الفجوة الرقمية‪ ،‬د‪.‬نبيل علي ود‪.‬نادية حجازي‪ ،‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ ( )16‬العرب وعصرا لمعلومات‪ ،‬د‪ .‬نبيل علي‪ ،‬ص‪.395-394 :‬‬
‫‪ ( )17‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.386 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫وتسود التصورات الخرافية المناقضععة للعقععل والنقععل‪ ،‬وُيسععتهجن‬


‫التعليم والتعّلم‪.‬‬
‫–الههوعي الحضههاري والتقنههي‪ :‬بععالرغم مععن انتشععار تقنيععات‬
‫المعلومات وإدراك أهميتها‪ ،‬إل أن أغلب البلد العربية والسععلمية‬
‫وخاصة النخب المسيرة لمجال التربيععة والتعليععم فيهععا‪ ،‬لععم تنتبععه‬
‫بعد إلى الهميععة الخطيععرة للتعليععم عععن بعععد ودوره الفعععال – إن‬
‫اسععتثمر بععوعي ومهععارة – فععي الرفععع مععن المسععتوى العلمععي‬
‫للمجتمععع‪ ،‬فحينمععا نطلععع علععى الدراسععة الهامععة الععتي أنجزتهععا‬
‫الدكتورة ريما سعد الجرف حععول " التعليععم اللكععتروني والتعليععم‬
‫عن بعد في الجامعات العربية" سنشعر بهول الهوة الرقمية التي‬
‫تفصلنا عن البلد المتقدمة الععتي أخععذت بحظهعا الععوافر معن هععذه‬
‫التقنيات المهمة‪ ،‬ففي الوقت الذي تستخدم فيه أزيد مععن ‪3300‬‬
‫كلية في العالم المقررات اللكترونية‪ ،‬ل تزيد عععدد الكليععات الععتي‬
‫تهتم بها في البلد العربيععة عععن ‪ 75‬مؤسسععة ل تتععوفر سععوى ‪14‬‬
‫منها على نظم لدارة التعليم عن بعد واستنتجت الباحثة أن ‪٪ 85‬‬
‫من الجامعات العربية ل تستخدم التعليم اللكتروني وأرجعت ذلك‬
‫‪18‬‬
‫إلى عدة أسباب من أبرزها غياب الرؤية المستقبلية‪.‬‬
‫–نوعيههة التخطيههط‪ :‬مععن أسععباب نجععاح التعليععم علععى العمععوم‬
‫والتعليم عن بعد وضوح الرؤية‪ ،‬إذ إن التخطيط أهم مكونععاته ومععا‬
‫الوسائل التقنية من عتاد وبرمجيات سوى وسائل تنفيذ‪ ،‬ويقتضععي‬
‫التخطيععط وجععود هععدف محععدد دقيععق وخطععة عمليععة مدروسععة‬
‫لتحقيقععه‪ ،‬أمععا الهععداف العامععة والخطععط المرتجلععة فل تحقععق‬
‫الهدف‪ ،‬ويصبح التعليم عن بعد مسألة تقنيععة تهتععم بععالدوات دون‬
‫الغايات وبالكم دون الكيف‪.‬‬
‫–الكفاءات والخبرات العالية‪ :‬تحتاج التقنية اللكترونية بشععكل‬
‫عام والمتعلقة بالتعليم عن بعد بصععفة خاصععة إلععى تضععافر جهععود‬
‫أصععحاب الخععبرة‪ ،‬فععالتعليم عععن بعععد ل يتطلععب فحسععب تقنييععن‬
‫ومهندسي حاسوب ليكون ناجحا‪ ،‬بععل يحتععاج إلععى خععبراء يضعععون‬
‫الرؤى والهداف وعلماء متخصصين في المحتوى المراد تدريسه؛‬
‫يحددون المعارف التي ستدرس‪ ،‬ثم خبراء فععي مجععال التخطيععط‬
‫التربوي للتعليم اللكتروني؛ يقومون بعمل مخططععات للمقععررات‬
‫محععددين هععدف كععل مقععرر والمهععارات القبليععة الععواجب توفرهععا‪،‬‬
‫والنتائج المراد التوصل إليها‪ ،‬ثم طرق الختبارات والتقععويم وفععرز‬
‫النتائج ‪..‬وأخيععرا خععبراء فععي مجععال التصععميم الععبرمجي؛ يقومععون‬
‫بتصميم واجهة المقرر وطريقة تقديمه وتصععنيف المععواد المعععززة‬
‫‪ ( )18‬يراجع نص هذه الدراسة المهمة على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://faculty.ksu.edu.sa/aljarf/Publications/Papers‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫وأساليب التفاعل‪ ..‬وعندما يشععتغل هععؤلء ضععمن فريععق متكامععل‬


‫ومتجانس مؤطر بتصور واضح يستطيعون بنععاء مقععررات تعليميععة‬
‫مفيدة‪.‬‬
‫–طبيعة البنية التحتية‪ :‬تعاني كثير من البلد النامية مععن ضعععف‬
‫البنية التحتية عامة والتقنية بشكل خاص‪ ،‬فالتعليم عن بعععد مبنععي‬
‫على بنية تقنيععة عاليععة الكفععاءة وكلمععا كععانت هععذه البنيععة ضعععيفة‬
‫نقصت نتائجه بشكل كععبير‪ ،‬وهععذه البنيععة تحتععاج إلععى اسععتثمارات‬
‫ماليععة ضععخمة‪ ،‬تتمثععل فععي تكععاليف الربععط بالشععبكة العالميععة‬
‫للمعلومات عبر القمار الصطناعية أو الليععاف الزجاجيععة بصععبيب‬
‫عال‪ ،‬ووحدات التزويد المركزية بأجهزتهععا المعقععدة المكلفععة‪ ،‬ثععم‬
‫التجهيزات المكتبية الفردية مععن حواسععيب ومسععتلزماتها‪ ،‬إضععافة‬
‫إلععى البرمجيععات اللزمععة لتشععغيل كععل تلععك الجهععزة وبرمجيععات‬
‫التعليم عن بعد‪ ،‬وتكاليف التراخيص فضععل عععن الصععيانة الدائمععة‪،‬‬
‫إلى المواكبة المستمرة لجديد التجهيزات‪ ،‬فل تفتأ التقنيععة تتطععور‬
‫لتنتج أجهزة أسرع وأكفأ وتواكبها البرمجيات بالسرعة ذاتها‪ ،‬ممععا‬
‫يحتم استبدال الجديد بالقديم‪ ،‬وإل أضععحى اسععتخدام التقنيععة غيععر‬
‫ذي جدوى‪ .‬ولبد من الشارات إلععى أن الجهععزة ينبغععي أن تعمععل‬
‫بجودة جيدة للغاية لتلبي حاجة المشاركين في التعليععم عععن بعععد‪،‬‬
‫فل معنععى لكععل مععا ذكرنععا مععن الهععداف والتخطيطععات والمناهععج‬
‫التربويععة والمحتويععات المعرفيععة إذا كععانت المععزودات تتعطععل أو‬
‫الصععبيب ضعععيفا ل يفيععد فععي العععرض المباشععر للمحتويععات ذات‬
‫الوزن الثقيل مثل ملفات الصوت والفيديو‪.‬‬
‫–البنية المعرفية الرقمية‪ :‬تعاني البلد النامية ‪ -‬بسععبب ضعععف‬
‫البنية التحتية‪ -‬معن صعععوبات كععبيرة فععي تكعوين رصععيد مهععم مععن‬
‫المعرفععة الرقميععة‪ ،‬والمتمثععل فععي المحتععوى المعرفععي الموثععق‪،‬‬
‫والمكععععون مععععن الكتععععب والععععدوريات والمجلت والنشععععرات‬
‫والموسوعات في مختلف التخصصات‪ ،‬وهذا المحتوى الرقمي هو‬
‫البيئة المعرفية اللكترونية الععتي يسععتفيد منهععا المتعلععم‪ ،‬ومععا لععم‬
‫توجد يكون التعلم في تلك البيئة غير مجد‪ ،‬وإيجععاد هععذا المحتععوى‬
‫يحتاج إلى مجهود مععادي ثععم إلععى تصععور حععول مععا تنبغععي رقمنتععه‬
‫‪..‬وحينما ننظر إلى المحتوى العربي نجده ضعيفا للغاية فل يتجاوز‬
‫– حسب بعض التقديرات – ‪ ،٪ 0.1‬فبينما بلععغ المحتععوى العععالمي‬
‫للشبكة ‪ 40‬مليار صععفحة ل يتجععاوز المحتععوى العربععي ‪ 40‬مليععون‬
‫صفحة غالبهععا منتععديات تتععداول معلومععات مكععررة أو مواقععع غيععر‬
‫متجددة‪ 19.‬كما أن الجهود الرسعمية ضععيفة‪ ،‬ويطغعى مقابعل ذلعك‬
‫‪ ()19‬جريدة الخبار اللبنانية‪ ،‬مقال عن تقرير عن تقرير السكوا العدد ‪513‬‬
‫بتاريخ ‪ 30‬أبريل ‪ ،2008‬محفوظ على الموقع التالي‪:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫عمل المتطوعين‪ ،‬وهو ‪ -‬وإن كان ينم عن مبععادرة شععجاعة وثابععة‬


‫لفععراد رواد فععي التعامععل مععع المجععال الرقمععي‪ ،‬تععبرز قصععور‬
‫المؤسسععات الرسععمية عععن إدراك الهميععة السععتراتيجية لهععذا‬
‫المجال‪ ،‬ويكفي أن نتصفح المواقععع الشععبكية لنجععد غععالب الععدول‬
‫‪20‬‬
‫المتطورة تعمل فعي مجعالت ضعخمة لرقمنعة معارفهعا وتراثهعا‪،‬‬
‫نتيجة تحععول السععباق إلععى المجععال الرقمععي‪ ،‬وإدراكهععا أن مععن ل‬
‫تكون ثقافته وتراثه على الشعبكة العالميعة‪ ،‬لعن يجعد مكانعا تحعت‬
‫شععمس المعرفععة فععي العقععود القادمععة‪ ،‬وستصععبح لغتععه وفكععره‬
‫مهددين بالنقراض مثل لغة وثقافة الكودوكامو)‪( Kudu-Camo‬‬
‫‪21‬‬
‫في نيجيريا أو أوزيج)‪(Osage‬في ولية أوكلهوما الميركية ‪.‬‬
‫–تضخم الجانب التقني‪ :‬وذلععك علععى حسععب التصععور الفكععري‬
‫والمنهج التربوي المناسب‪ ،‬فعندما نستورد التقنيات نستورد معها‬
‫الفكار التي كانت وراء صناعتها‪ ،‬فهذه الحلول التقنية إنما صيغت‬
‫لمشاكل مجتمعات معينة ووفقا لقيمها الجتماعية‪ ،‬ولم تصنع فعي‬
‫بيئة محايدة بحيث تصلح لكل المجتمعات‪..‬ولعل المسألة التربوية‬
‫من أعقد ما تعالجه المجتمعات حسب عقائدها وقيمها‪ ،‬لذلك لبد‬
‫أن تنطلق البرمجيات منها‪ ،‬ولما كان المسععلمون عامععة قاصععرين‬
‫في مجال صععناعة البرمجيععات‪ ،‬فقععد اسععتوردوها مععن الغععرب بمععا‬
‫تحملععه مععن قيععم وتصععورات‪ ،‬وحععاولوا المواءمععة بينهععا وبيععن مععا‬
‫يحتععاجون إليععه‪ ،‬لععذلك أضععحت السععمة الطاغيععة علععى المشععاريع‬
‫المرتبطة بالتقنية الرقمية‪ ،‬هي التركيز على اللة بسبب العتقععاد‬
‫‪http://www.alakhbar.com/files/pdfs/20080430/p11_200804‬‬
‫‪30_economy.pdf‬‬
‫وهناك دراسة في غاية الهمية في الموضوع بعنوان‪ :‬مسح للمحتوى‬
‫العربي الرقمي وبرمجياته وتطبيقاته‪ ،‬وتقييم احتياجاته‪ ،‬إنجاز الدكتور نبيل‬
‫علي‪ ،‬منشور على موقع لجنة المم المتحدة القتصادية والجتماعية لغرب‬
‫آسيا على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.escwa.un.org/divisions/projects/dac/ReportDAC‬‬
‫‪29Apr08AR.pdf‬‬
‫‪ ( )20‬تتسابق الدول لرقمنة معارفها وتراثها‪ ،‬فنجد مشاريع رقمنة التراث‬
‫العالمي الذي تشرف عليه منظمات دولية كما نجد مشاريع وطنية وجهوية‬
‫تعمل عليها المكتبات والجامعات والمنظمات الوطنية‪ ،‬أنظر مثل مشروع‬
‫مكتبة الكونغرس المريكية على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.loc.gov/library/libarch-digital.html‬‬
‫‪ ( )21‬بلغ عدد متحدثي هذه اللغة سنة ‪ 1990‬م ‪ 42‬شخصا فقط‪ ،‬ولم‬
‫يتجاوز عدد المتحدثين بلغة أوزيج ‪ 10‬أشخاص يراجع حول الموضوع‪ ،‬أنظر‬
‫أطلس اللغات المهددة بالنقراض‪ ،‬من إنجاز اليونسكو على الرابط التالي‪:‬‬
‫?‪http://www.unesco.org/culture/ich/index.php‬‬
‫‪lg=FR&pg=00136‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫بأنها الحل النععاجع للمشععاكل المطروحععة‪ ،‬بينمععا ل تعععدو أن تكععون‬


‫وسيلة‪ ،‬يرتبط نجاحها بكيفية استغللها وطرق استثمارها والتصور‬
‫الثاوي خلف ذلك كله‪ ،‬فلبد إذن أن تحظى صععناعة المحتععوى بمععا‬
‫يليق بها من اهتمام ويقدم الفكري والمنهجي على التقني‪.‬‬
‫–اختلف نوعيههة المسههتهدفين‪ :‬معععن أهعععم جعععوانب التعلعععم‬
‫اللكتروني كونه مناسبا لجميع المتعلمين‪ ،‬لنه مؤسس على مبععدأ‬
‫" التعلم حسب الطلب" أي أنه يستجيب لرغبات المتعلمين الععذي‬
‫يرغبون في معرفة شيء محععدد فععي وقععت محععدد تحقيقععا‪ ،‬وهععذا‬
‫يحقق مفهوم "مجتمع المعرفة والتعلم"‪ 22 ،‬لععذلك فهععو مفيععد فععي‬
‫التعليععم النظععامي وغيععر النظععامي والمهنععي والتقنععي والنظععري‬
‫والتطععبيقي‪ ،‬ومفيععد لمختلععف الفئات العمريععة للصععغار والكبععار‬
‫والنساء والمتقاعدين‪ ،‬كما أنععه أكععثر إفععادة لغيععر المتفرغيععن مععن‬
‫المشععتغلين بعدوام كامععل أو القععاطنين فععي أمععاكن بعيععدة‪ ..‬وهععذا‬
‫التنوع وإن كان إيجابيا بالنسبة لمبدأ التعليم عن بعد‪ ،‬إل أنه يلقععي‬
‫عبئا كبيرا على المكلفين بإعععداد المحتويععات‪ ،‬فععالمقرر الواحععد ل‬
‫ينفععع جميععع هععذه الفئات؛ ليععس مععن جهععة نوعيععة المعلومععات‬
‫فحسب‪ .،‬ولكن حتى من حيث طريقة العرض وبرمجيات التقديم‪.‬‬
‫إن هذه السمة تجعل إدارة التعليم عن بعد مسألة معقدة تتععدخل‬
‫فيهععا جهععات كععثيرة‪ ،‬فهنععاك الجامعععات والمؤسسععات الجتماعيععة‬
‫والشركات والجمعيات المدنية‪ ..‬مما يطرح السععؤال حععول جععودة‬
‫المضمون وفائدته للمتلقيععن‪ ،‬خاصععة فععي المرحلععة الععتي نعيشععها‬
‫والتي تمثل بواكير التعليم عن بعد على مستوى العالم كله‪.‬‬
‫–صعوبة الدماج‪ :‬يعاني التعليم عن بعد من عوائق الندماج فععي‬
‫أساليب التعليم عامة‪ ،‬ومرجع ذلك إلى سععيادة النمععوذج التقليععدي‬
‫الذي نشأت عليه الجيال‪ ،‬والتوجس والتخوف من التغيير‪ ،‬إضعافة‬
‫إلععى قلععة المعرفععة بتقنيععات الحاسععوب لععدى طائفععة كععبيرة مععن‬
‫المشععتغلين بعالتعليم طلبعة وأسععاتذة وإدارييععن‪ ،‬ثعم التخعوف معن‬
‫ضعف الحصععيلة بسععبب اعتمععاد التعليععم اللكععتروني علععى الععدافع‬
‫الذاتي بدرجة كبيرة بينما يميل كثير مععن المتعلميععن إلععى تحصععيل‬
‫العلمات بدون بذل جهد كبير‪ ،‬مما يدفعهم إلى التحايععل والغععش‪،‬‬
‫إضععافة إلععى غلبععة ظععاهرة التجميععع فععي تعامععل المتعلميععن مععع‬
‫المحتويات الرقمية المتوفرة على الشبكة‪ ،‬حيث يجهععد كععثير مععن‬
‫الطلبة أنفسهم لمواكبة النصوص المنشورة على الشبكة بتنزيلهععا‬
‫وترتيبهععا دون أن يركععزوا علععى القععراءة والطلع‪ ،‬وحععتى الععذين‬
‫يصلون إلى هذا المستوى يكتفون بالقراءة النتقائية السريعة‪.‬‬
‫‪ ( )22‬الفجوة الرقمية‪ ،‬رؤية عربية لمجتمع المعرفة‪ ،‬نبيل علي ونادية‬
‫حجازي‪ ،‬ص‪.267:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–الطابع المههادي‪ :‬لشععك أن التعليععم مسععألة ماديععة تحتععاج إلععى‬


‫تمويل وتدبير‪ ،‬وتطععوير مسععتمر‪ ،‬وقععد صععار مععن المتعععارف عليععه‬
‫عالميععا أن تقععديم نوعيععة جيععدة مععن التعليععم يحتععاج إلععى ميزانيععة‬
‫ضخمة تلبي حاجات العاملين والمستفيدين‪ ،‬ولما كانت كععثير مععن‬
‫المؤسسات الرسمية تعاني معن ضععف المعوارد‪ ،‬وتعدنى عطائهعا‬
‫التعليمي‪ ،‬فقد ظهرت مؤسسات وشركات خاصة‪ ،‬لملععء الفععراغ‬
‫واستدراك النقص في الوقت الذي ل تتوفر معايير دقيقععة لضععبط‬
‫أهليتها للعمل في الميدان وتقديم خدمات التعليم عن بعد‪ .‬صحيح‬
‫أن دخول هذه الشركات إلى مجال التعليم له جوانب إيجابية مثل‬
‫مواكبة التطورات والسرعة في اتخعاذ القعرارات‪ ،‬إل أنهعا ل تخلعو‬
‫من سلبيات تحول التعليم إلى سلعة تجارية ل ترمي إلععى تطععوير‬
‫المجتمع ونشر المعرفة بين أفراده‪ ،‬ولكنها تعمععل – بععدافع الربععح‬
‫السريع– على إرضععاء المسعتفيدين بعأي أسععلوب‪ ،‬وينبغععي هنععا أن‬
‫نشير إلى أن كثيرا معن جامععات العدول المتقدمعة ‪ -‬بعالرغم معن‬
‫كون الدراسة في أغلبها بالمقابل ‪ -‬تشهد تزايدا لخععدمات التعليععم‬
‫المفتوح المجاني )‪ ( Open Courseware‬حين تفسح المجال‬
‫للستفادة مععن مقرراتهععا اللكترونيععة ليسععتفيد منهععا الخععرون ول‬
‫يخفى أن هذه الجهات تقدم هذه الخدمات بغرض تنمية المجتمععع‬
‫‪23‬‬
‫وترقية مستواه المعرفي‪.‬‬
‫إل أن هذه الصعوبات الناتجة عن الواقع السلبي فععي مجتمعنععا‬
‫ل تعني اسععتحالة النهععوض والسععراع لععردم الهععوة الرقميععة الععتي‬
‫تفصلنا عن دول العععالم المتقععدم‪ ،‬بععل إن هععذا ممكععن إذا تععوفرت‬
‫الرادة والععوعي والرؤيععة الواضععحة‪ ،‬ولعععل مععا نععراه مععن اهتمععام‬
‫واشتغال في مجال التعليععم عععن بعععد‪ ،‬ومععا نلمسععه مععن مشععاريع‬
‫ومخططات ليعد بشارة خير بما سيؤول إليه المر في المستقبل‬
‫‪24‬‬
‫القريب‪.‬‬
‫‪ -2‬القرآن الكريم والتعليم عن بعد‪:‬‬
‫إن من أفضل ما يشععتغل بععه المععؤمن تلوة القععرآن الكريععم‬
‫وتعلمه وتفهمه وفقععه معععانيه‪ ،‬وأفضععل العمععال بعععد ذلععك تعليععم‬
‫كتاب الله تعالى‪ ،‬وبيان ما فيه من عظات وحكم‪ ،‬ومععا يععدعو إليععه‬
‫من كريم الخلق والعمال‪ ،‬قال تعالى‪):‬إن هذا القرآن يهدي‬
‫‪ ( )23‬يوجد اتحاد للمقررات مفتوحة المصدر ينسق بين الجامعات المنتمية‬
‫إليه في ترويج مقرراتها‪ ،‬أنظر الوصلة التالية‪:‬‬

‫‪http://ocwconsortium.org‬‬
‫‪ ()24‬هناك مشاريع كثيرة للتعليم عن بعد بعضها رسمي والخر ربحي‬
‫خاص‪ ،‬غير أن الغائب هو التنسيق بين الجامعات العربية أو السلمية في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫للههتي هههي أقههوم ويبشههر المههؤمنين الههذين يعملههون‬


‫الصالحات أن لهههم أجههرا كههبيرا( ‪ 25‬وقععد عمععل سععلف المععة‬
‫رضوان الله عليهم جهدهم في العنايععة بكتععاب اللععه تعععالى‪،‬أسععوة‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث معلما مربيا‪ ،‬قععال تعععالى‪:‬‬
‫) هو الذي بعث في الميين رسول منهههم يتلههوا عليهههم‬
‫آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا مههن‬
‫قبل لفي ضلل مبين(‪ 26‬فتعلموا القععرآن وعلمععوه واسععتنبطوا‬
‫علومه ووثقععوه وضععبطوا قراءاتععه وفسععروا معععانيه‪..‬وأبععدعوا فععي‬
‫طرق إقرائه وتلوته‪ ،‬فكانت علوم القرآن الكريععم أعظععم العلععوم‬
‫ضبطا وأكثرها عناية وضبطا‪ ،‬ومفتاح علوم المة وحضارتها‪.‬‬
‫‪-1‬أسس تعليم القرآن الكريم‬
‫القرآن الكريم كتاب الله تعالى الداعي إلى الخيععر المرتقععي‬
‫بالنسععان إلععى مسععتوى السععتخلف فععي الرض وتحديععد أهععداف‬
‫سععامية لحيععاته ووجععوده لتأسععيس المجتمععع الصععالح والحضععارة‬
‫النافعة‪ ،‬وكل ذلك مبني علععى إذهععاب الشععر مععن نفسععه‪ ،‬وتربيتععه‬
‫‪27‬‬
‫على البر والرحمة‪ ،‬ودفعه إلى عمل الخير‪.‬‬
‫ولم تفتر علقة المسلمين بكتاب ربهم إل نزلوا عن المرتبة‬
‫التي أرادها لهم ربهم وأمرهم بها نبيهم صلى اللععه عليععه وسععلم ‪،‬‬
‫وفقدوا ما كععان لهععم مععن ريععادة فععي العلععم وصععلح فععي العمععل‪،‬‬
‫ولشك أن تبوأ المسلمين طليعة الريادة الحضارية العالمية رهين‬
‫بعودتهم إلى كتاب ربهم واهتمامهم بتعليمه وتعلمه وبناء أفرادهم‬
‫ومجتمعععاتهم علععى هععدى تربيتععه‪ ،‬واسععتنباط حلععول مشععاكلهم‬
‫ومشاغلهم من آياته ‪..‬‬
‫ولمععا كععان هععذا العصععر زمععن التواصععل والتصععال ورواج‬
‫المعلومععات وتبادلهععا وكععان عصععر الطفععرة الرقميععة فععي مجععال‬
‫الحاسوب والشبكات الرقمية‪ ،‬صار من الواجب علععى المسععلمين‬
‫استغلل هذه التقنيات الرقمية في الدعوة إلى الله‪ ،‬واستغلل ما‬
‫تتيحه التصععالت لتصععحيح مسععارهم وتمععتين عقيععدتهم وأعمععالهم‬
‫وتنمية مجتمعاتهم‪ ،‬ثم تبشععير النععاس كافععة برسععالة الحععق وبيععان‬
‫طريق السلم واليمان‪ ،‬وطريق ذلك كله تحويل تععدريس القععرآن‬
‫الكريم إلى مناسبة للنهععوض بععالفرد المسععلم وبععالمجتمع والمععة‪،‬‬
‫فيكون القصد مععن التععدريس ليععس مجععرد الحفععظ والتعمععق فععي‬

‫‪] ( )25‬السراء‪[6:‬‬
‫‪] ( )26‬الجمعة‪[2:‬‬
‫‪ ( )27‬دور التربية الخلقية السلمية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة‬
‫النسانية‪ ،‬د‪.‬المقداد يالجن‪،‬ص‪78:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫المعارف والمهارات المرتبطة به‪ ،‬وإنمععا اسععتلهام مبععادئ التربيععة‬


‫القرآنية المؤسسة على‪:28‬‬
‫–اليمان الصحيح المبني على توحيد الله عز وجل وإسناد المور‬
‫كلها إليه والرضا بقضائه وقدره‪.‬‬
‫–التكامل في تنشئة الفرد روحا وعقل وجسما فل لغفععال لجععانب‬
‫دون آخر بل تكامل في إرضاء الحس والروح والعقل والوجدان‪.‬‬
‫–الممارسة والتطههبيق‪ :‬فأسععاس العلععم العمععل ول فععائدة فععي‬
‫إيمان ل يطبق في الواقع‪.‬‬
‫–اعتماد العلم‪ :‬إذ أسس القرآن علععى دعععوة النععاس إلععى النظععر‬
‫والتدبر واستكشاف سنن الكون وإدراك ما وراءها من مغازي‪.‬‬
‫–الستمرار‪ :‬فالقرآن يدعو المسععلم إلععى التعلععم الععدائم وتجديععد‬
‫مداركه لتقويم ما اختل‪ ،‬ولذلك ل يقتصر التعلم على المدرسععة أو‬
‫المسجد بل هو في كل مكان وزمان‪.‬‬
‫–الستخلف‪ :‬هدف القرآن من تعليم النسععان ترقيتععه والنهععوض‬
‫به ليكععون فععي مسععتوى القيععام بوظيفععة السععتخلف فععي الرض‪،‬‬
‫فيعمر الرض بالخير والبر والرحمة والمودة‪.‬‬
‫–الوسطية والعتدال‪ :‬راعععى القععرآن الكريععم فععي خطععابه كععل‬
‫جععوانب النفععس النسععانية فععأدى للععروح حقهععا وللجسععم حقععه‬
‫وللوجععدان حقععه وللعقععل حقععه‪ ،‬ووازن بيععن فردانيععة النسععان‬
‫‪29‬‬
‫واجتماعيته‪.‬‬
‫إن هذه السس التربوية القرآنية التي تجسدت فععي رسععول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أخرجت إلى الوجود مسععلمين مععؤمنين‬
‫علماء عالمين مبادرين إلى الخير مصلحين متوازنين بعيععدين عععن‬
‫العقد النفسية المزمنة والحقاد والضغائن‪ ،‬فنفعوا المععة وقادوهععا‬
‫إلى الهناء في الدنيا والسعادة في الخععرة‪ ،‬وتكععوين أمثععالهم لبععد‬
‫أن يكون هدفا لي تعليم أو تكوين خاصة عند وضع مشاريع تعليعم‬
‫القرآن الكريم عموما والتعليم عن بعد بوجه أخص‪.‬‬
‫ب – القرآن الكريم والتقنيات الحديثة للمعلومات‪:‬‬
‫إن النععاظر إلععى مععا هععو متععاح الن مععن محتويععات متعلقععة‬
‫بالقرآن سواء على القععراص ووسععائل التخزيععن‪ ،‬أو فععي الشععبكة‬
‫العالمية للمعلومات ليسّر بهذه البرمجيعات الكععثيرة‪ ،‬الدالععة علعى‬
‫الجهد الطيب المبذول لجل تقديم محتعوى عربععي بطريقعة تقنيععة‬
‫مناسبة في مجال العناية بالقرآن الكريم وخععدمته ضععبطا ورسععما‬
‫وتفسيرا وتعليما‪ ..‬إل أن المجال ما يزال رحبا يقتضي بععذل مزيععد‬
‫‪ ( )28‬تربية المسلم في عالم معاصر‪ ،‬د‪.‬يوسف عبد المعطي‪ ،‬ص‪– 25:‬‬
‫‪.43‬‬
‫‪ ( )29‬القرآن أصل التربية وعلم النفس‪ ،‬أحمد جهان الفورتيه‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫مععن الجهععد للوصععول بهععذه البععذرات البرمجيععة إلععى منتهاهععا مععن‬


‫التقان والفائدة‪.‬‬
‫فععإلى حععد الن ل يوجععد محتععوى متكامععل مععن البرمجيععات‬
‫اللكترونيععة المتعلقععة بععالقرآن الكريععم فععي شععموليته‪ ،‬يتضععمن‬
‫المصحف الشريف بقراءاته المتعددة وعلومه المختلفة ومعععاجمه‬
‫المتميزة‪ ،‬مع ما يتعلق بإعجععازه التشععريعي والعلمععي و التععاريخي‬
‫والبلغي الدبي ‪...‬‬
‫أما المحتويات الرقمية المتوفرة والمتعلقة بععالقرآن الكريععم‬
‫فنمثل لها بما هو منشور على الشبكة العالمية للمعلومات والذي‬
‫يمكن تصنيفه إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪‬في مجال النصوص‪:‬‬
‫–كتب رقمية معدة للتنزيل إما مصورة بالماسح الضوئي وفق صيغ‬
‫معينة خاصة ‪ pdf‬وهي أكثر انتشارا أو ‪ djvu‬أو على شكل صور‬
‫فقط‪ ،‬أومحععررة ببرمجيععات النصععوص المختلفععة أو غيرهععا‪ ،‬وهععي‬
‫كثيرة جدا‪ ،‬وتتسم بالتنوع فهناك المصععاحف الشععريفة مخطوطععة‬
‫ومطبوعة وكتب علوم القرآن علععى اختلف أنواعهععا‪ ..‬والمقععالت‬
‫والدراسات والرسائل جامعية‪..‬‬
‫–نصوص منشورة مباشرة على صفحات الشبكة في مواقععع عامععة‬
‫أومتخصصة أو في منتديات‪ ،‬وهي عبععارة عععن مقععالت ودراسععات‬
‫موجزة تتضمن التعريف بالكتب التراثية والتحقيقععات والدراسععات‬
‫الحديثة حول القرآن الكريم وعلومه‪..‬‬
‫–نصوص مبرمجة مدمجة فععي موسععوعات تتععم مراجعتهععا مباشععرة‬
‫علععى الشععبكة أو يمكععن تنزيلهععا‪ ،‬مثععل الموسععوعة الشععاملة‪ 30،‬أو‬
‫مدمجة في برمجيات تتيح الطلع والبحث والنسخ‪ ،‬ومنها مصحف‬
‫المدينععة المكتععبي الععذي أنجععزه مجمععع الملععك فهععد للمصععحف‬
‫الشريف‪ 31،‬وهو إنتاج نوعي بفضل قيمتععه العلميععة العاليععة المبنيععة‬
‫على سلمة النععص مععن أدنععى خطععأ أو خلععل إضععافة إلععى جماليععة‬
‫التصميم وسلسة التشغيل‪.‬‬
‫‪‬في مجال التسجيلت الصوتية والمرئية‪:‬‬
‫–تسجيلت كاملة أو جزئية للقعرآن الكريعم بروايعة واحعدة أو بععدة‬
‫روايات لقارئ واحععد أو لعععدة قععراء مععن العععالم السععلمي وحععتى‬

‫‪ ()30‬موسوعة مبنية على جهد طوعي ومن أبرز خصائصها كونها مفتوحة‬
‫‪www.shamela.ws‬‬ ‫يمكن إضافة الكتب إليها‪ ،‬أنظر حولها‪:‬‬
‫‪ ( )31‬لقي هذا البرنامج المكتبي نجاحا كبيرا‪ ،‬يمكن تنزيل نسخ منه )لنظام‬
‫ويندوز( على موقع المجمع في الصفحة التالية‪:‬‬
‫‪http://www.qurancomplex.org/Downloads/Fonts/AllApp.zip‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫خععارجه‪ ،‬ومععن أشععهر المواقععع نععذكر تسععجيلت موقععع الشععبكة‬


‫‪32‬‬
‫السلمية‪،‬‬
‫–تسععجيلت لمحاضععرات ودروس وحلقععات دراسععية حععول القععرآن‬
‫الكريععم لمشععايخ الدراسععات القرآنيععة فععي مختلععف البلد العربيععة‬
‫والسععلمية وحععتى الجامعععات والمراكععز الموجععودة خععارج العععالم‬
‫السلمي‪.‬‬
‫–تسععجيلت للمععواعظ والععدروس العامععة والبرامععج التلفزيععة فععي‬
‫مختلف المساجد والقنوات الذاعية والفضائيات بالعالم أجمع‪.‬‬
‫‪‬في مجال البرمجيات‪:‬‬
‫–برمجيات التعليم الذاتي للقععرآن الكريععم حفظععا وتجويععدا‪ ،‬بعضععها‬
‫مدمج في أقراص للقرآن وعلومه كما في قرص القععرآن الكريععم‬
‫لشركة صخر‪ ،‬أو مستقل بالتجويد كما في قععرص حفععص لشععركة‬
‫‪33‬‬
‫حرف‪.‬‬
‫–برمجيات البحث والتكشيف‪ ،‬وهذا متاح في جل محركععات البحععث‬
‫إل أن هناك مواقع خاصة للبحث في القرآن الكريم على الشععبكة‬
‫العالميععة للمعلومععات مثععل موقععع الوفععى المختععص بععالبحث فععي‬
‫‪34‬‬
‫القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وعلوم الدين السععلمي‬
‫وخدمة المنقب القرآني ضعمن صعفحة القعرآن الكريعم ‪ 35‬وموقعع‬
‫‪36‬‬
‫‪ search quran‬باللغة النجليزية‪.‬‬
‫‪‬المحتوى المعادي‪:‬‬
‫تحفععل مواقععع الشععبكة العالميععة بمحتويععات تمثععل العععداوة‬
‫والحقد على عقيدة التوحيد وعلععى القععرآن علععى وجععه الخصععوص‬
‫قصد منها أصحابها التنقيص من رسالة السععلم بطريقععة مباشععرة‬
‫أو غيععر مباشععرة‪ ،‬وتتنععوع هععذه المععادة‪ ،‬فهععي إمععا تهجععم مباشععر‬
‫مستفز على شكل نصوص أو تسععجيلت أو صععور‪ ،‬وإمععا دراسععات‬
‫وأبحاث على شكل كتب أو موسوعات أو مقالت‪ ،‬ولعل أخطرهععا‬
‫نشر المصحف الشريف محرفا أو بعض سوره أو آياته‪ ،‬مع العلععم‬
‫أن هذه الخطعاء والتحريفعات توجعد فعي بععض البرمجيعات العتي‬
‫أعدها مسلمون غ ُُير ولكنها الغفلة وقلة التثبت‪.‬‬

‫‪ ()32‬موقعها على الشبكة‪:‬‬


‫‪http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewaya‬‬
‫‪ ( )33‬أنظر موقع البرنامج في هذه الوصلة‪www.hafss.com :‬‬
‫‪ ( )34‬موقع المحرك على الوصلة التالية‪/http://www.alawfa.com :‬‬
‫‪ ( )35‬موقع محرك البحث في هذه القحة‪:‬‬
‫‪http://www.holyquran.net/search/sindex.php‬‬
‫‪ ( )36‬موقع المحرك على هذه الوصلة‪:‬‬
‫‪/http://www.searchquran.org‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫هذا بشكل عام محتويات الشبكة العالمية الععتي تقععدم مععادة‬


‫مختلفععة مععن حيععث قيمتهععا العلميععة‪ ،‬و منهععا مععا يتضععمن أخطععاء‬
‫وأغلطا بعضها فادح وخطير فععي مجععال التعامععل مععع كتععاب اللععه‬
‫تعالى‪ ،‬فماذا عن التعليم عن بعد؟‬
‫ب – تقنيات التعليم عن بعد في خدمة القرآن الكريم‪:‬‬
‫أشرنا فيما سبق إلععى طععرق اشععتغال أنظمععة إدارة التعلععم‪،‬‬
‫وقلنععا أنهععا تمكععن مععن تطععبيق المخططععات التربويععة المعرفيععة‬
‫وتحويلها إلى مادة دراسية رقمية تستفيد من عدة ميزات‪ ،‬نصفها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫–النص‪ ،‬ذلك أن منصة التعليم تمكن من نشععر النصععوص الخطيععة‪،‬‬
‫سواء الععدروس أوالشععروح أو التعليقععات والسععئلة والتوضععيحات‪،‬‬
‫وتخصص جميع منصات التعليم مجال مهما لنشر النصوص‪ ،‬ويعني‬
‫ذلك بالنسبة لنا عرض سور آيات كتاب الله تعالى‪ ،‬مضبوطة كمععا‬
‫جرت العادة في المصحف الورقي‪ ،‬إضافة إلى المقررات العلمية‬
‫المرتبطة به‪ ،‬ومعا يحتعاجه المقعرر المحعدد معن شعروح وتفاسعير‬
‫وتعليقات علمية‪ ،‬حسب مستوى الطالب متدرجا من العموم إلععى‬
‫الخصوص‪ ،‬وهذا التشابك المنهجععي بيععن اليععات وشععروح ألفاظهععا‬
‫وتفسير معانيها إيجازا أو اسععتيعابا يتععم بواسعطة الليععات المتاحعة‬
‫على المنصة مثل التشجير الصطلحي أو الموسععوعات السععريعة‬
‫أو مسارد المصععطلحات‪ ،‬أو النصععوص المعمقععة فععي فععرع علمععي‬
‫معيععن )أسععباب النععزول مثل أو الناسععخ والمنسععوخ أو العجععاز‪(..‬‬
‫إضافة إلى المقالت والكتب والموسوعات في المكتبة الرقمية‪..‬‬
‫–الصوت والصورة‪ :‬وهما مكونععان أساسععيان لععبيئة التعليععم عععن‬
‫بعععد‪ ،‬فلبععد أن يتواصععل السععتاذ مععع طلبتععه فععي المحاضععرات‬
‫المتزامنة‪ ،‬محاكاة للدروس التقليدية‪ ،‬كما يسععتفيد الطععالب أكععثر‬
‫حينما يعيد الستماع إلى المحاضعرات أو مشعاهدتها بطريقعة غيعر‬
‫متزامنععة‪ ،‬مععع العلععم أن التواصععل المععتزامن ضععروري فععي بعععض‬
‫العلوم كالتجويد والقراءات اللذان ل يسععتقيم علمهمععا إل بالخععذ‬
‫عن الشيوخ مباشرة‪ ،‬فععإذا كععانت الحصععة مباشععرة أمكععن الطلبععة‬
‫السعتماع إلعى السعتاذ والنتبععاه إلعى مخعارج الحععروف وضععوابط‬
‫القراءة‪ ،‬وإذا لم تكن مباشععرة أمكنهععم تسععجيل قراءاتهععم بتقنيععة‬
‫‪ ) podcasting‬تقنيععة تخزيععن التسععجيلت الصععوتية وتبادلهععا(‬
‫ليستعرضها الستاذ فيما بعد ويقومهععا ويخععبر الطلبععة بالناتععج فععي‬
‫حصة لحقة أو بالبريد اللكتروني أو الرسائل الصوتية المسجلة‪.‬‬
‫–الوسائل التوضيحية‪ :‬وهي من أبرز نقععاط القععوة فععي التعليععم‬
‫عن بعد‪ ،‬إذ يتمكععن الطععالب مععن فهععم المعلومععات المقععررة فععي‬
‫الحصة التعليمية‪ ،‬واستيعابها بصفة ناجعة‪ ،‬بتثبيت المعلومات فععي‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫الععذهن وهنععاك مجموعععة مععن الوسععائل الععتي تقععوم بععذلك مثععل‬


‫الشكال والرسوم البيانية الثابتة والمتحركة والوصلت التوضيحية‬
‫بواسطة تقنية الفلش‪ ،‬والباوربوينت وتقنيات المحاكاة الصوتية‪..‬‬
‫–التصميم الجمالي‪ :‬ونقصد به طريقة تقديم المحتوى التعليمي‬
‫في منصة التعليم أو برنامج إدارة التعلععم‪ ،‬ولععذلك ضععوابط مهمععة‬
‫جدا من الناحيتين التربويععة والفنيععة‪ ،‬والغععالب أن يكععون التصععميم‬
‫بسععيطا مبنيععا علععى تععدرج لععوني خفيععف حععتى ل يشععغل المتلقععي‬
‫ويشوش عليه استيعاب المعارف والمعلومات وينصرف بذلك عن‬
‫الهدف الساس من المشروع كله‪.‬‬
‫إلى هذه الصيغ التي تتسم بها المعرفة الرقمية فإن أنظمععة‬
‫إدارة التعلم أو منصات التعليم عن بعد‪ ،‬ليست‪ ،‬فحسععب‪ ،‬وسععائل‬
‫لنقل المعرفة أو إيصالها إلى المتلقي واضحة سوية‪ ،‬وإنما تمكنععه‬
‫من التفاعل معها والسهام في بنائها عبر إمععداده بمجموعععة مععن‬
‫الدوات التي تدفعه إلى السععؤال والبحععث والتنقيععب والسععتكمال‬
‫والسععتزادة والمتابعععة والتطععوير‪ ،‬وتتععوفر منصععات التعليععم علععى‬
‫طائفععة كععبيرة مععن هععذه الدوات المفيععدة الععتي يمكععن اسععتغللها‬
‫‪37‬‬
‫بفعالية في خدمة كتاب الله تعالى‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫–الوسائل التزامنية‪ :‬وهي التي تمكععن كل مععن السععتاذ وطلبتععه‬
‫من التصال عن بعد والتفاعععل بشععكل آنععي مباشععر أثنععاء الحصععة‬
‫التعليمية‪ ،‬وتساعد هذه الوسائل على ربط التصال الني ومحاكاة‬
‫الفصل الواقعي بطريقة تربوية سليمة‪ ،‬ومن هذه الدوات‪:‬‬
‫‪‬التخههاطب المباشههر أو الدردشععة‪ ،‬بواسععطة تقنيععات الصععوت‪،‬‬
‫فيستمع الطلبة إلى أستاذهم وهو يلقي درسه ويستمع هو بععدوره‬
‫إلى استفساراتهم ويشرح ويعلق‪ ،‬وقععد يقععوم بعالتقويم فععي حالعة‬
‫المقررات التطبيقية‪.‬‬
‫‪ ‬التراسل المباشر‪ ،‬بواسطة الكتابة فيتلقى الستاذ ملحظات‬
‫الطلبة ويجيب عنها في حال إجراء اختبار مباشر لبعض المهارات‬
‫مثل‪.‬‬
‫‪‬الههدائرة التلفزيونيههة المغلقههة "‪ "téléconférence‬وهعععي‬
‫وسععيلة أكععثر تطععورا فعععوض السععتماع يتمكععن المشععاركون فععي‬
‫الفصل الخائلي من مشاهدة بعضهم‪ ،‬كأنهم في فصل واقعي‪.‬‬
‫–الوسائل غير المتزامنة‪ :‬وهي التي تمكععن مععن التواصععل غيععر‬
‫المباشر‪،‬بعد انتهاء الحصة التعليميععة عععن بعععد‪ .. ،‬و فائدتهععا إبقععاء‬
‫الرتباط بين الستاذ وطلبته من جهة وبين الطلبععة بعضععهم بعضععا‬
‫‪ ( )37‬والجدير بالذكر أن هذه الدوات كثيرة جدا‪ ،‬تنظر نماذج أخرى منها‬
‫على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.c4lpt.co.uk/index.html‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫للتعععاون فععي بنععاء معرفععة تكامليععة تفاعليععة بنععاء علععى المقععرر‬


‫المدروس‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪‬البريههد اللكههتروني‪ :‬للتراسععل واسععتقبال النصععوص والصععور‬
‫والبيانات‪.‬‬
‫‪‬المنتههديات‪ :‬لتبععادل المعلومععات حععول المقععررات والمعععارف‬
‫والختبارات ولطرح المشاكل على إدارة التعليم عععن بعععد وإيجععاد‬
‫الحلول‪.‬‬
‫‪‬مجموعات النقاش‪ :‬للتداول حععول موضععوع معيععن أو مقععرر أو‬
‫جزء منه‪ ،‬وينتظم فيه المهتمون بالموضععوع ويتمكنععون مععن تلقععي‬
‫المستجدات عن طريق بريدهم اللكتروني‪.‬‬
‫‪‬أدوات الختبار والتقييم‪ :‬والتي يتمكن الستاذ بواسطتها مععن‬
‫اختبار الطالب بطرح السئلة واستقبال أجوبته ومتابعة النشطة‬
‫التي يقوم بها استكمال لدراسته لمقرر معين كععأن يقععدم تلخيصععا‬
‫أو دراسة لموضوع أو أن يقدم ورقة حعول جزئيعة معن المقعرر أو‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫‪‬الموسههوعات السههريعة ‪ : wiki‬تمكععن الطععالب مععن تعميععق‬
‫المعرفععة بيسععر وسععرعة‪ ،‬فتوضععح لععه المصععطلحات المبهمععة‬
‫والمعععارف المختصععرة ليسععتطيع مواصععلة دراسععته‪ ،‬وتكععون هععذه‬
‫الموسوعات مرتبطة بالنصوص المنشورة‪ ،‬ويتمكن الطععالب وهععو‬
‫يتصفح أي نص من النتقال إلى الموسععوعة عععن طريععق الضععغط‬
‫على كلمة معينة أومصطلح أو عنوان‪ ،‬كما تكون مواد الموسععوعة‬
‫مترابطة بعضها ببعض عن طريق ترابط نصي‪.‬‬
‫‪‬السئلة المتكررة ‪(FAQ) :‬وهععي السععئلة الععتي يتكععرر طرحهععا‬
‫حععول المقععرر أو تقنيععة التععدريس أو غيععر ذلععك‪ ،‬وحععتى ل يضععطر‬
‫المشرف أو الستاذ للجابة عنها في كل مرة – وتدبيرا للععوقت –‬
‫تم جمعها في ركن خاص ليلجأ إليها من يحتاجها‪.‬‬
‫‪‬جداول تخطيط الحداث‪ :‬وهي تسععاعد الطلبععة والسععتاذ معععا‬
‫علععى تععذكر مواعيععد الععدروس وأوقععات الختبععارات ومناسععبات‬
‫النشععطة والفعاليععات العلميععة كالورشععات والنععدوات والملتقيععات‬
‫والزيارات الميدانية‪ ،‬ومواعيد تقديم الواجبععات والبحععوث وتقععارير‬
‫التداريب إلى غير ذلك‪.‬‬
‫–الوسائل التفاعليههة‪ :‬وهععي مجموعععة مععن الدوات المسععاعدة‬
‫على خلق التفاعل بين الطراف المشععاركة فععي التعلععم‪ ،‬السععتاذ‬
‫موجهععا لطلبتععه والطلبععة متكععاملين فيمععا بينهععم‪ ،‬نععذكر مععن هععذه‬
‫الوسائل‪:‬‬
‫‪‬السبورة الخائليههة‪ :‬وهععي عبععارة عععن تقنيععة موازيععة للسععبورة‬
‫العادية تساعد الستاذ على إيضاح المعععارف الععتي يلقيهععا لطلبتععه‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫بالكتابة والشرح والتخطيط وغير ذلععك‪ ،‬ويسععتطيع الطلبععة منابعععة‬


‫كل ما يكتب على السبورة مباشععرة‪ ،‬كمععا أنهععا مععزودة بمجموعععة‬
‫من الدوات الضرورية المساعدة‪.‬‬
‫‪‬حافظهههة الوثهههائق اللكترونيهههة‪ (e-portfolio ):‬وتتضعععمن‬
‫البيانات الخاصة بالطالب والختبارات التي أجراها ونتائج التقععويم‬
‫الععتي حصععل عليهععا‪ ،‬والشععهادات و الخععبرات الععتي اكتسععبها‪ ،‬كمععا‬
‫تتضمن المشاريع العلمية التي شارك فيهععا أو الععتي مععازالت فععي‬
‫طور النجاز‪ .‬إن هذه الحافظة – باختصار‪ -‬مععوجز الحيععاة العلميععة‬
‫والعملية للطالب‪.‬‬
‫‪‬المدونة‪ :‬تمكن المشاركين في التعليم عن بعد‪ ،‬كل علععى حععدة‪،‬‬
‫من التعبير عن أفكارهم والععتركيز علععى مجععال اهتمععامهم‪ ،‬ونشععر‬
‫مقالتهم ومتابعة أخبار الصدارات العلمية وقراءاتها‪..‬‬
‫‪‬المكتب الخائلي ‪ :Virtual office‬ويعني أن المستفيد يتمكن‬
‫في كل وقععت مععن اسععتغلل كععل مععا سععجله مععن دروس وبيانععات‬
‫وأفكععار وحععوارات وكتععب ومقععالت فععي حسععابه الخععاص بمنصععة‬
‫التعلم‪ ،‬كما يمكنه أن يحرر – على الشبكة – النصععوص والجععداول‬
‫وعععروض التقععديم ويكتععب المراسععلت ويحفظهععا وكععذلك الصععور‬
‫والرسوم التوضععيحية وكععأنه يعمععل دائمععا علععى حاسععوبه الخععاص‪،‬‬
‫بمعنى أن موراده الرقمية لم تعد محفوظة في وحععدات التخزيععن‬
‫الخاصة بحاسوبه مما يجعلها عرض للضياع أو السرقة أو العطععب‬
‫عنععدما يصععاب الحاسععوب‪ ،‬وإنمععا تكععون محفوظععة فععي خععادم‬
‫المؤسسة التي يدرس بها‪ ،‬مما يمكنه من الوصععول إليهععا فععي أي‬
‫وقت ومن أي ارتباط شبكي ممكن‪ ،‬فهي معه دائمععا كععأنه يحمععل‬
‫معه مكتبه بكل ما يتضمن من وثائق ونصوص وأدوات‪..‬‬
‫‪‬التقويم‪ :‬يتيح متابعة مواعيععد الدراسععة والحععداث المهمععة مثععل‬
‫مواعيد الحصص والختبارات والواجبات المنزلية‪..‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪‬المفكرة‪ :‬تمكن من تسععجيل الفكععار والنصععوص القصععيرة مثععل‬
‫عناوين العععروض والبحععوث والعمععال التطبيقيععة وكععل مععا يتعلععق‬
‫بالدراسة‪..‬‬
‫–الوسائل التربوية‪ :‬تركز على متابعة تعلم الطالب بتقييععم أدائه‬
‫وعرض النتائج وإخباره بالمستجدات وملحظععة طريقععة اسععتفادته‬
‫من أدوات التعلم عن بعد لغرض التطوير‪..‬ومن هذه الوسائل‪:‬‬
‫‪ ‬الختبارات البسيطة )‪ :(quiz‬عععادة مععا يعمععد السععاتذة إلععى‬
‫اختبار طلبتهم بأسئلة دقيقة محععددة‪ ،‬ويقععوم هععذا البرنامععج بهععذه‬
‫الخدمععة مباشععرة علععى منصععة التعلععم‪ ،‬فيعععرض أسععئلة تتعلععق‬
‫بالععدروس السععابقة أو اللحقععة منتظععرا الجابععة ليعرضععها علععى‬
‫الستاذ الذي يتمكن من تقويمها‪.‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫‪‬نظام الستفتاء‪ :‬ويتعلق إما بالععدروس والمقععررات أو بوسععيلة‬


‫التدريس من الناحية التربوية أو التقنية‪ ،‬كما قععد يسععتخدم لفععائدة‬
‫إدارة المؤسسة أو الجامعععة إذا رغبععت فععي اسععتفتاء آراء الطلبععة‬
‫حول موضوع معين يهمهم‪.‬‬
‫‪‬ناشههر التنبيهههات )‪ :(rss‬ويعمععل علععى نقععل الخبععار المععوجزة‬
‫والمسععتجدات إلععى المسععتفيدين‪ ،‬ليتمكنععوا مععن متابعععة جديععد‬
‫الدراسة والمقررات والختبارات وغير ذلك مععن شععؤون الدراسععة‬
‫التي تعنيهم أول بأول‪ ،‬والجانب اليجابي لهععذه الخدمععة أنهععا آليععة‪،‬‬
‫فل يحتاج الستاذ ليخععبر طلبتععه بععأمر معيععن أن يكععاتبهم بواسععطة‬
‫البريد بل يكفي أن يكتبه في المكان المخصص لينتقل إلى جميععع‬
‫الطلبة المعنييععن فععي تلععك اللحظععة سععواء فععي حسععابهم الخععاص‬
‫بنظام إدارة التعليم أو حتى في الهواتف المحمولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مواقع تعليم القرآن الكريم على الشبكة العالمية‪:‬‬
‫حينما نتصفح الشبكة العالميععة للمعلومععات ونحععاول الطلع‬
‫على المواقع المتوفرة لتدريس القرآن الكريم عععن بعععد‪ ،‬ونعمععل‬
‫على تحليل محتوياتها‪ ،‬والنظر سريعا إلى طرق تعاملها مع كتععاب‬
‫اللععه تعععالى وكيفيععة تقععديمه إلععى المتعلميععن نسععتنتج قلععة هععذه‬
‫المواقع‪ ،‬ولعل ذلك راجع إلى جدة هذه التقنية فععي البلد العربيععة‬
‫والسلمية‪ ،‬أما القلة القليلة من المواقع المتععوفرة فتتسععم بعععدة‬
‫سمات من حيث المضمون والتقنية والناحية التربوية‪.‬‬
‫‪‬فمن ناحية مضامين هذه المواقع نرى أنها إما‪:‬‬
‫–مواقع جامعية للتعليم عن بعد‪ ،‬تتضمن أقساما أو عمادات للتعليم‬
‫عن بعد بجامعات عربية مرموقة‪ ،‬تخصص للقرآن الكريم وعلومه‬
‫قسطا من مقرراتها في الدراسات أو الشريعة السععلمية‪ ،‬ويلععزم‬
‫الطالب لكي يستفيد منها التسجيل بالكلية المقصودة إما مباشرة‬
‫أو عن طريق الشبكة‪ ،‬والتعليم عن بعد هنا وسععيلة دعععم وتكميععل‬
‫للتعليم الرسمي حيععث يتمكععن الطععالب مععن متابعععة الحصععص إن‬
‫غعععاب عنهعععا‪ ،‬والتواصعععل معععع السعععتاذ لستفسعععاره واستيضعععاح‬
‫المشكلت‪ ،‬ولختبار تحصععيله واسععتيعابه للمعلومععات والمهععارات‪،‬‬
‫وهناك كثير من الجامعات العربيععة الععتي تشععتغل بهععذا السععلوب‪.‬‬
‫نذكر منها عمادة التعليم عن بعد بجامعة محمععد المععام بالمملكععة‬
‫‪39‬‬
‫العربية السعودية‪ 38 ،‬وجامعة طنطا بمصر‪.‬‬

‫‪ ( )38‬عنوانها على الرابط التالي‪:‬‬


‫‪http://www.imamu.edu.sa/support_deanery/e_learn/Pages/‬‬
‫‪default_01.aspx‬‬
‫‪ ( )39‬موقع مركز التعليم اللكتروني بجامعة طنطا‪:‬‬
‫‪http://telc.tanta.edu.eg/indexa.php‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–مواقععع تعليميععة خائليععة ‪ virtuel‬غيععر مرتبطععة بجامعععة رسععمية‬


‫نظامية‪ ،‬وإنما هي مدارس أو جامعات خائليععة تعمععل علععى تقععديم‬
‫المقععررات والععدروس للطلبععة‪ ،‬ويسععتفيد المسععجل مععن متابعععة‬
‫الععدروس والمقععررات والتفاعععل مععع الدارة والسععاتذة واجتيععاز‬
‫الختبارات والحصول على شهادة تثبت تحصيله بناء على الفصول‬
‫التي استطاع اجتيازها بنجاح ومععن نماذجهععا الكاديميععة السععلمية‬
‫المفتوحععة‪ 40 .‬وجامعععة المعرفععة العالميععة ‪ ،41‬ومععا زالععت هععذه‬
‫الجامعات التي تشتغل كلية بالتعليم عن بعععد فععي أولياتهععا بععالبلد‬
‫العربية وتعمل علععى تجععاوز العقبععات التقنيععة والماديععة والقانونيععة‬
‫للحصول على العتراف الكاديمي والجتماعي‪.‬‬
‫–مواقعع تعليميعة تركعز علعى تحفيعظ القعرآن الكريعم‪ ،‬وتعمعل إمعا‬
‫ببرمجيعععات بنظعععام الحلقعععات أو غعععرف الدردشعععة‪ ،‬ويقسعععم‬
‫المستفيدون فيها حسب سنهم أو جنسهم ومنها‪ :‬طريق الحقيقععة‬
‫‪ 42‬والمقرأة اللكترونية‪ 43.‬وقد لقيت هذه المواقع نجاحا كبيرا لنهععا‬
‫فتحت الفاق للراغبين في حفظ كتععاب اللععه تعععالى فععي كععل بلد‬
‫العالم‪.‬‬
‫–مواقع مفتوحة موجهة للمسلمين مععن غيععر العععرب أو المسععلمين‬
‫الجدد‪ ،‬وتعمل على تحفيظ القرآن وتعليععم الععدعاء والصععلة وغيععر‬
‫‪44‬‬
‫ذلك‪ ،‬ومن نماذجها صفحة المعهد العربي السلمي في طوكيو‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫والمؤسسة العالمية للتعليم المباشر للقرآن‬
‫‪‬من حيث السس التربوية‪:‬‬
‫تحدد هذه المواقع أهدافها التربوية وتبني على أسععاس ذلععك‬
‫طرق التدريس وإيصال المعارف إلى المسععتفيدين منهععا‪ ،‬ولشععك‬
‫أن هذه المواقع كلها قد أقبلععت علععى تعليععم القععرآن الكريععم ومععا‬
‫يتعلق به من علوم لعتقاد القائمين عليها بأنه دسععتور المسععلمين‬
‫وأساس حياة الفرد والجماعة ومنطلععق النسععان فععي تعععامله مععع‬

‫‪ ( )40‬موقعها على العنوان التالي‪:‬‬


‫‪http://islamacademy.net/arabic/index.asp‬‬
‫‪ ( )41‬موقعها على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://elearning.almaarifah.com/websitear/index.php‬‬
‫‪ ( )42‬موقعها على العنوان التالي‬
‫‪http://www.factway.net/quran-care.php‬‬
‫‪ ( )43‬موقعها على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://www.shatiby.edu.sa/index.php?op=pages&id=34‬‬
‫‪ ( )44‬عنوان صفحته العربية على الرابط التالي‪http://www.aii- :‬‬
‫‪/t.org/a/arabic‬‬
‫‪ ( )45‬موقع باللغة النجليزية على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://equranlearning.com/index.php‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫غيره من المسععلمين ومععع المخععالفين فععي العقععائد والععدين‪ ،‬ولن‬


‫العناية به ترسععيخ للهويعة وتععأمين للعقيععدة‪ ..‬ولععذلك عملععت علعى‬
‫تنزيل هذا الهدف على الواقع‪:‬‬
‫–فععالمواقع الععتي تهتععم بتحفيععظ القععرآن تطبععق أسععاليب التلقيععن‬
‫المتعارف عليها في مععدارس القععرآن ومراكععز تحفيظععه وتعليمععه‪،‬‬
‫والجديد في استعمال تقنيات التعليم عن بعد هنا هو العمععل علععى‬
‫تجعاوز عععائق المكععان‪ ،‬فععالتعليم مععتزامن يقتضععي حضعور المعلععم‬
‫والمتعلم في وقت محدد بناء على اتفاق مسععبق‪ ،‬ويركععز المعلععم‬
‫على تطبيق السعاليب التربويعة ليصعال المسعتفيد إلعى المرحلعة‬
‫التي يرجوها من إتقان القععرآن الكريععم اسععتظهارا وتجويععدا‪ ،‬وقععد‬
‫تزيد بعض المواقع العناية بتعليم أسس العقيدة والعبادات‪..‬‬
‫–أما المواقععع الجامعيععة فقععد نقلععت تجربتهععا التربويععة مععن فصععول‬
‫ومدرجات الجامعات إلععى الفضعاء الشععبكي‪ ،‬مسععتفيدة مععن تعععدد‬
‫الوسائط وإمكانية التعليم غير المتزامن لخدمة الطععالب‪ ،‬واضعععة‬
‫نصب عينيها إفادة الطالب وإيصاله بفضععل التعليععم عععن بعععد إلععى‬
‫مسععتوى مععن التحصععيل العلمععي قععد ل يحصععل عليععه بالدراسععة‬
‫المألوفعة وحععدها‪ ،‬بتعوفير إمكانيعة التصعال بالسععتاذ واستفسعاره‬
‫والتفاعععل مععع الععزملء وتعميععق الطلع فععي المكتبععات الرقميععة‬
‫المتععوفرة وغيععر ذلععك مععن الخععدمات الععتي تعععد امتععدادا للتعليععم‬
‫الرسمي بأهدافه وأساليبه‪ ،‬وغلبة التصورات الجزئيععة والمضععامين‬
‫النظرية على مقرراته‪ ،‬أما بالنسععبة لسععاليب التععدريس فععالتلقين‬
‫ونقععل المعععارف همععا السععائدان‪ ،‬ويتععم إهمععال التفكيععر النقععدي‬
‫البداعي الذي يربي في المتلقي ملكععة التفكيععر السععليم والدراك‬
‫‪46‬‬
‫العقلي‪.‬‬
‫‪‬من الناحية التقنية‪:‬‬
‫إذا تأملنا هذه المواقععع علععى اختلف أنواعهععا‪ ،‬ونظرنععا إليهععا‬
‫من حيث التقنيات المستعملة سنستنتج أنها تنقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫–مواقع مشتغلة بتعليم عععام هععدفه تمكيععن المتعلععم‪ ،‬مععن مهععارات‬
‫محععددة‪ ،‬مثععل اسععتظهار القععرآن الكريععم وتجويععده‪ ،‬أو تعليععم‬
‫أساسععيات العقيععدة والعبععادات‪ ..‬وتعمععل هععذه المواقععع بتقنيععات‬
‫بسيطة تتمثل في برمجيات التصال الصوتي والنصي‪ ،‬مثل غععرف‬
‫الدردشععة والتخععاطب‪ ،‬وتركععز أساسععا علععى تجهيععزات الصععوت أو‬
‫بعض برمجيات عرض النصوص المعتمدة على تقنية الفلش‪.‬‬

‫‪ ( )46‬تطوير وسائل تدريس العلوم السلمية في الجامعات باستخدام‬


‫التعليم اللكتروني‪ ،‬مادة أحكام السرة نموذجا‪ ،‬رقية طه العلواني‪ ،‬ص‪4:‬‬
‫منشور على موقع المؤلفة على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://www.drruqaia.com/ar/index.php?pageId=3‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–مواقع مهتمة بالتكوين الكاديمي العلمي‪ ،‬هععدفها تمكيععن المتعلععم‬


‫من معارف ومعلومات معمقة ومدققة في علوم الشريعة واللغععة‬
‫العربية وتشتغل بتقنيات التعليم عن بعد‪ ،‬تقدم من خللها محتععوى‬
‫علميا ممنهجععا‪ ،‬وتشععتغل إمععا بواسععطة أنظمععة إدارة التعلععم ذات‬
‫الملكية التجارية مثععل ‪ WebCT‬أو ‪ ،Blackboard‬وإمععا بواسععطة‬
‫المنصات مفتوحة المصدر مثععل ‪ moodle‬أو ‪ ،Ghanesa‬والععتي‬
‫تمكن المستفيد من الحصول على البرنامج مجانا‪ ،‬والستفادة من‬
‫التطوير الدائم الذي يقوم به مبرمجون كثر على مستوى العععالم‪،‬‬
‫ودفع تكاليف زهيدة للحصول على الدعم التقني‪ .‬وقد ظهرت في‬
‫الونة الخيرة أنظمععة جديععدة عربيععة مثععل نظععام "جسععور" الععذي‬
‫طوره المركز الععوطني للتعلععم اللكععتروني فععي المملكععة العربيععة‬
‫‪48‬‬
‫السعودية‪ 47،‬ونظام "تدارس" الذي صممته شركة حرف‪.‬‬
‫‪ – 3‬نحو تعليم قرآني شامل متطور‪:‬‬
‫إن المتأمل في واقععع تعليععم القععرآن الكريععم عععن بعععد يجععد‬
‫المؤسسات والمنظمات العربية السلمية قد بذلت جهدا مشجعا‬
‫في مجال تبني التقنيات الجديدة وتطويعها لخدمة القرآن الكريععم‬
‫ووظفت مال ووقتا ومؤهلت بشرية لدراك الهداف التي حددتها‪،‬‬
‫وبفضععل ذلععك ظهععرت أقسععام التعليععم عععن بعععد فععي الجامعععات‪،‬‬
‫ونشطت الجمعيات والهيئات في خدمة كتاب الله تعالى‪ ،‬وأنشئت‬
‫جامعععات خائليععة مختصععة فععي التعليععم عععن بعععد تسععتخدم أنععواع‬
‫التقنيات المتاحة‪ ،‬بعضها يقدم مقررات لخدمة كتاب اللععه تعععالى‪.‬‬
‫غير أن السؤال المطروح الن هو‪ :‬هعل تتصععف المواقعع الشععبكية‬
‫التي تخدم القرآن الكريم بالكفاءة؟ وهل وصلت بالدرس القرآني‬
‫إلى المستوى المطلوب؟‬
‫لشععك أن الجععواب ‪ -‬إذا قارنععا الطمععوح بععالواقع والجهععد‬
‫المبذول بقيمة القرآن عند المسلمين ‪ -‬سيكون بالنفي‪ ،‬لن هععذه‬
‫الجامعات والمراكز إنما انصرفت إلععى تعدريس القععرآن كععل منهعا‬
‫وفق نظرته الخاصة واحتياجاته المحععددة وأهععدافه المتوقعععة‪ ،‬مععع‬
‫أن النظر إلى تدريس القععرآن ل ينبغععي أن يكععون بهععذه الطريقععة‬
‫التجزيئية‪ ،‬لنه ليس مشروع جامعة أو مركز واحد ول حععتى دولععة‬
‫واحدة وإنما هو مشروع أمة تتوقععف عليععه نهضععتها وعودتهععا إلععى‬
‫دورها الحضاري الرائد‪ ،‬وما من شععك فععي أن التخطيععط لتععدريس‬
‫القرآن الكريم في المدارس القروية الصععغرى أو فععي الجامعععات‬

‫‪ ( )47‬يراجع موقع المركز على الرابط التالي‪:‬‬


‫‪/http://www.elc.edu.sa‬‬
‫‪ ( )48‬أنظر حوله موقع الشركة‪:‬‬
‫‪http://www.harf.com/cms.aspx?ContentID=158‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫الكبرى ما هو إل لبنة في بناء المشروع العالمي المأمول الرامععي‬


‫إلى يناء المة وتأسيس الحضارة النسانية العادلة الععتي يجسععدها‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪-1‬أهمية التخطيط في تدريس القرآن عن بعد‪:‬‬
‫إن نجاح مشاريع التعليم عن بعد رهين ‪ -‬إلى درجعة كعبيرة ‪-‬‬
‫بحسن التخطيط والتفكير المحكم لبناء مشروع ناجح مبنععي علععى‬
‫الرؤيععة الواضععحة والمنهععج الععتربوي السععديد والتقنيععة المناسععبة‬
‫والمحتويات النافعة‪ ،‬وبذلك تتحقق الهداف العتي ينبغعي تحديعدها‬
‫بدقة‪ ،‬انطلقا من الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪‬تحديد الهدف من تدريس القرآن‪:‬‬
‫تختلععف أهععداف تععدريس القععرآن بععاختلف طبيعععة التععدريس‬
‫وسن المتعلمين ومستواهم المعرفي‪ ،‬وكلما كععان الهععدف محععددا‬
‫كلما نجح التدريس‪ ،‬أما إذا كعان غيعر واضعح فعإن الوسعيلة تصعبح‬
‫غاية‪ .‬ونحن لسنا هنا بصدد تحديد الهداف الجزئية وإنمععا غرضععنا‬
‫أن نشير إلى الهداف العامة التي تععؤطر التععدريس فععي مجملععه‪،‬‬
‫ومن أبرزها تكوين الفرد المسلم الصالح الخي ّععر‪ ،‬وإنتععاج المجتمععع‬
‫مععا كععان‬
‫البّناء على أسععاس العقيععدة السععليمة والعمععل المنتععج‪ ،‬ول ّ‬
‫القرآن الكريم نظععام حيععاة ومنهععج عبععادة وعقيععدة وتفكيععر‪ ،‬فععإن‬
‫دراسته في المدارس والجامعات ل تكفععي‪ ،‬بععل لبععد مععن جعلععه ‪-‬‬
‫كمععا هععو حقيقععة‪ -‬مفتوحععا للتأمععل والتععدبر والتنععوير‪ ..‬لعمععوم‬
‫المسلمين بل الناس كافة‪ ،‬فآنذاك يصبح تدبره مسألة دائمة فععي‬
‫كل وقت وحين ل تقتصر على عمر معين أو طائفة معينععة أو لغععة‬
‫أو مكان‪ ..‬ول يتحقعق ذلعك إل بعالتركيز علعى الرغبعة الذاتيعة فعي‬
‫التعليععم عنععد المسععلمين واللحععاح علععى الجععانب الوجععداني‪ ،‬لنععه‬
‫أساس نجاح التعلم حيععن يحععول المتعلععم معععارفه مععن معلومععات‬
‫جامدة للترقي العلمي إلى أسلوب في الحياة‪ .‬وحيععن نرقععى إلععى‬
‫هععذا المسععتوى سععتتجاوز لععدينا المعرفععة القرآنيععة المسععتوى‬
‫المدرسي أو الجامعي لتصععبح حالععة اجتماعيععة نتفاعععل معهععا فععي‬
‫واقعنا‪ ،‬نطبقها ونحتاج دائما إلى تعميقهععا وتوسععيعها لنهععا أسععاس‬
‫وجودنا الفردي والجتماعي وبععذلك ننتقععل مععن مسععتوى التطهيععر‬
‫المعرفي إلى التزكية المعرفية التي تعني تنمية المعرفة وتقويتهعا‬
‫‪49‬‬
‫والزيادة فيها‪.‬‬
‫ول نشععك أن الوصععول إلععى هععذا المسععتوى فععي مجتمعاتنععا‬
‫الحاليععة ل يسعععف فيععه التعليععم عععن بعععد وحععده بععل ول التعليععم‬
‫‪ ( )49‬أشار الدكتور المقداد يالجن إلى أن التربية السلمية مبنية على‬
‫شقين مهمين تطهير النفس من الشرور ثم تزكيتها أي تنميتها بعمل الخير‪،‬‬
‫أنظر دور التربية الخلق‪ ،‬ص‪.23:‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫الرسمي كله‪ ،‬بل لبد من إجراءات كثيرة تواكب خطوات التعليععم‬


‫لصلح المجتمع وتطوير مختلف مناحيه‪ ،‬إذ إن إدماج التعليم عععن‬
‫بعد في المدارس والجامعات لن يحل المشكلة‪ ،‬بل لبد من خلق‬
‫بيئة مناسبة تتمثل في العمل على بناء مجتمع المعرفة‪ ،‬المجتمععع‬
‫الخالي من المية التقنية وقبلها اللفبائية‪ ،‬والمحب للتعلععم الععدائم‬
‫المسععتمر والمبنععي علععى اعتبععار التعلععم مععن أسععس الععدين ومععن‬
‫واجبات المسلم نحو نفسه وربه ومجتمعه‪.‬‬
‫‪‬تجسيد الهداف في خطوات تعليمية مدروسة‪:‬‬
‫إن تكوين النسان المسلم الصالح المصلح لهععو هععدف سعام‬
‫أرسععل لجلععه الرسععل وأنزلععت الرسععالت واجتهععد لجلععه العلمععاء‬
‫والمربون‪ ،‬فكيف يسهم تدريس القرآن عن بعد في إخراجععه إلععى‬
‫المجتمع؟‬
‫إن التعليم عن بعد مثله مثععل التعليععم التقليععدي يحتععاج إلععى‬
‫تخطيط مدروس للستفادة منه‪ ،‬ومععن أمثلععة القضععايا المطروحععة‬
‫على هذا النوع من التخطيط‪ :‬ما هععي الفئات المقصععودة بععالتعليم‬
‫عن بعد في النظام المدرسي وخارجه؟ هل هم الطفال الصغار؟‬
‫أم تلميععذ المععدارس؟ أم طلبععة الجامعععات؟ أم طلبععة الدراسععات‬
‫العليععا المتخصصععة فععي الشععريعة فقععط؟ أم غيرهععم فععي بععاقي‬
‫التخصصات النسانية والعلميععة؟ أم عامععة النععاس؟ لمععاذا يععدرس‬
‫هؤلء القرآن؟ ماذا تحتاج كل فئة من الفئات المستهدفة؟ ما هي‬
‫الوسائل التي ستستخدم ليصال المحتويات؟ ما هي اللغات الععتي‬
‫ندرس بها؟ هل هي اللغات الوربية العالمية؟ أم لغععات الشعععوب‬
‫السلمية؟‬
‫‪‬التخطيط الواضح المدقق‪ :‬يتطلب نجاح التعليععم فععي تحقيععق‬
‫الهععداف المرسععومة التخطيععط الجيععد علععى المععدى البعيععد لكععل‬
‫المراحل‪ ،‬ول يشذ التعليععم عععن بعععد عععن هععذا المبععدأ‪ ،‬فلبععد مععن‬
‫وضعية استراتيجية محددة لما نريد تحقيقه‪ ،‬تتضمن التعرف علععى‬
‫نوعية التعليم المطلوب‪ ،‬والصيغة التي سيتم بها‪ ،‬وطريقة تحضير‬
‫المحتويات المعرفية ونوعية التقنيات المستغلة‪ 50 ،‬وكونها مناسععبة‬
‫للمقرارات المقصودة‪ ..‬إن مبدأ التخطيط مهم للغايعة فععي إنجععاح‬
‫التعليم عن بعد‪ ،‬وإهماله اغترار باللة واتكال على التقنية والظععن‬
‫أنها ستحل المشععكلة كلهععا بطريقعة معجعزة وهععذا معا لعن يحععدث‬
‫فتصبح المشاريع التعليمية ‪ -‬بالرغم مما أنفق من مال وجهد فععي‬
‫إقامتها ‪ -‬فاشلة أو على القععل قاصععرة فععي تحقيععق الهععداف‪ ،‬إن‬

‫‪The eLearning Guild’s Handbook of e-Learning ) (50‬‬


‫‪.Strategy, Bill Brandon, Editor,2007,p:4‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫التخطيط الدقيق المنطلق من الهداف الواضحة هو الععذي يععؤدي‬


‫‪51‬‬
‫إلى النجاح‪.‬‬
‫‪‬الستفادة من الخبرات العلميههة‪ :‬معلععوم أن التععدريس عععن‬
‫بعد عملية معقدة تتآلف فيها مكونات مختلف فمن المعرفي إلععى‬
‫التربوي ومن الداري إلى التقني‪ ،‬لهذا لبععد مععن جهععود متضععافرة‬
‫لعلمععاء المععة خاصععة المتخصصععين فععي علععوم القععرآن بمختلععف‬
‫أنواعها‪ ،‬ثم المتخصصين في مجعال التربيعة السعلمية المؤسسعة‬
‫على القرآن والسععنة والععتراث الععتربوي السععلمي المتميععز بغنععاه‬
‫وأصالته‪ ،‬ثععم المرشععدين الععتربويين والمخططيععن للتعليععم وأخيععرا‬
‫التقنييععن المععاهرين فععي لغععات البرمجععة والتعامععل مععع الوسععائط‬
‫المتعددة‪ .‬إن الستفادة من هعذه الخعبرات المجتمععة يحعول دون‬
‫تحععول التعليععم عععن بعععد إلععى مسععألة تقنيععة واسععتبدال الوسععائل‬
‫بالغايات‪.‬‬
‫‪‬تحديد نوعية التعليم المطلوب‪ :‬فالتعليم عن بعععد أنععواع مععن‬
‫حيععث درجععة العتمععاد علععى التقنيععة وطبيعععة المحتععوى المعرفععي‬
‫وطرق تلقينه‪ ،‬وقد قسم بععض البعاحثين ‪ 52‬التعليعم ععن بععد إلعى‬
‫أربعة أنواع حسب وظيفة الوسائل المستعملة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫–مسههاعدة المدرسههين‪ :‬وتقتصععر فائدتهععا فععي إعععداد الععدروس‬
‫العادية بالمدارس أو الجامعات‪ ،‬وذلععك عنععدما يسععتعمل المععدرس‬
‫البريد اللكتروني أو منتدى أو مجموعة نقععاش خاصععة بععه ليحضععر‬
‫مع طلبته درسه المقبل سواء مععن الناحيععة العلميععة أو المنهجيععة‪،‬‬
‫فيخععبرهم مثل بمقععال يطلعععون عليععه أو نععص يحفظععونه أو فكععرة‬
‫يتأملونها ويبحثون عن تعميقها في الشبكة العالميععة‪ ،‬كمععا يشععمل‬
‫هذا النمط التعليم المباشر في تحفيظ القرآن مثل فالوسععيلة هنععا‬
‫– وهي الشبكة العالمية والحاسوب وأجهععزة الصععوت والصععورة –‬
‫ما هي إل وسععيلة لتواصععل المعلععم مععع تلميععذه بطريقععة مباشععرة‬
‫لتحقيق النتيجة المرجوة حفظ اليات وترتيلها‪.‬‬
‫–عرض وثههائق الههدعم‪ :‬وهععي عبععارة عععن وثععائق رقميععة بصععيغ‬
‫متعععددة ‪-‬نصععوص وصععور وأشععرطة مصععورة ووثععائق توضععيحية ‪-‬‬
‫متعلقععة بمقععرر معيععن أو مهععارات معينععة سععواء قععام السععتاذ‬
‫باستعمالها إبان الدرس أم ل‪ ،‬وذلك من خلل موقع على الشععبكة‬
‫)صفحة عادية أو مدونة‪ ،‬أو مساحة تخزين‪ (..‬الهدف منها تعميععق‬
‫معرفة الطالب بما تلقاه من دروس‪ ،‬بالعودة إلى الععدرس نفسععه‬
‫‪Des technologie pour enseigner et apprendre, Marcel) (51‬‬
‫‪.Lebrun, edition De boeck2007,p :23‬‬
‫‪construire son projet de formation en ligne, Anne ) (52‬‬
‫‪Bouthry,Christophe Jourdain, Organisation Paris 2003,p :9-‬‬
‫‪.14‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫وإعادة مراجعته وتوسيع الطلع على محتويات أخرى مماثلة فععي‬


‫المكتبات والمواقع المتخصصة‪.‬‬
‫–متابعة المتعلميههن عههن بعههد‪ :‬وهععو الععذي نجععده مطبقععا فععي‬
‫الجامعععات النظاميععة الرسععمية‪ ،‬أو الخائليععة ويكععون الغععرض منععه‬
‫التفاعل بين الطالب والمعلومات المتاحة مباشرة أو تسجيل‪ ،‬ثععم‬
‫التفاعل مع الستاذ من جهة ومع الزملء من جهة ثانية‪ ،‬كمععا يجععد‬
‫المسععتفيد وسععائل لختبععار المعلومععات الععتي اكتسععبها‪ ،‬وتقععديم‬
‫العمال التطبيقية التي كلف بإنجازها بطريقة فرديععة أو جماعيععة‪،‬‬
‫كل ذلك عبر أنظمة إدارة التعلم التي تستخدمها مواقع الجامعات‬
‫والمدارس المعنية‪ ،‬ومن خصائص هذا المستوى في التعليععم عععن‬
‫بعد‪ ،‬أنععه يرتكععز علععى المتابعععة‪ ،‬فبإمكععان السععتاذ مراقبععة تطععور‬
‫دراسععة الطلبععة تحصععيلهم عععبر النشععطة المقترحععة فععي منصععة‬
‫التعلم‪ ،‬كما أن هذا النوع من التعليم عععن بعععد يحتععاج إلععى تحديععد‬
‫مدقق للهداف وتخطيط تربوي للمحتويات‪.‬‬
‫–تدبير المعارف والمهارات‪(Knowledge managemen ):‬‬
‫ويرتبط هذا النوع من التعليم عن بعد بالتععدريب واختبععار الكفععاءة‬
‫وتطععوير المهععارات‪ ،‬أي أنععه يرتكععز علععى تععدبير المععوارد البشععرية‬
‫وقياس مدى نجاح تبادل المعلومات والمعارف بيععن أفععراد مركععز‬
‫بحث ما أو جامعة معينععة‪ ،‬وقععد نشععأ هععذا المفهععوم بعععد أن ظهععر‬
‫التجاه إلى الهتمام بقيمة المعارف والمهارات لدى طائفة معينة‬
‫من ذوي المهارات والمعارف العالية‪ ،‬وأهميععة تطويرهععا وتنميتهععا‪،‬‬
‫ويتأسس هذا التععوجه علععى إحصععاء المهعارات وتسععجيلها لمعرفععة‬
‫الحاجيات التأهيليععة للمركععز أو الجامعععة ولتحديععد أنععواع الععدروس‬
‫التي سيتم توجيهها عن بعد للمحتاجين إليها‪.‬‬
‫إن معرفة نوعية التعليم عععن بعععد مرتبطععة أساسععا بالهععدف‬
‫من التعليم والتصور الواضععح للمسععتفيدين وقععد أكملععوا فصععولهم‬
‫بالصيغ المذكورة‪ ،‬غير أن هذا ل يمنع من اقععتراح نمععوذج تكععاملي‬
‫يمكن الشتغال عليه مؤسس على الفادة لكل المستويات‪ ،‬مبني‬
‫على التوجه لكل الناس مسلمين وغير مسلمين‪ ،‬مشععروع يجسععد‬
‫عالمية الرسالة وقدرتها على مخاطبة كل الناس‪ ،‬كععل علععى قععدر‬
‫فهمه ومستواه وطععبيعته ودينععه وميععوله‪ ،‬وهععذا مععن أهععم مظععاهر‬
‫العجاز التي على تدريس القرآن استلهامها وتجسيدها‪ .‬فتععدريس‬
‫القرآن عن بعد يحتاج إلى مشروع ضخم طمعوح‪ ،‬مثععل المشعاريع‬
‫العععتي نشعععهدها فعععي الععععالم – بعععل أهعععم – كمشعععروع شعععركة‬
‫مايكروسععوفت العالميععة تحععت شعععار " ‪" Elevate America‬‬
‫والععذي يرمععي إلععى محععو الميععة التقنيععة والمعرفيععة لععدى ملييععن‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫المريكيين‪ 53.‬ومشروع "التعليم والتكوين مدى الحيعاة" العذي أقعر‬


‫التحاد الوربي تطبيقه من سنة ‪ 2007‬إلى سععنة ‪ 2013‬متضععمنا‬
‫سععت مشععاريع كععل منهععا مععوجه لفئة معينععة‪ ،‬مثععل المععدارس‬
‫والجامعات وكبار السن والمتدربين التقنيين‪ ،‬أو لفكرة معينة مثل‬
‫‪54‬‬
‫الندماج الوربي‪.‬‬
‫فتحليل هذه المشاريع الضخمة‪ ،‬مع محدوديععة أفقهععا ‪ -‬لنهععا‬
‫تنطلععق مععن أرضععية نفعيععة ماديععة ذات تععوجه علمععي وثقععافي‬
‫اجتماعي‪ -‬يمكننععا مععن تطععوير مشععروع تععدريس القععرآن الكريععم‪،‬‬
‫وتأسيسعه علعى أرضعية تنظعر إلعى النسعان انطلقعا معن الرؤيعة‬
‫التربوية القرآنية كما فصلناها من قبل‪ ،‬وتسعى إلى ترقيته بربطه‬
‫بكتاب الله تعالى ودفعه للنهوض الفكري والمعرفي الععذي يععؤهله‬
‫لتجسيد عمارة الرض‪ ،‬وتطبيق أمععر القععراءة المعرفيععة والعمليععة‬
‫للكون‪.‬‬
‫ب – النتائج المرجوة من تعليم القرآن الكريم عن بعد‪:‬‬
‫إن التخطيععط الجيععد المبنععي علععى تحديععد الهععداف وطععرق‬
‫العمل واعتماد الخبرات المناسبة سيؤدي حتما إلععى بلععوغ النتععائج‬
‫المرجوة وتحقيق المطلوب‪ ،‬وتدريس القرآن الكريم – كما ذكرنععا‬
‫سابقا‪ -‬من المشععاريع العظيمععة الععتي ينبغععي أن تنهععض المععة بهعا‬
‫وتسرع في تطبيقهععا وإيلئهععا مععا تحتععاج مععن دعععم مععادي وعملععي‬
‫ومعرفي‪ ،‬لنها فرصععة الخلص مععن التقهقععر الحضععاري والتخلععف‬
‫الجتماعي‪ ،‬اعتبارا لكون القرآن الكريم كتاب هداية وخير ورحمة‬
‫ونظام ونهوض حضاري بالنسانية جمعاء‪ ،‬ومن المنتظر أن يحقق‬
‫مشععروع متكامععل لتععدريس القععرآن الكريععم يجمععع بيععن التعليععم‬
‫التقليدي والتعليم عن بعد‪ ،‬ويستهدف ترقية المجتمع بمحو الميععة‬
‫وتشجيع البداع نتائج طيبة عظيمة‪ ،‬ولسنا بحاجة إلى التأكيد على‬
‫أهمية القرآن فععي ترقيععة المجتمعععات والتيععان بالدلععة والععبراهين‬
‫على ذلك‪ ،‬فهذه أمة العرب الجاهليين الععذين كعانوا نموذجعا بععارزا‬
‫في التخلف المععادي والروحععي والجهععل والتنععافر والتنععاحر والععذل‬
‫وخصال السوء‪ ،‬صاروا في فترة وجيزة – بفضععل القععرآن الكريععم‬
‫والتنزيل النبوي الشريف على الواقععع – أمععة رائدة فععي الحضععارة‬
‫والتنظيم الجتماعي والتكافل النساني والنهضة العلمية والتقنية‪،‬‬
‫وكعان أسعاس هعذا التحعول الجعذري الععرائع هعو التعليععم والتربيعة‬
‫‪ ( )53‬راجع الصفحة الخاصة به على موقع الشركة‪.‬‬
‫‪http://www.microsoft.com/About/CorporateCitizenship/US/‬‬
‫‪CommunityInvestment/ElevateAmerica.aspx‬‬
‫‪ ( )54‬موقع المشروع على الوصلة التالية‪:‬‬
‫‪http://ec.europa.eu/education/lifelong-learning-‬‬
‫‪programme/doc78_en.htm‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫النبوية الشريفة التي أخرجت الناس من ظلمات الجهل إلععى نععور‬


‫العلم ومن ضلل الخرافات إلى هداية الععوحي الربععاني المشععرق‪،‬‬
‫ول شك أن إعادة المة إلى هذا المستوى الرفيع لبد أن تتأسععس‬
‫على التعليم والتربية المسددة بالمنهج النبوي المتميععز‪ ،‬ومشععاريع‬
‫التعليم عن بعد مدعوة دائما إلععى اسععتلهام هععذا المنهععج الععتربوي‬
‫النبععوي والخععذ بععه للحفععاظ علععى خصوصععيات المجتمععع وحفععظ‬
‫عقيدته وقيمه‪ ،‬وآنذاك ستتحقق الهداف المرجوة والتي منها‪:‬‬
‫–ربط المسلمين بدينهم وعقيدتهم بتعلقهم الدائم بععالقرآن الكريععم‬
‫تلوة وتدبرا وتفهما‪ ،‬نتيجة اقتناعهم العميق بما جاء فيه وإيمععانهم‬
‫القوي بأحكامه وأوامره ونواهيه‪ ،‬قال تعالى‪) :‬ما كههان لمههؤمن‬
‫ول مؤمنة إذا قضى اللههه ورسههوله أمههرا أن تكههون لهههم‬
‫الخيرة من أمرهم ومن يعههص اللههه ورسههوله فقههد ضهل‬
‫مععا كععان القععرآن يععواكب النسععان فععي أبسععط‬ ‫ضلل مبينا( ‪ 55‬ول ّ‬
‫مشععاغله اليوميععة‪ ،‬وفععي أعظععم همععومه الوجوديععة‪ 56 ،‬فععإنه يععدفع‬
‫المسلمين إلى التغيير اليجابي ‪ -‬الفردي والجتمععاعي ‪ -‬فيتجهععون‬
‫إلى الخير وإلى تزكية أنفسهم وترقيتهععا ‪ ،‬وهكععذا تجتمععع العقيععدة‬
‫‪57‬‬
‫ومنهج التغيير في خدمة المجتمع والنهوض به‪.‬‬
‫–تنشئة الفرد الصالح المتوازن الوسطي المعتععدل الخي ّععر المعععتز‬
‫‪58‬‬

‫بدينه وعقيدته الساعي إلى خير مجتمعه وأمته‪ ،‬المتقن في عمله‬


‫ومعععاملته‪ ،‬الشععاغل وقتععه بالسععتزادة مععن المعرفععة النافعععة‬
‫المؤسسععة علععى الرسععالة اللهيععة مجسععدة فععي القععرآن الكريععم‬
‫مطبقة في سنة النبي صلى الله عليخ وسلم‪.‬‬
‫–ترقيععة المجتمعععات السععلمية ورفعهععا إلععى مصععاف مجتمعععات‬
‫المعرفععة‪ ،‬ذلععك أن تععدارس القععرآن الكريععم يفتععح أبععواب العلععم‬
‫والمعرفة والتنافس في البداع‪ ،‬كما يؤدي إلععى تضععامن المجتمععع‬
‫وإعععادة تنظيمععه وفععق الرؤيععة القرآنيععة‪ ،‬كمععا يحععد مععن الشععرور‬
‫المستشرية فععي المجتمعععات المتخلفععة نتيجععة انتشععار الموبقععات‬
‫وخلل السوء والتنابذ والتباغض‪ ،‬وغلبة الجهععل والميععة والتنععافس‬
‫في الباطل‪ 59 ،‬كما يوجه شعباب المعة إلعى سعبيل النجعاح والفلح‬
‫ويؤمن لهم الحماية من سبل الضلل والغواية‪.‬‬
‫‪] - 55‬الحزاب‪[36 :‬‬
‫‪ ( )56‬القرآن أصل التربية وعلم النفس‪ ،‬أحمد جهان الفورتيه‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫‪ ( )57‬القيم السلمية التربوية والمجتمع المعاصر‪ ،‬عبد المجيد بن مسعود‪،‬‬
‫ص‪156 :‬‬
‫‪ ( )58‬التغيير الجتماعي‪ ،‬دراسة تحليلية من منظور التربية السلمية‪ ،‬د‪.‬‬
‫لسلم علي مطر‪ ،‬ص‪.75 :‬‬ ‫سيف ا ٌ‬
‫‪ ( )59‬القيم السلمية التربوية والمجتمع المعاصر‪ ،‬عبد المجيد بن مسعود‪،‬‬
‫ص‪.133 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–التركيز على مبدأ التطبيق العملععي‪ ،‬فاعتكععاف المسععلمين جميعععا‬


‫علععى القععرآن ل يهععدف إلععى التععبرك بععه فحسععب أو إلععى جعلهععم‬
‫متخصصين في الدراسات القرآنية‪ ،‬بل لن يكون ‪ -‬حسب اهتمععام‬
‫كل واحد منهم ودرجتععه الجتماعيععة وقععدراته النفسععية وتخصصععه‬
‫المهني أو العلمي‪ -‬محععور شععؤونهم الماديععة والروحيععة والفكريععة‪،‬‬
‫فالمسلم ل يععدرس آيععات القععرآن أو يحفظهععا ويتعلععم معانيهععا‪ ،‬إل‬
‫عمععل علععى تنزيلهععا علععى واقعععه وتطبيقهععا علععى نفسععه وغيععره‪،‬‬
‫لعتقاده أن ل فائدة من علم بل تطبيق‪،‬إضافة إلى أن ذلععك يعيععد‬
‫المسلمين إلى مبدأ أساسي في القرآن وهو امتلك القدرة علععى‬
‫ن‬
‫التغيير إلى الفضل‪ ،‬وتجاوز القدريععة والتواكععل‪ ،‬قععال تعععالى‪) :‬إ ّ‬
‫‪60‬‬
‫الله ل يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (‬
‫–توحيععد الرؤيععة الفكريععة والروحيععة والوجدانيععة للمسععلمين وتنميععة‬
‫شعورهم الجماعي بأمتهم مما يعععزز تكععافلهم وتضعامنهم بعضععهم‬
‫بعضا ومع النسانية جمعاء تطبيقا لمبدأ التراحم والتواصي بععالخير‬
‫ولمسؤولية الشهود الحضععاري‪ ،‬ولععن يتحقععق ذلععك إل إذا توحععدت‬
‫جهود المة في خدمة القرآن الكريم وتنزيله علععى الواقععع ورسععم‬
‫سياسات موحدة أو على القععل منسععقة تجععاه القضعايا المصععيرية‬
‫للمسلمين خاصة التربية والتكوين‪ ،‬حتى ل تبقى الدول متشععرذمة‬
‫بعضها يجتهد في وضع تصورات سليمة على قدر وسعه‪ ،‬والبعععض‬
‫الخر يبقى مجال لسيطرة المستعمرين السععابقين يحكععم قبضععته‬
‫‪61‬‬
‫عليهم ويجعلهم ملحقين بمشاريعه الثقافية والسياسية‪.‬‬
‫–إعععادة بنععاء النظععام المعرفععي السععلمي علععى أسععس متينععة مععن‬
‫التصور القرآني وتنقيته مععن الشععوائب حععتى يتععم إدراك الحقععائق‬
‫الكونية والنسانية والغيبية بعيععدا عععن الظععن والخرافععة والتفسععير‬
‫الحدسي‪.‬‬
‫–تعزيز البحث العلمي لدى المة وجعل المسلمين يبتكرون الحلول‬
‫المناسععبة لمشععاكل مجتمعععاتهم وحاجععاتهم بنععاء علععى قيمهععم‬
‫وعقيععدتهم وتراثهععم‪ ،‬فهععذه العقيععدة المؤسسععة علععى المعرفععة‬
‫القرآنية‪ ،‬تبني التصور التربوي الذي ينمي النتاج العلمي والتقني‪.‬‬
‫مما يحعول دون الخعذ بعالحلول الجعاهزة العتي ل تحعل المشعاكل‬
‫بقدر ما تزيد اسعتفحالها‪ 62.‬وقعد أكعد كعثير معن البعاحثين أن قعدرة‬
‫المم على صععيانة قيمهععا وتراثهععا موكلععة إلععى عملهععا علععى إيجععاد‬
‫حلول جديدة عن طريق تأسيس بيئة للبتكار البععداعي‪ " ،‬والمععم‬
‫‪] ( )60‬الرعد‪[11 :‬‬
‫‪ ( )61‬العرب وعصر المعلومات‪ ،‬د‪.‬نبيل علي‪ ،‬ص‪.427 :‬‬
‫‪ ( )62‬حول علقة النظام المعرفي بالنظام التربوي والبحث العلمي يراجع‪:‬‬
‫إشكالية البحث العلمي والتكنولوجيا في الوطن العربي‪ ،‬د‪.‬أحمد عبد‬
‫الجواد ص‪..243 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫الععتي تخفععق فععي مواجهععة هععذا التحععدي‪ ،‬سععتتحول ببسععاطة إلععى‬


‫مستهلك سلبي لفكععار منبثقععة مععن مجتمعععات ديناميكيععة بصععورة‬
‫إبداعية‪ ،‬وقادرة على استغلل الشكال البداعية الجديدة تجاريا‪".‬‬
‫‪63‬‬

‫–تنشيط التعليم والتعلم وإعادة العتبار لطلب العلم باعتبععاره مععن‬


‫مبععادئ الععدين وأسععس العقيععدة‪ ،‬وفسععح الفععرص أمععام الفئات‬
‫المهمشة من التعليم الرسمي مثععل كبععار السععن وذوي المشععاغل‬
‫خاصة من النساء لتنمية معارفهم وترقية أفهامهم‪ ،‬بجعل تععدارس‬
‫القرآن حفظا وتلوة وفهما همهم اليومي وشاغل أوقات فراغهم‪.‬‬
‫–ربط القرآن الكريم بالحياة العملية بالتركيز علععى مبععدأ الحسععان‬
‫في العمل والعبادة‪ ،‬فيكون تدريس القرآن وسيلة لنهضة المجتمع‬
‫بإقبال كععل أفععراده علععى التنععافس فععي الجععادة وإتقعان أعمععالهم‬
‫ووظائفهم تطبيقا لمبدأ كف الشر ونشر الخير‪.‬‬
‫–بنععاء العلععم والمعرفععة علععى مبععادئ القععرآن الكريععم‪ ،‬بعيععدا عععن‬
‫التفاسير الماديععة اللحاديععة للكععون والنسععان والوجععود‪ ،‬فدراسععة‬
‫القرآن ونشره بين المسلمين واشتغالهم الععدائم بععه سععينتج نخبععة‬
‫مععن العلمععاء المتخصصععين فععي علععومه البععاحثين فععي أسععراره‬
‫ومعانيه‪ ،‬المنطلقين منه لفهم أسرار الكون وما أبععدع اللعه تععالى‬
‫في خلقه‪ ،‬مما يجعل المة رائدة في الفهم السععليم للوجععود غيععر‬
‫مسععتهلكة لمفععاهيم المععم الخععرى المبنيععة علععى النظععر العقلععي‬
‫التجريبي والغترار بالقدرة المعرفية للبشر‪.‬‬
‫–نشععر المعرفععة التقنيععة الرقميععة بيععن قاعععدة عريضععة مععن أبنععاء‬
‫المجتمعععع‪ ،‬وتشعععجيع البعععداع والتجديعععد والملءمعععة فعععي مجعععال‬
‫التجهيععزات والبرمجيععات ومجععال المعلومععات والتصععالت‪ ،‬حععتى‬
‫تستطيع المة النطلق من قيمها وعقيدتها لبنععاء تقنيععات تناسععب‬
‫حاجياتها وتتوافق مع قيمها وأسسها الفكرية‪.‬‬
‫‪ -4‬مقترحات وتوصيات‪:‬‬
‫انطلقا من الهداف المذكورة آنفا ومما يرجععى إدراكععه مععن‬
‫نتائج‪ ،‬وتبعا لما ذكرناه من أهمية تدريس القرآن عن بعععد وأهميععة‬
‫اسععتخدام التقنيععات المتاحععة لنشععاء مقععررات ودروس تعليميععة‬
‫متنوعة للقرآن الكريم وما تعلق به من علوم ومعارف ومهععارات‪،‬‬
‫نقدم مجموعة من المقترحات والتوصيات مجملة فيما يلي‪:‬‬
‫–إنشاء مركز عالمي لتدريس القرآن عن بعد‪ ،‬هدفه تقديم القععرآن‬
‫الكريععم للعععالمين كافععة باعتبععاره كتععاب رسععالة ودعععوة ورحمععة‬
‫للبشرية‪ ،‬ول يحتاج تكوين هذا المركز إل إلى التنسيق والتعاون إذ‬
‫‪ ( )63‬الثقافة والقتصاد البداعي في عصر المعلومات‪ ،‬شاليني فنتوريللي‪،‬‬
‫ضمن الصناعات البداعية‪ ،‬تحرير جون هارتلي ترجمة‪ :‬بدر السيد سليمان‬
‫الرفاعي‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫إن عععددا مععن المؤسسععات السععلمية الموجععودة تقععوم بععالجهود‬


‫المطلوبععة ولكنهععا جهععود مشععتتة ل تنسععيق بينهععا‪ ،‬ومععن هععذه‬
‫المؤسسععات مثل مجمععع الملععك فهععد والهيئة العالميععة لتحفيععظ‬
‫القععرآن الكريععم التابعععة لرابطععة العععالم السععلمي‪ 64 ،‬وعععدد مععن‬
‫المؤسسات المماثلة في البلد العربية والسلمية‪.‬‬
‫–يتكلف المركز بالشراف على التعليم القرآني عععن بعععد‪ ،‬أو علععى‬
‫القععل تنسععيق الجهععود القائمععة‪ ،‬والعمععل علععى وضععع إسععتراتيجية‬
‫واحدة موحدة لتعليم القرآن الكريم على الصعيد العععالمي‪ ،‬تحععدد‬
‫الهعداف وتضعع الخطععط وتعمعل علععى تنسعيق التنفيعذ المعرفعي‬
‫والععتربوي والتقنععي‪ ،‬انطلقععا مععن المؤسسععات الموجععودة مثععل‬
‫المنظمات العربية والسلمية والمؤسسات الوطنية‪..‬‬
‫–تختار الهيئة المشرفة علععى المشععروع الحلععول التقنيععة المناسععبة‬
‫للمخططات المحددة بناء على الهداف الواضحة التي ترمي إلععى‬
‫تعليم القرآن الكريم وتدريسععه باعتبععاره كتععاب الهدايععة والعقيععدة‬
‫والعبادة والشهود الحضاري‪ ،‬وتدريسه تحفيظععا وتجويععدا وتفسععيرا‬
‫وقراءات ومعرفة لعلومه المختلفة ولعجازه‪..‬بحيث يكععون كتععاب‬
‫الله تعالى محور الدراسة في مستويات علمية متفاوتة مدروسععة‬
‫متداخلة بتصميم تربوي مدقق بعلوم القرآن تتععدرج مععن البسععط‬
‫إلى المتخصص‪ ،‬بقصد ترسيخ المعارف الدينية مععن جهععة وتكععوين‬
‫مهارات تطبيقية وعلمية مميزة‪.‬‬
‫–سععيمكن المشععروع مععن خلععق ارتبععاط علمععي معرفععي روحععي‬
‫ووجععداني بيععن المسععلمين فععي كافععة أنحععاء العععالم مععن أجنععاس‬
‫وأعراق وجنسيات وبلد مختلفة‪ ،‬يجتمعون كلهم على حفظ كتععاب‬
‫اللععه تعععالى والعنايععة بععه حفظععا وعلمععا وعمل‪..‬ويتواصععلون فععي‬
‫منتديات المركز وبواسطة غعرف التواصعل‪ ،‬وسعيتجمع حعول هعذا‬
‫المركز كل المسلمين الشغوفين بعالتعلم معن أول متعلعم مبتعدئ‬
‫إلى أكععبر عععالم مؤلععف‪ ،‬ونجععد هععذا المبععدأ التعععاوني مطبقععا فععي‬
‫السياسععات التعليميععة للتكتلت العالميععة الكععبرى‪ ،‬ومنهعا مشععروع‬
‫التوأمة ‪ etwininng‬الععذي أقععره التحععاد الوربععي ضععمن خطتععه‬
‫المعرفية الععتي سععبق ذكرهععا والمعتمععد علععى ربععط التصععال بيععن‬
‫المدارس في التحاد الوربي بتلميذها وأساتذتها وإدارييها‪ ،‬لخلععق‬
‫مجتمع تعليمعي تععاوني ناجعح‪ 65.‬والمسعلمون أولعى بهعذا التجميعع‬
‫‪ ( )64‬للتعرف على الهيأة وأنشطتها يراجع موقعها على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://www.hqmi.org.sa/index.php‬‬
‫‪ ( )65‬يتضمن هذا المشروع لحد الن أزيد من ‪ 56‬ألف منخرط وأزيد من‬
‫‪ 5400‬مشروع‪ ،‬بع ‪ 20‬لغة ومشاركة ‪ 29‬بلدا وفي ‪ 38‬تخصصا‪ ،‬حسبما‬
‫ورد في موقعه‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪http://www.etwinning.net/en/pub/index.htm‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫والحث علععى التعععارف والتعععاون‪ ،‬وقععد دعععا إليععه القععرآن الكريععم‬


‫وجعله من أسس تدبير وجود النسان على الرض‪ ،‬قال تعععالى‪) :‬‬
‫يا أيها الناس إنهها خلقنههاكم مههن ذكههر وأنههثى وجعلنههاكم‬
‫شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقههاكم إن‬
‫‪66‬‬
‫الله عليم خبير(‬
‫–ينتج عن تكون هذا التجمع القرآني العالمي اجتهععاد نععوعي وكمععي‬
‫فععي إنشععاء مجموعععة مععن أدوات التعلععم التقنععي بععدءا بموسععوعة‬
‫قرآنية موجزة سععريعة متعععددة اللغععات )‪ (Wikiquran‬تسععتوعب‬
‫كل ما يتعلق بالقرآن الكريععم مععن الشععرح الميسععر لللفععاظ إلععى‬
‫التفسععير الععدقيق للمعععاني مععرورا بالتحليععل البلغععي والدبععي‬
‫والهتمععام بالعجععاز‪ ..‬ثععم مكتبععة رقميععة عالميععة ضععخمة للكتععب‬
‫الرقمية )‪ (Digitalquran‬بصيغ متعددة حسب الحاجة‪ ،‬تتضععمن‬
‫كل ما يتعلق بالقرآن من أبسط كتيبععات المعلومععات إلععى أضععخم‬
‫الموسوعات العلمية والتفاسير الكععبيرة‪ ،‬كمععا سععتكون حععول هععذا‬
‫المركز مئات بل آلف المدونات والمواقععع للعلمععاء وطلبععة العلععم‬
‫مسععددة بالفهععارس ومحركعات البحععث‪ .‬وتنبغعي الشععارة إلععى أن‬
‫هناك مشاريع رائدة وواعدة في هذا المجال تنم عن جهععد علمععي‬
‫ورؤيععة ثاقبععة ل ينقصععها إل التنسععيق فيمععا بينهععا لتجتمععع الععرؤى‬
‫وتتضافر الجهود‪ ،‬نذكر منها مشاريع مجمع الملك فهد في المجال‬
‫الرقمي ‪ 67‬وموقععع تفسععير القععرآن الكريععم فععي الردن‪ 68،‬والموقععع‬
‫الواعد "معرفة " )المخزن العربععي الرقمععي للملفععات والمصععادر‬
‫التعليمية(‪ 69‬وصعفحات كعثيرة فعي مواقعع وزارات الوقعاف بعالبلد‬
‫العربية والسلمية ومواقع المؤسسععات العلميععة والجامعععات فععي‬
‫مختلف مناطق العالم‪...‬‬
‫– تركز الهيأة المشرفة على اعتماد اللغة العربية لعععة القععرآن‪ ،‬ثععم‬
‫اللغات العالمية والسلمية‪ ،‬لن القصد أن يخاطب هذا المشععروع‬
‫شعوب العالم كافة تنفيععذا للبلغ الربععاني وأداء لععواجب الرسععالة‪،‬‬
‫ثععم لترسععيخ مبععدأ التفععاهم والتععآخي والععتراحم بيععن النععاس‪ ،‬وقععد‬
‫تحصلت لمشعروع مجمعع الملعك فهعد خعبرة واسععة فعي تفسعير‬
‫القرآن الكريم باللغات العالمية تجمع بين تععوفير ترجمععات علميععة‬
‫سليمة ونقد الترجمات غير السليمة وبيان خطئها ونقصها‪.‬‬
‫–تشجيع تضععافر جهععود العلمععاء البععاحثين فععي الدراسععات القرآنيععة‬
‫والمهندسين الفنيين المتخصصين في مجال البرمجة علععى إبععداع‬
‫‪ ] ( )66‬الحجرات‪[13 :‬‬
‫‪www.qurancomplex.org‬‬ ‫‪ ( )67‬موقعه ‪:‬‬
‫‪http://www.altafsir.com/indexArabic.asp‬‬ ‫‪ ( )68‬موقعه‪:‬‬
‫‪ ( )69‬موقعه على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://marifah.org/any/Default.aspx‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫وابتكار برمجيات وحلول وأدوات لخدمة القععرآن الكريععم وعلععومه‬


‫المختلفة‪ ،‬وذلك بإنشاء جوائز تقديرية مععن جهععة وضععوابط علميععة‬
‫وقانونية من جهة أخرى لخدمة كتاب الله تعالى‪.‬‬
‫–إنشاء مركز عالمي لتصميم المقررات التعليمية بمختلععف اللغععات‬
‫ولجميعععع المسعععتويات‪ ،‬ولمختلعععف التخصصعععات‪ ،‬معععع احعععترام‬
‫المواصفات القياسية للتعليم عن بعد )أنظمة ‪ SCORM‬و ‪ IMS‬و‬
‫‪ 70 (AICC‬حعتى تمكعن الستفادة من تلك المقررات لمدة أطعول‬
‫وفي أكبر عدد ممكن من أنظمة إدارة التعلم المتععوفرة الن‪ ،‬لن‬
‫أهم ميزة لمقرر تعليمععي إلكععتروني هععي المرونععة والقععدرة علععى‬
‫العمل فععي أكععبر عععدد مععن الععبيئات التعليميععة المتععوفرة‪ ،‬وإذا لععم‬
‫تحترم هذه المقررات المعععايير الدوليععة المحععددة فسععتنتهي إلععى‬
‫الهمال والفشل‪.‬‬
‫خلصة‪:‬‬
‫معن خلل كععل معا مععر نسععتنتج أن التعليععم عععن بعععد فرصععة‬
‫سانحة للنهوض بالمجتمعات المسلمة وترقيتها‪ ،‬بجعلها مجتمعععات‬
‫معتزة بالمعرفة مقبلة عليها محبة لها‪ ،‬ولشععك أن العتمععاد علععى‬
‫تدريس القرآن الكريم عن بعد من أفضل ما تؤسععس بععه النهضععة‬
‫الجتماعية المعرفية المأمولة‪ ،‬لنه كلم الله تعالى ودستور المععة‬
‫ولعععتزاز المسععلمين جميعععا بععه – بغععض النظععر عععن مسععتوياتهم‬
‫الجتماعيععة أو مهنهععم ومسععتوياتهم الثقافيععة ‪ -‬ومحبتهععم لتلوتععه‬
‫وتدارسه‪ ،‬كما أن تدريسه وسيلة للنهوض بالمة وإرجاعها إلى مععا‬
‫كانت فيه من عزة وسؤدد‪ ،‬وذلك بع‪:‬‬
‫–النطلق من رؤية واضحة للمشروع بناء على العقيععدة السععلمية‬
‫و القيم الروحية والتطبيق العملي الذي أرسععاه النععبي صععلى اللععه‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫–تكليف ذوي الخبرة والمعرفة في مختلف المجالت التي يحتاجهععا‬
‫هذا المشروع الطموح‪ ،‬لن العمل الجمععاعي المبععدع هععو السععبيل‬
‫الوحيدة للنجاح‪.‬‬
‫–تحديد أهداف واضحة مدققة أساسها النهوض بععالمجتمع المسععلم‬
‫وإخراجه من التخلف والتشرذم والجهل والميععة‪ ،‬وترقيتععه ليكععون‬
‫مجتمع المعرفة والعلم‪.‬‬
‫–التخطيععط الععتربوي السععديد المجسععد للععرؤى القرآنيععة المععؤطرة‬
‫للمشروع والساعي لتحقيق الهداف المحععددة‪ ،‬مسترشععدا بهععدي‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه التربوي الناجع‪.‬‬
‫‪The ELearning Handbook , Past Promises Present )(70‬‬
‫‪Challenge , SAUL CARLINER AND PATTI SHANK‬‬
‫‪.EDITORS, Pfeiffer 2008,p:202‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–اختيععار التطبيقععات التقنيععة والحلععول الرقميععة المناسععبة لنجععاح‬


‫المشعروع التعليمعي القرآنعي ععن بععد‪ ،‬خاصعة أنعه معوجه لفئات‬
‫متعععددة مختلفععة مععن حيععث المسععتويات والتخصصععات والميععول‬
‫واللغات والجنسيات‪.‬‬
‫–ضععرورة السععتمرار فععي تطععوير المشععروع وإحععاطته بالرعايععة‬
‫والعناية‪ ،‬وفسح فرص البداع والترقية للمشاركين فيه سواء مععن‬
‫العلماء أو خبراء التربيععة أو التقنييععن‪ ،‬ممععا سععيخلف حركععة بحععث‬
‫وتأليف وتطوير في مختلف جوانبه‪ ،‬ويتحول من مشععروع تعليمععي‬
‫إلى صرح علمي عظيم‪.‬‬
‫–ضرورة تكاثف المؤسسات والهيئات في البلد العربية والسلمية‬
‫ونخبها العالمة والمثقفة لنجعاح هععذا المشعروع الضععخم‪ ،‬وضعمان‬
‫استفادة أكبر عدد ممكن من أبناء المة منه‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ - 1‬المراجع العربية‪:‬‬
‫–القرآن الكريم‪.‬‬
‫–إشكالية البحث العلمي والتكنولوجيا في الوطن العربععي‪ ،‬د‪.‬أحمععد‬
‫عبد الجواد‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر القاهرة ‪.2000‬‬
‫–تربية المسلم في عالم معاصر‪ ،‬د‪.‬يوسف عبد المعطي‪ ،‬الصندوق‬
‫الوقفي للثقافة والفكر‪ ،‬ط ‪ ،2‬الكويت ‪.1998‬‬
‫–تطوير وسائل تدريس العلوم السلمية في الجامعععات باسععتخدام‬
‫التعليععم اللكععتروني‪ ،‬مععادة أحكععام السععرة نموذجععا‪ ،‬رقيععة طععه‬
‫العلواني‪،‬منشور على موقع المؤلفة على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://www.drruqaia.com/ar/index.php?pageId=3‬‬
‫– التعليععم اللكععتروني والتعليععم عععن بعععد فععي الجامعععات العربيععة‪،‬‬
‫الدكتورة ريما سعععد الجععرف‪ ،‬بحععث مقععدم لمععؤتمر آفععاق البحععث‬
‫العلمي والتطور التكنولععوجي فععي العععالم العربععي بفععاس ‪30-25‬‬
‫أكتوبر ‪ 2008‬جاهز للتنزيل على صفحة الباحثة بالعنوان التالي‪:‬‬
‫‪http://faculty.ksu.edu.sa/aljarf‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–التغيير الجتماعي‪ ،‬دراسة تحليلية من منظععور التربيععة السععلمية‪،‬‬


‫لسلم علععي مطععر‪ ،‬دار الوفععاء للنشععر والتوزيععع‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫د‪ .‬سيف ا ٌ‬
‫‪.1988-1409‬‬
‫–تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات والتصععالت‪ ،‬د‪.‬كمعال عبععد‬
‫الحميد زيتوني‪ ،‬عالم الكتب القاهرة ‪.2002-1422‬‬
‫–الثقافععة والقتصععاد البععداعي فععي عصععر المعلومععات‪ ،‬شععاليني‬
‫فنتععوريللي‪ ،‬ضععمن الصععناعات البداعيععة‪ ،‬تحريععر جععون هععارتلي‬
‫ترجمة‪ :‬بدر السيد سليمان الرفاعي‪ ،‬سلسلة عالم المعرفععة عععدد‬
‫‪ 339‬مايو ‪.2007‬‬
‫–ثععورة النفوميععديا‪ ،‬الوسععائط المعلوماتيععة وكيععف تغيععر عالمنععا‬
‫وحياتك؟‪ ،‬فرانك كليش ترجمة حسام الدين زكرياء‪،‬مراجعععة عبععد‬
‫السلم رضوان‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة العدد ‪ 253‬رمضان ‪1420‬‬
‫يناير ‪.2000‬‬
‫–دراسة في البناء الحضاري‪ ،‬محنة المسععلم مععع حضععارة عصععره ‪،‬‬
‫محمود محمد سفر‪ ،‬سلسلة كتاب المة‪ ،‬العععدد ‪ 21‬رجععب ‪1409‬‬
‫تصدر عن مركز البحوث والمعلومات برئاسة المحععاكم الشععرعية‬
‫بقطر‪.‬‬
‫–دور التربية الخلقية السلمية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة‬
‫النسععععانية‪ ،‬د‪.‬المقععععداد يععععالجن‪ ،‬دار الشععععروق لبنععععان‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪.1403/1983‬‬
‫–الصععناعات البداعيععة‪ ،‬تخريععر جعون هععارتلي‪ ،‬ترجمععة‪ :‬بعدر السععيد‬
‫سليمان الرفاعي‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة عدد ‪ 339‬مايو ‪.2007‬‬
‫–العرب وعصر المعلومات‪ ،‬د‪.‬نبيععل علععي‪ ،‬سلسععلة عععالم المعرفععة‬
‫عدد ‪ ، 184‬شوال ‪ – 1414‬أبريل ‪.1994‬‬
‫–الفجوة الرقمية‪ ،‬رؤية عربية لمجتمع المعرفة‪ ،‬نبيععل علععي وناديععة‬
‫حجازي‪،‬سلسلة عالم المعرفة العدد‪.318،2005:‬‬
‫–القععرآن أصععل التربيععة وعلععم النفععس‪ ،‬أحمععد جهععان الفععورتيه‪ ،‬دار‬
‫الملتقى للطباعة والنشر‪ ،‬قبرص ‪.1994‬‬
‫–القيععم السععلمية التربويععة والمجتمععع المعاصععر‪ ،‬عبععد المجيععد بععن‬
‫مسعود‪ ،‬كتاب المة السنة ‪ 18‬العدد ‪ 67‬رمضان ‪.1419‬‬
2010 ‫ شتاء‬-51 ‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد‬

‫ وتقييععم‬،‫–مسععح للمحتععوى العربععي الرقمععي وبرمجيععاته وتطبيقععاته‬


‫ لجنععة المععم المتحععدة‬،‫ إنجععاز الععدكتور نبيععل علععي‬،‫احتياجععاته‬
:‫القتصادية والجتماعية لغرب آسيا‬
http://www.escwa.un.org/divisions/projects/dac/Re
portDAC29Apr08AR.pdf
:‫ المراجع الجنبية‬-2
:‫* النجليزية‬
The eLearning Guid’s Handbook of e-Learning -
.Strategy, Bill Brandon, Editor,2007
The ELearning Handbook , Past Promises Present -
Challenge , SAUL CARLINER AND PATTI SHANK
.Editors, Pfeiffer 2008
:‫* الفرنسية‬
Construire son projet de formation en ligne, Anne-
Bouthry, Christophe Jourdain, édition Organisation
.Paris 2003
Des technologie pour enseigner et apprendre, -
.Marcel Lebrun, édition De boeck2007
E-learning, Françoise Thibault, p :68 in La société -
informatique, glossaire critique, la Commission
.française pour l’UNESCO, paris 2005
La scénarisation pédagogique dans tous ses -
débats, France Henri et Carmen Compte, in Revue
internationale des technologies en pédagogie
universitaire, Université de Montréal, Volume 4-
Numéro 2 -2007
:‫ المواقع على الشبكة‬-3
http://www.britannica.com :‫–موقع الموسوعة البريطانية‬
:moodle ‫–موقع نظام إدارة التعلم موودل‬
http://docs.moodle.org/en/Online_Learning_History
www.auf.org :‫–موقع الوكالة الجامعية الفرنكفونية‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–موقععععععععععع معهععععععععععد سععععععععععيرفانتيس السععععععععععباني‪:‬‬


‫‪http://ave.cervantes.es‬‬
‫–موقع جريدة الخبار اللبنانية مقال عن تقرير السكوا العععدد ‪513‬‬
‫بتاريخ ‪ 30‬أبريل ‪ ،2008‬محفوظ على الموقع التالي‪:‬‬
‫_‪http://www.alakhbar.com/files/pdfs/20080430/p11‬‬
‫‪20080430_economy.pdf‬‬
‫–موقع اليونسكو الخاص بالحفاظ على اللغات المهددة بالنقراض‪:‬‬
‫‪http://portal.unesco.org/ci/en/ev.phpURL_ID=7856‬‬
‫‪&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html‬‬
‫–موقع اتحاد المقررات المفتوحة المصدر‪:‬‬
‫‪http://ocwconsortium.org‬‬
‫‪www.shamela.ws‬‬ ‫–موقع الموسوعة الشاملة‪:‬‬
‫–موقع مجمع الملك فهد للمصحف الشريف‪:‬‬
‫‪http://www.qurancomplex.org‬‬
‫–موقع تسجيلت الشبكة السلمية‪:‬‬
‫?‪http://audio.islamweb.net/audio/index.php‬‬
‫‪page=rewaya‬‬
‫–موقع عمادة التعليم اللكتروني بجامعة محمد المام‪:‬‬
‫‪http://www.imamu.edu.sa/support_deanery/e_learn‬‬
‫‪/Pages/default_01.aspx‬‬
‫–موقع مركز التعليم اللكتروني بجامعة طنطا‪:‬‬
‫‪http://telc.tanta.edu.eg/indexa.php‬‬
‫–موقع الكاديمية السلمية‪:‬‬
‫‪http://islamacademy.net/arabic/index.asp‬‬
‫–موقععع معرفععة )المخععزن العربععي الرقمععي للملفععات والمصععادر‬
‫التعليمية( ‪:‬‬
‫‪http://elearning.almaarifah.com/websitear/index.ph‬‬
‫‪p‬‬
‫–موقع طريق الحقيقة‪:‬‬
‫‪http://www.factway.net/quran-care.php‬‬
‫–موقع المقرأة اللكترونية التابعة لمعهد المام الشاطبي بجدة‪:‬‬
‫?‪http://www.shatiby.edu.sa/index.php‬‬
‫‪op=pages&id=34‬‬
‫–موقع المعهد العربي السلمي في طوكيو‪:‬‬
‫‪/http://www.aii-t.org/a/arabic‬‬
‫–موقع المؤسسة العالمية للتعليم المباشر للقرآن‬
‫‪http://equranlearning.com/index.php‬‬
‫نشر هذا المقال بمجلة التاريخ العربي الصادرة عن جمعية المؤرخين المغاربة العدد ‪ -51‬شتاء ‪2010‬‬

‫–المركز الوطني للتعلم اللكتروني في المملكة العربية السعودية‪:‬‬


‫‪http://www.elc.edu.sa‬‬
‫–موقع مشروع نهضة أمريكا لشركة ميكروسوفت بالنجليزية‪:‬‬
‫‪http://www.microsoft.com/About/CorporateCitizens‬‬
‫‪hip/US/CommunityInvestment/ElevateAmerica.aspx‬‬
‫–موقع مشروع حفص لتجويد القرآن‪:‬‬
‫‪http://www.harf.com/cms.aspx?ContentID=158‬‬
‫–موقع المشروع الوربي للتعليم مدى الحياة بالفرنسية‪:‬‬
‫‪http://ec.europa.eu/education/lifelong-learning‬‬
‫‪programme/doc78_en.htm‬‬
‫–موقع الهيأة العالمية لتعليم القرآن‪:‬‬
‫‪http://www.hqmi.org.sa/index.php‬‬
‫–موقع التعليم التعاوني الوربي بالفرنسية‪:‬‬
‫‪http://www.etwinning.net/en/pub/index.htm‬‬
‫–موقع تفسير القرآن الكريم في الردن‪:‬‬
‫‪http://www.altafsir.com/indexArabic.asp‬‬
‫–موقععع مشععروع معرفععة المخععزن الرقمععي للملفععات و المصععادر‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫‪http://marifah.org/any/Default.aspx‬‬
‫–موقع موسوعة التعليم عن بعد بالنجليزية‪:‬‬
‫?‪http://www.igi-pub.com/reference/details.asp‬‬
‫‪id=6923‬‬
‫–موقع التعليم عن بعد والتميز التكنولوجي بالنجليزية‪:‬‬
‫‪http://www.c4lpt.co.uk/index.html‬‬

You might also like