You are on page 1of 75

‫كيف تكسبين‬

‫زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫تأليف‬
‫أبي أنس‬
‫ماجد إسلم البنكاني‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ن الحمَد لش نحَمشُده‪ ،‬ونسششتعينه‪ ،‬ونسششتغفره‪ ،‬ونعششوذ بششال مششن شششرور‬
‫إّ‬
‫ل لششه‪ ،‬ومششن ُيضششلل‬
‫أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الش فل مضش ّ‬
‫لش وحششده ل شششريك لششه‪ .‬وأشششهد أ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ل إلششه إلّ ا ُ‬
‫فل هادي له‪ .‬وأشهد أ ّ‬
5 ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

 
 

 

  .‫محمدًا عبده ورسوُله‬
 
    
       
              
1
 .( )  
  
 
 
 
    
      
    
   
    
   
  
   
        .(2)
\
  
  
   
    
    
  
   
      
3
( ). 

،،‫أما بعد‬
‫ وخير الهدى هدي‬، ‫فإن خير الكلم كلم الله تعالى‬
‫ وكل محدثة‬، ‫ وإن شر المور محدثاتها‬، ‫محمد‬
. ‫ وكل ضللة في النار‬،‫ وكل بدعة ضللة‬،‫بدعة‬

.‫(( سورة آل عمران‬1


.‫(( سورة النساء‬2
. ‫(( سورة الحزاب‬3
‫‪6‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫إلى كل امرأة تنشد السعادة في الدارين‪ ،‬وإلى‬


‫كل زوجة مؤمنة ترغب في حياة طيبة هادئة مع‬
‫زوجها‪ ،‬إلى كل امرأة تود الستقرار وتحب الحياة‪،‬‬
‫ن بالله واليوم الخر‬ ‫م ّ‬‫وإلى كل النساء اللواتي يؤ ِ‬
‫ن طريقا ً إلى‬
‫نقدم هذه النصائح لكي تكون له ّ‬
‫السعادة‪ ،‬والفوز بالجنة ورضى الله جل في عله‬
‫والنجاة من النار بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫والناصح المين من المسلمين هو الذي ينتقي‬
‫النصيحة المباركة الهادفة ليقدمها لخوانه وأخواته‬
‫المسلمين ل سيما حينما يرى الكتب وقد كثر‬
‫انتشارها بما تحمل من الغيث والسمين إل ما رحم‬
‫الله عندها يشرع المسلم في النصيحة من خلل‬
‫كتاب أو وريقات وكأنه ينتقي الورد أو الورود من بين‬
‫الشواك لتكون هذه النصيحة سببا في فوز الناصح‬
‫والمنصوح بسلمة الحياة الدنيا من الفتن والمحن‬
‫والنعيم البدي في دار الخلود وها هي تلك النصيحة‬
‫التي تشتمل في طياتها على كلم هو خير الكلم من‬
‫كلم ربنا تبارك وتعالى وأصدق الهدي هدي نبينا‬
‫محمد ‪ ‬الذي ل يضاهيه كلم من كلم البشر وها‬
‫نحن نشرع في هذه النصائح ‪:‬‬
‫مستعينين بالله تعالى أن يوفقنا وإياكم لسعادة‬
‫الدارين كما نسأله أن يكون في هذا الكتاب النفع‬
‫للناس عامة‪ ،‬وللنساء خاصة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫همسة‬
‫‪7‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫أختي المسلمة اعلمي أن حنانك‪ ،‬وأنوثتك‪ ،‬ورقتك‪،‬‬


‫ووداعتك هي النبع الجميل الذي يذوب فيه الرجل‬
‫كما تذوب صخرة في عمق الماء‪.‬‬
‫والرجل يذوب حبا ً في المرأة الوديعة الهادئة اللبقة‬
‫والتي يحس أنها " تطاوعه " و " تجري على هواه "‬
‫وأن تكون أطوع له من يده وأرق من أحلم‬
‫يقظته ‪..‬هنا يهبها الرجل قلبه وعقله ولبه وماله‬
‫ومستقبله ‪" ...‬‬
‫* حكمة‪ :‬المرأة إذا طال لسانها قصرت أيامها في‬
‫قلب الرجل وبيته‪.‬‬
‫قال ابن الجوزي‪» :‬وينبغي للمرأة العاقلججة إذا وجججدت‬
‫حا يلئمها أن تجتهججد فججي مرضججاته‪ ،‬وتجتنججب‬ ‫جا صال ً‬
‫زو ً‬
‫كل ما يؤذيه‪ ،‬فإنها متى آذتججه أو تعرضججت لمججا يكرهججه‬
‫أوجب ذلك مللته‪ ،‬وبقي ذلك في نفسه‪ ،‬فربمججا وجججد‬
‫فرصته فتركها‪ ،‬أو آثر غيرها‪ ،‬فإنه قد يجد‪ ،‬وقد ل تجد‬
‫هي‪ ،‬ومعلوم أن الملل للمستحسججن قججد يقججع‪ ،‬فكيججف‬
‫للمكروه«!‬
‫اتق الله‬
‫أيتها الزوجة‪ :‬اتق الله عز وجل فجي زوجججك فإنمجا‬
‫هو جنتك ونارك‪ ،‬كما قججال ‪ ‬لحججدى نسججاء الصججحابة‬
‫رضي اللجه عنهجم‪» :‬أذات بعجل؟« قجالت‪ :‬نعجم‪ ،‬قجال‪:‬‬
‫»كيججف أنججت لججه«‪ ،‬قججالت‪ :‬ل آلججوه ‪-‬أي‪ :‬ل أقصججر فججي‬
‫طاعته‪ ،-‬إل ما عجزت عنه‪ ،‬قال‪» :‬فانظري أيججن أنججت‬
‫‪8‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫منه‪ ،‬فإنه هو جنتك ونارك« ]رواه الترمذي[‪.‬‬


‫* قال المام أحمد ‪-‬رحمه الله‪ -‬عن زوجته عباسة بنت‬
‫الفضل ‪-‬رحمها الله‪ ،-‬أم ولده صالح‪ :‬أقامت معججي أم‬
‫صالح ثلثين سنة‪ ،‬فما اختلفت أنا وهي في كلمة‪ .‬ثججم‬
‫ماتت ‪-‬رحمها الله‪] .-‬تاريخ بغداد[‪(1) .‬‬
‫فإلى الخت المسلمة التي ترصد أعمال الجنان ‪،‬‬
‫فتكون لزوجها أما ً في الحنان ‪ ،‬وبنتا ً في الطاعة ‪،‬‬
‫وأختا ً في الدعوة ‪ ،‬وحبيبة في الفراش ‪ ،‬وزوجة في‬
‫الدنيا وفي الجنة ‪ ،‬تقرب إليه ما يحب ‪ ،‬وتبعد عنه ما‬
‫يكره ‪ ،‬تلقاه مبتسمة ‪ ،‬وتودعه بالدعاء ‪ ،‬ليعود إليها‬
‫مشتاقا ً ‪.‬وبارك الله في كل زوجة تتزين لزوجها‬
‫المسلم لتعفه عن الحرام‪ ،‬وتحفظه من الخطيئة‪،‬‬
‫وتجعل زينتها عبادة لربها جل في عله‪ ،‬تحبها الفطرة‬
‫السليمة ‪.‬‬
‫والدنيا فيها شهوات وزينة ‪ ،‬وزخارف ومغريات ‪،‬‬
‫وفيها نساء وملهي وإغراء وفتن ‪ ،‬والذي يحفظ‬
‫الرجل من هذه المغريات الدين أول ً ثم الزوجة‬
‫الصالحة من جميع الوجوه ‪ ،‬وليس بالصلح الخارجي‬
‫فقط ‪.‬‬
‫ب من الخت المسلمة أن تتعلججم مججن القججرآن‬ ‫فمطلو ٌ‬
‫الخلق‪ ،‬ومن الحور الجمال ‪ ،‬فتلبسي لباس التقوى ‪،‬‬
‫وتسابقي الحور إلى قلب زوجك ‪ ،‬وتجعلججي مججن بيتججه‬
‫جنة له في الدنيا‪ ،‬ألبسي له الحلي ‪ ،‬والحرير ‪،‬وضعي‬
‫له العطور ‪ .‬واستبشري أيتها الخت المسلمة خيرا ً ‪،‬‬
‫‪ ((1‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫فإن الله أعد ّ لك ثوابا ً عظيمًا‪ ،‬ووعد النساء كمججا وعججد‬


‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫الرجججال حيججث قججال تعججالى‪ :‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪( ).  ‬‬
‫‪1‬‬

‫‪‬‬
‫إعطاء حق الزوج من أسباب المودة‬
‫للزوج حق عظيم على زوجته فإذا أدت حقه كان‬
‫ذلك من أعظم أسباب استمرار الود بينهما وكسب‬
‫قلبه‪ ،‬كما أنه يحرم عليها أن ترفع صوتها عليه ولو‬
‫قصر في حقها‪ ،‬ول أن تجعل من ذلك سببا ً في‬
‫التقصير في حقوقه ‪ ،‬وإنما تخاطبه حال النصح بكل‬
‫هدوء‪ ،‬وتلطف‪ ،‬ورقة‪ ،‬وحنان‪ ،‬وذل‪ ،‬وشفقة ‪ ،‬بحيث ل‬
‫تظهر له أنها أفضل منه أو أنه سيء وآثم ‪ ،‬وإنما‬
‫تتحدث عن الذنب بطريقة غير مباشرة دون أن‬
‫تتحدث عنه هو ‪ ،‬أو من خلل قصة مؤثرة ‪ ،‬أو فتوى‬
‫تذكرها ‪ ،‬أو غير ذلك ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫ذي عَل َي ْهِ ّ‬‫ل ال ّ ِ‬‫مث ْ ُ‬
‫ن ِ‬ ‫‪‬وَل َهُ ّ‬ ‫قال الله تعالى‪:‬‬
‫م‪(2).‬‬ ‫كي ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬
‫ه عَ ِ‬ ‫ة َوالل ّ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل عَل َي ْهِ ّ‬
‫ن د ََر َ‬ ‫جا ِ‬
‫وَِللّر َ‬
‫فالحياة الزوجية لها حقوق وعليها واجبات ‪ ،‬وينشأ‬
‫عن ذلك مودة ورحمة ‪.‬‬

‫‪ ((1‬سورة آل عمران الية )‪. (195‬‬


‫‪ ((2‬سورة البقرة الية )‪. (228‬‬
‫‪10‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وقد أثنى الله تعالى على المؤمنات الصالحات‬


‫المطيعات لزواجهن الحافظات لشرفهن في غياب‬
‫ت‬ ‫ف َ‬
‫ظا ٌ‬ ‫حا ِ‬
‫ت َ‬ ‫ت َ‬
‫قان َِتا ٌ‬ ‫حا ُ‬
‫صال ِ َ‬ ‫الزوج فقال تعالى‪َ  :‬‬
‫فال ّ‬
‫ظ الل ّ ُ‬
‫ه ‪(1).‬‬ ‫ف َ‬
‫ح ِ‬
‫ما َ‬
‫ب بِ َ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫غي ْ ِ‬
‫المرأة المسلمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة‬
‫زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها ‪ ،‬وقد أثنى رسول الله‬
‫‪ ‬على هذه المرأة وجعلها المرأة المثالية التي‬
‫ينبغي على الرجل أن يظفر بها ‪.‬‬
‫سئل أي النساء خير قال ‪:‬‬ ‫قال رسول الله ‪ ‬عندما ُ‬
‫"التي تسره إذا نظر ‪ ،‬وتطيعه إذا أمر ‪ ،‬ول‬
‫تخالفه في نفسها ول ماله بما يكره" ‪.‬‬
‫فالزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تكسب قلب‬
‫زوجها ‪ ،‬وأن تكون دائما ً زوجة جديدة في حياته ‪( ) .‬‬
‫‪2‬‬

‫فالكلمة الحلوة زينة‪ ،‬والبسمة المشرقة جمال‪،‬‬


‫والرائحة الطيبة بهجة‪ ،‬والنظافة المستمرة طهارة‬
‫وعبادة فأنت حورية في الدنيا وسيدة القصور في‬
‫جنات النعيم بإذن الله تعالى ‪.‬‬
‫وطيب المعاملة مع الزوج واحترامه وطاعته ‪ :‬وعدم‬
‫الغضب منه أو معاملته بالمثل والتقصير من حقوقه‬
‫إن هو أساء سر ثالث من أسرار نجاح هذه التجربة ‪.‬‬
‫وعلى الزوجة أن تقصر طرفها على النظر إلى‬
‫زوجها ‪ ،‬وأن تتلقاه بعيون بأحلى سلم ‪ ،‬وأجمل‬
‫ابتسامة ‪ ،‬فل يملك إل أن يعبر عن فرحه بذلك‬

‫‪ ((1‬سورة النساء الية )‪. (34‬‬


‫‪ ((2‬كتاب )سري وللنساء فقط( لحمد القطان )ص ‪. (13‬‬
‫‪11‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ويسر بها ‪ ،‬ول تستقبل المرأة زوجها بعيون شيطانية‬


‫ذات نظرات حادة ‪ ،‬فتعكر عليه مزاجه ‪ ،‬وتكدر‬
‫صفوه ‪ ،‬فل يملك أن يعبر عن حزنه واستياءه عن‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫حسن استقبال الزوج من أسباب كسب قلب‬
‫الزوج‬
‫وكذلك من أسباب كسب قلب الزوج واستمرار‬
‫الحب والود بينهما هو أن تحسن الزوجة استقبال‬
‫زوجها حين يعود إليها‪ ،‬فل تضيق عليه إذا وجدته‬
‫ضائقا ً أو متعبًا‪ ،‬بل على العكس تهرع إليه وتلبي‬
‫طلباته مهما كانت دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو‬
‫تعبه فور عودته إلى بيته‪ ،‬بل وتتلقاه بابتسامة كلها‬
‫حنان ورقة‪ ،‬بحيث إذا رآها ينسى الضيق والتعب ‪.‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قيل يا رسول الله أي النساء‬
‫خير ؟ قال‪" :‬التي تسره إذا نظر ‪ ،‬وتطيعه إذا أمر ‪،‬‬
‫ول تخالفه في نفسها ول في ماله بما يكره"‪(1).‬‬
‫قال الشججيخ عبججدالملك القاسججم‪ :‬حسججن اسججتقبال‬
‫الزوج‪ :‬وهو أول مفتاح لدخول قلججب الججزوج‪ ،‬فتحسججن‬
‫دا وحب ًججا‪،‬‬
‫اختيار اللبججاس والكلم وتنججثر فججي مقججدمه ور ً‬
‫هاهي تتناول ما أثقل يده من رزق اللججه وتعينججه علججى‬
‫دا للججه علججى سججلمته‪،‬‬ ‫خلع ثوبه وتبث لججه الشججوق حمج ً‬
‫‪ ((1‬رواه أحمد والنسائي حسنه اللباني في مختصر الرواء برقم )‬
‫‪ ،(1786‬والسلسلة الصحيحة برقم )‪ ،(1838‬وصحيح الجامع برقم )‬
‫‪ ،(3298‬ومشكاة المصابيح برقم )‪.(3272‬‬
‫‪12‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وترحب بقدومه وطلعته وتجلسه حيث يحججب ثججم هججي‬


‫تمسح عناء العمل وتعبه بكلمة حانية ونظرة باسمة‪.‬‬
‫التبسم وطلقة الوجه‪ :‬مججن أسججباب حصججول‬
‫المودة واستقرارها إطالة التبسم وطلقة الوجه؛ لنها‬
‫دليل علججى الرضججا والمحبججة والسججرور والفججرح‪ ،‬وهججذا‬
‫البتسججامة الصججغيرة تججوحي بمعججان كججثيرة ولفتججات‬
‫متتالية‪ ،‬وقد قال ‪» :‬ل تحقععرن مععن المعععروف‬
‫شيًئا ولو أن تلقععى أخععاك بععوجه طلععق« ‪.‬رواه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫إذا استقر المقام بالزوج في مكانه سججارعت‬
‫إليه بالخبار المفرحججة والنبججاء السججارة تحكججي لججه مججا‬
‫جرى لها وماذا حدث لها ليكون قطعجة منهججا يعلجم مجا‬
‫يجججري فججي داره‪ ،‬وتؤانسججه بمججا تعلججم أنججه يحججب مججن‬
‫الحديث‪ ،‬وتشجججعه إذا تحججدث وتثنججي علججى عملججه مججع‬
‫تذكيره بججالله ‪-‬عججز وجججل‪ -‬واحتسججاب الجججر جججراء مججا‬
‫يحدث من منغصججات ومكججدرات‪ ،‬وهججذا الحججديث خججال‬
‫من الغيبة والنميمة والبهتان والكذب‪ ،‬وفيججه مججن ذكججر‬
‫الله والثناء عليه والحمد له ما يجعله مجلس ذكر‪.‬‬
‫من تمععام السععتقبال تمععام الزينععة وجمججال‬
‫المظهر ليتوافجق مجع جمجال المخجبر‪ ،‬هجاهي تسجتقبل‬
‫الزوج في أبهى حلة وأجمل ثججوب وأنصججع قلججب‪ ،‬لقججد‬
‫‪13‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫تجملت له ومن أحق بالتجمل منه؟‪(1).‬‬


‫وعلى المرأة أن ل تستقبل زوجها بعد عودته من‬
‫عمله بج "دخول الحمام" !! )‪(2‬‬
‫فان بعض من النساء يقعن في هذا الخطأ‬
‫الفاحش‪ ،‬وذلك حينما تستقبل الزوجة زوجها بعد‬
‫عودته من عمله بتزيين نفسها‪ ،‬فتبدأ أول ما تبدأ‬
‫بدخول الحمام لقضاء حاجتها !!! ‪ ،‬ثم الستحمام …‬
‫الخ ‪ ،‬مما يؤدى إلى نفور الرجل ‪ ،‬خاصة إذا كانا‬
‫يعيشان في مكان غير متسع ‪ ،‬فيشم الرجل من‬
‫المرأة ما يكره ‪ ،‬فينفر منها ‪ .‬وإنما عليها "قضاء‬
‫حاجتها" والتزين لزوجها قبل موعد عودته إلى‬
‫البيت ‪ ،‬فيرى منها أول ما يرى عند ولولجه بيته أجمل‬
‫ما يريده من زوجته‪.‬اهج‪.‬‬
‫فيجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها‬
‫حين يعود إليها فل تضيق إذا وجدته ضائقا ً أو متعبا ً ‪،‬‬
‫بل على العكس تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت‬
‫دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته‬
‫إلى بيته ‪.‬‬
‫ويروى حديث وإن كان فيه ضعف لكن معناه‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫عن أبي أمامة‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪" : ‬ما‬
‫استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز و جل خيرا‬
‫له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته‪ ،‬و إن‬

‫‪ ((1‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬


‫‪ ((2‬من كتاب تحفة العروسين ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫نظر إليها سرته‪ ،‬و إن أقسم عليها أبرته‪ ،‬و‬


‫إن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله" )‪‌ (3‬‬
‫قال الطيبي‪ :‬جعل التقوى نصفين نصفا ً تزوجا ً‬
‫ونصفا ً غيره وذلك لن في التزويج التحصين عن‬
‫الشيطان وكسر التوقان ودفع غوائل الشهوة وغض‬
‫البصر وحفظ الفرج وقوله )إن أمرها أطاعته وإن‬
‫نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها‬
‫نصحته في نفسها( لصونها من الزنا ومقدماته بيان‬
‫لصلحها على سبيل التقسيم لنه ل يخلو من أن‬
‫يكون الزوج حاضرا ً فافتقاره إليها إما أن يكون في‬
‫الخدمة بمهنة البيت والمداعبة والمباشرة فتكون‬
‫مطيعة فيما أمرها وذات جمال ودلل فيداعبها وتنقاد‬
‫إذا أراد مباشرتها ‪ .‬أو غائبا ً فتحفظ ما يملك الزوج‬
‫من نفسها بأن ل تخونه في نفسها وماله وإذا كان‬
‫حالها في الغيبة على هذا ففي الحضور أولى وهذه‬
‫ثمرة صلحها وإن كانت ضعيفة الدين قصرت في‬
‫صيانة نفسها وفرجها وأزرت بزوجها وسودت وجهه‬
‫بين الناس وشوشت قلبه ونغص بذلك عيشه فإن‬
‫سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلء ومحنة أو‬
‫سبيل التساهل كان متهاونا ً في دينه وعرضه وإن‬
‫كانت مع الفساد جميلة كان البلء أشد لمشقة‬
‫‪ ((3‬قال المناوي‪ :‬رواه البيهقي عن أبي أمامة رمز المصنف‬
‫ي بن‬
‫)السيوطي( لحسنه وليس كما قال فقد ضعفه المنذري بعل ّ‬
‫يزيد وقال ابن حجر في فتاويه‪ :‬سنده ضعيف لكن له شاهد يدل‬
‫ل‪ .‬اهج ‪ .‬ووجه ضعفه أن فيه ابن هشام بن عمار وفينه‬‫على أن له أص ً‬
‫كلم وعثمان بن أبي عاتكة قال في الكاشف‪ :‬ضعفه النسائي ووثق‬
‫وعلي بن زيد ضعفه أحمد وغيره ‪ .‬فيض القدير ‪‌ .‬وضعفه اللباني‬
‫في ضعيف الجامع انظر حديث رقم )‪.‌ (4999‬‬
‫‪15‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫مفارقتها عليه )وماله( قال ابن حجر‪ :‬هذا الحديث‬


‫ونحوه من الحاديث المرغبة في التزوج وإن كان في‬
‫كثير منها ضعف فمجموعها يدل على أن لما يحصل‬
‫به المقصود من الترغيب في التزوج أصل ً لكن في‬
‫)‪(1‬‬
‫حق من يتأتى منه النسل كما تقدم ‪.‬اهج‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الحب سر السعادة الزوجية والطريق إلى قلب‬
‫الرجل‬
‫ففي الحب تكمن كل أسرار السعادة الزوجية‪(2) .‬‬
‫الحب ‪ :‬أقوى سلح فعال تملكه المرأة ‪ ..‬وألذ شراب‬
‫تعشقه القلوب البشرية ‪ ،‬فتظل تشرب منه دون أن‬
‫تفتر ‪ ،‬لن له سكرة عجيبة كلما شرب منه شارب‬
‫ذاب في سكرته وخضع لساقيه أكثر ‪..‬‬
‫يقول صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ما رأيت من ناقصات‬
‫عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"‪.‬‬
‫فتأملي هذا الحديث فهو بشرى لك ولكل امرأة‬
‫تعاني من زوجها ‪ ،‬فمهما كان زوجك شديدا ً صارما ً‬
‫حازما ً فإنك قادرة بعون الله وتوفيقه على أن تسلبي‬
‫عقله وتفكيره وقلبه وتكوني بصمة قوية في حياته‬
‫متى ما أسقيته من قلبك شراب الحب ‪.‬‬
‫نعم ‪ ..‬من داخل قلبك استخرجي مفتاح قلبه فسعادة‬
‫الرجل والتي هي سعادتك أيضا ً ‪ ،‬كلمة السر فيها‬
‫على شفتيك ومفتاحها بيديك وليس بيده ‪ .‬الحب في‬
‫قلبك عطر في زجاجة ومتى ما رفعت الغطاء وتركت‬
‫‪ (1)1‬فيض القدير ‪.‬‬
‫‪ ((2‬هذا الموضوع من كتاب كيف تؤثرين على زوجك لشيخة‬
‫الدهمش‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫شذى العطر يفوح في حياتكما فستملكين كل مفاتيح‬


‫قلبه ‪.‬‬
‫فإياك – ثم إياك – أن تحبسي العطر في زجاجة ‪....‬‬
‫برقتك معه ‪ ،‬بعذوبة حديثك ‪ ،‬ببشاشتك ودوام‬
‫ابتسامتك ‪ ،‬بحركاتك النثوية الجذابة الفاتنة ‪ ،‬بحنانك‬
‫وعطفك ورفقك به ‪ ،‬بإظهارك لكل مشاعر الحب‬
‫وبكل صراحة ستكونين بصمة قوية في حياته‬
‫وتملكين مجامع قلبه ‪.‬‬
‫يقول الكاتب عبدالله الجعيثن ‪ " :‬حنان المرأة‬
‫وأنوثتها ورقتها هي النبع الجميل الذي يذوب فيه‬
‫رأس الرجل كما تذوب صخرة في عمق الماء ‪. " ..‬‬
‫نعم بالحب ‪ :‬ل بالحرب تستجيب القلوب الرقيقة‬
‫وتنصاع وتذوب ولو كانت جلمود صخر ‪ ....‬قد تقولين‬
‫‪ :‬لكني ل أحبه ‪ ..‬وطباعه وأخلقه تجعلني أكرهه‬
‫وأعامله بكل سوء إنه "ما يستاهل" أن أعطيه شيئا ً‬
‫من حبي واهتمامي ‪.‬‬
‫إن المرأة التي تحب هي التي تستطيع أن تعطي ‪،‬‬
‫أما أنا فل أستطيع لن فاقد الشيء ل يعطيه فأقول ‪:‬‬
‫ليس شرطا ً أن تجدي في زوجك ما تحبينه لكي‬
‫تعطيه جرعات الحب ‪ ،‬فهذه مقايضة ستؤدي بحياتك‬
‫إلى الخسران والدمار وستسير حياتك من سيء إلى‬
‫أسوأ ولن تنقطع المشكلت منها أبدا ً ‪.‬‬
‫إنك إن وجدت ما تحبين في زوجك فلن تحتاجي إلى‬
‫تغييره والتأثير عليه فهو الحبيب وأنت المحبة ول غبار‬
‫يلوث حياتكما ‪ ...‬لكن إن وجدت في زوجك مال‬
‫تحبينه ‪ ،‬فبالحب ستغرسين كل ما تحبين فيه وبكل‬
‫قوة ستؤثرين عليه ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وتأملي هذا السر الجميل في نجاح هذه التجربة في‬


‫قصة أختنا هذه ‪ ..‬فزوجها ليس كما تحب وتتمنى ل‬
‫دينا ً ول خلقا ً ‪ ،‬ومع ذلك قهرت بكل قوة وعزيمة‬
‫مشاعر الحزن وعدم الرضا التي وجدتها في قلبها‬
‫وجعلت مكانها سحر الحب الخاذ الذي سحر فؤاد‬
‫زوجها وأصبح طيعا ً هينا ً لينا ً عاشقا ً لها وساعيا ً في‬
‫رضاها ما استطاع ‪ ،‬قد يكون في ذلك شيء من‬
‫الصعوبة وبالذات في البداية وعند فئة الحساسات‬
‫بالذات ‪ ،‬ولكنها ضريبة النجاح وستصبح فيما بعد متعة‬
‫وليست صعوبة ‪ .‬فتحملي بعض التنازلت والتضحيات‬
‫والصعوبات في البداية فقط ثم ستحمدين العاقبة‬
‫بعدها – بإذن الله ‪. -‬‬
‫عاملي زوجك كأنه أحب حبيب إلى قلبك ‪ ،‬وسيكون‬
‫يوما ً ما أحب حبيب إلى قلبك فعل ً ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫التجمل للزوج‬
‫تجملي لزوجك بلبس أجمل الثياب وأكمل الزينة‪،‬‬
‫وضعي العطور ورشي البخور ‪ ،‬واحذري بعض أنواع‬
‫العطور التي ل يحبها الزوج ‪ ،‬ثم اذهبي إليه لتفاتحيه‬
‫في موضوعك وأؤكد على ضرورة أن ل تتحدثي إليه‬
‫إل بعد تهيؤ وتجمل لن تزينك له يجعله يشعر بأنك‬
‫مقبلة عليه لجل رضاه وإسعاده ل لجل مخاصمته‬
‫ومحاكمته‪ ،‬كما أن تزينك له يهيؤه نفسيا ً لك ولكل ما‬
‫تقولين‪ ،‬وفيه أيضا ً استجابة لمر الله تعالى وأمر‬
‫رسوله ‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫اذهبي إليه بخطى هادئة وأنت تنظرين إليه نظرة‬


‫يستشف منها الحب والشوق الحنان‪ ،‬وتبسمي في‬
‫وجهه ثم إذا دنوت منه فضعي يدك في يده وقولي له‬
‫وأنت تمسحين بيدك على أجزاء من جسده‪" :‬والله ل‬
‫أذوق غمضا ً حتى ترضى" ستخجله هذه المعاملة‬
‫اللطيفة منك رغم أنه هو المخطئ والمسيء‪،‬‬
‫وسيحفظها لك في قلبه‪ ،‬وسيفتح لك سمعه وبصره‬
‫وعقله وقلبه في تلك الساعة الجميلة ‪ ،‬ثم ناقشيه‬
‫في سبب الخلف الذي حصل ‪.‬‬
‫قد تقولين بأن في ذلك "مثالية"‪ ،‬أو ل يمكن لمرأة‬
‫مجروحة الكرامة أن تتحلى بكل هذه الريحية‬
‫وتدوس على كل مشاعر الغضب التي يغلي منها‬
‫فؤادها ‪ ،‬وتقوم بكل بلدة لتبتسم وتتزين وتداعب‬
‫وكأنه قدم لها هدية ‪.‬‬
‫ما‬
‫أعود يا أختي المسلمة لذكرك بقوله تعالى ‪ ﴿ :‬وَ َ‬
‫ظيم ٍ﴾‪.‬‬ ‫ظ عَ ِ‬‫ح ّ‬ ‫ها إ ِّل ُ‬
‫ذو َ‬ ‫ما ي ُل َّقا َ‬
‫صب َُروا وَ َ‬
‫ن َ‬ ‫ها إ ِّل ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ي ُل َّقا َ‬
‫)‪ (1‬لكن نتائجها الهائلة ستجعلك تعاودين الكرة بكل‬
‫سعادة وتسنين موضوع الكرامة المزيف ‪ ،‬والذي لم‬
‫تحصلي عليه حتى الن رغم كل براكين الغضب التي‬
‫فجرتها على مدى سنوات زواجك ‪ ،‬وستجدين زوجا ً‬
‫كأنه ولي حميم ل يحيد عن رهن إشارتك طرفة‬
‫عين ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الصفات التي تتحلى بها المرأة‬
‫على الزوجة أن تنتقججي أطججايب الكلم وحلججو الحججديث‬

‫‪ (1)1‬فصلت الية )‪.(35‬‬


‫‪19‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫لزوجها لتدخل السرور على قلبه وتتودد إليه‪.‬‬


‫عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪" :‬أل أخبركم‬
‫بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على‬
‫زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد‬
‫زوجها ثم تقول والله ل أذوق غمضا حتى ترضى"‪(1).‬‬
‫والمرأة تأخذ حياَءها وأدبها وسلوكها من الكتاب‬
‫العزيز والسنة المطهرة ‪ ،‬ومن هذه المور التي‬
‫تتحلى بها المرأة المسلمة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحياء‬
‫وكذلك الحياء من الصفات التي على المرأة‬
‫المسلمة أن تتحلى بها حيث كان رسول الله‪ ‬يتحلى‬
‫بها ‪ ،‬وهي من صفاته ‪. ‬‬
‫قال أبو عبد الله اسمه عبد الله بن أبي عتبة ‪:‬‬
‫سمعت أبا سعيد يقول ‪" :‬كان النبي ‪ ‬أشد‬
‫)‪(2‬‬
‫حياء من العذراء في خدرها" ‪.‬‬
‫واعلمي أن الحياء شعبة من شعب اليمان ‪.‬‬
‫فعن أبي هريرة‪ ، ‬أن رسول الله‪ ‬قال‪:‬‬
‫ع وستون‬ ‫ع وسبعون أو بض ٌ‬‫"اليمان بض ٌ‬
‫شعبة‪ ،‬فأفضلها قول ل إله إل الله ‪ ،‬وأدناها‬
‫إماطة الذى عن الطريق‪ ،‬والحياءُ شعبة من‬
‫اليمان")‪.(3‬‬

‫‪ (1)1‬السلسلة الصحيحة رقم )‪.(287‬‬


‫‪ (2)2‬رواه البخاري رقم)‪،(5768‬باب الحياء‪،‬ومسلم في كتاب اليمان‬
‫رقم)‪(2320‬باب كثرة حيائه‪‬‬
‫‪20‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وعن ابن عمر رضي الله عنهما‪ ،‬أن رسول الله ‪‬‬
‫ظ أخاه في الحياء‪،‬‬ ‫ل من النصار وهو يع ُ‬ ‫مّر على رج ٍ‬
‫ه فإن الحياء من اليمان"‪.‬‬ ‫فقال رسول الله ‪" ‬دع ُ‬
‫)‪(1‬‬

‫وعن عمران بن حصين ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله‬


‫‪" ‬الحيا ُء ل يأتي إل بخي ٍ‬
‫ر"‬
‫‪(2).‬‬

‫)‪(3‬‬
‫وفي رواية لمسلم " الحياء خيٌر كله"‪.‬‬
‫وقال عبدالملك القاسم‪ :‬المرأة المسلمة‬
‫حيية مع زوجها‪ :‬فإن الحيججاء صججفة حميججدة ومنقبججة‬
‫جميلة‪ ،‬كما قال‪ ‬عنججه‪» :‬ل يأتي إل بخيععر« ومججن‬
‫الحياء ترك القبيح والبعد عن سفاسججف المججور حججديًثا‬
‫وفع ً‬
‫ل‪(4) .‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -2‬حسن الخلق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫قال الله تعالى ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪( ) .   ‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ (1)3‬رواه البخاري في كتاب اليمان برقم )‪ ،(9‬ومسلم في كتاب‬


‫اليمان برقم )‪.(35‬‬
‫‪ (2)1‬رواه البخاري في كتاب اليمان برقم )‪،(24‬ومسلم في كتاب‬
‫اليمان برقم)‪.(36‬‬
‫‪ (3)2‬رواه البخاري في كناب الدب برقم )‪ ،(6117‬ومسلم في‬
‫اليمان برقم )‪.(37‬‬
‫‪ (4)3‬صحيح مسلم )‪ (37‬كتاب اليمان‪.‬‬
‫‪ ((4‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬
‫‪ ((5‬سورة آل عمران‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وعن أبي هريرة ‪‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪‬‬


‫"خيركم إسلما ً أحاسنكم أخلقا ً إذا فقهوا"‬
‫)‪.(1‬‬
‫قوله‪" :‬خيركم إسلما ً أحاسنكم أخلقا ً إذا فقهوا" قال‬
‫المناوي‪ :‬أي فهموا عن الّله أوامره ونواهيه وسلكوا‬
‫مناهج الكتاب والسنة وفي رواية لبي يعلى بسند‬
‫ددوا ‪ .‬فيض‬‫حسن كما قاله الهيثمي بدل فقهوا إذا س ّ‬
‫القدير ‪.‬‬
‫سئل رسول الله ‪ ‬عن‬ ‫وعن أبي هريرة ‪‬قال‪ُ :‬‬
‫حسن‬ ‫أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال‪" :‬تقوى الله و ُ‬
‫سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال‪:‬‬ ‫خلق" و ُ‬
‫ال ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫"الفم والفرج"‪.‬‬
‫وعن أبي ذر جندب بن جنادة ‪ ،‬وأبي عبد‬
‫الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما‪ ،‬عن النبي‬
‫‪ ‬قال‪" :‬اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة‬
‫ق‬
‫الحسنة تمحها وخالق الناس بخل ٍ‬
‫حسن")‪.(3‬‬

‫‪(1)1‬رواه البخاري في الدب المفرد‪،‬وأحمد عن أبي هريرة‬


‫‪،‬وصححه اللباني صحيح الجامع)‪. (2312‬‬
‫‪2 2‬‬
‫أخرجه البخاري في ) الدب المفرد( برقم )‪ ،(289‬والترمذي )‬ ‫( )‬
‫‪ 4246‬وابن حبان )‪ ،(476‬وأحمد )‪ 392 ,291 /2‬و‬
‫(‬ ‫‪ ،(2004‬وابن ماجه )‬
‫(‪ ،‬والقضاعي في‬ ‫‪ 4/324‬والبيهقي في الزهد )‪236‬‬
‫(‪،‬‬ ‫‪ ،(442‬والحاكم )‬
‫(‪ ،‬وشرح السنة)‬ ‫‪1050‬والبغوي في معالم التنجزيل )‪4/377‬‬
‫الشهاب) (‪،‬‬
‫‪ ، 10‬وحسنه اللباني‬
‫‪ 80‬والخرائطي في مكارم الخلق ص ) (‬ ‫‪، ( - 13/79‬‬
‫في صحيح الترغيب برقم )‪.(2642‬‬
‫‪3 3‬‬
‫‪ 1987‬وأحمد في المسند)‬
‫أخرجه الترمذي في البر والصلة برقم ) (‪،‬‬ ‫( )‬
‫‪1/54‬وقال‪ :‬صحيح على‬‫‪5/153،158،228‬والحاكم في المستدرك ) (‬
‫(‬
‫‪22‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫"اتق الله حيثما كنت" التقوى ‪ :‬هي فعل‬


‫الوامر واجتناب النواهي‪.‬‬
‫وعن أبي الدرداء ‪ ، ‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬‬
‫خلق‬‫ليس شيء أثقل في الميزان من ال ُ‬
‫الحسن")‪.(1‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ، ‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"إن أقربكم مني منعزل ً يوم القيامة‬
‫أحاسنكم أخلقا ً في الدنيا")‪.(2‬‬
‫وعن سهل بن سعد‪ ،‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬إن‬
‫الله يحب معالي الخلق ويكره‬
‫سفاسفها")‪.(3‬‬
‫لمُر الحِقير‬ ‫ف الرِديء من كل شيٍء وا َ‬
‫سْفسا ُ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سف‬ ‫سْف َ‬ ‫سْفساف وقد َ‬ ‫حكام َ‬ ‫ن ال ِ ْ‬
‫دو َ‬ ‫مل ُ‬ ‫وك ّ‬
‫ل عَ َ‬
‫مله ‪.‬‬‫عَ َ‬
‫ق‬‫خل ِ‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫مكارِ َ‬ ‫ي لكم َ‬ ‫ض َ‬
‫ه َر ِ‬‫وفجي حديث آخر ِإن الل ّ َ‬
‫حِقجير‬ ‫لمُر الج َ‬ ‫وكره لكم سْفساَفها؛ السفساف ا َ‬
‫َ‬
‫مكاِرم‬ ‫والّرديء من كل شيء وهو ضد ّ المعالي وال َ‬
‫ب‬ ‫خج َ‬ ‫َ‬
‫ل والترا ِ‬ ‫دقجيق ِإذا ُنج ِ‬‫وأصله ما يطير من غبار ال ّ‬
‫ِإذا ُأثجير‪ .‬لسان العرب ‪.‬‬
‫وعن أبي أمامة الباهلي ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫ض الجنة لمن ترك المراء‬ ‫‪ " ‬أنا زعيم بيت في رب ٍ‬
‫شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حسن ٌ صحيح‪.‬‬
‫‪ (1)1‬رواه أحمد برقم )‪،(27085‬وصححه اللباني في الصحيحة)‬
‫‪ ،(2/564‬وصحيح الترغيب)‪.(2641‬‬
‫‪ (2)2‬رواه ابن عساكر ‪ ،‬صحيح الجامع )‪.(1569‬‬
‫‪ (3)3‬صحيح الجامع )‪.(1858‬‬
‫‪23‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وإن كان محقا ً وببيت في وسط الجنة لمن ترك‬


‫الكذب وإن كان مازحا ً وببيت في أعلى الجنة لمن‬
‫سن خلقه" )‪.(1‬‬
‫ح ُ‬
‫الزعيم ‪ :‬الكفيل الضامن‪ .‬ربض الجنة‪ :‬أدناها‪،‬‬
‫وربض المدينة ما حولها‪.‬‬
‫المراء‪ :‬المجادلة والمنازعة في القول والعمل‬
‫بقصد الباطل‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله ‪ ‬يقول‪" :‬إن المؤمن ليدرك‬
‫حسن خلقة درجة الصائم القائم")‪.(2‬‬ ‫ب ُ‬
‫حسن الخلق‬ ‫وفي رواية الحاكم‪" :‬إن المؤمن ليدرك ب ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫درجات قائم الليل وصائم النهار"‬
‫خُلق‬‫سن ال ُ‬ ‫ح ْ‬‫وعن عبد الله بن المبارك أنه وصف ُ‬
‫ف الذى ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬هو بسط الوجه‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وك َ ّ‬
‫)‪(4‬‬

‫‪‬‬

‫‪ (4)1‬رواه أبو داود برقم )‪ ،(4800‬وصححه اللباني في السلسلة‬


‫الصحيحة برقم )‪ ،(273‬و حجة النبي‪ ‬ص )‪ ، (22‬والمناسك ص)‬
‫‪ ،(8‬وصحيح الترغيب رقم )‪.(2648‬‬
‫‪ (1)2‬رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫البخاري ومسلم‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح الترغيب برقم )‬
‫‪.(2643‬‬
‫‪ (2)3‬صحيح الجامع )‪ ،(1616‬صحيح الترغيب برقم )‪.(2643‬‬
‫‪ (3)4‬تفسير القرطبي ‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫‪ -3‬طيب الكلم يكسب مودة الرجل‬


‫كذلك من المور التي تكون مستحبة في المرأة‬
‫بل الواجبة عليها هو طيب الكلم وأن ل تتكلم بكلم‬
‫يؤذي الغير أو يجرحهم ‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪ ‬واخفض جناحك للمؤمنين‬
‫)‪(1‬‬
‫‪‬‬
‫وعن عبد الله بن عمرو ‪،‬عن النبي ‪ ‬قال‪":‬في‬
‫الجنة غرفة ُيرى ظاهرها من باطنها وباطنها من‬
‫ظاهرها" فقال أبو مالك الشعري‪:‬لمن هي يا رسول‬
‫الله‬

‫قال‪":‬لمن أطاب الكلم وأطعم الطعام وبات قائما ً‬


‫)‪(2‬‬
‫والناس نيام"‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪‬‬
‫سلمى من الناس عليه صدقة كل يوم‬ ‫"كل ُ‬
‫تطلع فيه الشمس تعدل بين الثنين صدقة‬
‫وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو‬
‫ترفع له عليها متاعه صدقة قال‪ :‬والكلمة‬
‫الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى‬

‫‪ (4)1‬سورة الحجر الية )‪.(88‬‬


‫‪ (1)2‬رواه الطبراني والحاكم وقال‪ :‬صحيح على شرطهما‪ ،‬قال‬
‫الهيثمي في مجمع الزوائد )‪ :(5/16‬رواه أحمد وفيه ابن ليهعة‬
‫وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات‪،‬وصححه اللباني في صحيح‬
‫الترغيب)‪.(2692‬‬
‫‪25‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الصلة صدقة وتميط الذى عن الطريق‬


‫)‪(1‬‬
‫صدقة"‬
‫م‬
‫سلمى‪ :‬عظا ُ‬ ‫قال ابن منظور في لسان العرب‪ :‬ال ّ‬
‫مى البعير عظام‬ ‫ا َ‬
‫سل َ‬‫دم‪ ،‬و ُ‬ ‫لصابع فجي الجيد والَق َ‬
‫سِنه‪.‬‬ ‫فِْر ِ‬
‫صغاٌر علجى‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫عظا ٌ‬ ‫سلمى ِ‬ ‫وقال ابن العرابجي‪ :‬ال ّ‬
‫لصبع َأو قريب منها فجي كل يد ورجل َأربع‬ ‫طول ا ِ‬
‫َ‬
‫ت أو ثلث ‪.‬‬ ‫ميا ٍ‬ ‫سل َ‬ ‫ُ‬
‫مل َ ُ‬
‫ة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مي َةٍ وهي الن ْ ُ‬‫سل ِ‬ ‫مى جمع ُ‬ ‫سل َ‬ ‫وقال ابن الثجير‪ :‬ال ّ‬
‫لصابع وقجيل واحده وجمعه سواء وتججمع علجى‬ ‫من ا َ‬
‫ن من َأصابع‬ ‫مْف ِ َ‬
‫صلجي ْ ِ‬ ‫ت وهي التجي بجين كل َ‬ ‫ميا ٍ‬ ‫سل َ‬ ‫ُ‬
‫صغار‬ ‫مى كل عظم مججوف من ِ‬ ‫سل َ‬‫لنسان وقجيل ال ّ‬ ‫ا ِ‬
‫العظام ‪.‬‬
‫وعن عدي بن حاتم ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪‬‬
‫د إل سيكلمه رّبه ليس بينه‬ ‫" ما منكم من أح ٍ‬
‫وبينه ترجمان فينظر أيمن فل يرى إل ما‬
‫قدم وينظر أشأم فل يرى إل ما قدم وينظر‬
‫بين يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه فاتقوا‬
‫ة‬
‫ة فمن لم يجد فبكلم ٍ‬ ‫النار ولو بشق تمر ٍ‬
‫)‪(2‬‬
‫طيبة"‬

‫ن‬ ‫ة فَ َ‬
‫م ْ‬ ‫صد َقَ ٌ‬
‫سل ِم ٍ َ‬
‫م ْ‬ ‫‪ (2)1‬رواه البخاري برقم )‪ ،(2825‬باب عََلى ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬
‫معُْروف‪ ،‬ومسلم برقم )‪ ،(1621‬باب بيان أن‬ ‫ل ِبال ْ َ‬ ‫جد ْ فَل ْي َعْ َ‬
‫م ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫م يَ ِ‬
‫اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف‪.‬‬
‫‪ (1)2‬رواه البخاري في كتاب الرقاق برقم )‪ ،(6539‬وفي كتاب‬
‫التوحيد برقم )‪7443‬و ‪ ،(7512‬ومسلم في كتاب الزكاة برقم )‬
‫‪ 2345‬و ‪2346‬و ‪.(5347‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫" ليس بينه وبينه ترجمععان" بفتججح التججاء وضججمها‬


‫وهو المعبر عن لسان بلسان‪.‬‬
‫قوله " ولو بكلمة طيبة" فيه أن الكلمة الطيبة‬
‫سبب للنجاة من النار وهي الكلمة التي فيها تطيب‬
‫قلب إنسان إذا كانت مباحة أو طاعة‪.‬‬
‫ملحظة ‪ :‬ولين الكلم مختص كذلك مع النساء‬
‫والمحارم من الرجال فقط ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -4‬قلة الكلم والتحفظ في النطق يكسب‬
‫مودة الرجل‪.‬‬
‫المرأة المسلمة هي التي تتحفظ في كلمها ول تتكلم‬
‫إل فيما يرضي الله تعالى‪ ،‬والنجاة يوم القيامة بقلة‬
‫الكلم والصمت عن الكلم الحرام‪ ،‬وعبادة رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫)‪(1‬‬
‫‪" :‬من صمت نجا"‪.‬‬
‫وعن عقبة بن عامر‪ ‬قال‪ :‬قلت يا رسول‬
‫الله! ما النجاة؟ قال‪" :‬أمسك عليك لسانك‬
‫)‪(2‬‬
‫وليسعك بيتك وابك على خطيئتك"‪.‬‬
‫وعن سهل بن سعد ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله‪" :‬من‬
‫يضمن لي ما بين لحييه وما‬

‫‪ (2)1‬رواه الترمذي برقم )‪ ، (2502‬والدارمي برقم )‪ ، (2713‬صحيح‬


‫الجامع رقم )‪. (6367‬‬
‫‪ (3)2‬أخرجه أحمد والترمذي‪ ،‬صحيح الجامع برقم )‪، (1392‬‬
‫والسلسلة الصحيحة برقم )‪.(890‬‬
‫‪27‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫بين رجليه أضمن له الجنة"‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫وعن معاذ أيضا ‪ ‬قال‪ :‬يا رسول الله أوصني‪.‬‬


‫قال‪" :‬أعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى‪،‬‬
‫وإن شئت‪ ،‬أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله؟ قال‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫"هذا"‪ ،‬وأشار بيده إلى لسانه‪.‬‬
‫وعن أبي بكر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول ‪" :‬ليس شيء‬
‫)‪(3‬‬
‫من الجسد إل يشكو ذرب اللسان على حدته"‪.‬‬
‫وعن أسلم‪:‬أن عمر دخل يوما ً على أبي بكر الصديق‬
‫رضي الله عنهما وهو يجبذ لسانه‪ ،‬فقال عمر‪ :‬مه‪،‬‬
‫غفر الله لك‪ ،‬فقال له أبو بكر‪" :‬إن هذا أوردني بشر‬
‫)‪(4‬‬
‫الموارد"‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -5‬النهي عن الكلم فيما ل يعنيك وعن قيل‬
‫وقال‬
‫كذلك من الصفات التي تتحلى بها المرأة‬
‫المسلمة عدم الكلم فيما ل يعنيها وعن قيل وقال ‪.‬‬
‫اتركي الجدل والمراء‪ ،‬قال الربيع‪ :‬سمعت الشافعي‬
‫ي‬
‫يقول‪ :‬المراء في الدين ُيقس ّ‬

‫‪ (1)1‬رواه البخاري برقم )‪ ، (6109‬باب حفظ اللسان ‪.‬‬


‫‪ (2)2‬رواه ابن أبي الدنيا بإسناد جيد كما قال المنذري‪ ،‬وصححه‬
‫اللباني في صحيح الترغيب )‪ ،(415‬السلسلة الصحيحة )‪.(1473‬‬
‫‪ (3)3‬رواه أبو يعلى في مسنده‪،‬وابن السني في عمل اليوم‬
‫والليلة‪،‬وهو في السلسلة الصحيحة برقم)‪.(535‬‬
‫‪ (4)4‬صحيح الترغيب‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫)‪(1‬‬
‫القلب‪ ،‬ويورث الضغائن‪.‬‬
‫واتركي الدخول في نقاش عقيم حول أمور‬
‫در الخاطر ‪.‬فعن‬ ‫محتملة لن ذلك يضّيق الصدر‪ ،‬ويك ّ‬
‫علي بن الحسين رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول‬
‫)‪(2‬‬
‫الله ‪" :‬من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعنيه"‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كه ما ل يعنيه"‪.‬‬ ‫"إن من حسن إسلم المرء تر ُ‬
‫‪"‬إن الله يرضى‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬ ‫وعن أبي هريرة‪‬‬
‫ثلث ًفيرضى لكم أن تعبدوه ول‬ ‫ثلث ًويكره لكم ا‪:‬‬
‫لكم ا‬
‫جميع ًول تفرقوا‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وأن تعتصموا بحبل الله‬ ‫شيئ ً‬
‫تشركوا به ا‪،‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ويكره لكم قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال"‪.‬‬
‫وعن المغيرة بن شعبة ‪ ،‬عن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"إن الله تعالى حرم عليكم عقوق المهات ومنعا ً‬
‫وهات ووأد البنات‪ ،‬وكره لكم قيل وقال وكثرة‬
‫السؤال وإضاعة المال"‪(5).‬وعن يسار أبي الحكم‬
‫قال‪ :‬قلت للقمان الحكيم‪ :‬ما حكمتك؟ قال‪ :‬ل أسأل‬
‫)‪(6‬‬
‫كفيت ول أتكّلف ما ل يعنيني‪.‬‬ ‫عما ُ‬
‫‪‬‬
‫‪ -6‬الحلم والصفح وكظم الغيظ بين الزوجين‬
‫‪ (1)1‬سير أعلم النبلء )‪.(10/28‬‬
‫‪(2)2‬رواه البيهقي في الربعون الصغرى رقم)‪(118‬صحيح الجامع)‬
‫‪،(5911‬وصحيح ابن ماجة)‪(2/360‬‬
‫‪ (3)3‬صحيح الجامع رقم )‪. (5911‬‬
‫‪ (4)4‬رواه مسلم )‪. (1715‬‬
‫‪ (5)5‬أخرجه البخاري في كتاب الدب برقم )‪ ،(5975‬وفي كتاب‬
‫الستقراض برقم )‪.(2408‬‬
‫‪ (6)6‬أخرجه أحمد في الزهد برقم )‪.(106‬‬
‫‪29‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫والكاظمين الغيظ والعافين عن النا س‬ ‫قال تعالى‪‬‬


‫أولئك جزاؤهم مغفرة من‬ ‫والله يحب المحسنين‪‬إلى قوله ‪‬‬
‫ربهم وجنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ونعم أجر‬
‫خّرج أبو الشيخ ابن حبان بإسناده عن‬ ‫العاملين‪.(1)‬وَ َ‬
‫علي بن أبي طالب ‪‬قال‪ :‬قال رسول الله‪" :‬إن‬
‫العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم والقائم")‪.(2‬‬
‫وعن عائشة رضي الله عنها‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما ل‬
‫ُيعطي على العنف وما ل يعطي على ما سواه")‪.(3‬‬
‫العنف‪ :‬الشدة والمشقة ‪.‬‬
‫الرفيق ‪ :‬يستحق الثناء الجميل والجر الجزيل من‬
‫الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫قال سليمان بن صرد‪ :‬كنت جالسا مع رسول‬
‫الله‪ ‬ورجلن يستبان وأحدهما قد أحمر‬
‫ه فقال رسول الله ‪:‬‬ ‫ج ُ‬
‫وجهه وانتفخت أودا ُ‬
‫"إني لعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد‪،‬‬
‫لو قال‪ :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‬
‫ذهب عنه ما يجد" فقالوا له‪ :‬إن النبي ‪‬‬
‫قال‪" :‬تعوذ بالله من الشيطان الرجيم"‬
‫فقال‪ :‬وهل بي من جنون)‪.(4‬‬

‫‪ (1)1‬سورة آل عمران الية )‪.(136-134‬‬


‫‪ (2)2‬رواه ابن حبان في سننه ‪.‬‬
‫‪ (3)3‬أخرجه مسلم برقم )‪.(2593‬‬
‫‪ (4)4‬رواه البخاري في كتاب الدب برقم )‪ ،(6115‬ومسلم في كتاب‬
‫البر والصلة برقم )‪.(2610‬‬
‫‪30‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫من فوائد هذه الكلمة إنها تكون سببا ً لذهاب‬


‫الغضب وتهدئته لن الغضب من الشيطان فعندما‬
‫ن الله سبحانه وتعالى‬‫تستعيذ بالله من الشيطان فإ ّ‬
‫يعيذك منه ويؤدي بالتالي إلى كظم الغيظ فيترتب‬
‫عليه أجور عظيمة جدا ً فقد ثبت أن في كظم الغيظ‬
‫الجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫كيف تسعدين زوجك )‪(1‬‬
‫ليس في العالم كله مكان يضاهي البيت السعيد‬
‫جمال وراحة ‪ .‬فأينما سافرنا ‪ ،‬وأنى هللنا ‪ ،‬ل نجد‬
‫أفضل من البيت الذي تخيم عليه ظلل السعادة ‪.‬‬
‫والبيت السعيد هو ذلك البيت الذي ل خصام فيه ول‬
‫نزاع‪ ،‬الذي ل ُيسمع فيه الكلم اللذع القاسي ‪ ،‬ول‬
‫النقد المرير ‪ .‬هو البيت الذي يأوي إليه أفراد السرة‬
‫فيجدون فيه الراحة والهدوء والطمأنينة ‪.‬‬
‫وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيئية على‬
‫الوالدين ‪ .‬ولكننا أردنا هذا المقال أن نبين كيف‬
‫تستطيع المرأة بذكائها وحكمتها وحسن معاملتها أن‬
‫تسعد زوجها و من ثم تسعد بيتها‬
‫‪ .1‬تذكري أنك أنت مسؤولة عن إسعاد زوجك‬
‫وأولدك ‪ ،‬وتذكري أن رضا زوجك عنك يدخلك الجنة ‪.‬‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫عَ ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫ة َقال َ ْ‬
‫م َ‬‫سل َ َ‬
‫م َ‬
‫نأ ّ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خل ِ‬ ‫ض دَ َ‬
‫جَها عَن َْها َرا ٍ‬
‫ت وََزوْ ُ‬ ‫مات َ ْ‬
‫مَرأةٍ َ‬ ‫ما ا ْ‬‫وسلم‪ » -‬أي ّ َ‬
‫ة «الترمذي ) (‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪ ((1‬سبل السعادة الزوجية )ص ‪.(13‬‬
‫ب وهو كما‬ ‫ن غَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫س ٌ‬
‫ح َ‬
‫ث َ‬
‫دي ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫سى هَ َ‬
‫ذا َ‬ ‫ل أ َُبو ِ‬
‫عي َ‬ ‫‪ ()2‬برقم )‪َ ( 1194‬قا َ‬
‫قال ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ملي زوجك ما يفوق طاقته ‪ .‬فل تحشري‬ ‫‪ .2‬ل تح ّ‬


‫رغباتك ول تكدسي طلباتك مرة واحدة ‪ ،‬حتى ل‬
‫يرهق زوجك فيهرب منك ‪ .‬وإذا أصررت على‬
‫مطالبك الكثيرة ‪ ،‬فقد يرفضها جميعا ويرفضك أنت‬
‫رفضا تاما ‪ ،‬غير آسف ول نادم ‪ .‬وتذكري ما قاله‬
‫عمر بن عبد العزيز لبنه ‪ " :‬إنني أخشى أن أحمل‬
‫ة"‪.‬‬ ‫ة ‪ ،‬فيرفضونه جمل ً‬ ‫الناس على الحق جمل ً‬
‫وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه‬
‫ة البْزعة‬‫مل َِق َ‬
‫وسلم قال ‪ " :‬إن الله يحب المرأة ال َ‬
‫) أي الظريفة ( مع زوجها ‪،‬الحصان ) أي الممتنعة‬
‫عن غيره ( " رواه الديلمي‪(1) .‬‬
‫‪ .3‬ل تكلفيه أن يتحلى مرة واحدة بكل الصفات‬
‫والفضائل والمكارم التي تشتهين أن تجتمع فيه ‪.‬‬
‫فمن النادر جدا أن تجتمع كل تلك الصفات في‬
‫شخص واحد !‬
‫‪ .4‬حين يتزوج رجل امرأة ‪ ،‬يتعلق بصورتها الحلوة‬
‫كما رآها في الواقع ‪ ،‬ويود أن يحفظ لها هذه الصورة‬
‫سليمة صافية ساحرة طوال حياته ‪ ،‬فل تشوهي‬
‫صورتك التي في ذهنه ‪.‬‬
‫حافظي على جمالك وأناقتك ‪ ،‬ونضرة صحتك ‪،‬‬
‫ورشاقة حركاتك ‪ ،‬وحلوة حديثك ‪ ،‬ول تتحدثي بصوت‬
‫أجش ‪ ،‬ول ترددي ألفاظا سوقية هابطة ‪ ،‬وإذا تخليت‬
‫عن هذه السمات النسوية المطلوبة ‪ ،‬أو أهملت شيئا‬
‫منها ‪ ،‬هبطت صورتك في نظر زوجك ‪ ،‬وابتعدت أنت‬
‫عن الصورة النسوية الرائعة التي ينشدها كل رجل‬
‫في امرأته ‪.‬‬
‫‪ -‬أخرجه الديلمى )‪ (1/2/249‬وفيه ضعف‬ ‫‪1‬‬
‫‪32‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ك‬‫خب ُِر َ‬‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ »:‬أ َل َ أ ُ ْ‬
‫ذا ن َظ ََر إ ِل َي َْها‬
‫ة إِ َ‬
‫ح ُ‬ ‫خير ما يك ْن ِز ال ْمرُء ال ْ َ‬
‫صال ِ َ‬
‫مْرأةُ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫بِ َ ْ ِ َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫سرته وإ َ َ‬
‫ه«‬ ‫حِفظ َت ْ ُ‬ ‫ب عَن َْها َ‬ ‫غا َ‬ ‫ذا َ‬
‫ه وَإ ِ َ‬ ‫ها أ َ‬
‫طاعَت ْ ُ‬ ‫مَر َ‬
‫ذا أ َ‬ ‫َ ّ ْ ُ َِ‬
‫أخرجه أبو داود ) (‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .5‬حافظي على تدينك ‪ .‬التزمي بالحجاب‬


‫السلمي ‪ ،‬ول تتساهلي في أن يرى أحد ٌ شيئا من‬
‫جسدك ولو للمحة عابرة ‪ ،‬فإن زوجك يغار عليك‬
‫ويحرص على أل يراك إل من تحل له رؤيتك ‪.‬‬
‫تزوج رجل بنتا ُأعجب بحجابها وتدينها ‪ ،‬حين ردت‬
‫على صاحبتها في مناقشة مسموعة ‪ ،‬إذ قالت " قل‬
‫لن يصيبنا إل ما كتب الله لنا " ‪.‬‬
‫وقال لها إنه سيظل دائما يتصورها بهذه الصورة‬
‫الطاهرة السامية ‪ :‬مؤمنة بالله ‪ ،‬راضية بقدره ‪،‬‬
‫متمسكة بالمبادئ السامية والفكار الطاهرة ‪ .‬ولعل‬
‫زوجك يرى فيك مثل ذلك ‪ ،‬فل تحطمي صورتك في‬
‫قلبه وعقله تجملي لزوجك قبل أن يأتي إلى البيت‬
‫في المساء ‪ ،‬فيراك في أحسن حال‪ ،‬البسي ثوبا‬
‫نظيفا لئقا ‪ ،‬واستعملي من العطور ما يحب ‪ ،‬ضعي‬
‫على صدرك شيئا من الحلي التي أهداها إليك ‪ ،‬فهو‬
‫يحب أن يرى أثر هداياه عليك ‪ ،‬وكوني كما لو كنت‬
‫في زيارة إحدى صديقاتك أو قريباتك ‪.‬‬

‫‪ ()1‬برقم )‪ ، ( 1666‬وهذا ضعيف ‪ ،‬ضعيف أبي داود برقم )‪،(363‬‬


‫وضعيف الجامع برقم )‪.(1643‬‬
‫ويغني عنه حديث‪" :‬أربع من السعادة ‪ :‬المرأة الصالحة والمسكن‬
‫الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء ‪ .‬وأربع من الشقاء ‪ :‬الجار‬
‫السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق"‪ .‬السلسلة‬
‫الصحيحة رقم )‪ ،(282‬وصحيح الجامع برقم )‪.(887‬‬
‫‪33‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫‪ .6‬ل تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك ‪ ،‬فتظهر‬


‫كل أعمال الطهي والتنظيف والترتيب عندما يأتي‬
‫الزوج إلى بيته متعبا مرهقا ‪ .‬فل يراك إل في المطبخ‬
‫‪ ،‬أو في ثياب التنظيف والعمل !! قومي بهذه‬
‫العمال في غيابه ‪.‬‬
‫‪ .7‬رتبي بيتك على أحسن حال ‪ .‬غيري من ترتيب‬
‫غرفة الجلوس من حين لخر ‪ .‬ضعي لمساتك الفنية‬
‫في انتقاء مواضع اللوحات أو قطع التزيين وغيرها ‪.‬‬
‫‪ .8‬ل تتحسري على العاطفة الملتهبة ‪ ،‬ومشاعر‬
‫الحب الفياضة وأحلم اليقظة التي كنت تعيشين فيها‬
‫قبل الزواج ‪ ،‬فهي تهدأ بعد الزواج وتتحول إلى‬
‫عاطفة هادئة متزنة‬
‫‪ .9‬إذا كان الرجل هو صاحب الكلمة الولى في‬
‫العلقة الزوجية ‪ ،‬فأنت المسؤولة عن النجاح‬
‫ت من‬ ‫والتوافق والنسجام في الزواج ‪ .‬ومهما بلغ ِ‬
‫علم وثقافة ‪ ،‬ومنصب وسلطان‪ ،‬ارضخي لزوجك‬
‫والجئي إليه ‪ ،‬ول تصطدمي معه في الرأي ‪ .‬واهتمي‬
‫في مناقشاتك معه بأن تتبادلي الفكار مع زوجك‬
‫تبادل فعليا ‪ ،‬فتفاعل الراء المثمر خير من استقطابها‬
‫استقطابا مدمرا ‪.‬‬
‫‪ .10‬أشعري زوجك دائما بمشاركتك له في‬
‫مشاعره وأفراحه ‪ ،‬وهمومه وأحاسيسه ‪ .‬أشعريه أنه‬
‫يحيا في جنة هادئة وادعة ‪ ،‬حتى يتفرغ للعمل‬
‫والبداع والنتاج مما يجعل حياته حافلة مثمرة ‪.‬‬
‫‪ .11‬جربي الكلم الحلو المفيد ‪ ،‬والبتسامة‬
‫المشرقة المضيئة‪ ،‬والفكاهة المنعشة‪ ،‬والبشاشة‬
‫‪34‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الممتعة‪ ،‬وابتعدي عن الحزن والغم‪ ،‬والهذر واللغو ‪،‬‬


‫والعبوس والتجهم‪ ،‬والكآبة والكتئاب ‪.‬‬
‫‪ .12‬أظهري لزوجك مهارتك وبراعتك وتفوقك على‬
‫سائر النساء ‪ ،‬وسيزداد تمسك زوجك بك ‪ ،‬واعتزازه‬
‫بصفاتك الشخصية ‪ ،‬حين تتقنين كل شيء تعملينه ‪.‬‬
‫‪ .13‬ل تضيعي وقتك في ثرثرات هاتفية مع‬
‫صاحباتك‪ ،‬أو في قراءة مجلت تافهة تتحدث عن‬
‫أخبار الممثلين والممثلت‪ ،‬والمغنين والمغنيات‪ ،‬وفي‬
‫قراءة قصص الحب والعلقات الغرامية والوهام ‪.‬‬
‫فما أكثر تلك المجلت في أيامنا ‪ ،‬وما أكثر النساء‬
‫اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في قراءة تلك‬
‫المجلت التافهة الهابطة ‪.‬‬
‫‪ 0 14‬اختاري من المجلت ما يفيد ذهنك وعقلك‬
‫وقلبك ‪ ،‬وما يزيدك ثقافة وتعينك على حل مشاكل‬
‫البيت والولد ‪.‬‬
‫‪ . 15‬اختاري من برامج التلفاز ما يفيدك ويزيدك‬
‫ثقافة وخبرة ‪ ،‬ول تضيعي وقتك في المسلسلت‬
‫الهابطة والفلم المائعة‬
‫‪ . 16‬شجعي زوجك على النشاط الرياضي والبدني‬
‫خارج البيت ‪ .‬امش معه إن أمكن واستمتعا بالهواء‬
‫الطلق في عطلة نهاية السبوع وكلما سنحت‬
‫الفرصة لذلك‬
‫‪0 17‬تخيري الوقات المناسبة لعرض مشاكل‬
‫السرة ومناقشة حلها ‪ ،‬إذ يصعب حل المشاكل قبل‬
‫خروج زوجك للعمل في الصباح بسبب قلة الوقت ‪،‬‬
‫ول تناقشي أي مشكلة عند عودته من عمله في‬
‫المساء مرهقا متعبا ‪ .‬ولعل المساء هو أفضل فترة‬
‫‪35‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫لمناقشة المشاكل ومحاولة حلها ‪ ،‬ول تناقشي‬


‫مشاكل البناء في حضورهم ‪ ،‬حتى ل يشعروا أنهم‬
‫أعباء ثقيلة عليك وعلى زوجك ‪ ،‬وأنهم سبب الخلف‬
‫بين الوالدين ‪.‬‬
‫‪ - 18‬ل تسرعي بالشكوى إلى زوجك بمجرد دخوله‬
‫البيت من أمور تافهة مثل صراخ الولد‪ .‬ول تطلبي‬
‫من زوجك أن يلعب دور الشرطي للولد ‪ ،‬يقبض‬
‫على المتهم ويحاكمه أو يضر به ‪.‬‬
‫‪ - 19‬ل تنتقدي سلوك زوجك أمام أطفاله ‪ ،‬ول‬
‫تستعملي ألفاظا غير لئقة يرددها البناء من بعدها‬
‫مثل " جاء البعبع " أو " وصل الهم " …‬
‫فبعض النساء ‪ ،‬إن تكاسل ولدها في المذاكرة قالت‬
‫له ‪ :‬لن تنجح أبدا في حياتك فأنت كسول فاشل مثل‬
‫أبيك ‪ ،‬وإذا مرض زوجها قللت من أهمية مرضه ‪،‬‬
‫وإن حدثها زوجها بقصة قاطعته قائلة " لقد سمعتها‬
‫من قبل ‪ " ..‬وغير ذلك من المور التي قد تبدو تافهة‬
‫ولكنها تحمل في طياتها الكثير من اللم للزوج !!‬
‫‪.20‬حذار حذار من الفراط في الغيرة و العتاب‪،‬‬
‫وتجنبي التصرفات التي تؤجج غيرة زوجك ‪ ،‬وتبلبل‬
‫أفكاره ‪.‬‬
‫ك والَغيرة‬ ‫وقال عَب ْد ُ الّله بن جعفر لبنته‪ :‬يا بنية‪ ،‬إّيا ِ‬
‫ك والمعاتبة فإّنها تورث‬ ‫ح الطلق‪ ،‬وإّيا ِ‬ ‫فإّنها مفتا ُ‬
‫ن‬
‫ن أْزي َ َ‬
‫طيب‪ ،‬واعلمي أ ّ‬ ‫ك بالّزينة وال ّ‬‫الب ِْغضة وعلي ِ‬
‫طيب الماء )‪"(1‬‬ ‫ب ال ّ‬ ‫كحل‪ ،‬وأطي َ‬ ‫الّزينة ال ُ‬

‫‪ - 1‬فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪) -‬ج ‪ / 3‬ص ‪ (5862‬رقم الفتوى‬


‫‪ 19643‬وصايا للزواج ومحاضرات الدباء )ج ‪ / 1‬ص ‪ (415‬والبيان‬
‫والتبيين ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(147‬‬
‫‪36‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫‪.21‬إياك أن تغاري من حب زوجك لمه وأبيه ‪ .‬فكيف‬


‫نقبل من زوجة مسلمة أن تبدأ حياتها بالغيرة من‬
‫حب زوجها لهله ‪ ،‬وهو حب فطري أوجبه الله على‬
‫المسلمين ل يمس حب زوجها لها من قريب أو‬
‫بعيد ؟ وكيف نقبل من زوجة مسلمة أن توحي‬
‫لزوجها أن يبدأ حياته معها بمعصية الله تعالى‬
‫ورسوله صلى الله عليه وسلم في أهله ‪ ،‬يعق‬
‫والديه ويقطع رحمه من أجل رضا زوجته ؟!‬
‫وهو ما أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن‬
‫تغيير حال المسلمين وأخلقهم في المستقبل ‪،‬‬
‫ه‬
‫جت َ ُ‬
‫ل َزوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫فأخبر بأنه في ذلك الزمان‪ " :‬وَأ َ َ‬
‫طاعَ الّر ُ‬
‫جَفا أ ََباهُ "‪.(1).‬‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ديَق ُ‬ ‫ص ِ‬‫ه وَب َّر َ‬
‫م ُ‬
‫ُ‬
‫وَعَقّ أ ّ‬
‫‪ .22‬ل تنقلي مشاكل بيتك إلى أهلك‪ ،‬فتوغري صدور‬
‫أهلك ضد زوجك ‪ .‬بل حلي تلك المشاكل بالتعاون مع‬
‫زوجك ‪.‬‬
‫ل تستعل على زوجك إذا ما كنت أغنى منه أو أعلى‬
‫حسبا ونسبا أو أكثر ثقافة وعلما ‪ ،‬فل يجوز استصغار‬
‫ن عَب ْدِ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫الزوج وانتقاص قدره والتعالي عليه ‪ .‬فعَ ْ‬
‫ل الل ّهِ صلى الله‬ ‫َ‬
‫سو َ‬ ‫ه ‪ ،‬أن َر ُ‬ ‫ه عَن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬‫ض َ‬‫رو َر ِ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫بْ ِ‬
‫َ‬
‫شك َُر‬ ‫مَرأةٍ ل َ ت َ ْ‬‫ه إ َِلى ا ْ‬‫ل ‪ :‬ل َ ي َن ْظ ُُر الل ّ ُ‬ ‫عليه وسلم ‪َ ،‬قا َ‬
‫ه " ‪(2).‬‬ ‫ست َغِْني عَن ْ ُ‬ ‫ي ل َ تَ ْ‬ ‫جَها ‪ ،‬وَهِ َ‬ ‫ل َِزوْ ِ‬
‫‪ .24‬ل تمتنعي على زوجك في المعاشرة الزوجية‪.‬‬

‫‪ (1‬رواه الترمذي برقم )‪ ( 2371‬وفيه ضعف‪.‬‬


‫‪ (2‬رواه الحاكم في المستدرك للحاكم مشكل)ج ‪ / 3‬ص‬
‫‪(30‬برقم )‪ ،(2771‬وهو صحيح‪ ،‬صحيح الترغيب برقم )‪،(1944‬‬
‫والسلسلة الصحيحة برقم )‪.(289‬‬
‫‪37‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ل‪َ :‬قا َ‬
‫ل‬ ‫ن أ َِبى هَُري َْرةَ رضي الله عنه َقا َ‬ ‫فعَ ْ‬
‫ج ُ‬
‫ل‬ ‫عا الّر ُ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ل الل ّهِ صلى الله عليه وسلم »إ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ن عَل َي َْها ‪ ،‬ل َعَن َت َْها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضَبا َ‬ ‫ت غَ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فََبا َ‬ ‫شهِ فَأب َ ْ‬ ‫ه إ َِلى فَِرا ِ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ح « متفق عليه )‪.(1‬‬ ‫صب ِ َ‬ ‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫مل َئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وتذكري أن أول حقوق للزوج على زوجه طاعتها له ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫فعن قَيس بن سعد َقا َ َ‬
‫حيَرةَ فََرأي ْت ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫ل أت َي ْ ُ‬ ‫َ ْ ْ ِ ْ ِ َ ْ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫حقّ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫م فَُقل ْ ُ‬ ‫ن ل َهُ ْ‬ ‫مْرُزَبا َ ٍ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ى صلى الله عليه وسلم‬ ‫ّ‬ ‫ت الن ّب ِ‬ ‫ل فَأت َي ْ ُ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫جد َ ل َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مْرُزَبا ٍ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫حيَرةَ فََرأي ْت ُهُ ْ‬ ‫ت إ ِّنى أت َي ْ ُ‬ ‫فَُقل ْ ُ‬
‫جد َ ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل»‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫حقّ أ ْ‬ ‫ل الل ّهِ أ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫م فَأن ْ َ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ه «‪.‬‬ ‫جد ُ ل َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫رى أك ُن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت ب َِقب ْ‬ ‫مَرْر َ‬ ‫ت ل َوْ َ‬ ‫أَرأي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دا أ ْ‬ ‫ح ً‬ ‫مًرا أ َ‬ ‫تآ ِ‬ ‫ل » فَل َ ت َْفعَُلوا ل َوْ ك ُن ْ ُ‬ ‫ل‪َ .‬قا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ل قُل ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫جد ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ن لِ َ‬ ‫جه ِ ّ‬ ‫ن لْزَوا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ساءَ أ ْ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫مْر ُ‬ ‫حدٍ ل َ‬ ‫جد َ ل َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫حقّ « سنن أبى داود) (‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م عَل َي ْهِ ّ‬ ‫ه ل َهُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جع َ َ‬ ‫َ‬
‫ول تصومي نفل إل بإذن زوجك ‪.‬‬
‫ه عَل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫صّلى الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ة‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْر َ‬ ‫فع َ ْ‬
‫لل َ َ‬
‫د‪،‬‬‫شاهِ ٌ‬ ‫جَها َ‬ ‫م وََزوْ ُ‬ ‫صو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫مَرأةٍ أ ْ‬ ‫ح ّ ْ‬ ‫ل‪":‬ل ي َ ِ‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ل ِفي ب َي ْت َِها وَهُوَ َ‬ ‫ْ‬
‫ما‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫كارِ ٌ‬ ‫ج ٍ‬‫ن ل َِر ُ‬ ‫ه‪َ ،‬ول ت َأذ َ ُ‬ ‫ِإل ب ِإ ِذ ْن ِ ِ‬
‫َ‬
‫صد َقَت َِها "‬ ‫جرِ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ه نِ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَل َ ُ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫صد ّقَ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫الطبراني )‪(3‬‬

‫‪ (1‬صحيح البخارى برقم )‪ ،( 3237‬ومسلم برقم )‪( 3614‬‬


‫‪ (2‬برقم ) ‪ ( 2142‬صحيح‪ ،‬قال الشيخ اللباني‪ ) :‬صحيح ( دون جملة‬
‫القبر ‪ ،‬صحيح أبي داود برقم )‪.(1873‬‬
‫المرزبان ‪ :‬الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك وهو‬
‫معرب‬
‫‪ (3‬المعجم الكبير للطبراني ‪) -‬ج ‪ / 19‬ص ‪ (117‬برقم )‪( 266‬‬
‫حسن‪ ،‬وهو بمعناه في البخاري برقم )‪.(4899‬‬
‫‪38‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ك ‪ ،‬فقد جعل النبي‬ ‫س فضل زوجك علي ِ‬ ‫‪ .25‬ل تن ِ‬


‫صلى الله عليه وسلم تناسي فضل الزوج سببا‬
‫ماه كفرا ً ‪.‬‬ ‫لدخول المرأة النار ‪ ،‬وس ّ‬
‫ى صلى الله عليه‬ ‫ل الن ّب ِ َ ّ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫س َقا َ‬ ‫ن عَّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫فع َ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ساُء ي َك ُْفْر َ‬ ‫ذا أك ْث َُر أهْل َِها الن ّ َ‬ ‫ت الّناَر فَإ ِ َ‬ ‫وسلم »أِري ُ‬
‫قي َ َ‬
‫ن‬‫شيَر ‪ ،‬وَي َك ُْفْر َ‬ ‫ن ال ْعَ ِ‬ ‫ل » ي َك ُْفْر َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َقا َ‬ ‫ل أي َك ُْفْر َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫م َرأ ْ‬ ‫ن الد ّهَْر ث ُ ّ‬ ‫داهُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ت إ َِلى إ ِ ْ‬ ‫سن ْ َ‬
‫ح َ‬ ‫ن ‪ ،‬ل َوْ أ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ِ ْ‬
‫خي ًْرا قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ط « رواه‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫شي ًْئا َقال َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ِ‬
‫البخاري) ( ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .26‬حافظي على أموال زوجك ‪ ،‬ول تنفقي شيئا من‬


‫ماله إل بإذنه ‪ ،‬وبعد أن تستوثق من رضاه ‪.‬‬
‫ل الل ّهِ صلى‬ ‫سو َ‬ ‫ى َقا َ‬ ‫م َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫فع َ‬
‫ت َر ُ‬ ‫مع ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ة الَباهِل ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أِبى أ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ل»‬ ‫داِع ي َُقو ُ‬ ‫جةِ ال ْوَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫عا َ‬ ‫خط ْب َت ِهِ َ‬ ‫الله عليه وسلم في ُ‬
‫جَها «‪.‬‬ ‫ن َزوْ ِ‬ ‫جَها إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْ ِ‬ ‫ت َزوْ ِ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬‫م ْ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫مَرأ َةٌ َ‬ ‫ل َ ت ُن ِْفقُ ا ْ‬
‫ذا َ َ‬
‫ض ُ‬
‫ل‬ ‫ك أفْ َ‬ ‫ل» َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ل الل ّهِ وَل َ الط َّعا ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫ِقي َ‬
‫وال َِنا « ‪ .‬رواه الترمذي)‪. (2‬‬ ‫َ‬
‫م َ‬‫أ ْ‬
‫وإذا أعسر زوجك فتصدقي عليه من مالك ‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن لك مال ‪ ،‬فاصبري على شظف العيش معه لعل‬
‫الله تعالى يفرج عليكما ‪.‬‬
‫‪ .27‬إذا كنت من المهات العاملت ‪ ،‬فل تتصوري أن‬
‫ما يحتاج إليه زوجك وأولدك هو المال وحده ‪ ،‬فتغدق‬
‫الم عليهم المال تعويضا عن تقصيرها في أداء‬
‫مهامها النسانية ‪ .‬وهيهات هيهات أن يتساوى اللبن‬
‫الصناعي مع لبن الم الرباني الطبيعي ‪ .‬أو يتساوى‬

‫‪ (1‬برقم ) ‪.( 29‬‬


‫‪ ()2‬برقم )‪ ( 672‬حسن‪ ،‬صحيح الجامع برقم )‪ ،(1789‬وصحيح‬
‫الترغيب برقم )‪.(943‬‬
‫‪39‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫حنان الخادمة مع حنان الم ‪ ..‬وطعام الخادمة‬


‫الكافرة مع طعام الزوجة النظيفة ‪ ،‬وتربية المربية‬
‫الجاهلة مع تربية الم الواعية ‪.‬‬
‫‪ .28‬ل تضجري من عمل زوجك ‪ ،‬فإن أسوأ ما تصنع‬
‫بعض النساء هو إعلن الضجر من عمل الزوج ‪.‬‬
‫والعلن يكون عادة في خلق النكد ‪ ،‬والدأب على‬
‫الشكوى ‪ ،‬واتهام الزوج بإهمالها ‪ ..‬واللجوء إلى بيت‬
‫أمها غضبى ‪.‬‬
‫‪ .29‬تذكري أن الزوج الذي اعتاد أن يرى أمه هي‬
‫أول من تستيقظ من نومها ‪ ،‬ثم توقظ كل من في‬
‫البيت بعد ذلك ‪ ،‬وتجهز لهم الفطور ‪ ،‬وتعاون الصغار‬
‫في ارتداء ملبسهم ‪ ،‬لن يرضى بامرأة اعتادت أن‬
‫تنام حتى منتصف الشمس في كبد السماء ‪!! .‬‬
‫‪ .30‬تذكري أن البيت المملوء بالحب والسلم ‪،‬‬
‫والتقدير المتبادل والحترام‪ ،‬مع طعام مكون من‬
‫كسرة خبز وماء ‪ ،‬خير من بيت مليء بالذبائح‬
‫واللحوم وأشهى الطعام ‪ ،‬وهو مليء بالنكد والخصام‬
‫!!‬
‫‪‬‬
‫الزوجة المصلحة)‪(1‬‬
‫الزوجججة الداعيججة‪ ...‬امججرأة صججالحة فججي نفسججها‪...‬‬
‫ترغب في بذل الخير وتسعى لنيل الجر العظيم الذي‬
‫وعد به النججبي ‪ ‬فججي قججوله‪» :‬الدال علععى الخيععر‬
‫كفاعله« فهي تبذل الوسع في هداية زوجها وإعججانته‬

‫‪ ((1‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬


‫‪40‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫على الخير‪ ،‬وترى تلك الصججورة الجميلججة الججتي ذكرهججا‬


‫سا للبيت المسججلم‪» :‬رحععم اللععه رجل ً‬ ‫النبي ‪ ‬نبرا ً‬
‫قام من الليل فصلى وأيقظ امرأتععه فصععلت‪،‬‬
‫فإن أبت نضح في وجههععا المععاء ورحععم اللععه‬
‫امرأة قامت الليل فصععلت‪ ،‬وأيقظععت زوجهععا‬
‫فصلى‪ ،‬فإن أبععى نضععحت فععي وجهععه المععاء«‬
‫]رواه أحمد[ وهي تسعى لزيججادة إيمججان زوجهججا وحثججه‬
‫علججى أعمججال الججدعوة ودللتججه علججى المحاضججرات‬
‫والندوات‪ ،‬وتحرص أشد الحرص على الصحبة الطيبة‪.‬‬
‫ن اللججه عليهججم بالهدايججة‬
‫ذكر أحد الشباب الذين مج ّ‬
‫قصة هدايته فقال‪ :‬تزوجت امرأة عابدة وكنت مفر ً‬
‫طا‬
‫في أمر الصلة فكانت تقوم من الليل وتصججلي بجججوار‬
‫السرير وتدعو الله ‪-‬عز وجل‪ -‬وكنت أستيقظ فأسججمع‬
‫صلتها ودعاءها‪ ،‬فأثر في نفسي ذلججك الججدعاء وطججول‬
‫الصلة‪ ،‬واليوم نقوم سوًيا بسبب دعوتها ودللتها‪ ،‬لقد‬
‫زادت محبتهججا فججي قلججبي وارتفججع قججدرها فججي عينججي‪،‬‬
‫وبعض النساء يأتيها الشججيطان بأعججذار واهيججة‪ ،‬فتراهججا‬
‫تحدث نفسها! اللججه لججن يقبججل ولججن يسججتجيب فلمججاذا‬
‫أتعب نفسي؟ إنه يختلف عن ذاك الرجل الججذي سججمع‬
‫زوجتججه تصججلي فججرقّ قلبججه! والزوجججة أعظججم داعيججة‬
‫لزوجها لتوفر التصال اليومي وطول المدة مع حسن‬
‫العشججرة وطيججب الحججديث‪ ،‬وسججللة العججرض وتخيججر‬
‫‪41‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الوقات وتحين الفرص‪.‬‬

‫‪‬‬
‫احتواء الغضب)‪(1‬‬
‫قالت صاحبة كتاب كيف تؤثرين على زوجك‪ :‬حدثتني‬
‫زميلة لي فقالت‪ :‬كنت أنا وزوجي في شجار دائم ول‬
‫نكاد نرتاح من الشجار أسبوعا ً واحدا ً إل ونعود إليه ‪،‬‬
‫وكلما أعطاني كلمة أعطيته عشرا ً ‪ ،‬وما كنت أقصد‬
‫إيذاءه أو إغضابه ‪ ،‬وإنما أريد الحديث معه إفهامه‬
‫فقد وتبرئة ساحتي ‪ ،‬ولكني وجدته ل يفهمني ول‬
‫ي سيل ً من‬
‫يصدقني فيما أقول ‪ ،‬وإنما يصب عل ّ‬
‫الشتائم المقززة مما يجعلني أغضب منه وأهجره‬
‫ليام وربما لسابيع ‪ ،‬ثم ل أخرج بنتيجة لنه ل يعتذر‬
‫ول يعترف بخطأ ‪ ،‬ول حتى يتحسن سلوكه وتفكيره‬
‫في المستقبل ‪.‬‬
‫وفي ليلة من الليالي اتصلت بإحدى صديقاتي وكنت‬
‫هاجرة لزوجي إثر خلف بيننا‪ ،‬فاشتكيت لها لتسليني‬
‫ي في هذه الطريقة السيئة‬ ‫فإذا بها ‪ .‬تضع اللوم عل ّ‬
‫لمواجهة الخلف والتي ل ُتخّلف سوى خلفات‬
‫دائمة ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬قومي الن والبسي أجمل ثيابك‬
‫وسرحي شعرك وضعي عطرا ً يحبه ثم أقبلي عليه‬
‫بخطى فيها دلل وهدوء وتغنج ‪ ،‬وابتسمي في وجهه‬
‫وانظري إليه وأنت تسيرين إليه ‪ ،‬حتى إذا دنوت منه‬
‫فضعي يدك في يده وقولي )) والله ل أذوق غمضا ً‬

‫‪ ((1‬هذا الموضوع من كتاب كيف تؤثرين على زوجك لشيخة‬


‫الدهمش‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫حتى ترضى (( ثم فاتحيه في موضوعك بعد قليل من‬


‫المداعبات ‪.‬‬
‫قمت صليت العشاء ودعوت الله أن يعينني ويفتح‬
‫على قلبي وقلبه ثم نفذت وصيتها بكل إتقان‬
‫وبراعة ‪.‬‬
‫ماذا تتوقعون النتيجة ؟!‬
‫لقد فوجئ زوجي وذهل – لكنها مفاجأة لذيذة بل‬
‫شك – واستجاب لي استجابة ما كنت أعهدها فيه من‬
‫قبل ‪ ،‬فهو في السابق كجلمود صخر ل يغير رأيه‬
‫شيء ‪ .‬بل إن أشد ما أثار عجبي هو تلك الدمعة‬
‫الحانية التي تحدرت منه وأنا أشكوه بعْبرة وأتحدث‬
‫إليه ‪ ،‬وما أعقبها من أسف ‪ .‬واعتذر – أقسم بالله‬
‫العظيم – ما اعتذر لي زوجي في حياتي قط إل في‬
‫تلك اللحظة ‪.‬‬
‫لول مرة في حياتي أعلم بأن زوجي بهذه الحرقة‬
‫والطيبة ‪ ،‬ولكني ما كنت أعرف الطريق إلى قلبه‬
‫حتى اهتديت إليه الن ‪ !!...‬حتى يكون حوارك ناجحا ً‬
‫وحتى يكون حوارك ناجحا ً مع زوجك في تلك اللحظة‬
‫وفي كل لحظات حديثك أذكرك ببعض المور ‪:‬‬
‫‪ .1‬اختاري الوقت المناسب لفتح الحوار معه‬
‫فل تحدثيه وهو قادم للتو من عمله ‪ ،‬ول إذا كان‬
‫مريضا ً ‪ ،‬ول إذا كان متوترا ً ومتضايقا ً من شيء‬
‫ما حتى ولو لم يكن منك ‪ ،‬ول تحدثيه أمام‬
‫البناء ‪ ،‬ول أثناء وقوع خلف واشتعال نار‬
‫الغضب ‪ ،‬وكل امرأة تعرف متى يكون زوجها‬
‫هادئا ً ‪ ،‬ولو تأخر فتح الموضوع ‪ ،‬المهم ‪:‬‬
‫الحصول على نتيجة ‪ ،‬ولعل أفضل الوقات‬
‫‪43‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫أوقات الليل المبكرة إذا كان مقبل ً عليك ‪.‬‬


‫‪ .2‬تكلمي معه بصوت منخفض وهادئ ورقيق‬
‫وناعم ‪ :‬وكلما رققته أكثر كان لك أعظم أجرا ً‬
‫عند الله وأكثر وقعا ً على قلبه ‪.‬‬
‫‪ .3‬ل تشيري أثناء الحديث بيديك بانفعال‪:‬‬
‫وكأنك في حلبة ملكمة‪ ،‬وإنما أشغلي يديك‬
‫بالقبض على يده والمسح على جسده والمسح‬
‫على الجسد يهدئ نفسيته ويهيؤها لك ‪.‬‬
‫‪ .4‬قبل أن تفتحي حديثك أكدي له مسألة‬
‫حرصك على رضاه ‪ :‬وأنه مهما اختلف رأيك عن‬
‫رأيه فلن يكون في الخير إل ما يرضيه ولو على‬
‫حساب نفسك ‪.‬‬
‫إن هذه العبارات تقطع ظنونه ووساوس الشيطان‬
‫على قلبه فل يعتقد – كما يعتقد الكثير من الرجال‬
‫– بأنك تريدين فرض رأيك عليه ‪ ،‬أو إلصاق‬
‫المعائب والتهم به ‪.‬‬
‫‪ .5‬ابدأي حديثك معه بذكر اليجابيات‬
‫والصفات الحسنة في شخصيته ‪ :‬واشكريه‬
‫وشجعيه عليها‪ ،‬قبل فتح الموضوع ‪ ،‬فهي طريقة‬
‫رائعة ومجربة في التأثير عليه مثل ً قولي‪ :‬أنت‬
‫طيب القلب ‪ ،‬وكريم اليد ‪ ،‬ولم تقصر معنا في‬
‫شيء قط و‪ ......‬و‪......‬‬
‫‪ .6‬ادخلي في موضوعك بتدرج ‪ :‬ول تحكمي‬
‫عليه بالخطأ والعتداء ‪ ،‬وإنما اتركيه يفهمها هو‬
‫بنفسه من خلل ضربك للمثل ‪ ،‬مثل ً تقولين ‪ :‬لو‬
‫جاءك شخص وقال لك كذا وكذا ‪ ....‬وأنت تحب‬
‫هذا الشخص كثيرا ً وفعلت ذلك بقصد كذا وكذا‬
‫‪44‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ما رأيك في تصرفه وكيف تحكم عليه ‪...‬‬


‫وهكذا ‪.‬‬
‫‪ .7‬حاوريه ول تجادليه ‪ :‬وكلما قال أمرا ً فقولي‬
‫‪ :‬نعم ‪ ،‬معك حق ‪ ،‬كلمك صحيح وفوق رأسي –‬
‫حتى ولو لم تكوني ترينه صحيحا ً – ولكن ما‬
‫رأيك لو نجرب فكرة أخرى أو رأيا ً آخر ‪ ،‬واحكم‬
‫أنت عليه فإن أعجبك وإل فارفضه‪ ...‬وصدقيني‬
‫من تجربة أقول لك سيعجبه ل محالة ‪.‬‬
‫‪ .8‬ل تدخلي مع موضوعك موضوعات أخرى‬
‫مدفونة ‪ :‬أو قديمة سبق وأن أشبعت بالطرح ‪.‬‬
‫‪ .9‬ل تذكريه بأخطائه السابقة ‪ :‬كلما فتحت‬
‫معه موضوعا ً ‪.‬‬
‫‪ .10‬ل تحاولي تشبيهه في أخطائه بأحد ‪ :‬كأن‬
‫تقولي ‪ :‬أنت مثل أبيك ‪ ،‬أو أخيك ‪.‬‬
‫‪ .11‬حاولي أن تنظري للموضوع من وجهة‬
‫نظره هو ‪ :‬من وجهة نظرك أنت ‪ ،‬فلعله له‬
‫وجهة نظر صحيحة وأنت ل تعلمين ‪.‬‬
‫‪ .12‬استمعي له كلما تحدث بإعجاب ‪ - :‬حتى‬
‫ولو لم تكوني حقا ً معجبة – ول تقاطعيه أبدا ً‬
‫أثناء الحديث ‪ ،‬حتى ولو لم يعجبك حديثه ‪ .‬وإنما‬
‫اصبري حتى ينهي حديثه ثم ابدأي مداخلتك ‪،‬‬
‫إنك كلما احترمتيه أثناء الحديث بادلك احتراما ً‬
‫مثله ‪.‬‬
‫‪ .13‬ل تسخري منه أثناء حديثه ‪ :‬ول من آرائه‬
‫ول تعيريه ول تسخري من أهله كذلك حتى ولو‬
‫كان مقتنعا ً بخطأ أهله أو سوء تصرفهم ‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫اغلقي الحوار إذا رأيت أنه سيتطور إلى السوأ ‪:‬‬


‫وأجليه إلى وقت لحق ‪ .‬احذري‬
‫وأخيرا ً قبل أن أغلق ملف الخلفات الزوجية أذكر‬
‫بأمور ‪:‬‬
‫‪ .1‬احذري الهجر بهد الخلف ‪ ،‬فإنه يبني‬
‫حواجز رهيبة في نفس الزوجين ‪ ،‬يصعب هدمها‬
‫وربما لن تشعري بأثرها إل مع امتداد الزمن‬
‫وتكرر الهجر ‪.‬‬
‫‪ .2‬الخلف إذا شب بين الزوجين كان شرارة‬
‫صغيرة ‪ :‬فإذا جعلِته يخرج خارج حدود المنجزل‬
‫سيصبح حرائق ‪ ،‬فإياك أن تشتكي لحد إل لهل‬
‫الختصاص فقط ‪.‬‬
‫‪ .3‬ل تدعي الخلف يستمر حتى اليوم التالي ‪:‬‬
‫وتعودا دائما ً أن ل تناما إل متصافيين ‪ ،‬وقد كان‬
‫هذا نهج عائشة رضي الله عنها مع حبيبها صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ ،‬فكانت تقول ‪ :‬كنت أهجره‬
‫ولكن ل أهجر إل إلى الليل ‪.‬‬
‫إياك ثم إياك الذهاب إلى منجزل أهلك ‪ :‬لن في ذلك‬
‫تكبير لشرارة الموضوع وكسر لكرامة زوجك لن‬
‫تجبريه ولو عدت إليه مرة أخرى ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫حرمة امتناع الزوجة عن فراش زوجها‬
‫والحذر من عصيانه ومخالفة أمره‬
‫ل يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إذا دعاها إلى‬
‫فراشه ليجامعها لّنه بامتناعها عنه ت ُعَّرض نفسها‬
‫للعنة الملئكة لها والعياذ بالله ‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫فعن أبي هريرة ‪ ، ‬قال ‪ :‬قال رسول الله ‪" : ‬إذا‬


‫دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات‬
‫غضبان عليها لعنتها الملئكة حتى تصبح" ‪(1).‬‬
‫وفي رواية لهما‪ :‬قال رسول الله ‪" :‬والذي‬
‫ه إلى‬ ‫عو امرأت َ ُ‬ ‫ل ي َدْ ُ‬
‫ن رج ٍ‬ ‫م ْ‬
‫نفسي بيده‪ ،‬ما ِ‬
‫ن الذي في السماء‬ ‫شه‪ ،‬فتأَبى عليه إل كا َ‬ ‫فرا ِ‬
‫ضى عنها"‪.‬‬ ‫ساخطا ً عليها‪ ،‬حتى ي َْر َ‬
‫ش‬
‫فرا َ‬ ‫ت المرأةُ هاجرةً ِ‬ ‫وفي رواية لهما‪" :‬إذا بات َ ِ‬
‫ح" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ة حتى تصب َ‬ ‫زوجها لعنتها الملئك ٌ‬
‫قال النووي‪ :‬قوله ‪» :‬إذا باتت المرأة هاجرة‬
‫فراش زوجها لعنتها الملئكة حتى تصبح« وفي رواية‪:‬‬
‫)حتى ترجع( هذا دليل على تحريم امتناعها من‬
‫فراشه لغير عذر شرعي‪ ،‬وليس الحيض بعذر في‬
‫المتناع لن له حقا ً في الستمتاع بها فوق الزار‪،‬‬
‫ومعنى الحديث أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول‬
‫المعصية بطلوع الفجر والستغناء عنها أو بتوبتها‪،‬‬
‫ورجوعها إلى الفراش‪ .‬قوله ‪) :‬فبات غضبان‬
‫)‪(3‬‬
‫عليها( وفي بعض النسخ غضبانًا‪.‬اهج‪.‬‬
‫وعن عبد الله بن أبي أوفى‪ ،‬عن رسول الله ‪‬‬
‫أنه قال ‪" :‬لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير‬

‫‪ ((1‬رواه البخاري برقم )‪ ، (4897‬باب إذا باتت المرأة مهاجرة‬


‫فراش زوجها ‪ ،‬ومسلم برقم )‪ ، (1436‬باب تحريم امتناعها من‬
‫فراش زوجها ‪.‬‬
‫‪ (2)2‬رواه البخاري في كتاب النكاح برقم )‪ ،(5073‬باب إذا بات ِ‬
‫ت‬
‫ش زوجها‪ ،‬وصحيح مسلم في كتاب النكاح برقم‬ ‫المرأة مهاجَرةً ِفرا َ‬
‫)‪ ،(1436‬باب تحريم امتناعها من فراش زوجها ‪.‬‬
‫‪ (1)3‬شرح النووي ‌‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الله لمرت المرأة أن تسجد لزوجها‪ ،‬والذي‬


‫نفس محمد بيده ل تؤدي المرأة حق ربها‬
‫حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها‬
‫نفسها وهي على قتب لم تمنعه"‪‌ (1) .‬‬
‫قوله‪ :‬على قتب‪ ،‬وهو بفتح القاف والمثناة بعدها‬
‫)‪(2‬‬
‫موحدة رحل صغير على قدر السنام ‪.‬‬
‫وفي الحديث تأكد حق الزوج وحث على ما يجب‬
‫من بره ووفاء عهده والقيام بحقه ولهن على الزواج‬
‫)‪(3‬‬
‫ما للرجال عليهن‪.‬‬
‫ول يجوز للمرأة أن تخالف زوجها أو تعصي‬
‫أمره ‪ ،‬ول يجوز لها أن تدخل في بيته أحد إل بإذنه‪،‬‬
‫بل ل يجوز لها أن تصوم النافلة إل ّ بإذن زوجها ‪.‬‬
‫فعن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬ل‬
‫هدٌ إل بإذِنه‪،‬‬ ‫ة أن تصوم وزوجها شا ِ‬ ‫يحل لمرأ ٍ‬
‫ه إل بإذنه" ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ن في بيت ِ ِ‬ ‫ول تأذَ َ‬
‫سئل شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله‪ :‬عن‬
‫رجل له زوجة‪ ،‬تصوم النهار وتقوم الليل‪ ،‬وكلما دعاها‬
‫الرجل إلى فراشه تأبى عليه‪ ،‬وتقدم صلة الليل‬
‫وصيام النهار على طاعة الزوج‪ :‬فهل يجوز ذلك‪.‬‬
‫فأجاب‪ :‬ل يحل لها ذلك باتفاق المسلمين؛ بل‬
‫يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش‪ ،‬وذلك‬
‫‪ (2)1‬صحيح الجامع حديث رقم )‪‌. (5295‬‬
‫‪ (3)2‬فتح الباري ‪.‬‬
‫‪ (4)3‬فيض القدير )‪.(5/329‬‬
‫‪ (1)4‬رواه البخاري برقم )‪ ، (4896‬باب صوم المرأة بإذن زوجها‬
‫تطوعا ‪ ،‬ومسلم برقم )‪ ، (1226‬باب ما أنفق العبد من مال موله ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫فرض واجب عليها‪ .‬وأما قيام الليل وصيام النهار‬


‫فتطوع‪ :‬فكيف تقدم مؤمنة للنافلة على الفريضة!‬
‫حتى قال النبي ‪ ‬في الحديث الذي رواه البخاري‪،‬‬
‫ومسلم عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬ل يحل‬
‫للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه‪ ،‬ول تأذن في‬
‫بيته إل بإذنه« فإذا كان النبي ‪‬قد حرم على المرأة‬
‫أن تصوم تطوعا ً إذا كان زوجها شاهدا ً إل بإذنه‪،‬‬
‫فتمنع بالصوم بعض ما يجب له عليها‪ :‬فكيف يكون‬
‫حالها إذ طلبها فامتنعت! وفي الصحيحين‪ :‬عن النبي‬
‫‪» :‬إذا دعا الرجل المرأة إلى فراشه فأبت لعنتها‬
‫الملئكة حتى تصبح« وفي لفظ‪» :‬إل كان الذي في‬
‫السماء ساخطا ً عليها حتى تصبح« وقد قال الله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪. ‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫فالمرأة الصالحة هي التي تكون »قانتة« أي‬
‫مداومة على طاعة زوجها‪ .‬فمتى امتنعت عن إجابته‬

‫‪ ()1‬سورة النساء ‪.‬‬


‫‪49‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫إلى الفراش كانت عاصية ناشزة‪ ،‬وكان ذلك يبيح له‬


‫ضربها كما قال تعالى‪  :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪.    ‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب‬


‫من حق الزوج؛ حتى قال النبي ‪» ‬لو كنت آمرا ً‬
‫لحد أن يسجد لحد لمرت المرأة تسجد لزوجها؛‬
‫لعظم حقه عليها« وعنه صلى الله عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫النساء قلن له‪ :‬إن الرجال يجاهدون‪ ،‬ويتصدقون‪،‬‬
‫ويفعلون‪ ،‬ونحن ل نفعل ذلك‪ .‬فقال‪» :‬حسن فعل‬
‫أحدكن بعد ذلك« أي‪ :‬أن المرأة إذا أحسنت معاشرة‬
‫بعلها كان ذلك موجبا ً لرضاء الله وإكرامه لها؛ من‬
‫)‪(2‬‬
‫غير أن تعمل ما يختص بالرجال‪ .‬والله أعلم‪.‬اهج‪.‬‬

‫‪ ()1‬سورة النساء ‪.‬‬


‫‪ ()2‬مجموع الفتاوى )‪. (32/273‬‬
‫‪50‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وسئل الشيخ صالح فوزان بن عبد الله الفوزان‪ :‬ما‬


‫رأيك بالمرأة التي ل تسمع كلم زوجها ‪ ،‬ول تطيعه ‪،‬‬
‫وتخالفه في كثير من المور ؛ كأن تخرج بدون أمره‬
‫وتخرج أحيانا ً خلسة بدون علمه ؟‬
‫فأجاب‪ :‬يجب على المرأة أن تطيع زوجها‬
‫بالمعروف ‪ ،‬ويحرم عليها معصية ‪ ،‬ول يجوز لها‬
‫الخروج من بيته إل بإذنه ‪.‬‬
‫قال النبي ‪ ": ‬إذا دعا الرجل امرأته إلى‬
‫فراشها ‪ ،‬فأبت أن تجيء ‪ ،‬فبات غضبان‬
‫)‪(1‬‬
‫عليها ؛ لعنتها الملئكة حتى تصبح " ‪.‬‬
‫وقال ‪": ‬لو كنت آمرا ً أحدا ً أن يسجد لحد ؛‬
‫لمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم‬
‫حقه عليها "‪.(2) .‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫وقال تعالى‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫)‪(4) (3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ (‌1)1‬رواه البخاري برقم )‪ ،(4867‬باب إذا باتت المرأة مهاجرة‬


‫فراش زوجها‪ ،‬ومسلم برقم )‪ ،(1436‬باب تحريم امتناعها من‬
‫فراش زوجها ‪.‬‬
‫‪ (2)2‬رواه الترمذي برقم )‪ ،(1159‬باب ما جاء في حق الزوج على‬
‫المرأة‪ ،‬وابن ماجة برقم )‪ ،(1852‬باب حق الزوج على المرأة‪،‬‬
‫والدارمي برقم )‪ ،(1463‬باب النهي أن يسجد لحد‪ .‬وانظر صحيح‬
‫الجامع حديث رقم )‪ (5294‬ورقم )‪(5295‬‬
‫‪ ()3‬سورة النساء ‪.‬‬
‫‪ (4)4‬سورة النساء الية )‪. (31‬‬
‫‪51‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫فبين سبحانه أن الرجل له القوامة على المرأة ‪ ،‬وأنه‬


‫إذا تنكرت له ؛ يتخذ معها الجراء الرادع‬
‫]والمناسب[؛ مما يدل على وجوب طاعته بالمعروف‬
‫وتحريم مخالفتها له بغير حق‪(1).‬‬
‫‪  ‬‬
‫سر مابينها وبين زوجها‬
‫نهي المرأةعن إفشاء ال ّ‬
‫ما يحصل الن بين النساء في هذا الزمان إل من‬
‫رحم الله سبحانه وتعالى من الكلم الكثير بينهن‬
‫وخصوصا ً ما يكون بين المرأة وبين زوجها‪ ،‬حيث‬
‫يقمن بإفشاء السر ما بينهن وبين أزواجهن‪ ،‬وهذا‬
‫محرم بل وهذا الفعل من الكبائر‪ ،‬وتكون آثمة بذلك ‪.‬‬
‫فعن أبي سعيد ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫س عند الله منعزلة يوم‬ ‫"إن من شر النا ِ‬
‫ه أو تفضي‬ ‫ل ُيفضي إلى امرأت ِ ِ‬ ‫القيامة‪ ،‬الرج َ‬
‫سّر صاحبه")‪.(2‬‬ ‫دهما ِ‬ ‫إليه‪ ،‬ثم ين ُ‬
‫شُر أح ُ‬
‫وفي رواية‪" :‬إن من أعظم ِ المانة عند‬
‫م القيامة‪ ،‬الرجل ُيفضي إلى امرأته‬ ‫الله يو َ‬
‫سّرها" ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وُتفضي إليه‪ ،‬ثم ينشر ِ‬
‫قال النووي رحمه الله‪" :‬في هذا الحديث تحريم‬
‫إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور‬
‫ل ذلك‪ ،‬وما يجري من المرأة‬ ‫الستمتاع ووصف تفاصي ِ‬
‫فيه من قول أو فعل ونحوه‪ ،‬فأما مجرد ذكر الجماع‬
‫فإن لم تكن فيه فائدة ول إليه حاجة فمكروه‪ ،‬لنه‬
‫‪ (1)1‬المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ) ‪،3/164‬‬
‫‪. (165‬‬
‫‪ (2)2‬رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم )‪.(2813‬‬
‫‪ (3)3‬رواه مسلم في كتاب النكاح برقم )‪.(1437‬‬
‫‪52‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫خلف المروءة‪ ،‬وقد قال ‪" : ‬من كان يؤمن بالله‬


‫واليوم الخر فليقل خيرا أو ليصمت"‪ ،‬وإن كان إليه‬
‫حاجة أو ترتب عليه فائدة بأن ينكر عليه إعراضه عنها‬
‫أو تدعى عليه العجز عن الجماع أو نحو ذلك فل‬
‫كراهة في ذكره‪ ،‬كما قال ‪" : ‬إني لفعله أنا‬
‫وهذه"‪ ،‬وقال ‪ ‬لبي طلحة‪" :‬أعرستم الليلة"‪ ،‬وقال‬
‫لجابر‪" :‬الكيس الكيس"‪ ،‬والله أعلم أ‪.‬هج‪(1).‬‬
‫وقال عبدالملك القاسم‪ :‬المحافظة علععى‬
‫أسرار الزوج فججإن المنجججزل مملكججة خاصججة بججالزوج‬
‫وزوجته‪ ،‬وإفشاء السجرار يعجرض هججذه المملكججة إلجى‬
‫السقوط خاصة إذا كانت أسرار يحججرص الججزوج علججى‬
‫الحتفاظ بها لنفسه‪ ،‬ومن أشد السججرار مججا يقججع بيججن‬
‫الزوجين‪ ،‬وقد حذر النبي ‪ ‬مجن ذلجك ‪ ،‬فعجن أسجماء‬
‫بنجت يزيجد أنهججا كجانت عنججد رسجول اللجه ‪ ‬والرجججال‬
‫والنساء قعود عنده‪ ،‬فقججال‪» :‬لعل رجل ً يقععول مععا‬
‫يفعله بأهله‪ ،‬ولعل امرأة تخبر بما فعلععت مععع‬
‫زوجها« فأرم القوم ‪-‬أي سكتوا ولم يجيبججوا‪ -‬فقلججت‪:‬‬
‫إي والله يا رسول الله‪ ،‬إنهن ليقلن‪ ،‬وإنهججم ليفعلججون‪،‬‬
‫قال‪» :‬فل تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان‬
‫لقي شيطانة فغشععيها‪ ،‬والنععاس ينظععرون« ‪.‬‬
‫رواه أحمد‪.‬‬

‫‪ ((1‬شرح النووي )‪. (10/8‬‬


‫‪53‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الزوجة الموفقة تحتفظ بمشاكلها وتحججاول‬


‫أن تحلهجججا وتصجججلحها فجججي داخجججل منزلهجججا‪ ،‬لن مجججن‬
‫المعججروف أن خججروج المشججكلة مججن المنجججزل معنججاه‬
‫كبرهججا وبقاؤهججا واسججتمرارها‪ ،‬وأحياًنججا تولججد مشججاكل‬
‫أخججرى مضججاعفة‪ ،‬والمججرأة جزامججة ندامججة‪ ،‬بعججد حيججن‬
‫تتمنى أن لو لم تخبر والدها أو والدتها بمشكلة مججرت‬
‫بها‪(1) .‬‬

‫‪‬‬
‫نهي المرأة عن سؤال زوجها الطلق من غير ما‬
‫بأس‬
‫ل يحل للمرأة أن تطلب من زوجها الطلق بدون‬
‫سبب شرعي كما تفعل بعض النساء ‪.‬‬
‫فعن ثوبان ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪" :‬أيما امرأ ٍ‬
‫ة‬
‫س‪،‬‬‫جها طلقها من غير ما بأ ٍ‬ ‫ت زو َ‬ ‫سأل ْ‬
‫ة"‪.‬‬‫ة الجن ّ ِ‬ ‫م عليها رائح ُ‬ ‫فحرا ٌ‬
‫ن‬
‫وفي رواية‪" :‬وإن المختلعات والمنتزعات ه ّ‬
‫جها‬ ‫ة تسأ ُ‬ ‫َ‬
‫ل زو َ‬ ‫مرأ ٍ‬ ‫من ا ْ‬ ‫ت‪ ،‬وما ِ‬ ‫فقا ُ‬ ‫المنا ِ‬
‫ة‪ ،‬أو‬
‫ح الجن ِ‬ ‫س‪ ،‬فتجد ري َ‬ ‫ر بأ )‪ٍ (2‬‬ ‫من غي ِ‬ ‫الطلقَ ِ‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬راِئحة الجن ّ ِ‬

‫‪ ((1‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬


‫‪ (1)2‬صحيح الترغيب )‪ ،(2018‬والرواء )‪ ،(7/100‬والصحيحة )‬
‫‪.(632‬‬
‫‪54‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫قال شيخ السلم ابن تيمية‪ :‬فإن الطلق منهي‬


‫عنه مع استقامة حال الزوجين باتفاق العلماء‪،‬‬
‫حتى قال النبي ‪» : ‬إن المختلعات والمنتزعات‬
‫هن المنافقات«‪ .‬وقال‪» :‬أيما امرأة سألت زوجها‬
‫الطلق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة«‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماء‪ :‬هل هو محرم أو مكروه؟‬
‫وفيه روايتان عن أحمد‪ ،‬وقد استحسنوا جواب‬
‫أحمد لما سئل عمن حلف بالطلق ليطأن امرأته‬
‫وهي حائض؟ فقال‪ :‬يطلقها ول يطأها‪ ،‬قد أباح الله‬
‫الطلق وحرم وطء الحائض‪.‬‬
‫وهذا الستحسان يتوجه على أصلين‪ :‬أما على‬
‫قوله‪ :‬إن الطلق ليس بحرام وإنما يكون تحريمه‬
‫دون تحريم الوطء‪ ،‬وإل فإذا كان كلهما حراما لم‬
‫يخرج من حرام إل إلى حرام‪(1) .‬‬
‫‪‬‬
‫علج الخلف بين الزوجين‬
‫لبد وأن يحصل خلف حاد بين الزوجين‪ ،‬لكن‬
‫المؤسف أن كثيرا ً من هذه الخلفات تكون على‬
‫شيء تافه‪ ،‬وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلف‬
‫يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ‪ ،‬وربما ذهبت الزوجة‬
‫إلى بيت أهلها ‪ ،‬أو وصل إلى حد الطلق ‪ ،‬عدا ما له‬
‫من آثار شديدة الخطورة على نفسيات البناء ‪ ،‬ذلك‬
‫أن الغضب يعمي صاحبه ‪ ،‬فل تسمع أذنه إل صوت‬
‫الشيطان ووسوسته ونفثاته ‪ ،‬ول يرى إل واقعا ً‬
‫يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكت الغضب‬

‫‪ (2)1‬القواعد النورانية )ص ‪. (320‬‬


‫‪55‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وعاد العقل المغيب ندم الزوجان ولت ساعة مندم‪،‬‬


‫ول يندم إل من خسر شيئا ً عظيما ً ‪ ،‬وهل من خسارة‬
‫أعظم من فقد البيت والبناء ؟!‬
‫إذن ل تخسري بيتك وزوجك وأبناءك وسعادتك من‬
‫أجل لحظة ل تحسنين التصرف فيها‪.‬‬
‫إحدى الخوات كان زوجها يحبها حبا ً عظيما ً وصل إلى‬
‫حد العشق لدرجة أنه كتب لها مزرعة باسمها وشقته‬
‫كذلك ‪ ،‬فلما عاتبه أهله ولموه على ذلك‪ ،‬قال‪ :‬والله‬
‫لو أملك أن أكتب لها ثيابي لكتبت ‪ ،‬ثم تشاجر معها‬
‫ذات مرة فرفعت صوتها عليه ‪ ،‬وبدأ كل منهما يقذف‬
‫على الخر الشتائم والتهم فهددها بالزواج عليها ‪،‬‬
‫فسخرت منه وتحدته بكبرياء‪ ،‬ظنا ً منها بأن حبه لها‬
‫سيمنعه ‪ ،‬ثم خرج من عندها وفي أقل من شهر إذا‬
‫به يرقد في أحضان امرأة أخرى‪ ،‬لترقد هي في‬
‫جحيم لحظة لم تحسن التصرف فيها ‪.‬‬
‫هذه قصة واقعية ‪ ....‬وليست من نسج الخيال ‪ ..‬ولما‬
‫رأيته من خطورة هذا الموضوع وتكرره بشكل دائم‬
‫في حياتنا ‪ ،‬أفردت له هذه المساحة من الكتاب لعلها‬
‫تأخذ بيدك إلى طريق الحكمة في مواجهة لحظة‬
‫الخلف ‪ ،‬والتأثير على الزوج في موضوع الخلف ‪.‬‬
‫فاقرأي هذه الخطوات ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬إذا رأيت زوجك غاضبا ً وبدأ يصرخ ويشتم ويتهم‬
‫فالزمي الصمت ‪ ،‬الزمي الصمت ‪ ،‬الزمي الصمت ‪...‬‬
‫حتى ولو كان قلبك يغلي كأزيز المرجل وقد امتل‬
‫بالغيظ والقهر مما تسعينه منه ‪ ،‬وأكثري من‬
‫الستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن الستغفار‬
‫فإنهما يثبتانك بإذن الله وهذا مجرب كثيرا ً ‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫إنك بصمتك تغلقين الباب في وجه الشياطين ‪ ،‬والذي‬


‫هو أحرص ما يكون عند هذه اللحظات فقد ورد في‬
‫الحديث الصحيح " أن إبليس ينصب عرشه على‬
‫البحر ثم يرسل جنوده من الشياطين ليغووا بني آدم‬
‫فيأتيه من يقول ‪ :‬لزلت بفلن حتى زنى ‪ ،‬والخر‬
‫يقول لزلت به حتى قتل ‪ ،‬وهو يقول لهم ‪ :‬لم تفعلوا‬
‫شيئا ً ‪ .‬حتى إذا جاء به من يقول ‪ :‬لزلت به حتى‬
‫فرقت بينه وبين زوجته يقول له إبليس ‪ :‬أنت ‪ ،‬أنت ‪،‬‬
‫ويقر به منه ويدنيه"‪.‬‬
‫أيتها اللبيبة ‪ :‬هل من الحكمة والعقل أن تجدي نارا ً‬
‫تشتعل فتصبي فوقها بنزينا ً وأنت تعتقدين بأنه‬
‫سيطفئها !!‬
‫ل أشك بأنك ستقولين ‪ :‬ل ‪...‬‬
‫إذن تذكري بأن نقاشك معه في تلك اللحظة هو‬
‫البنزين الذي تصبينه على قلب زوجك فيشتعل أكثر ‪.‬‬
‫وإن خدعك الشيطان وقال لك ‪ )) :‬ناقشيه ليفهم‬
‫فقط فيسكت ويقتنع (( فتذكري في تلك اللحظة بأنه‬
‫‪:‬‬
‫لن يفهم ‪ ...‬لن يفهم ‪ ....‬لن يفهم ‪.‬‬
‫إذ ل يمكن في جو مثل هذا الجو المشحون أن تحلي‬
‫مشكلة ول تفهمي زوجك أي شيء ‪ ،‬لن كليكما‬
‫غاضب ‪ ،‬والعقل مغيب ‪ ،‬والنفسية سيئة للغاية ‪،‬‬
‫والشيطان يجلب بخيله ورجله ‪.‬‬
‫يقول صلى الله عليه وسلم ‪ )) :‬من كان يؤمن بالله‬
‫واليوم الخر فليقل خيرا ً أو ليصمت(( إنك في تلك‬
‫اللحظة وبالذات إذا كنت عصبية لن تقولي خيرا ً أبدا ً ‪،‬‬
‫ولذا فيجب عليك الصمت إن كنت تؤمنين بالله‬
‫‪57‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫واليوم الخر ‪ .‬وكوني ممن مدحهم الله بقوله ‪﴿ :‬‬


‫س﴾‪.‬‬‫ن الّنا ِ‬ ‫ظ َوال َْعاِفي َ‬
‫ن عَ ِ‬
‫ن ال ْغَي ْ َ‬
‫مي َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫كاظ ِ ِ‬
‫فالرجل بطبيعته عصبي ‪ ،‬سريع الستثارة ‪ ،‬وإذا‬
‫غضب ل يميز ما أمامه من خلفه ‪ ،‬وليس من الحكمة‬
‫أبدا ً أن تناطحيه كما يتناطح الرجال ‪ ،‬وأن تشتدي‬
‫كلما اشتد وتثوري كلما ثار ‪ ،‬بل إذا اشتد فأرخي وإذا‬
‫لن فتدللي ‪.‬‬
‫يقول الكاتب عبدالله الجعيثن في كتابه المبدع )) فن‬
‫الستمتاع بالحياة (( ‪ )) :‬إذا تناطح رأسان ناشفان‬
‫آلما معا ً ‪ ،‬وإذا تصارعت إدارتان قويتان انكسرت‬
‫إحداهما وانكسرت معها الكرامة (( ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إذا كنت من النوع العصبي قد ل تستطيعين‬
‫التزام الصمت عند وقوع الخلف فاخرجي فورا ً من‬
‫الغرفة التي هو فيها ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬إذا كنت من النوع الحليم الهادئ فل تلزمي‬
‫الصمت بل حاولي امتصاص غضبه في تلك اللحظة‬
‫بلمسة حنان تمرين بها على وجهه وجسده‬
‫وتحتضيننه فيها ‪ ،‬أو ابتسامة هادئة تشرق من فمك‬
‫لتطفئ النار في جوفه ‪ .‬وتردفين معها كلمة طيبة‬
‫رقيقة تطيبين بها خاطره مثل ً ‪ )) :‬مالك إل ما يرضيك‬
‫‪ ،‬ما عاش من يزعلك ‪ ((....‬وغيرها ‪ .‬وتأملي الحديث‬
‫‪)) :‬فليقل خيرا ً أو ليصمت(( ‪ .‬فقدم قول الخير على‬
‫الصمت والكلمة الطيبة التي تمتصين بها غضبه هو‬
‫من قول الخير المقدم على الصمت ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬والجئي إلى الله بالدعاء والصلة بأن يفتح‬
‫على قلبك لحسن التصرف معه ‪ ،‬وأن يفتح على‬
‫قلبه ويريكما الحق حقا ً ويرزقكما اتباعه ‪ ،‬ويريكما‬
‫‪58‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الباطل باطل ً ويرزقكما اجتنابه ‪ ،‬وستجدين بعد هذا‬


‫الدعاء بأن ما في قلبك قد غسل ‪ ،‬وما فيه خير لك‬
‫تيسرين للعمل به تيسيرا ً وهذه من بركات الدعاء ‪.‬‬
‫والدعاء لبد أن يكون في كل الوقات ‪ ،‬لكن بعد‬
‫وقوع الخلف وقبل الحديث مع الزوج يكون أكثر‬
‫ضرورة ‪.‬‬
‫وإذا اشتد الخلف بين الزوجين وتفاقم‪ ،‬فكذلك‬
‫جعل الله سبحانه وتعالى له العلج‪.‬فقال الله تعالى‪ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪   ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪(1)  ‬‬

‫فإذا كانت الرغبة في نفس الزوجين في الصلح‬


‫وكان الغضب هو الحاجز والحاجب بينهما ‪ ،‬وكانت‬
‫الرغبة كذلك في نفس الحكمين بالصلح يقدر الله‬
‫صل َ ً‬
‫حا‬ ‫دا إ ِ ْ‬
‫ري َ‬‫تعالى الصلح بينهما ويوفق بينهما‪ِ‬إن ي ُ ِ‬
‫‪ ، ‬فالله تعالى يستجيب لهما‬ ‫ما‬
‫ه َ‬
‫ه ب َي ْن َ ُ‬ ‫ق الل ّ ُ‬ ‫و ّ‬
‫ف ِ‬ ‫يُ َ‬
‫خِبيًرا‪. ‬‬ ‫ما َ‬ ‫عِلي ً‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ما إ ِ ّ‬‫ه َ‬‫ويوفق ‪ ‬ب َي ْن َ ُ‬
‫‪‬‬

‫تجمل الزوجة وتزينها فترة الحيض‬


‫من المؤسف حقا ً تجد بعض الزوجات إذا جاءها‬
‫الحيض أعلنت لزوجها عن أسبوع القذارة‪ ،‬فل تنظف‬
‫‪ ((1‬سورة النساء الية )‪. (35‬‬
‫‪59‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫له‪ ،‬ول تتزين عنده‪ ،‬وتظن أن الحيض معناه‪ :‬حرمان‬


‫الزوج من المباشرة والستمتاع بسائر الجسد ‪،‬‬
‫وسبعة أيام وقد تطول إلى أسبوعين والزوج في‬
‫عذاب وقلق ‪.‬‬
‫أين الكحل في العينين ؟ وأين زينة الوجه الجميل‬
‫والشعر والثوب والرائحة ؟ بل يجب عليها أن‬
‫تضاعف الهتمام لتعوض الزوج حاجته ‪ ،‬فالرسول ‪‬‬
‫كان يباشر أهله في الحيض ويقول ‪" :‬اصنعوا كل‬
‫شيء إل النكاح"‪(1).‬‬
‫وعن عائشة قالت‪" :‬كنت أغتسل أنا والنبي ‪ ‬من‬
‫إناء واحد كلنا جنب ‪ ،‬وكان يأمرني فأتزر فيباشرني‬
‫وأنا حائض‪ ،‬وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف‬
‫فأغسله وأنا حائض" ‪(2).‬‬
‫‪‬‬
‫علقة المرأة مع أهل زوجها‬
‫اعلمي أختي المسلمة حفظك الله بهذا الدين العظيم‬
‫ت والججدة زوجججك أو والججده وأطعججتيهم‬
‫ك خججدم ِ‬
‫إذا إّنجج ِ‬
‫ن ذلك ُيعججد مججن‬
‫بالمعروف وفيما يرضي الله تعالى فإ ّ‬
‫الحسان لزوجك وسيأجرك الله تعالى علججى ذلججك ثججم‬
‫ييسجججر اللجججه زوججججات لولدك يخجججدموك ويراعجججوا‬

‫‪ ((1‬رواه مسلم برقم )‪ ، (302‬باب جواز غسل الحائض رأس زوجها‬


‫وترجيله وطهارة سؤرها والتكاء في حجرها وقراءة القرآن فيه ‪.‬‬
‫‪ ((2‬البخاري برقم )‪ ، (295‬باب من سمى النفاس حيضا ً ‪ ،‬ومسلم‬
‫برقم )‪ ، (321‬باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة‬
‫وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة وغسل أحدهما‬
‫بفضل الخر ‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫شئونك ‪ ،‬ووالد زوجججك هججو مججن محارمججك ويجججوز لججك‬


‫خدمته والشراف عليه ‪.‬‬
‫سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العججثيمين‪ :‬أنججا امججرأة‬
‫أقوم بخدمة والد زوجي وهو رجل ليس لججه أحججد غيججر‬
‫زوجي فهل لي حق في غسله والشراف عليه ؟‬
‫فأجججاب‪ :‬أمججا قيامججك بخدمججة والججد زوجججك فهججذا أمججر‬
‫تشججكرين عليججه لنججه مججن الحسججان إلججى هججذا الرجججل‬
‫الكبير ومن الحسان إلى زوجك أيضا ً ولك أن تغسليه‬
‫فيما عدا الفرجين أما الفرجان فإن كان يسججتطيع أن‬
‫يغسل نفسه فذاك ول يجوز لك أن تغسججليه وإذا كججان‬
‫ل يسججتطيع فل حججرج عليججك أن تغسججليه بشججرط أن‬
‫ترتججدين قفججازين علججى يججديك حججتى ل تباشججري مججس‬
‫عورته كمججا يجججب أن تغضججي البصججر عججن النظججر إلججى‬
‫عورته لنه ل يجوز لك أن تنظري إلى عورة أحد مججن‬
‫الناس إل زوجك وكذا المثل)‪(1‬‬
‫وعليك أختي المسلمة كذلك بإبعاد التليفزيون عن‬
‫البيت وأن تجنبي أولدك هذا الشر الكبير ‪ ،‬لن غالب‬
‫ما يبث فيه من الشر والسموم والفساد ما الله به‬
‫عليم‪ ،‬فهو يربي الطفل على الفساد العقدي‬
‫والخلقي ‪.‬‬
‫وأنت راعية في بيت زوجك ومسؤولة عن رعيتك ‪.‬‬
‫فعن ابن عمَر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله‬
‫مسؤو ٌ‬
‫ل‬ ‫ع وكّلكم َ‬ ‫ّ‬
‫عليه وسلم قال‪» :‬كلكم را ٍ‬
‫ع على‬ ‫ع‪ ،‬والرج ُ‬
‫ل را ٍ‬ ‫عن َرعّيته‪ ،‬والميُر را ٍ‬
‫جها‬ ‫ت َزو ِ‬ ‫ة على بي ِ‬ ‫ه‪ ،‬والمرأةُ راعي ٌ‬‫ل بيت ِ‬‫أه ِ‬

‫‪ ( 1)1‬فتاوى الشيخ محمد صالح العثيمين ) ‪. (2/775‬‬


‫‪61‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫ل عن‬ ‫ع وكلكم مسؤو ٌ‬ ‫ّ‬


‫فكلكم را ٍ‬ ‫ه‪،‬‬
‫د ِ‬
‫ول ِ ِ‬
‫و َ‬‫َ‬
‫رعّيته«‪( ).‬‬
‫‪1‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والولد‬


‫والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك‪،‬ورعايججة الخججادم‬
‫حفظ ما تحت يده والقيام بما يجب عليه من خججدمته‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪‬‬
‫ما يجب على المرأة في الصيام‬
‫المرأة في الصيام حكمها حكم الرجل بفرضية‬
‫الصيام وأنه واجب عليها ‪ ،‬لكن هناك بعض المور‬
‫تختص بها المرأة دون الرجل وسنبينها ‪:‬‬
‫ل تصوم المرأة النافلة إل بإذن زوجها‬
‫نهى النبي ‪ ‬المرأة أن تصوم نافلة وزوجها شاهد‬
‫أي حاضر إل أن يأذن لها بالصوم ‪.‬‬
‫عن أبي هريرة عن النبي ‪" : ‬ل تصوم المرأة‬
‫وبعلها شاهد إل بإذنه ‪ ،‬ول تأذن في بيته‬
‫وهو شاهد إل بإذنه‪ ،‬وما أنفقت من كسبه‬
‫من غير أمره فإن نصف أجره له" ‪(3).‬‬
‫قوله ‪ :‬بعلها أي زوجها ‪ ،‬ويقال للزوج ‪ :‬بعل ‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا في‬
‫أثناء حديث ومن حق الزوج على زوجته أن ل تصوم‬
‫تطوعا إل بإذنه فإن فعلت لم يقبل منها ‪ ،‬والحديث‬
‫جَها‬
‫ت َزوْ ِ‬‫ة ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫مْرأ َةُ َرا ِ‬
‫عي َ ٌ‬ ‫‪ ( )1‬رواه البخاري برقم )‪ ، (5079‬باب ال ْ َ‬
‫‪2‬‬

‫‪ ،‬ومسلم برقم )‪ ، (4680‬باب فضيلة المير العادل وعقوبة الجائر‬


‫والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم ‪.‬‬
‫‪ (1)2‬فتح الباري ‪.‬‬
‫‪ ((3‬رواه البخاري برقم )‪ ،(4896‬باب صوم المرأة بإذن زوجها‬
‫تطوعا‪ ،‬ومسلم برقم)‪ ، (1226‬باب ما أنفق العبد من مال موله ‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫يدل على تحريم صوم التطوع على المرأة بدون إذن‬


‫زوجها الحاضر وهو قول الجمهور ‪(1).‬‬
‫وقال النووي ‪ :‬هذا محمول على صوم التطوع‬
‫والمندوب الذي ليس له زمن معين وهذا النهى‬
‫للتحريم صرح به أصحابنا وسببه أن الزوج له حق‬
‫الستمتاع بها في كل اليام وحقه فيه واجب على‬
‫الفور فل يفوته بتطوع ول بواجب على التراخي‪ ،‬فان‬
‫قيل فينبغي أن يجوز لها الصوم بغير إذنه فان أراد‬
‫الستمتاع بها كان له ذلك ويفسد صومها فالجواب أن‬
‫صومها يمنعه من الستمتاع في العادة لنه يهاب‬
‫انتهاك الصوم بالفساد ‪(2).‬‬
‫‪‬‬
‫نصيحة لحياة زوجية سعيدة‪(3).‬‬
‫‪ .1‬الحب المتبادل‪ :‬حجر الزاوية في العلقة‬
‫الزوجية فتفنني في إبراز هذا الحب‪.‬‬
‫‪ .2‬الحترام‪ ..‬الحترام‪ ..‬الحترام‪ ..‬إنه الخط‬
‫الحمر الذي ينبغي أن ل يتجاوزه الزوجان مهما‬
‫كانت الظروف‪ ،‬وهو الوحيد الذي إذا اختل ل‬
‫يستطيع الحب إصلحه‪.‬‬
‫‪ .3‬تبادل الحاديث ‪ :‬فالذن تعشق قبل العين‬
‫أحيانا ً ‪ ،‬ولها حاجة فطرية اللستمتاع كباقي‬
‫أعضاء الجسد ‪ ،‬ول يمتعها إل صوت من تحبه ‪،‬‬
‫وهو يحدثه في كل مناحي الحياة ‪ ،‬وتزداد المتعة‬

‫‪ ((1‬نيل الوطار )‪. (6/367‬‬


‫‪ ((2‬شرح مسلم )‪. (7/115‬‬
‫‪ ((3‬هذا الموضوع من كتاب كيف تؤثرين على زوجك لشيخة‬
‫الدهمش‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫حينما تكون غزل ً وتحببا ً ‪.‬‬


‫‪ .4‬الحضور في المنجزل‪ :‬وكثرة البقاء فيه‪،‬‬
‫فالغياب قد يكون سببا ً في فشل الزواج‪ ،‬سواء‬
‫غياب الرجل أو المرأة‪ ،‬وما أجمل أن يجدك‬
‫زوجك كلما دخل أمامه تستقبلينه بكل حفاوة‬
‫كما يستقبل الملوك‪.‬‬
‫‪ .5‬الملمسة والتقارب الجسدي ‪ ،‬والمداعبة ‪،‬‬
‫والتقبيل ‪ :‬كلها من أعظم وأصدق التعبيرات عن‬
‫الود الصادق ‪ ،‬وأنا ل أقصد بها ما يكون في‬
‫الفراش قبل الجماع ‪ ،‬وإن كان هذا مهما ً ‪ ،‬لكن‬
‫أقصد بها ما يكون بشكل عابر طوال اليوم ‪،‬‬
‫مثل ً عند مشاهدة التلفاز ‪ ،‬أو في المطبخ ‪ ،‬أو‬
‫عند تناول وجبات الطعام وفي كل وقت بل‬
‫استثناء ‪.‬‬
‫‪ .6‬الصنفرة ‪ :‬وأقصد بها أن ل تكتمي في قلبك ما‬
‫تكرهينه في زوجك حتى يتراكم كالجبل‬
‫العظيم ‪ ،‬ثم تنفجري بعه ‪ ،‬وإنما عليك‬
‫بالمصارحة والشفافية حتى ولو لم تجدي نتيجة‬
‫فالحديث بحد ذاته تنفيس ‪.‬‬
‫‪ .7‬إياك وتعود الكذب والخداع ‪ :‬الصدق منجاة‬
‫والكذب مهلكة في الدنيا والخرة ‪ ،‬إل ما‬
‫اضطررت إليه كأن يكون في الصدق خطورة‬
‫على علقتك الزوجة في موقف ما ‪.‬‬
‫‪ .8‬العراب عن المشاعر بإطالة النظر إلى عيني‬
‫زوجك وهي وسيلة مهمة تغفل عنها الكثير من‬
‫الزوجات ‪.‬‬
‫‪ .9‬محاولة تجديد الحياة بمفاجاءات وهدايا‬
‫‪64‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وابتكارات جديدة ورحلت خاصة بكما فقط‪.‬‬


‫‪ .10‬التكيف ‪ :‬فمهما حاولت إصلح زوجك فلن‬
‫يكون كما تحبين ‪ %100‬فحاولي التكيف بكل‬
‫أريحية مع وضع زوجك وبرمجي حياتك على ذلك‬
‫دون تذمر ‪.‬‬
‫‪ .11‬ل تحاولي الستماع لكل من هب ودب ولو‬
‫كانت أمك وإنما أعطي أذنك لهل الرأي‬
‫والمشورة والحكمة والتعقل كلما احتجت‬
‫مشورة من أحد ‪.‬‬
‫‪ .12‬الكتمان ‪ :‬اكتمي كل تفاصيل حياتك حتى عن‬
‫أقرب الناس إليك ‪ ،‬فرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول ‪ )) :‬استعينوا على قضاء حوائجكم‬
‫بالكتمان (( ‪.‬‬
‫فإما تحسدين على نعمة أو تصبحين محل سخرية‬
‫أو فاكهة مجلس ‪ ،‬لكل من هب ودب ‪ .‬عدا ما فيه‬
‫من غيبة الزوج التي حرمها الله ‪.‬‬
‫‪ .13‬البتسامة‪ ..‬البتسامة‪ ..‬البتسامة‪ ..‬فمهما‬
‫بلغت من جمال وزينة فأنت بل ابتسامة كمنزل‬
‫جميل بل مصابيح ‪ ،‬وهي السهم النافذ الذي‬
‫يشق لك قلب زوجك شقًا‪.‬‬
‫‪ .14‬التنازل ‪ :‬اجعليه شعارا ً في حيباتك الزوجية‬
‫تنازلي عن أشياء تحبينها في شخصيتك‬
‫لتستمتعي بصفات أجمل في شريك حياتك ‪.‬‬
‫‪ .15‬المعاملة تولد مثلها ‪ :‬ولذلك فل تنتظري شيئا ً‬
‫من زوجك يكون قد غفل عنه فكل ما تحبين‬
‫سماعه منه اسمعيه أنت أول ً ليتعلم منك ‪ ،‬وكل‬
‫ما ترغبين أن يعاملك به عامليه به وستبهرك‬
‫‪65‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫النتيجة ‪.‬‬
‫‪ .16‬ل تضخمي الصغائر والتوافه ‪ :‬وانسيها تماما ً ‪،‬‬
‫ول تحاولي التصحيح المستمر على كل خطأ يقع‬
‫منه ‪ ،‬فغضي الطرف وتغافلي ‪ ،‬ولن يشدد أحد‬
‫إل يشدد الله عليه ‪.‬‬
‫‪ .17‬ازرعي الثقة في نفسه ‪ :‬فكل الرجال‬
‫يحتاجونها ‪ ،‬فامدحيه كثيرا ً ‪ ،‬واستشيريه على‬
‫الصغيرة والكبيرة – حتى ولو لم تأخذي رأيه –‬
‫وأظهري دائما ً حاجتك الدائمة إليه وأنك ل‬
‫تستغنين عنه ‪ ،‬وأنك دائما ً تشعرين بالمان ‪،‬‬
‫والسعادة ‪ ،‬والطمئنان مادام بقربك ‪ ،‬ول‬
‫تخالفيه حتى في اختيار اللوان ‪ ،‬وكلما أعجب‬
‫بشيء أكدي له أنك معجبة به مثله حتى ولو لم‬
‫تكوني صادقة ‪.‬‬
‫‪ .18‬النظافة في نفسك وبيتك وولدك ‪ :‬عنوان‬
‫إيمانك بالله وعنوان حبك لزوجك واحترامك‬
‫لذاتك وكم من امرأة طلقت لهذا السبب‬
‫فاحذري ‪.‬‬
‫‪ .19‬حاربي في نفسك الستسلم للهم والقلق‬
‫والبلء وكوني بشوشة دائما ً ‪.‬‬
‫‪ .20‬اشكريه على كل صغيرة وكبيرة وادعي له‬
‫وهو يسمع ‪ ،‬فالدعاء للشخص وهو يسمع من‬
‫أعظم ما يلين القلوب ويقرب بينها ‪.‬‬
‫‪ .21‬حاولي أن تغيري في شكلك وشعرك وتجددي‬
‫ملبسك باستمرار ‪.‬‬
‫‪ .22‬لغرفة النوم قدسية خاصة في الحياة‬
‫الزوجية ‪ ،‬فاعتني بنظافتها وبجمالها ‪ ،‬ورائحتها ‪،‬‬
‫‪66‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وتهيئتها كل ليلة لتكون محضنا ً لليلة رومانسية‬


‫دافئة ‪ ،‬وأحسني استقبال زوجك فيها ‪ ،‬وأظهري‬
‫مشاعر الحب فيها بل خجل أو حياء ‪.‬‬
‫‪ .23‬اللقاء الزوجي الخاص شيء أساسي في حياة‬
‫الرجل ويحتل المرتبة الولى في قائمة‬
‫احتياجاته وليست المرتبة الخيرة كما تجعلينها‬
‫أنت بإهمالك ‪،‬ج ومهما كان لديك من مشاغل‬
‫ومسؤوليات بيت وأطفال فكل ذلك ل يشفع لك‬
‫عنده ول يعتبره عذرا ً يبرر إهمالك في حقه لهذا‬
‫حتى وإن سكت ولم يفصح لك عن ذلك ‪.‬‬
‫وكم من امرأة قد ترينها بل جمال أو علم‬
‫وتتساءلين عن سر حظوتها عند زوجها ول تدرين‬
‫بأن السر هو حسن صنيعها في تلك اللحظة ‪.‬‬
‫فاحذري ‪ ...‬ثم احذري‪ ...‬ثم احذري‪:‬‬
‫‪ -‬أن تهملي التهيؤ والتجمل له حتى ولو كنت‬
‫غاضبة منه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تمتنعي عن النوم في فراشه حتى ولو كنت‬
‫غاضبة منه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقبل عليك بشوق وتتعاملي معه ببرود‬
‫عاطفي بحجة عدم رغبتك في المعاشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تسبقيه إلى النوم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تمتنعي من فراشه إذا طلبك أو تحبيبيه‬
‫بتذمر وكره ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتعاملي معه بأنانية فتنتظرين منه ول‬
‫تبادلينه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تجعلي الخجل يمنعك من الفصاح عن‬
‫مشاعر الحب الصريحة ‪ ،‬وعن رغبتك الخاصة‬
‫‪67‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫في زوجك لن ذلك الكتمان سيطفئ وهج‬


‫التواصل الفطرية بينكما ‪ ،‬فمتى انطفأ من‬
‫نفسك بسبب كتمانك لتلك المشاعر الفطرية‬
‫سيفتر من نفس زوجك ل محالة لنكما ككفتي‬
‫ميزان ل يستغني أحدهما عن الخر ‪ ،‬كما أن‬
‫كتمانك لتلك المشاعر الفطرية مخالفة للفطرة‬
‫وله آثار خطيرة على نفسيتك وتعاملك مع‬
‫زوجك حتى ولو لم تدركي ذلك ‪.‬‬
‫‪ .24‬المعصية لها شؤم على الحياة الزوجية وكم‬
‫من مشكلت ربت في حياة الزوجين كانت‬
‫عقوبة على معاصي انتهكت فاحذري من‬
‫التهاون فيما حرم الله ‪ ،‬وكوني عونا ً لزوجك‬
‫على طاعة الله ‪ ،‬وبر والديه ‪ ،‬وصلة رحمه ‪.‬‬
‫‪ .25‬علمي أبناءك احترام والدهم وتقديره وتقبيل‬
‫رأسه ويده ‪ ،‬ول تجرحيه بكلمة أمام البناء أو‬
‫تخالفيه في رأي ‪ ،‬ول تتشاجرا أمامهم ‪ ،‬ول‬
‫تسمحي له أن يجرحك أو يهينك أمامهم ‪.‬‬
‫‪ .26‬الطاعة له فيما تكرهينه أو فيما يخالف رأيك أو‬
‫ذوقك ‪ ،‬سر السرار في كسب قلب زوجك حتى‬
‫ينقلب الوضع فيما بعد فيصبح هو المطيع لك ‪" .‬‬
‫كوني له أمة يكن لك عبدا ً " ولكن إذا أطعِته في‬
‫شيء تكرهه نفسك فأخبريه بذلك دون مّنة‬
‫وأخبريه أن حبك له وحرصك على رضاه هو‬
‫السبب ‪ ،‬وذلك حتى يرى معروفك هذا ويقدره ‪.‬‬
‫أفكار تجدد )) الحب ((‬
‫قد تكونين متأكدة بأن زوجك يحبك ومع ذلك تفرحين‬
‫بأي هدية يقدمها لك ‪ ،‬أو حركة يفعلها ‪ ،‬أو مشاعر‬
‫‪68‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫يبديها ليعبر لك عن صدق حبه لنها علمات تبرهن‬


‫لك صدق محبته وهي الوقود الذي يشعل الحب في‬
‫قلبك لتغرقي في عالمه الساحر ‪.‬‬
‫كذلك زوجك ‪ ،‬فإنه يفرح بكل همسة إحساس منك‬
‫تعبر له عن صادق حبك له ويحتاج –كحاجتك تمامًا–‬
‫إلى أن تبدعي وتنوعي في إيصال رسائل الحب هذه‬
‫إلى قلبه بما تجددينه من أفكار وطرق يتجدد معها‬
‫الحب في حياتكما كلما جعله روتين الحياة ومشاغلها‬
‫يخبو ويفتر ‪.‬‬
‫ولجل ذلك أضع بين يديك بعض الفكار التي ستنشر‬
‫عبق الحب ريانا ً في حياتكما – بإذن الله ‪ ، -‬وقد‬
‫استفدت من تجارب بعض الخوات ‪ ،‬وبعض ما نشر‬
‫في النترنت ‪ ،‬وننتظر تجاربك أنت وأفكارك لننشرها‬
‫في الطبعات التالية ‪.‬‬
‫‪ -1‬قارورة الحب ‪:‬‬
‫أحضري زجاجة مشروب ذات غطاء محكم واكتبي‬
‫على ورقة أبيات شعر من إنشائك أو مما تحفظينه ‪،‬‬
‫أو كلمات غزل ‪ ،‬أو ثناء على بعض الصفات الطيبة‬
‫التي تحبينها فيه وتكون قصيرة ثم رشي عليها عطرا ً‬
‫ثم أدخليها في القارورة وأحكمي الغطاء عليها ثم‬
‫ضعيها في البانيو المملوء بالماء قبل استحمامه ‪.‬‬
‫ومن الممكن أن تفضي على جو الحمام جوا ً‬
‫رومانسيا ً فتجعليه كالغابة الخضراء ‪ ،‬تطفئين النوار‬
‫كبسا ً أزرق اللون موجه‬ ‫وتشعلين شموعا ً وتضعين ُ‬
‫إلى ماء البانيو حتى يبدو كالموج الزرق ‪ ،‬وتضعين‬
‫فوطة خضراء وفرش الحمام باللون الخضر وكذلك‬
‫‪69‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الستائر وفي أحد زوايا الحمام تضعين شجيرة‬


‫خضراء جميلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يوم الرسائل ‪ :‬هذه الفكرة تجعل زوجك على‬
‫مدى يوم كامل مشبعا ً برسائل الحب والطريقة هي ‪:‬‬
‫اكتبي عددا ً من الرسائل القصيرة جدا ً والرومانسية‬
‫جدا ً ثم وزعيها في الماكن التي يرتادها زوجك بشكل‬
‫يومي كالمغسلة ومخدة النوم والريكة الخاصة به‬
‫التي يجلس عليها أو صينية الشاي التي تقدمينها له‬
‫وباب الشارع ‪.‬‬
‫‪ -3‬ملصقات الحب ‪:‬‬
‫قبل أن تقدمي كوبا ً من العصير لزوجك الصقي عليه‬
‫ملصقة مكتوبا ً عليها عبارة حب لطيفة ‪ ،‬ول بأس لو‬
‫زينت الكوب بوردة صغيرة بجانب تلك الملصقة ‪.‬‬
‫وسيتفاجأ زوجك من هذه الحركة الجميلة التي‬
‫سيشرب بعدها كوبا ً من الحب ‪ ،‬أيضا ً من الممكن أن‬
‫تلصقي هذه الملصقة على أشياء أخرى تفاجئينه بها‬
‫بين فترة وأخرى مثل ً على فوطته أو الطاولة ‪ ،‬أو‬
‫الريموت كونترول ‪ ،‬أو زجاجة عطره ‪.‬‬
‫‪ -4‬اكتبي مرة على مرآة المغسلة أو التسريحة بقلم‬
‫الروج كلمة ‪ )) :‬أحبك ((‬
‫‪ -5‬انثري مرة فوق سريره مجموعة من الورد الحمر‬
‫سواء صناعي أو طبيعي ‪.‬‬
‫‪ -6‬غيري لبسك وطريقة تسريح شعرك تماما ً وغيري‬
‫إضاءة الغرفة فضعي أنوارا ً ملونة متحركة وأشعليها‬
‫حال دخوله للغرفة ثم أبدليها بالشموع الهادئة بعد‬
‫فترة قصيرة ‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫‪ -7‬علقي لوحة جميلة من صنع يدك على الحائط‬


‫مكتوبا ً عليها عبارة غزل لطيفة ‪.‬‬
‫‪ -8‬اشتري له بيجامة نوم خاصة وضعيها في صندوق‬
‫وانثري عليها ورودا ً حمراء ‪ .‬ورشي عليها عطرا ً‬
‫يحبه ‪ ،‬مع قطعة شيكولته – واكتبي عبارة ‪ :‬سأكون‬
‫أسعد امرأة حين أراها على جسدك في هذه الليلة ‪.‬‬
‫‪ -9‬ارسمي أو اطبعي على ورق مجموعة كبيرة من‬
‫القلوب أو القبلت ثم قصيها ثم وزعيها من بداية‬
‫مدخل البيت وحتى باب الغرفة لُتكون ممرا ً طويل ً ‪،‬‬
‫وأخيرا ً يجد ورقة فيها قلب كبير مكتوب عليها عبارة‬
‫مثل ‪ )) :‬ما أسعد الرض التي تمشي عليها (( ‪.‬‬
‫‪ -10‬أرسلي له رسالة جوال رقيقة تذكره بك وتفعمه‬
‫بالشوق إليك حين يكون في عمله ‪ ،‬أو ضعي رسالة‬
‫حب داخل حقيبته التي يحملها إلى مقر عمله ‪ ،‬أو‬
‫داخل حقيبته إن كان سيسافر ‪ ،‬أو داخل محفظة‬
‫نقوده بحيث تكون على شكل بطاقة جميلة يتفاجأ‬
‫بوجودها حين يفتح محفظة نقوده ‪.‬‬
‫‪ -11‬عشاء الحب ‪:‬‬
‫فاجئيه في إحدى الليالي بطريقة جديدة ‪ ،‬بتناول‬
‫وجبة العشاء غيري المكان المعتاد لتناولكم العشاء‬
‫فيه وغيري الطاولة والصحون والكواب ‪ ،‬وكذلك‬
‫غيري في شكلك بحيث تضعين تسريحة غير معتادة‬
‫في شعرك وتلبسين لباسا ً مختلفا ً وتلبسين الكعب‬
‫العالي ‪ .‬وتضعين للعشاء أطباقا ً يحبها بشغف ول‬
‫يأكلها كل يوم ‪ ،‬ورشي العطور والبخور في المنجزل ‪.‬‬
‫ول تنسي وضع باقة ورد فوق الطاولة ‪ ،‬وضعي على‬
‫جدران المدخل عبارات ترحيبية وكل ذلك لن يتوقف‬
‫‪71‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫على عباراتك الرشيقة الرقيقة التي تستقبلين بها‬


‫ضيفك وحبيبك والذي ل شك بعد هذا ستقضيان معا ً‬
‫ليلة سعيدة تعبق بالحب ‪.‬‬
‫‪ -12‬ربما اعتدت على أن تضعي كعكعا ً لزوجك‬
‫باستمرار ‪ ،‬لكن هل فكرت ولو لمرة أن تكتبي عليها‬
‫كلمة )) أحبك (( ‪.‬‬
‫‪ -13‬قبل أن تخرجي من المنجزل إلى بيت أهلك أو‬
‫إلى أي مكان غيره ضعي وردة حمراء فوق مخدته‬
‫واربطي بها شريطة ستان بعد أن تربطي في طرف‬
‫الشريطة رسالة قصيرة تعبرين فيها عن حبك‬
‫وشوقك الدائم له وحزنك لفراقه ‪.‬‬
‫‪ -14‬أطفئ جميع أنوار المنجزل وبالذات إذا كان‬
‫المنجزل صغيرا ً وأضيئيه بالشموع من بداية المدخل‬
‫وحتى سللم الدرج والصالون وغرفة النوم ‪ ،‬فتضعين‬
‫في كل ركن الشموع والشمعدانات والباجورات‬
‫خافتة الضاءة إن لزم المر ‪ ،‬بعد أن تكوني تهيأت له‬
‫بلباس جميل وعشاء لذيذ ‪.‬‬
‫وقععال عبععدالملك القاسععم‪ :‬الرحمععة لععه‬
‫والشفقة عليه‪ :‬هاهو قد أتى متعًبا من يومه منه ً‬
‫كا‬
‫من عمله فترحمه وترى توالي المتاعب فتشفق عليه‬
‫وتعينه لقد نمججت اللفججة وزرعججت بيججدها دوحججة الحججب‬
‫الصادقة فل يرى له سكن سواها‪.‬‬
‫المرأة تحب اللتفاتة الحنونة من زوجهععا‪:‬‬
‫وقد يكون عكس ذلك لظروف يمججر بهججا الججزوج أو أن‬
‫ذلك خلل ً في بعض جوانب شخصيته‪ ،‬إنها تسارع إلججى‬
‫‪72‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫كظم الغيظ والمسامحة والعفو‪ ،‬فهي تسعى إلججى أن‬


‫تكججون مججع المحسججنين الججذين أثنججى اللججه ‪-‬عججز وجججل‪-‬‬
‫س‬
‫ن الن ّععا ِ‬
‫عع ِ‬
‫ن َ‬‫في َ‬ ‫وال ْ َ‬
‫عععا ِ‬ ‫ظ َ‬‫غي ْع َ‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫وال ْك َععاظِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ن ‪] ‬آل عمججران‪.[134 :‬‬ ‫سععِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫حعع ّ‬ ‫والّلعع ُ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫َ‬
‫ولهججذا فصججوت الشججيطان يخبججو وهججي تسججامح وتعفججو‬
‫فتنتهججي المشججاكل فججي مهججدها‪ ،‬وتمججوت الفرقججة فججي‬
‫بدايتها وينشر الحب عبيره مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫تتفاوت مدارك الزواج‪ :‬وتتنوع ثقافاتهم وقججد‬
‫يكون مستوى الججزوج الدراسججي والتعليمججي أقججل مججن‬
‫الزوجججة أو تكججون الزوجججة ذات جججاه ومججال وحسججب‬
‫ونسب‪ ،‬والصل في المسلمة التواضجع وليجن الججانب‬
‫وعدم التكججبر؛ لن البعججض منهججن يججترفع علججى الججزوج‬
‫وتتكبر وتفتخر‪ ،‬وربما جرها المر إلى الزدراء والكبر‪،‬‬
‫وكل ذلك يولد في قلب الزوج الكره والنفججرة‪ ،‬وربمججا‬
‫قادته بهذا الزدراء إلى المال الحرام ليرفع من حججاله‬
‫دا نفسية عليه‪.‬‬ ‫أو لعلها أدخلت عق ً‬
‫الزوجععة الصععالحة تسعععى لخدمععة زوجهععا‬
‫والقيام بشئونه وقضججاء حججوائجه والسججتعداد لقججدومه‬
‫وقد كان أمهججات المججؤمنين يخججدمن النججبي ‪ ‬وكججانت‬
‫فاطمة ‪-‬رضي اللججه عنهججا‪ -‬تقججوم علججى خدمججة زوجهججا‬
‫علججي بججن أبججي طججالب رضججي اللججه عنججه‪ ،‬وهججذا فعججل‬
‫‪73‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫الصججحابيات وكججرام النسججاء‪ ،‬وكمججا أنهججا تخججدمه فججي‬


‫ضا يقوم بخججدمتها خججارج المنجججزل‪ ،‬مججن‬ ‫المنزل فهو أي ً‬
‫العمل لسعادها وجلججب الججرزق لهججا‪ ،‬وتفقججد معايشججها‬
‫وإدخال السرور إلى قلبها‪.‬‬
‫عدم تكليف الزوج ما ل يطيق‪ :‬فإن الله ‪-‬عز‬
‫ه‪‬‬ ‫عت ِ ِ‬
‫سع َ‬
‫ن َ‬
‫مع ْ‬
‫ة ِ‬
‫ع ٍ‬
‫سع َ‬
‫ذو َ‬‫ق ُ‬‫فع ْ‬‫وجججل‪ -‬يقججول‪ :‬ل ِي ُن ْ ِ‬
‫فيكفيهججا مججا يكفججي زوجهججا دون تججبرم ول تججذمر ول‬
‫شكوى فججإن الرزاق بيججد اللججه ‪-‬عججز وجججل‪ -‬والسججعادة‬
‫ليست بالمال وحده‪.‬‬
‫الحذر من السراف والتبععذير فقججد انتشججرت‬
‫هججذه الظججاهرة فججي تغييججر الججدور والمنججازل وفرشججها‬
‫وتأثيثهججا‪ ،‬ممججا أرهججق الججزوج وجعججل همججه السججتجابة‬
‫للزوجة التي تلحقه صباح مساء بطلبات فيها إسراف‬
‫أو تبذير‪.‬‬
‫مععن حسععن العشععرة إكععرام مععن يحبهععم‬
‫الزوج‪ ،‬ومن أكرم عنده من والديه‪ ،‬والموفقججة تعلججم‬
‫ذلك وتعلم أن فجي الحسجان إلجى رججل مسجلم كجبير‬
‫وامججرأة مسججلمة كججبيرة جججزاًء موفججوًرا فججي الجججر‬
‫والمثوبة‪ ،‬كيف إذا زادت نيتها وعملت لوجه الله ‪-‬عججز‬
‫وجججل‪ -‬ثججم لرضججاء زوجهججا وإكرامججه ومججا طججرأ علججى‬
‫المجتمع من تشويه لصورة الوالدين والنفور منهما إل‬
‫‪74‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫بسبب العلم الفاسد الذي نخر في جسد المة فأبعد‬


‫الزوج عن أبيه ‪ ،‬والوجه عن والدة زوجها‪.‬‬
‫الكثعععار معععن أنعععواع العبعععادة والطاععععة‬
‫والستعانة بالصبر والصلة فإنها تؤانس الوحشة‬
‫وتزيل كدر النفوس‪ ،‬وتقرب إلى الله عز وجل‪ ،‬وكلما‬
‫تقربت إلى ربك ‪-‬عز وجل‪ -‬فأنت في خير وعافية دنيا‬
‫وآخرة‪.‬‬
‫مما تقر ل به نفس الزوج ويهنعأ بعه قلبعه‬
‫أن يرى ثمرة فؤاده على خير حال‪ ،‬فإن حسججن تربيججة‬
‫الولد مدعاة إلى محبة الزوجة والفرح بهججا‪ ،‬والمججرأة‬
‫المسلمة تتعبد لله ‪-‬عز وجل‪ -‬بحسن تربيتها لولدهججا‪،‬‬
‫لخراج جيل صالح ينفجع المسجلمين ممجا ينعكجس أثجر‬
‫حا‪(1) .‬‬
‫ذلك على الب سروًرا وفر ً‬

‫‪    ‬‬
‫التأدب بآداب السلم‬
‫من المور الواجبة عليك أن تتأدبي بآداب السلم‪،‬‬
‫وأن تتأسي برسول الله ‪. ‬‬
‫قال الله تعالى ‪     :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ((1‬وأصلحنا له زوجه عبد الملك القاسم ‪.‬‬


‫‪75‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫‪.         ‬‬ ‫‪‬‬


‫)‪.(1‬‬
‫ق عظيم ‪.‬‬ ‫‪2‬وقال الله تعالى‪  :‬وإنك لعلى خل ٍ‬
‫)(‬
‫ووصفته عائشة رضي الله عنها وأرضاها بأنه كان‬
‫خلقه القرآن كما في صحيح مسلم ‪ .‬ووصفه أنس‪‬‬
‫خلقًا"‪.‬‬‫بأن رسول الله ‪" ‬كان أحسن الناس ُ‬
‫والمرأة المسلمة هي التي تنصاع لوامر الله سبحانه‬
‫مرِ رسوله ‪ ، ‬وهي المؤمنة الججتي تججؤمن‬ ‫َ‬
‫وتعالى وَأوا ِ‬
‫بالله واليوم الخر‪ ،‬تزن كل أعمالها في ميزان الشرع‬
‫الحكيم في نفسها‪ ،‬وفي بيتها‪ ،‬وفجي مالهجا‪ ،‬وهجذا هجو‬
‫دأب المؤمنين من الذكور والناث ‪.‬قال اللججه تعججالى ‪:‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪. .     ‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪‬‬
‫فعلى المرأة أن تجعل لها قدوة في الحياة كآسية‬
‫امرأة فرعون ‪ ،‬ومريم بنت عمران عليها السلم ‪،‬‬
‫وخديجة ‪ ،‬وعائشة أمهات المؤمنين‪ ،‬وفاطمة بنت‬
‫محمد ‪ ‬سيدة نساء العالمين رضي الله عنه ّ‬
‫ن‬
‫جميعا ً ‪.‬‬

‫‪ ((1‬سورة الحزاب‪.‬‬
‫‪ ((2‬سورة القلم الية )‪.(4‬‬
‫‪ (1)3‬سورة الحزاب ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫وكوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها يوم‬


‫ج ابنها ‪ ،‬وحلف بالله للعجوز أن يقتله ‪،‬‬ ‫جن الحجا ُ‬ ‫س َ‬
‫َ‬
‫فقالت في ثقة وحزم وشجاعة وإقدام ‪ :‬لو لم تقتله‬
‫مات! وكوني كالعجوز الفارسية في توكلها على الله‬
‫يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى السماء‬
‫وقالت ‪ :‬اللهم احفظ كوخ دجاجي فإنك خير‬
‫الحافظين ! وكوني في صمود أسماء بنت أبي بكر‬
‫وقد رأت ابنها عبد الله بن الزبير مقتول ً مصلوبا ً‬
‫فقالت كلمتها المشهورة ‪ :‬أما آن لهذا الفارس أن‬
‫يترجل ؟! وكوني كالخنساء قدمت أربعة في سبيل‬
‫الله فلما ُقتلوا قالت ‪ :‬الحمد لله الذي شرفني‬
‫بقتلهم شهداء في سبيله ‪ ،‬انظري لهؤلء النسوة‬
‫ن المجيد وسيرتهن الحافلة ‪.‬‬ ‫وتاريخه ّ‬
‫واحذري المعاصي فإنها مفتاح كل شر ‪ ،‬وهي‬
‫سبب الهم والحزن‪ ،‬خاصة المعاصي التي تكثر عند‬
‫النساء من النظر المحرم‪ ،‬والتبرج والسفور‪ ،‬أو‬
‫الخلوة بالجنبي‪ ،‬أو اللعن والشتم‪ ،‬والغيبة والنميمة ‪،‬‬
‫أو كفران العشير كما أخبر بذلك رسول الله ‪ ‬فهذه‬
‫)‪(1‬‬
‫المور تكثر عند النساء إل من رحم ربي‪.‬‬
‫العشير ‪ :‬هو الزوج ‪.‬قال ابن الثير ‪ :‬يريد الّزوج‪،‬‬
‫صديق لنها‬ ‫مصاِدق في ال ّ‬ ‫شر كال ُ‬
‫معا ِ‬‫والَعشيُر ال ُ‬
‫حبة‪،‬‬ ‫ص ْ‬‫شَرة ال ّ‬ ‫شُرها‪ ،‬وهو َفعي ٌ‬
‫ل من العِ ْ‬ ‫شُره وُيعا ِ‬‫ُتعا ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫وقد تكرر في الحديث‪.‬‬

‫‪ (1)1‬كتاب أسعد امرأة في العالم )ص ‪ 25‬و ص ‪. (41‬‬


‫‪ (2)2‬النهاية في غريب الحديث )‪. (3/240‬‬
‫‪77‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫فعن ابن عمر رضي الله عنهما‪ ،‬أن النبي ‪‬‬


‫قال‪" :‬يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الستغفار‬
‫فإني رأيتكن أكثر أهل النار" قالت امرأة منهن جزلة‪:‬‬
‫ومالنا أكثر أهل النار؟ قال‪" :‬تكثرن اللعن وتكفرن‬
‫العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي‬
‫لب منكن" قالت‪ :‬ما نقصان العقل والدين؟ قال‪:‬‬
‫"شهادة امرأتين بشهادة رجل وتمكث اليام ل‬
‫)‪(1‬‬
‫تصلي"‪.‬‬
‫تكفرن العشير‪ :‬تجحدن حق الزوج؟ جزلة‪:‬‬
‫بفتح الجيم وإسكان الزاي أي‪ :‬ذات عقل ورأي‪ .‬لذي‬
‫لب‪ :‬لصاحب عقل‪.‬العشير‪:‬بفتح العين وكسر الشين‬
‫مطلق ًوالمراد هنا الزوج‪.‬‬
‫ا‬ ‫وهو في الصل المعاشرة‬

‫‪‬‬

‫الخاتمة‬
‫وأخيججرا ً نقججول للخججت المسججلمة عليججك بالتمسججك‬
‫بججأوامر اللججه تعججالى وتججرك مججا نهججى عنججه‪ ،‬وعليججك‬
‫بتوحيد رب الرباب الذي خلقك في أحسن تقويم‬
‫وسواك وأحسن صورتك ‪.‬‬
‫فالحمد لله تعالى الذي وفقنججا للخيججر ويسججر لنججا‬
‫السبيل لكي نقدم للخوات المؤمنات بعججض السججلوك‬

‫‪ (3)1‬رواه مسلم في كتاب اليمان برقم)‪،(238‬وأبو داود في السنة‬


‫برقم)‪،(4679‬وابن ماجة في الفتن)‪.(4003‬‬
‫‪78‬‬ ‫كيف تكسبين حب زوجك وأقاربك وجيرانك‬

‫التي تتحلى بها المرأة المؤمنة لتكسججب قلججب زوجهججا‬


‫وجيرانها ولتكون قدوة لغيرها من المؤمنات ‪.‬‬
‫وبهذا تم الكتججاب والحمججد للججه الججذي بنعمتججه تتججم‬
‫الصالحات‪ ،‬وأرجججو اللججه أن تكونججوا قججد انتفعتججم بججه‪،‬وأن‬
‫تعملوا به‪ ،‬وأن يعم به النفع‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك ‪.‬وآخججر‬
‫ب العالمين ‪.‬وصججلى اللججه علججى‬
‫دعوانا أن الحمد لله ر ّ‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫وكتب‬
‫ماجد بن خنجر البنكاني‬
‫أبو‬
‫أنس العراقي‬
‫‪/2‬شعبان‪1430/‬هش ‪.‬‬
‫‪23/7/2009‬م‬

‫‪‬‬

You might also like