You are on page 1of 191

‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬

‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫ ‬ ‫لل�صف العا�رش من التعليم الثانوي ‬
‫اجلزء ‪2‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬

‫‪ISBN: 978-9948-09-460-9‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬ ‫‪ISBN: 978-9948-09-462-3‬‬
‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬
‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫لل�صف العا�شـر من التعليم الثانوي‬


‫اجلزء ‪2‬‬

‫رئي�س اللجنة واملراجع العلمي‪:‬‬


‫د‪ .‬نـــــــ�رص مـــحمد عـــــــارف جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬

‫ت�أليف‪:‬‬
‫د‪ .‬التيجاين عبدالقادر حامد جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬
‫د‪ .‬حميي الـــدين قـــــــــــا�سم جــــــــامعة زايــــــــــد ‪� -‬ساب ًقا‬
‫د‪ .‬عبداهلل يحيى الكــــــــمايل �إدارة التوجيه الرتبوي ‪� -‬ساب ًقا‬
‫�أ‪ .‬حممد �صــــديق املن�صوري مــنطقة �أبـــوظبي الــــــتعليمية‬
‫�أ‪ .‬نــــــــــوال حـــمد �أبو �شهاب منطقة عجمان التعليمية ‪� -‬ساب ًقا‬
‫�أ‪ .‬هدى علي بن �سامل الزعابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫التدقيق اللغوي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬يـــو�سف حممد �أبـــو �صبيح �إدارة املناهج ‪� -‬ساب ًقا‬
‫�أ‪� .‬أحـــــــمد عي�سى عـــــــــرابي �إدارة املناهج‬

‫ال�صف الطباعي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬خـــــالد عــــلي عــــــــبداهلل �إدارة املناهج ‪� -‬ساب ًقا‬

‫الإخراج الفني‪:‬‬
‫راويـــة �أحـــــــــمد املــــــالك �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫الطبعة الثالثة ‪ 1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬


‫حقوق الطبع والن�رش حمفوظة لوزارة الرتبية والتعليم بدولة الإمارات العربية املتحدة ‪� -‬إدارة املناهج‬
‫للنا�س �أجمعني‪.‬‬
‫معلم اخل ِري ِ‬
‫هلل ِ‬‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬وال�صال ُة وال�سال ُم على‬
‫رب العامل َ‬
‫هلل ِّ‬
‫ احلمد ِ‬
‫ُ‬

‫عزيزي الطالب‪ ..‬عزيزتي الطالبة‪..‬‬


‫إ�سالمية‪ ،‬فهو مرحل ٌة‬
‫ِ‬ ‫الرتبية ال‬
‫ِ‬ ‫منهج‬
‫ِ‬ ‫م�سرية‬
‫ِ‬ ‫العا�رش بداي َة مرحل ٍة جديد ٍة متميز ٍة يف‬
‫ُ‬ ‫ال�صف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ميثل‬ ‫ ‬
‫اجلامعية‪ ،‬ومن ورا ِئها حيات ُه االجتماعي ُة على‬
‫ِ‬ ‫الطالب كما �أ َّنها مرحل ٌة متهيدي ٌة حليا ِت ِه‬
‫ِ‬ ‫حياة‬
‫انتقالي ٌة يف ِ‬
‫اختالف دروبِها‪.‬‬
‫ِ‬
‫أ�سلوب‬
‫ٌ‬ ‫ال�صف العا� ِرش �‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ِ‬ ‫أليف‬
‫املرحلة و�أهمي ِتها‪ ،‬فان ُتهِ َج يف ت� ِ‬
‫ِ‬ ‫لذلك ُروعيت �أبعا ُد هذه‬ ‫ ‬
‫حيث َّمت الرتكي ُز ب�صور ٍة‬
‫ال�سابقة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫املرحلة‬
‫ِ‬ ‫كتب‬
‫أليف ِ‬
‫اتباع ُه يف ت� ِ‬
‫�سبق ُ‬‫حيث �أبعاد ُه عما َ‬
‫يختلف من ُ‬
‫ُ‬ ‫جديد‬
‫ٌ‬
‫العقلي للمتع ِّل ِم وتراعي طبيع َة‬
‫ِّ‬ ‫الن�ضج‬
‫ِ‬ ‫توافق م�ستوى‬
‫ُ‬ ‫الفكرية التي‬
‫ِ‬ ‫والقدرات‬
‫ِ‬ ‫العقلية‬
‫ِ‬ ‫املهارات‬
‫ِ‬ ‫أكرب على‬
‫� َ‬
‫القادمة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حمطاته‬
‫ِ‬ ‫وعرب‬
‫وخارجها َ‬
‫ِ‬ ‫املدر�سة‬
‫ِ‬ ‫الذاتي يف‬
‫ِّ‬ ‫تعلمه‬
‫ِ‬ ‫موا�صلة‬
‫ِ‬ ‫املتعلم من‬
‫َ‬ ‫أجل �أن تمُ َ‬
‫كن‬ ‫اخلربة من � ِ‬
‫ِ‬ ‫ارتقا ِء‬
‫واملحيط بر�ؤي ِت ِه‬
‫ِ‬ ‫الدين‬
‫الفاهم لهذا ِ‬
‫ِ‬ ‫امل�سلم الواعي‬
‫ِ‬ ‫إعداد‬
‫وجوب � ِ‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫قناعة م�ؤلفي هذا‬
‫ِ‬ ‫ا�ستقر يف‬
‫َّ‬ ‫فقد‬
‫املعرفة من‬
‫ِ‬ ‫كيف ُ‬
‫ي�صل �إىل‬ ‫ُ‬
‫يعرف َ‬ ‫منهجي‬
‫ٍّ‬ ‫عقل‬
‫�صاحب ٍ‬
‫َ‬ ‫بحيث يكونُ‬
‫ُ‬ ‫واحلياة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والكون‬
‫ِ‬ ‫إن�سان‬
‫ال�شمولية لل ِ‬
‫ِ‬
‫عامر‬
‫قلب ٍ‬‫و�صاحب ٍ‬
‫َ‬ ‫منهجية ﱫ ﯶ ﯷ ﱪ‪( .‬البقرة ‪،)111‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وو�سائل متعدد ٍة تقو ُم على‬ ‫طرا ِئ َق‬
‫نف�س‬
‫و�صاحب ٍ‬
‫َ‬ ‫الظلمات �إىل النورِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ني لإخراجهِ م َ‬
‫هلل للعامل َ‬
‫الدين هو ر�سال ُة ا ِ‬
‫َ‬ ‫اليقيني ب�أنَّ هذا‬
‫ِّ‬ ‫إميان‬
‫بال ِ‬
‫َ‬
‫وحتافظ‬ ‫الكون‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫جمال‬ ‫َ‬
‫تدرك‬ ‫وت�ستطيع من خاللها �أن‬
‫ُ‬ ‫إ�سالم الراقي َة‬
‫قيم ال ِ‬ ‫تعك�س يف مر�آ ِتها َ‬
‫ُ‬ ‫�صافي ٍة نقي ٍة‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ال�صف العا� ِرش‬
‫ِّ‬ ‫كتاب‬
‫َ‬ ‫الطالب وعزيزتي الطالبةَ‪� ،‬أنَّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تدرك عزيزي‬ ‫َ‬
‫�سوف‬ ‫هذه الر� ِؤية‬
‫أ�سي�سا على ِ‬
‫وت� ً‬ ‫ ‬
‫بتقدمي‬
‫ِ‬ ‫يهتم‬
‫والتفا�صيل‪ ،‬كما �أ َّنه ُّ‬
‫ِ‬ ‫املعلومات‬
‫ِ‬ ‫تركيز ِه على‬
‫ِ‬ ‫الفكرية �أك َرث ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫واملو�ضوعات‬
‫ِ‬ ‫يرك ُز على الق�ضايا‬
‫املتعلم من‬
‫ُ‬ ‫يتمكن‬
‫َ‬ ‫أهم ق�ضاياها ومو�ضوعا ِتها ح ّتى‬
‫الطالب ب� ِّ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫عر ُ‬
‫إ�سالمية‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫للعلوم ال‬
‫ِ‬ ‫مقدمات عام ٍة‬
‫ٍ‬
‫املتاحة ل ُه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وفق امل�صادرِ‬ ‫إدراكها‪ ،‬و�أنْ َ‬
‫ينهل منها بطريق ٍة علمي ٍة َ‬ ‫� ِ‬
‫النظرية ِّ‬
‫لكل‬ ‫ِ‬ ‫باجلوانب‬
‫ِ‬ ‫اجلوانب العلمي َة‬
‫َ‬ ‫تدمج‬
‫ُ‬ ‫الكتاب بطريق ٍة غ ِري مبا�رش ٍة‬
‫ِ‬ ‫ر�ض ْت ماد ُة هذا‬
‫وقد ُع َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫للدين وق�ضايا ُه‬
‫ِ‬ ‫الكلية‬
‫ِ‬ ‫أبعاد‬
‫ني ال ِ‬
‫والتطبيق‪ ،‬وب َ‬
‫ِ‬ ‫النظرية‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫اجلمع ب َ‬
‫ِ‬ ‫طريقة‬
‫ِ‬ ‫ق�ضي ٍة َّمت تناو ُلها ِ‬
‫فيه‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل‬
‫واحلياتية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التف�صيلية‬
‫ِ‬
‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫أهداف هذا‬
‫ِ‬ ‫لتحقيق �‬
‫ِ‬ ‫العمل م ًعا‬
‫ِ‬ ‫واملعلم من‬ ‫املتعلم‬ ‫يتمكن‬ ‫وختاما ندعو َ‬
‫اهلل ‪ -‬تعاىل ‪� -‬أنْ‬ ‫ ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫والتطبيق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫واملعرفة‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫من ِ‬ ‫أرح َب َ‬
‫جماالت � َ‬
‫ٍ‬ ‫واالنطالق من ُه �إىل‬
‫ِ‬ ‫ممكن‪،‬‬
‫أ�سلوب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أف�ضل �‬
‫وتنفيذه ب� ِ‬
‫ِ‬

‫الق�صد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫واهلل من ورا ِء‬ ‫ ‬

‫امل�ؤلفــــــــــــون‬

‫‪3‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬العقلية الإميانية‪:‬‬
‫الدر�س الأول‪ :‬منزلة العقل يف الإ�سالم ‪8 .............................................................‬‬
‫الدر�س الثاين‪ :‬ال�رشع والعقل ‪16 ......................................................................‬‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬العقل يدعو �إىل الإميان ‪24 ..............................................................‬‬
‫الدر�س الرابع‪ :‬القر�آن هو احلق‪� .‬سورة ال�سجدة‪ ،‬الآيات (‪30 ................................... )9 - 1‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪� :‬أق�سام احلديث ‪42 ...................................................................‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬القر�آن والعقل اجلاهلي ‪52 ...........................................................‬‬
‫الدر�س ال�سابع‪ :‬القر�آن ومنهجية التفكري ‪62 ............................................................‬‬

‫املحور اخلام�س‪ :‬ال�سرية وال�شخ�صيات‪:‬‬


‫زوجا ‪72 ................................................................‬‬
‫الدر�س الأول‪ :‬الر�سول ‪ً h‬‬
‫بالر� ِأي ‪82 .....................................................................‬‬
‫التف�سري ّ‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪88‬‬ ‫الدر�س الثالث‪� :‬أحوال الكافرين وامل�ؤمنني‪� .‬سورة ال�سجدة‪ ،‬الآيات (‪ ................... )22 - 10‬‬
‫‪102‬‬ ‫ِ‬
‫املبارك ‪ -‬رحمه اهلل ‪ .................................................. -‬‬ ‫بن‬ ‫الدر�س الرابع‪ :‬عب ُد ا ِ‬
‫هلل ُ‬
‫‪112‬‬ ‫أهم كتب رواية احلديث ال�رشيف ‪ ................................................‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪ُّ � :‬‬
‫بنت احل�س ِني ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهما ‪122 ..................................................... -‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪�ُ :‬س َكين ُة ُ‬

‫والكون‪:‬‬
‫ُ‬ ‫إن�سان‬
‫املحور ال�ساد�س‪ :‬ال ُ‬
‫الكتاب (‪130 ............................................................. )1‬‬
‫ِ‬ ‫الدر�س الأول‪ :‬حقوقُ �أهلِ‬
‫ِ‬
‫الكتاب (‪138 ............................................................. )2‬‬ ‫أهل‬
‫الدر�س الثاين‪ :‬حقوقُ � ِ‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬ال�صرب واليقني‪� .‬سورة ال�سجدة‪ ،‬الآيات (‪146 ................................ )30 - 23‬‬
‫الدر�س الرابع‪ :‬التف�سري بالر�أي والعلم احلديث ‪154 ......................................................‬‬
‫ِ‬
‫اال�ستهالك ‪160 .............................................................‬‬ ‫الدر�س اخلام�س‪ :‬الق�ص ُد يف‬
‫ِ‬
‫الق�صد ‪170 ................................................................‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬النجا ُة يف‬
‫إ�سالم وحماي ُة البيئ ِة ‪180 .............................................................‬‬
‫الدر�س ال�سابع‪ :‬ال ُ‬

‫‪5‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫العقل يف الإ�سال ِم‪.‬‬


‫منزل ُة ِ‬

‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫ال�رشع والعقلُ ‪.‬‬


‫ُ‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫العقلُ يدعو �إىل ال ِ‬


‫إميان‪.‬‬

‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫احلق‪� .‬سور ُة ال�سجد ِة‪ ،‬الآيات (‪.)9 - 1‬‬


‫القر آ� ُن هو ُّ‬

‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫ِ‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫أق�سام‬
‫� ُ‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫اجلاهلي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫القر� ُآن والعقلُ‬

‫الدر�س ال�سابع‪:‬‬

‫القر آ� ُن ومنهجيّ ُة التفكريِ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫العقلي ُة‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬ ‫الإميان ّي ُة‬

‫الإميان‬
‫مي‬
‫القر� ُآن الكر ُ‬ ‫‪ -‬منزلة العقل يف‬
‫‪� -‬سورة ال�سجدة‪،‬‬ ‫الإ�سالم‪.‬‬
‫الآيات (‪.)9 - 1‬‬ ‫‪ -‬ال�رشع والعقل‪.‬‬

‫العقل َّي ُة املنهج َّي ُة‬


‫ال�سن ُة النبوي ُة‬ ‫‪ -‬العقل يدعو �إىل الإميان‪.‬‬
‫‪� -‬أق�سام احلديث‪.‬‬ ‫‪ -‬القر�آن والعقل اجلاهلي‪.‬‬
‫‪ -‬القر�آن ومنهجية‬
‫التفكري‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫�أعلم و�أعملُ ‪:‬‬

‫اإلسالم‬
‫ِ‬ ‫العقل في‬
‫ِ‬ ‫منزل ُة‬
‫والنظر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العقل ويدعو �إىل ّ‬
‫التفك ِر‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬الإ�سال ُم يكر ُم‬
‫يزيد الإِميانَ ‪.‬‬
‫هلل ُ‬ ‫خلق ا ِ‬
‫التفك ُر يف ِ‬‫‪ّ -‬‬
‫ويرفع من قدرِ هم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العلماء‬
‫َ‬ ‫‪ -‬الإِ�سال ُم يكر ُم‬
‫العلم يدعو �إىل الإِميانِ ‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫�أقر�أُ‪ ،‬ث َّم �أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫اخلوارزمي و�أعوان ُه – وكانوا ت�سع ًة وت�سعني – خريط ًة‬


‫ُّ‬ ‫ر�سم‬
‫امليالدي َ‬
‫ِّ‬ ‫التا�سع‬
‫ِ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫أول من‬
‫الن�صف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ ‪ .1‬يف‬
‫�سهل‬
‫جريت هذه املحاول ُة على ِ‬ ‫أر�ض على �أ ّنها كر ٌة‪ ،‬وقد �أُ ِ‬
‫حميط ال ِ‬
‫لقيا�س ِ‬
‫ِ‬ ‫أر�ض‪ ،‬كما قاموا مبحاول ٍة ناجح ٍة‬
‫لل�سما ِء وال ِ‬
‫املحاولة َ�أنْ ّ‬
‫تو�ص َل‬ ‫ِ‬ ‫مدينة (تدمر)‪ ،‬وكانت نتيج ُة هذه‬ ‫ِ‬ ‫الفرات على مقربة من‬
‫ِ‬ ‫ال�شمال من‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫�سهل �إىل‬ ‫(�سنجار) وهو‬
‫َ‬
‫مبقدار ‪ 959‬ياردةً‪،‬‬
‫ِ‬ ‫احلقيقي �إال‬
‫ِّ‬ ‫الزوالية ‪ 56‬مي ً‬
‫ال‪ .‬وتلك نتيج ٌة رائع ٌة �إذ مل تزد عن الطول‬ ‫ِ‬ ‫الدرجة‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫طول‬ ‫ه�ؤال ِء �إىل أ�َنَّ‬
‫ميل‪ ،‬وقد‬
‫قطرها ‪ٍ 6500‬‬
‫ن�صف ِ‬
‫َ‬ ‫ميل َو َ�أنَّ‬
‫أر�ض يبلغُ ‪ٍ 20،000‬‬ ‫الزوالية �إىل �أَنَّ َ‬
‫حميط ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدرجة‬
‫ِ‬ ‫طول‬
‫معرفة ِ‬
‫ِ‬ ‫وتو�صلوا بعد‬
‫أر�ض م�سطحةٌ‪.‬‬
‫يعتقد غريهم �أن ال َ‬
‫ُ‬ ‫إ�سالمي يف حني كان‬
‫ِّ‬ ‫العامل ال‬
‫النتائج يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ظهرت هذه‬
‫من‬ ‫زار خال َلها � َ‬
‫أماكن خمتلف ًة َ‬ ‫برحالت طويل ٍة ا�ستغرقت ‪ 20‬عا ًما َ‬
‫ٍ‬ ‫«املقد�سي»‬
‫ُّ‬ ‫امليالدي قام‬
‫ِّ‬ ‫التا�سع‬
‫ِ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫ ‬
‫زارها‪..‬‬
‫أماكن التي َ‬
‫جميع ال ِ‬
‫َ‬ ‫و�صف فيها بدق ٍة‬
‫َ‬ ‫معارف» يف اجلغرافيا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ميكن �أَنْ ّ‬
‫ي�سمى «دائر ُة‬ ‫دونَ ما ُ‬ ‫العامل‪ ،‬ثم ّ‬
‫القرن‬
‫ِ‬ ‫و�شمال «�أوروبا» ويف هذا‬
‫ِ‬ ‫جغرافية «رو�سيا»‬
‫ِ‬ ‫ين» كتابه عن‬
‫ن�رش «البريو ُّ‬
‫ع�رش َ‬
‫احلادي َ‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫مطلع‬
‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫ ‬
‫تقدير‬
‫ٌ‬ ‫املتو�سط هو ‪ 42‬درجة‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫طول‬ ‫يقر َر �أنَّ‬
‫بن يحيى» �أنْ ّ‬
‫إبراهيم ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫إ�سحاق �‬ ‫ا�ستطاع «الزرقا ُّ‬
‫يل» «�أبو �‬ ‫َ‬ ‫نف�سه‬
‫ِ‬
‫احلقيقة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جدا من‬
‫قريب ً‬
‫ٌ‬
‫ملك «�إيران»‪،‬‬
‫وقد َمها �إىل ِ‬
‫املتو�سط‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أبي�ض‬
‫للبحر ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الدين اجلغرايفُّ» خريط ًة‬
‫«قطب ِ‬‫ُ‬ ‫�صنع‬
‫�سنة ‪1290‬م َ‬
‫ويف ِ‬ ‫ ‬
‫مرجع‬
‫َ‬ ‫ع�رش‪ ،‬وكانَ‬
‫الثامن َ‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫الالتينية يف‬
‫ِ‬ ‫ُرج َم �إىل‬
‫البلدان» الذي ت ِ‬
‫ِ‬ ‫كتاب «تقو ُمي‬
‫َ‬ ‫أمري حما َة‬
‫وو�ضع «�أبو الفدا» � ُ‬
‫َ‬
‫للبحث يف‬
‫ِ‬ ‫خمالف‬
‫ٌ‬ ‫نظر‬
‫للكني�سة ٌ‬
‫ِ‬ ‫وقت كان‬
‫الدرا�سات يف اجلغرافيا يف ٍ‬
‫ِ‬ ‫أبدع امل�سلمون هذه‬
‫الغرب‪ ،‬لقد � َ‬
‫ِ‬ ‫كث ٍري من علما ِء‬
‫الكونية(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫املظاهر‬
‫ِ‬

‫(‪�)١‬أحمد �شلبى‪ ،‬علماء اجلغرافيا امل�سلمون وجهودهم يف ر�سم اخلرائط وتلوينها وجت�سيمها‪ ،‬جملة الداعي ال�شهرية‪ ،‬دارالعلوم ديوبند‪ ،‬الهند‪ .‬حمرم ‪-‬‬
‫�صفر ‪1428‬هـ ‪ /‬فرباير‪ -‬مار�س ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫للكون‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أر�ض مرك ًزا‬ ‫أخذ بنظر ّي ِة «بطليمو�س» الّتي ُ‬
‫جتعل من ال ِ‬ ‫كانت الكني�س ُة ت� ُ‬
‫ِ‬ ‫الع�صور الو�سطى‬
‫ِ‬ ‫‪ .٢‬يف‬ ‫ ‬
‫أجرام ال�سماويّ ِة»‬
‫«حركات ال ِ‬
‫ُ‬ ‫لهذه النظريّ ِة يف كتاب ِِه‬
‫معار�ضا ِ‬
‫ً‬ ‫«كوبرنيكو�س»‬
‫ُ‬ ‫فظهر‬
‫َ‬ ‫تدور حو َلها‪،‬‬
‫أجرام ال�سماو ّي ِة ُ‬
‫وال ِ‬
‫و�ساو�س‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫فيه َ‬
‫عي ًة �أنَّ ما ِ‬
‫مد َ‬
‫فحر َم ِت الكني�س ُة كتا َب ُه ّ‬
‫كانت وفا ُت ُه‪َّ ،‬‬
‫التفتي�ش ْ‬
‫ِ‬ ‫ملحاكم‬
‫ِ‬ ‫�ضد ُه‪َ ،‬‬
‫وقبل �أنْ ُيقتا َد‬ ‫فثارت الكني�س ُة َّ‬
‫ِ‬
‫وزج ْت ِبه يف‬
‫التفتي�ش‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عليه حمكم ُة‬
‫فقب�ضت ِ‬
‫ْ‬ ‫ظهر «جيوردانو برونو» فنادى بنظر َّي ِة «كوبرنيكو�س»‬
‫وبعد ُه َ‬
‫�شيطانيةٌ‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫أ�رص على ر�أي ِِه �أحر َق ْت ُه �سن َة ‪١٦٠٠‬م‪.‬‬
‫�سنوات‪ ،‬وملا � َّ‬
‫ٍ‬ ‫�ست‬
‫ال�سجن َّ‬
‫ِ‬
‫عليه‬
‫وح ِك َم ِ‬
‫التفتي�ش‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫حمكمة‬
‫ِ‬ ‫ف�سيق �إىل‬
‫َ‬ ‫«كوبرنيكو�س»‪،‬‬
‫َ‬ ‫أر�ض م�ؤيِّ ًدا نظر ّي َة‬
‫بدوران ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ظهر «جاليلو» َ‬
‫وقال‬ ‫ثم َ‬‫َّ‬ ‫ ‬
‫املحكمة قائ ً‬
‫ال‪� :‬أنا «جاليليو» وقد‬ ‫ِ‬ ‫رئي�س‬
‫وركع �أما َم ِ‬
‫َ‬ ‫رجوع ُه عن ر أ�ي ِِه‪،‬‬
‫َ‬ ‫أعلن‬ ‫بال�سجن‪َ ،‬وملا َ‬
‫خاف من م�ص ِري َم ْن �سبقو ُه � َ‬ ‫ِ‬
‫أحتقر‬
‫ألعن و� ُ‬
‫أرف�ض و� ُ‬
‫أمل�س ُه بيدي‪ُ � ،‬‬
‫املقد ُ�س �أمامي � ُ‬
‫والكتاب ّ‬
‫ُ‬ ‫راكع �أما َم فخام ِت َك‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ني‬
‫ني من عمري‪� ،‬سج ٌ‬ ‫بل ْغ ُت ال�سبع َ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫بدوران ال ِ‬
‫ِ‬ ‫املخطئ‬
‫َ‬ ‫إحلادي‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫القول ال‬

‫ني مبيّنًا � َأثر كلٍّ منهما على ِ‬


‫العلم والعلماءِ‪.‬‬ ‫ني املوقف ِ‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬

‫إ�سالم‬ ‫منزل ُة ِ‬
‫العقل يف ال ِ‬
‫حيث‪:‬‬ ‫كر َم الإ�سال ُم العقلَ و�أنزل ُه منزلتَ ُه الَّتي ُ‬
‫تليق ب ِه‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫احلقائق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�سليم امل�ؤ ّدي �إىل‬
‫ِ‬ ‫منهج التفك ِري‬
‫َ‬ ‫ور�سم ل ُه‬
‫َ‬ ‫الكاذبة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نون‬ ‫أوهام ّ‬
‫والظ ِ‬ ‫من ال ِ‬ ‫َ‬
‫العقل َ‬ ‫حر َر‬
‫‪َّ .١‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تَعاىل‪ :‬ﱫﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩ ﯪ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯫ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)116‬‬

‫َ‬
‫ وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﱪ‪.‬‬
‫(الأنعام ‪.)148‬‬

‫وجل‪ :‬ﱫ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ وقال ع َّز‬
‫ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.) 24‬‬

‫الكلمات الَّتي حتتَها ٌّ‬


‫خط مبيّنًا العالق َة بينَها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابحث عن تف�س ِري‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫احلديث على ال ّظنونِ والأوها ِم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪َ  L‬مثِّلْ العتما ِد النّ ِ‬
‫ا�س يف الع� ِرص‬

‫‪9‬‬
‫االنطالق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫العقل ومين ُع ُه من‬ ‫قليد ا ّلذي ّ‬
‫يعط ُل‬ ‫عن ال ّت ِ‬
‫‪ .٢‬نهى الإ�سال ُم ِ‬

‫�أُم ِّي ُز‪:‬‬

‫ال�صنفنيِ‪:‬‬
‫هذين ّ‬
‫ني ِ‬
‫‪ L‬ميّ ْز ب َ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫َ‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫َ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ‬ ‫ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬ‬ ‫ﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮ‬
‫ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﱪ‪( .‬الزمر‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)172 - 170‬‬
‫‪.)18 - 17‬‬

‫احلقائق‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العقل يف ّ‬
‫التفك ِر و�صو ًال �إىل‬ ‫ِ‬ ‫لتوظيف‬
‫ِ‬ ‫‪ .3‬دعا الإ�سال ُم‬
‫الكرمي يف‬
‫ِ‬ ‫كرمت جائز ُة دبي الدولي ُة للقر�آنِ‬
‫ّ‬
‫قدموا‬‫أعالم الذين َّ‬
‫أحد ال ِ‬‫العا�رشة � َ‬
‫ِ‬ ‫الدورة‬
‫ِ‬ ‫احلقائق‬
‫ِ‬ ‫التو�ص ِل �إىل �أعلى‬ ‫العقل يف‬
‫ِ‬ ‫با�ستخدام‬ ‫ �أمر ُ‬
‫اهلل تَعاىل‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫خالل الإعجازِ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم من‬
‫مات جليل ًة لل ِ‬
‫ِخ ْد ٍ‬
‫للو�صول �إىل‬
‫ِ‬ ‫الكوني ِة‬
‫ّ‬ ‫املخلوقات‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫بالتفك ِر يف‬ ‫أمر‬
‫خالل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬‫و�أ�رش ِفها ْ‬
‫العلمي يف القر�آنِ ويف ال�س ّن ِة النبو ّي ِة‪ ،‬هو‬
‫ِّ‬
‫ولد عا َم‬
‫َ‬ ‫زغلول النجارِ الّذي‬ ‫ُ‬ ‫الدكتور‬
‫ُ‬ ‫وتوحيد ِه‪َ ،‬‬
‫قال تَعاىل‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫ِ‬ ‫وج َّل ـ‬
‫باخلالق ـ ع َّز َ‬
‫ِ‬ ‫إميان‬
‫ال ِ‬
‫درجة بكالوريو�س يف‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫‪  1933‬وح�صل على‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫القاهرة يف‬
‫ِ‬ ‫جامعة‬
‫ِ‬ ‫ال�رشف من‬
‫ِ‬ ‫مبرتبة‬
‫ِ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬
‫فمنح ْت ُه‬
‫َ‬ ‫فعته‪،‬‬ ‫‪1955‬حيث كانَ � َ‬
‫أول ُد ِ‬ ‫ُ‬ ‫عام‬
‫ِ‬
‫ﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌ‬
‫َ‬
‫ح�صل‬ ‫ثم‬
‫أر�ض‪َّ .‬‬
‫علوم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫اجلامع ُة جائز ًة يف‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ‬
‫أر�ض من جامعة‬ ‫علوم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫على الدكتوراه يف‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ‪( .‬النمل ‪.)60 - 59‬‬
‫ويل َز بربيطانيا �سن َة ‪1963‬م‪ ،‬ومنحته اجلامع ُة‬
‫َ‬
‫ح�صل‬ ‫ثم‬ ‫ وقال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ‬ ‫َ‬
‫بعد الدكتوراه‪ّ ..‬‬
‫درج َة زمالتها فيما ُ‬
‫أ�ستاذية �سن َة ‪1972‬م‪.‬‬
‫ِ‬ ‫على ال‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﱪ‪( .‬يون�س ‪.)101‬‬

‫‪10‬‬
‫آيات‪ :‬ﱫ ﮉ‬ ‫ني ا ّل َ‬
‫ذين ي�س�ألو َن َك ال ِ‬ ‫البغوي مف�سرِّ ًا الآيةَ‪ :‬ﱫ ﮈ ﮉ ﱪ � ْأي‪ْ :‬‬
‫قل للم�رشك َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ قال‬
‫وغريها‪،‬‬
‫والقمر والنجو ُم ُ‬
‫ُ‬ ‫ال�شم�س‬
‫ُ‬ ‫ال�سموات‬
‫ِ‬ ‫الئل والع ِرب يف‬
‫والد ِ‬
‫آيات ّ‬ ‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﱪ‪َ .‬‬
‫من ال ِ‬
‫وغريها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أ�شجار‬
‫ُ‬ ‫أنهار وال‬
‫والبحار وال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اجلبال‬ ‫أر�ض‬
‫ويف ال ِ‬

‫نبو ِتهم‪َ ،‬‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮜ‬ ‫عليهم ال�سال ُم للتيق ِّن من ّ‬ ‫هم‬
‫حقيقة الأنبيا ِء َو ِ�ص ْد ِق ْ‬ ‫ّ‬
‫بالتفك ِر يف‬ ‫أمرنا‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ وكذلك � َ‬
‫ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)184‬‬

‫هلل فيها‪َ ،‬‬


‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫احلياة و�سننِ ا ِ‬
‫ِ‬ ‫للتو�ص ِل �إىل قواننيِ‬
‫ّ‬ ‫اريخ‬
‫حقائق ال ّت ِ‬
‫ِ‬ ‫العقل يف ّ‬
‫التفك ِر يف‬ ‫ِ‬ ‫توظيف‬
‫ِ‬ ‫ كما دعا �إىل‬
‫ﱫﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)137‬‬

‫ني‬
‫«تقر َر ب َ‬
‫ّ‬ ‫حممد عبده‪:‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ يقول‬ ‫واحتقر‬ ‫توظيف ِه لعق ِل ِه‪ ،‬وازدرى‬
‫ِ‬ ‫و�سمو ُه مبدى‬ ‫إن�سان‬
‫ربط كرام َة ال ِ‬ ‫‪َ .٤‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ني ‪ -‬كا ّف ًة �إال َم ْن ال ِث َق َة بعق ِل ِه وال‬
‫امل�سلم َ‬ ‫احليوانات ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫واعترب ُه �أدنى َ‬
‫َ‬ ‫بوظيف ِته‬
‫ِ‬ ‫القيام‬
‫ِ‬ ‫يعط ُل عق َل ُه ِ‬
‫عن‬ ‫َم ْن ّ‬
‫ميكن‬
‫ُ‬ ‫الدين ما ال‬
‫ِ‬ ‫بدي ِن ِه ‪� -‬أنَّ من ق�ضايا‬
‫ال ُ‬
‫تعقل‪.‬‬
‫كالعلم‬
‫ِ‬ ‫العقل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫االعتقا ُد ِبه �إال من‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘ‬ ‫ ‬
‫الر�سل‬
‫ِ‬ ‫إر�سال‬
‫هلل‪ ،‬وبقدر ِته على � ِ‬
‫بوجود ا ِ‬
‫ِ‬
‫وعلم ِه مبا يوحي ِبه �إليهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عليهم ال�سالم‪،‬‬ ‫ﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬
‫يتبع‬
‫الخت�صا�صهم بر�سال ِت ِه‪ ،‬وما ُ‬
‫ِ‬ ‫و�إراد ِت ِه‬ ‫ﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫الر�سالة‬
‫ِ‬ ‫فهم معنى‬ ‫عليه ُ‬
‫ّف ِ‬ ‫ذلك ّمما يتوق ُ‬ ‫َ‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱﱪ‪ ( .‬الأعراف ‪.) 179‬‬
‫�صديق بها»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫وال ّت‬
‫بالعقل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫والتكاليف ال�رشعية‬
‫َ‬ ‫ؤولي َة‬ ‫‪َ .٥‬‬
‫ربط امل�س� ّ‬
‫َالث‪َ :‬ع ْن النّا ِئ ِم َحتّى يَ ْ�ستَ ْي ِق َظ‪َ ،‬و َع ْن َّ‬
‫ال�صغ ِري‬ ‫ر�ضي اهللُ َع ْنها ‪َ -‬ع ِن النَّب ِِّي ‪َ h‬‬
‫قال‪ُ « :‬ر ِف َع الْ َق َل ُم َع ْن ث ٍ‬ ‫ َع ْن عا ِئ َ�ش َة ‪َ -‬‬
‫حفظ‬ ‫فيق»(‪.)2‬‬ ‫َحتّى يَ ْك رَ َب‪َ ،‬و َع ْن المْ َ ْجنونِ َحتّى يَ ْع ِقلَ �أَ ْو يُ َ‬

‫�أ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ني ه�ؤال ِء الثالث ِة؟‬


‫‪ L‬ما ال�صف ُة امل�شرتك ُة ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫وابن ماجةَ‪.‬‬
‫�سائي ُ‬
‫مذي وال ّن ُّ‬
‫الت ُّ‬
‫(‪)١‬الأعمال الكاملة للإمام حممد عبده‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪ )2( .357‬رواه رّ‬
‫‪11‬‬
‫التكليف‬
‫َ‬ ‫للتكليف؛ لأنَّ‬
‫ِ‬ ‫فاه ًما‬
‫ال‪ِ ،‬‬ ‫العقالء على �أنَّ َ‬
‫�رشط املك ّل ِف �أنْ يكونَ عاق ً‬ ‫ُ‬ ‫ّفق‬
‫آمدي‪« :‬ات َ‬ ‫ُ‬
‫يقول ال ُّ‬ ‫ ‬
‫والبهيمة»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫كاجلماد‬
‫ِ‬ ‫فهم محُ ٌ‬
‫ال؛‬ ‫طاب َم ْن ال عق َْل ل ُه وال َ‬
‫وخ ُ‬‫خطاب‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬

‫الوجود‬
‫ِ‬ ‫جهة‬ ‫َ‬
‫العقل من ِ‬ ‫ُ‬
‫يحفظ‬ ‫�رشع ما‬
‫وقد َ‬‫ت�ستقيم احليا ُة �إال بها‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫اخلم�س الّتي ال‬
‫ِ‬ ‫ال�رضورات‬
‫ِ‬ ‫العقل من‬
‫ِ‬ ‫اعترب َ‬
‫حفظ‬ ‫َ‬ ‫‪.٦‬‬
‫العدم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جهة‬
‫ومن ِ‬
‫باملنهيات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫كيف َ‬
‫حفظ الإ�سال ُم العقلَ من جه ِة الوجو ِد بالأوام ِر ومن جه ِة العد ِم‬ ‫ني تبينّ ْ فيهما َ‬
‫ار�سم قائمت ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫حيث العد ُم‬


‫من ُ‬ ‫حيث الوجو ُد‬
‫من ُ‬

‫�سلطان‬
‫ِ‬ ‫للعقل من‬
‫ِ‬ ‫حتريرا‬
‫ً‬ ‫والكهانة‬
‫ِ‬ ‫ال�سحر‬
‫ِ‬ ‫إميان‪ - .‬حتر ُمي‬
‫أ�سا�س ال ِ‬
‫واعتباره � َ‬
‫ِ‬ ‫بالعلم‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬دعا �إىل تنمية‬
‫أوهام‪.‬‬
‫اخلرافة وال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪................................................. .................................................‬‬
‫‪................................................. .................................................‬‬

‫ يقول ابن قدام َة املقد�سي ‪ -‬رحمه ُ‬


‫احلوا�س نف ًعا‪ ،‬ف�إنَّ ِبه‬
‫ِّ‬ ‫أعظم‬
‫أكرب املعاين ق َْد ًرا‪ ،‬و� ُ‬ ‫ُ‬
‫«العقل � ُ‬ ‫اهلل ‪:-‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ويدخل ِبه‬ ‫ي�رض ُه‪،‬‬
‫م�صاحل ِه‪ ،‬وي ّتقي ما ُّ‬
‫ِ‬ ‫املعلومات‪ ،‬ويهتدي �إىل‬
‫ِ‬ ‫حقائق‬
‫َ‬ ‫عر ُ‬
‫ف ِبه‬ ‫البهيمة‪ ،‬و َي ِ‬
‫ِ‬ ‫يتمي ُز الإن�سانُ عن‬
‫ّ‬
‫أحق‬
‫الدية � َّ‬
‫يجاب ِ‬‫العبادات‪ ،‬فكانَ ب�إِ ِ‬
‫ِ‬ ‫فات‪ ،‬و�أدا ِء‬
‫الت�رص ِ‬
‫ّ‬ ‫و�صح ِة‬
‫ّ‬ ‫الواليات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ثبوت‬ ‫التكليف‪ ،‬وهو ٌ‬
‫�رشط يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫احلوا�س»(‪.)2‬‬
‫ِّ‬ ‫بقي ِة‬
‫من ّ‬

‫(‪)١‬الإحكام يف �أ�صول الأحكام‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪ )2( .199‬املغني‪ ،‬ج‪� ،8‬ص‪.363‬‬


‫‪12‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫َ‬
‫قال اهلل تَعاىل‪ :‬ﱫ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ ‬
‫ﯼﱪ ‪( .‬امللك ‪.)11 - 10‬‬ ‫ﯻ‬
‫آيات الكرمي ِة؟‬
‫أ�صحاب النّا ِر يف ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يعرتف �‬ ‫‪ L‬مبَ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫أ�صحاب النّا ِر وعق ُلهم يف ال ّدنيا؟‬
‫ِ‬ ‫‪َ L‬ك َ‬
‫يف كانَ �سم ُع �‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫ناق�ش هذ ِه العبارةَ‪.‬‬
‫والتفريط‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إفراط‬
‫ني ال ِ‬ ‫العقل يف الإ�سال ِم منزل ٌة ٌ‬
‫و�سط ب َ‬ ‫‪ L‬منزل ُة ِ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫‪13‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫َ‬
‫قال اهلل تَعاىل‪ :‬ﱫ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱪ ‪( .‬فاطر ‪.)28‬‬ ‫ ‬

‫ناق�ش هذ ِه العبار َة يف �ضو ِء الآي ِة الكرمي ِة‪.‬‬


‫العلم والعلما َء‪ْ ،‬‬
‫يحارب َ‬
‫ُ‬ ‫الدين‬
‫ني �أ َّن َ‬
‫بع�ض املاديّ َ‬
‫‪ L‬ي ّدعي ُ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫العلم بالإميانِ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ارتباط ِ‬ ‫ارجع �إىل تف�س ِري هذ ِه الآي ِة والّتي قب َلها مبيّنًا‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫بالعقل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خماطر اخلم ِر على الفر ِد واجلماع ِة مبيّنًا عالق َة َ‬
‫ذلك‬ ‫َ‬ ‫حر َم اهللُ َ‬
‫اخلمر و�أقا َم احل َّد على �شاربِها‪ ،‬بينّ ْ‬ ‫‪ّ L‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫‪14‬‬
‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫أهم ما متيّ َز ْت ب ِه‪.‬‬


‫واكتب نبذ ًة عن � ِ ّ‬
‫ْ‬ ‫دبي للقر�آنِ الكر ِمي‬ ‫ات الّتي ّ‬
‫كر َم ْتها جائز ُة َّ‬ ‫من ال�شخ�صيّ ِ‬
‫‪ L‬اخ ْرت �شخ�صيّ ًة َ‬
‫الر�سمي التايل‬
‫ِّ‬ ‫باملوقع‬
‫ِ‬ ‫أهم �إجنازا ِت ِه‪ ،‬وميكنُ َك اال�ستعان ُة يف َ‬
‫ذلك‬ ‫عرف في ِه بالدكتو ِر زغلولِ النجا ِر و� ِّ‬
‫تقريرا تُ ّ‬
‫ً‬ ‫اكتب‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫للدكتور النجا ِر‪.)www.elnaggarzr.com( :‬‬

‫‪15‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫وتفاوت‬
‫ِ‬ ‫حوا�س ِه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫كل الأمورِ لق�صورِ‬
‫وامل�صالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بال�شهوات‬
‫ِ‬
‫يدرك َّ‬ ‫ُ‬ ‫عقل الإن�سانِ ال‬
‫عقول الب�رشِ‪ ،‬وت�أ ّث ِرها‬‫ِ‬
‫‪ُ -‬‬
‫ُ‬
‫والعقل‬ ‫الشرع‬
‫ُ‬
‫العقل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تناق�ض �أحكا َم‬
‫ُ‬ ‫ال�رشع ال‬
‫ِ‬ ‫ن�صو�ص‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫املعرفة و�أدقُّها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ�صدق م�صادرِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحي �‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫إبداع فيما ُ‬
‫يدرك ُه‪.‬‬ ‫يحتاج ُه‪ ،‬ودعا ُه لل ِ‬ ‫ُ‬ ‫إن�سان ما‬
‫‪َ -‬بينّ َ اهلل لل ِ‬ ‫�أَقْر�أُ‪:‬‬

‫ن�صيب الأُنثى؟‬
‫ِ‬ ‫�ضعف‬
‫َ‬ ‫املرياث‬
‫ِ‬ ‫الذكر يف‬
‫ِ‬ ‫ن�صيب‬
‫َ‬ ‫‪� -‬سارةُ‪ :‬ملاذا يا �أبي َ‬
‫جعل الإ�سال ُم‬
‫َت‬
‫ويجب علينا االلتزا ُم بها و�إنْ خالف ْ‬
‫ُ‬ ‫هلل تعاىل‪،‬‬
‫عند ا ِ‬
‫من َ‬‫هي ْ‬
‫ال�رشع َ‬
‫ِ‬ ‫ال�س� ِؤال‪ ،‬لأنَّ �أحكا َم‬ ‫يحق لنا ُ‬
‫مثل هذا ّ‬ ‫خالد‪ :‬ال ُّ‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫قال ُ‬
‫فقد َ‬
‫عقو َلنا‪ْ ،‬‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﱪ ‪.‬‬
‫(البقرة ‪.) 285‬‬
‫َ‬
‫العقل‪.‬‬ ‫يناق�ض‬
‫ُ‬ ‫يعة ما‬‫أحكام ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫�سليم و�إنْ كانَ يف �‬
‫فعلينا ال ّت ُ‬ ‫ ‬
‫أوامر ر ِّبه يف‬
‫عليه االلتزا ُم ب� ِ‬
‫امل�سلم ِ‬
‫َ‬ ‫ال�صواب فهو يف قو ِلك‪� :‬إنَّ‬
‫ُ‬ ‫ت�ضم َن ْت �صوا ًبا وخط�أً‪ّ � ،‬أما‬
‫خالد ّ‬
‫‪ -‬ال ُأب‪� :‬إجاب ُتك يا ُ‬
‫كل �أحوا ِله‪ ،‬لقو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬ ‫ِّ‬
‫ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)36‬‬

‫الوح ِي‬
‫أحكام ْ‬
‫ِ‬ ‫ني �‬
‫تناق�ض مطلقًا ب َ‬
‫ٌ‬ ‫فلي�س َ‬
‫هناك‬ ‫العقل! َ‬
‫ِ‬ ‫تناق�ض �أحكا َم‬
‫ُ‬ ‫يعة‬ ‫َ‬
‫تقول‪� :‬إنَّ �أحكا َم ال�شرّ ِ‬ ‫ولكن اخلط�أَ �أنْ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫ال�سليم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫و�‬
‫َ‬
‫بذلك يا �أبي؟‬ ‫خالد‪ :‬ماذا تعني‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬

‫العقلُ ‪ :‬غريز ٌة و�ضعها ُ‬


‫اهلل يف‬ ‫َ‬
‫�سان ال ت ُ‬
‫ين‪:‬‬ ‫حمدوديّ ُة ِ‬
‫العقل الإن�سا ّ‬
‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫كيفي ُتها‪،‬‬
‫ُعرف َّ‬ ‫الإ ْن ِ‬ ‫خلق ُ‬
‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫أعظم ال ِّن َع ِم‪،‬‬
‫وع َّد ُه ِم ْن � ِ‬‫وكر َم ُه َ‬
‫العقل ّ‬ ‫َ‬ ‫اهلل تعاىل‬ ‫لقد َ‬
‫‪ -‬ال ُأب‪ْ :‬‬
‫خالل‬
‫ِ‬ ‫وجودها من‬
‫ِ‬ ‫ف على‬‫ُي َت َع َّر ُ‬
‫َ‬
‫فهناك‬ ‫كل َ�ش ْيءٍ‪،‬‬ ‫تقديره وجع ِله َ‬
‫احلك َم يف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ميكن املبالغ ُة يف‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫فيقال‪ :‬هذا ٌ‬
‫عاقل‬ ‫إن�سان‪،‬‬
‫أفعال ال ِ‬
‫� ِ‬
‫خارج نطا ِقه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي�صل �إليها؛ لأ َّنها‬ ‫ُ‬
‫العقل بذا ِته �أنْ‬ ‫ي�ستطيع‬
‫ُ‬ ‫أمور ال‬
‫� ٌ‬
‫فعل � َ‬
‫أفعال العقال ِء‪ ،‬وهذا جمنونٌ‬ ‫�إذا َ‬
‫ي�ستطيع �أنْ يتع َّق َلها �إنْ‬
‫ُ‬ ‫حميط جترب ِته‪ ،‬ولك َّن ُه‬
‫وخارج ِ‬
‫َ‬ ‫املح�سو�س‬
‫ِ‬
‫يت�صف بها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫�إذا مل‬
‫ُب ِّي َن ْت َل ُه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫بن ُم َن ِّبهٍ‪« :‬كما‬
‫هب ُ‬
‫ قال َو ُ‬
‫أثمار كذلك‬
‫ال�شجر بال ِ‬ ‫ُ‬ ‫تتفا�ض ُل‬
‫َ‬ ‫املطلق‪:‬‬
‫ِ‬ ‫إدراك‬
‫ـري عن ال ِ‬
‫العقل الب�شـ ِّ‬
‫أ�سباب عج ِز ِ‬
‫� ُ‬
‫بالعقل»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ا�س‬ ‫ُ‬
‫يتفا�ضل ال ّن ُ‬ ‫إدراك ِّ‬
‫كل �شيءٍ؟‬ ‫عن � ِ‬‫الب�رشي ْ‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫عجز‬
‫�سبب ِ‬
‫‪� -‬سارةُ‪ :‬ما ُ‬
‫ابن كي�سانَ مف�سرِّ ًا قو َله‬
‫وقال ُ‬ ‫ ‬ ‫العقل كثري ٌة منها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫عجز‬
‫أ�سباب ِ‬
‫‪ -‬ال ُأب‪ُ � :‬‬
‫تعالىَ ‪ :‬ﱫ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ‬ ‫معلومات‬
‫ٍ‬ ‫فهو يبني �أحكا َم ُه على‬ ‫الب�رشي‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫ق�صور‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬ ‫ ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧﱪ ‪( .‬الن�ساء‬ ‫إن�سان حمدود ٌة وقا�رص ٌة‪،‬‬
‫وحوا�س ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫حوا�سه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫من‬
‫ي�ستمدها ْ‬
‫ُّ‬
‫‪ ،)28‬قال‪� :‬ضعيفًا �أَ ْي‪ :‬ي�ستمي ُله‬ ‫أي�ضا‬
‫معلومات تكونُ � ً‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫العقل ِم ْن‬ ‫كل ما تُزو ُد ِبه‬‫فبالتايل ُّ‬
‫هوا ُه و�شهوتُه‪.‬‬ ‫قا�رصةً‪.‬‬

‫من ُه َو دونَ‬ ‫َ‬


‫وهناك ْ‬ ‫القدرات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫متو�سط‬ ‫َ‬
‫وهناك‬ ‫املبدع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫العبقري‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فهناك‬ ‫ني الب� ِرش‪،‬‬
‫العقلي ِة ب َ‬
‫ّ‬ ‫القدرات‬
‫ِ‬ ‫تفاوت‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬ ‫ ‬
‫أحكام ا ّلتي يتو�ص ُلون �إليها ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اختالف ال‬
‫ِ‬ ‫القدرات ي�ؤ ّدي �إىل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫االختالف يف‬ ‫َ‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا‬
‫وال�شهوات‬
‫ُ‬ ‫أهواء‬
‫عليه ال ُ‬
‫�سيطر ْت ِ‬
‫َ‬ ‫عليه! ف�إنْ‬
‫ي�سيطر ِ‬
‫ُ‬ ‫العظيمة‪ ،‬لك ّن ُه يبقى �أدا ًة ْ‬
‫ملن‬ ‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫إمكانيات‬
‫ِ‬ ‫رغم �‬
‫‪َ .3‬‬ ‫ ‬
‫من مها ِل َك‪ ،‬كما قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫إليه ْ‬
‫جتره � ِ‬
‫وعي ملا ُّ‬
‫ٍ‬ ‫أ�صبح خا�ض ًعا لها دونَ‬
‫� َ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩﱪ ‪( .‬اجلاثية ‪.)23‬‬
‫يرتب�صونَ ِبه‪ ،‬ويكيدونَ ل ُه‪ ،‬و�أبر ُزهم َ‬
‫ذلك ال�شيطانُ الذي‬ ‫ُ‬ ‫الوجود ال يخ ُلو من �أعدا ٍء‬
‫ِ‬ ‫‪ .٤‬الإن�سانُ يف هذا‬ ‫ ‬
‫قال تعاىل يف ذلك‪ :‬ﱫ ﮄ ﮅ‬ ‫بكل و�سائ ِله‪ ،‬كما َ‬
‫ال�صواب ِّ‬
‫ِ‬ ‫يغوي الإن�سانَ ‪ ،‬ويحر َف ُه ْ‬
‫عن جا ّد ِة‬ ‫َ‬ ‫أق�سم �أنْ‬
‫� َ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﱪ ‪( .‬احلجر ‪.)39‬‬

‫إن�سان فيما ال يعق ُل من �أمورٍ‪:‬‬ ‫ُ‬


‫موقف ال ِ‬
‫يدركها عق ُله؟‬
‫أمور التي ال ُ‬ ‫ُ‬
‫يت�رصف الإن�سانُ يف ال ِ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫‪� -‬سارةُ‪:‬‬
‫ي�رض‪،‬‬
‫ينفع‪ ،‬واجلهل بها ال ُّ‬
‫العلم بها ال ُ‬
‫َ‬ ‫إن�سان ُ‬
‫تركها؛ لأنَّ‬ ‫ُ‬
‫العقل �إىل معرف ِتها على ال ِ‬ ‫يحتاج‬
‫ُ‬ ‫أمور ال‬ ‫َ‬
‫هناك � ٌ‬ ‫‪ -‬ال ُأب‪:‬‬
‫وتكاليفه‬
‫ِ‬ ‫هلل و�صفا ِته‬
‫كمعرفة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫إن�سان عنها‪،‬‬
‫بل ال ِغنى لل ِ‬ ‫ُ‬
‫العقل‪ْ ،‬‬ ‫يحتاجها‬
‫ُ‬ ‫مهم ٌة و�رضوري ٌة‬
‫أمور �أخرى ّ‬ ‫َ‬
‫وهناك � ٌ‬
‫والعبادات ال�شعائر ّي ِة‪ ،‬وعليه‬
‫ِ‬ ‫العقائد‬
‫ِ‬ ‫باب‬ ‫ُ‬
‫يدخل يف ِ‬ ‫وهو ما‬
‫الو�صول �إىل طاع ِته ومر�ضا ِته‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�رشعية‪َ ،‬و ُ�س ُب ِل‬
‫ِ‬
‫الوحي‪.‬‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وقد تكف َّل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للعقل ْ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ببيا ِنها‬ ‫البحث عنها ْ‬ ‫ُ‬

‫‪17‬‬
‫الوحي م�صد ُر املعرف ِة الغيبي ِة‪:‬‬
‫ُ‬
‫طريق الوحي ْ‬
‫فقط؟‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫خالد‪ :‬وملاذا َ‬
‫جعل معرف َتها ْ‬ ‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫للكذب ِ‬
‫ِ‬ ‫املعرفة ‪ ،‬فال َ‬
‫جمال للخط�أِ وال‬ ‫ِ‬ ‫م�صادر‬
‫ِ‬ ‫أدق م�صدرٍ من‬ ‫ُ‬
‫أ�صدق و� ُّ‬
‫الوح َي �‬
‫‪ -‬ال ُأب‪ :‬لأنَّ ْ‬
‫أنبياء مع�صومونَ من اخلط ِ�أ وال ينطقُونَ َوف َْق �أهوا ِئهم كما قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫فال ُ‬ ‫ ‬
‫أثري‬ ‫القوي الأمني الّذي ال ُ‬
‫ميكن الت� ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫جربيل ‪ -‬عليه ال�سالم ‪ -‬هو‬ ‫الر�سالة‬
‫ِ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﱪ‪( .‬النجم ‪َ .)4-3‬كما �أنَّ َ‬
‫ناقل‬
‫ميكن َ�أنْ يخونَ ‪.‬‬
‫ني ا َّلذي ال ُ‬
‫عليه‪ ،‬والأم ُ‬
‫ِ‬
‫حتريف‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ٍ‬ ‫تبديل �أو‬
‫ٍ‬ ‫بحفظ القر� ِآن فال يطر�أُ عليه �أَ ُّي‬
‫ِ‬ ‫تعه َد‬
‫ولأنَّ اهلل قد َّ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫ويفهموه بعقو ِلهم‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭲ ﭳ‬ ‫ُ‬ ‫ا�س �أَنْ يتد َّب ُروا هذا ْ‬
‫الوح َي‬ ‫وقد �أَ َم َر اهلل ال ّن َ‬
‫ﮜ ﮝﱪ‪( .‬احلجر ‪ْ .)9‬‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱪ‪�( .‬ص ‪.)29‬‬

‫ قال ابن تَي ِمي َة ‪ -‬رحمه ُ‬


‫اهلل ‪ :-‬في� ُ‬
‫أخذ‬ ‫َ ُ ْ َّ‬ ‫خالق العقل هو م�ّش ـ ُرع الإ�سالم‪:‬‬
‫االعتقادات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جميع دينهم‪ :‬من‬
‫َ‬ ‫امل�سلمونَ‬ ‫َ‬
‫واالنقياد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والت�سليم‬
‫ِ‬ ‫والطاعة‬
‫ِ‬ ‫بال�سمع‬
‫ِ‬ ‫ؤمن‬
‫مر امل� َ‬‫كما �أ َ‬ ‫ ‬
‫هلل‪ ،‬و�س َّن ِة‬
‫كتاب ا ِ‬
‫من ِ‬ ‫والعبادات‪ ،‬وغ ِري ذلك‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫لم َل ُه‬
‫أواخلو�ض فيما ال ِع َ‬
‫ِ‬ ‫الزيادة عما جاء به الوحي �‬
‫ِ‬ ‫و َنهى َع ِن‬
‫�سلف ال َّأم ِة و�أئم ُتها‪.‬‬
‫عليه ُ‬
‫اتفق ِ‬
‫ر�سو ِل ِه‪ ،‬وما َ‬
‫اعترب الزياد َة والإ�ضاف َة بدع ًة ال جتو ُز‬
‫حيث َ‬ ‫العبادات‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِبه‪ ،‬كما يف‬
‫ال�رصيح؛ ف�إنّ ما‬
‫ِ‬ ‫للعقل‬
‫ِ‬ ‫ولي�س َ‬
‫ذلك مخُ الف ًا‬ ‫َ‬ ‫جاء يف َ‬
‫ذلك‬ ‫ال�شيطان‪ .‬و�إذا َ‬
‫ِ‬ ‫وت�ضليالت‬
‫ِ‬ ‫الزلل‬
‫إن�سان من ِ‬
‫وقاي ًة لل ِ‬
‫ولي�س يف‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫باطل ‪،‬‬ ‫فهو‬
‫ال�رصيح َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العقل‬ ‫خالف‬
‫َ‬
‫بل �إنَّ‬ ‫َ‬
‫العقول ال�سليمةَ‪ْ ،‬‬ ‫يناق�ض‬
‫ُ‬ ‫العقل فَال يعني �أَ َّن ُه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يدرك ُه‬ ‫�شي ٌء ال‬
‫فيه‬
‫ولكن ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫باطل‪.‬‬ ‫إجماع‬
‫ِ‬ ‫الكتاب وال�س َّن ِة وال‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫العقل؟‬ ‫يناق�ض‬
‫ُ‬ ‫يظن َ�أن ُه‬
‫النا�س ُّ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫ُ‬
‫يجعل َ‬ ‫العقل ُه َو ما‬
‫ِ‬ ‫ق�صور‬
‫َ‬
‫يفهمونَ‬
‫ا�س‪� ،‬أو ُ‬ ‫بع�ض ال ّن ِ‬
‫يفهمها ُ‬‫قد ال ُ‬ ‫� ٌ‬
‫ألفاظ ْ‬
‫ف�سبب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫العقل‪،‬‬ ‫يناق�ض‬
‫ُ‬ ‫الوحي �إنْ بدا �أن ُه‬
‫ُ‬ ‫جاء ِبه‬
‫وعمو ًما ف�إنَّ ما َ‬
‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫منها مع ًنى باط ً‬
‫ال‪ ،‬فالآف ُة منهم‪ ،‬ال ِم َن‬
‫حكامه‪َ ،‬كما يف‬
‫ِ‬ ‫العقل و�أَ‬
‫ِ‬ ‫حكم‬
‫ِ‬ ‫دقة‬
‫عدم ِ‬
‫ذلك يرجع � َّإما �إىل ِ‬‫َ‬
‫وال�س َّن ِة(‪.)1‬‬
‫ُّ‬ ‫التطور‪ ،‬والتي لمَ ْ ْتر َق‬
‫ِ‬ ‫كنظرية‬
‫ِ‬ ‫الدين‬
‫ثوابت ِ‬
‫َ‬ ‫تناق�ض‬
‫ُ‬ ‫النظريات التي‬
‫ِ‬
‫امل�سلمونَ‬
‫ُ‬ ‫أجمع‬
‫وقال حممد عبده‪َ � :‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ال�شارع‬
‫ِ‬ ‫ملراد‬
‫الدقيق ِ‬
‫ِ‬ ‫فهمنا‬
‫لعدم ِ‬
‫�إىل �أنْ تكونَ حقيق ًة علميةً‪ ،‬و� َّإما ِ‬
‫قد يع ُلو َع ِن الف َْه ِم‬
‫جاء ب�شي ٍء ْ‬
‫الدين �إنْ َ‬
‫َ‬ ‫على �أنَّ‬ ‫ُ‬
‫لق�صور هذا الفهم‪َ ،‬كما يف ِ‬
‫حال َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫(اهلل �سبحان ُه وتعاىل) نتيج ًة‬
‫العقل(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫عند‬ ‫ُ‬
‫ي�ستحيل َ‬ ‫أتي مبا‬
‫ميك ُن �أنْ ي� َ‬
‫فال ِ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫ينكر كروي َة ال ِ‬
‫ُ‬

‫(‪)١‬جمموع الفتاوي‪ ،‬ج‪� ،11‬ص‪ )2( .490‬الأعمال الكاملة للإمام حممد عبده‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪.357‬‬
‫‪18‬‬
‫ال�سليم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العقل‬ ‫بل �إنَّ‬ ‫يقبل ال ّت�أْ َ‬
‫ويل‪ْ ،‬‬ ‫�صحيحا �رصيح ًا ال ُ‬
‫ً‬ ‫�شـرعيا‬
‫ًّ‬ ‫ن�صا‬‫علمي ٌة ًّ‬
‫تناق�ض حقيق ٌة ّ‬
‫َ‬ ‫ميكن �أنْ‬
‫وعمو ًما ال ُ‬ ‫ ‬
‫الدين‪.‬‬
‫�شارع ِ‬‫ُ‬ ‫العقل ُه َو‬
‫ِ‬ ‫خالق‬
‫َ‬ ‫الدين؛ لأَنَّ‬
‫ُ‬ ‫جاء ِبه‬ ‫ؤمن ب ِّ‬
‫ِكل ما َ‬ ‫يقر وي� ُ‬
‫ُّ‬

‫الوحي عن نقلِها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الأمو ُر الغيبي ُة التي � َ‬
‫أعر�ض‬
‫إليه؟‬
‫الوحي بنق ِلها � ِ‬
‫ُ‬ ‫العقل‪ ،‬ولمَ ْ ِ‬
‫يقم‬ ‫ُ‬ ‫أمور ا َّلتي ال ُ‬
‫يدركها‬ ‫‪� -‬سارةُ‪ :‬و َما ال ُ‬
‫ُ‬
‫لعدم اجلدوى‬
‫تكليفات عملي ٍة عليها‪� ،‬أو ِ‬
‫ٍ‬ ‫ترتب‬
‫لعدم ِ‬
‫ين‪ّ � ،‬إما ِ‬ ‫َ‬
‫العقل الإن�سا َّ‬ ‫بعلم �أمورٍ لمَ ْ ُي ْ‬
‫طلع عليها‬ ‫اخت�ص اهلل ِ‬
‫َّ‬ ‫‪ -‬ال ُأب‪:‬‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫وم ْن �أمثل ِتها ُ‬
‫قول ا ِ‬ ‫يعلمها اهلل تعاىل‪ِ ،‬‬
‫ِم ْن معرف ِتها‪� ،‬أو حلكم ٍة ُ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪ .)85‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ‬
‫ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙﱪ‪( .‬الأعراف ‪ .)187‬وقد َنهى الإ�سال ُم‬
‫هده ووق ِته وطاقا ِته ِم ْن �أَنْ ت َ‬
‫ُ�رصف فيما‬ ‫لج ِ‬ ‫الغيبية‪ً ،‬‬
‫حفظا ُ‬ ‫ِ‬ ‫أمور‬
‫هذه ال ِ‬
‫مثل ِ‬
‫البحث َع ْن ِ‬
‫ِ‬ ‫يتكلف الإن�سانُ يف‬
‫َ‬ ‫�أنْ‬

‫إدراكها‪ُ ،‬ث َّم ال َ‬


‫نفع ل ُه ِم ْن معرف ِتها‪.‬‬ ‫عن � ِ‬‫لَنَّ عق َله �سيبقى عاج ًزا ْ‬ ‫نفع ل ُه وال َ‬
‫طائل‪ ،‬أ‬ ‫ال َ‬

‫هلل و�سن ِة ر�سول ِه ‪:h‬‬


‫املتمثل بكتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫العقل جُت َاه ِ‬
‫النقل‬ ‫دو ُر ِ‬
‫إليه؟‬
‫الوحي � ِ‬
‫ُ‬ ‫العقل تُجا َه ما نق َله‬
‫ِ‬ ‫دور‬
‫خالد‪ :‬ما ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫وتطبيق ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الوحي‬
‫ِ‬ ‫فهم هذا‬
‫الدور يف ِ‬
‫ُ‬ ‫عليه‬
‫ويقع ِ‬
‫وم�صادر معرف ِته‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫دار ِك‬
‫قد َو َّ�س َع ِم ْن َم ِ‬
‫الوحي ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ال ُأب‪:‬‬
‫وتطبيقه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�رشع‬
‫ِ‬ ‫لفهم‬ ‫َ‬
‫العقل �أدا ٌة ِ‬ ‫‪� -‬سارةُ‪َ :‬معنى هذا أ�َنَّ‬
‫الوحي‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫العقل ُهو ُم ُ‬
‫نزل‬ ‫ِ‬ ‫فخالق‬
‫ُ‬ ‫والوحي‪ ،‬وهو ما ذكرناه �سابق ًا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫نعم! وهذا ُه َو ال ّتكا ُمل ب َ‬
‫‪ -‬ال ُأب‪ْ :‬‬
‫العقلية فدعاه �إىل‬
‫ِ‬ ‫إن�سان‬
‫اهتم الإ�سال ُم بقوى ال ِ‬
‫لذلك َّ‬ ‫َ‬ ‫العقل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الوحي املن َز ِل �إ ّال ِم ْن ِخ ِ‬
‫الل‬ ‫ِ‬ ‫فهم هذا‬
‫ميكن ُ‬ ‫ُ‬
‫الكت�شاف‬
‫ِ‬ ‫آفاق‬
‫أنف�س وال ِ‬
‫املنظورة يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الكرمي‪ ،‬و �آيا ِته‬
‫ِ‬ ‫كتابه‬
‫ِ‬ ‫امل�سطورة يف‬
‫ِ‬ ‫هلل‬
‫آيات ا ِ‬‫والتدبر يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫التفك ِر‬
‫هلل وعظم ِته‪.‬‬
‫وجود ا ِ‬
‫ِ‬
‫احل�س‬
‫مل ّ‬ ‫لتعقل ّ‬
‫احلق يف عا ِ‬ ‫�آفاق مطلقة ِ‬
‫ي�ستطيع � َ‬
‫إدراكها بعق ِل ِه؟‬ ‫ُ‬ ‫احل�سي ِة التي‬
‫ّ‬ ‫املجاالت‬
‫ِ‬ ‫حدا يف‬
‫إن�سان ًّ‬
‫و�ضع الإ�سال ُم لل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وهل‬ ‫خالد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪19‬‬
‫َ‬
‫اكت�شاف‬ ‫ني ل ُه أ�َنّ‬
‫الرحيب‪ ،‬وب َ‬
‫ِ‬ ‫الوجود‬
‫ِ‬ ‫الوا�سع يف هذا‬
‫ِ‬ ‫حدا‪ْ ،‬‬
‫بل دعا ُه �إىل ال ّت� ُّأم ِل‬ ‫ذلك ًّ‬ ‫‪ -‬ال ُأب‪ :‬ال‪ ،‬لمَ ْ َي ْ‬
‫جعل ل ُه يف َ‬

‫أجزاء ُه والقُوى الفاعل َة فيه‪ُ ،‬ث َّم ال ّت ُ‬


‫فاع َل معها والإفاد َة‬ ‫كم � َ‬‫عن القواننيِ ا َّلتي تحَ ُ‬
‫والبحث ِ‬
‫َ‬ ‫الكون‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حقائق هذا‬
‫ِ‬
‫ووظائفه‪َ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ِ‬ ‫اخت�صا�ص عق ِله‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫هي ْ‬
‫إدراك َ‬
‫بوعي و� ٍ‬
‫ٍ‬ ‫منها‬
‫هذه الأ�رسار وتَ�سخ ِريها للنفع‬
‫اكت�شاف ِ‬
‫ِ‬ ‫إبداع يف‬
‫طالب بال ِ‬ ‫ُ‬
‫فالعقل ُم ٌ‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬﱪ‪( .‬احلج ‪.)46‬‬
‫أر�ض ُخ ِل َق لأَ ْج ِل ال ِ‬
‫إن�سان‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ين‪ُّ ،‬‬
‫فكل ما َعلى ال ِ‬ ‫الإن�سا ِّ‬
‫ﯳﱪ‪( .‬البقرة ‪.)29‬‬
‫العقلية؟‬
‫ِ‬ ‫هلل تَعاىل َرغْ َم ذكا ِئهم وفطنتِهِ ُم‬
‫ا�س با ِ‬
‫كثري ِم ْن ال ّن ِ‬
‫فر ٌ‬ ‫ولكن ملاذا َك َ‬
‫ْ‬ ‫خالد‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫للتنازل‬
‫ِ‬ ‫�ستعدا‬
‫أحكام ِه‪ُ ،‬م ًّ‬
‫ِ‬ ‫بد أ�َنْ يكونَ نزي ًها يف ُّ‬
‫تقب ِل �‬ ‫للحق‪ْ ،‬‬
‫بل ال َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫العقل ليقو َد ُه‬ ‫يكفي أ�َنْ يمَ َ‬
‫تلك الإن�سانُ‬ ‫‪ -‬ال ُأب‪ :‬ال ْ‬
‫ُ‬
‫يقول تعاىل‪ :‬ﱫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫كم‬
‫َع ْن � ْأهوا ِئه و�شهوا ِت ِه ا�ستجاب ًة لحِ ِ‬
‫ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﱪ‪( .‬الأحقاف ‪.) 26‬‬

‫‪20‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬


‫عن تف�س ِري قولِ ا ِ‬
‫حث ْ‬ ‫ا�ستعن ب�أَ ِ‬
‫حد التفا�س ِري‪ ،‬وابْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪َّ .)112‬ثم‬
‫بينِّ ْ ما ي�أتي‪:‬‬
‫اجلن؟ وملاذا؟‬
‫ني ِّ‬‫ن�س �أ ْم �شياط ُ‬
‫ني الإِ ِ‬
‫خطرا �شياط ُ‬
‫ً‬ ‫‪� -‬أَ ُّيهما � ُّ‬
‫أ�شد‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬كيفي َة الإيحا ِء‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬محُ ْ توى الإيحا ِء‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪21‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫‪ L‬هلْ ي�ستطي ُع العقلُ الإن�سا ُّين �أنْ ي�صد َر الأحكا َم الآتيةَ؟ ولمِ اذا ؟‬
‫لوات وكيفي َتها‪.‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫‪ -‬عد َد ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�صف �أَ ْه ِ‬
‫وال‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الروح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حقيقة‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬بيانَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫َ‬
‫ قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﱪ‪( .‬احلجر ‪.)40 - 39‬‬

‫أزين)؟‬
‫تفهم ِم ْن كلم ِة (ل نَ َّ‬
‫‪ L‬ماذا ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪َ L‬م ِن الّ َ‬
‫ذين ا�ستثنا ُه ُم ال�شيطانُ ِم ْن القُدر ِة على غواي ِته ِْم؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪22‬‬
‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫ُ‬
‫ يقول اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱪ‪.‬‬
‫(النمل ‪.)14‬‬

‫اجلاحدونَ ؟‬
‫‪ L‬بمِ َ جح َد ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫باحلق؟‬ ‫نفو�سهم وعقولُهم َ‬
‫غري مب�رص ٍة ِّ‬ ‫‪ L‬هلْ ْ‬
‫كانت ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫احلقيقي للجحودِ؟‬
‫ُّ‬ ‫بب‬
‫ال�س ُ‬
‫‪ L‬ما ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫ا�ستخرج‬
‫ْ‬ ‫م�ستعر�ضا � َ‬
‫أقوال ال ُعلما ِء فيها‪ ،‬ث َُّم‬ ‫ً‬ ‫آيات ت�ضمنَ ْت ماد َة (الهوى وم�شتقاتها‪ ،‬مثل‪ :‬هواه‪� ،‬أهوا�ؤهم)‪،‬‬
‫�ست � ٍ‬
‫اجمع َ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫م�ضا َّد الهوى‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪23‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫أعلم و�أ ْع َملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫اخلالق وعظم ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وجود‬
‫ِ‬ ‫اخللق ُّ‬
‫يدل ع َلى‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫اإليمان‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫العقل يدعو إلى‬
‫كن �أنْ َي ْحدث ُ�صدفةً‪.‬‬
‫واملخلوقات ال يمُ ُ‬
‫ِ‬ ‫الكون‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬انتظا ُم‬
‫حكيم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫دبر‬ ‫‪ -‬حرك ُة الكونِ وتغرياتُه ُّ‬
‫تدل ع َلى ُم ٍ‬
‫‪ -‬القر�آنُ معجز ُة ا ِ‬
‫هلل اخلالدةُ‪.‬‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫اجلامعات الأوربي ِة العريق ِة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫املكا ُن‪� :‬إحدى‬
‫املادي يف املعرف ِة‬
‫ّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬
‫م�صادر‬
‫َ‬ ‫�سنناق�ش‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ين‪ُ ،‬‬ ‫منهجية التفك ِري الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫املهم ِة يف‬
‫املو�ضوعات َّ‬
‫ِ‬ ‫مو�ضوعنا اليو َم ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫عد‬
‫اجلامعي‪ُ  :‬ي ُّ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬الأ�ستا ُذ‬
‫هذه‬
‫نطاق ِ‬ ‫َ‬
‫داخل ِ‬ ‫يقع‬ ‫احلوا�س‪ُّ ،‬‬
‫فكل ماال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫إن�سان وهي ما و�ص َله عن‬
‫لعقل ال ِ‬ ‫بالن�سبة ِ‬
‫ِ‬ ‫املعرفة‬
‫ِ‬
‫بوجود ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فهمه �أَو � ُ‬
‫إدراكه �أو ح َّتى الإميانُ‬ ‫إن�سان ُ‬
‫ميكن لل ِ‬
‫احلوا�س ال ُ‬
‫ِّ‬
‫وه ْم لمَ ْ َيرو ُه �أو ي�سمعو ُه �أو يتعاملوا‬
‫الكون �إل ًها‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الديانات أ�َنَّ لهذا‬
‫ِ‬ ‫أ�صحاب‬
‫ِ‬ ‫عفوا �أ�ستا ُذ‪ ،‬مِ َب ت ُ‬
‫ُف�رس اعتقا َد �‬ ‫‪� -‬شــــان‪ً :‬‬
‫ِحوا�سهم؟‬
‫ِّ‬ ‫َمع ُه ب‬
‫اخلالق‬ ‫اخللق ّ‬
‫يدل على ِ‬ ‫ُ‬
‫للكون خالقًا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فندرك �أنَّ‬ ‫هلل‬
‫خملوقات ا ِ‬
‫ِ‬ ‫نحن نرى‬
‫ِحوا�سنا‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫الكون ب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نتعامل َم َع � ِإله هذا‬ ‫جــوزيف‪ :‬و َم ْن ُ‬
‫يقول �أ َّننا ال‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِحج ِة �أ َّننا لمَ ْ َنر‬
‫نك ُر وجو َد عق ِله ب َّ‬
‫َ�صـرفا ِته‪ ،‬وال ُن ِ‬ ‫�شخ�ص ما ب�أَ َّنه عا ِق ٌل‪ِ ،‬م ْن ِخ ِ‬
‫الل ت ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫كما �أَ َّننا َن ْح ُك ُم على‬
‫َ‬
‫العقل‪.‬‬ ‫َ‬
‫ذلك‬
‫نظري ُة امل�صادف ِة‬
‫ف َرغْ َم أ� َّننا ِم ْن‬
‫ال�ص ِّ‬
‫وجودي َمعك الآن يف هذا َّ‬
‫ِ‬ ‫م�صادفة‬
‫ِ‬ ‫قد ُخ ِل َق ُ�صد َف ًة ‪ِ ،‬م َ‬
‫ثل‬ ‫الكونُ ْ‬
‫ْ‬ ‫كن �أَنْ يكونَ‬
‫‪� -‬شانُ ‪� :‬أال يمُ ُ‬
‫بِالدٍ بعيد ٍة خمتلفةٍ‪.‬‬
‫االنتظام والتقدي ِر‬
‫ِ‬ ‫دلي ُل‬
‫املحكم‬
‫َ‬ ‫نا�س َق‬
‫املقدر وال َّت ُ‬
‫َ‬ ‫ولكن ال ِّنظا َم‬
‫َّ‬ ‫احلدوث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫املثال ا َّلذي تذكر ُه ب�سيط ٌة و�سهل ُة‬
‫االحتمال يف ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬جون‪� :‬إنَّ ن�سب َة‬
‫بحكمة‬
‫ِ‬ ‫منبهرين‬
‫َ‬ ‫لماء‪ ،‬ووقفُوا �أما َم ُه‬ ‫ه�ش ِت ال ُع َ‬
‫معقد �إىل درج ٍة �أ ْد َ‬
‫ٌ‬ ‫فيه؛ فهو‬
‫الكون ال مكانَ لل�صدف َِة ِ‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ذلك ال�ستحا َل ِت‬
‫اختل �شي ٌء ِم ْن َ‬
‫كل �شيءٍ‪ ،‬ولو َّ‬‫ال‪ :‬يف َخ ْل ِقها توازنٌ يف ِّ‬
‫أر�ض َمث ً‬
‫وعلم ِه وقدر ِت ِه‪ ،‬فال ُ‬
‫ِ‬ ‫ال�صا ِن ِع‬
‫ّ‬
‫اقة‪ ،‬و�سرُ ع ُة َدورا ِنها‬ ‫�صدر َّ‬
‫الط ِ‬ ‫م�س َم ِ‬
‫ال�ش ِ‬
‫الدقيقة َع ِن َّ‬
‫ِ‬ ‫امل�سافة‬
‫ِ‬ ‫عدها بهذه‬ ‫احليا ُة ع َل ْيها‪ْ ،‬‬
‫ومن هذا ال َّتوا ُز ِن ُب ُ‬

‫‪24‬‬
‫حجمها‪ ،‬ون�سب ُة‬
‫ِ‬ ‫والدق ُة املتناهي ُة يف‬
‫م�س‪ِّ ،‬‬
‫ال�ش ِ‬ ‫َ‬
‫وحول َّ‬ ‫نف�سها‬ ‫َ‬
‫حول ِ‬
‫أر�ضية‪،‬‬
‫الق�رشة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫و�س ُ‬
‫مك‬ ‫اجلوي‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫الغالف‬
‫ِ‬ ‫املا ِء �إىل الياب َِ�س ِة‪ ،‬و�سماك ُة‬
‫أر�ضية‪،‬‬
‫اجلاذبية ال ِ‬
‫ِ‬ ‫قوة‬
‫املكو ِنة لها‪ ،‬وتوازنُ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ن�سب عنا� ِرصها‬
‫ِ‬ ‫وتوازنُ‬
‫موجو ٌد‬ ‫يقول‪�« :‬أنا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ديكارت‬
‫َ‬ ‫�إنَّ‬ ‫حد َث ُ�ص ْدف ًة ب�أَ ِّي‬
‫كن �أنْ َي ُ‬
‫�إنَّ هذا ال َّتوا ُزنَ يف مالينيِ الأ�شيا ِء ال يمُ ُ‬
‫جدين و َم ْن َخ َلقَني؟ �إ ّنني لمَ ْ‬
‫ف ََم ْن � ْأو َ‬ ‫حالٍ ِم ْن الأَ ِ‬
‫حوال‪.‬‬
‫� ْأخ ِل ْق نف�سي‪ ،‬فال ُب َّد يل ِم ْن خالِقٍ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ت�رصف‬ ‫أدرك أ�َنّ ُه َ‬
‫ناك َم ْن َي‬ ‫أحمد‪� :‬إنَّ الإن�سانَ ْلو َّ‬
‫تفك َر فيما يجري حو َل ُه ل َ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫واجب‬ ‫وهذا اخلا ِل ُق ال ُب َّد �أنْ يكونَ ِ‬
‫يوج ُد ُه‪،‬‬
‫فتقر �إىل َم ْن ِ‬
‫وغري ُم ٍ‬
‫الوجود‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫الز ِل‪،‬‬
‫وحدوث ال َّز ِ‬
‫ُ‬ ‫وانفجار الرباكنيِ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫املطر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فنزول‬ ‫يف الأُ ِ‬
‫مور‪،‬‬
‫ُ‬
‫يحفظ ل ُه وجو َد ُه‪ ،‬وال ُب َّد �أنْ يكونَ‬ ‫�أو‬ ‫لماء �إيجا َد‬
‫ي�ستطع ال ُع ُ‬
‫ِ‬ ‫حداث التي تحَ ْ ُد ُث َحو َلنا لمَ ْ‬
‫ِ‬ ‫وكثري ِم ْن الأَ‬
‫ٌ‬
‫وهذا‬ ‫مال‪َ .‬‬ ‫جل ِ‬ ‫فات ا َ‬
‫بكل ِ�ص ِ‬ ‫م َّت�صفًا ِّ‬
‫ال�صغري‬
‫ُ‬ ‫ميوت‬
‫املوت‪ ،‬ملاذا ُ‬
‫ُ‬ ‫و�ضبط دقيقٍ لها‪ ،‬و�أَ ْعق َُد ِم ْن َ‬
‫ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫تف�س ٍري‬
‫كل �شيءٍ»‪.‬‬ ‫بارئ ِّ‬
‫اهلل ُ‬‫اخلا ِل ُق ُهو ُ‬
‫فرا�ش ِه‬
‫ميوت يف ِ‬
‫ُ‬ ‫املري�ض‪ ،‬و�إن�سانٌ‬
‫ِ‬ ‫ال�سليم َ‬
‫قبل‬ ‫ُ‬ ‫وميوت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قبل الكب ِري‪،‬‬

‫ي�سريها؟ ال ُب َّد �أَنْ‬


‫الكائنات َو ُ‬
‫ِ‬ ‫آخر ينجو ب�أُعجوب ٍة ِم ْن ِ‬
‫املوت‪َ ،‬م ِن ا َّلذي َير ُز ُق ُك َّل ِ‬
‫هذه‬ ‫البدن و� ُ‬‫�صحيح ِ‬
‫ُ‬ ‫وه َو‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ويت�رصف ِبه‪.‬‬ ‫الكون‬
‫ِ‬ ‫وه َو ا َّلذي ُي ُ‬
‫دير �ش�ؤونَ‬ ‫ُ‬
‫يعرف ُك َّل َ�صغري ٍة وكبريةٍ‪ْ ،‬‬ ‫وراء َ‬
‫ذلك خا ِل ٌق‬ ‫َ‬ ‫يكونَ‬
‫ذات كاملةٍ‪ ،‬و�أراين‬
‫بوجود ٍ‬
‫ِ‬ ‫نف�س ِه‬
‫الوقت ِ‬
‫ِ‬ ‫بنق�ص يف ذاتي‪� ،‬أُ ُّ‬
‫ح�س يف‬ ‫ٍ‬ ‫مع �شعوري‬ ‫ُ‬
‫يقول (ديكارت)‪�« :‬إنيِّ َ‬ ‫ ‬
‫الكمال؛ وهي‬
‫ِ‬ ‫�صفات‬
‫ِ‬ ‫بجميع‬
‫ِ‬ ‫الذات الكامل ُة املتح ِّلي ُة‬
‫ُ‬ ‫قد غَ َر َ�س ْته يف ذاتي َ‬
‫تلك‬ ‫ال�شعور ْ‬
‫َ‬ ‫م�ضطرا �إىل اعتقادي؛ لأنَّ‬
‫ًّ‬
‫ُ‬
‫اهلل»‪.‬‬
‫ريد‬
‫أوجدنا؟ وماذا ُي ُ‬ ‫عر َ‬
‫ف على هذا اخلا ِل ِق‪ ،‬وملاذا � َ‬ ‫كن �أنْ َن َت َّ‬
‫فكيف يمُ ُ‬
‫َ‬ ‫�صحيحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪� -‬شانُ ‪ :‬ح�س ًنا �إنْ كانَ ما تقولونَ‬
‫ِم ّنا؟‬
‫اخلالق‬ ‫الر�س ُل ّ‬
‫تدل على ِ‬
‫ريده ِم َّنا‪،‬‬
‫ويعرفونا ر َّبنا وما ُي ُ‬ ‫بل � َ‬
‫أر�سل �إلينا ُر�س ً‬ ‫وجودنا‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يرتكنا ُ‬
‫‪ -‬ماري‪ :‬لمَ ْ ْ‬
‫لري�شدونا ِّ‬
‫ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ندرك حقيق َة‬ ‫ني ال‬
‫اهلل تائه َ‬
‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫بع�ض قواننيِ‬ ‫َ‬
‫وخرق لهم َ‬ ‫الب�رش الإتيانَ مبث ِلها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ي�ستطيع‬
‫ُ‬ ‫مبعجزات ال‬
‫ٍ‬ ‫زو َد ُه ْم‬
‫نقتنع ب�صدقِهِ ْم‪ّ ،‬‬
‫وح َّتى َ‬
‫معجز َت ُه‬
‫جعل ْ‬‫عند َم ْن خ َل َق احليا َة والوجو َد‪ ،‬فال َّنبي ُمو�سى ‪ -‬عليه ال�سالم ‪َ -‬‬
‫هم جا�ؤوا ِم ْن ِ‬ ‫ليدل على �أَ َّن ْ‬
‫َّ‬
‫ريق يف املا ِء‪،‬‬ ‫تفتح َّ‬
‫الط َ‬ ‫ال�ص ْخ ِر‪ ،‬وتار ًة ُ‬
‫املاء ِم َن َّ‬ ‫ت�صري حي ًة كبريةً‪ ،‬وتار ًة ِّ‬
‫تفج ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫حم ُلها‪ ،‬وا َّلتي تار ًة‬
‫ال َع�صا ا َّلتي َي ِ‬
‫الروح فيها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ونفخ‬
‫وخلق الط ِري ِ‬
‫ِ‬ ‫بل و�إحيا ِء املوتى‪،‬‬ ‫وعي�سى ‪ -‬عليه ال�سالم ‪َّ -‬‬
‫مك َن ُه ِم ْن �إ�شفا ِء املر�ضى ْ‬
‫�شخ�ص لمَ ْ � َأر ُه ولمَ ْ �أَ َر معجزا ِت ِه؟‬
‫ٍ‬ ‫بت�صديق‬
‫ِ‬ ‫كيف �أُطا َل ُب‬
‫بقي ْت‪َ ،‬‬
‫هل َ‬‫جزات‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫املع‬
‫هذه ْ‬
‫‪� -‬شان‪ :‬و�أ ْي َن ِ‬

‫‪25‬‬
‫ُ‬
‫اخلالدة‬ ‫ُ‬
‫املعجزة‬ ‫القر� ُآن‬
‫�رشائع ِه‪� ،‬أَ ّما‬
‫ِ‬ ‫رد ا ُ‬
‫خللو َد ِّ‬
‫لكل‬ ‫تب اخللو َد لأنبيا ِئ ِه‪َ ،‬كما لمَ ْ ُي ِ‬ ‫أحمد‪� :‬إنْ اهلل لمَ ْ َي ْك ِ‬
‫‪ُ �-‬‬
‫بيب ت ََخ َطف ُت ُه ُيد َ‬
‫الر َدى‬ ‫قل َّ‬
‫للط ِ‬ ‫ْ‬
‫إ�سالم‬
‫دين ال ِ‬ ‫معجزتُه خالدةً‪� ،‬أَعني َ‬ ‫قاء فكا َن ْت ْ‬ ‫ين الّذي �أرا َد ل ُه َ‬
‫الب َ‬ ‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫من � ْأر َد َاكا؟‬
‫را�ض‪ْ :‬‬ ‫يا�شَ افيِ َّ ال ْأم ِ‬
‫ري�ض جَ َنا ُ‬
‫وعوفيِ َ َبعد َما‬ ‫للم ِ‬
‫قل َ‬‫ْ‬ ‫معجزات‬
‫ٍ‬ ‫الديانات‪ ،‬فمعجزتُه القر�آنُ الكر ُمي‪ ،‬ا ّلذي ْ‬
‫احتوى‬ ‫ِ‬ ‫مَ َ‬
‫خات‬
‫من َعاف َ‬
‫َاكا؟‬ ‫الطب‪ْ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫َع َج َز ْت فُنونُ‬ ‫جديدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ا�س يف ِّ‬
‫كل َع� ٍرص ِم ْنها �شي ًئا‬ ‫يكت�شف ال ّن ُ‬
‫ُ‬ ‫كثري ًة‬
‫من ِع َل ٍة‬ ‫ْ‬
‫وت ال ْ‬‫حيح يمَ ُ‬
‫لل�ص ِ‬ ‫قل َّ‬
‫أعتقد �أنَّ ُك َّل ما َ‬
‫جاء‬ ‫إ�سالم‪ ،‬و� ُ‬
‫بر�سول ال ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم وال‬ ‫�صمويل‪� :‬أنا ال �أُ ْ�ؤ ُ‬
‫من بال ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫حيح َد َه َ‬
‫اكا؟‬ ‫من بِاملَ َنا َيا َ‬
‫يا�ص ُ‬ ‫ْ‬
‫�صادق‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غري‬
‫به ُ‬
‫وكانَ َي ْح َذ ُر ُحف َْر ًة‬
‫للب�ص ِري َ‬
‫قل َ‬‫ْ‬
‫ف ََهوى ب َِها َم ْن ذَا الذي � ْأه َ‬
‫واكا؟‬ ‫قبل �أنْ تحَ ُك َم هذا‬
‫أ�رساره ومعجزا ِته َ‬
‫واطلع َت على � ِ‬
‫ْ‬ ‫هل قر�أْ َت القر�آنَ‬
‫أحمد‪ْ :‬‬
‫‪ُ �-‬‬
‫ائل ال ْأع َمى خَ َطا َبينْ َ ال ِّز َح ِام‬ ‫ْ‬
‫بل َ�س ِ‬ ‫احلكم؟!!‬
‫َ‬
‫من َيقو ُد خُ َ‬
‫طاكا؟‬ ‫دام‪ْ :‬‬ ‫ا�ص ِط ٍ‬
‫بِال ْ‬
‫يعي�ش يف‬
‫ُ‬ ‫القراء َة وال الكتابةَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يعرف‬ ‫رجل ُ�أ ّم ٍّي ال‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫تقول يف‬ ‫َماذا‬ ‫ ‬
‫عي�ش َم ْعزوال بِال‬
‫للج ِننيِ َي ُ‬
‫قل َ‬ ‫ْ‬
‫من الذي َي ْر َع َ‬
‫اكا؟‬ ‫اع و َم ْر َعى‪ِ :‬‬ ‫َر ٍ‬
‫يتحد ُث فيه َع ْن‬
‫َّ‬ ‫بكتاب‬
‫ٍ‬ ‫ني �أُ ِمم ع� ِرصها‪ُ ،‬ث َّم ي�أْتي‬
‫ني �أم ٍة متخلف ٍة ماد ًّيا ب َ‬
‫�صحراء ب َ‬
‫َ‬
‫ِالبكا ِء‬
‫�ش ب ُ‬ ‫ليد َب َكى و� ْأج َه َ‬
‫للو ِ‬ ‫ْ‬
‫قل َ‬ ‫من‬
‫قرابة (‪ )١٤‬قر ًنا ْ‬
‫بعد ِ‬ ‫لماء �إ ّال يف هذا الع� ِرص‪ْ � ،‬أي َ‬
‫ت�شفْها ال ُع ُ‬ ‫مظاهر كوني ٍة لمَ ْ ْ‬
‫يك ِ‬ ‫َ‬
‫الوال َد ِة‪َ :‬ما ا َّلذي �أ ْب َك َ‬
‫اكا؟‬ ‫َل َدى ِ‬
‫زوله؟‬
‫ُن ِ‬
‫ال�شاعر �إبراهيم علي بديوي‬
‫َ‬
‫احلالك َة‬ ‫ي�صف الظلم َة‬
‫ُ‬ ‫البحر ولمَ ْ َير ُه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هب �إىل‬ ‫رج ٍل لمَ ْ ْ‬
‫يذ ِ‬ ‫ماذا ُ‬
‫تقول يف ُ‬ ‫ ‬
‫الغوا�صات‬
‫ِ‬ ‫رتع‬
‫اخ َ‬‫ت�شفْها الإ ْن�سانُ �إ ّال الآنَ عندما ْ‬ ‫املحيطات الّتي لمَ ْ ْ‬
‫يك ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف �أَ ِ‬
‫عماق‬
‫أعماق؟‬ ‫الغو�ص يف َ‬
‫تلك ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫املتطور َة القادر َة على‬
‫فيه ن�سب ُة الأك�سجنيِ ولمَ ْ‬
‫تنخف�ض ِ‬
‫ُ‬ ‫اجلو الّتي‬
‫من ِّ‬‫الطبقات ال ُعليا ْ‬
‫ِ‬ ‫حالة‬
‫مبعلومات دقيق ٍة عن ِ‬
‫ٍ‬ ‫َب ْل ِم ْن � َ‬
‫أين �أتى‬ ‫ ‬
‫بالطائرات؟‬
‫ِ‬ ‫ذلك �إ ّال بعد أ�َنْ ح َّل َق يف الهوا ِء‬
‫يكت�شف الإن�سانُ َ‬
‫ِ‬
‫املجاالت وا ّلتي لمَ ْ يكت�شفْها الإن�سانُ �إ ّال يف هذا ال َع� ِرص‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لمية يف �ش َّتى‬
‫الع ِ‬‫املعلومات ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وغريها ْ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ِك لأرى حقيق َة ما ُ‬
‫تقول‪.‬‬ ‫�صادقًا فيما ُ‬
‫تقول فز ِّو ْدين ن�سخ ًة ِم ْن كتاب َ‬ ‫‪� -‬شانُ ‪� :‬إنْ ُك ْن َت ِ‬

‫‪26‬‬
‫�أُد ِّللُ‪:‬‬

‫ال�ضوئي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ني‬
‫وع�رشين بليو ًنا ِم ْن ال�سن َ‬
‫َ‬ ‫الكون ب�أَ ْكرث ِم ْن �أربع ٍة‬
‫ِ‬ ‫اجلزء ا َّلذي َن ُ‬
‫درك ُه ِم ْن‬ ‫َ‬ ‫قدرونَ‬‫الفلك ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫لماء‬
‫ �إنَّ ُع َ‬
‫جمر ٍة ‪ -‬على‬ ‫و�أَنَّ َ‬
‫مليون ّ‬
‫ِ‬ ‫ألف‬
‫الدنيا مئتي � ِ‬
‫ال�سما ِء ُّ‬
‫املدر ِك ِم ْن َّ‬
‫ات! ويح�صونَ يف اجلز ِء َ‬ ‫املجر ِ‬
‫ّ‬ ‫يتكونُ ِم ْن مالينيِ‬
‫َّ‬ ‫الكونَ‬
‫ت�ضم ُه ِم ْن بالينيِ‬
‫أعدادها؛ ملا ُّ‬‫ذه َل ٍة يف � ِ‬
‫جنمي ٍة ُم ِ‬
‫جتمعات ّ‬
‫ٍ‬ ‫املجرات عبار ٌة َع ْن‬
‫ُ‬ ‫وهذه‬
‫ِ‬ ‫كثريا‪،‬‬
‫أكرب ِم ْن جمرتنا ً‬
‫بع�ضها � ُ‬
‫أقل ‪ُ -‬‬‫ال ِّ‬
‫واملذنبات!!‬
‫ِ‬ ‫أقمار‬
‫والكويكبات وال ِ‬
‫ِ‬ ‫والكواكب‬
‫ِ‬ ‫م�سي ِة‬
‫ال�ش ّ‬
‫واملجموعات َّ‬
‫ِ‬ ‫جوم‬
‫ال ُّن ِ‬
‫كيف ُوج َد بر�أي َِك؟‬
‫املخلوقات َ‬
‫ِ‬ ‫احلجم الهائلُ ِم َن‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬هذا‬
‫ات والنّجو ِم‪.‬‬
‫املجر ِ‬
‫هلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬من خاللِ عا ِمل ّ‬
‫خلق ا ِ‬ ‫ا�ستد َّل على ِ‬
‫بديع ِ‬ ‫‪ِ L‬‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫ِّفاقيةٍ‪ْ ،‬‬
‫بل‬ ‫لل ات ّ‬‫ظام‪ ،‬وال يمُ ِك ُن �أَنْ يكونَ هذا نتيج َة ِع ٍ‬
‫اجلمال وال ِّن ِ‬
‫ِ‬ ‫ذلك‪�« :‬إنَّ العالمَ َ �آي ٌة يف‬ ‫ُ‬
‫يقول (�أفالطونُ ) يف َ‬ ‫ ‬
‫اخلري‪ ،‬ورت ََّب ُك َّل �شي ٍء َع ْن َق�صدٍ َو ِحكمةٍ»‪.‬‬
‫توخى َ‬‫نع عا ِق ٍل‪ّ ،‬‬
‫ُهو ُ�ص ُ‬
‫‪ L‬ما الدليلُ الّذي ُ‬
‫ي�شري �إلي ِه �أفالطونُ بعبار ِت ِه؟‬

‫‪27‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬
‫يتعر َف حقيق َة الإ�سال ِم‪ ،‬اخ ْرت‬
‫من ِخال ِلها �أنْ َّ‬
‫ميكن ْ‬
‫امل�سلم �أنْ تر�ش َد ُه �إىل مواق َع يف «الإنرتنت» ُ‬
‫ِ‬ ‫إليك �صديق َُك ُ‬
‫غري‬ ‫طلب � َ‬
‫‪َ L‬‬
‫ثالث َة مواق َع تر�ش ُد ُه �إليها‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬
‫َ‬
‫قال اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬ﱫ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﱪ‪( .‬القمر ‪.)49‬‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫وقال ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬ﱫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﱪ‪( .‬الفرقان ‪.)2‬‬ ‫ ‬
‫مظاهر التقدي ِر فيه‪.‬‬
‫َ‬ ‫هلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬وبينّ ْ‬
‫خلق ا ِ‬
‫‪ L‬اخرت خلقًا ِم ْن ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬
‫تقريرا يف �إعجا ِز خ ْل ِق‬
‫اكتب ً‬‫والنبات‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أر�ض والإن�سانِ والبحا ِر واحليوانِ‬ ‫هلل مبثوث ٌة يف الك ْونِ وال ِ‬
‫خلق ا ِ‬
‫مظاهر عظم ِة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫لمي يف القر�آنِ وال�سن ِة‪.‬‬
‫مبوقع مو�سو َع ِة الإعجا ِز ال ِع ِّ‬
‫املخلوقات ُم�ستعينًا ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل يف �أَ ِ‬
‫حد هذ ِه‬ ‫ا ِ‬

‫‪28‬‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ ‬
‫ﭻﱪ‪( .‬الطور ‪.)36 - 35‬‬

‫اخلالق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إثبات وجو ِد‬ ‫كتب التف�س ِري لقرا َء ِة تف�س ِري هذه الآي ِة مبيّنًا القانونَ الّذي ُ‬
‫ت�شري �إليه يف � ِ‬ ‫ارجع �إىل ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫وطبقات ا َجل ِّو‪.‬‬


‫ِ‬ ‫نقا�ش ِه َح ْو َل �أعماقِ البحا ِر‬
‫الطالب �أحم ُد يف ِ‬
‫ُ‬ ‫آيات الّتي ُّ‬
‫تدل على ما �أ�شا َر �إليه‬ ‫ا�ستخرج ال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫خلق اهللِ‪ ،‬اخ ْرت ق�صيد ًة تعجبُ َك ‪.‬‬
‫عظيم ِ‬
‫كتب ال�شعرا ُء ق�صا ِئ َد كثري ًة يف ِ‬
‫‪َ L‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫إنرتنت» لدعو ِة النّا�س �إىل الإ�سال ِم‪.‬‬
‫موقع «ال ِ‬
‫وان�رشها يف ِ‬
‫ْ‬ ‫ر�س‬
‫من ال َّد ِ‬
‫ترجم ِفقْر ًة َ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫‪29‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫ووحيه‪.‬‬ ‫هلل تعاىل‬


‫�أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫‪ -‬القر�آنُ الكر ُمي ُ‬
‫تنزيل ا ِ‬
‫الحق‬
‫القرآن ُه َو ّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�شفيع‪.‬‬ ‫يل وال‬‫من و ٍّ‬ ‫للب�رشية �إل ٌه �إال ُ‬
‫من دو ِنه ْ‬ ‫ولي�س لها ْ‬ ‫اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لي�س‬
‫‪َ -‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫القليل‪.‬‬ ‫و�شكره عباد ٌة ال ي�ؤ ِّديها �إال‬
‫َ‬
‫خلقه‪،‬‬
‫املح�س ُن �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫هو‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬اهلل تعاىل َ‬
‫اآليات (‪)9-1‬‬
‫ُ‬ ‫سور ُة السجد ِة‪،‬‬
‫ُ‬

‫�أَقر�أُ و�أتف َّك ُر‪:‬‬

‫إميان‬
‫قواعد ال ِ‬ ‫تقر ُر‬ ‫ِ ِّ‬ ‫تعالج � َ‬ ‫ال�سجدة �سور ٌة ّ‬ ‫�سور ُة‬
‫َ‬ ‫ال�سور املك َّي ِة‪ ،‬التي ِّ‬ ‫من‬
‫إ�سالمية كمثيال ِتها َ‬
‫ِ‬ ‫العقيدة ال‬
‫ِ‬ ‫أ�صول‬ ‫مكي ٌة ُ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫جادل فيه امل�رشكونَ ‪،‬‬ ‫بعد الفنا ِء الذي‬
‫للح�ساب واجلزا ِء َ‬
‫ِ‬ ‫البعث‬
‫ِ‬ ‫بيوم‬
‫والت�صديق بر�س ِله وكتبِه‪ ،‬واالعتقا َد ِ‬
‫َ‬ ‫هلل ‪ -‬تعاىل ‪،-‬‬
‫با ِ‬
‫تتحدث ع ْن ُه ال�سور ُة الكرميةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هو املو�ضوع الذي‬
‫الر�سول ‪ h‬وهذا َ‬ ‫ِ‬ ‫لتكذيب‬
‫ِ‬ ‫واتَّخذو ُه ذريع ًة‬
‫ُ‬
‫الذين �إذا �سم ُعوا‬
‫أبرار‪َ ،‬‬
‫ني ال ِ‬
‫أو�صاف امل�ؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫من �‬ ‫وقد ُ�س ِّم َي ْت هذه ال�سور ُة �سور َة «ال�سجدة» ملا َ‬
‫ذكره اهلل تعاىل فيها ْ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪.)15‬‬
‫آيات ا ِ‬
‫� ِ‬

‫�أَتلو و�أَحفظُ ‪:‬‬

‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬
‫ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣﭤﭥ ﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱ ﭲﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﱪ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫واجلمل القر�آن ّي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫املفردات‬
‫ِ‬ ‫معاين‬

‫اختلقَه‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭞ ﱪ‪:‬‬


‫ ‬
‫وحليف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نا� ٍرص‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮄ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫يد ِّب ُر �ش�ؤو َنهما‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﱪ‪ :‬‬
‫ويرتفع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ي�صعد �إليه‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮒ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫الدنيوية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أيام‬
‫ح�ساب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫مما حت�صونَ يف‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮚ ﮛ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫أتقن ما خلقَه‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﱪ‪:‬‬
‫ � َ‬
‫خال�صةٍ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯕ ﱪ‪ :‬‬
‫ُم ْم َت َه ٍن �ضعيف وهو‪ :‬النطفةُ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫﯖ ﯗ ﯘ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫عد َل خلق ُه و� َ‬
‫أكمل هيئت ُه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬ﱫﯛ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫آيات‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬

‫خفي ال‬
‫�رس ٌّ‬ ‫املقطعة (�ألف الم ميم)‪ ،‬ويف ذلك �إ�شار ٌة �إىل �أنَّ هذا القر�آنَ ِ‬
‫فيه ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫باحلروف‬
‫ِ‬ ‫ابتد� ِأت ال�سور ُة الكرمي ُة‬ ‫ ‬
‫آيات‬
‫أ�شادت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫أليف حممدٍ ‪َّ ،h‬‬
‫ثم �‬ ‫من ت� ِ‬
‫من �أنَّ القر�آنَ ْ‬
‫ني ْ‬
‫متهيد للر ِّد على افرتا ِء امل�رشك َ‬
‫ٌ‬ ‫من الب� ِرش‪ ،‬ويف هذا‬
‫أحد َ‬
‫يعلمه � ٌ‬
‫ُ‬
‫عجازه‪،‬‬
‫و�ضوح �إِ ِ‬
‫ِ‬ ‫اخلالد ومعجز ُة ر�سو ِله الكربى‪َ ،‬‬
‫فمع‬ ‫ُ‬ ‫هلل‬
‫كتاب ا ِ‬
‫ُ‬ ‫فهو‬
‫واالرتياب عن ُه‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال�شك‬ ‫الكرمي‪ ،‬ودف َع ِت‬
‫ِ‬ ‫بالقر� ِآن‬
‫فجاءت ال�سور ُة الكرمي ُة‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ h‬ب�أ َّنه افرتا ُه واختلقَه ِم ْن تلقا ِء ِ‬
‫نف�سه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّهم امل�رشكونَ‬
‫أحكامه‪ ،‬ات َ‬
‫ِ‬ ‫و�سمو �‬
‫ِّ‬ ‫و�سطوع �آيا ِته‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫وجل لر�سو ِله ‪h‬‬ ‫وحيا من ُه ع َّز‬
‫جاء ً‬
‫العظيم الذي َ‬
‫ُ‬ ‫هلل‬
‫كتاب ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫وتثبت �أنَّ القر�آنَ الكر َمي َ‬
‫ُ‬ ‫البهتان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تر ُّد على هذا‬
‫ال�ضالل؛ فينجوا‬ ‫بعد‬
‫احلق َ‬ ‫ر�سول قب َله؛ حتى ي�ؤم ُنوا ويوحدوا َ‬
‫اهلل فيهتدوا �إىل ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫جاءهم‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫العرب الذين ما َ‬
‫ِ‬ ‫م�رشكي‬
‫ِ‬ ‫لينذر‬
‫َ‬
‫وي�سعدوا‪.‬‬
‫َ‬
‫وذلك‬ ‫آثارها‪،‬‬
‫ببيان � ِ‬ ‫هلل ع َّز َّ‬
‫وجل ووحداني ِته‪ِ ،‬‬ ‫قدرة ا ِ‬ ‫َ‬
‫دالئل ِ‬ ‫آيات الكرمي ُة‬
‫تناولت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫الر�سالة‬
‫ِ‬ ‫�صحة‬
‫ِ‬ ‫إثبات‬
‫وبعد � ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬

‫‪31‬‬
‫يليق بجال ِله ع َّز‬
‫العر�ش ا�ستوا ًء ُ‬
‫ِ‬ ‫بخلق‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﱪ ‪َّ ،‬‬
‫ثم ا�ستوا ِئه تعاىل على‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫وجل‪.‬‬
‫احلق‬
‫وهو ا ِلإل ُه ُّ‬ ‫َ‬ ‫الكتاب و� َ‬ ‫هو الذي � َ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ ،h‬‬ ‫أر�سل‬ ‫َ‬ ‫أنزل‬ ‫أر�ض وما بي َنهما َ‬
‫ال�سموات وال َ‬
‫ِ‬ ‫خلق‬
‫واهلل الذي َ‬ ‫ ‬
‫ين�رصهم �إذا �أرا َد عقا َبهم‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وجل ِم ْن نا� ٍرص ُ‬ ‫للنا�س �إذا جتاوزوا حدو َدهم م َعه ع َّز‬
‫ولي�س ِ‬
‫َ‬ ‫رب �سوا ُه‪،‬‬
‫غريه وال ِّ‬
‫الذي ال �إل َه ُ‬
‫ترفع‬ ‫املطلق ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إليه ُ‬
‫عليه‪ ،‬و� ِ‬
‫املهيمن ِ‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫الكون‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لكل ما يف‬ ‫ُ‬ ‫املالك‬ ‫هو‬
‫يعفو عنهم‪ ،‬فاهلل تعاىل َ‬
‫عنده كي َ‬
‫�شفيع لهم َ‬
‫ٍ‬ ‫وال‬
‫أيام‬
‫من � ِ‬
‫يعد ْ‬
‫ألف �سن ٍة ّمما ُّ‬
‫مقداره � ُ‬
‫ُ‬ ‫القيامة‪َ ،‬‬
‫ذلك اليو ُم الذي‬ ‫ِ‬ ‫ويحكم يف �ش�أ ِنها يو َم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ليف�صل فيها‬ ‫وكبريها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫�صغريها‬
‫ُ‬ ‫أموره‬
‫� ُ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫ُ‬
‫تدركه‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬
‫والعقول �أو ما ال‬ ‫أب�صار‬ ‫ُ‬
‫تدركه ال ُ‬ ‫وهو العا ُمل ِّ‬
‫بكل �شيءٍ‪� ،‬سواء ما‬ ‫الكون‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أمور‬
‫وهو املد ِّب ُر � َ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ني‬
‫بعباده امل�ؤمن َ‬
‫الرحيم ِ‬
‫ُ‬ ‫وكذ َب ر�س َله‪ ،‬وهو‬
‫كفر ِبه َّ‬
‫من َ‬‫ال�شديد على ْ‬
‫ُ‬ ‫القوي‬
‫ُّ‬ ‫وهو‬
‫وغلبه‪َ ،‬‬ ‫قهر َّ‬
‫كل �شي ٍء َ‬ ‫قد َ‬‫العزي ُز الذي ْ‬
‫ني‪.‬‬
‫الطائع َ‬
‫ُ�س‪ُ ،‬‬‫من الأَ ْنف ِ‬
‫خلق َّ‬
‫كل الأ�شيا ِء‬ ‫فاهلل تعاىل الذي َ‬ ‫آيات الكرمي ُة دلي َلها َ‬
‫ذكرت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫آفاق‬
‫حدانية يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الو‬
‫إثبات َ‬
‫وبعد � ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬

‫جعل ذر َّي َته يتنا�س ُلونَ ْ‬


‫من‬ ‫َ‬ ‫الب�رشي ب�أنْ‬
‫َّ‬ ‫حفظ ن�س َله‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫وتراب‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫من ما ٍء‬
‫مكونٍ ْ‬
‫َّ‬ ‫من طنيٍ‬
‫خلق الإن�سانَ ْ‬
‫هو الذي َ‬
‫ب�إتقانٍ َ‬
‫من ما ٍء مهنيٍ ‪.‬‬
‫خال�ص ٍة ْ‬
‫بتقومي �أع�ضا ِئه‪ ،‬وتعدي ِلها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مرحلة الطنيِ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫خلق �آد َم ‪ -‬عليه ال�سال ُم ‪َ -‬‬
‫ت�سوية ِ‬
‫ِ‬ ‫مظاهر‬
‫ِ‬ ‫آيات �إىل‬
‫أ�شارت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ثم �‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫ت�ستوجب‬
‫ُ‬ ‫إن�سان معجز ًة فريد ًة‬
‫من ال ِ‬ ‫ُ‬
‫يجعل َ‬ ‫والعقل‪ ،‬ما‬
‫ِ‬ ‫ال�سمع والب� ِرص‬
‫ِ‬ ‫من‬‫باحلوا�س؛ َ‬
‫ِّ‬ ‫الروح فيها‪ ،‬و�إكما ِلها‬
‫ِ‬ ‫ونفخ‬
‫ِ‬
‫رفان‪.‬‬
‫والع ِ‬
‫بال�شكر ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫نعم ا ِ‬ ‫ال ما ت ُ‬
‫ُقابل ُ‬ ‫وال�شكر‪ ،‬ولكن قلي ً‬ ‫ُّ‬
‫التفك َر‬
‫َ‬

‫‪32‬‬
‫�أتد َّب ُر و�أ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫َ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ‪.‬‬

‫ْ‬
‫وا�ستنبط ما يلي‪:‬‬ ‫ني‬
‫ني الكرميت ِ‬
‫‪ .1‬تدبَّ ِر الآيت ِ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إعجا َز القر� ِآن‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وقع فيها امل�رشكونَ ‪.‬‬
‫أمور العظيم َة التي َ‬
‫‪ -‬ال َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫والتكذيب‪.‬‬
‫َ‬ ‫إنكار‬
‫والت�صديق ال ال َ‬
‫َ‬ ‫تقت�ضي الإميانَ‬
‫الكرمي التي ِ‬
‫ِ‬ ‫�سمات القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ا�شتملت الآيتانِ الثانية والثالثة على حقيق ٍة ور ٍّد وع َّل ٍة‪ .‬بينِّ ْ َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الن�صو�ص التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫من خاللِ‬
‫ا�ستنتجها ْ‬
‫ْ‬ ‫‪� .3‬رشَّ َف اهللُ القر�آنَ الكرميَ ب�أنْ جعلَ له ثالث َة تن ّز ٍ‬
‫الت‪،‬‬
‫‪ -‬التن ّز ُل ال ُ‬
‫أول‪ :‬ﱫ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﱪ ‪( .‬الربوج ‪.)22 - 21‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬التن ّز ُل الثاين‪ :‬ﱫ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛﱪ‪( .‬الدخان ‪.)3‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬
‫الثالث‪ :‬ﱫﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬التن ّز ُل‬
‫ﮤ ﮥ ﮦﱪ ‪(.‬ال�شعراء ‪.)195 - 192‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬
‫منج ًما (مفرقًا)؟‬ ‫ال�سابقة كانَ ُم ْج َم ً‬
‫ال و�أ ُّيها كانَ ّ‬ ‫ِ‬ ‫التنزالت‬
‫ِ‬ ‫‪ُّ � -‬أي‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪َ .4‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮑ ﮒ ﱪ‪( .‬املائدة ‪.)19‬‬ ‫ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫بن مر َمي‬
‫ني عي�سى ِ‬
‫كمن كانَ ب َ‬
‫كتاب‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫وقت مل تبل ْغهم فيه دعو ُة ر�سولٍ وملْ ي�أ ِتهم‬
‫الذين يعي�شونَ يف ٍ‬
‫َ‬ ‫يطلق على‬
‫‪ -‬ماذا ُ‬
‫عليه ال�سالم وحممدٍ ‪h‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آيات الكرميةُ؟‬
‫تظهرها ال ُ‬
‫ُ‬ ‫والر�سل‪ ،‬كما‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ما مهم ُة القر� ِآن‬
‫‪..............................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أت� َّأم ُل و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫َ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊﱪ‪.‬‬

‫واحل�ض على التذ ُّك ِر‬


‫ِّ‬ ‫من خمالف ِة �أمر ِه‪،‬‬
‫والرتهيب ْ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‪،‬‬
‫ني مظاه ِر قدر ِة ا ِ‬
‫جمعت الآي ُة الكرمي ُة يف توجيها ِتها احلكيم ِة ب َ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫و�ضح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫واالعتبا ِر‪ْ ،‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫ملح الب� ِرص‪ ،‬فب َِم تعلِّلُ خلق َّ‬
‫َهن يف �ستَّ ِة �أيا ٍم؟‬ ‫أر�ض وما بينهما يف ِ‬
‫ال�سماوات وال ِ‬
‫ِ‬ ‫خلق‬
‫هلل تعاىل القدر ُة املطلق ُة على ِ‬
‫‪ِ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪34‬‬
‫عن قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﱪ‪( .‬طه ‪َ .)5‬‬
‫كيف‬ ‫ُ‬ ‫ئل ُ‬‫ُ�س َ‬
‫رحم ُه اهلل ‪ْ -‬‬
‫أن�س ‪َ -‬‬
‫بن � ٍ‬
‫مالك ُ‬ ‫ ‬
‫ا�ستوى؟‬
‫ْ‬
‫واجب‪ ،‬وال�س� ُ‬
‫ؤال عنه بدعةٌ‪ ،‬وما � َ‬
‫أراك �إال‬ ‫ٌ‬ ‫غري معقولٍ ‪ ،‬والإميانُ ِبه‬
‫والكيف ُ‬
‫ُ‬ ‫«اال�ستواء معلو ٌم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‪:‬‬
‫جمل�سه‪.‬‬
‫من ِ‬ ‫�ضا ًال»‪ ،‬و�أَ َم َر ِبه �أنْ ُي ْخ َر َج ْ‬

‫الكتاب وال�س َّن ِة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫جاء يف‬
‫اال�ستواء معلو ٌم لأ َّنه َ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫كيفي َته‪.‬‬ ‫غري معقولٍ لأ َّننا ُ‬
‫جنهل َّ‬ ‫والكيف ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫الكتاب ويف ال�س َّن ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ثبت يف‬
‫واجب لأ َّنه َ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬والإميانُ ِبه‬
‫علم لنا به‪.‬‬
‫عما ال َ‬ ‫ف و�س� ٌ‬
‫ؤال ّ‬ ‫‪ -‬وال�س� ُ‬
‫ؤال عنه بدعةٌ؛ لأ َّنه تك ّل ٌ‬

‫والتكوين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫اخللق‬
‫مع ِ‬ ‫التدبُّ ُر والتقدي ُر َ‬

‫ْ‬
‫يهمل‬ ‫فلم‬ ‫�سدى‪ْ ،‬‬ ‫اخللق مل ْ‬ ‫ُ‬
‫اهلل ‪ -‬ع َّز َّ‬
‫الوجوه و�أح�س ِنها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أكمل‬
‫أمورهم على � ِ‬
‫بل د َّب َر � َ‬ ‫يرتكهم ً‬ ‫خلق َ‬ ‫وجل ‪ -‬حينما َ‬ ‫ ‬
‫للح�ساب واجلزا ِء‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ِ‬ ‫القيامة مرج َعهم جمي ًعا‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وجعل يو َم‬ ‫العباد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫�ش�أنَ �أحدٍ َ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﱪ ‪.‬‬
‫ا�ستنتجهما‪.‬‬
‫ْ‬ ‫مهمنيِ‪.‬‬ ‫‪ L‬ينبِّ ُه اهللُ تعاىل العبا َد يف الآي ِة الكرمي ِة �إىل � ِ‬
‫أمرين َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املعارج‪ :‬ﱫ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﱪ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�سورة‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل يف‬ ‫َ‬
‫قال ع َّز‬ ‫ ‬
‫(املعارج ‪.)4‬‬
‫حيث مقدا ِر يو ِم القيام ِة؟‬
‫من ُ‬‫ني ْ‬
‫ني الكرميت ِ‬
‫ني الآيت ِ‬
‫كيف جتم ُع ب َ‬
‫‪َ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫�أت� َّأم ُل و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﱪ‪.‬‬
‫الو ْح َد ُة ال ّ‬
‫أ�سا�سي ُة التي‬ ‫هي َ‬
‫اخللي ُة َ‬ ‫ ‬
‫ويوجد نحو (‪100‬‬
‫ُ‬ ‫احلي‪،‬‬
‫الكائن ُّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫يت�شك ُل منها‬ ‫اذكر‬
‫ح�ص ُر‪ْ ،‬‬ ‫خمالف ِع ْل َم العبا ِد ْ‬
‫من وجو ٍه ال تُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ِ L‬ع ْل ُم ا ِ‬
‫هلل ‪ -‬ع َّز وجلَّ ‪-‬‬
‫ج�سم الإن�سانِ‬
‫ِ‬ ‫تريليونِ ) خلي ٍة �أو �أك َرث يف‬ ‫ثالث ًة منها‪.‬‬
‫حوا�سنا‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫تدركه‬ ‫حي ال‬
‫البالغ‪ ،‬واخللي ُة وجو ٌد ٌّ‬
‫ِ‬ ‫‪....................................................................‬‬
‫نب�رصه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ندركه وال‬ ‫نطاق ما ال‬
‫ِ‬ ‫تقع يف‬
‫فهي ُ‬
‫َ‬ ‫‪....................................................................‬‬
‫ا�ستطعنا‬
‫ْ‬ ‫املجهر املك ِرب ما‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اكت�شاف‬ ‫ولوال‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬
‫والرتغيب‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الرتهيب‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪�ِ L‬صفتا الع َّز ِة والرحم ِة جتم ُع ب َ‬
‫فهي ِم َن‬
‫املبهرة‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫اخللية‬
‫ِ‬ ‫عن �أ�رسارِ‬‫الك�شف ْ‬
‫َ‬
‫‪....................................................................‬‬
‫اجلزء من املليارِ‬
‫َ‬ ‫تتعدى‬
‫ّ‬ ‫بحيث ال‬‫ُ‬ ‫ال�صغر‬
‫ِ‬
‫وموت‬
‫ٍ‬ ‫حالة حيا ٍة‬
‫ِ‬ ‫من اجلرام‪ ،‬واخللي ُة يف‬ ‫‪....................................................................‬‬
‫العمر‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫كل ثاني ٍة َ‬ ‫ُ‬
‫ي�ستهلك َّ‬ ‫فاجل�سم‬
‫ُ‬ ‫دائمنيِ ‪،‬‬
‫ّ‬
‫لتحل‬ ‫يتم ا�ستبدا ُلها‬ ‫املخلوقات‬
‫ِ‬ ‫جلميع‬ ‫املبدع‬
‫ُ‬ ‫اخلالق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اهلل تعاىل ُه َو‬
‫ثم ُّ‬‫(‪ 125‬مليونَ ) خليةٍ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫من‬‫أ�صل هذه املاليني َ‬‫حم َّلها خاليا جديدةٌ‪ ،‬و� ُ‬ ‫ﱫﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﱪ‬
‫أم�شاج‪ ،‬التي تتواىل‬
‫ِ‬ ‫النطفة ال‬
‫ِ‬ ‫هو خلي ُة‬
‫اخلاليا َ‬ ‫ف�أح�سن‪ ..‬كما �أح�سن ُ‬
‫اهلل � َ‬
‫إليك‪.‬‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫حيا ُ‬
‫يرزق‪.‬‬ ‫ت�صري جني ًنا ًّ‬
‫َ‬ ‫انق�ساماتُها ح ّتى‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫من ﱫ ﭔ ﭕ ﱪ‪( .‬املر�سالت ‪.)20‬‬


‫لق ْ‬
‫فذكر �أ َّنه ُخ َ‬
‫َ‬ ‫إن�سان؛‬
‫خلق ال ِ‬
‫عن ِ‬
‫معلومات خمتلف ًة ْ‬
‫ٍ‬ ‫ذكر القر�آنُ الكر ُمي‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫وﱫ ﮟ ﮠ ﱪ‪( .‬الأنبياء ‪ .)30‬وﱫ ﮍ ﮎ ﱪ‪( .‬ي�س ‪ .)77‬ومن ﱫ ﮮ ﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪ .)7‬ومن ﱫ ﮄ ﱪ‪.‬‬
‫(العلق ‪ .)2‬ومن ﱫ ﯔ ﯕ ﱪ‪( ،‬احلجر ‪.)26‬‬
‫خلق الإن�سانِ ؟‬
‫االختالفات يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ني هذ ِه‬
‫كيف جتم ُع ب َ‬
‫َ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪36‬‬
‫ال�سجدة‪ :‬ﱫﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﱪ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�سورة‬
‫ِ‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل يف‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫�سورة امل�ؤمنون‪ :‬ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﱪ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وقال ع َّز وجل يف‬ ‫ ‬
‫الت املا ِء املهنيِ؟‬
‫الت الطنيِ‪ ،‬و�سل�سل ِة حت ُّو ِ‬
‫ني �سل�سل ِة حت ُّو ِ‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أتد َّب ُر َو�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫ﯩﱪ‪.‬‬

‫يعلم حقيق َته‬


‫هلل تعاىل الذي ال ُ‬
‫أمر ا ِ‬
‫من � ِ‬
‫وهي ْ‬
‫حيا‪َ ،‬‬
‫ني كائ ًنا ًّ‬
‫�صار ِبه الط ُ‬
‫إلهي الذي َ‬
‫ال�رس ال ُّ‬
‫هي ُّ‬ ‫الروح َ‬
‫ُ‬ ‫ ‬

‫باجلواب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫فجاء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪ h‬عنها‪،‬‬ ‫ماهي ِتها‪ ،‬و�س�أ ُلوا‬
‫عن َّ‬‫من الب� ِرش ْ‬
‫كثري َ‬ ‫َ‬
‫ت�ساءل ٌ‬ ‫وقد‬ ‫َّ‬
‫وجل‪ْ ،‬‬ ‫�سوا ُه ع َّز‬
‫ﱫﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪.)85‬‬

‫‪ L‬بمِ َ تعلِّلُ ما يلي‪:‬‬


‫فخ ْت يف �آد َم �إىل ذا ِته‪.‬‬
‫الروح التي ُن َ‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫‪ -‬ن�سب ُة ا ِ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫أفئدة‪.‬‬
‫أب�صار وال ِ‬
‫ال�سمع وال ِ‬
‫ِ‬ ‫الرتتيب يف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫أفئدة‪.‬‬
‫أب�صار وال ِ‬
‫وجمع ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�سمع‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إفرا ُد‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪)١‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫‪37‬‬
‫عبادة القلَّ ِة‪:‬‬
‫ال�شك ُر ُ‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯧ ﯨ ﯩﱪ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل ‪ :‬ﱫﮠﮡ‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫�سج ْلها‪.‬‬
‫هلل تعالى َّثم ّ‬ ‫ناق�ش م َع زمال ِئ َك �سبلَ الم� ِ‬
‫ؤمن في �أدا ِء �شك ِر ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ﮢ ﮣﱪ‪( .‬ال�ضحى ‪.)11‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﯮ‬
‫َّ‬ ‫َو َ‬
‫قال ع َّز‬ ‫ ‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﱪ‪�( .‬سب�أ ‪.)13‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫و َع ْن ُم َعا ِذ بْ ِن َجبَ ٍل ‪ -‬ر�ضي اهلل‬ ‫ ‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫هلل ‪h‬‬ ‫ال‪� :‬أَ َخ َذ بِيَدِ ي َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫عنه ‪َ ،-‬ق َ‬
‫َال‪�« :‬إِنيِّ لأحِ بُّ َك يَا ُم َعا ُذ‏»‪َ .‬ف ُق ْل ُت‪:‬‬ ‫َفق َ‬ ‫�إلهي ‪..‬‬
‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول‬ ‫ول اهلل‪َ .‬فق َ‬ ‫َو َ�أنَا ُ�أحِ بُّ َك يَا َر ُ�س َ‬ ‫وكــفي َتني ُك َّل الأ ُم ِ‬
‫ور ب�أ� ِرسها‬ ‫ب�شكرها‬ ‫أبـــوح‬
‫ــعما �‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�أولي َت ِني ِن ً‬
‫ُول فيِ كُلِّ‬ ‫ال تَ َد ْع �أَنْ تَق َ‬
‫هلل ‪َ « :h‬ف َ‬ ‫ا ِ‬ ‫حييت و�إنْ �أَ ُم ْت‬
‫فلت�شكر َّن َك � ِ‬
‫أعظمي يف ق ِربها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فلأ�شكر َّن َك ما‬
‫ال ٍة َر ِّب �أَعِ نِّي َع َلى ِذ ْك ِر َك َو ُ�ش ْك ِر َك‬
‫َ�ص َ‬

‫حفظ‬ ‫َو ُح ْ�س ِن عِ بَا َدت َِك»(‪.)1‬‬

‫(‪)١‬رواه �أبو داود والن�سائي‪.‬‬


‫‪38‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫و�ض ْح‬
‫اخت�صا�صهم‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أثري فلي�ستا من‬
‫الر�سل تقت�رصُ على التب�ش ِري والإنذا ِر وتقد ِمي القدو ِة احل�سن ِة‪� ،‬أ ّما الهداي ُة والت� ُ‬
‫ِ‬ ‫مهم ُة‬
‫‪َّ L‬‬
‫ذلك يف �ضو ِء َفهمِ َك ال ِ‬
‫آيات الكرميةَ‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬

‫خ�صائ�ص الإلوهيَّ ِة الوارد ِة فيها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫آيات (‪ )9 - 4‬من �سورة ال�سجدة‪َّ ،‬ثم �أكملْ كتاب َة‬
‫‪ L‬ت�أ َّم ِل ال ِ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫ال�سموات وال ِ‬
‫ِ‬ ‫بخلق‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬تفر ُّده‬
‫‪....................................................................... -‬‬
‫‪....................................................................... -‬‬
‫‪....................................................................... -‬‬
‫‪....................................................................... -‬‬

‫‪39‬‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬

‫مر مبرحلتَنيِ‪ .‬ح ِّد ْدهما ُمبيِّنًا ما تفي ُده‬


‫خلق �آد َم علي ِه ال�سال ُم َّ‬
‫آيات الكرمي ُة (‪ )9-7‬من �سورة ال�سجدة على �أ َّن َ‬ ‫‪ُّ L‬‬
‫تدل ال ُ‬
‫من كلٍّ منهما‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫هلل تعالى‪ :‬ﱫ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﱪ ‪.‬‬ ‫‪ L‬ما التهدي ُد والوعي ُد اللذانِ حم َلهما ُ‬


‫قول ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﱪ‪( .‬التين ‪.)4‬‬ ‫ ‬


‫ني املرا ِد بالآي ِة‬
‫خلق الإن�سانِ ‪ ،‬ث َُّم قارنْ ب َ‬
‫مراحل ِ‬
‫ِ‬ ‫�ص ما ور َد فيه َ‬
‫حول معنى الآي ِة الكرمي ِة يف‬ ‫أحد التفا�س ِري و ِّخل ْ‬
‫ارجع �إىل � ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫الكرمي ِة وما ور َد يف نظري ِة «داروين»‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪40‬‬
‫من �آثار العمارة الإ�سالمية‬

‫بالقاهرة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بيرب�س‬
‫َ‬ ‫مل�سجد‬
‫ِ‬ ‫ال�رشقي‬
‫ُّ‬ ‫الباب‬
‫ُ‬

‫‪41‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬ ‫� ُ‬
‫ر�سول اهلل ‪.h‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫القبول والر ُّد‪.‬‬
‫بحديث‬
‫ِ‬
‫حيث‬
‫يف من ُ‬
‫ني‬
‫اهتمام العلما ِء امل�سلم َ‬
‫ال�ش ِ‬‫احلديث رّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ُ � -‬أثر‬
‫‪� -‬أق�سا ُم‬
‫الحديث‬
‫ُ‬ ‫أقسام‬
‫ُ‬
‫العمل ِبه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وحكم‬
‫ُ‬ ‫حيح تعري ُف ُه‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫العمل ِبه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وحكم‬
‫ُ‬ ‫احل�سن تعري ُف ُه‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫العمل ِبه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫و�رشوط‬ ‫عيف تعري ُف ُه‬ ‫ال�ض ُ‬ ‫احلديث ّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫املو�ضوع �أ�سبا ُب ُه ودالئ ُل ُه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اخلرب‬
‫‪ُ -‬‬

‫احلديث‪:‬‬
‫ِ‬ ‫�أ�ص ُل ِ‬
‫علم‬
‫تبويب ُه �أو‬
‫حيث ت�ألي ُف ُه �أو ُ‬
‫وجوه ِه‪� ،‬سوا ٌء من ُ‬
‫ِ‬ ‫خمتلف‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪ h‬من‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫بحديث‬
‫ِ‬ ‫ اهتم امل�سلمونَ اهتما ًما بالغًا‬
‫َّ‬
‫احلديث �أو ر ِّد ِه‪ ،‬وتب ًعا َ‬
‫لذلك قا َم‬ ‫ِ‬ ‫َبول‬
‫علمي ٍة دقيق ٍة يف ق ِ‬
‫أ�س�س ّ‬
‫ظهور � ٍ‬
‫َ‬ ‫الزيف والع ّل ِة‪ ،‬وقد �أبر َز ْت ِ‬
‫هذه العناي ُة‬ ‫ِ‬ ‫تخلي�ص ُه من‬
‫ُ‬
‫آتية‪:‬‬ ‫الرواة �أو ق َّل ُتهم �إىل ال ِ‬
‫أق�سام ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف�ض �أو كرث ُة‬
‫الر ُ‬ ‫ُ‬
‫القبول �أو ّ‬ ‫حيث‬
‫احلديث من ُ‬
‫ِ‬ ‫بت�صنيف‬
‫ِ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬

‫�أُ ِ‬
‫الحظُ ‪:‬‬

‫يف‬
‫ال�ش ِ‬
‫احلديث رّ‬
‫ِ‬ ‫�أق�سا ُم‬

‫واة �أو ق ّل ُتهم‬ ‫حيث كرث ُة ّ‬


‫الر ِ‬ ‫من ُ‬ ‫والرف�ض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القبول‬ ‫حيث‬
‫من ُ‬

‫الآحا ُد‬ ‫املتواتر‬


‫ُ‬ ‫عيف‬
‫ال�ض ُ‬
‫ّ‬ ‫احل�س ُن‬
‫َ‬ ‫حيح‬
‫ال�ص ُ‬
‫ّ‬

‫احلديث املذكور ِة؟‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تالحظ يف �أق�سا ِم‬ ‫‪ L‬فماذا‬

‫‪42‬‬
‫قة ملَ ْن َ‬
‫هو‬ ‫رواية ال ّث ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�شذوذُ‪ :‬هو خمالف ُة‬ ‫حيح‪:‬‬
‫ال�ص ُ‬ ‫ُ‬
‫احلديث ّ‬ ‫�أ ّو ًال‪:‬‬
‫أوثق من ُه‪.‬‬
‫� ُ‬
‫ابط عن مث ِل ِه ِم ْن � ّأو ِل‬
‫ال�ض ِ‬
‫العد ِل ّ‬
‫بنقل ْ‬
‫�سند ُه ِ‬ ‫‪ -‬تعريفه‪ :‬هو ما ات َ‬
‫ّ�صل ُ‬
‫يقدح يف‬
‫ُ‬ ‫خفي‬
‫ٌّ‬ ‫غام�ض‬
‫ٌ‬ ‫�سبب‬
‫ٌ‬ ‫الع ّلةُ‪:‬‬
‫ال�س َند �إِىل منتها ُه من غ ِري �شذوذٍ وال ع ّلةٍ‪.‬‬
‫َّ‬
‫اهر‬ ‫مع �أنَّ ّ‬
‫الظ َ‬ ‫احلديث‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫�صح ِة‬
‫ّ‬
‫ابق‪ ،‬ومن خاللِ جمموع ِت َك ال ُّطالّبيّ ِة ح ّد ْد‬
‫ال�س ِ‬
‫عريف ّ‬
‫من خاللِ التّ ِ‬
‫‪ْ L‬‬
‫ال�سالم ُة من ُه‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫�رشوط الحْ ِ‬
‫ديث ال�صّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهم‬
‫� َّ‬
‫عد‬
‫أحاديث ُي ُّ‬
‫ِ‬ ‫علل ال‬
‫وك�شف ِ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫‪.................................................................‬‬
‫ال�صعبة مل يتق ْنها �إ ّال � ّ‬
‫أئم ُة‬ ‫ِ‬ ‫أمور‬
‫من ال ِ‬
‫‪.................................................................‬‬
‫بع�ض‬
‫مي َز َ‬
‫يف‪ ،‬وهذا ما َّ‬
‫ال�ش ِ‬
‫احلديث رّ‬
‫ِ‬
‫‪.................................................................‬‬
‫بع�ض‪.‬‬
‫ني عن ٍ‬
‫املحدث َ‬
‫ِّ‬
‫‪.................................................................‬‬

‫�أُط ِّبقُ ‪:‬‬

‫ال�سابق ِة‪.‬‬
‫وط ّ‬‫ال�ش ِ‬
‫احكم علي ِه من خاللِ رّ‬
‫ْ‬ ‫يف التايل‪َّ ،‬ثم‬
‫ال�ش ِ‬
‫احلديث رّ‬
‫ِ‬ ‫انظر �إىل‬
‫‪ْ L‬‬
‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال‪�« :‬إِ مَّ َنا َم َث ُل َ�ص ِ‬
‫اح ِب‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫عمر ر�ضي اهلل عنهما �أنَّ‬ ‫بن َ‬ ‫هلل ِ‬ ‫عبد ا ِ‬
‫نافع عن ِ‬ ‫مالك عن ٍ‬ ‫روى الإما ُم ٌ‬ ‫ ‬
‫اه َد َع َل ْي َها �أَ ْم َ�س َك َها َو�إِنْ �أَ ْط َلق ََها َذ َه َب ْت»(‪.)١‬‬
‫�صاح ِب الإِب ِِل المْ ُ َع َّق َل ِة �إنْ َع َ‬
‫ا ْلق ُْر� ِآن َك َم َث ِل ِ‬

‫احلديث جن ُد �أنَّ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬عن َد درا�س ِة هذا‬
‫�شيخ ِه‪.‬‬
‫�سم َع ُه من ِ‬
‫راو ِ‬
‫كل ٍ‬ ‫�سند ُه م ّت ٌ‬
‫�صل‪� :‬إ ْذ �إنَّ َّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫جال‪:‬‬
‫الر ِ‬
‫كتب ّ‬
‫إليك �أو�صافُهم من ِ‬ ‫‪ -‬روا َت ُه ُع ٌ‬
‫دول �ضابطونَ ‪ :‬و� َ‬

‫امل�شهور‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املذهب‬
‫ِ‬ ‫�صاحب‬
‫ُ‬ ‫احلديث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ني يف‬
‫أمري امل�ؤمن َ‬ ‫ٌ‬
‫حافظ‪ُ � ،‬‬ ‫أن�س‪� :‬إما ٌم‬
‫بن � ٍ‬ ‫ُ‬
‫مالك ُ‬ ‫‪-‬‬

‫فق على عدال ِت ِه و�إتقا ِن ِه(‪.)٢‬‬ ‫ٌ‬


‫حافظ‪ ،‬م ّت ٌ‬ ‫عمر ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهما ‪� -‬إما ٌم‬
‫ابن َ‬‫ين‪ ،‬موىل ِ‬
‫هلل املد ُّ‬
‫عبدا ِ‬
‫نافع‪� :‬أبو ِ‬
‫‪ٌ -‬‬
‫ٌ‬
‫جليل‪.‬‬ ‫�صحابي‬ ‫اب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪:-‬‬ ‫بن ّ‬
‫اخلط ِ‬ ‫عمر ِ‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫بن َ‬‫هلل ُ‬
‫عبدا ِ‬
‫‪ُ -‬‬

‫(‪ )١‬رواه م�سلم‪ )٢( .‬الثقات‪ ،‬ج‪� ،٥‬ص‪.٤٦٧‬‬


‫‪43‬‬
‫هو �أقوى من ُه‪.‬‬
‫يعار�ض ُه ما َ‬
‫ْ‬ ‫غري �شا ٍّذ‪� :‬إ ْذ ملْ‬
‫‪ُ -‬‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صح ِة‬
‫تقدح يف ّ‬
‫ُ‬ ‫الع َل ِل التي‬
‫فيه ع ّل ٌة من ِ‬ ‫غري معلولٍ ‪� :‬إ ْذ َ‬
‫لي�س ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫احلديث �أ ّن ُه ‪. .......................................‬‬
‫ِ‬ ‫حكم هذا‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ولهذا ف�إنَّ‬

‫ال�صحيح‪:‬‬
‫ِ‬ ‫باحلديث‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫حكم ِ‬ ‫ُ‬
‫�أَقر�أُ و�أ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫مذهبِي»(‪.)1‬‬
‫احلديث فهو َ‬ ‫�صح‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ُ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪�« :-‬إذا َّ‬
‫افعي ‪َ -‬‬
‫ال�ش ُّ‬
‫قال الإما ُم ّ‬
‫اخلرب»(‪.)2‬‬
‫�صح ُ‬ ‫هلل ‪� h‬إذا َّ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬ ‫«لي�س لأحدٍ ٌ‬
‫قول َ‬ ‫َ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪:-‬‬
‫ابن خزمي َة ‪َ -‬‬ ‫َ‬
‫وقال الإما ُم ُ‬ ‫‪-‬‬
‫حيح‪:‬‬
‫باحلديث ال�صّ ِ‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫حكم ِ‬ ‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫ني‬
‫ال�سابق ِ‬
‫ني ّ‬‫‪ L‬من خاللِ القول ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫احل�سن‪:‬‬ ‫ُ‬
‫احلديث ُ‬ ‫ثانيًا‪:‬‬
‫بط من غ ِري �شذوذٍ وال ع ّلةٍ‪.‬‬
‫ال�ض ِ‬
‫العد ِل غ ِري تا ِّم ّ‬
‫برواية ْ‬
‫ِ‬ ‫�سند ُه‬ ‫‪ -‬تعريفُهُ‪ :‬هو ما ات َ‬
‫ّ�صل ُ‬

‫احل�سن‪:‬‬
‫باحلديث ِ‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫حكم ِ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫مقبول‪ ،‬و�إنْ كانَ دونَ‬ ‫احل�سن‪ ،‬و ُي ْع َم ُل ِبه لأ ّن ُه‬
‫ِ‬ ‫باحلديث‬
‫ِ‬ ‫ ُي ْح َت ُّج‬
‫القو ِة‪.‬‬
‫حيح يف ّ‬
‫ال�ص ِ‬
‫ّ‬
‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫احل�سن؟‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫حيح م َع‬
‫احلديث ال�صّ ِ‬
‫ِ‬ ‫تعار�ض‬
‫ِ‬ ‫احلكم عن َد‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬املجموع النووي‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪ )2( .136‬مفتاح اجلنة يف االحتجاج بال�سنة‪ ،‬ال�سيوطي‪� ،‬ص‪.44‬‬
‫‪44‬‬
‫احل�سن‪:‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬من �أمثل ِة‬

‫قال‪َ « :‬ل ْو َال �أنْ �أَ ُ�ش َّق َع َلى � َّأم ِتي لأ َم ْرت ُُه ْم‬
‫بي ‪� h‬أ ّن ُه َ‬ ‫ذي عن �أبي هرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫عن ال َن ِّ‬
‫اهلل عن ُه ‪ِ -‬‬ ‫َ‬ ‫الرتم ُّ‬
‫ روى ِ‬
‫ِال�س َو ِاك ِع ْن َد ُك ِّل َ�ص َ‬
‫الةٍ»(‪.)3‬‬ ‫ب ِّ‬

‫عمرو‬
‫بن ٍ‬ ‫عن �أبي َ�س َلمةَ‪ ،‬عن �أبي هرير َة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪ّ ،-‬‬
‫وحمم ُد ُ‬ ‫عمرو‪ِ ،‬‬
‫بن ٍ‬‫حمم ُد ُ‬
‫احلديث روا ُه ّ‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫ ‬
‫حفظ ِه‪ ،‬وو ّث َق ُه �آخرونَ‬
‫جهة ِ‬
‫احلديث �ض ّع َف ُه من ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض علما ِء‬
‫إتقان ح ّتى �أنَّ َ‬
‫أهل ال ِ‬
‫من � ِ‬
‫لي�س ْ‬
‫دق‪ ،‬ولك ّن ُه َ‬
‫بال�ص ِ‬
‫م�شهور ّ‬
‫ٌ‬
‫عمرو‪.‬‬
‫بن ٍ‬‫حمم ِد ِ‬
‫عند ّ‬
‫ال�ضبط َ‬
‫ِ‬ ‫ب�سبب خف ِّة‬
‫ِ‬ ‫نق�ص ي�س ٍري‬
‫فيه من ٍ‬
‫احلديث ح�س ًنا‪ ،‬ملا ِ‬
‫ُ‬ ‫قد ِر ِه و�صد ِق ِه‪ ،‬لذا كانَ هذا‬
‫جلاللة ْ‬
‫ِ‬

‫ال�ض ُ‬
‫عيف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫احلديث ّ‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫القبول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صفات‬
‫ُ‬ ‫فيه‬
‫جتتمع ِ‬
‫ْ‬ ‫حديث ملْ‬
‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ هوكل‬

‫عيف‪:‬‬ ‫باحلديث ّ‬
‫ال�ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫العمل‬
‫حكم ِ‬ ‫ُ‬

‫والرتغيب‬
‫ِ‬ ‫والق�ص�ص‬
‫ِ‬ ‫واملواعظ‬
‫ِ‬ ‫أعمال‬
‫ف�ضائل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫عيف يف‬
‫ال�ض ِ‬
‫باحلديث ّ‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫جواز‬
‫ِ‬ ‫من العلما ِء �إىل‬
‫كثري َ‬
‫ ذهب ٌ‬
‫َ‬
‫واحلرام وغ ِريها‪ ،‬ف�إ ّن ُه ال‬
‫ِ‬ ‫احلالل‬
‫ِ‬ ‫عي ِة من‬
‫ال�ش ّ‬
‫أحكام رّ‬
‫ِ‬ ‫هلل �أو يف ال‬
‫ك�صفات ا ِ‬
‫ِ‬ ‫العقائد‬
‫ِ‬ ‫ونحوها‪ّ � ،‬أما �إذا كانَ يف‬
‫ِ‬ ‫والرتهيب‬
‫ِ‬
‫يجو ُز ال ُ‬
‫أخذ ِبه‪.‬‬
‫ال�ضعيف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫باحلديث‬
‫ِ‬ ‫للعمل‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬وقد و�ض َع العلما ُء �رشو ًطا‬
‫�ش ُ‬
‫غلط ُه‪.‬‬ ‫من ف َُح َ‬
‫ني‪� ،‬أو ْ‬ ‫أحد ّ‬
‫الكذاب َ‬ ‫غري �شديدٍ ‪ ،‬ب�أنْ ال يكونَ قد انفر َد ِبه � ُ‬
‫احلديث َ‬
‫ِ‬ ‫ال�ضعف يف‬
‫ُ‬ ‫�أ‪� .‬أنْ يكونَ‬
‫اجلماعة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫�صالة‬
‫ِ‬ ‫الوالدين‪� ،‬أو يف‬
‫ِ‬ ‫احلديث يرغِّ ُب مث ً‬
‫ال يف ِّبر‬ ‫ُ‬ ‫أ�صل معمولٍ ِبه‪ .‬مثا ُل ُه‪ :‬ك�أَنْ يكونَ‬
‫حتت � ٍ‬
‫يندرج َ‬
‫َ‬ ‫ب‪� .‬أنْ‬
‫الكتاب وال�س ّن ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أحاديث �صحيح ٌة ثابت ٌة يف‬
‫ُ‬ ‫قراءة القر� ِآن �أو غ ِري َ‬
‫ذلك مما ور َد فيه �‬ ‫�أو يف ِ‬
‫َ‬
‫االحتياط‪.‬‬ ‫يعتقد‬
‫َ‬ ‫العمل ِبه ُثبو َت ُه‪ْ ،‬‬
‫بل‬ ‫ِ‬ ‫عند‬
‫يعتقد َ‬
‫َ‬ ‫ج‪� .‬أنْ ال‬

‫�صحيحا‬
‫ً‬ ‫(‪ )3‬رواه الرتمذي‪ :‬ولكن هذا احلديث اعت�ضد بوجه �آخر �أك�سبه القوة‪ ،‬فقد رواه البخاري وم�سلم من طريق الأعرج عن �أبي هريرة‪ ،‬فكان بذلك‬
‫‪45‬‬ ‫لغريه‪ ،‬لأن الأعرج متقن يت�صف بال�ضبط التام‪.‬‬
‫املو�ضوع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اخل ُرب‬
‫هلل ‪ h‬اختالقًا وكذ ًبا ّمما مل َي ُق ْل ُه �أو َي ْف َع ْل ُه �أو ُي ِق َّر ُه‪.‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ هو ما ُن ِ�س َب �إىل‬

‫احلديث رّ‬
‫ال�ش ِيف‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الو�ضع يف‬
‫ِ‬ ‫حكم‬
‫ُ‬

‫ِا�س ِمي َو َال ت َْك َت ُنوا ب ُِك ْن َي ِتي‪َ ،‬و َم ْن َر�آنيِ فيِ المْ َ َن ِام َفق َْد َر�آنيِ ‪َ ،‬ف�إِنَّ َّ‬
‫ال�ش ْي َطانَ‬ ‫‪َ -‬ع ْن �أَبِي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ع ِن ال َّنب ِِّي ‪ h‬ق َ‬
‫َال‪« :‬ت ََ�س َّم ْوا ب ْ‬
‫ور ِتي‪َ ،‬و َم ْن َك َذ َب َع َل َّى ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال َّن ِار»(‪.)1‬‬
‫َال َي َت َم َّث ُل فيِ ُ�ص َ‬
‫ب ف َُه َو �أَ َح ُد ا ْل َك ِاذبِني»(‪.)2‬‬
‫يث ُي َرى �أَ َّن ُه َك ِذ ٌ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪َ « :h‬م ْن َح َّد َث َع ِّني‪ ،‬ب َِح ِد ٍ‬ ‫‪-‬‬
‫مهمنيِ‪:‬‬
‫ني ّ‬‫ني حكم ِ‬
‫ال�سابق ِ‬
‫ني ّ‬‫من احلديث ِ‬
‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الو�ضع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حدوث‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫� ُ‬

‫اخلالف زمن عثمانَ ‪ -‬ر�ضي ُ‬


‫اهلل عنه ‪.-‬‬ ‫وقوع‬ ‫يا�سي ُة ا ّلتي بد� ْأت َ‬
‫عند‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س ّ‬‫أحزاب ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ .١‬ال‬
‫وامللحدين‪.‬‬
‫َ‬ ‫الزنادقة‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫إ�سالم َ‬
‫أعداء ال ِ‬
‫‪ُ � .٢‬‬
‫إمام‪.‬‬
‫والبلد وال ِ‬
‫ِ‬ ‫للقبيلة‬
‫ِ‬ ‫والتع�ص ُب‬
‫ّ‬ ‫‪ .٣‬التفرق ُة العن�رص ّي ُة‬
‫الق�صا�صونَ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫اجلهل ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫‪ .٥‬الرغب ُة يف ن� ِرش اخل ِري َ‬
‫أذكر �أ�سبابًا �أخرى‪:‬‬
‫‪ُ �L‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫الو�ضع ودالئلُه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫عالمات‬

‫ماج ُة �أ�سلوب ِِه‪.‬‬


‫لفظ ِه َو َ�س َ‬
‫‪ -‬ركاك ُة ِ‬ ‫ ‬
‫ليمة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬
‫العقول ّ‬
‫ِ‬ ‫ات‬
‫لبدهي ِ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ف�سا ُد املعنى وخمالف ُت ُه‬ ‫ ‬
‫إجماع‪.‬‬
‫َ‬ ‫�رصيح ال�س ّن ِة �أو ال‬
‫َ‬ ‫�رصيح القر� ِآن �أو‬
‫َ‬ ‫يخالف‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أنْ‬ ‫ ‬
‫بال�رضورة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدين‬
‫من ِ‬ ‫يخالف املعلو َم َ‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أنْ‬ ‫ ‬
‫النبي ‪.h‬‬
‫اريخ املعروف َة يف ع� ِرص ِّ‬
‫حقائق ال ّت ِ‬
‫َ‬ ‫يخالف‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أنْ‬ ‫ ‬
‫عليهم ال�سال ُم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والر�سل‬
‫ِ‬ ‫وطعن بالأنبيا ِء‬
‫ٌ‬ ‫فيه ا�ستهزا ٌء‬
‫‪� -‬أنْ يكونَ ِ‬ ‫ ‬

‫نف ِّك ُر ً‬
‫معا‪:‬‬

‫الو�ضع يف الأقوالِ املو�ضوع ِة الآتي ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِت َك ال ّطالبيّ ِة ح ّد ْد � َّ‬
‫أهم دال ِئ ِل‬
‫يحب احلالوةَ»‪.‬‬
‫حلو ُّ‬
‫ؤمن ٌ‬
‫‪« -‬امل� ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪« -‬ال ت�أكلوا القرع َة ح ّتى تذبحوها»‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الغرق َ‬
‫قال َل ُه‪ :‬احم ْلني يف‬ ‫َ‬ ‫خاف‬‫َ‬ ‫نوحا ملّا‬
‫ذراعا‪ ،‬و�إنَّ ً‬
‫ني ً‬ ‫آالف وثالثمئ ٍة وثالث َ‬ ‫بن عنقٍ كانَ طو ُل ُه ثالث َة � ٍ‬
‫عوج َ‬
‫َ‬ ‫‪�« -‬إنَّ‬
‫م�س‪ ،‬وي�أك ُل ُه»‪.‬‬
‫ال�ش ِ‬
‫في�شويه يف عنيِ ّ‬
‫ِ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫قرار‬
‫احلوت من ِ‬
‫َ‬ ‫ي�صل �إىل كعب ِِه و�أ ّن ُه كانَ ي� ُ‬
‫أخذ‬ ‫الطوفانَ مل ْ‬ ‫ق�صع ِتك‪ ،‬و�أنَّ ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آالف �سنةٍ»‪.‬‬
‫«مقدار الدنيا �سبع ُة � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫حد ْث ُت ِبه �أو مل � ّ‬
‫أحد ْث ِبه»‪.‬‬ ‫احلق فخذوا ِبه‪ّ ،‬‬
‫يوافق َّ‬
‫ُ‬ ‫بحديث‬
‫ٍ‬ ‫‪�« -‬إذا ُح ّد ْث ُت ْم‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫در�س َت‪:‬‬
‫وفق ما ْ‬
‫بنقد ِه َ‬
‫وقم ِ‬‫الو�سائل الإعالميّ ِة ْ‬
‫ِ‬ ‫خربا ِم ْن �إحدى‬
‫اقتب�س ً‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫اخلرب‬
‫ُ‬
‫حمــــــــــــاذير‬
‫ُ‬ ‫‪...................................................................‬‬
‫جوع �إىل‬ ‫والر َ‬ ‫‪� .١‬إيّ َ‬
‫اك‬ ‫‪...................................................................‬‬
‫ّ‬
‫م�صادر م�شبوه ٍة غ ِري‬
‫َ‬
‫دقيق ٍة ومتحيز ٍة ت�ستقي‬
‫‪ .2‬الت�أ ّك ُد من م�صداقيّ ِة‬ ‫‪ .1‬الت�أ ّك ُد من م�صداقيّ ِة‬
‫منها معلوما ِت َك‪.‬‬
‫امل�صد ِر‪.‬‬ ‫الرواي ِة‪.‬‬
‫ّ‬
‫اتي‬ ‫والتحي َز ّ‬
‫الذ َّ‬ ‫ّ‬ ‫‪� .٢‬إيّ َ‬
‫اك‬
‫الن�ص‪.‬‬
‫تقييم ِّ‬
‫يف ِ‬
‫بع�ض‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تهمل‬ ‫‪� .٣‬إ ّي َ‬
‫اك �أنْ‬ ‫النتيج ُة‬
‫احلقائق لأ َّنها ال ت�ؤيِّ ُد‬
‫ِ‬ ‫�صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اخلرب‬
‫ُ‬
‫نظر َك‪.‬‬‫وجه َة ِ‬ ‫�صحيح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غري‬
‫اخلرب ُ‬
‫ُ‬
‫را�سة‪.‬‬
‫والد ِ‬‫التمحي�ص ّ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫يحتاج �إىل مزيدٍ َ‬
‫ُ‬ ‫اخلرب‬
‫ُ‬

‫‪48‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫احل�سن يف اجلدولِ الآتي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫واحلديث‬
‫ِ‬ ‫حيح‬
‫احلديث ال�صّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬

‫احل�سن‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫حيح‬
‫احلديث ال�صّ ُ‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫ِ‪/‬نوع‬
‫�أوج ُه املقارنة ُ‬

‫‪....................................‬‬ ‫‪....................................‬‬ ‫ال�سند‬


‫ِ‬ ‫‪ -‬ات ُ‬
‫ّ�صال‬

‫‪....................................‬‬ ‫‪....................................‬‬ ‫الرواة‬


‫ِ‬ ‫‪ -‬عدال ُة‬

‫‪....................................‬‬ ‫‪....................................‬‬ ‫الرواة‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�ضبط‬ ‫‪-‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫‪....................................‬‬ ‫العمل ِبه‬


‫ِ‬ ‫حكم‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬

‫العبارات الآتي ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫من‬ ‫ينا�سب ك ًّ‬
‫ال َ‬ ‫ُ‬ ‫امل�صطلح الّذي‬
‫َ‬ ‫‪ L‬اذك ِر‬
‫( ‪) ...................‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬خمالفةُ روايةِ الثّقةِ ملَنْ هوَ �أوثقُ منهُ‪.‬‬

‫‪ -‬ما اتّ�صلَ �سندُهُ بنقلِ العدلِ ال�ضابطِ عن مثلِهِ من �أوّلِهِ �إىل منتهاهُ من غريِ �شذوذٍ وال علّةٍ‪) ................... ( .‬‬

‫( ‪) ...................‬‬ ‫ ‬
‫ال�سالم ُة من ُه‪.‬‬
‫اهر ّ‬ ‫مع �أنَّ ّ‬
‫الظ َ‬ ‫احلديث‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫�صح ِة‬
‫يقدح يف ّ‬
‫ُ‬ ‫خفي‬
‫غام�ض ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫�سبب‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬

‫( ‪) ...................‬‬ ‫بط من غ ِري �شذوذٍ وال ع ّلةٍ‪.‬‬


‫ ‬ ‫ال�ض ِ‬
‫خفيف ّ‬
‫ِ‬ ‫العدل‬
‫ِ‬ ‫بنقل‬
‫�سند ُه ِ‬ ‫‪ -‬ما ات َ‬
‫ّ�صل ُ‬

‫‪49‬‬
‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫وطبيب‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫املحدث َ‬
‫ّ‬ ‫«دعني ح ّتى � ّأقب َل رج َل ْي َك يا ّ‬
‫�سي َد‬ ‫البخاري قائ ً‬
‫ال‪ْ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫إمام‬
‫�شيخ ِه ال ِ‬
‫ني عي َن ْي ِ‬
‫م�سلم ب َ‬
‫ٌ‬ ‫ّقب َل الإما ُم‬ ‫ ‬
‫احلديث يف ع ِل ِله‪.)1(»..‬‬
‫ِ‬
‫احلديث وتخريجِ ه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هم ِة املح ّد ِث يف درا�س ِة‬
‫ّاح و ُم ّ‬ ‫هم ِة ال ّط ِ‬
‫بيب اجلر ِ‬ ‫ني ُم ّ‬ ‫‪ L‬بينّ ْ ِن َ‬
‫قاط ال�شب ِه ب َ‬

‫املحـــــــــ ّد ُث‬ ‫ّاح‬ ‫ال ّط ُ‬


‫بيب اجلر ُ‬

‫مالحظا ‪.............................................‬‬
‫ً‬ ‫املري�ض بعناي ٍة فائقةٍ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بت�شخي�ص‬
‫ِ‬ ‫يقو ُم‬
‫والو�سائل ‪.............................................‬‬
‫ِ‬ ‫أ�ساليب‬
‫ِ‬ ‫املر�ض‪ ،‬وم�ستعي ًنا بال‬
‫ِ‬ ‫أعرا�ض‬
‫َ‬ ‫�‬
‫املر�ض ‪.............................................‬‬
‫ِ‬ ‫نوع‬
‫لتحديد ِ‬
‫ِ‬ ‫قيقة‪،‬‬
‫الد ِ‬ ‫ات ّ‬
‫الط ّبي ِة ّ‬ ‫والنظر ّي ِ‬
‫‪.............................................‬‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫والع ّل ِة الّتي ّ‬
‫ت�سب َب ْت ِ‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫أ�سباب الّتي تتوقّ ُع �أنّها دف َع ْت الإما َم ً‬
‫مالكا �إىل �أنْ يجع َل ُه‬ ‫حديث‪ ،‬فما ال ُ‬
‫ٍ‬ ‫آالف‬ ‫كتاب املوطّ�أِ ي�شتملُ على ِ‬
‫نحو ع�رش ِة � ِ‬ ‫‪ L‬كانَ ُ‬
‫حديث ْ‬
‫فقط؟‬ ‫ٍ‬ ‫نحو ما يزي ُد عن ثمامنئ ِة‬
‫يف ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫�شاء»(‪.)2‬‬
‫�شاء ما َ‬
‫من َ‬ ‫الدين‪ ،‬ولوال الإ�سنا ُد َ‬
‫لقال ْ‬ ‫من ِ‬ ‫املبارك ‪ -‬رحمه اهلل ‪« :-‬الإ�سنا ُد َ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ُ‬
‫عبدا ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫ ‬
‫للدين؟‬
‫قيم ا�ستربا ًء ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫من ّ‬
‫حيح َ‬
‫احلديث ال�صّ ِ‬
‫ِ‬ ‫رحم ُه اهللُ ‪ -‬متيي َز‬
‫املبارك ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬مِل َ ع َّد ُ‬
‫ابن‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬معرفة علوم احلديث للحاكم الني�سابوري‪� ،‬ص‪� )2( .114‬صحيح م�سلم‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪.15‬‬
‫‪50‬‬
‫ال�سند؟‬
‫ِ‬ ‫ب�ضبط‬
‫احلديث ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما � ُأثر اهتما ِم علما ِء‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫عر ْف ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ّ .1‬‬
‫عيف‪......................................................................................... :‬‬
‫ال�ض ُ‬
‫احلديث ّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫املو�ضوع‪............................................................................................ :‬‬
‫ُ‬ ‫اخلرب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫عيف؟‬
‫باحلديث ال�ضّ ِ‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�رشوط‬ ‫‪ .2‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الو�ضع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حدوث‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫‪ .3‬ع ّد ْد �أربع ًة من � ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫املو�ضوع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬بينّ ْ دالئلَ اخل ِرب‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪51‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫ُ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫نتائج خط�أٍ‪.‬‬
‫أ�ساليب التفك ِري اخلط�أِ تُف�ضي �إىل َ‬
‫العربي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫حتدي‬
‫ُ‬
‫منهج القر�آنِ يف ّ‬ ‫ُ‬
‫‪�-‬‬
‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫الجاهلي‬ ‫والعقل‬ ‫القرآن‬
‫ُ‬
‫امل�سلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫منهج القر�آنِ يف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫ذات حاف ٍة‬


‫بقبع ٍة ِ‬ ‫ائح قد ّ‬
‫غطى ر� َأ�س ُه ّ‬ ‫ال�س ُ‬
‫ريق‪ ،‬وكانَ ّ‬ ‫بجانب ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫نائم‬ ‫ليلقي نظر ًة على ف ّ‬
‫ال ٍح ٍ‬ ‫َ‬ ‫�سائح‬
‫ٌ‬ ‫ّف‬
‫ توق َ‬
‫تقد ًما‬ ‫ميكن له�ؤال ِء ُ‬
‫الك�ساىل �أنْ يحقّقوا ّ‬ ‫كيف ُ‬‫العمل‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫�ساعات‬
‫ِ‬ ‫الك�سول ينا ُم يف‬
‫ِ‬ ‫العامل‬
‫ِ‬ ‫عري�ضةٍ‪َ ،‬‬
‫فقال‪ :‬انظروا �إىل هذا‬
‫�صورا للف ّ‬
‫ال ِح)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫والتقط‬ ‫ت�صوير‬
‫ٍ‬ ‫ائح �آل َة‬
‫ال�س ُ‬
‫أخرج ّ‬
‫(ثم � َ‬
‫يف حيا ِتهم؟ َّ‬
‫فا�ستدار �إىل زوج ِت ِه‬
‫َ‬ ‫ال ِح‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يلتقط �صور ًة للف ّ‬ ‫وهو‬
‫ائح َ‬
‫ال�س َ‬ ‫ينظر من ّ‬
‫دكا ِن ِه‪ ،‬فر�أى ّ‬ ‫أحد ال ُّت ّج ِار ُ‬
‫ويف �أثنا ِء هذا كانَ � ُ‬ ‫ ‬
‫وتبذير‬
‫ُ‬ ‫ال�صور‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫التقاط‬ ‫أبدا‪ُّ ،‬‬
‫كل ما يعملو َن ُه هو‬ ‫ني‪� ،‬إ ّنهم ال يعملونَ � ً‬
‫اح املرتف َ‬
‫ال�سي ِ‬
‫ال‪ :‬انظري �إىل ه�ؤال ِء ّ‬ ‫ا ّلتي ُ‬
‫تعمل م َع ُه قائ ً‬
‫أموال‪.‬‬
‫ال ِ‬

‫يعلم �أنَّ الف ّ‬


‫ال َح‬ ‫ائح ال ُ‬
‫فال�س ُ‬
‫احلقائق‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫جمرد ٌة ِ‬
‫عن‬ ‫الرجلنيِ يعبرّ ُ عن ر�أي ِِه‪ ،‬ولك َّنها �آرا ٌء ّ‬
‫من ّ‬ ‫ لقد كانَ ٌّ‬
‫كل َ‬
‫وق‬‫ال�س ِ‬
‫و�صل �إىل ّ‬‫َ‬ ‫قدميه ح ّتى‬
‫ِ‬ ‫عد َة �أميالٍ على‬
‫الفجر‪ ،‬وم�شى ّ‬ ‫ِ‬ ‫�صالة‬
‫ِ‬ ‫الظهر كانَ قد بد َ�أ يو َم ُه َ‬
‫بعد‬ ‫ِ‬ ‫ائم يف‬
‫ال ّن َ‬
‫عند‬
‫�سي�رشع َ‬
‫ُ‬ ‫هرية لأ ّن ُه‬
‫الظ ِ‬‫�ساعة ّ‬
‫ِ‬ ‫هو الآنَ ي� ُ‬
‫أخذ راح ًة ق�صري ًة يف‬ ‫ال ثقي ً‬
‫ال من الب�ضا ِئ ِع‪ ،‬وها َ‬ ‫ُ‬
‫يحمل حم ً‬ ‫وهو‬
‫كات‪ ،‬وقد َ‬
‫عمل‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ائح كانَ ّ‬
‫موظفًا يف �إحدى رّ‬ ‫ال�س ُ‬
‫يعلم �أنَّ ّ‬
‫اجر ال ُ‬ ‫َ‬
‫وكذلك ال ّت ُ‬ ‫ملنزله‪،‬‬
‫أ�صيل يف ال�س ِري ِ‬
‫ال ِ‬
‫وهو الآنَ ينف ُق ُه يف عطل ِت ِه ولك ّن ُه � ٌ‬
‫إنفاق‬ ‫بالد ِه‪َ ،‬‬
‫خارج ِ‬
‫َ‬ ‫يكفيه لق�ضا ِء عطل ٍة‬
‫ِ‬ ‫املال‬
‫من ِ‬ ‫خر �شي ًئا َ‬
‫ليد َ‬
‫�سنوات طويل ًة ّ‬
‫ٍ‬
‫ّف‪.‬‬
‫كدح مل يتوق ْ‬
‫�سنوات طويل ٍة يف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫بعد‬ ‫َوف َْق ّ‬
‫خط ٍة دقيقةٍ‪ ،‬حتق ُّق ل ُه ا�ستجما ًما َ‬

‫‪52‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫ارتكاب �أخطا ٍء �أ�سا�سيّ ٍة يف التّفك ِري‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ال�سا ِئ ِح والتّاج ِر �أظهرا‬
‫موقف ّ‬
‫من ِ‬ ‫‪� L‬إ َّن ك ًّ‬
‫ال ْ‬
‫معلومات ناق�صةٍ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬كالهما بنى �أحكا َم ُه على‬ ‫ ‬
‫اجلوانب الّتي ُ‬
‫يريدها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اختار �أنْ يرى‬
‫َ‬ ‫‪ -‬كالهما‬ ‫ ‬
‫يريد مواجه َتها‪.‬‬
‫حقائق �أخرى ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جتاهل‬ ‫‪ -‬كالهما‬ ‫ ‬
‫ورة ّ‬
‫الظاهر ّي ِة الّتي ر�آها‪.‬‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫نظر ُه ْ‬
‫فقط على ّ‬ ‫‪ -‬كالهما ّ‬
‫رك َز َ‬ ‫ ‬
‫�سليما يف ال ّتفك ِري‪.‬‬
‫«منهجا» ً‬
‫ً‬ ‫بع‬
‫‪ -‬كالهما مل ي ّت ْ‬ ‫ ‬

‫�أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫لتمثيل دو ِر «الفال ِّح»‪ ،‬قوموا ب�إجراء مقابل ًة ق�صري ٍة م َع هذا الفال ِّح‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِت َك ال ّطالبيّ ِة وبع َد اختيا ِر ٍ‬
‫واحد منها‬
‫املعلومات‬
‫ِ‬ ‫أو�ضاع ِه االجتماعيّ ِة‪ ،‬وخ ّط ِت ِه االقت�صاديّ ِة‪َّ ،‬ثم قا ِرنُوا ب َ‬
‫ني‬ ‫وعن � ِ‬‫�شخ�ص ِه‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫«معلومات» عن‬
‫ٍ‬ ‫ر�ض احل�صولِ على‬
‫ب َغ ِ‬
‫الّتي يتمُّ احل�صولُ عليها وبني (الر�أيِ) الّذي �أدىل بهِ ال�سّائحُ‪ ،‬فماذا تالحظونَ؟‬

‫� ٌ‬
‫أمناط من التّفك ِري اخلط�أِ‪:‬‬
‫�سادت بي َنهم ثقاف ٌة‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫لذلك‬ ‫ُّ‬
‫وتقل امليا ُه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اجلبال‬ ‫جغرافي ٍة قا�سيةٍ‪ ،‬تك ُرث فيها‬
‫ّ‬ ‫ كانَ م� ِرشكو ّ‬
‫مك َة يعي�شونَ يف بيئ ٍة‬
‫عليهم‬
‫ُ‬ ‫عر�ض‬
‫َ‬ ‫�سول ‪َ h‬‬
‫عندما‬ ‫الر َ‬‫ف�صاروا يطالبونَ َّ‬‫ُ‬ ‫امل�صالح ال ّتجار ّيةُ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫املادي‪ ،‬وط َغ ْت عليهم‬ ‫ِّ‬ ‫تقو ُم على التفك ِري‬
‫تو�سيع الب�ساتنيِ ‪� ،‬أو �إحيا ِء املوتى من‬
‫ِ‬ ‫نبو ِت ِه‪ ،‬كت�سي ِري الجْ ِ‬
‫بال‪� ،‬أو‬ ‫َ‬
‫�صدق ّ‬ ‫الر�سال َة اجلديد َة �أنْ ُي ِنز َل عليهم «�آي ًة ما ِّد ّيةً» ت� ّؤك ُد‬
‫ّ‬
‫جتدها يف املثالنيِ الآتينيِ ‪:‬‬
‫آيات ماد ّي ٍة �أخرى كما ُ‬ ‫املالئكة �أو غ ِري َ‬
‫ذلك من � ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أجدادهم‪� ،‬أو ر� ِؤية‬
‫� ِ‬

‫�أَقر�أُ و�أ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫َ‬
‫جبال تهامةَ‪،‬‬ ‫�رس َك �أنْ نتاب َع َك‪ ،‬ف�سيرّ ْ لنا‬
‫للنبي ‪� :h‬إنْ ّ‬
‫قالت ِّ‬ ‫عن �شيبانَ عن قتاد َة َ‬
‫قال‪ُ :‬ذ ِك َر َلنا �أنَّ قري�شً ا ْ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫تابعوك و�آمنوا‬ ‫اجلاهلي ِة ‪ -‬ف�إنْ‬
‫ّ‬ ‫أنا�سا ماتوا يف‬
‫ني‪ ،‬و�أحي لنا فال ًنا وفال ًنا ‪ً � -‬‬
‫قطايع وب�سات َ‬
‫َ‬ ‫حرمنا ن َّت ْ‬
‫خذ‬ ‫وو�س ْع لنا يف ِ‬
‫َّ‬
‫بك(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫تابعناك و�آم ًّنا َ‬ ‫َ‬
‫بك‬

‫(‪ )1‬جامع البيان عن ت�أويل �آي القر�آن‪ ،‬حممد بن جرير الطربي‪ ،‬ج‪� ،13‬ص‪.152‬‬
‫‪53‬‬
‫بن‬
‫والوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫وائل‬
‫بن ٍ‬ ‫والعا�ص ُ‬
‫ُ‬ ‫جهل‬
‫اجلمحي و�أبو ٍ‬
‫ُّ‬ ‫خلف‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫أبي ُ‬
‫قري�ش منهم � ُّ‬
‫ٍ‬ ‫تك ّل َم ْت جماع ٌة من كف ِ‬
‫ّار‬ ‫ ‬
‫والالت والع ّزى‬
‫ِ‬ ‫ثم َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫أموات‪َّ ،‬‬
‫يبعث ال َ‬
‫حمم ٌد‪� ،‬إنَّ اهلل ُ‬ ‫أبي‪� :‬أال ترونَ ما ُ‬
‫يقول ّ‬ ‫البعث‪َ ،‬‬
‫فقال لهم � ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫املغرية يف م�س� ِألة‬
‫ِ‬
‫يحيي هذا ْبع َد ما ر َّم؟‬ ‫َ‬ ‫وهو ُ‬ ‫َ‬ ‫خا�صم َّن ُه‪ ،‬و� َ‬‫إليه َولأُ‬
‫حمم ُد �أترى اهلل ْ‬
‫يقول‪ :‬يا ّ‬ ‫بيد ِه َ‬
‫فجعل يف ُّت ُه ِ‬ ‫باليا‬
‫عظما ً‬
‫أخذ ً‬ ‫َ‬ ‫أ�صرينَّ � ِ‬
‫ل َ‬
‫نعم‪ ،‬ويبع ُث َك ويدخ ُل َك جه ّن َم‪َ ،‬‬
‫فنزل قو ُل ُه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫َ‬
‫قال ‪ْ :h‬‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫(ي�س ‪.)80 - 78‬‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﱪ‪.‬‬

‫إقليم‬
‫انظر يف خريط ِة اجلزير ِة العربيّ ِة‪َّ ،‬ثم ح ّد ْد � َ‬
‫‪ْ L‬‬
‫احلجا ِز‪:‬‬
‫إقليم؟‬
‫اجلغرافي ُة لهذا ال ِ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ما ّ‬
‫الطبيع ُة‬
‫البحار؟‬
‫ِ‬ ‫أنهار �أو‬ ‫ُ‬
‫تالحظ وجو َد عددٍ من ال ِ‬ ‫‪-‬هل‬
‫اذكرها‪.‬‬
‫ْ‬
‫�سول ‪� h‬أنْ ي�سيرّ َ‬
‫الر ِ‬
‫قري�ش يطلبونَ من ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّار‬
‫‪-‬كانَ كف ُ‬
‫أثري‬
‫أيك؟ وما ت� ُ‬ ‫َ‬
‫جبال تهامةَ‪َ ،‬فب َِم تُع ِّل ُل َ‬
‫ذلك بر� َ‬ ‫لهم‬
‫اجلبال يف حيا ِتهم؟‬
‫ِ‬

‫�أُناقِ�ش‪:‬‬

‫ن�سمع بها من قبلُ ‪ ،‬فعاد ًة ما نتعاملُ م َعها من خاللِ‬


‫ْ‬ ‫طرح علينا فكر ٌة جديد ٌة مل‬ ‫ُ‬
‫ونحاول ح َّلها‪� ،‬أو تُ ُ‬ ‫تعرت�ضنا م�شكل ٌة‬
‫ُ‬ ‫‪ .١‬عن َدما‬
‫الطرائق الآتي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫واحد ٍة من‬
‫قافي ِة الّتي‬
‫البيئة ال ّث ّ‬
‫ائدة يف ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫أفكار ّ‬
‫خالل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫امل�شكلة من‬
‫ِ‬ ‫القدمية‪ْ � ،‬أي �أ ّننا ُ‬
‫منيل �إىل ر� ِؤية‬ ‫ِ‬ ‫العقلي ِة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬نعو ُد �إىل «قوالبِنا»‬
‫ن�ش�أْنا فيها‪.‬‬
‫هو م� ٌ‬
‫ألوف ومعتا ٌد‪.‬‬ ‫تفكرينا فيما َ‬
‫َ‬ ‫ونح�رص‬
‫ُ‬ ‫قاليد الّتي ّ‬
‫تعو ْدنا عليها‪،‬‬ ‫بع ال ّت َ‬
‫‪ -‬ن ّت ُ‬
‫اليومي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تفكرينا فيما هو م ّت ٌ‬
‫�صل بحيا ِتنا‬ ‫َ‬ ‫ونح�رص‬
‫ُ‬ ‫روف ا ّلتي ُ‬
‫نعي�شها‪،‬‬ ‫خالل ّ‬
‫الظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ننظر �إليها من‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪54‬‬
‫ال�سابق ِة والّتي منها‪:‬‬
‫املناهج الثّالث ِة ّ‬
‫ِ‬ ‫نتائج ُكلٍّ َ‬
‫من‬ ‫‪ .٢‬بني َ‬
‫احلقائق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫حجب ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫حقائق ناق�ص ٍة وغ ِري �صحيحةٍ‪.‬‬
‫َ‬ ‫التو�ص ُل �إىل‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املنهج الّذي ُ‬
‫يجب �أنْ نتّب َع ُه؟‬ ‫خ�صائ�ص ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ .٣‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُحلّلُ‪:‬‬

‫خلف‪ ،‬وح ّد ِد الأخطا َء «املنهجيّةَ» الّتي ُ‬


‫ميكن مالحظتُها يف طريق ِة تفك ِري ِه‪.‬‬ ‫أبي ِبن ٍ‬
‫موقف � ِّ‬
‫ارجع الآنَ �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫بيد ِه؟‬ ‫العظم البايل الّذي � َ‬
‫أخذ يف ُّت ُه ِ‬ ‫ِ‬ ‫معلومات كافي ٍة عن‬
‫ٍ‬ ‫بجمع‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬هل قا َم‬ ‫ ‬
‫ريقة الّتي ّ‬
‫تتكونُ بها؟‬ ‫الط ِ‬‫تتكونُ منها العظا ُم؟ �أو يف ّ‬
‫جي ًدا يف العنا� ِرص ا ّلتي ّ‬ ‫‪ -‬هل ّ‬
‫فك َر ّ‬ ‫ ‬
‫أر�ض؟‬
‫العظام وال ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫مقر ِر الأحيا ِء والكيميا ِء‪ ،‬ما العالق ُة ب َ‬
‫ِك يف ّ‬ ‫رو�س الّتي ّ‬
‫مر ْت ب َ‬ ‫الد ِ‬ ‫خالل ّ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪َ -‬‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�سول ‪h‬‬
‫لدعوة ال ّر ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب تكذيبِ م�رشكي العربِ‬
‫� ُ‬
‫أ�سباب ع ّد ٍة منها‪:‬‬
‫بالتكذيب ل ٍ‬
‫ِ‬ ‫الر�سولِ ‪ h‬وواجهوها‬
‫العرب بدعو ِة ّ‬
‫ِ‬ ‫ؤمن م�رشكو‬
‫‪ L‬مل ي� ْ‬
‫اجلاهلي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربي يف‬
‫ِّ‬ ‫للعقل‬
‫ِ‬ ‫املادي‬
‫ُّ‬ ‫كوين‬
‫‪ -‬ال ّت ُ‬ ‫ ‬
‫العرب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أمي ِة الّتي كانَ عليها‬
‫اجلهل وال ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬حال ُة‬ ‫ ‬
‫م�صاحلهِ ُم ال ّتجار ّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اخلوف على‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ودين �آبا ِئهم‪.‬‬
‫يخالف دي َنهم َ‬
‫ُ‬ ‫عما‬
‫هم ّ‬
‫نفور ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫‪.................................................................................................... -‬‬ ‫ ‬

‫‪55‬‬
‫ُ‬
‫موقف القر� ِآن من حتديّ ِات امل�رشك َني‬
‫أنكروا‬ ‫�سول ‪ّ h‬‬
‫وكذبوا دعو َت ُه و� ُ‬ ‫بالر ِ‬
‫العرب ّ‬
‫ِ‬ ‫ؤمن م�رشكو‬
‫مل ي� ْ‬ ‫ ‬
‫من ين�ش�أُ على ال ّت ِ‬
‫قليد �إذا‬ ‫ كل ْ‬ ‫ُّ‬
‫توافق ما ن�ش�أَ‬ ‫�سمع فكر ًة جديد ًة ال‬ ‫�سالة‪،‬‬
‫والر ِ‬‫�سول ‪ّ h‬‬
‫الر ِ‬‫�صدق ّ‬
‫ِ‬ ‫الكرمي ودالل َت ُه الإعجاز ّي َة على‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫�صدق القر� ِآن‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي�صغي‬
‫َ‬ ‫ينكرها َ‬
‫قبل �أنْ‬ ‫عليه و�أل َف ُه‪ ،‬ف�إ َّن ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫موقف القر� ِآن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فكانَ‬
‫فهمها‪ ،‬كما يف قو ِل ِه‬
‫يتعم َق يف ِ‬
‫�إليها �أو ّ‬ ‫يعد معجزةً‪ ،‬لأنَّ‬
‫حد ذا ِت ِه ُّ‬ ‫َ‬
‫نزول القر� ِآن يف ِّ‬ ‫الد َ‬
‫الئل القاهر َة على �أنَّ‬ ‫‪� -‬أقا َم ّ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜﰝ ﰞ‬
‫بتح�صيل‬
‫ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫قط‬ ‫بي ‪ h‬ن�ش�أَ بي َنهم وتر ّبى يف بي َئ ِتهم‪ ،‬وملْ ْ‬
‫يكن م�شتغ ً‬ ‫ال ّن َّ‬
‫ﰟﰠﰡ ﰢ ﰣ ﰤﰥ‬
‫ميكن �أنْ يكونَ‬
‫أمي ال ُ‬
‫رجل � ٍّ‬
‫العظيم من ٍ‬
‫ِ‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫مثل هذا‬
‫فظهور ِ‬
‫ُ‬ ‫العلم‪،‬‬
‫ِ‬
‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﱪ‪.‬‬ ‫القاطع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬وهذا هو الربهانُ‬
‫وحيا من ا ِ‬
‫�إال ً‬
‫(يون�س ‪.)43 - 42‬‬ ‫الكرمي لأ ّن ُه ال‬
‫ِ‬ ‫إنزال �آي ٍة ماد ّي ٍة معجز ٍة غ ِري القر� ِآن‬
‫رف�ض اال�ستجاب َة �إليهم ب� ِ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫�سول ‪.h‬‬
‫الر ِ‬‫نبو ِة ّ‬
‫إثبات َّ‬
‫حاج َة �إليها يف � ِ‬
‫بع�ض ِه‪ ،‬من‬
‫هلل تعاىل �أو ِ‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪ h‬من ِ‬
‫عند ا ِ‬ ‫مبثل القر� ِآن ا ّلذي �أتى ِبه ّ‬
‫فطلب منهم الإتيانَ ِ‬
‫َ‬ ‫الكرمي‬
‫ِ‬ ‫حتداهم بالقر� ِآن‬
‫‪ّ -‬‬
‫عند‬
‫حج ٌة من ِ‬ ‫أتاح لهم اال�ستعا َن ُة باخل ْل ِق جمي ًعا‪ ،‬ف�إذا َ‬
‫ظهر عج ُزهم‪َ ،‬تبينّ َ �أ ّن ُه ّ‬ ‫نظم ِه وحمتوا ُه‪ ،‬و� َ‬
‫وح�سن ِ‬
‫ُ‬ ‫حيث بالغ ُت ُه‬
‫ُ‬
‫حممدٍ ‪.h‬‬
‫�صدق ّ‬
‫ِ‬ ‫هلل على‬
‫ا ِ‬

‫التحدي بالقر� ِآن‬


‫�سبب ّ‬‫ُ‬
‫العرب بالقر�آنِ ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب حت ّدي‬
‫‪ L‬من � ِ‬
‫حيث قا ُلوا‪ :‬ﱫ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫الكرمي‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫مثل القر� ِآن‬
‫بكتاب ِ‬
‫ٍ‬ ‫هم الإتيانَ‬
‫ني �أنَّ ب�إمكا ِن ُ‬
‫عاء امل�رشك َ‬
‫‪ -‬ا ّد ُ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﱪ‪( .‬الأنفال ‪.)31‬‬

‫«�صالح‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫ال�سابق َ‬
‫كمعجزات الأنبيا ِء ّ‬
‫ِ‬ ‫حممدٍ ‪،h‬‬
‫نبو ِة ّ‬ ‫خارج القر� ِآن ُّ‬
‫تدل على ّ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ني مبعجز ٍة ماد ّي ٍة ْ‬
‫‪ -‬مطالب ُة امل�رشك َ‬
‫ال�سال ُم‪.‬‬
‫عليهم ّ‬
‫ُ‬ ‫ومو�سى وعي�سى»‬

‫‪56‬‬
‫مراح ُل ّ‬
‫التحدي بالقر� ِآن‪:‬‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫َ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)23‬‬
‫ّازي يف تف�س ِري ِه مراحل التّح ّدي بالقر�آنِ يف �أربع ِة مراحلَ رئي�سي ٍة‪:‬‬
‫الفخر الر ُّ‬
‫ُ‬ ‫وقد ّخل َ‬
‫�ص‬ ‫‪ْ L‬‬
‫مبثل القر� ِآن ك ِّل ِه‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫إتيان ِ‬
‫التحدي بال ِ‬
‫ّ‬ ‫‪.١‬‬
‫( الإ�رساء ‪.) 88‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‪.‬‬
‫الكرمي‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫ِ‬ ‫بع�ش �سورٍ من القر� ِآن‬
‫إتيان رْ ِ‬
‫التحدي بال ِ‬
‫ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫(هود ‪.)13‬‬ ‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﱪ‪.‬‬
‫إتيان ب�سور ٍة واحد ٍة مث ِل ِه‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫التحدي بال ِ‬
‫ّ‬ ‫‪.٣‬‬
‫(يون�س ‪.)38‬‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﱪ‪.‬‬
‫ّ‬
‫(الطور‬ ‫الكرمي‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﱪ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مثل القر� ِآن‬
‫من ِ‬‫آيات ْ‬
‫إتيان ب� ٍ‬
‫التحدي بال ِ‬
‫ّ‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪.)34‬‬

‫�أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫ثم َ‬ ‫َ ُ‬
‫وجل ‪ :-‬ﱫ ﯗ ﯘ‬
‫َّ‬ ‫قال ‪ -‬ع َّز‬ ‫ قال اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬ﱫ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﱪ‪( .‬البقرة ‪َّ ،)23‬‬
‫ﯙ ﱪ‪( .‬يون�س ‪.)38‬‬
‫املذكورين �أدناه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ني الآيتنيِ؟ اخ ْرت لكلِّ �آي ٍة ما ينا�سبُها من املعني ِ‬
‫ني‬ ‫ُ‬
‫االختالف يف املعنى ب َ‬ ‫‪ L‬فما هو‬
‫عدم‬
‫حممدٍ ‪ h‬يف ِ‬
‫حالة ّ‬
‫برجل منكم يف ِ‬
‫ٍ‬ ‫يطالع كتا ًبا‪ ،‬ف�أتوا‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يتتلمذ على ِيد �أحدٍ ‪ ،‬ومل‬ ‫أميا‪ ،‬ملْ‬ ‫حمم ًدا ‪ h‬كانَ رج ً‬
‫ال � ًّ‬ ‫‪� .١‬إنَّ ّ‬
‫ورة‬
‫بال�س ِ‬
‫إتيان ّ‬
‫لي�س �إىل ال ِ‬
‫إعجاز هنا َ‬ ‫الكتب َف ْلي�ؤ ّل ْ‬
‫ف �سور ًة من ِ‬
‫�سور القر� ِآن‪( ،‬والإ�شار ُة بال ِ‬ ‫ِ‬ ‫مطالعة‬
‫ِ‬ ‫وعدم‬
‫ِ‬ ‫التلمذة‬
‫ِ‬
‫حممدٍ ‪.h‬‬
‫مثل ّ‬
‫أمي ِ‬
‫�شخ�ص � ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ولكن يف �إتيا ِنها من‬
‫ْ‬ ‫ذا ِتها‪،‬‬
‫من ِم ْث ِل القر� ِآن‬
‫للكتب ال ي�ستطيعونَ الإتيانَ ب�سور ٍة واحد ٍة ْ‬
‫ِ‬ ‫وطالت مطالع ُتهم‬
‫ْ‬ ‫كرثت علو ُمهم‬
‫ْ‬ ‫اخللق جمي ًعا مهما‬
‫َ‬ ‫‪� .٢‬إنَّ‬
‫بال�سورة ذا ِتها)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إتيان‬ ‫الكرمي‪( ،‬والإ�شار ُة بال ِ‬
‫إعجاز هنا �إىل ال ِ‬ ‫ِ‬

‫‪57‬‬
‫املادي‬
‫ِّ‬ ‫ين ملطالبِ امل�رشك ِني بالإعجا ِز‬ ‫ُ‬
‫الرف�ض القر�آ ُّ‬
‫باملعجزات املاديّ ِة غ ِري القر�آنِ ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫ملطالب امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫الرف�ض القر�آ َّين‬
‫َ‬ ‫‪ L‬اتلُ ال ِ‬
‫آيات التّالي َة وتَ َدبَّ ِر‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﱪ‪.‬‬ ‫َ‬
‫(الأنعام ‪.)7‬‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)25‬‬ ‫َ‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫َ‬
‫ﭱﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)37‬‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫َ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)111‬‬

‫�أُ ِ‬
‫الحظُ ‪:‬‬

‫�سبب َ‬
‫ذلك‬ ‫آيات املاديّ ِة‪ ،‬فما ُ‬
‫ني ب�إنزالِ ال ِ‬
‫لطلب امل�رشك َ‬
‫ي�ستجيب ِ‬
‫َ‬ ‫رف�ضا قاط ًعا �أنْ‬
‫رف�ض القر�آنُ ً‬
‫ال�سابق ِة َ‬
‫آيات ّ‬
‫جميع ال ِ‬
‫‪ L‬يف ِ‬
‫يف تقدي ِرك؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني تعو ُد �إىل �أنّهم‪ :‬ﱫ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ي�شري القر�آنُ الكرميُ �إىل �أ َّن م�شكل َة � َ‬
‫أولئك امل�رشك َ‬ ‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫ﭪﱪ‪( .‬هود ‪ ،)20‬فهل يعني َ‬
‫ذلك �أنّهم كانوا ُ�ص ًّما �أو ُعميانًا؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪58‬‬
‫امل�سلم‬
‫ِ‬ ‫العقل‬ ‫ُ‬
‫تكوين ِ‬
‫منهجي ِة‬
‫ّ‬ ‫وفق‬
‫اخلا�ص َ‬
‫ِّ‬ ‫العقلي‬
‫ِّ‬ ‫يتمي ُز بتكوي ِن ِه‬
‫عن غ ِري ِه من الب� ِرش بلو ِن ِه �أو �شك ِل ِه‪ ،‬و�إنمّا ّ‬
‫يتمي ُز ْ‬
‫امل�سلم ال ّ‬
‫َ‬ ‫ �إنَّ الإن�سانَ‬
‫همينْ ِ هما‪:‬‬
‫أمرين ُم َّ‬
‫امل�سلم ب� ِ‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫تزويد‬
‫ِ‬ ‫حر�صت على‬
‫ْ‬ ‫الكرمي الّتي‬
‫ِ‬ ‫القر� ِآن‬
‫املنهجي ُة يف التفك ِري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ�ساليب‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ال‬ ‫ ‬
‫‪ -‬الأد ّل ُة والرباه ُ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ ‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ‬
‫َّ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬كما َ‬
‫قال ع َّز‬ ‫َ‬
‫يعقل عن ا ِ‬ ‫في�ستطيع بال ّتايل �أنْ‬
‫َ‬ ‫التفكري اخلط�أَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وذلك لتج ّن َب ُه‬ ‫ ‬
‫َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫هلل تعاىل ما �سمع ْت ُه من ُه ع َّز‬
‫عقلت عن ا ِ‬
‫ْ‬ ‫ﭬﱪ‪( .‬احلاقة ‪ْ � .)12‬أي �آذانٌ‬
‫أ�سباب‬
‫بدايات الأ�شيا ِء ونهايا ِتها‪ ،‬ويب�صرّ ُ ُه بال ِ‬
‫ِ‬ ‫مالحظة‬
‫ِ‬ ‫هلل‪ ،‬ف�إنَّ عق َل ُه �سيقو ُد ُه �إىل‬ ‫و�إذا َعق ََل الإن�سانُ ِ‬
‫عن ا ِ‬ ‫ ‬
‫غري منظورٍ ‪.‬‬
‫غيبي و ُ‬
‫عما هو ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ويغفل ّ‬ ‫املنظور‬
‫ِ‬ ‫اهر‬ ‫ينخدع ّ‬
‫بالظ ِ‬ ‫ُ‬ ‫تائج‪ ،‬فال‬
‫وال ّن ِ‬
‫نور‬
‫مع ِ‬‫العقل َ‬
‫نور ِ‬ ‫مع ِ‬
‫الفطرة َ‬
‫ِ‬ ‫نور‬
‫التقاء ِ‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ال�سليم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫قادرا على التع ّل ِم‪ ،‬وعلى ال ّتفك ِري‬
‫ذلك ً‬‫بعد َ‬ ‫ُ‬
‫العقل َ‬ ‫في�صبح‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫هداية القر� ِآن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املنقطع عن‬
‫ِ‬ ‫املادي‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫عك�س‬
‫ِ‬ ‫(نور على نورٍ )‪ ،‬على‬
‫ٌ‬ ‫القر� ِآن‪ ،‬فيكونُ‬
‫وهدى‪ ،‬وفرقانٌ ‪ ،‬و�شفا ٌء‬ ‫وب�صائر‪ً ،‬‬
‫ُ‬ ‫وحق‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬
‫وموعظةٌو بيانٌ ‪،‬‬ ‫ونور‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ت�سميات القر� ِآن ب�أ ّن ُه برهانٌ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫جاءت‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫لذلك‬ ‫ ‬
‫ؤمنة‪.‬‬
‫العلمي ِة امل� ِ‬
‫ّ‬ ‫العقلي ِة‬
‫ّ‬ ‫هذه‬
‫وتر�س َخ ِ‬
‫ّ‬ ‫الكوني ِة لت� ّؤك َد‬
‫ّ‬ ‫آيات‬
‫العديد من ال ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت�سوق‬ ‫آيات القر� ِآن‬
‫جاءت � ُ‬
‫ْ‬ ‫ال�صدور‪ ،‬كما‬
‫ِ‬ ‫ملا يف‬

‫‪59‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫العرب بالقر�آنِ الكر ِمي‪ ،‬فما املق�صو ُد بالتح ّدي؟‬


‫َ‬ ‫‪ L‬حت ّدى اهللُ تعاىل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬
‫العرب بالقر�آنِ الكر ِمي؟‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب حت ّدي‬
‫‪ L‬ما � ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫الر�سولِ ‪h‬؟‬‫ني يك ّذبونَ بدعو ِة ّ‬


‫جعلت امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب الّتي‬
‫‪ L‬ما ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪60‬‬
‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫َ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﱪ‪( .‬ي�س ‪.)9 - 8‬‬

‫عن الآتي‪:‬‬
‫أجب ِ‬
‫أحد التفا�س ِري‪َّ ،‬ثم � ْ‬
‫من � ِ‬
‫ني ْ‬
‫ا�ستخرج معنى الآيت ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫أغالل؟‬
‫‪ -‬ما املق�صو ُد بال ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫اجلاهلي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫للتقاليد‬
‫ِ‬ ‫ميكن �أنْ تكونَ يف ذلك �إ�شار ٌة‬
‫‪ -‬هل ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫احلالة؟‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫إب�صار يف ِ‬
‫عدم ال ِ‬
‫�سبب ِ‬
‫‪ -‬ما ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪61‬‬
‫الدر�س ال�سابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫اعة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬‫قيام ّ‬‫م�ستمرا ح ّتى ِ‬
‫وحتديد م�سارِ ه‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫امل�سلم‪.‬‬
‫ًّ‬

‫والعقل‬
‫ِ‬
‫العقل‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫التحدي بالقر�آنِ �سيبقى‬
‫توجيه‬
‫ِ‬
‫املادي‬ ‫العقل‬
‫ِ‬
‫الوحي يف‬
‫ني‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫دور‬
‫‪ُ -‬‬
‫الفوارق ب َ‬
‫‪-‬‬

‫‪-‬‬
‫القرآن ومنهجيّ ُة التفكي ِر‬
‫ُ‬
‫واحلياة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الكون‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�سقوط النظر ّي ِة املا ّد ّي ِة يف تف�س ِري‬ ‫‪-‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ و�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫بعنوان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حف املح ّل ّي ِة �إعال ًنا عن ندوة ثقافية‬ ‫ تناو َل ْت �إحدى ّ‬
‫ال�ص ِ‬

‫والغربي»‬
‫ِّ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫«نقد العق َلنيِ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫املفكرين‪.‬‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫ي�شارك فيها عد ٌد َ‬ ‫َ‬
‫و�سوف‬ ‫للفل�سفة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العاملي‬
‫ِّ‬ ‫اليوم‬
‫مبنا�سبة ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬
‫والدعو ُة ّ‬
‫عامةٌ‪.‬‬ ‫ال�ساع َة ‪ ٧،٣٠‬م�سا ًء‪ّ ،‬‬
‫ابن ُر ْ�شدٍ ‪ّ ،‬‬
‫قاعة ِ‬
‫املجم ِع ال ّثقايفِّ‪ِ ،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وذلك يف‬
‫ذهب َت �إليها؟‬
‫ت�سمع �إذا ْ‬
‫َ‬ ‫الندوة‪ ،‬ماذا تتوق ُّع �أنْ‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫‪ -‬ت� ّأم ْل ّ‬
‫جي ًدا عنوانَ ِ‬
‫الغربي؟‬
‫ِّ‬ ‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫بالعقل‬
‫ِ‬ ‫يق�صد‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ماذا‬
‫ين؟‬
‫طرائق ال ّتفك ِري الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫فرق يف‬ ‫فهل َ‬
‫هناك ٌ‬ ‫بالعقل هو (طريق ُة ال ّتفك ِري)‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إذا كانَ املق�صو ُد‬
‫الغربي؟‬
‫ِّ‬ ‫إن�سان‬
‫«منهج» تفك ِري ال ِ‬
‫ِ‬ ‫العربي عن‬
‫ِّ‬ ‫إن�سان‬
‫«منهج» تفك ِري ال ِ‬
‫ُ‬ ‫يختلف‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫‪َ -‬‬

‫ما هو العق ُل؟‬


‫ترتيب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بدون‬
‫ِ‬ ‫ين‪ ،‬ولك َّنها ُو�ض َع ْت يف قائمتنيِ‬
‫للعقل الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫تعريف‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ت�شتمل على‬ ‫الية‬
‫اجلمل ال ْت ِ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ كل جمل ٍة من‬
‫للعقل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫لتح�صل على معانٍ‬ ‫ترتيبها‬
‫تعيد َ‬‫البي ِة �أنْ َ‬
‫الط ّ‬‫خالل جمموع ِتك ّ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫حاول من‬

‫القائم ُة (ب)‬ ‫القائم ُة (�أ)‬


‫بالعقل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪..‬ف�سن�شهد ل ُه‬
‫ُ‬ ‫العقل غريز ٌة و�ضعها ُ‬
‫اهلل تعاىل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫جارب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫امل�شاهدات وال ّت‬
‫ِ‬ ‫‪..‬طريق‬
‫ِ‬ ‫ف�س ّ‬
‫تتمك ُن بها من‪..‬‬ ‫قو ٌة غريز ّي ٌة لل ّن ِ‬
‫ّ‬
‫اجلوارح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فعل‬
‫بظاهر ِ‬
‫ِ‬ ‫آثار ِه �أو‬
‫مبعرفة � ِ‬
‫ِ‬ ‫‪..‬‬ ‫ي�رض ُه‪..‬‬
‫يطلب ما ُّ‬
‫ُ‬ ‫�شخ�صا‬
‫ً‬ ‫�إذا ر�أ ْينا‬

‫‪62‬‬
‫واجلنون‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�ضد ا َ‬
‫حل َم ِق‬ ‫وهي ُّ‬
‫خلق ِه‪َ ،‬‬
‫‪..‬يف ِ‬ ‫العقل‪..‬‬
‫ِ‬ ‫وجود‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ي�ستدل على‬

‫أحمق‪.‬‬
‫‪..‬ف�سن�شهد ل ُه ب�أ ّن ُه جمنونٌ �أو � ُ‬
‫ُ‬ ‫طلب ما ينف ُع ُه‪..‬‬
‫يحر�ص على ِ‬
‫ُ‬ ‫�شخ�صا‬
‫ً‬ ‫�إذا ر�أ ْينا‬

‫أمور‪.‬‬
‫ني ال ِ‬
‫والتمييز ب َ‬
‫ِ‬ ‫احلقائق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إدراك‬
‫‪ِ �..‬‬ ‫ُ‬
‫العقل ال يقوى وال ينمو �إال عن‪..‬‬

‫القر� ُآن والعق ُل‪:‬‬


‫حتكم‬
‫ُ‬ ‫املنهجي َة ا ّلتي‬
‫ّ‬ ‫ال�ض َ‬
‫وابط‬ ‫و�ضع ل ُه ّ‬
‫َ‬ ‫يلغ وظيف َت ُه‪ْ ،‬‬
‫بل‬ ‫َ‬
‫ن�شاط ُه‪� ،‬أو ِ‬ ‫فلم ْ‬
‫يبطل‬ ‫ين‪ْ ،‬‬ ‫بالعقل الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫ اهتم الإ�سال ُم‬
‫َّ‬
‫النظر فيها‪،‬‬
‫يتمك ُن من ِ‬ ‫ي�ستطيع ارتيا َدها‪ ،‬والق�ضايا ا ّلتي ّ‬
‫ُ‬ ‫املعرفة ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫حقول‬ ‫أو�ضح ل ُه‬
‫االنحراف‪ ،‬و� َ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وتع�صم ُه َ‬
‫ُ‬ ‫م�سار ُه‬
‫َ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ‬ ‫قال ُ‬‫وكانَ يف مقدّمةِ تلكَ الق�ضايا ق�ضيّةُ خلقِ الكونِ‪َ ,‬‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﱪ‪( .‬العنكبوت ‪.)20‬‬
‫معرفة ال ّن�ش� ِأة‬
‫ِ‬ ‫اخللق ال ّأو ِل ‪� -‬سيو�ص ُل ُه �إىل‬
‫كيفي ِة بد ِء ال ّن�ش� ِأة الأوىل ‪ِ -‬‬
‫املادي عن ّ‬
‫ِّ‬ ‫العامل‬
‫للبحث يف ِ‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫فدعو ُة‬ ‫ ‬
‫وح‪.‬‬
‫الر ِ‬ ‫املادي عاملًا � َ‬
‫آخر ُه َو عا ُمل ّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكون‬
‫ِ‬ ‫وراء هذا‬
‫َ‬ ‫إدراك �أنَّ‬
‫آخرة و� ِ‬
‫ال ِ‬

‫العقل‪:‬‬
‫حدود ِ‬‫ُ‬
‫تزو ُد ُه‬ ‫َ‬
‫يعمل �إ ّال مبا ّ‬ ‫ي�ستطيع �أنْ‬
‫ُ‬ ‫والقدرة‪ ،‬لأ ّن ُه ال‬
‫ِ‬ ‫اقة‬ ‫يبق حمدو َد ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ين وذكا�ؤُه َ‬
‫العقل الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫قو ُة‬
‫تعاظم ْت ّ‬
‫َ‬ ‫ مهما‬
‫إب�صار‪ ،‬فال‬
‫عند ُه مقدرتُها على ال ِ‬
‫مدى تنتهي َ‬
‫ولكن لها ً‬
‫َّ‬ ‫تب�رص‬
‫ُ‬ ‫ني‬
‫القدرة‪ ،‬فالع ُ‬
‫ِ‬ ‫إن�سان حمدود ُة‬
‫وحوا�س ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫حوا�س ُه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ِبه‬
‫حدود‬
‫ِ‬ ‫ح�رص ُه يف‬
‫َ‬ ‫ي�ستطيع � َ‬
‫إدراك � ِّأي �شي ٍء �إ ّال �إذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫العقل ال‬ ‫حوا�س ِه‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل �أنَّ‬
‫ِّ‬ ‫وراء ذلك املدى‪ ،‬وهكذا باقي‬ ‫ُ‬
‫تدرك ما َ‬
‫بو�ضوح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫إدراك ِه‬ ‫أين؟» و «متى؟» ح ّتى ّ‬
‫يتمك َن من � ِ‬ ‫لذلك دا ِئ ًما ما َي ْ�س�أَ ُل عن ُه بـ «� َ‬
‫واملكان‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫مان‬
‫ال ّز ِ‬
‫احلد ا ْل َت َب َ�س ْت ِ‬
‫عليه‬ ‫ذلك َّ‬ ‫فيه‪ ،‬و� َ‬
‫إدراك الأ�شيا ِء ِم ْن خال ِله‪ ،‬و�إذا جتاو َز َ‬ ‫َ‬
‫العمل ِ‬ ‫ي�ستطيع‬
‫ُ‬ ‫فالعقل �إذنْ ل ُه ٌ‬
‫جمال حمدو ٌد‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫الل‪.‬‬
‫وال�ض ِ‬
‫فيقع يف اخلط�أِ ّ‬
‫أمور‪ُ ،‬‬
‫ال ُ‬
‫يندفع‬
‫َ‬ ‫منهج ر�شيدٍ ل ُه ي ّتب ُع ُه ح ّتى ال‬
‫و�ضع ٍ‬
‫ِ‬ ‫البد من‬
‫ولكن َّ‬
‫ْ‬ ‫والبحث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫العقل عن ال ّتفك ِري‬ ‫نوقف‬
‫َ‬ ‫وال يعني َ‬
‫ذلك �أنْ‬ ‫ ‬
‫فيما ال َ‬
‫طائل من ورا ِئ ِه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املادي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫العق ُل‬
‫ا�ستنتج‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ني‪َّ ،‬ثم‬
‫لبع�ض الفال�سف ِة املاديّ َ‬ ‫‪ L‬مت ّع ِن ال َ‬
‫أقوال الآتي َة ِ‬
‫واحلكمة»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫كمال ِ‬‫ِ‬ ‫إن�سان �إىل‬ ‫وحدها هي القادر ُة على ِ‬
‫قيادة بني ال ِ‬ ‫الطبيعي َ‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫أنوار‬
‫‪�..« -‬إنَّ � َ‬
‫احلاجات»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�سيلبي َّ‬
‫كل‬ ‫ّ‬ ‫امل�شكالت‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كل‬ ‫ُّ‬
‫�سيحل َّ‬ ‫املادي‬
‫ُّ‬ ‫االقت�صادي‬
‫ُّ‬ ‫والتقد ُم‬
‫ّ‬ ‫العلمي‬
‫ُّ‬ ‫«‪..‬التقد ُم‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التبي ِة الّتي يتلقّاها‬
‫احلديث الّتي تعو ُد �أ�سبابُها �إىل رّ‬
‫ِ‬ ‫املادي‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫�سمات ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا�ستنتاج‬
‫َ‬ ‫ني ن�ستطي ُع‬‫ال�سابق ِ‬
‫ني ّ‬ ‫‪ L‬من خاللِ القول ِ‬
‫مات‪:‬‬
‫ال�س ِ‬
‫تلك ِّ‬ ‫الديني الّذي يكونُ علي ِه �آبا�ؤُ ُه‪ ،‬والثّقاف ِة العا ّم ِة الّتي ن�ش�أَ عليها‪ ،‬ومن َ‬
‫ِّ‬ ‫ومعتقد ِه‬
‫ِ‬ ‫امل�سلم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫غري‬
‫الإن�سانُ ُ‬
‫وحتكم ُه‬
‫ُ‬ ‫مات حيا ِت ِه‪،‬‬ ‫توجد داخ َل ُه ّ‬
‫مقو ُ‬ ‫ُ‬ ‫مكتف بذا ِت ِه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مادي‬
‫ٌّ‬ ‫للكون على �أ ّن ُه عاملٌ‬
‫ِ‬ ‫ينظر‬ ‫الر�ؤي ُة املاد ّي ُة ل ْل ِ‬
‫كون‪ :‬فهو ُ‬ ‫‪ّ .١‬‬
‫َ‬
‫هدف‪.‬‬ ‫حتمي ٌة ال غاي َة لها وال‬
‫ّ‬ ‫ني‬
‫قوان ُ‬
‫يطرة‬
‫وال�س ِ‬
‫ال�صرّاع ّ‬
‫ِ‬ ‫ني‬ ‫حتر ُك ُه غرائ ُز ِّ‬
‫حب البقا ِء وقوان ُ‬ ‫كائن ّ‬
‫املادي ٌ‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ِ‬ ‫نظر‬
‫إن�سان‪ :‬فالإن�سانُ يف ِ‬
‫الر�ؤي ُة املاد ّي ُة لل ِ‬
‫‪ّ .٢‬‬
‫خ�صي ِة‪.‬‬
‫ال�ش ّ‬
‫منافع ِه ّ‬
‫لتحقيق ِ‬
‫ِ‬
‫معرفة قواني ِنها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والو�صول �إىل‬
‫ِ‬ ‫بيعة‬
‫الط ِ‬‫مع ّ‬
‫فاعل َ‬
‫قادر على ال ّت ِ‬ ‫ٌّ‬
‫م�ستقل بذا ِت ِه ٌ‬ ‫ين‪� :‬أ ّن ُه ٌ‬
‫عقل‬ ‫للعقل الإن�سا ِّ‬
‫ِ‬ ‫الر�ؤي ُة املاد ّي ُة‬
‫‪ّ .٣‬‬
‫أخالقي ٍة ّ‬
‫توج ُه ُه يف حيا ِت ِه‪ ،‬وي�ستغني بها عن غ ِري ِه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫معرفي ٍة و�‬
‫ّ‬ ‫تطوير �أنظم ٍة‬
‫ُ‬ ‫وبال ّتايل‬
‫حيث ال خلو َد للما ّد ِة‪.‬‬
‫املوت ُ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫الفنائي ُة ِّ‬
‫لكل �شي ٍء َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .٤‬النظر ُة‬
‫بيعة‪.‬‬
‫الط ِ‬‫إن�ساني ِة ا ّلتي قد تتجاو ُز حدو َد ّ‬
‫والغايات ال ّ‬
‫ِ‬ ‫والقيم‬
‫ِ‬ ‫ات‬
‫الكلي ِ‬
‫ّ‬ ‫إدراك‬
‫‪ .٥‬العج ُز عن � ِ‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫يرف�ض الإ�سال ُم مثلَ هذ ِه النّظريّ ِة املاديّ ِة؟‬


‫‪ L‬ملاذا ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫تقليدي‪ ،‬ملاذا؟‬
‫ٌّ‬ ‫املادي» هو عقلٌ‬
‫َّ‬ ‫‪« L‬العقلَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫العربي يف اجلاهليّ ِة؟‬
‫ِّ‬ ‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫املادي‬
‫العقل ِّ‬
‫ني ِ‬
‫أوج ُه التّ�شاب ِه ب َ‬
‫‪ L‬ما � ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪64‬‬
‫ني الرّ�ؤي ِة املاديّ ِة للكونِ ‪ ،‬والرّ�ؤي ِة الإ�سالميّ ِة للكونِ ؟‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫احلديث‪:‬‬
‫ِ‬ ‫والعلم يف الع�رص ِ‬
‫ُ‬ ‫املادي‬
‫ُّ‬ ‫العق ُل‬
‫تناق�ض النظر ّي َة‬
‫ُ‬ ‫وظائف الأع�ضا ِء‬
‫ِ‬ ‫ك�شوفات جديد ًة يف ِ‬
‫علم‬ ‫ٍ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫جاء القرنُ الع�رشونَ �إال وقد حق ََّق‬
‫ ما �إنْ َ‬
‫ثم‬
‫ماغ‪َّ ،‬‬ ‫والد ِ‬
‫الع�صبي ّ‬
‫ِّ‬ ‫اجلهاز‬
‫ِ‬ ‫يجري بحو ًثا دقيق ًة على‬‫َ‬ ‫بع�ض العلما ِء �أنْ‬
‫ا�ستطاع ُ‬
‫َ‬ ‫أ�سا�سها‪ِ � ،‬إذ‬
‫وتنق�ضها من � ِ‬
‫ُ‬ ‫املاد ّي َة القدمي َة‬
‫وفيزياء‪ّ � ،‬أما‬
‫َ‬ ‫كيمياء‬
‫َ‬ ‫والعقل‪ ،‬فاحليا ُة املاد ّي ُة َ‬
‫هي م�س�أل ُة‬ ‫ِ‬ ‫احلياة املاد ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫جذري ب َ‬
‫ٌّ‬ ‫هناك ٌ‬
‫فرق‬ ‫آتية‪َ « :‬‬
‫تيجة ال ِ‬
‫خل�صوا �إىل ال ّن ِ‬
‫فهو ي�ستع�صي على الكيميا ِء والفيزيا ِء »‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العقل َ‬

‫ُ‬
‫يقول �أح ُد ه�ؤال ِء العلماءِ‪:‬‬
‫امليكانيكي (الآ ِّ‬
‫يل)‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫النوع‬
‫ِ‬ ‫الكون ‪� ،-‬أ ّننا �أما َم حقيق ٍة من‬
‫ِ‬ ‫ننظر �إىل‬
‫ونحن ُ‬
‫ُ‬ ‫ني �سن ًة ‪-‬‬ ‫نظن َ‬
‫قبل ثالث َ‬ ‫«لقد ك ّنا ُّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫هذه املا ّد ِة‬ ‫َ‬
‫عمل ِ‬ ‫بال�صدفة‪ ،‬و�أنَّ‬
‫ِ‬ ‫املبعرثة‪ ،‬وقد اجتم َع ْت �أجزا�ؤُ ُه‬
‫ِ‬ ‫ركام من املا ّد ِة‬ ‫ُ‬
‫ي�شتمل على ٍ‬ ‫وكانَ يبدو لنا �أنَّ الكونَ‬
‫الرق�ص‬
‫ِ‬ ‫نهاية هذا‬
‫بعد ِ‬ ‫َ‬
‫هدف لها‪ ،‬و�أ ّن ُه َ‬ ‫عمياء ال‬
‫َ‬ ‫قوى‬
‫حتت ت�أث ِري ً‬
‫رق�صا ال معنى ل ُه‪َ ،‬‬
‫الوقت ً‬
‫ِ‬ ‫لبع�ض‬
‫ترق�ص ِ‬
‫َ‬ ‫ينح�رص يف �أنْ‬
‫ُ‬
‫هذه القوى العميا ِء!‬
‫عمل ِ‬ ‫َ‬
‫خالل ِ‬ ‫�صورة َك ْونٍ ّ‬
‫مي ٍت‪ ،‬و�أنَّ احليا َة قد ُو ِج َد ْت �صدف ًة‬ ‫ِ‬ ‫هذه املا ّد ُة يف‬
‫�ستنتهي ِ‬
‫نحو حقيق ٍة غ ِري‬
‫ين�ساب َ‬
‫ُ‬ ‫العلم‬
‫نهر ِ‬ ‫القائلة‪ :‬ب�أنَّ َ‬
‫ِ‬ ‫احلقيقة‬
‫ِ‬ ‫لقبول‬
‫ِ‬ ‫بيعة‬
‫الط ِ‬‫ت�ضطر عا َمل ّ‬
‫ُّ‬ ‫توجد الآنَ �أد ّل ٌة قو ّي ٌة‬
‫ُ‬ ‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫أفكارنا‬
‫النظر يف � ِ‬
‫َ‬ ‫نعيد‬
‫يفر�ض علينا �أنْ َ‬
‫ُ‬ ‫اجلديد‬
‫َ‬ ‫العلم‬
‫َ‬ ‫عظيم من ُه مباكين ٍة عظيمةٍ‪ ،‬و�إنَّ‬
‫ٍ‬ ‫بفكر‬
‫ٍ‬ ‫ميكانيكيةٍ‪ ،‬و�أنَّ الكونَ �أ�شب ُه‬
‫ّ‬
‫قو ٍة ّ‬
‫منظم ٍة �أو مهيمنةٍ»‪.‬‬ ‫بوجود ّ‬
‫ِ‬ ‫ي�شهد‬
‫ُ‬ ‫عجل‪ ،‬لقد اكت�شفْنا �أنَّ الكونَ‬
‫ٍ‬ ‫تلك ا ّلتي ك ّنا قد � ْ‬
‫أقمناها على‬ ‫العامل‪َ ،‬‬
‫عن ِ‬
‫ين‪ /‬جيم�س جينز‬
‫ات الربيطا ُّ‬
‫الريا�ضي ِ‬
‫ّ‬ ‫عا ُمل‬

‫‪65‬‬
‫ُحللُ َو�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬ ‫�أ ِّ‬

‫النظر يف �أفكا ِرنا عن العا ِمل؟‬


‫يفر�ض علينا �أنْ نعي َد َ‬
‫العلم اجلدي َد ُ‬
‫الكاتب �أ َّن َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ملاذا يرى‬
‫احلديث؟‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما احلقيق ُة اجلديد ُة الّتي متَّ اكت�شا ُفها يف ِ‬
‫العلم‬
‫ني الر�ؤي ِة القدمي ِة والر�ؤي ِة العلميّ ِة احلديث ِة؟‬ ‫ُ‬
‫االختالف ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫ني الر�ؤي ِة العلميّ ِة احلديث ِة وما جا َء ب ِه القر�آ ُن؟‬
‫تقارب ب َ‬
‫ٌ‬ ‫‪ L‬هل َ‬
‫هناك‬

‫القر� ُآن ّ‬
‫يتحدى‪:‬‬
‫�أتد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﱪ‪.‬‬ ‫َ‬
‫(ي�س ‪.)36‬‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﱪ‪( .‬الواقعة ‪.)57‬‬ ‫َ‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﱪ‪( .‬الواقعة ‪.)59 - 58‬‬ ‫َ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﱪ‪( .‬الواقعة‬ ‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫َ‬
‫‪.)72 - 71‬‬
‫ قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﱪ‪( .‬الطور ‪.)35‬‬ ‫َ‬

‫العرب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العرب وغ ِري‬
‫ِ‬ ‫أ�صحاب العقولِ من‬
‫َ‬ ‫ي�سوق اهللُ تعاىل يف هذ ِه ال ِ‬
‫آيات الكرمي ِة دالئلَ على خل ِق ِه وقدر ِت ِه‪ ،‬يتح ّدى بها �‬ ‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫هي؟‬
‫فما َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪66‬‬
‫هي الأ�سئلةُ؟‬
‫م�سائل احليا ِة‪ ،‬فما َ‬
‫ِ‬ ‫بكربيات‬
‫ِ‬ ‫العربي �أ�سئل ًة �أ�سا�سيّ ًة تتع ّل ُق‬
‫ِّ‬ ‫العربي وغ ِري‬
‫ِّ‬ ‫العقل‬
‫ال�سابق ُة ت�ض ُع �أما َم ِ‬
‫آيات ّ‬
‫‪ L‬ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخللق‪:‬‬ ‫ُ‬
‫برهان ِ‬
‫�أَقر�أُ‪ ،‬و�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫ات‬
‫عملي ِ‬
‫ّ‬ ‫الفاكهة و�أجر ْينا على ٍّ‬
‫كل منها‬ ‫ِ‬ ‫من اخل� ِرض �أو‬ ‫تراب وقطر ًة من ِ‬
‫دم �إن�سانٍ وقطع ًة َ‬ ‫ لو � ْ‬
‫أخذنا قب�ض ًة من ٍ‬
‫الترّاب‬
‫ُ‬ ‫من العنا� ِرص الّتي ّ‬
‫يرتك ُب منها‬ ‫العنا�رص ا ّلتي ّ‬
‫يرتك ُب منها «الد ُم» م�أخوذ ٌة َ‬ ‫َ‬ ‫لوج ْدنا �أنَّ‬
‫الكيميائي املعروفةَ‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫التحليل‬
‫ِ‬
‫الوظيفة ا ّلتي ي�ؤ ّديها يف‬
‫ِ‬ ‫لنوع‬ ‫مقدار ِّ‬
‫كل عن�رصٍ‪ ،‬تب ًعا ِ‬ ‫ِ‬ ‫اختالف يف‬
‫ٍ‬ ‫مع‬
‫والف�سفور‪َ ،)..‬‬
‫ِ‬ ‫واحلديد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الكال�سيوم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫(مثل‪:‬‬
‫ِ‬
‫اجل�سم‪.‬‬
‫ِ‬
‫طريق ما يتناو ُل ُه من‬
‫ِ‬ ‫إن�سان عن‬
‫ثم ال ِ‬‫احليوان َّ‬
‫ِ‬ ‫ج�سم‬
‫ِ‬ ‫بات �إىل‬
‫الرتبة �إىل ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تنتقل من‬ ‫العنا�رص املذكور ُة‬
‫ُ‬ ‫وهذه‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫حيوانيةً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كانت �أو‬
‫ْ‬ ‫نباتي ًة‬
‫أطعمة؛ ّ‬
‫ال ِ‬
‫باتي ِة‪،‬‬
‫أطعمة ال ّن ّ‬
‫غذاء ُه من ال ِ‬
‫ي�ستمد َ‬
‫ُّ‬ ‫أر�ض‪ ،‬واحليوانُ‬ ‫هذه العنا� ِرص الّتي َ‬
‫توج ُد يف ال ِ‬ ‫غذاء ُه من ِ‬
‫ي�ستمد َ‬
‫ُّ‬ ‫فالنبات‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫بات واحليوانُ والإن�سانُ ف�ستتح ّل ُل �أج�سا ُمهم‪ ،‬وتعو ُد �إىل الأَ ِ‬
‫ر�ض!‬ ‫ميوت ال ّن ُ‬
‫� ّأما حي َنما ُ‬
‫ني ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫العظيم ح َ‬ ‫و�صدق ُ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﱪ‪( .‬طه ‪.)55‬‬

‫‪67‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املادي والتفك ِري الإِ‬
‫ني التفك ِري ِّ‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮌ ﮍ‬ ‫للرتاب‪ ،‬كما َ‬
‫ِ‬ ‫املكو ِنة‬
‫ّ‬ ‫ي� ّؤك ُد القر�آنُ الكر ُمي �أنَّ الإن�سانَ قد ُخ ِل َق َ‬
‫من العنا� ِرص‬ ‫ ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱪ‪( .‬احلج ‪.)5‬‬
‫ال�سابق ِة‪.‬‬
‫العلمي يف الآي ِة ّ‬
‫ِّ‬ ‫عن وج ِه الإعجا ِز‬
‫ابحث ْ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آيات �أخرى ت�ؤ ّك ُد �أ َّن الإن�سانَ قد ُخ ِل َق من ٍ‬
‫تراب‪.‬‬ ‫ثالث � ٍ‬
‫ابحث عن ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬
‫العقل؟‬ ‫َ‬
‫ن�شاط ِ‬ ‫من ُ‬
‫يقول‪� :‬إ َّن القر�آنَ يبطلُ‬ ‫كيف تر ُّد على ْ‬
‫‪َ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫يقول ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫ﯖﱪ‪( .‬ي�س ‪.)36‬‬
‫تف�سري الآي ِة الكرمي ِة؟‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ L‬ما وج ُه التح ّدي القر�آ ِّين يف هذ ِه الآي ِة الكرمي ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪69‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫زوجا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ً h‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫بالر� ِأي‪.‬‬
‫التف�سري ّ‬
‫ُ‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫ني‪.‬‬
‫الكافرين وامل�ؤمن َ‬
‫َ‬ ‫� ُ‬
‫أحوال‬
‫آيات (‪.)22 - 10‬‬
‫�سور ُة ال�سجد ِة‪ ،‬ال ُ‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫املبارك ‪ -‬رحمه اهلل ‪.-‬‬


‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ُ‬
‫عب ُد ا ِ‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬
‫ال�رشيف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫كتب رواي ِة‬
‫أهم ِ‬
‫� ُّ‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫ر�ضي اهللُ عنهما‪.‬‬


‫ني ‪َ -‬‬ ‫ُ�س َكين ُة ُ‬
‫بنت احل�س ِ‬

‫‪70‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫ال�سري ُة‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬ ‫وال�شخ�صيات‬
‫ُ‬

‫مي‬
‫القر� ُآن الكر ُ‬ ‫الأ�سو ُة احل�سن ُة‬
‫‪ -‬التف�س ُري بالرّ� ِأي‪.‬‬ ‫‪ -‬الر�سول ‪h‬‬
‫‪� -‬سورة ال�سجدة‪،‬‬ ‫زوجا‪.‬‬
‫ً‬
‫الآيات (‪.)22 - 10‬‬
‫مناذج االقتدا ِء‬
‫ُ‬
‫ال�س ّن ُة النبو ّي ُة‬ ‫بن املباركِ‬‫هلل ُ‬
‫‪ -‬عب ُد ا ِ‬
‫‪� -‬أه ُّم كتب رواية‬ ‫رحمه اهلل‪.‬‬
‫احلديث ال�رشيف‪.‬‬ ‫ني‬
‫بنت احل�س ِ‬ ‫‪�ُ -‬سكَين ُة ُ‬
‫ر�ضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫ني عليهم ال�سالم‪.‬‬
‫ُ‬
‫واج �س ّن ُة الأنبيا ِء واملر�سل َ‬
‫الكامل لالقتدا ِء‬ ‫موذج‬
‫ُ‬ ‫�سول ‪ h‬هو ال ّن‬
‫والت� ّأ�سي يف ِّ‬
‫كل �شيءٍ‪.‬‬
‫‪ -‬ال ّز ُ‬
‫الر ُ‬
‫‪ّ -‬‬ ‫زوجا‬
‫الرسول ‪ً h‬‬
‫وجي ِة‪.‬‬
‫احلياة ال ّز ّ‬
‫ِ‬ ‫مات‬
‫مقو ِ‬ ‫ُ‬
‫والعدل من ّ‬ ‫الع�رشة‬
‫ِ‬ ‫ح�سن‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫�أَقر�أُ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫وجي ِة‪َ ،‬‬ ‫كوني ٌة ُّ‬
‫قائم على ال ّز ّ‬
‫الكون ٌ‬
‫ِ‬ ‫فكل ما يف‬ ‫واج �شرِ ْ َع ٌة ّ‬
‫ ال ّز ُ‬
‫ﰀ ﰁ ﱪ‪( .‬الذاريات ‪.)49‬‬
‫لهذه‬
‫اال�ستجابة الفطر ّي ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫منوذج‬
‫َ‬ ‫وحو ُاء‬
‫ّ‬ ‫فيه �آد ُم‬ ‫اخللق ال ّأو ِل ا ّلذي ّ‬
‫قد َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذه ال�س ّن ِة ُ‬
‫منذ‬ ‫عن ِ‬ ‫والإن�سانُ مل َّ‬
‫ي�شذ ِ‬ ‫ ‬
‫الب�رشي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫النوع‬
‫ِ‬ ‫أوحد لبقا ِء‬
‫بيل ال َ‬ ‫احلياتي ِة ا ّلتي مت ّث ُل ّ‬
‫ال�س َ‬ ‫ّ‬ ‫ال�رضورة‬
‫ِ‬
‫ال�س ّن ِة‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫هذه ُ‬
‫عن ِ‬
‫يخرجوا ْ‬
‫ُ‬ ‫ال�سماو ّي ِة مل‬
‫�ساالت ّ‬
‫ِ‬ ‫بالر‬
‫التكليفي ِة ّ‬
‫ّ‬ ‫رغم مها ِّمهِ م‬ ‫والر ُ‬
‫�سل عليهم ال�سالم َ‬ ‫أنبياء ُّ‬
‫وال ُ‬ ‫ ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ‪( .‬الرعد ‪.)38‬‬
‫�س ِم ِّني»(‪.)1‬‬ ‫�سول ‪ h‬الّذي َ‬
‫قال‪..« :‬ف ََم ْن َر ِغ َب َع ْن ُ�س َّن ِتي َف َل ْي َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫وكذلك كانَ ّ‬ ‫ ‬
‫واج يف احليا ِة الإن�سانيّ ِة؟‬
‫‪ L‬ما الفوائ ُد املرتتّب ُة على ال ّز ِ‬

‫الزوج‪:‬‬
‫�سول ُ‬‫الرّ ُ‬
‫خفي‪� ،‬إنمّ ا هي معلوم ٌة ِّ‬
‫لكل �أم ِت ِه مِبا يف‬ ‫جانب ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫لي�س فيها‬
‫التفا�صيل‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫املعامل‪ ،‬دقيق ُة‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪ h‬وا�ضح ُة‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حيا ُة‬ ‫ ‬
‫أر�شدنا ُ‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫املبادئ‪َ � ،‬‬
‫ِ‬ ‫التطبيق ومثا َّ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫واقعي‬ ‫رائدا‪،‬‬
‫منوذجا ب�رش ًّيا ً‬ ‫اخلا�صةُ‪ ،‬ا ّلتي ّ‬
‫قد َم من خال ِلها‬ ‫َ‬
‫ذلك دائر ُت ُه الأ�رس ّي ُة‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫منهجا نت� ّأ�سى ِبه ونقتدي‪َ ،‬‬
‫فقال‪:‬ﱫ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)21‬‬ ‫ً‬ ‫ّخاذ ِه‬ ‫َّ‬
‫وجل الت ِ‬
‫فمن �أرا َد‬
‫�سوة‪ْ ،‬‬
‫من ال ّن ِ‬
‫زوجا لعددٍ َ‬ ‫بعد َ‬
‫ذلك ً‬ ‫�صار َ‬
‫ثم َ‬
‫ل�سنوات طويلةٍ‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫والر ُ‬
‫�سول ‪ h‬كانَ ً‬
‫زوجا المر أ� ٍة واحد ٍة‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫وزوجا عاد ًال‪.‬‬
‫ً‬ ‫فيه مثا ًال �صا ً‬
‫حلا‬ ‫وجد ِ‬
‫زوجات َ‬
‫ٍ‬ ‫�أنْ يت� ّأ�سى ِبه ول ُه زوج ٌة واحد ٌة �أو ل ُه ّ‬
‫عد ُة‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪72‬‬
‫ر�سول هّ ِ‬
‫الل ‪ h‬الزوجيّ ِة‪:‬‬ ‫حياة ِ‬ ‫مق ّو ُ‬
‫مات ِ‬
‫�أ ّوالً‪� :‬أدا ُء احلقوقِ املا ّديّ ِة‪:‬‬
‫حري�صا‬ ‫النبوي‪ ،‬وكانَ‬ ‫للم�سجد‬ ‫حجرات مال�صق ًة‬ ‫لهن‬
‫يقم َن فيها فبنى َّ‬
‫م�ساكن ْ‬ ‫لكل زوجا ِت ِه‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪ِّ h‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ هي�أ ّ‬
‫هن بينْ َ البقا ِء‬
‫ي�ستطع‪ ،‬فخيرّ َّ‬
‫ْ‬ ‫حد ِه‪ ،‬مل‬
‫عن ّ‬
‫اخلارجة ْ‬
‫ِ‬ ‫فقة‬
‫طالب بال ّن ِ‬
‫ولكن حي َنما نْ َ‬
‫ْ‬ ‫قدر ِه ‪،h‬‬
‫و�س َع ِ‬
‫فقة ْ‬
‫من ال ّن ِ‬
‫ّهن َ‬
‫على �أدا ِء حق َّ‬
‫البقاء مع ُه ‪.h‬‬
‫َ‬ ‫هن دونَ ا�ستثنا ٍء‬‫هن ب�إح�سانٍ ‪ ،‬فاخ ْرتنَ ك ُّل َّ‬ ‫الكفاف ا ّلذي ال ُ‬
‫ميلك �سوا ُه‪� ،‬أو مفارق ِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫م َع ُه على هذا‬

‫باملعروف‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ثانيًا‪ :‬ال ِع رْ�ش ُة‬
‫‪ .١‬امل�شارك ُة والتعاونُ ‪:‬‬
‫قالت ال�سيدة عائ�ش ُة ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها عندما‬ ‫ؤون بي ِت ِه‪ْ ،‬‬
‫للم�ساعدة يف �ش� ِ‬
‫ِ‬ ‫وي�ضع َيد ُه ال�رشيف َة‬ ‫كانَ ‪ h‬يعاونُ �أه َل ُه‪،‬‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فقالت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫اخلدمة‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫مظاهر ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫وعد َد ْت َ‬
‫مهنة �أه ِل ِه»(‪ّ ،)2‬‬
‫ُ�سئلت عما كان النبي ‪ h‬يعمل يف بيته‪« :‬كانَ يف بي ِت ِه يف ِ‬
‫دلو ْه»(‪.)3‬‬
‫ويرقع َ‬
‫ُ‬ ‫ويخ�صف نع َل ُه‪ ،‬ويخد ُم َ‬
‫نف�س ُه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويخيط ثو َب ُه‪،‬‬ ‫يحلب �شا َت ُه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫«‬

‫‪ .٢‬التل ّط ُف والتّدليلُ ‪:‬‬


‫حيث كانَ‬
‫ِهن و�إ�سعادٍ لها‪ُ ،‬‬ ‫تطييب لقلوب َّ‬
‫ٍ‬ ‫ذلك من‬‫لهن‪ ،‬ملا يف َ‬
‫إظهار املو ّد ِة َّ‬
‫مالطفة �أه ِل ِه و� ِ‬
‫ِ‬ ‫حري�صا على‬ ‫ً‬ ‫كانَ ‪h‬‬ ‫ ‬
‫عائ�ش»‪ ،‬و«يا ُح َميرْ ُاء»‪.‬‬ ‫دة عائ�ش َة ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها بـ «يا‬ ‫لل�سي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ثبت من منادا ِت ِه ّ‬ ‫ف�س‪ ،‬كما َ‬ ‫ب لل ّن ِ‬ ‫حمب ٌ‬
‫لهن مبا هو ّ‬
‫ندا�ؤُ ُه َّ‬
‫حبها»(‪،)4‬‬ ‫ْت َّ‬ ‫قال عن خديج َة ر�ضي اهلل عنها‪�« :‬إنيّ قد ُرزق ُ‬ ‫بذلك‪ ،‬كما َ‬ ‫واجلهر َ‬
‫ُ‬ ‫بحب ِه لزوجا ِت ِه‬
‫ت�رصيح ُه ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكذلك‬ ‫ ‬
‫حيي بن �أخطب ر�ضي اهلل عنها‬
‫بنت ِّ‬
‫�صفي َة ِ‬ ‫جانبا من هذا ّ‬
‫التلط ِف مع زوج ِت ِه ّ‬ ‫بن ما ِل ٍك ر�ضي اهلل عنه ً‬
‫�س ُ‬
‫ذكر �أ َن ُ‬
‫وقد َ‬
‫عند بع ِري ِه ف ََي َ�ض ُع ُر ْك َب َت ُه َف َت َ�ض ُع َ�ص ِف َّي ُة ِر ْج َلها على ُر ْك َب ِت ِه‬
‫�س َ‬‫يج ِل ُ‬
‫ثم ْ‬
‫بعباء ٍة َّ‬
‫وراء ُه َ‬
‫هلل ‪ُ h‬ي َح ِّوي لها َ‬ ‫فقال‪َ « :‬ر�أَ ْي ُت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫َح ّتى ت َْر َك َب»(‪.)5‬‬
‫باملحب ِة واملو ّد ِة‪ ،‬كما َ‬
‫قال ‪h‬‬ ‫ّ‬ ‫هن‬
‫ي�شعر َّ‬
‫ُ‬ ‫كل ا ّلذي‬
‫بال�ش ِ‬
‫مع زوجا ِتهم ّ‬ ‫أزواج �إىل ّ‬
‫التلط ِف َ‬ ‫وقد كانَ يدعو ال َ‬ ‫ ‬
‫ْت ِم ْن َن َف َق ٍة َف�إ َّن َها َ�ص َد َقةٌ‪َ ،‬ح َّتى ال ُّلق َْم ُة ا َّل ِتي ت َْر َف ُع َها �إلىَ فيِ ِّ‬
‫«و�إِ َّن َك َم ْه َما �أ ْن َفق َ‬
‫ل�سعد بن �أبي وقا�ص ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪َ :-‬‬
‫ْام َر�أ ِت َك»(‪.)6‬‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري‪� )3( .‬أحمد بن حجر الع�سقالين‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ج‪� ،٢‬ص‪ )4( .163‬رواه م�سلم‪ )6-5( .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫رفق املعامل ِة ورعاي ُة امل�شاع ِر‪:‬‬
‫‪ُ .٣‬‬
‫بهن‪:‬‬
‫فق َّ‬
‫والر ِ‬ ‫وا�ستخرج منها دالئلَ رعاي ِة ّ‬
‫الر�سولِ ‪ h‬مل�شاع ِر زوجا ِت ِه ّ‬ ‫ْ‬ ‫املواقف التّالي َة‬
‫َ‬ ‫‪ L‬اقر�أِ‬

‫فقالت‪ :‬يا‬
‫ْ‬ ‫احلي�ض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب�سبب‬
‫ِ‬ ‫العمرة‬
‫ِ‬ ‫حج ْت وملْ ّ‬
‫تتمك ْن من �أدا ِء‬ ‫ال�س ّيد ُة عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها لأ ّنها ّ‬
‫حزنت ّ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬

‫الرحمن �إىل‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫مع �أخيها ِ‬
‫النبي ‪َ h‬‬
‫فبعث بها ُّ‬
‫َ‬ ‫بن�سك واحدٍ ؟!‬
‫ٍ‬ ‫أرجع‬
‫ا�س بن�سكنيِ و� ُ‬
‫أيرجع ال ْن ُ‬
‫هلل‪ُ � ،‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫احلج‪.‬‬
‫بعد ِّ‬
‫فاعتمر ْت َ‬
‫َ‬ ‫التنعيم‪،‬‬
‫ِ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫رت يف امل�س ِري عنهم‪ ،‬فا�ستقب َلها‬
‫�سفر فت� ّأخ ْ‬
‫هلل ‪ h‬يف ٍ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫�صفي ُة ر�ضي اهلل عنها َ‬
‫كانت ّ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫بيديه عينيها وي�سك ُتها‬


‫مي�سح ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫فجعل‬ ‫ُ‬
‫وتقول‪« :‬حم ْل َتني على بع ٍري بطي ٍء »‬ ‫وهي تبكي‬
‫‪َ h‬‬
‫أبت �إ ّال بكا ًء(‪.)1‬‬
‫ف� ْ‬
‫هلل ‪�َ h‬ش ْي ًئا ق َُّط ب َِي ِد ِه َو َال ْام َر�أَ ًة َو َال َخ ِاد ًما �إِ ّال أ�َنْ ُي َج ِاه َد‬ ‫قالت عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها‪َ « :‬ما ضرَ� َ َب َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫احب ِِه ِ�إ ّال َ�أنْ ُي ْن َت َه َك َ�شي ٌء ِم ْن محَ َ ِار ِم ا ِ‬


‫هلل ف ََي ْن َت ِق َم لهلِ ِ َع َّز َو َج َّل»(‪.)2‬‬ ‫يل ِم ْن ُه َ�شي ٌء ق َُّط ف ََي ْن َت ِق َم ِم ْن َ�ص ِ‬
‫هلل َو َما ِن َ‬
‫ِيل ا ِ‬
‫فيِ َ�سب ِ‬
‫ود ٍّي ف ََب َك ْت ف ََد َخ َل َع َل ْي َها ال َّنب ُِّي ‪َ h‬و ِه َي ت َْب ِكي َفق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫َال َب َلغَ َ�ص ِف َّي َة َ�أنَّ َحف َ‬
‫ْ�صةَ‪ ،‬قَا َل ْت �إِنيِّ ا ْب َن ُة َي ُه ِ‬ ‫‪َ -‬ع ْن �أَ َن ٍ�س‪ ،‬ق َ‬

‫ود ٍّي‪َ .‬فق َ‬


‫َال ال َّنب ُِّي ‪�ِ :h‬إ َّن ِك ا ْب َن ُة َنب ٍِّي َو إ�ِنَّ َع َّم ِك َل َنب ٌِّي َو ِ�إ َّن ِك‬ ‫َما َ�ش ْ�أ ُن ِك‪َ .‬فقَا َل ْت‪ :‬قَا َل ْت ليِ َحف َ‬
‫ْ�ص ُة �إِنيِّ ا ْب َن ُة َي ُه ِ‬
‫َال‪ :‬ات َِّق َ‬ ‫يم َتف َْخ ُر َع َل ْي ِك‪َ .‬فق َ‬
‫ْ�ص ُ‏ة(‪.)3‬‬
‫اهلل َيا َحف َ‬ ‫َل َت ْح َت َنب ٍِّي ف َِف َ‬

‫الر� ِأي‪:‬‬
‫‪ .٤‬امل�شاور ُة واحرتا ُم ّ‬
‫الر� ِأي‬
‫منهن �صوا ًبا يف ّ‬
‫ويجد َّ‬ ‫ُ‬ ‫ن�ساء ُه‪،‬‬
‫�سول ‪ h‬ي�شاور َ‬ ‫الر ُ‬
‫إظهار للمو ّد ِة‪ ،‬وقد كان ّ‬
‫بالقيمة و� ٌ‬
‫ِ‬ ‫إ�شعار‬
‫امل�شاورة � ٌ‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ ‬
‫م�شاورا‬ ‫احلديبية مهمو ًما‬ ‫�صلح‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ر�سول اهلل ‪ h‬يف ِ‬ ‫يدخل عليها‬ ‫فهذه أ� ُّم �سلم َة ر�ضي اهلل عنها‬
‫ِ‬ ‫امل�شورة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫و�سدا ًدا يف‬
‫فاحلق‬
‫ْ‬ ‫هلل‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫اخرج يا‬
‫ْ‬ ‫فقالت ل ُه‪:‬‬
‫ْ‬ ‫�شق عليهم �أنْ يرجعوا ومل يدخلوا ّ‬
‫مكةَ‪،‬‬ ‫أمر �أ�صحاب ِِه ر�ضي اهلل عنهم ا ّل َ‬
‫ذين َّ‬ ‫يف � ِ‬
‫ونحر‪ ،‬و�إذا ب�أ�صحاب ِِه ر�ضوان اهلل عليهم ك ِّلهم يقومونَ قوم َة ٍ‬
‫رجل واحدٍ فيحلقوا‬ ‫َ‬ ‫فحلق‬
‫َ‬ ‫فا�ستجاب مل�شور ِتها‪،‬‬
‫َ‬ ‫وانحر‪،‬‬
‫ْ‬
‫وينحروا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الن�سائي‪ )2( .‬رواه م�سلم‪ )3( .‬رواه �أحمد والرتمذي‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫امللك علي ِه مب�شورة‪ ،‬ما هي؟‬
‫الر�سولِ ‪ h‬حينَما رج َع من الغا ِر بع َد نزولِ ِ‬
‫‪� L‬أ�شارت ال�سيّد ُة خديج ُة ر�ضي اهلل عنها على ّ‬
‫وهل �أخذ بها ‪h‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وخالفوهن»؟‬
‫َّ‬ ‫«�شاوروهن‬
‫َّ‬ ‫الرجالِ من مقول ِة‪:‬‬
‫بع�ض ّ‬
‫‪ L‬مبَ تر ُّد على ما ير ّد ُد ُه ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلالفات الزوجيّ ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ال�صرب واحلكم ُة يف �إدار ِة‬
‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬
‫وقال ‪« :h‬ال َيف َْر ْك‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ‪( .‬الفرقان ‪َ ،)20‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ال�صرب‬
‫َ‬ ‫اخلالفات الأ�رس ّي ِة‪ ،‬وتتط ّل ُب‬
‫ِ‬ ‫الزوجي ُة ال تخلو من‬
‫ّ‬ ‫آخر»(‪ ،)4‬فاحليا ُة‬
‫ر�ضي منها � َ‬
‫َ‬ ‫كر َه منها ُخ ُلقًا‬
‫ُم�ؤْ ِم ٌن م�ؤمنةً‪� ،‬إنْ ِ‬

‫فربا غا�ضب ْت ُه الواحد ُة َّ‬


‫منهن فهجر ْت ُه‬ ‫وعفو مّ‬
‫ٍ‬ ‫غ�ضب ن�سا ِئ ِه برفقٍ‬
‫َ‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪ h‬يواج ُه‬ ‫واحلكم َة يف مواجه ِتها‪ ،‬فقد كانَ ّ‬
‫ويدير امل�شكل َة بحكم ٍة و�صربٍ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولطف‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أمر ب�سكين ٍة‬ ‫يحتد‪ ،‬بل ُ‬
‫يقابل ال َ‬ ‫ُّ‬ ‫يهتاج وال‬
‫ُ‬ ‫�إىل ال ّل ِ‬
‫يل‪ ،‬فال‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫الر�سولِ ‪ h‬لهذ ِه امل�شكل ِة‪:‬‬


‫جوانب احلكم ِة يف �إدار ِة ّ‬
‫َ‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ْ‬ ‫املوقف الآتي‪َّ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫‪ L‬اقر�أِ‬
‫النبي‬
‫ُّ‬ ‫ني ب�صحف ٍة فيها طعا ٌم‪ ،‬ف�رض َب ِت الّتي كانَ‬ ‫بع�ض ن�سا ِئ ِه ف�أر�س َل ْت �إحدى � ُّأم ِ‬
‫هات امل�ؤمن َ‬ ‫عند ِ‬
‫النبي ‪َ h‬‬ ‫ُّ‬ ‫ كانَ‬
‫يجمع فيها ّ‬
‫الطعا َم ا ّلذي‬ ‫ُ‬ ‫ثم َ‬
‫جعل‬ ‫حفة‪َّ ،‬‬
‫ال�ص ِ‬ ‫النبي ‪َ h‬‬
‫فلق َّ‬ ‫فجمع ُّ‬
‫َ‬ ‫َت‪،‬‬ ‫َ‬
‫ف�سقط ِت ال�صحفةُ‪ ،‬فانفلق ْ‬ ‫اخلادم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ h‬يف بي ِتها َيد‬
‫ال�ص ْحف َة‬ ‫عند الّتي هو يف بي ِتها‪َ ،‬‬
‫فدفع َّ‬ ‫من ِ‬‫ثم �أبقى اخلاد َم ح ّتى �أتى ب�صحف ٍة ْ‬
‫غار ْت � ُّأمكم‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪َ :‬‬ ‫حفة‪،‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫كانَ يف ّ‬
‫بيت ا ّلتي َك�سرَ َ ْت(‪.)5‬‬ ‫ال�صحيح َة �إىل الّتي ُك�سرِ َ ْت َ�صحف ُتها‪ ،‬و� َ‬
‫أم�سك املك�سور َة يف ِ‬ ‫ّ‬

‫(‪ )4‬رواه م�سلم‪ )5( .‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪75‬‬
‫ف�س‪:‬‬
‫ويح عن النّ ِ‬
‫‪ .٦‬الترّ ُ‬
‫عليهن �سوا ٌء يف ح ِّل ِه �أو ترحا ِل ِه‪ ،‬فقد‬
‫َّ‬ ‫حياة ن�سا ِئ ِه ر�ضوانُ اهلل‬
‫ترويحي ٍة يف ِ‬
‫ّ‬ ‫إيجاد م�ساح ٍة‬
‫يحر�ص على � ِ‬
‫ُ‬ ‫ كانَ ‪h‬‬
‫هلل ‪ْ h‬يو ًما على ِ‬
‫باب‬ ‫أيت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫قالت عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها‪« :‬لقد ر� ُ‬
‫املباح‪ ،‬كما ْ‬
‫هو ِ‬ ‫مب�شاهدة ال ّل ِ‬
‫ِ‬ ‫لهن‬
‫ي�سمح َّ‬
‫ُ‬ ‫كانَ‬
‫�صالة‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫مع �أه ِل ِه َ‬
‫ي�سمر َ‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪َ h‬ي ْ�سترُ ُين ب ِِردا ِئ ِه �أَ ْن ُظ ُر �إىل َل ِعبِهِ ْم»(‪ ،)1‬وكانَ‬ ‫ُح ْج َرتي والحْ َ َب َ�ش ُة َي ْل َعبونَ يف المْ َ ْ�س ِج ِد َو َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬
‫بعيدا‬
‫ال�صحرا ِء ً‬
‫ترفيهيا يف ّ‬
‫ًّ‬ ‫لهن وق ًتا‬
‫�ص َّ‬
‫يخ�ص ُ‬
‫�سفر ّ‬
‫ن�ساء ُه يف ٍ‬
‫ا�صطحب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بذلك‪ ،‬وكانَ �إذا‬ ‫ؤان�سهم‬ ‫الع�شا ِء َ‬
‫وقبل �أنْ ينا َم ي� ُ‬
‫انية َ‬
‫وقال لها‬ ‫دة عائ�ش َة ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها الّتي كانَ ي�سابقُها‪ ،‬ف�سبق ْت ُه يف الأوىل و�سبقَها يف ال ّث ِ‬ ‫ال�سي ِ‬ ‫النظر‪ ،‬كما َ‬
‫َ‬ ‫مع ّ‬ ‫فعل َ‬ ‫عن ِ‬
‫«هذه َ‬
‫بتلك»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫حينئذٍ ‪:‬‬

‫ِّ‬
‫ال�شك‪:‬‬ ‫‪ .٧‬الثّق ُة وعد ُم‬
‫دة عائ�ش َة ر�ضي ُ‬
‫اهلل ُعنها‬ ‫لل�سي ِ‬
‫َ‬ ‫إفك ّ‬‫واحرتامه‪ ،‬فحي َنما وق َع ْت حادث ُة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫مو�ضع ثق ِته‬
‫َ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫جميع ن�سا ِء ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫تقول عائ�ش ُة‬ ‫َ‬
‫بذلك‪،‬‬ ‫إفك ح ّتى �أ ّنها لمَ ْ ت�ش ُع ْر‬
‫أ�صحاب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫قول �‬
‫ا�س من ِ‬
‫يخو�ض فيه ال ّن ُ‬
‫ُ‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪ h‬ما كانَ‬ ‫يذكر لها ّ‬
‫ْ‬ ‫مل‬
‫ب�شي ٍء‬ ‫َ‬
‫إفك ال �أ�ش ُع ُر ّ‬
‫أ�صحاب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫قول �‬
‫ا�س يفي�ضونَ يف ِ‬
‫�شهرا وال ّن ُ‬
‫قد ْم ُت ً‬
‫ني ِ‬
‫فا�شتك ْي ُت ح َ‬ ‫«فقد ْمنا املدين َة‬
‫ِ‬ ‫ر�ضي اهلل عنها‪:‬‬
‫وهو ُ‬
‫يقول‪« :‬واهلل ما َع ِل ْم ُت على �أهلي �إال‬ ‫أبعد عنها َّ‬
‫كل �شبهةٍ‪َ ،‬‬ ‫وهو على املن ِرب‪ ،‬و� َ‬ ‫من ذلك»(‪ُ ،)3‬ث َّم َ‬
‫�شهد لها باخل ِري َ‬
‫خريا»(‪.)4‬‬
‫ً‬

‫‪ .٨‬الوفا ُء‪:‬‬
‫�سول ‪ h‬لزوج ِته خديج َة ر�ضي اهلل عنها التي كانَ يك ُرث من ِ‬
‫ذكرها‪،‬‬ ‫الر ِ‬‫ين حتق َّق يف وفا ِء ّ‬
‫خلق �إميا ٌّ‬
‫الوفاء ٌ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫تذكرها‪،‬‬ ‫وقالت ل ُه‪« :‬ما �أك َرث ما‬
‫ْ‬ ‫اهلل عنها منها‪،‬‬‫ويكر ُم �أقاربها‪ ،‬ويح�سن �إىل �صديقا ِتها‪ ،‬ح ّتى غار ْت عائ�ش ُة ر�ضي ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خريا منها‪ ،‬قد �آ َم َن ْت بي �إ ْذ َكف ََر بي‬ ‫َّ‬ ‫أبدلني ُ‬ ‫فغ�ضب ‪َ h‬‬ ‫َّ‬ ‫أبدلك ُ‬
‫قد � َ‬
‫وجل ً‬ ‫اهلل ع َّز‬ ‫وقال‪« :‬ما � َ‬ ‫َ‬ ‫خريا»‪،‬‬
‫وجل بها ً‬ ‫اهلل ع َّز‬
‫كذبني ال ْنا�س‪ ،‬ووا�س ْتني مبا ِلها �إذ حرمني ال ّنا�س‪ ،‬ورزقَني ُ‬
‫وجل و َل َدها �إ ْذ َ‬
‫حر َمني � ْأوال َد‬ ‫َّ‬ ‫اهلل ع َّز‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫و�صد َق ْتني �إ ْذ ّ‬
‫ّ‬ ‫ا�س‬
‫ال ّن ُ‬
‫بعد َ‬
‫ذلك �إال بخريٍ»(‪.)6‬‬ ‫أذكرها َ‬
‫باحلق ال � ُ‬
‫ِّ‬ ‫قالت عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها‪« :‬وا ّلذي بع َث َك‬
‫ال ِّن�سا ِء‪ ،)5(»..‬ح ّتى ْ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه �أحمد‪ )4-3( .‬رواه البخاري‪ )5( .‬رواه �أحمد‪ )6( .‬رواه الطرباين‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫ثالثًا‪ :‬العدال ُة وال ُ‬
‫إن�صاف‪:‬‬

‫قالت ال�سيدة‬
‫هن‪ ،‬كما ْ‬
‫أزواج ِه دونَ تفريقٍ بي َن َّ‬
‫ني � ِ‬‫العدل يف ق�سم ِت ِه ب َ‬
‫ِ‬ ‫حتقيق‬
‫ِ‬ ‫حري�صا على‬
‫ً‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪h‬‬ ‫كانَ ّ‬ ‫ ‬
‫منهن يو َمها وليل َتها»(‪.)7‬‬ ‫يق�سم ِّ‬
‫لكل امر�أ ٍة َّ‬ ‫ُ‬ ‫عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها‪« :‬ك َانَ‬
‫يما تمَ ْ ِل ُك َو َال �أَ ْم ِل ُك»(‪.)8‬‬ ‫يما �أَ ْم ِل ُك َف َ‬
‫ال َت ُل ْم ِني ِف َ‬ ‫وكان ‪ُ h‬‬
‫يقول‪« :‬ال َّل ُه َّم َه َذا ق َْ�س ِمي ِف َ‬ ‫ ‬

‫متلك وال � ُ‬
‫أملك»؟‬ ‫‪ L‬ماذا يعني قولة ‪« :h‬فيما ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ؤاخ ُذ الإن�سانُ على ما ال ُ‬
‫ميلك ُه؟‬ ‫‪ L‬مِل َ ال ي� َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�سفر �أو ح�رضٍ‪ ،‬بل كانَ‬


‫يكن يتغيرّ ُ تب ًعا لتغيرّ ِ �أحوا ِل ِه يف ٍ‬
‫ني زوجا ِت ِه ر�ضوان اهلل عليهن مل ْ‬ ‫�سول ‪ h‬ب َ‬ ‫َع ْد ُل ّ‬
‫الر ِ‬ ‫ ‬
‫أقرع‬
‫�سفرا � َ‬ ‫ُ‬ ‫تقول ال�سيد ُة عائ�ش ُة ر�ضي ُ‬‫يعدل يف ح� ِرض ِه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هلل ‪� h‬إذا �أرا َد ً‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫اهلل عنها‪« :‬كانَ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫�سفر ِه كما‬
‫يعدل يف ِ‬
‫خرج بها م َع ُه»(‪.)9‬‬
‫َ‬ ‫�سهمها‬
‫خرج ُ‬
‫َ‬ ‫ني ن�سا ِئ ِه ف�أَ َّي َّ‬
‫تهن‬ ‫ب َ‬

‫‪:‬‬ ‫الزّ ُ‬
‫وج املربّي‬
‫أمور‬
‫واب برفقٍ وحكم ٍة وتعليمهِ َّن � َ‬
‫ال�ص ِ‬
‫نحو ّ‬
‫أزواج ِه‪ ،‬وتوجيههِ َّن َ‬
‫تربية � ِ‬
‫حري�صا على ِ‬
‫ً‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ كانَ‬
‫�سالي ِة‪.‬‬
‫الر ّ‬ ‫ؤولي ِت ِه ّ‬
‫جانب م�س� ّ‬
‫ِ‬ ‫ؤولي ِت ِه الأ�رسيّ ِة �إىل‬
‫دينهن انطالقًا من م�س� ّ‬
‫َّ‬

‫(‪ )7‬رواه البخاري‪ )8( .‬رواه �أبو داود‪ )9( .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫�أح ِّد ُد‪:‬‬

‫جوانب الترّ بي ِة النبويّ ِة لزوجا ِت ِه ‪:h‬‬


‫َ‬ ‫املواقف الآتية‪ ،‬وح ّد ْد‬
‫َ‬ ‫‪ L‬اقر ِ�أ‬
‫هلل ِم ْن �شرَ ِّ هذا‪ ،‬ف�إنَّ‬ ‫القمر‪َ ،‬‬
‫فقال‪« :‬يا عائ�ش ُة ا�ستعيذي با ِ‬ ‫أ�شار �إىل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ � .1‬‬
‫ِ‬ ‫ثم � َ‬‫ر�ضي اهلل عنها َّ‬
‫َ‬ ‫بيد عائ�ش َة‬
‫هلل ‪ِ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫أخذ‬
‫وقب»(‪.)1‬‬
‫الغا�سق �إذا َ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫هذا َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫َال‪�« :‬سبحانَ َ‬
‫اهلل َما َذا �أُ ْن ِز َل ال َّل ْي َل َة ِم َن ا ْل ِف ْت َن ِة‪َ ،‬ما َذا �أُ ْن ِز َل‬ ‫ا�س َت ْيق ََظ َل ْي َل ًة َفق َ‬
‫ُْ َ‬ ‫‪َ .2‬ع ْن �أ ِّم َ�س َل َم َة ‪ -‬ر�ضى اهلل عنها ‪� -‬أنَّ ال َّنب َِّي ‪ْ h‬‬
‫الد ْن َيا َع ِار َي ٍة فيِ ال ِآخ َر ِة»(‪.)2‬‬
‫ا�س َي ٍة فيِ ُّ‬ ‫اح َب الحْ ُ ُج َر ِ‬
‫ات‪َ ،‬يا ُر َّب َك ِ‬ ‫ِم َن الخْ َ َزا ِئ ِن َم ْن ُيو ِق ُظ َ�ص َو ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫لقد ُق ْل ِت‬ ‫�صفي َة كذا وكذا‪ ،‬تعني ق�صريةً‪َ ،‬‬
‫فقال لها‪ْ :‬‬ ‫«ح�سب َك ِم ْن ّ‬
‫ُ‬ ‫للر�سول ‪:h‬‬
‫ِ‬ ‫‪ْ  .3‬‬
‫قالت عائ�ش ُة ر�ضي اهلل عنها يو ًما‬
‫َك ِل َم ًة ْلو ُم ِز َج ْت بِها ا ْل َب ْح ُر ملَ َز َج ْت ُه»(‪.)3‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد‪ )2( .‬رواه البخاري‪ )3( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫وطيب المعا�شر ِة على الحيا ِة الزوجيّ ِة؟‬


‫ِ‬ ‫ح�سن الأخالقِ‬
‫‪ L‬ما �آثا ُر ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫ر�ضي اهللُ َّ‬


‫عنهن‪.‬‬ ‫الر�سولِ ‪ h‬لزوجا ِت ِه ‪َ -‬‬
‫ح�سن ع�رش ِة ّ‬
‫مظاهر ِ‬
‫َ‬ ‫�سجلْ‬
‫املواقف الآتي ِة ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬من خاللِ‬
‫يلعب معي‪ ،‬فكانَ‬
‫�صواح ُب نْ َ‬ ‫النبي ‪ h‬وكانَ يل‬ ‫قالت عائ�ش ُة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ِ‬ ‫عند ِّ‬
‫بالبنات َ‬
‫ِ‬ ‫ألعب‬
‫«كنت � ُ‬
‫ُ‬ ‫اهلل عنها ‪:-‬‬ ‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫يتقم ْع َن(‪ )4‬منه ف َُي�سرَ ِّ ُب ُه َّن �إ َّ‬
‫يل ف ََي ْل َع نْ َ‬
‫ب َمعي»(‪.)5‬‬ ‫دخل ّ‬‫هلل ‪� h‬إذا َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫فلما َ‬
‫دخل‬ ‫عاليا‪ّ ،‬‬
‫�صوت عائ�ش َة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنها ‪ً -‬‬
‫َ‬ ‫ف�سمع‬
‫َ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬على ِّ‬
‫َ‬ ‫أبوبكر ‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ .2‬ا�ست�أذنَ �‬
‫أبوبكر ر�ضي اهلل‬
‫ٍ‬ ‫وخرج �‬
‫َ‬ ‫يحج ُز ُه‪،‬‬
‫النبي ِ‬ ‫َ‬
‫فجعل ُّ‬ ‫هلل!‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ني �صوت َِك على‬
‫أراك ترفع َ‬ ‫ليلطمها‪َ ،‬‬
‫وقال‪� :‬أال � ِ‬ ‫َ‬ ‫تناو َلها‬
‫جل؟!»(‪.)6‬‬‫الر ِ‬ ‫«كيف ر�أي ِتني � ْ‬ ‫ُ‬ ‫يرت�ضى عائ�شة ر�ضي ُ‬ ‫َ‬
‫من ّ‬ ‫أنقذتُك َ‬ ‫َ‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫اهلل عنها‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪ّ h‬‬ ‫فجعل ُّ‬ ‫مغ�ضبا‪،‬‬
‫ً‬ ‫عنه‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪ )5( .‬رواه البخاري‪ )6( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫من ِّ‬ ‫يذهب وي�سترتنَ َ‬
‫نْ َ‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪79‬‬
‫ا�س‬ ‫جل�س يف م�ص ّ‬ ‫هلل ‪� h‬إذا �ص ّلى ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اب ر�ضي ُ‬ ‫بن ّ‬ ‫‪َ .3‬‬
‫وجل�س ال ّن ُ‬
‫َ‬ ‫اله‬ ‫َ‬ ‫ال�ص ْب َح‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫اهلل عن ُه‪« :‬كانَ‬ ‫َ‬ ‫اخلط ِ‬ ‫عمر ُ‬
‫قال ُ‬
‫لهن‪ ،‬ف�إذا كانَ يو ُم‬
‫ويدعو َّ‬
‫ُ‬ ‫عليهن‬
‫َّ‬ ‫م�س ُث َّم َ‬
‫دخل على ن�سا ِئ ِه ر�ضي اهلل عنهن امر�أ ًة امر�أ ًة ي�س ِّل ُم‬ ‫ال�ش ُ‬ ‫حو َل ُه ح ّتى َ‬
‫تطلع ّ‬
‫عندها»(‪.)1‬‬
‫جل�س َ‬
‫إحداه َّن َ‬
‫� ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل ‪ُ ،h‬ث َّم َ‬
‫جاء‬ ‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ف�صنع‬
‫َ‬ ‫املرق‬
‫طي َب ِ‬
‫فار�سيا كانَ ّ‬
‫ًّ‬ ‫هلل ‪h‬‬
‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫جارا‬
‫مالك ر�ضي اهلل عنه �أنَّ ً‬
‫بن ٍ‬ ‫أن�س ِ‬
‫‪ .4‬عن � ِ‬
‫هلل ‪ :h‬ال! فعا َد يدعو ُه‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫فقال‬ ‫وهذه؟ ي�شري لعائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪َ ،‬‬
‫فقال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫دعو ُه‪َ ،‬‬
‫فقال‪:‬‬ ‫َي ُ‬
‫وهذه؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ثم عا َد يدعو ُه‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫هلل ‪ :h‬ال! َّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪ :‬ال! َ‬
‫قال‬ ‫وهذه؟ َ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫يتدافعان حتى �أتيا منز َل ُه»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫الثة) فقاما‬
‫نعم! (يف ال ّث ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫‪ L‬دلّلْ من حيا ِة ر�سولِ ا ِ‬


‫هلل ‪ h‬على ما ي�ؤ ّك ُد �أخال َق ُه الزوجيّ َة الآتية‪:‬‬
‫الوفاء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫القول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اللطف يف‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫التعامل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احللم يف‬
‫ُ‬ ‫‪.٣‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطرباين‪ )2( .‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪80‬‬
‫‪ .٤‬ال ّن�صيحةُ‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫أنواع‪:‬‬
‫ثالثة � ٍ‬
‫الزوجي ِة �إلى ِ‬
‫ّ‬ ‫الحياة‬
‫ِ‬ ‫أ�سرة العدوانَ في‬
‫علماء ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ ي�ص ّن ُ‬
‫واحتقارهم وتم ّني ال�سو ِء لهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أزواج‬
‫إهمال ال ِ‬
‫يظهر في � ِ‬
‫ُ‬ ‫النف�سي‪ :‬ا ّلذي‬
‫ِّ‬ ‫العدوان‬
‫ِ‬ ‫ ‪.١‬‬
‫الجارحة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والتعليقات‬
‫ِ‬ ‫وال�سخرية‬
‫ِ‬ ‫الم�ستمر‬
‫ِّ‬ ‫االنتقاد‬
‫ِ‬ ‫يظهر في‬
‫ُ‬ ‫اللفظي‪ :‬الّذي‬
‫ِّ‬ ‫العدوان‬
‫ِ‬ ‫‪.٢‬‬ ‫ ‬
‫كل‪.‬‬
‫والر ِ‬
‫كم ّ‬‫واللطم وال ّل ِ‬
‫ِ‬ ‫الدفع‬
‫ِ‬ ‫الج�سدي‪ :‬ويتم ّث ُل في‬
‫ِّ‬ ‫العدوان‬
‫ِ‬ ‫‪.٣‬‬ ‫ ‬
‫منوذجا للحيا ِة الآمن ِة املطمئنّ ِة‪.‬‬
‫ً‬ ‫كانت‬ ‫‪ L‬دلّلْ من حيا ِة ّ‬
‫الر�سولِ الزوجيّ ِة ما ي�ؤ ّك ُد على �أنّها ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫ال�صحاف ِة املحليّ ِة‪.‬‬ ‫ْ‬


‫و�شارك ب ِه يف ّ‬ ‫أ�س�س ا�ستقرا ِر احليا ِة الزوجيّ ِة يف الإ�سال ِم»‬
‫اكتب مو�ضو ًعا عن‪ُ �« :‬‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫‪81‬‬
‫الدر�س الثاين‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫بالر� ِأي‪.‬‬
‫تعريف ال ّتف�س ِري ّ‬
‫بالر� ِأي‪.‬‬
‫ُ‬
‫أنواع ال ّتف�س ِري ّ‬‫‪ُ �-‬‬
‫‪-‬‬
‫بالر ِ‬
‫أي‬ ‫التفسير ّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�ضوابط ال ّتف�س ِري بالر� ِأي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتب ال ّتف�س ِري بالر� ِأي‪.‬‬‫أهم ِ‬ ‫‪ُّ � -‬‬
‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫احتاج �أن‬ ‫الربودة‬ ‫�شديدة‬ ‫ال�سل‪ ،‬ويف ليل ٍة‬


‫ال�س ِ‬ ‫العا�ص ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذات ّ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬عا َم ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ‪َ h‬ع ْم َرو َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫بعث‬
‫‪َ .١‬‬
‫ال�صبح‪ ،‬وملا‬
‫ِ‬ ‫فتيم َم ُث َّم �ص ّلى ب�أ�صحابِه �صال َة‬
‫الغ�سل‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫للهالك بهذا‬
‫ِ‬ ‫نف�س ُه‬
‫�ض َ‬‫عر َ‬ ‫َ‬
‫فخاف �أنْ ُي ِّ‬ ‫الة‪،‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫ال�ستباحة ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫يغت�سل‬
‫وذكر‬
‫َ‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫َ‬
‫فقال ل ُه‪ْ :‬‬ ‫ب؟‬
‫أنت ُج ُن ٌ‬
‫ِك و� َ‬ ‫فقال‪« :‬يا َع ْم ُرو‪� ،‬ص ّل ْي َت ب�أَ�صحاب َ‬
‫ذلك ل ُه‪َ ،‬‬
‫ذكر َ‬‫هلل ‪َ h‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫قد َم على‬
‫هلل‪ :‬ﱫ ﭹ‬ ‫وذكرت َ‬
‫قول ا ِ‬ ‫ْت �إن اغت�س ْل ُت �أنْ �أه َل َك‪،‬‬ ‫قال ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ :-‬ف�أ�شفق ُ‬ ‫ثم َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�سبب عدم اغت�سا ِل ِه‪َّ ،‬‬
‫له َ‬
‫ف�ضح َك ‪ h‬ومل ْ‬
‫يقل �شي ًئا»(‪.)1‬‬ ‫�صليت‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬ ‫ﭺ ﭻﱪ‪( .‬الن�ساء ‪ّ .)29‬‬
‫فتيم ْم ُت‪َّ ،‬‬
‫ذلك على قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮤﮥ‬
‫معتمدا يف َ‬
‫ً‬ ‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫غمار‬
‫ِ‬ ‫خول يف‬
‫الد ِ‬
‫وعدم ّ‬
‫ِ‬ ‫عة‬
‫والد ِ‬
‫احة ّ‬
‫الر ِ‬ ‫‪ .2‬ع�صا ٌم ُ‬
‫مييل �إىل ّ‬
‫ذلك‬‫يتحر َك‪ ،‬لأنَّ َ‬ ‫ّ‬ ‫يجاهد‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫يغامر‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫عليه �أ ّال‬
‫حيث يف�سرّ ُها ب�أنَّ الفر َد ِ‬‫ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﱪ‪( .‬البقرة ‪ُ ، )195‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي�ؤ ّدي �إىل «ال َت ْه ُل ِ‬
‫�صوم ِه و�صال ِت ِه وواجبا ِت ِه‬
‫يحافظ على ِ‬ ‫هو �أنْ‬
‫لديه َ‬‫أهم ِ‬ ‫كة» ا ّلتي نهانا اهلل عنها‪ ،‬كما �أ ّن ُه يرى �أنَّ ال َّ‬
‫ُ‬
‫يقول‪ :‬ﱫ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫الفردي ِة‪ ،‬وال �ش�أنَ ل ُه بالآخرين ل َّأن َ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫حيث يف�سرّ ُ الآي َة ب�أنَّ‬
‫ُ‬ ‫ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﱪ‪ ( .‬املائدة ‪. )105‬‬
‫إطار ذا ِت ِه ْ‬
‫فقط‪.‬‬ ‫الفرد حم�صور ٌة يف � ِ‬
‫ؤولي َة ِ‬
‫م�س� ّ‬
‫ال�سابقنيِ؟‬
‫ني ّ‬ ‫أ�صحاب كلٍّ َ‬
‫من ال�سلوك ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ L‬على ماذا اعتم َد �‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني كلٍّ منهما؟‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫التَّف�س ُري بال ّر�أيِ ‪:‬‬

‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العقل واالجتها ُد يف تف�س ِري القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫ف�سري بالر� ِأي‪ :‬هو � ُ‬
‫إعمال‬ ‫التّ ُ‬

‫أحمد‪.‬‬
‫(‪ )1‬روا ُه � ُ‬
‫‪82‬‬
‫حكم التّف�س ِري بالر� ِأي �إىل مذهبنيِ‪:‬‬
‫اختلف العلما ُء يف ِ‬
‫َ‬ ‫‪ L‬وقد‬
‫املذهب ال ّأو ُل‪:‬‬
‫ُ‬
‫بالر� ِأي وا�ستدلّوا على َ‬
‫ذلك مبا ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -‬قالُوا بعد ِم جوا ِز التّف�س ِري ّ‬
‫الظن‪.‬‬
‫علم لأ ّن ُه يقو ُم على ِّ‬
‫هلل بغ ِري ٍ‬
‫قول على ا ِ‬ ‫بالر�أْ ِي ٌ‬
‫ف�سري ّ‬
‫‪� .١‬إنَّ ال ّت َ‬
‫ولي�س لأحدٍ غ ِري ِه‪ ،‬فقد َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭥ ﭦ‬ ‫�سول ‪ْ h‬‬
‫فقط‬ ‫الر ِ‬ ‫‪� .٢‬إنَّ َ‬
‫اهلل قد � َ‬
‫َ‬ ‫وتف�سري ُه �إىل ّ‬
‫َ‬ ‫أ�ضاف بيانَ القر� ِآن‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)44‬‬
‫املذهب ال ّثاين‪:‬‬
‫ُ‬
‫وعمل‬
‫ِ‬ ‫من القر�آنِ الكر ِمي‬ ‫ليل‪ ،‬وا�ستدلوا على َ‬
‫ذلك ب�أدل ٍة َ‬ ‫احلج ِة وال ّد ِ‬
‫‪ -‬ذهبوا �إىل جوا ِز التّف�س ِري بالر� ِأي لأنّ ُه تف�سريٌ يقو ُم على ّ‬
‫والعقل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ال�صحاب ِة‬
‫الر� ِأي كقو ِل ِه تعاىل‪:‬ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫إعمال ّ‬ ‫آيات كثري ٌة ُّ‬
‫حتث على التد ّب ِر و� ِ‬ ‫حيث ور َد ْت � ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪ .١‬القر�آنُ الكر ُمي‪:‬‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱪ‪( .‬حممد ‪ .)24‬وقو ِل ِه ‪ -‬ع َّز َّ‬
‫وجل ‪ :-‬ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﱪ‪�( .‬ص ‪.)29‬‬
‫ال�صحا َب ُة ‪ -‬ر�ضي‬
‫حمر ًما ملا ف�سرّ َ ُه ّ‬
‫الكرمي‪ ،‬فلو كانَ ّ‬
‫ِ‬ ‫تف�سريهم للقر� ِآن‬
‫ُ‬ ‫ثبت‬
‫حيث َ‬ ‫ُ‬ ‫حابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪:-‬‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫ُ‬
‫عمل ّ‬ ‫‪.٢‬‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اهلل عنهم ‪ -‬وملا اختلفوا يف تف�سريا ِتهم لل ِآية ا ْل ِ‬
‫كرمية‬
‫االجتهاد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب�صفة‬
‫ِ‬ ‫أ�صاب �أو �أخط�أَ مادام مت�صفًا‬
‫أجور � َ‬
‫املجتهد م� ٌ‬
‫َ‬ ‫بالر� ِأي اجتها ٌد‪ ،‬واالجتها ُد جائ ٌز‪ ،‬بل �إنَّ‬
‫ف�سري ّ‬
‫‪ .٣‬ال ّت ُ‬

‫أنواع الرّ�أيِ يف التّف�سري‪:‬‬


‫� ُ‬
‫الر�أْ ُي املحمو ُد‪:‬‬
‫وع ال ّأو ُل‪ّ :‬‬
‫ال ّن ُ‬
‫ين‪،‬‬
‫الن�ص القر آ� ِّ‬
‫فهم ِّ‬
‫وو ْ�س َع ُه يف ِ‬
‫جهد ُه ُ‬ ‫حيث ُ‬
‫يبذل املف�سرّ ُ َ‬ ‫املقبول‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫واال�ستنباط‬
‫ِ‬ ‫واملعرفة‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫ي�ستند على ِ‬‫ُ‬ ‫ا ّلذي‬ ‫ ‬
‫آيات‪.‬‬
‫أثور لل ِ‬
‫الع على ال ّتف�س ِري امل� ِ‬ ‫مع ّ‬
‫االط ِ‬ ‫واال�ستنباط‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الفهم‬
‫ِ‬ ‫الفقه يف‬
‫أ�صول ِ‬ ‫ُ‬
‫ويعمل ب� ِ‬

‫الر� ُأي املذمو ُم‪:‬‬


‫النوع ال ّثاين‪ّ :‬‬
‫ُ‬
‫قحم املتك ّل ُم َ‬
‫نف�س ُه يف ال ّتف�س ِري دونَ معرف ٍة‬ ‫حيث ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫علم �أو كفاءةٍ‪،‬‬
‫اجلهل والأهوا ِء دونَ ٍ‬
‫ِ‬ ‫وهو ا ّلذي ين�ش�أُ َ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫اال�ستنباط‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ�صول‬ ‫بقواننيِ ال ّل ِ‬
‫غة �أو � ِ‬

‫‪83‬‬
‫ال�ض ُ‬
‫وابط العلميّ ُة للتف�س ِري بالر�أيِ ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بالر�أْ ِي منها‪:‬‬
‫�ضوابط و�رشو ًطا مل َ ْن يت�ص ّدى للتف�س ِري ّ‬
‫َ‬ ‫‪ L‬و�ض َع العلما ُء‬
‫الق�صد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫االعتقاد‪ ،‬و�سالم ُة‬
‫ِ‬ ‫�صح ُة‬
‫‪ّ .١‬‬
‫أ�صول‬
‫وعلم � ِ‬
‫القراءات‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وعلم‬
‫الق�ص�ص‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وعلم‬
‫زول‪ِ ،‬‬
‫أ�سباب ال ّن ِ‬
‫وعلم � ِ‬
‫العربي ِة‪ِ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اللغة‬
‫كعلوم ِ‬
‫ِ‬ ‫العلوم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .٢‬الإملا ُم بجمل ٍة من‬
‫�سول ‪.h‬‬
‫الر ِ‬‫ب�سرية ّ‬
‫ِ‬ ‫والعلم‬
‫ِ‬ ‫واملن�سوخ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ا�سخ‬
‫وعلم ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫الفقه‪،‬‬
‫ِ‬

‫من املف�رسين بالر�أي‪:‬‬


‫ازي (‪ ٥٤٤‬ـ ‪:)٦٠٦‬‬
‫الر ُّ‬
‫الفخر ّ‬
‫ُ‬ ‫الإمام‬
‫القرن‬
‫ِ‬ ‫أوا�سط‬
‫مدن خرا�سان) يف � ِ‬
‫بالري (من ِ‬
‫ِّ‬ ‫ازي‬
‫الر ِّ‬
‫الدين ّ‬
‫ِ‬ ‫بفخر‬
‫ِ‬ ‫ّب‬
‫بن احل�سنيِ ‪ ،‬امللق ِ‬
‫عمر ِ‬
‫بن َ‬
‫حمم ُد ُ‬
‫ ولد ّ‬
‫َ‬
‫�صار‬
‫املعا�رصين ل ُه‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫َ‬ ‫الري‪ ،‬وعن غ ِري ِه من العلما ِء‬
‫بخطيب ِّ‬
‫ِ‬ ‫املعروف‬
‫ِ‬ ‫والد ِه‬
‫العلم عن ِ‬‫أخذ َ‬ ‫الهجري‪ ،‬وقد � َ‬
‫ِّ‬ ‫اد�س‬
‫ال�س ِ‬‫ّ‬
‫إ�سالم‪ ،‬و� َ‬
‫أخذ‬ ‫بلدان ال ِ‬
‫ِ‬ ‫معظم‬
‫ِ‬ ‫انت�رش ْت يف‬
‫َ‬ ‫الكتب التي‬
‫ِ‬ ‫الكثري من‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫غة‪ ،‬ف�ص ّن َ‬ ‫وعلوم ال ّل ِ‬
‫ِ‬ ‫العقلي ِة‬
‫ّ‬ ‫والعلوم‬
‫ِ‬ ‫�إما ًما يف ال ّتف�س ِري‬
‫العلم ي� ُّؤمونه من ِّ‬
‫كل مكانٍ ‪.‬‬ ‫طلب ُة ِ‬
‫ف�سري‬
‫حظي هذا ال ّت ُ‬
‫َ‬ ‫ثمانية جم ّل ٍ‬
‫دات كبارٍ ‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫الغيب‪ ،‬وا ّلذي ُ‬
‫يقع يف‬ ‫ِ‬ ‫مبفاتيح‬
‫ِ‬ ‫امل�سمى‬
‫ّ‬ ‫تف�سري ُه‬
‫ُ‬ ‫أهم كتب ِِه‬
‫ومن � ِّ‬ ‫ ‬
‫بيعي ِة‪.‬‬ ‫الريا�ضي ِة ّ‬
‫والط ّ‬ ‫ّ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫أبحاث وا�سع ٍة وا�ستطرادٍ يف‬
‫ٍ‬ ‫من �‬
‫ني العلما ِء‪ ،‬ملا امتا َز ِبه ْ‬ ‫ب�شهر ٍة وا�سع ٍة ب َ‬

‫من كتبِ التّف�س ِري بالرّ�أيِ ‪:‬‬


‫الرا ّزي (ت‪ ٦٠٦ :‬هـ)‪.‬‬
‫للفخر ّ‬
‫ِ‬ ‫الغيب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫مفاتيح‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬
‫البي�ضاوي)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫البي�ضاوي (ت‪ ٦٩١ :‬هـ) واملعروف (بتف�سري‬
‫ِّ‬ ‫أويل‪:‬‬
‫أ�رسار الت� ِ‬
‫التنزيل و� ُ‬
‫ِ‬ ‫أنوار‬
‫‪ُ � .٢‬‬
‫الن�سفي)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫للن�سفي‪( ،‬ت‪ ٧٠١ :‬هـ) املعروف (بتف�سري‬
‫ِّ‬ ‫نزيل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫مدارك ال ّت ِ‬ ‫‪.٣‬‬
‫للني�سابوري (ت‪ ٧٢٨ :‬هـ)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫غرائب القر� ِآن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪.٤‬‬
‫ألو�سي (ت‪ ١٢٧٠ :‬هـ)‪.‬‬
‫روح املعاين‪ :‬لل ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬

‫�أُناظِ ُر‪:‬‬

‫بالر�أْ ِي‪َ ،‬ولْتَق ُِم املجموع ُة الأوىل ِ‬


‫بعر�ض‬ ‫بع�ض زمال ِئ َك جمموعتنيِ‪ ،‬جمموع َة التّف�س ِري بامل�أثو ِر‪ ،‬وجمموع َة التّف�س ِري ّ‬
‫‪ L‬ك ّونْ م َع ِ‬
‫�أ ِدلَّ ِتها ومناق�ش ِة �أدلّ ِة املجموع ِة الثّاني ِة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫بالر� ِأي‪:‬‬
‫ني التّف�س ِري بامل�أثو ِر والتّف�س ِري ّ‬ ‫َ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫تو�ض ُح فيها‬
‫�ضع قائم ًة ّ‬
‫‪ْ L‬‬

‫بالر� ِأي‬
‫ف�سري ّ‬
‫التّ ُ‬ ‫ف�سري بامل�أثو ِر‬
‫التّ ُ‬

‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬
‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫�أوج ُه‬
‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫بالر� ِأي؟‬
‫‪ L‬ماذا يق�ص ُد بالتّف�س ِري ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪85‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬

‫ترج ُح؟ وملاذا؟‬


‫اختلف العلما ُء يف التّف�س ِري بالر� ِأي‪ُّ � ،‬أي الآرا ِء ِّ‬
‫َ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫َ‬
‫ قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﱪ‪�( .‬ص ‪.)29‬‬

‫بالر� ِأي؟‬
‫ابحث عن معنى التدبّ ِر‪ ،‬وبينّْ عالقتَ ُه بالتّف�س ِري ّ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ا�ستخرج الأحكا َم التجويديّ َة الوارد َة يف الآي ِة الكرمي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫الد ِين‪ ،‬وع ّل ْم ُه ال ّت� َ‬


‫أويل»(‪.)1‬‬ ‫هم فق ِّْه ُه يف ّ‬ ‫ا�س ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهما ‪َ -‬‬
‫فقال‪« :‬ال ّل َّ‬ ‫عب ٍ‬
‫البن ّ‬
‫هلل ‪ِ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫دعا‬

‫أويل؟‬
‫‪ L‬ما املق�صو ُد بالت� ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬روا ُه احلاكم‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫هلل ‪h‬؟‬
‫ف�سري امل�أثو ُر عن ر�سولِ ا ِ‬
‫أويل ه َو التّ ُ‬ ‫من َ‬
‫قال‪� :‬إ َّن املق�صو َد بالتّ� ِ‬ ‫‪ L‬مبَ تر ُّد على ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اد�س‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫هلل ‪� h‬شي ٌء �سوى القر� ِآن؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫عند ُكم عن‬
‫هل َ‬ ‫طالب ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه‪ْ :‬‬ ‫بن �أبي‬ ‫ حي َنما َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫علي ُ‬
‫�سئل ُّ‬
‫عطي ُ‬ ‫َ‬ ‫«ال‪ ،‬وا ّلذي َ‬
‫فهما في كتاب ِِه»(‪.)2‬‬
‫عبدا ً‬
‫اهلل ً‬ ‫الحبةَ‪ ،‬وبر�أ الن�سمةَ‪� ،‬إ ّال �أنْ ُي ِ َ‬
‫فلق ّ‬
‫هلل تعالى؟‬
‫لكتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حيح‬
‫ال�ص ِ‬
‫الفهم ّ‬
‫تحقيق ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما العلو ُم الّتي ت�ساع ُد على‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ابع‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫بالر� ِأي‪.‬‬
‫كتب التّف�سي ِر ّ‬
‫أحد ِ‬
‫تقريرا عن � ِ‬
‫اكتب ً‬‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫(‪ )2‬روا ُه البخاري‪.‬‬


‫‪87‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫ؤولية �أعما ِلهم‪.‬‬


‫من م�س� ِ‬ ‫للتهر ِب ْ‬ ‫البعث ينكرونَه ُّ‬ ‫ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫‪ -‬منكرو‬
‫� ُ‬
‫أحوال الكافرين والمؤمنين‬
‫وامل�سيء‬
‫ُ‬ ‫جزاء �إح�سا ِنه‬
‫َ‬ ‫املح�س ُن‬
‫ِ‬ ‫إلهي ُ‬
‫ينال فيه‬ ‫عدل � ٌّ‬ ‫البعث ٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫جزاء �إ�ساء ِته ‪.‬‬‫َ‬
‫سورة السجدة‪ ،‬اآليات (‪)22 - 10‬‬
‫من �سو ِء عاقب ِتهم‪.‬‬‫للنجاة ْ‬
‫ِ‬ ‫ال�ضالل‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫أعمال � ِ‬
‫من � ِ‬ ‫احلذر ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫هو‬
‫من ت�شاب ٍه َ‬
‫ذكر ْ‬ ‫نعيم الدنيا‪ ،‬وما َ‬ ‫عن ِ‬ ‫يختلف ْ‬
‫ُ‬ ‫آخرة‬
‫نعيم ال ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫للتقريب فقط‪.‬‬
‫ِ‬
‫والرتك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إعرا�ض‬
‫هلل تعاىل بال ِ‬ ‫تذكري ا ِ‬
‫َ‬ ‫ظلما َم ْن ُ‬
‫يقابل‬ ‫النا�س ً‬ ‫أ�شد ِ‬ ‫‪ُّ � -‬‬
‫�أقر�أُ و�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫َال‪ُ :‬ك ْن ُت َم َع ال َّنب ِِّي ‪ h‬فيِ َ�سف ٍَر َف� ْأ�ص َب ْح ُت َي ْو ًما ق َِر ًيبا ِم ْن ُه َو َن ْح ُن َن ِ�س ُري َف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول‬ ‫َع ْن ُم َع ِاذ ْب ِن َج َب ٍل‪ ،‬ق َ‬ ‫ ‬
‫هلل‪ْ � ،‬أخبرِ ْ نيِ ِب َع َم ٍل ُي ْد ِخ ُل ِني الجْ َ َّن َة َو ُي َب ِاع ُدنيِ ِم َن ال ّن ِار‪.‬‬
‫ا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال�ص َ‬
‫الةَ‪َ ،‬و ُت�ؤْ ِتي‬ ‫يم َّ‬ ‫ري َع َلى َم ْن َي�سرَّ َ ُه اهلل َع َل ْي ِه‪ ،‬ت َْع ُب ُد اهلل َو َال ُت�شرْ ِ ُك ب ِِه َ�ش ْي ًئا‪َ ،‬وت ُِق ُ‬ ‫َال‪َ  :‬لق َْد َ�س َ�أ ْل َت ِني َع ْن َع ِظ ٍيم َو�إ َّن ُه َل َي ِ�س ٌ‬‫‪-‬ق َ‬
‫ال�ص َد َق ُة ت ُْط ِف ُئ‬ ‫اب الخْ َ يرْ ِ؟ َّ‬
‫ال�ص ْو ُم ُج َّنة ٌ‪َ ،‬و َّ‬ ‫ت»‏‪ُ .‬ث َّم ق َ‬
‫َال‪�« :‬أال أ� ُد ُّل َك َع َلى �أ ْب َو ِ‬ ‫ال َّز َكاةَ‪َ ،‬وت َُ�صو ُم َر َم َ�ضانَ ‪َ ،‬وتحَ ُ ُّج ا ْل َب ْي َ ‏‬
‫ال ‏‪ :‬‏ ﱫﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫ل»‏‪ .‬ق َ‬
‫َال‪ُ :‬ث َّم َت َ‏‬ ‫الر ُج ِل ِم ْن َج ْو ِف ال ّل ْي ِ‏‬ ‫ار‪َ ،‬و َ�ص َ‬
‫ال ُة َّ‬ ‫الخْ َ ِطي َئ َة َك َما ُي ْط ِف ُئ المْ َ ُاء ال ّن َ‬
‫َال‪ :‬‏«�أ َال � ْأخبرِ ُ َك ب َِر�أْ ِ�س ال ْأم ِر ُك ِّل ِه َو َع ُم ِ‬
‫ود ِه َو ِذ ْر َو ِة‬ ‫ﮗ ﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪َ .)16‬ح ّتى َب َلغَ‏‪:‬‏ ﱫ ﮬﱪ‏ ُث َّم ق َ‬
‫َ�س َن ِام ِه؟!‏»‏‪.‬‏‬
‫هلل‪.‬‬
‫ول ا ِ‬‫‪ُ -‬ق ْل ُت‪َ :‬ب َلى َيا َر ُ�س َ‬
‫ال ُة َو ِذ ْر َو ُة َ�س َن ِام ِه الجْ ِ َها ُد‏‪ُ .‬ث َّم ق َ‬
‫َال‪� :‬أ َال � ْأخبرِ ُ َك مِ َب َ‬
‫ال ِك َذ ِل َك ُك ِّل ِه؟‏‬ ‫ال�ص َ‬ ‫َال‪َ :‬‏ر�أْ ُ�س ال ْأم ِر ال ْإ�س َ‬
‫ال ُم َو َع ُمو ُد ُه َّ‬ ‫‪-‬ق َ‬
‫‪ُ -‬ق ْل ُت‪َ :‬ب َلى َيا َنب َِّي ا ِ‬
‫هلل‪.‬‬
‫ف َع َل ْي َك َه َذا‏‪.‬‬ ‫َال‪َ :‬ف� َأخ َذ ِب ِل َ�سا ِن ِه‪ ،‬ق َ‬
‫َال‪ُ :‬ك َّ‬ ‫‪-‬ق َ‬
‫اخ ُذونَ مِ َبا َن َت َك َّل ُم ب ِِه؟‬
‫هلل‪َ ،‬و ِ�إ ّنا لمَ ُ َ�ؤ َ‬
‫‪َ -‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َنب َِّي ا ِ‬
‫وههِ ْم � ْأو َع َلى َم َن ِ‬
‫اخ ِر ِه ْم �إ ّال َح َ�صا ِئ ُد �أ ْل ِ�س َنتِهِ ْم(‪. )1‬‬ ‫َال‪َ :‬ث ِك َل ْت َك � ُّأم َك َيا ُم َعا ُذ‪َ ،‬و َه ْل َي ُك ُّب ال ّن َ‬
‫ا�س فيِ ال ّن ِار َع َلى ُو ُج ِ‬ ‫‪َ -‬فق َ‬

‫الرتمذي‪.‬‏‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬روا ُه‬
‫‪88‬‬
‫�أَتْلو و�أَ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ‬
‫ﭑ ﭒﭓ ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ‬
‫ﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧ‬
‫ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊ ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬
‫ﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞ‬
‫ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬﮭ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸﯹ ﯺﯻﯼ ﭑﭒﭓﭔ‬
‫ﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫واجلمل القر�آن ّي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫املفردات‬
‫ِ‬ ‫معاين‬

‫أر�ض و َبلينا فيها‪.‬‬


‫ِغبنا يف ال ِ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯭ ﯮ ﯯ ﱪ‪:‬‬
‫ؤو�سهم ِخزيًا وندامةً‪.‬‬
‫طرقو ر� ِ‬
‫ُم ِ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭕ ﭖ ﱪ‪:‬‬
‫م�صدقون‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭠ ﱪ‪:‬‬
‫ُو ِعظوا بها‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮈ ﮉ ﱪ‪:‬‬
‫�ساجدين‪.‬‬
‫َ‬ ‫�سقطوا‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮊ ﱪ‪:‬‬
‫النوم‪.‬‬
‫عن ف ُُر ِ�ش ِ‬
‫أج�سامهم ْ‬
‫ِ‬ ‫جوانب �‬
‫ُ‬ ‫تبتعد‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱪ‪:‬‬
‫ويبهج العيونَ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫القلوب‬
‫َ‬ ‫ما ُي�سرِ ُّ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮧ ﮨ ﱪ‪:‬‬
‫منز ًال‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯡ ﱪ‪:‬‬
‫عذاب الدنيا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫أقرب َ‬
‫العذاب ال ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭓ ﭔ ﱪ‪:‬‬
‫آخرة‪.‬‬
‫عذاب ال ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭖ ﭗ ﱪ‪:‬‬
‫َ‬
‫ان�رصف‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭢ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫آيات‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬

‫عن‬ ‫الر�سالة وبرها ِنها �أخبر ُ‬


‫اهلل تعالى ِ‬ ‫وبيان‬ ‫أر�ض‬
‫ال�سموات وال ِ‬ ‫خلق‬
‫من ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل تعالى ودلي ِلها ْ‬
‫وحدانية ا ِ‬
‫ِ‬ ‫بيان‬
‫بعد ِ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫التراب‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ‬ ‫تغيب �أج�سا ُد ُه ْم في‬
‫َ‬ ‫بعد �أنْ‬
‫ا�ستبعدوا الميعا َد َ‬
‫ُ‬ ‫الذين‬
‫َ‬ ‫المنكرين‬
‫َ‬ ‫الم�شركين‬
‫َ‬ ‫وطريق �إثبا ِته للر ِّد على‬
‫ِ‬ ‫البعث‬
‫ِ‬
‫يخبرهم‬ ‫اهلل تعالى ر�سو َله �أنْ‬ ‫العاجزة‪ ،‬ف�أمر ُ‬ ‫بتقديرهم الذي قا�سوا فيه قدر َة ا ِ‬
‫هلل تعالى على قدرا ِتهم‬ ‫هو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اال�ستبعا ُد �إ َّنما َ‬
‫نف�س‬
‫كل ٍ‬ ‫تجد ُّ‬ ‫حيث ُ‬ ‫هلل تعالى ُ‬ ‫هم �إلى ا ِ‬‫أمر فيهم‪ُ ،‬ث َّم �سيكونُ مرج ُع ْ‬
‫أرواح �سينف ُِّذ ال َ‬
‫بقب�ض ال ِ‬ ‫الموك َل ِ‬ ‫ّ‬ ‫الموت‬
‫ِ‬ ‫ب�أنَّ م َل َك‬
‫وقد َط�أْ َط�ؤوا‬
‫القيامة ْ‬ ‫ِ‬ ‫للبعث يو َم‬
‫ِ‬ ‫رين‬
‫المنك َ‬ ‫ِ‬ ‫المجرمين‬
‫َ‬ ‫م�شاهد‬
‫َ‬ ‫آيات‬
‫قلت ال ُ‬ ‫للح�ساب‪ُ ،‬ث َّم َن ِ‬
‫ِ‬ ‫الكل‬ ‫ُّ‬ ‫ويقف‬
‫ُ‬ ‫ما عم َل ْت‪،‬‬
‫هلل تعالى في مذ َّل ٍة �أنْ يرج َعهم �إلى‬‫فيت�ضرعونَ �إلى ا ِ‬
‫َّ‬ ‫أنكرو ُه حقيق ًة واقع ًة �أما َمهم‪،‬‬ ‫وهم يرونَ ما � ُ‬ ‫ؤو�سهم ُذ ًّال ومهانةً‪ْ ،‬‬
‫ر� َ‬
‫للبعث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫علنين �إيما َنهم وت�صديقَهم‬ ‫�صالحا ُم َ‬
‫ً‬ ‫الدنيا ليعم ُلوا‬
‫ق�ض ْت �إرادتُه �أنْ َ‬
‫يترك‬ ‫ولكن َ‬ ‫َت م�شيئ ُته‪،‬‬‫نف�س م�ؤمن ًة لتح َّقق ْ‬
‫كل ٍ‬ ‫َ‬
‫يجعل َّ‬ ‫آيات �أنَّ َ‬
‫اهلل تعالى لو �أرا َد �أنْ‬ ‫نت ال ُ‬ ‫ُث َّم َّبي ِ‬ ‫ ‬
‫ْ‬
‫إن�س‬
‫الجن وال ِ‬
‫ِّ‬ ‫بم ْل ِء جه َّن َم َ‬
‫من‬ ‫و�سبق ق�ضا�ؤُه َ‬
‫َ‬ ‫فثبت‬
‫إن�سان دونَ �إكرا ٍه �أو �إجبارٍ ‪َ ،‬‬ ‫الختيار ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�صالح‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫إيمان‬
‫أمر ال ِ‬‫� َ‬

‫‪90‬‬
‫الهدى‪.‬‬
‫هم ال�ضالل َة على ُ‬
‫إيثار ُ‬
‫إيمان و� ِ‬
‫الكفر على ال ِ‬
‫َ‬ ‫هم‬
‫باختيار ُ‬
‫ِ‬ ‫ا ّلذين ظ َلموا � َ‬
‫أنف�سهم‬
‫أعد‬‫ال�صادقين وما � َّ‬
‫َ‬ ‫ؤمنين‬
‫م�شهد الم� َ‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫القلوب‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫بهج‬
‫النفو�س‪ ،‬و ُي ُ‬
‫َ‬ ‫ي�شرح‬
‫ُ‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫ثم انتق َل ِت ال ُ‬
‫آيات �إلى م�شهدٍ � َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫هلل‬
‫يت�ساويان‪ ،‬لأنَّ عدال َة ا ِ‬ ‫الفج ِار ال‬ ‫اهلل لهم من نعيم و�سرورٍ جزاء �أعما ِلهم‪ ،‬وذكر ُ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وفريق َّ‬
‫َ‬ ‫أبرار‬
‫فريق ال ِ‬
‫َ‬ ‫اهلل تعالى �أنَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٍ‬
‫ثم‬
‫هلل؟ َّ‬ ‫طاعة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫خارجا ْ‬
‫ً‬ ‫كمن كانَ فا�سقًا‬
‫لي�س ْ‬
‫الدنيا َ‬
‫الحياة ُّ‬
‫ِ‬ ‫فم ْن كانَ م�ؤم ًنا في‬
‫والفا�سق‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ؤمن‬
‫بين الم� ِ‬
‫تقت�ضي التميي َز َ‬
‫النعيم ي�ستمت ُعونَ فيها‬
‫ِ‬ ‫جنات‬
‫ُ‬ ‫لهم‬
‫ال�صالح ْ‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫يمان‬ ‫الفريقين؛ فالم َّتقونَ الّذين جم ُعوا َ‬
‫بين الإِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جزاء‬
‫َ‬ ‫ف�ص َل اهلل تعالى‬
‫َّ‬
‫النار‪ ،‬ك َّلما دف َعهم‬
‫فملج ُ�ؤهم �إلى ِ‬
‫هلل َ‬‫طاعة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫خرجوا ْ‬ ‫أعمال‪ ،‬و� ّأما الّ َ‬
‫ذين َ‬ ‫�صالح ال ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫قدموا ْ‬‫جزاء ما َّ‬
‫هلل تعالى َ‬‫بكرم ا ِ‬
‫ِ‬
‫الم ْخزي ا ّلذي‬
‫عذاب ال ّن ِار ُ‬
‫َ‬ ‫وتوبيخا‪ :‬ذوقُوا‬
‫ً‬ ‫لهم َخ َزن ُتها تقري ًعا‬ ‫ُ‬
‫وتقول ْ‬ ‫مو�ضعهم فيها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫النار �إِلى �أعالها ر ُّدوا �إِلى‬
‫لهب ِ‬ ‫ُ‬
‫كنتم ِّ‬
‫تكذبونَ ِبه في الدنيا‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الكفر‬ ‫عن‬‫القيامة لع َّلهم يتوبونَ ِ‬ ‫أكبر يو َم‬
‫العذاب ال ِ‬ ‫الحياة الدنيا َ‬
‫قبل‬ ‫عاجل في‬ ‫بعذاب‬ ‫توع َدهم ُ‬
‫اهلل تعالى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ثم َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫الرحمن‪ ،‬لك َّنه‬
‫ِ‬ ‫الهداية و ُذ ِّك َر ب� ِ‬
‫آيات‬ ‫ِ‬ ‫�ص‬‫عر�ضت له ف َُر ُ‬
‫ْ‬ ‫من‬
‫وهو ْ‬
‫لنف�سه‪َ ،‬‬
‫النا�س ِ‬
‫أظلم ِ‬
‫عن � ِ‬
‫آيات ْ‬
‫ك�شفت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫والمعا�صي‪َّ ،‬‬
‫هلل وعقابِه‪.‬‬
‫النتقام ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫بذلك‬ ‫نف�سه‬
‫�ض َ‬‫وعر َ‬
‫أعر�ض عنها‪ ،‬و�أجر َم بتكذيبِها َّ‬
‫رف�ضها و� َ‬
‫َ‬

‫ُ‬
‫البعث واجلزا ُء‬
‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ ‬
‫ا�شتهر �أنَّ‬
‫َ‬ ‫املوت‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ملك‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫(عزرائيل)‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ا�سم َم َل ِك‬ ‫ﯷﯸﯹ ﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿﰀ‬
‫املوت َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الكتاب وال يف‬
‫ِ‬ ‫ا�سم مل ير ْد يف‬
‫وهو ٌ‬‫َ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﱪ‪.‬‬
‫ال�س َّن ِة‪� ،‬إنمَّ ا ور َد يف �آثارٍ �إ�رسائيلي ٍة‬ ‫البعث؟‬
‫الكافرين يف �إنكا ِر ِ‬
‫َ‬ ‫حج ُة‬
‫‪ L‬ما َّ‬
‫من‬ ‫َ‬
‫لذلك َ‬ ‫توجب الإميانَ بها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ووعيد‪ِّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫تهديد‬
‫ٍ‬ ‫للبعث م َع‬
‫إثبات ِ‬
‫‪ L‬يف الآي ِة الكرمي ِة � ٌ‬
‫باملوت بـ‬
‫ِ‬ ‫أ�صح ت�سمي ُة َم ْن ُو ِّك َل‬
‫ال ِّ‬
‫املوت) كما �سما ُه ُ‬ ‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫( َم َل ِك‬
‫قوله‪ :‬ﱫﯼ ﯽ‬ ‫َّ‬
‫وجل يف ِ‬ ‫‪� L‬أ�سن َد اهللُ تعاىل �أ ْم َر التوفيّ يف ال ِ‬
‫آيات الكرمي ِة �إىل َم َل ِك ِ‬
‫املوت‪ ،‬ويف �آي ٍة �أخرى �أ�سن َده‬
‫�إىل املالئك ِة كما يف قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﱪ‪( .‬حممد ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫‪ ،)27‬ويف �آية ثالثة �أ�سنده �إىل نف�سه �سبحانه وتعاىل كما يف قوله‪ :‬ﱫﭧ ﭨ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬
‫ِِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ َ‬
‫ﰇﱪ‪( .‬ال�سجدة‪.)11‬‬
‫آيات؟‬
‫ني هذه ال ِ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﱪ ‪( .‬الزمر ‪َ .)42‬‬
‫كيف جتم ُع ب َ‬

‫‪91‬‬
‫ٌ‬
‫واعرتاف باخلطيئ ِة‪:‬‬ ‫خزي‬
‫ّ‬
‫�أت� َّأم ُل و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ‬ ‫ ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﱪ‪.‬‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫ ‬
‫ﮁ ﮂ ﱪ‪.‬‬
‫البعث‪.‬‬
‫ني عن َد معاين ِتهم َ‬ ‫‪�ِ L‬ص ْف َ‬
‫حال امل�رشك َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الكافرين يو َم القيام ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ L‬علِّلْ ‪ :‬ال يقبلُ اهللُ تعاىل �إميانَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫جن�س عم ِلهم‪ ،‬دلِّلْ على َ‬
‫ذلك يف �ضو ِء فهمِ َك لل ِ‬
‫آيات الكرمي ِة‪.‬‬ ‫من ِ‬‫الكافرين ي�أتي ْ‬
‫َ‬ ‫‪ L‬جزا ُء‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫و�صف النا ِر و�أحوالِ �أه ِلها يف القر�آنِ الكر ِمي؟‬
‫َ‬ ‫‪ L‬بمِ َ تعلِّلُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪.‬‬

‫احتماالت‪ِ ،‬ه َي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫عن �أربع ِة‬
‫والتكليف ال يخرجونَ ْ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪ -‬ع َّز وجلَّ ‪ -‬في الهداي ِة‬
‫النا�س �أما َم م�شيئ ِة ا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫بثواب‬
‫ٍ‬ ‫بعث وال جزا ٌء‬
‫ذلك ٌ‬ ‫ومن َث َّم ال يترت ُ‬
‫َّب على َ‬ ‫نهي‪ْ ،‬‬
‫أمر وال ٍ‬
‫تكليف ب� ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الدنيا دونَ‬
‫الحياة ُّ‬
‫ِ‬ ‫يتركهم في‬ ‫‪ -‬ال ُ‬
‫أول‪� :‬أنْ َ‬
‫عقاب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫�أو‬
‫البعث‬
‫ِ‬ ‫ومن َث َّم ال حاج َة �إلى‬
‫نهي‪ْ ،‬‬
‫أمر �أو ٍ‬
‫تكليف لهم ب� ٍ‬
‫َ‬ ‫والطاعة‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫ِ‬ ‫الهداية‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬الثاني‪� :‬أنْ ُي ْجب َِر ُهم جمي ًعا على‬
‫من جزاءٍ‪.‬‬ ‫والح�ساب وما يترت َُّب على َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫ِ‬

‫‪92‬‬
‫وكفر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعتو وع�صيانٍ‬
‫ٍّ‬ ‫تمردٍ‬ ‫بذلك � َ‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ‬ ‫والع�صيان فيكونوا‬
‫ِ‬ ‫ال�ضاللة‬
‫ِ‬ ‫الثالث‪� :‬أنْ ُي ْجب َِرهم على‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫خيرا‬ ‫يحا�سبهم على ِّ‬
‫كل �شي ٍء ك�سب ْته �أيديهم‪� ،‬إنْ ً‬ ‫َ‬ ‫ي�صدر عنهم‪ُ ،‬ث َّم‬
‫ُ‬ ‫واختيارا ِّ‬
‫لكل ما‬ ‫ً‬ ‫لهم م�شيئ ًة‬
‫يجعل ْ‬‫َ‬ ‫الرابع‪� :‬أنْ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ف�شر‪.‬‬
‫�شرا ٌّ‬
‫فخير و�إنْ ًّ‬
‫ٌ‬
‫االحتماالت الأربع ِة ه َو‬
‫ِ‬ ‫االحتماالت الأربع ِة والأث ِر المترتِّ ِب عليه‪ .‬ث َُّم ح ِّد ْد � ّأي‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ناق�شْ م َع زمال ِئك كلَّ احتمالٍ ْ‬
‫من هذ ِه‬
‫وال�صواب‪ ،‬مع ِّل ً‬
‫ال اختيا َرك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الحكم ِة‬
‫عين ِ‬
‫ُ‬

‫�أُ َبينِّ ُ ‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﱪ‪.‬‬

‫ر�ضي اهللُ عنه‬


‫َع ْن �أبِي ُه َريْ َر َة ‪َ -‬‬ ‫اال�شتراك في الم�صي ِر ‬
‫ِ‬ ‫والجن التي �أ َّد ْت �إلى‬
‫ِّ‬ ‫إن�س‬
‫بين ال ِ‬
‫‪ L‬ما �أوج ُه االتفاقِ َ‬
‫ول اللهَّ ِ ‪ :h‬‏ « َق َ‬
‫ال اهللُ‪:‬‬ ‫ال َر ُ�س ُ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫‪َ -‬ق َ‬ ‫أخروي؟‬
‫ِّ‬ ‫ال‬
‫ني َما َال عَينْ ٌ َر� ْأت‪،‬‬ ‫�أَ ْع َد ْد ُت ِلعِبَادِي َّ‬
‫ال�صالحِ ِ َ‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫َو َال �أ ُذ ٌن َ�سمِ َع ْت‪َ ،‬و َال َخ َط َر َع َلى َق ْل ِب‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫بَ�شرَ ٍ‪َ ،‬فا ْق َر�ؤُوا �إنْ �شِ ْئتُ ْم‪ :‬ﱫ ﮠ ﮡ‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﱪ(‪.)1‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫حفظ‬
‫َع ْن �أبي َ�س ِعيدٍ الخْ ُ ْد ِر ِّي‪ ،‬و�أبي‬ ‫ ‬
‫مي‪:‬‬ ‫�أه ُل ال ِ‬
‫إميان وجزا�ؤُهم الكر ُ‬
‫َال‪ُ « :‬ي َن ِادي‬‫ُه َر ْي َر َة َع ِن ال َّنب ِِّي ‪ h‬ق َ‬ ‫�أتد َّب ُر و�أ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬
‫ُم َنادٍ �إنَّ َل ُك ْم �أنْ ت َِ�ص ُّحوا َف َ‬
‫ال ت َْ�سقَموا‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ال تمَ ُوتوا‬ ‫�أ َب ًدا‪َ ،‬و�إنَّ َل ُك ْم �أنْ تحَ ْ َي ْوا َف َ‬
‫ال ت َْه َرموا‬ ‫�أ َب ًدا‪َ ،‬و�إنَّ َل ُك ْم �أنْ ت َِ�ش ُّبوا َف َ‬ ‫ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫�أ َب ًدا‪َ ،‬و�إنَّ َل ُك ْم �أنْ َت ْن َعموا َف َ‬
‫ال ت َْب َت ِئ ُ�سوا‬ ‫ﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫�أ َب ًدا‏”»(‪.)2‬‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱪ‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا ُه البخاري‪( /‬ال�سجدة ‪ )2( .)17‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪93‬‬
‫أهل الإميانِ ‪.‬‬
‫عالمات � ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات الكرمي ِة‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط ِم َن ال ِ‬ ‫‪L‬‬
‫الحق‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اال�ستجابة لداعي‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬سرع ُة‬
‫‪..................................................... -‬‬
‫‪..................................................... -‬‬
‫‪..................................................... -‬‬
‫‪..................................................... -‬‬

‫�أُقا ِر ُن‪:‬‬
‫َ‬
‫وهناك َم ْن تتجافى ُجنو ُبهم‬ ‫هلل ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫الم�ضاجع طاع ًة ِ‬
‫ِ‬ ‫الليل َ‬
‫هناك َم ْن تتجافى جنو ُبهم عن‬ ‫في ُظ ُل ِ‬
‫مات ِ‬ ‫ ‬
‫هلل تعالى‪.‬‬
‫الم�ضاجع مع�صي ًة ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫فعل كلٍّ منهما على حيا ِته وعلى مجتم ِعه‪.‬‬
‫بين الأث ِر المترتِّ ِب على ِ‬
‫‪ L‬قارنْ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫َعن �أَبِي ُهرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬


‫هلل ‪�« :h‬إِ َذا ق ََر�أَ ا ْب ُن �آ َد َم َّ‬
‫ال�س ْج َد َة ف ََ�س َج َد‪ْ ،‬اع َت َز َل‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َال‪ :‬ق َ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫ود ف ََ�س َج َد َف َل ُه ا ْل َج َّنةُ‪َ ،‬و�أُ ِم ْر ُت‬ ‫ُول‪َ :‬يا َو ْي َل ُه ‪َ -‬و ِفي ِر َوا َي ِة �أَبِي ُك َر ْي ٍب‪َ ،‬يا َو ْي ِلي ‪� -‬أُ ِم َر ا ْب ُن �آ َد َم ب ُّ‬
‫ِال�س ُج ِ‬ ‫ال�ش ْي َطانُ َي ْب ِكي َيق ُ‬ ‫َّ‬
‫ار»(‪.)1‬‬ ‫ود َف�أَ َب ْي ُت َف ِل َي ال َّن ُ‬
‫ِال�س ُج ِ‬
‫ب ُّ‬

‫خط �أَ�سف َلها‪.‬‬


‫آيات الكريم ِة بو�ضع ٍّ‬
‫‪ L‬ح ِّد ْد �آي َة ال�سجد ِة في ال ِ‬
‫‪ L‬ماذا ُ‬
‫تقول عن َد �أدا ِئ َك �سجو َد التِّالو ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫م�سلم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(‪ )1‬روا ُه‬
‫‪94‬‬
‫�أتد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱪ‪.‬‬

‫ني؟‬ ‫‪ L‬بمِ َ تعلِّلُ �إخفا َء ِ‬


‫ثواب امل�ؤمن َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قلب ب� ٍرش(‪.)2‬‬
‫يخطر على ِ‬ ‫ني ومل‬ ‫الب�رصي‪� :‬أخفى قو ٌم عم َلهم ف�أخفى ُ‬
‫اهلل لهم ما ملْ َتر ع ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫احل�سن‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عبادات اخلفاءِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أكربعد ٍد ْ‬
‫اذكر – �شفويًّا ‪َ � -‬‬
‫‪ْ L‬‬

‫هلل تعاىل‪:‬‬ ‫ُ‬


‫عدل ا ِ‬
‫أنفق يف‬
‫�ضارعا لر ِّبه‪ ،‬و� َ‬
‫ً‬ ‫عابدا‬ ‫قلبه ل ُه والتز َم طاع َته و�أظ َّل ُه ُ‬
‫الليل ً‬ ‫أخل�ص َ‬ ‫هلل ‪ -‬ع َّز َّ‬
‫وجل ‪ -‬و� َ‬ ‫آمن با ِ‬
‫ ال ي�ستوي َم ْن � َ‬
‫كانت الت�سوي ُة‬
‫ِ‬ ‫�شكرا‪ ،‬ف�إذا‬
‫ً‬ ‫لنعمه‬ ‫ُ‬
‫يعرف لر ِّبه حقًّا وال ِ‬ ‫من كانَ فا�سقًا‪ ،‬ال‬
‫مع ْ‬‫�سبيل اخل ِري َّمما رزقَه‪ ،‬وملْ يجاو ْز حدو َده‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫أحق و�أوىل‪.‬‬
‫آخرة � ُّ‬
‫احلياة الدنيا فهي يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ُعقل بينهما يف‬ ‫ال ت ُ‬
‫من �سور ِة ال�سجد ِة‪.‬‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك يف َ�ض ْو ِء فهمِ ك للآي ِة (‪ْ )18‬‬ ‫دين العدلِ ‪ِّ .‬‬
‫‪ L‬الإ�سال ُم ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وفق اجلدولِ التايل‪.‬‬
‫النا�س بينهما َ‬
‫من ِ‬ ‫ني َ‬
‫ني و�صفينْ ِ وجزاءيْ ِن لفريق ِ‬
‫آيات الكرمي ُة مقابل ًة ب َ‬
‫نت ال ُ‬
‫ت�ضم ِ‬
‫‪َّ L‬‬

‫اجلزا ُء‬ ‫الو�صف‬


‫ُ‬ ‫الفريقان‬

‫‪..................................... .....................................‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪..................................... .....................................‬‬

‫‪..................................... .....................................‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪..................................... .....................................‬‬

‫(‪ )2‬تف�سري ابن كثري‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪.461‬‬


‫‪95‬‬
‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ ‬
‫أن�س ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه‬ ‫عن � ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙﱪ‪.‬‬
‫هلل ‪�« :h‬إِ َذا‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﱪ‪� .‬أَرا َد ُ‬
‫اهلل ِب َع ْب ِد ِه الخْ َ يرْ َ َع َّج َل َل ُه ا ْل ُعقُو َب َة‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫الد ْن َيا‪َ ،‬و�إِ َذا �أَ َرا َد اهلل ِب َع ْب ِد ِه ال�شرَّ َّ‬‫يف ُّ‬ ‫(الروم ‪.)41‬‬
‫العذاب الأدنى ومظاهره يف �أَ ْم َ�س َك َع ْن ُه ب َِذ ْنب ِِه َح ّتى ُي َوفيّ ب ِِه َي ْو َم‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أ�سباب‬ ‫َ‬
‫جمموعتك الطالبي ِة ناق�شْ � َ‬ ‫‪ L‬من خاللِ‬
‫ْ‬
‫ا ْل ِق َيا َم ِة»(‪.)1‬‬ ‫العذاب الأدنى والعذاب الأك ِرب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫امل�سلم ك ًّ‬
‫ال َ‬ ‫ُ‬ ‫وكيف يتّقي‬
‫َ‬ ‫احليا ِة الدنيا‬

‫ـــــــقـــى‬
‫َ‬ ‫وكبريهــــا ذاك ال ُّت‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫�صغريها‬
‫َ‬ ‫الذنــوب‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫خل‬ ‫ ‬

‫يحذر ما يرى‬
‫ُ‬ ‫ال�شوك‬
‫ِ‬ ‫أر�ض‬
‫� ِ‬ ‫كمـــا�ش َ‬
‫ ‬
‫فوق‬ ‫ٍ‬ ‫وا�صنـع‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫اجلبــــــال مـــن احل�صـى‬ ‫�إنَّ‬ ‫حتقــــــرن �صـــغري ًة‬
‫ ‬ ‫َّ‬ ‫ ال‬

‫أ�ُ َبينِّ ُ �أُع ِّللُ‪:‬‬

‫بالظلم؟‬
‫ِ‬ ‫فم ْن هو؟ وما تعلي ُل َك لو�ص ِفه‬
‫لنف�سه‪َ .‬‬
‫ظلما ِ‬
‫النا�س ً‬
‫آيات الكرمي ُة �إىل �أ�ش ِّد ِ‬
‫أ�شارت ال ُ‬
‫‪ِ �L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫املثخن‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫آكل َ‬‫أعالج �أغال َلها و�سمو َمها‪ُ � ،‬‬
‫النار � ُ‬
‫مثلت نف�سي يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫إبراهيم ال َّت ْي ِم ُّي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال �‬ ‫ ‬
‫الدنيا‪ ،‬ف� ُ‬
‫أعمل‬ ‫أرجع �إىل ُّ‬
‫قالت‪ُ � :‬‬ ‫ْ‬ ‫ني؟‬
‫نف�س‪ّ � ،‬أي �شي ٍء ت�شته َ‬
‫فقلت‪ :‬يا ُ‬
‫ُ‬ ‫زمهريرها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أ�رشب ْ‬
‫و� ُ‬
‫�سند�سها و�إ�سترب ِقها‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ألب�س ْ‬
‫حورها‪ُ � ،‬‬
‫مع ِ‬‫اجلنة َ‬
‫ومثلت نف�سي يف ِ‬
‫ُ‬ ‫العقاب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من هذا‬ ‫عم ً‬
‫ال �أجنو ِبه ْ‬
‫من‬ ‫أرجع �إىل الدنيا ف�أعمل عم ً‬
‫ال �أزدا ُد فيه ْ‬ ‫قالت‪ُ � :‬‬
‫ْ‬ ‫ني؟‬
‫نف�س‪ُّ � :‬أي �شي ٍء ت�شته َ‬
‫قلت‪ :‬يا ُ‬
‫وحريرها‪ُ .‬‬
‫ِ‬
‫أمنية فاعم ِلي‪.‬‬
‫أنت يف الدنيا ويف ال ِ‬ ‫قلت‪ :‬ف� ِ‬
‫الثواب‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫هذا‬

‫الرتمذي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬روا ُه‬
‫‪96‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬
‫من‪:‬‬ ‫‪ L‬بينِّْ ك ًّ‬
‫ال ْ‬
‫البعث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ني َ‬
‫موقف امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل تعاىل عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬ر ِّد ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫والفا�سقين في الحيا ِة الدنيا وفي الآخر ِة؟‬


‫َ‬ ‫ؤمنين‬
‫بين الم� َ‬
‫االختالف َ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما �أوج ُه‬

‫الفا�سقونَ‬ ‫امل�ؤمنونَ‬

‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬
‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫�أوج ُه‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬
‫يف احليا ِة الدنيا‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬

‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬
‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫�أوج ُه‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬
‫يف الآخر ِة‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪......................................‬‬

‫‪97‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫قالَ تعاىل‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪.)13‬‬ ‫ ‬


‫وجل ‪ -‬يف �سورة الإِ ْن�سان‪ :‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﱪ‪( .‬الإن�سان ‪.)3‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪ -‬ع َّز‬ ‫ ‬
‫ني الهدايتنيِ؟‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫آيات ما يفي ُد املعاين التاليةَ‪:‬‬


‫‪ L‬ح ِّد ْد ِم َن ال ِ‬
‫العبادة والتب ُّت ِل لي ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬كرث ُة‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وم َّنةً‪.‬‬ ‫تف�ض ً‬
‫ال ِ‬ ‫هلل تعاىل ُّ‬
‫الثواب ِم َن ا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫اخلوف والرجا ِء يف عباد ِته لربِّ ِه ع َّز وجلَّ ؟‬


‫ِ‬ ‫ني‬
‫ؤمن ب َ‬
‫كيف يجم ُع امل� ُ‬
‫‪َ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫ذلك في َ�ض ْو ِء فهمِ َك لل ِ‬
‫آيات‪.‬‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫ؤمنين ال نهاي َة ل ُه عن َد ت�ص ُّورا ِتنا المحدود ِة‪ِّ .‬‬ ‫‪َ L‬ك َر ُم ا ِ‬
‫هلل تعالى للم� َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬

‫ني كلٍّ ْ‬
‫من‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫إنفاق؟‬
‫الزكاة وال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ومتاع الآخرة؟‬
‫ِ‬ ‫متاع الدنيا‬
‫‪ِ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثامن‪:‬‬

‫واحد في ختا ِمهما وهو ﱫﭿﮀ ﮁﱪو ﱫﮪﮫ ﮬﱪ‪.‬‬


‫تعقيب ٍ‬
‫ا�شتركت الآيتانِ (‪ )17 - 14‬في ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫ا�ستنتاجات َ‬
‫لذلك‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫�سجلْ ثالث َة‬
‫ِّ‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬

‫‪99‬‬
‫ال�س�ؤال التّا�سع‪:‬‬
‫آيات الكرمي ِة‪.‬‬
‫إلهي يف ال ِ‬
‫مظاهر العدلِ ال ِّ‬
‫َ‬ ‫اذكر‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال العا�رش‪:‬‬

‫واالختالف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حيث �أوج ُه االتفاقِ‬
‫من ُ‬‫والعذاب الأك ِرب ْ‬
‫ِ‬ ‫العذاب الأدنى‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬

‫أكرب‬
‫العذاب ال ُ‬
‫ُ‬ ‫العذاب الأدنى‬
‫ُ‬

‫‪...........................................................‬‬
‫‪...........................................................‬‬
‫�أوج ُه الت�شاب ِه‬
‫‪...........................................................‬‬
‫‪...........................................................‬‬

‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫�أوج ُه‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬

‫‪100‬‬
‫احلادي ع� َرش‪:‬‬
‫َ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫عر�ض ع ْن ُه؟ وملاذا؟‬ ‫و�صف اهللُ تعاىل َ‬


‫حال َم ْن يُ ْدعى �إىل ال ُهدى فيُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ L‬بمِ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪101‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫اقات‪.‬‬ ‫ُبذ ُل يف حت�صي ِل ِه اجلهو ُد ّ‬


‫والط ُ‬ ‫أوقات وت َ‬
‫�أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫أف�ضل ما تُ�شغ َُل ِبه ال ُ‬
‫العلم � ُ‬‫‪ُ -‬‬
‫ِ‬
‫المبارك‬ ‫بن‬ ‫عبد ا ِ‬
‫هلل ُ‬ ‫ُ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ؤولي ٌ‬
‫تقع م�س� ّ‬‫العلم ُ‬‫طالب ِ‬
‫ِ‬ ‫آداب‪ ،‬وعلى‬ ‫للعلم � ٌ‬
‫‪ِ -‬‬
‫احلكمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يو�صل �إىل‬ ‫أخالق‬
‫العلم وال ِ‬
‫اجتماع ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬
‫وهداية � ّأم ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫علم ُه يف خد َم ِة دي ِن ِه‬
‫ف َ‬ ‫من ّ‬
‫يوظ ُ‬ ‫هو ْ‬
‫احلقيقي َ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬العا ُمل‬
‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫عن �أَبي َكب َ�ش َة الأَنمْ َ ِار ُّي ‪ -‬ر�ضي ُ‬


‫«‪..‬و�أُ َح ِّد ُث ُك ْم َح ِدي ًثا ف ْ‬
‫َاحف َُظو ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هلل ‪َ h‬يق ُ‬
‫ُول‪:‬‬ ‫اهلل عنه ‪� -‬أَ َّن ُه َ�س ِم َع َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ ‬
‫الد ْن َيا لأَ ْر َب َع ِة َنف ٍَر‪:‬‬
‫‏‏�إ‏ ِ َّن َما ُّ‬
‫‪َ -‬عبدٍ ر َز َق ُه ُ‬
‫اهلل َما ًال َو ِع ْل ًما ف َُه َو َي َّت ِقي ِف ِيه َر َّب ُه َو َي ِ�ص ُل ِف ِيه َر ِح َم ُه َو َي ْع َل ُم لهلِ ِ ِف ِيه َحقًّا ف ََه َذا ِب�أَف َْ�ض ِل ا ْل َم َن ِاز ِل‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫النٍ ف َُه َو ِب ِن َّي ِت ِه َف�أَ ْج ُر ُه َما‬
‫ُول َل ْو �أَنَّ ليِ َما ًال َل َع ِم ْل ُت ِب َع َم ِل ُف َ‬ ‫‪ -‬و َعبدٍ ر َز َق ُه ُ‬
‫اهلل ِع ْل ًما َولمَ ْ َي ْر ُز ْق ُه َما ًال ف َُه َو َ�ص ِاد ُق ال ِّن َّي ِة َيق ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َ�س َوا ٌء ‪.‬‬
‫‪ -‬و َعبدٍ ر َز َق ُه ُ‬
‫اهلل َما ًال َولمَ ْ َي ْر ُز ْق ُه ِع ْل ًما ف َُه َو َي ْخب ُِط فيِ َما ِل ِه ِب َغيرْ ِ ِع ْل ٍم َال َي َّت ِقي ِف ِيه َر َّب ُه َو َال َي ِ�ص ُل ِف ِيه َر ِح َم ُه َو َال َي ْع َل ُم لهلِ ِ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِف ِيه َحقًّا ف ََه َذا ِب�أَ ْخ َب ِث المْ َ َن ِاز ِل‪.‬‬
‫ُول َل ْو أ�َنَّ ليِ َما ًال َل َع ِم ْل ُت ِف ِيه ِب َع َم ِل ُف َ‬
‫النٍ ف َُه َو ِب ِن َّي ِت ِه ف َِو ْز ُر ُه َما َ�س َوا ٌء»‏(‪. )1‬‬ ‫‪ -‬و َعبدٍ لمَ ْ ير ُز ْق ُه ُ‬
‫اهلل َما ًال َو َال ِع ْل ًما ف َُه َو َيق ُ‬ ‫َ ْ َْ‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫اجلهل والغنى على الأخالقِ ؟‬


‫اجتماع ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما � ُأثر‬
‫يف‪.‬‬
‫للحديث ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ذلك من خاللِ فهمِ َك‬
‫واجلهل‪ ،‬ناق�ش َ‬
‫ِ‬ ‫نتائج مر ّك ِب الفق ِر‬
‫‪ L‬التّقلي ُد الأعمى �أح ُد ِ‬
‫عوب؟‬
‫وال�ش ِ‬
‫والعلم على الأفرا ِد ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما � ُأثر حّاتا ِد املالِ‬

‫ُ‬
‫يقول �أحمد �شوقي‪:‬‬
‫ب ُم ْل ٌك على ٍ‬
‫جهل و�إقاللٍ‬ ‫مل يُ نْ َ‬ ‫هم‬ ‫ا�س َ‬
‫ملك ُ‬ ‫بالعلم واملالِ يبني النّ ُ‬
‫ِ‬

‫َ‬
‫منازل رفيع ًة يف‬ ‫فتبو�ؤوا‬
‫أر�ض‪ّ ،‬‬
‫مناكب ال ِ‬
‫َ‬ ‫العلم و�رضبوا‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي رجا ًال طرقُوا ميدانَ‬
‫ُّ‬ ‫تاريخنا ال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫عرف‬ ‫لقد‬ ‫ ‬
‫املبارك رحمه اهلل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ُ‬ ‫منهم الإما ُم القدو ُة ُ‬
‫عبدا ِ‬ ‫ُ‬ ‫والع�صور‪ ،‬كانَ‬
‫ُ‬ ‫طور‬ ‫إنفاق‪ ،‬خ ّلد ْت ُه ّ‬
‫ال�س ُ‬ ‫احلكمة و�سخا ِء ال ِ‬
‫ِ‬ ‫تراث‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬روا ُه الرتمذي و�أحمد‪.‬‬


‫‪102‬‬
‫الن�سب والنّ�ش� ُأة‪:‬‬
‫ُ‬
‫ين ع�شرْ َة ومئ ٍة‬
‫ميةٌ‪ُ ،‬و ِل َد �سن َة ثما َ‬
‫خوارز ّ‬
‫ِ‬ ‫تركي‪ ،‬و� ُّأم ُه‬
‫ٌّ‬ ‫والد ُه‬
‫وا�ضح‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫املبارك ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ُ‬
‫عبد ا ِ‬
‫الرحمن ُ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫ُ ه َو �أبو ِ‬
‫مدينة َم ْر َو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هجرية‪ ،‬ون�ش�أَ يف‬

‫�أح ِّد ُد‪:‬‬

‫‪ L‬ح ّد ْد موق َع َم ْر َو على خريط ِة العا ِمل‬


‫إ�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ال‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬


‫روى �أبو هرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫و�ضع َيد ُه على‬ ‫اهلل ‪h‬‬‫�سول َ‬ ‫عن ُه ‪� -‬أنَّ َر َ‬
‫َ‬
‫اهلل عنه ‪،-‬‬ ‫�سلمانَ الفار�سي ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫فقال‪« :‬لو كانَ الإميانُ ِع ْن َد الثرُّ َ ّيا لنا َل ُه‬ ‫َ‬
‫من ه�ؤال ِء»(‪.)2‬‬ ‫ِر ٌ‬
‫جال ْ‬
‫اذكر خم�س ًة من الّ َ‬
‫ذين ا�شْ تُهِروا يف‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫العرب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلو ِم ال�رشعيّ ِة من غ ِري‬
‫‪ L‬ماذا ت�ستنتج من قول الر�سول ‪h‬؟‬

‫العلم‪:‬‬
‫املبارك يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫آداب ِ‬
‫� ُ‬
‫إخال�ص‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪ .١‬ال‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬و�إنْ ق ُِ�ص َد‬ ‫الني ُة ُقب َِل َ‬
‫عند ا ِ‬ ‫العلم عباد ٌة وق ُْر َبةٌ‪ ،‬ف�إنْ‬ ‫املبارك ‪ -‬ر ِحم ُه ُ‬ ‫ � َ‬
‫فيه ّ‬‫خل�ص ْت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ‪� -‬أنَّ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ابن‬
‫أدرك ُ‬
‫ثم‬‫النيةُ‪َّ ،‬‬
‫العلم ّ‬‫يقول‪ّ �« :‬أو ُل ِ‬
‫ُ‬ ‫حيث كانَ‬
‫العلم ُ‬
‫لطلبة ِ‬‫ِ‬ ‫الني ِة �أوىل و�صايا ُه‬
‫إخال�ص ّ‬
‫ُ‬ ‫هلل َحب َِط َ‬
‫وخ�سرِ َ‪ ،‬لذا كانَ �‬ ‫وجه ا ِ‬
‫غري ِ‬
‫ِبه ُ‬
‫الني ُة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عمل �صغ ٍري تكبرّ ُ ُه ّ‬
‫«ر َّب ٍ‬
‫رحم ُه اهلل‪ُ :‬‬
‫الن�رش»‪ ،‬وكا َن ْت حكم ُت ُه ‪َ -‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫العمل‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬
‫احلفظ‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬
‫الفهم‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫اال�ستماع‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫النيةُ»‪.‬‬
‫عمل كب ٍري ت�ص ّغ ُر ُه ّ‬
‫ور َّب ٍ‬
‫ُ‬

‫(‪ )2‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪103‬‬
‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫يجب على ال ّط ِ‬
‫الب ا�ستح�ضا ُر هد ِفه ِم َن التّع ُّل ِم؟ ولمِ اذا؟‬ ‫‪ L‬هلْ ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫العلم؟‬
‫طلب ِ‬ ‫غياب النيّ ِة يف ِ‬
‫‪ L‬ما � ُأثر ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫العلم‪:‬‬
‫طلب ِ‬ ‫إ�رصار يف ِ‬
‫‪ .٢‬العز ُم وال ُ‬
‫ملالقاة العلما ِء‬ ‫حال‬
‫نف�س ُه �إىل الترّ ِ‬ ‫بل تط َّل ْ‬
‫العلم على موط ِن ِه ْ‬ ‫املبارك ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫عت ُ‬ ‫طلب ِ‬ ‫اهلل ‪ -‬يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ مل يقت� ِرص ُ‬
‫أحمد ‪-‬‬ ‫واليمن وخرا�سانَ ‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫قال عن ُه الإما ُم � ُ‬ ‫ِ‬ ‫والعراق‬
‫ِ‬ ‫وم�رص‬
‫َ‬ ‫وال�ش ِام‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫فارحتل �إىل احلرمنيِ‬ ‫علمهم‪،‬‬
‫إفادة من ِ‬
‫وال ِ‬
‫للعلم من ُه»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أطلب ِ‬ ‫املبارك � ُ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫زمن ِ‬‫يكن يف ِ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪« :-‬مل ْ‬
‫َ‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫‪ L‬من خاللِ اخلريط ِة الّتي �أما َمك ح ّد ْد مواق َع‬


‫املبارك العلميّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫رحل ِة ِ‬
‫املبارك من‬
‫ِ‬ ‫�صف الع�رصَ الّذي ن� َش�أ في ِه ُ‬
‫ابن‬ ‫‪ِ L‬‬
‫الرحل ِة؟‬
‫مواقع ّ‬
‫ِ‬ ‫خاللِ‬
‫طالب لدول ٍة غ ِري �إ�سالميّ ٍة لدرا�س ِة‬
‫ٌ‬ ‫�سافر‬
‫َ‬ ‫‪L‬‬
‫علم ال ِّط ِّب‪ ،‬فهل ي�ص ُد ُق علي ِه‬
‫دقيق يف ِ‬
‫فرع ٍ‬‫ٍ‬
‫يلتم�س‬
‫ُ‬ ‫قال ‪َ « :h‬م ْن َ�س َل َك طريقًا‬ ‫ما َ‬
‫علما �س ّهلَ اهللُ ل ُه ب ِه طريقًا �إىل اجلنّ ِة»؟‬
‫في ِه ً‬
‫وملاذا؟‬
‫أن�س ا ّلذي حا َل ْت‬
‫بن � ٍ‬
‫بيع ُ‬ ‫ني يف ع� ِرص ِه‪ ،‬ومنهم عا ُمل َم ْر َو‪ّ ،‬‬
‫الر ُ‬ ‫الرا�سخ َ‬
‫إفادة ِم َن العلما ِء ّ‬
‫املبارك على ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ حر�ص ُ‬
‫َ‬
‫باحليلة يف‬
‫ِ‬ ‫فنجح‬
‫َ‬ ‫بلوغ ِه‪،‬‬
‫إ�رصار وعز ٌم على ِ‬
‫املبارك � ٌ‬
‫ِ‬ ‫البن‬
‫ولكن كانَ ِ‬
‫ْ‬ ‫إليه‪،‬‬
‫العلم � ِ‬
‫طالب ِ‬
‫ِ‬ ‫و�صول‬
‫ِ‬ ‫جن دونَ‬
‫ال�س ِ‬
‫�إقام ُت ُه يف ّ‬
‫أوزاعي و�أبي‬
‫ِّ‬ ‫الثوري وال‬
‫ِّ‬ ‫أئم ِة ك�سفيانَ‬
‫وكبار ال ّ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫أخذ من بقايا ال ّتابع َ‬
‫حر�ص على ال ِ‬
‫َ‬ ‫ماع من ُه‪ ،‬كما‬
‫وال�س ِ‬
‫عليه ّ‬
‫الدخول ِ‬
‫ِ‬
‫ومالك ‪ -‬رحم ُهم ُ‬
‫اهلل ‪.-‬‬ ‫ٍ‬ ‫حنيف َة‬
‫َ ُ‬

‫‪104‬‬
‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫العلم‪ ،‬ناق�شْ م َع زمال ِئ َك كيفيّ َة الق�ضا ِء عليها‪:‬‬


‫طلب ِ‬ ‫احلر�ص ال ّط ِّ‬
‫البي يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫غياب‬
‫تك�شف َ‬
‫ُ‬ ‫ات الآتي ُة‬
‫ال�سلبيّ ُ‬
‫‪ّ L‬‬
‫العلمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ؤمترات‬
‫الطالبي يف امل� ِ‬
‫ِّ‬ ‫احل�ضور‬
‫ِ‬ ‫غياب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫املدر�سي دونَ عذرٍ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الغياب‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬كرث ُة‬

‫القراءة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫�شغف‬
‫ُ‬ ‫‪.٣‬‬
‫كرثة طلب ِِه‬
‫عجب القو ُم من ِ‬
‫َ‬ ‫أبدا‪ ،‬ح ّتى‬
‫عا�ش � ً‬
‫واال�ستمرار يف طلب ِِه ما َ‬
‫َ‬ ‫العلم‬
‫من ِ‬ ‫ين�شد ال ّزياد َة َ‬
‫ُ‬ ‫املبارك‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ كانَ ُ‬
‫املمات»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فقال لهم‪�« :‬إىل‬ ‫ت�سمع؟‬
‫ُ‬ ‫للعلم ف�س�ألو ُه‪� ،‬إىل متى‬
‫ِ‬
‫خا�صا‬
‫رين فاعتني بها اعتنا ًء ًّ‬
‫ني واملت� ّأخ َ‬
‫املتقدم َ‬
‫ّ‬ ‫علوم‬
‫إفادة من ِ‬
‫للقراءة من قيم ٍة يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫املبارك ما‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫كما � َ‬
‫أدرك ُ‬ ‫ ‬
‫البيت؟‬
‫اجللو�س يف ِ‬
‫ِ‬ ‫كرثة‬
‫ت�ستوح�ش من ِ‬
‫ُ‬ ‫أثار ت�سا�ؤ َلهم‪ ،‬فقالوا‪� :‬أال‬
‫أ�صحاب‪ ،‬ممِ ّا � َ‬
‫ِ‬ ‫جمال�س ال‬
‫ِ‬ ‫خروج �إىل‬
‫ٍ‬ ‫�ألز َم ُه بي َت ُه دونَ‬
‫أ�ستوح�ش و�أنا مع النبي ‪ h‬و�أ�صحاب ِِه ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهم ‪-‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫كيف �‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬

‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬

‫يعكف عليها؟‬
‫ُ‬ ‫املبارك ‪َ -‬ر ِح َم ُه اهللُ ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫القراءات الّتي كانَ ُ‬
‫ابن‬ ‫ِ‬ ‫نوع‬
‫‪ L‬ما ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫أ�سباب يف ر�أي َِك؟‬
‫باب عن الإقبالِ على القراء ِة! فما ال ُ‬
‫ال�ش ِ‬
‫الكثري ِم َن ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يعزف‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫العلم‪:‬‬
‫أهل ِ‬ ‫توقري � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.٤‬‬
‫أنف�سنا‪� ،‬إما ُمنا يف‬ ‫نكذب َ‬
‫اهلل يف � ِ‬ ‫ذلك‪« :‬ال‬ ‫العلماء وينز ُلهم مناز َلهم‪ِ ،‬‬
‫فم ْن �أقوا ِل ِه يف َ‬ ‫املبارك ُّ‬
‫يجل‬ ‫ابن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ كانَ ُ‬
‫من‬
‫قليل ْ‬
‫إ�ساءة للعلما ِء وال ّت ِ‬ ‫احلديث �سفيانُ ‪ ،‬ف�إذا اتّفقا ال �أبايل َمب ْن خالفَهما»‪ ،‬وكانَ ّ‬
‫يحذ ُر من ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفقه �أبو حنيفةَ‪ ،‬ويف‬
‫ِ‬
‫ذهب ْت �آخر ُت ُه»‪.‬‬
‫ا�ستخف بالعلما ِء َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪« :‬من‬ ‫�ش�أ ِنهم‬

‫‪105‬‬
‫�أُ ْن ُق ُد‪:‬‬

‫عليل‪:‬‬
‫املواقف الآتية مع ّز ًزا بالتّ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما ر�أيُ َك يف‬
‫فرعيةٍ؟‬
‫عن ال�س ّن ِة‪ ،‬لأ ّن ُه خال َف ُه ر�أيه يف م�س�أل ٍة ّ‬
‫باخلروج ِ‬
‫ِ‬ ‫ّهم ُه‬
‫عامل فات َ‬
‫رجل على ٍ‬ ‫َ‬
‫تطاول ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫العلم؟‬
‫أمرا خمتلفًا فيه ع ْن َد � ْأه ِل ِ‬
‫اللة لأ ّن ُه �أجا َز � ً‬
‫وال�ض ِ‬
‫باالبتداع ّ‬
‫ِ‬ ‫أحد العلما ِء وو�ص َف ُه‬ ‫�سب ٌ‬
‫رجل � َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ْهي ٍة ف�أخط�أَ فيها؟‬
‫اجتهد يف م�س�أل ٍة فق ّ‬
‫َ‬ ‫أحد العلما ِء لأ ّن ُه‬ ‫‪َ -‬كف ََّر ٌ‬
‫رجل � َ‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫منهج ُه‬
‫ُ‬
‫فح�سب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫العلم‬
‫جمع ِ‬ ‫الكم ِّي يف ِ‬
‫باجلانب ّ‬
‫ِ‬ ‫يهتم‬
‫املبارك ُّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫يكن ُ‬
‫ مل ِ‬
‫ابن‬
‫ألت َ‬ ‫َ‬
‫إ�سحاق‪� :‬س� ُ‬ ‫َ‬
‫ قال �أبو �‬
‫احلديث ا ّلذي‬
‫ُ‬ ‫الرحمن‪،‬‬ ‫عبد‬
‫املبارك‪ :‬يا �أبا ِ‬
‫ِ‬
‫النوعي ل ُه‪ ،‬داف ُع ُه يف َ‬
‫ذلك �أمان ُة‬ ‫ِّ‬ ‫أي�ضا �إىل االنتقا ِء‬
‫يتوج ُه � ً‬
‫بل كانَ اهتما ُمه َّ‬
‫ِ‬
‫الرب �أنْ ت�ص ّل َي ل َ‬
‫أبويك‬ ‫بعد ِّ‬
‫الرب َ‬
‫من ِّ‬ ‫املنهج الّذي التز َم‬
‫جاء‪� :‬إنَّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫هو‬
‫العلمي َ‬
‫ُّ‬ ‫التثب ُت‬
‫لذلك كانَ ّ‬ ‫َ‬ ‫للدين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واال�سترباء‬
‫ُ‬ ‫العلم‬
‫ِ‬
‫�صوم َك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مع �صال ِت َك‪ ،‬وت�صو َم لهما َ‬
‫مع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أخ�ضع ل ُه َّ‬
‫حيث كان‬ ‫ُ‬ ‫أحاديث‪،‬‬
‫َ‬ ‫من �‬
‫إليه ْ‬
‫ي�صل � ِ‬ ‫كل ما كانَ‬ ‫َ‬ ‫املبارك و�‬
‫ِ‬ ‫ِبه ابن‬
‫عن َم ْن هذا؟‬ ‫َ‬
‫إ�سحاق ْ‬ ‫هلل‪ :‬يا �أبا �‬
‫عبدا ِ‬ ‫َ‬
‫فقال ُ‬
‫َ‬ ‫إ�سنادها‪.‬‬
‫خالل � ِ‬
‫ِ‬ ‫يتحرى ما ُي ُ‬
‫قبل منها وما ُير ُّد من‬ ‫ّ‬
‫بن‬
‫�شهاب ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ِ‬ ‫قلت‪ :‬هذا من‬ ‫قال‪ُ :‬‬
‫قلت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫عن َم ْن َ‬
‫قال؟‬ ‫قال‪ :‬ثقةٌ‪ْ ،‬‬ ‫خرا�ش‪َ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫هلل ‪h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أحاديث‬
‫ِ‬ ‫من �‬
‫حيح ْ‬
‫ال�ص ِ‬
‫درا�سة ّ‬
‫ِ‬ ‫املبارك على‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫حر�ص ُ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫عن‬ ‫قال‪ :‬ثقةٌ‪َ ،‬‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫بن دينارٍ ‪َ ،‬‬
‫اج ِ‬‫احلج ِ‬
‫عن ّ‬ ‫احلديث ٌ‬
‫�شغل‬ ‫�صحيح‬ ‫حيث َ‬
‫قال‪« :‬لنا يف‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واال�شتغال بها على غ ِريها‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال‪ :‬يا �أبا‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قلت‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫َم ْن؟ ُ‬
‫�سقيم ِه»‪.‬‬
‫عن ِ‬
‫النبي‬
‫ني ِّ‬ ‫بن دينارٍ وب َ‬
‫اج ِ‬‫احلج ِ‬
‫ني ّ‬ ‫َ‬
‫إ�سحاق �إنَّ ب َ‬ ‫�‬
‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫املطي‪،‬‬ ‫تنقط ُع فيها � ُ‬
‫أعناق‬ ‫‪ h‬مفاو َز ِ‬ ‫فبم تع ّل َل‬
‫عيفة‪َ ،‬‬
‫ال�ض ِ‬
‫أحاديث ّ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض ال‬
‫املبارك َ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫هد �أور َد ُ‬
‫كتاب ال ّز ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬يف‬
‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫اختالف‪.‬‬ ‫ال�صدقة‬
‫ِ‬ ‫لي�س يف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫النبي‬
‫احلديث �إىل ِّ‬
‫َ‬ ‫ين�سب‬
‫ُ‬ ‫فهو ال‬‫َ‬ ‫ ‬
‫هلل ‪h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�سند مل ي ّت ْ‬
‫�صل �إىل‬ ‫ُ‬ ‫‪ h‬ما دا َم‬
‫اج ثقةً!!‬
‫املبارك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫العلم على �شخ�صيّ ِة ِ‬
‫�أث ُر ِ‬
‫احلج ُ‬
‫ّ‬ ‫و�إنْ كانَ‬
‫الورع واخل�شيةُ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬
‫املوقف الآتي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫املبارك من خاللِ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫الورع واخل�شي ِة عن َد ِ‬
‫جوانب ِ‬
‫ِ‬ ‫تو�ضيح‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫حاول م َع جمموع ِت َك الطالبيّ ِة‬ ‫‪L‬‬
‫ننتفع بها اليو َم‪َ ،‬‬
‫قال‪ :‬ولمِ َ‬ ‫فلي�س ُ‬
‫احلمام َ‬
‫ِ‬ ‫بهذ ِه‬
‫ننتفع ِ‬ ‫طيار ٌة‪َ ،‬‬
‫فقال ل�صاحب ِِه‪ :‬قد ك ّنا ُ‬ ‫املبارك َحما ٌم ّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫منزل ِ‬
‫‪ -‬كانَ يف ِ‬
‫أجل َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫من � ِ‬
‫ننتفع ب�شي ٍء منها ْ‬
‫َ‬ ‫نكر ُه �أنْ‬
‫فنحن َ‬
‫ُ‬ ‫فتزاوج ْت بها‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اختلط ْت بها حما ُم غ ِريها‬ ‫ذلك؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫َ‬

‫‪106‬‬
‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫ُ‬
‫يلحظ‬ ‫يكن‬
‫فلم ْ‬ ‫املبارك‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫مع ِ‬ ‫ال�سفر َ‬
‫َ‬ ‫حممدٍ يك ُرث‬
‫بن ّ‬ ‫القا�سم ُ‬
‫ُ‬ ‫ كانَ‬
‫فات كثري ٌة ُطب َِع‬
‫املبارك م�ؤ ّل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ البن‬
‫ِ‬
‫منها اثنانِ وهما‪:‬‬ ‫حتد ُث ُه ُ‬
‫نف�س ُه‪َ :‬مب‬ ‫وكثريا ما ّ‬
‫ً‬ ‫فيعجب من َ‬
‫ذلك‬ ‫ُ‬ ‫زياد ًة يف عباد ِت ِه على غ ِري ِه‪،‬‬
‫َ‬
‫ا�شتمل على‬ ‫والرقائق)‬ ‫(الزهد‬
‫ُ‬ ‫كتاب‬ ‫‪.١‬‬ ‫هم يف ليل ٍة‬
‫ا�س؟ فبي َنما ْ‬ ‫ال�شهر َة ب َ‬
‫ني ال ّن ِ‬ ‫هذه ُّ‬ ‫الرجل علينا ح ّتى َ‬
‫نال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ف َُ�ض َل هذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قت جمي ُعها‬
‫ن�س ْ‬
‫م�سندا‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫(‪ )١٥٩٩‬حدي ًثا‬ ‫ي�ست�صبح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وخرج ِبه‬
‫َ‬ ‫اج‬ ‫بع�ضهم و� َ‬
‫أخذ ال�سرّ َ‬ ‫على ع�شا ٍء انطف�أَ ال�سرّ ُ‬
‫اج‪ ،‬فقا َم ُ‬
‫هلل‬
‫طاعة ا ِ‬‫ِ‬ ‫أبواب يف‬
‫حتت عددٍ من ال ِ‬ ‫َ‬ ‫لت‬ ‫الدموع قد ب ّل ْ‬
‫َ‬ ‫املبارك فر�أى‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫حممدٍ �إىل ِ‬
‫بن ّ‬‫القا�سم ُ‬
‫ُ‬ ‫نظر‬
‫وحينما عا ُدوا َ‬
‫الني ِة ل ُه‪،‬‬
‫إخال�ص ّ‬
‫ِ‬ ‫جل جال َل ُه وعباد ِت ِه و�‬‫َّ‬ ‫وجه ُه وحلي َت ُه‪َ ،‬‬
‫جل علينا‪ ،‬ولع ّل ُه‬
‫الر ُ‬
‫اخل�شية ف َُ�ض َل هذا ّ‬
‫ِ‬ ‫بهذه‬
‫نف�س ِه‪ِ :‬‬
‫فقال يف ِ‬ ‫َ‬
‫واال�ستقامة‬
‫ِ‬ ‫وترك مع�صي ِت ِه‬
‫عليه ِ‬ ‫وال ّت ّ‬
‫وك ِل ِ‬
‫ذكر القيامةَ!‬
‫الظلمة َ‬
‫ِ‬ ‫ف�صار �إىل‬
‫َ‬ ‫ال�رساج‬
‫َ‬ ‫فقد‬
‫ني َ‬‫ح َ‬
‫الف�ضائل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والتوا�ضع‪ ،‬وغريِها من‬
‫ِ‬
‫ف‬ ‫كتاب �أ ّل َ‬
‫ٍ‬ ‫وهو � ّأو ُل‬
‫كتاب (اجلها ُد) َ‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬
‫النبي‬
‫يجمع ما ُر ِو َي عن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلهاد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫العلم‪:‬‬
‫ن�رش ِ‬‫‪ُ .٢‬‬
‫اجلهاد وثواب ِِه ومكان ِت ِه‬
‫ِ‬ ‫ف�ضائل‬
‫ِ‬ ‫‪ h‬يف‬ ‫يفدها‬
‫ال�صحن وكانَ ُ‬
‫ِ‬ ‫املبارك يف َم ْر َو كبري َة‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫دار ِ‬
‫كانت ُ‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬حلقاتُ العلمِ‪:‬‬
‫إ�سالم‪.‬‬
‫يف ال ِ‬ ‫العلم‪،‬‬ ‫العلم والعلما ِء فيجتمعونَ فيها َّ‬
‫كل ليل ٍة يتذاكرونَ‬
‫َ‬ ‫طلبة ِ‬‫جموع من ِ‬
‫ٌ‬
‫بعد!‬
‫تطبع ُ‬ ‫ول ُه م�ؤ ّل ٌ‬
‫فات �أخرى مل ْ‬ ‫ ‬
‫إليه‪.‬‬
‫ان�ضموا � ِ‬
‫ّ‬ ‫املبارك‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫خرج �إليهم ُ‬
‫َ‬ ‫ح ّتى �إذا‬
‫حفظنا»‪َّ ،‬‬
‫وظل‬ ‫الكتاب ما ْ‬
‫ُ‬ ‫العلم َ‬
‫قال‪« :‬لوال‬ ‫املبار ِك فحي َنما ُ�س ِئ َل عن ِ‬
‫كتابة ِ‬ ‫ابن َ‬ ‫عند ِ‬
‫أهمي ٌة كربى َ‬
‫للكتابة � ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬الكتبُ‪:‬‬
‫لعل الكلم َة ا ّلتي‬ ‫العلم؟ َ‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫تكتب َ‬‫ُ‬ ‫ا�س من ُه ف�س�ألو ُه‪� :‬إىل متى‬
‫عجب ال ّن ُ‬
‫َ‬ ‫الكتابة ح ّتى‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ -‬عاكفًا على‬ ‫َ‬
‫بعد!‬
‫أكتبها ُ‬
‫أنتفع بها مل � ْ‬
‫� ُ‬

‫والفعل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫القول‬
‫ِ‬ ‫‪ .٣‬احلكم ُة يف‬
‫فلما َ‬
‫دخل‬ ‫املبارك ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫إليه‪ّ ،‬‬
‫ال�سفر � ِ‬
‫َ‬ ‫فق�صد‬
‫َ‬ ‫والورع من خرا�سانَ‬ ‫ِ‬ ‫هد‬
‫هر بال ّز ِ‬
‫رجل ا�ش ُت َ‬
‫اهلل ‪ -‬عن ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ �سمع ُ‬
‫َ‬
‫جل‬ ‫الر ِ‬ ‫املبارك ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫اهلل ‪� -‬إ ّال �أنْ‬
‫ا�س �إىل ّ‬
‫بع�ض ال ّن ِ‬
‫فانطلق ُ‬
‫َ‬ ‫خرج عن ُه‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬
‫نحو ُه‪ ،‬ومل ي�أب ْه ِبه فما كانَ من ِ‬
‫يلتفت َ‬‫ْ‬ ‫عليه مل‬
‫ِ‬
‫بيد ِه‬ ‫نحو ُه و� َ‬
‫أم�سك ُه ِ‬ ‫م�رسعا َ‬
‫ً‬ ‫فخرج‬
‫َ‬ ‫احلديث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ني يف‬ ‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫فقال‪ :‬ال‪َ ،‬م ْن هذا؟ فقالوا‪ :‬هذا � ُ‬‫َ‬ ‫يقولونَ ل ُه‪� :‬أال تعر ُف ُه؟‬
‫املبارك ‪ -‬رحم ُه ُ‬ ‫وع ْظني‪َ ..‬‬ ‫وهو ُ‬
‫اهلل ‪ :-‬يا �أخي �إذا‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬
‫فقال ل ُه ُ‬ ‫وع ْظني‪ْ ..‬‬
‫اعذرين ِ‬ ‫اعذرين ِ‬
‫الرحمن ْ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫يقول ل ُه‪ :‬يا �أبا ِ‬ ‫َ‬
‫أف�ضل َ‬
‫منك‪.‬‬ ‫نف�س َك �أ َّن ُه � ُ‬
‫أيت يف ِ‬ ‫ب�رص َك على �أحدٍ �إال ور� َ‬
‫خرج َت من منز ِل َك فال يق َع َّن ُ‬ ‫ْ‬

‫‪107‬‬
‫أ�ُ َبينِّ ُ ‪:‬‬

‫املبارك هذ ِه النّ�صيح َة دونَ غ ِريها؟‬


‫ِ‬ ‫‪ L‬مِل َ اختا َر ُ‬
‫ابن‬
‫كيف ترى لكلٍّ من ه�ؤال ِء بالأف�ضليّ ِة َ‬
‫منك‪:‬‬ ‫‪َ L‬‬
‫الغني ‪ -‬العا ُمل؟‬
‫ُّ‬ ‫‪-‬‬ ‫الفقري‬
‫ُ‬ ‫املري�ض ‪-‬‬

‫فيه‬
‫ي�صنع ِ‬
‫ُ‬ ‫ذنب قد م�ضى ال يدري ما‬ ‫أربع‪ٍ :‬‬
‫والف�ضل) ال ي�أ َمنونَ ِم ْن � ٍ‬
‫ِ‬ ‫�رصاء (� َ‬
‫أهل ال ّتقوى‬ ‫الب َ‬ ‫املبارك‪� :‬إنَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫َ‬
‫قال ُ‬ ‫ ‬
‫وا�ستدراج‪ ،‬و�ضاللة‬
‫ٌ‬ ‫العبد لع ّل ُه َم ْك ٌر‬
‫أعطي ُ‬‫وف�ضل قد � َ‬
‫ٍ‬ ‫الهلكة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫فيه َ‬
‫بقي ال يدري ما ِ‬‫وع ُم ٍر قد َ‬‫وجل ‪ُ ،-‬‬‫الرب ‪ -‬ع َّز َّ‬
‫ُّ‬
‫ي�شعر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫املرء دي َن ُه وال‬
‫ي�سلب َ‬
‫ُ‬ ‫قلب �ساع ًة فقد‬
‫وزيغ ٍ‬
‫هدى‪ِ ،‬‬
‫قد ُز َّي َن ْت يراها ً‬
‫التق�سيم؟‬
‫ِ‬ ‫نف�س َك من هذا‬
‫أين جت ُد َ‬
‫‪َ �L‬‬

‫َ‬
‫فقال �سفيانُ ‪ :‬بل‬ ‫اغتب َت ُه‪.‬‬
‫ملن ْ‬‫ت�ستغفر ِ‬
‫َ‬ ‫يبة �أنْ‬
‫الغ ِ‬
‫من ِ‬
‫بن ُع َي ْي َنةَ‪ :‬التوب ُة َ‬
‫املبارك ل�سفيانَ ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫هلل ُ‬
‫عبدا ِ‬
‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫مرتنيِ ‪.‬‬
‫املبارك‪ :‬ال ت�ؤذو ُه ّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫فيه‪َ ،‬‬
‫فقال ُ‬ ‫ت�ستغفر ّمما ق ْل َت ِ‬
‫َ‬

‫مع الغنى‪:‬‬
‫الزهد َ‬
‫ُ‬ ‫‪.٤‬‬
‫أمر‬
‫كيف ي� ُ‬
‫بع�ضهم َ‬ ‫عليه ُ‬ ‫وافر الثرّ ا ِء‪ ،‬ف� َ‬
‫أنكر ِ‬ ‫أ�صبح بها َ‬ ‫جارة ح ّتى � َ‬ ‫ُ‬
‫يعمل يف ال ّت ِ‬ ‫بالعلم‬
‫ِ‬ ‫مع ان�شغا ِل ِه‬
‫املبارك َ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫‪ -‬كانَ ُ‬
‫أفعل ذا لأ�صونَ وجهي‪ ،‬و�أكر َم ِعر�ضي‪،‬‬ ‫يجتمعان ف�أجا َبهم‪�« :‬إنمّ ا � ُ‬
‫ِ‬ ‫�ضد ِان ال‬
‫باملال! ظ ّنا �أ ّنهما ّ‬
‫ِ‬ ‫ويتاجر‬
‫ُ‬ ‫بالزهد‬
‫ِ‬
‫طاعة ر ّبي»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني ِبه على‬
‫و�أ�ستع َ‬
‫العلم‬
‫أهل ِ‬ ‫يف�ض ُل ال َ‬
‫إنفاق على � ِ‬ ‫إليه‪ ،‬وكانَ ّ‬
‫�سارع � ِ‬
‫َ‬ ‫هلل حقًّا يف جمالٍ �إ ّال‬
‫�سخيا كرميًا يف �إنفا ِق ِه‪ ،‬ال يرى ِ‬
‫املبارك ًّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫‪ -‬كانَ ُ‬
‫العلم‬
‫علمهم‪ ،‬و�إنْ �أع ّناهم ب ّثوا َ‬
‫�ضاع ُ‬
‫َ‬ ‫بالعلم)‬
‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ذلك َ‬
‫قال‪« :‬ف�إنْ تركناهم (�أي املن�شغل َ‬ ‫ئل عن َ‬
‫وعندما ُ�س َ‬
‫َ‬ ‫خا�صةً‪،‬‬
‫ّ‬
‫العلم»‪.‬‬
‫بث ِ‬ ‫النبوة � َ‬
‫أف�ضل ِم ْن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫حممدٍ ‪ h‬وال � ُ‬
‫أعلم َ‬ ‫ل ّأم ِة ّ‬

‫‪108‬‬
‫�أح ِّد ُد‪:‬‬

‫التجاري‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫العمل‬
‫املبارك من ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫‪ L‬ح ّد ْد � َ‬
‫أهداف ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫إنفاق‪:‬‬
‫‪ .٥‬الفق ُه يف ال ِ‬
‫و�سار‬
‫َ‬ ‫أمر ب�إلقا ِئ ِه على مزبل ٍة َ‬
‫هناك‪،‬‬ ‫طائر م َعهم ف� َ‬
‫فمات ٌ‬
‫َ‬ ‫البالد‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫مر ًة �إىل ِّ‬
‫احلج فاجتا َز َ‬ ‫املبارك ّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ خرج ُ‬
‫َ‬
‫ائر‬ ‫ذلك ّ‬
‫الط َ‬ ‫أخذ ْت َ‬‫خرج ْت من دارٍ قريب ٍة منها ف� َ‬ ‫َ‬ ‫باملزبلة �إذا جاري ٌة قد‬
‫ِ‬ ‫مر‬
‫فلما َّ‬
‫وراءهم‪ّ ،‬‬
‫هو َ‬ ‫ف َ‬‫�أ�صحا ُب ُه �أما َم ُه وتخ ّل َ‬
‫لي�س لنا �شي ٌء �إال‬
‫فقالت‪� :‬أنا و�أخي هنا َ‬‫ْ‬ ‫للميتة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فجاء ف�س�أ َلها عن � ِ‬
‫أمرها و� ْأخ ِذها‬ ‫الد ِار‪َ ،‬‬
‫أ�رسعت ِبه �إىل ّ‬
‫ْ‬ ‫ثم ل ّف ْت ُه و�‬
‫املي َت‪َّ ،‬‬
‫ْ‬
‫أحمال‬
‫ِ‬ ‫املبارك بر ِّد ال‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫أمر ُ‬ ‫املزبلة‪ ،‬وقد ح َّل ْت لنا املَ ْي َت ُة ُ‬
‫منذ �أ ّي ٍام‪ ،‬ف� َ‬ ‫ِ‬ ‫هذه‬
‫قوت �إال ما ُيلقى على ِ‬‫ولي�س لنا ٌ‬
‫َ‬ ‫إزار‪،‬‬
‫هذا ال ُ‬
‫الباقي‪،‬‬
‫َ‬ ‫أعطها‬
‫دينارا تكفينا �إىل َم ْر َو‪ ،‬و� ِ‬
‫ع�رشين ً‬
‫َ‬ ‫عد منها‬ ‫ألف دينارٍ ‪َ ،‬‬
‫فقال‪َّ :‬‬ ‫النفقة؟ َ‬
‫قال‪ُ � :‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫كم َ‬
‫معك َ‬ ‫َ‬
‫وقال لوكي ِله‪ْ :‬‬
‫حج ُه‪.‬‬
‫الغيا َّ‬
‫رجع ً‬‫ثم َ‬
‫العام‪َّ .‬‬
‫حجنا يف هذا ِ‬ ‫فهذا � ُ‬
‫أف�ضل من ِّ‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ات‪ّ ،‬‬
‫املبارك لفق ِه الأولويّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫تطبيق ِ‬
‫املوقف دالل ٌة على ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬يف‬

‫�أُحللُ‪:‬‬
‫خم�س‬
‫َ‬ ‫يبعد عن ُه‬
‫احلي ُ‬
‫م�سجد ِّ‬
‫َ‬ ‫درهم‪ ،‬لأنَّ‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫خم�سة مالي َ‬
‫ِ‬ ‫مببلغ‬
‫لدار ِه ِ‬ ‫جماورا ِ‬ ‫ً‬ ‫م�سجدا‬
‫ً‬ ‫يبني‬
‫املو�رسين �أرا َد �أنْ َ‬
‫َ‬ ‫أحد‬
‫� ُ‬ ‫ ‬
‫لي�ست�شريهما‪:‬‬‫َ‬ ‫أمر على اب َن ْي ِه االثننيِ‬
‫فعر�ض ال َ‬
‫َ‬ ‫م�شيا‪،‬‬
‫دقائق ً‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫فقد َ‬ ‫وقال ل ُه مه ّن ًئا‪� :‬أدعو َ‬ ‫والد ُه َ‬
‫هلل ‪:h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬ ‫يجعل َ‬
‫لك ِبه بي ًتا يف اجل ّن ِة‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اهلل �أنْ‬ ‫�شج َع َ‬ ‫االبن ال ّأو ُل ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬ ‫ ‬
‫«من ب َنى م�س ِج ًدا لهلِ ِ ب َنى ُ‬
‫اهلل َل ُه فيِ الجْ َ َّن ِة ِم ْث َل ُه»(‪.)1‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬
‫بالدنا‪� ،‬أو �أنْ‬
‫ني �شا ًّبا من �أبنا ِء ِ‬
‫لتزويج �أربع َ‬
‫ِ‬ ‫املبلغ‬
‫تترب َع بهذا ِ‬ ‫َ‬
‫عليك يا �أبي �أنْ ّ‬ ‫أ�شري‬
‫لوالد ِه‪ُ � :‬‬
‫قال ِ‬ ‫االبن ال ّثاين َ‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬ ‫ ‬
‫الفقرية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي ِة‬
‫ّ‬ ‫ول ال‬
‫الد ِ‬
‫أيتام يف �إحدى ّ‬
‫لرعاية ال ِ‬
‫ِ‬ ‫دارا‬
‫تبني م�ستو�صفًا �أو ً‬
‫َ‬
‫توافق ر�أيَ ُه؟ وملاذا؟‬
‫‪ L‬ف�أيُّهما ُ‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪109‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬
‫رحم ُه اهللُ ‪ -‬يف خدم ِة ال�سنّ ِة النبويّ ِة؟‬
‫املبارك ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫بن‬ ‫‪ L‬ما ال ّدو ُر الّذي قا َم ب ِه عب ُدا ِ‬
‫هلل ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي�صدق فيها ما ي�أتي‪:‬‬ ‫رحم ُه اهللُ ‪-‬‬
‫املبارك ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫مواقف من حيا ِة ِ‬
‫َ‬ ‫اذكر‬
‫‪ْ L‬‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱪ‪( .‬طه ‪.)114‬‬ ‫ُ‬
‫قول ا ِ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﱪ‪( .‬فاطر ‪.)28‬‬ ‫ُ‬
‫قول ا ِ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬
‫يفتي؟ َ‬
‫قال‪� :‬إذا كانَ عاملًا بال ِأثر‬ ‫الر َ‬ ‫ُ‬
‫ب�صريا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جل �أنْ َ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪ :-‬متى َي َ�س ُع ّ‬
‫املبارك ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ �س ِئ َل ُ‬
‫ابن‬
‫رحم ُه اهللُ؟‬
‫املبارك ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ملن�صب الفتوى عن َد ِ‬
‫ِ‬ ‫مات الت�ص ّد ِر‬
‫‪ L‬ما مق ّو ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪110‬‬
‫توافرها يف املفتي؟‬
‫يجب ُ‬ ‫مات الأخرى الّتي ُ‬
‫‪ L‬ما املق ّو ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫احلافظ ابن ع�ساكر رحم ُه ُ‬ ‫َ‬


‫واعلم �أنَّ‬
‫ْ‬ ‫منتق�صيهم معلومةٌ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫اهلل‪� :‬إنَّ حلو َم العلما ِء م�سموم ٌة وعاد ُة ا ِ‬
‫هلل يف ه ْت ِك‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫قال‬ ‫ ‬
‫مَنْ �أطلقَ ل�سانَهُ يف ال َثّلْبِ منَ العلماءِ ابتالهُ اهللُ قبلَ موتِهِ مبوتِ القلبِ َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ‪( .‬النور ‪.)63‬‬
‫ع�ساكر �أم يخا ِل ُف ُه؟ وما دلي ُل َك على َ‬
‫ذلك؟‬ ‫َ‬ ‫ابن‬ ‫ُ‬
‫احلافظ ُ‬ ‫يوافق في ِه‬
‫ُ‬ ‫موقف جتا َه العلماءِ‪ ،‬فهلْ‬
‫ٌ‬ ‫رحم ُه اهلل‬
‫املبارك َ‬
‫ِ‬ ‫البن‬
‫‪ L‬كانَ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬

‫ا�ستنتج ما يَ ُّ‬
‫دل علي ِه القوالنِ الآتيانِ ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ L‬اقر�أْ َّثم‬
‫النبي ‪h‬‬
‫املبارك �إال ب�صحب ِتهم َّ‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫أيت لهم ف�ض ً‬
‫ال على ِ‬ ‫حابة فما ر� ُ‬
‫ال�ص ِ‬
‫أمر ّ‬
‫«نظر ُت يف � ِ‬
‫ْ‬ ‫ابن عيينةَ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ قال ُ‬
‫وغزوهم م َعه»(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املبارك»(‪.)2‬‬ ‫بن‬ ‫عيناي َ‬
‫مثل عبد اهلل ِ‬ ‫البيت ما ر� ْأت‬
‫«ورب هذا ِ‬ ‫يا�ض رحم ُه ُ‬
‫اهلل‪:‬‬ ‫بن ِع ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫الف�ضيل ُ‬ ‫قال‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬تهذيب الكمال‪ :‬يو�سف بن الزكي املزي‪ ،‬ج‪� ،16‬ص‪ )2( .16‬معرفة علوم احلديث للحاكم الني�سابوري‪� ،‬ص‪.67‬‬
‫‪111‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫الو�صول �إىل‬
‫ِ‬ ‫كبري يف‬
‫أثر ٌ‬ ‫احلديث وتدوي ُن ُه ل ُه � ٌ‬
‫ِ‬
‫أعلم و�أعمل‪:‬‬
‫جمع‬
‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬
‫أهم كتب‬
‫ّ‬
‫العظيمة‬
‫ِ‬ ‫اجلهود‬
‫ِ‬
‫ال�رشعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬
‫تك�شف عن‬ ‫ُ‬
‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫إثبات ال‬
‫احلديث‬
‫ِ‬
‫الأدلّ ِة و� ِ‬
‫فات‬
‫‪-‬م�ص ّن ُ‬
‫رواية الحديث الشريف‬
‫جمع ال�س ّن ِة وتبويبِها‪.‬‬ ‫أئم ُة يف ِ‬ ‫الّتي بذ َلها ال ّ‬
‫ت�صنيفها وترتيبِها‬
‫ِ‬ ‫طرائق‬
‫ِ‬ ‫تتنو ُع يف‬
‫احلديث ّ‬ ‫ِ‬ ‫كتب‬
‫‪ُ -‬‬
‫احلديث منها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخراج‬
‫ِ‬ ‫وطرائق‬
‫ِ‬ ‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫جانب �أ ّن ُه كال ُم‬


‫ِ‬ ‫احلديث �إىل‬
‫َ‬ ‫إ�سالمي ِة‪ ،‬لأنَّ‬
‫ّ‬ ‫يعة ال‬
‫علوم ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫طليعة‬
‫ِ‬ ‫يف ت�أتي يف‬
‫النبوي ال�شرّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫علو ُم‬ ‫ ‬
‫ني‪ً ،‬‬
‫حفظا ورواي ًة ودرايةً‪،‬‬ ‫عند علما ِء امل�سلم َ‬
‫باهتمام كب ٍري َ‬
‫ٍ‬ ‫حظي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لذلك‬ ‫وتف�سري ُه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أي�ضا بيانُ القر� ِآن‬
‫فهو � ً‬
‫�سول ‪َ h‬‬
‫الر ِ‬‫ّ‬
‫ني‬
‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫ألقاب‪( ،‬فالإما ُم) و(� ُ‬
‫أديان‪ ،‬وعلى � ِإثرها نالوا �أ�سمى ال ِ‬
‫تاريخ ال ِ‬‫ِ‬ ‫نظري لها يف‬ ‫و�رضبوا يف َ‬
‫ذلك �أمثل ًة ال َ‬
‫�صفوف‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫احلديث ب َ‬
‫ِ‬ ‫علماء‬
‫ُ‬ ‫املكانة ا ّلتي ّ‬
‫تبو�أها‬ ‫ِ‬ ‫تك�شف عن‬
‫ُ‬ ‫ألقاب‬
‫و(املحد ُث) و(امل�س ِن ُد) � ٌ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫و(احلافظ)‬ ‫احلديث)‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫قيام‬
‫نربا�سا لل ّأم ِة ح ّتى ِ‬
‫العلم وتدوي ِن ِه ليبقى ً‬
‫حفظ هذا ِ‬
‫لقاء ما بذلو ُه من جهودٍ حثيث ٍة يف ِ‬
‫إ�سالمي‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫املجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫العلما ِء يف‬
‫اعة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬
‫ّ‬
‫والكتب؟‬
‫ِ‬ ‫نات‬ ‫يف ومل يُ ْ‬
‫حفظ يف املد ّو ِ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫احلديث رّ‬
‫ُ‬ ‫يحدث لو ملْ يد ّونِ‬
‫َ‬ ‫‪ L‬فماذا تتوقّ ُع �أنْ‬

‫احلديث ال�ّش ِ‬
‫ـريف‪:‬‬ ‫كتب ِ‬ ‫�أهمّ ِ‬
‫ني م َع‬
‫النووي‪ ،‬عن �أ�سما ِء ع�رش َة علما ٍء من املح ّدث َ‬
‫ِّ‬ ‫ني النوويّ ِة للإما ِم‬
‫كتاب الأربع َ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِت َك ال ّطالبيّ ِة ْ‬
‫ابحث يف ِ‬
‫واحد منهم �إنْ ُوجِ َد‪َّ ،‬ثم َ�س ِّج ْلهم يف القائم ِة الآتي ِة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫كتاب كلِّ‬
‫ِ‬
‫تاب‬
‫الك ُ‬
‫ِ‬ ‫العامل ُ‬ ‫م‬
‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪112‬‬
‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪................................................ ...................................‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪................................................ ................................... 10‬‬

‫مالك‪:‬‬
‫إمام ٍ‬ ‫‪1‬ـ ّ‬
‫موط�أُ ال ِ‬
‫أبواب‬ ‫َ‬
‫و�صل �إلينا كام ً‬
‫ال ومرت ًّبا على � ِ‬ ‫يف‬‫احلديث ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫كتاب يف‬
‫ٍ‬ ‫ � ّأو ُل‬
‫ُ‬
‫عنده‬
‫�صح َ‬‫فيه ما َّ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪ ،-‬ا ّلذي َ‬
‫جمع ِ‬ ‫مالك» ‪َ -‬‬ ‫«موط�أُ ال ِ‬
‫إمام ٍ‬ ‫ّ‬ ‫العلم هو‬
‫(‪)١‬‬
‫افعي‬ ‫ِ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ كانَ الإما ُم‬
‫حابة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهم‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫فيه � َ‬
‫ف‬ ‫املوط�أَ على ِّ‬
‫كل ما ُ�ص ِّن َ‬ ‫ّ‬ ‫يف�ض ُل‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أقوال ّ‬ ‫وذكر ِ‬
‫َ‬ ‫وتاريخ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أحاديث‪ ،‬وتف�سريٍ‪،‬‬
‫َ‬ ‫من �‬
‫قال‪:‬‬‫حيث َ‬ ‫احلديث �إىل وق ِته‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫أئم ِة قب َل ُه‪.‬‬
‫ني وال ّ‬
‫‪ -‬وال ّتابع َ‬
‫هلل‬
‫كتاب ا ِ‬
‫بعد ِ‬ ‫أر�ض َ‬
‫أدمي ال ِ‬
‫ما على � ِ‬
‫مالك(‪.)2‬‬ ‫أ�صح من ّ‬
‫موط ِ�أ ٍ‬ ‫� ُّ‬

‫‪2‬ـ �صحي ُح البخاريّ ‪:‬‬


‫احلديث‬ ‫�شيوخ‬ ‫�شيخ من‬ ‫البخاري ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫اهلل ‪ )3(-‬ب�أك َرث من � ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألف ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ التقى الإما ُم‬
‫حيح‪،‬‬
‫ال�ص ُ‬
‫اجلامع ّ‬
‫ُ‬ ‫أبرزها‬
‫ومن � ِ‬
‫يف ْ‬
‫احلديث ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫كتبا كثري ًة يف‬
‫ف ً‬ ‫أخذ عنهم‪ ،‬وقد �ألّ َ‬
‫لي� َ‬
‫مع‬
‫حديث َ‬‫ٍ‬ ‫يزيد على (‪)٧٠٠٠‬‬
‫فيه ما ُ‬ ‫حيح ْ‬
‫فقط‪ِ ،‬‬ ‫ال�ص ِ‬
‫احلديث ّ‬
‫ِ‬ ‫ف يف‬ ‫كتاب ُ�ص ِّن َ‬
‫ٍ‬ ‫وهو � ّأو ُل‬
‫َ‬
‫�ست ع�رش َة �سنةً‪،‬‬ ‫َ‬
‫خالل َّ‬ ‫ف‬‫وجمع هذا امل�ص ّن َ‬
‫َ‬ ‫حديث‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫مئة � ِ‬
‫اختارها من �س ّت ِ‬‫َ‬ ‫املكر ِر‪،‬‬
‫ّ‬
‫و�ضع ُت‬
‫ْ‬ ‫�صح ِت ِه �أ ّن ُه َ‬
‫قال‪« :‬وما‬ ‫فيه �إال ما تيق َّن من ّ‬
‫ي�ضع ِ‬
‫حر�صه على �أنْ ال َ‬
‫ِ‬ ‫وكانَ من‬
‫مع �أنَّ‬
‫اخت�صارا‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫اال�سم‬
‫ِ‬ ‫البخاري بهذا‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح‬
‫ُ‬ ‫ا�شتهر‬
‫َ‬ ‫فيه حدي ًثا �إ ّال و�ص ّل ْي ُت ركعتنيِ »‪،‬‬
‫ِ‬
‫يخالف َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫للكتاب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الكامل‬ ‫اال�سم‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬هو الإمام مالك بن �أن�س بن مالك �صاحب املذهب امل�شهور‪ ،‬ولد �سنة ‪93‬هـ وتويف ‪179‬هـ‪ )2( .‬علوم احلديث (من جمموع الفتاوي)‬
‫‪113‬‬ ‫البن تيمية‪ ،‬ج‪� ،18‬ص‪ )3( .74‬هو حممد بن �إ�سماعيل البخاري‪ ،‬ولد �سنة ‪194‬هـ مبدينة بخارى وتويف �سنة ‪256‬هـ‪.‬‬
‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫الكامل‬
‫ِ‬ ‫اال�سم‬
‫ِ‬ ‫تتو�صلَ �إىل‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫حاول �أنْ‬ ‫البخاري‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬من خاللِ مق ّدم ِة‬
‫العلماء قدميًا‬
‫ُ‬ ‫ و�صف‬
‫َ‬ ‫للكتاب‪.‬‬
‫ِ‬
‫البخاري» ب أ� ّن ُه‬
‫ِّ‬ ‫«�صحيح‬
‫َ‬ ‫وحدي ًثا‬
‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬
‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫فة يف‬
‫الكتب امل�ص ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�صح‬
‫� ُّ‬
‫كتاب‬
‫ٍ‬ ‫أ�صح‬ ‫يف‪ْ ،‬‬
‫بل و�أ ّن ُه � ُّ‬ ‫ال�شرّ ِ‬ ‫البخاري ‪ -‬رح َم ُه ا ُ‬
‫هلل ‪ -‬يف �صحيحِ ه‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫إمام‬
‫منهج (�شـرطُ ) ال ِ‬
‫ُ‬
‫أئم ُة‬
‫أجمع � ّ‬
‫الكرمي‪ ،‬و� َ‬
‫ِ‬ ‫بعد القر� ِآن‬
‫َ‬ ‫البخاري ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫ال�رشط ا ّلذي � َ‬
‫أخرج مبوجب ِِه‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ -‬على‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ين�ص الإما ُم‬
‫ مل َّ‬
‫فيه‬
‫جميع ما ِ‬
‫َ‬ ‫احلديث على �أنَّ‬
‫ِ‬
‫عنوان كتاب ِِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البخاري من‬
‫ِّ‬ ‫العلماء ا�ستنبطوا َ‬
‫�رشط‬ ‫َ‬ ‫ولكن‬
‫َّ‬ ‫أحاديث كتاب ِِه‬
‫َ‬ ‫�‬
‫�صحيح‪ ،‬وقد‬
‫ٌ‬ ‫املرفوع‬
‫ِ‬ ‫�صل‬
‫من امل ّت ِ‬‫َ‬
‫وا�ستنتج من ُه �رش َط ُه‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫�ص عنوانَ‬
‫تفح ْ‬
‫‪ّ L‬‬
‫بالقبول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تل ّق ْت ُه ال ّأم ُة‬
‫ن�ستنتج من قو ِل ِه (اجلامع)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫(ال�صحيح)‪.‬‬
‫‪ -‬ومن قو ِل ِه ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬ومن قو ِل ِه (امل�سند)‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫أ�ضف �رش ًطا � َ‬
‫آخر من خاللِ هذ ِه العبار ِة‪.‬‬ ‫‪ْ �L‬‬
‫مر ًة واحدةً»‪.‬‬
‫ثبوت لقا ِئ ِه ل ُه ولو ّ‬ ‫الراوي َم ْن يروي عنه َب ْل � َ‬
‫أوجب َ‬ ‫يعا�رص ّ‬
‫َ‬ ‫البخاري ب�أنْ‬
‫ُّ‬ ‫يكتف الإما ُم‬
‫ِ‬ ‫«لمَ ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪3‬ـ �صحي ُح م�سل ٍم‪:‬‬


‫خم�س ع�رش َة �سنةً‪ ،‬وقد ت� ّأ�سى يف تدوي ِن ِه‬
‫َ‬ ‫�صحيح ُه ا ّلذي �ص ّن َف ُه يف‬
‫ُ‬ ‫أ�شهرها‬
‫كتبا كثريةً‪ ،‬و� ُ‬
‫ً‬
‫(‪)١‬‬
‫م�سلم‬
‫ٌ‬ ‫ف الإما ُم‬
‫ �ص ّن َ‬
‫أبواب‪ ،‬وعد ُد �أحادي ِث ِه‬
‫مق�س ٌم �إىل � ٍ‬
‫كتاب ّ‬
‫ٍ‬ ‫كتب‪ُّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫مق�س ٌم �إىل ٍ‬
‫وهو ّ‬
‫عند ُه‪َ ،‬‬ ‫فيه �إ ّال ما َّ‬
‫�صح َ‬ ‫ي�ضع ِ‬
‫حيث مل ْ‬
‫ُ‬ ‫بالبخاري‬
‫ِّ‬
‫نحو (‪ )٧٢٧٥‬حدي ًثا‪.‬‬
‫باملكر ِر ُ‬
‫ّ‬

‫(‪ )١‬هو م�سلم بن احلجاج الق�شريي الني�سابوري‪ ،‬ولد �سنة ‪٢٠٤،‬هـ وتويف �سنة ‪ ٢٦١‬هـ يف ن�رص �آباد �إحدى قرى ني�سابور‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫العلماء‬
‫َ‬ ‫ولكن‬
‫َّ‬ ‫(�رشط ِه)‬
‫منهج ِه ِ‬
‫م�سلم على ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ين�ص الإما ُم‬
‫ومل َّ‬ ‫ ‬
‫التخريج‬
‫ِ‬ ‫حيث التز َم يف‬
‫ُ‬ ‫أحاديث كتاب ِِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ا�ستنبطو ُه با�ستقرا ِء �‬
‫ال�ضابط عن مث ِل ِه‬
‫ِ‬ ‫العدل‬
‫ِ‬ ‫بنقل‬
‫ال�سند ِ‬
‫ِ‬ ‫ّ�صال‬
‫ال�ص ّح ِة من ات ِ‬
‫ب�رشوط ِّ‬
‫ِ‬
‫باملعا�رصة‬
‫ِ‬ ‫من � ّأو ِل ِه �إىل منتها ُه من غ ِري �شذوذٍ وال ع ّلةٍ‪ ،‬واكتفى‬
‫لت�شجيع القراءة ِ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الفعاليات الإماراتيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫ُ‬
‫أفراد‬
‫لدعم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫إمارات تقر�أُ» م�سابق ٌة وطني ٌة‬
‫ُ‬ ‫‪« -‬ال‬ ‫واملروي عن ُه‪ ،‬لأنَّ‬
‫ِّ‬ ‫الراوي‬
‫اجتماع ّ‬
‫ُ‬ ‫يثبت‬
‫الروايات‪ ،‬و�إنْ مل ْ‬
‫ِ‬ ‫لقبول‬
‫ِ‬
‫القراءة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت�شجيع‬
‫ِ‬ ‫جمال‬ ‫ُ‬
‫تعمل يف ِ‬ ‫املحلية ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫ؤ�س�سات‬
‫ِ‬ ‫وامل�‬ ‫و�سمع من ُه‪.‬‬
‫َ‬ ‫لقي ُه‬
‫عم ْن َ‬
‫الراوي الثق َة ال يروي �إال ّ‬
‫َ‬
‫املقروءة‬
‫ِ‬ ‫الق�صرية‬
‫ِ‬ ‫للق�ص ِة‬
‫ّ‬ ‫«اجلميع يقر أ�ُ» م�سابق ٌة َّ‬
‫حملي ٌة‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ني‪.‬‬
‫بطريقة (برا َيل) للمكفوف َ‬
‫ِ‬
‫ني‪:‬‬
‫ال�صحيح ِ‬
‫ني ّ‬‫املوازن ُة ب َ‬
‫ُ‬
‫يهدف‬ ‫�سنوي‬
‫ٌ‬ ‫امل�ستعم ِل» مهرجانٌ‬
‫َ‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫‪« -‬مهرجانُ‬ ‫�رشوط‬
‫ِ‬ ‫علميا دقيقًا يقو ُم على‬
‫ًّ‬ ‫يعد م�ص ّنفًا‬
‫‪ِ .١‬كال الكتابنيِ ُّ‬
‫القارئ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫القطيعة ب َ‬
‫ِ‬ ‫حاجز‬
‫ِ‬ ‫القراءة وك� ِرس‬
‫ِ‬ ‫ت�شجيع‬
‫ِ‬ ‫�إىل‬ ‫ال�صح ِة‪.‬‬
‫ّ‬
‫والكتاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�صحةُ‪،‬‬ ‫حيث‬
‫م�سلم من ُ‬ ‫�صحيح‬ ‫قد ُم على‬
‫البخاري ُي َّ‬ ‫�صحيح‬ ‫‪.٢‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يت�ضم ُن‬
‫ّ‬ ‫القراءة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لت�شجيع‬
‫ِ‬ ‫برنامج‬
‫ٌ‬ ‫العابر»‬
‫ُ‬ ‫«الكتاب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ح�سن‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫البخاري من‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح‬
‫ِ‬ ‫م�سلم على‬
‫ٍ‬ ‫و�صحيح‬
‫ُ‬
‫عرب‬
‫العام ِة �أو َ‬
‫ّ‬ ‫أماكن‬
‫برتكها يف ال ِ‬
‫مة ِ‬‫الكتب املع َّل ِ‬
‫ِ‬ ‫مترير‬
‫َ‬
‫تيب‪.‬‬
‫ياغة والترّ ِ‬
‫ال�ص ِ‬
‫ّ‬
‫الأ�صدقا ِء‪.‬‬
‫ت�شجيع‬ ‫ُ‬
‫تهدف �إىل‬ ‫وطني ٌة متنقلةٌ‪،‬‬ ‫‪........................................................ .3‬‬
‫ِ‬ ‫كتاب» مكتب ٌة ّ‬
‫‪« -‬حافل ُة ٍ‬
‫للكتب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الو�صول‬
‫ِ‬ ‫وت�سهيل‬
‫ِ‬ ‫القراءة‬
‫ِ‬ ‫ثقافة‬
‫ِ‬ ‫‪........................................................‬‬

‫�أَقر�أُ و�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫ال�صحاح خماف َة‬ ‫�صح‪ْ ،‬‬


‫وترك ُت من‬ ‫البخاري ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫اهلل ‪« :-‬ما �أدخ ْل ُت يف كتابي‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اجلامع �إال ما َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ قال الإما ُم‬
‫عليه»‪.‬‬
‫أجمعوا ِ‬
‫و�ضع ُت ما � َ‬
‫ْ‬ ‫و�ضع ُت ُه ها هنا‪ ،‬و� مّإنا‬
‫ْ‬ ‫�صحيح‬
‫ٌ‬ ‫«لي�س ُّ‬
‫كل �شي ٍء عندي‬ ‫َ‬ ‫م�سلم‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الطول»‪َ ،‬‬
‫وقال الإما ُم‬ ‫ِ‬
‫ال�صحيح ِة؟‬
‫أحاديث ّ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستوعب ال�صحيحانِ جمي َع ال‬
‫َ‬ ‫‪ L‬فهل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ت�ستنتج من َ‬
‫ذلك؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ L‬ماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫حيحة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ال�ص‬
‫أحاديث ّ‬
‫ِ‬ ‫بجمع ال‬
‫ِ‬ ‫الكتب الأخرى التي اخ ُت ّ�ص ْت‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ومن‬
‫ابن خزميةَ‪.‬‬
‫�صحيح ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬ ‫ ‬
‫حبانَ ‪.‬‬
‫ابن ّ‬
‫�صحيح ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬ ‫ ‬

‫‪115‬‬
‫‪4‬ـ �س نَ ُُن النّ�سائي «امل ْجتَبى»‪:‬‬
‫واختار من ُه‬
‫َ‬ ‫نن الكربى»‬ ‫با�سم‪« :‬ال�س ُ‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫كبريا ُع ِر َ‬
‫�سائي كتا ًبا ً‬
‫(‪)1‬‬
‫و�ضع ال َّن ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ا�سم‪« :‬املُ ْج َت َبى ِم َن ال�سننِ‬
‫عليه َ‬ ‫كتاب �أُ َ‬
‫طلق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وو�ض َع َها يف‬
‫َ‬ ‫أحاديث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من ال‬
‫جمموع ًة َ‬
‫ال�صغرى» �أو «�سننِ ال َّن َ�سائي»‪.‬‬
‫وا�ش َت َهر بـ ‪« :‬ال�سننِ ُ‬
‫الكبرْ َ ى» ْ‬
‫وجمع‬
‫َ‬ ‫عناوين دقيقةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫�ضع لها‬
‫واب‪َ ،‬و َو َ‬
‫الن�سائي �أحادي ًث ُه على الأ ْب ِ‬
‫ُ‬ ‫رتب‬
‫وقد َ‬ ‫ ‬
‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫حتر ِيه يف‬
‫ب�شد ِة ّ‬
‫�سائي ّ‬
‫وا�ش َت َه َر ال َّن ُ‬
‫واحد‪ْ ،‬‬
‫ٍِ‬ ‫موطن‬
‫ٍ‬ ‫الواحد يف‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫أ�سانيد‬
‫� َ‬
‫�شديد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫التوثيق‬
‫ِ‬ ‫والرجال‪ ،‬و�أنَّ َ‬
‫�رشط ُه يف‬ ‫ِ‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫كتاب (امل ُ ْجتَبى)‪:‬‬


‫وا�ستنتج ما امتا َز ب ِه ُ‬
‫ْ‬ ‫‪ L‬اقر�أْ ما يلي‪،‬‬
‫حيح‬
‫ال�ص ِ‬
‫بعد ّ‬
‫الكتب َ‬
‫ِ‬ ‫«كتاب ال�سننِ � ُّ‬
‫أقل‬ ‫ُ‬ ‫�سائي‪:‬‬
‫لكتاب ال�سننِ لل َّن ِّ‬
‫ِ‬ ‫�رشح ِه‬
‫مة ِ‬ ‫مقد ِ‬
‫ال�سيوطي يف ّ‬
‫ُّ‬ ‫الد ِين‬ ‫ُ‬
‫جالل ّ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫يقول‬
‫جمروحا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫حدي ًثا �ضعيفًا‪ ،‬ورج ً‬
‫ال‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪5‬ـ � ُسنن رّالتْ ِّ‬


‫مذي‪:‬‬
‫َ‬
‫ا�شتمل على‬ ‫الرتتيب‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬ ‫احلديث يف‬
‫ِ‬ ‫كتب‬ ‫ �س ُ‬
‫نن الرتمذي(‪ )٢‬من � ْأم ِيز ِ‬
‫يعد‬
‫وهو ُّ‬
‫والتنبيه عليها‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫بيان درجا ِتها‬
‫مع ِ‬ ‫عيفة َ‬
‫وال�ض ِ‬
‫واحل�سنة ّ‬
‫ِ‬ ‫حيحة‬
‫ِ‬ ‫ال�ص‬
‫أحاديث ّ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫حابة ‪ -‬ر�ضي‬
‫ال�ص ِ‬ ‫أحاديث � ُ‬
‫أقوال ّ‬ ‫ِ‬ ‫احل�سن‪ ،‬وقد �أ�ضيفَت �إىل ال‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫م�صادر‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫من � ِّ‬
‫للفائدة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني والعلما ِء �إكما ًال‬ ‫ُ‬
‫اهلل عنهم ‪ -‬وال ّتابع َ‬

‫(‪ )١‬هو �أحمد بن �شعيب الن�سائي‪ ،‬ولد �سنة ‪ ٢١٥‬هـ‪ ،‬وتويف �سنة ‪ ٣٠٣‬هـ‪� ،‬أهم كتاب له املجتبى‪ ،‬فيه ما يزيد على (‪ )٥٧٥٠‬حديثًا‪.‬‬
‫(‪ )٢‬هو حممد بن عي�سى الرتمذي‪ ،‬ولد �سنة ‪ ٢٠٠‬هـ‪ ،‬وتويف �سنة ‪ ٢٧٩‬هـ‪� ،‬أهم كتاب له ال�سنن‪ ،‬فيه ما يزيد على (‪ )٣٩٥٠‬حديثًا‪.‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪6‬ـ �س نَ ُُن �أبي داودَ ‪:‬‬
‫الفقهي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫املهم ِة لأد َّل ِة ال‬
‫امل�صادر َّ‬
‫ِ‬ ‫كتاب �سننِ �أبي داود(‪ )3‬من‬
‫ُ‬ ‫ يعترب‬
‫ُ‬
‫مكةَ‪:‬‬ ‫أهل ّ‬
‫ف يف ر�سال ِت ِه ل ِ‬ ‫أحكام‪ ،‬وقد َ‬
‫قال امل�ؤلّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أحاديث ال‬
‫ِ‬ ‫غالب روايا ِتها من �‬
‫َ‬ ‫لأنَّ‬
‫الزهد‬
‫ِ‬ ‫أحاديث كثري ٌة يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سننِ ك ِّلها يف ال‬
‫أحكام‪ ،‬ف� ّأما �‬ ‫أحاديث ّ‬
‫ُ‬ ‫أحاديث �‬
‫ُ‬ ‫(فهذه ال‬
‫ِ‬
‫حيح‬
‫ال�ص َ‬
‫فيه ّ‬ ‫ذكر ُت ِ‬ ‫أخرجها‪ )...‬وقد َ‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫فلم � ْ‬ ‫والف�ضائل‪ ،‬وغ ِريها من غ ِري هذا ْ‬
‫ِ‬
‫فيه �شي ًئا ف َُه َو‬
‫أذكر ِ‬
‫�شديد ّبي ْن ُت ُه‪ ،‬وما مل � ْ‬
‫ٌ‬ ‫وه ٌن‬
‫فيه ْ‬
‫ي�شابه ُه ويقار ُب ُه‪ ،‬وما كانَ ِ‬
‫ُ‬ ‫وما‬
‫بع�ض‪)...‬‬
‫أ�صح من ٍ‬
‫وبع�ضها � ُّ‬
‫ُ‬ ‫�صالح‪،‬‬
‫ٌ‬

‫�أ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫نن �أبي داو َد‪:‬‬


‫كتاب �س ِ‬
‫ت�ضمنَها ُ‬
‫املميزات التي ّ‬
‫ِ‬ ‫أهم‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط � َّ‬ ‫�سبق‬
‫‪ L‬من خاللِ ما َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪7‬ـ �س نَ ُُن اب ِن ماج َة‪:‬‬


‫الكتب‬
‫ِ‬ ‫أحاديث كثري ٍة غ ِري موجود ٍة يف‬
‫َ‬ ‫بتخريج �‬
‫ِ‬ ‫تفر َد‬
‫حيث ّ‬ ‫أهمي ًة كبري ًة َ‬
‫عند العلما ِء ُ‬ ‫ابن ماج َة � ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫نن ِ‬‫ اكت�سب ْت �س ُ‬
‫َ‬
‫ابقة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬
‫ّ‬

‫‪8‬ـ م�سن ُد ال ِ‬
‫إمام �أحمدَ‪:‬‬
‫و�ضع‬
‫َ‬ ‫حيث‬
‫حابة‪ُ ،‬‬ ‫ني‪ ،‬وجع َل ُه مرت ًّبا على �أ�سما ِء ّ‬
‫ال�ص ِ‬ ‫امل�سند ليكونَ مرج ًعا للم�سلم َ‬
‫َ‬ ‫أحمد(‪ )5‬كتا َب ُه‬
‫ و�ضع الإما ُم � ُ‬
‫َ‬
‫احلديث‬
‫َ‬ ‫فيه‬
‫خر َج ِ‬
‫حديث‪ ،‬وقد ّ‬‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫ني � َ‬ ‫يقارب �أربع َ‬
‫ُ‬ ‫أحاديث ا ّلتي رواها‪ ،‬وقد َّ‬
‫�ضم ما‬ ‫َ‬ ‫�صحابي ال‬
‫ٍّ‬ ‫كل‬‫ا�سم ِّ‬
‫حتت ِ‬‫َ‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فيه من‬
‫لكرثة ما ِ‬
‫ِ‬ ‫املهم ِة‬
‫املجامع ّ‬
‫ِ‬ ‫أحمد من‬
‫إمام � َ‬
‫م�سند ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ويعترب‬
‫ُ‬ ‫عيف‪،‬‬
‫وال�ض َ‬
‫واحل�سن ّ‬
‫َ‬ ‫حيح‬
‫ال�ص َ‬
‫ّ‬
‫(‪ )3‬هو �سليمان بن الأ�شعث ال�سج�ستاين‪ ،‬ولد �سنة ‪٢٠٢‬هـ‪ ،‬وتويف �سنة ‪٢٧٣‬هـ‪� ،‬أهم كتاب له ال�سنن‪ ،‬فيه ما يزيد على (‪ )٤٨٠٠‬حديث‪ )4( .‬هو حممد بن يزيد بن‬
‫ماجه‪ ،‬ولد �سنة ‪ ٢٠٩‬هـ‪ ،‬وتويف �سنة ‪ ٢٧٣‬هـ‪ ،‬يف كتابه ال�سنن ما يزيد على (‪ )٤٣٤٠‬حديثًا‪ )5( .‬هو الإمام �أحمد بن حنبل �صاحب املذهب امل�شهور‪ ،‬ولد �سنة‬
‫‪ ١٦٤‬هـ‪ ،‬وتويف �سنة ‪ ٢٤١‬هـ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫والتنظيم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرتتيب‬
‫ُ‬ ‫ال�صح ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حيث‪ :‬ال�شرّ ُ‬
‫وط‪ ،‬م�ستوى‬ ‫م�سلم من ُ‬
‫و�صحيح الإما ِم ٍ‬
‫ِ‬ ‫البخاري‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح الإما ِم‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ L‬وازنْ ب َ‬

‫م�سلم‬
‫�صحيح ٍ‬
‫ُ‬ ‫خاري‬
‫�صحيح البُ ِّ‬
‫ُ‬
‫‪........................................‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫‪........................................‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫‪........................................‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫والبخاري؟‬
‫ِّ‬ ‫م�سلم‬
‫�صحيح ٍ‬
‫ِ‬ ‫�صحيحا مرويًّا يف غ ِري‬
‫ً‬ ‫‪ L‬ما موقف َُك �إذا �سم ْع َت حديثًا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ L‬علِّلْ ملا ي�أتي‪:‬‬
‫الرتتيب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البخاري يف‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح‬
‫ِ‬ ‫مقد ٌم على‬
‫م�سلم ّ‬
‫ٍ‬ ‫�صحيح‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫مب�صطلح «ال�صحيحان»؟‬
‫ِ‬ ‫م�سلم‬
‫ٍ‬ ‫و�صحيح‬
‫ِ‬ ‫البخاري‬
‫ِّ‬ ‫�صحيح‬
‫ِ‬ ‫العلماء على‬
‫ُ‬ ‫يطلق‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪118‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬

‫ال�شيخانِ )؟‬
‫‪ L‬ما املق�صو ُد بعبار ِة (متّف ٌق علي ِه)‪( ،‬روا ُه ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫بهذ ِه العبار ِة؟‬


‫ال�سننِ)‪ ،‬فما املق�صو ُد ِ‬
‫أ�صحاب ّ‬
‫ُ‬ ‫أحاديث عبار َة (روا ُه �‬
‫ِ‬ ‫بع�ض ال‬
‫تخريج ِ‬
‫ِ‬ ‫الكتب عن َد‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬نقر�أُ يف ِ‬
‫بع�ض‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال اخلام�س ‪:‬‬

‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫أحاديث‪ ،‬ومل يقت�رصوا على رواي ِة‬
‫ِ‬ ‫أنواع الثّالث ِة من ال‬
‫وغريهم من العلما ِء برواي ِة ال ِ‬
‫نن ُ‬ ‫ال�س ِ‬
‫أ�صحاب ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ملاذا اعتنى �‬
‫حيح ْ‬
‫فقط؟‬ ‫ال�ص ِ‬
‫ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س ‪:‬‬


‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ال�سابق ِة‪ِّ ،‬‬
‫الكتب ّ‬
‫ِ‬ ‫م�سند الإما ِم �أحم َد عن بقيّ ِة‬
‫أحاديث يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ترتيب ال‬
‫أ�سلوب ِ‬
‫ُ‬ ‫يختلف �‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪119‬‬
‫ال�س�ؤال ال�سابع ‪:‬‬

‫حر�صا‬
‫ً‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫حر�ص‬
‫َ‬ ‫ال�شرعي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للعلوم‬
‫ِ‬ ‫مهم ٍة‬
‫كم�صادر ّ‬
‫َ‬ ‫أهمي ٍة بالغ ٍة‬
‫ال�سابق ُة من � ّ‬
‫الكتب ّ‬
‫ُ‬ ‫تمي َز ْت ِبه‬
‫ نظرا لما ّ‬
‫ً‬
‫ابقة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬
‫الكتب ّ‬
‫ِ‬ ‫كتاب من‬
‫كل ٍ‬ ‫�شروح ِّ‬
‫ُ‬ ‫فتعد َد ْت‬
‫أ�سرارها ودقا ِئ ِقها ّ‬
‫وبيان � ِ‬
‫ِ‬ ‫�شرحها‬
‫بالغًا على ِ‬
‫َ‬
‫النقاط التّاليةَ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫تتناول في ِه‬ ‫ال�سابق ِة‬
‫الكتب ّ‬
‫ِ‬ ‫واحد لكلِّ ٍ‬
‫كتاب من‬ ‫�رشح ٍ‬
‫تقريرا خمت�رصًا عن ٍ‬
‫اكتب ً‬‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫بال�شارح ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التعريف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫�رشح الكتاب‪.‬‬
‫ارح يف ِ‬
‫ال�ش ِ‬
‫منهج ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬بيانُ‬ ‫ ‬
‫�صفحاته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الكتاب �أو عد ُد‬
‫ِ‬ ‫جملدات‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬عد ُد‬ ‫ ‬

‫ال�س�ؤال الثامن ‪:‬‬

‫ال�سابق ِة ت�شملُ النّ َ‬


‫قاط التّاليةَ‪:‬‬ ‫الكتب ّ‬
‫ِ‬ ‫أ�صحاب‬
‫ِ‬ ‫احلديث من �‬
‫ِ‬ ‫أحد � ّأئم ِة‬
‫اكتب ترجم ًة موجز ًة عن � ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ن�سب ُه‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫العلم‪.‬‬
‫طلب ِ‬ ‫‪ -‬رحل ُت ُه يف ِ‬
‫أ�شهر كتب ِِه وم�ؤلّفا ِت ِه‪.‬‬
‫‪ُ �-‬‬
‫أهم �صفا ِت ِه و�شمائ ِل ِه‪.‬‬
‫‪ُّ � -‬‬

‫الكتب الآتي ِة �أو غ ِريها‪:‬‬


‫ِ‬ ‫أحد‬ ‫َ‬
‫ولك اال�ستعان ُة ب� ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫اع ّ‬
‫القط ِ‬ ‫للدكتور م ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫علوم‬
‫مباحث يف ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫اخلطيب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عجاج‬
‫ِ‬ ‫حمم ِد‬
‫للدكتور ّ‬
‫ِ‬ ‫وم�صطلح ُه ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫احلديث ‪ -‬علو ُم ُه‬
‫ِ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫أ�صول‬
‫ها�شم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫عمر‬
‫أحمد َ‬
‫للدكتور � َ‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫م�صطلح‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬أ�ضوا ٌء على‬

‫‪120‬‬
‫�أبو بكر حممد بن زكريا املعروف بالرازي‪ ،‬ولد �سنة ‪865‬م‪ ،‬وتتلمذ يف‬
‫أول مو�سوع ٍة طبي ٍة‬
‫(�صاحب � ِ‬
‫ِ‬ ‫الطربي‬
‫ِّ‬ ‫علي بن زين‬
‫ب على يد ِّ‬ ‫علوم ِّ‬
‫الط ِّ‬
‫البلخي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والفل�سفة على ِيد‬
‫ِ‬ ‫«فردو�س احلكمةُ» )‪،‬‬
‫ُ‬ ‫عاملي ٍة‬
‫أ�شه َر الأطبا ِء َ‬
‫ففاق‬ ‫جمع � َ‬
‫الع�ضدي َ‬
‫َّ‬ ‫الدولة امل�ست�شفى‬
‫ِ‬ ‫�ضد‬
‫�س َع ُ‬‫وعندما � ّأ�س َ‬
‫َ‬
‫ؤهالته جع َله ً‬
‫رئي�سا لأطبا ِء امل�ست�شفى‪،‬‬ ‫وبالنظر مل� ِ‬
‫ِ‬ ‫طبيب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عد ُد ُهم املائ َة‬
‫أ�صبح‬
‫املعرفة على يديه‪ ،‬ف� َ‬
‫ِ‬ ‫قا�صدين بغدا َد لتلقي‬
‫َ‬ ‫العلم‬
‫طالب ِ‬ ‫ُ‬ ‫وزحف‬
‫َ‬
‫العرب»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«بجالينو�س‬
‫َ‬ ‫قب‬ ‫ب ح ّتى ُل َ‬ ‫علم ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫حج ًة يف ِ‬ ‫َّ‬
‫وبع�ضها‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ني كتا ًبا‪� ،‬أك ُرثها يف ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫وواحدا و�سبع َ‬
‫ً‬ ‫ني‬
‫بلغت م�ؤلفا ِت ِه مائت َ‬
‫ِ‬
‫والعلوم‬
‫ِ‬ ‫والفل�سفة‬
‫ِ‬ ‫واملنطق‬
‫ِ‬ ‫والريا�ضيات‬
‫ِ‬ ‫الطبيعي ِة‬
‫ّ‬ ‫والعلوم‬
‫ِ‬ ‫يف الكيميا ِء‬
‫والفلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدينية‬
‫ِ‬

‫‪121‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫الحسين‬
‫ِ‬ ‫ُس َكين ُة ُ‬
‫بنت‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫‪� -‬سكين ُة بنت احل�سني منوذج العابدة الأديبة‪.‬‬
‫�شخ�صي ِة الأبنا ِء‪.‬‬ ‫دور بالغٌ يف بنا ِء‬
‫للرتبية الأ�رس ّي ِة ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫للحياة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫وتقوي من مواجه ِتها‬ ‫النفو�س ّ‬
‫َ‬ ‫املحن تبني‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫رضي ا ُ‬
‫هلل عنها‬ ‫َ‬
‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫آثار ُه‪� ،‬إ ّال �إذا‬


‫وتظهر � ُ‬
‫َ‬ ‫ميكن �أنْ يتحق َّق‬
‫االجتماعي‪ ،‬ال ُ‬
‫ِّ‬ ‫إ�صالح والبنا ِء‬
‫ِ‬ ‫امل�سلمة يف ال‬
‫ِ‬ ‫العظيم للمر� ِأة‬
‫َ‬ ‫الدور‬
‫َ‬ ‫�إنَّ‬ ‫ ‬
‫والقيم املثلى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للف�ضيلة‬
‫ِ‬ ‫حي ًة‬
‫ب�سلوكهِ َّن �أمثل ًة ّ‬
‫ِ‬ ‫�ضاربات‬
‫ٍ‬ ‫ال�ص َ‬
‫فوف‬ ‫يتقد ْم َن ّ‬
‫التي ّ‬ ‫ُ�ض َل ِ‬
‫يات ال ّ‬ ‫رائدات من الف ْ‬
‫ٌ‬ ‫ُو ِج َد ْت‬
‫أيك؟‬ ‫مات الّتي الب َّد من تواف ِرها يف ه�ؤال ِء القدو ِة َ‬
‫من النّ�سا ِء يف ر� َ‬ ‫‪ L‬فما املق ّو ُ‬

‫ُّ‬
‫القيادي‪:‬‬ ‫�آ ُل ِبيت النب ّو ِة والدو ُر‬
‫جل يف‬
‫الر ِ‬
‫جانب ّ‬
‫ِ‬ ‫فاعل �إىل‬
‫ٍ‬ ‫قم َن بدورٍ‬ ‫من ال ّن�سا ِء ال ّ‬
‫التي ْ‬ ‫مناذج رائد ٌة َ‬
‫ُ‬ ‫إ�سالمي ِة‬
‫ّ‬ ‫عوة ال‬
‫الد ِ‬
‫م�سار ّ‬
‫ِ‬ ‫ لقد بر َز يف‬
‫هن يف َ‬
‫ذلك‬ ‫م�سارها‪ ،‬تدف ُع َّ‬
‫ِ‬ ‫إيجابي يف‬
‫ِّ‬ ‫�صياغة �أحدا ِثها والت�أث ِري ال‬
‫ِ‬ ‫ب�سهم كب ٍري يف‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ف�شارك َن‬ ‫إ�سالمي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫باحل�ضارة ال‬
‫ِ‬ ‫هو�ض‬
‫ال ّن ِ‬
‫فكانت‬
‫ْ‬ ‫�سول َ‬
‫‪h‬‬ ‫الر ِ‬ ‫النماذج � ُآل ِ‬
‫بيت ّ‬ ‫َ‬ ‫هذه‬
‫ت�صد َر ِ‬
‫احلياة‪ ،‬وقد ّ‬
‫ِ‬ ‫جلميع مناحي‬
‫ِ‬ ‫إ�صالح‬
‫ِ‬ ‫ؤولي ُة البنا ِء وال‬
‫عوة وم�س� ّ‬
‫الد ِ‬
‫�أما َن ُة ّ‬
‫و�صفي ُة‬
‫ّ‬ ‫ثم عائ�ش ُة و�أ ُّم �س َل َم َة وفاطم ُة‬
‫يادي ال ّأو ِل‪ّ ،‬‬
‫الر ِّ‬
‫الدور ّ‬
‫ِ‬ ‫ني ال�سيد ُة خديج ُة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنها ‪َ -‬‬
‫هي �صاحب َة‬ ‫�أ ُّم امل�ؤمن َ‬
‫ال�سيد ُة‬
‫هي ّ‬ ‫املبارك بر َز ْت رائد ٌة �أخرى َ‬
‫ِ‬ ‫البيت‬
‫امتداد هذا ِ‬
‫ِ‬ ‫عليهن ‪ -‬جمي ًعا‪ ،‬ومن‬
‫َّ‬ ‫هلل‬
‫الكثريات ‪ -‬ر�ضوانُ ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هن‬
‫وغري َّ‬
‫ُ‬
‫بنت احل�سنيِ ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪ -‬العابد ُة الأديبةُ‪.‬‬ ‫املبارك ُة �سكين ُة ُ‬
‫َ‬

‫ن�سبُها‪:‬‬
‫الهجرة النبويّ ِة‪ ،‬و� ُّأمها‬ ‫من‬ ‫طالب ر�ضي ُ‬
‫ِ‬ ‫ابع َ‬
‫الر ِ‬
‫العقد ّ‬
‫اهلل عنهم‪ُ ،‬و َلد ْت يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫بن �أبي‬
‫علي ِ‬
‫بن ِّ‬
‫بنت احل�سنيِ ِ‬
‫ هي �آمن ُة ُ‬
‫َ‬
‫وه ٍب‪،‬‬
‫بنت َ‬ ‫النبي َ‬
‫‪� h‬آمن َة ِ‬ ‫جد ِتها �أ ِّم ِّ‬
‫يت با�سم ّ‬
‫�سم ْ‬
‫كلب‪ ،‬وقد ّ‬
‫�سي ِد بني ٍ‬
‫أو�س ّ‬
‫بن � ٍ‬
‫عدي ِ‬
‫بن ِّ‬
‫القي�س ِ‬
‫ِ‬ ‫امرئ‬
‫بنت ِ‬‫الرباب ُ‬
‫ُ‬
‫نف�سها وخف ِّة ظ ِّلها‪.‬‬
‫ل�سماحة ِ‬
‫ِ‬ ‫ت�سكن �إليها وت�ألفُها‬
‫ُ‬ ‫ا�س‬
‫نفو�س ال ّن ِ‬
‫َ‬ ‫ب�س َكينةَ‪ ،‬لع َّلها ر� ْأت �أنَّ‬ ‫بعد َ‬
‫ذلك ُ‬ ‫لكن � َّأمها لق ََّب ْتها َ‬
‫َّ‬

‫‪122‬‬
‫ن�ش�أتُها‪:‬‬
‫�سي ِد‬ ‫َ‬ ‫ ن�ش� ِأت ال�سيد ُة �سكين ُة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ر�ضي اهلل عنهما ّ‬
‫َ‬ ‫علي‬
‫بن ٍّ‬ ‫هلل َ‬
‫‪ h‬احل�سنيِ ِ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�سبط‬
‫بيت ِ‬‫اهلل عنها ‪ -‬يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫نف�س ِه‪ ،‬وهو يف هذا ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫وت�رسي عن ِ‬
‫ّ‬ ‫فتفر ُغ عن قلب ِِه‪،‬‬
‫ي�سكن �إليها‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫مقرب ًة من �أبيها؛‬
‫كانت ّ‬
‫ْ‬ ‫أهل اجل ّن ِة‪ ،‬وقد‬
‫�شباب � ِ‬
‫ِ‬

‫بـاب‬ ‫حتلُّ بها �سكينــ ُة ّ‬


‫والر ُ‬ ‫أحب دا ًرا‬
‫لعمـرك �إننّي ل ُّ‬
‫ُ‬
‫عتـاب‬
‫ُ‬ ‫ولي�س لالئمي فيها‬
‫َ‬ ‫�أُحبُّهــما و� ُ‬
‫أبذل جلَّ مايل‬

‫ثم‬ ‫ُ‬
‫ر�ضي اهلل عنهما ‪َّ ،-‬‬
‫َ‬ ‫علي ‪-‬‬
‫بنت ٍّ‬ ‫زينب ِ‬ ‫َ‬ ‫دة‬
‫ال�سي ِ‬
‫عم ِتها ّ‬ ‫أح�ضان ّ‬‫ِ‬ ‫للعي�ش يف �‬
‫ِ‬ ‫انتقلت‬
‫ْ‬ ‫ا�ست�شهاد �أبيها‬
‫ِ‬ ‫وبعد‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫بن‬ ‫احت�ض َنها �أخوها علي زين العابدين ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫م�صعب ُ‬
‫ُ‬ ‫تزو َجها‬
‫حتت رعاي ِت ِه‪ ،‬ح ّتى ّ‬ ‫اهد فكا َن ْت َ‬ ‫العابد ال ّز ُ‬
‫ُ‬ ‫اهلل عنه ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ ُ‬
‫عنهم ‪.-‬‬ ‫بن العوام ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ُّزب ِري ِ ّ ِ‬
‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫رة فيها وا ّلتي � َ‬
‫أ�سهم ْت يف‬ ‫أ�رسية امل�ؤ ّث ِ‬
‫العوامل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ب�شخ�صي ٍة فريدةٍ‪َّ ،‬‬
‫لعل �أبر َز‬ ‫ّ‬ ‫فامتا َز ْت على � ِإثر َ‬
‫ذلك‬ ‫ ‬
‫ومتي ِزها ما يلي‪:‬‬
‫�شخ�صي ِتها ّ‬
‫ّ‬
‫ا�س لق ّل ِة ِ‬
‫ولد ِه‬ ‫أهل اجل ّن ِة‪ ،‬وا ّلذي ّ‬
‫تعج َب ال ّن ُ‬ ‫�شباب � ِ‬
‫ِ‬ ‫�سي ُد‬
‫فوالدها هو ّ‬
‫ُ‬ ‫الد ْنيا‪،‬‬
‫بيت عباد ٍة وجهادٍ وترف ٍّع عن ُّ‬
‫‪ -‬ن�ش�أتُها يف ِ‬
‫َ‬
‫وكذلك‬ ‫واجلهاد»‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العبادة‬
‫ِ‬ ‫ئي �إال عاكفًا على‬ ‫ولد وهو الّذي ما ُر َ‬ ‫«العجب �أنْ يكونَ ل ُه ٌ‬
‫ُ‬ ‫بنيه‪:‬‬
‫أحد ِ‬ ‫جواب � ِ‬
‫ُ‬ ‫فكانَ‬
‫(بال�س ّج ِاد)‪.‬‬ ‫الح ح ّتى ُ�س ّمي‬ ‫�أخوها زين العابدين ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬ا ّلذي‬
‫َّ‬ ‫وال�ص ِ‬
‫بالعبادة ّ‬
‫ِ‬ ‫ا�شتهر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ا�س لينهلوا من‬
‫إليه ال ّن ُ‬
‫يجتمع � ِ‬
‫َ‬ ‫أر�ض ح ّتى‬‫ي�ستقر ب� ٍ‬
‫ُّ‬ ‫والدها ال يكا ُد‬
‫ال ِبه وتبليغًا‪ ،‬فهذا ُ‬ ‫العلم عم ً‬
‫بيت ميل ُ�ؤ ُه ُ‬
‫‪ -‬ن�ش�أتُها يف ٍ‬
‫هلل َ‬
‫‪.h‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫َ‬ ‫علم ِه‪ ،‬وي�سمعوا من ُه‬
‫ِ‬
‫كربالء الّتي �أملّ ْت ب� ِآل ِ‬
‫بيت‬ ‫َ‬ ‫بنكبة‬
‫ِ‬ ‫تب�رص الدنيا وتعي �أحدا َثها ح ّتى ُن ِك َب ْت‬
‫ُ‬ ‫بيت ِم َح ٍن وابتالءٍ‪ ،‬فما كا َد ْت‬
‫‪ -‬ن�ش�أتُها يف ِ‬
‫أكرب وجمل ٌة من عموم ِتها‬ ‫فا�ست�شهد فيها �أبوها ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫علي ال ُ‬
‫هلل و�أخوها ٌّ‬
‫عبدا ِ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬و�شقيقُها ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هلل َ‬
‫‪h‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬
‫عم ُتها‬ ‫و�أبنا ِئهم ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ثم تب َع ْتها َّ‬
‫ّيت � ُّأمها حز ًنا على �أبيها‪َّ ،‬‬
‫عام توف ْ‬
‫وبعد ٍ‬
‫أليم‪َ ،‬‬
‫موقف � ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ني ‪ -‬يف‬
‫اهلل عنهم �أجمع َ‬ ‫َ‬
‫زوجها‬
‫مع ِ‬ ‫ال�سيد ُة زينب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫الزوجي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫ا�ستقر ْت يف حيا ِتها‬
‫ّ‬ ‫عند هذا بل ما � ِإن‬
‫املحن َ‬
‫ِ‬ ‫تنته �سل�سل ُة‬
‫اهلل عنها ‪ ،-‬ومل ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫كربالء‪.‬‬ ‫مبحنة‬
‫ِ‬ ‫بركب ال�شهدا ِء يف حمن ٍة �أخرى �شبيه ٍة‬
‫ِ‬ ‫حلق‬ ‫بن ال ّزب ِري ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬ح ّتى َ‬ ‫م�صعب ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪123‬‬
‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫«الَ ْنب َِي ُاء ُث َّم َّ‬


‫ال�صالحِ ُ ونَ‬ ‫ا�س � َأ�ش ُّد َبلاَ ًء؟ ق َ‬
‫َال‪ ْ :‬أ‬ ‫هلل َ�أ ُّي ال َّن ِ‬ ‫َع ْن ُم ْ�ص َع ِب ْب ِن َ�س ْعدٍ ‪َ ،‬ع ْن َ�أب ِِيه‪ ،‬ق َ‬
‫َال ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ ‬
‫الر ُج ُل َع َلى َح َ�س ِب ِدي ِن ِه َف�إِنْ َكانَ فيِ ِدي ِن ِه َ�صلاَ َب ٌة ِز َيد فيِ َبلاَ ِئ ِه َو�إِنْ َكانَ فيِ ِدي ِن ِه‬
‫ا�س ُي ْب َت َلى َّ‬‫َالَ ْم َث ُل ِم ْن ال َّن ِ‬
‫الَ ْم َث ُل ف ْ أ‬
‫ُث َّم ْ أ‬
‫�س َع َل ْي ِه َخ ِطي َئ ٌة‏»(‪.)1‬‬ ‫الَ ْر ِ‬
‫�ض َل ْي َ‬ ‫ِّف َع ْن ُه َو َما َي َز ُ‬
‫ال ا ْل َبلاَ ُء بِا ْل َع ْب ِد َح َّتى يمَ ْ ِ�ش َي َع َلى َظ ْه ِر ْ أ‬ ‫ِر َّق ٌة ُخف َ‬

‫املحن على ال�سيّد ِة �سكينةَ؟‬


‫تعاقب ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬عال َم ُّ‬
‫يدل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ؤمن؟‬
‫املحن يف بنا ِء �شخ�صيّ ِة الإن�سانِ امل� ِ‬
‫‪ L‬ما � ُأثر ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫نور‬ ‫َ‬
‫حتمل من ِ‬ ‫غريبا �أنْ‬
‫فلي�س ً‬
‫‪َ ،h‬‬
‫النبي َ‬
‫بيت ِّ‬‫فهي �سليل ُة ِ‬
‫هلل‪َ ،‬‬‫خلق ا ِ‬ ‫َ‬
‫وارتباطها بخ ِري ِ‬ ‫�سبق َ‬
‫�رشف ن�سبِها‬ ‫أ�ضف ملا َ‬ ‫ � ْ‬
‫والتمي َز على ن�سا ِء ع� ِرصها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بق‬
‫ال�س َ‬ ‫ُ‬
‫مايجعل لها ّ‬ ‫‪ h‬ومن �صفا ِت ِه‬‫النبي َ‬
‫ِّ‬

‫� ُّ‬
‫أهم �صفا ِتها و�سجاياها‪:‬‬
‫نذكر منها‪:‬‬
‫كثريا من �صفا ِتها و�سجاياها احل�سن ِة ُ‬
‫اريخ ً‬
‫‪ L‬يروي لنا التّ ُ‬
‫ذات عباد ٍة وزهدٍ حافظ ًة‬
‫فكانت َ‬
‫ْ‬ ‫وخ�شوع وتذلّ ٍل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫خ�ضوع‬
‫ٍ‬ ‫احلات يف‬
‫بال�ص ِ‬
‫هلل ّ‬
‫والتقر ِب �إىل ا ِ‬
‫ّ‬ ‫العبادة‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إقبا َلها على‬
‫�صغرها َ‬
‫فقال‬ ‫منذ ِ‬ ‫والدها َ‬
‫ذلك ُ‬ ‫بالعبادة‪ ،‬وقد َ‬
‫حلظ فيها ُ‬ ‫ِ‬ ‫حاج ًة ومعتمر ًة ومن�شغل ًة‬ ‫هلل ع َّز َّ‬
‫وجل‪ ،‬تق�ضي وق َتها ّ‬ ‫لكتاب ا ِ‬
‫ِ‬
‫هلل‪.»...‬‬ ‫ُ‬
‫اال�ستغراق يف ا ِ‬ ‫فغلب عليها‬
‫عنها‪ّ �« :‬أما �سكين ُة َ‬
‫أخت‬
‫ين و�سكين ُة � ُ‬
‫فائد املد ُّ‬
‫الرواية عنها‪ ،‬ومنهم ُ‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫العلم يق�صدو َنها ل ِ‬
‫طالب ِ‬‫ُ‬ ‫وتعليما‪ ،‬فكانَ‬
‫ً‬ ‫بالعلم تع ّل ًما‬
‫ِ‬ ‫اعتناءها‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫الكوفة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫َ‬
‫وكذلك روى عنها � ُ‬ ‫بن �أبي خالدٍ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫إ�سماعيل ِ‬ ‫�‬

‫فاء � ْأه ِل‬


‫«ح َمل ُة القر� ِآن ُع َر ُ‬ ‫‪� h‬أ ّن ُه َ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫هلل َ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫علي عن �أبيها عن‬
‫بن ٍّ‬ ‫ال�سيد ُة �سكين ُة ُ‬
‫بنت احل�سنيِ ِ‬ ‫روت ّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫القيامة»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫اجل ّن ِة يو َم‬

‫الكبريمن حديث �أن�س ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬


‫ُ‬ ‫املعجم‬
‫ُ‬ ‫(‪� )١‬صحيح �أحمد‪ )2( .‬اخرجه الطربين‬
‫‪124‬‬
‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫هلل َ‬
‫‪h‬؟‬ ‫حلديث ر�سولِ ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ت�ستنتج من رواي ِتها‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬فماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ُ‬
‫تعرف للي� ِأ�س طريقًا وال‬ ‫مواجهة الأَ َز ِ‬
‫مات وا ِمل َح ِن‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫ذات َج َلدٍ و�ص ٍرب يف‬
‫ال�شخ�صي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫كانت �شهم ًة مهيب ًة قو ّي َة‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ابرين‪.‬‬ ‫اهلل‪ ،‬و�أنَّ َ‬
‫وال�ضار هو ُ‬ ‫للجزع مدخ ً‬
‫ال�ص َ‬ ‫أجر ّ‬
‫ي�ضيع � َ‬
‫ُ‬ ‫اهلل ال‬ ‫افع ّ َّ َ‬ ‫ؤمن ب�أنَّ ال ّن َ‬ ‫ال‪ ،‬وت� ُ‬ ‫ِ‬
‫خل ْل ِق وا ُ‬
‫خل ُل ِق‪ ،‬فلم‬ ‫جمال ا َ‬
‫ِ‬ ‫متميز ًة يف ُح�س ِنها‪ ،‬فجم َع ْت ب َ‬
‫ني‬ ‫اجلمال‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫كانت بديع َة‬
‫ْ‬ ‫ابقة �أ ّنها‬
‫ال�س ِ‬
‫فات ّ‬
‫ال�ص ِ‬
‫أ�ضف �إىل ّ‬
‫‪ْ � -‬‬
‫واحرتامها وتوق ِريها ملَ ْن حو َلها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ولطف ُدعاب ِتها‬
‫ِ‬ ‫طبعها‬
‫بظرافة ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�شتهر ْت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تتعال على مثيال ِتها بل‬

‫ن�ش�أتُها‪:‬‬
‫طالب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل‬ ‫بن �أبي‬
‫علي ِ‬ ‫ال�سيد ُة �سكين ُة �شاعر ًة ف�صيحةً؛‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫جدها ِّ‬
‫ورثت الف�صاح َة والبيانَ عن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ كانت ّ‬
‫ِ‬
‫أدب‪.‬‬
‫العلم وال ِ‬
‫ن�سائي ٌة يف ِ‬
‫ّ‬ ‫ندوات‬
‫ٌ‬ ‫وتنقد ُه‪ ،‬ولها‬
‫ُ‬ ‫وترويه وتوازنُ بي َن ُه‬
‫ِ‬ ‫ال�شعر‬
‫َ‬ ‫تقر�ض‬
‫ُ‬ ‫كانت‬
‫ْ‬ ‫حيث‬
‫عن ُه ‪ُ -‬‬
‫وروي �أ َّنهم كانوا‬
‫َ‬ ‫عر ملا يعرفو َن ُه من عق ِلها وب� ِرصها‪،‬‬
‫ال�ش ِ‬
‫حتكيمها يف ّ‬
‫َ‬ ‫كبار �شعرا ِء ع� ِرصها يطلبونَ‬
‫ُ‬ ‫وكانَ‬ ‫ ‬
‫تراهم وال يرو َنها‪ ،‬وقد ات َ‬
‫ّخذ ْت لها و�صيف ًة ُ‬
‫تنقل‬ ‫ْ‬ ‫حيث‬
‫جتل�س ُ‬
‫وكانت ُ‬
‫ْ‬ ‫دارها فت�أذنُ لهم‪،‬‬
‫باالجتماع يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ي�ست�أذنو َنها‬
‫نقدها‪.‬‬
‫لهم َ‬
‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِت َك ال ّطالبيّ ِة ّ‬
‫�سجلْ يف ِن ٍ‬
‫قاط قيم َة ال�شع ِر يف الإ�سال ِم‪.‬‬

‫وفاتُها‪:‬‬
‫رة وقد �ص ّلى‬
‫املنو ِ‬
‫املدينة ّ‬
‫ِ‬ ‫عمرها‪ ،‬و ُد ِف َن ْت يف‬
‫ني من ِ‬
‫ال�سبع َ‬
‫جتاوزت ّ‬
‫ِ‬ ‫ال�سيد ُة ُ�سكين ُة �سن َة ‪١١٧‬هـ‪َ ،‬‬
‫بعد �أنْ‬ ‫ُوفي ِت ّ‬
‫ ت ّ‬
‫ني‪ ،‬فر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها و�أر�ضاها‪.‬‬ ‫جمع من امل�سلم َ‬ ‫عليها‬
‫َ‬ ‫ٌ‬

‫‪125‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫ْ‬
‫حاول �أنْ حت ّد َد �أما َم كلِّ‬ ‫والعوامل امل�ؤثّر ِة فيها‪ ،‬من خاللِ اجلدولِ الآتي‬
‫ِ‬ ‫�صفات ال�سيّد ِة �سكين َة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫وا�ضح ب َ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ارتباط‬ ‫‪ L‬يوج ُد‬
‫�صف ٍة العواملَ امل�ؤثّر َة يف تكوي ِنها‪:‬‬

‫العواملُ امل�ؤثّر ُة يف تكوي ِنها‬ ‫فــــــــــات‬


‫ُ‬ ‫ال�ص‬
‫ّ‬
‫‪....................................................‬‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫والتقر ِب �إىل ا ِ‬
‫ّ‬ ‫العبادة‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إقبا ُلها على‬
‫‪....................................................‬‬

‫‪....................................................‬‬
‫تعليما وتع ّل ًما‪.‬‬
‫بالعلم ً‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬اعتنا�ؤُها‬
‫‪....................................................‬‬

‫‪....................................................‬‬
‫و�صربها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫�شخ�صي ِتها‬
‫ّ‬ ‫وقو ُة‬
‫‪� -‬شهام ُتها ّ‬
‫‪....................................................‬‬

‫‪....................................................‬‬
‫وتقديرها لهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫آخرين‬
‫‪ -‬احرتا ُمها لل َ‬
‫‪....................................................‬‬

‫‪126‬‬
‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬
‫ِّيت‪.‬‬ ‫ظ ّل ِت ال�سيد ُة �سكين ُة ت�سمي زوجها م�صعب بن الزب ِري ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪( -‬بالأم ِري) �إىل �أنْ تُوف ْ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ت�ستنتجها من َ‬
‫ذلك؟‬ ‫ُ‬ ‫ال�صف ُة ا ُخل ُلقيّ ُة الّتي‬
‫‪ L‬ما ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬

‫ونقد ِه‬
‫عر ِ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫تذو ِق ّ‬
‫طريق ّ‬
‫ِ‬ ‫املجتمع عن‬
‫ِ‬ ‫دورها ال ّثقا َّ‬
‫يف يف‬ ‫وعلمها ت�ؤ ّدي َ‬
‫بجانب عباد ِتها ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�سيد ُة �سكين ُة‬
‫ كانت ّ‬
‫ِ‬
‫ق�صائدهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫با�ستظهار ر�أيِها يف‬
‫ِ‬ ‫ال�شعرا ِء يعتنونَ‬ ‫ُ‬
‫فحول ّ‬ ‫أ�صبح‬
‫ح ّتى � َ‬
‫ني‪.‬‬
‫بنات امل�سلم َ‬
‫اجلديد من ِ‬
‫ِ‬ ‫للجيل‬
‫ِ‬ ‫واالهتمامات الثّقافيّ ِة‬
‫ِ‬ ‫اهتمامات ال�سيّد ِة �سكين َة الثّقافيّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لعقد ندو ٍة عن دو ِر املر�أ ِة امل�سلم ِة يف نه�ض ِة‬ ‫‪ُ L‬ط ِل َب َ‬
‫منك و�ض ُع خط ٍة ِ‬
‫للندوة؟‬
‫ِ‬ ‫تقرتحها‬
‫ُ‬ ‫املحاور ا ّلتي‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الندوة؟‬
‫ِ‬ ‫لهذه‬
‫املحا�رضين ِ‬
‫َ‬ ‫�ستختار من‬
‫ُ‬ ‫‪َ -‬م ْن‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪127‬‬
‫الدر�س ال ّأولُ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكتاب (‪.)1‬‬ ‫أهل‬
‫حقوقُ � ِ‬

‫الدر�س الثّاين‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكتاب (‪.)2‬‬ ‫أهل‬
‫حقوقُ � ِ‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬
‫ني‪� .‬سور ُة ال�سجد ِة‪ ،‬ال ُ‬
‫آيات (‪.)30 - 23‬‬ ‫ال�صرب َواليق ُ‬
‫ُ‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫العلم‬
‫التف�سري بالر� ِأي َو ِ‬
‫ُ‬
‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اال�ستهالك‪.‬‬ ‫الق�ص ُد يف‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الق�صد‪.‬‬ ‫النجا ُة يف‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬
‫إ�سالم وحماي ُة البيئ ِة‪.‬‬
‫ال ُ‬

‫‪128‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫إن�سان‬
‫ال ُ‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬ ‫َون‪:‬‬
‫والك ُ‬

‫مي‬
‫القر� ُآن الكر ُ‬ ‫الكرام ُة الب�رش ّي ُة‬
‫‪� -‬سورة ال�سجدة‪،‬‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬حقوقُ �أهلِ‬
‫الآيات (‪.)9 - 1‬‬ ‫(‪.)2 - 1‬‬
‫ال�س ّن ُة النبو ّي ُة‬
‫‪ -‬التف�سري بالر�أي‬ ‫البيئ ُة‬
‫والعلم احلديث‪.‬‬ ‫‪ -‬الق�ص ُد يف اال�ستهالكِ ‪.‬‬
‫‪ -‬النجا ُة يف الق�صدِ‪.‬‬
‫إ�سالم وحماي ُة‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫البيئ ِة‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫االحرتام‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫لكل �إن�سانٍ َّ‬‫توجب ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إن�ساني ُة‬
‫‪-‬الكرام ُة ال ّ‬
‫ظر �إىل عر ِق ِه �أو عقيد ِت ِه‪.‬‬ ‫دونَ ال ّن ِ‬
‫ِ‬
‫الكتاب (‪)1‬‬ ‫أهل‬
‫حقوق ِ‬
‫ُ‬
‫يانات‬
‫الد ِ‬ ‫مع ّ‬‫ال�سلمي َ‬
‫ِّ‬ ‫عاي�ش‬
‫‪-‬الإ�سال ُم يدعو �إىل ال ّت ِ‬
‫الأخرى‪.‬‬
‫تعارف وتعاونٍ ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ني عالق ُة‬ ‫امل�سلم وغ ِري امل�سلم َ‬‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪-‬ب َ‬
‫�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬

‫آدم‪:‬‬
‫ولقد ك ّر ْمنا بني � َ‬
‫أر�ض ِه‪،‬‬
‫أ�سجد ل ُه مالئك َت ُه‪ ،‬وا�ستخل َف ُه يف � ِ‬
‫روح ِه‪ ،‬و� َ‬
‫فيه من ِ‬ ‫نفخ ُ‬
‫اهلل ِ‬ ‫مكر ٌم‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫خملوق ّ‬ ‫إ�سالم‬
‫نظر ال ِ‬
‫ الإن�سانُ يف ِ‬
‫فات َه مبد�أُ تكرمي ِِه �إىل ذا ِت ِه ال ّ‬
‫إن�ساني ِة‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫جّ َ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪.)70‬‬
‫َ‬
‫التبديل �أو‬ ‫إلهي ًة ال ُ‬
‫تقبل‬ ‫فرائ�ض � ّ‬
‫َ‬ ‫إن�سان‪ ،‬ومت ّث ُل‬ ‫َ‬
‫حقوق ال ِ‬ ‫مببادئ تُر�سي‬
‫َ‬ ‫إ�سالمي‬
‫ُّ‬ ‫�رشيع ال‬
‫جاء ال ّت ُ‬ ‫وعلى � ِإثر َ‬
‫ذلك َ‬ ‫ ‬
‫عد َي‪.‬‬
‫ال ّت ّ‬

‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫آيات الكرمي َة الآتيةَ‪:‬‬


‫‪ L‬ت�أ ّم ِل ال ِ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﱪ‪( .‬احلجرات ‪.)13‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯞ ﯟ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)35‬‬
‫قالَ اهللُ تعاىل‪ :‬ﱫ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﱪ‪( .‬االن�شقاق ‪.)6‬‬ ‫ ‬
‫آيات الكرمي ِة؟‬
‫اخلطاب يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ت�ستنتج ِم ْن تن ّو ِع‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪130‬‬
‫واحد‪:‬‬
‫ماوي ٌ‬ ‫ُ‬
‫الدين ال�ّس ُّ‬
‫َت �ألوا ُنهم‬
‫الب�رشي ال ّأو ِل‪ ،‬و� ِإن اختلف ْ‬
‫ِّ‬ ‫فهم �إخو ٌة يف ال ّن ِ‬
‫�سب‬ ‫�سب‪ْ ،‬‬ ‫أ�صل وال ّن ِ‬
‫وحدة ال ِ‬‫ِ‬ ‫الب�رش جمي ًعا �إىل‬
‫ُ‬ ‫ ينتمي‬
‫إن�سانيةُ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫االختالف ما هو �إال لغاي ٍة وحكم ٍة �أرا َدها ُ‬
‫ُ‬
‫أدوار ال ّ‬‫تتكامل بها ال ُ‬ ‫أجل �أن‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬من � ِ‬ ‫و�أعراقُهم ولغاتُهم‪ ،‬فهذا‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫قال ُ‬
‫أر�ض‪َ ،‬‬ ‫إعمار ال ِ‬‫أعباء الب�رش ّي ُة يف � ِ‬
‫وتتو ّز َع بها ال ُ‬
‫ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱪ‪( .‬الروم ‪.)22‬‬

‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫امللل يف العا ِمل‪.‬‬


‫‪ L‬ع ّد ْد �سب ًعا من ِ‬
‫كتب �سماويّ ٍة؟‬
‫ذات ٍ‬
‫امللل ُ‬
‫تلك ِ‬ ‫‪ُّ � L‬أي َ‬
‫ال�شا ِئ ِع ال�سماويّ ِة الّتي �أنزلَها اهللُ؟‬
‫من رّ‬ ‫تختلف � ُ‬
‫أ�صول ال�رشيع ِة الإ�سالميّ ِة عن �أ�صولِ غ ِريها َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ L‬هل‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱪ‪( .‬ال�شورى ‪.)13‬‬
‫أ�صوب؟ وملاذا؟‬ ‫‪ L‬من خاللِ تدبّ ِر َك للآي ِة‪ُّ � ،‬أي القول ِ‬
‫ني جت ُد �أنّ ُه � ُ‬
‫و�رشائع متعددة)؟‬
‫ُ‬ ‫واحد‬
‫ٌ‬ ‫�سماوي‬
‫ٌّ‬ ‫(دين‬
‫‪�( -‬أديانٌ �سماويّ ٌة خمتلفةٌ) �أم ٌ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ذلك؟‬ ‫اجلمع؟ عال َم ُّ‬
‫يدل َ‬ ‫‪ L‬هلْ جا َء يف القر�آنِ � ُّأي تعب ٍري عن ِ‬
‫الدين ب�صيغ ِة ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫عليهم ال�سال ُم‬
‫ُ‬ ‫�سل‬
‫الر ِ‬ ‫جميع ُ‬ ‫ُ‬ ‫إليه‬
‫�سماوي واحدٍ دعا � ِ‬
‫ٍّ‬ ‫دين‬
‫جود ٍ‬
‫أكد َعلى ُو ِ‬
‫قد � َّ‬
‫�سبق َن ْ�س َت ْن ِت ُج �أنَّ القُر�آنَ الكر َمي ْ‬
‫مما َ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫ال�رشائع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ماوي ونا�سخ ًة ملا ْقب َلها َ‬
‫من‬ ‫ِّ‬ ‫ال�س‬
‫الد ِين َّ‬
‫�رشائع هذا ِّ‬
‫ِ‬ ‫آخر‬
‫و�شاء اهلل تَعاىل �أنْ تَكونَ �رشيع ُة حممدٍ ‪َ � h‬‬ ‫َ‬ ‫وهو الإ�سال ُم‪،‬‬
‫َ‬
‫إجب ِار و� مَّإنا على‬
‫إكراه وال َ‬
‫�سبيل ال ِ‬
‫لي�س على ِ‬
‫ولكن َ‬
‫ْ‬ ‫ا�س كا ّف ًة يف ِّ‬
‫كل زمانٍ ومكانٍ ‪،‬‬ ‫عامليا لل ّن ِ‬
‫و�أنْ يكونَ الإ�سال ُم دي ًنا ً‬
‫واالختيار‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﱪ‪( .‬الكهف‬ ‫ِ‬ ‫إرادة‬
‫�سبيل ال ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﱪ‪.‬‬ ‫‪.)29‬‬
‫(يون�س ‪.)99‬‬

‫‪131‬‬
‫ني على م ّل ِة الإ�سالم ولك ّنهم خمتلفونَ على �أديانٍ �ش ّتى‪ ،‬ومل ي�أمرنا ُ‬
‫اهلل‬ ‫ا�س جمي ًعا م�ؤمن َ‬ ‫َ‬ ‫فلو �أرا َد ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫جلعل ال ّن َ‬ ‫اهلل‬ ‫ ‬
‫إح�سان �إليهم وم ْن ِع‬
‫ِ‬ ‫بربهم وال‬
‫أمر ِّ‬
‫بل � َ‬‫احلق‪ْ ،‬‬
‫ين ُّ‬ ‫الد ُ‬
‫وه َو ّ‬
‫إ�سالم ُ‬
‫هم لل ِ‬ ‫رغم خمالف ِت ْ‬‫أديان الأخرى‪َ ،‬‬
‫أ�صحاب ال ِ‬‫ِ‬ ‫مبعاداة �‬
‫ِ‬
‫�شق‬
‫أثم �إنْ َّ‬
‫كافر‪ ،‬ي� ُ‬
‫جمو�سي‪ :‬يا ُ‬
‫ٍّ‬ ‫ليهودي �أو‬
‫ٍّ‬ ‫بع�ض الفقها ِء‪« :‬لو َ‬
‫قال‬ ‫ذكر ُ‬
‫نف�سيا كما َ‬‫ًّ‬ ‫الأذى عنهم‪ ،‬ح ّتى و�إنْ كانَ الأذى‬
‫مل�سلم كما‬
‫ٍ‬ ‫م�سلم‬
‫ٍ‬ ‫امل�سلم �أو من‬
‫ِ‬ ‫أ�صدر من غ ِري‬
‫إ�سالم �سوا ٌء � َ‬
‫مرفو�ض يف ال ِ‬
‫ٌ‬ ‫عليه»(‪� ،)١‬إ ّال يف ِ‬
‫حال عدوا ِنهم علينا‪ ،‬والعدوانُ‬ ‫ِ‬
‫ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭽ ﱪ‪( .‬البقرة‬ ‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫‪ .)190‬و َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﱪ‪( .‬احلجرات ‪.)9‬‬

‫هم �أه ُل الكتابِ ؟‬ ‫ْ‬


‫من ْ‬
‫ قال تعاىل‪:‬ﱫ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫َ‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄ‬ ‫ال�رشائع ا ّلذين �أُنز َل ْت عليهم ٌ‬
‫كتب‬ ‫ِ‬ ‫أ�صحاب‬
‫ُ‬ ‫هم �‬
‫الكتاب ْ‬
‫ِ‬ ‫ � ُ‬
‫أهل‬

‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫كاليهود وال ّن�صارى‪،‬وقد جعل اهلل لهم يف اال�سالم مكان ًة‬


‫ِ‬ ‫�سماو ّيةٌ‪،‬‬
‫ﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕ‬ ‫ني طعا َمهم‪،‬‬
‫أباح للم�سلم َ‬
‫حيث � َ‬
‫ني‪ُ ،‬‬
‫خا�ص ًة دونَ �سواهم من غ ِري امل�سلم َ‬
‫ّ‬
‫ﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬ ‫واج من ن�سائهم‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ‬ ‫وال ّز َ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﮥ ﮦ ﱪ‪( .‬املمتحنة ‪.)9-8‬‬
‫ﯫﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬
‫ني‬ ‫‪ .١‬املحاربونَ ‪ :‬ا ّل َ‬
‫ذين يقاتلونَ امل�سلم َ‬
‫ويعتدونَ على ديارِ هم و�أموا ِلهم‪ ،‬وه�ؤال ِء‬
‫ﯵ ﱪ‪( .‬املائدة ‪.)5‬‬
‫احلرب‪ُ ،‬‬
‫حتك ُمها‬ ‫ِ‬ ‫حالة‬
‫خا�ص ٌة يف ِ‬
‫لهم �أحكا ٌم ّ‬
‫عدم العدوانِ ‪� ،‬أو الغدرِ ‪،‬‬
‫إ�سالمي ٌة من ِ‬
‫ّ‬ ‫مبادئ �‬
‫ُ‬
‫أهل الكتابِ ؟‬
‫مع � ِ‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫أ�س�س‬
‫� ُ‬
‫باجلثث‬
‫ِ‬ ‫التمثيل‬
‫ِ‬ ‫والن�سل �أو‬
‫ِ‬ ‫احلرث‬
‫ِ‬ ‫إف�ساد‬
‫�أو � ِ‬
‫أ�س�س منها‪:‬‬
‫عد ِة � ٍ‬
‫ينطلق من ّ‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫مع � ِ‬ ‫‪� -‬إنَّ ال ّت َ‬
‫عامل َ‬
‫ال�شيوخ‪ ،‬و� مّإنا‬
‫ِ‬ ‫أطفال �أو ال ّن�سا ِء �أو‬
‫قتل ال ِ‬
‫�أو ِ‬
‫ني ْ‬
‫فقط‪.‬‬ ‫هو ُ‬
‫قتال من يقات ُلهم ِم َن املحارب َ‬
‫إن�ساني ِة‪:‬‬
‫والكرامة ال ّ‬
‫ِ‬ ‫الب�رشي‬
‫ِّ‬ ‫‪ .١‬وحد ُة ال ِ‬
‫أ�صل‬
‫ني‬
‫هم ِم ْن غ ِري ه�ؤال ِء املحارب َ‬
‫‪ .٢‬امل�ساملونَ ‪ْ :‬‬ ‫ا�س ُك ُّل ُه ْم َب ُنو آ� َد َم َو�آ َد ُم ُخ ِل َق ِم ْن ت َُر ٍ‬
‫اب»(‪،)2‬‬ ‫َ‬
‫قال ‪« :h‬ال َّن ُ‬ ‫ ‬
‫والق ْ�س ِط‬
‫حق البرِ ِّ ِ‬
‫يف � ِّأي مكانٍ كانوا‪ ،‬ولهم ُّ‬ ‫الكرامة‬
‫ِ‬ ‫أ�صل‪ ،‬كما �أ ّنهم مت�ساوونَ يف‬ ‫دة ال ِ‬ ‫ا�س مت�ساوونَ يف َو ْح ِ‬
‫فال ّن ُ‬
‫وال�ص ِلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتوج ُب‬
‫ّ‬ ‫إن�ساني ِت ِه‬ ‫فلكل �إن�سانٍ حرم ُت ُه ومكان ُت ُه الّتي ُ‬
‫تنبع من � ّ‬ ‫ِّ‬ ‫إن�ساني ِة؛‬
‫ال ّ‬

‫(‪ )١‬نظام الدين احلنفي و�آخرون‪ :‬الفتاوى الهندية‪ ،‬دار الفكر (‪ ١٩٩١‬ـ ‪ )١٤١١‬ج‪� ،٥‬ص‪ )2( .٣٤٨‬روا ُه الرتمذي‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫فقال ل ُه ال�صحاب ُة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهم ‪� :-‬إ َّنها‬ ‫هلل ‪ h‬جناز ٌة فقا َم لها‪َ ،‬‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫مر ْت على‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫التقدير واالحرتا َم‪ ،‬فقد ّ‬
‫َ‬ ‫ل ُه‬
‫نف�سا؟!»(‪.)3‬‬
‫ألي�س ْت ً‬ ‫يهودي‪َ ،‬‬
‫فقال لهم ‪َ � « :h‬‬ ‫ٍّ‬ ‫جناز ُة‬

‫واحد‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الر�ساالت ال�سماو ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫م�صدر‬
‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬

‫الكتاب) �إ�شار ًة �إىل كتب ُ‬


‫ِهم‬ ‫َ‬ ‫الكتاب) و(يا �أ ُّيها الّ َ‬
‫ذين �أوتوا‬ ‫ِ‬ ‫القر�آنُ ال ينادي اليهو َد وال ّن�صارى �إال بـ (يا � َ‬
‫أهل‬ ‫ ‬
‫إ�سالم‪.‬‬ ‫إجنيل ا ّلتي �أنز َلها ُ‬
‫اهلل على �أنبيا ِئهم َ‬
‫قبل ال ِ‬ ‫التوراة وال ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�سماو ّي ِة من‬
‫وهو ُ‬
‫عليهم ال�سال ُم ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫وجل ‪ ،-‬ا ّلذي ا�صطفى � َ‬
‫أنبياء ُه ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫اهلل ‪ -‬ع َّز‬ ‫واحد ُ َ‬
‫ٌ‬ ‫الر�ساالت ال�سماو ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫فم�صدر‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫و�أوحى �إليهم جميعًا‪ ،‬كما قالَ تعاىل‪ :‬ﱫ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)163‬‬
‫حتريف‪.‬‬ ‫وحفظ ُ‬
‫اهلل القر�آنَ الكر َمي من � ِّأي‬ ‫َ‬ ‫للتحريف‪،‬‬ ‫تعر َ�ض ْت‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الكتب ّ‬
‫ُ‬ ‫هذه‬
‫ولكن ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬

‫اال�سالم ومباد�ؤُ ُه‪:‬‬


‫ِ‬ ‫قيم‬
‫‪ُ .٣‬‬
‫ني‬
‫معاملة امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫جتب يف‬
‫ني‪ ،‬بل ُ‬
‫إ�سالم على امل�سلم َ‬
‫تقت�رص يف ال ِ‬
‫ُ‬ ‫وامل�ساواة ال‬
‫ِ‬ ‫العدل‬
‫ِ‬ ‫ومبادئ‬
‫ُ‬ ‫والرحم ُة‬
‫�سامح ّ‬
‫ُ‬ ‫ال ّت‬ ‫ ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫قال ُ‬
‫للنا�س جمي ًعا‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)90‬‬

‫وجل‪:‬ﱫ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫َ‬
‫وقال ع َّز َّ‬ ‫ ‬
‫ﯲ ﯳ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)58‬‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫ني ل ُه‪:‬‬
‫آيات الآتي ُة يف �أخالقِ الإ�سال ِم م َع املخالف َ‬
‫تظهر ُه ال ُ‬ ‫اجلانب ا ُخل ُل َّ‬
‫قي الّذي ُ‬ ‫َ‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫ﮙﮚ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)15‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪133‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪( .‬الإن�سان ‪.)8‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﱪ‪( .‬العنكبوت ‪.)46‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ني الب� ِرش‪:‬‬


‫ين ب َ‬
‫عارف الإن�سا ِّ‬
‫‪� .٤‬س ّن ُة ال ّت ِ‬
‫الب�رشي ا ّلذي يقو ُم على‬ ‫االجتماع‬ ‫خالل‬ ‫لن يتحق َّق �إ ّال من‬ ‫ خلق ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إعمارها ْ‬
‫أر�ض‪ ،‬و� ُ‬
‫إعمار ال ِ‬
‫اهلل الإن�سانَ ل ِ‬ ‫َ‬
‫عليه من‬
‫أخالق‪ ،‬وما يرتت ُّب ِ‬
‫احلوار وال ِ‬
‫ِ‬ ‫قيم‬
‫يت�ضم ُن ُه من ِ‬
‫ّ‬ ‫عوب‪ ،‬وما‬
‫وال�ش ِ‬
‫أفراد ّ‬
‫ين) على م�ستوى ال ِ‬
‫عاون الإن�سا ِّ‬
‫أ�سا�س (ال ّت ِ‬
‫� ِ‬
‫املعارف‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫ِ‬ ‫امل�شرتكة‪ ،‬وتبادلٍ يف‬
‫ِ‬ ‫امل�صالح‬
‫ِ‬ ‫تعاونٍ يف‬
‫ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﱪ‪( .‬احلجرات ‪.)13‬‬

‫ال�صدا َم‪.‬‬
‫اع �أو ّ‬
‫هو ال�صرّ َ‬
‫العالقات الب�رش ّي ِة َ‬
‫ِ‬ ‫أ�صل يف‬ ‫َ‬
‫بذلك �أنْ يكونَ ال ُ‬ ‫فنفى‬ ‫ ‬

‫‪134‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫‪ L‬علّلْ ملا يلي‪:‬‬


‫دام‪.‬‬
‫وال�ص ِ‬
‫اع ّ‬‫ولي�س على ال�صرّ ِ‬
‫َ‬ ‫عاون‬
‫عارف وال ّت ِ‬
‫املختلفة تقو ُم على ال ّت ِ‬
‫ِ‬ ‫عوب‬
‫ال�ش ِ‬
‫ني ّ‬
‫‪ -‬العالق َة ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واحدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الر�ساالت ال�سماو ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫م�صدر‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫الكتاب؟‬
‫ِ‬ ‫هم �أهلُ‬
‫‪َ L‬م ْن ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني؟‬
‫�سواهم من غ ِري امل�سلم َ‬
‫ْ‬ ‫اخت�ص �أهل الكتاب دونَ‬
‫َّ‬ ‫‪ L‬مبَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪135‬‬
‫الكتاب»(‪.)١‬‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫املجو�س‪�« :‬سنّوا فيهم �سنّ َة � ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال عن‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫رحم ُه اهللُ ‪ -‬يف املو ّط�أِ �أ َّن‬ ‫‪ L‬روى الإما ُم ٌ‬
‫مالك ‪َ -‬‬
‫فمااملق�صو ُد َ‬
‫بذلك؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثالث‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﱪ‪( .‬املمتحنة ‪.) 8‬‬

‫أمر اهللُ امل�سلم َ‬


‫ني يف الآي ِة الكرمي ِة؟‬ ‫‪ L‬مب ي� ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني من خاللِ جمتم ِعك‪.‬‬
‫التعامل م َع غ ِري امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫والق�سط يف‬
‫ِ‬ ‫مناذج واقعي ًة للبرِ ِّ‬
‫اذكر َ‬‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرّابع‪:‬‬

‫الكتاب؟‬
‫ِ‬ ‫ينطلق منها التّعاملُ م َع � ِ‬
‫أهل‬ ‫ُ‬ ‫أ�س�س ال�رشعيّ ُة الّتي‬
‫‪ L‬ما ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬مالك بن �أن�س الأ�صبحي‪ :‬موط�أ مالك‪ ،‬حتقيق حممد ف�ؤاد عبدالباقي‪ ،‬دار �إحياء الرتاث العربي‪ ،‬ج‪� ،٢‬ص‪.٢٧٨‬‬
‫‪136‬‬
‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)64‬‬

‫املتحاورين‪:‬‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫قاط االتّفاقِ ب َ‬
‫جناح احلوا ِر؛ وه َو حتدي ُد ِن ِ‬
‫�ضوابط ِ‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫أ�شارت الآي ُة �إىل � ِ‬
‫‪ِ �L‬‬
‫أ�شار ْت �إليها الآي ُة الكرميةُ؟‬
‫الكتاب‪ ،‬كما � َ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫ني � ِ‬
‫ّفاق بي َننا وب َ‬ ‫‪ -‬ما ِن ُ‬
‫قاط االت ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫احلوار؟‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫ّفاق َ‬
‫جوانب االت ِ‬
‫ِ‬ ‫أكيد‬
‫أهمي ُة ت� ِ‬
‫‪ -‬ما � ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الكتاب �أو غ ِريهم؟‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫مع � ِ‬
‫للحوار َ‬
‫ِ‬ ‫ال�ض ُ‬
‫وابط الأخرى‬ ‫‪ -‬ما ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪137‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬ ‫� ُ‬
‫وعامليةٍ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫العقيدة‬
‫ب�شمولي ٍة‬
‫من‬
‫ّ‬ ‫إن�ساني ِة‬
‫احلقوق ال ّ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب حقوقًا ثابت ًة مت ّث ُل جز ًءا َ‬
‫ِ‬
‫مبادئ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬الإ�سال ُم �أر�سى‬
‫أهل‬
‫اهلل ل ِ‬ ‫�رشع ُ‬‫‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫الكتاب (‪)2‬‬ ‫أهل‬
‫حقوق ِ‬
‫ُ‬
‫ال�رشعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أحكامها‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي ِة و�‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫الب�رشي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املجتمع‬
‫ِ‬ ‫الم يف‬ ‫وال�س ِ‬‫إ�سالمي ُة رائد َة اخل ِري ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ال ّأم ُة ال‬

‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫م�سجد ُه‬
‫َ‬ ‫عليه‬
‫املدينة‪ ،‬فدخلوا ِ‬
‫ِ‬ ‫وهو يف‬
‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫العرب ‪� -‬إىل‬
‫ِ‬ ‫وهم من ن�صارى‬
‫وفد جنرانَ ‪ْ -‬‬
‫ جاء ُ‬
‫َ‬
‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫لهم‬ ‫ني من َع ُه ْم‪َ ،‬‬
‫فقال ْ‬ ‫بع�ض امل�سلم َ‬
‫م�سجد ِه‪ ،‬ف�أرا َد ُ‬
‫ِ‬ ‫بعد الع� ِرص‪ ،‬فكا َن ْت �صالتُهم‪ ،‬فقاموا ي�ص ّلونَ يف‬
‫َ‬
‫امل�رشق ف�ص ّلوا �صالتَهم(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫«دعوهم»‪ ،‬فا�ستقب َلوا‬
‫ْ‬
‫الكتاب؟‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫الر�سولِ ‪ h‬م َع � ِ‬
‫تعامل ّ‬
‫�سامح يف ِ‬
‫‪� L‬إىل � ِّأي م ًدى بل َغ التّ ُ‬
‫ت�ستنتج من َ‬
‫ذلك؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ L‬ماذا‬

‫أهل الكتابِ ‪:‬‬ ‫ُ‬


‫حقوق � ِ‬
‫الدين‪:‬‬
‫‪ .١‬ال�إكرا َه يف ِ‬
‫من قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬
‫االعتقاد‪ ،‬انطالقًا ْ‬
‫ِ‬ ‫الكتاب حر ّي َة‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫َ‬
‫ كفل الإ�سال ُم ل ِ‬
‫ﰈﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙﱪ‪( .‬البقرة‬

‫‪.)256‬‬
‫التعبديّ ِة‪ ،‬و�صانَ لهم‬ ‫إ�سالم‪ْ ،‬‬ ‫فقد م َنع ُ‬
‫�شعائرهم ّ‬
‫ِ‬ ‫لهم ممار�س َة‬
‫أباح ْ‬
‫بل � َ‬ ‫اعتناق ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ني على‬
‫اهلل �إكرا َه غ ِري امل�سلم َ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫احلروب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وقت‬
‫�ض لها ب� ِّأي �رضرٍ ح ّتى و�إنْ كانَ يف ِ‬
‫التعر ِ‬
‫عن ّ‬ ‫ني ِ‬
‫ومقد�سا ِتهم‪ ،‬ونهى امل�سلم َ‬
‫ّ‬ ‫معاب َِدهم‪،‬‬

‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫أ�سباب نزولِ الآي ِة (‪ )256‬من �سور ِة البقر ِة‪.‬‬


‫كتب التّف�س ِري عن � ِ‬
‫أحد ِ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة ْ‬
‫ابحث يف � ِ‬

‫البخاري‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار �إحيا ِء الرتاث العربي‪ ،‬ج‪� ١٦‬ص‪٢٣٩.‬‬


‫ّ‬ ‫(‪ )١‬بدر الدين العيني‪ :‬عمدة القاري �رشح �صحيح‬
‫‪138‬‬
‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫أهل �إيليا َء‪:‬‬


‫ مم ّا جا َء يف ال ُعهد ِة العمريّ ِة م َع � ِ‬

‫أنف�سهم‬
‫أعطاهم �أما ًنا ل ِ‬
‫ْ‬ ‫أمان‪� ،‬‬
‫من ال ِ‬‫(القد�س) َ‬
‫ِ‬ ‫إيلياء‬
‫أهل � َ‬‫ني � َ‬
‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫عمر � ُ‬ ‫«هذا ما �أعطى ُ‬ ‫ ‬
‫َ�ص منها وال من خ ِريها‪ ،‬وال من ُ�ص ُلبِهم‪،‬‬
‫تهد ُم‪ ،‬وال ُي ْن َتق ُ‬
‫كنائ�سهم‪ ،‬وال َ‬
‫ُ‬ ‫ولكنا ِئ�سهم و�صلبا ِنهم‪ ..‬ال ت ُْ�س َك ُن‬
‫أحد منهم»(‪.)1‬‬
‫ي�ضار � ٌ‬
‫ُّ‬ ‫وال ُي ْك َرهونَ على دي ِنهم‪ ،‬وال‬

‫ر�ضي اهللُ عنه ‪ -‬ل ِ‬


‫أهل �إيليا َء؟‬ ‫عمر ِبن اخل ّط ِ‬
‫اب ‪َ -‬‬ ‫ت�ستنج من بنو ِد ميثاقِ َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫واحلماية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أمن‬
‫حق ال ِ‬
‫‪ُّ .٢‬‬
‫وحر َم‬
‫أعرا�ضهم‪ّ ،‬‬ ‫بحفظ �أموا ِلهم ودما ِئهم و� ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمر‬
‫إ�سالمي‪ ،‬ف� َ‬
‫ِّ‬ ‫املجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫الكتاب يف‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫ قر َر الإ�سال ُم الأمانَ ل ِ‬
‫َّ‬
‫قال ‪�َ « :h‬أ َال َم ْن َظ َل َم ُم َع ِاه ًدا َ�أ ِو ا ْن َتق َ‬
‫َ�ص ُه‬ ‫غ�شهم‪� ،‬أو �رسق َة �أموا ِلهم‪ ،‬فقد َ‬
‫أعرا�ضهم‪� ،‬أو َّ‬ ‫َ‬
‫انتهاك � ِ‬ ‫عليهم‪� ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫االعتداء‬
‫َ‬
‫احلماية من � ِّأي‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫قر َر لهم َّ‬ ‫ْ�س َف�أَ َنا َح ِج ُ‬
‫يج ُه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة» ‪ ،‬كما ّ‬ ‫�أَ ْو َك َّل َف ُه ف َْو َق َطا َق ِت ِه �أَ ْو �أَ َخ َذ ِم ْن ُه َ�ش ْي ًئا ِب َغيرْ ِ ِط ِ‬
‫يب َنف ٍ‬
‫(‪)2‬‬

‫راع وك ُّلكم‬‫قال ‪« :h‬ك ُّلكم ٍ‬ ‫إ�سالمي ِة‪ ،‬وهي م�س�ؤول ٌة َع ْن ُه ْم‪ ،‬كما َ‬ ‫ّ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫باعتبارهم من رعايا‬ ‫ِ‬ ‫خارجي‬
‫ٍّ‬ ‫عدوانٍ‬
‫رعي ِت ِه»(‪.)3‬‬ ‫م�س� ٌ‬
‫ؤول عن ّ‬

‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫تيمي َة‬ ‫ني ْ‬ ‫ُ‬


‫ابن ّ‬‫فرف�ض ُ‬
‫َ‬ ‫فقط‪،‬‬ ‫إطالق امل�سلم َ‬
‫مح ل ُه ب� ِ‬
‫ف�س َ‬
‫إطالق الأ�رسى ُ‬
‫التتار يف � ِ‬
‫تيمي َة ‪ -‬رحم ُه اهلل ‪َ -‬‬
‫ابن ّ‬‫ خاطب ُ‬
‫َ‬
‫اليهود‬ ‫جميع َم ْن م َع َك من‬ ‫تار‪ْ :‬‬
‫«بل‬ ‫لقائد ال ّت ِ‬
‫فقال ِ‬‫ني؛ َ‬
‫مع امل�سلم َ‬ ‫‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الكتاب َ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫إطالق � ِ‬
‫أ�رص على � ِ‬
‫وا�شتد‪ ،‬و� َّ‬
‫َّ‬ ‫اهلل ‪-‬‬ ‫َ‬
‫الذم ِة»(‪.)4‬‬
‫أهل ّ‬‫أهل امل ّل ِة وال من � ِ‬
‫أ�سريا ال من � ِ‬
‫ندع � ً‬ ‫ذم ِتنا‪ ،‬ف�إ ّنا ُّ‬
‫نفتكهم‪ ،‬وال ُ‬ ‫هم � ُ‬
‫أهل ّ‬ ‫وال ّن�صارى ا ّل َ‬
‫ذين ْ‬

‫(‪ )١‬تاريخ الطربي‪ :‬حممد بن جرير الطربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪� ،٢‬ص‪ )2( .٤٤٩‬رواه �أبو داود‪ )3( .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪139‬‬ ‫تيمي ِة يف الفقه‪ ،‬حتقيق عبدالرحمن النجدي‪ ،‬ال�سعودية‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬ج‪� ،٢٨‬ص‪.٦١٧‬‬
‫(‪� )4‬أحمد عبداحلليم بن تيمية‪ :‬كتب ور�سائل وفتاوى ابن ّ‬
‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫الكتاب؟‬
‫ِ‬ ‫ني جتا َه حقوقِ �أ ْه ِل‬
‫واجب علما ِء امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫التعليل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫املواقف الآتي ِة م َع‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما ر�أيُ َك يف‬
‫أطفال؟‬
‫وتيتيم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وترميل ال ّن�سا ِء‬
‫ِ‬ ‫بالهالك‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫جميع غ ِري امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫عاء على‬
‫الد ُ‬
‫‪ّ -‬‬ ‫ ‬
‫من الآمنني؟‬
‫ني َ‬
‫‪ -‬ا�ستباح ُة دما ِء غ ِري امل�سلم َ‬ ‫ ‬
‫ني؟‬
‫ني‪ ،‬لأنَّ حكوما ِتهم تعادي امل�سلم َ‬
‫ال�سياح من غ ِري امل�سلم َ‬
‫قتل ّ‬ ‫‪ُ -‬‬ ‫ ‬

‫�أ�ستنت ُِج‪:‬‬

‫املواقف الآتية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ت�ستنتج من‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ماذا‬

‫�صاعا من‬
‫ني ً‬ ‫يهودي بثالث َ‬
‫ٍّ‬ ‫عند‬
‫ود ْر ُع ُه مرهو َن ٌة َ‬
‫هلل ‪ِ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قالت‪« :‬ت ُُوفيِّ َ‬ ‫‪ -‬عن عائ�ش َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ْ -‬‬
‫�شعريٍ»(‪.)1‬‬
‫أمر‬ ‫اب ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫بن ّ‬
‫من ال ّن�صارى ف� َ‬ ‫ني َ‬‫بقوم جمذوم َ‬
‫دم�شق ٍ‬
‫َ‬ ‫أر�ض‬
‫عند َمق َْد ِم ِه اجلابي َة من � ِ‬
‫اهلل عنه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫اخلط ِ‬ ‫عمر ُ‬
‫مر ُ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫القوت(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫عليهم‬
‫ُ‬ ‫دقات و�أنْ ُي ْجرى‬
‫ال�ص ِ‬ ‫من ّ‬‫�أنْ ُي ْع َطوا َ‬
‫ي�سلخ �شا ًة َ‬
‫فقال‪ :‬يا غال ُم‪� ،‬إذا فرغْ َت‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ُ‬
‫عنهما ‪ -‬وغال ُم ُه‬ ‫عمرو ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫بن ٍ‬‫هلل ِ‬
‫عبدا ِ‬
‫عند ِ‬ ‫كنت َ‬ ‫قال‪ُ :‬‬‫‪ -‬عن جماهدٍ َ‬
‫َ‬
‫باجلار‬ ‫النبي ‪ h‬يو�صي‬ ‫اهلل؟ َ‬ ‫اليهودي �أ�صلح َك ُ‬ ‫فقال ٌ‬ ‫اليهودي‪َ ،‬‬ ‫فابد�أْ ِ‬
‫ِ‬ ‫�سمع ُت َّ‬
‫ْ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫القوم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫رجل من‬ ‫ِّ‬ ‫بجارنا‬
‫�سيور ُث ُه(‪.)3‬‬
‫ِّ‬ ‫ح ّتى َخ�شينا �أ ّن ُه‬

‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري‪� )2( .‬أحمد بن يحيى بن جابر البالذري‪ :‬فتوح البلدان‪ ،‬حتقيق ر�ضوان حممد ر�ضوان‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية (‪� )١٤٠٣‬ص‪.١٣٥‬‬
‫(‪ )3‬حممد بن �إ�سماعيل البخاري‪ :‬الأدب املفرد‪ ،‬حتقيق حممد ف�ؤاد عبدالباقي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الب�شائر الإ�سالمية (‪ ١٤٠٩‬ـ ‪� ،)١٩٨٩‬ص‪.٥٨‬‬

‫‪140‬‬
‫والفقر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العجز‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫االجتماعي َ‬
‫ِّ‬ ‫مان‬
‫ال�ض ِ‬
‫حق ّ‬
‫‪ُّ .٣‬‬
‫ال�شيخوخة‬
‫ِ‬ ‫العجز �أو‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫املالئمة لهم َ‬
‫ِ‬ ‫املعي�شة‬
‫ِ‬ ‫الكتاب‪ ،‬كفال َة‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫إ�سالمي من � ِ‬
‫ِّ‬ ‫املجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫ �ضمن الإ�سال ُم لرعايا‬
‫َ‬
‫إ�سالمي ِة جتا َه رعاياها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ولة ال‬
‫بالد ِ‬
‫املناط ّ‬
‫ؤولي ِة ِ‬
‫عاية وامل�س� ّ‬
‫الر ِ‬‫وفق مبد�أِ ِّ‬
‫الفقر َ‬
‫�أو ِ‬

‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫ا�س لك ِرب �س ّن ِه َ‬
‫فقال ل ُه ر�ضي اهلل عنه‪« :‬ما‬ ‫�شيخا يهود ًّيا ي�س� ُأل ال ّن َ‬
‫اب ر�ضي اهلل عنه ً‬ ‫عمر بن ّ‬
‫اخلط ِ‬ ‫ ر�أى ُ‬
‫مال امل�سلمنيِ و�أجرى ل ُه‬
‫بيت ِ‬ ‫ناك يف ك ِرب َك»‪ ،‬ف� َ‬
‫أخذ ُه �إىل ِ‬ ‫�ضي ْع َ‬ ‫منك اجلزي َة يف �شبيب ِت َك َّ‬
‫ثم َّ‬ ‫أخذنا َ‬ ‫�أن�صف َ‬
‫ْناك �أنْ ك ّنا � ْ‬
‫ولأمثا ِل ِه ما ُي ْ�ص ِل ُح �أحوا َلهم(‪.)4‬‬

‫حق العدل يف املعاملة‪:‬‬


‫‪ُّ .٤‬‬
‫ا�س ُك ُّل ُه ْم َب ُنو �آ َد َم َو�آ َد ُم ُخ ِل َق ِم ْن‬ ‫الواحد كما َ‬
‫قال ‪« :h‬ال َّن ُ‬ ‫ِ‬ ‫أ�صل‬
‫إ�سالم يف ال ِ‬
‫نظر ال ِ‬
‫ا�س يف ِ‬
‫يت�ساوى ال ّن ُ‬ ‫ ‬
‫اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫قال ُ‬ ‫اب»(‪ ،)5‬لذا فهم مت�ساوون يف احلقوق االن�سانية ومنها العدل �أمام الق�ضاء ويف �سائر املعامالت َ‬ ‫ت َُر ٍ‬
‫ﱫﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﱪ‪( .‬املائدة ‪.)8‬‬
‫ني‪:‬‬
‫ت�ستنتجها لغ ِري امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِتك ال ّطالبيّ ِة حلّلْ ما ي�أتي‪َّ ،‬ثم ّ‬
‫�سجلْ من ُه جمموع َة احلقوقِ الّتي‬

‫حجيج ُه‬
‫ُ‬ ‫ْ�س ف�أنا‬
‫طيب نَف ٍ‬ ‫انتق�ص ُه �أو ك ّل َف ُه َ‬
‫فوق طاق ِت ِه �أو �أخ َذ من ُه �شيئًا بغ ِري ِ‬ ‫ظلم معاه ًدا �أو َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ر�سول اهلل ‪�« :h‬أال َم ْن َ‬
‫حفظ‬ ‫يو َم القيام ِة »(‪.)6‬‬

‫الرتمذي‪ )6( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫(‪� )4‬أبو عبيد القا�سم بن �سالم‪ :‬الأموال‪ ،‬حتقيق خالل حممد هرا�س‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪١٤٠٨( ،‬ـ‪� ،)١٩٨٨‬ص‪ )5( .٥٧‬رواه‬
‫‪141‬‬
‫اليهودي‪ :‬درعي ويف‬ ‫يهودي فك ّل َم ُه‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫عند‬
‫درع ُه َ‬ ‫طالب ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه َ‬ ‫بن �أبي‬
‫ُّ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫علي ُ‬
‫ني ُّ‬
‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫وجد � ُ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫�رشيح القا�ضي‪،‬‬
‫عند ٍ‬ ‫ني �شرُ َ ْي ٌح القا�ضي‪ ،‬فاخت�صما َ‬ ‫ثم َ‬
‫قال لعلي ر�ضي اهلل عنه‪ :‬بيني وبي َن َك قا�ضي امل�سلم َ‬ ‫يدي‪َّ ،‬‬
‫احل�سن ف�شهدا �أ ّنها‬
‫َ‬ ‫وولد ُه‬
‫َ‬ ‫�شاهدين‪ ،‬فدعا ُق ْنبرُ َ‬
‫ِ‬ ‫البد من‬
‫�رشيح‪َّ :‬‬
‫ٌ‬ ‫علي ر�ضي اهلل عنه‪� :‬إ ّنها درعي‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫َ‬
‫فقال ٌّ‬
‫ثم َ‬
‫قال‬ ‫ولد َك َ‬
‫لك فال جني ُزها‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫موالك فقد �أج ْزناها و� ّأما �شهاد ُة ِ‬ ‫�رشيح‪ّ � :‬أما �شهاد ُة‬
‫ٌ‬ ‫درع ُه ر�ضي اهلل عنه َ‬
‫فقال‬ ‫ُ‬
‫الدرع‪.‬‬
‫َ‬ ‫خذ‬
‫لليهودي‪ِ :‬‬
‫ِّ‬
‫أمري‬
‫هلل يا � َ‬
‫ْت وا ِ‬
‫ور�ضي!! �صدق َ‬
‫َ‬ ‫ني فق�ضى يل‬ ‫جاء معي �إىل قا�ضي امل�سلم َ‬ ‫ني َ‬ ‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫اليهودي‪ُ � :‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فقال‬ ‫ ‬
‫علي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫�سقط ْت عن جم ِل َك‬‫لدرع َك َ‬
‫فوهبها ل ُه ٌّ‬
‫هلل‪َ ،‬‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫حمم ًدا‬
‫أ�شهد �أنْ ال �إل َه �إال اهلل و�أنَّ ّ‬
‫فالتقط ُتها‪ُ � ،‬‬ ‫ني �إ َنها ُ‬
‫امل�ؤمن َ‬
‫ر�ضي اهلل عنه(‪.)1‬‬

‫والك�سب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫‪ُّ .٥‬‬
‫مينعهم‬
‫ملكي ِتهم‪ ،‬ومل ْ‬
‫ّ‬ ‫املالي ِة‪ ،‬فلم َي ِح َّد من‬
‫وتكوين ثروا ِتهم ّ‬
‫ِ‬ ‫والتك�س ِب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫الكتاب َّ‬
‫ِ‬ ‫منح الإ�سال ُم � َ‬
‫أهل‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫املباحة ويف عدم الإ�رضار بامل�سلمني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أمور‬
‫جتاري ما دا َم يف ال ِ‬
‫ٍّ‬ ‫عمل‬
‫ن�شاط �أو مهن ٍة �أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مزاولة � ِّأي‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫(تاريخ احل�ضار ِة الإ�سالميّةِ)(‪:)2‬‬


‫ُ‬ ‫وا�ستنتج ملحوظاتك من خالل هذ ِه احلقيق ِة التّاريخيّةِ‪ ،‬التي يذكرها (�آد ُم ميت َز) يف كتا ِب ِه‬
‫ْ‬ ‫‪ L‬اقر�أْ‬

‫أعمال‪ ،‬وكا َن ْت‬


‫أبواب ال ِ‬
‫باب من � ِ‬
‫الذم ِة � َّأي ٍ‬
‫أهل ّ‬‫إ�سالمي ما يغ ِل ُق دونَ � ِ‬
‫ِّ‬ ‫�رشيع ال‬
‫يكن يف ال ّت ِ‬
‫حيث قال‪« :‬مل ْ‬ ‫ ‬
‫أطب َاء‪ ،‬بل �إنَّ � َ‬
‫أهل‬ ‫�ضياع و� ّ‬
‫ٍ‬ ‫أ�صحاب‬
‫َ‬ ‫أرباح الوافرةَ؛ فكانوا �صيارف ًة و ّجت ً‬
‫ارا و�‬ ‫ال�صنائع الّتي ُّ‬
‫تدر ال َ‬ ‫ِ‬ ‫قد ُمهم را�سخ ًة يف‬
‫والكتبة‬
‫ِ‬ ‫ني كانَ �أك ُرث الأطبا ِء‬ ‫ال�ش ِام مث ً‬
‫ال يهو ًدا‪ ،‬على ح َ‬ ‫اجلهابذة يف ّ‬
‫ِ‬ ‫ال�صيارفة‬
‫ِ‬ ‫معظم‬
‫ُ‬ ‫بحيث كانَ‬
‫ُ‬ ‫أنف�سهم‪،‬‬ ‫الذم ِة ّ‬
‫نظموا � َ‬ ‫ّ‬
‫عند ُه»‪.‬‬
‫اليهود وجهابذتُهم َ‬
‫ِ‬ ‫ؤ�ساء‬
‫اخلليفة‪ ،‬وكانَ ر� ُ‬
‫ِ‬ ‫طبيب‬
‫َ‬ ‫رئي�س ال ّن�صارى ببغدا َد هو‬
‫ُ‬ ‫ن�صارى‪ ،‬وكانَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪� )1‬أبو نعيم الأ�صبهاين‪ :‬حلية الأولياء وطبقات الأ�صفياء‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪.140‬‬
‫(‪� )2‬آدم ميتز‪ :‬احل�ضارة الإ�سالمية يف القرن الرابع الهجري‪ ،‬ترجمة حممد عبد الهادي �أبو ريدة‪ ،‬جلنة الت�أليف والرتجمة والن�رش‪ ،‬القاهرة‪1957 ،‬م‪� ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪142‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬
‫عر�ض‬
‫ِ‬ ‫بكلمة �سو ٍء �أو غيب ٍة يف‬
‫ِ‬ ‫الكتاب ـ ولو‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫عليهم ـ � ْأي � ِ‬
‫ْ‬ ‫«فم ِن اعتدى‬
‫يف رحمه اهلل‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ قال الإما ُم القرا ُّ‬
‫إ�سالم»(‪.)3‬‬
‫دين ال ِ‬
‫وذم َة ِ‬
‫وذم َة ر�سو ِل ِه ‪ّ h‬‬
‫هلل تعاىل ّ‬
‫ذم َة ا ِ‬
‫�ضي َع ّ‬ ‫أنواع الأذ ّي ِة �أو �أعانَ على َ‬
‫ذلك‪ ،‬فقد ّ‬ ‫نوع من � ِ‬
‫أحدهم �أو ٍ‬
‫� ِ‬
‫رحم ُه اهللُ ‪-‬؟‬
‫يف ‪َ -‬‬ ‫الكتاب الّتي ُ‬
‫ي�شري �إليها الإما ُم القرا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫ُ‬
‫حقوق � ِ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫دين الإ�سال ِم»؟‬
‫هلل تعاىل وذ ّم َة ر�سو ِل ِه ‪ h‬وذ ّم َة ِ‬
‫‪ L‬ماذا تفي ُد من قول ِه‪ « :‬فقد �ضيّ َع ذ ّم َة ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫‪ L‬فنِّ ْد خط�أَ الأقوالِ الآتية بِال ّد ِ‬


‫ليل‪:‬‬
‫ني‪.‬‬
‫الكفر مباح ٌة للم�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫‪ُ � .1‬‬
‫أموال � ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني ْ‬
‫فقط‪.‬‬ ‫إن�ساني ُة ميز ٌة ّ‬
‫خا�ص ٌة للم�سلم َ‬ ‫‪ .2‬الكرام ُة ال ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪� )3‬أحمد بن �إدري�س القرايف‪ :‬الفروق‪ ،‬حتقيق خليل من�صور‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬العلمية (‪١٤١٨‬ـ‪ )١٩٩٨‬ج‪� ٣‬ص‪.٢٩‬‬
‫‪143‬‬
‫ني لأ ّنهم كافرونَ ‪.‬‬ ‫ني ُ‬
‫قتل املدنيينّ َ امل�سامل َ‬ ‫‪ .3‬يجو ُز للم�سلم َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ح�سن خلقٍ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي�ستحق ًّبرا وال ً‬
‫ق�سطا‪ ،‬وال‬ ‫ُّ‬ ‫الد ِين ال‬
‫املخالف يف ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫اذكر �أربع ًة من حقوقِ � ِ‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ت�ستنتج ِم ْن َ‬
‫ذلك؟‬ ‫ْ‬ ‫أمر برعايتها‪ .‬ماذا‬
‫لهم حقوقاً و� َ‬ ‫الكتاب لعقيد ِة الإ�سال ِم �إالّ �أ َّن اهللَ � َ‬
‫أوجب ْ‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬
‫من خمالف ِة � ِ‬
‫‪ L‬بالرغم ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫كتب التّف�س ِري عن تف�س ِري قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫أحد ِ‬
‫ابحث يف � ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﱪ‪( .‬احلج ‪.)40-39‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪144‬‬
‫ال�سلجوقي ُط ْغ ُر َل ب ْ‬
‫ِك ‪1056‬م‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يرجع لع� ِرص ال�سلطانِ‬
‫ُ‬ ‫ذهبي‬
‫ٌّ‬ ‫دينار‬
‫ٌ‬

‫‪145‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫والر�ساالت ال�سماو ّي ِة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الوحي‬
‫ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫‪ -‬وحد ُة‬
‫� ُ‬ ‫واليقين‬
‫ُ‬ ‫الصبر‬
‫ُ‬
‫ني‪ ،‬ا ّل َ‬
‫ذين‬ ‫الهادين املهد ّي َ‬ ‫�صفات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ني ْ‬‫ال�صرب واليق ُ‬ ‫‪-‬‬
‫الظلمات �إىل النورِ ‪.‬‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫اآليات (‪)30-23‬‬
‫ُ‬ ‫سور ُة السجد ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بهم العبا َد َ‬
‫خرج اهلل ُ‬ ‫ُي ُ‬
‫آفاق‪.‬‬
‫النف�س وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫دائم ّ‬
‫التفك ِر يف‬ ‫ؤمن ُ‬ ‫‪ -‬امل� ُ‬
‫تتبد ُل‪.‬‬
‫الطاغية ال ّ‬
‫ِ‬ ‫إهالك ال ِأمم‬
‫هلل تعاىل يف � ِ‬ ‫‪� -‬سن ُة ا ِ‬
‫ني‪.‬‬‫إمهال امل�رشك َ‬
‫هلل تعاىل حكم ٌة بالغ ٌة يف � ِ‬ ‫‪ِ -‬‬ ‫�أَقر�أُ‪ ،‬و�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫القي ِم‪:‬‬
‫ابن ِّ‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫‪-‬‬
‫عليه‬
‫�صاحبه ِ‬
‫ُ‬ ‫العامل ر�أي َتها ك َّلها منوط ًة بال�ص ِرب‪ ،‬و�إذا ت� َّأم َ‬
‫لت النق�صانَ الذي ُيذ ُّم‬ ‫املكت�سب يف ِ‬
‫ِ‬ ‫الكمال‬
‫ِ‬ ‫مراتب‬
‫َ‬ ‫لت‬
‫«�إذا ت� َّأم َ‬
‫البدن‬
‫ِ‬ ‫أ�سقام‬ ‫إيثار ك ُّلها ُ‬
‫�صرب �ساعةٍ‪ ،‬و�أك ُرث � ِ‬ ‫عدم ال�ص ِرب‪ ،‬فال�شجاع ُة والع ّف ُة واجلو ُد وال ُ‬
‫من ِ‬‫حتت قدر ِته ر�أي َت ُه ك َّله ْ‬
‫ويدخل َ‬‫ُ‬

‫مبثل ال�ص ِرب‪ ،‬ولو ملْ ْ‬


‫يكن يف ال�ص ِرب �إال‬ ‫أرواح ِ‬
‫أبدان وال ِ‬
‫القلوب وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫فظت �صح ُة‬
‫عدم ال�ص ِرب‪ ،‬فما ُح ْ‬‫عن ِ‬ ‫والقلب �إمنا تن�ش�أُ ْ‬
‫ِ‬
‫ون�رصه لأه ِله‬
‫ُ‬ ‫مع �أه ِله ﱫﯷﯸﯹﯺﱪ‪( ،‬البقرة ‪ ،)153‬وحمب ُته لهم ﱫﯡﯢﯣﱪ‪�( ،‬آل عمران ‪،)146‬‬
‫هلل َ‬
‫معي ُة ا ِ‬
‫خري لأه ِله‪ :‬ﱫﯩﯪ ﯫ ﯬﯭﱪ»(‪( .)1‬النحل ‪ .)126‬لكفاكم ذلك‪.‬‬
‫مع ال�ص ِرب‪ ،‬و�إ َّنه ٌ‬
‫الن�رص َ‬
‫َ‬ ‫ف�إنَّ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ْ‬
‫لتتعرف �آثا ًرا �أخرى لل�ص ِرب يف حيا ِة امل�ؤمن َ‬ ‫‪ L‬فاتلُ ال ِ‬
‫آيات التالي َة‬

‫�أَتْلو‪ ،‬و�أَح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴ ﱪ‬

‫(‪ )١‬انظر زاد املعاد‪ ،‬البن القيم‪ ،‬جـ ‪� ،4‬ص‪.333‬‬


‫‪146‬‬
‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫وريب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍّ‬
‫�شك‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭱ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫قاد ًة للخ ِري‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫﭼﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫يق�ضي‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮉ ﱪ‪ :‬‬
‫احلث على ال�س ِري‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ال�س ُ‬
‫وق‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮪ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫أمطار عنها‪.‬‬
‫النقطاع ال ِ‬
‫ِ‬ ‫نبات‬ ‫الياب�سة الّتي َ‬
‫لي�س فيها ٌ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮮ ﱪ‪ :‬‬

‫آيات‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬

‫التوراة‪ ،‬كما � َ‬
‫أنزل على‬ ‫من‬ ‫آيات الكرمي ُة ما �أنزل ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫عبده ور�سو ِله مو�سى ‪ -‬عليه ال�سال ُم ‪َ -‬‬
‫اهلل تعاىل على ِ‬ ‫تبينِّ ُ ال ُ‬ ‫ ‬
‫دعوة‬
‫ِ‬ ‫امل�ضي على‬
‫ِّ‬ ‫ني‪ ،‬وطم�أن ًة ل ُه يف‬ ‫من امل�رشك َ‬ ‫لقلبه ‪ h‬وتخفيفًا عنه ملا يالقيه َ‬ ‫َ‬
‫وذلك تثبي ًتا ِ‬ ‫حممدٍ ‪ h‬القر�آنَ الكر َمي‪،‬‬
‫جعل ُ‬
‫إ�رسائيل كما َ‬
‫جعل القر�آنَ‬ ‫َ‬ ‫هدى لبني �‬ ‫اهلل تعاىل التورا َة ً‬ ‫فقد َ‬ ‫هلل جمي ًعا‪ْ ،‬‬ ‫جاء بها ُ‬
‫ر�سل ا ِ‬ ‫وهي الدعو ُة الّتي َ‬ ‫هلل تعاىل‪َ ،‬‬ ‫ا ِ‬
‫جعل‬‫امل�شاق يف �سبي ِلها‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫وحتم ُلوا‬
‫بالتوراة وعملوا بها ودعوا �إليها و�صربوا ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫إ�رسائيل حينما �آمنوا‬ ‫ني‪ ،‬وبنو �‬
‫هدى للم�ؤمن َ‬
‫فالح‪ ،‬ويف َ‬ ‫ُ‬
‫الر�سالة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إميان و�أعبا ِء‬
‫حتم ِل ال ِ‬ ‫ني م َع ُه يف ّ‬ ‫بدور امل�ؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫للر�سول ‪h‬‬
‫ِ‬ ‫تب�شري‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬ ‫اهلل منهم قاد َة هداي ٍة و�أئم َة ٍ‬
‫أتباع الأنبيا ِء ح ّتى يكونوا �أئم ًة يف اخل ِري‪.‬‬
‫تتحقق يف � ِ‬‫َ‬ ‫لل�صفات ا ّلتي ُ‬
‫يجب �أنْ‬ ‫ِ‬ ‫وبيانٌ‬
‫إميان فيما‬
‫أهل ال ِ‬
‫الكفر و� ِ‬ ‫أهل‬
‫ني � ِ‬
‫أمر ب َ‬ ‫الف�صل الّذي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫يح�سم فيه ال َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫القيامة؛ و�أ َّنه يو ُم‬
‫ِ‬ ‫يوم‬
‫عن ِ‬‫أخرب اهلل تعاىل ْ‬
‫ثم � َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫الهالك‬ ‫وهي‬
‫ف‪َ ،‬‬‫تتبد ُل وال تتخ ّل ُ‬
‫ني التي ال َّ‬ ‫ِّ‬
‫املكذب َ‬ ‫هلل تعاىل يف‬
‫عن �س َّن ِة ا ِ‬
‫تتحد ُث ْ‬
‫َّ‬ ‫آيات‬
‫م�ضت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫كانوا يختلفونَ فيه‪َّ ،‬‬
‫وهم‬
‫من �سبقَهم ُ‬
‫بهالك ْ‬
‫ِ‬ ‫فكيف ال ي َّت ُ‬
‫عظ امل�رشكونَ‬ ‫َ‬ ‫بالر�سل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وت�ستهزئ‬
‫ُ‬ ‫هلل‬
‫آيات ا ِ‬ ‫الظاملة الّتي ت ِّ‬
‫ُكذ ُب ب� ِ‬ ‫ِ‬ ‫والدمار لل ِأمم‬
‫ُ‬
‫دورهم وي�شاهدون مناز َلهم؟‬
‫مي�شونَ يف ِ‬
‫املطر‬ ‫ُ ُ‬ ‫ثم َذ َّك ِ‬
‫ي�سوق اهلل لها َ‬ ‫امليتة التي‬
‫أر�ض ِ‬‫و�شواهد وحداني ِته بال ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫قدرة ا ِ‬
‫بدالئل ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات الكرمي ُة‬
‫رت ال ُ‬ ‫ ‬
‫ذلك ويعلمونَ �أنَّ الّذي �أحيا ال َ‬
‫أر�ض‬ ‫ال�شجر‪ ،‬فكيف ال يتد َّب ُر امل�رشكون َ‬
‫ُ‬ ‫ويثمر‬
‫ُ‬ ‫الزرع‬
‫ُ‬ ‫وينبت‬
‫ُ‬ ‫اجلدب؛‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫من ِ‬ ‫فتخ�رض ْ‬
‫ُّ‬
‫بعد مما ِتهم؟!‬
‫قادر على �إحيا ِئهم َ‬
‫ٌ‬

‫‪147‬‬
‫ِّ‬
‫و�شكهم يف‬ ‫العذاب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ا�ستعجال ما يوعدونَ به َ‬
‫ِ‬ ‫ني يف‬
‫عادة امل�رشك َ‬
‫آيات �إىل ِ‬
‫أ�شارت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ال�سورة �‬
‫ِ‬ ‫نهاية‬
‫ويف ِ‬ ‫ ‬
‫لكم علينا ف ُتن�رصونَ وتغلبوننا؟! فيطلب ُ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫ال�سخرية‪ :‬متى يفتح ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫ِ‬ ‫�سبيل‬
‫ني على ِ‬ ‫إنذار‪ ،‬وقو ِلهم للم�ؤمن َ‬
‫�صدق ال ِ‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ني على‬ ‫القيامة الذي ين�رص ُ‬
‫اهلل فيه امل�ؤمن َ‬ ‫هو يو ُم‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أعظم َ‬
‫الفتح الأك ِرب والن� ِرص ال ِ‬
‫يقول لهم‪� :‬إنَّ يو َم ِ‬ ‫من ر�سو ِله ‪� h‬أنْ‬
‫ْ‬
‫ولكن ال ينف ُعهم �إميا ُنهم وال‬
‫ْ‬ ‫واقع‬
‫حق ٌ‬ ‫الكفار حينما ي�شاهدونَ �أنَّ ما ينكرو َنه ٌّ‬
‫ُ‬ ‫ؤمن فيه‬
‫وهو اليو ُم الذي ي� ُ‬
‫الكافرين‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫الكفر‬
‫ِ‬ ‫جرا ِء‬
‫من ّ‬
‫�سيلحق بهم ْ‬
‫ُ‬ ‫وانتظر ما‬
‫ْ‬ ‫ُبال بهم‬
‫أعر�ض ع ْنهم وال ت ِ‬
‫إنابة‪ .‬ف� ْ‬
‫للتوبة وال ِ‬
‫ِ‬ ‫من مهل ٍة‬
‫�ستجاب لهم فيما يطلبونَ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُي‬
‫والتكذيب‪ .‬‬
‫ِ‬

‫�أتد َّب ُر َو�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭮ ﭯ‬ ‫ ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﱪ‪� .‬أي ال‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﱪ‪.‬‬
‫من �أنْ َت ْلقَى ُم َ‬
‫و�سى‪،‬‬ ‫�شك ْ‬
‫تكن في ٍ‬
‫ْ‬
‫من �إنزالِ التورا ِة؟‬ ‫ُ‬
‫الهدف ْ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫ليلة ال ْإ�سرا ِء‪ْ � ،‬أو فَال ت َْم َت ْر‬
‫� ْأي ِفي ِ‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫�أ َّن َك َت ْلقَى َما َل ِق َي ُهو ِم َن ِ‬
‫الم ْح َن ِة‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫وك أ�َنَّ الآي َة ت َْ�س ِل َي ُة لِمحمدٍ‬
‫ا�س‪َ ،‬‬
‫بِال َّن ِ‬
‫عليه و�س ّلم(‪.)1‬‬ ‫اهلل ِ‬ ‫�ص ّلى ُ‬ ‫اذكر ثالث َة �أمو ٍر يلتقي فيها القر�آ ُن الكرميُ م َع التورا ِة التي �أُ ْ‬
‫نزلت على مو�سى‬ ‫‪ْ L‬‬
‫عليه ال�سال ُم‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل تعاىل على بني �إ�رسائيلَ ‪.‬‬
‫نعم ا ِ‬
‫آيات الكرمي ِة َ‬
‫من ال ِ‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط َ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ؤهالت القياد ِة‪ ،‬بيِّ ْنهما‪.‬‬
‫من م� ِ‬
‫ني ْ‬
‫آيات �إىل اثن ِ‬
‫ت�شري ال ُ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬املحرر الوجيز يف تف�سري الكتاب العزيز البن عطية الأندل�سي‪.‬‬


‫‪148‬‬
‫يَ ْه ُدونَ ِب�أَ ْم ِرنَا‪:‬‬
‫الهداي ُة ق�سمانِ ‪:‬‬
‫هلل تعاىل �أي�ض ًا‪ْ ،‬‬
‫ومن �أمثل ِتها‬ ‫هي ِ‬‫للر�سول ‪ h‬ولغ ِريه‪ ،‬كما َ‬
‫ِ‬ ‫هداي ُة دالل ٍة و�إر�شادٍ ‪ ،‬وهذه تكونُ‬ ‫ ‬
‫قو ُله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﱪ‪.‬‬
‫ومن �أمثل ِتها قو ُله تعاىل‪ :‬ﱫﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫هلل �سبحا َنه‪ْ ،‬‬
‫هداي ُة توفيقٍ ‪ ،‬وهذه ال تكونُ �إال ِ‬ ‫ ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ‪( .‬الق�ص�ص ‪ .)56‬ﱫﯹ ﯺ ﯻ ﯼﱪ‪( .‬هود ‪.)88‬‬

‫هلل تعاىل ب َني ِ‬


‫عباده‪:‬‬ ‫ق�ضا ُء ا ِ‬
‫القيامة‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫عباده يو َم‬
‫ني ِ‬ ‫�سيق�ضي ب َ‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو ْ‬
‫اهلل تعاىل َ‬ ‫ ‬
‫ني ُ‬
‫يحك ُم‬ ‫أحد املخلوق َ‬ ‫َ‬
‫يجعل � َ‬ ‫فهم �أع ُّز ِم ْن �أنْ‬
‫عنده‪ْ ،‬‬
‫عباد ِه دالل ٌة على ع َّز ِتهم َ‬
‫ني ِ‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﱪ ‪ .‬وف�ص ُل ُه ب َ‬
‫غريه على �أحوا ِلهم‬
‫لع ُ‬ ‫أمر على رحم ِته بهم و�س ِرته �إ ّياهم‪ ،‬لكي ال َّ‬
‫يط َ‬ ‫يدل ال ُ‬ ‫احلكم بينهم‪ ،‬كما ُّ‬ ‫َ‬ ‫بنف�سه‬
‫ِ‬ ‫بل يتولىّ‬
‫بينهم‪ْ ،‬‬
‫فيك�شف عيو َبهم‪.‬‬
‫َ‬

‫التخ�صي�ص بكلم ِة ( ُه َو) يف الآي ِة الكرمي ِة؟‬


‫ُ‬ ‫‪ L‬عال َم ُّ‬
‫يدل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫يختلف فيها �أهلُ الإميانِ و�أهلُ الكف ِر ومر ُّدها �إىل ا ِ‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اذكر ثالث َة �أمو ٍر‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪149‬‬
‫�أَتلو َو ُ�أ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﱪ‪.‬‬
‫ال�سن ُة املا�ضي ُة التي ال تتب َّد ُل يف الأ ِمم الطاغي ِة املك ّذب ِة لر�س ِلها؟‬
‫‪ L‬ما ُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫متر على ديا ِرها و�آثا ِرها يف رحال ِتها التجاري ِة فال تتّ ُ‬
‫عظ مب�ص ِريها؟‬ ‫قري�ش ُّ‬
‫كانت ٌ‬
‫‪ُّ � L‬أي الأ ِمم البائد ِة ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني ومعرف ِة م�صائ ِرهم؟‬
‫من ر�ؤية �آثا ِر ال�سابق َ‬
‫كم التي نُفي ُدها ْ‬
‫‪ L‬ما ا ِحل ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ‪.‬‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك؟‬ ‫�شواهد القدر ِة الإلهي ِة‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫ت�شري الآي ُة الكرمي ُة �إىل � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الهالك والفنا ِء للأ ِمم املا�ضي ِة؟‬
‫ِ‬ ‫عر�ض جمالِ احليا ِة والنَّما ِء بعد جمالِ‬
‫‪ L‬ما احلكمة من ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫من �سور ِة ال�سجد ِة؟‬
‫‪ L‬ما عالق ُة هذه الآي ِة الكرمي ِة بالآي ِة العا�رش ِة ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ني‬
‫العذاب‪ ..‬عاد ُة امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستعجالُ‬
‫م�صائرهم لك َّنهم رغم َ‬
‫ذلك‬ ‫َ‬ ‫ني‪ ،‬ويعلمونَ‬
‫م�صارع الظامل َ‬
‫َ‬ ‫كل زمانٍ �أ َّنهم يرونَ‬ ‫د�أْ ُب امل�رشك َ‬
‫ني يف ِّ‬ ‫ ‬
‫ي�صيبهم ما �أ�صا َبهم!‬
‫َ‬ ‫ا�ستبعدوا �أنْ‬
‫ُ‬ ‫ناظرين �إىل نهاي ِته‪ ،‬ف�إذا ُذ ِّكروا مبا � َ‬
‫أ�صاب �أ�سالفَهم‬ ‫َ‬ ‫غري‬
‫ي�سلكونَ طريقَهم َ‬
‫هم ي�سخرونَ مبا يوعدونَ به وي�ستعج ُلو َنه!‬ ‫ُ‬
‫و�إذا �أم َلى اهلل لهم و�أمه َلهم‪� ،‬إذا ْ‬

‫‪150‬‬
‫�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﱪ‪.‬‬
‫للعذاب؟‬
‫ِ‬ ‫الكافرين و�إنكا ِرهم‬
‫َ‬ ‫�سبب ا�ستهزا ِء‬
‫‪ L‬ما ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الكافرين دونَ ا�ستعجالِ عقابِهم؟‬
‫َ‬ ‫من �إمهالِ‬
‫‪ L‬ما احلكم ُة ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني؟ وملاذا؟‬
‫أعظم للم�ؤمن َ‬
‫الفتح الأك ِرب والن� ِرص ال ِ‬
‫‪ L‬ما يو ُم ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني املتالحق ِة عليهم؟‬
‫عر�ض الأدل ِة والرباه ِ‬ ‫ني جتا َه املك ِّذب َ‬
‫ني بالقر�آنِ والر�سولِ ‪ h‬بع َد ِ‬ ‫واجب امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪151‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬
‫والر�ساالت ال�سماويّ ِة‪ .‬بينِّ ْ َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الوحي‬
‫ِ‬ ‫آيات الكرمي ُة �إىل َو ْحد ِة‬
‫ت�شري ال ُ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الثاين‪:‬‬

‫توجيهات القر�آنِ لل ِق َّل ِة امل�ؤمن ِة يف كلِّ زمانٍ ومكانٍ ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫وا�ستنتج‬
‫ْ‬ ‫من �سور ِة ال�سجد ِة‬
‫ني ( ‪ْ ) 24-23‬‬
‫‪ L‬تدبَّ ِر الآيت ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬
‫آيات الكرمي ِة؟‬
‫من ال ِ‬
‫ني كما تفي ُده َ‬
‫‪ L‬ما منزل ُة ال�ص ِرب واليق ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫هلل تعاىل في ِه يو َم القيام ِة‪ِّ ،‬‬
‫كم ا ِ‬
‫خالف يف هذ ِه احليا ِة �سينتهي ب ُِح ِ‬
‫ٍ‬ ‫‪ L‬كلُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪152‬‬
‫ال�س�ؤال اخلام�س‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ ‬
‫ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪.)26‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ‬ ‫ ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﱪ‪( .‬ال�سجدة ‪.)27‬‬
‫ت�شري �إليهما الآيتانِ الكرميتانِ ؟‬
‫‪ L‬ما دليال القدر ِة الإلهي ِة التي ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني الكرميتنيِ؟‬ ‫أين جت ُد َ‬
‫ذلك يف الآيت ِ‬ ‫هلل تعاىل‪َ � ،‬‬
‫بيد ا ِ‬
‫‪ L‬ال�رضُّ والنف ُع ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬

‫عذاب؟‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫للر�سل وما �أ�صابَهم ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬بمِ َ تعلِّلُ بيانَ القر�آنِ الكر ِمي �سري َة املك ِّذب َ‬
‫ني‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ال�س�ؤال ّ‬
‫القلوب‬
‫َ‬ ‫حديث م�ؤث ٍر؛ يحيي‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫اكتب ما تتوق ُع �أنْ تقولَه ِ‬
‫للنا�س ْ‬ ‫أرادت �أنْ تتك َّل َم‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫‪ L‬تخيَّلْ �أ َّن �آثاراً خاوي ًة لأممٍ ما�ضي ٍة � ْ‬
‫إح�سا�س‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويوقظ ال‬‫ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪153‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫احلديث وما‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫بع�ض حقائق ِ‬ ‫ني ِ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬
‫نقاط التالقي ب َ‬
‫ور َد يف القر�آنِ‬
‫‪ُ -‬‬
‫التفسير بالرأي والعلم الحديث‬
‫ُ‬
‫وربطها‬ ‫هلل‬
‫قدرة ا ِ‬ ‫آيات ا ّلتي ُ‬
‫ت�شري �إىل ِ‬ ‫حتليل ال ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫العلمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫باملعارف‬
‫ِ‬
‫أ�سباب‬
‫علم ال ّتف�س ِري وال ُ‬
‫جرت يف ِ‬ ‫ْ‬ ‫رات ا ّلتي‬
‫التطو ُ‬‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫مناهج ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اختالف‬
‫ِ‬ ‫الّتي �أ ّد ْت �إىل‬ ‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫خرب‬ ‫ابن م�سعودٍ ر�ضي ُ‬


‫اهلل عن ُه َ‬
‫فيه َ‬
‫فعليه بالقر� ِآن‪ ،‬ف�إنَّ ِ‬
‫العلم ِ‬
‫قال‪َ « :‬م ْن �أرا َد َ‬ ‫َ‬ ‫بن من�صورٍ ‪ ،‬عن ٍ‬‫�سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫أخرج‬
‫ � َ‬
‫العلم‪.‬‬ ‫البيهقي‪ :‬يعني � َ‬
‫أ�صول ِ‬ ‫ُّ‬ ‫آخرين»‪َ .‬‬
‫قال‬ ‫ني وال َ‬
‫ال ّأول َ‬
‫العلم؟‬
‫‪ L‬ما املق�صو ُد باحتوا ِء القر�آنِ على �أ�صولِ ِ‬
‫(ال�صناع ِة) مثالً؟‬
‫ت�شري �إىل (الفالح ِة) �أو ّ‬
‫تذكر �آي ًة ُ‬
‫‪ L‬هل ُ‬
‫‪ L‬هل ترى يف قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﯧ ﯨ ﯩﱪ‪( .‬فاطر ‪ .)37‬وقو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﱪ‪( .‬النحل ‪� .)14‬إ�شارة‬
‫والغو�ص؟‬
‫ِ‬ ‫غري مبا�رشة �إىل علوم البحار‬

‫ا�ستماع ك ّفا ِر ٍ‬
‫قري�ش للقر� ِآن‪:‬‬ ‫ُ‬
‫بفن من‬ ‫وقامت ُّ‬
‫كل طائف ٍة ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫آخرين‪،‬‬
‫ني وال َ‬
‫جمع علو َم ال ّأول َ‬
‫َ‬ ‫القول ب�أنَّ القر�آنَ قد‬
‫ِ‬ ‫ين �إىل‬
‫املف�س َ‬
‫بع�ض رّ‬
‫ يذهب ُ‬
‫ُ‬
‫فنو ِن ِه‪:‬‬
‫بعلوم ال ّل ِ‬
‫غة يف القر� ِآن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أهل ال ّل ِ‬
‫غة اعتنوا‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫اخلالية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ابقة وال ِأمم‬
‫ال�س ِ‬
‫القرون ّ‬
‫ِ‬ ‫ق�ص�ص‬
‫ِ‬ ‫فيه من‬
‫اهتموا مبا ور َد ِ‬
‫‪ -‬امل� ّؤرخونَ ّ‬
‫جوم‬
‫والقمر ومناز ِلهما‪ ،‬وال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫م�س‬
‫وال�ش ِ‬
‫هار‪ّ ،‬‬ ‫تعاقب ال ّل ِ‬
‫يل وال ّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫آيات الدالّ ِة على‬
‫فيه من ال ِ‬
‫الفلكيونَ نظروا �إىل ما ِ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫والربوج وغ ِري َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العلل‪ ،‬كما يف قو ِل ِه‬
‫بعد ِ‬ ‫أبدان َ‬
‫ال�شفا ِء لل ِ‬
‫وحدوث ّ‬
‫ِ‬ ‫ال�صح ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نظام‬
‫حفظ ِ‬‫ِ‬ ‫عوة �إىل‬
‫الد ِ‬
‫من ّ‬
‫فيه َ‬
‫أطب ُاء نظروا �إىل ما ِ‬
‫‪ -‬ال ّ‬
‫تعاىل‪:‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)69‬‬

‫‪154‬‬
‫آالت‪ ،‬كما يف قو ِل ِه‬
‫ال�صنا ِئع‪ ،‬و�أ�سما ِء ال ِ‬ ‫العديدة ا ّلتي تن ِ ّب ُه �إىل � ِ‬
‫أ�صول ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ�شارات القر� ّآني ِة‬
‫ِ‬ ‫ال�صناعيونَ نظروا �إىل ال‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﱪ‪.‬‬
‫(الكهف ‪.)96‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪:‬ﱫ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)10‬‬

‫آيات الكونيّ ِة‪:‬‬


‫العلمي لل ِ‬
‫ُّ‬ ‫التّف�س ُري‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫حممد م�صطفى املراغي يف تف�س ِري ِه لهذ ِه الآي ِة‪:‬‬


‫يخ ّ‬‫ال�ش ُ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫يقول ّ‬
‫بع�ض‬
‫فوق ٍ‬‫بع�ضها َ‬‫وهي مرتّب ٌة ُ‬
‫و�سدائم‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫وجنوم‬
‫ٍ‬ ‫ارات‪،‬‬
‫�سي ٍ‬‫من ّ‬ ‫جمموع ما نرا ُه يف الف�ضا ِء فوقَنا ْ‬
‫ُ‬ ‫ماوات هي‬
‫ُ‬ ‫ «ال�س‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫اجلبال‬ ‫خلق ُ‬
‫اهلل‬ ‫اجلاذبي ِة‪ ،‬وقد َ‬ ‫ونظام‬ ‫إلهي‬ ‫تطوف دائر ًة يف الف�ضا ِء‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫امو�س ال ِّ‬
‫املقد ِر ل ُه بال ّن ِ‬
‫وكل �شي ٍء منها يف مكا ِن ِه ّ‬
‫م�س‪،‬‬‫ال�ش ِ‬
‫بعد انف�صا ِلها عن ّ‬ ‫أر�ض َ‬ ‫ميكن �أنْ َ‬
‫يقال باخت�صارٍ ‪� :‬إنَّ ال َ‬ ‫ولبيان هذا ُ‬‫ِ‬ ‫وت�ضطرب‪،‬‬
‫َ‬ ‫أر�ض‬
‫متيد ال ُ‬ ‫أر�ض لئ ّ‬
‫ال َ‬ ‫يف ال ِ‬
‫كانت موا َّد ملتهب ًة‬
‫ْ‬ ‫بعد �أنْ‬
‫ال�سيولة َ‬
‫ِ‬ ‫حالة‬ ‫الدوران حو َلها على ُب ْعدٍ منها‪ ،‬و�ص َل ْت ُ‬
‫بع�ض موا ِّدها �إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعكو ِفها على‬
‫ثم‬
‫املن�صهرة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫من املوا ِّد‬ ‫احلرارة � َ‬
‫أحاط ْت مبا يف جو ِفها َ‬ ‫ِ‬ ‫انخفا�ض‬
‫ِ‬ ‫تتابع‬
‫بعد ِ‬ ‫وتكو َن ْت عليها ق�رش ٌة �صلب ٌة َ‬
‫َّ‬ ‫م�س‪،‬‬
‫كال�ش ِ‬
‫ّ‬
‫لبة الّتي‬
‫ال�ص ِ‬
‫الق�رشة ّ‬
‫ِ‬ ‫نتوء‬ ‫ُ‬
‫فاجلبال الأوىل ُ‬ ‫أغوار‪،‬‬
‫نتوءات و� ٌ‬
‫ٌ‬ ‫التجم ِد‬
‫ّ‬ ‫وحدث من‬
‫َ‬ ‫فتجم َد ْت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الق�رشة‬
‫ِ‬ ‫تتاب َع ِت الربود ُة على‬
‫ٌ‬
‫وجبال نار ّي ٌة ن�ش� ْأت من‬ ‫البحر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وا�سب الّتي يف ِ‬
‫قاع‬ ‫ِ‬ ‫الر‬
‫ال�ضغط يف ّ‬
‫ِ‬ ‫ا�شتداد‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫جبال ن�ش� ْأت عن‬ ‫َ‬
‫وهناك‬ ‫أر�ض‪،‬‬ ‫غ ّلف ِ‬
‫َت ال َ‬
‫�صارت ك�أوتادٍ مغروز ٍة فيها»‪.‬‬
‫ْ‬ ‫بقات‪ ،‬ح ّتى‬
‫الط ِ‬‫أر�ض وتداخ ِلها يف ّ‬
‫و�سط ال ِ‬
‫احلمم النار ّي ِة من ِ‬
‫ِ‬ ‫خروج‬
‫ِ‬

‫النوع من التّف�س ِري؟‬ ‫ُ‬


‫تالحظ يف هذا ِ‬ ‫‪ L‬ماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني التّف�س ِري امل�أثو ِر الّذي ّ‬
‫تعر ْف َت علي ِه �سابقًا؟ و�ضح ذلك؟‬ ‫‪ L‬هل ترى اختال ًفا بينَ ُه وب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪155‬‬
‫املعلومات الّتي �أور َدها عن‬
‫ِ‬ ‫املراغي ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬هذ ِه‬
‫ُّ‬ ‫ال�شيخ‬
‫ُ‬ ‫�صات) العلميّ ُة الّتي ا�ستم َّد منها‬
‫التخ�ص ُ‬
‫ّ‬ ‫املجاالت (�أو‬
‫ُ‬ ‫‪L‬ما‬
‫اجلبالِ والرباكنيِ؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫(العمد) املذكور ِة يف الآي ِة وقانونِ اجلاذبيّ ِة الّذي ْ‬
‫در�ستَ ُه يف الفيزياءِ‪ ،‬هل جت ُد هذا‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫املراغي رحمه اهلل ب َ‬
‫ُّ‬ ‫يخ‬
‫ال�ش ُ‬ ‫‪َ L‬‬
‫ربط ّ‬
‫التف�سري مقبو ًال ومفي ًدا؟‬
‫َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫�رشق �آ�سيا يف ‪ ٢٦‬دي�سمرب ‪ ٢٠٠٤‬بكارث ٍة‬


‫دول ِ‬‫أ�صيب عد ٌد من ِ‬
‫ � َ‬
‫أمواج ُه‬ ‫ُ‬
‫املحيط وارت َف َع ْت � ُ‬ ‫هاج‬
‫حيث َ‬
‫بكارثة «ت�سونامي»‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫َت‬
‫هائل ٍة ُع ِرف ْ‬
‫خ�سائر‬
‫َ‬ ‫أحدث‬
‫فدمرتْها َمب ْن فيها‪ ،‬ف� َ‬
‫ارتطم ْت باملباين َّ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫كاجلبال‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عاليا‬
‫ً‬
‫ألف ن�سمةٍ‪.‬‬
‫مئة � ِ‬
‫من ِ‬ ‫أرواح ق ُِّد َر ْت ب�أك َرث ْ‬
‫يف ال ِ‬
‫أ�سباب العلميّ ِة الّتي �أ ّد ْت‬
‫لتعر ِف ال ِ‬
‫قم بجول ٍة يف ال�شبك ِة الإلكرتونيّ ِة ّ‬
‫‪ْ L‬‬
‫�إىل « ت�سونامي»‪:‬‬
‫«را�سيات»؟‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫اجلبال‬ ‫جعل ُ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ما احلكم ُة يف �أنْ‬
‫واملحيطات؟‬
‫ِ‬ ‫البحار‬
‫ِ‬ ‫قاع‬
‫توجد يف ِ‬
‫ُ‬ ‫واملعادن الّتي‬
‫ِ‬ ‫خور‬
‫ال�ص ِ‬
‫و�ضع ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تخلخل‬ ‫يحدث لو‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ماذا‬

‫إمام حم ّمد عبده يف التّف�سري‪:‬‬


‫منهج ال ِ‬
‫ُ‬
‫خمتلف‬
‫ِ‬ ‫مب�رص وترقّى يف‬
‫البحرية َ‬
‫ِ‬ ‫إقليم‬
‫حممد عبده عام ‪١٨٤٩‬م‪ ،‬يف � ِ‬
‫ ولد الإما ُم ّ‬
‫َ‬
‫إ�صالح‬
‫ِ‬ ‫مدر�سة ال‬
‫ِ‬ ‫رائد‬
‫للديار امل�رص ّي ِة‪ ،‬وهو ُ‬
‫ِ‬ ‫مفتيا‬
‫�صار ً‬
‫واملهم ِة ح ّتى َ‬
‫ّ‬ ‫العلمي ِة‬
‫ّ‬ ‫املواقع‬
‫ِ‬
‫ورف�ض‬
‫ِ‬ ‫التجديد‬
‫ِ‬ ‫العلمي يقو ُم على‬
‫ُّ‬ ‫منهج ُه‬
‫ُ‬ ‫حيث كانَ‬
‫احلديث‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫والتجديد يف الع� ِرص‬
‫ِ‬
‫والبدع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وائب‬
‫ال�ش ِ‬
‫من ّ‬ ‫إ�سالم ّمما �أُ َ‬
‫ل�صق ِبه َ‬ ‫وتنقية ال ِ‬
‫ِ‬ ‫قليد‬
‫ال ّت ِ‬

‫‪156‬‬
‫اختالف طبقا ِتهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ا�س على‬
‫من ال ّن ِ‬
‫الكثري َ‬
‫ُ‬ ‫ي�ستمع �إليها‬
‫ُ‬ ‫ديني ٍة‬
‫درو�س ّ‬
‫ٍ‬ ‫�شكل‬
‫ِ‬ ‫تف�سري ُه للقر� ِآن على‬
‫َ‬ ‫كانَ الإما ُم ُيلقي‬ ‫ ‬
‫املنار)‪.‬‬
‫(تف�سري ِ‬
‫ُ‬ ‫عنوان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حتت‬
‫وطبعها َ‬
‫ر�شيد ر�ضا برتتيبِها ِ‬
‫ُ‬ ‫يخ‬
‫ال�ش ُ‬ ‫ُ‬
‫تلميذ ُه ّ‬ ‫ثم قا َم‬
‫َّ‬
‫منهج ُه يف التّف�س ِري يقو ُم على‪:‬‬
‫‪ L‬وقد كانَ ُ‬
‫احلديثة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالعلوم‬
‫ِ‬ ‫آيات الّتي ت ّت ُ‬
‫�صل‬ ‫وج َه عناي ًة كبري ًة �إىل ال ِ‬
‫حيث ّ‬
‫ُ‬ ‫هلل‪،‬‬
‫قدرة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دالئل‬ ‫آيات الّتي تتج ّلى فيها‬
‫اختيار ال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫قواعد ِه ونظر ّيا ِت ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صح من‬
‫العلم‪ ،‬وال ي�صاد ُم ما َّ‬
‫�سبيل ِ‬
‫يقف يف ِ‬ ‫وذلك لكي ُي ْظهِ َر لل ّن ِ‬
‫ا�س �أنَّ القر�آنَ الكر َمي ال ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل عنهم ‪-‬‬‫حابة ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫َ‬ ‫من ّ‬
‫الح َ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫ال�سلف ّ‬
‫ِ‬ ‫وبيان‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫�صح ْ‬‫اال�ستناد على ما َّ‬‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ني‪.‬‬
‫وال ّتابع َ‬
‫ين‪ ،‬ولك ّن ُه ملْ ْ‬
‫يكن مق ّل ًدا و� مّإنا‬ ‫املف�س َ‬
‫قدماء رّ‬
‫ُ‬ ‫كتب ُه‬
‫ثم على ما َ‬
‫الكون‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫هلل يف‬‫العربي ِة‪ ،‬و�سننِ ا ِ‬
‫ّ‬ ‫اللغة‬
‫أ�ساليب ِ‬
‫ِ‬ ‫االعتماد على �‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫آخر‪.‬‬‫بع�ضها ال ِ‬
‫�ض عن ِ‬ ‫بع�ضها و ُي ْع ِر ُ‬
‫فيختار َ‬
‫ُ‬ ‫امل�صادر‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫كل ِ‬‫ينظر يف ِّ‬
‫ُ‬ ‫كانَ‬

‫‪157‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﰘ ﰙ ﱪ‪( .‬الكهف ‪.)96‬‬
‫حت�صي ثالثًا منها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫حاول �أنْ‬ ‫ناعات‪،‬‬
‫وال�ص ِ‬
‫�صات العلميّ ِة ّ‬
‫التخ�ص ِ‬
‫ّ‬ ‫أنواع عديد ٍة من‬
‫ت�شري هذ ِه الآي ُة �إىل � ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫قال اهللُ تعاىل‪ :‬ﱫﭼﭽ ﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍ ﮎ‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮏ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)31‬‬

‫والتنوين والقلقل ِة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫امليم ال�ساكن ِة‬
‫من الآي ِة الكرمي ِة �أحكا َم ِ‬
‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪158‬‬
‫وو�ض ْح �أهميّتَ ُه االقت�صاديّ َة‬
‫إ�سالمي‪ّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫أحد البحا ِر يف العا ِمل ال‬
‫واجمع ما ّد ًة منا�سب ًة عن � ِ‬
‫ْ‬ ‫املواقع الإلكرتونيّ ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ابحث يف‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ني‪.‬‬
‫للم�سلم َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬

‫ني منها‪.‬‬
‫اذكر اثنت ِ‬
‫العلم‪ْ ،‬‬
‫إ�شارات �إىل �أ�صولِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫در�س َت من �سور ِة لقمانَ �‬
‫‪ L‬ور َد ْت فيما ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪159‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬
‫أعلم‪ ،‬و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫العملي عليها‪.‬‬
‫َّ‬
‫توجب ْ‬
‫�شك َرنا‬
‫تر�ش ُد ُه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ب�ضوابط ِّ‬
‫ُ‬ ‫النعم ا ّلتي‬
‫مقي ٌد‬
‫أعظم ِ‬
‫إ�سالم ّ‬
‫املال من � ِ‬
‫‪ -‬الإنفاق يف ال ِ‬
‫‪ُ -‬‬
‫ِ‬
‫االستهالك‬ ‫القصد في‬
‫ُ‬
‫الف�ساد يف‬
‫ِ‬ ‫اجتماعي ٌة ت�ؤ ّدي �إىل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫رذائل‬ ‫بذير‬
‫إ�رساف وال ّت ُ‬‫‪-‬ال ُ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫ال ِ‬
‫واجتماعي ٌة‬
‫ّ‬ ‫وخماطر فرد ّي ٌة‬
‫ُ‬ ‫�سلبي ٌة‬
‫عواقب ّ‬
‫ُ‬ ‫بذير‬
‫إ�رساف وال ّت ِ‬‫‪-‬لل ِ‬
‫يجب اتقا�ؤُها‪.‬‬‫ُ‬ ‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫ال�شباب‪.‬‬
‫َ‬ ‫أ�رس‬
‫البنكي ُة ت� ُ‬
‫ّ‬ ‫القرو�ض‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫اجلو‪.‬‬
‫غاز الأوك�سجنيِ يف ِّ‬
‫ن�سبة ِ‬
‫بنق�ص ِ‬
‫تنذر ِ‬
‫أوزون ُ‬ ‫امل�ستمر ُة يف ِ‬
‫ثقب ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الزياد ُة‬
‫العامل‪.‬‬
‫من ِ‬ ‫مناطق �شا�سع ًة َ‬
‫َ‬ ‫يهد ُد‬
‫خطر ّ‬
‫ٌ‬ ‫الت�صح ُر‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التنف�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اجلهاز‬
‫ِ‬ ‫أمرا�ض‬
‫فايات و� ُ‬ ‫ُ‬
‫حمارق ال ُّن ِ‬ ‫‪-‬‬
‫أر�ض‪.‬‬ ‫تهد ُد ّ‬
‫�سكانَ ال ِ‬ ‫خماطر عديد ٍة ّ‬ ‫ّ‬
‫لتحذ َر من‬ ‫حف‪،‬‬ ‫م�ستمر ٌة تطال ُعنا بها ّ‬
‫ال�ص ُ‬ ‫وعناوين‬
‫ُ‬ ‫علمي ٌة‬
‫درا�سات ّ‬
‫ٌ‬ ‫هذه‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫�سبق؟‬ ‫ال�سبب الّذي يجم ُع ب َ‬
‫ني كلِّ ما َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ L‬فما‬

‫نعم ُة ِ‬
‫املال‬
‫وامتدح ُه‬ ‫مل�صاحلهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫باملال‪ ،‬وجع َل ُه قيا ًما‬ ‫ِ‬ ‫اهلل عبا َد ُه‬ ‫ �أكر َم ُ‬
‫هي‪:‬‬
‫اخلم�س َ‬
‫ُ‬ ‫ورات‬
‫ُ‬ ‫ال�ضرّ‬ ‫َ‬
‫الديني ُة‬
‫ّ‬ ‫ا�س‬‫هي الّتي تقو ُم عليها حيا ُة ال ّن ِ‬ ‫َ‬ ‫ال�صا ِل ُح ِل ْل َم ْر ِء َّ‬
‫ال�صا ِل ِح»(‪.)1‬‬ ‫فقال‪ِ « :‬ن ْع َم المْ َ ُ‬
‫ال َّ‬ ‫النبي ‪َ h‬‬ ‫ُّ‬
‫الدين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(حفظ‬ ‫خم�س‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وهي‬
‫َ‬ ‫والدنيو ّيةُ‪،‬‬ ‫املال‪ّ ،‬‬
‫وذك َر ُه ب�إغنا ِئ ِه‬ ‫بنعمة ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل على ر�سو ِل ِه ‪h‬‬ ‫نت ُ‬ ‫وقد ام َّ‬ ‫ ‬
‫ّفق‬
‫واملال)‪ .‬وات َ‬
‫ِ‬ ‫والعقل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫�سل‪،‬‬
‫ف�س‪ ،‬وال َّن ِ‬
‫وال ّن ِ‬ ‫قال تعاىل‪:‬ﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ل ُه‪َ ،‬‬
‫حفظها‪.‬‬
‫�رضورة ِ‬
‫ِ‬ ‫والعقالء على‬
‫ُ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﱪ‪( .‬ال�ضحى ‪.)8 - 6‬‬
‫احلاجيات‪:‬‬
‫ُ‬
‫إن�سان‪ ،‬ويف‬
‫حاجات ال ِ‬
‫ِ‬ ‫تلبية‬
‫و�سبب يف ِ‬
‫ٌ‬ ‫احلياة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ فاملال ِقوا ُم‬
‫ؤون‬
‫ا�س لت�أمنيِ �ش� ِ‬
‫يحتاجها ال ّن ُ‬
‫ُ‬ ‫أمور ا ّلتي‬
‫ال ُ‬
‫اعترب ُه الإ�سال ُم من‬
‫َ‬ ‫احلاجة‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬ ‫تغنيه عن ِّ‬
‫ذل‬ ‫توف ِري حيا ٍة كرمي ٍة ل ُه ِ‬
‫احلياة ُبي� ٍرس و�سهولةٍ‪.‬‬
‫ِ‬
‫التح�سينيات‪:‬‬ ‫أمور‬
‫تن�ضبط � ُ‬ ‫ُ‬ ‫اخلم�س الّتي ال تقو ُم احليا ُة �إال بها‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫ورات‬
‫ِ‬ ‫ال�ضرّ‬
‫امل�صالح التي يق�صد بها الأخذ مبحا�سن‬
‫هلل ‪�« :h‬إِنَّ َ‬
‫اهلل َك ِر َه َل ُك ْم‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫بحفظها‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫املجتمعات �إال‬
‫ِ‬
‫العادات ومكارم الأخالق‪.‬‬ ‫اع َة المْ َ ِ‬
‫ال‪َ ،‬و َكثرْ َ َة ُّ‬
‫ال�س�ؤَ ِال»(‪.)2‬‬ ‫يل َوق َ‬
‫َال‪َ ،‬و�إِ َ�ض َ‬ ‫ال ًثا‪ِ :‬ق َ‬
‫َث َ‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد‪ )2( .‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪160‬‬
‫اال�ستهالك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�ضوابط‬
‫النعم يف القيام مب�صاحله‬ ‫املال وغ ِري ِه من‬ ‫ �أمر ُ‬
‫اهلل الإن�سانَ ب�إنفاق ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫النووي‪ - :‬يف ِ‬
‫�رشح‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يقول الإما ُم‬ ‫وابط ا ّلتي ت َُر ِّ�ش ُد‬
‫ال�ض ِ‬
‫وو�ضع له اال�سالم جمموع ًة من ّ‬ ‫وحتقيق منافعه يف احلياة‪،‬‬
‫َ‬
‫ال ًثا‪:‬‬ ‫حديث «�إِنَّ َ‬
‫اهلل َك ِر َه َل ُك ْم َث َ‬ ‫ِ‬
‫إنتاج ِه‪،‬‬
‫مكتف ب� ِ‬
‫ٍ‬ ‫قوي‬
‫وجمتمع ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫فت�سهم يف بنا ِء �إن�سانٍ متوازنٍ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اال�ستهالك‬ ‫هذا‬
‫ال‪َ ،‬و َكثرْ َ َة‬‫اع َة المْ َ ِ‬
‫َال‪َ ،‬و�إِ َ�ض َ‬‫يل َوق َ‬ ‫ِق َ‬
‫وابط‪:‬‬
‫ال�ض ِ‬
‫هذه ّ‬‫تبعي ِة غ ِري ِه‪ ،‬ومن ِ‬
‫ومتحررٍ من ّ‬
‫ّ‬
‫املال‪� :‬رص ُف ُه يف‬
‫ال�س�ؤَ ِال» ‪� -‬إ�ضاع ُة ِ‬
‫ُّ‬
‫وتعري�ض ُه‬
‫ُ‬ ‫امل�رشوعة‪،‬‬ ‫وجوه ِه‬ ‫غ ِري‬ ‫ملكي ُة حياز ٍة‬
‫ّ‬ ‫هي‬
‫للمال َ‬
‫ِ‬ ‫وملكي ُت ُه‬
‫ّ‬ ‫فيه‪،‬‬
‫ف ِ‬‫هلل‪ ،‬والإن�سانُ م�ستخ َل ٌ‬ ‫املال ُ‬
‫مال ا ِ‬ ‫‪ُ .١‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النهي‪ :‬أ� َّن ُه �إف�سا ٌد‪،‬‬ ‫و�سبب‬ ‫لف‪،‬‬‫لل ّت ِ‬ ‫تبارك وتعاىل‪ :‬ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫َ‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل‬ ‫تنتهي مبو ِت ِه‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫املف�سدين‪ ،‬ولأ ّن ُه َم ْن‬
‫َ‬ ‫يحب‬
‫ُّ‬ ‫واهلل ال‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﱪ‪.‬‬
‫ا�س‬
‫أموال ال ّن ِ‬
‫�ض ل ِ‬ ‫أ�ضاع ما َل ُه َّ‬
‫تعر َ‬ ‫� َ‬ ‫(احلديد ‪.)7‬‬
‫بعد هذا‬ ‫والعدوان‪ْ ،‬‬
‫وهل َ‬ ‫ِ‬ ‫باالحتيال‬
‫ِ‬
‫اخلبائث‪ ،‬لقو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستهالك‬
‫ِ‬ ‫‪ .٢‬حتر ُمي‬
‫الف�ساد من ف�سادٍ ؟‬
‫ِ‬
‫ﮉ ﮊﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)157‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل ‪:‬ﱫ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫الء‪َ ،‬‬
‫ترف وال ُخ َي َ‬
‫والزينة بال ٍ‬
‫ِ‬ ‫واملتع‬
‫ِ‬ ‫بات‬
‫الطي ِ‬
‫‪� .٣‬إباح ُة الإنفاق يف ّ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫�س ٍف وال مخِ ْ يلةٍ»(‪.)3‬‬
‫من غ ِري رَ َ‬
‫وت�صدقوا ْ‬
‫ّ‬ ‫«ك ُلوا وا�شرْ ُبوا‬
‫هلل ‪ُ :h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫ﭾ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.) 32‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯷ ﯸ ﯹ‬ ‫قال ُ‬
‫املالي ِة‪َ ،‬‬
‫القدرة ّ‬‫ِ‬ ‫ني‬
‫والتو�س ِط يف الإنفاق‪ ،‬وال ّتوازنُ بي َن ُه وب َ‬
‫ّ‬ ‫االعتدال‬
‫ِ‬ ‫‪ .٤‬لزو ُم‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫َ‬ ‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﱪ‪( .‬الفرقان ‪.)67‬‬
‫ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﱪ‪.‬‬
‫(الطالق ‪.)7‬‬
‫�شي ٌء فلأه ِل َك‪ ،‬ف�إنْ ف ََ�ض َل ْ‬
‫عن‬ ‫فت�صد ْق عليها‪ ،‬ف�إنْ ف ََ�ض َل ْ‬
‫ّ‬ ‫قال ‪« :h‬ابد�أْ ِ‬
‫بنف�س َك‬ ‫عند الإنفاق كما َ‬ ‫‪ .٥‬مراعا ُة الأولويّ ِة َ‬
‫أي�ضا‪،‬‬
‫اال�ستهالك � ً‬
‫ِ‬ ‫ف�ضل عن ذي قراب ِت َك �شي ٌء فهكذا وهكذا»(‪ .)4‬ومن الأولو ّي ِة يف‬
‫َ‬ ‫�شي ٌء فلذي قراب ِت َك‪ ،‬ف�إنْ‬
‫�أه ِل َك ْ‬
‫ات‪.‬‬
‫التح�سيني ِ‬
‫ّ‬ ‫ثم‬
‫احلاجيات َّ‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫ورات َّ‬
‫ِ‬ ‫البدء بال�ضرّ‬
‫ُ‬
‫ا�س �أح�س ْن ُت‬
‫أح�سن ال ّن ُ‬ ‫كم � ّإمعةً‪ُ ،‬‬
‫يقول‪� :‬إنْ � َ‬ ‫أحد ْ‬‫هلل ‪« :h‬ال يكونُ � ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫التقليد الأعمى يف الإنفاق‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫‪ .٦‬جت ّن ُب‬
‫إ�ساءتَهم »(‪.)5‬‬
‫ا�س �أنْ حت�سنوا‪ ،‬و�إنْ �أ�سا�ؤوا �أنْ جتتنبوا � َ‬
‫أح�سن ال ّن ُ‬
‫أنف�سكم‪� ،‬إذا � َ‬ ‫و�إنْ �أ�ساءوا �أ�س�أْ ُت‪ ،‬بل ِّ‬
‫وطنوا � َ‬

‫(‪� )3‬أخرجه احلاكم يف امل�ستدرك‪ )4( .‬رواه م�سلم‪� )5( .‬سنن الرتمذي‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫بب‪:‬‬
‫ال�س َ‬
‫ذاكرا ّ‬
‫املواقف الآتية ً‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬بالتّعا ُونِ م َع زمال ِئ َك ح ّد ْد ما يعجبُ َك وما ال يعجبُ َك َ‬
‫من‬
‫التعاوني ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اجلمعي ِة‬
‫ّ‬ ‫عند �رشا ِئ ِه من‬
‫املكتوبة َ‬
‫ِ‬ ‫املنزلي ِة‬
‫ّ‬ ‫احلاجات‬
‫ِ‬ ‫بقائمة‬
‫ِ‬ ‫حمم ٌد‬
‫‪ -‬يلتز ُم ّ‬
‫ثم على �أ�رسته‪.‬‬
‫ني َّ‬
‫أحمد على املحتاج َ‬
‫ينفق � ُ‬
‫‪ُ -‬‬
‫يل‪.‬‬ ‫َ‬
‫طوال ال ّل ِ‬ ‫را�شد الإنار َة كامل ًة يف بي ِت ِه‬
‫ٌ‬ ‫‪ُ -‬يبقي‬
‫أ�سواق‪.‬‬
‫مبجر ِد نزو ِلها لل ِ‬
‫كة‪ّ ،‬‬‫املتحر ِ‬
‫ّ‬ ‫الهواتف‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫آخر � ِ‬
‫مي�ساء على اقتنا ِء � ِ‬
‫ُ‬ ‫حتر�ص‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫احلاجة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لوقت‬
‫ال�شهري ِ‬
‫ِّ‬ ‫�صالح جز ًءا من م�رصو ِف ِه‬
‫ٌ‬ ‫خر‬
‫يد ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫إنفاق ب�سخا ٍء على زوج ِت ِه‪.‬‬
‫أجل ال ِ‬
‫بالديون من � ِ‬
‫ِ‬ ‫نف�س ُه‬
‫جا�سم َ‬
‫ٌ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫يثقل‬

‫الإ�س ـ ُ‬
‫ـراف والتّبذي ُر‪:‬‬
‫اقت�صاديات‬
‫ِ‬ ‫اال�ستهالكي الّتي ّ‬
‫تهد ُد‬ ‫ِّ‬ ‫مناذج ا ْل ِ‬
‫ف�ساد‬ ‫إنفاق نهى ال�شرّ ُع عن منوذجنيِ من ِ‬
‫�شد يف ال ِ‬
‫الر ِ‬
‫حتقيق ّ‬
‫أجل ِ‬ ‫ من � ِ‬
‫عوب‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫وال�ش ِ‬
‫أفراد ّ‬ ‫َ‬
‫أخالق ال ِ‬
‫و�‬

‫ملب�س‪ ،‬زينةٌ‪ ،‬متعةٌ‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫م�سكن‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫�رشاب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫املباحات (طعا ٌم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫املال يف‬
‫إنفاق ِ‬
‫احلد يف � ِ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -‬الإ�رسافُ‪ :‬جتاو ُز‬
‫مراكب‪.)...‬‬
‫ُ‬
‫حق‪.‬‬
‫هلل‪ ،‬ويف غ ِري وجه ٍّ‬
‫مع�صية ا ِ‬
‫ِ‬ ‫املال يف‬ ‫‪ -‬التبذيـر‪ُ � :‬‬
‫إنفاق ِ‬

‫�أُ�ص ِّنفُ ‪:‬‬

‫إ�رساف �أو تبذي ٍر‪:‬‬


‫العبارات التّالي َة �إىل � ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪� L‬صنّ ِف‬
‫‪..................‬‬ ‫يحتاجها‪ .‬‬
‫ُ‬ ‫قاعات كثري ًة ال‬
‫ٍ‬ ‫كبريا يحوي‬
‫الزواج بي ًتا ً‬
‫ِ‬ ‫�شاب ٌ‬
‫مقبل على‬ ‫‪ .١‬ا�شرتى ٌّ‬
‫‪..................‬‬ ‫ ‬ ‫درهم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فني ًة لبي ِت ِه مبليونَ‬ ‫‪ .٢‬ا�شرتى ٌ‬
‫رجل لوح ًة ّ‬
‫‪..................‬‬ ‫ ‬
‫احلب‪.‬‬
‫بعيد ِّ‬‫لالحتفال ِ‬
‫ِ‬ ‫َت فتا ٌة مبلغًا من ِ‬
‫املال‬ ‫‪� .٣‬أنفق ْ‬
‫‪..................‬‬ ‫لتناف�س �صديقا ِتها‪ .‬‬
‫َ‬ ‫�سائي ِة‬
‫احلقائب ال ّن ّ‬
‫ِ‬ ‫�سيد ٌة على اقتنا ِء � ِ‬
‫أحدث و�أغلى‬ ‫حتر�ص ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.٤‬‬
‫‪..................‬‬ ‫ ‬
‫ن�صيب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫م�سابقة يا‬
‫ِ‬ ‫أنفق ٌ‬
‫رجل مبلغًا من ما ِل ِه يف‬ ‫‪َ � .٥‬‬

‫‪162‬‬
‫نهي وتعلي ٌل‪:‬‬
‫ٌ‬
‫‪ .1‬ال ُ‬
‫إ�رساف‪:‬‬
‫َ‬
‫ قال تعاىل‪ :‬ﱫﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙﭚ ﭛ ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﱪ‪.‬‬
‫(الأعراف ‪.)31‬‬
‫َ‬
‫وذلك لأ َّنهم‪:‬‬ ‫إ�رساف‪ ،‬وبينّ َ �أ ّن ُه ﱫ ﭟ ﭠ ﭡﱪ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وجل عن ال ِ‬ ‫ نهى ُ‬
‫اهلل ع َّز‬
‫أنف�سهم‪ ،‬وي�ؤذونَ �أبدا َنهم‪.‬‬
‫‪ -‬يظلمونَ � َ‬
‫ي�ضيعونَ �أموا َلهم‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬يخ�رسونَ �آخرتَهم‪.‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫‪............................................................................................................ -‬‬
‫أعمال اخل ِري‪،‬‬ ‫العبادات �أو ُ‬
‫جمال � ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك ُ‬
‫جمال‬ ‫املجاالت مبا يف َ‬
‫ِ‬ ‫ال ِّ‬
‫لكل‬ ‫إ�سالم �شام ً‬
‫جاء يف ال ِ‬
‫إ�رساف َ‬
‫هي عن ال ِ‬
‫ وال ّن ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫فقال‪� :‬أيف‬ ‫�سعد؟‬
‫ف يا ُ‬ ‫يتو�ض�أُ‪� ،‬س�أ َل ُه‪ :‬ما هذا رّ َ‬
‫ال�س ُ‬ ‫وهو ّ‬‫ر�ضي اهلل عن ُه َ‬
‫َ‬ ‫ّا�ص‬
‫بن �أبي وق ٍ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫�سعد َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فحي َنما ر�أى‬
‫نهر جارٍ (‪.)1‬‬
‫نعم‪ ،‬و�إنْ ك ْن َت على ٍ‬ ‫ف؟ َ‬
‫قال ‪ْ :h‬‬ ‫�رس ٌ‬
‫الو�ضو ِء َ‬
‫ناهيا‬ ‫يرتك لأه ِل ِه �شي ًئا‪َ ،‬‬ ‫قي�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ُ -‬جذا َذ(‪ ٥٠٠ )2‬نخلةٍ‪ ،‬ومل ْ‬
‫نزل القر�آنُ ً‬ ‫َ‬ ‫بن ٍ‬ ‫ثابت ُ‬
‫أنفق ُ‬
‫وحي َنما � َ‬ ‫ ‬
‫إ�رساف بقو ِل ِه تعاىل ‪:‬ﱫﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﱪ‪( .‬الأنعام‬
‫عن هذا ال ِ‬

‫‪ .2‬التبذير‪:‬‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ قال ع َّز‬
‫ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ‪( .‬اال�إ�رساء ‪.)27 - 26‬‬
‫َ‬
‫وذلك‪:‬‬ ‫ذائل الأخالقيّ ِة الّتي نهى اهللُ تعاىل عنها‪ ،‬وجعلَ �أ�صحابَها ُق َرنا َء لل�شياط ِ‬
‫ني‬ ‫الر ِ‬‫التبذير من ّ‬
‫ُ‬ ‫‪L‬‬
‫إنفاق يف اخل ِري‪.‬‬ ‫يطان ا ّلتي َّ‬
‫يعط ُل بها ال ُ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫طرائق ّ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الف�ساد ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬لأنَّ ال َ‬
‫إنفاق يف‬
‫هلل‪.‬‬
‫طاعة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫النعم يف غ ِري‬
‫بو�ضع ِ‬
‫ِ‬ ‫يطان يف َ‬
‫ذلك‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫واملبذ ُر ُ‬
‫مثل ّ‬ ‫ِّ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫بنعمة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫كفر‬
‫بذير ٌ‬
‫‪ -‬ال ّت ُ‬

‫واجلذ‪ْ :‬‬
‫القطع‪ .‬ل�سان العرب‪ ،‬اجلزء‪� ،٣‬ص‪.٤٧٩‬‬ ‫ُّ‬ ‫ْت ال�شّ ْي َء‪ :‬ك�رس ُت ُه َ‬
‫وقط ْع ُت ُه‪،‬‬ ‫ال�ص ْلب‪َ ،‬‬
‫جذذ ُ‬ ‫(‪ )1‬رواه احلاكم‪ُّ )2( .‬‬
‫اجلذ‪ :‬ك�رس ال�شيء ُّ‬
‫‪163‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫ات‬
‫الف�ضائي ِ‬
‫ّ‬ ‫الق�صرية يف‬
‫ِ‬ ‫الر�سا ِئ ِل‬
‫الدوالرات �سنو ًّيا على ّ‬
‫ِ‬ ‫مليارات‬
‫ِ‬ ‫العرب ينفقونَ‬
‫َ‬ ‫ � ّأك َد ْت درا�س ٌة حديث ٌة �أنَّ‬
‫العرب!‬
‫ِ‬ ‫بواقع‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة ا ّلتي َ‬
‫لي�س لها �صل ٌة‬ ‫ّ‬
‫القنوات‬
‫ِ‬ ‫عرب‬
‫ال�صوتيّ ِة َ‬
‫�سائل ّ‬
‫الر ِ‬
‫للم�شاركات بهذ ِه ّ‬
‫ِ‬ ‫�سجلْ قائم ًة ب�أمثل ٍة‬
‫تلك ال ّدرا�سةُ‪َّ ،‬ثم ِّ‬‫ناق�ش م َع جمموع ِت َك ما �أ ّك َدتْ ُه َ‬
‫‪ْ L‬‬
‫الف�ضائيّ ِة‪َّ ،‬ثم �صنّفْها َو ْف َق الأحكا ِم الآتي ِة‪:‬‬
‫التبذير‬
‫ُ‬ ‫الإباح ُة ‪ -‬ال ُ‬
‫إ�رساف ‪-‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫ـراف والتّبذي ِر‪:‬‬


‫�آثا ُر الإ�س ـ ِ‬
‫اجتماعي ٌة‬ ‫وخماطر‬ ‫�سلبي ٌة‬ ‫ مل ي ْن َه ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫آثار ّ‬‫بذير � ٌ‬
‫إ�رساف وال ّت ِ‬
‫مفا�سد عاجل ٍة �أو �آجلةٍ‪ ،‬ولل ِ‬
‫َ‬ ‫عليه من‬
‫أمر �إال ملا يرتت ُّب ِ‬
‫اهلل عن � ٍ‬
‫متعدد ٌة منها‪:‬‬
‫ّ‬
‫املجتمعات‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫أفراد �أو‬
‫للعقوبة �سوا ٌء على م�ستوى ال ِ‬
‫ِ‬ ‫�ض‬
‫والتعر ُ‬
‫ّ‬ ‫إلهي ِة‬
‫والهداية ال ّ‬
‫ِ‬ ‫التوفيق‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪ .١‬احلرمانُ َ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﱪ‪.‬‬
‫(الق�ص�ص ‪.)58‬‬
‫يما �أَ ْف َنا ُه َو َع ْن‬
‫ول ق ََد َما َع ْبدٍ َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َح َّتى ُي ْ�س�أَ َل َع ْن ُع ْم ِر ِه ِف َ‬
‫قال ‪َ « :h‬ال َت ُز ُ‬ ‫هلل تعاىل‪َ ،‬‬ ‫يدي ا ِ‬‫ني ِ‬ ‫‪ .٢‬امل�ساءل ُة ب َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫﮩ‬ ‫ال ُه»(‪َ ،)1‬‬ ‫يما �أَ ْب َ‬‫يما �أَ ْن َف َق ُه َو َع ْن ِج ْ�س ِم ِه ِف َ‬ ‫يما َف َع َل َو َع ْن َما ِل ِه ِم ْن �أَ ْي َن ْاك َت َ�س َب ُه َو ِف َ‬
‫ِع ْل ِم ِه ِف َ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﱪ‪( .‬التكاثر ‪.)8‬‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للفرد �أو‬
‫ِ‬ ‫أموال و�إ�ضاع ُتها فيما ال يحق ُّق م�صلح ًة‬
‫إهدار ال ِ‬
‫‪ُ � .٣‬‬
‫وي�رس ُ‬
‫ف يف غ ِري ما حاج ٍة �أو م�صلحةٍ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الفائ�ض ا ّلذي َّ‬
‫يبذ ُر‬ ‫ِ‬ ‫املال‬ ‫‪ .٤‬حرمانُ امل�ستح ّق َ‬
‫ني من ِ‬
‫آخرين‪.‬‬
‫الفقر والعال ُة على ال َ‬
‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي‪.‬‬


‫‪164‬‬
‫�أَق رَ ِ‬
‫ْت ُح‪:‬‬

‫بع�ض من‬
‫ي�سهم اجلمي ُع يف عالجِ ها‪� ..‬أما َمك ٌ‬
‫َ‬ ‫امل�شكالت الّتي تعاين منها جمتمعاتُنا‪ ،‬فالب َّد �أنْ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫بذير َ‬ ‫‪ L‬ال ُ‬
‫إ�رساف والتّ ُ‬
‫اجلوانب الأخرى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أكرب َق ْد ٍر من‬ ‫العالج ومن خاللِ جمموع ِت َك ال ّطالّبيّ ِة ْ‬
‫ابتكر � َ‬ ‫ِ‬ ‫جوانب هذا‬
‫ِ‬
‫املالي ِة‪.‬‬
‫هم ّ‬ ‫أمور ُ‬
‫خطيط يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫غر على ال ّت‬
‫ال�ص ِ‬ ‫تعويد الأبنا ِء ُ‬
‫منذ ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫اال�ستهالكي ا ّلتي يقو ُم بها الآخرونَ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫إنفاق‬
‫أمناط ال ِ‬
‫واملحاكاة يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫قليد‬
‫‪ -‬االبتعا ُد عن ال ّت ِ‬
‫واالجتماعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إمكانات املاد ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫مع ال‬
‫تتنا�سب َ‬
‫ُ‬ ‫االحتياجات ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫حتديد‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪165‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫‪ L‬ما �أهميّ ُة املالِ يف الإ�سال ِم؟‬


‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫ني كلٍّ من ال ِ‬
‫إ�رساف والتّبذي ِر‪.‬‬ ‫‪ L‬قارنْ ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪166‬‬
‫ال�س�ؤالُ ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬
‫إ�رساف‪.‬‬
‫جماالت لل ِ‬
‫ٍ‬ ‫اذكر خم�س َة‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ابع‪:‬‬
‫ال�س�ؤالُ الرّ ُ‬
‫اال�ستهالك؟‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�ضوابط‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫عادات اجتماعيّ ٍة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لت �إىل‬
‫املجتمع‪ ،‬وقد حت ّو ْ‬
‫ِ‬ ‫جتدها يف‬
‫إ�رساف والتّبذي ِر ْ‬
‫مظاهر لل ِ‬
‫َ‬ ‫اذكر خم�س َة‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪167‬‬
‫اد�س‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬
‫‪ L‬علّلْ ما ي�أتي‪:‬‬
‫إ�رساف‪.‬‬
‫النهي عن ال ِ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�شياطنيِ ‪.‬‬
‫إخوان ّ‬
‫رين ب� ِ‬ ‫‪ -‬ت�شبي َه ّ‬
‫املبذ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ابع‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬
‫إ�رساف‪.‬‬
‫عواقب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ضا من‬
‫‪ L‬ع ّد ْد ً‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّث ُ‬
‫امن‪:‬‬
‫ِهم ال َ‬
‫إ�رساف‪.‬‬ ‫هلل عليهم ‪ -‬على جتنّب ُ‬
‫ال�صحاب ِة ‪ -‬ر�ضوا ُن ا ِ‬
‫ابحث عن �شواه َد من �سري ِة ّ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪168‬‬
‫ّا�سع‪:‬‬
‫ال�س�ؤالُ الت ُ‬
‫البغي�ض‪ ،‬وعالقتَ ُه‬
‫َ‬ ‫م�ستنتجا ا ُخل َ‬
‫لق‬ ‫ً‬ ‫ناق�ش هذ ِه العبار َة‬
‫من اجلنّ ِة‪ْ ،‬‬
‫بغي�ض يحر ُم �صاحبَ ُه َ‬ ‫بذير وال ُ‬
‫إ�رساف ي�ؤ ّديان �إىل ُخ ُل ٍق ٍ‬ ‫‪ L‬التّ ُ‬
‫إ�رساف‪.‬‬
‫بالتّبذي ِر وال ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ العا� ُرش‪:‬‬

‫املمتلكات الآتي ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫‪ L‬نف ّْذ م�رشو ًعا لتوعي ِة زمال ِئ َك مبخاط ِر ال ِ‬
‫إ�رساف يف اقتنا ِء‬
‫املالب�س‬
‫ُ‬ ‫الهواتف النقّال ُة ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ارات ‪-‬‬
‫ال�سي ُ‬
‫ّ‬

‫‪169‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬
‫أعلم‪ ،‬و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬

‫الهالك‪.‬‬
‫ِ‬
‫الو�سطي ِة يف ِّ‬
‫كل �شيءٍ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫اال�ستهالك منجا ٌة من‬
‫دين‬
‫‪ -‬الإ�سال ُم ُ‬
‫الق�صد يف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫القصد‬ ‫النجا ُة في‬
‫ُ‬
‫واالعتدال‪.‬‬ ‫الق�صد‬
‫ُ‬ ‫الر�سول ‪ُ h‬ه َو‬
‫ِ‬ ‫منهج‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫�أت� َّأملُ‪:‬‬

‫جتد ل�سنّ ِة اهلل تبدي ًال‪:‬‬ ‫ْ‬


‫ولن َ‬
‫والق�صور‬ ‫الطائل َة‬ ‫ميلك ال َ‬
‫أموال ّ‬ ‫أندل�س‪ ،‬الّذي كانَ ُ‬
‫ملوك ال ِ‬
‫أحد ِ‬
‫وهو � ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫رحم ُه اهلل ‪َ -‬‬
‫عبادٍ ‪َ -‬‬
‫بن ّ‬
‫املعتمد َ‬
‫َ‬ ‫ ُي ْروى �أنَّ‬
‫هي‬‫فا�شته ْت َ‬
‫َ‬ ‫يخ�ض َن يف ّ‬
‫الطنيِ ‪،‬‬ ‫هن ْ‬ ‫�شم ْرنَ عن �سو ِق َّ‬
‫نب‪ ،‬وقد ّ‬‫يبع َن الل َ‬ ‫البادية ْ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ال�ض ْخمةَ‪ ،‬قد ر� ْأت زوج ُت ُه يو ًما ن�سا ًء َ‬
‫ّ‬
‫ثم‬
‫عم ْت ُه‪َّ ،‬‬
‫�ساحة الق� ِرص ح ّتى َّ‬
‫ِ‬ ‫الطيب‪ُ ،‬‬
‫فذ َّر يف‬ ‫ِ‬ ‫ب�سحق‬
‫ِ‬ ‫املعتمد �إ ّال �أنْ � َ‬
‫أمر‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫الطنيِ ‪ ،‬فما كانَ َ‬ ‫يتخو ْ�ض َن يف ّ‬
‫َّ‬ ‫وبناتُها �أنْ‬
‫فيه‬
‫فتخو َ�ض ْت ِ‬
‫ّ‬ ‫عادت ّ‬
‫كالطنيِ ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وع ِج َن ْت بالأيدي ح ّتى‬
‫الطيب‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أخالط‬
‫الورد على � ِ‬
‫ِ‬ ‫ماء‬
‫و�ص َّب فيها ُ‬ ‫ُ‬
‫الغرابيل ُ‬ ‫ُن ِ�ص َب ِت‬
‫عبادٍ على �أيدي‬
‫ابن ّ‬‫مملكة ِ‬
‫ِ‬ ‫�سقوط‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫اجلوع؛ َ‬
‫ِ‬ ‫الفقر و�أ َمل‬
‫طعم ِ‬ ‫تلك الأ�رس ُة املرتف ُة ح ّتى ْ‬
‫ذاقت َ‬ ‫َت َ‬‫�أ�رس ُت ُه املرتفةُ‪ ،‬وما مات ْ‬
‫أيديهن ا ّلذي ال‬
‫َّ‬ ‫وف ب�‬ ‫آهن يغز ْل َن ّ‬
‫ال�ص َ‬ ‫جن ر� َّ‬ ‫عبادٍ يف ّ‬
‫ال�س ِ‬ ‫البن ّ‬
‫يب ِ‬ ‫تخو ْ�ض َن يف ّ‬
‫الط ِ‬ ‫الئي َّ‬ ‫للن�سوة ال ّ‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬ويف زيار ٍة‬
‫املرابط َ‬
‫أن�شد قائ ً‬
‫ال‪:‬‬ ‫هن) ف� َ‬
‫جوع َّ‬ ‫ي�سد �إ ّال َ‬
‫بع�ض ِ‬ ‫ُّ‬

‫وكافورا‬
‫ً‬ ‫ ك�أ َّنها مل تط�أْ ِم ْ�س ًكا‬
‫يط�أْنَ يف الطّنيِ والأقدامُ حافيةٌ‬
‫مغرورا‬
‫ً‬ ‫أحالم‬ ‫ف� َمّإنا َ‬
‫بات بال ِ‬ ‫ ‬ ‫بعد َك يف ُم ْل ٍك ُي ُّ‬
‫�رس به‬ ‫بات َ‬
‫َم ْن َ‬

‫(�ضياع‬
‫ُ‬ ‫احلتمي ُة‬
‫ّ‬ ‫جاءت النتيج ُة‬
‫ِ‬ ‫بب (ال َ‬
‫إ�رساف)‬ ‫أحد‪ ،‬فك ّلما كانَ ّ‬
‫ال�س ُ‬ ‫يفلت منها � ٌ‬
‫ف وال ُ‬‫هلل ثابت ٌة ال تتخ ّل ُ‬
‫و�س ّن ُة ا ِ‬ ‫ ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫قال ُ‬ ‫أحوال)‪َ ،‬‬ ‫النعم وتق ّل ُب ال ِ‬
‫ِ‬
‫ﯹ ﯺ ﱪ‪( .‬فاطر ‪.)43‬‬

‫‪170‬‬
‫الو�سطيّ ُة �سم ُة ال ِ‬
‫إ�سالم‪:‬‬
‫َ‬
‫تبارك وتعاىل‪:‬‬ ‫احلق‬ ‫ُ‬
‫يقول ُّ‬ ‫ً‬
‫و�سطا‪،‬‬ ‫قيما‪ ،‬وجع َلنا ب َ‬
‫ني ال ِأمم � ّأم ًة‬ ‫�رشع لنا دي ًنا ً‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل علينا �أنْ‬
‫ف�ضل ا ِ‬
‫ �إنَّ من ِ‬
‫ﱫﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﱪ‪( .‬االبقرة ‪.)١٤٣‬‬
‫والتعامالت‬
‫ِ‬ ‫واخللقي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أحكام ِه وت�رشيعا ِت ِه‪ :‬العقد ّي ِة‪ ،‬والعباد ّي ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الدين واعتدا ُل ُه متحقّق ٌة يف ِّ‬
‫كل �‬ ‫وو�سطي ُة هذا ِ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫أوتفريط‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫إفراط �‬
‫دونَ � ٍ‬
‫إ�سالم‬ ‫ويف�ض ُل ُه بها على غ ِري ِه‪ � ،‬مّإنا يدعو ُه �إىل‬ ‫ُ‬
‫منهج ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وفق‬
‫املحافظة عليها َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫نعم ُة‬
‫مينح اهلل الإن�سانَ َ‬
‫وعندما ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫نفع ل ُه‪.‬‬
‫ا�ستخدامها‪ ،‬دونَ حرمانٍ منها �أو تبديدٍ لها فيما ال َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫االعتدال واالتّزانُ يف‬ ‫الو�سطي‪َ ،‬و ُه َو‬
‫ِّ‬

‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫�سفوا‪ ،‬ومل َيقْترُ وا‪.‬‬ ‫حمن الّ َ‬


‫ذين �إذا �أنفقوا مل ُي رْ ِ‬ ‫الر ِ‬
‫عباد ّ‬
‫�صفات ِ‬
‫ِ‬ ‫إنفاق من‬ ‫ُ‬
‫ االعتدال يف ال ِ‬
‫حمن؟‬
‫الر ِ‬
‫و�صف عبا ِد ّ‬
‫ُ‬ ‫من القر�آنِ ور َد‬
‫‪ L‬يف � ِّأي �سور ٍة َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واكتبها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ابحث عن ر ْق ِم الآي ِة الكرمي ِة ال ّدالّ ِة على معنى االعتدالِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫التو�س ُط يف ال ِ‬
‫أمر‬ ‫ّ‬ ‫الق�صدُ‪َ :‬‬
‫هو‬
‫الق�صد منجاة‬
‫ُ‬
‫فيه � ٌ‬
‫إفراط‬ ‫بحيث ال يكونُ ِ‬
‫ُ‬
‫هلكات‪ ،‬ف� ّأما‬
‫ٌ‬ ‫وثالث ُم‬
‫ٌ‬ ‫منجيات‬
‫ٌ‬ ‫«ثالث‬
‫ٌ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫ قال‬
‫ٌ‬
‫تفريط‪.‬‬ ‫�أو‬
‫خط‪،‬‬
‫وال�س ِ‬
‫الر�ضا ّ‬
‫باحلق يف ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫والقول‬ ‫والعالني ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�رس‬
‫هلل يف ِّ‬
‫نجيات ف َتقْوى ا ِ‬
‫ُ‬ ‫املُ‬
‫رذيلتنيِ ‪،‬‬ ‫ني‬
‫ب َ‬ ‫ٌ‬
‫و�سط‬ ‫الف�ضيلةُ‪:‬‬
‫ال�شح‬ ‫ني‬ ‫ٌ‬ ‫مطاع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫و�شح‬
‫ٌّ‬ ‫بع‪،‬‬
‫فهوى م ّت ٌ‬
‫هلكات‪ً ،‬‬
‫ُ‬ ‫والفقر‪ ،‬و� ّأما املُ‬
‫ِ‬ ‫الغنى‬
‫والق�صد يف ِ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫و�سط ب َ‬ ‫فالق�صد‬
‫ُ‬
‫بذير‪.‬‬
‫وال ّت ِ‬ ‫هن»(‪.)1‬‬
‫أ�شد َّ‬
‫وه َو � ُّ‬
‫بنف�سه‪ُ ،‬‬
‫إعجاب املر ِء ِ‬
‫ُ‬ ‫و�‬

‫(‪ )1‬رواه الطرباين‪.‬‬


‫‪171‬‬
‫يف مدر�س ِة النب ّو ِة‪:‬‬
‫�سلوك النبي ‪ ،h‬لأ ّن ُه مي ّث ُل املنهج ال�سلوكي ا ّلذي ير�ضي َ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫والف�ضائل هو‬
‫ِ‬ ‫أمثل للتخ ّل ِق بال ِ‬
‫آداب‬ ‫ النموذج ال ُ‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حمب ِت ِه‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)31‬‬ ‫و ُيفْ�ضي �إىل ّ‬
‫مظاهر متع ّدد ٌة منها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪h‬‬
‫وللق�صد يف حيا ِة ر�سولِ ا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫عام‪:‬‬ ‫الق�صد يف ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫وازن يف م�أك ِلهم‪ ،‬حي َنما َ‬
‫قال ‪َ « :h‬ما‬ ‫ني بال ّت ِ‬
‫عام‪ ،‬و�أو�صى امل�سلم َ‬ ‫إ�رساف يف ّ‬
‫الط ِ‬ ‫التخمة وال ِ‬
‫ِ‬ ‫اجتناب‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬دعا ‪� h‬إىل‬
‫ث َ‬
‫لط َع ِام ِه‪ ،‬و ُث ُل ٌ‬
‫ث ِل�رشاب ِِه‪،‬‬ ‫ِح�س ِب ابن �آد َم �أُ ُك ٌ‬
‫الت ُي ِق ْم َن ُ�ص ْل ُب ُه‪ ،‬ف�إِنْ َكانَ ال محَ ا َلةَ‪ ،‬فَث ُل ٌ‬ ‫ملأَ � ِ‬
‫آدم ٌّي ِو َعا ًء �شرَ ًّا ِم ْن َبط ِنه‪ ،‬ب ْ‬
‫َو ُث ُل ٌ‬
‫ث ِل َنف َِ�س ِه»(‪.)1‬‬
‫قال ‪�« :h‬إِ َذا َ�سق ََط ْت ِم ْن � َأح ِد ُك ُم‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد َ‬ ‫ثم �أك َل ُه‪ ،‬ما �أمك َن ُه َ‬ ‫أزال عن ُه الأذى َّ‬ ‫طعام ِه � َ‬ ‫�سقط �شي ٌء من ِ‬ ‫‪ -‬كانَ ‪� h‬إذا َ‬
‫ان َف�إِ َذا ف ََر َغ َف ْل َي ْل َع ْق �أَ َ�صا ِب َع ُه َف ِ�إ َّن ُه َال َي ْد ِري فيِ �أَ ِّى َط َع ِام ِه‬ ‫ال ُّلق َْم ُة َف ْل ُي ِم ْط َما َكانَ ب َِها ِم ْن �أَ ًذى ُث َّم ْل َيا ُْك ْل َها َو َال َي َد ْع َها ِل َّ‬
‫ل�ش ْي َط ِ‬
‫ت َُكونُ ا ْلبرَ َ َكةُ»(‪.)2‬‬
‫اح ِد َي ْك ِفي ا ِال ْثنَينْ ِ َو َط َعا ُم ا ِال ْثنَينْ ِ‬ ‫فيه الربك ُة َ‬
‫فقال‪َ :‬‬
‫«ط َعا ُم ا ْل َو ِ‬ ‫َّ‬
‫لتحل ِ‬ ‫عام‬ ‫ني �إىل تكث ِري الأيدي على ّ‬
‫الط ِ‬ ‫‪ -‬دعا امل�سلم َ‬
‫َي ْك ِفي ال ْأر َب َع َة َو َط َعا ُم ال ْأر َب َع ِة َي ْك ِفي ال َّث َما ِن َيةَ»(‪.)3‬‬
‫جابر ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل‬ ‫عام دونَ �أنْ ُيترْ ََك من ُه �شي ٌء يف الإنا ِء‪ ،‬فقد ور َد عن ٍ‬ ‫للحر�ص على كفاي ِتهم من ّ‬
‫َ‬ ‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ -‬دعا امل�سلم َ‬
‫َال‪� :‬إِ َّن ُك ْم َال ت َْد ُرونَ فيِ �أَ َّي ِه ا ْلبرَ َ َك ُة(‪.)4‬‬ ‫هلل ‪� h‬أَ َم َر ِب َل ْع ِق الأَ َ�صاب ِِع َو َّ‬
‫ال�ص ْحف َِة َوق َ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫عن ُه ‪� -‬أنَّ‬

‫‪ .2‬الق�صدُ يف اللّبا�سِ‪:‬‬
‫عليه‪،‬‬
‫يقدر ِ‬
‫وه َو ُ‬
‫هلل‪ُ ،‬‬ ‫ترك ال ّل َ‬
‫با�س توا�ض ًعا ِ‬ ‫إ�رساف فقد َ‬
‫قال ‪َ « :h‬م ْن َ‬ ‫وعدم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫امللب�س‬
‫ِ‬ ‫للتوا�ضع يف‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ -‬دعا امل�سلم َ‬
‫يلب�سها»(‪.)5‬‬ ‫اخلالئق ح ّتى يخيرّ َ ُه من � ِّأي ُح َل ِل ال ِ‬ ‫دعا ُه ُ‬
‫�شاء ُ‬
‫إميان َ‬ ‫ِ‬ ‫ؤو�س‬
‫القيامة على ر� ِ‬
‫ِ‬ ‫اهلل يو َم‬
‫(‪ )1‬رواه الرتمذي‪ )3-2( .‬رواه م�سلم‪ )4( .‬رواه م�سلم‪ .‬لعق الأ�صابع والإناء �إر�شاد �صحي واقت�صادي يهدف �إىل النظافة وعدم �إ�ضاعة �شيء من الطعام‪،‬‬
‫فلعق الأ�صابع البد �أن يفهم يف �ضوء ما �أمرنا اهلل به من �أكل طيبات الطعام‪ ،‬وعدم الإ�رساف فيه ب�أن يو�ضع يف الإناء مقدار ما ي�ؤكل فقط‪ ،‬ومبا �س ّنه ‪ h‬من غ�سل‬
‫وال�س ْلت ـ‬
‫اليد قبل الطعام‪ ،‬ومن الأكل ب�أ�صابع ثالثة‪� ،‬أما لعق الإناء فيمكن �أن يتحقق (بال�سلت) فيما رواه �أن�س‪ :‬و�أمرنا �أن ن�سلت الق�صعة‪ ،‬وفق رواية م�سلم‪ّ ،‬‬
‫كما ف�رسه النووي ـ هو امل�سح وتتبع ما بقي يف الق�صعة من الطعام‪ ،‬فيكون مب�سح ما تبقى من طعام ثم �أكله بحيث ال يبقى يف الإناء طعام يلقى وي�ضيع‪� ،‬أو ي�ؤ ّدي‬
‫�إىل التعفن �إن مل يغ�سل‪ )5( .‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫إزار ُه َب َط ًرا »(‪.)6‬‬ ‫قال ‪ « :h‬ال ينظر ُ‬
‫وع ْج ًبا‪َ ،‬‬
‫جر � َ‬
‫القيامة �إىل َم ْن َّ‬
‫ِ‬ ‫اهلل يو َم‬ ‫ُ‬ ‫وب تكبرُّ ًا ُ‬
‫إطالة ال ّث ِ‬
‫‪ -‬نهى عن � ِ‬
‫بالدنيا‬
‫َفاخرا ُّ‬
‫يلب�س ُه ت ً‬‫نفي�سا ُ‬
‫الثوب ً‬
‫ُ‬ ‫ا�س �سوا ٌء �أكانَ‬
‫ني ال ّن ِ‬
‫اال�شتهار ب َ‬
‫ُ‬ ‫يق�صد ِبه‬
‫ُ‬ ‫ثوب‬
‫كل ٍ‬ ‫وهو ُّ‬
‫هرة‪َ ،‬‬
‫ال�ش ِ‬‫لبا�س ّ‬
‫‪ -‬نهى عن ِ‬
‫ثوب‬ ‫الدنيا �ألب�س ُه ُ‬
‫اهلل َ‬ ‫ثوب �شهر ٍة يف ّ‬
‫لب�س َ‬ ‫ُ‬ ‫وللريا ِء‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬م ْن َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬ ‫هد ّ‬ ‫إظهار ال ّز ِ‬
‫خ�سي�سا ل ِ‬
‫ً‬ ‫وزين ِتها �أم كانَ‬
‫نارا»(‪.)7‬‬
‫فيه ً‬ ‫ثم �أُ َ‬
‫لهب ِ‬ ‫القيامة َّ‬
‫ِ‬ ‫مذ ّل ٍة يو َم‬

‫‪ .3‬الق�صدُ يف امل�سكنِ‪:‬‬
‫ليف»(‪.)8‬‬
‫ح�شوها ٌ‬ ‫هلل ‪ h‬الّذي ينا ُم ِ‬
‫عليه و�ساد ًة ِم ْن �أ َد َم‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�ضجاع‬
‫ُ‬ ‫قالت عائ�ش ُة ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها‪« :‬كانَ‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫حر �أو بردٍ »(‪.)9‬‬ ‫القيامة �إ ّال ما � َّ‬
‫أكن من ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫«كل بنا ٍء ٌ‬
‫وبال على �صاحب ِِه يو َم‬ ‫ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ‪:h‬‬
‫فجل�س‬ ‫ب�رشيط‪،‬‬ ‫�رسير مرمولٍ‬
‫نائم على ٍ‬ ‫اب ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه َ‬ ‫بن ّ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ٌ‬‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫دخل على‬ ‫َ‬ ‫اخلط ِ‬ ‫عمر َ‬
‫ور ِو َي �أنَّ َ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫اب؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ابن ّ‬
‫اخلط ِ‬ ‫النبي ‪ :h‬ما ا ّلذي � َ‬
‫أبكاك يا َ‬ ‫يط يف جنب ِِه ‪ h‬فدم َع ْت عينا عمر‪َ ،‬‬
‫فقال ل ُه ُّ‬ ‫فر�أى � َأثر ال�شرّ ِ‬
‫�رسير مرمولٍ‬ ‫و�صفي ُه ور�سو ُل ُه ٌ‬
‫نائم على ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫هلل‬
‫حبيب ا ِ‬
‫ُ‬ ‫وذكرت َُك و� َ‬
‫أنت‬ ‫ْ‬ ‫فيه من املُ ِ‬
‫لك‬ ‫وقي�رص وما هما ِ‬
‫َ‬ ‫ذكر ُت ك�رسى‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫فذلك‬ ‫هلل‪َ ،‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫الدنيا ولنا الآخرةُ؟ َ‬
‫قال‪ :‬بلى يا‬ ‫يط‪َ ،‬‬
‫فقال ‪� :h‬أما تر�ضى يا ُ‬
‫عمر �أنْ تكونَ لهم ّ‬ ‫بال�شرّ ِ‬
‫َ‬
‫كذلك»(‪.)10‬‬

‫‪ .4‬الق�صدُ يف ا�ستهالكِ املاءِ‪:‬‬


‫خم�سة �أمدادٍ )‪،‬‬ ‫اع �أربع ُة �أمدادٍ �إىل‬
‫(ال�ص ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫أن�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫اع ّ‬ ‫بال�ص ِ‬
‫يغت�سل ّ‬ ‫�سول ‪h‬‬ ‫قال‪« :‬كانَ ّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عن � ٍ‬
‫وظلم»(‪.)11‬‬
‫َ‬ ‫أفاء‬ ‫فم ْن زا َد عن َ‬
‫ذلك فقد � َ‬ ‫(مقدار حفن ٍة كبريةٍ)‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫باملد‬ ‫ُّ‬
‫ويتو�ض�أ ِّ‬

‫إ�رساف يف املاءِ‪.‬‬
‫عن ال ِ‬‫اذكر حديثًا نهى فيه ‪ِ h‬‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )6‬متفق عليه‪ )7( .‬رواه �أبو داود وابن ماجه‪ )8( .‬رواه �أبو داود والرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬ح�سن‪ )9( .‬رواه �أبو داود‪ )11-10( .‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫املجاالت الآتي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إ�رساف يف‬
‫الق�صد وال ِ‬
‫ِ‬ ‫ني �آثا ِر‬
‫‪ L‬قارنْ ب َ‬

‫اال�ستهالك‬
‫ِ‬ ‫إ�رساف يف‬
‫�آثا ُر ال ِ‬ ‫اال�ستهالك‬
‫ِ‬ ‫الق�صد يف‬
‫ِ‬ ‫�آثا ُر‬ ‫ُ‬
‫املجال‬

‫‪............................................. .............................................‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫الطعا ُم‪:‬‬
‫‪............................................. .............................................‬‬

‫‪............................................. .............................................‬‬
‫‪ -‬ال ّل ُ‬
‫با�س‪:‬‬
‫‪............................................. .............................................‬‬

‫‪............................................. .............................................‬‬
‫امل�سكن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪............................................. .............................................‬‬

‫رساف املب ّذ ِر‪:‬‬ ‫منع ال�ّش ِ‬


‫حيح و�إ� ِ‬ ‫ُ‬
‫االعتدال‪ ..‬ب َني ِ‬
‫ني‬ ‫إح�سان ا ّلتي �أو�صى ُ‬
‫اهلل امل�سلم َ‬ ‫وجوه اخل ِري ودواعي ال‬ ‫إنفاق‪ ،‬وهما من‬
‫البذل وال ِ‬ ‫دين يقو ُم على‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الإ�سال ُم ٌ‬ ‫ ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل ‪ -‬تعاىل‪:‬‬ ‫البخل‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫�سخي‪ ،‬مرتف ٌّع عن‬ ‫آخرة ال يحر ُز ُه �إ ّال كر ٌمي‬
‫الدنيا وال ِ‬
‫بخريي ّ‬
‫ِ‬ ‫بامل�سارعة �إليها‪ ،‬وبينّ َ �أنَّ الفو َز‬
‫ِ‬
‫ٌّ‬
‫ﱫﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙﱪ‪( .‬التغابن ‪.)16‬‬

‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫ال�سال ُم ‪.-‬‬
‫إبراهيم ‪ -‬علي ِه ّ‬
‫َ‬ ‫ا�ستخرج من �سور ِة ال ّذ ِ‬
‫اريات الآي َة ال ّدال َة على كر ِم �أبي الأنبيا ِء �‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪174‬‬
‫بان ال ّلو َم واحل�رسةَ‪،‬‬ ‫إ�رساف‪ ،‬ال ّلذ ْي ِن ّ‬
‫ي�سب ِ‬ ‫ال�شح وال ِ‬
‫ِّ‬ ‫هي عن‬
‫إنفاق‪ ،‬كانَ ال ّن ُ‬
‫الكرم يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل �إىل‬ ‫ ومع دعو ِت ِه ع َّز‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪.) ٢٩‬‬
‫حم�سورا بال �شي ٍء تنف ُق ُه متى‬
‫ً‬ ‫وتقعد‬
‫ُ‬ ‫ويذمو َن َك‪،‬‬
‫ا�س ّ‬‫حم�سورا‪� ،‬أي‪� :‬إنْ بخ ْل َت تق ُع ْد ملو ًما‪ ،‬يلو ُم َك ال ّن ُ‬
‫ً‬ ‫تقعد ملو ًما‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫كالدا ّب ِة الّتي عج َز ْت ِ‬
‫عن ال�س ِري‪ ،‬فتو ّقف ْ‬
‫َت َ�ض ْعفًا وعج ًزا‪.‬‬ ‫ب�سط َت َيد َك َ‬
‫فوق طاق ِت َك‪ ،‬فتكونُ كاحل�س ِري‪ْ � ،‬أي ّ‬ ‫ْ‬

‫�أُف ِّك ُر‪:‬‬

‫امل�سلم؟‬
‫ِ‬ ‫البخيل واملُ�سرْ ِ ِف‪ ،‬فما � ُأثر هذا التّ�صوي ِر ِّ‬
‫الفني على‬ ‫ِ‬ ‫ال�سابق ِة �صور ٌة فنيّ ٌة حلالِ‬
‫‪ L‬يف الآي ِة الكرمي ِة ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اال�ستهالك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الق�صد يف‬
‫ِ‬ ‫�آثا ُر‬
‫ُ‬
‫ي�شرتك يف نف ِعها الفر ُد واملجتم ُع والكو ُن‪ ،‬ومن هذ ِه الآثا ِر‪:‬‬ ‫آثار كثري ٌة‬
‫اال�ستهالك � ٌ‬
‫ِ‬ ‫للق�صد يف‬
‫ِ‬ ‫‪L‬‬
‫أجيال الّتي ت�أتي من ُ‬
‫بعد‪.‬‬ ‫ليمة لل ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫احلياة ّ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫اال�ستنزاف بال �رضورةٍ‪ ،‬وت�أم ُ‬
‫ِ‬ ‫البيئة من‬
‫موارد ِ‬‫ِ‬ ‫‪ -‬املحافظ ُة على‬ ‫ ‬
‫ق�صد ُه يف معي�ش ِت ِه»(‪.)1‬‬
‫جل ُ‬ ‫الر ِ‬
‫«م ْن ِفق ِْه ّ‬ ‫ال�س� ِؤال‪ ،‬كما َ‬
‫قال ‪ِ :h‬‬ ‫تغنيه عن ّ‬
‫إن�سان ِ‬
‫توفري حيا ٍة كرمي ٍة لل ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ؤولي ِت ِه‪.‬‬
‫دائرة م�س� ّ‬
‫وهي داخل ٌة يف ِ‬ ‫ً‬
‫�سي ًدا مالكا لها‪َ ،‬‬
‫أر�ض ال ّ‬
‫م�ستخلف يف ال ِ‬
‫ٌ‬ ‫‪� -‬أنَّ الإن�سانَ‬ ‫ ‬
‫بالكفران‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ياع‪� ،‬إذا ما قوب َل ْت‬
‫وال�ض ِ‬
‫وال ّ‬
‫للمحافظة عليها من ال ّز ِ‬
‫ِ‬ ‫عم‪،‬‬
‫هلل على ال ّن ِ‬
‫�شكر ِ‬
‫ٌ‬ ‫الق�صد‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬يف‬ ‫ ‬
‫أمانة‪.‬‬
‫فريط فيها خيان ٌة لل ِ‬ ‫البيئة �أمانةٌ‪ ،‬ائتمن ُ‬
‫اهلل عليها الإن�سانَ ‪ ،‬ويف ال ّت ِ‬ ‫‪� -‬أنَّ موار َد ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫حق عا ٌّم يتع ّل ُق‬
‫هي ٌّ‬
‫ا�س‪ ،‬بل َ‬
‫من ال ّن ِ‬
‫معين ٍة َ‬ ‫العام ِة الّتي ال تتع ّل ُق ِّ‬
‫بحق فردٍ ‪� ،‬أو فئ ٍة ّ‬ ‫احلقوق ّ‬
‫ِ‬ ‫البيئة من‬
‫‪� -‬أنَّ موار َد ِ‬ ‫ ‬
‫حد �سواءٍ‪.‬‬
‫والبيئة على ٍّ‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫يت�سب ُب يف �إيذا ِء ِ‬
‫ا�ستهالكها ّ‬
‫ِ‬ ‫إن�ساني ِة ك ِّلها‪ ،‬وال ُ‬
‫إفراط يف‬ ‫بال ّ‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد‪.‬‬


‫‪175‬‬
‫أف�ضل‪:‬‬ ‫َ‬
‫اجلدول التّا َيل ق ّد ِم اقرتاحا ِت َك للتغي ِري لل ِ‬ ‫‪ L‬بع َد قراء ِت َك‬

‫مقرتحات للتّغي ِري‬


‫ٌ‬ ‫حاج ٌة‬ ‫� ٌ‬
‫إ�رساف‬
‫‪.................................‬‬
‫متتلئ‬
‫ُ‬ ‫عام ا ّلتي‬ ‫موائد ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.................................‬‬ ‫جماعات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫�شعوب تعاين‬
‫ٌ‬
‫متنوعةٍ‪.‬‬
‫أ�صناف كثري ٍة ّ‬
‫ٍ‬ ‫ب�‬
‫‪.................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫عوب‬
‫ال�ش ِ‬
‫بع�ض ّ‬ ‫ِ‬ ‫واج يف‬
‫�سن ال ّز ِ‬
‫ارتفاع ِّ‬
‫ُ‬
‫‪.................................‬‬ ‫واج الباهظةُ‪.‬‬
‫تكاليف ال ّز ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫تكاليف ال ّزواج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القدرة على‬
‫ِ‬ ‫لعدم‬
‫امل�سلمة ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ‪.................................‬‬

‫‪.................................‬‬
‫البلدان‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫ِ‬ ‫ات يف‬ ‫الوفي ِ‬
‫َ‬ ‫ن�سبة‬
‫ِ‬ ‫ارتفاع‬
‫ُ‬ ‫راهم‬
‫الد ِ‬‫ني ّ‬ ‫‪ُ � -‬‬
‫إنفاق ال ّن�سا ِء مالي َ‬
‫‪.................................‬‬
‫الدوا ِء وندر ِت ِه‪.‬‬
‫قيمة ّ‬
‫الرتفاع ِ‬
‫ِ‬ ‫الفقرية‬
‫ِ‬ ‫جميل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�سنو ًّيا على موا ِّد ال ّت‬
‫‪.................................‬‬

‫أف�ضل‪.‬‬
‫أنت املغيرّ َ لل ِ‬
‫اجلماعة‪ ،‬فال ترت ّد ْد يف �أنْ تكونَ � َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وينتقل من ُه �إىل‬ ‫بالفرد‬
‫ِ‬ ‫التغيري يبد�أُ‬
‫َ‬ ‫�إنَّ‬

‫‪176‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫‪ L‬ما املق�صو ُد مببد�أِ الو�سطيّ ِة يف تكاليف ال�شرّ يع ِة الإ�سالميّ ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬
‫هلل علي ِه؟‬
‫امل�سلم جتا َه ِن َع ِم ا ِ‬
‫ِ‬ ‫واجب‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫هن»(‪.)1‬‬
‫أ�شد َّ‬
‫وهو � ُّ‬
‫بنف�س ِه‪َ ،‬‬
‫إعجاب املر ِء ِ‬
‫ُ‬ ‫مطاع‪ ،‬و�‬
‫ٌ‬ ‫و�شح‬
‫بع‪ٌّ ،‬‬
‫فهوى م ّت ٌ‬
‫كات‪ً ،‬‬
‫النبي ‪..« :h‬و� ّأما امله ِل ُ‬
‫قال ُّ‬‫َ‬ ‫ ‬

‫الث؟‬
‫املهلكات الثّ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما الّذي يجم ُع ب َ‬
‫ني هذه‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطرباين‪.‬‬


‫‪177‬‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬

‫وامل�رسف؟‬
‫ِ‬ ‫البخيل‬
‫ِ‬ ‫كيف �ص ّو َر القر�آ ُن الكرميُ ك ًّ‬
‫ال من‬ ‫‪َ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫إ�رساف؟‬
‫والبخل؟ والكر ِم وال ِ‬
‫ِ‬ ‫الق�صد‬
‫ِ‬ ‫ني كلٍّ ِم َن‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ L‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫اقرتح حلو ًال لها‪:‬‬
‫امل�شكالت الآتي ِة‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب �إحدى‬
‫ابحث عن � ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫ني‪.‬‬
‫إعالن على امل�ستهلك َ‬
‫عاية وال ِ‬
‫للد ِ‬‫ال�س ُيع ّ‬
‫أثري رّ‬
‫‪ -‬ال ّت� ُ‬ ‫ ‬
‫أعرا�س‪.‬‬
‫حفالت ال ِ‬
‫ِ‬ ‫البذخ يف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫املنازل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املياه يف‬
‫ا�ستخدام ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ال ُ‬
‫إ�رساف يف‬ ‫ ‬

‫ُ‬
‫احللول‬ ‫امل�شكل ُة‬

‫‪.................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪.................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪.................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪.................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪.................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬

‫‪178‬‬
‫اد�س‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬

‫واج‪.‬‬
‫وتكاليف ال ّز ِ‬
‫ِ‬ ‫اقرتح خ ّط ًة لتوعي ِة ّ‬
‫�سكانِ حيِّ َك ملواجه ِة غال ِء املهو ِر‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫ال�س�ؤال ال�سابع‪:‬‬

‫بخراب العمرانِ )‪ ،‬ما عالق ُة هذ ِه املقول ِة ب�آثا ِر‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(الرتف م�ؤ ِذ ٌن‬ ‫ابن خلدونَ يف كتا ِب ِه «ال ِعبرَ ُ وديوانُ املبتد�أِ واخل ِرب»‪:‬‬ ‫‪ُ L‬‬
‫يقول ُ‬
‫الترّ ِف على امل�سلمنيِ؟‬

‫‪179‬‬
‫الدر�س ال�سابع‪:‬‬
‫أعلم‪ ،‬و�أعملُ ‪:‬‬ ‫� ُ‬
‫واخلالق‬
‫ُ‬ ‫حيث وحد ُة ال ِ‬
‫أ�صل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫البيئة والإن�سانِ ان�سجا ٌم من‬
‫من اخل ْل ِق‪.‬‬ ‫وو ْحد ُة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪-‬ب َ‬ ‫اإلسالم وحماي ُة البيئ ِة‬
‫ُ‬
‫الغاية َ‬
‫ِ‬ ‫الواحد َ‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫احلفاظ عليها‪.‬‬ ‫عليه‬
‫فيجب ِ‬ ‫ُ‬
‫ا�ستخلف اهلل الإن�سانَ فيها‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬البيئ ُة �أمان ٌة‬
‫ُ‬
‫للف�ساد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�ضت البيئ ُة‬
‫تعر ِ‬
‫إ�سالمي �إذا ّ‬
‫ٌّ‬ ‫واجب �‬
‫ٌ‬ ‫البيئي‬
‫ُّ‬ ‫إ�صالح‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ال‬
‫�أَقر�أُ‪:‬‬

‫مياه‬ ‫ُ‬
‫تعمل يف ِ‬ ‫فط الّتي‬ ‫ناقالت ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ت�شمل‬ ‫�شحن‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫�سفينة‬
‫ِ‬ ‫يقارب ‪٥٠.٠٠٠‬‬
‫ُ‬ ‫البيئي ِة �أنَّ ما‬
‫قارير ّ‬ ‫ �أثب َت ْت �إحدى ال ّت ِ‬
‫اخلليج �سنو ًّيا(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫مياه‬
‫ثات يف ِ‬‫امللو ِ‬
‫من ّ‬‫�ص من ‪ ٣٠‬مليونَ م ٍرت مك ّع ٍب َ‬ ‫اخلليج ب�صور ٍة �سنو ّيةٍ‪ ،‬تقو ُم بالتخ ّل ِ‬
‫ِ‬
‫‪ L‬ما الأ�رضا ُر املرتتّب ُة على تل ّو ِث امليا ِه؟‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﰌﱪ‪( .‬الروم ‪.)41‬‬
‫بالفعل الإن�سا ِّين؟‬
‫ِ‬ ‫‪ L‬ما عالق ُة الف�سا ِد الكو ِّين‬
‫مثل هذ ِه املخاط ِر البيئيّ ِة؟‬
‫ميكن مواجه ُة ِ‬
‫كيف ُ‬‫‪َ L‬‬

‫املق�صود بالبيئ ِة‪:‬‬


‫ُ‬
‫احلي ِة‬
‫وغري ّ‬
‫َ‬ ‫واحليوان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بات‬
‫من ال ّن ِ‬
‫احلي َة َ‬
‫ومكونا ِتها ّ‬
‫ّ‬ ‫أر�ض‬
‫مت�ضم ًنا ال َ‬
‫ّ‬ ‫فيه الإن�سانُ‬ ‫إطار الّذي ُ‬
‫يعي�ش ِ‬ ‫هي ال ُ‬
‫ البيئ ُة َ‬
‫اجلوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والغالف‬
‫ِ‬ ‫والياب�سة‬
‫ِ‬ ‫املياه‬
‫من ِ‬

‫البيئ ُة يف املنظو ِر ال ِّ‬


‫إ�سالمي‪:‬‬
‫أر�ض‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫اختيار ِه خليف ًة يف ال ِ‬ ‫لت يف‬
‫ملهم ٍة عظيم ٍة مت ّث ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ خلق اهلل الإن�سانَ ّ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)30‬‬
‫تزويد ُه‬ ‫فجاء خ ْل ُق ُه يف � ِ‬
‫أح�سن تقو ٍمي‪ ،‬و َّمت‬ ‫الالزمة‪،‬‬ ‫مات‬
‫املقو ِ‬ ‫الدور‪ ،‬هي َ�أ ُ‬
‫اهلل ل ُه َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كل ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫القيام بهذا‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫ومن � ِ‬ ‫ ‬
‫كل �شي ٍء فيها بق ََدرٍ موزونٍ مت ِّث ُل‬
‫خلق َّ‬‫والفاعلي ِة‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫لال�ستقرار‬
‫ِ‬ ‫ونف�سي ٍة عاليةٍ‪ ،‬و�أُ ِع َّد ْت ل ُه بيئ ٌة �صاحل ٌة‬
‫ّ‬ ‫عقلي ٍة‬
‫ات ّ‬ ‫إمكاني ٍ‬
‫ّ‬ ‫ب�‬
‫ائد‪..‬‬
‫الر َ‬
‫ور ّ‬
‫الد َ‬ ‫املوقع ا ّلذي �سينف ُّذ ِ‬
‫فيه الإن�سانُ هذا ّ‬ ‫َ‬

‫(‪ )١‬جمموعة الإمارات البيئية‪� ٢٨ :‬سبتمرب ‪.٢٠٠٤‬‬


‫‪180‬‬
‫من البيئ ِة يتمثّلُ يف الأبعا ِد الآتي ِة‪:‬‬
‫موقف الإ�سال ِم َ‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ومن هنا كانَ‬
‫م�سخرا ِتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ا�ستثمار ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫البيئة من‬
‫إعمار ِ‬‫أمر ب� ِ‬
‫‪ .١‬ال ُ‬
‫الدعو ُة �إىل حماي ِتها من دواعي ال ِ‬
‫إف�ساد‪.‬‬ ‫‪ّ .٢‬‬
‫إن�سان‪.‬‬ ‫إ�صالح ما قد يطر�أُ عليها من ف�سادٍ ِ‬
‫بفعل ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمر ب�‬
‫‪ .٣‬ال ُ‬
‫عليه‬
‫يجب ِ‬‫إن�سان ُ‬
‫عدوا لل ِ‬
‫لي�ست ًّ‬
‫ْ‬ ‫فهي‬
‫ؤولي ِة‪َ ،‬‬
‫الوفاق وامل�س� ّ‬
‫ِ‬ ‫متميز ًة تقو ُم على‬
‫بالبيئة عالق ًة ّ‬
‫ِ‬ ‫امل�سلم‬
‫ِ‬ ‫فجاءت عالق ُة‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫واحد‪ :‬ﱫ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩﱪ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ي�شرتك يف �أنَّ خالقَهم‬ ‫م�سخ ٌر خلدم ِت ِه‪ ،‬وكالهما‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫خملوق‬ ‫قهرها‪ � ،‬مّإنا َ‬
‫هي‬ ‫ُ‬
‫واحد‪َ .‬‬
‫قال‬ ‫ٌ‬ ‫وت�سبيح ِه‪ ،‬كما �أنَّ �أ�ص َلهم يف ِ‬
‫اخللق‬ ‫ِ‬ ‫جود ل ُه‬
‫بال�س ِ‬
‫هلل ّ‬
‫تعظيم ا ِ‬
‫ُ‬ ‫من اخل ْل ِق واحد ٌة؛ َ‬
‫وهي‬ ‫(ال�سجدة ‪ ،) 7‬وغاي َتهم َ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﱪ‪( .‬الرعد ‪.)15‬‬

‫�أُطَ ِّبقُ ‪:‬‬

‫م�ستمر ومحاول ُة �سيطر ٍة و�إباد ٍة‪.‬‬


‫ٍّ‬ ‫�صراع‬
‫ٍ‬ ‫عوالم ال ّطبيع ِة َ‬
‫هي عالق ُة‬ ‫ِ‬ ‫البع�ض �أ َّن عالق َة الإن�سانِ بغي ِر ِه من‬
‫ُ‬ ‫‪ L‬ي�ص ّو ُر‬
‫إ�سالمي للبيئ ِة؟‬
‫ِّ‬ ‫وفق المنظو ِر ال‬ ‫كيف تر ُّد على َ‬
‫ذلك َ‬ ‫‪َ L‬‬

‫إ�سالم وحماي ُة عنا�رص ِ البيئ ِة‪:‬‬


‫ال ُ‬
‫املبادئ الإ�سالميّ ُة الّتي تقو ُم عليها حماي ُة البيئ ِة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫�أ ّوالً‪:‬‬
‫لي�ست مت ّل ّ‬ ‫اخلالفة‪ :‬الإن�سانُ م�ستخ َل ٌ‬ ‫‪ .١‬مبد�أُ‬
‫كيةً‪ � ،‬مّإنا َ‬
‫هي عالق ُة ا�ستئمانٍ على �أمانةٍ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫البيئة‪ ،‬وعالق ُت ُه بها‬
‫هذه ِ‬ ‫ف يف ِ‬ ‫ِ‬
‫ومواجهة‬
‫ِ‬ ‫إلهي فيها‪،‬‬
‫واكت�شاف قواننيِ ال ّت�سخ ِري ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫البيئة‬
‫معرفة ِ‬‫ِ‬ ‫مفتاح‬
‫ُ‬ ‫بالعلم لأ ّن ُه‬
‫ِ‬ ‫مطالب‬
‫ٌ‬ ‫‪.٢‬مبد�أُ ِ‬
‫العلم‪ :‬الإن�سانُ‬
‫وطرائق حماي ِتها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صعوبا ِتها‬
‫ف�س �أو للغ ِري‪.‬‬
‫�سواء لل ّن ِ‬
‫حمر ٌم ُ‬ ‫‪ .٣‬مبد�أُ «ال َ‬
‫�رض َر وال �ضرِ َار»‪ :‬فال�ضرّ ُر ّ‬
‫اخلارجيةُ‪.‬‬ ‫الرقاب ُة‬ ‫قو ًة ّ‬ ‫الديني مي ّث ُل ّ‬ ‫قابة ّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫غابت ّ‬
‫ِ‬ ‫الف�ساد و�إنْ‬
‫ِ‬ ‫البيئة من‬
‫حلماية ِ‬‫ِ‬ ‫وقائي ًة‬ ‫ُّ‬ ‫الوازع‬
‫ُ‬ ‫اتي ِة‪:‬‬
‫الذ ّ‬ ‫الر ِ‬
‫‪ .٤‬مبد�أ ّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫البيئة‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫ت�رصفا ِت ِه جتا َه‬
‫كل ّ‬ ‫ٌ‬
‫م�ساءل عن ِّ‬ ‫خ�صي ِة‪ :‬الإن�سانُ‬
‫ال�ش ّ‬ ‫‪ .٥‬مبد�أُ امل�س� ّ‬
‫ؤولي ِة ّ‬
‫وك ُّل ُك ْم م�س� ٌ‬
‫ؤول عن َر ِع َّي ِت ِه»(‪.)1‬‬ ‫«ك ُّل ُك ْم ٍ‬
‫راع ُ‬ ‫ﯖﱪ‪ ( .‬الأعراف ‪َ ،)56‬‬
‫وقال ‪ُ :h‬‬
‫‪ .٦‬مبد�أُ اجلزا ِء‪َ :‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤﱪ‪( .‬املائدة ‪.)120‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪181‬‬
‫هلل باجلزا ِء‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫عند ا ِ‬ ‫ُ‬
‫يقابل َ‬ ‫�صغرهما‬
‫ُ‬ ‫العظيم‪ ،‬مهما تناهى‬
‫ِ‬ ‫امللك‬
‫خملوق يف هذا ِ‬
‫ٍ‬ ‫فالإ�ساء ُة �أو الإح�سانُ �إىل � ِّأي‬ ‫ ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ‪( .‬الزلزلة ‪.)8-7‬‬

‫مظاهر حماي ِة الإ�سال ِم لعنا� ِرص البيئ ِة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ثانيًا‪:‬‬
‫حماي ُة املاءِ‪:‬‬
‫ئي�س‬
‫الر ِ‬
‫دور ِه ّ‬
‫بيان ِ‬
‫خالل ِ‬
‫ِ‬ ‫للمحافظة على املا ِء من‬
‫ِ‬ ‫إن�سان‬
‫‪ .1‬توجي ُه ال ِ‬
‫وجل ‪ :-‬ﱫﮞ‬
‫َّ‬ ‫وا�ستمرارها‪َ ،‬‬
‫قال ‪ -‬ع َّز‬ ‫ِ‬ ‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫وجود‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)30‬‬
‫إن�سان‪ ،‬كما َ‬
‫قال ‪ -‬تعاىل ‪ :-‬ﱫ ﯵ ﯶﯷ ﯸ‬ ‫ت�سخري املا ِء لل ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫إيجابي َة‬
‫تك�شف العالق َة ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ﯹ ﱪ‪( .‬اجلاثية ‪ ،)12‬و�س ّن ُة ال ّت�سخ ِري‬
‫وم�سخ ٌر خلدم ِته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لنفع ِه‬
‫ف ِ‬ ‫فهو ّ‬
‫موظ ٌ‬ ‫إن�سان واملا ِء َ‬
‫ني ال ِ‬‫الفاعل َة ب َ‬
‫والإن�سانُ م�س� ٌ‬
‫ؤول عن ُه‪.‬‬
‫املائي ِة ومنها‪:‬‬
‫وة ّ‬ ‫االنتفاع بالثرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ل�ضوابط‬
‫ِ‬ ‫حتديد ال�شرّ ِع‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫نهر جارٍ »(‪.)1‬‬ ‫ْ‬
‫ت�رسف ولو ك ْن َت على ٍ‬ ‫إ�رساف‪َ :‬‬
‫قال ‪« :h‬ال‬ ‫‪ -‬عد ُم ال ِ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬ ‫قال ُ‬
‫إ�رضار‪َ :‬‬
‫‪ -‬عد ُم ال ِ‬
‫ﰋ ﰌ ﱪ‪( .‬الروم ‪.)41‬‬
‫املياه‪:‬‬
‫ب�سالمة ِ‬
‫ِ‬ ‫ثات الّتي ُّ‬
‫ت�رض‬ ‫امللو ِ‬
‫من ّ‬‫التحذير َ‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫الدا ِئ ِم ا ّلذي ال َي ْجري ُث َّم َي ْغ َت ِ�س ُل ِ‬
‫فيه»(‪.)2‬‬ ‫هلل ‪« :h‬ال َي ُبو َل َّن � ُ‬
‫أحدكم يف المْ ا ِء ّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬
‫قاء ‪َ ،‬و َ�أ ْك ِف ُئوا الإِ َ‬
‫ناء»(‪.)4‬‬ ‫باب‪َ ،‬و�أَ ْو ِك ُئوا ِّ‬
‫ال�س َ‬ ‫هلل ‪�« :h‬أَغْ ِلقُوا ا ْل َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬
‫(‪)3‬‬

‫َّ�س يف الإِنا ِء»(‪.)5‬‬


‫أحدكم فال َي َت َنف ْ‬
‫هلل ‪�« :h‬إذا �شرَ ِ َب � ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬
‫ال�سقا ِء»(‪.)7‬‬ ‫النبي ‪� h‬أنْ ُي�شرْ َ َب من فيِ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫رير َة ‪-‬‬
‫ر�ضي اهلل عن ُه ‪ -‬قال‪« :‬نهى ُّ‬ ‫‪ -‬عن �أبي ُه َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫‪ L‬ما الأ�رضا ُر املرتتّب ُة على كلٍّ ْ‬


‫من‪:‬‬
‫ال�سقا ِء‬
‫فم ّ‬‫ب‪ .‬ال�شرّ ِب من ِ‬ ‫ ‬
‫املياه‪.‬‬
‫آنية ِ‬ ‫تغطية � ِ‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫�أ‪ِ .‬‬

‫ي�شد به فم القربة‪ )4( .‬رواه الرتمذي‪ )5( .‬رواه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه‪ )2( .‬رواه البخاري‪ )3( .‬ربط ر�أ�س ال�سقاء بالوكاء‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ال�سقاء‪ )7( .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )6‬فم ّ‬ ‫‪182‬‬
‫حماي ُة ال ِ‬
‫أر�ض‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫أر�ض‪َ ،‬‬
‫إعمار ال ِ‬
‫إن�سان ب� ِ‬
‫إلهي لل ِ‬
‫كليف ال ُّ‬
‫‪ .١‬ال ّت ُ‬
‫ﱫﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﱪ‪( .‬هود ‪.)61‬‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫‪ L‬ما و�سائلُ الإن�سانِ لإعما ِر ال ِ‬


‫أر�ض؟‬

‫أر�ض‬ ‫«جع َل ْت يِ َ‬
‫ل ال ُ‬ ‫هارة‪َ ،‬‬
‫قال ‪ُ :h‬‬ ‫الة ّ‬
‫والط ِ‬ ‫لل�ص ِ‬
‫مو�ضع عا ٌّم ّ‬
‫ٌ‬ ‫�سات لأ ّنها‬ ‫أر�ض من ِّ‬
‫كل املد ّن ِ‬ ‫‪ .٢‬الدعو ُة �إىل تطه ِري ال ِ‬
‫هورا»(‪.)8‬‬
‫وط ً‬‫َم ْ�س ِج ًدا َ‬
‫ريق َ�ص َدقةٌ»(‪.)9‬‬ ‫«مييط الأذى عن ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫يقع عليها من �رضرٍ ‪َ ،‬‬
‫قال ‪:h‬‬ ‫إزالة ِّ‬
‫كل ما ُ‬ ‫أر�ض و� ِ‬
‫بنظافة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫‪ .٣‬ال ُ‬
‫أجر‪ ،‬وما �أك َل ِت العافي ُة فل ُه‬
‫ميت ًة فل ُه بها � ٌ‬
‫أر�ضا ْ‬
‫هلل ‪« :h‬من �أحيا � ً‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫املهملة‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫با�ست�صالح الأرا�ضي‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫‪ .٤‬ال ُ‬
‫أجر»(‪.)10‬‬
‫بها � ٌ‬

‫�أَ َ‬
‫بح ُث‪:‬‬

‫أحق»(‪.)11‬‬
‫فهو � ُّ‬
‫أر�ضا ْلي َ�س ْت لأحدٍ َ‬
‫أعمر � ً‬ ‫َ‬
‫قال ‪َ « :h‬م ْن � َ‬

‫امليتَ ِة؟‬
‫أر�ض ْ‬ ‫ُ‬
‫�رشوط مت ّل ِك ال ِ‬ ‫‪ L‬فما‬

‫أر�ض‪:‬‬
‫ثات ال ِ‬
‫ملو ِ‬
‫التحذير من ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬
‫عنان؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ال ِ‬‫ال ِعنَينْ ِ ‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ال ّ‬ ‫�صة لها‪َ ،‬‬
‫قال ‪« :h‬اتّقوا ال ّ‬ ‫املخ�ص ِ‬
‫ّ‬ ‫أماكن غ ِري‬
‫الف�ضالت يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫رمي‬
‫هي عن ِ‬
‫‪ -‬ال ّن ُ‬
‫ا�س �أو ظ ِّلهم»(‪.)12‬‬
‫طريق ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫الّذي يتخ ّلى يف‬
‫العام ِة‪.‬‬
‫رقات ّ‬ ‫امل�سجد ّ‬
‫والط ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالب�صاق يف‬
‫ِ‬ ‫البيئي ِة‪،‬‬
‫أمرا�ض ّ‬
‫أوبئة وال ِ‬
‫انت�شار ال ِ‬
‫ِ‬ ‫بات‬
‫م�سب ِ‬
‫هي عن ّ‬
‫‪ -‬ال ّن ُ‬

‫حماي ُة الن ِ‬
‫ّبات‪:‬‬
‫قال ‪« :h‬ما ِم ْن ُم ْ�س ِل ٍم َي ْغ ِر ُ�س غَ ْر ً�سا � ْأو َي ْز َر ُع َز ْر ًعا ف ََي�أْ ُك ُل ِم ْن ُه َطيرْ ٌ � ْأو �إن�سانٌ �أو َ‬
‫بهيم ٌة‬ ‫البيئة‪َ ،‬‬
‫احلث على ت�شج ِري ِ‬ ‫ُّ‬ ‫‪.١‬‬
‫� اّإل كانَ ل ُه ب ِِه َ�ص َد َقةٌ»(‪.)13‬‬

‫(‪ )8‬رواه م�سلم‪ )9( .‬رواه البخاري‪ )10( .‬رواه ابن حبان‪ )11( .‬رواه البخاري‪ )12( .‬رواه م�سلم‪ )13( .‬رواه البخاري‪ )14( .‬رواه م�سلم‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫أر�ض‬ ‫املهملة‪َ ،‬‬
‫قال ‪َ « :h‬م ْن كا َن ْت ل ُه � ٌ‬ ‫ِ‬ ‫راعي للأرا�ضي‬
‫أمر بالإحيا ِء ال ّز ِّ‬
‫‪.٢‬ال ُ‬
‫فليزرعها �أخا ُه»(‪.)14‬‬
‫ْ‬ ‫يزرعها‬ ‫ف ْل ْ‬
‫يزرعها‪ ،‬ف�إنْ مل ْ‬
‫ال�ساع ُة ويف ِيد‬
‫قامت ّ‬ ‫امل�ستدمية‪َ ،‬‬
‫قال ‪�« :h‬إنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫راعي ِة‬
‫بالتنمية ال ّز ّ‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫‪ .٣‬ال ُ‬
‫حفظ‬ ‫يغر�سها ف ْل ْ‬
‫يغر�سها»(‪.)1‬‬ ‫ا�ستطاع �أالّ يقو َم حتّى َ‬
‫َ‬ ‫أحدكم ف�سيلةٌ‪ ،‬ف�إنِ‬
‫� ِ‬
‫احلرق‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪:‬ﱫﮁ ﮂ‬ ‫ِ‬ ‫بالقطع �أو‬
‫ِ‬ ‫باتي ِة‬
‫البيئة ال ّن ّ‬
‫إف�ساد ِ‬
‫النهي عن � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.٤‬‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)205‬‬
‫العبث واالعتدا ِء‬
‫ِ‬ ‫ملجر ِد‬
‫املثمرة ّ‬
‫ِ‬ ‫أ�شجار‬
‫ِ‬ ‫قطع ال‬
‫حمذ ًرا من ِ‬ ‫َ‬
‫ وقال ‪ِّ h‬‬
‫ُ‬ ‫لأنَّ َ‬
‫الراوي عن معنا ُه‬ ‫�صو َب اهلل ر� َأ�س ُه يف ال ّن ِار» ‪ ،‬وحي َنما �س ِئ َل ّ‬
‫قطع �سدر ًة َّ‬
‫أر�ض‪َ « :‬م ْن َ‬
‫إعمار ال ِ‬
‫ذلك ينايف م�أمور ّي َة � ِ‬
‫(‪)2‬‬

‫حق يكونُ ل ُه فيها‪�« ،‬صو َب ُ‬


‫اهلل ر� َأ�س ُه‬ ‫وظلما بغ ِري ٍّ‬ ‫والبهائم عب ًثا‬ ‫بيل‬
‫ال�س ِ‬ ‫ُّ‬ ‫قطع �سدر ًة يف فال ٍة‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ابن ّ‬
‫ي�ستظل بها ُ‬ ‫قال‪� :‬إِنَّ َم ْن َ‬
‫يف ال ّن ِار»‪.‬‬
‫ديق‬‫ال�ص ِ‬
‫فم ْن و�صايا ّ‬
‫املجاعة ب�أه ِلها‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إحلاق‬
‫البيئي �أو � ِ‬
‫ِّ‬ ‫للف�ساد‬
‫ِ‬ ‫احلروب‪ ،‬من ًعا‬
‫ِ‬ ‫وقت‬
‫النباتي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫التحذير من تدم ِري ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬
‫تعقروا نخ ً‬
‫ال‪ ،‬وال حترقو ُه‪ ،‬وال تقطعوا �شجر ًة مثمرةً‪ ،‬وال تذبحوا �شا ًة‬ ‫للجند‪..« :‬ال ِ‬
‫ِ‬ ‫اهلل عن ُه ‪-‬‬‫بكر ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫�أبي ٍ‬
‫َ‬
‫بعريا �إال مل� ُأك َلةٍ‪.»..‬‬
‫وال بقر ًة وال ً‬
‫إمارات يف‬
‫جنحت دول ُة ال ِ‬
‫ْ‬ ‫فكيف‬
‫َ‬ ‫�صح ِر‪،‬‬
‫ب�سبب م�شكل ِة التّ ّ‬
‫ِ‬ ‫إنتاج الغذا ِء‬
‫خطر نفا ِد م�صاد ِر � ِ‬
‫�شخ�ص َ‬
‫ٍ‬ ‫‪ L‬يواج ُه نح ُو مليا ِر‬
‫الت�صح ِر؟‬
‫ّ‬ ‫ت�سخ ِري �إمكانا ِتها يف حماي ِة البيئ ِة ومكافح ِة‬

‫احليوان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حماي ُة‬
‫إ�ساءة‬
‫من ال ِ‬ ‫فق بها ّ‬
‫وحذ َر َ‬ ‫والر ِ‬
‫باحليوانات ّ‬
‫ِ‬ ‫العناية‬
‫ِ‬ ‫حث اال�سال ُم على‬
‫‪َّ .١‬‬
‫�إليها‪:‬‬
‫ني على َ‬
‫ذلك؟‬ ‫اذكر دليل ِ‬
‫‪ْ L‬‬
‫‪....................................................................‬‬
‫‪....................................................................‬‬
‫‪....................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫‪184‬‬
‫مربرٍ‬
‫للموت دونَ ّ‬ ‫ِ‬ ‫احليوانات‬
‫ِ‬ ‫حياة‬
‫ِ‬ ‫تعري�ض‬
‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬
‫فورا‬
‫قتل ُع ْ�ص ً‬‫هلل ‪« :h‬ما ِم ْن �إن�سانٍ َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�رشعي‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ٍّ‬
‫يل‪ :‬يا‬ ‫وجل عنها‪ِ .‬ق َ‬ ‫َّ‬ ‫فما فَوقَها ِب َغ ِ حقِّها �إ ّال �س�أَ َل ُه ُ‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫يرْ‬ ‫ْ‬
‫قال‪َ :‬ي ْذ َب ُحها ف ََي�أْ ُك ُلها‪ ،‬وال َيق َْط ُع‬‫هلل وما َحقُّها؟ َ‬ ‫َر َ‬
‫�سول ا ِ‬
‫َر�أْ َ�سها َيرمي بها»(‪.)3‬‬
‫بتحرمي‬
‫ِ‬ ‫االنقرا�ض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫خماطر‬
‫ِ‬ ‫احليواني ِة من‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬ ‫ُ‬
‫احلفاظ على ِ‬ ‫‪.٣‬‬
‫غر�ضا»(‪.)4‬‬
‫وح ً‬ ‫الر ُ‬
‫فيه ّ‬
‫قال ‪« :h‬ال ت ّتخذوا �شي ًئا ِ‬ ‫تفاخرا‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫لهوا �أو‬
‫�صيدها ً‬
‫ِ‬
‫اك‬ ‫يذبح ل ُه �شا ًة حلو ًبا‪َ ،‬‬
‫فقال‪�« :‬إ ّي َ‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪ h‬رج ً‬
‫ال �أنْ‬ ‫املنتجة‪ ،‬فقد نهى ُّ‬ ‫ِ‬ ‫احليواني ِة‬
‫ّ‬ ‫باحلفاظ على الثرّ ِ‬
‫وات‬ ‫ِ‬ ‫أمر‬
‫‪ .٤‬ال ُ‬
‫واحللوب»‪.‬‬
‫َ‬
‫متاع ُه من حت ِتها‬
‫أخرج َ‬ ‫حتت �شجر ٍة فلدغ ْت ُه منل ٌة ف� َ‬
‫من الأنبيا ِء َ‬
‫نبي َ‬ ‫َ‬
‫«نزل ٌّ‬ ‫قال ‪:h‬‬ ‫ونوع ِه‪َ ،‬‬
‫احليوان ِ‬
‫ِ‬ ‫جن�س‬
‫احلفاظ على ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪.٥‬‬
‫إليه فه ّ‬
‫ال منل ًة واحدةً»(‪.)5‬‬ ‫حر َق بال ّن ِار ف�أوحى ُ‬
‫اهلل � ِ‬ ‫أمر ببي ِتها ف�أُ ِ‬‫ثم � َ‬
‫َّ‬
‫هلل ‪�« :h‬إنَّ َ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫مك ُة واملدينةُ‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫البقاع‪ ،‬وهما ّ‬ ‫أقد�س‬
‫احليواني ِة وحماي َتها يف � ِ‬ ‫البيئة‬
‫احلفاظ على ِ‬ ‫َ‬ ‫أوجب‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫‪َ � .٦‬‬
‫أحر ُم المْ َدي َنةَ؛ َحرا ٌم ما ب َ‬
‫ني َح َّرت َْيها َو ِحماها‬ ‫�شج ُرها‪ ،‬وال ُي َنف َُّر َ�ص ْي ُده‪َ ،)6(»..‬‬
‫وقال ‪« :h‬و إ�نيّ � ِّ‬ ‫�ضد َ‬ ‫حر َم َّ‬
‫مكةَ؛ ال ُي ْع ُ‬ ‫َّ‬
‫ُك ّل ُه ال ُي ْخ َتلى َخالها َوال ُي َنف َُّر َ�ص ْي ُدها»(‪.)7‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫عبا�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪َ -‬‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫بع�ضا‪ ،‬فعن ِ‬
‫بع�ضها ً‬
‫ؤذي ُ‬ ‫احليوانات ح ّتى َ‬
‫يقتل �أو ي� َ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫التحري�ش ب َ‬
‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫‪.٧‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫البهائم»(‪.)8‬‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫التحري�ش ب َ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫هلل ‪ِ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫نهى‬
‫أجب‪:‬‬
‫قارير البيئيّ َة التّاليةَ‪َّ ،‬ثم � ْ‬
‫‪ L‬ت�أ ّم ِل التّ َ‬
‫وال‪.‬‬
‫طريقها �إىل ال ّز ِ‬
‫اختفت �أو يف ِ‬
‫ْ‬ ‫أر�ض‬
‫احلي ِة على ال ِ‬
‫أنواع ّ‬
‫الكثري من ال ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫أر�ضي ِة‪.‬‬
‫الكرة ال ّ‬
‫ِ‬ ‫ربع ال ّل ِ‬
‫بائن على‬ ‫الفناء َ‬
‫ُ‬ ‫يهد ُد‬
‫‪ّ -‬‬ ‫ ‬
‫التلو ِث‪.‬‬
‫ب�سبب ّ‬
‫ِ‬ ‫ب�شكل ٍّ‬
‫فظ‬ ‫ٍ‬ ‫مكي ُة‬ ‫‪ -‬ا�س ُتغ ّل ِت الثرّ و ُة ّ‬
‫ال�س ّ‬ ‫ ‬
‫خلف هذا اال�ستغاللِ ال�سيّ ِئ للموار ِد البيئيّ ِة؟‬
‫يقف َ‬
‫‪َ .1‬م ْن ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ .2‬ما � ُأثر �إ�ساء ِة ا�ستغاللِ املوار ِد احليوانيّ ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬رواه الن�سائي‪ )4( .‬رواه م�سلم‪ )6-5( .‬رواه البخاري‪ )7( .‬رواه �أحمد‪ )8( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫ا�س املختلفة جتا َه دعو ِة الإ�سال ِم لإعما ِر البيئ ِة‬
‫ال�ستجابات النّ ِ‬
‫ِ‬ ‫اذكر �أمثل ًة �أخرى‬
‫ْ‬ ‫‪ L‬من خاللِ جمموع ِتك ال ّطالبيّ ِة‬
‫وحماي ِتها‪:‬‬

‫�أمثلتها‬ ‫ُ‬
‫املجال‬

‫وظلما‪.‬‬
‫ً‬ ‫غرورا‬
‫ً‬ ‫بالبيئة جه ً‬
‫ال �أو‬ ‫ِ‬ ‫إ�رضار‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫البيئة‪.‬‬
‫رات ِ‬ ‫م�سخ ِ‬
‫ّ‬ ‫فادة من‬
‫القدرة على الإِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬عد ُم‬
‫البيئة‪.‬‬
‫قات ِ‬ ‫معو ِ‬
‫بفاعلي ٍة على ّ‬
‫ّ‬ ‫القدرة على ال ّت�أث ِري‬
‫ِ‬ ‫العلمي وعد ُم‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬التخ ّل ُ‬
‫ف‬ ‫ال�سلبيةُ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اال�ستجاب ُة‬
‫‪............................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................. -‬‬

‫إن�ساني ِة‪.‬‬
‫االحتياجات ال ّ‬
‫ِ‬ ‫لتلبية‬
‫البيئة ِ‬
‫تطويع ِ‬
‫ِ‬ ‫جاح يف‬
‫‪ -‬ال ّن ُ‬
‫البيئي ِة‪.‬‬
‫قات ّ‬ ‫‪ -‬التغ ّل ُب على ّ‬
‫املعو ِ‬
‫إيجابيةُ‪.‬‬
‫‪ -‬اال�ستجاب ُة ال ّ‬
‫‪............................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................. -‬‬

‫البيئة‪.‬‬
‫نات ِ‬ ‫مكو ِ‬
‫إفادة من ّ‬
‫إبداع يف ال ِ‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫إبداع يف التغ ّل ِب على �صعوبا ِتها‪.‬‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫إبداعية‪.‬‬
‫‪ -‬اال�ستجاب ُة ال ّ‬
‫‪............................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................. -‬‬

‫‪186‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫البيئي الآتي‪ :‬القر ُن الع�رشونَ يع ُّد �أ�سو�أَ القرونِ بيئيًّا و�إن�سانيًّا؟‬


‫قرير َّ‬‫‪ L‬مبَ تعلّلُ التّ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬
‫قطع الأ�شجا ِر على كلٍّ ِم ْن‪:‬‬
‫قر َر الإ�سال ُم قاعدةَ‪« :‬ال �رضَ َر وال �ضرِا َر»‪ ،‬فما الأ�رضا ُر املرتتّب ُة على ِ‬
‫‪َّ L‬‬
‫احليواني ِة؟‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫باتي ِة؟‬
‫البيئة ال ّن ّ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الهوائي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫البيئة‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪187‬‬
‫ال�س�ؤالُ ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬
‫وان�سجام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َت يف توازنٍ‬
‫إ�سالمي �أ ٌمم ك� ِأمم الب� ِرش ُخلق ْ‬
‫ِّ‬ ‫املنظور ال‬
‫ِ‬ ‫ الأنعا ُم يف‬
‫عن الآي ِة الّتي ُ‬
‫ت�شري �إىل َ‬
‫ذلك يف �سور ِة الأنعا ِم‪.‬‬ ‫ابحث ِ‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫كيف عملَ الإ�سال ُم على حماي ِة البيئ ِة احليوانيّ ِة؟‬
‫‪َ L‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الب�رشي؟‬
‫ِّ‬ ‫بامل�ستقبل‬
‫ِ‬ ‫حفظ البيئ ِة احليوانيّ ِة‬
‫‪ L‬ما عالق ُة ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ابع‪:‬‬
‫ال�س�ؤالُ الرّ ُ‬
‫اقرتح و�سائلَ ملعاجل ِة املل ِّو ِ‬
‫ثات الآتي ِة‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫‪L‬‬
‫تلو ُث الهوا ِء‪:‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫تلو ُث املا ِء‪:‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الرتبة‪:‬‬
‫تلو ُث ِ‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪188‬‬
‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)60‬‬
‫أر�ض وحماي ِتها من الف�سادِ؟‬
‫حفظ ال ِ‬
‫توجيهات الإ�سال ِم يف ِ‬
‫ُ‬ ‫هي‬
‫‪ L‬فما َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬
‫إ�سالمي ِة [فران�سي�سكا دو �شاالن]‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قافة ال‬
‫املتخ�ص�ص ُة يف ال ّث ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تقول الكاتب ُة الهولند ّي ُة‬ ‫‪-‬‬
‫الوقت‬
‫ِ‬ ‫حد بعيدٍ ‪ ،‬ويف‬ ‫إن�سان وبيئ ِت ِه قد َّمت جتاه ُل ُه يف �أ ّي ِامنا ِ‬
‫هذه �إىل ٍّ‬ ‫ني ال ِ‬‫حمم ٌد ‪ - h -‬ب َ‬ ‫«�إنَّ االن�سجا َم الّذي دعا � ِ‬
‫إليه ّ‬
‫مع‬‫العامل‪َ ،‬‬
‫أماكن يف ِ‬ ‫بع�ض ال ِ‬ ‫و�ش ِّح املا ِء يف ِ‬
‫بيعة وال ّت�صح ِري ُ‬
‫الط ِ‬ ‫موارد ّ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخدام‬
‫ِ‬ ‫إ�رساف يف‬
‫التلو ِث وال ِ‬
‫آثار ّ‬ ‫ا ّلذي نواج ُه ِ‬
‫فيه � َ‬
‫ني ون�صارى‬ ‫�سبة لنا جمي ًعا م�سلم َ‬
‫املالئم بال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫أماكن‪ ،‬ربمّ ا يكونُ ِم َن‬
‫والعوا�صف يف غ ِريها من ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الفي�ضانات‬
‫ِ‬ ‫املعاناة من‬
‫ِ‬
‫احلالي َة‬
‫ّ‬ ‫البيئي َة‬
‫ونواج َه الأزم َة ّ‬
‫ِ‬ ‫حممدٍ (تعني القر�آن الكر َمي)‬ ‫كتاب َّ‬‫من ِ‬ ‫وهندو�سا وبوذيني ومالحد ًة َ�أنْ ن� َ‬
‫أخذ ورق ًة ْ‬ ‫ً‬ ‫ويهو ًدا‬
‫بجد وحكمةٍ»‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫أزمات البيئ ِة عامليًّا؟‬ ‫‪ L‬فما احللُّ الّذي ُ‬
‫تقرتح ُه هذ ِه الكاتب ُة ملواجه ِة � ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ابع‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬
‫‪ L‬ما عالق ُة �صال ِة اال�ست�سقا ِء بحماي ِة البيئ ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�صحاف ِة املدر�سيّ ِة �أو املحليّ ِة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫و�شارك ب ِه يف ّ‬ ‫اكتب مو�ضو ًعا عنوانُ ُه‪( :‬حماي ُة البيئ ِة فري�ض ٌة �رشعيّةٌ)‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪L‬‬

‫‪189‬‬
‫مقرر احلفظ‬
‫مقرّ ُر احلفظِ للآيات القر�آن ّي ِة والأحاديثِ النبو ّي ِة ال�رشيف ِة لل�صفِّ العا�رش‪/‬الف�صل الثاين‬
‫ال�صفحة‬ ‫الدر�س‬ ‫املقرر‬
‫�سورة ال�سجدة‬ ‫القر�آن الكرمي‬

‫«ر ِف َع ا ْل َق َل ُم‬
‫حديث ر�سول اهلل ‪ُ :h‬‬
‫‪11‬‬ ‫إ�سالم‬
‫العقل يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫منزل ُة‬
‫َع ْن َث ٍ‬
‫الث‪.» ..‬‬
‫َع ْن ُم َع ِاذ ْب ِن َج َب ٍل ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪،-‬‬
‫‪38‬‬ ‫احلق‬
‫القر�آنُ هو ُّ‬ ‫هلل ‪َ h‬فق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫َال‪� :‬أَ َخ َذ ب َِي ِدي َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ق َ‬
‫«�إِنيِّ ل ِأح ُّب َك َيا ُم َعا ُذ‏»‪.‬‬
‫َال ُ‬
‫اهلل‪:‬‬ ‫حديث ر�سول اهلل ‪« :h‬ق َ‬ ‫احلديث ال�رشيف‬
‫‪93‬‬ ‫الكافرين وامل�ؤمنني‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أحوال‬
‫�‬
‫ني‪.» ..‬‬ ‫�أَ ْع َد ْد ُت ِل ِع َب ِادي َّ‬
‫ال�صالحِ ِ َ‬

‫حديث ر�سول اهلل ‪�« :h‬أال َم ْن َ‬


‫ظلم‬
‫‪141‬‬ ‫حقوق �أهل الكتاب (‪)2‬‬
‫انتق�ص ُه‪.» ..‬‬
‫َ‬ ‫معاهدا �أو‬
‫ً‬

‫قامت‬
‫ِ‬ ‫حديث ر�سول اهلل ‪�« :h‬إنْ‬
‫‪184‬‬ ‫الإ�سال ُم وحماي ُة البيئ ُة‬
‫ال�ساعةُ‪.» ..‬‬
‫ّ‬

‫مركز ات�صال وزارة التربية والتعليم‬


‫اقتراح ‪ -‬ا�ستف�سار ‪� -‬شكوى‬
‫فاك�س‪ 02 6510055 :‬البريد االلكتروني‪ccc.moe@moe.gov.ae :‬‬ ‫الرقم المجاني‪80051115 :‬‬
‫‪www.moe.gov.ae‬‬

‫‪190‬‬

You might also like