Professional Documents
Culture Documents
الرتبية الإ�سالمية
لل�صف احلادي ع�رش من التعليم الثانوي
اجلزء 2
الطبعة الثانية 1431 - 1430هـ 2010 - 2009 /م
ISBN: 978-9948-09-473-9
ISBN: 978-9948-09-475-3
الطبعة الثانية 1431 - 1430هـ 2010 - 2009 /م
دولة الإمارات العربية املتحدة
وزارة الرتبية والتعليم
اجلزء 2
ت�أليف:
د .التيجاين عبدالقادر حامد جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد
د .عبداهلل يحيى الكــــــــمايل �إدارة التوجيه الرتبوي � -ساب ًقا
�أ .حممد �صــــديق املن�صوري مــنطقة �أبـــوظبي الــــــتعليمية
�أ .هدى علي بن �سامل الزعابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج
التدقيق اللغوي:
مــنطقة ال�شــــارقة الــــــتعليمية �أ .عــبدالوهاب حممد عــــقل
�أ� .أحــــــمد عــي�سى عــــــرابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج
الإخراج الفني:
راويـــة �أحـــــــــمد املــــــالك �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج
الب ..عزيزتي ّ
الطالبةَ.. عزيزي ّ
الط َ
ُ
وتو�شك نهاية رحل ِتنا ُ
معكم، ِ َ
ن�صل �إىل ُ
نو�شك �أنْ �رش
احلادي َع َ
َ لل�ص ِف
إ�سالمية ّ
ِ الرتبية ال
ِ كتاب
َ قد ُم َل ُكم
َو َن ْح ُن ُن ِّ
اجلامعي.
ِّ التعليم
ِ مرحلة
ِ للدخول �إىل
ِ ني
والثانوي على االنتها ِء ،وت�صبحون م�ؤهل َ
ِّ أ�سا�سي
ِّ التعليم ال
ِ مرحلتا
ِّ
امل�ستقل، الذاتي والتفك ِري
ِّ التعلم
ِ مهارات
ِ تطوير
ِ املرحلة ،مرك ًزا على
ِ هذه
متطلبات ِ
ِ متما�شيا مع
ً الكتاب
ُ جاء هذا َ
لذلك َ
والتعلم
ِ التعليم
ِ عملية
ِ خو�ض غمارِ
ِ متكنهم من
ُ املنهجية الّتي
ِ أدوات
ني و�صق ِلها بال ِالعقلية للمتعلم َ
ِ القدرات
ِ �شحذ
ِ وعام ً
ال على
القادمة.
ِ العمرية
ِ مراحلهم
ُ الطالب والطالب ُة يف
ُ التي �سيعي�شها
أليف
جلنة الت� ِ
أهداف ِ
ِ أهم �
من � ِّ
ي�ستوعب ُه ،كانَ ْ
َ َ
يحيط ِبه �أو ي�ستطيع � ُّأي �إن�سانٍ �أن
ُ بحر ال
وانطالقًا من �أنَّ الإ�سال َم وعلو َم ُه ٌ
معلومات.
ٍ ولي�س جمر َد
َ إ�سالمية
ِ للمعرفة ال
ِ مفاتيح
َ �أنْ تقد َم ُ
لكم
2
حيث
ُ املعلومات والأخبارِ
ِ من
وقليل َ
ٍ أدوات وطرائق التفك ِري
تقدمي كث ٍري من الأفكارِ ومن � ِ
ِ الكتاب على
ُ فقد ُبني هذا
ْ
الو�صول �إليها.
ِ مفاتيح
ِ معرفة
ِ قادرا على
املعلومات �إذا كان ً
ِ َ
يح�صل على املتعلم �أن
ُ ي�ستطيع
ُ
من
ال�سابقة َ
ِ للكتب
ِ ني ،وكانَ امتدا ًدا عند املتعلم َ
إ�سالمية َ
ِ القيم ال
منظومة ِ
ِ وتعميق
ِ �صقل
ِ الكتاب على ُ كما رك َز هذا
جميعها.
ِ إن�سانية
ِ احلياة ال
ِ جماالت
ِ إ�سالمية يف
ِ القيم ال
جاءت لتبني منظوم َة ِ
ْ ال�صف العا� ِرش ا ّلتي
ِّ أول �إىل
ال�صف ال ِ
ِّ
�ضلع
هو ٌ املنهج َ
َ ني و�أوليا ِء الأمورِ � ،إ ْذ �أنَّ
بتعاون املدر�س َ
ِ ثمار ُه �إال
لن ي�ؤ ِتي َ
جهدها ْ
َ يقينيا �أنَّ
إدراكا ً ُ
تدرك � ً أليف
وجلن ُة الت� ِ
َ
الهدف �سيحقق
ُ الثالثة
ِ أ�ضالع
ِ هذه ال َ
تفاعل ِ التدري�سَ ،
لذلك ف�إنَّ ِ وهيئة
ِ أ�رسة
ي�شتمل على ال ُِ التعليمي ا ّلذي
ِّ املثلث
ِ واحد من
ٌ
فهما وتطبيقًا
الكتاب ً
ِ ني و�أوليا ِء الأمورِ َ�أنْ يتفاعلوا َ
مع هذا نهيب باملدر�س َ أ�شياء كثري ٌةَ ،
لذلك ف�إننا ُ فقد � ُوبدونه �س ُت ُ
ِ املنهج
ِ من هذا
ْ
وت�صحيحا وتقوميًا.
ً ونقدا
ً
جلنة الت�أليف
3
املحور الرابع :العقلية الإميانية:
الدر�س الأول :النّق ُد البنَّ ُاء 8 ...............................................
املو�ضوعي 20 .........................
ُّ والتف�سري
ُ الفقهي
ُّ التف�سري
ُ الدر�س الثاين:
الدر�س الثالث� :إعجا ُز القر� ِآن الكر ِمي 30 ......................................
الدر�س الرابع� :سور ُة ال ِ
أحزاب ،الآيات (40 ....................... )48 - 36
العلمي للقر� ِآن الكر ِمي 52 ............................
ُّ الدر�س اخلام�س :الإعجا ُز
حديث الآحا ِد 60 ..........................
املتواتر َو ُ
ُ احلديث
ُ الدر�س ال�ساد�س:
4
5
الدر�س الأول:
الدر�س الثاين:
املو�ضوعي.
ُّ والتف�سري
ُ الفقهي
ُّ التف�سري
ُ -
الدر�س الثالث:
الدر�س ال�ساد�س:
6
املحاو ُر
العقل ّي ُة
إلهي
الوحي ال ُّ
ُ
الإميان ّي ُة
مي
القر� ُآن الكر ُ
إميان
ال ُ الفقهي -التف�س ُري
ُّ
مي.
� -إعجا ُز القر� ِآن الكر ِ املو�ضوعي.
ُّ والتف�س ُري
العلمي للقر� ِآن
ُّ -الإعجا ُز
أحزاب ،الآيات
� -سور ُة ال ِ
مي.
الكر ِ
(.)48 - 36
7
الدر�س الأول:
أعلم و�أعملُ :
� ُ
النقد.
عملية ِِ
واجلماعة.
ِ الفرد
حياة ِ
واملنافق من
ِ
النقد يف ِ
ؤمن
موقف امل� ِ ِ
أهمي َة ِ
أبي � ّ � -نّ ُ
� -أقارِ نُ بني النقد البناء
الهد ِام.
والنقد ّ
ِ النقد الب ّنا ِء
� -أقارِ نُ بني ِ
للنقد البنا ِء. َ
�ضوابط ِ أ�ضع
ُ �-
النقد الب ّنا ِء لذاتي وللآخرين. أمار�س عملية ِ ُ �-
�شاركة يف
ِ جتمع وم�ؤ�س�سا ِته على املُ
ِ وحث �أفرا َد املُ
َّ إ�سالمية بنا ًء متكام ً
ال ِ حر�ص الإ�سال ُم على ِب َنا ِء ال�شخ�صية ال
َ
ال�شعور
ِ من
أ�سا�س َ
م�سارهم على � ٍ
ِ وت�صويب
ِ وجماعات
ٍ آخرين �أفرا ًدا
�ساهمة يف َتقْومي ِ �أخطا ِء ال َ
ِ خالل املُ
ِ من
هذا البنا ِء ْ
امللقاة على َعا ِت ِق ِّ
كل واحدٍ منهم. ِ ؤولية ُ
الكربى بامل�س� ِ
املجتمع
ُ ي�سمى «باملجتمع املفتوح» ،وهو
ات املعا�رصةُ� ،أ ّنها ت� ّؤ�س�س ما ّ
الدميقراطي ُ
ّ و�إذا كانَ �أبر ُز ما تعت ّز به
أول� ،أكر َم مثالٍ
بوة ال ِ
جمتمع ال ّن ِ
ِ قد �أقا َم يف
من�صف �أنّ القر�آنَ الكر َمي ْ
ٌ ينكر ٌ
عاقل حرية ال ّنقد وامل�ساءلة ،فال ُ
القائم على ّ
ُ
قد
امل�ساءلة وال ّن ِ
ِ حلق
إن�ساني ُة ِّ
�شهد ْت ُه ال ّ
َ ال�شفافية ،و� َ
أنبل تطبيقٍ ِ املفتوح الذي مت ّت َع بدرج ٍة عالي ٍة من
ِ للمجتمع
ِ عر َف ُه العا ُمل
الر� ِأي.
حر ِية ّ
وممار�سة ّ
ِ
8
بالنقد
املراد ِ
ُ
-يُ ْط َل ُق النق ُد يف ال ّلغ ِة على معنينيِ:
الزائف منها.
ِ إخراج
ُ والنقود ،و�
ِ الدراهم والدنان ِري
ِ من
اجلي ِد َ
.1متيي ُز الردي ِء من ِّ
للنيل منهم
عيوب الآخرين ِ
ِ إظهار
النقد املذمو ُم؛ لأ َّنه يقو ُم على � ِ
غري البنا ِء� ،أو ُ
النقد ُ
والتجريح ،وهو ُ
ُ العيب
ُ .2
دليل.
والطعن فيهم دونَ ٍ
ِ
واحلكم عليها .
ُ الباطل،
ِ احلق من
ببيان ِّ
ْعال ِ ا�صطالحا :فهو متيي ُز ال ِ
أقوال والأف ِ ً � -أ ّما النق ُد
آخرين:
نقد ال ِ الذات َ
قبل ِ ِ نقد
ُ
�سارها.
ت�صحيح َم ِ
ُ ف�س وحما�سب ُتهاُ ،ث َّم
الك�شف عن �أخطا ِء ال َّن ِ
ُ الذاتي هو
ُّ النقد
ُ
وا�ستعداد ِه للتغي ِري
ِ لنف�سه،
ِ عبوديته
ِ وحترر ِه من
ِ ت�صحيح �أخطا ِئ ِه
ِ إن�سان وقدر ِت ِه على
�شجاعة ال ِ
ِ وهو ٌ
دليل على
إ�صالح.
ِ وال
فقال َع َّز َو َج َّل :ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﱪ( .القيامة .)2وذلك تكرميًا امة َ
اللو ِ وقد �أق�سم ُ
بالنف�س ّ
ِ اهلل تعاىل َ ْ
َ
�سلوكها. الدوام
ِ وتقي ُم على ُ
وتعرتف بتق�ص ِريها و�أخطا ِئهاِّ ، الناقدة الّتي تزنُ �أعما َلها،
ِ للنف�س
ِ
�أُ َب نِّ ُ
ي:
املوج ُه �إليه؟
حيث ِّحيث النوعي ُة ومن ُ
من ُالنقد ْ Cما � ُ
أنواع ِ
...............................................................................................................
................................................................................................................
ا�س.
يوب ال َّن ِ قال وهب بن منب ٍه -ر ِحم ُه ُ
اهلل ُ :-طو َبى لمِ َ ْن َ�ش َغ َل ُه َع ْي ُب ُه َع ْن ُع ِ َ
ُ ُ ّ َ َ
نف�س ِه؟
عيوب ِ
آخرين عن النظ ِر �إىل ِ
بعيوب ال َ
ِ Cما ُ
خماطر ان�شغالِ الإن�سانِ
................................................................................................................
................................................................................................................
الذاتي؟
ِّ النقد
أ�ساليب ِ
ُ Cما �
................................................................................................................
................................................................................................................
9
من �أ�ساليب النقد
قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ املنكرَ : عن
والنهي ِ باملعروف أمر
ِ ُ ِ .1ال ُ
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ( .التوبة .)71
ا�س َت ْن َ�ص َح َك فَا ْن َ�ص ْح َل ُه»(.)1
«و ِا َذا ْ فقد َ
قال َ :h .2الن�صيحةُْ :
الوعظ :قال تعاىل :ﱫ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﱪ( .لقمان .)13
ُ .3
ف �أَ ْن َت َيا َح ْن َظ َلةُ؟ ق َ
َال ُق ْل ُت: َالَ :ل ِق َي ِني �أَ ُبو َب ْك ٍر َفق َ
َالَ :ك ْي َ جاء َع ْن َح ْن َظ َل َة الأُ َ�س ِّي ِد ِّي ،ق َ
ومن ذلك ما َ
.4املحا�سبةُْ :
هلل ُ hي َذ ِّك ُر َنا بِال َّن ِار َوالجْ َ َّن ِة َح ّتى َك�أَ َّنا َال ُق ْل ُتَ :ن ُكونُ ِع ْن َد َر ُ�س ِ
ول ا ِ ُول؟ ق َ هلل َما َتق ُ َال�ُ :س ْب َحانَ ا ِ َناف ََق َح ْن َظ َلةُ .ق َ
َال َ�أ ُبو َب ْك ٍر:
ريا .ق َ ات َف َن ِ�سي َنا َك ِث ً اج َوا َ
لأ ْو َال َد َو َّ
ال�ض ْي َع ِ لأ ْز َو َ هلل َ hعاف َْ�س َنا ا َ ول ا ِ يَ ،ف�إِ َذا َخ َر ْج َنا ِم ْن ِع ْن ِد َر ُ�س ِ َر�أْ َي َع نْ ٍ
هلل. ول ا ِهلل ُ hق ْل ُتَ :ناف ََق َح ْن َظ َل ُة َيا َر ُ�س َ ول ا ِ ْت َ�أ َنا َو َ�أ ُبو َب ْك ٍر َح ّتى َد َخ ْل َنا َع َلى َر ُ�س ِ
هلل �إِ َّنا َل َن ْلقَى ِم ْث َل َه َذا .فَا ْن َط َلق ُ
ف ََوا ِ
هلل! َن ُكونُ ِع ْن َد َك ت َُذ ِّك ُر َنا بِال َّن ِار َوالجْ َ َّن ِة َح ّتى َك�أَ َّنا َر�أْ َي َع نْ ٍ
يَ ،ف�إِ َذا اك؟ ُق ْل ُتَ :يا َر ُ�س َ
ول ا ِ هلل َ :hو َما َذ َ َال َر ُ�س ُ
ول ا ِ َفق َ
هلل َ :hوا َّل ِذي َنف ِْ�سي ب َِي ِد ِه �إِنْ ول ا ِ َال َر ُ�س ُ رياَ .فق َ ات َن ِ�سي َنا َك ِث ً اج َوالأَ ْو َال َد َو َّ
ال�ض ْي َع ِ َخ َر ْج َنا ِم ْن ِع ْن ِد َك َعاف َْ�س َنا الأَ ْز َو َ
ال ِئ َك ُة َع َلى ف ُُر ِ�ش ُك ْم َوفيِ ُط ُر ِق ُك ْمَ ،و َل ِك ْن َيا َح ْن َظ َل ُة
الذ ْك ِر َل َ�صاف ََح ْت ُك ُم المْ َ َ
َل ْو ت َُدو ُمونَ َع َلى َما ت َُكونُونَ ِع ْن ِدي َوفيِ ِّ
ات(.)2 ال َث َم َّر ٍ اعةًَ ،ث َ اع ًة َو َ�س َ
َ�س َ
َ
قال تعاىل :ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫﱪ( .التوبة .)71
قال تعاىل :ﱫﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ
َ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ( .التوبة
.)67
و�ش ُ
وطه النقد البنا ِء رُ ُ
�ضوابط ِ
هور وال َّت ْ�شه ِري وال ّت َ�شفّي: ب ُّ
الظ ِ عن ُح ِّ
والب ْع ُد ْ
إخال�ص ُ
ُ �أو ًال :ال
ويجب َع َليه (� ِأي امل�سلم)ِ أ�َنْ ِيق ِْ�ص َد ِبق َْو ِل ِه،
ُ يفة»(:)3
احل ْ�س ِبة ال�شرَّ ِ
طلب ِ
ريفة يف ِ
الظ ِالرت ِْبة َّ
كتاب «نهاي ُة ُّ
جاء يف ِ
َ
ناف�س َة �ص ال ِّن ّي ِة ال َي�شو ُب ُه يف َط ِو َّي ِته ِريا ٌء ،وال ِمرا ٌءَ ،و َي ْج َت ِن ُب يف ِر َ
يا�س ِت ِه ُم َ هلل تَعاىلَ ،و َط َل َب َم ْر�ضا ِت ِه ،خا ِل َ
وج َه ا ِ
و ِف ْع ِل ِه ْ
ف َل ُه فيِ ا ْل ُق ُل ِ
وب َمها َبةًَ ،و َج اً
الل، َبول َو َع َل َم ال َّت ِ
وفيق ،و َيق ِْذ َ فاخ َر َة �أ ْبنا ِء الجْ ِ ْن ِ�سِ ،ل َي ْن�شرُ َ اهلل تَعاىل َع َل ْي ِه ِر َ
داء ا ْلق ِ خْ َ
ال ْل ِقَ ،و ُم َ
اع ِة. بال�س ْم ِع َّ
والط َ و ُمبا َد َر ًة �إىل ق َُب ِ
ول ق َْو ِل ِه َّ
هلل �أح�سن ُ
اهلل فيما ا�س َكفا ُه �شرَ َّ ُه ْمَ ،و َمن � ْأح َ�س َن فيما َب ْي َن ُه َو َب نْ َ وقد جاء يف ال ِأثر« :من �أر َ�ضى َ
يا ِ ْ َ َ اهلل ب َِ�س َخ ِط ال َّن ِ َ ْ ْ ْ َ
اهلل � ْأم َر ُد ْنيا ُه»(.)4اهلل عال ِني َت ُه ،ومن َع ِم َل ل ِآخر ِت ِه َكفا ُه ُ ا�س ،ومن �أ�ص َلح � ير َت ُه �أ�ص َلح ُ
َ َ ََ ي ال َّن ِ َ َ ْ ْ َ سرَ َ ْ َ َب ْي َن ُه َو َب نْ َ
( )3لعبد الرحمن بن ن�رص العدوي )4( .علل الرتمذي الكبري� ،ص .332
11
والت�شفِّي؟ احلق ،ومقالٍ َه َد َف �صاحبُ ُه ُح َّب ال ُّظهو ِر ْ
والت�شه ِري َ كيف مُتيِّ ُز بينْ َ مقالٍ َه َد َف ِ
�صاحبُه َّ َ C
................................................................................................................
................................................................................................................
النقد: ُ
والعدل يف ِ املو�ضوعي ُة
َّ ثانيا:
ً
ُ
ال�صدق والتثبُّ ُت: .1
قال تعاىل :ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ كل �أُ ِ
مورناَ ، ني يف ِّ �أمرنا ُ
اهلل �أنْ نكونَ �صادق َ َ
ق�صدٍ م ّنا .قال تعاىل :ﱫ ﭟ نقع يف َ
ذب دونَ ْ
الك ِ بالتثب ِت ح ّتى ال َ
أمرنا ّﭹﱪ( .التوبة ،)119كما � َ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ( .احلجرات .)6
النقد؟
ال�صدقِ يف َعمليّ ِة ِ
جماالت ِّ
ُ Cما
................................................................................................................
................................................................................................................
غريك ،ويف ذلك ُ
يقول تعاىل :ﱫ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ تن�صح به َ
ُ النقد االلتزا ُم مبا
ال�صدق يف ِ
ِ ومن
َ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮﱪ( .البقرة .)44
حد َث ِّ
بكل ما َ�س ِم َع»(.)1 بي َ h
قال« :كفَى باملر ِء َك ِذ ًبا �أن ُي ِّ وعن �أبي هريرةَ ،عن ال ِّن ِّ
الر ُج ِلَ :ز َع ُموا»(.)2
«بئ�س َم ِط َّي ُة ّ
َ َ
وقال :h
( )1رواه احلاكم يف امل�ستدرك على ال�صحيحني )2( .رواه �أبو داود و�أحمد.
12
�أَق َر ُ�أ ،و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج:
�أَ ْب َح ُث:
( )3ابن كثري يف البداية والنهاية ،ج� ،9ص )4( .275امل�صدر ال�سابق ،ج� ،9ص� )5( .100أعالم املوقعني ،ج� ،3ص.283
13
احل�سن:
ُ أ�سلوب
ُ ثال ًثا :ال
قال تعاىل :ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ( .النحل .)125
وقال تعاىل :ﱫ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﱪ( .العنكبوت .)46
وقال تعاىل :ﱫﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﱪ( .الإ�رساء .)53
مبعروف و َن ْه ٍي
ٍ وع ْل ٍم و� ْأم ٍر
وذ ْك ٍر ِ
هلل من ِقراء ٍة ِ
يقر ُب �إىل ا ِ
كالم ِّ أمر ِّ
بكل ٍ ال�سعدي يف تف�س ِريه« :وهذا � ٌ
ِّ ابن ُ
يقول ُ
�سني ف�إ ّن ُه
أمر ْي ِن َح نْ ِ مع ا َ
خل ْل ِق على عن ُم َ
ني � َ
دار ال ْأم ُر ب َ
اختالف مراتبهم ومناز ِلهم ،و�أ ّن ُه �إذا َ
ِ لطيف َ
ٍ �سن
وكالم َح ٍ
ٍ نك ٍر
الح ،ف�إنّ َم ْن م َل َك ل�سا َن ُه
مل َ�ص ٍ
وع ٍ
ميل َ داع ُ
لك ِّل ُخ ُلقٍ َج ٍ احل�سن ٍ
ُ ُ
والقول اجلمع بي َن ُهما،
ُ إيثار � ْأح َ�س ِنهما �إنْ ملْ ِ
ميكن ي�أ ُم ُر ب� ِ
جميع � ْأم ِره»(.)1
َ َم َل َك
( )1تي�سري الكرمي الرحمن يف تف�سري كالم املنان� ،ص )2( .460نهاية الرتبة� ،ص )3( .6رواه �أحمد.
14
ْده:
م�صلح ٍة �أو َد ْر ُء مف َْ�سد ٍة ِم ْن نق ِ
راب ًعا� :أنْ َي ْغ ِل َب على ظ ِّن ِه حتق ُُّق ْ
احلاالت التالي ِة:
ِ النقد �إحدى
-غالبًا ما يرتتَّ ُب على عملي ِة ِ
ابن تيميّةَ: ُ
يقول ُ �صاحب
ُ َ
يرتك واب ،ك�أنْ يزول اخلط�أُ و َي ِح َّل حم َّل ُه َّ
ال�ص ُ َ � .1أنْ
والنهي
َ باملعروف
ِ أمر
معلو ٌم �أنَّ ال َ هلل تعاىل.
أمر ا ِ
املع�صية مع�صي َته ويل َتز َم ب� ِ
ِ
املعروف ا ّلذي ُ�أ ِمرنا
ِ أعظم
املنكر ..من � ِِ عن
ِ
يزول ُ
بالك َّلي ِة ْ
بل َي ْبقَى �شي ٌء ِم َن الأخطا ِء. � .2أنْ ِيق َّل اخلط�أُ وال ُ
باملعروف
ِ أمر َك
ليكن � ُ
ْ به ،ولهذا َ
قيل:
غري ُم َ
نك ٍر ،و�إذا كانَ املنكر َ
ِ ونهي َك ِ
عن � .3أنْ ي ْزدا َد اخلط�أُ ك�أنْ ِ
ينتق َل العا�صي ِم ْن مع�صي ِته �إىل مع�صي ٍة
ُ
وامل�ستحبات،
ِ الواجبات
ِ أعظم
من � ُِه َو ْ طرا
أكرب َخ ً
عملية النق ِْد فتن ٌة وم�صيب ٌة � ُ
ِ أكرب� ،أو أ�َنْ ترتت ََّب على
� َ
البد َ�أنْ تكونَ
َّ وامل�ستحبات
ُ فالواجبات
ُ من اخلط�أِ ال ّأو ِل.
املف�سدة� ..إذ
ِ امل�صلح ُة فيها راجح ًة على
ُ الثالث تَتط َّل ُب ممار�س َة ِ
النقد ،و�أيُّها يَقتَ�ضي التوقُّ ُف فيهِا ِ احلاالت
ِ ُّ � Cأي
واهلل الكتب،
ُ الر�سلَ ،و َن َز َل ِت
ُ بهذا ُب ِع َث ِت
كل ما �أمر ُ
اهلل به فهو َ بل ُّ يحب الف�سا َدْ ،ُّ ال النقد؟
عن ِ ِ
�صالح.
ٌ .....................................................................
جمموع الفتاوى (.)126/28
.....................................................................
.....................................................................
15
�أُ َم ِّي ُز:
حيث
والنقد اله ّدا ِم من ُ
ِ النقد البنّا ِء
ني ِ كيف مُتي ُز فيها ب َ
ومقاالت نقدي ٍةَ ،
ٍ بعبارات
ٍ ُ C
متتلئ ُ�ص ُحفُنا وو�سائ ُلنا الإعالمي ُة
اجلوانب املدرج ُة يف اجلدولِ التايل:
ُ
....................................... .......................................
الدافع:
ُ
....................................... .......................................
....................................... .......................................
ُ
الهدف:
....................................... .......................................
....................................... .......................................
أ�سلوب:
ُ ال
....................................... .......................................
....................................... .......................................
ال ُأثر:
....................................... .......................................
16
ال�س�ؤالُ الأولُ :
17
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
النقد.
من الآي ِة �أ�سبابًا تدف ُع �صاحبَها لعد ِم قبولِ ِ
ا�ستخرج َ
ْ C
................................................................................................................
................................................................................................................
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
18
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
أجب عن ال ْأ�س ِئل ِة: Cتدبّ ِر النّ َ
�صو�ص التاليةَّ ،ثم � ْ
قال تعاىل :ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ
ﮅ ﮆ ﮇﱪ( .املائدة .)79 - 78
قال تعاىل :ﱫ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
ﭷﱪ�( .آل عمران .)110
َ
إ�رسائيل؟ .1ما الذي يعيبه ُ
اهلل -تعاىل -على بني � ُ
................................................................................................................
للمجتمع؟
ِ النقد
.2ما �أهمي ُة ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
النقد.
فيه ُ نع ِ
آخر يمُ ُ
البناء و� َ
النقد ُجمتمع ي�سو ُد فيه ُ
ٍ ني
.3قارنْ ب َ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
19
الدر�س الثاين:
الثالثة. ألوانه
منهج ّي ِته.
املو�ضوعي ب� ِ
أهم مالمح ِ املو�ضوعي و� َّ
ْهي ،والتف�س ِري
ّ معنى التف�س ِريف ْ أتعر ُ
ِّ � -
� -أُ ُّ
والتفسير الموضوعي
ِ ِّ الفق ّ تطبيقي ًة للتف�س ِري ِ
ّ مناذ َج
عد ِ
20
قال تعاىل :ﱫﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ( .النحل .)89
الف ْكرِ
ناه ِج يف ِ
أقوم املَ ِ
أر�شد �إىل � ِ ال�س ِ
لوك ،و� َ �س ُّ ِ
ال�رشيعة ،و� ُأ�س َ وقواعد
َ ِ
العقيدة، أ�صول كتاب ا ِ
هلل � َ ُ �ضم َن
فقد َت َّ
ني � ْأحيا ًنا �أُ ْخرى،
امل�سلم َ ِ
ولعقول ْ وي ِة حي ًنا،
لل�س ّن ِة ال َّن َب ّ رك َ
ذلك ُّ ِ
تف�صيالت َهذه الأمورِ ،و َت َ والع َمل ،ولك َّن ُه ملْ ي َت َ�ض َّم ْن
َ
وج َم ِله �إىل ِ
البيان وال َّت ْف�سريِ. كثري ِم ْن � ِ
ألفاظ القر� ٍآن ُ تاج ٌلذلك تحَ ْ ُ
َ
طريقه.
ِ �سول hبالقر� ِآن ملْ ُيف�سرِّ ْه ك َّل ُه ،و�إنمَّ ا فَ�سرَّ ل ْأ�صحابِه ما ال يمُ ِك ُن ف َْه ُمه � اّإل َع ْن
الر ِكمال ِع ْل ِم َّ
ِ مع
َ
Cما الحْ ِ ْكم ُة ِم ْن َ
ذلك َكما يُ َ
�شري له ختا ُم الآي ِة الكرمي ِة؟
...............................................................................................................
...............................................................................................................
العرب ِم ْن
ُ أربعة � ْأوجهٍ :وج ٌه تعر ُف ُه
التف�سري على � ِ اهلل عنهما َ -
قال: عبا�س -ر�ضي ُ ٍ ابن
عن ِالطربي ِ
ُّ روى
ُ َ
أحد بجهال ِت ِه ،وتف�سري يع َلم ُه العلماء ،وتف�سري ال يعلم ُه � اّإل ُ
اهلل تعاىل(.)1 وتف�سري ال ُي َ َك ِ
ٌ ْ ُ ُ ٌ َْ ُ عذ ُر � ٌ َ ٌ المها،
نوع م ْنها. مثل ِّ
لكل ٍ ِب اً عد ْد �أوج َه ال ّتف�س ِري ّ
ال�سابق َة وا�رض ْ ّ C
...............................................................................................................
...............................................................................................................
...............................................................................................................
...............................................................................................................
ْهي:
مناذج ِم َن التَّف�س ِري ال ِفق ِّ
ُ
هلل تعاىل :ﱫ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ثم اقر�أْ ما � ْأو َر َد ُه ِم ْن َم�سا ِئ َل يف تف�سري ِ ِ
قول ا ِ طبي َّ
()1 ُ
انظ ْر يف تف�س ِري ال ُق ْر ِّ
ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﱪ.
(الأحزاب .)37
( )1اجلامع لأحكام القر�آن واملبني ملا ت�ضمن من ال�سنة و�أحكام الفرقان ،مل�ؤلفه الإمام �أبي عبداهلل حممد بن �أحمد الأن�صاري القرطبي املتويف �سنة 671للهجرة.
22
هذه الآي ِة؟
القرطبي ِم ْن ِ
ُّ رجها
تخ َ َ Cع ِّد ِد امل�سا ِئلَ الفقهيّ َة التي ْ
ا�س ْ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
اختالفات ال ُفقَهاءِ؟
ِ القرطبي
ُّ Cملاذا يُو ِر ُد
................................................................................................................
Cما َفوا ِئ ُد هذ ِه ال َّطريق ِة ِم َن التَّفْ�س ِري يف َر�أْي َِك؟
................................................................................................................
املو�ضوعي:
ِّ ألوان ال َّتفْ�س ِري
املناهج امل ّت َب َع ُة فيِ � ِ
ُ ب.
املو�ضوعي:
ّ ني( )1يف التف�س ِري
املختَ ِّ�ص َ ُ -
يقول �أح ُد كبا ِر ْ
آيات القر� ّآني َة ا ّلتي ْتب َح ُث يف هذا
ثم َي ْج َم ُع ال ِ و�ضوع ا ْلقُر�آ ّ
ينَّ ، ِ للم
يختار املف�سرِّ ُ عنوا ًنا َ
ُ مو�ضوع واحدٍ :
ٍ تناول
ِ عند
َ .1
(�)1أ.د .م�صطفى م�سلم �أ�ستاذ التف�سري املو�ضوعي وامل�رشف على �إعداد مو�سوعة (التف�سري املو�ضوعي ل�سور القر�آن الكرمي) ليكون �أول تف�سري مو�ضوعي
23 متكامل للقر�آن الكرمي كامالً.
ذه
آيات التي ت َِر ُد فيها َه ِ
يجمع ال ِ
ُ مات القُر� ِآنُ ،ث َّم
الباحث لفظ ًة ِم ْن َك ِل ِ
ُ يتتب ُع
فردات القُر� ِآنّ :
ِ تناول ُمفْرد ٍة ِم ْن ُم
ِ عند
َ .2
الكلمة
ِ دالالت
ِ َ
ا�ستنباط حاو ُل
إحاطة بتفْ�س ِريها ُي ِ
آيات وال ِ
وبعد َج ْم ِع ال ِ من َما َّد ِتها ال ُّل ِ
غويةَ ، ال َّل َ
فظ ُة �أو ُم ْ�شتقّاتُها ْ
رمي َلها. تعمال القُر� ِآن َ
الك ِ ا�س
الل ْ
ِم ْن ِخ ِ
ِ ْ
ال�سورة”
ِ دي
ني َي ِ
نوان “ب َ
حتت ُع ِ
أولي ٍة َ
را�س ٍة � ّ
بد ِم ْن ِد َ
ور ِة ال ّ
ال�س َ
الب ْد ِء يف ُّ حمورهاَ :
قبل َ ال�سورة بنا ًء على ِ
ِ عند تف�س ِري
َ .3
َدور حو َله ،ويمُ ِك ُن َم ْع ِر َف َة
الهد ِفْ � ،أو ا ِمل ْح َو ِر ا ّلذي ت ُ
ف َ وتعر َ
بب ُنزو ِلهاُّ ، ورةَ ،ت َت ُ
ناول معرف َة َ�س ِ ال�س ِ
هام ِ�ش ُّ
� ْأو َعلى ِ
ور ِة
ال�س َ
دف ُّ تعر ُ
ف َه ِ الو ْح ِيَ ،كما يمُ ِك ُن ّ ور ِة �أو �أ�سما ِئها التي ثب َت ْت َع ْن َط ِ
ريق َ ال�س َ
ا�سم ُّ
اللة ِ
خالل َّت َع ّر ِف ِد ِ
ِ من
ذلك ْ
البار َز ِة فيها.
داث ِ عرا�ض ال ْأح ِ
ا�س ِت ِ
الل ْ
ورها) ِم ْن ِخ ِ
(�أو محِ ْ ِ
ال � َّأك ْ
دت َعلى فال�سور ُة ّ
املكي ُة مث ً الل املَ ْر َح َل ِة ال َّز َم ِن ّي ِة التي َن َز َل ْت فيهاُّ ،
ور ِة ِم ْن ِخ ِ
ال�س َ
داف ُّ كما يمُ ْ ِكن َّت َع ُّر ُ
ف � ْأه ِ
أ�صول
والد ْع َو ِة �إىل � ِ
ماو َّي ِةَّ ،
ال�س ِ
�ساالت َّ
ِ بالر بعد املَ ْو ِت ،وال ِ
إميان ِّ بالب ْع ِث َ
إميان َ
هلل ،وال ِ
إميان با ِ
�أمورٍ محُ َّددةٍ ،كق�ضايا ال ِ
ُ
أهداف �س الأربع ُة مجُ ْ َتمع ًة � ْأو ُمتف َِّرق ًة ِه َي ال
أمر ِم ْن �أنْ تكونَ هذه ال ُأ�س ُيخ ُلو ال ُ ال�سور ُة ّ
مكي ًة فال ْ كانت ُّ
ْ الق ،ف�إذا
ال ْأخ ِ
ِناء املُ ْج َت َم ِع ال ْإ�س ِ
الم ِّي َعلى � ُأ�س ٍ�س ِم َن هدفت ب َ
ْ ا�س َت
ابقة ف�إ ّنها ْ
ال�س ِ
إ�ضافة �إىل ال ُأ�س ِ�س ّ
املدني ُة بِال ِ
ور ّال�س ُ
ورةّ � ،أما ُّ
لل�س ِ
أ�سا�س ّي ُة ُّ
ال ِ
جية ،فال ت َْخلو �سور ٌة
واخلار ِ
ِ اخلية
الد ِ طار َّ
َت ِحما َي َت ُه ِم َن ال ْأخ ِ
ا�ستهدف ْ
َ ْ�صيلي ِةَ ،كما �أ َّنها
يعات ال َّتف ّ
ِ اع ِة وال ّت�شرْ إميان ّ
والط َ ال ِ
الهدف
ِ ف �أ ْي ً�ضا الل َ
ذلك يمُ ْ ِك ُن َّت َع ُّر ُ وم ْن ِخ ِ
اخلار ِج) ِ
(من ِ اية ِ
واحل َم ِ
الداخل) ِ
ِ ال�صيا َن ِة (من
ق�ضية البِنا ِء� ،أو ِّ
ِ مدني ٌة ِم ْن
ّ
لل�سورة. )1(»...
ا�س ِّي ُّ
ال َأ�س ِ
�أَ ْب َح ُث:
ئي�س ٍة
ْرا�ض َر َ
بتحديد ثالث ِة �أغ ٍ
ِ زاب
ملت عليها ُ�سور ُة ال ْأح ِ داف البا ِر َز ِة الّتي ْ
ا�شتَ ْ من ُزمال ِئ َك بتَ ْح ِ
ديد الأ ْه ِ ْ C
قم م َع جمموع ٍة ْ
أحزاب لتحقي ِقها.
تَ ْ�سعى ُ�سور ُة ال ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
املو�ضوعي:
ِّ �أهمي ُة التف�س ِري
حاجات ال ّأم ِة
ِ فيد ِر ُك
يعي�ش فيهْ ،
ُ ينظ ُر يف الوا ِق ِع الّذيوعي ُ املو�ض َّ
ُ معات تجَ ْ َع ُل املف�سرِّ َ
حاجات املج َت ِ
ِ جتد َد
� -إنَّ ّ
وال�سيا�سي ِة واالقت�صاد ّي ِة ،وغري
ّ وال�سلوكي ِة
ّ والعلمي ِة
ّ الف ْكر ّي ِة
إن�سانية يف ع�صرْ ِ هَ ،على خُ ْمت ِل ِف جوا ِنبها وحاجا ِتها ِ
ِ وال
الواقع َعلى
ِ إ�صالح
ِ ف من َ
ذلك �إىل � يهد ُ
وهو ِ عي�شه الأُ ّم ُة نْ َ
وبي القر� ِآنُ ، الواقع الذي ِت ُ
ِ ني
ربط ب َ
بعملي ِة ٍ
ّ ثم يقو ُم
ذلكّ ،
وهدايا ِته(.)2
قا�صد القُر� ِآن ِ تو�ص َل � ِ
إليه ِم ْن َم ِ َه ْد ِي ما َّ
آنية.
�صو�ص الق ُْر� ِ
ِ وع ُم َّت ِ�ص ٍل بال ُّن
و�ض ٍ الب ْح ِث املُ َت َع ِّم ِق ّ
ال�ش ِامل لأي َم ُ أ�سلوب ال ُ
أمثل يف َ ُ وع ُّي ُه َو ال
املو�ض ِ
ُ التف�سري
ُ عد
ُ -ي ُّ
من
إيجاد َن ْو ٍع َ
ما�س ًة �إىل � ِاحلاج َة َّ
َ العلم ِّيّ ،مما َج َعل
عم ِق ِ
قيق وال ّت ّ
الد ِ�ص ّ خ�ص ِ نحو ال َّت ُّ
تو ُّج ًها َ
قد َ�شهِ َد َ
احلديث ْ
َ � -إنَّ الع�صرْ َ
الكرمي.
ِ إعجاز الق ُْر� ِآن
وجوه � ِ
ِ وانب َجديد ٌة ِم ْن
آيات القُر� ِآنِ ،ل َتبرْ ُ َز ِم ْن ِخال ِل ِه َج ُ
ال�شامل ل ِ
ِ نيف املَ ْو ُ�ض ِّ
وعي الت�ص ِ
ْ
�أَ رْ َ
�ش ُح:
ا�رشح ذلك يف �ضو ِء فهمِ َك للتف�س ِري
ْ للتعم ِق يف درا�ست ِه.
ُّ تيح فر�ص ًة
حث يُ ُ
واحد بالبَ ِ
ٍ مو�ضوع
ٍ تخ�صي�ص
َ � Cإ َّن
املو�ضوعي.
ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
( )2التف�سري املو�ضوعي� :صالح عبدالفتاح اخلالدي� ،ص ،42بت�رصف.
25
�أَذْكُ ُر:
املو�ضوعي.
ِّ ْ C
خل�ص ب�أ�سلوب َِك �أهمي َة التف�س ِري
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
26
ال�س�ؤالُ الأولُ :
ابن
َا�ضي ُ تف�سيرا للقُر� ِآن � ْأ�سما ُه�« :أحكا ُم القُر� ِآن» َكما َ
و�ضع الق ِ ً
()1
نفي
الح ُّ
ا�ص َ
الج�ص ُ
بكر ّالقا�ضي �أبو ٍ
ِ و�ضع
َ
نف�سه.
تف�سيرا اختار له ال ُع ْنوانَ َ
ً
()2
كي
العربي الما ِل ِّ
ّ
الفرق في تقدي ِر َك ْبي َن َه ِ
ذين التّفْ�سيريْ ِن؟ ُ Cما
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
االختالف.
ِ أوج ِه
أوج ِه االتفاقِ و� ُ
حيث � ُ
من ُْهي والتف�سي ِر بالم�أْثو ِر ْ Cقارِنْ َ
بين التف�سي ِر ال ِفق ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
( )١هو �أبو بكر �أحمد بن على الرازي ،امل�شهور باجل�صا�ص .ولد ببغداد �سنة ( 305هــ) كان �إمام املذهب احلنفي يف زمانه ،كان عاملا زاهدا وقد
كثريا من الكتب يف الفقه و�أ�صوله والق�ضاء ،ولكن �أهم م�ؤلفاته هو كتاب «�أحكام القر�آن» يف التف�سري ،الذي يعد من �أهم كتب التف�سري �صنف ً
للهّ
خ�صو�صا عند احلنفية )2( .هو القا�ضي �أبو بكر حممد بن عبد ا الأندل�سي ولد ب�أ�شبيلية ( 468هــ) رحل �إىل م�رص وال�شام وبغداد ومكة ً الفقهي،
كتبا عديدة منها تف�سريه امل�شهور «�أحكام القر�آن» .وطريقته يف التف�سري
وتبحر يف التف�سري� .ألف ًطلبا للعلم .حتى �أتقن الفقه والأ�صول واحلديث ّ ً
�أن يذكر ال�سورة وما فيها من �آيات الأحكام ،ثم ي�أخذ يف �رشحها �آية �آية .ويعترب هذا التف�سري مرجعا للتف�سري الفقهي ،خا�صة عند املالكية.
27
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
بالر�أْ ِي.
�ضوعي والتَّفْ�س ِري َّ
ِّ َ Cح ّد ِد ال ِعال َق َة بَينْ َ التَّف�س ِري امل ْو
................................................................................................................
................................................................................................................
28
اد�س:
ال�س ُ
ال�س�ؤالُ ّ
و�ض ْح ذلك. والبحث َ
املتك ّر َر في ِهّ ، َ راجعت ِه
لم َم َع القر�آنِ ،والإكثا َر ِم ْن َم َ وعي يَزي ُد تفاعلَ ْ
امل�س ِ املو�ض ُّ
التف�سري ُ
ُ C
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�سابع:
ُ ال�س�ؤالُ
29
الدر�س الثالث:
أعلم و�أعملُ :
� ُ
ف املعج َز َة النبويةَ.
املعجزة للأنبيا ِء.
ِ
أعر ُ
ّ �-
أبي �أهمي َة
� -نّ ُ إعجا ُز القرآن الكريم
عليهم ال�سال ُم.
ُ معجزات الأنبيا ِء
ِ و�سائر
ِ معجزة القر�آنِ
ِ � -أقارنُ بني
هلل تعاىل.
لكتاب ا ِِ أثناء تالوتي
أتتب ُع �أوج َه الإعجازِ القر�آين � َ ّ �-
قالَ “ :ما ِم َن الأَنْبِيَا ِء نَب ٌِّي �إِالّ �أُ ْع ِط َي َما ِم ْث ُل ُه �آ َم َن َع َل ْي ِه هلل َ h ر�ضي اهللُ عنه � -أَ َّن َر َ
�سول ا ِ َع ْن �أبي ُه َريْ َر َة َ -
حفظ يت َو ْحيًا �أَ ْو َحا ُه اهللُ �إِليَ َّ َف�أَ ْر ُجو �أَنْ �أَ ُكونَ �أَ ْك رَ َث ُه ْم تَا ِب ًعا يَ ْو َم الْ ِقيَا َم ِة»(.)1
الْبَ�شرَ َُ ،و�إِنمَّ ا َكانَ الَّ ِذي �أُو ِت ُ
للداللة على بالتحدي �سل والأنبيا ِء ،وتكونُ املعجز ُة مقرون ًة
الر ِ ُ خار ٌق
ِ ِّ ظهره اهلل على ِيد ُّ
للعادةُ ،ي ُ
ِ أمر ِ
هي � ٌ
-املعجزةَُ :
عقليةٌ.
ح�سي ٌة �أو ّ
ّ الر�سول ،وهي � َّإما
ِ النبي �أو
�صدق ِّ
ِ
اذكر ثالثة �رشوط للمعجزة.
التعريف ْ
ِ Cمن خاللِ
...............................................................................................................
................................................................................................................
النبي فيِ َدعوى
�صدق ِّ
ِ إظهار
ال�ض ْع ِف ،واملرا ُد به � ُ
العجز مبعنى َ
ِ إثبات
اللغة � ُ إعجاز القر� ِآن :الإعجا ُز يف ِ
-مفهو ُم � ِ
ِثله
إتيان بمِ ِ
رمي ،وال ِ عار�ض ِة القر� ِآن َ
الك ِ عن ُم َ
ني ْني وجمتمع َ عجز الب� ِرش متفرق َ
إثبات ِ الة ،و� ُ الر َ�س ِ
ِّ
والبالغَ ِة.
احة ََ�ص ِمع كو ِنهم َبلغوا ال َغاي َة يف الف َ َ
بديع قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫ ﭢ ﭣ ﭤﱪ( .البقرة � .)3إذا تدبرت هذه اجلمل َة الوجيزةَ ،ف�إنك ُ َ
جتد فيها من ِ
املوجزة.
ِ ألفاظ
مبثل هذه ال ِ
التعبري عنه ِ
َ يح�سن
َ ميكن لأحدٍ �أن
املدلول ،ما ال ُ
ِ وات�ساع
ِ القول
ِ وبالغة
ِ النظم
ِ
املقبولة يف
ِ لل�صدقة
ِ َّ
وجل فيما ينفقونه ،وو�ضعت هلل ع َّز
ذكرت الآي ُة و�صفًا للم�ؤمنني الذين يبتغون وج َه ا ِ
ِ فقد
ً
�رشوطا عديد ًة منها: الوجيزة
ِ هذه ال ِآية
املال ال ك ِّله ،و�إال كانَ �إ�رسافًا.
بع�ض ِ � .1أن يكونَ ال ُ
إنفاق من ِ
املت�صدق ال َ
مال غ ِريه. ِ يخ�ص َ
مال ُّ � .2أن يكونَ ال ُ
إنفاق مما
�شعور بالك ِرب �أو امل َّن ِة.
ٌ هلل ،فال يعطي ويف النف�س ينفق منه �إمنا هو ُ
مال ا ِ املت�صد ُق �أنَّ َ
املال الذي ُ ّ يوقن
� .3أن َ
ِّ
الدال على والدار الآخرةَ ،وهذا املفهو ُم ي�ستفا ُد من ال�ضم ِري «نا»
َ هلل
عمله يبتغي وج َه ا ِ
خمل�صا يف ِ
ً � .4أن يكونَ
هلل تعاىل يف قوله :ﱫ ﭣﱪ.
عظمة ا ِ
ِ
لهداية اهلل علما عليه �أَنْ يبذل مما ع ّلم ُه ُ
اهلل باملال ،فمن رز َق ُه ُ ال�صدقة ،فال تكونُ قا�رص ًة على
ِ َ ً الت�صد ِق ِ َ ْ
ّ ِ .5عمو ُم
ني
إ�صالح ب َ
ِ بجاهه يف ال
ِ يت�صد ُق
ّ جاها َّ
وجل ،-و َم ْن رزقه اهلل ً وحده -ع َّز
هلل َ
عبادة ا ِ
ِ النا�س ودعو ِتهم �إىل
ِ
املنكر.
ِ باملعروف والنهي عن
ِ أمر
والدعوة �إىل اخل ِري وال ِ
ِ النا�س
ِ
( )2تف�سري املاوردي (النكت والعيون) ،ج� ،4ص )3( .236الفوائد� ،ص.3
33
من بالغة الكلمة
قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ َ
ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓ
الينبوع ﱫ ﮄ ﱪ
ِ ﮔ ﮕ ﱪ( .الإ�رساء .)91-90فقد َ
قال تعاىل يف
القر�آن الكرمي معجزة اهلل
اخلالدة التي تخاطب ّ
كل ع�رص مبا للكرثة!
ِ بالت�ضعيف
ِ أنهار ﱫ ﮑ ﱪ للقلةَ ،
وقال يف ال ِ بالتخفيف ِ
ِ
برع فيه �أ�صحابه ،قال تعاىل :ﱫﯱ َ
قال اهلل تعاىل :ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ
ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯼ ﯽ ﱪ( .الن�ساء ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ
ﯹ ﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿ ﰀ يزيد على
الن�صيب ُ
َ احل�سنة؛ لأنَّ
ِ ال�شفاعة
ِ ُ
فلفظ (الن�صيب) ا�ستخدم مع .)85
(الكهف .)109 ﰁ ﰂﱪ. ي�ضاعف بع�شرَ ِة �أمثا ِلها� ،أما ُ
لفظ (الكفل) هو ا ِمل ْث ُل ُ احل�سنة
ِ جزاء ا ِمل ْث ِل ،وذلك لأنّ
َ
فعطاء القر�آن دائم لن ينقطعّ ،
وكل بال�سيئة ال يجزى �إال مث َلها.
ِ جاء
ال�سيئة؛ لأن من َ
ِ ال�شفاعة
ِ جاء مع
امل�ساوي ،فقد َ
وحمجته.
ّ جيل �سيجد فيه حاجته
الغيبي:
ُّ -الإعجا ُز
علم لأحدٍ من املخلوقني بها ،وال َ
�سبيل لب� ٍرش �أن الغيوب التي ال َ
ِ َ
ا�شتمل القر�آنُ الكر ُمي على �أخبارٍ كث ٍري من
القدير.
ِ العلي
ِّ هلل تعاىل
عند ا ِ يعلمها ،مما ُّ
يدل على �أنَّ القر�آنَ الكر َمي معجز ٌة من ِ َ
34
-الإعجاز الت�رشيعي:
أ�س�سا لتنظيم حياة الب�رش يف ِّ
كل ومبادئ ،و�أر�سى � ً
َ قيم
ومناهج ،ودعا �إىل ٍ
َ بت�رشيعات و ُن ُظ ٍم
ٍ جاء القر�آنُ الكر ُمي
َ
ين
الت�رشيع القر�آ ُّ
ُ احلق ،وهذا أر�ض ،وعباد َة ا ِ
هلل ِّ العدل ،وعمار َة ال ِ
ِ الهداية ،و�إقام َة
ِ ن�رش
زمانٍ ومكانٍ ،جعلت هدفه َ
عليم.
حكيم ٍ
ٍ الت�رشيعات هو من َل ُدنْ
ِ املت�ضم َن لتلك
ِّ ين ي�ؤكد �أنّ هذا القر�آنَ الكر َمي
والنظا ُم الربا ّ
الت�رشيعي:
ّ جماالت الأعجا ِز
ُ
ُ
وت�شمل: .1ال�شموليةُ،
ال�ساعة.
ِ بعثة حممدٍ hوح ّتى ِ
قيام منذ ِأجيال ُ ت�رشيع ي�ستهدف َّ
كل ال ِ ٌ الزمان :فهو
ِ � -شمولي َة
النا�س :ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ِ ُ
ي�شمل َّ
كل ين
الت�رشيع القر�آ ُّ
ُ حيث
ُ اخلطاب:
ِ �شمولي َة
ّ -
ﮨ ﮩﱪ( .الأعراف ،)158ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﱪ�( .ص .)87
آنية هو الإن�سانُ :
الت�رشيعات القر� ِ
ِ فمو�ضوع
ُ املو�ضوع:
ِ � -شمولي َة
وج�سدا ،وفر ًدا كانَ �أو
ً روحا وعق ً
ال ً
جماعةً ،و�شام ً
ال لكافة جماالت حياته.
ح�سن تطبيقها� ،سوا ٌء علىِ ولكفالة
ِ النا�س
ِ مل�صالح
ِ التدرج حتقيقًا
ُ .2
يقول الزرقاين رحمه اهلل“ :لقد
الت�رشيعات القر�آنية دفع ًة واحدةً،
ِ كل حيث مل ْ
تنزل َّ ُ امل�ستوى العا ِّم
ا�شتمل القر�آن على �آالف من املعجزات،
نزل ال معجزة واحدة فح�سب .فلم يذهب و �إمنا نزلت �شي ًئا ف�شي ًئا �أو على م�ستوى الت�رشيع الواحد الذي َ
بذهاب الأيام ،ومل ميت مبوت الر�سول متدرجا؛ كما جاء يف حترمي اخلمر.
ً
،hبل هو قائم يف فم الدنيا يجابه ّ
كل احلرج عن املكلفني. ورفع
ُ التكاليف
ِ ُ .3ي�سرْ ُ
ِ
ويتحدى ّ
كل منكر ،ويدعو �أمم ّ ّ
مكذب، ين ،فهو لي�س مبثا ٍّ
يل يتجاوز الإن�سان يف طبيعته الت�رشيع القر�آ ِّ
ِ .4واقعي ُة
العامل جمعاء �إىل ما فيه من هداية وت�رشيعات
إن�سان ويلبيها دون النظر �إىل
رغبات ال ِ
ِ ودوافعه ،كما �أنه ال يتبع
ونظم تكفل ال�سعادة لبني الإن�سان( .مناهل
نتائجها.
العرفان يف علوم القر�آن )2/232 ،
�أُ َد ِّللُ:
جماالت احليا ِة ،دلّلْ على
ِ ومبادئ تن ِّظ ُم كافّة
َ الت�رشيعي للقر�آنِ الكر ِمي �أنّه ي�شتملُ على قواع َد
ّ Cمن خ�صا ِئ ِ�ص الإعجا ِز
(التعليم – ال�سيا�س ِة – االقت�صادِ).
ِ املجاالت التالي ِة:
ِ ذلك يف
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
35
�أُقا ِر ُن:
حيث �أوج ُه االختالف بينهما.
الب�رشي من ُ
ِّ Cمن خاللِ اجلدولِ التايل قارنْ بني الت�رشيع القر�آ ِّين والت�رشيع
الب�رشي
ُّ الت�رشي ُع الت�رشي ُع القر�آ ُّين
............................ ............................
............................ ............................
............................ ............................ االختالف
ِ �أوج ُه
............................ ............................
............................ ............................
�أُ َب نِّ ُ
ي:
Cما ُ
مظهر التكامل الت�رشيعي الوارد يف قوله تعاىل :ﱫ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﱪ؟ (ال�شورى .)38
قال حممد �صادق الرافعي
.........................................................................
“..م�شغَلة
ْ وا�صفًا �إعجا َز القر�آن الكرمي:
العقل البياين العربي يف كل الأزمنة،
.........................................................................
ي�أتي اجليل من النا�س ومي�ضي وهو باق .........................................................................
بحقائقه ينتظر اجليل الذي يخلفه؛ كما .........................................................................
م�شغَلة الفكر الإن�ساين.”..
�أنه ْ
36
ال�س�ؤالُ الأولُ :
Cما �أهميّ ُة �إعجا ِز القر�آنِ ؟
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
ال�سحر
ُ الكرام ُة املعجز ُة
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
Cاذكر اثنني من الغيبيات امل�ستقبلية الوارد يف القر�آن الكرمي والتي �صدقتها الأحداث.
................................................................................................................
................................................................................................................
37
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
( )1رواه احلاكم يف امل�ستدرك وهو �صحيح الإ�سناد على �رشط البخاري ومل يخرجه. 38
ُ
(النمل قال تعاىل :ﱫﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﱪ.
.............................
.)76
ال�ساد�س:
ُ ال�س�ؤالُ
قال تعاىل :ﱫﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ
ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ ( .الروم .)5 - 1
الكهف
ِ من وجو ِه �إعجا ِز القر�آنِ الكر ِمي يف ق�ص ِة نزولِ �سور ِة وا�ستخرج �أ ْك َرب ْ
قد ٍر ْ ْ ابن كث ٍري
الطربي �أو ِ
ّ ارجع �إىل تف�س ِري
ْ C
وق ّد ْم فيه ورق ًة بحثيةً.
39
الدر�س الرابع:
أعلم و�أعملُ :
� ُ
محمد أبا ٍ
أحد من رجالكم ٌ كان
ما َ
�سورة
ِ آيات ( )48-36من
وحفظ ال ِ
ِ أتقن تالو َة
ُ �-
الأحزاب. سورة األحزاب ،اآليات ()48 - 36
إجماليا.
ًّ تف�سريا �
ً آيات
أف�س ال ِ
� -رّ ُ
أبي ُح ْكم التبني.
� -نّ ُ
الق.
الط ِ أ�ستنتج ْ
حك َم التخي ِري يف ّ ُ �-
واخل�ضوع ل ْأمره.
ِ هلل تعاىل
طاعة ا ِ
ِ �ص على
أحر ُ
ِ �-
40
�أتلو و�أَح َفظُ :
ﱫ ﭑﭒ ﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟ
ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕ
ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﱪ.
41
آيات:
املعنى الإجمايل لل ِ
بن حارِ َث َة ّ
ثم زيد ُ
تزو َجها ُ
هلل ّ ،hر�سول ا ِ
ِ �سول h
للر ِزينب َّ
َ زوج ِته
من َرت َ�ش ْكوى زيدٍ ْ
تكر ْ
وحينما َّ
خم ٍ�س،النبي � hسن َة ْ
وتزو َجها ُّ
َّ ط ّلقها، يقول له: ُ والر ُ
�سول لح َة يف ت َْطليقهاَّ ،حاج َته املُ َّ
َ علن
مر ٍة ُي ُ
كل ّ ويف ّ
وعمرها
ُ من الهِ ْج َرة
ّيت �سن َة ِع رْ�شين َ
ذلك وتُوف ْ وجل َعلى َ ّ ﱫﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱪ ،فعاتَبه ُ
اهلل ع َّز َ
ثالث وخم�سون �سنة. ٌ ُ ال له :ﱫ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﱪْ ،
وقد �أع َلم اهلل ّ
نبي ُه قائ ً
العربية ،وكانَ
ِ البيئة
ركائز ِِ عد ركي َز ًة ْ
من ظام التب ّني الذي كانَ ُي ّإبطال ِن ِ
الر�سول hل ِ ُ ويتزو ُجها
ّ �سيط ِّل ُق َ
زينب، زيدا ُ
ب�أنّ ً
ُ
الر�سول .h أح�س ِبه
أدبي الذي � ّ
ْ�سي وال ّ
احلر ِج ال َّنف ّ
�سب ُب َ
هذا َ
هلل � ْإليهم وخا ُمت ُ
ر�سول ا ِ وف�ض َله عليهم ،و�أ ّنه
نيْ ، منز َل َة ِّ
النبي ِ hمن امل�ؤمن َ ب�صور ٍة قاطع ٍة ِ
آيات ُ
حت ال ُ
أو�ض ِ
ثم � َ
َّ
أوامر اهلل تَعاىل� ،إ ْذ �أنَّ ُمهم َته
تنفيذ � ِ
يتحر َج ِم ْن ِ
َّ للنبي �أنْ
يجو ُز ِّ
من الرجال ،و�أ َّنه ال ُ ولي�س �أ ًبا لزيدٍ �أو لغ ِري ِه َ
َ النبيني،
هلل ،وال ي ْخ َ�شى �أح ًدا � اّإل َ
اهلل. أ�سا�سي َة ِه َي �أنْ يب ّلغَ ر�سال َة ا ِ
َ َ ال ّ
42
االنحراف الّذي ن�ش� ْأت علي ِه البيئ ُة العربي ُة بنظا ِم التبنّي
ِ اقتالع
َ � Cإ ّن
ذلك يف َر�أِ َ
يك؟ يدل َ النبي .hعال َم ُّ ِّ �أو َك َل ُه اهللُ تَعاىل �إىل
بن حارثة:
زي ُد ُ
ُّ َ
احبيل الكلبي، بن رُ�ش
بن حارث َة ِ
زيد ُ
هو ُ ................................................................
خرج ْت ِبه �إىل
َ وكانت � ُّأمه قد
ْ من قبيلة بنى ك ْل ِب،
ْ ................................................................
أغارت ع َل ْيها ٌ
خيل و�أخذوا م ْنها ْ َزورهم ،ف�
ق َْو ِمها ت ُ زاب متَّ ال ُ
و�ض ْح
إبطال نظريًّا وعمليًّا لعاد ِة التبنّيّ ، Cيف ُ�سور ِة ال ْأح ِ
فا�شرتاه احية َّ
مكةْ ، وق ُحبا�شة ب َن ِ
وباعو ُه يف ُ�س ٍ
ُ َز ْي ًدا،
ذلك.
فلما
لعم ِته خديج َة بنت خو ْيلدّ ،
بن ِحزام ّ
حكيم ُ
ُ
ثمان ُ ................................................................
ابن يِ
زيدا وكانَ ُ هلل hوهب ْته ًر�سول ا ِ تزوجها
ّ
نا�س ِم ْن ك ْلب فر�أوا
فحج ٌ َ
وذلك ْقبل البع َث ِةّ ، ني
�سن َ ................................................................
وع َرفَهم ،ف�أع َل ُموا �أباه َ
وو�صفوا فعرفوه َ ز ْي ًدا ّ ................................................................
مبكةََ ،
وعمه
فخرج �أبو ُه حارث ُة ُّ
َ مو ِ�ض َعه وعند َمن ُهو،ْ حيث :ال�صف ُة وال ُأثر املرتتّ ُب ع َلى ُكلٍّ Cقارِنْ ب َ
ني البُن َّو ِة والتَّبنِّي ِم ْن ُ
فدخال ّ
وك َّلما ّ
النبي hيف ِفدا ِئه مكة َ ب ِلفدا ِئهَ ،كع ٌ
ْ
م ْن ُهما.
النبي فعرفَهماَ ،
فقال له ّ النبي ْ � hإليهِ ما َ
ف�أتَى به ُّ
وال�سالم“ :اخترَ ْ ين �أو اخترَ ْ ُهما”َ .
قال ال�صال ُة ّ
عليه ّ املرتتب عليه:
ُ ال ُأثر ال�ص َفةُ:
ِّ اجلهة
َ
فان�رصف �أبو ُه علي َك � َأح ًدا، زيد :ما �أَنا بالّذي � ُ
أختار ْ ٌ
......................... .........................
فلما ر� َأى النبي h
وعمه وطا َب ْت �أنف ُُ�سهما ببقا ِئهَّ ،
ُّ
......................... .........................
احل ْج ِر َ
وقال“ :يا َم ْن ح�ضرَ َ منه ذلك �أخرجه �إىل ِ البنوةُ:
ّ
......................... .........................
للنبي زيدا ابني ي ِِر ُثني و�أرِ ُثه” .ف َ
َ�صار اب ًنا ِّ ا�ش َه ُدوا �أنَّ ً
ْ
زيد
اهلية وكانَ ُيدعىُ : َ hعلى ُح ْك ِم التب ّني يف ا َ ......................... .........................
جل ّ
بن حممدٍ .
ُ
لي أبط َل الإ�سال ُم نظا َم التب ّني وملّا � َ ......................... .........................
اجلاه ِّ
ِ
بد ًرا
زيد ْ
و�شهِ َد ٌ هللَ ،ر�سول ا ِ
ِ �صار ُي ْدعىِ :ح َّب
َ
......................... .........................
التب ّني:
غزوة م�ؤت َة عندما
ِ واملَغازي ك َّلها .وا�س ُت ْ�شهِ َد يف ......................... .........................
الروم �سنة ثمانٍ
ِ ني ِ�ض ّد أمريا ع َلى َج ِ
ي�ش امل�سلم َ كانَ � ً ......................... .........................
وخم�سني �سنة.
خم�س ْ
ٍ عن
43
�أَ َت َ�أ َّملَُ ،و َ�أ ْ�س َت ْنت ُِج:
زيد ِبن حا ِرثَة بعبارة ﱫ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﱪ ،ما املق�صو ُد بالنّعم ِة يف Cيف الآي ِة رقم (� )37أُ َ
�شري �إىل ِ
ال�سياق؟
هذا ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
�أُ َب نِّ ُ
ي:
آيات الكريمةُ؟
أظهرت ذلك ال ُ
ْ ْ C
فكي َف ّتم تزويجها للر�سولِ hكما �
................................................................................................................
ر�ضي اهللُ عنهما -بِيّ ْن ذلك.
بنت َج ْح ٍ�ش َ -
وزينب ِ
َ زيد ِبن حارث َة Cتُ ْظه ُِر ال ُ
آيات الكريم ُة كرا َم َة كلٍّ ِم ْن ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
هلل َ h
قال: َ
ر�سول ا ِ جابر -ر�ضي ُ
اهلل عنه � -أنّ ٍ عن
َ ْ
ال�شعراوي:
ُّ ال�شيخ
ُ ُ
يقول «�إِنَّ َم َث ِلي َو َم َث َل الأَ ْنب َِيا ِء ِم ْن ق َْب ِلي َك َم َث ِل َر ُج ٍل َب َنى َب ْي ًتا َف�أَ ْح َ�س َن ُه
ْ
الذك َر ُه َو العباد ُة الوحيد ُة التي ال �إنّ ا�س َي ُطوفُونَ ب ِِه َو�أَ ْج َم َل ُه� ،إِ َّال َم ْو ِ�ض َع َل ِب َن ٍة ِم ْن َز ِاو َيةٍ ،ف ََج َع َل ال َّن ُ
وارحك، فك �شي ًئا ،وال ت ّ
ُعط ُل جارح ًة من َج ِ تك ّل َ َالَ :ف�أَ َنا ال َّل ِب َنةُ،
ال ُو ِ�ض َع ْت َه ِذ ِه ال َّل ِب َن ُة ق َ
َو َي ْع َج ُبونَ َل ُهَ ،و َيقُو ُلونَ َ :ه َّ
وقت ،وال �إىل جمْهودٍ ، ٍ يحتاج َ
منك �إىل ُ وال
َو�أَ َنا َخاتمِ ُ ال َّنب ِِّيني»(.)1
خم�صو�ص ،فمن ذكر َ
اهلل قا ِئ ًما، �س َله ٌ
وقت
َ ْ َ ٌ ولي َ
ْ
َ
قاعدا ،وذكر اهلل َعلى َج ْنب ِِه ُع َّد ِمن
ً وذكر اهلل آيات الكريم ِة؟
ال�شريف بال ِ
ِ الحديث
ِ Cما عالق ُة َهذا
َ
لو�ض ِع َك -و َم ْن َ
ذك َر �سبة ْ الذاكرين -هذا بال ّن ِ ّ
.................................................................
َ َ
اهلل ُب ْكرةًَ ،
وع�شيا،
ًّ وذكر اهلل �أ�صيلاً � ،أو غُ ًّ
دوا
.................................................................
�سبة لل ّزمان .ومن رين -هذا بال ّن ِ � ْأ�ص َبح ِم َن ّ
الذ ِاك َ
اهلل ُ
واهلل هلل ،وال �إل َه � اّإل ُ
واحلمد ِ
ُ هلل، َ
قال� :سبحانَ ا ِ .................................................................
العلي العظيم،
ِّ قو َة �إال با ِ
هلل َ
حول وال ّ أكرب وال
� ُ
اليوم ُك ِت َب من ّ
الذاكرين ،و َمن ِ مر ًة يف
ثالثني ّ �أُد ِّللُ:
ا�ستيقظ ليلاً ف�أيقَظ � ْأهله .و�ص ّلى ركع َتني َ
فهو من
ّ
الذاكرين. Cمن خاللِ ال ِ
آيات الكريم ِة ْبر ِه ْن ِعلى ما يلي:
�ضال. �سول hأ�ف ٌ
ّاك ٌّ الر ِالنبوة ْبعد ّ
ِ يدعي مقا َم ُ -ك ُّل ْ
من َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
الم ّد َعى.
االبن ُ
واج ِب َز ْو َج ِة ِ
-جوا ُز ال ّز ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
ﱫ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﰄﰅﰆﰇ ﰈﰉﰊﰋ ﰌ
ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﭑ ﭒ
ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ
ﭿ ﮀﱪ.
ُ
اهلل ْير َح ُم ُك ْم ،ومالئك ُته ْ
ت�س َت ْغ ِف ُر َل ُ
كم. -ﱫ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﱪ:
آيات:
املعنى الإجمايل لل ِ
ني �أنْ ُ
يذكروا آيات �أنَّ على امل�ؤمن َ
بينت ال ُ هلل ع َّز َّ
وجلِ ، الر�سول hوامل�ؤمنني م َعه ل ْأم ِر ا ِ
من َّ
الت�سليم َ
ُ ظهر
بعد �أن َ
وهذه ال ِّن َعم
غف ُر ُلهمَ ، ت�س َت ِ
يرحمهم ومالئك ُته ْ ُ الهدى ،و�أ ّنه �سبحا َنه
الل �إىل ُ
ال�ض ِمن ّ جهم َ هلل عليهِ م الذي � ْأخ َر ُ
نعم َة ا ِ
َ تاج �إىل ُ�ش ْك ٍرْ ،
وطم�أني َن ٌة لقُلوبِهم.ورهم ُ ل�ص ُد ِ
أوقات ،فَفي هذا ِ�شفا ٌء ُ
ميع ال ِ فليذ ُكروا اهلل تَعاىل و ُي َ�س ِّبحو ُه يف َج ِ ْحت ُ
46
وال�شهاد ُة عليهم،
هللّ ، ول hهي دعو ُة ال َّن ِ
ا�س �إىل ا ِ للر ُ�س ِ مر ًة � ْأخرى �أنَّ املُهِ َّم َة ال َأ�س ِ
ا�س ّية َّ ثم ت� ّؤك ُد ال ُ
آيات ّ
نهي ال َّنب ِِّي ال�سور ُة ْ
من ْ ابتد� ْأت ِبه ُّ
آيات مبا َ
مت هذه ال ُ ثم ُخ ِت ْ
ذابّ ، وجحد بال َع ِمن َع�صى َ ذار ْ آمن با َ
جل َّن ِة ،و�إ ْن ُ من � َ
وتب�شري ْ
ُ
هلل ع َّز َو َج َّل يف َع ُل بِهِ م ما إ�ساءةٍ ،ويترْ َك � َ
أمر ُهم �إىل ا ِ عر�ض َع ّما يكونُ ِم ْن ُهم ِم ْن � َ رين واملُنا ِفق َ
ني ،و�أنْ ُي َ طاع ِة الكا ِف َ
عن َ ْ h
كيل.
الو ِ
�شاء ،ف�إ ّن ُه ُ�س ْبحا َنه ِن ْعم َ
َي ُ
عذر �أه َلها يف ِ ثم َ اهلل تعاىل فَري�ض ًة � اّإل َجعل َلها ًّ �ض ُ َ
حال ال ُع ْذ ِرَ ،
غري حدا معلو ًماَّ ، عبا�س :مل يف ِْر ِ
ابن ٍ قال ُ
الذ ْك ِر ،ف�إنّ َ
اهلل تَعاىل ملْ يج َع ْل َل ُه َح ًّدا ينتهِ ي � ْإلي ِه ،ومل َي ْع ُذ ْر � َأح ًدا يف ْتر ِك ِه � اّإل َم ْغلو ًبا على َع ْق ِل ِه ،و�أ َم َر ُهم ِبه يف ِّ
وال ُك ّلهاَ .
فقال :ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ�( .آل عمران .)191 ال ْأح ِ
و�ضح ذلك. وج َه اهللُ تعالى �إلى ر�سوله hندا ًء ح َّدد له في ِه وظيفتَ ُهَّ ،ثم �أَمر ُه ب�أ ْم ٍر ونَها ُه ْ
عن ِف ْع ٍلّ . َّ C
................................................................................................................
................................................................................................................
47
�أُف رِّ ُ
َ�س:
Cما «الأذَى» الم�شا ُر �إلي ِه في قوله :ﱫﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ؟
................................................................................................................
................................................................................................................
()١ملن انفق ثيب� :أي �أكرث الن�ساء �صدقة لكرثة مالها وذلك لدعاء النبي « :hال َّل ُه َّم ُ�ص َّب َع َل ْي َها الخْ َ يرْ َ َ�ص ًّبا َو اَل جَ ْت َع ْل َع ْي َ�ش َها َك ًّدا َك ًّدا» .واحلديث رواه
�أحمد والبزار ورجال �أحمد رجال ال�صحيح �أنظر جممع الزوائد .9/398 48
ال�س�ؤالُ الأولُ :
بن َحارث َة �أنْ يعو َد �إىل �أُ رْ�س ِته واختَار البقاء َمع َّ
الر�سولِ h؟ Cملاذَا ر َف َ
�ض زي ُد ُ
................................................................................................................
ال�س�ؤال ال ّثاين:
الثالث:
ُ ال�س�ؤال
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
ر�ضي اهللُ عنها ُّ -
تدل َعلى َف ْ�ض ِلها ،فما هي؟ جح ٍ�ش َ -
بنت ْ
عظيم ًة لزينَ َب ِ Cذ َك ْر ِت ال ُ
آيات منقَبَ ًة ِ
................................................................................................................
49 ( )1قال النووي يف الأربعني النووية :هذا حيث �صحيح رويناه يف كتاب احلجة ب�إ�سناد �صحيح ،ج� ،1ص.36
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
أحزاب.
من �سور ِة ال ِ
الت�رشيعي ال َها ّم الذي تَ َع ّر َ�ض ْت له الآي ُة رقم (ْ )37
َّ احلكم
َ Cاذ ُك ِر
................................................................................................................
................................................................................................................
ِ�س:
ال�ساد ُ
ال�س�ؤالُ ّ
ر�ضي اهللُ عنها -؟
بنت َج ْح ٍ�ش َ -
من زينَ َب ِ
الر�سولِ ْ h Cما ا ِحل ْكم ُة ِم ْن ِ
زواج َّ
................................................................................................................
50
من علماء امل�سلمني
�أبو القا�سم خلف بن عبا�س الزهراوي ،عامل وطبيب �أندل�سي ُولد بالزهراء
عام 936م .ويعترب �أبو اجلراحة ،خ�ص�ص مقالة يف كتابه «الت�رصيف ملن
عجز عن الت�أليف» لفن اجلراحة (�أو �صناعة اليد) ويحتوي على �صور
لأكرث من مئتني من الآالت اجلراحية � -أغلبها من ابتكاره -والتي كانت
م�صممة بطريقة دقيقة حتى �إنها مل تطر أ� عليها تغيريات � -إال ب�سيطة -
حتى يومنا هذا .وقد مكنته هذه الآالت من �إجراء عمليات جراحية
حتى يف العني! كما �أجرى عملية ا�ستئ�صال الغدة الدرقية والتي مل يجر�ؤ
�أي جراح يف �أوربا �إجراءها �إال بعده بت�سعة قرون.
51
الدر�س اخلام�س:
العملي.
َّ
أعلم و�أعملُ :
ف الإعجا َز عر ُ
� -أ ِّ
� ُ
ُ
اإلعجاز العلمي
احلديث.
ِ خا�ص ًة يف الع� ِرص
العلمي ّ فوائد الأعجازِ
َ � -أُبينِّ ُ
في للقرآن الكريم
ِّ
الكرمي.
ِ العلمي للقر�آنِ
ِّ قواعد �ضابط ًة للتف�س ِري
َ أ�ضع
ُ �-
دالئل الإعجازِ الع ْل ّ
مي يف القر�آن. ِ اكت�شاف
ِ �ص على أحر ُ ِ �-
َح�ضرَ َهاَ ،و ُم ْع ِج َز ُة ا ْلق ُْر� ِآن ُم ْ�س َت ِم َّر ٌة �إِىل َي ْو ِم ا ْل ِقيا َم ِةَ ،و َخ ْر ُق ُه ل ْل َعا َد ِة يف ُ�أ ْ�س ُلوب ِِه و َبالغَ ِت ِه َو� ْإخ ُ
باره بِا ْل َم ِغ َيب ِ
اتَ ،فلاَ يمَ ُ ّر ع�صرْ ٌ
ع�صار �إِ اّل َو َي ْظ َه ُر ِف ِيه َ�ش ْي ٌء ِم َّما � ْأخبرَ َ ب ِِه َ�أ َّن ُه َ�س َي ُكونُ َي ُد ّل َع َلى ِ�ص َّحة َد ْع َوا ُه(.)1 ِم ْن ْ َأ
ال َ
قال تعاىل :ﱫ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﱪ( .ف�صلت .)53
وا�ستخرج املق�صو َد بكلٍّ مما يلي.
ِ كتب التف�سري،
أحد ِ
ارجع �إىل � ِ
ْ C
-يف الآفاق............................................................................................... :
-يف �أنف�سهم............................................................................................... :
أوج ُه �إعجا ِز القر�آنِ الكر ِمي ،فما �أ ْقوى ال ُ
أوج ِه � ًأثرا يف هذا الع�صرْ ِ ؟ ومب تعللْ َ
ذلك؟ Cتَنَ ّو ْ
عت � ُ
................................................................................................................
................................................................................................................
مي:
العلمي يف القر� ِآن الكر ِ
ِّ ُ
جماالت الإعجا ِز
العلمي
ُّ الت�رشيعي ،وهناك الإعجا ُز
ُّ العلمي
ُّ َ
فهناك الإعجا ُز الكرمي،
ِ العلمي يف القر� ِآن
ِّ إعجاز
جماالت ال ِ
ُ تنوعت
ْ
العلمي يف
َّ العلمي يف ال َف َل ِكّ ،
ثم الإعجا َز َّ َ
وكذلك الإعجا َز البحار،
ِ العلمي يف
َّ جند الإعجا َز
إن�سان ،كما ُ
يف خلق ال ِ
الطبي.
ِّ املجال
ِ
Cهلْ في ُّ
ال�سنّ ِة النّبَ ِويَّ ِة �إعجا ٌز ع ْلمِ ٌّي؟ َمثِّلْ ِل َ
ذلك.
................................................................................................................
................................................................................................................
جزات في �شتّى العلو ِم ،وكونِ الر�سول َ hر ُجلاً �أميًّا
بالم ْع ِ Cما ال ِعال َق ُة ْبي َن َك ْونِ ُم ْعجِ َز ِة الر�سولِ ُم ٍ
حمد hكتابًا َمليئًا ُ
ال ِي ْع ِر ُف القراء َة وال الكتابةَ ،كما قال تعالى :ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ
ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﱪ( .الأعراف )158؟
................................................................................................................
................................................................................................................
العلمي
ِّ ُ
جمال الإعجا ِز ال�شاه ُد
53
جمال الإعجاز العلمي ال�شاهد
54
ؤمن :ﱫﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ .2زياد ُة � ِ
إميان امل� ِ
ال�شاك املُ َت�أ ّثر َ
بدعاوى ال َع ْل ّ
ماني ِة. ِّ وكذلك �إزال ُة ال ّل ْب ِ�س ْ
عن َ ﭵ ﭶ ﭷ ﱪ( .الأنفال ،)2
العلمي ُة ِ�ص ْد َق ُه َ -ي ْجع ُله �أكثرَ
َّ االكت�شافات
ُ أثبتت
وقد � ْ
هلل ْ -
عند ا ِ
من ِؤمن ب�أنَّ هذا القر�آنَ ُم ْعج ٌز ْ
ني امل� ِ
كما �أنَّ يق َ
ياته
بادات يف َح ِ
اعات وال َع ِ
الط ِإقبال على َّ
زيد ُه � اً
والعام ِة ،بل و َي ُ
ّ اخلا�ص ِة
ّ ؤون َحيا ِته ِعي ِة يف ِّ
كل �ش� ِ مت�س ًكا ب� ْأح ِ
كامه ال ّت�رشي ّ ُّ
اليو ِم ّي ِة.
ْ
أديان املُ َّ
حر ِفة أهل ال ِ
التجريبي و� ِ
ِّ العلم
أهل ِ حدث بينْ َ � ِ
َ اع الذي
العامل� :إنّ ال�صرِّ َ
التجريبي يف ِ
ِّ �سار الع ْل ِم
حيح َم ِ
.3ت َْ�ص ُ
بيات
إنكار ال َغ ْي ِ
ناق�ضا له ،و َّمت � ُ
للدين ،و ُم ً
ِ معار ً�ضا
العلم ِ
�صار ُ
م�ساره ح ّتى َ
ِ عن
ريبي ْ الع ْل ِم ْ
التج ِّ انحراف ِ
ِ ق َْد �أ ّدى �إىل
ني�سة لل ُعلما ِء.
الك ِ هاد َ
ا�ضط ِ
فعل جِتا َه ِ
كر ِّد ٍ
الق�ضي ِة ،فالع ْل ُم ْ
يدعو ّ وب يف هذه
هج ال ْأ�ص َ من �ش� ِأن الع ْل ِم وال ُعلما ِءَ ،
وي�ض َع امل ْن َ فع ْ
لري َ
لمي ْ
الع ُّ
وي�أتي الإعجا ُز ِ
ديق ،قال تعاىل: هم الّتي لن تقو َد �إال لل ِ
إميان وال ّت ْ�ص ِ من َ�ش� ِأن ال ُعلما ِء واكت�شافا ِت ُ
ين ُيعلي ْ إميان ،و ُي ْثب ُته وي� ّؤك ُدهّ ،
والد ُ �إىل ال ِ
ﱫﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ
عبا�س -ر�ضي اهلل عنهما « :-يريد � مّإنا
ابن ٍ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱪ( .فاطر .)27-28ويف َذلك ُ
يقول ُ
و�س ْل يِ
طان». َيخافُني ِم ْن َخ ْلقي َم ْن َع ِل َم جربو ِتي ِ
وع َّزتي ُ
الكرمي ،و�إعجا َزه ،ونبو َة
ِ خالل �أبحاثهم واكت�شافاتهم ِ�ص ْد َق القر� ِآن
ِ من
من ُعلما ِء ال َغ ْر ِب ْ
كثري ْ
أعلن ٌ
وقد � َ
ْ
بعنوان« :القر�آنُ الكر ُمي وال ّتورا ُة وال ُ
إجنيل ِ امل�شهور( :موري�س بوكاي) كتا ًبا
ُ الفرن�سي
ُّ الطبيب
ُ ألف
وقد � َ
حممدٍ (ْ ،h )1
الع ِلم،
و�صدا َم َهما مع ِ
إجنيل ِ
وراة وال ِ فيه ْحت َ
ريف ال ّت ِ ديثة» ،و�أ ْث َب َت ِ
حل ِ ارف ا َ
�سة يف �ضو ِء امل َع ِ
املقد ِ
الكتب َّ
ِ والع ْل ُم :درا�س ُة
ِ
احلديثة.
ِ لوم
و�س ْبقَه لل ُع ِ
حريفَ ،
ِ من ال ّت
و�سالم َة القر� ِآن َ
ُقوي
الكون التي ت ّ
ِ عبادة ُّ
التفك ِر يف ِ خالل
ِ من
ين ْ
منطلق �إميا ٍّ
ِ الكون من
ِ الكت�شاف �أ�سرْ ِار
ِ .4حتفي ُز امل�سلمني ود ْف ُعهم
الإميانَ ،قال تعاىل :ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﱪ�( .آل عمران .)191
( )١ي�شارك العديد من كبار علماء العامل (من غري امل�سلمني) ببحوث علمية يف الطب والفلك والت�رشيح وغريها يف جلنة الإعجاز العلمي يف
القر�آن وال�سنة مبا ي�ؤكد �صدق القر�آن وال�سنة ،وقد �أعلن (الربف�سور تاجاتات تاجا �سن) �إ�سالمه يف نهاية امل�ؤمتر الطبي ال�سعودي الثامن بالريا�ض
يف حمرم 1404هـ.
55
واالكت�شاف،
ِ والتجربة
ِ بالبح ِث
ميا ْ فه ِمها وتفْ�س ِريها ِع ْل ًّاولة ْ
وم ِ لمي ِة حُ
الع ّ
التفك ِر يف �أ�سرْ ِار القر� ِآن ِ خالل ُّ
ِ ومن
إقامة
ني فيه ب� ِ ّ
امل�شكك َ والر ِد على ف�ضلاً ِ
إ�سالم َّ
فاع عن ال ِ للد ِ
الت�رشيعي ِة ِّ
ّ أحكام
ِ آنية وال
�صو�ص القر� ِ ِ فهم ال ّن
التعم ِق يف ِ
عن ُّ ْ
خا�صا
�س ًّبتعاليمه وت�رشيعا ِته .وهذا ْلي َ
ِ ين
الد َ
�صو�صه ،وهذا ّ ِ ِت َر ّباني َة هذا القر� ِآن ب ُنمي ِة التي ُت ْثب ُينية والع ْل ّ
الد ِ ا ُ
حل َّج ِة ّ
والرتبوي.
ِّ واالجتماعي
ِّ االقت�صادي
ِّ إعجاز
إعجاز ،كال ِ
وانب ال ِ فقط ْ
بل فيِ َ�ش ِّتى َج ِ الع ْل ِّ
مي ْ إعجاز ِ
بجانب ال ِ
ِ
العلمي يف القر�آنِ الكر ِمي:
ِّ ْ �C
أ�ضف فوائ َد �أخرى للإعجا ِز
................................................................................................................
................................................................................................................
العلمي:
ِّ أبحاث الإعجا ِز ُ
و�ضوابط � ِ قواعد
ُ
العناية الربانية مبخلوقا ِت ِه ينبغي
ِ ألوان
ونظام ِه و� ِ
ِ هلل يف هذا الكون
نا ِحتدثت عن ُ�س نَ ِ
آيات التي ّ
ببحث ال ِ
ِ َ
قبل البد ِء
َ
ال�ضوابط التاليةَ: ن�ضع ُن ْ�ص َب �أعيننا
�أن َ
ويتفك ُروا يف َّ النا�س، ليتدبره هداية النا�س �إىل بارئهم :فقد �أنزل ُ
اهلل القر�آنَ الكر َمي كتا ًبا معج ًزا ِ كتاب
ُ أول :القر�آنُ � اً
ُ َ
يعات أ� َم َرنا
ت�ش ٌ بل رْ تنوعةٍْ ، معا ِنيه ،وي�ؤْم ُنوا به ،ويعم ُلوا مبا فيهُ ،
واهلل َ�سائ ُلهم عن ذلك ،فهو لي�س مجُ ّر َد ُب ٍ
علمي ٍة ُم ّ
حوث ّ ُ
ال�ش َع ف�أَ ْتق ََن أح�سن خ ْلقَه، ُ
و�رشع رَّ
َ خلق اخل ْل َق ف� َكيم خبريٍَ ، و�ص ْد ِقها فهي من ُلدنْ َح ٍ
ني بكما ِلها ِ
اهلل �أن نل َت ِز َم بهاُ ،موقن َ
باملهم ِة التي ُخ ِل َق من �أجلها ،قال تعاىل :ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
َّ � ْأحكا َمه ،لي�ساعد الإن�سان على القيام
ﭸﱪ( .الذاريات .)56ولي�ستطيع الإن�سان � ً
أي�ضا �أن يقوم مبهمة اخلالفة يف الأر�ض.
أ�سا�سي للقر�آن.
ّ الهد ِف ال
الغر�ض ،وال ت�ؤثر على َ
ِ دود هذا
آيات الكونية يف ُح ِ
فينبغي �أن تبقى الدرا�س ُة لل ِ
واالكت�شافات
ُ يح ُ
تمل �أك َرث من تف�سريٍ، القطعي ومنه الظ ّني ْ
ّ الداللة فمنه
ِ حيث
الثبوتّ � ،أما من ُ
ِ هلل قطعي
ثال ًثا :كال ُم ا ِ
علمي ًة ثابتةً ،وينبغي �أن
ّ العلمية ،وم ْن ُه ما يكونُ حقيق ًة
ِ احلقيقة
ِ درجة
ِ َ�صل �إىل العلمي ُة ِم ْنها َما ُ
يكونُ مجُ ّر َد نظر ّي ٍة ال ت ُ
56
احليوان
ِ إن�سان �أو
الكو ِن �أو ال ِ
جوانب ْ
ِ جانب من
ٍ احلقائق القر�آني َة املتع ّلق َة ب� ّأي
َ يكون من امل�س َّلمات يف �أذْهاننا �أنّ
الب�رشي �إليها لأنهما من م�شكاة
ُّ اجلهد
ُ تو�ص َل
ت�صاد َمها حقيق ٌة علمي ٌة َّ
ِ ميكن �أنْ
الداللة ال ُ
قطعي َة ّ
ّ النبات �إذا كانت
ِ �أو
واحدة .قال تعاىل :ﱫ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱪ( .الأعراف .)54
وح ٌي ِمن الذي
الن�ص ْ
علمية ُر ِف َ�ض ْت هذه النظريةُ ،لأنّ َّ
ِ اللة ،وبينْ َ نظريّ ٍة
الد ِقطعي ّ
ِّ ين
ن�ص قُر�آ ٍّ
التعار�ض بني ٍّ
ُ وقع
-ف�إذا َ
لما.
بكل َ�شي ٍء ِع ً � َأح َ
اط ِّ
الن�ص َدليلاً على ِ�ص َّح ِة َ
تلك النظر ّي ِة. وقع ال ّتواف ُُق بي َنهما كانَ ُّ
� -إذا َ
وافق
يري َمعاين القُر� ِآن لي َت َ مي ُة ق َْطعي ٌة ُي� ّؤو ُل ال ّن ُ
�ص بها ،وال َي ِ�ص ُّح َت ْغ ُ الع ْل ّ ودالل ِته وا َ
حلقيق ُة ِ �ص َظ ّن ًّيا يف َم ْعنا ُه ِ
� -إذا كانَ ال َن ُّ
العلمي ِة.
ّ االكت�شافات
ِ مع
ْ �C
أ�ضف قواع َد و�ضوابط �أخرى:
راب ًعا....................................................................................................... :
خام�سا....................................................................................................... :
ً
57
ال�س�ؤالُ الأولُ :
نظرية (دارون) بقوله تعاىل :ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ( .نوح .)14
ِ ع�ض الباحثني على ِ�ص ْد ِق ُّ
ي�ستدل َب ُ
و�صلت �إىل درج ِة احلقيق ِة العلمية؟
ْ Cما الفكر ُة التي تَقُو ُم عليها نظري ُة (دارون)؟ وهل
...............................................................................................................
...............................................................................................................
آدم (نطفة ،علقة ،م�ضغة )... ،ق َْط ً
عيا. إخبار القر� ِآن الكر ِمي ْ
عن �أطوارِ َخ ْل ِق � َ � ُ
Cقارنْ بني هذا املفهوم ونظري ُة (دارون).
...............................................................................................................
...............................................................................................................
Cما موقفك الآن من نظرية (دارون)؟ علل ما تقول.
...............................................................................................................
...............................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﱪ( .نوح .)19 َ
وال�ضوابط التي ُو�ضعت للإعجاز
ِ و�ض ْح ر�أيَ َك يف ظلِّ الْ ِ
قواعد أر�ض؟ ّ
تف�سري الآي ِة م َع حقيق ِة كروي ِة ال ِ
ُ يتعار�ض
ُ Cهل
العلمي للقر�آنِ .
ّ
...............................................................................................................
...............................................................................................................
58
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
�ص ق�ص ًة ُّ
تدل على �أث ِر من �آثار �إعجا ِز القر�آنِ . لوحيد الدين خان) و ّخل ْ
ِ كتاب (الإ�سال ُم يتح ّدى
ارجع �إىل ِ
ْ C
...............................................................................................................
...............................................................................................................
...............................................................................................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
(الطب حمراب الإميانِ ) للدكتور
ِّ كتاب
ِ مثل:
العلميِ ،
ِّ بكتب الإعجاز
العلمي م�ستعينًا ِ
ِّ اكتب بحثًا يف �إعجا ِز القر�آنِ
ْ C
العلمي يف القر�آنِ وال�سن ِة (http://www./
ِّ مثل الهيئ ِة العامليّ ِة للإعجا ِز
العلميِ ،
ِّ خال�ص جلبي ،وموا ِقع الإعجا ِز
العلمي يف القر�آنِ وال�سن ِة) (.)http://www.55a.net/
ِّ ،) nooran.orgو(مو�سوع ِة الإعجا ِز
59
الدر�س ال�ساد�س:
ظر
متواتر و�آحادٍ وذلك بال ّن ِ ٍ أحاديث �إىل
ُ
أعلم و�أعملُ :
تنق�سم ال
ُ
� ُ
-
وحديث
ُ المتواتر
ُ الحديث
ُ
وطرق و�صو ِل ِه �إلينا.
ِ احلديث
ِ رواة
عدد ِ �إىل ِ
بثبوت
ِ ني
يفيد اليق َ احلديث ُِ ورود
ِ ُ
طرق تعد ُد
ّ - ِ
اآلحاد
واية و�صد ِقها.الر ِ ّ
�أقر�أُ:
()1
ر�سول اهلل َ « :hم ْن َك َذ َب َع َل َّى ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال َّن ِار».
ُ َ
قال
ثم
أوقات متباعدةٍَّ ،
حابة يف � ٍ ال�ص ِ
من ّ
كبري َ
وقائع خمتلفةٍ ،و�سم َع ُه م ْن ُه عد ٌد ٌ
َ النبي hيف حد َث ِبه ُّ احلديث ّ
ُ هذا
احلديث،
ِ أحاديث ،وهكذا ك َرث روا ُة هذا
ِ رواة ال
من ِ آخر ْ ني ،ونق َل ُه ال ّتابعونَ �إىل عددٍ � َ
من ال ّتابع َ نق َل ُه ّ
ال�صحاب ُة �إىل عددٍ َ
ني ا ّل َ
ذين دو ُنو ُه يف كتبِهم. من املحدث َ َ
و�صل �إىل عددٍ كب ٍري َ واتّ�س َع ْت طر ُق ُه ح ّتى
الروا ِة؟
حيث عد ُد ّ
من ُأحاديث نق َل ْت بهذه الكيفيّ ِة ْ
ِ Cتُرىَ ،هلْ جمي ُع ال
احلديث؟
ِ احلكم على
ِ احلديث وطر ِق ِه � ٌأثر يف
ِ Cهلْ لكرث ِة روا ِة
احلديث بالنّظ ِر �إىل عد ِد روا ِت ِه؟
ِ تق�سيم
ِ Cمِبَ � َ
أ�سهم العلما ُء يف جمالِ
متواتر
ٍ أحاديث �إىل
َ فق�س ُموا ال
احلديثّ ،
ِ وطرق
ِ واة
الر ِ
بعدد ّ
أحاديث ِ
ِ املحدثونَ يف درا�س ِتهم لل
ِّ لقد اع َتنى
ِ
كل ال ّتا َ
يل: ال�ش َ متعدد ًة �أخرىِ ،
انظر َّ أنواعا ِّ
ق�سم � ً و�آحادٍ ،وجع ُلوا ِّ
لكل ٍ
�أُ ِ
الحظُ :
هي:
احلديث املتوات ِر ِ
ِ �رشوط
ِ أهم التعريف ْ
الحظ �أ َّن � َّ ِ ِ -م ْن خاللِ
قل.
و�صح ِة ال ّن ِ
َّ واية
الر ِبثبوت ّ
ِ ني ُ
يح�صل بكرث ِتهم اليق ُ واة
الر ِ
من ّ
كثري َ
جمع ٌ
ٌ ال�ش ُط ال َّأو ُل� :أنْ يرو َي ُه
رَّ
الرواي ِة؟
وثبوت ّ
ِ الروا ِة Cما العد ُد الّذي ي�ؤ ّدي �إىل اليق ِ
ني ب�صدقِ ُّ
................................................................................................................
ال�سند فال يتحق َُّق يف هذا
ِ طبقات
ِ ال�سند ،فلو اخت َّل ْت يف طبق ٍة ْ
من ِ طبقات
ِ جميع
ِ ال�ش ُط ال ّثاين� :أنْ تكونَ الكرث ُة يف
رّ
واتر.
و�صف ال َّت ِ
ُ اخل ِرب
الكذب.
ِ واة وتواط�ؤُهم على
الر ِ العادة ات ُ
ِّفاق ُّ ِ َ
ي�ستحيل يف ال�ش ُط ال ّث ُ
الث� :أنْ رَّ
احل�س فيقولوا َ�سمعنا �أو َر�أينا.
م�ستند خربهم ُّ
ُ ال�رشط الرابع� :أنْ يكونَ
الكذب؟
ِ Cما الأمو ُر الّتي -يف العاد ِة -تفي ُد عد َم اتِّفاقِ ُّ
الروا ِة على
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
61
� -أق�سا ُم احلديثِ املتوات ِر:
اللفظ:
متواتر ِ
ُ �أ.
واتر ً
لفظا ومع ًنى. احلديث ا َّلذي ُن َ
قل بال َّت ِ ُ ُه َو
حابة� ،أو�ص َل ُه
ال�ص ِ
كبري ِم َن ّ حديثَ « :م ْن َك َذ َب َع َل َّى ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال َّن ِار»(ْ ،)1
فقد روا ُه عد ٌد ٌ ُ ومثا ُل ُه
�صحابي.
ٍّ مئة �صحابيا ،و�أو�ص َله ُ
بع�ضهم �إىل ِ ًّ ني بع�ض العلما ِء �إىل �أك َرث ْ
من ثالث َ ُ
متواتر املعنى:
ُ ب.
يتواتر يف ال َّل ِ
فظ. ْ تواتر يف املعنى ولمَ ْ
احلديث ا َّلذي َ
ُ ُه َو
من عن ا َّلتي يرويها ال ُ
آخر� ،إ ّال �أنَّ بي َنها ْ
قد ًرا َ هلل hواقع ًة خمتلف ًة ِ
ر�سول ا ِ
ِ عن
�صحابي ْ
ٍّ يروي ُك ُّل
َ َ
وذلك ب�أنْ
املعنوي.
ِّ واتر
ي�سمى بال َّت ِ
القد ُر ّ
اال�شرتاك ،فهذا ْ
ِ
عند
يديه َ
رفع ِ
حديث يف ِ
ٍ مئة النبي َ h
نحو ِ عن ِّ فقد ُر ِو َي ِ
للدعا ِءْ ،
النبي hيد ْي ِه ُّ
رفع ِّاملعنويُ :
ِّ املتواتر
ِ ُ
مثال
َ
امل�شرتك بينها َ -و ُه َو القد َر
لكن ْتتواترَّ ،
ْ ق�ضي ٍة منها ملْ تختلف َع ِن الأخرىُّ ،
فكل َّ ُ ق�ضي ٍة
حديث منها يف َّ
ٍ الدعا ِءُّ ،
وكل ُّ
رق. جمموع ّ
الط ِ ِ باعتبار
ِ تواتر
الدعا ِء َ -
عند ُّ
يديه َ
رفع ِ
ُ
أقارن:
� ُ
حيث ُط ُر ُق النّ ِ
قل وامل�صداقيّةُ؟ من ُواحلديث املتوات ِر ْ
ِ Cقارنْ ب َ
ني الإ�شاع ِة
................................................................................................................
................................................................................................................
متعم ًدا.»....
علي ّكذب َّ
حديث « َم ْن َ
َ ال�صحاب ِة الّ َ
ذين َرووا من ّال�شبك ِة املعلوماتيّ ِة َع ْن ع�شرَ ٍة َ
من خاللِ ّ
ابحث ْ
ْ C
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
65 ( )3ميكنك الرجوع �إىل :كتاب (االزهار املتناثرة يف الأخبار املتواترة) للإمام ال�سيوطي ،وكتاب (نظم املتناثر من احلديث املتواتر) ملحمد
الكتاين ،كما ميك ُن َك الرجوع للمواقع املتخ�ص�صة.
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
واحلكم.
ُ الرواةُ،
حيث ُّ
من ُ
وحديث الآحا ِد ْ
ِ احلديث املتوات ِر
ِ Cقارنْ ب َ
ني
احلديث/
ِ نوع
ُ
احلكم
ُ الروا ِة
عد ُد ّ �أوج ُه املقارن ِة
............................................ ............................................
املتواتر
ُ
............................................ ............................................
............................................ ............................................
الآحا ُد
............................................ ............................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
ا�س �أَ ْج َم ِع َ
ني»(.)1 النبي َ « :hال ُي�ؤْ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح َّتى �أَ ُكونَ �أَ َح َّب �إِ َل ْي ِه ِم ْن َوا ِل ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوال َّن ِ
قال َُّ
احلديث.
ِ أكمل املخ َّط َط التّايل ،ث َُّم بينّ ْ َ
نوع هذا �ص هذ ِه ال ُّط َ
رقَّ ،ثم � ِ تفح ْ
احلديث ُروِ ي بع ّد ِة طرقٍ َّ ،
ُ Cهذا
عن ال ْأع َر ِج، حد َثنا �أبو ال ِّز ِ
نادِ ، بَ ،
قالَّ : يمانَ ،
قالْ � :أخ َربنا ُ�ش َع ْي ٌ حد َثنا �أبو ا ْل ِ البخاريَ ،
قالَّ : ُّ ريق ال َّأو ُل :ما روا ُه َّ -
الط ُ
قال« :ال ُي ْ�ؤ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح ّتى �أَ ُكونَ .» .. ر�ضي اهلل عن ُه � -أنَّ َر َ
�سول اهلل َ h َ رير َة - َ
َع ْن �أبي ُه َ
حدثنا ُ�ش ْع َب ُة َع ْن
قالَّ : حدثنا �آد ُمَ ، قالَّ : إبراهيمَ ،
َ بن �
قوب ُ حد َثنا َي ْع ُ
قال َّقالَ : البخاري َ
ُّ الطريق الثاين :ما روا ُه
ُ -
النبي « :hال ُي ْ�ؤ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح ّتى �أَكونَ َ�أ َح َّب ِ�إ َل ْيه.» .. قال ُّ قالَ : قَتا َدةََ ،عن �أ َن ٍ�سَ ،
العزيز ْب ِن ُ�ص َه ْي ٍب،
عبد ِبن ُع َل ّيةََ ،ع ْن ِ ُ
إ�سماعيل ُ بن َح ْر ٍبَ ،ح َّد َثنا � م�سلم َ
قالَ :ح َّد َث ِني ُز َهيرْ ُ ُ ٌ الث :ما روا ُهريق ال ّث ُ ّ -
الط ُ
ر�سول اهلل « :hال ُي ْ�ؤ ِم ُن َع ْب ٌد َح ّتى �أَكونَ .» ..
ُ َع ْن �أَ َن ٍ�س َ
قالَ :
قال
�صهيب َع ْن
ٍ بن
العزيز ِ
ِ عبد
وار ِث َع ْن ِ حد َثنا َع ُ
بد ا ْل ِ بن �أبي َ�ش ْي َبةََّ ،�شيبانُ ُ م�سلمَ ،
قالَ :ح َّد ْثنا ْ ٌ ابع :ما روا ُه
الر ُ
ريق ّ ّ -
الط ُ
الر ُج ُل َح ّتى َ�أكونَ .»...
ر�سول اهلل « :hال ُي ْ�ؤ ِم ُن َّ ُ �أَ َن ٍ�س َ
قالَ :
قال
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
واحلكم.
ُ الروا ِة
حيث عد ُد ّ
الغريب ِم ْن ُ
ِ واحلديث
ِ العزيز
ِ واحلديث
ِ احلديث امل�شهو ِر
ِ Cقارنْ يف جدولٍ ب َ
ني
67
الدر�س الأول:
-املنهج النبوي يف الدعوة.
الدر�س الثاين:
�-سورة الأحزاب ،الآيات (.)62 - 49
الدر�س الثالث:
-الإمام ال�شافعي.
الدر�س الرابع:
-املنهج النبوي يف الإ�صالح.
الدر�س اخلام�س:
-نفي�سة العلوم.
68
املحاو ُر
إلهي
الوحي ال ُّ
ُ
ال�سري ُة مي)(القر� ُآن الكر ُ
وال�شخ�صيات
ُ آيات
�-سور ُة الأحزاب ،ال ُ
(.)62 - 49
69
الدر�س الأول:
�أُ َد ِّللُ:
املالمح العام ِة للدعو ِة النبويَّ ِة يف َّ
مك َة واملدينةَ .دلِّلْ على كلٍّ منها: ِ � Cأما َم َك جمموع ٌة َ
من
الدعوة الإ�سالمية.
ِ بتبليغ
ِ -االهتما ُم
................................................................................................................
امل�سلمة.
ِ أجل بنا ِء قاعد ٍة �صلب ٍة لل َّأم ِة
من � ِ
للدعوة ْ
ِ ا�ستجاب
َ برتبية َم ِن
ِ -االهتما ُم
................................................................................................................
مكان ن�ش�أ ِتها.
ِ اجلمود بها يف
ِ وعدم
ِ بالدعوة
ِ -احلرك ُة
................................................................................................................
70
الدعوة.
ِ مل�ستقبل
ِ ُ
والتخطيط العمل
ِ ا�ستمرار
ُ -
................................................................................................................
من اجتا ٍه و�أك َرث ْ
من �صعيدٍ . باالنطالق بها يف �أك َرث ِ
ِ الدعوة
ِ عاملية
ِ حتقيق
ُ -
................................................................................................................
�أَذْكُ ُر:
الر�سول h
ِ قامت عليها ُ
دعوة ثاني ًا :ال ُ
أ�س�س التي ْ
عقبات كثريةً،
ٍ معبد ًة �أما َمهْ ،
بل واج َه يف �سبي ِلها الطريق َّ
ُ تكن
الدعوة ،مل ِ
ِ أمانة ُ
الر�سول hتبليغَ � ِ فحينما ُك ِّل َ
تبليغها،
حري�صا على ِ
ً أمانة ً
م�ستم�سكا ب�أدا ِء ال ِ جميع �أحوا ِلها
ِ وح�صارا وهجرةً ،وكانَ يف
ً �شديدا ،وا�ضطها ًداً وعنا ًدا
هلل
عبادة ا ِ اجلاهلي ِة �إىل الوثنية وفو�ضى عبادة من حتو َل فيه ح ّتى حق ََّق ُ
ِ َّ ِ ِ املجتمع ْ
ُ منقطع النظ ِري؛ َّ
َ جناحا
الدعوة ً
ِ اهلل لهذه
أحد.
الواحد ال ِ
ِ
النجاح؟
ُ قامت عليها هذه الدعو ُة حتّى حتق ََّق لها َ
ذلك Cما ال ُ
أ�س�س التي ْ
71
هلل تعاىل:
إخال�ص ِ
ُ .1ال
خمل�صا
وجل ًبل كانَ يدعو �إىل اهلل ع َّز َّ
أر�ضيةٍْ ،
ب�رشي �أو فل�سف ٍة � َّ
ٍّ نظام
نف�س ِه �أو �إىل ٍ ُ
الر�سول hيدعو �إىل ِ ملْ ِ
يكن
وحده.
هلل َ
اجلميع عبا ًدا ِ
ُ له ،وغاي ُته �أنْ يكونَ
�أُ َد ِّللُ:
قال تعاىل :ﱫ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﱪ( .ال�شعراء .)3
ذلك بكث ٍري ،دلِّلْ على َ
ذلك. من َأكرب ْ هم الر�سولِ hحم�صو ًرا يف جمر ِد القيا ِم بالدعو ِة ،بلْ كانَ ُّ
همه � َ Cملْ ْ
يكن ُّ
................................................................................................................
................................................................................................................
إليه:
العلم مبا يدعو � ِ
ُ .2
�أُ ِّ
و�ض ُح:
قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﱪ( .يو�سف .)108 َ
Cما املق�صو ُد بالب�صري ِة؟
................................................................................................................
Cما الآثا ُر املرتتب ُة على كلٍّ ْ
من:
هلل تعاىل؟
يدعو فيها �إىل ا ِ
البيئة التي ُ
أحوال ِالداعية � َ
ِ معرفة
ِ عدم
ِ -
................................................................................................................
أعمال؟
واملفا�سد املرتتب َة على ال ِ
َ امل�صالح
َ الداعية
ِ مراعاة
ِ عدم
ِ -
................................................................................................................
إليه: ُ
العمل مبا يدعو � ِ .3
قال ُ
اهلل تعاىل :ﱫﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ َ
ﯤ ﯥ ﯦﱪ( .الأنعام .)163 - 162
72
�أُ َب نِّ ُ
ي:
Cما �أهميَّ َة توا ُف ِق دعو ِة الداعي ِة مع عم ِله؟
................................................................................................................
................................................................................................................
ُ
أخالق:
.4ال
حق ر�سو ِله :hﱫ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﱪ( .القلم .)4 َّ
وجل -يف ِّ َ
قال -ع َّز
�أُ َد ِّللُ:
العاطفي:
ُّ املنهج
ُ .1
إظهار الر� ِأفة
احل�سنة ،و� ِ
ِ كاملوعظة
ِ ال�شعور والوجدانَ ،
َ وحتر ُك
القلبِّ ،
ِ أ�ساليب التي ترتك ُز على
ِ وهو جمموع ُة ال
امل�ساعدات
ِ وتقدمي
ِ ين ،وت�أمنيِ خدما ِتهم،
املدعو َ
ِّ حاجات
ِ احلانية ،وق�ضا ِء
ِ واملناداة
ِ الطي ِبة
بالكلمة ِّ
ِ ين
باملدعو َ
ِّ والرحمة
ِ
لهم.
العاطفي:
ِّ املنهج
يتوافق م َع ا�ستخدا ِم ِ
ُ واطن الدعويَّ ِة ،ح ِّد ْد منها ما � Cأما َمك جمموع ٌة َ
من امل َ ِ
أطفال وامل�ساكنيِ
ال�ضعيفة كال ِ
ِ القلوب
ِ اجلاهل – دعو ُة العلما ِء -دعو ُة �
أ�صحاب
ِ ِ دعو ُة
املعاندين.
َ اخل�صوم
ِ أرحام – دعو ُة التع�ص ِب لآرا ِئهم -دعو ُة ال ِ
أقارب وال ِ ُّ عن
البعيدين ِ
َ دعو ُة املن�صف َ
ني
74
العقلي:
ُّ املنهج
ُ .2
أقي�سة،
العقلي ِة ،وال ِ
َّ كاملحاكمات
ِ واالعتبار،
ِ العقل ،وتدعو �إىل ُّ
التفك ِر ِ أ�ساليب ا َّلتي ترتك ُز على
ِ هو جمموع ُة ال
َ
أمثال.
و�رضب ال ِ
ِ واحلوار،
ِ واملناظرة،
ِ واجلدال با ُ
حل�سنى، ِ
وعند
َ العقليةَ،
َّ ات
هي ِ أمور الظاهر َة َ
والب َد ّ ين ال َ
املدعو َ
ِّ إنكار
واطن � ِ
أ�سلوب يف َم ِ
َ وقد كانَ hي�ستخد ُم هذا ال
ْ
بال�شبهات
ِ دعوة املت�أ ِّث َ
رين ِ وعند
َ ال�سليم،
ِ العقلي
ِّ باملنهج
ِ أ�رسع َم ْن يت�أ َّث ُر
باعتبارهم � َ
ِ أفكارهم
ين بعقو ِلهم و� ِ
املعتد َ
ِّ دعوة
ِ
بالباطل.
ِ ني
املخدوع َ
العقلي
ِّ املنهج
أ�ساليب ِ
َ هلل تعاىل ،ميِّ ْز ِم ْن بينها � ُ
الر�سول hيف دعو ِته �إىل ا ِ أ�ساليب التي ا�ستخد َمها
من ال ِ � Cأما َم َك جمموع ٌة َ
مبينًا نو َعه .
َال�« :إِ يِّن لأُ ِح ُّب َك َيا ُم َعا ُذ».
هلل َ hفق َ َال� :أَ َخ َذ ب َِي ِدي َر ُ�س ُ
ول ا ِ َعن مع ِاذ ب ِن جب ٍل -ر�ضي ُ
اهلل عنه -ق َ
َ ْ َُ ْ ََ
الةٍَ :ر ِّب �أَ ِع ِّني َع َلى ِذ ْك ِر َك ال ت ََد ْع أ�َنْ َتق َ
ُول فيِ ُك ِّل َ�ص َ هلل َ « :hف َ َال َر ُ�س ُ
ول ا ِ هللَ ،فق َ َف ُق ْل ُتَ :و�أَ َنا �أُ ِح ُّب َك َيا َر ُ�س َ
ول ا ِ
َو ُ�ش ْك ِر َك َو ُح ْ�س ِن ِع َبا َد ِت َك»(.)1
................................................................................................................
«احف َْظ
َالْ :هلل! َع ْو َرا ُت َنا َما َن�أ ِتي ِم ْن َها َو َما َن َذ ُر؟ ق َ هلل َ h
فقالَ :يا َنب َِّي ا ِ َ
ر�سول ا ِ ال�صحابة
ِ �س� َأل � ُ
أحد
�ض ،ق َ
َال�« :إِ ِن هلل! �إ َذا َكانَ ا ْلق َْو ُم َب ْع ُ�ض ُه ْم فيِ َب ْع ٍ
ول ا ِ َع ْو َرت ََك �إ َّال ِم ْن َز ْو َج ِت َك �أَ ْو َما َم َل َك ْت مَيِي ُن َ
ك». ُق ْل ُتَ :يا َر ُ�س َ
َال« :ف ُ
َاهلل � َأح ُّق �أنْ َي ْ�س َت ْحي َِي ِم ْن ُه هلل! �إِ َذا َكانَ � َأح ُد َنا َخا ِل ًيا ،ق َ ال َي َر َي َّن َها». فق َ
َالَ :يا َنب َِّي ا ِ ا�س َت َط ْع َت �أنْ َال َي َر َاها � َأح ٌد َف َ
ْ
ا�س»(.)2
ال َّن ُ
................................................................................................................
................................................................................................................
( )1رواه الن�سائي )2( .رواه الرتمذي ،وقال حديث ح�سن )3( .رواه �أبو داود.
75
هلل َ hو َكا َن ْت َي ِدي ت َِط ُ
ي�ش َالُ :ك ْن ُت فيِ ِح ْج ِر َر ُ�س ِ
ول ا ِ اهلل عنهما -ق َ عن ُعمر ب ِن �أبِي �س َلم َة -ر�ضي ُ
َ َ َ ْ َ َ ْ
ال ُم� ،سم َ
اهلل َو ُك ْل ب َِي ِمي ِن َك َو ُك ْل مِ َّما َي ِل َ ال�ص ْحف َِةَ ،فق َ
يك»(.)1 َال يِلَ « :يا غُ َ َ ِّ فيِ َّ
................................................................................................................
هلل� ،إئ َْذنْ يِل بِال ِّز َناَ .ف�أَق َْب َل ا ْلق َْو ُم َع َل ْي ِه َال� :إِنَّ َف ًتى َ�شا ًّبا �أَتَى ال َّنب َِّي َ hفق َ
َالَ :يا َر ُ�س َ
ول ا ِ َع ْن �أَبِي �أُ َما َمةَ ،ق َ
هللَ ،ج َع َل ِني َال� :أَتحُ ِ ُّب ُه لأُ ِّم َك؟ ق َ
َال ال َوا ِ �س ،ق َ
َال :ف ََج َل ََال� :أ ْد ُن ْه .ف ََد َنا ِم ْن ُه ق َِر ًيبا .ق َ َف َز َج ُرو ُه ،قَا ُلواَ :م ْه َم ْهَ .فق َ
هلل جع َل ِني ُ
اهلل ِف َد َاء َك! هلل َيا َر ُ�س َ َال �أَ َف ُت ِح ُّب ُه ال ْب َن ِت َك؟ ق َ
ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لأُ َّم َهاتِهِ ْم .ق َ ُ
اهلل ِف َد َاء َك! ق َ
ول ا ِ َ َ َال :ال َوا ِ َال َوال ال َّن ُ
ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه هلل جع َل ِني ُ
اهلل ِف َد َاء َك! ق َ َال� :أ َف ُت ِح ُّب ُه لأُ ْخ ِت َك؟ ق َ
ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َب َناتِهِ ْم .ق َ ق َ
َالَ :وال ال َّن ُ َال :ال َوا ِ َ َ َالَ :وال ال َّن ُ
ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َع َّماتِهِ ْم .ق َ
َال� :أ َف ُت ِح ُّب ُه اهلل ِف َد َاء َك! ق َهلل جع َل ِني ُ لأَ َخ َواتِهِ ْم .ق َ
َال� :أ َف ُت ِح ُّب ُه ِل َع َّم ِت َك؟ ق َ
َالَ :وال ال َّن ُ َال :ال َوا ِ َ َ
َال :ال َّل ُه َّم َال :ف ََو َ�ض َع َي َد ُه َع َل ْي ِه َوق َ
ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لخِ َ االتِهِ ْم .ق َ اهلل ِف َد َاء َك! ق َ هلل جع َل ِني ُ لخِ َ ا َل ِت َك؟ ق َ
َالَ :وال ال َّن ُ َال :ال َوا ِ َ َ
اغْ ِف ْر َذ ْن َب ُهَ ،و َط ِّه ْر َق ْل َب ُهَ ،و َح ِّ�ص ْن ف َْر َج ُهَ ،ف َل ْم َي ُك ْن َب ْع ُد َذ ِل َك ا ْل َف َتى َي ْل َت ِف ُت ِ�إلىَ َ�ش ْي ٍء( )2.
................................................................................................................
................................................................................................................
التجريبي:
ُّ احل�سي �أو
ُّ املنهج
ُ .3
والتجارب؛ كا�ستدعا ِء
ِ امل�شاهدات
ِ وتعتمد على
ُ احلوا�س،
ِّ أ�ساليب الدعو َّي ِة التي ترتك ُز على
ِ وهو جمموع ُة ال
َ
أخالق
تعليم ال ِ
ِ العملية يف
ِ القدوة
ِ وا�ستخدام
ِ التطبيقي،
ِّ التعليم
ِ أ�سلوب
ِ وا�ستخدام �
ِ املح�سو�سات،
ِ لتعر ِف
احلوا�س ُّ
ِّ
وال�سلوك.
ِ
77
�أَ ْ�س َت ْنت ُِج:
ُ
الر�سول hيف دعو ِت ِه هللِ. ا�ستنتج � َأثر املوعظ ِة احل�سن ِة التي اتّب َعها
ْ Cت� ِ
أمل املوقفينْ ِ التالينيَِّ ،ثم
................................................................................................................
النبي
ذلك َّ أنف�سهم �شي ًئا ،فبلغَ َ أن�صار ،فوجدوا يف � ِ يعط ال َ الغنائم يو َم حننيٍ ملْ ِ
َ الر�سول h ُ ق�سمحينما َ
الد ْن َيا
اع ٍة ِم ْن ُّ ال ْن َ�ص ِار فيِ ُل َع َ جاء يف موعظ ِتهَ �..« :أو َج ْد مُ ْت فيِ �أَ ْنف ُِ�س ُك ْم َيا َم ْع رَ َ
�ش ْ أ ووعظهم ،وكانَ َّمما َ َ hفجم َعهم
ِال�ش ِاة َوا ْل َب ِع ِري
ا�س ب َّ ال ْن َ�ص ِار �أنْ َي ْذ َه َب ال َّن ُ ْت ب َِها ق َْو ًما ِل ُي ْ�س ِل ُمواَ ،و َو َك ْل ُت ُك ْم �إلىَ ِ�إ ْ�سلاَ ِم ُك ْم؟ �أ َفلاَ ت َْر َ�ض ْونَ َيا َم ْع رَ َ
�ش ْ أ َت�أ َّلف ُ
ْ�س حُ َم َّمدٍ ب َِي ِد ِه َل ْوال ا ْلهِ ْج َر ُة َل ُك ْن ُت ْام َر�أً ِم ْن الأ ْن َ�ص ِار! َو َل ْو هلل hفيِ ِر َحا ِل ُك ْم؟ ف ََوا َّل ِذي َنف ُ ول ا ِ َوت َْر ِج ُعونَ ب َِر ُ�س ِ
ال ْن َ�ص ِارَ ،و�أَ ْب َن َاء
ارَ ،و�أَ ْب َن َاء ْ أ ا�س ِ�ش ْع ًبا َو َ�س َل َك ْت الأ ْن َ�ص ُ
ار ِ�ش ْع ًبا َل َ�س َل ْك ُت ِ�ش ْع َب الأ ْن َ�ص ِار! ال َّل ُه َّم ْار َح ْم الأ ْن َ�ص َ َ�س َل َك ال َّن ُ
هلل ِق ْ�س ًما َو َح ًّظا(.)2ول ا ِ اه ْمَ ،وقَا ُلواَ :ر ِ�ضي َنا ب َِر ُ�س ِ�أ ْب َنا ِء الأ ْن َ�ص ِار» ،ف ََب َكى ا ْلق َْو ُم َح َّتى � ْأخ َ�ض ُلوا لحِ َ ُ
................................................................................................................
�أُ َب نِّ ُ
ي:
وج َل ْت ِم ْن َها
مو ِعظ ًة َبلي َغةً؛ ِ
هلل ْ h ُ
ر�سول ا ِ َ
«وعظ َنا هلل َ h
قال: ر�سول ا ِ
ِ عن
بن �ساري َة ْ
العربا�ض ُ
ُ روى
موع .)3(»..
الد ُ القلوب ,و َذ َرف ْ
َت م ْن َها ُّ ُ
Cمتى تكونُ املوعظ ُة بليغةً؟
................................................................................................................
................................................................................................................
( )2-1رواهما م�سلم )3( .رواه احلاكم يف امل�ستدرك على ال�صحيحني ،كتاب العلم.
78
أ�سلوب املجادل ِة با ُحل�سنى:
ُ � .3
�صحيح
ٍ أ�سلوب
ٍ احلق ون�رص ِته ،وكانَ ب�
إحقاق ِّ
ف �إىل � ِ احلج ِة با ُ
حل َّج ِة ،ويكونُ حممو ًدا �إذا َه َد َ هو مقابل ُة َّ ُ
اجلدال َ
هلل:
كتاب ا ِ
ِ أمر لر�سو ِل ِه ً h
مقيدا يف جاء ال ُ َ
لذلك َ ٌ
جدال مذمو ٌم، فهو خالف َ
ذلك َ َ ي�ؤ ِّدي �إىل اخل ِريَّ � ،أما �إذا كانَ
ﱫﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱪ( .النحل .)125
ُ
الر�سول hيف الدعوة من الطرق التي ا�ستَ ْخ َدمها
خام�ساَ :
ً
واحلجيج و َد ْعو ِتهم
ِ واق أماكن تجَ َ ُّمع ال َّن ِ
ا�س َكال ْأ�س ِ الذهاب �إىل � ِ
ُ .1
الم.
�إىل ال ْإ�س ِ
لي وكانَ َج ِاه ًّليا و� ْأ�س َلم قال :ر أ� ْي ُت
بن َع ّبادٍ الد ْي ِّ
عن ربي َع َة ِ
ْ
ا�س ُ
يقول «يا �أ ُّيها ال ّن ُ وق ذي املَ ِ
جاز ب�س ِ
عي ِني ُ هلل hب�صرَ ْ َ
ر�سول ا ِ
القيم:
ابن ِ ُ
يقول ُ
َ�صفُون قُولوا ال �إله � اّإل ُ
اهلل تُف ِلحوا» ،و َي ْد ُخ ُل يف ِف ِ
-ذكر ُ ا�س ُم َتق ّ
جاجها وال ّن ُ
الدعوة وجع َلها ثالث َة
ِ مراتب
َ اهلل َ
وهو ال َي ْ�س ُك ُت ،يق ُ
ُول�« :أ ّيها �شي ًئاُ ،يقول ْ ُ أحدا
ليه ،فَما ر أ� ْي ُت � ً َع ِ
املدعو:
ِّ حال
بح�سب ِ
ِ أق�سام
� ٍ
ال � ْأح َ ُ
و�ضيء ول ِ ا�س قو ُلوا ال �إله � اّإل اهلل ُت ْف ِلحوا» � ،اّإل �أنَّ َ
وراء ُه َر ُج ً ال ّن ُ
راغبا فيه
احلق ً
طالبا َّ
.1ف�إ َّن ُه � َّإما �أنْ يكونَ ً
ب ،ف ُق ْل ُتَ :م ْن هذا؟ كاذ ٌ ُ
يقول� :إ َّن ُه َ�صاب ٌِئِ ، الو ْج ِه ذا غَ َ
ديرتينْ ِ َ
حمبا له م� ًؤثرا له على غ ِريه �إذا عرفَه،
ًّ
قلتَ :م ْن هذا الذي وهو َي ْذ ُك ُر ال ُّن ّ
بوةَُ ، عبد اهلل ُ
بن ِقالوا :حُ َم َّم ُد ُ
يحتاج �إىل
ُ باحلكمة ،وال
ِ فهذا ُيدعى
لهب(.)1 ُي َك ِّذ ُبه؟ قَالواُّ :
عمه �أبو ٍ
موعظ ٍة وال جدالٍ .
َلما َنز ْلنا ِم ً
نى �إ َذا رك َ
قالَ :ح َج ْج ُت َمع �أبي ف ّ وعن ُم ْد ٍ
ْ
ب�ضد
ِّ معر ً�ضا م�شتغ ً
ال .2و� َّإما �أنْ يكونَ ّ
ال�صاب ُِئ،
فقلت لأبيَ :ما هذه اجلماعةُ؟ قال :هذا َّ ُ نحن بجماع ٍة
ُ
ولكن لو عرفَه �آثره واتب َعه،
ْ احلق
ِّ
يقول“ :يا أ�يها ال ّنا�س قُولوا :ال �إله � اّإل ُ
اهلل ُ ُ
ر�سول اهلل h ف�إذا
ُ ُّ
املوعظة
ِ احلكمة �إىل
ِ مع
يحتاج َ
ُ فهذا
ُت ْف ِلحوا”(.)2
والرتهيب.
ِ بالرتغيب
ِ
معار�ضا ،فهذا
ً معاندا
ً .3و� َّإما �أنْ يكونَ
�سالة َكما يف ِر ْحل ِته �إىل َّ
الطائف. الر ِ ليغ ِّ
وال�سف َُر ل َت ْب ِ
الرحل ُة َّ
ّ .2
أح�سن(.)3
جادل بالتي هي � ُُ ُي
( )1رواه �أحمد ،رقم )2( .19026رواه الطرباين يف املعجم الكبري ،رقم )3( .806ال�صواعق املر�سلة على اجلهمية واملعطلة .1276 /4
79
إ�سالم: ليغ القبا ِئ َل ْ
ودعو ِتهم �إىل ال ِ لتب ِ
عاة ْ
الد ِ ُ � .3
إر�سال ُ
بن عم ٍ -ر�ضي ُ
مع َم ْن � ْأ�س َل َم َ
من ال ْأو ِ�س حيث � ْأر َ�سله َ
ُ اهلل عنه - َ م�صعب ُ يرْ
ُ وكانَ � ّأو ُل َ�سف ٍري َّ
للر�سول h
الد ْعو َة فيِ املَ ِ
دينة ق َْب َل الهِ ْج ِ
رة. واخل ْز َر ِج ُليب ِّلغَ َّ
بن
مرو َ بن َعو ٍف -ر�ضي ُ
اهلل عنه � -إىل َد ْوم َة ا َ َكما َ
وبعث َع َ
َ الم،
يدعوهم �إىل ال ْإ�س ِ
جل ْن َد ِل ْ َ الرحمن َ ِْ بد
بعث َع َ
بن �أبي َط ٍ
الب علي َ ُ ربَ ،كما َ
ر�ضي اهلل عنه -ثم ََّ الوليد -
ِ بن
خالد َبعث َ َبائل ال َع ِ
�ض ق ِا�ص -ر�ضي اهلل عنه � -إىل َب ْع ِال َع ِ
من.
الي ِ ُ
ر�ضي اهلل عنه � -إىل َ
َ -
امللوك والأمرا ِء:
ِ ُ .4مكاتَب ُة
بجربو ِتها �أنْ
قري�ش َ
ٌ يت
ني ح ّتى َر ِ�ض ْ
امل�سلم َ
يت َ�شوك ُة ْ
وب ،وق َِو ْ
احلر ِ تفر َغ ُّ
النبي ِ hمن ُ احلد ْيبيةَّ ،
لح َ بعد ُ�ص ِ
َ
امللوك والأمرا ِء
ِ بي hخماطب َة وات ا ّلتي ات َ
ّخذها ال َّن ُّ عوي ،وكانَ �أ ْبر ُز ا ُ
خل ُط ِ الد ُّ
ني َّ
امل�سلم َ ُ
ن�شاط ْ ُهاد َنهم ،فا ْزدا َد
تُ�صاحلهم وت ِ
العربية.
ِ والأُ ِمم الأخرى غيرْ ِ
ود ْحي َة بن �أبي ب ْل َتع َة -ر�ضي ُ
اهلل عنه ِ - جا�شيَ .كما � ْأر َ�سل �إىل املُقَو ِق ِ�س كتا ًبا َمع ِ
حاطب ِ حيث � َ
أر�سل �إىل ال َّن ُ
َ ّ
رين.
الب ْح ِ را�سل ِك�سرْ ى َم ِل َك
َ الكلبي -ر�ضي ُ
َ
اكم َ
بن َ�ساوى َح َ
واملنذر َ
َ فار�س،
َ اهلل عنه � -إىل ِه َرقْل .كما َ َّ
80
ال�س�ؤالُ الأولُ :
النبي � hأنْ يبد�أَ بد ْع َو ِة ع�شريته و�أقارب ِه قبلَ غريهم؟ Cملاذا � َ
أمر اهلل تعاىل َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
قم ِبن �أبي الأ ْر َق ِم للقَا ِء � ْأ�صحاب ِه �رسًّا؟
بي hدا َر الأ ْر ِ Cما ُ
�سبب اختيا ِر النّ ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
الثالث:
ُ ال�س�ؤال
هلل تعاىل:
�سمات الر�سولِ hالتالي ِة يف جمالِ دعوت ِه ِ
ِ Cدلِّل على
هلل. ُ
التوكل على ا ِ -
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�صرب على الأذى.
ُ -
................................................................................................................
................................................................................................................
81
الرابع:
ُ ال�س�ؤال
َ
الملوك والأمرا َء �إلى الإ�سال ِم؟ Cما �أهميّ ُة دعو ِة الر�سولِ h
................................................................................................................
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤال
امللوك والأمرا ِء ودعوتهم �إىل الإ�سال ِم من خاللِ مكاتبات ِه �إليهم؟
منهج الر�سولِ hيف خماطب ِة ِ َ C
كيف كانَ ُ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�ساد�س:
ُ ال�س�ؤالُ
ال�سابع:
ُ ال�س�ؤالُ
آخرين للإ�سالم.
احلديثُ .مبيناً �أهمي َة دعو ِة ال َ
ِ النبي hوالدعو ِة يف الع�صرْ
ا�ستخ َدمها ُّ
أ�ساليب التي ْ
ني ال ِ ْ C
اربط ب َ
................................................................................................................
................................................................................................................
82
من �آثار العمارة الإ�سالمية
83
الدر�س الثاين:
َأ
أعلم و�أعملُ :
زاب.
ورة ال ْأح ِ
من ُ�س ِ
آيات (ْ )62 - 49 وحفظ ال ِ َ أتقن تالو َة
� ُ
ُ �-
وآداب ِ
بيت النّ ّبوة ُ حكام
ُ
ماليا.
تف�سريا � ْإج ًّ
ً آيات
� -أف�سرِّ ال ِ
� -أبينِّ ُ الأحكا َم الأ�سرُ َّي َة الوارد َة يف ال ِ
آيات. سورة األحزاب ،اآليات ()62 - 49
بالر�سول .h أحكام خا�ص ٍة َّ
ٍِ آيات من �أو�ض ُح ما ور َد يف ال ِ ّ �-
وحجاب ن�سا ِئه.
َ النبي h
لبيت ِّ خول ِ الد ِ آداب ُّ أذكر � َ
ُ �-
أ�سا�س
لمة على � ٍ امل�س ِ
اعة ْاجلم ِ
تنظيم َ
ِ يهات ق ُِ�ص َد بها �إعاد ُة َوج ٍيعات َوت ِت�ش ٍ زاب على رْ ملت �سور ُة ال ْأح ِ
ا�ش َت ْ
ْ
واجه ،وك�أنَّ َ
اهلل تَعاىل ومع أ� ْز ِ تملت كذ ِل َك َعلى رْ �أخالقيَ ،كما ْ
ال�ش ْخ ِ�ص َّي ِة يف ْبي ِته َ
ول ّالر ُ�س ِ
ياة َّ
بح ِخا�ص ٍة َ
يعات َّ ت�ش ٍ ا�ش ْ
بعده.
يال ِم ْن ِ
معرو�ض ًة لل ْأج ِ
َ عل حيا َة هذا ِ
البيت َ�صفْح ًة يج َ �أرا َد �أنْ ْ
�سول ِ hفيما ي َتع ّل ُق
بالر ِ يعات �أُ ْخرى َّ
خا�ص ٍة َّ عام ٍة للأُ َّم ِة رْ
وت�ش ٍ يعات ّ الي َة التي تجَ ْ ُ
مع بينْ َ ِت رْ�ش ٍ آيات ال ّت َ
فتد ّب ِر ال ِ
َ
والط َم�أْني َن ِة ال َق ْل ّبي ِة.
ْ�سي ِة ُ
احة ال َّنف ّ رةَ ،وتحَ ْ قيقًا َّ
للر َ الفط ِ وال�س َك ِن َك َغيرْ ِ ه ِم ْن َ
الب رَ�ش ،ت ْلبي ًة لندا ِء ْ واج َّ
اج ِته �إىل ال َّز ِ
وح َ
بب� ِرش َّي ِته َ
84
�أَتْلوَ ،و َ�أ ْح َفظُ :
ﱫ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ
ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ
ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ
ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﭑﭒﭓﭔ
ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ
ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ
ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ.
َط ّلق ُ
ُوه َّن. -ﱫ ﮕ ﱪ:
هور ُه ّن.
أعطي َت ُم َ
� ْ -ﱫ ﮠ ﮡ ﱪ:
الإ َماء. -ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ:
ُت� ّؤخ ُر. -ﱫ ﭒ ﱪ:
ت َُ�ضم � ْإلي ِك. -ﱫ ﭖ ﱪ:
85
آيات:
املعنى الإجمايل لل ِ
ل�ش ْخ ِ�صه
�صو�ص ّي ٍة َ الكرمية ما َي ُح ُّل ل ُه ِمن ال ّن�سا ِء ،و َما يف َ
ذلك ِم ْن ُخ ِ آيات
ول hيف ال ِ
للر�س ِ ُ
ِ يبينّ ُ اهلل تَعاىل ُ
مع ما مَيْ ِل ُك ِمن الإ َما ِء ،و�إذا �أرا َد ِت ْامر�أ ٌة �أنْ
هور ُه َّن َ
زو َجا ِته الالتي َدفَع ُم َ ولأَ ْه ِل ب ِْي ِتهَ ،على �أنْ ْ
ي�س َت ْب ِقي فيِ ِع ْ�ص َم ِته ْ
أربع ني ا ّل َ
ذين َح ّدد ُلهم � َ امل�سلم َ
و�ص ّيا ِت ِه hدونَ َب ِق ّي ِة ْ
و�ص ّي ٌة ِم ْن ُخ ُ�ص ِ
وهذه ُخ ُ�ص ِ ِ ت ََه َب نف َْ�سها ل ُه ِم ْن غَ يرْ ِ َم ْه ٍر جا َز َل ُه،
ْ�سيم َ زو َج غَ يرْ َما ِع ْندهُ ،ث َّم ّبي ِ جاتَ ،
من َتق ِالنبي ْ h
آيات �أنَّ اهلل تَعاىل � ْأعفَى َّ
نت ال ُ من �أن َي َت ّ
بي ُ hم ِنع ْ ذلك لأنَّ ال ّن َّ َز ْو ٍ
زوجا ِته
نفو�س ْ
ُ َطيب عند َز ْوج ٍة و� َّأخ َر غَ يرْ َها ،هذا � ْأم ُر ا ِ
هلل ح َّتى ت َ ِيت َ الليايل َعلى َز ْو َجا ِت ِه؛ فَال َذ ْن َب َع َل ْي ِه �أن ق ََّدم املَب َ
َ
�سول .h
الر ِو َي ْر َ�ضينْ َ َجمي ًعا بمِ ا َين ْل َن ِم ْن ُ�ص ْح ِبة َّ
86
Cبينّ ْ ِع ّد َة املطلق ِة يف كلٍّ من الأحوالِ التالي ِة:
خول بِها.......................................................................................... :
املد ِ
-غيرْ ِ ْ
املدخول بها.............................................................................................. :
ِ -
� -إذا كا َن ْت حاملاً .......................................................................................... :
وحتي�ض.............................................................................. :
ُ امل
غري َح ٍ � -إذا َك ْ
انت َ
حامل وال تحَ ِ ُ
ي�ض............................................................................ : ٍ غري
� -إذا كانت َ
�أُعللُ:
ول) ُدونَ بَا ِقي الأنْبيا ِء -عليه ُِم الر�سال ِة (يَا �أَيُّ َها َّ
الر ُ�س ُ بي ِ hب ِندا ِء النُّب ّو ِة (يَا �أَيُّها النَّب ُِّي) وندا ِء ِّ َ Cعال َم يَ ُد ُّل تَ ْخ ُ
�صي�ص النَّ ّ
ال�سال ُم -؟ َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
ُ
واج
ما ال يَحل للنبي hيف �أم ِر ال ّز ِ النّ�سا ُء الالتي � َأح َّل ُه َّن اهلل تَعاىل للنّ ّ
بي h
.............................................. ..............................................
.............................................. ..............................................
87
فيما �أَح َّل ُه اهلل له ِم ْن ِ
فئات النِّ�ساءِ؟ وملاذا؟ ني اال ْقتدا ُء بالنَّ ّ
بي َ h Cهلْ ُ
يجو ُز للم�ؤ ِمن َ
................................................................................................................
................................................................................................................
ور�سولَه وال ّدا َر ال ِآخ َرةَ .بَينِّ ْ هذا التّ ْكرميَ.
اخترَ ْنَ اهلل تَعاىل ُ
بي hالالتي ْ
هلل ت َعاىل ل ِن�سا ِء النّ ِّ آيات �إىل ْ
تكر ِمي ا ِ ْ �C
أ�شارت ال ُ
................................................................................................................
................................................................................................................
ﱫ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ
ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ
ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ
ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ
ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﭑﭒﭓﭔﭕﭖ
ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﱪ.
88
معاين املفردات واجلمل القر�آنية:
�ضوجه.
ْت ُن ِ
رين وق َ
نتظ َ
غري ُم ِ
َ -ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ :
الد ْنيا.
حاجات ُّ
ِ املرء ِم ْن
اجه ُ يح َت ُ
َما ْ -ﱫ ﯡ ﱪ:
آيات:
املعنى الإجمايل لل ِ
تئذان حينما
اال�س ِ
آداب ْ
حد ُد لهم � َ النبي � hإىل � ْأ�صحابِه و�أت ِ
ْباعهُ ،في ِّ الكرمية من ِّ
ِ آيات
اخلطاب يف هذه ال ِ
ُ ينتق ُل
ِ
آيات املكان َة
مع ِن َ�سا ِئه ،كما َّبي َن ِت ال ُ
حدثونَ َ �سول اهلل � hأو حينما ُي ْد َع ْونَ �إىل َط ٍ
عام مع ُهْ � ،أو ِحي َنما ي َت َّ بيوت َر ِ
َ يدخ ُلونَ
ْ
تبة القُر َبى ِم ْن �آبا ٍء و أ� ْبنا ٍء
ملن ُهم يف َم ْر ِ
وح ِّد َد ْت ُمقابل ُت ُه ّن ْ
امل�سلمنيُ ،
ميع ْوحترميهن على َج ِ
ّ بي h
جات ال َّن ّ
اخلا�ص َة ل َز ْو ِ
ّ
بي �َ hش ْي ًئا �أنْ يكونَ
واج ال َّن ّ
طلبوا ِم ْن �أ ْز ِ
ني �إذا ُ
آيات امل� ِؤمن َ
أمرت ال ُ
ثم � ِ
ائرةّ ،
الد ِهذه ّ
احلر َج فيِ ِ
و� ْإخوانٍ ،فيرَ ْ ف َُع ع ْن ُه َّن َ
امل�سلمني.
لبيوتات ْ
ِ بوة لأ ّنه الق ُْدو ُة
لبيت ال ُّن ِ ابُّ ،
كل ذلك �صيان ًة ِ وح َج ٌ
وبي َن ُه ّن َ�سا ِت ٌر ِ
بي َن ُهم ْ
�أَ ْق َر ُ�أ:
89
آياتَ ،و�أُ ُ
جيب: �أَ َت َد َّب ُر ال ُ
................................................................................................................
................................................................................................................
بي hلتَناولِ َ
الطعا ِم َمعه. Cع ّد ِد الأحكا َم الواجِ بَ َة عن َد ُدخولِ بُ ِ
يوت النَّ ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
بي hب ْع َد َوفا ِته.
الزواج بن�سا ِء النَّ ِّ
ِ Cعلِّلْ حترميَ
................................................................................................................
................................................................................................................
تمعات ال ْإ�سال ِميَّ ِة املعا�صرِ َ ِة؟
املج ِبي hيف ْ Cما � ْأ�ش ُ
كال �إيذا ِء النّ ِّ
................................................................................................................
................................................................................................................
للمر�أ ِة �أَنْ تَ ْظ َه َر �أما َمهم بدونِ ِح ٍ
جاب .ع ِّد ْدهم. آيات � َ
أ�صناف َم ْن يجو ُز ْ Cذ َك ِ
رت ال ُ
................................................................................................................
90
Cما ا ِحل ْك َم ُة ِم ْن ْفر ِ�ضيَّ ِة ا ِحل ِ
جاب َعلى امل َ ْر�أ ِة املُ�س ِل َم ِة؟
................................................................................................................
................................................................................................................
للم ْر َ�أ ِة .يف ا َجل ْد َولِ التّايل: الفرق بينْ َ ُكلٍّ ِم َن ال ِأخ وابْ ِن ِّ
العم بالنّ�سب ِة َ َ Cبينّ
.............................................. ..............................................
.............................................. ..............................................
.............................................. ..............................................
ﱫ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ
ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ
ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ.
91
معاين املفردات واجلمل القر�آنية:
-ﱫ ﮤ َﱪ:
ني و ُي ْ�س ِد ْل َن.
ُي ْر ِخ َ
وج ْم ُع ُه
و�صدر َهاَ ،
َ وظهرها
َ اجللبات هو كل ما تُغطي به املر�أ ُة ر� َأ�سها -ﱫ ﮧ ﱪ:
جالبيب.
ُ
ال�سو ِء َع ْن امل� ِؤمنني ،و ُيلقُون ال َأك َ
اذيب و ُيذيعو َنها بار ُّ -ﱫ ﯟ ﯠ ﯡ ﱪ :الذين رُ
ين�شونَ � ْأخ َ
ا�س.
بينْ َ ال َّن ِ
ل ُن�س ّل َط ّن َك َع ْليهم ف َت ْ�ست ْ�أ ِ�ص َلهم بِال َق ْت ِل وال َّت رْ�ش ِيد. -ﱫ ﯢ ﯣ ﱪ:
�أينما ُظ ِف َر بهم� ،أَدركوا يف احلرب.
-ﱫ ﯭ ﯮ ﱪ:
آيات:
املعنى الإجمايل لل ِ
ل ال ْأعلى ،و�أنَّ املال ِئ َك َة رح ُم ُهَ ،و ُي ْث ِني َع َل ْي ِه فيِ املَ أ َ
بي ْ � hأيَ :ي َ آيات �إىل �أنَّ اهلل تَعاىل ُي�ص ِّلي َعلى ال ّن ّ ُ�شري ال ُ
ت ُ
ذكر يماَ َ ، ليما ْ
تكرميًا َله وت َْع ِظ ً ني �أنْ ُي َ�ص ُّلوا َع ْلي ِه و ُي َ�س ِّل ُموا ت َْ�س ً تُ�ص ّلي َع ْلي ِه � ْأي :ت َْد ُعو وت َْ�س َت ْغ ِف ُر ل ُه،
وبعد �أنْ َ وطالب امل�ؤمن َ
َ
بالطرد من ال�شديد للذين ي�ؤذون َ
اهلل تعاىل وي�ؤذون ر�سوله h الوعيد ذكر ُ
ِ َ َ التكرمي َ
ِ يجب لر�سوله hمن
اهلل تعاىل ما ُ
يليق به؛
وو�صف ِه مبا ال ُ
ِ وال�رشيك �إليه،
ِ والولد
ِ ال�صاحبة
ِ ون�سبة
ِ بالكفر
ِ هلل تعاىل يكونُ
وبالعذاب املهنيِ ،و�أذى ا ِ
ِ رحمته
هلل
بنات ا ِ
ابن اهلل ،وامل�رشكني� :أنَّ املالئك َة ُ اليهود -لعنهم ُ
امل�سيح ُ
َ هلل مغلولةٌ ،والن�صارى� :أنَّ
اهلل � :-أنَّ َيد ا ِ ِ كقول
ِ
والأ�صنا َم �رشكا�ؤه.
عظيما ،فمن ي�ؤذيهم بغ ِري جناي ٍة منهم موجب ٍة للأذى َفق َِد
ً ثمها كذلك
أي�ضا ،كان �إِ ُ
وملا كانت �أذ َّي ُة امل�ؤمنني عظيم ًة � ً
باحرتامها.
ِ اح َت َم ُلوا على ظهورهم ُب ْه َتا ًنا َو�إِ ْث ًما ُمبِي ًنا؛ لأنهم َت َع َّدوا عليهم ،و�آذوهم بغري ٍ
�سبب ،وانتهكوا ُح ْر َمة �أ َم َر اهلل ْ
ِلبا�س حُ ْم َت ِ�ش ٍم ح ّتى ال ي َت َ
طاول من ب ٍني َع َّام ًة �أنْ َي ْل َت ِز َ
خا�ص ًة ون�سا ِء امل� ِؤمن َ
بي ّ h
ن�سا ِء ال ّن ِّ
جيه َ
بتو ِذلك ْ آيات َ بع ال ُ و ُت ْت ُ
عليهِ َّن املُنا ِفقونَ ب أ� ْل ِ
فاط � ْأو �أفْعالٍ َم�شي َنةٍ.
َلق فيها، إ�شاع ِة الق ِ
بهدف � َِ ائعات يف املَ ِ
دينة ال�ش ِ ني و ُم َر ِّوجي َّ ديد املُنا ِفق َ ذه املَ ْجموع ُة ِم َن ال ِ
آيات ب َت ْه ِ ُث َّم ت َْخ َت ِت ُم َه ِ
وي ِّك َن ُه ِمن َطر ِدهم ،و� ْأعلن ُ
اهلل تَعاىل َط ْر َد ُهم ِم ْن بي َ hع َل ْيهِ م مُ َ
َ ْ ْ القلوب ب�أنْ ُي�س ّل َط اهلل تعاىل ال ّن َّ
ِ هد َد ْت َم ْر َ�ضى َكما َّ
هلل تعاىل يف ا َ
خل ْل ِق َثا ِب َت ٌة ال تتغيرَّ ُ . حيث �إنَّ ُ�س ّن َة ا ِ
ال�سا ِبق َِة؛ ُطرد �أمثا َلهم ِم َن الأُممَ ِ َّ َر ْحم ِته َكما َ
92
�أَ َت َد َّب ُر َو�أُ ُ
جيب:
اهلل َ -ع َّز َو َج َّل ُ :-ي ْ�ؤ ِذي ِني ا ْب ُن �آ َد َم، َال ُهلل « :hق َ ول ا َِال َر ُ�س ُ َال :ق َ اهلل عن ُه -ق َ َعن �أَبِي ُهرير َة -ر�ضي ُ
َ ََْ ْ
ار»(.)2لأ ْم ُر�ُ ،أ َق ِّل ُب ال َّل ْي َل َوال َّن َه َ
الد ْهر ،ب َِي ِدي ا َ َ
الد ْه َر َو�أ َنا َّ ُ َي ُ�س ُّب َّ
اهللَ :ك َّذ َب ِني ا ْب ُن �آ َد َم َولمَ ْ َي ُك ْن َل ُه َذ ِل َك، َال ُ َال« :ق َ اهلل عن ُه َ -ع ِن ال َّنب ِِّي hق َ َعن َ�أبِي ُهرير َة -ر�ضي ُ
َ ََْ ْ
�س َ�أ َّو ُل الخْ َ ْل ِق ِب َ�أ ْه َونَ َع َل َّي ِم ْن ِ�إ َعا َد ِت ِه،
يد يِن َك َما َب َد َ�أ يِنَ ،و َل ْي َ َو َ�ش َت َم ِني َولمَ ْ َي ُك ْن َل ُه َذ ِل َكَ ،ف َ�أ َّما ت َْك ِذ ُيب ُه ِ�إ َّي َ
اى َفق َْو ُل ُه َل ْن ُي ِع َ
ال�ص َم ُد لمَ ْ �أَ ِل ْد َولمَ ْ �أُو َل ْد َولمَ ْ َي ُك ْن يِل ُك ْف ًئا �أَ َح ٌد»(.)3 ُ
اى؛ َفق َْو ُل ُه :ات ََّخ َذ اهلل َو َل ًداَ ،و�أَ َنا الأَ َح ُد َّ
َو�أَ َّما َ�ش ْت ُم ُه ِ�إ َّي َ
( )1رواه اجله�ضمي وقال الألباين هذا مر�سل �صحيح الإ�سناد� ،ص )3-2( .94رواهما البخاري.
93
�أُ َف ِّك ُرَ ،و�أُ ُ
جيب:
�أُ نِّ ُ
بي:
94
ال�س�ؤال الأولُ :
بي h
زوجات النّ ِّ
ِ وردت ِفيها � ْأحكا ٌم عا َّم ٌة تَ ْ�شملُ
ْ بي َ hكما
جات النَّ ِّ
خا�ص ٌة بز ْو ِ
أحزاب �أحكا ٌم ّ ْ C
وردت في �سور ِة ال ِ
هذه الأحكا َم.
و�ض ْح ِ
ؤمناتّ ،
والنّ�سا َء الم� ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
95
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
96
من �آثار العمارة الإ�سالمية
97
الدر�س الثالث:
أعلم و�أعملُ :
� ُ
الع ْل ِم.
لب ِ قف عائقًا �أَ َما َم َط ِ
أ�سا�سية.
ِ لوم ال
احلال َي ِج ُب �أنْ ال َي َ
ال�صحيح يكونُ ب�إتْقانِ ال ُع ِ ُ
و�ضيق ِ ُ
الع ِلم ُّي
أ�سي�س ِ
-الفق ُْر
-الت� ُ
اإلمام الشافعي
يختار
َ لوم ال ّتي َحو َله و�أنْ طالب الع ْلم �أنْ َي ْ�س َ
تفيد ِم َن ال ُع ِ ِ َ -على
�أنف َعها لدي ِن ِه.
عليه
بل ِ من الفُنونِ ْ حدود �إتقانِ ف ٍَّن َ
ِ عند
ف َ العامل �أنْ ال ِيق َ َ -على ِ
اجلديد.
ِ إنتاج
�أنْ ُي ِبد َع فيه ب� ِ
�أَ ْق َر ُ�أَ ،و�أَ َت َد َّب ُر:
«اللهم ْاه ِد قُر ْي�شً ا ف�إنّ َعا ِل َمها ،يمَلأُ َ هلل َ h َ ر�ضي ُ
طبق َّ قال: ر�سول ا ِ اهلل عن ُه � -أنَّ عن �أبي ُه َر ْي َر َة َ ِ -
وي ْ
ُر َ
أر�ض ِع ْل ًما.)1(»..
ال ِ
ن�سبه
بن املُ َّط ِل ِب ِ
بن ها�ش ِم ِ
بن ِزيد ِ
عب ِد َي َ
بن ْ
بن ُع ْبي ِد ِ
ائب ِ
ال�س ِ
بن َّ
بن َ�شا ِف ِع ِ
بن ُع ْثمانَ ِ
ا�س ِ
العب ِ
بن َّ
ري�س ِ
بن �إ ْد َ
حممد ُ
ُه َو ُ
ناف.
عب ِد َم ٍ
ْ
غري �أنه
الرزق َ
ِ خرج �إىل غ ّز َة وع�سقالنَ بح ًثا عن
َ حيث �إنّ �أباه كانَ ق َْد
ال�شا ِف ِع ُّي يف غ ّزة (�سن َة 150هـ)ُ ،
ُو ِل َد َّ
عمر ِه وعادت به �إىل مكةَ.اليتيم حتى بلغ عامني من ِ بزمن ق�صريٍ ،فانتظرت أ� ُّم ِ ٍ والدة ولده حممدٍ ِ بعد
مات َ
َ
ي�ضيع ن�سب ُه. بي hفال جاعه �إىل َّ
مك َة ل ُت ْل ِح َق ُه ُ
ُ بعمو َم ِته؛ قَرابة ال َّن ِّ ر�ص ْت � ُّأم ُه على � ْإر ِ
َح َ
بي h؟ أين ي ْلتقي ن�سب ُه بنَ ِ
�سب النّ ّ ال�شاف ِع ِّي وبينّ ْ � َ
ن�سب ّ
�ص َ Cتَ َّ
فح ْ
................................................................................................................
................................................................................................................
()١رواه ابن �أبي عا�صم يف ال�سنة ( .4/35قال البهيقي �إذا �ضمت طرق هذا احلديث بع�ضها �إىل بع�ض �أفاد قوة وعرف �أن للحديث �أ�ص ً
ال ).
(قال ابن حجر :وهو كما قال .انظر تعايل الت�أ�سي�س مبعايل ابن �إدري�س البن حجر الع�سقالين �ص .)83 98
َن�ْش َ�أتُه
افعي اقر�أْ ِّ
الرواي َة التَّا ِليَةَ: Cحتّى تت َع َّر َف �أ َه َّم مال ِم ِح ُطفولَ ِة الإما ِم َّ
ال�ش ِّ
ال ،وكانَ املُع ِّل ُم ْ
قد يك ْن َلها َم ٌ تيما فيِ ِح ْج ِر أ� ِّمي ،ف ََحمل ْتني �إىل ُم َع ِّل ِم القُر� ِآن ،وملْ ُ
نت َي ً «ك ُ افعيُ : َ
ال�ش ُّقال ّ
كنت �أُ ُ
�صيب الر ْمي َح ّتى ُ من َّ لت َ الع ْل ِمَ ،ف ِن ُ
وطلب ِ الر ْم ِي َ
وكانت ُن ْهم ِتي يف َ�ش ْيئنيِ :يف َّ
ْ ر�ض َي ِم ّني �أنْ � ْأخ ُلفَه �إذا قا َم، ِ
امل�س�ألةَ،
احلديث �أو ْ
َ لماء ف� ْأح ُ
فظ ال�س ال ُع َ فك ْن ُت � َأج ُ امل�س ِج َدُ ،
ختم ُته َدخ ْل ُت ْ فلما ْمت القُر�آنَ ّ ، ع�شةً ،وتَع ّل ُ �ش ِة رْ ِم َن ال َع رْ َ
ادية �أتع َّل ُم كال َمها، وخ َر ْج ُت ِم ْن َّ
مك َة و َل ِز ْم ُت ُه َذ ْي ً
الب ِال يف َ طرح ُته يف َج َّر ٍة عظيمةٍَ ، تب يف ال َع ْظ ِم َف�إذا َكثرُ َ ْ وكنت � ْأك ُ ُ
رب». ْ�صح ال َع ِ
وكانت �أف َْ العربيةَ،
ّ آخذو� ُ
�أُناق ُ
ِ�ش:
( )2هو م�سلم بن خالد الزنخي �شيخ ال�شافعي ومفتي مكة )3( .تاريخ بغداد .2/64
99
رحلتُ ُه �إىل املدينَ ِة
وط�أِ ِم ْن َر ُج ٍل َمب ّك َة
كتاب املُ ّ
َ فا�ست َع ْر ُت
مالك)ْ ،
إمام ٍ
إليه (� ْأي� :إىل ال ِ افعي..« :فوق ََع يف َق ْلبي �أنْ �أَذ َ
ْهب � ِ ال�ش ُّ َ -
قال ّ
وبه تو�صي ٌة �إىل ما ِلك بن
املدينةِ ،
ِ أخذت م ْنه كتا ًبا �إىل وايل دخ ْل ُت َعلى َوايل َّ
مكةَ ،ف� ُ فح ِف ْظ ُتهُ .ث َّم َ
َ
الك.
إمام َم ِ
ال�شافعي ِللقا ِء ال ِ
َّ املدينة
ِ اب .»..ف ََ�ص ِح َب وايل أن�س ،وق َِد ْم ُت املَدينةَ ،و�أب َل ْغ ُت ِ
الك َت َ � ٍ
ا�سم َك؟ يل �ساع ًة -وكانَ ملَا ِل ٍك ِفرا�س ٌة َ -
فقال يل :ما ُ المي َن َظ َر �إ َّ افعي :فلما َ�س ِم َع ٌ
مالك َك ِ ال�ش ُّ َ -
قال ّ
قلت :حُم ّم ٌد.
ُ -
ال�ش�أْن. ف�س َيكونُ َ
لك �ش�أنٌ ِم َن َّ واج َت ِن ِب املَ ِ َ َ -
عا�صي َ حممد! ات َِّق اهللْ ،
قال :يا ُ
فقلت :ن َع ْم َ
وكرا َمةٌ. ُ -
ورا فَال تطف ْئ ُه باملَ ِ
ع�ص ِية. قد أ�َلقى َعلى ق ْلب َ فقال� :إنَّ َ
َ
ِك ُن ً اهلل -تَعاىل ْ - -
لك ّ
املوط�أ. مبن يقر�أُ َ
غدا تجَ يء ْ ثم َ
قالً : َّ -
اليم ِن.
ال�شافعي �إىل َ
ُّ رج
وبعدها َخ َ
وفاته عا َم ( 179هـ) َ
الك ح ّتى ِ
إمام َم ٍ
الز ًما لل ِ
عي ُم ِ
ال�شا ِف ُّ
بقي َّ
َ
100
رحلته �إىل العراق
إمام �أبي
تلميذ ال ِ
ِ ال�ش ْيباين بن ا َ
حل َ�س ِن ّ مبحمد ِ
ِ فبقي فيها َ�سنتنيِ ،التقى
راق َالع ِ
اليمن �إىل ِ
ِ ال�شافعي من
ُّ َ
رحل
رج َع �إىل ّ
مك َة إمام �أبي حنيفةَُ ،ث َّم َ
من فق ِْه ال ِ
واال�ستفادة ْ �ص َعلى ال ْأخ ِذ ِع ْن ُه،
يح ِر ُ
افعي ْ َحنيفةَ ،ف� ْأكثرَ مجُ َ ا َل�س َت ُه ،وكانَ ّ
ِ ال�ش ُّ
الع ْل ِم لل ّتلقِّي ِع ْن ُه، فاجتمع �إليه ُط ُ
الب ِ َ وعال ِ�صي ُته،
لمه َ
ا�ش َت َه َر ِع ُ
راق ،وكانَ قد ْ
الع ِ
رجع �إىل ِ
ثم َ مد ًة ُي ِع ِّل ُم َ
النا�سَّ ، ف�أقا َم بها ّ
احلجة.
كتاب َّ
َ ف فيه �س ْ
مذ َه َبه القَد َمي ،و�ص َّن َ و� َّأ�س َ
انته ْت
ارودَ ...« : بن �أبي ا َ
جل ُ الوليد ُ
ِ والع ْل ِم ِّيَ ،
قال �أ ُبو ْهي ِالفق ِّ لرح ِلة ال�شا ِف ِع ِّي � ْأك ُرب ال ِأثر يف ب َن ِ
ائه ِ كان ْ
لقد ِ
ْ
بالعراق �إىل �أبي
ِ الفقه
وانتهت ِرئا�س ُة ِ
ْ عي وال َز َمه و� َ
أخذ ع ْن ُه، ال�شا ِف ُّ بن �أ َن ٍ�سَ ،ر َ
حل �إليه َّ الك ِ
باملدينة �إىل َم ِ
ِ الفق ِْه
رئا�س ُة ِ
الر�أْ ِي ِ
وع ْل ُم أهل َّ
لم � ِ مع ل ُه ِع ُ
فاج َت َ
عليهْ ، لي�س ِفيها �شي ٌء � اّإل ْ
وقد َ�س َّم َع ُه ِ احل�س ِن ِح ْم ً
ال َ بن َ حممد ِ
�صاح ِبه ِ
أخذ َع ْن ِ حنيفةَ ،ف� َ
وعال أمرهَ ، وافق واملُ َخ ُ
ْعن ل ُه املُ ُ لأ َ
�صول ،و َق ّع َد الق ِ ذلك ح ّتى � َّأ�ص َل ا ُ
ف يف َ�رص َ أهل ا َ
وا�ش ُتهِ َر � ُ
الفْ ، َواع َد ،و�أذ َ ديث ،ف َت َّ
حل ِ � ِ
ار».
�صار م ْن ُه ما َ�ص َ
وارتفع ق َْدر ُه ،ح ّتى َ
َ ِذ ْك ُره،
ال�سابق ِة وبالتَّعا ُونِ م َع ُز َمال ِئ َك �أَجِ ْب َع ّما يلي:
ِ -م ْن ِخاللِ ا ِحلكاي ِة َّ
�أُ َح ِّللُ:
�أُ ِّ
و�ض ُح:
و�ض ْح هذه ال ِعبا َرة. لتع�صب ِه لَه وتَ ْر ِك ْ
االج ِتهادِّ ، لك ومالزمتُ ُه ل ُه �سبَبـًا ُّ
عي للإما ِم م ِا ٍ
ال�شا ِف ِّ ْ Cلم ُ
يك ْن ُح ُّب الإما ِم َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
101
رحلته �إىل م�صـر
حيث ا�ستقَر ِفيها �إىل �أنْ توفَّا ُه ُ
اهلل تعاىل، اجلديد؛ مذهبه �س َ
َّ ٌ َ َ م�رص ف� ّأ�س َ
ال�شافعي �إىل َ
ُّ رحل عام ( 199هـ)
ويف ِ
وكتاب (الر�سالة).
ُ كتاب (الأ ِّم)
ُ انيف ِه؛ ومنها عظم ُك ُتبِه َ
وت�ص ِ فيها ُم َ
وك َت َب ّ
ال�شافعي؟
ِّ واجلديد عن َد
ِ واملذهب
ِ باملذهب القد ِمي
ِ Cما املق�صو ُد
................................................................................................................
ال�شافعي و�صاحب املذهب احلنبلي )2( .الربيع بن �سليمان �أحد �أميز طالب
ّ (� )1أحمد بن حنبل ال�شيباين ،ولد �سنة 164هـ وتويف 242هـ �أحد طالب الإمام
ال�شافعي.
ّ ال�شافعي)3( .انظر كتاب معرفة ال�سنن والآثار للإمام البهيقي فقد جمع فيه �أقوال
ّ ال�شافعي يف م�رص والذي اعتنى بن�رش كتب
ّ 102
يوجد فيها هذه ُ
الك ُت َب ولمَ ْ � ُآل ِفيها (�أي مل �أق�رص فيها) وال ُب ّد �أن لقد �أ َّلف ُ
ْت ِ افعي ُ
يقولْ : َ -
َ ال�ش َّ الب َو ْي ِط َّي(�َ :)4س ُ
معت َّ قال ُ
(عن القر� ِآن) :ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﱪ( .الن�ساء .)82 يقول ِ اخلط�أُ ،لأنَّ َ
اهلل تعاىل ُ
رجع ُت عن ُه.
فقد ْ
الكتاب وال�س َّن َة ْ
َ يخالف
ُ وجدت يف ُك ُتبي هذه ّمما
مُ فما
ثم َ
قال: ال�شافعي ،ناظرتُه يو ًما يف م�س�أل ٍة ثم افرتقْنا ،و َل ِق َيني ف�أَ َ
خذ بيديّ ، ِّ أيت � َ
أعقل من يو�سف ال�صديفُّ :ما ر� ُ
ُ َ -
قال
فق.
ي�ستقيم �أن نكونَ �إخوا ًنا و�إنْ مل ن َّت ْ
ُ يا �أبا مو�سى� :أال
الفق ِْه:
ول ِعلم � ُأ�ص ِ
أ�سي�س ِ
.1ت� ُ
راج عين ٍة ْ
ال�س ِت ْخ ِ و�ضوا ِب َط ُم َّ
َواع َد َ الل ق ِعي َة ِم ْن ِخ ِ
ال�ش َّ
�صو�ص رَّ ْ
َ ون ال ُّن
يتدار�س َ
ُ ال�شافعي
ِّ الفقهاء ْقب َل ال ِ
إمام ُ كان
َ
فح ْ�س ُب ،بلْ َح َ
اول ال�ش ِع ِيةَ ،
أحكام رَّ ْ
ِ راج ال واع ِد يف ْ
ا�ستخ ِ هذه ال َق ِ
إعمال ِ فلم ِي ْك َت ِف ب� ِ
عي ْ فجاء َّ ِ
ال�شاف ُّ هي ِةَ ، أحكام ِ
الف ْق ّ ِ ال
ال�شافعي ،تويف يف بغداد 232هـ )5( .عبدالرحمن بن مهدي احلافظ �أبو �سعيد الب�رصي ،له رواية
ّ ()4هو �أبو يعقوب يو�سف البويطي �أحد �أبرز طالب الإمام
103 يف كتب ال�سنة ،تويف 198هـ عن ثالث و�ستني �سنة.
نا�صح،
ٍ ف�صيح
ٍ عاقل
رج ٍل ٍ افعي �أذه َل ْتني ،ل يّأن ر� ْأي ُت َ
كالم ُ لل�ش ّ الر ِ
�سالة ّ ظر ُت يف ِّ
بن َم ْهدي :ملا َن ْ
حمن ُ
الر ُ
عبد ّ
قال ُ َ
الد َع َاء َله.
كث ّف�إين لأُ رِ ُ
.2معار ُف ُه الوا�سعةُ:
ون َع ْلي ِه، جيئون � ِ
إليه َفي ْعرِ ُ�ض َ َ ِ
احلديث و ُنقا َد ُه َي حاب
عي ،ف� َّإن � ْأ�ص َ مثل ّ ِ
ال�شاف ِّ حل َكم َ
قال :ما َر� ْأينا َ ابن ِ
عبد ا َ وعن ِ
وي�أْ ِ
تيه بونَ ،
عج َوهم ي َت َّ
ون ِ احلديث ملْ َي ِقفوا َع ْليها ،في ُق ُ
وم َ ِ �ض ِم ْن َن ْق ِل فر َّبما � َأعلَّ ن ْق َد ال ُّن َّق ِاد م ْن ُهم ،وو َق َف ُهم َعلى غَ ِ
وام َ ُ
أ�صحاب ال ِ
أدب ُ والد َر َاي ِةَ ،
ويجيئ ُه � ون له ِ
باحلذْ ِق ّ وه ٍم ُمذْ ِع ُن َ
ون �إلاّ ُ وم َ فون واملُوا ِف ُق َ
ون فَال ي ُق ُ الف ْق ِه املُ َخا ِل َ حاب ِ� ْأ�ص ُ
وكان ِم ْن
َ من ِ�ش ْعرِ ُه ٍ
ذيل ب� ْإع َرا ِبها وغريبها َ
ومعانيها، بيت ْ آف ٍ كان َي ْح َف ُظ َع رْ�ش َة ال ِ
ولقد َ
ال�ش ْع َر فيف�سرّ ُ ُهْ ،
ؤون عليه ِّ في ْقر� َ
مل ِ
هلل. الع ِ
إخال�ص َ
ُ وم ُ
الك � ْأمرِ ه � و�ص ّح ُة ِذ ْه ٍنَ ،
وفور َع ْق ٍل ِ
ُ �شي ِ
ئان: وكان ُيعي ُن ُه ْ
َ اريخ،
ا�س لل ّت ِ � ْأ�ض ِ
بط ال َّن ِ
بادة:
الع ِ�ص على ِ
واحلر ُ
ْ الد ْنيا
زهده يف ُّ
ُ .3
وجمل�س من قوت �س َن ٍة،
لك ُ (يعني ِم�صرْ َ) ُ
فليكن َ ت�س ُك َن َ
البلد ْ بن عبد ا َ عبد ِ َ
ٌ افعي� ،إذا �أر ْد َت � ْأن ْ
لل�ش ّ
كم ّ
حل ِ هلل ُ قال ُ
بيت ِباحلجازِ َ
وما ور ُبغزةَُ ،
دت ّال�شافعي :يا � َأبا حُم َّم ٍد َم ْن لمَ ْ ُت ِع َّزه ال َّت ْقوى فَال ِع َّز َله ،ول َق ْد و ِل ُ
ُّ ِ
ال�سلطان تتعز ْز به ،فقال َله
ياعا ق َُّط.قوت ليل ٍة َوما ِب ْتنا ِج ً
ِع ْن َدنا ُ
فيه. اهلل فيه ،و ُز ْه ِدهم فيما رغَّ بهم ُ
اهلل ِ قال ال�شافعي :ال عيب ِبا ْلعلما ِء � ْأع َظم ِمن رغْ ب ِتهِ م فيما َز َّه َد ُهم ُ َ
َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ُّ
تنظيم الوق ِْت واال�ستفاد ُة م ْن ُه:
ُ .4
�س
ال�ش ْم ُ
عت َّأهل القر� ِآن ،ف�إذا ط َل ِ افعي يف ح ْل َق ِت ِه �إذا َ�ص ّلى ْ
ال�صب َح ،فيجي ُئ ُه � ُ ال�ش ُّ
كان ّ
�سليمانَ : َ بن
الربيع ُ
ُ َ
قال
َ
والنظرِ ، للمذاكَ ِ
رة حل ْلق ُة ُ ِ
فا�ستوت ا َ ال�شم�س قَاموا،
ُ فعت
عانيه ،ف�إذا ْار َت ْ وم َ في�س أ� ُلو َن ُه ت ْف َ
�سري ُه َ ِ
احلديث ْ وجاء � ُ
أهل َ َاموا،
ق ُ
ِ
انت�صاف ال ّنهارِ . وال�ش ْعرِ فال ِي َ
زالون �إىل ق ُْر ِب ِّ رو�ض وال َّن ْحوِ
والع ِ الع ِ
ربية َ جاء � ُ
أهل َ تفرقواَ ،و َ
ال�ض َحى َّ
ارتفع ُّ
َ ف�إذا
والثلث والثلث ال ّث يِان ُي�ص ِّلي، الليل ثالث َة � ٍ
أثالث :الث ُل ُث ال ّأو ُل يك ُت ُب، قد َج ّز�أ َ
افعي ْ َ
ُ ُ ال�ش ُّ
كان َّ
الربيعَ :
ُ وقال
ينام.
الثالث ُ
ُ
�أُ ِّ
و�ض ُح:
104
وفاتُه
ا�شتد ِبه
أليف ،ح ّتى َّ
عليم والت� ِ
ري�س وال َّت ِ فان�ش َ
غل بال َّت ْد ِ عليه ُطلاّ ُب ِ
الع ِلمَ ، اجتمع ِ
َ ال�شافعي ِم�صرْ َ
ُّ عندما َ
نزل َ
بد ُنو � َأج ِله.
أح�س ُ
املر�ض و�أعيا ُه و� َّ
ُ
أ�صبح َت يا � ْأ�ستا ُذ! فقال:
ف� ْ كي َ فيه َ
فقالْ : مات ِ
ر�ضه الذي َ
افعي يف َم ِ
ال�ش ِّ الربيعَ :د َخ َل املُ َز يِ ُّ
ن( )1على ّ ُ َ
قال
ثم ول�سو ِء َعملي ُمال ِقيـًاَ ،
قالَّ : وار ًدا ُ
هلل ِ
وعلى ا ِ فارقًاَ ،
ولك�أْ ِ�س المَ ِن ّي ِة �شار ًباَ ، الد ْنيا راحلاً ،ول ْإخ يِ
وان ُم ِ أ�صبح ُت ِم َن ّ
� ْ
أن�شد.
وا�ستع َرب و� َ
ْ ال�سما ِء ر َمى َ
بط ْر ِفه �إىل َّ
بعلمه.
ِ ف�سيح جنا ِت ِه ونفعنا ال�شافعي رحم ًة وا�سعةً .و�أ�سك َنه رحم ُ
اهلل
َ َّ َ
ال�س�ؤال ال ّثاين:
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
وحف ٌْظ ،وما
هلل ِ
من ا ِ
�سد َد � ْأو ُيعانَ ،ويكونَ ل ُه ِر َعاي ٌة َ
بت �أن ُيوف ََّق �أو ُي َّ
أحب ُ ناظر ُت � َأح ًدا ْ
قط � اّإل � َ افعي :ما ْ ال�ش ُّ
قال ّ
بال بين ُ
ل�سا ِني �أو ِل�سا ِنه.
الحق على ََّ اهلل ولم �أُ ِ َ َّ َ
أحدا �إال ْ َ
ناظ ْر ُت � ً
والنقا�شات العلمي ِة.
ِ الحوارات
ِ رحمه اهللُ -في
ال�شافعي َ -
ُّ قر َر ُه
أهم مبد�أٍ َّ
ا�ستخرج � َّ
ْ ال�سابق ِة،
المقُول ِة َّ ْ C
من ِخاللِ َ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
106
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
وائج فا ْبد�أْ ب� َأه ِّمها.
الح ُعلي َك َ
رت ْافعي� :إذا َك ُث ْ
ال�ش ُّ َ
قال ّ
قواعد �إدار ِة الحياة .حددها.
ال�شافعي �إلى قاعد ٍة ِم َن ِ
ُّ ي�شير
ُ C
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
العربية ُح َّجةٌ.
ِ افعي لغةٌ)� ،أي �أنَّ ق َْو َله في
(ال�ش َّ ُ
القول ب�أنَّ ّ بين العلما ِء
ا�شتهر َ
َ
�سبب ف�صاحت ِه وتميُّ ِزه في العربيَّ ِة.
�سير ِته بيّ ْن َ ِ Cم ْن ِخاللِ ما َّ
مر ِم ْن َ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�ساد�س:
ُ ال�س�ؤالُ
يوخه ومجموع ًة ِم ْن ُطلاّ ب ِه.
عي مجموع ًة من ُ�ش ِ
ال�شا ِف ِّ
مر ِم ْن �سير ِة الإما ِم ّ
من خاللِ ما َّ
ا�ستخ ِر ْج ْ
ْ C
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�سابع:
ُ ال�س�ؤالُ
واعظ. بالح َك ِم َ
والم ِ قيق ملي ٌء ِ مم ّيز ٌةِ ،
و�ش ْع ٌر َر ٌ َ�صائد َ
افعي ق ُ
لل�شِّ ِّ
اختيا ِر َك لها.
�سبب ْ
وا�ش َر ْح َ
ائدهْ ،
ق�ص ِ
واختر � ْإحدى َ
ْ ارجع �إلى ديوان ِه،
ْ C
107
الدر�س الرابع:
أعلم و�أعملُ :
� ُ
إ�صالح.
ِ النبوي يف ال
ِّ املنهج
ِ
إ�صالح يف حُميطي.
ف على أتعر ُ
أمار�س عملي َة ال
ّ �- المنهج النبوي في اإلصالح
ِ ُ �-
املجتمع.
ِ إيجابيا يف
أطو ُر نف�سي لأكونَ � ً ّ �-
الح
النبوي يف ال ْإ�ص ِ ُ
مميزات املنْ َه ِج ّ
الر ْحم ُة
فهو َّ
ر�سالة ر ِّب ِهُ ،
ِ انط َل َق ب ُِك ِّل َطاق ِت ِه ال َي�أْ ُلو ُج ْه ًدا يف ت َْب ِ
ليغ هلل تعاىل َ
بالد ْع َو ِة �إىل ا ِ
النبي َّ h ُ ُ
منذ �أنْ �أ ِم َر ُّ
االنطالقة
ِ ني ،قال تعاىل :ﱫ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ( .االنبياء .)107وكانَ يف ِ
هذه املُ ْهدا ُة وهو ال ُّن ُ
ور املب ُ
هج القُر� ِآن ،قال تعاىل :ﱫﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
وية ُم ْل َت ِز ًما مب ْن ِ
الد َع ِ
َّ
(النحل .)125
ُ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ.
زات ِع ّد ٍة � َأبر ُزها:
مبي ٍ
إ�صالح ْ Cوقد متيّ َز امل ْن َه ُج النّ ُّ
بوي يف ال ِ
.1اجلد ّي ُة واملُثابرةُ:
ي�ض ْع لبِن ًة َعلى لبِنة وال قَ�صب ًة على ق ََ�صب ٍة لكن ُرفع
ورائحا مل َ
ً غاديًا
فقد ر�آ ُه ِ
من ر�أى حُم ّم ًدا ْ h
احل�س ُن� :إنَّ ْ
قال ََ
َ�شمر � ْإلي ِه(.)1
لم ف َّ
له َع ٌ
قد َز َعموا �أ َّن َك
عم َك َه ُ�ؤال ِء ْ ليغ َ
قال له َع ُّمه�« :إنَّ َبني ِّ عمه �أبي َطا ِل ٍب ْ
ليم َن َع ُه ِم ْن ال َّت ْب ِ قري�ش على ّ
ٌ وملَّا َ�ض َ
غط ْت
( )١انظر حلية الأولياء وطبقات الأ�صفياء لأبي نعيم الأ�صبهاين ،ج� ،1ص .92
108
�س؟
ال�ش ْم َ ال�سما ِء َ
فقال :أ�تَرونَ هذه َّ هلل hبب�صرَ ِه �إىل ّ ُ
ر�سول ا ِ فح َّل َق
عن �أذاهمَ ،
فانته ْ
وم�س ِجدهم ِ
ناديهم ْ
ُت�ؤْذيهم يف ِ
ت�س ِت ْ�ش ِعلوا ِم ْنها ُ�ش ْعلة»(.)1 ذلك ُ
منكم على �أنْ ْ ْدر َعلى �أنْ أ� َد َع َ
قالواَ :ن َعم ،قال :فَما �أنا ب أ�ق َ
حز ُنه و َيح ُّز يف
اخلي كانَ ُي ِ
إ�صالح قومه و َد ْعو ِتهم �إىل رْ ِ
ِ ُ
الر�سول hيف � يبذ ُلها
اجلهود التي كانَ ُ
ِ ورغم ُك ِّل
َ
اهلل ع ْن ُه ،قال تعاىل :ﱫﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ّف ُ
إعرا�ضهم ع ْن ُه وبقا ُ�ؤهم على ُكف ِْرهم ،ح ّتى َخف َ
نف�سه � ُ
ِ
ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ( .الكهف .)6
�أُ َب نِّ ُ
ي:
Cما �أهمي ُة ا ِجل ّدي ُة واملثابر ُة ملن مُيا ِر ُ�س عمليّ َة ال ْإ�ص ِ
الح؟
................................................................................................................
................................................................................................................
هلل:
.2الثق ُة بن�صرْ ِ ا ِ
الكع َب ِة تو�س ٌد ُب ْرد ًة يف ِّ قالَ : اهلل عنه َ - بن الأرت -ر�ضي ُ
ظل ْ وه َو ُم ِّهلل ُ h�سول ا ِ
�شك ْونا �إىل َر ِ َ اب ِ َ خب ِ
عن ّ
فيم ْن ُ ُ َ َ
عل�ضُ ،في ْج ُ قبلكم ُي ْحف َُر له يف ال ْأر ِ الر ُج ُل َهلل « :hكانَ َّ ر�سول ا ِ فقال عواهلل لنا؟ تد ق ْلنا َل ُه � :اّأل ْ
ت�س َتن�صرِ ُ لنا � اّأل ْ
مه
حل ِ ديد ما ُدونَ ْحل ِأم�شاط ا َ
ذلك َع ْن دي ِنه ،ويمُ َّ�ش ُط ب� ِ
ي�ص ُّد ُه َ
و�ض ُع َعلى ر� ِأ�سهُ ،في َ�ش ُّق ا ْثن َتنيِ ،وما ُ
�شار ُفي َجاء بامل ْن ِ
فيهُ ،في ُ ِ
�صنعاء �إىل ح�ضرْ َ َم ْوت ال
َ من
الراكب ْ
ُ ي�سري
أمر ح ّتى َ هلل ُليـ ِت َم َّن هذا ال ُ
عن دي ِنه ،وا ِ �صب وما َي ُ�ص ُّده َ
ذلك ْ عظم �أو َع ِمن ٍ
خاف � اّإل َ
عجلونَ »(.)2 غنم ِه ولك ّن ُكم ْ
ت�س َت ِ الذئب على َِ اهلل �أو َي ُ
م�شارقَها أيت أر�ض فر� ُ هلل �« :hإنَّ َ
اهلل تعاىل َزوى يِ َ
ل ال َ ر�س ُ
ول ا ِ قالَ : اهلل عنه َ - وعن ثوبانَ -ر�ضي ُ
ِ قال ُ َ ْ
�سي ْب ُلغُ ما ُز ِو َي يل م ْنها»(.)3
ومغار َبها ،و�إنَّ ُم ْل َك � ّأم ِتي َ
ِ
�أُ َب نِّ ُ
ي:
Cا�ستنتج اثنتني مما يدل عليه احلديثان ال�سابقان.
................................................................................................................
................................................................................................................
(� )١سرية ابن ا�سحاق ،ج� ،2ص )2( .136روا ُه البخاري )3( .روا ُه م�سلم.
109
التدر ُج:
ُّ .3
فقال�« :إ ّن َك ت�أْتي قو ًما � َ
من َ ر�س َ ُ
أهل بعث ُمعا ًذا �إىل َ
الي ِ هلل َ h ول ا ِ ر�ضي اهلل عنهما َّ � :-أن ُ َ عبا�س -
ٍ ابن
عن ِ
افرت�ض َ
تبارك وتَعاىل لذلك ف� ْأع ِلمهم �أنّ َ
اهلل أطاعو َك َ ُ �شهادة �أنْ ال �إل َه � اّإل ُ
َ ْ هلل ،ف�إنْ ُه ْم � ُ
ر�سول ا ِ اهلل ،و�أنيّ ِ كتاب فا ْد ُعهم �إىل
ٍ
لذلك ف� ْأع ِلم ُهم �أنَّ َ َ
عليهِ م َ�صدق ًة يف � ْأموا ِلهم
َ�ض ْاهلل افرت َ ْ َ أطاعوك وليلةٍ ،ف�إنْ ُهم �
يوم ْ لوات يف ُك ِّل ٍ �س َ�ص ٍ ع َل ْيهم َخ ْم َ
�س دعو َة املَ ْظ ِ
لوم ف�إ َّنها ْلي َ وكرائم � ْأموا ِلهم ،وات ِّق ْ
َ لذلك ف�إ ّي َ
اك َ ُت� َؤخ ُذ ِم ْن �أغْ نيا ِئهم وتُر ُّد يف فُقرا ِئهم ،ف�إنْ ُهم �أطاعوك
جاب»(.)1
هلل ِح ٌ
ْبينها وبينْ َ ا ِ
�أَذْكُ ُر:
إ�سالمية.
ِ الدعوة ال
ِ ني يف َح ْر ِب
امل�شك َ
أ�ساليب رْ ِ
ُ عت �
تنو ْ
ّ
أ�ساليب املتَّبعة:
َ تخ ِرج م ْنها ال
ا�س ْ
الن�صو�ص التّاليَةََّ ،ثم ْ
َ Cاقر�أ
قال تعاىل :ﱫﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ
ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﱪ( .املطففني .)32 - 29
................................................................................................................
قال تعاىل :ﱫ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﱪ( .ف�صلت .)26
................................................................................................................
قال تعاىل :ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜ ﮝ
ﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ.
(الإ�رساء .)93 - 90
................................................................................................................
111
قال تعاىل :ﱫﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡﱪ( .لأنفال .)30
................................................................................................................
واملكان يف
ِ ال�س َطة( )1يف ال َع ِ
�شرية لم َت ِمن ِّ
قد َع ْ بي :hيا ا ْب َن �أخي! �إ َّن َك م َّنا ُ
حيث ْ بن ربيع َة لل ّن ّ َ
قال عتب ُة ُ
وع ْب َت به �آله َتهم ودي َنهم،
ْت به جماع َتهم ،و�سف َّْه َت به � ْأحال َمهمِ ،
فرق َ
عظيمَّ ،
ٍ أتيت قو َم َك ب� ٍ
أمر ال َّن َ�س ِب ،و�إ َّن َك قد � َ
هلل ُ
ر�سول ا ِ بع�ضهاَ ،
فقال أمورا تنظر فيها لع َّل َك تق ُ
ْبل م ّنا َ علي َك � ً
�ض ْ فا�س َم ْع ِمني �أَ ِ
عر ْ من �آبائهمْ ،
وكف َّْر َت به من َم�ضى ْ
جمعنا َ
لك ِم ْن � ْأموالنا من هذا ال ْأم ِر اً
مال ْ جئت ِبه ْ ُريد مبا َابن �أخي �إنْ ك ْن َت �إمنا ت ُ مع! َ
قال :يا َ ليد � ْأ�س ْ
الو ِ ْ :h
قل يا �أبا َ
ُريد ُم ْل ًكا م ّل ْك َ
ناك ْطع � ْأم ًرا ُدو َن َك ،و�إن َ
كنت ت ُ علينا ح ّتى ال نق َ
ناك ْ �رشفًا َ�س َّو ْد َ
تريد به َ
كنت ُ
مال ،و�إنْ َح ّتى تكونَ �أك َرثنا اً
ع َل ْينا(.)2
................................................................................................................
�أَذْكُ ُر:
ت�س ّل َط ِ
عليه اليهو ُد َي ْغ ِدرونَ ِبه وب� ْأ�ص َحابه و َي َت�آمرونَ عليهِ م. املدينة َ
ِ وملّا َ
هاجر �إىل
ِرا�ستُه: للر�سول hوال ْإ�سال ِم ممِ ّا �سبَق َ
لك د َ َ Cمثِّلْ لأ�سالي ِِب اليهو ِد يف ْ
الكي ِد َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
( )١املنزلة الرفيعة املهيبة )2( .ال�سرية النبوية البن ه�شام ،ج� ،2ص.130
112
ال:
اال�س ِت ْع َج ِ
احللم والت� ِ يّأن وعد ُم ْ
ُ .5
النبي h ُ
ر�ضي اهلل عنه و�أ�صحا ًبا ل ُه أ�تَوا ِّ
َ بن َع ْو ٍف
الرحمن َ
ِ عبد
ر�ضي اهلل عنهماَّ � :أن َ
َ ا�س
بن َع ّب ٍ
هلل ِ
عبد ا ِ
عن ِْ
فلما �آم ّنا �صرِ ْنا � ِأذلّةً ،قال�« :إنيِّ �أُ ِم ْر ُت بال َعف ِْو فال تُقا ِتلوا الق َْو َم»(.)3
�ش ُكونَ َّ
ونحن ُم رْ ِ
ُ هلل ُك َّنا يف ِع ّز ٍة َّ
مبك َة فَقالوا :يا َنب َِّي ا ِ
بقوله تعاىل :ﱫ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ا�سِ ،أناة يف دعوته لل ّن ِ
احللم وال ِ ُ
الر�سول hمن ِ عليه
وقد بر َز ما ُجبل ِ
ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ..ﱪ�( .آل عمران .)159
النبو ِة
عالمات ّ
ِ يبق من املدينة الذين �أ�سلموا – �أنه َ
قال :مل َ ِ يهود
أحبار ِ
كبار � ِ
بن �سعن َة -وهو من ِ
زيد ِ
عن ِ
لمه جه َله ،وال ُ
تزيده نظرت �إليه � ،إال اثنتني مل �أخربهما منه :ي�سبق ِح ُ
ُ حممدٍ hح َ
ني وجه ّ
�شي ٌء �إال وقد عرفته يف ِ
لمه وجه َله ،فابتعت منه متراً �إىل � ٍ
أجل ،ف�أعطيته أتلطف له لكي �أخالطه ف� َ
أعرف ِح َ اجلهل عليه �إال ِحلم ًا .فكنت � ُ
ِ �شد ُة
غليظ، إليه بوج ٍه ٍ ونظرت � ِ
ُ قمي�صه وردا ِئه،
ِ مبجامع
ِ أخذت
حمل الأجل بيومني �أو ثالثة� ،أتي ُته ف� ُ قبل ِّالثمن .فلما كانَ َ
َ
الدين)
ِ �صاحب
َ طل (�أي :ت�ؤخرون املطلب قو ٌم ُم ٌ
ِ عبد
هلل �إ ّنكم يا بني ِ حمم ُد َحقّي؟ فوا ِ
قلت� :أال تق�ضيني يا ّ ثم ُ ّ
ُ
ل�رضبت
ُ أحاذر فوتَه
هلل لوال ما � ُ أ�سمع؟! فو ا ِ هلل ما � ُ
لر�سول ا ِ
ِ هللُ � ،
أتقول ر�ضي اهلل عنه � :-أَ ْي َّ
عدو ا ِ َ عمر -فقال ُ َ
قال � :hأنا وهو ثم َ وتب�س ٍمّ ،
ر�ضي اهلل عنه -يف �سكونٍ وت�ؤد ٍة ّ َ عمر -
ينظر �إىل َ هلل ُ h ُ
ور�سول ا ِ ب�سيفي ر� َأ�سك.
اذهب به ْ طلب الدين)ُ باعة ( َ�أ ْي:
بح�سن ال ِّت ِ
ِ أمره
بح�سن الأدا ِء وت� َ
ِ عمر� ،أَنْ ت�أمرين أحوج �إىل غ ِري هذا َ
منك يا ُ كنا � َ
ر�ضي
َ عمر - فذهب بي ُ َ زيد:
قال ٌ ففعلَ ، �صاعا مكان ما ُر ْع َته (�أَ ْي� :أفزعته) َ فاق�ضه حقَّه ،وز ْده ع�رشين ًعمر ِ يا ُ
أزيدك هلل �أَنْ � َ ُ
ر�سول ا ِ فقال� :أمرين َ متر ،فق ْل ُت :ما هذه الزيادةُ؟ �صاعا من ٍ
اهلل عنه -فق�ضاين حقّي وزادين ع�رشين ً ُ
احلرب؟ قلت:ُ زيد بن ُ�س ْعنةََ .
قال: أنت؟ فق ْل ُت� :أنا ُفم ْن � َ
قال :الَ ، عمر؟ َ فقلت� :أتعرفني يا ُ ُ مكانَ ما ُرع ُتك.
النبو ِة قد
عالمات ّ
ِ عمرُّ ،
كل َ
وتفعل ما فع ْل َت؟ فق ْل ُت :يا ُ هلل ما ق ْل َت،
لر�سول ا ِ
ِ َ
تقول َ
دعاك �أن احلرب .قال :فما
ُ
اجلهل عليه
ِ �شد ُة لمه جه َله ،وال ُ
تزيده َّ ي�سبق ِح ُ
ُ نظر ُت �إليه �إال اثنتنيِ مل َ�أ ْ
خربهما: ني ْ هلل ح َ
ر�سول ا ِ
ِ عر ْف ُتها يف ِ
وجه
نبيا(.)4
إ�سالم دي ًنا ،ومبحمدٍ ً
هلل ر ًّبا ،وبال ِر�ضيت با ِ
ُ اختربتُهما ،ف�أُ ُ
�شهد َك �أين قد ْ حلما ،فقد
�إال ً
�أُو�ضِّ ُح:
هلل تعاىل؟
احللم �سيّ ُد الأخالقِ ،ما �أهميّتُه لل ّد ِاعي ِة �إىل ا ِ
ُ C
................................................................................................................
................................................................................................................
إنكار:
عند ال ِ
حل َ�س ِن َ .7التزا ُم ْ
احلك َم ِة والق َْو ِل ا َ
لنف�سي ِة
ّ غي املُ رِ ِ
با�ش ُمراعا ًة أ�سلوب رْ ِ
ِ ا�س ِت ْخدا َم ال
إنكار ْ
�صيح ِة وال ِ
الد ْع َو ِة وال َّن َ
بي hيف َّ كانَ غا ِل ُب �أُ ْ�س ِ
لوب ال َّن ّ
والف�ضيحة ،فكان ي ْغ ِل ُب على ِخطابِه ،ما ُ
بال ِ عن ال َّت ْ�شه ِري
يبتع ُد ْ َ
ولذلك كانَ ِ �صيحة،
ِ وح ْر ً�صا َعلى ق َُبولِهِ م لل َّن
الآخرين ِ
ال�س َما ِء يف �صالتِهِ ْم.)2(».. ْوام ي ِْرفَعونَ �أَ ْب َ
�صار ُهم �إىل َّ بال �أَق ٍ
كقوله « :hما ُ
ِ �رص َح ب� ْأ�سمائِهِ م
ْوام ُدونَ �أنْ ُي ِّ
�أق ٍ
قالَ :ب ْي َنا �أَنا �أُ�ص ِّلي َم َع َر ُ بن الحْ َ َكم ال�س َل ِمي -ر�ضي ُ
اهلل عنه َ -
�سول اهلل � hإ ْذ َع َط َ
�س َر ُج ٌل َ ِ ُّ ِّ َع ْن ُم َع ِاو َي َة ِ
يل؟ ف ََج َعلوا تنظ ُرونَ �إ َّ ِمن ا ْلقَومَ ،ف ُق ْل ُت :يرحم َك ُ
اهلل .ف ََرمانيِ ا ْلق َْو ُم ب�أ ْب َ�ص ِار ِهمَ ،ف ُق ْل ُتَ :وا ُث ْك َل �أُ ِّميا ْه! ما َ�ش�أْ ُن ُكم ُ َْ َ ُ َ ِْ
هلل َ hف ِب�أَبِي ُه َو َو�أُ ِّمي َي�ضرْ ِ ُبونَ ب�أ ْيديهِ ْم َعلى �أَف َْخ ِاذ ِه ْمَ ،ف َل َّما َر َ�أ ْي ُت ُهم ُي َ�ص ِّم ُتو َنني لك ِّني َ�س َك ُّتَ ،ف َل َّما َ�ص َّلى َر ُ
�سول ا ِ
ال�صال َة ال
هذ ِه َّ هلل ما َك َه َرنيِ وال �ضرَ َ َبني وال َ�ش َت َمنيَ ،
قال� :إنَّ ِ َما َر�أ ْي ُت ُم َع ِّل ًما ق َْب َل ُه وال َب ْع َد ُه � ْأح َ�س َن ِت ْع ً
ليما ِم ْن ُه ،ف ََوا ِ
والتكبري وقراء ُة القر� ِآن(.)5
ُ الت�سبيح
ُ ا�س� ،إنمّ ا هو َي ْ�ص ُل ُح فيها َ�شي ٌء ِم ْن َك ِ
الم ال َّن ِ
( )١رواه �أحمد)2( .رواه البخاري)3( .رواه م�سلم)4( .رواه البخاري )5( .رواه م�سلم.
114
.8املحاور ُة والإقْناع:
َناعة
لتحقيق الق ِ
ِ وار واملُناق َِ�ش ِة
احل ِ
أ�سلوب ِ
َ فقد كانَ َي ْ�س َت ْخ ِد ُم �
هلل تعاىلْ ، ور �أنْ ُيب ِّلغَ �أحكا َم ا ِ رغْ َم �أنَّ َّ
النبي hم�أ ُم ٌ
وة. احل ْك َم ِة يف َّ
الد ْع ِ وليع ِّل َم �أُ َّم َته � ْأ�س َ
لوب ِ رين ،لأنَّ ذلك �أ ْد َعى لال ْلت َز ِامُ ،
َلدى ال َآخ َ
�أذْكُ ُر:
ملنهج الر�سولِ hيف الدعو ِة ،دلِّلْ على �أ�سلوب ِه hيف احلوا ِر واالقناع. َ ِ Cمن ِخاللِ د
ِرا�ستك ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
.9دعوته للجميع:
أحرار والفقرا ِء
والعبيد وال ِ
ِ أطفال
الرجال والن�سا ِء وال ِ
ِ املجتمع من
ِ أفراد
كل � ِإ�صالحي َة َّ
ّ �شملت دعوت ُه hال
دعوة �أحدٍ . ِ يزهد يف
والأغنيا ِء فلم ْ
ود َكانَ َم ِر�ض َف َ�أتَا ُه ال َّنب ُِّي َ hي ُعو ُد ُه َف َق َع َد ِع ْن َد َر�أْ ِ�س ِهَ ،فق َ
َال َل ُه: اهلل عنه � -أَنَّ غُ لاَ ًما ِم ْن ا ْل َي ُه ِ َعن �أَ َن ٍ�س -ر�ضي ُ
َ ْ
ُول :الحْ َ ْم ُد ِ
هلل ا َّل ِذي َا�س ِمَ ،ف�أَ ْ�س َل َمَ .فقَا َم ال َّنب ُِّي َ hو ُه َو َيق ُ َال َل ُه �أَ ُبو ُه� :أَ ِط ْع �أَ َبا ا ْلق ِ
َ�أ ْ�س ِل ْمَ ،ف َن َظ َر ِ�إىل َ�أب ِِيه َو ُه َو ِع ْن َد َر ْ�أ ِ�س ِهَ ،فق َ
�أَ ْنق ََذ ُه بِي ِم ْن ال َّن ِار(.)6
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
يقول :ال َّل ُه َّم �أَ ْ�ص ِل ْح يِل ِدي ِن َي ا َّل ِذي ُه َو
ُ هلل h ُ
ر�سول ا ِ قال« :كانَ ر�ضي اهلل عن ُه َ - َ عن �أبي ُه َر ْي َر َة -
ا�شيَ ،و�أَ ْ�ص ِل ْح يِل � ِآخ َر ِتي ا َّل ِتي ِف َيها َم َع ِاديَ ،و ْ
اج َع ِل الحْ َ َيا َة ِز َيا َد ًة يِل فيِ اي ا َّل ِتي ِف َيها َم َع ِِع ْ�ص َم ُة �أَ ْم ِريَ ،و�أَ ْ�ص ِل ْح يِل ُد ْن َي َ
�ش»(.)1 اج َع ِل المْ َ ْو َت َر َ
اح ًة يِل ِم ْن ُك ِّل رَ ٍّ ُك ِّل َخ رْيٍَ ،و ْ
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
قري�ش م ْنه. Cبيّ ْن م ْن ِ
هج النب ِّي hفي ال َّد ْعو ِة والإ�صالح وموقف ٍ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤال
117
الدر�س اخلام�س:
الم.
وة �إىل ال ْإ�س ِالد ْع ِ البيت ُه ّن القدو ُة وامل َث ُل ال ْأعلى يف ّ
أعلم و�أعملُ :
�سيدات � ِآل ِ
ُ
� ُ
- نفيسة العلوم
واالجتماع ّي ِة
ِ واجباتها الأُ�سرَ ّي ِة
مع بينْ َ ِ ال�صاحل ُة هي الّ ِتي ْجت ُ
-املر�أ ُة ّ
ر�ص على ِعباداتها. و ْحت ُ رضي اهلل عنه
أحر�ص على اْالقتدا ِء ب�آل ِ
البيت يف �أمورِ حيا ِتي. ُ �-
�أَ َت َف َّك ُر:
اريخ حل َك ُ
ماء َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ اريخ ِب ُعقولِهِ م ،وا ُ
لماء َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ
اريخ بِقلوبِهم ،وال ُع ُ
«..ال�شباب َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ
ُ
اره،
ور ُه ،وال ت َْخبو َن ُ َاريخا ال َي ْن َط ُ
فيء ُن ُ اريخَ ،كانَ ت ً
وح َعلى ُ�ص ْن ِع ال َت ِ اونَ ال َق ْل ُب وال َعق ُْل ُ
والر ُ ِب�أَ ْر ِ
واحهمَ ،ف ِ�إ َذا َت َع َ
اريخ � ّأو َل َم ّرةٍ»(.)1 َ
وكذلك َ�ص َن ْع َنا ال َت َ
أدوارهن ب�إيجا ٍز.
ّ إ�سالمي ،م َع بيانِ �
ِّ يخ ال
رائد فيِ ِ�صنَا َع ِة التَا ِر ِ
إنهن َ�سا َه ْم َن بدو ٍر ٍ ْ C
اذكر �أ�سما َء خم�س ن�سا ٍء ترى � َّ
بن زيدٍ
احل�سن ِ
ِ التاريخ ال�سيد ُة نفي�س ُة ُ
بنت ُ واجتماعي حفظه
ٍّ ديني
�ساهم َن بدورٍ ٍّ
ْ ومن ن�سا ِء � ِآل البيت الالتي
ر�ضي ُ
اهلل عنهم. َ
Cتُرى ْ
من ِهي ال�سيد ُة نفي�سةُ؟
اريخ؟
تماع ُّي الذي َح ِفظ ُه لها التّ ُ
واالج ِ
ْ Cوما �آثا ُرها ودو ُرها ال ّد ّ
يني
طالب ر�ضي ُ
اهلل عنهمُ .و ِل َد ْت بن �أبي
علي ِ -ن�سبُها :هي ال�سيد ُة نف�سي ُة بنت
َ ٍ إمام ِّ
بن ال ِ احل�سن ِ
ِ بن
زيد ِ
بن ِاحل�سن ِ
ِ
ربيع ال ّأو ِل (�سن َة 145هـ).
ع�ش ِم ْن ٍ
ادي رَ َ املكرم َة يف ا َ
حل َ ّ
يف مك َة َّ
ن�ش�أتُها:
مرها �إىل
اخلام َ�س ِة ِم ْن ُع َ
وه َي يف ِ ا�صط َحبها �أ ُب َوها ِ درج ْت َمب ّكةََ ،فبعد �أنْ َ نفي�س ُة ن�ش�أ ًة رَ ِ
�شي َفةًْ ، ن�ش� ْأت ال�سيد ُة َ
النبي hحديث ِّ
َ مرها وع َّلمها فح ِف َظ ِت القر�آنَ َ
قبل �أن تب ُلغَ ال َّث ِام َنة ِم ْن ُع ِ ياهاَ ،
أمور دي ِنها ود ْن َأخذ يع ّل ُمها � َ
املدينة ،و� َ
ِ
و�صفات امل ّتقني.
ِ ال�صاحلني،
�سري َّ
عت َو�س ِم ْ
الكثري م ْنهَ ،
َ ح ّتى َح ِف َظ ِت
القو ِل
مع يف تربي ِتها بينْ َ ْ يج َ را�سة والت ْلقنيِ ،بل َح َ
ر�ص �أنْ ْ والد ِوالروايةّ ،
ِ ومل َيقت�صرِ ْ يف تربي ِتها َعلى احلف ِْظ
النبوي
ِّ امل�سجد
ِ ي�ص َط ِح ُبها �إىل
وكثريا ما كانَ ْ
ً قر�ؤها معه �أورا َده،
وعباد ِت ِه ،و ُي ِ
كه َ والعمل ،فكانَ ُي ُ
�شاركها معه يف ُن ُ�س ِ ِ
ني. ني ،ولت� ُأخ َذ ِم َن ال ُفقَها ِء واملُ ّ
حدث َ لت�شهد جماع َة امل�سلم َ
َ
�أُ َب نِّ ُ
ي:
Cمن خاللِ جمموع ِتك الطالبي ِة بَينِّ ْ ما يلي:
ن�ش�أَ ِتها.
ال�سيدة نفي�سة الذي �أ َّثر في ُح ْ�س ِن ْ
ِ لوالد
التربوي ِ
َّ أ�سلوب
َ -ال
................................................................................................................
................................................................................................................
العملي.
ّ وتمي ُزها
ال�سيدة نفي�س َة ِّ
ِ �صادر التي �أ َّث ْ
رت في ن�ش� ِأة َ والـم
المنابع َ
َ -
................................................................................................................
................................................................................................................
نفي�سةَ.
ال�سيدة َ
ِ واهتمامات
ِ الجيل
ِ َتيات في هذا
اهتمامات الف ِ
ِ بين
قارنْ َ
ِ -
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
زواجها:
ُ
�شيخ
َ بن عيين َة
كان �سفيانُ ُ حممد
بن ِ ادق ِ
ال�ص ِ
فر َّ
جع َ
بن ْ َ
إ�سحاق ِ رة من �
املنو ِ
املدينة ّ
ِ تزو َج ْت يف
ّ
عن �إ�سحاق،
احلديث ْ
َ املحدثني �إذا ما َروى ر�ضي اهلل
َ علي
إمام ِّ إمام ا ُ
حل�سينْ ِ بن ال ِ بن ال ِ
زين العابدين ِ
علي ِ
بن ِّ
البا ِقر ِ
جعفر بن
إ�سحق ُ
الر�ضا � ُ حدثني الثق ُة ّ ُ
يقولّ : م�شهو ًدا له ؤمتن) ،وكانَ � ْإ�س ُ َ
َ حاق ْ إ�سحاق امل� َ دعى (�
زوجها ُي َ
ُ عنه ،وكانَ
بن ا ُ
حل�سينْ ِ . علي ِبن ِّ حممد ِ
بن ِِ لومه و�آدابِه و� ْأخال ِقه.
من ُع ِ
الكثري ْ
َ وقد � َ
أخذ عن �أبيه بال�صالحْ ،
َّ
119
�أَ ْر ُ�س ُم:
ال�شافعي:
ُّ ال�سيدة نفي�َس ُة وال ُ
إمام ُ
لقات
طريقه �إىل َح ِ
وهو يف ِ
يزورها ُ
َ نفي�سةَ ،واعتا َد �أنْ
بال�سيدة َ
ِ ال�شافع ُّي �إىل م�صرْ َ ،تو ّث ْ
قت �صل ُته ِ وملَّا وفَد الإما ُم
عترب الإما ُم
�شه ِر رم�ضانَ ،و ُي ُ
م�سجدها يف ْ
ِ طاط ،وكانَ ُي�ص ّلي بِها وب� ْأهل بي ِتها الترَ َ
اويح يف جد الف ُْ�س ِ
م�س ِ
در ِ�سه يف ْ
ْ
فقد كانَ
عظيماْ ،
ً فيه ِمن الإما َم ِة يف الفق ِْه مكا ًنا
الوقت الذي بلغَ ِ
ِ لو�سا � ْإليها و� ْأخ ًذا ع ْنها ،يف
ال�شافعي � ْأك َرث العلما ِء ُج ً
ُّ
ا�س.
تعليم ال ّن ِ
ل�س ِ الف�سطاط ْجم َ
ِ جد ل�س تع ُّل ٍم َع ْنها ،و ْجم َ
ل�س ُه يف َم ْ�س ِ ل�سه يف َد ِارها مجَ َ
َي ْع َت رِ ُب ْجم َ
120
لوم: حكمتُها ون�رصتُها ْ
للمظ ِ
فكتبت ُرقْع ًة
ْ نفي�س َة َخ ُرب ُه، (حاكم م�صرْ َ) ُ
وط ْغيا ِنه ،وب َلغ ّ
ال�سيد َة َ ِ بن طو ُلونَ من ُظ ْلم � َ
أحمد ِ النا�س ْ
ُ ا�ستغاث
َ
ْ
«ملك ُتم َف�أ�سرَ ْ مُتْ، الر ْق َعة وقَر� َأهاَ ،ف�إذا فيها: َر�سه ،و� َ
أخذ ِم ْنها ُّ فرتجل َع ْن ف ِ
َلما ر�آها عرفَهاَّ ، ووقفت بها يف َطريقه ،ف ّ ْ
غري خُم ِطئ ٍة حار نافذ ٌة َ
وقد َعلم ُتم �أنْ ِ�سها َم ال ْأ�س ِ اق َ
فقطع ُتم ،هذا ْ ور َد ْت � ُ
إليكم الأر َز ُ وخ ِّول ُتم َف َع َ�س ْف ُت ْمَ ،
َدر مُت فقهرمتُ ،
وق ْ
ميوت املظلو ُم و َيبقْى الظا ُمل،
َ فم ٌ
حال �أنْ موها ،و� ْأج�سادٍ عري ُتموهاُ ،
تموها ،و�أكبادٍ َج ّو ْع ُت َ
أوج ْع ُ
قلوب � َ
ٍ ال ِ�س ّيما ِم ْن
الذين َظ ُ
لموا � َّأي َ هلل ُم َت َظ ّلمونَ ،
و�س ْيع َل ُم هلل ُم�س َت ِج ُريونْ ،
واظ ِل ُموا ف�إ َّنا �إىل ا ِ وروا َف�إنا با ِ اعم ُلوا ما ِ�شئ ُتم َف�إ ّنا َ�صاب ُِرونَ ُ ،
وج ُ َ
َ
وعدل لوقته. َلب ينقلبون» ،فت�أ ّث َر ُ
ابن طولونَ منق ٍ
�أُو�ضِّ ُح:
آداب الأ ْم ِر بالم ْع ِ
روف والن ْهي عن بالح ْكم ِة التَّام ِة والدراي ِة العميق ِة ب� ِ
وقف ال�سيد ِة نفي�س َة م َع �أحم َد ِبن طولونَ ِ َّ C
ات�س َم َم ُ
و�ض ْح ذلك.
الم ْن ِكرّ ،
................................................................................................................
................................................................................................................
الح.
عا�صر ِة في النَّق ِْد وال ّدعو ِة �إلى ال ْإ�ص ِ
الم ِ
ال�صحفيّ ِة ُ
أ�ساليب َّ
وبع�ض ال ِ
نفي�س َة ِ
أ�سلوب ال�سيد ِة َ
بين � ِ Cقارِنْ َ
حفي املعا�رصُ
ال�ص ُّ
لوب ّ
ال ْأ�س ُ ال�سيد ِة نفي�س َة
لوب ّ
� ْأ�س ُ
أ�شخا�ص
َ يخ�ص ال
ُّ النقد
ُ أفكار وال َ
أفعال يخ�ص ال َ
ُّ النقد
ُ
.................................................. ..................................................
.................................................. ..................................................
.................................................. ..................................................
121
وحياتُها ْ
االجتماعيّة: ال�سيدة نفي�س ُة َ
ُ
كانت
ْ املنزل الذي
ِ إدارة
لفن � ِ
هن �إ ْتقَا ًنا ّ
أح�س ِن َّ
ومن � َ
وجها و ْبي ِتها و�أ�سرْ َ ِتهاْ ،
عاية َز ِ
أف�ض ِل ال ِّن�سا ِء يف ِر ِ
من � َ
كانت ْ
ْ
�رص ُح لها
ادة ،و ُي ِّ عد بِها َّ
كل ال�س َع ِ زوجها الذي كانَ َي ْ�س ُ
مع ِوح ْ�س ِن التعا ُم ِل َ
احل�سنةُ ،
ِ والرتبية
ِ ْتع ُمره بالعبا َد ِة ّ
والذ ْك ِر
ات راقي ٍة ُّ
تدل ع َلى �صفات َح�سن ٍة َ�ش ْكلاً مال ما �أو َد َع َ
وكلم ٍ
َ و�ش،
ب�ش ٍ عليه � اّإل ْ
بوج ٍه ُ وم�ضمو ًنا ،فَما تَر ُّد ِ
ْ ٍ اهلل فيها ِم ْن بج ِ ََ
�أ َدبِها ا َ
جل ِّم.
النا�س
ْبل َ ت�س َتق ُ
فكانت ْ
ْ امل�رصي،
ِّ تمع
املج ِ تماعي وال َّثقا ِّ
يف يف ْ ِّ واالج
ْ الد َع ِو ّي
دو ِرها َّ وملْ مي َن ْعها رعاي ُة ِ
زوجها ِم ْن ْ
النا�س و�أثق َلها ذلك ،فب َلغَ ذلك ِ
حاك َم ِم صرْ� َ ف�أ َمر لها ب ِْبي ٍت اجا ِتهم و� ْأ�سئ َل ِتهم ،ح ّتى كثرُ عليها ُ وعامةًُ ،
تنظ ُر يف َح َ لماء ّ
ُع َ
زو ِجها و�أ�سرْ ِتها.
اية ْ ا�س ،وتتف ََّر ُغ باقي �أ ّي ِامها للعبا َد ِة ِ
ور َع ِ وقر َر لها يو َمينْ ِ ت َْ�س َتق ُ
ْبل فيهِ ما ال َّن َ وا�سعَّ ،
ٍ
منهن إليها
ل�س � َ
َغمر من َي ْج ُ يج ْدنَ ِم َن ا ُ
ّ وكانت ت ُ ْ عند غ ِريها،
ل�سها ما ال َي ِج ْد َنه َ مبج ِ ن�س ْلأ ِ اح َباتها ِ وكانت َ�ص ِ
ْ
والع ْل ِم.
التوجيه ِ
ِ من
ُفي�ض عليهِ َّن َ باملَو َّد ِة ،وت ُ
والبكا ِء وال َّت ضرَ� ُّ ِع
العبادة ُ
ِ فقد كا َن ْت كثري َة
كية َنف ِْ�سهاْ ،
من االعتنا ِء ب َت ْز ِ
ا�س ْ
لزو ِجها وال ّن ِ
�ش ِتها ْ
ومل مت َن ْعها ُح ْ�س ُن ِع رْ َ
بنف�سي و�أ َم ِامي عقب ٌة «كيف �أر ِف ُق ِ
َ فقالت:
ْ بنف�س ِك.
ني ِ فقيل لها� :أال ت َْر ِفق َ الليل ،وت ُْك ُرث ّ
ال�صيا َمَ ، هلل تَعاىل؛ تُد ُمي قيا َم ِ�إىل ا ِ
ال يقْط ُعها � اّإل الفائزون».
وفاتُها:
ي�شتد ويقْوى ح ّتى رم�ضانَ ،
ُّ املر�ض
ُ رةَ ،
وظ ّل للهج ِ
ْ رجب �سن َة ِم َئتنيِ وثمانٍ
َ َم ِر َ�ض ْت ال�سيد ُة نفي�س ُة يف ْ
�شه ِر
ني �سن ًة
جبا!!! �إنّ يل ثالث َ
واع ًفقالتَ : ْ بالف ْطر،
أمرها ِ
الطبيب ف� َ
َ رك ِةْ � ،أح�ضرَ وا لها املر�ض أ�ق َْ�صاه ،و أ� ْق َعدها عن ا َ
حل َ ُ فب َلغ
ُ و�أنا �أ�س� ُأل َ
عام ع ْند قوله :ﱫ ﭻ حمها اهلل وهي تقر�أُ �سور َة الأ ْن ِ اهلل تعالىَ �أنْ يتوفاين و�أنا �صائمةٌ� ..أَف أ�ف َْط ُر؟ وت ْ
ُوفيت َر َ
مب�رص ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﱪ( .الأنعام .)127توفيت عن ٍ
ثالث و�ستني �سن ًة ودفنت َ
رحمها اهلل رحمة وا�سعة.
122
ال�س�ؤالُ الأولُ :
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
و�ض ْح ذلك ِمن خاللِ �سري ِة حيا ِتها يف م�صرْ َ. Cجم َع ْت ال�سيد ُة َ
نفي�س ُة بَينْ َ ال ِعبا َد ِة ور َعاي ِة الز ْو ِج والدعو ِة �إىل اهللِّ ،
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤالُ ال ّث ُ
الث:
توجهت به ال�سيد ُة نفي�س ُة �إىل �أحم َد ِبن طولونَ � ٌأثر كبريٌ يف ِهدايت ِهَ ،فبِم تُع ّلل ذلك؟
ْ طاب الذي Cكانَ ِ
للخ ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
123
الدر�س الأول:
�-سورة الأحزاب ،الآيات (.)73 - 63
الدر�س الثاين:
� -آداب التعامل مع غري امل�سلمني يف ال�سلم.
الدر�س الثالث:
-منهج الإ�سالم يف احلفاظ على البيئة.
الدر�س الرابع:
-ال�سنة م�صدر للت�رشيع.
124
املحاو ُر
إن�سان
ال ُ
إلهي
الوحي ال ُّ
ُ
والكون
ُ
البيئ ُة
منهج الإ�سالم -
(ال�س ّن ُة النبو ّي ُة)
ُ
-ال�س َّن ُة م�صد ٌر
يف احلفاظ على
للت�رشيع.
ِ
البيئة.
125
الدر�س الأول:
�سورة الأحزاب.
ِ آيات ( )73 - 63من وحفظ ال ِ
ِ
أعلم و�أعملُ :
قن تالو َة
� ُ
� -أُ ِت ُ
اإلنسان واألمان ُة الثّقيل ُة
ُ
آيات الكرمية.
ف على املعنى ال ْإجمايل لل ِ أتعر ُ
َّ � -
رين يو َم القيامة. ف� َ
أحوال الكا ِف َ ِ � -أ�ص ُ سور ُة األحزاب ،اآليات ()73 - 63
النبي .h
هلل من �إيذا ِء ِّ
حتذير ا ِ
َ ني
� -أب ُ
أمانة و�ألتزمها”.
أو�ضح مفهو َم “ال ِ
ُ �-
وهو يقر�أُ َ
قول اهلل :ﱫ ﯘ ﯙ ﯚ هلل ُ h َ
ر�سول ا ِ ائي دي بن حا ٍمت ّ
الط ُّ �سمع َع ُّ
ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ
دوهم! فقال �« :hأَ َما �إِ َّن ُه ْم مَلْ يعب ُ ر�سول اهلل �إ َّنهم مل ُ َ ﯭﯮ ﯯ ﯰﱪ( .التوبة .)31فقال :يا
َي ُكو ُنوا َي ْع ُب ُدو َن ُه ْم َو َل ِك َّن ُه ْم َكا ُنوا �إِ َذا �أَ َح ُّلوا َل ُه ْم َ�ش ْي ًئا ْ
ا�س َت َح ُّلو ُهَ ،و ِ�إ َذا َح َّر ُموا َع َل ْيهِ ْم َ�ش ْي ًئا َح َّر ُمو ُه»(.)1
Cفما ُح ْك ُم اتّ ِ
باع كلٍّ مما يلي:
هلل تَعاىل؟
ت�رشيع ا ِ
َ َ
بذلك وح ّر َم خُمالفًا بع َ�ش ْخ ً�صا مِ َبا � َّ
أحل َ -ي ّت ُ
................................................................................................................
هلل ُ�سبحا َنه؟
�صية ا ِ
قريبا يف َم ْع ِ
طيع ًُ -ي ُ
................................................................................................................
ليل �شرَ ْ ِع ٍّي؟ بع عاملًا فيما َي ْع َت ِم ُد ِ
عليه ِم ْن َد ٍ -ي ّت ُ
................................................................................................................
أمر َح َّرم ُه اهلل؟ طيع زميلاً يف ْحت ِ
ليل � ٍ ُ -ي ُ
................................................................................................................
ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ
ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ
ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ
ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ
ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ
ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ
ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ.
آيات: ّ
إجمايل لل ِ املعنى ال
واب
وج ُاعة ،وا�س ِت ْع َجا ِلهم بِهاَ ، ال�س ِ
ني عن َّ بع�ض امل�رشك َعن ُ�س� ِؤال ِ
حديث ْ ٌ ال�سورة
من ُّ
الدر�س الأخ ِري َ ِ يف هذا
واحتمال �أنْ ت�أْ ُخ َذهم َعلى ِغ ّر ٍة َ�أ ْخ ًذا �سرَ ِ ي ًعا.
ِ ذيرهم ِم ْن قُربِها، ال�س� ِؤال �أن َي َدعوا �أَ ْم َرها �إىل ا ِ
هلل ،مع تحَ ْ ِ هذا ُّ
وجوه ُهم يف ال ّنار ،ويو َم
ُ ني بِها ،يو َم تُق َّل ُب
عجل َ اعة ال ي�سرُ ُّ ْ
امل�س َت ِ ال�س ِ
�شاه ِد َّ
هدا ِم ْن َم ِ ُ
ال�سياق َم ْ�ش ً عر�ض
ثم َي ُ
َّ
127
ْجع ال
هد ُمف ٌ
وهو َم ْ�ش ٌ من ال َع َذ ِ
ابُ ، ل�ساد ِتهم ُ
وك رَبا ِئهم ِ�ض ْعفنيِ َ ور ُ�سو ِله ،ويو َم يطلبونَ َ
هلل َ عد ِم َط ِ
اعة ا ِ يند ُمونَ على َ
َ
مر ًة ُ�أخرى! يعو ُد ْ
ليح ِّذ َر الذين �آ َمنوا أر�ض َّ
هذه ال ِهد يف ال ِآخ َر ِة �إىل ِ عج ٌل ،ثم يعو ُد بِهم ِم ْن هذا َ
الـم ْ�ش ِ َي ْ�س َت ْع ِج ُل ِبه ْ
م�س َت ِ
ربا كانَ ُهو أمر وا ِق ٍع ،مَّ
فرب�أ ُه اهلل مِ َّما قالوا ،ويبدو �أنَّ هذا كانَ ر ًّدا على � ٍ الذين �آ َذ ْو ُه وات ُ
َّهمو ُه َّ َ يكونوا كق َْو ِم ُمو�سى�أنْ ُ
عيدا ويد ُعو امل�ؤمنني �أنْ يقولوا ق َْو اًل َ�س ً
ديدا َب ً العربْ ،
ِ ومال َف ِته مل�أ ُل ِ
وف بزينب ،خُ َ
َ ول h الر ُ�س ِ
عن َزواج َّ حديث ْبع ِ�ضهم ْ ُ
ُ
ور�سو ِله hو َي ِع َدهم َعليها
هلل ُ اعة ا ِ والعي ِبُ ،لي�ص ِل َح اهلل َلهم �أعما َل ُهم وي ْغ ِف َر ُلهم ُذنو َبهم ،و ُي ِّ
حب َبهم يف َط ِ ْ َعن ال ّل ْم ِز
العظيم.
َ الفو َز
ُ
واجلبال، ات والأَ ْر ُ
�ض ماو ُ
ال�س َ
َقت ِم ْن َح ْم ِلها َّ
عن «الأما َن ِة» التي �أ�شف ْ
العميق ْ
ِ الها ِئل
باخلب َ
رَ ِ ويخ ِت ُم ال�سور َة
إن�سان
وحما�سبة ال ِ
ِ تيب اجل َزا ِء َعلى ال َعمل،
هلل يف ت َْر ِ
بري ا ِ احقةٌَ ،ذ ِلك َلي َّ
تم ت َْد ُ وحم َلها الإن�سانُ ِ ،
وهي َ�ض ْخم ٌة ها ِئل ٌة َ�س ِ َ
تار :ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ
واخ َ
َعلى ما َر ِ�ض َي لنف ِْ�سه ْ
ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﱪ.
�أُ ِّ
و�ض ُح:
َ
قال تعاىل :ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﱪ.
و�ض ِح الف َْر َق و�س�ؤالِ َ
الكا ِفر املُك ِّذ ِب لَهاّ . ني ُ�س�ؤالِ املُ�ؤْ ِمن بِهاُ ، ولكن ُه َ
ناك ْفرقٌ ب َ َّ ا�س يَ ْ�س� ُأل عن َّ
ال�ساع ِة، َ Cجمي ُع النّ ِ
بَ ْينَهما.
................................................................................................................
................................................................................................................
آيات َ
الكرمي َ ِة؟ Cلمِ ُو�سى -عليه ال�سال ُم -مكان ٌة ِ
عظيم ٌة عن َد ربّ ِه .ما َدال ِئ ُلها ِم ْن ِخاللِ ال ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
و�ض ْحها. Cيف ذ ْك ِر �إيذا ِء بني �إ�سرْ ائيلَ لنبيّهِم ُم َ
و�سى -عليه ال�سال ُم -تَ ْ�سلي ٌة وتَ�سرْ ي ٌة للنَّب ِّي ِّ ،h
................................................................................................................
................................................................................................................
قال تعاىل:ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﱪ.
ُ
ويقول اً
قول �سدي ًدا ،ما هو؟ عن و ْع ٍد َح ٍّق ُ
لكلِّ َم ْن يَتَّقي ربَّه ني ْ
ني الآيت ِ َ �C
أف�صح ِت هات ِ
................................................................................................................
الح؟
بال�ص ِ و�ص ُف ال ُ
أعمال َّ Cمتى تُ َ
................................................................................................................
أ�سباب حَت ُّق ِقه؟
آيات الكريمِ َةُ؟ وما � ُ
أ�شارت �إلي ِه ال ُ
العظيم الذي � ْ
ُ Cما الفَو ُز
................................................................................................................
................................................................................................................
وتدبر معنى الأمان ِة فيهاّ ،ثم �أجِ ب عن ال ْأ�س ِئل ِة التي تَليها:
ْ Cاقر�أ ال ِ
آيات التّالي َة
قال تعاىل :ﱫﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﱪ.
قال تعاىل :ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ
ﭴ ﭵ ﭶﱪ( .البقرة .)283
130
أ�ُ َبينِّ ُ :
قال تعاىل :ﱫﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﱪ( .الن�ساء .)58
ا�س ،ما ُمنا�سب ُة هذا اال ْقرتان؟ رت الأمان ُة مقرون ًة با ُحل ِك ْم ْ
بالعدلِ بينْ َ النَّ ِ Cذ ُِك ْ
................................................................................................................
................................................................................................................
املعطيات
ِ �ضمن
ليف ح ّد ْدها َ أحزاب ثالث َة موا ِق َف للب�شرَ يّ ِة جُتا َه ِحمل �أمان ِة ْ
التك ِ عر�ضت (الآيتان 72و )73من �سور ِة ال ِ
ِ C
التالية:
الباطن.
الظاهر دونَ ِ
ِ يح ِم ُلها يف
َ -من ْ
................................................................................................................
يح ِم ُلها باط ًنا وال َظ ً
اهرا. َ -م ْن ال ْ
................................................................................................................
وظاه ًرا.
ِ يح ِم ُلها باط ًنا
من ْ
ْ -
................................................................................................................
131
خامتة �سورة الأحزاب:
اجلديد
ِ المي
املجتمع ال ْإ�س ِّ
ِ ظام ال ْأخال ِق ِّي يف
بادئ ال ِّن ِ ِ ت�ش ُ
تمل �سور ُة ال
أحزاب التي فَرغْ نا ِ ْمن ِدرا�س ِتها �آنفًا على َم ِ ْ
بدرٍ �إىل ما ق َْب َل ف ْت ِح َّ
مكةَ، غزوة ْ
ِ بعد
من ِ َ
وذلك يف ال َفترْ ِة ْ املدينة،
ِ جاهدا َعلى �إقام ِته يف
ً ُ
يعمل ُ
الر�سول h الذي كانَ
ماعي.
جل ِّدي وا َ
الفر ِّ
لوك ْال�س ِ
آداب ُّ
مرتَبط ًة ب� ِ
را�ضها ْ اءت ُم َ
عظ ُم �أغْ ِ ولذلك َج ْ
132
الرازي َ -ر ِحم ُه اهلل :-
ُّ ُ
ويقول الإما ُم
للنب ِّي َم ْك ُرم ًة وع ّلمه �أد ًباَ ،ذ َكر للم�ؤمن َ ر�س َلُ ، َ
ني فك َّلما ذكر َّ نبيه املُ َ
أمر به َّ
ني مِبا � َ
أمر ِعبا َد ُه امل�ؤْمن َ
ومبا �أنَّ اهلل تعاىل � َ
قيل للم ْ�ؤمنني: نا�سب ُه ،ولذلك فَقد َ ما ُي ِ
هلل تعاىل.
انب ا ِ
بج ِ -قال تعاىل :ﱫ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﱪ� .إر�شا ًدا لهم فيما يتع ّل ُق َ
-ثم قيل لهم :قال تعاىل :ﱫﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
لُ�سرْ ِة.
ؤون ا أ آداب املتع ِّل ِ
قة ب�ش� ِ تو�ضيحا لل ِ
ً ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ.
-ثم قيل لهم :قال تعاىل :ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ .وقال تعاىل :ﱫﭹ ﭺ ﭻ
النبي .h
من ت�أ ُّد ٍب مع ِّ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﱪ� ،إ�شار ًة ملا ي ْن ِبغي �أنْ يكونوا ِ
عليه ْ
خا�صا ب�ش�ؤونِ ا ُلأ�سرْ ِة ،و�أدبًا ًّ
خا�صا و�سلو ًكا ًّ
النبي ُ ،h
خا�صا مع ّ ني �أَدبًا ًّ
آيات تُع ِّل ُم امل�ؤمن َ
هذه ال ِ
ازي �إىل �أ َّن ِ
الر ُّ ُ C
ي�شري ّ
آداب التي �أ�شا َر � ْإليها.
و�ض ْح هذه ال َ هلل � -سبحانَه وتعاىل ّ -م َع ا ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
133
ال�س�ؤالُ الأولُ :
يجب �أن ا�ستخرجها وبينِّ ْ من كلِّ ندا ٍء ال َ
أدب الذي ُ ْ نداءات موجه ٍة للم�ؤمنني.
ٍ Cا�شتملت �سور ُة ال ِ
أحزاب على �ستّ ِة
كواحد من اجلماع ِة امل�ؤمن ِة.
ٍ أنت
تتحلى به � َ
............................................................................................................ .1
............................................................................................................ .2
............................................................................................................ .3
............................................................................................................ .4
............................................................................................................ .5
............................................................................................................ .6
ال�س�ؤال ال ّثاين:
134
الثالث:
ُ ال�س�ؤال
للم�ؤْمنني بيّ ْنها.
توجيهات ُ
ٍ آيات الكرمي ُة ِع ّد َة
حملت ال ُ
ِ C
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
الل.
ال�ض ِ
ليل تقو ُد �صاحبها �إىل َّ
طاع ُة الآخرين التي ال ت َْ�س َت ِن ُد �إىل ُح َّج ٍة و َد ٍ
و�ض ْح ذلك يف �ضوء فهمِ ك لقول ِه تعاىل :ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ.
ّ C
(الأحزاب .)67
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
ال�س�ؤال ال�ساد�س:
احلديث يف ُك ِ
تب ال�سنَّ ِة. ِ Cحتق َّْق ِم ْن ِ�ص َّح ِة هذا
135
الدر�س الثاين:
وع ْدل.
رحم ٍة َ
دين ْ
أعلم و�أعملُ :
ا�ستنتج �أن الإ�سال َم ُ
ُ -
� ُ
آداب التعامل
القات امل�سلمني مع غريهم. أذكر ال َ
أ�صول التي تقو ُم عليها ِع ُ �-
التعامل
ِ ُ
الر�سول hيف
ُ
ال�سيا�سي الذي � ْأر َ�ساه
َّ النموذج
َ �-أبينّ ُ
مع غير المسلمين
دول اجلوارِ من غ ِري امل�سلمني.
مع ِ
ال�سلم.
ِ التعامل مع غ ِري امل�سلمني وقت
ِ إ�سالم يف
آداب ال ِ
أطب ُق � َ
ّ �-
�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ َت َف َّك َر:
أولُ � :
أ�صول عالقات امل�سلمني مع غريهم: � اً
اال�ستيال ِء َعلى �أرا�ضيهم� ،أو َط ْم ِ�س
آخرين �أو ْ
يطرة على ال َ
ال�س ِ
إ�سالمية �إىل َّ
ِ فتوحاتهم ال
ُ يهدف امل�سلمونَ يف
ِ مل
ي�س َعى لو�ضع �أُ ُ�س ٍ�س و َم َ
بادئ ٌ
ر�سول ْ اجليو�ش الغازي ُة قدميًا وحدي ًثا ،و� مّإنا ْ
كانت دول ًة يقو ُدها ُ ُلغا ِتهم و َثقافا ِتهم ،كما ُ
تفعل
اخل
العالقات مع ِج َريانهِ م يف َد ِ
ِ فع َّلي ٍة يف
ب�صور ٍة ْ
َ املبادئ
َ بعده َ
تلك أتباعه ِم ْن ِ
طب َق � ُ
وقد ّ
الدوليةْ ،
ِ للعالقات
ِ جديد ٍة
نذكر ال َ
أ�صول ال�سبع َة ال ّتالية: ُ وم ْن بنيِ ت ْل َك ِ
املبادئ العربي ِة ويف َخ ِار ِجهاِ ،
َّ زير ِة
جل َا َ
ُ
إن�صاف: ُ
العدل وال .1
�أمر ُ
ين ال
أمر ربا ٌّ
�سلم ،وهو � ٌ
م�سلم وغ ِري ُم ٍ
ٍ ني
متييز ب َ
النا�س دونَ ٍ
جميع ِِ ني با ْل ِت ِ
زام ال َع ْد ِل مع اهلل تَعاىل امل�سلم َ َ
مل املُ�ساو َمةَْ ،
فقد قال تعاىل :ﱫ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ يح ِت ُ
ْ
ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ( .الن�ساء .)58
136
�أَق َر ُ�أ ،و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج:
ْ�س َ�ص ُه �أَ ْو َك َّل َف ُه ف َْو َق َطا َق ِت ِه �أَ ْو َ�أ َخ َذ ِم ْن ُه َ�ش ْي ًئا ِب َغيرْ ِ ِط ِ
يب َنف ٍ هلل �« :hأَ َال َم ْن َظ َل َم ُم َع ِاه ًدا �أَ ِو ا ْن َتق َ ُ
ر�سول ا ِ َ
قال
َف�أَ َنا َح ِج ُ
يج ُه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة»(.)1
�شري �إليها:
�صاف التي تُ ُ
العدلِ والإنْ ِ
جماالت ْ
ِ املواقف التّالي ِة ح ِّد ْد
ِ Cمن خاللِ
العهود:
ِ .2حرم ُة
بالعه ِد ،وذلك كما مب َد�أَ ْي ْ
العد ِل والوفا ِء ْ �شد َد على ْ
مع ال َآخ ِر كما َّ
العالقات َ
ِ مبد�أ يف
مل ُي َ�ش ِّد ِد ال ْإ�سال ُم َعلى ْ
يف قو ِله تعاىل :ﱫ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﱪ( .ااملائدة ،)8
ﱫﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﮟ ﮠ ﮡﱪ( .النحل .)91
( )١رواه �أبو داود )2( .رواه �أبو عبيد يف الأموال� ،ص� )3( .223أخرجه البخاري� )4( .صفة ال�صفوة (.)2/115-116
137
رف �آخر،ويلتز ُم مع َط ٍ العهد عبار ٌة ْ
عن عقْدٍ ُي ِرب ُمه فر ٌد �أو َدول ٌة َ ُ
العهود
ِ فقان َع ْليها ،وال َ�ش َّك �أنَّ �إبرا َم
وط ي ّت ِ من ال�شرُّ ِ
بجمل ٍة َ
رفان ُ فيه ّ
الط ِ ِ
ُ
تقول امل�ست�رشِقة الأملاني ُة (زيغريد ولي ِة ،
الد ّ
العالقات َّ
ِ تنظيم
ِ بهدف
ِ ول
والد ِ
أفراد ُّ
ني ال ِ
� ْأم ٌر ال مف َّر م ْن ُه ب َ
عوب «العرب ملْ َيف ِْر ُ�ضوا على ُ
ال�ش ِ ُ هونكه): هود بينْ َ
�صارت حرم ُة ال ُع ِ
ْ َ
ولذلك امل�صالح،
روب ،وتبا ُد ِل َ
حل ِوتَفادي ا ُ
الم ،فامل�سيحيونَ
خول يف ال ْإ�س ِ الد َ املغ ُل ِ
وبة ُّ واجلماعات ،ف�إذا وق ََع َع ْه ٌد
ِ أفراد
ني ال ِ ول ِمث َلها ِم ْث َل ُحر َم ِة ال ُع ِ
هود ب َ الد ِ
ُّ
الذين القوا ق َْب َل ال ْإ�س ِ
الم َ اد�شتي ُة واليهو ُدوالزر ْ َ ني
طالب امل�ؤمن َ
ول ف�إنَّ الإ�سال َم ُي ُ
الد ِ
من ُّ الد ْو َل ِة ال ْإ�س ّ
المي ِة وغ ِريها َ بينْ َ ّ
لهم
مح ْ الديني و أ�ف َْظ َعها َ�س َ
ّ ع�ص ِب
أب�ش َع � ْأم ِثل ٍة لل ّت ُّ
� َ
العه ِد ،كما يف قو ِله تعاىل :ﱫ ﮍ ﮎ ﮏ
ذلك َْاظ َعلى َ
باحلف ِ
ِ
ار�س ِة �شعا ِئ ِر
مبم َ
َجمي ًعا -دونَ � ِّأي َعائقٍ يمَ ن ُعهم َ -
ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ
يوت عبا َد ِتهم، دينهِ م ،وت ََر َك امل�سلمونَ ُ
لهم َب َ
وهممي�س ُ
بارهم دونَ �أنْ ُّ وكهن َتهم و� ْأح َو�أ ْد َيرتَهم َ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﱪ( .النحل .)91
أين
لي�س هذا ُمن َتهى ال َّت�سا ُمح؟ � َب�أ ْدنى �أ ًذى�َ ،أ َو َ
ومن َذا
مال؟ و َمتى؟ ْ لك ال ْأع ِ التاريخ ِم ْث َل ِت َ
ُ َروى وبعدها مث ً ُ
الر�سول َ h
ومنوذجا
ً ال �أعلى بعثته َ
قبل ِ وقد كانَ
طهاد البي َز ْن ِط ّي
اال�ض ِ
بعد ْ داء َ
ال�ص َع َ َ�س ُ الذي ملْ ي َت َّنف ِ
بالعهود.
ِ رفي ًعا يف الوفا ِء
هاد
وا�ضط ِ ِ وبعد ف ََظا ِئع الأَ ْ�س ِ
بان؟ َ ال�صارِ خ؟َّ
اجلدد ّ ال�ساد َة
Cدلّلْ على ذلك من �سريت ِه .h
امل�سلمني ُ
واحلكا َم ْ اليهود؟ �إنَّ َ
ِ
عوب أنف�سهم يف ُ�ش�ؤونِ ِت َ
لك ال�شُّ ِ زجوا � َ
مل َي ُّ ..................................................................
اخلية.
الد َّّ ..................................................................
يكتب يف الق َْرنِ
ُ بيت املق ِْد ِ�س
رك ِفبطر َي ُ
ْ ..................................................................
رب:
طنطينية َع ِن ال َع ِ
ّ ا�سع ل ِأخيه َب ْط ِر َي ْر ِك الق ُْ�س
ال ّت ِ ..................................................................
دل وال َي ْظلمونَنا الب ّت َة ُ
وهم ال بالع ِ
�إ َّنهم ميتازونَ ْ
..................................................................
تخ ِدمون معنا � ّأي ُع ْنف»(. )1
ي�س ْ
ْ
(� ) ١شم�س العرب ت�سطع على الغرب ،زيغريد هونكه ،دار �صادر ،بريوت ترجمة فاروق بي�ضون وكمال د�سوقي ،ط1423 ،10هـ� ،ص.364
138
ال�سماوية:
ِ أديان
أ�صحاب ال ِ
ِ ني �
امل�شرتكة ب َ
ِ اجل�سور
ِ بناء
ُ .4
الديانات ال�سماوية
ِ آخرين ،خا�ص ًة � ْأ�صحاب
ني ال َ
ج�سورا م�شرتك ًة بي َنه وب َ
ً حر�ص الإ�سال ُم على �أنْ يبني
َ
ال�سابقة ،كما قال تعاىل :ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
ِ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ�( .آل عمران .)64
�أَذْكُ ُر:
إن�سانية:
ِ .6التعاونُ يف خ ِري ال
اجلن�س
ِ ني �أبنا ِء
اري ب َ
احل�ض ِّ
عاي�ش َ
احل�ض على ال َّت�سامح وال َّت ِ
ِّ الداللة يف
ِ الم وا�ضح َة
توجيهات ال ْإ�س ِ
ُ جاءت
باحلرب � اّإل
ِ ال�سال ُم ،فالإ�سال ُم مل ي�أذنْ
ويعم َّ
القلوبُّ ،
ُ آلف أجل �أن ي�سو َد الأمانُ بي َنهم ،ف ُت ُ
نبذ ال ْأحقا ُد ،وتت� ُ الب�رشي ،من � ِ
ّ
خر ُج َ
وذلك ِ�ض ْم َن �إطارٍ ال َي ُ انتهاك معتدٍ ،
ِ من
ومقد�سا ِته ِ
َّ يدافع عن ُحرما ِت ِه
َ لي�ص َّد بها ُعدوا ًنا ظاملًا� ،أو
ورة ُ
عند ال�ضرْ ِ
َ
ماحة.
ال�س ِ
الق ومبادئ َّ
عن ال ْأخ ِ
ْ
قال تعاىل :ﱫ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﱪ( .املائدة .)2
139
احلوار الب ّن ُاء:
ُ .7
واحلوار يف
ُ مع ال َآخ ِر،
وار َ
للح ِ
�صبا ِ دت اً
جمال ِخ ً أوج ْ
أنف�سهِ مَ � ،
ْباعه ب� ُ
َواعده ،وثق َة �أت ِ
و�سالم َة ق ِ �إنّ قو َة ال ِ
إ�سالمَ ،
إن�صاف ُ
ونبذ ُ ُ
والعدل وال حيث ي�سو ُده االحرتا ُم املتبا َد ُل
أحوالُ ،
جميع ال ِ
ِ احل�س ِنة يف
عظة َواملو ِ
مة ْ احل ْك ِ
قرين ِ
الم ُ
ال ْإ�س ِ
التع�ص ِب ،قال تعاىل :ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ
ُّ
ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ( .النحل .)125
� ْأ�ستَنت ُِج:
البح ِث عن
ميم على ْ
والت�ص ِ
ْ احل�ضاري،
والوع ِي َ
ْ �ضج ْ
الفكري يعب عن ال ُن ِ
دام رّ ُ
ال�ص ِ
من ِّ احلوار اً
بدل َ ِ اللجوء �إىل
ُ
وب�ضم ٍري َح ٍّي.
قل ُمتف ّت ٍحَ ،
أزمات ْبع ٍ
إدارة ال ِ
اط ِر ،ول ِ
املخ ِ
َفادي َ
ائر ،وت ِ
اخل�س ِ
بل لتج ُّن ِب َ
ال�س ِ
ْوم ُ
�أق ِ
فين في ال ّد ِين؟
وبين المخا ِل َ
مجاالت الحوا ِر بينَنا َ
ُ َ C
فما
................................................................................................................
................................................................................................................
140
�سل (ال�سفراء):
الر ِ
ب .عد ُم االعتدا ِء على ُّ
ني� ،إ ْذ � ّأك َد الإ�سال ُم
للدبلوما�سي َ
�صية ُّ
ال�ش ْخ ِ
انة َّ
باحل�ص ِ
َ �صار ُي ُ
عرف اليو َم بق يف ت�شرْ ِيع ما َ ف�ض ُل ّ
ال�س ِ إ�سالم ْ
كانَ لل ِ
عن النبي
وي ِ
وقد ُر َ الوج ِه ال ْأك ِ
ملْ ، هم على ْ
�أنَّ الر�سل(�أي ال�سفراء) ال ينبغي �أنْ ُمي َّ�سوا ب�ضرُ ٍّ ح ّتى يتمك َنوا ِم ْن �أدا ِء َمها ِّم ِ
ُ
ر�سول النبي َ � :h
أت�شهدان أ�نيِّ أر�س َل ُهماَ ،
فقال ُّ وقد � َ
بي ْمان �أ ّنه َن ٌّ
الكذاب ي ْز ُع ِ
ِ من ُم َ�س ْي ِل َم َة
والن ْ
ر�س ِ
عندما �أتا ُه ُ
َ h
ول َل َق َت ْل ُت ُك َما»(،)1
هلل َو ُر ُ�س ِل ِه َل ْو ُك ْن ُت قَا ِتلاً َر ُ�س اً
النبي �« :hآ َم ْن ُت بِا ِ هللَ ،
فقال ُّ ُ
ر�سول ا ِ م�سي ِل َم َة
ن�شهد �أنَّ ْ
ُ اهلل؟ قَاال :اَل،
الر ُ�س َل ال ُتق َ
ْتل. اخلارجي ِة �أنَّ ُّ
َّ ني
امل�س ِلم َ
َات ْ القاعد ُة ال ّ
أ�سا�سي ُة يف َعالق ِ ِ ف�صارت
ِ
وال�سيا�سيّ ِة؟
الهيئات ال ُّدبلوما�سيّ ِة ِّ
ِ ال�سابق ِة ما ُح ْك ُم اال ْعتدا ِء َعلى
Cيف َ�ض ْو ِء فهمِ َك للفق َْر ِة َّ
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
املعاهدات:
ِ د� .إبرا ُم
مع ُ
الر�سول َ h ُعترب املعاهد ُة التي َ
عقدها هود ،وت ُ ن�ش�أ ِتها الأُوىل يف جَّات ِاه �إِ ْب ِ
رام ال ُع ِ إ�سالمي ُة ُ
منذ ْ ّ �سارت الدول ُة ال
ْ
من يهودٍ
دة« :و�إ َّنه َم ْن تَب َعنا ْ
املعاه ِ
ِ جاء يف ت ْل َك
وقد َ
امل�شترَ ِكْ ، فاع ْ والد ِ
وار ّ عاهدات اجلِ ِ
ِ طيبا ملُ
ثال ً املدينة ِم اً
ِ اليهود يف
ِ
ني ،و�أنَّ يهو َد
ني ما َداموا محُ َ ارب َ
مع امل�ؤمن َ
ني وال ُمتنا�صرَ َ عليهم ،و�أنَّ اليهو َد ينفقُونَ َ
مظلوم َ ف�إنَّ له ال ُّن�رص َة والأُ�سو َة َ
غري ْ
ني نفق َتهم ،و�أنّ
امل�سلم َ
اليهود نفقَتهم ،وعلى ْ
ِ ني دي ُنهم ،و�أنَّ على
وللم ْ�سلم َ
لليهود دي ُنهم ُ
ِ ني،
مع امل� ِؤمن َ
بني َع ْو ٍف � ّأم ٌة َ
قري�ش ،وال
ٌ والرب دونَ �إ ّث ٍم ،و�أ ّنه ال جُت ُ
ار هم ال ُّن ْ�ص َح وال َّن�صيح َة َّ
حيفة ،و�أنّ بي َن ُ
ال�ص ِ هذه َّ أهل ِ حارب � َ
َ منالن�رص على ْ َ هم
بي َن ُ
يث َب.)1(»... �رصها ،و�أنَّ بي َن ُه ُم الن�صرْ َ على َم ْن َد َهم رْ ِ
َم ْن َن َ
هذه املُعاه َد َة م َع يهو ِد املدين ِة؟
النبي hيُ رْ ِب ُم ِ
علت َّاملالب�سات التي َج ِ
ُ Cما
................................................................................................................
................................................................................................................
دفاع َم ْ�شترَ ٍك)؟ وملاذا؟
و�صف هذ ِه االتفاقي ُة ب�أنَّها (اتفاقي ُة ٍ Cهل من امل ُ ِ
مكن �أنْ تُ َ
................................................................................................................
................................................................................................................
عترب هذه االتفاقي ُة (معاهد َة ُجوار)؟ وملاذا؟ Cهل من امل ُ ْم ِ
كن �أنْ تُ َ
................................................................................................................
................................................................................................................
الديني واال ْقت�صاد ِّي لكلٍّ من الطر َفينْ ِ؟
ّ Cكيف را َع ْت هذه االتفاقي ُة اال�س ْت َ
قالل
................................................................................................................
................................................................................................................
ُ بن ّ
لح عترب َذلك ُّ
ال�ص ُ إيلياء ،و ُي ُ ر�ضي اهلل عنه �ُ -ص ْل ًحا َ
مع � ْأه ِل � َ َ اب -
اخلط ِ عمر ُ
عقد اخلليف ُة الثاين ُ
َ
ن�صه كما يلي« :هذا ما � ْأع َطى ُ
عبد جاء ُّ
العد ِل والت�سا ُم ِح ،وقد َ
القائمة على ْ
ِ ولية
الد ِالعالقات َّ
ِ مَن ً
وذجا رائ ًعا يف
قيمها و�ص ْلبا ِنهمَ ،
و�س ِ وكنائ�سهم ُ
ِ أمانْ � ،أع َط ُ
اهم �أ َما ًنا لأنف ُِ�سهم ،و� ْأموا ِلهم من ال ِ
إيلياء َ ني � َ
أهل � َ أمري امل�ؤمن َ
عمر � ُ
هلل ُ
ا ِ
َ�ص ِم ْنها وال ِم ْن غ ِريها وال ِم ْن َ�صليبِهم ،وال ائر م ّل ِتها� ،أ ّنه ال ت ُْ�س َك ُن كنا ِئ ُ�س َهم وال ت َ
ُهد ُم ،وال ُينق ُ و�س ِ
و َبري ِئهاَ ،
وعليهِ م �أنْ ُي ْخ ِر ُجوا منها
املدائنْ ،
ِ أهل إيلياء �أنْ ُي ُ
عطوا اجل ْزي َة كما ُيعطي � ُ هود ،وعلى � ْأه ِل � َ
الي ِ
أحد ِم َن َ ي�س ُك ُن ب� َ
إيلياء � ٌ ْ
الرو َم.)2(»...
ّ
و�ض ْح ذلك.
نواح دينيّ ٍة و�سيا�سي ٍة و�إداري ٍةّ ،
ال�صلح على ٍ
ُ Cي�شتملُ هذا
................................................................................................................
................................................................................................................
اهن؟ بالعالقات ال ْإ�سالميّ ِة -امل�سيحيّ ِة يف الو ْق ِت ّ
الر ِ ِ Cما �أهمي ُة هذا ُّ
ال�ص ِلح فيما يتع ّل ُق
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�ص ْل َح؟
عمر وهو ي�ض ُع هذا ُّ
املبادئ الإ�سالميّ ُة التي كان ينط ِل ُق م ْنها اخلليف ُة ُ
ُ Cما
................................................................................................................
................................................................................................................
العالقات ال ّدولية؟
ِ Cما �أهمي ُة ِت ْل َك الأ�صولِ ال�سبّع ِة يف ِ
تنظيم
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
144
ال�س�ؤال الأولُ :
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
145
الثالث:
ُ ال�س�ؤالُ
الم�سلمين:
المواقف التالي ِة في ُمعا َمل ِة غي ِر ْ
ِ إ�سالمي الذي تَفي ُده م َِن
ُّ أدب ال
ما ال ُ C
النبي � hإىل ُخ ِبز َ�شع ٍري و�إهالة َ�س ِن َخةٍ ،ف�أجا َب ُه()1؟
يهودي َّ
ٌّ �أَ .دعا
................................................................................................................
................................................................................................................
ني ..قال�« :إنيّ ملْ �أُ ْ
بعث َل ّعا ًنا ،و� مّإنا ُبع ْث ُت ْ
رحمةً»()2؟ هلل ،ا ْد ُع على امل�شرْ ِ ك َ َ
ر�سول ا ِ للر�سول :hيا
ِ ب .ملَّا َ
قيل
................................................................................................................
................................................................................................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
بن الجراح -ر�ضي ُ
اهلل عنه َ « :-ل ِوالي ُت ُكم َ
وع ْد ُلكم � ُّ
أحب �إلينا مما ُكنا َ ِ �ص �إلى �أبي عبيد َة ِ
كتب ن�صارى ِح ْم ٍ
َ
وم � ْإخوا ِنهم
الر ِ
وج ِه ُّ
المدينة في ْ
ِ أبواب عام ِل ُكم»ّ ،
ثم �أغْ لقُوا � َ مع ِالمدينة َ
ِ ند ِه َرق َْل عن من ُّ
الظ ْل ِم وال َغ َ�ش ِم ،ولند َف َع ّن ُج َ فيه َ
ِ
العقيدة(.)3
ِ في
ني؟ Cمِبَ �شه َد نَ�صارى ِح ْم ٍ
�ص للم�سلمِ َ
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
Cع ِّلل:
امل�سلمة.
ِ املجتمعات غ ِري
ِ مع
املعاهدات َ
ِ إبرام
إ�سالم على � ِ
�ص ال ِِ -ح ْر َ
................................................................................................................
................................................................................................................
( )١رواه م�سلم )2( .رواه م�سلم )3( .رواه البالذري يف فتوح البلدان (.)187 146
قوله تعاىل :ﱫ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﱪ( .البقرة .)256
ني ِ إ�سالمي ِة وب َ
ّ الفتوحات ال
ِ تاريخ
ِ ني
التوفيق ب َ
َ -
................................................................................................................
................................................................................................................
ال�س�ؤال ال�ساد�س:
147
الدر�س الثالث:
إمياني ٍة
تنطلق ِم ْن �أ�صولٍ � ّ ُ البيئة
للحفاظ على ِ ِ
أعلم و�أعملُ :
إ�سالم
� ُ
-دعو ُة ال ِ
منهج اإلسالم
البيئة َتقُو ُم على َ
ركا ِئ َز ُم َت َع ِّد َدةٍ.
يعيةٍ.
وت�ش ّ
إ�سالم يف ِحف ِْظ ِ
أخالقي ٍة رْ
ّ
منهجي ُة ال ِ
ّ
و�
- في الحفاظ على البيئة
هلل تعاىل. امل�سلم �إىل ا ِ
ُ يتقرب بها
ُ البيئة عباد ٌة
-املحافظة على ِ
زاف
كا�س ِت ْن ِ يال املُق ِ
ْبلة ْ ال وال ْأج ِ يل ا َ
حل يِ ّ ُهد ُد حيا َة اجلِ ِ
بيئي ٍة َخ ِط َري ٍة ت ِّ
الت َّ
�شك ٍ
من ُم ِ
الب�ش ُّي اليو َم ْ
يعاين الوا ِق ُع رَ
زون.
قة ال ُأو ِ البيئي ،و َت� ُآك ِل َ
طب ِ ِّ واختالل ال ّتوا ُز ِن
ِ الهوا ِء واملَا ِء رُّ
والت ِبة َلو ِث َ
البيئي وت ُّ
ِّ لو ِث املَ ِ
وارد وال ّت ّ
َ Cفما � ُ
أ�سباب ذلك يف توقُّ ِعك؟
................................................................................................................
................................................................................................................
148
إ�سالم للْ ِح ِ
فاظ َعلى البيئَ ِة: ُ
دعوة ال ِ
وا�ستطاعت ِم ْن ِخال ِلها �أنْ
ْ البيئة ِم ْن �أُ ُ�س ٍ�س �إميا ِن ّي ٍة و�أَ ْخال ِق َّي ٍة وت رَْ�ش ِيع َّيةٍ،
َاظ َعلى ِ
احلف ِ
إ�سالم يف ِ ا ْن َط ْ
لقت دعو ُة ال ِ
ذاتي ًة يف ِرعا َي ِة البي َئ ِة َ�سوا ًء ِم ْن َجا ِن ِب َما َي ْرقى بِها و ُي ْ�ص ِل ُحها و ُي َن ِّميهاْ � ،أو ِم ْن َجا ِن ِب َما ْ�س املُ ْ�س ِل ِ
مة َرقَاب ًة َّ َت ْغ ِر َ�س يف ال َّنف ِ
َي ْح ِميها ِم ْن ُك ِّل َف�سادٍ �أَ ْو ضرَ� َرٍ .
Cوقد قامت هذه الدعو ُة على �أ�سا�سني:
امل�سلمة:
ِ للنف�س
ِ أخالقي
ِّ التهذيب ال
ِ .1
معتدل غري مع َتدٍ ،يراعي َ
ر�سوله hيف ُك ِّل ِف ْع ٍل ،ف َ
َهو ِ اهلل تَعاىل يف ُك ِّل � ْأم ٍر و َي ْ�س رَ ْت ِ�ش ُد ب ْ
ِهد ِي ٌ ُ ُْ ُ حيم
ؤمن َر ٌ
فامل� ُ
ف َم ْو ِردًا ،وال َي ْق ُت ُل َحيوا ًنا ُدونَ غَ اي ٍة �أو َه َد ٍف،
ي�ست ْن ِز ُ
لو ُث َما ًء وال ْ َي ْح َذ ُر �أنْ ُيف ِْ�س َد � َّأي ُع ْن� ٍرص ِم ْن َعنا صرِ� ِ ِ
البيئة ،فَال ُي ّ
ب�س ُل ِ
وك ِه الإميانيِ ِّ ُع ْن�صرُ َ �أ َمانٍ للبِي َئ ِة. بل ُي ِّ
�شك ُل ُ ْ
�أُ َب نِّ ُ
ي:
ميكن تطبيقُها فيِ جَمَالِ املُحا َفظ ِة على البيئة: Cلدينا عد ٌد ِم َن الق ِ
َواعد ال�رشعيّ ِة ُ
كان. -مثال :ال�ضرَّ َ ُر ُي ُ
زال بق َْد ِر ال ْإم ِ
علي ِه ِ�إزا َل ُة هذا ال�ضرَّ ِر
وج ُب ْ
بحارها) ،في َت َّ
ِ التطبيق.. :لو َر�أى ُم ْ�س ِل ٌم ضرَ� رًا ي ْل َح ُق ببي َئ ِته (ك�أن يرى ما ّ
يلو ُث ميا َه ُ -
توعيةٍْ � ،أو غيرْ ِ ذلك
بحم ِلة ْ
ال�ص ُح ِف� ،أو يقو َم ْ
يكتب يف ُّ
َ ني � ْأو
امل�س�ؤول َ
مع ْ يتوا�ص َل َ
َ طاع ِته ،ك�أنْ
ا�س ِت َ
بقد ِر ْ
ْ
واال�ستطاع ِة.
َ رة ّمما ُ
يكونُ يف الق ُْد ِ
Cاتلُ ال ِ
آيات الكرمي َة التّاليةَ ،وا�ست ْن ِت ْج ِم ْن ِخال ِلها َفا ِئ نْ ِ
دتي للتَّ ْ�شج ِري:
قال تعاىل :ﱫﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﱪ( .عب�س
.)32-24
................................................................................................................
................................................................................................................
الب�ش ّي ِة.
ياة رَ آخر ْ
حلظ ٍة يف َح ِ البيئة بال َغ ْر ِ�س وال َّت ْ�شج ِري ح ّتى � ِ
ني �إىل ِخ ْد َم ِة ِ
امل�سلم َ
وج َه الإ�سال ُم ْ
َّ
َ Cدلّلْ َعلى َذ ِلك.
................................................................................................................
................................................................................................................
�أُبدي َر ْ�أيي:
جنازات
ِ لإ
وت�شجيع ا ِ
ِ لدعم
ِ املتحدة
ِ العربية
ِ إمارات
ِ دولة ال
م�ساهمات ِ
ِ أهم تعترب جائز ُة زايدٍ الدولي ُة ِ
للبيئة من � ِّ ُ
املتميزة.
ِ البيئية
ِ
Cمن خاللِ جمموعتك الطالبي ِة ْ
اقرتح م�رشو ًعا معينًا ممي ًزا على م�ستوى الدول ِة للم�شارك ِة به يف اجلائزة.
................................................................................................................
................................................................................................................
152
�ساعد ِة
َ للم
العامل ُ راع ِة َم ْل َ
يار َ�ش َجر ٍة يف �أ ْنحا ِء ِ وعا ِلز َ
ْريقي ُة (واجناري ماثاي �سنة 2006م) َم رْ�ش ً
ا�شط ُة الإف ّ � ْأطلق ِ
َت ال َّن ِ
«يبلغُ َعد ُد َنا �س ّت َة ِم ْل ٍ
يارات ..و�إذا قا َم ُ�س ُد�سنا وعها قَا ِئلةًْ :
م�ش ِ
هر رْ
أو�ضح ْت َج ْو َ
وقد � َ
املناخي وال َفق ِْرْ ،
ِّ كافحة ال ّتغيرُّ ِ
ِ يف ُم
دف بحلول عام 2007م.
اله ِ �صل ُ
بك ّل ت�أكيدٍ �إىل َ ف َن ُ
ف�سو َ
ِزراعة َ�شجرةٍْ ..
ِ ف ْ
َقط ب
وع؟ وملاذا؟ Cما ر� َ
أيك يف َهذا امل�شرْ ُ ِ
................................................................................................................
................................................................................................................
والتثمري:
ُ ثانيًا :العمار ُة
َدعا
البيئة ف َ ِ بعمارة
ِ اهتم الإ�سال ُم
َّ
حل ْر ِث وال ّن ْ�س ِل، �ضْ ،
وتكث ِري ا َ بات ال ْأر ِ
�إىل �إ ْن ِ
ظر فيِ
دود ،وال ّن ِ
وال�س ِ
ُّ يوت
الب ِ
َامة ُ
و�إق ِ
حاب،
وال�س ِ
ياح ّ وال�سما ِء واملَا ِء ّ
والر ِ �ض َّ ال ْأر ِ
ويو�س ُع
ِّ راج ُك ّل ما ُي ُ
فيد الإن�سانَ ال�س ِت ْخ ِ
ْ
توف ِري
وي�ست ْث ِم ُر البيئ َة يف ْ
الب�ش َّيْ ،ال ُعمرانَ رَ
إن�ساني ِة.
ات ال ّ اج ِ ا َ
حل َ
( )1رواه �أبو عبيد يف كتاب الأموال� )2( .أخرجه البخاري يف الأدب املفرد )3( .رواه البخاري )4( .رواه م�سلم )5( .رواه الطرباين.
( )6رواه البخاري . 154
�أُطَ ِّبقُ :
�أُ َب نِّ ُ
ي:
بي كيفيّ َة حُما َفظ ِة ال ْإ�سال ِم َعلى َموار ِد البيئ ِة. ِ Cم ْن ِخاللِ النُّ ِ
�صو�ص التَّالي ِة نّ ْ
�ض َع َلى ُم ِ�ص ٍّح»(.)1 هلل َ « :hال ُي ِ
ور َدنَّ ُم ْم ِر ٌ ر�سول ا ِ َ -
قال ُ
................................................................................................................
والح ُل َ
وب»(.)2 اك َ أن�ص ِار ّي ا ّلذي �أرا َد ِ�إ ْكرا َم ُه بذ ْب ِح َ�شاةٍ�« :إ َّي َ
�ضيفه ال َ
هلل َ :hلم ِ ُ
ر�سول ا ِ َ
وقال -
................................................................................................................
ميتةٌ ،قال�« :إ ّنما ُح ِّرم � ْأك ُلها»(.)3
فع ُت ْم بِج ْل ِدها؟ قالوا� :إ ّنها ْ هلل � :hشا ًة ميت ًة فَقالَ :
«هال ان َت ْ ر�س ُ
ول ا ِ وجد ُ
َ -
................................................................................................................
( )١رواه البخاري )2( .رواه م�سلم )3( .متفق عليه )4( .رواه م�سلم.
156
�أُ ِّ
و�ض ُح:
كيف ُ
يكو ُن � ْإح�سانُ امل ُ ْ�س ِلم على ُكلٍّ مما يلي: َ C
راع ّيةُ؟
أر�ض ال ّز ِ
-ال ُ
................................................................................................................
-ا ِمليا ُه؟
................................................................................................................
�أَن ُق ُد :
َ
قال تعاىل :ﱫ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﱪ( .النحل .)90
Cما َر�أْيُ َك يف املظاهر البيئي ِة التّالي ِة:
َ -ح ْر ُق ُم ْ�س ْتع َم ِ
رات ال َّن ْمل؟
................................................................................................................
تلويث الب َِح ِار ُببق َِع ال ّز ْي ِت؟
ُ -
................................................................................................................
�صا�ص؟
الر ِدن ّ
مبع ِ
تلويث الهوا ِء ْ
ُ -
................................................................................................................
َ -ح ْر ُق ال َغ ِ
ابات َع ْمدًا؟
................................................................................................................
( )5متفق عليه.
157
بي َ h َ بي َ hح َّن و َذرف ْ �صار َف�إذا َج ٌ ً ُ
�سح
فم َ َت عي َنا ُه ،ف�أتا ُه ال ّن ُّ فلما َر�أى ال ّن َّ
مل ّ لرجل ِم َن الأ ْن ِ
ٍ حائطا ر�سول h دخلَ -
مل؟». الج ُ
مل؟ ِلم ْن هذا َ الج ِفقالَ « :م ْن َر ُّب هذا َ ف�س َك ْتَ ، َذفْرا ُه َ
اها، كك ُ
اهلل �إ َّي َ البهيم ِة التي َم َّل َ ذه
اهلل في َه ِفقال�« :أَفال َت َّت ِقي َ َ هلل. َ
ر�سول ا ِ �صار َ
فقال :لي يا فج َاء َف ًتى ِم َن الأ ْن ِ
َ َ
إلي �أ َّن َك ت ُِجي ُع ُه وت ُْد ِئ ُبه»(.)1 َ
ف�إ َّنه َ�شكى � َّ
اعَ ،و َي َت َط َّه ُر بِا ْل ُم ِّد»(.)2 ر�س ُ أن�س -ر�ضي ُ
اهلل عنه َ -
هلل َ « :hي ْغ َت ِ�س ُل ب َّ
ِال�ص ِ ول ا ِ قال كانَ ُ َ عن � ٍ
ْ -
................................................................................................................
الف:
�ساد�سا :املحافظ ُة على البيئ ِة ِم َن الإتْ ِ
ً
البيئة ِم ْن ِّ
كل ما ُيف ِْ�س ُدها، ني �إىل املُ َ
حافظ ِة َعلى ِ وة املُ ْ�س ِلم َ
القي ِة �إىل َد ْع ِ
َوجيها ِته ال ْأخ ّ
خالل ت ِ
ِ ر�ص الإ�سال ُم ِم ْن
َح َ
مران� ،سوا ٌء كان ذلك ق َْ�سو ًة �أَ ْو غَ َ�ض ًبا �أو َعب ًثا �أو � ْإهماالً �أو َح ْر ًباُ ،
حيث باتات وال ُع ِ
ف َعنا صرِ� َها ِم َن الأحيا ِء وال َّن ِ
و ُي ْت ِل ُ
�ش ًعا.
مة رَ ْ
حر ِ من امل ْن َك ِ
رات املُ َّ كل َ
ذلك َ ْاع َتبرَ َّ
( )3رواه البخاري )4( .رواه �أبو داود )5( .رواه �أحمد )6( .رواه م�سلم.
159
ال�س�ؤال الأولُ :
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
الر ُ�سولِ hبمِ ْلكي ِة الأ ْر ِ�ض امليّتَ ِة مل َ ْن � ْأحياها؟ َ Cعال َم ي ُد ُّل ُ
تقرير َّ
................................................................................................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤال
الم ْ�س ِلم بِها ،فَال َي ُكونُ ُم ْن َع ِز اًل َع ْنها َب ْل ُم ْه َت ًّما بِها،
باط ُ
وح ْر ِ�صه َعلى ْار ِت ِ
الم بالبي َئ ِة ِ
تمام ال ْإ�س ِ
ِم ْن َدال ِئل ْاه ِ
واه ِر عادن ّ
والظ ِ والم ِ والنباتات َ
ِ يوانات
ِ الح
البيئة ِم َن َ
نا�ص ِر ِ
الكريم ُ�س ّميت ب� ْأ�سما ِء َع ِ
ِ �أنْ َن ِج َد َكثيرًا ِم ْن ُ�س ِ
ور القُر� ِآن
الطبيعية.
ّ
ثال ُ
لكلٍّ ِم ْن ذلك. Cاذ ُك ْر ِم اً
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
للبيئة». ديق َ
للك ْو ِنُ ،م ِح ٌّب ِ «الم ْ�س ِل ُم َ�ص ٌ
ُ
أحاديث نبوية.
َ Cاكتُ ْب ورق ًة بحثيّ ًة يف ذلك م�ستد ًال ب� ٍ
آيات قر�آني ٍة و�
�أَق َر ُ�أ:
م�صاد ُر التّ� ِ
رشيع:
بجانب �أد ّل ِة القر� ِآن،
ِ ال�س ّن ِة
من ّالعلماء كثريًا ما يعتمدونَ يف فتاواهم على �أدلّ ٍة َ
َ يخُ � ،
أالحظ �أنَّ ال�ش ِ
أحمد� :سماح ُة ّ
ُ �-
هلل.
مع �أنَّ القر�آنَ كال ُم ا ِ
َ
بل تقت�رص على القر� ِآن ْ
فقطْ ، ُ وهي ال
عيةََ ،
ال�ش ّ
ن�ستخل�ص منها الأحكا َم رّ
ُ متعدد ٌة
م�صادر ّ
ُ إ�سالمي ِة
ّ يعة ال
لل�ش ِ
يخ :رّ
ال�ش ُ
ّ -
م�صادرها.
ِ من
ال�س ّن ُة النبو ّي ُة م�صدرًا ْ
ُعد ّ
ت ُّ
وال�س ّن ُة
عي ِةّ ،
ال�ش ّ
أحكام رّ
ِ ا�ستنباط ال
ِ املجتهد يف
ُ يعتمد عليها
ُ املنابع وال ُ
أ�صول الّتي ُ هي
�رشيع َ
فم�صادر ال ّت ِ
ُ أحمد� :إذًا
ُ �-
وجل :ﱫﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﱪ.
َّ هلل ع َّز ولكن �ألمَ ْ ِ
يقل ا ِ ْ امل�صادر،
ِ هذه
من ِالنبو ّي ُة ْ
ا�ستقالل
ِ آيات على
هذه ال ُ
تدل ِ َ
وقال تعاىل :ﱫﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﱪ( .الأنعام � ،)38أال ُّ (النحل .)89
إليه.
نحتاح � ِ
ُ لل�س ّن ِة؟ لأنَّ القر�آنَ حوى َّ
كل ما احلاجة ّ
ِ وعدم
ِ �رشيع
القر� ِآن بال ّت ِ
162
�أَ�س َت ْنت ُِج:
«ك ُّل � َّأم ِتي َي ْدخلونَ اجل ّن َة �إ ّال َم ْن �أبى ،قا ُلوا :يا ر�سول اهلل َ h
قالُ : َ وعن �أبي ُهرير َة -ر�ضي ُ
اهلل عن ُه � -أنَّ َ َ َ ْ
فقد �أبى»(.)1 أطاعني َ
دخل اجل َّن ِة ،و َم ْن ع�صاين ْ �سول اهللَ :و َم ْن َي�أْبى؟ قال :من � َ
َر َ
فقال « :hال ت َْك ُت ُبوا َع ّنيَ ،و َم ْن َك َت َب َع ّني
كتابة � ِّأي �شي ٍء ع ْن ُه �إال القر�آنَ ؟ َ
عن ِ النبي ْ h
ولكن ،ملاذا نهى ُّ
ْ أحمد:
ُ �-
علي ُم َت َع ِّمدًا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال ّن ِار»(.)2
كذب َّ
َ وح ِّد ُثوا َع ّني وال َح َ
رجَ ،و َم ْن غري القُر� ِآن َف ْل َي ْم ُح ُهَ ،
َ
إ�سالم
كتابة غ ِري القر� ِآن عن ُه كانَ يف � َّأو ِل ال ِ
ِ عن
هي ْ والتبليغ ع ْن ُه ،فال َّن ُ
ِ التحديث
ِ من الحظ �أ َّن ُه لمَ ْ ْ
مينع ُه ْم َ ْ يخ:
ال�ش ُ
ّ -
النبي � hأذنَ يختلط القر�آنُ بغ ِري ِه ،فلما مي َز ال�صحاب ُة -ر�ضي ُ
َ
وحديث ِِّ ني القر� ِآن
اهلل عنهم -ب َ َ ّ َّ ّ ح ّتى ال
الكتابة َع ْن ُه ،ف َع ْن
ِ علمهم ودراي ِتهم يف يثق يف ِ حابة ّمم ْن كانَ ُ
ال�ص ِ
من ّ وحث �أفرادًا َ
َّ بالكتابة عن ُهْ ،
بل ِ ُله ْم
ر�سول اهلل h ِ «ك ْن ُت �أك ُت ُب ُك َّل �شي ٍء � ْأ�س َم ُع ُه ِم ْنقالُ : العا�ص -ر�ضي ُ
اهلل عنهما َ - ِ بن
بن َع ْم ِرو ِ عبداهلل ِِ
َ
الغ�ضب
ِ ور�سول اهلل َ hب رَ�شٌ يتك َّل ُم يف ُ ُري�ش ،وقا ُلواُ � :
أتكتب ُك َّل �شي ٍء ت�سم ُع ُه َ
حفظ ُه ،ف َنه ْت ِني ق ٌ �أُ ُ
ريد
اكتب،
ْ هلل hف�أَ ْو َم�أَ ِب�أُ ْ�ص ُب ِع ِه �إىل ِف ْيه(َ ،)3
فقال: لر�سول ا ِ
ِ فذك ْر ُت َ
ذلك الكتابةَ ،
ِ والر�ضا؟!! ف� ْأم َ�س ْك ُت َع ْن
ِّ
حق»(.)4 فوا ّلذي َنف ِْ�سي ِ
بيد ِه ما َي ْخ ُر ُج م ْن ُه �إال ٌّ َ
الكرمي.
ِ �رشيع بعد القر� ِآن
أهمي َة ال�س ّن ِة كم�صدرٍ لل ّت ِ ر�ضي اهلل عنهم ُ � -
أدركوا � ّ َ ال�صحاب َة -
أحمد :تعني �أنَّ ّ
ُ �-
ؤون
�سائر ال�ش� ِ أ�سا�سينْ ِ ال ّلذ ْي ِن يعتمدونَ عليهما يف ِ بل جع ُلوا القر�آنَ َ
مع ال�س ّن ِة ال َ فح�سبْ ،
ُ لي�س هذايخَ :
ال�ش ُ
ّ -
الوا�شمات واملُ ْ�س َت ْو ِ�ش ِ
مات قال« :لعن ُ
اهلل ر�ضي اهلل عن ُه َ - بن م�سعودٍ -هلل ِ
عبد ا ِ
فعن ِ
ِ َ َ الديني ِة والدنيو ّي ِةْ ،
ّ
(� )١صحيح البخاري� )2( .صحيح م�سلم� )3( .أي فمه )4( .رواه �أبو داود ،واحلاكم امل�ستدرك من ال�صحيحني.
164
قال لها �أُ ُّم َي ْع َ
قوب، ذلك ْام َر�أَ ًة ْ
من ب ِني �أ�سدٍ ُي ُ لح ْ�س ِن المْ ُ َغ ِ
يرِّات َخ ْل َق اهلل ،فبلغَ َ �صات والمْ ُ َت َف ِّل ِ
جات ِل ُ والمْ ُ َت َن ِّم ِ
ر�سول اهلل hو َم ْن ُ من ل َع َن َجاء ْت فقالت� :إ ّن ُه َب َل َغ ِني �أَ َّن َك َل َع ْن َت َك ْي َت َو َك ْي َتَ ،
فقال :ومايل ال �أ ْل َع ُن ْ ف َ
قال :ل ِئ ْن ُك ْن ِت ق ََر�أْ ِت ِيه َل ْ
قد تقولَ ،فيه ما ُ ني ال ّل ْو َحينْ ِ فما َ
وج ْد ُت ِ قر� ُأت ما ب َكتاب اهلل ،فقا َل ْتَ :لق َْد ْ ُه َو يف ِ
َو َج ْد ِت ِيه� ،أما ق ََر ْ�أ ِت :ﱫﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﱪ؟ (احل�رش ،)7قا َل ْتَ :بلى،
َ
قال :ف�إ َّن ُه ق َْد َنهى ع ْنه(.)5
�رشيع
الكرمي يف ال َّت ِ
ِ النبي ،hوجع َلها رديف َة القر� ِآن
التزامهم �س ّن َة ِّ
ِ الوقائع ا ّلتي ُّ
تدل على ِ الكثري ِم َن
ُ وغري هذا
ُ
أحكام.
ِ وا�ستمداد ال
ِ
ني؟
من امل�سلم َ
حابة َ
ال�ص ِ
بعد ّ
جاء َ
الفهم �إىل َم ْن َ
ُ وهل َ
انتقل هذا أحمدِ :
ُ �-
فقد
الكرميْ ، ِ بعد القر� ِآن�رشيع َ امل�صدر ال ّثاين لل ّت ِ
َ ال�س ّن ِة
اعتبار ُّ
ِ واخللف على ِ لفال�س ِ
ني َّ
إجماع ب َ ُ انعقد ال
َ لقد
يخِ : ال�ش ُ
ّ -
ُ
ف يف �أنْ ا�س �أو َن َ�س َب َنف َْ�س ُه �إىل ِع ْل ِم ُيخا ِل ُ افعي -رحم ُه اهلل « :-لمَ ْ �أَ ْ�س َم ْع � َأحدًا َن َ�س َب ُه ال ّن ُ ال�ش ُّ قال الإما ُم ّ َ
ال�س�ؤالُ ال ّثاين:
الثالث:
ُ ال�س�ؤال
قالَ تعالى مخاطبًا ر�سولَه :hﱫﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﱪ( .النحل .)44
166
Cما عالق ُة هذ ِه الآي ِة بقو ِل ِه تعالى :ﱫﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﱪ.
(النحل )89؟
................................................................................................................
الرابع:
ُ ال�س�ؤالُ
َ
قال تعاىل :ﱫﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﱪ�( .آل عمران .)132
ألفاظ القر�آنِ � ،أو
املفهر�س ل ِ
ِ باملعجم
ِ من ع�شرَ ِة موا�ض َع ،ا�ست ِع ْن
الر�سولِ hيف �أك َرث ْ Cور َد يف القر�آنِ الكر ِمي ال ُ
أمر بطاع ِة ّ
الر�سولِ مقرون ًة بطاع ِت ِه ع َّز وجلَّ .
أمر بطاع ِة ّ
آيات ت� ُ
أربع � ٍ
ال�ستخراج � ِ
ِ بالربامج القر�آنيّ ِة
ِ
................................................................................................................
اخلام�س:
ُ ال�س�ؤالُ
مر
املتواترة كما َّ
ِ أحاديث
ِ من ال
احلديث َ
ُ قال َ « :hم ْن َك َذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِّمدًا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َمق ََد ُه ِم َن ال ّن ِار»( ،)1هذا
َ
�آنفًا.
�رشيع.
ال�سنّ ِة م�صد ًرا للتّ ِ
وجوب اتِّخا ِذ ُّ
ِ احلديث على
ِ من خاللِ هذا َّ
ا�ستدل ْ C
................................................................................................................
................................................................................................................
168
مقرر احلفظ
احلادي ع� َرش/الف�صل الثاين
َ للآيات القر�آنية والأحاديث النبوية ال�رشيفة لل�صف
78 املنهج النبوي يف الدعوة حديث ر�سول اهلل َ « :hيا �أَ ُّي َها ال َّن ُ
ا�س
�إِنَّ ِم ْن ُك ْم ُم َنف ِِّر َ
ين.» ..
املنهج النبوي يف عن عا ِئ َ�ش َة -ر�ضي اهلل عنها -قالت:
114 احلديث ال�رشيف
الإ�صالح هلل hيف �أَ ْم ٍر.. ُ
ر�سول ا ِ �صَر َّخ َ
احلفاظ
ِ اهلل ير َ�ضى منهج الإ�سالم يف
َ
159 حديث ر�سول اهلل �« :hإِنَّ َ ْ
على البيئة َل ُك ْم َث َ
ال ًثا.» ..
و�ص ُ
يك ْم حديث ر�سول اهلل �« :hأُ ِ
163 ال�سنة م�صدر للت�رشيع
اع ِة.» .. ال�س ْم ِع َو َّ
الط َ هلل َو َّ
ِب َتق َْوى ا ِ
169
مركز ات�صال وزارة التربية والتعليم
اقتراح -ا�ستف�سار � -شكوى
فاك�س 02 6510055 :البريد االلكترونيccc.moe@moe.gov.ae : الرقم المجاني80051115 :
www.moe.gov.ae
170