You are on page 1of 171

‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬

‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫ ‬ ‫لل�صف احلادي ع�رش من التعليم الثانوي ‬
‫اجلزء ‪2‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬

‫‪ISBN: 978-9948-09-473-9‬‬
‫‪ISBN: 978-9948-09-475-3‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬
‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬
‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫لل�صف احلادي ع�رش من التعليم الثانوي‬

‫اجلزء ‪2‬‬

‫رئي�س اللجنة واملراجع العلمي‪:‬‬


‫د‪ .‬نـــــــ�رص مـــحمد عـــــــارف جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬

‫ت�أليف‪:‬‬
‫د‪ .‬التيجاين عبدالقادر حامد جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬
‫د‪ .‬عبداهلل يحيى الكــــــــمايل �إدارة التوجيه الرتبوي ‪� -‬ساب ًقا‬
‫�أ‪ .‬حممد �صــــديق املن�صوري مــنطقة �أبـــوظبي الــــــتعليمية‬
‫�أ‪ .‬هدى علي بن �سامل الزعابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫التدقيق اللغوي‪:‬‬
‫مــنطقة ال�شــــارقة الــــــتعليمية‬ ‫�أ‪ .‬عــبدالوهاب حممد عــــقل ‬
‫�أ‪� .‬أحــــــمد عــي�سى عــــــرابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫الإخراج الفني‪:‬‬
‫راويـــة �أحـــــــــمد املــــــالك �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫الطبعة الثانية ‪ 1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬


‫حقوق الطبع والن�رش حمفوظة لوزارة الرتبية والتعليم بدولة الإمارات العربية املتحدة ‪� -‬إدارة املناهج‬
‫ا�س �أَجمع َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫هلل ُمع ِّل ِم اخلري لل ّن ِ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫وال�صال ُة ّ‬
‫وال�سال ُم على َر ِ‬ ‫ني َّ‬‫هلل َر ِّب العامل َ‬
‫احلمد ِ‬
‫ُ‬

‫الب‪ ..‬عزيزتي ّ‬
‫الطالبةَ‪..‬‬ ‫عزيزي ّ‬
‫الط َ‬
‫ُ‬
‫وتو�شك‬ ‫نهاية رحل ِتنا ُ‬
‫معكم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ن�صل �إىل‬ ‫ُ‬
‫نو�شك �أنْ‬ ‫�رش‬
‫احلادي َع َ‬
‫َ‬ ‫لل�ص ِف‬
‫إ�سالمية ّ‬
‫ِ‬ ‫الرتبية ال‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫َ‬ ‫قد ُم َل ُكم‬
‫َو َن ْح ُن ُن ِّ‬ ‫ ‬
‫اجلامعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫التعليم‬
‫ِ‬ ‫مرحلة‬
‫ِ‬ ‫للدخول �إىل‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫والثانوي على االنتها ِء‪ ،‬وت�صبحون م�ؤهل َ‬
‫ِّ‬ ‫أ�سا�سي‬
‫ِّ‬ ‫التعليم ال‬
‫ِ‬ ‫مرحلتا‬
‫ِّ‬
‫امل�ستقل‪،‬‬ ‫الذاتي والتفك ِري‬
‫ِّ‬ ‫التعلم‬
‫ِ‬ ‫مهارات‬
‫ِ‬ ‫تطوير‬
‫ِ‬ ‫املرحلة‪ ،‬مرك ًزا على‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫متطلبات ِ‬
‫ِ‬ ‫متما�شيا مع‬
‫ً‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫جاء هذا‬ ‫َ‬
‫لذلك َ‬ ‫ ‬
‫والتعلم‬
‫ِ‬ ‫التعليم‬
‫ِ‬ ‫عملية‬
‫ِ‬ ‫خو�ض غمارِ‬
‫ِ‬ ‫متكنهم من‬
‫ُ‬ ‫املنهجية الّتي‬
‫ِ‬ ‫أدوات‬
‫ني و�صق ِلها بال ِ‬‫العقلية للمتعلم َ‬
‫ِ‬ ‫القدرات‬
‫ِ‬ ‫�شحذ‬
‫ِ‬ ‫وعام ً‬
‫ال على‬
‫القادمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العمرية‬
‫ِ‬ ‫مراحلهم‬
‫ُ‬ ‫الطالب والطالب ُة يف‬
‫ُ‬ ‫التي �سيعي�شها‬
‫أليف‬
‫جلنة الت� ِ‬
‫أهداف ِ‬
‫ِ‬ ‫أهم �‬
‫من � ِّ‬
‫ي�ستوعب ُه‪ ،‬كانَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يحيط ِبه �أو‬ ‫ي�ستطيع � ُّأي �إن�سانٍ �أن‬
‫ُ‬ ‫بحر ال‬
‫وانطالقًا من �أنَّ الإ�سال َم وعلو َم ُه ٌ‬ ‫ ‬
‫معلومات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ولي�س جمر َد‬
‫َ‬ ‫إ�سالمية‬
‫ِ‬ ‫للمعرفة ال‬
‫ِ‬ ‫مفاتيح‬
‫َ‬ ‫�أنْ تقد َم ُ‬
‫لكم‬

‫‪2‬‬
‫حيث‬
‫ُ‬ ‫املعلومات والأخبارِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وقليل َ‬
‫ٍ‬ ‫أدوات وطرائق التفك ِري‬
‫تقدمي كث ٍري من الأفكارِ ومن � ِ‬
‫ِ‬ ‫الكتاب على‬
‫ُ‬ ‫فقد ُبني هذا‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫الو�صول �إليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مفاتيح‬
‫ِ‬ ‫معرفة‬
‫ِ‬ ‫قادرا على‬
‫املعلومات �إذا كان ً‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫يح�صل على‬ ‫املتعلم �أن‬
‫ُ‬ ‫ي�ستطيع‬
‫ُ‬
‫من‬
‫ال�سابقة َ‬
‫ِ‬ ‫للكتب‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬وكانَ امتدا ًدا‬ ‫عند املتعلم َ‬
‫إ�سالمية َ‬
‫ِ‬ ‫القيم ال‬
‫منظومة ِ‬
‫ِ‬ ‫وتعميق‬
‫ِ‬ ‫�صقل‬
‫ِ‬ ‫الكتاب على‬ ‫ُ‬ ‫كما رك َز هذا‬ ‫ ‬
‫جميعها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إن�سانية‬
‫ِ‬ ‫احلياة ال‬
‫ِ‬ ‫جماالت‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمية يف‬
‫ِ‬ ‫القيم ال‬
‫جاءت لتبني منظوم َة ِ‬
‫ْ‬ ‫ال�صف العا� ِرش ا ّلتي‬
‫ِّ‬ ‫أول �إىل‬
‫ال�صف ال ِ‬
‫ِّ‬
‫�ضلع‬
‫هو ٌ‬ ‫املنهج َ‬
‫َ‬ ‫ني و�أوليا ِء الأمورِ ‪� ،‬إ ْذ �أنَّ‬
‫بتعاون املدر�س َ‬
‫ِ‬ ‫ثمار ُه �إال‬
‫لن ي�ؤ ِتي َ‬
‫جهدها ْ‬
‫َ‬ ‫يقينيا �أنَّ‬
‫إدراكا ً‬ ‫ُ‬
‫تدرك � ً‬ ‫أليف‬
‫وجلن ُة الت� ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫الهدف‬ ‫�سيحقق‬
‫ُ‬ ‫الثالثة‬
‫ِ‬ ‫أ�ضالع‬
‫ِ‬ ‫هذه ال‬ ‫َ‬
‫تفاعل ِ‬ ‫التدري�س‪َ ،‬‬
‫لذلك ف�إنَّ‬ ‫ِ‬ ‫وهيئة‬
‫ِ‬ ‫أ�رسة‬
‫ي�شتمل على ال ِ‬‫ُ‬ ‫التعليمي ا ّلذي‬
‫ِّ‬ ‫املثلث‬
‫ِ‬ ‫واحد من‬
‫ٌ‬
‫فهما وتطبيقًا‬
‫الكتاب ً‬
‫ِ‬ ‫ني و�أوليا ِء الأمورِ َ�أنْ يتفاعلوا َ‬
‫مع هذا‬ ‫نهيب باملدر�س َ‬ ‫أ�شياء كثري ٌة‪َ ،‬‬
‫لذلك ف�إننا ُ‬ ‫فقد � ُ‬‫وبدونه �س ُت ُ‬
‫ِ‬ ‫املنهج‬
‫ِ‬ ‫من هذا‬
‫ْ‬
‫وت�صحيحا وتقوميًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ونقدا‬
‫ً‬

‫وهو يهدي ال�سبيل‪...‬‬ ‫ُ‬


‫الق�صد َ‬
‫ِ‬ ‫من ورا ِء‬
‫واهلل ْ‬

‫جلنة الت�أليف‬

‫‪3‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬العقلية الإميانية‪:‬‬
‫الدر�س الأول‪ :‬النّق ُد البنَّ ُاء ‪8 ...............................................‬‬
‫املو�ضوعي ‪20 .........................‬‬
‫ُّ‬ ‫والتف�سري‬
‫ُ‬ ‫الفقهي‬
‫ُّ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫الدر�س الثالث‪� :‬إعجا ُز القر� ِآن الكر ِمي ‪30 ......................................‬‬
‫الدر�س الرابع‪� :‬سور ُة ال ِ‬
‫أحزاب‪ ،‬الآيات (‪40 ....................... )48 - 36‬‬
‫العلمي للقر� ِآن الكر ِمي ‪52 ............................‬‬
‫ُّ‬ ‫الدر�س اخلام�س‪ :‬الإعجا ُز‬
‫حديث الآحا ِد ‪60 ..........................‬‬
‫املتواتر َو ُ‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫املحور اخلام�س‪ :‬ال�سرية وال�شخ�صيات‪:‬‬


‫النبوي يف الدعو ِة ‪70 ...................................‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫الدر�س الثاين‪� :‬سور ُة ال ِ‬
‫أحزاب‪ ،‬الآيات (‪84 ....................... )62 - 49‬‬
‫ال�شافعي ‪98 ...........................................‬‬
‫ُّ‬ ‫إمام‬
‫الدر�س الثالث‪ :‬ال ُ‬
‫إ�صالح ‪108 .................................‬‬
‫النبوي يف ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫العلوم ‪118 ............................................‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪ :‬نفي�س ُة ُ‬

‫املحور ال�ساد�س‪ :‬الإن�سان والكون‪:‬‬


‫الدر�س الأول‪� :‬سور ُة ال ِ‬
‫أحزاب‪ ،‬الآيات (‪126 ...................... )73 - 63‬‬
‫لم ‪136 .....................‬‬
‫ال�س ِ‬
‫ني يف ِّ‬
‫التعامل مع غ ِري امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫الدر�س الثاين‪ُ � :‬‬
‫ِ‬
‫احلفاظ على البيئ ِة ‪148 ........................‬‬ ‫منهج الإ�سال ِم يف‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫للت�رشيع ‪162 .....................................‬‬
‫ِ‬ ‫م�صدر‬
‫ٌ‬ ‫الدر�س الرابع‪ :‬ال�سن ُة‬

‫‪4‬‬
5
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫‪ -‬النق ُد البنَّا ُء‪.‬‬

‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫املو�ضوعي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫والتف�سري‬
‫ُ‬ ‫الفقهي‬
‫ُّ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫‪� -‬إعجا ُز القر�آنِ الكر ِمي‪.‬‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫الدر�س الرابع‪:‬‬


‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩ‬
‫أحزاب‪ ،‬الآيات (‪.)48 - 36‬‬
‫‪� -‬سور ُة ال ِ‬
‫ﯪ ﱪ‪( .‬الفرقان ‪.)53‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫العلمي للقر�آنِ الكر ِمي‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ -‬الإعجا ُز‬

‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫وحديث الآحا ِد‪.‬‬


‫ُ‬ ‫املتواتر‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫املحاو ُر‬

‫العقل ّي ُة‬
‫إلهي‬
‫الوحي ال ُّ‬
‫ُ‬
‫الإميان ّي ُة‬

‫مي‬
‫القر� ُآن الكر ُ‬
‫إميان‬
‫ال ُ‬ ‫الفقهي‬ ‫‪ -‬التف�س ُري‬
‫ُّ‬
‫مي‪.‬‬
‫‪� -‬إعجا ُز القر� ِآن الكر ِ‬ ‫املو�ضوعي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫والتف�س ُري‬
‫العلمي للقر� ِآن‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬الإعجا ُز‬
‫أحزاب‪ ،‬الآيات‬
‫‪� -‬سور ُة ال ِ‬
‫مي‪.‬‬
‫الكر ِ‬
‫(‪.)48 - 36‬‬

‫ال�س ّن ُة النبو ّي ُة‬


‫العقل ّي ُة املنهج ّي ُة‬
‫احلديث املتوات ُر‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬النق ُد البنَّا ُء‪.‬‬
‫وحديث الآحادِ‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪7‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬

‫النقد‪.‬‬
‫عملية ِ‬‫ِ‬
‫واجلماعة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫حياة ِ‬
‫واملنافق من‬
‫ِ‬
‫النقد يف ِ‬
‫ؤمن‬
‫موقف امل� ِ‬ ‫ِ‬
‫أهمي َة ِ‬
‫أبي � ّ‬‫‪ � -‬نّ ُ‬
‫‪� -‬أقارِ نُ بني‬ ‫النقد البناء‬
‫الهد ِام‪.‬‬
‫والنقد ّ‬
‫ِ‬ ‫النقد الب ّنا ِء‬
‫‪� -‬أقارِ نُ بني ِ‬
‫للنقد البنا ِء‪.‬‬ ‫َ‬
‫�ضوابط ِ‬ ‫أ�ضع‬
‫‪ُ �-‬‬
‫النقد الب ّنا ِء لذاتي وللآخرين‪.‬‬ ‫أمار�س عملية ِ‬ ‫‪ُ �-‬‬

‫�شاركة يف‬
‫ِ‬ ‫جتمع وم�ؤ�س�سا ِته على املُ‬
‫ِ‬ ‫وحث �أفرا َد املُ‬
‫َّ‬ ‫إ�سالمية بنا ًء متكام ً‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫حر�ص الإ�سال ُم على ِب َنا ِء ال�شخ�صية ال‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ال�شعور‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أ�سا�س َ‬
‫م�سارهم على � ٍ‬
‫ِ‬ ‫وت�صويب‬
‫ِ‬ ‫وجماعات‬
‫ٍ‬ ‫آخرين �أفرا ًدا‬
‫�ساهمة يف َتقْومي ِ �أخطا ِء ال َ‬
‫ِ‬ ‫خالل املُ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫هذا البنا ِء ْ‬
‫امللقاة على َعا ِت ِق ِّ‬
‫كل واحدٍ منهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ؤولية ُ‬
‫الكربى‬ ‫بامل�س� ِ‬
‫املجتمع‬
‫ُ‬ ‫ي�سمى «باملجتمع املفتوح»‪ ،‬وهو‬
‫ات املعا�رصةُ‪� ،‬أ ّنها ت� ّؤ�س�س ما ّ‬
‫الدميقراطي ُ‬
‫ّ‬ ‫و�إذا كانَ �أبر ُز ما تعت ّز به‬ ‫ ‬
‫أول‪� ،‬أكر َم مثالٍ‬
‫بوة ال ِ‬
‫جمتمع ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫قد �أقا َم يف‬
‫من�صف �أنّ القر�آنَ الكر َمي ْ‬
‫ٌ‬ ‫ينكر ٌ‬
‫عاقل‬ ‫حرية ال ّنقد وامل�ساءلة‪ ،‬فال ُ‬
‫القائم على ّ‬
‫ُ‬
‫قد‬
‫امل�ساءلة وال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫حلق‬
‫إن�ساني ُة ِّ‬
‫�شهد ْت ُه ال ّ‬
‫َ‬ ‫ال�شفافية‪ ،‬و� َ‬
‫أنبل تطبيقٍ‬ ‫ِ‬ ‫املفتوح الذي مت ّت َع بدرج ٍة عالي ٍة من‬
‫ِ‬ ‫للمجتمع‬
‫ِ‬ ‫عر َف ُه العا ُمل‬
‫الر� ِأي‪.‬‬
‫حر ِية ّ‬
‫وممار�سة ّ‬
‫ِ‬

‫�أَت�أَ َّم ُل و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫إ�سالمي الأولِ ‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫املجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫ت�صويب م�سا ِر‬
‫ِ‬ ‫موقف القر�آنِ يف‬
‫َ‬ ‫وا�ستنتج‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬ت�أ ّم ِل الآيت ِ‬
‫ني التاليتنيِ‪،‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯵ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)105‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫ ‬
‫ﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱪ‪( .‬النور ‪.)17 - 15‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪8‬‬
‫بالنقد‬
‫املراد ِ‬
‫ُ‬
‫‪ -‬يُ ْط َل ُق النق ُد يف ال ّلغ ِة على معنينيِ‪:‬‬
‫الزائف منها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إخراج‬
‫ُ‬ ‫والنقود‪ ،‬و�‬
‫ِ‬ ‫الدراهم والدنان ِري‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫اجلي ِد َ‬
‫‪ .1‬متيي ُز الردي ِء من ِّ‬ ‫ ‬
‫للنيل منهم‬
‫عيوب الآخرين ِ‬
‫ِ‬ ‫إظهار‬
‫النقد املذمو ُم؛ لأ َّنه يقو ُم على � ِ‬
‫غري البنا ِء‪� ،‬أو ُ‬
‫النقد ُ‬
‫والتجريح‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬ ‫العيب‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬ ‫ ‬
‫دليل‪.‬‬
‫والطعن فيهم دونَ ٍ‬
‫ِ‬
‫واحلكم عليها ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الباطل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫احلق من‬
‫ببيان ِّ‬
‫ْعال ِ‬ ‫ا�صطالحا‪ :‬فهو متيي ُز ال ِ‬
‫أقوال والأف ِ‬ ‫ً‬ ‫‪� -‬أ ّما النق ُد‬
‫آخرين‪:‬‬
‫نقد ال ِ‬ ‫الذات َ‬
‫قبل ِ‬ ‫ِ‬ ‫نقد‬
‫ُ‬
‫�سارها‪.‬‬
‫ت�صحيح َم ِ‬
‫ُ‬ ‫ف�س وحما�سب ُتها‪ُ ،‬ث َّم‬
‫الك�شف عن �أخطا ِء ال َّن ِ‬
‫ُ‬ ‫الذاتي هو‬
‫ُّ‬ ‫النقد‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫وا�ستعداد ِه للتغي ِري‬
‫ِ‬ ‫لنف�سه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عبوديته‬
‫ِ‬ ‫وحترر ِه من‬
‫ِ‬ ‫ت�صحيح �أخطا ِئ ِه‬
‫ِ‬ ‫إن�سان وقدر ِت ِه على‬
‫�شجاعة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وهو ٌ‬
‫دليل على‬ ‫ ‬
‫إ�صالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وال‬
‫فقال َع َّز َو َج َّل‪ :‬ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﱪ‪( .‬القيامة ‪ .)2‬وذلك تكرميًا‬ ‫امة َ‬
‫اللو ِ‬ ‫وقد �أق�سم ُ‬
‫بالنف�س ّ‬
‫ِ‬ ‫اهلل تعاىل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫�سلوكها‪.‬‬ ‫الدوام‬
‫ِ‬ ‫وتقي ُم على‬ ‫ُ‬
‫وتعرتف بتق�ص ِريها و�أخطا ِئها‪ِّ ،‬‬ ‫الناقدة الّتي تزنُ �أعما َلها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للنف�س‬
‫ِ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬
‫املوج ُه �إليه؟‬
‫حيث ِّ‬‫حيث النوعي ُة ومن ُ‬
‫من ُ‬‫النقد ْ‬ ‫‪ C‬ما � ُ‬
‫أنواع ِ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ا�س‪.‬‬
‫يوب ال َّن ِ‬ ‫قال وهب بن منب ٍه ‪ -‬ر ِحم ُه ُ‬
‫اهلل ‪ُ :-‬طو َبى لمِ َ ْن َ�ش َغ َل ُه َع ْي ُب ُه َع ْن ُع ِ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ُ ُ ّ َ َ‬
‫نف�س ِه؟‬
‫عيوب ِ‬
‫آخرين عن النظ ِر �إىل ِ‬
‫بعيوب ال َ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما ُ‬
‫خماطر ان�شغالِ الإن�سانِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الذاتي؟‬
‫ِّ‬ ‫النقد‬
‫أ�ساليب ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما �‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪9‬‬
‫من �أ�ساليب النقد‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ‬ ‫املنكر‪َ :‬‬ ‫عن‬
‫والنهي ِ‬ ‫باملعروف‬ ‫أمر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .1‬ال ُ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪( .‬التوبة ‪.)71‬‬
‫ا�س َت ْن َ�ص َح َك فَا ْن َ�ص ْح َل ُه»(‪.)1‬‬
‫«و ِا َذا ْ‬ ‫فقد َ‬
‫قال ‪َ :h‬‬ ‫‪ .2‬الن�صيحةُ‪ْ :‬‬
‫الوعظ‪ :‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)13‬‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ف �أَ ْن َت َيا َح ْن َظ َلةُ؟ ق َ‬
‫َال ُق ْل ُت‪:‬‬ ‫َال‪َ :‬ل ِق َي ِني �أَ ُبو َب ْك ٍر َفق َ‬
‫َال‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫جاء َع ْن َح ْن َظ َل َة الأُ َ�س ِّي ِد ِّي‪ ،‬ق َ‬
‫ومن ذلك ما َ‬
‫‪ .4‬املحا�سبةُ‪ْ :‬‬
‫هلل ‪ُ h‬ي َذ ِّك ُر َنا بِال َّن ِار َوالجْ َ َّن ِة َح ّتى َك�أَ َّنا‬ ‫َال ُق ْل ُت‪َ :‬ن ُكونُ ِع ْن َد َر ُ�س ِ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ُول؟ ق َ‬ ‫هلل َما َتق ُ‬ ‫َال‪�ُ :‬س ْب َحانَ ا ِ‬ ‫َناف ََق َح ْن َظ َلةُ‪ .‬ق َ‬
‫َال َ�أ ُبو َب ْك ٍر‪:‬‬
‫ريا‪ .‬ق َ‬ ‫ات َف َن ِ�سي َنا َك ِث ً‬ ‫اج َوا َ‬
‫لأ ْو َال َد َو َّ‬
‫ال�ض ْي َع ِ‬ ‫لأ ْز َو َ‬ ‫هلل ‪َ h‬عاف َْ�س َنا ا َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ي‪َ ،‬ف�إِ َذا َخ َر ْج َنا ِم ْن ِع ْن ِد َر ُ�س ِ‬ ‫َر�أْ َي َع نْ ٍ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫ول ا ِ‬‫هلل ‪ُ h‬ق ْل ُت‪َ :‬ناف ََق َح ْن َظ َل ُة َيا َر ُ�س َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ْت َ�أ َنا َو َ�أ ُبو َب ْك ٍر َح ّتى َد َخ ْل َنا َع َلى َر ُ�س ِ‬
‫هلل �إِ َّنا َل َن ْلقَى ِم ْث َل َه َذا‪ .‬فَا ْن َط َلق ُ‬
‫ف ََوا ِ‬
‫هلل! َن ُكونُ ِع ْن َد َك ت َُذ ِّك ُر َنا بِال َّن ِار َوالجْ َ َّن ِة َح ّتى َك�أَ َّنا َر�أْ َي َع نْ ٍ‬
‫ي‪َ ،‬ف�إِ َذا‬ ‫اك؟ ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫هلل ‪َ :h‬و َما َذ َ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َفق َ‬

‫هلل ‪َ :h‬وا َّل ِذي َنف ِْ�سي ب َِي ِد ِه �إِنْ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬ ‫ريا‪َ .‬فق َ‬ ‫ات َن ِ�سي َنا َك ِث ً‬ ‫اج َوالأَ ْو َال َد َو َّ‬
‫ال�ض ْي َع ِ‬ ‫َخ َر ْج َنا ِم ْن ِع ْن ِد َك َعاف َْ�س َنا الأَ ْز َو َ‬
‫ال ِئ َك ُة َع َلى ف ُُر ِ�ش ُك ْم َوفيِ ُط ُر ِق ُك ْم‪َ ،‬و َل ِك ْن َيا َح ْن َظ َل ُة‬
‫الذ ْك ِر َل َ�صاف ََح ْت ُك ُم المْ َ َ‬
‫َل ْو ت َُدو ُمونَ َع َلى َما ت َُكونُونَ ِع ْن ِدي َوفيِ ِّ‬
‫ات(‪.)2‬‬ ‫ال َث َم َّر ٍ‬ ‫اعةً‪َ ،‬ث َ‬ ‫اع ًة َو َ�س َ‬
‫َ�س َ‬

‫�أت� َّأم ُل ُث َّم �أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪ ﮫﱪ‪( .‬التوبة ‪.)71‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ‪( .‬التوبة‬

‫‪.)67‬‬

‫(‪ )2 - 1‬رواهما م�سلم‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)83‬‬

‫النقد من خاللِ اجلدولِ التايل‪:‬‬


‫ني يف عملي ِة ِ‬
‫ني واملنافق َ‬ ‫‪ C‬قارنْ ب َ‬
‫ني كلٍّ ِم َن امل�ؤمن َ‬

‫املنافقون‬ ‫امل�ؤمنون‬ ‫جوانب املقارن ِة‬


‫ُ‬
‫‪.................................... ....................................‬‬ ‫تلقِّي الأخبارِ‬
‫ون�رشها‪.................................... .................................... :‬‬
‫ُ‬ ‫ومتحي�صها‬
‫ُ‬

‫‪.................................... ....................................‬‬ ‫ار�س ُة دورِ البنا ِء‬


‫ممُ َ‬
‫‪....................................‬‬ ‫املجتمع‪.................................... :‬‬
‫ِ‬ ‫والهدم يف‬
‫ِ‬

‫‪.................................... ....................................‬‬ ‫حل ْك ِم‬


‫املرجعي ُة يف ا ُ‬
‫ّ‬
‫‪.................................... ....................................‬‬ ‫على الأفكارِ ‪:‬‬

‫و�ش ُ‬
‫وطه‬ ‫النقد البنا ِء رُ‬ ‫ُ‬
‫�ضوابط ِ‬
‫هور وال َّت ْ�شه ِري وال ّت َ�شفّي‪:‬‬ ‫ب ُّ‬
‫الظ ِ‬ ‫عن ُح ِّ‬
‫والب ْع ُد ْ‬
‫إخال�ص ُ‬
‫ُ‬ ‫�أو ًال‪ :‬ال‬
‫ويجب َع َليه (� ِأي امل�سلم)ِ أ�َنْ ِيق ِْ�ص َد ِبق َْو ِل ِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يفة»(‪:)3‬‬
‫احل ْ�س ِبة ال�شرَّ ِ‬
‫طلب ِ‬
‫ريفة يف ِ‬
‫الظ ِ‬‫الرت ِْبة َّ‬
‫كتاب «نهاي ُة ُّ‬
‫جاء يف ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ناف�س َة‬ ‫�ص ال ِّن ّي ِة ال َي�شو ُب ُه يف َط ِو َّي ِته ِريا ٌء‪ ،‬وال ِمرا ٌء‪َ ،‬و َي ْج َت ِن ُب يف ِر َ‬
‫يا�س ِت ِه ُم َ‬ ‫هلل تَعاىل‪َ ،‬و َط َل َب َم ْر�ضا ِت ِه‪ ،‬خا ِل َ‬
‫وج َه ا ِ‬
‫و ِف ْع ِل ِه ْ‬
‫ف َل ُه فيِ ا ْل ُق ُل ِ‬
‫وب َمها َبةً‪َ ،‬و َج اً‬
‫الل‪،‬‬ ‫َبول َو َع َل َم ال َّت ِ‬
‫وفيق‪ ،‬و َيق ِْذ َ‬ ‫فاخ َر َة �أ ْبنا ِء الجْ ِ ْن ِ�س‪ِ ،‬ل َي ْن�شرُ َ اهلل تَعاىل َع َل ْي ِه ِر َ‬
‫داء ا ْلق ِ‬ ‫خْ َ‬
‫ال ْل ِق‪َ ،‬و ُم َ‬
‫اع ِة‪.‬‬ ‫بال�س ْم ِع َّ‬
‫والط َ‬ ‫و ُمبا َد َر ًة �إىل ق َُب ِ‬
‫ول ق َْو ِل ِه َّ‬
‫هلل �أح�سن ُ‬
‫اهلل فيما‬ ‫ا�س َكفا ُه �شرَ َّ ُه ْم‪َ ،‬و َمن � ْأح َ�س َن فيما َب ْي َن ُه َو َب نْ َ‬ ‫وقد جاء يف ال ِأثر‪« :‬من �أر َ�ضى َ‬
‫يا ِ ْ َ َ‬ ‫اهلل ب َِ�س َخ ِط ال َّن ِ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ ‬
‫اهلل � ْأم َر ُد ْنيا ُه»(‪.)4‬‬‫اهلل عال ِني َت ُه‪ ،‬ومن َع ِم َل ل ِآخر ِت ِه َكفا ُه ُ‬ ‫ا�س‪ ،‬ومن �أ�ص َلح � ير َت ُه �أ�ص َلح ُ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ي ال َّن ِ َ َ ْ ْ َ سرَ َ ْ َ‬ ‫َب ْي َن ُه َو َب نْ َ‬

‫(‪ )3‬لعبد الرحمن بن ن�رص العدوي‪ )4( .‬علل الرتمذي الكبري‪� ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪11‬‬
‫والت�شفِّي؟‬ ‫احلق‪ ،‬ومقالٍ َه َد َف �صاحبُ ُه ُح َّب ال ُّظهو ِر ْ‬
‫والت�شه ِري َ‬ ‫كيف مُتيِّ ُز بينْ َ مقالٍ َه َد َف ِ‬
‫�صاحبُه َّ‬ ‫‪َ C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫النقد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والعدل يف ِ‬ ‫املو�ضوعي ُة‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ال�صدق والتثبُّ ُت‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫كل �أُ ِ‬
‫مورنا‪َ ،‬‬ ‫ني يف ِّ‬ ‫ �أمرنا ُ‬
‫اهلل �أنْ نكونَ �صادق َ‬ ‫َ‬
‫ق�صدٍ م ّنا‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭟ‬ ‫نقع يف َ‬
‫ذب دونَ ْ‬
‫الك ِ‬ ‫بالتثب ِت ح ّتى ال َ‬
‫أمرنا ّ‬‫ﭹﱪ‪( .‬التوبة ‪ ،)119‬كما � َ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ‪( .‬احلجرات ‪.)6‬‬
‫النقد؟‬
‫ال�صدقِ يف َعمليّ ِة ِ‬
‫جماالت ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫غريك‪ ،‬ويف ذلك ُ‬
‫يقول تعاىل‪ :‬ﱫ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫تن�صح به َ‬
‫ُ‬ ‫النقد االلتزا ُم مبا‬
‫ال�صدق يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮﱪ‪( .‬البقرة ‪.)44‬‬
‫حد َث ِّ‬
‫بكل ما َ�س ِم َع»(‪.)1‬‬ ‫بي ‪َ h‬‬
‫قال‪« :‬كفَى باملر ِء َك ِذ ًبا �أن ُي ِّ‬ ‫وعن �أبي هريرةَ‪ ،‬عن ال ِّن ِّ‬ ‫ ‬
‫الر ُج ِل‪َ :‬ز َع ُموا»(‪.)2‬‬
‫«بئ�س َم ِط َّي ُة ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪:h‬‬ ‫ ‬

‫النا�س حقو َقهم‪:‬‬


‫‪ .2‬عد ُم غ َْم ِط ِ‬
‫الطرف‬
‫ِ‬ ‫فح�س ُب‪ ،‬فهو َي ْه ِد ُ‬
‫ف يف نق ِْد ِه َد ْعو َة‬ ‫أفكار ْ‬
‫نقده على ال ِ‬
‫يرتك ُز ُ‬
‫بل ِ‬ ‫خا�ص‪ْ ،‬‬
‫ؤمن يتج َّن ُب نق َْد ال ْأ�ش ِ‬
‫امل� ُ‬ ‫ ‬
‫الهد ِام‪.‬‬
‫الفكر ّ‬
‫ِ‬ ‫حماية املُ ْج َت َم ِع َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫يهد ُ‬
‫ف �إىل‬ ‫أفكار اخلط�أ‪ ،‬كما ِ‬
‫الوقوع يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫نف�سه َ‬
‫ِ‬ ‫وحماي َة‬
‫احلق‪ِ ،‬‬
‫آخر �إىل ِّ‬
‫ال ِ‬
‫ف�ض َلهم‪،‬‬
‫الف�ض ِل ْ‬ ‫ُ‬
‫يعرف لأهل ْ‬ ‫كم عليهم‪،‬‬ ‫ن�صفًا يف ا ُ‬
‫حل ِ‬ ‫أ�شخا�ص كانَ ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫عن ال‬‫للحديث ِ‬
‫ِ‬ ‫ؤمن‬ ‫و�إذا ُ‬
‫ا�ضط َّر امل� ُ‬ ‫ ‬
‫رائد ُه يف َ‬
‫ذلك‬ ‫ال�صحيح‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أمور يف ن�صابِها‬
‫ي�ضع ال َ‬
‫فهو ُ‬ ‫حل ْك ِم َ‬
‫التعميم يف ا ُ‬
‫ِ‬ ‫ويبتعد عن‬
‫ُ‬ ‫النا�س حقوقَهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫غم ُط‬
‫وال َي ِ‬
‫الكتاب‪ :‬ﱫﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫آخرين‪ ،‬قال تعاىل عن � ِ‬
‫كم على ال َ‬ ‫الكرمي يف ا ُ‬
‫حل ِ‬ ‫ِ‬ ‫هج القر� ِآن‬
‫م ْن ُ‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﱪ‪� ( .‬آل عمران ‪.)75‬‬

‫(‪ )1‬رواه احلاكم يف امل�ستدرك على ال�صحيحني‪ )2( .‬رواه �أبو داود و�أحمد‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫املو�ضوعيّ ِة امل َ ْط ُلوبَ َة يف النقدِ ‪:‬‬


‫جوانب ُ‬
‫َ‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬اقر�أْ ال َ‬
‫أقوال التاليةَ‪ّ ،‬ثم‬
‫تم َخيرْ َ ه»(‪.)3‬‬
‫وتك َ‬ ‫تذك َر منه � ْأ�س َو�أ َما ُ‬
‫تعلم‪ْ ،‬‬ ‫«ظلم ل َ‬
‫أخيك �أنْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫�سريين‪:‬‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫حمم ُد ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫امل�سيب‪َ « :‬م ْن كانَ ف َْ�ض ُل ُه �أك َرث من نق ِْ�صه ُو ِه َب نق ُ‬
‫ْ�ص ُه لف�ض ِل ِه»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫بن‬
‫�سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آثار‬
‫�صالح و� ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اجلليل ا ّلذي له يف ال ِ‬
‫إ�سالم قد ٌم‬ ‫َ‬ ‫الر ُج َل‬ ‫القي ِم‪« :‬و َم ْن َل ُه ِع ْل ٌم بال�شرّ ِع والوا ِقع ُ‬
‫يعلم قَط ًعا �أنّ َّ‬ ‫ابن ّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ُ‬
‫الجتهاد ِه‪ ،‬فال يجو ُز‬
‫ِ‬ ‫بل م�أْ ٌ‬
‫جور‬ ‫ذور ْ‬ ‫الهفْو ُة والزلّ ُة ُه َو فيها ْ‬
‫مع ٌ‬ ‫قد تكونُ م ْن ُه َ‬
‫الم و�أه ِله مبكانٍ ‪ْ ،‬‬ ‫وه َو ِم َن ال ْإ�س ِ‬
‫َح�سنةٌ‪ُ ،‬‬
‫امل�سلمنيِ »(‪.)5‬‬
‫قلوب ْ‬
‫ِ‬ ‫ومنزل ُته يف‬
‫ُهدر مكان ُته و�أمان ُته ِ‬
‫بع فيها‪ ،‬وال يجو ُز �أن ت َ‬
‫�أن ُي ّت َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الدليل والربهانِ ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫النقد على‬
‫‪ .3‬قيا ُم ِ‬
‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫الكتاب وال�س ّن ِة‬
‫ِ‬ ‫بعر�ض ِّ‬
‫كل فكر ٍة على‬ ‫ِ‬ ‫هان‬
‫والرب ِ‬
‫ليل ْ‬
‫والد ِ‬ ‫كذلك التزا ُم النا ِقد با ُ‬
‫حل َّج ِة َّ‬ ‫َ‬ ‫املو�ضوعية‬
‫ِ‬ ‫وم َن‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫منهج‬
‫ُ‬ ‫للم�ستمع والقارئ‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫عن ا ْلهوى وحمققًا لل ِ‬
‫إقناع‬ ‫اال�شتباه‪ ،‬ليكونَ �أ ْب َع َد ِ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫والرجوع �إىل العلما ِء َ‬
‫ِ‬ ‫ال�سليم‬
‫ِ‬
‫حواره كما قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ِ‬ ‫القر� ِآن يف‬
‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ‬
‫َ‬
‫كذلك يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱪ‪( .‬احلج ‪ ،)74-73‬كما جن ُِده‬
‫ﱫﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)111‬‬

‫�أَ ْب َح ُث‪:‬‬

‫ات‪ ،‬ف َعال َم ُّ‬


‫يدل ذلك؟‬ ‫رت جمل ُة ﱫ ﯶ ﯷﱪ يف القر�آنِ �أرب َع ّ‬
‫مر ٍ‬ ‫‪َّ  C‬‬
‫تكر ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬ابن كثري يف البداية والنهاية‪ ،‬ج‪� ،9‬ص‪ )4( .275‬امل�صدر ال�سابق‪ ،‬ج‪� ،9‬ص‪� )5( .100‬أعالم املوقعني‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪.283‬‬
‫‪13‬‬
‫احل�سن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أ�سلوب‬
‫ُ‬ ‫ثال ًثا‪ :‬ال‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ‪( .‬النحل ‪.)125‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﱪ‪( .‬العنكبوت ‪.)46‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ ‬
‫ﮑ ﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪.)53‬‬
‫مبعروف و َن ْه ٍي‬
‫ٍ‬ ‫وع ْل ٍم و� ْأم ٍر‬
‫وذ ْك ٍر ِ‬
‫هلل من ِقراء ٍة ِ‬
‫يقر ُب �إىل ا ِ‬
‫كالم ِّ‬ ‫أمر ِّ‬
‫بكل ٍ‬ ‫ال�سعدي يف تف�س ِريه‪« :‬وهذا � ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ابن‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫ ‬
‫�سني ف�إ ّن ُه‬
‫أمر ْي ِن َح نْ ِ‬ ‫مع ا َ‬
‫خل ْل ِق على‬ ‫عن ُم َ‬
‫ني � َ‬
‫دار ال ْأم ُر ب َ‬
‫اختالف مراتبهم ومناز ِلهم‪ ،‬و�أ ّن ُه �إذا َ‬
‫ِ‬ ‫لطيف َ‬
‫ٍ‬ ‫�سن‬
‫وكالم َح ٍ‬
‫ٍ‬ ‫نك ٍر‬
‫الح‪ ،‬ف�إنّ َم ْن م َل َك ل�سا َن ُه‬
‫مل َ�ص ٍ‬
‫وع ٍ‬
‫ميل َ‬ ‫داع ُ‬
‫لك ِّل ُخ ُلقٍ َج ٍ‬ ‫احل�سن ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والقول‬ ‫اجلمع بي َن ُهما‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إيثار � ْأح َ�س ِنهما �إنْ ملْ ِ‬
‫ميكن‬ ‫ي�أ ُم ُر ب� ِ‬
‫جميع � ْأم ِره»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫َم َل َك‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫الرف ُْق‪َ ،‬و َل ُ‬


‫ين ا ْلق َْو ِل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫المنكر)‪َ :‬و ْل َيك ْن ِم ْن ِ�ش َي َم ِت ِه ِّ‬
‫ِ‬ ‫بالمعروف وينهى عن‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫(فيمن ي� ُ‬
‫ْ‬ ‫الر ْح َم ِن ْب ُن َن ْ�ص ٍر‬
‫قال َع ْب ُد َّ‬ ‫ ‬
‫قال ُ‬‫ْ�صود‪َ ،‬‬ ‫ا�س ِتما َل ِة ا ْل ُق ُل ِ‬ ‫َوطال َق ُة ا ْل َو ْج ِه‪َ ،‬و ُ�سهو َل ُة ال ْأخ ِ‬
‫اهلل‬ ‫المق ِ‬‫ول َ‬
‫وب‪َ ،‬و ُح ُ�ص ِ‬ ‫ونهي ِِه‪َ ،‬ف�إنَّ َذ ِل َك �أ ْب َلغُ في ْ‬
‫عند � ْأم ِر ِه ْ‬
‫الق‪َ ،‬‬
‫ع َّز َو َج َّل ِل ِ َنب ِِّي ِه ‪ :h‬ﱫ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﱪ‪�( .‬آل عمران ‪)159‬‬

‫ِالم ْو ِع َظ ِة ت َُم ُّج ُه الأَ ْ�س ُ‬


‫ماع(‪.)2‬‬ ‫ولأنَّ ال َ‬
‫إفراط في ال َّز ْج ِر ُر َّبما �أغْ َرى با ْل َم ْع ِ�ص َي ِة‪َ ،‬وال َّت ْع َ‬
‫نيف ب َ‬
‫قال ال َّنبي ‪�« :h‬إنَّ َ‬
‫الرف َْق‪ ،‬و ُي ْع ِطي َعلى‬
‫فيق ُي ِح ُّب ِّ‬
‫اهلل َر ٌ‬ ‫نيف‪َ ،‬كما َ ُّ‬ ‫ِالرف ِْق ما ال َي ُ‬
‫نال بِال َّت ْع ِ‬ ‫الر ُج َل ق َْد ُ‬
‫ينال ب ِّ‬ ‫ولأنَّ َّ‬ ‫ ‬
‫الرف ِْق ما ال ُي ْع ِطي َعلى ال ُع ْن ِف»(‪.)3‬‬
‫ِّ‬
‫النقد البنّاء‪.‬‬
‫�شروط لعملي ِة ِ‬
‫ٍ‬ ‫ا�ستنتج من المقول ِة ال�سابق ِة ثالث َة‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬تي�سري الكرمي الرحمن يف تف�سري كالم املنان‪� ،‬ص‪ )2( .460‬نهاية الرتبة‪� ،‬ص‪ )3( .6‬رواه �أحمد‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ْده‪:‬‬
‫م�صلح ٍة �أو َد ْر ُء مف َْ�سد ٍة ِم ْن نق ِ‬
‫راب ًعا‪� :‬أنْ َي ْغ ِل َب على ظ ِّن ِه حتق ُُّق ْ‬
‫احلاالت التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫النقد �إحدى‬
‫‪ -‬غالبًا ما يرتتَّ ُب على عملي ِة ِ‬
‫ابن تيميّةَ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫�صاحب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يرتك‬ ‫واب‪ ،‬ك�أنْ‬ ‫يزول اخلط�أُ و َي ِح َّل حم َّل ُه َّ‬
‫ال�ص ُ‬ ‫َ‬ ‫‪� .1‬أنْ‬ ‫ ‬
‫والنهي‬
‫َ‬ ‫باملعروف‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫معلو ٌم �أنَّ ال َ‬ ‫ ‬ ‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫أمر ا ِ‬
‫املع�صية مع�صي َته ويل َتز َم ب� ِ‬
‫ِ‬
‫املعروف ا ّلذي ُ�أ ِمرنا‬
‫ِ‬ ‫أعظم‬
‫املنكر‪ ..‬من � ِ‬‫ِ‬ ‫عن‬
‫ِ‬
‫يزول ُ‬
‫بالك َّلي ِة ْ‬
‫بل َي ْبقَى �شي ٌء ِم َن الأخطا ِء‪.‬‬ ‫‪� .2‬أنْ ِيق َّل اخلط�أُ وال ُ‬ ‫ ‬
‫باملعروف‬
‫ِ‬ ‫أمر َك‬
‫ليكن � ُ‬
‫ْ‬ ‫به‪ ،‬ولهذا َ‬
‫قيل‪:‬‬
‫غري ُم َ‬
‫نك ٍر‪ ،‬و�إذا كانَ‬ ‫املنكر َ‬
‫ِ‬ ‫ونهي َك ِ‬
‫عن‬ ‫‪� .3‬أنْ ي ْزدا َد اخلط�أُ ك�أنْ ِ‬
‫ينتق َل العا�صي ِم ْن مع�صي ِته �إىل مع�صي ٍة‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫وامل�ستحبات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الواجبات‬
‫ِ‬ ‫أعظم‬
‫من � ِ‬‫ُه َو ْ‬ ‫طرا‬
‫أكرب َخ ً‬
‫عملية النق ِْد فتن ٌة وم�صيب ٌة � ُ‬
‫ِ‬ ‫أكرب‪� ،‬أو أ�َنْ ترتت ََّب على‬
‫� َ‬
‫البد َ�أنْ تكونَ‬
‫َّ‬ ‫وامل�ستحبات‬
‫ُ‬ ‫فالواجبات‬
‫ُ‬ ‫من اخلط�أِ ال ّأو ِل‪.‬‬
‫املف�سدة‪� ..‬إذ‬
‫ِ‬ ‫امل�صلح ُة فيها راجح ًة على‬
‫ُ‬ ‫الثالث تَتط َّل ُب ممار�س َة ِ‬
‫النقد‪ ،‬و�أيُّها يَقتَ�ضي التوقُّ ُف فيهِا‬ ‫ِ‬ ‫احلاالت‬
‫ِ‬ ‫‪ُّ � C‬أي‬
‫واهلل‬ ‫الكتب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الر�سل‪َ ،‬و َن َز َل ِت‬
‫ُ‬ ‫بهذا ُب ِع َث ِت‬
‫كل ما �أمر ُ‬
‫اهلل به فهو‬ ‫َ‬ ‫بل ُّ‬ ‫يحب الف�سا َد‪ْ ،‬‬‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫النقد؟‬
‫عن ِ‬ ‫ِ‬
‫�صالح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪.....................................................................‬‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)126/28‬‬
‫‪.....................................................................‬‬
‫‪.....................................................................‬‬

‫�أهمي ُة النقد البناء‪:‬‬ ‫‪C‬‬


‫أهمي ِة‪:‬‬
‫هذه ال ّ‬
‫جوانب ِ‬
‫ِ‬ ‫واملجتمعات‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫أفراد‬
‫للنقد �أهمي ٌة كربى على ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫عالجها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك�شف الأخطا ِء و�رسع ُة‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫لن ت َْرقى الأ ُمم � اَّإل‬ ‫ْ‬ ‫ ‬ ‫واالرتقاء بها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إيجابيات‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬تعزي ُز ال‬ ‫ ‬
‫الب َّن َاء ا ّلذي‬
‫ار�ست ال َنق َْد َ‬
‫ِ‬ ‫�إذا َم‬ ‫إ�صالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عملية ال‬
‫ِ‬ ‫اجلميع يف‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬م�شارك ُة‬ ‫ ‬
‫َي ْ�س َت ْ�أ ِ�ص ُل ُك َّل َ�سلبي ٍة و ُي َن ِّمي‬ ‫‪.................................................................. -‬‬ ‫ ‬
‫في�صح ُح َم�سارها‬
‫ّ‬ ‫ُك َّل � َّ‬
‫إيجابي ٍة‬ ‫‪.................................................................. -‬‬ ‫ ‬
‫أداءها‪.‬‬
‫و ُي َح ِّ�س ُن � َ‬ ‫‪.................................................................. -‬‬ ‫ ‬

‫‪15‬‬
‫�أُ َم ِّي ُز‪:‬‬

‫حيث‬
‫والنقد اله ّدا ِم من ُ‬
‫ِ‬ ‫النقد البنّا ِء‬
‫ني ِ‬ ‫كيف مُتي ُز فيها ب َ‬
‫ومقاالت نقدي ٍة‪َ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫بعبارات‬
‫ٍ‬ ‫‪ُ C‬‬
‫متتلئ ُ�ص ُحفُنا وو�سائ ُلنا الإعالمي ُة‬
‫اجلوانب املدرج ُة يف اجلدولِ التايل‪:‬‬
‫ُ‬

‫النق ُد اله ّدا ُم‬ ‫النق ُد البنّا ُء‬

‫‪....................................... .......................................‬‬
‫الدافع‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪....................................... .......................................‬‬

‫‪....................................... .......................................‬‬
‫ُ‬
‫الهدف‪:‬‬
‫‪....................................... .......................................‬‬

‫‪....................................... .......................................‬‬
‫أ�سلوب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫‪....................................... .......................................‬‬

‫‪....................................... .......................................‬‬
‫ال ُأثر‪:‬‬
‫‪....................................... .......................................‬‬

‫‪16‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬


‫ﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳ‬
‫ﭴﭵﭶﭷ ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄ‬
‫ﮅﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)166 - 164‬‬

‫عن الأ�سئل ِة التالي ِة‪:‬‬


‫آيات‪ّ ،‬ثم �أجِ ْب ِ‬
‫ارجع �إىل تف�س ِري هذه ال ِ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫فم ْن هم؟‬
‫ا�س َ‬
‫أ�صناف من ال ّن ِ‬
‫ٍ‬ ‫ثالثة �‬
‫آيات عن ِ‬
‫حتدثت ال ُ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫النقد؟‬
‫عملية ِ‬
‫ِ‬ ‫امل�شاركة يف‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫‪ -‬ما حج ُة املُ ْمتنع َ‬
‫ني ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آخر؟‬
‫اال�ستجابة من ال ِ‬
‫ِ‬ ‫�ضعف‬
‫ِ‬ ‫رغم‬
‫النقد َ‬
‫بعملية ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫‪ -‬ما حج ُة القائم َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املطاف؟‬
‫ِ‬ ‫نهاية‬
‫الثالثة يف ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�صناف‬
‫ِ‬ ‫م�صري ال‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪17‬‬
‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﱪ‪( .‬غافر ‪.)29‬‬

‫النقد‪.‬‬
‫من الآي ِة �أ�سبابًا تدف ُع �صاحبَها لعد ِم قبولِ ِ‬
‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬


‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﱪ‪( .‬التوبة ‪.)79‬‬

‫نزول ال ِآية الكرمية‪.‬‬


‫�سبب ِ‬
‫وابحث يف ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ارج ْع �إىل ِ‬
‫كتب التف�س ِري‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫املفردات التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ا�رشح معنى‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫يلمزونَ ‪ :‬‬
‫‪ِ -‬‬
‫ي�سخرون‪............................................................................................... :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ت�شري �إليه الآي ُة الكرميةُ؟‬
‫النقد ُ‬ ‫‪ُّ � C‬أي � ِ‬
‫أنواع ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واملجتمعات؟‬
‫ِ‬ ‫النقد على الأفرا ِد‬ ‫‪ C‬ما �آثا ُر هذا ِ‬
‫النوع من ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪18‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫أجب عن ال ْأ�س ِئل ِة‪:‬‬ ‫‪ C‬تدبّ ِر النّ َ‬
‫�صو�ص التاليةَ‪ّ ،‬ثم � ْ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ ‬
‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇﱪ‪( .‬املائدة ‪.)79 - 78‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ ‬
‫ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ﭷﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)110‬‬
‫َ‬
‫إ�رسائيل؟‬ ‫‪ .1‬ما الذي يعيبه ُ‬
‫اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬على بني �‬ ‫ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫للمجتمع؟‬
‫ِ‬ ‫النقد‬
‫‪ .2‬ما �أهمي ُة ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫النقد‪.‬‬
‫فيه ُ‬ ‫نع ِ‬
‫آخر يمُ ُ‬
‫البناء و� َ‬
‫النقد ُ‬‫جمتمع ي�سو ُد فيه ُ‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫‪ .3‬قارنْ ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪19‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫ا�س جمي ًعا‪ ،‬و� ْأ�سعى �إىل تد ُّبره‪.‬‬ ‫حياة ال ّن ِ‬


‫أهمي َة القر�آنِ يف ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫أحد ُد � ّ‬ ‫‪ّ �-‬‬
‫� ُ‬
‫التفسير الفقهي‬
‫أهم رِ جا ِله وك ُتبهِ م‪.‬‬
‫الفقهي‪ ،‬و� َّ‬
‫ِّ‬ ‫معنى التف�سري‬ ‫أذك ُر ْ‬ ‫‪ُ �-‬‬

‫الثالثة‪.‬‬ ‫ألوانه‬
‫منهج ّي ِته‪.‬‬
‫املو�ضوعي ب� ِ‬
‫أهم مالمح ِ‬ ‫املو�ضوعي و� َّ‬
‫ْهي‪ ،‬والتف�س ِري‬
‫ّ‬ ‫معنى التف�س ِري‬‫ف ْ‬ ‫أتعر ُ‬
‫‪ِّ � -‬‬
‫‪� -‬أُ ُّ‬
‫والتفسير الموضوعي‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الفق ّ‬ ‫تطبيقي ًة للتف�س ِري ِ‬
‫ّ‬ ‫مناذ َج‬
‫عد ِ‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَت�أَ َّملُ‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫ ‬


‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‪( .‬ال�شورى ‪.)52‬‬
‫كتاب هداي ٍة‬
‫ُ‬ ‫فه َو‬ ‫ُ‬
‫والعقول‪ُ ،‬‬ ‫ان ِبه تحَ ْ يا ا ْل ُ‬
‫قلوب‬ ‫وح ر ّب يِ ٌّ‬ ‫يتبي َ‬
‫لك �أنّ القر�آنَ ُر ٌ‬ ‫بعد قراء ِت َك وتد ّب ِر َك ِ‬
‫لهذه ال ِآية نّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫قر ًنا‬
‫ع�رش ْ‬ ‫ويتمي ُز ب�أ َّن ُه املعجز ُة التي جاء بها ُّ‬
‫النبي ‪ h‬و�أكبرَ ُ ٍ‬
‫دليل على ذلك �أ ّن ُه ْبع َد �أربع َة َ‬ ‫ّ‬ ‫دور‪،‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫و�شفا ٌء ملا يف ُّ‬
‫ونورٍ ‪ِ ،‬‬
‫احلياة ك ِّلها‪ ،‬جع َل ُه ُ‬
‫اهلل ُه ًدى‬ ‫وكتاب‬ ‫إن�ساني ِة ك ِّلها‪،‬‬ ‫ولن يطر�أَ لأ ّن ُه ِك ُ‬ ‫حتريف �أو ْتب ٌ‬ ‫يطر�أْ ِ‬
‫ِم ْن ُنزو ِله مل ْ‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تاب ال ّ‬ ‫ديل‪ْ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عليه‬
‫ﱫﮟ ﱪ و ﱫ ﯦ ﱪ‪ ،‬فقد قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱪ‪.‬‬
‫وجل ‪ :-‬ﱫ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﱪ‪( .‬التكوير ‪.)27‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪ -‬ع َّز‬ ‫(البقرة ‪.)185‬‬
‫وا�ستقام ِتها‪ ،‬ماذا يَجِ ُب َعلى الإن�سانِ‬ ‫‪� C‬إذا كانَ للقر�آنٍ هذ ِه ّ‬
‫املهم ُة الكربى يف هداي ِة الإن�سا ِنيّة و َر ْح َم ِتها َو ِ�شفا ِئها ْ‬
‫جتا َهه؟‬

‫�أَتلو‪ ،‬و�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱪ‪�( .‬ص ‪.)29‬‬ ‫ ‬


‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)82‬‬ ‫ ‬
‫أمثل للقر�آنِ الكر ِمي من وجه ِة نظ ِر َك؟‬
‫النا�س �إىل تدبُّ ِر القر�آنِ ‪ .‬فما قواع ُد التدبُّ ِر ال ِ‬
‫ني د ْعو ُة ِ‬ ‫‪ C‬يف هات ِ‬
‫ني الآيت ِ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫‪20‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ‪( .‬النحل ‪.)89‬‬ ‫ ‬
‫الف ْكرِ‬
‫ناه ِج يف ِ‬
‫أقوم املَ ِ‬
‫أر�شد �إىل � ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫لوك‪ ،‬و� َ‬ ‫�س ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال�رشيعة‪ ،‬و� ُأ�س َ‬ ‫وقواعد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العقيدة‪،‬‬ ‫أ�صول‬ ‫كتاب ا ِ‬
‫هلل � َ‬ ‫ُ‬ ‫�ضم َن‬
‫فقد َت َّ‬ ‫ ‬
‫ني � ْأحيا ًنا �أُ ْخرى‪،‬‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ِ‬
‫ولعقول ْ‬ ‫وي ِة حي ًنا‪،‬‬
‫لل�س ّن ِة ال َّن َب ّ‬ ‫رك َ‬
‫ذلك ُّ‬ ‫ِ‬
‫تف�صيالت َهذه الأمورِ ‪ ،‬و َت َ‬ ‫والع َمل‪ ،‬ولك َّن ُه ملْ ي َت َ�ض َّم ْن‬
‫َ‬
‫وج َم ِله �إىل ِ‬
‫البيان وال َّت ْف�سريِ‪.‬‬ ‫كثري ِم ْن � ِ‬
‫ألفاظ القر� ٍآن ُ‬ ‫تاج ٌ‬‫لذلك تحَ ْ ُ‬
‫َ‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‪( .‬النحل ‪.)44‬‬ ‫ ‬

‫طريقه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�سول ‪ h‬بالقر� ِآن ملْ ُيف�سرِّ ْه ك َّل ُه‪ ،‬و�إنمَّ ا فَ�سرَّ ل ْأ�صحابِه ما ال يمُ ِك ُن ف َْه ُمه � اّإل َع ْن‬
‫الر ِ‬‫كمال ِع ْل ِم َّ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫‪ C‬ما الحْ ِ ْكم ُة ِم ْن َ‬
‫ذلك َكما يُ َ‬
‫�شري له ختا ُم الآي ِة الكرمي ِة؟‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫�أت� َّأملُ‪ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫العرب ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫أربعة � ْأوجهٍ‪ :‬وج ٌه تعر ُف ُه‬
‫التف�سري على � ِ‬ ‫اهلل عنهما ‪َ -‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫عبا�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫عن ِ‬‫الطربي ِ‬
‫ُّ‬ ‫روى‬ ‫ ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أحد بجهال ِت ِه‪ ،‬وتف�سري يع َلم ُه العلماء‪ ،‬وتف�سري ال يعلم ُه � اّإل ُ‬
‫اهلل تعاىل(‪.)1‬‬ ‫وتف�سري ال ُي َ‬ ‫َك ِ‬
‫ٌ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َْ ُ‬ ‫عذ ُر � ٌ َ‬ ‫ٌ‬ ‫المها‪،‬‬
‫نوع م ْنها‪.‬‬ ‫مثل ِّ‬
‫لكل ٍ‬ ‫ِب اً‬ ‫عد ْد �أوج َه ال ّتف�س ِري ّ‬
‫ال�سابق َة وا�رض ْ‬ ‫ّ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬مقدمة تف�سري الطربي ج‪�/ 1‬ص ‪.75‬‬


‫‪21‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫هذه ال ّأم ِة على تف�س ِري القر� ِآن‬


‫لماء ِ‬
‫ابع ُع ُ‬
‫إ�سالم بالقُر� ِآن‪ ،‬ف َت َت َ‬
‫اهتمام � َّأم ِة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫لُممَ ِ بِك َتابِها م ْث َل‬
‫تم � ّأم ٌة ِم َن ا أ‬
‫مل ت َْه َّ‬ ‫ ‬
‫ر�س َت �سابقًا اجتاهنيِ رئي�سنيِ للتف�سري هما‪:‬‬
‫وقد َد ْ‬
‫اليب ِع ّدةٍ‪ْ ،‬‬
‫ب� َأ�س َ‬
‫ْ�سري‬
‫فه َو َتف ٌ‬
‫ني‪ُ ،‬‬
‫حابة وال ّتابع َ‬
‫ال�ص ِ‬
‫أقوال َّ‬
‫ال�س ّن ِة و� ِ‬
‫�صحيح ُّ‬
‫ِ‬ ‫الكتاب �أو‬
‫ِ‬ ‫ور َد يف‬
‫وه َو بيانُ معنى ال ِآية مبا َ‬ ‫التف�سري باملَ�أْ ِ‬
‫ثور‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫واية‪.‬‬
‫بالر ِ‬
‫ِّ‬
‫ا�شترَ طوا‬ ‫إعمال العق ِْل وال َن َظ ِر يف ف َْه ِ‬
‫مه‪ ،‬وقَد ْ‬ ‫تهاد و� ِ‬
‫باالج ِ‬
‫ْ‬ ‫تف�سري القر� ِآن‬
‫ُ‬ ‫راية � ْأي‬
‫بالد ِ‬
‫تف�سري ّ‬
‫ٌ‬ ‫بالر� ِأي‪ :‬وهو‬
‫التف�سري َّ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫يعة‬
‫وقواعد ال�شرّ ِ‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة و�أ�ساليبِها‬
‫ّ‬ ‫باللغة‬
‫ِ‬ ‫الق‪ ،‬عا ِل ًما‬
‫رية وال ْأخ ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫احبه �أنْ يكونَ َم ْر ِ�ض َّي ّ‬
‫ل�ص ِ‬
‫َ‬
‫�صو�صها‪.‬‬
‫و�أ�صو ِلها و ُن ِ‬
‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫تف�صيل اثنني منها هما‬
‫ِ‬ ‫نقف اليو َم على‬ ‫َ‬
‫و�سوف ُ‬ ‫للمف�رسين‪،‬‬
‫َ‬ ‫مناهج خُمتلف ٍة‬
‫َ‬ ‫تعرفت �سابقًا على‬
‫َ‬ ‫كما‬ ‫ ‬
‫وعي‪.‬‬
‫و�ض ُّ‬‫والتف�سري املَ ُ‬
‫ُ‬ ‫الفقهي‬
‫ُّ‬
‫الفقهي‬
‫ُّ‬ ‫�أ ّو اًل‪ :‬التف�س ُري‬
‫نه ًيا فيما له‬
‫تت�ضم ُن � ْأم ًرا �أو ْ‬
‫َّ‬ ‫آيات الّتي‬
‫أحكام (�أي ال ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات ال‬ ‫فيه املُف�سرِّ ُ َ‬
‫عند � ِ‬ ‫ّف ِ‬ ‫نوع ِم َن التف�س ِري يتوق ُ‬ ‫هو ٌ‬ ‫ ‬
‫وي�س َت ْنبِطونَ م ْنها الأحكا َم‬
‫حكام‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫آيات الأَ‬ ‫ال�صحاب ُة ُ‬
‫ينظرونَ يف � ِ‬ ‫وقد كانَ َّ‬ ‫ماعي ِة)‪ْ ،‬‬
‫جل ّ‬ ‫باد الف َْر ِد َّي ِة وا َ‬
‫الع ِ‬ ‫تع ُّل ٌق ب� ِ‬
‫أفعال ِ‬
‫�صو�ص القُر�آ ِن ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫االختالف يف ِدال َل ِة ال ُّن‬
‫ِ‬ ‫ب�سبب‬
‫ِ‬ ‫حل ْك ِم املُ�س َت ْن َب ِط‪ ،‬و َي ْخت ِلفونَ �أحيا ًنا‪،‬‬
‫ال�شرّ ْ ِع ّيةَ‪ ،‬وكا ُنوا ي ّتفقُونَ � ْأحيا ًنا َعلى ا ُ‬
‫ديثي ِة‪.‬‬
‫حل ّ‬ ‫وا َ‬
‫وال�شافعي‬
‫ُّ‬ ‫واملالكي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫احلنفي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫املذهب‬
‫ُ‬ ‫املذاه ُب الفقهي ُة املعروف ُة وهي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ويف الق َْرن ال ّثاين الهِ ْج ِر ِّي ِن�ش� ِأت‬ ‫ ‬
‫ح�سب‬
‫َ‬ ‫كام يف القر� ِآن ُيفردو َنها بالت�أْ ِ‬
‫ليف‪ ،‬و ُيف�سرّ و َنها‬ ‫آيات ال ْأح ِ‬
‫ْهي �إىل � ِ‬
‫مذهب ِفق ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ْباع ِّ‬
‫كل‬ ‫واحلنبلي‪ ،‬وقد �سعى �أت ُ‬
‫ُّ‬
‫ْهي‪.‬‬
‫الفق َّ‬
‫التف�سري ِ‬
‫َ‬ ‫أحكام تمُ ِّث ُل‬
‫ِ‬ ‫آيات ال‬
‫تفا�سري � ِ‬
‫ُ‬ ‫فخرج ْت‬
‫َ‬ ‫كام‪،‬‬
‫تنباط ال ْأح ِ‬
‫ا�س ِ‬ ‫َواعد ْ‬
‫مذ َهبِهم يف ْ‬ ‫ق ِ‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ْهي‪:‬‬
‫مناذج ِم َن التَّف�س ِري ال ِفق ِّ‬
‫ُ‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ثم اقر�أْ ما � ْأو َر َد ُه ِم ْن َم�سا ِئ َل يف تف�سري ِ ِ‬
‫قول ا ِ‬ ‫طبي َّ‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُ‬
‫انظ ْر يف تف�س ِري ال ُق ْر ِّ‬ ‫ ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﱪ‪.‬‬
‫(الأحزاب ‪.)37‬‬

‫(‪ )1‬اجلامع لأحكام القر�آن واملبني ملا ت�ضمن من ال�سنة و�أحكام الفرقان‪ ،‬مل�ؤلفه الإمام �أبي عبداهلل حممد بن �أحمد الأن�صاري القرطبي املتويف �سنة ‪ 671‬للهجرة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫هذه الآي ِة؟‬
‫القرطبي ِم ْن ِ‬
‫ُّ‬ ‫رجها‬
‫تخ َ‬ ‫‪َ C‬ع ِّد ِد امل�سا ِئلَ الفقهيّ َة التي ْ‬
‫ا�س ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫اختالفات ال ُفقَهاءِ؟‬
‫ِ‬ ‫القرطبي‬
‫ُّ‬ ‫‪ C‬ملاذا يُو ِر ُد‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬ما َفوا ِئ ُد هذ ِه ال َّطريق ِة ِم َن التَّفْ�س ِري يف َر�أْي َِك؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬التف�س ُري امل ْو ُ�ض ُّ‬


‫وعي‬
‫وتف�سريها‬
‫ُ‬ ‫وح ْك ًما‪،‬‬ ‫الواحد‪ً ،‬‬
‫لفظا ُ‬ ‫ِ‬ ‫باملو�ضوع‬
‫ِ‬ ‫ور القر� ِآن‪ ،‬املُتع ّل ِ‬
‫قة‬ ‫املتفر ِقة يف ُ�س ِ‬
‫آيات ّ‬ ‫لم يرا ُد ِبه َج ْم ُع ال ِ‬
‫�أ‪ .‬تعريفُه‪ :‬هو ِع ٌ‬
‫املقا�ص ِد ا ْلق ُْر� ِ‬
‫آنية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫�سب‬
‫َح َ‬
‫الل ُ�سور ٍة � ْأو � ْأك َرث‪.‬‬
‫من ِخ ِ‬
‫املقا�ص ِد القُر� ّآني ِة ْ‬
‫ِ‬ ‫�سب‬ ‫ُ‬
‫يتناول الق�ضايا َح َ‬ ‫وقيل ُهو ِع ْل ُم‬ ‫ ‬
‫وهي‪:‬‬
‫وعي ِ‬ ‫التعريف �إ�شار ٌة �إىل �أَنْ ِ‬
‫واع التَّفْ�س ِري امل َ ْو ُ�ض ّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ويف هذا‬
‫ال�صرب يف القر� ِآن)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أخالق يف القر� ِآن‪ ،‬املر�أ ُة يف القر� ِآن الكرمي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫كامل‪ُ ،‬‬
‫مثل‪( :‬ال‬ ‫واحدٍ يف القر� ِآن اً‬
‫مو�ضوع ِ‬
‫ٍ‬ ‫‪ُ 1 .1‬‬
‫تناول‬
‫الالت‬
‫ٍ‬ ‫تعد َد ًة ِ‬
‫ود‬ ‫ين ُم ِّ‬
‫بت معا َ‬
‫اكت�س ْ‬
‫الكرمي َ‬
‫ِ‬ ‫وا�ض َع َكثري ٍة ِم َن القر� ِآن‬
‫رت يف َم ِ‬ ‫ين � ْأي َك ِل َم ٍة قُر�آني ٍة َّ‬
‫تكر ْ‬ ‫‪2 .2‬ت ُ‬
‫َناول ُم ْ�ص َط َل ٍح ق ُْر�آ ٍّ‬
‫ال�ص َدقة‪ ،‬املُنافقون‪ِّ ،‬‬
‫الربا‪.)...‬‬ ‫ين‪ُ ،‬‬
‫مثل‪( :‬ال ّأمة‪َ ،‬‬ ‫عمال الق ُْر�آ ِّ‬
‫اال�س ِت ِ‬
‫ْ‬ ‫َجديد ًة ملْ ت ْ‬
‫ُعرف � اّإل فيِ‬
‫ا�سي‪.‬‬
‫ورها � ْأو هد ِفها ال ِأ�س ّ‬
‫ورة ِم َن الق ُْر� ِآن بنا ًء َعلى محِ ْ ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫تف�سري ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪3 .3‬‬

‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ألوان ال َّتفْ�س ِري‬
‫املناهج امل ّت َب َع ُة فيِ � ِ‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ني(‪ )1‬يف التف�س ِري‬
‫املختَ ِّ�ص َ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫يقول �أح ُد كبا ِر ْ‬
‫آيات القر� ّآني َة ا ّلتي ْتب َح ُث يف هذا‬
‫ثم َي ْج َم ُع ال ِ‬ ‫و�ضوع ا ْلقُر�آ ّ‬
‫ين‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫للم‬
‫يختار املف�سرِّ ُ عنوا ًنا َ‬
‫ُ‬ ‫مو�ضوع واحدٍ ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫تناول‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫‪َ .1‬‬

‫آيات يف ُك ُت ِب ال َّتفْ�س ِري ال َّت ْح ّ‬


‫ليلي‪،‬‬ ‫هذه ال ِ‬
‫تف�سري ِ‬ ‫َ‬ ‫ر�س‬
‫ثم َي ْد ُ‬‫زول‪َّ ،‬‬
‫زمن ال ُّن ِ‬
‫ح�سب ِ‬ ‫َ‬ ‫آيات‬
‫ثم ُيرت ُّب هذه ال ِ‬
‫وع‪َّ ،‬‬‫املَ ْو ُ�ض ِ‬
‫ثم‬
‫وع‪َّ ،‬‬
‫للم ْو ُ�ض ِ‬ ‫آيات ي ِْ�س َت ْنب ُِط العنا�صرِ َ ال ِ‬
‫أ�سا�س َّي َة َ‬ ‫وبعد ال َ‬
‫إحاط ِة َمبعاين ال ِ‬ ‫ألفاظها‪َ ،‬‬ ‫الالت � ِ‬
‫ود ِ‬ ‫باب ُنزو ِلها ِ‬ ‫ويتعر ُ‬
‫ف � ْأ�س َ‬ ‫َّ‬
‫دع ُم َ‬
‫ذلك‬ ‫ال�رشيفة‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫أحاديث‬
‫ِ‬ ‫آيات الّتي َج َمعها وال‬ ‫دايات الق ُْر�آ ِن ّي َة لها ِم ْن ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ف الهِ‬
‫ت�ش ُّ‬
‫وي�س ِ‬
‫هذه العنا�صرِ َ‪ْ ،‬‬
‫ُيرت ُِّب ِ‬
‫جيهات ا ْلق ُْر� ّآني ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ويوج ُه و ُيع ِّل ُل و َي�شرْ ُح و ُينا ِق ُ‬
‫�ش يف َ�ض ْو ِء ال َّت ْو‬ ‫ِّ‬ ‫ر�ضي اهلل عنهم ‪-‬‬
‫َ‬ ‫حابة ‪-‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫َهم َّ‬
‫بف ِ‬

‫(‪�)1‬أ‪.‬د‪ .‬م�صطفى م�سلم �أ�ستاذ التف�سري املو�ضوعي وامل�رشف على �إعداد مو�سوعة (التف�سري املو�ضوعي ل�سور القر�آن الكرمي) ليكون �أول تف�سري مو�ضوعي‬
‫‪23‬‬ ‫متكامل للقر�آن الكرمي كامالً‪.‬‬
‫ذه‬
‫آيات التي ت َِر ُد فيها َه ِ‬
‫يجمع ال ِ‬
‫ُ‬ ‫مات القُر� ِآن‪ُ ،‬ث َّم‬
‫الباحث لفظ ًة ِم ْن َك ِل ِ‬
‫ُ‬ ‫يتتب ُع‬
‫فردات القُر� ِآن‪ّ :‬‬
‫ِ‬ ‫تناول ُمفْرد ٍة ِم ْن ُم‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫‪َ .2‬‬
‫الكلمة‬
‫ِ‬ ‫دالالت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ا�ستنباط‬ ‫حاو ُل‬
‫إحاطة بتفْ�س ِريها ُي ِ‬
‫آيات وال ِ‬
‫وبعد َج ْم ِع ال ِ‬ ‫من َما َّد ِتها ال ُّل ِ‬
‫غوية‪َ ،‬‬ ‫ال َّل َ‬
‫فظ ُة �أو ُم ْ�شتقّاتُها ْ‬
‫رمي َلها‪.‬‬ ‫تعمال القُر� ِآن َ‬
‫الك ِ‬ ‫ا�س‬
‫الل ْ‬
‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫ِ ْ‬

‫ال�سورة”‬
‫ِ‬ ‫دي‬
‫ني َي ِ‬
‫نوان “ب َ‬
‫حتت ُع ِ‬
‫أولي ٍة َ‬
‫را�س ٍة � ّ‬
‫بد ِم ْن ِد َ‬
‫ور ِة ال ّ‬
‫ال�س َ‬
‫الب ْد ِء يف ُّ‬ ‫حمورها‪َ :‬‬
‫قبل َ‬ ‫ال�سورة بنا ًء على ِ‬
‫ِ‬ ‫عند تف�س ِري‬
‫‪َ .3‬‬
‫َدور حو َله‪ ،‬ويمُ ِك ُن َم ْع ِر َف َة‬
‫الهد ِف‪ْ � ،‬أو ا ِمل ْح َو ِر ا ّلذي ت ُ‬
‫ف َ‬ ‫وتعر َ‬
‫بب ُنزو ِلها‪ُّ ،‬‬ ‫ورة‪َ ،‬ت َت ُ‬
‫ناول معرف َة َ�س ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫هام ِ�ش ُّ‬
‫� ْأو َعلى ِ‬
‫ور ِة‬
‫ال�س َ‬
‫دف ُّ‬ ‫تعر ُ‬
‫ف َه ِ‬ ‫الو ْح ِي‪َ ،‬كما يمُ ِك ُن ّ‬ ‫ور ِة �أو �أ�سما ِئها التي ثب َت ْت َع ْن َط ِ‬
‫ريق َ‬ ‫ال�س َ‬
‫ا�سم ُّ‬
‫اللة ِ‬
‫خالل َّت َع ّر ِف ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ذلك ْ‬
‫البار َز ِة فيها‪.‬‬
‫داث ِ‬ ‫عرا�ض ال ْأح ِ‬
‫ا�س ِت ِ‬
‫الل ْ‬
‫ورها) ِم ْن ِخ ِ‬
‫(�أو محِ ْ ِ‬

‫ال � َّأك ْ‬
‫دت َعلى‬ ‫فال�سور ُة ّ‬
‫املكي ُة مث ً‬ ‫الل املَ ْر َح َل ِة ال َّز َم ِن ّي ِة التي َن َز َل ْت فيها‪ُّ ،‬‬
‫ور ِة ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال�س َ‬
‫داف ُّ‬ ‫كما يمُ ْ ِكن َّت َع ُّر ُ‬
‫ف � ْأه ِ‬ ‫ ‬
‫أ�صول‬
‫والد ْع َو ِة �إىل � ِ‬
‫ماو َّي ِة‪َّ ،‬‬
‫ال�س ِ‬
‫�ساالت َّ‬
‫ِ‬ ‫بالر‬ ‫بعد املَ ْو ِت‪ ،‬وال ِ‬
‫إميان ِّ‬ ‫بالب ْع ِث َ‬
‫إميان َ‬
‫هلل‪ ،‬وال ِ‬
‫إميان با ِ‬
‫�أمورٍ محُ َّددةٍ‪ ،‬كق�ضايا ال ِ‬
‫ُ‬
‫أهداف‬ ‫�س الأربع ُة مجُ ْ َتمع ًة � ْأو ُمتف َِّرق ًة ِه َي ال‬
‫أمر ِم ْن �أنْ تكونَ هذه ال ُأ�س ُ‬‫يخ ُلو ال ُ‬ ‫ال�سور ُة ّ‬
‫مكي ًة فال ْ‬ ‫كانت ُّ‬
‫ْ‬ ‫الق‪ ،‬ف�إذا‬
‫ال ْأخ ِ‬
‫ِناء املُ ْج َت َم ِع ال ْإ�س ِ‬
‫الم ِّي َعلى � ُأ�س ٍ�س ِم َن‬ ‫هدفت ب َ‬
‫ْ‬ ‫ا�س َت‬
‫ابقة ف�إ ّنها ْ‬
‫ال�س ِ‬
‫إ�ضافة �إىل ال ُأ�س ِ�س ّ‬
‫املدني ُة بِال ِ‬
‫ور ّ‬‫ال�س ُ‬
‫ورة‪ّ � ،‬أما ُّ‬
‫لل�س ِ‬
‫أ�سا�س ّي ُة ُّ‬
‫ال ِ‬
‫جية‪ ،‬فال ت َْخلو �سور ٌة‬
‫واخلار ِ‬
‫ِ‬ ‫اخلية‬
‫الد ِ‬ ‫طار َّ‬
‫َت ِحما َي َت ُه ِم َن ال ْأخ ِ‬
‫ا�ستهدف ْ‬
‫َ‬ ‫ْ�صيلي ِة‪َ ،‬كما �أ َّنها‬
‫يعات ال َّتف ّ‬
‫ِ‬ ‫اع ِة وال ّت�شرْ‬ ‫إميان ّ‬
‫والط َ‬ ‫ال ِ‬
‫الهدف‬
‫ِ‬ ‫ف �أ ْي ً�ضا‬ ‫الل َ‬
‫ذلك يمُ ْ ِك ُن َّت َع ُّر ُ‬ ‫وم ْن ِخ ِ‬
‫اخلار ِج) ِ‬
‫(من ِ‬ ‫اية ِ‬
‫واحل َم ِ‬
‫الداخل) ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�صيا َن ِة (من‬
‫ق�ضية البِنا ِء‪� ،‬أو ِّ‬
‫ِ‬ ‫مدني ٌة ِم ْن‬
‫ّ‬
‫لل�سورة‪. )1(»...‬‬
‫ا�س ِّي ُّ‬
‫ال َأ�س ِ‬

‫املو�ضوعي الثالث ِة‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫أحزاب لألوانِ التف�س ِري‬
‫مناذج تطبيقي ٌة على �سور ِة ال ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﱪ‪.‬‬ ‫ ‬
‫(الأحزاب ‪.)1‬‬
‫عن دالالت امل ُ ْ�ص َط َل ِح القر�آ ِّين‬
‫للراغ ِب ال ْأ�صفها ِّين ْ‬
‫ِ‬ ‫(املفردات)‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬من خاللِ ْجممو َع ِت َك الطالبِيَ ِة ابْ َح ْث يف‬
‫(التقوى)‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬مباحث يف التف�سري املو�ضوعي �أ‪.‬د‪ .‬م�صطفى م�سلم �ص ‪ 43 - 42‬بت�رصف‪.‬‬


‫‪24‬‬
‫ْ�سريا‬
‫حق �أنْ تُف�سرّ َ تَف ً‬ ‫عرف يف َم ّكةَ‪ ،‬و�إنمّ ا ُع ِر َفت فيِ املدين ِة بع َد هجر ِة ِّ‬
‫النبي ‪ h‬تَ ْ�ستَ ُّ‬ ‫ذكرت الآي ُة ال�سابق ُة ظاهر ًة مل تُ ْ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫احد ما هي؟‬‫و�ضوع َو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫كم‬
‫وعيًّا َ‬‫َم ْو ُ�ض ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْب َح ُث‪:‬‬
‫ئي�س ٍة‬
‫ْرا�ض َر َ‬
‫بتحديد ثالث ِة �أغ ٍ‬
‫ِ‬ ‫زاب‬
‫ملت عليها ُ�سور ُة ال ْأح ِ‬ ‫داف البا ِر َز ِة الّتي ْ‬
‫ا�شتَ ْ‬ ‫من ُزمال ِئ َك بتَ ْح ِ‬
‫ديد الأ ْه ِ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫قم م َع جمموع ٍة ْ‬
‫أحزاب لتحقي ِقها‪.‬‬
‫تَ ْ�سعى ُ�سور ُة ال ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫املو�ضوعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫�أهمي ُة التف�س ِري‬
‫حاجات ال ّأم ِة‬
‫ِ‬ ‫فيد ِر ُك‬
‫يعي�ش فيه‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ينظ ُر يف الوا ِق ِع الّذي‬‫وعي ُ‬ ‫املو�ض َّ‬
‫ُ‬ ‫معات تجَ ْ َع ُل املف�سرِّ َ‬
‫حاجات املج َت ِ‬
‫ِ‬ ‫جتد َد‬
‫‪� -‬إنَّ ّ‬
‫وال�سيا�سي ِة واالقت�صاد ّي ِة‪ ،‬وغري‬
‫ّ‬ ‫وال�سلوكي ِة‬
‫ّ‬ ‫والعلمي ِة‬
‫ّ‬ ‫الف ْكر ّي ِة‬
‫إن�سانية يف ع�صرْ ِ ه‪َ ،‬على خُ ْمت ِل ِف جوا ِنبها وحاجا ِتها ِ‬
‫ِ‬ ‫وال‬
‫الواقع َعلى‬
‫ِ‬ ‫إ�صالح‬
‫ِ‬ ‫ف من َ‬
‫ذلك �إىل �‬ ‫يهد ُ‬
‫وهو ِ‬ ‫عي�شه الأُ ّم ُة نْ َ‬
‫وبي القر� ِآن‪ُ ،‬‬ ‫الواقع الذي ِت ُ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫ربط ب َ‬
‫بعملي ِة ٍ‬
‫ّ‬ ‫ثم يقو ُم‬
‫ذلك‪ّ ،‬‬
‫وهدايا ِته(‪.)2‬‬
‫قا�صد القُر� ِآن ِ‬ ‫تو�ص َل � ِ‬
‫إليه ِم ْن َم ِ‬ ‫َه ْد ِي ما َّ‬
‫آنية‪.‬‬
‫�صو�ص الق ُْر� ِ‬
‫ِ‬ ‫وع ُم َّت ِ�ص ٍل بال ُّن‬
‫و�ض ٍ‬ ‫الب ْح ِث املُ َت َع ِّم ِق ّ‬
‫ال�ش ِامل لأي َم ُ‬ ‫أ�سلوب ال ُ‬
‫أمثل يف َ‬ ‫ُ‬ ‫وع ُّي ُه َو ال‬
‫املو�ض ِ‬
‫ُ‬ ‫التف�سري‬
‫ُ‬ ‫عد‬
‫‪ُ  -‬ي ُّ‬
‫من‬
‫إيجاد َن ْو ٍع َ‬
‫ما�س ًة �إىل � ِ‬‫احلاج َة َّ‬
‫َ‬ ‫العلم ِّي‪ّ ،‬مما َج َعل‬
‫عم ِق ِ‬
‫قيق وال ّت ّ‬
‫الد ِ‬‫�ص ّ‬ ‫خ�ص ِ‬ ‫نحو ال َّت ُّ‬
‫تو ُّج ًها َ‬
‫قد َ�شهِ َد َ‬
‫احلديث ْ‬
‫َ‬ ‫‪� -‬إنَّ الع�صرْ َ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إعجاز الق ُْر� ِآن‬
‫وجوه � ِ‬
‫ِ‬ ‫وانب َجديد ٌة ِم ْن‬
‫آيات القُر� ِآن‪ِ ،‬ل َتبرْ ُ َز ِم ْن ِخال ِل ِه َج ُ‬
‫ال�شامل ل ِ‬
‫ِ‬ ‫نيف املَ ْو ُ�ض ِّ‬
‫وعي‬ ‫الت�ص ِ‬
‫ْ‬

‫�أَ رْ َ‬
‫�ش ُح‪:‬‬
‫ا�رشح ذلك يف �ضو ِء فهمِ َك للتف�س ِري‬
‫ْ‬ ‫للتعم ِق يف درا�ست ِه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تيح فر�ص ًة‬
‫حث يُ ُ‬
‫واحد بالبَ ِ‬
‫ٍ‬ ‫مو�ضوع‬
‫ٍ‬ ‫تخ�صي�ص‬
‫َ‬ ‫‪� C‬إ َّن‬
‫املو�ضوعي‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫(‪ )2‬التف�سري املو�ضوعي‪� :‬صالح عبدالفتاح اخلالدي‪� ،‬ص ‪ ،42‬بت�رصف‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫ني منها‪.‬‬ ‫‪ّ C‬‬


‫للتعر ِف على حمو ِر ال�سور ِة القر�آنيّ ِة فوائ ُد ع ّدةٌ‪ .‬اذك ِر اثنت ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ خَل ُ�ص‪:‬‬

‫املو�ضوعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫خل�ص ب�أ�سلوب َِك �أهمي َة التف�س ِري‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪26‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫ابن‬
‫َا�ضي ُ‬ ‫تف�سيرا للقُر� ِآن � ْأ�سما ُه‪�« :‬أحكا ُم القُر� ِآن» َكما َ‬
‫و�ضع الق ِ‬ ‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫نفي‬
‫الح ُّ‬
‫ا�ص َ‬
‫الج�ص ُ‬
‫بكر ّ‬‫القا�ضي �أبو ٍ‬
‫ِ‬ ‫و�ضع‬
‫َ‬ ‫ ‬

‫نف�سه‪.‬‬
‫تف�سيرا اختار له ال ُع ْنوانَ َ‬
‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫كي‬
‫العربي الما ِل ِّ‬
‫ّ‬
‫الفرق في تقدي ِر َك ْبي َن َه ِ‬
‫ذين التّفْ�سيريْ ِن؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ C‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫االختالف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أوج ِه‬
‫أوج ِه االتفاقِ و� ُ‬
‫حيث � ُ‬
‫من ُ‬‫ْهي والتف�سي ِر بالم�أْثو ِر ْ‬ ‫‪ C‬قارِنْ َ‬
‫بين التف�سي ِر ال ِفق ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬هو �أبو بكر �أحمد بن على الرازي‪ ،‬امل�شهور باجل�صا�ص‪ .‬ولد ببغداد �سنة (‪ 305‬هــ) كان �إمام املذهب احلنفي يف زمانه‪ ،‬كان عاملا زاهدا وقد‬
‫كثريا من الكتب يف الفقه و�أ�صوله والق�ضاء‪ ،‬ولكن �أهم م�ؤلفاته هو كتاب «�أحكام القر�آن» يف التف�سري‪ ،‬الذي يعد من �أهم كتب التف�سري‬ ‫�صنف ً‬
‫للهّ‬
‫خ�صو�صا عند احلنفية‪ )2( .‬هو القا�ضي �أبو بكر حممد بن عبد ا الأندل�سي ولد ب�أ�شبيلية (‪ 468‬هــ) رحل �إىل م�رص وال�شام وبغداد ومكة‬ ‫ً‬ ‫الفقهي‪،‬‬
‫كتبا عديدة منها تف�سريه امل�شهور «�أحكام القر�آن»‪ .‬وطريقته يف التف�سري‬
‫وتبحر يف التف�سري‪� .‬ألف ً‬‫طلبا للعلم‪ .‬حتى �أتقن الفقه والأ�صول واحلديث ّ‬ ‫ً‬
‫�أن يذكر ال�سورة وما فيها من �آيات الأحكام‪ ،‬ثم ي�أخذ يف �رشحها �آية �آية‪ .‬ويعترب هذا التف�سري مرجعا للتف�سري الفقهي‪ ،‬خا�صة عند املالكية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫فهو‬ ‫أهداف‪َ ،‬ت ْر ِمي �إىل تحَ ْ ِ‬


‫قيقها‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫من ال‬ ‫لكل �سور ٍة ْ‬
‫من ُ�سورِ القر� ِآن َه َدفًا‪ْ � ،‬أو جمل ًة َ‬ ‫املو�ضوعي � ّأن ِّ‬ ‫ ي�ؤكِّ ُد املف�سرّ ُ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بتحديد‬ ‫يقوم‬
‫ثم ُ‬ ‫لل�س ِ‬
‫ورة‪َّ ،‬‬ ‫أ�سا�سي ِة ّ‬ ‫ِ‬
‫أهداف ال َّ‬ ‫ديد ال‬‫يذهب � ّأو اًل �إىل تحَ ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫بعد �آي ٍة‪ ،‬بلْ‬ ‫بال ّتايل ال َي َّت ِج ُه لتف�س ِري � ِ‬
‫آيات ال ُقر� ِآن �آي ًة َ‬
‫ٍ‬
‫هدف‪.‬‬ ‫كل‬ ‫عي ِة الّتي ْ‬
‫ي�ش ُ‬
‫مل َع ْليها ُّ‬ ‫و�ض ِ‬
‫وعات ال َف ْر ّ‬ ‫املَ ُ‬

‫أهداف الأَ�سا�سيّ َة لَها؟‬


‫ال�سور ِة �أ ْو ال َ‬
‫وعي حمو َر ُّ‬ ‫يتعر ُف املف�سرّ ُ ُ‬
‫املو�ض ُّ‬ ‫كيف ّ‬‫‪َ C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫باب النُّزولِ ؟ وملاذا؟‬


‫كثريا �إىل � ْأ�س ِ‬
‫يحتاج ً‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬هلْ تعتق ُد �أ ّن املف�سرّ َ امل َ ْو ُ�ض ِ‬
‫وع َّي‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫بالر�أْ ِي‪.‬‬
‫�ضوعي والتَّفْ�س ِري َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪َ C‬ح ّد ِد ال ِعال َق َة بَينْ َ التَّف�س ِري امل ْو‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪28‬‬
‫اد�س‪:‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬ ‫والبحث َ‬
‫املتك ّر َر في ِه‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫راجعت ِه‬
‫لم َم َع القر�آنِ ‪ ،‬والإكثا َر ِم ْن َم َ‬ ‫وعي يَزي ُد تفاعلَ ْ‬
‫امل�س ِ‬ ‫املو�ض ُّ‬
‫التف�سري ُ‬
‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫الر ِاغب ال ْأ�ص َف َها ِّ‬


‫ين (ت ‪ 502‬هــ)‪:‬‬ ‫عند َ‬
‫تف�سري معنى (ال ّأمة) َ‬
‫ُ‬
‫وجم ُعها �أُممَ ‪،‬وقوله تعاىل‪:‬‬
‫واحد‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫مكان‬
‫ٌ‬ ‫واحد‪ْ � ،‬أو‬
‫ٌ‬ ‫زمان‬ ‫دين ِ‬
‫واح ٌد‪ْ � ،‬أو ٌ‬ ‫أمر َما‪ّ � ،‬إما ٌ‬
‫يجمعهم � ٌ‬
‫ُ‬ ‫كل جماع ٍة‬
‫‪ -‬الأم ُة‪ُّ :‬‬
‫نوع ِم ْنها‬
‫كل ٍ‬‫ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪ْ � .)38‬أي ُّ‬
‫بالط ْب ِع‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﱪ‪( .‬البقرة ‪ّ � ،)213‬أي‬
‫عليها َّ‬ ‫ُ‬ ‫َعلى طريق ٍة ْ‬
‫قد َ�س َّخ َرها اهلل ْ‬
‫والك ْفر‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫وعلى طريق ٍة واحد ٍة يف ال�ضالل ُ‬ ‫ِ�ص ْن ًفا ِ‬
‫واح ًدا َ‬
‫إميان‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪�( .‬آل‬
‫ﭗﱪ‪( .‬هود ‪ْ � .)118‬أي فيِ ال ِ‬
‫ونون �أُ ْ�سو ٌة ل َغيرْ ِهم‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﯼ‬
‫يك َ‬ ‫ال�صا ِل َح‪ُ ،‬‬
‫والعمل َّ‬
‫َ‬ ‫ون ِ‬
‫الع ْل َم‬ ‫ماع ٌة يتخيرّ َ‬
‫عمران ‪� .)104‬أي َج َ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﱪ‪( .‬الزخرف ‪ّ � .)22‬أي َعلى ٍ‬
‫دين مجُ ْ ِتم ٍع‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ماع ٍة فيِ ِعبا َد ِة ا ِ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫ﭨ ﭩ ﭪ ﱪ‪( .‬النحل ‪ْ � ،)120‬أي قا ِئ ًما َم َ‬
‫قام َج َ‬

‫بالر�أْي‪.‬‬ ‫‪َ C‬ح ّد ِد ال ِعال َق َة بَينْ َ التَّف�س ِري امل َ ْو ُ�ض ِ‬


‫وعي والتَّفْ�س ِري َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫فيه كُ ُّل ِ‬
‫هذه ال ِ‬
‫آيات؟‬ ‫«امل�شترَ ُك» ا ّلذي َت ْل ِتقي ِ‬ ‫‪ C‬ما ْ‬
‫املع َنى ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪29‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫ف املعج َز َة النبويةَ‪.‬‬
‫املعجزة للأنبيا ِء‪.‬‬
‫ِ‬
‫أعر ُ‬
‫‪ّ �-‬‬
‫أبي �أهمي َة‬
‫‪ � -‬نّ ُ‬ ‫إعجا ُز القرآن الكريم‬
‫عليهم ال�سال ُم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫معجزات الأنبيا ِء‬
‫ِ‬ ‫و�سائر‬
‫ِ‬ ‫معجزة القر�آنِ‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬أقارنُ بني‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫لكتاب ا ِ‬‫ِ‬ ‫أثناء تالوتي‬
‫أتتب ُع �أوج َه الإعجازِ القر�آين � َ‬ ‫‪ّ �-‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال‪َ “ :‬ما ِم َن الأَنْبِيَا ِء نَب ٌِّي �إِالّ �أُ ْع ِط َي َما ِم ْث ُل ُه �آ َم َن َع َل ْي ِه‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫ر�ضي اهللُ عنه ‪� -‬أَ َّن َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َع ْن �أبي ُه َريْ َر َة ‪َ -‬‬ ‫ ‬

‫حفظ‬ ‫يت َو ْحيًا �أَ ْو َحا ُه اهللُ �إِليَ َّ َف�أَ ْر ُجو �أَنْ �أَ ُكونَ �أَ ْك رَ َث ُه ْم تَا ِب ًعا يَ ْو َم الْ ِقيَا َم ِة»(‪.)1‬‬
‫الْبَ�شرَ ُ‪َ ،‬و�إِنمَّ ا َكانَ الَّ ِذي �أُو ِت ُ‬

‫‪ C‬ما املق�صو ُد بكلٍّ من‪:‬‬


‫آيات؟ ‪...................................................................................................‬‬
‫‪ -‬ال ِ‬
‫‪َ -‬و ْح ًـيا؟ ‪....................................................................................................‬‬
‫عليهم ال�سالم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫معجزات الأنبيا ِء ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫خم�سا ِم ْن‬
‫ا�ستعر�ض ً‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬من خاللِ جمموع ِتك الطالبي ِة‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫للداللة على‬ ‫بالتحدي‬ ‫�سل والأنبيا ِء‪ ،‬وتكونُ املعجز ُة مقرون ًة‬
‫الر ِ‬ ‫ُ‬ ‫خار ٌق‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ظهره اهلل على ِيد ُّ‬
‫للعادة‪ُ ،‬ي ُ‬
‫ِ‬ ‫أمر ِ‬
‫هي � ٌ‬
‫‪ -‬املعجزةُ‪َ :‬‬
‫عقليةٌ‪.‬‬
‫ح�سي ٌة �أو ّ‬
‫ّ‬ ‫الر�سول‪ ،‬وهي � َّإما‬
‫ِ‬ ‫النبي �أو‬
‫�صدق ِّ‬
‫ِ‬
‫اذكر ثالثة �رشوط للمعجزة‪.‬‬
‫التعريف ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬من خاللِ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫النبي فيِ َدعوى‬
‫�صدق ِّ‬
‫ِ‬ ‫إظهار‬
‫ال�ض ْع ِف‪ ،‬واملرا ُد به � ُ‬
‫العجز مبعنى َ‬
‫ِ‬ ‫إثبات‬
‫اللغة � ُ‬ ‫إعجاز القر� ِآن‪ :‬الإعجا ُز يف ِ‬
‫‪ -‬مفهو ُم � ِ‬
‫ِثله‬
‫إتيان بمِ ِ‬
‫رمي‪ ،‬وال ِ‬ ‫عار�ض ِة القر� ِآن َ‬
‫الك ِ‬ ‫عن ُم َ‬
‫ني ْ‬‫ني وجمتمع َ‬ ‫عجز الب� ِرش متفرق َ‬
‫إثبات ِ‬ ‫الة‪ ،‬و� ُ‬ ‫الر َ�س ِ‬
‫ِّ‬
‫والبالغَ ِة‪.‬‬
‫احة َ‬‫َ�ص ِ‬‫مع كو ِنهم َبلغوا ال َغاي َة يف الف َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فا�ش ًيا ِع ْن َد‬
‫ال�س ْح ُر ِ‬ ‫ال ق َْو ِمه‪َ ،‬كما كانَ ِّ‬ ‫نا�س َب ًة لحِ ِ‬
‫نبي َتق َُع ُم ِ‬ ‫حجر ‪ -‬رحم ُه اهلل ‪ :-‬كا َن ْت ُم ْع ِج َز ُة ُك ِّل ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫قال ُ‬ ‫ ‬
‫وك َذ ِل َك‬ ‫َت ما َ�ص َنعوا‪َ ،‬ولمَ ْ َيق َْع َ‬
‫ذلك ِب َع ْي ِن ِه ِل َغيرْ ِ ِه‪َ ،‬‬ ‫ال�س َح َر ُة َل ِك َّنها َت َل َّقف ْ‬
‫�صور ِة ما َي�ص َن ُع َّ‬
‫َ‬ ‫َجاء ُه ُمو�سى با ْل َع�صا َعلى‬ ‫ِف ْر َع ْونَ ف َ‬
‫تاه ْم ِم ْن‬‫هور‪ ،‬ف�أَ ُ‬
‫الظ ِ‬ ‫مان يف غا َي ِة ُّ‬‫ال ِط َّبا ِء والحْ ُ َكما ِء كا ُنوا يف َذ ِل َك ال َّز ِ‬ ‫ر�ص ِل َك ْو ِن ْ أَ‬
‫راء الأَ ْك َم ِه والأَ ْب ِ‬
‫ي�سى المْ َ ْوتَى و�إِ ْب ُ‬
‫ياء ِع َ‬
‫� ْإح ُ‬
‫ذين ُب ِع َث فيهِ ُم ال َّنب ُِّي ‪ h‬يف ا ْلغا َي ِة ِم ْن ا ْل َبالغَ ِة َ‬
‫جاء ُه ْم‬ ‫هم بمِ ا لمَ ْ ت َِ�ص ْل ق ُْد َرت ْ‬
‫ُهم �إ َل ْي ِه‪َ ،‬و ِل َهذا َل ّـما كانَ ا ْل َع َر ُب ا َّل َ‬ ‫ِج ْن ِ�س َع َم ِل ْ‬
‫ِالقر� ِآن ا َّلذي تحَ َ َّد ُاه ْم �أنْ َي�أتُوا بِ�سور ٍة ِم ْث ِله‪َ ،‬ف َل ْم َيق ِْد ُروا َعلى َ‬
‫ذلك(‪.)2‬‬ ‫ب ْ‬
‫هم؟‬
‫عليهم ال�سال ُم ‪ -‬وثقاف ِة �أقوا ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫معجزات الأنبيا ِء ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما ال َعال َق ُة ب َ‬
‫ني‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬ما ُ‬
‫هدف املعجز ِة التي يز ّو ُد اهلل بها �أنبيا َء ُه؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫بي ‪ h‬والأنبيا ِء الآخرين ‪ -‬عليهم ال�سالم ‪-‬؟‬
‫معجزات النَّ ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما الذي يمُ يّ ُز معجز َة القر�آنَ عن �سائ ِر‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫نبي بعدي»؟‬
‫�ساالت وقول ِه ‪« :h‬ال َّ‬
‫ِ‬ ‫الر‬
‫بختم ِّ‬
‫ذلك ِ‬‫‪ C‬ما عالق ُة َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫وجوه الإعجاز القر�آين‬


‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫اهتم فيه‬
‫إعجاز ِه‪ ،‬الذي َّ‬
‫علم � ِ‬
‫مقدم ِتها ُ‬
‫من امل�سلمني‪ ،‬و�أتى يف ّ‬
‫الكرمي عناي ًة فائق ًة َ‬
‫ِ‬ ‫لقيت علو ُم القر� ِآن‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫الوجوه‬
‫ِ‬ ‫أهم هذه‬
‫نقف على � ِّ‬
‫ع�رشين وج ًها‪ ،‬و�سوف ُ‬
‫َ‬ ‫البع�ض‬
‫َ‬ ‫بلغت عند‬
‫ت�ضم َن ُه القر�آنُ من وجو ٍه �إعجازي ٍة ْ‬
‫بالك�شف عما ّ‬
‫والعلمي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫والت�رشيعي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫والغيبي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ين‪،‬‬
‫وهي‪ :‬الإعجاز البيا ُّ‬

‫(‪ )2‬فتح الباري‪ ،‬ج‪� ،9‬ص‪.6‬‬


‫‪31‬‬
‫الف�صاحة‬
‫ِ‬ ‫نحو من‬
‫الكرمي وكلما ِت ِه وعبارا ِت ِه جاءت على ٍ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫حروف القر� ِآن‬ ‫ين �أنَّ‬
‫إعجاز البيا ِّ‬
‫ين‪ :‬يرا ُد بال ِ‬
‫‪ -‬الإعجا ُز البيا ُّ‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫ؤكد �أ َّنه كال ُم ا ِ‬
‫حماكاته؛ مما ي� ُ‬
‫ِ‬ ‫الب�رش عن‬
‫َ‬ ‫عج ُز‬
‫البالغة التي ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫فيعج ُز املخلوقني‪،‬‬ ‫يبدعه ُ‬
‫اهلل ِ‬ ‫ك�سائر ما‬ ‫واجلن حماكاتَها‪� ،‬إمنا هو‬ ‫إن�س‬ ‫فالقر�آنُ لي�س � ً‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ي�ستطيع ال ُ‬
‫ُ‬ ‫وعبارات‬
‫ٍ‬ ‫ألفاظا‬ ‫ ‬
‫آثارها‪.‬‬
‫وخ�صائ�صها و� ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض �أو�صا ِفها‬
‫�رسها‪ ،‬و�إن �أدركوا َ‬
‫اخللق َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يدرك‬ ‫كالروح التي ال‬
‫ِ‬ ‫فهو‬
‫ين‪َ :‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫إعجاز البيا ِّ‬
‫وجوه ال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬من‬
‫لنزول‬
‫ِ‬ ‫العرب املعا�رصين‬
‫َ‬ ‫حتدى ُ‬
‫اهلل‬ ‫بهذه ال ِآية و�أمثا ِلها ّ‬
‫ِ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪.)88‬‬
‫والبيان لك ّنهم‬
‫ِ‬ ‫والبالغة‬
‫ِ‬ ‫الف�صاحة‬
‫ِ‬ ‫وجوه‬
‫ِ‬ ‫العرب من‬
‫ُ‬ ‫أوتي‬
‫الرغم مما � َ‬
‫ِ‬ ‫بعجزه ُم‪ ،‬على‬
‫ِ‬ ‫بعدهم وق ُِط َع‬
‫جاء َ‬
‫القر� ِآن و َم ْن َ‬
‫احلروف التي تُقر�أُ مفرد ًة �أو مركب ًة‬
‫ُ‬ ‫معجمهم‪َ ،‬‬
‫تلك‬ ‫ِ‬ ‫وحروف‬
‫ِ‬ ‫ألفاظ لغتهم‬ ‫إتيان مبث ِل ِه‪ ،‬وهو ّ‬
‫املرك ُب من � ِ‬ ‫عجزوا عن ال ِ‬
‫ين املعج ُز‪.‬‬ ‫الكرمي يتج ّلى ُّ‬
‫�رسها البيا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ني ت� ُ‬
‫أخذ مكا َنها يف القر� ِآن‬ ‫فال تعطي دالل ًة ما‪ ،‬لكنها ح َ‬
‫‪ C‬ومما �أمتا َز به القر آ� ُن الكرميُ من وجو ٍه بياني ٍة �إعجازي ٍة‪:‬‬
‫احلروف و�أ�صواتُها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال‬ ‫‪-‬‬
‫ألفاظ ود َّق ُتها‪.‬‬
‫‪ -‬ف�صاح ُة ال ِ‬
‫تراكيبها‪.‬‬
‫العبارات ودق ُة ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال‬ ‫‪-‬‬
‫أ�سلوب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�سمو ال‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬بالغ ُة املعاين‬

‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬


‫طالب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ :-‬ه ْل َم َع َك ممِ َّا َج َاء‬ ‫ٍ‬ ‫جلعفر بن �أبي‬ ‫ِ‬ ‫ا�ش َّي َ‬
‫قال‬ ‫عن �أ ِّم �سلم َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل ع ْن َها ‪� -‬أنَّ ال َّن َج ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ا�ش ُّي‪ :‬فَاق َْر�أْ ُه َع َل َّي‪َ ،‬فق ََر�أَ َع َل ْي ِه َ�ص ْد ًرا ِم ْن ‏ﱫﭑﱪ‪.‬‬ ‫َال َل ُه َج ْعف ٌَر‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬فق َ‬
‫َال َل ُه ال َّن َج ِ‬ ‫هلل ِم ْن َ�ش ْيءٍ؟ َفق َ‬
‫ب ِِه َع ْن ا ِ‬
‫ني َ�س ِم ُعوا َما‬ ‫ا�ش ُّي َح َّتى �أَ ْخ َ�ض َل لحِ ْ َي َت ُه‪َ ،‬و َب َك ْت �أَ َ�سا ِق َف ُت ُه َح َّتى �أَ ْخ َ�ض ُلوا َم َ�ص ِ‬
‫احف َُه ْم ِح َ‬ ‫(مرمي ‪ .)1‬قَا َل ْت‪ :‬ف ََب َكى َوا ِ‬
‫هلل ال َّن َج ِ‬
‫و�سى َل َي ْخ ُر ُج ِم ْن ِم ْ�ش َكا ٍة َو ِ‬
‫اح َد ٍة(‪.)1‬‬ ‫هلل َوا َّل ِذي َج َاء ب ِِه ُم َ‬ ‫ا�ش ُّي‪� :‬إِنَّ َه َذا َوا ِ‬ ‫ت اََل َع َل ْيهِ ْم‪ُ ،‬ث َّم ق َ‬
‫َال ال َّن َج ِ‬
‫حمم ٍد ‪h‬؟‬
‫النجا�شي على �صدقِ نب ّو ِة ّ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ا�ستدل‬ ‫‪َ C‬‬
‫كيف‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد‪.‬‬


‫‪32‬‬
‫�أُدللُ‪:‬‬

‫ف�صيحا جلاريةٍ‪َ ،‬‬


‫فقال لها‪ :‬ما‬ ‫ً‬ ‫�سمع كال ًما‬
‫َ‬ ‫َح َكى ال‬
‫أ�صمعي �أ ّنه‬
‫ُّ‬ ‫ ‬
‫أ�سباب‬‫القيم يف بيانِ � ِ‬
‫ابن ِ‬‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭞ ﭟ‬‫قول ا ِ‬
‫أف�صح ِك! فقالت‪َ � :‬أو ُي َع ُّد هذا ف�صاحةً‪ ،‬بعد ِ‬
‫� َ‬
‫االنتفاع‬
‫َ‬ ‫أردت‬
‫االنتفاع بالقر� ِآن‪� :‬إذا � َ‬
‫ِ‬
‫تالوته‬
‫ِ‬ ‫فاجمع قلبك عند‬ ‫بالقر�آنِ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ‬
‫ْ‬
‫ح�ضور‬
‫َ‬ ‫واح�رض‬
‫ْ‬ ‫فجمع يف �آي ٍة و�سماعه‪ ،‬و�أَ ْل ِق �سم َعك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﱪ‪( .‬الق�ص�ص ‪،)7‬‬
‫من يخاطبه به من تكلم به �سبحانه منه‬ ‫أمرين ونهيني‪ ،‬وخربين‪ ،‬وب�شارتني(‪.)2‬‬
‫ني � ِ‬‫واحد ٍة ب َ‬
‫خطاب من ُه َ‬
‫لك على ل�سانِ‬ ‫ٌ‬ ‫و�إليه‪ ،‬ف�إنه‬
‫ر�سو ِل ِه ‪ ،h‬قال تعاىل‏‪:‬‏ ﱫ ﭡ ﭢ‬
‫‪ C‬دلِّلْ َ‬
‫من الآي ِة الكرمي ِة على ما قالت ُه اجلاريةُ‪.‬‬

‫ﭣﭤﭥﭦ ﭧﭨﭩﭪ‬ ‫‪.................................................................‬‬


‫ﭫ ﭬ ﭭ ﱪ‪( .‬ق ‪.)3()37‬‬ ‫‪.................................................................‬‬

‫بديع‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤﱪ‪( .‬البقرة ‪� .)3‬إذا تدبرت هذه اجلمل َة الوجيزةَ‪ ،‬ف�إنك ُ‬ ‫َ‬
‫جتد فيها من ِ‬ ‫ ‬
‫املوجزة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ألفاظ‬
‫مبثل هذه ال ِ‬
‫التعبري عنه ِ‬
‫َ‬ ‫يح�سن‬
‫َ‬ ‫ميكن لأحدٍ �أن‬
‫املدلول‪ ،‬ما ال ُ‬
‫ِ‬ ‫وات�ساع‬
‫ِ‬ ‫القول‬
‫ِ‬ ‫وبالغة‬
‫ِ‬ ‫النظم‬
‫ِ‬
‫املقبولة يف‬
‫ِ‬ ‫لل�صدقة‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل فيما ينفقونه‪ ،‬وو�ضعت‬ ‫هلل ع َّز‬
‫ذكرت الآي ُة و�صفًا للم�ؤمنني الذين يبتغون وج َه ا ِ‬
‫ِ‬ ‫فقد‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫�رشوطا عديد ًة منها‪:‬‬ ‫الوجيزة‬
‫ِ‬ ‫هذه ال ِآية‬
‫املال ال ك ِّله‪ ،‬و�إال كانَ �إ�رسافًا‪.‬‬
‫بع�ض ِ‬ ‫‪� .1‬أن يكونَ ال ُ‬
‫إنفاق من ِ‬
‫املت�صدق ال َ‬
‫مال غ ِريه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يخ�ص َ‬
‫مال‬ ‫ُّ‬ ‫‪� .2‬أن يكونَ ال ُ‬
‫إنفاق مما‬
‫�شعور بالك ِرب �أو امل َّن ِة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫هلل‪ ،‬فال يعطي ويف النف�س‬ ‫ينفق منه �إمنا هو ُ‬
‫مال ا ِ‬ ‫املت�صد ُق �أنَّ َ‬
‫املال الذي ُ‬ ‫ّ‬ ‫يوقن‬
‫‪� .3‬أن َ‬
‫ِّ‬
‫الدال على‬ ‫والدار الآخرةَ‪ ،‬وهذا املفهو ُم ي�ستفا ُد من ال�ضم ِري «نا»‬
‫َ‬ ‫هلل‬
‫عمله يبتغي وج َه ا ِ‬
‫خمل�صا يف ِ‬
‫ً‬ ‫‪� .4‬أن يكونَ‬
‫هلل تعاىل يف قوله‪ :‬ﱫ ﭣﱪ‪.‬‬
‫عظمة ا ِ‬
‫ِ‬
‫لهداية‬ ‫اهلل علما عليه �أَنْ يبذل مما ع ّلم ُه ُ‬
‫اهلل‬ ‫باملال‪ ،‬فمن رز َق ُه ُ‬ ‫ال�صدقة‪ ،‬فال تكونُ قا�رص ًة على‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الت�صد ِق ِ َ ْ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .5‬عمو ُم‬
‫ني‬
‫إ�صالح ب َ‬
‫ِ‬ ‫بجاهه يف ال‬
‫ِ‬ ‫يت�صد ُق‬
‫ّ‬ ‫جاها‬ ‫َّ‬
‫وجل ‪ ،-‬و َم ْن رزقه اهلل ً‬ ‫وحده ‪ -‬ع َّز‬
‫هلل َ‬
‫عبادة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫النا�س ودعو ِتهم �إىل‬
‫ِ‬
‫املنكر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باملعروف والنهي عن‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫والدعوة �إىل اخل ِري وال ِ‬
‫ِ‬ ‫النا�س‬
‫ِ‬

‫(‪ )2‬تف�سري املاوردي (النكت والعيون)‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪ )3( .236‬الفوائد‪� ،‬ص‪.3‬‬
‫‪33‬‬
‫من بالغة الكلمة‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓ‬
‫الينبوع ﱫ ﮄ ﱪ‬
‫ِ‬ ‫ﮔ ﮕ ﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪ .)91-90‬فقد َ‬
‫قال تعاىل يف‬
‫القر�آن الكرمي معجزة اهلل‬ ‫ ‬
‫اخلالدة التي تخاطب ّ‬
‫كل ع�رص مبا‬ ‫للكرثة!‬
‫ِ‬ ‫بالت�ضعيف‬
‫ِ‬ ‫أنهار ﱫ ﮑ ﱪ‬ ‫للقلة‪َ ،‬‬
‫وقال يف ال ِ‬ ‫بالتخفيف ِ‬
‫ِ‬
‫برع فيه �أ�صحابه‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﯱ‬ ‫َ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ‬ ‫ ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯼ ﯽ ﱪ‪( .‬الن�ساء‬ ‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫ﯹ ﯺﯻﯼﯽ ﯾﯿ ﰀ‬ ‫يزيد على‬
‫الن�صيب ُ‬
‫َ‬ ‫احل�سنة؛ لأنَّ‬
‫ِ‬ ‫ال�شفاعة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فلفظ (الن�صيب) ا�ستخدم مع‬ ‫‪.)85‬‬
‫(الكهف ‪.)109‬‬ ‫ﰁ ﰂﱪ‪.‬‬ ‫ي�ضاعف بع�شرَ ِة �أمثا ِلها‪� ،‬أما ُ‬
‫لفظ (الكفل) هو ا ِمل ْث ُل‬ ‫ُ‬ ‫احل�سنة‬
‫ِ‬ ‫جزاء‬ ‫ا ِمل ْث ِل‪ ،‬وذلك لأنّ‬
‫َ‬
‫فعطاء القر�آن دائم لن ينقطع‪ّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫بال�سيئة ال يجزى �إال مث َلها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جاء‬
‫ال�سيئة؛ لأن من َ‬
‫ِ‬ ‫ال�شفاعة‬
‫ِ‬ ‫جاء مع‬
‫امل�ساوي‪ ،‬فقد َ‬
‫وحمجته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جيل �سيجد فيه حاجته‬
‫الغيبي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬الإعجا ُز‬
‫علم لأحدٍ من املخلوقني بها‪ ،‬وال َ‬
‫�سبيل لب� ٍرش �أن‬ ‫الغيوب التي ال َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ا�شتمل القر�آنُ الكر ُمي على �أخبارٍ كث ٍري من‬ ‫ ‬
‫القدير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلي‬
‫ِّ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫عند ا ِ‬ ‫يعلمها‪ ،‬مما ُّ‬
‫يدل على �أنَّ القر�آنَ الكر َمي معجز ٌة من ِ‬ ‫َ‬

‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬


‫ت�ضمنَها القر�آ ُن الكرميُ‪.‬‬
‫الغيوب التي ّ‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط � َ‬ ‫الن�صو�ص التالي ِة‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬من خاللِ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦﮧ ﮨ‬ ‫قال ُ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮩ ﮪ ﱪ‪( .‬هود ‪.)49‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﱪ‪( .‬الفتح ‪.)27‬‬
‫‪ ...............................................................................................................‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫قال ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯜﯝ ﱪ‪( .‬الروم ‪.)4-2‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬الإعجاز الت�رشيعي‪:‬‬
‫أ�س�سا لتنظيم حياة الب�رش يف ِّ‬
‫كل‬ ‫ومبادئ‪ ،‬و�أر�سى � ً‬
‫َ‬ ‫قيم‬
‫ومناهج‪ ،‬ودعا �إىل ٍ‬
‫َ‬ ‫بت�رشيعات و ُن ُظ ٍم‬
‫ٍ‬ ‫جاء القر�آنُ الكر ُمي‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ين‬
‫الت�رشيع القر�آ ُّ‬
‫ُ‬ ‫احلق‪ ،‬وهذا‬ ‫أر�ض‪ ،‬وعباد َة ا ِ‬
‫هلل ِّ‬ ‫العدل‪ ،‬وعمار َة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الهداية‪ ،‬و�إقام َة‬
‫ِ‬ ‫ن�رش‬
‫زمانٍ ومكانٍ ‪ ،‬جعلت هدفه َ‬
‫عليم‪.‬‬
‫حكيم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الت�رشيعات هو من َل ُدنْ‬
‫ِ‬ ‫املت�ضم َن لتلك‬
‫ِّ‬ ‫ين ي�ؤكد �أنّ هذا القر�آنَ الكر َمي‬
‫والنظا ُم الربا ّ‬
‫الت�رشيعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫جماالت الأعجا ِز‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وت�شمل‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال�شموليةُ‪،‬‬
‫ال�ساعة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بعثة حممدٍ ‪ h‬وح ّتى ِ‬
‫قيام‬ ‫منذ ِ‬‫أجيال ُ‬ ‫ت�رشيع ي�ستهدف َّ‬
‫كل ال ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الزمان‪ :‬فهو‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬شمولي َة‬ ‫ ‬
‫النا�س‪ :‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ي�شمل َّ‬
‫كل‬ ‫ين‬
‫الت�رشيع القر�آ ُّ‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫اخلطاب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫�شمولي َة‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ﮨ ﮩﱪ‪( .‬الأعراف ‪ ،)158‬ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﱪ‪�( .‬ص ‪.)87‬‬
‫آنية هو الإن�سانُ ‪:‬‬
‫الت�رشيعات القر� ِ‬
‫ِ‬ ‫فمو�ضوع‬
‫ُ‬ ‫املو�ضوع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬شمولي َة‬ ‫ ‬
‫وج�سدا‪ ،‬وفر ًدا كانَ �أو‬
‫ً‬ ‫روحا وعق ً‬
‫ال‬ ‫ً‬
‫جماعةً‪ ،‬و�شام ً‬
‫ال لكافة جماالت حياته‪.‬‬
‫ح�سن تطبيقها‪� ،‬سوا ٌء على‬‫ِ‬ ‫ولكفالة‬
‫ِ‬ ‫النا�س‬
‫ِ‬ ‫مل�صالح‬
‫ِ‬ ‫التدرج حتقيقًا‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫يقول الزرقاين رحمه اهلل‪“ :‬لقد‬ ‫ ‬
‫الت�رشيعات القر�آنية دفع ًة واحدةً‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كل‬ ‫حيث مل ْ‬
‫تنزل َّ‬ ‫ُ‬ ‫امل�ستوى العا ِّم‬
‫ا�شتمل القر�آن على �آالف من املعجزات‪،‬‬
‫نزل ال معجزة واحدة فح�سب‪ .‬فلم يذهب‬ ‫و �إمنا نزلت �شي ًئا ف�شي ًئا �أو على م�ستوى الت�رشيع الواحد الذي َ‬
‫بذهاب الأيام‪ ،‬ومل ميت مبوت الر�سول‬ ‫متدرجا؛ كما جاء يف حترمي اخلمر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ،h‬بل هو قائم يف فم الدنيا يجابه ّ‬
‫كل‬ ‫احلرج عن املكلفني‪.‬‬ ‫ورفع‬
‫ُ‬ ‫التكاليف‬
‫ِ‬ ‫‪ُ .3‬ي�سرْ ُ‬
‫ِ‬
‫ويتحدى ّ‬
‫كل منكر‪ ،‬ويدعو �أمم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مكذب‪،‬‬ ‫ين‪ ،‬فهو لي�س مبثا ٍّ‬
‫يل يتجاوز الإن�سان يف طبيعته‬ ‫الت�رشيع القر�آ ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬واقعي ُة‬
‫العامل جمعاء �إىل ما فيه من هداية وت�رشيعات‬
‫إن�سان ويلبيها دون النظر �إىل‬
‫رغبات ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ودوافعه‪ ،‬كما �أنه ال يتبع‬
‫ونظم تكفل ال�سعادة لبني الإن�سان‪( .‬مناهل‬
‫نتائجها‪.‬‬
‫العرفان يف علوم القر�آن ‪)2/232 ،‬‬
‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬
‫جماالت احليا ِة‪ ،‬دلّلْ على‬
‫ِ‬ ‫ومبادئ تن ِّظ ُم كافّة‬
‫َ‬ ‫الت�رشيعي للقر�آنِ الكر ِمي �أنّه ي�شتملُ على قواع َد‬
‫ّ‬ ‫‪ C‬من خ�صا ِئ ِ�ص الإعجا ِز‬
‫(التعليم – ال�سيا�س ِة – االقت�صادِ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املجاالت التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ذلك يف‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫�أُقا ِر ُن‪:‬‬
‫حيث �أوج ُه االختالف بينهما‪.‬‬
‫الب�رشي من ُ‬
‫ِّ‬ ‫‪ C‬من خاللِ اجلدولِ التايل قارنْ بني الت�رشيع القر�آ ِّين والت�رشيع‬

‫الب�رشي‬
‫ُّ‬ ‫الت�رشي ُع‬ ‫الت�رشي ُع القر�آ ُّين‬

‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫�أوج ُه‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬ ‫‪............................‬‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫‪ C‬ما ُ‬
‫مظهر التكامل الت�رشيعي الوارد يف قوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﱪ؟ (ال�شورى ‪.)38‬‬
‫قال حممد �صادق الرافعي‬ ‫ ‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫“‪..‬م�شغَلة‬
‫ْ‬ ‫وا�صفًا �إعجا َز القر�آن الكرمي‪:‬‬
‫العقل البياين العربي يف كل الأزمنة‪،‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫ي�أتي اجليل من النا�س ومي�ضي وهو باق‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫بحقائقه ينتظر اجليل الذي يخلفه؛ كما‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫م�شغَلة الفكر الإن�ساين‪.”..‬‬
‫�أنه ْ‬

‫‪36‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫‪ C‬ما �أهميّ ُة �إعجا ِز القر�آنِ ؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫‪ C‬قارنْ بني كلٍّ ْ‬


‫من املعجزة والكرامة وال�سح ِر يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫ال�سحر‬
‫ُ‬ ‫الكرام ُة‬ ‫املعجز ُة‬

‫‪.................................. .................................. ..................................‬‬


‫‪.................................. .................................. ..................................‬‬
‫‪.................................. .................................. ..................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫‪ C‬اذكر اثنني من الغيبيات امل�ستقبلية الوارد يف القر�آن الكرمي والتي �صدقتها الأحداث‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪37‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ال�ستماع ِه لقراء ِت ِه‬


‫ِ‬ ‫فلما ف ََط َن ُّ‬
‫النبي ‪h‬‬ ‫قراءتَه‪َّ ،‬‬
‫مع َ‬ ‫ي�س ُ‬
‫قريب من ُه ْ‬
‫املغرية ٌ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫والوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫امل�سجد‬
‫ِ‬ ‫بي ‪ h‬يف‬
‫قا َم ال َّن ُّ‬ ‫ ‬
‫لقد َ�س ِم ْع ُت ِم ْن حممدٍ �آنفًا‬ ‫هلل ْ‬ ‫خمزوم‪َ ،‬‬
‫فقال‪« :‬وا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قومه بني‬
‫ل�س ِ‬ ‫الوليد ح ّتى �أتى ْجم َ‬
‫ُ‬ ‫القر�آنَ �أعا َد قراء َة ال ِآية‪ ،‬فانط َل َق‬
‫عليه لطالوةً‪ ،‬و�إنَّ �أعال ُه ملُ ْث ُم ٌر و�إن �أَ ْ�س َف َله‬
‫اجلن‪ ،‬و�إنّ َل ُه حلالو ًة و�إنّ ِ‬
‫كالم ِّ‬
‫من ِ‬ ‫إن�س وال ْ‬ ‫كالم ال ِ‬
‫من ِ‬ ‫كال ًما ما هو ْ‬
‫عار‬
‫ِرج ٍز وال بق�صيد ٍة م ِّني وال ب� ْأ�ش ِ‬
‫أعلم ب َ‬
‫أ�شعار م ِّني‪ ،‬وال � ُ‬
‫أعلم بال ِ‬
‫رجل � ُ‬ ‫هلل ما ُ‬
‫فيك ْم ٌ‬ ‫ملغد ٌق‪ ،‬و�إ ّن ُه ْيعلو وما ُيع َلى‪ ،‬فوا ِ‬
‫ِ‬
‫مر‬ ‫ُ‬
‫يقول حالوةً‪ ،‬و�إن عليه لطالوةً‪ ،‬و�إ ّن ُه مل ْث ٌ‬ ‫الذي‬
‫هلل �إن لقو ِل ِه ِ‬
‫يقول �شي ًئا من هذا‪ ،‬ووا ِ‬ ‫ُ‬ ‫هلل ما ُي�شب ُه الذي‬ ‫اجلن‪ ،‬وا ِ‬ ‫ِّ‬
‫ليح ِّط ُم ما حت َته»(‪.)1‬‬
‫ليع ُلو وما ُيعلى و�إ ّن ُه ْ‬
‫� ْأعال ُه ُم ْغ ِد ٌق �أ�سف ُله‪ ،‬و�إ ّنه ْ‬

‫بن املغري ِة؟‬ ‫‪ C‬ما ُ‬


‫جانب الإعجا ِز الذي يتح ّد ُث عن ُه الولي ُد ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ا�ستخرج وجوه الإعجاز الواردة من الآيات التالية‪:‬‬


‫ْ‬ ‫‪ C‬مع جمموعتك الطالبية‬
‫�أمثلتُه ِم َن القُر�آنِ‬ ‫وجه الإعجا ِز‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫‪.............................‬‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)30‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬


‫‪.............................‬‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﱪ‪( .‬املائدة ‪.)90‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬


‫‪.............................‬‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)56‬‬

‫‪ .............................‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﱪ‪( .‬احلجر ‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬رواه احلاكم يف امل�ستدرك وهو �صحيح الإ�سناد على �رشط البخاري ومل يخرجه‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫ُ‬
‫(النمل‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﱪ‪.‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪.)76‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬


‫‪.............................‬‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﱪ‪( .‬النمل ‪.)82‬‬

‫أثريا يف عالمَ ِ اليو ِم بِر�أيِك؟‬


‫اجلانب الأك ُرث ت� ً‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫جوانب �أخرى من �إعجاز القر�آن؟ َمثّل لذلك؟‬
‫ُ‬ ‫لهم‬
‫�ستت�ضح ْ‬
‫ُ‬ ‫تقبل‬
‫امل�س ِ‬ ‫‪ C‬هل تعتق ُد �أ َّن َ‬
‫النا�س يف ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ ‪( .‬الروم ‪.)5 - 1‬‬

‫ر�ضي اهللُ عن ُه ‪ ،-‬وبينّ ْ �أوج َه �إعجا ِز‬


‫ال�صديق ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫الن�ص وق�ص َة �أبي بك ٍر‬
‫�سبب نزولِ ِّ‬
‫تب التف�س ِري وراجِ ْع َ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫ارجع �إىل ُك ِ‬
‫آيات الكرمي ِة‪.‬‬
‫القر�آنِ يف ال ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال�سا ِب ُع‪:‬‬

‫الكهف‬
‫ِ‬ ‫من وجو ِه �إعجا ِز القر�آنِ الكر ِمي يف ق�ص ِة نزولِ �سور ِة‬ ‫وا�ستخرج �أ ْك َرب ْ‬
‫قد ٍر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ابن كث ٍري‬
‫الطربي �أو ِ‬
‫ّ‬ ‫ارجع �إىل تف�س ِري‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫وق ّد ْم فيه ورق ًة بحثيةً‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫محمد أبا ٍ‬
‫أحد من رجالكم‬ ‫ٌ‬ ‫كان‬
‫ما َ‬
‫�سورة‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )48-36‬من‬
‫وحفظ ال ِ‬
‫ِ‬ ‫أتقن تالو َة‬
‫‪ُ �-‬‬
‫الأحزاب‪.‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬اآليات (‪)48 - 36‬‬
‫إجماليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تف�سريا �‬
‫ً‬ ‫آيات‬
‫أف�س ال ِ‬
‫‪ � -‬رّ ُ‬
‫أبي ُح ْكم التبني‪.‬‬
‫‪ � -‬نّ ُ‬
‫الق‪.‬‬
‫الط ِ‬ ‫أ�ستنتج ْ‬
‫حك َم التخي ِري يف ّ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫واخل�ضوع ل ْأمره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫طاعة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�ص على‬
‫أحر ُ‬
‫‪ِ �-‬‬

‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أتفك َر‪:‬‬

‫بن َح ِار َثةَ‪،‬‬


‫لزيد ِ‬
‫جح�ش ِ‬ ‫بنت‬
‫زينب َ‬ ‫ُ‬ ‫عبا�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪َ -‬‬
‫قال‪َ :‬‬
‫ٍ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫خط َب‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫عن ِ‬ ‫ ‬
‫أنزل ُ‬
‫حد ٌة ‪ -‬ف� َ‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫َّ‬ ‫اهلل ع َّز‬ ‫وكانت امر أ� ٌة فيها ّ‬
‫ِ‬ ‫�سبا ‪-‬‬ ‫فام َتن َع ْت‪ ،‬وقا َل ْت‪� :‬أنا ٌ‬
‫خري م ْنه َح ً‬
‫قريبا ِمن‬
‫بقي ْت ع ْن َد ُه ً‬
‫الزواج ِم ْن زيدٍ ‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫وافقت َعلى‬
‫ْ‬ ‫ﭕﱪ‪( .‬الأحزاب ‪ّ .)36‬‬
‫فلما َع ِل َم ْت زي َن ُب بهذه ال ِآية‬
‫�سول‪ ،‬ف أ� ُمها‬
‫الر ِ‬ ‫زيد ُ‬ ‫ثم وق ََع بي َن ُهما ِخ ٌ‬
‫بنت َع ّم ِة ّ‬
‫زينب َ‬
‫وكانت ُ‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪- h‬‬
‫ول ا ِ‬
‫ر�س ِ‬
‫ي�شكوها �إىل ُ‬ ‫الف‪ ،‬فجاء ٌ‬ ‫َ�س َنةٍ‪َّ ،‬‬
‫قد‬ ‫اهلل»‪ ،‬وكانَ ُ‬
‫اهلل تعاىل ْ‬ ‫يقول له‪�« :‬أم ِ�س ْك َعلي َك َزوج َك وات َِّق َ‬
‫ُ‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪h‬‬ ‫فج َ‬ ‫عبد َّ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫عل َّ‬ ‫املط ِلب‪َ ،‬‬ ‫بنت ِ‬
‫أمي َم ُة ُ‬
‫� ْ‬
‫ف َّمما َ�س َيقُو ُل ُه املنا ِفقُونَ يف‬
‫وتخو َ‬ ‫زينب ُ‬ ‫�أع َل َم َّ‬
‫َّ‬ ‫بحر ٍج يف نف ِْ�سه‪،‬‬ ‫أزواجه‪ � ،‬اّإل �أنَّ َّ‬
‫النبي ‪َّ � h‬‬
‫أح�س َ‬ ‫من � ِ‬‫�ستكونُ ْ‬ ‫َ‬ ‫نبي ُه �أنَّ‬
‫العربي ُة تقْ�ضي ب�أنَّ‬
‫ّ‬ ‫قاليد‬
‫وقد كانت ال ّت ُ‬
‫كانت زوج ًة البنه ‪ْ -‬‬
‫ْ‬ ‫ابنه ‪ْ � -‬أي امر�أ ًة‬
‫تزو َج َحليل َة ِ‬
‫من �أنَّ حُم ّم ًدا قد ّ‬
‫املدينة ْ‬
‫ِ‬
‫ال�ص ْل ِب ال ْفر َق بي َنهما‪ ،‬فنز َل ْت الآيةُ‪ :‬ﱫ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬ ‫فل املُتب َّنى م ْث ُل ِ‬
‫االبن من ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الط َ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)37‬‬

‫‪40‬‬
‫�أتلو و�أَح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﭑﭒ ﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟ‬
‫ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﱪ‪.‬‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫‪ -‬ﱫ ﭖ ﭗ ﱪ‪� :‬إذا َح َكم‪.‬‬


‫اروا كما ي�شا�ؤون‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﱪ‪:‬‬
‫ �أي �أنّ يخ َت ُ‬
‫ ال تُط ّل ْق َ‬
‫زوج َتك‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﱪ‪:‬‬
‫ق�ضى حاج َت ُه ِم ْنها ب َِطال ِقها‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﱪ‪ :‬‬
‫أبيه‪.‬‬
‫ن�س ُب �إىل غ ِري � ِ‬
‫من ُي َ‬
‫هو ْ‬
‫والد ِع ُّي َ‬
‫واج �أبنا ِئهم من التب ِّني‪َّ ،‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮒ ﮓ ﱪ‪:‬‬
‫ � ْز ِ‬
‫أ‬
‫أمره ِبه‪.‬‬ ‫فيما � َّ ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﱪ‪:‬‬
‫أحل اهلل ل ُه و� َ‬ ‫ ‬

‫‪41‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫احلق ال يرت َّد ُد‬


‫امل�سلم َّ‬
‫َ‬ ‫آيات‪ُ :‬يع ّلمنا القر�آنُ الكر ُمي �أنّ‬
‫يف هذه ال ِ‬ ‫ ‬
‫جح ٍ�ش‪:‬‬
‫بنت ْ‬
‫زينب ُ‬
‫ُ‬
‫ر�سو ِله ‪ h‬ح ّتى ولو‬
‫هلل تَعاىل ول ْأم ِر ُ‬
‫وع ل ْأم ِر ا ِ‬ ‫حلظ ًة واحد ًة يف ُ‬
‫اخل�ض ِ‬
‫جح�ش ال َأ�س ِد َية‪،‬‬
‫بنت ْ‬
‫زينب ُ‬
‫هي ُ‬ ‫ ‬
‫ولذلك ملّا‬
‫َ‬ ‫اخلا�صةَ؛‬
‫ّ‬ ‫خ�صي َة وم�صاحل ُه‬ ‫أمر ال ُيوا ِف ُق رغَ با ِته ّ‬
‫ال�ش ّ‬ ‫َكانَ َ‬
‫ذلك ال ُ‬
‫ثالث َو َثالثني ْقب َل الهجرة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫دت �سن َة‬
‫ُو ِل ْ‬
‫زيد بن حار َث َة‬
‫من ِ‬‫زواجها ْ‬
‫البداية َ‬
‫ِ‬ ‫ُر�شية يف‬
‫بنت جح�ش الق ّ‬
‫زينب ُ‬
‫رف�ض ْت ُ‬
‫َ‬
‫النبي ‪h‬‬
‫ُّ‬ ‫تزوجها‬
‫فلما ّ‬ ‫ا�سمها ُب ّرة‪َّ ،‬‬
‫كانَ ُ‬
‫اال�ست�سال ُم‬
‫ْ‬ ‫إميان ا َ‬
‫حل ِّق‬ ‫نزلت الآي ُة لتبينّ َ �أنْ ُم ْق َت�ضى ال ِ‬
‫هلل ‪ِ h‬‬ ‫ول ا ِ‬
‫ر�س ِ‬
‫موىل ُ‬
‫أبوها َج ْح�ش ِمن بني � َأ�س َد‬
‫زينب‪ .‬و� ُ‬
‫َ�س ّماها َ‬
‫عبد �شم�س‬
‫بن ُخزميةَ‪ ،‬كانَ َحليفًا ل ِآل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وبذلك �أ ْبطل ال ْإ�سال ُم‬ ‫واج ِم ْن زيدٍ ‪،‬‬
‫َبلت حينها ال َّز َ‬ ‫حل ْكم ا ِ‬
‫هلل ور�سو ِله فق ْ‬ ‫ُ‬

‫بنت عبد املطلب‪َ ،‬ع َّم ُة‬


‫مبكة‪ ،‬و�أمها �أميم ُة ُ‬ ‫�سب‪.‬‬ ‫ُح ْك َم ال َّت ُ‬
‫فاخ ِر بال ّن ِ‬

‫بن حارِ َث َة ّ‬
‫ثم‬ ‫زيد ُ‬
‫تزو َجها ُ‬
‫هلل ‪ّ ،h‬‬‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�سول ‪h‬‬
‫للر ِ‬‫زينب َّ‬
‫َ‬ ‫زوج ِته‬
‫من َ‬‫رت َ�ش ْكوى زيدٍ ْ‬
‫تكر ْ‬
‫وحينما َّ‬ ‫ ‬
‫خم ٍ�س‪،‬‬‫النبي ‪� h‬سن َة ْ‬
‫وتزو َجها ُّ‬
‫َّ‬ ‫ط ّلقها‪،‬‬ ‫يقول له‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫والر ُ‬
‫�سول‬ ‫لح َة يف ت َْطليقها‪َّ ،‬‬‫حاج َته املُ َّ‬
‫َ‬ ‫علن‬
‫مر ٍة ُي ُ‬
‫كل ّ‬ ‫ويف ّ‬
‫وعمرها‬
‫ُ‬ ‫من الهِ ْج َرة‬
‫ّيت �سن َة ِع رْ�شين َ‬
‫ذلك وتُوف ْ‬ ‫وجل َعلى َ‬ ‫ّ‬ ‫ﱫﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱪ‪ ،‬فعاتَبه ُ‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫َ‬
‫ثالث وخم�سون �سنة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ال له‪ :‬ﱫ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﱪ‪ْ ،‬‬
‫وقد �أع َلم اهلل ّ‬
‫نبي ُه‬ ‫قائ ً‬
‫العربية‪ ،‬وكانَ‬
‫ِ‬ ‫البيئة‬
‫ركائز ِ‬‫ِ‬ ‫عد ركي َز ًة ْ‬
‫من‬ ‫ظام التب ّني الذي كانَ ُي ّ‬‫إبطال ِن ِ‬
‫الر�سول ‪ h‬ل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ويتزو ُجها‬
‫ّ‬ ‫�سيط ِّل ُق َ‬
‫زينب‪،‬‬ ‫زيدا ُ‬
‫ب�أنّ ً‬
‫ُ‬
‫الر�سول ‪.h‬‬ ‫أح�س ِبه‬
‫أدبي الذي � ّ‬
‫ْ�سي وال ّ‬
‫احلر ِج ال َّنف ّ‬
‫�سب ُب َ‬
‫هذا َ‬
‫هلل � ْإليهم وخا ُمت‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫وف�ض َله عليهم‪ ،‬و�أ ّنه‬
‫ني‪ْ ،‬‬ ‫منز َل َة ِّ‬
‫النبي ‪ِ h‬من امل�ؤمن َ‬ ‫ب�صور ٍة قاطع ٍة ِ‬
‫آيات ُ‬
‫حت ال ُ‬
‫أو�ض ِ‬
‫ثم � َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫أوامر اهلل تَعاىل‪� ،‬إ ْذ �أنَّ ُمهم َته‬
‫تنفيذ � ِ‬
‫يتحر َج ِم ْن ِ‬
‫َّ‬ ‫للنبي �أنْ‬
‫يجو ُز ِّ‬
‫من الرجال‪ ،‬و�أ َّنه ال ُ‬ ‫ولي�س �أ ًبا لزيدٍ �أو لغ ِري ِه َ‬
‫َ‬ ‫النبيني‪،‬‬
‫هلل‪ ،‬وال ي ْخ َ�شى �أح ًدا � اّإل َ‬
‫اهلل‪.‬‬ ‫أ�سا�سي َة ِه َي �أنْ يب ّلغَ ر�سال َة ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬
‫ت�ستنتج من قو ِل ِه‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ماذا‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)36‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪42‬‬
‫االنحراف الّذي ن�ش� ْأت علي ِه البيئ ُة العربي ُة بنظا ِم التبنّي‬
‫ِ‬ ‫اقتالع‬
‫َ‬ ‫‪� C‬إ ّن‬
‫ذلك يف َر�أِ َ‬
‫يك؟‬ ‫يدل َ‬ ‫النبي ‪ .h‬عال َم ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫�أو َك َل ُه اهللُ تَعاىل �إىل‬
‫بن حارثة‪:‬‬
‫زي ُد ُ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫احبيل الكلبي‪،‬‬ ‫بن رُ�ش‬
‫بن حارث َة ِ‬
‫زيد ُ‬
‫هو ُ‬ ‫‪ ................................................................‬‬
‫خرج ْت ِبه �إىل‬
‫َ‬ ‫وكانت � ُّأمه قد‬
‫ْ‬ ‫من قبيلة بنى ك ْل ِب‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪................................................................‬‬
‫أغارت ع َل ْيها ٌ‬
‫خيل و�أخذوا م ْنها‬ ‫ْ‬ ‫َزورهم‪ ،‬ف�‬
‫ق َْو ِمها ت ُ‬ ‫زاب متَّ ال ُ‬
‫و�ض ْح‬
‫إبطال نظريًّا وعمليًّا لعاد ِة التبنّي‪ّ ،‬‬ ‫‪ C‬يف ُ�سور ِة ال ْأح ِ‬
‫فا�شرتاه‬ ‫احية َّ‬
‫مكة‪ْ ،‬‬ ‫وق ُحبا�شة ب َن ِ‬
‫وباعو ُه يف ُ�س ٍ‬
‫ُ‬ ‫َز ْي ًدا‪،‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فلما‬
‫لعم ِته خديج َة بنت خو ْيلد‪ّ ،‬‬
‫بن ِحزام ّ‬
‫حكيم ُ‬
‫ُ‬
‫ثمان‬ ‫ُ‬ ‫‪................................................................‬‬
‫ابن يِ‬
‫زيدا وكانَ ُ‬ ‫هلل ‪ h‬وهب ْته ً‬‫ر�سول ا ِ‬ ‫تزوجها‬
‫ّ‬
‫نا�س ِم ْن ك ْلب فر�أوا‬
‫فحج ٌ‬ ‫َ‬
‫وذلك ْقبل البع َث ِة‪ّ ،‬‬ ‫ني‬
‫�سن َ‬ ‫‪................................................................‬‬
‫وع َرفَهم‪ ،‬ف�أع َل ُموا �أباه َ‬
‫وو�صفوا‬ ‫فعرفوه َ‬ ‫ز ْي ًدا ّ‬ ‫‪................................................................‬‬
‫مبكةَ‪َ ،‬‬
‫وعمه‬
‫فخرج �أبو ُه حارث ُة ُّ‬
‫َ‬ ‫مو ِ�ض َعه وعند َمن ُهو‪،‬‬‫ْ‬ ‫حيث‪ :‬ال�صف ُة وال ُأثر املرتتّ ُب ع َلى ُكلٍّ‬ ‫‪ C‬قارِنْ ب َ‬
‫ني البُن َّو ِة والتَّبنِّي ِم ْن ُ‬
‫فدخال ّ‬
‫وك َّلما ّ‬
‫النبي ‪ h‬يف ِفدا ِئه‬ ‫مكة َ‬ ‫ب ِلفدا ِئه‪َ ،‬‬‫كع ٌ‬
‫ْ‬
‫م ْن ُهما‪.‬‬
‫النبي‬ ‫فعرفَهما‪َ ،‬‬
‫فقال له ّ‬ ‫النبي ‪ْ � h‬إليهِ ما َ‬
‫ف�أتَى به ُّ‬
‫وال�سالم‪“ :‬اخترَ ْ ين �أو اخترَ ْ ُهما”‪َ .‬‬
‫قال‬ ‫ال�صال ُة ّ‬
‫عليه ّ‬ ‫املرتتب عليه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال ُأثر‬ ‫ال�ص َفةُ‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫اجلهة‬
‫َ‬
‫فان�رصف �أبو ُه‬ ‫علي َك � َأح ًدا‪،‬‬ ‫زيد‪ :‬ما �أَنا بالّذي � ُ‬
‫أختار ْ‬ ‫ٌ‬
‫‪......................... .........................‬‬
‫فلما ر� َأى النبي ‪h‬‬
‫وعمه وطا َب ْت �أنف ُُ�سهما ببقا ِئه‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫‪......................... .........................‬‬
‫احل ْج ِر َ‬
‫وقال‪“ :‬يا َم ْن ح�ضرَ َ‬ ‫منه ذلك �أخرجه �إىل ِ‬ ‫البنوةُ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪......................... .........................‬‬
‫للنبي‬ ‫زيدا ابني ي ِِر ُثني و�أرِ ُثه”‪ .‬ف َ‬
‫َ�صار اب ًنا ِّ‬ ‫ا�ش َه ُدوا �أنَّ ً‬
‫ْ‬
‫زيد‬
‫اهلية وكانَ ُيدعى‪ُ :‬‬ ‫‪َ h‬على ُح ْك ِم التب ّني يف ا َ‬ ‫‪......................... .........................‬‬
‫جل ّ‬
‫بن حممدٍ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫لي‬ ‫أبط َل الإ�سال ُم نظا َم التب ّني‬ ‫وملّا � َ‬ ‫‪......................... .........................‬‬
‫اجلاه ِّ‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫بد ًرا‬
‫زيد ْ‬
‫و�شهِ َد ٌ‬ ‫هلل‪َ ،‬‬‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫�صار ُي ْدعى‪ِ :‬ح َّب‬
‫َ‬
‫‪......................... .........................‬‬
‫التب ّني‪:‬‬
‫غزوة م�ؤت َة عندما‬
‫ِ‬ ‫واملَغازي ك َّلها‪ .‬وا�س ُت ْ�شهِ َد يف‬ ‫‪......................... .........................‬‬
‫الروم �سنة ثمانٍ‬
‫ِ‬ ‫ني ِ�ض ّد‬ ‫أمريا ع َلى َج ِ‬
‫ي�ش امل�سلم َ‬ ‫كانَ � ً‬ ‫‪......................... .........................‬‬
‫وخم�سني �سنة‪.‬‬
‫خم�س ْ‬
‫ٍ‬ ‫عن‬

‫‪43‬‬
‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪َ ،‬و َ�أ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫زيد ِبن حا ِرثَة بعبارة ﱫ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﱪ‪ ،‬ما املق�صو ُد بالنّعم ِة يف‬ ‫‪ C‬يف الآي ِة رقم (‪� )37‬أُ َ‬
‫�شري �إىل ِ‬
‫ال�سياق؟‬
‫هذا ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬


‫‪ C‬تدبّر ال ِ‬
‫آيات الكرميةَ‪ّ ،‬ثم ح ِّدد ِم ْن ِخال ِلها ما يَفي ُد القيم التّالية‪:‬‬
‫وع ِظ ِه �أو ُن ْ�ص ِحه‪.‬‬
‫عند ْ‬
‫�رصيح با�سمه َ‬
‫ال�سترْ ِ َعلى امل�ؤمن وعد ُم ال ّت ِ‬
‫وجوب ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ا�س‪.‬‬
‫وحده دونَ ال ّن ِ‬
‫خ�شية اهلل َ‬
‫ِ‬ ‫وجوب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫َ�ضاءه وا ِق ٌع ال حَمالةَ‪.‬‬
‫هلل تَعاىل وق َ‬
‫أمر ا ِ‬
‫‪� -‬إنّ � َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫تبليغ ما �أوحي �إليه‪.‬‬
‫‪� -‬أمان ُة الر�سول ‪ h‬يف ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫يكن‪ ،‬و َزوج ِني ُ‬


‫اهلل َت َعالىَ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫كانت زينب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫النبي ‪ h‬وتقول‪َ « :‬ز َّو َجك َّن �أ َها ِل َّ َ َّ َ َ‬
‫ن�ساء ِّ‬
‫ُفاخ ُر َ‬
‫اهلل عنها ‪ -‬ت ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫ات‏»(‪.)1‬‬
‫ِم ْن ف َْو ِق َ�س ْب ِع َ�س َم َو ٍ‬

‫آيات الكريمةُ؟‬
‫أظهرت ذلك ال ُ‬
‫ْ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫فكي َف ّتم تزويجها للر�سولِ ‪ h‬كما �‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ر�ضي اهللُ عنهما ‪ -‬بِيّ ْن ذلك‪.‬‬
‫بنت َج ْح ٍ�ش ‪َ -‬‬
‫وزينب ِ‬
‫َ‬ ‫زيد ِبن حارث َة‬ ‫‪ C‬تُ ْظه ُِر ال ُ‬
‫آيات الكريم ُة كرا َم َة كلٍّ ِم ْن ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪44‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫جابر ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪� -‬أنّ‬ ‫ٍ‬ ‫عن‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال�شعراوي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ال�شيخ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول‬ ‫«�إِنَّ َم َث ِلي َو َم َث َل الأَ ْنب َِيا ِء ِم ْن ق َْب ِلي َك َم َث ِل َر ُج ٍل َب َنى َب ْي ًتا َف�أَ ْح َ�س َن ُه‬
‫ْ‬
‫الذك َر ُه َو العباد ُة الوحيد ُة التي ال‬ ‫ �إنّ‬ ‫ا�س َي ُطوفُونَ ب ِِه‬ ‫َو�أَ ْج َم َل ُه‪� ،‬إِ َّال َم ْو ِ�ض َع َل ِب َن ٍة ِم ْن َز ِاو َيةٍ‪ ،‬ف ََج َع َل ال َّن ُ‬
‫وارحك‪،‬‬ ‫فك �شي ًئا‪ ،‬وال ت ّ‬
‫ُعط ُل جارح ًة من َج ِ‬ ‫تك ّل َ‬ ‫َال‪َ :‬ف�أَ َنا ال َّل ِب َنةُ‪،‬‬
‫ال ُو ِ�ض َع ْت َه ِذ ِه ال َّل ِب َن ُة ق َ‬
‫َو َي ْع َج ُبونَ َل ُه‪َ ،‬و َيقُو ُلونَ ‪َ :‬ه َّ‬
‫وقت‪ ،‬وال �إىل جمْهودٍ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يحتاج َ‬
‫منك �إىل‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫َو�أَ َنا َخاتمِ ُ ال َّنب ِِّيني»(‪.)1‬‬
‫خم�صو�ص‪ ،‬فمن ذكر َ‬
‫اهلل قا ِئ ًما‪،‬‬ ‫�س َله ٌ‬
‫وقت‬
‫َ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ولي َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫قاعدا‪ ،‬وذكر اهلل َعلى َج ْنب ِِه ُع َّد ِمن‬
‫ً‬ ‫وذكر اهلل‬ ‫آيات الكريم ِة؟‬
‫ال�شريف بال ِ‬
‫ِ‬ ‫الحديث‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما عالق ُة َهذا‬
‫َ‬
‫لو�ض ِع َك ‪ -‬و َم ْن َ‬
‫ذك َر‬ ‫�سبة ْ‬ ‫الذاكرين ‪ -‬هذا بال ّن ِ‬ ‫ّ‬
‫‪.................................................................‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ُب ْكرةً‪َ ،‬‬
‫وع�شيا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫وذكر اهلل �أ�صيلاً ‪� ،‬أو غُ ًّ‬
‫دوا‬
‫‪.................................................................‬‬
‫�سبة لل ّزمان‪ .‬ومن‬ ‫رين ‪ -‬هذا بال ّن ِ‬ ‫� ْأ�ص َبح ِم َن ّ‬
‫الذ ِاك َ‬
‫اهلل ُ‬
‫واهلل‬ ‫هلل‪ ،‬وال �إل َه � اّإل ُ‬
‫واحلمد ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل‪،‬‬ ‫َ‬
‫قال‪� :‬سبحانَ ا ِ‬ ‫‪.................................................................‬‬
‫العلي العظيم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫قو َة �إال با ِ‬
‫هلل‬ ‫َ‬
‫حول وال ّ‬ ‫أكرب وال‬
‫� ُ‬
‫اليوم ُك ِت َب من ّ‬
‫الذاكرين‪ ،‬و َمن‬ ‫ِ‬ ‫مر ًة يف‬
‫ثالثني ّ‬ ‫�أُد ِّللُ‪:‬‬
‫ا�ستيقظ ليلاً ف�أيقَظ � ْأهله‪ .‬و�ص ّلى ركع َتني َ‬
‫فهو من‬
‫ّ‬
‫الذاكرين‪.‬‬ ‫‪ C‬من خاللِ ال ِ‬
‫آيات الكريم ِة ْبر ِه ْن ِعلى ما يلي‪:‬‬
‫�ضال‪.‬‬ ‫�سول ‪ h‬أ�ف ٌ‬
‫ّاك ٌّ‬ ‫الر ِ‬‫النبوة ْبعد ّ‬
‫ِ‬ ‫يدعي مقا َم‬ ‫‪ُ -‬ك ُّل ْ‬
‫من َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الم ّد َعى‪.‬‬
‫االبن ُ‬
‫واج ِب َز ْو َج ِة ِ‬
‫‪ -‬جوا ُز ال ّز ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫�أتلو و�أَح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ‬

‫ﰄﰅﰆﰇ ﰈﰉﰊﰋ ﰌ‬

‫ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﭑ ﭒ‬

‫ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬

‫ﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ‬

‫ﭩﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯﭰﭱ ﭲﭳﭴ‬

‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ‬

‫ﭿ ﮀﱪ‪.‬‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫ُ‬
‫اهلل ْير َح ُم ُك ْم‪ ،‬ومالئك ُته ْ‬
‫ت�س َت ْغ ِف ُر َل ُ‬
‫كم‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫ني �أنْ ُ‬
‫يذكروا‬ ‫آيات �أنَّ على امل�ؤمن َ‬
‫بينت ال ُ‬ ‫هلل ع َّز َّ‬
‫وجل‪ِ ،‬‬ ‫الر�سول ‪ h‬وامل�ؤمنني م َعه ل ْأم ِر ا ِ‬
‫من َّ‬
‫الت�سليم َ‬
‫ُ‬ ‫ظهر‬
‫بعد �أن َ‬ ‫ ‬
‫وهذه ال ِّن َعم‬
‫غف ُر ُلهم‪َ ،‬‬ ‫ت�س َت ِ‬
‫يرحمهم ومالئك ُته ْ‬ ‫ُ‬ ‫الهدى‪ ،‬و�أ ّنه �سبحا َنه‬
‫الل �إىل ُ‬
‫ال�ض ِ‬‫من ّ‬ ‫جهم َ‬ ‫هلل عليهِ م الذي � ْأخ َر ُ‬
‫نعم َة ا ِ‬
‫َ‬ ‫تاج �إىل ُ�ش ْك ٍر‪ْ ،‬‬
‫وطم�أني َن ٌة لقُلوبِهم‪.‬‬‫ورهم ُ‬ ‫ل�ص ُد ِ‬
‫أوقات‪ ،‬فَفي هذا ِ�شفا ٌء ُ‬
‫ميع ال ِ‬ ‫فليذ ُكروا اهلل تَعاىل و ُي َ�س ِّبحو ُه يف َج ِ‬ ‫ْحت ُ‬

‫‪46‬‬
‫وال�شهاد ُة عليهم‪،‬‬
‫هلل‪ّ ،‬‬ ‫ول ‪ h‬هي دعو ُة ال َّن ِ‬
‫ا�س �إىل ا ِ‬ ‫للر ُ�س ِ‬ ‫مر ًة � ْأخرى �أنَّ املُهِ َّم َة ال َأ�س ِ‬
‫ا�س ّية َّ‬ ‫ثم ت� ّؤك ُد ال ُ‬
‫آيات ّ‬ ‫ ‬
‫نهي ال َّنب ِِّي‬ ‫ال�سور ُة ْ‬
‫من ْ‬ ‫ابتد� ْأت ِبه ُّ‬
‫آيات مبا َ‬
‫مت هذه ال ُ‬ ‫ثم ُخ ِت ْ‬
‫ذاب‪ّ ،‬‬ ‫وجحد بال َع ِ‬‫من َع�صى َ‬ ‫ذار ْ‬ ‫آمن با َ‬
‫جل َّن ِة‪ ،‬و�إ ْن ُ‬ ‫من � َ‬
‫وتب�شري ْ‬
‫ُ‬
‫هلل ع َّز َو َج َّل يف َع ُل بِهِ م ما‬ ‫إ�ساءةٍ‪ ،‬ويترْ َك � َ‬
‫أمر ُهم �إىل ا ِ‬ ‫عر�ض َع ّما يكونُ ِم ْن ُهم ِم ْن � َ‬ ‫رين واملُنا ِفق َ‬
‫ني‪ ،‬و�أنْ ُي َ‬ ‫طاع ِة الكا ِف َ‬
‫عن َ‬ ‫‪ْ h‬‬
‫كيل‪.‬‬
‫الو ِ‬
‫�شاء‪ ،‬ف�إ ّن ُه ُ�س ْبحا َنه ِن ْعم َ‬
‫َي ُ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ َت َد ّب ُر‪:‬‬

‫عذر �أه َلها يف ِ‬ ‫ثم َ‬ ‫اهلل تعاىل فَري�ض ًة � اّإل َجعل َلها ًّ‬ ‫�ض ُ‬ ‫َ‬
‫حال ال ُع ْذ ِر‪َ ،‬‬
‫غري‬ ‫حدا معلو ًما‪َّ ،‬‬ ‫عبا�س‪ :‬مل يف ِْر ِ‬
‫ابن ٍ‬ ‫قال ُ‬ ‫ ‬
‫الذ ْك ِر‪ ،‬ف�إنّ َ‬
‫اهلل تَعاىل ملْ يج َع ْل َل ُه َح ًّدا ينتهِ ي � ْإلي ِه‪ ،‬ومل َي ْع ُذ ْر � َأح ًدا يف ْتر ِك ِه � اّإل َم ْغلو ًبا على َع ْق ِل ِه‪ ،‬و�أ َم َر ُهم ِبه يف‬ ‫ِّ‬
‫وال ُك ّلها‪َ .‬‬
‫فقال‪ :‬ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)191‬‬ ‫ال ْأح ِ‬

‫‪ C‬ما المق�صو ُد ِبذ ْك ِر ا ِ‬


‫هلل تَعالى؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬مِبَ يُ ْ�ش ِع ُر َك قولُه تعاىل‪ :‬ﱫ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‪( .‬الأحزاب ‪)41‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الت�سبيح بال ّذ ْك ِر َرغ َْم دخو ِله يف ُعمو ِم ال ِّذ ْكر؟‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬مِبَ تُعلِّلُ تَ ْخ َ‬
‫�صي�ص‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫َ‬
‫املالئك ِة على النّا�س؟‬ ‫من‬
‫هلل تَعاىل على عبادِه؟ وال�صال ِة َ‬ ‫‪ C‬ما املق�صو ُد َّ‬
‫بال�صال ِة ِم َن ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َو ِّ�ض ُح‪:‬‬

‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫وج َه اهللُ تعالى �إلى ر�سوله ‪ h‬ندا ًء ح َّدد له في ِه وظيفتَ ُه‪َّ ،‬ثم �أَمر ُه ب�أ ْم ٍر ونَها ُه ْ‬
‫عن ِف ْع ٍل‪ّ .‬‬ ‫‪َّ C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫�أُف رِّ ُ‬
‫َ�س‪:‬‬
‫‪ C‬ما «الأذَى» الم�شا ُر �إلي ِه في قوله‪ :‬ﱫﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر َو�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫فقال‪ :‬حتى �أَ ْ�س َت�أْ ِم َر �أُ َّم َها‪َ ،‬‬


‫فقال‬ ‫�صار �إىل �أَ َ‬
‫بيها‪َ ،‬‬ ‫ِيب ْام َر َ�أ ًة ِم َن الأَ ْن ِ‬ ‫عن �أ َن ٍ�س قال َخ َط َب ُّ‬
‫النبي ‪ h‬على ُج َل ْيب ِ‬ ‫ ‬
‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫امر�أَ ِت ِه‪ ،‬فذكر َ‬
‫ذلك لها‪ ،‬قالت‪َ :‬ال َها ا ِ‬
‫هلل �إ ًذا ما َو َج َد‬ ‫النبي ‪َ :h‬ف َن َع ْم �إ ًذا‪ ،‬قال فَا ْن َط َل َق َّ‬
‫الر ُج ُل �إىل َ‬ ‫ُّ‬
‫مع‪ ،‬قال‪ :‬فَا ْن َط َل َق َّ‬
‫الر ُج ُل ُيري ُِد �أن ُي ْخبرِ َ ِّ‬
‫النبي‬ ‫ت�س ُ‬ ‫اها من ُفالنٍ وفُالن‪َ ،‬‬
‫قال‪َ :‬والجْ َ ِار َي ُة يف ِ�سترْ ِ َها ْ‬ ‫� اّإل ُج َل ْيب ًِيبا‪ ،‬وقد َم َن ْع َن َ‬
‫أنكحوه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪ْ � h‬أم َر ُه‪� ،‬إنْ كانَ قد َر ِ�ض َي ُه َل ُك ْم ف�‬ ‫‪ h‬ب َِذ ِل َك‪ ،‬فَقا َل ِت الجْ ِار َيةُ‪� :‬أَت ُِر ُيدونَ �أن ت َُر ُّدوا على ر�سول ا ِ‬
‫فقال‪� :‬إنْ ُك ْن َت قد َر ِ�ضي َت ُه َفق َْد‬ ‫النبي ‪َ h‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َّ�ض َحت) عن �أ َبو ْي َها َوقَاال‪�َ :‬ص َدق ِْت‪ ،‬ف ََذ َه َب �أ ُبوها �إىل ّ‬ ‫ف ََك�أَ َّن َها َج َّل ْت َ‬
‫ِيب‪ ،‬ف ََو َج ُدو ُه‬ ‫اجلهاد) ف ََر ِك َب ُج ِل ْيب ٌ‬
‫ِ‬ ‫َر ِ�ضي َنا ُه‪ ،‬قال‪« :‬ف� يّإن قد َر ِ�ضي ُته» َف َز َّو َجها‪ُ ،‬ث َّم ُف ِّز َع � ْأه ُل المْ َ ِدي َن ِة (�أي دعوا �إىل‬
‫املدينة(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫�س‪َ :‬ف َلق َْد َر َ�أ ْي ُت َها َو ِ�إ َّن َها لمَ ِ ْن َ�أ ْنف َِق ِّثي ٍب يف‬
‫ين قد َق َت َل ُه ْم‪ ،‬قال �أ َن ٌ‬ ‫قد ُق ِت َل َو َح ْو َل ُه ٌ‬
‫نا�س ِم َن ا ْل ُم ْ�ش ِر ِك َ‬

‫آيات الكريم ِة؟‬


‫الحديث بال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما عال َق ُة هذ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫�سلوك �أ�صحابه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ h‬في‬
‫الحديث � َأثر ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬بيّ ْن ِم ْن خاللِ َهذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫والج ْه َد‪ ،‬وجا َء َ�صديق َُك وبيّ َن‬ ‫ذلك َ‬
‫المال ُ‬ ‫أنفقت في َ‬
‫وقد � َ‬
‫الر�سولِ ‪ْ h‬‬
‫أمر ّ‬ ‫‪ C‬تخيّل لو �أنّ َك تُري ُد �أنْ تَ ْف َعلَ ْ‬
‫�شيئًا يُخا ِل ُف � َ‬
‫لك َ‬
‫ذلك‪َ ،‬ماذا تَ ْف َعلُ ؟‬ ‫َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪)١‬ملن انفق ثيب‪� :‬أي �أكرث الن�ساء �صدقة لكرثة مالها وذلك لدعاء النبي ‪« :h‬ال َّل ُه َّم ُ�ص َّب َع َل ْي َها الخْ َ يرْ َ َ�ص ًّبا َو اَل جَ ْت َع ْل َع ْي َ�ش َها َك ًّدا َك ًّدا»‪ .‬واحلديث رواه‬
‫�أحمد والبزار ورجال �أحمد رجال ال�صحيح �أنظر جممع الزوائد ‪.9/398‬‬ ‫‪48‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫بن َحارث َة �أنْ يعو َد �إىل �أُ رْ�س ِته واختَار البقاء َمع َّ‬
‫الر�سولِ ‪h‬؟‬ ‫‪ C‬ملاذَا ر َف َ‬
‫�ض زي ُد ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫واج ِب َزيْ ٍد؟‬


‫املر ِة الأوىل ِم َن ال َّز ِ‬ ‫‪ C‬ملاذا امتن َع ْت ُ‬
‫زينب يف َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫أحد ُكم ح ّتى يكونَ هوا ُه تب ًعا لمِ ا ِج ْئ ُت به»(‪.)1‬‬


‫هلل ‪« :h‬ال ُي� ِؤم ُن � ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬

‫فيد َهذا املَ ْعنى‪.‬‬ ‫من ال ِ‬


‫آيات ما ُي ُ‬ ‫‪ِّ  C‬‬
‫حد ْد َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ر�ضي اهللُ عنها ‪ُّ -‬‬
‫تدل َعلى َف ْ�ض ِلها‪ ،‬فما هي؟‬ ‫جح ٍ�ش ‪َ -‬‬
‫بنت ْ‬
‫عظيم ًة لزينَ َب ِ‬ ‫‪ C‬ذ َك ْر ِت ال ُ‬
‫آيات منقَبَ ًة ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪49‬‬ ‫(‪ )1‬قال النووي يف الأربعني النووية‪ :‬هذا حيث �صحيح رويناه يف كتاب احلجة ب�إ�سناد �صحيح‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪.36‬‬
‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫أحزاب‪.‬‬
‫من �سور ِة ال ِ‬
‫الت�رشيعي ال َها ّم الذي تَ َع ّر َ�ض ْت له الآي ُة رقم (‪ْ )37‬‬
‫َّ‬ ‫احلكم‬
‫َ‬ ‫‪ C‬اذ ُك ِر‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ِ�س‪:‬‬
‫ال�ساد ُ‬
‫ال�س�ؤالُ ّ‬
‫ر�ضي اهللُ عنها ‪-‬؟‬
‫بنت َج ْح ٍ�ش ‪َ -‬‬
‫من زينَ َب ِ‬
‫الر�سولِ ‪ْ h‬‬ ‫‪ C‬ما ا ِحل ْكم ُة ِم ْن ِ‬
‫زواج َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�سا ِب ُع‪:‬‬

‫‪ C‬ماذا يفي ُد تكرا ُر قوله‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﱪ‪ .‬يف �سورة الأحزاب؟‬


‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪50‬‬
‫من علماء امل�سلمني‬

‫�أبو القا�سم خلف بن عبا�س الزهراوي‪ ،‬عامل وطبيب �أندل�سي ُولد بالزهراء‬
‫عام ‪936‬م‪ .‬ويعترب �أبو اجلراحة‪ ،‬خ�ص�ص مقالة يف كتابه «الت�رصيف ملن‬
‫عجز عن الت�أليف» لفن اجلراحة (�أو �صناعة اليد) ويحتوي على �صور‬
‫لأكرث من مئتني من الآالت اجلراحية ‪� -‬أغلبها من ابتكاره ‪ -‬والتي كانت‬
‫م�صممة بطريقة دقيقة حتى �إنها مل تطر أ� عليها تغيريات ‪� -‬إال ب�سيطة ‪-‬‬
‫حتى يومنا هذا‪ .‬وقد مكنته هذه الآالت من �إجراء عمليات جراحية‬
‫حتى يف العني! كما �أجرى عملية ا�ستئ�صال الغدة الدرقية والتي مل يجر�ؤ‬
‫�أي جراح يف �أوربا �إجراءها �إال بعده بت�سعة قرون‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫العملي‪.‬‬
‫َّ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫ف الإعجا َز‬ ‫عر ُ‬
‫‪� -‬أ ِّ‬
‫� ُ‬
‫ُ‬
‫اإلعجاز العلمي‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خا�ص ًة يف الع� ِرص‬
‫العلمي ّ‬ ‫فوائد الأعجازِ‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أُبينِّ ُ‬
‫في للقرآن الكريم‬
‫ِّ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي للقر�آنِ‬
‫ِّ‬ ‫قواعد �ضابط ًة للتف�س ِري‬
‫َ‬ ‫أ�ضع‬
‫‪ُ �-‬‬
‫دالئل الإعجازِ الع ْل ّ‬
‫مي يف القر�آن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اكت�شاف‬
‫ِ‬ ‫�ص على‬ ‫أحر ُ‬ ‫‪ِ �-‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬
‫قال ابن حج ٍر ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫�شاه ْدها � اّإل َم ْن‬‫هم‪َ ،‬ف َل ْم ُي ِ‬ ‫بانقرا�ض �أَ ْع َ�ص ِار ْ‬
‫ِ‬ ‫ات ْ أَ‬
‫ال ْنبِيا ِء ِا ْنق ََر َ�ض ْت‬ ‫اهلل ‪� :-‬إنَّ ُم ْع ِج َز ِ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ ‬

‫َح�ضرَ َها‪َ ،‬و ُم ْع ِج َز ُة ا ْلق ُْر� ِآن ُم ْ�س َت ِم َّر ٌة �إِىل َي ْو ِم ا ْل ِقيا َم ِة‪َ ،‬و َخ ْر ُق ُه ل ْل َعا َد ِة يف ُ�أ ْ�س ُلوب ِِه و َبالغَ ِت ِه َو� ْإخ ُ‬
‫باره بِا ْل َم ِغ َيب ِ‬
‫ات‪َ ،‬فلاَ يمَ ُ ّر ع�صرْ ٌ‬
‫ع�صار �إِ اّل َو َي ْظ َه ُر ِف ِيه َ�ش ْي ٌء ِم َّما � ْأخبرَ َ ب ِِه َ�أ َّن ُه َ�س َي ُكونُ َي ُد ّل َع َلى ِ�ص َّحة َد ْع َوا ُه(‪.)1‬‬ ‫ِم ْن ْ َأ‬
‫ال َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ ‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﱪ‪( .‬ف�صلت ‪.)53‬‬
‫وا�ستخرج املق�صو َد بكلٍّ مما يلي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كتب التف�سري‪،‬‬
‫أحد ِ‬
‫ارجع �إىل � ِ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪ -‬يف الآفاق‪............................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬يف �أنف�سهم‪............................................................................................... :‬‬
‫أوج ُه �إعجا ِز القر�آنِ الكر ِمي‪ ،‬فما �أ ْقوى ال ُ‬
‫أوج ِه � ًأثرا يف هذا الع�صرْ ِ ؟ ومب تعللْ َ‬
‫ذلك؟‬ ‫‪ C‬تَنَ ّو ْ‬
‫عت � ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫مي‪:‬‬
‫العلمي يف القر� ِآن الكر ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫جماالت الإعجا ِز‬
‫العلمي‬
‫ُّ‬ ‫الت�رشيعي‪ ،‬وهناك الإعجا ُز‬
‫ُّ‬ ‫العلمي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فهناك الإعجا ُز‬ ‫الكرمي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي يف القر� ِآن‬
‫ِّ‬ ‫إعجاز‬
‫جماالت ال ِ‬
‫ُ‬ ‫تنوعت‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫العلمي يف‬
‫َّ‬ ‫العلمي يف ال َف َل ِك‪ّ ،‬‬
‫ثم الإعجا َز‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وكذلك الإعجا َز‬ ‫البحار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العلمي يف‬
‫َّ‬ ‫جند الإعجا َز‬
‫إن�سان‪ ،‬كما ُ‬
‫يف خلق ال ِ‬
‫الطبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املجال‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬فتح الباري‪ ،‬ج‪� ،9‬ص‪.7‬‬


‫‪52‬‬
‫العلمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫تعريف الإعجا ِز‬
‫إمكانية‬
‫ِ‬ ‫وثب َت عد ُم �‬
‫التجريبي‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫النبوية بحقيق ٍة �أ ْث َب َتها ِ‬
‫الع ْل ُم‬ ‫ِ‬ ‫الكرمي �أو ال�سنة‬
‫ِ‬ ‫العلمي‪ :‬هو � ُ‬
‫إخبار القر� ِآن‬ ‫ُّ‬ ‫الإعجا ُز‬
‫الر�سول ‪ h‬مما ُيظهِ ُر ِ�ص ْد َق ِّ‬
‫النبي حممدٍ ‪ h‬فيما � ْأخ َرب ِبه‬ ‫ِ‬ ‫زمن‬
‫بالو�سائل الب�رش َّي ِة يف ِ‬
‫ِ‬ ‫�إدراكها‬
‫عن ر ِّب ِه ُ�س ْبحا َنه‪.‬‬
‫ْ‬

‫‪ C‬هلْ في ُّ‬
‫ال�سنّ ِة النّبَ ِويَّ ِة �إعجا ٌز ع ْلمِ ٌّي؟ َمثِّلْ ِل َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫جزات في �شتّى العلو ِم‪ ،‬وكونِ الر�سول ‪َ h‬ر ُجلاً �أميًّا‬
‫بالم ْع ِ‬ ‫‪ C‬ما ال ِعال َق ُة ْبي َن َك ْونِ ُم ْعجِ َز ِة الر�سولِ ُم ٍ‬
‫حمد ‪ h‬كتابًا َمليئًا ُ‬
‫ال ِي ْع ِر ُف القراء َة وال الكتابةَ‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﱪ‪( .‬الأعراف ‪)158‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬


‫آيات الكرمي ُة التاليةُ‪:‬‬
‫�شري له ال ُ‬
‫العلمي الذي تُ ُ‬
‫ِّ‬ ‫التال ح ّد ْد َ‬
‫جمال الإعجا ِز‬ ‫‪ C‬من خاللِ اجلدولِ يِ‬

‫العلمي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫جمال الإعجا ِز‬ ‫ال�شاه ُد‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﱪ‪................................ .‬‬


‫‪................................‬‬ ‫(العلق ‪.)16 - 15‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﱪ‪( .‬الإ�رساء ‪................................‬‬


‫‪................................‬‬ ‫‪.)32‬‬

‫‪53‬‬
‫جمال الإعجاز العلمي‬ ‫ال�شاهد‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﱪ‪................................ .‬‬


‫‪................................‬‬ ‫(النحل ‪.)69‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫‪................................‬‬
‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬
‫‪................................‬‬
‫ﭥﱪ‪( .‬املائدة ‪.)3‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬


‫‪................................‬‬
‫ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫‪................................‬‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﱪ‪( .‬النور ‪.)40‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ‪................................‬‬


‫‪................................‬‬ ‫ﰄ ﰅ ﰆ ﱪ‪( .‬الواقعة ‪.)76 - 75‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ‪................................‬‬


‫‪................................‬‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﱪ‪( .‬الفرقان ‪.)53‬‬

‫فوائد الإعجا ِز ال ِعلْ ِّ‬


‫مي‪:‬‬ ‫من ِ‬
‫خالل‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الر�سول حممدٍ ‪ْ h‬‬
‫ِ‬ ‫نبو ِة‬
‫�صد ِق ّ‬ ‫وم ْن َث َّم � ُ‬
‫إثبات ْ‬ ‫هلل تعاىل‪ِ ،‬‬
‫عند ا ِ‬ ‫الكرمي‪َ ،‬‬
‫وك ْو ُنه ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫إثبات ِ�ص ْد ِق القر� ِآن‬
‫‪ُ � .1‬‬
‫عن ُلغ ِتهم‬
‫النظر ْ‬
‫ِ‬ ‫بغ�ض‬
‫ت�ش ْف ُه َم ْن �سبق َُهم ‪ِّ -‬‬ ‫تفوقوا فيه‪ ،‬واكت�شفُوا ما ملْ ْ‬
‫يك ِ‬ ‫علم يدركه � ْأه ُل هذا الع�صرْ ِ ‪ْ ،‬‬
‫بل وقد َّ‬
‫�أو ِج ْن ِ�سهم‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ‬
‫بوا�سطة‬
‫ِ‬ ‫بالنبو ِة‪،‬‬ ‫حممد‬ ‫ي�شهد َ‬
‫لك يا ُ‬ ‫ُ‬ ‫لهذه ال ِآية‪« :‬لكن َ‬
‫اهلل‬ ‫عند تف�س ِريه ِ‬ ‫ﮞﱪ‪( .‬الن�ساء ‪ .)166‬وقد َ‬
‫قال اخلازنُ َ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫هذا القر� ِآن‪ ،‬الذي �أنز َل ُه ْ‬
‫علي َك»‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ؤمن‪ :‬ﱫﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫‪ .2‬زياد ُة � ِ‬
‫إميان امل� ِ‬
‫ال�شاك املُ َت�أ ّثر َ‬
‫بدعاوى ال َع ْل ّ‬
‫ماني ِة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وكذلك �إزال ُة ال ّل ْب ِ�س ْ‬
‫عن‬ ‫َ‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﱪ‪( .‬الأنفال ‪،)2‬‬
‫العلمي ُة ِ�ص ْد َق ُه ‪َ -‬ي ْجع ُله �أكثرَ‬
‫َّ‬ ‫االكت�شافات‬
‫ُ‬ ‫أثبتت‬
‫وقد � ْ‬
‫هلل ‪ْ -‬‬
‫عند ا ِ‬
‫من ِ‬‫ؤمن ب�أنَّ هذا القر�آنَ ُم ْعج ٌز ْ‬
‫ني امل� ِ‬
‫كما �أنَّ يق َ‬ ‫ ‬
‫ياته‬
‫بادات يف َح ِ‬
‫اعات وال َع ِ‬
‫الط ِ‬‫إقبال على َّ‬
‫زيد ُه � اً‬
‫والعام ِة‪ ،‬بل و َي ُ‬
‫ّ‬ ‫اخلا�ص ِة‬
‫ّ‬ ‫ؤون َحيا ِته‬ ‫ِعي ِة يف ِّ‬
‫كل �ش� ِ‬ ‫مت�س ًكا ب� ْأح ِ‬
‫كامه ال ّت�رشي ّ‬ ‫ُّ‬
‫اليو ِم ّي ِة‪.‬‬
‫ْ‬
‫أديان املُ َّ‬
‫حر ِفة‬ ‫أهل ال ِ‬
‫التجريبي و� ِ‬
‫ِّ‬ ‫العلم‬
‫أهل ِ‬ ‫حدث بينْ َ � ِ‬
‫َ‬ ‫اع الذي‬
‫العامل‪� :‬إنّ ال�صرِّ َ‬
‫التجريبي يف ِ‬
‫ِّ‬ ‫�سار الع ْل ِم‬
‫حيح َم ِ‬
‫‪ .3‬ت َْ�ص ُ‬
‫بيات‬
‫إنكار ال َغ ْي ِ‬
‫ناق�ضا له‪ ،‬و َّمت � ُ‬
‫للدين‪ ،‬و ُم ً‬
‫ِ‬ ‫معار ً�ضا‬
‫العلم ِ‬
‫�صار ُ‬
‫م�ساره ح ّتى َ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ريبي ْ‬ ‫الع ْل ِم ْ‬
‫التج ِّ‬ ‫انحراف ِ‬
‫ِ‬ ‫ق َْد �أ ّدى �إىل‬
‫ني�سة لل ُعلما ِء‪.‬‬
‫الك ِ‬ ‫هاد َ‬
‫ا�ضط ِ‬
‫فعل جِتا َه ِ‬
‫كر ِّد ٍ‬
‫الق�ضي ِة‪ ،‬فالع ْل ُم ْ‬
‫يدعو‬ ‫ّ‬ ‫وب يف هذه‬
‫هج ال ْأ�ص َ‬ ‫من �ش� ِأن الع ْل ِم وال ُعلما ِء‪َ ،‬‬
‫وي�ض َع امل ْن َ‬ ‫فع ْ‬
‫لري َ‬
‫لمي ْ‬
‫الع ُّ‬
‫وي�أتي الإعجا ُز ِ‬ ‫ ‬
‫ديق‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫هم الّتي لن تقو َد �إال لل ِ‬
‫إميان وال ّت ْ�ص ِ‬ ‫من َ�ش� ِأن ال ُعلما ِء واكت�شافا ِت ُ‬
‫ين ُيعلي ْ‬ ‫إميان‪ ،‬و ُي ْثب ُته وي� ّؤك ُده‪ّ ،‬‬
‫والد ُ‬ ‫�إىل ال ِ‬
‫ﱫﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫عبا�س ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهما ‪« :-‬يريد � مّإنا‬
‫ابن ٍ‬ ‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱪ‪( .‬فاطر ‪ .)27-28‬ويف َذلك ُ‬
‫يقول ُ‬
‫و�س ْل يِ‬
‫طان»‪.‬‬ ‫َيخافُني ِم ْن َخ ْلقي َم ْن َع ِل َم جربو ِتي ِ‬
‫وع َّزتي ُ‬
‫الكرمي‪ ،‬و�إعجا َزه‪ ،‬ونبو َة‬
‫ِ‬ ‫خالل �أبحاثهم واكت�شافاتهم ِ�ص ْد َق القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫من ُعلما ِء ال َغ ْر ِب ْ‬
‫كثري ْ‬
‫أعلن ٌ‬
‫وقد � َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫بعنوان‪« :‬القر�آنُ الكر ُمي وال ّتورا ُة وال ُ‬
‫إجنيل‬ ‫ِ‬ ‫امل�شهور‪( :‬موري�س بوكاي) كتا ًبا‬
‫ُ‬ ‫الفرن�سي‬
‫ُّ‬ ‫الطبيب‬
‫ُ‬ ‫ألف‬
‫وقد � َ‬
‫حممدٍ (‪ْ ،h )1‬‬
‫الع ِلم‪،‬‬
‫و�صدا َم َهما مع ِ‬
‫إجنيل ِ‬
‫وراة وال ِ‬ ‫فيه ْحت َ‬
‫ريف ال ّت ِ‬ ‫ديثة»‪ ،‬و�أ ْث َب َت ِ‬
‫حل ِ‬ ‫ارف ا َ‬
‫�سة يف �ضو ِء امل َع ِ‬
‫املقد ِ‬
‫الكتب َّ‬
‫ِ‬ ‫والع ْل ُم‪ :‬درا�س ُة‬
‫ِ‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لوم‬
‫و�س ْبقَه لل ُع ِ‬
‫حريف‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫من ال ّت‬
‫و�سالم َة القر� ِآن َ‬
‫ُقوي‬
‫الكون التي ت ّ‬
‫ِ‬ ‫عبادة ُّ‬
‫التفك ِر يف‬ ‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ين ْ‬
‫منطلق �إميا ٍّ‬
‫ِ‬ ‫الكون من‬
‫ِ‬ ‫الكت�شاف �أ�سرْ ِار‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬حتفي ُز امل�سلمني ود ْف ُعهم‬
‫الإميانَ ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)191‬‬
‫(‪ )١‬ي�شارك العديد من كبار علماء العامل (من غري امل�سلمني) ببحوث علمية يف الطب والفلك والت�رشيح وغريها يف جلنة الإعجاز العلمي يف‬
‫القر�آن وال�سنة مبا ي�ؤكد �صدق القر�آن وال�سنة‪ ،‬وقد �أعلن (الربف�سور تاجاتات تاجا �سن) �إ�سالمه يف نهاية امل�ؤمتر الطبي ال�سعودي الثامن بالريا�ض‬
‫يف حمرم ‪1404‬هـ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫واالكت�شاف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والتجربة‬
‫ِ‬ ‫بالبح ِث‬
‫ميا ْ‬ ‫فه ِمها وتفْ�س ِريها ِع ْل ًّ‬‫اولة ْ‬
‫وم ِ‬ ‫لمي ِة حُ‬
‫الع ّ‬
‫التفك ِر يف �أ�سرْ ِار القر� ِآن ِ‬ ‫خالل ُّ‬
‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫ ‬
‫إقامة‬
‫ني فيه ب� ِ‬ ‫ّ‬
‫امل�شكك َ‬ ‫والر ِد على‬ ‫ف�ضلاً ِ‬
‫إ�سالم َّ‬
‫فاع عن ال ِ‬ ‫للد ِ‬
‫الت�رشيعي ِة ِّ‬
‫ّ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫آنية وال‬
‫�صو�ص القر� ِ‬ ‫ِ‬ ‫فهم ال ّن‬
‫التعم ِق يف ِ‬
‫عن ُّ‬ ‫ْ‬
‫خا�صا‬
‫�س ًّ‬‫بتعاليمه وت�رشيعا ِته‪ .‬وهذا ْلي َ‬
‫ِ‬ ‫ين‬
‫الد َ‬
‫�صو�صه‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِت َر ّباني َة هذا القر� ِآن ب ُن‬‫مي ِة التي ُت ْثب ُ‬‫ينية والع ْل ّ‬
‫الد ِ‬ ‫ا ُ‬
‫حل َّج ِة ّ‬
‫والرتبوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واالجتماعي‬
‫ِّ‬ ‫االقت�صادي‬
‫ِّ‬ ‫إعجاز‬
‫إعجاز‪ ،‬كال ِ‬
‫وانب ال ِ‬ ‫فقط ْ‬
‫بل فيِ َ�ش ِّتى َج ِ‬ ‫الع ْل ِّ‬
‫مي ْ‬ ‫إعجاز ِ‬
‫بجانب ال ِ‬
‫ِ‬
‫العلمي يف القر�آنِ الكر ِمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ْ �C‬‬
‫أ�ضف فوائ َد �أخرى للإعجا ِز‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫أبحاث الإعجا ِز‬ ‫ُ‬
‫و�ضوابط � ِ‬ ‫قواعد‬
‫ُ‬
‫العناية الربانية مبخلوقا ِت ِه ينبغي‬
‫ِ‬ ‫ألوان‬
‫ونظام ِه و� ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل يف هذا الكون‬
‫نا ِ‬‫حتدثت عن ُ�س نَ ِ‬
‫آيات التي ّ‬
‫ببحث ال ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫قبل البد ِء‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫ال�ضوابط التاليةَ‪:‬‬ ‫ن�ضع ُن ْ�ص َب �أعيننا‬
‫�أن َ‬
‫ويتفك ُروا يف‬ ‫َّ‬ ‫النا�س‪،‬‬ ‫ليتدبره‬ ‫هداية النا�س �إىل بارئهم‪ :‬فقد �أنزل ُ‬
‫اهلل القر�آنَ الكر َمي كتا ًبا معج ًزا‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬ ‫أول‪ :‬القر�آنُ‬ ‫� اً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يعات أ� َم َرنا‬
‫ت�ش ٌ‬ ‫بل رْ‬ ‫تنوعةٍ‪ْ ،‬‬ ‫معا ِنيه‪ ،‬وي�ؤْم ُنوا به‪ ،‬ويعم ُلوا مبا فيه‪ُ ،‬‬
‫واهلل َ�سائ ُلهم عن ذلك‪ ،‬فهو لي�س مجُ ّر َد ُب ٍ‬
‫علمي ٍة ُم ّ‬
‫حوث ّ‬ ‫ُ‬
‫ال�ش َع ف�أَ ْتق ََن‬ ‫أح�سن خ ْلقَه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫و�رشع رَّ‬
‫َ‬ ‫خلق اخل ْل َق ف� َ‬‫كيم خبريٍ‪َ ،‬‬ ‫و�ص ْد ِقها فهي من ُلدنْ َح ٍ‬
‫ني بكما ِلها ِ‬
‫اهلل �أن نل َت ِز َم بها‪ُ ،‬موقن َ‬
‫باملهم ِة التي ُخ ِل َق من �أجلها‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫َّ‬ ‫� ْأحكا َمه‪ ،‬لي�ساعد الإن�سان على القيام‬
‫ﭸﱪ‪( .‬الذاريات ‪ .)56‬ولي�ستطيع الإن�سان � ً‬
‫أي�ضا �أن يقوم مبهمة اخلالفة يف الأر�ض‪.‬‬
‫أ�سا�سي للقر�آن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهد ِف ال‬
‫الغر�ض‪ ،‬وال ت�ؤثر على َ‬
‫ِ‬ ‫دود هذا‬
‫آيات الكونية يف ُح ِ‬
‫فينبغي �أن تبقى الدرا�س ُة لل ِ‬ ‫ ‬

‫إن�سان فهو حَمدو ٌد يق ُ‬


‫ْبل‬ ‫لم ال ِ‬ ‫ْ�ص‪ّ � ،‬أما ِع ُ‬ ‫املحيط الذي ال يعرتيه خط�أٌ‪ ،‬وال َي ُ�شو ُبه نق ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال�شامل‬ ‫العلم‬
‫هلل هو ُ‬ ‫ثانيا‪� :‬إنَّ ع َلم ا ِ‬
‫ً‬
‫املخلوق أ� ًّيا كانَ ِع ْل ُمه و ْجت ِر َب ُته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هلل َعلى َك ِ‬
‫الم‬ ‫قد ُم كال ُم ا ِ‬
‫للخط�أِ‪ ،‬وعليه ُفي َّ‬
‫�ض َ‬‫عر ٌ‬‫االزديا َد‪ ،‬و ُم ّ‬

‫واالكت�شافات‬
‫ُ‬ ‫يح ُ‬
‫تمل �أك َرث من تف�سريٍ‪،‬‬ ‫القطعي ومنه الظ ّني ْ‬
‫ّ‬ ‫الداللة فمنه‬
‫ِ‬ ‫حيث‬
‫الثبوت‪ّ � ،‬أما من ُ‬
‫ِ‬ ‫هلل قطعي‬
‫ثال ًثا‪ :‬كال ُم ا ِ‬
‫علمي ًة ثابتةً‪ ،‬وينبغي �أن‬
‫ّ‬ ‫العلمية‪ ،‬وم ْن ُه ما يكونُ حقيق ًة‬
‫ِ‬ ‫احلقيقة‬
‫ِ‬ ‫درجة‬
‫ِ‬ ‫َ�صل �إىل‬ ‫العلمي ُة ِم ْنها َما ُ‬
‫يكونُ مجُ ّر َد نظر ّي ٍة ال ت ُ‬

‫‪56‬‬
‫احليوان‬
‫ِ‬ ‫إن�سان �أو‬
‫الكو ِن �أو ال ِ‬
‫جوانب ْ‬
‫ِ‬ ‫جانب من‬
‫ٍ‬ ‫احلقائق القر�آني َة املتع ّلق َة ب� ّأي‬
‫َ‬ ‫يكون من امل�س َّلمات يف �أذْهاننا �أنّ‬
‫الب�رشي �إليها لأنهما من م�شكاة‬
‫ُّ‬ ‫اجلهد‬
‫ُ‬ ‫تو�ص َل‬
‫ت�صاد َمها حقيق ٌة علمي ٌة َّ‬
‫ِ‬ ‫ميكن �أنْ‬
‫الداللة ال ُ‬
‫قطعي َة ّ‬
‫ّ‬ ‫النبات �إذا كانت‬
‫ِ‬ ‫�أو‬
‫واحدة‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)54‬‬
‫وح ٌي ِمن الذي‬
‫الن�ص ْ‬
‫علمية ُر ِف َ�ض ْت هذه النظريةُ‪ ،‬لأنّ َّ‬
‫ِ‬ ‫اللة‪ ،‬وبينْ َ نظريّ ٍة‬
‫الد ِ‬‫قطعي ّ‬
‫ِّ‬ ‫ين‬
‫ن�ص قُر�آ ٍّ‬
‫التعار�ض بني ٍّ‬
‫ُ‬ ‫وقع‬
‫‪ -‬ف�إذا َ‬
‫لما‪.‬‬
‫بكل َ�شي ٍء ِع ً‬ ‫� َأح َ‬
‫اط ِّ‬
‫الن�ص َدليلاً على ِ�ص َّح ِة َ‬
‫تلك النظر ّي ِة‪.‬‬ ‫وقع ال ّتواف ُُق بي َنهما كانَ ُّ‬
‫‪� -‬إذا َ‬
‫وافق‬
‫يري َمعاين القُر� ِآن لي َت َ‬ ‫مي ُة ق َْطعي ٌة ُي� ّؤو ُل ال ّن ُ‬
‫�ص بها‪ ،‬وال َي ِ�ص ُّح َت ْغ ُ‬ ‫الع ْل ّ‬ ‫ودالل ِته وا َ‬
‫حلقيق ُة ِ‬ ‫�ص َظ ّن ًّيا يف َم ْعنا ُه ِ‬
‫‪� -‬إذا كانَ ال َن ُّ‬
‫العلمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االكت�شافات‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫‪ْ �C‬‬
‫أ�ضف قواع َد و�ضوابط �أخرى‪:‬‬
‫راب ًعا‪....................................................................................................... :‬‬
‫خام�سا‪....................................................................................................... :‬‬
‫ً‬

‫‪57‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫نظرية (دارون) بقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ‪( .‬نوح ‪.)14‬‬
‫ِ‬ ‫ع�ض الباحثني على ِ�ص ْد ِق‬ ‫ُّ‬
‫ي�ستدل َب ُ‬ ‫ ‬
‫و�صلت �إىل درج ِة احلقيق ِة العلمية؟‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬ما الفكر ُة التي تَقُو ُم عليها نظري ُة (دارون)؟ وهل‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫آدم (نطفة‪ ،‬علقة‪ ،‬م�ضغة‪ )... ،‬ق َْط ً‬
‫عيا‪.‬‬ ‫إخبار القر� ِآن الكر ِمي ْ‬
‫عن �أطوارِ َخ ْل ِق � َ‬ ‫ � ُ‬
‫‪ C‬قارنْ بني هذا املفهوم ونظري ُة (دارون)‪.‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪ C‬ما موقفك الآن من نظرية (دارون)؟ علل ما تقول‪.‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﱪ‪( .‬نوح ‪.)19‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫وال�ضوابط التي ُو�ضعت للإعجاز‬
‫ِ‬ ‫و�ض ْح ر�أيَ َك يف ظلِّ الْ ِ‬
‫قواعد‬ ‫أر�ض؟ ّ‬
‫تف�سري الآي ِة م َع حقيق ِة كروي ِة ال ِ‬
‫ُ‬ ‫يتعار�ض‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬هل‬
‫العلمي للقر�آنِ ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫‪58‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫�ص ق�ص ًة ُّ‬
‫تدل على �أث ِر من �آثار �إعجا ِز القر�آنِ ‪.‬‬ ‫لوحيد الدين خان) و ّخل ْ‬
‫ِ‬ ‫كتاب (الإ�سال ُم يتح ّدى‬
‫ارجع �إىل ِ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﱪ‪( .‬التوبة ‪.)92‬‬
‫اكتب تعليقك على الآي ِة من الزوايا التالي ٍة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫العلمي‪.................................................................................. :‬‬ ‫ِ‬
‫االكت�شاف‬ ‫ِ‬
‫زاوية‬ ‫‪-‬‬
‫ِّ‬
‫عي‪...................................................................................... :‬‬ ‫زاوية ا ُ ْ‬
‫ِ‬
‫حلك ِم ال�شرَ ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫والنظرة ال ِ‬
‫إميانية‪............................................................................. :‬‬ ‫ِ‬ ‫املو ِ‬
‫عظة‬ ‫ِ‬
‫زاوية ْ‬ ‫‪-‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫(الطب حمراب الإميانِ ) للدكتور‬
‫ِّ‬ ‫كتاب‬
‫ِ‬ ‫مثل‪:‬‬
‫العلمي‪ِ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫بكتب الإعجاز‬
‫العلمي م�ستعينًا ِ‬
‫ِّ‬ ‫اكتب بحثًا يف �إعجا ِز القر�آنِ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫العلمي يف القر�آنِ وال�سن ِة (‪http://www./‬‬
‫ِّ‬ ‫مثل الهيئ ِة العامليّ ِة للإعجا ِز‬
‫العلمي‪ِ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫خال�ص جلبي‪ ،‬وموا ِقع الإعجا ِز‬
‫العلمي يف القر�آنِ وال�سن ِة) (‪.)http://www.55a.net/‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ ،) nooran.org‬و(مو�سوع ِة الإعجا ِز‬

‫‪59‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫ظر‬
‫متواتر و�آحادٍ وذلك بال ّن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أحاديث �إىل‬
‫ُ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫تنق�سم ال‬
‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬
‫وحديث‬
‫ُ‬ ‫المتواتر‬
‫ُ‬ ‫الحديث‬
‫ُ‬
‫وطرق و�صو ِل ِه �إلينا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫رواة‬
‫عدد ِ‬ ‫�إىل ِ‬
‫بثبوت‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫يفيد اليق َ‬ ‫احلديث ُ‬‫ِ‬ ‫ورود‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫طرق‬ ‫تعد ُد‬
‫‪ّ -‬‬ ‫ِ‬
‫اآلحاد‬
‫واية و�صد ِقها‪.‬‬‫الر ِ‬ ‫ّ‬

‫�أقر�أُ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ر�سول اهلل ‪َ « :h‬م ْن َك َذ َب َع َل َّى ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال َّن ِار»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬

‫ثم‬
‫أوقات متباعدةٍ‪َّ ،‬‬
‫حابة يف � ٍ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫من ّ‬
‫كبري َ‬
‫وقائع خمتلفةٍ‪ ،‬و�سم َع ُه م ْن ُه عد ٌد ٌ‬
‫َ‬ ‫النبي ‪ h‬يف‬ ‫حد َث ِبه ُّ‬ ‫احلديث ّ‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫ ‬
‫احلديث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أحاديث‪ ،‬وهكذا ك َرث روا ُة هذا‬
‫ِ‬ ‫رواة ال‬
‫من ِ‬ ‫آخر ْ‬ ‫ني‪ ،‬ونق َل ُه ال ّتابعونَ �إىل عددٍ � َ‬
‫من ال ّتابع َ‬ ‫نق َل ُه ّ‬
‫ال�صحاب ُة �إىل عددٍ َ‬
‫ني ا ّل َ‬
‫ذين دو ُنو ُه يف كتبِهم‪.‬‬ ‫من املحدث َ‬ ‫َ‬
‫و�صل �إىل عددٍ كب ٍري َ‬ ‫واتّ�س َع ْت طر ُق ُه ح ّتى‬

‫�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫الروا ِة؟‬
‫حيث عد ُد ّ‬
‫من ُ‬‫أحاديث نق َل ْت بهذه الكيفيّ ِة ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬تُرى‪َ ،‬هلْ جمي ُع ال‬
‫احلديث؟‬
‫ِ‬ ‫احلكم على‬
‫ِ‬ ‫احلديث وطر ِق ِه � ٌأثر يف‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬هلْ لكرث ِة روا ِة‬
‫احلديث بالنّظ ِر �إىل عد ِد روا ِت ِه؟‬
‫ِ‬ ‫تق�سيم‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬مِبَ � َ‬
‫أ�سهم العلما ُء يف جمالِ‬
‫متواتر‬
‫ٍ‬ ‫أحاديث �إىل‬
‫َ‬ ‫فق�س ُموا ال‬
‫احلديث‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وطرق‬
‫ِ‬ ‫واة‬
‫الر ِ‬
‫بعدد ّ‬
‫أحاديث ِ‬
‫ِ‬ ‫املحدثونَ يف درا�س ِتهم لل‬
‫ِّ‬ ‫لقد اع َتنى‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫كل ال ّتا َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ال�ش َ‬ ‫متعدد ًة �أخرى‪ِ ،‬‬
‫انظر َّ‬ ‫أنواعا ِّ‬
‫ق�سم � ً‬ ‫و�آحادٍ ‪ ،‬وجع ُلوا ِّ‬
‫لكل ٍ‬

‫يف بالنَّظ ِر �إىل عد ِد ال ْروا ِة‬


‫�أق�سا ُم احلديثِ ال�شرَّ ِ‬

‫حديث الآحا ِد‬


‫ُ‬ ‫املتواتر‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬

‫العزي ُز‬ ‫الغريب‬


‫ُ‬ ‫امل�شهور‬
‫ُ‬ ‫متواتر املعنى‬
‫ُ‬ ‫متواتر ال ّل ِ‬
‫فظ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪60‬‬
‫�أَ ْ�ستَخْ ِر ُج‪:‬‬
‫ُ‬
‫احلديث املتوات ُر‬ ‫�أ ّو ًال‪:‬‬
‫‪ -‬تعريفُه‪:‬‬
‫اللغوي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫املعجم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ا�ستخرج معنى كلم ِة املتوات ِر َ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬لغةً‪:‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫العادة ُ‬
‫تواط ُ�ؤهم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ي�ستحيل يف‬ ‫ال�سند‪،‬‬
‫ِ‬ ‫طبقات‬
‫ِ‬ ‫كثري َع ْن َج ْم ٍع كث ٍري يف ُك ِّل طبق ٍة ْ‬
‫من‬ ‫جمع ٌ‬‫ٌ‬ ‫طالحا‪ :‬ما روا ُه‬
‫ا�ص ً‬‫‪ْ -‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتوافقُهم على‬

‫�أُ ِ‬
‫الحظُ ‪:‬‬

‫هي‪:‬‬
‫احلديث املتوات ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫�رشوط‬
‫ِ‬ ‫أهم‬ ‫التعريف ْ‬
‫الحظ �أ َّن � َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -‬م ْن خاللِ‬
‫قل‪.‬‬
‫و�صح ِة ال ّن ِ‬
‫َّ‬ ‫واية‬
‫الر ِ‬‫بثبوت ّ‬
‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ُ‬
‫يح�صل بكرث ِتهم اليق ُ‬ ‫واة‬
‫الر ِ‬
‫من ّ‬
‫كثري َ‬
‫جمع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ال�ش ُط ال َّأو ُل‪� :‬أنْ يرو َي ُه‬
‫رَّ‬
‫الرواي ِة؟‬
‫وثبوت ّ‬
‫ِ‬ ‫الروا ِة‬ ‫‪ C‬ما العد ُد الّذي ي�ؤ ّدي �إىل اليق ِ‬
‫ني ب�صدقِ ُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�سند فال يتحق َُّق يف هذا‬
‫ِ‬ ‫طبقات‬
‫ِ‬ ‫ال�سند‪ ،‬فلو اخت َّل ْت يف طبق ٍة ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫طبقات‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫ال�ش ُط ال ّثاين‪� :‬أنْ تكونَ الكرث ُة يف‬
‫رّ‬
‫واتر‪.‬‬
‫و�صف ال َّت ِ‬
‫ُ‬ ‫اخل ِرب‬
‫الكذب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واة وتواط�ؤُهم على‬
‫الر ِ‬ ‫العادة ات ُ‬
‫ِّفاق ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ي�ستحيل يف‬ ‫ال�ش ُط ال ّث ُ‬
‫الث‪� :‬أنْ‬ ‫رَّ‬
‫احل�س فيقولوا َ�سمعنا �أو َر�أينا‪.‬‬
‫م�ستند خربهم ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال�رشط الرابع‪� :‬أنْ يكونَ‬
‫الكذب؟‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما الأمو ُر الّتي ‪ -‬يف العاد ِة ‪ -‬تفي ُد عد َم اتِّفاقِ ُّ‬
‫الروا ِة على‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪61‬‬
‫‪� -‬أق�سا ُم احلديثِ املتوات ِر‪:‬‬
‫اللفظ‪:‬‬
‫متواتر ِ‬
‫ُ‬ ‫�أ‪.‬‬
‫واتر ً‬
‫لفظا ومع ًنى‪.‬‬ ‫احلديث ا َّلذي ُن َ‬
‫قل بال َّت ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُه َو‬ ‫ ‬
‫حابة‪� ،‬أو�ص َل ُه‬
‫ال�ص ِ‬
‫كبري ِم َن ّ‬ ‫حديث‪َ « :‬م ْن َك َذ َب َع َل َّى ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال َّن ِار»(‪ْ ،)1‬‬
‫فقد روا ُه عد ٌد ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ومثا ُل ُه‬ ‫ ‬
‫�صحابي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫مئة‬ ‫�صحابيا‪ ،‬و�أو�ص َله ُ‬
‫بع�ضهم �إىل ِ‬ ‫ًّ‬ ‫ني‬ ‫بع�ض العلما ِء �إىل �أك َرث ْ‬
‫من ثالث َ‬ ‫ُ‬

‫متواتر املعنى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫يتواتر يف ال َّل ِ‬
‫فظ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫تواتر يف املعنى ولمَ ْ‬
‫احلديث ا َّلذي َ‬
‫ُ‬ ‫ُه َو‬ ‫ ‬
‫من‬ ‫عن ا َّلتي يرويها ال ُ‬
‫آخر‪� ،‬إ ّال �أنَّ بي َنها ْ‬
‫قد ًرا َ‬ ‫هلل ‪ h‬واقع ًة خمتلف ًة ِ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫�صحابي ْ‬
‫ٍّ‬ ‫يروي ُك ُّل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وذلك ب�أنْ‬ ‫ ‬
‫املعنوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واتر‬
‫ي�سمى بال َّت ِ‬
‫القد ُر ّ‬
‫اال�شرتاك‪ ،‬فهذا ْ‬
‫ِ‬
‫عند‬
‫يديه َ‬
‫رفع ِ‬
‫حديث يف ِ‬
‫ٍ‬ ‫مئة‬ ‫النبي ‪َ h‬‬
‫نحو ِ‬ ‫عن ِّ‬ ‫فقد ُر ِو َي ِ‬
‫للدعا ِء‪ْ ،‬‬
‫النبي ‪ h‬يد ْي ِه ُّ‬
‫رفع ِّ‬‫املعنوي‪ُ :‬‬
‫ِّ‬ ‫املتواتر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مثال‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫امل�شرتك بينها ‪َ -‬و ُه َو‬ ‫القد َر‬
‫لكن ْ‬‫تتواتر‪َّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ق�ضي ٍة منها ملْ‬ ‫تختلف َع ِن الأخرى‪ُّ ،‬‬
‫فكل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ق�ضي ٍة‬
‫حديث منها يف َّ‬
‫ٍ‬ ‫الدعا ِء‪ُّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫ُّ‬
‫رق‪.‬‬ ‫جمموع ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫باعتبار‬
‫ِ‬ ‫تواتر‬
‫الدعا ِء ‪َ -‬‬
‫عند ُّ‬
‫يديه َ‬
‫رفع ِ‬
‫ُ‬

‫‪ -‬حك ُم احلديثِ املتوات ِر‪:‬‬


‫ي�ستطيع‬
‫ُ‬ ‫ي�ضطر الإن�سانُ �إىل قبو ِل ِه‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫فيه‪ ،‬وا َّلذي‬ ‫ِّ‬
‫لل�شك ِ‬ ‫اليقيني‪ ،‬ا ّلذي ال َ‬
‫جمال‬ ‫َّ‬ ‫العلم‬
‫يفيد َ‬‫املتواتر ُ‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ر َّد ُه‪.‬‬

‫أقارن‪:‬‬
‫� ُ‬

‫حيث ُط ُر ُق النّ ِ‬
‫قل وامل�صداقيّةُ؟‬ ‫من ُ‬‫واحلديث املتوات ِر ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬قارنْ ب َ‬
‫ني الإ�شاع ِة‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫أ�ستخرج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫�‬

‫آحاد‬ ‫ثانيًا‪ُ :‬‬


‫حديث ال ِ‬
‫‪ -‬تعريفُه‪:‬‬
‫اللغوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املعجم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ا�ستخرج م ْعنى كلم ِة الآحا ِد َ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬لغةً‪:‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫واحدا‪� ،‬أم كان �أثنني �أو ثالثة‪.‬‬
‫ً‬ ‫املخرب‬
‫ُ‬ ‫التواتر‪� ،‬سوا ٌء �أكانَ‬
‫ِ‬ ‫الكرثة درج َة‬
‫ِ‬ ‫الرواة ال يبلغُ يف‬
‫ِ‬ ‫طالحا‪ :‬ما رواه عد ٌد من‬
‫ا�ص ً‬‫‪ْ -‬‬
‫مبتواتر فهو �آحا ٌد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫فكل حديث لي�س‬ ‫ ‬

‫تنبيه‪:‬‬ ‫‪ -‬وينق�سم �إىل ثالثة �أق�سام‪:‬‬


‫الق�سم الأول‪ :‬امل�شهور‪:‬‬
‫ا�صطالح‬
‫ِ‬ ‫امل�شهور ‪-‬يف غ ِري‬
‫ُ‬ ‫طلق‬
‫قد ُي ُ‬
‫ْ‬ ‫ ‬ ‫‪ -‬تعريفه‪:‬‬
‫ا�شتهر ْت على‬
‫َ‬ ‫أحاديث ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫ني‪ -‬على ال‬‫املحدث َ‬
‫ِّ‬ ‫اللغوي‪.‬‬ ‫‪ C‬ا�ستخرج معنى كلم ِة امل�شهور من املعجم‬
‫ِّ‬
‫عند جماع ٍة‬
‫و�شاع ا�ستخدا ُمها َ‬
‫َ‬ ‫ا�س‬
‫أل�سن ال ّن ِ‬
‫� ِ‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬لغةً‪:‬‬
‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�رشط‬ ‫م ْنهم‪ ،‬و�إنْ ملْ يتحقَّق فيها‬
‫‪.............................................‬‬ ‫ ‬
‫حديث‪َ « :‬م ْن َد َّل َع َلى َخيرْ ٍ‬
‫ِ‬ ‫امل�شهور‪ُ ،‬‬
‫مثل‬ ‫ِ‬
‫‪.............................................‬‬ ‫ ‬
‫عام ِة‬
‫عند ّ‬
‫ا�شتهر َ‬
‫َ‬ ‫فقد‬ ‫َف َل ُه ِم ْث ُل �أَ ْج ِر ف ِ‬
‫َاع ِل ِه»(‪ِ )3‬‬
‫واتر‪.‬‬ ‫طالحا ‪ :‬ما روا ُه ثالث ٌة ف�أك ُرث ما ملْ يبلغُ َّ‬
‫حد ال ّت ِ‬ ‫ا�ص ً‬‫‪ْ -‬‬
‫أحاديث ا ّلتي ُ‬
‫تعترب‬ ‫ِ‬ ‫من ال‬
‫الكثري َ‬
‫ُ‬ ‫ا�س‪ ،‬وغ ِريها‬
‫ال ّن ِ‬
‫بن ا ْل ِ‬
‫عا�ص‬ ‫بن َع ْم ِرو ِ‬ ‫هلل ِ‬ ‫عبدا ِ‬
‫عن ِ‬ ‫البخاري ْ‬
‫ُّ‬ ‫ومث ُال ُه ما روا ُه‬ ‫ ‬
‫ا�س‪.‬‬
‫ني ال ّن ِ‬
‫لكرثة تداو ِلها ب َ‬
‫ِ‬ ‫م�شهور ًة فقط‬
‫هلل ‪ُ h‬‬
‫يقول‪�« :‬إنَّ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�سمعت‬
‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬‫اهلل عنهما ‪َ -‬‬ ‫‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ؤو�سا‬ ‫بقب�ض ا ْل ُع َلما ِء‪َ ،‬ح ّتى �إِذا لمَ ْ ُي ْب ِق عالمِ ًا ات ََّخ َذ ال ّن َ‬
‫ا�س ر� ً‬ ‫العلم ِ‬‫ِ�ض َ‬ ‫باد‪َ ،‬و َل ِك ْن َي ْقب ُ‬
‫زاعا َي ْن َت ِز ُع ُه ِم َن ا ْل ِع ِ‬
‫ِ�ض ا ْل ِع ْل َم ا ْن ِت ً‬
‫اهلل ال َي ْقب ُ‬
‫ُج ّها ًال ف َُ�س ِئ ُلوا ف�أفتوا ِب َغيرْ ِ ِع ْل ٍم ف ََ�ض ُّلوا َو�أَ َ�ض ّلوا»(‪.)2‬‬
‫حابة‬
‫ال�ص ِ‬ ‫ُ‬
‫غري ُه ِم َن ّ‬
‫ر�ضي اهلل عنهما ‪ -‬وروا ُه ُ‬
‫َ‬ ‫العا�ص ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫عمرو ِ‬
‫بن ِ‬‫هلل ُ‬
‫عبد ا ِ‬
‫ال�صحابي ُ‬
‫ُّ‬ ‫احلديث روا ُه‬
‫ُ‬ ‫فهذا‬ ‫ ‬
‫امل�شهور‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫حكم‬
‫َ‬ ‫حكم ُه‬
‫ُ‬ ‫واتر‪ ،‬فبقي‬
‫حد ال ّت ِ‬
‫الكرثة َّ‬
‫ِ‬ ‫لك َّنهم لمَ ْ يبل ُغوا يف‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ )3( .‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪63‬‬
‫�أَ ْ�ستَخْ ِر ُج‪:‬‬

‫الق�سم ال ّثاين‪ :‬العزي ُز‪:‬‬


‫ُ‬
‫‪ -‬تعريف ُه‪:‬‬
‫اللغوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املعجم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫العزيز َ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخرج معنى كلم ِة‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪...............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬لغةً‪:‬‬
‫ال�سند‪.‬‬
‫ِ‬ ‫طبقات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫يقل روا ُت ُه َع ِن اثننيِ يف � ِّأي طبق ٍة ْ‬ ‫ا�صطالحا‪ُ :‬ه َو ا ّلذي ال ُّ‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫الد ْن َيا‪َ ،‬وا َ‬
‫لأ َّو ُلونَ َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‪ ،‬المْ َق ِْ�ض ُّي َل ُه ْم ق َْب َل الخْ َ َ‬
‫ال ِئ ِق»(‪.)1‬‬ ‫النبي ‪َ « :h‬ن ْح ُن ال ِآخ ُرونَ ِم ْن َ�أ ْه ِل ُّ‬ ‫ومثا ُل ُه‬
‫حديث ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫اهلل عنهما ‪ ،-‬ثم روا ُه َعن �أبي هرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫اليمان ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث روا ُه �أبو هرير َة وحذيف ُة ُ‬
‫بن‬ ‫ُ‬ ‫فهذا‬ ‫ ‬
‫م�شهورا عن �أبي هرير َة ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حابة‪ُ ،‬ث َّم ْ ً ْ‬ ‫ال�ص ِ‬ ‫طبقة َّ‬
‫احلديث عزي ًزا يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫من ال ّتابعنيِ ‪ ،‬فكانَ هذا‬‫كبري َ‬
‫عنه ‪ -‬عد ٌد ٌ‬

‫الغريب (الفر ُد)‪:‬‬


‫ُ‬ ‫الث‪:‬‬
‫الق�سم ال ّث ُ‬
‫ُ‬
‫ال�سند �أم كان يف‬
‫ِ‬ ‫أ�صل‬
‫ال�سند‪ْ � ،‬أي �سوا ٌء �أكانَ يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫موا�ضع‬
‫ِ‬ ‫مو�ضع ِم ْن‬
‫ٍ‬ ‫واحد يف � ِّأي‬
‫ٌ‬ ‫راو‬
‫‪ -‬تعري ُف ُه‪ُ :‬ه َو ما تفر َد برواي ِت ِه ٍ‬
‫�أثنا ِئ ِه‪.‬‬
‫الغريب (الفرد)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬مثالُ احلديثِ‬
‫قال‪:‬‬ ‫أن�صار ُّي‪َ ،‬‬
‫بن َ�سعيدٍ ال ِ‬ ‫حد َثنا يحيى ُ‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫حد َثنا ُ�سفْيانُ ‪َ ،‬‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫حدثنا الحْ ُ َم ْي ِد ُّي‪َ ،‬‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫البخاري َ‬ ‫ُّ‬ ‫َروى‬ ‫ ‬
‫اب ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫بن ّ‬ ‫ّا�ص ال َّل ْي ِث َّي ُ‬
‫اهلل عنه ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫اخلط ِ‬ ‫�سمعت ُع َم َر َ‬
‫ُ‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫بن وق ٍ‬ ‫إبراهيم ال َّت ْي ِم ُّي �أ َّن ُه َ�س ِم َع َع ْلق ََم َة َ‬
‫َ‬ ‫بن �‬
‫حمم ُد ُ‬
‫�أخربين ّ‬
‫يات‪َ ،‬و�إِمنا ِل ُك ِّل ْام ٍ‬
‫رئ ما َنوى‪ ،‬ف ََم ْن كا َن ْت ِه ْج َر ُت ُه‬ ‫يقول‪ �« :‬مَّإنا ال ُ‬
‫أعمال بال ِّن ِ‬ ‫�سول اهلل ‪ُ h‬‬ ‫�سمع ُت َر َ‬ ‫ْ‬ ‫على املن ِرب ُ‬
‫يقول‪:‬‬
‫هاجر �إِ ْلي ِه»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫�صيبها �أَ ْو ْام َر�أَ ٍة َي ْن ِك ُحها ْ‬
‫فهج َر ُت ُه �إىل ما‬ ‫�إىل ُد ْنيا ُي ُ‬
‫عمر علقمةُ‪،‬‬ ‫اب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫بن ّ‬
‫عن َ‬ ‫النبي ‪ّ h‬‬
‫وتفر َد برواي ِت ِه ْ‬ ‫عن ِّ‬ ‫اهلل عن ُه ‪ِ -‬‬ ‫اخلط ِ َ َ‬ ‫عمر ُ‬‫تفر َد برواي ِت ِه ُ‬ ‫احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫فهذا‬ ‫ ‬
‫بن �سعيدٍ ‪ُ ،‬ث َّم ك َرث روا ُت ُه َع ْن يحيى‬‫إبراهيم يحيى ُ‬‫َ‬ ‫بن �‬‫حمم ِد ِ‬
‫عن ّ‬ ‫وتفر َد برواي ِت ِه ْ‬
‫إبراهيم‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫بن �‬ ‫حممد ُ‬ ‫وتفر َد برواي ِت ِه َع ْن علقم َة ُ‬
‫ال�س ِند‪.‬‬
‫طبقات َّ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫غريب يف �أك َرث ْ‬
‫من طبق ٍة ْ‬ ‫ٌ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫بن �سعيدٍ ‪ ،‬فهذا‬
‫ِ‬
‫‪ُ -‬ح ْك ُم حديثِ الآحادِ‪:‬‬
‫فقد‬
‫أ�سانيدها ورجا ِلها‪ْ ،‬‬
‫درا�سة � ِ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ني َ‬‫املحدث َ‬
‫ِّ‬ ‫اجتهاد‬
‫ِ‬ ‫راجع �إىل‬
‫ٌ‬ ‫الثة ــ‬
‫أق�سامها ال ّث ِ‬
‫آحاد ــ ب� ِ‬
‫أحاديث ال ِ‬
‫ِ‬ ‫حكم �‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ورفع‬
‫احلديث ِ‬
‫ِ‬ ‫تقوية‬
‫أثر يف ِ‬
‫الواحد وطر ِق ِه � ٌ‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫رواة‬
‫لكرثة ِ‬
‫ِ‬ ‫لكن‬
‫�صحيحا �أو َح�س ًنا �أو �ضعيفًا‪ْ ،‬‬
‫ً‬ ‫آحاد‬
‫حديث ال ِ‬
‫ُ‬ ‫يكونُ‬
‫درج ِت ِه‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه م�سلم‪� )2( .‬صحيح البخاري‪.‬‬


‫‪64‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫متعم ًدا‪.»....‬‬
‫علي ّ‬‫كذب َّ‬
‫حديث « َم ْن َ‬
‫َ‬ ‫ال�صحاب ِة الّ َ‬
‫ذين َرووا‬ ‫من ّ‬‫ال�شبك ِة املعلوماتيّ ِة َع ْن ع�شرَ ٍة َ‬
‫من خاللِ ّ‬
‫ابحث ْ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫املعنوي‪ِ ،‬م ْن‬


‫ِّ‬ ‫قبيل املتوات ِر‬
‫اعتربها العلما ُء ِم ْن ِ‬
‫ني يو َم القيام ِة‪ ،‬لذا َ‬
‫ال�شفاع ِة للم�ؤمن َ‬
‫إثبات ّ‬
‫أحاديث كثري ٌة يف � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ور َد ْت �‬
‫ني يو َم القيام ِة(‪.)3‬‬
‫ال�شفاع َة للم�ؤمن َ‬
‫تثبت ّ‬
‫أحاديث ُ‬
‫َ‬ ‫ا�ستخراج ثالث ِة �‬
‫َ‬ ‫املتخ�ص�ص ِة حاولِ‬
‫ّ‬ ‫خاللِ امل�صاد ِر‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪65‬‬ ‫(‪ )3‬ميكنك الرجوع �إىل‪ :‬كتاب (االزهار املتناثرة يف الأخبار املتواترة) للإمام ال�سيوطي‪ ،‬وكتاب (نظم املتناثر من احلديث املتواتر) ملحمد‬
‫الكتاين‪ ،‬كما ميك ُن َك الرجوع للمواقع املتخ�ص�صة‪.‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫واحلكم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرواةُ‪،‬‬
‫حيث ُّ‬
‫من ُ‬
‫وحديث الآحا ِد ْ‬
‫ِ‬ ‫احلديث املتوات ِر‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬قارنْ ب َ‬
‫ني‬

‫احلديث‪/‬‬
‫ِ‬ ‫نوع‬
‫ُ‬
‫احلكم‬
‫ُ‬ ‫الروا ِة‬
‫عد ُد ّ‬ ‫�أوج ُه املقارن ِة‬
‫‪............................................ ............................................‬‬
‫املتواتر‬
‫ُ‬
‫‪............................................ ............................................‬‬
‫‪............................................ ............................................‬‬
‫الآحا ُد‬
‫‪............................................ ............................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ا�س �أَ ْج َم ِع َ‬
‫ني»(‪.)1‬‬ ‫النبي ‪َ « :h‬ال ُي�ؤْ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح َّتى �أَ ُكونَ �أَ َح َّب �إِ َل ْي ِه ِم ْن َوا ِل ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوال َّن ِ‬
‫قال ُّ‬‫َ‬

‫احلديث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أكمل املخ َّط َط التّايل‪ ،‬ث َُّم بينّ ْ َ‬
‫نوع هذا‬ ‫�ص هذ ِه ال ُّط َ‬
‫رق‪َّ ،‬ثم � ِ‬ ‫تفح ْ‬
‫احلديث ُروِ ي بع ّد ِة طرقٍ ‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬هذا‬
‫عن ال ْأع َر ِج‪،‬‬ ‫حد َثنا �أبو ال ِّز ِ‬
‫ناد‪ِ ،‬‬ ‫ب‪َ ،‬‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫يمان‪َ ،‬‬
‫قال‪ْ � :‬أخ َربنا ُ�ش َع ْي ٌ‬ ‫حد َثنا �أبو ا ْل ِ‬ ‫البخاري‪َ ،‬‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫ريق ال َّأو ُل‪ :‬ما روا ُه‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الط ُ‬
‫قال‪« :‬ال ُي ْ�ؤ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح ّتى �أَ ُكونَ ‪.» ..‬‬ ‫ر�ضي اهلل عن ُه ‪� -‬أنَّ َر َ‬
‫�سول اهلل ‪َ h‬‬ ‫َ‬ ‫رير َة ‪-‬‬ ‫َ‬
‫َع ْن �أبي ُه َ‬
‫حدثنا ُ�ش ْع َب ُة َع ْن‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫حدثنا �آد ُم‪َ ،‬‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫إبراهيم‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫بن �‬
‫قوب ُ‬ ‫حد َثنا َي ْع ُ‬
‫قال َّ‬‫قال‪َ :‬‬ ‫البخاري َ‬
‫ُّ‬ ‫الطريق الثاين‪ :‬ما روا ُه‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫النبي ‪« :h‬ال ُي ْ�ؤ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح ّتى �أَكونَ َ�أ َح َّب ِ�إ َل ْيه‪.» ..‬‬ ‫قال ُّ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫قَتا َدةَ‪َ ،‬عن �أ َن ٍ�س‪َ ،‬‬
‫العزيز ْب ِن ُ�ص َه ْي ٍب‪،‬‬
‫عبد ِ‬‫بن ُع َل ّيةَ‪َ ،‬ع ْن ِ‬ ‫ُ‬
‫إ�سماعيل ُ‬ ‫بن َح ْر ٍب‪َ ،‬ح َّد َثنا �‬ ‫م�سلم َ‬
‫قال‪َ :‬ح َّد َث ِني ُز َهيرْ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الث‪ :‬ما روا ُه‬‫ريق ال ّث ُ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الط ُ‬
‫ر�سول اهلل ‪« :h‬ال ُي ْ�ؤ ِم ُن َع ْب ٌد َح ّتى �أَكونَ ‪.» ..‬‬
‫ُ‬ ‫َع ْن �أَ َن ٍ�س َ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬
‫�صهيب َع ْن‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫العزيز ِ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫وار ِث َع ْن ِ‬ ‫حد َثنا َع ُ‬
‫بد ا ْل ِ‬ ‫بن �أبي َ�ش ْي َبةَ‪َّ ،‬‬‫�شيبانُ ُ‬ ‫م�سلم‪َ ،‬‬
‫قال‪َ :‬ح َّد ْثنا ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ابع‪ :‬ما روا ُه‬
‫الر ُ‬
‫ريق ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الط ُ‬
‫الر ُج ُل َح ّتى َ�أكونَ ‪.»...‬‬
‫ر�سول اهلل ‪« :h‬ال ُي ْ�ؤ ِم ُن َّ‬ ‫ُ‬ ‫�أَ َن ٍ�س َ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬

‫(‪� )1‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫ر�سول اهلل ‪َ « :h‬ال ُي ْ�ؤ ِم ُن �أَ َح ُد ُك ْم َح َّتى �أَ ُكونَ �أَ َح َّب ِ�إ َل ْي ِه ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫ني»‪.‬‬ ‫ا�س �أَ ْج َم ِع َ‬
‫َوا ِل ِد ِه َو َو َل ِد ِه َوال َّن ِ‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫واحلكم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الروا ِة‬
‫حيث عد ُد ّ‬
‫الغريب ِم ْن ُ‬
‫ِ‬ ‫واحلديث‬
‫ِ‬ ‫العزيز‬
‫ِ‬ ‫واحلديث‬
‫ِ‬ ‫احلديث امل�شهو ِر‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬قارنْ يف جدولٍ ب َ‬
‫ني‬

‫‪67‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج النبوي يف الدعوة‪.‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫‪�-‬سورة الأحزاب‪ ،‬الآيات (‪.)62 - 49‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬الإمام ال�شافعي‪.‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج النبوي يف الإ�صالح‪.‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬
‫‪ -‬نفي�سة العلوم‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫املحاو ُر‬

‫إلهي‬
‫الوحي ال ُّ‬
‫ُ‬
‫ال�سري ُة‬ ‫مي)‬‫(القر� ُآن الكر ُ‬
‫وال�شخ�صيات‬
‫ُ‬ ‫آيات‬
‫‪�-‬سور ُة الأحزاب‪ ،‬ال ُ‬
‫(‪.)62 - 49‬‬

‫مناذج االقتدا ِء‬


‫ُ‬
‫ال�شافعي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬الإما ُم‬ ‫الأ�سو ُة احل�سن ُة‬
‫العلوم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬نفي�س َة‬ ‫النبوي يف الدعوةِ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫النبوي يف الإ�صالح‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪69‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫مر ْت بِها َد ْع َو ُة ال ّنب ِّي ‪.h‬‬‫املراح َل ا ّلتي ّ‬ ‫ِ‬


‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫‪� -‬أمي ُز‬
‫المنهج النبوي‬
‫في الدعو ِة‬
‫دعو ِته‪.‬‬ ‫بي ‪ h‬يف ْ‬ ‫‪ -‬أ�قْتدي بال ّن ّ‬
‫الم‪.‬‬
‫الد ْع َو ِة �إىل ال ْإ�س ِ‬‫واج َب َّ‬ ‫مار�س ِ‬ ‫‪� -‬أُ ُ‬
‫التزام � ْأح َك ِامه و�آدابِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الل‬
‫الم ِم ْن ِخ ِ‬ ‫‪� -‬أُ ْع ِطي ُ�صور ًة ُم رَ ّ‬
‫�شف ًة لل ْإ�س ِ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫إلهي‪ :‬ﱫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱪ‪( .‬املدثر‬


‫أمر ال ُّ‬
‫جاء ُه ال ُ‬
‫إ�سالم حينما َ‬
‫الر�سول ‪� h‬إىل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫بد� ْأت دعو ُة‬ ‫ ‬
‫تتابع‬ ‫وكانت خديج ُة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ّ � -‬أو َل ِ‬
‫بعدها َ‬
‫ومن ِ‬
‫النا�س ا�ستجاب ًة له ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أقرب‪،‬‬
‫أقرب فال َ‬
‫‪ ،)2-1‬فقام يدعو ال َ‬
‫هلل تعاىل‪:‬‬ ‫نزل ُ‬
‫قول ا ِ‬ ‫أرقم �إىل �أنْ َ‬
‫بن �أبي ال ِ‬
‫أرقم ِ‬
‫دار ال ِ‬
‫�رسا يف ِ‬
‫والتزكية ًّ‬
‫ِ‬ ‫بالرعاية‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫دهم‬
‫تعه ُ‬
‫الذين َّ‬
‫َ‬ ‫ال�صحاب ُة‬
‫ال�صفا‪ ،‬فنادى القو َم‬ ‫و�صعد ّ‬
‫َ‬ ‫بالدعوة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يجهر‬
‫ُ‬ ‫ﱫﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱪ‪( .‬احلجر ‪ ،)94‬فقا َم ‪h‬‬
‫العداء متتاب ًعا ح ّتى‬
‫ُ‬ ‫يزل َ‬
‫ذاك‬ ‫ثم ملْ ْ‬
‫لهب‪ْ ،‬‬
‫عمه �أبي ٍ‬
‫من ِّ‬
‫َت �أوىل �صيحا ِته ْ‬
‫ويب�شهم‪ ،‬فجابهو ُه بالعدا ِء الذي انطلق ْ‬
‫لينذرهم رِّ َ‬
‫َ‬
‫مبتابعة‬
‫ِ‬ ‫املدينة‪ ،‬وفيها بد� ْأت مرحل ٌة جديد ٌة‬
‫ِ‬ ‫ثم تبع ْتها الهجر ُة �إىل‬
‫احلب�شة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫فكانت الهجر ُة �إىل‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫أمر على امل�سلم َ‬
‫ا�شتد ال ُ‬
‫َّ‬
‫إر�سال‬
‫الدعوة ب� ِ‬
‫ِ‬ ‫ات�سعت دائر ُة‬
‫ْ‬ ‫ثم‬
‫الكتاب واحلكمةَ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫تعليمهم‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وتزكي ِتهم ْ‬
‫َ‬ ‫تربية امل�ستجيبني لها‬
‫مع ِ‬ ‫الدعوة َ‬
‫ِ‬
‫أفواجا‪.‬‬
‫هلل � ً‬
‫دين ا ِ‬
‫النا�س يف ِ‬
‫دخول ِ‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫واحلك ِام‪ ،‬ح َّتى كانَ‬ ‫ومكاتبة الزعما ِء‬
‫ِ‬ ‫الوفود‬
‫ِ‬ ‫وا�ستقبال‬
‫ِ‬ ‫والبعثات‬
‫ِ‬ ‫الر�سل‬
‫ِ‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬
‫املالمح العام ِة للدعو ِة النبويَّ ِة يف َّ‬
‫مك َة واملدينةَ‪ .‬دلِّلْ على كلٍّ منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪� C‬أما َم َك جمموع ٌة َ‬
‫من‬
‫الدعوة الإ�سالمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بتبليغ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬االهتما ُم‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫امل�سلمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أجل بنا ِء قاعد ٍة �صلب ٍة لل َّأم ِة‬
‫من � ِ‬
‫للدعوة ْ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستجاب‬
‫َ‬ ‫برتبية َم ِن‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬االهتما ُم‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫مكان ن�ش�أ ِتها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اجلمود بها يف‬
‫ِ‬ ‫وعدم‬
‫ِ‬ ‫بالدعوة‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬احلرك ُة‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪70‬‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مل�ستقبل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والتخطيط‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫ا�ستمرار‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫من اجتا ٍه و�أك َرث ْ‬
‫من �صعيدٍ ‪.‬‬ ‫باالنطالق بها يف �أك َرث ِ‬
‫ِ‬ ‫الدعوة‬
‫ِ‬ ‫عاملية‬
‫ِ‬ ‫حتقيق‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الدعوة النبو َيّ ِة‬


‫ِ‬ ‫�أو ًال‪ُ � :‬‬
‫أهداف‬
‫ور‬
‫فيه الإن�سانُ بال ُّن ِ‬
‫ي�شعر ِ‬
‫ُ‬ ‫القومي الذي‬
‫ِ‬ ‫املنهج‬
‫ِ‬ ‫نحو‬
‫اجلاهلي ِة َ‬
‫َّ‬ ‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫معامل‬
‫الر�سول ‪� h‬إىل تغي ِري ِ‬
‫ِ‬ ‫اتجَّ ْ‬
‫هت دعو ُة‬ ‫ ‬
‫آفاق‬
‫أنوارهما �إىل � ِ‬
‫ينطلق ب� ِ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫والفكر‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫النف�س‬
‫ِ‬ ‫ي�ستقر يف‬
‫َّ‬ ‫الظلمات‪ ،‬ح َّتى‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫َ‬ ‫يتحدى‬
‫َّ‬ ‫وهو‬ ‫من ِّ‬
‫كل مكانٍ ‪َ ،‬‬ ‫املتدف ِّق ْ‬
‫الرحبة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلياة‬
‫ِ‬

‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫أهداف �أخرى للدعو ِة النبويّ ِة‪:‬‬


‫اذكر ثالث َة � ٍ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من خاللِ درا�س ِتك ال�سابق ِة لل�سري ِة النبوي ِة ْ‬
‫َّ‬
‫وجل وحق ِِّه عليهم‪.‬‬ ‫بخالقهِ م ع َّز‬
‫ِ‬ ‫العباد‬
‫ِ‬ ‫تعريف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫‪. ........................................................................................ -‬‬ ‫ ‬
‫‪. ........................................................................................ -‬‬ ‫ ‬
‫‪. ........................................................................................ -‬‬ ‫ ‬

‫الر�سول ‪h‬‬
‫ِ‬ ‫قامت عليها ُ‬
‫دعوة‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ال ُ‬
‫أ�س�س التي ْ‬
‫عقبات كثريةً‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫معبد ًة �أما َمه‪ْ ،‬‬
‫بل واج َه يف �سبي ِلها‬ ‫الطريق َّ‬
‫ُ‬ ‫تكن‬
‫الدعوة‪ ،‬مل ِ‬
‫ِ‬ ‫أمانة‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬تبليغَ � ِ‬ ‫ف‬‫حينما ُك ِّل َ‬ ‫ ‬
‫تبليغها‪،‬‬
‫حري�صا على ِ‬
‫ً‬ ‫أمانة‬ ‫ً‬
‫م�ستم�سكا ب�أدا ِء ال ِ‬ ‫جميع �أحوا ِلها‬
‫ِ‬ ‫وح�صارا وهجرةً‪ ،‬وكانَ يف‬
‫ً‬ ‫�شديدا‪ ،‬وا�ضطها ًدا‬‫ً‬ ‫وعنا ًدا‬
‫هلل‬
‫عبادة ا ِ‬ ‫اجلاهلي ِة �إىل‬ ‫الوثنية وفو�ضى‬ ‫عبادة‬ ‫من‬ ‫حتو َل فيه‬ ‫ح ّتى حق ََّق ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املجتمع ْ‬
‫ُ‬ ‫منقطع النظ ِري؛ َّ‬
‫َ‬ ‫جناحا‬
‫الدعوة ً‬
‫ِ‬ ‫اهلل لهذه‬
‫أحد‪.‬‬
‫الواحد ال ِ‬
‫ِ‬
‫النجاح؟‬
‫ُ‬ ‫قامت عليها هذه الدعو ُة حتّى حتق ََّق لها َ‬
‫ذلك‬ ‫‪ C‬ما ال ُ‬
‫أ�س�س التي ْ‬

‫‪71‬‬
‫هلل تعاىل‪:‬‬
‫إخال�ص ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬ال‬
‫خمل�صا‬
‫وجل ً‬‫بل كانَ يدعو �إىل اهلل ع َّز َّ‬
‫أر�ضيةٍ‪ْ ،‬‬
‫ب�رشي �أو فل�سف ٍة � َّ‬
‫ٍّ‬ ‫نظام‬
‫نف�س ِه �أو �إىل ٍ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يدعو �إىل ِ‬ ‫ملْ ِ‬
‫يكن‬ ‫ ‬
‫وحده‪.‬‬
‫هلل َ‬
‫اجلميع عبا ًدا ِ‬
‫ُ‬ ‫له‪ ،‬وغاي ُته �أنْ يكونَ‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﱪ‪( .‬ال�شعراء ‪.)3‬‬ ‫ ‬
‫ذلك بكث ٍري‪ ،‬دلِّلْ على َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫من َ‬‫أكرب ْ‬ ‫هم الر�سولِ ‪ h‬حم�صو ًرا يف جمر ِد القيا ِم بالدعو ِة‪ ،‬بلْ كانَ ُّ‬
‫همه � َ‬ ‫‪ C‬ملْ ْ‬
‫يكن ُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫إليه‪:‬‬
‫العلم مبا يدعو � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬

‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﱪ‪( .‬يو�سف ‪.)108‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫‪ C‬ما املق�صو ُد بالب�صري ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬ما الآثا ُر املرتتب ُة على كلٍّ ْ‬
‫من‪:‬‬
‫هلل تعاىل؟‬
‫يدعو فيها �إىل ا ِ‬
‫البيئة التي ُ‬
‫أحوال ِ‬‫الداعية � َ‬
‫ِ‬ ‫معرفة‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫‪ِ -‬‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫أعمال؟‬
‫واملفا�سد املرتتب َة على ال ِ‬
‫َ‬ ‫امل�صالح‬
‫َ‬ ‫الداعية‬
‫ِ‬ ‫مراعاة‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫‪ِ -‬‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫إليه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫العمل مبا يدعو � ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)163 - 162‬‬

‫‪72‬‬
‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬
‫‪ C‬ما �أهميَّ َة توا ُف ِق دعو ِة الداعي ِة مع عم ِله؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ُ‬
‫أخالق‪:‬‬
‫‪ .4‬ال‬
‫حق ر�سو ِله ‪ :h‬ﱫ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﱪ‪( .‬القلم ‪.)4‬‬ ‫َّ‬
‫وجل ‪ -‬يف ِّ‬ ‫َ‬
‫قال ‪ -‬ع َّز‬ ‫ ‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬

‫وباال�شرتاك م َع جمموع ِت َك الطالبيَّ ِة دلِّلْ على الأخالقِ النبويَّ ِة التالي ِة يف جمالِ‬


‫ِ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من خاللِ درا�س ِتك ال�سابق ِة لل�سري ِة النبوي ِة‬
‫ثمرات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫دعو ِته ‪ h‬وما ترتَّ َب عليها ْ‬
‫‪ -‬ال�صدق‪................................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬ال�صرب‪..................................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬التوا�ضع‪.................................................................................................. :‬‬
‫‪ -‬ال�صفح اجلميل‪............................................................................................ :‬‬

‫‪ .5‬التفا� ُؤل وال ُ‬


‫أمل‪:‬‬
‫را�ضيا‬
‫ً‬ ‫بعده‪َ ،‬‬
‫لذلك كانَ‬ ‫من قب ِله و َم ْن �سي�أتي َ‬
‫احلق ْ‬ ‫َ‬
‫حمل دعو َة ِّ‬ ‫من‬ ‫االبتالء �س َّن ٌة ما�ضي ٌة ِّ‬
‫لكل ْ‬ ‫َ‬ ‫يوقن �أنَّ‬
‫كانَ ‪ُ h‬‬ ‫ ‬
‫وتوفيقه ل ُه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫عون ا ِ‬
‫من ِ‬ ‫فلم يي� ْأ�س ُّ‬
‫قط ْ‬ ‫بنجاح دعو ِته‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫مطمئ ًّنا متفائ ً‬
‫ال‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫الطائف‪..« :‬يا حُ َمم ُد‪� ،‬إِنَّ َ‬


‫اهلل ق َْد َ�س ِم َع ق َْو َل ق َْو ِم َك َل َك‬ ‫أهل‬
‫موقف � ِ‬ ‫هلل ‪ h‬بعد‬
‫ول ا ِ‬
‫ِلر ُ�س ِ‬ ‫ق َ‬
‫َال َم َل ُك‬
‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلبال َ‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫ال َوق َْد َب َع َث ِني َر ُّب َك �إ َل ْي َك ِل َت�أ ُم َر يِن ِب� ْأم ِر َك ف ََما ِ�ش ْئ َت‪� ،‬إِنْ ِ�ش ْئ َت �أنْ �أُ ْطب َِق َع َل ْيهِ ُم ال ْأخ َ�ش َبينْ ِ‏ ‏»‪.‬‏ َفق َ‬
‫َال َل ُه‬ ‫َو�أَ َنا َم َل ُك الجْ ِ َب ِ‬
‫البِهِ م من يعب ُد َ‬ ‫ُ‬
‫�ش ُك ب ِِه َ�ش ْي ًئا‏»(‪.)1‬‬
‫اهلل َو ْح َد ُه َال ُي رْ ِ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ب ْل �أَ ْر ُجو �أَنْ ُي ْخ ِر َج اهلل ِم ْن �أَ ْ�ص َ ْ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َر ُ�س ُ‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪73‬‬
‫الطائف؟‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫ني على � ِ‬ ‫منع م َل ِك اجلبالِ ْ‬
‫من �إطباقِ الأخ�شب ِ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪� h‬إىل ِ‬ ‫‪ C‬ما الذي دف َع‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬ما �أهمي ُة التفا�ؤلِ عن َد عد ِم حتق ُِّق ال ِ‬
‫أهداف املن�شود ِة للداعي ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الر�سول ‪ h‬يف دعو ِته �إىل ا ِ‬


‫هلل‬ ‫ِ‬ ‫مناهج‬
‫ُ‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫ويحر ُك عواطفَه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫املدعو‬
‫ِّ‬ ‫قلب‬
‫يالم�س َ‬
‫ُ‬ ‫عاطفي‬
‫ٍّ‬ ‫منهج‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫النا�س ما ب َ‬
‫َ‬ ‫الر�سول ‪ h‬يف دعو ِته‬
‫ِ‬ ‫مناهج‬
‫ُ‬ ‫عت‬
‫تنو ْ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫املحاكاة‬
‫ِ‬ ‫ين ويدعو ُه �إىل‬
‫احل�س الإن�سا ِّ‬
‫تطبيقي ي َّت ِج ُه �إىل ِّ‬
‫ٍّ‬ ‫ح�سي‬
‫ٍّ‬ ‫ومنهج‬
‫ٍ‬ ‫ويحر ُك َ‬
‫فكره‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫املدعو‬
‫ِّ‬ ‫يخاطب َ‬
‫عقل‬ ‫ُ‬ ‫عقلي‬
‫ٍّ‬ ‫ومنهج‬
‫ٍ‬
‫واحل�س‪ ،‬فكانَ ‪h‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫والعقل‪،‬‬ ‫القلب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إن�سانية‪ ،‬وهي‬
‫ِ‬ ‫النف�س ال‬
‫ِ‬ ‫ركائز‬
‫ِ‬ ‫لتنو ِع‬
‫املناهج تب ًعا ُّ‬
‫ُ‬ ‫عت هذه‬
‫تنو ْ‬
‫وقد َّ‬
‫وامل�شابهة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫املنا�سب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للموقف‬
‫ِ‬ ‫املنا�سب‬
‫َ‬ ‫املنهج‬
‫َ‬ ‫يختار‬
‫ُ‬

‫العاطفي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫إظهار الر� ِأفة‬
‫احل�سنة‪ ،‬و� ِ‬
‫ِ‬ ‫كاملوعظة‬
‫ِ‬ ‫ال�شعور والوجدانَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫وحتر ُك‬
‫القلب‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أ�ساليب التي ترتك ُز على‬
‫ِ‬ ‫وهو جمموع ُة ال‬ ‫ ‬
‫امل�ساعدات‬
‫ِ‬ ‫وتقدمي‬
‫ِ‬ ‫ين‪ ،‬وت�أمنيِ خدما ِتهم‪،‬‬
‫املدعو َ‬
‫ِّ‬ ‫حاجات‬
‫ِ‬ ‫احلانية‪ ،‬وق�ضا ِء‬
‫ِ‬ ‫واملناداة‬
‫ِ‬ ‫الطي ِبة‬
‫بالكلمة ِّ‬
‫ِ‬ ‫ين‬
‫باملدعو َ‬
‫ِّ‬ ‫والرحمة‬
‫ِ‬
‫لهم‪.‬‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫العاطفي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫املنهج‬
‫يتوافق م َع ا�ستخدا ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫واطن الدعويَّ ِة‪ ،‬ح ِّد ْد منها ما‬ ‫‪� C‬أما َمك جمموع ٌة َ‬
‫من امل َ ِ‬
‫أطفال وامل�ساكنيِ‬
‫ال�ضعيفة كال ِ‬
‫ِ‬ ‫القلوب‬
‫ِ‬ ‫اجلاهل – دعو ُة العلما ِء ‪ -‬دعو ُة �‬
‫أ�صحاب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دعو ُة‬
‫املعاندين‪.‬‬
‫َ‬ ‫اخل�صوم‬
‫ِ‬ ‫أرحام – دعو ُة‬ ‫التع�ص ِب لآرا ِئهم ‪ -‬دعو ُة ال ِ‬
‫أقارب وال ِ‬ ‫ُّ‬ ‫عن‬
‫البعيدين ِ‬
‫َ‬ ‫دعو ُة املن�صف َ‬
‫ني‬

‫‪74‬‬
‫العقلي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫أقي�سة‪،‬‬
‫العقلي ِة‪ ،‬وال ِ‬
‫َّ‬ ‫كاملحاكمات‬
‫ِ‬ ‫واالعتبار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‪ ،‬وتدعو �إىل ُّ‬
‫التفك ِر‬ ‫ِ‬ ‫أ�ساليب ا َّلتي ترتك ُز على‬
‫ِ‬ ‫هو جمموع ُة ال‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫أمثال‪.‬‬
‫و�رضب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫واحلوار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واملناظرة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واجلدال با ُ‬
‫حل�سنى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وعند‬
‫َ‬ ‫العقليةَ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ات‬
‫هي ِ‬ ‫أمور الظاهر َة َ‬
‫والب َد ّ‬ ‫ين ال َ‬
‫املدعو َ‬
‫ِّ‬ ‫إنكار‬
‫واطن � ِ‬
‫أ�سلوب يف َم ِ‬
‫َ‬ ‫وقد كانَ ‪ h‬ي�ستخد ُم هذا ال‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫بال�شبهات‬
‫ِ‬ ‫دعوة املت�أ ِّث َ‬
‫رين‬ ‫ِ‬ ‫وعند‬
‫َ‬ ‫ال�سليم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العقلي‬
‫ِّ‬ ‫باملنهج‬
‫ِ‬ ‫أ�رسع َم ْن يت�أ َّث ُر‬
‫باعتبارهم � َ‬
‫ِ‬ ‫أفكارهم‬
‫ين بعقو ِلهم و� ِ‬
‫املعتد َ‬
‫ِّ‬ ‫دعوة‬
‫ِ‬
‫بالباطل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫املخدوع َ‬

‫�أُ َم ِّي ُز‪:‬‬

‫العقلي‬
‫ِّ‬ ‫املنهج‬
‫أ�ساليب ِ‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬ميِّ ْز ِم ْن بينها �‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف دعو ِته �إىل ا ِ‬ ‫أ�ساليب التي ا�ستخد َمها‬
‫من ال ِ‬ ‫‪� C‬أما َم َك جمموع ٌة َ‬
‫مبينًا نو َعه ‪.‬‬
‫َال‪�« :‬إِ يِّن لأُ ِح ُّب َك َيا ُم َعا ُ‏ذ»‏‪.‬‏‬
‫هلل ‪َ h‬فق َ‬ ‫َال‪� :‬أَ َخ َذ ب َِي ِدي َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َعن مع ِاذ ب ِن جب ٍل ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬ق َ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ْ َُ ْ ََ‬
‫الةٍ‪َ :‬ر ِّب �أَ ِع ِّني َع َلى ِذ ْك ِر َك‬ ‫ال ت ََد ْع أ�َنْ َتق َ‬
‫ُول فيِ ُك ِّل َ�ص َ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ف َ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫هلل‪َ ،‬فق َ‬ ‫َف ُق ْل ُت‪َ :‬و�أَ َنا �أُ ِح ُّب َك َيا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬
‫َو ُ�ش ْك ِر َك َو ُح ْ�س ِن ِع َبا َد ِت َك»‏(‪.)1‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫«احف َْظ‬
‫َال‪ْ :‬‬‫هلل! َع ْو َرا ُت َنا َما َن�أ ِتي ِم ْن َها َو َما َن َذ ُر؟ ق َ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫فقال‪َ :‬يا َنب َِّي ا ِ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ال�صحابة‬
‫ِ‬ ‫�س� َأل � ُ‬
‫أحد‬ ‫ ‬
‫�ض‪ ،‬ق َ‬
‫َال‪�« :‬إِ ِن‬ ‫هلل! �إ َذا َكانَ ا ْلق َْو ُم َب ْع ُ�ض ُه ْم فيِ َب ْع ٍ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َع ْو َرت ََك �إ َّال ِم ْن َز ْو َج ِت َك �أَ ْو َما َم َل َك ْت مَيِي ُن َ ‏‬
‫ك»‏‪.‬‏ ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫َال‪« :‬ف ُ‬
‫َاهلل � َأح ُّق �أنْ َي ْ�س َت ْحي َِي ِم ْن ُه‬ ‫هلل! �إِ َذا َكانَ � َأح ُد َنا َخا ِل ًيا‪ ،‬ق َ‬ ‫ال َي َر َي َّن َها»‪.‬‏ ‏فق َ‬
‫َال‪َ :‬يا َنب َِّي ا ِ‬ ‫ا�س َت َط ْع َت �أنْ َال َي َر َاها � َأح ٌد َف َ‬
‫ْ‬
‫ا�س»‏(‪.)2‬‬
‫ال َّن ُ ‏‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال ِم‬ ‫َار َق الجْ َ َم َ‬


‫اع َة ِ�شبرْ ًا َفق َْد َخ َل َع ِر ْب َق َة ال ْإ�س َ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬م ْن ف َ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َال‪ :‬ق َ‬
‫ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬ق َ‬
‫َ‬ ‫َع ْن �أبِي َذ ٍّر ‪-‬‬ ‫ ‬
‫ِم ْن ُع ُن ِق ِ‏ه»‏(‪.)3‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الن�سائي‪ )2( .‬رواه الرتمذي‪ ،‬وقال حديث ح�سن‪ )3( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫هلل ‪َ h‬و َكا َن ْت َي ِدي ت َِط ُ‬
‫ي�ش‬ ‫َال‪ُ :‬ك ْن ُت فيِ ِح ْج ِر َر ُ�س ِ‬
‫ول ا ِ‬ ‫اهلل عنهما ‪ -‬ق َ‬ ‫عن ُعمر ب ِن �أبِي �س َلم َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ‬
‫ال ُم‪� ،‬سم َ‬
‫اهلل َو ُك ْل ب َِي ِمي ِن َك َو ُك ْل مِ َّما َي ِل َ‬ ‫ال�ص ْحف َِة‪َ ،‬فق َ‬
‫يك‏»(‪.)1‬‬ ‫َال يِل‪َ « :‬يا غُ َ َ ِّ‬ ‫فيِ َّ‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫والعاطفي يف دعو ِته هذا‬


‫ِّ‬ ‫العقلي‬
‫ِّ‬ ‫املنهج‬
‫من ِ‬ ‫واطن ا�ستخدا ِم الر�سولِ ‪ h‬ك ًّ‬
‫ال َ‬ ‫من خال ِله َم َ‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط ْ‬ ‫املوقف التا َيل‪َّ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫‪ C‬اقر�أِ‬
‫ال�شاب‪.‬‬
‫َّ‬

‫هلل‪� ،‬إئ َْذنْ يِل بِال ِّز َنا‪َ .‬ف�أَق َْب َل ا ْلق َْو ُم َع َل ْي ِه‬ ‫َال‪� :‬إِنَّ َف ًتى َ�شا ًّبا �أَتَى ال َّنب َِّي ‪َ h‬فق َ‬
‫َال‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َع ْن �أَبِي �أُ َما َمةَ‪ ،‬ق َ‬ ‫ ‬
‫هلل‪َ ،‬ج َع َل ِني‬ ‫َال‪� :‬أَتحُ ِ ُّب ُه لأُ ِّم َك؟ ق َ‬
‫َال ال َوا ِ‬ ‫�س‪ ،‬ق َ‬
‫َال‪ :‬ف ََج َل َ‬‫َال‪� :‬أ ْد ُن ْه‪ .‬ف ََد َنا ِم ْن ُه ق َِر ًيبا‪ .‬ق َ‬ ‫َف َز َج ُرو ُه‪ ،‬قَا ُلوا‪َ :‬م ْه َم ْه‪َ .‬فق َ‬
‫هلل جع َل ِني ُ‬
‫اهلل ِف َد َاء َك!‬ ‫هلل َيا َر ُ�س َ‬ ‫َال �أَ َف ُت ِح ُّب ُه ال ْب َن ِت َك؟ ق َ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لأُ َّم َهاتِهِ ْم‪ .‬ق َ‬ ‫ُ‬
‫اهلل ِف َد َاء َك! ق َ‬
‫ول ا ِ َ َ‬ ‫َال‪ :‬ال َوا ِ‬ ‫َال َوال ال َّن ُ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه‬ ‫هلل جع َل ِني ُ‬
‫اهلل ِف َد َاء َك! ق َ‬ ‫َال‪� :‬أ َف ُت ِح ُّب ُه لأُ ْخ ِت َك؟ ق َ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َب َناتِهِ ْم‪ .‬ق َ‬ ‫ق َ‬
‫َال‪َ :‬وال ال َّن ُ‬ ‫َال‪ :‬ال َوا ِ َ َ‬ ‫َال‪َ :‬وال ال َّن ُ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه ِل َع َّماتِهِ ْم‪ .‬ق َ‬
‫َال‪� :‬أ َف ُت ِح ُّب ُه‬ ‫اهلل ِف َد َاء َك! ق َ‬‫هلل جع َل ِني ُ‬ ‫لأَ َخ َواتِهِ ْم‪ .‬ق َ‬
‫َال‪� :‬أ َف ُت ِح ُّب ُه ِل َع َّم ِت َك؟ ق َ‬
‫َال‪َ :‬وال ال َّن ُ‬ ‫َال‪ :‬ال َوا ِ َ َ‬
‫َال‪ :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َال‪ :‬ف ََو َ�ض َع َي َد ُه َع َل ْي ِه َوق َ‬
‫ا�س ُي ِح ُّبو َن ُه لخِ َ االتِهِ ْم‪ .‬ق َ‬ ‫اهلل ِف َد َاء َك! ق َ‬ ‫هلل جع َل ِني ُ‬ ‫لخِ َ ا َل ِت َك؟ ق َ‬
‫َال‪َ :‬وال ال َّن ُ‬ ‫َال‪ :‬ال َوا ِ َ َ‬
‫اغْ ِف ْر َذ ْن َب ُه‪َ ،‬و َط ِّه ْر َق ْل َب ُه‪َ ،‬و َح ِّ�ص ْن ف َْر َج ُه‪َ ،‬ف َل ْم َي ُك ْن َب ْع ُد َذ ِل َك ا ْل َف َتى َي ْل َت ِف ُت ِ�إلىَ َ�ش ْي ٍء(‪ )2‬‏‪.‬‬

‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫التجريبي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫احل�سي �أو‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫والتجارب؛ كا�ستدعا ِء‬
‫ِ‬ ‫امل�شاهدات‬
‫ِ‬ ‫وتعتمد على‬
‫ُ‬ ‫احلوا�س‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫أ�ساليب الدعو َّي ِة التي ترتك ُز على‬
‫ِ‬ ‫وهو جمموع ُة ال‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫أخالق‬
‫تعليم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫العملية يف‬
‫ِ‬ ‫القدوة‬
‫ِ‬ ‫وا�ستخدام‬
‫ِ‬ ‫التطبيقي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫التعليم‬
‫ِ‬ ‫أ�سلوب‬
‫ِ‬ ‫وا�ستخدام �‬
‫ِ‬ ‫املح�سو�سات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لتعر ِف‬
‫احلوا�س ُّ‬
‫ِّ‬
‫وال�سلوك‪.‬‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪ )2( .‬رواه �أحمد‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬
‫العبادات والأخالقِ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احل�سي يف دعو ِت ِه ‪ h‬يف جمالِ‬
‫ِّ‬ ‫للمنهج‬
‫ِ‬ ‫مناذج تطبيقي ًة‬
‫اذكر َ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من خاللِ درا�س ِت َك لل�سنَّ ِة النبويَّ ِة‪ْ ،‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الدعوة النبو َيّ ِة‬


‫ِ‬ ‫أ�ساليب‬
‫راب ًعا‪ُ � :‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)125‬‬
‫أ�سلوب احلكم ِة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪� .1‬‬
‫أولويات‪ ،‬ومراعا ُة‬
‫ِ‬ ‫وترتيب ال‬
‫ُ‬ ‫الدعوة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫التدر ُج يف‬
‫ُّ‬ ‫مظاهرها‬
‫ِ‬ ‫وم ْن‬
‫والعمل‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫القول‬
‫ِ‬ ‫احلكم ُة هي ال�سدا ُد يف‬ ‫ ‬
‫وامل�ستويات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أعمار‪،‬‬
‫أحوال‪ ،‬وال ِ‬
‫الدعوي لل ِ‬
‫ِّ‬ ‫املنهج‬
‫ِ‬ ‫النا�س مناز َلهم‪ ،‬ومنا�سب ُة‬ ‫واملفا�سد‪ ،‬و� ُ‬
‫إنزال ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل�صالح‬
‫ِ‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬


‫مظاهر احلكم ِة يف دعو ِة الر�سولِ ‪.h‬‬
‫َ‬ ‫املواقف التالي ِة ح ِّد ْد‬
‫ِ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من خاللِ‬
‫الدعوة يف بداي ِتها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫التخطيط ل�رس َّي ِة‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الكعبة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫حول‬ ‫أ�صنامهم‬
‫�ض ل ِ‬ ‫التعر ِ‬
‫ُّ‬ ‫املكي دونَ‬
‫ِّ‬ ‫العهد‬
‫ِ‬ ‫لقوم ِه يف‬
‫الر�سول ‪ِ h‬‬
‫ِ‬ ‫دعوة‬
‫ِ‬ ‫ا�ستمرار‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الروم)‬
‫ِ‬ ‫عظيم‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫هرقل‬ ‫هلل ور�سو ِله �إىل‬
‫عبد ا ِ‬
‫حممدٍ ِ‬
‫(م ْن ّ‬
‫التعظيم ِ‬
‫ِ‬ ‫ألفاظ‬
‫هلل ب� ِ‬
‫عند دعو ِتهم �إىل ا ِ‬
‫امللوك َ‬ ‫َ‬ ‫الر�سول ‪h‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬خماطب ُة‬
‫القبط) ‪.‬‬
‫عظيم ِ‬‫ِ‬ ‫املقوق�س‬
‫ِ‬ ‫هلل ور�سو ِله �إىل‬
‫عبد ا ِ‬
‫و(من حممدٍ ِ‬
‫ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫أ�سلوب املوعظ ِة احل�سن ِة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫‪� .2‬‬
‫النفو�س‬
‫ِ‬ ‫أثر يف‬
‫أ�سلوب � ٌ‬
‫ِ‬ ‫الرتهيب‪ ،‬ولهذا ال‬
‫ِ‬ ‫الرتغيب �أو‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫بالعواقب من‬
‫ِ‬ ‫والتذكري‬
‫ُ‬ ‫الن�صح‬
‫ُ‬ ‫املوعظ ُة احل�سن ُة هي‬ ‫ ‬
‫املنكرات والق�ضا ِء عليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وحما�رصة‬
‫ِ‬ ‫املدعو ِين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قلوب‬
‫املحب ِة واملو َّد ِة يف ِ‬
‫وغر�س َّ‬
‫ِ‬ ‫اال�ستجابة لها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫و�رسعة‬
‫ِ‬ ‫املواعظ‬
‫ِ‬ ‫َبول‬
‫بق ِ‬

‫‪77‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف دعو ِت ِه هللِ‪.‬‬ ‫ا�ستنتج � َأثر املوعظ ِة احل�سن ِة التي اتّب َعها‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬ت� ِ‬
‫أمل املوقفينْ ِ التالينيِ‪َّ ،‬ثم‬

‫ال�ص ْب ِح ِم ْن �أَ ْج ِل‬


‫ال ِة ُّ‬ ‫َال‪�ِ :‬إنيِّ لأَتَ�أَ َّخ ُر َع ْن َ�ص َ‬
‫هلل ‪َ h‬فق َ‬ ‫ال‪َ :‬جا َء َر ُجلٌ ِ�إلىَ َر ُ�سولِ ا ِ‬ ‫َع ْن �أَبِي َم ْ�س ُعو ٍد ا َلأنْ َ�صا ِر ِّي َق َ‬ ‫ ‬
‫َال‪« :‬يَا َ�أيُّ َها النَّ ُ‬
‫ا�س ِ�إ َّن ِم ْن ُك ْم‬ ‫النٍ ممِ َّا يُ ِطيلُ ِبنَا ‏‪َ .‬ف َما َر�أَيْ ُت النَّب َِّي ‪ h‬غ َِ�ض َب فيِ َم ْو ِع َظ ٍة َق ُّط �أَ َ�ش َّد ممِ َّا غ َِ�ض َب يَ ْو َم ِئ ٍذ؛ َفق َ‬
‫ُف َ‬
‫حفظ‬ ‫يف َوذَا الحْ َ َ‬
‫اج ِة»‏‏(‪.)1‬‬ ‫ال�ض ِع َ‬
‫ِري َو َّ‬ ‫ين‪َ ،‬ف�أَيُّ ُك ْم �أَ َّم النَّ َ‬
‫ا�س َف ْليُوجِ ْز؛ َف ِ�إ َّن ِم ْن َو َرا ِئ ِه الْ َكب َ‬ ‫ُمنَ ِّف ِر َ‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫النبي‬
‫ذلك َّ‬ ‫أنف�سهم �شي ًئا‪ ،‬فبلغَ َ‬ ‫أن�صار‪ ،‬فوجدوا يف � ِ‬ ‫يعط ال َ‬ ‫الغنائم يو َم حننيٍ ملْ ِ‬
‫َ‬ ‫الر�سول ‪h‬‬ ‫ُ‬ ‫ق�سم‬‫حينما َ‬ ‫ ‬
‫الد ْن َيا‬
‫اع ٍة ِم ْن ُّ‬ ‫ال ْن َ�ص ِار فيِ ُل َع َ‬ ‫جاء يف موعظ ِته‪َ �..« :‬أو َج ْد مُ ْت فيِ �أَ ْنف ُِ�س ُك ْم َيا َم ْع رَ َ‬
‫�ش ْ أ‬ ‫ووعظهم‪ ،‬وكانَ َّمما َ‬ ‫َ‬ ‫‪ h‬فجم َعهم‬
‫ِال�ش ِاة َوا ْل َب ِع ِري‬
‫ا�س ب َّ‬ ‫ال ْن َ�ص ِار �أنْ َي ْذ َه َب ال َّن ُ‬ ‫ْت ب َِها ق َْو ًما ِل ُي ْ�س ِل ُموا‪َ ،‬و َو َك ْل ُت ُك ْم �إلىَ ِ�إ ْ�سلاَ ِم ُك ْم؟ �أ َفلاَ ت َْر َ�ض ْونَ َيا َم ْع رَ َ‬
‫�ش ْ أ‬ ‫َت�أ َّلف ُ‬
‫ْ�س حُ َم َّمدٍ ب َِي ِد ِه َل ْوال ا ْلهِ ْج َر ُة َل ُك ْن ُت ْام َر�أً ِم ْن الأ ْن َ�ص ِار! َو َل ْو‬ ‫هلل ‪ h‬فيِ ِر َحا ِل ُك ْم؟ ف ََوا َّل ِذي َنف ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َوت َْر ِج ُعونَ ب َِر ُ�س ِ‬
‫ال ْن َ�ص ِار‪َ ،‬و�أَ ْب َن َاء‬
‫ار‪َ ،‬و�أَ ْب َن َاء ْ أ‬ ‫ا�س ِ�ش ْع ًبا َو َ�س َل َك ْت الأ ْن َ�ص ُ‬
‫ار ِ�ش ْع ًبا َل َ�س َل ْك ُت ِ�ش ْع َب الأ ْن َ�ص ِار! ال َّل ُه َّم ْار َح ْم الأ ْن َ�ص َ‬ ‫َ�س َل َك ال َّن ُ‬
‫هلل ِق ْ�س ًما َو َح ًّظا(‪.)2‬‬‫ول ا ِ‬ ‫اه ْم‪َ ،‬وقَا ُلوا‪َ :‬ر ِ�ضي َنا ب َِر ُ�س ِ‬‫�أ ْب َنا ِء الأ ْن َ�ص ِار»‪ ،‬ف ََب َكى ا ْلق َْو ُم َح َّتى � ْأخ َ�ض ُلوا لحِ َ ُ‬

‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫وج َل ْت ِم ْن َها‬
‫مو ِعظ ًة َبلي َغةً؛ ِ‬
‫هلل ‪ْ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫«وعظ َنا‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫بن �ساري َة ْ‬
‫العربا�ض ُ‬
‫ُ‬ ‫روى‬ ‫ ‬
‫موع ‪.)3(»..‬‬
‫الد ُ‬ ‫القلوب‪ ,‬و َذ َرف ْ‬
‫َت م ْن َها ُّ‬ ‫ُ‬
‫‪ C‬متى تكونُ املوعظ ُة بليغةً؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2-1‬رواهما م�سلم‪ )3( .‬رواه احلاكم يف امل�ستدرك على ال�صحيحني‪ ،‬كتاب العلم‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫أ�سلوب املجادل ِة با ُحل�سنى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪� .3‬‬
‫�صحيح‬
‫ٍ‬ ‫أ�سلوب‬
‫ٍ‬ ‫احلق ون�رص ِته‪ ،‬وكانَ ب�‬
‫إحقاق ِّ‬
‫ف �إىل � ِ‬ ‫احلج ِة با ُ‬
‫حل َّج ِة‪ ،‬ويكونُ حممو ًدا �إذا َه َد َ‬ ‫هو مقابل ُة َّ‬ ‫ُ‬
‫اجلدال َ‬ ‫ ‬
‫هلل‪:‬‬
‫كتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أمر لر�سو ِل ِه ‪ً h‬‬
‫مقيدا يف‬ ‫جاء ال ُ‬ ‫َ‬
‫لذلك َ‬ ‫ٌ‬
‫جدال مذمو ٌم‪،‬‬ ‫فهو‬ ‫خالف َ‬
‫ذلك َ‬ ‫َ‬ ‫ي�ؤ ِّدي �إىل اخل ِري‪َّ � ،‬أما �إذا كانَ‬
‫ﱫﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)125‬‬

‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف الدعوة‬ ‫من الطرق التي ا�ستَ ْخ َدمها‬
‫خام�سا‪َ :‬‬
‫ً‬
‫واحلجيج و َد ْعو ِتهم‬
‫ِ‬ ‫واق‬ ‫أماكن تجَ َ ُّمع ال َّن ِ‬
‫ا�س َكال ْأ�س ِ‬ ‫الذهاب �إىل � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫الم‪.‬‬
‫�إىل ال ْإ�س ِ‬
‫لي وكانَ َج ِاه ًّليا و� ْأ�س َلم قال‪ :‬ر أ� ْي ُت‬
‫بن َع ّبادٍ الد ْي ِّ‬
‫عن ربي َع َة ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫ا�س‬ ‫ُ‬
‫يقول «يا �أ ُّيها ال ّن ُ‬ ‫وق ذي املَ ِ‬
‫جاز‬ ‫ب�س ِ‬
‫عي ِني ُ‬ ‫هلل ‪ h‬ب�صرَ ْ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫القيم‪:‬‬
‫ابن ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬
‫َ�صفُون‬ ‫قُولوا ال �إله � اّإل ُ‬
‫اهلل تُف ِلحوا»‪ ،‬و َي ْد ُخ ُل يف ِف ِ‬
‫‪ -‬ذكر ُ‬ ‫ا�س ُم َتق ّ‬
‫جاجها وال ّن ُ‬
‫الدعوة وجع َلها ثالث َة‬
‫ِ‬ ‫مراتب‬
‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬
‫وهو ال َي ْ�س ُك ُت‪ ،‬يق ُ‬
‫ُول‪�« :‬أ ّيها‬ ‫�شي ًئا‪ُ ،‬‬‫يقول ْ‬ ‫ُ‬ ‫أحدا‬
‫ليه‪ ،‬فَما ر أ� ْي ُت � ً‬ ‫َع ِ‬
‫املدعو‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫حال‬
‫بح�سب ِ‬
‫ِ‬ ‫أق�سام‬
‫� ٍ‬
‫ال � ْأح َ‬ ‫ُ‬
‫و�ضيء‬ ‫ول ِ‬ ‫ا�س قو ُلوا ال �إله � اّإل اهلل ُت ْف ِلحوا»‪ � ،‬اّإل �أنَّ َ‬
‫وراء ُه َر ُج ً‬ ‫ال ّن ُ‬
‫راغبا فيه‬
‫احلق ً‬
‫طالبا َّ‬
‫‪ .1‬ف�إ َّن ُه � َّإما �أنْ يكونَ ً‬
‫ب‪ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬م ْن هذا؟‬ ‫كاذ ٌ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪� :‬إ َّن ُه َ�صاب ٌِئ‪ِ ،‬‬ ‫الو ْج ِه ذا غَ َ‬
‫ديرتينْ ِ‬ ‫َ‬
‫حمبا له م� ًؤثرا له على غ ِريه �إذا عرفَه‪،‬‬
‫ًّ‬
‫قلت‪َ :‬م ْن هذا الذي‬ ‫وهو َي ْذ ُك ُر ال ُّن ّ‬
‫بوةَ‪ُ ،‬‬ ‫عبد اهلل ُ‬
‫بن ِ‬‫قالوا‪ :‬حُ َم َّم ُد ُ‬
‫يحتاج �إىل‬
‫ُ‬ ‫باحلكمة‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫فهذا ُيدعى‬
‫لهب(‪.)1‬‬ ‫ُي َك ِّذ ُبه؟ قَالوا‪ُّ :‬‬
‫عمه �أبو ٍ‬
‫موعظ ٍة وال جدالٍ ‪.‬‬
‫َلما َنز ْلنا ِم ً‬
‫نى �إ َذا‬ ‫رك َ‬
‫قال‪َ :‬ح َج ْج ُت َمع �أبي ف ّ‬ ‫وعن ُم ْد ٍ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫ب�ضد‬
‫ِّ‬ ‫معر ً�ضا م�شتغ ً‬
‫ال‬ ‫‪ .2‬و� َّإما �أنْ يكونَ ّ‬
‫ال�صاب ُِئ‪،‬‬
‫فقلت لأبي‪َ :‬ما هذه اجلماعةُ؟ قال‪ :‬هذا َّ‬ ‫ُ‬ ‫نحن بجماع ٍة‬
‫ُ‬
‫ولكن لو عرفَه �آثره واتب َعه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫احلق‬
‫ِّ‬
‫يقول‪“ :‬يا أ�يها ال ّنا�س قُولوا‪ :‬ال �إله � اّإل ُ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول اهلل ‪h‬‬ ‫ف�إذا‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫املوعظة‬
‫ِ‬ ‫احلكمة �إىل‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫يحتاج َ‬
‫ُ‬ ‫فهذا‬
‫ُت ْف ِلحوا”(‪.)2‬‬
‫والرتهيب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالرتغيب‬
‫ِ‬
‫معار�ضا‪ ،‬فهذا‬
‫ً‬ ‫معاندا‬
‫ً‬ ‫‪ .3‬و� َّإما �أنْ يكونَ‬
‫�سالة َكما يف ِر ْحل ِته �إىل َّ‬
‫الطائف‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ليغ ِّ‬
‫وال�سف َُر ل َت ْب ِ‬
‫الرحل ُة َّ‬
‫‪ّ .2‬‬
‫أح�سن(‪.)3‬‬
‫جادل بالتي هي � ُ‬‫ُ‬ ‫ُي‬

‫(‪ )1‬رواه �أحمد‪ ،‬رقم ‪ )2( .19026‬رواه الطرباين يف املعجم الكبري‪ ،‬رقم ‪ )3( .806‬ال�صواعق املر�سلة على اجلهمية واملعطلة ‪.1276 /4‬‬
‫‪79‬‬
‫إ�سالم‪:‬‬ ‫ليغ القبا ِئ َل ْ‬
‫ودعو ِتهم �إىل ال ِ‬ ‫لتب ِ‬
‫عاة ْ‬
‫الد ِ‬ ‫‪ُ � .3‬‬
‫إر�سال ُ‬
‫بن عم ٍ ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫مع َم ْن � ْأ�س َل َم َ‬
‫من ال ْأو ِ�س‬ ‫حيث � ْأر َ�سله َ‬
‫ُ‬ ‫اهلل عنه ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫م�صعب ُ يرْ‬
‫ُ‬ ‫وكانَ � ّأو ُل َ�سف ٍري َّ‬
‫للر�سول ‪h‬‬ ‫ ‬
‫الد ْعو َة فيِ املَ ِ‬
‫دينة ق َْب َل الهِ ْج ِ‬
‫رة‪.‬‬ ‫واخل ْز َر ِج ُليب ِّلغَ َّ‬
‫بن‬
‫مرو َ‬ ‫بن َعو ٍف ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪� -‬إىل َد ْوم َة ا َ‬ ‫َكما َ‬
‫وبعث َع َ‬
‫َ‬ ‫الم‪،‬‬
‫يدعوهم �إىل ال ْإ�س ِ‬
‫جل ْن َد ِل ْ‬ ‫َ‬ ‫الرحمن َ ْ‬‫ِ‬ ‫بد‬
‫بعث َع َ‬ ‫ ‬
‫بن �أبي َط ٍ‬
‫الب‬ ‫علي َ‬ ‫ُ‬ ‫رب‪َ ،‬كما َ‬
‫ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬ثم َّ‬‫َ‬ ‫الوليد ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫خالد َ‬‫بعث َ‬ ‫َبائل ال َع ِ‬
‫�ض ق ِ‬‫ا�ص ‪ -‬ر�ضي اهلل عنه ‪� -‬إىل َب ْع ِ‬‫ال َع ِ‬
‫من‪.‬‬
‫الي ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�ضي اهلل عنه ‪� -‬إىل َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫امللوك والأمرا ِء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ُ .4‬مكاتَب ُة‬
‫بجربو ِتها �أنْ‬
‫قري�ش َ‬
‫ٌ‬ ‫يت‬
‫ني ح ّتى َر ِ�ض ْ‬
‫امل�سلم َ‬
‫يت َ�شوك ُة ْ‬
‫وب‪ ،‬وق َِو ْ‬
‫احلر ِ‬ ‫تفر َغ ُّ‬
‫النبي ‪ِ h‬من ُ‬ ‫احلد ْيبية‪َّ ،‬‬
‫لح َ‬ ‫بعد ُ�ص ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫امللوك والأمرا ِء‬
‫ِ‬ ‫بي ‪ h‬خماطب َة‬ ‫وات ا ّلتي ات َ‬
‫ّخذها ال َّن ُّ‬ ‫عوي‪ ،‬وكانَ �أ ْبر ُز ا ُ‬
‫خل ُط ِ‬ ‫الد ُّ‬
‫ني َّ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ُ‬
‫ن�شاط ْ‬ ‫ُهاد َنهم‪ ،‬فا ْزدا َد‬
‫تُ�صاحلهم وت ِ‬
‫العربية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والأُ ِمم الأخرى غيرْ ِ‬
‫ود ْحي َة‬ ‫بن �أبي ب ْل َتع َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ِ -‬‬ ‫جا�شي‪َ .‬كما � ْأر َ�سل �إىل املُقَو ِق ِ�س كتا ًبا َمع ِ‬
‫حاطب ِ‬ ‫حيث � َ‬
‫أر�سل �إىل ال َّن‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫رين‪.‬‬
‫الب ْح ِ‬ ‫را�سل ِك�سرْ ى َم ِل َك‬
‫َ‬ ‫الكلبي ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬
‫اكم َ‬
‫بن َ�ساوى َح َ‬
‫واملنذر َ‬
‫َ‬ ‫فار�س‪،‬‬
‫َ‬ ‫اهلل عنه ‪� -‬إىل ِه َرقْل‪ .‬كما‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫‪80‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫النبي ‪� h‬أنْ يبد�أَ بد ْع َو ِة ع�شريته و�أقارب ِه قبلَ غريهم؟‬ ‫‪ C‬ملاذا � َ‬
‫أمر اهلل تعاىل َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬
‫قم ِبن �أبي الأ ْر َق ِم للقَا ِء � ْأ�صحاب ِه �رسًّا؟‬
‫بي ‪ h‬دا َر الأ ْر ِ‬ ‫‪ C‬ما ُ‬
‫�سبب اختيا ِر النّ ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫هلل تعاىل‪:‬‬
‫�سمات الر�سولِ ‪ h‬التالي ِة يف جمالِ دعوت ِه ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬دلِّل على‬
‫هلل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫التوكل على ا ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�صرب على الأذى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪81‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬
‫َ‬
‫الملوك والأمرا َء �إلى الإ�سال ِم؟‬ ‫‪ C‬ما �أهميّ ُة دعو ِة الر�سولِ ‪h‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬
‫امللوك والأمرا ِء ودعوتهم �إىل الإ�سال ِم من خاللِ مكاتبات ِه �إليهم؟‬
‫منهج الر�سولِ ‪ h‬يف خماطب ِة ِ‬ ‫‪َ C‬‬
‫كيف كانَ ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ول اهللِ‪� ،‬إ ْئ َذنْ ليِ بِال ِّزنَا‪ْ � ..‬‬


‫أجب َع َما‬ ‫حلديث �أَبِي �أُ َما َمةَ‪�ِ :‬إ َّن َفتًى َ�شابًّا �أَتَى النَّب َِّي ‪َ h‬فق َ‬
‫َال‪ :‬يَا َر ُ�س َ‬ ‫ِ‬ ‫درا�س َ‬
‫تك‬ ‫َ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من خاللِ‬
‫يلي‪:‬‬
‫إر�ش ِاد ِه ُم‬
‫أ�سئلة عند دعوة النا�س �إىل اخل ِري و� َ‬
‫وطرح ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وار واملُ ِ‬
‫ناق�شة‪،‬‬ ‫احل ِ‬
‫أ�سلوب ِ‬
‫ِ‬ ‫قاب‪ ،‬وبني �‬
‫والع ِ‬ ‫أ�سلوب ا َّل ِ‬
‫لوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني �‬
‫�أ‪ .‬قارنْ ب َ‬
‫واب‪.‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫�إىل َّ‬
‫اال�ستماع‪،‬‬
‫َ‬ ‫احلوار‪ ،‬ال�س� َ‬
‫ؤال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫االحتواء‪،‬‬
‫َ‬ ‫الرفق‪،‬‬
‫َ‬ ‫الر�سول ‪ :h‬املجال�سةَ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫موقف‬
‫ِ‬ ‫التالية فيِ‬
‫ِ‬ ‫النقاط‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ب‪ .‬حد ْد ك ً‬
‫ال َ‬
‫الدعاء‪ ،‬واللم�س َة الأبوي َة‪.‬‬
‫َ‬ ‫االختيار‪ ،‬القناعةَ‪،‬‬
‫َ‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫آخرين للإ�سالم‪.‬‬
‫احلديث‪ُ .‬مبيناً �أهمي َة دعو ِة ال َ‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ h‬والدعو ِة يف الع�صرْ‬
‫ا�ستخ َدمها ُّ‬
‫أ�ساليب التي ْ‬
‫ني ال ِ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫اربط ب َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫من �آثار العمارة الإ�سالمية‬

‫(امللوية) مئذنة امل�سجد اجلامع يف �سامراء بالعراق‪ ،‬الذي �أ�س�سه‬


‫املتوكل عام ‪237‬هـ‪ ،‬ويبلغ ارتفاعه ‪ 52‬مرتًا‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫َأ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫زاب‪.‬‬
‫ورة ال ْأح ِ‬
‫من ُ�س ِ‬
‫آيات (‪ْ )62 - 49‬‬ ‫وحفظ ال ِ‬ ‫َ‬ ‫أتقن تالو َة‬
‫� ُ‬
‫‪ُ �-‬‬
‫وآداب ِ‬
‫بيت النّ ّبوة‬ ‫ُ‬ ‫حكام‬
‫ُ‬
‫ماليا‪.‬‬
‫تف�سريا � ْإج ًّ‬
‫ً‬ ‫آيات‬
‫‪� -‬أف�سرِّ ال ِ‬
‫‪� -‬أبينِّ ُ الأحكا َم الأ�سرُ َّي َة الوارد َة يف ال ِ‬
‫آيات‪.‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬اآليات (‪)62 - 49‬‬
‫بالر�سول ‪.h‬‬ ‫أحكام خا�ص ٍة َّ‬
‫ٍِ‬ ‫آيات من �‬‫أو�ض ُح ما ور َد يف ال ِ‬ ‫‪ّ �-‬‬
‫وحجاب ن�سا ِئه‪.‬‬
‫َ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫لبيت ِّ‬ ‫خول ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫آداب ُّ‬ ‫أذكر � َ‬
‫‪ُ �-‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَت� َّأملُ‪:‬‬

‫أ�سا�س‬
‫لمة على � ٍ‬ ‫امل�س ِ‬
‫اعة ْ‬‫اجلم ِ‬
‫تنظيم َ‬
‫ِ‬ ‫يهات ق ُِ�ص َد بها �إعاد ُة‬ ‫َوج ٍ‬‫يعات َوت ِ‬‫ت�ش ٍ‬ ‫زاب على رْ‬ ‫ملت �سور ُة ال ْأح ِ‬
‫ا�ش َت ْ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫واجه‪ ،‬وك�أنَّ َ‬
‫اهلل تَعاىل‬ ‫ومع أ� ْز ِ‬ ‫تملت كذ ِل َك َعلى رْ‬ ‫�أخالقي‪َ ،‬كما ْ‬
‫ال�ش ْخ ِ�ص َّي ِة يف ْبي ِته َ‬
‫ول ّ‬‫الر ُ�س ِ‬
‫ياة َّ‬
‫بح ِ‬‫خا�ص ٍة َ‬
‫يعات َّ‬ ‫ت�ش ٍ‬ ‫ا�ش ْ‬
‫بعده‪.‬‬
‫يال ِم ْن ِ‬
‫معرو�ض ًة لل ْأج ِ‬
‫َ‬ ‫عل حيا َة هذا ِ‬
‫البيت َ�صفْح ًة‬ ‫يج َ‬ ‫�أرا َد �أنْ ْ‬
‫�سول ‪ِ h‬فيما ي َتع ّل ُق‬
‫بالر ِ‬ ‫يعات �أُ ْخرى َّ‬
‫خا�ص ٍة َّ‬ ‫عام ٍة للأُ َّم ِة رْ‬
‫وت�ش ٍ‬ ‫يعات ّ‬ ‫الي َة التي تجَ ْ ُ‬
‫مع بينْ َ ِت رْ�ش ٍ‬ ‫آيات ال ّت َ‬
‫فتد ّب ِر ال ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫والط َم�أْني َن ِة ال َق ْل ّبي ِة‪.‬‬
‫ْ�سي ِة ُ‬
‫احة ال َّنف ّ‬ ‫رة‪َ ،‬وتحَ ْ قيقًا َّ‬
‫للر َ‬ ‫الفط ِ‬ ‫وال�س َك ِن َك َغيرْ ِ ه ِم ْن َ‬
‫الب رَ�ش‪ ،‬ت ْلبي ًة لندا ِء ْ‬ ‫واج َّ‬
‫اج ِته �إىل ال َّز ِ‬
‫وح َ‬
‫بب� ِرش َّي ِته َ‬

‫‪84‬‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ‬
‫ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬
‫ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﭑﭒﭓﭔ‬
‫ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‬
‫ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ‪.‬‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫َط ّلق ُ‬
‫ُوه َّن‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮕ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫هور ُه ّن‪.‬‬
‫أعطي َت ُم َ‬
‫ � ْ‬‫‪ -‬ﱫ ﮠ ﮡ ﱪ‪:‬‬
‫الإ َماء‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫ُت� ّؤخ ُر‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭒ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫ت َُ�ضم � ْإلي ِك‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭖ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪85‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫ل�ش ْخ ِ�صه‬
‫�صو�ص ّي ٍة َ‬ ‫الكرمية ما َي ُح ُّل ل ُه ِمن ال ّن�سا ِء‪ ،‬و َما يف َ‬
‫ذلك ِم ْن ُخ ِ‬ ‫آيات‬
‫ول ‪ h‬يف ال ِ‬
‫للر�س ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫يبينّ ُ اهلل تَعاىل ُ‬ ‫ ‬
‫مع ما مَيْ ِل ُك ِمن الإ َما ِء‪ ،‬و�إذا �أرا َد ِت ْامر�أ ٌة �أنْ‬
‫هور ُه َّن َ‬
‫زو َجا ِته الالتي َدفَع ُم َ‬ ‫ولأَ ْه ِل ب ِْي ِته‪َ ،‬على �أنْ ْ‬
‫ي�س َت ْب ِقي فيِ ِع ْ�ص َم ِته ْ‬
‫أربع‬ ‫ني ا ّل َ‬
‫ذين َح ّدد ُلهم � َ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫و�ص ّيا ِت ِه ‪ h‬دونَ َب ِق ّي ِة ْ‬
‫و�ص ّي ٌة ِم ْن ُخ ُ�ص ِ‬
‫وهذه ُخ ُ�ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ََه َب نف َْ�سها ل ُه ِم ْن غَ يرْ ِ َم ْه ٍر جا َز َل ُه‪،‬‬
‫ْ�سيم‬ ‫َ‬ ‫زو َج غَ يرْ َما ِع ْنده‪ُ ،‬ث َّم ّبي ِ‬ ‫جات‪َ ،‬‬
‫من َتق ِ‬‫النبي ‪ْ h‬‬
‫آيات �أنَّ اهلل تَعاىل � ْأعفَى َّ‬
‫نت ال ُ‬ ‫من �أن َي َت ّ‬
‫بي ‪ُ h‬م ِنع ْ‬ ‫ذلك لأنَّ ال ّن َّ‬ ‫َز ْو ٍ‬
‫زوجا ِته‬
‫نفو�س ْ‬
‫ُ‬ ‫َطيب‬ ‫عند َز ْوج ٍة و� َّأخ َر غَ يرْ َها‪ ،‬هذا � ْأم ُر ا ِ‬
‫هلل ح َّتى ت َ‬ ‫ِيت َ‬ ‫الليايل َعلى َز ْو َجا ِت ِه؛ فَال َذ ْن َب َع َل ْي ِه �أن ق ََّدم املَب َ‬
‫َ‬
‫�سول ‪.h‬‬
‫الر ِ‬‫و َي ْر َ�ضينْ َ َجمي ًعا بمِ ا َين ْل َن ِم ْن ُ�ص ْح ِبة َّ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬ ‫ ‬


‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ‪.‬‬

‫ماح ِة ال ْإ�سال ِم وتَ ْكرميِه َ‬


‫للم ْر�أ ِة‪.‬‬ ‫ا�ستَنب ِْط ِم َن الآي ِة َما يَ ُد ُّل َعلى َ�س َ‬
‫‪ْ C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وج ِته َغيرْ ِ امل َ ْدخولِ بِها‪ ،‬ث َُّم �أرا َد �أنْ يُ َط ِّلقَها‪َ ،‬ماذا يَجِ ُب لَها ِمن امل َ ْه ِر؟‬
‫الزوج َم ْه ًرا ِل َز َ‬
‫ُ‬ ‫‪� C‬إذا ح ّد َد‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪� C‬إذا ملْ يَ ْف ِر ْ‬
‫�ض ل َز ْو َج ِته غ ِري امل َ ْد ُخولِ بها َم ْه ًرا و�أرا َد �أنْ يُ َط ِّلقَها‪ ،‬ماذا يُ ْ�ستَ َّ‬
‫حب لَه �أنْ يَ ْف َعل؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫خ�ص ْت املُ�ؤْ ِم ِ‬
‫نات بال ّذكر‪،‬‬ ‫ات‪ � ،‬اّإل �أ َّن الآي َة الكرمي َة َّ‬ ‫نات ول َغيرْ ِ ِهن َك ِ‬
‫الكتَابِيّ ِ‬ ‫‪َ  C‬رغْم �أ َّن ا ُحل ْك َم يف الآي ِة الكرمي ِة َ�شاملٌ ُ‬
‫للم�ؤ ِم ِ‬
‫فبم تُع ّلل ذلك؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ C‬بينّ ْ ِع ّد َة املطلق ِة يف كلٍّ من الأحوالِ التالي ِة‪:‬‬
‫خول بِها‪.......................................................................................... :‬‬
‫املد ِ‬
‫‪ -‬غيرْ ِ ْ‬
‫املدخول بها‪.............................................................................................. :‬‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪� -‬إذا كا َن ْت حاملاً ‪.......................................................................................... :‬‬
‫وحتي�ض‪.............................................................................. :‬‬
‫ُ‬ ‫امل‬
‫غري َح ٍ‬ ‫‪� -‬إذا َك ْ‬
‫انت َ‬
‫حامل وال تحَ ِ ُ‬
‫ي�ض‪............................................................................ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫غري‬
‫‪� -‬إذا كانت َ‬

‫�أُعللُ‪:‬‬

‫ول) ُدونَ بَا ِقي الأنْبيا ِء ‪ -‬عليه ُِم‬ ‫الر�سال ِة (يَا �أَيُّ َها َّ‬
‫الر ُ�س ُ‬ ‫بي ‪ِ h‬ب ِندا ِء النُّب ّو ِة (يَا �أَيُّها النَّب ُِّي) وندا ِء ِّ‬ ‫‪َ  C‬عال َم يَ ُد ُّل تَ ْخ ُ‬
‫�صي�ص النَّ ّ‬
‫ال�سال ُم ‪-‬؟‬ ‫َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّد ُد‪:‬‬

‫كانت َحليل َة ُمتب ّنا ُه‪َ ،‬بينَّ َ‬


‫ْ‬ ‫تزو َج َم ْن‬
‫زينب ب ْن ِت َج ْح ٍ�ش وقَالوا‪َّ :‬‬ ‫من َ‬ ‫بي ‪ْ h‬‬ ‫خا�ض املُنا ِفقُونَ يف َز ِ‬
‫واج ال َّن ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِحي َنما‬ ‫ ‬
‫ا�س فيِ تر ُّددٍ ‪ ،‬وال َي ْف ِت َن ُه ُم املُ ْر ِجفُونَ ‪ ،‬كما بينّ َ كذ ِل َك َما ال َي ُّ‬ ‫ُ‬
‫حل َل ُه فيِ‬ ‫هن َح ّتى ال يق ََع ال َّن ُ‬
‫َزوج َّ‬
‫بي ت ُ‬ ‫اهلل تَعاىل َم ْن َي ِح ُّل لل ّن ّ‬
‫واج‪.‬‬
‫أمر ال ّز ِ‬
‫� ِ‬
‫ئات الّتي � َأح َّلها اهللُ تَعاىل َّ‬
‫للر�سولِ ‪ h‬وما ملْ يُ ِح ّله له ِم ْن ِخاللِ الآي ِة (‪ )50‬والآي ِة‬ ‫‪ C‬من خاللِ ْجممو َع ِت َك ال ُّطالبيّ ِة ح ّد ِد ال ِف ِ‬
‫أحزاب يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ .)52‬من �سور ِة ال ِ‬

‫ُ‬
‫واج‬
‫ما ال يَحل للنبي ‪ h‬يف �أم ِر ال ّز ِ‬ ‫النّ�سا ُء الالتي � َأح َّل ُه َّن اهلل تَعاىل للنّ ّ‬
‫بي ‪h‬‬

‫‪.............................................. ..............................................‬‬

‫‪.............................................. ..............................................‬‬

‫‪87‬‬
‫فيما �أَح َّل ُه اهلل له ِم ْن ِ‬
‫فئات النِّ�ساءِ؟ وملاذا؟‬ ‫ني اال ْقتدا ُء بالنَّ ّ‬
‫بي ‪َ h‬‬ ‫‪ C‬هلْ ُ‬
‫يجو ُز للم�ؤ ِمن َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ور�سولَه وال ّدا َر ال ِآخ َرةَ‪ .‬بَينِّ ْ هذا التّ ْكرميَ‪.‬‬
‫اخترَ ْنَ اهلل تَعاىل ُ‬
‫بي ‪ h‬الالتي ْ‬
‫هلل ت َعاىل ل ِن�سا ِء النّ ِّ‬ ‫آيات �إىل ْ‬
‫تكر ِمي ا ِ‬ ‫‪ْ �C‬‬
‫أ�شارت ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ‬
‫ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ‬
‫ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﭑﭒﭓﭔﭕﭖ‬
‫ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﱪ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫�ضوجه‪.‬‬
‫ْت ُن ِ‬
‫رين وق َ‬
‫نتظ َ‬
‫غري ُم ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ‪ :‬‬
‫الد ْنيا‪.‬‬
‫حاجات ُّ‬
‫ِ‬ ‫املرء ِم ْن‬
‫اجه ُ‬ ‫يح َت ُ‬
‫َما ْ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯡ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫تئذان حينما‬
‫اال�س ِ‬
‫آداب ْ‬
‫حد ُد لهم � َ‬ ‫النبي ‪� h‬إىل � ْأ�صحابِه و�أت ِ‬
‫ْباعه‪ُ ،‬في ِّ‬ ‫الكرمية من ِّ‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫اخلطاب يف هذه ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ينتق ُل‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫آيات املكان َة‬
‫مع ِن َ�سا ِئه‪ ،‬كما َّبي َن ِت ال ُ‬
‫حدثونَ َ‬ ‫�سول اهلل ‪� h‬أو حينما ُي ْد َع ْونَ �إىل َط ٍ‬
‫عام مع ُه‪ْ � ،‬أو ِحي َنما ي َت َّ‬ ‫بيوت َر ِ‬
‫َ‬ ‫يدخ ُلونَ‬
‫ْ‬
‫تبة القُر َبى ِم ْن �آبا ٍء و أ� ْبنا ٍء‬
‫ملن ُهم يف َم ْر ِ‬
‫وح ِّد َد ْت ُمقابل ُت ُه ّن ْ‬
‫امل�سلمني‪ُ ،‬‬
‫ميع ْ‬‫وحترميهن على َج ِ‬
‫ّ‬ ‫بي ‪h‬‬
‫جات ال َّن ّ‬
‫اخلا�ص َة ل َز ْو ِ‬
‫ّ‬
‫بي ‪�َ h‬ش ْي ًئا �أنْ يكونَ‬
‫واج ال َّن ّ‬
‫طلبوا ِم ْن �أ ْز ِ‬
‫ني �إذا ُ‬
‫آيات امل� ِؤمن َ‬
‫أمرت ال ُ‬
‫ثم � ِ‬
‫ائرة‪ّ ،‬‬
‫الد ِ‬‫هذه ّ‬
‫احلر َج فيِ ِ‬
‫و� ْإخوانٍ ‪ ،‬فيرَ ْ ف َُع ع ْن ُه َّن َ‬
‫امل�سلمني‪.‬‬
‫لبيوتات ْ‬
‫ِ‬ ‫بوة لأ ّنه الق ُْدو ُة‬
‫لبيت ال ُّن ِ‬ ‫اب‪ُّ ،‬‬
‫كل ذلك �صيان ًة ِ‬ ‫وح َج ٌ‬
‫وبي َن ُه ّن َ�سا ِت ٌر ِ‬
‫بي َن ُهم ْ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫ول اهلل ‪� h‬أُ َّم املُ�ؤْ ِمن َ‬


‫ر�س ُ‬ ‫بن ما ِل ٍك ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫ني ال�سيد َة زي َن َب ب ْن َت َج ْح ٍ�ش َدعا‬ ‫قال‪ :‬ملّا َت َز َّو َج ُ‬ ‫َ‬ ‫أن�س ِ‬
‫عن � ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫وقعد َثال َث ُة‬
‫فلما قا َم‪ ،‬قا َم َم ْن قا َم َ‬ ‫للقيام ف َل ْم َيقُو ُموا‪ ،‬ملا َر�أى َ‬
‫ذلك قا َم‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يتحدثونَ ‪َ ،‬ف�إذا ُهو َي َت َه ّي ُ�أ‬
‫الق َْو َم ف ََط ِع ُموا‪ُ ،‬ث َّم َج َل ُ�سوا ّ‬

‫النبي ‪� :h‬إ َّن ُهم انطلقُوا ف َ‬


‫َجاء ح ّتى‬ ‫لو�س‪ُ ،‬ث َّم �إ َّنهم قَا ُموا َ‬
‫فانطلقوا‪ ،‬ف َِج ْئ ُت ف�أخبرَ ْ ُت َّ‬ ‫بي ‪َ h‬ف�إذا القو ُم ُج ٌ‬
‫َجاء ال َّن ُّ‬
‫َنف ٍَر‪ ،‬ف َ‬
‫جاب بي ِني وبي َن ُه‪ ،‬ف�أ ْن َز َل ُ‬
‫اهلل َت َعاىل‪ :‬ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫فذ َه ْب ُت �أَ ْد ُخ ُل ف�أُ ْل ِق َي ِ‬
‫َدخل‪َ ،‬‬
‫ْ‬ ‫احل ُ َ‬
‫ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫آيات‪َ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬ ‫�أَ َت َد َّب ُر ال ُ‬

‫بي ‪h‬؟‬ ‫‪ C‬ما ُح ُك ُم ُد ُخولِ بُ ِ‬


‫يوت النّ ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آيات َ‬
‫الكرمي َ ِة َما يُفي ُد التّايل‪:‬‬ ‫‪َ C‬ح ّد ْد ِم َن ال ِ‬
‫الذين ي�أتونَ ُدونَ َد ْع َوةٍ‪.‬‬
‫ني ِ‬ ‫التعري�ض بذ ِّم ُّ‬
‫الطف َْيلي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الذين َي ْد ُخلونَ‬
‫وين َ‬ ‫واملد ُع َ‬
‫يار ِة‪ْ ،‬‬
‫اح َب امل ْن ِزل بال ِّز َ‬
‫فاجئونَ َ�ص ِ‬
‫وا�س ِتوا ِئه‪ ،‬ف َُي ِ‬
‫عام ْ‬ ‫ْت ُن ْ�ض ِج َّ‬
‫الط ِ‬ ‫حينونَ وق َ‬
‫بالذين ي َت َّ‬
‫َ‬ ‫التعري�ض‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫عام‪.‬‬ ‫انتظارا ل ُن ْ�ض ِج َّ‬
‫الط ِ‬ ‫ً‬ ‫رين و َي ْج ِل�سونَ‬
‫بك َ‬‫ُم ِ ّ‬

‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫بي ‪ h‬لتَناولِ َ‬
‫الطعا ِم َمعه‪.‬‬ ‫‪ C‬ع ّد ِد الأحكا َم الواجِ بَ َة عن َد ُدخولِ بُ ِ‬
‫يوت النَّ ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫بي ‪ h‬ب ْع َد َوفا ِته‪.‬‬
‫الزواج بن�سا ِء النَّ ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬علِّلْ حترميَ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫تمعات ال ْإ�سال ِميَّ ِة املعا�صرِ َ ِة؟‬
‫املج ِ‬‫بي ‪ h‬يف ْ‬ ‫‪ C‬ما � ْأ�ش ُ‬
‫كال �إيذا ِء النّ ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫للمر�أ ِة �أَنْ تَ ْظ َه َر �أما َمهم بدونِ ِح ٍ‬
‫جاب‪ .‬ع ِّد ْدهم‪.‬‬ ‫آيات � َ‬
‫أ�صناف َم ْن يجو ُز ْ‬ ‫‪ C‬ذ َك ِ‬
‫رت ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ C‬ما ا ِحل ْك َم ُة ِم ْن ْفر ِ�ضيَّ ِة ا ِحل ِ‬
‫جاب َعلى امل َ ْر�أ ِة املُ�س ِل َم ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫للم ْر َ�أ ِة‪ .‬يف ا َجل ْد َولِ التّايل‪:‬‬ ‫الفرق بينْ َ ُكلٍّ ِم َن ال ِأخ وابْ ِن ِّ‬
‫العم بالنّ�سب ِة َ‬ ‫َ‬ ‫‪ C‬بينّ‬

‫ابن العم‬ ‫الأخ‬

‫‪.............................................. ..............................................‬‬

‫‪.............................................. ..............................................‬‬

‫‪.............................................. ..............................................‬‬

‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬
‫ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫ ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮤ َﱪ‪:‬‬
‫ني و ُي ْ�س ِد ْل َن‪.‬‬
‫ُي ْر ِخ َ‬
‫وج ْم ُع ُه‬
‫و�صدر َها‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫وظهرها‬
‫َ‬ ‫ اجللبات هو كل ما تُغطي به املر�أ ُة ر� َأ�سها‬‫‪ -‬ﱫ ﮧ ﱪ‪:‬‬
‫جالبيب‪.‬‬
‫ُ‬
‫ال�سو ِء َع ْن امل� ِؤمنني‪ ،‬و ُيلقُون ال َأك َ‬
‫اذيب و ُيذيعو َنها‬ ‫بار ُّ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯟ ﯠ ﯡ ﱪ‪ :‬الذين رُ‬
‫ين�شونَ � ْأخ َ‬
‫ا�س‪.‬‬
‫بينْ َ ال َّن ِ‬
‫ل ُن�س ّل َط ّن َك َع ْليهم ف َت ْ�ست ْ�أ ِ�ص َلهم بِال َق ْت ِل وال َّت رْ�ش ِيد‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯢ ﯣ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫ �أينما ُظ ِف َر بهم‪� ،‬أَدركوا يف احلرب‪.‬‬
‫‪ -‬ﱫ ﯭ ﯮ ﱪ‪:‬‬

‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫ل ال ْأعلى‪ ،‬و�أنَّ املال ِئ َك َة‬ ‫رح ُم ُه‪َ ،‬و ُي ْث ِني َع َل ْي ِه فيِ املَ أ‬ ‫َ‬
‫بي ‪ْ � h‬أي‪َ :‬ي َ‬ ‫آيات �إىل �أنَّ اهلل تَعاىل ُي�ص ِّلي َعلى ال ّن ّ‬ ‫ُ�شري ال ُ‬
‫ت ُ‬ ‫ ‬
‫ذكر‬ ‫يما‪َ َ ،‬‬ ‫ليما ْ‬
‫تكرميًا َله وت َْع ِظ ً‬ ‫ني �أنْ ُي َ�ص ُّلوا َع ْلي ِه و ُي َ�س ِّل ُموا ت َْ�س ً‬ ‫تُ�ص ّلي َع ْلي ِه � ْأي‪ :‬ت َْد ُعو وت َْ�س َت ْغ ِف ُر ل ُه‪،‬‬
‫وبعد �أنْ َ‬ ‫وطالب امل�ؤمن َ‬
‫َ‬
‫بالطرد من‬ ‫ال�شديد للذين ي�ؤذون َ‬
‫اهلل تعاىل وي�ؤذون ر�سوله ‪h‬‬ ‫الوعيد‬ ‫ذكر‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التكرمي َ‬
‫ِ‬ ‫يجب لر�سوله ‪ h‬من‬
‫اهلل تعاىل ما ُ‬
‫يليق به؛‬
‫وو�صف ِه مبا ال ُ‬
‫ِ‬ ‫وال�رشيك �إليه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والولد‬
‫ِ‬ ‫ال�صاحبة‬
‫ِ‬ ‫ون�سبة‬
‫ِ‬ ‫بالكفر‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل يكونُ‬
‫وبالعذاب املهنيِ ‪ ،‬و�أذى ا ِ‬
‫ِ‬ ‫رحمته‬
‫هلل‬
‫بنات ا ِ‬
‫ابن اهلل‪ ،‬وامل�رشكني‪� :‬أنَّ املالئك َة ُ‬ ‫اليهود ‪ -‬لعنهم ُ‬
‫امل�سيح ُ‬
‫َ‬ ‫هلل مغلولةٌ‪ ،‬والن�صارى‪� :‬أنَّ‬
‫اهلل ‪� :-‬أنَّ َيد ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫كقول‬
‫ِ‬
‫والأ�صنا َم �رشكا�ؤه‪.‬‬
‫عظيما‪ ،‬فمن ي�ؤذيهم بغ ِري جناي ٍة منهم موجب ٍة للأذى َفق َِد‬
‫ً‬ ‫ثمها كذلك‬
‫أي�ضا‪ ،‬كان �إِ ُ‬
‫وملا كانت �أذ َّي ُة امل�ؤمنني عظيم ًة � ً‬ ‫ ‬
‫باحرتامها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اح َت َم ُلوا على ظهورهم ُب ْه َتا ًنا َو�إِ ْث ًما ُمبِي ًنا؛ لأنهم َت َع َّدوا عليهم‪ ،‬و�آذوهم بغري ٍ‬
‫�سبب‪ ،‬وانتهكوا ُح ْر َمة �أ َم َر اهلل‬ ‫ْ‬
‫ِلبا�س حُ ْم َت ِ�ش ٍم ح ّتى ال ي َت َ‬
‫طاول‬ ‫من ب ٍ‬‫ني َع َّام ًة �أنْ َي ْل َت ِز َ‬
‫خا�ص ًة ون�سا ِء امل� ِؤمن َ‬
‫بي ‪ّ h‬‬
‫ن�سا ِء ال ّن ِّ‬
‫جيه َ‬
‫بتو ِ‬‫ذلك ْ‬ ‫آيات َ‬ ‫بع ال ُ‬ ‫و ُت ْت ُ‬ ‫ ‬
‫عليهِ َّن املُنا ِفقونَ ب أ� ْل ِ‬
‫فاط � ْأو �أفْعالٍ َم�شي َنةٍ‪.‬‬
‫َلق فيها‪،‬‬ ‫إ�شاع ِة الق ِ‬
‫بهدف � َ‬‫ِ‬ ‫ائعات يف املَ ِ‬
‫دينة‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ني و ُم َر ِّوجي َّ‬ ‫ديد املُنا ِفق َ‬ ‫ذه املَ ْجموع ُة ِم َن ال ِ‬
‫آيات ب َت ْه ِ‬ ‫ُث َّم ت َْخ َت ِت ُم َه ِ‬ ‫ ‬
‫وي ِّك َن ُه ِمن َطر ِدهم‪ ،‬و� ْأعلن ُ‬
‫اهلل تَعاىل َط ْر َد ُهم ِم ْن‬ ‫بي ‪َ h‬ع َل ْيهِ م مُ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫القلوب ب�أنْ ُي�س ّل َط اهلل تعاىل ال ّن َّ‬
‫ِ‬ ‫هد َد ْت َم ْر َ�ضى‬ ‫َكما َّ‬
‫هلل تعاىل يف ا َ‬
‫خل ْل ِق َثا ِب َت ٌة ال تتغيرَّ ُ ‪.‬‬ ‫حيث �إنَّ ُ�س ّن َة ا ِ‬
‫ال�سا ِبق َِة؛ ُ‬‫طرد �أمثا َلهم ِم َن الأُممَ ِ َّ‬ ‫َر ْحم ِته َكما َ‬

‫‪92‬‬
‫�أَ َت َد َّب ُر َو�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫الر�سولِ ‪h‬؟‬‫ال�صال ِة ِعلى َّ‬ ‫‪ C‬ما ُ‬


‫ثواب َّ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫بن ز ْيدٍ َ‬
‫قال‪ :‬قال‬ ‫يعقوب ِ‬
‫َ‬ ‫عن‬ ‫ ‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫هلل ‪�“ :h‬أت يَِان � ٍ‬
‫آت ِم ْن ر ّبي‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ C‬ما َم ْعنى ُكلٍّ ِم ْن‪:‬‬
‫علي َك �صال ًة‬ ‫َ‬
‫فقال‪َ :‬ما ِم ْن عبدٍ ُي�ص ِّلي ْ‬ ‫هلل تَعاىل َعلى َن ّبي ِه ‪h‬؟‬
‫�صالة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫�شا”‪ .‬فَقا َم‬ ‫�إال َ�ص ّلى اهلل ْ‬
‫علي ِه بها َع رْ ً‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫عل‬‫هلل � ْأج ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫فقال‪ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫إليه َر ُج ٌل َ‬
‫� ِ‬ ‫َ‬
‫الة املَال ِئك ِة َعلى ال َّن ِّ‬
‫بي ‪h‬؟‬ ‫‪�َ -‬ص ِ‬
‫لك! َ‬
‫قال‪�“ :‬إنْ ِ�ش ْئ َت”‪.‬‬ ‫ف ُدعائي َ‬
‫ن�ص َ‬
‫ْ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫َال‪�“ :‬أال � ْأج َع ُل ُث ُل َثي ُد َعائي! ق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫ق َ‬
‫هلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬ور�سو ِل ِه ‪ h‬وبينَّ َ �أذى‬ ‫‪َ  C‬ف َّر َق اهللُ ع َّز وجلَّ يف الآي ِة ب َ‬
‫ني �أذى ا ِ‬
‫“�إنْ ِ�شئت”‪َ .‬‬
‫قال‪� :‬أ َال � ْأج َع ُل ُدعا ِئي‬
‫فيك ُ‬ ‫و�ض ْح ذلك ‪.‬‬
‫ؤمنات‪ّ ،‬‬
‫امل�ؤمنني وامل� ِ‬
‫الد ْنيا‬
‫اهلل َه َّم ُ‬ ‫قال‪�“ :‬إذنْ َي ْك َ‬
‫ُك ّل ُه َ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫وال ِآخ َرة”(‪.)1‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل ‪ُ :-‬ي ْ�ؤ ِذي ِني ا ْب ُن �آ َد َم‪،‬‬ ‫َال ُ‬‫هلل ‪« :h‬ق َ‬ ‫ول ا ِ‬‫َال َر ُ�س ُ‬ ‫َال‪ :‬ق َ‬ ‫اهلل عن ُه ‪ -‬ق َ‬ ‫َعن �أَبِي ُهرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫ار»‏(‪.)2‬‬‫لأ ْم ُر‪�ُ ،‬أ َق ِّل ُب ال َّل ْي َل َوال َّن َه َ‬
‫الد ْهر‪ ،‬ب َِي ِدي ا َ‬ ‫َ‬
‫الد ْه َر َو�أ َنا َّ ُ‬ ‫َي ُ�س ُّب َّ‬
‫اهلل‪َ :‬ك َّذ َب ِني ا ْب ُن �آ َد َم َولمَ ْ َي ُك ْن َل ُه َذ ِل َك‪،‬‬ ‫َال ُ‬ ‫َال‪« :‬ق َ‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬ع ِن ال َّنب ِِّي ‪ h‬ق َ‬ ‫َعن َ�أبِي ُهرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫�س َ�أ َّو ُل الخْ َ ْل ِق ِب َ�أ ْه َونَ َع َل َّي ِم ْن ِ�إ َعا َد ِت ِه‪،‬‬
‫يد يِن َك َما َب َد َ�أ يِن‪َ ،‬و َل ْي َ‬ ‫َو َ�ش َت َم ِني َولمَ ْ َي ُك ْن َل ُه َذ ِل َك‪َ ،‬ف َ�أ َّما ت َْك ِذ ُيب ُه ِ�إ َّي َ‬
‫اى َفق َْو ُل ُه َل ْن ُي ِع َ‬
‫ال�ص َم ُد لمَ ْ �أَ ِل ْد َولمَ ْ �أُو َل ْد َولمَ ْ َي ُك ْن يِل ُك ْف ًئا �أَ َح ٌد»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬
‫اى؛ َفق َْو ُل ُه‪ :‬ات ََّخ َذ اهلل َو َل ًدا‪َ ،‬و�أَ َنا الأَ َح ُد َّ‬
‫َو�أَ َّما َ�ش ْت ُم ُه ِ�إ َّي َ‬

‫(‪ )1‬رواه اجله�ضمي وقال الألباين هذا مر�سل �صحيح الإ�سناد‪� ،‬ص‪ )3-2( .94‬رواهما البخاري‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫�أُ َف ِّك ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫أهل الإميانِ املقابل ُة لها؟‬


‫�صفات � ِ‬
‫ُ‬ ‫أهل النفاقِ ‪ ،‬فما‬
‫�صفات � ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫اجلهد ْ‬
‫ِ‬ ‫عن بذلِ‬
‫واالمتناع ْ‬
‫ُ‬ ‫‪� C‬إذا كانَ الإكثا ُر َ‬
‫من الكال ِم‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني‪.‬‬
‫مظاهر له �صدرت من املنافق َ‬
‫َ‬ ‫اذكر ثالث َة‬ ‫ومعروف ما ًال �أو َ‬
‫غريه‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال�شح هو البخلُ بكلِّ ٍّبر‬
‫ُّ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫ني‪َ ،‬و ُو ِكلَ �أ ْم ُر �سرَ َير ِته �إىل ا ِ‬


‫هلل تَعاىل‪.‬‬ ‫ني الظاهرةَ‪ُ ،‬عو ِملَ ُمعام َل َة ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫مال ْ‬‫‪� C‬إ ّن املُنا ِف َق �إذا ا�ستترَ بنفاقه‪ ،‬و َعمِ لَ �أ ْع َ‬
‫ني؟‬ ‫ولك ْن ما ا ُحل ْك ُم فيما لَو َظ َه َر م ْن ُه ما يُ�ؤذي ْ‬
‫امل�سلم َ‬ ‫ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪َ ،‬و ُ�أ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ ‬


‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‪.‬‬
‫آيات الكرميةُ؟‬
‫ت�شري �إليها ال ُ‬
‫الربّاني ُة التي ُ‬ ‫‪ C‬ما ُ‬
‫ال�سنّ ُة َّ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫امل�ضا َّد ُة لَها؟‬
‫مات امل�ؤمنني َ‬ ‫�سمات املُنافق َ‬
‫ني‪َ ،‬فما ِ�س ُ‬ ‫ِ‬ ‫ويف ِم ْن‬
‫والتخ ُ‬ ‫‪ C‬ال ُ‬
‫إرجاف ْ‬
‫‪...............................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫بي ‪h‬‬
‫زوجات النّ ِّ‬
‫ِ‬ ‫وردت ِفيها � ْأحكا ٌم عا َّم ٌة تَ ْ�شملُ‬
‫ْ‬ ‫بي ‪َ h‬كما‬
‫جات النَّ ِّ‬
‫خا�ص ٌة بز ْو ِ‬
‫أحزاب �أحكا ٌم ّ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫وردت في �سور ِة ال ِ‬
‫هذه الأحكا َم‪.‬‬
‫و�ض ْح ِ‬
‫ؤمنات‪ّ ،‬‬
‫والنّ�سا َء الم� ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫وح َماي ِته‬


‫الداخل ِ‬
‫من ِ‬ ‫الم�س ِلم و�صيانَ ِته َ‬
‫تمع ْ‬‫الم ْج ِ‬
‫من التَ َع ُّر ِ�ض لق�ضيّ ِة بناء ُ‬
‫المف�سرونَ �أنّه ال تَ ْخلو �سور ٌة مدنيّ ٌة َ‬
‫ّ‬ ‫‪ C‬ي ُ ِ‬
‫الح ُظ‬
‫در�ستَها �آنفًا‪.‬‬
‫أحزاب التي ْ‬
‫الق�ضايا ِم ْن ُ�سور ِة ال ِ‬ ‫الخارج‪ ،‬اذ ُك ْر �أمث َل ًة ِ‬
‫لبع�ض َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪95‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫‪َ C‬ح ِّد ْد من ال ِ‬


‫آيات الكريم ِة ما يُفي َد َما يَلي‪:‬‬
‫خول بها‪.‬‬ ‫زوجها ْقب َل ُّ‬
‫الد ِ‬ ‫‪ْ -‬‬
‫حك ُم المر� ِأة ا ّلتي ُيط ّلقُها ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�س َجايا‪.‬‬
‫وع ِظ ِيم َّ‬
‫الق َ‬ ‫من َك ِ‬
‫ريم ال ْأخ ِ‬ ‫النبي ‪َ h‬وما ُجب َِل ْ‬
‫عليه ْ‬ ‫‪�ِ -‬ش ّد ُة حيا ِء ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واع الأذى‪.‬‬
‫نوع من �أ ْن ِ‬
‫النبي ‪ h‬ب� ّأي ٍ‬
‫تحريم �أذ ّي ِة ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫آخر ِم ْنه‪.‬‬ ‫واج‪ ،‬والآي َة الأخرى الّتي ت ْنها ُه ْ‬


‫عن ن ْو ٍع � َ‬ ‫من ال ّز ِ‬
‫خا�صا َ‬
‫للنبي ‪ h‬ن ْو ًعا ًّ‬
‫بيح ِّ‬‫‪ C‬اذك ِر الآي َة التي تُ ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫آيات (‪ )62 - 49‬من �سور ِة الأحزاب‪.‬‬


‫اذكر خم�س َة �أحكا ٍم �أ�سا�سي ًة ا�شتملت عليها ال ُ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬
‫‪............................................................................................................. -‬‬

‫‪96‬‬
‫من �آثار العمارة الإ�سالمية‬

‫�أحد قباب ق�رص احلمراء بالأندل�س‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫الع ْل ِم‪.‬‬
‫لب ِ‬ ‫قف عائقًا �أَ َما َم َط ِ‬
‫أ�سا�سية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لوم ال‬
‫احلال َي ِج ُب �أنْ ال َي َ‬
‫ال�صحيح يكونُ ب�إتْقانِ ال ُع ِ‬ ‫ُ‬
‫و�ضيق ِ‬ ‫ُ‬
‫الع ِلم ُّي‬
‫أ�سي�س ِ‬
‫‪ -‬الفق ُْر‬
‫‪ -‬الت� ُ‬
‫اإلمام الشافعي‬
‫يختار‬
‫َ‬ ‫لوم ال ّتي َحو َله و�أنْ‬ ‫طالب الع ْلم �أنْ َي ْ�س َ‬
‫تفيد ِم َن ال ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -‬على‬
‫�أنف َعها لدي ِن ِه‪.‬‬
‫عليه‬
‫بل ِ‬ ‫من الفُنونِ ْ‬ ‫حدود �إتقانِ ف ٍَّن َ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫ف َ‬ ‫العامل �أنْ ال ِيق َ‬ ‫‪َ -‬على ِ‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إنتاج‬
‫�أنْ ُي ِبد َع فيه ب� ِ‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫«اللهم ْاه ِد قُر ْي�شً ا ف�إنّ َعا ِل َمها‪ ،‬يمَلأُ َ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫َ‬ ‫ر�ضي ُ‬
‫طبق‬ ‫َّ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫اهلل عن ُه ‪� -‬أنَّ‬ ‫عن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ِ -‬‬
‫وي ْ‬
‫ُر َ‬ ‫ ‬
‫أر�ض ِع ْل ًما‪.)1(»..‬‬
‫ال ِ‬

‫بعامل َي ْخ ُر ُج ِم ْنها ميلأُ ال َ‬


‫أر�ض ِع ْل ًما‪.‬‬ ‫وب�ش ٍ‬‫داية‪ ،‬رَّ َ‬
‫لقري�ش بالهِ ِ‬
‫ٍ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫‪َ -‬دعا ُّ‬
‫احلديث؟‬
‫ُ‬ ‫فيه َهذا‬ ‫وخ�صا ُله؟ و َم ْن ِم ْن ُعلما ِء قر ْي ٍ�ش ْ‬
‫ي�ص ُد ُق ِ‬ ‫‪ -‬تُرى َم ْن هو؟ و َما َمناقُب ُه ِ‬
‫افعي‪.‬‬
‫ال�ش ُّ‬
‫احلديث هو الإما ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫كثري ِم َن ال ُعلما ِء �إىل �أنَّ املق�صو َد بهذا‬
‫ذهب ٌ‬‫َ‬ ‫‪-‬‬

‫ن�سبه‬
‫بن املُ َّط ِل ِب ِ‬
‫بن‬ ‫ها�ش ِم ِ‬
‫بن ِ‬‫زيد ِ‬
‫عب ِد َي َ‬
‫بن ْ‬
‫بن ُع ْبي ِد ِ‬
‫ائب ِ‬
‫ال�س ِ‬
‫بن َّ‬
‫بن َ�شا ِف ِع ِ‬
‫بن ُع ْثمانَ ِ‬
‫ا�س ِ‬
‫العب ِ‬
‫بن َّ‬
‫ري�س ِ‬
‫بن �إ ْد َ‬
‫حممد ُ‬
‫ُه َو ُ‬ ‫ ‬
‫ناف‪.‬‬
‫عب ِد َم ٍ‬
‫ْ‬
‫غري �أنه‬
‫الرزق َ‬
‫ِ‬ ‫خرج �إىل غ ّز َة وع�سقالنَ بح ًثا عن‬
‫َ‬ ‫حيث �إنّ �أباه كانَ ق َْد‬
‫ال�شا ِف ِع ُّي يف غ ّزة (�سن َة ‪ 150‬هـ)‪ُ ،‬‬
‫ُو ِل َد َّ‬ ‫ ‬
‫عمر ِه وعادت به �إىل مكةَ‪.‬‬‫اليتيم حتى بلغ عامني من ِ‬ ‫بزمن ق�صريٍ‪ ،‬فانتظرت أ� ُّم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والدة ولده حممدٍ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫مات َ‬
‫َ‬
‫ي�ضيع ن�سب ُه‪.‬‬ ‫بي ‪ h‬فال‬ ‫جاعه �إىل َّ‬
‫مك َة ل ُت ْل ِح َق ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫بعمو َم ِته؛ قَرابة ال َّن ِّ‬ ‫ر�ص ْت � ُّأم ُه على � ْإر ِ‬
‫َح َ‬ ‫ ‬
‫بي ‪h‬؟‬ ‫أين ي ْلتقي ن�سب ُه بنَ ِ‬
‫�سب النّ ّ‬ ‫ال�شاف ِع ِّي وبينّ ْ � َ‬
‫ن�سب ّ‬
‫�ص َ‬ ‫‪ C‬تَ َّ‬
‫فح ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪)١‬رواه ابن �أبي عا�صم يف ال�سنة ‪( .4/35‬قال البهيقي �إذا �ضمت طرق هذا احلديث بع�ضها �إىل بع�ض �أفاد قوة وعرف �أن للحديث �أ�ص ً‬
‫ال )‪.‬‬
‫(قال ابن حجر‪ :‬وهو كما قال‪ .‬انظر تعايل الت�أ�سي�س مبعايل ابن �إدري�س البن حجر الع�سقالين �ص ‪.)83‬‬ ‫‪98‬‬
‫َن�ْش َ�أتُه‬
‫افعي اقر�أْ ِّ‬
‫الرواي َة التَّا ِليَةَ‪:‬‬ ‫‪ C‬حتّى تت َع َّر َف �أ َه َّم مال ِم ِح ُطفولَ ِة الإما ِم َّ‬
‫ال�ش ِّ‬
‫ال‪ ،‬وكانَ املُع ِّل ُم ْ‬
‫قد‬ ‫يك ْن َلها َم ٌ‬ ‫تيما فيِ ِح ْج ِر أ� ِّمي‪ ،‬ف ََحمل ْتني �إىل ُم َع ِّل ِم القُر� ِآن‪ ،‬وملْ ُ‬
‫نت َي ً‬ ‫«ك ُ‬ ‫افعي‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫ال�ش ُّ‬‫قال ّ‬ ‫ ‬
‫كنت �أُ ُ‬
‫�صيب‬ ‫الر ْمي َح ّتى ُ‬ ‫من َّ‬ ‫لت َ‬ ‫الع ْل ِم‪َ ،‬ف ِن ُ‬
‫وطلب ِ‬ ‫الر ْم ِي َ‬
‫وكانت ُن ْهم ِتي يف َ�ش ْيئنيِ ‪ :‬يف َّ‬
‫ْ‬ ‫ر�ض َي ِم ّني �أنْ � ْأخ ُلفَه �إذا قا َم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫امل�س�ألةَ‪،‬‬
‫احلديث �أو ْ‬
‫َ‬ ‫لماء ف� ْأح ُ‬
‫فظ‬ ‫ال�س ال ُع َ‬ ‫فك ْن ُت � َأج ُ‬ ‫امل�س ِج َد‪ُ ،‬‬
‫ختم ُته َدخ ْل ُت ْ‬ ‫فلما ْ‬‫مت القُر�آنَ ‪ّ ،‬‬ ‫ع�شةً‪ ،‬وتَع ّل ُ‬ ‫�ش ِة رْ‬ ‫ِم َن ال َع رْ َ‬
‫ادية �أتع َّل ُم كال َمها‪،‬‬ ‫وخ َر ْج ُت ِم ْن َّ‬
‫مك َة و َل ِز ْم ُت ُه َذ ْي ً‬
‫الب ِ‬‫ال يف َ‬ ‫طرح ُته يف َج َّر ٍة عظيمةٍ‪َ ،‬‬ ‫تب يف ال َع ْظ ِم َف�إذا َكثرُ َ ْ‬ ‫وكنت � ْأك ُ‬ ‫ُ‬
‫رب»‪.‬‬ ‫ْ�صح ال َع ِ‬
‫وكانت �أف َ‬‫ْ‬ ‫العربيةَ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫آخذ‬‫و� ُ‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫‪ِ C‬م ْن ِخاللِ مجَ ْموع ِتك ال ُّطالبيّة � ْ‬


‫أجب َع ْن الأ�سئل ِة التَّا ِليَ ِة‪:‬‬
‫الع ْل ِم‪َ ،‬مع ّ‬
‫�شد ِة َفق ِْره وفا َق ِته؟‬ ‫لب ِ‬ ‫افعي َ‬
‫لط ِ‬ ‫ال�ش َّ‬ ‫الدوافع ا ّلتي دف ْ‬
‫َعت ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -‬ما‬
‫اعتمدها لتلقِّي‬
‫َ‬ ‫والم�صادر التي‬
‫ِ‬ ‫لوم الّتي تَع َّل َمها‪،‬‬
‫واع ال ُع ِ‬
‫ببيان �أ ْن ِ‬
‫ذلك ِ‬ ‫مي ًزا‪َ ،‬و ِّ�ض ْح َ‬ ‫ال�شافعي ت ْ�أ ً‬
‫�سي�سا ِع ْل ِم ًّيا ُم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫�س‬
‫‪ -‬ت� ّأ�س َ‬
‫الع ْلم‪.‬‬
‫ِ‬

‫رحلتُ ُه ال ِعلْميّ ُة‬


‫َ‬
‫الحظ‬ ‫لم ح ّتى‬ ‫مك َة املُ َك َّر َمةَ‪ ،‬وي� ُأخ ُذ عنهم ِ‬
‫الع َ‬ ‫ني وال ُفقَها ِء يف َّ‬
‫افعي يرت َّد ُد َعلى ال ُعلما ِء ِم َن املُ َح ِّدث َ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َّ‬
‫ظل الإما ُم ّ‬ ‫ ‬
‫تفتي»(‪ ،)3‬وهو‬ ‫لك وا ِ َ‬ ‫هلل �أَف ِْت َ‬
‫النا�س‪� ،‬آنَ َ‬ ‫للع ْلم‪َ ،‬‬
‫فقال َله ُم ْ�س ُ‬ ‫لماء ُنبوغَ ُه‬
‫هلل أ�نْ َ‬ ‫بن خالدٍ (‪« :)2‬يا �أبا ِ‬
‫عبدا ِ‬ ‫لم ُ‬ ‫وحب ُه ِ‬
‫وذكاء ُه َّ‬
‫َ‬ ‫ال ُع ُ‬
‫ع�ش َة �س َنة‪.‬‬
‫�س رْ َ‬
‫خم َ‬
‫ابن ْ‬
‫يو َمها ُ‬
‫ذاع‬
‫قد َ‬ ‫�رشين ِم ْن ُع ُم ِره‪ ،‬وكانَ يو َمها ْ‬
‫الع َ‬ ‫العلم يف ّ‬
‫مكةَ‪ ،‬ويرت َّدد َعلى ُعلما ِئها ح ّتى ب َلغَ ِ‬ ‫لب َ‬ ‫يط ُ‬‫افعي ْ‬ ‫َّ‬
‫ال�ش ُّ‬
‫ظل ّ‬ ‫ ‬
‫رة ُليالز َم الإما َم ً‬
‫مالكا و َي ُ�أ ُخ َذ‬ ‫املنو ِ‬ ‫يرح َل �إىل املَ ِ‬
‫دينة َّ‬ ‫ال�شافعي �أنْ َ‬ ‫وانت�ش ِع ْل ُمه يف ال ْأم ِ‬
‫�صار‪ ،‬فع َز َم‬ ‫رَ‬ ‫مالك‪،‬‬
‫إمام ٍ‬
‫يت ال ِ‬ ‫ِ�ص ُ‬
‫ُّ‬
‫الع ْل َم ع ْن ُه‪.‬‬
‫ِ‬

‫(‪ )2‬هو م�سلم بن خالد الزنخي �شيخ ال�شافعي ومفتي مكة‪ )3( .‬تاريخ بغداد ‪.2/64‬‬
‫‪99‬‬
‫رحلتُ ُه �إىل املدينَ ِة‬
‫وط�أِ ِم ْن َر ُج ٍل َمب ّك َة‬
‫كتاب املُ ّ‬
‫َ‬ ‫فا�ست َع ْر ُت‬
‫مالك)‪ْ ،‬‬
‫إمام ٍ‬
‫إليه (� ْأي‪� :‬إىل ال ِ‬ ‫افعي‪..« :‬فوق ََع يف َق ْلبي �أنْ �أَذ َ‬
‫ْهب � ِ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ّ‬
‫وبه تو�صي ٌة �إىل ما ِلك بن‬
‫املدينة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أخذت م ْنه كتا ًبا �إىل وايل‬ ‫دخ ْل ُت َعلى َوايل َّ‬
‫مكةَ‪ ،‬ف� ُ‬ ‫فح ِف ْظ ُته‪ُ .‬ث َّم َ‬
‫َ‬
‫الك‪.‬‬
‫إمام َم ِ‬
‫ال�شافعي ِللقا ِء ال ِ‬
‫َّ‬ ‫املدينة‬
‫ِ‬ ‫اب‪ .»..‬ف ََ�ص ِح َب وايل‬ ‫أن�س‪ ،‬وق َِد ْم ُت املَدينةَ‪ ،‬و�أب َل ْغ ُت ِ‬
‫الك َت َ‬ ‫� ٍ‬
‫ا�سم َك؟‬ ‫يل �ساع ًة ‪ -‬وكانَ ملَا ِل ٍك ِفرا�س ٌة ‪َ -‬‬
‫فقال يل‪ :‬ما ُ‬ ‫المي َن َظ َر �إ َّ‬ ‫افعي‪ :‬فلما َ�س ِم َع ٌ‬
‫مالك َك ِ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ّ‬
‫قلت‪ :‬حُم ّم ٌد‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫ال�ش�أْن‪.‬‬ ‫ف�س َيكونُ َ‬
‫لك �ش�أنٌ ِم َن َّ‬ ‫واج َت ِن ِب املَ ِ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫عا�صي َ‬ ‫حممد! ات َِّق اهلل‪ْ ،‬‬
‫قال‪ :‬يا ُ‬
‫فقلت‪ :‬ن َع ْم َ‬
‫وكرا َمةٌ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ورا فَال تطف ْئ ُه باملَ ِ‬
‫ع�ص ِية‪.‬‬ ‫قد أ�َلقى َعلى ق ْلب َ‬ ‫فقال‪� :‬إنَّ َ‬
‫َ‬
‫ِك ُن ً‬ ‫اهلل ‪ -‬تَعاىل ‪ْ -‬‬ ‫‪-‬‬
‫لك ّ‬
‫املوط�أ‪.‬‬ ‫مبن يقر�أُ َ‬
‫غدا تجَ يء ْ‬ ‫ثم َ‬
‫قال‪ً :‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫اليم ِن‪.‬‬
‫ال�شافعي �إىل َ‬
‫ُّ‬ ‫رج‬
‫وبعدها َخ َ‬
‫وفاته عا َم (‪ 179‬هـ) َ‬
‫الك ح ّتى ِ‬
‫إمام َم ٍ‬
‫الز ًما لل ِ‬
‫عي ُم ِ‬
‫ال�شا ِف ُّ‬
‫بقي َّ‬
‫َ‬ ‫ ‬

‫‪ِ C‬م ْن ِخاللِ احلكاي ِة َّ‬


‫ال�سابق ِة وبالتَّعاونِ َمع ُزمال ِئ َك‪:‬‬
‫الك‪.‬‬
‫إمام َم ٍ‬
‫تيب للقا ِء ال ِ‬
‫داد وال َّت ْر ِ‬
‫بح ْ�س ِن ال ْإع ِ‬
‫افع ّي ُ‬
‫ال�ش ِ‬
‫إمام َّ‬ ‫ا�ستخرج َما َي ُد ُّل َعلى ِع ِ‬
‫ناية ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الع ِلم‪.‬‬
‫طالب ِ‬
‫ِ‬ ‫�صيل‬
‫تح ِ‬ ‫�صية َعلى ْ‬
‫الم ْع ِ‬
‫آثار َ‬
‫افعي ب َت ْر ِك المعا�صي‪ ،‬ا�س َتن ْت ِتج اثنين من � ِ‬
‫ال�ش َّ‬ ‫و�صى الإما ُم ٌ‬
‫مالك ّ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪100‬‬
‫رحلته �إىل العراق‬
‫إمام �أبي‬
‫تلميذ ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�ش ْيباين‬ ‫بن ا َ‬
‫حل َ�س ِن ّ‬ ‫مبحمد ِ‬
‫ِ‬ ‫فبقي فيها َ�سنتنيِ ‪ ،‬التقى‬
‫راق َ‬‫الع ِ‬
‫اليمن �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�شافعي من‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫رحل‬ ‫ ‬
‫رج َع �إىل ّ‬
‫مك َة‬ ‫إمام �أبي حنيفةَ‪ُ ،‬ث َّم َ‬
‫من فق ِْه ال ِ‬
‫واال�ستفادة ْ‬ ‫�ص َعلى ال ْأخ ِذ ِع ْن ُه‪،‬‬
‫يح ِر ُ‬
‫افعي ْ‬ ‫َحنيفةَ‪ ،‬ف� ْأكثرَ مجُ َ ا َل�س َت ُه‪ ،‬وكانَ ّ‬
‫ِ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫الع ْل ِم لل ّتلقِّي ِع ْن ُه‪،‬‬ ‫فاجتمع �إليه ُط ُ‬
‫الب ِ‬ ‫َ‬ ‫وعال ِ�صي ُته‪،‬‬
‫لمه َ‬
‫ا�ش َت َه َر ِع ُ‬
‫راق‪ ،‬وكانَ قد ْ‬
‫الع ِ‬
‫رجع �إىل ِ‬
‫ثم َ‬ ‫مد ًة ُي ِع ِّل ُم َ‬
‫النا�س‪َّ ،‬‬ ‫ف�أقا َم بها ّ‬
‫احلجة‪.‬‬
‫كتاب َّ‬
‫َ‬ ‫ف فيه‬ ‫�س ْ‬
‫مذ َه َبه القَد َمي‪ ،‬و�ص َّن َ‬ ‫و� َّأ�س َ‬
‫انته ْت‬
‫ارود‪َ ...« :‬‬ ‫بن �أبي ا َ‬
‫جل ُ‬ ‫الوليد ُ‬
‫ِ‬ ‫والع ْل ِم ِّي‪َ ،‬‬
‫قال �أ ُبو‬ ‫ْهي ِ‬‫الفق ِّ‬ ‫لرح ِلة ال�شا ِف ِع ِّي � ْأك ُرب ال ِأثر يف ب َن ِ‬
‫ائه ِ‬ ‫كان ْ‬
‫لقد ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫بالعراق �إىل �أبي‬
‫ِ‬ ‫الفقه‬
‫وانتهت ِرئا�س ُة ِ‬
‫ْ‬ ‫عي وال َز َمه و� َ‬
‫أخذ ع ْن ُه‪،‬‬ ‫ال�شا ِف ُّ‬ ‫بن �أ َن ٍ�س‪َ ،‬ر َ‬
‫حل �إليه َّ‬ ‫الك ِ‬
‫باملدينة �إىل َم ِ‬
‫ِ‬ ‫الفق ِْه‬
‫رئا�س ُة ِ‬
‫الر�أْ ِي ِ‬
‫وع ْل ُم‬ ‫أهل َّ‬
‫لم � ِ‬ ‫مع ل ُه ِع ُ‬
‫فاج َت َ‬
‫عليه‪ْ ،‬‬ ‫لي�س ِفيها �شي ٌء � اّإل ْ‬
‫وقد َ�س َّم َع ُه ِ‬ ‫احل�س ِن ِح ْم ً‬
‫ال َ‬ ‫بن َ‬ ‫حممد ِ‬
‫�صاح ِبه ِ‬
‫أخذ َع ْن ِ‬ ‫حنيفةَ‪ ،‬ف� َ‬
‫وعال‬ ‫أمره‪َ ،‬‬ ‫وافق واملُ َخ ُ‬
‫ْعن ل ُه املُ ُ‬ ‫لأ َ‬
‫�صول‪ ،‬و َق ّع َد الق ِ‬ ‫ذلك ح ّتى � َّأ�ص َل ا ُ‬
‫ف يف َ‬‫�رص َ‬ ‫أهل ا َ‬
‫وا�ش ُتهِ َر � ُ‬
‫الف‪ْ ،‬‬ ‫َواع َد‪ ،‬و�أذ َ‬ ‫ديث‪ ،‬ف َت َّ‬
‫حل ِ‬ ‫� ِ‬
‫ار»‪.‬‬
‫�صار م ْن ُه ما َ�ص َ‬
‫وارتفع ق َْدر ُه‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫َ‬ ‫ِذ ْك ُره‪،‬‬
‫ال�سابق ِة وبالتَّعا ُونِ م َع ُز َمال ِئ َك �أَجِ ْب َع ّما يلي‪:‬‬
‫‪ِ -‬م ْن ِخاللِ ا ِحلكاي ِة َّ‬

‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬

‫المد َر َ�ستَ ْي ِن؟‬


‫عي م َع ف ْق ِه ْ‬
‫ال�شا ِف ُّ‬ ‫الحديث‪َ ،‬ك َ‬
‫يف تعا َملَ الإما ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫بمدر�س ِة‬
‫َ‬ ‫‪ُ C‬ع ِر ِف ِفق ُه العراقِ بمدر�س ِة َّ‬
‫الر� ِأي‪ ،‬وفق ُه المدين ِة‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫و�ض ْح هذه ال ِعبا َرة‪.‬‬ ‫لتع�صب ِه لَه وتَ ْر ِك ْ‬
‫االج ِتهادِ‪ّ ،‬‬ ‫لك ومالزمتُ ُه ل ُه �سبَبـًا ُّ‬
‫عي للإما ِم م ِا ٍ‬
‫ال�شا ِف ِّ‬ ‫‪ْ C‬لم ُ‬
‫يك ْن ُح ُّب الإما ِم َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪101‬‬
‫رحلته �إىل م�صـر‬
‫حيث ا�ستقَر ِفيها �إىل �أنْ توفَّا ُه ُ‬
‫اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫اجلديد؛‬ ‫مذهبه‬ ‫�س‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م�رص ف� ّأ�س َ‬
‫ال�شافعي �إىل َ‬
‫ُّ‬ ‫رحل‬ ‫عام (‪ 199‬هـ)‬
‫ويف ِ‬ ‫ ‬
‫وكتاب (الر�سالة)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كتاب (الأ ِّم)‬
‫ُ‬ ‫انيف ِه؛ ومنها‬ ‫عظم ُك ُتبِه َ‬
‫وت�ص ِ‬ ‫فيها ُم َ‬
‫وك َت َب ّ‬
‫ال�شافعي؟‬
‫ِّ‬ ‫واجلديد عن َد‬
‫ِ‬ ‫واملذهب‬
‫ِ‬ ‫باملذهب القد ِمي‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما املق�صو ُد‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫منهجه و�آدابُه يف َطلبِ العلْ ِم وتعليمِه‬


‫ُ‬
‫َرائ�ض �أف َْ�ض َل ِم ْن َط ِ‬
‫لب الع ْل ِم‪.‬‬ ‫ب�شي ٍء ْبع َد �أدا ِء الف ِ‬
‫هلل َ‬
‫ُقر َب �إىل ا ِ‬‫افعي‪ :‬ما ت ِّ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال َّ‬
‫�ضب ِمن ال َّت َع ُّل ِم وي�أ َن ُ‬
‫ف‬ ‫علم‪ ،‬وا َ‬
‫جل ِاه ُل ي ْغ ُ‬ ‫لم‪ ،‬ويت َع ّل ُم َما ال َي ُ‬
‫ِت ما َي ْع ُ‬
‫لم‪ُ ،‬في ْثب ُ‬
‫وعما ال َي ْع ُ‬ ‫وقال‪ :‬العالمِ ُ َي ْ�س� ُأل ّ‬
‫عما َي ْع َل ُم َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫عليم‪.‬‬
‫ِم َن ال َّت ِ‬
‫بي ‪ h‬فقو ُلوا لنا ن� ْ‬
‫أخذ‬ ‫عن ال ّن ِّ‬
‫احلديث ِ‬
‫ُ‬ ‫عندكم‬
‫�صح َ‬
‫باحلديث ِم ّني‪ ،‬ف�إذا َّ‬
‫ِ‬ ‫أعلم‬ ‫َ (‪)1‬‬
‫بل ‪� :‬أن ُتم � ُ‬ ‫بن ح ْن‬
‫أحمد ِ‬
‫لتلميذه � َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫ِبه‪.‬‬
‫الع ْل ِم‪َ ،‬و َو َّكلو ُه‬
‫لث ِ‬‫�ضيعوا ُث َ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪َّ :‬‬ ‫ب‪،‬‬ ‫من ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫ف (يتح�رس) على ما َ�ض َّي َع امل�سلمون َ‬
‫له ُ‬
‫ال�شافعي َي َت َّ‬
‫ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال َح ْرملةُ‪ :‬كانَ‬
‫�صارى‪.‬‬
‫اليهود وال َّن َ‬
‫ِ‬ ‫�إىل‬
‫لم � يّأن � َأخ ْذ ُت‬
‫ال�شافعي‪ :‬ما � ْأع ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫فقال‬ ‫الع ْل ِم‪:‬‬
‫بع�ض طلاّ ِب ِ‬
‫أدب ِ‬ ‫وء � ِ‬ ‫ال�شافعي ُ�س ُ‬
‫ِّ‬ ‫بن �سليمانَ (‪�ُ :)2‬ش ِك َي �إىل‬ ‫الربيع ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫أدب‪ ،‬وكانَ َ‬
‫ذلك‬ ‫فيه ال َ‬‫ملت ِ‬ ‫أ�ستفيده � اّإل ْ‬
‫ا�ستع ُ‬ ‫ُ‬ ‫النح ِو � ْأو غ ِري ذ ِل َك ِم َن ال ْأ�شيا ِء‪ ،‬مِمَا ُ‬
‫كنت �‬ ‫ديث �أو ْ‬‫حل ِ‬ ‫من القُر� ِآن � ْأو ا َ‬
‫�شي ًئا َ‬
‫الع ْل َم‪ ،‬فاز َد ْد ُت ِم ْن َ‬
‫ذلك‪ ،‬ح ّتى ُربمَّ ا‬ ‫من َط ْبعي �إىل �أنْ ق َِد ْم ُت املدينةَ‪ ،‬فر أ� ْي ُت ِم ْن َم ٍ‬
‫الك ما ر�أ ْي ُت ِم ْن َه ْيب ِته و� ْإجال ِل ِه ِ‬ ‫ْ‬
‫هيب ًة له لئلاّ َي ْ�س َ‬
‫مع َو ْق َعها‪.‬‬ ‫ت�صفُّحـًا رقيقًا ْ‬
‫فح الورق َة َ‬
‫ل�سه ف� ْأ�ص ُ‬
‫كنت �أكونُ يف ْجم ِ‬
‫ُ‬
‫ود ْد ُت ْلو �أنّ ا َ‬
‫خل ْل َق تع ّل ُمو ُه‪ ،‬وال‬ ‫مري�ض َو َذ َكر ما َج َم َع ِم َن ُ‬
‫الك ُت ِب‪ِ :‬‬ ‫وهو‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫افعي‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�ش َّ‬
‫مع ُت ّ‬
‫الربيع‪�َ :‬س ْ‬
‫ُ‬ ‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫ُي ْن َ�س ُب �إ َّ‬
‫يل ِم ْن ُه َ�ش ْي ٌء(‪.)3‬‬

‫ال�شافعي و�صاحب املذهب احلنبلي‪ )2( .‬الربيع بن �سليمان �أحد �أميز طالب‬
‫ّ‬ ‫(‪� )1‬أحمد بن حنبل ال�شيباين‪ ،‬ولد �سنة ‪ 164‬هـ وتويف ‪ 242‬هـ �أحد طالب الإمام‬
‫ال�شافعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال�شافعي‪)3( .‬انظر كتاب معرفة ال�سنن والآثار للإمام البهيقي فقد جمع فيه �أقوال‬
‫ّ‬ ‫ال�شافعي يف م�رص والذي اعتنى بن�رش كتب‬
‫ّ‬ ‫‪102‬‬
‫يوجد فيها‬ ‫هذه ُ‬
‫الك ُت َب ولمَ ْ � ُآل ِفيها (�أي مل �أق�رص فيها) وال ُب ّد �أن‬ ‫لقد �أ َّلف ُ‬
‫ْت ِ‬ ‫افعي ُ‬
‫يقول‪ْ :‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫َ‬ ‫ال�ش َّ‬ ‫الب َو ْي ِط َّي(‪�َ :)4‬س ُ‬
‫معت َّ‬ ‫قال ُ‬
‫(عن القر� ِآن)‪ :‬ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)82‬‬ ‫يقول ِ‬ ‫اخلط�أُ‪ ،‬لأنَّ َ‬
‫اهلل تعاىل ُ‬
‫رجع ُت عن ُه‪.‬‬
‫فقد ْ‬
‫الكتاب وال�س َّن َة ْ‬
‫َ‬ ‫يخالف‬
‫ُ‬ ‫وجدت يف ُك ُتبي هذه ّمما‬
‫مُ‬ ‫فما‬
‫ثم َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ال�شافعي‪ ،‬ناظرتُه يو ًما يف م�س�أل ٍة ثم افرتقْنا‪ ،‬و َل ِق َيني ف�أَ َ‬
‫خذ بيدي‪ّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫أيت � َ‬
‫أعقل من‬ ‫يو�سف ال�صديفُّ‪ :‬ما ر� ُ‬
‫ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬
‫فق‪.‬‬
‫ي�ستقيم �أن نكونَ �إخوا ًنا و�إنْ مل ن َّت ْ‬
‫ُ‬ ‫يا �أبا مو�سى‪� :‬أال‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬


‫طلب ال ِع ْل ِم وتَ ْعليمِ ه‪.‬‬
‫افعي و�آدابَه في ِ‬
‫ال�ش ِّ‬ ‫‪ِ C‬م ْن ِخاللِ ما َ�سبَ َق‪ ،‬ح ِّد ْد َمع ُزمال ِئ َك م ْن َ‬
‫هج َّ‬
‫النوافل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العلم على �سائرِ‬
‫طلب ِ‬ ‫ُ‬
‫تف�ضيل ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫‪........................................................................................................... .2‬‬
‫‪........................................................................................................... .3‬‬
‫‪........................................................................................................... .4‬‬
‫‪........................................................................................................... .5‬‬
‫‪........................................................................................................... .6‬‬

‫أهم مناقبِ ال�ّش ّ‬


‫افعي‬ ‫� ُّ‬
‫تطاع‬
‫وا�س َ‬
‫الم‪ْ ،‬‬
‫أئمة ال ْإ�س ِ‬ ‫وز َكواحدٍ ْ‬
‫من � ْأ�ش َه ِر � ِ‬ ‫الع ْل ِّ‬
‫مي والبرُ ِ‬ ‫للتمي ِز ِ‬
‫فات قاد ْت ُه ُّ‬
‫و�ص ٍ‬
‫عي َمبنا ِق َب ِ‬
‫ال�شا ِف ُّ‬
‫متي َز الإما ُم َّ‬
‫لقد ّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫املناقب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ومن هذه‬ ‫الم ّي ِة‪ِ ،‬‬
‫لوم ال ْإ�س ِ‬
‫اجلديد �إىل ال ُع ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�ضافة‬
‫وقدرتَه على � ِ‬ ‫إبداع ُه ْ‬
‫أظهرت � َ‬ ‫ْ‬ ‫إجنازات ِع ْل ّ‬
‫مي ٍة �‬ ‫ٍ‬ ‫ْحت َ‬
‫قيق �‬

‫الفق ِْه‪:‬‬
‫ول ِ‬‫علم � ُأ�ص ِ‬
‫أ�سي�س ِ‬
‫‪ .1‬ت� ُ‬
‫راج‬ ‫عين ٍة ْ‬
‫ال�س ِت ْخ ِ‬ ‫و�ضوا ِب َط ُم َّ‬
‫َواع َد َ‬ ‫الل ق ِ‬‫عي َة ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال�ش َّ‬
‫�صو�ص رَّ ْ‬
‫َ‬ ‫ون ال ُّن‬
‫يتدار�س َ‬
‫ُ‬ ‫ال�شافعي‬
‫ِّ‬ ‫الفقهاء ْقب َل ال ِ‬
‫إمام‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫فح ْ�س ُب‪ ،‬بلْ َح َ‬
‫اول‬ ‫ال�ش ِع ِية‪َ ،‬‬
‫أحكام رَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫راج ال‬ ‫واع ِد يف ْ‬
‫ا�ستخ ِ‬ ‫هذه ال َق ِ‬
‫إعمال ِ‬ ‫فلم ِي ْك َت ِف ب� ِ‬
‫عي ْ‬ ‫فجاء َّ ِ‬
‫ال�شاف ُّ‬ ‫هي ِة‪َ ،‬‬ ‫أحكام ِ‬
‫الف ْق ّ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬

‫ويت َك َ�ضعي َفها‪ّ ،‬‬


‫فلما‬ ‫وي� ِّؤط َرها يف �إطارٍ ِع ِلم ٍّي متنا�سقٍ ‪َ ،‬‬
‫وي ْع َم َل ب�أ ْقواها رْ ُ‬ ‫ال�ضوا ِب َط‪ُ ،‬‬
‫در َ�س هذه َ‬‫وي ُ‬ ‫ِ‬
‫القواع َد َ‬ ‫�أن ُي ِّ‬
‫نظ َم هذه‬
‫وو�ض َع بها‬ ‫(الر ِ‬
‫�سالة) َ‬ ‫ٍ‬ ‫مه ِدي(‪� )5‬أن ْ‬
‫يك ُت َب ِذ َ‬ ‫ا�ش ُتهِ َر يف َ‬
‫كتاب ِّ‬
‫َ‬ ‫فكتب ل ُه‬
‫َ‬ ‫كتاب‪،‬‬ ‫لك يف‬ ‫بن ْ‬
‫حمن ُ‬
‫الر ِ‬
‫عبد ّ‬
‫طلب م ْنه ُ‬
‫ذلك َ‬ ‫ْ‬
‫كع ْل ٍم ُم ْ�س َت ِقلٍّ ‪.‬‬
‫أخرج ُه ِ‬
‫الف ْق ِه‪ ،‬و� َ‬
‫أ�صول ِ‬ ‫� ّأو َل لب َن ٍة ِم ْن َل ِب َن ِ‬
‫ات ِع ْل ِم � ِ‬

‫ال�شافعي‪ ،‬تويف يف بغداد ‪ 232‬هـ‪ )5( .‬عبدالرحمن بن مهدي احلافظ �أبو �سعيد الب�رصي‪ ،‬له رواية‬
‫ّ‬ ‫(‪)4‬هو �أبو يعقوب يو�سف البويطي �أحد �أبرز طالب الإمام‬
‫‪103‬‬ ‫يف كتب ال�سنة‪ ،‬تويف ‪ 198‬هـ عن ثالث و�ستني �سنة‪.‬‬
‫نا�صح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ف�صيح‬
‫ٍ‬ ‫عاقل‬
‫رج ٍل ٍ‬ ‫افعي �أذه َل ْتني‪ ،‬ل يّأن ر� ْأي ُت َ‬
‫كالم ُ‬ ‫لل�ش ّ‬ ‫الر ِ‬
‫�سالة ّ‬ ‫ظر ُت يف ِّ‬
‫بن َم ْهدي‪ :‬ملا َن ْ‬
‫حمن ُ‬
‫الر ُ‬
‫عبد ّ‬
‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫الد َع َاء َله‪.‬‬
‫كث ّ‬‫ف�إين لأُ رِ ُ‬
‫‪ .2‬معار ُف ُه الوا�سعةُ‪:‬‬
‫ون َع ْلي ِه‪،‬‬ ‫جيئون � ِ‬
‫إليه َفي ْعرِ ُ�ض َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث و ُنقا َد ُه َي‬ ‫حاب‬
‫عي‪ ،‬ف� َّإن � ْأ�ص َ‬ ‫مثل ّ ِ‬
‫ال�شاف ِّ‬ ‫حل َكم َ‬
‫قال‪ :‬ما َر� ْأينا َ‬ ‫ابن ِ‬
‫عبد ا َ‬ ‫وعن ِ‬ ‫ ‬
‫وي�أْ ِ‬
‫تيه‬ ‫بون‪َ ،‬‬
‫عج َ‬‫وهم ي َت َّ‬
‫ون ِ‬ ‫احلديث ملْ َي ِقفوا َع ْليها‪ ،‬في ُق ُ‬
‫وم َ‬ ‫ِ‬ ‫�ض ِم ْن َن ْق ِل‬ ‫فر َّبما � َأعلَّ ن ْق َد ال ُّن َّق ِاد م ْن ُهم‪ ،‬وو َق َف ُهم َعلى غَ ِ‬
‫وام َ‬ ‫ُ‬
‫أ�صحاب ال ِ‬
‫أدب‬ ‫ُ‬ ‫والد َر َاي ِة‪َ ،‬‬
‫ويجيئ ُه �‬ ‫ون له ِ‬
‫باحلذْ ِق ّ‬ ‫وه ٍم ُمذْ ِع ُن َ‬
‫ون �إلاّ ُ‬ ‫وم َ‬ ‫فون واملُوا ِف ُق َ‬
‫ون فَال ي ُق ُ‬ ‫الف ْق ِه املُ َخا ِل َ‬ ‫حاب ِ‬‫� ْأ�ص ُ‬
‫وكان ِم ْن‬
‫َ‬ ‫من ِ�ش ْعرِ ُه ٍ‬
‫ذيل ب� ْإع َرا ِبها وغريبها َ‬
‫ومعانيها‪،‬‬ ‫بيت ْ‬ ‫آف ٍ‬ ‫كان َي ْح َف ُظ َع رْ�ش َة ال ِ‬
‫ولقد َ‬
‫ال�ش ْع َر فيف�سرّ ُ ُه‪ْ ،‬‬
‫ؤون عليه ِّ‬ ‫في ْقر� َ‬
‫مل ِ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫الع ِ‬
‫إخال�ص َ‬
‫ُ‬ ‫وم ُ‬
‫الك � ْأمرِ ه �‬ ‫و�ص ّح ُة ِذ ْه ٍن‪َ ،‬‬
‫وفور َع ْق ٍل ِ‬
‫ُ‬ ‫�شي ِ‬
‫ئان‪:‬‬ ‫وكان ُيعي ُن ُه ْ‬
‫َ‬ ‫اريخ‪،‬‬
‫ا�س لل ّت ِ‬ ‫� ْأ�ض ِ‬
‫بط ال َّن ِ‬
‫بادة‪:‬‬
‫الع ِ‬‫�ص على ِ‬
‫واحلر ُ‬
‫ْ‬ ‫الد ْنيا‬
‫زهده يف ُّ‬
‫‪ُ .3‬‬
‫وجمل�س من‬ ‫قوت �س َن ٍة‪،‬‬
‫لك ُ‬ ‫(يعني ِم�صرْ َ) ُ‬
‫فليكن َ‬ ‫ت�س ُك َن َ‬
‫البلد ْ‬ ‫بن عبد ا َ‬ ‫عبد ِ‬ ‫َ‬
‫ٌ‬ ‫افعي‪� ،‬إذا �أر ْد َت � ْأن ْ‬
‫لل�ش ّ‬
‫كم ّ‬
‫حل ِ‬ ‫هلل ُ‬ ‫قال ُ‬ ‫ ‬

‫بيت ِباحلجازِ َ‬
‫وما‬ ‫ور ُ‬‫بغزةَ‪ُ ،‬‬
‫دت ّ‬‫ال�شافعي‪ :‬يا � َأبا حُم َّم ٍد َم ْن لمَ ْ ُت ِع َّزه ال َّت ْقوى فَال ِع َّز َله‪ ،‬ول َق ْد و ِل ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سلطان تتعز ْز به‪ ،‬فقال َله‬
‫ياعا ق َُّط‪.‬‬‫قوت ليل ٍة َوما ِب ْتنا ِج ً‬
‫ِع ْن َدنا ُ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫اهلل فيه‪ ،‬و ُز ْه ِدهم فيما رغَّ بهم ُ‬
‫اهلل ِ‬ ‫قال ال�شافعي‪ :‬ال عيب ِبا ْلعلما ِء � ْأع َظم ِمن رغْ ب ِتهِ م فيما َز َّه َد ُهم ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ُّ‬
‫تنظيم الوق ِْت واال�ستفاد ُة م ْن ُه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫�س‬
‫ال�ش ْم ُ‬
‫عت َّ‬‫أهل القر� ِآن‪ ،‬ف�إذا ط َل ِ‬ ‫افعي يف ح ْل َق ِت ِه �إذا َ�ص ّلى ْ‬
‫ال�صب َح‪ ،‬فيجي ُئ ُه � ُ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫كان ّ‬
‫�سليمان‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫بن‬
‫الربيع ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫والنظرِ ‪،‬‬ ‫للمذاكَ ِ‬
‫رة‬ ‫حل ْلق ُة ُ‬ ‫ِ‬
‫فا�ستوت ا َ‬ ‫ال�شم�س قَاموا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فعت‬
‫عانيه‪ ،‬ف�إذا ْار َت ْ‬ ‫وم َ‬ ‫في�س أ� ُلو َن ُه ت ْف َ‬
‫�سري ُه َ‬ ‫ِ‬
‫احلديث ْ‬ ‫وجاء � ُ‬
‫أهل‬ ‫َ‬ ‫َاموا‪،‬‬
‫ق ُ‬
‫ِ‬
‫انت�صاف ال ّنهارِ ‪.‬‬ ‫وال�ش ْعرِ فال ِي َ‬
‫زالون �إىل ق ُْر ِب‬ ‫ِّ‬ ‫رو�ض وال َّن ْحوِ‬
‫والع ِ‬ ‫الع ِ‬
‫ربية َ‬ ‫جاء � ُ‬
‫أهل َ‬ ‫تفرقوا‪َ ،‬و َ‬
‫ال�ض َحى َّ‬
‫ارتفع ُّ‬
‫َ‬ ‫ف�إذا‬
‫والثلث‬ ‫والثلث ال ّث يِان ُي�ص ِّلي‪،‬‬ ‫الليل ثالث َة � ٍ‬
‫أثالث‪ :‬الث ُل ُث ال ّأو ُل يك ُت ُب‪،‬‬ ‫قد َج ّز�أ َ‬
‫افعي ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫كان َّ‬
‫الربيع‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬ ‫ ‬
‫ينام‪.‬‬
‫الثالث ُ‬
‫ُ‬

‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬

‫الذهبي ت َْعليقًا َعلى َ‬


‫ذلك‪� :‬أف َعال ُه الثالث ُة عباد ٌة بال ِّن َّي ِة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫قال الإما ُم‬ ‫ ‬
‫ال�شافعي من وقت ِه في ليل ِه ونَها ِره‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ّ C‬‬
‫و�ض ْح هذه العبار َة من خاللِ كيفي ِة ا�ستفاد ِة‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪104‬‬
‫وفاتُه‬
‫ا�شتد ِبه‬
‫أليف‪ ،‬ح ّتى َّ‬
‫عليم والت� ِ‬
‫ري�س وال َّت ِ‬ ‫فان�ش َ‬
‫غل بال َّت ْد ِ‬ ‫عليه ُطلاّ ُب ِ‬
‫الع ِلم‪َ ،‬‬ ‫اجتمع ِ‬
‫َ‬ ‫ال�شافعي ِم�صرْ َ‬
‫ُّ‬ ‫عندما َ‬
‫نزل‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫بد ُنو � َأج ِله‪.‬‬
‫أح�س ُ‬
‫املر�ض و�أعيا ُه و� َّ‬
‫ُ‬
‫أ�صبح َت يا � ْأ�ستا ُذ! فقال‪:‬‬
‫ف� ْ‬ ‫كي َ‬ ‫فيه َ‬
‫فقال‪ْ :‬‬ ‫مات ِ‬
‫ر�ضه الذي َ‬
‫افعي يف َم ِ‬
‫ال�ش ِّ‬ ‫الربيع‪َ :‬د َخ َل املُ َز يِ ُّ‬
‫ن(‪ )1‬على ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫ثم‬ ‫ول�سو ِء َعملي ُمال ِقيـًا‪َ ،‬‬
‫قال‪َّ :‬‬ ‫وار ًدا ُ‬
‫هلل ِ‬
‫وعلى ا ِ‬ ‫فارقًا‪َ ،‬‬
‫ولك�أْ ِ�س المَ ِن ّي ِة �شار ًبا‪َ ،‬‬ ‫الد ْنيا راحلاً ‪ ،‬ول ْإخ يِ‬
‫وان ُم ِ‬ ‫أ�صبح ُت ِم َن ّ‬
‫� ْ‬
‫أن�شد‪.‬‬
‫وا�ستع َرب و� َ‬
‫ْ‬ ‫ال�سما ِء‬ ‫ر َمى َ‬
‫بط ْر ِفه �إىل َّ‬

‫ــود مجُ ْ ِرما‬


‫جل ِ‬ ‫ــن وا ُ‬
‫ـت يـا ذا املَ ِّ‬
‫و�إنْ ك ْن ُ‬ ‫بتـــــي‬
‫ِ‬ ‫فــع رغْ‬
‫لق � ْأر ُ‬‫خل ِ‬ ‫إليك �إله ا َ‬
‫ � َ‬
‫عفـو َك � ْأعظمـــا‬
‫ُ‬ ‫ْــو َك َر ِّبــي كـانَ‬
‫بعف ِ‬ ‫ت َ‬
‫َعــاظمني َذ ْنبــي َف َل ّمــــا ق ََر ْن ُتـه‬ ‫ ‬

‫ور َ�ضا ُه‪ ،‬ف�إذا َدنا � َأج ُله‬


‫ْوه ِ‬ ‫والرجا ِء َّ‬
‫والط ْم ِع يف َعف ِ‬ ‫هلل‪َّ ،‬‬
‫قاب ا ِ‬ ‫امل�س ِلم �أنْ يكونَ يف َحيا ِته بينْ َ ا َ‬
‫خل ْو ِف ِم ْن ِع ِ‬ ‫على ْ‬ ‫ ‬
‫الرجاء على ا َ‬
‫خل ْو ِف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فال ُب َّد �أنْ ُي َغ ِّل َب‬
‫ال�سابق ِة؟‬
‫الرواي ِة ّ‬ ‫‪َ � C‬‬
‫أين تَجِ ُد ذلك في ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني �سنةٍ‪.‬‬
‫أربع وخم�س َ‬ ‫ُ‬ ‫توفيّ الإما ُم ّ‬
‫افعي ‪َ -‬ر ِح َم ُه اهلل ‪ -‬يف م�صرْ َ (�سنة ‪ 204‬هـ) عن � ٍ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫ ‬

‫بعلمه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ف�سيح جنا ِت ِه ونفعنا‬ ‫ال�شافعي رحم ًة وا�سعةً‪ .‬و�أ�سك َنه‬ ‫رحم ُ‬
‫اهلل‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫ال�شافعي‪ :‬املزين نا�رص مذهبي‪ ،‬تويف ‪ 264‬هـ‬


‫ّ‬ ‫جمتهدا‪ ،‬قال عنه‬
‫ً‬ ‫زاهدا عاملـًا‬
‫ال�شافعي من �أهل م�رص كان ً‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬هو �أبو �إبراهيم ا�سماعيل بن يحيى املزين �صاحب‬
‫‪105‬‬ ‫(انظر وفيات الأعيان البن خلكان)‪.‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫من ِ�سير ِته‪.‬‬
‫مر ْ‬
‫افعي ِم ْن خاللِ ما َّ‬
‫ال�ش ِّ‬
‫إبداعات ّ‬
‫ِ‬ ‫الم ْبدعين‪ .‬اذ ُك ْر َ‬
‫بع�ض �‬ ‫افعي ِم َن ال ُعلما ِء ُ‬ ‫‪ّ C‬‬
‫ال�ش ُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫الع ْل ُم ما ُح ِف َظ‪ِ ،‬‬


‫الع ْل ُم ما َنف ََع‪.‬‬ ‫لي�س ِ‬
‫افعي‪َ :‬‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬ ‫ ‬
‫املبد�أَ‪.‬‬ ‫عي ُهنا َم ْبد�أً يُ َع ُّد ْ‬
‫من �أ َه ِّم املَباد ِِئ الترَّ ْبويّ ِة‪ّ ،‬‬
‫و�ض ْح هذا ْ‬ ‫ال�شا ِف ُّ‬ ‫‪ C‬يُ ّ‬
‫قر ُر َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫وحف ٌْظ‪ ،‬وما‬
‫هلل ِ‬
‫من ا ِ‬
‫�سد َد � ْأو ُيعانَ ‪ ،‬ويكونَ ل ُه ِر َعاي ٌة َ‬
‫بت �أن ُيوف ََّق �أو ُي َّ‬
‫أحب ُ‬ ‫ناظر ُت � َأح ًدا ْ‬
‫قط � اّإل � َ‬ ‫افعي‪ :‬ما ْ‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫قال ّ‬ ‫ ‬
‫بال بين ُ‬
‫ل�سا ِني �أو ِل�سا ِنه‪.‬‬
‫الحق على َ‬‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫ولم �أُ ِ َ َّ َ‬
‫أحدا �إال ْ‬ ‫َ‬
‫ناظ ْر ُت � ً‬
‫والنقا�شات العلمي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحوارات‬
‫ِ‬ ‫رحمه اهللُ ‪ -‬في‬
‫ال�شافعي ‪َ -‬‬
‫ُّ‬ ‫قر َر ُه‬
‫أهم مبد�أٍ َّ‬
‫ا�ستخرج � َّ‬
‫ْ‬ ‫ال�سابق ِة‪،‬‬
‫المقُول ِة َّ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من ِخاللِ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪106‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫وائج فا ْبد�أْ ب� َأه ِّمها‪.‬‬
‫الح ُ‬‫علي َك َ‬
‫رت ْ‬‫افعي‪� :‬إذا َك ُث ْ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬ ‫ ‬
‫قواعد �إدار ِة الحياة‪ .‬حددها‪.‬‬
‫ال�شافعي �إلى قاعد ٍة ِم َن ِ‬
‫ُّ‬ ‫ي�شير‬
‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫العربية ُح َّجةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫افعي لغةٌ)‪� ،‬أي �أنَّ ق َْو َله في‬
‫(ال�ش َّ‬ ‫ُ‬
‫القول ب�أنَّ ّ‬ ‫بين العلما ِء‬
‫ا�شتهر َ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫�سبب ف�صاحت ِه وتميُّ ِزه في العربيَّ ِة‪.‬‬
‫�سير ِته بيّ ْن َ‬ ‫‪ِ C‬م ْن ِخاللِ ما َّ‬
‫مر ِم ْن َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫يوخه ومجموع ًة ِم ْن ُطلاّ ب ِه‪.‬‬
‫عي مجموع ًة من ُ�ش ِ‬
‫ال�شا ِف ِّ‬
‫مر ِم ْن �سير ِة الإما ِم ّ‬
‫من خاللِ ما َّ‬
‫ا�ستخ ِر ْج ْ‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫واعظ‪.‬‬ ‫بالح َك ِم َ‬
‫والم ِ‬ ‫قيق ملي ٌء ِ‬ ‫مم ّيز ٌة‪ِ ،‬‬
‫و�ش ْع ٌر َر ٌ‬ ‫َ�صائد َ‬
‫افعي ق ُ‬
‫لل�شِّ ِّ‬ ‫ ‬
‫اختيا ِر َك لها‪.‬‬
‫�سبب ْ‬
‫وا�ش َر ْح َ‬
‫ائده‪ْ ،‬‬
‫ق�ص ِ‬
‫واختر � ْإحدى َ‬
‫ْ‬ ‫ارجع �إلى ديوان ِه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬

‫‪107‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫إ�صالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫النبوي يف ال‬
‫ِّ‬ ‫املنهج‬
‫ِ‬
‫إ�صالح يف حُميطي‪.‬‬
‫ف على‬ ‫أتعر ُ‬
‫أمار�س عملي َة ال‬
‫‪ّ �-‬‬ ‫المنهج النبوي في اإلصالح‬
‫ِ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إيجابيا يف‬
‫أطو ُر نف�سي لأكونَ � ً‬ ‫‪ّ �-‬‬

‫�أقر�أُ‪َ ،‬و�أَت� َّأملُ‪:‬‬


‫الم‪،‬‬
‫ال�س ِ‬
‫عيب ‪ -‬عليه َّ‬
‫هلل ُ�ش ٍ‬
‫نبي ا ِ‬
‫ل�سان ِّ‬
‫ِ‬ ‫�سج َل القُر�آنُ هذه ا َ‬
‫حلقي َق َة على‬ ‫وقد َّ‬ ‫ُ‬
‫هدف الأنبيا ِء َجمي ًعا ْ‬ ‫الح‬
‫ال ْإ�ص ُ‬ ‫ ‬
‫فقال تعاىل‪ :‬ﱫﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﱪ‪( .‬هود ‪.)88‬‬
‫ـجا َه ر ّب ِه ونف ِْ�سه وال َآخرين‪ّ � ،‬أما الإن�سانُ املُ ْ�ص ِل ُح ُ‬
‫فهو‬ ‫حقوق ِت َ‬
‫ٍ‬ ‫ال�صا ِل ُح هو ا ّلذي ُي�ؤ ّدي ما ْ‬
‫علي ِه ِم ْن‬ ‫والإن�سانُ َّ‬ ‫ ‬
‫الحه‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫غي �أ ّنه أ� ْد َر َك �أنَّ ِ‬
‫عليه‬
‫بل ِ‬ ‫ب�ص ِ‬ ‫عليه َد ْو ًرا � ْأك رَ َب‪ ،‬و�أ َّن ُه ال َي ِج ُب �أنْ يك َ‬
‫تفي َ‬ ‫ال�ش ِع‪ ،‬رْ َ‬
‫نف�س ُه‪ ،‬و�أقا َمها على رَّ ْ‬
‫لح َ‬ ‫الذي � ْأ�ص َ‬
‫الدنيا �إىل‬
‫�ضيق ُّ‬
‫وم ْن ِ‬‫اع ِة‪ِ ،‬‬ ‫املع�ص َي ِة �إىل ّ‬
‫الط َ‬ ‫إميان‪ ،‬ومن ِ‬ ‫ال�ضالل �إىل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫�ساعدة ل ْإخوا ِنه ِم ْن َح ْو ِله‪ ،‬فينق َلهم من‬
‫ِ‬ ‫ميد َيد املُ‬
‫�أنْ َّ‬
‫آخرة‪.‬‬
‫الدنيا وال ِ‬
‫عة ُّ‬
‫َ�س ِ‬

‫الح‬
‫النبوي يف ال ْإ�ص ِ‬ ‫ُ‬
‫مميزات املنْ َه ِج ّ‬
‫الر ْحم ُة‬
‫فهو َّ‬
‫ر�سالة ر ِّب ِه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫انط َل َق ب ُِك ِّل َطاق ِت ِه ال َي�أْ ُلو ُج ْه ًدا يف ت َْب ِ‬
‫ليغ‬ ‫هلل تعاىل َ‬
‫بالد ْع َو ِة �إىل ا ِ‬
‫النبي ‪َّ h‬‬ ‫ُ ُ‬
‫منذ �أنْ �أ ِم َر ُّ‬ ‫ ‬
‫االنطالقة‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﱪ‪( .‬االنبياء ‪ .)107‬وكانَ يف ِ‬
‫هذه‬ ‫املُ ْهدا ُة وهو ال ُّن ُ‬
‫ور املب ُ‬
‫هج القُر� ِآن‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫وية ُم ْل َت ِز ًما مب ْن ِ‬
‫الد َع ِ‬
‫َّ‬
‫(النحل ‪.)125‬‬
‫ُ‬ ‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ‪.‬‬
‫زات ِع ّد ٍة � َأبر ُزها‪:‬‬
‫مبي ٍ‬
‫إ�صالح ْ‬ ‫‪ C‬وقد متيّ َز امل ْن َه ُج النّ ُّ‬
‫بوي يف ال ِ‬
‫‪ .1‬اجلد ّي ُة واملُثابرةُ‪:‬‬
‫ي�ض ْع لبِن ًة َعلى لبِنة وال قَ�صب ًة على ق ََ�صب ٍة لكن ُرفع‬
‫ورائحا مل َ‬
‫ً‬ ‫غاديًا‬
‫فقد ر�آ ُه ِ‬
‫من ر�أى حُم ّم ًدا ‪ْ h‬‬
‫احل�س ُن‪� :‬إنَّ ْ‬
‫قال َ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫َ�شمر � ْإلي ِه(‪.)1‬‬
‫لم ف َّ‬
‫له َع ٌ‬
‫قد َز َعموا �أ َّن َك‬
‫عم َك َه ُ�ؤال ِء ْ‬ ‫ليغ َ‬
‫قال له َع ُّمه‪�« :‬إنَّ َبني ِّ‬ ‫عمه �أبي َطا ِل ٍب ْ‬
‫ليم َن َع ُه ِم ْن ال َّت ْب ِ‬ ‫قري�ش على ّ‬
‫ٌ‬ ‫وملَّا َ�ض َ‬
‫غط ْت‬ ‫ ‬

‫(‪ )١‬انظر حلية الأولياء وطبقات الأ�صفياء لأبي نعيم الأ�صبهاين‪ ،‬ج‪� ،1‬ص ‪.92‬‬
‫‪108‬‬
‫�س؟‬
‫ال�ش ْم َ‬ ‫ال�سما ِء َ‬
‫فقال‪ :‬أ�تَرونَ هذه َّ‬ ‫هلل ‪ h‬بب�صرَ ِه �إىل ّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فح َّل َق‬
‫عن �أذاهم‪َ ،‬‬
‫فانته ْ‬
‫وم�س ِجدهم ِ‬
‫ناديهم ْ‬
‫ُت�ؤْذيهم يف ِ‬
‫ت�س ِت ْ�ش ِعلوا ِم ْنها ُ�ش ْعلة»(‪.)1‬‬ ‫ذلك ُ‬
‫منكم على �أنْ ْ‬ ‫ْدر َعلى �أنْ أ� َد َع َ‬
‫قالوا‪َ :‬ن َعم‪ ،‬قال‪ :‬فَما �أنا ب أ�ق َ‬
‫حز ُنه و َيح ُّز يف‬
‫اخلي كانَ ُي ِ‬
‫إ�صالح قومه و َد ْعو ِتهم �إىل رْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف �‬ ‫يبذ ُلها‬
‫اجلهود التي كانَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ورغم ُك ِّل‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫اهلل ع ْن ُه‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬ ‫ّف ُ‬
‫إعرا�ضهم ع ْن ُه وبقا ُ�ؤهم على ُكف ِْرهم‪ ،‬ح ّتى َخف َ‬
‫نف�سه � ُ‬
‫ِ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‪( .‬الكهف ‪.)6‬‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫‪ C‬ما �أهمي ُة ا ِجل ّدي ُة واملثابر ُة ملن مُيا ِر ُ�س عمليّ َة ال ْإ�ص ِ‬
‫الح؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫هلل‪:‬‬
‫‪ .2‬الثق ُة بن�صرْ ِ ا ِ‬
‫الكع َب ِة‬ ‫تو�س ٌد ُب ْرد ًة يف ِّ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫اهلل عنه ‪َ -‬‬ ‫بن الأرت ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ظل ْ‬ ‫وه َو ُم ِّ‬‫هلل ‪ُ h‬‬‫�سول ا ِ‬
‫�شك ْونا �إىل َر ِ‬ ‫َ‬ ‫اب ِ َ‬ ‫خب ِ‬
‫عن ّ‬ ‫ ‬
‫فيم ْن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عل‬‫�ض‪ُ ،‬في ْج ُ‬ ‫قبلكم ُي ْحف َُر له يف ال ْأر ِ‬ ‫الر ُج ُل َ‬‫هلل ‪« :h‬كانَ َّ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫فقال‬ ‫عواهلل لنا؟‬ ‫تد‬ ‫ق ْلنا َل ُه‪ � :‬اّأل ْ‬
‫ت�س َتن�صرِ ُ لنا � اّأل ْ‬
‫مه‬
‫حل ِ‬ ‫ديد ما ُدونَ ْ‬‫حل ِ‬‫أم�شاط ا َ‬
‫ذلك َع ْن دي ِنه‪ ،‬ويمُ َّ�ش ُط ب� ِ‬
‫ي�ص ُّد ُه َ‬
‫و�ض ُع َعلى ر� ِأ�سه‪ُ ،‬في َ�ش ُّق ا ْثن َتنيِ ‪ ،‬وما ُ‬
‫�شار ُفي َ‬‫جاء بامل ْن ِ‬
‫فيه‪ُ ،‬في ُ‬ ‫ِ‬
‫�صنعاء �إىل ح�ضرْ َ َم ْوت ال‬
‫َ‬ ‫من‬
‫الراكب ْ‬
‫ُ‬ ‫ي�سري‬
‫أمر ح ّتى َ‬ ‫هلل ُليـ ِت َم َّن هذا ال ُ‬
‫عن دي ِنه‪ ،‬وا ِ‬ ‫�صب وما َي ُ�ص ُّده َ‬
‫ذلك ْ‬ ‫عظم �أو َع ِ‬‫من ٍ‬
‫خاف � اّإل َ‬
‫عجلونَ »(‪.)2‬‬ ‫غنم ِه ولك ّن ُكم ْ‬
‫ت�س َت ِ‬ ‫الذئب على ِ‬‫َ‬ ‫اهلل �أو‬ ‫َي ُ‬
‫م�شارقَها‬ ‫أيت‬ ‫أر�ض فر� ُ‬ ‫هلل ‪�« :h‬إنَّ َ‬
‫اهلل تعاىل َزوى يِ َ‬
‫ل ال َ‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫اهلل عنه ‪َ -‬‬ ‫وعن ثوبانَ ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ِ‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫�سي ْب ُلغُ ما ُز ِو َي يل م ْنها»(‪.)3‬‬
‫ومغار َبها‪ ،‬و�إنَّ ُم ْل َك � ّأم ِتي َ‬
‫ِ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬
‫‪ C‬ا�ستنتج اثنتني مما يدل عليه احلديثان ال�سابقان‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪� )١‬سرية ابن ا�سحاق‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪ )2( .136‬روا ُه البخاري‪ )3( .‬روا ُه م�سلم‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫التدر ُج‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪.3‬‬
‫فقال‪�« :‬إ ّن َك ت�أْتي قو ًما � َ‬
‫من َ‬ ‫ر�س َ‬ ‫ُ‬
‫أهل‬ ‫بعث ُمعا ًذا �إىل َ‬
‫الي ِ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ر�ضي اهلل عنهما ‪َّ � :-‬أن ُ‬ ‫َ‬ ‫عبا�س ‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫عن ِ‬ ‫ ‬
‫افرت�ض‬ ‫َ‬
‫تبارك وتَعاىل‬ ‫لذلك ف� ْأع ِلمهم �أنّ َ‬
‫اهلل‬ ‫أطاعو َك َ‬ ‫ُ‬ ‫�شهادة �أنْ ال �إل َه � اّإل ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هلل‪ ،‬ف�إنْ ُه ْم � ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬و�أنيّ‬ ‫ِ‬ ‫كتاب فا ْد ُعهم �إىل‬
‫ٍ‬
‫لذلك ف� ْأع ِلم ُهم �أنَّ َ‬ ‫َ‬
‫عليهِ م َ�صدق ًة يف � ْأموا ِلهم‬
‫َ�ض ْ‬‫اهلل افرت َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أطاعوك‬ ‫وليلةٍ‪ ،‬ف�إنْ ُهم �‬
‫يوم ْ‬ ‫لوات يف ُك ِّل ٍ‬ ‫�س َ�ص ٍ‬ ‫ع َل ْيهم َخ ْم َ‬
‫�س‬ ‫دعو َة املَ ْظ ِ‬
‫لوم ف�إ َّنها ْلي َ‬ ‫وكرائم � ْأموا ِلهم‪ ،‬وات ِّق ْ‬
‫َ‬ ‫لذلك ف�إ ّي َ‬
‫اك‬ ‫َ‬ ‫ُت� َؤخ ُذ ِم ْن �أغْ نيا ِئهم وتُر ُّد يف فُقرا ِئهم‪ ،‬ف�إنْ ُهم �أطاعوك‬
‫جاب»(‪.)1‬‬
‫هلل ِح ٌ‬
‫ْبينها وبينْ َ ا ِ‬

‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫‪ C‬ما �أهمي ُة التَّد ُّر ِج يف َع ْر ِ�ض الأحكا ِم رِّ ْ‬


‫ال�شعيَ ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�صرب وعد ُم الي� ِأ�س‪:‬‬


‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫ظره ِم َن الأذى ع ْن َدما كانَ ُيب ِّلغُ ر�سال َة ر ّب ِه‪ ،‬فهي ُ�س َّن ٌة جاري ٌة على ُك ِّل من ْ‬
‫يدعو �إىل‬ ‫النبي ‪ h‬على ِع ْل ٍم مبا ين َت ُ‬
‫كانَ ُّ‬ ‫ ‬
‫فيها َج َذ ًعا‪ِ ،‬ل ْي َت ِني �أَ ُكونُ َح ًّيا �إ ْذ‬
‫قال له‪َ « :‬يا َل ْي َتني َ‬ ‫حيث َ‬ ‫بو ِة ُ‬ ‫وه َو يف � ّأو ِل َع ْه ِد ِه بال ُّن ّ‬ ‫فل َ‬
‫ذلك ل ُه ُ‬ ‫نو ٍ‬ ‫ور َق ُة ُ‬
‫بن ْ‬ ‫اخل ِري‪ ،‬وقد بينَّ َ َ‬
‫ود َي»(‪.)2‬‬ ‫جي ُه ْم؟ َ‬
‫قال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬لمِ ْ َي� ِأت َر ُج ٌل ق َُّط ِمب ْث ِل َما ِج ْئ َت ب ِِه � اّإل ُع ِ‬ ‫هلل ‪َ � :h‬أو خُ ْم ِر َّ‬ ‫َقال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ُي ْخ ِر ُج َك قو ُمك‪ ،‬ف َ‬
‫هلل تعاىل َ‬
‫فقال �سبحا َن ُه‪ :‬ﱫ ﯪ‬ ‫ولهذا �أمر ُ‬
‫اهلل ر�سو َله ‪ h‬بال�ص ِرب على �أذى امل�رشكني وهو يدعوهم �إىل ا ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫حري�صا على ال�ص ِرب وهو يدعو قو َمه‬
‫ً‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﱪ‪( .‬االحقاف ‪ .)35‬فكان ‪h‬‬
‫ر�ش ُد �ضا َّلهم‪ ،‬ويح ُل ُم على م�سيئهم‪.‬‬ ‫َفيق ُ‬
‫ْبل من جاه ِلهم‪ ،‬و ُي ِ‬
‫الحي ِة‪.‬‬
‫دعو ِته ال ْإ�ص ّ‬
‫واجه ِة ْ‬
‫بي ‪ h‬و�أ�صحابِه يف ُم َ‬
‫عة على ال َّن ِّ‬ ‫َ‬
‫املقاط ِ‬ ‫أ�سلوب‬
‫َ‬ ‫ُري�ش �‬
‫مار�س ْت ق ٌ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫بي ‪.h‬‬ ‫‪ C‬بينّ ْ ِ‬
‫مظاه َر ُمعانا ِة النّ ِّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه ابن ماجه ‪.223‬‬


‫‪110‬‬
‫وبَ تُف�سرِّ ذلك؟‬
‫ني؟ مِ‬
‫امل�سلم َ‬
‫من غ ِري ْ‬ ‫‪ C‬ما َم ْو ُ‬
‫قف �أقاربِه ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫االت املُقَا َط ِعة‪.‬‬
‫‪ C‬جَم ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫احلديث؟‬
‫ِ‬ ‫أ�سلوب يف الع�صرْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ار�س هذا ال‬ ‫‪َ C‬‬
‫كيف مُي َ ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫إ�سالمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدعوة ال‬
‫ِ‬ ‫ني يف َح ْر ِب‬
‫امل�شك َ‬
‫أ�ساليب رْ ِ‬
‫ُ‬ ‫عت �‬
‫تنو ْ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫أ�ساليب املتَّبعة‪:‬‬
‫َ‬ ‫تخ ِرج م ْنها ال‬
‫ا�س ْ‬
‫الن�صو�ص التّاليَةَ‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫َ‬ ‫‪ C‬اقر�أ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ‬ ‫ ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﱪ‪( .‬املطففني ‪.)32 - 29‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﱪ‪( .‬ف�صلت ‪.)26‬‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫ ‬
‫ﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ‪.‬‬
‫ ‬
‫(الإ�رساء ‪.)93 - 90‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪111‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫ ‬
‫ﮡﱪ‪( .‬لأنفال ‪.)30‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واملكان يف‬
‫ِ‬ ‫ال�س َطة(‪ )1‬يف ال َع ِ‬
‫�شرية‬ ‫لم َت ِمن ِّ‬
‫قد َع ْ‬ ‫بي ‪ :h‬يا ا ْب َن �أخي! �إ َّن َك م َّنا ُ‬
‫حيث ْ‬ ‫بن ربيع َة لل ّن ّ‬ ‫َ‬
‫قال عتب ُة ُ‬ ‫ ‬
‫وع ْب َت به �آله َتهم ودي َنهم‪،‬‬
‫ْت به جماع َتهم‪ ،‬و�سف َّْه َت به � ْأحال َمهم‪ِ ،‬‬
‫فرق َ‬
‫عظيم‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫أتيت قو َم َك ب� ٍ‬
‫أمر‬ ‫ال َّن َ�س ِب‪ ،‬و�إ َّن َك قد � َ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫بع�ضها‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫أمورا تنظر فيها لع َّل َك تق ُ‬
‫ْبل م ّنا َ‬ ‫علي َك � ً‬
‫�ض ْ‬ ‫فا�س َم ْع ِمني �أَ ِ‬
‫عر ْ‬ ‫من �آبائهم‪ْ ،‬‬
‫وكف َّْر َت به من َم�ضى ْ‬
‫جمعنا َ‬
‫لك ِم ْن � ْأموالنا‬ ‫من هذا ال ْأم ِر اً‬
‫مال ْ‬ ‫جئت ِبه ْ‬ ‫ُريد مبا َ‬‫ابن �أخي �إنْ ك ْن َت �إمنا ت ُ‬ ‫مع! َ‬
‫قال‪ :‬يا َ‬ ‫ليد � ْأ�س ْ‬
‫الو ِ‬ ‫‪ْ :h‬‬
‫قل يا �أبا َ‬
‫ُريد ُم ْل ًكا م ّل ْك َ‬
‫ناك‬ ‫ْطع � ْأم ًرا ُدو َن َك‪ ،‬و�إن َ‬
‫كنت ت ُ‬ ‫علينا ح ّتى ال نق َ‬
‫ناك ْ‬ ‫�رشفًا َ�س َّو ْد َ‬
‫تريد به َ‬
‫كنت ُ‬
‫مال‪ ،‬و�إنْ َ‬‫ح ّتى تكونَ �أك َرثنا اً‬
‫ع َل ْينا(‪.)2‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫ت�س ّل َط ِ‬
‫عليه اليهو ُد َي ْغ ِدرونَ ِبه وب� ْأ�ص َحابه و َي َت�آمرونَ عليهِ م‪.‬‬ ‫املدينة َ‬
‫ِ‬ ‫وملّا َ‬
‫هاجر �إىل‬ ‫ ‬
‫ِرا�ستُه‪:‬‬ ‫للر�سول ‪ h‬وال ْإ�سال ِم ممِ ّا �سبَق َ‬
‫لك د َ‬ ‫‪َ C‬مثِّلْ لأ�سالي ِِب اليهو ِد يف ْ‬
‫الكي ِد َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫وه ُم املُنا ِفقُون الذين‬


‫داء ُ‬ ‫ُبط ُن ُ‬
‫الكف َْر وال َع َ‬ ‫ل�صف �أعدا ِئ ِه فئ ٌة جديد ٌة ت ُْظهِ ُر الإ�سال َم وت ِ‬
‫ِّ‬ ‫ان�ضم‬
‫َّ‬ ‫أي�ضا‬
‫الهجرة � ً‬
‫ِ‬ ‫وبعد‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫آ� َذ ْو ُه يف نف ِْ�سه و� ْأه ِله و�أ�صحابه‪.‬‬
‫‪َ C‬مثِّل لإيذا ِء املنافقني للنبي ‪ h‬يف‪:‬‬
‫‪ -‬نف ِْ�سه‪..................................................................................................... :‬‬
‫‪� -‬أه ِله‪...................................................................................................... :‬‬
‫‪ْ � -‬أ�ص َحابه‪.................................................................................................. :‬‬

‫(‪ )١‬املنزلة الرفيعة املهيبة‪ )2( .‬ال�سرية النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.130‬‬
‫‪112‬‬
‫ال‪:‬‬
‫اال�س ِت ْع َج ِ‬
‫احللم والت� ِ يّأن وعد ُم ْ‬
‫‪ُ .5‬‬
‫النبي ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�ضي اهلل عنه و�أ�صحا ًبا ل ُه أ�تَوا ِّ‬
‫َ‬ ‫بن َع ْو ٍف‬
‫الرحمن َ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫ر�ضي اهلل عنهما‪َّ � :‬أن َ‬
‫َ‬ ‫ا�س‬
‫بن َع ّب ٍ‬
‫هلل ِ‬
‫عبد ا ِ‬
‫عن ِ‬‫ْ‬ ‫ ‬
‫فلما �آم ّنا �صرِ ْنا � ِأذلّةً‪ ،‬قال‪�« :‬إنيِّ �أُ ِم ْر ُت بال َعف ِْو فال تُقا ِتلوا الق َْو َم»(‪.)3‬‬
‫�ش ُكونَ َّ‬
‫ونحن ُم رْ ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل ُك َّنا يف ِع ّز ٍة‬ ‫َّ‬
‫مبك َة فَقالوا‪ :‬يا َنب َِّي ا ِ‬
‫بقوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ا�س‪ِ ،‬‬‫أناة يف دعوته لل ّن ِ‬
‫احللم وال ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬من ِ‬ ‫عليه‬
‫وقد بر َز ما ُجبل ِ‬ ‫ ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ‪..‬ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)159‬‬
‫ ‬

‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫النبو ِة‬
‫عالمات ّ‬
‫ِ‬ ‫يبق من‬ ‫املدينة الذين �أ�سلموا – �أنه َ‬
‫قال‪ :‬مل َ‬ ‫ِ‬ ‫يهود‬
‫أحبار ِ‬
‫كبار � ِ‬
‫بن �سعن َة ‪ -‬وهو من ِ‬
‫زيد ِ‬
‫عن ِ‬ ‫ ‬
‫لمه جه َله‪ ،‬وال ُ‬
‫تزيده‬ ‫نظرت �إليه ‪� ،‬إال اثنتني مل �أخربهما منه‪ :‬ي�سبق ِح ُ‬
‫ُ‬ ‫حممدٍ ‪ h‬ح َ‬
‫ني‬ ‫وجه ّ‬
‫�شي ٌء �إال وقد عرفته يف ِ‬
‫لمه وجه َله‪ ،‬فابتعت منه متراً �إىل � ٍ‬
‫أجل‪ ،‬ف�أعطيته‬ ‫أتلطف له لكي �أخالطه ف� َ‬
‫أعرف ِح َ‬ ‫اجلهل عليه �إال ِحلم ًا‪ .‬فكنت � ُ‬
‫ِ‬ ‫�شد ُة‬
‫غليظ‪،‬‬ ‫إليه بوج ٍه ٍ‬ ‫ونظرت � ِ‬
‫ُ‬ ‫قمي�صه وردا ِئه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مبجامع‬
‫ِ‬ ‫أخذت‬
‫حمل الأجل بيومني �أو ثالثة‪� ،‬أتي ُته ف� ُ‬ ‫قبل ِّ‬‫الثمن‪ .‬فلما كانَ َ‬
‫َ‬
‫الدين)‬
‫ِ‬ ‫�صاحب‬
‫َ‬ ‫طل (�أي‪ :‬ت�ؤخرون‬ ‫املطلب قو ٌم ُم ٌ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫هلل �إ ّنكم يا بني ِ‬ ‫حمم ُد َحقّي؟ فوا ِ‬
‫قلت‪� :‬أال تق�ضيني يا ّ‬ ‫ثم ُ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫ل�رضبت‬
‫ُ‬ ‫أحاذر فوتَه‬
‫هلل لوال ما � ُ‬ ‫أ�سمع؟! فو ا ِ‬ ‫هلل ما � ُ‬
‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل‪ُ � ،‬‬
‫أتقول‬ ‫ر�ضي اهلل عنه ‪� :-‬أَ ْي َّ‬
‫عدو ا ِ‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪-‬‬‫فقال ُ‬ ‫َ‬
‫قال ‪� :h‬أنا وهو‬ ‫ثم َ‬ ‫وتب�س ٍم‪ّ ،‬‬
‫ر�ضي اهلل عنه ‪ -‬يف �سكونٍ وت�ؤد ٍة ّ‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪-‬‬
‫ينظر �إىل َ‬ ‫هلل ‪ُ h‬‬ ‫ُ‬
‫ور�سول ا ِ‬ ‫ب�سيفي ر� َأ�سك‪.‬‬
‫اذهب به‬ ‫ْ‬ ‫طلب الدين)‬‫ُ‬ ‫باعة ( َ�أ ْي‪:‬‬
‫بح�سن ال ِّت ِ‬
‫ِ‬ ‫أمره‬
‫بح�سن الأدا ِء وت� َ‬
‫ِ‬ ‫عمر‪� ،‬أَنْ ت�أمرين‬ ‫أحوج �إىل غ ِري هذا َ‬
‫منك يا ُ‬ ‫كنا � َ‬
‫ر�ضي‬
‫َ‬ ‫عمر ‪-‬‬ ‫فذهب بي ُ‬ ‫َ‬ ‫زيد‪:‬‬
‫قال ٌ‬ ‫ففعل‪َ ،‬‬ ‫�صاعا مكان ما ُر ْع َته (�أَ ْي‪� :‬أفزعته) َ‬ ‫فاق�ضه حقَّه‪ ،‬وز ْده ع�رشين ً‬‫عمر ِ‬ ‫يا ُ‬
‫أزيدك‬ ‫هلل �أَنْ � َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فقال‪� :‬أمرين‬ ‫َ‬ ‫متر‪ ،‬فق ْل ُت‪ :‬ما هذه الزيادةُ؟‬ ‫�صاعا من ٍ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬فق�ضاين حقّي وزادين ع�رشين ً‬ ‫ُ‬
‫احلرب؟ قلت‪:‬‬‫ُ‬ ‫زيد بن ُ�س ْعنةَ‪َ .‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫أنت؟ فق ْل ُت‪� :‬أنا ُ‬‫فم ْن � َ‬
‫قال‪ :‬ال‪َ ،‬‬ ‫عمر؟ َ‬ ‫فقلت‪� :‬أتعرفني يا ُ‬ ‫ُ‬ ‫مكانَ ما ُرع ُتك‪.‬‬
‫النبو ِة قد‬
‫عالمات ّ‬
‫ِ‬ ‫عمر‪ُّ ،‬‬
‫كل‬ ‫َ‬
‫وتفعل ما فع ْل َت؟ فق ْل ُت‪ :‬يا ُ‬ ‫هلل ما ق ْل َت‪،‬‬
‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫تقول‬ ‫َ‬
‫دعاك �أن‬ ‫احلرب‪ .‬قال‪ :‬فما‬
‫ُ‬
‫اجلهل عليه‬
‫ِ‬ ‫�شد ُة‬ ‫لمه جه َله‪ ،‬وال ُ‬
‫تزيده َّ‬ ‫ي�سبق ِح ُ‬
‫ُ‬ ‫نظر ُت �إليه �إال اثنتنيِ مل َ�أ ْ‬
‫خربهما‪:‬‬ ‫ني ْ‬ ‫هلل ح َ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عر ْف ُتها يف ِ‬
‫وجه‬
‫نبيا(‪.)4‬‬
‫إ�سالم دي ًنا‪ ،‬ومبحمدٍ ً‬
‫هلل ر ًّبا‪ ،‬وبال ِ‬‫ر�ضيت با ِ‬
‫ُ‬ ‫اختربتُهما‪ ،‬ف�أُ ُ‬
‫�شهد َك �أين قد‬ ‫ْ‬ ‫حلما‪ ،‬فقد‬
‫�إال ً‬

‫�أُو�ضِّ ُح‪:‬‬
‫هلل تعاىل؟‬
‫احللم �سيّ ُد الأخالقِ ‪ ،‬ما �أهميّتُه لل ّد ِاعي ِة �إىل ا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬رواه الن�سائي‪)4( .‬رواه الطرباين وابن حبان والبيهقي‪.‬‬


‫‪113‬‬
‫وة والأُ ْ�س ِو ِة‪:‬‬
‫‪ .6‬الدعو ُة بالق ُْد ِ‬
‫فقلت‪ :‬يا أ� َّم المْ ُ� ِؤمن َ‬
‫ني �أخربيني ب ُِخ ُل ِق َر�سول‬ ‫أتيت عائ�ش َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ُ -‬‬ ‫عامر َ‬
‫قال � ُ‬ ‫بن ٍ‬‫ه�شام ِ‬ ‫بن‬
‫�سعد ِ‬
‫عن ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫هلل ‪ h‬قالت‪ :‬كان ُخ ُل ُق ُه القُر�آنَ ‪� ،‬أَما َتق َْر�أُ القُر�آنَ ق َْو َل ا ِ‬
‫هلل عز وجل‪ :‬ﱫﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ‪( .‬القلم ‪ .)4‬قلت‬ ‫ا ِ‬
‫أريد �أنْ �أت ََب َّت َل‪ .‬قالت‪ :‬ال َت ْف َع ْل‪� ،‬أ َما َتقْر ُ�أ‪ :‬ﱫ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﱪ‪( .‬الأحزاب ‪َ .)21‬فق َْد‬
‫ف�إين � ُ‬
‫هلل ‪ h‬وقد ُو ِل َد له(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َت َز َّو َج‬

‫إنكار‪:‬‬
‫عند ال ِ‬
‫حل َ�س ِن َ‬ ‫‪ .7‬التزا ُم ْ‬
‫احلك َم ِة والق َْو ِل ا َ‬
‫لنف�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫غي املُ رِ ِ‬
‫با�ش ُمراعا ًة‬ ‫أ�سلوب رْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�س ِت ْخدا َم ال‬
‫إنكار ْ‬
‫�صيح ِة وال ِ‬
‫الد ْع َو ِة وال َّن َ‬
‫بي ‪ h‬يف َّ‬ ‫كانَ غا ِل ُب �أُ ْ�س ِ‬
‫لوب ال َّن ّ‬ ‫ ‬
‫والف�ضيحة‪ ،‬فكان ي ْغ ِل ُب على ِخطابِه‪ ،‬ما ُ‬
‫بال‬ ‫ِ‬ ‫عن ال َّت ْ�شه ِري‬
‫يبتع ُد ْ‬ ‫َ‬
‫ولذلك كانَ ِ‬ ‫�صيحة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وح ْر ً�صا َعلى ق َُبولِهِ م لل َّن‬
‫الآخرين ِ‬
‫ال�س َما ِء يف �صالتِهِ ْم‪.)2(»..‬‬ ‫ْوام ي ِْرفَعونَ �أَ ْب َ‬
‫�صار ُهم �إىل َّ‬ ‫بال �أَق ٍ‬
‫كقوله ‪« :h‬ما ُ‬
‫ِ‬ ‫�رص َح ب� ْأ�سمائِهِ م‬
‫ْوام ُدونَ �أنْ ُي ِّ‬
‫�أق ٍ‬

‫ا�س‪َ ،‬فبَ َل َغ ذلك ّ‬


‫النبي ‪h‬‬ ‫هلل ‪ h‬يف �أَ ْم ٍر َفتَنَ َّز َه عنه ٌ‬
‫نا�س من النّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ر�ضي اهللُ عنها ‪ -‬قالَ ْت‪َ :‬ر َّخ َ‬
‫�ص‬ ‫عن عا ِئ َ�ش َة ‪َ -‬‬ ‫ ‬
‫هلل لأَنَا �أَ ْع َل ُم ُه ْم بِاهللِ‪َ ،‬و�أَ َ�ش ُّد ُه ْم له‬ ‫ال �أَ ْق َوا ٍم يَ ْرغَبُونَ َع َّما ُر ِّخ َ‬
‫�ص يل فيه‪َ ،‬ف َوا ِ‬ ‫َف َغ ِ�ض َب حتّى بَانَ الْ َغ َ�ض ُب يف َو ْج ِه ِه‪ ،‬ث َُّم قال‪« :‬ما بَ ُ‬
‫حفظ‬ ‫َخ ْ�شيَةً»(‪.)3‬‬
‫ر�ضي اهلل عنهما ‪ِ « :-‬ن ْع َم‬
‫َ‬ ‫بن ُع َمر ‪-‬‬
‫هلل ِ‬
‫لعبدا ِ‬
‫اخلي كقو ِله ِ‬
‫ا�س َعلى رْ ِ‬
‫ث ال ّن ِ‬
‫ارات يف َح ِّ‬
‫الع َب ِ‬ ‫وكانَ ي�س َت ْخ ِد ُم � َّ‬
‫أرق ِ‬ ‫ ‬

‫هلل لو كان ُي َ�ص ِّلي َ‬


‫من ال َّل ْي ِل‪ ،‬فَكانَ َب ْع ُد اَل َي َنا ُم من ال َّل ْي ِل � اّإل َق ِليلاً »(‪.)4‬‬ ‫الر ُج ُل ُ‬
‫عبدا ِ‬ ‫َّ‬

‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫قال‪َ :‬ب ْي َنا �أَنا �أُ�ص ِّلي َم َع َر ُ‬ ‫بن الحْ َ َكم ال�س َل ِمي ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫�سول اهلل ‪� h‬إ ْذ َع َط َ‬
‫�س َر ُج ٌل‬ ‫َ‬ ‫ِ ُّ ِّ‬ ‫َع ْن ُم َع ِاو َي َة ِ‬ ‫ ‬
‫يل؟ ف ََج َعلوا‬ ‫تنظ ُرونَ �إ َّ‬ ‫ِمن ا ْلقَوم‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ :‬يرحم َك ُ‬
‫اهلل‪ .‬ف ََرمانيِ ا ْلق َْو ُم ب�أ ْب َ�ص ِار ِهم‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬وا ُث ْك َل �أُ ِّميا ْه! ما َ�ش�أْ ُن ُكم ُ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ ِْ‬
‫هلل ‪َ h‬ف ِب�أَبِي ُه َو َو�أُ ِّمي‬ ‫َي�ضرْ ِ ُبونَ ب�أ ْيديهِ ْم َعلى �أَف َْخ ِاذ ِه ْم‪َ ،‬ف َل َّما َر َ�أ ْي ُت ُهم ُي َ�ص ِّم ُتو َنني لك ِّني َ�س َك ُّت‪َ ،‬ف َل َّما َ�ص َّلى َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬
‫ال�صال َة ال‬
‫هذ ِه َّ‬ ‫هلل ما َك َه َرنيِ وال �ضرَ َ َبني وال َ�ش َت َمني‪َ ،‬‬
‫قال‪� :‬إنَّ ِ‬ ‫َما َر�أ ْي ُت ُم َع ِّل ًما ق َْب َل ُه وال َب ْع َد ُه � ْأح َ�س َن ِت ْع ً‬
‫ليما ِم ْن ُه‪ ،‬ف ََوا ِ‬
‫والتكبري وقراء ُة القر� ِآن(‪.)5‬‬
‫ُ‬ ‫الت�سبيح‬
‫ُ‬ ‫ا�س‪� ،‬إنمّ ا هو‬ ‫َي ْ�ص ُل ُح فيها َ�شي ٌء ِم ْن َك ِ‬
‫الم ال َّن ِ‬

‫(‪ )١‬رواه �أحمد‪)2( .‬رواه البخاري‪)3( .‬رواه م�سلم‪)4( .‬رواه البخاري‪ )5( .‬رواه م�سلم‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ .8‬املحاور ُة والإقْناع‪:‬‬
‫َناعة‬
‫لتحقيق الق ِ‬
‫ِ‬ ‫وار واملُناق َِ�ش ِة‬
‫احل ِ‬
‫أ�سلوب ِ‬
‫َ‬ ‫فقد كانَ َي ْ�س َت ْخ ِد ُم �‬
‫هلل تعاىل‪ْ ،‬‬ ‫ور �أنْ ُيب ِّلغَ �أحكا َم ا ِ‬ ‫رغْ َم �أنَّ َّ‬
‫النبي ‪ h‬م�أ ُم ٌ‬ ‫ ‬
‫وة‪.‬‬ ‫احل ْك َم ِة يف َّ‬
‫الد ْع ِ‬ ‫وليع ِّل َم �أُ َّم َته � ْأ�س َ‬
‫لوب ِ‬ ‫رين‪ ،‬لأنَّ ذلك �أ ْد َعى لال ْلت َز ِام‪ُ ،‬‬
‫َلدى ال َآخ َ‬

‫�أذْكُ ُر‪:‬‬
‫ملنهج الر�سولِ ‪ h‬يف الدعو ِة‪ ،‬دلِّلْ على �أ�سلوب ِه ‪ h‬يف احلوا ِر واالقناع‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ِ C‬من ِخاللِ د‬
‫ِرا�ستك ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪ .9‬دعوته للجميع‪:‬‬
‫أحرار والفقرا ِء‬
‫والعبيد وال ِ‬
‫ِ‬ ‫أطفال‬
‫الرجال والن�سا ِء وال ِ‬
‫ِ‬ ‫املجتمع من‬
‫ِ‬ ‫أفراد‬
‫كل � ِ‬‫إ�صالحي َة َّ‬
‫ّ‬ ‫�شملت دعوت ُه ‪ h‬ال‬ ‫ ‬
‫دعوة �أحدٍ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يزهد يف‬
‫والأغنيا ِء فلم ْ‬
‫ود َكانَ َم ِر�ض َف َ�أتَا ُه ال َّنب ُِّي ‪َ h‬ي ُعو ُد ُه َف َق َع َد ِع ْن َد َر�أْ ِ�س ِه‪َ ،‬فق َ‬
‫َال َل ُه‪:‬‬ ‫اهلل عنه ‪� -‬أَنَّ غُ لاَ ًما ِم ْن ا ْل َي ُه ِ‬ ‫َعن �أَ َن ٍ�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُول‪ :‬الحْ َ ْم ُد ِ‬
‫هلل ا َّل ِذي‬ ‫َا�س ِم‪َ ،‬ف�أَ ْ�س َل َم‪َ .‬فقَا َم ال َّنب ُِّي ‪َ h‬و ُه َو َيق ُ‬ ‫َال َل ُه �أَ ُبو ُه‪� :‬أَ ِط ْع �أَ َبا ا ْلق ِ‬
‫َ�أ ْ�س ِل ْم‪َ ،‬ف َن َظ َر ِ�إىل َ�أب ِِيه َو ُه َو ِع ْن َد َر ْ�أ ِ�س ِه‪َ ،‬فق َ‬
‫�أَ ْنق ََذ ُه بِي ِم ْن ال َّن ِار(‪.)6‬‬

‫(‪ )6‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫‪115‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬


‫الك في ال ُّدنْيا‪َ :‬‬
‫تمعات من ال َه ِ‬
‫الم ْج ِ‬
‫إ�صالح ِ�سم ٌة ال َز ِم ٌة لنجا ِة ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ال‬
‫ﰄ ﰅ ﰆﱪ‪( .‬هود ‪ّ .)117‬‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫يقول‪ :‬ال َّل ُه َّم �أَ ْ�ص ِل ْح يِل ِدي ِن َي ا َّل ِذي ُه َو‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪« :‬كانَ‬ ‫ر�ضي اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫عن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪-‬‬ ‫ ‬
‫ا�شي‪َ ،‬و�أَ ْ�ص ِل ْح يِل � ِآخ َر ِتي ا َّل ِتي ِف َيها َم َع ِادي‪َ ،‬و ْ‬
‫اج َع ِل الحْ َ َيا َة ِز َيا َد ًة يِل فيِ‬ ‫اي ا َّل ِتي ِف َيها َم َع ِ‬‫ِع ْ�ص َم ُة �أَ ْم ِري‪َ ،‬و�أَ ْ�ص ِل ْح يِل ُد ْن َي َ‬
‫�ش»(‪.)1‬‬ ‫اج َع ِل المْ َ ْو َت َر َ‬
‫اح ًة يِل ِم ْن ُك ِّل رَ ٍّ‬ ‫ُك ِّل َخ رْيٍ‪َ ،‬و ْ‬

‫الح الّ ِتي ال ْ‬


‫يكتمِ لُ َ�ص ُ‬
‫الح البَ�رشيّ ِة � اّإل بِها؟‬ ‫‪َ C‬ما َج ُ‬
‫وانب ال ْإ�ص ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه م�سلم‪.‬‬ ‫‪116‬‬


‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬م َع غير الم�سلمين‪.‬‬ ‫أ�ساليب ال َّدعو ِة ال ْإ�صالحي ِة التي كانَ يتَّب ُعها‬
‫اذكر ثالثًا ِم ْن � ِ‬
‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫قري�ش م ْنه‪.‬‬ ‫‪ C‬بيّ ْن م ْن ِ‬
‫هج النب ِّي ‪ h‬في ال َّد ْعو ِة والإ�صالح وموقف ٍ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫الح وال َّد ْعو ِة؟‬ ‫الحديثَ ُة في هذا ال َع ْ�ص ِر الّتي يُ ِ‬


‫مك ُن تَ ْو ِظيفُها للتَّبليِغ وا ِلإ ْ�ص ِ‬ ‫أ�ساليب وال َو�سائلُ َ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما ال‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫أ�ساليب التي تَميلُ � ْإلي َها‪.‬‬


‫حد ال ِ‬ ‫وفق �أَ ِ‬ ‫لنف�سك ِخ َط ًّة ُلمما َر�س ِة ال َّد ْعو ِة والإِ ْ�ص ِ‬
‫الح اْال ْج ِّ‬
‫تماعي َ‬ ‫‪�َ C‬ض ْع ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪117‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫الم‪.‬‬
‫وة �إىل ال ْإ�س ِ‬‫الد ْع ِ‬ ‫البيت ُه ّن القدو ُة وامل َث ُل ال ْأعلى يف ّ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫�سيدات � ِآل ِ‬
‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬ ‫نفيسة العلوم‬
‫واالجتماع ّي ِة‬
‫ِ‬ ‫واجباتها الأُ�سرَ ّي ِة‬
‫مع بينْ َ ِ‬ ‫ال�صاحل ُة هي الّ ِتي ْجت ُ‬
‫‪-‬املر�أ ُة ّ‬
‫ر�ص على ِعباداتها‪.‬‬ ‫و ْحت ُ‬ ‫رضي اهلل عنه‬
‫أحر�ص على اْالقتدا ِء ب�آل ِ‬
‫البيت يف �أمورِ حيا ِتي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪�-‬‬
‫�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬
‫اريخ‬ ‫حل َك ُ‬
‫ماء َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ‬ ‫اريخ ِب ُعقولِهِ م‪ ،‬وا ُ‬
‫لماء َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ‬
‫اريخ بِقلوبِهم‪ ،‬وال ُع ُ‬
‫«‪..‬ال�شباب َي ْ�ص َنعونَ ال َت َ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫اره‪،‬‬
‫ور ُه‪ ،‬وال ت َْخبو َن ُ‬ ‫َاريخا ال َي ْن َط ُ‬
‫فيء ُن ُ‬ ‫اريخ‪َ ،‬كانَ ت ً‬
‫وح َعلى ُ�ص ْن ِع ال َت ِ‬ ‫اونَ ال َق ْل ُب وال َعق ُْل ُ‬
‫والر ُ‬ ‫ِب�أَ ْر ِ‬
‫واحهم‪َ ،‬ف ِ�إ َذا َت َع َ‬
‫اريخ � ّأو َل َم ّرةٍ»(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫وكذلك َ�ص َن ْع َنا ال َت َ‬
‫أدوارهن ب�إيجا ٍز‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إ�سالمي‪ ،‬م َع بيانِ �‬
‫ِّ‬ ‫يخ ال‬
‫رائد فيِ ِ�صنَا َع ِة التَا ِر ِ‬
‫إنهن َ�سا َه ْم َن بدو ٍر ٍ‬ ‫‪ْ C‬‬
‫اذكر �أ�سما َء خم�س ن�سا ٍء ترى � َّ‬
‫بن زيدٍ‬
‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫التاريخ ال�سيد ُة نفي�س ُة ُ‬
‫بنت‬ ‫ُ‬ ‫واجتماعي حفظه‬
‫ٍّ‬ ‫ديني‬
‫�ساهم َن بدورٍ ٍّ‬
‫ْ‬ ‫ومن ن�سا ِء � ِآل البيت الالتي‬ ‫ ‬
‫ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ C‬تُرى ْ‬
‫من ِهي ال�سيد ُة نفي�سةُ؟‬
‫اريخ؟‬
‫تماع ُّي الذي َح ِفظ ُه لها التّ ُ‬
‫واالج ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬وما �آثا ُرها ودو ُرها ال ّد ّ‬
‫يني‬

‫طالب ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهم‪ُ .‬و ِل َد ْت‬ ‫بن �أبي‬
‫علي ِ‬ ‫‪ -‬ن�سبُها‪ :‬هي ال�سيد ُة نف�سي ُة بنت‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫إمام ِّ‬
‫بن ال ِ‬ ‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫زيد ِ‬
‫بن ِ‬‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬
‫ربيع ال ّأو ِل (�سن َة ‪ 145‬هـ)‪.‬‬
‫ع�ش ِم ْن ٍ‬
‫ادي رَ َ‬ ‫املكرم َة يف ا َ‬
‫حل َ‬ ‫ّ‬
‫يف مك َة َّ‬

‫ن�ش�أتُها‪:‬‬
‫مرها �إىل‬
‫اخلام َ�س ِة ِم ْن ُع َ‬
‫وه َي يف ِ‬ ‫ا�صط َحبها �أ ُب َوها ِ‬ ‫درج ْت َمب ّكةَ‪َ ،‬‬‫فبعد �أنْ َ‬ ‫نفي�س ُة ن�ش�أ ًة رَ ِ‬
‫�شي َفةً‪ْ ،‬‬ ‫ن�ش� ْأت ال�سيد ُة َ‬ ‫ ‬
‫النبي ‪h‬‬‫حديث ِّ‬
‫َ‬ ‫مرها وع َّلمها‬ ‫فح ِف َظ ِت القر�آنَ َ‬
‫قبل �أن تب ُلغَ ال َّث ِام َنة ِم ْن ُع ِ‬ ‫ياها‪َ ،‬‬
‫أمور دي ِنها ود ْن َ‬‫أخذ يع ّل ُمها � َ‬
‫املدينة‪ ،‬و� َ‬
‫ِ‬
‫و�صفات امل ّتقني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�صاحلني‪،‬‬
‫�سري َّ‬
‫عت َ‬‫و�س ِم ْ‬
‫الكثري م ْنه‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ح ّتى َح ِف َظ ِت‬
‫القو ِل‬
‫مع يف تربي ِتها بينْ َ ْ‬ ‫يج َ‬ ‫را�سة والت ْلقنيِ ‪ ،‬بل َح َ‬
‫ر�ص �أنْ ْ‬ ‫والد ِ‬‫والرواية‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ومل َيقت�صرِ ْ يف تربي ِتها َعلى احلف ِْظ‬ ‫ ‬
‫النبوي‬
‫ِّ‬ ‫امل�سجد‬
‫ِ‬ ‫ي�ص َط ِح ُبها �إىل‬
‫وكثريا ما كانَ ْ‬
‫ً‬ ‫قر�ؤها معه �أورا َده‪،‬‬
‫وعباد ِت ِه‪ ،‬و ُي ِ‬
‫كه َ‬ ‫والعمل‪ ،‬فكانَ ُي ُ‬
‫�شاركها معه يف ُن ُ�س ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ني‪ ،‬ولت� ُأخ َذ ِم َن ال ُفقَها ِء واملُ ّ‬
‫حدث َ‬ ‫لت�شهد جماع َة امل�سلم َ‬
‫َ‬

‫(‪ )١‬د‪ .‬م�صطفى ال�سباعي‪ ،‬هكذا علمتني احلياة‪.‬‬


‫‪118‬‬
‫فكانت‬
‫ْ‬ ‫وكبار الأدبا ِء‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�شعرا ِء‬
‫وفحول ّ‬‫ِ‬ ‫وخال�ص ِة الفَقها ِء‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْوة العلما ِء‬
‫احل�سن‪ ،‬ب�صف ِ‬
‫ِ‬ ‫بيت �أبيها‬ ‫وكانت ْجت ُ‬
‫تمع يف ِ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫نف�سها ال ّز ِك ّيةَ‪.‬‬
‫وي�ضيء َ‬
‫ُ‬ ‫غذي ع ْق َلها املتف ّت َح‪،‬‬ ‫من ِح َك ِمهم ما ُي ِّ‬ ‫ُ‬
‫وحتفظ ْ‬ ‫من �أقوا ِلهم‪،‬‬ ‫وتروي ع ْنهم‪ ،‬ت� ُ‬
‫أخذ ْ‬ ‫ت�س ِتم ُع �إليهم ْ‬
‫ْ‬
‫النا�س‬
‫متجددٍ ‪ ،‬ح ّتى لقَّبها ُ‬
‫ّ‬ ‫ون�شاط‬
‫ٍ‬ ‫وهم ٍة عاليةٍ‪ ،‬وعزمي ٍة �صادقةٍ‪ ،‬وفكر ٍة �سليمةٍ‪،‬‬
‫راج ٍح‪ّ ،‬‬
‫�صاحب َة عق ٍْل ِ‬
‫فكانت ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫العلوم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بلقب (نفي�س ُة‬
‫ِ‬
‫احلارث املعروف‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫وب�ش ِ‬
‫مالك‪ ،‬رْ ِ‬
‫إمام ٍ‬
‫الهجرة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫دار‬
‫إمام ِ‬
‫والعب ِاد‪ِ � :‬‬
‫ّ‬ ‫أئمة والعلما ِء‬
‫من ال ِ‬ ‫التقت بهم َ‬
‫ْ‬ ‫وممن‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫بل‪ ،‬وغ ِريهم الكثري‪.‬‬
‫بن ح ْن ٍ‬
‫أحمد ِ‬
‫ال�س ّنة � َ‬
‫أهل َ‬
‫إمام � ِ‬
‫افعي‪ ،‬و� ِ‬
‫ال�ش ِّ‬
‫إمام ّ‬
‫باحلايفّ‪ ،‬وال ِ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬
‫‪ C‬من خاللِ جمموع ِتك الطالبي ِة بَينِّ ْ ما يلي‪:‬‬
‫ن�ش�أَ ِتها‪.‬‬
‫ال�سيدة نفي�سة الذي �أ َّثر في ُح ْ�س ِن ْ‬
‫ِ‬ ‫لوالد‬
‫التربوي ِ‬
‫َّ‬ ‫أ�سلوب‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ال‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫العملي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتمي ُزها‬
‫ال�سيدة نفي�س َة ِّ‬
‫ِ‬ ‫�صادر التي �أ َّث ْ‬
‫رت في ن�ش� ِأة‬ ‫َ‬ ‫والـم‬
‫المنابع َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫نفي�سةَ‪.‬‬
‫ال�سيدة َ‬
‫ِ‬ ‫واهتمامات‬
‫ِ‬ ‫الجيل‬
‫ِ‬ ‫َتيات في هذا‬
‫اهتمامات الف ِ‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫قارنْ َ‬
‫‪ِ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫زواجها‪:‬‬
‫ُ‬
‫�شيخ‬
‫َ‬ ‫بن عيين َة‬
‫كان �سفيانُ ُ‬ ‫ ‬ ‫حممد‬
‫بن ِ‬ ‫ادق ِ‬
‫ال�ص ِ‬
‫فر َّ‬
‫جع َ‬
‫بن ْ‬ ‫َ‬
‫إ�سحاق ِ‬ ‫رة من �‬
‫املنو ِ‬
‫املدينة ّ‬
‫ِ‬ ‫تزو َج ْت يف‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫عن �إ�سحاق‪،‬‬
‫احلديث ْ‬
‫َ‬ ‫املحدثني �إذا ما َروى‬ ‫ر�ضي اهلل‬
‫َ‬ ‫علي‬
‫إمام ِّ‬ ‫إمام ا ُ‬
‫حل�سينْ ِ بن ال ِ‬ ‫بن ال ِ‬
‫زين العابدين ِ‬
‫علي ِ‬
‫بن ِّ‬
‫البا ِقر ِ‬
‫جعفر‬ ‫بن‬
‫إ�سحق ُ‬
‫الر�ضا � ُ‬ ‫حدثني الثق ُة ّ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪ّ :‬‬ ‫م�شهو ًدا له‬ ‫ؤمتن)‪ ،‬وكانَ � ْإ�س ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫حاق ْ‬ ‫إ�سحاق امل� َ‬ ‫دعى (�‬
‫زوجها ُي َ‬
‫ُ‬ ‫عنه‪ ،‬وكانَ‬
‫بن ا ُ‬
‫حل�سينْ ِ ‪.‬‬ ‫علي ِ‬‫بن ِّ‬ ‫حممد ِ‬
‫بن ِ‬‫ِ‬ ‫لومه و�آدابِه و� ْأخال ِقه‪.‬‬
‫من ُع ِ‬
‫الكثري ْ‬
‫َ‬ ‫وقد � َ‬
‫أخذ عن �أبيه‬ ‫بال�صالح‪ْ ،‬‬
‫َّ‬

‫‪119‬‬
‫�أَ ْر ُ�س ُم‪:‬‬

‫ر�ضي اهللُ عنهم ‪.-‬‬


‫نفي�سة ‪َ -‬‬
‫من وال�سيّ َد ِة َ‬ ‫ال�سيد � ْإ�س َ‬
‫حاق الم�ؤتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار�سم ُمخ َّط ًطا تبيّ ُن فيه ِ�صل َة النَ�سب ْبي َن‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬

‫رحلتها �إىل ِم رْ�ص‪:‬‬


‫وا�ستقرا‬
‫ّ‬ ‫بعدها �إىل ِم�صرْ َ‪،‬‬
‫توجها َ‬
‫ثم َّ‬
‫ْد�س‪ّ ،‬‬
‫بيت املق ِ‬
‫ارة ِ‬
‫زو ِجها �إىل ِز َي َ‬
‫هت َمع ْ‬
‫توج ْ‬
‫حج ْت ثالثني ِح َّجة َّ‬
‫بعد �أنْ َّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫فادة ِم ْنها‪ ،‬وتلقّي‬
‫لال�س ِت ِ‬ ‫ا�س ُي ْكثرِ ونَ الرت َّد َد ْ‬
‫عليها ْ‬ ‫وترحيب كبريٍ؛ وبد�أ ال ّن ُ‬
‫ٍ‬ ‫تام ٍة‬ ‫م�رص ا�ستقب َلها ُ‬
‫النا�س بحفَاو ٍة ّ‬ ‫فيها‪ ،‬ويف َ‬
‫ب على ال ُعلما ِء وال َع ّام ِة يف ِم�صرْ َ‪.‬‬
‫طي ٌ‬ ‫الع ْل َم عنها‪ ،‬فكانَ لها � ٌ‬
‫أثر ّ‬ ‫ِ‬

‫ال�شافعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ال�سيدة نفي�َس ُة وال ُ‬
‫إمام‬ ‫ُ‬
‫لقات‬
‫طريقه �إىل َح ِ‬
‫وهو يف ِ‬
‫يزورها ُ‬
‫َ‬ ‫نفي�سةَ‪ ،‬واعتا َد �أنْ‬
‫بال�سيدة َ‬
‫ِ‬ ‫ال�شافع ُّي �إىل م�صرْ َ‪ ،‬تو ّث ْ‬
‫قت �صل ُته‬ ‫ِ‬ ‫وملَّا وفَد الإما ُم‬ ‫ ‬
‫عترب الإما ُم‬
‫�شه ِر رم�ضانَ ‪ ،‬و ُي ُ‬
‫م�سجدها يف ْ‬
‫ِ‬ ‫طاط‪ ،‬وكانَ ُي�ص ّلي بِها وب� ْأهل بي ِتها الترَ َ‬
‫اويح يف‬ ‫جد الف ُْ�س ِ‬
‫م�س ِ‬
‫در ِ�سه يف ْ‬
‫ْ‬
‫فقد كانَ‬
‫عظيما‪ْ ،‬‬
‫ً‬ ‫فيه ِمن الإما َم ِة يف الفق ِْه مكا ًنا‬
‫الوقت الذي بلغَ ِ‬
‫ِ‬ ‫لو�سا � ْإليها و� ْأخ ًذا ع ْنها‪ ،‬يف‬
‫ال�شافعي � ْأك َرث العلما ِء ُج ً‬
‫ُّ‬
‫ا�س‪.‬‬
‫تعليم ال ّن ِ‬
‫ل�س ِ‬ ‫الف�سطاط ْجم َ‬
‫ِ‬ ‫جد‬ ‫ل�س تع ُّل ٍم َع ْنها‪ ،‬و ْجم َ‬
‫ل�س ُه يف َم ْ�س ِ‬ ‫ل�سه يف َد ِارها مجَ َ‬
‫َي ْع َت رِ ُب ْجم َ‬

‫‪120‬‬
‫لوم‪:‬‬ ‫حكمتُها ون�رصتُها ْ‬
‫للمظ ِ‬
‫فكتبت ُرقْع ًة‬
‫ْ‬ ‫نفي�س َة َخ ُرب ُه‪،‬‬ ‫(حاكم م�صرْ َ) ُ‬
‫وط ْغيا ِنه‪ ،‬وب َلغ ّ‬
‫ال�سيد َة َ‬ ‫ِ‬ ‫بن طو ُلونَ‬ ‫من ُظ ْلم � َ‬
‫أحمد ِ‬ ‫النا�س ْ‬
‫ُ‬ ‫ا�ستغاث‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ْ‬
‫«ملك ُتم َف�أ�سرَ ْ مُتْ‪،‬‬ ‫الر ْق َعة وقَر� َأها‪َ ،‬ف�إذا فيها‪:‬‬ ‫َر�سه‪ ،‬و� َ‬
‫أخذ ِم ْنها ُّ‬ ‫فرتجل َع ْن ف ِ‬
‫َلما ر�آها عرفَها‪َّ ،‬‬ ‫ووقفت بها يف َطريقه‪ ،‬ف ّ‬ ‫ْ‬
‫غري خُم ِطئ ٍة‬ ‫حار نافذ ٌة َ‬
‫وقد َعلم ُتم �أنْ ِ�سها َم ال ْأ�س ِ‬ ‫اق َ‬
‫فقطع ُتم‪ ،‬هذا ْ‬ ‫ور َد ْت � ُ‬
‫إليكم الأر َز ُ‬ ‫وخ ِّول ُتم َف َع َ�س ْف ُت ْم‪َ ،‬‬
‫َدر مُت فقهرمت‪ُ ،‬‬
‫وق ْ‬
‫ميوت املظلو ُم و َيبقْى الظا ُمل‪،‬‬
‫َ‬ ‫فم ٌ‬
‫حال �أنْ‬ ‫موها‪ ،‬و� ْأج�سادٍ عري ُتموها‪ُ ،‬‬
‫تموها‪ ،‬و�أكبادٍ َج ّو ْع ُت َ‬
‫أوج ْع ُ‬
‫قلوب � َ‬
‫ٍ‬ ‫ال ِ�س ّيما ِم ْن‬

‫الذين َظ ُ‬
‫لموا � َّأي‬ ‫َ‬ ‫هلل ُم َت َظ ّلمون‪َ ،‬‬
‫و�س ْيع َل ُم‬ ‫هلل ُم�س َت ِج ُريون‪ْ ،‬‬
‫واظ ِل ُموا ف�إ َّنا �إىل ا ِ‬ ‫وروا َف�إنا با ِ‬ ‫اعم ُلوا ما ِ�شئ ُتم َف�إ ّنا َ�صاب ُِرونَ ‪ُ ،‬‬
‫وج ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وعدل لوقته‪.‬‬ ‫َلب ينقلبون»‪ ،‬فت�أ ّث َر ُ‬
‫ابن طولونَ‬ ‫منق ٍ‬

‫�أُو�ضِّ ُح‪:‬‬
‫آداب الأ ْم ِر بالم ْع ِ‬
‫روف والن ْهي عن‬ ‫بالح ْكم ِة التَّام ِة والدراي ِة العميق ِة ب� ِ‬
‫وقف ال�سيد ِة نفي�س َة م َع �أحم َد ِبن طولونَ ِ‬ ‫‪َّ C‬‬
‫ات�س َم َم ُ‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬
‫الم ْن ِكر‪ّ ،‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الح‪.‬‬
‫عا�صر ِة في النَّق ِْد وال ّدعو ِة �إلى ال ْإ�ص ِ‬
‫الم ِ‬
‫ال�صحفيّ ِة ُ‬
‫أ�ساليب َّ‬
‫وبع�ض ال ِ‬
‫نفي�س َة ِ‬
‫أ�سلوب ال�سيد ِة َ‬
‫بين � ِ‬‫‪ C‬قارِنْ َ‬

‫حفي املعا�رصُ‬
‫ال�ص ُّ‬
‫لوب ّ‬
‫ال ْأ�س ُ‬ ‫ال�سيد ِة نفي�س َة‬
‫لوب ّ‬
‫� ْأ�س ُ‬
‫أ�شخا�ص‬
‫َ‬ ‫يخ�ص ال‬
‫ُّ‬ ‫النقد‬
‫ُ‬ ‫أفكار وال َ‬
‫أفعال‬ ‫يخ�ص ال َ‬
‫ُّ‬ ‫النقد‬
‫ُ‬

‫‪.................................................. ..................................................‬‬

‫‪.................................................. ..................................................‬‬

‫‪.................................................. ..................................................‬‬

‫‪121‬‬
‫وحياتُها ْ‬
‫االجتماعيّة‪:‬‬ ‫ال�سيدة نفي�س ُة َ‬
‫ُ‬
‫كانت‬
‫ْ‬ ‫املنزل الذي‬
‫ِ‬ ‫إدارة‬
‫لفن � ِ‬
‫هن �إ ْتقَا ًنا ّ‬
‫أح�س ِن َّ‬
‫ومن � َ‬
‫وجها و ْبي ِتها و�أ�سرْ َ ِتها‪ْ ،‬‬
‫عاية َز ِ‬
‫أف�ض ِل ال ِّن�سا ِء يف ِر ِ‬
‫من � َ‬
‫كانت ْ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫�رص ُح لها‬
‫ادة‪ ،‬و ُي ِّ‬ ‫عد بِها َّ‬
‫كل ال�س َع ِ‬ ‫زوجها الذي كانَ َي ْ�س ُ‬
‫مع ِ‬‫وح ْ�س ِن التعا ُم ِل َ‬
‫احل�سنة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫والرتبية‬
‫ِ‬ ‫ْتع ُمره بالعبا َد ِة ّ‬
‫والذ ْك ِر‬
‫ات راقي ٍة ُّ‬
‫تدل ع َلى‬ ‫�صفات َح�سن ٍة َ�ش ْكلاً‬ ‫مال ما �أو َد َع َ‬
‫وكلم ٍ‬
‫َ‬ ‫و�ش‪،‬‬
‫ب�ش ٍ‬ ‫عليه � اّإل ْ‬
‫بوج ٍه ُ‬ ‫وم�ضمو ًنا‪ ،‬فَما تَر ُّد ِ‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل فيها ِم ْن‬ ‫بج ِ َ‬‫َ‬
‫�أ َدبِها ا َ‬
‫جل ِّم‪.‬‬
‫النا�س‬
‫ْبل َ‬ ‫ت�س َتق ُ‬
‫فكانت ْ‬
‫ْ‬ ‫امل�رصي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫تمع‬
‫املج ِ‬ ‫تماعي وال َّثقا ِّ‬
‫يف يف ْ‬ ‫ِّ‬ ‫واالج‬
‫ْ‬ ‫الد َع ِو ّي‬
‫دو ِرها َّ‬ ‫وملْ مي َن ْعها رعاي ُة ِ‬
‫زوجها ِم ْن ْ‬ ‫ ‬
‫النا�س و�أثق َلها ذلك‪ ،‬فب َلغَ ذلك ِ‬
‫حاك َم ِم صرْ� َ ف�أ َمر لها ب ِْبي ٍت‬ ‫اجا ِتهم و� ْأ�سئ َل ِتهم‪ ،‬ح ّتى كثرُ عليها ُ‬ ‫وعامةً‪ُ ،‬‬
‫تنظ ُر يف َح َ‬ ‫لماء ّ‬
‫ُع َ‬
‫زو ِجها و�أ�سرْ ِتها‪.‬‬
‫اية ْ‬ ‫ا�س‪ ،‬وتتف ََّر ُغ باقي �أ ّي ِامها للعبا َد ِة ِ‬
‫ور َع ِ‬ ‫وقر َر لها يو َمينْ ِ ت َْ�س َتق ُ‬
‫ْبل فيهِ ما ال َّن َ‬ ‫وا�سع‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫منهن‬ ‫إليها‬
‫ل�س � َ‬
‫َغمر من َي ْج ُ‬ ‫يج ْدنَ ِم َن ا ُ‬
‫ّ‬ ‫وكانت ت ُ‬ ‫ْ‬ ‫عند غ ِريها‪،‬‬
‫ل�سها ما ال َي ِج ْد َنه َ‬ ‫مبج ِ‬ ‫ن�س ْ‬‫لأ ِ‬ ‫اح َباتها ِ‬ ‫وكانت َ�ص ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫والع ْل ِم‪.‬‬
‫التوجيه ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ُفي�ض عليهِ َّن َ‬ ‫باملَو َّد ِة‪ ،‬وت ُ‬
‫والبكا ِء وال َّت ضرَ� ُّ ِع‬
‫العبادة ُ‬
‫ِ‬ ‫فقد كا َن ْت كثري َة‬
‫كية َنف ِْ�سها‪ْ ،‬‬
‫من االعتنا ِء ب َت ْز ِ‬
‫ا�س ْ‬
‫لزو ِجها وال ّن ِ‬
‫�ش ِتها ْ‬
‫ومل مت َن ْعها ُح ْ�س ُن ِع رْ َ‬ ‫ ‬
‫بنف�سي و�أ َم ِامي عقب ٌة‬ ‫«كيف �أر ِف ُق ِ‬
‫َ‬ ‫فقالت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫بنف�س ِك‪.‬‬
‫ني ِ‬ ‫فقيل لها‪� :‬أال ت َْر ِفق َ‬ ‫الليل‪ ،‬وت ُْك ُرث ّ‬
‫ال�صيا َم‪َ ،‬‬ ‫هلل تَعاىل؛ تُد ُمي قيا َم ِ‬‫�إىل ا ِ‬
‫ال يقْط ُعها � اّإل الفائزون»‪.‬‬

‫وفاتُها‪:‬‬
‫ي�شتد ويقْوى ح ّتى رم�ضانَ ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫املر�ض‬
‫ُ‬ ‫رة‪َ ،‬‬
‫وظ ّل‬ ‫للهج ِ‬
‫ْ‬ ‫رجب �سن َة ِم َئتنيِ وثمانٍ‬
‫َ‬ ‫َم ِر َ�ض ْت ال�سيد ُة نفي�س ُة يف ْ‬
‫�شه ِر‬ ‫ ‬
‫ني �سن ًة‬
‫جبا!!! �إنّ يل ثالث َ‬
‫واع ً‬‫فقالت‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫بالف ْطر‪،‬‬
‫أمرها ِ‬
‫الطبيب ف� َ‬
‫َ‬ ‫رك ِة‪ْ � ،‬أح�ضرَ وا لها‬ ‫املر�ض أ�ق َْ�صاه‪ ،‬و أ� ْق َعدها عن ا َ‬
‫حل َ‬ ‫ُ‬ ‫فب َلغ‬
‫ُ‬ ‫و�أنا �أ�س� ُأل َ‬
‫عام ع ْند قوله‪ :‬ﱫ ﭻ‬ ‫حمها اهلل وهي تقر�أُ �سور َة الأ ْن ِ‬ ‫اهلل تعالىَ �أنْ يتوفاين و�أنا �صائمةٌ‪� ..‬أَف أ�ف َْط ُر؟ وت ْ‬
‫ُوفيت َر َ‬
‫مب�رص‬ ‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪ .)127‬توفيت عن ٍ‬
‫ثالث و�ستني �سن ًة ودفنت َ‬
‫رحمها اهلل رحمة وا�سعة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫مل‪ ،‬بَينِّ ْ ذلك‪.‬‬


‫يج َم َع لها يف تَربيتها بينْ َ القَولِ وال َع ِ‬ ‫‪َ C‬ح َ‬
‫ر�ص وال ُد ال�سيد ِة نفي�س َة �أنْ ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫و�ض ْح ذلك ِمن خاللِ �سري ِة حيا ِتها يف م�صرْ َ‪.‬‬ ‫‪ C‬جم َع ْت ال�سيد ُة َ‬
‫نفي�س ُة بَينْ َ ال ِعبا َد ِة ور َعاي ِة الز ْو ِج والدعو ِة �إىل اهللِ‪ّ ،‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّث ُ‬
‫الث‪:‬‬

‫توجهت به ال�سيد ُة نفي�س ُة �إىل �أحم َد ِبن طولونَ � ٌأثر كبريٌ يف ِهدايت ِه‪َ ،‬فبِم تُع ّلل ذلك؟‬
‫ْ‬ ‫طاب الذي‬ ‫‪ C‬كانَ ِ‬
‫للخ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪123‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫‪�-‬سورة الأحزاب‪ ،‬الآيات (‪.)73 - 63‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫‪� -‬آداب التعامل مع غري امل�سلمني يف ال�سلم‪.‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬منهج الإ�سالم يف احلفاظ على البيئة‪.‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫‪ -‬ال�سنة م�صدر للت�رشيع‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫املحاو ُر‬

‫إن�سان‬
‫ال ُ‬
‫إلهي‬
‫الوحي ال ُّ‬
‫ُ‬
‫والكون‬
‫ُ‬

‫الكرام ُة الب�رش ّي ُة‬ ‫مي)‬


‫(القر� ُآن الكر ُ‬
‫آداب التعاملِ‬
‫‪ُ �-‬‬ ‫أحزاب‪،‬‬
‫‪� -‬سور َة ال ِ‬
‫ني‬
‫مع غري امل�سلم َ‬
‫يف ال�سل ِم‪.‬‬ ‫آيات (‪.)73 - 63‬‬
‫ال ُ‬

‫البيئ ُة‬
‫منهج الإ�سالم‬ ‫‪-‬‬
‫(ال�س ّن ُة النبو ّي ُة)‬
‫ُ‬
‫‪ -‬ال�س َّن ُة م�صد ٌر‬
‫يف احلفاظ على‬
‫للت�رشيع‪.‬‬
‫ِ‬
‫البيئة‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫�سورة الأحزاب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )73 - 63‬من‬ ‫وحفظ ال ِ‬
‫ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫قن تالو َة‬
‫� ُ‬
‫‪� -‬أُ ِت ُ‬
‫اإلنسان واألمان ُة الثّقيل ُة‬
‫ُ‬
‫آيات الكرمية‪.‬‬
‫ف على املعنى ال ْإجمايل لل ِ‬ ‫أتعر ُ‬
‫‪َّ � -‬‬
‫رين يو َم القيامة‪.‬‬ ‫ف� َ‬
‫أحوال الكا ِف َ‬ ‫‪ِ � -‬أ�ص ُ‬ ‫سور ُة األحزاب‪ ،‬اآليات (‪)73 - 63‬‬
‫النبي ‪.h‬‬
‫هلل من �إيذا ِء ِّ‬
‫حتذير ا ِ‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫‪� -‬أب ُ‬
‫أمانة و�ألتزمها”‪.‬‬
‫أو�ضح مفهو َم “ال ِ‬
‫‪ُ �-‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَت� َّأملُ‪:‬‬

‫وهو يقر�أُ َ‬
‫قول اهلل‪ :‬ﱫ ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫هلل ‪ُ h‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ائي‬ ‫دي بن حا ٍمت ّ‬
‫الط ُّ‬ ‫�سمع َع ُّ‬ ‫ ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‬
‫دوهم! فقال ‪�« :h‬أَ َما �إِ َّن ُه ْم مَلْ‬ ‫يعب ُ‬ ‫ر�سول اهلل �إ َّنهم مل ُ‬ ‫َ‬ ‫ﯭﯮ ﯯ ﯰﱪ‪( .‬التوبة ‪ .)31‬فقال‪ :‬يا‬

‫َي ُكو ُنوا َي ْع ُب ُدو َن ُه ْم َو َل ِك َّن ُه ْم َكا ُنوا �إِ َذا �أَ َح ُّلوا َل ُه ْم َ�ش ْي ًئا ْ‬
‫ا�س َت َح ُّلو ُه‪َ ،‬و ِ�إ َذا َح َّر ُموا َع َل ْيهِ ْم َ�ش ْي ًئا َح َّر ُمو ُه»(‪.)1‬‬

‫‪ C‬فما ُح ْك ُم اتّ ِ‬
‫باع كلٍّ مما يلي‪:‬‬
‫هلل تَعاىل؟‬
‫ت�رشيع ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بذلك‬ ‫وح ّر َم خُمالفًا‬ ‫بع َ�ش ْخ ً�صا مِ َبا � َّ‬
‫أحل َ‬ ‫‪ -‬ي ّت ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل ُ�سبحا َنه؟‬
‫�صية ا ِ‬
‫قريبا يف َم ْع ِ‬
‫طيع ً‬‫‪ُ -‬ي ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ليل �شرَ ْ ِع ٍّي؟‬ ‫بع عاملًا فيما َي ْع َت ِم ُد ِ‬
‫عليه ِم ْن َد ٍ‬ ‫‪ -‬ي ّت ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫أمر َح َّرم ُه اهلل؟‬ ‫طيع زميلاً يف ْحت ِ‬
‫ليل � ٍ‬ ‫‪ُ -‬ي ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه الرتمذي‪.‬‬


‫‪126‬‬
‫�أَتْلو َو َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬
‫ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪ‪.‬‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫امل�ستقيم دونَ �أعوجاج‪.‬‬


‫ُ‬ ‫للح ّق‪،‬‬
‫املوافق َ‬
‫ُ‬ ‫ال�صواب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القول‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮫ ﮬ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫واهيه‪.‬‬
‫هلل و َن ِ‬
‫أوامر ا ِ‬
‫ التكليف ب� ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯡ ﱪ‪:‬‬

‫آيات‪:‬‬ ‫ّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬

‫واب‬
‫وج ُ‬‫اعة‪ ،‬وا�س ِت ْع َجا ِلهم بِها‪َ ،‬‬ ‫ال�س ِ‬
‫ني عن َّ‬ ‫بع�ض امل�رشك َ‬‫عن ُ�س� ِؤال ِ‬
‫حديث ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�سورة‬
‫من ُّ‬
‫الدر�س الأخ ِري َ‬ ‫ِ‬ ‫يف هذا‬ ‫ ‬
‫واحتمال �أنْ ت�أْ ُخ َذهم َعلى ِغ ّر ٍة َ�أ ْخ ًذا �سرَ ِ ي ًعا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ذيرهم ِم ْن قُربِها‪،‬‬ ‫ال�س� ِؤال �أن َي َدعوا �أَ ْم َرها �إىل ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬مع تحَ ْ ِ‬ ‫هذا ُّ‬
‫وجوه ُهم يف ال ّنار‪ ،‬ويو َم‬
‫ُ‬ ‫ني بِها‪ ،‬يو َم تُق َّل ُب‬
‫عجل َ‬ ‫اعة ال ي�سرُ ُّ ْ‬
‫امل�س َت ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫�شاه ِد َّ‬
‫هدا ِم ْن َم ِ‬ ‫ُ‬
‫ال�سياق َم ْ�ش ً‬ ‫عر�ض‬
‫ثم َي ُ‬
‫َّ‬ ‫ ‬

‫‪127‬‬
‫ْجع ال‬
‫هد ُمف ٌ‬
‫وهو َم ْ�ش ٌ‬ ‫من ال َع َذ ِ‬
‫اب‪ُ ،‬‬ ‫ل�ساد ِتهم ُ‬
‫وك رَبا ِئهم ِ�ض ْعفنيِ َ‬ ‫ور ُ�سو ِله‪ ،‬ويو َم يطلبونَ َ‬
‫هلل َ‬ ‫عد ِم َط ِ‬
‫اعة ا ِ‬ ‫يند ُمونَ على َ‬
‫َ‬
‫مر ًة ُ�أخرى! يعو ُد ْ‬
‫ليح ِّذ َر الذين �آ َمنوا‬ ‫أر�ض َّ‬
‫هذه ال ِ‬‫هد يف ال ِآخ َر ِة �إىل ِ‬ ‫عج ٌل‪ ،‬ثم يعو ُد بِهم ِم ْن هذا َ‬
‫الـم ْ�ش ِ‬ ‫َي ْ�س َت ْع ِج ُل ِبه ْ‬
‫م�س َت ِ‬
‫ربا كانَ ُهو‬ ‫أمر وا ِق ٍع‪ ،‬مَّ‬
‫فرب�أ ُه اهلل مِ َّما قالوا‪ ،‬ويبدو �أنَّ هذا كانَ ر ًّدا على � ٍ‬ ‫الذين �آ َذ ْو ُه وات ُ‬
‫َّهمو ُه َّ‬ ‫َ‬ ‫يكونوا كق َْو ِم ُمو�سى‬‫�أنْ ُ‬
‫عيدا‬ ‫ويد ُعو امل�ؤمنني �أنْ يقولوا ق َْو اًل َ�س ً‬
‫ديدا َب ً‬ ‫العرب‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ومال َف ِته مل�أ ُل ِ‬
‫وف‬ ‫بزينب‪ ،‬خُ َ‬
‫َ‬ ‫ول ‪h‬‬ ‫الر ُ�س ِ‬
‫عن َزواج َّ‬ ‫حديث ْبع ِ�ضهم ْ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ور�سو ِله ‪ h‬و َي ِع َدهم َعليها‬
‫هلل ُ‬ ‫اعة ا ِ‬ ‫والعي ِب‪ُ ،‬لي�ص ِل َح اهلل َلهم �أعما َل ُهم وي ْغ ِف َر ُلهم ُذنو َبهم‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫حب َبهم يف َط ِ‬ ‫ْ‬ ‫َعن ال ّل ْم ِز‬
‫العظيم‪.‬‬
‫َ‬ ‫الفو َز‬
‫ُ‬
‫واجلبال‪،‬‬ ‫ات والأَ ْر ُ‬
‫�ض‬ ‫ماو ُ‬
‫ال�س َ‬
‫َقت ِم ْن َح ْم ِلها َّ‬
‫عن «الأما َن ِة» التي �أ�شف ْ‬
‫العميق ْ‬
‫ِ‬ ‫الها ِئل‬
‫باخلب َ‬
‫رَ ِ‬ ‫ويخ ِت ُم ال�سور َة‬ ‫ ‬
‫إن�سان‬
‫وحما�سبة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫تيب اجل َزا ِء َعلى ال َعمل‪،‬‬
‫هلل يف ت َْر ِ‬
‫بري ا ِ‬ ‫احقةٌ‪َ ،‬ذ ِلك َلي َّ‬
‫تم ت َْد ُ‬ ‫وحم َلها الإن�سانُ ‪ِ ،‬‬
‫وهي َ�ض ْخم ٌة ها ِئل ٌة َ�س ِ‬ ‫َ‬
‫تار‪ :‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫واخ َ‬
‫َعلى ما َر ِ�ض َي لنف ِْ�سه ْ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﱪ‪.‬‬

‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬
‫َ‬
‫قال تعاىل ‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﱪ‪.‬‬ ‫ ‬
‫و�ض ِح الف َْر َق‬ ‫و�س�ؤالِ َ‬
‫الكا ِفر املُك ِّذ ِب لَها‪ّ .‬‬ ‫ني ُ�س�ؤالِ املُ�ؤْ ِمن بِها‪ُ ،‬‬ ‫ولكن ُه َ‬
‫ناك ْفرقٌ ب َ‬ ‫َّ‬ ‫ا�س يَ ْ�س� ُأل عن َّ‬
‫ال�ساع ِة‪،‬‬ ‫‪َ  C‬جمي ُع النّ ِ‬
‫بَ ْينَهما‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫وبي َن الآية (‪)63‬؟‬


‫الحديث ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬قال ‪« :h‬بُ ِع ْث ُت �أَنَا َو ِّ‬
‫ال�سا َع ُة َك َهاتَ ْي ِن»(‪ ،)1‬ما الراب َِط ُة التي تَ ْجم ُع بَ ْين هذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫و�ضح كلاّ ً ِم ْنهما‪.‬‬
‫بالعذاب والإهانة الم ْعن ّوي ِة ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ت َو َّع َد اهللُ تَعالى الكا ِف َ‬
‫رين‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪َ )١‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪128‬‬
‫ذاب النَّا ِر؟‬ ‫‪ C‬ما الأُمني ُة التي يتمنَّاها الكافرونَ و ُهم في غ ِ‬
‫َمرات َع ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫كثير ِم َن النَّا�س‪َ ،‬فما هو؟‬
‫ال�ضاللِ الذي يق ُع فيه ٌ‬ ‫من �أ ْكب ِر � ِ‬
‫أ�سباب َّ‬ ‫واحد ْ‬
‫آيات �إلى ٍ‬ ‫‪ C‬تُ ُ‬
‫�شير ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ ِ�صفُ ‪:‬‬


‫وير‪.‬‬
‫ويرا ُم�ؤث ًّرا‪�ِ ،‬ص ْف هذا التَّ ْ�ص َ‬
‫رين في ال ِآخر ِة تَ ْ�ص ً‬ ‫آيات الكريم ُة � َ‬
‫أحوال الكا ِف َ‬ ‫‪� C‬ص ّو ِ‬
‫رت ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫اهلل عنه ‪ :-‬ق ََ�س َم‬ ‫هلل بن م�سعودٍ ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫َ‬


‫اً‬
‫قول �سدي ًدا‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عبد ا ِ ُ‬‫قال ُ‬ ‫ ‬
‫مزاح ِم‬
‫بنت ِ‬‫ُحكي عن امر� ِأة فرعونَ �آ�سي َة ِ‬ ‫ ‬ ‫َال َر ُج ٌل‪� :‬إِنَّ َه ِذ ِه َل ِق ْ�س َم ٌة َما �أُ ِر َيد ب َِها َو ْج ُه‬
‫ال َّنب ُِّي ‪ h‬ق َْ�س ًما‪َ ،‬فق َ‬
‫(رب‬
‫ِّ‬ ‫اهلل عنها ‪� -‬أ َّنها قالت يف ُدعائها‪:‬‬ ‫‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬ ‫هلل‪َ .‬ف�أَت َْي ُت ال َّنب َِّي ‪َ h‬ف�أَ ْخ رَ ْب ُت ُه‪َ ،‬ف َغ ِ�ض َب َح ّتى َر�أَ ْي ُت ا ْل َغ َ�ض َب‬
‫ا ِ‬
‫جل َّن ِة) ومل تق ُْل (بي ًتا عندك)‪َ ،‬‬
‫قال‬ ‫ا ْبن ليِ ِع ْن َد َك َب ْي ًتا يف ا َ‬
‫وذ َي ِب�أَ ْك رَ َث ِم ْن َه َذا‬
‫و�سى ق َْد �أُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫فيِ َو ْجهِ ِه‪ُ ،‬ث َّم ق َ‬
‫ابن كث ِري ‪ -‬رحمه ُ‬ ‫َال‪َ « :‬ي ْر َح ُم اهلل ُم َ‬
‫اهلل ‪ -‬يف تف�سريه تنوي ًها ب َتعبريِها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اجلار َ‬ ‫احل�س ِن‪َ ،‬‬ ‫ف ََ�ص رَ َب»(‪.)2‬‬
‫الدار‪.‬‬
‫قبل َ‬ ‫اختار ْت َ‬
‫َ‬ ‫العلماء‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬ ‫َ‬

‫آيات َ‬
‫الكرمي َ ِة؟‬ ‫‪ C‬لمِ ُو�سى ‪ -‬عليه ال�سال ُم ‪ -‬مكان ٌة ِ‬
‫عظيم ٌة عن َد ربّ ِه‪ .‬ما َدال ِئ ُلها ِم ْن ِخاللِ ال ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫و�ض ْحها‪.‬‬ ‫‪ C‬يف ذ ْك ِر �إيذا ِء بني �إ�سرْ ائيلَ لنبيّهِم ُم َ‬
‫و�سى ‪ -‬عليه ال�سال ُم ‪ -‬تَ ْ�سلي ٌة وتَ�سرْ ي ٌة للنَّب ِّي ‪ِّ ،h‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪129‬‬
‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫قال تعاىل‪:‬ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫ ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﱪ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ويقول اً‬
‫قول �سدي ًدا‪ ،‬ما هو؟‬ ‫عن و ْع ٍد َح ٍّق ُ‬
‫لكلِّ َم ْن يَتَّقي ربَّه‬ ‫ني ْ‬
‫ني الآيت ِ‬ ‫‪َ �C‬‬
‫أف�صح ِت هات ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الح؟‬
‫بال�ص ِ‬ ‫و�ص ُف ال ُ‬
‫أعمال َّ‬ ‫‪ C‬متى تُ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫أ�سباب حَت ُّق ِقه؟‬
‫آيات الكريمِ َةُ؟ وما � ُ‬
‫أ�شارت �إلي ِه ال ُ‬
‫العظيم الذي � ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما الفَو ُز‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَبْحَثُ‪ ،‬وَ�أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫وتدبر معنى الأمان ِة فيها‪ّ ،‬ثم �أجِ ب عن ال ْأ�س ِئل ِة التي تَليها‪:‬‬
‫ْ‬ ‫‪ C‬اقر�أ ال ِ‬
‫آيات التّالي َة‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﱪ‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ ‬
‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶﱪ‪( .‬البقرة ‪.)283‬‬

‫موات والأ ْر ِ�ض‪،‬‬


‫ال�س ِ‬
‫ر�ض ْت َعلى َّ‬ ‫ُ‬
‫الفرق بني “الأمان ِة” التي ُع َ‬ ‫‪ -‬وردت (الأمانة) يف القر�آن الكرمي مبعان خمتلفة‪ .‬فما‬
‫و“الأمان ِة” التي ذ ُِك َر ْت يف (�سورة البقرة ‪)283‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪130‬‬
‫أ�ُ َبينِّ ُ ‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫ ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)58‬‬

‫ا�س‪ ،‬ما ُمنا�سب ُة هذا اال ْقرتان؟‬ ‫رت الأمان ُة مقرون ًة با ُحل ِك ْم ْ‬
‫بالعدلِ بينْ َ النَّ ِ‬ ‫‪ C‬ذ ُِك ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪َ ،‬و ُ�أ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ‪(.‬الأنفال ‪.)27‬‬ ‫ ‬


‫‪ -‬ما املق�صو ُد بـ «خيانة الأمان ِة» يف الآية (‪ )27‬من �سور ِة الأنفالِ ؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫آيات ال�سابق ِة؟‬
‫جميع ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وامل�شترَ ِك للأمان ِة بينْ‬
‫ابت ْ‬ ‫‪ -‬ما املعنى الثَّ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫املعطيات‬
‫ِ‬ ‫�ضمن‬
‫ليف ح ّد ْدها َ‬ ‫أحزاب ثالث َة موا ِق َف للب�شرَ يّ ِة جُتا َه ِحمل �أمان ِة ْ‬
‫التك ِ‬ ‫عر�ضت (الآيتان ‪ 72‬و ‪ )73‬من �سور ِة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪C‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫الباطن‪.‬‬
‫الظاهر دونَ ِ‬
‫ِ‬ ‫يح ِم ُلها يف‬
‫‪َ -‬من ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫يح ِم ُلها باط ًنا وال َظ ً‬
‫اهرا‪.‬‬ ‫‪َ -‬م ْن ال ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وظاه ًرا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يح ِم ُلها باط ًنا‬
‫من ْ‬
‫‪ْ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪131‬‬
‫خامتة �سورة الأحزاب‪:‬‬
‫اجلديد‬
‫ِ‬ ‫المي‬
‫املجتمع ال ْإ�س ِّ‬
‫ِ‬ ‫ظام ال ْأخال ِق ِّي يف‬
‫بادئ ال ِّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت�ش ُ‬
‫تمل �سور ُة ال‬
‫أحزاب التي فَرغْ نا ِ ْمن ِدرا�س ِتها �آنفًا على َم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫بدرٍ �إىل ما ق َْب َل ف ْت ِح َّ‬
‫مكةَ‪،‬‬ ‫غزوة ْ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫من ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك يف ال َفترْ ِة ْ‬ ‫املدينة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جاهدا َعلى �إقام ِته يف‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يعمل‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫الذي كانَ‬
‫ماعي‪.‬‬
‫جل ِّ‬‫دي وا َ‬
‫الفر ِّ‬
‫لوك ْ‬‫ال�س ِ‬
‫آداب ُّ‬
‫مرتَبط ًة ب� ِ‬
‫را�ضها ْ‬ ‫اءت ُم َ‬
‫عظ ُم �أغْ ِ‬ ‫ولذلك َج ْ‬

‫بتو�ضيح هذه امل َ ِ‬


‫بادئ على النحو التايل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫�صاحب التف�س ِري الكب ِري ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫الرازي ‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ C‬ولقد قا َم الإما ُم‬
‫مع‬
‫أدب َ‬
‫من � ٍ‬
‫النبي ‪ْ h‬‬ ‫ال�سور ُة بقَو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﱪ‪� .‬إِ�شار ٌة �إىل ما ِ‬
‫ينبغي �أنْ يكونَ عليه ُّ‬ ‫‪َ  -‬بد� ِأت ُّ‬
‫ر ّب ِه‪.‬‬
‫مع � ْأه ِله‪.‬‬
‫عليه َ‬ ‫إ�شار ًة �إىل ما ي ْن ِبغي �أنْ ُ‬
‫يكونَ ِ‬ ‫قيل له‪ :‬ﱫﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﱪ‪َ � .‬‬
‫ثم َ‬‫‪ّ -‬‬
‫عام ِة‬
‫مع َّ‬ ‫قيل له‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﱪ‪� .‬إ�شار ًة �إىل ما ي ْن ِبغي �أنْ يكونَ ِ‬
‫عليه َ‬ ‫‪ -‬ثم َ‬
‫ا َ‬
‫خل ْل ِق‪.‬‬

‫أزواج ِه‪ ،‬و�س ُل ً‬


‫وكا ثال ًثا‬ ‫خا�صا مع � ِ‬ ‫ربه‪ ،‬و�س ُل ً‬
‫وكا ًّ‬ ‫مع ِ‬‫خا�صا َ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪� h‬أد ًبا ًّ‬ ‫آيات تُع ِّل ُم‬
‫الرازي‪� :‬إنَّ هذه ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يقول‬ ‫ ‬
‫عام ِة ا َ‬
‫خل ْل ِق‪.‬‬ ‫مع َّ‬
‫َ‬
‫القول‪.‬‬ ‫ا�رشح هذا‬
‫ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫بال�شهاد ِة يف قوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭝ ﭞ ﭟﱪ؟‬
‫ما املق�صو ُد َّ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪132‬‬
‫الرازي ‪َ -‬ر ِحم ُه اهلل ‪:-‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ويقول الإما ُم‬
‫للنب ِّي َم ْك ُرم ًة وع ّلمه �أد ًبا‪َ ،‬ذ َكر للم�ؤمن َ‬ ‫ر�س َل‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫ني‬ ‫فك َّلما ذكر َّ‬ ‫نبيه املُ َ‬
‫أمر به َّ‬
‫ني مِبا � َ‬
‫أمر ِعبا َد ُه امل�ؤْمن َ‬
‫ومبا �أنَّ اهلل تعاىل � َ‬ ‫ ‬
‫قيل للم ْ�ؤمنني‪:‬‬ ‫نا�سب ُه‪ ،‬ولذلك فَقد َ‬ ‫ما ُي ِ‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫انب ا ِ‬
‫بج ِ‬‫‪ -‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﱪ‪� .‬إر�شا ًدا لهم فيما يتع ّل ُق َ‬
‫‪ -‬ثم قيل لهم‪ :‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫لُ�سرْ ِة‪.‬‬
‫ؤون ا أ‬ ‫آداب املتع ِّل ِ‬
‫قة ب�ش� ِ‬ ‫تو�ضيحا لل ِ‬
‫ً‬ ‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم قيل لهم‪ :‬قال تعاىل‪ :‬ﱫﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪ .‬وقال تعاىل‪ :‬ﱫﭹ ﭺ ﭻ‬
‫النبي ‪.h‬‬
‫من ت�أ ُّد ٍب مع ِّ‬ ‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﱪ‪� ،‬إ�شار ًة ملا ي ْن ِبغي �أنْ يكونوا ِ‬
‫عليه ْ‬
‫خا�صا ب�ش�ؤونِ ا ُلأ�سرْ ِة‪ ،‬و�أدبًا ًّ‬
‫خا�صا‬ ‫و�سلو ًكا ًّ‬
‫النبي ‪ُ ،h‬‬
‫خا�صا مع ّ‬ ‫ني �أَدبًا ًّ‬
‫آيات تُع ِّل ُم امل�ؤمن َ‬
‫هذه ال ِ‬
‫ازي �إىل �أ َّن ِ‬
‫الر ُّ‬ ‫‪ُ C‬‬
‫ي�شري ّ‬
‫آداب التي �أ�شا َر � ْإليها‪.‬‬
‫و�ض ْح هذه ال َ‬ ‫هلل ‪� -‬سبحانَه وتعاىل ‪ّ -‬‬‫م َع ا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪133‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫يجب �أن‬ ‫ا�ستخرجها وبينِّ ْ من كلِّ ندا ٍء ال َ‬
‫أدب الذي ُ‬ ‫ْ‬ ‫نداءات موجه ٍة للم�ؤمنني‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ C‬ا�شتملت �سور ُة ال ِ‬
‫أحزاب على �ستّ ِة‬
‫كواحد من اجلماع ِة امل�ؤمن ِة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أنت‬
‫تتحلى به � َ‬
‫‪............................................................................................................ .1‬‬
‫‪............................................................................................................ .2‬‬
‫‪............................................................................................................ .3‬‬
‫‪............................................................................................................ .4‬‬
‫‪............................................................................................................ .5‬‬
‫‪............................................................................................................ .6‬‬

‫ال�س�ؤال ال ّثاين‪:‬‬

‫و�ض ْحها ب�إيجاز‪.‬‬


‫رين في الآخر ِة‪ّ ،‬‬ ‫آيات � َ‬
‫أحوال الكا ِف َ‬ ‫‪� C‬ص ّو َر ْت ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪134‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬
‫للم�ؤْمنني بيّ ْنها‪.‬‬
‫توجيهات ُ‬
‫ٍ‬ ‫آيات الكرمي ُة ِع ّد َة‬
‫حملت ال ُ‬
‫ِ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫الل‪.‬‬
‫ال�ض ِ‬
‫ليل تقو ُد �صاحبها �إىل َّ‬
‫طاع ُة الآخرين التي ال ت َْ�س َت ِن ُد �إىل ُح َّج ٍة و َد ٍ‬ ‫ ‬
‫و�ض ْح ذلك يف �ضوء فهمِ ك لقول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ‪.‬‬
‫‪ّ C‬‬
‫(الأحزاب ‪.)67‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫زاب يف قَو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﱪ‪.‬‬


‫ورة ال ْأح ِ‬
‫ور َد يف َخ مِات ِة ُ�س ِ‬ ‫ ‬
‫بحف ِْظ ال ّل ِ‬
‫�سان‪ ،‬وال َع ْد ِل يف الق َْو ِل‪.‬‬ ‫ني ِ‬
‫�شد ًدا للم�ؤْ ِمن َ‬
‫أمرا ُم َّ‬
‫(الأحزاب ‪ً � .)70‬‬
‫ال�سور ِة؟‬ ‫‪ C‬ما املنا�سب ُة ب َ‬
‫ني هذ ِه الآي ِة و َما ور َد يف َ�ص ْد ِر ُّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬

‫كت ميي ُنه �أُ ْعطى الأمانَ ِم ْن َع ِ‬


‫ذاب الق رَْب»‪.‬‬ ‫ر�سول اهلل ‪ h‬قال‪َ « :‬م ْن قر�أَ �سور َة الأحزاب‪َ ،‬‬
‫وع ّل َمها � ْأه َله و َما م َل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُروي �أنّ‬

‫احلديث يف ُك ِ‬
‫تب ال�سنَّ ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ C‬حتق َّْق ِم ْن ِ�ص َّح ِة هذا‬

‫‪135‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫وع ْدل‪.‬‬
‫رحم ٍة َ‬
‫دين ْ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫ا�ستنتج �أن الإ�سال َم ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫� ُ‬
‫آداب التعامل‬
‫القات امل�سلمني مع غريهم‪.‬‬ ‫أذكر ال َ‬
‫أ�صول التي تقو ُم عليها ِع‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫التعامل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف‬
‫ُ‬
‫ال�سيا�سي الذي � ْأر َ�ساه‬
‫َّ‬ ‫النموذج‬
‫َ‬ ‫‪�-‬أبينّ ُ‬
‫مع غير المسلمين‬
‫دول اجلوارِ من غ ِري امل�سلمني‪.‬‬
‫مع ِ‬
‫ال�سلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التعامل مع غ ِري امل�سلمني وقت‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم يف‬
‫آداب ال ِ‬
‫أطب ُق � َ‬
‫‪ّ �-‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ َت َف َّك َر‪:‬‬

‫يحم ُل لواءها ُّ‬


‫النبي ‪h‬‬ ‫�صورة ر�سال ٍة َعامليةٍ‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة‪ ،‬يف‬
‫ّ‬ ‫اجلزيرة‬
‫ِ‬ ‫امليالدي يف‬
‫ِّ‬ ‫ال�سابِع‬
‫القرن ّ‬
‫ِ‬ ‫ظهر الإ�سال ُم يف‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫املتناح َر ِة‪ ،‬و�أنْ‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫َبائل‬
‫ني الق ِ‬
‫اخلي ب َ‬
‫الد ِّ‬
‫النزاع ّ‬
‫ِ‬ ‫أبواب‬
‫زمني ٍة وجي َز ٍة �أنْ ُيغ ِل َق � َ‬ ‫َ‬
‫خالل فترْ ٍة ّ‬ ‫فا�ستطاع‬
‫َ‬ ‫جمعاء‪،‬‬
‫للب�شرَ ِ ِية ْ‬
‫وال�سيا�سي‬
‫ِّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ِّ‬ ‫القي‪ ،‬وتنظيمها‬
‫الديني وال ْأخ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ي�صنع م ْنها � ّأم ًة واحدةً‪ ،‬و�أنْ َي ْب ِن َي َلها دول ًة قو َّي ًة يف � َأ�س ِ‬
‫ا�سها‬ ‫َ‬
‫ا�ش َئ ِة‬
‫الدولة ال ّن ِ‬ ‫فو�س ُعوا ُحدو َد ِت ْل َك‬
‫العرب‪َّ ،‬‬ ‫زير ِة‬ ‫واالقت�صادي‪ ،‬ثم ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خارج َج َ‬
‫الق �إىل ِ‬ ‫االنط ِ‬
‫بعده ِم َن ِ‬ ‫متك َن امل�سلمون ِمن ِ‬ ‫ِّ‬
‫إن�ساني ِة‪.‬‬ ‫�صارت مَن ً‬
‫وذجا ُم�ضي ًئا لل ّ‬ ‫ْ‬ ‫زاهر ًة‬ ‫الهند وال�صنيِ �رشقًا‪ ،‬و�إىل الأند ُل ِ�س غَ ر ًبا‪َ ،‬‬
‫و�ش ّيدوا ح�ضار ًة ِ‬ ‫ح ّتى و�ص َل ْت �إىل ِ‬

‫أول‪ُ � :‬‬
‫أ�صول عالقات امل�سلمني مع غريهم‪:‬‬ ‫� اً‬
‫اال�ستيال ِء َعلى �أرا�ضيهم‪� ،‬أو َط ْم ِ�س‬
‫آخرين �أو ْ‬
‫يطرة على ال َ‬
‫ال�س ِ‬
‫إ�سالمية �إىل َّ‬
‫ِ‬ ‫فتوحاتهم ال‬
‫ُ‬ ‫يهدف امل�سلمونَ يف‬
‫ِ‬ ‫ مل‬
‫ي�س َعى لو�ضع �أُ ُ�س ٍ�س و َم َ‬
‫بادئ‬ ‫ٌ‬
‫ر�سول ْ‬ ‫اجليو�ش الغازي ُة قدميًا وحدي ًثا‪ ،‬و� مّإنا ْ‬
‫كانت دول ًة يقو ُدها‬ ‫ُ‬ ‫ُلغا ِتهم و َثقافا ِتهم‪ ،‬كما ُ‬
‫تفعل‬
‫اخل‬
‫العالقات مع ِج َريانهِ م يف َد ِ‬
‫ِ‬ ‫فع َّلي ٍة يف‬
‫ب�صور ٍة ْ‬
‫َ‬ ‫املبادئ‬
‫َ‬ ‫بعده َ‬
‫تلك‬ ‫أتباعه ِم ْن ِ‬
‫طب َق � ُ‬
‫وقد ّ‬
‫الدولية‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫للعالقات‬
‫ِ‬ ‫جديد ٍة‬
‫نذكر ال َ‬
‫أ�صول ال�سبع َة ال ّتالية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وم ْن بنيِ ت ْل َك ِ‬
‫املبادئ‬ ‫العربي ِة ويف َخ ِار ِجها‪ِ ،‬‬
‫َّ‬ ‫زير ِة‬
‫جل َ‬‫ا َ‬

‫ُ‬
‫إن�صاف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫العدل وال‬ ‫‪.1‬‬
‫ �أمر ُ‬
‫ين ال‬
‫أمر ربا ٌّ‬
‫�سلم‪ ،‬وهو � ٌ‬
‫م�سلم وغ ِري ُم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ني‬
‫متييز ب َ‬
‫النا�س دونَ ٍ‬
‫جميع ِ‬‫ِ‬ ‫ني با ْل ِت ِ‬
‫زام ال َع ْد ِل مع‬ ‫اهلل تَعاىل امل�سلم َ‬ ‫َ‬
‫مل املُ�ساو َمةَ‪ْ ،‬‬
‫فقد قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫يح ِت ُ‬
‫ْ‬
‫ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)58‬‬

‫‪136‬‬
‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ْ�س‬ ‫َ�ص ُه �أَ ْو َك َّل َف ُه ف َْو َق َطا َق ِت ِه �أَ ْو َ�أ َخ َذ ِم ْن ُه َ�ش ْي ًئا ِب َغيرْ ِ ِط ِ‬
‫يب َنف ٍ‬ ‫هلل ‪�« :h‬أَ َال َم ْن َظ َل َم ُم َع ِاه ًدا �أَ ِو ا ْن َتق َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫َف�أَ َنا َح ِج ُ‬
‫يج ُه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة»(‪.)1‬‬

‫خ�صما ملن ا ْعت َدى على امل َعا َهد؟‬


‫ً‬ ‫نف�سه ال�رشيف َة‬ ‫‪ C‬عال َم ُّ‬
‫يدل َج ْعلُ الر�سولِ ‪َ h‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫�شري �إليها‪:‬‬
‫�صاف التي تُ ُ‬
‫العدلِ والإنْ ِ‬
‫جماالت ْ‬
‫ِ‬ ‫املواقف التّالي ِة ح ِّد ْد‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬من خاللِ‬

‫لك من‬ ‫امل�سلمونَ َذ ِ‬


‫واعترب ْ‬
‫َ‬ ‫جد‪،‬‬ ‫(يوح ّنا) ِم َن ال َّن�صارى ق َْه ًرا‪ ،‬و�أ ْد َخ َلها يف ْ‬
‫امل�س ِ‬ ‫عبد املَ ِ‬
‫لك كني�س َة َ‬ ‫بن ِ‬ ‫الوليد ُ‬
‫ُ‬ ‫‪َ � -‬‬
‫أخذ‬
‫امل�س ِج ِد‬
‫إىلعام ِله ي أ� ُم ُر ُه َبر ِّد ما زا َد يف ْ‬
‫تب � َ‬ ‫إليه ال ّن َ�صارى َذلك‪َ ،‬‬
‫فك َ‬ ‫العزيز َ�شكا � ِ‬ ‫عبد‬
‫بن ِ‬‫عمر ُ‬ ‫َلما َو َ‬
‫ِ‬ ‫يل ُ‬ ‫الغ�ص ِب‪ ،‬ف ّ‬
‫ْ‬
‫َر�ضوا(‪.)2‬‬
‫وهم‪ ،‬ف ُ‬ ‫امل�سلمونَ ‪ ،‬و�صا َ‬
‫حل ُ‬ ‫اهم ْ‬‫َعليهم‪ ،‬فا�سترَ ْ َ�ض ُ‬
‫بعده‬
‫و�ص َي اخلليف َة ِم ْن ِ‬ ‫و�سي) َف َل ْم ْ‬
‫مينع ُه ذلك ِم ْن �أنْ ُي ِ‬ ‫الذ ّم ِة (�أبي ل�ؤل�ؤ َة ُ‬
‫املج ّ‬ ‫من � ِّ‬
‫أهل ّ‬ ‫رج ٍل ْ‬
‫مر ب�ضرَ ِبة ُ‬ ‫‪� -‬أُ َ‬
‫�صيب ُع ُ‬
‫بعه ِدهم‪ ،‬و�أنْ ُي َ‬
‫قاتل ِم ْن‬ ‫الذم ِة خيرْ ً ا‪� ،‬أنْ يوفيِ َ ْ‬ ‫فيقول‪�« :‬أُ ِ‬
‫و�صي اخلليف َة ِم ْن َب ْع ِدي ب� ْأه ِل َّ‬ ‫ُ‬ ‫َرا�ش املَ ْو ِت‬
‫وهو َعلى ف ِ‬
‫ُ‬
‫ورا ِئهم‪ ،‬و�أال ُيك ّلفَهم ف َْو َق َطا َق ِتهم»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫رج ٌل ِذ ِّم ٌّي‬
‫إليه ُ‬ ‫ناد َي‪� :‬أَال َم ْن َك ْ‬
‫انت له َم ْظلم ٌة ف ْلريف َْعها‪ ،‬فقا َم � ِ‬ ‫ناديه �أنْ َي ِ‬ ‫العزيز الإمار َة � َ‬
‫أمر ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫عبد‬
‫بن ِ‬ ‫مر ُ‬‫لما وليِ ُع ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫يعة‪،‬‬‫بال�ض ِ‬ ‫با�س‪َ ،‬‬
‫فحك َم ل ُه اخلليف ُة َّ‬ ‫الوليد لل َع ِ‬
‫ُ‬ ‫عبد املَلك يف َ�ض ْيع ٍة َله �أق َْط َعها‬ ‫بن ِ‬ ‫الوليد ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫با�س َ‬
‫أمري ال َع َ‬
‫ي�شكو ال َ‬‫ُ‬
‫فَر َّدها َع ْليه(‪.)4‬‬

‫العهود‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .2‬حرم ُة‬
‫بالعه ِد‪ ،‬وذلك كما‬ ‫مب َد�أَ ْي ْ‬
‫العد ِل والوفا ِء ْ‬ ‫�شد َد على ْ‬
‫مع ال َآخ ِر كما َّ‬
‫العالقات َ‬
‫ِ‬ ‫مبد�أ يف‬
‫ مل ُي َ�ش ِّد ِد ال ْإ�سال ُم َعلى ْ‬
‫يف قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﱪ‪( .‬ااملائدة ‪،)8‬‬
‫ﱫﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡﱪ‪( .‬النحل ‪.)91‬‬

‫(‪ )١‬رواه �أبو داود‪ )2( .‬رواه �أبو عبيد يف الأموال‪� ،‬ص‪� )3( .223‬أخرجه البخاري‪� )4( .‬صفة ال�صفوة (‪.)2/115-116‬‬
‫‪137‬‬
‫رف �آخر‪،‬ويلتز ُم‬ ‫مع َط ٍ‬ ‫العهد عبار ٌة ْ‬
‫عن عقْدٍ ُي ِرب ُمه فر ٌد �أو َدول ٌة َ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫العهود‬
‫ِ‬ ‫فقان َع ْليها‪ ،‬وال َ�ش َّك �أنَّ �إبرا َم‬
‫وط ي ّت ِ‬ ‫من ال�شرُّ ِ‬
‫بجمل ٍة َ‬
‫رفان ُ‬ ‫فيه ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫تقول امل�ست�رشِقة الأملاني ُة (زيغريد‬ ‫ولي ِة‪ ،‬‬
‫الد ّ‬
‫العالقات َّ‬
‫ِ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫بهدف‬
‫ِ‬ ‫ول‬
‫والد ِ‬
‫أفراد ُّ‬
‫ني ال ِ‬
‫� ْأم ٌر ال مف َّر م ْن ُه ب َ‬
‫عوب‬ ‫«العرب ملْ َيف ِْر ُ�ضوا على ُ‬
‫ال�ش ِ‬ ‫ُ‬ ‫هونكه)‪:‬‬ ‫هود بينْ َ‬
‫�صارت حرم ُة ال ُع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولذلك‬ ‫امل�صالح‪،‬‬
‫روب‪ ،‬وتبا ُد ِل َ‬
‫حل ِ‬‫وتَفادي ا ُ‬
‫الم‪ ،‬فامل�سيحيونَ‬
‫خول يف ال ْإ�س ِ‬ ‫الد َ‬ ‫املغ ُل ِ‬
‫وبة ُّ‬ ‫واجلماعات‪ ،‬ف�إذا وق ََع َع ْه ٌد‬
‫ِ‬ ‫أفراد‬
‫ني ال ِ‬ ‫ول ِمث َلها ِم ْث َل ُحر َم ِة ال ُع ِ‬
‫هود ب َ‬ ‫الد ِ‬
‫ُّ‬
‫الذين القوا ق َْب َل ال ْإ�س ِ‬
‫الم‬ ‫َ‬ ‫اد�شتي ُة واليهو ُد‬‫والزر ْ‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫طالب امل�ؤمن َ‬
‫ول ف�إنَّ الإ�سال َم ُي ُ‬
‫الد ِ‬
‫من ُّ‬ ‫الد ْو َل ِة ال ْإ�س ّ‬
‫المي ِة وغ ِريها َ‬ ‫بينْ َ ّ‬
‫لهم‬
‫مح ْ‬ ‫الديني و أ�ف َْظ َعها َ�س َ‬
‫ّ‬ ‫ع�ص ِب‬
‫أب�ش َع � ْأم ِثل ٍة لل ّت ُّ‬
‫� َ‬
‫العه ِد‪ ،‬كما يف قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ذلك ْ‬‫َاظ َعلى َ‬
‫باحلف ِ‬
‫ِ‬
‫ار�س ِة �شعا ِئ ِر‬
‫مبم َ‬
‫َجمي ًعا ‪ -‬دونَ � ِّأي َعائقٍ يمَ ن ُعهم ‪َ -‬‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫يوت عبا َد ِتهم‪،‬‬ ‫دينهِ م‪ ،‬وت ََر َك امل�سلمونَ ُ‬
‫لهم َب َ‬
‫وهم‬‫مي�س ُ‬
‫بارهم دونَ �أنْ ُّ‬ ‫وكهن َتهم و� ْأح َ‬‫و�أ ْد َيرتَهم َ‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﱪ‪( .‬النحل ‪ .)91‬‬
‫أين‬
‫لي�س هذا ُمن َتهى ال َّت�سا ُمح؟ � َ‬‫ب�أ ْدنى �أ ًذى‪�َ ،‬أ َو َ‬ ‫ ‬
‫ومن َذا‬
‫مال؟ و َمتى؟ ْ‬ ‫لك ال ْأع ِ‬ ‫التاريخ ِم ْث َل ِت َ‬
‫ُ‬ ‫َروى‬ ‫وبعدها مث ً‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ h‬‬
‫ومنوذجا‬
‫ً‬ ‫ال �أعلى‬ ‫بعثته َ‬
‫قبل ِ‬ ‫وقد كانَ‬ ‫ ‬
‫طهاد البي َز ْن ِط ّي‬
‫اال�ض ِ‬
‫بعد ْ‬ ‫داء َ‬
‫ال�ص َع َ‬ ‫َ�س ُ‬ ‫الذي ملْ ي َت َّنف ِ‬
‫بالعهود‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رفي ًعا يف الوفا ِء‬
‫هاد‬
‫وا�ضط ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبعد ف ََظا ِئع الأَ ْ�س ِ‬
‫بان؟‬ ‫َ‬ ‫ال�صارِ خ؟‬‫َّ‬
‫اجلدد‬ ‫ّ‬ ‫ال�ساد َة‬
‫‪ C‬دلّلْ على ذلك من �سريت ِه ‪.h‬‬
‫امل�سلمني ُ‬
‫واحلكا َم ْ‬ ‫اليهود؟ �إنَّ َ‬
‫ِ‬
‫عوب‬ ‫أنف�سهم يف ُ�ش�ؤونِ ِت َ‬
‫لك ال�شُّ ِ‬ ‫زجوا � َ‬
‫مل َي ُّ‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫اخلية‪.‬‬
‫الد ّ‬‫َّ‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫يكتب يف الق َْرنِ‬
‫ُ‬ ‫بيت املق ِْد ِ�س‬
‫رك ِ‬‫فبطر َي ُ‬
‫ْ‬ ‫ ‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫رب‪:‬‬
‫طنطينية َع ِن ال َع ِ‬
‫ّ‬ ‫ا�سع ل ِأخيه َب ْط ِر َي ْر ِك الق ُْ�س‬
‫ال ّت ِ‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫دل وال َي ْظلمونَنا الب ّت َة ُ‬
‫وهم ال‬ ‫بالع ِ‬
‫�إ َّنهم ميتازونَ ْ‬
‫‪..................................................................‬‬
‫تخ ِدمون معنا � ّأي ُع ْنف»(‪. )1‬‬
‫ي�س ْ‬
‫ْ‬

‫الدين‪:‬‬ ‫منع ال ْإك ِ‬


‫راه يف ِّ‬ ‫‪ُ .3‬‬
‫إ�سالم‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫الدخول يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫االعتقاد‪ ،‬فَال � ْإكرا َه وال � ْإج َ‬
‫بار َعلى‬ ‫ِ‬ ‫ر�ص ال ْإ�سال ُم على مبد�أ ُحريّ ِة‬
‫َح َ‬ ‫ ‬
‫ﱫﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﱪ‪( .‬البقرة ‪.)256‬‬
‫ ‬
‫أ�صل من ِق َب ِل امل�سلمني الفاحتني‪.‬‬
‫تطبيق هذا ال ِ‬
‫َ‬ ‫إ�سالمية‬
‫ِ‬ ‫الفتوحات ال‬
‫ِ‬ ‫تاريخ‬
‫ُ‬ ‫�شهد‬
‫وقد َ‬ ‫ ‬

‫(‪� ) ١‬شم�س العرب ت�سطع على الغرب‪ ،‬زيغريد هونكه‪ ،‬دار �صادر‪ ،‬بريوت ترجمة فاروق بي�ضون وكمال د�سوقي‪ ،‬ط‪1423 ،10‬هـ‪� ،‬ص‪.364‬‬
‫‪138‬‬
‫ال�سماوية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أديان‬
‫أ�صحاب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ني �‬
‫امل�شرتكة ب َ‬
‫ِ‬ ‫اجل�سور‬
‫ِ‬ ‫بناء‬
‫‪ُ .4‬‬
‫الديانات ال�سماوية‬
‫ِ‬ ‫آخرين‪ ،‬خا�ص ًة � ْأ�صحاب‬
‫ني ال َ‬
‫ج�سورا م�شرتك ًة بي َنه وب َ‬
‫ً‬ ‫حر�ص الإ�سال ُم على �أنْ يبني‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ال�سابقة‪ ،‬كما قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ِ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)64‬‬

‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫ال�سماو َّي ِة‪.‬‬


‫�ساالت َّ‬
‫ِ‬ ‫الر‬
‫بين ِّ‬
‫م�ش َترك ٌة َ‬ ‫هناك � ٌ‬
‫أ�صول ْ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫‪ C‬اذ ُكر ثالث ًة منها‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرب وال ْإح�سانُ ‪:‬‬


‫‪ُّ .5‬‬
‫الرب بهِ م والإح�سانُ �إليهِ م‪ ،‬ما داموا‬
‫هو ُّ‬‫النا�س جمي ًعا َ‬
‫معاملة ِ‬
‫ِ‬ ‫كامه و�آدابِه �أنَّ ال ْأ�ص َل يف‬
‫ُي� ّؤك ُد الإ�سال ُم يف � ْأح ِ‬ ‫ ‬
‫م�ساملني‪ ،‬كما قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﱪ‪( .‬املمتحنة ‪ .)8‬‬

‫إن�سانية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .6‬التعاونُ يف خ ِري ال‬
‫اجلن�س‬
‫ِ‬ ‫ني �أبنا ِء‬
‫اري ب َ‬
‫احل�ض ِّ‬
‫عاي�ش َ‬
‫احل�ض على ال َّت�سامح وال َّت ِ‬
‫ِّ‬ ‫الداللة يف‬
‫ِ‬ ‫الم وا�ضح َة‬
‫توجيهات ال ْإ�س ِ‬
‫ُ‬ ‫جاءت‬ ‫ ‬
‫باحلرب � اّإل‬
‫ِ‬ ‫ال�سال ُم‪ ،‬فالإ�سال ُم مل ي�أذنْ‬
‫ويعم َّ‬
‫القلوب‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫آلف‬ ‫أجل �أن ي�سو َد الأمانُ بي َنهم‪ ،‬ف ُت ُ‬
‫نبذ ال ْأحقا ُد‪ ،‬وتت� ُ‬ ‫الب�رشي‪ ،‬من � ِ‬
‫ّ‬
‫خر ُج‬ ‫َ‬
‫وذلك ِ�ض ْم َن �إطارٍ ال َي ُ‬ ‫انتهاك معتدٍ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ومقد�سا ِته ِ‬
‫َّ‬ ‫يدافع عن ُحرما ِت ِه‬
‫َ‬ ‫لي�ص َّد بها ُعدوا ًنا ظاملًا‪� ،‬أو‬
‫ورة ُ‬
‫عند ال�ضرْ ِ‬
‫َ‬
‫ماحة‪.‬‬
‫ال�س ِ‬
‫الق ومبادئ َّ‬
‫عن ال ْأخ ِ‬
‫ْ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫ ‬
‫ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﱪ‪( .‬املائدة ‪.)2‬‬

‫‪139‬‬
‫احلوار الب ّن ُاء‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫واحلوار يف‬
‫ُ‬ ‫مع ال َآخ ِر‪،‬‬
‫وار َ‬
‫للح ِ‬
‫�صبا ِ‬ ‫دت اً‬
‫جمال ِخ ً‬ ‫أوج ْ‬
‫أنف�سهِ م‪َ � ،‬‬
‫ْباعه ب� ُ‬
‫َواعده‪ ،‬وثق َة �أت ِ‬
‫و�سالم َة ق ِ‬ ‫ �إنّ قو َة ال ِ‬
‫إ�سالم‪َ ،‬‬
‫إن�صاف ُ‬
‫ونبذ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والعدل وال‬ ‫حيث ي�سو ُده االحرتا ُم املتبا َد ُل‬
‫أحوال‪ُ ،‬‬
‫جميع ال ِ‬
‫ِ‬ ‫احل�س ِنة يف‬
‫عظة َ‬‫واملو ِ‬
‫مة ْ‬ ‫احل ْك ِ‬
‫قرين ِ‬
‫الم ُ‬
‫ال ْإ�س ِ‬
‫التع�ص ِب‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ُّ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ‪( .‬النحل ‪.)125‬‬
‫ ‬

‫� ْأ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫البح ِث عن‬
‫ميم على ْ‬
‫والت�ص ِ‬
‫ْ‬ ‫احل�ضاري‪،‬‬
‫والوع ِي َ‬
‫ْ‬ ‫�ضج ْ‬
‫الفكري‬ ‫يعب عن ال ُن ِ‬
‫دام رّ ُ‬
‫ال�ص ِ‬
‫من ِّ‬ ‫احلوار اً‬
‫بدل َ‬ ‫ِ‬ ‫اللجوء �إىل‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫وب�ضم ٍري َح ٍّي‪.‬‬
‫قل ُمتف ّت ٍح‪َ ،‬‬
‫أزمات ْبع ٍ‬
‫إدارة ال ِ‬
‫اط ِر‪ ،‬ول ِ‬
‫املخ ِ‬
‫َفادي َ‬
‫ائر‪ ،‬وت ِ‬
‫اخل�س ِ‬
‫بل لتج ُّن ِب َ‬
‫ال�س ِ‬
‫ْوم ُ‬
‫�أق ِ‬
‫فين في ال ّد ِين؟‬
‫وبين المخا ِل َ‬
‫مجاالت الحوا ِر بينَنا َ‬
‫ُ‬ ‫‪َ C‬‬
‫فما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الو�سائل التي اتّبعها امل�سلمون يف التوا�صل مع املجتمعات الأخرى‪:‬‬

‫الر�س ِل‪:‬‬ ‫�أ‪ُ � .‬‬


‫إر�سال ُ‬
‫فقد َ‬
‫ن�شط يف‬ ‫املقام ال ّأو ِل‪ ،‬ولذلك ْ‬
‫�سالم يف ِ‬
‫ٍ‬ ‫إ�سالم هي ر�سال ُة‬
‫أكيد �أنَّ ر�سال َة ال ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬على ت� ِ‬ ‫حر�ص‬
‫َ‬ ‫قد‬ ‫ ‬
‫�سالم‪.‬‬
‫والعي ِ�ش يف ٍ‬
‫اجلوار ْ‬
‫ِ‬ ‫وح�سن‬
‫ِ‬ ‫الم‬
‫وهم �إىل ال ْإ�س ِ‬
‫يد ُع ُ‬
‫و�شيوخ القبا ِئل‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لوك والأُمرا ِء‬
‫وال�سفرا ِء �إىل املُ ِ‬
‫الر�س ِل ُّ‬
‫�سال ُ‬
‫� ْإر ِ‬
‫طوط ُم ْ�ستقيم ٍة بينْ َ املدين ِة املنَ ْور ِة وثماني ِة بُلدانٍ‬ ‫‪ C‬من خاللِ اخلريط ِة التي �أما َمك ُق ْم م َع ْجمموع ٍة من ُزمال ِئك ْ‬
‫بر�سم ُخ ٍ‬
‫ا�س َمه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬من ُدوبًا‪ ،‬واذ ُك ِر ْ‬ ‫بعث � ْإليها‬
‫خارجِ يّة َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪140‬‬
‫�سل (ال�سفراء)‪:‬‬
‫الر ِ‬
‫ب‪ .‬عد ُم االعتدا ِء على ُّ‬
‫ني‪� ،‬إ ْذ � ّأك َد الإ�سال ُم‬
‫للدبلوما�سي َ‬
‫�صية ُّ‬
‫ال�ش ْخ ِ‬
‫انة َّ‬
‫باحل�ص ِ‬
‫َ‬ ‫�صار ُي ُ‬
‫عرف اليو َم‬ ‫بق يف ت�شرْ ِيع ما َ‬ ‫ف�ض ُل ّ‬
‫ال�س ِ‬ ‫إ�سالم ْ‬
‫كانَ لل ِ‬ ‫ ‬
‫عن النبي‬
‫وي ِ‬
‫وقد ُر َ‬ ‫الوج ِه ال ْأك ِ‬
‫مل‪ْ ،‬‬ ‫هم على ْ‬
‫�أنَّ الر�سل(�أي ال�سفراء) ال ينبغي �أنْ ُمي َّ�سوا ب�ضرُ ٍّ ح ّتى يتمك َنوا ِم ْن �أدا ِء َمها ِّم ِ‬
‫ُ‬
‫ر�سول‬ ‫النبي ‪َ � :h‬‬
‫أت�شهدان أ�نيِّ‬ ‫أر�س َل ُهما‪َ ،‬‬
‫فقال ُّ‬ ‫وقد � َ‬
‫بي ْ‬‫مان �أ ّنه َن ٌّ‬
‫الكذاب ي ْز ُع ِ‬
‫ِ‬ ‫من ُم َ�س ْي ِل َم َة‬
‫والن ْ‬
‫ر�س ِ‬
‫عندما �أتا ُه ُ‬
‫‪َ h‬‬
‫ول َل َق َت ْل ُت ُك َما»(‪،)1‬‬
‫هلل َو ُر ُ�س ِل ِه َل ْو ُك ْن ُت قَا ِتلاً َر ُ�س اً‬
‫النبي ‪�« :h‬آ َم ْن ُت بِا ِ‬ ‫هلل‪َ ،‬‬
‫فقال ُّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫م�سي ِل َم َة‬
‫ن�شهد �أنَّ ْ‬
‫ُ‬ ‫اهلل؟ قَاال‪ :‬اَل‪،‬‬
‫الر ُ�س َل ال ُتق َ‬
‫ْتل‪.‬‬ ‫اخلارجي ِة �أنَّ ُّ‬
‫َّ‬ ‫ني‬
‫امل�س ِلم َ‬
‫َات ْ‬ ‫القاعد ُة ال ّ‬
‫أ�سا�سي ُة يف َعالق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف�صارت‬
‫ِ‬
‫وال�سيا�سيّ ِة؟‬
‫الهيئات ال ُّدبلوما�سيّ ِة ِّ‬
‫ِ‬ ‫ال�سابق ِة ما ُح ْك ُم اال ْعتدا ِء َعلى‬
‫‪ C‬يف َ�ض ْو ِء فهمِ َك للفق َْر ِة َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه �أحمد‪.‬‬


‫‪141‬‬
‫املفاو�ضات‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ج‪.‬‬
‫حل ْر ِب‪،‬‬ ‫املفاو�ضات‪ ،‬وجل�أَ ْت � ِ‬
‫إليه َكو�سيل ٍة بديل ٍة َعن ا َ‬ ‫ِ‬ ‫واحلديثة �أُ ْ�س َ‬
‫لوب‬ ‫ِ‬ ‫القدمية‬
‫ِ‬ ‫تمعات‬
‫ِ‬ ‫املج‬
‫من ْ‬‫كثري َ‬
‫ف ٌ‬ ‫لقد َع َر َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫بعد‬ ‫الع�س َك ِ‬
‫رية �أو َ‬ ‫املعارك ْ‬
‫ِ‬ ‫مي‪� ،‬سوا ًء كانَ َذلك ْقب َل‬‫ال�س ْل ِّ‬
‫فاو�ض ِّ‬
‫ني لل ّت ِ‬ ‫ال�سباق َ‬
‫هود ِم َن َّ‬
‫ظم ال ُع ِ‬
‫امل�سلمون يف ُم ْع ِ‬
‫وقد كانَ ْ‬
‫اليهود يف‬
‫ِ‬ ‫َاو�ض َ‬
‫قبائل‬ ‫يبية‪ ،‬وف َ‬ ‫اتفاقي ِة ا ُ‬
‫حل ْد ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُري�ش ْقب َل � ِ‬
‫إبرام‬ ‫فاو�ضات َطوي َل ٍة َ‬
‫مع ق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ول ‪ h‬يف ُم‬ ‫الر�س ُ‬
‫خل ُ‬‫ُوعها‪ ،‬فق َْد َد َ‬
‫وق ِ‬
‫رب‪.‬‬
‫من قبا ِئل ال َع ِ‬
‫وغريهم ْ‬
‫َ‬ ‫املدينة‬
‫ِ‬

‫املعاهدات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫د‪� .‬إبرا ُم‬
‫مع‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ h‬‬ ‫ُعترب املعاهد ُة التي َ‬
‫عقدها‬ ‫هود‪ ،‬وت ُ‬ ‫ن�ش�أ ِتها الأُوىل يف جَّات ِاه �إِ ْب ِ‬
‫رام ال ُع ِ‬ ‫إ�سالمي ُة ُ‬
‫منذ ْ‬ ‫ّ‬ ‫�سارت الدول ُة ال‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫من يهودٍ‬
‫دة‪« :‬و�إ َّنه َم ْن تَب َعنا ْ‬
‫املعاه ِ‬
‫ِ‬ ‫جاء يف ت ْل َك‬
‫وقد َ‬
‫امل�شترَ ِك‪ْ ،‬‬ ‫فاع ْ‬ ‫والد ِ‬
‫وار ّ‬ ‫عاهدات اجلِ ِ‬
‫ِ‬ ‫طيبا ملُ‬
‫ثال ً‬ ‫املدينة ِم اً‬
‫ِ‬ ‫اليهود يف‬
‫ِ‬
‫ني‪ ،‬و�أنَّ يهو َد‬
‫ني ما َداموا محُ َ ارب َ‬
‫مع امل�ؤمن َ‬
‫ني وال ُمتنا�صرَ َ عليهم‪ ،‬و�أنَّ اليهو َد ينفقُونَ َ‬
‫مظلوم َ‬ ‫ف�إنَّ له ال ُّن�رص َة والأُ�سو َة َ‬
‫غري ْ‬
‫ني نفق َتهم‪ ،‬و�أنّ‬
‫امل�سلم َ‬
‫اليهود نفقَتهم‪ ،‬وعلى ْ‬
‫ِ‬ ‫ني دي ُنهم‪ ،‬و�أنَّ على‬
‫وللم ْ�سلم َ‬
‫لليهود دي ُنهم ُ‬
‫ِ‬ ‫ني‪،‬‬
‫مع امل� ِؤمن َ‬
‫بني َع ْو ٍف � ّأم ٌة َ‬
‫قري�ش‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫والرب دونَ �إ ّث ٍم‪ ،‬و�أ ّنه ال جُت ُ‬
‫ار‬ ‫هم ال ُّن ْ�ص َح وال َّن�صيح َة َّ‬
‫حيفة‪ ،‬و�أنّ بي َن ُ‬
‫ال�ص ِ‬ ‫هذه َّ‬ ‫أهل ِ‬ ‫حارب � َ‬
‫َ‬ ‫من‬‫الن�رص على ْ‬ ‫َ‬ ‫هم‬
‫بي َن ُ‬
‫يث َب‪.)1(»...‬‬ ‫�رصها‪ ،‬و�أنَّ بي َن ُه ُم الن�صرْ َ على َم ْن َد َهم رْ ِ‬
‫َم ْن َن َ‬
‫هذه املُعاه َد َة م َع يهو ِد املدين ِة؟‬
‫النبي ‪ h‬يُ رْ ِب ُم ِ‬
‫علت َّ‬‫املالب�سات التي َج ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫دفاع َم ْ�شترَ ٍك)؟ وملاذا؟‬
‫و�صف هذ ِه االتفاقي ُة ب�أنَّها (اتفاقي ُة ٍ‬ ‫‪ C‬هل من امل ُ ِ‬
‫مكن �أنْ تُ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫عترب هذه االتفاقي ُة (معاهد َة ُجوار)؟ وملاذا؟‬ ‫‪ C‬هل من امل ُ ْم ِ‬
‫كن �أنْ تُ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الديني واال ْقت�صاد ِّي لكلٍّ من الطر َفينْ ِ؟‬
‫ّ‬ ‫‪ C‬كيف را َع ْت هذه االتفاقي ُة اال�س ْت َ‬
‫قالل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬ال�سرية النبوية‪ ،‬البن ه�شام‪.)2:248( ،‬‬


‫‪142‬‬
‫خا�ص ٍة؟‬
‫ب�صور ٍة َّ‬
‫قري�ش ُ‬ ‫‪ C‬ملاذا تُعتَ ُرب هذه االتفاقي ُة َّ‬
‫موجه ًة ِ�ض ّد ٍ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَق َر ُ�أ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ُ‬ ‫بن ّ‬
‫لح‬ ‫عترب َذلك ُّ‬
‫ال�ص ُ‬ ‫إيلياء‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫ر�ضي اهلل عنه ‪�ُ -‬ص ْل ًحا َ‬
‫مع � ْأه ِل � َ‬ ‫َ‬ ‫اب ‪-‬‬
‫اخلط ِ‬ ‫عمر ُ‬
‫عقد اخلليف ُة الثاين ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ن�صه كما يلي‪« :‬هذا ما � ْأع َطى ُ‬
‫عبد‬ ‫جاء ُّ‬
‫العد ِل والت�سا ُم ِح‪ ،‬وقد َ‬
‫القائمة على ْ‬
‫ِ‬ ‫ولية‬
‫الد ِ‬‫العالقات َّ‬
‫ِ‬ ‫مَن ً‬
‫وذجا رائ ًعا يف‬
‫قيمها‬ ‫و�ص ْلبا ِنهم‪َ ،‬‬
‫و�س ِ‬ ‫وكنائ�سهم ُ‬
‫ِ‬ ‫أمان‪ْ � ،‬أع َط ُ‬
‫اهم �أ َما ًنا لأنف ُِ�سهم‪ ،‬و� ْأموا ِلهم‬ ‫من ال ِ‬
‫إيلياء َ‬ ‫ني � َ‬
‫أهل � َ‬ ‫أمري امل�ؤمن َ‬
‫عمر � ُ‬
‫هلل ُ‬
‫ا ِ‬
‫َ�ص ِم ْنها وال ِم ْن غ ِريها وال ِم ْن َ�صليبِهم‪ ،‬وال‬ ‫ائر م ّل ِتها‪� ،‬أ ّنه ال ت ُْ�س َك ُن كنا ِئ ُ�س َهم وال ت َ‬
‫ُهد ُم‪ ،‬وال ُينق ُ‬ ‫و�س ِ‬
‫و َبري ِئها‪َ ،‬‬
‫وعليهِ م �أنْ ُي ْخ ِر ُجوا منها‬
‫املدائن‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫إيلياء �أنْ ُي ُ‬
‫عطوا اجل ْزي َة كما ُيعطي � ُ‬ ‫هود‪ ،‬وعلى � ْأه ِل � َ‬
‫الي ِ‬
‫أحد ِم َن َ‬ ‫ي�س ُك ُن ب� َ‬
‫إيلياء � ٌ‬ ‫ْ‬
‫الرو َم‪.)2(»...‬‬
‫ّ‬

‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬
‫نواح دينيّ ٍة و�سيا�سي ٍة و�إداري ٍة‪ّ ،‬‬
‫ال�صلح على ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ي�شتملُ هذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫اهن؟‬ ‫بالعالقات ال ْإ�سالميّ ِة ‪ -‬امل�سيحيّ ِة يف الو ْق ِت ّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ C‬ما �أهمي ُة هذا ُّ‬
‫ال�ص ِلح فيما يتع ّل ُق‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ال�ص ْل َح؟‬
‫عمر وهو ي�ض ُع هذا ُّ‬
‫املبادئ الإ�سالميّ ُة التي كان ينط ِل ُق م ْنها اخلليف ُة ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬ما‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬تاريخ الطربي‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.449‬‬


‫‪143‬‬
‫�أُ ِ‬
‫الحظُ ‪:‬‬
‫اخلطاب‬
‫ِ‬ ‫بن‬ ‫وال�ص ْل ِح الذي � َأبرمـه اخلليف ُة ُ‬
‫عمر ُ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬م َع يهو ِد املدين ِة ُّ‬ ‫‪ C‬ماذا تالحظ يف كلٍّ َ‬
‫من املُعاه َد ِة التي � ْأبر َمها‬
‫ر�ضي اهللُ عنه ‪ -‬م َع � ِ‬
‫أهل ايلياء؟‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َبينِّ ُ ‪:‬‬

‫العالقات ال ّدولية؟‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما �أهمي ُة ِت ْل َك الأ�صولِ ال�سبّع ِة يف ِ‬
‫تنظيم‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪144‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫من الأ ِمم‪ ،‬حاوِ ْل �أن تُعي َد‬


‫ني وغيرْ ِ هم َ‬
‫ني امل�سلم َ‬
‫العالقات اخلارجي ُة ب َ‬
‫ُ‬ ‫الدر�س �سب ُعة � ُأ�صولٍ تقو ُم عليها‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ذ ُِك ْ‬
‫رت يف مقدم ِة هذا‬
‫ترتيب َ‬
‫تلك الأ�صولِ وفقًا لأهمي ِتها‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫يقول تعاىل‪ :‬ﱫ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵﱪ‪.‬‬ ‫ ‬


‫(الق�ص�ص ‪.)83‬‬
‫ني والأ ِمم ال ْأخرى‪ ،‬ما هي َ‬
‫تلك‬ ‫امل�سلم َ‬
‫ني ْ‬ ‫القيم الإ�سالميّ ِة التي تَ�ض ُع بذو َر الثِّق ِة والتَّعاونِ ب َ‬
‫لبع�ض ِ‬
‫تت�ضمن هذ ِه الآي ُة �إ�شار ًة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫القيم؟‬
‫ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪145‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫الم�سلمين‪:‬‬
‫المواقف التالي ِة في ُمعا َمل ِة غي ِر ْ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي الذي تَفي ُده م َِن‬
‫ُّ‬ ‫أدب ال‬
‫ما ال ُ‬ ‫‪C‬‬
‫النبي ‪� h‬إىل ُخ ِبز َ�شع ٍري و�إهالة َ�س ِن َخةٍ‪ ،‬ف�أجا َب ُه(‪)1‬؟‬
‫يهودي َّ‬
‫ٌّ‬ ‫�أ‪َ .‬دعا‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ني‪ ..‬قال‪�« :‬إنيّ ملْ �أُ ْ‬
‫بعث َل ّعا ًنا‪ ،‬و� مّإنا ُبع ْث ُت ْ‬
‫رحمةً»(‪)2‬؟‬ ‫هلل‪ ،‬ا ْد ُع على امل�شرْ ِ ك َ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫للر�سول ‪ :h‬يا‬
‫ِ‬ ‫ب‪ .‬ملَّا َ‬
‫قيل‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫بن الجراح ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ « :-‬ل ِوالي ُت ُكم َ‬
‫وع ْد ُلكم � ُّ‬
‫أحب �إلينا مما ُكنا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�ص �إلى �أبي عبيد َة ِ‬
‫كتب ن�صارى ِح ْم ٍ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫وم � ْإخوا ِنهم‬
‫الر ِ‬
‫وج ِه ُّ‬
‫المدينة في ْ‬
‫ِ‬ ‫أبواب‬ ‫عام ِل ُكم»‪ّ ،‬‬
‫ثم �أغْ لقُوا � َ‬ ‫مع ِ‬‫المدينة َ‬
‫ِ‬ ‫ند ِه َرق َْل عن‬ ‫من ُّ‬
‫الظ ْل ِم وال َغ َ�ش ِم‪ ،‬ولند َف َع ّن ُج َ‬ ‫فيه َ‬
‫ِ‬
‫العقيدة(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ني؟‬ ‫‪ C‬مِبَ �شه َد نَ�صارى ِح ْم ٍ‬
‫�ص للم�سلمِ َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫‪ C‬ع ِّلل‪:‬‬
‫امل�سلمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املجتمعات غ ِري‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫املعاهدات َ‬
‫ِ‬ ‫إبرام‬
‫إ�سالم على � ِ‬
‫�ص ال ِ‬‫‪ِ -‬ح ْر َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه م�سلم‪ )2( .‬رواه م�سلم‪ )3( .‬رواه البالذري يف فتوح البلدان (‪.)187‬‬ ‫‪146‬‬
‫قوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)256‬‬
‫ني ِ‬ ‫إ�سالمي ِة وب َ‬
‫ّ‬ ‫الفتوحات ال‬
‫ِ‬ ‫تاريخ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫التوفيق ب َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال ال�ساد�س‪:‬‬

‫‪ -‬قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬


‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﱪ‪.‬‬
‫(الكهف ‪.)29‬‬
‫‪ّ � C‬أي الداللتني التاليتني تُفي ُدها الآي ُة الكرميةُ‪:‬‬
‫يان؟‬
‫من الأ ْد ِ‬
‫ْرك غ ِريه َ‬
‫الم َوت ِ‬
‫ناق ال ْإ�س ِ‬
‫بار َعلى اع ِت ِ‬
‫‪ -‬ال ْإج ُ‬
‫حرية‬
‫ِ‬ ‫م�صادمة‬
‫ِ‬ ‫ّباع‪ ،‬ولكن دونَ‬
‫الم باالت ِ‬
‫أحقية ال ْإ�س ِ‬
‫والقاط َع ِة على � ِ‬
‫ِ‬ ‫الوا�ض َح ِة‬
‫ِ‬ ‫بعد ُظ ِ‬
‫هور الأدلّ ِة‬ ‫والتهديد َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬اللو ُم‬
‫اختياره �أو رف ِْ�ضه؟‬
‫ِ‬ ‫إن�سان يف‬
‫ال ِ‬

‫‪147‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫إمياني ٍة‬
‫تنطلق ِم ْن �أ�صولٍ � ّ‬ ‫ُ‬ ‫البيئة‬
‫للحفاظ على ِ‬ ‫ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫إ�سالم‬
‫� ُ‬
‫‪-‬دعو ُة ال ِ‬
‫منهج اإلسالم‬
‫البيئة َتقُو ُم على َ‬
‫ركا ِئ َز ُم َت َع ِّد َدةٍ‪.‬‬
‫يعيةٍ‪.‬‬
‫وت�ش ّ‬
‫إ�سالم يف ِحف ِْظ ِ‬
‫أخالقي ٍة رْ‬
‫ّ‬
‫منهجي ُة ال ِ‬
‫ّ‬
‫و�‬
‫‪-‬‬ ‫في الحفاظ على البيئة‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬ ‫امل�سلم �إىل ا ِ‬
‫ُ‬ ‫يتقرب بها‬
‫ُ‬ ‫البيئة عباد ٌة‬
‫‪ -‬املحافظة على ِ‬

‫�أُ َف ِّك ُر‪ ،‬و�أُحللُ‪:‬‬

‫زاف‬
‫كا�س ِت ْن ِ‬ ‫يال املُق ِ‬
‫ْبلة ْ‬ ‫ال وال ْأج ِ‬ ‫يل ا َ‬
‫حل يِ ّ‬ ‫ُهد ُد حيا َة اجلِ ِ‬
‫بيئي ٍة َخ ِط َري ٍة ت ِّ‬
‫الت َّ‬
‫�شك ٍ‬
‫من ُم ِ‬
‫الب�ش ُّي اليو َم ْ‬
‫يعاين الوا ِق ُع رَ‬ ‫ ‬
‫زون‪.‬‬
‫قة ال ُأو ِ‬ ‫البيئي‪ ،‬و َت� ُآك ِل َ‬
‫طب ِ‬ ‫ِّ‬ ‫واختالل ال ّتوا ُز ِن‬
‫ِ‬ ‫الهوا ِء واملَا ِء رُّ‬
‫والت ِبة‬ ‫َلو ِث َ‬
‫البيئي وت ُّ‬
‫ِّ‬ ‫لو ِث‬ ‫املَ ِ‬
‫وارد وال ّت ّ‬

‫‪َ C‬فما � ُ‬
‫أ�سباب ذلك يف توقُّ ِعك؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪148‬‬
‫إ�سالم للْ ِح ِ‬
‫فاظ َعلى البيئَ ِة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫دعوة ال ِ‬
‫وا�ستطاعت ِم ْن ِخال ِلها �أنْ‬
‫ْ‬ ‫البيئة ِم ْن �أُ ُ�س ٍ�س �إميا ِن ّي ٍة و�أَ ْخال ِق َّي ٍة وت رَْ�ش ِيع َّيةٍ‪،‬‬
‫َاظ َعلى ِ‬
‫احلف ِ‬
‫إ�سالم يف ِ‬ ‫ ا ْن َط ْ‬
‫لقت دعو ُة ال ِ‬
‫ذاتي ًة يف ِرعا َي ِة البي َئ ِة َ�سوا ًء ِم ْن َجا ِن ِب َما َي ْرقى بِها و ُي ْ�ص ِل ُحها و ُي َن ِّميها‪ْ � ،‬أو ِم ْن َجا ِن ِب َما‬ ‫ْ�س املُ ْ�س ِل ِ‬
‫مة َرقَاب ًة َّ‬ ‫َت ْغ ِر َ�س يف ال َّنف ِ‬
‫َي ْح ِميها ِم ْن ُك ِّل َف�سادٍ �أَ ْو ضرَ� َرٍ ‪.‬‬
‫‪ C‬وقد قامت هذه الدعو ُة على �أ�سا�سني‪:‬‬
‫امل�سلمة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫للنف�س‬
‫ِ‬ ‫أخالقي‬
‫ِّ‬ ‫التهذيب ال‬
‫ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫معتدل غري مع َتدٍ ‪ ،‬يراعي َ‬
‫ر�سوله ‪ h‬يف ُك ِّل ِف ْع ٍل‪ ،‬ف َ‬
‫َهو‬ ‫ِ‬ ‫اهلل تَعاىل يف ُك ِّل � ْأم ٍر و َي ْ�س رَ ْت ِ�ش ُد ب ْ‬
‫ِهد ِي‬ ‫ٌ ُ ُْ ُ‬ ‫حيم‬
‫ؤمن َر ٌ‬
‫فامل� ُ‬ ‫ ‬
‫ف َم ْو ِردًا‪ ،‬وال َي ْق ُت ُل َحيوا ًنا ُدونَ غَ اي ٍة �أو َه َد ٍف‪،‬‬
‫ي�ست ْن ِز ُ‬
‫لو ُث َما ًء وال ْ‬ ‫َي ْح َذ ُر �أنْ ُيف ِْ�س َد � َّأي ُع ْن� ٍرص ِم ْن َعنا صرِ� ِ ِ‬
‫البيئة‪ ،‬فَال ُي ّ‬
‫ب�س ُل ِ‬
‫وك ِه الإميانيِ ِّ ُع ْن�صرُ َ �أ َمانٍ للبِي َئ ِة‪.‬‬ ‫بل ُي ِّ‬
‫�شك ُل ُ‬ ‫ْ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫كلب َ�سقا ُه َب ْع َدما َر�أى‬ ‫دخ َل ا َ‬


‫جل َّن َة يف ٍ‬ ‫رج اًل َ‬
‫ار يف ِه ّر ٍة َح َب َ�س ْتها‪ ،‬و�أنَّ ُ‬
‫لت ال َّن َ‬ ‫ال�س ّن ِة ال ّنبويّ ِة أ�َنَّ ْامر�أَ ًة َ‬
‫دخ ِ‬ ‫جاء يف ُّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫َما ِف ِيه ِم ْن ِ�ش ّد ِة َ‬
‫العط ِ�ش‪.‬‬
‫لوك ال ْأخال ِق ّي؟‬
‫ال�س ِ‬ ‫بي ا َجلزا ِء نْ َ‬
‫وبي ُّ‬ ‫ثيق نْ َ‬ ‫‪َ C‬فعال َم يَ ُد ُّل َهذا اال ْر ِت ُ‬
‫باط ال َو ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَت�أَ َّملُ‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫وهذا‬ ‫بل �أُ ُحدٍ فقال ‪َ :h‬‬


‫«ه ِذه َطابةُ‪َ ،‬‬ ‫الح له َج ُ‬ ‫وة ت َ‬
‫َبوك‪َ ،‬‬ ‫املدينة َعائدًا ِم ْن غ ْز ِ‬
‫ِ‬ ‫الر ُ�س ُ‬
‫ول ‪َ h‬على‬ ‫ف ّ‬ ‫حينما � رْأ�ش َ‬ ‫ ‬
‫�أُ ُح ٌد َج ٌ‬
‫بل ُي ِح ُبنا و ُن ِح ُّبه»(‪.)1‬‬
‫�سلوكه نح َو البيئ ِة؟‬
‫ِ‬ ‫نا�ص البيئَ ِة ِم ْن َح ْو ِله هكذا‪ ،‬ما � ُأثر ذلك يف‬
‫لم �إىل َع رِ ِ‬ ‫‪� C‬إذا كانت نَ ْظر ُة ْ‬
‫امل�س ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪149‬‬
‫ِيئة‪:‬‬ ‫ُنظ ُم �أُ ُم َ‬
‫ور الب ِ‬ ‫تي ت ِّ‬
‫يعي ِة ا ّل ِ‬
‫الت�ش ّ‬
‫واهي رْ‬
‫أوامر وال َّن ِ‬
‫‪ .2‬ال ِ‬
‫طاع‬
‫وا�س َت َ‬
‫الح‪ْ ،‬‬
‫و�ص ٍ‬
‫باع ِتدالٍ َ‬
‫البيئي ِة وال َّتعا ُم ِل َم َعها ْ‬
‫ؤون َّ‬ ‫ات َكثري ٍة ِم ْن � ْأج ِل َت ْن ِ‬
‫ظيم ال�ش� ِ‬ ‫َج َاء ال ْإ�سال ُم بت�رشي َع ٍ‬ ‫ ‬
‫وع َد ِم‬
‫دال‪َ ،‬‬
‫االع ِت ِ‬
‫كقواعد ْ‬
‫ِ‬ ‫البيئة‪ ،‬وحف ِْظها‪،‬‬
‫اية هذه ِ‬
‫َواع َد َع ّام ٍة يف ِر َع ِ‬
‫يعات �أنْ ي�ستنبطوا ق ِ‬
‫الل َهذه ال َّت رْ�ش ِ‬
‫لماء ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال ُع ُ‬
‫إ�ضرْار‪.‬‬
‫وعد ِم ال ِ‬
‫هلل َ‬
‫دود ا ِ‬ ‫جاوز‪ ،‬وا ْل ِ‬
‫تزام ُح ِ‬ ‫ال َّت ِ‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫�صو�ص التّالي ِة َح ِّد ِد الأَوا ِم َر والنَّ ِ‬


‫واه َي املُتَع ِّلق َة بِرعاي ِة البِيئَ ِة‪:‬‬ ‫‪ْ C‬‬
‫من ِخاللِ النُّ ِ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)74‬‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)31‬‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫يقول يا َر ِّب �إنَّ فُال ًنا قَت َلني َعب ًثا وملْ‬ ‫القيا َم ِة‬ ‫ُِ‬
‫ر�سول اهلل ‪َ « :h‬م ْن َق َت َل ُع ْ�صفُورًا َعب ًثا َع َّج �إىل ا ِ‬
‫هلل ْيو َم ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫َيق ُت ْلني َم ْنفعةً»(‪.)1‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وح غَ َر�ضً ا»(‪.)2‬‬ ‫‪ -‬قال ‪« :h‬ال َت َّت ِخ ُذوا َ�ش ْي ًئا فيه ّ‬
‫الر ُ‬ ‫ ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُط ِّبقُ ‪:‬‬

‫ميكن تطبيقُها فيِ جَمَالِ املُحا َفظ ِة على البيئة‪:‬‬ ‫‪ C‬لدينا عد ٌد ِم َن الق ِ‬
‫َواعد ال�رشعيّ ِة ُ‬
‫كان‪.‬‬ ‫‪ -‬مثال‪ :‬ال�ضرَّ َ ُر ُي ُ‬
‫زال بق َْد ِر ال ْإم ِ‬
‫علي ِه ِ�إزا َل ُة هذا ال�ضرَّ ِر‬
‫وج ُب ْ‬
‫بحارها)‪ ،‬في َت َّ‬
‫ِ‬ ‫التطبيق‪.. :‬لو َر�أى ُم ْ�س ِل ٌم ضرَ� رًا ي ْل َح ُق ببي َئ ِته (ك�أن يرى ما ّ‬
‫يلو ُث ميا َه‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫توعيةٍ‪ْ � ،‬أو غيرْ ِ ذلك‬
‫بحم ِلة ْ‬
‫ال�ص ُح ِف‪� ،‬أو يقو َم ْ‬
‫يكتب يف ُّ‬
‫َ‬ ‫ني � ْأو‬
‫امل�س�ؤول َ‬
‫مع ْ‬ ‫يتوا�ص َل َ‬
‫َ‬ ‫طاع ِته‪ ،‬ك�أنْ‬
‫ا�س ِت َ‬
‫بقد ِر ْ‬
‫ْ‬
‫واال�ستطاع ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫رة‬ ‫ّمما ُ‬
‫يكونُ يف الق ُْد ِ‬

‫(‪ )١‬رواه الن�سائي‪ )2( .‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪150‬‬
‫البيئة‪.‬‬
‫املحافظة على ِ‬
‫ِ‬ ‫القواعد التالي َة يف‬
‫َ‬ ‫طب ِق‬
‫ال�سابق نف�سه ّ‬
‫ِ‬ ‫النمط‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ ‬
‫‪ C‬ال�ضرَّ َ ُر ال يُ ُ‬
‫زال ِب�ضرَ َ ٍر ِم ْثل ِه‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫حملُ ال�ضرَّ ُر الأ ْدنى لد ْف ِع ال�ضرَّ َ ِر الأَ ْع َلى‪.‬‬
‫‪ C‬يُتَ ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫فا�سد �أَ ْوىل ِم ْن َج ْل ِب املَنا ِفع‪.‬‬
‫‪َ C‬د ْر ُء امل َ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫احلفاظ على البيئ ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ركائ ُز ال ِ‬
‫إ�سالم يف‬
‫�ضري‪:‬‬
‫والتخ ُ‬
‫الت�شجري ْ‬
‫ُ‬ ‫�أوالً‪:‬‬
‫وتخ�ض ِريها بال َغ ْر ِ�س وال َّز ْر ِع‪ ،‬ويف َ‬
‫ذلك‬ ‫�ض ْ‬‫ت�شج ِري ال ْأر ِ‬
‫ح�ض الإ�سال ُم َعلى ْ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫يقول تعاىل‪ :‬ﱫ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ُ‬
‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﱪ‪( .‬النحل ‪.)10-11‬‬
‫والقيام َع ْليها ح ّتى ُت ْث ِم َر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ف�ص َرب َعلى ِحف ِْظها‬
‫�شجرةً‪َ ،‬‬
‫ن�ص َب َ‬ ‫كما ق َ‬
‫َال ‪َ « :h‬م ْن َ‬ ‫ ‬
‫هلل ع َّز َو ّ‬
‫جل»(‪.)1‬‬ ‫اب ِم ْن َث ِ‬
‫مرها َ�صد َق ٌة ع ْن َد ا ِ‬ ‫كان له يف ُك ِّل َ�ش ْي ٍء ُي َ�ص ُ‬

‫(‪ )١‬رواه �أحمد‪ .‬والبيهقي يف �شعب الإميان‪.‬‬


‫‪151‬‬
‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬
‫والزرع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالغر�س‬
‫ِ‬ ‫أر�ض وتخ�ض ِريها‬
‫ؤمن على ت�شج ِري ال ِ‬ ‫‪ِ C‬ح ْر َ‬
‫�ص امل� ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫‪ C‬اتلُ ال ِ‬
‫آيات الكرمي َة التّاليةَ‪ ،‬وا�ست ْن ِت ْج ِم ْن ِخال ِلها َفا ِئ نْ ِ‬
‫دتي للتَّ ْ�شج ِري‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﱪ‪( .‬عب�س‬

‫‪.)32-24‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َذ َّك ُر‪:‬‬

‫الب�ش ّي ِة‪.‬‬
‫ياة رَ‬ ‫آخر ْ‬
‫حلظ ٍة يف َح ِ‬ ‫البيئة بال َغ ْر ِ�س وال َّت ْ�شج ِري ح ّتى � ِ‬
‫ني �إىل ِخ ْد َم ِة ِ‬
‫امل�سلم َ‬
‫وج َه الإ�سال ُم ْ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫‪َ C‬دلّلْ َعلى َذ ِلك‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُبدي َر ْ�أيي‪:‬‬

‫جنازات‬
‫ِ‬ ‫لإ‬
‫وت�شجيع ا ِ‬
‫ِ‬ ‫لدعم‬
‫ِ‬ ‫املتحدة‬
‫ِ‬ ‫العربية‬
‫ِ‬ ‫إمارات‬
‫ِ‬ ‫دولة ال‬
‫م�ساهمات ِ‬
‫ِ‬ ‫أهم‬ ‫تعترب جائز ُة زايدٍ الدولي ُة ِ‬
‫للبيئة من � ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫املتميزة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البيئية‬
‫ِ‬
‫‪ C‬من خاللِ جمموعتك الطالبي ِة ْ‬
‫اقرتح م�رشو ًعا معينًا ممي ًزا على م�ستوى الدول ِة للم�شارك ِة به يف اجلائزة‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪152‬‬
‫�ساعد ِة‬
‫َ‬ ‫للم‬
‫العامل ُ‬ ‫راع ِة َم ْل َ‬
‫يار َ�ش َجر ٍة يف �أ ْنحا ِء ِ‬ ‫وعا ِلز َ‬
‫ْريقي ُة (واجناري ماثاي �سنة ‪2006‬م) َم رْ�ش ً‬
‫ا�شط ُة الإف ّ‬ ‫� ْأطلق ِ‬
‫َت ال َّن ِ‬ ‫ ‬
‫«يبلغُ َعد ُد َنا �س ّت َة ِم ْل ٍ‬
‫يارات‪ ..‬و�إذا قا َم ُ�س ُد�سنا‬ ‫وعها قَا ِئلةً‪ْ :‬‬
‫م�ش ِ‬
‫هر رْ‬
‫أو�ضح ْت َج ْو َ‬
‫وقد � َ‬
‫املناخي وال َفق ِْر‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫كافحة ال ّتغيرُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫يف ُم‬
‫دف بحلول عام ‪2007‬م‪.‬‬
‫اله ِ‬ ‫�صل ُ‬
‫بك ّل ت�أكيدٍ �إىل َ‬ ‫ف َن ُ‬
‫ف�سو َ‬
‫ِزراعة َ�شجرةٍ‪ْ ..‬‬
‫ِ‬ ‫ف ْ‬
‫َقط ب‬
‫وع؟ وملاذا؟‬ ‫‪ C‬ما ر� َ‬
‫أيك يف َهذا امل�شرْ ُ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫والتثمري‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا‪ :‬العمار ُة‬
‫َدعا‬
‫البيئة ف َ‬ ‫ِ‬ ‫بعمارة‬
‫ِ‬ ‫ اهتم الإ�سال ُم‬
‫َّ‬
‫حل ْر ِث وال ّن ْ�س ِل‪،‬‬ ‫�ض‪ْ ،‬‬
‫وتكث ِري ا َ‬ ‫بات ال ْأر ِ‬
‫�إىل �إ ْن ِ‬

‫ظر فيِ‬
‫دود‪ ،‬وال ّن ِ‬
‫وال�س ِ‬
‫ُّ‬ ‫يوت‬
‫الب ِ‬
‫َامة ُ‬
‫و�إق ِ‬
‫حاب‪،‬‬
‫وال�س ِ‬
‫ياح ّ‬ ‫وال�سما ِء واملَا ِء ّ‬
‫والر ِ‬ ‫�ض َّ‬ ‫ال ْأر ِ‬
‫ويو�س ُع‬
‫ِّ‬ ‫راج ُك ّل ما ُي ُ‬
‫فيد الإن�سانَ‬ ‫ال�س ِت ْخ ِ‬
‫ْ‬
‫توف ِري‬
‫وي�ست ْث ِم ُر البيئ َة يف ْ‬
‫الب�ش َّي‪ْ ،‬‬‫ال ُعمرانَ رَ‬
‫إن�ساني ِة‪.‬‬
‫ات ال ّ‬ ‫اج ِ‬ ‫ا َ‬
‫حل َ‬

‫�أُ َو ِّ�ض ُح‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‪( .‬هود ‪.)61‬‬ ‫ ‬


‫ت�شري الآي ُة �إىل � َأح ِد �أ ْدوا ِر املُ�س ِلم يف ا َحليا ِة و� ْإحدى غ ِ‬
‫َايات َخ ْل ِقه يف الأ ْر ِ�ض‪ّ .‬‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وبي قو ِله ‪َ « :h‬م ْن �أَ ْع َم َر �أَ ْر ً�ضا لَ ْي َ�س ْت لأَ َح ٍد َف ْه َو �أَ َح ُّق»(‪)1‬؟‬
‫الترّابط نْبي الآي ِة الكرمي ِة نْ َ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما ْ‬
‫وج ُه‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪153‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫فلما كانَ َزمانُ‬‫“العقيق � ْأج َمع”‪ّ ،‬‬


‫َ‬ ‫هلل ‪� h‬أق َْطعه‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫أبيه �أنّ‬
‫عن � ِ‬ ‫احلارث املُ َزنيِ ّ ْ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫بالل ِ‬
‫بن ِ‬‫احلار ِث ِ‬
‫َعن ِ‬ ‫ ‬
‫مل‪...‬‬ ‫ا�س‪ ،‬و� مَّإنا �أق َْط َ‬
‫عك ل َت ْع َ‬ ‫هلل ‪ h‬ملْ ُيق ْ‬
‫ْطع َك ل َت ْح َت ِج َر ُه َعن ال َّن ِ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ر�ضي اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫قال ِلباللٍ ‪�« :‬إنّ‬ ‫َ‬ ‫مر ‪-‬‬
‫ُع َ‬
‫ور َّد الباقي»(‪.)1‬‬ ‫فخ ْذ ِم ْنها ما ق ْ‬
‫َدر َت على ِعمار ِته‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬

‫ر�ضي اهللُ عنه ‪-‬؟‬ ‫‪ C‬ماذا تَ ْ�ستَن ِت ُج من ِف ْع ِل ُع َم َر بن ا َخل َّط ِ‬


‫اب ‪َ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬النظاف ُة والتّ ْط ُ‬


‫هري‪:‬‬
‫ريق ف�إ ّنه َ‬
‫لك َ�صد َقةً»(‪ ،)2‬بل‬ ‫البيئة � ْأر�ضً ا وما ًء َوهوا ًء‪ ،‬فقال ‪�« :h‬أَ ِم ِط الأَ َذى َع ِن َّ‬
‫الط ِ‬ ‫نظافة ِ‬‫ِ‬ ‫حث الإ�سال َم على‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫إميان‪.‬‬
‫الطريق من ُ�ش َع ِب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪� h‬إماط َة الأذى عن‬ ‫َ‬
‫جعل‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫‪ C‬ا ْقر�أْ ما يلي‪ ،‬وا�ستَ ْن ِت ْج � َ‬


‫آداب ال ْإ�سال ِم يف نظاف ِة البيئ ِة‪:‬‬
‫ائم الّ ِذي ال َي ْج ِري‪ُ ،‬ث َّم ي ْغ َت ِ�س ُل ِفيه»(‪.)3‬‬
‫الد ِ‬ ‫أحد ُكم في َ‬
‫الما ِء َّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ‪« :h‬ال َي ُبو َل َّن � ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ا�س �أَ ْو ِفي ِظل ِّهم»(‪.)4‬‬ ‫نان؟ قَال الّذي ي َتخ ّلى في ُط ِ‬
‫رق ال َّن ِ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪« :h‬ا َّتقُوا الّ ْ‬
‫العني ِن‪ ،‬قَالوا‪ :‬و َما اللاّ َع ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫وج َب َع ْليه َل ْعن ُت ْ‬
‫هم»(‪.)5‬‬ ‫مين ِفي ُط ُر ِقهم َ‬
‫الم ْ�س ِل َ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪َ « :h‬م ْن �آذى ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫واب‪َ ،‬و�أَ ْو ِك ُئوا الأَ ْ�س ِقي َة ( َ�أ ْح ِك ُموا َت ْغ ِط َي َتها) َ‬
‫وخ ِّمروا‬ ‫يل �إذا رق َْدتُم‪ ،‬و�أَغْ ِلقُوا الأَ ْب َ‬
‫�صابيح بال ّل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال ‪ْ �« :h‬أط ِفئوا َ‬
‫الم‬ ‫‪-‬‬
‫اب»(‪.)6‬‬
‫وال�ش َر َ‬ ‫َّ‬
‫الط َعا َم َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أبو عبيد يف كتاب الأموال‪� )2( .‬أخرجه البخاري يف الأدب املفرد‪ )3( .‬رواه البخاري‪ )4( .‬رواه م�سلم‪ )5( .‬رواه الطرباين‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري‪ .‬‬ ‫‪154‬‬
‫�أُطَ ِّبقُ ‪:‬‬

‫ني»(‪.)7‬‬ ‫«اع ِز ِل الأَ َذى َع ْن َط ِ‬


‫ريق املُ ْ�س ِلم َ‬ ‫هلل َع ّل ْم ِني َ�ش ْي ًئا �أن َت ِف ُع بِه! قَال‪ْ :‬‬ ‫َ‬
‫قال �أ ُبو َب ْر َز َة ق ُ‬
‫ُلت‪ :‬يا َنب َِّي ا ِ‬ ‫ ‬
‫رك يف ُم َكا َفح ِتها‪.‬‬
‫ني‪ُ ،‬مبيّنًا َد ْو َ‬
‫للم ْ�س ِلم َ‬ ‫ثات بيئيّ ٍة ت�ضرُ ُّ بال َّط ِ‬
‫ريق ال َعا ّم ُ‬ ‫‪ C‬اذ ُكر �أربع َة ُمل ّو ٍ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫راب ًعا‪ :‬املحافظ ُة على املَواردِ‪:‬‬


‫وات َناميةٍ‪َ ،‬فهِ ي ت َْ�ش ُ‬
‫مل احلزا َم ال ّنبا ِت َّي‬ ‫حو َل �إىل َث َر ٍ‬
‫بيعة ا ّل ِتي يمُ ْ ِك ُن �أنْ ت َت ّ‬
‫الط ِ‬‫هلل تَعاىل يف ّ‬
‫بات ا ِ‬
‫ املوار ُد ِهي ِه ُ‬
‫َت َ‬
‫نظ َر ُه‬ ‫�سان و َلف َ‬
‫وقد َّنب َه الإ�سال ُم َعق َْل الإ ْن ِ‬
‫و�ص َو ِرها‪ْ ،‬‬
‫وامل�سطحات املائية‪ ،‬والرتبة ُمب ْخ َت ِلف َعنا�صرِ ِها ُ‬
‫ِ‬ ‫الف ا َ‬
‫جل ّو َي‬ ‫وال ُغ َ‬
‫الت ِف‪،‬‬
‫والب ْع ِد َعن رَّ‬
‫ذير‪ُ ،‬‬
‫دم ال ّت ْب ِ‬
‫وع ِ‬
‫اف‪َ ،‬‬
‫دم الإ�سرْ َ ِ‬ ‫الل ا َ‬
‫جل ّي ِد َلها‪ ،‬ف�أ َمر ُه ب َع ِ‬ ‫اال�س ِت ْغ ِ‬
‫كو َنا ِتها‪ ،‬و َدعا ُه �إىل ْ‬
‫البيئة بمِ ُ ّ‬
‫�إىل َه ِذه ِ‬
‫تدال وال َّتوا ُز ِن يف ِّ‬
‫كل َ�ش ْيءٍ‪.‬‬ ‫واالع ِ‬
‫ْ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ ‬


‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)141‬‬
‫‪ C‬مِبَ ي�أ ُمرنَا اهللُ تعاىل يف الآي ِة الكرمي ِة؟ ّ‬
‫وعم ي ْنهانا؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )7‬روا ُه م�سلم‪.‬‬


‫‪155‬‬
‫ا�س ِتمرا َر عطا ِء اهلل تعاىل يف الأر�ض م�شرْ ٌ‬
‫وط ِب�أ ْم َر ِين‪ ،‬ما ُهما؟‬ ‫‪ C‬تُ ُ‬
‫�شري الآي ُة الكرمي ُة �إىل �أ ّن ْ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................................‬‬
‫روع وال ْأ�شجا ِر‪.‬‬
‫املح َّر ِم يف التَّعا ُم ِل م َع ال ُّز ِ‬ ‫‪ C‬اذ ُكر �صو ًرا ِمن ال ِ‬
‫إ�سرْاف َ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫بي كيفيّ َة حُما َفظ ِة ال ْإ�سال ِم َعلى َموار ِد البيئ ِة‪.‬‬ ‫‪ِ C‬م ْن ِخاللِ النُّ ِ‬
‫�صو�ص التَّالي ِة نّ ْ‬
‫�ض َع َلى ُم ِ�ص ٍّح»(‪.)1‬‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ال ُي ِ‬
‫ور َدنَّ ُم ْم ِر ٌ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫والح ُل َ‬
‫وب»(‪.)2‬‬ ‫اك َ‬ ‫أن�ص ِار ّي ا ّلذي �أرا َد ِ�إ ْكرا َم ُه بذ ْب ِح َ�شاةٍ‪�« :‬إ َّي َ‬
‫�ضيفه ال َ‬
‫هلل ‪َ :h‬لم ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫ميتةٌ‪ ،‬قال‪�« :‬إ ّنما ُح ِّرم � ْأك ُلها»(‪.)3‬‬
‫فع ُت ْم بِج ْل ِدها؟ قالوا‪� :‬إ ّنها ْ‬ ‫هلل ‪� :h‬شا ًة ميت ًة فَقال‪َ :‬‬
‫«هال ان َت ْ‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫وجد ُ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫خام�سا‪ :‬الإح�سانُ �إىل البيئ ِة‪:‬‬


‫ً‬
‫عامل مع ُك ِّل ما َح ْو َله‬
‫امل�س ِل َم َعلى �أنْ ي َت َ‬
‫ُير ّبي ال ْإ�سال ُم ْ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ب�إح�سانٍ ‪َ ،‬‬
‫هلل ‪�« :h‬إنّ اهلل َك َ‬
‫تب ال ْإح�سانَ َعلى‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫فقال‬
‫كام‬
‫ْقان وال ْإح ِ‬ ‫ُك ِّل �شيءٍ»(‪ ،)4‬وال ْإح�سانُ �إىل ِ‬
‫البيئة يكونُ بالإت ِ‬
‫كذلك ُ‬
‫يكونُ‬ ‫َ‬ ‫ييع‪َ ،‬و‬
‫فيِ ال َّتعا ُم ِل َمعها ُدونَ ِ�إ ْهمالٍ � ْأو ت َْ�ض ٍ‬
‫فاق و� ْإك ٍ‬
‫رام‪.‬‬ ‫عامل َم َعها بِر ْفقٍ و� ْإ�ش ٍ‬
‫بال َّت ِ‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه م�سلم‪ )3( .‬متفق عليه‪ )4( .‬رواه م�سلم‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫�أُ ِّ‬
‫و�ض ُح‪:‬‬

‫كيف ُ‬
‫يكو ُن � ْإح�سانُ امل ُ ْ�س ِلم على ُكلٍّ مما يلي‪:‬‬ ‫‪َ C‬‬
‫راع ّيةُ؟‬
‫أر�ض ال ّز ِ‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ -‬ا ِمليا ُه؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَن ُق ُد ‪:‬‬
‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﱪ‪( .‬النحل ‪.)90‬‬ ‫ ‬
‫‪ C‬ما َر�أْيُ َك يف املظاهر البيئي ِة التّالي ِة‪:‬‬
‫‪َ -‬ح ْر ُق ُم ْ�س ْتع َم ِ‬
‫رات ال َّن ْمل؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫تلويث الب َِح ِار ُببق َِع ال ّز ْي ِت؟‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫�صا�ص؟‬
‫الر ِ‬‫دن ّ‬
‫مبع ِ‬
‫تلويث الهوا ِء ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪َ -‬ح ْر ُق ال َغ ِ‬
‫ابات َع ْمدًا؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫جوانب ال ْإح�سانِ �إىل البيئ ِة‪:‬‬


‫َ‬ ‫الر ُ�سولِ ‪ h‬ا�ستَ ْن ِت ْج‬ ‫‪ِ C‬م ْن ِخالل امل َ ِ‬
‫واقف التَّالي ِة ِم ْن �سري ِة َّ‬
‫فقالت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫�سوق بقَرةً‪� ،‬إ ْذ َر ِك َبها َ‬
‫ف�ضر َبها‪،‬‬ ‫ال�صب ِح‪ُ ،‬ث َّم �أق َْب َل َعلى ال ّن ِ‬
‫ا�س فقال‪« :‬بي َنا َر ُج ٌل َي ُ‬ ‫هلل ‪� h‬صال َة ْ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪� -‬ص ّلى‬
‫�إ ّنا َل ْم ُن ْخ َل ْق لهذا؛ �إ ّنما ُخ ِلقْنا َ‬
‫للح ْر ِث»(‪.)5‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ ‬
‫(‪ )5‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫بي ‪َ h‬‬ ‫َ‬ ‫بي ‪َ h‬ح َّن و َذرف ْ‬ ‫�صار َف�إذا َج ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫�سح‬
‫فم َ‬ ‫َت عي َنا ُه‪ ،‬ف�أتا ُه ال ّن ُّ‬ ‫فلما َر�أى ال ّن َّ‬
‫مل ّ‬ ‫لرجل ِم َن الأ ْن ِ‬
‫ٍ‬ ‫حائطا‬ ‫ر�سول ‪h‬‬ ‫دخل‬‫‪َ -‬‬
‫مل؟»‪.‬‬ ‫الج ُ‬
‫مل؟ ِلم ْن هذا َ‬ ‫الج ِ‬‫فقال‪َ « :‬م ْن َر ُّب هذا َ‬ ‫ف�س َك ْت‪َ ،‬‬ ‫َذفْرا ُه َ‬
‫اها‪،‬‬ ‫كك ُ‬
‫اهلل �إ َّي َ‬ ‫البهيم ِة التي َم َّل َ‬ ‫ذه‬
‫اهلل في َه ِ‬‫فقال‪�« :‬أَفال َت َّت ِقي َ‬ ‫َ‬ ‫هلل‪.‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�صار َ‬
‫فقال‪ :‬لي يا‬ ‫فج َاء َف ًتى ِم َن الأ ْن ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إلي �أ َّن َك ت ُِجي ُع ُه وت ُْد ِئ ُبه»(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫ف�إ َّنه َ�شكى � َّ‬
‫اع‪َ ،‬و َي َت َط َّه ُر بِا ْل ُم ِّد»(‪.)2‬‬ ‫ر�س ُ‬ ‫أن�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫هلل ‪َ « :h‬ي ْغ َت ِ�س ُل ب َّ‬
‫ِال�ص ِ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫قال كانَ ُ‬ ‫َ‬ ‫عن � ٍ‬
‫‪ْ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الف‪:‬‬
‫�ساد�سا‪ :‬املحافظ ُة على البيئ ِة ِم َن الإتْ ِ‬
‫ً‬
‫البيئة ِم ْن ِّ‬
‫كل ما ُيف ِْ�س ُدها‪،‬‬ ‫ني �إىل املُ َ‬
‫حافظ ِة َعلى ِ‬ ‫وة املُ ْ�س ِلم َ‬
‫القي ِة �إىل َد ْع ِ‬
‫َوجيها ِته ال ْأخ ّ‬
‫خالل ت ِ‬
‫ِ‬ ‫ر�ص الإ�سال ُم ِم ْن‬
‫َح َ‬ ‫ ‬
‫مران‪� ،‬سوا ٌء كان ذلك ق َْ�سو ًة �أَ ْو غَ َ�ض ًبا �أو َعب ًثا �أو � ْإهماالً �أو َح ْر ًبا‪ُ ،‬‬
‫حيث‬ ‫باتات وال ُع ِ‬
‫ف َعنا صرِ� َها ِم َن الأحيا ِء وال َّن ِ‬
‫و ُي ْت ِل ُ‬
‫�ش ًعا‪.‬‬
‫مة رَ ْ‬
‫حر ِ‬ ‫من امل ْن َك ِ‬
‫رات املُ َّ‬ ‫كل َ‬
‫ذلك َ‬ ‫ْاع َتبرَ َّ‬

‫ ‬‫(‪ )1‬رواه �أبو داود‪ )2( .‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪158‬‬
‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫‪ C‬اقر�أْ ما يَلي َّثم ح ّد ْد � َ‬


‫أوج َه التَّ َل ِف الّذي يمَ نُع ُه الإ�سال ُم ُم�ستَ ْن ِت ًجا َدوا ِف َعه‪:‬‬
‫�ض»(‪.)3‬‬
‫�شا�ش ال ْأر ِ‬ ‫َدعها ت� ُ‬
‫أكل ِم ْن َخ ِ‬ ‫فلم ت ُْط ِع ْمها ْ‬
‫ولم ت ْ‬ ‫حب َ�س ْتها ْ‬ ‫لت امر�أ ٌة ال َّن َ‬
‫ار ِفي ِه ّر ِة َ‬ ‫«دخ ِ‬
‫هلل ‪َ :h‬‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال ُ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫�سدر ًة َ�صو َب ُ‬
‫اهلل ر�أْ َ�س ُه في ال ّن ِار»(‪.)4‬‬ ‫هلل ‪َ « :h‬م ْن ق ََط َع ْ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫وقال‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫خاطئ ٍة‬ ‫احب ّ‬
‫الط ْي ِر ُك َّل ِ‬ ‫ل�ص ِ‬‫قد َجع ُلوا َ‬‫وهم َي ْر ُمو َنه‪َ ،‬و ْ‬
‫طيرًا ُ‬ ‫‪ -‬مر ابن ُعمر ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫�صبوا ْ‬
‫ُري�ش ق َْد َن ُ‬
‫اهلل عنه ‪ -‬بِف ْتيانٍ ِم ْن ق ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫فعل هذا؟ َلعن ُ‬ ‫َقال ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫هلل‬ ‫ر�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َعل هذا‪� ،‬إنَّ ُ‬‫اهلل َم ْن ف َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل عنه ‪َ :-‬م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫تفرقُوا‪ ،‬ف َ‬ ‫مر َّ‬ ‫فلما َر�أَوا َ‬
‫ابن ُع َ‬ ‫ِم ْن َن ْب ِلهم‪ّ ،‬‬
‫وح غَ ر�ضً ا»(‪.)5‬‬
‫الر ُ‬
‫فيه ُّ‬ ‫‪ h‬ل َع َن َمن ات َ‬
‫َّخذ َ�ش ْي ًئا ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫الثًا‪َ ،‬فيَ ْر َ�ضى‬ ‫هلل ‪�« :h‬إِ َّن اهللَ يَ ْر َ�ضى لَ ُك ْم ثَ َ‬
‫الثًا َويَ ْك َر ُه لَ ُك ْم ثَ َ‬ ‫َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َال‪ :‬ق َ‬ ‫‪َ -‬عن �أَبِي ُهرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنه ‪ ،-‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫ال َو َك ْث َر َة ُّ‬
‫ال�س�ؤَالِ‬ ‫لَ ُك ْم �أنْ تَ ْعبُ ُدو ُه َو َال تُ ْ�ش ِر ُكوا ِب ِه َ�ش ْيئًا‪َ ،‬و أ�َنْ تَ ْعتَ ِ�ص ُموا ب َِح ْب ِل ا ِ‬
‫هلل َجمِ ي ًعا َو َال تَف ََّر ُقوا‪َ ،‬ويَ ْك َر ُه لَ ُك ْم ِقيلَ َو َق َ‬
‫حفظ‬ ‫َو� َإ�ضا َع َة الْ َمالِ »(‪.)6‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ ‬‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ )4( .‬رواه �أبو داود‪ )5( .‬رواه �أحمد‪ )6( .‬رواه م�سلم‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫ال�س�ؤال الأولُ ‪:‬‬

‫‪َ C‬دلِّل على َما ي ِلي ِم ْن ِخاللِ النُّ ِ‬


‫�صو�ص ال�شرَّ ْ ِعيّ ِة‪:‬‬
‫خول ا َ‬
‫جل ّن ِة‪.‬‬ ‫البيئة َ�س ًببا فيِ ُد ِ‬
‫‪ِ -‬رعا َي ُة ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫�ش ًعا‪.‬‬
‫احليوان لغيرْ ِ َم ْنفع ٍة حُم َّر ٌم رَ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬إت ُ‬
‫ْالف‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫لم �إىل ا ِ‬ ‫َاظ َع ْليها ِعبا َد ٌة َي َتق َّر ُب بِها ْ‬
‫امل�س ُ‬ ‫واحلف ِ‬
‫ِالبيئة ِ‬
‫الع َناي ُة ب ِ‬
‫‪ِ -‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫هلل ‪َ « :h‬م ْن � ْأحيا � ْأر�ضً ا َم ْيت ًة َفهِ َي َله»(‪.)1‬‬ ‫ر�س ُ‬


‫ول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال ُ‬

‫الر ُ�سولِ ‪ h‬بمِ ْلكي ِة الأ ْر ِ�ض امليّتَ ِة مل َ ْن � ْأحياها؟‬ ‫‪َ C‬عال َم ي ُد ُّل ُ‬
‫تقرير َّ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬رواه �أبو داود‪.‬‬ ‫‪160‬‬


‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫اب َب ْع ُ�ض ُه ْم �أَ ْع َ‬


‫ال َها‬ ‫ا�س َت َه ُموا َع َلى َ�س ِفي َنةٍ‪َ ،‬ف�أَ َ�ص َ‬
‫هلل َوا ْل َوا ِق ِع ِف َيها َك َم َث ِل ق َْو ٍم ْ‬
‫ود ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال ‪َ « :h‬م َث ُل ا ْلقَا ِئ ِم َع َلى ُح ُد ِ‬ ‫ ‬
‫ا�س َتق َْوا ِم َن ا ْل َما ِء َم ُّروا َع َلى َم ْن ف َْوق َُه ْم َفقَا ُلوا َل ْو �أَ َّنا َخ َر ْق َنا ِفي َن ِ�صيبِنا َخ ْرقًا‪،‬‬ ‫َو َب ْع ُ�ض ُه ْم �أَ ْ�س َف َل َها‪ ،‬ف ََكانَ ا َّل َ‬
‫ذين في �أَ ْ�س َف ِلها ِ�إ َذا ْ‬
‫وه ْم َو َما �أَ َرا ُدوا َه َل ُكوا َج ِمي ًعا‪َ ،‬و�إِنْ �أَ َخ ُذوا َع َلى َ�أ ْي ِديهِ ْم َن َج ْوا َو َن َج ْوا َج ِمي ًعا»(‪.)2‬‬
‫َو َل ْم ُن ْ�ؤ ِذ َم ْن ف َْو َق َن ‏ا ‏‪َ .‬ف�إِنْ َي ْت ُر ُك ُ‬

‫ترِاقات الإنْ�سا ِنيّ ِة َعلى احلدو ِد املَ�شرْ و َع ِة يف التَّعا ُم ِل‬


‫ِ‬ ‫االخ‬
‫دوث ْ‬‫مع ع ْن َد ُح ِ‬
‫املجتَ ِ‬
‫بي دو َر ْ‬
‫يف نّ ْ‬ ‫‪ِ  C‬م ْن ِخاللِ ا َحل ِ‬
‫ديث ال�شرَّ ِ‬
‫َمع البيئ ِة‪.‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬

‫الم ْ�س ِلم بِها‪ ،‬فَال َي ُكونُ ُم ْن َع ِز اًل َع ْنها َب ْل ُم ْه َت ًّما بِها‪،‬‬
‫باط ُ‬
‫وح ْر ِ�صه َعلى ْار ِت ِ‬
‫الم بالبي َئ ِة ِ‬
‫تمام ال ْإ�س ِ‬
‫ِم ْن َدال ِئل ْاه ِ‬ ‫ ‬
‫واه ِر‬ ‫عادن ّ‬
‫والظ ِ‬ ‫والم ِ‬ ‫والنباتات َ‬
‫ِ‬ ‫يوانات‬
‫ِ‬ ‫الح‬
‫البيئة ِم َن َ‬
‫نا�ص ِر ِ‬
‫الكريم ُ�س ّميت ب� ْأ�سما ِء َع ِ‬
‫ِ‬ ‫�أنْ َن ِج َد َكثيرًا ِم ْن ُ�س ِ‬
‫ور القُر� ِآن‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثال ُ‬
‫لكلٍّ ِم ْن ذلك‪.‬‬ ‫‪ C‬اذ ُك ْر ِم اً‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫للبيئة»‪.‬‬ ‫ديق َ‬
‫للك ْو ِن‪ُ ،‬م ِح ٌّب ِ‬ ‫«الم ْ�س ِل ُم َ�ص ٌ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫أحاديث نبوية‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ C‬اكتُ ْب ورق ًة بحثيّ ًة يف ذلك م�ستد ًال ب� ٍ‬
‫آيات قر�آني ٍة و�‬

‫‪161‬‬ ‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬


‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬ ‫� ُ‬
‫إ�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫�رشيع ال‬
‫وحتكيمها يف‬
‫ِ‬
‫أ�سا�سيانِ لل ّت ِ‬
‫وال�س ّن ُة هما امل�صدرانِ ال ّ‬
‫بال�س ّن ِة النبو ّي ِة‬
‫بااللتزام ُّ‬
‫ِ‬ ‫أمرنا‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القر�آنُ‬
‫‪ -‬القر�آنُ الكر ُمي ي� ُ‬
‫مصدر للتّشري ِع‬
‫ٌ‬ ‫السنّ ُة النبويُّة‬
‫�سائر �شُ �ؤو ِننا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من القر�آنِ‬
‫ال�ش ِع َ‬
‫أحكام رّ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخال�ص �‬
‫ِ‬ ‫ال�صحاب ُة يف‬ ‫اجتهد ّ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫وال�س ّن ِة النبو ّي ِة‪.‬‬
‫ّ‬

‫�أَق َر ُ�أ‪:‬‬

‫اخلا�ص بالإفتا ِء‪� ،‬أنَّ‬


‫ِّ‬ ‫الربنامج‬
‫ِ‬ ‫كالعادة يف‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الحظ‬ ‫الكرمي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫�سيار ِت ِه �إذاع َة القر� ِآن‬
‫يتابع يف ّ‬
‫أحمد ُ‬‫املهند�س � ُ‬
‫ُ‬ ‫بي َنما كانَ‬ ‫ ‬
‫يكتفي‬
‫نف�س ِه‪ :‬ملاذا ال ِ‬ ‫َ‬
‫فت�ساءل يف ِ‬ ‫يجمع بي َن ُهما‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س ّن ِة‪ ،‬و�أحيا ًنا‬ ‫من القر� ِآن �أو �أدلّ ٍة َ‬
‫من ُّ‬ ‫يعتمد يف �إجابا ِت ِه على �أد ّل ٍة َ‬
‫ُ‬ ‫املفتي‬
‫إ�سالمي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫يعة ال‬
‫ال�ش ِ‬
‫ال�س ّن ِة النبو ّي ِة يف رّ‬
‫موقع ّ‬
‫ُ‬ ‫يجعل اهلل كتا َب ُه هداي ًة للب�رش ّي ِة؟ وما‬
‫ِ‬ ‫فقط؟ �أملْ‬
‫باال�ستدالل بالقر� ِآن ْ‬
‫ِ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬
‫الكرمي؟‬
‫ِ‬ ‫كاعتمادنا على القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫جوع �إليها واالعتما ُد عليها‬
‫الر ُ‬ ‫ْ‬
‫وهل يلز ُمنا ّ‬
‫أحد العلما ِء‪.‬‬
‫مع � ِ‬
‫املو�ضوع َ‬
‫ِ‬ ‫ملناق�شة هذا‬
‫ِ‬ ‫ق�سم الإفتا ِء‬
‫جوع �إىل ِ‬
‫الر َ‬
‫أحمد ّ‬
‫قر َر � ُ‬
‫ّ‬ ‫ ‬

‫م�صاد ُر التّ� ِ‬
‫رشيع‪:‬‬
‫بجانب �أد ّل ِة القر� ِآن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�س ّن ِة‬
‫من ّ‬‫العلماء كثريًا ما يعتمدونَ يف فتاواهم على �أدلّ ٍة َ‬
‫َ‬ ‫يخ‪ُ � ،‬‬
‫أالحظ �أنَّ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫أحمد‪� :‬سماح ُة ّ‬
‫‪ُ �-‬‬
‫هلل‪.‬‬
‫مع �أنَّ القر�آنَ كال ُم ا ِ‬
‫َ‬
‫بل‬ ‫تقت�رص على القر� ِآن ْ‬
‫فقط‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وهي ال‬
‫عيةَ‪َ ،‬‬
‫ال�ش ّ‬
‫ن�ستخل�ص منها الأحكا َم رّ‬
‫ُ‬ ‫متعدد ٌة‬
‫م�صادر ّ‬
‫ُ‬ ‫إ�سالمي ِة‬
‫ّ‬ ‫يعة ال‬
‫لل�ش ِ‬
‫يخ‪ :‬رّ‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫م�صادرها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ال�س ّن ُة النبو ّي ُة م�صدرًا ْ‬
‫ُعد ّ‬
‫ت ُّ‬
‫وال�س ّن ُة‬
‫عي ِة‪ّ ،‬‬
‫ال�ش ّ‬
‫أحكام رّ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستنباط ال‬
‫ِ‬ ‫املجتهد يف‬
‫ُ‬ ‫يعتمد عليها‬
‫ُ‬ ‫املنابع وال ُ‬
‫أ�صول الّتي‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫�رشيع َ‬
‫فم�صادر ال ّت ِ‬
‫ُ‬ ‫أحمد‪� :‬إذًا‬
‫‪ُ �-‬‬
‫وجل‪ :‬ﱫﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﱪ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هلل ع َّز‬ ‫ولكن �ألمَ ْ ِ‬
‫يقل ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫امل�صادر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫من ِ‬‫النبو ّي ُة ْ‬
‫ا�ستقالل‬
‫ِ‬ ‫آيات على‬
‫هذه ال ُ‬
‫تدل ِ‬ ‫َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﱪ‪( .‬الأنعام ‪� ،)38‬أال ُّ‬ ‫(النحل ‪.)89‬‬
‫إليه‪.‬‬
‫نحتاح � ِ‬
‫ُ‬ ‫لل�س ّن ِة؟ لأنَّ القر�آنَ حوى َّ‬
‫كل ما‬ ‫احلاجة ّ‬
‫ِ‬ ‫وعدم‬
‫ِ‬ ‫�رشيع‬
‫القر� ِآن بال ّت ِ‬

‫‪162‬‬
‫�أَ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫حجيّ ُة ال�ّسنّ ِة النبويّ ِة كم�صدرٍ للتّ� ِ‬


‫رشيع‪:‬‬
‫ قال تعاىل‪ :‬ﱫﮍ ﮎ‬
‫فيه الهداي َة‬ ‫َ‬
‫جعل ِ‬ ‫لكل �شيءٍ‪ُ ،‬‬
‫واهلل‬ ‫ِّ‬ ‫فيه بيانٌ‬ ‫َّ‬
‫ال�شك �أنَّ القر�آنَ ِ‬ ‫يخ‪:‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕ‬
‫جعل �س ّن ِة‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫كمال القر� ِآن ومتا َم هداي ِت ِه ُه َو يف‬ ‫ولكن‬
‫َّ‬ ‫للب�رش ّي ِة‪،‬‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ‪( .‬النور ‪،)63‬‬
‫قال ابن كثري‪� :‬أي عن �أمر ر�سول اهلل‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﮠ‬
‫ين‪َ ،‬‬
‫والبيان القر�آ ِّ‬
‫ِ‬ ‫الهداية‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫النبي ‪ h‬جزءًا َ‬
‫ِّ‬
‫‪ h‬وهو �سبيله ومنهاجه وطريقته‬ ‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﱪ‪( .‬احل�رش‬

‫و�سنته و�رشيعته‪ ،‬فتوزن الأقوال‬ ‫تدخل يف قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫﭯ ﭰ‬


‫ُ‬ ‫فال�س ّن ُة ك ُّلها‬
‫‪� ،)7‬إذًا ّ‬
‫والأعمال ب�أقواله و�أعماله‪ ،‬فما وافق‬ ‫�سول‬
‫الر ِ‬‫بطاعة ّ‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫جاء ال ُ‬ ‫ﭱﭲﱪ‪( .‬النحل ‪ْ ،)89‬‬
‫وقد َ‬
‫ذلك قبل‪ ،‬وما خالفه فهو مردود على‬ ‫الكرمي‪ ،‬وم ْن ُه قو ُل ُه‬
‫ِ‬ ‫من القر� ِآن‬
‫موا�ضع َ‬
‫َ‬ ‫ع�رشة‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫يزيد ْ‬
‫‪ h‬فيما ُ‬
‫قائله وفاعله كائنا من كان‪ ..‬وليحذر‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱫﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫وليخ�ش من خالف �رشيعة الر�سول‬ ‫ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬
‫(باطنا وظاهرا) ﱫﮓ‬ ‫‪h‬‬ ‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)59‬‬
‫ﮔﱪ‪� ،‬أي يف قلوبهم من كفر �أو‬ ‫بال�صحابة َ‬
‫حال‬ ‫ِ‬ ‫خا�صا‬
‫ًّ‬ ‫�سول‬
‫الر ِ‬‫بطاعة ّ‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫ولكن �أال يكونُ ال ُ‬
‫ْ‬ ‫أحمد‪:‬‬
‫‪ُ �-‬‬
‫نفاق �أو بدعة ﱫﮕ ﮖ ﮗ‬
‫�سول ‪h‬؟‬
‫الر ِ‬‫حياة ّ‬
‫ِ‬
‫ﮘﱪ‪.‬‬
‫موا�ضع كثري ٍة‬
‫َ‬ ‫هلل ‪� h‬أو�صى � َّأم َته بات ِ‬
‫ّباع �س ّن ِت ِه يف‬ ‫ُ‬
‫ور�سول ا ِ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫يخ‪:‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫هلل ‪ h‬ا ْلف َْج َر‪ُ ،‬ث َّم �أَق َْب َل َع َل ْي َنا‪،‬‬ ‫َال‪�َ :‬ص َّلى َل َنا َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ا�ض ْب ِن َ�س ِار َيةَ‪ ،‬ق َ‬
‫آخر حيا ِت ِه‪ ،‬ف َع ْن ِع ْر َب ِ‬
‫وخا�ص ًة يف � ِ‬
‫ّ‬
‫هلل! َك�أَنَّ َه ِذ ِه‬ ‫وب‪ُ ،‬ق ْل َنا �أَ ْو قَا ُلوا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫َت َل َها ْ أَ‬
‫ال ْعينُ ُ ‪َ ،‬و َو ِج َل ْت ِم ْن َها ا ْل ُق ُل ُ‬ ‫ف ََو َع َظ َنا َم ْو ِع َظ ًة َب ِلي َغةً‪َ ،‬ذ َرف ْ‬
‫َم ْو ِع َظ ُة ُم َو ِّد ٍع َف َ�أ ْو ِ�ص َنا‪.‬‬
‫ال�س ْم ِع َوال َّطا َع ِة َو�إِنْ َكانَ َع ْب ًدا َحبَ ِ�شيًّا‪َ ،‬ف ِ�إنَّ ُه َم ْن يَ ِع ْ�ش ِم ْن ُك ْم يَ َرى بَ ْع ِدي ْ‬
‫اخ ِتلاَ ًفا‬ ‫هلل َو َّ‬
‫يك ْم ِبتَقْوى ا ِ‬ ‫َال ‪�« :h‬أُ ِ‬
‫و�ص ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ ‬
‫َات ْ أُ‬
‫ال ُمو ِر‪َ ،‬ف ِ�إ َّن ُكلَّ حُ ْم َدثَ ٍة‬ ‫ني َو َع ُّ�ضوا َع َل ْي َها بِالنَّ َواجِ ِذ‪َ ،‬و ِ�إيَّا ُك ْم َو حُ ْم َدث ِ‬
‫ين المْ َ ْه ِديِّ َ‬ ‫َك ِث ًريا‪َ ،‬ف َع َل ْي ُك ْم ب ُِ�سنَّ ِتي َو ُ�سنَّ ِة الخْ ُ َلفَا ِء َّ‬
‫الر ِا�ش ِد َ‬
‫حفظ‬ ‫ب ِْد َعةٌ‪َ ،‬و ِ�إ َّن ُكلَّ ب ِْد َع ٍة َ�ضلاَ لَ ٌ‏ة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )١‬رواه �أحمد والرتمذي و�أبو داود‪.‬‬


‫‪163‬‬
‫‪ C‬ا�شتم َل ْت هذ ِه املوعظ ُة على جمموع ٍة َ‬
‫من الو�صايا‪ ،‬ع ِّد ْدها‪.‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫االختالف؟‬
‫ِ‬ ‫حدوث‬
‫ِ‬ ‫‪� C‬إِال َم ر َّد ُّ‬
‫النبي ‪� h‬أ ّمتَ ُه عن َد‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫عليها بالنّواجِ ِذ»؟‬
‫وع�ضوا ْ‬
‫«فتم�سكوا بها ُّ‬
‫ّ‬ ‫‪ C‬ما دالل ُة قو ِل ِه ‪:h‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫«ك ُّل � َّأم ِتي َي ْدخلونَ اجل ّن َة �إ ّال َم ْن �أبى‪ ،‬قا ُلوا‪ :‬يا‬ ‫ر�سول اهلل ‪َ h‬‬
‫قال‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫ وعن �أبي ُهرير َة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪� -‬أنَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫فقد �أبى»(‪.)1‬‬ ‫أطاعني َ‬
‫دخل اجل َّن ِة‪ ،‬و َم ْن ع�صاين ْ‬ ‫�سول اهلل‪َ :‬و َم ْن َي�أْبى؟ قال‪ :‬من � َ‬
‫َر َ‬
‫فقال ‪« :h‬ال ت َْك ُت ُبوا َع ّني‪َ ،‬و َم ْن َك َت َب َع ّني‬
‫كتابة � ِّأي �شي ٍء ع ْن ُه �إال القر�آنَ ؟ َ‬
‫عن ِ‬ ‫النبي ‪ْ h‬‬
‫ولكن‪ ،‬ملاذا نهى ُّ‬
‫ْ‬ ‫أحمد‪:‬‬
‫‪ُ �-‬‬
‫علي ُم َت َع ِّمدًا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َم ْق َع َد ُه ِم َن ال ّن ِار»(‪.)2‬‬
‫كذب َّ‬
‫َ‬ ‫وح ِّد ُثوا َع ّني وال َح َ‬
‫رج‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫غري القُر� ِآن َف ْل َي ْم ُح ُه‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫إ�سالم‬
‫كتابة غ ِري القر� ِآن عن ُه كانَ يف � َّأو ِل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫هي ْ‬ ‫والتبليغ ع ْن ُه‪ ،‬فال َّن ُ‬
‫ِ‬ ‫التحديث‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫الحظ �أ َّن ُه لمَ ْ ْ‬
‫مينع ُه ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫يخ‪:‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫النبي ‪� h‬أذنَ‬ ‫يختلط القر�آنُ بغ ِري ِه‪ ،‬فلما مي َز ال�صحاب ُة ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬
‫وحديث ِّ‬‫ِ‬ ‫ني القر� ِآن‬
‫اهلل عنهم ‪ -‬ب َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ ّ‬ ‫ح ّتى ال‬
‫الكتابة َع ْن ُه‪ ،‬ف َع ْن‬
‫ِ‬ ‫علمهم ودراي ِتهم يف‬ ‫يثق يف ِ‬ ‫حابة ّمم ْن كانَ ُ‬
‫ال�ص ِ‬
‫من ّ‬ ‫وحث �أفرادًا َ‬
‫َّ‬ ‫بالكتابة عن ُه‪ْ ،‬‬
‫بل‬ ‫ِ‬ ‫ُله ْم‬
‫ر�سول اهلل ‪h‬‬ ‫ِ‬ ‫«ك ْن ُت �أك ُت ُب ُك َّل �شي ٍء � ْأ�س َم ُع ُه ِم ْن‬‫قال‪ُ :‬‬ ‫العا�ص ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪َ -‬‬ ‫ِ‬ ‫بن‬
‫بن َع ْم ِرو ِ‬ ‫عبداهلل ِ‬‫ِ‬
‫َ‬
‫الغ�ضب‬
‫ِ‬ ‫ور�سول اهلل ‪َ h‬ب رَ�شٌ يتك َّل ُم يف‬ ‫ُ‬ ‫ُري�ش‪ ،‬وقا ُلوا‪ُ � :‬‬
‫أتكتب ُك َّل �شي ٍء ت�سم ُع ُه‬ ‫َ‬
‫حفظ ُه‪ ،‬ف َنه ْت ِني ق ٌ‬ ‫�أُ ُ‬
‫ريد‬
‫اكتب‪،‬‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪ h‬ف�أَ ْو َم�أَ ِب�أُ ْ�ص ُب ِع ِه �إىل ِف ْيه(‪َ ،)3‬‬
‫فقال‪:‬‬ ‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫فذك ْر ُت َ‬
‫ذلك‬ ‫الكتابة‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫والر�ضا؟!! ف� ْأم َ�س ْك ُت َع ْن‬
‫ِّ‬
‫حق»(‪.)4‬‬ ‫فوا ّلذي َنف ِْ�سي ِ‬
‫بيد ِه ما َي ْخ ُر ُج م ْن ُه �إال ٌّ‬ ‫َ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�رشيع بعد القر� ِآن‬
‫أهمي َة ال�س ّن ِة كم�صدرٍ لل ّت ِ‬ ‫ر�ضي اهلل عنهم ‪ُ � -‬‬
‫أدركوا � ّ‬ ‫َ‬ ‫ال�صحاب َة ‪-‬‬
‫أحمد‪ :‬تعني �أنَّ ّ‬
‫‪ُ �-‬‬
‫ؤون‬
‫�سائر ال�ش� ِ‬ ‫أ�سا�سينْ ِ ال ّلذ ْي ِن يعتمدونَ عليهما يف ِ‬ ‫بل جع ُلوا القر�آنَ َ‬
‫مع ال�س ّن ِة ال َ‬ ‫فح�سب‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫لي�س هذا‬‫يخ‪َ :‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫الوا�شمات واملُ ْ�س َت ْو ِ�ش ِ‬
‫مات‬ ‫قال‪« :‬لعن ُ‬
‫اهلل‬ ‫ر�ضي اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫بن م�سعودٍ ‪-‬‬‫هلل ِ‬
‫عبد ا ِ‬
‫فعن ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الديني ِة والدنيو ّي ِة‪ْ ،‬‬
‫ّ‬

‫(‪� )١‬صحيح البخاري‪� )2( .‬صحيح م�سلم‪� )3( .‬أي فمه‪ )4( .‬رواه �أبو داود‪ ،‬واحلاكم امل�ستدرك من ال�صحيحني‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫قال لها �أُ ُّم َي ْع َ‬
‫قوب‪،‬‬ ‫ذلك ْام َر�أَ ًة ْ‬
‫من ب ِني �أ�سدٍ ُي ُ‬ ‫لح ْ�س ِن المْ ُ َغ ِ‬
‫يرِّات َخ ْل َق اهلل‪ ،‬فبلغَ َ‬ ‫�صات والمْ ُ َت َف ِّل ِ‬
‫جات ِل ُ‬ ‫والمْ ُ َت َن ِّم ِ‬
‫ر�سول اهلل ‪ h‬و َم ْن‬ ‫ُ‬ ‫من ل َع َن‬ ‫َجاء ْت فقالت‪� :‬إ ّن ُه َب َل َغ ِني �أَ َّن َك َل َع ْن َت َك ْي َت َو َك ْي َت‪َ ،‬‬
‫فقال‪ :‬ومايل ال �أ ْل َع ُن ْ‬ ‫ف َ‬
‫قال‪ :‬ل ِئ ْن ُك ْن ِت ق ََر�أْ ِت ِيه َل ْ‬
‫قد‬ ‫تقول‪َ ،‬‬‫فيه ما ُ‬ ‫ني ال ّل ْو َحينْ ِ فما َ‬
‫وج ْد ُت ِ‬ ‫قر� ُأت ما ب َ‬‫كتاب اهلل‪ ،‬فقا َل ْت‪َ :‬لق َْد ْ‬ ‫ُه َو يف ِ‬
‫َو َج ْد ِت ِيه‪� ،‬أما ق ََر ْ�أ ِت‪ :‬ﱫﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﱪ؟ (احل�رش ‪ ،)7‬قا َل ْت‪َ :‬بلى‪،‬‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬ف�إ َّن ُه ق َْد َنهى ع ْنه(‪.)5‬‬
‫�رشيع‬
‫الكرمي يف ال َّت ِ‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ ،h‬وجع َلها رديف َة القر� ِآن‬
‫التزامهم �س ّن َة ِّ‬
‫ِ‬ ‫الوقائع ا ّلتي ُّ‬
‫تدل على‬ ‫ِ‬ ‫الكثري ِم َن‬
‫ُ‬ ‫وغري هذا‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫أحكام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وا�ستمداد ال‬
‫ِ‬
‫ني؟‬
‫من امل�سلم َ‬
‫حابة َ‬
‫ال�ص ِ‬
‫بعد ّ‬
‫جاء َ‬
‫الفهم �إىل َم ْن َ‬
‫ُ‬ ‫وهل َ‬
‫انتقل هذا‬ ‫أحمد‪ِ :‬‬
‫‪ُ �-‬‬
‫فقد‬
‫الكرمي‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بعد القر� ِآن‬‫�رشيع َ‬ ‫امل�صدر ال ّثاين لل ّت ِ‬
‫َ‬ ‫ال�س ّن ِة‬
‫اعتبار ُّ‬
‫ِ‬ ‫واخللف على‬ ‫ِ‬ ‫لف‬‫ال�س ِ‬
‫ني َّ‬
‫إجماع ب َ‬ ‫ُ‬ ‫انعقد ال‬
‫َ‬ ‫لقد‬
‫يخ‪ِ :‬‬ ‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ُ‬
‫ف يف �أنْ‬ ‫ا�س �أو َن َ�س َب َنف َْ�س ُه �إىل ِع ْل ِم ُيخا ِل ُ‬ ‫افعي ‪ -‬رحم ُه اهلل ‪« :-‬لمَ ْ �أَ ْ�س َم ْع � َأحدًا َن َ�س َب ُه ال ّن ُ‬ ‫ال�ش ُّ‬ ‫قال الإما ُم ّ‬ ‫َ‬

‫عل ل َأحدٍ َب ْع َد ُه �إ ّال ات َ‬


‫ّباع ُه‪ ،‬و�أ ّن ُه ال‬ ‫�سليم لحِ ُ ْك ِم ِه ِب�أَنَّ اهلل تعاىل لمَ ْ َي ْج ْ‬‫ر�سول اهلل ‪ h‬وال ّت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّباع �أَ ْم ِر‬
‫�ض اهلل ات ِ‬ ‫ف ََر َ‬
‫هلل تعاىل َع َل ْينا‬
‫�ض ا ِ‬ ‫واهما ت ََب ٌع َل ُهما‪ ،‬و�أَنَّ ف َْر َ‬
‫بكتاب اهلل �أو �س ّن ِة ر�سو ِل ِه ‪ h‬و�أنَّ ما ِ�س ُ‬ ‫ِ‬ ‫َي ْل َز ُم ق َْو ٌل ب ُِك ٍّل حالٍ �إ ّال‬
‫واحد‪.)6(»...‬‬
‫ٌ‬ ‫ر�سول اهلل ‪h‬‬
‫ِ‬ ‫َبول ا َ‬
‫خلبرَ ِ َع ْن‬ ‫َو َعلى َم ْن َب ْع َدنا َوق َْب َلنا يف ق ِ‬
‫يخ على توجيهِ َك‪ ،‬مِ َب َت ْن َ�ص ُحني؟‬ ‫أحمد‪� :‬أثا َب َك اهلل ف�ضيل َة ّ‬
‫ال�ش ِ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫ّباع �س َّن ِت ِه ‪َ ،h‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭮ ﭯ‬ ‫َ‬
‫وذلك بات ِ‬ ‫وحمب ِة ر�سو ِل ِه ‪،h‬‬
‫هلل ّ‬‫حمب ِة ا ِ‬
‫لنيل ّ‬ ‫أن�صح َك َو َن ِ‬
‫ف�سي �أنْ ن�سعى ِ‬ ‫يخ‪ُ � :‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)31‬‬

‫(‪� )5‬صحيح البخاري‪ )6( .‬الأم‪ ،‬ج‪� ،7‬ص‪.273‬‬


‫‪165‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫�رشيع‪.‬‬ ‫‪ C‬نِّ ِ‬
‫بي املق�صو َد مب�صاد ِر التّ ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫النبي ‪ :h‬ﱫﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﱪ‪( .‬النجم ‪.)4‬‬


‫ِّ‬ ‫ قالَ تعاىل عنِ‬
‫وقالَ تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)45‬‬ ‫ ‬
‫ال�سابقتنيِ؟‬
‫ني ّ‬‫بالوحي يف الآيت ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ C‬ما املق�صو ُد‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪ C‬وما عالقةُ ذلكَ بقولِهِ تعاىل‪ :‬ﱫﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﱪ‪( .‬احلجر ‪)9‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫من هذ ِه ال َعالق ِة؟‬
‫ت�ستنتج ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ C‬وماذا‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤال‬
‫ قالَ تعالى مخاطبًا ر�سولَه ‪ :h‬ﱫﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﱪ‪( .‬النحل ‪.)44‬‬

‫‪ C‬ب َِم �أُ ِم َر ُّ‬


‫النبي ‪ h‬في الآي ِة الكريم ِة؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ C‬ما عالق ُة هذ ِه الآي ِة بقو ِل ِه تعالى‪ :‬ﱫﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﱪ‪.‬‬
‫(النحل ‪)89‬؟‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)132‬‬ ‫ ‬
‫ألفاظ القر�آنِ ‪� ،‬أو‬
‫املفهر�س ل ِ‬
‫ِ‬ ‫باملعجم‬
‫ِ‬ ‫من ع�شرَ ِة موا�ض َع‪ ،‬ا�ست ِع ْن‬
‫الر�سولِ ‪ h‬يف �أك َرث ْ‬ ‫‪ C‬ور َد يف القر�آنِ الكر ِمي ال ُ‬
‫أمر بطاع ِة ّ‬
‫الر�سولِ مقرون ًة بطاع ِت ِه ع َّز وجلَّ ‪.‬‬
‫أمر بطاع ِة ّ‬
‫آيات ت� ُ‬
‫أربع � ٍ‬
‫ال�ستخراج � ِ‬
‫ِ‬ ‫بالربامج القر�آنيّ ِة‬
‫ِ‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫مر‬
‫املتواترة كما َّ‬
‫ِ‬ ‫أحاديث‬
‫ِ‬ ‫من ال‬
‫احلديث َ‬
‫ُ‬ ‫ قال ‪َ « :h‬م ْن َك َذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِّمدًا َف ْل َي َت َب َّو�أْ َمق ََد ُه ِم َن ال ّن ِار»(‪ ،)1‬هذا‬
‫َ‬
‫�آنفًا‪.‬‬
‫�رشيع‪.‬‬
‫ال�سنّ ِة م�صد ًرا للتّ ِ‬
‫وجوب اتِّخا ِذ ُّ‬
‫ِ‬ ‫احلديث على‬
‫ِ‬ ‫من خاللِ هذا‬ ‫َّ‬
‫ا�ستدل ْ‬ ‫‪C‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬

‫‪167‬‬ ‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫و�أ�صولها وم َناهجها و�أ�ساليبها وو�سائلها وم�شكالتها يف �ضوء‬ ‫‪ -‬تف�سري القر�آن العظيم البن كثري‪.‬‬
‫البيانوين‪.‬‬
‫حممد �أبو الف ْتح َ‬
‫النقل والعقل ّ‬ ‫‪ -‬التحرير والتنوير البن عا�شور‪.‬‬
‫حممود‪.‬‬
‫حلليم ُ‬‫عبد ا َ‬
‫‪ -‬م ْنهج ال ْإ�صالح ال ْإ�سالمي يف املُجتمع‪ْ .‬‬ ‫‪� -‬أ�ضواء البيان لل�شنقيطي‬
‫الزحيلي‪.‬‬‫وهبه ِ‬
‫ال�سرية ال ّنبوية‪ْ .‬‬
‫الدعوة يف ّ‬ ‫‪ -‬م ْنهج ّ‬ ‫‪ -‬مباحث يف التف�سري املو�ضوعي‪ ،‬د‪.‬م�صطفى م�سلم‪.‬‬
‫‪ -‬الإعجاز العلمي يف القر�آن وال�سنة‪ .‬زغلول النجار‪.‬‬ ‫‪ -‬درا�سات يف التف�سري املو�ضوعي للقر�آن الكرمي‪ ،‬د‪.‬زاهر عو�ض‬
‫‪ -‬االعجاز العلمي يف القر�آن‪ .‬عبد املجيد الزنداين‪.‬‬ ‫الأملعي‪.‬‬
‫‪� -‬إعجاز القر�آن والبالغة النبوية‪ .‬م�صطفى �صادق الرافعى‪.‬‬ ‫‪ -‬درا�سات يف القر�آن الكرمي ‪ -‬تف�سري مو�ضوعي ‪ ،-‬د‪ .‬حممد عبد‬
‫‪ -‬دالئل الإعجاز‪ ،‬عبد القاهر اجلرجاين‪.‬‬ ‫ال�سالم �أبو النيل‪.‬‬
‫‪ -‬القر�آن‪  ‬املعجزة الكربى‪ ،‬حممد �أبو زهرة‪.‬‬ ‫‪ -‬التف�سري املو�ضوعي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬د‪�.‬صالح اخلالدي‪.‬‬
‫‪ -‬النب أ� العظيم ‪ ،‬حممد عبد اهلل دراز‪.‬‬ ‫‪ -‬ت�أمالت يف �سورة الأحزاب ت�أليف ح�سن باجودة‪.‬‬
‫‪ -‬روائع الإعجاز يف الق�ص�ص القر�آين‪ ،‬حممود ال�سيد ح�سن‪.‬‬ ‫‪ -‬من �أ�رسار التعبري القر�آين‪ :‬درا�سة حتليلية ل�سورة الأحزاب حممد‬
‫‪ -‬جماليات امل�ضمون وال�شكل يف الإعجاز القر�آين‪  .‬م�صطفى‬ ‫�أبو مو�سى‪.‬‬
‫ال�صاوي اجلويني‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري �آيات من �سورة الأحزاب ملحمد �أديب �صالح‪.‬‬
‫‪ -‬الإعجاز البياين للقر�آن‪ ،‬وم�سائل ابن الأزرق‪ .‬عائ�شة عبد‬ ‫‪ -‬بع�ض معامل املجتمع الإ�سالمي من �سورة الأحزاب‪� .‬إعداد عبد‬
‫الرحمن‪.‬‬ ‫الوهاب لطف زيد الديلمي‪ ،‬ر�سالة جامعية‪.‬‬
‫‪ -‬ال�شافعي مالمح و�آثار يف ذكرى وفاته‪� ،‬أحمد متام‪.‬‬ ‫‪ -‬حياة الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم كما ت�صورها �سورة الأحزاب‪.‬‬
‫‪ -‬االمام ال�شافعي فقيها وجمددا‪ .‬حممد �أبو علي‪.‬‬ ‫تقدمي �أنور �أحمد �شلبي؛ ر�سالة جامعية‪.‬‬
‫‪� -‬سرية الإمامني الليثي وال�شافعي‪ ،‬البن حجر الع�سقالين‪.‬‬ ‫‪ -‬منحة الكرمي الوهاب يف تف�سري �آيات الأحكام يف �سورة الأحزاب‪.‬‬
‫‪ -‬االنتقاء يف ف�ضائل الثالثة الأئمة الفقهاء‪ :‬مالك وال�شافعي‬ ‫�إعداد �سليمان بن �إبراهيم بن عبد اهلل الالحم‪.‬‬
‫و�أبي حنيفة ر�ضي اهلل عنهم وذكر عيون من �أخبارهم و�أخبار‬ ‫‪ -‬ال�سنة النبوية املطهرة‪ :‬ق�سم من الوحي الإلهي املنزل حممد علي‬
‫�أ�صحابهم‪� ..‬أبو عمر يو�سف بن عبد الرب النمري القرطبي‪.‬‬ ‫ال�صابوين‪.‬‬
‫‪ -‬مناقب الإمام ال�شافعي ت�أليف عماد الدين �أبي الفداء �إ�سماعيل بن‬ ‫‪ -‬ال�سنة النبوية و علومها‪ :‬درا�سة حتليلية لل�سنة النبوية و علومها يف‬
‫عمر بن كثري الدم�شقي ال�شافعي‪.‬‬ ‫�أعظم ع�صور التدوين‪� .‬أحمد عمر ها�شم‪.‬‬
‫‪ -‬ال�شافعي‪ :‬حياته و ع�رصه ‪� -‬آرا�ؤه و فقهه‪ .‬حممد �أبو زهرة‪.‬‬ ‫‪ -‬ال�سنة النبوية ومكانتها يف الت�رشيع ت�أليف عبا�س متويل حماده؛‬
‫‪ -‬الإمام ال�شافعي‪ .‬م�صطفى عبد الرازق‪.‬‬ ‫تقدمي حممد �أبو زهرة‪.‬‬
‫‪ -‬يف رحاب الإمام ال�شافعي رحمه اهلل‪ .‬عبد اهلل العو�ضي‪.‬‬ ‫‪� -‬أ�صول احلديث‪ :‬علومه وم�صطلحه‪ .‬حممد عجاج اخلطيب‪.‬‬
‫‪ -‬الإمام حممد بن �إدري�س ال�شافعي‪ .‬م�صطفى ال�شكعة‪.‬‬ ‫‪ -‬املخت�رص الوجيز يف علوم احلديث‪ .‬حممد عجاج اخلطيب‪.‬‬
‫‪ -‬الرتبية البيئية الإ�سالمية وحماية البيئة البحرية من التلوث‪� .‬إعداد‬ ‫‪ -‬علوم احلديث وم�صطلحه‪ :‬عر�ض ودرا�سة ت�أليف �صبحي‬
‫زين الدين عبد املق�صود غنيمي‪.‬‬ ‫ال�صالح‪.‬‬
‫‪ -‬املنهج الإ�سالمي لعالج تلوث البيئة ت�أليف �أحمد عبد الوهاب‬ ‫حممد‬ ‫َهّ‬ ‫أ�سباب نجَ اح ّ‬
‫عبد الل ْبن ّ‬
‫الدعوة ال ْإ�سالمية يف ال َعهد ال ّنبوي‪ْ .‬‬ ‫‪ّ � -‬‬
‫عبد اجلواد‪.‬‬ ‫�آل ُمو�سى‪.‬‬
‫‪ -‬رعاية البيئة يف �رشيعة الإ�سالم‪ .‬الدكتور يو�سف القر�ضاوي‪.‬‬ ‫الدعوة‬
‫الدعوة‪ :‬درا�سة منهية �شاملة لتاريخ ّ‬ ‫املدخل �إىل ع ْلم ْ‬ ‫‪ْ -‬‬

‫‪168‬‬
‫مقرر احلفظ‬
‫احلادي ع� َرش‪/‬الف�صل الثاين‬
‫َ‬ ‫للآيات القر�آنية والأحاديث النبوية ال�رشيفة لل�صف‬

‫ال�صفحة‬ ‫الدر�س‬ ‫املقرر‬


‫�سورة الأحزاب‪ ،‬الآيات (‪)73 - 36‬‬ ‫القر�آن الكرمي‬

‫حديث ر�سول اهلل ‪َ « :h‬ما ِم َن الأَ ْنب َِيا ِء‬


‫‪30‬‬ ‫�إعجاز القر�آن الكرمي‬
‫َنب ٌِّي �إِ ّال �أُ ْع ِط َي‪.» ..‬‬

‫‪78‬‬ ‫املنهج النبوي يف الدعوة‬ ‫حديث ر�سول اهلل ‪َ « :h‬يا �أَ ُّي َها ال َّن ُ‬
‫ا�س‬
‫�إِنَّ ِم ْن ُك ْم ُم َنف ِِّر َ‬
‫ين‪.» ..‬‬
‫املنهج النبوي يف‬ ‫عن عا ِئ َ�ش َة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنها ‪ -‬قالت‪:‬‬
‫‪114‬‬ ‫احلديث ال�رشيف‬
‫الإ�صالح‬ ‫هلل ‪ h‬يف �أَ ْم ٍر‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�ص‬‫َر َّخ َ‬
‫احلفاظ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ير َ�ضى منهج الإ�سالم يف‬
‫َ‬
‫‪159‬‬ ‫حديث ر�سول اهلل ‪�« :h‬إِنَّ َ ْ‬
‫على البيئة‬ ‫َل ُك ْم َث َ‬
‫ال ًثا‪.» ..‬‬

‫و�ص ُ‬
‫يك ْم‬ ‫حديث ر�سول اهلل ‪�« :h‬أُ ِ‬
‫‪163‬‬ ‫ال�سنة م�صدر للت�رشيع‬
‫اع ِة‪.» ..‬‬ ‫ال�س ْم ِع َو َّ‬
‫الط َ‬ ‫هلل َو َّ‬
‫ِب َتق َْوى ا ِ‬

‫‪169‬‬
‫مركز ات�صال وزارة التربية والتعليم‬
‫اقتراح ‪ -‬ا�ستف�سار ‪� -‬شكوى‬
‫فاك�س‪ 02 6510055 :‬البريد االلكتروني‪ccc.moe@moe.gov.ae :‬‬ ‫الرقم المجاني‪80051115 :‬‬
‫‪www.moe.gov.ae‬‬

‫‪170‬‬

You might also like