You are on page 1of 187

‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬

‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫ ‬ ‫لل�صف الثاين ع�رش من التعليم الثانوي ‬
‫اجلزء ‪2‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬

‫‪ISBN: 978-9948-09-493-7‬‬
‫‪ISBN: 978-9948-09-495-1‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬
‫دولة الإمارات العربية املتحدة‬
‫وزارة الرتبية والتعليم‬

‫لل�صف الثاين ع�رش من التعليم الثانوي‬


‫اجلزء ‪2‬‬

‫رئي�س اللجنة واملراجع العلمي‪:‬‬


‫د‪ .‬نـــــــ�رص مـــحمد عـــــــارف جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬

‫ت�أليف‪:‬‬
‫د‪ .‬التيجاين عبدالقادر حامد جـــــــــــــــــــامعة زايـــــــــــــــــد‬
‫�أ‪ .‬حممد �صــــديق املن�صوري مــنطقة �أبـــوظبي الــــــتعليمية‬
‫�أ‪ .‬هدى علي بن �سامل الزعابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫التدقيق اللغوي‪:‬‬
‫�أ‪� .‬أحـــــــــــمد عــــــــرابي �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬
‫مــنطقة ال�شــارقة الــــــتعليمية‬ ‫�أ‪ .‬عبدالوهاب حممد عقل ‬

‫املراجعة العامة‪:‬‬
‫موجه �أول الرتبية الإ�سالمية‬ ‫ ‬
‫د‪ .‬عــــبداهلل الـخطيب‬
‫ ‬
‫الإخراج الفني‪:‬‬
‫راويـــة �أحـــــــــمد املــــــالك �إدارة املنــــــــــــــــــــــاهــــــــــج‬

‫الطبعة الثانية ‪ 1431 - 1430‬هـ ‪2010 - 2009 /‬م‬


‫حقوق الطبع والن�رش حمفوظة لوزارة الرتبية والتعليم بدولة الإمارات العربية املتحدة ‪� -‬إدارة املناهج‬
‫ال�صف ال ّأو ِل ح ّتى و�ص َل ْت ِبه �إىل‬ ‫الطالب ُ‬
‫منذ‬ ‫�صاحب ِت‬ ‫العلمي ِة‪،‬‬ ‫حلة‬
‫الر ِ‬ ‫ن�صل ُ‬
‫يطيب لنا �أن َ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ختام هذه ّ‬
‫معك ْم �إىل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫�شخ�صي ٍة‬
‫ّ‬ ‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تهدف �إىل‬ ‫مرتكزات تربو ّي ٍة‬
‫ٍ‬ ‫انطلق من‬
‫َ‬ ‫املبارك الّذي‬
‫ِ‬ ‫ع�رش فاكتم َل ْت من خال ِلها م�سري ُة هذا البنا ِء‬
‫ين َ‬ ‫ال�صف ال ّثا َ‬
‫ِّ‬
‫نحو‬
‫والتحر ِك بهما َ‬
‫ُّ‬ ‫حمل دي ِنها حم ً‬
‫ال قو ًّيا و بنا ِء وط ِنها و� َّأم ِتها‬ ‫ِ‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬وقادر ٍة على‬
‫ًّ‬ ‫م�سلمةٍ‪ ،‬فاعل ٍة ح�ضار ًّيا‪ ،‬وم�شارك ٍة‬
‫أمام‪.‬‬
‫ال ِ‬
‫وال�شامل‬
‫ِ‬ ‫الوا�سع‬
‫ِ‬ ‫هلل تَعاىل مبعناها‬
‫عبادة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حتقيق‬
‫ُ‬ ‫من اخل ْل ِق الإن�سا ِّ‬
‫ين وهي‬ ‫للغاية الأ�سمى َ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي‬
‫ِّ‬ ‫ ‪ ‬ويف �إطارِ املنظورِ ال‬
‫التما�س‬
‫ِ‬ ‫عقلي ٍة �ساعي ٍة �إىل‬
‫تكوين ّ‬
‫ِ‬ ‫مي واملعر ِّ‬
‫يف �إىل‬ ‫الق َي ِّ‬
‫الكتب يف بنا ِئها ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أهداف هذه‬
‫اجته ْت �‬
‫و�سلوكيا ِت ِه‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫إن�سان‬
‫اليات ال ِ‬ ‫ِّ‬
‫لكل ف ّع ِ‬
‫آخر‬
‫واالنفتاح على ال ِ‬
‫ِ‬ ‫والتنو ِع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫االختالف‬
‫ِ‬ ‫أهمي َة‬ ‫ُ‬
‫وتدرك � ّ‬ ‫َ‬
‫والتطرف‪،‬‬ ‫كانت‪ ،‬مرن ٍة ُ‬
‫تنبذ احلد َّي َة‬ ‫ْ‬ ‫احلكمة �أي َنما‬
‫ِ‬ ‫إفادة من‬
‫احلقيقة وال ِ‬
‫ِ‬
‫ؤون وط ِنها و� ّأم ِتها‪.‬‬
‫إيجابي ِة يف �ش� ِ‬
‫امل�شاركة ال ّ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ّ‬
‫وتتمك ُن َ‬ ‫وق اجلما ِّ‬
‫يل‪،‬‬ ‫عقلي ٍة تتم ّت ُع ّ‬
‫بالذ ِ‬ ‫تع�ص ٍب‪ّ ،‬‬
‫دونَ � َّإم َع ٍة �أو ُّ‬
‫أن�شطته‬
‫ِ‬ ‫الكتاب و�‬
‫ِ‬ ‫مهارات هذا‬
‫ِ‬ ‫والتوازن يف بنا ِء‬
‫ِ‬ ‫التنو ِع‬
‫أهداف على ّ‬
‫ِ‬ ‫حتقيق َ‬
‫تلك ال‬ ‫ِ‬ ‫�سبيل‬
‫حر�ص امل�ؤلفون يف ِ‬
‫َ‬ ‫ومن هنا‬ ‫ ‬
‫عر�ضه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ�ساليب‬
‫ِ‬ ‫و�‬

‫‪2‬‬
‫واجلماعي‪ ،‬ويف‬
‫َّ‬ ‫والفردي‬
‫َّ‬ ‫الذاتي‬
‫َّ‬ ‫جتد التع ّل َم‬
‫املبا�رش واملناق�شةَ‪ ،‬كما ُ‬
‫َ‬ ‫العر�ض‬
‫َ‬ ‫وجتد‬
‫والق�ص َة ُ‬
‫ّ‬ ‫احلوار‬
‫َ‬ ‫جتد‬
‫أ�ساليب ُ‬
‫ِ‬ ‫ففي ال‬ ‫ ‬
‫للم�شكالت‬
‫ِ‬ ‫احللول‬
‫ِ‬ ‫تلم ِ�س‬
‫الطالب من ّ‬
‫ِ‬ ‫الهادف �إىل متكنيِ‬
‫ِ‬ ‫واملرن‬
‫ِ‬ ‫والناقد‬
‫ِ‬ ‫إبداعي‬
‫ِّ‬ ‫من التفك ِري ال‬
‫مهارات متنوع ًة َ‬
‫ٍ‬ ‫جتد‬
‫أ�ساليب ُ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫إبداع‪ّ � ،‬أما‬
‫نحو االبتكارِ وال ِ‬
‫اجتاهاته َ‬
‫ِ‬ ‫ويدعم‬
‫ُ‬ ‫بنف�سه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ثقته‬
‫يزيد من ِ‬
‫قد ُ‬ ‫تفكريه‪ ،‬مما ْ‬
‫ِ‬ ‫عن التقليد ّي ِة يف‬
‫فتخرج به ِ‬
‫ُ‬ ‫الّتي تطر�أُ ِ‬
‫عليه‪،‬‬
‫البحث‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫والعمر َ‬
‫ُ‬ ‫والع�رص‬
‫ُ‬ ‫رف‬ ‫يفر�ضها ّ‬
‫الظ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الطبيعي َة واملطلوب َة والّتي‬
‫ّ‬ ‫الطالب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ميول‬ ‫الكتاب فقد حف َل ْت مبا ُيراعي‬
‫ِ‬ ‫�أن�شط ُة‬
‫اجلامعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املرحلة‬
‫ِ‬ ‫للدخول �إىل‬
‫ِ‬ ‫الطالب‬
‫َ‬ ‫مبختلف �أ�شكا ِلها و�أ�ساليبها الّتي ِّ‬
‫تهي ُئ‬ ‫ِ‬ ‫املعرفة‬
‫ِ‬ ‫قنوات‬
‫ِ‬ ‫عرب‬
‫واالكت�شاف َ‬
‫ِ‬
‫الكتاب ‪ -‬يف‬
‫ِ‬ ‫وعبرْ َ هذا‬
‫كتب َ‬
‫�سبق من ٍ‬
‫عرب ما َ‬
‫ودة ‪َ -‬‬
‫املن�ش ِ‬
‫حتقيق �أهدا ِفنا ُ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل �أَنْ نكونَ قد ُوفِّقنا يف‬
‫من ا ِ‬ ‫فن� ُ‬
‫أمل َ‬ ‫ ‬
‫أركانه‪� .‬شخ�صي ٍة‬
‫إ�سالم و� ِ‬
‫أ�س�س ال ِ‬
‫�سلوكي ل ِ‬
‫ٌّ‬ ‫وت�صديق‬
‫ٌ‬ ‫ين‪،‬‬
‫وا�ست�شعار وجدا ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫عقلي‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ا�ستيعاب‬
‫ٌ‬ ‫�شخ�صي ٍة م�سلمةٍ‪ِ ،‬قوا ُمها‬
‫ّ‬ ‫�صياغة‬
‫ِ‬
‫مبقومات‬
‫ِ‬ ‫الكوني ِة ‪،‬واعي ٍة‬
‫ّ‬ ‫هلل‬
‫الوعي ب�سننِ ا ِ‬
‫ِ‬ ‫تنطلق من‬
‫ُ‬ ‫احلقيقة و�صو ًال �إىل اليقنيِ ‪ ،‬وهي‬
‫ِ‬ ‫للبحث عن‬
‫ِ‬ ‫منهجي ي�سعى‬
‫ٍّ‬ ‫ذات تفك ٍري‬
‫ِ‬
‫احلمد واحلمايةَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ت�ستوجب‬
‫ُ‬ ‫واجلمال‬
‫ِ‬ ‫للتذوق‬
‫ِ‬ ‫رات ُ‬
‫متثل جما ًال‬ ‫م�سخ ٍ‬
‫ّ‬ ‫بالكون وما فيه من‬
‫ِ‬ ‫هو َّي ِتها متب�صرّ ٍة‬
‫ال�سبيل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خال�صا لوجهِ ِه‪ُ ..‬‬
‫واهلل املوف ُّق والهادي �إىل �سوا ِء‬ ‫ً‬ ‫جهدنا‬ ‫َ‬
‫يجعل َ‬ ‫فاهلل َن�س� ُأل َ�أنْ‬ ‫ ‬

‫جلنة الت�أليف‬

‫‪3‬‬
‫الرابع‪ :‬العقليّ ُة الإميانيّ ُة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫املحور‬
‫ُ‬

‫نن ال�رشطي ُة يف ال�سنّ ِة النبويّ ِة ‪8 ......................................................‬‬


‫ال َّد ْر ُ�س ال ّأولُ ‪ :‬ال�س ُ‬

‫باع والتقلي ُد ‪18 .....................................................................‬‬


‫ال َّد ْر ُ�س الثّاين‪ :‬االتّ ُ‬

‫الثالث‪ :‬االجتها ُد ‪26 ..........................................................................‬‬


‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫آيات (‪34 ........................... )34 - 32‬‬ ‫ِ‬


‫اال�ستعفاف‪� ،‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬ ‫طريق‬
‫الزواج ُ‬
‫ُ‬ ‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫حماج ِة امل�رشك َ‬
‫ني ‪42 ....................................................‬‬ ‫املنهج القر�آ ُّين يف ّ‬
‫ُ‬ ‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫ال�ساد�س‪ :‬هدي النبي ‪ h‬يف الرعاية ال�صحية ‪52 ................................................‬‬


‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫‪4‬‬
‫ات‪:‬‬
‫اخلام�س‪ :‬ال�سري ُة النبويّ ُة وال�شخ�صيّ ُ‬
‫ُ‬ ‫املحور‬
‫ُ‬

‫ال َّد ْر ُ�س ال ّأولُ ‪ :‬اهلل نور ال�سماوات والأر�ض‪� .‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬
‫آيات (‪68 ........................ )45 - 35‬‬

‫ال َّد ْر ُ�س الثاين‪ :‬الر�سولُ ‪ h‬قائ ًدا �سيا�سيًّا ‪80 ............................................................‬‬

‫الثالث‪ :‬الر�سولُ ‪ h‬قائ ًدا ع�سكريًّا ‪94 .........................................................‬‬


‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫حمم ٌد الفا ُ‬
‫حت ‪110 ........................................................................‬‬ ‫الرابع‪ّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫آيات (‪120 .................... )57 - 46‬‬


‫اخلام�س‪ :‬الطاعة والإمتثال طريق الإميان‪� .‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫ال�شاطئ” ‪130 ...............................................‬‬


‫ِ‬ ‫“بنت‬
‫ُ‬ ‫الرحمنِ‬ ‫ال�ساد�س‪ :‬عائ�ش ُة ِ‬
‫عبد ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫حمم ُد � ٍ‬
‫إقبال ‪144 ........................................................................‬‬ ‫ال�سابع‪ّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫املحور ال�سا ِد ُ�س‪ :‬الإن�سا ُن والكو ُن‪:‬‬


‫ُ‬
‫آيات (‪158 ..................... )61 - 58‬‬ ‫ِ‬
‫إ�ستئذان داخل البيوت‪� .‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س ال ّأولُ ‪ُ � :‬‬
‫آداب ال‬

‫ِ‬
‫احلرب ‪166 ..............................................‬‬ ‫ني يف‬
‫مع غ ِري امل�سلم َ‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫ال َّد ْر ُ�س الثاين‪ُ � :‬‬

‫آيات (‪176 ........................... )64 - 62‬‬


‫الثالث‪ :‬الأدب مع الر�سول ‪� .h‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫‪5‬‬
‫ال َّد ْر ُ�س ال ّأولُ ‪:‬‬
‫نن ال�رشطيّ ُة يف ال�سنّ ِة النبويّ ِة‪.‬‬
‫ال�س ُ‬
‫ال َّد ْر ُ�س الثاين‪:‬‬
‫االتباع والتقلي ُد‪.‬‬
‫ُ‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫االجتها ُد‪.‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫آيات‬ ‫ِ‬
‫اال�ستعفاف‪� ،‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬ ‫طريق‬
‫الزواج ُ‬
‫ُ‬
‫(‪.)34 - 32‬‬
‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬

‫حماج ِة امل�رشك َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫املنهج القر�آ ُّين يف ّ‬
‫ُ‬
‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫هدي النبي ‪ h‬يف الرعاية ال�صحية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫العقل ّي ُة‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬ ‫الإميان ّي ُة‬

‫مي)‬
‫(القر� ُآن الكر ُ‬ ‫االتباع والتقلي ُد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫الزواج طريقُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬االجتها ُد‪.‬‬
‫اال�ستعفاف‪� ،‬سور ُة النو ِر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ين يف‬ ‫املنهج القر�آ ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫آيات (‪.)34 - 32‬‬
‫ال ُ‬ ‫ني‪.‬‬‫حماج ِة امل�رشك َ‬
‫ّ‬
‫(ال�س َّن ُة النبو َّي ُة)‬
‫ال�سن ال�رشط ّي ُة يف‬
‫‪ -‬نَ ُ‬
‫ال�س ّن ِة النبو ّيةِ‪.‬‬
‫‪ -‬هدي النبي ‪ h‬يف‬
‫الرعاية ال�صحية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ُ‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫�رشطا والأخرى‬ ‫ال�رشطيةُ‪ :‬هي حادثتان ُمرتابطتان مت ِّثل �إحداهما ً‬ ‫ّ‬


‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫ال�سن‬ ‫نَ ُ‬
‫� ُ‬
‫‪.1‬‬
‫السنن الشرطية‬
‫ال�رشط‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حتميا عند حتق ِّق‬
‫ً‬ ‫جزا ًء‪ ،‬وحتق ُّق اجلزا ِء فيهما يكونُ‬
‫علمي ًة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ي�ستهدف تربي َة الإن�سانِ تربي ًة‬ ‫ال�رشطية‬
‫ِ‬ ‫العلمي لل�سننِ‬
‫ُّ‬ ‫الطابع‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬ ‫في السنة النبوية‬
‫واعيةً‪.‬‬
‫وفعله‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إرادة الإن�سانِ‬
‫دائم ب� ِ‬ ‫ٌ‬
‫ارتباط ٌ‬ ‫ال�رشطية‬
‫ِ‬ ‫‪ .3‬لل�سننِ‬
‫(الوازع‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫ؤمن الرقابة الذاتي َة ِ‬ ‫نن ال�رشطي ُة تبني يف امل� ِ‬ ‫‪ .4‬ال�س ُ‬
‫الديني)‪.‬‬
‫َّ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫البالء‬
‫ُ‬ ‫متعجبا‪ :‬مَِل يك ُرث‬
‫ً‬ ‫بع�ضهم‬ ‫ُ‬
‫فيت�ساءل ُ‬ ‫ات البال ِء‪،‬‬ ‫املحن‪ ،‬ويو�ضَ ُعون يف َّ‬
‫حمك ِ‬ ‫ُ‬ ‫وت�شتد بهم‬
‫ُّ‬ ‫ال�شدائد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يقع امل�ؤمنونَ يف‬
‫‪ُ -‬‬
‫على امل�سلمني؟!‬
‫للظامل‬
‫ِ‬ ‫متعج ًبا‪ :‬كيف مُيلى‬
‫الكثري ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيت�ساءل‬ ‫أنواع ال ِّنعم‪،‬‬ ‫غيه‪ ،‬وهو َي ْر ُ‬
‫فل ِب� ِ‬ ‫‪ -‬ويتمادى الظا ُمل يف ُظ ِلم ِه‪ ،‬ويزدا ُد ًّ‬
‫غيا �إىل ِّ‬
‫الظ ِلم َم ْب َلغه؟!‬
‫وقد بلغ يف َّ‬‫يقب�ض ْ‬
‫فال ُ‬
‫غريهم؟‬ ‫وتقدم ُ‬
‫َّ‬ ‫بحرق ٍة و� ٍأمل‪ :‬مَِل ت� َّأخ َر امل�سلمونَ‬
‫فيت�ساءل ُ‬
‫َ‬ ‫ميادين �ش َّتى‪،‬‬
‫َ‬ ‫إ�سالمي ِة يف‬
‫ّ‬ ‫النا�س تخ ُّل َ‬
‫ف � ّأم ِتنا ال‬ ‫بع�ض ِ‬‫‪ -‬و َيرى ُ‬
‫ُ‬
‫فيت�ساءل مَِل ال‬ ‫حتل ب� ّأم ٍة من الأُ ِمم‪ ،‬لك َّنه ال َيرى لها اً‬
‫زوال‪،‬‬ ‫واالنهيار ُّ‬
‫ِ‬ ‫العذاب‬
‫ِ‬ ‫موجبات‬
‫ِ‬ ‫النا�س �شي ًئا من‬‫بع�ض ِ‬‫‪ -‬وقد َيرى ُ‬
‫َت �أ�سبا ُبه؟!‬ ‫ُ‬
‫الزوال وقد حت َّقق ْ‬ ‫يحدث‬
‫ُ‬
‫اقت�ضت‬
‫ْ‬ ‫إلهي ِة الّتي‬
‫احلكمة ال ّ‬
‫ِ‬ ‫يحدث �إمنا هو مبقت�ضى‬
‫ُ‬ ‫إلهي لأيقَنوا �أنَّ ما‬
‫الوحي ال َّ‬
‫َ‬ ‫ولو تد َّب َر ه�ؤال ِء املت�سائلونَ‬ ‫ ‬
‫أحدا‪.‬‬ ‫أ�سباب ا ّلتي ال َّ‬
‫تتبدل‪ ،‬وال تتغيرّ ُ ‪ ،‬وال حتابي � ً‬ ‫من ال�سننِ والقواننيِ وال ِ‬
‫خالل جمل ٍة َ‬
‫ِ‬ ‫الكون من‬
‫ِ‬ ‫تدبري هذا‬
‫َ‬

‫نن الّتي تف�رسُ ال َ‬


‫أحداث ال�سابقةَ‪:‬‬ ‫من خال ِلها ال�س َ‬
‫لت�ستنتج ْ‬
‫َ‬ ‫آيات التالي َة‬
‫‪ G‬تَ َدبَّ ِر ال ِ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱪ‪( .‬العنكبوت ‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮦ ﮧ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)178‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﱪ‪( .‬الرعد ‪.)11‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)34‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫‪8‬‬
‫هلل‬
‫�رشع ا ِ‬
‫هم من ِ‬
‫وموقف ْ‬
‫ِ‬ ‫هم‬
‫هم و�أفعا ِل ْ‬
‫�سلوك ْ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل للب� ِرش بنا ًء على‬
‫معاملة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫نن الربانيّةُ‪ :‬هي الطريق ُة املتبع ُة يف‬
‫ال�س ُ‬
‫آخرة(‪.)1‬‬
‫نتائج يف الدنيا وال ِ‬ ‫و�أنبيا ِئه‪ ،‬وما يرتت ُّب على َ‬
‫ذلك من َ‬

‫حيث دو ُر الإن�سانِ فيها �إىل‪:‬‬


‫نن الربانيّ ُة من ُ‬
‫وتنق�سم ال�س ُ‬
‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫كائن‪.‬‬
‫كل ٍ‬ ‫مي ٌة على ِّ‬ ‫كاملوت مث ً‬
‫ال‪ ،‬فهو �س َّن ٌة َح ْت ّ‬ ‫ِ‬ ‫إن�سان فيها‪،‬‬
‫اختيار لل ِ‬
‫َ‬ ‫حتميةٍ‪ :‬ال‬
‫ّ‬ ‫‪� .1‬سننٍ‬
‫إحداهما ٌ‬
‫�رشط والأخرى‬ ‫إرادته‪ ،‬وهي ا ّلتي ت َِر ُد على ِ‬
‫�شكل حادثتنيِ مرتابطتنيِ � ُ‬ ‫إن�سان و� ِ‬
‫بفعل ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ترتبط ِ‬ ‫‪� .2‬س ٌ‬
‫نن �رشطيةٌ‪:‬‬
‫هلل قو ُله‬
‫كتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أمثلة َ‬
‫ذلك يف‬ ‫ومن � ِ‬
‫حتمي ًة لتحق ِّق ال�شرَّ ط‪ْ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وحتقق اجلزا ِء فيها يكونُ نتيج ًة‬
‫ُ‬ ‫جزا ٌء‪،‬‬
‫النا�س‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فال�رشط هو ا�ستقام ُة ِ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱫﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ‪( .‬اجلن ‪،)16‬‬
‫إلهي ِة‪.‬‬
‫اخلريات ال ّ‬
‫ِ‬ ‫واجلزاء‪ :‬هو كرث ُة‬
‫ُ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أَ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ال َث ٌة ُاق ِْ�س ُم َع َل ْيهِ َّن‪َ ..‬ما َن َق�صَ َم ُ‬


‫ال َع ْبدٍ ِم ْن �صَ َد َقةٍ‪ ،‬وَالَ ُظ ِل َم َع ْب ٌد َم ْظ َل َم ًة َف�صَ رََب َع َل ْي َها‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ث َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫اب م�س�أَ َل ٍة ِ�إ َّال َف َتح ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َب َ‬ ‫ُ‬
‫اب َفق ٍْر»(‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫ِ�إ َّال َزا َد ُه اهلل ِع ًّزا‪ ،‬وَالَ َف َت َح َع ْب ٌد َب َ َ ْ‬

‫ال�رشيف‪:‬‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال�رشط واجلزا َء املرتتِّ َب عليه كما ح ّد َده‬ ‫‪ G‬بَينِّ ْ يف اجلدولِ التايل‬

‫اجلزا ُء‬ ‫ُ‬


‫ال�رشط‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫(‪ )1‬عبدالكرمي زيدان‪ ،‬ال�سنن الإلهية يف الأمم واجلماعات والأفراد يف ال�رشيعة الإ�سالمية‪� ،‬ص‪ )2( .13‬رواه الرتمذي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫ين!‬ ‫َال‪َ “ :‬يا َم ْع�شَ َر ا ْل ُم َه ِ‬ ‫َال‪� :‬أَق َْب َل َع َل ْي َنا َر ُ�س ُ‬


‫ول ‪َ h‬فق َ‬ ‫هلل ب ِن ُعمر ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪ -‬ق َ‬
‫اج ِر َ‬ ‫َع ْن َع ْب ِد ا ِ ْ َ َ َ َ‬ ‫ ‬
‫هلل �أَنْ ت ُْد ِر ُك ُ‬
‫وه َّن ‪َ -‬ل ْم ت َْظ َه ِر ا ْلف ِ‬
‫َاح�شَ ُة ِفي ق َْو ٍم ق َُّط َح َّتى ُي ْع ِل ُنوا ب َِها �إ َّال َف�شَ ا فِيهِ ُم‬ ‫�س �إ َذا ا ْب ُت ِلي ُت ْم بِهِ َّن ‪ -‬و ََ�أ ُعو ُذ بِا ِ‬
‫َخ ْم ٌ‬
‫ال َوا ْل ِمي َزانَ �إ َّال �أُ ِخ ُذوا‬ ‫ُ�صوا ا ْل ِم ْك َي َ‬ ‫جاع ا َّلتي َل ْم ت َُك ْن َم�ضَ ْت في � ْأ�سالفِهِ ُم ا َّل َ‬
‫ذين َم�ضَ ْوا‪َ .‬و َل ْم َي ْنق ُ‬ ‫اعونُ َوال ْأو ُ‬ ‫َّ‬
‫الط ُ‬

‫ان َع َل ْيهِ ْم‪َ ،‬و َل ْم َي ْم َن ُعوا َز َكا َة �أَ ْموالِهِ ْم ِ�إ َّال ُم ِن ُعوا ا ْلق َْط َر ِم َن َّ‬
‫ال�سما ِء‪َ ،‬و َل ْوال ا ْل َبها ِئ ُم‬ ‫ال�س ْل َط ِ‬
‫ين َو ِ�ش َّد ِة ا ْلمَ�ؤُ َن ِة َو َج ْو ِر ُّ‬‫ِال�س ِن َ‬
‫ب ِّ‬
‫�ض َما في �أَ ْي ِديهِ ْم‪،‬‏‬ ‫هلل و َعه َد ر�سو ِل ِه �إِ َّال �س َّل َط ُ‬
‫اهلل َع َل ْيهِ ْم َع ُد ًّوا ِم ْن غَ ْي ِر ِه ْم فَ�أَ َخ ُذوا َب ْع َ‬ ‫َل ْم ُي ْم َط ُروا‪َ ،‬و َل ْم َي ْنق ُ‬
‫َ‬ ‫ُ�ضوا َع ْه َد ا ِ َ ْ َ ُ‬
‫اهلل �إِ َّال جع َل ُ‬
‫اهلل بَ�أْ َ�س ُه ْم َب ْي َن ُه ْم‪. )1(”..‬‬ ‫هلل وي َت َخيروا ِمما �أَ ْن َز َل ُ‬ ‫َو َما َل ْم ت َْح ُك ْم �أَ ِئ َّم ُت ُه ْم ب ِِك َت ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫اب ا ِ َ َ َّ ُ‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪َ ،‬و ُ�أ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫المجتمع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تهد ُد كيانَ‬
‫أزمات ّ‬
‫خلق � ٍ‬
‫االجتماعية التي ت�ؤ ّدي �إلى ِ‬
‫ِ‬ ‫أمرا�ض‬
‫ال�شريف عد ًدا من ال ِ‬
‫ُ‬ ‫الحديث‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتناول‬ ‫ ‬
‫وتدهوره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫انهياره‬
‫ِ‬ ‫با�ضطرابه �أو‬
‫ِ‬ ‫َوت ُِنذ ُر‬
‫عن الأ�سئل ِة الّتي تليهِ‪:‬‬
‫أجب ِ‬
‫ال�سابق‪ّ ،‬ثم � ْ‬
‫َ‬ ‫ال�شريف‬
‫َ‬ ‫الحديث‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الجدول التالي الّذي يُحلّلُ مفاهيم‬ ‫أكمل‬
‫ال�شريف‪ّ ،‬ثم � ِ‬
‫َ‬ ‫الحديث‬
‫َ‬ ‫‪ G‬ت� ِ‬
‫أمل‬

‫ومن مظاه ِرها‬


‫النتائج ْ‬
‫ُ‬ ‫املظاهر ال�سلبي ُة‬
‫ُ‬
‫املحرم ُة‬
‫ّ‬ ‫اجلن�سي ُة‬
‫ّ‬ ‫املمار�سات‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫مظاهرها الأوبئ ُة املهلك ُة (الإيد ُز)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صحي ٌة ب�رشيةٌ‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬ ‫�أزم ٌة‬
‫كالزنى وال ّل ِ‬
‫واط‪.‬‬
‫(الغ�ش‬
‫ُّ‬ ‫وامليزان‬
‫ِ‬ ‫املكيال‬
‫ِ‬ ‫نق�ص‬
‫‪ُ -‬‬
‫مظاهرها ‪......................................‬‬
‫ِ‬ ‫�أزم ٌة اقت�صادي ٌة و�سيا�سيةٌ‪ ،‬ومن‬
‫االقت�صادي)‪.‬‬
‫ُّ‬

‫مظاهرها ‪.................................................‬‬
‫ِ‬ ‫غذائيةٌ‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬ ‫�أزم ٌة‬ ‫حقوق الفقرا ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫منع‬
‫‪ُ -‬‬

‫وارتكاب‬
‫ُ‬ ‫الواجبات‬
‫ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫ترك‬
‫مظاهرها ‪............................................‬‬
‫ِ‬ ‫�أزم ٌة �سيا�سي ٌة دوليةٌ‪ ،‬ومن‬
‫املحرمات واملجاهر ُة بها‪.‬‬
‫ِ‬
‫و�س َّن ِة َر ُ�سو ِل ِه‬
‫هلل ُّ‬
‫كتاب ا ِ‬ ‫ُ‬
‫تعطيل ِ‬ ‫‪-‬‬
‫يا�س َّيةٌ‪ ،‬ومن َم َظ ِاهرها ‪.......................................‬‬
‫و�س ِ‬
‫اج ِت َم ِاع َّي ٌة ِ‬
‫�أزم ٌة ْ‬ ‫‪.h‬‬

‫(‪)1‬امل�ؤونة‪ :‬القوة �أو النفقة‪ ،‬اجلور‪ :‬الظلم‪ ،‬الطاعون‪ :‬املر�ض العام �أو الوباء‪ ،‬ال�سنني‪ :‬جمع َ�س َن ٍة وهي اجلدب‪ .‬وقد روى هذا احلديث ابن ماجه‬
‫‪10‬‬
‫يف �سننه‪ ،‬رقم ‪ .4019‬و�صححه الألباين‪.‬‬
‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫و�ض ْح‬ ‫النف�س‪ُ ،‬‬


‫حفظ المالِ ) ّ‬ ‫حفظ ِ‬ ‫الدين‪ُ ،‬‬
‫(حفظ ِ‬‫ُ‬ ‫بالمقا�ص ِد ال�شرعي ِة التالي ِة‬
‫ِ‬ ‫الظواهر ال�سلبيّ ُة �إلى الإ�ضرا ِر‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬تُ�ؤ ّدي َ‬
‫تلك‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�شيطانَ‬
‫ظن �أ َّن َ‬ ‫رحم ُه اهللُ‪« :‬تا ِ‬
‫هلل َما َعدا َع ْلي َك ال َعد ُّو �إال بَ ْع َد �أنْ تَ َولَّى ع ْن َك ال َو ُّ‬
‫لي‪َ ،‬فال تَ َّ‬ ‫الجوزي َة ‪َ -‬‬ ‫ابن قيِّ ِم َ‬ ‫‪َ .2‬‬
‫قال ُ‬
‫ا�شرح ذلك‪.‬‬
‫ْ‬ ‫�ض»‪.‬‬‫الحا ِف َظ �أَ ْع َر َ‬
‫ولكن َ‬
‫َّ‬ ‫َغ َل َب‪،‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫المعا�صي؟‬
‫الغيث م َع وجو ِد َ‬
‫نزول ِ‬‫َ‬ ‫‪ .3‬ب َِم تُعلّلُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫“وا َّلذي َنفْ�سي ب َِي ِد ِه َلت أَ� ُم ُرنَّ بِا ْل َم ْع ُر ِ‬


‫وف‬ ‫النبي ‪َ h‬‬ ‫اليمان ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫عن ِّ‬ ‫اهلل عن ُه ‪ِ -‬‬ ‫ِ َ َ‬ ‫بن‬‫عن حذيف َة ِ‬ ‫ ‬
‫اب َل ُك ْم”(‪.)2‬‬ ‫و�ش َكن ُ‬
‫اهلل �أنْ َي ْب َع َث َع َل ْي ُك ْم ِعقا ًبا ِم ْن ُه‪ُ ،‬ث َّم ت َْد ُعو َن ُه َف َ‬
‫ال ُي ْ�س َت َج ُ‬ ‫َو َل َت ْن َه ُونَّ َع ِن ا ْل ُم ْن َك ِر �أَ ْو َل ُي ِ َّ‬

‫ال�شريف‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الحديث‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬في‬ ‫‪� G‬أكملْ ما يلي َ‬
‫وفق ال�سنّ ِة التي �أ�شا َر �إليها‬
‫تم ِع ِم ْن ‪......‬‬
‫للم ْج َ‬ ‫أفراده وم�ؤ�س�سا ِت ِه‪ ،‬كانَ ذلك ِح ً‬
‫فظا ُ‬ ‫من � ِ‬‫ادرة ْ‬
‫ال�ص ِ‬
‫نقد ب ّنا ٌء ِتجا َه ال ْأخطا ِء َّ‬
‫جتم ِع ٌ‬
‫الم َ‬
‫‪� -‬إذا ُو ِج َد في ْ‬
‫‪. .....................................................................................................................‬‬
‫يترتب على القيا ُم بها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫المنكر فري�ض ٌة اجتماعي ٌة‬
‫ِ‬ ‫والنهي عن‬
‫ُ‬ ‫بالمعروف‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫‪. .......................................................................................................... -‬‬ ‫ ‬
‫‪. .......................................................................................................... -‬‬ ‫ ‬

‫(‪ )2‬رواه الرتمذي‪ ،‬رقم ‪.2169‬‬


‫‪11‬‬
‫َ�صار َب ْع ُ�ض ُه ْم‬
‫ا�س َت َه ُموا َ�سفي َنةً‪ ،‬ف َ‬ ‫هلل َوا ْلوا ِق ِع فيها َم َث ُل ق َْو ٍم ْ‬
‫ود ا ِ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬م َث ُل ا ْل ُم ْد ِه ِن(‪ )1‬في ُح ُد ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫ذين في �أَ ْعالها‪ ،‬فَت ََ�أذ َّْوا ب ِِه‪ ،‬فَ� َأخ َذ‬
‫�صار َب ْع ُ�ض ُه ْم ِفي �أَ ْعالها‪ ،‬فَكانَ ا َّلذي في �أَ ْ�س َف ِلها َي ُم ُّرونَ بِا ْلما ِء َعلى ا َّل َ‬
‫في �أَ ْ�س َف ِلها َو َ‬
‫قال‪ :‬تَ�أ َّذ ْي ُت ْم بي‪ ،‬وَال ُب َّد لي ِم َن ا ْلما ِء‪ ،‬فَ�إِنْ �أَ َخ ُذوا َعلى َي َد ْي ِه‬
‫ال�سفي َن ِة‪ ،‬فَ�أت َْو ُه فَقالوا‪ :‬ما َل َك؟ َ‬ ‫فَ� ًأ�سا‪ ،‬ف ََج َع َل َي ْنق ُُر � ْأ�سف ََل َّ‬
‫�أ ْن َج ْو ُه َو َن َّج ْوا �أَ ْنف َُ�س ُه ْم‪ ،‬وَ�إِنْ ت ََركو ُه �أَ ْه َلكو ُه و ََ�أ ْه َلكوا َ�أ ْنف َُ�س ُه ْم»(‪.)2‬‬

‫ال�سابق؟‬
‫ِ‬ ‫والحديث‬
‫ِ‬ ‫الحديث‬
‫ِ‬ ‫بين هذا‬ ‫ُ‬
‫الم�شترك َ‬ ‫ُ‬
‫الرابط‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫بع�ض‬
‫إزالة ِ‬ ‫أر�ضي تو�سع َة مكا ِنهم‪ ،‬فو�ضَ عوا ّ‬
‫خط ًة ل ِ‬ ‫ور ال ِّ‬ ‫الد ِ‬
‫�ساكنو َّ‬ ‫عدةٍ‪� ،‬أرا َد ِ‬ ‫مكونٌ من �أدوارٍ ّ‬
‫كبير ّ‬
‫بنا ٌء ٌ‬ ‫ ‬
‫المباالة بحيا ِتهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إحداث التو�س َع ِة دونَ �أَنْ ي�أ َبهوا ِّ‬
‫بحق َم ْن فوقَهم �أو‬ ‫ِ‬ ‫أجل �‬
‫والجدران من � ِ‬
‫ِ‬ ‫أعمدة‬
‫ال ِ‬
‫يحدث لو تر َك ُه ُم البا ُقونَ لِما َخ ّططوا له‪ ،‬والت َزموا ال�صمت َ‬
‫حيال ِف ْعلِهم؟‬ ‫ُ‬ ‫�أ‪ .‬ماذا‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫جتمع؟‬
‫الم ِ‬‫و�صمت ْ‬
‫ِ‬ ‫رات‬ ‫ب‪ .‬ما النتيج ُة الحتميّ ُة المترتب ُة على انت�شا ِر َ‬
‫المنك ِ‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫اب‬
‫ر�ص و�أ�صَ َ‬ ‫لما ُف ِت ْ‬
‫حت ق ُْب ُ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬ ‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬
‫الد ْردا ِء ‪َ -‬ر ِ�ض َي‬
‫الذعر َبكى �أبو َّ‬
‫ُ‬ ‫�أَ ْه َلها‬
‫كيك؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫فقيل ل ُه‪َ :‬ما ُي ْب َ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال�شرط والنتيجةَ‪:‬‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ِ‬ ‫أحاديث التالي ِة‬
‫ِ‬ ‫من خاللِ ال‬ ‫‪ْ G‬‬
‫ما �أَهونَ َ‬
‫الخ ْل َق َعلى ا ِ‬
‫هلل �إ َذا ُه ْم تَركوا‬ ‫قوم ُي ْع َم ُل ِفيهم باملَعا�صي‪ُ ،‬ثم َيق ِْدرونَ على �أَنْ‬
‫ر�سول اهلل ‪« :h‬ما ِم ْن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ .1‬‬
‫قال‬
‫بعقاب»(‪.)3‬‬ ‫يو�ش ُك �أن يعمهم ُ‬
‫اهلل منه‬ ‫غريوا �إال ِ‬
‫هي �أم ٌة قَاهر ٌة َظاهرةٌ‪،‬‬ ‫بينما َ‬‫أمره‪َ ،‬‬
‫� َ‬
‫ٍ‬ ‫َ ُ َّ ُ‬ ‫ثم ال ُي ُ‬‫ُيغيرّ وا‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫وجل‬ ‫هلل ع َّز‬
‫لك تََركوا � ْأم َر ا ِ‬ ‫َل ُهم ُ‬
‫الم ُ‬ ‫‪................................................................................‬‬
‫فََ�صاروا �إلى ما تَرى"(‪.)4‬‬ ‫‪................................................................................‬‬

‫(‪)1‬املُ ْد ِه ْن‪ :‬هو املحابي الذي ي�ضيع احلقوق وال يغري املنكر‪� )2( .‬أخرجه البخاري‪ )3( .‬رواه �أبو داود‪ ،‬رقم ‪.4338‬‬
‫‪12‬‬
‫(‪ )4‬الزهد البن حنبل‪ ،‬ج‪� ،1‬ص ‪.142‬‬
‫الرف َْق ُي ْح َر ِم ا ْل َخ ْي َر”(‪.)5‬‬
‫هلل ‪“ :h‬من ُي ْح َر ِم ِّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ .2‬‬
‫قال‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫قال حكيم بن ِحزام ر�ضي ُ‬ ‫هلل ‪�“ :h‬صَ نا ِئ ُع ا ْل َم ْع ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ .3‬‬
‫اهلل عن ُه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ ‬ ‫ال�سو ِء”(‪.)6‬‬
‫�صار َع ُّ‬
‫روف ت َِقي َم ِ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬
‫‪ُ ،‬ث َّم �س ََ�أ ْل ُت ُه‬ ‫هلل ‪ h‬ف ََ�أ ْعطانيِ‬ ‫�س ََ�أ ْل ُت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫ال‬‫�إِنَّ هذا المْ َ‬ ‫يم!‬ ‫فَ�أَ ْع َطانيِ ‪ُ ،‬ث َّم َ‬
‫قال يل‪ :‬يا َح ِك ُ‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫ْ�س ُبورِ َك له‬ ‫َخ�ضرِ ٌ ُح ْل ٌو ف ََم ْن �أَ َخ َذ ُه ب َِ�س َ‬
‫خاو ِة َنف ٍ‬ ‫يار َبال ِق َع”(‪.)7‬‬ ‫الفاج َر ُة ت ََذ ُر ِّ‬
‫الد َ‬ ‫“اليمين ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ .4‬‬
‫قال‬
‫بار ْك له فيه‪،‬‬ ‫ْ�س مل ُي َ‬ ‫اف َنف ٍ‬‫فيه‪َ ،‬و َم ْن �أَ َخ َذ ُه ِب ِ�إ�شرْ ِ‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫وكانَ َكا َّلذي ي َْ�أ ُك ُل وال َي ْ�ش َب ُع‪َ ،‬وا ْل َي ُد ا ْل ُع ْليا‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫يم‪ :‬فق ْل ُت‪ :‬يا‬ ‫قال َح ِك ٌ‬ ‫ال�سفْلى‪َ ،‬‬ ‫خَيرْ ٌ من ا ْل َي ِد ُّ‬ ‫هلل ما ا ْل َفق َْر � ْأخ�شى َع َل ْي ُك ْم‪َ ،‬و َل ِك ِّني �أَ ْخ�شى‬ ‫هلل ‪َ :h‬‬
‫“وا ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪َ .5‬‬
‫قال‬
‫�سول اللهَّ ِ ‪َ ،‬وا َّلذي َب َع َث َك بِالحَْ ِّق ال �أَ ْرزَ�أُ �أَ َح ًدا‬
‫َر َ‬
‫الد ْنيا َع َل ْي ُك ْم َكما ُب ِ�س َط ْت َعلى َم ْن كانَ ق َْب َل ُك ْم‬ ‫َع َل ْي ُك ْم �أَنْ ت ُْب َ�س َط ُّ‬
‫َب ْع َد َك �شي ًئا ح ّتى �أُفارِ َق ُّ‬
‫الد ْنيا‪ ،‬فَكانَ �أبو َب ْك ٍر‬
‫َف َتنافَ�سوها َكما تَنافَ�سوها َوت ُْه ِل َك ُك ْم َكما َ�أ ْه َل َك ْت ُه ْ‏م”‏(‪.)8‬‏‬
‫كيما ِل ُي ْع ِط َي ُه ا ْل َع َط َاء فَيَ�أْبى أ�َنْ َيق َْب َل منه‬
‫َي ْد ُعو َح ً‬
‫‪........................................................................‬‬
‫�شي ًئا‪ُ ،‬ث َّم �إِنَّ ُع َم َر َدعا ُه ِل ُي ْع ِط َي ُه ف�أبى أ�َنْ َيق َْب َل ُه‪،‬‬
‫قال ‪�“ :h‬إِذا َخ َط َب �إ َل ْي ُك ْم َم ْن ت َْر�ضَ ْونَ دي َن ُه َو ُخ ُل َق ُه َف َز ِّوجو ُه‪� ،‬إِ َّال‬ ‫‪َ .6‬‬
‫�ض عليه‬ ‫ني �إين �أَ ْع ِر ُ‬‫فقال‪ :‬يا َم ْع�شرََ المْ ُ ْ�س ِل ِم َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ري�ض”(‪.)9‬‬ ‫�ض َوفَ�سا ٌد َع ٌ‬ ‫َت ْف َع ُلوا ت َُك ْن ِف ْت َن ٌة في ال ْأر ِ‬
‫من هذا ا ْلف َْي ِء فَيَ�أْبى‬
‫َح َّق ُه ا ّلذي ق ََ�س َم اهلل له ْ‬
‫‪........................................................................‬‬
‫النا�س َب ْع َد‬
‫من ِ‬ ‫يم �أَ َح ًدا َ‬
‫أ�َنْ ي َْ�أ ُخ َذ ُه فلم َي ْرزَ�أْ َح ِك ٌ‬
‫النبي ‪ h‬حتى ت ُُوفيَِّ َر ِح َم ُه اهلل(‪. )10‬‬
‫ِّ‬ ‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫ور َك َل ُهما يف‬ ‫تفرقا‪� ،‬أو َ‬


‫قال‪َ :‬ح َّتى َي َتف ََّرقا‪ ،‬فَ�إِنْ �صَ َدقا‪َ ،‬و َب َّينا ُب ِ‬ ‫يار ما مَلْ َي َّ‬
‫عان بالخْ ِ ِ‬
‫هلل ‪« :h‬ا ْل َب ِّي ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫َب ْي ِعهِ ما‪ ،‬وَ�إنْ َك َتما‪َ ،‬و َك َذبا محُ ِ ق ْ‬
‫َت َب َر َك ُة َب ْي ِعهِ َم»(‪.)11‬‬

‫المواقف التاليةِ؟‬
‫ِ‬ ‫يحدث في‬
‫َ‬ ‫ال�شريف‪ ،‬ماذا تتوقّ ُع �أَنْ‬
‫ُ‬ ‫الحديث‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬في �ضو ِء َ‬
‫تلك ال�سنّ ِة الربانيّ ِة التي �أ�شا َر �إليها‬
‫حر َكها ً‬
‫�سليما‪.‬‬ ‫وه ًما له �أنَّ ُم ّ‬
‫حر ِك ُم ِ‬
‫الم ِّ‬
‫الخطير في ُ‬
‫َ‬ ‫عيبها‬
‫خفيا َ‬
‫آخر ُم ً‬
‫مركبته ل َ‬
‫رجل َ‬‫باع ٌ‬
‫�أ‪َ .‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫منخف�ض ًّ‬
‫ٍ‬ ‫م�ستوى‬
‫ً‬ ‫عالمات تجار ّي ًة رائج ًة على ِ�س َل ٍع م�ستورد ٍة ِ‬
‫ذات‬ ‫ٍ‬ ‫ي�ضع‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫و�ص ِف ِ�سل َع ِت ِه‪.‬‬
‫المبالغات في ْ‬
‫ِ‬ ‫الباعة‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫ج‪ .‬يتج ّن ُب � ُ‬

‫(‪ )5‬رواه م�سلم‪ ،‬رقم ‪ )6( .2592‬رواه الطرباين يف الكبري ب�إ�سناد ح�سن‪ )7( .‬بالقع‪ :‬خربة‪ .‬رواه البيهقي وهو حديث �صحيح‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫(‪ )8‬رواه م�سلم‪ )9( .‬رواه الرتمذي‪ )10( .‬رواه البخاري‪ ،‬ومعنى َي ْرزَ�أ‪ :‬ي�أخذ �شي ًئا‪ ،‬يقال‪ :‬رز أ� فالن ماله‪� :‬أخذ منه �شي ًئا‪ )11( .‬متفق عليه‪.‬‬
‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪َ ،‬و ُ�أناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫و�ش ُك الأُممَ ُ أ�َنْ تَداعى َع َل ْي ُك ْم َكما تَداعى‬


‫هلل ‪ُ « :h‬ي ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن ثوبانَ موىل‬
‫ْ‬ ‫ ‬

‫ري‪َ ،‬و َل ِك َّن ُك ْم غُ ثا ٌء َك ُغثا ِء َّ‬


‫ال�س ْي ِل‪،‬‬ ‫قال‪َ :‬ب ْل �أَ ْن ُت ْم َي ْو َمئِذٍ َك ِث ٌ‬ ‫الأَ َك َل ُة �إِىل ق َْ�ص َع ِتها‪ ،‬ف َ‬
‫َقال قا ِئ ٌل‪َ :‬و ِم ْن ِق َّل ٍة َن ْح ُن َي ْو َمئِذٍ ؟ َ‬
‫هلل‪َ ،‬وما‬ ‫َقال قا ِئ ٌل‪ :‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫اهلل يف قُلوب ُِك ْم ا ْل َو ْه َن‪ .‬ف َ‬ ‫دور َع ُدو ُكم المَْهاب َة ِم ْن ُكم‪ ،‬و َليق ِْذفَن ُ‬ ‫اهلل ِم ْن ُ�ص ِ‬ ‫و َلي ْن َزعن ُ‬
‫ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َ َ َّ‬
‫حفظ‬ ‫راه َي ُة المَْ ْو ِت»(‪.)1‬‬
‫الد ْنيا َو َك ِ‬ ‫ا ْل َو ْه ُن؟ َ‬
‫قال‪ُ :‬ح ُّب ُّ‬

‫تفكك الأ َّمةِ‪،‬‬


‫ال�شريف من ِ‬
‫ُ‬ ‫ديث‬
‫الح ُ‬
‫ي�شير � ْإليها َ‬
‫آلت � ْإليها هذه النتيج ُة التي ُ‬
‫أ�سباب التي � ْ‬ ‫‪ G‬من خاللِ مجموعت َِك ال ّطالبي ِة ِ‬
‫ناق�ش ال َ‬
‫عليها‪.‬‬
‫وتكالب الأعدا ِء ْ‬
‫ِ‬ ‫وانفراطِ عقْدِ ها‪ ،‬وخ ّف ِة وزنِها‪َ ،‬و َه َوانِ قيمتِها‪ ،‬وان�سيابِها في َمجاري التبعيّ ِة ل ْغي ِرها‪،‬‬

‫(‪)1‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫ال�سنن ال�شرطي ِة في كلٍّ منها مبينًا النتيج َة المترتب َة عليها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫قم ب�صياغ ِة‬
‫أحاديث التاليةَ‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبّ ِر ال‬
‫ال�سو ِء»(‪.)2‬‬ ‫«ال�ص َد َق ُة ت ُْط ِف ُئ غَ �ضَ َب َّ‬
‫الر ِّب‪َ ،‬وت َْدف َُع ِمي َت َة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫َال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫�أ‪ .‬‬
‫الد ْن َيا َوال ِآخ َر ِة‪َ ،‬و َم ْن جَ َّنى َم ْك ُرو ًبا‬
‫وجل يف ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الد ْنيا �سَترََ ُه ُ‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫هلل ‪« :h‬من �سَترََ ُم ْ�س ِل ًما يف ُّ‬ ‫َال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ ‬
‫خيه كانَ ُ‬ ‫حاج ِة �أَ ِ‬ ‫ف َّ ُ‬
‫وجل يف‬ ‫َّ‬ ‫اهلل ع َّز‬ ‫من ُك َر ِب َي ْو ِم ا ْل ِقيا َم ِة‪َ ،‬و َم ْن كان يف َ‬ ‫َك اهلل عن ُه ُك ْر َب ًة ْ‬
‫حاج ِت ِه»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫ال َخ�ضرَِ ٌة ُح ْل َو ٌة‪ ،‬ف ََم ْن �أَ َخ َذ ُه‬
‫كيم! �إِنَّ هذا المْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حزام ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهلل عن ُه ‪« :-‬يا َح ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬
‫حلكيم ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬ ‫ ‬
‫بار ْك له فيه‪ ،‬وكانَ َكا َّلذي يَ�أْ ُك ُل وال‬ ‫ْ�س مل ُي َ‬ ‫ور َك له فيه‪َ ،‬و َم ْن َ�أ َخ َذ ُه ِب�إِ�شرْ ِ‬
‫اف َنف ٍ‬ ‫ْ�س ُب ِ‬
‫خاو ِة َنف ٍ‬
‫ب َِ�س َ‬
‫َي ْ�ش َب ُع ا ْل َي ُد ا ْل ُع ْليا خَيرْ ٌ من ا ْل َي ِد ُّ‬
‫ال�سفْلى»(‪.)4‬‬
‫«من �سرَ َّ ُه أ�َنْ ُي ْب َ�س َط له يف ِر ْز ِق ِه و أَ�َنْ ُي ْن�سََ�أ له يف �أَ َث ِر ِه َف ْل َي ِ�ص ْل َر ِح َم ُه»(‪.)5‬‬
‫هلل ‪ْ :h‬‬ ‫َال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أمره �إىل ِق َّلةٍ»(‪.)6‬‬
‫الربا � اّإل كانَ عاقب ُة � ِ‬ ‫قال‪« :‬ما � ٌ َ‬
‫النبي ‪َ h‬‬
‫أحد �أكثرََ من ِّ‬ ‫عن ِّ‬ ‫ابن م�سعودٍ ِ‬
‫عن ِ‬‫ِ‬ ‫ب‪ .‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عب»(‪.)7‬‬ ‫الر�شا � اّإل �أ ِخذوا ُّ‬
‫بالر ِ‬ ‫فيهم ُّ‬
‫يظهر ُ‬
‫ُ‬ ‫قوم‬
‫هلل ‪..« :h‬وما ِمن ٍ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬ ‫ ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬رواه ابن حبان‪ ،‬رقم ‪ )3( .664‬رواه �أحمد يف م�سنده‪ ،‬حديث رقم ‪ )4( .17000‬رواه البخاري‪ )5( .‬رواه البخاري‪ ،‬رقم ‪.5639‬‬
‫‪15‬‬ ‫(‪ )6‬رواه ابن ماجه واحلاكم وقال �صحيح الإ�سناد‪ )7( .‬رواه �أحمد‪ ،‬حديث رقم ‪.17856‬‬
‫َ�ض ق َْو ٌم ا ْل َع ْه َد ق َُّط ِ�إ اّل كانَ‬
‫هلل ‪« :h‬ما َنق َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫بن بريد َةعن �أبيه ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫هلل ِ‬
‫عبد ا ِ‬
‫عن ِ‬ ‫ج‪ .‬‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫قط �إِ اّل �س َّل َط ُ‬
‫اهلل َع َل ْيهِ ُم المَْ ْو َت‪ ،‬وَال َم َن َع ق َْو ٌم‬ ‫ا ْل َق ْت ُل َب ْي َن ُه ْم‪ ،‬وَال َظ َه َر ِت ا ْل ِ‬
‫فاح�شَ ُة يف ق َْو ٍم ُّ‬
‫َ‬
‫ال َّزكا َة ِ�إ َّال حب� ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه ُم ا ْلق َْط َر»(‪.)1‬‬ ‫َ َ سَ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ ال ّثاين‪:‬‬

‫طاك ُ‬‫هلل َع َّز َو َج َّل �إِ اَّل �أَ ْع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫اهلل خَيرْ ً ا»(‪.)2‬‬ ‫هلل ‪�« :h‬إِ َّن َك َل ْن ت ََد َع �شَ ْي ًئا ات َ‬
‫ِّقاء ا ِ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‬

‫ابحث‬
‫ال�رشيف‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫وا�ضح لهذه ال�سنّ ِة الوارد ِة يف‬
‫ٌ‬ ‫عمر ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهللُ َع ْن ُهما ‪ -‬تطبي ٌق‬
‫هلل ِبن َ‬
‫عبدا ِ‬
‫ق�ص ِة الراعي م َع ِ‬
‫‪ G‬يف ّ‬
‫عن َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�رشيف؟‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫وفق َ‬
‫تلك ال�سن ِة ال�رشطي ِة التي �أ�شا َر �إليها‬ ‫‪ G‬ماذا تتوقّ ُع لكلٍّ ْ‬
‫من ه�ؤال ِء َ‬
‫ال�سحرة ملنع وقوع طال ِقها‪ ،‬فرف�ضَ ْت لأ َّنه ِفع ٌل يغ�ضب َ‬
‫اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫الذهاب �إىل‬ ‫�شج َع ْتها �صديق ُتها على‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ �أ‪َّ .‬‬
‫هلل ل ُه‪.‬‬ ‫أخالقي‪ ،‬لأ ّنه ي�ستحي ْ‬
‫من ر� ِؤية ا ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫موقع غ ِري �‬
‫الدخول �إىل ٍ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫طالب ِ‬
‫ٌ‬ ‫امتنع‬
‫َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ ‬

‫الهدية ر�شو ًة ّ‬
‫حمرمةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فامتنع لأ ّنه ر�أى يف‬
‫َ‬ ‫ين منه‪،‬‬ ‫هدي ٌة ق َِّي َم ٌة ُم َ‬
‫قابل �إم�ضا ٍء غ ِري قانو ٍّ‬ ‫ج‪ .‬م�س� ٌ‬
‫ؤول ُعر�ضَ ْت عليه ّ‬ ‫ ‬

‫بعفو ر ِّب ِه عن ُه‪.‬‬


‫مع قدر ِت ِه عليهما رغب ًة ِ‬ ‫د‪َ .‬‬
‫ترك االنتقا َم والت�شف َِّي َ‬ ‫ ‬

‫(‪)1‬رواه احلاكم‪ ،‬رقم ‪ ،2577‬وقال حديث �صحيح على �رشط م�سلم ومل يخرجاه‪ ،‬و�صححه الألباين‪ )2( .‬رواه �أحمد‪ ،‬رقم ‪.20758‬‬
‫‪16‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫هلل ‪ُ h‬‬
‫يقول‪�« :‬إِ َذا ت ََبا َي ْع ُت ْم بِا ْل ِعي َن ِة‪.»..‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�سمع ُت‬ ‫عنهما ‪َ -‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫ابن عمر ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫عن ِ‬‫ِ‬ ‫ ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للدر�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�سج ِل ا�ستنتاجا ِت َك يف �ضو ِء فهمِ َك‬
‫نن �أبي داو َد يف كتاب الإجارة‪ّ ،‬‬
‫ال�رشيف يف �س ِ‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ابحث ِ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪17‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫خول ْحت َت طاع ِته‪.‬‬
‫والد ُ‬
‫ول ‪ُّ h‬‬
‫واملعو ُق له ِ‬
‫عن‬ ‫ّ‬ ‫الق‪،‬‬
‫االنط ِ‬
‫الر ُ�س ِ‬
‫ُ‬
‫اع ّ‬
‫املانع َل ُه ِم َن ِ‬
‫اتب ُ‬
‫ال�رش ِع هي َّ‬
‫‪َ .1‬حقيق ُة ْ‬
‫حجاب العق ِْل‬
‫ُ‬ ‫قليد‬
‫‪ .2‬ال ّت ُ‬ ‫االتباع والتقليد‬
‫ال َّتفكريِ‪.‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت�أَ َّملُ‪:‬‬

‫ميل بِن ِزيادٍ ال َّن ْخعي ر ِحم ُه ُ‬


‫اهلل‪ :‬يا ُك َم ْي ُل‪،‬‬ ‫لك ِ‬‫َال ُ‬ ‫طالب ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪� -‬أ َّن ُه ق َ‬ ‫بن �أبي‬
‫علي ِ‬
‫ِّ َ َ‬ ‫ٍ َ َ‬ ‫إمام ِّ‬
‫عن ال ِ‬
‫وي ِ‬
‫ُر َ‬ ‫ ‬
‫ا�س َثال َثةٌ‪ :‬عاملٌ ر ّبا ٌّ‬
‫ين‪ ،‬و ُمتع ِّل ٌم على َ�س ِ‬
‫بيل جناةٍ‪،‬‬ ‫القلوب �أوعيةٌ‪ ،‬ف ََخ ُريها � ْأوعاها‪ ،‬فَاحف َْظ َع ّني ما � ُ‬
‫أقول َل َك‪ ،‬ال َّن ُ‬ ‫َ‬ ‫�إنَّ هذه‬
‫العلم‪ ،‬وملْ َيلج�ؤوا �إىل ُر ٍ‬
‫كن َوثيقٍ »(‪.)1‬‬ ‫ريح مَييلون‪ ،‬ملْ ْ‬
‫ي�س َت�ضي�ؤوا بنور ِ‬ ‫كل ناعقٍ ‪َ ،‬م َع ُك ِّل ٍ‬
‫أتباع ِّ‬
‫عاع‪ُ � ،‬‬
‫وه َم ٌج َر ٌ‬
‫َ‬

‫ر�ضي اهلل عنه ‪-‬؟‬


‫علي ‪َ -‬‬
‫ا�س كما ر�آها الإما ُم ٌّ‬
‫‪ G‬ما �أق�سا ُم النّ ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫خ�صال ال ِق ْ�س ِم الثالث؟‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫فات ال َعا ِمل الربا ِّين يف �ضو ِء قولِ ا ِهلل تَعاىل‪ :‬ﱫﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫‪ G‬ما ِ�ص ُ‬
‫ﮊ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)79‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املجتهد واملُق ّل ِد دونَ ِع ْل ٍم؟‬
‫ِ‬ ‫ني العا ِمل‬ ‫ُ‬
‫تتو�سط ب َ‬ ‫‪ G‬ما املرتب ُة التي‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫� اً‬
‫أول‪ :‬االتباع‪:‬‬
‫ني اثننيِ‪:‬‬
‫االتباع ي�أتي على معني ِ‬
‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫ر�ضي‬
‫َ‬ ‫ابن م�سعودٍ ‪-‬‬ ‫وهو كما َ‬
‫قال ُ‬ ‫وال�سري على ُ�س ّن ِته دونَ خمالف ِتها‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫بي ‪h‬‬ ‫اقتفاء َه ْدي ال ّن ِّ‬
‫َ‬ ‫االبتداع‪ ،‬و ُيرا ُد ِبه‬
‫ِ‬ ‫�ضد‬
‫‪ُّ .1‬‬
‫فقد ُكفي ُت ْم»(‪.)2‬‬ ‫ول تَبتدعوا‪ْ ،‬‬ ‫«اتبعوا اَ‬ ‫ُ‬
‫اهلل عنه ‪ِّ :-‬‬

‫النمري‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ج ‪� ،2‬ص ‪ .112‬والرعاع‪ :‬من ال ف�ؤاد له وال عقل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عبد ال ِرب‬
‫بن ِ‬‫يو�سف ُ‬
‫ُ‬ ‫وف�ض ِله‪:‬‬
‫العلم ْ‬
‫بيان ِ‬
‫(‪)1‬جامع ِ‬
‫‪18‬‬
‫(‪� )2‬سنن الدارمي‪ ،‬رقم ‪.205‬‬
‫االجماع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وال�س ِنة � ِأو‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ِ‬ ‫العامل وما ا�س َت َّ‬
‫دل به من‬ ‫‪ .2‬ت َّتب ُِع ِ‬
‫مبني على‬
‫ِّباع؛ لأ ّنه ٌّ‬ ‫�سول ‪ْ h‬‬
‫وفع ِله ات ٌ‬ ‫الر ِ‬ ‫ليل‪ ،‬فال َع َم ُل ِ‬
‫بقول َّ‬ ‫والد ِ‬ ‫االتباع يف ِكال املَ ْع َنينيِ على ا ُ‬
‫حل َّج ِة َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويقو ُم‬ ‫ ‬
‫قوله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫ر�سوله ‪ h‬وال ُ‬
‫أخذ عن ُه‪ ،‬كما َج َاء يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّباع‬
‫هلل تعاىل بات ِ‬
‫القاطعة‪ ،‬وهي � ْأم ُر ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ا ُ‬
‫حل َّج ِة‬
‫عد‬ ‫الد ُ‬
‫ليل ُي ُّ‬ ‫عليه َّ‬
‫العامل فيما قا َم ِ‬
‫وتتبع ِ‬‫ُ‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﱪ‪( .‬احل�رش ‪.)7‬‬
‫العامل‪.‬‬
‫أقوال ِ‬‫ولي�سَ انقيا ًدا ل ِ‬
‫للدليل ْ‬
‫ِ‬ ‫اتباعا؛ لأ ّنه انقيا ٌد‬
‫ً‬

‫�أُقا ِر ُن‪:‬‬

‫واالبتداع؟‬
‫ِ‬ ‫باع‬
‫ني االتّ ِ‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َف ِّك ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫‪ G‬ملاذا يُع ُّد العملُ بال ِ‬


‫إجماع اتبا ًعا؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫احلاالت التّالي ِة تُع ُّد اتبّا ًعا؟ وملاذا؟‬
‫ِ‬ ‫‪ُّ � G‬أي‬
‫قهي؟‬
‫الف ِّ‬
‫مذهبه ِ‬
‫ِ‬ ‫ينت�سب �إىل‬
‫ُ‬ ‫�أ‪ .‬ال َيق َْب ُل بِر� ِأي � ٍّأي َ‬
‫من العلما ِء � اّإل �إذا كانَ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫عاملي؟‬
‫ٍّ‬ ‫وح ُ�ضورٍ‬
‫فقهي ٍة لأ ّن ُه ذو �شهر ٍة ُ‬
‫أحد ال ُعلما ِء يف م�س�أل ٍة ّ‬ ‫علم َ‬
‫قول � ِ‬ ‫طالب ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّبع‬
‫ب‪ .‬ات َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫حيح؟‬
‫ال�ص ِ‬
‫ليل ّ‬
‫الد ِ‬
‫ات لأ ّنها تقو ُم على َّ‬ ‫ج‪َ � .‬‬
‫أخذ بِفتوى � ْإحدى ال ّن�ساء ال َعالمِ ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪19‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫جلميع َم ْن َع َر َف ُه ال ُيقويه‬ ‫يء فهو اللاّ ز ُم‬ ‫قال الإما ُم ال�شافعي ‪ -‬ر ِحم ُه ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫ول ‪َّ h‬‬ ‫الر�س ِ‬
‫عن ُ‬ ‫ثبت ِ‬‫اهلل تعاىل ‪�“ :-‬إذا َ‬ ‫ُّ َ َ‬
‫ف � ْأم َر ُه»(‪.)1‬‬ ‫يجعل ُ‬
‫اهلل لأحدٍ َم َع ُه � ْأم ًرا ُيخا ِل ُ‬ ‫ّباعه‪ ،‬وملْ‬
‫َر�ض الذي على ال ّنا�س ات ُ‬
‫غريه‪ ،‬بل هو الف ُ‬
‫ِ‬ ‫وال ُيوه ُن ُه �شي ٌء ُ‬
‫افع ِّي‬
‫وال�ش ِ‬
‫مالك و�أبي حنيف َة ّ‬ ‫النبي ‪َ h‬ك ٍ‬ ‫غري ِّ‬ ‫َمن َت َع ّ�ص َب لواحدٍ ُمعينَّ ٍ َ‬
‫نفي‪“ :‬ف ْ‬
‫حل ِّ‬‫ابن �أبي الع ِّز ا َ‬
‫الم ُة ُ‬ ‫ُ‬
‫ويقول الع ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اعتقد‬
‫َ‬ ‫جاهل ٌّ‬
‫�ضال‪ ،‬و� ِإن‬ ‫ٌ‬ ‫فه َو‬
‫ني ُ‬
‫الباق َ‬
‫أئمة َ‬
‫قول ال ِ‬ ‫واب ا ّلذي ينبغي ات ُ‬
‫ّباعه دونَ ِ‬ ‫ال�ص ُ‬ ‫أحمد‪ ،‬ور�أى �أنّ َ‬
‫قول هذا ُه َو ّ‬ ‫و� َ‬
‫اجتم َع ْت على أ� ّن ُه ال َي ِج ُب َط َ‬
‫اع ُة‬ ‫قد ْ‬
‫أئمة ف�إ ّنه ُيخ�شى عليه‪ ،‬ف�إنَّ ال ّأمة ِ‬
‫اتباعه دونَ غ ِريه ِم َن ال ِ‬
‫ا�س ُ‬ ‫يج ُب على ال ّن ِ‬
‫�أ َّن ُه ِ‬
‫َ‬
‫ر�سول اهلل ‪.)2(»h‬‬ ‫�أحدٍ يف ِّ‬
‫كل �شي ٍء � اّإل‬
‫�سبق‪:‬‬
‫ا�ستنتاجات مما َ‬
‫ٍ‬ ‫�سجلْ ثالث ًة‬
‫‪ِّ G‬‬
‫‪................................................................................................................... .1‬‬
‫‪................................................................................................................... .2‬‬
‫‪................................................................................................................... .3‬‬

‫ال�صحابة‪:‬‬
‫باع َّ‬
‫من اتّ ِ‬
‫مناذج َ‬
‫ُ‬
‫لذلك ملْ يكونوا َي ّ‬
‫تحرجون ِم ْن ُ�س�ؤا ِله‪ ،‬ومل يكونوا‬ ‫َ‬ ‫الع ِلم‪،‬‬
‫اعا يقو ُم على ِ‬
‫اتب ً‬
‫�سول ‪ّ h‬‬
‫للر ِ‬‫ال�صحابة ّ‬
‫ِ‬ ‫ّباع‬
‫كانَ ات ُ‬ ‫ ‬
‫عليهم‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪ُ h‬ي ِ‬
‫نك ُر‬ ‫ر�س ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫يكن ُ‬
‫عن الهوى‪ ،‬ومل ْ‬ ‫ول اهلل ‪ h‬ا ّلذي ال ِ‬
‫ينط ُق ِ‬ ‫ر�س ُ‬
‫يقينهم ب�أ ّنه ُ‬
‫ْ‬ ‫مع‬
‫َنافيا َ‬
‫َيرونَ يف ال�س� ِؤال ت ً‬
‫ني �أ ّنه ُه َو‬‫نته ُم َتيقن َ‬
‫ب�س ِ‬
‫أخذ ُ‬ ‫احلق و َيزدادونَ به َيقي ًنا‪َ ،‬كما �أَ َن َّهم كانوا ي ْق َتدونَ ب ْ‬
‫ِفع ِله وال ِ‬ ‫هم ال ّتي َي�س َتبينونَ بِها َّ‬
‫تَ�سا�ؤال ِت ُ‬
‫عن الهوى‪ :‬ﱫ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﱪ‪( ،‬النجم ‪ ،)4‬و ِل َ‬
‫ذلك �أمثل ٌة كثري ٌة منها‪:‬‬ ‫ال�صواب الّذي ال َي ْ�ص ُ‬
‫در ِ‬ ‫ُ‬

‫ف ِب� َّأولِهِ ْم وَ� ِآخ ِر ِه ْم‪ .‬فقا َل ْت‬ ‫�ض ُي ْخ َ�س ُ‬


‫داء ِم َن ال ْأر ِ‬‫�ش ا ْل َك ْع َبةَ‪ ،‬فَ�إذا كا ُنوا ب َِب ْي َ‬
‫هلل ‪َ « :h‬ي ْغ ُزو َج ْي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫ف ِب� َّأولِهِ ْم وَ� ِآخ ِر ِه ْم‪َ ،‬وفِيهِ ْم � ْأ�سواق ُُه ْم َو َم ْن َل ْي�سَ ِم ْن ُه ْم‏؟!‬‫ف ُي ْخ َ�س ُ‬ ‫هلل‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫اهلل ع ْنها ‪ :-‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫عائ�ش ُة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫َ َ‬
‫ف ِب� َّأولِهِ ْم وَ� ِآخ ِر ِه ْم‪ُ ،‬ث َّم ُي ْب َع ُثونَ َعلى ِن َّياتِهِ ْم»(‪.)3‬‬ ‫َ‬
‫قال‪ُ :‬ي ْخ َ�س ُ‬

‫من الر�سولِ ‪َ h‬‬


‫لذلك با َد َر ْت ب ُِ�س�ؤالِ‬ ‫ر�ض َي اهلل عنها ‪� -‬أنْ تُوفّ َق بينَ ُه وب َ‬
‫ني ما َ�سمعتَ ُه َ‬ ‫أمر ملْ ِ‬
‫ت�ستط ِع ال�سيد ُة عائ�ش ُة ‪ِ -‬‬ ‫‪َ G‬‬
‫هناك � ٌ‬
‫أمر يف ت َّو ُق ِع َك؟‬
‫ناق�ض في ِه‪ ،‬فما َهذا ال ُ‬ ‫الر�سولِ ‪ h‬عن ُه لأنَّها على يق ٍ‬
‫ني �أ ّن الإ�سال َم دي ٌن ح ٌّق ال تُ َ‬ ‫َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪)1‬الر�سالة‪� ،‬ص ‪ )2( .303‬االتباع‪� :‬ص ‪ )3( . 79-80‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪20‬‬
‫قول‪� :‬إِنيِّ لأق َِّب ُل َك وَ�أَ ْع َل ُم �أَ َّن َك‬
‫قال‪« :‬رَ�أَ ْي ُت ُع َم َر ُيق َِّب ُل الحَْ َج َر َو َي ُ‬‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫بن ربيعة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫ِ�س ِ‬ ‫عن عاب ِ‬ ‫ ‬
‫َ َ‬
‫هلل ‪ُ h‬يق َِّب ُل َك مَلْ �أُق َِّب ْل َك»(‪.)4‬‬ ‫َح َج ٌر‪َ ،‬و َل ْوال �أَنيِّ رَ�أَ ْي ُت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬

‫تقبيل احلج ِر الأ�سو ِد «اتِّبا ًعا» فما ال َّدليلُ الّذي ا ْعتم َد علي ِه؟‬ ‫‪ G‬كانَ ِفعلُ َ‬
‫عمر يف ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ماع ِة في‬ ‫قال‪« :‬كا َن ِت ْامرَ�أَ ٌة ِل ُع َم َر ت َْ�ش َه ُد �صَ ال َة ُّ‬


‫ال�ص ْب ِح َوا ْل ِع�شا ِء في ا ْل َج َ‬ ‫عنهما ‪َ -‬‬ ‫ابن ُعمر ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫عن ِ‬ ‫ ‬
‫َ َ َ‬
‫غار؟ قا َل ْت‪َ :‬وما َي ْم َن ُع ُه أ�َنْ َي ْنها ِني‪َ .‬‬
‫قال‪َ :‬ي ْم َن ُع ُه‬ ‫مين أ�َنَّ ُع َم َر َي ْك َر ُه َذ ِل َك َو َي ُ‬ ‫يل َلها ِل َم ت َْخ ُر َ‬
‫جين َوق َْد ت َْع َل َ‬ ‫ا ْل َم ْ�س ِج ِد‪ ،‬ف َِق َ‬
‫هلل»(‪.)5‬‬ ‫�ساج َد ا ِ‬ ‫هلل َم ِ‬
‫ماء ا ِ‬‫هلل ‪ :h‬ال ت َْم َن ُعوا �إِ َ‬ ‫ق َْو ُل َر ِ‬
‫�سول ا ِ‬

‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫مر اتِّبا ًعا �صا ِد ًقا َ‬
‫للح ِّق‪ِّ ،‬‬ ‫عل ُع َ‬
‫لقد كانَ يف ِف ِ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫احلق‪:‬‬
‫باع ِّ‬
‫عوائق اتّ ِ‬
‫ُ‬
‫وقد‬
‫أزمان‪ْ ،‬‬
‫�صور وال ِ‬
‫دار ال ُع ِ‬
‫ني على َم ِ‬
‫وامل�صلح َ‬
‫ْ‬ ‫دعو ُة الأنبيا ِء‬
‫هان ُه َو َ‬
‫والب ِ‬
‫الدليل رُ‬
‫ِ‬ ‫احلق القا ِئ ِم على‬
‫ّباع ِّ‬
‫ �إنَّ ات َ‬
‫احلق‪.‬‬
‫ّباع ِّ‬ ‫عن املُ ِّ‬
‫�ضي يف ات ِ‬ ‫�صد ِت ال ّنا�سَ ِ‬ ‫الدعو ُة ً‬
‫كثريا ِم َن ال َعوا ِئ َق ال ّتي َّ‬ ‫واجهت هذه َّ‬
‫ْ‬
‫العوائق؟‬
‫ِ‬ ‫أهم هذه‬
‫‪ G‬فما � ُّ‬
‫حيث ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫ال�ش�أنِ ُ‬
‫ال�شاطبي يف هذا ّ‬
‫ُّ‬ ‫العوائق يذ ُك ُرها الإما ُم‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ثالث َ‬ ‫‪� G‬إقر�أْ ما يلي ّ‬
‫لتتعر َف على ٍ‬
‫الدرجةَ‪،‬‬ ‫يبلغ َ‬
‫تلك ّ‬ ‫الد ِين‪ ،‬ومل ْ‬
‫هاد يف ّ‬
‫الع ِلم‪ ،‬واالج ِت ِ‬
‫أهل ِ‬
‫عتقد فيه �أ ّنه ِمن � ِ‬
‫نف�سه‪� ،‬أو ُي َ‬
‫يعتقد الإن�سانُ يف ِ‬
‫َ‬ ‫أحدها‪ :‬أ�َنْ‬
‫«� ُ‬
‫فيعمل على ذ ِل َك‪ ،‬و َي ُع ُّد ر�أ َيه رَ�أيًا‪ِ ،‬‬
‫وخال َف ُه ِخالفًا‪..‬‬ ‫ُ‬

‫أهواءه ْم‪َ ،‬ف َلم ي�أخذوا الأ ّدل َة ال�شرّ ّ‬


‫عي َة مَ� َأخ َذ‬ ‫َ‬ ‫أهل الب َِد ِع � َ‬
‫أهل الأهوا ِء؛ لأ ّنهم اتَّبعوا �‬ ‫َ‬
‫ولذلك ُ�س ّم َي � ُ‬ ‫الهوى‪،‬‬
‫ّباع َ‬
‫والثاين‪ :‬ات ُ‬
‫هم‪..‬‬
‫أهواءه ْم‪ ،‬واعتمدوا على �آرا ِئ ْ‬
‫َ‬ ‫قدموا �‬
‫ي�صدروا َعنها‪ ،‬بل ّ‬
‫ويل عليها ح ّتى ِ‬
‫االفتقار �إليها‪ ،‬والت ّع ِ‬
‫ِ‬
‫أ�شياخ وما‬
‫آباء وال ُ‬
‫عليه ال ُ‬
‫ِّباع ما كانَ ِ‬
‫للحق‪ ،‬وهو ات ُ‬
‫ِّ‬ ‫َ�سد ْت �أو كا َن ْت مخُ الف ًة‬
‫العوائد و�إنْ ف َ‬
‫ِ‬ ‫ّباع‬
‫�صميم على ات ِ‬
‫ُ‬ ‫والثالث‪ :‬ال ّت‬
‫ُ‬
‫�أ�شب َه َ‬
‫ذلك»(‪.)6‬‬

‫(‪ )4‬رواه م�سلم‪ )5( .‬رواه البخاري‪ )6( .‬االعت�صام‪ ،‬ج‪� ،2‬ص ‪.687-688‬‬
‫‪21‬‬
‫عبارات خُ ْمتَ�رص ٍة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وائق يف‬ ‫�أ‪� .‬أوج ْز ِت َ‬
‫لك ال َع َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أي�ضا؟‬
‫احلق � ً‬
‫باع ِّ‬ ‫ب‪ .‬ما الأمو ُر الأخرى الّتي ترى �أنّها تُ ُ‬
‫عيق اتّ َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫التقليد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ثانيًا‪:‬‬

‫والهوى‪.‬‬ ‫ُ‬
‫واجلهل َ‬ ‫ع�ص ُب‬
‫دليل‪ ،‬ومن�ش�ؤُ ُه ال ّت ّ‬
‫ريه بِال ُح َّج ٍة وال ٍ‬ ‫َبول املُق ّل ِد َ‬
‫قول غَ ِ‬ ‫التقلي ُد(‪ :)1‬هو ق ُ‬

‫قليد‪:‬‬
‫موقف الإ�سال ِم ِم َن التَ ِ‬
‫ُ‬
‫عند‬
‫ف َ‬ ‫واط َ‬
‫أهواء وال َع ِ‬
‫ُ�ض ال َ‬
‫هان وترف ُ‬
‫والب ِ‬
‫الدليل رُ‬
‫ِ‬ ‫تعتمد على‬
‫ُ‬ ‫العلمي ِة ال ّتي‬
‫ّ‬ ‫العقلي ِة‬
‫ّ‬ ‫حر�صَ الإ�سال ُم على بنا ِء‬ ‫ ‬
‫ورف�ض ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلق‬ ‫فحذ َر ِم ْن ِّ‬
‫كل تقليدٍ ُي�ؤ ّدي �إىل ر ِّد ِّ‬ ‫عن احلقا ِئ ِق‪َّ ،‬‬
‫بح ِثها ِ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫الر ُ�س ِل �إىل ما ن�ش�أَ عليه �أبا�ؤُهم‪،‬‬ ‫الذين ِّ‬
‫ﭧ ﱪ‪( .‬املائدة ‪ .)77‬كما ذ َّم ّ‬
‫ّباع ُّ‬
‫عن ات ِ‬
‫فيع ِدلونَ ِ‬
‫هم ْ‬‫قول غ ِري ْ‬
‫يفكرون ب ُع ِ‬
‫وقبيح دونَ ُح َّج ٍة وال ُبرهانٍ ‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ٍ‬ ‫ح�سن‬
‫ٍ‬ ‫بتقليده ْم في� ُأخذون عنهم َّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ويقُو ُمون‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪( .‬البقرة‬

‫‪.)170‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬


‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱪ‪( .‬الأعراف ‪.)28‬‬

‫(‪)1‬التقليد يف اللغة‪ :‬التفوي�ض وااللتزام‪" :‬ق ّل َد قالنًا ال َ‬


‫أمر‪ :‬فو�ضه �إليه‪ ،‬و�ألزمه �إياه"‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫�شري �إليه الآي ُة الكرميةُ؟‬
‫قليد كما تُ ُ‬
‫أنواع التَّ ِ‬
‫أقبح � ِ‬
‫‪ G‬ما � ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫�ض العقلَ وال ّدين‪ّ ،‬‬
‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ِ G‬فعلُ الفَح�شا ِء يُنا ِق ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْ�ست َْع ِر ُ‬


‫�ض‪:‬‬

‫ني خَمَ ِاط ِرها على جُم َ‬


‫تمعك‪.‬‬ ‫قليد الأ ْعمى يف واق ِع َك‪ ،‬وب ْ‬
‫�ض ُ�صو ًرا ِم َن التَّ ِ‬
‫ا�ستَع ِر ْ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫عقل امل ُ ْ�س ِ‬


‫لم‪:‬‬ ‫التقليد على ِ‬
‫ِ‬ ‫خماطر‬
‫ُ‬
‫الظن ال‬
‫نون والأهوا ِء‪ ،‬لأنّ َّ‬ ‫ّباع ُّ‬
‫الظ ِ‬ ‫قليد‪ ،‬وات ِ‬
‫إ�سار ال َّت ِ‬
‫ليق من � ِ‬
‫الط ِ‬ ‫عن ا َ‬
‫حلقيق َِة‪َّ ،‬‬ ‫الباحث ِ‬
‫ِ‬ ‫العقل ا ُ‬
‫حل ِّر‬ ‫اهتم الإ�سال ُم ببنا ِء ِ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫بالثقافات الب�شرَ ّي ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واالنبهار‬
‫ِ‬ ‫ني‪،‬‬
‫قليد للما�ض َ‬ ‫املكب ُل ب� ِ‬
‫أغالل ال ّت ِ‬ ‫ُ‬
‫والعقل ّ‬ ‫وعي‪،‬‬ ‫ُيغني ِم َن ا َ‬
‫حل ِّق �شي ًئا‪ ،‬والأهوا ُء تُعمي وت ُِ�ص ُّم دونَ ٍ‬
‫احلقيقة ال�صرَّ ِ‬
‫يحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ول �إىل‬ ‫حيحة‪ ،‬وا ْل ُ‬
‫و�ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ص‬ ‫حت�صيل املَ ِ‬
‫عر َف ِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫غري م�أمونٍ على‬ ‫هو ٌ‬
‫عقل ُ‬ ‫َ‬
‫امل�سلم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العقل‬
‫قليد على ِ‬
‫خماط َر التَّ ِ‬
‫وا�ستنتج ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ G‬اقر�أْ ما يلي‪،‬‬
‫ي�ست�ضيء‬ ‫عطي �شمع ًة‬ ‫ُ‬ ‫التقليد � ُ‬ ‫ابن ا َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫وقبيح بمَِن �أ َ‬
‫ٌ‬ ‫أمل والتد ُّب ِر‪،‬‬
‫قل؛ لأ ّن ُه ُخ ِل َق لل ّت� ِ‬
‫منفعة ال َع ِ‬
‫ِ‬ ‫إبطال‬ ‫ِ‬ ‫وزي‪“ :‬يف‬
‫جل ِّ‬ ‫قال ُ‬ ‫ ‬
‫لمة”(‪.)2‬‬ ‫وي�شي يف ُ‬
‫الظ ِ‬ ‫بها‪� :‬أن ُيطف َئها مَ‬
‫هلل‬
‫كتاب ا ِ‬
‫وجود ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫جال َ‬
‫الر ِ‬ ‫هول عن ا َ‬
‫حل ِّق اختيا ُر املُق ِّلد ِة لآرا ِء ِّ‬ ‫الذ ِ‬ ‫أعجب الغف ِْلة و� َ‬
‫أعظ ِم ُّ‬ ‫ُ‬
‫يقول ال�شوكاينُّ‪“ :‬من � ِ‬ ‫ ‬
‫العقل‬
‫ِ‬ ‫لديهم‪ ،‬و َم َل ِ‬
‫كة‬ ‫ْ‬ ‫الفهم‬
‫ِ‬ ‫ووجود � ِآلة‬
‫ِ‬ ‫ووجود من ي�أخُ ذونَها عنه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ر�سوله ‪h‬‬
‫ِ‬ ‫ووجود �س ّن ِة‬
‫ِ‬
‫عندَ ُهم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )2‬تلبي�س �إبلي�س‪� ،‬ص‪ )3( .81‬فتح القدير‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.199‬‬


‫‪23‬‬
‫التقليد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫من خماط ِر‬
‫‪ْ -‬‬
‫أوهام‪.‬‬
‫الظنون وال ِ‬
‫ِ‬ ‫ّباع‬
‫‪ .1‬ات ُ‬
‫‪............................................................... .2‬‬
‫زائري في‬
‫ِّ‬ ‫الج‬
‫عبد القادرِ ّ‬
‫أمير ُ‬
‫كتب ال ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬ ‫‪............................................................... .3‬‬
‫المتبوعونَ‬
‫الغافل”‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫العاقل وتنبي ُه‬
‫ِ‬ ‫“ذ ْكرى‬
‫ِكتاب ِِه ِ‬
‫لنف�س ِه‬
‫�سعد ِ‬‫عالم ُم ٌ‬
‫ق�سم ٌ‬ ‫ق�سمين‪:‬‬ ‫النا�س على‬
‫ِم َن ِ‬ ‫وهو ال َيجو ُز‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫المية َ‬
‫أمة ال ْإ�س ِ‬‫ر�ضي ٌة يف ال ِ‬
‫التقليد حال ٌة َم ّ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ليل ال‬
‫بالد ِ‬
‫الحق ّ‬
‫عرف َّ‬‫لغيره‪ ،‬وهو ا ّلذي َ‬‫وم�سعد ِ‬
‫ٌ‬
‫َاهيم والأُ ِ‬
‫�صول‪ّ � ،‬أما يف‬ ‫ظمة واملَف ِ‬
‫ْكار والأ ْن ِ‬
‫قائد والأف ِ‬
‫أبدا يف ال َع ِ‬
‫� ً‬
‫ليل‪.‬‬
‫بالد ِ‬
‫الح ِّق َّ‬
‫بالتقليد‪ ،‬و َدعا النا�سَ �إلى َم ْع ِرف َِة َ‬
‫ِ‬
‫لغيره‪ ،‬وهو ّ‬
‫الذي‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ومهلك‬ ‫لنف�سه‬
‫ِ‬ ‫وق�سم ُم ٌ‬
‫هلك‬
‫تهاد �أنْ‬
‫االج ِ‬ ‫عن ْ‬ ‫العاج ِز ِ‬‫امي ِ‬ ‫الفرعي ِة َفيجو ُز لل َع ِّ‬
‫َّ‬ ‫كام ال�شرَّ ِع َّية‬
‫ال ْأح ِ‬
‫ُ‬
‫عي‬ ‫باط ا ُ ْ‬ ‫َلد املُ‬
‫ق ّل َد � َ‬
‫آباء ُه و�أجدا َد ُه فيما َيع َتقدونَ وي�ستح�سنونَ ‪،‬‬ ‫حلك ِم ال�شرَّ ِّ‬ ‫ا�س ِت ْن ِ‬
‫ْدر على ْ‬ ‫امي ال َيق ُ‬‫جتهد لأنَّ ال َع َّ‬ ‫َ‬ ‫ُيق َ‬
‫لتقليده‪ .‬والأعمى‬
‫ِ‬ ‫بعقله‪ ،‬و َد َعا ال َّنا�سَ‬
‫ظر ِ‬ ‫وترك ال ّن َ‬ ‫من املُ� َؤه ِل‬
‫قليد َ‬
‫هاد و َي ْح ُر ُم ال َّت ُ‬
‫االج ِت ِ‬
‫من � ْأه ِل ْ‬
‫ر�ش َد ُه ْ‬
‫من ُي ِ‬ ‫بنف�س ِه ف ََي َّتب ُِع ْ‬
‫ِ‬
‫تقليد‬
‫ُ‬ ‫لح �أن يقو َد ال ُعميانَ ‪ .‬و�إذا كانَ‬ ‫ي�ص ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫الد ِين(‪.)1‬‬
‫من ِّ‬
‫االج ِت َها َد فَري�ض ٌة َ‬
‫هاد لأنَّ ْ‬
‫االج ِت ِ‬
‫َادر َعلى ْ‬
‫الق ِ‬
‫االعتقادات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ر�ض في‬
‫وغير ُم ٍ‬
‫ُ‬ ‫جال مذمو ًما‬‫الر ِ‬‫ِّ‬
‫بالذ ِم‪ .‬و�إنّ بهيم ًة‬ ‫ُ‬
‫فتقليد الك ُت ِب �أولى و� ْأحرى َّ‬ ‫ُ‬ ‫التقلي ُد يف ال ْأحكا ِم ال ِفقْهيَّ ِة‪:‬‬
‫أف�ضل ِم ْن ُم َق ِّلدٍ ينقا ُد‪ .‬و�إنَّ � َ‬
‫أقوال ال ُعلما ِء‬ ‫تُقا ُد‪ُ � ،‬‬
‫واختيار‬ ‫والم َتدينين ُمت�ضا َّد ٌة ُمتخالف ٌة في ال ِ‬
‫أكثر‪،‬‬ ‫َول املُ ِ‬
‫جتهد‬ ‫وهو ال َع ُ‬
‫مل ِبق ِ‬ ‫الفقْهِ َّي ِة؛ َ‬
‫كام ِ‬
‫التقليد يف ال ْأح ِ‬
‫ُ‬ ‫ينق�سم‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ترجيح بِال‬
‫ٌ‬ ‫دليل ٌ‬
‫باطل لأ َّنه‬ ‫ِّباعه بال ٍ‬‫واحدٍ منها وات ُ‬ ‫ق�س َمنيِ ‪:‬‬
‫دليله معرف ًة تامةً‪� ،‬إىل ْ‬
‫معرفة ِ‬
‫ِ‬ ‫من غ ِري‬
‫ْ‬
‫عار�ضا بِمث ِل ِه”(‪.)2‬‬
‫رج ٌح‪ ،‬فيكونُ ُم ً‬
‫ُم ِ‬ ‫الفقهي ِة‬ ‫املذاهب‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ذهبا َ‬
‫العامي َم ً‬
‫ُّ‬ ‫امل�سلم‬
‫ُ‬ ‫بع‬
‫وهو �أنْ ي ّت َ‬
‫باح‪َ :‬‬
‫تقليد ُم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪.1‬‬
‫ذلك ُ‬
‫قول‬ ‫ر�شد �إىل َ‬
‫كما ُي ُ‬
‫بالع ِلم‪َ ،‬‬
‫ا�س ِ‬‫ني ال َّن ِ‬
‫تهرين ب َ‬
‫َ‬ ‫والورع‪ ،‬وامل�شْ‬
‫ِ‬ ‫ني بال َّتقوى‬
‫أحد العلما ِء املعروف َ‬
‫بع ر� َأي � ِ‬
‫حيحة‪� ،‬أو ي ّت َ‬
‫ِ‬ ‫ال�ص‬
‫َّ‬
‫هلل تَعاىل‪ :‬ﱫ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)7‬‬
‫ا ِ‬
‫كل حالٍ ‪ ،‬وال َيجو ُز ل ُه‬ ‫ّباعا ُم ْط َلقًا ي َتق ُ‬
‫َيد ب ِِه يف ِّ‬ ‫ِّباع َم ْذ ٍ‬
‫هب ُمعَينّ ٍ ات ً‬ ‫عليه ات ُ‬
‫يجب ِ‬
‫امل�سلم �أ َّن ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫يعتقد‬
‫َ‬ ‫َقليد َم ْذمو ٌم‪ :‬وهو �أنْ‬
‫‪ .2‬ت ٌ‬
‫اخلروج َع ْن ُه‪.‬‬
‫ُ‬
‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)7‬‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫كل م ْنهما جتا َه ال َآخ ِر؟‬
‫واجب ٍ‬
‫ُ‬ ‫من ُهما؟ وما‬
‫ا�س‪ْ ،‬‬
‫من النَّ ِ‬
‫ني هذه الآي ُة ِ�ص ْنفانِ َ‬
‫‪ G‬تب ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬فتحي الدريني‪� ،‬ص‪� )2( .19‬ص‪.4‬‬


‫‪24‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫االبتداع‪ِّ .‬‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬الأ�صلُ يف �أمو ِر ال ّدين هو االتّ ُ‬
‫باع‪ ،‬ويف �ش�ؤونِ ال ُّدنيا ه َو‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬
‫واالختالف بينَهما‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حيث �أوج ُه االتفاقِ‬
‫قليد من ُ‬
‫باع والتَّ ِ‬
‫ني االتّ ِ‬
‫‪ G‬قارنْ ب َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫راع‪َ ،‬ح َّتى َل ْو َد َخ ُلوا ُج ْح َر �ضَ ٍّ‬


‫ب‬ ‫ن َم ْن كانَ ق َْب َل ُك ْم ِ�ش رْ ًبا ِ�ش رْ ًبا َو ِذ ً‬
‫راعا ب ِِذ ٍ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ل َت ْت ِب ُع َّن َ�س نَ َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫قال‪« :‬ف ََم ْن»(‪.)2‬‬ ‫�صارى؟ َ‬ ‫هلل‪ ،‬ا ْل َي ُهو ُد َوال َّن َ‬ ‫وه ْم»‏‏‪ُ .‬ق ْلنا‪ :‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َتب ِْع ُت ُم ُ‬

‫الر ُ‬
‫�سول ‪ h‬يف تَوقُّ ِع َك؟ وما خَم ِاط ُره؟‬ ‫قليد الّذي يُ َح ِّذ َر ِمن ُه َّ‬
‫‪ G‬ما دوا ِف ُع َهذا التَّ ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬

‫االجتهاد‬
‫ُ‬
‫و�رشوط ُه‪.‬‬ ‫‪ -‬االجتها ُد تَعري ُف ُه وغاي ُت ُه وجما ُل ُه‬
‫يتم َّك ُن بِها الفُقهاء‬ ‫ائل ا ّلتي َ‬ ‫الو�س ِ‬
‫أهم َ‬ ‫‪-‬االجتها ُد ِم ْن � ِّ‬
‫و�ص ِل �إىل الأَ ْح ِ‬
‫كام ال�شرَّ ْ ِع ّي ِة‬ ‫�صا�ص ِم َن ال َّت ُّ‬ ‫وَ�أَ ْه ُل ْ‬
‫االخ ِت ِ‬
‫دة‪.‬‬ ‫ياة املُ َت ِّ‬
‫جد ِ‬ ‫�سائل ا َ‬
‫حل ِ‬ ‫يف َم ِ‬
‫مود ْ‬
‫الفكري‪.‬‬ ‫جل ِ‬ ‫قاومة ا ُ‬ ‫ِ‬ ‫االجتهاد يف ُم‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬فاعلي ُة‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬

‫الواقع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تطبيقه على‬
‫ِ‬ ‫كيفي ِة‬
‫ملعرفة َّ‬
‫ِ‬ ‫ال�رشعي ِة‪� ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫�رشعي ِم ْن �أد َّل ِته‬
‫ٍّ‬ ‫حكم‬
‫ٍ‬ ‫ال�ستنباط‬
‫ِ‬ ‫الو ْ�س ِع‪،‬‬ ‫هو ُ‬
‫بذل ُ‬ ‫االجتها ُد‪َ :‬‬

‫جد‬
‫املعلوم أ� َّن ُه َي ْ�س َت ُّ‬
‫ِ‬ ‫وم َن‬ ‫ياة و�صاحل ٌة ِّ‬
‫لكل زمانٍ و َمكانٍ ‪ِ ،‬‬ ‫حل ِ‬‫الم َّي ُة ب�أ َّنها �شَ ِامل ٌة لجِ ميع َنواحي ا َ‬
‫�سم ال�شرَّ يع ُة ال ْإ�س ِ‬
‫َت َّت ُ‬ ‫ ‬
‫العلماء يف ُك ِّل ع� ٍرص ِل ُيق َّدموا‬
‫ُ‬ ‫يجتهد‬
‫َ‬ ‫البد �أنْ‬
‫انية‪ ،‬لذا كانَ َّ‬
‫احلياة الإ ْن َ�س ِ‬
‫ِ‬ ‫تطور‬
‫ِ‬ ‫ات تَن�ش�أُ ْ‬
‫عن‬ ‫اج ٌ‬ ‫وح َ‬ ‫كالت َ‬
‫ٌ‬ ‫كل َع�صرْ ٍ ُم ْ�ش‬‫فيِ ِّ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫قال ُ‬
‫المي ِة‪َ ،‬‬ ‫اياهم املُ ْ�س َت ِج َّد ِة يف �ضَ و ِء ال�شرَّ ِ‬ ‫حل َ‬
‫لول املُ َن ِ‬
‫ا�سب َة ل َق�ضَ‬ ‫ا ُ‬
‫يعة ال ْإ�س ّ‬ ‫ُ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱪ‪( .‬الن�ساء ‪.)83‬‬
‫ر�ض الأُ ِ‬ ‫ني يف ال ِآية َ‬ ‫وكما ي ْدعو ُ‬
‫و�س ِنة‬ ‫كتابه ع َّز َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫واملختلف ِفيها َعلى ِ‬
‫ِ‬ ‫مور املُ َت َن ِ‬
‫ازع‬ ‫رمية �إىل َع ِ‬
‫الك ِ‬ ‫اهلل امل�سلم َ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ول والأَ ْح َك ِام‬ ‫اط ا ُ‬
‫حل ُل ِ‬ ‫ال ال َّن َظ ِر ْ‬
‫ال�س َت ْن َب ِ‬ ‫االجتهاد و� ْإع ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫علماء ال ّأم ِة‪� ،‬إىل‬
‫ُ‬ ‫منهم‪ ،‬وهم‬ ‫أي�ضا �أُ ِ‬
‫الة ال ْأم ِر ُ‬ ‫بيه ‪َ ،h‬ي ُ‬
‫دعو � ً‬ ‫َن ِ‬
‫ن�صو�ص‬
‫ٌ‬ ‫يا�سها َعلى ما ُهو َم‬
‫الل ِق ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك من ِخ ِ‬ ‫�صو�صا َعليها‪،‬‬
‫ً‬ ‫يكن َم ْن‬ ‫عات واملُ ْ�س َت ِج َّد ِ‬
‫ات يف مجُ ْ َت َمعا ِتهم‪� ،‬إنْ مل ْ‬ ‫للم َنا َز ِ‬
‫ُ‬
‫وال�س َّن ِة‪.‬‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ِ‬ ‫عليه يف‬
‫ِ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫اب َف َل ُه � ْأج َر ِان‪ ،‬و َِ�إ َذا َح َك َم ف ْ‬


‫َاج َت َه َد ُث َّم � ْأخطَ�أَ َف َل ُه �أَ ْج ٌر»(‪.)1‬‬ ‫هلل ‪�« :h‬إِ َذا َح َك َم الحَْ ِاك ُم ف ْ‬
‫َاج َت َه َد ُث َّم �أَ�صَ َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬

‫ال�صواب وعن َد اخلط�أِ؟‬


‫ِ‬ ‫للمجتهد عن َد‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬عال َم ُّ‬
‫تدل �إثاب ُة الإ�سال ِم‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫االجتهاد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الغاي ُة َ‬
‫من‬
‫فات َّمما ال ُ‬
‫يقبل احل�رصَ‪،‬‬ ‫والت�رص ِ‬
‫ُّ‬ ‫العبادات‬
‫ِ‬ ‫والوقائع يف‬
‫َ‬ ‫احلوادث‬
‫َ‬ ‫ين يف (ا ِمل َل ِل وال ِن َح ِل)‪� :‬إنَّ‬ ‫ُ‬
‫يقول ال�شهر�ستا ُّ‬ ‫ ‬
‫َائع غَيرَْ ُم َت َن ِاه َية‪،‬‬
‫كانت متناهيةً‪ ،‬والوق ُ‬
‫ْ‬ ‫والن�صو�ص �إذا‬
‫ُ‬ ‫أي�ضا‪.‬‬ ‫ت�صو ُر َ‬
‫ذلك � ً‬ ‫ن�ص‪ ،‬وال ُي َّ‬ ‫ونعلم قط ًعا �أ َّنه ملْ ير ْد يف ِّ‬
‫كل حادث ٍة ٌّ‬ ‫ُ‬
‫حادثة‬
‫ِ‬ ‫ب�صدد ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫االعتبار ح َّتى يكونَ‬
‫ِ‬ ‫واجب‬
‫ُ‬ ‫و َما ال َي َت َناهى ال َي ْ�ضب ُِط ُه َما َي َت َناهى ُع ِل َم قط ًعا �أنَّ االجتها َد والقيا�سَ‬
‫اجتها ٌد(‪.)2‬‬

‫‪ G‬ما غاي ُة االجتهادِ؟‬


‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫االجتهاد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال‬

‫قاطع‬ ‫لالجتهاد‪َّ � ،‬أما ما ور َد فيها ٌ‬


‫دليل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫فهو ٌ‬
‫جمال‬ ‫�رصيح‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫إجماع‬
‫ٌ‬ ‫�صحيح �أو �‬
‫ٍ‬ ‫ن�ص‬
‫من ٍّ‬
‫قاطع ْ‬ ‫فيه ٌ‬
‫دليل ٌ‬ ‫كل ما ملْ ير ْد ِ‬
‫ُّ‬ ‫ ‬
‫ّباع‪.‬‬
‫فيه اال ِت ُ‬
‫والواجب ِ‬
‫ُ‬ ‫لالجتهاد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫م�ساغ فيه‬ ‫عليه ال َّأم ُة فال‬
‫أجمعت ِ‬
‫ْ‬ ‫�أو ما �‬
‫املجاالت التالي ِة ال يجو ُز فيها االجتها ُد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ُّ � G‬أي‬
‫العلماء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فيه‬
‫واختلف ِ‬
‫َ‬ ‫بدليل ملْ ُي ْ‬
‫قطع بثبو ِته وال بدالل ِته‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثبت‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫كل ما َ‬ ‫ ‬
‫الن�صو�ص قط ًعا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العلماء َّمما د َّل ْت ِ‬
‫عليه‬ ‫ُ‬ ‫عليه‬
‫أجمع ِ‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫كل ما � َ‬ ‫ ‬
‫البحث فيها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ي�سبق‬
‫ْ‬ ‫ن�صا وملْ‬ ‫ُ‬
‫النوازل التي ملْ ت�شم ْلها الأد َّل ُة ًّ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫امل�سائل التالي ِة يجو ُز فيها االجتها ُد و�أيُّها ال يجو ُز؟‬


‫ِ‬ ‫‪ُّ � G‬أي‬
‫حجاب املر� ِأة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫�شكل‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ال�صالة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ركعات‬
‫ِ‬ ‫‪َ -‬ع َد ُد‬
‫ال�رسقة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حد‬
‫‪ُّ -‬‬ ‫ ‬
‫احلكم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تطبيق ال�شورى يف‬
‫ِ‬ ‫آليات‬
‫‪ُ �-‬‬
‫وال�سندات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أ�سهم‬
‫‪ -‬ال ُ‬ ‫ ‬
‫املال‪.‬‬
‫زكاة ِ‬‫مقدار ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫(‪ )2‬ج‪� ،1‬ص‪.199‬‬


‫‪27‬‬
‫االجتهاد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫� ُ‬
‫رشوط‬

‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫ال�ستنباط ال‬
‫ِ‬ ‫الن�صو�ص‬
‫ِ‬ ‫والنظر يف‬
‫ِ‬ ‫لالجتهاد‬
‫ِ‬ ‫�صاحبها‬
‫َ‬ ‫معين ًة ت� ِّؤه ُل‬ ‫ً‬
‫�رشوطا َّ‬ ‫لالجتهاد‬
‫ِ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جعل‬ ‫قد‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫ال�رشوط‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أهم َ‬
‫تلك‬ ‫ومن � ِّ‬
‫ال�رشعية منها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫والتكليف‪ ،‬والعدالةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬الإ�سال ُم‪،‬‬
‫أحكام و�أحادي ِثها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات ال‬
‫العلم ب� ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫إجماع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مبواقع ال‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باللغة‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬الإملا ُم‬
‫الفقه‪.‬‬
‫أ�صول ِ‬
‫ال�رشيعة و� ِ‬
‫ِ‬ ‫مبقا�صد‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫أحوال الع� ِرص‪.‬‬
‫‪ .6‬معرف ُة � ِ‬

‫�أَ َت َوق َُّع‪:‬‬

‫لي�س �أه ً‬
‫ال ل ُه؟‬ ‫اقتحم ميدانَ االجتها ِد كلُّ َم ْن َ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬ماذا ِلو‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اجتهاد ال�صحاب ِة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪:-‬‬


‫ِ‬ ‫من‬
‫�شواهد ِ‬
‫ُ‬
‫�أوالً‪ :‬يف حيا ِة الر�سولِ ‪:h‬‬
‫وقت‪،‬‬
‫املاء يف ٍ‬
‫وجدوا َ‬
‫ُ‬ ‫طيبا ف�ص َّل َيا‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫�صعيدا ً‬
‫ً‬ ‫فح�رضت ال�صال ُة ولي�سَ معهما ما ٌء َّ‬
‫فتيمما‬ ‫ِ‬ ‫�سفر‪،‬‬
‫رجالن يف ٍ‬
‫ِ‬ ‫خرج‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫يعد‪:‬‬ ‫ذلك‪َ ،‬‬
‫فقال للذي ملْ ْ‬ ‫هلل ‪ h‬فذكرا َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ثم �أتيا على‬
‫آخر‪َّ ،‬‬
‫يعد ال ُ‬ ‫والو�ضوء وملْ ِ‬
‫َ‬ ‫أحدهما ال�صال َة‬
‫ف�أعا َد � ُ‬
‫مرتنيِ »(‪.)1‬‬
‫أجر َّ‬ ‫وقال للذي تو�ض�أَ و�أعا َد‪َ :‬‬
‫لك ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َّن َة و�أجز�أت َْك �صالت َُك‪.‬‬
‫أ�صب َت ُّ‬
‫«� ْ‬
‫آخر فال‬
‫واليوم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل‬
‫ؤمن با ِ‬
‫«من كانَ ي� ُ‬ ‫اخلندق‪َ ،‬‬
‫وقال‪ْ :‬‬ ‫ِ‬ ‫معركة‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫بالتوج ِه �إىل بني قريظ َة َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬ال�صحاب َة‬ ‫أمر‬
‫‪َ � -‬‬
‫ال�صحابة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫�صالة الع� ِرص �صالها ُ‬
‫ِ‬ ‫وقت‬
‫الطريق‪ ،‬وح�رضَ ُ‬
‫ِ‬ ‫فلما كانوا يف‬
‫أحد الع�رصَ �إال يف‏بني قريظةَ»‪َّ ،‬‬
‫ني � ٌ‬
‫ي�صل َّ‬

‫(‪ )1‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫‪28‬‬
‫إقرار من‬
‫من الفريقَينْ ِ ‪ .‬وهذا � ٌ‬ ‫النبي ‪ h‬وملْ ُي َخ ِّط ْئ � ً‬
‫أحدا َ‬ ‫َهم ُّ‬ ‫َ‬
‫و�صل �إىل بني قريظةَ‪ ،‬ووافق ُ‬ ‫بع�ضهم ح َّتى‬
‫و� َّأخ َرها ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬على اجتهادات ال�صحابة يف حياته ‪.h‬‬

‫ثانيًا‪ :‬بع َد وفا ِة الر�سولِ ‪:h‬‬


‫حوادث‪،‬‬
‫َ‬ ‫من‬
‫عليهم ْ‬
‫ْ‬ ‫يعر�ض‬
‫ُ‬ ‫مع ما‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫معين ًة يف‬ ‫بعد وفا ِته ي ّتبعونَ ّ‬
‫خط ًة ّ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�صحاب‬
‫ُ‬ ‫كانَ �‬ ‫ ‬
‫�ص فيما يلى‪:‬‬
‫تتلخ ُ‬
‫َّ‬
‫ال�رشعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫ملعرفة ال‬
‫ِ‬ ‫هلل َّثم �إىل �س ّن ِة ر�سو ِله ‪h‬‬
‫كتاب ا ِ‬
‫الرجوع �إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬ ‫ ‬
‫ن�ص‪.‬‬
‫نظريا و�شبي ًها فيما ور َد فيه ٌّ‬
‫ن�صا على ما يجدونَ له ً‬
‫يجدوا فيه ًّ‬
‫قيا�س ما مل ُ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬ ‫ ‬
‫وتندفع ِبه املف�سدةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّباع ما تق�ضي ِبه امل�صلح ُة‬
‫‪ .3‬ات ُ‬ ‫ ‬
‫ال�رشيعة و�أغرا�ضَ ها و�أ�صو َلها َّ‬
‫العامةَ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أ�رسار‬
‫هم � َ‬ ‫َهم ْ‬
‫احلكم ا�ستنا ًدا �إىل ف ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستنباط‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬االجتها ُد يف‬ ‫ ‬

‫اجتهادات ال�صحاب ِة بع َد وفا ِة الر�سولِ ‪:h‬‬


‫ِ‬ ‫�أَ ْق َر ُ�أ ما َيلي‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج َن ْو َع‬

‫ال�صديق ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬


‫اهلل عن ُه ‪ -‬يف تف�س ِري قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫بكر‬ ‫َ‬
‫قال �أبو ٍ‬ ‫ ‬
‫ُ َ َ‬
‫يكن �صوا ًبا‬
‫اللة ر�أيًا‪ ،‬ف�إنْ ْ‬
‫الك ِ‬‫أقول يف َ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﱪ‪( .‬الن�ساء ‪ُ � :)12‬‬
‫والوالد(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫الولد‬
‫وال�شيطان‪ ،‬الكالل ُة ما عدا َ‬
‫ِ‬ ‫نف�سي‬ ‫يك خط�أً ْ‬
‫فمن ِ‬ ‫هلل‪ ،‬و�إنْ ُ‬
‫عند ا ِ‬
‫فمن ِ‬
‫ْ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫هلل �شَ ْي ٌء‬ ‫َقال َلها‪ :‬ما َل ِك في ِك ِ‬


‫تاب ا ِ‬ ‫َال‪َ :‬ج َاء ِت ا ْل َج َّد ُة �إِلى �أبي َب ْك ٍر ت َْ�س�أ ُل ُه ِميرا َثها‪ .‬ف َ‬ ‫َع ْن َقبِي�صَ َة ْب ِن ُذ َ�ؤ ْي ٍب ق َ‬ ‫ ‬
‫غير ُة ْب ُن ُ�ش ْع َبةَ‪َ :‬ح�ضَ ْر ُت‬ ‫َار ِجعي َح َّتى � ْأ�س َ�أ َل ال َّنا�سَ ‪ .‬فَ�سَ�أَ َل ال َّنا�سَ ‪ ،‬ف َ‬
‫َقال ا ْل ُم َ‬ ‫هلل ‪� h‬شَ ْي ٌء‪ ،‬ف ْ‬‫�سول ا ِ‬ ‫َوما َل ِك في ُ�س َّن ِة َر ِ‬
‫َقال‪ِ :‬م ْث َل‬ ‫َقال �أَبو َب ْك ٍر‪َ :‬ه ْل َم َع َك غَ ْي ُر َك؟ فَقا َم ُم َح َّم ُد ْب ُن َم ْ�س َل َم َة الأ ْن ِ‬
‫�صار ُّي ف َ‬ ‫ال�س ُد�سَ ‪ .‬ف َ‬ ‫هلل ‪ h‬فَ� ْأعطاها ُّ‬ ‫َر َ‬
‫�سول ا ِ‬
‫غير ُة ْب ُن ُ�ش ْع َبةَ‪ ،‬فَ�أ ْنف ََذ ُه َلها �أبو َب ْك ٍر(‪.)3‬‬ ‫ما َ‬
‫قال ا ْل ُم َ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬م�صنف �أبي �شيبة‪ )3( .‬رواه اخلم�سة‪.‬‬


‫‪29‬‬
‫اخلطاب �إىل �رشيح القا�ضي ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنهما ‪:-‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َك َت َب ُع َم ُر ُ‬
‫بن‬
‫فاق�ض‬
‫هلل ِ‬ ‫كتاب ا ِ‬
‫أتاك �شي ٌء لي�سَ يف ِ‬ ‫تلتف ْت �إىل غ ِريه‪ ،‬و�إنْ � َ‬ ‫فاق�ض ِبه‪ ،‬وال ِ‬
‫هلل ِ‬‫كتاب ا ِ‬
‫وجد َت �شي ًئا يف ِ‬
‫«�إذا ْ‬ ‫ ‬
‫هلل ‪ ،h‬وملْ يتك َّل ْم فيه � ٌ‬
‫أحد قب َل َك‪ ،‬ف�إنْ �ش ْئ َت‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل وال �س َّن ِة‬
‫كتاب ا ِ‬ ‫هلل ‪ h‬ف�إنْ � َ‬
‫أتاك ما لي�سَ يف ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�سن‬
‫مبا َّ‬
‫خريا َ‬
‫لك»(‪.)1‬‬ ‫جتتهد ر�أ َي َك َّ‬
‫فتقد ْم‪ ،‬و�إنْ �ش ْئ َت �أنْ تت� َّأخ َر فت� َّأخ ْر‪ ،‬وما �أرى الت� ُّأخ َر �إال ً‬ ‫َ‬ ‫�أنْ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫َ‬
‫املجتهدون‪:‬‬ ‫الأئم ُة‬

‫والتقد ِم‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫إمامة‬
‫بالف�ضل وال ِ‬
‫ِ‬ ‫واخلا�ص ُة‬
‫َّ‬ ‫العام ُة‬
‫لهم َّ‬ ‫َ‬
‫اعرتف ُ‬ ‫أئم ِة الّ َ‬
‫ذين‬ ‫بع�ض ال َّ‬
‫متي ِز ِ‬
‫عن ُّ‬
‫االجتهاد ْ‬
‫ِ‬ ‫ع�صور‬
‫ُ‬ ‫متخ�ضَ ْت‬
‫لقد َّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫العراق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�شام‪ ،‬و�أبو حنيف َة يف‬
‫ِ‬ ‫أوزاعي يف‬
‫ُّ‬ ‫املدينة‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مالك يف‬ ‫أهل زما ِنه يف ناحي ِته‪ ،‬فكانَ‬ ‫وقد كانَ ُّ‬
‫كل واحدٍ منهم �إما َم � ِ‬ ‫ْ‬
‫احل ّلي‪.‬‬
‫وابن داو َد ِ‬
‫حنبل ِ‬
‫بن ٍ‬
‫أحمد ِ‬
‫بن �سعدٍ ‪ ،‬و� َ‬
‫كالليث ِ‬
‫ِ‬ ‫غريهم ِم َن العلما ِء‪:‬‬
‫يوجد ُ‬
‫ُ‬ ‫وال�شافعي يف م�رصَ‪ ،‬كما كانَ‬
‫ُّ‬
‫نهجهم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تالميذ �ساروا على ِ‬ ‫لبع�ضهم‬
‫وو ِج َد ِ‬
‫املختلفة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫االجتهاد‬
‫ِ‬ ‫أئمة ُ‬
‫طرق‬ ‫تبلور ْت يف ه�ؤال ِء ال ِ‬
‫َ‬ ‫وقد‬ ‫ ‬
‫وهم‪ :‬الإما ُم �أبو حنيف َة النعمان‪،‬‬ ‫أربعة �أئم ٍة �أك َرث ْ‬
‫من غ ِريهم‪ْ ،‬‬ ‫ا�شتهار � ِ‬
‫ِ‬ ‫اجتهادهم‪ّ ،‬مما أ� َّدى �إىل‬
‫ِ‬ ‫فدونوا �أعما َلهم وطريق َة‬
‫َّ‬
‫أندل�سي(‪.)2‬‬
‫ُّ‬ ‫حزم ال‬
‫ابن ٍ‬
‫حنبل‪ ،‬والإما ُم ُ‬
‫بن ٍ‬ ‫أحمد ُ‬
‫ال�شافعي‪ ،‬والإما ُم � ُ‬
‫ُّ‬ ‫بن �إدري�سَ‬
‫حممد ُ‬
‫أن�س‪ ،‬والإما ُم ُ‬
‫بن � ٍ‬ ‫والإما ُم ُ‬
‫مالك ُ‬

‫إ�سالمي‪ ،‬يف تقدي ِر َك ما ت� ُ‬


‫أثري «املكانِ » الذي‬ ‫ِّ‬ ‫من العا ِمل ال‬
‫من ه�ؤال ِء الفقها ِء كانَ يوج ُد يف ناحي ٍة َ‬ ‫�سبق �أ َّن ك ً‬
‫ال ْ‬ ‫ُ‬
‫تالحظ فيما َ‬ ‫‪G‬‬
‫يوج ُد فيه الفقي ُه على اجتهادِه؟‬
‫�سبب ا�شتها ِر ال َّأئم ِة الأربع ِة دونَ غ ِريهم؟‬
‫‪ G‬ما ُ‬
‫�سلبي‪ ،‬يف تقدي ِرك؟ وملاذا؟‬
‫إيجابي �أم ٌّ‬ ‫اختالف يف الآراءِ‪ ،‬وتن ُّو ٍع يف الأحكا ِم‪ ،‬فهلْ هذا � ٌ‬
‫أمر � ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫قد ي�ؤ ِّدي االجتها ُد �إىل‬
‫‪ْ G‬‬

‫عمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن القيم‪� ،‬أعالم املوقعني‪ ،‬ج‪ 1‬وما بعدها‪ )2( .‬حممد ه�شام الأيوبي‪ ،‬االجتهاد ومقت�ضيات الع�رص‪ ،‬بت�رصف‪ ،‬دار الفكر‪َّ ،‬‬ ‫‪30‬‬
‫واجلمود الفكري‪:‬‬
‫ُ‬ ‫االجتهاد‬
‫ُ‬

‫العقل‬
‫ِ‬ ‫منح‬
‫من دورٍ يف ِ‬‫والتبعي ِة‪ ،‬ملا ل ُه ْ‬
‫َّ‬ ‫التع�ص ِب‬
‫ُّ‬ ‫ومقاومة‬
‫ِ‬ ‫الفكري‬
‫ِّ‬ ‫اجلمود‬
‫ِ‬ ‫مقاومة‬
‫ِ‬ ‫لالجتهاد فاعلي ٌة كربى يف‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫يتواكب‬
‫ُ‬ ‫واملنهجي‪ ,‬ا ّلتي‬
‫ِّ‬ ‫والعلمي‬
‫ِّ‬ ‫الفكري‬
‫ِّ‬ ‫اجلهد‬
‫ِ‬ ‫م�ستويات‬
‫ِ‬ ‫وبذل �أق�صى‬
‫ِ‬ ‫الو ْ�س ِع‪,‬‬
‫با�ستفراغ ُ‬
‫ِ‬ ‫الفاعلية‬
‫ِ‬ ‫درجات‬
‫ِ‬ ‫�أق�صى‬
‫الفرعية على‬
‫ِ‬ ‫ال�رشعي ِة‬
‫َّ‬ ‫أمور‬
‫مع ال ِ‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫آحادي َ‬
‫ِّ‬ ‫الفهم ال‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫حتر ِر ِه َ‬
‫إ�ضافة �إىل ُّ‬
‫وجتديده‪ ،‬بال ِ‬
‫ُ‬ ‫الفكر‬
‫ِ‬ ‫تطوير‬
‫ُ‬ ‫معها‬
‫من مع ًنى‪ ,‬وت َّت ِ�س ُع لأك َرث ِ‬
‫من اجتهادٍ ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حتتمل �أك َرث ْ‬ ‫أ�سا�س �أ َّنها‬
‫� ِ‬

‫�أُ ُ‬
‫جيب َ�ش َف ِو ًّيا‪:‬‬

‫باب االجتهادِ‪.‬‬
‫غلق ِ‬
‫ناق�ش الآثا َر املرتتِّب َة على ِ‬
‫من خاللِ جمموع ِتك الطالبي ِة‪ِ ،‬‬
‫‪ْ G‬‬

‫‪31‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫أثم‬
‫وهي ت� ُ‬
‫أقطارها و�أحوا ِلها‪َ ،‬‬
‫حاجة � ِ‬
‫ِ‬ ‫مبقدار‬
‫ِ‬ ‫فر�ض كفاي ٍة على الأ َّم ِة‬
‫بن عا�شورٍ ‪« :‬االجتها ُد ُ‬
‫الطاهر ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول‬ ‫ ‬
‫آالت»(‪.)1‬‬
‫أ�سباب وال ِ‬
‫ومكنة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫اال�ستطاعة‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫فيه َ‬
‫بالتفريط ِ‬
‫ِ‬
‫واجب الأ ّم ِة نح َو فري�ض ِة االجتها ِد الكفائي ِة؟‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬فما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫جاء فيها‪:‬‬ ‫ني و َّال ُه‬ ‫أ�شعري ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬


‫الق�ضاء‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫عنهما ‪ -‬ح َ‬
‫اهلل ُ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫اخلطاب بر�سال ٍة �إىل �أبي مو�سى ال‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫عمر ُ‬
‫بعث ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫عند َ‬
‫ذلك‪،‬‬ ‫أمور َ‬
‫فق�س ال َ‬
‫والنظائر‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫اعرف الأ�شبا َه‬
‫ِ‬ ‫ثم‬ ‫�صد ِر َك َّمما لي�سَ يف ٍ‬
‫كتاب وال �س َّنةٍ‪َّ ،‬‬ ‫تلجلج يف ِ‬ ‫َ‬ ‫«الف َْه َم‪ ،‬الف َْه َم فيما‬
‫باحلق‪.)2(»..‬‬
‫ِّ‬ ‫هلل و�أ�شبهِ ها‬
‫واعمد �إىل �أقربِها �إىل ا ِ‬
‫ْ‬
‫املبادئ؟‬
‫ُ‬ ‫مبادئ االجتهادِ‪ ،‬فما هذه‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫�ص ل ِّ‬
‫ملخ ٍ‬
‫‪ G‬حتتوي هذه الر�سال ُة على َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫النا�س؟‬
‫من ِ‬ ‫من غ ِريه َ‬
‫يحتاج �إىل االجتها ِد �أك َرث ْ‬
‫ُ‬ ‫القا�ضي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الظروف الّتي جتعلُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬الطاهر بن عا�شور‪ ،‬مقا�صد ال�رشيعة‪� ،‬ص ‪ 408‬ب�إيجاز‪� )2( .‬أخبار املدينة املنورة لعمر بن �شبه‪� ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪32‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫هلل ُع َم ُر‪،‬‬ ‫هلل ‪�« :h‬أَ ْر َح ُم �أُ َّمتي �أَبو َب ْك ٍر‪ ،‬وَ�أَ�شَ ُّدها في ِ‬
‫دين ا ِ‬ ‫قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫‪َ -‬عن �أَ َن ٍ�س ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫�ض‬‫هلل ُ�أ َب ٌّي‪ ،‬وَ�أَ ْع َل ُمها بِا ْلفَرا ِئ ِ‬ ‫رام ُمعا ُذ ْب ُن َج َب ٍل‪ ،‬وَ�أَقْر َُ�ؤها ِل ِك ِ‬
‫تاب ا ِ‬ ‫الل َوا ْل َح ِ‬ ‫وَ�أَ ْ�ص َدقُها َحيا ًء ُع ْثمانُ ‪ ،‬وَ�أَ ْع َل ُمها بِا ْل َح ِ‬
‫اح»(‪.)3‬‬ ‫لأ َّم ِة َ�أ ُبو ُع َب ْي َد َة ْب ُن ا ْل َج َّر ِ‬
‫ين َه ِذ ِه ا ُ‬ ‫ِت‪َ ،‬و ِل ُك ِّل ُ�أ َّم ٍة َ�أ ِم ٌ‬
‫ين و ََ�أ ِم ُ‬ ‫َز ْي ُد ْب ُن َثاب ٍ‬
‫هلل‪.‬‬
‫تاب ا ِ‬ ‫قال‪� :‬أَقْ�ضي ب ِِك ِ‬ ‫�ض َل َك قَ�ضا ٌء»؟‏ َ‬ ‫ف َتقْ�ضي �إِذا َع َر َ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫«ك ْي َ‬ ‫‪َ  -‬ل َّما �أرا َد ‪� h‬أَنْ َي ْب َع َث ُمعا ًذا �إِلى ا ْل َي َم ِن َ‬
‫هلل ‪h‬‬
‫�سول ا ِ‬ ‫هلل ‪َ .h‬‬
‫قال‪« :‬فَ�إِنْ َل ْم ت َِج ْد ِفي ُ�س َّن ِة َر ِ‬ ‫هلل»‏؟ َ‬
‫قال‪َ :‬فب ُِ�س َّن ِة َر ِ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫تاب ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‪« :‬فَ�إِنْ َل ْم ت َِج ْد ِفي ِك ِ‬
‫هلل ‪� h‬صَ ْد َر ُه َو َ‬
‫قال‪« :‬ا ْل َح ْم ُد لهلِ ِ ا َّل ِذي َوف ََّق‬ ‫قال‪� :‬أَ ْج َتهِ ُد رَ�أيي وَال آ� ُلو‪َ .‬ف�ضَ َر َب َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫هلل»‏؟ َ‬
‫تاب ا ِ‬
‫وَال في ِك ِ‬
‫هلل»(‪.)4‬‬ ‫هلل ِلما ُي ْر�ضي َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫�سول ا ِ‬ ‫َر َ‬
‫�سول َر ِ‬

‫�أ‪ .‬ما ُ‬
‫جمال االجتهادِ؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املجتهد‪ .‬ما هو؟‬
‫ِ‬ ‫�رشوط‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أ�سا�سي ْ‬
‫ٌّ‬ ‫جبل ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهللُ عن ُه ‪ٌ -‬‬
‫�رشط �‬ ‫توافر يف معا ِذ ِبن ٍ‬
‫َ‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫لي�س �أهلٌ لَ ُه؟‬
‫خماطر دخولِ باب االجتها ِد َم ْن َ‬
‫ج‪ .‬ما ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬رواه �أحمد‪ )4( .‬رواه �أحمد و�أبو داود‪ ،‬وهو حديث �ضعيف‪� ،‬إال �أن �أهل العلم كما قال اخلطيب البغدادي‪ :‬قد تقبلوه واحتجوا به‬
‫‪33‬‬ ‫فوقفنا بذلك على �صحته عندهم‪ .‬فلما احتجوا به جمي ًعا غنوا عن طلب الإ�سناد له‪.‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫�سورة النورِ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )34 - 32‬من‬ ‫‪ -‬تالو ُة ال ِ‬ ‫الزواج طريق االستعفاف‬
‫الكرمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫يل لل ِ‬ ‫‪ -‬املَعنى الإجما ُّ‬
‫الزواج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م�شكلة‬
‫ِ‬ ‫ملعاجلة‬
‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫ُ‬
‫الو�سائل التي تناولتها ال ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫سورة النور‪ ،‬اآليات (‪)34 - 32‬‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ�رضار ُه اخلطري َة على‬
‫‪ -‬معنى البِغا ِء و� َ‬

‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أت�أملُ‪:‬‬

‫قد �أَ‬
‫خرجت‬
‫ُ‬ ‫فكتب �إليه � يِّإن ْ‬
‫َ‬ ‫العراق � ْأن �أَخرِ ْج للنا�س �أُعطيا ِت ْ‬
‫هم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عبد العزيزِ �إىل ِ‬
‫واليه يف‬ ‫عمر بن ِ‬
‫“كتب ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫فاق�ض‬
‫�رسف‪ِ ،‬‬ ‫أدان ِم ْن غ ِري �سف ٍه وال ٍ‬
‫انظ ْر كلَّ من � َ‬ ‫فكتب � ِ‬
‫إليه � ِأن ُ‬ ‫َ‬ ‫املال ٌ‬
‫مال‪،‬‬ ‫هم‪ ،‬وق َْد َب ِق َي يف ِ‬
‫بيت ِ‬ ‫للنا�س �أعطيا ِت ْ‬
‫ِ‬
‫لي�س ل ُه ٌ‬
‫مال‬ ‫مال‪ ،‬ف ََك َت َب � ِ‬
‫إليه � ِأن ْ‬
‫انظر كلَّ ِبكرٍ َ‬ ‫ني ٌ‬‫امل�سلم َ‬
‫مال ْ‬ ‫بيت ِ‬ ‫ق�ضيت عنهم‪ِ ،‬‬
‫وبق َي يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫قد‬ ‫فكتب � ِ‬
‫إليه �إ يِِّن ْ‬ ‫َ‬ ‫عن ُه‪،‬‬
‫ني‬ ‫بقي يف ِ‬
‫بيت ِ‬
‫مال امل�سلم َ‬ ‫زو ْج ُت كلَّ من َو ْ‬ ‫فكتب � ِ‬ ‫فزوج ُه و� ْأ�ص ِد ْق عن ُه‪،‬‬
‫جد ُت‪ ،‬وقد َ‬ ‫قد ّ‬
‫إليه � يّإن ْ‬ ‫َ‬ ‫زوجه‪ِّ ،‬‬
‫ي�شاء �أن ُت ّ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫مال‪.)1(”..‬‬

‫امل�سلم؟‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال�شباب‬ ‫الزواج على‬
‫ِ‬ ‫إالم تُناطُ م�س�ؤولي ُة تي�س ِري �أم ِر‬
‫‪َ �G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫ال�شباب؟‬ ‫تزويج‬
‫َ‬ ‫العقبات املادي ِة واالجتماعي ِة التي تواج ُه‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫‪ G‬ما � ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الزواج؟‬
‫ِ‬ ‫�سبل‬
‫املخاطر املرتتب ُة على عد ِم تي�س ِري ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫دم�شق‪ .‬ج‪� ،45‬ص‪213.‬‬


‫َ‬ ‫مدينة‬
‫ِ‬ ‫تاريخ‬
‫ُ‬ ‫ابن ع�ساكر‪،‬‬
‫(‪ُ )1‬‬
‫‪34‬‬
‫�أتلو‪ ،‬و�أَحفظُ ‪:‬‬

‫ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ‬
‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬
‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦ ﮧﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫َز ِّوجوا‪.‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬ﱫ ﭑ ﱪ‪:‬‬

‫رجلاً كانَ �أو ْامر أ�ةً‪.‬‬


‫زوج ل ُه‪ُ ،‬‬
‫من ال َ‬
‫وهو ْ‬
‫جمع � مّأي‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭒﱪ‪ :‬‬

‫العف َِّة‪.‬‬
‫َي ْج َتهِ ُد يف ِ‬ ‫‪ -‬ﱫﭥ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫ملْ ت َت َّوفر لديهم ا�ستطاع ٌة لل َز ِ‬


‫واج‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ‪ :‬‬

‫عتق نف�س ُه ِم َن‬ ‫ُ‬


‫الرجل ململوكه‪َ ،‬كاتب ُتك على كذا ِم َن ِ‬
‫املال‪ ،‬ف�إنْ �أ ّداها َ‬ ‫ �أن َ‬
‫يقول‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭶﱪ‪:‬‬

‫الرقِّ ‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪35‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫لم‪:‬‬
‫تمع امل ُْ�س ِ‬
‫املج ِ‬
‫الزواج يف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م�شكالت‬ ‫بع�ض‬
‫لعالج ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات على ِ‬
‫ثالث و�سائلَ‬ ‫‪ G‬ا�شتمل َْت هذه ال ُ‬
‫غري املُ َت َزوجني من‬
‫لك ُ‬‫بذ َ‬
‫ق�ص ُد َ‬ ‫جاء يف قو ِل ِه َتعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﱪ‪َ ،‬‬
‫وي ِ‬ ‫زويج الأيامى‪ ،‬كما َ‬
‫‪ -‬الو�سيل ُة الأوىل‪َ  :‬ت ُ‬
‫جتم ِع املُ ْ�س ِلم‪،‬‬
‫موج ٌه �إىل املُ َ‬ ‫�صح وال ِ‬
‫إر�شاد‪ ،‬وهو َّ‬ ‫�سبيل ال ُّن ِ‬
‫أمرا على ِ‬
‫تت�ضم ُن � ً‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫والرجال‪ ،‬والآي ُة‬ ‫الن�سا ِء‬
‫هات‪.‬‬ ‫وبخا�ص ٍة �إىل �أوليا ِء الأمورِ ْ‬
‫من �آبا ٍء و� َّأم ٍ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وهذه و�سيل ٌة �أخرى‬ ‫قوله َتعاىل‪ :‬ﱫ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ‪،‬‬
‫وذلك يف ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اال�ستعفاف‪،‬‬ ‫‪ -‬الو�سيل ُة الثاني ُة‪:‬‬
‫الزواج‬
‫ِ‬ ‫ادي َة على‬ ‫لكون ال ُق ُد ِ‬
‫رات املَ َّ‬ ‫َ‬ ‫ل َّل َ‬
‫ذين ال يمَ‬
‫غري قادرٍ‬
‫كان َ‬ ‫والنفقة واملَ ْ�س َك ِن) ْ‬
‫فمن َ‬ ‫ِ‬ ‫(كاملَ ْهرِ‬
‫باال�ستعفاف؛ �أي بال�ص ِرب ح ّتى يغني ُه ُ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ف ََع ِ‬
‫ليه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وقد‬
‫إ�سالم‪ْ ،‬‬
‫الذنوب يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫كبائر‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ال ِّزنى ْ‬ ‫ ‬ ‫باالن�شغال ب� ِ‬
‫أعمال‬ ‫ِ‬ ‫يكون‬
‫ُ‬ ‫من ف َْ�ض ِل ِه‪ .‬وال َّت َع ُف ُ‬
‫ف‬
‫خ�ص ُ‬ ‫وال�ص ِ‬
‫خ�صائ�ص‪،‬‬
‫َ‬ ‫بثالث‬
‫ِ‬ ‫احلدود‬
‫ِ‬ ‫�سائر‬
‫ِ‬ ‫من بنيِ‬
‫حد ُه ْ‬
‫اهلل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وم‪،‬‬
‫وال�ص ِ‬
‫َّ‬ ‫وقراء ِة ال ُقر� ِآن‪،‬‬
‫َ‬ ‫اخلريِ‪،‬‬
‫فجمع‬
‫َ‬ ‫حيث خ ّففَه‬
‫القتالت‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أ�شنع‬ ‫ُ‬
‫القتل فيه ب� ِ‬ ‫�إحداها‪:‬‬
‫ال�سو ِء و�أماكنه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واالبتعاد عن �أ�صدقا ِء ُّ‬ ‫والذَّ كرِ ‪،‬‬
‫القلب بتغريبِه‬
‫ِ‬ ‫باجللد وعلى‬
‫ِ‬ ‫العقوبة على البدنِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫فيه ب َ‬
‫ِ‬
‫بالزناة‬
‫ِ‬ ‫عن وط ِنه �سنةً‪ ،‬الثانية‪� :‬أ َّنه نهى عبا َده �أنْ ت� َ‬
‫أخذهم‬ ‫ْ‬ ‫إغالق منا ِف ِذ ِه‪ ،‬كما يف قو ِل ِه تعاىل‪:‬‬
‫‪ -‬الو�سيل ُة الثالث ُة‪ :‬حتر ُمي البِغا ِء و� ُ‬
‫احلد عليهم‪ ،‬ف�إ َّنه‬
‫إقامة ِّ‬
‫من � ِ‬
‫ر�أف ٌة يف دي ِنه بحيث متن ُعهم ْ‬ ‫ﱫ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﱪ‪.‬‬
‫�رشع هذه العقوبةَ‪،‬‬
‫من ر�أف ِته بِهم ورحم ِته بهم َ‬
‫�سبحانَه ْ‬
‫بهذه‬
‫أمره ِ‬ ‫من � ِ‬
‫متنعه رحم ُته ْ‬ ‫أرحم بِهم ُ‬
‫منكم‪ ،‬وملْ ْ‬ ‫فهو � ُ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫مينع ُكم �أنتم ما يقو ُم بقلوبِكم َ‬
‫من الر� ِأفة ْ‬ ‫العقوبة‪ ،‬فال ْ‬
‫ِ‬
‫‪ G‬فما ال ِب ُ‬
‫غاء؟‬
‫حدهما‬
‫أمر �أنْ يكونَ ُّ‬
‫أمره‪ .‬الثالثةُ‪� :‬أ َّنه �سبحانَه � َ‬
‫إقامة � ِ‬
‫� ِ‬
‫يراهما‬
‫حيث ال ُ‬
‫ني فال يكونُ يف خلوةٍ‪ُ ،‬‬
‫من امل�ؤمن َ‬
‫مب�شهدٍ َ‬
‫فردي ًة‬
‫عملي ٌة َّ‬
‫َّ‬ ‫الزنى ب�أجر ٍة‪ ،‬وهو َ‬
‫لي�س‬ ‫ِغاء يف ال ُّل َغ ُة هو ّ‬
‫الب ُ‬ ‫ ‬
‫الزجر‬
‫ِ‬ ‫احلد‪ .‬وحكم ُة‬
‫م�صلحة ِّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك �أبلغُ يف‬ ‫أحد‪،‬‬
‫� ٌ‬ ‫دار‬
‫اجلن�س‪ ،‬قد ُت ُ‬
‫ِ‬ ‫الزنى)‪ ،‬و�إنمّ ا هو جتار ٌة يف‬ ‫ِ‬
‫(كحالة ّ‬ ‫ني �شخ�صنيِ‬
‫ب َ‬
‫لقوم‬
‫هلل تعاىل ِ‬ ‫عقوبة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫املح�صن م�شتق ٌة ْ‬
‫ِ‬ ‫وحد الزاين‬
‫ُّ‬
‫ني‪ ،‬وهو ا ّلذي ُي ّ‬
‫�سه ُل ّ‬
‫عملي َة‬ ‫أحد املُجرم َ‬‫خالل �شبك ٍة يرت�أ�سها � ُ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫واللواط‬
‫ِ‬ ‫ال�شرتاك ال ِّزنى‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬ ‫باحلجارة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالقذف‬
‫ِ‬ ‫لوط‬
‫ٍ‬
‫هلل يف‬
‫يناق�ض حكم َة ا ِ‬
‫ُ‬ ‫الفح�ش ويف ٍّ‬
‫كل منهما ف�سا ٌد‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫مادي ٍة(‪.)1‬‬
‫لتحقيق َم�صا ِل َح ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تغالله‬ ‫وا�س‬
‫عليه ْ‬
‫والتحري�ض ْ‬
‫ِ‬ ‫البِغا ِء‬
‫أمره(‪.)2‬‬
‫خلقه و� ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ْب ِن �أُ َب ِّي‬ ‫عن جا ِبرٍ ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪� -‬أَ َّن َجارِ َينتِ ِل َع ْب ِد ا ِ‬ ‫ ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬

‫والبغاء‪ :‬درا�سة �سو�سيولوجية �أنرثوبولوجية‪ ،‬الإ�سكندرية‪ :‬املكتب اجلامعي احلديث‪� ،1990 ،‬ص‪-187‬‬ ‫(‪ )1‬بت�رصف عن‪ :‬د‪.‬عبد هّ‬
‫الل عبد الغنى غامن‪ ،‬البغايا‬
‫ُ‬
‫‪36‬‬
‫‪ )2( .185‬ابن القيم‪ ،‬اجلواب الكايف ج ‪� 1‬ص ‪.114‬‬
‫عز وجلَّ هذه الآي َة‪ :‬ﱫ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫الز َنى ف ََ�ش َكتا َذ ِل َك �إِىل ال َّنبِي ‪َ h‬ف�أَ ْن َز َل ُ‬
‫اهلل َّ‬ ‫كان ُي ْكرِ ُه ُهما َعلى ِّ‬ ‫ْاب ِن َ�س ٍ‬
‫لول َ‬
‫ِّ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﱪ(‪.)3‬‬

‫�أُبدي ر�أيي‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭖ ﱪ‪.‬‬

‫اجلهات التالي ِة للأم ِر ال ِّ‬


‫إلهي الوار ِد يف‬ ‫ِ‬
‫رائد ٌة‬ ‫الزواج فكر ٌة‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫وجترب ٌة‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�صندوق‬ ‫ ‬
‫تتم ا�ستجاب ُة كلٍّ َ‬
‫كيف ُّ‬
‫‪َ G‬‬
‫يقف‬‫َ‬ ‫البد �أنْ‬
‫من�ص ٍف َّ‬ ‫تفر َدةٌ‪َ ،‬ف� َّأي �إن�سانٍ عا ِق ٍل ِ‬
‫ُم ِّ‬ ‫الآي ِة الكرمي ِة‪:‬‬
‫هذه الفكر ُة‬
‫واج‪ِ ،‬‬ ‫�صندوق ال ّز ِ‬
‫ِ‬ ‫لفكرة‬
‫ِ‬ ‫وتقديرا‬
‫ً‬ ‫�إعزا ًزا‬
‫(احلاكم)‪.......................................... :‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬و ُّ‬
‫يل الأمرِ‬
‫مق‬
‫ب�صدق ُع َ‬
‫ٍ‬ ‫مع وال ّتي ت� ِّؤكد‬
‫العامل � ْأج َ‬
‫ِ‬ ‫الرائد ُة يف‬
‫‪...................................................................‬‬
‫�صاحب‬
‫ُ‬ ‫وجهها‬
‫وجيهات ال ّتي َّ‬
‫ِ‬ ‫و�سديد ال َّت‬
‫ِ‬ ‫التفك ِري‬
‫‪...................................................................‬‬
‫بن ُ�سلطانَ � ِآل نهيان ‪َ -‬ر ِح َم ُه‬
‫زايد ُ‬
‫ال�شيخ ُ‬
‫ُ‬ ‫ال�سمو‬
‫ِّ‬
‫اهلل‪.‬‬ ‫آباء‪........................................................ :‬‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫بال�شعوب‬
‫ِ‬ ‫ �إنَّ هذه ال َّتجرب َة الرائد َة َح ٌّ‬
‫ري‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫تقتدي بها لأ َّنها حقًّا فكر ٌة‬
‫َ‬ ‫إ�سالمي ِة �أن‬
‫َّ‬ ‫العربي ِة وال‬
‫َّ‬ ‫ؤ�س�سات املُ ْج َت ّ‬
‫معي ُة‪.........................................:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬امل�‬
‫ر�سوخها من‬
‫َ‬ ‫ت�ستمد‬
‫ُّ‬ ‫جري َئ ٌة وجديد ٌة وعميقةٌ‪،‬‬ ‫‪...................................................................‬‬
‫أ�صيلة‪،‬‬
‫العربية ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫والقيم‬ ‫إ�سالمي ِة الغ َّرا ِء‬ ‫قيدة ال‬
‫ال َع ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ي�س ِري �أُ ُمو ِر ال َّز ِ‬
‫واج و�إزال ِة َعقبا ِته؟‬ ‫تدخ ِل ُوال ِة ال ْأم ِر فيِ تَ ِ‬
‫كم ُّ‬
‫‪َ G‬ما ُح ُ‬
‫وتزه َر‪ ،‬وتكونَ نتا ِئ ُجها‬
‫ُثمر ِ‬
‫فكانَ ال ُب َّد لها من �أن ت َ‬ ‫‪...................................................................‬‬
‫جمعاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫أمة‬
‫املجتمع وال ِ‬
‫ِ‬ ‫خريا على‬
‫ً‬
‫‪...................................................................‬‬

‫�أُق ِّي ُم‪:‬‬

‫الح التي يُفي ُدها قولُ ا ِ‬


‫هلل تَعاىل‪ :‬ﱫ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﱪ؟‬ ‫ال�ص ِ‬
‫‪ G‬ما َمعاين َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪� )3‬صحيح �أ�سباب النزول‪� ،‬إبراهيم العلي‪.‬‬


‫‪37‬‬
‫�أ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫‪ G‬ما الوجو ُه الّتي يحملُها قولُ ا ِ‬


‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭧ ﭨ ﭩ ﱪ؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَر ُبطُ ‪:‬‬

‫أداء‪َ ،‬والنَّ ِاك ُح‬ ‫بيل ا ِ‬


‫هلل‪َ ،‬والمْ ُكاتَ ُب الَّذي يُري ُد ال َ‬ ‫هلل َع ْونُ ُه ُم‪ :‬المْ ِ‬
‫ُجاه ُد يف َ�س ِ‬ ‫هلل ‪« :h‬ثَالثَ ٌة َح ٌّق َعلى ا ِ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫حفظ‬ ‫الَّذي يُري ُد ال َْع َ‬
‫فاف»‪.‬‬

‫آيات الكرمي ِة؟‬


‫أين جَ ِت ُد احلال َة الثّالث َة يف ال ِ‬
‫‪َ � G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُطَ ِّبقُ ‪:‬‬

‫مر اهللُ تعاىل به؟‬


‫اال�ستعفاف الذي �أَ َ‬
‫َ‬ ‫كيف يُحق ُِّق‬
‫الزواج‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪َ G‬م ْن ال ي�ستطي ُع‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أف ِّك ُر‪ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫املجتمع؟‬
‫ِ‬ ‫من ال ِبغا ِء والزنى على‬ ‫‪ G‬ما ُخطُ َ‬
‫ور ُة كلٍّ َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي والن�سائي‪.‬‬


‫‪38‬‬
‫�أُ َو ِّ�ض ُّح‪:‬‬

‫و�ض ْح هذ ِه العبار َة‪.‬‬


‫واج‪ِّ ،‬‬
‫والت�شجيع َعلى ال َّز ِ‬
‫ِ‬ ‫الر ِق‪،‬‬ ‫هام ًة لتحري ِر الإما ِء َ‬
‫من ِّ‬ ‫كان حترميُ الإ�سال ِم لل ِبغا ِء و�سيل ًة ّ‬
‫‪َ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫آيات الكرمي َ ِة‪.‬‬


‫من ال ِ‬ ‫زوج ًة و�أُ ًّما �صالحِ َ ًة عفيفةً‪ ،‬ح ّد ْد َ‬
‫ذلك َ‬ ‫آيات �إىل � ْإحدى طبا ِئ ِع املْر�أ ِة ال ِفطريَّ ِة يف �أنْ تكونَ َ‬
‫�شري ال ُ‬
‫‪ G‬تُ ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أ�ستَنت ُِج‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل َتعاىل‪ :‬ﱫ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱪ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ُ�شار �إليها ُهنا؟‬
‫البينات امل ُ‬
‫ُ‬ ‫آيات‬
‫�أ‪ .‬ما ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬ما املرا ُد بقو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ني قو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮥ ﮦ ﱪ‪ ،‬وقو ِل ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﭥ ﱪ؟‬
‫ج‪ .‬ما العالق ُة ب َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪39‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫اذكر ثالثًا م ْنها‪.‬‬
‫واج‪ْ ،‬‬
‫عقبات ال َّز ِ‬
‫ِ‬ ‫من ال َو�سا ِئ ِل الّتي تُعا ِل ُج‬ ‫‪ G‬ا�شتم َل ِت ال ُ‬
‫آيات (‪ِ )34 - 32‬من �سور ِة النو ِر على عد ٍد َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬
‫خل امل َ ِّ‬
‫ادي‪ ،‬ما‬ ‫كن �أو�ض ْع ِف ال َّد ِ‬
‫ال�س ِ‬ ‫ب�سبب غَال ِء املُهو ِر �أ ْو ْ‬
‫تك ِل َف ِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫واج‬
‫من الإقبالِ على ال ّز ِ‬
‫ال�شباب َ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬يتهيَّ ُب كثريٌ ِم َن‬
‫ال�سيا�س ُة املنا�سب ُة الّتي تق ِرت ُحها على وزارة ال�ش�ؤون الإجتماعية حللِّ هذه امل�شكل ِة؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫و�ض ْح ذ ِل َك ِمن ِخاللِ د َ‬


‫ِرا�س ِتك لمِ ا َ�سبَ َق ِم ْن �سو َر ِة النُّو ِر‪.‬‬ ‫‪ G‬كلُّ ما نَهى الإ�سال ُم عن ُه ل ُه حكمةٌ‪ِّ ،‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪40‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ذلك يف َ�ض ْو ِء فهمِ َك لل ِ‬
‫آيات القر�آنيّ ِة‪.‬‬ ‫�سل‪ ،‬بينّ ْ َ‬ ‫مقا�صد ال�رشيع ِة ِح ُ‬
‫فظ النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫آيات َ‬
‫الكرمي ِة � ْأحكا َم التجويد التّاليَةَ‪:‬‬ ‫من ال ِ‬
‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫‪ -‬القلقلةُ‪.......................................................................................................... :‬‬
‫ُ‬
‫املت�صل‪............................................................................................. :‬‬ ‫الواجب‬
‫ُ‬ ‫املد‬
‫‪ُّ -‬‬
‫ال�شفوي‪............................................................................................... :‬‬
‫ُّ‬ ‫إظهار‬
‫– ال ُ‬
‫ُ‬
‫املت�صل‪............................................................................................... :‬‬ ‫املد اجلائ ُز‬
‫– ُّ‬
‫إقالب‪........................................................................................................ :‬‬
‫– ال ُ‬

‫‪41‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬

‫ني‪.‬‬
‫حل ّج ِة على امل�رشك َ‬ ‫إقامة ا ُ‬
‫أ�ساليب القر� ِآن يف � ِ‬
‫ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫تنوع �‬‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪.1‬‬
‫المنهج القرآني‬
‫حيحة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�ص‬
‫العقيدة ّ‬
‫ِ‬ ‫واحلوا�س للربهانِ على‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫العقل‬ ‫خاطب‬
‫َ‬ ‫‪ .2‬القر�آنُ‬
‫الو�صول‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫رة من � ِ‬ ‫للمناق�شات ال َعق َْلي ِة ا ُ‬
‫حل ِ‬ ‫ِ‬ ‫فتح اً‬
‫جمال وا�س ًعا‬ ‫‪ .3‬القر�آنُ َ‬ ‫في محاجة المشركين‬
‫احلقائق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�إىل‬

‫�أقر�أُ‪ ،‬و�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬

‫واحلري ِة‬ ‫اللة‬


‫ال�ض ِ‬
‫فيه الب�رش ّي ُة يف ّ‬
‫وقت انغم�ست ِ‬ ‫ني‪ ،‬و� َ‬
‫أنزل كتا َب ُه اخلامت يف ٍ‬ ‫حممدا ‪ h‬للعامل َ‬
‫ً‬ ‫بعث ُ‬
‫اهلل ر�سو َل ُه‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫طرائق �ش َّتى‪ :‬م ْنهم‬
‫َ‬ ‫ذلك‬ ‫َ‬
‫الو�صول �إليها‪ ،‬فكانوا يف َ‬ ‫احلقيقة‪ ،‬ومل ي�ستطيعوا‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫النا�س يبح ُثونَ ِ‬
‫وظل ُ‬ ‫�صور‪َّ ،‬‬
‫وف�ساد ال ّت ِ‬
‫ِ‬
‫ال�رش ِك‪ ،‬ومنهم الوثنيونَ الّذين اتجّ هوا �إىل‬
‫اخلال�ص فوق ُعوا يف ْ‬
‫ِ‬ ‫التوحيد‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫العهد ِ‬
‫ُ‬ ‫ِهم‬ ‫والر ُ�س ِل الّ َ‬
‫ذين َب ُع َد ب ُ‬ ‫أتباع الأنبيا ِء ُ‬
‫� ُ‬
‫و�سادا ِتهم‪.‬‬
‫هم َ‬
‫تقليدا لآبا ِئ ْ‬
‫�رشكاء و�أندا ًدا ً‬
‫َ‬ ‫مع اهلل‬
‫أوثان واتَّخذوا َ‬
‫أ�صنام وال ِ‬
‫ِعبا َد ِة ال ِ‬
‫ويقيم‬
‫ُ‬ ‫ظارهم‪ ،‬و ُيو ِق ُظ عقو َلهم‪،‬‬
‫خالله �أ ْن َ‬
‫ِ‬ ‫يلفت من‬
‫ني‪ُ ،‬‬
‫حماورة ه�ؤال ِء امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫علميا يف‬
‫منهجا ً‬
‫ً‬ ‫وقد َ‬
‫اتخذ القر�آنُ‬ ‫ ‬
‫ت�ضم َن هذا امل ْن َه ُج‬
‫وقد َّ‬ ‫والقلوب الواعي ُة الر�شيدةُ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العقول ال�سليم ُة‬ ‫تدين لها‬
‫احل َجج بالأ ِّد ِلة والرباهنيِ التي ُ‬
‫عليهم ِ‬
‫ِت‬
‫الوقت ذا ِت ِه كان ُيثب ُ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬وفيِ‬
‫دون ا ِ‬
‫من ِ‬‫املعبودة ْ‬
‫ِ‬ ‫آلهة‬
‫وزيف ال ِ‬
‫َ‬ ‫الدعوى‬
‫أ�ساليب التي �أثب َت ْت ُبطالنَ َّ‬
‫ِ‬ ‫من ال‬
‫الكثري َ‬
‫َ‬
‫باخللق والتدب ِري‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتفر َد ُه‬
‫هلل ُ�سبحا َنه وتعاىل‪ُّ ،‬‬
‫داني َة ِ‬
‫الوح ّ‬
‫ْ‬

‫م�سالك املنهج القر�آين يف حماجة امل�شـركني‪:‬‬

‫ني‪ ،‬منها‪:‬‬
‫حماج ِة امل�رشك َ‬ ‫َ‬
‫م�سالك ع ّد ٍة يف َّ‬ ‫اتخ َذ القر�آنُ‬
‫‪َ G‬‬
‫تنوع � ِأدلّ ِتها‪.‬‬
‫الكوني ِة على ِ‬
‫ّ‬ ‫باملظاه ِر‬
‫ِ‬ ‫تدالل‬
‫اال�س ِ‬
‫الل ْ‬
‫احل�سي ِم ْن ِخ ِ‬
‫ُّ‬ ‫إدراكي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك ال‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫العقلي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ات‬
‫والبدهي ِ‬
‫َّ‬ ‫ين الذي يقو ُم على املُ َ�س َّل ِ‬
‫مات‬ ‫العقلي البرُ ها ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫عومة‪.‬‬
‫آلهة امل ْز ِ‬
‫عج َز ال ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك�ش ُ‬
‫حدي الذي َي ِ‬ ‫نديد وال َّت ِّ‬ ‫ُ‬
‫م�سلك ال َت ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬

‫‪42‬‬
‫احل�سي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫إدراكي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك ال‬ ‫� اً‬
‫أول‪:‬‬
‫ألوهي َت ُه‬
‫هلل تعاىل و� ّ‬ ‫الكوني ِة ا ّلتي تُثب ُ‬
‫ِت وجو َد ا ِ‬ ‫ّ‬ ‫من الأ ِّد ِلة‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫�سبيل حماور ِت ِه للم�رشك َ‬
‫قدم القر�آنُ الكر ُمي يف ِ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫و�ض ْعفَها‪ ،‬وكان منها‪:‬‬
‫املزعومة َ‬
‫ِ‬ ‫آلهة‬
‫وتك�شف عج َز ال ِ‬
‫ُ‬

‫إبداع‪:‬‬ ‫دليل ِ‬
‫اخللق وال ِ‬ ‫‪ُ .1‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫الكون‪ ،‬كما َ‬
‫ِ‬ ‫خالق هذا‬ ‫اعرتف امل�رشكونَ �أنَّ َ‬
‫اهلل تعاىل هو ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫أثبت �أنَّ الذي بد�أَ‬
‫احلقيقة �إىل �أنْ � َ‬
‫ِ‬ ‫خالل هذه‬
‫ِ‬ ‫هم من‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﱪ‪( .‬لقمان ‪ .)25‬وقد ّ‬
‫تدر َج القر�آنُ الكر ُمي م َع ْ‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫َّ‬ ‫يعيد اخل ْل َق ثاني ًة كما َ‬
‫قال ع َّز‬ ‫ي�ستطيع �أنْ َ‬ ‫اخل ْل َق ُهو ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬و�أ َّنه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱪ‪( ،‬العنكبوت ‪.)19‬‬

‫�أتد َّب ُر‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﱪ‪.‬‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫(يون�س ‪.)34‬‬
‫‪ G‬بينّ ِ املقارن َة الّتي د َع ْت �إليها الآي ُة الكرميةُ‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫و�ض ْحها من خاللِ قول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫‪ G‬تف�ضي املقارن ُة ال�سابق ُة �إىل حقيق ٍة الب َّد �أَنْ َ‬
‫يدين بها امل�رشكون‪ّ ،‬‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﱪ‪( .‬الأنعام ‪.)102‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫النظام َ‬
‫الكوينِّ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ .2‬‬
‫دليل‬

‫ألوهية‬
‫وزيف � ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تَعاىل‬
‫ألوهي ِة ا ِ‬
‫إثبات � ّ‬
‫تقدير و�إتقانٍ ُحج ٌة �أقا َمها القر�آنُ الكر ُمي يف � ِ‬
‫ٍ‬ ‫فيه من‬
‫ين و َما ِ‬
‫ �إنَ ال ِنظا َم الكو َّ‬
‫غ ِريه‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ني‪:‬‬ ‫ا�ستنتج دليلَ النِّظا ِم الّذي يُ ُ‬
‫قيمه القر�آنُ حج ًة على امل�رشك َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ G‬اتلُ ما يلي‪ّ ،‬ثم‬
‫�أ‪ .‬ﱫ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱪ‪( .‬ق ‪.)6‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬ﱫﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶ ﯷﯸﯹ ﯺ ﯻﯼ‬
‫ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﱪ‪( .‬ي�س ‪.)40 - 37‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫إلهي ِة‪:‬‬ ‫ِ‬


‫العناية ال ّ‬ ‫‪ُ .3‬‬
‫دليل‬

‫انعدمت هذه‬
‫ْ‬ ‫وال�شامل َة ِل ُك ِّل � ِ‬
‫أفراد ِه‪ ،‬فلو‬ ‫الكام َل َة َّ‬
‫ِ‬ ‫إلهي َة‬
‫فيه الرعاي َة ال ّ‬
‫يجد ِ‬ ‫العامل املُ ِ‬
‫رتابط الأجزا ِء ُ‬ ‫املت�أ ِّم ُل يف هذا ِ‬ ‫ ‬
‫َناء‪.‬‬
‫م�صري ُه الف َ‬
‫ُ‬ ‫الكون‪ ،‬وكانَ‬
‫ِ‬ ‫الرعاي ُة للحظ ٍة واحد ٍة الخت ّل ْت ت‬
‫َوازنات‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫إثبات وحدانيّ ِة اهلل تعاىل‬


‫ني ل ِ‬ ‫وا�ستنتج من خال ِلها الأدل َة َ‬
‫الكونيّ َة الّتي يُواجِ ُه القر�آ ُن بها املُ�رشك َ‬ ‫ْ‬ ‫آيات التاليةَ‪،‬‬
‫‪ G‬تدبّ ِر ال ِ‬
‫هم‪.‬‬
‫عجز �آله ِت ْ‬
‫وك�شف ِ‬
‫ِ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫َ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ‬
‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬
‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ‬
‫ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﱪ‪( .‬النمل ‪.)63 - 60‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ G‬مِبَ تعلّلُ تكرا َر قول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮖ ﮗ ﮘ ﱪ بع َد �إبرا ِز الأدلّ ِة الكونيّ ِة ال�سابق ِة؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫يجب �أَنْ َ‬
‫يدين به امل�رشكو ُن بع َد معر َف ِة عناي ِة ا ِ‬
‫هلل تعاىل بخلق ِه‪.‬‬ ‫وا�ستنتج من خال ِلها ما ُ‬
‫ْ‬ ‫‪ G‬تدبّ ِر الآي َة التاليةَ‪،‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)22 - 21‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اال�ستنتاج العقلي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ثانيًا‪ُ :‬‬
‫م�سلك‬
‫مناق�شات عقلي ٍة‬
‫ٍ‬ ‫الل‬
‫اليقيني ِم ْن ِخ ِ‬
‫ِّ‬ ‫العلم‬
‫للو�صول �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫والرتكيب‬
‫ِ‬ ‫والتحليل‬
‫ِ‬ ‫اال�ستدالل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك على‬ ‫يقو ُم هذا‬ ‫ ‬
‫قناعات‬
‫ٍ‬ ‫الباط َل َة ومعتقدا ِته الزائفةَ‪ ،‬وتبني لديه‬
‫تقاليده ِ‬
‫َ‬ ‫تزعزع‬
‫ُ‬ ‫ين ب�أ�سئل ٍة‬ ‫َ‬
‫العقل الإن�سا َّ‬ ‫فيواج ُه بها‬
‫ِ‬ ‫يطرحها القر�آنُ الكر ُمي‬
‫ُ‬
‫ف �سليمةً‪.‬‬
‫�صحيح ًة وموا ِق َ‬
‫مناذجها‬
‫هيةُ‪ ،‬ومن ِ‬
‫الب َد َّ‬
‫ني َ‬‫ني هي الرباه ُ‬
‫حماج ِة امل�رشك َ‬
‫العقلي ِة التي ا�ستخد َمها القر�آنُ الكر ُمي يف ّ‬
‫ّ‬ ‫أبرز الرباهنيِ‬
‫ومن � ِ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱪ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قول ا ِ‬
‫(الطور ‪.)36 - 35‬‬
‫�شري �إليها الآيتانِ َ‬
‫الكرميتانِ يف َق ِ�ضيَّ ِة ا َخل ْل ِق هما احتماالن ونتيجةٌ‪:‬‬ ‫فاالحتماالت العقليّ ُة الّتي تُ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫قل‬
‫الع ِ‬
‫ات ْ‬
‫يناق�ض َب َد ِه ّي ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫باطل‬ ‫اح ٌ‬
‫تمال‬ ‫أوجد ُه ْم‪ ،‬وهذا ْ‬ ‫أول‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﱪ �أي �أنَّ َ‬
‫العد َم � َ‬ ‫االحتمال ال ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫وج ُد �شي ًئا!‬
‫كانت َعد ًما‪ ،‬وال َعد ُم ال ُي ِ‬
‫ْ‬ ‫املخلوقات‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫الإن�ساينِّ لأنّ ِ‬
‫أي�ضا‬
‫باطل � ً‬ ‫ٌ‬
‫احتمال ٌ‬ ‫آخر‪ ،‬وهو‬
‫بع�ضها ال َ‬
‫َت َ‬‫خلوقات َخلق ْ‬
‫ِ‬ ‫االحتمال الثاين‪ :‬ﱫ ﭯ ﭰ ﭱ ﱪ �أي �أنّ َ‬
‫بع�ض المْ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫وهو �أنّ من �أُ َ‬
‫�سند �إليه اخل ْل ُق كانَ َع َد ًما‪ ،‬وال َعد ُم ال ُي ِ‬
‫وج ُد َ�شي ًئا!‬ ‫االحتمال ال ّأو ِل‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لأ ّن ُه يعو ُد �إىل‬

‫‪45‬‬
‫املخلوقات هو الّذي َخ َلقها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫غري ِ‬ ‫البد �أنْ يكونَ ُه َ‬
‫ناك َخا ِل ٌق َ‬ ‫‪ -‬النتيجةُ‪َّ :‬‬
‫الكمال التي ال ت�شب ُه‬
‫ِ‬ ‫فات‬
‫البد �أنْ يكونَ ُم ّت�صفًا ب ِِ�ص ِ‬
‫اخلالق َّ‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫من َع َد ٍم‪،‬‬ ‫املخلوقات ُو ِج� َ�د ْت ْ‬
‫ُ‬ ‫كانت‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬ف�إذا‬
‫�صفات املخلوق َ‬
‫ِ‬
‫ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫لوقات لها بِدا َي ٌة‬
‫ُ‬ ‫الوجود َلذاته(‪ ،)1‬و�إ َذا كانت ْ‬
‫املخ‬ ‫ِ‬ ‫اج ُب‬ ‫فا َ‬
‫خلا ِل ُق َو ِ‬
‫(ال���ط���ور ‪.)36‬‬ ‫ﭶﱪ‪.‬‬
‫بعد ُه �شي ٌء‪ ،‬و�إذا‬
‫ولي�س َ‬
‫َ‬ ‫لي�س ق َْب َله �شي ٌء‬ ‫فالبد �أنَّ ا َ‬
‫خلا ِل َق َ‬ ‫َّ‬ ‫ولها ِنهاي ٌة‬
‫ادعى النمرو ُد خلق ال�سموات‬
‫وت�س َت ِّم ُد وجو َدها من غريها‪،‬‬
‫واد ُث‪ْ ،‬‬
‫حل ِ‬‫لوقات تعترَ يها ا َ‬
‫ُ‬ ‫املخ‬
‫كا َن ِت ْ‬
‫براهيم ‪ -‬عليه‬
‫ُ‬ ‫والأر�ض ف َ‬
‫َناظر ُه ِ�إ‬
‫ي�ستمد‬
‫ُّ‬ ‫احلوادث و�أنَّ الكونَ ك َّله‬
‫ِ‬ ‫البد �أن يكونَ من ّز ًها عن‬
‫اخلالق َّ‬
‫َ‬ ‫ف�إنَّ‬
‫ال�سالم ‪ُ -‬فبهت عندما قال ل ُه‪:‬‬
‫ال�صفات ال‬
‫ُ‬ ‫أمره‪ .‬وهذه‬
‫م�سخ ٌر ل ِ‬ ‫َ‬
‫وحرك َته و ِنظا َم ُه وهو َّ‬ ‫منه وجو َده‬
‫ﱫﮇﮈﮉﮊﮋ‬
‫قال‪ :‬ﱫ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ‬
‫وجل الذي َ‬
‫َّ‬ ‫هلل ع َّز‬
‫تكونُ �إال ِ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﱪ‪.‬‬
‫ﭦ ﭧﱪ‪( .‬ال�شورى ‪.)11‬‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﮑ‬
‫َّ‬ ‫وكما قال ع َّز‬
‫ﮒ ﮓ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)258‬‬
‫�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬ ‫ ‬
‫ﭥﱪ‪( .‬النمل ‪.)64‬‬
‫ني يف الآي ِة الكرمي ِة؟‬
‫امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫إقناعي الّذي َّ‬
‫حاج ب ِه القر�آنُ‬ ‫العقلي ال ُّ‬
‫ُّ‬ ‫‪ G‬ما الربها ُن‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّم ُل َو ُ�أ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭗﭘ ﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬ‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﱪ‪.‬‬
‫(امل�ؤمنون ‪.)92 - 91‬‬

‫تاج �إليه‪.‬‬
‫غريه‪ ،‬وغري ُه محُ ٌ‬
‫يحتاج �إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫قائم بذاته ال‬
‫(‪ )1‬واجب الوجود‪� :‬أي ٌ‬
‫‪46‬‬
‫الخاطئ القا ِئ ِل بتع ُّد ِد الآله ِة‪.‬‬ ‫الج َد َل‪ ،‬ولكننا لو �س َّلمنا جدلاً باال ْف ِت ِ‬
‫را�ض َ‬ ‫هلل تَعالى وح َده ال َ�ش َ‬
‫ريك له ال تَقبلُ َ‬ ‫‪� G‬إ ّن �ألوهيّ َة ا ِ‬
‫يح؟‬
‫ال�ص ِح ُ‬ ‫ُ‬
‫االحتمال َّ‬ ‫آيات الكريمةُ؟ وما‬
‫�شير �إليها ال ُ‬
‫المتَرتِّب ُة على ذلك‪ ،‬كما تُ ُ‬
‫االحتماالت ُ‬
‫ُ‬ ‫فما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫حقائق الآله ِة الزائف ِة‪:‬‬ ‫ُ‬


‫وك�شف ِ‬ ‫التحدي‬ ‫ثال ًثا‪ُ � :‬‬
‫أ�سلوب ّ‬
‫ُ‬
‫يجعل‬ ‫إقامة ا ُ‬
‫حل َّج ِة على َم ْن‬ ‫ووحدانيته و� ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫وجود ا ِ‬
‫ِ‬ ‫هنة على‬ ‫متكاملاً ْ‬
‫للرب ِ‬ ‫ِ‬ ‫هجا دقيقًا‬
‫ر�سم القر�آنُ الكر ُمي م ْن ً‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫آلهة املَ ْزعو َم ِة وبيانَ حقيق ِتها وبطالنَ‬
‫حدي ا ّلذي ُيظهِ ُر َع ْج َز ال ِ‬
‫أ�سلوب ال َّت ِّ‬
‫ُ‬ ‫احلج ِة �‬
‫إقامة هذه َّ‬
‫وم ْن �أ�ساليب ِِه يف � ِ‬
‫ندا‪ِ ،‬‬
‫هلل ًّ‬
‫مع ا ِ‬
‫َ‬
‫التحدي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫مناذج هذا‬
‫ألوهي ِتها‪ ،‬ومن ِ‬
‫� َّ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫إيجاد‪ ،‬كما َ‬ ‫حتدى القر�آنُ الآله َة املَزعو َم َة �أنْ يكونَ لها � ُّأي � ٍأثر يف ا َ‬
‫خل ْل ِق وال ِ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)11‬‬
‫يدعونَ حينما‬
‫ألوهي ِة ما َّ‬ ‫َ‬
‫الدليل على ِ�ص ْد ِق � َّ‬ ‫ادق ا ّلذي ُيقيمونَ به‬
‫ال�ص ِ‬ ‫أي�ضا �أنْ ي�أتوا با َ‬
‫خل ِرب ّ‬ ‫ني � ً‬
‫حتدى القر�آنُ امل�شرْ ك َ‬
‫‪ّ -‬‬
‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫﮫ‬
‫قول ا ِ‬
‫جاء يف ِ‬
‫قلي‪ ،‬كما َ‬
‫اال�ستنتاج ال َع ِّ‬
‫ِ‬ ‫بطريق‬
‫ِ‬ ‫احل�سي ِة � ْأو‬
‫ّ‬ ‫امل�شاهدة‬
‫ِ‬ ‫بطريقة‬
‫ِ‬ ‫ليل‬
‫الد ِ‬
‫َي ْع َجزونَ عن �إقا َم ِة َّ‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱪ‪( .‬الأحقاف ‪.)4‬‬

‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫�شري �إليه‪:‬‬
‫أ�سلوب التح ّدي الذي تُ ُ‬
‫َ‬ ‫وا�ستنتج �‬
‫ْ‬ ‫آيات التاليةَ‪،‬‬
‫‪ G‬تدبّ ِر ال ِ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﱪ‪( .‬احلج ‪.)74-73‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫�أُ َح ِّد ُد‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ف�ضي �إليها‪:‬‬
‫ني والنتيج َة ال ِتي تُ ِ‬
‫�صفات �آله ِة امل�شرْ ك َ‬
‫ِ‬ ‫آيات الكرميةَ‪َّ ،‬ثم ح ِّد ْد‬
‫‪ G‬تدب ِر ال ِ‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ‬
‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﱪ‪( .‬الأعراف‬

‫‪.)195 - 191‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﱪ‪( .‬فاطر ‪.)14 - 13‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﱪ‪( .‬النحل ‪.)21 - 20‬‬

‫ني‪:‬‬
‫�صفات �آ ِل َه ِة امل�شرْ ك َ‬
‫ُ‬ ‫�أ‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬النتيج ُة التي ُتف ِْ�ضي � ْإليها ِت ْل َك ال�صِّ ُ‬
‫فات‪:‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪48‬‬
‫�أ َت َذ َّك ُر‪:‬‬

‫هلل تعاىل‪:‬‬
‫إثبات وحدانيّ ِة ا ِ‬
‫ني و� ِ‬
‫حماج ِة امل�رشك َ‬
‫م�سالك القر�آنِ يف ّ‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫وك�شف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م�سلك التح ّدي‬
‫العقلي الربها ُّين‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك‬ ‫إدراكي‬
‫ُّ‬ ‫احل�سي ال‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫امل�سلك‬
‫حقائق الآله ِة الزائف ِة‬
‫ِ‬
‫البدهيةُ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العقلي ُة‬
‫ّ‬ ‫ني‬
‫‪-‬الرباه ُ‬ ‫إبداع‪.‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫املزعومة �أَنْ‬
‫ِ‬ ‫آلهة‬
‫‪ -‬حتدي ال ِ‬ ‫اخللق وال ِ‬
‫دليل ِ‬

‫أثر يف اخل ْل ِق‪.‬‬ ‫النظام الكوينِّ ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫دليل‬
‫يكونَ لها � ٌ‬
‫ني أ�َنْ ي�أتوا‬ ‫إلهي ِة‪.‬‬
‫العناية ال ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫دليل‬
‫‪ -‬حتدي امل�رشك َ‬
‫ال�صادق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باخل ِرب‬

‫‪49‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫من الأ ِدلّ ِة الكونيّ ِة ما يُفي ُد هذا املعنى‪.‬‬ ‫م�ستحيلٌ عقْلاً و ِف ْطرةً‪َ ،‬ه ِ‬
‫ات َ‬ ‫أمر ْ‬
‫هلل تعاىل � ٌ‬
‫آخر م َع ا ِ‬
‫‪� G‬إ َّن ُوجو َد �إل ٍه � َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫وجل‪ :‬ﱫ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫َّ‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل ع َّز‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯥ ﱪ‪( .‬لقمان ‪.)25‬‬
‫َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﱪ‪( .‬الزخرف ‪.)87‬‬ ‫ ‬
‫ني ال�سابقتنيِ؟‬
‫هلل تعاىل من خاللِ الآيت ِ‬
‫إثبات �ألوهيّ ِة ا ِ‬ ‫‪ G‬ما ا ُحل َّج ُة الّتي يُ ُ‬
‫قيمها القر�آ ُن الكرميُ يف � ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤال الثالث‪:‬‬
‫ني‪:‬‬
‫احلج َة على امل�شرْ ك َ‬ ‫لوب الّذي ُ‬
‫يقيم به القر�آ ُن الكرمي ّ‬ ‫آيات التّاليةَ‪ ،‬وا�ستن ِت ْج ِم ْن ِخال ِلها ال ْأ�س َ‬
‫‪ G‬تدبّ ِر ال ِ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫‪50‬‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﱪ‪( .‬العنكبوت ‪.)17-16‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫واملعبودين والنتيج َة الّتي تتو�صلُ � ْإليها‪:‬‬
‫َ‬ ‫العابدين‬
‫َ‬ ‫�صفات كلٍّ َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫آيات التالي َة َّثم بينّ ْ‬
‫‪ G‬تدبَّ ِر ال ِ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﱪ‪( .‬الزمر ‪.)38‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯝﱪ‪( .‬الأنبياء ‪.)43‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫هم‪.‬‬
‫الر ُ�س ِل لأقوا ِم ْ‬ ‫للخ ْل ِق ملْ يُنا ِز ْع ُه في ِه � َأح ُد‪ْ ،‬‬
‫ا�رشح ذَلك ُم�سترَ ِ�ش ًدا با ِخلبرْ َ ِة التَّاريخيَّ ِة ِم ْن دعو ِة ُّ‬ ‫هلل تَعاىل َ‬
‫إبداع ا ِ‬
‫‪ُ �G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪51‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫الر�سول ‪.h‬‬ ‫ِ‬


‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫ال�صحة يف و�صايا‬
‫ِ‬
‫� ُ‬
‫‪ -‬قيم ُة‬
‫بي َصلّى ا ُ‬
‫هلل َعلي ِه‬ ‫ي النّ ّ‬
‫َه ْد ُ‬
‫ال�صح ِة يف ال�س ّن ِة النبو ّي ِة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حفظ‬‫مقومات ِ‬‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫حفظها‬
‫ِ‬ ‫والعمل على‬
‫ِ‬ ‫بال�شكر‬
‫ِ‬ ‫نعمة ال�صِّ َّح ِة‬‫ِ‬ ‫هلل على‬‫�شكر ا ِ‬
‫وتعزيزها‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ُ -‬‬ ‫الصحّية‬ ‫وسلّم في ّ‬
‫الرعايَ ِة ّ‬ ‫َ‬
‫ر�سو ُلنا ‪ِ h‬م ْنها‪.‬‬ ‫لل�ص ّح ِة‪ ،‬ا َّلتي َّ‬
‫حذ َر ُ‬ ‫ال�سلبية امل�ضا ّد ِة ّ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬ال ُ‬
‫أمناط‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬

‫واملعاجلة‬
‫ِ‬ ‫الت�شخي�ص‬
‫ِ‬ ‫ي�شهده العالمَ ُ يف‬
‫ُ‬ ‫التكنولوجي الكب ِري الذي‬
‫ِّ‬ ‫التقد ِم‬
‫ظل ّ‬ ‫يف ِّ‬ ‫ ‬
‫غياب‬
‫لي�ست َ‬
‫ْ‬ ‫ال�ص ّح ُة‬
‫ّ‬ ‫ ‬ ‫بال�ص ّح ِة‬
‫اجلميع ّ‬
‫ُ‬ ‫ينعم‬
‫ني الب� ِرش‪ ،‬و�أنْ َ‬
‫املر�ض عن االنت�شار ب َ‬
‫ُ‬ ‫ينح�رس‬
‫َ‬ ‫املفرت�ض �أنْ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫كانَ َ‬
‫حالة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫املر�ض؛ بل هي حت�س ُ‬
‫ِ‬ ‫العالج‬ ‫دائرة‬
‫ِّ�ساع ِ‬
‫ِ‬ ‫ومع ات ِ‬
‫امل�ست�شفيات كانَ ازديا ُد املر�ضى‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ازدياد‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫ولكن َ‬
‫ْ‬ ‫والعافية‪،‬‬
‫ِ‬
‫ونف�سيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫وعقليا‬
‫ًّ‬ ‫ج�سميا‬
‫ًّ‬ ‫الإن�سانِ‬
‫العافية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫�سنابل‬ ‫يح�صد‬
‫ُ‬ ‫وا�ستمر ِم ْن َج ُله‬
‫َّ‬ ‫املر�ض‬
‫ِ‬ ‫َّ�سعت دائر ُة‬
‫ات ْ‬

‫الب�رش‬
‫َ‬ ‫يجتاح‬
‫ُ‬ ‫عما‬
‫هي امل�سئول الأول ّ‬
‫املتقد ِم َ‬
‫ّ‬ ‫لل�ص ّح ِة يف العالمَ ِ‬
‫احلياة ال�سيئ َة املنافي َة ّ‬
‫ِ‬ ‫إح�صاء على �أنَّ � َ‬
‫أمناط‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ودل ال‬ ‫ ‬
‫عادات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ال�صاحلة ْ‬
‫ِ‬ ‫أمناط‬
‫إقبال على ال ِ‬
‫ال�سيئات وال ِ‬
‫ِ‬ ‫هذه‬
‫باجتناب ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمرا�ض �إال‬ ‫أمرا�ض‪ ،‬و�أنْ ال َ‬
‫�سبيل �إىل اتِّقا ِء هذه ال ِ‬ ‫من � ٍ‬
‫ْ‬
‫احلياة(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫ثراءها بالو�صايا‬
‫يجد َ‬‫مقوما ِتها‪ ،‬كما ُ‬
‫وحفظ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ال�ص ّح ِة‬
‫بقيمة ّ‬
‫ِ‬ ‫اجللي‬
‫َّ‬ ‫يجد اهتما َمها‬ ‫واملت�أ ِّم ُل يف ُّ‬
‫ال�س ِنة النبو ّي ِة ُ‬ ‫ ‬
‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫أمناط‬
‫وتر�شده �إىل � ِ‬
‫ُ‬ ‫إن�سان يف ِّ‬
‫كل َجوا ِنبِها‪،‬‬ ‫حي ِة‪ ،‬ا ّلتي ِّ‬
‫ت�صح ُح م�سري َة ال ِ‬ ‫ال�ص ّ‬
‫احلياة ّ‬
‫ِ‬ ‫أمناط‬ ‫والتوجيهات التي ت َّت ُ‬
‫�صل ب� ِ‬ ‫ِ‬
‫احلياة ال�سلبي َة ا َّلتي يحق ُِّق اجتنا ُبها حماي َة‬
‫ِ‬ ‫تك�شف له � َ‬
‫أمناط‬ ‫ُ‬ ‫إن�سان بال�صِّ َّح ِة وال َع ِ‬
‫افية‪ ،‬كما‬ ‫اخليرِّ ِة ا ّلتي يحق ُِّق ات ُ‬
‫ِّباعها تمَ َ ُت َع ال ِ‬
‫أ�سقام‪.‬‬
‫من ال ِ‬‫إن�سان َ‬
‫ال ِ‬

‫(‪ )1‬الهدي ال�صحي‪� :‬إعالن عمان لتعزيز ال�صحة باتباع �أمناط احلياة الإ�سالمية �ص‪.9‬‬
‫‪52‬‬
‫قيم ُة ال�صح ِة يف ال�سن ِة النبوي ِة‪:‬‬
‫والن�سل‬
‫ِ‬ ‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫النف�س‬
‫ِ‬ ‫الدين و‬
‫اخلم�س وهي ِ‬‫ِ‬ ‫ال�رضورات‬
‫ِ‬ ‫بحفظ‬
‫ِ‬ ‫�رشعا‬
‫مطالب ً‬
‫ٌ‬ ‫امل�سلم‬
‫ُ‬ ‫�رشعي‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫واجب‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫حفظ ال�صِّ َّح ِة‬ ‫‪-‬‬
‫واجب»(‪ ،)2‬كما‬
‫ٌ‬ ‫الواجب �إ ّال به َ‬
‫فهو‬ ‫ُ‬ ‫يتم‬
‫�صح ِتهما؛ «فما ال ُّ‬
‫حفظ َّ‬
‫وجوب ِ‬
‫ُ‬ ‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫النف�س‬
‫ِ‬ ‫حفظ‬
‫أ�سباب ِ‬
‫ومن � ِ‬‫واملال‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫املقا�صد‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫بتحقيق‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫مرتبطا‬ ‫ُ‬
‫حفظها‬ ‫اخلالف َِة‪ ،‬فكانَ‬
‫والقيام مبها ِّم ِ‬
‫ِ‬ ‫والك�سب‬
‫ِ‬ ‫العبادة‬
‫ِ‬ ‫ني على‬
‫ال�ص ّح ِة ُيع ُ‬ ‫َ‬
‫حفظ ّ‬ ‫�أنَّ‬
‫المي ِة‪.‬‬
‫يعة ال ْإ�س َّ‬ ‫ا َ‬
‫خل ْم َ�س ِة لل�شرَّ ِ‬

‫تان‬
‫هلل ‪ِ « :h‬ن ْع َم ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ال�شكر‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫َ‬ ‫ت�ستوجب‬
‫ُ‬ ‫ال�ص ّح ُة نعم ٌة‬
‫‪ّ -‬‬
‫نعم‬
‫من ِ‬ ‫فال�ص ّح ُة ْ‬
‫ُ (‪)3‬‬
‫َراغ» ‪ّ ،‬‬ ‫ا�س؛ ال�صِّ َّحةُ‪َ ،‬وا ْلف‬ ‫َم ْغ ُبونٌ فِيهِ ما َك ِث ٌ‬
‫ري ِم ْن ال َّن ِ‬
‫كمي ِة‬
‫بح�سب ّ‬
‫ِ‬ ‫املعدة‬
‫ِ‬ ‫حجم‬
‫ُ‬ ‫يختلف‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫من‬
‫واحلد الأدنى َ‬
‫ِّ‬ ‫أمن‬
‫مع ال ِ‬
‫بل �إ َّنها َ‬ ‫هلل تعاىل ا ّلتي �أ�سب َغها على ِ‬
‫عباده‪ْ ،‬‬ ‫ا ِ‬
‫ُ‬
‫يدخل الطعا ُم‬ ‫الطعام الّتي حتتويها‪ ،‬فحينما‬
‫ِ‬
‫إميان‪ ،‬لأنَّ بها يتحق َُّق‬ ‫بعد ال ِ‬ ‫أعظم ال ِن َع ِم َ‬
‫من � ِ‬‫تعد ْ‬
‫أ�سا�سية‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫احلاجات ال‬
‫ِ‬
‫للخارج‬
‫ِ‬ ‫تدريجيا‬
‫ًّ‬ ‫تنتفخ‬
‫ُ‬ ‫جندها‬
‫املعدة ُ‬
‫ِ‬ ‫�إىل‬
‫قال ‪َ « :h‬م ْن َ�أ ْ�ص َب َح ِم ْن ُك ْم � ِآم ًنا يف �سرِ ْب ِِه‪،‬‬‫الطيبة‪ ،‬كما َ‬
‫ِ‬ ‫احلياة‬
‫ِ‬ ‫�ضمانُ‬
‫الطعام‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أكرب و�أك َرث َ‬
‫من‬ ‫كميات � َ‬
‫ٍ‬ ‫م�ستوعب ًة‬
‫املعدة‬
‫ِ‬ ‫املل�ساء يف‬
‫ُ‬ ‫حيث تتم َّت ُع ال ُ‬
‫ألياف الع�ضلي ُة‬ ‫ُ‬ ‫ُوت َي ْو ِم ِه‪ ،‬ف ََك�أَ مَّنا ِحي َز ْت َل ُه ُّ‬
‫الد ْنيا»(‪.)4‬‬ ‫ُمعافًى يف َج َ�س ِد ِه‪ِ ،‬ع ْن َد ُه ق ُ‬
‫حد لها‬ ‫املرونة ح ّتى َ‬
‫ت�صل �إىل �أق�صى ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫بخا�صي ِة‬
‫ّ‬
‫حجم‬
‫َ‬ ‫ون�صف لرتٍ‪ .‬ومبا �أنَّ‬
‫ِ‬ ‫وهو نحو ل ٍرت‬ ‫ا�س ْب ِن َع ْب ِد‬ ‫امل�ستمر‪َ :‬ع ِن ا ْل َع َّب ِ‬
‫َّ‬ ‫عاء‬
‫الد َ‬‫عظيم يقت�ضي ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ف�ضل‬ ‫ال�ص ّح ُة‬
‫‪ّ -‬‬
‫تق�سيمها �إىل‬
‫ُ‬ ‫ميكن‬
‫املعدة نحو ‪ 1500‬ملليلرت ُ‬
‫ِ‬ ‫هلل‪َ ،‬ع ِّل ْمني َ�ش ْي ًئا‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َال‪ُ :‬ق ْل ُت‪ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫المْ ُ َّط ِل ِب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه ‪ -‬ق َ‬ ‫َ َ‬
‫ن�صف ل ٍرت‬
‫ُ‬ ‫ق�سم‬
‫كل ٍ‬ ‫أق�سام مت�ساوي ٍة َ�س َع ُة ِّ‬
‫ثالثة � ٍ‬
‫ِ‬ ‫قال‪�« :‬س ِل َ‬ ‫�أَ�س�أَ ُل ُه َ‬
‫اهلل ا ْلعا ِف َيةَ»‪ .‬ف ََم َك ْث ُت �أَ َّيا ًما‪ُ ،‬ث َّم ِج ْئ ُت‬ ‫َ‬ ‫اهلل َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫التنف�س‬
‫ِ‬ ‫ومع ِّ‬
‫كل �شهيقٍ وزف ٍري يف‬ ‫(‪ 500‬مل) َ‬
‫ا�س يا‬ ‫اهلل‪ ،‬ف َ‬ ‫هلل‪َ ،‬ع ِّلم ِني َ�شي ًئا �أَ�س َ�أ ُل ُه َ‬ ‫َف ُق ْل ُت‪ :‬يا َر َ‬
‫َقال يل‪« :‬يا َع َّب ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫�سول ا ِ‬
‫وتخرج نحو ‪500‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تدخل �إىل الرئتنيِ‬ ‫الطبيعي‬
‫ِّ‬
‫الد ْنيا َوال ِآخ َر ِة»(‪.)5‬‬ ‫هلل‪� ،‬س ِل َ‬
‫اهلل ا ْلعا ِف َي َة يف ُّ‬
‫تنف�س(‪.)6‬‬
‫كل ٍ‬ ‫مع ِّ‬ ‫�سول ا ِ َ‬
‫َع َّم َر ِ‬
‫من الهوا ِء َ‬
‫ملل َ‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫عم ثابت ٌة ال تتغيرَّ ُ ‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬


‫هلل تعاىل يف ال ِّن ِ‬
‫ال�ص ّح ُة نعمةٌ‪ ،‬و�س ّن ُة ا ِ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﱪ ‪( .‬الأنفال ‪.)53‬‬

‫احلفاظ على نعم ِة ال�صح ِة؟‬


‫ِ‬ ‫‪ G‬يف ر�أي َِك‪ ،‬ما �سبلُ‬

‫(‪ )2‬ال�سعدي‪ :‬القواعد والأ�صول اجلامعة‪� ،‬ص‪ )3( .27‬رواه البخاري‪� )4( .‬سنن الرتمذي وابن ماجه‪� )5( .‬أخرجه ابن �أبي �شيبة و�أحمد والرتمذي‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫(‪ )6‬عبد اجلواد ال�صاوي‪ ،‬قب�سات من الطب النبوي‪� ،‬ص ‪.52‬‬
‫هلل ‪:h‬‬ ‫حفظ ال�صح ِة كما بينها ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫مق ِّو ُ‬
‫مات ِ‬

‫�أوالً‪ :‬الغذا ُء‪:‬‬


‫ُ‬
‫واحلفاظ على‬ ‫للج�سم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الالزمة‬
‫ِ‬ ‫الطاقة‬
‫ِ‬ ‫توفري‬
‫وهي ُ‬ ‫لي�س مق�صو ًدا لذا ِته‪ � ،‬مّإنا َ‬
‫هو مق�صو ٌد لغاي ِته‪َ :‬‬ ‫إ�سالم َ‬
‫الغذاء يف ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫إعمار ال ِ‬ ‫هلل ع َّز َّ‬
‫وجل و� ِ‬ ‫بحقوق عبود َّي ِته ِ‬
‫ِ‬ ‫والقيام‬
‫ِ‬ ‫أدية واجبا ِته‪،‬‬
‫وا�ستمراره و�إعان َته على ت� ِ‬
‫َ‬ ‫بقاءه‬
‫ي�ضمن َ‬
‫ُ‬ ‫�صح ِته مبا‬
‫َّ‬
‫وج َه ْت ُه �إىل‬
‫امل�سلم �إليه‪ ،‬كما َّ‬
‫ِ‬ ‫ور�ش َد ْت نظر َة‬
‫ال�ص ّح ِة‪َّ ،‬‬
‫حفظ ّ‬
‫أ�سا�سي يف ِ‬
‫ٍّ‬ ‫كعامل �‬
‫ٍ‬ ‫الغذاء‬
‫َ‬ ‫أظهرت ال�س ّن ُة النبو ّي ُة‬
‫ِ‬ ‫وقد �‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫أ�سا�سية منه‬
‫ِ‬ ‫اجل�سم بحاجا ِته ال‬
‫ِ‬ ‫إمداد‬
‫واالعتدال يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫التوازن‬
‫ِ‬ ‫حري�صا على‬
‫ً‬ ‫اخلبيث‪ ،‬و�أنْ يكونَ‬
‫ِ‬ ‫وترك‬ ‫اختيار الغذا ِء ّ‬
‫الط ِّي ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫و�رشاب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نظافة ما يتناو ُله ِم ْن ٍ‬
‫طعام‬ ‫ِ‬ ‫احلفاظ على‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫َ‬

‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫النواق�ص‬
‫ِ‬ ‫تكميل‬
‫ِ‬ ‫لغر�ض‬
‫ِ‬ ‫أغذية‬
‫من ال ِ‬
‫دمج جمموع ٍة َ‬
‫ويعتمد على ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�ص ّح ِة‪،‬‬
‫حفظ ّ‬
‫مهم يف ِ‬
‫ركن ٌّ‬
‫التوازنُ يف الغذا ِء ٌ‬ ‫ ‬
‫اجل�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حاجة‬
‫ِ‬ ‫كفاية‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫من � ِ‬
‫الغذائي ِة ْ‬
‫ّ‬ ‫يف قيم ِتها‬

‫النبي ‪:h‬‬
‫جوانب التوازنِ يف غذا ِء ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا�ستنبط‬ ‫أحاديث التاليةَ‪َّ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫‪ G‬ت�أ َّم ِل ال‬

‫هلل ب ِن جعف َِر ب ِن �أَبي طا ِل ٍب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬


‫اهلل عنهما‪َ َ -‬‬
‫قال‪َ :‬ر�أ ْي ُت ال َّنب َِّي ‪َ h‬ي�أْ ُك ُل ُّ‬
‫الر َط َب بِا ْل ِق َّثا ِ‏ء(‪.)1‬‬ ‫َ َ‬ ‫َع ْن َع ْب ِد ا ِ ْ َ ْ ْ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ذات َي ْو ٍم �إِىل َم ْن ِز ِل ِه َف�أَ ْخ َر َج �إِ َل ْي ِه‬


‫هلل ‪ h‬ب َِيدي َ‬ ‫اهلل عن ُه ‪ -‬قال‪� :‬أَ َخ َذ َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ر�ضي ُ‬
‫هلل ‪َ ِ -‬‬ ‫عن جاب ِِر ْب ِن َع ْب ِد ا ِ‬ ‫ ‬
‫لأ ْد ُم‏»(‪.)2‬‬ ‫قال‪َ « :‬ف�إِنَّ الخْ َ َّل ِن ْع َم ا ُ‬
‫َقال‪« :‬ما ِم ْن �أُ ُد ٍم‏‏؟»‏‪ .‬فَقا ُلوا‪ :‬ال �إِ ّال َ�ش ْي ٌء ِم ْن َخ ٍّل‪.‬‏ َ‬‫ِف َلقًا ِم ْن ُخ ْب ٍز ف َ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫َبوك ف ََدعا ب ِِ�س ِّكنيٍ ف ََ�س َّمى َوق ََط َع(‪.)3‬‬


‫قال‪� :‬أُ ِت َي ال َّنب ُِّي ‪ h‬ب ُِج ْب َن ٍة يف ت َ‬ ‫َع ِن اب ِن ُعمر ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل َع ْن ُهما ‪َ -‬‬ ‫ْ َ َ َ َ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه م�سلم‪ )3( .‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫«ك ُلوا ال َّز ْي َت َوا َّد ِه ُنوا ب ِِه‪َ ،‬ف�إ َّن ُه ِم ْن َ�ش َج َر ٍة ُم َ‬
‫بار َكةٍ»(‪.)4‬‬ ‫قال ‪ُ :h‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫َعن عا ِئ َ�ش َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬


‫اهلل َع ْنها ‪ -‬قا َل ْت‪ :‬كانَ َر ُ�س ُ‬
‫هلل ‪ُ h‬ي ِح ُّب الحْ َ ْل َ‬
‫واء َوا ْل َع َ�س َ‏‬
‫ل(‪.)5‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫قول‪« :‬ما َملأَ �آ َد ِم ٌّي وِ عا ًء �شرَ ًّا ِم ْن بَ ْط ٍن‪ ،‬ب َِح ْ�س ِب ابْ ِن �آ َد َم‬‫هلل ‪َ h‬ي ُ‬ ‫قال َ�س ِم ْع ُت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫يك ِر َب‪َ ،‬‬ ‫ْدام ْب ِن َم ْع ِد َ‬
‫َع ْن ِمق ِ‬ ‫ ‬
‫حفظ‬ ‫ث ِلنَف َِ�س ِه»(‪.)6‬‬ ‫�أُ ُك ٌ‬
‫الت يُ ِق ْم َن ُ�ص ْلبَ ُه‪َ ،‬ف�إِنْ كانَ ال محَ الَةَ‪َ ،‬فثُ ُل ٌث ِل َط َعا ِم ِه‪َ ،‬وثُ ُل ٌث ِل�شرَا ِب ِه‪َ ،‬وثُ ُل ٌ‬
‫قال‪ :‬لَ ِو ْ‬
‫ا�ستَ ْع َملَ النَّ ُ‬
‫ا�س‬ ‫ِيب لمَ ّا َق َر�أَ َق ْو َل ر�سولِ اهلل ‪« :h‬ما ملأَ �آد ِم ٌّي وِ عا ًء �شرَ ًّا ِم ْن بَ ٍ‬
‫طن‪َ ،»..‬‬ ‫‪ُ G‬روِ َي �أَ َّن ابْ َن َ‬
‫ما�س َويْ ِه ال َّطب َ‬
‫ال�صيا ِدلَ ِة ‪َ .‬‬
‫فبم تُع ّلل ذلك؟‬ ‫(‪)7‬‬
‫ني َّ‬ ‫تانات َو َدكاك ُ‬ ‫را�ض‪َ ،‬والأَ ْ�سقا ِم‪َ ،‬ولَتَ َع َّط َل ِت المْ ا ِر ْ�س ُ‬
‫مات لَ َ�س ِل ُموا ِم ْن الأَ ْم ِ‬
‫َه ِذ ِه الْ َك ِل ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫هلل ‪« :h‬ال �ضرَ َ َر َوال �ضرِ َار»(‪.)8‬‬ ‫ُ‬


‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬

‫ال�ص ّحي ِة املرتتّب ِة على النواهي الوارد ِة فيها‪:‬‬


‫ناق�ش زمال َءك يف الأ�رضا ِر ّ‬
‫أحاديث التاليةَ‪ّ ،‬ثم ْ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبَّ ِر ال‬

‫فيه َو َطفا فَال َت�أْ ُكلو ُه‏»(‪.)9‬‬ ‫هلل ‪« :h‬ما �أَ ْلقى ا ْل َب ْح ُر �أَ ْو َج َز َر َع ْن ُه ف َُكلو ُه‪َ ،‬وما َ‬
‫مات ِ‬ ‫قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫قال‪َ :‬ب َع َثني ال َّنب ُِّي ‪� h‬أَنا َو ُمعا َذ ْب َن َج َب ٍل �إِىل ا ْل َي َم ِن َف ُق ْل ُت‪ :‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َعن �أَبي مو�سى ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫«ك ُّل ُم ْ�س ِك ٍر َحرا ٌم‏»(‪.)10‬‬ ‫قال َل ُه ا ْل ِب ْت َع ِم َن ا ْل َع َ�س ِل‪ ،‬ف َ‬
‫َقال‪ُ :‬‬ ‫اب ُي ُ‬ ‫�إِنَّ �شرَ ا ًبا ُي ْ�ص َن ُع ِب َ�أ ْر ِ�ضنا ُي ُ‬
‫قال َل ُه المْ ِ ْز َر ِم َن َّ‬
‫ال�ش ِع ِري َو�شرَ ٌ‬
‫بي ‪َ h‬نهى �أَنْ ُي َت َنف َ‬
‫َّ�س يف الإِنا ِ‏ء(‪.)11‬‬ ‫هلل ْب ِن �أَبي قَتا َدةَ‪َ ،‬ع ْن �أَ ِ َ‬
‫بيه‪� ،‬أنَّ ال َّن َّ‬ ‫عن َع ْب ِد ا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الت َ�أ ْي‪ُ :‬لقم‪ )7( .‬املار�ستانات‪ :‬امل�ست�شفيات‪ ،‬غذاء الألباب �رشح‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي‪ )5( .‬رواه البخاري‪)6( .‬‏رواه الرتمذي وقال حديث ح�سن‪�ُ .‬أ ُك ٌ‬
‫‪55‬‬
‫منظومة الآداب‪ ،‬حممد بن �أحمد بن �سامل ال�سفاريني احلنبلي‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪ )8( .85‬رواه �أحمد وابن ماجه‪ )9( .‬رواه �أبو داود‪ )11-10( .‬رواهما م�سلم‪.‬‬
‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫بي ‪َ h‬ر ِغيفًا‪ ،‬ف َ‬


‫َقال‪ :‬ما َهذا؟‏ قا َل ْت‪َ :‬طعا ٌم َن ْ�ص َن ُع ُه ِب� ْأر ِ�ضنا‬ ‫َ‬
‫َع ْن �أ ِّم �أيمْ َ َن‪� ،‬أ َّنها غَ ْر َب َل ْت َد ِقيقًا ف ََ�ص َن َع ْت ُه ِلل َّن ِّ‬ ‫ ‬
‫فيه ُث َّم ْاع ِج ِ‏‬
‫نيه»‏(‪.)1‬‬ ‫«ر ِّد ِيه ِ‬ ‫َف� ْأح َب ْب ُت �أنْ � ْأ�ص َن َع ِم ْن ُه َل َك َر ِغي ًفا‏‪.‬‏ ف َ‬
‫َقال‪ُ :‬‬

‫الدقيق املنخولِ ؟‬
‫ِ‬ ‫الكامل على‬
‫ِ‬ ‫الدقيق‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ا�ستعمال‬ ‫بي ‪h‬‬
‫ترجيح النّ ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬مِبَ تعلِّلُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ثانيًا‪ :‬النظافةُ‪:‬‬
‫املناوي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫ان‪.)3(»...‬‬ ‫ور َ�ش ْط ُر ا ِ‬
‫لإ َمي ِ‬ ‫ُّ‬
‫«الط ُه ُ‬
‫تزيد يف العنيِ مهاب ًة ويف‬
‫النظاف ُة مما ُ‬ ‫ ‬
‫ٌ‬
‫مو�صل‬ ‫وطريق‬
‫ٌ‬ ‫للعبادة‬
‫ِ‬ ‫و�سبب‬
‫ٌ‬ ‫ين‬ ‫ٌ‬
‫�سلوك �إميا ٌّ‬ ‫إ�سالم‬
‫النظاف ُة يف ال ِ‬ ‫ ‬
‫من‬
‫جمع َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫بذلك‬ ‫وقد تهاونَ‬
‫القلب جاللةً‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫حد يذ ُّم‬
‫أحدهم �إىل ٍّ‬
‫ثوب � ِ‬‫ُ‬ ‫الفقرا ِء ح ّتى بلغَ‬ ‫التوجيهات التي‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫بالعديد َ‬
‫ِ‬ ‫وقد حف َل ِت ُّ‬
‫ال�س َّن ُة النبو ّي ُة‬ ‫هلل تعاىل‪ْ ،‬‬
‫حمبة ا ِ‬
‫�إىل ِ‬
‫�سو َل ال�شيطانُ‬
‫�رشعا‪ّ ،‬‬
‫ال وعرفًا‪ ،‬ويكا ُد يذ ُّم ً‬ ‫عق ً‬ ‫أمر بالو�ضو ِء‬
‫العام ِة‪ ،‬كال ِ‬
‫ال�ص ّح ِة ّ‬
‫حلفظ ّ‬ ‫ال�ص ّح ِّي و�سب ً‬
‫ال ِ‬ ‫للوعي ّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫متثل �أ�صو ًال‬
‫ف‬ ‫بنحو‪ِّ :‬‬
‫نظ ْ‬ ‫ِ‬ ‫التنظيف‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫أقعد ُه ِ‬
‫أحدهم ف� َ‬
‫ل ِ‬ ‫نظافة‬
‫ِ‬ ‫واحلر�ص على‬
‫ِ‬ ‫ال�شخ�صية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫النظافة‬
‫ِ‬ ‫واحلفاظ على‬
‫ِ‬ ‫واالغت�سال‬
‫ِ‬
‫عن‬ ‫لن�صح ِه‪ْ ،‬‬
‫بل لتخذي ِله ِ‬ ‫ِ‬ ‫قبل ثوب َ‬
‫ِك‪ ،‬ال‬ ‫قلب َك َ‬
‫َ‬ ‫وامل�ساجد‬
‫ِ‬ ‫املحيطة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والبيئة‬
‫ِ‬ ‫والدور‬
‫ِ‬ ‫أفنية‬
‫وامللب�س وال ِ‬
‫ِ‬ ‫وال�رشاب‬
‫ِ‬ ‫الطعام‬
‫ِ‬
‫عن‬
‫إقعاده ِ‬
‫هلل ور�سو ِله ‪ h‬و� ِ‬
‫أوامر ا ِ‬
‫امتثال � ِ‬
‫ِ‬ ‫اجلزاء‬ ‫قد �أوجب ُ‬
‫اهلل لها‬ ‫العام ِة ا َّلتي ُّ‬
‫تعد فيها النظاف ُة عباد ًة ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أماكن َّ‬
‫وال ِ‬
‫املطلوب‬
‫ِ‬ ‫اجلماعة‬
‫ِ‬ ‫وجمامع‬
‫ِ‬ ‫جلي�سه‬
‫ِ‬ ‫بحق‬
‫القيام ِّ‬
‫ِ‬
‫والثواب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باملغفرة‬
‫ِ‬
‫الظاهر‬
‫ِ‬ ‫لوجد نظاف َة‬
‫َ‬ ‫فيها النظافةُ‪ ،‬ولو حق َّق‬
‫الباطن(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫نظافة‬
‫ِ‬ ‫ني على‬
‫تع ُ‬ ‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫حفظ‬
‫ناق�ش زمال َءك يف �أث ِرها على ِ‬
‫جوانب النظاف ِة ال�شخ�صي ِة التي اعتنى بها الإ�سال ُم‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫َ‬ ‫ال�رشيف وح ِّد ْد‬
‫َ‬ ‫احلديث‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبَّ ِر‬
‫ال�ص ّح ِة‪.‬‬
‫ّ‬
‫�س ِم َن ا ْل ِف ْط َر ِة‪ :‬اال ِْ�س ِت ْحدا ُد َوالخْ ِ تانُ‬ ‫قال َر ُ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫َعن �أبي ُهرير َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬
‫«خ ْم ٌ‬
‫هلل ‪َ :h‬‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫ْليم ال ْأظ ِ‏‬
‫فار»‏(‪.)4‬‬ ‫لإ ْب ِط َو َتق ُ‬
‫فا ِ‬‫ال�ش ِار ِب َو َن ْت ُ‬
‫َ�ص َّ‬
‫َوق ُّ‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه‪ )2( .‬في�ض القدير �رشح اجلامع ال�صغري‪ ،‬ج ‪� ،2‬ص ‪ )3( .225‬رواه م�سلم‪ )4( .‬رواه الرتمذي و�أحمد‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫ني �إليها‪:‬‬ ‫ُ‬


‫الر�سول ‪ h‬بتوجي ِه امل�سلم َ‬ ‫جوانب النظاف ِة العا َّم ِة الّتي َّ‬
‫اهتم‬ ‫َ‬ ‫أحاديث التاليةَ‪ ،‬وبينِّ ْ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبَّ ِر ال‬

‫قال‪�« :‬إذا ت ََو ّ َ‬


‫�ض�أ ا ْل َع ْب ُد المْ ُ ْ�س ِل ُم ‪ِ � -‬أو المْ ُ ْ�ؤ ِم ُن ‪َ -‬ف َغ َ�س َل‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫َعن �أبي ُهرير َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪� -‬أنَّ َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫َو ْج َه ُه َخ َر َج ِم ْن َو ْجهِ ِه ُك ُّل َخطي َئ ٍة َن َظ َر �إ َل ْيها ِب َع ْي َن ْي ِه َم َع المْ ا ِء ‪ْ � -‬أو َم َع � ِآخ ِر ق َْط ِر المْ َا ِء ‪َ -‬ف�إ َذا غَ َ�س َل َي َد ْي ِه َخ َر َج ِم ْن َي َد ْي ِه‬
‫ُك ُّل َخطي َئ ٍة كانَ َب َط َ�ش ْتها َيدا ُه َم َع المْ ا ِء ‪ْ � -‬أو َم َع � ِآخ ِر ق َْط ِر المْ ا ِء ‪َ -‬ف�إذا غَ َ�س َل ِر ْج َل ْي ِه َخ َر َج ْت ُك ُّل َخ ِطي َئ ٍة َم َ�ش ْتها ِر ْجال ُه‬
‫نوب‏»(‪.)5‬‬
‫الذ ِ‬ ‫َم َع المْ ا ِء ‪ْ � -‬أو َم َع � ِآخ ِر ق َْط ِر المْ ا ِء ‪َ -‬ح َّتى َي ْخ ُر َج َن ِق ًّيا ِم َن ُّ‬
‫الط ِر ِيق َ�ص َد َق ٌة‏»(‪.)6‬‬ ‫ِيط الأ َذى َع ِن َّ‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬ع ِن ال َّنب ِِّي ‪ h‬قال‪« :‬يمُ ُ‬ ‫َعن �أبي ُهرير َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬
‫ال َ�ش ِع ًثا ق َْد َتف ََّر َق َ�ش ْع ُر ُه ف َ‬
‫َقال‪:‬‬ ‫هلل ‪ h‬ف ََر�أى َر ُج ً‬ ‫قال‪� :‬أتانا َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫هلل ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫َع ْن جاب ِِر ْب ِن َع ْب ِد ا ِ َ َ‬ ‫ ‬
‫ياب َو ِ�س َخةٌ‪ ،‬ف َ‬
‫َقال‪�« :‬أما كانَ َهذا َي ِج ُد َما ًء َي ْغ ِ�س ُل‬ ‫«�أما كانَ َي ِج ُد َهذا ما ُي َ�س ِّك ُن ب ِِه َ�ش ْع َر ُ‏ه»‏‏‪َ .‬و َر�أى َر ُج ً‬
‫ال � َآخ َر َو َع َل ْي ِه ِث ٌ‬
‫ب ِِه َث ْو َب ُ‏ه»‏(‪.)7‬‬
‫«ح ٌّق لهلِ ِ َعلى ُك ِّل ُم ْ�س ِل ٍم �أنْ َي ْغ َت ِ�س َل يف ُك ِّل َ�س ْب َع ِة �أ ّي ٍام؛ َي ْغ ِ�س ُل َر�أْ َ�س ُه‬ ‫َع ْن �أبي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ع ِن ال َّنب ِِّي ‪َ h‬‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫ ‬
‫َو َج َ�س َد ُه‏»(‪.)8‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬

‫‪ G‬دلِّلْ َ‬
‫من ال�سن ِة النبويّ ِة على ما يلي‪:‬‬
‫يوجب اللعن َة ل�صاحبِه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العام ِة‬
‫أماكن َّ‬
‫تلويث ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الت�سب ُب يف‬
‫ّ‬ ‫�أ‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )5‬رواه م�سلم‪ )6( .‬رواه البخاري‪ )7( .‬رواه �أبو داود‪ )8( .‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫والجتماع‬
‫ِ‬ ‫ال�صالة‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل الّتي �أُ َّ‬
‫عد ْت لأدا ِء‬ ‫بيوت ا ِ‬
‫تلويث ِ‬
‫ُ‬ ‫من اخلطايا‬
‫ب‪َ .‬‬
‫العلم‪.‬‬
‫وطلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬
‫لذكر ا ِ‬
‫ني ِ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫الوحيد‬
‫ُ‬ ‫ين‬
‫الد ُ‬
‫الإ�سال ُم هو ّ‬ ‫ ‬
‫العبادة‪،‬‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫ا ّلذي‬
‫الفم‪.‬‬
‫نظافة ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم على‬
‫ت�شديد ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جعل النظاف َة جز ًءا َ‬
‫بالعلم‬ ‫أمر‬ ‫كانت � ُ‬ ‫‪............................................................................‬‬
‫ِ‬ ‫نزلت ت� ُ‬
‫ْ‬ ‫أول �سور ٍة‬ ‫ْ‬ ‫ف�إذا‬
‫أمر‬
‫جاءت ت� ُ‬
‫ْ‬ ‫الكرمي‬
‫ِ‬ ‫ف�إنَّ ثاين �سورِ القر�آنِ‬ ‫‪............................................................................‬‬
‫بالنظافة‪ :‬ﱫ ﯖ ﯗ ﱪ‪( .‬املدثر ‪.)4‬‬
‫ِ‬

‫ثالثًا‪ :‬الوقايةُ‪:‬‬
‫كثري‬
‫�ست ٌ‬‫حيث � َّأ�س ْ‬
‫ال�ص ّحيةُ؛ ُ‬
‫جوانبه ّ‬
‫ُ‬ ‫جميع جوانبِه‪ ،‬مبا يف َ‬
‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫جمتمع مثا ٍّ‬
‫يل ْ‬ ‫ٍ‬ ‫إ�سالم لبنا ِء‬
‫ت�رشيعات ال ِ‬
‫ُ‬ ‫جاءت‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫والوقاية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والنظافة‬
‫ِ‬ ‫من الغذا ِء‬
‫ال�ص ّح ِة َ‬
‫مقومات ّ‬
‫ِ‬ ‫ال�صحي)‪ ،‬ب�إر�سا ِء‬
‫ُّ‬ ‫(املجتمع‬
‫ُ‬ ‫عليه‬
‫يطلق ِ‬
‫َ‬ ‫ميكن �أنْ‬
‫تعاليمه ما ُ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫إلزام‪،‬‬
‫أقرب �إىل ال ِ‬
‫أ�سلوب � َ‬
‫ٍ‬ ‫وانتهاج �‬
‫ِ‬ ‫التف�صيل‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ب�شي ٍء َ‬
‫ال�س ّن ِة النبويّ ِة ْ‬
‫الوقائية يف ُّ‬
‫ِ‬ ‫ال�ص ّح ِة‬
‫تعاليم ّ‬
‫ُ‬ ‫جاء ْت‬
‫وقد َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫هلل‬
‫ر�سالة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أمانة و�أدا ِء‬
‫حمل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫�صحيح قادرٍ على‬
‫ٍ‬ ‫م�سلم‬
‫ٍ‬ ‫جمتمع‬
‫ٍ‬ ‫إيجاد‬
‫إيجابي ِة و� ِ‬
‫ال�ص ّح ِة ال ّ‬
‫تدعيم ّ‬
‫ِ‬ ‫الوقاية يف‬
‫ِ‬ ‫لدور‬
‫أكيدا ِ‬
‫ت� ً‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫يف ال ِ‬
‫أح�سن‬
‫واملجتمع يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫ِ‬ ‫�صح ِة‬
‫املحافظة على ّ‬
‫ِ‬ ‫الوقائي ُة يف ُّ‬
‫ال�س ّن ِة النبو ّي ِة طريقتنيِ يف‬ ‫ّ‬ ‫ال�ص ّح ُة‬ ‫َ‬
‫اتخذ ِت ّ‬ ‫وقد‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫إن�سان‬
‫�صح ِة ال ِ‬
‫انت�شار العدوى �إذا وق َع ْت‪ ،‬و�صيان ُة ّ‬
‫ِ‬ ‫ومنع‬
‫وقوعهما‪ُ ،‬‬‫قبل ِ‬ ‫أمرا�ض َ‬ ‫من الأذى وال ِ‬ ‫وهما‪ :‬الوقاي ُة َ‬
‫حاال ِتها‪ُ ،‬‬
‫والنوم وغ ِريه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫النف�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫والراحة‬
‫ِ‬ ‫البدني ِة‬
‫ّ‬ ‫واللياقة‬
‫ِ‬ ‫والنظافة‬
‫ِ‬ ‫واحلافظة لها كالغذا ِء‬
‫ِ‬ ‫لل�ص ّح ِة‬
‫زة ّ‬‫الو�سائل املع ّز ِ‬
‫ِ‬ ‫مبختلف‬
‫ِ‬

‫�أُ َ�ص ِّنفُ ‪َ ،‬و َ�أ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫التدابري الوقائي َة الّتي ْتدعو �إليها‪:‬‬


‫َ‬ ‫ا�ستنبط‬
‫ِ‬ ‫أحاديث الوقائيّ َة الوارد َة يف اجلدولِ ‪ ،‬و�صنِّ ْف جمالَها‪َّ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫‪ G‬ت�أ َّم ِل ال‬

‫التدابري الوقائي ُة‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املجال‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬
‫هلل ‪�« :h‬إِذا َ�س ِم ْع ُت ْم ب َّ‬
‫ِالطاعونِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫والبعد عنها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ؤذية‬
‫أ�سباب امل� ِ‬
‫‪-‬جت ُّن ُب ال ِ‬
‫أمرا�ض‪.‬‬
‫من ال ِ‬
‫‪ -‬الوقاي ُة َ‬ ‫�ض َ َو�أ ْن ُت ْم‬
‫لوها‪َ ،‬و ِ�إذا َوق ََع ِب�أَ ْر ٍ‬
‫�ض فَال ت َْد ُخ َ‬
‫ِب� ْأر ٍ‬
‫للمري�ض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�ص ّح ُّي‬ ‫‪-‬ا َ‬
‫حل ْج ُر ّ‬
‫بِها فَال ت َْخ ُرجوا ِم ْنها‏»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪58‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫َعن �أبي ُهرير َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬ع ِن ال َّنب ِِّي ‪h‬‬
‫احلوادث‪.‬‬ ‫من‬ ‫ََْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬ال�سالم ُة والوقاي ُة َ‬
‫‪........................................‬‬ ‫ريق َ�ص َد َق ٌة‏»(‪.)2‬‬
‫الط ِ‬ ‫قال‪« :‬يمُ ُ‬
‫يط الأذى َع ِن َّ‬

‫�ض َعلى ‪..................................‬‬


‫هلل ‪« :h‬ال ُيورِ ُد المْ ُ ْم ِر ُ‬ ‫قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫املعدي‪.‬‬
‫املري�ض ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫عزل‬
‫‪..................................‬‬ ‫المْ ُ ِ�ص ِّح»(‪.)3‬‬

‫َثاو َب � َأح ُد ُك ْم‬


‫هلل ‪�« :h‬إذا ت َ‬ ‫قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫طريق‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫تنتقل‬ ‫تي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أمرا�ض‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫ُّ ُ‬ ‫جت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..................................‬‬
‫ال�ش ْيطانَ‬
‫َّ‬ ‫َف ْل ُي ْم ِ�س ْك ب َِي ِد ِه َعلى ِف ِيه َف�إنَّ‬
‫الهوا ِء‪.‬‬ ‫‪..................................‬‬
‫َي ْد ُخ ُ‏‬
‫ل»‏(‪.)4‬‬
‫من‬
‫الزواج َ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬عد ُم االقت�صارِ على‬ ‫هلل ‪« :h‬ت ََخيرَّ ُ وا ِل ُن َط ِف ُك ْم‬ ‫‏قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫الوراثي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أمرا�ض‬
‫من ال ِ‬
‫‪ -‬الوقاي ُة َ‬
‫أقارب‪.‬‬
‫ال ِ‬ ‫َوا ْن ِك ُحوا ال ْأك َ‬
‫فاء َو َا ْن ِك ُحوا � ْإليهِ ْ‏م»‏(‪.)5‬‬

‫هلل ‪« :h‬‏�إِنَّ َه ِذ ِه ال َّن َار �إِ مّنا ِه َي ‪........................................ ..................................‬‬ ‫قال َر ُ‬


‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫‪........................................ ..................................‬‬ ‫َع ُد ٌّو َل ُك ْم‪َ ،‬ف�إِذا مِنْ ُت ْم َف�أَ ْط ِف ُئوها َع ْن ُك ْم»‏‏(‪.)6‬‬

‫هلل ‪« :h‬ال َي ُبو َل َّن � َأح ُد ُك ْم يف المْ ا ِء ‪........................................ ..................................‬‬ ‫قال َر ُ‬


‫�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫‪........................................ ..................................‬‬ ‫الدا ِئ ِم ُث َّم َي ْغ َت ِ�س ُل ِم ْن ُه‏»(‪.)7‬‬
‫َّ‬

‫راب ًعا‪ :‬الريا�ضةُ‪:‬‬


‫ال�صحي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الر�صي ُد‬
‫"‪..‬و ُخ ْذ ِم ْن ِ�ص َّح ِت َك‬
‫َ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫البدن ‬
‫قو ِة ِ‬ ‫أن�شطة التي تحُ ُ‬
‫افظ َعلى َّ‬ ‫الريا�ض ُة هي جمموع ُة ال ِ‬ ‫ ‬
‫ق َْب َل َ�سق َِم َك"(‪.)8‬‬ ‫بزيادة قدر ِته‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حتفظ �صح َته‬ ‫وقدر ِته‪ ،‬وحتق ُِّق له لياق َته‪ ،‬كما �أ َّنها‬
‫الر�صيد ال�صِّ ِّح ِّي‬
‫ِ‬ ‫وتقوية‬
‫ِ‬ ‫ال�ص ّح ِة‬
‫تعزيز ّ‬
‫ِ‬ ‫و�سائل‬
‫ِ‬ ‫فم ْن‬
‫‪ِ -‬‬
‫القلب‬
‫ِ‬ ‫أمرا�ض‬
‫من الكث ِري منها‪ ،‬ك� ِ‬
‫أمرا�ض‪ ،‬ووقاي ِته َ‬
‫مقاومة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫بدنيةٍ‪:‬‬
‫ونف�سي ٍة ولياق ٍة ّ‬
‫ّ‬ ‫مناعي ٍة‬
‫ّ‬ ‫لتكوين ذخري ٍة‬
‫ِ‬
‫وال�سكر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وال�ضغط‬
‫ِ‬
‫ال�سليم ‪ .2 .‬الوقايةُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الغذاء املتوازنُ‬
‫ُ‬ ‫!‪.1‬‬
‫‪ .4‬النو ُم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫!‪ .3‬الريا�ضةُ‪.‬‬ ‫الريا�ضات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ببع�ض‬
‫ِ‬ ‫القيام‬
‫ِ‬ ‫وج َه ِت ال�س ّن ُة النبو ّي ُة �إىل‬
‫وقد َّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫!‪ .5‬الراح ُة والطم�أنينةُ‪.‬‬ ‫ال�صحابة عليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إقرار‬
‫قيامه ‪ h‬بها �أو � ِ‬
‫خالل ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وذلك ْ‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ )4-3( .‬رواهما م�سلم‪ )5( .‬رواه ابن ماجه‪ )7-6( .‬متفق عليه‪ )8( .‬رواه الرتمذي‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫هت �إليها ال�سنّ ُة‬ ‫الريا�ضات الّتي َّ‬


‫وج ْ‬ ‫ِ‬ ‫وا�ستنبط‬
‫ِ‬ ‫أحاديث التاليةَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبَّ ِر ال‬
‫النبويّةُ‪:‬‬
‫الريا�ضات‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫ممار�سة‬
‫ِ‬ ‫ال ُ‬
‫أ�صل يف‬ ‫ ‬ ‫عامر ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫هلل ‪h‬‬ ‫اهلل عن ُه ‪ -‬قال‪�َ :‬س ِم ْع ُت َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫بن ٍ َ َ‬ ‫عن عقب َة ِ‬
‫�أ‪ْ .‬‬
‫هو اجلوا ُز؛ لأنَّ ال َ‬
‫أ�صل يف الأ�شيا ِء الإباحةُ‪،‬‬ ‫َ‬
‫قول‪« :‬ﱫ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﱪ‪.‬‬ ‫َو ُه َو َعلى المْ ِ ْنبرَ ِ َي ُ‬
‫�رشعيةٍ؛ ك�إبدا ِء عورةٍ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َت مبف�سد ٍة‬
‫�إال �إذا اقرتن ْ‬
‫نحو َ‬
‫ذلك‪،‬‬
‫الر ْم ُي‪� ،‬أَال �إِنَّ ا ْلق َُّو َة‬ ‫َ‬
‫الر ْم ُي‪� ،‬أال �إِنَّ ا ْلق َُّو َة َّ‬
‫َ‬
‫(الأنفال ‪� ،)60‬أال �إِنَّ ا ْلق َُّو َة َّ‬
‫إ�ضاعة �صالةٍ‪� ،‬أو ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�رساف‪� ،‬أو �‬
‫�أو � ٍ‬
‫إيجابي‬ ‫عند دورِ ها ال‬
‫كما �أ َّنها تكونُ مندوب ًة َ‬ ‫الر ْم ُي»(‪.)2‬‬
‫َّ‬
‫ِّ‬
‫قوله‬
‫عموم ِ‬
‫ِ‬ ‫اجل�سد لدخو ِلها يف‬
‫ِ‬ ‫قوة‬
‫يف بنا ِء ِ‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫‪" :h‬المْ ُ�ؤْ ِم ُن ا ْلق َِو ُّي َخيرْ ٌ َو�أَ َح ُّب �إِلىَ ا ِ‬
‫هلل‬ ‫هلل ‪« :h‬الخْ َ ْي ُل يف َنوا�صيها الخْ َ يرْ ُ ِ�إىل َي ْو ِم ا ْل ِقيا َم ِة»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫قال‬
‫�ص‬ ‫يف‪َ ،‬وفيِ ُك ٍّل َخيرْ ٌ‪ْ ،‬‬
‫اح ِر ْ‬ ‫ِم ْن المْ ُ�ؤْ ِم ِن َّ‬
‫ال�ض ِع ِ‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫هلل‪َ ،‬وال ت َْع َج ْز‪،‬‬ ‫َع َلى َما َي ْن َف ُع َك‪َ ،‬و ْ‬
‫ا�س َت ِع ْن بِا ِ‬
‫قالت‪ :‬ك ْن ُت َم َع ال َّنب ِِّي ‪ h‬فيِ َ�سف ٍَر‪،‬‬ ‫ج‪ .‬عن عائ�ش َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ْ -‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫َو�إِنْ �أَ�صا َب َك َ�ش ْي ٌء فَال َتق ُْل‪َ :‬ل ْو َ�أ يِّن َف َع ْل ُت‬
‫فَ�سا َب ْق ُت ُه‪ ،‬ف ََ�س َب ْق ُت ُه َعلى ِر ْج َل َّي‪َ .‬ف َل َّما َح َم ْل ُت ال َّل ْح َم َ�سا َب ْق ُت ُه ف ََ�س َبقَني‪،‬‬
‫كانَ َكذا و َكذا‪ ،‬و َل ِكن ق ُْل‪ :‬ق ََّدر ُ‬
‫اهلل َوما‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫«ه ِذ ِه ِب ِت ْل َك َّ‬
‫ال�س ْبق َِة»(‪.)4‬‬ ‫ف َ‬
‫َقال‪َ :‬‬
‫�شاء َف َع َل؛ َف�إِنَّ َل ْو َت ْف َت ُح َع َم َل ال�شَّ ْي ِ‬
‫طان"(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫‪........................................................................‬‬
‫�صار َع ال َّنب َِّي ‪َ h‬ف�صرَ َ َع ُه ال َّنب ُِّي �ص ّلى‬ ‫د‪ْ .‬عن َع ِلي ب ِن ركا َن َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬قال‪� :‬إنَّ ُركا َن َة – وكانَ رج ً‬
‫�شديدا ‪َ -‬‬
‫ً‬ ‫ال‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ ْ ُ‬
‫عليه و�س ّلم(‪.)5‬‬
‫اهلل ِ‬ ‫ُ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ينكر َ‬
‫ذلك(‪.)7‬‬ ‫فلم ْ‬
‫أ�شد منهم ْ‬
‫حجرا ليعلوا ال َّ‬
‫ً‬
‫(‪)6‬‬
‫بقوم يربعونَ‬
‫النبي ‪ٍ h‬‬
‫مر ُّ‬‫هـ‪َّ .‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬

‫ال�ص ّحيَ ِة على الإن�سانِ ‪.‬‬


‫من �آثا ِرها ّ‬ ‫ال�ص ّح ِة‪ ،‬دلِّلْ على َ‬
‫ذلك بذك ِر �أك ِرب عد ٍد ْ‬ ‫حفظ ّ‬
‫مهم يف ِ‬
‫دور ٌّ‬
‫‪ G‬للريا�ض ِة ٌ‬

‫(‪ )2-1‬رواه م�سلم‪ )3( .‬متفق عليه‪ )5-4( .‬رواه �أبو داود‪ )6( .‬يربعون‪ :‬يرفعون وزنًا‪ )7( .‬رواه البيهقي يف �شعب الإميان‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫ُ‬ ‫خام�سا‪:‬‬
‫ً‬
‫وتعليق‬
‫ِ‬ ‫والتمائم‬
‫ِ‬ ‫الرقَى‬
‫�صح ِتهم على ُّ‬
‫اعتالل َّ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫معاجلة مر�ضاها َ‬
‫ِ‬ ‫اعتمد ْت يف‬
‫َ‬ ‫جاهلي ٍة‬
‫ّ‬ ‫النبي ‪ h‬يف بيئ ٍة‬
‫عث ُّ‬ ‫ُب َ‬ ‫ ‬
‫أ�صنام‪ ،‬فغيرَّ َ‬ ‫ُ‬
‫ترتبط باجلانِّ �أو ال ِ‬ ‫كل و�سيل ٍة تتع َّلق بال ِ‬
‫أوهام‪� ،‬أو‬ ‫عليهم َّ‬
‫ْ‬ ‫وحر َم‬
‫أمرهم ‪ h‬بالتداوي‪َّ ،‬‬ ‫الودع وا َ‬
‫خل َر ِز‪ ،‬ف� َ‬ ‫ِ‬
‫وو�سائل‬
‫ِ‬ ‫أمرا�ض‬
‫أ�سباب ال ِ‬
‫عن � ِ‬‫خرافات ْ‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫�شاع بي َنهم ْ‬
‫حدا ملا َ‬
‫وو�ضع ًّ‬
‫َ‬ ‫وال�ص ّح ِة‪،‬‬
‫والعالج ّ‬
‫ِ‬ ‫املر�ض‬
‫ِ‬ ‫مفاهيمهم جتا َه‬
‫َ‬
‫ال�صحيح‬
‫ِ‬ ‫الطريق‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫بذلك �أما َم‬ ‫والتجريب‪ ،‬فو�ض َعهم‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫ميادين ِ‬
‫ِ‬ ‫واخلرافة �إىل‬
‫ِ‬ ‫جمال ال�شعوذة ِ‬
‫من ِ‬ ‫عالجها‪ ،‬ونق َلهم ْ‬
‫ِ‬
‫وعن الدوا ِء‪.‬‬
‫للبحث يف الدا ِء ِ‬
‫ِ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر َو�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫الدا ِء َب َر�أَ ِب ِ�إذ ِْن ا ِ‬


‫هلل َع َّز َو َج َّل»‏(‪.)7‬‬ ‫واء َّ‬ ‫قال‪ِ « :‬ل ُك ِّل دا ٍء َدوا ٌء‪َ ،‬ف�إِذا �أُ ِ�ص َ‬
‫يب َد ُ‬ ‫هلل ‪� h‬أَ َّن ُه َ‬
‫ول ا ِ‬
‫َع ْن جاب ٍِر‪َ ،‬ع ْن َر ُ�س ِ‬

‫‪ G‬ماذا يفي ُد الإخبا ُر يف قو ِله ‪ِ « :h‬ل ُكلِّ َدا ٍء َد َوا ٌء»؟‬


‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املر�ض؟‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬بُ ْر َء ِ‬ ‫‪ G‬على ماذا يع ِّل ُق‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫برغم تناولِ الدواءِ؟‬
‫أمرا�ض ِ‬ ‫‪ G‬مِبَ تعلِّلُ عد َم �شفا ِء ِ‬
‫بع�ض ال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫من عالجِ ها؟‬
‫ؤو�س ْ‬
‫أمرا�ض م�ستع�صي ٍة مي� ٍ‬
‫أمرا�ض �إىل � ٍ‬
‫بع�ض ال ِ‬
‫ت�صنيف ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما ر�أيُ َك يف‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املري�ض؟‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪� h‬أ َّن لكلِّ دا ٍء دوا ًء على نف�سيَّ ِة‬
‫أكيد ِّ‬
‫‪ G‬ما � ُأثر ت� ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )7‬رواه م�سلم‪.‬‬


‫‪61‬‬
‫�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫َداو ْوا‬
‫هلل ت َ‬ ‫هلل‪� ،‬أَال َن َتداوى؟ َ‬
‫قال‪َ « :‬ن َع ْم يا ِعبا َد ا ِ‬ ‫راب‪ :‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫قال‪ :‬قا َل ِت ا َ‬
‫لأ ْع ُ‬ ‫يك‪َ ،‬‬ ‫َع ْن ُ�أ�سا َم َة ْب ِن �شرَ ِ ٍ‬ ‫ ‬
‫قال‪:‬‬‫هلل‪َ ،‬وما ُه َو؟ َ‬ ‫�سول ا ِ‬ ‫واح ًدا»‏‪.‬‏ قا ُلوا‪ :‬يا َر َ‬
‫قال َدوا ًء ‪� -‬إِ ّال دا ًء ِ‬ ‫َف�إِنَّ َ‬
‫اهلل لمَ ْ َي َ�ض ْع دا ًء �إِ ّال َو َ�ض َع َل ُه ِ�شفا ًء ‪� -‬أَ ْو َ‬
‫«ا ْل َه َر ُ‏م»‏(‪.)1‬‬
‫هلل ‪�« :h‬إِنَّ َ‬
‫اهلل ع َّز َو َج َّل لمَ ْ ُي ْن ِز ْل دا ًء �إِال َوق َْد‬ ‫قال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫هلل ب ِن م�سعودٍ ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫َ‬ ‫عن َع ْب ِد ا ِ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫�أَ ْن َز َل َم َع ُه َدوا ًء‪َ ،‬جهِ َل ُه ِم ْن ُك ْم َم ْن َجهِ َل ُه‪َ ،‬و َع ِل َم ُه ِم ْن ُك ْم َم ْن َع ِل َم ُه‏»(‪.)2‬‬

‫بات‪ ،‬فالدواء ما هو �إال �سبب خلقَه ُ‬


‫اهلل تعاىل كو�سيل ٍة‬ ‫بامل�سب ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫وربط ال ِ‬ ‫ني بالتداوي‬
‫النبي ‪ h‬امل�سلم َ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫أمر ُّ‬‫ي� ُ‬ ‫ ‬
‫ت�شخي�ص الدا ِء ومعرف ُة �أ�سباب ِِه‬
‫ُ‬ ‫وهي‬
‫أمرا�ض‪َ ،‬‬
‫عالج ال ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�سا�سي ِة يف‬
‫القواعد ال ّ‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪� h‬إىل �إحدى‬
‫أ�شار ُّ‬
‫لل�شفا ِء‪ ،‬كما � َ‬
‫املنا�سب له‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ف الدوا ِء‬
‫و�ص ُ‬ ‫�أو ًال‪َّ ،‬‬
‫ثم ْ‬
‫البحث‬
‫ِ‬ ‫ني على‬ ‫«جهِ َل ُه ِم ْن ُك ْم َم ْن َجهِ َل ُه‪َ ،‬و َع ِل َم ُه ِم ْن ُك ْم َم ْن َع ِل َم ُه» ٌّ‬
‫حث للأطبا ِء امل�سلم َ‬ ‫ويف قو ِله ‪َ :h‬‬ ‫ ‬
‫وهو بحاج ٍة �إىل‬
‫الدواء موجو ٌد َ‬‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫بعد‪،‬‬
‫عرف لها �أدوي ٌة ناجح ٌة ُ‬ ‫أمرا�ض ا ّلتي ملْ ُي ْ‬‫الكت�شاف �أدوي ٍة لل ٍ‬
‫ِ‬ ‫واال�ستق�صا ِء‬
‫أخطار‬
‫ِ‬ ‫ودر ِء �‬
‫إن�سانية ْ‬
‫ِ‬ ‫آالم ال‬
‫تخفيف � ِ‬
‫ِ‬ ‫�سبيل‬
‫أ�سا�سه يف ِ‬
‫العلمي و� ُ‬
‫ِّ‬ ‫البحث‬
‫ِ‬ ‫منطلق‬
‫ُ‬ ‫والتجريب فقط‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫البحث والتق�صِّ ي‬
‫ِ‬
‫وتهيئة حيا ٍة �آمن ٍة لها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املر�ض عنها‬
‫ِ‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫الن�سب يف بال ِد امل�سلمنيِ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫التعاليم الوقائي ِة �أقلَّ‬
‫ِ‬ ‫ب�سبب التق�ص ِري يف‬
‫ِ‬ ‫أمرا�ض الّتي تنتقلُ‬
‫املفرت�ض �أنْ تكونَ ن�سب ُة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ  G‬م َن‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫من الق�ضا ِء املحتو ِم‪.‬‬
‫لي�ست �ضعفًا يف اليقنيِ‪� ،‬أو هروبًا َ‬
‫ْ‬ ‫من العدوى يف الإ�سال ِم‬
‫‪ G‬الوقاي ُة َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫العالجي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الوقائي و�إجمالُها يف املجالِ‬
‫ِّ‬ ‫توجيهات الإ�سال ِم يف املجالِ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬تف�صيلُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي‪ )2( .‬رواه �أحمد‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫قال ُ‬‫َ‬
‫ال�سالم‪ :‬ﱫ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬‫طالوت َع َل ْي ِه َّ‬
‫َ‬ ‫و�صف‬
‫ِ‬ ‫اهلل تعاىل يف‬ ‫ ‬
‫ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﱪ‪( .‬البقرة ‪.)247‬‬
‫العلم؟‬
‫جانب ِ‬‫اجل�سدي �إىل ِ‬
‫ِّ‬ ‫من �أر�سلَ �إليهم بالق َّو ِة البدنيّ ِة والكمالِ‬
‫بو�صف ْ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل بني �إ�رسائيلَ‬
‫تذكري ا ِ‬
‫َ‬ ‫‪  G‬مِبَ تعلِّلُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫ترك نظاف ِة الطرقِ على‬


‫خماطر ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل تعاىل‪ .‬فما‬
‫ثواب عن َد ا ِ‬
‫�شعب الإميانِ ‪ ،‬ولفاع ِلها ٌ‬
‫من ِ‬ ‫الطريق �شعب ٌة ْ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫‪� G‬إماط ُة الأذى ِ‬
‫ال�صح ِة العا َّم ِة؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ؤمن بنظاف ِة �أع�ضا ِئه وو�ضاء ِة وجهِه‪ ،‬يف الدنيا والآخر ِة؟‬
‫‪ G‬ما � ُأثر اهتما ِم امل� ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪63‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫‪ G‬ما الفوائ ُد ال�صحي ُة املرتتب ُة على الو�ضوءِ؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ابن �آد َم �أُ ُك ٌ‬


‫الت‬ ‫الر�سول ‪ h‬يف قول ِه‪َ « :‬ما ملأَ �آد ِم ٌّي وِ َعا ًء �شرَ ًّا ِم ْن بَط ِنه‪ ،‬ب ْ‬
‫ِح�س ِب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي�شري �إليها‬
‫ال�ص ّح ِة التي ُ‬ ‫حفظ ّ‬ ‫‪ G‬ما قواع ُد ِ‬
‫يُ ِق ْم َن ُ�ص ْلبَ ُه‪ ،‬ف�إِنْ كانَ ال محَ الَةَ‪َ ،‬فث ُل ٌث َ‬
‫لطعا ِم ِه‪ ،‬وثُ ُل ٌث ِل�رشا ِب ِه‪َ ،‬وثُ ُل ٌث ِلنَف َِ�س ِه»(‪.)1‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫النبوي التايل‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ G‬ما املناف ُع املرتتب ُة على الهدي‬

‫َعن عا ِئ َ�ش َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬


‫اهلل عنها ‪ -‬أ�َنَّ ال َّنب َِّي ‪ h‬كانَ ال َي ْرق ُُد ِم ْن َل ْي ٍل َوال نَهارٍ ف ََي ْ�س َت ْي ِق ُظ �إِ ّال ت ََ�س َّو َك ق َْب َل أ�َنْ َي َت َو َّ�ض�أَ»(‪.)2‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫هلل ‪� h‬إِذا �أَرا َد أ�َنْ َي�أْ ُك َل �أَ ْو َي�شرْ َ َب غَ َ�س َل َي َد ْي ِه ُث َّم َي ْ�أ ُك ُل‬ ‫َعن عا ِئ َ�ش َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ -‬قا َل ْت‪ :‬كانَ َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫�أَ ْو َي�شرْ َ ُب(‪.)3‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي‪ )2( .‬رواه �أبو داود‪ )3( .‬رواه الن�سائي‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﱪ‪( .‬البقرة ‪َّ ،)222‬ثم ِّ‬


‫�سج ِل‬ ‫�سبب نزولِ قولِ ا ِ‬
‫عن ِ‬ ‫ابحث ْ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫من َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ا�ستنتاجا ِت َك ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثامِ ُن‪:‬‬

‫ال�سنّ ِة النبويّ ِة على عناي ِة الإ�سال ِم بكلٍّ مما يلي‪:‬‬ ‫‪ G‬دلِّلْ َ‬


‫من ُّ‬
‫�أ‪ .‬جوانب النظافة ال�شخ�صية (�سنن الفطرة)‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أي�ضا‪.‬‬
‫العبادة � ً‬
‫ِ‬ ‫قبيل‬
‫من ِ‬ ‫فح�س ُب‪ � ،‬مَّإنا َ‬
‫هي ْ‬ ‫النظافة ْ‬
‫ِ‬ ‫قبيل‬
‫من ِ‬ ‫لي�ست ْ‬
‫ْ‬ ‫إ�سالم‬
‫ال�ص ّحي ُة يف ال ِ‬
‫إجراءات ّ‬
‫ُ‬ ‫ب‪ .‬ال‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�صح ِّي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للح ْج ِر‬
‫وقائي َ‬
‫ٍّ‬ ‫مفهوم‬
‫ٍ‬ ‫أول‬
‫جاء الإ�سال ُم ب� ِ‬
‫ج‪َ .‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪65‬‬
‫ال َّد ْر ُ�س الأولُ ‪:‬‬
‫أر���ض‪� .‬سور ُة النور‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال�سماوات وال ِ‬ ‫اهللُ ُ‬
‫نور‬
‫آيات (‪.)45 - 35‬‬
‫ال ُ‬
‫ال َّد ْر ُ�س الثاين‪:‬‬
‫الر�سولُ ‪ h‬قائ ًدا �سيا�سيًّا‪.‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫الر�سولُ ‪ h‬قائ ًدا ع�سكريًّا‪.‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫حمم ٌد الفا ُ‬
‫حت‪.‬‬
‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫الطاعة والإمتثال طريق الإميان‪� .‬سور ُة النورِ‪،‬‬
‫آيات (‪.)57 - 46‬‬
‫ال ُ‬
‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫ِ‬
‫ال�شاطئ”‪.‬‬ ‫“بنت‬
‫ُ‬ ‫عائ�ش ُة ِ‬
‫عبدالرحمنِ‬
‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫حممد � ٍ‬
‫إقبال‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪66‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬ ‫ال�سري ُة‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬ ‫ات‬
‫وال�شخ�ص ّي ُ‬

‫مي)‬
‫(القر� ُآن الكر ُ‬
‫‪� -‬سور َة النو ِر‪،‬‬
‫آيات (‪.)45 - 35‬‬ ‫ال ُ‬ ‫مناذج االقتدا ِء‬
‫ُ‬ ‫الأ�سو ُة احل�سن ُة‬
‫حت‪.‬‬
‫‪ -‬حمم ٌد الفا ُ‬ ‫‪ -‬الر�سو ّل ‪ h‬قائ ًدا‬
‫ِالرحمن‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬عائ�ش ُة عبد‬ ‫�سيا�س ًّيا‪.‬‬
‫“بنت ال�شاطِ ئ”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬الر�سول ‪ h‬قائ ًدا‬
‫‪ -‬حمم ُد �إقبالٍ ‪.‬‬ ‫ع�سكر ًّيا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬

‫�سورة النورِ ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫آيات (‪ )45 - 35‬من‬ ‫َ‬
‫وحفظ ال ِ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫‪ -‬تالو ُة‬
‫� ُ‬
‫اهلل نور السماوات واألرض‬
‫الكرمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫‪ -‬املعنى الإجما ُّ‬
‫يل لل ِ‬
‫الكافرين واحلذر منها‪.‬‬
‫َ‬ ‫أعمال‬
‫الكرمي ل ِ‬
‫ِ‬ ‫ت�شبيهات القر�آنِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫سورة النور‪ ،‬اآليات (‪)45 - 35‬‬
‫تعظيمها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني يف‬
‫اجد و َد ْو َر امل�سلم َ‬
‫امل�س ِ‬
‫‪ -‬مكان ُة َ‬
‫هلل تعاىل يف خ ْل ِ‬
‫قه‪.‬‬ ‫عظمة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دالئل‬ ‫‪-‬‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫قال ابن القيم ‪ -‬رحم ُه ُ‬


‫اهلل ‪:-‬‬ ‫َ ُ ِّ ِ‬
‫بغ�ض‬ ‫أمره للم�ؤمنني‬
‫قيب � ِ‬ ‫َ ُ‬
‫ِّ‬ ‫قال اهلل تعاىل َع َ‬ ‫ ‬
‫ُروجهم‪ :‬ﱫ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫وحف ِْظ ف ِ‬
‫أب�صار ِهم ِ‬
‫� ِ‬
‫جن�س‬
‫اجلزاء ِم ْن ِ‬
‫َ‬ ‫ﮬ ﱪ‪( .‬النور ‪ ،)35‬رِ ُّ‬
‫و�س هذا‪� :‬أنّ‬
‫علي ِه‪،‬‬ ‫�ض ب�رص ُه عما حر َم ُ‬
‫اهلل ‪ -‬ع َّز َّ‬ ‫فم ْن غَ َّ‬
‫وجل ‪ْ -‬‬ ‫َ َّ ّ‬ ‫العمل‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫مات � َ ُ‬ ‫عو َ�ض ُه ُ‬
‫نور َب�صري ِت ِه وقَلب ِِه فَر�أى به‬
‫أطلق اهلل َ‬ ‫املحر ِ‬
‫َّ‬ ‫عن‬
‫ب�رصه ِ‬
‫ِ‬ ‫فكما � ْأم َ�س َك ُن َ‬
‫ور‬ ‫ري من ُه‪َ ،‬‬
‫جن�سه َما ُهو َخ ٌ‬
‫اهلل تَعاىل ِم ْن ِ‬ ‫َّ‬
‫ْلب كاملر� ِآة‪ ،‬والهوى‬
‫ف�سه‪ ،‬ف�إنَّ الق َ‬
‫يح�سه الإن�سانُ ِم ْن ْن ِ‬
‫أمر ُّ‬
‫وهذا � ٌ‬
‫هلل تعاىل َ‬
‫ارم ا ِ‬ ‫ب�رص ُه وملْ َّ‬
‫يغ�ض ُه َعن حَم ِ‬ ‫َما ملْ َير ُه َم ْن � َ‬
‫أطلق َ‬
‫ور‬
‫تنطبع فيها ُ�ص ُ‬
‫ْ‬ ‫عليه‪ ،‬و�إذا �صد�أَ ْت ملْ‬
‫احلقائق كما هي ِ‬
‫ِ‬ ‫�صور‬
‫ُ‬ ‫ال�صد�أ انطب َع ْت فيها‬
‫َ‬ ‫خل�ص ِت املر�آ ُة َ‬
‫من‬ ‫كال�صد أ� فيها ف�إذا َ‬
‫َ‬
‫نون(‪.)1‬‬ ‫�ص ُّ‬
‫والظ ِ‬ ‫باب ا َ‬
‫خل ْر ِ‬ ‫من ِ‬ ‫املعلومات‪ ،‬فيكونُ ِع ْل ُم ُه َ‬
‫وكال ُمه ْ‬ ‫ِ‬

‫(‪� )1‬إغاثة اللهفان‪ ،‬ج‪� 1‬ص‪.48‬‬


‫‪68‬‬
‫�أتلو‪ ،‬و�أَح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ‬
‫ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐ ﭑﭒﭓ‬
‫ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬
‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬
‫ﮰﮱﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫امل�شكاةُ‪ُ :‬كو ٌة يف احلا ِئ ِط غيرْ ُ نافذةٍ‪.‬‬ ‫ ‬‫‪ -‬ﱫ ﮰ ﱪ‪:‬‬


‫الد ِّر �أي الل�ؤل ِ�ؤ‪.‬‬
‫من�سوب �إىل ُّ‬
‫ٌ‬ ‫م�ضي ٌء ُم�شرْ ُ ُق ‪ -‬وهو‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯜ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫باح وامل�سا ِء‪.‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫أوقات ّ‬
‫ � ُ‬‫‪ -‬ﱫ ﰎ ﰏ ﱪ‪:‬‬
‫ولي�س ‬
‫َ‬ ‫املاء اجلاري‬
‫احلر‪ ،‬ي�شب ُه َ‬
‫ا�شتداد ِّ‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫النهار َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫و�سط‬ ‫ما يرتاءى للعنيِ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭹ ﱪ ‪ :‬‬
‫ي�رسب � ْأي يجري‪.‬‬
‫ُ‬ ‫�سمي �رساب ًا لأ َّنه‬
‫مباءٍ‪ِّ ،‬‬ ‫ ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫من ال ِ‬ ‫ُ‬
‫املنب�سط َ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭺ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫الكثري‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العميق‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮒ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪69‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫ور»‪،‬‬
‫هلل تعاىل وهي «ال ُّن ُ‬
‫�صفات ا ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات الكرمي ُة �إىل �صف ٍة من‬
‫ت�شري ال ُ‬ ‫ ‬
‫منو ُر ُهما ِّ‬ ‫ُ‬
‫الطائف‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ h‬يو َم‬ ‫ا�ستعا َذ ُّ‬ ‫بكل نورٍ ‬ ‫أر�ض‪� ،‬أي ّ‬
‫موات وال ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫نور ّ‬‫نور بذا ِته‪ ،‬وهو ُ‬
‫فاهلل تعاىل ٌ‬
‫فقال‪�« :‬أَ ُعو ُذ ِب ُنورِ َو ْجهِ َك‬
‫هلل تعاىل َ‬
‫إليه‪ ،‬بنورِ ا ِ‬
‫وبنوره اهتدى امل�ؤمنونَ � ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستنار الكونُ ك ُّله‪،‬‬
‫َ‬ ‫فبنوره‬
‫ِ‬ ‫ومعنوي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫ح�سي‬
‫ٍّ‬
‫ات‬‫ماو ُ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ني ا ْل َكر ُمي الذي �أَ َ‬
‫�ضاء ْت َل ُه َّ‬ ‫وعباده امل�ؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫ر�س ِله‬
‫قلوب ُ‬
‫ِ‬ ‫نور‪ ،‬والإميانُ واملعرف ُة يف‬
‫و�رشع ُه ٌ‬
‫ُ‬ ‫نور‪،‬‬
‫فكتا ُب ُه ٌ‬
‫مات‪َ ،‬و َ�ص َل َح‬
‫الظ ُل ُ‬ ‫�ض َو َ�أ�شرْ َق ْ‬
‫َت َل ُه ُّ‬ ‫َوالأَ ْر ُ‬ ‫نور‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الد ْنيا َوال ِآخ َر ِة �أَنْ حُ ِت َّل َع َل َّي‬
‫َع َل ْي ِه �أَ ْم ُر ُّ‬
‫تتنا�رص‬
‫ُ‬ ‫(احلق) الذي‬
‫ِّ‬ ‫امل�ضاعف‬
‫ِ‬ ‫ور‬
‫لو�صف ال ُّن ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫�ض ال ُ‬
‫تتعر ُ‬
‫ثم ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫غَ َ�ض َب َك‪� ،‬أَ ْو ُت ْن ِز َل َع َل َّي َ�س َخ َط َك‪َ ،‬و َلكَ‬
‫ويزيد ُه‬
‫ُ‬ ‫النور‬
‫يقوي َ‬ ‫وكل َ‬
‫ذلك مما ِّ‬ ‫والزيت‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وامل�صباح‬
‫ُ‬ ‫فيه امل�شكا ُة والزجاج ُة‬
‫ِ‬
‫ا ْل ُع ْت َبى َح َّتى ت َْر َ�ضى َوال َح ْو َل َو َال ق َُّو َة‬
‫الذين ينظرونَ‬ ‫عباده‪� ،‬أي � َ‬
‫أولئك َ‬ ‫ِ‬ ‫ي�شاء من‬
‫احلق َم ْن ُ‬
‫هدي لهذا ِّ‬
‫�إ�رشاقًا‪ ،‬و�إنَّ اهلل َي ِ‬
‫�إِ َّال ب َ‬
‫ِك»(‪.)1‬‬
‫ب ُعيو ِنهم ويتد َّبرون بعقو ِلهم‪.‬‬
‫امل�ساجد التي‬
‫ُ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬وهي‬
‫بيوت ا ِ‬
‫للحديث عن ِ‬
‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫ُ‬
‫تنتقل ال ُ‬ ‫ثم‬ ‫ ‬
‫ني‬
‫ني ال�صادق َ‬‫جال امل�ؤمن َ‬
‫الر ِ‬
‫عن ِّ‬
‫وللحديث ِ‬
‫ِ‬ ‫ُي َّ‬
‫عظ ُم فيها ا�سم ُه و ُيتلى فيها ك َتاب ُه‪،‬‬
‫الّذين يعبدونَ َ‬
‫هلل‪.‬‬
‫ذكر ا ِ‬
‫بيع عن ِ‬ ‫إخال�ص ال ت�شغ ُل ْ‬
‫هم جتار ٌة وال ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫جد و�‬
‫اهلل يف ٍّ‬
‫بيوت‬
‫امل�ساجد ُ‬
‫ُ‬ ‫عبا�س‪:‬‬
‫ابن ٍ‬‫قال ُ‬ ‫العبادة ‬
‫ِ‬ ‫مواطن هذه‬
‫َ‬ ‫ذكر‬
‫عباده‪َ ،‬‬
‫من ِ‬ ‫ي�شاء ْ‬
‫ملن ُ‬ ‫ذكر تعاىل هداي َته ْ‬ ‫ثم ملَّا َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫أهل ال�سما ِء كما‬
‫ت�ضيء ل ِ‬
‫ُ‬ ‫أر�ض‪،‬‬
‫هلل يف ال ِ‬
‫ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وتعظ َم‬ ‫وجل �أنْ تُبنى‬ ‫أمر ع َّز‬
‫فقد � َ‬
‫هلل‪ْ ،‬‬
‫ِقاع �إىل ا ِ‬
‫أحب الب ِ‬
‫امل�ساجد‪ُّ � ،‬‬
‫ُ‬ ‫وهي‬
‫َ‬
‫أر�ض‪.‬‬
‫أهل ال ِ‬
‫ت�ضيء النجو ُم ل ِ‬
‫ُ‬ ‫عبد فيها ُ‬
‫اهلل‬ ‫الروحي ُي ُ‬
‫ِّ‬ ‫إ�شعاع‬
‫منارات للهدى ومراك َز لل ِ‬‫ٍ‬ ‫رفع �ش�أ ُنها لتكونَ‬
‫و ُي َ‬
‫ذكر ر ِّبهم‪ ،‬وال‬
‫عن ِ‬ ‫�صباحا وم�سا ًء‪ ،‬وامل�ؤمنونَ فيها ال ت�شغ ُل ُ‬
‫هم الدنيا و ُز ْخرفُها وزين ُتها ْ‬ ‫ً‬ ‫وتالوة �آيا ِته‬
‫ِ‬ ‫وذكره‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بتوحيده‪،‬‬
‫ِ‬
‫فهم‬
‫الزكاة مل�ستحقِّيها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ودفع‬
‫ال�صالة يف �أوقا ِتها‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إقامة‬
‫الدنيا عن � ِ‬ ‫هم‪ ،‬كما ال ت�شغ ُل ُ‬
‫هم ُّ‬ ‫طاعة ر ِّب ْ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫وال�رشاء ْ‬
‫ُ‬ ‫البيع‬
‫يلهيهم ُ‬
‫ُ‬
‫أجل �أنْ يكا ِف َئهم ُ‬
‫اهلل على �أعما ِلهم‬ ‫ومن � ِ‬
‫ُ‬ ‫أب�صارهم‪ْ ،‬‬‫النا�س و� ُ‬
‫قلوب ِ‬‫ُ‬ ‫وفزعه‬
‫�شد ِة هو ِله ِ‬
‫من َّ‬ ‫ت�ضطرب ْ‬
‫ُ‬ ‫رهيبا‬
‫يخافونَ يو ًما ً‬
‫قلب ب�رشٍ‪ُ ،‬‬
‫واهلل‬ ‫خطر على ِ‬ ‫ني ر� ْأت‪ ،‬وال �أذنٌ �سم َع ْت‪ ،‬وال‬ ‫فوق َ‬
‫ذلك مبا ال ع ٌ‬ ‫ويتف�ض َل عليهم َ‬ ‫َّ‬ ‫أح�سن اجلزا ِء‬
‫يف الدنيا ب� ِ‬
‫َ‬
‫عد‪.‬‬
‫حد وال ٍّ‬
‫�شاء دونَ ٍّ‬
‫من َ‬ ‫يعطي ْ‬
‫أحدهما لعم ِله‬ ‫َ‬
‫لذلك مثلنيِ ‪ُ � :‬‬ ‫و�رضب‬
‫َ‬ ‫الكافر وخ�سارتَه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ذكر َ‬
‫حال‬ ‫ؤمن و�سعادتَه‪َ ،‬‬ ‫ذكر تعاىل َ‬
‫حال امل� ِ‬ ‫وملَّا َ‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬ال�سرية النبوية ابن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.268‬‬


‫‪70‬‬
‫كال�رساب‬
‫ِ‬ ‫الكفار التي ظ ُّنوها يف الدنيا �أعما ًال �صاحل ًة هي يف ال ِ‬
‫آخرة‬ ‫ِ‬ ‫الظلمات‪ ،‬ف� ُ‬
‫أعمال‬ ‫ِ‬ ‫وتخب ِطه يف‬
‫ُّ‬ ‫العتقاده‬
‫ِ‬ ‫آخر‬
‫وال ُ‬
‫ووجد‬
‫َ‬ ‫فعظم ْت ح�رستُه‪،‬‬‫َ‬ ‫إليه ملْ َير ما ًء وال �رشا ًبا‪ ،‬و� مَّإنا ر�أى �رسا ًبا‪،‬‬ ‫َ‬
‫و�صل � ِ‬ ‫من بعيدٍ ما ًء جاريًا ح ّتى �إذا‬
‫الذي يظ ُّنه العط�شانُ ْ‬
‫من‬ ‫مات وقد َم على ر ِّبه ملْ ْ‬ ‫يح�س ُب �أنَّ عم َله ينف ُعه ح َّتى �إذا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يجد �شي ًئا َ‬ ‫الكافر َ‬
‫ُ‬ ‫فكذلك‬ ‫جزاء عم ِله‪،‬‬
‫باملر�صاد فوفّاه َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ل ُه‬
‫ذهبت هباء منثورا‪ ،‬و ُ‬
‫آخر‪.‬‬
‫عن � َ‬‫اخللق وال ت�شغ ُله حما�سب ُة واحدٍ ْ‬ ‫بح�ساب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يعج ُل‬
‫اب ِّ‬ ‫احل َ�س ِ‬
‫�س ُيع ِ‬
‫اهلل رَ ِ‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫أعمال لأ َّنها‬
‫ال ِ‬
‫البحر ويع ُلو ُه‬ ‫قعره؛ ِّ‬
‫يغط ِيه‬ ‫بحر عميقٍ ال ُي ُ‬ ‫�رضب ُ‬
‫اهلل مث ً‬
‫ُ‬ ‫درك ُ‬ ‫كظلمات متكاثف ٍة يف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الكفار‬
‫ِ‬ ‫ل�ضالل‬
‫ِ‬ ‫آخر‬
‫ال � َ‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫أخرج ذلك الإِن�سانُ‬
‫ظلمات متكاثف ٍة مرتاكمةٍ‪� ،‬إذا � َ‬
‫ٍ‬ ‫كثيف يف‬
‫ٌ‬ ‫�سحاب‬
‫ٌ‬ ‫ومن فو ِقه‬
‫بع�ض‪ْ ،‬‬ ‫بع�ضه َ‬
‫فوق ٍ‬ ‫متالطم ُ‬
‫ٌ‬ ‫موج‬
‫ٌ‬
‫الظلمات ح َّتى‬
‫ُ‬ ‫َت هذه‬‫فقد تكاثف ْ‬
‫وال�سحاب‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫واملوج‪،‬‬
‫ِ‬ ‫البحر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ظلمة‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ي�ستطع ر�ؤي َتها ْ‬
‫ْ‬ ‫الظلمات َيده ملْ‬
‫ِ‬ ‫الواقع يف هذه‬
‫ُ‬
‫إميان‬ ‫يهده ُ‬
‫اهلل �إىل ال ِ‬ ‫ومن ملْ ِ‬ ‫يتخب ُط يف‬ ‫َ‬
‫وال�ضالل‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الكفر‬
‫ِ‬ ‫ظلمات‬
‫ِ‬ ‫فكذلك �ش�أنُ الكافر َّ‬ ‫أقرب �شي ٍء �إليه‪،‬‬
‫حجبت عنه ر�ؤي َة � ِ‬
‫ْ‬
‫الدهر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أبد‬
‫يهتد � َ‬
‫إ�سالم مل ِ‬
‫قلبه بنور ِال ِ‬
‫وينو ْر َ‬
‫ّ‬

‫�أَحللُ‪َ ،‬و َ�أ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬


‫َ‬
‫معنى قو ِله تَعاىل‪ :‬ﱫ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱪ هو �أنَّ اهلل ن�شرَ َ َ‬
‫فيهما ا َ‬
‫حل َّق‪ ،‬وب َّثه‬ ‫ين �إنَّ ْ‬
‫املف�س َ‬
‫بع�ض رِّ‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫ ‬
‫قلوب � ْأه ِلها‪.‬‬
‫َ‬ ‫بع�ضهم‪� :‬إنَّ الآي َة ت ِْعني‪� :‬أنَّ َ‬
‫اهلل َن ّو َر‬ ‫ُ‬
‫ويقول ُ‬ ‫وره‪،‬‬
‫اءت ِب ُن ِ‬
‫ف� َأ�ض ْ‬
‫أقر ُب لِ�سياقِ الآي ِة؟ ولمِ اذا؟‬
‫ني يِف تقدي ِرك � َ‬
‫‪ُّ � G‬أي امل ْعني ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬


‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶﱪ‪.‬‬
‫ني؟‬ ‫‪ G‬مِبَ �شبَّ َه اهللُ تعاىل نو َر الإميانِ والقر�آنِ يف ِ‬
‫قلوب امل�ؤمن َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪71‬‬
‫قلبه‪:‬‬
‫هلل يف ِ‬
‫ونور ا ِ‬ ‫املثل الّذي �رضب ُه ُ‬ ‫ُ‬
‫ؤمن‪ُ ،‬‬
‫حالة امل� ِ‬
‫وتطبيقه على ِ‬
‫ِ‬ ‫اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫وجه هذا ِ‬
‫بيان ِ‬
‫ابن ال�سعدي يف ِ‬
‫يقول ُ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫و�صل‬ ‫امل�رشوع‪ ،‬ف�إذا‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫إلهي ِة‪،‬‬
‫للتعاليم ال ّ‬
‫ِ‬ ‫م�ستعد ٌة‬
‫ّ‬ ‫الزيت ال�صايف‪ ،‬ففطرت ُه �صافيةٌ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مبنزلة‬ ‫�إنَّ فطر َت ُه الّتي ف َ‬
‫ُطر عليها ِ‬
‫من �سو ِء‬
‫القلب‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وه َو �صايف‬
‫امل�صباح‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫النار فتيل َة َ‬
‫ذلك‬ ‫إ�شعال ِ‬
‫مبنزلة � ِ‬
‫ِ‬ ‫قلبه‪،‬‬
‫النور يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ا�شتعل َ‬
‫ذلك‬ ‫َ‬ ‫العلم والإميانُ ‪،‬‬
‫�إليه ُ‬
‫مبنزلة �صفا ِء‬
‫ِ‬ ‫رات‪ ،‬وذلك‬ ‫من ُ‬
‫الك ُد ِ‬ ‫ل�صفائه َ‬
‫ِ‬ ‫أ�ضاء �إ�ضاء ًة عظيمةً‪،‬‬
‫إليه الإميانُ ‪َ � ،‬‬ ‫َ‬
‫و�صل � ِ‬ ‫هلل‪ ،‬و �إذا‬
‫عن ا ِ‬
‫الفهم ِ‬
‫ِ‬ ‫الق�صد‪ ،‬و�سو ِء‬
‫ِ‬
‫نور على نورٍ (‪.)1‬‬
‫املعرفة‪ٌ ،‬‬
‫ِ‬ ‫و�صفاء‬
‫ُ‬ ‫العلم‬
‫ونور ِ‬‫إميان ُ‬
‫ونور ال ِ‬
‫الفطرة ُ‬
‫ِ‬ ‫نور‬
‫فيجتمع ل ُه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الدر ّي ِة‪،‬‬
‫الزجاجة ّ‬
‫ِ‬
‫هلل تعاىل؟‬
‫تاب ا ِ‬
‫�رض ِب الأمثالِ يف ِك ِ‬
‫‪ G‬ما احلكم ُة من ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املثل بقول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﱪ؟‬
‫‪ G‬مِبَ تعلّلُ ختا َم ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫َّ‬
‫وجل �إىل‬ ‫وج َّل‪ ،‬وقد �أ�ضافَها ع َّز‬
‫هلل ع َّز َ‬
‫ِيوت ا ِ‬
‫امل�ساجد ب ُ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫فقال‪ :‬ﱫ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫َ‬ ‫يف‪،‬‬
‫ف�س ِه � َإ�ضاف َة ت َْع ِظ ٍيم و َت�شرْ ٍ‬
‫َن ْ‬
‫ينقَ�سِ ُم الإ ْذ ُن يف القُر�آنِ َ‬
‫الكر ِمي �إىل ق ِْ�سمنيِ‪:‬‬
‫‪ -‬الإذْنُ َ‬
‫إليه‪ ،‬فقد َ�ص َّح‬
‫ِقاع � ِ‬
‫أحب الب ِ‬
‫وهي � ُّ‬
‫َ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﱪ‪( ،‬اجلن ‪.)18‬‬
‫وقوع ما‬ ‫ُ‬ ‫ين‪ :‬الذي ي ْل َز ُم م ْن ُه‬
‫الك ْو ُّ‬
‫�ساج ُدها»(‪.)2‬‬
‫ِالد �إىل اهلل َم ِ‬
‫أحب الب ِ‬ ‫ع ْن ُه ‪� h‬أ ّنه َ‬
‫قال‪ُّ �« :‬‬
‫إن�سان‪ ،‬وم َثا ُله‬
‫من ال ِ‬ ‫�أَ ِذنَ اهلل ِبه ُدونَ اختيارٍ َ‬
‫قو ُله تَعاىل‪ :‬ﱫ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫هلل تعاىل يف َ�ضو ِء فهمِ َك لقو ِل ِه تعاىل‪:‬‬ ‫‪ G‬ماذا يلز ُم َك جِتا َه ِ‬
‫بيوت ا ِ‬
‫(�آل عمران‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪.‬‬ ‫ﱫﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫‪.)145‬‬ ‫ﰍ ﰎ ﰏ ﱪ؟‬
‫بوقوعه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬الإذنُ ال�شرَّ ِعي‪ :‬وهو ما �أذنَ ُ‬
‫اهلل‬ ‫ْ ُّ‬ ‫‪....................................................................‬‬
‫عدمه‪،‬‬
‫أمر به‪ ،‬والإن�سانُ خميرّ ٌ يف فع ِله �أو ِ‬
‫و� َ‬
‫‪....................................................................‬‬
‫ومثا ُله قو ُله تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫‪....................................................................‬‬

‫ﭛﱪ‪( .‬احلج ‪.)39‬‬ ‫‪....................................................................‬‬

‫(‪ )1‬تي�سري الكرمي الرحمن يف تف�سري كالم املنان‪� ،‬ص‪ )2( .569‬رواه م�سلم‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫�أَذْكُ ُر‪:‬‬

‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭣ ﭤ ﱪ‪.‬‬
‫هلل عليهم ‪َ -‬كانوا �إذا َ�س ِمعوا ال ِّن َ‬
‫داء‬ ‫ابة ‪ِ -‬ر�ضوان ا ِ‬
‫ال�ص َح ِ‬
‫من َّ‬
‫واق َ‬
‫أهل ال ْأ�س ِ‬
‫لت هذه الآي ُة يف � ِ‬ ‫َ�سونَ ‪َ :‬ن َز ْ‬ ‫َ‬
‫قال املُف رِّ‬ ‫ ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫غل و َبادروا �إىل َط َ‬
‫اع ِة ا ِ‬ ‫تَركوا َّ‬
‫كل ُ�ش ٍ‬
‫العالية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�س ِام ِية وال َعزا ِئ ِم‬
‫عارا َمبعاين الهِ َم ِم َّ‬ ‫ٌ‬
‫«رجال» � ْإ�ش ً‬ ‫ْ‬
‫ حت ِم ُل كلم ُة‬
‫الر ُجول ِة كما � ْأظ َهرتْها ال ُ‬
‫آيات الكرميةُ؟‬ ‫هذه ُّ‬
‫المات ِ‬
‫‪َ G‬ما َع ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫�شري �إىل‬ ‫آيات َ‬


‫الكرمي ِة َما يُ ُ‬ ‫ال�صال ِة َ�سبَ ٌب لو ْف َر ِة ِّ‬
‫الر ْزق‪ ،‬ح ِّد ْد ِم َن ال ِ‬ ‫هلل و َعد ِم �إهمالِ َّ‬ ‫اال�ش ِت ُ‬
‫غال بالتّجار ِة َم َع َع ِد ِم ِن ْ�سيانِ ا ِ‬ ‫‪ْ G‬‬
‫الربَانيّ ِة‪.‬‬
‫ال�سنّ ِة ّ‬
‫َهذه ُّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬

‫ني ا َخل ْو ِف والرجاءِ‪َ ،‬دلّلْ على َذ ِلك ِم ْن ِخاللِ الآيَ ِ‬


‫ات‬ ‫العمل وب َ‬
‫ِ‬ ‫ني ال ْإح�سانِ يف‬
‫لم ب َ‬
‫امل�س ُ‬ ‫‪ G‬غاي ُة َ‬
‫الكمالِ �أنْ يَ ْجم َع ْ‬
‫الكرمي ِة‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫رتاكم ِة”‪ ،‬فمِ ا داللَ ُة كلٍّ م ْنهما؟‬


‫لمات امل ُ ِ‬ ‫ومر ًة ُ‬
‫“بالظ ِ‬ ‫اب”‪َّ ،‬‬
‫آيات َم ّر ًة “بال�سرَّ ِ‬
‫رين يف ال ِ‬ ‫أحوال َ‬
‫الكا ِف َ‬ ‫هت � ُ‬
‫�شبِّ ْ‬
‫‪ُ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪73‬‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬
‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬
‫ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙ‬
‫ﰚﰛﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫ات �أَ ْج ِن َح َتها فيِ َ‬


‫اله َوا ِء‪.‬‬ ‫ا�س َط ٍ‬
‫َب ِ‬ ‫‪ -‬ﱫﯞﱪ‪ :‬‬
‫ُ‬
‫ي�سوق‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯸ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫بع�ضا‪.‬‬
‫بع�ضه ً‬
‫يركب ُ‬
‫ُ‬ ‫جمتم ًعا‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯿﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫املطر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﰁﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫ال�ضوء واللمعانُ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال�سنا‪:‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﰗ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪74‬‬
‫آيات‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫إجمايل لل ِ‬ ‫املعنى ال‬

‫التوحيد‪َ ،‬‬
‫فقال‪� :‬أملْ‬ ‫ِ‬ ‫دالئل‬
‫ِ‬ ‫بذكر‬
‫ِ‬ ‫أتبع َ‬
‫ذلك‬ ‫ني � َ‬
‫قلوب اجلاهل َ‬
‫ِ‬ ‫وظلمات‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫قلوب امل�ؤمن َ‬‫ِ‬ ‫أنوار‬
‫و�صف �سبحا َنه � َ‬ ‫َ‬ ‫ملَّا‬ ‫ ‬
‫با�سطات �أجنح َتها‬ ‫والطري‬ ‫وجن‪.‬‬ ‫ي�سب ُح ل ُه ُّ‬ ‫تعلم يا حمم ُد علما يقي ًنا �أنَّ َ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إن�س‪ٍّ ،‬‬
‫من مالئكةٍ‪ ،‬و� ٍ‬ ‫الكون ْ‬
‫ِ‬ ‫كل َم ْن يف‬ ‫العظيم ِّ‬
‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫هلل‪،‬‬‫عبادة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫وم�سلكه يف‬
‫ِ‬ ‫وه ِد َي �إىل طريق ِته‬ ‫قد �أُ َ‬
‫ر�شد ُ‬ ‫واجلن والط ِري ْ‬
‫ِّ‬ ‫ن�س‬
‫املالئكة والإِ ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وكل َ‬ ‫وتعبده‪ٌّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت�سب ُح ر َّبها‬
‫ِّ‬
‫وجميع‬
‫ُ‬ ‫الكون‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واملت�رص ُ‬
‫ف يف‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫املالك‬ ‫وهو‬
‫ت�سبيحهم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫والت�سبيح فال تخفى عليه طاع ُتهم وال‬
‫ِ‬ ‫ال�صالة‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫كلف َ‬
‫وما َ‬
‫أ�شار تعاىل �إىل ظاهر ٍة‬
‫ثم � َ‬‫الوعيد‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫يت�ضم ُن‬
‫َّ‬ ‫تذكري‬
‫ٌ‬ ‫فيجازيهم على �أعما ِلهم‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫إليه مرج ُعهم‬
‫ملكه‪ ،‬و� ِ‬
‫حتت ِ‬
‫املخلوقات َ‬
‫ِ‬
‫تفر ِقه‬
‫بعد ُّ‬
‫ثم يجم ُعه َ‬
‫ي�شاء‪ّ ،‬‬
‫حيث ُ‬ ‫ال�سحاب �إىل ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي�سوق بقدر ِته‬ ‫َّ‬
‫وجل‬ ‫وهي �أ َّنه ع َّز‬ ‫كوني ٍة ُّ‬
‫تدل على قدر ِته ووحداني ِته‪َ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ال�سحاب الّذي‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫وينزل َ‬ ‫الكثيف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�سحاب‬
‫ِ‬ ‫من بنيِ‬
‫يخرج ْ‬
‫ُ‬ ‫املطر‬
‫بع�ض‪ ،‬فرتى َ‬ ‫بع�ضه َ‬
‫فوق ٍ‬ ‫مرتاكما ُ‬
‫ً‬ ‫ثم يجع ُله كثيفًا‬
‫َّ‬
‫ي�شاء‬
‫عم ْن ُ‬ ‫وما�شي ِته‪ ،‬ويدف ُعه َّ‬
‫َ‬ ‫زرعه وثمر ِته‬
‫في�رضه يف ِ‬
‫ُّ‬ ‫العباد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫�شاء َ‬
‫الربد َم ْن َ‬
‫بذلك ِ‬‫َ‬ ‫في�صيب‬
‫ُ‬ ‫اجلبال بر ًدا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أمثال‬
‫هو ك� ِ‬
‫�شد ِة‬
‫من َّ‬‫الناظرين ْ‬
‫َ‬ ‫أب�صار‬
‫يخطف � َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�سحاب‬
‫ِ‬ ‫برق‬
‫�ضوء ِ‬
‫ُ‬ ‫وال�رش‪ ،‬ويكا ُد‬
‫ِّ‬ ‫ال�سماء من�ش�أً للخ ِري‬
‫َ‬ ‫من َ‬
‫جعل‬ ‫ي�رضه‪ ،‬ف�سبحانَ ْ‬
‫فال ُّ‬
‫والربد‪ ،‬ويف َ‬
‫ذلك دالل ٌة‬ ‫ِ‬ ‫واحلر‬ ‫والنور‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والظلمة‬
‫ِ‬ ‫بالطول والق� ِرص‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والنهار‬
‫ِ‬ ‫الليل‬
‫ف يف ِ‬ ‫يت�رص ُ‬ ‫�إ�ضاء ِته وقو ِة ملعا ِنه‪ُ ،‬‬
‫واهلل‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هلل‬
‫وحدانية ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ا�ستدل القر�آنُ على‬ ‫وبعد � ِأن‬
‫كل ذي ب�صري ٍة م�ستنريةٍ‪َ ،‬‬ ‫املبدع َّ‬
‫ِ‬ ‫ال�صانع‬
‫ِ‬ ‫وجود‬
‫ِ‬ ‫وا�ضحةٌ‪ ،‬وعظ ٌة بليغ ٌة على‬
‫آيات‬
‫فتذكر ال ُ‬
‫ُ‬ ‫احليوانات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أحوال‬ ‫ُ‬
‫اال�ستدالل ب� ِ‬ ‫جاء‬
‫املطر‪َ ،‬‬
‫إنزال ِ‬
‫ال�سحاب و� ِ‬
‫ِ‬ ‫بت�رصيف‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫أر�ض‪َّ ،‬‬
‫أهل ال�سما ِء وال ِ‬
‫بت�سبيح � ِ‬
‫ِ‬
‫اختالف �أ�شكا ِلها و�ألوا ِنها وحركا ِتها و�سكنا ِتها‬
‫ِ‬ ‫املخلوقات على‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫خلقه � َ‬
‫العظيم يف ِ‬
‫َ‬ ‫التام َة و�سلطا َنه‬
‫الكرمي ُة قدرتَه َّ‬
‫والزواحف‪َ ،‬و ِم ُنه ْم َم ْن يمَ ْ ِ�شي َعلى ِر ْج َلنيِ كالط ِري‪َ ،‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يمَ ْ ِ�شي‬
‫ِ‬ ‫كاحلي ِة‬
‫َّ‬ ‫يزحف على بط ِنه‬
‫ُ‬ ‫من‬
‫من ما ٍء واحدٍ ‪ ،‬فمنهم ْ‬‫ْ‬
‫مانع‪.‬‬
‫ي�شاء‪ ،‬فال مين ُعه ٌ‬ ‫القادر على ما ُ‬‫ُ‬ ‫وهو‬
‫الدواب‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫و�سائر‬
‫ِ‬ ‫َعلى �أَ ْر َب ٍع كال ِ‬
‫أنعام‬

‫�أو�ضِّ ُح‪:‬‬

‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫يت�ضم ُن وعي ًدا‪ِّ .‬‬ ‫هلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯰ ﯱ ﯲﱪ ُ‬
‫ي�شري �إىل تذك ٍري َّ‬ ‫‪ُ G‬‬
‫قول ا ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪75‬‬
‫ت�سبيح املخ ُلو َق ِ‬
‫ات نو َعان‪:‬‬ ‫ُ‬
‫م�سعودٍ ‪-‬‬
‫عبد اهلل بِن ْ‬ ‫الت�سبيح باملَقال‪ْ :‬‬
‫عن ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ت�سبيح‬
‫َ‬ ‫مع‬
‫«لقد ك ّنا َن ْ�س ُ‬
‫ْ‬ ‫ر�ضي اهلل عنه ‪َ -‬‬
‫قال‪:‬‬
‫الالئقة ِبه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫خملوق ل ُه �صال ٌة وعباد ٌة َ‬
‫بح�س ِب حا ِله‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫كل‬ ‫ ‬
‫وهو ُي� َؤك ُل»(‪.)1‬‬
‫عام ُ‬ ‫َّ‬
‫الط ِ‬
‫الر�سل‪ ،‬و� َّإما‬ ‫بوا�سطة‬
‫ِ‬ ‫والت�سبيح‪َّ � ،‬إما‬ ‫وقد �ألهمه ُ‬
‫اهلل َ‬
‫تلك ال�صال َة‬
‫باحلال‪ :‬قَال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ِ‬ ‫بيح‬
‫‪ -‬ت َْ�س ٌ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫حيث‬
‫ُ‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﱪ‪( .‬التغابن ‪.)1‬‬ ‫عبادة‬
‫ِ‬ ‫وم�سلكه يف‬
‫ِ‬ ‫أر�شده �إىل طريق ِته‬ ‫َّ‬
‫وجل الذي � َ‬ ‫إلهام منه ع َّز‬
‫ب� ٍ‬
‫وع‬ ‫ُ�سب ُح هلل تَعاىل با ُ‬
‫خل ُ�ض ِ‬ ‫لوقات ت ّ‬
‫ِ‬ ‫املخ‬
‫يع ْ‬ ‫َج ِم ُ‬ ‫َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫ر ِّب ِه ع َّز‬
‫وج َّل‪.‬‬
‫ين له ع َّز َ‬ ‫ياد َ‬
‫الكو ِّ‬ ‫واال ْن ِق ِ‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫هلل تعاىل ووحداني ِته‪ ،‬بيِّ ْنها‪.‬‬ ‫من �سور ِة النو ِر �إىل ظاهر ٍة كوني ٍة ُّ‬
‫تدل على قدر ِة ا ِ‬ ‫أ�شارت الآي ُة (‪ْ )43‬‬
‫‪ِ � G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُعللُ‪:‬‬

‫من �سور ِة النو ِر؟‬


‫تخ�صي�ص �أويل الأب�صا ِر بالذك ِر يف ختا ِم الآي ِة (‪ْ )43‬‬
‫َ‬ ‫‪ G‬مِبَ تعلِّلُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَذكُ ُر‪:‬‬

‫واه ِر ال ّطبِيعيّ ِة الّتي تَ ُد ُّل َعلى ُق ْدر ِة ا ِ‬


‫هلل و َعجا ِئ ِب ُ�ص ْنع ِه‪ ،‬اذ ُكر ثالثًا ِم ْنها‪.‬‬ ‫آيات العدي َد ِم َن ال َّظ ِ‬
‫‪ G‬تَناولَ ِت ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫آيات َما يُفي ُد املَعا َين التاليةَ‪َّ ،‬ثم بينّ ْ َواجبَ َك جِتا َه َما حَ ْتتَوي ِه ِم ْن ِقيَ ٍم‪.‬‬
‫‪ G‬ح ّد ْد ِم َن ال ِ‬
‫ال�صال َة وال َت ْ�س َ‬
‫بيح‪.‬‬ ‫َات َّ‬
‫وتعليمه للمخلوق ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وجل‬ ‫هلل ع َّز‬
‫�أ‪� .‬إلها ُم ا ِ‬
‫‪ -‬الآيةُ‪............................................................................................................. :‬‬
‫واجبك‪......................................................................................................... :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫وج َّل‪.‬‬ ‫اخلالئق ُك ِّلهم ِ‬
‫هلل ع َّز َ‬ ‫ِ‬ ‫املرجع وامل� ُآل َ‬
‫ومر ُّد‬ ‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪ -‬الآيةُ‪............................................................................................................. :‬‬
‫واجبك‪......................................................................................................... :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫امل�ساجد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ�سبابه يف‬
‫وقوع � ِ‬‫ِ‬ ‫إميان والقر� ِآن �أك ُرث‬
‫نور ال ِ‬
‫ج‪ُ .‬‬
‫‪ -‬الآيةُ‪............................................................................................................. :‬‬
‫واجبك‪......................................................................................................... :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫آيات الكرمي ِة‪.‬‬ ‫مل‪َ ..‬دلّلْ على َ‬


‫ذلك ِم ْن خاللِ ال ِ‬ ‫جن�س ال َع ِ‬
‫‪  G‬اجلزا ُء ِم ْن ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪77‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫فما َدالئ ُلها ِم ْن ِخاللِ ال ِ‬


‫آيات الكرمي ِة؟‬ ‫وعبا َدت ِه‪َ ،‬‬
‫هلل تَعاىل ِ‬
‫الرجول ِة هي القيا ُم بحقوقِ ا ِ‬
‫‪� G‬إ ّن ِق ّم َة ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ابط بينْ َ الآي ِة (‪ )36‬والآي ِة (‪ِ )41‬م ْن ُ�سور ِة النُّو ِر؟‬
‫‪ G‬ما �أ ْو ُج ُه الترَّ ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫آيات الكرمي َ ِة‪.‬‬ ‫مظاه ِر الإعجا ِز الع ْل ِّ‬
‫مي التي ور َد ْت يف ال ِ‬ ‫ني ِم ْن ِ‬
‫‪َ G‬ح ِّد ْد اثن ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫هلل تَعاىل الكونيّ ِة وال�شرَّ عيّ ِة؟‬ ‫ذين يت�أَم ُّلونَ ويَ ْعتربونَ يف � ِ‬
‫آيات ا ِ‬ ‫َات الّ َ‬
‫‪َ  G‬ما ِ�صف ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪78‬‬
‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫لديك ِم ْن‬ ‫قيق للطريق ِة الّتي َ‬
‫تتك ّو ُن بِها الأ ْمطا ُر‪�ِ ،‬ص ْف َه ِذه الطريق َة م�ستَفي ًدا مبَا َ‬ ‫و�صف َد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫‪ G‬حَتتوي الآي ُة (‪ )43‬على‬
‫ات علميّ ٍة‪.‬‬
‫معلو َم ٍ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪79‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬

‫ر�ش ٌد ّ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬‫� ُ‬ ‫الرسول ‪h‬‬
‫�سيا�سي وقائدٍ ‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫لكل‬ ‫نربا�س و ُم ِ‬‫ٌ‬ ‫النبي ‪h‬‬ ‫‪� -‬سري ُة ِّ‬ ‫‬
‫إقامة � ّأول دول ٍة �إ�سالميةٍ‪.‬‬
‫الداخلية و� ِ‬
‫ِ‬ ‫العقبات‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ِّ h‬‬
‫لكل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬معاجل ُة‬
‫ُ‬
‫الر�سول ‪.h‬‬ ‫انتهجها‬
‫َ‬ ‫واخلارجية ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫الداخلي ِة‬
‫ّ‬ ‫ال�سيا�سة‬
‫ِ‬ ‫�س‬
‫‪ُ � -‬أ�س ُ‬ ‫قائدا سياسيّا‬
‫ً‬
‫�صاحب فل�سف ٍة‬
‫َ‬ ‫قائد ثور ٍة �أو‬
‫ال�سيا�سية مل يكن ُ‬
‫ِ‬ ‫رغم عبقري ِته‬‫الر�سول ‪َ h‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ا�س‪.‬‬ ‫مر�سل وقدو ٌة ِّ‬
‫لكل ال ّن ِ‬ ‫ٌ‬ ‫نبي‬
‫رجل �سيا�س ٍة لك َّنه ٌّ‬ ‫�أو َ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫ُ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ؤلف‬
‫يقول امل� ُ‬ ‫ ‬
‫«مايكل هارت» يف كتابِه‬ ‫ﭡﭢﭣ ﭤ ﭥﭦﭧ‬
‫مائة‬
‫ِ‬ ‫أعظم‬
‫امل�شهورِ «� ُ‬ ‫ﭨ ﭩﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)46 - 45‬‬
‫اريخ»‪:‬‬
‫�شخ�ص يف ال َّت ِ‬
‫ٍ‬
‫جميع‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الكمال يف‬ ‫النبي ‪ h‬ب�أ َّنها حا َز ِت‬
‫�شخ�صي ُة ِّ‬
‫ّ‬ ‫متي َز ْت‬
‫لقد ّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫�سيا�سي‬ ‫�سرية النبي ‪ h‬القدو َة وامل َث َل الأعلى ُ‬
‫لك ِّل‬
‫ٍّ‬ ‫وجند يف ِ ِّ‬ ‫اجلوانب‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫مة‪،‬‬
‫حممدا ‪ h‬يف � ّأو ِل هذه القا ِئ ِ‬
‫«لقد اخ ْرت ُت ً‬
‫ْ‬ ‫النبي‬
‫�سري ِة ِّ‬
‫ال�سيا�سي ِة يف َ‬
‫َّ‬ ‫املالمح‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫و�سنقف فيما َيلي على � ِّ‬
‫ُ‬ ‫وحاكم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫�ش كثريون لهذا االختيارِ ‪،‬‬ ‫يند ِه َ‬
‫وال ُّب َد �أنْ َ‬
‫التالية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املجاالت‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫‪ِ h‬م ْن‬
‫حممدا ‪ُ h‬هو‬‫ً‬ ‫ولكن‬
‫َ‬ ‫حق يف ذ ِل َك‪،‬‬ ‫وم َعهم ُّ‬
‫جناحا‬
‫جنح ً‬‫التاريخ الذي َ‬
‫ِ‬ ‫الوحيد يف‬
‫ُ‬ ‫الإن�سانُ‬
‫فقد‬
‫والدنيوي‪ْ .‬‬
‫الديني ُّ‬
‫ُمطلقًا على امل�س َتوى ِّ‬
‫أر�ض‬
‫ربوع ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ون�رشه يف‬
‫َ‬ ‫إ�سالم‬
‫دعا �إىل ال ِ‬ ‫َ‬
‫�سيا�سيا‬
‫ً‬ ‫قائدا‬
‫أ�صبح ً‬
‫و�أقا َم دول ًة عظيم ًة و� َ‬
‫وال�سال َم‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫العدل‬ ‫ن�رش‬
‫َ‬ ‫ودينيا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫وع�سكر ًّيا‬
‫قائما وقو ًّيا‬ ‫خالل فرت ٍة وجيزةٍ‪ ،‬وما َ‬
‫زال � ُأثره ً‬ ‫َ‬
‫يومنا هذا»‪.‬‬
‫تجد ًدا ح ّتى ِ‬
‫و ُم ّ‬

‫‪80‬‬
‫املجال الأ ّو ُل‪ :‬بنا ُء ال َّدولة‪:‬‬
‫ُ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُناق ُ‬


‫ِ�ش‪:‬‬

‫ال�سيدة‬
‫ِ‬ ‫طالب وزوج ِته‬
‫ٍ‬ ‫عم ِه �أبي‬
‫وفاة ّ‬
‫بعد ِ‬
‫خا�ص ًة َ‬
‫هلل ‪ h‬و�أ�صحابِه‪َّ ،‬‬
‫لر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫وا�ض ِّط ِ‬
‫هادها‬ ‫ملّا ازدا َد �أذى ٍ‬
‫قري�ش ْ‬ ‫ ‬
‫ملنطلق دعو ِته‪ ،‬وبد�أَ ّ‬
‫يفك ُر يف‬ ‫أر�ض‬
‫ت�صلح ك� ٍ‬ ‫أ�صبح ْت ال‬ ‫هلل ‪� h‬أن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ر�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪َ � -‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مك َة � َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫أدرك‬ ‫خديج َة ‪َ ِ -‬‬
‫أر�ض �أُخرى‪.‬‬
‫إيجاد � ٍ‬
‫� ِ‬

‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِتك ال ّطالبي ِة �أجِ ْب ّ‬


‫عما يلي‪:‬‬
‫الهدف؟‬
‫ِ‬ ‫لتحقيق هذا‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫أماكن الّتي َ‬
‫ق�صدها‬ ‫أهم ال ِ‬‫‪ -‬ما � ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫ثقيف‬
‫ٍ‬ ‫أمر دعو ِته‪ ،‬وملّا انتهى �إليها‪َ ،‬‬
‫عمد ‪� h‬إىل �ساد ٍة‬ ‫الطائف ليك ّل َم �أه َلها يف � ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪� h‬إىل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫خرج‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫باحلجارة ح ّتى أ� ْد َموا‬
‫ِ‬ ‫�سفهاءهم و�صبيا َنهم‪ ،‬فر َمو ُه‬
‫َ‬ ‫كذبوه و�أغْ َروا بِه‬‫أمره‪ ،‬فما كانَ م ْنهم �إال �أنْ َّ‬ ‫و�أ�رشا ِفها‪ ،‬فك ّل ُ‬
‫مهم يف � ِ‬
‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫واملعراج‪ ،‬وعا َد‬ ‫برحلة الإ�رسا ِء‬
‫ِ‬ ‫قدميه ال�رشيفتني ‪ ،h‬فت�أ ّثر لذلك النبي ‪ h‬ت�أ ّثرا كبريا‪ ،‬فوا�سا ُه ُ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫احلج‪.‬‬
‫مو�سم ِّ‬
‫َ‬ ‫منتظ ًرا‬
‫هلل تعاىل‪ِ ،‬‬ ‫الدعوة �إىل ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ن�شاط ُه يف‬ ‫أنف‬
‫وقد ُ�شح َن ْت عزمي ُته بقو ٍة عظيمةٍ‪ ،‬وا�ست� َ‬
‫الرحلة ْ‬
‫ِ‬ ‫ِمن َ‬
‫تلك‬
‫عما يلي‪:‬‬‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِتك ال ّطالبي ِة �أجِ ْب ّ‬
‫و�ض ْح ذلك‪:‬‬
‫إ�سرتاتيجي ٍة واقت�صاديّ ٍة وب�رش ّيةٍ‪ِّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫أ�سباب �‬
‫الطائف دونَ غ ِريها ل ٍ‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪� h‬إىل‬‫ِ‬ ‫أنظار‬
‫توجه ْت � ُ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫إ�سرتاتيجيةُ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ�سباب ال‬
‫�أ‪ .‬ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أ�سباب االقت�صاد ّيةُ‪:‬‬
‫ب‪ .‬ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪81‬‬
‫أ�سباب الب�رش ّيةُ‪:‬‬
‫ج‪ .‬ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َد ِّللُ‪:‬‬

‫قنوط‪ .‬دلّلْ َعلى �إجاب ِت َك‪.‬‬


‫الهم ِة دونَ ي� ٍأ�س �أو ٍ‬
‫النبي ‪ h‬عل ُّو ّ‬
‫�سمات �شخ�صيّ ِة ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬من‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُناق ُ‬


‫ِ�ش‪:‬‬

‫عليهم اال�سال َم‪ ،‬ف�أتَى‬


‫ُ‬ ‫�ض‬
‫عر ُ‬
‫أماك ِن نزو ِلهم يف ِمنى‪َ ،‬ي ِ‬ ‫ُ‬
‫يطوف على القبا ِئ ِل يف � ِ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫أخذ ُّ‬‫احلج � َ‬
‫مو�سم ِّ‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ ‬
‫نحن‬ ‫فقال ٌ‬
‫رجل ِم ْنهم‪� :‬أر�أ ْي َت �إنْ ُ‬ ‫إيواءه وحماي َة دعو ِته‪َ ،‬‬ ‫وطلب ِم ْنهم � َ‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫فدعاهم �إىل ا ِ‬
‫ُ‬ ‫�صع�صع َة‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫عامر ِ‬
‫‪ h‬ب ِني ِ‬
‫عدك؟ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ي�شاء‪،‬‬
‫حيث ُ‬‫هلل ي�ض ُعه ُ‬ ‫أمر �إىل ا ِ‬‫قال‪ :‬ال ُ‬ ‫أمر ِم ْن َب ِ‬
‫أظهرك اهلل على َم ْن خالفَك �أيكونُ لنا ال ُ‬ ‫أمر َك َّ‬
‫ثم �‬ ‫با ْيع َناك على � ِ‬
‫أمر َك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أظهر َك اهلل كانَ ال ُ‬
‫أمر لغ ِرينا!! ال حاج َة ل َنا ب� ِ‬ ‫للعرب دو َنك‪ ،‬ف�إ َذا � َ‬
‫ِ‬ ‫نحورنا‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫أفنه ِد ُ‬
‫جل‪ْ � :‬‬ ‫الر ُ‬
‫فقال َّ‬
‫وعر�ض عليهِ م الإ�سال َم‪ ،‬دونَ‬
‫َ‬ ‫العقبة ف� رْأ�س َع �إليهِ م‪،‬‬
‫ِ‬ ‫املدينة ينز ُلونَ َ‬
‫عند‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫هلل ‪ h‬ب�أنَّ ً‬
‫نفرا ِم ْن � ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫�سمع‬
‫ثم َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫توع َدت ُْكم بِه‬
‫بي الذي ّ‬
‫هلل �إ َّنه لل َّن ُّ‬
‫لبع�ض‪ْ :‬تعلمونَ وا ِ‬
‫بع�ضهم ٍ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫قال ُ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫كلمهم‬
‫فلما َ‬
‫احلماية‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫يذكر �شي ًئا ِ‬
‫َ‬ ‫�أنْ‬
‫اهم �إليه‪.‬‬
‫دع ُ‬ ‫يهو ُد‪ ،‬فال ي�سب ُق َّن ُكم � ِ‬
‫إليه‪ ،‬ف�أجا ُبوه �إىل ما َ‬
‫أجب ِم ْن خاللِ جممو َع ِتك الطالبيّ ِة عما يلي‪:‬‬
‫‪ْ �G‬‬
‫ْعي‪َ ،‬دلّ ْل على ذ ِل َك‪.‬‬ ‫‪ِ -‬م ْن ْ‬
‫لالنتهازي وال لل َّنف ِّ‬
‫ِّ‬ ‫للجميع �أنَّ دعو َت ُه ال مكانَ ِفيها‬
‫ِ‬ ‫أعلن‬
‫ال�سيا�سي ِة �أ ّنه � َ‬
‫ّ‬ ‫حكم ِته ‪h‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫احلماية‪ ،‬فب َِم تع ِّل ُل ذلك؟‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم ِم ْن غ ِري �أنْ ُ‬
‫يذك َر �شي ًئا َع ْن‬ ‫أمر �إىل ال ِ‬
‫بادئ ال ِ‬
‫املدينة يف ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -‬م ْن �سيا�س ِته ‪� h‬أ ّنه دعا � َ‬
‫أهل‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫�أُ ُ�س�س بنا ِء َّ‬
‫الدو َلة‪:‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬
‫ٍّ‬
‫م�ستقل‬ ‫�سيا�سي‬
‫ٍّ‬ ‫إ�سالمي ٍة َككيانٍ‬
‫ّ‬ ‫العد َة لت�أ�سي�س � ّأو ِل دول ٍة �‬
‫عد ّ‬ ‫املدينة ح ّتى بد�أَ ُي ُّ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪� h‬إىل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫و�صل‬ ‫ما �إنْ‬ ‫ ‬
‫للدولة‬
‫ِ‬ ‫متما�سك ليكونَ ُنوا ًة‬
‫ٍ‬ ‫جمتمع‬
‫ٍ‬ ‫ّخذ جمموع ًة ِم َن التداب ِري لت�أ�سي�س‬ ‫وغريهم؛ لذ ِل َك ات َ‬
‫ُ‬ ‫حتت راي ِته امل�سلمونَ‬
‫لين�ضوي َ‬
‫املدينة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الدولة يف‬
‫ِ‬ ‫إن�شاء‬ ‫اخلية كا َن ْت ت ُ‬
‫ُعرقل � َ‬ ‫الد ِ‬ ‫وامل�شاكل ّ‬
‫ِ‬ ‫روف‬ ‫بع�ض ُّ‬
‫الظ ِ‬ ‫إ�سالمية‪� ،‬إال �أنَّ وجو َد ِ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫أجب عما يلي‪:‬‬
‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِتك الطالبيّ ِة وبالتّعاونِ م َع ُزمال ِئك � ْ‬
‫ُهد ُد � ْأم َنها‬
‫إ�سالمي ِة‪ ،‬وت ِّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫إن�شاء‬ ‫ُ‬
‫تعرقل � َ‬ ‫اخلية التي كا َن ْت‬
‫الد ِ‬ ‫يات ّ‬
‫والتحد ِ‬
‫ّ‬ ‫أخطار‬
‫ِ‬ ‫أهم العوا ِئ ِق وال‬
‫ار ُ�ص ْد � َّ‬
‫‪ْ -‬‬
‫رة‪.‬‬
‫املنو ِ‬
‫املدينة ّ‬
‫ِ‬ ‫الداخلي يف‬
‫َّ‬ ‫وا�ستقرارها‬
‫َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫رائع‬
‫ب�شكل ٍ‬‫ٍ‬ ‫العوائق و� ْأن ُيعا َ‬
‫جلها‬ ‫َ‬ ‫يح�رص َ‬
‫تلك‬ ‫َ‬ ‫وح�سن تدبريِه للأمورِ � ْأن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثاقب‬ ‫ال�سيا�سي‬
‫ِّ‬ ‫ا�ستطاع ‪ h‬بنظرِ ه‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫إ�سالمي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة ال‬ ‫طوات �أُ ُ�س ً�سا لبنا ِء‬
‫ُ‬ ‫تلك ا ُ‬
‫خل‬ ‫هم ِة‪ ،‬و ُت ُ‬
‫عترب َ‬ ‫إ�سرتاتيجي ِة املُ ّ‬
‫ّ‬ ‫خل ُط ِ‬
‫وات وال َتداب ِري ال‬ ‫طريق جمموع ٍة ْ‬
‫من ا ُ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن‬

‫كن � ْأن نجُ م َلها َ‬


‫فيما يلي‪:‬‬ ‫ويمُ ُ‬
‫ؤاخا ِة‪:‬‬
‫طريق امل� َ‬
‫تما�سك َع ْن ِ‬
‫ٍ‬ ‫جمتمع ُم‬
‫ٍ‬ ‫‪ .1‬بنا ُء‬
‫اختالف قبائ ِلهم‬
‫ِ‬ ‫ني على‬ ‫أهمي ًة ُكربى هي امل�ؤاخا ُة ب َ‬
‫ني امل�سلم َ‬ ‫النبي ‪ّ � h‬‬
‫اخلطوات الأوىل التي �أوالها ُّ‬
‫ِ‬ ‫كا َن ْت ِم َن‬ ‫ ‬
‫العقيدة‬
‫ِ‬ ‫دة‬
‫أ�سا�س َو ْح ِ‬
‫القائم َعلى � ِ‬
‫ِ‬ ‫الد ِين‬ ‫حيث ح َّل ْت � ّ‬
‫أخو ُة ّ‬ ‫أن�صار‪ُ ،‬‬
‫رين وال ِ‬
‫املهاج َ‬
‫ِ‬ ‫ني‬ ‫فقد بد�أَ � ّأو اًل بامل� ِ‬
‫ؤاخاة ب َ‬ ‫ومناطقهم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫القبلية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الروابط‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫حمل‬
‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة‪:‬‬
‫إ�سالمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ولة ال‬
‫الد ِ‬
‫تواج ُه �إقام َة ّ‬
‫العقبات التي كا َن ْت ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫أخو ِة يف الق�ضا ِء على ِ‬
‫نظام ال َّ‬
‫‪ -‬بينّ ْ � َأثر ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ .2‬و�ض ُع الوثيق ِة (د�ستو ُر املدين ِة)‪:‬‬
‫أفراد‬
‫ني � ِ‬‫والواجبات ب َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫احلقوق‬ ‫(الد�ستور) التي ِّ‬
‫تنظ ُم‬ ‫ِ‬ ‫الوثيقة‬
‫ِ‬ ‫و�ضع‬
‫ُ‬ ‫املدينة‬
‫ِ‬ ‫القدوم �إىل‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫كانَ ِم ْن �أولو ّيا ِته ‪َ h‬‬ ‫ ‬
‫املجتمع‬
‫ِ‬ ‫أفراد‬
‫جميع � ِ‬
‫ِ‬ ‫ظم التي تَ�رسي على‬
‫أحكام وال ُّن ِ‬
‫ِ‬ ‫القواعد وال‬
‫ِ‬ ‫الكثري ِم َن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت�شمل‬ ‫هذه الوثيق ُة‬
‫ين‪ ،‬وكا َن ْت ِ‬
‫املجتمع املد ِّ‬
‫ِ‬
‫وتنو ِعهم‪.‬‬
‫مع اختال ِفهم ّ‬
‫ين َ‬
‫املد ِّ‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّة � ْ‬


‫أجب عن ما يلي‪:‬‬
‫النبي ‪� h‬إليها؟‬
‫و�صول ِّ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ين َ‬
‫املجتمع املد ِّ‬
‫ِ‬ ‫فئات‬
‫‪ -‬ما ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫واالختالف بي َنها؟‬ ‫التجان�س‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫الفئات ِم ْن ُ‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫ُ‬
‫تالحظ على ِ‬ ‫‪ -‬ماذا‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫إ�سالمي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫ولة ال‬
‫الد ِ‬
‫ُواج ُه �إقام َة َّ‬
‫العقبات التي كا َن ْت ت ِ‬
‫ِ‬ ‫مواجهة‬
‫ِ‬ ‫الوثيقة على‬
‫ِ‬ ‫و�ضع‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ما � ُأثر‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�سات التنظيميّ ِة‪:‬‬


‫‪� .3‬إن�شا ُء امل� ّؤ�س ِ‬
‫�سارع‬
‫َ‬ ‫ولهذا نجَ ُِد �أنَّ � َ‬
‫أول ما‬ ‫إ�سالمي ِة‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ولة ال‬
‫الد ِ‬ ‫ُنظ ُم احليا َة َّ‬
‫العام َة فيِ َّ‬ ‫�سات التي ت ِّ‬
‫النبي ‪ h‬ب�إن�شا ِء امل� َّؤ�س ِ‬
‫اعتنى ُّ‬ ‫ ‬
‫بعد َ‬
‫ذلك يف‬ ‫تدر َج َ‬‫ثم َّ‬ ‫و�سيا�سيةٍ‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫واجتماعي ٍة‬
‫ّ‬ ‫ديني ٍة‬
‫امل�سجد ك� َأه ِّم ُم� َّؤ�س�س ٍة ّ‬
‫ِ‬ ‫بناء‬
‫املدينة ُهو ُ‬
‫ِ‬ ‫عند و�صو ِله �إىل‬
‫النبي ‪َ h‬‬
‫إليه ُّ‬
‫� ِ‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الوحي‪ ،‬والنقبا ِء‪ ،‬وجامعي‬
‫ِ‬ ‫ككتاب‬
‫ِ‬ ‫وتو�س ِعها‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ولة‬
‫الد ِ‬
‫حاجة ّ‬
‫ِ‬ ‫ح�سب‬
‫َ‬ ‫�سات الأُخرى‬
‫�إن�شا ِء امل� َّؤ�س ِ‬
‫ُ‬
‫التخطيط املد ُّين‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اً‬
‫ورجال‬ ‫ني ‪ -‬ن�سا ًء‬
‫جموع امل�سلم َ‬ ‫للعبادة ومدر�س ًة تتلقّى فيها‬ ‫بامل�سجد ليكونَ مكا ًنا‬ ‫النبي ‪h‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد أ�نْ ابتد�أ ُّ‬ ‫ ‬
‫طويل‪ ،‬قا َم‬
‫ٍ‬ ‫ب�رصاع‬
‫ٍ‬ ‫الطوائف القبلي ُة الّتي طاملا َّ‬
‫عج ْت‬ ‫ُ‬ ‫اجتماعيا تلتقي به‬
‫ًّ‬ ‫ومنتدى‬
‫ً‬ ‫اجلديد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�رشع‬
‫ِ‬ ‫توجيهات‬
‫ِ‬ ‫و�صغارا ‪-‬‬
‫ً‬
‫ني‬
‫قوله ‪« :h‬ما ب َ‬
‫ال�صحيفة»(‪ .)1‬ويف ِ‬
‫ِ‬ ‫أهل هذه‬
‫رثب حرا ٌم جوفُها ل ِ‬
‫الوثيقة «و�أنّ َي َ‬
‫ِ‬ ‫جاء يف‬
‫احلدود كما َ‬
‫ِ‬ ‫برت�سيم‬
‫ِ‬ ‫‪h‬‬
‫مد طرقا ِتها‬
‫باملدينة‪ .)3(»..‬ثم ّ‬
‫ِ‬ ‫الدور‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫«خط‬ ‫ال�سكني‪ ،‬ملا روي عنه ‪� h‬أنه قد‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫بالتخطيط‬
‫ِ‬ ‫اَل َب َت ْي َها َح َرا ٌم»(‪ ،)2‬كما قا َم‬

‫(‪ )1‬ابن ه�شام‪ ،‬ال�سرية النبوية‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪ )2( .35‬البخاري‪ ،‬حديث رقم ‪ )3( .1774‬الطبقات الكربى البن �سعد‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪.126‬‬
‫‪84‬‬
‫«‪�..‬سوق ُُك ْم هذا‬
‫ُ‬ ‫جاء يف قو ِل ِه ‪:h‬‬
‫لل�سوق مكا ًنا كما َ‬
‫ِ‬ ‫فحد َد‬
‫العام َة ّ‬
‫املرافق ّ‬
‫َ‬ ‫الداخلية‪ ،‬وجع َلها �سبع َة � ٍ‬
‫أذرع ‪َّ ،‬‬
‫ثم �أقا َم‬ ‫(‪)4‬‬
‫ِ‬
‫امل�سجد‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫يبعد ِ‬
‫ف�سيح ُ‬
‫ٍ‬ ‫العيد الذي جع َله يف مكانٍ‬
‫حد َد مو�ض ًعا مل�ص ّلى ِ‬
‫اج»(‪ ،)5‬كما ّ‬
‫َ�ض َوال ُي ضرْ� َ َب َّن عليه َخ َر ٌ‬
‫فَال ُي ْن َتق َ‬
‫ذراع(‪.)6‬‬
‫ألف ٍ‬‫النبوي � َ‬
‫ِّ‬

‫ُ‬
‫املجال الثاين‪ :‬ال�سيا�س ُة الداخلي ُة‪:‬‬

‫داخلي ًة حُمكمةً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫�سيا�سات‬
‫ٍ‬ ‫النجاح‪� ،‬إال �إذا اتّب َع ْت‬
‫ُ‬ ‫كتب لها‬
‫ا�ستقرارها و�أم ُنها و�أنْ ُي َ‬
‫ُ‬ ‫كن ل ّأي دول ٍة �أنْ َي ْث ُب َت لها‬
‫ ال يمُ ُ‬
‫والقواع َد الّتي‬
‫ِ‬ ‫�س‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬ال ُأ�س َ‬ ‫و�ضع‬
‫َ‬ ‫اريخ‪ ،‬ف َِفيه‬
‫منوذج عرفَه ال ّت ُ‬
‫ٍ‬ ‫أ�سمى‬
‫أرفع و� َ‬
‫اخلي ِة � َ‬
‫الد ّ‬‫النبي ‪ّ h‬‬
‫�سيا�سة ِّ‬
‫ِ‬ ‫ونجَ ُِد يف‬
‫هذه ال ُأ�س ِ�س‪:‬‬
‫وم ْن ِ‬
‫بعده‪ِ ،‬‬ ‫يجب �أنْ يت�أَ َّ�سى بِها ُّ‬
‫كل قائدٍ ِم ْن ِ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫العدل بني جميع �أفراد املجتمع‬ ‫�أ ّو اًل‪:‬‬
‫أهل‬
‫جميع � ِ‬ ‫وجعل َ‬
‫ذلك َع ًّاما على‬ ‫َ‬ ‫التعدي‪،‬‬ ‫َ‬
‫أ�شكال ِّ‬ ‫َ‬
‫و�ضبط �‬ ‫مقايي�س احلر ّي ِة‬ ‫وحد َد‬ ‫�رشع ُ‬
‫اهلل الأحكا َم واحلدو َد‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫�شخ�صان يقْ�ضي‬
‫ِ‬ ‫إليه‬
‫يتخا�ص ُم � ِ‬
‫َ‬ ‫عندما‬
‫ني‪ ،‬وكانَ ‪َ h‬‬
‫ني �أو منافق َ‬
‫ني �أ ْم كانوا يهو ًدا أ� ْم كانوا م�رشك َ‬
‫املدينة �سوا ٌء �أكانوا م�سلم َ‬
‫ِ‬
‫النظر َع ْن دي ِنهما و�أ�ص ِلهما‪.‬‬
‫بغ�ض ِ‬‫بالعدل ِّ‬
‫ِ‬ ‫بي َنهما‬
‫حفظ‬
‫َع ْن َعا ِئ َ�ش َة ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهلل‬ ‫ ‬ ‫�أَذكُ ُر‪:‬‬
‫عنها ‪� -‬أَنَّ �أُ�سام َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َال‪:‬‬‫‪َ -‬ك َّل َم ال َّنب َِّي ‪ h‬فيِ ْام َر َ�أ ٍة َفق َ‬ ‫�سلم‪.‬‬
‫ليهودي على ُم ٍ‬ ‫بي ‪h‬‬
‫ٍّ‬ ‫اذكر حادث ًة قَ�ضى فيها ال ّن ُّ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫"�إِ مَّ َنا َه َل َك َم ْن َكانَ ق َْب َل ُك ْم �أَ َّن ُه ْم‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫يمونَ الحْ َ َّد َع َلى ا ْل َو ِ�ض ِيع‪،‬‬ ‫َكا ُنوا ُي ِق ُ‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫يف‪َ ،‬وا َّل ِذي َنف ِْ�سي‬ ‫َو َيترْ ُُكونَ ال�شرَّ ِ َ‬ ‫النبي ‪� h‬أ�صحا َبه‪.‬‬
‫ا�ست�شار فيه ُّ‬
‫َ‬ ‫اذكر موقفًا‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫َاط َم ُة َف َع َل ْت َذ ِل َك َلق ََط ْع ُت‬
‫ب َِي ِد ِه َل ْو ف ِ‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫َي َد َها"(‪.)7‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬

‫يق َ�س ْب َع َة �أَذ ُْر ٍع»‪ ،‬رواه الرتمذي‪ ،‬رقم ‪ )5( .1355‬رواه ابن ماجه‪ ،‬رقم ‪ )6( .2233‬الع�سقالين‪ :‬فتح الباري‪،‬‬ ‫«اج َع ُلوا َّ‬
‫الط ِر َ‬ ‫(‪ )4‬قال ‪ْ :h‬‬
‫‪85‬‬
‫ج‪� ،2‬ص‪.449‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ال�ُشورى‪:‬‬
‫باعتبارها حقًّا �أ�صيلاً لل ّأم ِة‬
‫ِ‬ ‫ال�سيا�سي ِة‬
‫َّ‬ ‫ت�رصفا ِته وقرارا ِته‬
‫جميع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ال�شورى يف‬
‫تطبيق مبد�أِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬على‬ ‫َ‬
‫حافظ‬ ‫ ‬
‫القرارات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اتخاذ‬
‫ِ‬ ‫أمور َ‬
‫قبل‬ ‫وتقليب ال ِ‬
‫ِ‬ ‫احلقائق‬
‫ِ‬ ‫ال�ستي�ضاح‬
‫ِ‬ ‫أ�صحاب الر� ِأي‬
‫ِ‬ ‫الرجوع �إىل �‬
‫ِ‬ ‫القيادة يف‬
‫ِ‬ ‫بواجب‬
‫ِ‬ ‫َي ُ‬
‫رتبط‬

‫ثال ًثا‪ :‬احلكم ُة يف معا َجل ِة اال َز ِ‬


‫مات‪:‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬
‫ف�صاح‬ ‫أن�صار على املا ِء‪،‬‬
‫أحد ال ِ‬ ‫اب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬و� ُ‬ ‫لعمر ْب ِن ّ‬
‫اخلط ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أجري َ‬
‫تزاح َم � ٌ‬
‫امل�صطلق َ‬
‫ِ‬ ‫غزوة بني‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ ‬
‫بن �أُ َب ِّي ِ‬
‫بن‬ ‫هلل ُ‬ ‫عبدا ِ‬
‫ني ُ‬ ‫َّ‬
‫فا�ستغل ر� ُأ�س املنافق َ‬ ‫املهاجرين»‪،‬‬
‫َ‬ ‫مع�رش‬
‫َ‬ ‫أجري‪« :‬يا‬
‫و�صاح ال ُ‬
‫َ‬ ‫أن�صار»‪.‬‬
‫مع�رش ال ِ‬
‫َ‬ ‫أن�صاري‪« :‬يا‬
‫ُّ‬ ‫ال‬
‫خر َج َّن‬
‫املدينة ُلي ِ‬
‫ِ‬ ‫رجعنا �إىل‬ ‫آخره‪�« :‬أَما وا ِ‬
‫هلل َل ِئ ْن ْ‬ ‫أن�صار‪ ،‬كانَ يف � ِ‬
‫املهاجرين وال ِ‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫ثري الفتن َة ب َ‬
‫وقال كال ًما ُي ُ‬‫املوقف َ‬ ‫َ‬ ‫�سلولٍ‬
‫الأع ُّز ِم ْنها الأ َذ َّل»(‪.)1‬‬
‫عبا َد ْب َن البِ� ِرش‬ ‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫اخلطاب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫ُ‬
‫مر‪ُ « :‬م ْر َّ‬ ‫فقال ُع ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫بن‬
‫عمر ُ‬
‫عنده ُ‬ ‫ذلك وكانَ َ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫فبلغَ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫فرحل‬ ‫حيل»‪،‬‬ ‫ولكن أ� ِّذن ب َّ‬
‫ِالر ِ‬ ‫يقتل �أ�صحا َبه! ِ‬‫حمم ًدا ُ‬
‫ا�س �أنَّ ّ‬
‫حتد َث ال ّن ُ‬
‫مر �إذا َّ‬
‫«فكيف يا ُع ُ‬
‫َ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فليق ُتله»‪َ ،‬‬
‫فقال‬
‫أناخوا نا ُموا‬
‫فلما � ُ‬
‫�سري‪ّ ،‬‬ ‫ا�س و� َ‬
‫أنهك ُه ُم املَ ُ‬ ‫أرهق ال ّن َ‬
‫هار‪ ،‬ح َّتى � َ‬ ‫أتبع َ‬
‫الليل بال َّن ِ‬ ‫حيل‪ ،‬و� َ‬
‫الر ِ‬
‫بي ‪ h‬يف غ ِري وق ِْت َّ‬
‫أمر ال َّن ِّ‬
‫اجلي�ش ب� ِ‬
‫ُ‬
‫عب‪.‬‬
‫ِم ْن ِ�ش َّد ِة ال َّت ِ‬
‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جممو َع ِت َك ال ُّطالبيّ ِة � ْ‬
‫أجب ّ‬
‫ابن �سلولٍ ِم ْن مقُول ِته؟‬
‫ف ُ‬ ‫يهد ُ‬
‫‪� -‬إال َم كانَ ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫هذه الوا ِق َع ِة‪.‬‬
‫بي ‪ h‬يف ِ‬ ‫القرارات ا ّلتي ات َ‬
‫ّخذها ال َّن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫احلكمة يف‬
‫ِ‬ ‫مواطن‬
‫َ‬ ‫حد ْد‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ابن �سلولٍ ؟‬
‫بقتل ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ِ h‬‬ ‫ائج ا ّلتي تتو َّق ُعها لو � َ‬
‫أمر‬ ‫‪ -‬ما الن ّت ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬ويق�صد بالأع ّز الأن�صار وبالأذل الر�سول ‪ h‬واملهاجرين‪ .‬‬ ‫‪86‬‬


‫ذلك َ‬
‫ا�سك َته �أ�صحا ُبه‬ ‫ابن �سلول‪� ،‬أ َّنه كانَ �إذا تك َّلم ب�شي ٍء َ‬
‫بعد َ‬ ‫مع ِ‬‫عامل َ‬ ‫كا َن ْت نتيج ُة ْ‬
‫حكم ِته ‪ h‬يف ال ّت ِ‬ ‫ ‬
‫قال ُعمر ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫هلل ‪ُ � h‬‬
‫أعظم برك ًة ِم ْن �أمري»‪.‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫هلل ل ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪« :-‬وا ِ‬ ‫الكالم‪ ،‬ح ّتى َ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫وقو ُمه وم َنعوه ِم َن‬
‫ْ‬

‫مع النَّ ِ‬
‫ا�س‪:‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬ا ُملوازن ُة بينْ َ املرو َن ِة واحلزْ ِم يف التَّ ُ‬
‫عام ِل َ‬
‫ف َعليهِ م و ُيعي ُنهم‬
‫�سلمهم وكا ِف ِرهم‪َ ،‬ي ْع ِط ُ‬
‫أهل املدي َن ِة؛ ُم ِ‬ ‫الراحة والطم�أْني َن ِة ُ‬
‫لك ِّل � ِ‬ ‫ِ‬ ‫مو�ض َع‬
‫هلل ‪ِ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫متي َز‬
‫فقد ّ‬
‫حلدو َد‪ْ ،‬‬ ‫وتعدى ا ُ‬
‫رمات َّ‬ ‫أحدهم ا ُ‬
‫حل ِ‬ ‫انته َك � ُ‬
‫يخ َ�ش ْونَ ِ�ش َّدتَه وح ْز َمه �إذا َ‬
‫نف�س ِه كانوا ْ‬
‫لراح ِتهم‪ ،‬ويف الوق ِْت ِ‬ ‫وي�س َعى َ‬
‫ْ‬
‫يغ�ض ُب �إذا ان ُتهِ َك ْت‬
‫لنف�سه ‪ h‬ولك َّنه َ‬
‫يغ�ض ُب ِ‬
‫يكن َ‬‫َلم ْ‬
‫الهوى‪ ،‬ف ْ‬ ‫باملوازنة بينْ َ املرو َن ِة وا َ‬
‫حل ْز ِم ب�صور ٍة تَخلو متا ًما ِم َن َ‬ ‫ِ‬ ‫‪h‬‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫رمات ا ِ‬
‫ُح ُ‬
‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جممو َع ِتك ال ُّطالبِي ِة ْ‬
‫ناق�ش ما يلي‪:‬‬
‫املوقف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ونتيجة َ‬
‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫اليهودي ا ّلذي كانَ يطا ِل ُبه َ‬
‫بد ْي ِنه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الر�سول ‪ِ h‬م َن‬
‫ِ‬ ‫موقف‬
‫ِ‬ ‫احلديث َع ْن‬
‫ِ‬ ‫ابح ْث يف ُك ِ‬
‫تب‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫اتخاذه َ‬
‫لتلك املواقف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أ�سباب‬ ‫القبائل اليهود ّي ِة ا ّلتي كا َن ْت ُ‬
‫ت�سك ُن املدين َة و� َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬بينّ ْ مو ِقفَه ‪ِ h‬م َن‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫العالقات ا َخلارجيّ ُة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫املجال ُ‬
‫الثالث‪:‬‬
‫الهام ِة ِم ْن جم َل ِتها‪:‬‬
‫واملبادئ ّ‬
‫ِ‬ ‫اخلارجي َة على جمموع ٍة ِم َن ال ُأ�س ِ�س‬
‫ّ‬ ‫هلل ‪ h‬عالقا ِته‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ب َنى‬ ‫ ‬

‫ال�سلم على احلربِ ‪:‬‬


‫مي ِ‬ ‫�أ ّو اًل‪ :‬تقد ُ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﯼ ﯽ‬ ‫ارجي ِة‪َ ،‬‬ ‫آخرين يف عالقا ِته ا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خل َّ‬ ‫مع ال َ‬
‫عامل َ‬
‫أ�سا�سا لل َّت ِ‬
‫لم � ً‬‫ال�س َ‬
‫الر�سول ‪ِّ h‬‬ ‫جعل‬ ‫ ‬
‫باحلر ِب �أ ًّيا‬
‫ْ‬ ‫وا�ض ًحا يف �أ َّنه ملْ ِ‬
‫يباد ْر‬ ‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﱪ‪( .‬الأنفال ‪ ،)61‬ونجَ ُد َ‬
‫ذلك ِ‬
‫لمي ِة‪.‬‬
‫ال�س ّ‬
‫والعالقات ِّ‬
‫ِ‬ ‫وابط‬
‫الر ِ‬‫الكثري ِم َن َّ‬
‫َ‬ ‫املدينة‪ْ ،‬‬
‫بل بنى م َعها‬ ‫ِ‬ ‫حو َل‬
‫العربي ِة ْ‬
‫ّ‬ ‫القبائل‬
‫ِ‬ ‫ِم َن‬

‫‪87‬‬
‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جممو َع ِت َك ال ُّطالبيّ ِة � ْ‬


‫أجب ّ‬
‫آخرين‪.‬‬
‫مع ال َ‬
‫ال�سلم يف تعام ِله َ‬
‫ِ‬ ‫حر�صه ‪ h‬على‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫وقري�ش َ‬
‫ٍ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫ني ِّ‬ ‫احلروب ب َ‬
‫ِ‬ ‫اندالع‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ع ّل ْل َ‬
‫�سبب‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اجليو�ش وبنا ُء التحا ُل ِ‬


‫فات‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫إعداد‬
‫ثانيًا‪ُ � :‬‬
‫ِ�ش‪:‬‬
‫�أناق ُ‬

‫من ُق َّو ِته؟‬ ‫من يُ�سامل ُ الق َّ‬


‫َوي ُمرغ ًَما وخ ْو ًفا ْ‬ ‫و�صف ُ‬
‫حال ْ‬ ‫‪ G‬مِبَ يُ ُ‬
‫من غ ِري قو ٍة ع�سكريّ ٍة؟‬ ‫‪ G‬هلْ ِ‬
‫ميك ُن لدول ٍة �أنْ تثب َِت وجو َدها ْ‬
‫آخرين و�س ْلبُهم ون ْه ُب ممتلكا ِتهم؟‬
‫‪ G‬هلْ يل َز ُم ِم ْن مت ُّل ِك الق َّو ِة الع�سكريَّ ِة االعتدا ُء على ال َ‬
‫ومن‬
‫القوي ِع ٌز وف�ضيلةٌ‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫من‬
‫قائما على قو ٍة وهيبةٍ؛ لأن ال�سال َم َ‬ ‫حقيقيا �إال �إذا كان ً‬
‫ًّ‬ ‫عترب ال�سال ُم �سال ًما‬
‫ ال ُي ُ‬
‫ني ِم َن‬
‫نقمة امل�رشك َ‬
‫باملدينة �س ُت�ؤ ّدي �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪� h‬أنَّ �إقام َة دول ٍة للم�سلم َ‬ ‫أدر َك‬
‫ولقد � َ‬
‫نب‪ْ ،‬‬ ‫ال�ضعيف ا�ست�سال ٌم وج ٌ‬
‫ِ‬
‫لن َيت�أتَّى وامل�سلمونَ‬
‫الم ْ‬
‫وال�س ِ‬
‫أمن َّ‬
‫حتقيق ال ِ‬
‫َ‬ ‫اقب �أنَّ‬
‫بنظره ال َّث ِ‬ ‫قري�ش وحلفا�ؤهم‪ ،‬و� َ‬
‫أدرك ِ‬ ‫كفار ٍ‬
‫وخا�ص ًة ُ‬
‫َّ‬ ‫العرب وغ ِريهم‬
‫ِ‬
‫كثريا‬
‫وعقد ً‬
‫َ‬ ‫قو ٍة ع�سكر َّي ٍة لها وز ُنها وثق ُلها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬ببنا ِء ّ‬ ‫آخرين‪ ،‬فبد�أَ‬
‫بقو ٍة لها وز ُنها وهيب ُتها �أما َم ال َ‬
‫ال يتم ّتعونَ ّ‬
‫أمن‬
‫ّيق ال ِ‬
‫رعاياها وحتق ِ‬
‫َ‬ ‫وحماية‬
‫ِ‬ ‫الوليد ِة‬
‫َ‬ ‫ولة‬
‫الد ِ‬
‫هذه َّ‬
‫عن ِ‬
‫فاع ْ‬
‫الد ِ‬
‫بق�صد ِّ‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة غ ِري املُ ِ‬
‫�سلمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫القبائل‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫حالفات َ‬
‫ِ‬ ‫ِم َن ال ّت‬
‫الم‪.‬‬
‫وال�س ِ‬
‫َّ‬

‫�سل‪:‬‬ ‫بالعالقات ال�سلميّ ِة و� ُ‬


‫إر�سال الرُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫املبادرة‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫�أقر�أُ و�أتد ّب ُر‪:‬‬
‫مع‬
‫ال�سلمي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫العالقات‬
‫ِ‬ ‫إقامة‬
‫وعمل على � ِ‬ ‫َ‬ ‫احلرب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لم َ‬
‫قبل‬ ‫ال�س ُ‬
‫اخلارجي َة على ّ‬
‫ّ‬ ‫بي ‪� h‬سيا�س َته‬ ‫�س ال ّن ُّ‬
‫ � ّأ�س َ‬
‫امللوك والأمرا ِء يحملونَ‬
‫ِ‬ ‫وال�سفراء �إىل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الر�سل‬ ‫الوليدة‪ ،‬ف� َ‬
‫أر�سل‬ ‫ِ‬ ‫وطد �أركانَ دول ِته‬
‫َّ‬ ‫بعد �أَنْ‬
‫املجاورة َ‬
‫ِ‬ ‫إقليمي ِة‬
‫القُوى ال ّ‬
‫وم�رص‪.‬‬
‫َ‬ ‫واحلب�ش َة‬
‫َ‬ ‫الفار�سي َة‬
‫ّ‬ ‫البيزنطي َة والإمرباطور ّي َة‬
‫ّ‬ ‫العربي َة والإمرباطور ّي َة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫القبائل‬ ‫َ‬
‫را�سل‬ ‫وال�سالم‪ ،‬فقد‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم‬ ‫َ‬
‫ر�سائل ال ِ‬

‫‪88‬‬
‫نتائج املرا�سالت‪:‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫تبليغ‬
‫قوتَه و�شجاع َت ُه وحنك َته وعزمي َته الثابت َة يف ِ‬
‫أظهر ْت ّ‬
‫نتائج عظيم ٌة � َ‬
‫اعتمدها ‪ُ h‬‬
‫َ‬ ‫ال�سيا�سة التي‬
‫ِ‬ ‫لهذه‬
‫وكا َن ْت ِ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬م ْنها‪:‬‬
‫أييد ا ِ‬
‫املطلق بت� ِ‬
‫َ‬ ‫إ�سالمية‪ ،‬و�إميا َن ِه‬
‫ِ‬ ‫الدعوة ال‬
‫ِ‬
‫من ُ‬
‫قبل‪.‬‬ ‫يل ملْ ْ‬
‫تكن تعرفُه الب�رشي ُة ْ‬ ‫الدو ِّ‬
‫التعامل َّ‬
‫ِ‬ ‫أ�سلوب جديدٍ يف‬
‫ٍ‬ ‫توطيد �‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫مذ قر�أَ‬
‫بع�ضهم �إ�سال َمه ْ‬
‫أعلن ُ‬
‫حيث � َ‬
‫ُ‬ ‫للنا�س كافّة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫�سمحاء‬
‫َ‬ ‫احلنيف كر�سال ٍة �سماو ّي ٍة‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم‬
‫التعريف بال ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫َ‬
‫إ�سالمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫�ضد‬
‫هم َّ‬
‫طط ْ‬
‫وخ ِ‬
‫بع�ض ه�ؤال ِء ِ‬
‫عن نوايا ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سائل ْ‬ ‫َت هذه‬
‫‪ -‬ك�شف ْ‬ ‫ ‬
‫اجلميع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫واالحرتام َ‬
‫ِ‬ ‫القو ِة‬
‫موقع ّ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف ِ‬ ‫هذه املبادر ُة و�ض َع ْت‬
‫‪ِ -‬‬ ‫ ‬

‫احلفاظ على الثَّ ِ‬


‫وابت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫راب ًعا‪ :‬املرون ُة َ‬
‫مع‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫بن‬ ‫ُ‬
‫�سهيل ُ‬ ‫آخرهم‬‫لح‪ ،‬كانَ � َ‬‫بال�ص ِ‬ ‫َ‬
‫الر�سول ‪ُّ h‬‬ ‫فاو�ضوا‬
‫إر�سال كربا ِئها ُلي ُ‬
‫قري�ش �إىل � ِ‬
‫ٌ‬ ‫ا�ضطر ْت‬
‫َّ‬ ‫احلديبية‬
‫ِ‬ ‫�صلح‬
‫يف ِ‬ ‫ ‬
‫هات اك ُت ْب بي َننا وبي َن ُكم‬
‫قال‪ِ :‬‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫جل�س �إىل‬
‫فلما َ‬
‫لح‪ّ ،‬‬ ‫بال�ص ِ‬
‫ني كتا ًبا ُّ‬‫ني امل�سلم َ‬‫يكتب بي َنه وب َ‬
‫َ‬ ‫عمرو‪ ،‬ف�أرا َد �أنْ‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫�سهيل‪ّ � :‬أما‬ ‫حيم»‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫الر�سول ‪ h‬عليا ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ -‬‬ ‫ُ‬
‫الر ِ‬
‫حم ِن ّ‬
‫الر ْ‬
‫هلل ّ‬
‫«ب�سم ا ِ‬
‫ِ‬ ‫اكتب‬
‫ْ‬ ‫وقال له‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫ًّ‬ ‫فدعا‬
‫كتا ًبا‪َ ،‬‬
‫حمن‬
‫الر ِ‬
‫هلل ّ‬
‫ب�سم ا ِ‬
‫هلل ال نك ُت ُب �إال ِ‬ ‫لهم‪َ ،‬‬
‫فقال امل�سلمونَ ‪ :‬وا ِ‬ ‫با�سم َك ا ّل َّ‬
‫اكتب ِ‬‫ولكن ْ‬
‫ِ‬ ‫هلل ما �أدري ما ِه َي‪،‬‬
‫حمن» فوا ِ‬
‫«الر ُ‬
‫ّ‬
‫هلل‬ ‫ٌ‬
‫�سهيل‪ :‬وا ِ‬ ‫هلل‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫حممد‬
‫عليه ٌ‬
‫قا�ضى ِ‬ ‫ثم َ‬
‫قال ‪ :h‬هذا َما َ‬ ‫با�سم َك الّ َّ‬
‫لهم‪َّ ،‬‬ ‫النبي ‪ :h‬اك ُت ْب ِ‬ ‫حيم‪َ ،‬‬
‫فقال ُّ‬ ‫الر ِ‬
‫ّ‬
‫هلل �إنيِّ‬ ‫عبد اهلل»‪َ ،‬‬
‫فقال ‪ :h‬وا ِ‬ ‫بن ِ‬‫«حممد ُ‬
‫ُ‬ ‫اكتب‬
‫ولكن ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫قاتلناك‪،‬‬ ‫البيت وال‬ ‫هلل ما �صد ْد َ‬
‫ناك َع ِن ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫نعلم �أ ّن َك‬
‫ْلو ُك ّنا ُ‬
‫البيت‬
‫ني ِ‬ ‫هلل ‪ h‬قائلاً ‪ :‬على �أنْ تُخ ُّلوا بي َننا وب َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫تابع‬
‫ثم َ‬ ‫هلل‪َّ ،‬‬ ‫عبد ا ِ‬ ‫بن ِ‬
‫حممد ُ‬
‫اكتب ُ‬‫ْ‬ ‫هلل و�إنْ كذبتمونيِ !‬ ‫ُ‬
‫لر�سول ا ِ‬
‫ني �إال‬
‫امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫ولي�س َ‬ ‫القادم َ‬‫ِ‬ ‫العام‬
‫ذلك ِم َن ِ‬‫ولكن َ‬
‫ْ‬ ‫خذنا َ�ض ْغ َطةً‪،‬‬‫العرب �أ َّنا ُ�أ ْ‬
‫ُ‬ ‫َتحد ُث‬
‫هلل ال ت َّ‬ ‫ٌ‬
‫�سهيل‪ :‬وا ِ‬ ‫فنطوف بِه‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ُ‬
‫جاء‬ ‫ٌ‬
‫رجل و�إنْ كانَ على دي ِن َك �إال رد ْدتَه � ْإلينا‪ ،‬و َم ْن َ‬ ‫�سهيل‪ :‬وعلى �أنْ ال ي�أْ َتي َك م َّنا‬
‫ٌ‬ ‫فكتب‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال�سيوف يف ِقرابِها‪،‬‬
‫ر�سول‬
‫ِ‬ ‫جاء م�س ِل ًما؟!! ‪ -‬والتف ُتوا �إىل‬ ‫وقد َ‬‫ني ْ‬‫كيف ُير ُّد �إىل امل�رشك َ‬ ‫هلل! َ‬ ‫علي ُكم‪َ ،‬‬
‫فقال امل�سلمونَ ‪� :‬سبحانَ ا ِ‬ ‫ِم ُ‬
‫نك ْم ملْ َنر َّده ْ‬
‫ُ‬
‫ف�سيجعل‬ ‫جاءنا ِم ْن ُهم‬ ‫أبعده ُ‬ ‫هلل؟!! َ‬ ‫َ‬
‫وم ْن َ‬
‫اهلل‪ِ ،‬‬ ‫ذهب ِم َّنا �إليهِ ْم � َ‬
‫عم‪� ،‬إ َّنه َم ْن َ‬
‫قال‪َ :‬ن ْ‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫هلل ‪ h‬ي�س�ألو َنه‪� :‬أنك ُت ُب هذا يا‬ ‫ا ِ‬
‫ُ‬
‫رجا‪.‬‬‫فر ًجا ومخَ ً‬‫اهلل َله َ‬

‫‪89‬‬
‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جممو َع ِت َك ال ُّطالبيّ ِة � ْ‬


‫أجب ّ‬
‫خالل‬
‫ِ‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك ِم ْن‬ ‫الديني ِة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫أ�صول‬
‫وابت وال ِ‬
‫رعاية ال َّث ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫النبي ‪َ h‬‬
‫قبل ِّ‬‫تام ٍة ِم ْن ِ‬
‫املفاو�ض ُة مبرون ٍة َّ‬
‫َ‬ ‫هذه‬
‫متي َز ْت ِ‬
‫�أ‪ّ .‬‬
‫اجلدول ال ّتايل‪:‬‬
‫ِ‬

‫الثوابت وال ُ‬
‫أ�صول‬ ‫ُ‬ ‫املرون ُة‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬
‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬
‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬
‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫‪........................................................ ........................................................‬‬
‫‪........................................................ ........................................................‬‬

‫هلل و�إنْ َّ‬


‫كذبتموين»؟‬ ‫ُ‬
‫لر�سول ا ِ‬ ‫هلل إ�نيّ‬
‫عمرو‪« :‬وا ِ‬
‫بن ٍ‬‫�سهيل ِ‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ h‬حي َنما ر َّد على‬
‫ِ‬ ‫قول‬
‫ب‪ .‬ما دالل ُة ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫عمرو‬
‫بن ٍ‬‫�سهيل ِ‬
‫ِ‬ ‫هم‬
‫االنت�صار لدي ِنه و�أهدا ِفه ال ُعليا‪ ،‬بي َنما كانَ ُّ‬
‫َ‬ ‫الر�سول ‪ h‬كانَ‬
‫ِ‬ ‫ال�سابق نجَ ُِد �أنَّ َّ‬
‫هم‬ ‫ِ‬ ‫احلوار‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫ج‪ِ .‬م ْن‬
‫و�سمعة قبيل ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لنف�سه‬
‫االنت�صار ِ‬
‫َ‬ ‫هو‬
‫ناق�ش هذه العبار َة ِم ْن خاللِ فهمِ َك للحوا ِر‪.‬‬
‫‪ْ -‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪90‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫املواقف‬
‫ِ‬ ‫�ص َ‬
‫ذلك يف �أبر ِز‬ ‫ال�سيا�س ِة‪ ،‬لَ ّخ ْ‬
‫يخو�ض ُحروبًا ِم ْن خاللِ َف ِّن ِّ‬
‫َ‬ ‫املعارك دونَ �أنْ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬
‫ك�س َب ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ْ h‬‬ ‫ا�ستطاع‬
‫َ‬ ‫‪G‬‬
‫فتح ّ‬
‫مكةَ‪.‬‬ ‫عن َد ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬
‫حي‪.‬‬
‫اب ال َو ِ‬
‫النبي ‪ h‬بكتَّ ِ‬
‫مظاهر اهتما ِم ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ G‬بينّ ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫الو�صف من وِ جه ِة نظ ِر َك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خط�أَ هذا‬
‫�صواب �أو َ‬
‫َ‬ ‫و�ض ْح‬
‫�سيا�س ٍة”‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫النبي ‪� h‬أنَّه “رجلُ‬
‫املفكرين َّ‬
‫َ‬ ‫بع�ض‬
‫ي�صف ُ‬
‫‪ُ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪91‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫يا�سي‪.‬‬
‫ال�س ِّ‬
‫باجلانب ِّ‬
‫ِ‬ ‫فيما يتع َّل ُق‬
‫الدر�س لبني ِت َك املعرفيّ ِة َع ْن �شخ�صيّ ِة الر�سولِ ‪َ h‬‬
‫ُ‬ ‫أهم الأفكا ِر الّتي �أ�ضا َفها‬ ‫‪ G‬لَ ِّخ ْ‬
‫�ص � َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫احلرب يف عالقا ِته اخلارجيّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لم على‬
‫ال�س َ‬ ‫ال�سري ِة َما ي ُد ُّل َعلى �أ َّن َّ‬
‫النبي ‪ h‬كانَ يُق ِّد ُم ِّ‬ ‫ا�ست�شهد ِم ْن خاللِ ِّ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫امل�سجد‬
‫ِ‬ ‫�رشع ببنا ِء‬
‫ثم َ‬ ‫وه َو يف ق َُب َاء‪َّ ،‬‬
‫املدينة ُ‬
‫ِ‬ ‫خول �إىل‬
‫الد ِ‬ ‫إ�سالم َ‬
‫قبل ُّ‬ ‫النبي ‪� h‬إىل بنا ِء � ّأو ِل م�سجدٍ يف ال ِ‬
‫�سارع ُّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ا�ستقراره فيها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مبجرد‬
‫ِ‬ ‫رة‬
‫املنو ِ‬
‫املدينة ّ‬
‫ِ‬ ‫بوي َ‬
‫و�سط‬ ‫ال َّن ِّ‬
‫امل�سجد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�سط املدين ِة مكانًا لبنا ِء‬
‫أ�سباب اختيا ِر ِ‬
‫‪ G‬بينّ ْ � َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪92‬‬
‫م�سجد قبة ال�صخرة‪:‬‬
‫وحتديدا �شمال امل�سجد‪ .‬وقد �أمر ببنائها اخلليفة‬
‫ً‬ ‫تقع يف حرم امل�سجد الأق�صى يف القد�س‬ ‫ ‬
‫الأموي عبد امللك بن مروان خالل الفرتة ‪688‬م ‪692 -‬م فوق �صخرة املعراج‪ .‬وال تزال حتى‬
‫يومنا هذا رمزاً معماريًا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الدر�س الثالث‪:‬‬

‫للمعارك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خو�ضه‬
‫ِ‬ ‫�سول ‪َ h‬‬
‫قبل‬ ‫الر ُ‬
‫إعداد التي اع َتنى بِها َّ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫جوانب ال ِ‬
‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬
‫الرسول ‪h‬‬
‫املعركة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أثناء‬
‫�سول ‪َ � h‬‬‫للر ِ‬‫القيادة الع�سكر ّي ِة َّ‬
‫ِ‬ ‫‪ُِ -‬‬
‫معامل‬
‫الهزمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عند ال َّن� ِرص � ِأو‬ ‫َ‬
‫املعرك ِة َ‬ ‫بعد‬
‫�سول ‪َ h‬‬
‫الر ِ‬‫هد ُي َّ‬
‫‪ْ -‬‬ ‫قائدا عسكريّا‬
‫ً‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َف ِّك ُر‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﱪ‪( .‬احلج ‪.)40 - 39‬‬
‫وقال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)194 - 193‬‬
‫وقال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﱪ‪( .‬الأنفال ‪ .)60‬‬
‫ال�سا ِمي َة للقِتالِ يف الإ�سال ِم‪.‬‬ ‫ال�سابق ِة ّخل ِ�ص ال َ‬
‫أهداف َّ‬ ‫آيات ّ‬
‫‪ِ G‬م ْن خاللِ ال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫مالمح قياد ِة الر�سولِ ‪ h‬الع�سكريّ ِة الّتي حق َّق بها تلك ال َ‬
‫أهداف ال�سامي َة للقتالِ ؟‬ ‫ِ‬ ‫أهم‬
‫‪ G‬ما � ُّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫�سول ‪h‬‬
‫الع�سكري لدول ِة الرَّ ِ‬
‫ُّ‬ ‫البنا ُء‬
‫ما�س ٍك‪،‬‬
‫قوي م َت ِ‬
‫جي�ش ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫�رشع ببنا ِء‬ ‫املدينة املُ ّ‬
‫نو َر ِة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫إ�سالمي ِة الأُوىل يف‬
‫ّ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫أ�سي�س‬
‫هلل ‪ h‬بت� ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ملّا قا َم‬ ‫ ‬
‫عمد ‪� h‬إىل‬ ‫أجل َ‬
‫ذلك َ‬ ‫وم ْن � ِ‬
‫ني‪ِ ،‬‬
‫إ�سالم وامل�سلم َ‬
‫ني بال ِ‬
‫واملعتدين واملرت ِّب�ص َ‬
‫َ‬ ‫احلاقدين‬
‫َ‬ ‫أطماع‬ ‫َ‬
‫وذلك حلماي ِتها و�صيا َن ِتها ِم ْن � ِ‬
‫هامنيِ هما‪ :‬الترَّ بي ُة املعنو ّي ُة والترَّ بي ُة‬
‫جانبنيِ َّ‬
‫َريدا ارتك َز على َ‬
‫عليهم ‪� -‬إعدا ًدا ف ً‬
‫ْ‬ ‫هلل‬
‫ر�ضوان ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حابة ‪-‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫جيل ِم َن َّ‬
‫إعداد ٍ‬ ‫� ِ‬
‫البدني ُة املاد ّيةُ‪.‬‬
‫ّ‬

‫�أ ّو اًل‪ :‬الرتبي ُة املعنويّ ُة‪:‬‬


‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫ر�ضي‬
‫َ‬ ‫ال�صحابيات ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫قاتلت‬
‫ِ‬ ‫ ‬ ‫ولتوجيهات‬
‫ِ‬ ‫حابة‪،‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫نفو�س َّ‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ h‬يف‬ ‫للعقيدة الّتي َز َ‬
‫رعها ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫ال�صحابة‪،‬‬ ‫مع‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫جنب َ‬‫ٍ‬ ‫جنبا �إىل‬
‫عنهن ‪ً -‬‬
‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫أكرب‬
‫ني عليها‪ُ � ،‬‬
‫تربية امل�سلم َ‬
‫النبي ‪ h‬على ِ‬
‫ر�ص ُّ‬ ‫وتعاليمه التي َح َ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم‬
‫ال ِ‬
‫فر�ضا‪،‬‬
‫ً‬ ‫عليهن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫القتال‬ ‫ولي�س‬
‫َ‬ ‫وقد قات ْل َن‬
‫ْ‬
‫هلل تعاىل‬
‫أجل ا ِ‬
‫نفو�سهم ل ِ‬
‫ا�سرتخ ُ�صوا َ‬
‫َ‬ ‫ني ا ّل َ‬
‫ذين‬ ‫جي�ش ِم َن امل�ؤمن َ‬
‫ال ِأثر يف بنا ِء ٍ‬
‫هلل ‪ h‬فيِ‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َت عائ�ش ُة‬
‫فقد ا�ست�أذن ْ‬‫ِ‬
‫اد‪.‬‏ َفق َ‬
‫وطاعة لر�سو ِله ‪.h‬‬
‫‏"ج َها ُد ُك َّن الحْ َ ُّج"‏‏‪ .‬روا ُه عنها‬
‫َال‪ِ :‬‬ ‫الجْ ِ َه ِ‏‬
‫النبي‬ ‫ب�صورٍ ِم َن‬
‫َ‬ ‫الع�صور‬
‫ِ‬ ‫مر‬
‫إ�سالمي على ِّ‬
‫ُّ‬ ‫التاريخ ال‬
‫ُ‬ ‫زخ َر‬
‫ولهذا َ‬ ‫ ‬
‫ن�ساء ِّ‬ ‫َ‬ ‫أي�ضا �أنَّ‬
‫وروى عنها � ً‬ ‫البخاري‪َ .‬‬ ‫ُّ‬
‫َال‪ :‬‏" ِن ْع َم الجْ ِ َها ُد‬‫‪� h‬س أ� ْل َنه َع ِن الجْ ِ َه ِاد َفق َ‬ ‫ني‪.‬‬
‫وح املعنو َّي ِة للم�سلم َ‬
‫الر ِ‬
‫مو ّ‬
‫بت ُ�س َّ‬ ‫واجلماعي ِة التي ُت ْث ُ‬
‫ّ‬ ‫البطوالت الفرد ّي ِة‬
‫ِ‬
‫الحْ َ ُّج"‏‏‪.‬‏‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬
‫من‬‫َ‬ ‫وغريها‬
‫َ‬ ‫لكن عائ�ش َة‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه َّن قات ْل َن‬ ‫ال�صحابيات َر ِ�ض َي‬
‫ِ‬ ‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫عقد‬
‫احل�سن‪ .‬وقد َ‬
‫َ‬ ‫البالء‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫متطوعات‪ ،‬و�أبل َ‬
‫ٍ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱪ‪.‬‬
‫�صحيحه �أربع َة‬
‫ِ‬ ‫اجلهاد من‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫البخاري يف ِ‬
‫ُّ‬
‫(باب غَ ْز ِو ال ِّن�سا ِء‬ ‫جهاد املر� ِأة‪:‬‬ ‫عن‬
‫(�آل عمران ‪.)126‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أبواب ْ‬
‫� ٍ‬
‫وقال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫و(باب َح ْم ِل ال ِّن َ�سا ِء‬
‫ُ‬ ‫جال)‬
‫الر ِ‬
‫َو ِقتالِهِ َّن َم َع ِّ‬
‫داواة‬
‫و(باب ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ا�س يف ا ْل َغ ْز ِو)‬
‫ا ْل ِق َر َب �إِىل ال َّن ِ‬ ‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫و(باب َر ِّد ال ِّن َ�سا ِء‬
‫ُ‬ ‫ال ِّن�سا ِء الجْ َ ْرحى يف ا ْل َغ ْز ِو)‬ ‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ‬
‫الجْ َ ْرحى َوا ْل َق ْتلى)‪.‬‬
‫ﮡ ﮢ ﮣﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)154‬‬

‫‪95‬‬
‫وقال �سبحان ُه وتعاىل‪ :‬ﱫﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﱪ‪( .‬البقرة ‪.)249‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﱪ‪�( .‬آل عمران ‪.)169‬‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ني؟‬
‫وح املعنويَّ ِة عن َد امل�سلم َ‬
‫الر ِ‬
‫ال�سابق ُة تنمي َة ُّ‬
‫آيات الكرمي ُة ّ‬
‫كيف حتق ُّق ال ُ‬
‫‪َ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫املواقف التاليةَ‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪ G‬مِبَ تعلّلُ‬
‫للنبي ‪ h‬يو َم � ُأحدٍ ؟‬
‫ُر�سا ِّ‬
‫نف�سه ت ً‬ ‫َ‬
‫جعل �أبو دجان َة ِم ْن ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫بيده الأُخرى‪ ،‬وملّا قُطعت الأُخرى‪،‬‬
‫اللواء ِ‬ ‫حمل‬ ‫طالب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬يو َم م�ؤتةَ‪َ ،‬‬ ‫بن �أبي‬
‫جعفر ِ‬ ‫‪ -‬حي َنما قُط َع ْت ُيد‬
‫َ‬ ‫ٍ َ َ‬ ‫َ‬
‫الكرمي؟‬
‫ِ‬ ‫آيات ِم َن القر� ِآن‬
‫يتلو � ٍ‬
‫وراح َ‬
‫َ‬ ‫بع�ضديه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اللواء‬
‫َ‬ ‫� َ‬
‫أم�سك‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫البدني ُة‪:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الترَّ بي ُة َ‬
‫جميع ُم َتط ّلبا ِتها من‬
‫ِ‬ ‫الالز َم ِة َلدول ِته ِم ْن‬
‫للقوة الع�سكر ّي ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫امل‬
‫ال�ش ِ‬
‫املادي َّ‬
‫ِّ‬ ‫إعداد‬
‫هلل ‪ h‬على ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫حر�ص‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫أمر ا ِهلل تعاىل‪ :‬ﱫﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫والت�صنيع‪ ،‬ا�ستجاب ًة ل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والتخطيط‬ ‫والتدريب‬
‫ُ‬ ‫حيث الت� ُ‬
‫أهيل‬ ‫ُ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠﱪ‪( .‬الأنفال ‪.)60‬‬

‫‪96‬‬
‫�أت�أم ُل و�أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫واح ِد َثال َث ًة ا ْل َج َّنةَ‪� ،‬صا ِن َع ُه َي ْح َت ِ�س ُب ِفي َ�ص ْن َع ِت ِه ا ْل َخ ْي َر‪َ ،‬و َّ‬
‫الر ِام َي ب ِِه‪،‬‬ ‫قال ‪�« :h‬إِنَّ اهلل َل ُي ْد ِخ ُل ب َّ‬
‫ِال�س ْه ِم ا ْل ِ‬ ‫ ‬
‫َوا ْل ُم ِم َّد ب ِِه»(‪.)1‬‬

‫ال�رشيف؟‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫ري الّتي يُ ُ‬
‫�شري � ْإليها‬ ‫‪َ G‬ما جوا ِن ُب اال�ستعدا ِد ال َع َ‬
‫�سك ِّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ول ‪ h‬الع�سكريّ ِة‬


‫الر�س ِ‬ ‫معا ُ‬
‫مل ِم ْن ِ‬
‫قيادة ُ‬
‫�شام َلةٍ‪� ،‬سوا ًء �أكا َن ْت ق َْب َل بد ِء املَ َ‬
‫عرك ِة � ْأو يف �أثنا ِئها � ْأو كانَ‬ ‫معار َكه َوف َْق ر�ؤي ٍة ع�سكر َّي ٍة ِ‬
‫هلل ‪ h‬يقو ُد ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫وامل ال ّن� ِرص و�أ�سبابِه‪.‬‬
‫ميع َع ِ‬
‫االعتبار َج َ‬
‫ِ‬ ‫بعد انتها ِئها‪ِ � ،‬آخ ًذا بعنيِ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫املعرك ِة‪:‬‬ ‫�أ ّو اًل‪ :‬ما َ‬
‫قبل‬
‫بطلب الن�ص ِر‪:‬‬
‫والرجا ِء ِ‬
‫هلل تعاىل بال ُّدعا ِء َّ‬
‫‪ .1‬اللجو ُء �إلى ا ِ‬

‫�أقر�أُ‪:‬‬

‫الفجر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫طلع‬
‫كذلك ح َّتى َ‬‫َ‬ ‫وعد ُه‪ ،‬وما َ‬
‫زال‬ ‫نج َز َله َما َ‬ ‫قائما ي�ص ِّلي‪ُ ،‬ي ِ‬
‫نا�ش ُد ر َّبه �أنْ ُي ِ‬ ‫هلل ‪ h‬ليل َة بدرٍ ً‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َظ َّل‬ ‫ ‬
‫عن كتف َْي ِه ال�شرَّ يفَنيِ دونَ �أنْ َي�ش ُع َر بِه‪،‬‬ ‫قد َ‬ ‫بكر ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫وبي َنما هو كذ ِل َك‪َ ،‬‬
‫�سقط ْ‬ ‫رداءه ْ‬‫فوجد َ‬‫َ‬ ‫اهلل عن ُه ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫عليه �أبو ٍ‬
‫دخل ِ‬
‫وعدك(‪.)2‬‬ ‫منج ٌز َ‬
‫لك ما َ‬ ‫َ‬
‫كفاك ُمنا�شدت َُك َر َّب َك‪ ،‬ف�إ َّنه ِ‬ ‫هلل‬ ‫َ‬
‫فقال َله‪ :‬يا نب َِّي ا ِ‬
‫تفريج ُ‬
‫الك َر ِب‪.‬‬ ‫و�ض ْح �أهميّ َة الدعا ِء يف ِ‬
‫‪ّ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي‪ ،‬رقم ‪ ،1637‬وقال عنه حديث ح�سن �صحيح‪ )2( .‬ابن القيم‪ :‬زاد املعاد‪� ،‬ص‪.119‬‬
‫‪97‬‬
‫ُ‬
‫واال�ستيثاق م ْن ُهم قَبلَ المعرك ِة‪:‬‬ ‫حر�ص الر�سولِ ‪ h‬على م�شو َر ِة �أ�صحابِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫�أُ َو�ضِّ ُح‪:‬‬

‫ُ‬
‫الر�سول ‪ِ h‬م ْن �أ�صحابِه يو َم غزو ِة بد ٍر‪.‬‬ ‫كيف ا�ستوث ََق‬ ‫و�ضح ِم ْن ِخاللِ ُك ِ‬
‫تب ال�سري ِة َ‬ ‫‪ G‬بالتعاونِ م َع زمال ِئ َك ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫فنزل على ر�أْيِهم‪.‬‬


‫ني‪َ ،‬‬‫أحد ُه َو رغب ُة غالبيّ ِة امل�سلم َ‬ ‫اخلروج ملُالقا ِة ُق ٍ‬
‫ري�ش يو َم � ٍ‬ ‫َ‬ ‫هلل ‪� h‬أ َّن‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪ G‬ر�أى‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪ .3‬ت�أْ ُ‬
‫مين الجبه ِة ال َّداخليّ ِة‪:‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫أطفال‬
‫أحزاب‪ ،‬أ� َمر بال ّن�سا ِء وال ِ‬
‫ِ‬ ‫غزوة ال‬
‫ِ‬ ‫املدينة َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬ ‫التح�صينات ا ّلتي �أقا َمها يف‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪� h‬إىل‬
‫ُّ‬ ‫اطم ْ�أنَّ‬
‫بعد � ِأن َ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫من‬ ‫هلل ‪ h‬على ال ّن�سا ِء وال ِ‬
‫أطفال ْ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫خاف‬ ‫ا�رصين‪،‬‬
‫َ‬ ‫آطامها‪ ،‬وملَّا كانَ امل�سلمونَ حُم‬
‫املدينة و� ِ‬
‫ِ‬ ‫ح�صون‬
‫ِ‬ ‫أ�َنْ ُيج َعلوا يف‬
‫وزيد ْب َن حارث َة يف ثالثمائ ٍة‬
‫َ‬ ‫رجل‪،‬‬
‫أ�سلم يف مائ َت ْي ٍ‬
‫عث �سلم َة ْب َن � َ‬
‫قري�ش‪ ،‬لذا َب َ‬
‫ٍ‬ ‫خوفه ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫أ�شد ِم ْن‬
‫خيانة بني قُريظةَ‪َّ � ،‬‬
‫ِ‬
‫املدينة(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫حلرا�سة‬
‫ِ‬

‫الروح المعنويّ ِة للجنودِ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫‪ .4‬رف ُع‬

‫آخرة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ويذك ُر بال ِ‬ ‫املعنويات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ويرفع‬
‫ُ‬ ‫�ض القُوى‪،‬‬
‫الهم َم‪ ،‬وي�ستنهِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ي�شحذ َ‬ ‫عند ِّ‬
‫كل معركةٍ‪،‬‬ ‫هلل ‪َ h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫مواطن الب� ِأ�س‪ ،‬ويرغّ ُب بال ِ‬
‫أجر‬ ‫ِ‬ ‫املعركة‪ ،‬وال�ص ِرب يف‬
‫ِ‬ ‫والثبات يف‬
‫ِ‬ ‫هلل‪،‬‬
‫�سبيل ا ِ‬
‫اجلهاد يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ويحث على‬
‫ُّ‬ ‫النفو�س‪،‬‬
‫َ‬ ‫هيئ‬
‫و ُي ّ‬
‫ورحم ِته‪.‬‬
‫َ‬ ‫هلل‬
‫ومبغفرة ا ِ‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬املغازي‪ :‬للواقدي‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪.393‬‬


‫‪98‬‬
‫�أَ ْب َح ُث‪:‬‬

‫ني قبلَ القتالِ ‪.‬‬


‫وح املعنويّ َة للم�سلم َ‬
‫الر َ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َّ h‬‬ ‫ني رف َع فيهِما‬
‫ابحث َع ْن مو ِق َف ِ‬
‫‪ِ G‬م ْن خاللِ كتُ ِب ال�سري ِة ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫وتقدير ميزانِ القُوى قبلَ المعرك ِة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫وخي الحيط ِة والحذ ِر‪،‬‬
‫‪ .5‬تَ ِّ‬

‫املعركة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أثناء‬ ‫القتال‪َ ،‬‬
‫قبل و� َ‬ ‫ِ‬ ‫ني يف‬
‫ال�سالمة للم�شارك َ‬
‫ِ‬ ‫جي ًدا على ت�أمنيِ عن� ِرص‬
‫يحر�ص ّ‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫أجل‬
‫العيون ِم ْن � ِ‬
‫ِ‬ ‫ببع�ض‬
‫يدفع ِ‬
‫ُ‬ ‫ت�سبق املعركةَ‪ ،‬فكانَ‬
‫ُ‬ ‫ا�ستطالعي ٍة‬
‫ّ‬ ‫حمالت‬
‫ٍ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫ُدرات ال َع ْد ِّو ِم ْن‬
‫تقدير ق ِ‬
‫ِ‬ ‫ويحر�ص على‬
‫ُ‬
‫الغر�ض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هذا‬

‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ G‬من خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة � ْ‬


‫أجب َّ‬
‫بال�سايا‪.‬‬
‫مي ْت رَّ‬
‫ا�ستطالعي ٍة ُ�س َّ‬
‫ّ‬ ‫طلعات‬
‫ٍ‬ ‫عد َة‬
‫هلل ّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫نف َّذ‬ ‫ ‬

‫�أ‪ .‬ما معنى "ال�سرَّ يَّ ِة"؟‬


‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ني الغزو ِة وال�سرَّ ي ِة؟‬ ‫ُ‬
‫الفرق ب َ‬ ‫ب‪ .‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ثالث َ�سرايا‪.‬‬
‫أذكر �أ�سما َء ِ‬
‫ج‪ْ � .‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫املتوخا ُة ِم ْن َهذه ال�سرَّ ايا؟‬ ‫د‪ .‬ما ال ُ‬
‫أهداف َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪99‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َد َّب ُر‪:‬‬

‫بحر�ص �شديدٍ ‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫وم�ضى‬ ‫بعد �أنْ � َ‬
‫أدرك �أ َّنها واق َع ٌة ال حمالةَ‪َ ،‬‬ ‫لغزوة بدرٍ َ‬
‫ِ‬ ‫ي�ستعد‬
‫ُّ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫«‪َ �..‬‬
‫أخذ‬ ‫ ‬
‫�س‬
‫يتح�س ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وجعل‬ ‫إبل‪،‬‬
‫أعناق ال ِ‬
‫أجرا�س ِم ْن � ِ‬
‫ُ‬ ‫ُقطع ال‬
‫أمر ب�أنْ ت َ‬ ‫أحد‪ ،‬ف� َ‬
‫يقف على حقيق ِتهم � ٌ‬ ‫وامل�سلمونَ م َعه‪ ،‬ح ّتى ال َ‬
‫ال�شيخ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫حممدٍ و�أ�صحابِه‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫وع ْن ّ‬
‫قري�ش َ‬
‫ٍ‬ ‫العرب‪ ،‬ف�س�أ َله َع ْن‬
‫ِ‬ ‫ب�شيخ ِم َن‬
‫ٍ‬ ‫ني بحيط ٍة وحذرٍ ‪ ،‬فالتقى‬
‫أخبار امل�رشك َ‬
‫� َ‬
‫َ‬
‫هناك‬ ‫ال�شي ِخ �أنَّ‬
‫كالم ّ‬‫(ويبدو �أ َّنه فهِ م ِم ْن ِ‬
‫ُ‬ ‫النبي ‪�« :h‬إذا �أخرب َت َنا �أخرب َناك»‪.‬‬ ‫َ‬
‫فقال ُّ‬ ‫أخربكما ح ّتى تُخربانيِ »‪.‬‬
‫«ال � ُ‬
‫ُ‬
‫الر�سول‬ ‫(وق�صد‬
‫َ‬ ‫«نحن ِم ْن ماءٍ»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فقال ‪:h‬‬ ‫أين �أنتما؟‬ ‫ثم َ‬
‫قال‪ِ :‬م ْن � َ‬ ‫قري�ش َّ‬
‫يعلم عن ٍ‬
‫ال�شيخ مبا ُ‬
‫ُ‬ ‫أخربه‬
‫أمرا َما)‪ ،‬ف� َ‬
‫� ً‬
‫آخر‪.‬‬
‫هلل �شي ًئا � َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫العراق؟» وملْ ُي ْ‬
‫خرب ُه‬ ‫ِ‬ ‫ال�شيخ ُ‬
‫يقول‪« :‬ما ِم ْن ماءٍ! � ِأم ْن ما ِء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فجعل‬ ‫‪� h‬أَنَّ اهلل َخلقَنا ْ‬
‫من ماءٍ)‪،‬‬
‫عنهم ‪� -‬إىل‬ ‫ّا�ص ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل‬ ‫بن �أبي وق ٍ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫و�سعد َ‬
‫َ‬ ‫العو ِام‬
‫بن ّ‬ ‫والزبري َ‬
‫َ‬ ‫طالب‬
‫ٍ‬ ‫علي ْب َن �أبي‬
‫هلل ‪َّ h‬‬ ‫ر�سول ا ِ‬ ‫بعث‬
‫ويف امل�سا ِء َ‬
‫ي�ستقُونَ‬
‫قري�ش ْ‬
‫ٍ‬ ‫فوج ُدوا فيه ُ�سقاة‬
‫املق�صود‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إىلاملكان‬
‫ِ‬ ‫قري�ش‪ ،‬فت�س ّللوا �‬
‫ٍ‬ ‫موا�ضع‬
‫ِ‬ ‫ات َع ْن‬
‫للح�صول على معلو َم ٍ‬
‫ِ‬ ‫بدرٍ‬
‫«هم‬
‫ْ‬ ‫قري�ش‪َ ،‬‬
‫فقال ال ُغالمان‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫هلل ‪ h‬الذي �س�أ َلهما ْ‬
‫عن‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أم�سكوا ب ُغال َمينْ ِ م ْنهم‪ ،‬وجا�ؤوا بِهما �إىل‬
‫ُلهم‪ ،‬و� َ‬
‫«كثري»‪َ ،‬‬
‫قال‪« :‬ما‬ ‫ٌ‬ ‫«كم القو ُم؟» قاال‪:‬‬
‫هلل ‪ِ :h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫بالعدوة القُ�صوى»‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ِ‬ ‫الكثب الذي تَرى‬ ‫ِ‬ ‫وراء هذا‬
‫َ‬
‫اجلزور»‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫ِ‬ ‫يوم؟» قاال‪« :‬يو ًما ِت ْ�س ًعا ويو ًما ع�شرْ ًا ِم َن‬
‫كل ٍ‬‫ينح ُرون َّ‬
‫«كم َ‬‫ْ‬ ‫عدتُهم؟» قَاال‪« :‬ال َن ْدري»‪َ ،‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ران‬ ‫قري�ش؟» فجعال ُ‬
‫يذك ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أ�رشاف‬
‫«فم ْن ِم ْن ُهم ِم ْن � ِ‬
‫قال ُلهما‪َ :‬‬‫ثم َ‬
‫ألف»‪َّ ،‬‬‫ني الت�سعمائة وال ِ‬
‫النبي‪« :‬القو ُم فيما ب َ‬
‫ُّ‬
‫َت � ُ‬
‫إليكم �أفال َذ‬ ‫قد �ألق ْ‬ ‫«هذه ّ‬
‫مك ُة ْ‬ ‫الر�سول ‪ h‬على �أ�صحابِه ُ‬
‫يقول‪ِ :‬‬ ‫ُ‬ ‫فال ًنا وفال ًنا ح ّتى �أتيا على ُك ِّل الأ�سما ِء‪ ،‬ف� َ‬
‫أقبل‬
‫احلرب ال حَمال َة(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫أكبادها»‪ ،‬فع ِل َم امل�سلمونَ �أ َّنها‬
‫� ِ‬

‫‪ G‬بالتعاونِ م َع زمال ِئ َك دلّلْ ِم ْن خاللِ النّ ِّ‬


‫�ص على ما يلي‪:‬‬
‫ُوات املُ ِ‬
‫عادية‪.‬‬ ‫حجم الق ِ‬
‫ِ‬ ‫معرفة‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪� h‬إىل‬
‫ِ‬ ‫عي‬
‫‪�َ .1‬س ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أخباره‪.‬‬
‫حتركا ِته و� ِ‬
‫أحد َع ْن ُّ‬
‫ف� ٌ‬‫يعر َ‬
‫الر�سول ‪� h‬أنْ ال ِ‬
‫ِ‬ ‫�ص‬
‫‪ِ .2‬ح ْر ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التعري�ض ح ّتى ال يقَع يف‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ h‬على‬
‫ِ‬ ‫�ص‬
‫‪ِ .3‬ح ْر ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬ال�سرية النبوية‪ :‬البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،3‬ص‪.164-163‬‬


‫‪100‬‬
‫ني‪.‬‬
‫احلماية للم�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ h‬على ت�أمنيِ عن� ِرص‬
‫ِ‬ ‫حر�ص‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ثانيًا‪� :‬أثناء املعركة‪:‬‬


‫اجليو�ش‬
‫ِ‬ ‫ت�ستخد ُمها الآنَ أ�قْوى‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪ h‬والّتي‬ ‫الع�سكري مبباد ِئه وفنو ِنه و�أ�ساليبِه على ِيد ِّ‬
‫ُّ‬ ‫الفكر‬
‫ُ‬ ‫لقد ت ََّط َ‬
‫ور‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫وا�ستخد َم‬
‫ْ‬ ‫فوف‪،‬‬
‫بال�ص ِ‬‫القتال ُّ‬
‫ِ‬ ‫أ�سلوب‬
‫ِ‬ ‫والفر �إىل �‬ ‫أ�سلوب َ‬
‫الك ِّر‬ ‫ِ‬ ‫تال ِم ْن �‬
‫الق ِ‬
‫أ�سلوب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪� h‬‬ ‫فلقد َط َّو َر‬ ‫َ‬
‫الع�سكر َّي ِة‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬
‫والتطويق»‪ ،‬ومطار َد َة ال َعد ِّو‪�...‬إلخ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫«االلتفاف‬ ‫اجلوانب‬
‫ِ‬ ‫ال َ‬
‫أن�ساق القتاليةَ‪ ،‬و�ضرَ َب‬
‫ات�ضح ْت �أبر ُز معالمِ قياد ِت ِه الع�سكريّ ِة �أثنا َء املعرك ِة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وقد َ‬
‫فوف‪:‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫وتنظيم ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬ت�شكيلُ امل�س ِري‬
‫القوات‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫مة َّ‬
‫املقد ِ‬
‫حر�س ّ‬
‫ِ‬ ‫اجلي�ش �إىل‬
‫ِ‬ ‫قوات‬
‫يق�سم ِ‬
‫ُ‬ ‫فقد كانَ‬
‫اجليو�ش فنو ًنا متطورةً‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬يف‬ ‫ّبع‬
‫ات َ‬ ‫ ‬
‫ؤخرة‪.‬‬
‫حر�س امل� ِ‬
‫ُ‬ ‫أخريا‬
‫اجلوانب و� ً‬
‫ِ‬ ‫حر�س‬
‫ِ‬ ‫كتائب متعدد ًة ‪َّ -‬‬
‫ثم‬ ‫َ‬ ‫تنق�سم �إىل‬
‫ُ‬ ‫الرئي�سية ‪ -‬ا ّلتي كا َن ْت‬
‫ِ‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫احلرب‬
‫ِ‬ ‫ت�شكيل امل�س ِري يف‬
‫ِ‬ ‫فنون‬
‫أحدث ِ‬
‫حاليا ِم ْن � ِ‬
‫عد ً‬ ‫للم�س ِري ُي ُّ‬ ‫ُ‬
‫الت�شكيل َ‬ ‫وهذا‬ ‫ ‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة علّلْ ما يلي‪:‬‬


‫َ‬
‫بفوا�صل منظمةٍ‪.‬‬ ‫اجلي�ش‬
‫ِ‬ ‫حترك �أجزا ِء‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪َ h‬‬ ‫َ‬
‫جعل‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫اجلي�ش‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حتر ِك‬
‫أثناء ّ‬
‫القوات وعلى جوانبِها � َ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستطالع �أما َم‬
‫ٍ‬ ‫الر�سول ‪ h‬دور ّي ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫دفع‬
‫‪ُ -‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫أمر‪:‬‬
‫ني عن� ِرص املفاج�أ ِة �إنْ ِلز َم ال ُ‬
‫‪ .2‬ال�رسي ُة وت�أم ُ‬
‫إيقاف‬
‫وقو ٍة غ ِري متوقَّع ٍة يف � ِ‬
‫واملكان غ ِري املعتا َد ِين � ْأو املتوقَّعنيِ وب�أ�سلح ٍة ّ‬
‫ِ‬ ‫الزمان‬
‫ِ‬ ‫تتم ّث ُل �أهمي ُة مفاج� ِأة ُ‬
‫العد ِّو يف‬ ‫ ‬

‫املدينة وا ّلتي تمُ ِّثل �أ�صغر ّ‬


‫عملي ٍة ع�سكر ّيةٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وقد كا َن ِت الهجر ُة �إىل‬
‫قوا ِته‪ْ ،‬‬
‫ني ّ‬
‫والرعب ب َ‬
‫ِ‬ ‫عر‬ ‫وبث ُّ‬
‫الذ ِ‬ ‫حركة وتفك ِري العد ِّو‪ِّ ،‬‬
‫ِ‬
‫�سلوب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخدام هذا الأُ‬
‫ِ‬ ‫وا�ضحا على‬
‫ً‬ ‫اً‬
‫مثال‬

‫‪101‬‬
‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬

‫تكمن عنا�رصُ املفاج�أَ ِة يف الهجر ِة �إىل املدين ِة؟‬


‫‪ْ � G‬أين ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫ر�سول‬ ‫قال‪ :‬كانَ‬ ‫مالك ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪� -‬أ َّنه َ‬ ‫بن ٍ‬ ‫كعب ِ‬
‫فعن ِ‬ ‫الر�سول ‪َ h‬‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬ ‫غزواته‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫معظم‬
‫ِ‬ ‫ذلك يف‬ ‫طب َق‬
‫وقد ّ‬ ‫ ‬
‫هلل ‪ h‬ق َّلما ُ‬
‫يريد غزو ًة �إال َو َّرى بغ ِريها(‪.)1‬‬ ‫ا ِ‬

‫وتطوير �آل َة القتالِ ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ني ال َّذخري ِة‬
‫‪ .3‬ت�أم ُ‬
‫املنيع‪ ،‬و�أدخ ُلوا فيه‬
‫ائف‪ ،‬ودخ ُلوا ح�ص َنهم َ‬
‫الط ِ‬ ‫غزوة حننيٍ ‪ ،‬جل�أَ ْ‬
‫من تبقَّى ِم ْنهم �إىل ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫امل�رشكونَ يف‬ ‫حي َنما انهز َم‬ ‫ ‬
‫رميا‬
‫بل ً‬‫ني بال َّن ِ‬
‫ثقيف امل�سلم َ‬ ‫وع�سكر َ‬
‫هناك‪ ،‬فرمى ب ُنو ٍ‬ ‫َ‬ ‫�صن‬
‫احل ِ‬
‫قريبا ِم َن ِ‬ ‫هلل ‪َ h‬‬
‫فنزل ً‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫هم‬
‫هم ِل َ�س َنةٍ‪ ،‬فتب َع ْ‬
‫�صلح ْ‬
‫ما ُي ُ‬
‫احل�صار على‬
‫َ‬ ‫و�رضب‬
‫َ‬ ‫بجي�شه‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فارتفع‬
‫َ‬ ‫آخر‪،‬‬
‫�شهد عد ٌد � ُ‬
‫ني‪ ،‬وا�س ُت َ‬
‫أ�صيب عد ٌد ِم َن امل�سلم َ‬
‫�شديدا‪ ،‬ح َّتى � َ‬
‫ً‬
‫�صن(‪.)2‬‬
‫احل ِ‬
‫جدار ِ‬
‫َ‬ ‫الخرتاق‬
‫ِ‬ ‫نفر ِم ْن �أ�صحابِه‬
‫وزحف ٌ‬
‫َ‬ ‫رماهم بِه‪،‬‬
‫ثم ُ‬ ‫املنجنيق َّ‬
‫َ‬ ‫ون�صب‬
‫َ‬ ‫وع�رشين ليلةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫�أه ِلها بِ�ض ًعا‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫أ�ساليب قتالي ًة متن ِّوعةً‪ .‬اذ ُك ْرها‪.‬‬


‫َ‬ ‫املوقف و�سا ِئلَ و�‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪ h‬يف هذا‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪ G‬ا�ستخد َم‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫َائد‪:‬‬
‫قاط الحاكم ِة ونقط ِة الق ِ‬
‫‪ .4‬هند�س ُة الميدانِ واختيا ُر ال ِن ِ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫�ضاري�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫واملعطيات ال َّت‬
‫ِ‬ ‫العوامل‬
‫ِ‬ ‫االعتبار َّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫القتال درا�س ًة مت� ّأني ًة � ِآخ ًذا بعنيِ‬
‫ِ‬ ‫ميادين‬
‫َ‬ ‫يدر�س‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫كانَ‬ ‫ ‬
‫�سخ ُرها‬
‫املوارد املتوف َّر ِة و ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫ي�ستفيد ِم َن‬
‫ُ‬ ‫طبيعيةً‪ ،‬وكانَ‬
‫ّ‬ ‫قاط التي ت�ؤ ِّم ُن له حماي ًة‬
‫يع�سك ُر يف ال ِن ِ‬
‫ِ‬ ‫والطبيعي ِة‪ ،‬فكانَ ‪h‬‬
‫ّ‬
‫احله‪.‬‬
‫ل�ص ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬رقم ‪ )2( .2788‬ينظر‪� :‬رشح ال�سري الكبري لل�شيباين‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪ .93‬املغازي للواقدي‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.332‬‬
‫‪102‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬
‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جممو َع ِت َك الطالبي ِة � ْ‬
‫أجب َّ‬
‫نذر ـ ر ِ�ضي ُ‬ ‫هلل ‪ h‬م�شور َة ا ُ‬ ‫‪ -‬ملاذا َقب َِل َر ُ‬
‫ني؟‬
‫خطوط امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫بئر بدرٍ خ ْل َ‬ ‫َ‬
‫يجعل َ‬ ‫اهلل عن ُه ـ يف �أنْ‬ ‫باب َب ِن املُ ِ َ َ‬
‫حل ِ‬ ‫�سول ا ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ماة يف غَ ْز ِ‬
‫وة �أحدٍ ‪.‬‬ ‫للر ِ‬
‫ني” مكا ًنا ُّ‬ ‫الر�سول ‪َ h‬‬
‫جبل “عين َ‬ ‫ِ‬ ‫اختيار‬
‫ِ‬ ‫�سبب‬
‫‪ -‬بينّ ْ َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫اخلندق الّتي � َ‬
‫أ�شار‬ ‫ِ‬ ‫حفر‬
‫كرة ِ‬‫َطبيق ِف ِ‬
‫ذلك �إىل ت ِ‬‫ويرجع َ‬
‫ُ‬ ‫فاعي ِة‪،‬‬
‫الد ّ‬‫املعارك ِّ‬
‫ِ‬ ‫اخلندق «الأحزاب» ِم ْن �أ َجن ِح‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬كا َن ْت غزو ُة‬
‫َ‬ ‫بِها �سلمانُ الفار�سي ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫للخندق ح ّتى‬
‫ِ‬ ‫الهند�سي‬
‫ّ‬ ‫�سم‬ ‫الر�سول ‪َ h‬ط ّو َر ّ‬
‫الر َ‬ ‫هلل ‪� ،h‬إال �أنَّ‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫اهلل عن ُه ‪ -‬على‬ ‫ُّ َ َ‬ ‫َ‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫فاعية‪ّ ،‬‬
‫الد ّ‬‫يخد ُم اخلط َة ًّ‬
‫ال ِ‬‫هند�س ًّيا فاع ً‬
‫ِ‬ ‫يكونَ ما ِن ًعا‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫وح المعنويّ ِة لل َعد ِّو‪:‬‬


‫الر ِ‬
‫تحطيم ّ‬
‫ِ‬ ‫الحر�ص على‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫أحداث التالي َة الّتي وق َع ْت يف غزو ِة بد ٍر‪:‬‬


‫‪ G‬نا ِق ْ�ش م َع زمال ِئ َك ال َ‬
‫ني‪.‬‬
‫معنويات امل�رشك َ‬
‫ِ‬ ‫أثري َ‬
‫ذلك على‬ ‫غزوة بدرٍ ‪ ،‬وت� ُ‬
‫ِ‬ ‫بداية‬
‫قبل ِ‬ ‫نتائج املبار َز ِة ا ّلتي حد َث ْت َ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الوجو ُه‪ ،‬ا َّل َّ‬
‫لهم � ْأر ِع ْب‬ ‫«�شاه ِت ُ‬
‫َ‬ ‫أعداء قائلاً ‪:‬‬
‫احل�صبا ِء ورمى بِها ال َ‬ ‫العري�ش ف� َ‬
‫أخذ حفن ًة ِم َن ْ‬ ‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ِ h‬م َن‬
‫ِ‬ ‫خروج‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫وزلز ْل �أقدا َمهم»(‪.)3‬‬
‫قلو َبهم‪ِ ،‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )3‬املغازي للواقدي‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪.88‬‬


‫‪103‬‬
‫ثال ًثا‪َ :‬‬
‫بعد املعرك ِة‪:‬‬
‫يخو�ضها‬
‫ُ‬ ‫املعارك ا ّلتي كانَ‬
‫ِ‬ ‫نتائج‬
‫مع ِ‬ ‫�سري ِته يف ال َّتعا ُم ِل َ‬
‫خالل َ‬
‫ِ‬ ‫وا�ض ًحا ِم ْن‬
‫املعركة ِ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫النبي ‪ h‬ما َ‬
‫هدي ِّ‬‫ تجَ ّلى ُ‬
‫الهزمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫عند ال َّن� ِرص � ْأو َ‬
‫�سوا ٌء َ‬

‫�أ ّو اًل‪َ :‬‬


‫عند النَّ�رص‪:‬‬
‫هلل تعاىل‪.‬‬
‫واخل�ضوع ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�شكر‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫افتخروا ببطوال ِتهم‪ ،‬و�ألق َْوا‬
‫العامل �أ ّنهم �إذا انت�صرَ ُوا يف حروبِهم على �أعدا ِئهم‪َ ،‬‬
‫و�سادة ِ‬
‫ِ‬ ‫أر�ض‬
‫ملوك ال ِ‬
‫ادة ِ‬‫ِم ْن َع ِ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‬
‫بيد ا ِ‬
‫الن�رص ِ‬
‫َ‬ ‫االنت�صار‪ ،‬ون�سيا ِنهم �أنَّ‬
‫ِ‬ ‫ن�شوة‬
‫ِ‬ ‫ذلك لمِ َا يع ِرتيهم ِم ْن‬
‫وكل َ‬
‫القتالية‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫هم‬
‫بيان قدرا ِت ُ‬ ‫ا ُ‬
‫خل َط َب الر ّنان َة يف ِ‬
‫بقو ِتهم‪.‬‬
‫ولي�س ّ‬
‫َ‬
‫فقد َ‬
‫دخل‬ ‫نعمة ال َّن� ِرص والتمكنيِ ‪ْ ،‬‬
‫بعد ِ‬‫كر له َ‬
‫وال�ش ِ‬
‫هلل ُّ‬
‫التوا�ض ِع ِ‬
‫ُ‬ ‫والغزاة �س َّن َة‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫�سن للفاحت َ‬ ‫هلل ‪ْ h‬‬
‫فقد َّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ � ّأما‬
‫ني ر�أى ما �أكرم ُه ُ‬
‫اهلل‬ ‫مي�س وا�سط َة رح ِل ِه‪ ،‬ح َ‬ ‫فتحها ُم َط� ِأط ًئا ر� َأ�س ُه َخا�ض ًعا ِ‬ ‫ّ‬
‫ََ‬ ‫هلل ُ�سبحا َنه ح ّتى �أنَّ َ�ش ْع َر حلي ِته ليكا ُد ُّ‬ ‫عند ِ‬
‫مك َة َ‬
‫الفتح(‪.)1‬‬
‫بِه ِم َن ِ‬

‫عما يلي‪:‬‬ ‫‪ِ G‬م ْن خاللِ جمموع ِت َك الطالبيّ ِة � ْ‬


‫أجب ّ‬
‫الة‪.‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫هذه َّ‬
‫ال�سرية بينِّ ْ �صف َة ِ‬
‫ِ‬ ‫كتب‬
‫خالل ِ‬
‫ِ‬ ‫الفتح‪ِ ،‬م ْن‬
‫ب�صالة ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪� h‬صال ًة ُ�س َ‬
‫مي ْت‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فتح ّ‬
‫مك َة �ص ّلى‬ ‫بعد ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�شاهد‬
‫َ‬ ‫بعد ال َّن� ِرص‪ُ .‬‬
‫اذك ْر َها وبينِّ ِ‬ ‫وعبادته َ‬
‫ِ‬ ‫هلل‬
‫�شكر ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�شار ْت �إىل‬
‫ور � َ‬‫ال�س ِ‬
‫ق�صار ُّ‬
‫ِ‬ ‫الكرمي �سور ٌة ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ور َد يف القر� ِآن‬
‫ِم ْنها‪.‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬الرحيق املختوم للمباركفوي‪� ،‬ص‪.381‬‬


‫‪104‬‬
‫القيم‪ ،‬والبع ُد َع ْن نزع ِة االنتقا ِم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫احلفاظ على ِ‬ ‫‪.2‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ر�ش ُد �إلي ِه‪:‬‬


‫وا�ستنتج ما تُ ِ‬
‫ْ‬ ‫املواقف التاليةَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ G‬تدبّ ِر‬
‫ارى َخيرْ ً ا»(‪.)2‬‬
‫«ا�ستو�صوا بال َأ�س َ‬
‫ُ‬ ‫ال�صحابة‪َ ،‬‬
‫وقال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ني‬
‫هلل ‪ h‬ب َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فرقَهم‬
‫أ�رسى بدرٍ ‪ّ ،‬‬
‫جيء ب� َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬حي َنما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الطلقاء»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫«اذهبوا ف�أن ُت ْم‬
‫ُ‬ ‫عفوا عا ًما بقو ِله‬ ‫فتح َّ‬
‫مك َة ً‬ ‫بعد ِ‬
‫لقري�ش َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫أعلن‬
‫‪َ �-‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ني‪.‬‬
‫وتعليمها للم�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫الدرو�س والع ِرب‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخال�ص‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬

‫�أقر�أُ‪:‬‬

‫الق�سمة‬
‫ِ‬ ‫تعج ُبوا ِم َن‬
‫قد َّ‬
‫حابة ْ‬
‫ال�ص ِ‬
‫بع�ض َّ‬
‫ني‪ ،‬ويبدو �أنَّ َ‬
‫ني امل�سلم َ‬
‫اجلي�ش يو َم بدرٍ ب َ‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪ h‬ما غ ِن َمه‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ق ََّ�س َم‬ ‫ ‬
‫القوم الذي ُي ّ‬
‫غطيهم َ‬
‫مثل ما تُعطي‬ ‫ِ‬ ‫فار�س‬
‫َ‬ ‫هلل‪� ،‬أتعطي‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫أحدهم‪ :‬يا‬ ‫وال�ضعيف‪َ ،‬‬
‫فقال � ُ‬ ‫ِ‬ ‫القوي‬
‫ِّ‬ ‫ا ّلتي َ�س َّو ْت ب َ‬
‫ني‬
‫لي�س‬
‫الن�رص َ‬
‫َ‬ ‫النظر �إىل �أنَّ‬
‫َ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫َت ُّ‬ ‫َ‬
‫وبذلك لف َ‬ ‫«ه ْل ُت ْن�صرَ ُونَ َوت ُْر َزقُونَ �إِ َّال ب ُِ�ض َعفَا ِئ ُك ْم»(‪.)4‬‬
‫فقال ‪َ :h‬‬‫َ‬ ‫عيف؟‬‫ال�ض َ‬
‫َّ‬
‫قلوب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وائتالف‬ ‫واجتماع كلم ٍة‬
‫ُ‬ ‫قبل ُك ِّل �شي ٍء ت�ضا ُم ٌن وتعاونٌ ‪،‬‬ ‫وح�س ِب‪ ،‬و� مّإنا ُهو َ‬
‫ْ‬ ‫قو ٍة‬
‫نتيج َة ّ‬

‫�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫رو�س الّتي تع ّل َمها امل�سلمونَ ِم ْن غزو ِة حننيٍ؟‬


‫أهم ال ُّد ِ‬
‫‪ G‬ما � ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪)2‬رواه الطرباين يف املعجم ال�صغري والكبري‪ )3( .‬ال�سرية النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،5‬ص‪ )4( .74‬رواه البخاري‪ ،‬وانظر‪ :‬املغازي‬
‫‪105‬‬
‫للواقدي‪ ،‬ج‪� ،1‬ص‪.101‬‬
‫وقوع الهزمي ِة‪:‬‬
‫عند ِ‬‫ثانيًا‪َ :‬‬
‫للمواقف ال�صعب ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬املواجه ُة ال�صحيح ُة‬
‫وقد‬
‫أ�سد‪ْ ،‬‬
‫هلل ‪� h‬إىل حمرا ِء ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫وعلى ر�أْ ِ�س ْ‬
‫هم‬ ‫ني َ‬ ‫قو ٌة ِم َن امل�سلم َ‬
‫خرج ْت ّ‬
‫َ‬ ‫هزمية �أُ ُحدٍ‬
‫ِ‬ ‫اليوم الثاين ِم ْن‬
‫يف ِ‬ ‫ ‬
‫حيث‬
‫اجلي�ش امل�صاب ُ‬
‫ِ‬ ‫النف�سي ِم َن‬
‫ِّ‬ ‫اجلانب‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪� h‬إي�صا َلها‪ ،‬كانَ م ْنها معاجل ُة‬ ‫َ‬
‫حاول‬ ‫روج معانٍ عميق ٌة‬ ‫خل ِ‬ ‫كانَ لهذا ا ُ‬
‫خرج وعلى‬
‫َ‬ ‫معظم َم ْن‬
‫ُ‬ ‫يخرجوا م َعه وكانَ‬
‫ُ‬ ‫ني الذين قَاتلوا يف �أُ ُحدٍ فقَط �أنْ‬
‫وبالتحديد ِم َن امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫طلب‬
‫َ‬
‫جل ْرحى(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ِ h‬م َن ا َ‬ ‫هم‬
‫ر� ِأ�س ُ‬
‫هي؟‬ ‫قري�ش ِم ْن ه َذا ا ُخل ِ‬
‫روج‪ ،‬ما َ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬توجيهها �إىل ٍ‬ ‫َ‬
‫هناك ر�سال ٌة �أرا َد‬ ‫‪G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أ�سد؟‬
‫ني �إىل حمرا ِء ال ِ‬
‫خروج امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫النتائج الّتي ح َّققَها‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ني‪.‬‬
‫معنويات امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫‪ .2‬رف ُع‬
‫الكبري‬ ‫الروم‬ ‫جي�ش‬
‫تراجع ُ‬ ‫بعد أ�َنْ‬ ‫الوليد ‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬عد َم تكا ُف�ؤِ القوتّنيِ يو َم ُم�ؤت َة َ‬ ‫بن‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫خالد ُ‬
‫حي َنما تيق ََّن ُ‬ ‫ ‬
‫فلما د َنوا‬ ‫الوليد ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫املدينة ّ‬
‫ِ‬ ‫عائدا �إىل‬
‫ني ً‬‫بجي�ش امل�سلم َ‬ ‫ِ‬ ‫وان�سحب‬
‫َ‬ ‫اهلل عن ُه ‪-‬‬ ‫ِ َ َ‬ ‫بن‬
‫خالد ُ‬
‫يتبعهم ُ‬ ‫وجي�ش امل�سلمني‪ ،‬مل ْ‬‫ُ‬
‫َررت يف‬ ‫اب ويقو ُلونَ يا ف ُ‬
‫ُرار؛ ف مُ‬ ‫اجلي�ش الترُ َ‬
‫ِ‬ ‫ا�س يح ُثونَ على‬ ‫َ‬
‫فجعل ال ّن ُ‬ ‫هلل ‪ h‬وامل�سلمونَ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫تلقاهم‬
‫املدينة ُ‬
‫ِ‬ ‫حول‬
‫ِم ْن ِ‬
‫الكرار �إنْ �شاء ُ‬
‫اهلل تَعاىل(‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫بالفرار ولك َّنهم ُ ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫لي�سوا‬
‫هلل ‪ُ :h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫فقال‬ ‫هلل؟‬
‫�سبيل ا ِ‬
‫ِ‬
‫الرو ِم؟‬
‫جي�ش ُّ‬
‫ني؟ وكم كان عد ُد ِ‬
‫جي�ش امل�سلم َ‬
‫كم كانَ عد ُد ِ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫دين؟‬
‫‪ G‬ما � ُأثر مقول ِة الر�سولِ ‪ h‬على اجلنو ِد العا ِئ َ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫الوليد ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهللُ عن ُه؟‬
‫ِ‬ ‫خالد ِبن‬
‫هلل امل�سلولِ على ِ‬
‫�سيف ا ِ‬
‫لقب ِ‬‫هلل ‪َ h‬‬ ‫‪ G‬مِبَ تعلّلُ � َ‬
‫إطالق ر�سولِ ا ِ‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬ال�سرية النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪ )2( .52‬اال�سرية النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،5‬ص‪.33‬‬
‫‪106‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫ع�سكري‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫يجب �أنْ يتح ّلى بها ُك ُّل قائدٍ‬
‫ُ‬ ‫واملباد ِئ التي‬
‫ِ‬ ‫والقيم‬
‫ِ‬ ‫مات‬
‫ال�س ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬جمموع ًة ِم َن ِّ‬ ‫ر�س َخ‬
‫لقد َّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫عيد‬
‫يومنا هذا على َ�ص ِ‬
‫واجلامعات �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫املعاهد‬
‫ِ‬ ‫أعر ِق‬ ‫ال�سيا�سة الع�سكر ّي ِة‪ ،‬وما زا َل ْت ت ُ‬
‫ُدر�س يف � َ‬ ‫ِ‬ ‫عامل‬
‫أ�س�سا يف ِ‬ ‫والّتي ت ُّ‬
‫ُعد � ً‬
‫وال�س ِلم‪.‬‬
‫احلرب ِّ‬
‫ِ‬

‫يم القياديّ ِة الع�سكريّ ِة الّتي ُ‬


‫ت�شري �إليها‪:‬‬ ‫مات وال ِق َ‬
‫ال�س ِ‬
‫ا�ستنتج ِّ‬
‫ِ‬ ‫أحداث التالي ِة‪،‬‬
‫من خاللِ ال ِ‬
‫‪ْ G‬‬

‫ال�س َم ُة‬
‫ِ‬ ‫احلدث‬
‫ُ‬

‫أغلبي ِة‪ ،‬على ‪........................................‬‬


‫زول على ر� ِأي ال ّ‬‫ُري�ش ُن اً‬
‫ملالقاة ق ٍ‬
‫ِ‬ ‫الر�سول ‪ h‬يو َم �أُ ُحدٍ‬
‫ُ‬ ‫خرج‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫املدينة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الرغم ِم ْن �أ ّنه كانَ يرى �أف�ضلي َة البقا ِء يف‬
‫َّ‬
‫طالب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪« :-‬ك ّنا �إذا ا�ش َت َّد الب� ُأ�س ‪........................................‬‬ ‫بن �أبي‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫علي ُ‬‫يقول ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫هلل ‪.)3(»h‬‬ ‫بر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫الوطي�س ا ّتقَينا‬
‫ُ‬ ‫وح ِم َي‬ ‫واحمرت ا َ‬
‫حل َد ُق َ‬ ‫َّ‬

‫ني‪........................................ ،‬‬
‫ر�سول اهلل ‪ h‬الإب َِل التي كا َن ْت بحو َز ِة امل�سلم َ‬ ‫ُ‬ ‫ق�س َم‬
‫غزوة بدرٍ ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬يف‬
‫بعري ‪........................................‬‬ ‫ُ‬ ‫علي و َمر َثدٍ ‪-‬‬
‫ر�ضي اهلل عنهما ‪ٌ -‬‬ ‫َ‬ ‫مع ِّ‬ ‫بينْ َ �أ�صحابِه‪ ،‬وكانَ ِم ْن َن�صيبِه َ‬
‫هلل» ‪........................................‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫«نحن من�شي ع ْن َك يا‬
‫ُ‬ ‫قال َ‬
‫�رشيكا ُه يف البع ِري‪:‬‬ ‫ولما َ‬
‫يتعقبو َنه‪ّ ،‬‬
‫‪........................................‬‬ ‫أجر ُ‬
‫منكما»(‪.)4‬‬ ‫أقوى ِم ّني‪ ،‬وال �أ َنا ب�أغ َنى َع ِن ال ِ‬
‫�أجا َب ُهما‪« :‬ما �أن ُتم ب� ْ‬

‫(‪ )3‬نور اليقني يف �سرية �سيد املر�سلني‪ :‬حممد اخل�رضي‪� ،‬ص‪ )4( .241‬رواه �أحمد‪ ،‬حديث رقم ‪.3901‬‬
‫‪107‬‬
‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫أجل َ‬
‫ذلك؟‬ ‫من � ِ‬ ‫راءات الّتي ْ‬
‫ا�ستخ َد َمها ْ‬ ‫ري لدول ِة الإ�سال ِم‪َ ،‬ما ال ْإج ُ‬ ‫َ‬
‫الع�سك َّ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪� h‬أنْ يُ ْح ِك َم البنا َء‬ ‫ا�ستطاع‬
‫َ‬ ‫‪G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫من الفُنونِ ال َع ْ�س َكريَّ ِة‪ِ � ،‬‬


‫أعط ِمثَا ًال لَها يف ُكلٍّ ممِ َّا يَلي‪:‬‬ ‫الر ُ‬
‫�سول ‪ h‬يف َغ َزوا ِت ِه َعد ًدا َ‬ ‫‪ G‬ا�ستخد َم َّ‬
‫�أ‪ .‬ا�ستخدا ُم عن� ِرص املفاج� ِأة‪.‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫القتالية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أدوات‬
‫تطوير ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫احلاكمة (مكان القيادة)‪.‬‬


‫ِ‬ ‫النقطة‬
‫ِ‬ ‫اختيار‬
‫ُ‬ ‫ج‪.‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪108‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫اجح ِم ْن خاللِ َفهمِ َك لل َّد ِ‬
‫ر�س‪.‬‬ ‫الع�سكري النَّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫القائد‬
‫موا�صفات ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬اكتُ ْب يف ثالث ِة �أ�سط ِر �أ َه َّم‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ني قول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬


‫ني قول ِه تعاىل‪ :‬ﱫ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﱪ‪( .‬البقرة ‪ .)193‬وب َ‬
‫كيف تُوفّ ُق ب َ‬
‫‪َ G‬‬
‫ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱪ‪( .‬النحل ‪)125‬؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫أ�ساليب عديدةً‪ ،‬كانَ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫و�سائل و�‬ ‫�ضد الأَعدا ِء‪،‬‬
‫مع �أ�صحابِه َّ‬ ‫المعارك الّتي َ‬
‫خا�ضها َ‬ ‫ِ‬ ‫هلل ‪ h‬في‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫ا�ستخد َم‬ ‫ ‬

‫الليلي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫التحر ِك‬
‫ُّ‬ ‫أ�سلوب‬
‫ُ‬ ‫النف�س ّي ُة و�‬
‫الحرب ِ‬
‫ُ‬ ‫ِم ْنها‬

‫من‬
‫النوع َ‬
‫هلل ‪ h‬هذا َ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫واملواطن الّتي ا�ستخ َدم فيها‬
‫َ‬ ‫ني‬
‫لح ِ‬ ‫َ‬
‫امل�صط َ‬ ‫بهذين‬
‫ِ‬ ‫اكتب ورق ًة بحثيّ ًة تبينّ ُ فيها املق�صو َد‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫أ�ساليب‪.‬‬
‫ال ِ‬

‫‪109‬‬
‫الدر�س الرابع‪:‬‬

‫الفاحت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القيادية ملحمدٍ‬
‫ِ‬ ‫ال�شخ�صية‬
‫ِ‬ ‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫أ�سهمت يف‬‫ْ‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫املقومات التي �‬
‫ِ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬ ‫محمد الفاتح‬
‫اخلارجي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫االعتداءات‬
‫ِ‬ ‫من‬‫إ�سالمية َ‬
‫ِ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫حماية‬
‫ِ‬ ‫الفاحت يف‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬جهو َد حممدٍ‬
‫حممد الفا ُحت‪.‬‬
‫َّ�صف ِبه ٌ‬ ‫الت�سامح الذي ات َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬خُ ُل َق‬ ‫‪ -‬رحم ُه ا ُ‬
‫هلل ‪-‬‬
‫ذات‬
‫إ�سالمية ِ‬
‫ِ‬ ‫الدولة ال‬
‫ِ‬ ‫حممد الفا ُحت يف بنا ِء‬ ‫ٌ‬ ‫الريادي الذي قا َم ِبه‬ ‫َّ‬ ‫الدور‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫املتمي ِز‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫احل�ضاري‬
‫ِّ‬ ‫الطابع‬
‫ِ‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫اجلي�ش»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫اجلي�ش َ‬
‫ذلك‬ ‫ُ‬ ‫أمريها‪َ ،‬و َل ِن ْع َم‬ ‫الق�سطنطينيةَ‪َ ،‬ف َل ِن ْع َم ال ُ‬
‫أمري � ُ‬ ‫ّ‬ ‫«لتفتحن‬
‫َّ‬ ‫هلل ‪:h‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫مر‬
‫اخللفاء على ِّ‬
‫َ‬ ‫دفع‬
‫الفاحت‪ ،‬ما َ‬
‫ِ‬ ‫جي�شها‬
‫الق�سطنطيني ِة‪ ،‬و�أثنى على �أم ِريها وعلى ِ‬
‫ّ‬ ‫النبي ‪ِ h‬‬
‫بفتح‬ ‫لقد ب�شرَّ َ ُّ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫ثمانية‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫فتحها �إال َ‬
‫كتب لأحدٍ منهم ُ‬‫ب�رشف هذا الثنا ِء‪� ،‬إال �أ َّن ُه ملْ ُي ْ‬
‫ِ‬ ‫والفوز‬
‫ِ‬ ‫لفتحها‬
‫الفر�ص ِ‬
‫ِ‬ ‫اغتنام‬
‫ِ‬ ‫التاريخ �إىل‬
‫ِ‬
‫قرونٍ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الق�سطنطينية‬
‫ِ‬ ‫فتح‬ ‫ال�شخ�صي ِة القياد ّي ِة الّتي َ‬
‫كتب اهلل على يديها َ‬ ‫ّ‬ ‫نقف على َ‬
‫تلك‬ ‫َ‬
‫�سوف ُ‬ ‫الدر�س‬
‫ِ‬ ‫ويف هذا‬ ‫ ‬
‫ال�رشقية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالد �أوروبا‬
‫من ِ‬ ‫وغ ِريها ْ‬

‫ن�ش� ُأة حمم ٍد الفا ِحت‬

‫أبيه‬ ‫مار�س ‪1432‬م)‪ ،‬ون�ش�أَ يف ِ‬


‫كنف � ِ‬ ‫َ‬ ‫املوافق ‪ 30‬من‬
‫ِ‬ ‫حممد الفا ُحت يف (‪ 27‬من رجب ‪ 835‬هـ‬
‫ٌ‬ ‫ولد ال�سلطانُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫والنهو�ض‬
‫ِ‬ ‫جديرا بالقيادة‬
‫ً‬ ‫والتعليم؛ ليكونَ‬
‫ِ‬ ‫بالرعاية‬
‫ِ‬ ‫تعه َده‬
‫العثمانية‪ ،‬الذي ّ‬
‫ِ‬ ‫الدولة‬
‫ِ‬ ‫�سابع �سالطنيِ‬
‫ال�سلطان «مرادٍ الثاين» ِ‬
‫ِ‬
‫جانب‬
‫ِ‬ ‫احلرب‪ ،‬و�إىل‬
‫ِ‬ ‫أمور‬ ‫َ‬
‫والفلك و� َ‬ ‫الريا�ضيات‬
‫ِ‬ ‫ودر�س‬
‫َ‬ ‫احلديث‪ ،‬وتع َّل َم الفق َه‪،‬‬
‫َ‬ ‫حفظ القر� ِآن‪ ،‬وقر�أَ‬
‫َ‬ ‫مب�س�ؤوليا ِتها؛ ف�أ َّمت‬
‫ال�سلطان مرادٍ يف حروبِه وغزوا ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أبيه‬
‫مع � ِ‬ ‫َ‬
‫وا�شرتك َ‬ ‫واليونانيةَ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والفار�سي َة والالتيني َة‬
‫ّ‬ ‫العربي َة‬
‫ّ‬ ‫ذلك تع َّل َم‬
‫َ‬
‫أمورها‪،‬‬
‫الدولة وتدب ِري � ِ‬
‫ِ‬ ‫ؤون‬
‫إدارة �ش� ِ‬
‫ليتدر َب على � ِ‬
‫َّ‬ ‫ال�سن‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫�صغري‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫إمارة «مغني�سيا»‪َ ،‬‬
‫إليه �أبوه ب� ِ‬
‫عهد � ِ‬
‫ثم َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬

‫‪ )1( 110‬رواه الإمام �أحمد يف م�سنده‪.‬‬


‫ال�شيخ «�آق �شم�س‬
‫ِ‬ ‫كبار علما ِء ع� ِرصه‪َ ،‬‬
‫مثل‪:‬‬ ‫من ِ‬ ‫إ�رشاف جمموع ٍة ْ‬
‫حتت � ِ‬‫َ‬
‫�شخ�صية الأم ِري‬
‫ِ‬ ‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫ين»؛ وهو ما �أ َّث َر يف‬ ‫الدين»‪ ،‬و«املُ ّ‬
‫ال الكورا ِّ‬
‫�صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إ�سالميا‬
‫ًّ‬ ‫والثقافي ِة بنا ًء �‬
‫ّ‬ ‫ال�صغ ِري‪ ،‬وبنا ِء اجتاها ِت ِه الفكر ّي ِة‬
‫روح الأم ِري‬
‫يبث يف ِ‬
‫الدين» يف �أنْ َّ‬
‫�شم�س ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�شيخ «� ُآق‬
‫ُ‬ ‫جنح‬
‫وقد َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫لم َح له ب�أ َّن ُه املق�صو ُد‬
‫أمور‪ ،‬و�أنْ ُي ّ‬
‫والتطلع �إىل معايل ال ِ‬
‫َ‬ ‫اجلهاد‬
‫ِ‬ ‫حب‬
‫َّ‬
‫الثقافة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫موفور‬
‫َ‬ ‫الهم ِة‪،‬‬
‫يل َّ‬‫ْ�س‪ ،‬عا َ‬
‫طامح النف ِ‬
‫َ‬ ‫ف�شب‬
‫َّ‬ ‫النبي ‪h‬‬
‫بب�شارة ِّ‬
‫ِ‬
‫احلرب‬
‫ِ‬ ‫ؤون‬
‫إملامه ب�ش� ِ‬ ‫�شاعرا‪ ،‬ف�ض ً‬
‫ال عن � ِ‬ ‫ً‬ ‫أديبا‬
‫وال�شعور‪ً � ،‬‬
‫ِ‬ ‫احل�س‬
‫ِّ‬ ‫رهيف‬
‫َ‬
‫وال�سيا�سة‪.‬‬
‫ِ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫ال�سابقة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الفقرة‬
‫ِ‬ ‫خالل‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪ْ -‬‬
‫حممد الفا ِحت‪.‬‬
‫أ�سهم ْت يف بنا ِء �شخ�صيّ ِة ال�سلطانِ ٍ‬
‫أهم الأمو ِر التي � َ‬
‫‪ G‬بينِّ ْ � َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫إجنازات حمم ٍد الفا ِحت‬


‫أهم � ِ‬ ‫� ُّ‬
‫الع�سكري‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ال�صعيد‬
‫ِ‬ ‫�أوالً‪ :‬على‬
‫�أُعللُ‪:‬‬

‫لقب “الفا ِحت”؟‬


‫ال�شاب ُ‬
‫ِّ‬ ‫‪ G‬ملاذا �أُ َ‬
‫طلق على هذا ال�سلطانِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪111‬‬
‫ظل‬ ‫اخلطاب – ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪َّ -‬‬ ‫بن‬
‫عمر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫عهد َ‬
‫وخروجهم منها يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫وهزمية البيزنطي َ‬
‫ِ‬ ‫ال�شام‬
‫ِ‬ ‫بالد‬
‫فتح ِ‬‫بعد ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫الق�سطنطينية‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ؤامرات التي يحيكو َنها َ‬
‫ُ‬ ‫الهجمات وامل�‬
‫ُ‬ ‫وكانت‬
‫ِ‬ ‫ني‪،‬‬
‫حقيقيا على امل�سلم َ‬
‫ًّ‬ ‫خطرا‬ ‫ِّ‬
‫ي�شكلونَ‬ ‫البيزنطيونَ‬
‫ً‬
‫أمر �سو ًءا �أنَّ الق�سطنطيني َة‬ ‫َ‬ ‫فتحها ِّ‬
‫ي�شك ُل‬
‫الوقت‪ ،‬و َّمما زا َد ال َ‬
‫ِ‬ ‫طوال‬ ‫ني‬
‫هاج�سا لدى امل�سلم َ‬
‫ً‬ ‫ني ال تنتهي‪ ،‬فكانَ ُ‬
‫�ضد امل�سلم َ‬
‫َّ‬
‫ال�رشقية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املفتوحة يف �أوروبا‬
‫ِ‬ ‫املناطق‬
‫ِ‬ ‫حيث ّ‬
‫قط َع ْت �أو�صال‬ ‫ني‪ُ ،‬‬
‫أ�صبح ْت عائقًا �أما َم امل�سلم َ‬
‫� َ‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫بفتح الق�سطنطيني ِة؟‬ ‫‪ G‬ما العواملُ التي �أ َّد ْت �إىل اهتما ِم �سالط ِ‬
‫ني الدول ِة العثماني ِة ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫فتح الق�سطنطيني ِة‬


‫ُ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫أبيه يف (‪ 5‬من املحرم ‪ 855‬هـ املوافق‪ 7‬من فرباير ‪1451‬م)‪،‬‬


‫وفاة � ِ‬ ‫حممد الفا ُحت مقاليد احلكم َ‬
‫بعد ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بعد �أنْ تولىَّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫نف�سه‬
‫الوقت ِ‬
‫ِ‬ ‫الب�شارة النبو َّي ِة‪ ،‬ويف‬
‫ِ‬ ‫هو َّ‬
‫حمل‬ ‫احللم الذي يراو ُده‪ ،‬وليكونَ َ‬
‫َ‬ ‫الق�سطنطيني ِة‪ ،‬ليحق َِّق‬
‫ّ‬ ‫لفتح‬
‫التجهيز ِ‬
‫ِ‬ ‫بد�أَ يف‬
‫�ص بها‪.‬‬ ‫ويجعل بال َده م َّت�صل ًة ال يف�ص ُلها ٌّ‬
‫عدو يرت َّب ُ‬ ‫ُ‬ ‫البلقان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫منطقة‬
‫ِ‬ ‫الفتوحات يف‬
‫ِ‬ ‫ي�سه ُل لدول ِته َّ‬
‫الفتي ِة‬ ‫ّ‬
‫�سفن‬ ‫من ُ‬
‫قبل‪ ،‬وقا َم ببنا ِء ٍ‬ ‫ت�شهدها �أوروبا ْ‬
‫ْ‬ ‫مدافع عمالق ًة ملْ‬
‫َ‬ ‫ن�صب‬
‫َ‬ ‫املبارك �أنْ‬
‫ِ‬ ‫الفتح‬
‫ا�ستعد به لهذا ِ‬
‫َّ‬ ‫أبرز ما‬
‫ومن � ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫َّ‬
‫لتتحك َم‬ ‫«البو�سفور» قلع ًة كبري ًة‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أوروبي َ‬
‫اجلانب ال‬
‫ِ‬ ‫و�شي َد على‬
‫«الدردنيل»‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫َ‬ ‫بحر مرمر َة لكي َّ‬
‫ت�سد‬ ‫جديد ٍة يف ِ‬
‫ِّ‬
‫البو�سفور»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«م�ضيق‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫من‬
‫مقاتل َ‬
‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫البالغ ‪َ � 265‬‬
‫ِ‬ ‫بجي�شه‬
‫ِ‬ ‫زحف‬
‫َ‬ ‫حتقيق الن� ِرص‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الو�سائل الّتي تعي ُنه على‬
‫ِ‬ ‫وبعد �أنْ �أ َّمت ال�سلطانُ َّ‬
‫كل‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫من‬
‫املوافق (‪ْ 20‬‬
‫ِ‬ ‫يوم الثالثا ِء‬
‫فجر ِ‬
‫الق�سطنطيني ِة‪ ،‬ويف ِ‬
‫ّ‬ ‫نحو‬
‫املدافع ال�ضخمةُ‪ ،‬واجتهوا َ‬
‫ُ‬ ‫ت�صحبهم‬
‫ُ‬ ‫والفر�سان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫امل�شاة‬
‫ِ‬

‫‪112‬‬
‫ُجمادى الأوىل �سنة ‪857‬هـ املوافق ‪ 29‬من مايو‬
‫اقتحام‬
‫ِ‬ ‫الفاحت يف‬
‫ِ‬ ‫قوات حممدٍ‬
‫ُ‬ ‫جنح ْت‬
‫‪1453‬م) َ‬
‫العمليات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الق�سطنطينية‪ ،‬يف واحد ٍة َ‬
‫ِ‬ ‫أ�سوار‬
‫� ِ‬

‫التاريخ‪ ،‬وقد ُلق َ‬


‫ِّب ال�سلطانُ‬ ‫ِ‬ ‫النادرة يف‬
‫ِ‬ ‫الع�سكرية‬
‫ِ‬
‫وغلب‬
‫َ‬ ‫الفاحت»‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من وق ِتها بـ «حممدٍ‬
‫«حممد الثاين» ْ‬
‫ٌ‬
‫ف�صار ال ُي ُ‬
‫عرف � اّإل ِبه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اللقب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫عليه هذا‬
‫ِ‬

‫فتح الق�سطنطيني ِة‪ ،‬التي‬


‫أحداث املثري ِة التي وق َع ْت يف �أثنا ِء ِ‬
‫بع�ض ال ِ‬
‫�ص َ‬‫املراجع التاريخيّ ِة املعتمد ِة‪َّ ،‬ثم ِّخل ْ‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫ارجع �إىل � ِ‬
‫‪ْ G‬‬
‫وتخطيطه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وح�سن قياد ِته‬
‫ِ‬ ‫حممد الفا ِحت‬
‫عن متيُّ ِز ٍ‬
‫تنم ْ‬
‫ُّ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَت ََع َّل ُم‪:‬‬

‫الفتح الذي ح َّق َق ُه ٌ‬


‫حممد الثاين‬ ‫إمتام هذا ِ‬
‫بعد � ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫والع�رشين ‪-‬‬
‫َ‬ ‫يتجاوز اخلام�س َة‬
‫ِ‬ ‫وهو ال ُ‬
‫يزال �شا ًّبا ملْ‬
‫الباكر ‪ -‬اتجَّ َه‬
‫ِ‬ ‫الع�سكري‬
‫ِّ‬ ‫نبوغه‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫من � ِ‬
‫وكانَ هذا ْ‬
‫ففتح بال َد‬
‫البلقان‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫بالد‬
‫الفتوحات يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستكمال‬
‫ِ‬ ‫�إىل‬
‫أفالق (رومانيا)‪،‬‬
‫املورة‪ ،‬وبال َد ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ال�صرِّ ْ ِب‪ ،‬وبال َد‬
‫توج َه فيما‬
‫ثم َّ‬
‫والهر�سك‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫البو�سنة‬
‫ِ‬ ‫و�ألبانيا‪ ،‬وبال َد‬
‫من‬
‫بالقرب ْ‬
‫ِ‬ ‫قوا ِته‬
‫إنزال َّ‬
‫من � ِ‬ ‫نحو �إيطاليا َّ‬
‫ومتك َن ْ‬ ‫بعد َ‬ ‫ُ‬
‫وجنحت يف اال�ستيال ِء على قلع ِتها‪ ،‬وذلك عام ‪ 885‬هـ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫مدينة (�أوترانت)‪،‬‬
‫ِ‬
‫جزيرة �إيطاليا‪ ،‬ح َّتى َ‬
‫ي�صل‬ ‫ِ‬ ‫يزحف منها �شما ًال يف ِ‬
‫�شبه‬ ‫ُ‬ ‫املدينة قاعد ًة‬
‫ِ‬ ‫من َ‬
‫تلك‬ ‫حممد الفا ُحت على �أنْ ي َّت َ‬
‫خذ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫وعز َم‬ ‫ ‬
‫ال�سم‬
‫بد�س ِّ‬‫أطبا ِئه ِّ‬‫أحد � َّ‬ ‫املني َة وا َف ْت ُه يف (‪ 4‬من ربيع الأول ‪886‬هـ املوافق‪ 3‬من مايو ‪1481‬م)‪ ،‬وقد ُات َ‬
‫ُّهم � ُ‬ ‫لكن ّ‬ ‫�إىل روما‪َّ ،‬‬
‫أمر البابا �أنْ تقا َم �صال ُة‬
‫علم ْت بوفا ِته‪ ،‬و� َ‬
‫ني َ‬‫ال�صعداء ح َ‬
‫َ‬ ‫َّ�ست‬ ‫دوي ٌ‬
‫هائل يف �أوروبا‪ ،‬التي تنف ِ‬ ‫الطعام‪ ،‬وكانَ ملو ِته ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫له يف‬
‫ابتهاجا بهذا النب�أِ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أيام‬
‫ال�شكر ثالث َة � ٍ‬
‫ِ‬

‫‪113‬‬
‫�أُطَ ِّبقُ ‪:‬‬

‫والهر�سك‪ ،‬و�ألبانيا‪ ،‬والق�سطنطيني ِة على اخلريط ِة املر�سوم ِة �أما َمك‪.‬‬


‫ِ‬ ‫‪ G‬ح ِّد ْد موق َع كلٍّ ٍْ‬
‫من رومانيا‪ ،‬و�إيطاليا‪ ،‬والبو�سن ِة‬

‫احل�ضاري‬
‫ِّ‬ ‫ال�صعيد‬
‫ِ‬ ‫ثانيًا‪ :‬على‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ني عا ًما هي ُّ‬


‫جل‬ ‫بلغت ثالث َ‬
‫حكمه التي ْ‬
‫ِ‬ ‫مد ِة‬ ‫َ‬
‫خالل ّ‬ ‫حممد الفا ُحت‬
‫ٌ‬ ‫واحلرب ا ّلتي َ‬
‫خا�ضها‬ ‫ِ‬ ‫اجلهاد‬
‫ِ‬ ‫ميادين‬
‫ُ‬ ‫ملْ ْ‬
‫تكن‬ ‫ ‬
‫لي�شيد ح�ضار ًة زاهر ًة‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫و�سلوكا‪،‬‬ ‫منهجا‬
‫ً‬ ‫إ�سالم‬
‫تعاليم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫راعيا حل�ضار ٍة �إ�سالمي ٍة عظيمةٍ‪ ،‬وات َ‬
‫َّخذ ْ‬ ‫ً‬ ‫اهتماما ِته‪ْ ،‬‬
‫بل كانَ‬
‫النا�س �أ َّنها جمر ُد‬
‫بع�ض ِ‬‫يعتقد ُ‬
‫ُ‬ ‫تكن كما‬
‫فلم ْ‬
‫الروحي ُة واملاد ّيةُ‪ْ ،‬‬
‫َّ‬ ‫جوانبها‬
‫ُ‬ ‫فقد تكام َل ْت‬
‫نظريها‪ْ ،‬‬
‫وقواعد متين ٍة ع َّز ُ‬
‫َ‬ ‫أ�س�س‬
‫على � ٍ‬
‫امل�سلم املعت ِّز ب�إميا ِنه وح�ضار ِته‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫بناء ِ‬ ‫املزخرفة‪ ،‬و� مَّإنا حتق ََّق فيها � ً‬
‫أي�ضا ُ‬ ‫ِ‬ ‫وامل�ساجد‬
‫ِ‬ ‫الفخمة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الق�صور‬
‫ِ‬ ‫بنا ِء‬

‫‪114‬‬
‫إجنازات فيما يلي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أهم َ‬
‫تلك ال‬ ‫�ص � َّ‬
‫نلخ َ‬
‫‪ G‬ون�ستطي ُع �أنْ ِّ‬
‫عام (‪1255‬هـ‬
‫العثماني ِة ح َّتى ِ‬
‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫ِ‬ ‫املفعول يف‬
‫ِ‬ ‫أ�سا�سي ُة �ساري َة‬
‫بقي ْت مبادئ ُه ال ّ‬
‫وقد َ‬
‫با�سمه‪ْ ،‬‬
‫امل�سمى ِ‬
‫الد�ستور َّ‬
‫ِ‬ ‫بو�ضع‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬قا َم‬
‫املوافق عا َم ‪1839‬م)‪.‬‬
‫يقد ُرهم‬
‫بالطه‪ ،‬وكانَ ِّ‬
‫أدب‪ ،‬وكانَ يحتفي بال�شعرا ِء يف ِ‬
‫بال�شعر وال ِ‬
‫ِ‬ ‫فقد كانَ مول ًعا‬
‫ال�شعر‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لتعليم‬
‫ِ‬ ‫مدار�س‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أن�ش�أَ‬

‫العطاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫لهم‬ ‫ُ‬
‫ويجزل ُ‬
‫ال�صحن»‪ ،‬ا ّلتي كا َن ْت‬
‫ِ‬ ‫«مدار�س‬
‫َ‬ ‫ال�رشيعة‪ ،‬و�أن�ش�أَ ما َّ‬
‫ي�سمى‬ ‫ِ‬ ‫الق�ضاة وعلما ِء‬
‫ِ‬ ‫بتخريج‬
‫ِ‬ ‫ديني ًة اعت َن ْت‬
‫معاهد ّ‬
‫َ‬ ‫بامل�ساجد‬
‫ِ‬ ‫أحلق‬
‫‪َ � -‬‬
‫«مدار�س الق� ِرص»‪ ،‬ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫وفلك‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل‬
‫ٍ‬ ‫وريا�ضيات وهند�س ٍة‬
‫ٍ‬ ‫أدب‬
‫من � ٍ‬
‫التخ�ص�صات‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫جميع � ِ‬
‫ِ‬ ‫بتدري�س‬
‫ِ‬ ‫تعتني‬
‫والرتبية الع�سكر ّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والفنون‬
‫ِ‬ ‫أدب‬
‫بتدري�س ال ِ‬
‫ِ‬ ‫كانت تعتني‬
‫ْ‬
‫عالج املر�ضى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تدريب الطلاّ ِب فيها‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫من � ِ‬
‫ب ْ‬ ‫ملدار�س ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫ِ‬ ‫امل�ست�شفيات التابع َة‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬بنى‬
‫املكتبات الرتكي ُة زاخر ًة ِ‬
‫مبئات‬ ‫ُ‬ ‫املختلفة‪ ،‬وال ُ‬
‫تزال‬ ‫ِ‬ ‫اللغات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الرتجمة َ‬
‫ِ‬ ‫و�شج َع حرك َة‬
‫الكتب َّ‬
‫َ‬ ‫وجمع‬
‫َ‬ ‫املكتبات‬
‫ِ‬ ‫�شي َد‬
‫‪َّ -‬‬
‫النادرة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املخطوطات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫آالف َ‬
‫ال ِ‬
‫جميع‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫التخ�ص�صات ْ‬
‫ِ‬ ‫الفاحت مرك ًزا اللتقا ِء العلما ِء يف جميع‬
‫ِ‬ ‫ال�سلطان‬
‫ِ‬ ‫جمل�س‬
‫أ�صبح ُ‬
‫فقد � َ‬
‫املناظرات الفكر ّيةَ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪� -‬أقا َم‬
‫إبداع‪.‬‬
‫إتقان وال ِ‬
‫ويثيب على ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ني العلما ِء‪،‬‬
‫العلمي َة ب َ‬
‫َّ‬ ‫امل�سابقات‬
‫ِ‬ ‫متييز‪ ،‬وكانَ يجري‬
‫من غ ِري ٍ‬
‫الطوائف ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫كذلك‪.‬‬ ‫زالت‬
‫املجال�س‪ ،‬وما ْ‬
‫ِ‬ ‫وحديث‬
‫َ‬ ‫أمثال‬
‫م�رضب ال ِ‬
‫َ‬ ‫كانت‬
‫ْ‬ ‫مارة التي‬
‫والع ِ‬
‫بروائع البنا ِء ِ‬
‫ِ‬ ‫اهتم‬
‫‪َّ -‬‬

‫ال�سمات ال�شخ�صيَّ ِة ملحم ٍد الفا ِحت‬


‫ِ‬ ‫�أبر ُز‬

‫�أقر�أُ‪:‬‬

‫م�سلما ملتز ًما‬


‫ً‬ ‫فقد كانَ الفا ُحت‬
‫عن �إيفا ِئه حقَّه‪ْ ،‬‬
‫عاجزين ْ‬
‫َ‬ ‫أنف�سنا‬
‫جند � َ‬ ‫القائد ِّ‬
‫الفذ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ا�ستعر ْ�ضنا �سري َة هذا‬
‫َ‬ ‫ك َّل َما‬ ‫ ‬
‫الع�سكري فكانَ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫�سلوكه‬ ‫عظيما‪َّ � ،‬أما‬
‫ً‬ ‫أثريا‬ ‫بف�ضل الن�ش� ِأة التي ن�ش�أَها‪ ،‬و�أ َّث َر ْت ِ‬
‫فيه ت� ً‬ ‫ِ‬ ‫ورعا‬
‫تقيا ً‬
‫إ�سالمية‪ًّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ال�رشيعة ال‬
‫ِ‬ ‫أحكام‬
‫ِ‬ ‫ب�‬
‫من جتاربِهم‪.‬‬
‫ن�ستفيد ْ‬
‫َ‬ ‫جنعل � َ‬
‫أمثال ه�ؤال ِء رمو ًزا لنا ح َّتى‬ ‫َ‬ ‫احلاجة �إىل �أنْ‬
‫ِ‬ ‫أم�س‬
‫نحن يف � ِّ‬
‫وكم ُ‬
‫ال ومتح�ضرّ ًا‪ْ ،‬‬ ‫ً‬
‫�سلوكا نبي ً‬

‫‪115‬‬
‫�أُلخَِّ ُ�ص‪:‬‬

‫واملواقف التالي ِة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫العبارات‬
‫ِ‬ ‫من خاللِ‬
‫حممد الفا ِحت ْ‬
‫�سمات ٍ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫‪ِّ G‬خل ْ‬
‫�ص م َع جمموع ِت َك الطالبيّ ِة َ‬
‫�شكرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هلل‬
‫و�سجد ِ‬
‫َ‬ ‫فر�سه‪،‬‬
‫عن ِ‬‫ترج َل ْ‬
‫الق�سطنطيني ِة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫حممد الفا ُحت مدين َة‬
‫دخل ٌ‬‫‪ -‬عندما َ‬
‫احل�ضارة فيها‪.‬‬ ‫مظاهر‬ ‫ُ‬
‫احلفاظ على‬ ‫هو‬ ‫‪ -‬كانَ هم الفاحت ‪ -‬رحم ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فتحه � َّأي مدين ٍة َ‬
‫عند ِ‬
‫اهلل ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الفنية‪ ،‬واحرت َمه و� َ‬
‫أجزل‬ ‫ِ‬ ‫أعمال‬
‫ببع�ض ال ِ‬
‫وطلب منه القيا َم ِ‬
‫َ‬ ‫بالطه‬
‫يل (جنتيل بليني) �إىل ِ‬ ‫‪ -‬ا�ستقد َم الفا ُحت َّ‬
‫الر�سا َم الإيطا َّ‬
‫العطاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫له‬
‫وقف ببابِها‬
‫ني‪َ ،‬‬
‫انتقام امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫جتمعوا فيها خوفًا ِ‬
‫قد َّ‬
‫الق�سطنطيني ِة ْ‬
‫ّ‬ ‫كني�سة “�أيا �صوفيا” وكانَ � ُ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫توجه الفا ُحت �إىل‬
‫‪ -‬ملَّا َّ‬
‫الق�سطنطيني ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عن �أهايل‬
‫عفو ُه العا َّم ْ‬
‫أعلن َ‬
‫فلما انتهوا‪ ،‬طم�أ َنهم و� َ‬ ‫طالبا منهم � َ‬
‫إكمال �صال ِتهم‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫امللوك على‬
‫ِ‬ ‫واجب‬
‫ُ‬ ‫أر�ض‬
‫إ�سالم يف ال ِ‬
‫ن�رش ال ِ‬
‫بني �إنَّ َ‬ ‫“بايزيد”‪� ،‬إ ْذ ُ‬
‫يقول ل ُه‪“ :‬يا َّ‬ ‫َ‬ ‫�سكرات مو ِته � َ‬
‫أخذ يو�صي اب َنه‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬يف‬
‫عن � ِّأي‬ ‫َ‬
‫تغفل ْ‬ ‫كالم‪ .‬و�إ َّي َ‬
‫اك �أنْ‬ ‫كل ٍ‬ ‫فوق ِّ‬
‫الدين َ‬ ‫ْ‬
‫اجعل كلم َة ِ‬ ‫بني‬
‫ا�ستطع َت‪ ،‬يا َّ‬
‫ْ‬ ‫هلل حيثما‬
‫دين ا ِ‬ ‫ْ‬
‫فاعمل على ن� ِرش ِ‬ ‫أر�ض‪،‬‬
‫ال ِ‬
‫قر ْب َ‬
‫منك‬ ‫بني ِّ‬
‫املنكرة‪ ،‬يا َّ‬
‫ِ‬ ‫البدع‬
‫ِ‬ ‫وراء‬
‫جتري َ‬
‫َ‬ ‫الدين‪ ،‬و�إ َّي َ‬
‫اك �أنْ‬ ‫أمر ِ‬ ‫يهتمونَ ب� ِ‬ ‫عنك ا ّل َ‬
‫ذين ال ُّ‬ ‫الدين‪ ،‬و� ِأبع ْد َ‬
‫أمور ِ‬‫من � ِ‬
‫أمر ْ‬
‫� ٍ‬
‫ات”‪.‬‬ ‫وارفع ِم ْن �ش�أ ِنهم؛ ف�إ َّنهم ذخري ُة ال َّأم ِة يف املُ َّ‬
‫لم ِ‬ ‫ْ‬ ‫العلماء‪،‬‬
‫َ‬

‫‪116‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫الفرتات التي َّ‬
‫قل فيها‬ ‫ِ‬ ‫كانت �إحدى‬
‫ْ‬ ‫الرتكي يف �أوروبا‬
‫ِّ‬ ‫إجنليزي (نورمن دانيل)‪�« :‬إنَّ فرت َة ُّ‬
‫التو�س ِع‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫قال امل� ِّؤر ُخ ال‬ ‫ ‬
‫إ�سالمية»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املمار�سات ال‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫عري ْت َ‬
‫امل�سيحي ا�س ُت َ‬
‫ِّ‬ ‫الت�سامح يف العالمِ‬
‫ِ‬ ‫حد كبريٍ‪ ،‬و�إنَّ فكر َة‬
‫إرهاب �إىل ٍّ‬
‫ُ‬ ‫الفزع وال‬
‫ُ‬
‫أتباع‬
‫من � ِ‬‫واليونان ْ‬
‫ِ‬ ‫البلقان‬
‫ِ‬ ‫الدينية َ‬
‫جعل �أهايل‬ ‫ِ‬ ‫أمور‬
‫العثمانيني يف ال ِ‬
‫ِّ‬ ‫ت�سامح‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويقول امل� ِّؤر ُخ (اللورد �أكنت)‪�« :‬إنَّ‬ ‫ ‬
‫خاطر»‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫طيب‬
‫عن ِ‬ ‫ني ال َ‬
‫أتراك ْ‬ ‫يتقبلونَ الفاحت َ‬
‫ال�رشقية َّ‬
‫ِ‬ ‫الكني�سة‬
‫ِ‬
‫‪ G‬ما املق�صو ُد بالكني�س ِة ال�رشقيّ ِة والكني�س ِة الغربيّ ِة؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�شعوب الأوروبي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني يف حيا ِة‬
‫اختالف الكني�ست ِ‬
‫ِ‬ ‫و�ض ْح � َأثر‬
‫‪ِّ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫�شعوب البلقانِ و�رشقِ �أوروبا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الت�سامح يف‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬بينِّ ْ � َأثر مفهو ِم‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫�ضعف النفو ِذ العثما ِّين �إىل هذا اليو ِم؟‬
‫ني يف البلقانِ بع َد ِ‬
‫م�صري امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ماذا كانَ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫هم بها امل�سلمونَ يف هذا الزمانِ ؟‬
‫إرهاب التي يُتَّ ُ‬ ‫�سبق‪ ،‬ما موقف َُك ْ‬
‫من تهم ِة ال ِ‬ ‫من خاللِ ما َ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪117‬‬
‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫‪ G‬دلِّلْ ْ‬
‫من خاللِ درا�س ِت َك �سري َة ٍ‬
‫حممد الفا ِحت على ما يلي‪:‬‬
‫وحتقيق الن� ِرص‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القوة‬
‫أ�سباب يف بنا ِء ِ‬ ‫‪ُ �-‬‬
‫أخذه بال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫بالعلم والعلما ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬اهتما ُمه‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫حممد الفا ُحت‪.‬‬
‫‪ -‬العزمي ُة التي كانَ يتم َّت ُع بها ٌ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫آداب الإ�سالمي ِة التي طبَّقَها حمم ٌد الفا ُ‬
‫حت يف تعام ِله م َع خ�صو ِمه؟‬ ‫أهم ال ِ‬
‫اذكر � َّ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫امل�سلم التي ح َّد َدها حمم ٌد الفا ُ‬
‫حت يف و�صيَّ ِته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للقائد‬
‫ِ‬ ‫عوامل الن� ِرص‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫اذكر � َّ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪118‬‬
‫الفاحت‪:‬‬
‫ِ‬ ‫قلع ُة حممدٍ‬
‫جلب‬ ‫الق�سطنطينية‪ ،‬وقد َ‬
‫ِ‬ ‫مواجهة �أ�سوارِ‬
‫ِ‬ ‫أوروبي من البو�سفورِ يف‬ ‫ِّ‬ ‫يبني قلع ًة على اجلانب ال‬ ‫حممد الفا ُحت �أن َ‬
‫عز َم ٌ‬ ‫ ‬
‫أ�شعل احلمي َة يف‬ ‫القلوب و� َ‬
‫َ‬ ‫ألهب‬
‫أعمال البنا ِء مما � َ‬
‫دولته يف � ِ‬ ‫ِ‬ ‫رجال‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫بنف�سه َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫وا�شرتك هو‬ ‫العمال‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لها موا َّد البنا ِء و� َ‬
‫آالف‬
‫كل زاوي ٍة‬ ‫اجلدران‪ ،‬يف ِّ‬‫ِ‬ ‫�سميك‬
‫ِ‬ ‫مثلث‬
‫هيئة ٍ‬ ‫القلعة على ِ‬ ‫ِ‬ ‫بناء‬
‫مت�ض ثالث ُة �شهورٍ حتى ّمت ُ‬ ‫االرتفاع ومل ِ‬
‫ِ‬ ‫النفو�س‪ .‬بد�أَ ُ‬
‫البناء يف‬ ‫ِ‬
‫أفواهها‬ ‫ت�صو َب � ُ‬ ‫ومدافع �ضخمةٌ‪ ،‬و�أن ّ‬ ‫ُ‬ ‫جمانيق‬
‫ُ‬ ‫ين�صب على ال�شاطئ‬ ‫َ‬ ‫أمر ال�سلطانُ ب�أن‬
‫بالر�صا�ص‪ ،‬و� َ‬
‫ِ‬ ‫�ضخم مغطى‬ ‫ٌ‬ ‫برج‬ ‫منها ٌ‬
‫با�سم «رومللي ح�صار»‪.‬‬ ‫َت هذه القلع ُة ِ‬ ‫ال�سفن دونَ �إذنٍ ‪ ،‬وقد ُعرف ْ‬ ‫ِ‬ ‫مرور‬
‫َ‬ ‫متنع‬
‫ال�شاطئ‪ ،‬لكي َ‬ ‫ِ‬ ‫�إىل‬
‫لهدم �أ�سوارِ‬
‫ِ‬ ‫�ضخما‬
‫ً‬ ‫مهند�س جمري يدعى «�أربان» مقابل َة ال�سلطانِ وعر�ض عليه �أن ي�صنع له مدف ًعا‬ ‫ٌ‬ ‫وط َل َب‬ ‫ ‬
‫باملدفع‬
‫ِ‬ ‫املدفع الذي ُدعي‬
‫َ‬ ‫ف�صنع «�أربان»‬‫َ‬ ‫حتت ت�رص ِفه كا ّف َة احتياجا ِت ِه‪،‬‬ ‫وو�ضع َ‬ ‫َ‬ ‫فرح َب به ال�سلطانُ ‪،‬‬ ‫املنيعة‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الق�سطنطينية‬
‫ِ‬
‫تلقيم‬
‫ُ‬ ‫رجل و�أك ِرث من ‪ 100‬ثورٍ ‪ ،‬وكانَ‬ ‫جلره �إىل ‪ٍ 100‬‬ ‫ويحتاج ِّ‬ ‫ُ‬ ‫رطل‪،‬‬
‫ألف ٍ‬ ‫طن‪ ،‬وتزنُ قذيفت ُه ‪َ � 12‬‬ ‫ين‪ ،‬يزنُ ‪ٍّ 700‬‬ ‫ال�سلطا ِّ‬
‫�شهرين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الق�سطنطيني ِة مد َة‬
‫ّ‬ ‫م�صنعه يف �أَ ِد ْر َن َة �إىل‬
‫ِ‬ ‫وا�ستغرق نق ُله من‬
‫َ‬ ‫يحتاج �إىل �ساعتني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫املدفع‬
‫ِ‬

‫‪119‬‬
‫الدر�س اخلام�س‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫�سورة النورِ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )57 - 46‬من‬ ‫‪ -‬تالو ُة ال ِ‬ ‫الطاعة واالمتثال طريق اإليمان‬
‫الكرمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫يل لل ِ‬‫‪ -‬املعنى الإجما ُّ‬
‫هم‪.‬‬
‫ني وعاقب َت ْ‬
‫�صفات املنافق َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫سورة النور‪ ،‬اآليات (‪)57 - 46‬‬
‫هلل تعاىل ور�سو ِل ِه ‪.h‬‬‫أوامر ا ِ‬
‫ني جتا َه � ِ‬‫موقف امل�ؤمن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ني‬
‫ني املتق َ‬
‫هلل تعاىل للم�ؤمن َ‬ ‫وعد ا ِ‬
‫أ�سباب ِ‬‫مقومات و� َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫احلياة الدنيا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يف‬

‫�أَ َت َد َّب ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫الر�سول ‪� ،h‬إال‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫التحاك َم �إىل‬ ‫هودي‬
‫ُّ‬ ‫الي‬
‫فطلب َ‬
‫َ‬ ‫حو َل � ٍ‬
‫أر�ض‪،‬‬ ‫يهودي ْ‬
‫ٍّ‬ ‫ني‬
‫ني وب َ‬
‫أحد املنا ِفق َ‬
‫وق َع ْت خ�صوم ٌة بينْ َ � ِ‬ ‫ ‬
‫بن ال رْأ�ش ِف(‪.)1‬‬
‫كعب ُ‬ ‫اليهود وهو ُ‬
‫ِ‬ ‫ياد‬
‫أحد � ْأ�س ِ‬
‫حاكم �إىل � ِ‬
‫َ‬ ‫وطلب ال ّت‬
‫َ‬ ‫علينا‪،‬‬
‫يف ْ‬ ‫مدا َي ِح ُ‬ ‫املنافق �أَ َبى‪َ ،‬‬
‫وقال‪� :‬إنَّ حُم ً‬ ‫َ‬ ‫�أنّ‬
‫م�سلم يف‬
‫ٌ‬ ‫املنافق و ُه َو‬
‫ُ‬ ‫رف�ض ذلك‬
‫هلل ‪ h‬بينما َ‬
‫م�سلم باالحتكا ِم �إىل ر�سولِ ا ِ‬
‫ٍ‬ ‫غري‬
‫اليهودي وهو ُ‬
‫ُّ‬ ‫ر�ضي‬
‫‪ G‬ملاذا بتقدي ِرك َ‬
‫ظاهر ِه؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫هلل تعاىل و�إىل ر�سول ِه ‪h‬؟‬
‫للتحاكم �إىل ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عي‬
‫موقف امل�ؤ ِم ِن �إذا ُد َ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﱪ‬

‫(‪ )1‬تف�سري القرطبي‪ ،‬ج‪� ،12‬ص‪.293‬‬


‫‪120‬‬
‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫عر�ض جماع ٌة ِمنهم‪.‬‬


‫ُي ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮓ ﮔ ﮕ ﱪ‪ :‬‬

‫منقادين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫طا ِئعني‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮰ ﱪ‪ :‬‬
‫فاق؟ �أم ُّ‬
‫�شكوا يف ُن ُب ّو ِته عليه ال�سال ُم‪.‬‬ ‫ْ‬
‫هل يف قلوبِهم ِن ٌ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫ويظلم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يجور‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯛ ﱪ‪ :‬‬

‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫جميع‬
‫ِ‬ ‫الداللة على‬
‫ِ‬ ‫وا�ضحات‬
‫ِ‬ ‫بينات‬
‫ٍ‬ ‫آيات‬
‫لهم � ٍ‬
‫إنزاله ْ‬
‫بعباده ب� ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫رحمة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫حتد ّث ِت ال ُ‬
‫آيات الكرمي ُة ْ‬ ‫ ‬
‫الر ْ�ش ُد من ال َغ ِّي‪،‬‬
‫ني ُّ‬
‫امل�ستقيم‪ ،‬وتب َ‬
‫ُ‬ ‫الطريق‬
‫ُ‬ ‫فات�ضح ْت لهم بها‬
‫َ‬ ‫الر�شيدة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واملعارف‬
‫ِ‬ ‫املحمودة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫ال�رشعي ِة‪ ،‬وال ِ‬
‫ّ‬ ‫املقا�صد‬
‫ِ‬
‫ال�ضالل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والهدى من‬
‫هلل تعاىل وبر�سو ِل ِه‬ ‫وهم ا ّل َ‬
‫ذين َي َّد ُعونَ الإميانَ با ِ‬ ‫هلل‪ُ ،‬‬
‫آيات ا ِ‬ ‫ني الّ ِ‬
‫ذين مل يهتدوا ب� ِ‬ ‫�صنف املنافق َ‬
‫ِ‬ ‫آيات �إىل‬
‫أ�شار ِت ال ُ‬
‫ثم � َ‬‫َّ‬ ‫ ‬
‫هلل تعاىل‬
‫أدب مع ا ِ‬
‫من � ٍ‬
‫يقت�ضيه هذا الإِميانُ والطاعةُ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عما‬
‫إعرا�ض ّ‬
‫ُ‬ ‫ور�سوله ‪ h‬كذلك‪ ،‬وحا ُلهم هو ال‬
‫ِ‬ ‫هلل‬
‫‪ h‬وطاع َة ا ِ‬
‫دينه‪.‬‬
‫أحكام ِ‬
‫ِ‬ ‫ر�سوله ‪ ،h‬ومن انقيادٍ ل‬
‫ِ‬ ‫ومع‬
‫ور�سوله‬
‫ِ‬ ‫ني �أَ َحدٍ خ�صومةٌ‪ ،‬و ُدعوا �إىل ا ِ‬
‫هلل‬ ‫�صارت بي َنهم وب َ‬
‫ِ‬ ‫وهم ا ّل َ‬
‫ذين �إذا‬ ‫آيات حال َة فريقٍ منهم‪ُ ،‬‬
‫ذكر ِت ال ُ‬
‫ثم َ‬‫ّ‬ ‫ ‬
‫احلق ي�أتوا‬
‫لهم ُ‬‫يكن ُ‬
‫احلق‪ ،‬و�إنْ ْ‬
‫يوافق َّ‬
‫ُ‬ ‫يحكم �إال مبا‬
‫ُ‬ ‫ال�رشع ال‬
‫َ‬ ‫عر�ضونَ ‪ ،‬لع ْل ِمهم �أنّ َّ‬
‫احلق عليهم‪ ،‬و�أنَّ‬ ‫فريق منهم ُم ِ‬
‫‪� h‬إذا ٌ‬
‫وبا�ستنكار ما‬
‫ِ‬ ‫وبالتعجب من تر ّد ِدهم وريبِهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هم‪،‬‬
‫إثبات نفا ِق ْ‬
‫آيات على ت�رصفا ِتهم ب� ِ‬
‫ثم َعق َّب ِت ال ُ‬
‫ني‪َّ ،‬‬
‫هلل مذعن َ‬
‫�رشع ا ِ‬
‫�إىل ِ‬
‫ذميم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫عليه من ُخ ُلقٍ‬
‫ُه ْم ِ‬

‫‪121‬‬
‫�أُطَ ِّبقُ ‪:‬‬

‫راتب‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أربع َم َ‬
‫القي ِم ‪َ -‬رحم ُه اهلل ‪ -‬الهِ داي َة �إىل � ِ‬
‫ابن ّ‬
‫ق�س َم ُ‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫خل ْل ِق َجمي ًعا‪َ ،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﱪ‪( .‬طه ‪.)50‬‬ ‫ني ا َ‬
‫م�شرتَك ٌة ب َ‬
‫‪ -‬الهِ داي ُة ال َع ّامةُ‪ :‬وهي هداي ٌة ْ‬
‫قال تَعاىل‪ :‬ﱫﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱪ‪.‬‬ ‫وال�ش‪َ ،‬‬
‫رَّ ِ‬ ‫والدال َل ِة ِل َطريق َِي ا َ‬
‫خليرْ ِ‬ ‫ان َّ‬
‫البي ِ‬
‫‪ِ -‬هداي ُة َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﱪ‪( .‬ال�شورى ‪.)52‬‬ ‫َ‬ ‫(ف�صلت ‪.)17‬‬
‫وجل فال تَكونُ �إال ِم ْن ُه ‪َ ،‬‬
‫قال �سبحا َنه‪ :‬ﱫﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫هلل ع َّز َّ‬ ‫فيق والإ ْل َه ِام‪ ،‬وهي َخ ّ‬
‫ا�ص ٌة با ِ‬ ‫‪ِ -‬ه ِداي ُة ال َّت ْو ِ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﱪ‪( .‬الق�ص�ص ‪.)56‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫جل َّن ِة وال َّن ِار‪،‬كما َ‬
‫ريق ا َ‬
‫آخرة �إىل َط ِ‬
‫‪ -‬الهداي ُة فيِ ال ِ‬
‫ﭶ ﭷﱪ‪( .‬يون�س ‪ .)9‬ﱫ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﱪ‪( .‬ال�صافات ‪.)23‬‬
‫طبق على الهِدايَ ِة الوا ِر َد ِة يف الآي ِة (‪)46‬؟ وما � َأ�سبَابُها؟‬
‫ال�سا ِب َق ِة تَ ْن ُ‬
‫ِدايات َّ‬
‫‪ُّ � G‬أي اله ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫والقلوب‪ ،‬ويُع ُّد �أ ْف َ‬


‫تك قوةً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫�صيب ال ُع َ‬
‫قول‬ ‫معنوي يُ ُ‬
‫ٌّ‬ ‫آخر‬
‫اجل�سد‪ ،‬وال ُ‬
‫ِ‬ ‫�صيب �أع�ضا َء‬
‫�سي يُ ُ‬‫ق�س َمانِ ‪� :‬أح ُدهما ِح ٌّ‬
‫املر�ض ْ‬
‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫فبم تُعلّلُ ذلك؟‬
‫احل�سي‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫املر�ض‬ ‫و� َ‬
‫أخط َر � ًأثرا ِمن ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮚ ﮛ ﮜﱪ‪.‬‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫آيات الكرميةُ؟‬ ‫ني َكما تُ ُ‬
‫ظهرها ال ُ‬ ‫‪ G‬ما دالئلُ انتفا ِء الإميانِ ِ‬
‫عن املنافق َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪122‬‬
‫�أُ َو ِّ�ض ُح‪:‬‬

‫و�ض ْح ُه‪.‬‬
‫ني وتر ّددِهم‪ّ ،‬‬
‫لتذبذب املنافق َ‬
‫ِ‬ ‫و�صفًا‬ ‫‪ G‬تناولَ ِت ال ُ‬
‫آيات الكرمي ُة ْ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الفخر الرازي‪َّ :‬نب َه تعاىل على أ� َّنهم �إمنا يعر�ضونَ متى عرفُوا‬
‫ُ‬ ‫ﱫﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﱪ‪َ .‬‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫الر�ضا‪.‬‬
‫ببذل ِّ‬
‫عرا�ض و�أذعنوا ِ‬ ‫أنف�سهم عد ُلوا ِ‬
‫عن الإِ ِ‬ ‫احلق لغ ِريهم؛ � ّأما �إذا عرفو ُه ل ِ‬
‫�أنَّ َّ‬

‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫هلل تعالى ور�سول ِه ‪h‬؟‬


‫إعرا�ض عن طاع ِة ا ِ‬
‫أ�سباب ال ِ‬
‫‪ G‬ما � ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الوقت الحا�ض ِر؟‬
‫ِ‬ ‫هلل تعالى ور�سول ِه ‪ h‬في‬
‫إعرا�ض عن طاع ِة ا ِ‬ ‫ُ‬
‫أ�شكال التولِّي وال ِ‬ ‫‪ G‬ما �‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪123‬‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬

‫ﯷﯸﯹ ﯺﯻﯼ ﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅ‬

‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ‬

‫ﰙ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬

‫ﭳﭴﭵ ﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿ‬

‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞ‬

‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫ني غَ اي َة ا ُ‬
‫جل ْه ِد يف َح ِلفهِ م‪.‬‬ ‫هلل با ِلغ َ‬
‫َحلفوا با ِ‬ ‫ ‬‫‪ -‬ﱫ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱪ‪:‬‬

‫الر َ�سا َل ِة‪.‬‬ ‫ف و�أُ ِم َر ب ِِه ِمن ت َْب ِ‬


‫ليغ ِّ‬ ‫�سول ‪َ h‬ما ُك ِّل َ‬
‫الر ِ‬‫َعلى َّ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭚ ﭛ ﭜ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫اع ِة‪.‬‬ ‫إجابة َّ‬


‫والط َ‬ ‫َع ْلي ُكم ُو ُ‬
‫جوب ال ِ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭝ ﭞ ﭟﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪124‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫�سمعنا‬
‫ْ‬ ‫هلل تعاىل �أنْ يقولوا‪:‬‬
‫حكم ا ِ‬ ‫ني‪ ،‬الّ َ‬
‫ذين �إذا ما ُدعوا �إىل ِ‬ ‫ني ال�صادق َ‬
‫�صفات امل�ؤمن َ‬
‫ِ‬ ‫بيان‬
‫آيات الكرمي ُة �إىل ِ‬
‫ت�شري ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫العظيم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والر�ضوان‬
‫ِ‬ ‫املقيم‪،‬‬
‫بالنعيم ِ‬
‫ِ‬ ‫الفوز‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫التام ِة َ‬
‫الطاعة ّ‬
‫ِ‬ ‫يرتتب على هذه‬
‫ُ‬ ‫أطعنا‪ ،‬دونَ تر ّددٍ �أو تباط�ؤٍ‪ ،‬مو�ضح ًة ما‬
‫و� ْ‬
‫قة‪ ،‬ب�أ َّنهم متى‬‫أميان املو ّث ِ‬
‫الذين ُيقْ�سمونَ بال ِ‬‫َ‬ ‫ني‬
‫عن املنافق َ‬
‫احلديث ِ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستكمال‬
‫ِ‬ ‫عادت ال�سور ُة الكرمي ُة �إىل‬
‫ِ‬ ‫ثم‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫ّ‬
‫بتهك ٍم و�سخريةٍ‪:‬‬ ‫أمره وهم كاذبونَ ‪ ،‬فري ُّد ُ‬
‫اهلل عليهم‬ ‫ليخرج َّن �سرِ ًاعا تلبي ًة ل ِ‬ ‫للجهاد‬ ‫باخلروج م َع ُه‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪h‬‬ ‫أمر ُه ُم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫� َ‬
‫العمل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وبالقول دونَ‬
‫ِ‬ ‫القلب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالل�سان دونَ‬
‫ِ‬ ‫ﱫﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒﱪ‪� .‬أي طاع ُتكم ِ‬
‫هلل ور�سو ِله معروفةٌ‪ ،‬ف�إ َّنها‬
‫ُ‬
‫يحتاج منكم �إىل ق ََ�س ٍم �أو توكيدٍ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ظواهركم وبواط ِنكم فال‬
‫ِ‬ ‫فاهلل ُم َّط ٌ‬
‫لع على‬
‫والظفر‬
‫ِ‬ ‫ال�صادقة ا ّلتي ترتت ُّب عليها الهداي ُة �إىل ِّ‬
‫احلق‬ ‫ِ‬ ‫الطاعة‬
‫ِ‬ ‫ني �إىل‬ ‫أمر تعاىل ر�سو َله ‪ h‬ب� ِ‬
‫إر�شاد امل�ؤمن َ‬ ‫ثم � َ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫بال�سعادة‪.‬‬
‫ِ‬
‫يتخلف‪ .‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫هلل تعاىل ا ّلذي ال‬
‫وعد ا ِ‬
‫بتحقيق ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‪،‬‬ ‫ثم حم َل ِت ال ُ‬
‫آيات الكرمي ُة ب�شار ًة عظيم ًة للم�ؤمن َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫باال�ستخالف فى الأر�ض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ﱫ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱪ‪( .‬الروم ‪ ،)6‬فقد َ‬
‫وعد ُه ْم‬
‫ني‬ ‫ُ‬
‫اال�ستخالف والتمك ُ‬ ‫يتحقق به هذا‬
‫ُ‬ ‫الطريق الّذي‬
‫َ‬ ‫آيات‬
‫ثم بي َن ِت ال ُ‬
‫وبا�ستبدال خو ِفهم �أم ًنا واطمئنا ًنا‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وبتمكنيِ دي ِنهم‪.‬‬

‫ور�سوله ‪ h‬طاع ًة ّ‬
‫تامةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫الزكاة‪ ،‬وطاع ُة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫أداء‬
‫ال�صالة و� ُ‬
‫ِ‬ ‫والأمانُ ‪ ،‬وهي العباد ُة اخلال�ص ُة ِ‬
‫هلل تعاىل و�إقام ُة‬
‫ثم هونَ ُ‬
‫أعداء َمهما �أُوتوا من ّ‬
‫قو ٍة و َب ْ�س َط ٍة‬ ‫ُرعبهم قوتُه ب�أنّ ال َ‬
‫ني من �ش� ِأن العد ِّو ح ّتى ال ت ُ‬ ‫اهلل تعاىل على امل�ؤمن َ‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫قب�ضته ع َّز‬
‫ِ‬ ‫بل ُهم يف‬ ‫املال‪ ،‬ال يعجزونَ َ‬
‫اهلل‪ْ ،‬‬ ‫من ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫�أُ َح ِّللُ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫عاقبتهم؟‬
‫ُ‬ ‫ني �إِذا ُدعوا �إىل ُح ْك ِم ا ِ‬
‫هلل ور�سول ِه ‪h‬؟ وما‬ ‫موقف امل�ؤمن َ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ G‬و�ض َع ِت الآي ُة (‪ )52‬من هذه ال�سور ِة رُ�شو ًطا �أربع ًة للفو ِز يف الآخر ِة‪ْ ،‬‬
‫اذكرها‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫والتوكيد‬
‫ِ‬ ‫ال�شد ِة‬
‫املراتب يف َّ‬
‫ِ‬ ‫ني فيها �أق�صى‬
‫يحلف بها املنافقونَ بالغ َ‬
‫ُ‬ ‫ﱫ ﰇ ﰈﱪ‪َّ .‬‬
‫�شب َه الأميانَ التي‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫ويبذل �أق�صى َو ْ�س ِعه وطاق ِته‪.‬‬ ‫أمر �شاقٍّ ال ي�ستطي ُعه‪،‬‬
‫نف�سه يف � ٍ‬
‫جهد َ‬
‫َمب ْن ُي ُ‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﱪ‪( .‬النور ‪.)54‬‬
‫بالتحميل يف قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﱪ؟‬
‫ِ‬ ‫التعبري‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ماذا يفي ُد‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪ G‬ما �آثا ُر طاع ِة الر�سولِ ‪h‬؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫بي ‪َ h‬و�أَ ْ�صحا ُب ُه املدي َن َة َو� َآوت ُْه ُم الأَ ْن ُ‬


‫�صار‪َ ،‬ر َم ْت ُه ُم ا ْل َع َر ُب‬ ‫ لمَ َّا ق َِد َم ال َّن ُّ‬
‫�س� َأل‬ ‫القيم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬ ‫ ‬ ‫ال�سالح‪َ ،‬وال ُي ْ�صبِحونَ �إِ َّال ِ‬
‫فيه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واح َدةٍ‪ ،‬فَكا ُنوا ال َيبيتونَ �إِ َّال يف‬ ‫َع ْن ق َْو ٍ�س ِ‬
‫ال�شافعي َ‬
‫فقال‪ :‬يا �أبا‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫رجل الإمام‬ ‫اهلل؟ َ‬
‫قال‬ ‫خاف �إِ َّال َ‬
‫ني ال َن ُ‬ ‫ني ُم ْط َم ِئن َ‬
‫بيت � ِآمن َ‬ ‫فَقا ُلوا‪ :‬ت ََر ْونَ �أَ َّنا َن ُ‬
‫عي�ش َح َّتى َن َ‬
‫للرجل �أن يمُ َّك َن‬
‫ِ‬ ‫عبد اهلل �أ ُّيهما � ُ‬
‫أف�ضل‬ ‫ِ‬ ‫تعاىل‪ :‬ﱫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ال�شافعي‪ :‬ال‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فقال الإمام‬ ‫�أو ُيبتلي‪.‬‬
‫ﭵ ﱪ (‪.)1‬‬
‫يمُ َّك ُن حتى ُيبتلي‪ ،‬ف�إن اهلل ابتلى ً‬
‫نوحا‬
‫وحممدا‬
‫ً‬ ‫إبراهيم ومو�سى وعي�سى‬
‫َ‬ ‫و�‬ ‫أر�ض الذي �أُ ِ�ش َري �إلي ِه يف الآية (‪)55‬؟‬
‫الف يف ال ِ‬
‫‪ G‬ما م ْعنى اال�س ِت ْخ ِ‬
‫ني‬
‫هلل و�سال ُمه عليهم �أجمع َ‬ ‫�صلوات ا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪...............................................................................‬‬
‫أحد �أ ّنه‬ ‫�صربوا َم َّك َنهم‪ ،‬فال َي ُّ‬
‫ظن � ٌ‬ ‫فلما ُ‬
‫ّ‬ ‫‪...............................................................................‬‬
‫للمِ الب ّتةَ‪.‬‬
‫يخل�ص ِمن ا أ‬
‫ُ‬ ‫‪...............................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه احلاكم يف امل�ستدرك وقال �صحيح الإ�سناد ومل يخرجاه‪.‬‬


‫‪126‬‬
‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫‪ G‬مبا وعد اهللُ تعاىل الطائف َة امل�ؤمنةَ؟‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ني والأمانِ ؟‬
‫باال�ستخالف والتمك ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫وعد ا ِ‬
‫حتقيق ِ‬
‫الطريق �إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪127‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫عما ينف ُعهم �إىل ما ي�رضُّهم؟‬
‫أعر�ضوا ّ‬
‫عن ال�سالم ِة‪ ،‬ف� ُ‬
‫ني ِ‬ ‫‪ G‬ما الع ّل ُة الّتي � َ‬
‫أخرج ِت املنافق َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫ا�ستخرج‬
‫ْ‬ ‫ني وح ّذرتْهم من التمادي يف نفا ِقهم و�أر�ش َدتْ ُهم �إىل ما يُفي ُدهم ويُ�س ِع ُدهم‪.‬‬
‫رذائل املنافق َ‬
‫آيات عن ِ‬ ‫‪ G‬ك�شف َِت ال ُ‬
‫اجلوانب الثالث ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جانب ِمن هذه‬
‫ٍ‬ ‫ني كلَّ‬
‫آيات ما يب ُ‬
‫من ال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫هلل تعاىل ور�سو ِله ‪h‬؟‬ ‫‪ G‬متى يَقبلُ املنا ِفقُونَ ُح َ‬


‫كم ا ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪128‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫والكافرين به‪.‬‬
‫َ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫ني ِ‬‫من املطيع َ‬ ‫‪ G‬يف �ضو ِء فهمِ ك لل ِ‬
‫آيات الكرمي ِة بينّ ْ عاقب َة كلٍّ َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫الكرمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات القر� ِآن‬ ‫ور َد قو ُله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮃ ﮄ ﮅ ﱪ‪ .‬يف كث ٍري ْ‬
‫من � ِ‬ ‫ ‬
‫هذه العبارةُ‪ ،‬ثم ح ّد ْد املق ُْ�صو َد‬
‫ابحث عن خم�س ِة مواق َع يف القر�آنِ ور َد ْت فيها ِ‬
‫ْ‬ ‫آيات القر�آنِ‬
‫املفهر�س ل ِ‬
‫ِ‬ ‫باملعجم‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬م�ستعينًا‬
‫آيات‪.‬‬
‫القلبي امل�شا ِر �إليه يف هذه ال ِ‬
‫ِّ‬ ‫باملر�ض‬
‫ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫آيات الأحكا َم التجويدي َة التاليةَ‪:‬‬
‫من ال ِ‬
‫ا�ستخرج َ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ٌ‬
‫منف�صل ‪:‬‬ ‫مد جائ ٌز‬
‫‪ٌّ -‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ٌ‬
‫مت�صل ‪:‬‬ ‫واجب‬
‫ٌ‬ ‫مد‬
‫‪ٌّ -‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪� -‬إدغا ُم املتماثلنيِ ‪ :‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪� -‬إدغا ٌم بال غ ّن ٍة‪ :‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫�شفوي‪ :‬‬
‫ٌّ‬ ‫إظهار‬
‫‪ٌ �-‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫إظهار َح ْل ٌّ‬
‫ ‬
‫قي‪:‬‬ ‫‪ٌ �-‬‬

‫‪129‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‪:‬‬

‫إ�سالمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احل�ضاري لل َّأم ِة ال‬
‫ِّ‬ ‫الرجال يف تحَ ُّم ِل م�س� ِ‬
‫ؤولية البنا ِء‬ ‫ِ‬ ‫قائق‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫الن�ساء �شَ ُ‬ ‫ُ‬
‫� ُ‬
‫‪-‬‬ ‫عائش ُة عبدالرحمن‬
‫التحديات‬
‫ِ‬ ‫واجتيا ُزها‪ ،‬وق ُ‬
‫ُبول‬ ‫ال�صعاب ْ‬ ‫ِ‬ ‫منة ُمواجه ُة‬
‫من وامل�ؤْ ِ‬ ‫لو ِه َّم ِة امل�ؤْ ِ‬
‫‪-‬من ُع ِّ‬

‫ف للمر� ِأة املُ ِ‬ ‫�رش ٌ‬


‫والتغ ّل ُب عليها‪.‬‬ ‫"بنت الشاطئ"‬
‫�سلمة‬ ‫الرحمن املف�سرِّ ُة واملحقِّق ُة والأديب ُة نمَ وذ ٌ‬
‫َج ُم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫عبد‬‫‪-‬عا ِئ�ش ُة ُ‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يف الع� ِرص‬
‫�أَتف َّك ُر‪:‬‬

‫ِفاعلي ٍة يف‬ ‫ُ�شار ُك ب ِ‬


‫احلياة‪ ،‬ت ِ‬
‫ِ‬ ‫بعدها �إىل ُمعترَ ِك‬
‫َت َ‬ ‫�ساميةً‪ ،‬انطلق ْ‬‫بو�أَ املر�أ َة َمكان ًة ِ‬
‫عظيما حي َنما َّ‬
‫ً‬ ‫كم كانَ الإ�سال ُم‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫نظر ِته �إىل َم ْن تمُ ِّث ُل‬
‫الد ِين يف َ‬
‫مو هذا ّ‬ ‫قيم البرُ هانَ على ُ�س ِّ‬
‫وهم ٍة عاليةٍ‪ ،‬ف ُت ُ‬
‫فا�ضلةٍ‪َّ ،‬‬‫أخالق ِ‬‫ٍ‬ ‫ِ�شخ�صي ٍة �أ�صيلةٍ‪ ،‬و�‬
‫ّ‬ ‫كاف َِّة حقو ِلها ب‬
‫من‬ ‫ني كا َن ْت � َ‬
‫أول ِ‬ ‫احل�ضار ّي ِة الّتي ال َع َج َب �أن ت َّ‬
‫َ�صد َرتْها ح َ‬ ‫ِ‬ ‫ركته‬
‫الفاعلة يف َح ِ‬
‫ِ‬ ‫امل�شاركة‬
‫ِ‬ ‫حق‬
‫نحها َّ‬
‫املجتمع‪ ،‬وهو يمَ ُ‬
‫ِ‬ ‫�شطر‬
‫َ‬
‫الروح يف �سبي ِله‪.‬‬
‫َ‬ ‫أول َم ْن َ‬
‫بذل‬ ‫إ�سالم و� َ‬
‫عوة ال ِ‬
‫ا�ستجاب َلد ِ‬
‫َ‬
‫هامات رائد ًة بد ًءا ب�صفح ِته الأوىل‬
‫ٍ‬ ‫مواقف بطولي ًة و� ْإ�س‬
‫َ‬ ‫�سج ُل للمر� ِأة املُ ِ‬
‫�سلمة‬ ‫إ�سالمي ُي ِّ‬
‫ُّ‬ ‫التاريخ ال‬
‫ُ‬ ‫ا�ستمر‬
‫َّ‬ ‫وقد‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫أ�سماء‬ ‫َحات �أُ َّم ِ‬ ‫ُ‬ ‫التي �سج َل ْتها أ� ُّم امل�ؤمن َ‬
‫ني ك� َ‬ ‫ثم ن�سا ِء امل�سلم َ‬
‫ني َّ‬‫هات امل�ؤمن َ‬ ‫ثم تتاب َع ْت ب َِ�صف ِ‬
‫ني َخديج ُة ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهلل عنها ‪ّ -‬‬
‫فه ْل‬ ‫بنت احل�سنيِ ‪ -‬ر�ضي ُ‬ ‫عمارٍ وا َ‬
‫كثري‪َ ..‬‬
‫هن ٌ‬ ‫وغري َّ‬
‫عنهن ‪ُ -‬‬ ‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫َ َ‬ ‫العلوم و�سكين َة ِ‬
‫ِ‬ ‫في�سة‬
‫�ساء و َن ِ‬‫خل ْن َ‬ ‫وال�شفاء و�أ ِّم َعمار َة و�أ ِّم ّ‬
‫َ‬
‫م�ستمرةً؟‬
‫ّ‬ ‫التاريخ �أ ْم �أ ّنها ال ُ‬
‫تزال‬ ‫ِ‬ ‫�صفحات هذا‬
‫ُ‬ ‫تو َّقف ْ‬
‫َت‬ ‫َ‬
‫ت�ستنتج ذلك!‬
‫َ‬ ‫عبد الرحمنِ ِل‬ ‫‪ِ G‬اقر�أِ ال�سري َة التالي َة ِلعائ�ش َة ِ‬
‫بنت ِ‬

‫مو ِل ُدها ون�ش�أتُها‪:‬‬


‫مام ا ُ‬
‫حل�سنيِ‬ ‫�سبها �إىل الإِ ِ‬‫حل�سيني‪َ ،‬ين َتهي َن ُ‬ ‫الرحمن ا ُ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫حممدٍ علي ِ‬ ‫هي عا ِئ�ش ُة ّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫احلج ِة ‪ 1331‬هـ‬ ‫مدينة ِد ْم َ‬ ‫‪ -‬ر�ضي ُ‬
‫ال�ساد�س من ذي ّ‬ ‫ِ‬ ‫ياط يف‬ ‫ِ‬ ‫دت يف‬ ‫اهلل ع ْن ُه ‪ُ -‬و ِل ْ‬ ‫َ َ‬
‫والدها �أن يهب ُه ُ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫عاء ِ‬ ‫املُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫نوفمرب عا َم ‪ 1913‬م‪ ،‬وقد كانَ ُد ُ‬ ‫َ‬ ‫لل�ساد�س من‬
‫ِ‬ ‫وافق‬
‫الرجال‬
‫ِ‬ ‫معلمة‬
‫ِ‬ ‫با�سم‬
‫و�سماها ِ‬ ‫للعلم‪ّ ،‬‬ ‫وهبها �أبوها ِ‬ ‫فلما و�ض َع ْتها � ُّأمها �أن ًثى َ‬
‫ذكيا‪ّ ،‬‬‫غُ ال ًما ًّ‬
‫والن�سا ِء �أ ِّم امل�ؤمنني‪ :‬عائ�ش ُة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪ -‬وك َّناها ب� ِأم ا َ‬
‫خل ِري‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫داركها‬ ‫عومة � ْأظ ِ‬
‫فارها‪ ،‬وقد تف َّت َح ْت َم ُ‬ ‫بالعلم وال ُع َلما ِء ُم ُ‬
‫نذ ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكانت حُماط ًة‬
‫ْ‬ ‫الح‪،‬‬
‫علم َو َ�ص ٍ‬
‫بيت ٍ‬
‫وقد َن�ش� ْأت يف ِ‬ ‫ ‬
‫من ال ُع َلما ِء‪.‬‬
‫والدها و�أ�صحا ُبه َ‬ ‫الفق ِْه والأ َد ِب ا ّلتي كانَ ُي ُ‬
‫قيمها ُ‬ ‫هلل تعاىل‪ ،‬وعلى َج َل ِ‬
‫�سات ِ‬ ‫تاب ا ِ‬
‫على ِك ِ‬

‫‪130‬‬
‫العلم‪:‬‬
‫بيل ِ‬ ‫فاح يف َ�س ِ‬
‫ِك ٌ‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫جامع‬
‫ِ‬ ‫العلم على َي ِد �أبيها الّذي كانَ َي ْ�ص َط ِح ُبها مع ُه �إىل مك َت ِبه يف‬
‫الرحمن َد ْر َب ِ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬ ‫ا�س َت ْ�أ َنف ْ‬
‫َت عائ�ش ُة ِ‬ ‫ ‬
‫درو�س ِع ْلمي ٍة على‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫يوخ ْ‬
‫ال�ش ُ‬
‫لقيه ُّ‬
‫الكتب وتُلقي َ�سم َعها �إىل ما ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫«اخللوة» تتط َّل ُع �إىل‬
‫ِ‬ ‫قاع ِته املُ ّ‬
‫�سم ِاة بـ‬ ‫ُفي ْج ِل ُ�سها يف َ‬
‫القرية(‪ِ )1‬لتحف ََظ‬
‫ِ‬ ‫مية اجلا َّد ِة حينما �أَ ْو َد َعها ُ‬
‫والدها ُك َّت َ‬
‫اب‬ ‫�صيف ‪1918‬م‪َ ،‬بد� ْأت �أوىل َحم ّطا ِتها ِ‬
‫الع ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمق ُْرب ٍة منها‪ ،‬ويف‬
‫ال�صباحي ِة‬
‫ّ‬ ‫كانت َت َتلقّى ال�صغري ُة يف الفترْ ِة‬
‫ْ‬ ‫الديني‬
‫ِّ‬ ‫ياط‬ ‫الدرا�سية لمِ َ ْع ِ‬
‫هد ِد ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫املوا�سم‬
‫ِ‬ ‫ال�صيف و َب ْد ِء‬
‫ِ‬ ‫هلل‪ ،‬وع ْن َد انتها ِء‬‫تاب ا ِ‬ ‫ِك َ‬
‫والت�شجيع ‪ّ � -‬أما‬
‫ِ‬ ‫باالهتمام‬
‫ِ‬ ‫مي ًة على َي ِد �أبيها و�أ�صحاب ِِه ِم َن ال ُع َلما ِء ‪ -‬الذين َظ َه َر لهم نبوغُ ها املُ َب ِّك ُر ف� ُ‬
‫أحاطوها‬ ‫درو�سا ِع ْل ّ‬
‫ً‬
‫هد‪.‬‬‫يوخ املَ ْع ِ‬
‫مع ُ�ش ِ‬ ‫والدها َ‬
‫ِح�ضور جَ ْم ِل ِ�س ِ‬‫ِ‬ ‫يف امل�سا ِء فكا َن ْت ُم ْل َزم ًة ب‬
‫مبدر�سة‬
‫ِ‬ ‫هن التحق َْن‬
‫بات فَع ِل َم ْت �أ ّن َّ‬
‫ال�صاح ِ‬
‫ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫من القر َي ِة �إىل ِد َ‬
‫مياط افتق ََد ْت َ‬ ‫وع ْن َد عو َد ِتها َ‬
‫عام ‪ 1920‬م ِ‬
‫ويف ِ‬ ‫ ‬
‫تعليم غ ِري‬
‫ٍ‬ ‫والدها كانَ را ِف ً�ضا �أن تتلقّى ابن ُت ُه ال�صغري ُة � َّأي‬ ‫عليم‪ � ،‬اّإل �أنَّ َ‬
‫َت َنف ُْ�سها لهذا ال َّت ِ‬ ‫لبنات فَتاق ْ‬
‫اللوذي الأم ِري َّي ِة ِل ِ‬
‫�صفوف هذا‬‫ِ‬ ‫الله َ�أنْ تجَ َِد لها َمكا ًنا يف‬
‫ا�ستطاع ْت من ِخ ِ‬
‫َ‬ ‫الدمهوجي ا ّلذي‬
‫ِّ‬ ‫إبراهيم‬
‫َ‬ ‫ال�شيخ �‬
‫ِ‬ ‫فا�س َتعا َن ْت ب َِج ِّدها ِلأ ِّمها‬
‫ديني‪ْ ،‬‬
‫ٍّ‬
‫البي ِت‪،‬‬
‫الديني ِة يف ْ‬
‫ّ‬ ‫را�س ِتها‬
‫غري ِة ِل ِد َ‬
‫ال�ص َ‬‫أهمها ُمتا َبع ُة َّ‬
‫اجلد ‪َ -‬م رْ�شوط ًة ب�أمورٍ � ُّ‬
‫اح ِّ‬ ‫وكانت ُموا َف َق ُة ال ِأب ‪� -‬أما َم �إلحْ ِ‬
‫ْ‬ ‫التعليم‪،‬‬
‫ِ‬
‫قت عا ِئ�ش ُة‬ ‫الهما لمِ ا ا�شترَ ََط‪ ،‬وا ْل َت َح ْ‬
‫جاب ِك ُ‬‫فا�س َت َ‬
‫لوغ‪ْ .‬‬‫الب ِ‬ ‫�شارف َِة ُ‬
‫للم ْد َر َ�س ِة ِع ْن َد ُم َ‬
‫روج َ‬
‫خل ِ‬‫عن ا ُ‬
‫هائيا ِ‬
‫طاع ِن ًّ‬
‫َوثانيهما اِال ْن ِق ُ‬
‫الثانية‪ ،‬وبا ْن ِتها ِئها كا َن ْت �أما َم َعق ََبتنيِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للمر ِة‬
‫الراقية ُم ْ�س َتعين ًة ب َِج ِّدها َّ‬
‫ِ‬ ‫ر�س ِة‬
‫ِاملد َ‬ ‫وا�ص َل ْت ْتع َ‬
‫ليمها ب َ‬ ‫ثم َ‬ ‫در�س ِة اللوذي‪َّ ،‬‬‫بمِ َ‬
‫هذه املَ ْر َح ِلة‪ ،‬ف ََم ْن تَرغَ ُب يف‬ ‫ليم يف ِد َ‬
‫مياط َب ْع َد ِ‬ ‫للتع ِ‬
‫دار�س ْ‬
‫جود َم َ‬ ‫إحداهما ُبلوغُ ها ِ�س َّن الثالث َة رْ َ‬
‫ع�شةَ‪َ ،‬وثانيهما َعد ُم ُو ِ‬ ‫� ْ‬
‫مات بِاملَ ْن َ‬
‫�صور ِة‪.‬‬ ‫در َ�س ِة املع ِّل ِ‬
‫عليها �أنْ تَل َت ِح َق بمِ َ‬
‫َعليمها؛ ْ‬ ‫�إتمْ ِام ت ِ‬
‫جارا‬
‫َبات � ْأح ً‬ ‫من َ‬
‫تلك ال َعق ِ‬ ‫ورغْ َم ذلك ملْ ت َْي� ْأ�س ْ‬
‫بل جع َل ْت ْ‬ ‫َبات ملْ ت َُوف َّْق يف ت َْذلي ِلها‪َ ،‬‬
‫واج َه ْتها َعق ٌ‬‫ولكن َ‬ ‫ْ‬ ‫َرغ َب ْت‪،‬‬
‫ف ِ‬ ‫ ‬
‫دار�س‬
‫ِ‬ ‫النهائية بمِ‬
‫ِ‬ ‫ال�سنة‬
‫ِ‬ ‫عار ْت من َزميال ِتها ُك ُت َب‬ ‫الدرا�سة املَ ْن ّ‬
‫زلي ِة‪ ،‬وا�س ْت َ‬ ‫ِ‬ ‫هت �إىل‬‫�سريها! فاتجَّ َ ْ‬
‫ف َم َ‬ ‫عليها وال تُو ِق ُ‬
‫ت َْرقى ْ‬
‫وا�ص َل ْت‬
‫ثم َ‬ ‫حان فكا َن ِت ال َّنتيج ُة «الأوىل» على الق ُْط ِر امل� ِرص ِّي‪ّ ،‬‬ ‫َت على تحَ ْ �صي ِلها‪ُ ،‬ث َّم َّ‬
‫تقد َم ْت لالم ِت ِ‬ ‫مات َو َع َكف ْ‬
‫املع ّل ِ‬
‫َ‬
‫الدخول �إ َل ْيها َي َتط َّل ُب ِنظا ًما‬ ‫فوج َئ ْت �أنَّ‬
‫اجلام َع ِة‪ ،‬ح ّتى �إذا ا ْن َت َه ْت ِ‬ ‫ُ‬
‫الدخول �إىل ِ‬ ‫وه َدفُها‬
‫املراح ِل التا ِل َي ِة َ‬
‫ِ‬ ‫َعليمها املنز َّ‬
‫يل يف‬ ‫ت َ‬
‫لوم احلدي َث ِة‬
‫والفرن�سية ودرا�س َة ال ُع ِ‬
‫ِ‬ ‫إجنليزية‬
‫ِ‬ ‫اللغة ال‬ ‫الف َع ّما تع ّل َم ْت ُه‪ ،‬ف َ‬
‫َهو َيتط َّل ُب �إجا َد َة ِ‬ ‫ف تمَ ا َم اِال ْخ ِت ِ‬
‫َعليم ًّيا � َآخ َر‪َ ،‬يخ َت ِل ُ‬
‫ت ِ‬
‫حل‬‫يك ْن �أما َمها من ٍّ‬ ‫فلم ُ‬
‫التقليدي‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫َعليمها‬ ‫ْ‬
‫تعرف ع ْن ُه يف ت ِ‬ ‫وهو ّمما مل‬
‫عام ِل‪َ ،‬‬ ‫أجهزة واملَ ِ‬‫ِ‬ ‫كالكيميا ِء وال ْأحيا ِء وا�س ِت ْخدا َم ال‬‫ِ‬
‫َم�ض ْت‬
‫عد َم ْرحلة‪ )2(»..‬ف َ‬
‫مر َحل ًة َب َ‬ ‫ُ‬ ‫قالت ‪ -‬رحمها َ‬
‫اهلل ‪�« :-‬أنْ �أعو َد على َبد ٍء ف� ُآخ ُذ‬ ‫� اّإل كما ْ‬
‫الطريق ِم ْن � َّأو ِله و�أ�ساي ُِر ُه ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املو�ص ُد الذي طاملا َو َقف ْ‬
‫َت �أما َمه‬ ‫مرح َل ًة حتى َب َل َغ ْت‪ ،‬وان َف َت َح �أما َمها ُ‬
‫الباب َ‬ ‫مرح َل ًة َ‬
‫اجلديد َ‬
‫َ‬ ‫التعليم‬
‫َ‬ ‫ُ�ساير هذا‬
‫بِ�صبرْ ٍ َوعز َمي ٍة ت ُ‬

‫(‪ )1‬قرية «�شربا تخوم»‪ )2( .‬على اجل�رس‪� ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪131‬‬
‫ثم نا َل ْت َ�شها َد َة‬ ‫العربي ِة ب ُِك َّلي ِة ال ِ‬
‫آداب عا َم ‪1939‬م َّ‬ ‫ّ‬ ‫اللي�سان�س املُمتا َز من ْ‬
‫ق�س ِم ال ّل َغ ِة‬ ‫َ‬ ‫فدخ َل ِت اجلام َع َة ونا َل ِت‬
‫َطويلاً ‪َ ،‬‬
‫عام ‪1950‬م‪.‬‬ ‫وذلك يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ثم نا َل ْت �شها َد َة الدكتوراه ِب َتق ِ‬
‫ْدير ْامتيازٍ‬ ‫ال�ش ِف‪ّ ،‬‬ ‫املاج�ست ِري �سن َة ‪1941‬م بمِ ْرت ََبة رَّ‬
‫تطاع ْت ت َْذلي َلها بِهِ َّم ِة املُ�س ِل ِم العا ِل َي ِة‪ِ ،‬ل َت ْبقى تجَ ْ ِرب ُتها ال َعمي َق ُة‬
‫ا�س َ‬‫عوبات با ِل َغ ٍة ْ‬
‫ٍ‬ ‫َو َهكذا َم َ�ض ْت حَ َم ّطاتُها ال ْت ِ‬
‫عليم ّي ُة ب ُِ�ص‬ ‫ ‬
‫َبات‪.‬‬ ‫الع ِلم َو َ‬
‫�سط ال َعق ِ‬ ‫طريق ِ‬
‫َ‬ ‫هاد ًّيا لمِ َ ْن َي�س ُل ُك‬
‫ونورا ِ‬
‫ً‬ ‫وحج ًة على املُ ِ‬
‫تكا�س ِل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫زا ًدا لمِ َ ْن �أرا َد �أنْ َيت َز َّو َد‪،‬‬

‫�أَ َت َف َّك ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫ين؟‬
‫القرنِ ال ِع رْ�ش َ‬
‫أوائل ْ‬ ‫ماعيَّ ُة َعلى َح َر َك ِة ال ْت ِ‬
‫عليم يف � ِ‬ ‫َّرت التَقالي ُد الاِ ْج ِت ِ‬
‫كيف �أث ِ‬
‫‪َ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫التعليم‬
‫ِ‬ ‫�سات‬
‫املر�أ ِة‪ ،‬بينَما افتَتَ َح ْت ُه ُم� َّؤ�س ُ‬
‫ليم ْ‬‫الديني العايل جَمالاً لتَ ْع ِ‬
‫ِّ‬ ‫عليم‬ ‫ين مَلْ تَفتَ ْح ُم� َّؤ�س ُ‬
‫�سات ال ْت ِ‬ ‫أوائل القرنِ ال ِع رْ�ش َ‬
‫‪ G‬يف � ِ‬
‫بت على َ‬
‫ذلك؟‬ ‫بي‪َ ،‬فما الآثا ُر التي تَرتَّ ْ‬
‫ال َغ ْر ِّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ديدها عن َقدميِها بلْ كانَ ْت ُك َّلما تق َّد َم ْت خط َو ًة فيه ا ْزدا َد ْت �إ ْدرا ًكا ِل َ‬
‫قيم ِة‬ ‫التعليم اجلا ِم ِع ِّي ملْ تُ َف ْ‬
‫نت ب َِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ G‬يف َط ِ‬
‫ريق عا ِئ َ�ش َة �إىل‬
‫ذلك؟‬ ‫ني الذي يمَ ْنَ ُحها ِ�س َم َة �أ�صالَ ٍة َوتَف َُّر ٍد بَينْ َ بَ ِ‬
‫نات جي ِلها‪َ .‬فماذا تَ ْ�ستن ِت ُج ِم ْن َ‬ ‫الر�صيد الثم ِ‬
‫ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�شاطئ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بنت‬
‫ال�صح ِف واملجلاّ ِت‬
‫ُ‬ ‫من‬ ‫دبي ِة � ْأن ُت�شارِ َك ُم َب ِّك ًرا يف َع ٍ‬
‫دد َ‬ ‫َ‬
‫مي ِة والأ ّ‬
‫الرحمن بمِ ْو ِه َب ِتها الع ِل َّ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستطاع ْت عا ِئ�ش ُة َع ِبد‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ميع َمقاال ِتها َت ْك ُت ُب تحَ َت‬
‫جتم ِعها‪ ،‬وكا َن ْت يف َج ِ‬
‫العام َة لمِ ُ َ‬ ‫ِ‬
‫احلياة َّ‬ ‫ومقاال ِتها التي َ‬
‫تناو َل ْت فيها ق�ضايا‬ ‫الل قَ�صا ِئ ِدها َ‬
‫ِم ْن ِخ ِ‬
‫ال�شاطئ”‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ا�سم ُم�ستعارٍ ُه َو ُ‬
‫“بنت‬ ‫ٍ‬

‫‪132‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫رحمها ُ‬
‫ت�سم ُح‬ ‫َقاليد جيلي ا ّلتي ملْ ت َُك ْن َ‬
‫بب ت ِ‬
‫اال�سم ب َِ�س ِ‬
‫َ‬ ‫ف�سي هذا‬ ‫اهلل ‪ْ �« :-‬أطلق ُ‬
‫ْت على َن ِ‬ ‫ال�شاطئ ‪َ ِ -‬‬
‫ِ‬ ‫بنت‬ ‫ُ‬
‫تقول ُ‬ ‫ ‬
‫قاليد وتجَ َ ُّن ًبا‬
‫احترِ ا ًما ِلل َت ِ‬
‫رمز ٍّي ْ‬ ‫ال�رضوري �أن � ْأظ َه َر ٍ‬
‫با�سم ِ‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫العام ِة وكانَ َ‬
‫احلياة َّ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالم ب ُِظ ِ‬
‫هور �أ�سمائِهِ َّن يف‬ ‫بنات ُع َلما ِء ال ِ‬
‫ِل ِ‬
‫ال ُك ِّل‬
‫باي َو جَم ِ‬ ‫ال�شاطئ ‪َ -‬فق َْد َخ َط َر بِبايل ِت ْل ًّ‬
‫قائيا ُم َت�أ ِّث ًرا بمِ َ ْه ِد َمو ِلدي َو َم ْل َع ِب ِ�ص َ‬ ‫ِ‬ ‫�سم ذا ُت ُه ‪ -‬ب ْن ُت‬
‫ِل َغ َ�ض ِب والدي‪ّ � ..‬أما اِال ُ‬
‫ال�شاط ِئ»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫با�سم «ب ْن ِت‬
‫النيل» فَوق َّْع ُت ْ‬
‫«�شاطئ ِ‬
‫ِ‬ ‫�إ ْلهامي‬

‫َاليد جُمتَ َم ِعها وبَينْ َ ِخ ْد َم ِتها ِل ْل ِع ْل ِم َو ِلدي ِنها جُ‬


‫ومتَ َم ِعها؟‬ ‫احترِا ِمها ِلأبيها وتَق ِ‬
‫فيق بَينْ َ ْ‬
‫كي َف ا�ستطا َع ْت عا ِئ َ�ش ُة الت ْو َ‬
‫‪ْ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�شاط ِئ»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِا�س ِم « ِب ْن ِت‬
‫والكتابَ ِة ب ْ‬
‫با�سمِ ها ِ‬
‫�رصيح ْ‬
‫الرحمن �إىل َع َد ِم ال ْت ِ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫بنت ِ‬ ‫‪ G‬اُذ ُك ْر َ�سبب ِ‬
‫ني َد َفعا بِعا ِئ َ�ش َة ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫بي يف ِخ ْد َم ِة ال ُقر� ِآن‪:‬‬


‫ال َأد ُب ال َع َر ُّ‬
‫لجام َع ِة‪ ،‬لذ ِل َك ال َع َج َب � ْأن َي َ‬
‫كون‬ ‫ال�شاط ِئ ِع ْن َد ُدخو ِلها ِل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مامات ِب ْن ِت‬‫الم ّي ُة �أُوىل ْاه ِت‬
‫الدرا�سات ال ْإ�س ِ‬
‫ُ‬ ‫ُت َع ُّد‬ ‫ ‬
‫عليها � ْأ�ستاذُها‬
‫أ�شار ْ‬ ‫ف َب ْع َد ذلك حي َنما � َ‬ ‫اخ َت َل َ‬
‫أمر ْ‬
‫ولك َّن ال َ‬ ‫تار ُه‪ِ ،‬‬‫جام ِع ٍّي َت ْخ ُ‬ ‫هو � ّأو َل َب ْح ٍث ِ‬ ‫زول ال ُقر� ِآن” َ‬
‫�ضوع “ ُن ِ‬ ‫َم ْو ُ‬
‫وه ْ�ض ِم الل َغ ِة التي َن َز َل ِبها ال ُقر� ُآن َ‬
‫را�س ِة الأ َد ِب َ‬ ‫ُ‬
‫الكر ُمي �إذا‬ ‫يل” ‪َ -‬ر ِحم ُه اهلل ‪ِ -‬ب� ْأن َت َّت ِج َه �إىل ِد َ‬ ‫ني ا ْ‬
‫خلو ُّ‬ ‫ال�شيخ “�أم ٌ‬
‫ُ‬ ‫وجها‬‫َو َز ُ‬
‫الدرا�سات الأ َد َّبي ِة‪َ ،‬وق ََ�ض ْت‬
‫ِ‬ ‫تاذها‪ ،‬فاتجَّ َ َه ْت �إىل‬ ‫�صيح ِة � ْأ�س ِ‬
‫ا�ستجاب ْت ِل َن َ‬
‫َ‬ ‫كان ِم ْنها � اَّإل �أن‬ ‫�أرا َد ْت � ْأن َت ْ�ش َت ِغ َل ِب ْ‬
‫تف�سري ِِه‪ ،‬فَما َ‬
‫كت ِب ُق َّو ٍة � َأه َّم‬
‫الم َّي ِة‪ ،‬وقد ْامت َل ْ‬
‫را�سات ال ُق ْر� َّآني ِة والإ ِْ�س ِ‬
‫ِ‬ ‫الد‬ ‫ِ‬
‫الطويلة �إىل ِّ‬ ‫هذه الرح َل ِة‬
‫ثم عا َدت َب ْع َد ِ‬‫عاما‪َّ ،‬‬ ‫�رشين ً‬‫فيها َن ْح َو ِع َ‬
‫هي “اللغ ُة العر ِب َّي ُة”‪.‬‬ ‫ِ‬
‫�أ َدواتها َو َ‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ال�ص َغ ِر �أن �أُ ْ�ص ِغ َي ب ُِك ِّل ِو ْجداين �إىل هذا القُر� ِآن‪ ،‬و�أنْ �أ ْت ُل َو �آيا ِت ِه يف ت�أ ُّث ٍر‬
‫نذ ِ‬‫ْت ُم ُ‬‫ال�شاطئ‪�« :‬أَ ِلف ُ‬
‫ِ‬ ‫بنت‬‫َقول ُ‬‫ت ُ‬ ‫ ‬
‫ُراث‬
‫أ�صيل ما ِلل َع َرب ِّي ِة من ت ٍ‬ ‫الن�صو�ص‪ ،‬واتِّ�صايل ِب� ِ‬
‫ِ‬ ‫الوعي‪ � ،‬اّإل َب ْع َد ت ََخ ُّ�ص�صي يف ِد َ‬
‫را�س ِة‬ ‫ِ‬ ‫�شوع‪ ،‬ولك ّني لمَ ْ � ِأع َبيا َنه َح َّق‬
‫وخ ٍ‬ ‫ُ‬
‫الن�ص املُ ْح َك ِم‪.)1(»..‬‬ ‫هور ًة �أما َم َج ِ‬
‫الل هذا ِّ‬ ‫الد ْر ِ�س‪َ ،‬و ِف ْق ًها ِللعرب َِّي ِة‪َ ،‬و َقف ُ‬
‫ْت َم ْب َ‬ ‫�أ َدبِي‪ُ ،‬‬
‫فك ْن ُت ُك ّلما از َد ْد ُت َت َع ُّمقًا يف َّ‬ ‫ٍّ‬

‫(‪ )1‬التف�سري البياين‪� ،‬ص‪.14‬‬


‫‪133‬‬
‫ا�ستَ ْن ِت ْج ثَالثَ ًة منها‪.‬‬ ‫ال�شاطئ ‪َ -‬ر ِح َمها اهللُ ‪� -‬إىل ِع َّد ِة َعوا ِملَ �سا َه َم ْت يف تَ ُّ‬
‫عم ِق َو ْعيِها بِبَيانِ القُر�آنِ الكر ِمي‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫�شري ب ْن ُت‬
‫‪ G‬تُ ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫إ�سالميَّ ُة‪:‬‬
‫الدرا�سات القر�آ ِنيَّ ُة وال ِ‬
‫ُ‬

‫والف ْقهِ َّي ِة‬


‫حلد ِي َّثي ِة ِ‬
‫را�سات ال ُق ْر�آ ِن َّي ِة وا َ‬
‫ِ‬ ‫الد‬
‫ديد من ِّ‬ ‫إنتاجا ِع ْل ِم ًّيا و�أ َد ِب ًّيا كَ ً‬
‫بريا(‪�َ )1‬ش َم َل ا ْل َع َ‬ ‫ال�شاطئ � ً‬‫ِ‬ ‫َت َركَ ْت ب ْن ُت‬ ‫ ‬
‫والف ْكرِ املُ ْ�ستنريِ‪ ،‬ومن � ْأبرزِ م�ؤ َّلفا ِتها يف‬ ‫جاه ِد ِ‬
‫ذات ال َق َل ِم املُ ِ‬
‫مة العالمِ َ ِة ِ‬
‫�ش َف ًة للمر� ِأة املُ ْ�س ِل ِ‬
‫�صور ًة ُم رْ ِ‬
‫َ‬ ‫والأ َد ِب َّي ِة التي � ْأظ َه َر ْت‬
‫الدرا�سات ال ُق ْر� ّآني ِة وال ْإ�س ِ‬
‫الم َّي ِة ما َيلي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫جَم ِ‬
‫ال‬

‫البيان للقر� ِآن الكر ِمي‪:‬‬


‫�سري يِ ُّ‬
‫‪ .1‬الت ْف ُ‬
‫لوم ِ‬
‫اللغة‬ ‫التبحرِ يف ُع ِ‬
‫من ُّ‬ ‫ل َّنها كا َن ْت تمَ َت ِل ُك �أدوا ِت ِه َ‬ ‫تاب ا ِ‬
‫هلل � اّإل ِ أ‬ ‫�صدى ِل َت ْف�س ِري ِك ِ‬
‫ال�شاطئ � ْأن َت َت ّ‬
‫ِ‬ ‫كان ِل ِب ْن ِت‬
‫ما َ‬ ‫ ‬
‫ال�شاطئ يف ِبنا ِء‬
‫ِ‬ ‫بنت‬ ‫البالغ َّي ِة‪ِ ،‬‬
‫وقد اع َت َم َد ْت ُ‬ ‫ِ‬ ‫وق �أ�رسارِ ِه‬ ‫ين و َت ُّذ ِ‬ ‫العربي ِة والقر� َّآني ِة اللذين َم َّكناها من ِ‬
‫فهم �إعجازِ ِه البيا ِّ‬ ‫َّ‬
‫وابط �صارِ َم ٍة‬
‫اح َتوى على َ�ض َ‬ ‫يل وا ّلذي ْ‬ ‫ال�شيخ �أمنيٍ اخلو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫من � ِ‬
‫أ�ستاذها‬ ‫منه ِج ال ْتف�س ِري ا ّلذي � َ‬
‫أخذ ْت ُه ْ‬ ‫ين على َ‬ ‫َت ْف�سريِها البيا ِّ‬
‫ود ِه وبمِ ُخت َل ِف‬ ‫ور ِ‬ ‫ِ‬
‫موا�ض ِع ُ‬ ‫كل‬ ‫دون ا�س ِت ْقرا ٍء ِ‬
‫كام ٍل ِل ِّ‬ ‫لفظا قُر� ًّآنيا َ‬ ‫الن�ص القر�آنيِ ِّ وتف�سري ِِه‪َ ،‬‬
‫فهو لمَ ْ ُي ِج ْز � ْأن ُيف�سرِّ َ ً‬ ‫را�س ِة ِّ‬ ‫ِع ْن َد ِد َ‬
‫دون َت َت ُّب ٍع َدقيقٍ ِل ُك ِّل �آيا ِت ِه يف ا ِمل ْ�ص َح ِف َ‬
‫مع َت َد ُّبرِ ِ�سيا ِقها‬ ‫ين َ‬‫مو�ضوع قُر�آ ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫تاب ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬كما �أ َّن ُه لمَ ْ ُيب ِْح َت َ‬
‫ناول � ِّأي‬ ‫ِ�ص َي ِغ ِه يف ِك ِ‬

‫واختار ْت َلها ِق َ‬
‫�صار ال�سورِ‬ ‫َ‬ ‫املنه ِج‪،‬‬
‫�سار ْت َعلى هذا َ‬ ‫وقد َ‬ ‫العظيم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫وال�سور ِة‪َ ،‬و ِ�سيا ِقها ِّ‬
‫العام يف‬ ‫َ‬ ‫اخلا�ص يف ال ِآية‬
‫ِّ‬
‫املو�ضوع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�شترِ ِاكها يف َو ْح َد ِة‬

‫اللغوي‬
‫ِّ‬ ‫الرتادف‬
‫ِ‬ ‫ين ‪ -‬م�شكل ُة‬ ‫كمنهج التف�س ِري البيا ِّ‬
‫ِ‬ ‫آنية‬
‫الدرا�سات القر� ِ‬
‫ِ‬ ‫جمال‬
‫الع�رشات يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ني م�ؤلفًا م ْنها‬
‫عن الأربع َ‬ ‫يزيد ِ‬
‫ال�شاطئ ما ُ‬
‫ِ‬ ‫بنت‬
‫ترك ْت ُ‬ ‫(‪َ )1‬‬
‫آنية ‪-‬‬
‫الدرا�سة القر� ِ‬
‫ِ‬ ‫منهج‬
‫إرادة ‪ُ -‬‬ ‫وتطبيق ‪ -‬القر�آنُ وحر َّي ُة ال ِ‬
‫ٌ‬ ‫منهج‬
‫ٌ‬ ‫�سورة الع� ِرص‬
‫ِ‬ ‫تف�سري‬
‫ُ‬ ‫أكرب ‪-‬‬
‫العربية ال ُ‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬ ‫ين للقر�آنِ ‪-‬‬‫يف �ضو ِء التف�س ِري البيا ِّ‬
‫والتف�سري‬
‫ُ‬ ‫إ�رسائيليات‬
‫ُ‬ ‫ين ‪ -‬ال‬
‫العربية يف البيانِ القر�آ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وحقوق الإن�سانِ ‪ -‬من �أ�رسارِ‬ ‫احلرية ‪ -‬القر�آنُ‬
‫ِ‬ ‫آنية ‪ -‬الإ�سال ُم وق�ضايا‬‫الدرا�سة القر� ِ‬
‫ِ‬ ‫جديد من‬‫ٌ‬
‫املعا�رص‪ ،‬ويف جمال احلديث ال�رشيف قامت بتحقيق مقدمة ابن ال�صالح وحما�سن اال�صطالح لل�رساج البلقيني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إ�سالمي‬
‫ُّ‬ ‫والفكر ال‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬القر�آنُ‬

‫‪134‬‬
‫ال�شاطئ يف التَّف�س ِري البَيا ِّين للقُر�آنِ الكر ِمي‪ .‬ح ِّد ْدها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بنت‬
‫القاع َد ِة التي انطلق َْت منها ُ‬
‫قر ُة ال�سابِق ُة �إىل ِ‬
‫‪� G‬أ�شا َر ِت ال ِف َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫البيان ِلل ُقر� ِآن الكر ِمي‪:‬‬


‫‪ .2‬الإ ْعجا ُز يِ ُّ‬
‫حو َلها‪�َ ،‬س ٌ‬
‫واء‬ ‫قيل يف ق َِ�ض َّي ِة ال ْإعجازِ وما �أُ َ‬
‫ثري ْ‬ ‫ال�شاطئ كلَّ ما َ‬
‫ِ‬ ‫ين ِللقر� ِآن َ‬
‫تناو َل ْت ِب ْن ُت‬ ‫يف ِد ِ‬
‫را�سة ال ْإعجازِ البيا ِّ‬ ‫ ‬
‫وقام ْت‬ ‫ناو َل ِت ال ْإعجا َز ال ُقر�آ َّ‬
‫ين‬ ‫فات التي َت َ‬ ‫الم َّي ِة‪ ،‬كما َ‬
‫تناو َل ْت � َأه َّم امل�ؤ ّل ِ‬ ‫الف َر ِق ال ْإ�س ِ‬
‫وال ِ‬
‫وال املُ رْ�شِكني �أو �أ ْق ِ‬
‫من �أ ْق ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫بمِ ُناق ََ�ش ِتها‪.‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ين دونَ‬
‫جاز البيا ِّ‬
‫ق�ض َّي ُة ال ْإع ِ‬
‫قد َ�ش َغل ْتني ِ‬
‫الكرمي»‪ْ :‬‬
‫ِ‬ ‫ال�شاطئ يف ُمق َِّد َم ِة كتابِها «ال ْإعجا ُز البيانيِ ُّ للقُر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫بنت‬ ‫ت ُ‬
‫َقول ُ‬ ‫ ‬
‫الباه َر ِة ما َلف َتني �إىل مو ِق ِف‬ ‫والدرا�سات القر�آ ِن َّي ِة‪ ،‬تجَ ّلى يل من � ِ‬
‫أ�رسار ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬
‫ا�ش ِتغايل بالتف�س ِري البيا ِّ‬ ‫ناء ْ‬ ‫�أن �أتجَّ ِ َه َل ُه ْ‬
‫ق�ص ًدا‪ ،‬ف�أ ْث َ‬
‫ِ�سور ٍة‬
‫ْيان ب َ‬
‫عن الإت ِ‬ ‫عجز ِه ْم ِ‬ ‫او َل ٍة َم ْن ِ‬
‫هج َّي ٍة يف ف َْه ِم ِ‬ ‫ال َع َر ِب ال َأ�صال ِء من املُ ْع َج َز ِة القر�آ ِن َّي ِة يف ع� ِرص املَ ْب ِ‬
‫عث‪َ ،‬و َو َّجهني �إىل حُم َ‬
‫املتوا�ض َع ِة‬
‫ِ‬ ‫املحاو َل ِة‬
‫َ‬ ‫هم‪ ..‬وهذا ُه َو جَم ُ‬
‫ال‬ ‫أل�س َن ِت ْ‬ ‫ِم ْن ِم ْث ِل هذا القر� ِآن‪ ،‬وق َْد تحَ ّد ُاه ْم �أنْ َيفْعلوا‪ ،‬وال َع َرب َِّي ُة ُلغ ُت ُهم َ‬
‫والبيانُ َط ْو ُع � ِ‬
‫ْ�سريا‬
‫رمي‪َ ،‬تف ً‬ ‫الك ِ‬ ‫البيان القر�آنيِ ِّ ‪ ،‬ال � ْأج َح ُد بِها ُجهو َد ال�س َل ِف ال�صا ِل ِح يف ِخد َم ِة القُر� ِآن َ‬
‫ِ‬ ‫جاز‬
‫فهم � ْإع ِ‬ ‫التي �أُق َِّد ُمها اليو َم يف ِ‬
‫انته ْت خطواتُهم‪ ،‬وا ِث َق ًة �أنَّ‬
‫حيث َ‬‫ُ‬ ‫الطريق الذي �سرِ ْ ُت فيه‬
‫ِ‬ ‫و� ْإعرا ًبا َو َبالغَ ًة و� ْإعجا ًزا‪ ،‬وق َْد َز ّو َدتْني بمِ َعالمِ َ ِ‬
‫هاد َي ٍة على‬
‫ال�صالح‬
‫ِ‬ ‫ال�سلف‬
‫ِ‬ ‫الباه َر ِة ما تُ�ضيفُه �إىل عطا ِء‬ ‫�سوف تجَ ْ َتلي من � ِ‬
‫أ�رسار ِه ِ‬ ‫َ‬ ‫اجلهد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ني تبد�أُ من ُ‬
‫حيث انتهى بِنا‬ ‫عدنا ح َ‬ ‫ال َ‬
‫أجيال َب َ‬
‫عنه ْم»(‪.)3‬‬
‫اهلل ُ‬‫ر ِ�ضي ُ‬
‫َ َ‬
‫ال�شاطئ �إىل دِرا�س ِة الإعجا ِز البيا ِّين للقُر�آنِ َ‬
‫الكر ِمي؟‬ ‫ِ‬ ‫بنت‬ ‫باب الّتي َّ‬
‫وج َه ْت َ‬ ‫‪ G‬ما ال ْأ�س ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫عبد اجلبارِ ‪ -‬دال ِئ ُل الإعجازِ للجرجاين ‪� -‬إعجا ُز القر�آنِ‬


‫والعدل للقا�ضي ِ‬
‫ِ‬ ‫التوحيد‬
‫ِ‬ ‫للخطابي ‪ -‬املُ ْغني يف � ِ‬
‫أبواب‬ ‫ِّ‬ ‫ؤلفات‪َ :‬بيانُ �إعجازِ القر�آنِ‬ ‫هذه امل� ِ‬
‫من ِ‬‫(‪ْ )2‬‬
‫‪135‬‬
‫أزرق‪� ،‬ص ‪.12-13‬‬
‫ابن ال ِ‬ ‫ُ‬
‫وم�سائل ِ‬ ‫الكرمي‬
‫ِ‬ ‫ين للقر�آنِ‬
‫للباقالين‪ )3( .‬الإعجا ُز البيا ُّ‬
‫وحتقيقات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫درا�سات‬
‫ٌ‬ ‫‪.3‬‬
‫من املُ ْب َتد�أِ �إىل املُ ْن َتهى‪،‬‬ ‫ال�شاطئ َعلى ِق َّ�ص ِة الإ ْن ِ‬
‫�سان َ‬ ‫ِ‬ ‫هام ٌة‪َ ،‬و َق َف ْت فيها ب ْن ُت‬ ‫را�س ٌة ع ِل َّ‬
‫مي ٌة َّ‬ ‫“د َ‬‫إن�سان‪ِ :‬‬ ‫ �أ‪َ .‬م ٌ‬
‫قال يف ال ِ‬
‫رورا‪،‬‬
‫وا�ض ًعا وغُ ً‬
‫و�ض ْع ًفا َت ُ‬ ‫ال�صور ِة الإن�سا ِن َّي ِة يف خُ ْمت ِل ِف � ْأحوا ِلها‪َّ ،‬‬
‫قو ًة ُ‬ ‫َ‬ ‫ُم َت َت ِّب َع ًة َخ َّط القر� ِآن الكر ِمي يف � ْإظهارِ ِ‬
‫هذه‬
‫مرح َل ِة َ‬
‫الك ْد ِح‬ ‫هاية‪ ،‬وما بي َنهما ِم ْن َ‬
‫ثم يف ال ّن ِ‬
‫ِداي ِة ّ‬ ‫ر�س َم ُه القر� ُآن للإ ْن ِ‬
‫�سان يف الب َ‬ ‫ثم َب َّي َن ِت َّ‬
‫اخلط املَ�صري َّ‬
‫ِي ا ّلذي َ‬
‫ِ‬
‫واجل ِّد‪.‬‬

‫ِا�سم ال ْتف�س ِري الع� ِرص ِّي َم ْن ي َّدعي �أ َّن َ‬


‫هناك بَ رَ�شًا قبلَ �آد َم‪َ .‬‬
‫كيف تر ُّد عليه ُم َ�ستعينًا بال ِفق َْر ِة ال�سا ِب َق ِة؟‬ ‫‪َ G‬ظ َه َر ب ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الدرا�ستَينْ ِ َت ْن ِق َي َة الفكرِ ال ْإ�س ِ‬


‫الم ِّي‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫الفكري”‪ :‬وقد �أرا َد ْت بها َت ْ‬
‫ِّ‬ ‫ائيليات يف الغزوِ‬
‫ُ‬ ‫الب رَ�شِ” و”الإ�سرْ‬
‫أعداء َ‬
‫ب‪ُ �“ .‬‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫إ�رسائيليات‪.‬‬ ‫من ال‬ ‫ممِ ّا � َ‬
‫أ�صاب ُه َ‬
‫رت فيها �صور َة املُ ْ�س ِل ِم‬
‫الم َّي ِة‪ْ � ،‬أظ َه ْ‬
‫ال�شخ ِ�ص َّي ِة ال ْإ�س ِ‬
‫ْ‬ ‫وهي درا�س ٌة قُر�آ ِن َّي ٌة لمِ ُ َق ِّو ِ‬
‫مات‬ ‫َ‬
‫“ال�شخ ِ�ص َّي ُة ال ِ‬
‫إ�سالم َّي ُة”‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫جـ‪.‬‬ ‫ ‬
‫ال�سوي ِة الّتي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ال�صورة‬ ‫ني ا ّلذين يريدون َت ْ�شوي َه ِ‬
‫هذه‬ ‫الكر ِمي‪ ،‬وق ََّد َم ْت من ِخال ِلها ر ًّدا على املُغر�ض َ‬ ‫يف ال ُقر� ِآن َ‬
‫أتباع هذا الدين‪.‬‬ ‫�أرا َدها ُ‬
‫اهلل ل ِ‬

‫�أُ َو ِّ�ض ُح‪:‬‬

‫والرجل على �أنَّها َعال َق ٌة انْ ِ�سجا ِميَّ ٌة تَكا ُم ِليَّ ٌة َ‬


‫ولي�س ْت تَ�صا ُد ِميَّ ًة تنا ُف ِ�سيَّةً‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ظر ال ْإ�سال ُم �إىل ال َعال َق ِة بَ َ‬
‫ني املر�أ ِة‬ ‫‪ G‬يَ ْن ُ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﱪ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫(التوبة ‪.)71‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﱪ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫(�آل عمران ‪.)195‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﱪ‪( .‬الأحزاب ‪.)35‬‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫‪136‬‬
‫و�ض ْح ذلك‪.‬‬
‫والرجل فيما كانَ بينَها وبَينْ َ ز ْوجِ ها‪ِّ ..‬‬
‫ِ‬ ‫ني املر�أ ِة‬ ‫الدرا�سات القر�آنيّ ُة مُتثِّلُ مَن ً‬
‫وذجا ِلهذا التكا ُم ِل ب َ‬ ‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ومتَ َم ِعها‪:‬‬ ‫َدو ُرها يف ُم جَ َ‬


‫عال ِة ق�ضايا دينِها جُ ْ‬
‫ثار ِة يف جُ ْم َت َم ِعها‪ ،‬فكا َن ْت‬
‫ال�ساخ َن ِة املُ َ‬
‫ِ‬ ‫�ساه َم ْت يف َع َد ٍد َ‬
‫من ال َق�ضايا‬ ‫فح�س ُب‪َ ،‬بلْ َ‬ ‫تاب ِة ْ‬ ‫الك َ‬‫ال�شاطئ ِب ِ‬
‫ِ‬ ‫ملْ َتك َت ِف ب ْن ُت‬ ‫ ‬
‫الم‬ ‫الف ْكرِ َّي ِة الّتي َ‬
‫خا�ض ْتها ِب ُق َّو ٍة‪ ،‬انطالقًا ِم ْن عالمِ ِ َّي ِة ال ْإ�س ِ‬ ‫وارات ِ‬
‫ِ‬ ‫�شفًا ِم َن ِ‬
‫احل‬ ‫راءها ِ�س ِجلاًّ ُم رَ ِّ‬ ‫ف ِ‬
‫حا�س َم ٌة َخ ّل َف ْت َو َ‬ ‫َلها َموا ِق ُ‬
‫كان ِم ْن‬‫ديد والأ�صا َل ِة‪َ ،‬و َ‬ ‫التج ِ‬ ‫واج َه ِت ِه لمِ ُ ْ�ش ِكال ِتها ب َتوا ُز ٍن َي ْج َم ُع َبينْ َ ْ‬
‫ياة املُ َت َط ِّو َر ِة‪َ ،‬و ُم َ‬
‫حاجات الحْ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫لود ِه َو�إيفا ِئ ِه ِب‬
‫وخ ِ‬‫ُ‬
‫هري ُة ِل ْل َبها ِئ َّي ِة‪ ،‬كما َت َب َّن ْت ِب ْن ُت‬
‫ال�ش َ‬
‫واج َه ُتها َّ‬‫الكر ِمي‪َ ،‬و ُم َ‬ ‫الع�صرْ ِِّي ِل ْل ُقر� ِآن َ‬ ‫الف ْكرِ ِّي َح ْم َل ُتها ِ�ض َّد �أ ْدعيا ِء الت ْف�س ِري َ‬ ‫هادها ِ‬‫ِج ِ‬
‫ني‪ ،‬وق َْد تجَ َ ّلى َ‬
‫ذلك يف‬ ‫فاعا َو ِد َ‬
‫را�س ًة َو َر ًّدا على ُ�ش ُب ِ‬
‫هات املغر�ض َ‬ ‫أ�صيل) ِد ً‬ ‫(م ْن َم ْنظورٍ � ْإ�س ِ‬
‫الم ٍّي � ٍ‬ ‫أي�ضا قَ�ضايا املَ ْر� ِأة ِ‬‫ال�شاطئ � ً‬
‫ِ‬
‫عد َد ٍة‪َ � ،‬أه ُّمها‪:‬‬
‫ف ُم َت ِّ‬ ‫َموا ِق َ‬
‫والق َّ�ص ِة الأ َد ِب َّي ِة‪ ،‬واملُحا�ضرَ َ ِة‬
‫ال�ص َحفي‪ِ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫طيع ِم ْن َو�سا ِئ َل كالمْ َ ِ‬
‫قال َ‬ ‫تخ ِد َم ًة يف َ‬
‫ذلك كُ لَّ ما َت�س َت ُ‬ ‫حقوق املر� ِأة ُم ْ�س ْ‬
‫ِ‬ ‫�أ‪ِ .‬د ُ‬
‫فاعها عن‬
‫الع ْل ِم َّي ِة‪.‬‬
‫والدرا�س ِة ِ‬
‫َ‬ ‫الثقا ِف َّي ِة‪،‬‬

‫املر� ِأة) التي اع َتبرَ ْت � َّأن كُ لاًّ ِم َن ُ‬


‫الرج ِل واملَ ْر� ِأة‬ ‫تحَ‬ ‫الك ْ�ش ِف عن ا ْن ِح ِ‬ ‫جهو ُدها البارِ َز ُة يف َ‬
‫(ح َركَ ُة ْ ريرِ ْ‬ ‫و�ض ِ‬
‫الل َ‬ ‫راف َ‬ ‫ب‪ُ .‬‬
‫ال�ص ُح ِف‬ ‫الل َمقاال ِتها يف ُّ‬
‫ال�شاط ِئ ِم ْن ِخ ِ‬
‫ِ‬ ‫فقام ْت ِب ْن ُت‬
‫الرج ِل‪َ ،‬‬ ‫تتح َّر َر ِم ْن ُظ ْل ِم ُ‬
‫وخ ْ�صمنيِ ‪ ،‬وعلى املر� ِأة � ْأن َ‬
‫َع ُد َّو ْي ِن َ‬
‫لوط ِة عن تحَ ْ ريرِ املَ ْر� ِأة‪َ ،‬وكَ َ�ش َف ْت َ�ض َ‬
‫الل َح َركَ ِة ال ْتحريرِ يف َع َد ِم‬ ‫فاهيم املَ ْغ َ‬ ‫حيح ِ‬
‫هذه املَ ِ‬ ‫َو ُبحو ِثها يف املُ�ؤَتمَ ِ‬
‫رات ِب َت ْ�ص ِ‬
‫الن‪.‬‬‫كام ِ‬ ‫يكان ُم َت ِ‬
‫واملر� ِأة رَ�ش ِ‬
‫الرج ِل ْ‬ ‫وبي َن ْت � َّأن كُ لاًّ ِم َن ُ‬ ‫التح ُّررِ وال َّت َح ُّل ِل‪َّ ،‬‬
‫تمَ ْييزِ ها َبينْ َ َ‬
‫ثم ِن�سا ِء‬ ‫ِ ِ‬
‫ال�صور َة الأ�صي َلة ل ْل َمر�أة َب ْد ًءا “ب� ِّأم ِّ‬
‫النبي ‪َّ h‬‬ ‫َ‬ ‫عن املْر� ِأة املُ ْ�س ِل َم ِة � ْأظ َه َر ْت فيها‬ ‫مو�سوع ًة ِع ْل ِم ّي ًة ُم َ‬
‫باركَ ًة ِ‬ ‫ج‪َ  .‬ت ْقد ُميها ْ‬
‫اهلل عنها ‪ ”-‬و“ال�سي َد ِة �سكي َن َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫دة زي َنب ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عنها ‪”-‬‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫و“ال�سي ِ ْ َ‬
‫ِّ‬ ‫النبي ‪”h‬‬ ‫النبي ‪ِ َ ”h‬‬
‫و“بنات ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المي‪.‬‬
‫املجتمع ال ْإ�س ِّ‬
‫ِ‬ ‫املر� ِأة يف َت ْطويرِ‬
‫دورِ ْ‬ ‫ِ‬
‫الرتاج ِم � َأه ِّم َي َة ْ‬ ‫هذه‬ ‫من ِخ ِ‬
‫الل ِ‬ ‫حيث َد َع َم ْت ْ‬
‫ُ‬

‫‪137‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ َو�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫ال�شاطئ ‪َ -‬ر ِح َمها اهللُ‪:-‬‬


‫ِ‬ ‫من �أقوالِ ب ْن ِت‬ ‫ ‬
‫املر� ِأة ال َع َر َّبي ِة‬
‫بجديدٍ َعلى ْ‬
‫لي�س َ‬ ‫َ�ض ُل يف َم ْن ِحه َلها‪ ،‬كما �أنَّ هذا َّ‬
‫احلق َ‬ ‫لي�س ِل َأحدٍ الف ْ‬
‫أكيد َ‬ ‫املر�أ ُة ‪ -‬رَ ْ‬
‫�ش ِع ٌّي � ٌ‬ ‫�أ‪« .‬ف ََحقُّها ‪� -‬أي ْ‬
‫الزمان»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫َدمي‬
‫منح ُه لها ال ْإ�سال ُم من ق ِ‬ ‫ولكن َح ٌّق َ‬ ‫ْ‬ ‫املُ ْ�س ِل َم ِة‪ ،‬وال ُي ْن َ�س ُب �إىل حُ َم ِّرري ْ‬
‫املر� ِأة يف هذا ال َع�صرْ ِ احلاليِ ِّ ‪،‬‬
‫قوالت �شا ِئ َع ٍة‬
‫ٍ‬ ‫ال�شخ�ص َّي ِة بمِ َ‬
‫ِ‬ ‫را�س ِة َن ِّ�ص ِه املُ ْح َك ِم‪ُ ،‬ك ْن ُت ُم َعق ََّد َة‬
‫�ص يف ِد َ‬ ‫خ�ص ُ‬
‫آيات القُر� ِآن وال َت ُّ‬ ‫ب‪« .‬ق َْب َل �أنْ ُي َ‬
‫تاح يل ت ََد ُّب ُر � ِ‬
‫حيحها‪ِ ،‬م ْنها َم َثلاً ‪� :‬أنَّ‬ ‫الم‪ ،‬وملْ َيق ِْ�ص ْد � َأح ٌد ‪ -‬فيما � ْأع َل ُم ‪ -‬لل َن َظ ِر فيها وت َْ�ص ِ‬ ‫كتاب ال ْإ�س ِ‬ ‫عن الأنثى‪ ،‬حَ ْممول ٍة على ِ‬ ‫ِ‬
‫الكام ِل‪.)2(»..‬‬
‫ِ‬ ‫�سان‬ ‫هام ِ�ش ّيةٌ‪ ،‬ال ت َْعدو �أن تَكونَ ِ�ض ْل ًعا من � ْأ�ض ِ‬
‫الع �آ َد َم‪ ،‬الإ ْن ِ‬ ‫حواء خَ ْملو َق ٌة جا ِن ّبي ٌة ِ‬
‫َ‬
‫والرجل �أو‬
‫ِ‬ ‫الو ْه ِم َّي ُة ال�شا َّذةُ‪َ ،‬بينْ َ ْ‬
‫املر� ِأة‬ ‫ال�ضحايا � اّإل ب�أنْ تحُ ْ َ�س َم ِن ًّ‬
‫هائيا هذه اخل�صو َم ُة َ‬ ‫من َ‬ ‫�سبيل �إىل تجَ َ ُّن ِب َمزيدٍ َ‬ ‫ج‪« .‬ال َ‬
‫َهي اب َن ُت ُك ْم‪ ،‬و�أخ ُت ُك ْم‪،‬‬
‫ريق‪ ،‬ف َ‬
‫الط ِ‬‫واحدٍ ‪َ ،‬ف ْل َتكونوا َم َعها َعلى َّ‬
‫من جا ِن ٍب ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك ما ال َي َت َحق َُّق ْ‬ ‫َب ْي َنها َو َبينْ َ المْ ُ ْج َت َم ِع‬
‫فيكم»(‪.)3‬‬ ‫هلل فيها َو ُ‬
‫واذكروا �آي َة ا ِ‬ ‫نيك ْم‪َ ،‬و�صا ِن َع ُة ُم�ستقب ِل ُكم‪ُ ،‬‬
‫ياة‪َ ،‬و َرفي َق ُة ال ُع ْم ِر‪ ،‬وهي أ� ُّم َب ُ‬ ‫حل ِ‬ ‫يك ُة ا َ‬ ‫َو رَ�ش َ‬
‫َ‬

‫التاريخ ال ْإ�سال ِم ِّي؟‬


‫ِ‬ ‫ال�شاط ِئ �إىل البَ ْح ِث َع ْن َ�ش ْخ ِ�صيَّ ِة امل َ ْر َ�أ ِة امل ُ ْ�س ِل َم ِة َع رْ َب‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما العوا ِملُ الّتي َد َف َع ْت ِب ْن َت‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ِفاعها عن َق�ضايا ْ‬
‫املر�أ ِة؟‬ ‫ال�شاط ِئ يف د ِ‬
‫ِ‬ ‫أ�ساليب التي ا�ستخ َد َم ْتها ِب ْن ُت‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما ال‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�ضحايا يف ا ُخل�صو َم ِة الّتي كانَ ْت‬
‫املزيد ِم َن َّ‬
‫نب ِ‬ ‫الرحمن ‪َ -‬ر ِح َمها اهللُ ‪ِ -‬لتَ ْج ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما ا َحللُّ الذي تَ ْط َر ُح ُه الدكتور ُة عا ِئ َ�ش ُة ِ‬
‫عبد‬
‫والرج ِل؟‬
‫ُ‬ ‫بَينْ َ املَر�أ ِة‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫املر�أة‪� ،‬ص ‪.15‬‬


‫رير ْ‬‫إ�سالمي ِل َت ْح ِ‬
‫ُّ‬ ‫رير املر� ِأة‪� ،‬ص ‪ )2( .6‬الإهرام ‪ )3( .8/8/1968‬املفهو ُم ال‬
‫إ�سالمي ي َت ْح ِ‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬املفهو ُم ال‬
‫‪138‬‬
‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬
‫با�سم التَفْ�س ِري ال َع�صرْ ِ ِّي‪َ .‬فماذا كانَ ْت تَق ِْ�ص ُد من ورا ِء‬ ‫ال�شاط ِئ ب َِح ْم َل ٍة َق ِويَّ ٍة ِ�ض َّد امل ُ ْن َحرف َ‬
‫ني يف تَفْ�س ِري القُر�آنِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ G‬قا َم ْت ِب ْن ُت‬
‫ذلك؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫دو ُرها الثقافيِ ُّ وال ِعلْم ُِّي‪:‬‬


‫لي�س‬
‫العلمي َ‬ ‫ِّ‬ ‫الثقافي ِة وح�ضورِ ها‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بجهودها‬ ‫والفكري ِة‬
‫ّ‬ ‫العلمي ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫احلياة‬ ‫كبري يف �إثرا ِء‬
‫دور ٌ‬ ‫ِ‬
‫ال�شاطئ ٌ‬ ‫كان ِ‬
‫لبنت‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫أول امر�أ ٍة تحُ ا�ضرِ ُ يف الأ ْز َهرِ ‪ ،‬كما كا َن ْت �أُ ْ�ستاذ ًة‬ ‫الع َر ِبي وال ْإ�س ِ‬
‫الم ِّي‪َ ،‬ف َق ْد كا َن ْت � َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يف موطنها ف ََح ْ�س ُب و�إنمَّ ا يف عاملنا َ ِّ‬
‫واملغرب‪َ ،‬و َت َخ َّر َج َعلى َي َد ْيها � ْأج ٌ‬
‫يال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وال�سعودية‬ ‫ِ‬
‫إمارات‬ ‫وبريوت وال‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ال�سودان واجلزائرِ‬ ‫اجلام ِ‬
‫عات يف‬ ‫زا ِئ َر ًة ِل َكث ٍري ِم َن ِ‬
‫جال‬‫والتعليمي َعلى المْ َ ِ‬
‫ُّ‬ ‫بالتدري�س ِبها‪ ،‬ولمَ ْ َي ْق َت�صرِ ْ َد ْو ُرها الثقافيِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ول َع َر ِب َّي ٍة َ‬
‫قام ْت‬ ‫رين ِم ْن ِت ْ�س ِع ُد ٍ‬ ‫ِم َن ا ْل ُع َلما ِء والمْ ُ َف ِّك َ‬
‫�شاركَ ْت يف َع َد ٍد كَ ب ٍري‬
‫َت ِب ُع ْ�ضوِ َّي ِتها‪ ،‬كما َ‬
‫�شف ْ‬‫ئات الثقا ِف َّي ِة الّتي رَ َّ‬
‫والهي ِ‬
‫ْ‬ ‫ا ْل ِع ْل ِمي ف ََح ْ�س ُب‪َ ،‬ب ِل ْام َت َّد �إىل كَ ث ٍري ِم َن المْ ُ� َّؤ�س ِ‬
‫�سات‬ ‫ِّ‬
‫الدين‬
‫ِ‬ ‫�ضاريا ل ْإ�سهاما ِتها يف ِخ ْد َم ِة‬
‫�شقًا ِل ْل َم ْر� ِأة املُ ْ�س ِل َم ِة‪َ ،‬و َر ْم ًزا َح ًّ‬
‫الع َر ِب َّي ِة والعالمَ ِ َّي ِة كا َن ْت فيها َو ْج ًها ُم رْ ِ‬ ‫ِم َن املُ�ؤْتمَ ِ‬
‫َرات َ‬
‫ِ‬
‫والع ْل ِم‪.‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪:‬‬

‫ال�شاط ِئ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الربيد َّي َو َ�س ِّجلْ ما تَ ْ�ستَ ْن ِت ُج ُه ِم ْن َدال ِئ ِل تَ ْكر ِمي ِب ْن ِت‬
‫‪ G‬تَ�أ َّملْ هذا الطاب َع ِ‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫‪139‬‬
‫الزوج ُة ا ُمل ْخلِ َ�ص ُة والأُ ُّم ال�صابِ َر ُة‪:‬‬
‫َ‬

‫اخلا�ص ِة التي كا َن ْت فيها‬ ‫َّ‬ ‫ناج َح ًة يف َحيا ِتها‬


‫الع ْل ِم َّي ِة ف ََح ْ�س ُب َبلْ كا َن ْت ِ‬ ‫ناج َح ًة يف حيا ِتها ِ‬ ‫ِ‬
‫ال�شاط ِئ ِ‬ ‫ لمَ ْ َت ُك ْن ِب ْن ُت‬
‫الع ْل ِم َّي ُة ِم ِن ْاع ِتبارِ َن ْف ِ�سها‬
‫تاذ َّي ُتها وال َمكا َن ُتها ِ‬ ‫الو ِف َّي ُة ِل َز ْو ِجها الّذي قا َد ُخ ُطوا ِتها ِ‬
‫الع ْل ِم َّي َة‪َ ،‬ف َل ْم تمَ ْ َن ْعها � ْأ�س ِ‬ ‫ِن ْع َم ْ‬
‫الزو َج ُة َ‬
‫هي ال َت ْفت�أُ ُت ُ‬
‫�شيد ِب َف ْ�ض ِل ِه كُ لَّ حنيٍ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِت ْل َ‬
‫ميذ ًة َعلى َد ْر ِبه‪َ ،‬و َ‬
‫�سري ِة ِ‬
‫الع ْل ِم‪،‬‬ ‫كما � َّأن َر ْو َع َتها يف ال�صبرْ ِ ال َت ِق ُّل َعلى َر ْو َع ِتها يف َم َ‬ ‫ ‬
‫الز َم ِن‪،‬‬
‫ات َ‬ ‫واج َه ِة ّ‬
‫عادي ِ‬ ‫إناب ِة ِه َي رِ دا�ؤُها يف ُم َ‬ ‫ال�ص ِرب وال َ‬
‫واب ْ‬ ‫ف َق ْد كا َن ْت �أ ْث ُ‬
‫يل‪َ ،‬و ْه َي يف َر َي ِ‬
‫عان َ�شبا ِبها‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫ليل �أمنيٍ اخلو ِّ‬ ‫من َف ْق ِدها ِل َز ْو ِجها العالمِ ِ ا َ‬
‫جل ِ‬
‫ال�شاطئ يف رثا ِء زوجِ ها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫بنت‬
‫من �أ�شعا ِر ِ‬
‫لئ‬ ‫قلمها يمَ َت ُ‬
‫َكان ُ‬‫ِف ْقدا ِنها ال ْثنَينْ ِ ِم ْن � ْأبنا ِئها يف َحيا ِتها‪� :‬أكْ َم ُل و�أمي َن ُة”‪ ،‬ف َ‬
‫ني ال ُ‬
‫أجل‪..‬‬ ‫�إىل �أنْ يح َ‬
‫احلائرة‪..‬‬ ‫الوقفة‬ ‫بهذه‬
‫علي ِ‬
‫عز‬ ‫لك ّن ُه ال َي ْك ُت ُب � اّإل ما ُي ْر�ضي َّ‬
‫الرب َّ‬ ‫زان يف َن ْف ِ�سها‪ِ ،‬‬
‫ِمدا ًدا من خَ ْم َز ِن ال ْأح ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�س�أبقى حمكو ًما َّ‬
‫وموت‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ني حيا ٍة‬
‫على املع ِرب �ضائع ًة ب َ‬ ‫َو َجلَّ ‪.‬‬
‫ال�شوط الباقي‪..‬‬
‫ِ‬ ‫انتظر دوري يف اجتيازِ‬
‫ُ‬ ‫وامل�صاب َر ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ال�شاطئ) ِب َ‬
‫ال�صبرْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ( ِب ْن ُت‬ ‫عب ِد ْ‬
‫الرح ِ‬ ‫طاع ْت عا ِئ َ�ش ُة ْ‬
‫ا�س َت َ‬ ‫ ‬
‫املقيم‪:‬‬
‫الراحل ِ‬
‫ِ‬ ‫و�أر ِّد ُد يف � ِأثر‬ ‫أ�سو ًة ُخ ُل ِق ّي ًة َو ِع ْل ِم ّي ًة ِلل ْأج ِ‬
‫يال رِ اً‬
‫جال‬ ‫كون � َ‬
‫فاح‪ْ � ،‬أن َت َ‬ ‫ثاب َر ِة ِ‬
‫والك ِ‬ ‫وال�صرْ ارِ واملُ َ‬
‫ْ إِ‬
‫تكن‪..‬‬
‫هلل �إن ْ‬ ‫َ‬
‫عليك �سال ُم ا ِ‬ ‫موم‬ ‫الواع َي ِة التي َت ُ‬
‫عي�ش ُه َ‬ ‫�شقًا ِل ْل َم ْر� ِأة املُ ْ�س ِل َم ِة ِ‬
‫�ساء‪ ،‬وكا َن ْت ِب َح ٍّق نمَ وذ ًَجا ُم رْ ِ‬‫َو ِن ً‬
‫عرب َت �إىل الأخرى‪..‬‬
‫ْ‬ ‫ف رِ �سا َل َتها‪َ ،‬و َت ْع َم ُل َعلى تحَ ْ ِ‬
‫قيقها‪.‬‬ ‫� َّأم ِتها‪َ ،‬و َت ْعرِ ُ‬
‫فنحن على اجل�رسِ‪.‬‬
‫ُ‬

‫َوفاتُها‪:‬‬
‫ُتوفِّي ْت ‪ -‬ر ِحمها ُ‬
‫بعد َحيا ٍة حا ِف َل ٍة َ‬
‫بالعطا ِء‬ ‫ِ‬
‫املوافق ‪ 1‬يناير �سن َة ‪ 1998‬م َ‬ ‫اهلل ‪ -‬يف ‪� 12‬شعبان �سن َة ‪ 1419‬هـ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫الع ْل ِم ِّي والأ َد ِب ِّي ِق َّ�ص َة املَ ْر� ِأة املُ ْ�س ِل َم ِة‬
‫تاجها ِ‬ ‫إ�سالم َّي ِة‪َ ،‬يروي ِ‬
‫زاخ ُر �إ ْن ِ‬ ‫الف ْكرِ ِّي والإ ْن�سانيِ ِّ ‪َ ،‬و َ�س َت ْبقى خا ِل َد ًة يف ِ‬
‫ذاك َر ِة ال َّأم ِة ال ِ‬ ‫ِ‬
‫إ�سالم َّي ِة َورِ ْف َع ِتها‪..‬‬
‫نه�ض ِة � َّأم ِتها ال ِ‬ ‫جاه ِد يف َ�س ِ‬
‫بيل َ‬ ‫�صاح َب ِة ال َق َل ِم املُ ِ‬
‫ِ‬
‫“فنحن على ِ‬
‫اجل�سرْ ِ”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عليك يا عا ِئ�ش ُة‪ ،‬ف� ْإن تكوين َعبرَ ْ ِت �إىل ال ِ‬
‫آخرة‬ ‫هلل ِ‬‫�سالم ا ِ‬
‫ُ‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬على اجل�رس‪� ،‬ص‪.13‬‬


‫‪140‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫‪ G‬ال ِع ْل ُم واملع ِر َف ُة ال يُف َِّرقانِ بَينْ َ َر ُج ٍل وامر�أ ٍة‪� ،‬إلاّ �أنَّهما يَ ْحتاجانِ للجِ ِّد واملثابَ َر ِة والق ُْد َر ِة على �إ ْعمالِ ال َعق ِْل‪َ ،‬و ِّ�ض ْح ذلك من‬
‫ال�شاط ِئ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بنت‬‫درا�س ِت َك ِل َ�ش ْخ ِ�صيَّ ِة ِ‬‫َ‬ ‫ِخاللِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫‪َ  G‬علِّلْ ما يَلي‪:‬‬


‫ال�رش ِع َّي ِة التي َن َ�ش�أَ ْت َع َل ْيها‪.‬‬
‫لوم ْ‬ ‫الع ِ‬ ‫أكادميي َة ِبالأ َد ِب‪ُ ،‬م َغيرِّ َ ًة بذلك اتجِّ َ‬
‫اهها َن ْح َو ُ‬ ‫َّ‬ ‫را�س َتها ال‬ ‫ِ‬
‫ال�شاط ِئ ِد َ‬ ‫‪َ -‬ب َد� ْأت ِب ْن ُت‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫املدر�س ِّي‪.‬‬ ‫وا�ص َل ِة ِ‬
‫تعليمها‬ ‫ِ‬
‫ال�شاط ِئ يف ُم َ‬ ‫أمام ِب ْن ِت‬
‫�سن الثالث َة ع�رش َة يمُ ِّث ُل عائقًا � َ‬
‫‪ -‬كا َنت ُّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫ال�شاط ِئ َعلى املركَ زِ ال َّأو ِل َعلى ُم ْ�س َتوى َمدارِ ِ�س‬ ‫عام ‪َ 1929‬ح َ�ص َل ْت ِب ْن ُت‬
‫مات يف ِ‬ ‫ِ‬
‫كفاءة املع ِّل ِ‬ ‫امتحان َ�ش ِ‬
‫هادة‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬يف‬
‫املُ َع ِّل ِ‬
‫مات يف ال ُق ْطرِ املَ�صرْ ِِّي‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪141‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫ال�صها ِل َز ْوجِ ها َو ِّ�ض ْح ذ َ‬
‫َلك‪.‬‬ ‫الزوج ِة و� ْإخ ِ‬
‫َ‬ ‫وا�ض ِع‬
‫ال�شاط ِئ َد ْر ً�سا ِلتَ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪َ G‬ق َّد َم ْت ِب ْن ُت‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫الدرا�سات القْر�آنِيَّةِ؟‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما ال َعوا ِملُ الّتي �سا َه َم ْت يف نُ ِ‬
‫بوغ ِب ْن ِت ال�شاطِ ِئ ال ِع ْلمِ ِّي يف جَمالِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫املجاالت التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ال�شاط ِئ يف كلٍّ َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫لبنت‬
‫العلمي ِ‬
‫ِّ‬ ‫إنتاج‬ ‫‪ G‬مثّلْ بنموذج ِ‬
‫ني من ال ِ‬
‫الدرا�سات القر� َّآنيةُ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫إ�سالمي ِة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ات ال‬
‫ال�شخ�صي ِ‬
‫ّ‬ ‫تراجم‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�رشيف‪:‬‬
‫ُ‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪142‬‬
‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫در�س التف�س ِري‬
‫املتبع يف ِ‬
‫املنهج ُ‬
‫ُ‬ ‫ين»‪« :‬كانَ‬
‫«التف�سري البيا ُّ‬
‫ُ‬ ‫الطبعة الأوىل من كتابِها‬
‫ِ‬ ‫مة‬
‫مقد ِ‬
‫ال�شاطئ يف ّ‬
‫ِ‬ ‫بنت‬ ‫ُ‬
‫تقول ُ‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫يفعل املف�رسونَ من قد ٍمي‪ ،‬ح ّتى‬ ‫نحو ما كانَ‬
‫ين على ِ‬
‫الن�ص القر�آ ّ‬
‫فهم ِّ‬
‫الزمان تقليد ًّيا �أثر ًّيا ال يتجاو ُز َ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ربع قرنٍ َ‬
‫نحو ِ‬
‫�إىل ِ‬
‫التقليدي»(‪.)1‬‬
‫ِّ‬ ‫النمط‬
‫ِ‬ ‫عن َ‬
‫ذلك‬ ‫فخرج ِبه ْ‬
‫َ‬ ‫�شيخنا الأ�ستا ُذ اخلويل‬
‫جاء ُ‬‫َ‬
‫ني اخلو ِّيل» والّذي اتب َع ْت َ‬
‫نهجه يف‬ ‫املنهج الّذي ا�ست َق ْت ُه من �أ�ستاذِها «�أم ٍ‬
‫ِ‬ ‫�ضوابط‬
‫ِ‬ ‫الكتاب عن‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ابحث يف مق ّدم ِة هذا‬
‫تف�س ِريها البيا ِّين‪.‬‬

‫(‪ )1‬التف�سري البياين‪ ،‬ط‪� ،7‬ص ‪.13‬‬


‫‪143‬‬
‫الدر�س ال�سابع‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬ ‫� ُ‬
‫جوانب �شخ�صي ِته‪.‬‬
‫ِ‬
‫«حممد �إقبالٍ » يف‬
‫أهم‬
‫أكت�شف � َّ‬
‫جناح‬
‫ُ‬ ‫مد �إِق َْبالٍ » و�‬
‫«م ِ‬‫ف �سري َة حُ َ‬ ‫أتعر ُ‬
‫‪َّ � -‬‬ ‫العالمة محمد إقبال‬
‫ِ‬ ‫العوامل التي �أ َّد ْت �إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أهم‬
‫أ�ستنتج � َّ‬
‫‪ُ �-‬‬

‫من‬
‫والدعوية‪.‬‬
‫الب املَ ْع ِ‬
‫ِ‬
‫من ُط ِ‬
‫أدبية‬
‫العلمي ِة وال ِ‬ ‫َّ‬ ‫م�سري ِته‬
‫رحمه اهلل‬
‫رفة الذين ا�ستفادوا ْ‬ ‫واحدا ْ‬
‫ً‬ ‫أحر�ص �أنْ �أكونَ‬ ‫ُ‬ ‫‪�-‬‬
‫«حممد �إقبالٍ »‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جتربة‬
‫ِ‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ َت َف َّك ُر‪:‬‬

‫أنا�سا �أفذا ًذا حم ُلوا على ِ‬


‫عاتقهم‬ ‫�ض لها يف ِّ‬ ‫يجد �أنَّ َ‬
‫كل ع� ٍرص � ً‬ ‫قد َّقي َ‬
‫اهلل تعاىل ْ‬ ‫إ�سالمية ُ‬
‫ِ‬ ‫لتاريخ � َّأم ِتنا ال‬
‫ِ‬ ‫املتتب َع‬
‫ �إنَّ ِّ‬
‫العامل‪.‬‬
‫ِقاع ِ‬ ‫من ب ِ‬ ‫بل جت َّلى يف ِّ‬
‫كل بقع ٍة ْ‬ ‫يقت�رص َ‬
‫ذلك على منطق ٍة دونَ �أخرى‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫همو َمها‪ ،‬ووقفُوا حياتَهم خلدم ِتها‪ ،‬وملْ‬
‫ك�شمري‪،‬‬
‫َ‬ ‫ريا�ض‬
‫ج�سمها يف ِ‬
‫ُ‬ ‫نبت‬
‫نوعها‪َ ،‬‬
‫من ِ‬‫علمها‪ ،‬فريد ٍة ْ‬ ‫إ�سالمي ٍة َّ‬
‫فذ ٍة يف ِ‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صي ٍة �‬
‫ّ‬ ‫نقف �أما َم‬
‫نحن اليو َم ُ‬
‫وها ُ‬ ‫ ‬
‫أمتع الآذانَ‬
‫ذكره‪ ،‬و� َ‬ ‫«حممد �إقبالٍ »‪ ،‬الّذي ملأَ ال َ‬
‫أر�ض ُ‬ ‫ُ‬ ‫البنجابي‬
‫ُّ‬ ‫املفكر‬
‫ُ‬ ‫من �ضيا ِء َّ‬
‫مكةَ‪� ،‬إ َّنه‬ ‫َت ْ‬
‫قد انبثق ْ‬
‫روحها ِ‬
‫لكن َ‬
‫َّ‬
‫فكره‪.‬‬ ‫َ‬
‫العقول ُ‬ ‫أنار‬
‫�شعر ُه‪ ،‬و� َ‬
‫ُ‬
‫إن�ساني ِة‪،‬‬
‫إ�صالحي ِة‪ ،‬وتطلعا ِته ال ّ‬
‫ّ‬ ‫وفكره امل�ستن ِري‪ ،‬ودعو ِته ال‬
‫ِ‬ ‫العلمي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫من رحل ِته‬
‫حمطات ْ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫و�سوف نرك ُز على‬ ‫ ‬
‫الوطني ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومواقفه‬
‫ِ‬

‫ن�ش�أتُه و َت ْعلي ُم ُه‪:‬‬


‫‪� G‬أما َمك خريط ٌة ل�شب ِه القا ّر ِة الهنديّ ِة‪ ،‬ح ّد ْد عليها موق َع «منطق ِة‬
‫البنجاب»؟‬
‫ِ‬
‫البنجاب‬
‫ِ‬ ‫مدن‬
‫«�سيالكوت»‪� ،‬إحدى ِ‬
‫َ‬ ‫حممد �إقبالٍ يف‬
‫ولد ُ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫التا�سع‬
‫َ‬ ‫املوافق‬
‫ِ‬ ‫القعدة ل�سنة ‪ 1294‬هـ ‪/‬‬
‫ِ‬ ‫من ذي‬
‫الثالث ْ‬
‫ِ‬ ‫الغربية‪ ،‬يف‬
‫ِ‬
‫وقد ن�ش�أَ يف بيئ ٍة م�سلم ٍة و�أ�رس ٍة حمافظ ٍة‬
‫نوفمرب عا َم ‪1877‬م‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫الح ‪.‬‬
‫ِال�ص ِ‬
‫ُعرفت ب َّ‬
‫نور‬
‫«ال�شيخ ِ‬
‫ِ‬ ‫�سن ّ‬
‫مبكر ٍة على ِيد �أبيه‬ ‫تعليمه يف ٍّ‬‫َ‬ ‫بد�أَ‬ ‫ ‬
‫والفل�سفة‬
‫ِ‬ ‫احلكمة‬
‫ِ‬ ‫م�سائل‬
‫ِ‬ ‫واملعرفة يف‬
‫ِ‬ ‫حممدٍ » ا ّلذي َّ‬
‫متي َز بالذكا ِء‬
‫وجا َز االم ِتحانَ‬ ‫التحق بمِ در�س ٍة �إجنليزيّ ٍة يف َب ْل ِ‬
‫دته‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫أدب‪ّ ،‬‬
‫وال ِ‬

‫‪144‬‬
‫َار�س َّي ِة وال َعرب َِّي ِة يف ُ‬
‫الك َّلي ِة‬ ‫اللغة الف َ‬
‫أ�ستاذ ِ‬ ‫«مري َح َ�س ْن» � ِ‬
‫تاذ ِ‬‫ف بِال ْأ�س ِ‬ ‫حيث َت َع َّر َ‬
‫بلد ِه ُ‬
‫حق بكلي ٍة فيِ ِ‬‫ثم ال َت َ‬‫ِامتيازٍ ‪َّ ،‬‬ ‫الأَ َ‬
‫خري ب ْ‬
‫اب َّ‬
‫الذ ِك ِّي �أيمَّ ا َت�أثريٍ‪،‬‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫َّ‬ ‫لم‪ ،‬ف�أ َّث َر فيِ‬ ‫ذين َي ْط َبعونَ ت َ‬
‫َالميذهم بِطا َب ِعهم‪ ،‬و َي ْبع ُثونَ ِفيهم َذ ْو َق ِ‬
‫الع َ‬ ‫من املُعلم َ‬
‫ني ا َّل َ‬ ‫وكانَ ْ‬
‫اب»‬
‫الب ْن َج ِ‬
‫امعة َ‬
‫«ج ِ‬
‫احلكومي ِة يف َ‬
‫ّ‬ ‫بالكلي ِة‬
‫ّ‬ ‫الهور وال َت َح َق‬
‫َ‬ ‫مدينة‬
‫ِ‬ ‫ثم َر َ‬
‫حل �إىل‬ ‫إ�سالمي ِة‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اب ال‬
‫َافة والآ َد ِ‬
‫فيه ُح َّب ال َّثق ِ‬ ‫َوغَ َ‬
‫ر�س ِ‬
‫در�سا فيِ ُ‬
‫الك ِّل ِية َنف ِْ�سها‪.‬‬ ‫آداب‪ ،‬ف ََد َرج َة املَاج�ست ِري‪َّ ،‬‬
‫ثم ُعينَّ َ ُم ً‬ ‫ان�س فيِ ال ِ‬
‫اللي�س ِ‬ ‫ريقة‪ ،‬و َن َ‬
‫ال َدرج َة َ‬ ‫ال َع ِ‬
‫أجل درا�س ِتها فيِ َ�ضو ِء املَ ِ‬
‫فاهيم‬ ‫قرب من � ِ‬ ‫عن ٍ‬ ‫الغرب ْ‬
‫ِ‬ ‫بح�ضارة‬
‫ِ‬ ‫لالت�صال‬
‫ِ‬ ‫ال�سفر �إىل �أوروبا‬
‫َ‬ ‫قر َر‬
‫عام ‪1323‬هـ َّ‬
‫يف ِ‬ ‫ ‬
‫بالعلم‬
‫ِ‬ ‫أ�صيلة‪ ،‬وليد ّل َل على �أنَّ �صل َة ال ِ‬
‫إ�سالم‬ ‫إ�سالمية ال ِ‬
‫ِ‬ ‫القي ِم ال‬
‫مع َ‬ ‫تتعار�ض َ‬
‫ُ‬ ‫علومها ا َّل ِتي ال‬
‫من ِ‬ ‫واال�ستفادة ْ‬
‫ِ‬ ‫المي ِة‪،‬‬
‫ال ْإ�س ّ‬
‫العلم يف ِّ‬
‫كل زمانٍ ومكانٍ ‪.‬‬ ‫طلب ِ‬ ‫امل�سلم َ‬
‫ِ‬ ‫�صل ٌة ُوثيقة ال ُّ‬
‫تنفك ُعراها‪ ،‬و�أنَّ على‬
‫بزيارة‬
‫ِ‬ ‫ثم قا َم‬
‫ودر�س الفل�سف َة والقانونَ ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫كامربدج»‬
‫َ‬ ‫«جامعة‬
‫ِ‬ ‫التحق بـ‬
‫َ‬ ‫«حممد �إقبالٍ » �إىل �إجنلرتا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫و�صل‬ ‫بعد �أنْ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫الد ْكتوراه يف الف ِ‬
‫َل�سفة‪.‬‬ ‫باللغة الإنجْ ِليز ّي ِة ‪َ -‬ن َ‬
‫ال بها َد َرج َة ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقد َم ر�سال ًة ‪-‬‬
‫ميونخ»‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫«جامعة‬
‫ِ‬ ‫التحق بـ‬
‫َ‬ ‫حيث‬
‫�أملانيا‪ُ ،‬‬

‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬

‫الطريق لمِ ْن ال يَ ْع ِر ُف َه َد َف ُه»‪ .‬فما الأ ْه ُ‬


‫داف التي خ َّط َط لها حُ‬
‫«مَم ُد �إ ْقبالٍ » ع ْن َد �سف ِره �إىل �أوروبَا؟‬ ‫َ‬ ‫‪« G‬ال َعامل ُ ال يَف َْ�س ُح‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫رحلت ُه ال ِعلْ ِميَّ ِة‪:‬‬


‫مد �إق َْبالٍ » يف َم ْد َر َ�ستنيِ ا ْثنتنيِ ‪ :‬الأُولىَ هي َم ْد َر�س ُة ال َث ِ‬
‫قافة‬ ‫«م ُ‬
‫رج حُ َ‬‫لقد ت ََخ َ‬ ‫ ‬
‫رو�سها ما َبينْ َ الهِ ْن ِد وانجْ ِ لترْ ا‬ ‫را�سات ال َغرب َِّية ا ّلتي ملْ ي َز ْل َي َتق ُ‬
‫َلب يف ف ُُ�صو ِلها و ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫والد‬
‫ِ‬
‫ال�ش ِق‬ ‫ناه ِلها‪َ ،‬ح َّتى �أَ ْ�ص َب َح ِم ْن �أَف ِ‬
‫ْذاذ رَّ‬ ‫و أ�لمْ ا ْنيا‪َ ،‬يق َْر�أُ َعلى �أَ�ساتذ ِتها البارع َ‬
‫ني‪ ،‬و َيرتَوي ِم ْن َم ِ‬
‫ربية‪.‬‬
‫قافة ال َغ ِ‬
‫المي يف ال َّث ِ‬
‫ال ْإ�س ِ‬
‫ر�س ِة لمَ ا انف ََ�س َح ل ُه‬
‫مار َهذه املَ ْد َ‬ ‫حل ِّد ْ‬
‫واك َتفَى ِب ِث ِ‬ ‫مد �إقْبالٍ ِع ْن َد هذا ا َ‬
‫َف حُ َم ُ‬‫ولو وق َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫المي ِة‪َ ،‬ولمَ ا كانَ �أك َرث ْ‬
‫من � ْأ�ستاذٍ �أو‬ ‫الف ْك ِ‬
‫رية وال َع ْبقر ّي ِة ال ْإ�س ّ‬ ‫عامة ِ‬ ‫الع ْل ّ‬
‫مي ِة وال َّز ِ‬ ‫دارة ِ‬
‫ال�ص ِ‬
‫موقع َّ‬
‫ُ‬

‫‪145‬‬
‫لود‬
‫وخ ِ‬ ‫َ�ض َل فيِ َع ْبقَر ّي ِة �إقْبالٍ ُ‬
‫ني‪� ،‬إنَّ الف ْ‬
‫كبار ال ُعلما ِء والأدبا ِء وامل�ؤلف َ‬
‫من ِ‬‫الكثري ْ‬
‫َ‬ ‫طويه الزمانُ كما َطوى‬
‫أديب َي ِ‬
‫ُم�ؤ ِل ٍف �أو � ٍ‬
‫ْكار ْ‬
‫بل‬ ‫َ�ش ُح الأف َ‬ ‫اريخ ْ‬
‫بل َت ِل ُد ُه‪ ،‬وال ت رْ َ‬ ‫أ�صيلة ا َّلتي ال ُت َع ِل ُم ال َّت َ‬ ‫ُلوب‪َ ،‬ي ْر ِج ُع �إىل املَ ْد ِ‬
‫ر�سة ال ِ‬ ‫قول والق ِ‬
‫فوذ ِه يف ال َع ِ‬
‫آثار ِه و ُن ِ‬
‫� ِ‬
‫القلب والوجدانُ ‪ ،‬و ُم ْر ِ�ش ُدها و ُمربِيها ُه َو الإميانُ‬
‫ُ‬ ‫داخ ِلي ٌة َي ْحم ُلها الإ ْن�سانُ َمع ُه أ� ْي َنما كانَ ‪ ،‬حَم ُّلها‬
‫ت ََ�ض ُعها‪َ ،‬فهِ َي َم ْد َر�س ٌة ِ‬
‫�صغريا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال‬ ‫كنفها ُ‬
‫منذ �أنْ كانَ ِطف ً‬ ‫وامها‪� ،‬إنها املدر�س ُة القر� ّآني ُة ا ّلتي ن�ش�أَ ُ‬
‫حممد �إقبالٍ يف ِ‬ ‫در ق َُو ِتها و َد ِ‬‫َم ْن َب ُع ِحكم َتها و َم ْ�ص ُ‬

‫مد �إ ْقبَا ٍل»‬ ‫كوين َ�ش ْخ ِ�صيَّ ِة حُ َ‬


‫«م ِ‬ ‫العوام ُل امل� ُ‬
‫ؤثرة يف َت ِ‬
‫َ‬
‫الف�ضل‬ ‫أرجع‬ ‫احلديث ع ْنها يف ُكتب ِِه و� ِ‬
‫أ�شعاره و� ْإليها � َ‬ ‫َ‬ ‫مد �إق َْبالٍ » َع ُ‬
‫وامل عديد ٌة‪ْ � ،‬أكثرَ َ‬ ‫«م ِ‬
‫�صي ِة حُ َ‬ ‫لقد �أ َّث ْ‬
‫رت يف َ�ش ْخ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫احل�ضارة املاد ّي ِة بِكاف ِّة ُم ْغريا ِتها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وثباته �أما َم‬
‫ِ‬ ‫متا�سكه‬
‫ِ‬ ‫وقوة‬
‫عقليته ِ‬
‫ِ‬ ‫�شخ�صي ِته وبنا ِء‬
‫ّ‬ ‫تكوين‬
‫ِ‬ ‫يف‬

‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫هم ْت فيِ تَ ْك ِ‬
‫وين َ�ش ْخ ِ�صيَّ ِت ِه‪:‬‬ ‫مد �إ ْقبالٍ » و� ْأ�س َ‬
‫«مَ ِ‬ ‫ا�ستنبط ال َعوا ِملَ الَّتي �أث ْ‬
‫َّرت يف تَربي ِة حُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ G‬ت�أملْ ال َ‬
‫أقوال الآتيةَ‪َّ ،‬ثم‬
‫أجيبه‬
‫أفعل‪ ،‬ف� ُ‬ ‫يوم‪ ،‬وكانَ ك َّلما ر�آين �س�أ َلني َّ‬
‫عما � ُ‬ ‫كل ٍ‬‫من ِّ‬
‫ال�صبح ْ‬
‫ِ‬ ‫�صالة‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫الكرمي َ‬
‫ِ‬ ‫تالوة القر� ِآن‬
‫ِ‬ ‫«عودين �أبي َعلى‬
‫‪َّ -‬‬
‫هلل‪ ،‬ف ِل َم ت�س�أ ُلني‬
‫كتاب ا ِ‬
‫َ‬ ‫قلت ل ُه‪ :‬يا والدي! �إ َّن َك تراين �أتلو‬
‫يوم ُ‬‫وذات ٍ‬
‫َ‬ ‫وهو‪�« :‬إنيِّ �أقر�أُ القر�آنَ »‪،‬‬
‫نف�سه َ‬
‫اجلواب َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫عليك‬ ‫لك‪« :‬اقر�أِ القر�آنَ وك�أ َّن ُه َ‬
‫نزل‬ ‫رحمه اهلل ُ‪� :-‬أر ْد ُت �أنْ � َ‬
‫أقول َ‬ ‫َ‬
‫فقال ‪َ -‬‬ ‫اجلواب؟‬
‫َ‬ ‫برغم معرف ِتك‬‫ذات ال�س� ِؤال‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫اقتب�س ُت‪،‬‬
‫أنواره ما ْ‬
‫من � ِ‬‫ومعانيه‪ ،‬فكانَ ْ‬
‫ِ‬ ‫دواخل كلما ِته‬
‫ِ‬ ‫ُبل على‬ ‫الوقت بد�أْ ُت � َّ‬
‫أتفه ُم القر�آنَ ‪ ،‬و�أق ُ‬ ‫ِ‬ ‫فمنذ َ‬
‫ذلك‬ ‫الآنَ »‪ُ ،‬‬
‫نظم ُت»‪.‬‬
‫بحره ما ْ‬
‫ومن ِ‬
‫ْ‬
‫املدينة»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أثمد‬
‫تحلت ب� ِ‬
‫ُ‬ ‫هر ُل ِّبي و َي ْغ ِ�ش َي ب�رصي‪ ،‬وذلك لأ َّن ِني ْاك‬
‫الغربي ِة �أنْ ُي ْب َ‬
‫ّ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫بريق‬
‫ي�ستطع ُ‬
‫ْ‬ ‫‪« -‬مل‬
‫فت ب َِو ْط أ� ِت ِه‬ ‫العظيم ا َّلذي ت رَ َّ‬
‫َ�ش ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س ِيد‬ ‫أتباع َ‬
‫ذلك َّ‬ ‫من � ِ‬
‫عاب‪ ،‬ف�إنيِّ ْ‬ ‫�صت ال َّنجو َم وا ْنقادت ليِ َ ِ‬
‫ال�ص ُ‬ ‫‪« -‬ال ت َْع َجبوا �إذا ا ْق َت َن ُ‬
‫وم»‪.‬‬
‫من ال ُّن ُج ِ‬
‫َ�صارت � ْأعلى ق ََد ًرا َ‬
‫ْ‬ ‫باء ف‬
‫حل ْ�ص ُ‬‫ا َ‬
‫عيمها»‪.‬‬ ‫ال�س َح ِر» وال تحَ ْ ْ‬
‫رمني َن َ‬ ‫ولكن ال ت َْ�س ِل ْبني اللذ َة بِـ «�أ َّن ِة َّ‬
‫ْ‬ ‫رب‬
‫ئت يا ُّ‬ ‫ْ‬
‫«خذ ِم ِّني ما ِ�ش َ‬ ‫‪-‬‬
‫ياة»‪.‬‬
‫حل ِ‬ ‫َرار ِة َ�ش ْخ ِ�ص َّي ِت َك َح َّتى ت َْك َت ِ�ش َ‬
‫ف �سرِ َّ ا َ‬ ‫وادخ ْل يف ق َ‬
‫ُ‬ ‫ِك‪،‬‬ ‫‪�« -‬أ ْن ِز ْل يف � ْأع ِ‬
‫ماق َق ْلب َ‬
‫أ�رسار‬
‫لوك � ُ‬‫َت َعلى هذا املَ ْم ِ‬ ‫ذه املَ ْع ِرف َِة ا ْن َ‬
‫ك�شف ْ‬ ‫ال�ص ِاد ِق وتمَ ََّ�س َك ِب� ِ‬
‫آداب َه ِ‬ ‫ب ّ‬ ‫ِف�ضل ا ُ‬
‫حل ِّ‬ ‫‪�« -‬إنَّ الإ ْن�سانَ �إذا َع َر َ‬
‫ف َنف َْ�س ُه ب ِ‬
‫ال�صالحِ ني ال َي ْع ِرفونَ � ْأخ َ‬
‫الق ال َثعا ِل ِب»‪.‬‬ ‫هلل َّ‬
‫يان‪ ،‬و�أنَّ عبا َد ا ِ‬
‫الف ْت ِ‬
‫الق ِ‬
‫من � ْأخ ِ‬ ‫لوك‪� ..‬إنَّ ال�صرَّ اح َة وا ُ‬
‫جلر أ� َة ْ‬ ‫املُ ِ‬

‫‪146‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الكام ُل‪:‬‬
‫الإنْ�َس ُان َ‬
‫مال‪ ،‬وهو‬ ‫جل ِ‬ ‫واحلياة وا َ‬
‫ِ‬ ‫ُوة‬
‫�سانية و الق ِ‬
‫حمل معانيِ َ الإ ْن ِ‬ ‫�سلم) ا َّلذي َي ُ‬ ‫هو (املُ ُ‬
‫حممد �إقبالٍ َ‬
‫كر ِ‬ ‫ُ‬
‫الكامل يف ِف ِ‬ ‫الإ ْن�سانُ‬ ‫ ‬
‫جاع ِت ِه وق َُّو ِت ِه‬
‫وف ب َِ�ش َ‬ ‫ب وا َ‬
‫خل ِ‬ ‫أهل ا ُ‬
‫جل نْ ِ‬ ‫ال�ش ِك َّ‬
‫والظ ِن ب�إميا ِن ِه ويقي ِن ِه‪ ،‬و َبينْ َ � ِ‬ ‫أهل َّ‬
‫ني � ِ‬‫الذي ميتا ُز ب َ‬ ‫امل�سلم ا ِمل َثا َّ‬
‫يل ِ‬ ‫َ‬ ‫بذلك يعني‬
‫هوات وتمَ َُّر ِد ِه‬
‫ال�ش ِ‬ ‫من َّ‬ ‫هوات واملَنا ِف ِع ِب َت َج ُّر ِد ِه َ‬
‫ال�ش ِ‬
‫�سانيته‪ ،‬وبينَّ َ ُع َّب ِاد َّ‬
‫ِ‬ ‫عوب ِب�آفا ِق ِه و�إ ْن‬
‫وال�ش ِ‬ ‫وان ّ‬ ‫وحي ِة‪ ،‬و َبينْ َ ُع َّب ِاد الأ ْل ِ‬
‫الر َّ‬
‫ُّ‬
‫عي�ش ب ِِر�سا َل ِت ِه و ِل ِر�سا َل ِت ِه‪ ،‬ف َْه َو‬
‫وكبرَ ِ َنف ِْ�س ِه‪ ،‬ا َّلذي َي ُ‬ ‫لأ َث َر ِة والأنا ِن َي ِة ِب ُز ْه ِد ِه و� ِ‬
‫إيثار ِه ِ‬ ‫قري ِة‪ ،‬و َبينْ َ � ْأه ِل ا َ‬
‫حل َ‬‫على ِق َي ِم ال ْأ�شيا ِء ا َ‬
‫حول‪.‬‬‫يزال احلقيق َة الثا ِب َت َة التي ال َت َت َغ ُري وال َت َت ُ‬ ‫رت احلياةُ‪ ،‬ال ُ‬ ‫أو�ضاع‪ ،‬وت ََط َّو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْت ال‬ ‫اخ َت َلف ِ‬
‫احلق ا َّلذي َم ْهما ْ‬ ‫�سلم ُّ‬ ‫املُ ُ‬

‫�أَ ْن ُق ُد‪:‬‬

‫‪ G‬ما مدى انطباقِ �صور ِة (الإنْ�سانِ الكا ِم ِل) َعلى م�سلمي اليو ِم؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫فهو َ‬
‫ذلك‬ ‫ين َ‬‫ين‪َّ � ،‬أما الوجو ُد الإ ْن�سا ُّ‬
‫آخر �إميا ُّ‬
‫ين و� ُ‬ ‫جودان ا ْث ِ‬
‫نان‪ُ :‬وجو ٌد �إ ْن�سا ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫وللم�سلم يف ِف ْك ِر حُم ِ‬
‫مد �إقْبالٍ ُو‬ ‫ِّ‬ ‫ ‬
‫وهو يف َهذا‬
‫وميوت‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫جوع و َي ْظ َم�أُ و َي ْق َتني ال َ‬
‫أموال و َيحيا‬ ‫كل �إن�سانٍ ‪ ،‬ف َْه َو ُيو َل ُد و َي ْن َ�ش�أُ‪ ،‬و َي ُ‬
‫فيه ُّ‬
‫�شار ُك ُه ِ‬
‫الوجو ُد الذي ُي ِ‬
‫عليه ما َي ْجري َعلى غَ يرْ ِه‪.‬‬
‫بيعية و َي ْجري ِ‬
‫الط ِ‬‫نية َ‬ ‫ن َ‬
‫الك ْو ِ‬ ‫لل�س نَ ِ‬
‫خ�ضع ّ‬
‫ُ‬ ‫الوجود َي‬
‫ِ‬
‫خا�صةٍ‪،‬‬
‫مببادئ ّ‬
‫َ‬ ‫ؤمن‬
‫ني ‪ -‬وي� ُ‬
‫خا�ص ًة ‪ِ -‬ه َي ِر�سال ُة الأ ْنبيا ِء واملر�سل َ‬
‫فيه ر�سال ًة ّ‬ ‫فهو َي ُ‬
‫حمل ِ‬ ‫ين َ‬‫ � َّأما الوجو ُد الإميا ُّ‬
‫عي�ش‪،‬‬
‫الب رَ�ش َّي ِة‪َ ،‬ي ْ�س َت ِح ُق �أنْ َي َ‬
‫حاجات َ‬
‫ِ‬ ‫وحاج ًة ِم ْن‬‫َ‬ ‫اجلانب ِدعا َم ًة من َدعا ِئ ِم العالمَ ِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َهو ِم ْن َهذا‬‫خا�صةٍ‪ ،‬ف َ‬
‫ويعي�ش لغاي ٍة ّ‬ ‫ُ‬
‫وامل�سلم‬
‫ُ‬ ‫ال�سماوي ُة ب َِبيا ِنها‪،‬‬ ‫الر�ساالت َّ‬
‫ُ‬ ‫إميان وغايا ِت ِه التي ت ََك َّف َل ِت‬‫وحقا ِئ ِقها تَر َتب ُِط بال ِ‬
‫ياة َ‬
‫حل ِ‬‫و َي ِج ُب �أنْ َي ْز َد ِه َر‪ ،‬لأنَّ َمعانيِ َ ا َ‬
‫والقيام بِها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫طالب ِب� ْإعال ِنها‬‫ُم ٌ‬

‫‪147‬‬
‫�أُ َب نِّ ُ‬
‫ي‪:‬‬

‫ني َو�ص َف ُه لل ُوجو ِد الإ�سال ِم ِّي وال َعوا ِملَ املُ�ؤ ِثر َة يف ا�ستمراريّت ِه وبَقا ِئ ِه‪.‬‬ ‫الكلمات الآتي َة مل ُ َح ِ‬
‫مد �إ ْقبَالٍ ‪َّ ،‬ثم بَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ G‬اقر�أِ‬
‫عليهم ال�صال ُة وال�سال ُم‪ ،‬و�أنَّ �أَذا َن ُه � ْإعالنٌ‬
‫ُ‬ ‫لر�ساالت الأنبيا ِء‬
‫ِ‬ ‫من العالمَ ِ لأنَّ ُوجو َد ُه رم ٌز‬
‫امل�سلم َ‬
‫ُ‬ ‫�ض‬ ‫‪« -‬ال يمُ ْ ُ‬
‫كن �أنْ َي ْنق َِر َ‬
‫وم َّم ٌد»‪.‬‬
‫ي�سى حُ‬
‫وع َ‬ ‫راهيم و ُمو�سى ِ‬ ‫للحقيقة ا َّلتي َ‬
‫جاء بِها �إ ْب ُ‬ ‫ِ‬
‫عت فيِ ِج َه ٍة �أُ ْخ َرى فَال ت ُ‬
‫َزال طالعةً»‪.‬‬ ‫م�س �إذا غَ ر َب ْت يف ِج َه ٍة ط َل ْ‬ ‫كال�ش ِ‬
‫لم َّ‬ ‫‪�« -‬إنَّ املُ ْ�س َ‬
‫يقع يف العالمَ ِ � اّإل ما َير�ضا ُه و ُي ِح َّب ُه»‪.‬‬ ‫‪�« -‬إذا � َأح ْ�س َن املُ� ُ‬
‫ؤمن تَربِي َة َنف ِْ�س ِه ملْ ْ‬
‫َ�ضاء»‪.‬‬ ‫وهو ِب َن ْظ َر ِت ِه ُي َق ِّل ُب ال ْأو َ‬
‫�ضاع‪ ،‬وب َِد ْع َو ِت ِه َي ُر ُّد الق َ‬ ‫من َ‬‫�ساع ِد املُ�ؤْ ِ‬ ‫‪« -‬ما َظ ُّن َك ب ّ‬
‫ِقو ِة ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫وم�صلحا عامليًا‪:‬‬
‫ً‬ ‫�إقبال داعيًا‬
‫اهتم اهتما ًما‬
‫فقد َّ‬
‫أر�ض ومغاربِها‪ِ ،‬‬
‫م�شارق ال ِ‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي ِة يف‬
‫ّ‬ ‫نه�ضة � َّأم ِته ال‬
‫ِ‬ ‫�سبيل‬
‫«حممد �إقبالٍ » حياتَه يف ِ‬
‫ُ‬ ‫وقف‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫أرجاء‬
‫يطوف � َ‬ ‫ُ‬ ‫وراح‬
‫َ‬ ‫كانت ُّ‬
‫تغط فيه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫العميق الذي‬
‫ِ‬ ‫ال�سبات‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫إيقاظها َ‬
‫�سبيل � ِ‬ ‫و�سخ َر َّ‬
‫كل �إمكانا ِته يف ِ‬ ‫بالغًا بق�ضاياها‪َّ ،‬‬
‫امل�ستمرة ثالث َة‬
‫ِ‬ ‫إ�صالحي ِة‬
‫ّ‬ ‫جهوده ال‬
‫ِ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫وقد � َّأك َد يف‬
‫املقاالت‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ويكتب‬
‫ُ‬ ‫الندوات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ويعقد‬
‫ُ‬ ‫املحا�رضات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫املعمورة يلقي‬
‫ِ‬
‫�أمورٍ ‪:‬‬
‫هلل‬
‫بيت ا ِ‬
‫فا�ضل‪ ،‬مرك ُزه ُ‬
‫ٍ‬ ‫إ�سالمي‬
‫ٍّ‬ ‫حممد �إقبالٍ يتط َّل ُع �إىل ٍ‬
‫عامل �‬ ‫ُ‬ ‫إ�سالمي ٍة ُكربى‪ :‬لقد َّ‬
‫ظل‬ ‫ّ‬ ‫الدعو َة �إىل ِ‬
‫قيام َو ْحد ٍة �‬ ‫ ‬
‫هم‬ ‫ُ‬
‫تف�صل بي َن ُ‬ ‫يوم‪ ،‬الذي ينبغي �أنْ ي�ؤ ِّد َي بهم �إىل وحد ٍة تامةٍ‪ ،‬فال‬
‫كل ٍ‬‫ات َّ‬‫مر ٍ‬
‫خم�س ّ‬
‫َ‬ ‫احلرا ُم الذي ي�ستقب ُله امل�سلمونَ كا ّف ًة‬
‫إ�سالميةُ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أخو ُة ال‬
‫هم العقيد ُة وال ّ‬
‫توح َد ُ‬ ‫القوميات‪ ،‬و�إنمَّ ا ُ‬
‫يجب �أنْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫أجنا�س وال‬
‫احلدو ُد وال ال ُ‬
‫م�رص وفل�سط ُ‬
‫ني و�أفغان�ستانُ‬ ‫ُ‬ ‫إ�سالمي ِة‪ ،‬ويف طليع ِتها‬
‫ّ‬ ‫الدول ال‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫زار‬
‫الهدف َ‬
‫ِ‬ ‫حتقيق هذا‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫ومن � ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫خا�ص ًة‬
‫ني‪ّ ،‬‬
‫املفكرين والعلما ِء امل�سلم َ‬
‫َ‬ ‫الرتحيب ك َّل ُه ِم َن‬
‫َ‬ ‫امل�ستنري ا ّلذي القى‬
‫َ‬ ‫فكر ُه‬
‫وعر�ض َ‬
‫َ‬ ‫ووقف على �أحوا ِلها‪،‬‬
‫َ‬ ‫وغريها‪،‬‬
‫ُ‬
‫وامل�سجد الأق�صى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أزهر‬
‫من ال ِ‬ ‫يف ٍّ‬
‫كل َ‬

‫‪148‬‬
‫رحم ُه‬
‫فقد كانَ ير ُنو ‪َ -‬‬
‫وتاريخهم وح�ضار ِتهم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫بنبيهم‬
‫واالعتزاز ِّ‬
‫ِ‬ ‫أ�صيلة‪،‬‬
‫منابع دي ِنهم ال ِ‬ ‫العودة �إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫دعو ُة امل�سلم َ‬
‫ني �إىل‬
‫ُ‬
‫الغر ُاء بعدال ِتها و�سماح ِتها‪.‬‬
‫حتكمه ال�رشيع ُة ّ‬
‫ُ‬ ‫اهلل ‪� -‬إىل عالمَ ٍ‬
‫من‬‫ت�ش ُك ْ‬
‫لك! وال ْ‬‫الف�ضي زين ًة َ‬
‫َّ‬ ‫القيد‬
‫ذلك َ‬ ‫واجعل َ‬
‫ْ‬ ‫القدمي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الد�ستور‬
‫ِ‬ ‫احلر �إىل‬
‫«‪..‬ارجع �أ ُّيها ُّ‬
‫ْ‬ ‫أن�صت ملا ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫ � ْ‬
‫حدود امل�صطفى‪.»..‬‬
‫ِ‬ ‫تخرج على‬
‫ْ‬ ‫ال�رشيعة‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫�شد ِة‬
‫َّ‬
‫امل�سلم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إن�سان‬
‫�سعادة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ال�سبيل �إىل‬ ‫�شدتُها الظاهر ُة هو‬
‫كانت َّ‬
‫ْ‬ ‫إلهية مهما‬
‫ال�رشيعة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫جعل � ُ‬
‫إقبال التزا َم‬ ‫َ‬ ‫لقد‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫وحده‪.‬‬
‫للخالق َ‬
‫ِ‬ ‫الكاملة‪ ،‬وبه تنتهي العبودي ُة �إال‬
‫ِ‬ ‫وحر َّي ِته‬
‫إ�سالمية‬
‫ِ‬ ‫الثقافة ال‬
‫ِ‬ ‫ومتجددٍ يف‬
‫ّ‬ ‫أ�صيل‬
‫وفهم � ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الدين‪،‬‬
‫ال�شمولي ِة �إىل ِ‬
‫ّ‬ ‫النظرة‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي ٍة قائم ٍة على‬
‫ّ‬ ‫الدعو ُة �إىل �صحو ٍة �‬ ‫ ‬
‫الفكر‬
‫ِ‬ ‫«جتديد‬
‫ُ‬ ‫امل�شهور‬
‫ِ‬ ‫جليا يف كتاب ِِه‬ ‫«حممد �إقبالٍ » َ‬
‫ذلك ًّ‬ ‫ُ‬ ‫أو�ضح‬
‫وقد � َ‬
‫البع�ض‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الذهني ا ّلذي يعانيه‬
‫ِّ‬ ‫التحج ِر‬
‫ّ‬ ‫للتغ ُّل ِب على‬
‫حيث ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫إ�سالم»‪ُ ،‬‬
‫الديني يف ال ِ‬
‫ِّ‬
‫إ�سالمي‬
‫ِّ‬ ‫النظام ال‬
‫ِ‬ ‫جممل‬
‫التفكري يف ِ‬
‫َ‬ ‫يعيد‬
‫فعليه �أنْ َ‬
‫ِ‬ ‫حجم ال ُمتناهٍ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ذات‬‫امل�سلم املعا� ِرص ُ‬
‫ِ‬ ‫املهم َة املطروح َة على‬
‫«�إنَّ ّ‬ ‫ ‬
‫احلديثة تناو ًال نقد ًّيا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تناول‬ ‫هو‬
‫التجديد َ‬
‫ِ‬ ‫عملي ِة‬
‫ّ‬ ‫أ�سا�سية يف‬
‫ِ‬ ‫ال�رشوط ال‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫مع املا�ضي‪ ..‬و� ُ‬‫كليا َ‬ ‫يقطع ًّ‬
‫َ‬ ‫دونَ �أنْ‬
‫كليا‬ ‫ُّ‬
‫بالتنك ِر ًّ‬ ‫لنف�سه‬
‫ي�سمح ِ‬
‫َ‬ ‫ي�ستطيع �أنْ‬
‫ُ‬ ‫�شعب‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫هناك ْ‬ ‫ولي�س َ‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫م�ستقل‪،‬‬ ‫مبوقف‬
‫ٍ‬ ‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫باحرتام‬
‫ٍ‬ ‫التعامل م َعها‬
‫ِ‬ ‫تتم َّث ُل يف‬
‫ؤ�س�سات‬
‫ِ‬ ‫إ�سالمي تغدو مراجع ُة امل�‬ ‫كاملجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫جمتمع‬
‫ٍ‬ ‫�شخ�صي ِته‪ .‬ويف‬
‫َّ‬ ‫هو الذي َّ‬
‫�شك َل معا َمل‬ ‫ما�ضيه َ‬
‫َ‬ ‫ما�ضيه‪َ ،‬‬
‫ذلك �أنَّ‬ ‫عن ِ‬
‫ِّ‬
‫امل�صلح هنا �أهمي ًة ق�صوى»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ؤولية لدى‬
‫الوعي بامل�س� ِ‬
‫ُ‬ ‫وتعقيدا‪ ،‬ويكت�سي‬
‫ً‬ ‫أمرا �أك َرث د ّق ًة‬
‫القدمية � ً‬
‫ِ‬

‫�أُ َح ِّللُ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫وعي ور�ؤي ٍة‬


‫عن ٍ‬‫تنم ْ‬
‫«حممد �إقبالٍ » معادل َته �صياغ ًة متوازنةً‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫�صاغ‬ ‫ ‬
‫ؤمتر‬
‫(حممد �إقبالٍ ) يف امل� ِ‬
‫ُ‬ ‫كانَ َّمما قا َله العالم ُة‬ ‫ثاقبةٍ‪.‬‬
‫َ‬
‫داخل‬ ‫انعقد ْت جل�س ُته‬
‫َ‬ ‫إ�سالمي الذي‬
‫ِّ‬ ‫ال‬
‫و�ض ْح � َ‬
‫أطراف هذه املعادل ِة‪.‬‬ ‫‪ِّ G‬‬
‫من عام‬
‫ليلة الإ�رسا ِء ْ‬
‫امل�سجد الأق�صى يف ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫َّف‬
‫إ�سالم يتوق ُ‬
‫م�ستقبل ال ِ‬ ‫‪ 1350‬هـ‪�( :‬إنَّ‬
‫يولد‬
‫م�سلم عندما ُ‬
‫ٍ‬ ‫على وحد ِتنا‪ ،‬وعلى ِّ‬
‫كل‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫يقطع‬ ‫وي�سمع كلم َة «ال �إل َه �إال ُ‬
‫اهلل» ‪� ،‬أنْ‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إنقاذ الأق�صى)‪.‬‬
‫العهد على � ِ‬
‫َ‬ ‫نف�سه‬
‫على ِ‬ ‫‪.........................................................................‬‬

‫‪149‬‬
‫� ُ‬
‫إقبال �أديبًا و�شاع ًرا ‪:‬‬

‫أ�شهر �شعرا ِء ع� ِرصه‬


‫يكاتب � َ‬
‫ُ‬ ‫ال�شعر يف مرحل ٍة مبكرةٍ‪ ،‬و� َ‬
‫أخذ‬ ‫ِ‬ ‫بد�أَ � ُ‬
‫إقبال كتاب َة‬ ‫ ‬
‫املعروف � َ‬
‫آنذاك «مريزا دهلوي»‬ ‫ِ‬ ‫ال�شاعر‬
‫ِ‬ ‫أ�شعاره �إىل‬
‫ببع�ض � ِ‬ ‫�شعر الأردو‪ ،‬وملَّا َ‬
‫بعث ِ‬ ‫يف ِ‬
‫الت�صحيح‬ ‫عن‬
‫أ�شعار �إقبالٍ يف غ ًنى تا ٍّم ِ‬
‫قر َر «دهلوي» �أنَّ � َ‬ ‫َ‬
‫ــرب لنا‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ليقر�أها ل ُه ويبدي ر�أ َيه فيها َّ‬
‫ني لنا‪ ،‬وال ُع ُ‬
‫ال�صــ ُ‬
‫ُّ‬
‫والكل لنا‪.‬‬ ‫والهند لنا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والتنقيح‪.‬‬
‫ِ‬
‫�أ�ضحى الإ�سال ُم لنا دي ًنا‪..‬‬ ‫أهمها‪:‬‬
‫وقيم نبيل ٍة � ُّ‬
‫أهداف �سامي ٍة ٍ‬
‫�سبيل � ٍ‬
‫�شعر ُه يف ِ‬ ‫�سخ َر � ُ‬
‫إقبال َ‬ ‫وقد َّ‬
‫‪ْ -‬‬
‫وجميع الكونِ لنا وط ًنا‪.‬‬
‫ُ‬
‫نور‪..‬‬
‫ني‪.‬‬ ‫‪ -‬الدعو ُة �إىل َو ِ‬
‫حدة امل�سلم َ‬ ‫ ‬
‫هلل لنا ٌ‬
‫توحيد ا ِ‬
‫ُ‬
‫الروح له �سك ًنا‪.‬‬
‫َ‬ ‫�أعد ْدنا‬ ‫والظلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القهر‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ال�شعوب َ‬
‫ِ‬ ‫حترير‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫يزول وال تمُ حى‪..‬‬ ‫الكونُ‬
‫ال�شعوب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني‬
‫وال�سالم ب َ‬
‫ِ‬ ‫الوعي‬
‫ِ‬ ‫ن�رش‬
‫‪ُ -‬‬ ‫ ‬
‫�صحائف �س�ؤ ُد ِدنا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يف الكونِ‬
‫معابدنا‪..‬‬
‫ُ‬ ‫أر�ض‬
‫نيت يف ال ِ‬
‫ُب ْ‬
‫والبيت ال ّأو ُل كعب ُتنا‪.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫نحفظ ُه‪..‬‬ ‫هو � ّأو ُل ٍ‬
‫بيت‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ويحفظنا‪.‬‬ ‫وح‬
‫الر ِ‬
‫بحياة ّ‬
‫ِ‬
‫أندل�س‪..‬‬
‫حدائق � ٍ‬
‫ِ‬ ‫يا َّ‬
‫ظل‬ ‫آداب ‪:‬‬
‫لوم وال ِ‬ ‫ُ‬
‫نظرة حُممد �إ ْقبال �إىل ال ُع ِ‬
‫ين ع�رش ِتنا‪.‬‬
‫أن�سيت موا َ‬
‫� َ‬
‫وعلى �أغ�صا ِن َك � ٌ‬
‫أوكار‪..‬‬ ‫أدب‬
‫َهو َي َرى �أنَّ ال َ‬
‫عر‪ ،‬ف َ‬
‫اب وال�شِّ ِ‬
‫لوم والآ َد ِ‬
‫ملحمد �إقْبالٍ �آرا ٌء َح�صي َف ٌة فيِ ال ُع ِ‬
‫ِ‬ ‫ ‬
‫بطالئع ن�ش�أ ِتنا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رت‬
‫َع ُم ْ‬
‫ذات ت�أث ٍري َبا ِل ٍغ فيِ ُر ِق ِّي املُ ْج َت ِ‬
‫معات‬ ‫هلل َت َعاىل‪ ،‬وقو ٌة عظيم ٌة ُ‬
‫مواهب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬‫موهب ٌة كبري ٌة ْ‬
‫�سج ْل َت على‪..‬‬ ‫يا دجل ُة ْ‬
‫هل َّ‬
‫آثر ع َّز ِتنا‪.‬‬ ‫َ‬
‫�شطيك م� َ‬
‫ال�ش ِاع ِر ِر�سال ٌة ُي�ؤديها فيِ َهذا‬ ‫لذلك يرى �رضور َة �أنْ ت َُكونَ لل ِ‬
‫أديب �أو َّ‬ ‫َ‬ ‫و�س ُم ِّوها‪،‬‬
‫ُ‬
‫أمواج َك تروي للدنيا‪..‬‬
‫� ُ‬ ‫قلمه ال ُأثر ا َّلذي كانَ يف َع�صا ُمو�سى‪.‬‬ ‫العالمَ ِ ‪ ،‬ب ُ‬
‫ِحيث يكونُ يف ِ‬
‫جواهر �سري ِتنا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُعيد‬
‫وت ُ‬
‫عور ب ِِه‪،‬‬
‫وال�ش َ‬
‫مال ُّ‬ ‫�ض ال َّت َذ ُّو َق بِا َ‬
‫جل ِ‬ ‫مد �إقْبالٍ ‪�« :‬أنا ال �أُ ِ‬
‫عار ُ‬ ‫ذلك ُ‬
‫يقول حُم ُ‬ ‫ويف َ‬ ‫ ‬
‫أر�ض ال ّنورِ ِم َن احلر َمـنيِ ‪..‬‬
‫يا � َ‬
‫ويا ميال َد �رشيع ِتنا‪.‬‬ ‫جتمع ِم ْن ِع ْل ٍم لمَ ْ َي ُك ْن َت� ُ‬
‫أثري ُه يف املُ ْج َت َم ِع َك َت�أث ِري‬ ‫ِ‬ ‫للم‬
‫ولكن � ُّأي فائد ٍة ُ‬
‫ْ‬ ‫أمر َط ٌ‬
‫بيعي‬ ‫ف َ‬
‫َذلك � ٌ‬
‫إ�سالم و دوح ُته‪..‬‬
‫رو�ض ال ِ‬
‫ُ‬
‫والب ْح ِر!؟»‪.‬‬ ‫َع�صا ُمو�سى يف ا َ‬
‫حل َج ِر َ‬
‫رواها د ُمنا(‪.)1‬‬
‫ظلك َّ‬
‫يف ِ‬

‫(‪ )1‬من ديوان‪�« :‬شكوى وجواب �شكوى»‪ ،‬ملحمد �إقبال‪.‬‬


‫‪150‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنبِطُ ‪:‬‬

‫ميق‪� ،‬أ ْن ِع ْم ب ُِك ْم و� ْأك ِرم ِب َن َظ ِر ُك ْم‪،‬‬


‫الذ ْو ِق وال َّن َظ ِر ال َع ِ‬ ‫وال�ش َعراء‪« :‬يا � َ‬
‫أهل َّ‬ ‫أدباء ُّ‬
‫مخاطبا ال َ‬
‫ً‬ ‫مد �إِقْبالٍ »‬ ‫ُ‬
‫يقول « ُم َح ُ‬ ‫ ‬
‫مع‬
‫الم ْج َت ِ‬
‫لم َيفي�ضا َعلى ُ‬‫�شاع ٍر وال َ�ص ْو ِت ُم َغ ٍن �إذا ْ‬
‫�شيد ِ‬‫خير في َن ِ‬ ‫قيم ٍة لل َّن َظ ِر ا َّلذي ال ُي ْد ِر ُك الحقيقةَ‪ ،‬ال َ‬ ‫و َل ْ‬
‫كن � ُّأي َ‬
‫والذ َ‬
‫والذ ِو ِّي ُ‬
‫مول َّ‬‫والخ َ‬ ‫الحيا َة والحما�س‪ ،‬ال َ ُ‬
‫بول»‬ ‫ُتور ُ‬ ‫لم ت َْ�س َت ِف ْد من ُه الحديق ُة � اَّإل الف َ‬
‫ال�س َح ِر �إذا ْ‬
‫�سيم َّ‬
‫بارك اهلل في َن ِ‬ ‫َ َ‬
‫أدب ور�سال ْت ُهما يف ِف ْك ِر حُ‬
‫«مَم ُد �إِ ْقبالٍ » ؟‬ ‫ال�شع ِر وال ِ‬
‫‪ G‬ما ُمهِم ُة َّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�إقبال مفك ًرا وفيل�سوفً ا‪:‬‬

‫روائع �إ ْقبالٍ ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫من‬
‫ْ‬ ‫جوانب‬
‫َ‬ ‫عن‬
‫«حممد �إقبالٍ » ومقاالتُه ْ‬
‫ِ‬ ‫آثار‬
‫َت � ُ‬
‫ك�شف ْ‬ ‫ ‬

‫لك �أ ُّي َها املُ ُ‬


‫�سلم!‬ ‫عجبا َ‬
‫ً‬ ‫منبع‬
‫منهجهما من ٍ‬
‫ُ‬ ‫انبثق‬
‫وقد َ‬ ‫فكره وفل�سف ِته‪ِ ،‬‬
‫من ِ‬‫مهم ٍة ْ‬
‫ّ‬
‫ابت ع ْن َك َنف ُْ�س َك‪ ،‬و�إىل َمتى ت ََظ ُّل غا ِف ً‬
‫ال‬ ‫آفاق‪ ،‬وغَ ْ‬
‫لك ال ُ‬ ‫تجَ َ ْ‬
‫لت َ‬ ‫الذات)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هو (الإن�سانُ �أو‬
‫واحدٍ ‪َ ،‬‬
‫عاطلاً ؟‬ ‫ال‪ ،‬وتجَ ْ ِل ُ‬
‫�س �ضائ ًعا ِ‬ ‫جاه ً‬
‫ِ‬ ‫الذات وتنمي ِتها‬
‫ِ‬ ‫تقومي‬
‫ِ‬ ‫حيث دعا يف كتابا ِته �إىل‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫هيم‪ ،‬وال‬
‫الب َ‬ ‫ون�سخ َ‬
‫الليل َ‬ ‫َ‬ ‫أنار العالمَ َ القد َمي‪،‬‬
‫هاج � َ‬ ‫ُور َك َ‬
‫الو َ‬ ‫�إنَّ ن َ‬ ‫يتفر ُد‬
‫احلر‪ ،‬الذي َّ‬
‫القوي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫امل�سلم‬
‫ِ‬ ‫الفرد‬
‫ِ‬ ‫مبا ي�ؤ ِّدي �إىل بنا ِء‬
‫البي�ضاء» التي َورِ ْث َتها َعن ُمو�سى يف ُك ِم َك‪ ،‬ت ُّ‬
‫َخط‬ ‫َ‬ ‫«الي َد‬ ‫ُ‬
‫تزال َ‬
‫الكائنات‪ ،‬يتط َّل ُع �إىل‬
‫ِ‬ ‫بقي ِة‬
‫عن َّ‬
‫ويتمي ُز مبواهبِه ْ‬
‫َّ‬ ‫بخ�صائ�ص ِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫علي َها‪َ ،‬فق َْد‬
‫ال�سابق لها والفا ِئ ُق ْ‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫آفاق ال�ضيقةَ! فـ� َ‬
‫حدو َد ال ِ‬
‫فا�ضل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫إ�سالمي‬
‫ٍّ‬ ‫عالمَ ٍ �‬
‫املوت أ� ُّيها‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تخاف‬ ‫تكن‪ ،‬و�ستكونُ وال تكونُ ‪ ،‬هل‬‫ك ْن َت ومل ْ‬
‫َ‬ ‫الإ ْن�سانُ ا َ‬ ‫الذات»‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫بذلك نظري َته ال�شهري َة «نظري ُة‬ ‫فو�ضع‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫خافك‪،‬‬ ‫ِاملوت �أنْ َي‬
‫جديرا ب ِ‬
‫ً‬ ‫لقد كانَ‬
‫حل ُّي اخلا ِل ُد؟ ْ‬
‫يحتل منزل ًة �ساميةً‪ ،‬جع َلها ُ‬
‫اهلل‬ ‫ُّ‬ ‫ا ّلتي � َّأك َد فيها �أنَّ الإن�سانَ‬
‫اعلم َيقي ًنا �أنَّ الكر َمي �إذا َو َه َب َ�شي ًئا‬
‫ِه‪ْ ،‬‬‫تكمن ل ُه وت َْر ُ�ص ُد ب ِ‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫فـ� َ‬
‫وح �إنمَّ ا‬
‫الر ِ‬
‫راق ُّ‬
‫ولي�س َح ْتف ابن �آد َم يف ِف ِ‬
‫ال َي ْ�س ُلب ُه وال َي ْ�سترَ ُّد ُه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫جتعل َّ‬
‫كل‬ ‫وهذه املنزل ُة‬
‫ِ‬ ‫أر�ض‪،‬‬
‫عندما ا�ستخل َف ُه يف ال ِ‬
‫ل ُه َ‬
‫اليقنيِ »‪.‬‬
‫من َ‬‫واحلرمانِ َ‬
‫َح ْت ُف ُه فيِ َ�ض ْع ِف الإميانِ ِ‬ ‫إليه‪.‬‬
‫الكائنات الأخرى ْترنو � ِ‬
‫ِ‬

‫‪151‬‬
‫�أقر�أُ‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫تراب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫لق ْ‬‫وهو ا ّلذي ُخ َ‬
‫املتزايد‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ورقيه‬
‫َّ‬ ‫عروج �آد َم‬
‫َ‬ ‫«�إنَّ‬ ‫ ‬
‫بدرا كام ً‬
‫ال‪ ،‬فها‬ ‫النجم الهادي ً‬
‫ُ‬ ‫ي�صري هذا‬
‫َ‬ ‫الكواكب تخ�شى �أنْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يجعل‬
‫من �أقوالِ «حممدِ �إقبالٍ »‬
‫ْ‬ ‫خملوقات الف�ضا ِء‬
‫ُ‬ ‫الفلك الأعلى‪ ،‬حتو ُم حويل‬
‫ِ‬ ‫�أنا �أح ِّل ُق ً‬
‫عاليا على ُذرا‬
‫الذات‪:‬‬
‫يف ِ‬ ‫االبتكار‪َّ � ،‬أما‬
‫ِ‬ ‫إن�سان الفاين لقدر ِت ِه على‬
‫ومرجع �ضيا ِء ال ِ‬ ‫املرات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫� َ‬
‫آالف‬
‫ُ‬
‫تقوي‬
‫ني ِّ‬
‫البحر‪ ,‬ح َ‬
‫ِ‬ ‫ �إنَّ القطر َة يف‬ ‫�سبق �أنْ فع َل ُه»‪.‬‬ ‫يكر َر ٌّ‬
‫كل منهما ما َ‬ ‫فلي�س لهما �إال �أنْ ِّ‬
‫القمر والنجو ُم َ‬
‫ُ‬
‫عن ذا ِت ِه‬ ‫اجلبل �إذا َ‬
‫غفل ْ‬ ‫َ‬ ‫درةً‪ ..‬و�إنَّ‬
‫ت�صبح ّ‬
‫ُ‬ ‫ذاتَها‬ ‫أعلن � ُ‬
‫دون موارب ٍة ‪� -‬أنَّ �صعو َد‬
‫ومن ِ‬ ‫للجميع – ْ‬ ‫ِ‬ ‫إقبال‬ ‫لقد � َ‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫البحر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫انقلب �سه ً‬
‫ال ‪ ,‬وطغَى ِ‬ ‫َ‬ ‫من‬‫حظي ِبه ْ‬
‫َ‬ ‫التكرمي ا ّلذي‬
‫ِ‬ ‫هو �إال نتيج ُة‬
‫الرفيعة ما َ‬
‫ِ‬ ‫املقامات‬
‫ِ‬ ‫إن�سان �إىل‬
‫ال ِ‬

‫فال�شم�س‬
‫ُ‬ ‫�ساكن‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫�سلبي‬
‫ٍّ‬ ‫خملوق‬
‫ٍ‬ ‫يتحو َل �إىل‬
‫َّ‬ ‫أر�ض‪ ،‬فال يجو ُز ل ُه �أنْ‬
‫إعمار ال ِ‬
‫إليه � ُ‬ ‫وعهد � ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحمل الأمان َة‬ ‫ؤمتن‬
‫فلقد �أ� َ‬
‫ر ِّب ِه‪ْ ،‬‬
‫نف�سه الّذي‬
‫ِ‬ ‫املدار‬
‫ِ‬ ‫تدور يف‬
‫ُ‬ ‫لي�س لها �إراد ٌة لذا ِتها‪ ،‬و�إنمَّ ا‬ ‫الواقع َ‬
‫ِ‬ ‫بدت �سامق ًة منريةً‪� ،‬إال �أ َّنها يف‬‫ْ‬ ‫والقمر والنجو ُم‪ ،‬و�إنْ‬
‫ُ‬
‫ميلك‬ ‫ولي�س َ‬
‫هناك �إال الإن�سانُ الذي ُ‬ ‫يوم يبع ُثونَ ‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫و�ستظل ثابت ًة ح َّتى ِ‬ ‫مدارها‬
‫عن ِ‬ ‫تخرج ْ‬
‫َ‬ ‫ولن‬
‫اخلليقة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ُر ِ�س َم لها ُ‬
‫منذ ن�ش� ِأة‬
‫الرقي‪.‬‬
‫واملراتب يف ُّ‬
‫ِ‬ ‫الدرجات‬
‫ِ‬ ‫الو�صول �إىل �أعلى‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫من � ِ‬
‫وال�سعي ْ‬
‫َ‬ ‫نف�س ِه‪،‬‬
‫تطوير ِ‬
‫ِ‬ ‫القدر َة على‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫‪ G‬ما املحو ُر الذي تدو ُر حولَ ُه نظري ُة «حمم ُد �إقبالٍ » الفل�سفيةُ؟‬


‫ؤلفات حممدِ �إقبالٍ ‪:‬‬
‫من �أ�شه ِر م� ِ‬ ‫‪.............................................................................‬‬
‫الم ‪.‬‬
‫الديني فيِ ال ْإ�س ِ‬
‫جتديد التفك ِري ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬
‫ال�ش ِق‪.‬‬
‫َ�صنع؟ يا �أ َمم رَّ‬
‫‪ -‬و الآنَ ‪َ ..‬ماذا ن ُ‬ ‫‪.............................................................................‬‬
‫ناح ِجبرْ َ‬
‫يل‪.‬‬ ‫‪َ -‬ج ُ‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫أ�رسار و الرمو ُز‪.‬‬
‫‪ -‬ال ُ‬
‫احل َجازِ ‪.‬‬
‫‪ -‬هد َّي ُة ِ‬
‫واب َ�ش ْك َوى‪.‬‬
‫‪�َ -‬ش ْكوى و َج ُ‬

‫‪152‬‬
‫وفاتُه‪:‬‬
‫الزكي ُة‬
‫َ‬ ‫روح ُه‬
‫فا�ض ْت ُ‬ ‫من � َ‬
‫إبريل عا َم ‪َ ،1938‬‬ ‫والع�رشين ْ‬
‫َ‬ ‫الواحد‬
‫ِ‬ ‫«حممد �إقبالٍ »‪ ،‬ويف‬
‫ِ‬ ‫املر�ض على‬
‫ِ‬ ‫تزايد ْت وط�أ ُة‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫و�ص ِعقوا‪،‬‬
‫النا�س ِبه َ‬
‫ُ‬ ‫فجع‬
‫اخلرب‪َ ،‬‬
‫ذاع ُ‬‫�شفتيه الب�سمةُ‪ .‬وملا َ‬
‫ِ‬ ‫وارت�سم ْت على‬
‫َ‬ ‫وطه َرتْها �آال ُم � َّأم ِتها و�آما ُلها‪،‬‬ ‫ا ّلتي َّ‬
‫عذ َب ْتها َّ‬
‫ني‬
‫من امل�سلم َ‬ ‫وقد َنعا ُه القاد ُة وال ُ‬
‫أدباء َ‬ ‫الهند‪ْ ،‬‬
‫حياة جماه ِري ِ‬‫ع�صيبا يف ِ‬
‫ً‬ ‫فقد كانَ يو ًما‬
‫هم احلزنُ ‪ْ ،‬‬
‫وعم ُ‬
‫هم الأ�سى‪َّ ،‬‬‫وهز َم ُ‬
‫رباعي ًة َ‬
‫قبيل وفا ِته‬ ‫َ‬
‫ارجتل‬ ‫قد‬
‫اهلل ‪ِ -‬‬‫مدينة الهور الباك�ستاني ِة‪ .‬وكانَ ‪ -‬رحم ُه ُ‬ ‫فن يف‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وقد ُد َ‬
‫حد �سواءٍ‪ْ ،‬‬
‫والهندو�س على ٍّ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫قال فيها‪:‬‬
‫فقد و�ص َل ْت �أيا ُم هذا‬
‫يهب‪ْ ،‬‬
‫يهب ثاني ًة �أو ال ُّ‬
‫قد ُّ‬
‫احلجاز ْ‬
‫ِ‬ ‫ون�سيم‬
‫ُ‬ ‫ترجع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قد تعو ُد ثاني ًة �أو ال‬
‫ �إنَّ النغم َة الذاهب َة ْ‬
‫الفق ِري �إىل نهاي ِتها‪.‬‬
‫أ�رسار �أو ال ي�أتي!‬
‫آخر بال ِ‬ ‫ٌ‬
‫عارف � ُ‬ ‫وقد ي�أتي‬
‫ْ‬ ‫ ‬

‫‪153‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫املهم ِة‪.‬‬
‫النجاح لإجنا ِز هذه َّ‬
‫ِ‬ ‫للم�سلم املعا� ِرص‪ ،‬وبينَّ َ َ‬
‫�رشط‬ ‫ِ‬ ‫مهم ًة حم َّدد ًة‬
‫‪ G‬و�ض َع «حمم ُد �إقبالٍ » َّ‬
‫‪ -‬تتم َّث ُل َّ‬
‫املهم ُة يف‪................................................................................................. :‬‬
‫ُ‬
‫ال�رشط يف‪............................................................................................... :‬‬ ‫‪ -‬ويتم َّث ُل‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫طلب‬
‫حر�ص ِه على ِ‬
‫أماكن خمتلف ٍة‪ ،‬فما دواف ُع ِ‬
‫جماالت ع ّد ٍة و� َ‬
‫ٍ‬ ‫ال�شهادات اجلامعيّ ِة يف‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫‪ G‬ح�صلَ «حمم ُد �إقبالٍ » على ٍ‬
‫عديد َ‬
‫العلم يف ر� َ‬
‫أيك؟‬ ‫ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫أهم املعا ِمل التي َّ‬
‫تت�شكلُ منها هذ ِه الر�ؤي ُة مبينًا‬ ‫و�ض ْح � َّ‬
‫حتقيق ال َو ْحد ِة الإ�سالميّ ِة‪ِّ ،‬‬
‫يخ�ص َ‬‫‪ G‬كانَ لإقبالٍ ر�ؤي ٌة وا�ضح ٌة يف ما ُّ‬
‫املحاذير الّتي نبَّ َه �إليها‪.‬‬
‫َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪154‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫در ف َْخ ِرنا يف َهذا‬
‫�شفنا و َم ْ�ص ُ‬
‫أ�صل رَ َ‬ ‫بحب املُ�صطفى ‪َ h‬‬
‫وهو � ُ‬ ‫عامر ِ‬
‫امل�سلم ٌ‬
‫ِ‬ ‫قلب‬
‫حممد �إقبالٍ ‪�« :‬إنَّ َ‬
‫كلمات ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫ال�سيد الّذي نا َم ُ‬
‫عبيد ُه على أ��سرِ َّ ِة‬ ‫َ‬ ‫يرقد على ا َ‬
‫حل�ص ِري‪� ،‬إنَّ هذا‬ ‫يد الّذي دا�ست � َّأم ُت ُه َ‬
‫تاج ِك�سرْ ى‪ ،‬كانَ ُ‬ ‫العالمَ ِ ‪� ،‬إنَّ هذا ّ‬
‫ال�س َ‬
‫د�ستور‬
‫ٌ‬ ‫وو ِج َد‬
‫دد‪ ،‬فكانَ �إنْ ُو ِج َد ْت �أم ٌة ُ‬
‫ذوات ال َع ِ‬‫ِ‬ ‫حراء ليا َ‬
‫يل‬ ‫غار َ‬‫لبث يف ِ‬
‫لقد َ‬ ‫يبيت ليايل ال َي ْك َت ِح ُل ٍ‬
‫بنوم‪ْ ،‬‬ ‫لوك‪ ،‬كانَ ُ‬ ‫املُ ِ‬
‫�ضيع‬
‫والو ِ‬
‫الرفيع َ‬
‫ِ‬ ‫جديدا‪ ،‬كانَ ُي َ�ساوي فيِ َن ْظ َر ِت ِه ب َ‬
‫ني‬ ‫ً‬ ‫َجرا‬
‫لع ف ً‬ ‫افتتح يف العالمَ ِ َد ْو ًرا َج ً‬
‫ديدا‪ ،‬و� َّأط َ‬ ‫لقد َ‬ ‫وو ِج َد ْت دولةٌ‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫مقيد ًة خجل ًة مطرق ًة ر� َأ�سها‪ ،‬فا�ستحى ‪ h‬و�ألقَى ْ‬
‫عليها‬ ‫بنت حا ٍمت �أ�سري ًة ّ‬
‫مع موال ُه َعلى ِخوانٍ واحدٍ ‪َ ،‬جاءت ُ‬ ‫أكل َ‬‫و َي� ُ‬
‫أوليائه‪ ،‬الذي‬ ‫أعدائه َ‬
‫وذاك ب� ِ‬ ‫وقهر ُه ك ُّل ُه رحم ٌة هذا ب� ِ‬ ‫نحن عرا ٌة �أما َم � ِأمم ِ‬
‫العامل! لط ُف ُه ُ‬ ‫ائية ُ‬ ‫يدة َّ‬
‫الط ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫من َّ‬
‫رداء ُه‪َ ،‬ن ْح ُن � َأعرى َ‬
‫َ‬
‫احلجاز وال�صنيِ و�إيرانَ و�أقطارٍ خمتلف ٍة‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ني ْ‬‫نحن امل�سلم َ‬‫عليكم اليو َم‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫يب‬ ‫حمة َ‬
‫وقال ال َتثرْ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫َف َت َح على الأعدا ِء َ‬
‫باب ّ‬
‫إليه‪ ،‬و�أنا �إن�سانٌ ‪،‬‬ ‫ائحة‪ ،‬لمِ ا ال �أُ ِح ُب ُه وال � ُّ‬
‫أحن � ِ‬ ‫والر ِ‬
‫يب ّ‬ ‫العدد واحد ُة ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫أزهار كثري ُة‬
‫نحن � ٌ‬ ‫في�ض واحدٍ ‪ُ ،‬‬ ‫غي�ض من ٍ‬ ‫نحن ٌ‬ ‫ُ‬
‫احلبيب!»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫من العالمَ ِ ك ِّله‪ِ � ،‬أنع ْم مبدين ٍة ِفيها‬
‫يل َ‬‫أحب �إ َّ‬
‫املدينة � ُّ‬
‫ِ‬ ‫امل�سجد �إنَّ ترب َة‬
‫ِ‬ ‫اجلذع وح َّن ْت ل ُه �ساري ُة‬
‫ُ‬ ‫وقد َبكى ِل ِفرا ِق ِه‬
‫حممد �إقبالٍ ؟‬
‫مقومات حيا ِة الأ ّم ِة الإ�سالميّ ِة يف فك ِر ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫أهم‬
‫وا�ستخرج � َّ‬
‫ْ‬ ‫اجلبل» واقر�أْها بتم ُّع ٍن‪،‬‬
‫«�سحاب ِ‬
‫ُ‬ ‫عن ق�صيد ِة‬
‫ابحث ْ‬
‫ارجع �إىل «الأعمالِ الكامل ِة ل�شاع ِر الإ�سال ِم»‪َّ ،‬ثم ْ‬
‫ْ‬ ‫‪G‬‬
‫الأفكا ِر واملعاين منها‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ال َّد ْر ُ�س ال ّأولُ ‪:‬‬
‫ِ‬
‫البيوت‪� .‬سور ُة النورِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اال�ستئذان داخلَ‬ ‫آداب‬
‫� ُ‬
‫آيات (‪.)61 - 58‬‬
‫ال ُ‬
‫ال َّد ْر ُ�س الثاين‪:‬‬
‫ِ‬
‫احلرب‪.‬‬ ‫ني يف‬
‫مع غ ِري امل�سلم َ‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫� ُ‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّد ْر ُ�س‬
‫آيات‬ ‫ِ‬
‫الر�سول ‪� .h‬سور ُة النورِ‪ ،‬ال ُ‬ ‫مع‬
‫أدب َ‬
‫ال ُ‬
‫(‪.)64 - 62‬‬

‫‪156‬‬
‫املحاو ُر‬

‫الوحي‬
‫ُ‬
‫والكون‬
‫ُ‬ ‫إن�سان‬
‫ال ُ‬
‫إلهي‬
‫ال ُّ‬

‫مي)‬
‫(القر� ُآن الكر ُ‬ ‫آداب التعاملِ َم َع‬
‫‪ُ �-‬‬
‫‪� -‬سور ُة النو ِر‪،‬‬ ‫ني يف‬‫غ ِري امل�سلم َ‬
‫آيات (‪.)64- 58‬‬ ‫ال ُ‬ ‫احلرب‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪157‬‬
‫الدر�س الأول‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬‫� ُ‬
‫�سورة النورِ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )58-61‬من‬ ‫وحفظ ال ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ِ � -‬أتق َُن تالو َة‬ ‫آداب اإلستئذان داخل البيوت‬
‫الكرمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫يل لل ِ‬ ‫ف املع َنى الإجما َّ‬ ‫أتعر ُ‬
‫‪ّ �-‬‬
‫امل�سلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البيت‬
‫داخل ِ‬ ‫َ‬ ‫إ�سالم‬
‫آداب ال ِ‬ ‫أبي � َ‬ ‫‪ � -‬نّ ُ‬ ‫(‪)61 - 58‬‬ ‫سورة النور‪ ،‬اآليات‬
‫إ�سالمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�سلوكية ال‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫االلتزام بال ِ‬
‫ِ‬ ‫أحر�ص على‬
‫ُ‬ ‫‪�-‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫الجها‬
‫بيل ِع ِ‬
‫إ�سالم يِف َ�س ِ‬
‫ت�رشيع ال ِ‬
‫َ‬ ‫وبي َن ْت‬
‫يوت دونَ ِ�إذ ِْن � ْأ�صحابِها‪ّ ،‬‬
‫الب ِ‬
‫حام ُ‬ ‫تناو َل ْت �سور ُة ال ُّن ِ‬
‫ور َ�سا ِبقًا ُم�شكل َة ا ْق ِت ِ‬ ‫ ‬
‫أهل‬
‫ا�ستئنا�س � ِ‬
‫ُ‬ ‫تئذان � ْأ�صحابها وب� ِّأي و�سيل ٍة ي َتحق َُّق بها‬
‫ا�س ِ‬ ‫عد ْ‬
‫البيوت �إال َب َ‬
‫ِ‬ ‫مينع ُد َ‬
‫خول‬ ‫اال�ستئذان العا ِّم الّذي ُ‬
‫ِ‬ ‫أدب‬
‫إيجاب � ِ‬
‫ب� ِ‬
‫روف جُ ْم َتمعا ِت ِه‪.‬‬
‫وظ ِ‬‫كل َع� ٍرص ُ‬
‫عطيات ِّ‬
‫ِ‬ ‫وفق ُم‬ ‫لدخول املُ ْ�ست� ِ‬
‫أذن َعليهم‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫داد ِهم‬
‫وا�ستع ِ‬
‫ْ‬ ‫مئنان قُلو ِبِهم‬
‫واط ِ‬ ‫البيت ْ‬
‫ِ‬
‫لي�ضب َِط ُ�س َ‬
‫لوك‬ ‫البيوت ْ‬
‫ِ‬ ‫اخل‬
‫ور �أد ًبا �آخر من �آداب الإ�سالم َي َّت ِج ُه �إىل َد ِ‬ ‫ُ‬
‫تتناول ُ�سور ُة ال ّن ِ‬ ‫رمية‬
‫الك ِ‬‫آيات َ‬
‫ذه ال ِ‬
‫ويف َه ِ‬ ‫ ‬
‫وة‬
‫الدين وال ْإخ ِ‬
‫الو ِ‬ ‫خول َعلى َ‬ ‫تئذان ق َْب َل ُّ‬
‫الد ِ‬ ‫باال�س ِ‬
‫ْ‬ ‫خا�صا‬
‫في�رش َع لها �أد ًبا ًّ‬
‫ليف ّ‬ ‫هم دونَ ِ�س ِّن ال َّت ْك ِ‬ ‫فال ا َّل َ‬
‫ذين ْ‬ ‫ا َ‬
‫خل َد ِم وال ْأط ِ‬
‫البيوت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫داخل‬ ‫وات وال ْأر َح ِام‬
‫وال َأخ ِ‬

‫‪158‬‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬
‫ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ‬
‫ﰃﰄﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫ماء‪.‬‬
‫العبيد والإِ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮱ ﯓ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫الرجال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال ُ‬
‫أطفال الذين مل يبل ُغوا مبلغَ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﯕ ﯖ ﯗﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫الزواج لك ِرب �س ِّنهِ ّن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الت�رصف وط َل ِب‬
‫ِ‬ ‫قعدنَ َع ْن‬
‫الن�ساء اللوا ِتي ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭧ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫إثم‪.‬‬
‫�ضيق‪ ،‬واملرا ُد ب ِِه ال ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮄ ﱪ‪ :‬‬
‫� ْأي مِما ُه َو حَ ْت َت َت�صرَ ّ ِف ُكم بِالأَ�صا َل ِة �أَو بِالوكا َل ِة‪.‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮮ ﮯ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪159‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫الدخول على �آبا ِئهم �أو على َم ْن‬


‫ِ‬ ‫أطفال �أنْ ي�ست�أذ ُنوا َ‬
‫قبل‬ ‫واخلدم وال ِ‬
‫ِ‬ ‫أمر للأبنا ِء‬
‫آيات َعلى � ٍ‬
‫هذه ال ُ‬ ‫ُ‬
‫ت�شتمل ِ‬ ‫ ‬
‫وطر ِح ما‬
‫امل�ضاج ِع ْ‬
‫ِ‬ ‫القيام ِم َن‬
‫ِ‬ ‫وقت‬
‫الفجر؛ لأ َّنه ُ‬
‫ِ‬ ‫�صالة‬
‫ِ‬ ‫والليلة‪َ :‬‬
‫قبل‬ ‫ِ‬ ‫اليوم‬
‫مرات يف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث‬
‫َ‬ ‫مة‬
‫ِاخلد ِ‬
‫عليهم ب ْ‬
‫يطوفُونَ ْ‬
‫ثياب‬
‫التجر ِد من ِ‬
‫ُّ‬ ‫وقت‬
‫�صالة الع�شا ِء؛ لأ ّنه ُ‬
‫ِ‬ ‫وبعد‬
‫للراحة‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الثياب‬
‫ِ‬ ‫و�ض ِع‬
‫وقت ْ‬
‫الظهرية؛ لأنه ُ‬
‫ِ‬ ‫ووقت‬
‫ُ‬ ‫الثياب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُينا ُم فيه ِم َن‬
‫ت�ستُهم‬ ‫ُّ‬
‫يختل رّ‬ ‫النا�س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اخللل‪ ،‬لأنّ‬ ‫أوقات «عورة»‪ ،‬والعور ُة ِه َي‬
‫هذه ال ِ‬ ‫و�س ِّم َي ُّ‬
‫كل واحدٍ ِم ْن ِ‬ ‫الليل‪ُ ،‬‬
‫ثياب ِ‬‫النهار وارتدا ِء ِ‬
‫ِ‬
‫الثياب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫هم َ‬
‫بتخفيف ْ‬
‫ِ‬
‫لكربه َّن وال‬
‫ِ‬ ‫الزواج‬
‫ِ‬ ‫يطمع َن يف‬
‫ْ‬ ‫القواعد الالتي ال‬
‫ِ‬ ‫أحكام الّتي تتع ّل ُق بالن�سا ِء‬
‫ِ‬ ‫بع�ض ال‬
‫آيات الكرمي ُة َ‬ ‫بينت ال ُ‬
‫ثم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫اهلل ‪ -‬تعاىل ‪-‬‬ ‫للزينة التي �أمرهن ُ‬ ‫مظهرات‬ ‫غري‬ ‫الظاهرة‪َ ،‬‬
‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هن ُ‬‫حال كو ِن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِهن‬
‫خلع ثياب َّ‬
‫حرج يف ِ‬ ‫ٌ‬ ‫عليهن‬
‫َّ‬ ‫فلي�س‬
‫بهن‪َ ،‬‬ ‫طمع َّ‬ ‫ُي ُ‬
‫عليهن‬ ‫هن الظاهر َة‬ ‫اهلل ‪ -‬تعاىل – ب�س ِرته‪ ،‬و�أَنْ يبق َ‬‫وك�شف ما �أمر ُ‬
‫َّ‬ ‫ني ثيا َب َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التربج‬
‫َ‬ ‫اخللع‬
‫قا�صدات بهذا ِ‬
‫ٍ‬ ‫وغري‬
‫ُ‬ ‫ب�إخفا ِئها‪،‬‬
‫القواعد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫خري للمر� ِأة ح ّتى ولو كا َن ْت َ‬
‫والت�ست ٌ‬
‫رّ ُ‬ ‫لهن‪ ،‬فاالحت�شا ُم‬
‫خري َّ‬
‫خلع‪ ،‬ذلك ٌ‬
‫بدون ٍ‬
‫ِ‬
‫أقارب والأ�صدقا ِء‪،‬‬
‫ني ال ِ‬
‫العالقات ب َ‬
‫ِ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫أحكام �أخرى يف‬
‫ٍ‬ ‫عن �‬
‫احلديث ْ‬
‫ِ‬ ‫ذلك �إىل‬ ‫ثم انتق َل ِت ال�سور ُة الكرمي ُة َ‬
‫بعد َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫والت�ضييق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الت�شديد‬
‫ِ‬ ‫احلرج‪ ،‬ال على‬
‫ِ‬ ‫ورفع‬
‫التخفيف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الي� ِرس ال على ال ُع� ِرس‪ ،‬وعلى‬
‫يت على ُ‬ ‫تك�شف َ�أنَّ هذه ال�رشيع َة ُب ِن ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫يكر ُه‬ ‫حرج َ�أنْ ي�أكلوا َ‬
‫مع الأ�صحا ِء‪ ،‬ف�إنَّ اهلل تعاىل َ‬ ‫ٌ‬ ‫واملري�ض)‬
‫ِ‬ ‫أعرج‪،‬‬ ‫أعذار (الأعمى‪ ،‬وال ِ‬ ‫أهل ال ِ‬ ‫فلي�س على � ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫كم �أو‬
‫بيوت �أقربا ِئ ْ‬
‫ِ‬ ‫حرج �أَنْ ت�أكلوا من‬
‫ٌ‬ ‫ولي�س عليكم أ� ّيها امل�ؤمنونَ‬ ‫َ‬ ‫التوا�ضع‪.‬‬
‫َ‬ ‫عباد ِه‬
‫ويحب من ِ‬ ‫ُّ‬ ‫واملتكربين‪،‬‬
‫َ‬ ‫الكبرْ َ‬
‫ِ‬
‫حرج أ�َنْ ت�أكلوا‬
‫ٌ‬ ‫إثم �أو‬
‫عليكم � ٌ‬
‫ْ‬ ‫لي�س‬
‫غياب �أه ِلها‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫مفاتيحها يف‬
‫َ‬ ‫توكلونَ عليها‪ ،‬ومتلكونَ‬‫البيوت ا ّلتي َّ‬
‫ِ‬ ‫كم‪� ،‬أو‬
‫�أ�صدقا ِئ ْ‬
‫إ�سالم‪،‬‬
‫بتحي ِة ال ِ‬ ‫عليهم ّ‬
‫ْ‬ ‫بال�سالم‪ ،‬و�س ِّلموا‬
‫ِ‬ ‫كم‪ ،‬فابد�ؤوهم‬
‫كم �أو �أ�صدقا ِئ ْ‬
‫بيوت �إخوا ِن ْ‬
‫َ‬ ‫ني‪ ،‬ف�إذا دخل ُت ْم‬
‫متفرق َ‬
‫ني �أو ِّ‬‫جمتمع َ‬
‫وتتم�سكوا‬
‫َّ‬ ‫إ�سالم‪،‬‬
‫آداب ال ِ‬
‫إليكم‪ ،‬لتت�أ َّدبوا ب� ِ‬
‫هلل وحكم ُه � ْ‬
‫�رشع ا ِ‬
‫ذلك ُ‬‫هلل مبارك ًة طيبةً‪َ ،‬‬
‫عند ا ِ‬
‫من ِ‬‫ني‪ ،‬حتي ًة ْ‬
‫�شعار امل�ؤمن َ‬
‫هي ُ‬ ‫ا ّلتي َ‬
‫ودنياكم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫و�صالح دي ِن ُك ْم‬
‫ُ‬ ‫الر�شيدة‪ ،‬ا ّلتي فيها �سعادت ْ‬
‫ُكم‬ ‫ِ‬ ‫بتعاليمه‬
‫ِ‬

‫�أُح ِّد ُد‪:‬‬

‫�سمى بـ «خ�صو�صي ِة الفردِ» و َع ْن �رضور ِة احرتا ِم هذه اخل�صو�صي ِة‪ ،‬ح ِّد ِد‬
‫عما يُ َّ‬
‫املجتمعات املعا�رص ِة ّ‬
‫ِ‬ ‫احلديث يف‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬يك ُرث‬

‫آيات الكرمي َة الّتي عا َجل ْت هذا ال َ‬


‫أمر‪.‬‬ ‫ال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪160‬‬
‫�أُ َبينِّ ُ ‪:‬‬

‫أوقات الثالث ِة‬ ‫�ص لأج ِل ِه ُ‬


‫ترك اال�ستئذانِ يف غ ِري ال ِ‬ ‫‪ G‬ما العذ ُر الذي ُر ِّخ َ‬
‫للأطفالِ واخلد ِم؟‬
‫ثالث‬
‫ُ‬ ‫العلم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫بع�ض � ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل‬ ‫النا�س‪َ ،‬‬ ‫آيات يف القر� ِآن تهاونَ بها‬
‫� ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫تعاىل‪ :‬ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫ﮈ ﮉ ﮊﱪ‪( .‬ااحلجرات ‪ ،)13‬وقوله‪:‬‬
‫ﱫﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫� ِّ‬
‫أو�ض ُح‪:‬‬
‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲ ﱪ‪( .‬الن�ساء ‪ ،)8‬وقوله‪ :‬ﱫﮬ‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫أمي؟ َ‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫للنبي ‪� :h‬أ�أ�ست�أذنُ على � ِّ‬
‫وقال ِّ‬‫رجل َ‬‫جاء ٌ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬ ‫عليها ك ّلما دخ ْل ُت؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫لي�س لها خاد ٌم غيري‪� ،‬أ�أ�ست�أذنُ َ‬ ‫َ‬
‫قال‪� :‬إ ِّنها َ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﱪ(‪( .)3‬النور ‪.)58‬‬ ‫فا�ست� ِأذنْ (‪.)1‬‬ ‫الرجل‪ :‬ال‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫أتحب �أنْ تراها ُعريانةً؟ َ‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫قال‬ ‫� ُ‬
‫آيات الكرمي ِة (‪ )59 - 58‬من‬
‫ال�رشيف وال ِ‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬من خاللِ هذا‬
‫ال�رشعي من �أحكا ِم اال�ستئذانِ ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ا�ستخرج املق�ص َد‬
‫ِ‬ ‫�سور ِة النو ِر‪،‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫يزيد ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪-‬‬ ‫بنت َ َ َ‬ ‫أ�سماء ِ‬
‫عن � َ‬ ‫ْ‬
‫النبي ‪ h‬يف ن�سو ٍة ف�س َّل َم‬
‫مر علينا ُّ‬ ‫قا َل ْت‪َّ :‬‬ ‫هلل‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫عن �أبي مو�سى ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه ‪َ -‬‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫وقال‪:‬‬ ‫والرتمذي َ‬
‫ُّ‬ ‫علينا"‪ .‬روا ُه �أبو داو َد‪،‬‬
‫ا�س َت أ� َذنَ � َأح ُد ُك ْم َثال ًثا َف َل ْم ُي�ؤْ َذنْ َل ُه‪َ ،‬ف ْليرَ ْ ِج ْع»(‪.)2‬‬
‫‪�« :h‬إذا ْ‬
‫ح�سن‪ ،‬وهذا ُ‬
‫لفظ �أبي داو َد‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬
‫املر ُة الأوىل‬
‫بع�ضهم‪ّ :‬‬ ‫قال ُ‬ ‫التمهيد‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫عبد البرَ ِّ يف‬
‫ابن ِ‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫مر‬
‫هلل ‪َّ h‬‬ ‫َ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫الرتمذي‪�" :‬أنَّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ولفظ‬
‫واملر ُة الثانيةُ‪ :‬م�شور ٌة‪ْ ،‬‬
‫هل ُي�ؤذنُ يف‬ ‫اال�ستئذان‪ :‬ا�ستئذانٌ ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫َ‬
‫امل�سجد يو ًما‪ ،‬وع�صب ٌة ِم َن الن�سا ِء قعو ٌد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫الثالث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يزيد على‬
‫الرجوع وال ُ‬
‫ِ‬ ‫الدخول أ� ْم ال‪ ،‬والثالثةُ‪ :‬عالم ُة‬
‫ِ‬
‫بالت�سليم"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بيده‬
‫ف�ألوى ِ‬

‫(‪� )1‬أخرجه مالك في الموط�أ‪ ،‬كتاب اال�ستئذان‪ )2( .‬متفق عليه‪ )3( .‬لباب الت�أويل في معاني التنزيل‪ ،‬ج‪� ،5‬ص‪.88‬‬
‫‪161‬‬
‫�أُف رِّ ُ‬
‫َ�س‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫َ‬ ‫ ‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﱪ‪.‬‬
‫بكل ِم ْن‪:‬‬
‫‪ G‬ما املق�صو ُد ٍ‬
‫الثياب‪.................................................................................................... :‬‬
‫ِ‬ ‫‪َ -‬و ْ�ض ِع‬
‫‪َ -‬ي ْ�س َت ْع ِفف َْن‪........................................................................................................ :‬‬

‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫من الن�سا ِء كما �أ�شا َر ْت �إلي ِه الآي ُة الكرميةُ؟‬


‫القواعد َ‬
‫ِ‬ ‫ا�ستعفاف‬
‫ِ‬ ‫مظاهر‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪:‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﱪ‪( .‬النور ‪.)61‬‬


‫َ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫وذلك‬ ‫با�س ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪ -‬يف هذه ال ِآية‪،‬‬ ‫ابن َع ٍ‬
‫َع ِن ِ‬ ‫ ‬
‫بن علي ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬ ‫َ َ‬
‫اهلل‬ ‫َ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫احل�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫ُيحكى عن‬ ‫ ‬ ‫َلما �أَ ْن َز َل ُ‬
‫اهلل‪ :‬ﱫﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱪ‪( .‬البقرة‬ ‫َّ‬
‫قد‬
‫ْ‬ ‫ه‬‫ئ‬‫ِ‬ ‫أ�صدقا‬
‫�‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫جماع‬ ‫إذا‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫دار‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫دخل‬ ‫ه‬‫ن‬‫ّ‬ ‫أ‬
‫�‬ ‫‪-‬‬ ‫عنهما‬
‫قال املُ�س ِلمونَ ‪� :‬إنَّ َ‬
‫أطعمة‪.‬‬
‫أطايب ال ِ‬
‫�رسيره فيها � ُ‬‫حتت ِ‬ ‫اً‬
‫�سالل ِم ْن ِ‬ ‫ا�ست ُّلوا‬ ‫قد َنهانا �أنْ َن� ُأك َل � ْأموا َلنا َب ْي َننا‬
‫اهلل ْ‬ ‫‪ْ َ ،)188‬‬
‫ُ‬ ‫عليها ي�أك ُلون فتهل َل ْت �‬
‫أ�سارير وجهِ ِه‬ ‫كبون َ‬ ‫وه ْم ُم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وال‪ ،‬فال َي ِح ُّل لأحدٍ ِم َّنا �أنْ‬ ‫من �أَف ِ‬
‫ْ�ضل ال ْأم ِ‬ ‫بالباط ِل‪ ،‬والطعا ُم ْ‬
‫ِ‬
‫ناهم‪ ،‬هكذا‬ ‫وجد ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقال‪ :‬هكذا‬ ‫َ‬
‫و�ضحك‬ ‫�رسورا‬
‫ً‬ ‫لك‪ ،‬ف�أ ْن َز َل ُ‬
‫اهلل‪ :‬ﱫ ﮁ ﮂ‬ ‫عن َذ َ‬
‫ا�س ْ‬‫فكف ال َّن ُ‬
‫َّ‬ ‫عند �أحدٍ ‪،‬‬ ‫َي� ُأك َل َ‬
‫ال�صحابة و َم ْن َ‬
‫لقي ُهم ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫أكابر‬
‫يريد � َ‬
‫ُ‬ ‫ناهم‪.‬‬
‫وجد ُ‬‫ْ‬
‫ﮃ ﮄﱪ �إىل قوله‪ :‬ﱫ ﮰ ﮱﱪ‪ ،‬وكانوا أ� ْي ً�ضا‬
‫ني‪.‬‬
‫البدري َ‬
‫�صديقه وهو‬
‫ِ‬ ‫دار‬ ‫ُ‬
‫يدخل َ‬ ‫ُ‬
‫الرجل ِمنهم‬ ‫وكانَ‬ ‫وحد ُه َحتى َيكونَ ‬ ‫َ‬ ‫الطعا َم‬‫الرجل َّ‬
‫ُ‬ ‫َي�أنَفونَ و َي َت َح َرجونَ �أنْ َي� ُأك َل‬
‫�شاء‪ ،‬ف�إذا‬
‫أخذ منه ما َ‬ ‫غائب في�س� ُأل جاري َته َ‬
‫كي�سه‪ .‬في� ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لك‪ :‬ﱫﯔ ﯕ ﯖ‬‫لهم يِف َذ َ‬ ‫َرخ َ ُ‬
‫َم َع ُه غَ ُري ُه ف َ‬
‫�ص اهلل ْ‬
‫َ‬
‫بذلك(‪.)2‬‬ ‫�رسورا‬
‫ً‬ ‫أخرب ْت ُه‪� ،‬أعتقَها‬
‫ح�رض موالها ف� َ‬
‫َ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﱪ(‪.)1‬‬

‫(‪� )1‬صحيح �أ�سباب النزول‪� ،‬إبراهيم العلي‪� ،‬ص‪ )2( .171‬الزمخ�شري‪ :‬الك�شاف‪ ،‬ج‪� ،3‬ص ‪.262‬‬
‫‪162‬‬
‫�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫آيات الكرمي ُة الأكلَ ِم ْن �أح َد ع�رشَ بيتًا و�إنْ ملْ ْ‬


‫يكن فيها‬ ‫‪� G‬أجا َز ِت ال ُ‬
‫البيت وعد ِم كراهت ِه �أو‬
‫�صاحب ِ‬
‫ِ‬ ‫�أ�صحابُها‪ ،‬ما دا َم الآكلُ ْ‬
‫قد َع ِل َم ر�ضا‬
‫أحب � َ‬
‫إليك‪،‬‬ ‫لبع�ضهم‪َ :‬م ْن � ُّ‬
‫قيل ِ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫فم ْن ه�ؤال ِء الأح َد ع�رشَ؟‬ ‫ت�رضّر ِه من َ‬
‫ذلك‪َ ،‬‬
‫أحب �أخي‬ ‫ُك؟ َ‬
‫فقال‪ :‬ال � ُّ‬ ‫� َ‬
‫أخوك �أ ْم �صديق َ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫عبا�س‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ابن‬ ‫َ‬
‫وقال ُ‬ ‫يكن �صديقي‪.‬‬
‫�إذا مل ْ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫القريب‪� ،‬أال ترى‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أوكد َ‬
‫"ال�صديق � ُ‬
‫ُ‬
‫ني قالوا‪ :‬ﱫﮮ‬ ‫‪.......................................................................‬‬
‫ني ح َ‬
‫ا�ستغاث َة اجلهنمي َ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﱪ‪.‬‬ ‫‪.......................................................................‬‬

‫(ال�شعراء ‪.)101-100‬‬ ‫أ�ُ َبينِّ ُ ‪:‬‬

‫اهلل تعاىل‪:‬ﱫﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﱪ‪.‬‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ ‬


‫قوق املُ ْ�س ِل ِم َعلى �أَ ِ‬
‫خيه‪،‬‬ ‫وج َع َلها َحقًا ِم ْن ُح ِ‬ ‫ال�سال ُم حتي ٌة �شرَ َعها ُ‬
‫واب‪َ ،‬‬‫باد ِه َو َرت َّب َعلى ِف ْعلها ال َّث َ‬ ‫اهلل َتَعاىل ِلع ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫ار�سها ُك ّلما ال َتقى ِب� ٍأخ � ْأو َد َخ َل َب ْي ًتا َ�سوا ٌء كانَ‬
‫وج َّل و يمُ ُ‬ ‫رد عاد ٍة �إىل ِعباد ٍة َيفْع ُلها املُ ْ�س ُ‬
‫لم َتقَر ًبا �إىل َرب ِِه َع َّز َ‬ ‫َف َتحو َل ْت ِم ْن جُم ِ‬
‫َب ْي َت ُه �أو َب ْي َت غَ ِ‬
‫ريه‪.‬‬

‫رين؟‬
‫ْ�س و َعلى ال َآخ َ‬ ‫‪ G‬ما � ُأثر �إ ْف�شا ِء َّ‬
‫ال�سال ِم َعلى النَّف ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الكلمات القر�آنيّ ِة التالي ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما دالل ُة‬
‫‪ -‬ﱫ ﯢﱪ ‪.................................................................................................. :‬‬
‫‪ -‬ﱫﯣ ﯤ ﯥ ﯦﱪ ‪...................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬ﱫ ﯧ ﯨﱪ ‪..................................................................................... :‬‬
‫ني �أفرا ِد ْجمتم ِع َك املُعا�صرِ ِ ؟‬
‫ك�سلوك ب َ‬
‫ٍ‬ ‫وال�سال ِم‬
‫ال�سال ِم كتحي ٍة َّ‬
‫ني َّ‬
‫الرتابط ب َ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما َم َدى‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪163‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫هم باال�ستئذانِ فيها‪،‬‬


‫أمرتْ ُ‬
‫النا�س‪ ،‬و�أجزا ًء ِم َن الزمانِ ‪ ،‬و� َ‬
‫من ِ‬ ‫آيات اال�ستئذانِ من �سور ِة النو ِر (‪� )60 - 58‬أ�صنا ًفا َ‬
‫‪ G‬حد َد ْت � ُ‬
‫آيات‪.‬‬
‫�سبب اال�ستئذانِ الذي �أ�شا َر ْت �إليه ال ُ‬
‫وو�ض ْح َ‬ ‫هذه ال َ‬
‫أ�صناف ّ‬ ‫اذكر ِ‬
‫ْ‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫النا�س‪ :‬‬ ‫ُ‬
‫أ�صناف ِ‬‫‪�-‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫اال�ستئذان‪ :‬‬
‫ِ‬ ‫�سبب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ ‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫بمثالين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‬ ‫رج والم�ش ّق ِة‪ِّ ،‬‬
‫الح ِ‬
‫بين الت�ستّ ِر واالحت�شا ِم و�إزال ِة َ‬
‫‪ G‬يَ ْج َم ُع الإِ�سال ُم في تعاليمِ ه َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪164‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫تلك ال َ‬
‫أ�صناف‬ ‫اذكر َ‬
‫آخرين‪ْ ،‬‬
‫بيوت ال َ‬
‫من ِ‬ ‫النا�س فيما يَتع َّل ُق بال ِ‬
‫أكل ْ‬ ‫أ�صناف ِم َن ِ‬ ‫ت�شري الآي ُة (‪� )61‬إىل ر ْف ِع َ‬
‫«احلر ِج» عن � ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪G‬‬
‫هم‪.‬‬
‫�سبب حترجِ ْ‬
‫مبينًا َ‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ ‬‫ُ‬
‫أ�صناف‪:‬‬
‫‪ -‬ال‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫تحرجهم‪ :‬‬
‫ِ‬ ‫�سبب‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪............................................................................................‬‬ ‫ ‬

‫‪165‬‬
‫الدر�س الثاين‪:‬‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫� ُ‬
‫إ�سالم‪.‬‬
‫إن�سانية يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫العالقات ال‬
‫ِ‬ ‫لم والتعاونُ � ُ‬
‫أ�صل‬ ‫ال�س ُ‬
‫‪ّ -‬‬ ‫آداب التعامل مع غير المسلمين‬
‫ال�رضورات‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫إ�سالم حال ٌة ا�ضطرار ّي ٌة لها ُحك ُم‬
‫احلرب يف ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫بقدرِ ها‪.‬‬
‫تقد ُر ْ‬ ‫التي ّ‬ ‫في الحرب‬
‫احلرب‬
‫ِ‬ ‫مع غ ِري املُ�سلم َ‬
‫ني يف‬ ‫إ�سالم يف معامل ِته َ‬
‫مبادئ ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫و�سماح ِته‪.‬‬
‫موه َ‬ ‫ف َع ْن ُ�س ِّ‬ ‫ْ‬
‫تك ِ�ش ُ‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪:‬‬

‫رمات‬
‫ودفاعا َع ْن ُح ِ‬ ‫أديبا للمعتدي‬ ‫احلرب يف الإ�سالم حال ٌة ا�ضطراري ٌة ملْ ي�أذنْ بِها ُ‬
‫اهلل تَعاىل � اّإل َر ًّدا‬
‫ً‬ ‫للظلم وت� ً‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫إراقة‬
‫والعدوان‪ ،‬وامل�سلمونَ يف قتا ِلهم ال يخرجونَ ل ِ‬
‫ِ‬ ‫الظلم‬
‫ِ‬ ‫ربط ْت ُه بر ِّد‬ ‫ومقد�سا ِتهم‪ ،‬ف� ّأو ُل �آي ٍة َ‬
‫�رشع ِت اجلها َد َ‬ ‫َّ‬ ‫ني‬
‫امل�سلم َ‬
‫يخرجونَ‬
‫ُ‬ ‫ا�ستعرا�ضا للقُوى‪ ،‬و� مّإنا‬
‫ً‬ ‫ا�ستكبارا وال‬
‫ً‬ ‫رامات‪ ،‬كما ال يخرجونَ َب َط ًرا وال‬
‫ِ‬ ‫إهدار َ‬
‫الك‬ ‫وات و� ِ‬ ‫ونه ِب رَ َ‬
‫الث ِ‬ ‫الدما ِء ْ‬
‫بيل‬ ‫قال ‪َ “ :h‬م ْن قات ََل ِل َت ُكونَ َك ِل َم ُة ا ِ‬
‫هلل ِه َي ا ْل ُع ْليا ف َُه َو يِف َ�س ِ‬ ‫احلق واخل ِري‪ ،‬كما َ‬
‫كلمة ِّ‬
‫ِ‬ ‫أجل �إعال ِء‬
‫من � ِ‬
‫�سام هو ْ‬
‫لهدف ٍ‬
‫ٍ‬
‫هلل”(‪.)1‬‬
‫ا ِ‬

‫مع غ ِري امل�ْسلم َني يف احلربِ ‪:‬‬


‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫� ُ‬
‫ولكن َما َيجه ُله الكثريونَ هو �أخالقُه‬
‫ْ‬ ‫اجلميع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قد ُي ُ‬
‫دركها‬ ‫ال�سلم ْ‬
‫ِ‬ ‫ني يف‬
‫مع غ ِري امل�سلم َ‬
‫إ�سالم يف تعا ُم ِله َ‬ ‫ُ‬
‫أخالق ال ِ‬
‫ �‬
‫إ�سالم‬
‫احلرب يف ال ِ‬
‫َ‬ ‫أطماع �أو االنتقا ُم الأعمى‪ ،‬ف�إنَّ‬
‫ُ‬ ‫الع�صبي ُة وال‬
‫ّ‬ ‫آخرين تدف ُعها‬
‫عند ال َ‬
‫احلروب َ‬
‫ُ‬ ‫احلرب‪ ،‬ف�إذا كا َن ِت‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫القتال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املعاملة‪ ،‬والإن�ساني ُة يف‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والعدل يف‬ ‫مع ا َ‬
‫خل ْ�ص ِم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫أخالق ال�شرَّ ِف َ‬ ‫ُ‬
‫ت�ضبطها �‬ ‫حرب نزيه ٌة‬
‫ٌ‬
‫احلرب يف مباد َِئ �سامي ٍة كانَ ِم ْنها ما يلي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ني �أثنا َء‬
‫أخالقيات الإ�سال ِم يف تعام ِله م َع املخالف َ‬
‫ُ‬ ‫جت�س َد ْت �‬
‫‪ G‬وقد ّ‬
‫العهد‪:‬‬
‫نق�ض ِ‬ ‫‪� .1‬إعال ُم العد ِّو با َحل ِ‬
‫رب عن َد ِ‬
‫بالعدوان َعلى غ ِريهم‪َ ،‬‬
‫فقال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ِ‬ ‫ني �أنْ يبد�أوا‬
‫َنهى الإ�سال ُم امل�سلم َ‬ ‫ ‬
‫مد ِتهم‪ ،‬وال‬
‫عهدهم �إىل َّ‬
‫يتموا �إليهِ م َ‬
‫وجب عليهِ م �أنْ ّ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ميثاق‬ ‫قوم‬
‫ني ٍ‬‫ﯼ ﱪ‪( .‬البقرة ‪ ،)190‬و�إذا كانَ بي َنهم وب َ‬
‫منهم‬
‫كل ُ‬‫باحلرب ح َّتى يكونَ ٌّ‬
‫ِ‬ ‫وهم‬
‫لم ُ‬ ‫بحال‪ ،‬و�إنْ خافُوا ِم ْنهم خيان ًة ُ‬
‫نبذوا �إليهِ م َعلى َ�سواءٍ‪ ،‬و� ْأع ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيه‬ ‫يحل ُلهم �أنْ ُ‬
‫ينكثوا ِ‬ ‫ُّ‬
‫أمره دونَ غَ درٍ وال خيانةٍ‪ ،‬كما َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ‬ ‫على َبين ٍة ِم ْن � ِ‬
‫والوفا ِء‪.‬‬
‫درجات الأما َن ِة َ‬
‫ِ‬ ‫أعظم‬ ‫َ‬
‫وهذا ُي َع ُّد ِم ْن � ِ‬ ‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﱪ‪( .‬الأنفال ‪.)58‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬


‫‪166‬‬
‫�أُوا ِز ُن‪:‬‬

‫واحل�ضار ِة‪:‬‬
‫َ‬ ‫بالعلم‬
‫تو�ص ُف ِ‬ ‫ُ‬
‫الدول املعا�صرِ ُة الّتي َ‬ ‫أقر ُه الإ�سال ُم من ُذ �أربع َة ع�رشَ قرنًا وبينْ َ َما تَ ِ‬
‫رتكبُه‬ ‫‪ G‬اقر�أْ َما يلي َّثم وازِنْ ب َ‬
‫ني َما � َّ‬
‫يجب �أال تبد�أَ ال ُ‬
‫أعمال‬ ‫البند ال ّأو ِل م ْنها �أ َّنه ُ‬
‫الثالثة ويف ِ‬
‫ِ‬ ‫االتفاقية‬
‫ِ‬ ‫ؤمتر الهاي �سنة ‪ 1907‬يف‬
‫قرارات م� ِ‬
‫ُ‬ ‫تَ�ضم َن ْت‬ ‫ ‬
‫تطالب‬
‫ُ‬ ‫�صورة �إنذارٍ نها ِئ ٍّي‬
‫ِ‬ ‫�سب ٍب �أو يف‬
‫حرب ُم ّ‬
‫ٍ‬ ‫إعالن‬
‫�صورة � ِ‬
‫ِ‬ ‫فيه يكونُ يف‬
‫�س ِ‬ ‫بعد �إخطارٍ �سابقٍ ال ْلب َ‬ ‫احلربي ُة �إال َ‬
‫قد‬
‫احلرب قائمةً‪ ،‬وكا َن ْت احلكوم ُة الهولندي ُة ْ‬
‫ُ‬ ‫فيه الدول ُة املنذر ُة مبطا ِل َب معي َّن ٍة ف�إنْ ملْ حتققْها الدول ُة الأخرى اع ُت َرب ِت‬
‫االقرتاح‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أخرى ملْ توا ِف ْق َعلى َ‬
‫هذا‬ ‫َ‬
‫الدول ال َ‬ ‫وبد ِئها فعلاً ‪ْ ،‬‬
‫لكن‬ ‫احلرب ْ‬
‫ِ‬ ‫إعالن‬
‫ني � ِ‬ ‫اقرتح ْت ُم ِ�ض ّي ‪� 24‬ساع ًة على ال ِّ‬
‫أقل ب َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ح�صل يف‬ ‫وهو ا ّلذي‬
‫واحد ٍة ُ‬
‫َ‬ ‫بدقيق ٍة‬
‫ولو َ‬
‫احلرب ْ‬
‫َ‬ ‫بعد �إعال ِنها‬
‫عدوها َ‬
‫املحارب ُة َّ‬
‫ِ‬ ‫ُفاج َئ الدول ُة‬ ‫ف�صار ِم ْن املُ ِ‬
‫باح قانو ًنا �أنْ ت ِ‬ ‫َ‬
‫الثانية (‪.)2()1945-1939‬‬
‫ِ‬ ‫العاملية‬
‫ِ‬ ‫احلرب‬
‫ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ني‪:‬‬
‫‪ .2‬من ُع حمارب ِة غ ِري املحارب َ‬
‫العجزة‬
‫ِ‬ ‫أطفال �أو‬
‫�سواء كا ُنوا ِم َن ال ِّن�سا ِء �أو ال ِ‬
‫ًَ‬ ‫احلرب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أثناء‬
‫بال�سو ِء � َ‬
‫ني ُّ‬ ‫أحد املدني َ‬ ‫إ�سالم �أنْ َ‬
‫ينال � ُ‬ ‫ ال يجو ُز يف ال ِ‬
‫خا�ص ِة‬
‫جي�ش �أو �رس ّي ٍة �أو�صا ُه يف َّ‬
‫أمريا على ٍ‬ ‫هلل ‪� h‬إذا � َّأم َر � ً‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫فقد كانَ‬
‫للع ِلم‪ْ ،‬‬
‫ني ِ‬‫ني �أو ال ُعلما ِء املنقطع َ‬
‫العب ِاد املتبتل َ‬
‫�أو َّ‬
‫ني‪.‬‬
‫نف�سه و َم ْن م َع ُه ِم َن امل�سلم َ‬
‫ِ‬
‫هلل ‪ h‬ق َ‬ ‫فعن �أَ َن ِ�س ب ِن ما ِل ٍك ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل ع ْن ُه‪� ،‬أنَّ َر ُ�س َ‬
‫هلل َو َعلى ِم َّل ِة َر�سولِ اهللِ‪،‬‬
‫هلل َوبِا ِ‬ ‫َال‪« :‬انْ َط ِلقوا ب ْ‬
‫ِا�س ِم ا ِ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫غريا َوال ا ْم َر�أةً‪َ ،‬وال تَ ُغ ُّلوا‪َ ،‬و ُ�ض ُّموا غَنا ِئ َم ُك ْم‪َ ،‬و� ْأ�ص ِلحوا ﱫ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫َوال تَ ْقتُلوا َ�ش ْي ًخا فا ِنيًا َوال ِط ْف ً‬
‫ال َوال َ�ص ً‬
‫حفظ‬ ‫ﮯﱪ‏‏‪( ،‬البقرة ‪.)3(»)195‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪:‬‬


‫مالحظا ِت َك َ‬
‫حول ما يلي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫�سجلْ‬
‫احلروب املعا�رصَ ِة ّثم ّ‬
‫ِ‬ ‫واقع‬
‫انظر �إىل ِ‬
‫‪ْ G‬‬
‫احلروب؟‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫�أ‪َ .‬م ْن ُه ْم �أك ُرث َ‬
‫�ضحايا ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫أ�صاب هذا‬ ‫احلرب �إال �أنْ ِّ‬
‫ينك ُلوا ب�أعدا ِئهم‪ ،‬و َي ْعم ُلوا َعلى تدم ِريهم‪ ،‬و�إنْ � َ‬ ‫ِ‬ ‫أثناء‬
‫احلروب‪ ،‬ال ُيبالونَ � َ‬
‫ِ‬ ‫قادة‬
‫كثري ِم ْن ِ‬
‫ٌ‬ ‫ب‪.‬‬
‫الواقع املُعا� ِرص‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باحلرب‪َ .‬د ّل ْل َعلى َ‬
‫ذلك ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫التنكيل َم ْن ال َيد له‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )2‬د‪� .‬أحمد الحوفي‪� :‬سماحة الإ�سالم �ص ‪ )3( .152‬رواه �أبو داود‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫�أُعللُ‪:‬‬

‫عن قت ِلهم؟‬
‫فم ْن ُه ْم؟ و ِل َم كانَ النَّ ُه ُي ْ‬
‫قتل ال ُع�سفاءِ! َ‬
‫عن ِ‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ْ h‬‬ ‫‪ G‬ن َهى‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫تعذيب جرحا ُه ْم‪:‬‬


‫ِ‬ ‫بجثث الأعدا ِء �أو‬
‫ِ‬ ‫التمثيل‬
‫ِ‬ ‫‪ .3‬من ُع‬
‫التنكيل‬
‫ِ‬ ‫نفو�سهم ِم ْن � ِّأي نزع ٍة عدوا ِن ّي ٍة تُبالغُ يف‬
‫جماح ِ‬‫َ‬ ‫كبح‬
‫ني �أنّ َ‬
‫إ�سالم وتربي ِته للم�سلم َ‬
‫إن�ساني ِة ال ِ‬
‫مظاهر � ّ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن‬ ‫ ‬
‫فقال ‪« :h‬اغْ ُزوا َوال َت ُغ ُّلوا َوال َت ْغ ِد ُروا‬ ‫العد ِو‪َ ،‬‬
‫ثث ُّ‬‫بج ِ‬
‫التمثيل ُ‬
‫ِ‬ ‫لذلك نهى ‪ h‬عن‬ ‫َ‬ ‫االنت�صار عليهِ م‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫بالأعدا ِء َ‬
‫ائل‬
‫للو�س ِ‬
‫ني �إال َ‬
‫عند امل�سلم َ‬
‫احلرب َ‬
‫ِ‬ ‫تعذيب الأ�رسى‪ ،‬فَال مكانَ يف‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫َوال تمَ ْ ُث ُلوا َوال َت ْق ُت ُلوا َو ً‬
‫ليدا» ‪ .‬كما َنهى ‪ْ h‬‬
‫(‪)1‬‬

‫النزيه ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫أ�ساليب‬
‫ِ‬ ‫امل�رشوع ِة وال‬
‫َ‬

‫�أُ َع ِّللُ‪:‬‬

‫ثث العد ِّو؟‬


‫بج ِ‬
‫والتمثيل ُ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬مِبَ تُعلّلُ نَ َ‬
‫هي ال�شرَّ ِع َع ْن التح ِر ِيق‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ال�شهدا ِء حمز َة ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫اهلل عن ُه ‪-‬‬ ‫َ َ‬ ‫�سيد ُّ‬ ‫النبي ‪ h‬على �شهدا ِء ُ�أ ُحدٍ ‪ّ ،‬‬
‫خا�ص ًة ِ‬ ‫حزن ِّ‬ ‫حي َنما ر�أى ال�صحاب ُة ِع َظ َم ِ‬ ‫ ‬
‫هر ل ُنم ِث َل َّن بِهم ُمثل ًة ملْ ميث ْلها‬ ‫هلل لئن �أظفرنا ُ‬
‫الد ِ‬
‫اهلل بِهم يو ًما ِم َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ني‪« :‬وا ِ ْ‬
‫توع ُدوا قري�شً ا قائل َ‬
‫يف‪ّ ،‬‬ ‫�سده ال�شرّ ِ‬
‫بج ِ‬‫ا ّل ِذي ُم ّثل َ‬
‫العرب»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫أحد ِم َن‬
‫� ٌ‬
‫فتح َّ‬
‫مكةَ؟‬ ‫قري�ش حينَما انت�رصَ َعليها يف ِ‬
‫الر�سولِ ‪ِ h‬م ْن ٍ‬
‫موقف ّ‬
‫ُ‬ ‫فكيف كانَ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫تخريب بيئ ِة الأعداءِ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫التحذير ِم َن‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫الف�ساد يف‬
‫ِ‬ ‫إعاثة‬
‫البيئة و� ِ‬
‫إتالف عنا� ِرص ِ‬
‫التعمد يف � ِ‬
‫ُ‬ ‫التخريب �أو‬
‫ُ‬ ‫لي�س ْت تنكي ً‬
‫ال‪ ،‬وال غاي ُتها‬ ‫إ�سالم َ‬
‫احلرب يف ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫جاء يف و�صايا �أبي‬ ‫بقد ِرها‪ ،‬وهذا ما �أَ َ‬
‫درك ُه امل�سلمونَ والت َزموا به يف حروبهم‪ ،‬فكانَ مما َ‬ ‫أر�ض‪ � ،‬مّإنا هي �رضور ٌة َّ‬
‫تقد ُر ْ‬ ‫ال ِ‬

‫(‪ )1‬رواه م�سلم‪ )2( .‬ال�سيرة النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪.45‬‬
‫‪168‬‬
‫مثم ًرا‪ ،‬وال‬
‫�شجرا ِ‬ ‫كبريا هر ًما‪ ،‬وال تقط َع َّن‬ ‫احلرب‪« :‬ال ْ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫�صبيا‪ ،‬وال امر أ�ةً‪ ،‬وال ً‬
‫تقتل ً‬ ‫ِ‬ ‫اده يف‬
‫لقو ِ‬
‫بكر ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهلل عن ُه ‪ّ -‬‬
‫ٍ‬
‫ال‪ ،‬وال حَترق َّن ُه‪ ،‬وال ت ْغ ُل ْل‪ ،‬وال جَت نُ ْ‬
‫ب»(‪.)3‬‬ ‫بعريا �إال مل�أك َلةٍ‪ ،‬وال تُغرق ََّن نخ ً‬
‫تعقرنَّ �شا ًة وال ً‬
‫عامرا‪ ،‬وال ِ‬
‫تخر َب َّن ً‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫‪ G‬ت�أملْ َما يلي ونَ ْ‬


‫اق�ش ُه م َع زمال ِئك مقارنًا بينَ ُه وبينْ َ مو ِق ِف الإ�سال ِم‪:‬‬
‫والع�سكرية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫احلربية‬
‫ِ‬ ‫أغرا�ض‬
‫الكيمياوية يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫واملهلكات‬
‫ِ‬ ‫املبيدات‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخدام‬
‫ِ‬ ‫املحاربة �إىل‬
‫ِ‬ ‫الدول‬
‫ِ‬ ‫تَلج�أُ ُ‬
‫بع�ض‬ ‫ ‬
‫ومناطق رعيهِ م وغابا ِتهم!‬
‫ِ‬ ‫راعية‬
‫حما�صيل العد ِّو ال ِّز ِ‬
‫ِ‬ ‫م�ستهدف ًة بِها � َ‬
‫إهالك‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ني امل ُ ِ‬
‫حارب‪:‬‬ ‫‪ .5‬الوفا ُء بت�أم ِ‬
‫حمارب‬
‫ٌ‬ ‫عد ٌّو‬
‫طلب ُ‬
‫ني‪ ،‬فم َتى َ‬
‫طلبوه ِم ْن امل�سلم َ‬
‫أمان �إذا ُ‬
‫بحق ال ِ‬ ‫حماربيه �أ ّنه تكف ََّل ْ‬
‫لهم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫مع‬
‫إ�سالم َ‬
‫�سماحة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن‬ ‫ ‬
‫الوجوه‪ ،‬ويف َ‬
‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫وج ٍه ِم َن‬
‫عليه‪ ،‬ب� ِّأي ْ‬
‫االعتداء ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫بذلك �آم ًنا فيها‪ ،‬ال يجو ُز‬ ‫و�صار‬
‫َ‬ ‫لمة ق َ‬
‫ُبل م ْن ُه‪،‬‬ ‫امل�س ِ‬
‫الدولة ْ‬
‫ِ‬ ‫الأمانَ ِم َن‬
‫ُ‬
‫يقول تعاىل‪ :‬ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸ ﱪ‪( .‬التوبة ‪.)6‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫فاط َم ُة‬ ‫هلل ‪ h‬عا َم ا ْل َف ْت ِح ف ََو َج ْد ُت ُه َي ْغ َت ِ�س ُل‪َ ،‬و ِ‬ ‫اهلل عنها ‪ -‬قا َل ْت‪َ :‬ذ َه ْب ُت �إىل َر ِ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫هانئ ‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫عن �أ ِّم ٍ َ َ‬ ‫ ‬
‫َقال‪َ « :‬م ْر َح ًبا ِب أ� ِّم ها ِن ٍئ»‪.‬‬ ‫َقال‪َ « :‬م ْن َه ِذ ِ‏ه»‏‏؟ َف ُق ْل ُت‪� :‬أَنا �أ ُّم ها ِن ٍئ ِب ْن ُت �أبي طا ِل ٍب‏‪ .‬ف َ‬
‫ا ْب َن ُت ُه ت َْ�س رُ ُت ُه‪ ،‬ف ََ�س َّل ْم ُت َع َل ْي ِه ف َ‬
‫هلل‪َ ،‬ز َع َم ا ْب ُن أ� ِّمي َع ِل ٌّي �أَ َّن ُه‬
‫ول ا ِ‬‫واحدٍ ‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫عات ُم ْل َت ِحفًا يف َث ْو ٍب ِ‬‫مان َر َك ٍ‬ ‫َف َل َّما ف ََر َغ ِم ْن غُ ْ�س ِل ِه قا َم‪ ،‬ف ََ�ص َّلى َث ِ‬
‫هلل ‪« :h‬ق َْد � َأج ْرنا َم ْن � َأج ْر ِت يا �أُ َّم ها ِن ٍئ»‪ .‬قا َل ْت �أُ ُّم ها ِن ٍئ‪:‬‬ ‫َقال َر ُ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫ال ق َْد � َأج ْر ُت ُه فُالنُ ْب ُن ُه َبيرْ َ ةَ‪ .‬ف َ‬
‫قا ِت ٌل َر ُج ً‬
‫َو َذ ِل َك ُ�ض ًحى‏(‪.)4‬‬

‫(‪� )3‬سنن �سعيد بن من�صور‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪ )4( .182‬رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫ني؟‬
‫للمحا ِرب َ‬
‫حق �إعطا ِء الأ َمانِ َ‬
‫�أ‪َ .‬م ْن ل ُه ُّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫منح الأمانِ ؟‬ ‫ُ‬
‫�رشوط ِ‬ ‫ب‪ .‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ج‪ .‬ما �صو ُر م ْن ِح الأمانِ يف الو ْق ِت املُعا�صرِ ِ ؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�سل العد ِّو‪:‬‬


‫ني ُر ِ‬
‫‪ .6‬ت�أم ُ‬
‫أحد‬ ‫ح�س ُن ا�ستقبا َلهم‪ ،‬وي�ؤ ِّم ُن ْ‬
‫هم فال َي ْع َتدي � ٌ‬ ‫ول ‪ُ h‬ر ٌ‬
‫�سل ِم ْن �أعدا ِئه‪ ،‬فكانَ ُي ِ‬ ‫الر�س ِ‬
‫يقد ُم على ُ‬
‫كثريا ما كانَ ُ‬
‫ً‬ ‫ ‬
‫ن�شهد‬
‫ُ‬ ‫هلل؟ اَ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫الكذاب‪َ ،‬‬
‫فقال ُلهما‪� :‬أت�شهدان � يّأن‬ ‫ِ‬ ‫إليه ر�سوال ُم�سيلم َة‬
‫جاء � ِ‬ ‫عليهِ ْم �أو ُي ِ�س ُئ ُله ْم‪ ،‬وكانَ مِم َْن َ‬
‫بن م�سعودٍ‬
‫عبد اهلل ُ‬ ‫ر�سول لقتل ُت ُكما‪َ ،‬‬
‫فقال ُ‬ ‫اً‬ ‫كنت قاتلاً‬
‫ور�س ِله‪ .‬لو ُ‬
‫هلل ُ‬ ‫النبي ‪ُ � :h‬‬
‫آمنت با ِ‬ ‫َ‬
‫فقال ُّ‬ ‫ُ‬
‫ر�سول اهلل!‬ ‫�أنَّ م�سي َلم َة‬
‫الر َ‬
‫�سل ال تُقتل(‪.)1‬‬ ‫‪ -‬ر ِ�ضي ُ‬
‫ال�س ّن ُة �أنَّ ُّ‬
‫فم�ض ْت ّ‬
‫اهلل عن ُه ‪َ :-‬‬ ‫َ َ‬

‫ال�صلح م َع العد ِّو‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ال�سلم وعق ُد‬
‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫ني �أنْ‬
‫بالدهم‪ ،‬وكانَ فيه م�صلح ٌة للم�سلمني‪ ،‬ف َعلى امل�سلم َ‬
‫وهم يف ِ‬
‫ال�سلم والتز ُموا مبوجبا ِته ُ‬
‫َ‬ ‫أعداء‬
‫طلب ال ُ‬
‫ �إذا َ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ‬
‫لمي ِة‪ ،‬كما َ‬
‫ال�س ّ‬
‫لرغب ِتهم ِّ‬
‫احلرب تلبي ًة َ‬
‫َ‬ ‫جيبوا ُلهم فيو ِقفُوا‬
‫َي�س َت ُ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱪ‪( .‬الأنفال ‪.)61‬‬

‫�أُ َف ِّك ُر‪َ ،‬و�أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫اذكر �أمريْن م ْنها‪.‬‬


‫ال�سلم م َع العدوِ مقي ٌد ب�أمو ٍر ع ّد ٍة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬مبد�أُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الإمام �أحمد‪.‬‬


‫‪170‬‬
‫أر�ض م َع توا ُف ِر ال ُق ّدر ِة َعلى ِقتا ِله؟‬
‫املغت�صب لل ِ‬
‫ِ‬ ‫حكم الهدن ِة م َع العد ِّو‬
‫‪ G‬ما ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫باملعاهدات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .8‬الوفا ُء‬
‫وجل‪ :‬ﱫ ﮍ‬ ‫الوفاء مبعاهدا ِتهم وااللتزا َم بِها دونَ غدرٍ �أو ِخيانةٍ‪َ ،‬‬
‫فقال ع ّز ّ‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫أوجب الإ�سال ُم َعلى امل�سلم َ‬
‫ � َ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱪ‪( .‬النحل ‪.)91‬‬
‫ني‪.‬‬ ‫مظهرين من وفا ِء الر�سولِ ‪ِ h‬‬
‫بعهد ِه م َع امل�رشك َ‬ ‫ِ‬ ‫اذكر‬
‫‪ُ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫املغلوب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .9‬ال�سماح ُة م َع‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪ ،‬و�أُ َح ِّد ُد‪:‬‬

‫أحرارا يف �أديا ِنهم‪ ،‬ف�إذا كانَ‬


‫ني � ً‬ ‫العرب ُ‬
‫تركوا املغلوب َ‬ ‫َ‬ ‫العرب‪�« :‬إنَّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول (جو�ستاف لوبون) يف كتابِه ح�ضار ُة‬ ‫ ‬
‫وب العفْو الذي‬‫العرب الغالبونَ ِم ْن ضرُ� ِ‬
‫ُ‬ ‫العربي َة لغ ًة ُلهم‪ ،‬فذ ِل َك ملَّا كانَ ي ّت ُ‬
‫�صف بِه‬ ‫ّ‬ ‫قد �أ�س َل ُموا وات ُ‬
‫ّخذوا‬ ‫بع�ض الن�صارى ْ‬
‫ُ‬
‫ني ُلهم‬
‫عظيم تارك َ‬
‫ٍ‬ ‫قطر ا�ستو ُلوا عليه ب ُل ٍ‬
‫طف‬ ‫وكل ٍ‬ ‫إ�سبانية َّ‬
‫وم�رص و� ّ‬ ‫َ‬ ‫وقد عام ُلوا � َ‬
‫أهل �سور ّي َة‬ ‫عهد‪ْ ..‬‬ ‫للنا�س مبث ِله ُ‬
‫ِ‬ ‫ملْ ْ‬
‫يكن‬
‫واحلق �إنَّ‬
‫ُّ‬ ‫وحفظ ال ْأم ِن بِهم‪..‬‬
‫ِ‬ ‫مقابل حماي ِتهم ُلهم‬
‫ِ‬ ‫ضني �سوى جزي ٍة زهيد ٍة يف‬
‫غري فار� َ‬
‫ظمهم و ُمعتقدا ِتهم َ‬
‫قواني َنهم و ُن َ‬
‫العرب»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ني َ‬
‫مثل‬ ‫حماء مت�ساحم َ‬
‫حتني ُر َ‬ ‫الأ َمم ملْ ْتع ْ‬
‫رف فا َ‬
‫ني كا ُنوا ي�ستقبِلونَ يف ُك ِّل مكانٍ ي�ص ُلونَ‬
‫عرب التاريخ)‪�« :‬إنّ امل�سلم َ‬ ‫(احلرب َ‬
‫ُ‬ ‫وقال مونتجمري وات يف كتابِه‬ ‫ ‬
‫عوب بهم»‪.‬‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫وذلك ملَا اتَّ�سموا بِه ِم ْن تَ�سا ُم ٍح و�إن�ساني ٍة وح�ضار ٍة فزا َد �إميانُ ُّ‬
‫َ‬ ‫العبودية‬
‫ِ‬ ‫لل�شعوب ِم َن‬
‫ِ‬ ‫رين‬
‫حر َ‬‫كم ّ‬
‫إليه ُ‬
‫� ِ‬
‫أنف�سهم‪.‬‬
‫غري امل�سلمني � ِ‬
‫ني التي يَ�شه ُد بِها ُ‬
‫ني م َع املغلوب َ‬
‫جوانب �سماح ِة امل�سلم َ‬
‫َ‬ ‫الن�صو�ص ال�سابق ِة‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ح ِّد ْد ِم َن‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪171‬‬
‫احلر ِب‪:‬‬
‫‪ .10‬معامل ُة �أ�سرْ ى ْ‬
‫«ا�ستو�صوا‬
‫ُ‬ ‫خريا َ‬
‫فقال‪:‬‬ ‫ِهم ً‬ ‫ُ‬
‫الر�سول ‪ h‬ب ْ‬ ‫أو�صى‬
‫فقد � َ‬
‫إ�سالم بمِ ُعامل ٍة فا�ضل ٍة ورعاي ٍة كرميةٍ‪ْ ،‬‬
‫َح ِظي الأ�رسى يف ال ِ‬ ‫ ‬
‫يهود‬
‫وقال يف �أ�سرْ ى ِ‬ ‫إلبا�س الأ�رسى‪َ ،‬‬‫أمر ب� ِ‬
‫يوم بدرٍ � َ‬ ‫نب‪ ،‬ويف ِ‬‫وال�رشاب والل ُ‬
‫ُ‬ ‫لهم الطعا ُم‬
‫قد ُم ُ‬
‫بالأ�سارى خيرْ ًا»(‪ ،)1‬فكانَ ُي َّ‬
‫مر لي�أك ُلوا ِم ْنها(‪.)2‬‬
‫أكيا�س ال ّت ِ‬ ‫أمر ب�أنْ حُت َ‬
‫مل ُلهم � ُ‬ ‫�سار ُهم‪ ،‬و� َ‬
‫ُوهم و� ْأح ِ�س ُنوا �إِ َ‬
‫ال�شم�س وا�سق ُ‬
‫ِ‬ ‫عن َح ِّر‬
‫وهم ْ‬
‫أبعد ُ‬ ‫بني َ‬
‫قريظةَ‪ُ � :‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪ُ ،‬ث َّم �أُ ُ‬


‫جيب‪:‬‬

‫َ‬
‫ر�سول‬ ‫املنورة ليق ُت َل‬
‫ِ‬ ‫للمدينة‬
‫ِ‬ ‫قر َر �أنْ ي�أ ِت َي‬
‫قد َّ‬
‫م�شهورا ِم ْن ُزعما ِء ب ِني حنيفةَ‪ ،‬وكانَ ْ‬
‫ً‬ ‫زعيما‬
‫ً‬ ‫بن ُ�أثالٍ‬
‫كانَ ُثمام ُة ُ‬ ‫ ‬
‫�ساره»‪َ ،‬‬
‫وقال‬ ‫أ�صحابِه‪ْ �« :‬أح ِ�س ُنوا �إِ َ‬
‫فقال ‪ h‬ل َ‬ ‫وي‪َ ،‬‬ ‫جد ال َّن َب ِّ‬
‫امل�س ِ‬
‫النبي ‪ ،h‬وجا�ؤوا بِه �إىل ْ‬
‫أ�صحاب ُ‬ ‫ُ‬ ‫هلل ‪ ،h‬ف�أ�سرَ َ ُه �‬
‫ا ِ‬
‫إليه»(‪.)3‬‬ ‫ندكم ِم ْن َط ِ‬
‫عام فا ْبع ُثوا بِه � ِ‬ ‫«اجم ُعوا َما ِع ُ‬
‫أي�ضا‪ْ :‬‬
‫� ً‬
‫ني �أقب ُلوا بِي ِم ْن بدرٍ ‪ -‬فكا ُنوا‬ ‫أن�صار ح َ‬
‫رهط ِم َن ال ِ‬
‫أ�سريا‪« :‬ك ْن ُت يف ٍ‬ ‫بن عم ٍري حي َنما كانَ � ً‬ ‫عزيز ُ‬
‫يقُول �أبو ِ‬ ‫ ‬
‫إياهم ِب َنا‪ ،‬ما تق َُع يف ِيد َر ُج ٍل م ْن ُهم‬
‫هلل ‪ُ � h‬‬‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫لو�صي ِة‬
‫ّ‬ ‫باخلبز و�أك ُلوا ال َّت َ‬
‫مر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وع�شاءهم َخ ُّ�صوين‬
‫َ‬ ‫غذاءهم‬
‫قدموا َ‬
‫�إذا َّ‬
‫مي�سها»(‪.)4‬‬
‫علي ما ُّ‬ ‫ك�رس َة ٍ‬
‫خبز �إال نفح ِني بِها ف� ْأ�س َتحي ف�أر ُدها على � َأح ِدهم فري ُدها ّ‬

‫كيف كانَ ْت ت ِت ُّم معامل ُة الأ�سرْ ى يف الإ�سال ِم؟‬


‫‪َ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫عامالت غ ِري الإن�ساني ِة؟‬
‫ِ‬ ‫تلك امل ُ‬
‫فما �صو ُر َ‬
‫وا�سع النّطاقِ يف ُمعامل ِة الأ�سرْ ى َ‬
‫أخالقي ِ‬
‫ٍّ‬ ‫احلروب املُعا�صرِ ُة ِم ْن تَدهو ٍر �‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬تُعانيِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطبراني في المعجم ال�صغير والكبير‪ )2( .‬انظر النهاية في غريب الأثر للجزري‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪ ،22‬والمغازي للواقدي‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.17‬‬
‫‪172‬‬
‫(‪ )3‬ال�سيرة النبوية البن ه�شام‪ ،‬ج‪� ،6‬ص‪ )4( .51‬ال�سيرة النبوية البن ه�شام‪.2/282 ،‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬
‫و�ض ْحها ِم ْن خاللِ قو ِله تعاىل‪ :‬ﱫ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﱪ‪.‬‬
‫‪ G‬و�ض َع الإ�سال ُم يف معامل ِة �أ�رسَى الع ُدوِ قاعد ًة �إن�ساني ًة فا�ضل ًة ّ‬
‫(حممد ‪.)4‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫ال�رشعي ع َلى كلِّ ِم َن‪:‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ G‬ما الدليلُ‬
‫إح�سان �إىل الأ�سرْ ى؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ال‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫رب؟‬ ‫ني يف ا َ‬
‫حل ِ‬ ‫قتل املدني َ‬
‫هي َع ْن ِ‬
‫‪ -‬ال َّن ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫بجثث الأعدا ِء؟‬
‫ِ‬ ‫التمثيل‬
‫ِ‬ ‫هي َع ْن‬
‫‪ -‬ال َّن ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪173‬‬
‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫أدب امل�ستفا ُد ِم ْن كلٍّ مم َّا يلي‪:‬‬
‫‪ G‬ما ال ُ‬
‫قال ُ‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﱫ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪( .‬الإن�سان ‪.)8‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫ين�صبوا ُ‬
‫لك ُم ا َ‬ ‫قال‪« :‬اتقُوا َ‬
‫اخلطاب‪� ،‬أ َّنه َ‬
‫حل ْر َب»(‪.)2‬‬ ‫ني ‪ ،‬وال َتقْت ُل ْ‬
‫وهم � اّإل �أنْ‬ ‫اهلل يف الفّالح َ‬ ‫ِ‬ ‫مر ْب ِن‬
‫عن ُع َ‬
‫‪ْ -‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الرابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫احلرب يف الإ�سال ِم يف ع�رش ِة بنودِ‪َ ،‬ف َما هي؟‬
‫ِ‬ ‫أخالقيات‬
‫ِ‬ ‫ال�صديق ‪َ -‬ر ِ�ض َي اهللُ ع ْن ُه ‪ُ -‬د�ستُو ًرا ل‬
‫ُ‬ ‫‪َ G‬‬
‫�صاغ �أبو بك ٍر‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫اخلام�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫جاو َز ُه ُم ا ْل َق ْت ُل ا ْل َي ْو َم‬ ‫بال �أَق ٍ‬


‫ْوام َ‬ ‫بع�ض �أ�صحابِه‪« :‬ما ُ‬
‫م�ستنك ًرا على ِ‬
‫ِ‬ ‫المعارك‬
‫ِ‬ ‫هلل ‪ h‬في �إحدى‬ ‫ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫ ‬
‫َح َّتى َق َت ُلوا ُّ‬
‫الذ ِّر َّيةَ»‪.‬‬
‫هلل‪� ،‬إِ َّنما ُه ْم �أَ ْوال ُد ا ْل ُم ْ�ش ِر َ‬
‫كين!‬ ‫َقال َر ُج ٌل‪ :‬يا َر َ‬
‫�سول ا ِ‬ ‫‪-‬ف َ‬
‫قال‪�« :‬أَال ال َت ْق ُتلوا ُذ ِّر َّيةً‪� ،‬أَال ال َت ْق ُتلوا ُذ ِّر َّيةً‪ُ ،‬ك ُّل َن َ�س َم ٍة تُو َل ُد‬
‫كين»‪ُ .‬ث َّم َ‬‫ناء ا ْل ُم ْ�ش ِر َ‬ ‫يار ُك ْم �أَ ْب ُ‬
‫َقال ‪�« :h‬أَال �إِنَّ ِخ َ‬
‫‪-‬ف َ‬
‫َعلى ا ْل ِف ْط َر ِة َح ّتى ُي ْع ِر َب َع ْنها ِل�سا ُنها َف َ�أ َبواها ُي َه ِّودا ِنها َو ُي َن ِّ�صرا ِنها‏‏»(‪.)3‬‬

‫املوقف؟‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما الأمو ُر التي تَفي ُدها من �أقوالِ الر�سولِ ‪ h‬يف هذا‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬الزراعين الذين يفلحون الأر�ض‪� :‬أي ي�شقونها‪ )2( .‬رواه البيهقي في معرفة ال�سنن والآثار‪ )3( .‬رواه �أحمد‪ ،‬رقم ‪.15627‬‬
‫‪174‬‬
‫ال�ساد�س‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫اجتث الإ�سال ُم عاد َة الت�شفّي بالأعدا ِء بع َد االنت�صا ِر عليه ِْم؟‬
‫كيف َّ‬
‫‪َ G‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�سابع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫ني ِم ْن �سري ِة‬ ‫القيم والأخالقِ دلّلْ على َ‬


‫ذلك مبثال ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ال�سلم‪ ،‬فهي ال تنف َِ�صل ِ‬
‫ِ‬ ‫وقت‬
‫احلرب ك�سيا�س ِته َ‬
‫ِ‬ ‫‪� G‬سيا�س ُة الإ�سال ِم يف‬
‫الر�سولِ ‪.h‬‬
‫ّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثامن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬

‫احلروب املعا�صرِ َ ِة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫أدبيات‬
‫ني � ِ‬ ‫احلرب يف الإ�سال ِم‪ ،‬وقارِنْ بينَها وب َ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ت�أ ّملْ � َ‬
‫آداب‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪175‬‬
‫�سورة النورِ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات (‪ )64 - 62‬من‬
‫أعلم و�أعملُ ‪:‬‬
‫‪� -‬أتق ُُن تالو َة ال ِ‬
‫� ُ‬
‫األدب مع الرسول ‪h‬‬
‫الكرمية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫آيات‬
‫يل لل ِ‬ ‫ف املَعنى الإجما َّ‬ ‫‪� -‬أت َع َّر ُ‬
‫الر�سول ‪.h‬‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫أبي � َ‬ ‫‪ � -‬نّ ُ‬ ‫سورة النور‪ ،‬اآليات (‪)64 - 62‬‬
‫وامل�صلحة اخلا�صّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العام ِة‬
‫ني امل�صلح َة ّ‬ ‫‪� -‬أقارنُ ب َ‬
‫الر�سول ‪.h‬‬
‫ِ‬ ‫خمالفة‬
‫ِ‬ ‫أحذر من‬
‫‪ُ �-‬‬

‫�أَ ْق َر ُ�أ‪َ ،‬و�أُ َف ِّك ُر‪:‬‬

‫ابن‬ ‫إ�سالم‪ ،‬كما ُ‬


‫يقول الإما ُم ُ‬ ‫أدب يف ال ِ‬
‫أحوال‪ ،‬وال ُ‬
‫أعمال وال ِ‬
‫أقوال وال ِ‬
‫من ال ِ‬ ‫ُ‬
‫يجمل َ‬ ‫ُ‬
‫ا�ستعمال ما‬ ‫أدب هو‬
‫ال ُ‬ ‫ ‬
‫ب�صيانة معامل ِته م َعه ب�أنْ ال ي�شو ُبها نقي�صةٌ‪,‬‬
‫ِ‬ ‫هلل �سبحا َنه‬
‫مع ا ِ‬ ‫أدب َ‬ ‫أنواع‪ٌ � :‬‬‫ثالثة � ٍ‬
‫ينق�سم �إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫ين ك ُّل ُه‪َ ،‬‬
‫وهو‬ ‫الد ُ‬
‫هو ِّ‬
‫القي ِم‪َ ،‬‬
‫ِّ‬
‫الر�سول ‪ :h‬والقر�آنُ‬ ‫مع‬ ‫و�صيانة �إراد ِته من �أنْ يتع َّل َق مبا ميق ُته ُ‬
‫ِ‬ ‫أدب َ‬‫عليه‪ .‬و� ٌ‬ ‫اهلل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫يلتفت �إىل غ ِريه‪,‬‬
‫َ‬ ‫من �أنْ‬
‫و�صيانة قلبِه ْ‬
‫ِ‬
‫اخللق‪،‬‬
‫مع ِ‬ ‫أدب َ‬
‫والت�صديق‪ .‬و� ٌ‬
‫ِ‬ ‫بالقبول‬
‫ِ‬ ‫أمره وتلقّي خ ِربه‬
‫الت�سليم ل ُه واالنقيا ُد ل ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كمال‬ ‫آداب مع ُه ‪h‬‬
‫مملو ٌء ِبه‪ ,‬ور� ُأ�س ال ِ‬
‫ومع‬
‫أدب‪َ ,‬‬
‫العال � ٌ‬
‫ومع مِ ِ‬
‫أدب‪َ ,‬‬
‫الوالدين � ٌ‬
‫ِ‬ ‫فمع‬
‫أدب‪َ ,‬‬ ‫ِّ‬
‫فلكل مرتب ٍة � ٌ‬ ‫بهم‪،‬‬
‫يليق ْ‬
‫ِهم مبا ُ‬
‫اختالف مراتب ْ‬
‫ِ‬ ‫هم على‬
‫ويكونُ مبعامل ِت ْ‬
‫أكل‬
‫أدب لل ِ‬
‫أدب‪ ,‬ف� ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ولكل حالٍ � ٌ‬ ‫ال�ضيف‪ ..‬وهكذا‪,‬‬
‫ِ‬ ‫ومع‬
‫أدب‪َ ,‬‬
‫أجانب � ٌ‬
‫ومع ال ِ‬
‫أدب‪َ ,‬‬
‫أقران � ٌ‬
‫ومع ال ِ‬
‫أدب‪َ ,‬‬
‫ال�سلطان � ٌ‬
‫ِ‬
‫وفالحه‪ ,‬وقل ُة �أدبِه‬
‫ِ‬ ‫أدب املر ِء عنوانُ �سعاد ِته‬
‫وال�سكوت‪ ..‬و� ُ‬
‫ِ‬ ‫واال�ستماع‬
‫ِ‬ ‫والنوم‬
‫ِ‬ ‫واخلروج‬
‫ِ‬ ‫والدخول‬
‫ِ‬ ‫والركوب‬
‫ِ‬ ‫وال�رشب‬
‫ِ‬
‫مبثل ق ّل ِة ال ِ‬
‫أدب(‪.)1‬‬ ‫جلب حرما ُنها ِ‬
‫أدب‪ ،‬وال ا�س ُت َ‬
‫مبثل ال ِ‬
‫آخرة ِ‬
‫خري الدنيا وال ِ‬
‫وبواره‪ ،‬فما ا�س ُتج ِل َب ُ‬
‫ِ‬ ‫عنوانُ �شقاو ِته‬

‫�أُناق ُ‬
‫ِ�ش‪:‬‬

‫وال�سلوك؟‬
‫ِ‬ ‫بتهذيب االخالقِ‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬عال َم ُ‬
‫يدل اهتما ُم الإ�سال ِم‬

‫(‪ )1‬مدارج ال�سالكين‪ ،‬ج‪� ،2‬ص ‪ 384‬ب�إيجاز‪.‬‬


‫‪176‬‬
‫�أَتْلو‪َ ،‬و َ�أ ْح َفظُ ‪:‬‬

‫ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﱪ‬

‫معاين املفردات واجلمل القر�آنية‪:‬‬

‫علي ِه وال َّتعاونَ ِفيه‪.‬‬


‫االجتماع ْ‬
‫َ‬ ‫هام ي ْق َت ِ�ضي‬
‫ � ْأم ٍر ٍ‬‫‪ -‬ﱫ ﭛ ﭜ ﱪ‪:‬‬

‫ُمنادا ُة ال ّن ِّ‬
‫بي ‪.h‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﭾ ﭿ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫اخلروج ِخفيةً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الت�س ّل ُل‪:‬‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮉ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬
‫�ض‪.‬‬
‫ِبع ٍ‬
‫َي ْ�س َت رِ ُت ْبع ُ�ضهم ب ْ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮋ ﱪ‪ :‬‬
‫طري َق ِته‪.‬‬
‫عن ِ‬
‫ر�ضونَ ْ‬
‫ي�ص ُّدون و ُي ْع ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ﱫ ﮏ ﮐ ﮑ ﱪ‪:‬‬
‫ ‬

‫‪177‬‬
‫آيات‪:‬‬
‫املعنى الإجمايل لل ِ‬

‫اجلماع ُة والقياد ُة‬


‫ل�س ُه ُك ُّلهم � ْأو َب ُ‬ ‫ي�أمر ُ‬
‫ع�ضهم � اّإل ب�إذ ِنه‪.‬‬ ‫أمر جامع ٍ � اّأل ُيفَارقُوا جَم َ‬
‫هلل ‪َ h‬على � ٍ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ني �إذا َكا ُنوا َ‬
‫مع‬ ‫اهلل امل�ؤمن َ‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫غري‬
‫اهما‪ ،‬ح ّتى ك�أنّ َ‬ ‫قت�ض ُ‬
‫ور�سو ِله ‪ h‬تنبي ًها على �أنّ اال�ستئذانَ من ُم َ‬
‫هلل ُ‬ ‫أمر مبا َم ّه َد َله ِم ْن ِذ ْك ِر ال ِ‬
‫إميان با ِ‬ ‫و� ّأك َد َهذا ال َ‬
‫الذين ي�ست� ِأذنونَ هم دونَ غ ِريهم الثاب ُتونَ يف �إميا ِنهم‬
‫َ‬ ‫ببيان �أنَّ‬
‫الثانية ِ‬
‫ِ‬ ‫اجلملة‬
‫ِ‬ ‫أمر يف‬ ‫ني ال �إميانَ لهم‪ُ .‬ث َّم �أُ َ‬
‫عيد ال ُ‬ ‫امل�ست� ِأذن َ‬
‫إذن َل ُهم‬
‫وعدم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫إذن‬
‫للر�سول ‪ h‬يف ال ِ‬
‫ِ‬ ‫اخليار‬
‫َ‬ ‫ثم ُ‬
‫جعل‬ ‫وتقبيحا حلا ِلهم‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ي�ست�أْ ِذنونَ‬
‫بالذين ال ْ‬
‫َ‬ ‫ري�ضا‬
‫امل�ستمرونَ عليه‪ ،‬ت َْع ً‬
‫ُّ‬
‫إمام على‬‫وتوكيد لحِ ِّق ال ِ‬
‫ٌ‬ ‫الح العا ِّم‪،‬‬
‫ال�ص ِ‬
‫وع َّ‬ ‫وملو�ض ِ‬
‫ُ‬ ‫االجتماع‬
‫ِ‬ ‫أمر‬
‫�شديد ل ِ‬
‫ٌ‬ ‫لبع�ض �ش�أْ ِنهم‪ ،‬ويف هذا ت ٌ‬
‫َعظيم‬ ‫�إذا ا�ست�أْذ ُنو ُه ِ‬
‫اجلماعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أعمال‬
‫للوقت ولإدارة ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وتنظيم‬
‫ٌ‬ ‫اجلماعة‬
‫ِ‬
‫بركات‬
‫ُ‬ ‫َهم‬
‫ذنب وقعوا فيه ففات ْ‬
‫ب�سبب ٍ‬
‫ِ‬ ‫وقد يكونُ ما فاتَهم‬
‫�سبب‪ْ ،‬‬
‫للعذر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ي�ستغف َر َلهم‪ْ ،‬‬
‫فقد يكونُ‬ ‫ِ‬ ‫أمر ُه �أنْ‬
‫ثم � َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫وح�سنات املُ َ‬
‫�شارك ِة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫االجتماع‬
‫ِ‬
‫غري‬ ‫وف�ض َح ْت حال َة �أول ِئ َك ا ّل َ‬
‫ذين «ي َت�س ّللونَ لوا ًذا»‪َ ،‬‬ ‫تلبية دعو ِته ‪� h‬إذا َدعا‪َ ،‬‬
‫وجوب ِ‬
‫َ‬ ‫ال�سا ِب َق ُة‬
‫آيات ّ‬
‫ثم ّبي َن ِت ال ُ‬ ‫ ‬
‫ني ِم ْن �أم َثا ِلهم‪.‬‬
‫للمخالف َ‬
‫ديد ُ‬‫ال�ش َ‬
‫عيد َّ‬
‫الو َ‬
‫وعد ِت َ‬‫وح َّذ َر ْت ِم ْن ِف ْع ِلهم‪ ،‬و�أَ َ‬ ‫ُم�ست�أْ ِذن َ‬
‫ني‪َ ،‬‬
‫عاء‬
‫الد َ‬ ‫عنده �أنْ ي� ُأخذوا َذ َ‬
‫لك ُّ‬ ‫�ضور َ‬ ‫للح ِ‬ ‫�سول ‪ُ h‬‬ ‫الر ُ‬ ‫وهم َّ‬‫يدع ُ‬‫ني ِحي َنما ُ‬ ‫ينبغي للم�ؤمن َ‬‫آيات �إىل �أ ّن ُه ِ‬ ‫أ�شارت ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫و�‬ ‫ ‬
‫�سول ‪h‬‬‫الر ِ‬
‫دعوة َّ‬
‫ِ‬ ‫م�أْ َ‬
‫خذ اجلِ ِّد‪ ،‬و� اّأل ُ‬
‫يظ ُّنوا �أ َّنهم مخُ َ يرَّ ونَ يف ذ ِل َك‪� ،‬إذا َ�شا�ؤوا � َأجا ُبوا و�إذا ملْ َي�شا�ؤوا تَخ َّلفُوا‪� ،‬إ ْذ �أنَّ �إِجاب َة‬
‫وهم � اّإل ملَ�صلح ٍة‬ ‫الر َ‬
‫�سول ‪ h‬ال َي ْد ُع ُ‬ ‫وا�ض ٍح حُم ّر ٌم‪ ،‬لأنَّ َّ‬ ‫ف وال َّت ُ‬
‫باط َ�ؤ ِم ْن غ ِري ُعذرٍ ِ‬ ‫واجب‪ ،‬وال ّتخ ّل َ‬
‫ٌ‬ ‫إليه � ْأم ٌر‬
‫اع � ِ‬
‫والإ�سرْ َ‬
‫الد ْنيا(‪.)1‬‬
‫الد ِين � ْأو � ْأم ِر ُّ‬
‫عليهِ م يف � ْأم ِر ِّ‬
‫وخ ٍري حُمقَّقٍ يعو ُد ْ‬
‫عامةٍ‪َ ،‬‬
‫َّ‬

‫�أُ نِّ ُ‬
‫بي‪:‬‬

‫آيات؟‬ ‫الجامع» الذي �أُ َ‬


‫�شير �إليه في ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫البيوت» في (الآية ‪ )58‬وا�ستئذانِ «الأم ِر‬
‫ِ‬ ‫بين اال�ستئذانِ «داخلَ‬
‫‪ G‬ما الفرق َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬بت�صرف من‪ :‬تف�سير ابن بادي�س‪ ،‬دار الفكر ‪� ،1979‬ص ‪.556-562‬‬
‫‪178‬‬
‫�أَ ْ�س َت ْنت ُِج‪:‬‬

‫الر َ‬
‫�سول ‪ h‬في الأحوالِ الها ّم ِة الّتي تَ ْ�س ِ‬
‫تلز ُم وجو َدهم م َعه؟‬ ‫و�صف اهللُ تعالى َ‬
‫الذين ي�ست�أْ ِذنُون َّ‬ ‫َ‬ ‫�أ‪َ .‬بم‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫يهد ُف �إلى الت�أ ُّد ِب م َع َّ‬


‫الر�سولِ ‪َ h‬و ّ�ض ْح ُه‪.‬‬ ‫أخالقي ِ‬
‫ٍّ‬ ‫تهذيب �‬
‫ٍ‬ ‫آيات الكريم ُة �إلى‬
‫ت�شير ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫إيحاءات قو ِله تَعالى‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﱪ؟‬
‫ُ‬ ‫ج‪َ .‬ما �‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الق�ضايا العا ّمة بلْ ال بُ َّد ِم ْن اال�ست ْئذانِ ؟‬ ‫�صر َف ُ‬
‫بحريّ ٍة في َ‬ ‫الم�سلِمونَ التّ ّ‬
‫لك ُ‬‫د‪ .‬لماذا ال يَ ْم ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫الم�ؤ ِم ِن �ص ًدى لما‬
‫حركات ُ‬
‫ِ‬ ‫مجر َد َكلم ٍة‪ ،‬بلْ ه َو التَّ ُ‬
‫�سليم واالنقيا ُد ال ّذي يَ ْجعلُ كلَّ‬ ‫ور�سو ِله ‪ h‬ال يُمثِّلُ ّ‬
‫هـ‪ .‬الإيما ُن باهلل ُ‬
‫يُري ُده اهللُ ور�سولُه ‪ْ h‬‬
‫و�ضح َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫هلل تعالى‪ :‬ﱫ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﱪ‪ .‬في ختام الآية (‪)62‬؟‬ ‫لك ُ‬
‫قول ا ِ‬ ‫و‪ .‬ماذا يوحي َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪179‬‬
‫�أَ ْق َر ُ�أ‪ُ ،‬ث َّم �أُ ُ‬
‫جيب‪:‬‬

‫تف�ضي ُل امل�صلَح ِة َّ‬


‫العام ِة‬
‫فقد َعبرّ َ القر�آنُ الكر ُمي‬
‫أهميةُ؛ ْ‬
‫حيث ال َّ‬
‫مت�ساويتنيِ ِم ْن ُ‬
‫ِ‬ ‫غري‬
‫وهما ُ‬ ‫َ‬
‫وهناك م�صلح ٌة خا�صّ ةٌ‪ُ ،‬‬ ‫عامةٌ‪،‬‬ ‫َ‬
‫هناك م�صلح ٌة ّ‬ ‫ ‬
‫حيث‬
‫العام ِة ِم ْن ُ‬
‫امل�صلحة َّ‬
‫ِ‬ ‫«ببع�ض ال�شّ�أْن» �إ�شار ًة �إىل �أ َّنها دونَ‬
‫ِ‬ ‫اجلامع»‪ ،‬بينما عبرّ َ َع ِن ال ّثانية‬‫أمر ِ‬‫امل�صلح ِة الأُوىل «بال ِ‬
‫َ‬ ‫َع ْن‬
‫�صلحة ال َع َّام ِة � َأح ُّق و�أوىل ِم َن‬
‫ِ‬ ‫غفار تنبي ًها على �أنَّ االهتما َم باملَ‬‫اخلا�ص» باال�س ِت ِ‬ ‫وقد قَرنَ ُ‬
‫اهلل تعاىل هذا «ال�شّ�أْنَ‬ ‫املكانةُ‪ْ ،‬‬
‫َّ‬
‫بامل�صلحة اخلا�صّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مام‬
‫االه ِت ِ‬

‫‪ G‬مثّلْ ٍ‬
‫لكل ِم َن امل�صلح ِة العا ّم ِة وامل�صلح ِة اخلا�ص ِة‪.‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫اخلا�ص ِة‪.‬‬
‫وامل�صلح ِة َّ‬
‫ني امل�صلح ِة العا َّم ِة ْ‬
‫‪ G‬قارِنْ ب َ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫�أَ َت َ�أ َّملُ‪:‬‬


‫قال ُ‬
‫اهلل تعالى‪ :‬ﱫﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬
‫ﮘﱪ‪.‬‬
‫هلل ‪ h‬في �ضو ِء فهمِ َك للآي ِة الكريم ِة؟‬
‫من ر�سولِ ا ِ‬
‫ؤمن ْ‬
‫موقف الم� ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ G‬ما‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪180‬‬
‫�أُ َح ِّللُ‪:‬‬

‫المنافقين؟‬
‫َ‬ ‫و�صف‬
‫ِ‬ ‫‪ G‬ما دالل ُة قول ِه تعالى‪ :‬ﱫ ﮉ ﮊ ﮋ ﱪ في‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫لم �أنْ يُ َ�شا ِر َك ِفيها وال يتَخ َّل َف ع ْنها‪.‬‬ ‫‪ G‬اذ ُك ْر ثالث َة �أم ِث َل ٍة لأُ ُمو ٍر عا َّم ٍة ينبَ ِغي ُ‬
‫للم ْ�س ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫مين؟‬
‫االجتماعات العا َّم ِة للم�س ِل َ‬
‫ِ‬ ‫تفا�صيل‬
‫ِ‬ ‫ديث َع ْن‬
‫بالح ِ‬
‫الكريم َ‬
‫ُ‬ ‫تم القر�آنُ‬
‫‪َ G‬لماذا يَ ْه ُّ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪181‬‬
‫ال�س�ؤالُ الأولُ ‪:‬‬

‫اذكر ثالث ًة منها؟‬


‫من‪ْ .‬‬‫الحقيقيّ َة للإن�سانِ الم ْ�ؤ ِ‬ ‫عنا�صر تُمثِّلُ َّ‬
‫ال�ش ْخ�صيّ َة َ‬ ‫َ‬ ‫آيات الكريم ُة �إلى ع ّد ِة‬
‫‪� G‬أ�شا َر ْت ال ُ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫ال�س�ؤالُ الثاين‪:‬‬

‫ا�ص ٍة بِهم‪.‬‬ ‫ول ‪ h‬لأول ِئ َك الّ َ‬


‫ذين ْيع ِتذرونَ لأمورٍ َخ َّ‬ ‫الر ُ�س ِ‬
‫ا�ستغفار َّ‬
‫ِ‬ ‫دع ِت الآية (‪� )62‬إىل‬
‫َ‬ ‫ ‬

‫‪َ G‬لماذا َ�صا ُروا بتقدي ِر َك بحاج ٍة �إلى َهذا اال�ست ْغفا ِر ِم ْن َّ‬
‫الر�سولِ ‪h‬؟‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال�س�ؤالُ‬
‫الر�سولِ ‪َ h‬م ْهما كانَ ِت ال ُّظ ُ‬
‫روف؟‬ ‫إ�رساع يف تَلبي ِة ندا ِء َّ‬
‫‪ G‬ملاذا َ�ش َّد َد القر�آنُ َعلى �ضرَ ور ِة ال ِ‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................‬‬

‫‪182‬‬
‫ال�س�ؤال الرابع‪:‬‬
‫مع جمموع ٍة ِم ْن ُزمال ِئ َك‬ ‫مة واملُ َب ِ‬
‫احة‪ ،‬ق ُْم َ‬ ‫الواج َب ِة واملُ َّ‬
‫حر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لوكات‬
‫ِ‬ ‫ال�س‬ ‫ور َعلى � مْأن ٍ‬
‫اط ِم َن ُّ‬ ‫رك َز ْت �سور ُة ال ُّن ِ‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫لكل‬ ‫آيات املُ ِ‬
‫نا�س َب ِة ِّ‬ ‫خالل حَت ِ‬
‫ديد رقم ال ِآية � ْأو ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول املُرف َِق‪ِ ،‬م ْن‬ ‫ات يف ا َ‬
‫جل ْد ِ‬ ‫ور‪ُ ،‬ث َّم امل�ؤوا الفراغَ ِ‬‫ور ِة ال ُّن ِ‬
‫با�ستعرا�ض ُ�س َ‬
‫ِ‬
‫جيعه‪.‬‬
‫لوك � ْأو ت َْ�ش ِ‬
‫ال�س ِ‬ ‫دف الّذي َيرمي � ِ‬
‫إليه الإ�سال ُم ِم ْن ورا ِء َم ْن ِع هذا ُّ‬ ‫واله ِ‬
‫عي َ‬‫كمها ال�شرَّ ِّ‬
‫َو�ضيح ُح ِ‬
‫ِ‬ ‫مع ت‬
‫لوك‪َ ،‬‬
‫ُ�س ٍ‬

‫ُ‬
‫الهدف‬ ‫احلكم‬
‫ُ‬ ‫رقم الآي ِة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال�سلوك‬
‫‪.................................... .............................‬‬
‫�صنات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫املح‬
‫اتّها ُم َ‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪.................................... .............................‬‬
‫وج‪:‬‬
‫وجة � ْأو ال َّز ِ‬
‫اتّها ُم ال َّز ِ‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪.................................... .............................‬‬
‫حديث الإف ِْك‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اال�سرت�سال يف‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪.................................... .............................‬‬
‫يوت الأ�صدقا ِء‪:‬‬ ‫الد ُ‬
‫خول �إىل ُب ِ‬ ‫ُّ‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪.................................... .............................‬‬
‫فاف‪:‬‬
‫رف وال َع ِ‬ ‫�ض ّ‬
‫الط ِ‬ ‫غَ ُّ‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪.................................... .............................‬‬
‫جيع َع ْليه‪:‬‬
‫ممُ ار�س ُة البِغا ِء � ْأو ال َّت ْ�ش ُ‬
‫‪.................................... .............................‬‬

‫‪183‬‬
‫م�صطفى �سانو‪.‬‬ ‫‪ -‬جامع البيان‪ ،‬الطربي‪.‬‬
‫‪ -‬ال�سرية النبوية‪ ،‬عبد امللك بن ه�شام بن �أيوب احلمريي املعافري‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري القر�آن العظيم‪ ،‬ابن كثري‪.‬‬
‫‪ -‬قيادة الر�سول ‪ h‬ال�سيا�سية والع�سكرية‪� ،‬أحمد راتب عرمو�ش‪.‬‬ ‫‪� -‬أ�ضواء البيان‪ ،‬ال�شنقيطي‪.‬‬
‫‪ -‬النور اخلالد حممد ‪ ،h‬مفخرة الإن�سانية‪ .‬حممد فتح اهلل كولن‪.‬‬ ‫‪ -‬تي�سري الكرمي الرحمن‪ ،‬ال�سعدي‪.‬‬
‫‪ -‬الهدي ال�صحي‪� :‬إعالن عمان لتعزيز ال�صحة ب�إتباع �أمناط احلياة‬ ‫‪ -‬اجلامع لأحكام القر�آن‪ ،‬القرطبي‪.‬‬
‫الإ�سالمية‬ ‫‪� -‬صفوة التفا�سري‪ ،‬ال�صابوين‪.‬‬
‫‪� -‬أ�س�س العلوم ال�صحية يف الطب النبوي‪� ،‬أمل علي القا�سمي‪ ،‬بحث غري‬ ‫‪ -‬التف�سري الكبري (مفاتيح الغيب)‪ ،‬الرازي‪.‬‬
‫من�شور‪ ،‬جامعة زايد‪.‬‬ ‫‪ -‬التف�سري املنري‪ ،‬د‪ .‬وهبة الزحيلي‪.‬‬
‫‪ -‬ال�سلطان املجاهد حممد الفاحت‪ ،‬فاحت الق�سطنطينية‪ ،‬ت�أليف زياد �أبو‬ ‫‪ -‬التف�سري الو�سيط‪ ،‬حممد �سيد طنطاوي‪.‬‬
‫غنيمة‪.‬‬ ‫‪ -‬درا�سات يف �سورة النور‪ ،‬عبد اللطيف حممد مو�سى‪.‬‬
‫‪ -‬ال�سلطان حممد الفاحت فاحت الق�سطنطينية‪ ،‬حممد م�صطفى �صفوت‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري �سورة النور‪ ،‬ت�أليف عبد الهادي التازي‪.‬‬
‫‪ -‬حممد الفاحت‪ ،‬ت�أليف �سامل الر�شيدي‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري �سورة النور‪ ،‬ت�أليف �أبي العبا�س تقي الدين �أحمد بن عبد احلليم‬
‫‪ -‬حممد �إقبال‪� :‬سريته وفل�سفته و�شعره‪ ،‬عبد الوهاب عزام ‪.‬‬ ‫احلراين‪.‬‬
‫‪� -‬شاعر الإ�سالم الدكتور حممد �إقبال‪� ،‬أبو احل�سن علي احل�سني الندوي‪.‬‬ ‫‪ -‬ق�صد الكالم يف معاين الآيات والأحكام‪� :‬سورة النور‪ ،‬ت�أليف حممد عبد‬
‫‪ -‬حممد �إقبال‪ ،‬مفكرا �إ�سالميا‪ ،‬ت�أليف حممد الكتاين‪.‬‬ ‫اهلل املهدي البدري‪.‬‬
‫‪ -‬من روائع �إقبال‪� :‬أبو احل�سن علي احل�سني الندوي‪.‬‬ ‫‪� -‬شفاء ال�صدور بتف�سري �سورة النور‪ ،‬ت�أليف �إبراهيم اجلبايل‪.‬‬
‫‪ -‬العالمة حممد �إقبال‪ :‬حياته و�آثاره‪� ،‬أحمد معو�ض‪.‬‬ ‫‪� -‬سورة النور وم�شكالتنا االجتماعية‪� ،‬إعداد ممدوح ح�سن حممد‪.‬‬
‫‪ -‬حممد �إقبال‪ :‬امل�صلح‪ ،‬الفيل�سوف‪ ،‬ال�شاعر الإ�سالمي الكبري‪ ،‬حازم حممد‬ ‫‪� -‬أنوار من القر�آن الكرمي‪ :‬قب�س من �سورة احلجرات‪ ،‬ت�أليف حممد ابن‬
‫�أحمد حمفوظ‪.‬‬ ‫نا�رص بوحجام‪.‬‬
‫‪ -‬قيم الدر�س الأدبي الإ�سالمي عند بنت ال�شاطئ‪ ،‬عبدالغني عبدالرحيم‬ ‫‪ -‬الآداب االجتماعية يف �سورة النور‪� ،‬أحمد ف�ؤاد علي امل�شتويل‪ ،‬ر�سالة‬
‫العياد؛ ر�سالة جامعية غري من�شورة‪.‬‬ ‫جامعية‪.‬‬
‫‪ -‬بنت ال�شاطئ من قريب‪ ،‬ح�سن عبداحلميد جرب املالكي‪.‬‬ ‫‪ -‬الآداب االجتماعية يف �سورة النور‪� ،‬صونية وافق؛ ر�سالة جامعية‪.‬‬
‫‪ -‬على اجل�رس بني احلياة واملوت‪� ،‬سرية ذاتية‪ ،‬بنت ال�شاطئ «عائ�شة عبد‬ ‫‪ -‬تف�سري �سورة النور و�أحكامها‪ ،‬بقلم عفيف عبد الفتاح طبارة‪.‬‬
‫الرحمن»‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري �سورة النور‪ ،‬حممد علي احل�سن‪ ،‬عبد الرحيم فار�س �أبو علبه‪.‬‬
‫‪ -‬التف�سري البياين للقر�آن الكرمي‪ ،‬عائ�شة عبد الرحمن‪.‬‬ ‫‪ -‬تف�سري �سورة النور‪ ،‬عبداهلل حممود �شحاته‪.‬‬
‫‪ -‬غري امل�سلمني يف املجتمع الإ�سالمي‪ ,‬د‪ .‬يو�سف القر�ضاوي‪.‬‬ ‫‪� -‬رشوط االجتهاد‪ :‬عبد العزيز اخلياط‪ ،‬امللتقى ال�سابع ع�رش‪ ،‬ق�سطنطينة‪،‬‬
‫‪ -‬العالقات الدولية يف الفكر الإ�سالمي‪ :‬عر�ض للعالقات بني امل�سلمني‬ ‫اجلزائر‪.‬‬
‫وغريامل�سلمني يف جماالت ال�سلم واحلرب‪ :‬يف املجال ال�سيا�سي‬ ‫‪ -‬االتباع‪ :‬ابن �أبي العز احلنفي‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(الديبلوما�سي) والإقت�صادي واالجتماعي والثقايف والع�سكري‪� ،‬أحمد‬ ‫حممد‬
‫‪� -‬صور من ت�سامح احل�ضارة الإ�سالمية مع غري امل�سلمني‪�َ :‬سالمة ّ‬
‫�شلبي‪.‬‬ ‫الهريف‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪� -‬آداب احلرب يف الإ�سالم‪ ،‬حممد اخل�رض ح�سني‪.‬‬ ‫‪�َ -‬سماحة ال ْإ�سالم‪ْ � ,‬أحمد احلويف‪.‬‬
‫‪ -‬الإ�سالم والعالقات الدولية (يف ال�سلم واحلرب)‪ ،‬حممود �شلتوت‪.‬‬ ‫‪ -‬ال�سنن الإلهية يف الأمم واجلماعات والأفراد يف ال�رشيعة الإ�سالمية‪ ،‬عبد‬
‫‪� -‬آثار احلرب يف الفقه الإ�سالمي‪ :‬درا�سة مقارنة‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.‬‬ ‫الكرمي زيدان‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية احلرب يف الإ�سالم‪ ،‬حممد �أبو زهرة‪.‬‬ ‫‪ -‬جامع بيان العلم وف�ضله‪ ،‬يو�سف بن عبد الرب النمري‪.‬‬
‫‪ -‬الر�سالة‪ ،‬حممد بن �إدري�س ال�شافعي‪.‬‬
‫‪� -‬أدوات النظر االجتهادي املن�شور يف �ضوء الواقع واملعا�رص ‪ ،‬قطب‬

‫‪184‬‬
‫مقرر احلفظ‬
‫لل�صفِّ الثاين ع� َرش‪/‬الف�صلِ الثاين‬
‫آيات القر�آن ّي ِة والأحاديثِ النبو ّي ِة ال�رشيف ِة ّ‬
‫مقر ُر احلفظِ لل ِ‬
‫ال�صفح ُة‬ ‫الدر�س‬
‫ُ‬ ‫املقر ُر‬
‫�سور ُة النورِ ‪ ،‬ال ُ‬
‫آيات (‪)64 - 32‬‬ ‫القر�آنُ الكر ُمي‪:‬‬

‫ال�س ُ‬
‫نن ال�رشطي ُة‬ ‫و�ش ُك الأُممَ ُ �أَنْ‬
‫هلل ‪ُ « :h‬ي ِ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫‪14‬‬
‫يف ال�س ّن ِة النبويّ ِة‬ ‫تَداعى َع َل ْي ُك ْم‪.» ..‬‬

‫اال�ستعفاف‬
‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ُ‬ ‫الزواج‬
‫ُ‬ ‫هلل ‪َ « :h‬ثال َث ٌة َح ٌّق َعلى‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫‪38‬‬
‫�سور ُة النورِ ‪ ،‬ال ُ‬
‫آيات (‪)34 - 32‬‬ ‫هلل َع ْون ُُه ُم‪.» ..‬‬
‫ا ِ‬

‫ال�صحي ُة يف ُ�س ّن ِة‬


‫ّ‬ ‫الرعاي ُة‬ ‫هلل ‪« :h‬ما َملأَ �آ َد ِم ٌّي‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫‪55‬‬ ‫الر�سول َ�صلى ُ‬ ‫احلديث ال�رشيف‪:‬‬
‫و�س ّل َم‬
‫ليه َ‬ ‫اهلل َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِوعا ًء �شرَ ًّا ِم ْن َب ْط ٍن‪.» ..‬‬

‫الر�سول ‪h‬‬ ‫هلل ‪�« :h‬إِ مَّ َنا َه َل َك َم ْن‬


‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫‪85‬‬
‫�سيا�سيا‬
‫ّ‬ ‫قائدا‬
‫ً‬ ‫َكانَ ق َْب َل ُك ْم‪.» ..‬‬

‫ني‬
‫مع غ ِري امل�سلم َ‬
‫التعامل َ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫� ُ‬ ‫هلل ‪« :h‬ا ْن َط ِلقوا ب ْ‬
‫ِا�س ِم‬ ‫ر�سول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫‪167‬‬
‫يف احلرب‬ ‫هلل‪.» ..‬‬
‫هلل َوبِا ِ‬
‫ا ِ‬

‫‪185‬‬
‫مركز ات�صال وزارة التربية والتعليم‬
‫اقتراح ‪ -‬ا�ستف�سار ‪� -‬شكوى‬
‫فاك�س‪ 02 6510055 :‬البريد االلكتروني‪ccc.moe@moe.gov.ae :‬‬ ‫الرقم المجاني‪80051115 :‬‬
‫‪www.moe.gov.ae‬‬

‫‪186‬‬

You might also like