Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر
المة المولى الشيخ محمد بخاقر المجلسخخي )قخخدس الخ سخخره( الجخخزء الخخامس
مؤسسة الوفاء بيروت -لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة الطبعخخة الثانيخخة
المصخخححة 1403ه 1983 .م مؤسسخخة الوفخخاء -بيخخروت -لبنخخان -ص ب:
- 1457هاتف386868 :
][1
بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل الذي أمر عباده بالعدل وهو أولى به من المأمورين،
وزجرهم فبين أنه ل يظلم المزجورين ،وكلف الخلق بعد استطاعتهم ليكونوا
بطاعته في جناته متنعمين ،وبمعصخخيته فخخي نيرانخخه معخخذبين ،والصخخلة علخخى
شافع المذنبين ،وفخر المرسلين ،محمد خاتم النبيين ،وعلى وصيه رافع لواء
الحمخخد يخخوم الخخدين ،والسخخاقي مخخن حخخوض أخيخخه شخخيعته المرحخخومين ،وعلخخى
أوصخخيائهما الطهريخخن ،وذريتهمخخا الكرميخخن مخخا أظلخخت السخخماوات علخخى
الرضين .أما بعد فهذا هو المجلد الثالث مخخن كتخخاب بحخخار النخخوار المشخختمل
على أخبار العدل والمعاد ،وعلل تكليف العباد ،مما ألفه الراجى لرحمخة ربخخه
وشفاعة نبيه يوم التنخخاد محمخخد بخخاقر بخخن محمخخد تقخخي رزقخخه الخ سخخلوك سخخبيل
الرشاد ،وغفر له ولوالديه يوم المعاد.
][2
)ابخخواب العخخدل() .بخخاب ) * (1نفخخى الظلخخم والجخخور عنخخه تعخخالى ،وابطخخال الجخخبر
والتفخخخويض) * * (،واثبخخخات المخخخر بيخخخن المريخخخن ،واثبخخخات الختيخخخار
والستطاعة( * اليات ،آل عمران " " 3ذلك بما قدمت أيديكم وأن ال ليس
بظلم للعبيد .182النسخخاء " " 4إن الخ ل يظلخخم مثقخخال ذرة وإن تخخك حسخخنة
يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " 40وقال " :ول يظلمون فتيل " 49
وقال " :ما أصابك من حسنة فمن ال وما أصابك من سيئة فمن نفسك " 79
وقال " :ما يفعل ال بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الخ شخخاكرا عليمخخا .147
النعام " " 6ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون * ولكخخل
درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون .132 - 131العراف " 7
" إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ل يؤمنون * وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجخخدنا
عليها آبائنا وال أمرنا بها قل إن ال ل يأمر بالفحشاء .28 - 27النفال " 8
" ذلك بما قدمت أيديكم وأن ال ليس بظلم للعبيد .51التوبة " " 9فما كخخان
ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمخخون .70يخخونس " " 10إن الخ ل يظلخخم
الناس شيئا ولكخن النخاس أنفسخهم يظلمخون " 44وقخال تعخالى " :قخخل يخا أيهخخا
الناس قد جائكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما
يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل .108النحل " " 16وما ظلمهخخم الخ ولكخخن
كانوا أنفسهم يظلمون * فأصابهم سيئات ما عملوا .34 - 33الحج " " 22
ذلك بما قدمت يداك وأن ال ليس بظلم للعبيد .10
][3
المؤمنون " " 23ول نكلف نفسا إل وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم ل يظلمون
.62النور " " 24لكل امرئ منهم ما اكتسب من الثم .11سبا " " 34قخخل
ل تسئلون عما أجرمنا ول نسئل عما تعملخخون .25فخخاطره " " 35ول تخخزر
وازرة وزر اخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها ل يحمل منخخه شخخئ ولخخو كخخان ذا
قربى .18ص " " 38أم نجعل الذين آمنوا وعملخخوا الصخخالحات كالمفسخخدين
في الرض أم نجعل المتقين كالفجار .28الزمر " " 39إن تكفروا فخخإن الخ
غني عنكم ول يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكخخم ول تخخزر وازرة
وزر اخرى .7المؤمن " " 40وما ال يريد ظلما للعبخخاد " 31وقخخال تعخخالى
" :من عمل سيئة فل يجزى إل مثلها " 40وقال تعالى " :اليخخوم تجخخزى كخخل
نفس بما كسبت ل ظلم اليوم إن ال سريع الحساب .17السخخجدة " " 41مخخن
عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلم للعبيد .46الزخخخرف "
" 43وما ظلمنخخاهم ولكخخن كخخانوا هخخم الظخخالمين .76ق " " 50ل تختصخخموا
لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلم للعبيد - 28
.29الطور " " 52إنما تجزون ما كنتم تعملون " 16وقخخال تعخخالى " :كلخخوا
واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون " 19وقال سبحانه " :كخخل امخخرئ بمخخا كسخخب
رهين .21النجم " " 53ول ما في السموات وما في الرض ليجزي الخخذين
أساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى " إلى قخخوله تعخخالى " :أم لخخم
ينبأ بما فخخي صخخحف موسخخى * وإبراهيخخم الخخذي وفخخي * أل تخخزر وازرة وزر
أخرى * وأن ليس للنسان إل ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزيه
الجزاء الوفى .41 - 31
][4
الواقعة " " 56جزاء بما كانوا يعملون .24تفسير :المبالغة في قوله تعخخالى " :بظلم
" إما غير مقصودة ،أو هي لكثرة العبيد أو لبيخخان أن مخخا ينسخخبون إليخخه تعخخالى
مخخن جخبرهم علخى المعاصخي وتعخذيبهم عليهخخا غايخة الظلخخم ،أو لبيخان أنخه لخخو
اتصف تعالى به لكان صفة كمال فيجب كماله فيه ; والفتيل :الخيط الذي فخخي
شق النواة ; ) (1وفي تفسير علي بن إبراهيم :هي القشرة التي علخخى النخخواة "
ص " 128قوله تعالى :وإن تدع مثقلة إلخخى حملهخخا أي إن تخخدع نفخخس أثقلتهخخا
الوزار لحمل بعض أوزارها لم تجب لحمخخل شخخئ منخخه ولخخو كخخان المخخدعو ذا
قرابتها - 1 .لى :أبي ،عن سعد ،عخخن ابخخن يزيخخد ،عخخن ابخخن أبخخي عميخخر ،عخخن
صباح بن عبد الحميد ،وهشام وحفص وغير واحخخد قخخالوا :قخخال أبخخو عبخخد الخ
الصادق عليه السلم :إنا ل نقول جبرا ول تفويضا ) " .(2ص - 2 " 168
يد ،ن ،لى :السناني ،عن السدي ،عن سهل ،عن عبد العظيخم الحسخني ،عخن
المام علي بن محمد ،عن أبيه محمخخد بخخن علخخي ،عخخن أبيخخه الرضخخا علخخي بخخن
موسى عليهما السلم قال :خرج أبو حنيفة ذات يوم مخخن عنخخد الصخخادق عليخخه
السخخلم فاسخختقبله موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم فقخخال لخخه :يخخا غلم ممخخن
المعصخخية ؟ فقخخال عليخخه السخخلم :ل تخلخخو مخخن ثلثخخة :إمخخا أن تكخخون مخخن ال خ
عزوجل و ليست منه فل ينبغي للكريم أن يعخخذب عبخخده بمخخا لخخم يكتسخخبه(3) ،
وإما أن تكون من ال عزوجل ومن العبد فل ينبغي للشخخريك القخخوي أن يظلخخم
الشريك الضعيف ،وإما أن تكون من العبد وهخخي منخخه فخخإن عخخاقبه الخ فبخخذنبه
وإن عفى عنه فبكرمه وجوده ) " (4ص 83ص 79ص - 3 ." 246ب:
ابن حكيم ،عن البزنطي قال :سألت أبا الحسخخن عليخخه السخخلم قخخال :فقخخال لخخي:
اكتب قال ال تعالى :يابن آدم بمشيتي كنت أنت الخخذي تشخخاء ،وبنعمخختي أديخخت
إلي
) (1مأخوذ من الفتيل ،لكونه على هيئته ،يضرب به المثل في الشئ الحقيخخر (2) .فخخي
المصدر :انا ل اقول جبرا ول تفويضخخا .م ) (3فخخي اكخخثر المصخخادر :بمخخا ل
يكتسبه .م ) (4سيأتي الحديث مفصل من الحتجاج تحت رقم .33
][5
فرائضي ،وبقدرتي قويت على معصيتي ،خلقتك سخخميعا بصخخيرا ،أنخخا أولخخى بحسخخناتك
منك ،وأنت أولى بسخيئاتك منخي لنخي ل اسخأل عمخا أفعخل وهخم يسخألون ،قخد
نظمت جميع ما سألت عنه " (1) .ص - 4 " 151ب :أحمد بن محمد ،عن
البزنطي ،عن الرضا عليه السلم قال :كان علي بن الحسخخين عليهمخخا السخخلم
إذا ناجى ربه قال :يا رب قويت على معصيتك بنعمتك .قخخال :وسخخمعته يقخخول
في قول ال تبارك وتعالى " :إن ال ل يغير ما بقوم حتى يغيروا مخا بأنفسخهم
وإذا أراد ال بقوم سوء فل مرد له " فقال :إن القدرية يحتجون بأولهخخا وليخخس
كما يقولون أل ترى أن ال تبارك وتعالى يقخخول " :وإذا أراد ال خ بقخخوم سخخوء
فل مرد له " وقال نوح على نبينا وآله وعليه السلم :ول ينفعكخخم نصخخحي إن
أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغويكم .قخخال :المخخر إلخخى الخ يهخخدي
من يشاء " .ص " 158بيان :اعلم أن لفط القخخدري يطلخخق فخخي أخبارنخا علخخى
الجبري وعلى التفويضي ،و
) (1في قرب السناد المطبوع :قد نظمخخت جميخخع مخخا تسخخأل عنخخه .أقخخول :أخرجخخه ثقخخة
السلم في كتابه الكافي في باب الجبر والقدر أتخخم مخخن هخخذا ،واللفخخط هكخخذا:
محمد بن أبى عبد ال وغيره ،عن سهل بن زياد ،عن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن
أبى نصر قال :قلت لبي الحسن الرضخخا عليخخه السخخلم :إن بعخخض أصخخحابنا
يقول بالجبر ،وبعضهم يقول بالستطاعة ،قخال :فقخخال لخخى :اكتخخب :بسخخم الخ
الرحمن الرحيم قال علي بن الحسين :قخخال الخ عزوجخخل :يخخابن آدم بمشخخيتي
كنت أنت الذى تشاء ،وبقخخوتي أديخخت إلخخى فرائضخخي ،وبنعمختي قخويت علخى
معصيتى ،جعلتك سميعا بصيرا ،ما أصابك من حسنة فمن ال ،وما أصابك
من سيئة فمن نفسك ،وذلك أنى أولى بحسناتك منخخك ،وأنخخت أولخخى بسخخيئاتك
منى ،وذلك ل اسئل عما أفعل وهم يسئلون ،قد نظمخخت لخخك كخخل شخخئ تريخخد.
انتهى .وأخرجه أيضا فخخي بخخاب المشخخية والرادة بصخخورة أخصخخر مخخن هخخذا
ويأتى بالسناد تحت رقخخم 93ويخخأتى أيضخخا تحخخت رقخخم 88بسخخند آخخخر مخخع
اختلف .قوله :بقوتى أديت إلى فرائضي أي بقوتى التى أعطيتك وبتخخوفيقي
الذى وفقتك أديت فرائضي ،ولو وكلتك إلى نفسك وخذلتك ل سقطتك نفسك
إلى هوية الضلل ; وأدخلتك مداخل السخخوء والفحشخخاء ،وذلخخك أنخخى جعلتخخك
سميعا لستماع ما نطقخخت بخخه أنبيخخائي وأدلخخة رشخخادي مخخن شخخرائعي ومعخخالم
دينخخى ،ووفقتخخك للسخختماع ،وجعلتخك بصخيرا لتبصخر آثخخار صخخنعى ،وآيخخات
توحيخخدي والوهيخختى ،فمخخا أصخخابك مخخن حسخخنة فمخخن نخخاحيتى ومخخن عنخخدي،
ولتوفيقي وقوتى ،وما أصابك من سيئة فمن سوء اختيارك ،وغواية نفسخخك،
واغتيال سوء سريرتك.
][6
المراد في هذا الخبر هو الثاني ،وقخخد أحخخال كخخل مخخن الفريقيخخن مخخا ورد فخخي ذلخخك علخخى
الخر قال شارح المقاصد :ل خلف فخخي ذم القدريخخة ،وقخخد ورد فخخي صخخحاح
الحاديث :لعن ال القدرية على لسان سبعين نبيا ،والمراد بهم القائلون بنفخخي
كون الخير والشر كلخه بتقخدير الخ ومشخيته سخموا بخذلك لمبخالغتهم فخي نفيخه،
وقيل :لثباتهم للعبخخد قخخدرة اليجخخاد وليخخس بشخخئ لن المناسخخب حينئذ القخخدري
بضم القاف .وقالت المعتزلة :القدرية هم القائلون بأن الخير والشخخر كلخخه مخخن
الخ وبتقخخديره ومشخخيته لن الشخخايع نسخخبة الشخخخص إلخخى مخخا يثبتخخه ويقخخول بخخه
كالجبرية والحنفية والشافعية ،ل إلى ما ينفيه ،ورد بأنه صح عن النبي صلى
ال عليه وآله قوله " :القدرية مجوس أمتي " وقوله " :إذا قامت القيامة نادى
مناد :أهل الجمع أين خصماء ال ؟ فتقوم القدرية " ول خفاء في أن المجوس
هم الذين ينسبون الخير إلى الخ والشخر إلخى الشخيطان ،ويسخمونهما " يخزدان
وأهرمن " وأن مخن ل يفخوض المخور كلهخا إلخى الخ تعخالى ويفخرز بعضخها
فينسبه إلى نفسه يكون المخاصم ل تعالى ،وأيضا من يضيف القدر إلى نفسه
ويدعى كونه الفاعل والمقدر أولى باسم القدري ممن يضيفه إلى ربه .انتهى.
وقال العلمة رحمه ال في شرحه على التجريخخد :قخخال أبخخو الحسخخن البصخخري
ومحمود الخوارزمي وجه تشبيهه عليه السلم المجبرة بالمجوس من وجخخوه:
أحخخدها أن المجخخوس اختصخخوا بمقخخالت سخخخيفة ،واعتقخخادات واهيخخة معلومخخة
البطلن وكذلك المجبرة .وثانيها أن مذهب المجوس أن ال تعالى يخلق فعلخخه
ثم يتبرأ منه كما خلق إبليس ثم انتفى عنه ،وكذلك المجخخبرة قخخالوا :إنخخه تعخخالى
يفعل القبايح ثم يتبرأ منه (1) .وثالثها :أن المجوس قالوا :إن نكخخاح الخخخوات
والمهات بقضاء ال وقدره و إرادته ،ووافقهم المجبرة حيث قالوا :إن نكخخاح
المجخخوس لخخخواتهم وأمهخخاتهم بقضخخاء الخخ وقخخدره وإرادتخخه .ورابعهخخا :أن
المجوس قالوا :إن القادر على الخير ل يقدر على الشر وبالعكس
][7
والمجبرة قالوا :إن القدرة موجبة للفعل غير متقدمة عليه فالنسان القادر علخخى الخيخخر
ل يقدر على ضده وبالعكس انتهى .اقول .سيتضح لخخك أن كل منهمخخا ضخخال،
صادق فيما نسب إلى الخر ،وأن الحق غير ما ذهبخخا إليخخه ،وهخخو المخخر بيخخن
المرين - 5 .ب :بالسناد المذكور قال :سمعت الرضخخا عليخخه السخخلم يقخخول:
كان علي بن الحسين عليهمخخا السخخلم إذا نخخاجى ربخخه قخخال :اللهخخم يخخا رب إنمخخا
قويت على معاصيك بنعمك " (1) .ص - 6 " 167فس :قوله " :إن ال ل
يستحيي أن يضرب مثل إلى قوله " :يضل به كثيرا و يهدي به كخخثيرا " قخخال
الصادق عليه السلم :إن هذا القول من ال رد على مخخن زعخخم أن ال خ تبخخارك
وتعالى يضل العباد ،ثم يعذبهم على ضللتهم " ص " 30بيان :الظخخاهر أنخخه
عليه السلم جعل قوله تعالى :يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا من جملخخة قخخول
الذين كفروا على خلف ما ذهب إليه المفسخخرون مخخن أنخخه مخخن كلمخخه تعخخالى
جوابا لقولهم - 7 (2) .ل :الخليل بن أحمد ،عن ابخن منيخع ،عخن الحسخخن بخخن
عرفة ،عن علي بن ثابت عن إسماعيل بن أبي إسحاق ،عخخن ابخخن أبخخي ليلخخى،
عن نافع ،عن ابن عمر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :صنفان مخخن
أمتي ليس لهما في السلم نصيب :المرجئة ،والقدرية - 8 .كنز الكراجكخخى:
عن محمد بن علي بن محمد بن الصخر البصري ،عن عمخخر بخخن محمخخد ابخخن
سيف (3) ،عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني ،عخخن داود بخخن سخخليمان،
عن الرضا عن آبائه عليهم السلم مثله " .ص " 51بيخخان :قخخال الكراجكخخي:
ظنت المعتزلة أن الشيعة هم المرجئة لقولهم :إنا نرجو مخخن الخ تعخخالى العفخخو
عن المؤمن إذا ارتكب معصية ومات قبل التوبة ،وهذا غلط
) (1أقول :غير خفى أنه والخبر المتقدم تحت رقم 4قطعتخخان مخخن الخخخبر الثخخالث(2) .
ولعل الحديث مربوط بآخر اليخخة ،وهخخو قخخوله :ومخخا يضخخل بخخه إل الفاسخخقين
الية .ط ) (3في المصدر :يوسف .م
][8
منهم في التسمية ،لن المرجئة مشتق من الرجخخاء ،وهخخو التخخأخير ) (1بخخل هخخم الخخذين
أخروا العمال ولم يعتقدوا من فرائض اليمان .ثم قال :إن المعتزلة لها مخخن
الزلت الفظيعة ما يكثر تعداده وقخخد صخخنف ابخخن الراونخخدي كتخخاب فضخخائحهم
فأورد فيه جمل مخخن اعتقخخاداتهم و آراء شخخيوخهم ممخخا ينخخافر العقخخول ويضخخاد
شريعة الرسخخول وقخخد وردت الخبخخار بخخذمهم عخخن أهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم
ولعنهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلم فقال :لعخخن ال خ المعتزلخخة أرادت
أن توحدت فألحدت ورامت أن ترفع التشبيه فأثبتت - 9 .ل :محمخخد بخخن علخخي
بن بشار القزويني ،عن المظفر بن أحمد ،وعلي بن محمد بخخن سخخليمان ،عخخن
علي بن جعفر البغدادي ،عن جعفر بن محمد بن مالك الكخخوفي ،عخخن الحسخخن
ابن راشد ،عن علي بن سالم ،عن أبيه قال :قال أبو عبد ال جعفر بخخن محمخخد
الصادق عليه السلم :أدنى ما يخرج بخخه الرجخخل مخخن اليمخخان أن يجلخخس إلخخى
غال ويستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ،إن أبي حدثني عن أبيه عن جخخده
عليهم السلم أن رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال :صخخنفان مخخن أمخختي ل
نصيب لهما في السلم :الغلة والقدرية - 10 .عد :اعتقادنا فخخي السخختطاعة
ما قاله موسى بن جعفر عليه السلم حيخخن قيخخل لخخه :أيكخخون العبخخد مسخختطيعا ؟
قال :نعم بعد أربع خصال :أن يكخخون مخلخخي السخخرب ،صخخحيح الجسخخم ،سخخليم
الجوارح ،له سبب وارد من ال عزوجل ،فإذا تمت هخخذه فهخخو مسخختطيع فقيخخل
له :مثل أي شئ ،فقال :يكون الرجخخل مخلخخى السخخرب ،صخخحيح الجسخخم ،سخخليم
الجوارح ل يقدر أن يزني إل أن يرى امرأة فإذا وجد المخخرأة فإمخخا أن يعصخخم
فيمتنع كما امتنع يوسف ،وإما أن يخلي بينه وبينها فيزني وهو زان ولم يطع
ال بإكراه ،ولم يعص بغلبة(2) .
) (1قال في الكنز بعد ذلك ص :50يقال لمن أخر أمرا :أرجأت المر يا رجل ،فأنت
مرجخخئ قخخال الخخ " :أرجخخه وأخخخاه " أي أخخخره ،وقخخال تعخخالى " :وآخخخرون
مرجون لمر ال " أي مؤخرون إلى مشيته ،وأما الرجاء فانمخخا يقخخال :منخخه
رجوت فأنا راج ،فيجب أن تكون الشيعة راجية ل المخخرجئة والمخخرجئة هخخم
الذين أخروا العمال ،ولم يعتقدوا مخخن فخخرائض اليمخخان ،وقخخد لعنهخخم النخخبي
فيمخخا وردت بخخه الخبخخار .انتهخخى .ثخخم ذكخخر الحخخديث المتقخخدم (2) .سخخيوافيك
الحديث مسندا عن الرضا عليه السلم تحت رقم .54
][9
- 11وسئل الصادق عليه السخلم عخن قخخول الخ عزوجخخل " :وقخد كخخانوا يخدعون إلخخى
السجود وهم سالمون " قال :مسختطيعون للخخذ بمخا امخروا بخه ،والخترك لمخا
نهوا عنه ،وبذلك ابتلوا - 12 (1) .وقال أبو جعفر عليه السلم :فخخي التخخوراة
مكتوب مسطور :يا موسخخى إنخخي خلقتخخك واصخخطفيتك وقويتخخك (2) ،وأمرتخخك
بطخخاعتي ،ونهيتخخك عخخن معصخخيتي ،فخخإن أطعتنخخي أعنتخخك علخخى طخخاعتي وإن
عصيتني لم أعنك على معصيتي ،ولي المنة عليك في طاعتخخك ،ولخخي الحجخخة
عليك في معصيتك " .ص - 13 " 73 - 72فس :في رواية أبي الجارود )
(3قوله " :كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضخخللة " قخخال:
خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا ،و كذلك يعودون يخخوم القيامخخة
مهتد وضال ،يقول :إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون ال ويحسبون أنهخخم
مهتدون ; وهم القدرية الذين يقولون :ل قدر ،ويزعمخخون أنهخخم قخخادرون علخخى
الهدى والضخخللة ،وذلخخك إليهخخم إن شخخاؤوا اهتخخدوا ،وإن شخخاؤوا ضخخلوا ،وهخخم
مجوس هذه المة ،وكذب أعداء ال المشية والقدرة ل " كما بدأكم تعودون "
من خلقه ال شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه (4) ،ومن خلقه سخخعيدا يخخوم خلقخخه
كذلك يعود إليه سعيدا ،قال رسول ال صلى ال عليه وآله :الشخخقي مخخن شخخقى
في بطن امه ،والسعيد من سعد في بطن امه " .ص - 14 " 214ل :الفامي
وابن مسرور ،عن ابن بطة ،عن الصفار ،ومحمد بن علي بن محبخخوب(5) ،
عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :الناس في القدر على ثلثخخة أوجخخه :رجخخل زعخخم
أن ال عز وجل أجبر الناس على المعاصخخي فهخخذا قخخد ظلخخم الخ عزوجخخل فخخي
حكمه وهو كافر ،ورجل يزعم أن المر
) (1سيأتي الحديث مسندا عن الصخخادق عليخخه السخخلم تحخخت رقخخم 41و (2) .56فخخي
الصل :وهديتك وقويتخخك وفخخى آخخخر الحخخديث :فخخي معصخخيتك لخخى (3) .فخخي
تفسير القمى بعد ذلك :عن أبي جعفر عليه السلم .م ) (4وفيه ايضخخا :يعخخود
إليه شقيا .م ) (5في التوحيد بعد ذلك :ومحمد بخخن حسخخين بخخن عبخخد العزيخخز،
عن ابن عيسى .م
] [ 10
مفوض إليهم فهذا وهن ال في سلطانه فهو كافر ،ورجل يقول :إن ال عزوجخخل كلخخف
العباد ما يطيقون ،ولم يكلفهم ما ل يطيقون ،فإذا أحسن حمخخد الخخ ،وإذا أسخخاء
استغفر ال فهذا مسلم بالغ .يد :الخخوراق ،عخن ابخن بطخخة مثلخخه - 15 .ل :أبخي،
عن علي ،عن أبيه ،عن الحسخخن بخخن الحسخخن بخخن الفارسخخي ،عخخن سخخليمان بخخن
جعفر البصري ،عن عبد ال بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب ،عن أبيه ،عن جعفر بخخن محمخد ،عخخن آبخخائه ،عخن علخي عليهخم
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :إن الخ عخخز وجخخل لمخخا خلخخق
الجنة خلقها من لبنخختين ،لبنخخة مخخن ذهخخب ،ولبنخخة مخخن فضخخة ،وجعخخل حيطانهخخا
اليخخاقوت ،وسخخقفها الزبرجخخد ،وحصخخبائها اللؤلخخؤ (1) ،وترابهخخا الزعفخخران
والمسك الزفر ،فقال لها :تكلمي ،فقالت :ل إله إل أنت الحي القيوم ،قد سعد
من يدخلني .فقال عزوجل :بعزتخخي وعظمخختي وجللخخي وارتفخخاعي ل يخخدخلها
مدمن خمر ،ول سكير ،ول قتات ) (2وهو النمام ،ول ديوث وهو القلطبخخان،
ول قلع وهخخو الشخخرطي ،ول زنخخوق وهخخو الخنخخثى ،ول خيخخوف ) (3وهخخو
النباش ،ول عشخخار ،ول قخخاطع رحخخم ،ول قخخدري .توضخخيح :السخخكير بالكسخخر
وتشديد الكاف :الكثير السكر ،والفخخرق بينخخه وبيخخن المخخدمن إمخخا بكخخون المخخراد
بالخمر ما يتخذ من العنب وبالسكير مخخن يسخخكر مخخن غيخخره ،أو بكخخون المخخراد
بالمدمن أعم ممن يسكر .وشرط السلطان :نخبة أصحابه الخخذين يقخخدمهم علخخى
غيرهم من جنده ،والنسبة إليهم شخخرطي كخختركي ،ولخخم أجخخد اللغخخويين فسخخروا
الزنوق والخيوف بما فسخرا بخه فخي الخخبر - 16 .ل :أبخي وابخن الوليخد ،عخن
أحمد بن إدريخخس ،ومحمخخد العطخخار ،عخخن الشخخعري عخخن محمخخد بخخن الحسخخين
بإسناد له يرفعه قال :قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :ل يخخدخل الجنخخة
مدمن
) (1في نسخة :وحصاها اللؤلؤ (2) .من القت وهو الكخخذب ،وسخخمى النمخخام قتاتخخا لنخخه
يزور الحديث ويحسنها ويبلغها على جهة الكخخذب والفسخخاد (3) .فخخي نسخخخة
من الكتاب :ول خنوف .وفى الخصال المطبوع :ول خيوق في الموضعين.
] [ 11
خمر ،ول سكير ،ول عاق ،ول شخخديد السخخواد ،ول ديخخوث ،ول قلع وهخخو الشخخرطي،
ول زنوق وهو الخنثى ،ول خيوف وهو النباش ،ول عشار ،ول قاطع رحم،
ول قدري .قال الصدوق رحمه ال :يعني بشديد السواد الخخذي ل يخخبيض شخخئ
من شعر رأسه ،ول من شعر لحيته مخخع كخخبر السخخن ،ويسخخمى الغربيخخب(1) .
- 17ن :السناني ،عن السدي ،عن سخخهل ،عخخن عبخخد العظيخخم الحسخخني ،عخخن
إبراهيم ابن أبي محمود قال :سألت أبا الحسن الرضا عليخخه السخخلم عخخن قخخول
ال خ عزوجخخل " :وتركهخخم فخخي ظلمخخات ل يبصخخرون " فقخخال :إن ال خ تبخخارك
وتعخخالى ل يوصخخف بخخالترك كمخخا يوصخخف خلقخخه ،ولكنخخه مخختى علخخم أنهخخم ل
يرجعون عن الكفخخر والضخخلل منعهخخم المعاونخخة واللطخخف ،وخل بينهخخم وبيخخن
اختيارهم .قال :وسألته عن قول ال عزوجل " ختخخم الخ علخخى قلخخوبهم وعلخخى
سمعهم " قال :الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قخخال
تعالى " :بل طبع ال عليها بكفرهم فل يؤمنون إل قليل " قخخال :وسخخألته عخخن
ال عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال :بل يخيرهم ) (2ويمهلهم
حتى يتوبوا ،قلت :فهل يكلف عباده مخخا ل يطيقخخون ؟ فقخخال :كيخخف يفعخخل ذلخخك
وهو يقول " :وما ربخك بظلم للعبيخد " ؟ ثخم قخال عليخه السخلم :حخدثني أبخي
موسى بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلم أنه قال :من زعم أن
ال يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما ل يطيقون فل تأكلوا ذبيحته ،ول
تقبلوا شهادته ،ول تصلوا وراءه ،ول تعطوه مخخن الزكخخاة شخخيئا " .ص " 70
ج :مرسل عن الحسني مثله " .ص - 18 " 225ن :تميم القرشي ،عن أبيه،
عن أحمد بن علي النصاري ،عن يزيد بن عميخخر ابخخن معاويخخة الشخخامي )(3
قال :دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلم بمرو فقلت له :يابن
) (1وزان عفريت (2) .في الحتجاج :ل بل يخيرهم .م ) (3الموجود فخخي العيخخون" :
زيدين بن عمير بن معاوية الشامي " وحكى فيه عن نسخخخة اخخخرى " يزيخخد
بن عمير ،عن معاوية الشامي ".
] [ 12
رسول ال روي لنا عن الصادق جعفر بخخن محمخخد عليخخه السخخلم أنخخه قخال :ل جخخبر ول
تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه ؟ فقال :من زعم أن ال يفعل أفعالنخخا ثخخم
يعذبنا عليها فقد قال بخخالجبر ومخخن زعخخم أن الخ عزوجخخل فخخوض أمخخر الخلخخق
والرزق إلى حججه عليهخم السخخلم فقخد قخال بخخالتفويض فالقخخائل بخالجبر كخخافر
والقائل بالتفويض مشرك .فقلت له :يابن رسخخول الخ فمخخا أمخخر بيخخن أمريخخن ؟
فقال :وجود السبيل إلى إتيان ما امروا به وترك ما نهوا عنه .فقلت لخخه :فهخخل
ل عزوجل مشية وإرادة في ذلك ؟ فقخخال :أمخخا الطاعخخات فخخإرادة الخ ومشخخيته
فيهخخا المخخر بهخخا ،والرضخخا لهخخا ،والمعاونخخة عليهخخا ; وإرادتخخه ومشخخيته فخخي
المعاصي النهي عنها ،والسخط لها ،والخذلن عليها .قلت :فلله عزوجل فيها
القضاء ؟ ) (1قال :نعم ما من فعل يفعله العبخخاد مخخن خيخخر وشخخر إل ولخ فيخخه
قضاء قلت :فما معنى هذا القضاء ؟ قخال :الحكخخم عليهخخم بمخخا يسخختحقونه علخخى
أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والخرة " .ص " 78ج :رواه مرسخخل
مثله - 19 * .ن :الدقاق ،عن محمد بن الحسن الطائي ،عن سخخهل بخخن زيخخاد،
عن علي بن جعفر الكوفي قال :سمعت سيدي علي بن محمخخد عليهمخخا السخخلم
يقول :حدثني أبي محمد بن علي ،عن أبيه الرضا علي بن موسخخى ،عخخن أبيخخه
موسى بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه
علي بن الحسين ،عخخن أبيخخه عليهخخم السخخلم .وحخخدثنا محمخخد بخخن عمخخر الحخخافظ
البغدادي ،عن إسحاق بن جعفر العلخخوي ،عخخن أبيخخه ،عخخن سخخليمان بخخن محمخخد
القرشي ،عن إسماعيل بن أبي زياد ،عخخن جعفخخر بخخن محمخخد ،عخخن أبيخخه ،عخخن
جده ،عخن علخي عليهخم السخلم .وحخدثنا أبخو الحسخين محمخد بخن إبراهيخم بخن
إسحاق الفارسي الغرائمي ،عن أحمد بن محمد ابن رميح النسوي ،عخخن عبخخد
العزيز بن إسحاق بن جعفر ،عن عبد الوهاب بن عيسى
) (1في العيون المطبوع :فهل عزوجل فيهخا القضخخاء ؟.أورده المخخام علخى بخن محمخخد
العسكري عليه السلم ملخصا في رسالته إلى أهل الهواز في معنى الجبر
والتفويض ،وسيوردها المصنف قخدس سخره فخي البخخاب التخى .ويخأتى عخن
كتاب الحتجاج أيضا في الباب الثالث تحت رقخخم 19وعخخن الرشخخاد تحخخت
رقم 75وعن النهج تحت رقم .79
] [ 13
المروزي ،عن الحسن بن علي بن محمد البلوي ،عن محمد بن عبد ال بن نجيح ،عن
أبيه ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن أبيه عليهم السلم .وحدثنا
أحمد بن الحسن القطان ،عن السكري ،عن الجوهري ،عن العباس بخخن بكخخار
الضخخبي ،عخخن أبخخي بكخخر الهخخذلي ،عخخن عكرمخخة ،عخخن ابخخن عبخخاس قخخالوا :لمخخا
انصرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم مخخن صخخفين قخخام إليخخه
شيخ ممن شهد الوقعة معه فقال يخا أميخخر المخخؤمنين أخبرنخا عخخن مسخخيرنا هخذا
أبقضاء من ال وقدر ؟ وقال الرضا في روايته عخخن أبخخائه ،عخخن الحسخخين بخخن
علي عليهم السلم :دخل رجل مخخن أهخخل العخخراق علخخى أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم فقال :أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من ال وقدر ؟ فقخخال
له أمير المؤمنين عليه السلم :أجل يا شيخ فوال مخخا علخخوتم تلعخخة ول هبطتخخم
بطن واد إل بقضاء من ال وقدر ; فقال الشيخ عند ال أحتسب عنائي يا أمير
المؤمنين (1) ،فقال :مهل يا شيخ لعلك تظن قضاءا حتمخخا وقخخدرا لزمخخا ،لخخو
كان كذلك لبطل الثخخواب والعقخخاب ،والمخخر والنهخخي والزجخخر ،ولسخخقط معنخخى
الوعخخد والوعيخخد ،ولخخم تكخخن علخخى مسخخئ لئمخخة ،ول لمحسخخن محمخخدة ،ولكخخان
المحسن أولى باللئمة من المذنب ،والمخخذنب أولخخى بالحسخخان مخخن المحسخخن،
تلك مقالة عبدة الوثان و خصماء الرحمن ،وقدرية هذه المة ومجوسخها ،يخخا
شيخ إن ال عزوجل كلف تخييرا ،ونهى تحذيرا ،وأعطى على القليل كخخثيرا،
ولم يعخخص مغلوبخخا ،ولخخم يطخخع مكرهخخا ،ولخخم يخلخخق السخخماوات والرض ومخخا
بينهما باطل ) (2ذلك ظن الذين كفخخروا فويخخل للخذين كفخروا مخخن النخار ،قخال:
فنهض الشيخ وهو يقول:
) (1الظاهر كما يستفاد من الكافي سقوط جملة من هنا إما من الصدوق أو من النساخ
ومن روى الحديث عنه ،وهى في الكافي هكذا ; فقال له :مه يا شخخيخ فخخوال
لقد عظم ال الجر في مسيركم وأنتم سائرون ،وفى مقامكم وأنتم مقيمخخون،
وفى منصرفكم وأنتم منصرفون ،ولم تكونوا في شئ من حالتكم مكرهين،
ول إليه مضطرين .فقخال لخخه الشخخيح :وكيخخف لخخم نكخخن فخخي شخخئ مخخن حالتنخخا
مكرهيخخن ول إليخخه مضخخطرين وكخخان بالقضخخاء والقخخدر مسخخيرنا ومنقلبنخخا
ومنصرفنا ؟ فقال له :وتظن أنه كخخان قضخخاءا حتمخخا إه وأورد مثلخخه العلمخخة
في شرح التجريد في باب القضاء والقدر باسناده عن الصخخبغ مخخع اختلف
نشير إليه بعد ذلك .وفيه أيضا بعد قوله يا أمير المؤمنين قوله :مخخا أرى لخخى
من الجر شيئا .وياتى نحوه أيضا في خبر 19من الباب الثالث مخخع زيخخادة.
) (2يوجد في الكخخافي هنخا أيضخخا زيخادة وهخى :ولخم يبعخث النخبيين مبشخخرين
ومنذرين عبثا.
] [ 14
أنت المام الذى نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من ديننا مخخا
كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا فليس معذرة في فعخخل فاحشخخة * قخخد
كنت راكبها فسقا وعصيانا ل ل ول قابل نخخاهيه أوقعخخه * فيهخخا عبخخدت إذا يخخا
قوم شيطانا ول أحب ول شاء الفسوق ول * قتل الولي له ظلما وعدوانا أنخخى
يحب وقد صحت عزيمته ؟ * ذو العرش أعلن ذاك ال إعلنا لم يذكر محمخخد
بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث مخخن الشخخعر إل بيخختين مخخن أولخه" (1) .
ص " 79يخخد :زاد ابخخن عبخخاس فخخي حخخديثه :فقخخال الشخخيخ :يخخا أميخخر المخخؤمنين
القضاء والقدر اللذان ساقانا ؟ وما هبطنا واديا وما علونا تلعة إل بهما ؟ فقال
أمير المؤمنين عليه السلم :المر من ال والحكم ،ثم تل هذه الية " :وقضى
ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسخخانا " " .ص " 390بيخخان :التلعخخة :مخخا
ارتفع من الرض .قوله :عند ال أحتسخخب عنخخائي أي لمخخا لخخم نكخخن مسخختحقين
للجر لكوننا مجبورين فأحتسب أجخخر مشخخقتي عنخخد الخ لعلخخه يخخثيبني بلطفخخه،
ويحتمل أن يكون استفهاما على سخبيل النكخار ،وقخال الجخزري :الحتسخباب
من الحسب كالعتداد من العد ،وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الخخ :احتسخخبه
لن لخخه حينئذ أن يعتخخد عملخخه ،والحتسخخاب فخخي العمخخال الصخخالحات ،وعنخخد
المكروهات هخخو البخخدار إلخخى طلخخب الجخخر ،وتحصخخيله بالتسخخليم والصخخبر ،أو
باسخختعمال أنخواع الخبر والقيخام بهخا علخخى الخخوجه المرسخوم فيهخا طلبخخا للثخواب
المرجو منها .انتهى .قوله عليه السلم :ولكان المذنب أولى بالحسان أقخخول:
لنه حمله على ما هو قبيح عقل وشرعا ،وصيره بذلك محل للئمخخة النخخاس،
فهو أولى بالحسان لتدارك ذلك وأيضا لما حمل المحسن على مخا هخخو حسخخن
عقل وشرعا وصار بذلك موردا لمدح الناس
) (1كالكليني في الكافي إل أنه قال :أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جخخزاك ربخخك
بالحسان إحسانا.
] [ 15
فإن عاقبه وأضر به تخخداركا لمخخا أحسخخن إليخخه كخان أولخخى مخخن جمخخع الضخخرارين علخخى
المسئ ،وقيل :إنما كان المذنب أولى بالحسخخان لنخخه ل يرضخخى بالخخذنب كمخخا
يدل عليه جخخبره عليخخه ،والمحسخخن أولخخى بالعقوبخخة لنخخه ل يرضخخى بالحسخخان
لدللة الجبر عليه ،ومن يرضى بالحسان أولخخى بالعقوبخخة مخخن الخخذي يرضخخى
به .ويحتمل أن يكون هذا متفرعا على مخخا مخخر أي إذا بطخخل الثخخواب والعقخخاب
والمر والنهي والوعد والوعيد لكان المذنب أولى الخ ; ووجهخخه أنخخه لخخم يبخخق
حينئذ إل الحسان والعقوبة الدنيوية ،والمذنب في الدنيا متنعم بأنواع اللذات،
وليست له مشقة التكاليف الشرعية ،والمحسن في التعخخب والنصخخب بارتكخخاب
أفعال ل يشخختهيها ،وتخخرك مخخا يلتخخذ بهخخا مقخختر عليخخه لجتنخخاب المحرمخخات مخخن
الموال ،فحينئذ الحسان الواقع للمذنب أكثر ممخخا وقخخع للمحسخخن ،فهخخو أولخخى
بالحسان من المحسن ،والعقوبة الواقعة على المحسخخن أكخخثر ممخخا وقخخع علخخى
المذنب فهو أولى بالعقوبة من المذنب (1) .والقدرية فخخي هخخذا الخخخبر اطلقخخت
على الجبرية وقوله :لم يعص على بناء المفعول ،وكذا قوله :ولم يطع مكرها
-بكسر الراء -وفي الفتح تكلف .وفي الكافي بعخخد ذلخخك :ولخخم يملخخك مفوضخخا.
إشارة إلى نفي التفويض التام ،بحيث ل يقدر على صرفهم عنه ،أو بحيخخث ل
يكون لتوفيقه وهدايته مدخل فيه - 20 .يد ،ن :ابن مسرور ،عن ابخخن عخخامر،
عن معلى بن محمد البصري ،عن
) (1وذكر وجهين آخرين في كتابه المرآة أيضا ،أحدهما أنه لما اقتضخخى ذات المخخذنب
أن يحسن إليه في الدنيا باحخخداث اللخخذات فيخخه فينبغخخي أن يكخخون فخخي الخخخرة
أيضا كذلك ،لعخخدم تغيخخر الخخذوات فخخي النشخخأتين ،وإذا اقتضخخى ذات المحسخخن
المشقة في الدنيا وإيلمه بالتكاليف الشاقة ففى الخرة أيضا ينبغى أن يكون
كذلك .الثاني ما قيل :لعل وجه ذلخخك أن المخخذنب بصخخدور القبخخائح والسخخيئات
منه متألم منكسر البال ،لظنه أنها وقعت منه باختياره وقد كانت بجبر جابر
وقهر قاهر فيستحق الحسان ،وأن المحسن لفرحاته بصدور الحسنات عنه
وزعمه أنه قد فعلها بالختيار أولى بالعقوبة من المخخذنب أقخخول :لعخخل قخخوله:
ولكان المحسن أولى إه فيه تصحيف ،وصحيحه كما في شرح التجريد فخخي
رواية الصبغ :ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسئ ،ول المسئ أولخخى
بالذم من المحسن .أو كما ياتي فخي حخديث 19مخن البخاب الثخالث :ول كخان
المحسن أولى إه ومعناه ظاهر ل يحتاج إلى شئ من التوجيهات المذكورة،
لن العبد إذا كان مجبورا على الفعخخل مسخخلوبا عنخخه الختيخخار كخخان المحسخخن
والمسئ كلهما متساويين في عدم صحة استناد الحسخخان والسخخاءة إليهمخخا
فل يكون أحدهما أولى بالمدح أو الذم من الخر.
] [ 16
الوشاء ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :سألته فقلخخت :ال خ فخخوض المخخر إلخخى
العباد ؟ قال :ال أعز من ذلخك ; قلخت :فخأجبرهم علخى المعاصخي ؟ قخال :الخ
أعدل وأحكم من ذلك ،ثم قال :قال ال عزوجل :يخابن آدم أنخا أولخى بحسخناتك
منك ،وأنت أولى بسيئاتك مني ،عملت المعاصي بقوتي التي جعلتهخخا فيخخك" .
ص 371ص - 21 " 82يد ،ن :الطالقاني ،عن أحمد بن علي النصاري،
عن الهروي قال :سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفخخر عليهخخم السخخلم
يقول :من قال بالجبر فل تعطوه مخخن الزكخخاة ،ول تقبلخخوا لهخخم شخخهادة (1) ،إن
ال تبارك وتعخخالى ل يكلخخف نفسخخا إل وسخخعها ،ول يحملهخخا فخخوق طاقتهخخا ،ول
تكسب كل نفس إل عليها ،ول تزر وازرة وزر أخخخرى " .ص 371ص 82
" - 22يد ،ن :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن الجعفري ،عن أبي
الحسن الرضا عليه السلم قال :ذكر عنده الجبر والتفويض فقال :أل أعطيكم
في هذا أصل ل تختلفون فيخخه ول يخاصخخمكم عليخخه أحخخد إل كسخخرتموه ؟ )(2
قلنا :إن رأيت ذلك ; فقال :إن ال عزوجل لم يطع بإكراه ،ولخخم يعخخص بغلبخخة،
ولم يهمل العباد في ملكه ،هخخو المالخخك لمخخا ملكهخخم ،والقخخادر علخخى مخخا أقخخدرهم
عليه ،فإن ائتمر العباد بطاعته ) (3لم يكن ال عنهخا صخادا ،ول منهخا مانعخا،
وإن ائتمروا بمعصيته فشخخاء أن يحخخول بينهخخم وبيخخن ذلخخك فعخخل ،وإن لخخم يحخخل
وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه ،ثم قال عليه السلم :من يضبط حدود هخخذا
الكلم فقد خصخم مخن خخالفه " .ص 370ص " 82ج :مرسخل مثلخه )" (4
" 226 - 225بيان لعل ذكر الئتمار ثانيا للمشاكلة ،أو هو بمعنى الهم ،أو
الفعل من غير مشاورة ،كما ذكر في النهاية والقاموس - 23 .يد ،مع :حخخدثنا
أبو الحسن محتمل بن سعيد السمرقندي ) (5الفقيه بأرض بلخ
) (1في المصدرين :ول تقبلوا له شهادة .م ) (2في التوحيد المطبوع :ول تخاصخخمون
عليه أحدا إل كسرتموه (3) .ائتمر المر وبه :امتثلخه .أقخول :أورد الحخخديث
الكليني في باب القضاء والقدر (4) .ال ان صدر الرواية من قخخوله " :فقخخال
ال أعطيكم " إلى قوله " :قلنا ان رايت ذلك " غير مذكور فخخي المصخخدر .م
) (5كذا في النسخ ولعله تصحيف " محمد ".
] [ 17
قال :حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الزاهد السمرقندي بإسخخناد رفعخخه إلخخى الصخخادق
عليه السلم أنه سأله رجل فقال له :إن أساس الدين التوحيد والعخخدل ،وعلمخخه
كثير لبد لعاقل منه ،فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ،ويتهيأ حفظخه .فقخال :أمخا
التوحيد فأن ل تجوز على ربك ما جاز عليك ،وأما العدل فخخأن ل تنسخخب إلخخى
خالقك ما لمخخك عليخخه " ص - 24 " 83فخخس :قخخوله " :وقخخارون وفرعخخون
وهامان ولقد جاءهم " إلى قوله " :سابقين " ) (1فهذا رد على المجبرة الذين
زعموا أن الفعال لخ عزوجخخل ،ول صخخنع لهخخم فيهخخا ول اكتسخخاب ،فخخرد الخ
عليهم فقال :فكل أخذنا بخخذنبه ،ولخخم يقخخل :بفعلنخخا لنخخه عزوجخخل أعخخدل مخخن أن
يعذب العبد على فعله الذي يجبره عليه " .ص - 25 " 496فس :محمد بن
أبي عبد ال ،عن موسى بن عمران ،عن النوفلي ،عن السكوني قال :قال أبو
عبخخد ال خ عليخخه السخخلم :وجخخدت لهخخل القخخدر أسخخماءا فخخي كتخخاب الخخ " :إن
المجرمين في ضلل وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مخخس
سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر " فهم المجرمون " .ص - 26 ." 657ج :عن
أبي حمزة الثمالي أنه قال :قال أبو جعفر عليه السلم للحسن البصري :إيخخاك
أن تقول بالتفويض ) (2فإن ال عزوجل لم يفوض المر إلى خلقه وهنا منخخه
وضعفا ،ول أجبرهم على معاصيه ) (3ظلما .الخبر " ص - 27 " 178يد:
الدقاق ،عن السدي ،عن خنيس بن محمد ،عن محمد بن يحيى الخزاز ،عخخن
المفضل ،عن أبى عبد ال عليه السلم قال :ل جخخبر ول تفخخويض ولكخخن أمخخر
بين أمرين ،قال :قلت :ما أمر بين أمرين ؟ قال :مثخخل ذلخخك مثخخل رجخخل رأيتخخه
على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليخخس حيخخث لخخم يقبخخل
منخخك فخختركته كنخخت أنخخت الخخذي أمرتخخه بالمعصخخيته " .ص 28 " 371عخخد:
اعتقادنا في الجبر والتفويض قول الصادق عليه السلم :ل جبر ول تفخخويض
" ص " 69
) (1العنكبوت (2) .39 :ليست هذه العبارة مروية على اسخختقللها فخخي المصخخدر :بخخل
مذكورة في ضمن حديث مفصل .م ) (3في نسخة :المعاصي.
] [ 18
اقول :وساق الخبر إلى آخر ما رواه المفضل ،وقال الشيخ المفيد قدس ال روحخخه فخخي
شرحه :الجخخبر هخخو الحمخخل علخخى الفعخخل ،والضخخطرار إليخخه بالقسخخر والغلبخخة،
وحقيقة ذلك إيجاد الفعل فخي الخلخق مخن غيخر أن يكخون لخه قخدرة علخى دفعخه
والمتناع من وجوده فيه ،وقد يعبر عما يفعله النسان بالقدرة التي معه على
وجه الكراه له على التخويف و اللجاء أنه جبر ،والصل فيخخه مخخا فعخخل مخخن
غير قدرة على امتناعه منه حسب ما قدمناه ،وإذا تحقق القول في الجبر على
ما وصفناه كان مذهب الجبر هو قول من يزعم أن ال تعالى خلخخق فخخي العبخخد
الطاعة من غير أن يكون للعبد قدرة على ضدها والمتناع منها ،وخلق فيهخخم
المعصية كذلك ،فهم المجبرة حقا ،والجبر مذهبهم على التحقيخخق ،والتفخخويض
هو القول برفع الحظر ) (1عن الخلق فالفعال والباحة لهم ،مخخع مخخا شخخاؤوا
من العمال ،وهذا قول الزنادقة وأصحاب الباحخخات ،والواسخطة بيخخن هخذين
القولين أن الخ أقخخدر الخلخخق علخخى أفعخخالهم ،ومكنهخخم مخخن أعمخخالهم ،وحخخد لهخخم
الحدود في ذلك ،ورسم لهم الرسوم ،و نهاهم عن القبائح بخخالزجر والتخويخخف
والوعد والوعيد ،فلم يكن بتمكينهم من العمال مجبرا لهم عليها ،ولم يفوض
إليهم العمال لمنعهم من أكثرها ،ووضع الحدود لهم فيهخخا ،وأمرهخخم بحسخخنها
ونهاهم عن قبيحها ،فهذا هو الفصل بى الجبر والتفويض على ما بيناه- 29 .
ج :عن هشام بن الحكم قخال :سخأل الزنخديق أبخا عبخد الخ عليخه السخلم فقخال:
أخبرني عن ال عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعيخخن موحخخدين وكخخان
على ذلك قادرا ؟ قال عليه السلم :لو خلقهم مطيعين لم يكخخن لهخخم ثخخواب لن
الطاعة إذا ما كانت فعلهم لخخم تكخخن جنخخة ول نخخار ،ولكخخن خلخخق خلقخخه فخخأمرهم
بطاعته ،ونهاهم عن معصيته ،واحتخخج عليهخخم برسخخله ،وقطخخع عخخذرهم بكتبخخه
ليكونخخوا هخخم الخخذين يطيعخخون ويعصخخون ،ويسخختوجبون بطخخاعتهم لخخه الثخخواب،
وبمعصيتهم إياه العقاب .قال :فالعمل الصالح من العبد هو فعله،
) (1الحظر :المنع ،وظاهره انه رحمه ال يفسر التفويض باللحاد مخخع أن الظخخاهر ان
المراد بالتفويض في الخبار هو ما قالت به المعتزلة في مقابخخل الشخخاعرة،
وهو أن الفعال مخلوقة للنسخان ،وإن كخانت القخوى والدوات مخلوقخخة لخ
خلفا لما ينسب إلى الشاعرة أن الجميع مخلوقة ل .ط
] [ 19
والعمل الشر من العبد هو فعله ؟ قخخال :العمخخل الصخخالح العبخخد يفعلخخه والخ بخخه أمخخره ،و
العمل الشر العبد يفعله وال عنه نهخخاه ; قخخال :أليخخس فعلخخه باللخخة الخختي ركبهخخا
فيه ؟ ) (1قال :نعم ،ولكن باللة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي
نهاه عنه (2) .قال :فإلى العبد من المر شئ ؟ قال :ما نهاه ال خ عخخن شخخئ إل
وقد علم أنه يطيق تركه ،ول أمره بشئ إل وقخد علخم أنخه يسختطيع فعلخه لنخه
ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما ل يطيقون .قال :فمن
خلقه ال كافرا يستطيع اليمان ولخخه عليخخه بخختركه اليمخخان حجخخة ؟ قخخال عليخخه
السلم :إن ال خلق خلقه جميعا مسلمين ،أمرهم ونهاهم ،والكفخخر اسخخم يلحخخق
الفعل حين يفعله العبد ،ولم يخلق ال العبد حين خلقه كافرا إنه إنمخخا كفخخر مخخن
بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجخخة مخخن الخ فعخخرض عليخخه الحخخق فجحخخده فبإنكخخاره
الحق صار كافرا ،قال :فيجوز أن يقدر على العبد الشر ويأمره بخخالخير وهخخو
ل يستطيع الخير أن يعمله ويعذبه عليه ؟ قال :إنه ل يليخخق بعخخدل الخ ورأفتخخه
أن يقدر على العبد الشر ويريده منه ،ثم يأمره بما يعلم أنه ل يسخختطيع أخخخذه،
والنزاع عما ل يقدر على تركه ،ثم يعذبه على تركه أمره الخخذي علخخم أنخخه ل
يستطيع أخذه الخبر " ص " 186عد :اعتقادنا في أفعال العباد أنهخخا مخلوقخخة
خلق تقدير ل خلق تكوين ،ومعنى ذلك أنه لم يزل ال عالما بمقاديرها .اقول:
قال الشيخ المفيد قدس ال روحه في شرح العقائد عند شرح هخذا الكلم الخذي
ذكره أبو جعفر رحمه ال :قد جاء به حخخديث غيخخر معمخخول بخخه ،ول مرضخخي
السناد(3) ،
) (1وهى قدرته وإرادته ومشيته ) (2أي اللخة الختى جعلهخا الخ فخي العبخد ل يقتضخى
طرفا من الفعل دون طرفه الخر حتى يكخخون العبخخد مقهخخورا لهخخا ومجبخخورا
على الفعل بسببها فيستند الفعل إلى ال وينفى عن العبد ،بل اللة وهى قدرة
العبد وإرادته يقتضى طرفي الفعل من الوجود والعدم ،ويمكن أن يسخختعملها
في الخير والشر ،فتخصيص طرفخخي الفعخخل أو الخيخخر والشخخر بخخالوجود مخخن
العبد (3) .وهو الحديث التى تحت رقم 37و ،38وفيهما عبد الواحخخد بخخن
محمد بن عبدوس ولم يرو توثيقه من قدماء أهل الرجال(*) .
] [ 20
والخبار الصحيحة بخلفه وليس نعرف في لغة العرب أن العلم بالشئ هخو خلخق لخه،
ولو كان ذلك كما قال المخالفون للحق لوجب أن يكون من علخخم النخخبي صخخلى
ال عليه وآله فقد خلقه ،ومخخن علخخم السخخماء والرض فهخخو خخخالق لهمخخا ،ومخخن
عرف بنفسه شيئا من صنع ال تعالى وقرره فخخي نفسخخه أن يكخخون خالقخخا لخخه ;
وهذا محال ل يذهب وجه الخطأ فيه على بعض رعيخخة الئمخخة عليهخخم السخخلم
فضل عنهم .فأما التقدير فهو الخلق في اللغة لن التقدير ل يكون إل بالفعخخل،
فأما بالعلم فل يكون تقديرا ،ول يكون أيضخخا بخخالفكر ،والخ متعخخال عخخن خلخخق
الفواحش والقبائح علخى كخل حخال .وقخخد روي عخخن أبخخي الحسخن الثخالث عليخه
السلم أنه سئل عن أفعال العباد أهي مخلوقة ل تعالى ؟ فقال عليه السلم لخخو
كان خالقا لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه " :إن ال بخخرئ مخخن المشخخركين "
ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم ،وإنما تبرأ مخخن شخخركهم وقبخخائحهم ،و كتخخاب
الخ تعخخالى المقخخدم علخخى الحخخاديث والروايخخات ،وإليخخه يتقاضخخى فخخي صخخحيح
الخبار و سقيمها ،فما قضى به فهو الحق دون ما سخخواه ،قخخال ال خ تعخخالى" :
الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق النسان من طيخخن " فخخخبر بخخأن كخخل شخخئ
خلقه فهو حسن غير قبيح ،فلو كانت القبائح من خلقه لمخا حكخم بحسخخن جميخع
ما خلق ،وقال تعالى " :ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت " فنفى التفخخاوت
عن خلقه ،وقد ثبت أن الكفر والكذب متفاوت في نفسه ،والمتضاد مخخن الكلم
متفاوت فكيف يجوز أن يطلقوا على ال تعالى أنه خخخالق لفعخخال العبخخاد وفخخي
أفعال العباد من التفاوت ما ذكرناه ؟ * - 30ج :ممخخا أجخخاب بخخه أبخخو الحسخخن
علي بن محمد العسخخكري عليخخه السخخلم فخخي رسخخالته إلخخى أهخخل الهخخواز حيخخن
سألوه عن الجبر والتفويض أن قال :اجتمعخخت المخخة قاطبخخة ل اختلف بينهخخم
في ذلك أن القرآن حق ل ريب فيه عند جميع فرقها ،فهم في حالخخة الجتمخخاع
عليه مصيبون ،وعلى تصديق ما أنخخزل الخ مهتخخدون لقخخول النخخبي صخخلى الخ
عليه وآله :ل تجتمع أمتي على ضللة ،فأخبر النبي صلى الخ عليخه وآلخه أن
ما اجتمعت عليخخه المخخة ولخخم يخخخالف بعضخخها بعضخخا هخخو الحخخق ،فهخخذا معنخخى
الحديث ل ما تأوله الجاهلون ،ول ما قاله المعاندون من إبطال
سيأتي الحديث مفصل في الباب التى بصورة اخرى عن تحف العقول.
] [ 21
حكم الكتاب ،واتباع حكم الحاديث المزورة (1) ،والروايات المزخرفخة (2) ،واتبخاع
الهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق اليات الواضحات
النيرات ونحن نسأل ال أن يوفقنا للصواب ،ويهدينا إلى الرشاد .ثم قال عليخخه
السلم :فإذا شهد الكتخخاب بتصخخديق خخخبر وتحقيقخخه فخخانكرته طائفخخة مخخن المخخة
وعارضته بحديث مخخن هخخذه الحخخاديث المخخزورة فصخخارت بإنكارهخخا ودفعهخخا
الكتاب كفارا ضلل ،وأصح خبر ما عخخرف تحقيقخه مخن الكتخخاب مثخخل الخخبر
المجمع عليه من رسول ال صلى ال عليه وآلخخه ،حيخخث قخخال :إنخخي مسخختخلف
فيكم خليفتين كتاب ال وعترتي ،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ،وأنهمخخا
لن يفترقا حتى يردا علي الحخخوض .واللفظخخة الخخخرى عنخخه فخخي هخخذا المعنخخى
بعينه قوله صلى ال عليه وآله :إني تارك فيكم الثقلين كتاب ال وعترتي أهل
بيتي ،و أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،أما إنكم إن تمسكتم بهما لن
تضلوا .فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب ال خ مثخخل قخخوله " :إنمخخا
وليكم ال ورسوله والذي آمنوا الذين يقيمخخون الصخخلوة ويؤتخخون الزكخخوة وهخخو
راكعون " ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لمير المؤمنين عليه السلم أنخخه
تصدق بخاتمه وهو راكع فشخخكر الخ ذلخخك لخخه ،وأنخخزل اليخخة فيخخه ،ثخخم وجخخدنا
رسول ال صلى ال عليه وآله قد أبانه مخخن أصخخحابه بهخخذه اللفظخخة :مخخن كنخخت
موله فعلى موله ،اللهم وال من واله وعاد من عاداه .وقوله صلى ال عليخخه
وآله علي يقضي ديني ،وينجز موعخدي ،وهخو خليفخختي عليكخخم بعخخدي .وقخوله
صلى ال عليه وآله حيث استخلفه على المدينخخة فقخخال :يارسخخول ال خ أتخلفنخخي
على النساء والصبيان ؟ فقال :أما ترضى أن تكون مني بمنزلخخة هخخارون مخخن
موسى إل أنه ل نبي بعدي .فعلمنخخا أن الكتخخاب شخخهد بتصخخديق هخخذه الخبخخار،
وتحقيق هذه الشخخواهد فيلخخزم المخخة القخخرار بهخخا كخخانت هخخذه الخبخخار موافقخخة
للقرآن ،ووافق القرآن هذه الخبار ،فلما وجدنا ذلك موافقا لكتخخاب الخ وجخخدنا
كتاب ال موافقا لهذه الخبار وعليها دليل كان القتداء بهخخذه الخبخخار فرضخخا
ل يتعداه إل أهل العناد والفساد.
) (1أي الحاديث المتزينة بالكذب ،أو الحاديث الكاذبخخة (2) .أي الروايخخات المموهخخة
بالكذب.
] [ 22
ثم قال عليه السلم :ومرادنا وقصدنا الكلم في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهمخخا،
وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا دليل لما أردناه وقخخوة
لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء ال ،فقال :الجخخبر والتفخخويض بقخخول الصخخادق
جعفر بن محمد عليهما السلم عندما سئل عن ذلك فقال :ل جبر ول تفخويض
بل أمر بين أمرين .وقيل :فماذا يابن رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ؟ فقخخال:
صحة العقل ،وتخلية السرب ،والمهلة في الوقت ،والخخزاد مخخن قبخخل الراحلخخة،
والسبب المهيج للفاعل على فعله ،فهذه خمسخخة أشخخياء فخخإذا نقخخص العبخخد منهخخا
خلة ) (1كان العمل عنه مطرحخخا بحسخخبه ،وأنخخا أضخخرب لكخخل بخخاب مخخن هخخذه
البواب الثلثة وهي الجبر والتفخخويض والمنزلخخة بيخخن المنزلخختين مثل يقخخرب
المعنى للطالب ،ويسهل له البحث من شرحه ،ويشهد به القرآن بمحكخخم آيخخاته
وتحقق تصديقه عنخد ذوي اللبخاب ،وبخال العصخمة والتوفيخق .ثخم قخال عليخه
السخلم :فأمخا الجخبر فهخو قخول مخن زعخم أن الخ عزوجخل جخبر العبخاد علخى
المعاصي وعاقبهم عليها ،ومن قال بهذا القول فقد ظلم الخ وكخخذبه ورد عليخخه
قوله :ول يظلم ربك أحدا وقوله جل ذكره :ذلك بما قدمت يداك وأن ال ليخخس
بظلم للعبيخخد " مخخع آي كخخثيرة فخخي مثخخل هخخذا ،فمخخن زعخخم أنخخه مجبخخور علخخى
المعاصي فقد أحال بذنبه على ال عزوجل وظلمه في عقوبته لخخه ،ومخخن ظلخخم
ربه فقد كذب كتابه ،ومخخن كخخذب كتخخابه لزمخخه الكفخخر باجتمخخاع المخخة .والمثخخل
المضروب في ذلك مثل رجل ملك عبدا مملوكا ل يملك إل نفسخخه ،ول يملخخك
عرضا ) (2من عروض الدنيا ،ويعلم موله ذلك منه ،فخخأمره علخخى علخخم منخخه
بالمصير إلى السوق بحاجة يأتيه بها ول يملكه ثمن ما يأتيه به ،وعلم المالخخك
أن على الحاجة رقيبا ل يطمخع أحخخد فخي أخخخذها منخخه إل بمخخا يرضخى بخخه مخن
الثمن ،وقد وصف مالك هخخذا العبخخد نفسخخه بالعخخدل والنصخخفة وإظهخخار الحكمخخة
ونفي الجور ،فأوعد عبده ) (3إن لم يأته بالحاجة أن يعاقبه ،فلما صار العبخخد
إلى السوق وحاول أخذ الحاجة التي بعثه
) (1بضم الخاء :الخصلة (2) .العرض بفتح العين وسخخكون الخخراء :المتخخاع وكخخل شخخئ
سوى الدراهم والدنانير ،والجمع :العروض (3) .أي فتهدده.
] [ 23
المولى لليتان بها وجخخد عليهخا مانعخخا يمنعخه منهخا إل بخخالثمن ،ول يملخخك العبخخد ثمنهخخا،
فانصرف إلى موله خائبا بغير قضخاء حخاجته فاغتخاظ مخوله لخذلك ،وعخاقبه
علخخى ذلخخك فخخإنه كخخان ظالمخخا متعخخديا مبطل لمخخا وصخخف مخخن عخخدله وحكمتخخه
ونصفته ،وإن لم يعاقبه كذب نفسه أليس يجب أن ل يعاقبه ؟ والكذب والظلخخم
ينفيان العدل والحكمة ،تعالى ال عما يقول المجبرة علوا كبيرا .ثم قال العالم
عليه السلم بعد كلم طويل :فأما التفويض الذي أبطله الصادق عليخخه السخخلم
وخطأ من دان به فهو قول القائل :إن ال تعالى فوض إلى العباد اختيار أمره
ونهيه و أهملهم (1) ،وفي هذا كلم دقيق ) (2لم يذهب إلى غخخوره ودقتخخه إل
الئمة المهدية عليهم السلم من عترة آل الرسول صلوات الخ عليهخخم ،فخخإنهم
قالوا :لو فوض ال أمره إليهم على جهخخة الهمخخال لكخخان لزمخخا لخخه رضخخا مخخا
اختاره (3) ،واستوجبوا به من الثواب ،ولم يكن عليهم فيما اجترموا العقخخاب
) (4إذ كان الهمال واقعا ،وتنصرف هذه المقالة على معنيين :إما أن يكخخون
العباد تظاهروا عليه فألزموه قبول اختيارهم بآرائهم ضخخرورة ،كخخره ذلخخك أم
أحبه ،فقد لزمه الوهن ،أو يكون جل وتقدس عجز عن تعبدهم بالمر والنهي
عن إرادته ،ففوض أمره ونهيه إليهم ،وأجراهما على محبتهم ،إذ عجخخز عخخن
تعبدهم بالمر والنهي على إرادته فجعل الختيار إليهم فخخي الكفخخر واليمخخان،
ومثل ذلك مثل رجل ملخك عبخدا ابتخاعه ليخخدمه ،ويعخرف لخه فضخل وليتخه،
ويقف عند أمره ونهيه ،وادعى مالك العبد أنه قادر قاهر عزيز حكيخخم ،فخخأمر
عبده ونهاه ،ووعده على اتباع أمره عظيم الثواب وأوعده على معصيته أليخخم
العقاب فخالف العبد إرادة مالكه ،ولم يقف عند أمره ونهيه ،فأي أمر أمره به
أو نهي نهاه عنه لم يأتمر على إرادة المولى بل كخان العبخخد يتبخخع إرادة نفسخه،
وبعثه في بعض حوائجه وفيها الحاجة له ،فصار العبد بغير تلك الحاجة
) (1أهمله :تركه ولم يستعمله عمدا أو نسيانا (2) .في المصدر :وهخخذا الكلم دقيخخق .م
) (3في المصخخدر :مخخا اختخخاروه واسخختوجبوا بخخه الثخخواب .م ) (4أي لخخم يكخخن
عليهم فيما اكتسبوا العقاب.
] [ 24
خلفا على موله وقصد إرادة نفسه ،واتبع هواه ،فلما رجع إلى موله نظر إلى ما أتاه
فإذا هو خلف ما أمره فقال العبد :اتكلت علخى تفويضخك المخر إلخي فخاتبعت
هخخواي وإرادتخخي لن المفخخوض إليخخه غيخخر محظخخور عليخخه لسخختحالة اجتمخخاع
التفويض والتحصير .ثم قال عليه السلم :فمن زعم أن ال فوض قبول أمخخره
ونهيه إلى عباده فقد أثبت عليه العجز ،وأوجب عليه قبول كل ما عملخخوا مخخن
خير أو شر ،وأبطل أمر ال تعالى ونهيه ،ثم قال :إن ال خلق الخلخخق بقخخدرته
وملكهم استطاعة ما تعبدهم به مخخن المخخر والنهخخي ،وقبخخل منهخم اتبخاع أمخخره،
ورضي بذلك منهم ،ونهاهم عن معصيته ،وذم من عصاه وعاقبه عليها ،ول
الخيرة في المر والنهي ،يختار ما يريد ويأمر به وينهى عمخخا يكخخره ،ويخخثيب
ويعاقب بالستطاعة التي ملكها عبخخاده لتبخخاع أمخخره واجتنخخاب معاصخخيه لنخخه
العخخدل ،و منخخه النصخخفة والحكومخخة ،بخخالغ الحجخخة بالعخخذار والنخخذار ،وإليخخه
الصفوة يصطفي من يشاء من عباده ،اصطفى محمدا صلوات ال عليه وآله،
وبعثه بالرسالة إلى خلقه ،ولو فوض اختيار أمور ،إلى عباده لجخخاز لقريخخش
اختيار أمية بن الصلت وأبي مسعود الثقفي إذ كانا عنخخدهم أفضخخل مخخن محمخخد
لما قالوا " :لول نزل هذا القرآن على رجل مخخن القريخختين عظيخخم " يعنونهمخخا
ذلك ،فهذا هو القول بين القولين ليخخس بجخخبر ول تفخخويض ،بخخذلك أخخخبر أميخخر
المؤمنين عليه السلم حين سأله عباية بن ربعخخي السخخدي ،عخخن السخختطاعة،
فقال أمير المؤمنين عليه السلم :تملكها من دون ال أو مع ال ،فسكت عباية
بن ربعي (1) ،فقال له :قل يا عباية ; قال :وما أقول ؟ قال :إن قلخخت :تملكهخخا
مع ال قتلتك وإن قلت :تملكها من دون الخ قتلتخخك ،قخخال :ومخخا أقخخول يخخا أميخخر
المؤمنين ؟ قال :تقول :تملكها بال الذي يملكها من دونخخك ،فخخإن ملككهخخا كخخان
ذلك من عطائه ،وإن سخخلبكها كخخان ذلخخك مخخن بلئه ،وهخخو المالخخك لمخخا ملكخخك،
والمالك لمخخا عليخخه أقخخدرك ،أمخخا سخخمعت النخخاس يسخألون الحخخول والقخخوة حيخخث
يقولون :ل حول ول قوة إل بال ؟ فقال الرجل :وما تأويلها يا أمير المخخؤمنين
؟ قال :ل حول لنا عن معاصي ال إل بعصمة ال ،ول قخخوة لنخخا علخخى طاعخخة
ال إل بعون ال ،قال :فوثب الرجل وقبل يديه ورجليه.
] [ 25
ثخخم قخخال عليخخه السخخلم :فخخي قخخوله تعخخالى " :ولنبلخخونكم حخختى نعلخخم المجاهخخدين منكخخم و
الصابرين ونبلو أخباركم " وفي قوله " :سنستدرجهم من حيث ل يعلمخخون "
وفي قوله " :أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون " وفي قوله " :ولقد فتنا سخخليمان "
وفي قوله :إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضخخلهم السخخامري " وقخخول موسخخى" :
إن هي إل فتنتك " وقوله " :ليبلوكم فيما آتيكم " وقوله " :ثخخم صخخرفكم عنهخخم
ليبتليكم " وقوله " :إنا بلوناهم كما بلونا أصخخحاب الجنخخة " وقخخوله " :ليبلخخوكم
أيكم أحسن عمل " وقوله " :وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمخخات " وقخوله " :ولخخو
شاء ال لنتصر منهم ولكن ليبلخخو بعضخخكم ببعخخض " إن جميعهخخا جخخاءت فخخي
القرآن بمعنى الختبار .ثم قال عليه السلم :فإن قالوا :ما الحجة في قول الخخ
تعالى " :يهدى من يشاء ويضل من يشاء " وما أشبه ذلك ؟ قلنا :فعلى مجاز
هذه الية يقتضي معنييخن :أحخدهما أنخه إخبخار عخن كخونه تعخالى قخادرا علخى
هداية من يشاء وضللة من يشاء ،ولو أجخخبرهم علخخى أحخخدهما لخخم يجخخب لهخخم
ثواب ،ول عليهم عقاب على مخخا شخخرحناه ،والمعنخخى الخخخر أن الهدايخخة منخخه:
التعريف ،كقوله تعالى " :وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى علخخى الهخخدى "
وليس كل آية مشتبهة في القرآن كانت الية حجخخة علخخى حكخخم اليخخات اللتخخي
أمر بالخذ بها وتقليدها وهي قوله " :هو الذي أنزل عليك الكتاب منخخه آيخخات
محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلخخوبهم زيخخغ فيتبعخخون
ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " الية ،وقال " :فبشر عبادي الخخذين
يسخختمعون القخخول فيتبعخخون أحسخخنه أولئك الخخذين هخخديهم ال خ وأولئك هخخم اولخخو
اللباب " وفقنخخا الخ وإيخخاكم لمخخا يحخخب ويرضخخى ،ويقخخرب لنخخا ولكخخم الكرامخخة
والزلفى ،وهدانا لما هو لنا ولكم خيخخر وأبقخخى ،إنخخه الفعخخال لمخخا يريخخد ،الحكيخخم
الجواد المجيد " ص - 31 " 252 - 249ج :عن داود بن قبيصة ) (1قال:
سمعت الرضا عليه السلم :يقول :سئل أبي عليه السلم
) (1هكذا في نسخ الكتاب والحتجاج المطبوع وهو غير مذكور فخخي الخختراجم ،ولكخخن
الظاهر انه تصحيف " دارم بى قبيصة " المترجم في ص 117من رجخخال
النجاشي بقوله :دارم بن قبيسة بخخن نهشخخل ابخخن مجمخخع أبخخو الحسخخن التميمخخي
الدارمي السائح ،روى عن الرضا عليه السلم ،وله عنه كتاب الوجوه *
] [ 26
هل منع ال عما أمر به ؟ وهل نهى عما أراد ؟ وهل أعخخان علخخى مخخا لخخم يخخرد ؟ فقخخال:
عليه السلم أما ما سألت :هل منع ال عما أمر به ؟ فل يجوز ذلك ،ولو جاز
ذلك لكان قد منع إبليس عخخن السخخجود لدم ،ولخخو منخخع إبليخخس لعخخذره ) (1ولخخم
يلعنه ; وأما ما سألت :هل نهى عما أراد ،فل يجوز ذلك ،ولو جاز ذلك لكان
حيث نهى آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها ،ولو أراد منخخه أكلهخخا مخخا نخخادى
عليه صبيان الكتاتيب ) " (2وعصى آدم ربه فغوى " وال خ تعخخالى ل يجخخوز
عليه أن يأمر بشئ ويريد غيره ; وأما مخخا سخخألت عنخخه مخخن قولخخك :هخخل أعخخان
على ما لم يخرد ؟ فل يجخوز ذلخك ،وجخل الخ تعخالى عخن أن يعيخن علخى قتخل
النبياء و تكذيبهم ،وقتل الحسين بن علي والفضلء مخخن ولخخده ،وكيخخف يعيخخن
علخخى مخخا لخخم يخخرد وقخخد أعخخد جهنخخم لمخخخالفيه ،ولعنهخخم علخخى تكخخذيبهم لطخخاعته،
وارتكابهم لمخالفته ; ولو جاز أن يعين على ما لخخم يخخرد لكخخان أعخخان فرعخخون
على كفره وادعائه أنه رب العالمين ! ،أفترى أراد ال من فرعون أن يخخدعي
الربوبية ؟ يستتاب قائل هذا فإن تاب من كذبه على ال .وإل ضربت عنقه" .
ص - 32 " 210ج :وروي عن علي بن محمد العسكري عليه السلم ) (3
أن أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم قال :إن ال خلق الخلق فعلم مخخا
هم إليه صائرون فأمرهم ونهاهم ،فما أمرهم به من شئ فقد جعل لهم السخخبيل
إلى الخذ به ،وما نهاهم عنه من شئ فقخخد جعخخل لهخخم السخخبيل إلخخى تركخخه ،ول
يكونخخون آخخخذين ول تخخاركين إل بخخإذنه ،ومخخا جخخبر الخ أحخخدا مخخن خلقخخه علخخى
معصيته ،بل اختبرهم بالبلوى ،كما قال تعالى " ليبلوكم أيكم أحسخخن عمل ".
" ص " 210قوله عليه السلم :ول يكونون آخذين ول تاركين إل بخخإذنه أي
بتخليته وعلمه.
* والنظخخائر ،وكتخخاب الناسخخخ والمنسخخوخ إ ه وقخخال العلمخخة فخخي القسخخم الثخخاني مخخن
الخلصة :يروي عن الرضا عليخخه السخخلم قخخال ابخخن الغضخخائري :ل يخخؤنس
بحخخديثه ول يوثخخق بخخه .انتهخخى .أقخخول :دارم بفتخخح الخخدال وكسخخر الخخراء وزان
فاعل ،وقبيصة كسخفينة ،ونهشخل بفتخح النخون وسخكون الهخاء وفتخح الشخين،
ومجمع بالميم المضومة والجيم المفتوحة والميخخم المشخخددة المكسخخورة وزان
محدث (1) .عذره يعخذره علخى مخا صخنع :دفخع عنخه اللخوم والخذنب أو قبخل
عذره (2) .جمع الكتاب -بضم الكاف وتشديد التاء :-موضع التعليخخم(3) .
في المصدر :عن الحسن بن على بن محمد العسكري .م
] [ 27
- 33ج :وروى أنه دخل أبو حنيفة المدينة ومعه عبخخد الخ بخخن مسخخلم فقخخال لخخه :يخخا أبخخا
حنيفة إن ههنا جعفر بن محمد من علماء آل محمد عليهخم السخلم فخاذهب بنخا
إليه نقتبس منه علما فلما أتيا إذا هما بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو
دخولهم عليه ،فبينما هم كذلك إذ خرج غلم حدث ) (1فقام النخخاس هيبخخة لخخه،
فالتفت أبو حنيفة فقال :يابن مسلم من هذا ؟ قال هذا موسخخى ابنخخه ،قخخال :والخ
لجبهنه ) (2بين يدي شيعته قال :مه لن تقدر على ذلك ،قال :والخ لفعلنخخه )
(3ثم التفت إلى موسى عليه السلم فقال :يا غلم أين يضع الغريخخب حخخاجته
في بلدتكم هذه ؟ قال :يتوارى خلف الجدار ،ويتخخوقى أعيخخن الجخخار ،وشخطوط
النهار ،ومسقط الثمار ،ول يستقبل القبلة ول يستدبرها ،فحينئذ يضخخع حيخخث
شاء (4) ،ثم قال :يا غلم ممن المعصية ؟ قال :يا شيخ ل تخلو من ثلث إما
أن تكون من ال وليس من العبد شئ فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله،
وإما أن تكون من العبد ومن ال وال أقوى الشخريكين فليخس للشخريك الكخبر
أن يأخذ الشريك الصغر بذنبه ،وإما أن تكون من العبد وليخخس مخخن الخ شخخئ
فإن شاء عفى وإن شاء عاقب .قال :فأصابت أبا حنيفة سخخكتة كأنمخخا القخخم فخخوه
الحجر (5) ،قال :فقلت له ألم أقل لك ل تتعرض لولد رسول ال صلى الخخ
عليه وآله ؟ " ص " 211 - 210
) (1الحدث :الشاب (2) .أي لنكسن رأسه ،وفى نسخة :لهجبنه لعله مخخن )الهجخخب(:
السخخوق والسخخرعة ; الضخخرب بالعصخخا ،.وفخخى الحتجخخاج المطبخخوع :وال خ
اخجلخخه (3) .يعخخرف مخخن هخخذا نفسخخيات إمخخام السخخنة ورزانتخخه وعفخخافه فخخي
الحجاج ! هبه لم يكن يرى لسللة النبوة قداسة وحرمة فبم كان يرى إباحخخة
تخجيل امرء مسلم ،وهو يراه غلما حدثا ؟ لخخم يكخخن بينخخه وبينخخه عخخداوة ول
خصام ; كما يعرف تبحر المام عليه السخخلم فخخي الصخخول والفخخروع وقخخوة
حجاجه وهو غلم حدث (4) .أقول :أخرج الكليني صدر الحديث من قوله:
" يا غلم أين يضع الغريب ببلخخدكم " فخخي المجلخخد الول مخخن فخخروع الكخخافي
ص 6عن على بن ابراهيم رفعه ،وفيه زيادة وهو هكذا :فقال :اجتنب أفنية
المساجد ،وشطوط النهار ،ومسخاقط الثمخخار ،ومنخخازل النخزال ،ول تسخختقبل
القبلخخة بغخخائط ول بخخول ،وارفخخع ثوبخخك ،وضخخع حيخخث شخخئت .وأورده الشخخيخ
باسناده عن الكليني في التهذيب ج 1ص (5) .9مثل سخخائر يضخخرب لمخخن
تكلم فاجيب بمسكتة.
] [ 28
وفي ذلك يقول الشاعر هذه البيات :لم تخل أفعالنا اللتي نذم بها * إحدى ثلث معان
حين نأتيها إما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط اللوم عنخخا حيخخن ننشخخيها أو كخخان
يشركنا فيها فيلحقخخه * مخخا سخخوف يلحقنخخا مخخن لئم فيهخخا أولخخم يكخخن للهخخي فخخي
جنايتها * ذنب فما الذنب إل ذنب جانيها فس :وأما الرد على المجخخبرة الخخذين
قالوا :ليس لنا صنع ونحن مجبرون ،يحدث ال لنخخا الفعخل عنخد الفعخخل ،وإنمخخا
الفعال هي منسوبة إلى الناس على المجاز ل على الحقيقة ،وتأولوا في ذلخخك
آيات من كتاب ال عزوجل لم يعرفوا معناها ،مثل قخخوله " :ومخخا تشخخاؤون إل
أن يشاء ال " وقوله " :ومن يرد ال أن يهديه يشخخرح صخخدره للسخخلم ومخخن
يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " وغير ذلك من اليات التي تأويلهخا
على خلف معانيها ،وفيما قالوه إبطال الثواب والعقخخاب ،وإذا قخخالوا ذلخخك ثخخم
أقروا بالثواب والعقاب نسبوا ال إلى الجور ،وأنه يعذب علخخى غيخخر اكتسخخاب
وفعل ،تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا أن يعاقب أحخدا علخى غيخر فعخل وبغيخر
حجة واضحة عليه ،والقخخرآن كلخخه رد عليهخخم ،قخخال الخ تبخخارك وتعخخالى " :ل
يكلف ال نفسا إل وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقخخوله عزوجخخل:
" لها وعليها " هو على الحقيقة لفعلها ،وقوله " :فمن يعمل مثقخخال ذرة خيخخرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " وقوله " :كل نفس بما كسخخبت رهينخخة "
وقوله " :ذلك بما قدمت أيخخديكم " ،وقخخوله " :وأمخخا ثمخخود فهخخديناهم فاسخختحبوا
العمى على الهدى " :وقوله " :إنا هديناه السبيل " يعني بينا له طريق الخيخخر
وطريق الشر " إما شاكرا وإما كفورا " وقخخوله " :وعخخادا وثمخخود .وقخخد تخخبين
لكم من مساكنهم وزيخخن لهخخم الشخخيطان أعمخخالهم فصخخدهم عخخن السخخبيل وكخخانوا
مستبصخخرين * وقخخارون وفرعخخون وهامخخان ولقخخد جخخائهم موسخخى بالبينخخات
فاستكبروا في الرض وما كانوا سابقين فكل أخذنا بذنبه " فلم يقخل :بفعلنخا "
فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا بخخه
الرض ومنهم من أغرقنا وما كان ال ليظلمهم ولكن كخخانوا أنفسخخهم يظلمخخون
" ومثله كثير " .ص " 21 - 20
] [ 29
أقول :سيأتي مثل هذا الكلم بوجه أبسط فخخي كتخخاب القخخرآن فخخي تفسخخير النعمخخاني فيمخخا
رواه عن أميخخر المخخؤمنين عليخه السخلم - 34 .يخد :المفسخر بإسخخناده إلخى أبخي
محمد عليه السلم قال :قخال الرضخا عليخه السخلم :مخا عخرف الخ مخن شخبهه
بخلقه ،ول وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده ) (1الخبر " .ص - 34
- 35 " 35ن :ابن عبدوس ،عن ابن قتيبة ،عخخن حمخخدان بخخن سخخليمان قخخال:
كتبت إلى الرضا عليه السلم أسأله عن أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة
؟ فكتب عليه السلم :أفعال العباد مقدرة في علم ال عزوجل قبل خلق العبخخاد
بألفي عام " .ص - 36 " 78يد ،ل ،ن :أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي
البصري ،عن علي بن الحسن الميثمي ،عن علي بن مهرويه القزويني ،عخخن
أبي أحمد الغازي ،عن علي بن موسى الرضا ،عخخن آبخخائه ،عخخن الحسخخين بخخن
علي عليهم السلم قال :سمعت أبي علي بن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم يقخخول:
العمال على ثلثة أحخخوال :فخخرائض ،وفضخخائل ،ومعاصخخي ،فأمخخا الفخخرائض
فبخخأمر ال خ تعخخالى وبرضخخى ال خ وبقضخخائه وتقخخديره ومشخخيته وعلمخخه ; وأمخخا
الفضائل فليست بخخأمر الخ ) (2و لكخخن برضخخى الخ وبقضخخاء الخ وبقخخدر الخ
وبمشية ال وبعلم ال ،وأما المعاصي فليست بأمر ال ) (3ولكخخن بقضخخاء الخ
وبقدر ال وبمشية ال وبعلمه ثم يعاقب عليهخخا " .يخخد ،377 :ن " 81يخخد ،ن:
قال ) (4مصخنف هخذا الكتخاب :المعاصخي بقضخاء الخ معنخاه بنهخي الخ ،لن
حكمه عزوجل فيها على عباده النتهاء عنها (5) ،ومعنى قوله :بقدر الخ أي
بعلم ال بمبلغها
) (1هذا صريح في انه من قول الرضا عليه السلم ،وفى المصدر صريح في انه من
كلم رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه (2) .أي المخخر الوجخخوبى (3) .ول
برضخخاه ،لن ال خ ل يرضخخى بخخالكفر والمعاصخخي (4) .فخخي التوحيخخد :قخخال
مصنف هذا الكتاب قضاء ال عزوجل في المعاصخخي حكمخخه فيهخخا ،ومشخخيته
في المعاصي نهيه عنها ،وقدره فيما علمه بمقاديرهخخا ومبالغهخخا .م ) (5هخخذا
على أحد معاني القضاء وهو الحكم واللخخزام كمخخا قخخال الخ تعخخالى :وقضخخى
ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا ،وقخخوله :والخ يقضخخى بخخالحق ،أي
يحكم .أقول :ويمكن أن يكون بمعنى الفصل والقطع وتحتم المخخر ،لوقخخوعه
قبال القدر وهو التقدير ،وإسناد ذلك إلى ال تعالى بحيخخث ل يسخختلزم الجخخبر
إما بواسطة علمه تعالى بحصول ذلك الفعل عند وجود سخخببه وعلتخخه التامخخة
ومنها إرادة النسخخان واختيخخار فخخاعله ،أو بواسخخطة جعلخخه النسخخان مختخخارا،
وعدم ردعه التكويني وكفخه عخن الفعخل مخع قخدرته عليخه ،أو لصخحة إسخناد
الفعل إلى أحد علله الطولية.
] [ 30
ومقدارها ،ومعنى قوله :بمشية ال فإنه عزوجل شاء أن ل يمنع العاصخخي إل بخخالزجر
والقول والنهي والتحذير ،دون الجبر والمنخخع بخخالقوة ،والخخدفع بالقخخدرة " .ص
378 - 377ص - 37 " 81مع ،ن :ابن عبخخدوس ،عخخن ابخخن قتيبخخة ،عخخن
حمدان (1) ،عن الهروي قال :سمعت أبا الحسن الرضا عليخخه السخخلم يقخخول:
أفعال العباد مخلوقة ،فقلت :يابن رسول ال ما معنى مخلوقخة ؟ قخال :مقخدرة:
" مخخع " " 112 :ن - 38 " 175 :ن :ابخخن عبخخدوس ،عخخن ابخخن قتيبخخة ،عخخن
الفضل ،عن الرضا عليه السلم فيما كتب للمخأمون :مخخن محخض السخخلم أن
ال تبارك وتعالى ل يكلف نفسا إل وسعها ،وأن أفعال العباد مخلوقة ل خلخخق
تقدير ل خلق تكخخوين ،والخ خخخالق كخخل شخخئ ،ول نقخخول بخخالجبر و التفخخويض.
الخبر " :ص - 39 * " 267يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن معروف،
عن ابن أبي نجران ،عن حماد بخخن عثمخخان ،عخخن عبخخد الرحيخخم القصخخير قخخال:
كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم :جعلخخت
فداك اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها إليخخك ،فخخإن رأيخخت جعلخخت فخخداك أن
تشرح لي جميع ما كتبت إليك ،اختلف النخخاس -جعلخخت فخخداك -بخخالعراق فخخي
المعرفة والجحود ،فأخبرني -جعلت فداك -أهما مخلوقتخخان ؟ واختلفخخوا فخخي
القرآن فزعم قوم أن القخرآن كلم الخ غيخر مخلخوق وقخال آخخرون :كلم الخ
مخلوق ،وعن الستطاعة أقبل الفعل أو مع الفعل ؟ فإن أصحابنا قخخد اختلفخخوا
فيه ورووا فيه ،وعن ال تبارك وتعالى هل يوصف بالصخخورة وبخخالتخطيط ؟
فإن رأيت جعلني الخ فخداك أن تكتخخب إلخخي بالمخخذهب الصخخحيح مخخن التوحيخخد،
وعن الحركات أهي مخلوقة أو غير مخلوقة ؟ وعن اليمان مخخا هخخو ؟ فكتخخب
صلى ال عليه على يدي عبد الملك بخخن أعيخخن :سخخألت عخخن المعرفخخة مخخاهي ؟
فخاعلم رحمخك الخ أن المعرفخة مخن صخنع الخ عزوجخل فخي القلخب مخلوقخة،
والجحود صنع ال في القلب
) (1لعله حمدان بن سليمان.أقول :أخرج الكليني قطعة من الحديث وهى " وصف ال
بالصورة والتخطيط " في باب النهى عن الصخخفة ،وقطعخخة وهخخى " اليمخخان
ما هو ؟ " في باب " أن السلم قبل اليمان " في كتخخابه الكخخافي عخخن علخخى
بن ابراهيم ،عن العباس بن معروف ،عن ابن أبخخي نجخخران ،عخخن حمخخاد بخخن
عثمان ،عن عبد الرحيم بن عتيك القصير .فيظهر من هذا اتحاد ابخخن عتيخخك
مع عبد الرحيم القصير.
] [ 31
مخلوق ،وليس للعباد فيهما من صنع ،ولهم فيهما الختيار مخخن الكتسخخاب ،فبشخخهوتهم
اليمخان اختخاروا المعرفخة فكخانوا بخذلك مخؤمنين عخارفين ،وبشخهوتهم الكفخر
اختاروا الجحود فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلل ،وذلك بتوفيق الخ لهخخم،
وخذلن من خذله ال ،فبالختيخار والكتسخاب عخاقبهم الخ وأثخابهم ; وسخألت
رحمك ال عن القرآن واختلف الناس قبلكم فإن القرآن كلم ال محدث غير
مخلوق ،وغير أزلي مع ال تعالى ذكره ،وتعالى عن ذلك علخخوا كخخبيرا ،كخخان
ال عزوجل ول شئ غير ال معروف ول مجهخخول كخان عزوجخخل ول متكلخخم
ول مريد ول متحرك ول فاعل ،عزوجل ربنا ،فجميع هخخذه الصخخفات محدثخخة
عند حدوث الفعل منه ،عزوجل ربنخخا ،والقخخرآن كلم الخ غيخخر مخلخخوق ،فيخخه
خبر من كان قبلكم ،وخبر ما يكون بعدكم (1) ،انزل من عند ال على محمخخد
رسول ال صلى ال عليه وآله .وسألت رحمك ال عن الستطاعة للفعل فخخإن
ال عزوجل خلق العبد وجعل له اللة و الصحة ،وهي القوة التي يكون العبد
بها متحركا مستطيعا للفعل ،ول متحخخرك إل وهخخو يريخخد الفعخخل ،وهخخي صخخفة
مضافة إلى الشهوة الخختي هخخي خلخخق الخ عزوجخخل ،مركبخخة فخخي النسخخان فخخإذا
تحركت الشخهوة للنسخان ) (2اشختهى الشخئ وأراده ،فمخن ثخم قيخل للنسخان:
مريد ،فإذا أراد الفعل وفعل كان مع الستطاعة والحركة ،فمن ثم قيل للعبخخد:
مستطيع متحرك ،فإذا كان النسان ساكنا غير مريد للفعخخل وكخخان معخخه اللخخة
وهي القوة والصحة اللتان بهما تكخخون حركخخات النسخخان وفعلخخه كخخان سخخكونه
لعلخخة سخخكون الشخخهوة فقيخخل :سخخاكن ،فوصخخف بالسخخكون فخإذا اشخختهى النسخخان
وتحركت شهوته التي ركبت فيه اشتهى الفعل وتحخخرك بخخالقوة المركبخخة فيخخه،
واستعمل اللة التي يفعل بها الفعل فيكون الفعل منخخه عنخخدما تحخخرك واكتسخخبه
فقيل :فاعل ومتحرك ومكتسب و مستطيع أو ل ترى أن جميخخع ذلخخك صخخفات
يوصف بها النسان ؟ وسألت رحمك ال عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك
فتعالى ال الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ،تعخالى الخ عمخا يصخفه
الواصفون المشبهون ال تبارك وتعالى بخلقه ،المفترون على ال خ عزوجخخل،
فاعلم رحمك ال أن المخذهب الصخحيح فخي التوحيخخد مخخا نخزل بخخه القخرآن مخخن
صفات ال عزوجل،
) (1في نسخة :وخبر من يكون بعدكم (2) .في التوحيد المطبوع :في النسان.
] [ 32
) (1أي ل تتجاوز عما في القرآن (2) .فخخي الكخخافي هنخخا زيخخادة وهخخى قخخوله :وهخخو دار
وكذلك السلم دار والكفر دار ،فقخخد يكخخون الخخخ (3) .فخخي الكخخافي :إلخخى دار
اليمان (4) .في الكافي :ول يخرجه إلى الكفر ال الجحخخود والسخختحلل أن
يقول للحلل اه
] [ 33
وإقرارهم به ظاهرا وتخلية النفس قبل ذلك لطلب الحق عن العصخخبية والعنخخاد ،وعمخخا
يوجب الحرمان عن الحق من تقليد أهل الفسخاد ،وهخخذا هخخو المخراد بالختيخار
من الكتساب .ثم بين عليه السلم أن لتوفيق الخ وخخخذلنه أيضخخا مخخدخل فخخي
ذلك الكتساب أيضا كما سيأتي تحقيقه ; ولعل المنع مخخن إطلق الخلخخق علخخى
القرآن إما للتقية مماشاة مع العامة ،أو لكونه موهما لمعنى آخر أطلق الكفخخار
عليه بهذا المعنى فقالوا :إن هذا إل اختلق ،كما أشخخار إليخخه الصخخدوق رحمخخه
ال (1) .قوله :معروف ول مجهول أي لم يكن مع ال شخخئ يعرفخخه الخلخخق أو
يجهلونه - 40 .يد :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن محمخخد الخخبرقي ،عخخن
أبي شعيب المحاملي (2) ،عن أبي سليمان الجمال (3) ،عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :سخخألته عخخن شخخئ مخخن السخختطاعة فقخخال :ليسخخت
السخختطاعة مخخن كلمخخي ول مخخن كلم آبخخائي " .ص " 355 - 354قخخال
الصدوق رحمه ال :يعني بذلك أنه ليخخس مخخن كلمخخي ول مخخن كلم آبخخائي أن
يقول ل عزوجل :إنه مستطيع كما قال الخخذين كخخانوا علخخى عهخخد عيسخخى عليخخه
السلم " :هل يستطيع ربك أن ينخخزل علينخخا مخخائدة مخخن السخخماء " .بيخخان :لعخخل
منعه عن إطلق الستطاعة فيه تعالى لكونه اسخختفعال مخخن الطاعخخة فل يليخخق
إطلقه بجنابه تعالى ،أو لن السخختطاعة إنمخخا تطلخخق علخخى القخخدرة المتفرعخخة
على حصخخول اللت والدوات (4) ،والخ تعخخالى منخخزه عخخن ذلخخك ،وسخخيأتى
تحقيق معنى الخبر.
) (1بل الحق أن الكلم هو اللفظ ل بما انخخه صخخوت بخخل بمخخا أنخخه دال علخخى المعنخخى أي
المعنى المدلول عليه بما أنه مرتبط بالصوت الذى هو كيف مسموع ،وهخخذا
معنى اعتباري ل يتعلق به الجعل وهذا بخلف الحدوث ; ولتفصخخيل الكلم
محل آخر .ط ) (2هو صالح بن خالد الكوفى ،من رجال أبى الحسن موسى
عليه السلم مخولى علخى بخن الحكخم بخن الزبيخر النبخاري ،لخه كتخاب ،وثقخه
النجاشي في باب الكنى من رجخخاله (3) .لخخم نجخخد ذكخخره فخخي الخختراجم .وفخخى
المصدر :ابو سلمان (4) .هذا وما ذكخخره الصخخدوق رحمخخه الخ مخخن عجيخخب
التأويل .وظاهر الرواية أن المراد بالستطاعة قول دائر بيخخن النخخاس وليخخس
إل ما كان دائرا بيخخن المعتزلخخة يخخومئذ مخخن القخخول بالسخختطاعة وهخخو اسخختناد
الفعل إلى قدرة العبد واستطاعته من غير ان يكخخون لخ سخخبحانه فيخخه صخخنع.
ويمكن ان يكون اشارة إلى مسألة تحقق السختطاعة قبخل الفعخل الخذى نفتهخا
الشاعرة ويكون الخبر واردا على التقية .ط
] [ 34
- 41يد :أبى وابن الوليد معا ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسن بن فضخخال ،عخخن
أبي جميلة (1) ،عن محمد بن علي الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم فخخي
قول ال عزوجل " :وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قخخال :وهخخم
مستطيعون ،يستطيعون الخذ بما أمروا به ،والخخترك لمخخا نهخخوا عنخخه ،وبخخذلك
ابتلوا ،قال :وسألته عن رجل مخخات وتخخرك مخخائة ألخخف درهخخم ولخخم يحخخج حخختى
مات ،هل كان يستطيع الحج ؟ قال :نعم إنما اسخختغنى عنخخه بمخخاله وصخخحته" .
ص " 356 - 355بيان :ليس " عنه " في بعض النسخ وهو أظهخخر ،ومخخع
وجوده يحتمل أن يكون " عن " بمعنى " اللم " كما قيل في قخخوله تعخخالى" :
إل عن موعدة " ويحتمل أن يكون الستغناء عنخخه كنايخخة عخخن الخخترك ،والبخخاء
بمعنى " مع " أي تركه مع وجود ماله وصحته - 42 .يد :بهذا السناد ،عخخن
ابن عيسى ،عن علي بن حديد ،عخخن جميخخل ،عخخن زرارة ،عخخن أبخخي عبخخد الخ
عليه السلم في قول ال عزوجل " ويخخدعون إلخخى السخخجود فل يسخختطيعون "
قال :صارت أصلبهم كصياصي البقر -يعنى قرونها " -وقد كانوا يخخدعون
إلى السجود وهم سالمون " قال (2) :وهم سالمون ،وهخخم مسخختطيعون " .ص
- 43 " 356يد :بهذا السناد ،عن ابن عيسى ،عن محمد البرقي ،عن محمد
بن يحيى الصيرفي عن صباح الحذاء ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :سخخأله
زرارة -وأنا حاضر -فقال :أفرأيت ما افترض ال علينا في كتابه وما نهانخخا
عنه ؟ جعلنا مستطيعين لما افترض علينا ،مستطيعين لخخترك مخخا نهانخخا عنخخه ؟
فقال :نعم " .ص - 44 " 357يد :بهذا السناد ،عن ابن عيسى ،عن سخخعيد
بن جناح ،عن عوف بن عبد ال الزدي ،عن عمه قخخال :سخخألت أبخخا عبخخد الخ
عليه السلم عن الستطاعة ،فقخخال :وقخخد فعلخخوا ؟ فقلخخت :نعخخم زعمخخوا أنهخخا ل
تكون إل عند الفعل وإرادة في حال الفعل ) (3ل قبله ،فقال :أشخخرك القخخوم" .
ص " 360
) (1هو المفضل بن صالح السخخدي النخخخاس ضخخعيف (2) .فخخي المصخخدر :قخخال :وهخخم
مستطيعون .م ) (3في التوحيد المطبوع :واردة في حال الفعل.
] [ 35
بيخخان :قخخوله عليخخه السخخلم :وقخخد فعلخخوا أي نفخخوا السخختطاعة أيضخخا بعخخد مخخا نفخخوا سخخائر
ضخخخروريات الخخدين ; أو المعنخخى أنهخخم فعلخخوا الفعخخل باختيخخخارهم فكيخخف ل
يستطيعون - 45 .يد :بهذا السناد عن ابن عيسى ،عن علي بن عبد ال ،عن
ابن أبي عمير ،عن أبي الحسن الحذاء (1) ،عن المعلى بن خنيس قال :قلخخت
لبي عبد ال عليه السلم ما يعنى بقوله عزوجخخل " :وقخخد كخخانوا يخخدعون إلخخى
السجود وهم سالمون " ؟ قال :وهم مستطيعون " .ص - 46 " 362 - 361
يد :ابن الوليد ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،ومحمد بن عبد الحميخخد ،وابخخن أبخخي
الخطاب جميعا عن البزنطي ،عن بعض أصخخحابنا ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :ل يكون العبد فخخاعل ول متحركخخا إل والسخختطاعة معخخه مخخن الخ
عزوجل ،وإنما وقع التكليف من ال عزوجل بعد الستطاعة فل يكون مكلفخخا
للفعخخل إل مسخختطيعا " .ص - 47 " 262يخخد :عبخخد الخ بخخن محمخخد بخخن عبخخد
الوهاب ،عن أحمد بن الفضل (2) ،عن منصور بن عبد الخ (3) ،عخن علخي
بن عبد ال ،عن ابن أبي الخطاب ،عن محمد بن أبي الحسين (4) ،عن سهل
المصيصي (5) ،عنه عليه السلم مثله " .ص - 48 " 355يخخد :أبخخى ،عخخن
سعد (6) ،عن ابن بزيع ،عن ابن أبي عمير ،عمن رواه مخخن أصخخحابنا ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قخخال :سخخمعته يقخخول :ل يكخخون العبخخد فخخاعل إل وهخخو
مستطيع وقد يكون مستطيعا غير فاعل ،ول يكون فاعل أبدا حتى يكون معه
الستطاعة " .ص - 49 " 360يد :أبي وابن الوليد معا ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن علي بن عبد ال
) (1لم نعرف اسمه ول حاله .وفى بعض النسخ " :الخزاعى " بخخدل " الحخخذاء "(2) .
في التوحيد :أحمد بن الفضل بن المغيرة .أقول :لم نجد له ذكرا في الرجال.
) (3في التوحيد :منصور بن عبد ال بخن ابراهيخم الصخفهانى .،أقخول :هخو
كسابقه :)) (4) .محمد بن أبي الحسين القريضى .أقول هو أيضا كسابقه) .
:)) (5سهل )بن خ ل( أبى محمد المصيصى .أقول :هو أيضا كسابقه(6) .
)) :أبى ،عن سعد ،عن يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن أبي عمير.
] [ 36
عن أحمد بن محمد البرقي (1) ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال تعخخالى " :و
سخخيحلفون بخال لخو اسختطعنا لخرجنخخا معكخم يهلكخخون أنفسخهم والخ يعلخم إنهخم
لكاذبون " قال :أكذبهم ال في قولهم :لو استطعنا لخرجنخخا معكخخم ،وقخخد كخخانوا
مستطيعين للخروج " .ص - 50 " 361يد :بهذا السناد ،عن ابن عيسخخى،
عن الحجال ،عن ثعلبة ،عن عبد العلى بن أعيخخن ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم في هذه الية " لو كخان عرضخخا قريبخخا وسخفرا قاصخخدا لتبعخخوك ولكخخن
بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بال لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكخخون أنفسخخهم
وال يعلم إنهم لكاذبون " أنهم كانوا يستطيعون للخروج ،وقد كخخان فخخي العلخخم
أنه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا " .ص - 51 " 361يخخد :أبخخى
وابن الوليد ،عن سعد والحميري ،هما عن ابن عيسى ،عن الحسن ابخخن علخخي
بن فضال ،عن أبي جميلة ،عن محمد الحلبي ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم
قال :ما أمر العباد إل بدون سعتهم ،فكل شئ أمر الناس بأخخخذه فهخخم متسخخعون
له وما ل يتسعون له فهو موضوع عنهم ،ولكخخن النخخاس ل خيخخر فيهخخم " .ص
- 52 " 358يد :ابن الوليد ،عن ابن أبان ،عن الحسين بن سعيد (2) ،عخخن
عبيد بن زرارة ،عن حمزة بن حمران قال :سألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه السخخلم
عن الستطاعة فلم يجبني ،فدخلت عليه دخلة اخرى فقلت :أصخخلحك ال خ إنخخه
قد وقع فخخي قلخخبي منهخخا شخخئ ل يخرجخخه إل شخخئ أسخخمعه منخخك ; قخخال :فخخإنه ل
يضرك ما كان في قلبك ; قلت :أصلك ال فإني أقول :إن ال تعالى لخخم يكلخخف
العباد إل ما يستطيعون وإل ما يطيقون ،فإنهم ل يصنعون شخيئا مخن ذلخك إل
بإرادة ال ومشيته وقضائه وقدره ،قال :هذا دين ال الذي أنا عليخخه و آبخخائي ;
أو كما قال " .ص " 357
) (1ل يعرف الرجل في أصحاب الصادق عليه السلم (2) .أقول :أخرج الحديث ثقه
السلم في باب الستطاعة من كتابه الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمخخد
بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن بعض أصحابنا ،عخخن عبيخخد
بن زرارة .والظاهر أنه الصحيح لبعد رواية الحسين بن سعيد عن عبيد بخخن
زرارة بل واسطة.
] [ 37
قال الصدوق رحمه ال :مشية ال وإرادته فخي الطاعخخات المخر بهخا ،وفخخي المعاصخي
النهي عنها والمنع منها بالزجر والتحذير - 53 .يد :العطار ،عخخن أبيخخه ،عخخن
ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن ابن بكيخخر عخخن حمخخزة بخخن حمخخران قخخال:
قلت لبي عبد ال عليه السلم :إن لنا كلما نتكلم به ،قال :هاته ; قلت :نقول:
إن ال عزوجل أمر ونهى وكتب الجال والثار لكل نفس بما قدر لهخخا وأراد
وجعل فيهم من الستطاعة لطاعته ما يعملخخون بخخه مخخا أمرهخخم بخخه ومخخا نهخخاهم
عنخخه ،فخخإذا تركخخوا ذلخخك إلخخى غيخخره كخخانوا محجخخوجين بمخخا صخخير فيهخخم مخخن
الستطاعة والقوة لطاعته ،فقال :هذا هو الحق إذا لم تعخخده إلخخى غيخخره " .ص
- 54 " 358 - 357يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن
ابن أسباط قال :سألت أبا الحسن الرضا عليه السلم عخخن السخختطاعة ،فقخخال:
يستطيع العبد بعد أربخخع خصخخال :أن يكخخون مخلخخى السخخرب ،صخخحيح الجسخخم،
سليم الجوارح ،له سبب وارد من ال عزوجل قال :قلت :جعلت فداك فسخخرها
لي ،قال :أن يكون العبد مخلى السرب ،صحيح الجسم سخخليم الجخخوارح ،يريخخد
أن يزني فل يجد امرأة ثم يجدها ،فإمخخا أن يعصخخم فيمتنخخع كمخخا امتنخخع يوسخخف
عليه السلم ،أو يخلى بينه وبين إرادته فيزنخخي فيسخخمى زانيخخا ،ولخخم يطخخع الخ
بإكراه ،ولم يعص بغلبة " .ص " 359 - 358بيان :السبب الوارد مخخن الخ
هو العصمة أو التخلية - 55 .يد :ابن الوليد ،عن ابن أبان ،عخخن الحسخخين بخخن
سعيد ،عن حماد بخخن عيسخخى ،عخخن الحسخخين بخخن المختخخار ،عخخن إسخخماعيل بخخن
جابر ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال عز و جخخل خلخخق الخلخخق فعلخخم
ما هم صائرون إليه ،وأمرهم ونهاهم ،فما أمرهم به مخخن شخخئ فقخخد جعخخل لهخخم
السبيل إلى الخذ به ،وما نهخاهم عنخه فقخد جعخل لهخم السخبيل إلخى تركخه ،ول
يكونخخون فيخخه آخخخذين ول تخخاركين إل بخخاذن الخ عزوجخخل .قخخال ) (1الصخخدوق
رحمه ال :يعني بعلمه " .ص " 359
) (1ليست في النسخ الثلثخخة المبطوعخخة مخخن التوحيخخد جملخخة " قخخال الصخخدوق " ولعخخل
العلمة المجلسي استظهر ان جملخخة " يعنخخى بعلمخخه " مخخن الصخخدوق رحمخخه
ال .م
] [ 38
- 56يد :بهذا السناد ،عن الحسخخين ،عخخن فضخخالة ،عخخن أبخخان ،عخخن حمخخزة بخخن محمخخد
الطيار قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " :وقد كانوا
يدعون إلى السجود وهم سالمون " قخخال :مسخختطيعون يسخختطيعون الخخخذ بمخخا
أمروا به ،والترك لما نهوا عنه ،وبذلك ابتلوا ،ثم قال :ليس شئ مما أمروا به
ونهوا عنه إل ومن ال عزوجل فيه ابتلء وقضخخاء " .ص " 359سخخن :ابخخن
فضال ،عن أبي جميلة ،عن محمد الحلبي مثله " (1) .ص - 57 " 279يد:
أبي ،عن سعد (2) ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام ابن
سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :مخخا كلخخف ال خ العبخخاد كلفخخة فعخخل ،ول
نهاهم عن شئ حتى جعل لهم الستطاعة ،ثم أمرهم ونهخخاهم فل يكخخون العبخخد
آخذا ول تاركا إل باستطاعة متقدمة قبل المر والنهي ،وقبل الخذ والخخترك،
وقبل القبض والبسط " .ص - 58 " 362يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عخن
ابن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن هشام بخخن سخخالم ،عخخن سخخليمان بخخن خالخخد
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ل يكون من العبد قبخخض ول بسخخط
إل باستطاعة متقدمخخة للقبخخض والبسخخط " .ص - 59 " 362يخخد :أبخخي ،عخخن
سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن المحاملي ،وصفوان بن يحيى معا ،عن ابخخن
مسكان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال :سخخمعته يقخخول -
وعنده قوم يتناظرون في الفاعيل والحركات -فقال :الستطاعة قبل الفعخخل،
لم يأمر ال عزوجل بقبض ول بسط إل والعبد لذلك مستطيع " .ص - 362
" 363
) (1وزاد في الماسن بعد قوله عليه السلم :ولذلك ابتلوا :وقال ليخخس فخخي العبخخد قبخخض
ول بسط مما امر ال به أو نهى عنه ال ومن ال فيخخه ابتلء وقضخخاء .م )(2
في التوحيد المطبوع :سعد ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسخخن بخخن
سعيد .وهو الصحيح لن سعد ل يروى عن الحسن أو الحسخخين إل بواسخخطة
وهى أحمد بن محمد بن عيسى ،نص على ذلك الكخخاظمي فخخي المشخختركات،
وأما الحسين بن سعيد فهو شريك أخيه الحسن في روايته ومشخخايخه إل فخخي
زرعة بن محمد وفضالة بن أيوب ،فان الحسين يروى عنهما بواسطة أخيه
الحسن ،فعلى ذلك يصح أن يكون ما في السند الحسخخين أو الحسخخن كمخخا فخخي
التوحيد المطبوع.
] [ 39
- 60يد :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن مروك بخخن عبيخخد (1) ،عخخن عمخخر ورجخخل
من أصحابنا ،عمن سأل أبا عبد ال عليه السخخلم فقخخال لخخه :إن لخخي أهخخل بيخخت
قدرية يقولون :نستطيع أن نعمل كذا وكذا ،ونستطيع أن ل نعمل ; قال :فقخخال
أبو عبد ال عليه السخخلم :قخخل لخخه :هخخل تسخختطيع أن ل تخخذكر مخخا تكخخره وأن ل
تنسى ما تحب ؟ فإن قال :ل فقد ترك قوله ،وإن قال :نعم فل تكلمخخه أبخخدا فقخخد
ادعى الربوبية " .ص - 61 " 363يد :أبي ،عن سعد ،عن صالح بخخن أبخخي
حماد (2) ،عن أبي خالخد السجسختاني (3) ،عخن علخي بخن يقطيخن ،عخن أبخي
إبراهيم عليه السلم قال :مر أمير المؤمنين عليه السلم بجماعة بالكوفة وهم
يختصمون بالقدر (4) ،فقال لمتكلمهخخم :أبخخال تسخختطيع ؟ أم مخخع ال خ ؟ أم مخخن
دون ال تستطيع ؟ فلم يدر ما يرد عليه ،فقال أمير المؤمنين عليه السخخلم :إن
زعمت أنك بال تستطيع فليس إليك ) (5من المر شئ ،وإن زعمت أنك مخخع
ال تستطيع فقد زعمت أنك شريك معه في ملكه ،وإن زعمخخت أنخخك مخخن دون
ال تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون ال تعالى ; فقال :يا أميخخر المخخؤمنين
ل بل بال أستطيع ،فقال :أما إنك لو قلخخت غيخخر هخخذا لضخخربت عنقخخك" (6) .
ص " 364 - 363
) (1بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو هو صالح بن عبيد بن زياد أبي حفصخخة(2) .
أبي النخير الخخرازي ،واسخم أبخخى حمخاد سخخلمة ،قخال النجاشخي ; وكخخان أمخره
ملبسا ،يعرف و ينكخر ،لخه كتخب :منهخا كتخاب خطخب أميخر المخؤمنين عليخه
السلم وكتاب نوادر (3) .لم نقف على اسمه إل أن الفاضل المامقانى قخخال:
ل يبعد أن اسمه سالم بن سلمة الكندى السجستاني ،ولكني لم أقف على مخخن
كناه بأبى خالد .م ) (4في نسخة من التوحيد :في القدر .م ) (5في المصدر:
فليس لك (6) .ل ريب ان اسباب الفعل واللت والقخخوى كلهخخا مخخن ال خ ول
خلف فيه من معتزلي ول أشعرى ول إمامى وانما الكلم في أن استطاعة
الفعل هل هخخي قبخخل الفعخخل أو معخخه ؟ الثخخاني للشخخعري وغيخخره لغيرهخخم .ثخخم
اختلف في الستطاعة قبل الفعل هل العبد مسختقل بهخا بحيخث يتصخرف فخي
السباب وآلت الفعل من غير ان يرتبخخط شخخئ مخخن تصخخرفه بخال أم لخ فيخخه
صنع بحيث ان القدرة ل مضافة إلى سائر السباب وإنما يقدر العبد بتمليك
ال إياه شيئا منها ؟ المعتزلة علخخى الول والمتحصخخل مخخن أخبخخار أهللخخبيت
عليهم السلم هو الثاني ،إذا عرفت ذلك ظهر لخخك مخخا فخخي تفسخخير المصخخنف
رحمه ال لمعنى الحديث فقد أوله تأويل عجيبخخا مخخع أن الروايخخات صخخريحة
في خلفه .ط
] [ 40
بيان :لعله أراد عليه السلم بقوله :بال تستطيع أن ال يجخخبره علخخى الفعخخل ،فلخخذا قخخال:
فليس إليك من المر شئ ،ولما نفى المتكلم الثلثة وقال :بال أستطيع علم أن
مراده أني مستطيع قادر بما ملكني ال خ مخخن السخخباب واللت ،فلخخذا لخخم يخخرد
عليه السلم كلمه و قبل منه ،ويحتمل على بعد أن يكون اختار الشق الول،
فقوله عليه السلم :ليس إليك من المر شئ أي ل تستقل في الفعل بخخأن تقخخدر
على تحصيل جميع مخخا يتوقخخف عليخخه الفعخخل ،والحاصخخل أنخخه لمخخا كخخان قخخدريا
تفويضيا قال عليه السلم :إن اخترت هذا فقد أقررت ببطلن مخخا تعتقخخده مخخن
استقلل العبد ولبد لك من اختياره - 62 .ن ،يخخد :تميخخم القرشخخي ،عخخن أبيخخه،
عن أحمد بن علي ،عن الهروي قال :سأل المأمون الرضا عليخخه السخخلم عخخن
قوله ال عزوجل " :الخذين كخانت أعينهخم فخي غطخاء عخن ذكخري و كخانوا ل
يستطيعون سمعا " فقال :إن غطاء العين ل يمنع من الذكر ،والخخذكر ل يخخرى
بالعيون ،ولكن ال شخبه الكخافرين بوليخة علخي بخن أبخي طخالب عليخه السخلم
بالعميان لنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى ال عليه وآلخخه فيخخه ،وكخخانوا ل
يستطيعون سمعا ،فقال المأمون :فرجت عني فرج ال خ عنخخك " .ص 78ص
- 63 " 364ف :كتب الحسن البصخخري إلخخى أبخخي محمخخد الحسخخن بخخن علخخي
عليهما السخلم :أمخا بعخخد فخإنكم معشخخر بنخخي هاشخم الفلخخك الجاريخخة فخخي اللجخج
الغامرة ،والعلم النيرة الشاهرة ،أو كسفينة نخخوح عليخخه السخخلم الخختي نزلهخخا
المؤمنون ونجا فيها المسلمون ،كتبت إليك يابن رسول ال عنخخد اختلفنخخا فخخي
القدر ،وحيرتنا في الستطاعة ،فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهخخم
السلم ،فإن من علم ال علمكم ،وأنتم شهداء على الناس ،وال الشاهد عليكم،
ذرية بعضها من بعض وال سميع عليم فأجابه الحسن عليه السلم :بسخخم ال خ
الرحمن الرحيم وصل إلي كتابك ،ولول مخخا ذكرتخخه مخخن حيرتخخك وحيخخرة مخخن
مضى قبلك إذا ما أخبرتك ،أما بعد فمن لم يؤمن بالقدر خيره و شخخره أن ال خ
يعلمه فقد كفخخر ،ومخخن أحخخال المعاصخخي علخخى الخ فقخخد فجخخر ،إن الخ لخخم يطخخع
مكرها ،ولم يعص مغلوبا ،ولم يهمل العباد سخخدى مخخن المملكخخة (1) ،بخخل هخخو
المالك لما ملكهم ،و
) (1أهمله :تركه ولم يستعمله عمدا أو نسيانا .وسدى أي باطل ومهمل.
] [ 41
القادر على ما عليه أقدرهم ،بل أمرهم تخييرا ،ونهاهم تحذيرا ،فخخإن ائتمخخروا للطاعخخة
لم يجدوا عنها صادا ،وإن انتهوا إلى المعصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول
بينهخخم وبينهخخا فعخخل ،وإن لخخم يفعخخل فليخخس هخخو الخخذي حملهخخم عليهخخا جخخبرا ،ول
الزموهخخا كرهخخا ،بخخل مخخن عليهخخم بخخأن بصخخرهم وعرفهخخم وحخخذرهم وأمرهخخم
ونهاهم ،ل جبل لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملئكة ،ول جبرا لهم علخخى
ما نهاهم عنه ،ول الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين .والسخخلم علخخى مخخن
اتبع الهدى " .ص " 231أقول :سخخيأتي فخخي كتخخاب الحتجاجخخات بسخخند آخخخر
أبسط من هذا - 64 .سن :علي بن الحكم ،عن هشام بن سخالم ،عخن أبخي عبخد
ال عليه السلم قال :إن ال أكرم مخخن أن يكلخخف النخخاس مخخا ل يطيقخخون ،والخ
أعز من أن يكون في سلطانه ما ل يريد " .ص - 65 " 296سن :أبى ،عن
حماد ،عن الحسين بن المختار ،عن حمزة بن حمران قال :قلت له :إنا نقول:
إن ال لم يكلف العباد إل ما آتاهم ،وكل شئ ل يطيقونه فهو عنهم موضخخوع،
ول يكون إل ما شاء ال وقضى وقدر وأراد ; فقال :وال إن هذا لديني وديخخن
آبائي " (1) .ص - 66 " 296سن :علي بن الحكم ،عن هشام بن سالم ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ما كلف ال العباد إل ما يطيقخخون ،وإنمخخا كلفهخخم
في اليوم والليلة خمس صلوات ،وكلفهم من كل مائتي درهخخم خمسخخة دراهخخم،
وكلفهم صيام شهر رمضان في السنة ،وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر
من ذلك ،وإنما كلفهم دون ما يطيقون ونحخخو هخخذا " ص - 67 " 296سخخن:
أبي ،عن العباس بن عامر ،عن محمد بن يحيى الخثعمخخي ،عخخن عبخخد الرحيخخم
القصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سأله حفص العور -وأنخخا أسخخمع
:-جعلني ال فداك قول ال " (2) :ول على النخاس حخج الخخبيت مخخن اسخختطاع
إليه سبيل " قال :ذلك القوة في المال أو اليسار ،قال :فإن كانوا موسرين فهم
ممن يستطيع إليه السبيل ؟ قال :نعم ،فقال له
) (1تقدم الحخديث عخن التوحيخد تحخت رقخم 52وفيخه زيخادة (2) .فخي المصخدر :فقخال
جعلني ال فداك ما قول ال .م
] [ 42
ابن سيابة :بلغنا عن أبي جعفر عليه السلم أنه كان يقخخول :يكتخخب وفخخد الحخخاج ; فقطخخع
كلمه فقال :كان أبي يقول :يكتبون في الليلة التي قال ال " :فيهخخا يفخخرق كخخل
أمر حكيم " قال :فإن لم يكتب في تلخخك الليلخخة يسخختطيع الحخخج ؟ قخخال :ل معخخاذ
ال ،فتكلم حفص ) (1فقال :لست من خصومتكم في شئ ،هكذا المر " .ص
- 68 " 296 - 295ضا :أروي أن رجل سأل العالم عليه السلم فقال :يا
بخخن رسخخول ال خ أليخخس أنخخا مسخختطيع لمخخا كلفخخت ؟ فقخخال لخخه عليخخه السخخلم :مخخا
الستطاعة عندك ؟ قال :القوة على العمل ،قال له عليخخه السخخلم :قخخد أعطيخخت
القوة إن أعطيت المعونة ،قال له الرجل :فما المعونة ؟ قخخال :التوفيخخق ; قخخال:
فلم إعطاء التوفيق ؟ قال :لو كنت موفقا كنت عامل ،وقد يكون الكخخافر أقخخوى
منك ول يعطى التوفيق فل يكون عامل .ثم قال عليه السخخلم :أخخخبرني عنخخك
من خلق فيك القوة ؟ قال الرجل :ال تبارك وتعالى ،قال العالم :هخخل تسخختطيع
بتلك القوة دفع الضر عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العخخون مخخن ال خ تبخخارك
وتعالى ؟ قال :ل ،قال :فلم تنتحل ما ل تقدر عليه ؟ ! ثم قخخال :أيخخن أنخخت عخخن
قول العبد الصالح " (2) :وما توفيقي إل بال " - 69 .وأروي أن رجل سأله
عن الستطاعة ،فقال :أتستطيع أن تعمل ما لم يكن ؟ قال :ل ،قخخال :أتسخختطيع
أن تنتهي عما يكخون ؟ قخال :ل ،قخال :ففيمخا أنخت مسختطيع ؟ قخال الرجخل :ل
أدري ! فقال العالم عليه السلم :إن ال عزوجخخل خلخخق خلقخخا فجعخخل فيهخخم آلخخة
الفعل ،ثم لم يفوض إليهم ،فهم مستطيعون للفعل فخي وقخت الفعخل مخع الفعخل.
قال له الرجل :فالعباد مجبورون ؟ فقال :لو كانوا مجبورين كانوا معخخذورين.
قال الرجل :ففوض إليهم ؟ قال :ل .قال :فما هخخو ؟ قخخال العخخالم عليخخه السخخلم:
علم منهم فعل فجعل فيهم آلة الفعل ،فإذا فعلوا كانوا مستطيعين(3) .
) (1في المصدر :حفص بن سالم .م ) (2أي شعيب على نبينا وآله وعليه السلم حيث
قال " :إن اريد إل الصلح ما استطعت وما توفيقي إل بخخال عليخخه تخخوكلت
واليه انيب " هود (3) .88 :أقول :أخرج الكليني قدس ال روحخخه الحخخديث
في بخخاب السخختطاعة عخخن كتخخابه الكخخافي ،عخخن محمخخد بخخن يحيخخى وعلخخى بخخن
ابراهيم جميعا ،عن أحمد بن محمد ،عن على بن الحكم ،وعبد ال ابن يزيد
جميعا ،عن رجل من أهل البصرة ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم .وفيخخه
زيادة على ما في الكتاب فليراجعه(*) .
] [ 43
بيان :ما ورد في هذا الخبر من عدم تقدم الستطاعة على الفعل موافقا لخبار أوردها
الكليني في ذلك يحتمل وجوها :الول :التقية لموافقته لما ذهب إليه الشاعرة
من أن للعبد قدرة وكسبا ،مقارنة للفعل ،غير مؤثرة فيه ،ولمخالفته لمخخا سخبق
من الخبار الكخخثيرة الدالخخة علخخى تقخخدم السخختطاعة وأن مخخن ل يقخخول بخخه فهخخو
مشرك .الثاني :أن يكون المراد بالستطاعة في أمثال هخخذا الخخخبر السخختقلل
بالفعل ،بحيث ل يمكن أن يمنعه عنه مانع ،ول يكون هذا إل في حخخال الفعخخل
إذ يمكن قبل الفعل أن يزيله ال عن الفعل ولو بإعدامه وإزالة عقلخخه ،أو شخخئ
آخر مما يتوقف عليه الفعل .الثالث :أن يكون المعنى أن في حال الفعل يظهر
الستطاعة ويعلم أنه كان مستطيعا قبله ،بأن أذن ال له فخخي الفعخخل ،كمخخا ورد
أن بعد القضخاء ل بخداء ; والول أظهخر .جخا :علخي بخن مالخك النحخوي ،عخن
محمد بن الفضل ،عن محمد بن أحمد الكاتب ،عن يمخخوت بخخن المخخزرع ،عخخن
عيسى بن إسماعيل ،عن الصمعي ،عن عيسى بن عمر قال :كان ذو الرمخخة
الشاعر ) (1يذهب إلى النفي في الفعال ،وكخخان رؤبخخة بخخن العجخخاج ) (2إلخخى
الثبات فيها ،فاجتمعا في يوم من أيامهما عند بال بن أبي بردة -وهخخو والخخي
البصرة -وبلل يعرف ما بينهما من الخلف ،فحضهما على المناظرة فقخخال
رؤبة :وال ما يفحص طخخائر افحوصخخا ول يقرمخخص سخخبع قرموصخخا إل كخخان
ذلك بقضاء ال وقدره ،فقال لخخه ذو الرمخخة :والخ مخخا أذن الخ للخخذئب أن يأخخخذ
حلوبة عالة عيايل ضرايك ،فقال له رؤبة :أفبمشيته أخخذها ؟ أم بمشخية الخ ؟
فقال ذو الرمة :بل بمشيته وإرادته ،فقال رؤبة :هذا وال الكذب على الذئب !
فقال ذو الرمة :وال الكذب على الذئب أهون من الكذب على
) (1اسمه غيلن بن عقبة ،وكنيته أبو الحارث ،أورد ذكره وأخباره ومن أشعاره أبخخو
الفرج في الغانى ج 16ص 110توفى فخخي خلفخخة هشخام بخن عبخد الملخخك
وله أربعون سنة (2) .واسم العجاج عبد ال بن رؤبة ،يتصل نسبه بزيد بن
مناة الراجز المشهور من مخضرمي الدولتين ومن اعراب البصخخرة ،سخخمع
أبى هريرة والنسابة البكخخري ،وعخخداده فخخي التخخابعين ،روى عنخخه معمخخر بخخن
المثنى والنضر بن شميل ،مات في زمن المنصخخور سخخنة 145قخخاله يخخاقوت
في ارشاد الريب ج 4ص .214
] [ 44
رب الذئب فقال :وأنشدني أبو الحسخخن علخخي بخخن مالخخك النحخخوي فخخي أثخخر هخخذا الحخخديث
لمحمود الوراق :أعاذل لم آت الذنوب على جهل * ول أنها من فعخخل غيخخري
ول فعلي ول جرأة مني على الخ جئتهخخا * ول أن جهلخخي ل يحيخخط بخخه عقلخخي
ولكن بحسن الظن مني بعفو من * تفرد بالصنع الجميل وبالفضل فإن صدق
الظن الذي قد ظننته * ففي فضله ما صخخدق الظخخن مخخن مثلخخي وإن نخخالني منخخه
العقاب فإنما * أتيت مخخن النصخخاف فخخي الحكخخم والعخخدل " ص " 63 - 62
أقول :روى السيد المرتضي في الغرر هذ الخبر بسخخند آخخخر عخخن أبخخي عبخخدة.
بيان :قال الجزري :أفحوص القطاة :موضخعها الخذي تجثخخم فيخخه ) (1وتخخبيض
كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه ،والفحص :البحث والكشخخف .وقخخال :فخخي
منخخخاظرة ذي الرمخخخة ورؤبخخخة :مخخخا تقرمخخخص سخخخبع قرموصخخخا إل بقضخخخاء ;
القرموص :حفرة يحفرها الرجل يكتن فيهخخا مخخن الخخبرد ،يخخأوي إليهخخا الصخخيد،
وهخخى واسخخعة الجخخوف ضخخيقة الخخرأس ،وقرمخخص وتقرمخخص :إذا دخلهخخا،
وتقرمص السبع :إذا دخلها للصطياد .وقخخال :فخخي قصخخة ذي الرمخخة ورؤبخخة:
عالة ضرائك الضرائك جمع ضريك ،وهو الفقير سئ الحال ،وقيل :الهزيخخل.
وقال السيد في الغرر :العيايل جمع عيل ،وهو ذو العيخخال ،والضخخرائك جمخخع
ضريك وهو الفقير .وفي رواية السيد :هذا كذب على الذئب ثان ،فالمعنى أنه
كذب ثان على الذئب بعدما كذب عليه في قصة يوسف - 70 .كش :حمخخدويه
وابراهيم ابنا نصير ،عن العبيدي ،عن هشام بن إبراهيم المشخخرقي قخخال :قخخال
لي أبو الحسن الخراسخاني ) :(2كيخف تقولخون فخي السختطاعة بعخد يخونس ؟
فذهب فيها مذهب زرارة ) (3ومذهب زرارة هو الخطخأ ; فقلخت :ل ولكنخه -
بأبي أنت وأمي -
) (1تجثم الطائر أو الحيوان :تلبد بالرض وأقام فيخه (2) .فخي المصخدر :أبخو الحسخن
الخراساني عليه السلم .والظاهر انه هخخو الرضخخا عليخخه السخخلم .م ) (3فخخي
الكشى المطبوع :تذهب فيها مذهب زرارة ؟.
] [ 45
ما يقول زرارة في الستطاعة ،وقول زرارة هم قدر (1) ،ونحن منه برآء ،وليس من
دين آبائك ،قال :فبأي شئ تقولون ؟ قلت :بقخخول أبخخي عبخخد الخ عليهخخم السخخلم
وسئل عن قول ال عزوجل " :ول على الناس حج الخخبيت مخخن اسخختطاع إليخخه
سبيل " ما استطاعته ؟ قال :فقال أبو عبد ال خ عليخخه السخخلم :صخخحته ومخخاله،
فنحن بقول أبي عبد ال عليخه السخلم نأخخخذ ،قخال :صخخدق أبخخو عبخخد الخ عليخخه
السلم هذا هو الحق ) " (2ص ." 97 - 96بيان :قوله :ما يقول زرارة في
الستطاعة وقول زرارة فيمن قدر كخخذا فخخي بعخخض النسخخخ ،فلعخخل المعنخخى أن
زرارة ل يقول بالستطاعة ،بل إنما يقخخول بهخخا فيمخخن قخخدر علخخى الفعخخل بخإذنه
وتوفيقه تعالى ،ونحن من القول بالسخختطاعة المحضخخة بخخرآء ،فكلمخخة " مخخا "
نافية ،ويحتمل أن يكون استفهاما للنكخخار والتحقيخخر أي أي شخخئ قخخول زرارة
فنقول به ؟ ثم بين أنه قخخوله بالسخختطاعة فيمخخن قخخدر علخخى الفعخخل ،وفخخي أكخخثر
النسخ " هم قدر " فيحتمل الخخوجه الثخخاني ،ويكخخون قخخدر بضخخم القخخاف وتشخخديد
الدال جمع قادر أي يقول :هم قادرون بالستقلل .وفي بعض النسخ " قذر "
بالذال المعجمة ،وربما قرأ قوم زرارة ،وقخخد يقخخرأ هيخخم قخخذر ،والهيخخم بالكسخخر
البل العطاش ،وأثر التصحيف والتحريف فيه ظاهر - 71 .كش :محمخخد بخخن
قولويه ،عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ،عخخن زيخخاد بخخن أبخخي الحلل قخخال:
قلت لبي عبد ال عليخخه السخخلم :إن زرارة روى عنخخك فخخي السخختطاعة شخخيئا
فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت أن أعرضه عليك .فقال :هاته ،فقلت :زعم أنه
سألك عن قول ال عزوجل " :ول على الناس حخخج الخخبيت مخخن اسخختطاع إليخخه
سبيل " فقلت :من ملك زادا وراحلة ; فقال :كل مخخن ملخخك زادا وراحلخخة فهخخو
مستطيع للحج وإن لم يحج ؟ فقلت :نعخخم .فقخخال :ليخخس هكخخذا سخخألني ول هكخخذا
قلت ،كذب علي وال ،كذب علي وال
) (1في الكشى :ما تقول في السخختطاعة ،وقخول زرارة فيمخخن قخدر (2) .أقخخول :حملخه
الصحاب وأمثاله ممخخا ورد فخخي ذم زرارة ونظخخرائه مخخن أجلء الصخخحاب
على التقية حفظا لهم وحقنا لدمائهم ،ويدل على صخخحة هخخذا الحمخخل مخخا ورد
من الروايات ،من العتذار عن ذمهم مثل قول الصخخادق عليخخه السخخلم لعبخخد
ال بن زرارة :اقرء منى على والدك السلم ،وقل له انى انما أعيبخخك دفاعخخا
منى عنك ،فان الناس والعدو يسارعون إلى كخل مخن قربنخاه وحمخدنا مكخانه
لدخال اذى فيمخخن نحبخخه ونقربخخه ،ويخخذمونه لمجتنخخا لخخه ،وقربخخه ودنخخوه منخخا.
والحديث طويل فليراجعه.
] [ 46
لعن ال زرارة ! لعن ال زرارة ! إنما قال لي :من كان له زاد وراحلة فهخخو مسخختطيع
للحج ؟ قلت :وقد وجب عليه ،قال :فمستطيع هخخو ؟ قلخخت :ل حخختى يخخؤذن لخخه.
قلت :فأخبر زرارة بذلك ؟ قال :نعم .قال زياد :فقخخدمت الكوفخخة فلقيخخت زرارة
فأخبرته بما قال أبو عبد ال عليه السلم وسكت عخن لعنخه ،قخال :أمخا إنخه قخد
أعطاني الستطاعة من حيث ل يعلم ،و صاحبكم هذا ليخخس لخخه بصخخيرة بكلم
الرجخخال ) " (1ص - 72 " 98كخخش :محمخخد بخخن مسخخعود ،عخخن محمخخد بخخن
عيسى ،عن حريز ،قال :خرجت إلى فارس ،وخرج معنا محمد الحلخخبي إلخخى
مكة ،فاتفق قدومنا جميعا إلى حنين ،فسألت الحلبي فقلت له :أطرفنخا بشخئ) .
(2قال :نعم جئتك بما تكره ،قلت لبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم :مخخا تقخخول فخخي
الستطاعة ؟ فقال :ليس من ديني ول مخخن ديخخن آبخخائي ،فقلخخت :الن ثلخخج عخخن
صدري وال ل أعود لهم مريضا ،ول أشيع لم جنازة ،ول أعطيهم شخخيئا مخخن
زكاة مالي .قال :فاستوى أبو عبخخد الخ عليخخه السخخلم جالسخخا وقخخال لخخي :كيخخف
قلت ؟ فأعدت عليه الكلم ،فقال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم :كخخان أبخخي عليخخه
السلم يقول :أولئك قوم حرم ال وجخخوههم علخخى النخخار ،فقلخخت :جعلخخت فخخداك
وكيف قلت لي :ليس من ديني ول من دين آبائى ؟ قال :إنما أعني بذلك قخخول
زرارة وأشباهه " .ص " 100
) (1حكى عن ابن طاووس مناقشة في سند هذا الخبر بقوله :الخخذي يظهخخر أن الروايخخة
غير متصلة لن محمد بن أبى القاسم كان معاصرا لبخخي جعفخخر محمخخد بخخن
بخخابويه ،ومخخات محمخخد بخخن بخخابويه سخخنة احخخدى وثمخخانين وثلثمخخائة ،ومخخات
الصادق عليه السلم سنة مائة وثمخخان وأربعيخخن ،ويبعخخد أن يكخخون زيخخاد بخخن
أبى الحلل عاش من زمان الصادق عليه السلم حختى لقخى محمخخد بخن أبخى
القاسم معاصر أبى جعفر محمد بن بابويه ،بل ذكخخر شخخيخنا فخخي الرجخخال أن
زياد بن أبى الحلل من رجال الباقر عليه السلم ومات الباقر عليخخه السخخلم
سنة مائة وأربع عشرة ،وهذا آكخخد فخخي كخخون السخخند مقطوعخخا انتهخخى .أقخخول:
المعروف المتكرر في السانيد رواية الصدوق عخخن محمخخد بخخن أبخخى القاسخخم
بوساطة محمد بن على ماجيلويه أو غيره ،ونجد روايتخخه عنخخه بل واسخخطة،
ولكن مع ذلك رواية ابن أبخى الحلل عنخه بعيخد جخدا ; ويمكخن أن يقخال :ان
المعاصرة أعم من الملقاة ونقل الرواية عنه .قلت :هذا وان كان حقا إل أن
النجاشي صرح بأن محمد بن أبى القاسم هذا كان صهرا لحمد بن أبى عبد
الخ الخخبرقى الخخذى تخخوفى سخخنة 274أو 280وهخخذا يبعخخد ادراك ابخخن بخخابويه
عصره فتأمل ،ومع هذا كله ما قرب ابن طاووس من انقطاع الحديث قخخوى
جدا (2) .اطرف :أتى بالطرفة أي الحديث الجديد المستحسن.
] [ 47
بيان :قوله :ل أعخخود لهخخم مريضخخا أي للقخخائلين بالسخختطاعة مخخن الشخخيعة فعخخرف عليخخه
السلم أن مراده مطلق القائلين بالستطاعة ،فرد عليخخه بخخأن مخا نفيتخخه هخو مخا
ينسب إلى زرارة موافقا لمذهب التفويض ،بل الحق المر بين المريخخن كمخخا
مر ،وهذا هو معنى الخبر ،ل ما حمله عليه الصدوق رحمه ال سابقا- 73 .
يف :روى جماعة من علماء السلم ،عن نبيهم صلى ال عليه وآله أنه قال:
لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا ; قيل :ومن القدرية يا رسول ال ؟ فقال:
قوم يزعمون أن ال سبحانه قدر عليهم المعاصي وعذبهم عليها " .ص - 97
- 74 " 98وروى صاحب الفائق وغيره من علماء السلم ،عن محمد بن
علي المكي بإسناده قال :إن رجل قدم على النبي صلى ال عليه وآله فقال لخخه
رسول ال صلى ال عليه وآله :أخبرني بأعجب شئ رأيت ،قال رأيخخت قومخخا
ينكحون أمهاتهم وبنخخاتهم وأخخخواتهم فخخإذا قيخخل لهخخم :لخخم تفعلخخون ذلخخك ؟ قخخالوا:
قضاء ال تعالى علينا وقدره ; فقال النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه :سخخيكون مخخن
أمتي أقخخوام يقولخخون مثخخل مقخخالتهم ،أولئك مجخخوس أمخختي " ص - 75 " 98
وروى صاحب الفائق وغيره ،عن جابر بن عبخخد الخخ ،عخخن النخخبي صخخلى الخ
عليه وآله أنه قال :يكون في آخر الزمان قخخوم يعملخخون المعاصخخي ،ويقولخخون:
إن ال قد قدرها عليهم ،الراد عليهم كشاهر سيفه في سبيل الخخ " .ص " 98
- 76كش :محمد بن مسعود ،عن عبد ال بن محمد بخخن خالخخد ،عخخن الوشخخاء،
عن ابن خداش (1) ،عن علي بن إسماعيل ،عن ربعي ،عن الهيثم بن حفص
العطار ،عن حمزة ابن حمران قال :قلت لبي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم :يقخخول
زرارة :إن ال عزوجل لم يكلف العباد إل ما يطيقون ،وإنهم لم يعملوا إل إن
يشاء ال ويريد ويقضي ،قال :هو وال الحق ،ودخل علينا صخخاحب الزطخخي،
فقال له :يا ميسر ألست على هذا ؟ قال :على أي شئ
) (1بكسر الخاء المعجمخخة كمخخا فخخي تقريخخب ابخخن حجخخر وضخخوابط السخخماء للطريحخخي
رحمه ال ،واسمه عبد الخ بخخن خخخداش أبوخخخداش المهخخرى ،قخخال النجاشخخي:
ضعيف جدا وفى مذهبه ارتفاع انتهى .وحكى الكشى عن محمد بن مسخخعود
أنه قال :قال أبو محمد عبد ال بن محمخد بخخن خالخخد :أبوخخخداش عبخد الخ بخن
خداش المهرى -ومهر محلة بالبصرة -وهو ثقة.
] [ 48
أصلحك ال ؟ -أو جعلت فداك -قال :فأعاد هذا القول عليه كما قلت له ،ثم قخخال :هخخذا
وال ديني ودين آبائى ) " (1ص - 77 " 98 - 97كش :علي بن الحسين
بن قتيبة ،عن محمد بن أحمد ،عن محمخخد بخن عيسخى ،عخخن إبراهيخخم بخن عبخخد
الحميد ،عن الوليد بن صبيح قال :مررت في الروضة بالمدينة فإذا إنسان قخخد
جذبني ،فالتفت فإذا أنا بخخزرارة فقخخال لخخي :اسخختأذن لخخي علخخى صخخاحبك ،قخخال:
فخرجت من المسجد ودخلت على أبي عبد ال عليه السخخلم فخخأخبرته الخخخبر،
فضرب بيده على لحيته ،ثم قال :ل تأذن له -ثلثا -فإن زرارة يريدني على
القدر على كبر السن ،وليس من ديني ول دين آبائي " .ص " 107 - 106
- 78ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن أحمخخد بخخن
إبراهيم ،عن الحسن بن علي الزعفراني ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن أبى
عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال - :فخخي قخخول ال خ
تعالى " :وقالت اليهود يد ال مغلولة " -فقخخال :كخخانوا يقولخخون :قخخد فخخرغ مخخن
المر - 79 .يد :علي بن أحمد السواري ،عن مكي بن أحمد البردعي ،عخخن
محمد بن القاسم بن عبد الرحمن ،عن محمد بن أشرس ،عن بشير بن الحكم،
وإبراهيم بن أبي نصر ،عن عبد الملك بن هارون ،عن غيخخاث بخخن المجيخخب،
عن الحسن البصري ،عن عبد ال بن عمر ،عن النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه
قال :قال :سخخبق العلخم ،وجخف القلخم ،وتخم القضخاء بتحقيخخق الكتخخاب وتصخخديق
الرسالة ،والسعادة من ال ،والشقاوة من ال عزوجل ،قال عبد ال بخخن عمخخر:
إن رسول ال
) (1لم نجد الحديث بهذه الصورة في رجال الكشى ،والموجخخود فيخخه هكخخذا :محمخخد بخخن
مسعود ،قال :حدثنى عبد ال بن محمد بن خالد ،قال :حخخدثنى الوشخخاء ،عخخن
ابن خخداش ،عخن علخخى بخخن إسخخماعيل ،عخن ربعخى ،عخن الهيثخخم بخن حفخص
العطار قال :سمعت حمزة بن حمران يقول - :حين قدم من اليمن -لقيت أبا
عبد ال عليه السلم فقلت له :بلغني أنك لعنت عمى زرارة ،قخخال فرفخخع يخخده
حتى صك بها صدره ،ثم قال :ل وال مخخا قلخخت ،ولكنكخخم تخخأتون عنخخه بالفتيخخا
فأقول :من قال هذا فأنا منه برئ ; قال :قلت :وأحكخخى لخخك مخخا تقخخول ؟ قخخال:
نعم ; قال :قلت :إن ال عزوجخل لخم يكلخف العبخاد إل مخا يطيقخون إه أقخول:
قوله :واحكى لك ما تقول لعله تصحيف ما يقول :أو ما نقول.
] [ 49
صلى ال عليه وآله كخان يخروي حخديثه عخن الخ عزوجخل ،قخال :قخال الخ :يخا بخن آدم
بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ،وبإرادتي كنت أنت الخخذي تريخخد
لنفسك مخخا تريخخد ،وبفضخخل نعمخختي عليخخك قخخويت علخخى معصخخيتي ،وبعصخخمتي
وعفوي وعافيتي أديت إلى فرائضي ،فأنا أولى بإحسخخانك منخخك ،وأنخخت أولخخى
بذنبك مني ،فالخير منخي إليخك بمخا أوليخخت بخخدا ،والشخخر منخخي إليخخك مخا جنيخخت
جزاء ،وبسوء ظنك بي قنطت من رحمتي ،فلي الحمد والحجة عليك بالبيان،
ولي السبيل عليك بالعصيان ،ولك الجزاء الحسنى عنخخدي بالحسخان ،لخخم أدع
تحذيرك ،ولم أخذل عنخد عزتخك ،ولخم أكلفخك فخوق طاقتخك ،ولخم أحملخك مخخن
المانة إل ما قدرت عليه ،رضيت منك لنفسي مخخا رضخخيت بخخه لنفسخخك منخخي.
قخخال عبخخد الملخخك :لخخن أعخخذبك إل بمخخا عملخخت " 352 - 351 " .بيخخان :قخخال
الجخخزري :فيخخه جفخخت القلم ،وطخخويت الصخخحف ،يريخخد مخخا كتخخب فخخي اللخخوح
المحفوظ من المقادير والكائنات والفراغ منها تمثيل بفراغ الكاتب من كتخخابته
و يبخخس قلمخخه انتهخخى .قخخوله تعخخالى :بخخدأ كفعخخل أو كفعخخال أي ابتخخدأ مخخن غيخخر
استحقاق ،وفي بعض النسخ يدا أي نعمة .أقول :قول عبد الملخخك بخخن هخخارون
في آخخخر الخخخبر تفسخخير للفقخخرة الخيخخرة أي رضخخيت بسخخيبك ،أو مخخن المخخور
المتعلقة بك لنفسي ،إن أعذبك كمخخا رضخخيت لنفسخخك بفعخخل مخخا يخخوجبه فيرجخخع
حاصله إلى أنه لن أعذبك إل بما عملت - 80 .يد :تميخخم القرشخخي ،عخخن أبيخخه،
عن أحمد بن علي النصاري ،عن الهروي قال :سأل المأمون يوما علي بخخن
موسى الرضخخا عليخخه السخخلم فقخخال لخخه :يخخابن رسخخول الخ مخخا معنخخى قخخول الخ
عزوجل " ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس
حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إبإذن ال خ " فقخخال الرضخخا عليخخه
السلم :حدثني أبي موسى بن جعفخخر ،عخخن أبيخخه جعفخخر بخخن محمخخد ،عخخن أبيخخه
محمد بن علي ،عن أبيه علي بن الحسين ،عن أبيه الحسين بن علي ،عن أبيه
علي بن أبي طالب عليهم السخخلم أن المسخخلمين قخخالوا لرسخخول الخ صخخلى الخ
عليه وآله :لو أكرهت يارسول ال من قدرت عليه مخخن النخخاس علخخى السخخلم
لكثر عددنا وقوينا على عدونا ; فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما كنت
للقى ال عزوجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما أنا من
] [ 50
المتكلفين .فأنزل ال تبارك وتعالى :يا محمد " ولو شخخاء ربخخك لمخخن مخخن فخخي الرض
كلهم جميعا " على سبيل اللجاء والضطرار فخخي الخخدنيا ،كمخخا يومنخخون عنخخد
المعاينة ورؤية البأس في الخرة ،ولو فعلت ذلك بهم لم يسخختحقوا منخخي ثوابخخا
ول مدحا لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ،ليستحقوا مني
الزلفى والكرامة ودوام الخلخخود فخخي جنخخة الخلخخد " ،أفخخأنت تكخخره النخخاس حخختى
يكونوا مؤمنين " وأما قوله عزوجل " :وما كان لنفس أن تؤمن إل بخخإذن الخ
" فليس ذلك على سبيل تحريم اليمان عليها ،ولكن على معنى أنها ما كخخانت
لتؤمن إل بإذن ال ،وإذنه أمره لها باليمان ،ما كانت مكلفخة متعبخدة وإلجخاؤه
إياها إلى اليمان عخخن زوال التكليخخف والتعبخخد عنهخخا ،فقخخال المخخأمون :فرجخخت
عني يا أبا الحسن فرج ال عنك " ص " 353 - 352بيان :قخال الطبرسخخي
رحمه ال في قوله تعالى " :ولو شاء ربك " (1) :معنخخاه الخبخخار عخخن قخخدرة
ال تعالى ،وأنه يقدر على أن يكره الخلخق علخى اليمخان كمخا قخال " :إن نشخأ
ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ) (2ولذلك قال بعد
ذلك " :أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ومعناه أنه ل ينبغي أن تريد
إكراههم على اليمان ،مع أنك ل تقخخدر عليخخه لن الخ تعخخالى يقخخدر عليخخه ول
يريده لنه ينافي التكليف ; وقوله تعالى " :وما كان لنفخس أن تخؤمن إل بخإذن
ال " معناه أنه ل يمكن أحدا أن يؤمن إل بإطلق ال له في اليمان ،وتمكينه
منه ،ودعائه إليه بما خلق فيه من العقل الموجب لذلك ; وقيل :إن إذنخخه ههنخخا
أمره كما قال " :يا أيها الناس قد جائكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيخخرا
لكم " ) (3وقيخخل :إن إذنخخه ههنخخا علمخخه ،أي ل تخخؤمن نفخخس إل بعلخخم الخخ ،مخخن
قولهم :أذنت لكذا :إذا سمعته وعلمته ،وآذنته :أعلمته ،فتكون خبرا عن علمه
تعالى بجميخخع الكائنخخات ،ويجخخوز أن يكخخون معنخخاه إعلم الخ تعخخالى المكلفيخخن
بفضل اليمان وما يدعوهم إلى فعله ويبعثهم عليه.
] [ 51
- 81يخخد :أبخخي وابخخن الوليخخد معخخا ،عخخن محمخخد العطخخار وأحمخخد بخخن إدريخخس ،همخخا عخخن
الشعري ،عن ابن هاشم ،عخخن ابخخن معبخخد ،عخخن درسخخت ،عخخن الفضخخيل قخخال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :شاء ال أن أكون مسخختطيعا لمخخا لخخم يشخخأ
أن أكون فاعله ; قال :وسمعته يقول :شاء وأراد ولم يحخخب ولخم يخرض ،شخاء
أن ل يكون في ملكه شئ إل بعلمه وأراد مثخخل ذلخخك ،ولخخم يحخخب أن يقخخال لخخه:
ثالث ثلثة ،ولم يرض لعباده الكفر " .ص - 82 " 353يد :ابخخن المتوكخخل،
عن السعد آبادى ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن يونس ،عن غير واحد ،عن أبي
جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم قال :إن ال عزوجخخل أرحخخم بخلقخخه مخخن أن
يجبر خلقه على الذنوب ثم يعخخذبهم عليهخخا ،والخ أعخخز مخخن أن يريخخد أمخخرا فل
يكون ،قال :فسئل عليهما السلم :هل بين الجبر والقخخدر منزلخخة ثالثخخة ؟ قخخال:
نعخخم أوسخخع ممخخا بيخخن السخخماء والرض " .ص - 83 ." 369 - 368يخخد:
الوراق ،عن سعد عن إسماعيل بن سهل ،عن عثمان بن عيسخخى ،عخن محمخد
بن عجلن قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :فوض ال المر إلى العبخخاد ؟
قال :ال أكرم من أن يفوض إليهخخم ; قلخت :فخأجبر الخ العبخاد علخى أفعخالهم ؟
فقال :ال أعدل من أن يجبر عبدا على فعل ثم يعذبه عليه " .ص 84 " 370
-يد :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن حمخخاد بخخن عيسخخى ،عخخن إبراهيخخم بخخن
عمر اليماني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال عزوجل خلخخق الخلخخق
فعلم ما هم صائرون إليه ،وأمرهم ونهاهم ،فما أمرهم به من شخخئ فقخخد جعخخل
لهم السبيل إلى الخذ به ،وما نهاهم عنه من شخئ فقخد جعخل لهخم السخبيل إلخى
تركه ،ول يكونون آخذين ول تاركين إل بإذن ال " (1) .ص - 85 " 368
يد :أبي ،عن علي بن إبراهيم ،عخخن اليقطينخخي ،عخخن يخخونس ،عخخن حفخخص بخخن
قرط (2) ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول صلى ال عليه وآله:
من زعم أن ال تعالى يأمر بالسوء
) (1تقدم مثله عن المام موسى بن جعفر عليه السلم مع زيادة تحت رقم 32وأورده
الكليني رضى ال عنه في باب الجبر والقدر من الكافي باسناده عن ابراهيم
بن عمر اليماني ،وفى متنه نقصان (2) .بضم القاف وسكون الراء(*).
] [ 52
والفحشاء فقد كذب على ال ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية ال فقخخد أخخخرج ال خ
من سلطانه (1) ،ومن زعم أن المعاصي بغيخخر قخخوة الخ فقخخد كخخذب علخخى الخ
ومن كذب على ال أدخله ال النار .يعني بخخالخير والشخخر الصخخحة والمخخرض،
وذلك قوله عزوجل :ونبلوكم بالشر والخير فتنة " .ص - 86 " 368نهخخج:
سئل عليه السلم عن التوحيد والعدل ،فقال :التوحيد أن ل تتوهمه والعدل أن
ل تتهمه - 87 (2) .يد :ابن الوليد ،عن ابن متيل (3) ،عن البرقي ،عن علي
بن الحكم ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ال أكرم من
أن يكلف الناس ما ل يطيقون ،وال أعز من أن يكون في سلطانه ما ل يريد.
" ص - 88 " 369ن ،يد الفامي ،عن الحميري ،عن أبيه ،عن ابن هاشخخم،
عن ابن معبد ،عن الحسين بن خالد ،عن أبي الحسن علي بن موسخخى الرضخخا
عليه السلم قخخال :قلخخت لخخه :يخخابن رسخخول الخ إن النخخاس ينسخخبوننا إلخخى القخخول
بالتشبيه والجخخبر .لمخخا روي مخخن الخبخخار فخخي ذلخخك عخخن آبخخائك الئمخخة عليهخخم
السلم ،فقال :يابن خالد أخبرني عن الخبار الخختي رويخخت عخخن آبخخائي عيلهخخم
السلم في التشبيه والجبر أكثر أم الخبار التي رويخخت عخخن النخخبي صخخلى الخ
عليه وآله في ذلك ؟ فقلت :بل ما روي عن النبي صلى ال عليه وآله في ذلك
أكثر ،قال عليه السلم :فليقولوا :إن رسول ال ال صلى ال عليخخه وآلخخه كخخان
يقول بالتشبيه والجبر إذا ; قلت لخخه :إنهخخم يقولخخون :إن رسخخول الخ صخخلى الخ
عليه وآله لم يقل من ذلك شيئا وإنما روي عليه ; قخال عليخه السخلم :فليقولخوا
في آبائي عليهم السلم:
) (1فان من زعم استقلل الخلق وعدم قدرته تعالى على صرفهم عخخن أفعخخالهم وعخخدم
مدخليته سبحانه في أعمالهم بوجه فقد أخرج ال خ مخخن سخخلطانه وعزلخخه عخخن
التصرف فخخي ملكخخه ،قخاله المصخخنف فخخي المخخرآة .أقخخول :أورده الكلينخخي فخخي
الكخخافي إلخخى قخخوله " :أدخلخخه ال خ النخخار " والظخخاهر أن مخخا بعخخده مخخن كلم
الصدوق (2) .يأتي مصدرا عن الصادق عليه السلم تحت رقم (3) .106
بالميم المفتوحة ،والتاء المشددة ،قاله الطريحي في الضخخوابط ،وحكخخى عخخن
ابن داود أنه ضخخبطه بخخالميم المضخخمومة ،وتضخخعيف التخخاء المفتوحخخة واليخخاء
المثناة مخخن تحخخت ،هخخو الحسخخن بخخن متيخخل ،قخخال النجاشخخي :وجخخه مخخن وجخخوه
أصحابنا ،كثير الحديث له كتاب نوادر.
] [ 53
إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا وإنما روي عليهم .ثم قال عليه السلم :من قال بالتشخخبيه و
الجبر فهو كافر ومشرك ونحن منه برآء في الدنيا والخرة ،يخخابن خالخخد إنمخخا
وضع الخبار عنا في التشبيه والجبر الغلة الذين صغروا عظمخخة الخخ ،فمخخن
أحبهم فقد أبغضنا ،ومن أبغضخخهم فقخخد أحبنخخا ومخخن والهخخم فقخخد عادانخخا ،ومخخن
عاداهم فقد والنا ،ومن وصلهم فقد قطعنخا ،ومخن قطعهخم فقخخد وصخلنا ،ومخن
جفاهم فقد برنا ،ومن برهم فقد جفانا ،ومن أكرمهم فقخخد أهاننخخا ،ومخخن أهخخانهم
فقد أكرمنا ،ومن قبلهم فقد ردنا ،ومن ردهم فقد قبلنا ،ومن أحسخخن إليهخخم فقخخد
أساء إلينا ،ومن أساء إليهم فقخد أحسخن إلينخا ،ومخن صخدقهم فقخد كخذبنا ،ومخن
كذبهم فقد صدقنا ،ومن أعطاهم فقد حرمنا ،ومن حرمهم فقد أعطانخخا .يخخا بخخن
خالد من كان من شيعتنا فل يتخذن منهخم وليخا ول نصخيرا " (1) .ص - 81
82ص - 89 " 373 - 372يد :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري،
عن أبي عبد ال الرازي ،عن اللؤلؤي ،عن ابن سنان ،عخخن مهخخزم ) (2قخخال:
قال أبو عبد ال عليه السلم :أخبرني عما اختلف فيه من خلفت مخخن موالينخخا،
قال :فقلت :في الجبر والتفويض ،قال :فاسألني ،قلخخت أجخخبر ال خ العبخخاد علخخى
المعاصي ؟ قال :ال أقهر لهم من ذلك ،قال :قلخخت :ففخخوض إليهخخم ؟ قخخال :الخ
أقدر عليهم من ذلك ،قال :قلت :فأي شخئ هخخذا أصخخلحك الخ ؟ قخال فقلخخب يخخده
مرتين أو ثلثا ثم قال :لو أجبتخخك فيخخه لكفخخرت " .ص " 272 - 271بيخخان:
قخخوله عليخخه السخخلم :ال خ أقهخخر لهخخم مخخن ذلخخك لعخخل المعنخخى أن جخخبرهم علخخى
المعاصي ثم تعذيبهم عليها هو الظلم ،والظلم فعخخل العخخاجزين ،كمخخا قخخال سخخيد
الساجدين عليه السلم :إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وال أقهر من ذلخخك .أو
المعنى أنه تعالى لو أراد تعذيبهم ولم يمنعه عدله من ذلك لمخخا احتخخاج إلخخى أن
يكلفهم ثم يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها ،فإن هذا تلخخبيس يفعلخخه مخخن
ل يقدر على التعذيب ابتداءا ،وهو أقهر لهم من ذلك ،والظاهر أنخخه تصخخحيف
أرأف أو نحوه ; وإنما امتنع عليه السلم عن بيان المر بين المرين
) (1تقدم الخبر في باب نفى التشخخبيه تحخخت رقخخم (2) .بفتخخح الميخخم أو كسخخرها وسخخكون
الهاء وفتح الزاى المعجمة ،وهو والد إبراهيم بن مهزم ،لم نجد في التراجم
ما يفيد وثاقته أو مدحه.
] [ 54
لنه كان يعلم أنه ل يدركه عقل السائل فيشك فيه أو يجحده فيكفخخر - 90 .ضخخا :سخخألت
العالم عليه السلم :أجبر الخ العبخخاد علخخى المعاصخخي ؟ فقخخال :الخ أعخخدل مخخن
ذلك ; فقلت له :فمفوض إليهم ؟ فقال :هو أعز من ذلك ،فقلت لخخه :فصخخف لنخخا
المنزلة بين المنزلتين ،فقال :الجبر هو الكخخره ،فخخال تبخخارك وتعخخالى لخخم يكخخره
علخخى معصخخيته ،وإنمخخا الجخخبر أن يجخخبر الرجخخل علخخى مخخا يكخخره وعلخخى مخخا ل
يشخختهي ،كالرجخخل يغلخخب علخخى أن يضخخرب أو يقطخخع يخخده ،أو يؤخخخذ مخخاله ،أو
يغصب على حرمته ،أو من كانت له قوة ومنعة فقهر ،فأما من أتى إلخخى أمخخر
طائعا محبا له يعطى عليه ما له لينال شهوته فليس ذلك بجبر ،إنما الجبر من
اكرهه عليه ،أو اغضخخب حخختى فعخخل مخخا ل يريخخد ول يشخختهيه ،و ذلخخك أن الخ
تبارك وتعالى لم يجعل لهم هوى ول شهوة ول محبة ول مشية إل فيمخخا علخخم
أنه كان منهم ،وإنما يجرون في علمه وقضائه وقخخدره علخخى الخخذي فخخي علمخخه
وكتابه السابق فيهم قبل خلقهم ،والذي علم أنه غير كخخائن منهخخم هخخو الخخذي لخخم
يجعل لهم فيه شهوة ول إرادة - 91 .وأروي عن العالم عليه السلم أنه قخخال:
منزلة بين منزلتين في المعاصي وسائر الشخخياء ،فخخال عزوجخخل الفاعخخل لهخخا
والقاضي والمقدر والمدبر - 92 .وقد أروي أنه قال :ل يكون المؤمن مؤمنخخا
حقا حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصخخيبه- 93 .
وأروي عن العالم عليه السلم أنه قال :مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الخ
عزوجخخل بعخخدله فخخأخرجوه مخخن قخخدرته وسخخلطانه - 94 .وروي :لخخو أراد الخ
سبحانه أن ل يعصى ما خلق إبليس - 95 .وأروي أن رجل سأل العالم عليخخه
السلم :أكلف ال العباد ما ل يطيقخون ؟ فقخال :كلخف الخ جميخع الخلخق مخا ل
يطيقون إن لم يعنهم عليه ،فإن أعانهم عليه أطخخاقوه ،قخخال الخ عزوجخخل لنخخبيه
صلى ال عليه وآله " :واصبر وما صخخبرك إل بخخال " - 96 .قلخخت :ورويخخت
عن العالم عليه السلم أنه قال :القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ،فخخالروح
بغير الجسد ل يتحرك ول يرى ،والجسد بغير الروح صورة ل خراك له
] [ 55
فإذا اجتمعا قويا وصلحا وحسنا وملحا ،كذلك القدر والعمل ،فلو لخخم يكخخن القخخدر واقعخخا
على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ،ولخخو لخخم يكخخن العمخخل بموافقخخة مخخن
القدر لم يمض ولم يتم ،ولكن باجتماعهما قويا وصلحا ول فيه العخخون لعبخخاده
الصالحين .ثم تل هذه الية " :ولكن ال حبب إليكم اليمان وزينه في قلخخوبكم
" الية ،ثم قال عليه السلم :وجدت ابن آدم بين ال وبين الشيطان ،فإن أحبه
ال تقدست أسماؤه خلصه واستخلصه (1) ،وإل خل بينه وبين عخدوه- 97 .
وقيل للعالم عليه السلم :إن بعض أصخخحابنا يقخخول بخخالجبر وبعضخخهم يقولخخون
بالستطاعة ،قال :فأمر أن يكتب :بسم ال الرحمن الرحيم قال ال خ عزوجخخل:
يابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء .وسخاق إلخخى آخخخر مخا سخخيأتي فخي خخخبر
البزنطي - 98 (2) .شى :عخخن الحسخخن ) (3بخخن محمخخد الجمخخال ،عخخن بعخخض
أصحابنا قال :بعث عبد الملك ابخخن مخخروان إلخخى عامخخل المدينخخة أن وجخخه إلخخي
محمد بن علي بن الحسين ول تهيجه ول تروعخخه ،واقخخض لخخه حخخوائجه ،وقخخد
كان ورد على عبد الملك رجل مخخن القدريخخة فحضخخر جميخخع مخخن كخخان بالشخخام
فأعياهم جميعا ،فقال :ما لهذا إل محمد بن علي ،فكتب إلخخى صخخاحب المدينخخة
أن يحمل محمد بن علي إليه ،فأتاه صخخاحب المدينخخة بكتخخابه ،فقخخال أبخخو جعفخخر
عليه السلم :إني شيخ كبير ل أقوى على الخخخروج ،وهخخذا جعفخخر ابنخخي يقخخوم
مقامي فوجهه إليه ،فلما قدم على الموي أزراه لصغره ،وكره أن يجمع بينه
وبين القدري مخافة أن يغلبه ،وتسامع الناس بالشام بقخخدوم جعفخخر لمخاصخخمة
القدرية ،فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتهما ،فقال الموي لبي عبخخد
ال عليه السلم إنه قد أعيانا أمر هذا القدري ،وإنمخخا كتبخخت إليخخه لجمخخع بينخخه
وبينه ،فإنه لم يدع عندنا أحخخدا إل خصخخمه ،فقخخال :إن الخ يكفينخخاه ،قخخال :فلمخخا
اجتمعوا قال القدري لبي عبد ال عليه السلم :سل عما شئت فقخخال لخخه :اقخخرأ
سورة الحمد ،قال :فقرأها ،وقال الموي وإنا معه ما في سورة الحمخخد غلبنخخا،
إنا ل وإنا إليه راجعون قال :فجعل القدري
) (1بتوفيقه وتسديده وتأييده وعدم إيكاله على نفسه ،وتوجيه السباب له نحو مطلوب
الخيخخر وإل فخختركه بحخخاله ،ولخخم ينصخخره علخخى عخخدوه ،وهخخذا معنخخى التوفيخخق
والخذلن ،والهداية والضلل (2) .التى تحت رقم (3) .104في نسخة:
الحسين.
] [ 56
يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول ال تبارك وتعالى " :إياك نعبد وإيخخاك نسختعين " فقخال
له جعفر :قف ; من تستعين ؟ وما حاجتك إلى المؤونة ؟ إن المر إليك فبهت
الذي كفر ،وال ل يهدي القوم الظالمين - 99 .شى :عن صخخفوان بخخن يحيخخى،
عن أبى الحسن عليه السلم قال :قال ال تبخخارك و تعخخالى :ابخخن آدم :بمشخخيتي
كنت أنت الذي تشاء وتقول ،وبقوتي أديت إلي فرائضي وبنعمتي قويت على
معصيتي ،ما أصابك من حسنة فمن ال ،وما أصابك مخخن سخخيئة فمخخن نفسخخك،
وذاك أني أولى بحسناتك منك ،وأنت أولى بسيئاتك مني ،وذاك أنخخي ل أسخخأل
عما أفعل وهم يسخخألون - 100 .وفخخي روايخخة الحسخخن بخخن علخخي الوشخخاء ،عخخن
الرضا عليه السلم :وأنت أولى بسيئاتك مني ،عملت المعاصخي بقخوتي الختي
جعلت فيك - 101 .شى :عن ابن مسكان ،عمن رواه ،عن أبي عبد ال عليخخه
السلم في قول ال :ولول فضل ال عليكم ورحمته لتبعتم الشخخيطان إل قليل
فقال أبو عبد ال عليه السلم :إنك لتسخخأل مخخن كلم أهخخل القخخدر ومخخا هخخو مخخن
ديني ول دين آبائى ،ول وجدت أحدا من أهخخل بيخختي يقخخول بخخه - 102 .شخخى:
عن الحسن بن علي ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال :سخخمعته يقخخول :ويخخح
هذه القدرية إنمخخا يقخرؤون هخذه اليخة " :إل امرأتخخه قخخدرناها مخخن الغخخابرين "
ويحهم من قدرها إل ال تبارك وتعالى ؟ - 103 .مخخن كتخخاب مطخخالب السخخؤل
لمحمد بن طلحة البيهقي ،بإسناده عن الشافعي عن يحيى بن سليم ،عن المام
جعفر بن محمد ،عن عبد ال بن جعفر رضي ال عنه ،عن الجميع عن أميخخر
المؤمنين علي عليه السلم أنه قال يوما :أعجب ما في النسان قلبه فيه مخخواد
من الحكمة وأضداد لها من خلفها ،فإن سخخنح لخه الرجخاء ولهخخه الطمخع ،وإن
هاج به الطمع أهلكه الحرص ،وإن ملكه اليأس قتله السف ،وإن عخخرض لخخه
الغضب اشتد به الغيظ ،وإن أسخعد بالرضخخا نسخخي التحفخظ ،وإن نخاله الخخوف
شغله الحزن ،وإن أصابته مصيبة قصمه
] [ 57
الجخخزع (1) ،وإن وجخخد مخخال أطغخخاه الغنخخى ،وإن عضخخته فاقخخة ) (2شخخغله البلء ،وإن
أجهده الجوع قعد به الضعف ،وإن أفرط بخخه الشخخبع كظتخخه البطنخخة (3) ،فكخخل
تقصير به مضر ،و كل إفراط له مفسد .فقام إليه رجل ممن شهد وقعة الجمل
فقال :يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر ،فقال :بحر عميق فل تلجخخه ; فقخخال:
يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر ; فقال :بيت مظلم فل تدخله .فقال :يا أمير
المؤمنين أخبرنا عن القدر ; فقخخال :سخخر الخ فل تبحخخث عنخخه ،فقخخال :يخخا أميخخر
المؤمنين أخبرنا عن القدر ،فقال :لما أبيت فإنه أمخخر بيخخن أمريخخن ل جخخبر ول
تفويض .فقال يا أمير المؤمنين إن فلنا يقول بالستطاعة وهو حاضر ،فقخخال
علي عليه السلم :علي به ،فأقاموه فلما رآه قال له :الستطاعة تملكها مع ال
أو من دون ال ؟ وإياك أن تقول واحدة منهما فترتد ،فقال :وما أقول يا أميخخر
المؤمنين ؟ قال :قل :أملكها بال الذي أنشأ ملكتها - 104 .ب :ابن حكيم ،عن
البزنطي قال :قلت للرضا عليخخه السخخلم إن أصخخحابنا بعضخخهم يقخخول بخخالجبر،
وبعضهم يقول بالستطاعة ،فقال لي :اكتب قال ال تبارك وتعالى :يا بخخن آدم
بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشخاء ،وبقخخوتي أديخخت إلخخي فرائضخخي،
وبنعمتي قويت على معصيتي ،جعلتك سخميعا بصخيرا قويخا ،مخا أصخابك مخن
حسنة فمن ال ،وما أصابك من سيئة فمن نفسك ،وذلخخك أنخخي أولخخى بحسخخناتك
منك ،وأنت ألى بسيئاتك مني ،وذلك أني ل أسأل عما أفعل وهم يسألون ،فقخخد
نظمت لك كل شئ تريخخد " (4) .ص " 155يخخد ،ن :أبخخي وابخخن الوليخخد ،عخخن
سعد ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي مثله " .ص 350 - 349ص " 83
) (1أي هلكه الجزع (2) .أي إن اشتدت عليه الفاقة (3) .كظ الطعام فلنا :مله حخختى
ل يطيخخق التنفخخس :وكخخظ المخخر فلنخخا ،غمخخه وكربخخه وبهظخخه ؟ ،والمناسخخب
للحديث المعنى الثاني (4) .تقدم ذيل الخبر الواقع تحخخت رقخخم 3مخخا يناسخخب
هذا الخبر فراجعه.
] [ 58
- 105أعلم الدين للديلمي :روي أن طاووس اليماني ) (1دخل على جعفر بن محمد
الصادق عليهما السلم وكان يعلم أنه يقول بالقدر ،فقال له :يخخا طخخاووس مخخن
أقبل للعذر من ال ممن اعتذر وهخو صخادق فخخي اعتخذاره ؟ فقخال لخخه :ل أحخخد
أقبل للعذر منه ،فقال له :من أصدق ممن قخال :ل أقخدر وهخو ل يقخدر ؟ فقخال
طاووس :ل أحد أصدق منه ،فقال الصادق عليه السلم لخخه :يخخا طخخاووس فمخخا
بال من هو أقبل للعذر ل يقبخخل عخخذر مخخن قخخال :ل أقخخدر وهخخو ل يقخخدر ؟ فقخخام
طاووس وهو يقول :ليخخس بينخخي وبيخخن الحخخق عخخداوة ،الخ أعلخخم حيخخث يجعخخل
رسالته ،فقد قبلت نصخخيحتك - 106 .وقخال الصخخادق عليخخه السخخلم لهشخخام بخن
الحكم :أل أعطيك جملة في العدل والتوحيد ؟ قال :بلي جعلت فداك ،قال :من
العدل أن ل تتهمه ،ومن التوحيد أن ل تتوهمه - 107 (2 ) .يف :روى كثير
من المسلمين عن المام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلم أنه قال يومخخا
لبعض المجبرة :هل يكون أحد أقبل للعذر الصحيح من ال ؟ فقال :ل ،فقخخال:
فمخخا تقخخول فيمخخن قخخال مخخا أقخخدر وهخخو ل يقخخدر ؟ أيكخخون معخخذورا أم ل ؟ فقخخال
المجبر :يكون معذورا ،قال له :فإذا كان ال يعلخخم مخخن عبخخاده أنهخخم مخخا قخخدروا
على طاعته وقال لسان حالهم أو مقالهم يوم القيامخخة :يخخا رب مخخا قخخدرنا علخخى
طاعتك لنك منعتنا منها أما يكون قولهم وعذرهم صحيحا على قول المجبرة
؟ فقال :بلى وال فقال :فيجب على قولك أن ال يقبل هذا العخخذر الصخخحيح ول
يؤاخذ أحدا أبدا وهذا خلف قخخول أهخل الملخخل كلهخم .فتخخاب المجخبر مخن قخخوله
بالجبر في الحال " .ص - 108 " 95يف :روي أن الحجاج بن يوسف كتب
إلى الحسن البصري وإلى عمرو ابن عبيد وإلى واصل بن عطا وإلى عخخامر
الشعبي أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم
) (1هو طاووس بن كيسان اليمخخاني ،أبخخو عبخد الرحمخن الحميخري مخولهم الفارسخى،
يقال :اسمه ذكوان وطاووس لقب ،مات سنة 106وقيل بعد ذلك ،قخخاله ابخخن
حجر في ص 241من التقريب ووثقه وقال :فقيه فاضل من الثالثخخة انتهخخى.
أقول :أورده الشيخ أبو جعفر الطوسي في رجاله في أصحاب السجاد عليخخه
السلم ،ويستفاد من بعض الخبار كونه محبا للمام السخخجاد عليخخه السخخلم،
ومن بعض آخر كونه متعنتا ممتحنا للباقر عليه السلم ،وسيوافيك ذلك فخخي
كتاب الحتجاجات ،والمسلم أن الرجخخل مخخن العامخخة وزهخخادهم (2) .مخخأخوذ
مما تقدم تحت رقم 86من كلم علي عليه السلم.
] [ 59
في القضاء والقدر ،فكتب إليه الحسن البصري :إن أحسخخن مخخا انتهخخى إلخخى مخخا سخخمعت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم أنه قال :أتظخخن أن الخخذي نهخخاك
دهاك ؟ وإنما دهاك أسفلك وأعلك ،وال برئ من ذاك .وكتب إليه عمرو بن
عبيد :أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي
طالب عليه السلم :لو كان الزور ) (1في الصل محتوما كخخان المخخزور فخخي
القصاص مظلوما .وكتب إليه واصل بن عطا :أحسن ما سمعت فخخي القضخخاء
والقدر قول أميخر المخؤمنين علخي بخن أبخي طخالب عليخه السخلم :أيخدلك علخى
الطريق ويأخذ عليك المضيق ؟ .وكتخب إليخه الشخعبي أحسخن مخا سخمعت فخي
القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طخخالب عليخخه السخخلم :كخخل مخا
استغفرت ال منه فهو منك ،وكل ما حمدت ال عليه فهخخو منخخه .فلمخخا وصخخلت
كتبهم إلى الحجاج ووقف عليها قال :لقد أخذوها من عين صخخافية " .ص 95
" أقول :روى الكراجكي مثله .وفيه :من وسع عليك الطريخق لخم يأخخذ عليخك
المضيق وفخي القخاموس :دهخاه :أصخابه بداهيخة ،وهخي المخر العظيخم " .ص
- 109 " 170يخخف :روي أن رجل سخخأل جعفخخر بخخن محمخخد الصخخادق عليخخه
السلم عن القضاء والقدر فقال :ما اسختطعت أن تلخوم العبخد عليخه فهخو منخه،
وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل ال ،يقول ال تعخخالى للعبخخد :لخخم
عصيت ؟ لم فسقت ؟ لم شخخربت الخمخخر ؟ لخخم زنيخخت ؟ فهخخذا فعخخل العبخخد ; ول
يقول له :لم مرضت ؟ لم قصرت ؟ لم ابيضضخخت ؟ لخخم اسخخوددت ؟ لنخخه مخخن
فعل ال تعخخالى - 110 .يخخف :روي أن الفضخخل بخخن سخخهل سخخأل الرضخخا عليخخه
السلم بين يدي المأمون فقال :يخخا أبخخا الحسخخن الخلخخق مجبخخورون ؟ فقخخال :الخ
أعدل من أن يجبر خلقه ثم يعذبهم ،قخال :فمطلقخون ؟ قخال :الخ أحكخم مخن أن
يهمل عبده ويكله إلخخى نفسخخه .يخخف :ومخخن الحكايخخات مخخا روي أن بعخخض أهخخل
العدل وقف علخى جماعخخة مخخن المجخبرة ،فقخال لهخخم :أنخخا مخا أعخخرف المجادلخخة
والطالة لكنخي أسخمع فخخي القخرآن قخخوله تعخالى " :كلمخخا أوقخدوا نخارا للحخرب
أطفأها ال " ومفهوم هذا الكلم عند كل عاقل أن الموقد للنار غيخخر الخخ ،وأن
المطفئ للنار هو ال ،وكيف تقبل العقول أن الكل منه ؟ وأن
) (1في المصدر :لو كان الوزر في الصل محتوما اه .م
] [ 60
الموقد للنار هو المطفئ لها ؟ فانقطعوا ولم يردوا جوابا " .ص " 97ومخخن الحكايخخات
أن جماعة من اليهود اجتمعوا إلى أبي بحر الخاقاني فقالوا له :ما معنخخاه أنخخت
سلطان عادل منصف ،ومن المسلمين في بلدك المجخبرة وهخم الخذين يعولخون
عليهم في القوال والفعال ،وهم يشهدون لنا أننخخا ل نقخخدر علخخى السخخلم ول
اليمان ،فكيف تأخذ الجزية من قوم ل يقدرون على السلم ول اليمخخان ؟ !
فجمع المجبرة وقال لهم :ما تقولون فيما قد ذكره اليهود من احتجاجهم عليكم
؟ فقالوا :كذا نقول :إنهم ل يقدرون على السخخلم واليمخخان .فطخخالبهم بالخخدليل
على قولهم فلم يقدروا عليه فنفاهم " .ص " 97ومن الحكايات المذكورة فخخي
ذلك ما روي عن القاسم بن زياد الدمشقي أنه قال :كنت في حخخرس عمخخر بخخن
عبد العزيز فدخل غيلن فقال :يا عمر :إن أهل الشام يزعمون أن المعاصخخي
قضاء ال ،وأنك تقول ذلك ; فقال :ويحك يخخا غيلن ! أو لسخخت ترانخخي أسخخمي
مظالم بني مروان ظلما وأردها أفخختراني اسخخمي قضخخاء الخ ظلمخخا وأرده ؟" .
ص " 98أقخخول :أورد السخخيد فخخي الطخخرائف فصخخل مشخخبعا فخخي الخخرد علخخى
المجبرة تركنا إيراده لئل يطول الكتاب مع كونه خارجا عخخن مقصخخودنا فمخخن
أراد الطلع عليه فليراجع إلى الكتاب المذكور ; وقد مخخر خخخبر الحسخخين بخخن
خالد في ذلك في بخخاب نفخخي التشخخبيه - 111 (1) .وقخخال الكراجكخخي فخخي كنخخز
الفوائد :قال الصادق صلى ال عليه وآله لزرارة بن أعين :يا زرارة أعطيخخك
جملة في القضاء والقدر ؟ قال :نعم جعلت فخخداك ،قخخال :إذا كخخان يخخوم القيامخخة
وجمع ال الخلئق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهخخم " .ص
- 112 " 171وروي عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي ،عن الصخخدوق،
عن أبيه ،عن سعد ،عن أيوب بن نوح ،عن الرضا ،عن آبخخائه عليهخخم السخخلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :خمسة ل تطفئ نيرانهم ،ول تمخخوت
أبدانهم :رجل أشرك ،ورجل عق والديه ،ورجخخل سخخعى بخخأخيه إلخخى السخخلطان
فقتلخخه ،ورجخخل قتخخل نفسخخا بغيخخر نفخخس ،ورجخخل أذنخخب وحمخخل ذنبخخه علخخى ال خ
عزوجل " .ص " 202
] [ 61
فائدة :قال السيد المرتضى قدس ال روحه :إن سأل سائل فقال :بم تدفعون من خخخالفكم
في الستطاعة وزعخم أن المكلخف يخؤمر بمخا ل يقخدر عليخه ول يسختطيعه إذا
تعلق بقوله تعالى " :انظر كيف ضخخربوا لخخك المثخخال فضخخلوا فل يسخختطيعون
سبيل " ) (1فإن الظاهر من هذه اليخخة يخخوجب أنهخخم غيخخر مسخختطيعين للمخخر
الذي هم غير فاعلين له ،وأن القدرة مع الفعخخل ; وإذا تعلخخق بقخخوله تعخخالى فخخي
قصة موسى " :إنك لن تستطيع معي صبرا " ) (2وأنه نفى أن يكخخون قخخادرا
على الصبر في حال هو فيها غير صابر ،وهذا يوجب أن القدرة مع الفعخخل ;
وبقوله تعالى " :ما كخخانوا يسخختطيعون السخخمع ومخخا كخخانوا يبصخخرون " ؟(3) .
يقال له :أول ما نقوله :إن المخالف لنا في هذا الباب من الستطاعة ل يصخخح
له فيه التعلق بالسمع ،لن مذهبه ل تسلم معه صخخحة السخخمع ،ول يتمكخخن مخخع
المقام عليه من معرفة السمع بأدلته ،وإنما قلنا ذلك لن من جخخوز تكليخخف الخ
تعالى الكافر باليمان وهو ل يقدر عليه ل يمكنه العلم بنفخخي القبخخائح عخخن الخ
عزوجل ،وإذا لم يمكنه ذلك فلبد من أن يلزمه تجويز القبخخائح علخخى ال خ فخخي
أفعاله وأخباره ،ول يأمن من أن يرسل كخخذابا ،وأن يخخخبرهم بالكخخذب ،تعخخالى
عن ذلك ،فالسمع إن كان كلمه قدح في حجته تجويز الكذب عليه ،وإن كخخان
كلم رسوله قدح فيه ما يلزمه من تجويز تصديق الكذاب ،وإنمخخا طخخرق ذلخخك
تجخخويز بعخخض القبخخائح عليخخه ،وليخخس لهخخم أن يقولخخوا :إن أمخخره تعخخالى الكخخافر
باليمان وإن لم يقدر عليه يحسن من حيث أتى الكافر فيه من قبل نفسخخه لنخخه
تشاغل بالكفر فترك اليمان ،وإنما كان يبطل تعلقنخخا بالسخخمع لخخو أضخخفنا ذلخخك
إليه تعالى على وجه يقبح ،وذلك لن ما قالوه إذا لم يؤثر في كون ما ذكرنخخاه
تكليفا لما ل يطاق لم يؤثر في نفي ما ألزمناه عنهخخم لنخخه يلخخزم علخخى ذلخخك أن
يفعل الكذب وسائر القبائح وتكون حسنة منه بأن يفعلها من وجه ل يقبح منه،
وليس قولهم :إنا لم نضفه إليه من وجه يقبح بشئ يعتمخخد ،بخخل يجخخري مجخخرى
قول من جوز عليه أن يكذب ويكون الكذب منه حسنا ،ويدعي مع ذلك صحة
معرفة السمع بأن يقول :إنني لم أضف إليه قبيحا فيلزمني إفساد
] [ 62
طريقة السمع ،فلما كان من ذكرناه ل عخخذر لخخه فخخي هخخذا الكلم لخخم يكخخن للمخخخالف فخخي
السخختطاعة عخخذر بمثلخخه .ونعخخود إلخخى تأويخخل الي :أمخخا قخخوله " :انظخخر كيخخف
ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون سبيل " فليس فيه ذكر للشخخئ الخخذي
ل يقخخدرون عليخخه ول بيخخان لخخه ،وإنمخخا يصخخح مخخا قخخالوه لخخو بيخخن لهخخم أنهخخم ل
يستطيعون سبيل إلى أمر معين ،فأما إذا لم يذكر ذلك كخخذلك فل متعلخخق لهخخم.
فإن قيل :فقد ذكر تعالى من قبل ضللهم فيجب أن يكون المراد بقخخوله " :فل
يستطيعون سبيل " إلى مفارقة الضلل .قلنا :إنه تعالى كما ذكر الضلل فقد
ذكر ضرب المثل منهم ،فيجوز أن يريد أنهم ل يستطيعون سبيل إلى تحقيخخق
مخخا ضخخربوه مخخن المثخخال ،وذلخخك غيخخر مقخخدور علخخى الحقيقخخة ول مسخختطاع،
والظاهر أن هذا الوجه أولى لنه تعالى حكى عنهم أنهم ضربوا لخخه المثخخال،
وجعل ضللهم وأنهم ل يستطيعون السبيل متعلقا بما تقدم ذكره ،وظاهر ذلك
يوجب رجوع المريخن جميعخا إليخه ،وأنهخم ضخلوا بضخرب المثخل ،وأنهخم ل
يستطيعون سبيل إلى تحقيق ما ضربوه من المثل ،على أنخخه تعخخالى قخخد أخخخبر
عنهم بأنهم ضلوا ،وظاهر ذلك الخبار عن ماضي فعلهم ،فإن كخخان قخخوله" :
فل يستطيعون سبيل " يرجع إليه فيجخخب أن يخخدل علخخى أنهخخم ل يقخخدرون فخخي
المستقبل على ترك الماضي ،وهذا مما ل يخالف فيه ،وليس فيه ما نأباه مخخن
أنهم ل يقدرون في المستقبل أو فخخي الحخخال علخخى مفارقخخة الضخخلل والخخخروج
عنه وتعذر تركه ،وبعد ) (1فإذا لم يكن للية ظاهر فلم صاروا بخخأن يحملخخوا
نفي الستطاعة على أمر كلفوه بأولى منا إذا حملنا ذلك على أمر لم يكلفخخوه ؟
أو على أنه أراد الستثقال والخبر عن عظم المشقة عليهم ،وقخخد جخخرت عخخادة
أهل اللغة بأن يقولوا لمن يسخختثقل شخخيئا :إنخخه ل يسخختطيعه ول يقخخدر عليخخه ول
يتمكن منه ; أل ترى أنهم يقولون :فلن ل يسخختطيع أن يكلخخم فلنخخا ول ينظخخر
إليه وما أشبه ذلك وإنما غرضهم الستثقال وشدة الكلفة والمشقة.
] [ 63
فإن قيل :فإذا كان ل ظاهر للية يشهد بمذهب المخالف فما المراد بهخخا عنخخدكم ؟ قلنخخا:
قد ذكر أبو علي أن المراد أنهم ل يسختطيعون إلخى بيخان تكخذيبه سخبيل لنهخم
ضربوا المثال ظنا منهم بخخأن ذلخخك يخخبين كخخذبه ،فخخأخبر تعخخالى أن ذلخخك غيخخر
مستطاع لن تكذيب صادق وإبطال حخق ممخا ل تتعلخق بخه قخدرة ول تتنخاوله
استطاعة .وقد ذكر أبو هاشم أن المراد باليخخة أنهخخم لجخخل ضخخللهم بضخخرب
المثل وكفرهم ل يستطيعون سبيل إلخخى الخيخخر الخخذي هخخو النجخخاة مخخن العقخخاب
والوصول إلى الثواب ،وليس يمكن علخخى هخخذا أن يقخخال :كيخخف ل يسخختطيعون
سبيل إلى الخير والهدى وهم عندكم قادرون علخخى اليمخخان والتوبخخة ؟ ومخختى
فعلوا ذلك استحقوا الثخخواب ،لن المخخراد أنهخخم مخخع التمسخخك بالضخخلل والمقخخام
على الكفر ل سبيل لهم إلى خير وهدى ،وإنما يكون لهم سبيل إلخخى ذلخخك بخخأن
يفارقوا ما هم عليه ،وقد يمكن أيضا فخخي معنخخى اليخخة مخخا تقخخدم ذكخخره مخخن أن
المراد بنفي الستطاعة عنهم أنهم مستثقلون لليمان ،فقد يخبر عمخخن يسخختثقل
شيئا بأنه ل يستطيعه على ما تقدم ذكره ،كذا فخخي كتخخاب الغخخرر للسخخيد رحمخخه
ال .أما قوله تعالى فخي قصخة موسخى عليخه السخلم " :إنخك ل تسختطيع معخي
صبرا " فظاهره يقتضي أنك ل تستطيع ذلك في المستقبل ،ول يدل على أنخخه
غير مستطيع للصبر في الحال أن يفعله في الثاني ،وقد يجوز أن يخخخرج فخخي
المستقبل من أن يستطيع ما هو في الحال مستطيع له ،غير أن اليخخة تقتضخخي
خلف ذلك ،لنه قد صبر عن المسألة أوقاتا ،وإن لم يصبر عنهخخا فخخي جميخخع
الوقات فلم تنتف السختطاعة للصخبر عنخخه فخي جميخخع الحخوال المسخختقبلة ؟.
علخخى أن المخراد بخذلك واضخح ،وأنخخه تعخخالى خخبر عخخن اسخختثقاله الصخبر عخخن
المسألة عما ل يعرف ول يقف عليه لن مثل ذلك يصعب على النفس ،ولهذا
يجد أحدنا إذا جرى بين يديه ما ينكره ويسخختبدعه تنخخازعه نفسخخه إلخخى المسخخألة
عنه والبحث عن حقيقته ،ويثقل عليه الكف عن الفحص عن أمره ،فلما حدث
من صاحب موسى عليه السلم ما يستنكر ظاهره استثقل الصبر عن المسألة
عن ذلك ،ويشهد لهذا الوجه قوله تعالى " :وكيف تصبر على ما لخم تحخط بخه
خبرا " فبين أن العلة في قلة صبره مخخا ذكرنخخاه دون غيخخره ،ولخخو كخخان المخخر
على ما ظنوا لوجب أن يقول :وكيف تصبر وأنت غير مطيق للصبر ؟.
] [ 64
وأما قوله تعالى " :ما كانوا يسختطيعون السخمع ومخا كخانوا يبصخرون " فل تعلخق لهخم
بظاهره ،لن السمع ليس بمعنى فيكون مقخخدورا ،لن الدراك علخخى المخخذهب
الصحيح ليس بمعنى ،ولو ثبت أنه معنى على ما يقوله أبو علخخي لكخخان أيضخخا
غير مقدور للعبد من حيث اختص القخخديم تعخخالى بالقخخدرة عليخخه .هخخذا إن أريخخد
بالسمع الدراك ،وإن أريد به نفس الحاسة فهي أيضا غير مقدورة للعباد لن
الجواهر وما تختص به الحواس من البينة والمعاني ليصخخح بخخه الدراك ممخخا
ينفرد القديم تعالى بالقخخدرة عليخخه ) (1فالظخاهر ل حجخة لهخخم فيخخه .فخإن قخالوا:
ولعل المراد بالسمع كونهم سامعين ،كخخأنه نفخخى عنهخخم اسخختطاعة أن يسخخمعوا.
قلنا :هذا خلف الظاهر ،ولو ثبت أن المراد ذلك لحملنا نفي الستطاعة ههنا
على ما تقخخدم ذكخخره مخخن السخختثقال وشخخدة المشخخقة كمخخا يقخخول القخخائل :فلن ل
يستطيع أن يراني ،ول يقدر على أن يكلمني ،وما أشبه ذلك ،وهخخذا بيخخن لمخخن
تخخأمله (2) .وقخال رضخي الخ عنخخه :إن سخأل سخائل عخخن قخخوله تعخالى " :قخال
أتعبدون ما تنحتون وال خلقكم ومخخا تعملخخون " ) (3فقخخال :أليخخس ظخخاهر هخخذا
القول يقتضي أنه خالق لعمخال العبخاد ؟ لن " مخا " ههنخا بمعنخى " الخذي "
فكأنه قال :خلقكم وخلق أعمالكم .قلنا :قد حمل أهل الحق هخخذه اليخخة علخخى أن
المخخراد بقخخوله :ومخخا تعملخخون أي ومخخا تعملخخون فيخخه مخخن الحجخخارة والخشخخب
وغيرهما مما كانوا يتخذونه أصناما ويعبدونها ،قالوا :وغيخخر منكخخر أن يريخخد
بقوله :وما تعملون ذلخخك ،كمخخا أنخخه قخخد أراد مخخا ذكرنخخاه بقخخوله " :أتعبخخدون مخخا
تنحتون " لنه لم يخخرد أنكخخم تعبخخدون نحتكخخم الخخذي هخخو فعخخل لكخخم بخخل أراد مخخا
تفعلون فيه النحت ،كما قال تعالى في عصا موسى عليه السخخلم " :تلقخخف مخخا
يأفكون " (4) ،وتلقف ما
) (1هكذا في النسخ ولكن الصحيح كما فخخي المخخالى المطبخخوع :ل يصخخح بهخخا الدراك
فانه مما ينفرد به القديم تعالى بالقدرة عليه (2) .يوجخخد ذلخخك كلخخه فخخي كتخخابه
المالى المسمى بالغرر ،في ج 4ص 74 - 71ويوجد بعده في ص 143
146 -من هذا المجلد (3) .الصافات 94 :و (4) .95العراف.117 :
] [ 65
صنعوا " ) (1وإنما أراد أن العصا تلقف الحبخخال الخختي أظهخخروا سخخحرهم فيهخخا ،وهخخي
الخختي حلتهخخا صخخنعتهم وإفكهخخم فقخخال " :مخخا صخخنعوا ومخخا يخخأفكون " وأراد مخخا
صنعوا فيه ،وما يأفكون فيه ،ومثله قوله تعخخالى " :يعملخخون لخخه مخخا يشخاء مخخن
محاريب وتماثيل وجفان " ) (2وإنمخخا أرادالمعمخخول فيخخه دون العمخخل -وهخخذا
الستعمال أيضا سائع شائع -لنهم يقولون :هخذا البخاب عمخل النجخار ; وفخي
الخلخال :هذا من عمل الصائغ ; وإن كانت الجسام الخختي أشخخير إليهخخا ليسخخت
أعمال لهم ،وإنما عملوا فيها فحسن إجراء هذه العبارة .فخخإن قيخخل :كخخل الخخذي
ذكرتموه وإن استعمل فعلى وجه المجاز والتساع ،لن العمل في الحقيقخخة ل
يجخخري إل علخخى فعخخل الفاعخخل دون مخخا يفعخخل فيخخه ،وإن اسخختعير فخخي بعخخض
المواضع .قلنا :ليس نسلم لكم أن الستعمال الذي ذكرناه على سبيل المجخخاز،
بل نقول :هو المفهوم الخخذي ل يسخختفاد سخخواه لن القخخائل إذا قخخال :هخخذا الثخخوب
عمل فلن لم يفهم منه إل أنه عمل فيه ،وما رأينا أحدا قخخط يقخخول فخخي الثخخوب
بدل من قوله :هذا من عمل فلن :هذا مما حله عمل فلن ; فالول أولى بخخأن
يكون حقيقة ،وليس ينكر أن يكون الصل فخخي الحقيقخخة مخخا ذكخخروه ،ثخخم انتقخخل
بعرف الستعمال إلى ما ذكرناه ،وصار أخص به ومما ل يستفاد مخخن الكلم
سواه كما انتقلت ألفاظ كثيرة على هذا الحد ،ول اعتبار بالمفهوم مخخن اللفخخاظ
إل بما استقر عليه استعمالها دون ما كانت عليه في الصل فوجب أن يكخخون
المفهوم .والظاهر من الية ما ذكرناه على أنا لو سلمنا أن ذلك مجاز لخخوجب
المصير إليه من وجوه ،فمن ذلك ) (3أنه تعالى أخرج الكلم مخرج التهجين
لهم ،والتوبيخ لفعالهم ،والزراء على مذاهبهم ،فقال " أتعبدون مخخا تنحتخخون
وال خلقكم وما تعملون " ومتى لخخم يكخخن قخخوله " :ومخخا تعملخخون " المخخراد بخخه
تعملون فيه ليصير تقدير الكلم أتعبدون الصنام التي تنحتونها ،وال خلقكخخم
وخلق هذه الصنام التي تفعلون فيها التخطيط والتصوير لم يكن للكلم معنى
ول مدخل في باب التوبيخ ،ويصير على ما يذكره المخالف كأنه
) (1طخخه 69 :أقخخول :لقخخف الشخخئ :تنخخاوله بسخخرعة (2) .سخخبا (3) .13 :فخخي المخخالى
المطبوع هكذا :منها ما يشخخهد بخخه ظخخاهر اليخخة ويقتضخخيه ول يسخخوغ سخخواه،
ومنها ما تقتضيه الدلة القاطعة الخارجخة عخن اليخة ،فمخن ذلخك أنخه تعخالى
أخرج إه
] [ 66
قال :أتعبدون ما تنحتون وال خلقكم وخلق عباداتكم فأي وجخخه للتقريخخع ،وهخخذا إلخخى أن
يكون عذرا أقرب من أن يكون لوما وتوبيخا لنه إذا خلق عبخخادتهم للصخخنام
فأي وجه للومهم عليها (1) .على أن قوله تعالى " وال خلقكم وما تعملخخون "
بعد قوله " :أتعبدون ما تنحتون " إنما خرج مخرج التعليل للمنخخع مخخن عبخخادة
غيره تعالى فلبد أن يكون متعلقا بما تقدم من قوله " :أتعبخخدون مخخا تنحتخخون،
ومؤثرا في المنع من عبادة غيخخر الخخ ،فلخخو أفخخاد قخخوله " :مخخا تعملخخون " نفخخس
العمل الذي هو النحت دون المعمول فيه لكان ل فائدة في الكلم لن القوم لخخم
يكونوا يعبدون النحت ،وإنما كانوا يعبدون محله ،وأنه كان لحخخظ فخخي الكلم
للمنع من عبادة الصنام ،وذلك إن حمخخل قخخوله تعخخالى " :مخخا تعملخخون " علخخى
أعمال اخر ليست نحتهم ول هي مخا عملخوا فيخه لكخان أظهخر فخي بخاب اللغخو
والعبث والبعخخد عخخن التعلخخق بمخخا تقخخدم ،فلخخم يبخخق إل أنخخه أراد أنخخه خلقكخخم ومخخا
تعملون فيه النحت فكيف تعبدون مخلوقا مثلكم ؟ ! فإن قيل :لم زعمتم أنه لخخو
كان المر على ما ذكرناه لم يكن للقول الثاني حظ في باب المنخخع مخخن عبخخادة
الصنام ؟ وما تنكرون أن يكون لما ذكرناه وجه في المنع من ذلك ،علخخى أن
ما ذكرتموه أيضا لو اريد لكان وجها ،وهو أن من خلقنا وخلخخق الفعخخال فينخخا
ل يكون إ الله القديم الذي تحق له العبادة ،وغير القخخديم تعخخالى كمخخا يسخختحيل
أن يخلقنا يستحيل أن يخلق فينا الفعال على الوجه الذي يخلقهخخا القخخديم عليخخه
فصخخار لمخخا ذكرنخخاه تخخأثير .قلنخخا :معلخخوم أن الثخخاني إذا كخخان كالتعليخخل للول
والمؤثر في المنع من العبادة فلن يتضمن أنكم مخلوقان ومخخا تعبخخدونه أولخخى
من أن ينصرف إلى ما ذكرتموة مما ل يقتضي أكثر من خلقهم دون خلق مخخا
عبدوه فإنه ل شئ أدل على المنع من عبادة الصنام من كونهخخا مخلوقخخة كمخخا
أن عابخخدها مخلخخوق ،ويشخخهد بمخخا ذكرنخخاه قخخوله تعخخالى فخخي موضخخع آخخخر ; "
أيشركون ما ل يخلق شيئا وهم يخلقون ول يستطيعون لهم نصرا ول أنفسهم
ينصرون " )(2
) (1اضاف في المالى المطبوع :وتقريعهم بها (2) .العراف.192 - 191 :
] [ 67
فاحتج تعالى عليهم في المنع من عبادة اللهخخة دونخخه بأنهخخا مخلوقخخة ل تخلخخق شخخيئا ول
تدفع عن أنفسها ضرا ولعنهم ،وهذا واضح على أنه لو ساوى ما ذكروه مخا
ذكرناه في التعلق بالول لم يسغ حمله على ما أدعوه لن فيه عخخذرا لهخخم فخخي
الفعل الخخذي عنفخخوا بخخه وقرعخخوا مخخن أجلخخه ،وقبيخخح أن يخخوبخهم بمخخا يعخخذرهم،
ويذمهم بما ينزههم على ما تقدم ; على أنا ل نسلم أن من يفعخخل أفعخخال العبخخاد
ويخلقها يستحق العبادة لن من جملخخة أفعخخالهم القبخخائح ،ومخخن فعخخل القبخخائح ل
يكون إلها ول تحق العبخخادة لخخه ،فخخخرج مخخا ذكخخروه مخخن أن يكخخون مخخؤثرا فخخي
انفراده بالعبادة ; على أن إضافته العمل إليهم بقوله تعالى " :تعملون " يبطل
تأويلهم هذه الية ،لنه لو كان خالقا له لم يكن عمل لهم لن العمل إنما يكون
عمل لمن يحدثه ويوجده ،فكيف يكون عمل لهم وال خلقه ؟ ! هخخذه مناقضخخة
لهم ،فثبت بهذا أن الظاهر شاهد لنا أيضا ; علخخى أن قخخوله " :ومخخا تعملخخون "
يقتضي اللستقبال ،وكل فعل لم يوجد فهو معخخدوم ،ومحخخال أن يقخخول تعخالى:
إني خالق للمعدوم .فإن قالوا :اللفظ وإن كان للسخختقبال فخخالمراد بخخه الماضخخي
فكأنه قال :وال خلقكم وما عملتم .قلنخا :هخذا عخدول منكخم عخن الظخاهر الخذي
أدعيتم أنكم متمسكون به ،وليس أنتم بأن تعدلوا عنه بأولى منا ،بل نحن أحق
لنا نعدل عنه بدللة ،وأنتم تعدلون بغير حجة .فإن قالوا :فخخأنتم تعخخدلون عخخن
هذا الظاهر بعينه على تأويلكم ،وتحملون لفظ الستقبال علخخى لفخخظ الماضخخي.
قلنا :نحن ل نحتاج في تأويلنا إلى ذلك لنا إذا حملنا قخخوله " :ومخخا تعملخخون "
على الصنام المعمول فيهخخا ومعلخخوم أن الصخخنام موجخخودة قبخخل عملهخخم فيهخخا
فجاز أن يقول تعالى " :إنى خلقتها " ول يجخخوز أن يقخخول " :إنخخي خلقخخت مخخا
سيقع من العمل في المستقبل " على أنه لخخو أراد بخخذلك أعمخخالهم ل مخخا عملخخوا
فيه على ما ادعوه لم يكن في الظاهر حجة علخخى مخخا يريخخدون لن الخلخخق هخخو
التقدير والتدبير ،وليس يمتنع في اللغة أن يكون الخالق خالقا لفعخخل غيخخره إذا
قدره ودبره أل ترى أنهم يقولون :خلقت الديم وإن لخخم يكخن الديخم فعل لمخخن
يقول ذلك فيه ؟ ويكون معنى خلقه لفعال العبخخاد أنخخه مقخدر لهخا ومعخخرف لنخخا
مقاديرها ومراتبها ،وما به نستحق عليها من الجزاء.
] [ 68
)باب ) * (2آخر وهو من الباب الول( * وفيه رسالة آبى الحسن الثالث صلوات ال
عليخخه فخخي الخخرد علخخى أهخخل الجخخبر والتفخخويض وإثبخخات العخخدل والمنزلخخة بيخخن
المنزلتين بوجه أبسط مما مر - 1 * .ف :من علخخي بخخن محمخخد :سخخلم عليكخخم
وعلى من اتبع الهدى ورحمة ال وبركاته ،فإنه ورد علي كتابكم وفهمخخت مخخا
ذكرتم من اختلفكم في دينكم وخوضخخكم فخخي القخخدر ،ومقالخخة مخخن يقخخول منكخخم
بالجبر ،ومن يقول بالتفويض ،وتفرقكم فخخي ذلخخك وتقخخاطعكم ،ومخخا ظهخخر مخخن
العداوة بينكم ،ثم سألتموني عنه وبيانه لكم وفهمت ذلك كله ،اعلمخخوا رحمكخخم
ال أنا نظرنا في الثار وكثرة ما جاءت به الخبار فوجدناها عند جميخخع مخخن
ينتحل السلم ) (1ممن يعقل عن ال عزوجل ل تخلو من معنيين ; إما حخخق
فيتبع ،وإما باطخخل فيجتنخخب ،وقخخد اجتمعخخت المخخة قاطبخخة ل اختلف بينهخخم أن
القرآن حق ل ريب فيه عند جميع أهل الفرق ،وفخخي حخخال اجتمخخاعهم مقخخرون
بتصديق الكتاب وتحقيقه مصيبون مهتدون ،وذلك بقول رسول ال صلى ال خ
عليه وآله " :ل تجتمع أمتي على ضللة " فأخبر أن جميع ما اجتمعت عليخخه
المة كلها حق ،هذا إذا لخخم يخخخالف بعضخخها بعضخخا ،والقخخرآن حخخق ل اختلف
بينهم في تنزيله وتصديقه ،فخخإذا شخخهد القخخرآن بتصخخديق خخخبر وتحقيقخخه وأنكخخر
الخبر طائفة من المة لزمهم القخخرار بخخه ضخخرورة ،حيخخن ) (2اجتمعخخت فخخي
الصل على تصديق الكتاب ،فإن هي جحخدت وأنكخرت لزمهخا الخخروج مخن
الملة ،فأول خبر يعرف تحقيقه من الكتخخاب وتصخخديقه والمخخاس شخخهادته عليخخه
خخخبر ورد عخخن رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه ،ووجخخد بموافقخخة الكتخخاب
وتصديقه ،بحيث ل تخخخالفه أقخخاويلهم حيخخث قخخال " :إنخخى مخلخخف فيكخخم الثقليخخن
كتاب ال وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما وأنهما لن يفترقا حتى
يردا
أورد شطرا من الحديث عن الحتجاج في الباب المتقدم تحخخت رقخخم (1) .30أي مخخن
ينتسب إليه (2) .في نسخة :حيث(*) .
] [ 69
علي الحوض " (1) .فلما وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب ال نصا مثل قخخوله جخخل
وعز " :إنما وليكم ال ورسوله والذين آمنوا الخخذين يقيمخخون الصخخلة ويؤتخخون
الزكاة وهم راكعون ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فخخإن حخخزب الخ هخخم
الغالبون " ) (2وروت العامة في ذلك أخبارا لمير المؤمنين عليه السلم أنه
تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر ال ذلك له وأنزل الية فيخخه ،فوجخخدنا رسخخول
ال صلى ال عليه وآله قد أتى بقوله " :من كنت موله فعلى مخخوله ،وبقخخوله:
" أنت منى بمنزلة هارون من موسى إل أنه ل نبى بعدى ،و وجدناه يقول" :
علي يقضي دينخخي وينجخخز موعخخدي وهخخو خليفختي عليكخم مخن بعخخدي ،فخالخبر
الول الذي استنبط منه هذه الخبار خبر صحيح مجمع عليخخه ل اختلف فيخخه
عندهم ،وهو أيضا موافق للكتخاب ،فلمخا شخهد الكتخخاب بتصخخديق الخخبر وهخخذه
الشواهد الخر لزم على المة القرار بهخخا ضخخرورة ،إذ كخخانت هخخذه الخبخخار
شخخواهدها مخخن القخخرآن ناطقخخة ،و وافقخخت القخخرآن والقخخرآن وافقهخخا ،ثخخم وردت
حقائق الخبار عن رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ،عخخن الصخخادقين عليهخخم
السلم نقلها قوم ثقاة معروفخخون فصخخار القتخخداء بهخخذه الخبخخار فرضخخا واجبخخا
على كل مؤمن ومؤمنة ،ل يتعداه إل أهل العناد ،وذلك أن أقاويخخل آل رسخخول
ال صلى ال عليه وآله متصلة بقول ال ،وذلك مثل قوله في محكخخم كتخخابه" :
إن الذين يؤذون ال ورسوله لعنهم الخ فخخي الخخدنيا والخخخرة وأعخخد لهخخم عخخذابا
مهينا " ووجدنا نظير هذه الية قول رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه " :مخخن
آذى عليا فقد آذانى ،ومن آذانى فقد آذى الخخ ،ومخخن آذى ال خ يوشخخك أن ينتقخخم
منه " وكذلك قوله صلى ال عليه وآله " :مخخن أحخخب عليخخا فقخخد أحبنخخي ،ومخخن
أحبني فقد أحب ال " ومثل قوله صلى ال عليه وآله في بنخخي وليعخخة" (3) :
لبعثن إليهم رجل كنفسي يحب ال ورسوله ويحبه ال ورسخخوله قخخم يخخا علخخي
فسر إليهم " وقوله صلى ال عليه وآله يوم خيبر " :لبعثخخن إليهخخم غخخدا رجل
يحب ال ورسوله ،ويحبه ال ورسوله ،كرارا غير فرار ،ل يرجع حتى يفتح
ال عليه " فقضى
) (1سيوافيك الحديث وما يأتي بعدها من الحاديث الواردة فخخي أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم " بأسنادها المتفقة عليها عند جمهور المسلمين في كتخخاب المامخخة) .
(2سيأتي كلم المفسخرين مخن العامخة والخاصخة حخول اليخة وغيرهخا ممخا
نزلت في أمير المؤمنين عليه السلم في كتخخاب المامخخة (3) .قخخال الفيخخروز
آبادى في القاموس :بنو وليعة كسفينة :حى من كندة.
] [ 70
رسول ال صلى ال عليه وآله بالفتح قبل التوجيه فاستشرف لكلمخه أصخحاب رسخول
ال صلى ال عليه وآله ،فلما كان من الغد دعا عليا عليه السخخلم فبعثخخه إليهخخم
فاصطفاه بهخخذه الصخخفة ) (1وسخخماه كخخرارا غيخخر فخخرار ،فسخخماه الخ محبخخا لخ
ولرسوله ،فأخبر أن ال ورسوله يحبانه .وإنما قدمنا هذا الشرح والبيان دليل
على ما أردنا وقوة لما نحن مبينوه من أمر الجبر والتفخخويض ،والمنزلخخة بيخخن
المنزلتين ،وبال العون والقوة وعليه نتوكل في جميع أمورنخخا ،فإنخخا نبخخدأ مخخن
ذلك بقخخول الصخخادق عليخخه السخخلم " :ل جخخبر ول تفخخويض ولكخخن منزلخخة بيخخن
المنزلتين " وهى صحة الخلقة ،و تخلية السرب ،والمهلة في الوقت ،والخخزاد
مثل الراحلة ،والسبب المهيج للفاعل على فعله ،فهذه خمسة أشخخياء جمخخع بهخخا
الصادق عليه السلم جوامع الفضل فإذا نقص العبد منها خلة ) (2كان العمل
عنه مطروحا بحسبه ،فأخبر الصادق عليه السلم بأصل ما يجب على الناس
مخخن طلخخب معرفتخخه ،ونطخخق الكتخخاب بتصخخديقه ،فشخخهد بخخذلك محكمخخات آيخخات
رسوله ،لن الرسول صلى ال عليه وآله وآله عليهم السلم ل يعدو شئ مخخن
قوله وأقاويلهم حدود القرآن فإذا وردت حقخخائق الخبخخار والتمسخخت شخخواهدها
من التنزيل فوجد لها موافقا وعليها دليل كان القتداء بها فرضا ل يتعخخداه إل
أهل العناد كما ذكرنا في أول الكتاب ،ولما التمسخخنا تحقيخخق مخخا قخخاله الصخخادق
عليخه السخلم مخن المنزلخة بيخن المنزلختين وإنكخاره الجخبر والتفخويض وجخدنا
الكتاب قد شهد له وصدق مقخخالته فخخي هخخذا وخخخبر عنخخه أيضخخا موافقخخا لهخخذا أن
الصخخادق عليخخه السخخلم سخخئل :هخخل أجخخبر ال خ العبخخاد علخخى المعاصخخي ؟ فقخخال
الصادق عليه السلم :هو أعدل من ذلك ،فقيل لخخه :فهخخل فخخوض إليهخخم ؟ فقخخال
عليه السلم :هو أعز وأقهر لهم مخخن ذلخخك .وروى عنخخه أنخخه قخخال :النخخاس فخخي
القدر على ثلثة أوجه :رجل يزعم أن المر مفوض إليخخه فقخخد وهخخن ال خ فخخي
سلطانه فهو هالك ،ورجل يزعم أن ال عزوجل أجبر العباد علخخى المعاصخخي
وكلفهم ما ل يطيقون فقد ظلم ال في حكمه فهو هالخخك ،ورجخخل يزعخخم أن الخ
كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما ل يطيقون فإذا أحسن حمد ال وإذا أساء
استغفر ال فهذا
] [ 71
مسلم بالغ ،فخأخبر عليخه السخلم أن مخن تقلخد الجخخبر والتفخخويض ودان بهمخا فهخخو علخى
خلف الحق ،فقد شرحت الجبر الذى من دان بخخه يلزمخخه الخطخخاء ،وأن الخخذى
يتقلد التفويض يلزمه الباطل فصارت المنزلة بين المنزلتين بينهمخخا ،ثخخم قخخال:
وأضرب لكل باب من هذه البخخواب مثل يقخخرب المعنخخى للطخخالب ويسخخهل لخخه
البحث عن شرحه ،تشهد بخخه محكمخخات آيخخات الكتخخاب ،وتحقخخق تصخخديقه عنخخد
ذوى اللبخاب وبخال التوفيخق والعصخمة .فأمخا الجخبر الخذى يلخزم مخن دان بخه
الخطخخاء فهخخو قخخول مخخن زعخخم أن الخ عزوجخخل أجخخبر العبخخاد علخخى المعاصخخي
وعاقبهم عليها ،ومن قال بهذا القول فقد ظلم ال في حكمخخه وكخخذبه ورد عليخخه
قوله " :ول يظلم ربك أحدا " وقوله " :ذلخخك بمخخا قخخدمت يخخداك وأن الخ ليخخس
بظلم للعبيخخد " وقخخوله " :إن الخ ل يظلخخم النخخاس شخخيئا ولكخخن النخخاس أنفسخخهم
يظلمون " مع آي كثيرة في ذكر هذا ،فمن زعم أنه مجبر على المعاصي فقد
أحال بذنبه على ال ،وقد ظلمه في عقوبته ،ومخخن ظلخخم الخ فقخخد كخخذب كتخخابه،
ومن كذب كتابه فقد لزمه الكفر باجتماع المة ،ومثخخل ذلخخك مثخخل رجخخل ملخخك
عبدا مملوكا ل يملك نفسه ،ول يملك عرضا من عروض الدنيا ،ويعلم موله
ذلك منه ،فأمره على علم منه بالمصير إلى السوق لحاجة يأتيه بها ولم يملكه
ثمن ما يأتيه به من حاجته ،وعلم المالك أن على الحاجة رقيبا ل يطمخخع أحخخد
في أخذها منه إل بما يرضى به من الثمن ،وقد وصف مالك هذا العبخخد نفسخخه
بالعدل والنصفة ،وإظهخخار الحكمخخة ،ونفخخي الجخخور ،وأوعخخد عبخخده إن لخخم يخخأته
بحاجته أن يعاقبه على علم منه بالرقيب الذي على حاجته أنه سيمنعه ،وعلخخم
أن المملوك ل يملك ثمنها ولم يملكه ذلك ،فلما صار العبد إلخخى السخخوق وجخخاء
ليأخذ حاجته التي بعثه المخخولى لهخخا وجخخد عليهخخا مانعخخا يمنخخع منهخخا إل بشخخراء
وليس يملك العبد ثمنها فانصرف إلى موله خائبا بغير قضاء حاجته ،فاغتاظ
موله من ذلك وعاقبه عليه ،أليس يجب في عدله وحكمته أن ل يعخخاقبه وهخخو
يعلم أن عبده ل يملك عرضا من عروض الدنيا ولم يملكه ثمن حاجته ؟ فخخإن
عخخاقبه عخخاقبه ظالمخخا متعخخديا عليخخه ،مبطل لمخخا وصخخف مخخن عخخدله وحكمتخخه
ونصفته ،وإن لم يعاقبه كذب نفسه في وعيده إياه حين أوعده بالكذب والظلخخم
اللذين ينفيان العدل والحكمة ،تعالى عما يقولون علوا كبيرا ،فمن دان بالجبر
أو بما يدعو
] [ 72
إلى الجبر فقد ظلم ال ،ونسبه إلى الجور والعدوان ،إذ أوجب على من أجبر العقوبخخة،
ومن زعم أن ال أجبر العباد فقد أوجب على قيخخاس قخخوله أن الخ يخخدفع عنهخخم
العقوبة ،ومن زعم أن ال يدفع عن أهل المعاصي العذاب فقخخد كخخذب الخ فخخي
وعيده ،حيخخث يقخخول " :بلخخى مخخن كسخخب سخخيئة وأحخخاطت بخخه خطيئتخخه فخخاولئك
أصحاب النار هم فيها خالدون " وقخخوله " :إن الخخذين يخخأكلون أمخخوال اليتخخامى
ظلما إنما يأكلون في بطخخونهم نخخارا وسيصخخلون سخخعيرا " وقخخوله " :إن الخخذين
كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلخخودا غيرهخخا
ليذوقوا العذاب إن ال كان عزيزا حكيما " مع آي كثيرة في هخخذا الفخخن ،فمخخن
كذب وعيد ال يلزمه في تكذيبه آية من كتاب ال الكفر ،وهو ممن قال ال" :
أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء مخخن يفعخخل ذلخخك منكخخم إل
خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما ال بغافل عما
يعملون " بل نقول :إن ال عز وجل جخخازى العبخخاد علخخى أعمخخالهم ،ويعخخاقبهم
على أفعالهم بالستطاعة التي ملكهم إياها فأمرهم ونهاهم ،بذلك ونطق كتخخابه
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالهخا ومخن جخاء بالسخيئة فل يجخزى إل مثلهخا
وهم ل يظلمون " وقال جل ذكره " :يوم تجد كخخل نفخخس مخخا عملخخت مخخن خيخخر
محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمخخدا بعيخخدا ويحخخذركم الخ
نفسه " وقال " :اليوم تجزى كل نفس بما كسخخبت ل ظلخخم اليخخوم " فهخخذه آيخخات
محكمات تنفي الجبر ومن دان به ،ومثلها فخخي القخخرآن كخخثير ،اختصخخرنا ذلخخك
لئل يطول الكتاب ،وبال التوفيق .فأما التفخخويض الخخذي أبطلخخه الصخخادق عليخخه
السلم وخطأ من دان به وتقلده فهو قول القائل :إن ال جل ذكره فخخوض إلخخى
العباد اختيخخار أمخخره ونهيخخه وأهملهخخم ،وفخخي هخخذا كلم دقيخخق لمخخن يخخذهب إلخخى
تحريره ودقته ،وإلى هذا ذهبخخت الئمخخة المهتديخخة مخخن عخخترة الرسخخول عليهخخم
السلم ،فإنهم قالوا لو فوض إليهم على جهة الهمال لكان لزما له رضى ما
اختاروه ،واستوجبوا به الثواب ،ولم يكن عليهخخم فيمخخا جنخخوه العقخخاب إذا كخخان
الهمخخال واقعخخا ،وتنصخخرف هخخذه المقالخخة علخخى معنييخخن :إمخخا أن يكخخون العبخخاد
تظاهروا عليه فألزموه قبول اختيارهم بآرائهم ضرورة ،كخخره ذلخخك أم أحخخب،
فقد لزمه الوهن ،أو يكون جل وعز عجز عخخن تعبخخدهم بخخالمر والنهخخي علخخى
إرادته ،كرهوا أو أحبوا ففوض أمره ونهيه إليهم
] [ 73
وأجراهما على محبتهم ،إذ عجز عن تعبدهم بإرادته فجعل الختيخخار إليهخخم فخخي الكفخخر
واليمان ،ومثل ذلك مثل رجل ملك عبدا ابتاعه ليخخخدمه ،ويعخخرف لخخه فضخخل
وليته ،ويقف عند أمره ونهيه ،وادعى مالك العبد أنه قاهر عزيز حكيم فأمر
عبده ونهاه و وعده على اتباع أمره عظيم الثواب ،وأوعده على معصيته أليم
العقاب ،فخالف العبد إرادة مالكه ،ولم يقف عند أمره ونهيه ،فخخأى أمخخر أمخخره
به أو أي نهي نهاه عنه لم يأته على إرادة المخولى ،بخل كخان العبخد يتبخع إرادة
نفسخخه ،واتبخخاع هخخواه ،ول يطيخخق المخخولى أن يخخرده إلخخى اتبخخاع أمخخره ونهيخخه
والوقوف على إرادته ،ففوض اختيار أمره ونهيه إليه ورضخخي منخخه بكخخل مخخا
فعله على إرادة العبد ل على إرادة المالك ،وبعثه في بعخخض حخخوائجه وسخخمى
له الحاجة فخالف على موله ،وقصد لرادة نفسخخه ،واتبخخع هخخواه ،فلمخخا رجخخع
إلى موله نظر إلى ما أتاه به فإذا هو خلف ما أمره بخخه فقخخال لخخه :لخخم أتيتنخخي
بخلف ما أمرتك ؟ فقال العبد :اتكلت على تفويضك المر إلي فاتبعت هواي
وإرادتي لن المفوض إليه غير محظخور عليخه فاسختحال التفخويض ،أو ليخس
يجب على هذا السبب إما أن يكون المالك للعبد قادرا يأمر عبده باتبخخاع أمخخره
ونهيه على إرادته ل على إرادة العبد ،ويملكه من الطاقة بقخخدر مخخا يخخأمره بخخه
وينهاه عنه ،فإذا أمره بأمر ونهخخاه عخخن نهخي عرفخه الثخخواب والعقخاب عليهمخا
وحذره ورغبه بصفة ثوابه وعقابه ليعرف العبخخد قخخدرة مخخوله بمخخا ملكخخه مخخن
الطاقخخة لمخخره ونهيخخه وترغيبخخه وترهيبخخه فيكخخون عخخدله وإنصخخافه شخامل لخخه،
وحجته واضحة عليه للعذار والنذار .فإذا اتبع العبد أمر موله جازاه ،وإذا
لم يزدجر عن نهيه عخخاقبه ؟ أو يكخخون عخخاجزا غيخخر قخخادر ففخخوض أمخخره إليخخه
أحسن أم أساء أطاع أم عصى عاجز عن عقوبته ورده إلي اتباع أمره ،وفخخي
إثبات العجز نفي القدرة والتخخأله ،وإبطخخال المخخر والنهخخي والثخخواب والعقخخاب،
ومخالفة الكتاب ،إذ يقول " :ول يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم
" وقخخوله عزوجخخل " :اتقخخوا ال خ حخخق تقخخاته ول تمخخوتن إل وأنتخخم مسخخلمون "
وقوله " :وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون مخخا اريخخد منهخخم مخخن رزق ومخخا
اريد أن يطعمون " وقخخوله " :اعبخخدوا الخ ول تشخخركوا بخخه شخخيئا " وقخخوله" :
وأطيعو ال وأطيعوا الرسول ول تولوا عنه وأنتخخم تسخخمعون " فمخخن زعخخم أن
ال تعالى فوض أمره
] [ 74
ونهيه إلى عباده فقد أثبت عليه العجز ،وأوجخخب عليخخه قبخخول كخخل مخخا عملخخوا مخخن خيخخر
وشر ،وأبطل أمر ال ونهيه ،ووعده ووعيخخده لعلخخة مخخا زعخخم أن ال خ فوضخخها
إليها لن المفوض إليه يعمل بمشيته ،فخخإن شخخاء الكفخخر أو اليمخخان كخخان غيخخر
مردود عليه ول محظخخور فمخخن دان بخخالتفويض علخخى هخخذا المعنخخى فقخخد أبطخخل
جميع ما ذكرنا من وعده ووعيده وأمره ونهيخخه ،وهخخو مخخن أهخل هخذه اليخخة "
أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء مخخن يفعخخل ذلخخك منكخخم إل
خزي في الحياة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما ال بغافل عمخخا
تعملون " تعالى ال عما يدين به أهل التفويض علوا كبيرا ،لكن نقول :إن ال
عز وجل ،خلق الخلق بقدرته ،وملكهم استطاعة تعبدهم بها ،فأمرهم ونهخخاهم
بما أراد فقبل منهم اتباع أمره ورضي بذلك لهخخم ،ونهخخاهم عخخن معصخخيته وذم
من عصاه وعاقبه عليها ،ول الخيرة في المر والنهي ،يختار ما يريد ويأمر
به ،وينهى عما يكره و يعاقب عليخخه ،بالسخختطاعة الخختي ملكهخخا عبخخاده لتبخخاع
أمره واجتناب معاصيه لنخخه ظخخاهر العخخدل والنصخخفة والحكمخخة البالغخخة ،بخخالغ
الحجة بالعذار والنذار ،وإليه الصفوة يصطفي من يشخاء مخخن عبخاده لتبليخغ
رسالته واحتجاجه على عباده اصخخطفى محمخخدا صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وبعثخخه
برسالته إلى خلقه فقال من قال من كفار قومه حسدا واستكبارا " :لول نخخزل
هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " يعنى بذلك امية بخخن أبخخي الصخخلت
وأبا مسعود الثقفي ،فأبطل ال اختيارهم ولم يجز لهم آراءهخخم حيخخث يقخخول" :
أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم فخخي الحيخخاة الخخدنيا ورفعنخخا
بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخخخريا ورحمخخة ربخخك خيخخر
مما يجمعون " ولذلك اختخخار مخخن المخخور مخخا أحخخب ،ونهخخى عمخخا كخخره ،فمخخن
أطاعه أثابه ،ومن عصخخاه عخخاقبه ،ولخخو فخخوض مخخن اختيخخار أمخخره إلخخى عبخخاده
لجاز لقريش اختيار امية ابن أبي الصلت وأبي مسعود الثقفي إذ كانا عندهم
أفضل من محمد صلى ال عليه وآله ،فلمخخا أدب الخ المخخؤمنين بقخخوله " :ومخخا
كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكخخون لهخخم الخيخخرة مخخن
أمرهخخم " فلخخم يجخخز لهخخم الختيخخار بخخأهوائهم ولخخم يقبخخل منهخخم إل اتبخخاع أمخخره
واجتناب نهيه على يدي من اصطفاه فمخخن أطخخاعه رشخخد ،ومخخن عصخخاه ضخخل
وغوى ولزمته الحجة بما ملكه من الستطاعة لتباع أمره واجتناب
] [ 75
نهيه ،فمن أجل ذلك حرمه ثوابه ،وأنزل به عقابه ،وهذا القول بين القولين ليس بجخخبر
ول تفويض وبذلك أخبر أمير المؤمنين صخخلوات الخ عليخخه عبايخخة بخخن ربعخخي
السدي حين سأله عن الستطاعة التي بها يقوم ويقعد ويفعل ،فقخخال لخخه أميخخر
المؤمنين :سخألت عخخن السخختطاعة تملكهخا مخخن دون الخ أو مخخع الخ ؟ فسخكت
عباية ،فقال له أمير المؤمنين :قل يا عباية ،قال وما أقول ؟ قال عليه السلم:
إن قلت إنك تملكها مع ال قتلتك وإن قلت :تملكها دون ال قتلتك قخخال عبايخخة:
فما أقول يا أمير المؤمنين عليه السلم ؟ قال عليه السلم :تقول :إنخخك تملكهخخا
بال الذي يملكهخخا مخخن دونخخك ،فخخإن يملكهخخا إيخخاك كخخان ذلخخك مخخن عطخخائه ،وإن
يسلبكها كخخان ذلخخك مخخن بلئه هخخو المالخخك لمخخا ملكخخك ،والقخخادر علخخى مخخا عليخخه
أقدرك ،أما سمعت الناس يسألون الحول والقوة حين يقولون :لحول ول قوة
إل بال ؟ قال عباية :وما تأويلها يا أمير المؤمنين ؟ قال :عليه السلم ل حول
عن معاصي ال إل بعصمة ال ،ول قوة لنخخا علخخى طاعخخة الخ إل بعخخون الخخ،
قال :فوثب عباية فقبل يديه ورجليه .وروى عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم
حين أتاه نجدة يسخأله عخن معرفخة الخ قخال :يخا أميخر المخؤمنين بمخاذا عرفخت
ربك ؟ قال عليه السلم :بالتمييز الذي خولني (1) ،والعقل الذي دلنخخي ،قخخال:
أفمجبول أنت عليه ؟ قال :لو كنت مجبول ماكنت محمودا علخخى إحسخخان ،ول
مذموما على إساءة ،وكان المحسن أولى باللئمة من المسئ ،فعلمخخت أن ال خ
قائم باق ،وما دونه حدث حائل زائل ،وليخخس القخخديم البخخاقي كالحخخدث الخخزائل.
قال نجدة :أجدك أصبحت حكيما يا أمير المؤمنين قال :أصخخبحت مخيخخرا فخخإن
أتيت السيئة بمكان الحسنة فأنخخا المعخخاقب عليهخخا .وروى عخخن أميخخر المخخؤمنين
عليخه السخلم أنخه قخال لرجخل سخأله بعخد انصخرافه مخن الشخام فقخال :يخا أميخر
المؤمنين أخبرنا عن خروجنا إلى الشام بقضاء وقدر ؟ قال :نعخخم يخا شخخيخ مخا
علوتم تلعة ول هبطتم واديا إل بقضاء وقدر من الخخ ،فقخخال الشخخيخ :عنخخد ال خ
أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ،فقال :مه يا شيخ فإن ال قد عظم أجركم في
مسيركم وأنتم سائرون ،وفى مقخخامكم وأنتخخم مقيمخخون ،وفخخي انصخخرافكم وأنتخخم
منصرفون ،ولم تكونوا في شئ من اموركم
مكرهين ،ول إليه مضطرين ،لعلك ظننت أنه قضاء حتم وقخخدر لزم ،ولخخو كخخان ذلخخك
كذلك لبطل الثواب والعقاب ،ولسخخقط الوعخخد والوعيخخد ،ولمخخا ألزمخخت الشخخياء
أهلها على الحقائق ،ذلك مقالخخة عبخدة الوثخان وأوليخاء الشخياطين ) (1إن الخ
عزوجل أمر تخييرا ،ونهى تحذيرا ،ولم يطع مكرها ،ولم يعص مغلوبا ،ولم
يخلق السماوات والرض وما بينهما باطل ذلك ظن الذين كفروا فويل للخخذين
كفروا من النار .فقخخام الشخيخ فقبخخل رأس أميخر المخؤمنين عليخخه السخخلم وأنشخخأ
يقول :أنخخت المخخام الخخذي نرجخخو بطخخاعته * يخخوم النجخخاة مخخن الرحمخخن غفرانخخا
أوضحت من ديننخخا مخخا كخخان ملتبسخخا * جخخزاك ربخخك عنخخا فيخخه رضخخوانا فليخخس
معذرة في فعل فاحشة * عنخخدي لراكبهخخا ظلمخخا وعصخخيانا فقخخد دل قخخول أميخخر
المؤمنين عليه السخخلم علخخى موافقخخة الكتخخاب ونفخخي الجخخبر والتفخخويض اللخخذين
يلزمان من دان بهما وتقلدهما الباطل والكفر وتكذيب الكتاب ،ونعوذ بال من
الضخخللة والكفخخر ،ولسخخنا نخخدين بجخخبر ول تفخخويض ،لكنخخا نقخخول بمنزلخخة بيخخن
المنزلتين ،وهو المتحان والختبار بالستطاعة التي ملكنخخا ال خ وتعبخخدنا بهخخا
على ما شهد به الكتاب ودان به الئمة البرار مخخن آل الرسخخول صخخلوات الخ
عليهم .ومثل الختبار بالسختطاعة مثخل رجخل ملخك عبخدا وملخك مخال كخثيرا
أحب أن يختبر عبده على علم منه بما يؤول إليه ،فملكخخه مخخن مخاله بعخض مخخا
أحب ،ووقفه على امور عرفها العبخخد ،فخخأمره أن يصخخرف ذلخخك المخخال فيهخخا ;
ونهاه عن أسباب لم يحبها ،وتقدم إليه أن يجتنبهخخا ،ول ينفخخق مخخن مخخاله فيهخخا،
والمال يتصخرف فخخي أي الخوجهين ; فصخخرف المخخال أحخدهما فخخي اتبخاع أمخخر
المولى ورضاه ،والخر صرفه في اتباع نهيه وسخطه ،وأسخخكنه دار اختبخخار
أعلمه أنه غير دائم له السكنى في الدار ،وأن لخه دارا غيرهخا ،وهخو مخرجخه
إليها فيها ثواب وعقاب دائمان ،فإن أنفخخذ العبخخد المخخال الخخذي ملكخخه مخخوله فخخي
الوجه الذي أمره به جعل له ذلك الثواب الدائم في تلك الدار الخختي أعلمخخه أنخخه
مخرجه إليها ،وإن أنفق المال في الوجه الذي نهخخاه عخخن إنفخخاقه فيخخه جعخخل لخخه
ذلك العقاب الدائم في دار الخلود،
] [ 77
وقد حد المولى في ذلك حدا معروفا وهو المسكن الذي أسكنه فخخي الخخدار الولخخى ،فخخإذا
بلغ الحد استبدل المولى بالمال وبالعبد على أنه لم يزل مالكا للمال والعبد في
الوقات كلها ،إل أنه وعد أن ل يسلبه ذلك المال ما كان في تلك الدار الولى
إل أن يستتم ) (1سكناه فيها ،فوفى له لن من صفات المولى العخخدل والوفخخاء
والنصفة والحكمة أو ليس يجخب إن كخان ذلخك العبخد صخرف ذلخك المخال فخي
الوجه المأمور به أن يفي له بما وعده من الثواب وتفضل عليه بخخأن اسخختعمله
في دار فانية وأثابه على طاعته فيها نعيمخخا دائمخخا فخخي دار باقيخخة دائمخخة ؟ وإن
صرف العبد المال الذي ملكه موله أيام سكناه تلك الخخدار الولخخى فخخي الخخوجه
المنهي عنه وخالف أمر موله كذلك يجب عليخه العقوبخة الدائمخة الختي حخذره
إياها غير ظالم له لمخخا تقخخدم إليخخه وأعلمخخه وعرفخخه وأوجخخب لخخه الوفخخاء بوعخخده
ووعيده بذلك يوصف القادر القخخاهر ؟وأمخخا المخخولى فهخخو الخ عزوجخخل ،وأمخخا
العبد فهو ابن آدم المخلوق ،والمال قدرة ال الواسعة ،ومحنته إظهار الحكمة
والقخخدرة ،والخخدار الفانيخخة هخخي الخخدنيا ،وبعخخض المخخال الخخذي ملكخخه مخخوله هخخو
الستطاعة التي ملك ابن آدم ،والمور التي أمر ال بصرف المخخال إليهخخا هخخو
الستطاعة لتباع النبياء والقرار بما أوردوه عن ال جخل وعخز ،واجتنخاب
السباب التي نهى عنها هخي طخرق إبليخس ،وأمخا وعخده فخالنعيم الخدائم وهخي
الجنة ،و أما الخخدار الفانيخخة فهخخي الخخدنيا ،وأمخخا الخخدار فهخخي الخخدار الباقيخخة وهخخي
الخخخرة ،والقخخول بيخخن الجخخبر والتفخخويض هخخو الختبخخار والمتحخخان والبلخخوى
بالستطاعة التي ملك العبد ،وشرحها في خمسة المثال التي ذكرها الصادق
عليه السلم أنها جمعت جوامخخع الفضخخل ،وأنخخا مفسخخرها بشخخواهد مخخن القخخرآن
والبيان إن شاء ال ،تقسير صحة الخلقة ،أما قول الصادق عليخخه السخخلم فخخإن
معنخخاه كمخخال الخلخخق للنسخخان بكمخخال ) (2الحخخواس وثبخخات العقخخل والتمييخخز،
وإطلق اللسان بالنطق ،وذلك قول ال " :ولقد كرمنا بنى آدم وحملنخخاهم فخخي
البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على
) (1في المصدر :إلى ان يستتم .م ) (2في المصدر :وكمال الحواس ،م
] [ 78
كثير ممن خلقنا تفضيل " فقد أخبر عزوجل عن تفضيله بني آدم على سائر خلقه مخخن
البهائم والسباع ودواب البحر والطير وكل ذي حركة تدركه حواس بنخخي آدم
بتمييز العقل والنطق ،وذلخخك قخخوله " لقخخد خلقنخخا النسخخان فخخي أحسخخن تقخخويم "
وقوله " يا أيها النسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسخخواك فعخخدلك فخخي
أي صورة ما شاء ركبك " وفي آيات كخثيرة ،فخأول نعمخة الخ علخى النسخان
صحة عقله وتفضيله على كثير من خلقه بكمال العقخل وتمييخز البيخان ،وذلخك
أن كل ذي حركة على بسيط الرض هخخو قخخائم بنفسخخه بحواسخخه مسخختكمل فخخي
ذاته ففضل بني آدم بالنطق الذي ليس في غيره من الخلق المدرك بخخالحواس،
فمن أجل النطق ملك ال ابخخن آدم غيخخره مخخن الخلخخق حخختى صخخار آمخخرا ناهيخخا،
وغيره مسخر له ،كما قخخال الخخ " :كخخذلك سخخخرها لكخخم لتكخخبروا الخ علخخى مخخا
هداكم " وقال " :وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريخخا وتسخختخرجوا
منه حلية تلبسونها " وقال " :والنعخخام خلقهخخا لكخخم فيهخخا دفخخء ومنخخافع ومنهخخا
تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلخخد
لم تكونوا بالغيه إل بشق النفس " فمن أجل ذلك دعا ال النسخخان إلخخى اتبخخاع
أمره وإلى طاعته بتفضيله إياه باستواء الخلق وكمال النطخخق والمعرفخخة ،بعخخد
أن ملكهم استطاعة ما كان تعبدهم به بقوله " :فاتقوا ال ما استطعتم واسمعوا
وأطيعو " وقوله " :ل يكلف ال نفسا إل وسعها " وقوله " :ل يكلف ال نفسا
إل ما آتيها " وفي آيات كثيرة ،فإذا سلب العبد حاسة من حواسه رفخخع العمخخل
عنه بحاسته كقوله " :ليخخس علخخى العمخخى حخخرح ول علخخى العخخرج حخخرج "
الية ،فقد رفع عن كل من كان بهذه الصفة الجهخخاد وجميخخع العمخخال الخختي ل
يقوم إل بهخخا ،وكخخذلك أوجخخب علخخى ذي اليسخخار الحخخج والزكخخاة لمخخا ملكخخه مخخن
استطاعة ذلك ،ولم يوجب على الفقير الزكاة والحج ،قوله تعالى " :ول على
الناس حخخج الخخبيت مخخن اسخختطاع إليخخه سخخبيل " وقخخوله فخخي الظهخخار " :والخخذين
يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة " إلى قوله " :فمن لم
يستطع فإطعام ستين مسكينا " كل ذلك دليخل علخى أن الخ تبخارك وتعخالى لخم
يكلف عباده إل ما ملكهم استطاعته بقوة العمل به ،ونهاهم عن مثل ذلك فهذه
صحة الخلقة.
] [ 79
وأما قوله :تخلية السرب فهو الذي ليس عليخه رقيخب يحظخر عليخه ويمنعخه العمخل بمخا
أمره ال به وذلك قوله في من استضعف وحظر عليخخه العمخخل فلخخم يجخخد حيلخخة
ولم يهتد سبيل ) " :(1من الرجال والنساء والولدان ل يسخختطيعون حيلخخة ول
يهتدون سبيل " فأخبر أن المستضعف لم يخل سربه وليخخس عليخخه مخخن القخخول
شئ إذا كان مطمئن القلب باليمان .وأما المهلة في الخخوقت فهخخو العمخخر الخخذى
يمتع به النسان ) (2من حد ما يجب عليه المعرفخخة إلخخى أجخخل الخوقت ،وذلخك
من وقت تمييزه وبلوغ الحلم إلى أن يأتيه أجله ،فمن مخخات علخى طلخب الحخق
ولم يدرك كماله فهو على خير وذلك قوله " :ومخخن يخخخرج مخخن بيتخخه مهخخاجرا
إلى ال ورسوله " الية ،وإن كان لم يعمل بكمال شرائعه لعلخخة مخخا لخخم يمهلخخه
في الوقت إلى استتمام أمره ،وقد حظر على البالغ ما لخم يحظخر علخى الطفخل
إذا لم يبلغ الحلم في قوله تعالى " :وقل للمؤمنات يغضضن من أبصخخارهن "
الية فلم يجعل عليهن حرجا في إبداء الزينخخة للطفخخل وكخخذلك ل تجخخري عليخخه
الحكام .وأما قوله :الزاد فمعنخاه الجخدة والبلغخة ) (3الختي يسختعين بهخا العبخد
على ما أمره ال به ،وذلك قوله " :ما علخخى المحسخخنين مخخن سخخبيل " اليخخة أل
ترى أنه قبل عذر من لم يجد ما ينفق ،وألزم الحجخخة كخخل مخخن أمكنتخخه البلغخخة،
والراحلة للحج والجهاد وأشباه ذلك ،كذلك قبل عذر الفقراء وأوجب لهخم حقخا
في مال الغنياء بقوله " :للفقراء الذين احصروا في سبيل ال " اليخخة ،فخخأمر
بإعفائهم ،ولم يكلفهم العداد لما ل يسخختطيعون ول يملكخخون .وأمخخا قخخوله :فخخي
السخخبب المهيخخج ،فهخخو النيخخة الخختي هخخي داعيخخة النسخخان إلخخى جميخخع الفعخخال،
وحاستها القلب ،فمن فعل فعل وكان بدين لم يعقد قلبه على ذلك لم يقبل
) (1في المصدر :ول يهتدى سبيل كما قال ال تعالى " ال المستضعفين مخخن الرجخخال
والنساء والولدان ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل " .م ) (2في التحف
المطبوع :يبلغ به النسان (3) .الجدة بكسر الجيم وفتح الدال المخففة كعدة:
الغنى .البلغة بضم الباء وسكون اللم :ما يكفى من العيش.
] [ 80
ال منه عمل إل بصدق النية ،كذلك ) (1أخبر عن المنافقين بقوله " :يقولون بأفواههم
ما ليس في قلوبهم وال أعلم بما يكتمون " ثم أنزل على نبيه صلى ال خ عليخخه
وآله توبيخا للمؤمنين " يا أيها الذين آمنوا لم تقولخخون مخخا ل تفعلخخون " اليخخة،
فإذا قال الرجل :قول واعتقد في قوله دعته النية إلى تصخخديق القخخول بإظهخخار
الفعل ،وإذا لم يعتقد القول لم يتبين حقيقة ،وقد أجاز ال صدق النية وإن كخخان
الفعل غير موافق لها لعلة مانع يمنع إظهار الفعل فخخي قخخوله " :إل مخخن أكخخره
وقلبه مطمئن باليمان " وقوله " :ل يؤاخذكم ال باللغو في أيمخخانكم " اليخخة،
فخخدل القخخرآن وأخبخخار الرسخخول صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أن القلخخب مالخخك لجميخخع
الحواس يصحح أفعالها ،ول يبطل ما يصحح القلب شخخئ ،فهخخذا شخخرح جميخخع
الخمسة المثال التي ذكرهخخا الصخخادق عليخخه السخخلم أنهخخا تجمخخع المنزلخخة بيخخن
المنزلتين ،وهما الجبر والتفويض ،فإذا اجتمع في النسان كمال هذه الخمسة
المثال وجب عليه العمل كمل لما أمر ال عزوجل به ورسخخوله ،وإذا نقخخص
العبد منها خلة كان العمل عنه مطروحا بحسب ذلك .فأما شواهد القرآن على
الختبار والبلوى بالستطاعة التي تجمع القول بين القولين فكثيرة ،ومن ذلك
قوله " :ولنبلونكم حتى نعلم المجاهخخدين منكخخم والصخخابرين ونبلخخو أخبخخاركم "
وقال " :سنستدرجهم من حيخخث ل يعلمخخون " وقخخال " :الخخم أحسخخب النخخاس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون " وقال في الفتن التي معناهخخا الختبخخار:
" ولقد فتنا سليمان " الية ،وقال في قصة قوم موسى " :فإنخخا قخخد فتنخخا قومخخك
مخخن بعخخدك و أضخخلهم السخخامري " وقخخول موسخخى " :إن هخخي إل فتنتخخك " أي
اختبارك ،فهذه اليات يقاس بعضها ببعض ويشهد بعضها لبعض ،وأما آيات
البلوى بمعنى الختبخار قخوله " :ليبلخوكم فيمخا آتخاكم " وقخوله " :ثخم صخرفكم
عنهم ليبتليكم " وقوله " :أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ،وقوله " :خلخخق
الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمل " وقخوله " :وإذا ابتلخى إبراهيخم ربخه
بكلمات " وقوله " :ولو شاء ال لنتصر منهم ولكن ليبلخخو بعضخخكم ببعخخض "
وكل ما في القرآن من بلوى هذه اليات التي شرح أولها فهي اختبار وأمثالها
في القرآن كخخثيرة ،فهخخي إثبخات الختبخخار والبلخخوى إن الخ عزوجخخل لخم يخلخخق
الخلق عبثا ،ول أهملهم
) (1في المصدر :ولذلك .م
] [ 81
سدى ،ول أظهر حكمته لعبا ،بذلك أخبر في قوله " :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا " .فإن
قال قائل :فلم يعلم ال ما يكون من العباد حتى اختبرهم ؟ قلنا :بلى قد علم مخخا
يكون منهم قبل كونه ،وذلك قوله " :ولو ردوا لعادوا لمخخا نهخخوا عنخخه " وإنمخخا
اختبرهم ليعلمهم عدله ول يعذبهم إل بحجة بعخخد الفعخخل ،وقخخد أخخخبر بقخخوله" :
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لول أرسلت إلينا رسول " وقخخوله:
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسول " وقوله " :رسخخل مبشخخرين ومنخخذرين "
فالختبخخار مخخن ال خ بالسخختطاعة الخختي ملكهخخا عبخخده وهخخو القخخول بيخخن الجخخبر
والتفويض بهذا نطق القرآن وجرت الخبار عن الئمة من آل الرسول .فخخإن
قالوا :ما الحجة في قول ال " :يهدي من يشاء ويضل من يشاء " وما أشبهها
؟ قيل :مجاز هذه اليات كلها على معنيين :أما أحدهما فإخبار عن قخخدرته أي
أنه قادر على هداية من يشاء وضلل مخخن يشخخاء ،وإذا أجخخبرهم بقخخدرته علخخى
أحدهما لم يجب لهم ثواب ول عليهم عقاب على نحو ما شرحنا فخخي الكتخخاب،
والمعنى الخر أن الهدايخخة منخخه تعريفخخه كقخخوله " :وأمخخا ثمخخود فهخخديناهم " أي
عرفناهم " فاستحبوا العمى على الهدى " فلو جبرهم على الهخخدى لخخم يقخخدروا
أن يضلوا ،وليس كلما وردت آية مشتبهة كانت الية حجة على محكم اليات
اللواتي أمرنا بالخذ بها ،من ذلك قوله " :منه آيات محكمخخات هخخن أم الكتخخاب
وأخر متشابهات فأما الذين قي قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة
وابتغاء تأويله " الية ،وقال " :فبشر عبادي الذين يسختمعون القخول فيتبعخون
أحسخخنه " أي أحكمخخه وأشخخرحه " أولئك الخخذى هخخديهم ال خ وأولئك هخخم أولخخو
اللباب " وفقنا الخ وإيخخاكم مخخن القخخول والعمخخل لمخخا يحخخب ويرضخخى ،وجنبنخخا
وإياكم معاصيه بمنه وفضله ،والحمد ل كثيرا كما هو أهله ،وصلى ال علخخى
محمد وآله الطيبين ،وحسبنا ال و نعم الوكيخخل " .ص " 475 - 458بيخخان:
قوله تعالى :فقد ظلم ال علخخى بنخخاء التفعيخخل أي نسخخبه إلخخى الظلخخم .قخخوله عليخخه
السلم :ومن زعم أن ال يدفع عن أهل المعاصي العذاب أي عموما بحيث ل
يعاقب أحدا منهم كما هو مقتضى الجبر ،فل ينافي سخخقوط بعضخخها بخخالعفو أو
الشفاعة .وقوله عليه السلم :ولما لزمت
] [ 82
الشياء أي الخطايا والذنوب ،وفي بعض النسخخخ السخخماء وهخخو أوفخخق بمخخا روي عنخخه
عليه السلم في موضع آخخر أي ل يصخح إطلق المخؤمن والكخافر والصخالح
والطالح وأشباهها على الحقيقة .فذلكخخة :اعلخخم أن الخخذى اسخختفاض عخخن الئمخخة
عليهم السلم هو نفي الجبر والتفخخويض ،و إثبخخات المخخر بيخخن المريخخن ،وقخخد
اعترف به بعض المخالفين أيضخخا ،قخخال إمخخامهم الخخرازي :حخخال هخخذه المسخخألة
عجيبة فإن الناس كانوا مختلفين فيها أبخخدا بسخخبب أن مخخا يمكخخن الرجخخوع فيهخخا
إليها متعارضة متدافعة :فمعول الجبرية علخخى أنخخه لبخخد لترجيخخح الفعخخل علخخى
الترك من مرجح ليس من العبد ; ومعول القدرية علخخى أن العبخخد لخخو لخخم يكخخن
قخخادرا علخخى فعخخل لمخخا حسخخن المخخدح والخخذم والمخخر والنهخخي ،وهمخخا مقخخدمتان
بخخديهيتان ،ثخخم مخخن الدلخخة العقليخخة اعتمخخاد الجبريخخة علخخى أن تفاصخخيل أحخخوال
الفعال غير معلومة للعبد ،واعتماد القدرية على أن أفعال العباد واقعخة علخخى
وفق تصورهم ودواعيهم وهمخخا متعارضخختان ،ومخخن اللزامخخات الخطابيخخة أن
القدرة على اليجاد صفة كمال ل يليق بالعبد الخخذي هخخو منبخخع النقصخخان ،وأن
أفعال العباد تكون سفها وعبثا ،فل يليق بالمتعالي عن النقصان ،وأما الدلئل
السمعية فالقرآن مملو بما يوهم بالمرين وكذا الثار ،فإن أمخخة مخخن المخخم لخخم
تكن خالية من الفرقتين ،وكخخذا الوضخخاع والحكايخخات متدافعخخة مخخن الجخخانبين،
حتى قيل :إن وضع النرد على الجبر ،ووضع الشخخطرنج علخخى القخخدر ،إل أن
مذهبنا أقوى بسبب أن القدح في قولنا :ل يترجح الممكخخن إل بمرجخخح يخخوجب
انسداد باب إثبات الصانع ،ونحن نقول :الحق ما قال بعض أئمة الدين :إنه ل
جبر ول تفويض ،ولكخخن أمخخر بيخخن أمريخخن ،وذلخخك أن مبنخخى المبخخادي القريبخخة
لفعال العبد على قدرته واختياره ،والمبادي البعيدة على عجزه واضخخطراره
فالنسان مضطر في صورة مختخخار كخالقلم فخي يخخد الكخاتب و الوتخد فخي شخخق
الحائط ،وفي كلم العقلء :قال الحائط للوتد :لم تشقني ؟ فقال :سل من يدقني
انتهى .وأما معنى الجبر فهو ما ذهبت إليه الشاعرة من أن ال تعالى أجخرى
العمال على أيدي العباد من غير قدرة مؤثرة لهم فيها ،وعذبهم عليها.
] [ 83
وأما التفويض فهو ما ذهب إليه المعتزلة من أنه تعالى أوجد العباد وأقدرهم على تلخخك
الفعال ،وفوض إليهم الختيار .فهخخم مسخختقلون بإيجادهخخا علخخى وفخخق مشخخيتهم
وقدرتهم ،وليس ل في أفعالهم صنع .وأما المخخر بيخخن المريخخن فالخخذي ظهخخر
مما سبق من الخبار هو أن لهداياته وتوفيقاته تعالى مدخل في أفعخخال العبخخاد
بحيث ل يصل إلى حد اللجاء والضطرار كما أن سيدا أمر عبده بشئ يقدر
على فعله ،وفهمه ذلك ،ووعده على فعله شيئا من الثواب ،وعلى تركخخه شخخيئا
من العقاب فلو اكتفى من تكليف عبده بذلك ولخم يخزد عليخه مخع علمخه بخأنه ل
يفعل الفعل بمحض ذلك لم يكن ملوما عند العقلء لو عخخاقبه علخخى تركخخه ،ول
يقول عاقل بأنه أجبره على ترك الفعل ،ولو لخخم يكتخخف السخخيد بخخذلك وزاد فخخي
ألطافه ،والوعد بإكرامه ،والوعيد على تركه ،وأكد ذلك ببعث من يحثه علخخى
الفعل ويرغبه فيه ،ثم فعل بقدرته واختياره ذلخخك الفعخخل فل يقخخول عاقخخل بخخأنه
جبره على ذلك الفعل ; وأما فعل ذلك بالنسبة إلى جماعة وتركه بالنسخبة إلخى
آخرين فيرجع إلى حسن اختيارهم وصفاء طويتهم ،أو سوء اختيخخارهم وقبخخح
سريرتهم ،فالقول بهذا ل يخوجب نسخبة الظلخم إليخه تعخالى بخأن يجخبرهم علخى
المعاصي ثم يعذبهم عليها كما يلخخزم الوليخخن ،ول عخخز لخخه تعخخالى عخخن ملكخخه،
واستقلل العباد بحيث ل مدخل ل في أفعالهم فيكونون شركاء لخ فخخي تخخدبير
عالم الوجود كما يلزم الخرين ،وقد مرت شواهد هذا المعنخخى فخخي الخبخخار ;
ويؤيده ما رواه الكليني ،عن أبى عبد ال عليه السلم أنخخه سخخأله رجخخل :أجخخبر
ال العباد على المعاصي ؟ قال :ل ; فقال :ففوض إليهم المر ؟ قال :ل ،قال:
فماذا ؟ قال :لطف من ربك بين ذلك (1) .ويظهر من )(2
) (1أورده الكليني في باب الجبر والقدر من الكافي باسناده عن محمد بن يحيخخى ،عخن
أحمد بن محمد بن الحسن زعلن ،عن أبى طالب القمخخى ،عخخن رجخخل ،عخخن
أبى عبد ال عليه السلم (2) .ومرجخع الخخبرين فخي مؤداهمخا واحخد ،وهخو
الذى يشاهده كل إنسان من نفسه عيانا وهو أنه مخخع قطخخع النظخخر عخخن سخخائر
السباب من الموجبات والموانع يملك اختيار الفعل أو الخخترك فلخخه أن يفعخخل
وله أن يترك ،وأما كونه مالكا للختيار فانما ملكه إياه ربه سبحانه كما فخخي
الخبار ; ومن أحسن المثلة لذلك مثال المولى إذا ملك عبده ما يحتاج إليخخه
في حياته من مال يتصرف فيخخه وزوجخخة يخخأنس إليهخخا و دار يسخخكنها وأثخخاث
ومتاع فان قلنا أن هذا التمليك يبطل ملك المولى كان قخخول بخخالتفويض ،وإن
قلنا أن ذلك ل يوجب للعبد ملكا والمولى بخخاق علخخى مخخالكيته كمخخا كخخان كخخان
قول بالجبر ،وان قلنا ان العبد يملك بذلك والمولى مالك لجميع ما يملكه في
عين ملكه وأنه من كمال ملك المولى كان قول بالمر بين المرين .ط
] [ 84
بعض الخبار أن المراد بالتفويض المنفي هو كخخون العبخخد مسخختقل فخخي الفعخخل ل يقخخدر
الرب تعالى على صرفه عنه ،والمر بين المرين هو أنخخه جعلهخخم مختخخارين
في الفعل و الترك مع قدرته على صخرفهم عمخا يختخارون ،ومنهخم مخن فسخر
المخخر بيخخن المريخخن بخخأن السخخباب القريبخخة للفعخخل يرجخخع إلخخى قخخدرة العبخخد،
والسباب البعيدة كاللت والسباب والعضاء والجوارح والقوى إلى قخخدرة
الرب تعالى ،فقد حصل الفعخخل بمجمخخوع القخخدرتين ; وفيخخه أن التفخخويض بهخخذا
المعنى لم يقل به أحد حتى يرد عليه ; ومنهم من قال :المر بين المرين هخخو
كون بعض الشياء باختيار العبد وهي الفعال التكليفية ،وكون بعضها بغيخخر
اختياره كالصحة والمرض والنوم واليقظخة ،والخخذكر والنسخخيان وأشخخباه ذلخخك،
ويرد عليه ما أوردناه على الخخوجه السخخابق والخ تعخخالى يعلخخم وحججخخه عليهخخم
السلم .وبسط القول في تلك المسألة وإيراد الخخدلئل والخخبراهين علخخى مخخا هخخو
الحق فيها ودفع الشكوك والشخخبه عنهخخا ل يناسخخب مخخا هخخو المقصخخود مخخن هخخذا
الكتاب ،وال يهخخدي مخخن يشخخاء إلخخى الحخخق والصخخواب) .بخخاب ) * (3القضخخاء
والقدر ) (1والمشية والرادة وسائر أسباب الفعل( * اليات ،البقخخرة" 2 " :
ولو شاء ال ما اقتتلوا ولكن ال يفعخل مخا يريخد .253آل عمخران " " 3ومخا
كان لنفس أن تموت إل بإذن ال كتابا مؤجل .145النعخخام " " 6ولخخو شخخاء
ال ما أشخخركوا " 107وقخخال تعخخالى " :ولخخو شخخاء الخ مخخا فعلخخوه فخخذرهم ومخخا
يفترون " 137وقال تعالى " :سيقول الذين أشركوا لو شخخاء ال خ مخخا أشخخركنا
ول آباؤنا ول حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قخخل
هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إل الظخخن وإن أنتخخم إل تخرصخخون
* قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهديكم أجمعين .149 - 148
) (1مسألة القضاء والقدر من العقائد التى جاءت بها جميخخع الديخخان ،وليسخخت خاصخخة
بالمسلمين ،ولكخخثرة اسخختعمال هخاتين اللفظخختين ظخخن بعخخض النخخاس أن فيهمخخا
معنى ال كراه والجبخخار وليخخس كمخخا ظخخن ،وسخخيوافيك الخبخخار والروايخخات
وكلمات العلم في ذلك فتعلم أنهما ل ينافيان الختيار.
] [ 85
العراف " " 7قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال .187النفخخال " " 8
ولكن ليقضي ال أمرا كان مفعخخول .42التوبخخة " " 9قخل لخخن يصخخيبنا إل مخخا
كتب ال لنا هو مولينا وعلى ال فليتوكل المؤمنون " 51وقخخال تعخخالى " :فل
تعجبك أموالهم ول أولدهم إنما يريد ال ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق
أنفسهم وهم كافرون .55يونس " " 10ولو شاء ربك لمن من فخخي الرض
كلهم جميعا أفأنت تكخخره النخخاس حخختى يكونخخوا مخخؤمنين * ومخخا كخخان لنفخخس أن
تؤمن إل بإذن ال ويجعل الرجس على الذين ل يعقلون 100 - 99الحزاب
" " 33وكان أمر الخ مفعخخول 37وقخخال وكخخان أمخخر الخ قخخدرا مقخخدورا .38
فاطر " " 35وما تحمل من أنثى ول تضع إل بعلمخخه ومخخا يعمخخر مخخن معمخخر
ول ينقص من عمره إل في كتاب إن ذلك على ال يسخخير .11السخخجدة " 41
" ولول كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم .45حمعسق " " 42ولو شاء ال
لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون مالهم من ولي
ول نصير " 8وقال تعالى " :ولول كلمة الفصل لقضي بينهم .21الزخرف
" " 43وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم مخخا لهخخم بخخذلك مخخن علخخم إن هخخم إل
يخرصون .20القمر " " 54إنا كل شخخئ خلقنخخاه بقخخدر " 49وقخخال " :وكخخل
شئ فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر .53 - 52الحديد " " 57
ما أصاب من مصيبة في الرض ول فخي أنفسخكم إل فخي كتخاب مخن قبخل أن
نبرأها إن ذلخخك علخخى الخ يسخخير .22الحشخخر " " 59مخخا قطعتخخم مخخن لينخخة أو
تركتموها قائمة على أصولها فبخخإذن الخ .5التغخخابن " " 64مخخا أصخخاب مخخن
مصيبة إل بإذن ال .11الطلق " " 65يتنزل المخر بينهخخن لتعلمخخوا أن الخ
على كل شئ قدير وأن ال قد أحاط بكل شئ علما .12
] [ 86
المدثر " " 74كذلك يضل ال من يشاء ويهدي مخخن يشخخاء " 31وقخخال تعخخالى " :ومخخا
يذكرون إل أن يشاء ال .56الدهر " " 76وما تشاؤن إل أن يشخخاء ال خ 30
" وقال تعالى " :يدخل من يشاء في رحمته .31كورت " " 81وما تشخخاؤن
إل أن يشاء ال رب العالمين .29تفسير :ولو شاء ال ما اقتتلخخوا أي لخخو شخخاء
أن يجبرهم ويلجئهم على ترك القتتال لفعل لكنه منخخاف للتكليخخف فلخخذا وكلهخخم
إلى اختيارهم فاقتتلوا ،وإذن ال أمره وتقديره ،وقيل :علمخخه ،مخخن أذن بمعنخخى
علم .وقال الطبرسي في قوله تعالى " :فلو شاء لهداكم أجمعين " أي لو شخخاء
للجأكم إلى اليمان ،وهذه المشية تخالف المشية المذكورة في اليخخة الولخخى.
لن ال سبحانه أثبت هذه ونفى تلك ،فخالولى مشخية الختيخخار والثانيخة مشخية
اللجاء .وقيل :إن المراد به :لو شاء لهداكم إلخخى نيخخل الثخخواب ودخخخول الجنخخة
ابتداءا من غير تكليف .قوله تعالى " :قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضخخرا " أي
مطلقا لن ما يتوقف عليه الفعل من السباب واللت إنما هو بقدرته تعخخالى،
وهو ل ينافي الختيار ،أو فيمخخا ليخخس باختيخخار العبخخد مخخن دفخخع البليخخا وجلخخب
المنافع ،ويؤيده قوله تعالى بعد ذلك " :ولو كنت أعلم الغيخخب لسخختكثرت مخخن
الخير وما مسني السوء " .قوله تعالى " :ليقضي ال أمرا كخخان مفعخخول " أي
قدر ال التقاءكم مع المشركين في بدر علخخى غيخخر ميعخخاد منكخخم ليقضخخي أمخخرا
كان كائنا ل محالة ،أو من شخخأنه أن يكخخون هخخو إعخخزاز الخخدين وأهلخخه ،وإذلل
الشرك وأهله ،ومعنى " ليقضي " :ليفعل ،أو ليظهر قضاؤه .قوله تعالى :في
الزبر " أي في الكتب التي كتبتها الحفظخخة ،أو فخخي اللخخوح المحفخخوظ " ،وكخخل
صغير وكبير مستطر " أي وما قدموه من أعمالهم من صغير وكبير مكتوب
عليهم ،أو كل صغير وكبير من الرزاق والجال ونحوها مكتوب في اللوح.
قوله تعخخالى " :ومخخا يخخذكرون إل أن يشخاء الخ " أي إل أن يشخخاء أن يجخخبرهم
على ذلك بقرينة قخوله سخابقا " :إنهخا تخذكرة فمخن شخاء ذكخره " وقيخل :إل أن
يشاء ال من حيث
] [ 87
أمر به ونهى عن تركه فكانت مشيته سابقة أي ل يذكرون إل وال قد شخخاء ذلخخك- 1 .
ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه ،قال :قيل لرسخخول ال خ
صلى ال عليه وآله :يا رسول ال رقى ) (1يستشخخفى بهخخا هخخل تخخرد مخخن قخخدر
ال ؟ فقال :إنها من قدر ال " .ص - 2 " 45ل :الخليل بن أحمد السنجري،
عن محمد بخن إسخحاق بخن خزيمخة ،عخن علخي بخن حجخر ،عخن شخريك ،عخن
منصور بن المعتمر (2) ،عن ربعي بن خراش (3) ،عن علي عليخخه السخخلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ل يخخؤمن عبخخد حخختى يخخؤمن بأربعخخة:
حتى يشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأني رسول ال بعثني بالحق،
وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت ،وحتى يؤمن بالقدر - 3 .ل :أبو أحمد محمخخد
بن جعفر البندار ،عن جعفر بن محمد بخخن نخخوح ،عخخن محمخخد بخخن عمخخر ،عخخن
يزيد بن زريع ،عن بشر بن نميخخر ،عخن القاسخم بخخن عبخخد الرحمخن ،عخن أبخي
أمامة ) (4قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أربعة ل ينظر ال خ إليهخخم
القيامة :عاق ،ومنان ،ومكذب بالقدر ،ومدمن خمخخر - 4 .ل :حمخخزة العلخخوي،
عن أحمد الهمداني ،عن يحيى بن الحسن بن جعفر ،عن
) (1جمع الرقية بالضخخم :العخخوذة (2) .قخخال العلمخخة فخخي القسخخم الثخخاني مخخن الخلصخخة:
منصور بن معتمر من أصحاب الباقر عليه السلم تبرى انتهى ،وقخخال ابخخن
حجخخر فخخي تقريخخب التهخخذيب :منصخخور بخخن المعتمخخر بخخن عبخخد ال خ السخخلمى،
أبوعثاب -بمثلثة تقيلة ثم موحدة -الكوفى ،ثقة ،ثبت ،وكان ل يخخدلس ،مخخن
طبقة العمش ،مات سنة (3) .132ربعخخى بالكسخخر الخخراء وسخخكون البخخاء،
والعين المهملة ،خراش بالخاء المعجمة المكسورة والراء والسين المعجمة،
ضبطه كذلك الميرزا في هامس الوسيط ،وحكى ذلك أيضخخا عخخن ابخخن داود،
وضبطه ابن حجر في التقريخخب بكسخخر المهملخخة وآخخخره معجمخخة وقخخال :أبخخو
مريم العبسى الكوفى ثقخخة ،عابخخد ،مخضخخرم ،مخخن الثانيخخة ،مخخات سخخنة مخخائة،
وقيل :غير ذلك انتهى .أقول :وأرخ وفاته فخخي الوسخخيط و فخخي المحكخخى عخخن
مختصر الذهبي سنة 101وحكى عن البرقى وغيره أنه وأخاه مسعود مخخن
خواص أمير المؤمينن عليه السلم من مضر (4) .لعله صدى -بالتصخخغير
-ابن عجلن أبو أمامة الباهلى الصحابي المشهور سخكن الشخام ومخات بهخا
سنة 86وقيل .81
] [ 88
محمد بن ميمون الخزاز ،عن عبد ال بن ميمون ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عخخن
علي بن الحسين عليه السلم قال :قال رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه :سخختة
لعنهم ال وكل نبي مجاب :الزائد في كتاب ال ،والمكذب بقدر الخخ ،والتخخارك
لسنتي ،والمستحل من عترتي ما حخخرم الخخ ،والمتسخخلط بخخالجبروت ليخخذل مخخن
أعزه ال ويعز من أذله ال ،والمسخختأثر بفخخئ المسخخلمين المسخختحل لخخه - 5 .ل:
ابن المتوكل ،عن محمد العطار ،عن محمد بن أحمد ،عخخن أحمخخد بخخن محمخخد،
عن أبي القاسم الكوفي ،عن عبد المؤمن النصاري ،عن أبي عبخخد ال خ عليخخه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إنخخي لعنخخت سخخبعة لعنهخخم الخ
وكل نبي مجاب قبلي ،فقيل :ومن هم يا رسول ال ؟ فقخخال :الخخزائد فخخي كتخخاب
ال ،والمكذب بقدر ال ،والمخالف لسنتي ،و المستحل مخخن عخخترتي مخخا حخخرم
ال ،والمتسلط بالجيرية ) (1ليعز من أذل ال ويذل من أعخخز الخخ ،والمسخختأثر
على المسلمين ) (2بفيئهم مستحل له والمحرم ما أحل ال عز وجخخل - 6 .ل:
محمد بن عمر الحافظ ،عن محمد بن الحسين الخثعمي ،عن ثابت بخخن عخخامر
السنجاري ؟ عن عبد الملك بن الوليد ،عن عمرو بن عبخخد الجبخخار ،عخخن عبخخد
ال بن زياد ،عن زيد بن علي ،عن أبيه ،عن جخخده ،عخخن علخخي عليهخخم السخخلم
قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :سبعة لعنهم ال وكل نبي مجخخاب ،المغيخخر
لكتاب الخخ ،والمكخذب بقخخدر الخ ،والمبخخدل سخخنة رسخول الخخ ،والمسختحل مخن
عترتي ما حرم ال عزوجل ،والمتسلط في سخخلطانه ليعخخز مخخن أذل الخ ويخخذل
من أعز ال ،والمستحل لحرم ال (3) ،والمتكبر عبادة ال عزوجخخل - 7 .ل:
أبى ،عن سعد ،عن إبراهيم بن هاشم ،عن أبي عبد الخ الخخبرقي ،عخخن زكريخخا
ابخخن عمخخران ،عخخن أبخخي الحسخخن الول عليخخه السخخلم قخخال :ل يكخخون شخخئ فخخي
السخخماوات والرض إل بسخخبعة :بقضخخاء ،وقخخدر وإرادة ،ومشخخية ،وكتخخاب،
وأجل ،وإذن ،فمن قال غير هذا فقد كذب على ال ،أورد على ال عزوجل.
) (1المتسلط بالجبرية أو بالجبروت أي بالقدرة والسلطة والعظمة (2) .استأثر بالشئ
على الغير أي استبد به وخص به نفسه (3) .الحرم بضم الحاء والراء جمع
الحرام :ضد الحلل.
] [ 89
- 8فس :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن مسكان (1) ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم
قال :إن موسى عليه السلم سأل ربخخه أن يجمخخع بينخخه وبيخخن آدم عليخخه السخخلم
فجمع ،فقال له موسى :يخخا أبخخه ألخخم يخلقخخك الخ بيخخده ،ونفخخخ فيخخك مخخن روحخخه،
وأسجد لك ملئكته ،وأمرك أن ل تأكل من الشجرة ؟ فلخخم عصخخيته ؟ قخخال :يخخا
موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التخخوراة ؟ قخخال :بثلثيخخن سخخنة(2) ،
قال :فهو ذلك ،قال الصادق عليه السلم :فحج آدم موسى عليه السلم" (3 ) .
ص " 37 - 36بيان :من أصحابنا من حمل هذا الخخخبر علخخى التقيخخة ،إذ قخخد
ورد ذلك في كتبهم بطرق كثيرة ،وقد رواه السيد فخخي الطخخرائف مخخن طرقهخخم
ورده ،ويمكن أن يقال :إن المراد أنه كتب فخخي التخخوراة أن ال خ وكخخل آدم إلخخى
اختياره حتى فعل ما فعل لمصلحة إهباطه إلى الخخدنيا ،وأمخخا كخخونه قبخخل خلقخخه
عليه السلم فلن التخخوراة كتخخب فخخي اللخخواح السخخماوية فخخي ذلخخك الخخوقت وإن
وجده موسى عليه السلم بعد بعثته " ويحتمل اطلع روح موسى علخخى ذلخخك
قبل خلق جسد آدم وال يعلم - 9 .ع :أحمد بن محمد ،عن أبيه ،عن جعفر بن
محمد بن مالك ،عن عباد بن يعقوب ،عن عمر بن بشر البزاز قال :قخخال أبخخو
جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلم :مخا يسختطيع أهخل القخدر أن يقولخوا ;
وال لقد خلق ال آدم للدنيا وأسكنه الجنة ليعصخخيه فيخخرده إلخخى مخخا خلقخخه لخخه" .
ص " 193 - 192بيان :قوله :ليعصيه أي عالمخخا بخخأنه يخليخخه مخخع اختيخخاره
فيعصيه ،فيكون اللم لم العاقبة أي ليخليه فيعصي بذلك مختخارا والخ يعلخم.
- 10مع :أبي ،عخن سخعد ،عخن أحمخد بخن محمخد ،عخن أبيخه ،عخن حمخاد بخن
عيسى ،عن
) (1قد عرفت سابقا عدم ثبوت رواية ابن مسكان عن أبخخى عبخخد ال خ عليخخه السخخلم بل
واسطة مما ذكرنا عن النجاشي ،فانه قال :إنه روى عن أبى عبخخد الخ عليخخه
السلم وليس بثبت انتهى ،ومما نقلنا عن الكشى من أنه لم يسمع عنخخه عليخخه
السلم إل حديث مخخن أدرك المشخخعر فقخخد أدرك الحخخج ،فعلخخى هخخذا فالروايخخة
مرسخخلة (2) .فخخي المصخخدر :بثلثيخخن ألخخف سخخنة (3) .أي غلخخب آدم موسخخى
بالحجة.
] [ 90
شعيب ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :شخخاء وأراد ،ولخخم يحخخب ولخخم
يرض .قلت :كيف ؟ قال :شاء أن ل يكون شخخئ إل بعلمخخه ،وأراد مثخخل ذلخخك،
ولم يحب أن يقال له :ثالث ثلثة ،ولم يرض لعباده الكفخخر - 1 .عخخد :اعتقادنخخا
في الرادة والمشية قول الصادق عليخخه السخخلم :شخخاء الخخ ،وأراد ،ولميحخخب،
ولم يرض ،شاء أن ل يكون شخخئ إل بعلمخخه ،وأراد مثخخل ذلخخك ،ولخخم يحخخب أن
يقال له :ثالث ثلثة ،ولم يرض لعباده الكفر (1) .وقال ال خ عزوجخخل " :إنخخك
ل تهدي من أحببت ولكن ال يهدي مخخن يشخخاء " ) (2وقخخال عزوجخخل " :ومخخا
تشاؤن إل أن يشاء ال " ) (3وقال عزوجل " :ولو شاء ربك لمخخن مخخن فخخي
الرض كلهم جميعخا أفخأنت تكخخره النخخاس حختى يكونخخوا مخخؤمنين " ) (4وقخال
عزوجل " :وما كان لنفس أن تؤمن إل بإذن ال " ) (5كما قال " :ومخخا كخخان
لنفس أن تموت إل بإذن ال كتابا مؤجل " ) (6كما قال " :يقولون لو كان لنا
من المر شئ ما قتلنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى
مضخخاجعهم " ) (7وقخخال عزوجخخل " :ولخخو شخخاء ربخخك مخخا فعلخخوه فخخذرهم ومخخا
يفترون " ) (8وقال عزوجل " ولو شاء ال ما أشخخركوا ومخخا جعلنخخاك عليهخخم
حفيظا " ) (9وقال عزوجل " :ولو شئنا لتينا كل نفس هخخديها " ) (10وقخخال
عزوجل " :فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يخخرد أن يضخخله
يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " ) (11وقخخال عزوجخخل" :
يريد ال ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكخخم " ) (12وقخخال
ال عزوجخخل " :يريخخد الخ أن ل يجعخخل لهخخم حظخخا فخخي الخخخرة " ) (13وقخخال
عزوجل " :يريد ال
) (1تقدم مسندا تحت رقم 11ويأتى بسند آخر تحت رقم (2) .34القصخخص) .56 :
(3الدهر (4) .30 :يونس (5) .99 :يونس (6) 100 :آل عمران.145 :
) (7آل عمران (8) .154 :النعخخام (9) .112 :النعخخام (10) .107 :الخخم
السجدة (11) .13 :النعام (12) .125 :النسخخاء (13) .26 :آل عمخخران:
.176
] [ 91
أن يخفف عنكم " ) (1وقال " :يريد ال بكم اليسخر ول يريخخد بكخم العسخر " ) (2وقخال
عز وجل " :والخ يريخد أن يتخوب عليكخم ويريخد الخذين يتبعخون الشخهوات أن
تميلوا ميل عظيما " ) (3وقال عزوجل " :وما ال يريد ظلمخخا للعبخخاد "(4) .
فهخخذا اعتقادنخخا فخخي الرادة والمشخخية ،ومخالفونخخا يشخخنعون علينخخا فخخي ذلخخك،
ويقولون :إنا نقول :إن ال عزوجل أراد المعاصخخي وأراد قتخخل الحسخخين عليخخه
السلم وليس هكذا نقول ،ولكنا نقول :إن ال عزوجل أراد أن يكخخون معصخخية
العاصين خلف طاعخة المطيعيخن ،وأراد أن تكخون المعاصخي غيخر منسخوبة
إليه من جهة الفعل ،وأراد أن يكون موصوفا بالعلم بهخا قبخل كونهخا ،ونقخول:
أراد ال أن يكون قتل الحسين عليه السلم معصية له خلف الطاعة ،ونقول:
أراد أن يكون قتلخخه منهيخخا عنخخه غيخخر مخخأمور بخخه ،ونقخخول :أراد الخ أن يكخخون
مستقبحا غير مستحسن ،ونقول :أراد ال عزوجخخل أن يكخخون قتلخخه سخخخطا لخ
غير رضاه ،ونقول :أراد ال عزوجل أن ل يمنع من قتله بالجبر والقدرة كما
منع منه بالنهي ،ونقول :أراد ال أن ل يدفع القتل عنه كمخخا دفخخع الحخخرق عخخن
إبراهيم عليه السلم ،حين قال عزوجل للنار التي القي فيها " :يخخا نخخار كخخوني
بردا وسلما على إبراهيم " ) (5ونقول :لم يزل ال عالما بأن الحسخخين عليخخه
السلم سيقتل ويدرك بقتله سعادة البد ،ويشقى قاتله شقاوة البد ،و نقول :ما
شاء ال كان وما لم يشأ لم يكن .هخخذا اعتقادنخخا فخخي الرادة والمشخخية ،دون مخخا
نسب إلينا أهل الخلف والمشنعون علينا من أهل اللحاد " ص " 71 - 69
أقول :قال الشيخ المفيد نور ال ضريحه :الذي ذكره الشيخ أبو جعفخخر رحمخخه
ال في هذا الباب ل يتحصل ومعانيه تختلف وتتناقض ،والسبب في ذلخخك أنخخه
عمل على ظواهر الحاديث المختلفة ،ولم يكن ممن يخرى النظخر فيميخز بيخن
الحق والباطل ،ويعمل على ما تخخوجب الحجخخة :ومخخن عخخول فخخي مخخذهبه علخخى
القاويل المختلفة وتقليد الرواة كانت حاله في الضخخعف مخخا وصخخفناه :والحخخق
في ذلك أن ال تعالى ل يريد إل ما حسن من الفعال ،ول
) (1النساء (2) .27 :البقرة (3) .185 :النساء (4) .27 :النساء (5) .31 :النبياء:
.69
] [ 92
يشاء إل الجميل من العمال ،ول يريد القبخائح ،ول يشخاء الفخواحش ،تعخالى الخ عمخا
يقول المبطلون علوا كبيرا ،قخال الخ تعخخالى " :ومخا الخ يريخخد ظلمخخا للعبخاد "
وقال " :يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر " وقال " :يريد ال ليبين لكم
ويهديكم سنن الذين من قبلكم " الية " وال يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين
يتبعون الشهوات أن تميلخخوا ميل عظيمخخا ; يريخخد الخ أن يخفخخف عنكخخم وخلخخق
النسان ضعيفا " فخبر سبحانه أنه ل يريد لعباده العسر ،بل يريد بهم اليسر،
وأنه يريد لهم البيان ،ول يريد لهم الضلل ،ويريد التخفيف عنهخخم ،ول يريخخد
التثقيل عليهم ،فلو كان سبحانه مريدا لمعاصيهم لنا في ذلك إرادة البيان لهخخم،
أو التخفيف عنهم واليسر لهم ،فكتخخاب الخ تعخخالى شخخاهد بضخخد مخخا ذهخخب إليخخه
الضالون المفترون على الخ الكخخذب ،تعخخالى الخ عمخخا يقخخول الظخخالمون علخخوا
كبيرا .فأما ما تعلقوا به من قوله تعالى " :فمن يرد ال أن يهديه " الية فليس
للمجبرة به تعلق ول فيه حجة ،من قبل أن المعنى فيه من أراد ال خ تعخخالى أن
ينعمه ويثيبه جزاءا على طاعته شرح صدره للسلم باللطاف الخختي يحبخخوه
بها ،فييسر له بها استدامة أعمال الطاعات ،والهدايخخة فخخي هخخذا الموضخخع هخخي
التنعيم ،قال ال تعالى -فيما خبر به عن أهل الجنة " :-الحمد ل الذي هخخدانا
لهذا " ) (1الية أي نعمنا به وأثابنا إياه ،والضلل في هذه الية هو العخخذاب،
قال ال تعالى " :إن المجرمين في ضلل وسعر " ) (2فسمي العذاب ضلل
والنعيم هداية ،والصل في ذلك أن الضلل هو الهلك ،والهداية هي النجاة،
قال ال تعالى -حكاية عن العرب " :-أئذا ضللنا في الرض أئنا لفخخي خلخخق
جديد " ) (3يعنون إذا هلكنا فيها ،وكأن المعنى في قوله " :فمخخن يخخرد الخ أن
يهديه " ما قدمناه " ومن يرد أن يضله " ما وصخخفناه ،والمعنخخى فخخي قخخوله" :
يجعل صدره ضيقا حرجخخا " يريخخد سخخلبه التوفيخخق عقوبخخة لخخه علخخى عصخخيانه،
ومنعخخه اللطخخاف جخخزاءا لخخه علخخى إسخخاءته ،فشخخرح الصخخدر :ثخخواب الطاعخخة
بالتوفيق ،وتضييقه :عقاب المعصية بمنع التوفيق ،وليس في هذه اليخخة علخخى
ما بيناه شبهة لهل الخلف فيما ادعوه من أن ال تعالى يضل عخخن اليمخخان،
ويصد
) (1العراف (2) .43 :القمر (3) .47 :الم السجدة.10 :
] [ 93
عن السلم ،ويريد الكفر ،ويشاء الضلل ; وأما قوله تعالى " :ولو شخخاء ربخخك لمخخن
من في الرض كلهم جميعا " فالمراد به الخبار عن قدرته ،وأنه لو شخخاء أن
يلجئهم إلخخى اليمخخان ويحملهخخم عليخخه بخخالكراه والضخخطرار لكخخان علخخى ذلخخك
قادرا ،لكنه شاء تعالى منهم اليمان على الطوع والختيار ،وآخر اليخخة يخخدل
على ما ذكرناه وهو قوله " :أفأنت تكره النخخاس حخختى يكونخخوا مخخؤمنين " )(1
يريد أن ال قادر على إكراههم على اليمخخان لكنخخه ل يفعخخل ذلخخك ،ولخخو شخخاءه
لتيسر عليه ،وكل ما يتعلقون به من أمثال هذه الية فالقول فيه مخخا ذكرنخخاه أو
نحوه على ما بيناه ،وفرار المجبرة من إطلق القول :بأن ال يريد أن يعصى
ويكفر به ويقتل أولياؤه إلى القول بأنه يريد أن يكون ما علم كمخخا علخخم ويريخخد
أن يكون معاصيه قبخخائح منهيخخا عنهخخا وقخخوع فيمخخا هربخخوا منخخه ،وتخخورط فيمخخا
كرهوه (2) ،وذلك أنه إذا كان ما علم من القبيح كما علم وكان تعخخالى مريخخدا
لن يكون ما علم من القبيح كما علخخم فقخد أراد القبيخح وأراد أن يكخون قبيحخا،
فما معنى فرارهم من شئ إلى نفسه ؟ وهربهم من معنى إلى عينه ؟ ! فكيخخف
يتم لهم ذلك مع أهل العقول ؟ ! وهل قولهم هذا إل كقول إنسان :أنخخا ل أسخخب
زيدا لكني أسخخب أبخا عمخخرو وزيخد هخخو أبخخو عمخخرو ؟ وكقخخول اليهخخود إذ قخالوا
سخرية بأنفسهم :نحن ل نكفر بمحمد صلى ال عليه وآله لكنا نكفر بأحمد ؟ !
فهذا رعونة ) (3وجهل ممن صار إليه - 12 .ن :أحمد بخن إبراهيخخم بخن بكخخر
الخوري ،عن إبراهيم بن محمد بن مروان ،عن جعفخخر بخخن محمخخد بخخن زيخخاد،
عن أحمد بن عبد ال الجويباري ،عن علي بن موسى الرضا ،عن أبيه ،عخخن
آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن الخ
عزوجل قدر المقادير ،و دبر التدابير قبل أن يخلق آدم بألفي عخخام " .ص 80
" ن :بالسانيد الثلثة عنه عليه السلم مثله .صخخح :عنخخه عليخخه السخخلم مثلخخه.
- 13فس :أبى ،عن النوفلي ،عن السكوني ؟ عن جعفخر ،عخن أبيخه صخلوات
ال
) (1قد أشرنا قبيل ذلخخك إلخخى موضخخع اليخخة وإلخخى مواضخخع سخخائر اليخخات (2 ) .تخخورط
الرجل :وقع في الورطة أو في أمر مشكل (3) .الرعونخخة :الحمخخق والهخخوج
في الكلم.
] [ 94
عليهما قال :قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :سخخبق العلخخم وجخخف القلخخم ومضخخى
القضاء وتم القدر بتحقيق الكتاب ،وتصديق الرسل ،وبالسخخعادة مخخن الخ لمخخن
آمن واتقى ،وبالشقاء لمن كذب وكفر ،وبالولية من ال للمؤمنين ،وبخخالبراءة
منه للمشركين .ثم قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال يقول :يخخابن آدم
بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ،وبإرادتي كنت أنت الخخذي تريخخد
لنفسخخك مخخا تريخخد ،وبفضخخل نعمخختي عليخخك قخخويت علخخى معصخخيتي ،وبقخخوتي
وعصمتي وعافيتي أديت إلخخي فرائضخخي ،وأنخخا أولخخى بحسخخناتك منخخك ،وأنخخت
أولى بذنبك مني ،الخير مني إليك بما أوليتك بخه (1) ،والشخخر منخخي إليخك بمخا
جنيت جزاءا ،وبكثير من تسلطي لك انطويت عن طاعتي ،وبسوء ظنك بخخي
قنطت من رحمختي ،فلخي الحمخد والحجخة عليخك بالبيخان ،ولخي السخبيل عليخك
بالعصيان ،ولك الجزاء الحسن عندي بالحسخخان ،لخخم أدع تحخخذيرك بخخي ،ولخخم
آخذك عند عزتك ،وهو قوله " :ولو يؤاخذ ال الناس بما كسبوا ما ترك على
ظهرها من دابة " لم أكلفك فوق طاقتك ،ولم أحملك من المانة إل ما أقررت
بها على نفسك ،ورضيت لنفسي منك ما رضيت به لنفسك مني " .ص 547
- 14 " 548 -يد :أبي وابن الوليخد معخا ،عخن محمخد العطخار ،وأحمخد بخن
إدريخخس معخخا ،عخخن الشخخعري ،عخخن ابخخن يزيخخد ،عخخن علخخي بخخن حسخخان ،عخخن
السكوني ،عن ثور بن يزيد ،عن خالد بن سعدان ،عخخن معخخاذ بخخن جبخخل ،عخخن
النبي صلى ال عليه وآله مثله " .ص " 354 - 353بيان :قوله صخخلى ال خ
عليه وآله :بتحقيق الكتخخاب أي جنخخس الكتخخاب ،فخخالمراد كخخل كتخخاب منخخزل ،أو
القرآن ،أو اللوح .قخوله تعخالى :بمشخيتي كنخت أنخت الخذي تشخاء أي شخئت أن
أجعلك شائيا مختارا ،وأردت أن أجعلك مريخخدا فجعلتخخك كخخذلك وفخخي " يخخد ":
الخير منخخي بمخخا أوليخخت بخخدءا .فيمكخخن أن يقخخرأ أوليخخت علخخى صخخيغة الخطخخاب
والتكلم .قوله تعالى :وبكثير من تسلطي لك أي مخن التسخلط الخذي جعلخت لخك
علخى الخلخق وعلخى المخور .وانطخوى عخن الشخئ أي هخاجره وجخانبه .وفخي
التوحيد مكان تلك الفقرة :وبإحساني إليك قويت على طاعتي.
] [ 95
قوله تعالى :ولم آخذك عند عزتخخك أي لخخم أعخخذبك عنخخد غفلتخخك ،بخخل وعظتخخك و نبهتخخك
وحذرتك .وقوله :وهو قوله إلى قخخوله :مخخن دابخخة ليخخس فخخي التوحيخخد ول يبعخخد
كونه كلم علخخي بخخن إبراهيخخم - 15 .فخخس " :والخخذي قخخدر فهخخدى " قخخال :قخخدر
الشياء في التقدير الول ثم هخخدى إليهخخا مخخن يشخخاء " .ص - 16 " 721ج:
روي أنه سخخئل أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم عخخن القضخخاء والقخخدر ،فقخخال :ل
تقولخخوا :وكلهخخم الخخ إلخخى أنفسخخهم فتوهنخخوه ،ول تقولخخوا :جخخبرهم ) (1علخخى
المعاصي فتظلموه ،ولكن قولوا :الخير بتوفيق ال ،والشر بخذلن الخ ،وكخخل
سابق في علم ال " .ص - 17 " 110قال الرضا عليه السلم :ثمانية أشياء
ل تكون إل بقضاء ال وقدره :النوم ،و اليقظة ،والقوة ،والضعف ،والصحة،
والمرض ،والموت ،والحياة - 18 (2) .وقخخال النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه:
يقول ال عزوجل :من لم يرض بقضخخائي ،ولخخم يشخخكر لنعمخخائي ،ولخخم يصخخبر
علخخى بلئي ،فليتخخخذ ربخخا سخخوائي - 19 (3) .ج :روي عخخن علخخي بخخن محمخخد
العسخخكري عليهمخخا السخخلم فخخي رسخخالته إلخخى أهخخل الهخخواز فخخي نفخخي الجخخبر
والتفويض أنه قال :روي عن أمير المؤمنين عليه السلم :أنه سأله رجل بعخخد
انصرافه من الشام فقال :يا أمير المؤمنين أخبرنا عخخن خروجنخخا إلخخى الشخخام أ
بقضاء وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين :نعم يا شيخ ما علوتم تلعخخة ول هبطتخخم
بطن واد إل بقضاء من ال وقدره ; فقال الرجل :عند ال أحتسب عنائي وال
ما أرى لي من الجر شيئا .فقال علي عليخخه السخخلم :بلخخى فقخخد عظخخم الخ لكخخم
الجخخر فخخي مسخخيركم وأنتخخم ذاهبخخون ،وعلخخى منصخخرفكم وأنتخخم منقلبخخون ،ولخخم
تكونوا في شئ مخخن حخخالتكم مكرهيخخن ؟ ) (4فقخخال الرجخخل :وكيخخف ل نكخخون
مضطرين والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا ؟ فقال أمير المؤمنين
) (1في المصدر :اجبرهم .م ) (2لم نجده في الحتجاج .م ) (3لم نجده ايضا فيخخه .م )
(4في المصدر :من حالتكم مكرهين ول إليه مضطرين .م )*(
] [ 96
عليه السلم :لعلك أردت قضاءا لزما وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطخخل الثخخواب و
العقاب ،وسقط الوعد والوعيد ،والمر من ال والنهي ،ومخخا كخخانت تخخأتي مخخن
ال لئمة لمذنب ،ول محمدة لمحسن ،ول كان المحسن أولى بثواب الحسان
من المذنب ،ول المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسخخن ،تلخخك مقالخخة إخخخوان
عبدة الوثان ،وجنود الشيطان ،وخصماء الرحمن ،وشهداء الزور والبهتان،
وأهل العمى ) (1والطغيان ،هم قدرية هذه المخخة ومجوسخخها ; إن ال خ تعخخالى
أمخخر تخييخخرا ،ونهخخى تحخذيرا ،وكلخف يسخيرا ،ولخم يعخص مغلوبخخا ،ولخم يطخع
مكرها ،ولم يرسل الرسل هزل ،ولم ينزل القرآن عبثا ،ولم يخلق السخخماوات
والرض وما بينهما باطل ،ذلخخك ظخخن الخخذين كفخخروا فويخخل للخخذين كفخخروا مخخن
النار .قال ثخخم تل عليهخخم " :وقضخخى ربخخك أل تعبخخدوا إل إيخخاه " قخخال :فنهخخض
الرجل مسرورا وهو يقول :أنت المام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من
الرحمن رضوانا وساق البيات إلى قوله :أنى يحب وقد صحت عزيمته ؟ *
علخخى الخخذي قخخال أعلخخن ذاك إعلنخخا " ص - 20 " 110 - 109وروي أن
الرجل قال :فما القضاء والقدر الذي ذكرته يخخا أميخخر المخخؤمنين ؟ قخخال :المخخر
بالطاعة ،والنهي عن المعصية ،والتمكين من فعل الحسنة وتخخرك المعصخخية،
والمعونخخة علخخى القربخخة إليخخه ،والخخخذلن لمخخن عصخخاه ،والوعخخد والوعيخخد،
والترغيب والترهيب كل ذلك قضاء ال في أفعالنا وقدره لعمالنا ،أمخخا غيخخر
ذلك فل تظنه فإن الظن له محبط للعمال ،فقال الرجل :فرجت عني يا أميخخر
المؤمنين فرج ال عنك " ص - 21 " 109فخوائد الكراجكخي ،عخن المفيخد،
عن محمد بن عمر الحافظ ،عن إسحاق بخخن جعفخخر العلخخوي ،عخخن أبخخي جعفخخر
محمد بن علي ،عن سليمان بن محمد القرشي ،عن السخخكوني ،عخخن الصخخادق
عليه السلم ،عن أبيخخه ،عخخن جخخده عليهخخم السخخلم قخخال :دخخخل رجخخل مخخن أهخخل
العراق على أمير المؤمنين عليه السلم فقال :أخبرنا عن خروجنخخا إلخخى أهخخل
الشام ; إلى آخر الحبرين " ص " 170 - 169
] [ 97
- 22عد :اعتقادنا في القضاء والقدر قول الصخخادق عليخخه السخخلم لخخزرارة حيخخن سخخأله
فقال :ما تقول في القضاء والقدر ؟ قال :أقول :إن ال عزوجل إذا جمع العباد
يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ،ولم يسألهم عما قضى عليهخخم (1) ،والكلم
في القدر منهي عنه كما قال أمير المؤمنين عليه السلم لرجخخل قخخد سخخأله عخخن
القخدر :فقخال :بحخر عميخق فل تلجخه ،ثخم سخأله ثانيخة فقخال :طريخق مظلخم فل
تسلكه ،ثم سأله ثالثة فقال :سر ال فل تتكلفخخه " (2) .ص - 23 " 71وقخخال
أمير المؤمنين عليخه السخلم فخي القخخدر :أل إن القخخدر سخخر مخن سخخر الخ(3) ،
وحرز من حرز ال مرفوع في حجاب الخخ ،مطخخوي عخخن خلخخق الخخ ،مختخخوم
بخاتم الخخ ،سخخابق فخخي علخخم الخخ ،وضخخع الخ عخخن العبخخاد علمخخه ،ورفعخخه فخخوق
شهاداتهم (4) ،لنهم ل ينخخالونه بحقيقخخة الربانيخخة ،ول بقخخدرة الصخخمدانية ،ول
بعظمة النورانية ،ول بعزة الوحدانية ،لنخه بحخرز اخخر ،مخواج ،خخالص لخ
عزوجل ،عمقه ما بين السماء والرض ،عرضه ما بين المشرق والمغخخرب،
أسود كالليل الدامس ،كثير الحيات والحيتان ،تعلخخو مخخرة وتسخخفل أخخخرى ،فخخي
قعره شمس تضخخئ ،ل ينبغخخى أن يطلخخع عليهخخا إل الواحخخد الفخخرد ،فمخخن تطلخخع
عليها فقد ضاد ال في حكمه ،ونازعه في سلطانه ،وكشف عن سره وسخختره،
وباء بغضب من ال ،ومأواه جهنم ،وبئس المصير " (5) .ص - 24 " 71
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلم عدل مخخن عنخخد حخخائط مخخائل إلخخى مكخخان
آخر ،فقيل له :يا أمير المؤمنين تفر من قضاء ال ؟ فقخخال عليخخه السخخلم :أفخخر
من قضاء ال إلى قدر ال (6) .وسئل
) (1سيأتي الحديث مسندا تحت رقم 38وتقدم مرسخخل عخخن زرارة فخخي البخخاب السخخابق
تحت رقم 111نحوه (2) .سيأتي مسندا تحت رقم (3) .35فخخي المصخخدر:
سر مخخن سخخر الخ وسخختر مخخن سخختر الخخ .م ) (4فخخي المصخخدر :ورفعخخه فخخوق
شهاداتهم ومبلخخغ عقخخولهم .م ) (5أورده مسخخندا فخخي ص 392مخخن التوحيخخد،
والسند هكذا :محمد بن موسى المتوكل ،عن السعد آبادى ،عن البرقى ،عخخن
أبيه ،عن محمد بخخن سخخنان ،عخخن زيخخاد بخخن المنخخذر ،عخخن ابخخن طريخخف ،عخخن
الصبغ ،عن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم .فليراجعخخه (6) .انظخخر الحخخديث
منسدا تحت رقم .41
] [ 98
الصادق عليه السلم عن الرقى هل تدفع من القدر شيئا ؟ فقال :هي من القدر" (1 ) .
ص " 72 - 71أقول :قال الشيخ المفيد رحمه ال في شرح هذا الكلم :عمل
أبو جعفر في هذا الباب على أحاديث شخخواذ لهخخا وجخخوه تعرفهخخا العلمخخاء مخختى
صحت وثبت أسنادها ،ولم يقل فيه قول محصل ،وقد كخان ينبغخخي لخخه لمخخا لخخم
يعرف للقضاء معنى أن يهمل الكلم فيه والقضاء معروف في اللغخخة ،وعليخخه
شواهد مخخن القخخرآن فالقضخخاء علخخى أربعخخة أضخخراب :أحخخدها الخلخخق ،والثخخاني
المخخر ،والثخخالث العلم ،والرابخخع القضخخاء بخخالحكم :فأمخخا شخخاهد الول فقخخوله
تعالى " :فقضيهن سبع سخخموات " ) (2وأمخخا الثخخاني فقخخوله تعخخالى " :وقضخخى
ربك أل تعبدوا إل إياه " ) (3وأما الثالث فقخخوله تعخخالى " :وقضخخينا إلخخى بنخخي
إسرائيل " ) (4وأما الرابع فقوله " :وال يقضي بخخالحق " ) (5يعنخخي يفصخخل
بالحكم بالحق بين الخلق ،وقوله " :وقضي بينهم بالحق " (6) .وقخخد قيخخل :إن
للقضاء معنى خامسا وهو الفراغ من المر ،واستشهد على ذلك بقول يوسف
عليه السلم " :قضي المر الذي فيه تستفتيان " ) (7يعني فرغ منخخه ،و هخخذا
يرجع إلى معنى الخلق .وإذا ثبخخت مخخا ذكرنخخاه فخخي أوجخخه القضخخاء بطخخل قخخول
المجبرة :أن ال تعالى قضى بالمعصية على خلقه لنه ل يخلو إما أن يكونوا
يريدون به أن ال خلق العصيان في خلقه فكخخان يجخخب أن يقولخخوا :قضخخى فخخي
خلقه بالعصيان ،ول يقولوا قضى عليهم لن الخلق فيهم ل عليهم ،مع أن ال
تعالى قد أكذب من زعم أنه خلق المعاصي بقوله سبحانه " :الذي
) (1تقدم الحديث مسندا تحت رقم 1عن كتخخاب قخخرب السخخناد ،وأورده الصخخدوق فخخي
ص 390من التوحيد باسناد آخر وهو هكذا :الدقاق ،عن محمد بن أبي عبد
ال الكوفى ،عن موسى بخخن عمخخران النخعخخي ،عخخن عمخخه الحسخخين بخخن يزيخخد
النوفلي ،عن على بن سالم ،عن أبى عبد ال عليخخه السخخلم قخخال :سخخألته عخخن
الرقى أتدفع من القدر شيئا ؟ فقال :هخي مخن القخدر ،وقخال عليخه السخلم :إن
القدرية مجوس هذه المة ،وهم الذين أرادوا أن يصفوا ال بعدله فخخأخرجوه
من سلطانه ،وفيهم نزلت هذه الية " :يوم يسحبون في النار على وجخخوههم
ذو قخخوامس سخخقر إنخخا كخخل شخخئ خلقنخخاه بقخخدر " ) (2حخخم السخخجدة(3) .12 :
اسخخرى (4) .23 :اسخخرى (5) .4 :المخخؤمن (6) .10 :الزمخخر(7) .69 :
يوسف.41 :
] [ 99
أحسن كل شئ خلقه " ) (1كما مر ; ول وجخخه لقخخولهم :قضخخى المعاصخخي علخخى معنخخى
أمر بهخخا لنخخه تعخخالى قخخد أكخخذب مخخدعي ذلخخك بقخخوله تعخخالى " :إن الخ ل يخخأمر
بالفحشاء أتقولون على ال ما ل تعلمون " ) (2ول معنى لقول من زعخخم أنخخه
قضى بالمعاصي على معنى أنه أعلم الخلق بها إذ كان الخلق ل يعلمون أنهم
في المستقبل يطيعون أو يعصخخون ،ول يحيطخخون علمخخا بمخخا يكخخون منهخخم فخخي
المستقبل على التفصيل ; ول وجه لقولهم :إنه قضى بالذنوب على معنى أنخخه
حكم بها بين العباد لن أحكخام الخ تعخخالى حخخق ،والمعاصخي منهخخم ،ول لخخذلك
فائدة وهو لغو باتفاق فبطل قول مخخن زعخخم أن الخ تعخخالى يقضخخي بالمعاصخخي
والقبائح .والوجه عندنا في القضاء والقدر بعخد الخذي بينخاه أن الخ تعخالى فخي
خلقه قضاءا و قدرا وفي أفعالهم أيضا قضاءا وقدرا معلومخخا ،ويكخخون المخخراد
بذلك أنه قد قضى في أفعالهم الحسنة بالمر بها ،وفي أفعالهم القبيحة بخخالنهي
عنها ،وفي أنفسهم بخالخلق لهخخا ،وفيمخا فعلخخه فيهخم باليجخاد لخخه ; والقخخدر منخه
سبحانه فيما فعله إيقاعه في حقه وموضعه ،وفي أفعال عباده مخخا قضخخاه فيهخخا
من المر والنهي والثواب والعقاب لن ذلك كله واقع موقعه و موضوع فخخي
مكانه لم يقع عبثا ولم يصنع باطل .فخخإذا فسخخر القضخخاء فخخي أفعخخال الخ تعخخالى
والقدر بما شرحناه زالت الشخخبهة منخخه وثبتخخت الحجخخة بخخه ووضخخح القخخول فيخخه
لذوي العقول ولم يلحقه فساد ول اختلل .فأما الخبار التي رواها فخخي النهخخي
عن الكلم في القضاء ،والقدر فهي تحتمل وجهين :أحخخدهما أن يكخخون النهخخي
خاصا بقوم كان كلمهم في ذلك يفسدهم ويضلهم عن الدين ول يصخخلحهم إل
المساك عنه وترك الخوض فيه ،ولم يكن النهخخي عنخخه عامخخا لكافخخة المكلفيخخن
وقد يصلح بعض الناس بشئ يفسد به آخرون ،ويفسد بعضهم بشئ يصلح بخخه
آخرون ،فدبر الئمة عليهم السلم أشياعهم في الخخدين بحسخخب مخا علمخخوه مخخن
مصالحهم فيه .والوجه الخخر أن يكخون النهخي عخخن الكلم فيهمخخا النهخي عخن
الكلم فيما خلق ال تعالى وعخخن عللخخه وأسخخبابه وعمخخا أمخخر بخخه وتعبخخد ،وعخخن
القول في علل ذلك إذ كان طلب علل الخلق والمر محظخخورا لن ال خ تعخخالى
سترها من أكثر خلقه أل ترى أنه ل يجوز لحد
] [ 100
أن يطلب لخلقه جميع ما خلق علل مفصلت ،فيقول :لخم خلخق كخذا وكخذا ؟ حختى يعخد
المخلوقات كلها ويحصيها ،ول يجوز أن يقول :لم أمر بكذا وتعبد بكذا ونهى
عن كذا ؟ إذ تعبده بذلك وأمره لما هو أعلم به من مصالح الخلخخق ،ولخخم يطلخخع
أحدا من خلقه على تفصيل ما خلق وأمخخر بخخه وتعبخخد ،وإن كخخان قخخد أعلخخم فخخي
الجملة أنه لم يخلق الخلق عبثا ،وإنما خلقهخخم للحكمخخة والمصخخلحة ،ودل علخخى
ذلك بالعقل والسمع ،فقال سبحانه " :وما خلقنا السخخماء والرض ومخخا بينهمخخا
لعبين " ) (1وقال " :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا " ) (2وقال " :إنا كخخل شخخئ
خلقناه بقدر " ) (3يعني بحق ،ووضعناه فخخي موضخخعه ،وقخخال " :ومخخا خلقخخت
الجن والنس إل ليعبدون " ) (4وقال فيما تعبد " :لخخن ينخخال الخ لحومهخخا ول
دماؤها و لكخخن ينخخاله التقخخوى منكخخم " (5) .وقخخد يصخخح أن يكخخون تعخخالى خلخخق
حيوانا بعينه لعلمه تعالى بأنه يؤمن عند خلقه كفار ،أو يتوب عند ذلك فساق،
أو ينتفع به مؤمنون ،أو يتعظ به ظالمون ،أو ينتفع المخلخخوق نفسخخه بخخذلك ،أو
يكون عبرة لواحد في الرض أو في السخماء ،وذلخك يغيخب عنخا ،وإن قطعنخا
في الجملة أن جميع ما صنع الخ تعخالى إنمخا صخنعه لغخراض حكميخة ،ولخم
يصنعه عبثا ،وكذلك يجوز أن يكون تعبدنا بالصلة لنها تقربنخخا مخخن طخخاعته
وتبعخخدنا عخخن معصخخيته ،وتكخخون العبخخادة بهخخا لطفخخا لكافخخة المتعبخخدين بهخخا أو
لبعضهم .فلما خفيخخت هخخذه الوجخخوه وكخخانت مسخختورة عنخخا ولخخم يقخخع دليخخل عخخل
التفصيل فيها وإن كان العلم بأنها حكمة في الجملة كان النهي عخن الكلم فخخي
معنى القضاء والقدر إنما هو عن طلب علخل لهخا مفصخخلة فلخخم يكخن نهيخا عخخن
الكلم في معنى القضاء والقدر .هذا إن سلمت الخبار التي رواها أبو جعفخخر
رحمه ال ،فأما إن بطلت أو اختخخل سخخندها فقخخد سخخقط عنخخا عهخخدة الكلم فيهخخا،
والحديث الذي رواه عن زرارة حديث صحيح من بين ما روى ،والمعنى فيه
ظاهر ليس به على العقلء خفاء ،وهو مؤيد للقول بالعدل
) (1النبياء (2) .16 :المؤمنون (3) .115 :القمخخر (4) .49 :الخخذاريات(5) .56 :
الحج.37 :
] [ 101
أل ترى إلى ما رواه عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم مخن قخوله :إذا حشخر الخ تعخالى
الخلئق سألهم عما عهد إليهم ولم يسخخألهم عمخخا قضخخى عليهخخم ) (1وقخخد نطخخق
القرآن بأن الخلق مسؤولون عن أعمالهم انتهى كلمه رحمه ال .وأقول :مخخن
تفكر في الشبه الواردة على اختيار العبخخاد وفخخروع مسخخألة الجخخبر و الختيخخار
والقضاء والقدر علم سر نهي المعصوم عن التفكخر فيهخا فخإنه قخل مخن أمعخن
النظر فيها ولم يزل قدمه إل من عصمه ال بفضله - 25 .يد :المفسر بإسناده
إلى أبي محمد العسكري عليه السخخلم قخال :قخال الرضخخا عليخخه السخخلم -فيمخخا
يصف به الرب :-ل يجور في قضيته ،الخلق إلى ما علم منقادون ،وعلي ما
سطر في كتابه ماضون ،ل يعملون خلف ما علم منهم ،ول غيخخره يريخخدون.
الخبر - 26 (2) .يد :في خبر الفتح بن يزيد ،عن أبي الحسن عليه السلم إن
ال إرادتين ومشيتين :إرادة حتم ،وإرادة عزم ،ينهى وهو يشاء ،ويأمر وهخخو
ل يشاء ،أو ما رأيت أن ال نهى آدم وزوجته أن يأكل من الشجرة وهو شخخاء
ذلك ؟ ولو لم يشأ لم يأكل ،ولو أكل لغلبت مشيتهما مشية ال ،وأمخخر إبراهيخخم
بذبح ابنه وشاء أن ل يذبحه ،ولو لخخم يشخخأ أن ل يخخذبحه لغلبخخت مشخخية إبراهيخخم
مشية ال عزوجل " .ص " 47 - 46أقول :أوردنا الخبر بإسناده وتمامه في
باب جوامع التوحيد ،قال الصدوق رحمه الخ بعخخد إيخخراد هخخذا الخخخبر :إن الخ
تعالى نهى آدم وزوجته عن أن يأكل من الشجرة وقد علم أنهما يخخأكلن منهخخا
لكنه عزوجل شاء أن ل يحول بينهما وبين الكل منها بخخالجبر والقخخدرة ،كمخخا
منعهما عن الكل منها بالنهي والزجر ،فهذا معنخخى مشخخيته فيهمخخا ،ولخخو شخخاء
عزوجل منعهما من الكل بالجبر ثم أكل منها لكان مشيتهما قد غلبخخت مشخخية
ال كما قخال العخالم ،تعخالى الخ عخن العجخز علخوا كخبيرا .بيخان :قيخل :المخراد
بالمشية في تلك الخبار هو العلم ،وقيخل :هخي تهيئة أسخباب الفعخخل بعخخد إرادة
العبد ذلك الفعل ،وقيل :ارادة بالعرض يتعلق بفعل العبد ،والصوب
) (1يأتي الحديث مسندا تحت رقم 38وفيه :إبراهيم بخن هاشخم وعلخى بخن معبخد(2) .
تقدم الحديث بتمامه في باب نفى الجسم والصورة.
] [ 102
أنها عبارة عن منع اللطاف والهدايات الصارفة عن الفعل والداعية إليه لضخخرب مخخن
المصلحة ،أو عقوبة لما صنع العبد بسوء اختياره كما مخخر بيخانه- 27 (1) .
يد :الدقاق ،عن الكليني ،عن ابن عامر ،عخن المعلخي قخال :سخئل العخالم عليخه
السلم كيخخف علخخم الخ ؟ قخخال :علخخم وشخخاء ،وأراد وقخخدر ،وقضخخى وأمضخخى ;
فأمضى ما قضى ،و قضى مخا قخدر ،وقخدر مخا أراد ; فبعلمخه كخانت المشخية،
وبمشخخيته كخخانت الرادة ،وبخخإرادته كخخان التقخخدير ،وبتقخخديره كخخان القضخخاء،
وبقضائه كان المضاء ،فالعلم متقدم على المشخخية ،و المشخخية ثانيخخة ،والرادة
ثالثة ،والتقدير واقع على القضاء بالمضاء ،فلله تبخخارك وتعخخالى البخخداء فيمخخا
علم متى شاء ،وفيمخخا أراد لتقخخدير الشخخياء ،فخخإذا وقخخع القضخخاء بالمضخخاء فل
بداء ،فالعلم بالمعلوم قبل كونه ،والمشية في المشاء قبخخل عينخخه ،والرادة فخخي
المراد قبل قيامه ،والتقخخدير لهخخذه المعلومخخات قبخخل تفصخخيلها وتوصخخيلها عيانخخا
وقياما (2) ،والقضاء بالمضخخاء هخخو المخخبرم مخخن المفعخخولت ذوات الجسخخام
المدركات بالحواس ،من ذي لون وريح ،ووزن وكيل ،ومخخا دب ودرج ،مخخن
إنس وجخخن ،وطيخخر وسخخباع ،وغيخخر ذلخخك ممخخا يخخدرك بخخالحواس ،فللخخه تبخخارك
وتعالى فيه البداء مما ل عين له ،فإذا وقع العيخخن المفهخخوم المخخدرك فل بخخداء،
وال يفعل ما يشاء ،وبالعلم علم الشياء قبل كونها ،وبالمشية عخخرف صخخفاتها
وحدودها وأنشأها قبل إظهارها ،وبالرادة ميز أنفسخها فخي ألوانهخا وصخفاتها
وحدودها ،وبالتقدير قدر أقواتها ) (3وعرف أولها وآخرها ،وبالقضخخاء أبخخان
للناس أماكنها ودلهم عليها ،و بالمضاء شرح عللها وأبان أمرها ذلخخك تقخخدير
العزيز العليم " .ص " 346 - 345بيان :قوله عليه السخخلم :قبخخل تفصخخيلها
وتوصيلها أي في لوح المحو والثبات ،أو فخخي الخخخارج .قخخوله عليخخه السخخلم:
فإذا وقخخع العيخخن المفهخخوم المخخدرك أي فصخخل وميخخز فخخي اللخخوح ،أو أوجخخد فخخي
الخارج ،ولعخخل تلخخك المخخور عبخخارة عخخن اختلف مراتخخب تقخخديرها فخخي لخخوح
المحو و
) (1ما تضمنه الخبر هي الرادة التشريعية ،والرادة التكوينية المتعلقة بأفعال العبخخاد
من طريق اختيارهم وإرادتهخخم ،والخخذى ذكخخره المصخخنف رحمخخه الخ بقخخوله:
والصواب الخخخ مخخن لخخوازم تعلخخق الرادة مخخن طريخخق الختيخخار .ط) (2فخخي
الكافي :عيانا ووقتا (3) .في المصدر :في ألوانها وصخخفاتها وبالتقخخدير قخخدر
اوقاتها .م
] [ 103
الثبات قد جعلها ال من أسباب وجود الشئ وشخخرائطه لمصخخالح ،وقخخد مخخر بيانهخخا فخخي
باب البداء ،فالمشية كتابة وجخخود زيخخد وبعخخض صخخفاته مثل مجمل ،والرادة
كتابة العزم عليه بتا مع كتابة بعض صخخفاته أيضخخا ،والتقخخدير تفصخخيل بعخخض
صفاته وأحواله لكن مخخع نخخوع مخخن الجمخخال أيضخخا ،والقضخخاء تفصخخيل جميخخع
الحوال وهو مقارن للمضاء أي الفعل واليجاد ،والعلم بجميع تلك المخخور
أزلي قديم ،فقوله :وبالمشية عرف على صيغة التفعيخخل ،وشخخرح العلخخل كنايخخة
عن اليجاد .وقال بعض الفاضل :الظاهر من السخخؤال أنخخه كيخخف علخخم الخ ؟
أبعلم مستند إلى الحضور العيني في وقته والشخخهود لموجخخود عينخخي ؟ ) (1أو
في موجود عيني كما في علومنا ؟ أو بعلم مستند إلى الذات سابق علخخى خلخخق
الشياء ؟ فأجاب عليه السلم بأن العلم سابق على وجود المخلخخوق بمراتخخب،
فقال :علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى ،فخخالعلم مخخا بخخه ينكشخخف الشخخئ،
والمشية ملحظتخخه بخخأحوال مرغخخوب فيهخخا يخخوجب فينخخا ميل دون المشخخية لخخه
سخخبحانه لتعخخاليه عخخن التغيخخر والتصخخاف بالصخخفة الخخزائدة ،والرادة تحريخخك
السباب نحوه بحركة نفسانية فينا بخلف الرادة فيه سبحانه ،والقدر التحديد
وتعيين الحدود والوقات ،والقضخخاء هخخو اليجخخاب ،والمضخخاء هخخو اليجخخاد،
فوجود الخلق بعد علمه سبحانه بهذه المراتب ; وقوله :فأمضى ما قضخخى أي
فأوجد ما أوجب ،وأوجب ما قدر ،وقدر ما أراد ،ثم استأنف البيان على وجه
أوضح فقال :بعلمه كانت المشية وهي مسبوقة بالعلم ،و بمشيته كانت الرادة
وهخخي مسخخبوقة بالمشخخية ،وبخخإرادته كخخان التقخخدير والتقخخدير مسخخبوق بخخالرادة،
وبتقخخديره كخخان القضخخاء واليجخخاب وهخخو مسخخبوق بالتقخخدير ،إذ ل إيجخخاب إل
للمحدد الموقخخوف ،وبقضخخائه وإيجخخابه كخخان المضخخاء واليجخخاد ; ولخ تعخخالى
البداء فيما علخخم مخختى شخخاء فخخإن الخخدخول فخخي العلخخم أول مراتخخب السخخلوك إلخخى
الوجود العيني ،وله البداء فيمخخا علخخم مخختى شخخاء أن يبخخدو وفيمخخا أراد ،وحخخرك
السباب نحو تحريكخخه مخختى شخخاء قبخخل القضخخاء واليجخخاب فخخإذا وقخخع القضخخاء
واليجاب متلبسا بالمضاء واليجاد فل بداء فعلم أن فخخي المعلخخوم العلخخم قبخخل
كون المعلوم وحصوله في الذهان والعيان ،وفي المشاء المشية قبخخل عينخخه
ووجوده
) (1في بعض النسخ هكذا :أبعلم مستند إلى الحضخور العينخى فخي وقتخه والشخهود فخي
وقته بموجود .؟
] [ 104
العيني .وفي أكثر النسخ :المنشأ ولعل المراد به النشاء قبخخل الظهخخار ،كمخخا فخخي آخخخر
الحديث ،وفي المراد الرادة قبل قيامه والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها
وتوصيلها وحضورها العينخخي فخخي أوقاتهخخا ،والقضخخاء بالمضخخاء هخخو المخخبرم
الذي يلزمه وجود المقضي ،فبالعلم علم الشياء قبل كونها ،وأصل العلم غير
مرتبط بنحو من الحصخخول للمعلخخوم ولخخو فخخي غيخخره بصخخورته المتحخخدده ،ول
يخخوجب نفخخس العلخخم والنكشخخاف بمخخا هخخو علخخم وانشخخكاف للشخخياء إنشخخاءها،
وبالمشيه ومعرفتها بصفاتها وحدودها أنشأها إنشاءا قبل الظهخخار والدخخخال
في الوجود العيني ،وبالرادة وتحريخخك السخخباب نحخخو وجودهخخا العينخخي ميخخز
بعضها عن بعض بتخصيص تحريك السباب نحو وجود بعض دون بعض،
وبالتقدير قدرها وعين وحدد أقواتهخخا وأوقاتهخخا وآجالهخخا ،وبالقضخخاء وإيجابهخخا
بموجباتها أظهخخر للنخخاس أماكنهخخا ،ودلهخخم عليهخخا بخخدلئلها ،فاهتخخدوا إلخخى العلخخم
بوجودها حسب ما يوجبه الموجب بعد العلم بالموجب ،وبالمضاء واليجخخاد
أوضح تفصيل عللهخخا وأبخخان أمرهخخا بأعيانهخخا - 28 .يخخد :القطخخان ،عخخن أحمخخد
الهمداني ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن أبيخخه ،عخخن مخخروان بخخن مسخخلم،
عن الثمالي ،عن ابن طريف ،عخخن الصخخبغ قخخال :قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم :أوحى ال تعالى إلى داود :يا داود تريد وأريد ،ول يكون إل ما أريد،
فإن أسلمت لما أريد أعطيتك ما تريد ،وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريخخد
ثم ل يكون إل ما أريد " ص - 29 " 349يد :أبي ،عن سعد ،عن ابن أبخخي
الخطاب ،عن جعفر بن بشير ،عن العرزمي ،عن أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم
قال :كان لعلي عليه السلم غلم اسمه قنبر ،وكخخان يحخخب عليخخا عليخخه السخخلم
حبا شديدا ،فإذا خرج علي عليه السلم خرج علخخى أثخخره بالسخخيف ،فخخرآه ذات
ليلة فقال :يا قنبر مالك ؟ قال :جئت لمشي خلفخخك فخخإن النخخاس كمخخا تراهخخم يخخا
أمير المومنين فخفت عليك ! قال :ويحك أمخخن أهخخل السخخماء تحرسخخني أم مخخن
أهخخل الرض ؟ قخخال :ل بخخل مخخن أهخخل الرض ،قخخال :إن أهخخل الرض ل
يستطيعون بي شيئا إل بإذن ال عزوجل مخخن السخخماء ،فخخارجع فرجخخع " .ص
- 30 " 350كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن زيد الشحام ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم
] [ 105
قال :إن أمير المؤمنين عليه السلم جلخس إلخى حخائط مخائل يقضخخي بيخن النخخاس ،فقخخال
بعضهم :ل تقعخخد تحخت هخذا الحخخائط فخإنه معخور (1) ،فقخخال أميخر المخؤمنين:
حرس امرء أجله ،فلما قخخام سخخقط الحخخائط .قخخال :وكخخان أميخخر المخخؤمنين عليخخه
السلم يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين " .ج 2ص - 31 " 58كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الوشخخاء ،عخخن عبخخد الخ بخخن سخخنان ،عخخن أبخخي
حمزة ،عن سعيد بن قيس الهمداني قال :نظرت يوما فخخي الحخخرب إلخخى رجخخل
عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلم فقلت :يا أميخخر
المؤمنين في مثل هذا الموضع ؟ ! فقال :نعم يا سعيد بن قيس ،إنخخه ليخخس مخخن
عبد إل وله من ال عزوجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظخخانه مخخن أن يسخخقط
من رأس جبل ،أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شخخئ " .ج
2ص " 59 - 58بيان :يمكن أن يكون هذه المور من خصائصهم عليهخخم
السلم ،لعلمهم بعدم تضررهم بهذه المور وبخخوقت مخخوتهم وسخخببه ،ولخخذا فخخر
عليه السلم من حائط كما سيأتي ،ولم يفر من حائط كما مخخر ،لعلمخخه بسخخقوط
الول وعدم سقوط الثاني ،ويحتمل أن يكون المقصود من تلك الخبخخار عخخدم
المبالغة في الفرار عن البليا والمصخائب ،وعخدم تخرك الواجبخات للتوهمخات
البعيده (2) .ويؤيده ما رواه الصدوق فخخي الخصخخال عخخن ابخخن المتوكخخل ،عخخن
محمد العطار ،عن محمد بن أحمد بن علي الكوفي ،ومحمد بن الحسين ،عخخن
محمد بن حماد الحارثي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :قخخال رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله :خمسة ل يستجاب لهخخم :أحخخدهم رجخخل مخخر بحخخائط مخخائل
وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه .الخبر.
) (1أي مخوف ل حافظ له (2) .قوله عليه السلم فخي آخخر الروايخة الولخى " :وهخذا
اليقين " الظاهر في المدح والتعظيم ينفى الحتمال الول إذ ل فضل لمن ل
يتقى مكروها لعلمه يعدم وجوده أو عخخدم تخخأثيره ،وكخخذا قخخوله عليخخه السخخلم:
حرس امره أجله يدفع الحتمخخال الثخخاني إذ ل يعتخخد بالتوهمخخات البعيخخدة عنخخد
العقلء فل حاجة إلى دفعه بخخأن الجخخل حخخارس والخخذي ينبغخخى أن يقخخال :أن
اليقين بأن المر بيد ال ل يدع احتمال لتأثير مخخؤثر غيخخره حخختى يتقخخى آثخخار
المكاره ومع ذلك فالعادة الجارية بين العقلء من النسخخان أن يتقخخى مخخا يعخخد
عادة اثرا مكروها ولمن فاز بدرجخخة اليقيخخن مخخن أوليخخاء الخ أن يعمخخل علخخى
طبق يقينه ،وأن يجرى على ما يجرى عليه العقلء فكان عليه السلم يتفنن
في سيرته فتارة هكذا وتارة كذلك .ط
] [ 106
32يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن جعفر بن محمد بخخن عبخخد الخخ ،عخخن القخخداح ،عخخن
جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قيل لعلي عليه السلم :إن رجل
يتكلم في المشية فقال :ادعه لي ،فقال :فدعي له ،فقال :يا عبخخد الخ خلقخخك الخ
لما شاء أو لما شئت ؟ قال :لما شخخاء ،قخال :فيمرضخخك إذا شخاء أو إذا شخئت ؟
قال :إذا شاء ،قال :فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال :إذا شاء ،قال :فيخخدخلك
حيث يشاء أو حيث شئت ؟ فقال :حيث يشاء ،قال :فقال علي عليه السلم :لو
قلت غيخخر هخخذا لضخخربت الخخذي فيخخه عينخخاك " .ص - 33 " 348يخخد :وبهخخذا
السناد قال :دخل على أبي عبد ال عليه السخخلم أو أبخخى جعفخخر عليخخه السخخلم
رجل من أتباع بني أمية فخفنخخا عليخخه ،فقلنخخا لخخه :لخخو تخخواريت وقلنخخا ليخخس هخخو
ههنا ! قال :بلى ائذنوا له ) (1فإن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :إن ال
عزوجل عند لسان كل قائل ويد كل باسط ،فهذا القائل ل يستطيع أن يقول إل
ما شاء ال ،وهذا الباسط ل يستطيع أن يبسط يده إل بما شاء ال فخخدخل عليخخه
فسأله عن أشياء آمن بها وذهب " .ص - 34 " 348يد :أبي ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن معبد ،عن درست ،عن الفضيل قال :سمعت أبخخا عبخخد الخ عليخخه
السلم يقول :شاء وأراد ولم يحب ولم يرض ،شاء أن ل يكون في ملكخخه )(2
شئ إل بعلمه وأراد مثل ذلك ،ولم يحب أن يقال له :ثالث ثلثخخة ،ولخخم يخخرض
لعباده الكفر " .ص " 350يد :إن ال تبارك وتعالى قد قضخخى جيمخخع أعمخخال
العباد وقدرها وجميع ما يكون في العالم من خير وشخخر ،والقضخخاء قخخد يكخخون
بمعنى العلم كما قال ال عزوجل " :وقضينا إلى بني إسرائيل فخخي الكتخخاب
" ) (3يريد أعلمناهم ،وكما قال ال عزوجل " :وقضخخينا إليخخه ذلخخك المخخر أن
دابر هخؤلء مقطخوع مصخبحين " ) (4يريخد أخبرنخاه وأعلمنخاه ،فل ينكخر أن
يكون ال عزوجل يقضي أعمال العباد وسائر ما يكون مخن خيخر وشخر علخى
هخخذا المعنخخى لن ال خ عزوجخخل عخخالم بهخخا أجمخخع ،ويصخخح أن يعلمهخخا عبخخاده
ويخبرهم عنها ،وقد يكون القدر أيضا في معنى
) (1في المصدر :بل ائذنوا له .م ) (2ليست في المصدر كلمة " فخخي ملكخه " كمخا فخخي
الكافي " ج 1ص (3) ." 151اسرى (4) .2 :الحجر.66 :
] [ 107
الكتاب والخبار كما قال ال عزوجل " :إل امرأته قدرناها من الغابرين " ) (1يعنخخي
كتبنا وأخبرنا ; وقال العجاج :واعلم بخخأن ذا الجلل قخخد قخخدر * فخخي الصخخحف
الولى التي كان سطر وقدر معناه كتب ; وقخخد يكخخون القضخخاء بمعنخخى الحكخخم
واللخخزام قخخال ال خ عزوجخخل " :وقضخخى ربخخك أل تعبخخدوا إل إيخخاه وبالوالخخدين
إحسخخانا " ) (2يريخخد حكخخم بخخذلك وألزمخخه خلقخخه ،فقخخد يجخخوز أن يقخخال :إن الخ
عزوجل قد قضى من أعمال العباد على هذا المعنى ما قد ألزمه عباده وحكخخم
به عليهم وهي الفرائض دون غيرها ،وقد يجوز أيضا أن يقدر ال خ عزوجخخل
أعمال العباد بأن يخخبين مقاديرهخخا وأحوالهخخا مخخن حسخخن وقبخخح وفخخرض وناقلخخة
وغير ذلك ،ويفعخخل مخخن الدلخة علخى ذلخك مخخا يعخرف بخه هخخذه الحخوال لهخذه
الفعال فيكون عز وجل مقدرا لها في الحقيقة ،وليس يقدرها ليعرف مقدارها
ولكن ليبين لغيره ممن ل يعرف ذلك حال ما قدره بتقديره إيخخاه ،وهخخذا أظهخخر
من أن يخفى وأبين من أن يحتاج إلى الستشهاد عليه أل تخخرى أنخخا قخخد نرجخخع
إلى أهل المعرفة بالصناعات في تقديرها لنا فل يمنعهم علمهم بمقاديرها من
أن يقدروها لنا ليبينوا لنا مقاديرها ؟ وإنما أنكرنا أن يكون ال عزوجخخل حكخخم
بها على عباده ومنعهم من النصراف عنها أو أن يكون فعلهخخا و كونهخخا فأمخخا
أن يكون عزوجل خلقهخخا خلخق تقخخدير فل ننكخره .وسخمعت بعخض أهخخل العلخم
يقول :إن القضاء على عشرة أوجه :فخخأول وجخخه منهخخا العلخخم ،وهخخو قخخول الخ
عزوجل " :إل حاجة في نفس يعقوب قضخخيها " ) (3يعنخخي علمهخخا .والثخخاني:
العلم وهو قوله عزوجل " :وقضينا إلخخى بنخخي إسخخرائيل فخخي الكتخخاب " )(4
وقوله " :وقضينا إليه ذلك المر أن دابر هخخؤلء " ) (5أي أعلمنخخاه .والخخوجه
الثخالث :الحكخم وهخو قخوله عزوجخل " :ويقضخي ربخك بخالحق " يعنخي يحكخم
بالحق(6) .
) (1النمل (2) .57 :اسرى (3) .23 :يوسف (4) .68 :اسرى (5) .4 :الحجر.66 :
) (6في المصخخدر :وهخخو قخخوله عزوجخخل " والخ يقضخخى بخخالحق " أي يحكخخم
بالحق ،والرابع القول وهو قوله عزوجل " وهو يقضى بخخالحق " أي يقخخول
بالحق .م )*(
] [ 108
والرابخخع :القخخول وهخخو قخخوله عزوجخخل " :والخ يقضخخي بخخالحق " ) (1أي يقخخول الحخخق.
والخامس :الحتم وهو قوله عزوجل " :فلما قضينا عليه المخخوت " ) (2يعنخخي
حتمنا فهو القضاء الحتخخم .والسخخادس :المخخر وهخخو قخخوله عزوجخخل " :وقضخخى
ربك أن ل تعبدوا إل إياه " ) (3يعني أمر ربك .والسخخابع :الخلخخق وهخخو قخخوله
عزوجل " :فقضيهن سبع سموات في يخخومين " ) (4يعنخخي خلقهخخن .والثخخامن:
الفعل وهو قوله عزوجل " :فخخاقض مخخا أنخخت قخخاض " ) (5أي افعخخل مخخا أنخخت
فاعل .والتاسع :التمام وهو قوله عزوجل " :فلما قضى موسى الجل " ) (6
وقوله عزوجل حكاية عن موسى " :أيمخخا الجليخخن قضخخيت فل عخخدوان علخخي
وال على ما نقول وكيل " ) (7أي أتممت .والعاشر :الفراغ من الشئ ،وهخخو
قوله عزوجل " :قضي المر الذي فيه تستفتيان " ) (8يعني فرغ لكمخخا منخخه،
وقول القائل " :قد قضخخيت لخخك حاجتخخك " يعنخخي فرغخخت لخخك منهخخا فيجخخوز أن
يقال :إن الشياء كلها بقضاء ال وقدره تبارك وتعالى بمعنى أن ال عزوجل
قد علمها وعلم مقاديرها ،وله عزوجل في جميعها حكم من خير أو شر ،فمخخا
كان من خير فقد قضاه بمعنى أنخخه أمخخر بخخه وحتمخخه وجعلخخه حقخخا وعلخخم مبلغخخه
ومقداره ،وما كان من شر فلم يأمر به ولم يرضه ،ولكنه عزوجخخل قخخد قضخخاه
وقدره بمعنى أنه علمه بمقداره ومبلغه وحكم فيه بحكمه .والفتنة على عشخخرة
أوجه :فوجه منها الضلل.
) (1المؤمن (2) .20 :سبا (3) .34 :اسرى (4) .23 :حم السخخجدة (5) .12 :طخخه:
(6) .72القصص (7) .28 :القصص (8) .28 :يوسف.41 :
] [ 109
والثانى :الختبار وهو قوله عزوجل " :وفتناك فتونا " ) (1يعني اختبرنخخاك اختبخخارا،
وقوله عزوجل " :الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنخا وهخم ل يفتنخون
" ) (2يعني ل يختبرون .والثالث :الحجة وهو قخوله عزوجخل " :ثخم لخم تكخن
فتنتهم إل أن قالوا وال ربنا ما كنخخا مشخخركين " (3) .والرابخخع :الشخخرك وهخخو
قوله عزوجل " :والفتنة أشخخد مخخن القتخخل " ) (4والخخخامس :الكفخخر وهخخو قخخوله
عزوجل " :أل في الفتنة سقطوا " ) (5يعني في الكفر .والسخخادس :الحخخراق
بالنار ،وهو قخخوله عزوجخخل " :إن الخخذين فتنخخوا المخخؤمنين و المؤمنخخات " )(6
الية يعني أحرقوا .والسابع :العذاب وهو قوله عزوجل " :يوم هم على النار
يفتنون " ) (7يعني يعذبون ،وقوله عزوجل " :ذوقوا فتنتكخخم هخخذا الخخذي كنتخخم
به تكذبون " ) (8يعني عخخذابكم ،و قخخوله عزوجخخل " :ومخخن يخخرد الخ فتنتخخه "
يعني عذابه " فلخن تملخك لخه مخن الخ شخيئا " (9) .والثخامن القتخل وهخو قخوله
عزوجخخل " :إن خفتخخم أن يفتنكخخم الخخذين كفخخروا " ) (10يعنخخي إن خفتخخم أن
يقتلوكم ،وقوله عزوجل " :فما آمن لموسى إل ذريخخة مخخن قخخومه علخخى خخخوف
من فرعون وملئهم أن يفتنهم " ) (11يعني أن يقتلهم .والتاسع :الصخخد وهخخو
قخخوله تعخخالى " :وإن كخخادوا ليفتنونخخك عخخن الخخذي أوحينخخا إليخخك " ) (12يعنخخي
ليصدونك .والعاشر :شدة المحنة وهو قوله عزوجخخل " :ربنخخا ل تجعلنخخا فتنخخة
للذين كفروا " )(13
) (1طه (2) 40 :العنكبوت (3) .30 - 29 :النعام (4) .23 :البقخرة(5) .191 :
التوبة (6) .50 :المجادلة (7) .10 :الحجر (8) .13 :الحجخخر(9) .14 :
المائدة (10) .41 :النساء (11) .101 :يونس (12) .83 :اسرى) .73 :
(13الممتحنة.5 :
] [ 110
وقوله عزوجل " :ربنا ل تجعلنا فتنة للقوم الظالمين " ) (1أي محنة فيفتنخخوا بخخذلك ،و
يقولوا في أنفسهم :لم نقتلهم إل ودينهم الباطل وديننا الحق فيكون ذلخخك داعيخخا
لهم إلى النار على ما هم عليه من الكفر والظلم .وقد زاد علي بن إبراهيم بخخن
هاشم على هذه الوجوه العشرة وجها آخر فقال :في الوجوه من الفتنة مخخا هخخو
المحبة وهو قوله عزوجل " :إنمخخا أمخخوالكم وأولدكخخم فتنخخة " ) (2أي محبخخة،
والذي عندي في ذلك أن وجخخوه الفتنخخة عشخخرة ،وأن الفتنخخة فخخي هخخذا الموضخخع
أيضا المحنة بالنون ل المحبة بالباء ،وتصديق ذلك قول النبي صلى ال عليه
وآله " :الولد مجهلة مجنبخخة مبخلخخة " وقخخد أخرجخخت هخخذا الحخخديث مسخخندا فخخي
كتاب مقتل الحسين بن علي عليهما السلم " .ص " 397 - 392بيان :قوله
صخخلى الخ عليخه وآلخه :مجعلخة أي يحملخون آبخاءهم علخخى الجهخخل ،مجنبخة أي
يحملونهم على الجبن .مبخلة أي يحملونهم على البخل .أقول :هذه الوجوه من
القضاء والفتنة المذكورة في تفسير النعمخخاني فيمخخا رواه عخخن أميخخر المخخؤمنين
عليه لسلم وقد أثبتناه بإسناده في كتاب القرآن - 35 .يد :أبي ،عن سعد ،عن
ابن عيسى ،عن محمد البرقي ،عن عبد الملك بن عنخخترة الشخخيباني (3) ،عخخن
أبيه ،عن جده قال :جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السخخلم فقخخال :يخخا أميخخر
المخؤمنين أخخبرني عخن القخدر ،فقخال :بحخر عميخق فل تلجخه .فقخال :يخا أميخر
المؤمنين أخبرني عخخن القخخدر ،قخخال :طريخخق مظلخخم فل تسخخلكه .قخخال :يخخا أميخخر
المؤمنين أخبرني عن القدر قال :سر ال فل تتكلفخه .قخال :يخا أميخر المخؤمنين
أخبرني عن القدر ،قال :فقال أمير المؤمنين عليه السلم :أمخخا إذا أبيخخت فخخإني
سائلك :أخبرني أكانت رحمة الخ للعبخخاد قبخخل أعمخخال العبخخاد أم كخخانت أعمخخال
العباد قبل رحمة ال ؟ قال :فقال له الرجل :بل كخخانت رحمخخة ال خ للعبخخاد قبخخل
أعمال العباد ; فقال أمير المؤمنين
) (1يونس (2) .85 :التغابن (3) .15 :عنترة بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح
التاء والراء المهملة والهاء ،والظاهر أنه عبد الملك بن هخخارون بخخن عنخخترة
الشيباني المترجم في ص 167من رجال النجاشخخي بقخخوله :عبخخد الملخخك بخخن
هارون بن عنترة الشيباني كخخوفى ،ثقخخة ،عيخخن ،روى عخخن أصخخحابنا ورووا
عنه ،ولم يكن متحققا بأمرنا إ ه .وأورد ابن حجخر ترجمخة جخده عنخترة فخي
التقريب ،قال :عنترة بن عبد الرحمن الكوفى ثقة من الثانية ،وهم من زعخخم
أن له صحبة ،وهو جد عبد الملك بن هارون بن عنترة الكوفي .أقول :حكى
عن رجال البرقى أن جد عبد الملك بن هارون بن عنترة يكخخون صخخيفي بخخن
فسيل الذى سيره زياد بن أبيه إلى معاوية مع حجر بن عدى وقتلخخه معاويخخة
مع حجر وأصحابه.
] [ 111
عليه السلم قوموا فسلموا على أخيكم فقد أسلم ،وقد كان كافرا ،قخال :وانطلخق الرجخل
غير بعيد ثم انصرف إليه فقال له :يا أمير المخخؤمنين أبخخا لمشخخية الولخخى نقخخوم
ونقعد ونقبض ونبسط ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلم :وإنخخك لبعيخخد فخخي
المشية ؟ ! أما اني سائلك عن ثلث ل يجعل ال لك فخخي شخخئ منهخخا مخرجخخا:
أخبرني أخلق ال العباد كما شاء أو كما شاؤوا ؟ فقال :كما شاء ،قخخال :فخلخخق
ال العباد لما شاء أو لما شاؤوا ؟ فقال :لما شاء ،قال :يأتونه يوم القيامخخة كمخخا
شاء أو كما شاؤوا ؟ قال :يأتونه كما شخخاء ،قخخال :قخخم فليخخس إليخخك مخخن المشخخية
شئ " .ص " 375 - 374بيان :لعل المراد المشية المستقلة التي ل يحتخخاج
معها إلى عون ال وتوفيقه - 36 (1) .يد :أبي ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن
ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن زرارة،
) (1كل واحد من احاد الخلق محدود بحدود يتعين بها في وجخخوده كخخالطول والعخخرض
واللون وسخخائر الوصخخاف والروابخخط الخختى برتبخخط بغيخخره بواسخخطتها ككخخون
النسان ابن فلن وأخا فلن وأبا فلن وفى زمان كخخذا ومكخخان كخخذا وهكخخذا.
وإذا أمعنت النظر في ذلك وجدت أن جميع أسباب وجود الشئ ذوات دخخخل
في حدود وجوده سائر ما يتعلق بوجخوده وانهخا هخخي الختى يتقخخدر بهخا الشخخئ
غير أن كل من السباب أيضا يتقدر بما يتقخدمه مخن المقخدرات ،ول محالخة
تنتهى إليه سبحانه فعنده تعالى حقيقة ما يقتدر بخخه كخخل شخخئ ويتحخخدد بخخه كخخل
أمر .والشياء إنما ترتبط به تعالى من جهخخة صخخفاته الفعليخخة الخختى بهخخا ينعخخم
عليهخخا ويقيخخم صخخلبها ويخخدبر أمرهخخا كالرحمخخة والخخرزق والهدايخخة والحيخخاء
والحفظ والخلق وغيرها وما يقابلها فلله سبحانه من جهة صفات فعله دخخخل
في كل شئ مخلوق وما يتعلق به من أثر وفعل أذ ل معنى لثبات صفة فيه
تعالى متعلقة بالشخياء وهخى ل تتعلخق بهخا .ولخذلك فخانه عليخه السخلم سخأل
الرجل عن تقدم صفة الرحمة علخخى العمخخال ،ول معنخخى لتقخخدمها مخخع عخخدم
ارتباطها بها وتأثيرها فيها فقد نظم ال الوجخخود بحيخخث تجخخرى فيخخه الرحمخخة
والهداية والمثوبة والمغفرة وكذا ما يقابلها ول يوجب ذلك بطلن الختيخخار
في الفعال فان تحقق الختيار نفسه مقدمة من مقدمات تحقق المر المقخخدر
إذ لول الختيار لم يتحقق طاعة ول معصية فلم يتحقق ثواب ول عقاب ول
امر ول نهى ول بعث ول تبليغ .ومن هنا يظهخخر وجخخه تمسخخك المخخام عليخخه
السلم بسبق صفة الرحمة على العمل ثم بيانه عليه السلم أن ل مشخخية فخخي
كل شئ وأنها ل تلغو ول تغلبه مشية العبد فالفعخخل ل يخطخخئ مشخخيته تعخخالى
ول يوجب ذلك بطلن تخأثير مشخية العبخد فخان مشخية العبخد إحخدى مقخدمات
تحقق ما تعلقت به مشيته تعالى فان شاء الفعل الذى يوجد بمشية العبد فلبد
لمشية العبد من التحقخق والتخأثير فخافهم ذلخك ،وهخذه الروايخة الشخريفة علخى
ارتفاع مكانتها ولطف مضمونها يتضخخح بخخه جميخخع مخخا ورد فخخي البخخاب مخخن
مختلف الروايات ،وكذا اليخات المختلفخخة مخخن غيخخر حاجخخة إلخى أخخذ بعخخض
وتأويل بعض آخر .ط
] [ 112
عن عبد ال بن سليمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :سخخمعته يقخخول :إن القضخخاء
والقدر خلقان من خلق ال ،وال يزيد في الخلق ما يشاء " .ص 37 " 373
-فس :النضر ،عن هشام ،وعبيد ،عن حمران ،عنه عليخخه السخخلم مثلخخه(1) .
بيان :خلقان من خلق ال بضم الخاء أي صفتان من صخخفات الخخ ،أو بفتحهخخا،
أي هما نوعان من خلق الشياء وتقخخديرها فخخي اللخخواح السخخماوية ،ولخخه البخخدأ
فيها قبل اليجخاد ،فخخذلك قخوله :يزيخد فخي الخلخخق مخا يشخخاء ; أو المعنخخى أنهمخا
مرتبتان من مراتب خلق الشياء فإنها تتخخدرج فخخي الخلخخق إلخخى أن تظهخخر فخخي
الوجود العيني - 38 .يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عخخن ابخخن هاشخخم ،عخخن ابخخن
معبد ،عن درست ،عن ابن أذينة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال ،قلت لخخه:
جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر ؟ قال :أقول :إن ال خ تعخخالى إذا جمخخع
العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ،ولم يسألهم عمخخا قضخخى عليهخخم " ص
" 374 - 373بيان :هذا الخبر يدل على أن القضاء والقدر إنمخخا يكخون فخي
غير المخخور التكليفيخخة كالمصخخائب والمخخراض وأمثالهخخا ،فلعخخل المخخراد بهمخخا
القضاء والقدر الحتميان - 39 (2) .يد :أبي ،عن سعد ،عن الصبهاني ،عن
المنقري ،عن سفيان بن عيينة ،عن الزهري قال :قال رجل لعلي بن الحسين
عليهما السلم :جعلني ال فداك ،أبقدر بصيب النخخاس مخخا أصخخابهم أم بعمخخل ؟
فقال :إن القدر والعمل بمنزلة الروح والجسخخد فخخالروح بغيخخر جسخخد ل يحخخس،
والجسد بغير روح صورة ل حخخراك بهخا ،فخإذا اجتمعخا قويخا وصخخلحا ،كخخذلك
العمل والقخخدر فلخخو لخخم يكخخن القخخدر واقعخخا علخخى العمخخل لخخم يعخخرف الخخخالق مخخن
المخلوق وكان
) (1ما وجدناه في تفسير القمى .م ) (2الرواية تدل على أن التكاليف والحكخخام امخخور
اعتبارية غير تكوينية ،ومورد القضاء والقدر بالمعنى الدائر هو التكوينيات
فأعمال العباد مخخن حيخخث وجودهخخا الخخخارجي كسخخائر الموجخخودات متعلقخخات
القضاء والقدر ،ومن حيخخث تعلخخق المخخر والنهخخى والشخختمال علخخى الطاعخخة
والمعصية امخخور اعتباريخة وضخعية خارجخخة عخن دائرة القضخخاء والقخخدر إل
بالمعنى الخر الذى بينه أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم للرجخخل الشخخامي عنخخد
منصرفه من صفين كما في الروايات ومحصله التكليف للمصالح تسخختدعى
ذلك فالقدر في العمال ينشأ من المصخخالح الخختى تسخختدعى التكليخخف الكخخذائي
والقضاء هو الحكم بالوجوب والحرمة مثل بامر أو نهى .ط
] [ 113
القدر شيئا لم يحس ،ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لخخم يمخخض ولخخم يتخخم ،ولكنهمخخا
باجتماعهما قويا ،ول فيه العيون ) (1لعباده الصخخالحين .ثخخم قخخال :أل إن مخخن
أجور الناس من رأى جوره عدل وعدل المهتدي جخخورا ،أل إن للعبخخد أربعخخة
أعين :عينان يبصر بهما أمر آخرته ،وعينان يبصر بهما أمر دنياه ،فإذا أراد
ال عزوجل بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما العيب ،وإذا
أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه .ثم التفت إلى السائل عخخن القخخدر فقخخال :هخخذا
منه هذا منه " .ص " 376 - 375بيان :أي فتح عيني القلب وتركهمخخا مخخن
القدر - 40 .يد :القطان ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن علي بخخن زيخخاد،
عن مروان بن معاوية ،عن العمش ،عن ابن حيان التيمي (2) ،عخخن أبيخخه -
وكان مع علي بن أبي طالب عليه السلم يخخوم صخخفين وفيمخخا بعخخد ذلخخك -قخخال
بينما علي بن أبي طالب عليه السلم يعبي الكتائب ) (3يوم صفين ،ومعاويخة
مستقبله على فخرس لخه يتأكخل تحتخه تخأكل ،وعلخي عليخه السخلم علخى فخرس
رسول ال صلى ال عليه وآله المرتجز ،وبيده حربخخة رسخخول الخ صخخلى الخ
عليه وآله ،وهو متقلد سيفه ذا الفقخخار ،فقخال رجخل مخخن أصخخحابه :احخخترس يخخا
أمير المؤمنين فإنا نخشى أن يغتالك هذا الملعخخون ،فقخخال علخخي عليخخه السخخلم:
لئن قلخخت ذاك إنخخه غيخخر مخخأمون علخخى دينخخه ،وإنخخه لشخخقى القاسخخطين ،وألعخخن
الخارجين على الئمة المهتدين ،ولكن كفخخى بالجخخل حارسخخا ،ليخخس أحخخد مخخن
الناس إل ومعه ملئكة حفظة يحفظونه من أن أن يتردى في بئر ) (4أو يقخخع
عليه حائط أو يصيبه سوء ،فإذا حان أجله ) (5خلخخوا بينخخه وبيخخن مخخا يصخخيبه،
فكذلك أنا إذا حان أجلي انبعث
) (1في المصدر :ول فيه العون .م ) (2لم نجد في كتب التراجم من أصحابنا ترجمته
ول ترجمة أبيه ،والظاهر هو يحيى بن سعيد بخخن حيخخان ،أبخخو حيخخان الخختيمى
الكوفي ،أورد ترجمته ابن حجر فخخي ص 549مخخن التقريخخب قخخال :ثقخخة مخخن
السادسة مات سنة خمس وأربعين ،وأورد ترجمة أبيخخه فخخي ص 185قخخال:
سعيد بن حيان التيمى الكوفى والخخد يحيخخى ،وثقخخه العجلخخى ،مخخن الثالثخخة(3) .
عبى تعبية الكتائب أي هيأها وجهزها .والكتائب جمع الكتيبخخة :القطعخخة مخخن
الجيش (4) .أي يحفظونه من أن يسقط في بئر (5) .أي قرب أجله.
] [ 114
أشقاها فخضب هذه من هذا -وأشار إلى لحيته ورأسه -عهخخدا معهخخودا ،ووعخخدا غيخخر
مكذوب .والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة " .ص - 41 " 376يد:
الوراق وابن مغيرة معا ،عن سعد ،عن النهدي ،عن ابن علوان ،عن عمخخرو
بن ثابت ،عن ابن طريف ،عن ابن نباتة قال :إن أمير المؤمنين عليخخه السخخلم
عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر فقيل لخخه يخخا أميخخر المخخؤمنين تفخخر مخخن
قضاء ال ؟ قال :أفر مخخن قضخخاء الخ إلخخى قخخدر الخ عزوجخخل " .ص " 377
بيان :أي أن الفرار أيضا من تقديره تعخالى ،فل ينخافي كخون الشخياء بقضخاء
ال الفرار من البليا والسعي في تحصيل ما يجب السعي فيه ،فخخإن كخخل ذلخخك
داخل فخخي علمخه وقضخائه ،ول ينخافي شخئ مخن ذلخخك اختيخار العبخد كمخا مخخر،
ويحتمل أن يكون المراد بقدر ال هنا حكمه وأمره أي إنمخخا أفخخر مخخن القضخخاء
بأمره تعالى - 42 .يد :أبي وابن الوليد معا ،عخن محمخد العطخار ،وأحمخد بخن
إدريس معا ،عن الشعري ،عن ابن هاشم ،عخخن ابخخن معبخخد ،عخخن ابخخن أذينخخة،
عن زرارة قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :كما أن بادئ النعم مخخن
ال عزوجل وقد نحلكموه ،وكذلك الشخخر مخخن أنفسخخكم وإن جخخرى بخخه قخخدره" .
ص - 43 " 377 - 376يد :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن
يوسف بن الحارث ،عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي ،عن أبيه رفعه إلى
من قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :قخخدر الخ المقخخادير قبخخل
أن يخلق السماوات والرض بخمسين ألف سخنة " .ص - 44 " 377فخس:
محمد بن جعفر ،عن محمد بخخن أحمخخد ،عخخن أحمخخد بخخن محمخخد السخخياري ،عخخن
فلن (1) ،عن أبي الحسن عليه السلم قال :إن ال جعل قلوب الئمة مخخوردا
لرادته فإذا شاء ال شيئا شاؤوه ،وهو قوله " :ومخخا تشخخاؤن إل أن يشخخاء ال خ
رب العالمين " " .ص - 45 " 714فس :جعفر بن أحمد ،عن عبد الخ بخخن
موسى ،عن ابن البطائني (2) ،عن أبيه،
) (1لم نجد ذكره في كتب الرجال ،ويوجد في ج 2ص 86من فروع الكافي في باب
السماء والكنى رواية ابن مياح عخخن فلن حميخخد ،عخخن أبخخى عبخخد الخ عليخخه
السلم (2) .هو الحسن بن على بن أبى حمزة سالم البطائني ،هو وأبوه من
الواقفة ،بل أبوه من عمدها ضعفهما أصحابنا ،ووردت روايات في ذمهمخخا.
وكان على قائد أبى بصير يحيى بن القاسم.
] [ 115
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له :قوله تعالى " :ومخخا تشخخاؤن
إل أن يشاء ال رب العالمين " قال :لن المشخخية إليخخه تبخخارك وتعخخالى ل إلخخى
الناس " .ص " 714بيان :لعل المراد أن المشية إنما هي مما خلقها ال خ فخخي
العبد وجعله شخائيا فل يشخاؤون إل بعخد أن جعلهخم الخ بحيخث يقخخدرون علخخى
المشية ،أو أن المشية المستقلة التي ل يعارضها شئ إنما هي ل تعالى ،وأمخخا
مشية العباد فهي مشوبة بالعجز يمكن أن يصرفهم ال تعخخالى عنهخخا إذا شخخاء،
فهم ل يشخخاؤون إل بعخخد أن يهيخخئ الخ لهخخم أسخخباب الفعخخل ولخخم يصخخرفهم عخخن
مشخخيتهم ،فخخالمعنى أن المشخخية المسخختقلة إليخخه تعخخالى ،أو أن أسخخباب المشخخية
ونفوذها بقدرته تعالى .وفي الية وجه آخر ذكر في الخبر السابق ،وحاصخخله
أن ال تعالى بعد أن أكمل أولياءه وحججه عليهم السخلم ل يشخاؤون شخيئا إل
بعد أن يلهمهم ال تعالى ويلقي المشية في قلوبهم ،فهو المتصرف في قلخخوبهم
وأبدانهم والمسخدد لهخم فخي جميخع أحخوالهم فاليخة خاصخة غيخر عامخة .وقخال
الطبرسي رحمه ال :فيه أقوال :أحدها أن معناه :ومخخا تشخخاؤون السخختقامة إل
أن يشاء ال ذلك من قبل حيث خلقكم لها وكلفكم بها ،فمشيته تعالى بيخخن يخخدي
مشيتكم .وثانيها :أنه خطاب للكفار والمراد :ل تشاؤون السخخلم إل أن يشخخاء
ال أن يجبركم عليه ويلجئكم إليه ،ولكنه ل يفعل لنخخه يريخخد منكخخم أن تؤمنخخوا
اختيارا لتستحقوا الثواب .وثالثها :أن المراد :وما تشاؤون إل أن يشاء ال أن
يلطف لكم في الستقامة(1) .
) (1قال الشيخ في التبيان :أي وليس يشاؤون شخخيئا مخخن العمخخل بطخخاعته وبمخخا يرضخخاه
ويوصلكم إلى ثوابه إل وال يشاؤه ويريده ،لنه يريد من عباده أن يطيعوه،
وليس المراد أن يشاء كل مخخا يشخخاؤه العبخخد مخخن المعاصخخي والمباحخخات ،لن
الحكيم ل يجوز أن يريد القبائح ول المباح ،لن ذلك صفة نقص وتعالى ال
عن ذلك وقد قال ال تعالى " :يريد ال بكم اليسر ول يريخخد بكخخم العسخخر " و
المعصية والكفر من اعظم العسر ،فكيف يكون ال تعخالى شخخائيا لخه ؟ وهخخل
ذلك إل تناقض ظاهر ؟ انتهى* .
] [ 116
- 46فس :قال علي بن إبراهيم :وأما الرد على المعتزلة فإن الرد مخخن القخخرآن عليهخخم
كثير ،وذلك أن المعتزلة قالوا :نحخخن نخلخخق أفعالنخخا وليخخس لخ فيهخخا صخخنع ول
مشية ول إرادة ويكون ما شاء إبليس ،ول يكون ما شاء الخخ ،واحتجخخوا أنهخخم
خالقون بقول ال تعخخالى " :تبخخارك الخ أحسخخن الخخخالقين " فقخخالوا :فخخي الخلخخق
خالقون غير ال ،فلم يعرفوا معنى الخلق وعلى كم وجه هو ،فسخخئل الصخخادق
عليه السلم :أفوض ال إلى العباد أمرا ؟ فقخخال :الخ أجخخل وأعظخخم مخخن ذلخخك،
فقيل :فأجبرهم علخخى ذلخخك ؟ فقخال :الخ أعخدل مخن أن يجخبرهم علخخى فعخخل ثخم
يعذبهم عليه ،فقيل له :هل بيخخن هخخاتين المنزلخختين منزلخخة ؟ قخخال :نعخخم مخخا بيخخن
السماء والرض - 47 (1) .وفي حديث آخر قال :سئل هل بين الجبر والقدر
منزلة ؟ قال :نعم ،فقيل ما هو ؟ فقال :سر من أسرار ال - 48 .وفخخي حخخديث
آخر قال :هكذا خخرج إلينخخا - 49 (2) .قخال :وحخخدثني محمخخد بخن عيسخخى بخخن
عبيد ،عن يونس قال :قال الرضا عليه السلم :يا يونس ل تقل بقخول القدريخة
فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ،ول بقول أهل
* أقول :النظر في الية وسابقتها وهى قوله تعالى " :إن هخخذه تخخذكرة فمخخن شخخاء اتخخخذ
إلى ربه سبيل " ولحقتها وهخخى قخخوله تعخخالى " :إن الخ كخخان عليمخخا حكيمخخا
يدخل من يشاء في رحمته والظخخالمين أعخخدلهم عخخذابا أليمخخا " يعطخخى المخخراد
ويفيد المغزى ،وهو أن ال تعالى أثبت لهم المشيئة وأثبت أن وقوع مشخخاهم
انما يكون في صورة مشيئته ،فلو كان أراد ذلك حقيقة لم يكن لستناد الظلم
إليهم معنى ،لنهم كانوا فيما ظلموا كارهين غير مختارين ،بل كخخان اسخختناد
ذلك إليه تعالى أقوى وأولى ،كما أن اليخخات أيضخخا لخخم تكخخن لهخخم تخخذكرة فخخي
مشيئتهم اتخخخاذ السخخبيل ،بخخل لخخم يكخخن لنسخخبة الحكمخخة إلخخى ذاتخخه أيضخخا معنخخى
محصل ،لن فعل القبائح والظلم واجبار العبد عليهما والعقاب بهما مع ذلك
ينافى الحكمة ،فالظاهر غير مراد ،بل المراد بيان أن لتوفيقه وتأييخخده أيضخخا
دخل في أفعالهم ،بحيث لو تركهخم و أنفسخهم ولخم يؤيخدهم ويسخددهم لكخانت
أنفسهم تدخلونهم مداخل السوء وتخرجونهم عن الصخخراط السخخوى وطريخخق
المعروف (1) .تقدم مخخا فخخي معنخخاه مسخخندا تحخخت رقخخم 82و 83فخخي البخخاب
السابق (2) .لعله الخبر التى تحت رقم .66
] [ 117
النار ،ول بقول إبليس فإن أهل الجنة قالوا " :الحمد ل الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي
لو ل أن هدينا ال " ولم يقولوا بقول أهل النار ،فإن أهل النخخار قخخالوا " :ربنخخا
غلبت علينا شقوتنا " وقال إبليس " :رب بما أغويتني " فقلت يا سيدي :والخ
ما أقول بقولهم ولكني أقول :ل يكون إل ما شاء ال وقضى وقدر (1 ) ،فقال:
ليس هكذا يا يونس ولكن ل يكون إل ما شاء ال وأراد وقدر وقضى ،أتخخدري
ما المشية يا يونس ؟ قلخخت :ل ،قخخال :هخخو الخخذكر الول :وتخخدري مخخا الرادة ؟
قلت :ل ؟ قال العزيمة على ما شاء ; وتدري ما التقدير ؟ قلت :ل ،قخخال :هخخو
وضع الحدود من الجال والرزاق والبقاء و الفناء ; ) (2وتدري ما القضخخاء
؟ قلت :ل ،قال :هو إقامخة العيخخن (3) ،ول يكخخون إل مخخا شخاء الخ فخخي الخذكر
الول " ص " 22 - 21بيان :الظاهر أن المراد بالقدرية هنا من يقول :إن
أفعال العباد ،ووجودها ليست بقدرة ال وبقدره ،بل باسخختقلل إرادة العبخخد بخخه
واستواء نسبة الرادتين إليه ،و صدور أحدهما عنه ل بموجب غير الرادة،
كما ذهب إليه بعض المعتزلة .ل يقول بقول أهل الجنة من إسناد هدايتهم إليه
سبحانه ،ول بقول أهل النار من إسناد ضللتهم إلى شقوتهم ،ول بقول إبليس
من إسناد الغواء إليه سبحانه ،والفرق بين كلمه عليه السخخلم وكلم يخخونس
إنها هو في الترتيب ،فإن في كلمه عليه السخخلم التقخخدير مقخخدم علخخى القضخخاء
كما هو الواقع ،وفي كلم يونس بالعكس ،والذكر هو الكتابة مجمل فخخي لخخوح
المحو والثبات ،أو العلم القخخديم - 50 .ثخخو :علخخى بخخن أحمخخد ،عخخن محمخخد بخخن
جعفر ،عن محمد بخن أبخخي القاسخخم ،عخن إسخحاق بخن إبراهيخم ،عخن علخي بخن
موسى البصري ،عن سليمان بن عيسى ،عن إسرائيل ،عن أبي إسحاق،
) (1في الكافي عن على بن ابراهيم " إل ما شاء ال أرادوا وقضى وقخخدر .م ) (2فخخي
الكافي :قال هو الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء (3) .فخخي الكخخافي:
قال :والقضاء هو البرام واقامة العيخخن .أقخخول :اقامخخة العيخخن أي اقخخامته فخخي
العيان والوجود الخارجي ،وهو فخخي أفعخخاله بمعنخخى الخلخخق واليجخخاد علخخى
وفق الحكمة ،وفى أفعالنا ترتب الثواب والعقاب عليها علخخى وجخخه الجخخزاء.
وقخخال المنصخخف :اقامخخة العيخخن أي ايجخخاده ،وفخخى أفعخخال العبخخاد اقخخدار العبخخد
وتمكينه ورفع الموانع عنه انتهى .ويأتى الحديث باسناد آخر مع تفاوت فخخي
ألفاظه تحت رقم .69
] [ 118
عن الحارث ،عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :إن أرواح القدريخخة يعرضخخون علخخى
النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة ،فإذا قامت الساعة عذبوا مع أهخخل النخخار
بألوان العذاب ،فيقولون :يا ربنا عذبتنا خاصة وتعخخذبنا عامخخة فيخخرد عليهخخم "
ذوقوا مس سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر " " .ص " 204بيان :قال الطبرسي
رحمه ال :أي خلقنا كل شئ خلقنخخاه مقخخدرا بمقخخدار تخخوجبه الحكمخخة لخخم نخلقخخه
جزافا ،فخلقنا العذاب أيضا على قدر الستحقاق ،وكذلك كل شخخئ خلقنخخاه فخخي
الدنيا والخرة خلقناه مقدرا بمقدار معلوم .وقيل :معنخخاه خلقنخخا كخخل شخخئ علخخى
قدر معلخوم ،فخلقنخا اللسخان للكلم ،واليخد للبطخش ،والرجخل للمشخي ،والعيخن
للنظر ،والذن للسماع ،والمعدة للطعام ،ولو زاد أو نقص عما قدرناه لمخخا تخخم
الغرض .وقيل :معنخخاه :جعلنخخا لكخخل شخخئ شخخكل يخخوافقه ويصخخلح لخخه ،كخخالمرأة
للرجخخل ،والتخخان للحمخار ،و ثيخاب الرجخخال للرجخال ،وثيخخاب النسخاء للنسخاء.
وقيل :خلقنا كل شئ بقدر مقدر وقضاء محتوم في اللوح المحفوظ - 51 .ثخخو:
علي بن أحمد ،عن محمد بن جعفر ،عن محمد بن أبي بشخر ،عخن محمخد بخن
عيسى الدامغاني ،عن محمد بن خالد البرقي ،عن يخخونس ،عمخخن حخخدثه ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ما أنزل ال هخخذه اليخخات إل فخخي القدريخخة " :إن
المجرمين في ضلل وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مخخس
سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر " " .ص - 52 " 204ثو :علي بن أحمد ،عخخن
محمد بن جعفخخر ،عخخن مسخخلمة بخخن عبخخد الملخخك ،عخخن داود ابخخن سخخليمان ،عخخن
الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه:
صنفان من أمتي ليس لهما فخخي السخخلم نصخخيب :المخخرجئة ،والقدريخخة " .ص
- 53 " 204ثو :العطار ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عخخن الهخخوازي ،عخخن
صفوان ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبيه ،عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال:
يحشر المكذبون بقدر ال من قبورهم قخخد مسخخخوا قخخردة وخنخخازير" 205 " .
- 54ثخو :ابخن المتوكخل ،عخن الحميخري ،عخن ابخن أبخخي الخطخخاب ،عخن ابخن
محبوب ،عن هشام بن سالم ،عن زرارة ومحمد بخخن مسخخلم ،عخخن أبخخي جعفخخر
عليه السلم قال :نزلت هذه الية
] [ 119
في القدرية " :ذوقوا مس سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر " " .ص - 55 ." 205شخخى:
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ،عن أبي جعفر وأبخخي عبخخد الخ عليهمخخا
السلم في قوله " :وكل إنسان ألزمنخخاه طخخائره فخخي عنقخخه " قخخال :قخخدره الخخذي
قدره عليه - 56 .وفي رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر عليه السخخلم قخخال:
خيره وشره معه ،حيث كان ل يستطيع فراقه حتى يعطى كتخخابه يخخوم القيامخخة
بما عمل .بيان :قال الطبرسي رحمه ال :معناه وألزمنا كل إنسخخان عملخخه مخخن
خير أو شر في عنقه ،أي جعلناه كالطوق في عنقخخه ل يفخخارقه .وقيخخل :طخخائره
يمنه وشؤمه وهو ما يتطير به .وقيل :طائره حظه من الخير والشر ; وخص
العنق لنه محخخل الطخخوق الخخذي يزيخخن المحسخخن ،والغخخل الخخذي يشخخين المسخخئ،
وقيل :طائره كتابه .وقيل :معناه :جعلنا لكل إنسان دليل من نفسه لن الطخخائر
يستدل به عندهم على المور الكائنخة ،فيكخون معنخاه :كخل إنسخخان دليخل نفسخه
وشاهد عليها ،إن كان محسنا فطائره ميمون ،وإن أسخخاء فطخخائره مشخخوم(1) .
- 57ثو :ابن المتوكل ،عن محمد بن جعفر ،عن النخعي ،عن النخخوفلي ،عخخن
السكوني ،عن الصادق ،عن آبائه ،عخخن أميخخر المخخؤمنين صخخلوات الخ عليهخخم
قخال :يجخاء بأصخحاب البخدع يخوم القيامخة فخترى القدريخة مخن بينهخم كالشخامة
البيضاء في الثور السود فيقخخول الخ عزوجخخل :مخخا أردتخخم ؟ فيقولخخون :أردنخخا
وجهك ،فيقول :قد أقلتكم عثراتكم وغفرت لكم زلتكم إل القدرية فإنهم دخلوا
في الشرك من حيث ل يعلمون " .ص " 205
) (1قال السيد الرضى في مجازات القخخرآن :وهخخذه اسخختعارة والمخخراد بالطخخائر ههنخخا -
وال أعلم -ما يعمله النسان من خير وشر ،ونفع وضر ،وذلك مأخوذ مخخن
زجر الطائر على مذهب العخرب ،لنهخم يتخبركون بالطخائر المعخخترض مخخن
ذات اليمين ،ويتشائمون بالطائر المعترض مخخن ذات الشخخمال ،ومعنخخى ذلخخك
أنه سبحانه يجعل عمل النسان من الخير والشر كالطوق في عنقه بخخالزامه
اياه والحكم عليه به ،وقال بعضهم :معنى ذلك إنا جعلنا لكل انسان دليل من
نفسه على ما بيناه له وهديناه إليه والعخخرب تقيخخم العنخخق والرقبخخة مقخخام نفخخس
النسان وجملتخخه ،فنقخخول :لخخى فخخي رقبخخة فلن دم ،ولخخى فخخي رقبتخخه ديخخن أي
عنده ،وفلن قد أعتق رقبة إذا أعتق عبدا أو أمة ،ويقول الداعي في دعائه:
اللهم أعتق رقبتي مخخن النخخار ،وليخخس يريخخد العتخخق المخصخخوص وانمخخا يريخخد
الذات والجملة ،وجعل سخخبحانه الطخائر مكخخان الخخدليل الخختى يسخختدل بخه علخخى
اسخختحقاق الثخخواب والعقخخاب علخخى عخخادة العخخرب الخختى ذكرناهخخا فخخي التخخبرك
بالسانح والتشائم بالبارح.
] [ 120
بيان :المراد بأصحاب البخخدع مخخن لخخم ينتخخه بخخه بخخدعته إلخخى الكفخخر فضخخلوا مخخن حيخخث ل
يعلمون - 58 .ثو :بهذا السناد عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :لكل أمخخة
مجوس ومجوس هذه المة الذين يقولون :ل قخخدر " .ص - 59 " 206ثخخو:
بهذا السناد قال :دخل مجاهد مولى عبد ال بن عباس على علي عليه السلم
فقال :يا أمير المؤمنين ما تقخخول فخخي كلم أهخخل القخخدر ؟ -ومعخخه جماعخخة مخخن
الناس -فقال أمير المؤمنين عليه السلم :معك أحخخد منهخخم أو فخخي الخخبيت أحخخد
منهم ؟ قال :ما تصنع بهم يا أميخر المخؤمنين ؟ قخال :إسختتيبهم فخإن تخابوا وإل
ضربت أعناقهم " .ص - 60 " 205ثو :بالسناد المتقدم عن السكوني ،عن
مروان بن شجاع ،عن سالم الفطخخس ،عخخن سخخعيد بخخن جخخبير قخخال :قخخال أميخخر
المؤمنين صلوات ال عليه :ما غل أحد في القدر إل خرج مخخن اليمخخان(1) .
" ص - 61 " 205ثو :ابن المتوكل ،عن محمد بن جعفخخر ،عخخن أحمخخد بخخن
محمد العاصمي ،عن علي بن عاصم ،عن محمد بن عبد الرحمن ،عن يحيى
بن سالم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :ما الليخخل بالليخخل ول النهخخار بالنهخخار
أشبه من المرجئة باليهودية ،ول من القدرية بالنصرانية " .ص 206 - 205
" - 62ير :أحمد بن محمد ،عن بعض أصحابنا ،عن جميل ،عخخن أبخخي عبخخد
ال عليه السلم قال :سألته عن القضاء والقدر ،فقال :هما خلقان من خلق ال
وال يزيد في الخلق ما يشاء ،و أردت أن أسأله في المشية فنظر إلى فقال :يا
جميل ل أجيبك في المشية - 63 (2) .سن :أبى ،عن إسماعيل بخخن إبراهيخخم،
وابن أبي عمير ،عن ابن بكير ،عن زرارة ،عن حمران قال :سألت أبا جعفر
عليه السلم عن قوله ال عزوجل " :هل أتى على النسان حين من الدهر لم
يكن شيئا مذكورا " فقال :كان شيئا ولم يكن مذكورا ،قلت :فقوله:
) (1في نسخة :السلم (2) .روى الحديث في مختصر بصائر الدرجات " ص 134
" باسناد آخر عن جميل عن زرارة عن عبد ال بن سليمان ،عخخن أبخخي عبخخد
ال عليه السلم .م
] [ 121
" أو لم ير النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " قال :لخخم يكخخن شخخيئا فخخي كتخخاب ول
علم " .ج 1ص " 243بيان :ول علم أي علم أحد مخخن المخلخخوقين ،والخلخخق
في هذه الية يحتمل التقدير واليجاد .قوله عليه السلم :كان شيئا أي مقخخدرا،
كما روى الكليني عن مالك الجهني مكان " شيئا " مقخخدرا (1) .غيخخر مخخذكور
أي عند الخلق أي غير موجود ليذكر عنخخد الخلخخق ،أو كخخان مقخخدرا فخخي اللخخوح
لكن لم يوح أمره إلى أحد من الخلق - 64 .سن :أبخخي ،عخخن ابخخن أبخخي عميخخر،
عن هشام بن سالم قال :قال أبو عبخخد ال خ عليخخه السخخلم :إن الخ إذا أراد شخخيئا
قدره ،فإذا قدره قضاه ،فإذا قضاه أمضاه " .ص - 65 " 244 - 243سن:
أبي ،عن فضالة ،عن محمد بن عمارة ،عن حريز بن عبخخد الخخ ،أو عبخخد ال خ
بن مسكان قال :قال أبو جعفر عليه السلم ل يكون شئ فخخي الرض ول فخخي
السخخماء إل بهخخذه الخصخخال السخخبعة :بمشخخية ،وإرادة ،وقخخدر ،وقضخخاء ،وإذن،
وكتاب ،وأجل ; فمن زعم أنه يقدر على نقص واحدة منهخخن فقخخد كفخخر " .ص
- 66 " 244سن :النضر ،عن هشام ،وعبيد بن زرارة ،عن حمران ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال (2) :كنت أنا والطيار جالسين فجاء أبخخو بصخخير
فأفرجنا له فجلس بيني وبين الطيار ،فقال :في أي شخخئ أنتخخم ؟ فقلنخخا :كنخخا فخخي
الرادة والمشية والمحبة ،فقال أبو بصير :قلت لبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم:
شاء لهم الكفخخر وأراده ؟ فقخال :نعخم ،قلخخت :فخأحب ذلخك ورضخخيه ؟ فقخال :ل،
قلت :شاء وأراد ما لم يحب ولخخم يخخرض ؟ قخخال :هكخخذا خخخرج إلينخخا ) " (3ص
" 245
) (1أقول :أورده في كتابه الكافي في باب البداء باسناده عخخن أحمخخد بخخن مهخخران ،عخخن
عبد العظيم الحسخخنى ،عخخن علخخى بخخن أسخخباط ،عخخن ابخخن مسخخكان ،عخخن مالخخك
الجهنى قال سئلت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال خ تعخخالى " :أو لخخم يخخر
النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شخخيئا " قخخال :فقخخال :ل مقخخدرا ول مكونخخا،
قال :وسئلته عن قوله " :هل أتى على النسان حين من الدهر لم يكخخن شخخيئا
مذكورا " فقال :كان مقدرا غيخخر مخخذكور (2) .الظخخاهر أن ضخخمير " قخخال "
يرجع إلى حمران ،وأن لفظة " عن أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم " زائدة مخخن
النساخ (3) .في المصدر :هكذا اخرج الينا .م
] [ 122
- 67سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن محمد بن مسلم ،عن أبخي عبخد
ال عليه السلم قخخال :المشخخية محدثخخة .ص " - 68 " 245سخخن :أبخخي ،عخخن
يونس ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :قلت :ل يكون إل ما شاء ال
وأراد وقدر وقضى (1) ،قلت :فما معنى شاء ؟ قال :ابتداء الفعل ،قلخخت :فمخخا
معنى أراد ؟ قال :الثبوت عليه ،قلت :فما معنى قدر ؟ قال :تقخخدير الشخخئ مخخن
طوله و عرضه ،قلت :فما معنى قضى ؟ قال :إذا قضى أمضاه فذلك الذي ل
مرد له .ص " " 244بيان :ابتداء الفعل أي أول الكتابخخة فخخي اللخخوح ،أو أول
ما يحصل من جانب الفاعل ويصدر عنه مما يؤدي إلى وجخخود المعلخخول69 .
-سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن محمد بن إسحاق قخخال :قخخال أبخخو الحسخخن
عليه السلم ليونس مولى علي بن يقطين :يا يونس ل تتكلم بالقدر ،قال :إنخخي
ل أتكلم بالقدر و لكن أقخخول :ل يكخخون إل مخخا أراد الخ وشخخاء وقضخخى وقخخدر،
فقال :ليخخس هكخخذا أقخخول ،ولكخن أقخول :ل يكخخون إل مخخا شخاء الخ وأراد وقخدر
وقضى ; ثم قال :أتدري ما المشية ; فقال :ل ،فقخخال :همخخه بالشخخئ ; أو تخخدري
ما أراد ؟ قال :ل ،قال :إتمامه على المشية ،فقال :أو تدري ما قدر ؟ قال :ل،
قال :هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء .ثم قخخال :إن ال خ إذا شخخاء شخخيئا
أراده ،وإذا أراد قخخدره ،وإذا قخخدره قضخخاه ،وإذا قضخخاه أمضخخاه ; يخخا يخخونس إن
القدرية لم يقولوا بقول ال " :وما تشخخاؤن إل أن يشخخاء الخ " ول قخخالوا بقخخول
أهل الجنة " :الحمد ل الذي هدينا لهذا وما كنخخا لنهتخخدي لخخول أن هخخدينا الخ "
ول قالوا بقول أهل النار " :ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضخخالين " ول
قالوا بقول إبليس :" :رب بما أغويتني " ول قالوا بقخخول نخخوح " :ول ينفعكخخم
نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان ال يريد أن يغخخويكم هخخو ربكخخم وإليخخه
ترجعون " ثم قال :قال ال :يابن آدم بمشيتي كنت أنت الخخذي تشخخاء ،وبقخخوتي
أديت إلي فرائضي ،وبنعمتي قويت على معصيتي ،وجعلتخخك سخخميعا بصخخيرا
قويا ،فما أصابك من حسنة فمني ،وما أصابك مخخن سخخيئة فمخخن نفسخخك ،وذلخخك
إني ل أسأل عما أفعل وهم يسألون ،ثم قال :قد نظمت لك كخخل شخخئ تريخخده" .
ص " 245 - 244
) (1في المصدر :واراد وقضى ،فقال :ل يكون ال ما شخاء الخ واراد وقخخدر وقضخى،
قال :قلت اه .م
] [ 123
- 70ضا :سئل أمير المؤمنين صلوات ال عليه عن القدر قخخال :فقيخخل لخخه :أنبئنخخا عخخن
القدر يا أمير المؤمنين ; فقال :سر ال فل تفتشوه .فقيل له الثخخاني :أنبئنخخا عخخن
القدر يا أمير المؤمنين ،قال :بحر عميق فل تلحقوه (1) ،فقيل له :أنبئنخخا عخخن
القدر ،فقال " :ما يفتح ال للنخخاس مخخن رحمخخة فل ممسخخك لهخخا ومخخا يمسخخك فل
مرسل لها " ) (2فقال :يا أمير المؤمنين إنما سألناك عن الستطاعة التى بها
نقوم ونقعد ،فقال :استطاعة تملك مع ال أم دون ال ؟ قال :فسكت القخخوم ولخخم
يحروا جوابا ،فقال صلى ال عليه وآله :إن قلتم :إنكم تملكونها مع ال قتلتكم،
وإن قلتخخم :دون ال خ قتلتكخخم ! فقخخالوا :كيخخف نقخخول يخخا أميخخر المخخؤمنين ؟ قخخال:
تملكونها بالذي يملكها دونكم ) (3فإن امدكم بهخخا كخخان ذلخخك مخخن عطخخائه ،وإن
سلبها كان ذلك من بلئه ،إنما هو المالك لما ملككم ،والقادر لما عليه أقدركم،
أما تسمعون ما يقول العباد ويسألونه الحخخول والقخخوة حيخخث يقولخخون :ل حخخول
ول قوة إل بال ،فسئل عن تأويلها :فقال :ل حول عن معصيته إل بعصخخمته،
ول قوة على طاعته إل بعونه - 71 .قال العالم كتب الحسن بخخن أبخخي الحسخخن
البصري إلى الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الخ عليهمخخا يسخخأله عخخن
القدر ،وكتب إليه :فاتبع ما شرحت لك في القدر مما افضي إلينخخا أهخخل الخخبيت
فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ،ومن حمل المعاصخخي علخخى الخ
عزوجل فقد افترى على ال افتراءا عظيما ،إن ال خ تبخخارك وتعخخالى ل يطخخاع
بإكراه ،ول يعصى بغلبة ،ول يهمل العباد في الهلكة ،لكنه المالك لما ملكهخخم،
والقادر لما عليه أقدرهم ،فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن ال صادا عنهخخا مبطئا،
وإن ائتمروا بالمعصية
) (1في نسخة :فل تلجوه .وفى فقه الرضا المطبخخوع هنخخا زيخادة وهخخى قخخوله :فقيخخل لخه
الثالث :أنبئنا عن القدر يا أمير المؤمنين ،فقال :طريخخق معخخوج فل تسخخلكوه،
ثم قيل له الرابع أنبئنا إ ه (2) .الية تخخدل علخخى سخخبق وجخخود الرحمخخة علخخى
إيتائها وافاضتها فان الفتح نوع كشف واظهار يحتاج إلى وجخود المكشخوف
عنه وسبقه على الكشف فتدل على تقدم الرحمة اللهية علخخى أعمخخال العبخخاد
التي تفتح لهم الرحمة فيها وبها ،وحينئذ يعود مضمون الكلم إلخخى مخخا تقخخدم
في الخبر الذى تحت رقم 35عن أمير المؤمنين عليه السخلم فراجخخع .ط) .
(3في المطبوع هكذا :تملكونها بالذى يملككم بملكها دونكم.
] [ 124
فشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبين مخخا ائتمخخروا بخخه فعخخل ،وإن لخخم يفعخخل فليخخس هخخو
حملهم عليها قسرا ،ول كلفهم جبرا ،بل بتمكينه إياهم بعد إعذاره وإنذاره لهم
واحتجاجه عليهم طوقهم ومكنهم ،وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما إليخخه دعخخاهم،
وترك ما عنه نهاهم ،جعلهخم مسختطيعين لخخخذ مخا أمرهخخم بخخه مخن شخئ غيخخر
آخذيه ،ولترك ما نهاهم عنه مخخن شخخئ غيخخر تخخاركيه ،والحمخخد لخ الخخذي جعخخل
عباده أقوياء لما أمرهم به ،ينالون بتلك القوة وما نهخخاهم عنخخه ،وجعخخل العخخذر
لمن يجعل له السبيل ،حمدا متقبل ) (1فأنا على ذلك أذهب وبخخه أقخخول ،وال خ
وأنا وأصحابي أيضا عليه ،وله الحمد - 72 .نهج :قخخال عليخخه السخخلم - :وقخخد
سئل عن القدر -طريق مظلم فل تسلكوه ،و بحر عيمق فل تلجوه ،وسر ال خ
فل تتكلفوه - 73 .ضا :سئل أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه عخخن مشخخية الخ
وإرادته ،فقال صلى ال عليه وآله :إن ل مشيتين :مشية حتخخم ،ومشخية عخخزم،
وكذلك إن ل إرادتين :إراة حتم ،وإرادة عخخزم ،إرادة حتخخم ل تخطخخئ ،وإرادة
عزم تخطئ وتصيب ،وله مشيتان :مشية يشاء ،ومشية ل يشاء ; ينهخى وهخو
يشاء ،ويأمر وهو ل يشاء ،معناه أراد من العباد وشاء ) (2ولم يرد المعصية
وشخخاء ،وكخخل شخخئ بقضخخائه وقخخدره ،والمخخور تجخخري مخخا بينهمخخا ،فخخإذا أخطخأ
القضاء لم يخطئ القدر ،وإذا لم يخط القدر لم يخط القضاء ،وإنما الخلق مخخن
القضاء إلى القدر ) (3وإذا يخطى ومن القخخدر إلخخى القضخخاء ; والقضخخاء علخخى
أربعة أوجه في كتاب ال عزوجل الناطق على لسان سخخفيره الصخخادق صخخلى
ال عليه وآله :منها قضاء الخلق وهو قوله تعخخالى " :فقضخيهن سخبع سخخموات
في يومين " معناه خلقهن.
) (1إلى هنا أنهى الحديث في فقه الرضا المطبوع وليست فيه جملة " فأنما على ذلخخك
" إلى قوله " :وله الحمد " بل أثبت الجمله عقيب قوله " :وعظم شانه " في
الخبر التخخى تحخخت رقخخم (2) .74فخخي فقخخه الرضخخا المطبخخوع :أراد العبخخادة
وشاء (3) .في فقه الرضا المطبوع :فإذا اضطر القضاء لخخم يخطخخئ القخخدر،
وإذا لم يخطئ القدر لم يخطئ القضاء ،وانما الخلق من القضاء إلخخى القخخدر،
فإذا أخطأ القدر لم يخطخخئ القضخخاء ،وانمخخا الخلخخق مخخن القخخدر إلخخى القضخخاء،
وللقضاء أربعة أوجه اه.
] [ 125
والثاني قضاء الحكم وهو قوله " :وقضى بينهم بالحق " معنخخاه حكخخم .والثخخالث قضخخاء
المر وهو قوله " :وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه " معناه أمر ربك .والرابع
قضاء العلم وهو قوله " :وقضينا إلى بنخخي إسخرائيل فخي الكتخخاب لتفسخخدن فخخي
الرض مرتيخخن " معنخخاه علمنخخا مخخن بنخخي إسخخرائيل ،قخخد شخخاء ال خ مخخن عبخخاده
المعصية وما أراد وشاء الطاعة وأراد منهم لن المشية مشية المخخر ومشخخية
العلم ،وإرادته إرادة الرضا وإرادة المر ،أمر بالطاعة ورضخخي بهخخا ،وشخخاء
المعصية يعني علم من عباده المعصية ولم يأمرهم بهخخا ،فهخخذا مخخن عخخدل ال خ
تبارك وتعالى في عباده جل جلله وعظم شأنه .أقول :كخخانت النسخخخة سخخقيمة
فأوردناه كما وجدناه .قوله عليه السلم :إذا أخطأ القضاء يمكن أن يقرأ بغيخخر
همز :والمعنى إذا جاوز أمر من المور التي شرع في تهيئة أسخخباب وجخخوده
القضاء ولم يصر مقضيا فل يتجاوز عن القدر ،ول محالة يدخل في التقدير،
وإنما يكون البداء بعد التقدير .وإذا لم يخط من المضاعف بمعنخخى الكتابخخة أي
إذا لم يكتب شئ في لوح القدر ل يكتب فخخي لخخوح القضخخاء إذ هخخو بعخخد القخخدر.
وإنما الخلق من القضاء أي إذا لوحظت علخخل الخلخخق واليجخخاد ففخخي الخخترتيب
الصعودي يتجاوز من القضاء إلى القدر ،والتخطخخي والبخخداء إنمخخا يكخخون بعخخد
القدر قبل القضاء ،والظهر أنه كان وإذا أخطخخأ القخخدر مكخخان " وإذا لخخم يخخخط
القدر " و يكون من الخطأ ل من الخط ،فالمعنى أن كل ما يوجد مخخن المخخور
إما موافق للوح القضاء ،إو للوح القدر على سبيل منع الخلو ،فإذا وقع البداء
في أمر ولم يقع على ما أثبت في القخدر يكخون موافقخا للقضخاء ،ولعخل ظخاهر
هذا الخبر تقدم القضخاء علخى القخدر ،ويحتمخل أن يكخون القضخاء فخي الولخى
بمعنى المر ،وفي الثانية بمعنى الحتم فيستقيم ما في الرواية مخخن النفخخي74 .
-شخخا :روى الحسخخن بخخن أبخخي الحسخخن البصخخري قخخال :جخخاء رجخخل إلخخى أميخخر
المخخؤمنين عليخه السخلم بعخد انصخخرافه مخن حخخرب صخفين فقخال لخخه :يخخا أميخر
المؤمنين خبرني عما كان بيننا و بين هؤلء القوم مخخن الحخخرب أكخخان بقضخخاء
من ال وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلم :ما
] [ 126
علوتم تلعة ول هبطتم واديا إل ول فيه قضاء وقدر ،فقخخال الرجخخل :فعنخخد الخ أحتسخخب
عنائي يا أمير المؤمنين ،فقال له :ولم ؟ قال :إذا كخخان القضخخاء والقخخدر سخخاقانا
إلى الع مل فما الثواب لنا على الطاعة ،ومخخا وجخخه العقخخاب علخخى المعصخخية ؟
فقال له أمير المؤمنين عليه السلم :أو ظننخخت يارجخل أنخخه قضخخاء حتخخم وقخدر
لزم ل تظن ذلك فإن القول به مقالة عبدة الوثان وحزب الشيطان وخصماء
الرحمن وقدرية هذه المة ومجوسها ،إن ال جخخل جللخخه أمخخر تخييخخرا ونهخخى
تحخخذيرا ،وكلخخف يسخخيرا ،ولخخم يطخخع مكرهخخا ،ولخخم يعخخص مغلوبخخا ،ولخخم يخلخخق
السماوات والرض وما بينهما باطل ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا
من النار ،فقال الرجل فما القضاء والقخخدر الخخذي ذكرتخخه يخخا أميخخر المخخؤمنين ؟
قال :المر بالطاعة ،والنهى عن المعصية ،والتمكين من فعل الحسخنة وتخرك
السيئة ،والمعونة على القربة إليه ،والخخخذلن لمخخن عصخخاه ،والوعخخد والوعيخخد
والترغيب والترهيب ،كل ذلك قضخخاء الخ فخخي أفعالنخخا وقخخدره لعمالنخخا ،فأمخخا
غير ذلك فل تظنه فإن الظن له محبط للعمال .فقال الرجل :فرجت عني يخخا
أمير المؤمنين فرج ال عنك ،وأنشأ يقول :أنخخت المخخام الخخذي نرجخخو بطخخاعته
إلى آخر البيتين - 75 (1) .الدرة الباهرة :قال الرضا عليخخه السخخلم :المشخخية
الهتمام بالشئ ،والرادة إتمام ذلخك الشخخئ - 76 .نهخج :قخال عليخه السخلم- :
وقد سئل عن القدر -طريق مظلم فل تسلكوه ،وبحر عميق فل تلجوه ،وسخخر
ال فل تتكلفوه - 77 .وقال عليخخه السخخلم :يغلخخب المقخخدار علخخى التقخخدير حخختى
تكون الفة في التخخدبير .بيخان :المقخخدار :القخخدر - 78 .نهخخج :مخخن كلمخخه عليخخه
السلم للشامي لما سأله :أكان مسيره إلى الشام بقضاء من ال وقدره ؟ -بعخخد
كلم طويل مختاره :ويحك لعلك ظننت قضاءا لزما وقدرا حاتما ،ولخخو كخخان
ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب ،وسقط الوعد والوعيد ،إن ال سخخبحانه أمخخر
عباده تخييرا ،ونهاهم تحخخذيرا ،وكلخخف يسخخيرا ،ولخخم يكلخخف عسخخيرا ،وأعطخخى
على القليل
) (1تقدم الحديث باسناد متعددة تحت رقم 19من الباب الول.
] [ 127
كثيرا ،ولم يعص مغلوبا ،ولم يطع مكرها ،ولم يرسل النبياء لعبخخا ،ولخخم ينخخزل الكتخخب
للعباد عبثا ،ول خلق السماوات والرض وما بينهما باطل ،ذلخخك ظخخن الخخذين
كفروا فويل للذين كفروا من النار - 79 .شى :عخخن مسخخعدة بخخن صخخدقة ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال :مخخن زعخخم أن الخ يخخأمر بالسخخوء والفحشخخاء فقخخد
كذب على ال ،ومن زعم أن الخير والشخخر بغيخخر مشخخيته فقخخد أخخخرج الخ مخخن
سلطانه ،ومن زعم أن المعاصي عملت بغير قوة ال فقد كذب على ال ومخخن
كذب على ال أدخله ال النار .تتميم :قال العلمة رحمه ال فخخي شخخرحه علخخى
التجريد :يطلق القضاء على الخلق والتمام قال ال تعخخالى " :فقضخخيهن سخخبع
سموات في يومين " ) (1أي خلقهن وأتمهن .وعلى الحكخخم واليجخخاب كقخخوله
تعخخالى " :وقضخخى ربخخك أل تعبخخدوا إل إيخخاه " ) (2أي أوجخخب والخخزم .وعلخخى
العلم والخبار كقوله تعالى " :وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب " ) (3
أي أعلمناهم وأخبرناهم .ويطلق القدر على الخلق كقوله تعالى " :فقخخدر فيهخخا
أقواتها " ) (4والكتابخة كقخول الشخخاعر :واعلخم بخأن ذا الجلل قخد قخدر * فخخي
الصحف الولى التي كان سطر والبيان كقخخوله تعخخالى " :إل امرأتخخه قخخدرناها
من الغابرين " ) (5اي بينا وأخبرنا بذلك ،إذا ظهر هذا فنقول للشعري :مخخا
تعني بقولك :إنخه تعخخالى قضخخى أعمخخال العبخاد وقخدرها ؟ إن أردت بخه الخلخخق
واليجاد فقد بينا بطلنه ،وأن الفعال مستندة إلينخخا ،وإن عنخخي بخخه اللخزام لخخم
يصح إل في الواجب خاصة ،وإن عني به أنه تعالى بينها و كتبها وعلم أنهخخم
سيفعلونها فهو صحيح ،لنه تعالى قد كتخخب ذلخخك أجمخخع فخخي اللخخوح المحفخخوظ
وبينخخه لملئكتخخه ،وهخخذا المعنخخى الخيخخر هخخو المتعيخخن للجمخخاع علخخى وجخخوب
الرضا بقضاء ال تعالى وقدره ،ول يجوز الرضا بالكفر وغيره من القبخخائح،
ول ينفعهم العتذار
) (1فصلت (2) .12 :اسرى (3) .23 :اسرى (4) .4 :فصلت (5) .11 :النمل.57 :
] [ 128
بوجوب الرضا به مخخن حيخث إنخه فعلخخه ،وعخدم الرضخا بخخه مخن حيخخث الكسخب لبطلن
الكسب أول ; وثانيا نقول :إن كخخان كخخون الكفخخر كسخخبا بقضخخائه تعخخالى وقخخدره
وجب الرضا به من حيث هو كسب ،وهو خلف قولكم وإن لخخم يكخخن بقضخخاء
وقدر بطل إسناد الكائنات بأجمعها إلى القضخخاء والقخخدر انتهخخى .وقخخال شخخارح
المواقخخف :اعلخخم أن قضخخاء الخ عنخخد الشخخاعرة هخخو إرادتخخه الزليخخة المتعلقخخة
بالشياء علخخى مخخا هخخي عليخخه فيمخخا ل يخخزال ،وقخخدره إيجخخاده إياهخخا علخخى وجخخه
مخصوص وتقدير معين في ذواتها وأحوالهخخا ،وأمخخا عنخخد الفلسخخفة فالقضخخاء
عبارة عن علمه بما ينبغي أن يكخون عليخه الوجخود حختى يكخون علخى أحسخن
النظام وأكمل النتظام ،وهو المسمى عندهم بالعناية التي هي مبخخدء لفيضخخان
الموجودات من حيث جملتها على أحسن الوجوه وأكملها والقخخدر عبخخارة عخخن
خروجها إلى الوجود العينخخي بأسخخبابها علخخى الخخوجه الخخذي تقخخرر فخخي القضخخاء
والمعتزلخخة ينكخخرون القضخخاء والقخخدر فخخي الفعخخال الختياريخخة الصخخادرة عخخن
العباد ،ويثبتون علمخخه تعخخالى بهخخذه الفعخخال ،ول يسخخندون وجودهخخا إلخخى ذلخخك
العلم ،بل إلى اختيار العباد ،وقدرتهم انتهى .وقال السيد المرتضى رضي ال
عنه في كتاب الغرر والدرر :إن قال قائل :ما تأويل قوله تعالى " :ومخخا كخخان
لنفس أن تخخؤمن إل بخخإذن الخ ويجعخخل الرجخخس علخخى الخخذين ل يعقلخخون " )(1
فظاهر هذا الكلم يدل على أن اليمان إنما كان لهم فعله بإذنه وأمخخره وليخخس
هذا مذهبكم ،فإن حمل الذن ههنا علخخى الرادة اقتضخخى أن مخخن لخخم يقخخع منخخه
اليمان لم يرد ال تعالى منه وهذا أيضا بخلف قولكم ،ثم جعل الرجس الذي
هو العذاب على الذين ل يعقلون ،ومن كان فاقدا عقله ل يكون مكلفخخا ،فكيخخف
يستحق العذاب ؟ وهذا بالضد من الخبر المروي عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه
وآله أنه قال :أكثر أهل الجنة البله .الجواب يقال لخخه :فخخي قخخوله :إل بخخإذن الخ
وجوه :منها أن يكون الذن :المخخر ،ويكخخون معنخخى الكلم أن اليمخخان ل يقخخع
من أحد إل بعد أن يأذن ال فيه ويأمر به ،ول يكون معناه ما ظنه السائل مخخن
أنه ل يكون للفاعل فعله إل بإذنه ،ويجرى هذا مجرى
] [ 129
ويجخخري هخخذا مجخخرى قخخوله تعخخالى " :ومخخا كخخان لنفخخس أن تمخخوت إل بخخإذن الخ " )(1
ومعلوم أن معنى قوله " :ليس لها " في هذه اليخة هخو مخخا ذكرنخاه ،وإن كخان
الشبه في الية التي فيها ذكر الموت أن يكون المراد بالذن العلم .ومنهخخا أن
يكون الذن هو التوفيق والتيسير والتسهيل ،ول شبهة في أن ال تعالى يوفق
لفعل اليمان ويلطف فيه ويسهل السبيل إليخخه .ومنهخخا أن يكخخون الذن :العلخخم،
من قولهم :أنت أذنت لكذا وكذا :إذا سمعته وعلمته ،وأذنت فلنخخا بكخخذا وكخخذا:
إذا أعلمته ،فتكون فائدة الية الخبار عن علمه تعخخالى بسخخائر الكائنخخات وأنخخه
مما ل تخفى عليه الخفيات ،وقد أنكر بعض من ل بصيرة له أن يكخخون الذن
-بكسر اللف وتسكين الذال -عبخارة عخن العلخم ،وزعخم أن الخذي هخو العلخم
الذن -بالتحريك -واستشهد بقول الشاعر :إن همي في سخخماع وأذن .وليخخس
المر على ما تخوهمه هخذا المتخوهم لن الذن هخو المصخدر والذن هخو اسخم
الفعل ويجري مجرى الحذر فخخي أنخخه مصخخدر والحخخذر -بالتسخخكين -السخخم ;
على أنه لو لم يكن مسموعا إل الذن -بالتحريك -لجاز التسكين ،مثخخل مثخخل
ومثل وشبه وشبه ونظائر ذلك كثيرة .ومنهخخا أن يكخخون الذن :العلخخم ،ومعنخخاه
إعلم ال المكلفين بفضل اليمان وما يخخدعو إلخخى فعلخخه ،فيكخون معنخى اليخخة:
وما كان لنفخس أن تخؤمن إل بخإعلم الخ تعخالى لهخا مخا يبعثهخا علخى اليمخان
ويدعوها إلى فعله ،فأما ظن السائل دخول الرادة في محتمخخل اللفخخظ فباطخخل،
لن الذن ل يحتمل الرادة في اللغة ،ولو احتملها أيضا لخخم يجخخب مخخا تخخوهمه
لنه إذا قال :إن اليمان لم يقع إل وأنا مريد له لم ينف أن يكون مريدا لما لخخم
يقع ،و ليس في صريح الكلم ول في دللته شئ من ذلك(2) .
) (1آل عمران (2) 145 :قال الشيخ قدس سره في التبيان ومعنى قوله " :ومخخا كخخان
لنفس أن تؤمن إل بإذن ال " أنه ل يمكن لحد أن يؤمن إل باطلق ال خ لخخه
في اليمان وتمكينه منه ودعاؤه إليه بما خلق فيه من العقل المخخوجب لخخذلك.
وقال الحسن وأبو علي الجبائى :إذنه ههنا :أمره ،وحقيقة إطلقه فخخي الفعخخل
بالمر وقد يكون الذن بالطلق في الفعل برفع التبعية .وقيل :معنخخاه :ومخخا
كان لنفس أن تؤمن إل بعلخخم الخخ ،وأصخخل الذن :الطلق فخخي الفعخخل ،فأمخخا
القدار على الفعل فل يسمى إذنا فيه ،لن النهى ينافى الطلق .انتهى.
] [ 130
وأما قوله تعخخالى " :ويجعخخل الرجخخس علخخى الخخذين ل يعقلخخون " فلخخم يعخخن بخخه الناقصخخي
العقول ،وإنما أراد تعالى الذين لم يعقلوا ولم يعلموا ما وجب عليهم علمه من
معرفة خالقهم تعالى ،والعتراف بنبخوة رسخله عليهخم السخلم ،والنقيخاد إلخى
طاعتهم ،ووصفهم بأنهم ل يعقلون تشبيها ،كمخخا قخخال الخ تعخخالى " :صخخم بكخخم
عمي " ) (1وكما يصف أحدنا من لم يفطن لبعض المور أو لم يعلم مخخا هخخو
مأمور بعلمه بالجنون وفقد العقل .فأما الحديث الذي أورده السخخائل شخخاهدا لخخه
فقد قيل فيخخه :إنخخه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه لخخم يخخرد بخخالبله ذوي الغفلخخة والنقخخص
والجنون وإنما أراد البله عن الشر والقبيح وسماهم بلها عن ذلك من حيخخث ل
يستعملونه ول يعتادونه ،ل من حيث فقد العلم به ،ووجه تشبيه من هذه حخخاله
بالبله ظاهر (2) .ثم قال رحمه ال :إن سأل سائل عن قخخوله تعخخالى -حاكيخخا
عن شعيب عليه السلم " :-قد افترينا على ال كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ
نجينا ال منها وما يكون لنا أن نعود فيها إل أن يشخخاء ال خ ربنخخا " ) (3فقخخال:
أليس هذا تصريحا منه بأن ال تعالى يجوز أن يشاء الكفر والقبيح ؟ لن ملخخة
قخخومه كخخانت كفخخرا وضخخلل ،وقخخد أخخخبر أنخخه ل يعخخود فيهخخا إل أن يشخخاء الخخ.
الجواب قيل له :في هذه الية وجخخوه :أولهخخا أن تكخخون الملخخة الخختي عناهخخا الخ
تعالى إنما هي العبادات الشرعيات التي كانت قوم شعيب متمسكين بها وهخخي
منسوخة عنهم ولم يعن بها ما يرجع إلى العتقادات في ال وصفاته(4) .
) (1البقرة (2) .18 :قال بعد ذلك :فان البله عن الشئ هخخو الخخذى ل يعخخرض لخخه ول
يقصد إليه فإذا كان المتنزه عخخن الشخخر معرضخخا عنخخه هخخاجرا لفعلخخه جخاز أن
يوصف بالبله للفائدة التى ذكرناها ،ويشهد بصحة هذا التأويل قول الشاعر:
ولقد لهوت بطفلخخة ميالخخة * بلهخخاء تطلعنخخي علخخى اسخخرارها أراد بالبلهخخاء مخخا
ذكرناه ; إلى آخر كلمخخه .ومخخن شخخاء الطلع عليخخه فليراجخخع ج 1ص 31
من أماليه (3) .العراف (4) .89 :قال بعد ذلك :مما ل يجخخوز أن تختلخخف
العبخخادات فيخخه والشخخرعيات يجخخوز فيهخخا اختلف العبخخادة مخخن حيخخث تبعخخت
المصالح واللطاف والمعلوم من أحوال المكلفيخخن ،فكخخأنه قخخال :ان ملتكخخم ل
نعود فيها مع علمنخخا بخخان الخ قخخد نسخخخها وأزال حكمهخخا ال أن يشخخاء الخ أن
يتعبدنا بمثلها فنعود إليها ،وتلك *
] [ 131
وثانيها أنه أراد أن ذلك ل يكون أبدا من حيث علقه بمشية ال تعالى ،لما كخخان معلومخخا
أنه ل يشاؤه ،وكل أمر علق بما ل يكون فقد نفي كونه على أبعخخد الوجخخوه ،و
تجري الية مجرى قوله تعالى " :ول يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سخخم
الخيخخاط " وثالثهخخا مخخا ذكخخره قطخخرب مخخن أن فخخي الكلم تقخخديما وتخخأخيرا وإن
الستثناء من الكفار وقع ل من شعيب فكأنه تعالى قال -حاكيا عن الكفخخار :-
لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا إل أن يشاء ال أن تعود فخخي
ملتنا ،ثم قال حاكيا عن شعيب :وما يكون لنخخا أن نعخخود فيهخخا علخخى كخخل حخخال.
ورابعها أن تعود الهاء التي في قوله تعالى " :فيها " إلى القرية ل إلخخى الملخخة
لن ذكر القريخخة قخخد تقخخدم كمخخا تقخخدم ذكخخر الملخخة ،ويكخخون تلخيخخص الكلم :إنخخا
سنخرج من قريتكم ول نعود فيها إل أن يشاء ال بما ينجزه لنا من الوعد في
الظهار عليكم والظفر بكم فنعخخود إليهخخا .وخامسخخها أن يكخخون المعنخخى :إل أن
يشاء ال أن يردكم إلى الحق فنكون جميعا على ملة واحدة غير مختلفة ،لنه
لما قال تعالى حاكيا عنهم " :أو لتعودن في ملتنا " كان معناه أو لتكونن على
ملة واحدة غير مختلفة فحسن أن يقول من بعد :إل أن يشخخاء ال خ أن يجمعكخخم
معنا على ملة واحدة .فإن قيل :السخختثناء بالمشخخية إنمخخا كخخان بعخخد قخخوله :ومخخا
يكون لنا أن نعود فيها فكأنه قال :ليس نعود فيها ال أن يشاء ال فكيف يصخخح
هذا الجواب ؟ قلنا :هو كذلك إل أنه لما كان معنى أن نعود فيها هو أن تصير
ملتنا واحدة غير
* الفعال التى كانوا متمسكين بها مع نسخخها عنهخم ونهيهخم عنهخا وان كخانت ضخلل
وكفرا فقد كان يجوز فيما هو مثلها أن يكون ايمانا وهدى ،بخخل فيهخخا أنفسخخها
قد كان يجوز ذلك ،وليس تجرى هذه الفعال مجرى الجهل بال تعالى الذى
ل يجوز أن يكون إل قبيحا ،وقد طعن بعضهم على هذا الجواب فقال :كيف
يجوز أن يتعبدهم ال تعالى بتلك الملة مع قوله " قد افترينا على ال كذبا ان
عدنا في ملتكم بعد إذ نجينا ال منها " ؟ فيقال له :لم ينف عودهم إليها علخخى
كل حال ،وانما نفى العود إليها مع كونها منسوخة منهيا عنها ،والذى علقخخه
بمشية ال تعخخالى مخخن العخخود إليهخخا هخخو بشخخرط أن يخخأمر بهخخا ويتعبخخد بمثلهخخا،
والجواب مستقيم ل خلل فيه انتهى .يوجد ذلك ف ج 2ص .64
] [ 132
مختلفة جاز أن يوقع الستثناء على المعنى فيقول :إل أن يشاء ال أن نتفخخق فخخي الملخخة
بأن ترجعوا أنتم إلى الحق .فإن قيل :وكان ال ما شخخاء أن ترجخخع الكفخخار إلخخى
الحق ؟ قلنا :بلى قد شاء ذلك إل أنه ما شاء على كل حال ،بل مخخن وجخخه دون
وجه ،وهو أن يؤمنوا ويصيروا إلى الحق مختخخارين ليسخختحقوا الثخخواب الخخذي
أجرى بالتكليف إليه ،ولو شاءه على كل حال لمخخا جخخاز أن ل يقخخع منهخخم(1) .
وسادسها أن يكون المعنى :إل أن يشخخاء الخ أن يمكنكخخم مخخن إكراهنخخا ويخلخخي
بينكم وبينه فنعود إلى إظهارها مكرهين ،ويقخوي هخذا الخوجه قخوله تعخالى" :
أولو كنا كارهين " .وسخخابعها أن يكخخون المعنخخى :إل أن يشخخاء الخ أن يتعبخخدنا
بإظهار ملتكم مع الكراه لن إظهار كلمة الكفر قد يحسن في بعض الحوال
إذا تعبد ال تعالى بإظهاره ; وقوله " :أولو كنا كخخارهين " يقخخوي هخخذا الخخوجه
أيضا .فإن قيل :فكيف يجوز من نبي من أنبيخخاء الخ تعخخالى أن يتعبخخد بإظهخخار
الكفر و خلف ما جاء به من الشرع ؟ قلنا :يجوز أن يكون لم يرد بالستثناء
نفسه بل قومه فكأنه قال :وما يكون لي ول لمتي أ ن نعود فيها إل يشاء الخخ
أن يتعبد امتي باظهار ملتكخخم علخخى سخخبيل الكخراه ،وهخخذا جخائز غيخخر ممتنخخع.
وقال طيب ال رمسه :إن سأل سخخائل عخخن تأويخخل قخخوله تعخخالى " :فل تعجبخخك
أموالهم ول أولدهم إنما يريد ال ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق أنفسهم
وهم كافرون " ) (2فقال :كيف يعذبهم بالموال والولد ومعلوم أن لهم فيها
سرورا ولذة ؟ وما تأويل
) (1وفيه بعد ذلك زيادة وهى قوله :فكان شعيبا عليخخه السخخلم قخخال :ان ملتنخخا ل تكخخون
واحدة أبدا ال أن يشاء ال أن يلجئكم إلى الجتماع معنا على ديننا وموافقتنا
في ملتنا ،والفائدة في ذلك واضحة ،لنه لو اطلق أنا ل نتفق أبدا ول تصير
ملتنا واحدة لتوهم متوهم أن ذلك مما ل يمكن على حال مخخن الحخخوال فافخخاد
بتعليقه له بالمشية هخخذا الخخوجه ،ويجخخرى قخخوله تعخخالى " :ال أن يشخخاء الخ "
مجرى قوله تعالى " :ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا " .ج
2ص (2) .65التوبة.55 :
] [ 133
قوله " :ماتوا وهم كافرون " فظاهره يقتضي أنه أراد كفرهم من حيث أراد أن تزهق
أنفسهم في حال كفرهم لن القائل إذا قال :أريد أن يلقاني فلن وهخخو لبخخس ;
أو على صفة كذا وكذا فالظخاهر أنخخه أراد كخونه علخى هخذه الصخخفة .قلنخخا :أمخخا
التعذيب بالموال والولد ففيه وجوه :أحدها ما روي عن ابن عبخخاس وقتخادة
وهو أن يكون في الكلم تقديم وتأخير ،ويكون التقدير فل تعجبك يخخا محمخخد !
ول تعجخب المخؤمنين معخك أمخوال هخؤلء الكفخار و المنخافقين وأولدهخم فخي
الحياة الدنيا ،إنما يريد ال ليعخخذبهم بهخخا فخخي الخخخرة عقوبخخة لهخخم علخخى منعهخخم
حقوقها ; واستشهد على ذلك بقوله تعالى " :اذهب بكتابي هذا فخألقه إليهخم ثخم
تخخول عنهخخم فخخانظر مخخاذا يرجعخخون " ) (1فخخالمعنى :فخخألقه إليهخخم فخخانظر مخخاذا
يرجعون ثم تول عنهم .وثانيها أن يكون المعنى :ما جعله للمؤمنين من قتالهم
وغنيمة أموالهم وسخخبي أولدهخخم واسخخترقاقهم ،وفخخي ذلخخك ل محالخخة إيلم لهخخم
واستخفاف بهم (2) .وثالثها أن يكون المراد بتعذيبهم بذلك كل ما يخخدخله فخخي
الدنيا عليهم من العموم والمصائب بأموالهم وأولدهم التي هي لهؤلء الكفار
والمنافقين عقاب وجزاء ،وللمؤمنين محنة وجالبخخة للنفخخع والعخخوض ،ويجخخوز
أيضا أن يراد به ما ينذر به الكافر -قبل موته وعند
) (1النمل (2) .28 :قال بعد ذلك :وانما أراد الخ تعخخالى بخخذلك إعلم نخخبيه صخخلى الخ
عليه وآله والمؤمنين أنه لم يخخرزق الكفخخار المخخوال والولد ولخخم يبقهخخا فخخي
أيديهم كرامة لهم ورضى عنهم ،بل للمصلحة الداعية إلى ذلخخك ،وأنهخخم مخخع
هذه الحالة معذبون بهذه النعم من الوجه الذى ذكرناه ،فل يجخخب أن يغبطخخوا
بها ويحسدوا عليها ،إذ كانت هذه عخخاجلتهم ،والعقخخاب الليخخم آجلتهخخم ،وهخخذا
جواب أبى على الجبائى وقد طعن عليه بعض مخن ل تأمخل لخه فقخال :كيخف
يصح هذا التأويل مع أنا نجد كثيرا من الكفار ل تنالهم أيدى المسخخلمين ،ول
يقدرون على غنيمة أموالهم ،ونجخخد أهخخل الكتخخاب أيضخخا خخخارجين عخخن هخخذه
الجملة ،لمكان الذمة والعهد ؟ وليس هذا العتراض بشئ ،لنه ل يمتنخخع أن
تختص اليخخة بالكفخخار الخخذين ل ذمخخة لهخخم ول عهخخد ممخخن أوجخخب الخ تعخخالى
محاربته ،فاما الذين هم بحيث ل تنالهم اليدى ،أو هم من القوة على حخخد ل
يتم معه غنيمة أموالهم فل يقخخدح العخختراض بهخخم فخخي هخخذا الجخخواب ،لنهخخم
ممن أراد ال أن يسبى ويغنم ويجاهد ويغلب ،وان لم يقخخع ذلخخك ،وليخخس فخخي
ارتفاعه بالتعذر دللة على أنه غير مراد .انتهى ج 2ص .153
] [ 134
احتضاره وانقطاع التكليف عنه مع أنه حي -من العخخذاب الخخدائم الخخذي قخخد أعخخد لخخه ،و
إعلمه أنه صائر إليه .ورابعها أن يكون المراد بذلك ما ألزمه هؤلء الكفخخار
من الفرائض والحقوق في أموالهم لن ذلك يؤخذ منهخخم علخخى كخخره ،وهخخم إذا
أنفقوا فيه أنفقوا بغير نية ول عزيمة فتصير نققتهم غرامة وعخخذابا مخخن حيخخث
ل يستحقون عليها أجرا ،وفي هذا الوجه نظر(1) .
) (1قال قدس ال روحه :وهذا وجه غير صحيح ،لن الوجه في تكليف الكافر اخراج
الحقوق من ماله ،كالوجه في تكليخخف المخخؤمن ذلخخك ،ومحخخال أن يكخخون انمخخا
كلف اخراج هذه الحقوق على سبيل العذاب والجخخزاء ،لن ذلخخك ل يقتضخخى
وجوبه عليه ،والوجه في تكليف الجميع هذه المور هو المصخخلحة واللطخخف
في التكليف ،ول يجرى ذلك مجرى ما قلناه في الجواب الذى قبخخل هخخذا مخخن
أن المصائب والغمخخوم تكخخون للمخخؤمنين محنخخة وللكخخافرين عقوبخخة ،لن تلخخك
المور مما يجوز أن يكون وجه حسنها للعقوبة والمحنة جميعا ،ول يجخخوز
فخخي هخخذه الفخخرائض أن يكخخون لوجوبهخخا علخخى المكلخخف إل وجخخه واحخخد وهخخو
المصلحة في الدين ،فافترق المران ،وليس لهخخم أن يقولخخوا :ليخخس التعخخذيب
في إيجاب الفرائض عليهم ،وإنمخخا هخو فخي إخراجهخخم لمخوالهم علخخى سخخبيل
التكره والستثقلل ،وذلك أنه إذا كان المر على ما ذكروه خرج المر من
أن يكون مرادا ل تعالى ،لنه عزوجل ما أراد منهم اخراج المال على هخخذا
الوجه بل علخخى الخخوجه الخخذى هخخو طاعخخة وقربخخة ،فخخإذا أخرجوهخخا متكرهيخخن
مستثقلين لم يرد ذلك ،فكيف يقول :إنما يريخخد الخ ليعخخذبهم بهخخا ؟ ويجخخب أن
يكون ما يعذبون به شيئا يصح أن يريده ال تعالى .أقول :أورد شيخ الطائفة
في التبيان وجوها اخر ،أولها ما حكى عن ابخن زيخد أن المعنخى :انمخا يريخد
ال ليعخذبهم يحفظهخا والمصخائب فيهخا مخع حرمخان المنفعخة بهخا .ثانيهخا :أن
مفارقتهخخا وتركهخخا والخخخروج عنهخخا بخخالموت صخخعب عليهخخم شخخديد ،لنهخخم
يفارقون النعم ،ل يدرون إلى ماذا يصيرون بعد الموت ،فيكون حينئذ عذابا
عليهم ،بمعنى أن مفارقتهخا غخم وعخذاب ; ومعنخخى تزهخخق أنفسخخهم أي تهلخخك
وتذهب بالموت ،يقال :زهق بضاعة فلن أي ذهبت أجمخخع .وأورد وجوهخخا
اخر متقاربة مع ما ذكره السيد رحمه ال وقال بعد ذلك :وليس في الية مخخا
يدل على ان ال تعالى أراد الكفر على ما يقوله المجبرة ،لن قخخوله " :وهخخم
كافرون " في موضع الحال ،كقولخخك :اريخخد أن نخخذمه فهخخو كخخافر ،وأريخخد أن
نضربه وهو عاص ،وأنت ل تريخد كفخره ول عصخيانه ،بخل تريخد ذمخه فخي
حال كفره وعصيانه ،وتقدير الية :انما يريد ال عخخذابهم وازهخخاق أنفسخخهم،
أي أي اهلكها في حال كونهم كافرين " .التبيان ج 1ص (*) ." 837
] [ 135
ثم اعلم أن جميع الوجوه التي حكيناها في هذه الية إل جواب التقخخديم والتخخأخير مبنيخخة
على أن الحياة الدنيا ظرف للعذاب ،وما يحتاج عندنا إلى جميع ما تكلفخخوه إذا
لخخم نجعخخل الحيخخاة ظرفخخا للعخخذاب ،بخخل جعلناهخخا ظرفخخا للفعخخل الواقخخع بخخالموال
والولد المتعلخخق بهمخخا ،لنخخا قخخد علمنخخا أول أن قخخوله :ليعخخذبهم بهخخا لبخخد مخخن
النصراف عن ظاهره لن الموال والولد أنفسهما ل تكون عذابا ،فالمراد
على سخائر وجخوه التأويخل الفعخل المتعلخق بهخا والمضخاف إليهخا ،سخواء كخان
إنفاقها ،أو المصيبة بها والغم عليها ،أو إباحة غنيمتها و إخراجها عخخن أيخخدي
مالكيهخخا ،وكخخان تقخخدير اليخخة :إنمخخا يريخخد الخ ليعخخذبهم بكخخذا وكخخذا ممخخا يتعلخخق
بأموالهم وأولدهم ويتصل بهخخا ،وإذا صخخح هخخذا جخخاز أن تكخخون الحيخخاة الخخدنيا
ظرفخخا لفعخخالهم القبيحخخة فخخي أمخخوالهم وأولدهخخم الخختي تغضخخب الخ وتسخخخطه
كإنفاقهم الموال في وجوه المعاصخخي ،وحملهخخم الولد علخخى الكفخخر ،فتقخخدير
الكلم :إنما يريد ال ليعخخذبهم بفعلهخخم فخخي أمخخوالهم وأولدهخخم الواقخخع ذلخخك فخخي
الحياة الدنيا .وأما قوله تعالى " :وتزهق أنفسهم وهم كخخافرون " فمعنخخا تبطخخل
وتخرج أي أنهم يموتون على الكفخخر ،ليخخس يجخخب إذا كخخان مريخخدا لن تزهخخق
أنفسهم وهم على هذه الحال أن يريد الحخخال نفسخخها علخخى مخخا ظنخخوه (1) .وقخخد
ذكر في ذلك وجه آخر وهو أن ل يكون قخخوله :وهخخم كخخافرون ،حخخال لزهخخوق
أنفسخخهم بخخل يكخخون كخخأنه كلم مسخختأنف ،و التقخخدير فل تعجبخخك أمخخوالهم ول
أولدهم ،إنما يريد ال ليعذبهم بها في الحياة الخخدنيا وتزهخخق أنفسخخهم وهخخم مخخع
ذلك كله كافرون صائرون إلى النار ،وتكون الفائدة أنهم مع عخخذاب الخخدنيا قخخد
اجتمع عليهم عخخذاب الخخخرة ،ويكخخون معنخخى تزهخخق أنفسخخهم المشخخقة الشخخديدة
والكلفة الصعبة .أقول :قد مضى بعض الخبار في معنى القدر والقضاء فخخي
باب البداء.
) (1قال :لن الواحد منا قد يامر غيره ويريد منه أن يقاتل أهل البغى وهم محخخاربون،
ول يقاتلهم وهم منهزمون ،ول يكخخون مريخخدا لحخخرب أهخخل البغخخى للمخخؤمنين
وان أراد قتلهم على هذه الحالة ،وكذلك قد يقخخول لغلمخخه :اريخخد أن تخخواظب
على المصير إلى في السجن وأنخخا محبخخوس ،وللطخخبيب :صخخرالى ولزمنخخى
وأنا مريض وهخخو ل يريخخد المخخرض ول الحبخخس ،وان كخان قخد أراد مخا هخخو
متعلق بهاتين الحالتين.
] [ 136
)باب ) * (4الجال( * اليات ،آل عمران " " 3وما كخخان لنفخخس أن تمخخوت إل بخخإذن
ال كتابا مؤجل " 145وقال تعالى " يقولون لو كان لنخخا مخخن المخخر شخخئ مخخا
قتلنا هيهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضخخاجعهم
.154النعام " " 6هو الذي خلقكم مخن طيخن تخم قضخى اجل وأجخل مسخمى
عنده ثم أنتم تمترون .3العراف " " 7ولكل أمخخة أجخخل فخخإذا جخخاء أجلهخخم ل
يستأخرون ساعة ول يستقدمون .34يخخونس " " 10لكخخل امخخة أجخخل إذا جخخاء
أجلهم فل يستأخرون ساعة ول يستقدمون 49الحجر " " 15وما أهلكنا من
قرية إل ولها كتاب معلوم * ما تسبق من أمة أجلها وما يسخختأخرون .5 - 4
النحل " " 16ولو يؤاخذ ال الناس بظلمهخخم مخخا تخخرك عليهخخا مخخن دابخخة ولكخخن
يوخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون سخخاعة ول يسخختقدمون
.61مريم " " 19فل تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا .84طخخه " " 20ولخخول
كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى .129العنكبوت " " 29ولول
أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم ل يشخخعرون .53فخاطر " 35
" وما يعمر من معمر ول ينقص من عمخخره إل فخخي كتخخاب إن ذلخخك علخخى الخ
يسير .11حمعسق " " 42ولخخول كلمخخة سخخبقت مخخن ربخخك إلخخى أجخخل مسخخمى
لقضي بينهم .14المنافقين " " 63ولن يؤخر ال نفسا إذا جاء أجلها .11
] [ 137
نوح " " 71ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل ال إذا جاء ل يؤخر لو كنتخخم تعلمخخون
.4تفسير :قال الرازي في تفسيره :اختلفوا في تفسير الذن :الول :أن يكون
الذن هو المر ،أي يخخأمر ملخخك المخخوت بقبخخض الرواح ،فل يمخخوت أحخخد إل
بهذا المر .الثاني :أن المراد به المر التكويني كقوله تعخخالى " :أن نقخخول لخخه
كن فيكون " ول يقخخدر علخخى الحيخخاة والمخخوت أحخخد إل الخخ .الثخخالث :أن يكخخون
الذن هو التخلية والطلق ،وتخخرك المنخخع بخخالقهر والجبخخار وبخخه فسخخر قخخوله
تعالى :وما هم بضارين به من أحخخد إل بخخإذن الخ " أي بتخليتخخه ،فخخإنه تعخخالى
قادر على المنع من ذلك بالقهر .الرابع :أن يكون الذن بمعنى العلخم ،ومعنخاه
أن نفسا ل تموت إل في الوقت الذي علم ال موتهخخا فيخخه .الخخخامس :قخخال ابخخن
عبخخاس :الذن :هخخو قضخخاء ال خ وقخخدره ،فخخإنه ل يحخخدث شخخئ إل بمشخخية ال خ
وإرادته ،والية تدل على أن المقتول ميت بأجله ،وأن تغييخخر الجخخال ممتنخخع.
انتهى .قوله :لكان لنا من المر شئ أي من الظفر الخخذي وعخخدنا النخخبي صخخلى
ال عليه وآله ،أولو كنا مختارين لما خرجنا باختيارنخخا .قخخوله تعخخالى " :لخخبرز
الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " قال الطبرسي رحمه ال :فيه قولن:
أحدهما أن معناه :لو لزمتم منخخازلكم أيهخخا المنخخافقون والمرتخخابون لخخخرج إلخخى
الخخبراز المؤمنخخون الخخذين فخخرض عليهخخم القتخخال صخخابرين محتسخخبين ،فيقتلخخون
ويقتلون ولما تخلفوا بتخلفكم .والثاني :أن معناه :لو كنتم فخخي منخخازلكم لخخخرج
الذين كتب عليهم القتل أي كتب آجالهم وموتهم وقتلهم في اللوح المحفوظ في
ذلك الوقت إلى مصارعهم ،وذلك أن ما علم ال كونه فإنه يكون كما علمه ل
محالة ،وليس في ذلك أن المشركين غير قادرين على
] [ 138
ترك القتال من حيث علم ال ذلك منهم وكتبه لنه كما علم أنهم ل يختارون ذلخخك علخخم
أنهم قادرون ،ولو وجب ذلك لوجب أن ل يكون تعالى قادرا على ما علم أنخخه
ل يفعله ،و القول بذلك كفر .وقال رحمخه الخ :فخي قخخوله تعخالى " :ثخم قضخخى
أجل " أي كتب وقدر أجل " وأجل مسمى عنده " قيل :فيه أقوال :أحدها أنخخه
يعني بالجلين :أجل الحياة إلى الموت ،وأجل الموت إلى البعث .وروى ابخخن
عباس قال :قضى أجل من مولده إلى مماته ،وأجل مسمى عنده مخخن الممخخات
إلى البعث ،ل يعلم أحد ميقاته سواه ،فإذا كان الرجل صالحا واصخخل لرحمخخه
زاد ال له في أجل الحياة من أجل الممات إلى البعث ،وإذا كخخان غيخخر صخخالح
ول واصل نقصه ال مخن أجخل الحيخاة ،وزاد فخي أجخل المبعخث ،قخال :وذلخك
قوله " :وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل في كتاب " .وثانيها أنخخه
الجل الذي يحيي به أهخخل الخخدنيا إلخخى أن يموتخخوا ،وأجخخل مسخخمى عنخخده يعنخخى
الخرة لنها أجل ممدود دائم ل آخر له .وثالثها :أن أجل يعنخخي بخخه أجخل مخخن
مضى من الخلق ،وأجل مسخخمى عنخخده يعنخخي بخخه آجخخال البخخاقين .ورابعهخخا :أن
قوله " :قضى أجل " عنى به النوم يقبض الروح فيه ثم يرجخخع عنخخد اليقظخخة،
والجل المسمى هو أجل الموت ; والصل في الجل هو الوقت فأجل الحيخخاة
هو الوقت الذي يكون فيخخه الحيخخاة ،وأجخخل المخخوت أو القتخخل هخخو الخخوقت الخخذي
يحدث فيه الموت أو القتل ،وما يعلم ال تعالى أن المكلخخف يعيخخش إليخخه لخخو لخخم
يقتخخل ل يسخخمى أجل حقيقخخة ،ويجخخوز أن يسخخمى ذلخخك مجخازا ; ومخخا جخخاء فخخي
الخبار من أن صلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تزيد في الجخخل وأن الخ
تعالى زاد في أجل قوم يونس وما أشبه ذلك فل مانع من ذلك .وقال في قخخوله
تعالى " :ولكل أمة أجل " :أي لكل جماعة و أهل عصر وقخخت لستيصخخالهم.
وقيل :المراد بالجل أجل العمر الذي هو ملة الحياة .قخخوله " :ل يسخختأخرن "
أي ل يتأخرون ساعة من ذلك الخخوقت ول يتقخخدمون سخخاعة .وقيخخل :معنخخاه :ل
يبطلون التأخر عن ذلك الوقت للياس عنه ول يطلبون التقدم ; ومعنى.
] [ 139
جاء أجلهم :قرب أجلهم ،كما يقال :جاء الصيف :إذا قارب وقته .قوله تعالى " :ولخخول
كلمة سبقت من ربك " أي في تأخير العذاب عن قومك وأنه ل يعذبهم وأنخخت
فيهم لقضي بينهم أي لفرغ من عذابهم واستيصالهم ،وقيخخل :معنخخاه لخخول حكخخم
سبق من ربك بتأخيرهم إلى وقت انقضاء آجالهم لقضخخي بينهخخم قبخخل انقضخخاء
آجالهم - 1 .فس :أبي ،عن النضر ،عن الحلبي ،عخن ابخن مسخكان ،عخخن أبخي
عبد ال عليه السلم قال :الجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه ال وحتمه،
والمسمى هو الذي فيه البداء ،يقدم ما يشاء ،ويؤخر ما يشاء ،والمحتوم ليخخس
فيه تقديم ول تأخير " .ص " 181فس " :إل ولهخخا كتخخاب معلخخوم " أي أجخخل
مكتوب " .ص - 2 " 349فس :أحمد بن إدريس ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحسين بن سعيد ،عن النضر عن يحيخى الحلخبي ،عخن هخارون بخن خارجخة،
عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال :ولن يؤخر ال نفسخخا
إذا جاء أجلها قال :إن عند ال كتبا موقوفة يقخخدم منهخخا مخخا يشخخاء ويخخؤخر فخخإذا
كان ليلة القدر أنزل فيها كخخل شخئ يكخون إلخى مثلهخا ) (1فخذلك قخوله " :ولخخن
يؤخر ال نفسا إذا جاء أجلها " إذا أنزله وكتبه كتاب السماوات وهو الخخذي ل
يؤخره " .ص - 3 " 682شى :عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال عليه
السلم في قوله تعالى " ثم قضى أجل وأجل مسمى عنده " قال :الجل الذي
غير مسمى موقوف ،يقدم منه مخخا شخخاء ،ويخخؤخر منخخه مخخا شخخاء ،وأمخخا الجخخل
المسمى فهو الذي ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابخخل،
فذلك قول ال " :إذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون " - 4 .ما:
وعن حمران ،عن أبي عبخد الخ عليخه السخلم قخال :المسخخمى مخخا سخمي لملخخك
الموت في تلك الليلخخة وهخخو الخخذي قخخال الخخ " :إذا جخخاء أجلهخخم فل يسخختأخرون
ساعة ول يستقدمون " والخر له فيه المشية إن شاء قدمه وإن شاء أخخخره5 .
-ما :الغضائري ،عن التلعكبري ،عن محمد بن همام ،عن محمد بن علي بن
) (1في المصدر :أنزل ال فيها كل شئ يكون إلى ليلة مثلها .م
] [ 140
الحسين الهمداني ،عن محمد بن خالد البرقي ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال تعالى لم يجعل للمؤمن أجل في الموت،
يبقيه ما أحب البقاء فإذا علم من أنه سيأتي بما فيه بوار دينه ) (1قبضخخه إليخخه
تعالى مكرها - 6 .قال محمد بن همام :فذكرت هذا الحخخديث لحمخخد بخخن علخخي
بن حمزة مولى الطالبيين -وكان راوية للحديث (2) -فحدثني عخخن الحسخخين
بن أسد الطفاوي (3) ،عن محمد بن القاسم عن فضيل بن يسار ،عخخن رجخخل،
عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال :مخخن يمخخوت بالخخذنوب أكخخثر ممخخن يمخخوت
بالجخخال ،ومخخن يعيخخش بالحسخخان أكخخثر ممخخن يعيخخش بالعمخخار - 7 .دعخخوات
الراونخخدي :قخخال الصخخادق عليخخه السخخلم :يعيخخش النخخاس بإحسخخانهم أكخخثر ممخخا
يعيشون بأعمارهم ،ويموتون بذنوبهم أكثر مما يموتون بآجخخالهم - 8 .النهخخج:
قال عليه السلم :إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه ،فإذا جاء القخخدر خليخخا بينخخه
وبينه ،وإن الجل جنة ) (4حصينة - 9 .شخخى :عخخن حمخخران قخخال :سخخألت أبخخا
عبد ال عليه السلم عن قول ال " :قضى أجل وأجل مسمى عنده " قال هما
أجلن :أجخخل موقخخوف يصخخنع الخ مخخا يشخخاء وأجخخل محتخخوم - 10 .شخخى :عخخن
حصين ،عن أبى عبد ال عليخخه السخخلم قخخي قخخوله :قضخخى أجل وأجخخل مسخخمى
عنده قال :الجل الول هو الذي نبذه إلى الملئكة والرسل والنبياء ،والجل
المسمى عنده هو الذي ستره عن الخلئق .بيان :ظاهر بعخخض الخبخخار كخخون
الجل الول محتوما والثاني موقوفا ،وبعضها بخخالعكس ،ويمكخخن الجمخخع بخخأن
المعنى أنه تعالى قضى أجل أخبر به أنبياءه وحججه عليهخخم السخخلم ،وأخخخبر
بأنه محتوم فل يتطرق إليه التغيير ،وعنخخده أجخخل مسخخمى أخخخبر بخلفخخه غيخخر
محتوم ،فهو الذي إذا أخبر بذلك المسمى يحصل منه البداء ،فلذا قال تعالى:
) (1أي هلك دينه .أقول :متن الحديث ل يخلو عن غرابة (2) .الراوية :الذى يخخروى
الحديث والتاء فيه للمبالغة (3) .قال الفيروز آبخخادى فخخي القخخاموس :الطفخخاوة
بالضم :حى من قيس عيلن (4) .بضم الجيخخم :السخخترة ،وكخخل مخخا وقخخى مخخن
السلح.
] [ 141
" عنده " أي لم يطلع عليه أحدا بعد ،وأنما يطلق عليه المسمى لنه بعد الخبار يكون
مسمى فما لم يسم فهو موقوف ،ومنه يكخخون البخخداء فيمخخا أخخخبر ل علخخى وجخخه
الحتم ،و يحتمخل أن يكخون المخراد بالمسخمى مخا سخمي ووصخف بخأنه محتخوم
فالمعنى :قضى أجل محتومخخا أي أخخخبر بكخخونه محتومخخا .وأجل آخخخر وصخخف
بكونه محتوما عنده ولم يخبر الخلق بكونه محتوما فيظهر منه أنه أخبر بشئ
ل على وجخه الحتخم فهخو غيخر المسخمى ل الجخل الخذي ذكخر أول ،وحاصخل
الوجهين مع قربهما أن الجلين كليهما محتومخان ،أخخخبر بأحخدهما ولخخم يخخبر
بالخر ،ويظهر من الية أجل آخر غير الجلين وهخخو الموقخخوف ،ويمكخخن أن
يكون الجل الول عاما فيرتكب تكلف في خخخبر ابخخن مسخخكان بخخأنه قخخد يكخخون
محتوما ،وظاهر أكخخثر الخبخخار أن الول موقخخوف والمسخخمى محتخخوم- 11 .
شى :عن حماد بن موسى ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم إنخخه سخخئل عخخن قخخول
ال " :يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال :إن ذلك كتخخاب يمحخخو
ال فيه ما يشاء ويثبت ،فمن ذلخخك الخخذي يخخرد الخخدعاء القضخخاء ،وذلخخك الخخدعاء
مكتوب عليه " :الذي يرد به القضاء " حتى إذا صار إلى ام الكتخخاب لخخم يغخخن
الدعاء فيه شيئا .بيان :لعل المراد بكونه مكتوبا عليه أن هخذا الحكخم ثخابت لخه
حتى يوافق ما في اللوح مخخن القضخخاء الحتمخخي ،فخخإذا وافقخخه فل ينفخخع الخخدعاء،
ويحتمل أن يكون المعنى أن ذلك الدعاء الذي يخخرد بخخه القضخخاء مخخن السخخباب
المقدرة أيضا فل ينافي الدعاء القدر والقضخاء - 12 .شخى :عخن الحسخين بخن
زيد ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال رسول الخ صخخلى
ال عليه وآله :إن المخرء ليصخل رحمخه ومخخا بقخي مخن عمخخره إل ثلث سخخنين
فيمدها ال إلى ثلث وثلثيخخن سخخنة ،وإن المخخرء ليقطخخع رحمخخه وقخخد بقخخي مخخن
عمخخره ثلث وثلثخخون سخخنة فيقصخخرها ال خ إلخخى ثلث سخخنين أو أدنخخى .قخخال
الحسين :وكان جعفر عليه السلم يتلو هذه الية " :يمحو ال ما يشاء ويثبخخت
وعنده ام الكتاب " - 13 .نهج :من كلمه عليه السلم -لما خوف من الغيلخخة
-وإن علي من ال جنة
] [ 142
حصينة ،فإذا جخخاء يخخومي انفرجخخت عنخخي وأسخخلمتني فحينئذ ل يطيخخش السخخهم ول يخخبرأ
الكلخخم (1) .بيخخان :الغيلخخه :القتخخل علخخى غفلخخة ; وطخخاش السخخهم :انحخخرف عخخن
الغرض - 14 .نهج :قال عليه السخلم :كفخخى بالجخخل حارسخخا .تخذنيب :أقخخول:
الخبار الدالة على حقيقة الجلين وتحقيقهما قد مر في باب البداء مخخن كتخخاب
التوحيد ،وقال المحقق الطوسي رحمه ال في التجريد :أجخخل الحيخخوان الخخوقت
الذي علم ال بطلن حياته فيه ،والمقتول يجوز فيخخه المخخران لخخوله ،ويجخخوز
أن يكون الجل لطفا للغير ل للمكلف .وقال العلمخة رحمخه الخ فخي شخرحه:
اختلف الناس في المقتول لو لم يقتل فقالت المجبرة إنه كان يموت قطعا وهو
قول أبي هذيل العلف ،وقال بعض البغداديين :إنه كخخان يعيخخش قطعخخا ،وقخخال
أكثر المحققين :إنه كان يجوز أن يعيش ويجوز أن يمخخوت ،ثخخم اختلفخخوا فقخخال
قوم منهم :إن كان المعلوم منخخه البقخخاء لخو لخم يقتخخل لخه أجلن وقخال الجبائيخان
وأصحابهما وأبو الحسين البصري :إن أجله هو الوقت الذي قتل فيه ،ليس له
أجل آخخخر لخخو لخخم يقتخخل فمخخا كخخان يعيخخش إليخخه ليخخس بأجخخل لخخه الن حقيقخخي بخخل
تقديري ،واحتج الموجبون لموته بأنه لوله لزم خلف معلوم ال تعالى وهخخو
محال ،واحتج الموجبون لحياته بأنه لو مات لكخخان الذابخح غنخم غيخره محسخنا
ولما وجب القود لنه لم يفخوت حيخاته .والجخواب عخن الول مخا تقخدم مخن أن
العلم يؤثر في المعلوم ،وعن الثاني بمنع الملزمة ،إذ لو ماتت الغنم اسخختحق
مالها عوضا زائدا على ال تعالى فيذبحه فوته العواض الزائدة ،والقود مخخن
حيخخث مخالفخخة الشخخارع إذ قتلخه حخخرام عليخخه وإن علخم مخخوته ،ولهخخذا لخخو أخخخبر
الصادق بموت زيد لم يجز لحد قتله .ثم قال رحمه الخخ :ول اسخختبعاد فخخي أن
يكون أجل النسان لطفا لغيره من المكلفين ،ول يمكن أن يكون لطفا للمكلخخف
نفسه لن الجل يطلق على عمره وحياته ،ويطلق على أجل موته أمخخا الول
فليس بلطف لنه
] [ 143
تمكين له من التكليف ،واللطف زائد على التمكين ،وأما الثاني فهخخو قطخخع للتكليخخف فل
يصح أن يكلف بعده فيكون لطفا له فيما يكلفه من بعخد ،واللطخف ل يصخخح أن
يكون لطفا فيما مضى .انتهى .أقول :ل يخفى ما في قوله رحمه ال :العلخخم ل
يؤثر ،فإنه غير مرتبط بالسؤال ،بل الجواب هو أنخخه يلخخزم خلف العلخخم علخخى
هذا الفرض على أي حال فإن من علم ال أنه سيقتل إذا مات بغيخخر قتخخل كخخان
خلف ما علمه تعالى ،وأما علمه بمخخوته علخخى أي حخخال فليخخس بمسخخلم ; وأمخخا
قوله :واللطف ل يصح أن يكون لطفا فيما مضى فيمكن منعخخه بخخأنه يمكخخن أن
يكون لطفا من حيث علخخم المكلخخف بوقخخوعه فيردعخخه عخخن ارتكخخاب كخخثير مخخن
المحرمات ،إل أن يقال :اللطف هو العلم بوقوع أصل الموت فأما خصخخوص
الجل المعين فلعدم علمه به غالبا ل يكون لطفا من هذه الجهة أيضا ،ويمكن
تطبيق كلم المصنف على هذا الوجه من غير تكلخخف) .بخخاب ) * (5الرزاق
والسعار ) * ((1اليات ،البقرة " " 2وال يخخرزق مخخن يشخخاء بغيخخر حسخخاب
.212آل عمران " " إن ال يرزق من يشاء بغير حساب .37هخخود " " 11
وما من دابة فخخي الرض إل علخخى ال خ رزقهخخا .6الرعخخد " " 13الخ يبسخخط
الرزق لمن يشخخاء ويقخدر .26السخخرى " " 17إن ربخك يبسخط الخرزق لمخن
يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا .30
) (1الرزاق جمع الرزق ،وهو كل ما صح انتفاع الحيوان به بالتغذي أو غيره وليس
لحد منعه منه ; وأما إطلق الرزق على الممنوع والمحخخرم فسخخيأتي الكلم
فيه مفصل من المصنف ; وأما السعار فهو جمع السعر بالكسر وهو الذى
يقوم عليه الثمن ،وهو قد يرخص وقد يغلو ،ويأتى الكلم في أنهما مستندان
إلى ال مطلقا أو في بعض الحيان(*) .
] [ 144
الحج " " 22ليرزقنهم ال رزقا حسنا وإن ال خ لهخخو خيخخر الرازقيخخن .58المخخؤمنين "
" 23وهو خيخخر الرازقيخخن .72النخخور " " 24والخ يخخرزق مخخن يشخخاء بغيخخر
حساب 38 .العنكبخوت " " 2وكخأين مخن دابخة ل تحمخل رزقهخا الخ يرزقهخا
وإياكم وهو السميع العليم " 6وقال تعالى " :ال يبسط الرزق لمن يشاء مخخن
عباده ويقدر له إن ال بكل شخخئ عليخخم .62الخخروم " " 30أولخخم يخخروا أن الخ
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ليات لقوم يؤمنون .37سخخبا " 34
" قل من يرزقكم من السموات والرض قل ال " 34وقال تعخخالى " :قخخل إن
ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس ل يعلمخخون " 36وقخخال
تعالى " :قل :إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لخخه ومخخا أنفقتخخم
من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقيخخن .39الزمخخر " " 39أو لخخم يعلمخخوا أن
الخ يبسخط الخخرزق لمخخن يشخخاء ويقخدر إن فخي ذلخخك ليخخات لقخوم يؤمنخون .52
حمعسق " " 42له مقاليد السموات والرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقخخدر
إنه بكل شئ عليم " 12وقال تعالى " :ولو بسط ال الرزق لعبخخاده لبغخخوا فخخي
الرض ولكن ينزل بقدر ما يشخاء إنخه بعبخاده خخبير بصخير .27الزخخرف "
" 43أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسخخمنا بينهخخم معيشخختهم فخخي الحيخخاة الخخدنيا
.32الذاريات " " 51وفي السخخماء رزقكخخم ومخخا توعخخدون * فخخورب السخخماء
والرض إنه لحق مثل ما أنكخخم تنطقخخون .23 - 22تفسخخير :قخخال الطبرسخخي
رحمه ال في قوله تعالى " :وال يرزق مخخن يشخخاء بغيخخر حسخخاب " قيخخل :فيخخه
أقوال :أحدها أن معناه :يعطيهم الكخخثير الواسخخع الخخذي ل يخخدخله الحسخخاب مخخن
كثرته.
] [ 145
وثانيها :أنه ل يرزق الناس في الدنيا على مقابلة أعمالهم وإيمخخانهم وكفرهخخم ،فل يخخدل
بسط الرزق على الكفار على منزلتهم عنخد الخ ،وإن قلنخا :إن المخراد بخه فخي
الخرة فمعناه أن ال ل يثيب المؤمنين فخخي الخخخرة علخخى قخخدر أعمخخالهم الخختي
سلفت منهم بل يزيدهم تفضل .وثالثها :أنه يعطيه عطاءا ل يأخذه بذلك أحخخد،
ول يسأله عنه سائل ،ول يطلب عليه جزاءا ول مكافاة .ورابعها :أنخخه يعطيخخه
من العدد الشئ الذي ل يضبط بالحسخخاب ول يخخأتي عليخخه العخخدد لن مخخا يقخخدر
عليه غير متناه ول محصور فهو يعطي الشئ ل من عدد أكخخثر منخخه فينقخخص
منه كمن يعطي اللف من اللفين والعشرة من المخخائة .وخامسخخها :أن معنخخاه:
يعطي أهل الجنة ما ل يتناهى ول يأتي عليه الحسخخاب .وقخخال البيضخخاوي فخخي
قوله تعالى " :وفخخي السخخماء رزقكخم " :أي أسخباب رزقكخخم أو تقخخديره .وقيخخل:
المراد بالسماء السحاب ،وبالرزق المطر لنه سبب القوات " ،وما توعدون
" من الثواب لن الجنة فوق السماء السابعة ،أو لن العمال وثوابها مكتوبة
مقدرة في السماء وقيل :إنه مسخختأنف خخخبره " :فخخورب السخخماء والرض إنخخه
لحق " وعلى هذا فالضمير " لمخخا " وعلخخى الول يحتمخخل أن يكخخون لخخه ولمخخا
ذكر من أمر اليخخات والخخرزق والوعيخخد " .مثخخل مخخا أنكخخم تنطقخخون " أي مثخخل
نطقكم كما أنه ل شك لكم في أنكم تنطقون ينبغي أن ل تشكوا في تحقخخق ذلخخك
انتهى .وقال الوالد العلمخخة رحمخخه الخخ :يحتمخخل أن يكخخون التشخخبيه مخخن حيخخث
اتصخخال النطخخق وفيضخخان المعخخاني مخخن المبخخدء بقخخدر الحاجخخة مخخن غيخخر علخخم
بموضعه ومحل وروده فيكون التشبيه أكمل - 1 .ب :ابن طريخخف ،عخخن ابخخن
علوان ،عن جعفر ،عن أبيه قال :قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :إن
الرزق لينزل ) (1من السماء إلخخى الرض علخخى عخخدد قطخخر المطخخر إلخخى كخخل
نفس بما قدر لها ،ولكن ل فضول فاسألوا ال من فضله " .ص " 55
] [ 146
- 2ن :محمد بن القاسم المفسر ،عن أحمد بن الحسن الحسيني ،عن الحسن بن علخخي،
عن أبيه ،عن جده ،عن الرضا ،عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلم قخخال:
سأل الصادق جعفر بن محمد عليهما السخخلم عخخن بعخخض أهخخل مجلسخخه فقيخخل:
عليل ،فقصده عائدا وجلس عند رأسه فوجده دنفا (1) ،فقال له :أحسخخن ظنخخك
بال ،قال :أما ظني بال فحسن ،ولكن غمي لبنخخاتي مخخا أمرضخخني غيخخر غمخخي
بهخن ،فقخال الصخادق عليخه السخلم :الخذي ترجخوه لتضخعيف حسخناتك ومحخو
سيئاتك فارجه لصلح حال بناتك أما علمت أن رسول الخ صخخلى الخ عليخخه
وآله قال :لما جاوزت سدرة المنتهى ) (2وبلغت أغصخخانها وقضخخبانها رأيخخت
بعخخض ثمخخار قضخخبانها أثخخداء معلقخخة يقطخخر مخخن بعضخخها اللبخخن ،ومخخن بعضخخها
العسل ،ومن بعضها الدهن ،ويخرج عخخن بعضخخها شخخبه دقيخخق السخخميذ ،وعخخن
بعضها الثياب (3) ،وعن بعضها كالنبق ) (4فيهوي ذلك كلخخه نحخخو الرض،
فقلت في نفسي :أين مقر هذه الخارجات عن هذه الثداء ؟ وذلك أنخخه لخخم يكخخن
معخخي جبرئيخخل لنخخي كنخخت جخخاوزت مرتبتخخه ،واخخختزل دونخخي ،فنخخاداني ربخخي
عزوجل في سري :يا محمد هذه أنبتها من هخذا المكخان ال رفخع لغخذو منهخا
بنات المؤمنين من أمتك وبنيهم فقل لباء البنات :ل تضخخيقن صخخدوركم علخخى
فاقتهن فإني كما خلقتهن أرزقهن " .ص " 180 - 179بيان :السميذ بالذال
المعجمة والمهملخخة الخخدقيق البيخخض ; والخخختزال :النفخخراد والقتطخخاع- 3 .
شى :عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال:
لما نزلت هذه الية " :واسألوا الخ مخن فضخله " .قخال :فقخال أصخخحاب النخخبي
صلى ال عليه وآله :ما هذا الفضل ؟ أيكم
) (1بفتح الدال وكسر النون :من لزمه المرض (2) .هي فخي السخخماء السخابعة ،قيخخل:
هخخي شخخجرة فخخي أقصخخى الجنخخة ،إليهخخا ينتهخخى علخخم الوليخخن والخريخخن ول
يتعداها .وقيل :شجرة نبق عن يمين العخخرش ،وفخخى الحخخديث :سخخميت سخخدرة
المنتهخى لن أعمخال أهخل الرض تصخعد بهخا الملئكخة الحفظخة إلخى محخل
السدرة والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهخخم الملئكخخة
مخخن أعمخخال العبخخاد فخخي الرض فينتهخخون بهخخا إلخخى محخخل السخخدرة (3) .فخخي
المصدر :النبات .م ) (4النبق :حمل شجر السدر.
] [ 147
يسأل رسول ال صلى ال عليه وآله عن ذلك ؟ قال :فقخخال علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه
السلم :أنا أسأله فسأله عن ذلك الفضل ما هو ؟ فقخخال رسخخول الخ صخخلى الخ
عليخه وآلخه :إن الخ خلخق خلقخه وقسخم لهخم أرزاقهخم مخن حلهخا وعخرض لهخم
بالحرام فمن انتهك حراما نقص لخخه مخخن الحلل بقخخدر مخخا انتهخخك مخخن الحخخرام
وحوسب به - 4 .نهج :قال عليه السلم :الرزق رزقان :رزق تطلبه ،ورزق
يطلبك ،فإن لم تأته أتاك ،فل تحمل هم سنتك على هم يومخك ،كفخاك كخخل يخوم
ما فيه فإن تكن السنة من عمرك فإن ال تعالى جده سيؤتيك في كل غد جديخخد
ما قسم لك ،وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بخخالهم لمخخا ليخخس لخخك ولخخن
يسبقك إلى رزقك طالب ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك
؟ - 5 .شى :عن ابن الهذيل ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال :إن الخ قسخخم
الرزاق بين عباده وأفضل فضل كبيرا لم يقسمه بين أحد قال ال " :واسألوا
ال من فضله " - 6 .شى :عخخن إبراهيخم بخخن أبخي البلد ،عخخن أبيخخه ،عخن أبخي
جعفر عليه السلم أنه قال :ليس من نفس إل وقد فرض ال لها رزقهخخا حلل
يأتيها في عافية ،وعرض لها بالحرام من وجخخه آخخخر ،فخخإن هخخي تنخخاولت مخخن
الحرام شيئا قاصها به من الحلل الذي فرض ال لها وعند ال سواهما فضل
كبير - 7 .شى :عن الحسين بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قخخال :قلخخت
له :جعلت فداك إنهم يقولون :إن النوم بعد الفجخخر مكخخروه لن الرزاق تقسخخم
في ذلك الوقت فقال :الرزاق موظوفة مقسومة ،ول فضل يقسمه من طلخخوع
الفجر إلى طلوع الشمس ،وذلك قخخوله " :واسخخألوا الخ مخخن فضخخله " ثخخم قخخال:
وذكر ال بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب فخخي الرض8 .
-كا :العدة عن سهل ،عن ابن يزيد ،عن محمد بخخن أسخخلم ،عمخخن ذكخخره ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال وكل بالسعر ملكا فلن يغلو مخخن قلخخة ،ول
يرخص من كثرة " ج 1ف ص (1) " 374
) (1غل السعر :ارتفع الثمن وزاد عما جرت به العادة .ورخص :انحط عما جرت به
العادة.
] [ 148
- 9كا :محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عخخن ابخخن معخخروف ،عخخن الحجخخال ،عخخن
بعض أصحابه ،عن الثمالي ،عن علي بن الحسين عليهما السلم قال :إن الخ
عزوجل وكل ملكا بالسخخعر يخخدبره بخخأمره " .ج 1ف ص - 10 " 374كخخا:
العدة ،عن سهل ،عن ابن يزيد ،عمن ذكره ،عخخن ابخي عبخد الخ عليخه السخلم
قال :إن ال وكل ملكا بالسعار يخخدبرها " .ج 1ف ص - 11 " 374نهخخج:
وقدر الرزاق فكثرها وقللها ،وقسمها على الضيق والسعة ،فعدل فيها ليبتلي
من أراد بميسورها ومعسخخورها ،وليختخخبر بخخذلك الشخخكر والصخخبر مخخن غنيهخخا
وفقيرها ،ثم قرن بسعتها عقابيل فاقتهخا ،ويفخرج أفراجهخا غصخص أتراحهخا،
وخلق الجال فأطالها وقصرها ،وقدمها وأخرها ،ووصخخل بخخالموت أسخخبابها،
وجعلخخه خالجخخا لشخخطانها ،وقاطعخخا لمخخرائر أقرانهخخا .بيخخان :العقابيخخل " بقايخخا
المرض ،واحخخدها عقبخخول ،والتخخراح :الغمخخوم ،والخلخخج :الجخخذب ،والشخخطن:
الحبل ،والمرائر :الحبال المفتولة على أكثر من طاق ،والقران :الحبال12 .
-عدة :روي عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال تبارك وتعالى " :ومخخا
يخخؤمن أكخخثرهم بخخال إل وهخخم مشخخركون " قخخال :هخخو قخخول الرجخخل :لخخول فلن
لهلكت ،ولول فلن لما أصبت كذا وكذا ،ولول فلن لضاع عيالي ; أل تخخرى
أنه قد جعل ل شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ؟ قلت :فنقخول :لخول أن الخ
من علي بفلن لهلكت ،قال :نعخخم ل بخخأس بهخخذا ونحخخوه - 13 .كخخا :محمخخد بخخن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،وعدة من أصحابنا ; عن سهل بن زيخخاد عخخن ابخخن
محبوب ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي حجخخة الخخوداع :أل إن الخخروح الميخخن نفخخث فخخي
روعي أنه ل تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا ال وأجملوا في الطلخخب،
ول يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بشخئ مخن معصخية الخ ،فخإن
ال تعالى قسم الرزاق بين خلقخخه حلل ،ولخخم يقسخخمها حرامخخا فمخخن اتقخخى الخ
وصبر أتاه رزقه من حله ،ومن هتك حجاب ستر ال عزوجل وأخذه من
] [ 149
غير حله قص به من رزقه الحلل وحوسب عليه " .ج 2ف ص " 350بيان :أقول:
سيأتي أكثر اليات والخبار المتعلقة بهذا الباب في كتاب المكاسخخب والنفخخث:
النفح ،والروع بالضم :العقل والقلخخب ،والجمخخال فخخي الطلخخب :تخخرك المبالغخخة
فيه (1) ،أي اتقوا ال في هذا الكد الفاحش ،أو المعنخخى أنكخخم إذا اتقيتخخم ال خ ل
تحتاجون إلى هذا الكد والتعب لقوله تعالى " :ومن يتق ال يجعل لخه مخرجخا
ويرزقه من حيث ل يحتسب " ) (2وهتك الستر :تمزيقه وخرقه .ثم الظخخاهر
من هذا الخبر وغيره من الخبار أن ال تعخخالى قخخدر فخخي الصخخحف السخخماوية
لكل بشر رزقا حلل بقدر ما يكفيه بحيث إذا لخخم يرتكخخب الحخخرام وطلخخب مخخن
الحلل سبب له ذلك ويسره له ،وإذا ارتكب الحرام فبقدر ذلك يمنع ممخخا قخخدر
له(3) .
) (1والعتدال وعخدم الفخراط فيخه (2) .الطلق (3) .3 :ل شخك أن مخا نشخاهده مخن
الموجودات أعم مخخن الجمخخاد والنبخخات والحيخخوان والنسخخان ل يكفيهخخا أصخخل
الوجود للبقاء بل تسخختمد فخخي بقائهخخا بخخامور اخخخر خارجخخة مخخن وجودهخخا امخخا
بضمها إلى أنفسها بالقتيخخات و والغتخخذاء أو بخخوجه آخخخر بخخاليواء واللبخخس
والتناسل ونحوها .وهذا المعنى في النسان وسائر أقسام الحيخخوان أوضخخح،
وهو الرزق الذى عليه يتوقف بقاء أقسام الحيوان مخخن غيخخر فخخرق فخخي ذلخخك
بينها أصل ،وقد قال تعالى " :وما من دابة في الرض ال على ال خ رزقهخخا
" الية ،فالرزق مما ل يستغنى عنه موجخخود فخخي بقخخائه ،واذ خلخخق الخ هخخذه
الشياء لبقاء ما فقد خلق لها رزقا ،فاستناد البقاء إليه تعخخالى يخخوجب اسخختناد
الرزق إليه من غير شك قخخال تعخخالى " :فخخورب السخخماء والرض انخخه لحخخق
مثل ما انكم تنطقون " الية ،و كون الرزق بهذا المعنى أمخخرا تكوينيخخا غيخخر
مربخخوط بعخخالم التكليخخف كالشخخمس فخخي رائعخخة النهخخار فخخان الحخخدوث والبقخخاء
ولوازم كل منهما امور تكوينية بل ريب .ثم ان النسان لمخخا تعلخخق التكليخخف
ببعض أفعاله المتعلقة بالرزاق كالكل والشرب والنكاح واللباس ونحوها،
والرزق مما يضطر إليه تكوينا كان لزم ذلك أن ل يتعلخخق الحرمخخة والمنخخع
ال بما له مندوحة وال كان تكليفا بما ل يطاق قال تعالى " :وما جعل عليكم
في الدين من حرج " الية ،وقال " :ان ال ل يأمر بالفحشاء " الية ،وكان
لزم ذلك أن في موارد المحرمات أرزاقا الهية محللة هخخي المندوحخخة للعبخخد
وهخخخى الرزاق المنسخخخوبة إليخخخه تعخخخالى بحسخخخب النظخخخر التشخخخريعي دون
المحرمات .فتحصل أن الرزق رزقان رزق تكويني وهو كل مخا يسختمد بخه
موجود في بقائه كيف كان ،ورزق تشريعي ،وهخخو الحلل الخخذى يسخختمد بخخه
النسان في الحياة دون الحرام فانه ليس برزق منه تعخخالى ; هخخذا هخخو الخخذى
يتحصل من الكتاب والسنة بعد التدبر فيهما .ط
] [ 150
قال الشيخ البهائي قدس ال روحه في شرح هذا الحديث :الرزق عند الشاعرة كل ما
انتفع به حي ،سواء كان بالتغذي أو بغيره ،مباحا كان أو ل ،وخصه بعضخخهم
بما تربى به الحيوان من الغذية والشربة ،وعند المعتزلة هو كخخل مخخا صخخح
انتفاع الحيوان به بالتغذي أو غيره ،وليس لحد منعه منه فليس الحرام رزقخخا
عندهم ،وقال الشاعرة فخخي الخخرد عليهخخم :لخخو لخخم يكخخن الحخخرام رزقخخا لخخم يكخخن
المغتذي طول عمره بالحرام مرزوقا ،وليس كذلك لقخخوله تعخخالى " :ومخخا مخخن
دابخخة فخخي الرض إل علخخى ال خ رزقهخخا " ) (1وفيخخه نظخخر فخخإن الخخرزق عنخخد
المعتزلة أعم من الغذاء وهم لخخم يشخخترطوا النتفخخاع بالفعخخل ،فالمغتخخذي طخخول
عمره بالحرام إنما يرد عليهم لو لم ينتفع مدة عمره بشئ انتفاعخخا محلل ،ولخخو
بشرب الماء والتنفس فخخي الهخخواء ،بخخل ول تمكخخن مخخن النتفخخاع بخخذلك أصخخل،
وظاهر أن هذا مما ل يوجد ،وأيضا فلهم أن يقولوا :لو مخخات حيخخوان قبخخل أن
يتناول شيئا محلل ول محرما يلزم أن يكون غير مخخرزوق ،فمخخا هخخو جخخوابكم
فهو جوابنا ; هذا ،ول يخفى أن الحاديث المنقولخخة فخخي هخخذا البخخاب متخالفخخة،
والمعتزلة تمسكوا بهذا الحديث ،وهو صريح في مدعاهم غيخر قابخل لتأويخل،
والشاعرة تمسكوا بما رووه عن صفوان بن أمية قال :كنخخا عنخخد رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله إذ جاء عمر بن قرة فقال :يارسول ال إن ال كتخخب علخخي
الشقوة فل أراني أرزق إل من دفي بكفي ،فاذن في الغناء من غيخخر فاحشخخة ;
فقال صلى ال عليه وآلخخه :ل آذن لخخك ول كرامخخة ول نعمخخة أي عخخدو الخ لقخخد
رزقك ال طيبا فاخترت ما حرم عليك من رزقه مكخان مخا أحخل الخ لخك مخن
حلله ،أما إنك لو قلت بعخخد هخخذه المقالخخة ضخخربتك ضخخربا وجيعخخا .والمعتزلخخة
يطعنون في سند هذا الحديث تارة ويأولونه علخخى تقخخدير سخخلمته أخخخرى بخخأن
سياق الكلم يقتضي أن يقال :فاخترت ما حرم ال عليك من حرامه مكان مخخا
أحل ال لك من حلله ،وإنما قال صلى ال عليه وآلخخه :مخخن رزقخخه مكخخان مخخن
حرامه ،فأطلق علخخى الحخخرام اسخخم الخخرزق بمشخخاكلة قخخوله :فل أرانخخي أرزق،
وقوله صلى ال عليه وآلخه :لقخد رزقخك الخ ،و تمسخك المعتزلخة أيضخا بقخوله
تعالى " :ومما رزقناهم ينفقون " ) (2قال الشيخ في التبيان
] [ 151
ما حاصله :أن هذه الية تدل على أن الحرام ليس رزقا لنه سخخبحانه مخخدحهم بالنفخخاق
من الرزق ،والنفاق من الحرام ل يوجب المدح ،وقد يقال :إن تقديم الظرف
يفيد الحصر وهو يقتضي كون المال المنفق على ضربين :ما رزقه ال ،وما
لم يرزقه وإن المدح إنما هو على النفخخاق ممخخا رزقهخخم وهخخو الحلل ،ل ممخخا
سولت لهم أنفسهم من الحرام ولو كان كل ما ينفقونه رزقا من ال سبحانه لخخم
يستقم الحصر فتأمخخل .انتهخخى كلمخخه رفخخع الخ مقخخامه .أقخخول :إن كخخان المخخراد
بقولهم :رزقهم ال الحرام أنه خلقه ومكنهم من التصرف فيه فل نزاع في أن
ال رزقهم بهذا المعنى ،وإن كان المعنى أنه المؤثر فخي أفعخخالهم وتصخرفاتهم
في الحرام فهذا إنما يستقيم على أصلهم الذي ثبت بطلنخخه ،وإن كخخان الخخرزق
بمعنى التمكين وعدم المنع من التصرف فيخخه بخخوجه فظخخاهر أن الحخخرام ليخخس
برزق بهخخذا المعنخخى علخخى مخخذهب مخخن المخخذاهب ،وإن كخخان المعنخخى أنخخه قخخدر
تصرفهم فيه بأحد المعاني الخختي مضخخت فخخي القضخخاء والقخخدر ،أو خخخذلهم ولخخم
يصرفهم جبرا عن ذلك فبهذا المعنى يصدق أنه رزقهم الحرام ; وأما ظواهر
اليات والخبخار الخواردة فخي ذلخك فل يريخب عاقخل فخي أنهخا منصخرفة إلخى
الحلل ،كما أومأنا إلى معناه سابقا .وأما ألسعار فقخخد ذهبخخت الشخخاعرة إلخخى
أنه ليس المسعر إل ال تعالى ،بناءا على أصلهم من أن ل مؤثر فخخي الوجخخود
إل ال .وأما المامية والمعتزلة فقد ذهبوا إلى أن الغلء والرخص قد يكونان
بأسباب راجعة إلى ال ،وقد يكونان بأسباب ترجع إلى اختيخخار العبخخاد ; وأمخخا
الخبار الدالة على أنهما من ال فالمعنى أن أكثر أسبابهما راجعخخة إلخخى قخخدرة
ال ،أو أن ال تعالى لما لخخم يصخخرف العبخخاد عمخخا يختخخارونه مخخن ذلخخك مخخع مخخا
يحدث في نفوسهم مخخن كخخثرة رغبخخاتهم ،أو غنخخاهم بحسخخب المصخخالح فكأنهمخخا
وقعا بإرادته تعالى ،كما مر القول فيما وقع من اليات والخبخار الدالخة علخى
أن أفعخخال العبخخاد بخخإرادة ال خ تعخخالى ومشخخيته ،وهخخدايته وإضخخلله ،وتخخوفيقه
وخذلنه ; ويمكن حمل بعض تلك الخبار علخخى المنخخع مخخن التسخخعير والنهخخي
عنه ; بل يلزم الوالي أن ل يجبر النخاس علخى السخعر ويختركهم و اختيخارهم،
فيجري السعر على ما يريد ال تعالى.
] [ 152
قال العلمة رحمه ال في شرحه على التجريد :السعر هو تقدير العوض الذي يباع به
الشئ ،وليس هو الثمن ول المثمن ،وهو ينقسم إلى رخص وغلء ،فالرخص
هو السعر المنحط عما جرت بخخه العخخادة مخخع اتحخخاد الخخوقت والمكخخان ،والغلء
زيادة السعر عما جرت به العادة مخخع اتحخخاد الخخوقت والمكخخان ،وإنمخخا اعتبرنخخا
الزمان والمكان لنه ل يقال :إن الثلج قد رخص سعره في الشتاء عند نزولخخه
لنه ليس أوان سعره ،ويجوز أن يقال :رخص في الصخخيف إذا نقخخص سخخعره
عما جرت عادته في ذلك الوقت ،ول يقال :رخخخص سخخعره فخخي الجبخخال الخختي
يدوم نزوله فيها لنها ليست مكان بيعه ،ويجوز أن يقال :رخخخص سخخعره فخخي
البلد التي اعتيد بيعه فيها ،واعلم أن كل واحد من الرخص والغلء قد يكون
من قبله تعالى بأن يقلل جنس المتاع المعين ،ويكثر رغبة الناس إليه فيحصل
الغلء لمصلحة المكلفين ،وقد يكثر جنس ذلك المتاع ويقلل رغبة الناس إليخخه
تفضل منه وإنعاما ،أو لمصلحة دينية فيحصل الرخص ،وقخخد يحصخخلن مخخن
قبلنا بأن يحمل السلطان الناس على بيع جميع تلك السخخلعة بسخخعر غخخال ظلمخخا
منه أو لحتكار النخخاس ،أو لمنخخع الطريخخق خخخوف الظلمخخة ،أو لغيخخر ذلخخك مخخن
السباب المستند إلينا فيحصل الغلء ،وقخخد يحمخخل السخخلطان النخخاس علخخى بيخخع
السلعة برخص ظلما منه ،أو يحملهم على بيع ما فخخي أيخخديهم مخخن جنخخس ذلخخك
المتخخاع فيحصخخل الرخخخص) .بخخاب ) * (6السخخعادة والشخخقاوة والخيخخر والشخخر
وخالقهما ومقدرهما( * اليات ،هود " " 11فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين
شقوا ففي النار لهم فيهخخا زفيخخر وشخخهيق * " إلخخى قخخوله تعخخالى " :وأمخخا الخخذين
سعدوا ففي الجنة خالدين فيها .الية .108 - 105المؤمنين " " 23ألم تكن
آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون .قالوا ربنا غلبت علينا شخخقوتنا وكنخخا قومخخا
ضالين .106 - 105الزمر " " 39وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسخخل منكخخم
يتلون عليكم آيات ربكم
] [ 153
وينذرونكم لقاء يومكم هخذا قخالوا بلخى ولكخن حقخت كلمخة العخذاب علخى الكخافرين .71
التغابن " " 64هو الخخذي خلقكخخم فمنكخخم كخخافر ومنكخخم مخخؤمن .3تفسخخير :قخخال
البيضخخاوي " :فمنهخخم شخخقي " وجبخخت لخخه النخخار بمقتضخخى الوعيخخد " وسخخعيد "
وجبت له الجنة بموجب الوعد .وقخخال الطبرسخخي رحمخخه الخخ " :غلبخخت علينخخا
شقوتنا " أي شقاوتنا وهي المضرة اللحقخخة فخخي العاقبخخة ،والسخخعادة :المنفعخخة
اللحقة في اللحقة في العاقبة ،والمعنى :استعلت علينا سيئاتنا الخختي أوجبخخت
لنا الشقاوة .وقال الزمخشخخري :قخالوا :بلخى أتونخا وتلخخوا علينخا ،ولكخخن وجبخخت
علينا كلمة ال بسوء أعمالنا كما قالوا " :غلبت علينا شقوتنا " فذكروا عملهم
الموجب لكلمة العذاب وهو الكفر والضلل - 1 .لخخى :أبخخى ،عخخن علخخي ،عخخن
أبيه ،عن صفوان ين يحيى ،عن الكناني ،عن الصادق عليه السلم قال :قخخال
رسول ال صلى ال عليه وآله :الشقي من شقي في بطن أمه .الخبر - 2 .ب:
محمد بن عيسى ،عن القداح ،عن جعفر بن محمد ،عخخن أبيخخه عليهمخخا السخخلم
قال :خرج رسول ال صلى ال عليه وآله قابضخخا علخخى ) (1شخخيئين فخخي يخخده،
ففتح يده اليمنى ثم قال :بسم ال الرحمن الرحيم ،كتخخاب مخن الرحمخن الرحيخم
في أهل الجنخخة بأعخخدادهم وأحسخخابهم وأنسخخابهم مجمخخل ) (2عليهخخم ،ل ينقخخص
منهم أحد ،ول يزاد فيهم أحد .ثخخم فتخخح يخخده اليسخخرى فقخخال :بسخخم الخ الرحمخخن
الرحيم كتاب من الرحمن الرحيم في أهل النار بأعدادهم وأحسابهم وأنسخخابهم
مجمل ) (3عليهم إلى يوم القيامة ل ينقص منهم أحد ،ول يزاد فيهم أحد ،وقد
يسلك بالسعداء طريق الشقياء حتى يقال :هم منهم ،هم هم ،ما أشبههم بهخخم !
ثم يدرك أحدهم سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة ،وقد يسلك بالشقياء طريق
أهل السعادة حتى يقال :هم منهم ،هم هم ،مخا أشخبههم بهخم ،ثخم يخدرك أحخدهم
شقاه ولو قبل موته ولو بفواق ناقة ،فقال النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :العمخخل
بخواتيمه ،العمل بخواتيمه ،العمل بخواتيمه " (4) .ص " 13
) (1في المصدر :قابضا شيئين بخدون علخى،2) .خ (3فخخي نسخخة :يجمخخل (4) .سخيأتي
الحديث بألفاظ أخرى تحت رقم 13و .15
] [ 154
بيان :قال الجزري :في حديث القدر :كتاب فيه أسخخماء أهخخل الجنخخة وأهخخل النخخار أجمخخل
على آخرهم ،تقول :أجملت الحسخخاب :إذا جمعخخت آحخخاده وكملخخت أفخخراده ،أي
احصوا فل يزاد فيهم ول ينقص .وقال الفيخخروز آبخخادي :الفخخواق كغخخراب :مخخا
بين الحلبتين من الوقت ،ويفتح ،أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضخرع3 .
-ب :ابن عيسى ،عن البزنطي قال :سألت الرضا عليه السلم أن يخخدعو ال خ
لمرأة من أهلنا بها حمل :فقال :قال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم :الخخدعاء مخخا لخخم
يمض أربعة أشهر ; فقلت له :إنمخخا لهخخا أقخخل مخخن هخخذا فخخدعا لهخخا ،ثخخم قخخال :إن
النطفة تكون فخخي الرحخخم ثلثيخخن يومخخا ،و تكخخون علقخخة ثلثيخخن يومخخا ،وتكخخون
مضغة ثلثيخخن يومخخا ،وتكخخون مخلقخخة وغيخخر مخلقخخة ثلثيخخن يومخخا ،وإذا تمخخت
الربعة أشخخهر بعخخث الخ تبخخارك وتعخخالى إليهخخا ملكيخخن خلقيخخن يصخخورانه ،و
يكتبان رزقه وأجله شقيا أو سعيدا " ص " 155 - 154بيان :قال البيضاوي
في قوله تعالى " :مخلقة وغير مخلقة " :مسواة ل نقص فيها ول عيب وغير
مسواة ; أو تامة وسخخاقطة ; أو مصخخورة وغيخخر مصخخورة انتهخخى .أقخخول :لعخخل
المراد بالخبر أن في ثلثين يوما بعد المضغة إما أن يبتدأ في تصويره بخلخخق
عظامه ،أو يسقط ،أو إما أن يسوى بحيث ل يكون فيه عيب ،أو يجعل حيخخث
يكون فيه عيب .ثم اعلم أن هذا الخبر يمكن أن يكون تفسيرا لقوله صخخلى الخ
عليه وآله :الشقي من شقي في بطن أمه ; أي يكتب شقاوته ،ومخخا يخخؤول إليخخه
أمره عليه في ذلك الوقت - 4 .ب :بالسناد قال :سمعت الرضا عليخخه السخخلم
يقول :جف القلم بحقيقة الكتاب من ال بالسعادة لمن آمن واتقى ،والشقاوة من
ال تبارك وتعالى لمن كذب و عصى " .ص - 5 " 156ل :ماجيلويه ،عن
عمه ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن وهب بن وهب ،عن جعفر ابن محمخخد ،عخخن
أبيه ،عن آبخخائه ،عخخن علخخي عليهخخم السخخلم أنخخه قخخال :حقيقخخة السخخعادة أن يختخخم
الرجل عمله بالسعادة ،وحقيقة الشقاء أن يختم المخخرء عملخخه بالشخخقاء - 6 .ع:
المظفر العلوي ،عن جعفر بن محمخخد بخخن مسخخعود ،عخخن أبيخخه ،عخخن علخخي بخخن
الحسن ،عن محمد بن عبد ال بن زرارة ،عن علي بخخن عبخخد الخخ ،عخخن أبيخخه،
عن جده ،عن أمير المؤمنين
] [ 155
صلوات الخ عليخخه قخخال :تعتلخخج النطفتخخان ) (1فخخي الرحخخم فأيتهمخخا كخخانت أكخخثر جخخاءت
تشبهها ،فإن كانت نطفة المرأة أكثر جخخاءت تشخخبه أخخخواله ،وإن كخخانت نطفخخة
الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه .وقال :تحول النطفة في الرحم أربعين يومخخا
فمن أراد أن يدعوا ال عزوجل ففي تلك الربعين قبل أن تخلق ،ثم يبعث ال
عزوجل ملك الرحام فيأخذها فيصعد بها إلى ال عزوجل فيقف منه ما شخخاء
ال (2) ،فيقول :يا إلهي أذكر أم انثى ؟ فيوحي ال عزوجل ) (3من ذلخخك مخخا
يشاء ويكتب الملك ،ثم يقول :إلهي أشقي أم سعيد ؟ فيوحي ال عزوجخخل )(3
من ذلك ما يشاء ويكتب الملك ،فيقول :اللهم كم رزقخخه ومخخا أجلخخه ؟ ثخخم يكتبخخه
ويكتب كل شئ يصيبه في الدنيا بين عينيه ،ثم يرجع بخخه فيخخرده فخخي الرحخخم ;
فذلك قول ال عزوجل " :ما أصاب من مصيبة فخخي الرض ول فخخي أنفسخخكم
إل في كتاب من قبل أن نبرأها " " .ص - 7 " 43ن :المفسر بإسخخناده إلخخى
أبى محمد عليه السلم قال :قال الرضا عليه السلم :قيخخل لرسخخول الخ صخخلى
ال عليه وآله :يا رسول ال هلك فلن ،يعمل مخخن الخخذنوب كيخخت وكيخخت(4) ،
فقال رسول ال صلى ال عليه وآله .بل قد نجا ول يختم ال خ تعخخالى عملخخه إل
بالحسنى ،وسيمحو ال عنه السيئات ،ويبدلها له حسنات إنه كان مرة يمر في
طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو ل يشخخعر فسخخترها عليخخه ولخخم
يخبره بها مخافة أن يخجل ،ثخخم إن ذلخخك المخخؤمن عرفخخه فخخي مهخخواه فقخخال لخخه:
أجزل ال لك الثواب (5) ،وأكرم لك المآب (6) ،ول ناقشك الحساب )(7
) (1اعتلجت الوحش :تضاربت ،واعتلج القوم :اقتتلوا واصطرعوا .أقول :فيخخه ايعخخاز
منه عليه السلم إلى وجود الحيوانات الصخخغار الحيخخة فخخي النطفخخة (2) .فخخي
المصدر :حيث يشاء ال .م ) (3بفتح التاء وقد يكسر :يكنى بها عن الحديث
والخبر ،وتستعملن بدون الواو أيضا ول تستعملن ال مكررتين (4) .فخخي
نسخخخة :فيخخوحى ال خ عزوجخخل إليخخه (5) .أي أكخخثره وأوسخخعه (6) .المخخآب:
المرجع والمنقلب (7) .ناقشه الحساب وفى الحساب :استقصى في حسابه.
] [ 156
فاستجاب ال له فيه ،فهذا العبد ل يختم له إل بخير بدعاء ذلخك المخؤمن ،فاتصخل قخول
رسول ال صلى ال عليه وآله بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل إلى طاعخخة ال خ
عزوجل فلم يأت عليه سبعة أيام حخختى اغيخخر علخخى سخخرح المدينخخة ) (1فخخوجه
رسول ال صلى ال عليخه وآلخه فخي أثرهخخم ) (2جماعخة ذلخخك الرجخخل أحخدهم
فاستشهد فيهم - 8 .يد :الدقاق ،عن الكليني ،عن علي بن محمخخد ،رفعخخه ،عخخن
شعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال :كنت بين يدي أبى عبد ال عليه السلم
جالسا وقد سأله سائل فقال :جعلت فداك يا بن رسول ال من أين لحق الشخخقاء
أهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم ؟ فقال أبو عبد ال
عليه السلم :أيها السائل علم ال عزوجل أن ل يقوم أحد من خلقه بحقخخه فلمخخا
علم بذلك وهب لهل محبته ) (3القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهخخم ،ولخخم
يمنعهم إطاقة القبول منه لن علمه أولى بحقيقة التصديق فوافقوا ما سبق لهم
في علمه ،و إن قدروا ) (4أن يأتوا خلل ينجيهم عخخن معصخخيته وهخخو معنخخى
شاء ما شاء وهو سخر " .ص " 366 - 365بيخان :هخذا الخخبر مخأخوذ مخن
الكافي ،وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق وإنه إنما فعل ذلخخك
ليوافخخق مخخذهب أهخخل العخخدل ) ،(5وفخخي الكخخافي هكخخذا :أيهخخا السخخائل حكخخم الخ
عزوجل ل يقوم أحد من خلقه بحقه فلما حكم بذلك وهخخب لهخخل محبتخخه القخخوة
على معرفته ،ووضع عنهخم ثقخل العمخخل بحقيقخخة مخا هخخم أهلخه ،ووهخخب لهخخل
المعصية القوة على معصيتهم لسبق علمه فيهخخم ،ومنعهخخم إطاقخخة القبخخول منخخه
فوافقوا ما سبق لهم في علمه ،ولم يقدروا أن يأتوا حال تنجيهم من عذابه لن
علمه أولى بحقيقة التصديق وهو معنى شاء مخخا شخخاء وهخخو سخخره .قخخوله عليخخه
السلم :ل يقوم أحد أي تكاليفه تعالى شاقة ل يتيسر التيان بها إل بهدايته
) (1أغار عليهم :هجم وأوقع بهم .سرح المدينخخة :فنائهخا (2) .بفتخخح الهمخخزة وكسخخرها:
بعدهم (3) .الموجود في التوحيد المطبوع هكذا :وهخخب لهخخل محبتخخه القخخوة
على معرفته ،ووضع عنهخخم ثقخخل العمخخل بحقيقخخة مخخاهم أهلخخه ،ووهخخب لهخخل
المعصية القوة على معصيتهم إ ه .فالظاهر أنها كخخانت سخاقطة عخخن نسخخته
قدس سره (4) .في نسخة كما في التوحيد المطبوع :ولخخم يقخخدروا (5) .هخخذا
البيان ناش عن سقوط سطر من نسخخخة المؤلخخف -رحمخخه ال خ -والصخخدوق
)ره( أثبت وأضبط.
] [ 157
تعالى ; أو كيفية حكخخم الخ وقضخخائه فخي غايخخة الغمخوض ،ل تصخل إليهخا عقخول أكخخثر
الخلق .قوله عليه السلم :ومنعهم إطاقة القبول قيل :هو مصدر مضخخاف إلخخى
الفاعل أي منعوا أنفسهم إطاقة القبول ،والظاهر أنه على صيغة الماضخخي أي
منع ال منهم غاية الوسع والطاقخخة باللطخخاف والهخخدايات الخختي يسخختحقها أهخخل
الطاعة بنياتهم الحسنة ل أنه سلبهم القدرة على الفعل وال يعلم - 9 .يخخد :ابخخن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب ،عن ابخخن أسخخباط ،عخخن البطخخائني،
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قخخول الخ عزوجخخل " :قخخالوا
ربنا غلبت علينا شقوتنا " قال :بأعمالهم شقوا " .ص - 10 " 366يد :محمد
بن أحمد العلوي ،عن ابن قتيبة ،عن الفضل ،عن ابن أبي عمير قخخال :سخخألت
أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلم عن معنى قول رسول ال صخخلى ال خ
عليه وآله :الشقي من شقي في بطن أمخخه والسخخعيد مخخن سخخعد فخخي بطخخن أمخخه ;
فقال :الشقي من علم ال ) (1وهو في بطن أمه أنه سخخيعمل أعمخخال الشخخقياء،
والسعيد من علم ال وهو في بطن أمه أنه سيعمل أعمخخال السخخعداء .قلخخت لخخه:
فما معنى قوله صلى ال عليه وآله :اعملوا فكل ميسر لما خلق له ؟ فقخخال :إن
ال عزوجل خلق الجخخن والنخخس ليعبخخدوه ولخخم يخلقهخخم ليعصخخوه ،وذلخخك قخخوله
عزوجل " وما خلقت الجخخن والنخخس إل ليعبخخدون " فيسخخر كل لمخخا خلخخق لخخه،
فالويل لمن استحب العمى على الهدى " .ص - 11 " 366يد :ابخن الوليخد،
عن الصفار ،عن ابن يزيد ،عن صفوان ،عخن ابخن حخازم عخن أبخي عبخد الخ
عليه السلم قال :إن ال عزوجل خلق السعادة والشخخقاوة قبخخل أن يخلخخق خلقخخه
فمن علمه ال ) (2سعيدا لم يبغضخه أبخدا .وإن عمخخل شخرا أبغخض عملخخه ولخخم
يبغضه ،وإن علمه شقيا لم يحبه أبدا ،وإن عمل صالحا أحب عملخخه وأبغضخخه
لما يصير إليه ،فإذا أحب ال شيئا لم يبغصه أبدا ،وإذا أبغخخض شخخيئا لخخم يحبخخه
أبدا " 367 " .سن :أبي ،عن صفوان مثله .ص " " 279
) (1في المصدر :من علمه ال وكذا في قوله عليه السلم :والسعيد مخخن علخخم الخخ .م )
(2في المحاسن فمن خلقه ال .م
] [ 158
بيان :خلق السعادة والشخخقاوة أي قخخدرهما بتقخخدير التكخخاليف الموجبخخة لهمخخا .قخخوله عليخخه
السلم :فمن علمه ال سعيدا في الكخافي :فمخن خلقخخه الخ أي قخخدره بخأن علمخخه
كذلك ،وأثبت حاله في اللوح أو خلقه حالكونه عالما بأنه سعيد - 12 .يد :ابخن
الوليد ،عن الصفار وسعد معا ،عن أيوب بن نوح ،عن ابن أبخخي عميخخر ،عخخن
هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " :واعلموا
أن ال يحول بين المرء وقلبه " قال :يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حخخق
وقد قيل :إن ال تعالى يحول بين المرء وقلبه بالموت (1) ،وقال أبو عبد ال خ
عليخخه السخخلم " :إن الخ ينقخخل العبخخد مخخن الشخخقاء إلخخى السخخعادة ،ول ينقلخخه مخخن
السعادة إلى الشقاء " .ص - 13 " 368 - 367ير :إبراهيم بن هاشم ،عن
الحسين بن سيف ،عن أبيه ،عن أبخخي القاسخخم ،عخخن محمخخد بخخن عبخخد الخ قخخال:
سمعت جعفر بن محمد يقول :خطب رسول ال صلى ال عليه وآله الناس ثخخم
رفع يخخده اليمنخخى قابضخخا علخخى كفخخه فقخال :أتخخدرون مخخا فخخي كفخخي ؟ قخالوا :الخ
ورسوله أعلم ،فقال :فيها أسماء أهل الجنة ،وأسماء آبائهم وقبخخائلهم إلخخى يخخوم
القيامة ; ثم رفع يده اليسرى فقال :أيها الناس أتدرون ما في يدي ؟ قالوا :ال خ
ورسوله أعلم .فقخخال :أسخخماء أهخخل النخخار ،وأسخخماء آبخخائهم ،وقبخخائلهم إلخخى يخخوم
القيامة ; ثم قال :حكم ال وعدل ،وحكم ال وعخخدل ،فريخخق فخخي الجنخخة وفريخخق
في السعير ) - 14 .(2سن :أبي ،عن النضر ،عن الحلبي ،عن ابن مسخخكان،
عن ابن حخخازم قخخال :قلخخت لبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم :أيحخخب الخ العبخخد ثخخم
يبغضه ؟ أو يبغضه ثم يحبه ؟ فقال :ما تزال تأتيني بشئ ! فقلخخت :هخخذا دينخخي
وبه أخاصم الناس ،فإن نهيتني عنه تركته .ثم قلت له :هل أبغض الخ محمخخدا
صلى ال عليه وآله على حال من الحالت ؟ فقال :لو أبغضه علخخى حخخال مخخن
الحالت لما ألطف له حتى أخرجه من حال إلى حال فجعله نبيخخا ; فقلخخت :ألخخم
تجبني منذ سنين عن الشقاوة والسعادة أنهما كانا قبل أن يخلق الخ الخلخخق ؟ !
قال :بلى وأنا الساعة أقوله ; قلت :فأخبرني عن السعيد هل أبغضه ال خ علخخى
حال من الحالت ؟ فقال :لو أبغضه على حال من
) (1الظاهر أن جملة " وقد قيل ان ال الخ " من كلم الصدوق مدرجة بين الحخخديثين.
) (2تقدم الحديث بألفاظ اخرى تحت رقم 2ويأتى بعد أيضا.
] [ 159
الحالت لما ألطف له حتى يخرجه من حال إلى حال فيجعلخخه سخخعيدا ; قتخخل :فخخأخبرني
عن الشقي هل أحبه ال على حال من الحالت ؟ فقال :لو أحبه على حال من
الحالت ما تركه شقيا ولستنقذه من الشقاء إلى السخخعادة ،قلخخت :فهخخل يبغخخض
ال العبد ثم يحبه أو يحبه ثم يبغضه ؟ فقخخال :ل " .ص - 15 280 - 279
سن :النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن معلى أبي عثمان ،عن علخخى بخخن حنظلخخة
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :اختصم رجلن بالمدينة :قدري ورجل مخخن
أهل مكة فجعل أبا عبد ال عليه السلم بينهما فأتياه فذكرا كلمهما فقخخال :إن
شئتما أخبرتكما بقول رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ فقال :قخخد شخخئنا ،فقخخال:
قام رسول ال صلى ال عليه وآله فصعد المنبر فحمد ال وأثنى عليه ثم قال:
كتاب كبته ال بيمينه -وكلتا يديه يمين -فيخخه أسخخماء أهخخل الجنخخة بأسخخمائهم و
أسماء آبائهم وعشائرهم ويجمل عليهخخم ) ،(1ل يزيخخد فيهخخم رجل ول ينقخخص
منهم رجل ) ،(2وقد يسلك بالسعيد فخي طريخق الشخقياء حختى يقخول النخاس:
كان ) (3منهم ،ما أشبهه بهم ! بل هو منهم ،ثم تداركه السخخعادة ; وقخخد يسخخلك
بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس :ما أشخخبهه بهخخم ! بخخل هخخو منهخخم ،ثخخم
يتداركه الشقاء ،من كتبه ال سعيدا ولو لم يبق مخخن الخخدنيا ) (4إل فخخواق ناقخخة
ختم ال له بالسعادة " .ص " 280يد :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن أبيه،
عن النضر ،عن الحلبي ،عن معلى أبي عثمخان ،عخن ابخن حنظلخة ،عخن أبخي
عبد ال عليه السلم قال :يسلك بالسعيد طريخخق الشخخقياء إلخخى آخخخر الخخخبر" .
ص - 16 " 367 - 366سن ابن فضال ،عن مثنى الحناط ،عن أبي بصير
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم قال :إن ال خلق قوما لحبنا ،وخلق قومخخا
لبغضنا ،فلو أن الذين خلقهم
) (1في المصدر :مجمل عليهم ،بدون الواو (2) .في المصدر :ول ينقص منهخخم احخخدا
أبخخدا .وكتخخاب كتبخخه ال خ فيخخه اسخخماء اهخخل النخخار باسخخمائهم واسخخماء آبخخائهم
وعشائرهم مجمل عليهم ل يزيد فيهخخم رجل ول ينقخخص منهخخم رجل .م )(3
في المصدر :كانه منهم .م ) (4في المصدر :من الدنيا شئ .م
] [ 160
لحبنا خرجوا من هذا المر إلى غيره لعادهم إليخخه وإن رغمخخت آنخخافهم ،وخلخخق قومخخا
لبغضنا فل يحبوننا أبدا " .ص - 17 " 280سن :الوشاء ،عن مثنخخى ،عخخن
أبى بصير قال :سمعت أبا عبخد الخ عليخه السخلم يقخول :إن الخ خلخخق خلقخه،
فخلق خلقا لحبنا لو أن أحدا خرج مخخن هخخذا الخخرأي لخخرده الخ إليخخه ،وإن رغخخم
أنفه ،وخلق قوما لبغضنا فل يحبوننخا أبخدا - 18 " 280 " (1) .سخن :ابخن
محبوب ،وعلي بن الحكم ،عن معاوية بن وهخخب ،قخخال :سخخمعت أبخخا عبخخد الخ
عليه السلم يقول :إن مما أوحى ال إلى موسى وأنزل فخخي التخخوراة :إنخخي أنخخا
ال ل إله إل أنا ،خلقت الخلق وخلقت الخير وأجريتخخه علخخى يخخدي مخخن أحخخب،
فطوبى لمن أجريته على يديه ،وأنخخا الخ ل إلخخه إل أنخخا خلقخخت الخلخخق وخلقخخت
الشر وأجريته على يدي من أريد فويل لمن أجريته على يديه " .ص " 283
- 19سن :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن محمد بن حكيم ،عن محمد بن مسلم
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :إن في بعض ما أنزل ال فخخي كتبخخه:
إني أنا ال ل إله إل أنا ،خلقت الخير وخلقت الشر فطوبى لمن أجريت علخخى
يديه الخير ،وويل لمن أجريت على يديه الشر ،وويخخل لمخخن قخخال :كيخخف ذا ؟.
وكيف ذا ؟ " - 20 " 283سن :محمد بن سنان ،عن حسين بن أبخخي عبيخخد،
وعمرو الفخرق الخيخاط (2) ،وعبخد الخ بخن مسخكان كلهخم ،عخن أبخي عبيخدة
الحذاء ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال يقخخول :أنخخا الخ ل إلخخه إل أنخخا،
خالق الخير والشر ،وهما خلقان من خلقخخي ،فطخخوبى لمخخن قخخدرت لخخه الخيخخر:
وويل لمن قدرت له الشر ،وويل لمن قال :كيف ذا ؟ " .ص " 283
) (1اتحاده مع ما قبله ظاهر .وليس فخخي المصخخدر :إليخخه (2) .أورده الشخخيخ فخخي كتخخابه
الفهرست واستظهر الميرزا كونه عمرو بن خالد الحنخخاط الفخخرق المخخترجم
في رجال النجاشي بقوله :عمرو بن خالد الحناط ،لقبه الفرق ،مولى ،ثقخخة،
عين ،روى عن أبى عبد ال عليه السلم ،له كتاب اه وأما الحسين بخن أبخى
عبيد فلم نظفر بترجمته.
] [ 161
- 21سن :الحسن بن علي (1) ،عن داود بن سليمان الجمال ) (2قال :سمعت أبا عبد
ال عليه السلم وذكر عنده القدر وكلم الستطاعة -فقال :هذا كلم خخخبيث،
أنا على دين آبائي ،ل أرجع عنه ،القدر حلوه ومره من الخخ ،والخيخخر والشخخر
كله من ال " .ج 1ص - 22 " 283سن :أبو شخخعيب المحخخاملي (3) ،عخخن
أبي سليمان الحمار (4) ،عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد ال عليخخه السخخلم
عن شئ من الستطاعة فقال :يا أبا محمد الخير والشر حلوه ومره وصخخغيره
وكخخثيره مخن الخخ " .ج 1ص " 284بيخخان :المخخراد بخلخخق الخيخر والشخر إمخا
تقديرهما كمخخا مخر ،أو المخراد خلخخق اللت والسخخباب الختي بهخا يتيسخخر فعخخل
الخير وفعل الشر كما أنه تعالى خلق الخمر ،وخلخخق فخخي النخخاس القخخدرة علخخى
شربها ،أو كناية عن أنهما إنما يحصلن بتوفيقه وخذلنه فكخخأنه خلقهمخخا ; أو
المراد بالخير والشر النعخخم والبليخخا ; أو المخخراد بخلقهمخخا خلخخق مخخن يعلخخم أنخخه
يكخخون باختيخخاره مختخخارا للخيخخر ،ومختخخارا للشخخر ،والخخ يعلخخم - 23 .سخخن:
البزنطي ،عن حماد بن عثمان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :من زعم أن ال يأمر بالفحشاء فقد كذب على ال ،ومخخن زعخخم أن الخيخخر
والشر إليه فقد كذب على ال " (5) .ج 1ص " 284شى :عخخن أبخخي بصخخير
مثله.
) (1في المصدر :الحسين بن على .م ) (2في المحاسن المطبوع أيضا )الجمال( وكذا
فيما يأتي بعخده ،والصخحيح فيمخا )الحمخار( ونقخل عخن خخط الشخهيد ضخبطه
بالحاء المهملة ،والميم المشددة ،والراء أخيرا ،قال النجاشخخي فخخي 115مخخن
رجاله :داود بن سليمان ،أبو سليمان الحمار ،كوفى ثقة ،روى عن أبى عبد
ال عليخخه السخخلم إه أقخخول :الحخخديث ل يخلخخو عخخن شخخبهة الرسخخال ،لظهخخور
اتحاده مع التى بعده (3) .كنية صالح بخخن خالخخد المحخخاملى (4) .كنيخخة داود
بن سليمان المتقدم (5) .الخيخخر موجخخود مخلخخوق مخخن غيخخر شخخك وأمخخا الشخخر
فليس بموجود ول مخلوق بالصالة وإنما يتحقخخق بخخالعرض وبمقايسخخة شخخئ
إلى شئ نحوا من المقايسة ،والدليل على ذلك قوله تعالى " :وال *
] [ 162
)باب ) * (7الهداية والضخلل والتوفيخخق والخخذلن( * اليخات ،الفاتحخخة " " 1إيخخاك
نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم .6البقخخرة " " 2إن الخخذين كفخخروا
سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ل يؤمنون * ختم ال علخخى قلخخوبهم وعلخخى
سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم " 7 - 6وقخخال تعخخالى ":
يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إل الفاسخخقين " 26وقخخال تعخخالى
" :فهدى ال الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه وال يهخخدي مخخن يشخخاء
إلى صراط مستقيم * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يخخأتكم مثخخل الخخذين خلخخوا
من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والخخذين آمنخخوا
معه متى نصر ال أل إن نصر ال قريب " 214 - 213وقال تعالى " :ال
ولي الذين آمنوا يخرجهم مخخن الظلمخخات إلخخى النخخور " 257وقخخال " :والخ ل
يهدي القوم الظالمين " 258وقال " :وال ل يهدى القخخوم الكخخافرين .264آل
عمران " " 3قل إن الهدى هدى ال " 73وقخخال تعخخالى " :كيخخف يهخخدي الخ
قوما كفروا بعد إيمخخانهم وشخخهدوا أن الرسخخول حخخق وجخخاءهم البينخخات والخ ل
يهدى القخخوم الظخخالمين .86النسخخاء " :" 4ولهخخديناهم صخخراطا مسخختقيما .68
المائدة " :" 5ومن يرد ال فتنته فلن تملك له من ال شيئا أولئك الذين لم يرد
ال أن يطهر قلوبهم " 41وقال تعالى " :فإن تولخخوا فخخاعلم أنمخخا يريخخد الخ أن
يصيبهم
* خالق كل شئ " الية وقوله " :الذى أحسن كل شئ خلقه " الية حيث عد كخخل شخخئ
خلقا لنفسه ثم عده حسنا غير سئ ،وقال تعالى :مخخا أصخخابك مخخن سخخيئة فمخخن
نفسخخك اليخخة فعخخد بعخخض الشخخياء كالبليخخا و المخخراض سخخيئات وذكرهخخا
بالمساءة ،مع أنها من حيث وجودها وخلقها حسنة فليسخخت مسخخاءتها إل مخخن
جملة العرض والمقايسة .فالشياء أعخخم مخخن الخيخخرات والشخخرور مخخن حيخخث
وجودها وخلقها مستندة إليخخه تعخخالى كمخخا ذكخخر فخخي خخخبر المحاسخخن رقخخم 21
وكذلك مع المقايسة إذا كان الستناد أعم ممخخا بالخخذات وبخخالعرض والشخخرور
من حيث هي شرور ل تستند إليه تعالى بالصالة كما ذكر فخخي هخذا الخخخبر.
ط )*(
] [ 163
ببعض ذنوبهم " 49وقال تعالى " :ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال واسع عليم 54
" وقال تعالى " :إن ال ل يهدي القوم الكافرين " 67وقال تعالى " :والخخ ل
يهدي القوم الفاسقين .108النعام " " 6ومنهم من يستمع إليك وجعلنا علخخى
قوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهخخم وقخخرا " 25وقخخال تعخخالى " :ولخخو شخخاء الخ
لجمعهم على الهخخدى فل تكخخونن مخخن الجخخاهلين " 35وقخال تعخخالى " :وكخخذلك
جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيهخخا " 123وقخخال تعخخالى " :مخخن
يشأ ال يضلله ومن يشأ يجعله على صخخراط مسخختقيم " 39وقخال تعخخالى " :و
كذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلء من ال عليهم مخخن بيننخخا " 53وقخخال
تعالى " :و نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا بخخه أول مخخرة ونخخذرهم فخخي
طغيانهم يعمهون * ولو أننخخا نزلنخخا إليهخخم الملئكخخة وكلمهخخم المخخوتى وحشخخرنا
عليهم كل شئ قبل ما كانوا ليؤمنوا إل أن يشاء ال ولكن أكثرهم يجهلخخون *
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين النس والجن يوحي بعضهم إلخى بعخض
زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى
إليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقخخترفون 110
" 113 -وقال تعالى " :فمن يرد ال ان يهديه يشرح صخخدره للسخخلم ومخخن
يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كخخذلك يجعخخل
ال الرجس علخخى الخخذين ل يؤمنخخون " 125وقخخال تعخخالى " :إن الخ ل يهخخدي
القخخوم الظخخالمين " 144وقخخال تعخخالى " :فلخخو شخخاء لهخخديكم أجمعيخخن .149
العراف " " 7إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين ل يؤمنون " 27وقال تعالى
" :من يهدي ال فهو المهتد ومن يضلل فأولئك هم الخاسخخرون * ولقخخد ذرأنخخا
لجهنخخم كخخثيرا مخخن الجخخن والنخخس لهخخم قلخخوب ل يفقهخخون بهخخا ولهخخم أعيخخن ل
يبصرون بها ولهم آذان ل يسمعون بها اولئك كالنعام بل هم أضل أولئك هم
الغخخافلون " 179 - 178وقخخال تعخخالى " :فريقخخا هخخدى وفريقخخا حخخق عليهخخم
الضخخللة " 30وقخخال تعخخالى " :سأصخخرف عخخن آيخخاتي الخخذين يتكخخبرون فخخي
الرض بغير الحق وإن يروا كل آية ل يؤمنوا بها وإن يروا سخخبيل الرشخخد ل
يتخذوه سبيل وإن يروا سخخبيل الغخخي يتخخخذوه سخخبيل ذلخخك بخخأنهم كخخذبوا بآياتنخخا
وكانوا عنها
] [ 164
غخخافلين " 146وقخخال تعخخالى " :مخخن يضخخلل الخ فل هخخادي لخخه ويخخذرهم فخخي طغيخخانهم
يعمهون .186النفال " " 7فلم تقتلوهم ولكن ال قتلهم وما رميت إذ رميت
ولكن ال رمى " 17وقال تعالى " :واعلموا أن ال يحول بيخخن المخخرء وقلبخخه
(1) .24التوبة " " 9وال ل يهخخدى القخخوم الظخخالمين " 19وقخخال تعخخالى ":
وال ل يهدي القوم الفاسقين " 24وقال تعخخالى " وطبخخع علخخى قلخخوبهم فهخخم ل
يفقهون " 87وقال تعالى " :صرف ال قلخخوبهم بخخأنهم قخخوم ل يفقهخخون .127
يخخونس " " 10والخ يخخدعو إلخخى دار السخخلم ويهخخدي مخخن يشخخاء إلخخى صخخراط
مستقيم " 25وقال تعالى " كذلك حقت كلمة ربك على الخخذين فسخخقوا أنهخخم ل
يؤمنون " 33وقال تعالى " :ومنهم من يسخختمعون إليخخك أفخخأنت تسخخمع الصخخم
ولو كانوا ل يعقلون * ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كخخانوا ل
يبصرون * إن ال ل يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون 43 - 42
" وقال تعالى " :إن الذين حقت عليهم كلمة ربخخك ل يؤمنخخون * ولخخو جخاءتهم
كل آية حتى يروا العذاب الليم .97 - 96هود " " 11وما توفيقي إل بخال
عليه توكلت وإليه انيب " 88وقال تعالى " :ولو شاء ربك لجعل النخخاس أمخخة
واحدة ول يزالون مختلفين * إل مخن رحخم ربخك ولخذلك خلقهخم وتمخت كلمخة
ربك لملن جهنم من الجنة والناس أجمعين " 119 - 118وقال تعخخالى ":
ول ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كخان الخ يريخد أن يغخويكم هخو
ربكم وإليه ترجعون (2) .34
) (1قال الرضى رحمه ال :هذه اسخختعارة علخخى بعخخض التخخأويلت المخخذكورة فخخي هخخذه
الية ،والمعنى :أن ال أقرب إلى العبد من قلبه ،فكأنه حائل بينه وبينخخه مخخن
هذا الوجه ،أو يكون المعنى أنه قادر على تبديل قلخخب المخخرء مخخن حخخال إلخخى
حال ،إذ كان سبحانه موصوفا بأنه مقلب القلخخوب ،والمعنخخى أنخخه ينقلهخخا مخخن
حال المن إلى حال الخوف ،ومن حال الخوف إلى حال المن ،ومخخن حخخال
المساءة إلى حخال السخرور ،ومخن حخال المحبخوب إلخى حخال المكخروه(2) .
الغواء :هو الدعاء إلى الغى والضلل ،وذلك غير جائز على ال خ سخخبحانه
لقبحه ،وورود أمره بضده ،فهو مخن قبيخل السختعارة ،والمخراد هنخا تخييبخه
سبحانه لهم من رحمته لكفرهم به ،و ذهابهم عن أمره ،وخذلنهم عن سبيل
الرشاد ،ويجوز أن يكون بمعنى الهلك ،كما يجوز أن يكون بمعنخخى الحكخخم
بالغواية عليهم.
] [ 165
الرعد " :" 13قل إن ال يضل من يشاء ويهدي إليه من أنخخاب " 27وقخخال تعخخالى ":
أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء ال لهدى الناس جميعا " 31وقال تعالى ":
ومن يضخلل الخ فمخاله مخخن هخاد .33ابراهيخخم " " 14فيضخخل الخ مخخن يشخاء
ويهدي من يشاء 4وقال تعالى " :يثبخت الخ الخذين آمنخوا بخالقول الثخابت فخي
الحيوة الدنيا وفي الخرة ويضل ال الظالمين ويفعل ال ما يشخخاء .27النحخخل
" " 16ولو شاء ال لجعلكم امة واحخخدة ولكخخن يضخخل مخخن يشخخاء ويهخخدي مخخن
يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون " 93وقال تعالى " :وأن ال ل يهخخدي القخخوم
الكافرين * أولئك الذين طبع ال على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هخخم
الغافلون .108 - 107السرى " " 17ومخخن يهخخدي الخ فهخخو المهتخخد ومخخن
يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه " 97وقال تعالى " :وإذا أردنخخا أن نهلخخك
قرية أمرنخخا مترفيهخخا ففسخخقوا فيهخخا فحخخق عليهخخا القخخول فخخدمرناها تخخدميرا .16
الكهف " " 18من يهدي ال فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليخخا مرشخخدا
.17مريم " " 19قل من كان في الضللة فليمدد له الرحمن مدا " 75وقال
تعالى " :ويزيد ال الذين اهتدوا هدى " 76وقال تعالى " :ألم تر أنخخا أرسخخلنا
الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا .83النور " " 24ولول فضل ال عليكم
ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن ال يزكي من يشاء وال سميع عليخم
" 21وقال تعالى " :ومن لم يجعل ال له نورا فمخخا لخه مخخن نخخور " 40وقخال
تعالى " :وال يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .46الفرقان " " 25ولكخخن
متعتهم وآباءهم حتى نسوا الخخذكر وكخخانوا قومخخا بخخورا .18الشخخعراء " " 26
كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * ل يؤمنون بخخه حخختى يخخروا العخخذاب الليخخم
.201 - 200النمل " " 27إن الذين ل يؤمنون بالخرة زينا لهخخم أعمخخالهم
فهم يعمهون .4القصخخص " " 28وجعلنخخاهم أئمخخة يخخدعون إلخخى النخخار " 41
وقال تعالى " :إنك ل تهدي
] [ 166
من أحببت ولكن ال يهخدي مخن يشخاء وهخو أعلخم بالمهتخدين .56الخروم " " 30فمخن
يهدي من أضل ال وما لهم من ناصرين " 29وقال سبحانه :كذلك يطبع ال
على قلوب الذين ل يعلمون .59التنزيخخل " " 32ولخخو شخخئنا لتينخخا كخخل نفخخس
هديها ولكن حق القول مني لملن جهنم من الجنة والناس أجمعين .13سبا:
" " 34قال :إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبمخخا يخخوحي إلخخي
ربي إنه سميع قريب .50فاطر " :" 35أفمن زين له سوء عمله فرآه حسخخنا
فإن ال يضل من يشاء ويهدي من يشاء " 8وقال سبحانه " إن ال يسمع من
يشاء وما أنت بمسمع من في القبخور .22يخس " " 37لقخد حخق القخول علخى
أكثرهم فهم ل يؤمنون * إنا جعلنا في أعناقهم أغلل فهخخي إلخخى الذقخخان فهخخم
مقمحون * وجعلنا من بين أيخخديهم سخخدا ومخخن خلفهخخم سخخدا فأغشخخيناهم فهخخم ل
يبصرون * وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ل يؤمنون .10 - 7الزمر
" " 39إن ال ل يهدي من هو كاذب كفار " 3وقال تعالى " :ذلك هدى ال خ
يهدي به من يشاء ومن يضلل ال فماله من هاد 23ومن يهد ال فمخخا لخخه مخخن
مضل " 37وقال تعالى " :أو تقول لو أن ال هداني لكنخخت مخخن المتقيخخن .57
المؤمن " " 40ومن يضلل ال فمخخاله مخخن هخخاد " 33وقخخال تعخخالى " :كخخذلك
يضلل ال من هو مسرف مرتاب " 34وقال تعالى " :كذلك يطبخخع الخ علخخى
كل قلب متكخبر جبخخار " 35وقخال تعخالى " :كخخذلك يضخخل الخ الكخافرين .74
السجدة " " 41وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهخخم وحخخق
عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والنس إنهم كخخانوا خاسخخرين
.25حمعسق " " 42ال يجتبي إليه من يشاء ويهخخدي إليخخه مخخن ينيخخب " 13
وقال تعالى " :ومن يضلل ال فما له من ولي من بعده " 44وقخخال تعخخالى ":
ومن يضلل ال فما له من سبيل .46
] [ 167
الزخرف " " 43ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا 32
" وقال تعالى " :ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو لخخه قريخخن
" 36وقال تعالى " :أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضخخلل
مبين .40الجاثية " " 45أفرأيت من اتخذ إلهه هويه وأضخخله الخ علخخى علخخم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد ال خ أفل
تخخذكرون .23محمخخد " " 47اولئك الخخذين طبخخع ال خ علخخى قلخخوبهم واتبعخخوا
أهواءهم " 14وقال تعالى " :والذين اهتدوا زادهم هدى وآتيهم تقويهم " 17
وقال تعالى " :اولئك الذين لعنهم ال فأصمهم وأعمى أبصارهم .23الصخخف
" " 61وال ل يهدي القوم الظالمين .7المنافقين " " 63فطبع على قلخخوبهم
فهم ل يفقهون .3الدهر " " 76إنا هديناه السبيل إما شخخاكرا وإمخخا كفخخورا .3
تفسير :قوله تعالى " :ختم ال على قلخخوبهم " قخخال البيضخخاوي :الختخخم :الكتخخم،
سمي به الستيثاق من الشئ بضرب الخاتم عليه لنه كتم لخه والبلخوغ آخخره،
نظرا إلى أنخه آخخر فعخل يفعخل فخي إحخرازه .والغشخاوة فعالخة مخن غشخاه :إذا
غطاه ،بنيت لما يشتمل على الشئ كالعصابة والعمامخخة ،ول ختخخم ول تغشخخية
على الحقيقة ،وإنمخخا المخخراد بهمخخا أن يحخخدث فخخي نفوسخخهم هيئة تمرنهخخم علخخى
اسخخختحباب الكفخخخر والمعاصخخخي ،واسخخختقباح اليمانوالطاعخخخات بسخخخبب غيهخخخم
وانهماكهم في التقليد ،وإعراضهم عن النظر الصحيح فيجعخخل قلخخوبهم بحيخخث
ل ينفذ فيها الحخق ،وأسخماعهم تعخاف اسختماعه فتصخير كأنهخا مسختوثق منهخا
بالختم ،وأبصارهم ل تجتلي لها اليات المنصوبة في الفخخاق والنفخخس ،كمخخا
تجتليها أعين المستبصخخرين ،فتصخخير كأنهخخا غطخخي عليهخخا وحيخخل بينهخخا وبيخخن
البصار ،وسماه على الستعارة ختما وتغشية ; أو مثخخل قلخخوبهم ومشخخاعرهم
المؤوفة بأشياء ضرب حجاب بينها وبين السخختنفاع بهخخا ختمخخا وتغطيخخة .وقخخد
عبر عن إحداث هذه الهيئة بالطبع في قوله تعخخالى :" :اولئك الخخذين طبخخع الخ
على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم " ) (1وبالغفال في قوله تعالى:
] [ 168
" ول تطع من أغفلنا قلبه " ) (1وبالقساء في قوله تعالى " وجعلنا قلوبهم قاسخخية " )
(2وهي من حيث إن الممكنات بأسرها مستندة إلى ال واقعة بقدرته استندت
إليه ،ومن حيث إنها مسببة ممخخا اقخخترفوه بخخدليل قخخوله " :بخخل طبخخع الخ عليهخخا
بكفرهم " ) (3وقوله تعالى " :ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلخخوبهم "
) (4وردت اليخخخة ناعيخخخة عليهخخخم ) (5شخخخناعة صخخخفتهم ووخامخخخة عخخخاقبتهم،
واضطرت المعتزلة فيخخه فخخذكروا وجوهخخا مخخن التأويخخل :الول :أن القخخوم لمخخا
أعرضوا عن الحق وتمكن ذلخك فخي قلخوبهم حختى صخار كالطبيعخة لهخم شخبه
بالوصف الخلقخخي المجبخول عليخه .الثخاني :أن المخخراد بخه تمثيخخل حخال قلخخوبهم
بقلوب البهائم التي خلقها ال تعالى خالية عن الفطن أو قلوب مقخخدر ختخخم ال خ
عليها ; ونظيره :سال بخخه الخخوادي :إذا هلخخك ،وطخخارت بخخه العنقخخاء :إذا طخخالت
غيبته .الثالث :أن ذلخك فخي الحقيقخخة فعخل الشخخيطان ،أو الكخافر لكخخن لمخخا كخان
صدوره عنه بإقداره تعالى إياه أسنده إليه إسناد الفعل إلى السبب .الرابخخع :أن
أعراقهم لما رسخت في الكفر واستحكمت بحيث لم يبق طريق إلخخى تحصخخيل
إيمانهم سوى اللجاء والقسر ثم لم يقسرهم إبقاءا على غرض التكليخخف عخخبر
عن تركه بالختم ،فإنه سد ليمانهم ،وفيه إشعار على ترامي أمرهم في الغخخي
وتناهي انهماكهم في الضلل والبغخي .الخخامس :أن يكخون حكايخة لمخا كخانت
الكفرة يقولون مثل " :قلوبنا في أكنة مما تدعوننا إليه وفخخي آذاننخخا وقخخر ومخخن
بيننا وبينك حجاب " ) (6تهكما واستهزاءا بهم ،كقوله تعالى " :لم يكن الذين
كفروا " ) (7الية.
) (1الكهف (2) 28 :المائدة (3) .13 :النساء (4) .155 :المنخخافقون (5) .3 :نعخخى
عليخخه شخخهواته :عخابه بهخا .ونعخخى عليخخه ذنخخوبه :ظهرهخا وشخخهرها (6 ) .حخم
السجدة 5 :أقول :أكنة جمع الكن ،وهو وقخخاء كخخل شخخئ وسخختره ،قخخال الشخخيخ
الطوسى في التبيان :وانما قالوا :ذلك ليؤيسوا النبي صلى ال عليه وآله من
قبولهم دينه ،فهو على التمثيل فكأنهم شبهوا قلوبهم بما يكون فخخي غطخخاء فل
يصل إليه شئ مما وراءه ،وفيه تحذير من مثل حالهم في كل من دعى إلخخى
أمر ل يمتنع أن يكون هو الحق ،فل يجوز أن يدفعه بمثل هذا الدفع " ،وفى
آذاننا وقر " أي ثقل عن استماع هذا القخخرآن " ومخخن بيننخخا وبينخخك حجخخاب "
قيل :الحجاب :الخلف الذى يقتضى أن نكون بمعخخزل عنخخك ،قخخال الزجخخاج:
معناه :حاجز في النحلة والدين ،أي ل نوافقك في مذهب (7) .البينة.1 :
] [ 169
السادس :أن ذلك في الخرة ،وإنما أخبر عنه بالماضي لتحققه وتيقخخن وقخخوعه ويشخخهد
له قوله تعالى " :ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصخخما " )
(1السابع :أن المراد بالختم وسم قلوبهم بسخمة تعرفهخا الملئكخة فيبغضخونهم
ويتنفرون عنهم وعلخى هخذا المنهخخاج كلمنخخا وكلمهخم فيمخا يضخخاف إلخخى الخ
تعالى من طبع وإضخخلل و نحوهمخخا .انتهخخى .أقخخول :بعخخد قيخخام البرهخخان علخخى
امتناع أن يكلف الحكيم أحدا ثم يمنعه عن التيان بما كلفه به ثخخم يعخخذبه عليخخه
وشهادة العقل بقبخح ذلخك وأنخه تعخالى منخزه عنخه لبخد مخن الحمخل علخى أحخد
الوجوه التي ذكرها .وزاد الشيخ الطبرسي رحمه الخ علخخى مخخا ذكخخر وجهيخخن
آخرين :أحدهما ما سيأتي نقل عن تفسير العسكري عليخخه السخخلم وقخخد مخخرت
الشارة إليه أيضا وهو أن المراد بالختم العلمة وإذا انتهى الكافر مخخن كفخخره
إلى حالة يعلم ال تعالى أنه ل يؤمن فإنه يعلم على قلبخخه علمخخة ; وقيخخل :هخخي
نكتخخة سخخوداء تشخخاهدها الملئكخخة فيعلمخخون بهخخا أنخخه ل يخخؤمن بعخخدها فيخخذمونه
ويدعون عليه كما أنه تعالى يكتب في قلب المؤمن اليمان ويعلم عليه علمة
تعلم الملئكة بها أنه مؤمن فيمدحونه ويستغفرون له ،فقوله تعالى " :بل طبع
ال عليها بكفرهم " يحتمل أمرين :أحدهما أنه طبخخع الخ عليهخخا جخخزاءا للكفخخر
وعقوبة عليه ،والخر أنه طبع عليهخخا بعلمخخة كفرهخخم كمخخا يقخخال :طبخخع عليخخه
بالطين ،وختم عليه بالشمع .وثانيهمخخا أن المخخراد بخخالختم علخى القلخوب أن الخ
شهد عليها وحكم بأنها ل تقبل الحق كما يقال :أراك أنخخك تختخخم علخخى كخخل مخخا
يقوله فلن أي تشهد به وتصدقه ،وقد ختمت عليك بأنك ل تفلخخح أي شخخهدت،
وذلك استعارة .قوله تعالى " :يضل به كثيرا " قال الطبرسي رحمه ال :فيخخه
وجهان :أحدهما :حكي عن الفراء أنه قخخال حكايخخة عمخخن قخال :مخخا ذا أراد الخ
بهذا مثل " أي يضل به قوم ويهدي به قوم ،ثم قال ال تعالى " :وما يضل به
إل الفاسقين " فبين تعالى أنه ل يضل إل فاسقا ضال ،وهذا وجه حسن.
] [ 170
والخر أنه كلمه تعالى ابتداءا وكلهما محتمل ،وإذا كان محمخخول علخخى هخخذا فمعنخخى
قوله :يضل به كثيرا أن الكفار يكذبون به وينكرونه ،ويقولون :ليس هخخو مخخن
عند ال فيضلون بسببه ،وإذا حصل الضخخلل بسخخببه أضخخيف إليخخه ،وقخخوله" :
ويهدي به كثيرا " يعني الذين آمنوا به وصدقوه ،وقخخالوا :هخخذا فخخي موضخخعه،
فلما حصلت الهداية بسخخببه أضخخيف إليخخه ،فمعنخخى الضخخلل علخخى هخخذا تشخخديد
المتحان الذي يكون عنده الضلل فالمعنى أن ال يمتحن بهذه المثال عبخخاده
فيضل بها قوم كثير ،ويهدي بها قوم كثير ،ومثله قخخوله " :رب إنهخخن أضخخللن
كثيرا من الناس ) (1أي ضلوا عندها ،وهذا مثل قخخولهم :أفسخخدت فلنخخة فلنخخا
وأذهبت عقله ،وهي ربما لم تعرفخخه ولكخخن لمخخا ذهخخب عقلخخه وفسخخد مخخن أجلهخخا
أضيف الفساد إليها ،وقد يكون الضخخلل بمعنخخى التخليخخة علخخى وجخخه العقوبخخة
وترك المنع بالقهر ومنع اللطاف التي تفعل بالمؤمنين جزاءا علخخى إيمخخانهم،
وهذا كما يقال لمن ل يصلح سيفه :أفسدت سيفك ; أريد به أنك لم تحخخدث فيخخه
الصلح في كل وقت بالصقل والحداد .وقد يكون الضلل بمعنى التسخخمية
بالضلل والحكم به كما يقال :أضله إذا نسبه إلى الضلل ،وأكفره :إذا نسخخبه
إلى الكفر ،قال الكميخخت :وطائفخخة قخخد أكفرونخخي بحبكخخم .وقخخد يكخخون الضخخلل
بمعنى الهلك والعخذاب والتخدمير ،ومنخه قخوله تعخالى " :إن المجرميخن فخي
ضلل وسعر " ) (2ومنه قوله تعخخالى " :ءإذا ضخخللنا فخخي الرض " ) (3أي
هلكنا ،وقوله " :والذين قتلوا في سبيل الخ فلخخن يضخخل أعمخخالهم " ) (4أي لخخم
يبطل فعلى هذا يكون المعنى :أن ال تعالى يهلك ويعذب بالكفر به كثيرا بخخأن
يضلهم عن الثواب وطريق الجنة بسببه فيهلكوا ويهدي إلى الثخخواب وطريخخق
الجنة باليمان به كثيرا ; عن أبي على الجبائي قال :ويدل على ذلك قخخوله" :
وما يضل بخخه إل الفاسخخقين " لنخخه ل يخلخخو مخخن أن يكخخون أراد العقوبخخة علخخى
التكذيب كما قلناه ،أو يكون أراد به التحيير والتشكيك ،فخخإن أراد الحيخخرة فقخخد
ذكخخر أنخخه ل يفعخخل إل بالفاسخخق المتحيخخر الشخخاك فيجخخب أن ل تكخخون الحيخخرة
المتقدمة التي بها صاروا فسخخاقا مخخن فعلخخه إل إذا وجخخدت حيخخرة قبلهخخا أيضخخا،
وهذا يوجب وجود
) (1ابراهيم (2) .36 :القمر (3) .47 :الم السجدة (4) .10 :محمد.4 :
] [ 171
ما ل نهاية له من حيرة قبل حيرة ل إلى أول ،أو ثبوت إضخخلل ل إضخخلل قبلخخه ،وإذا
كان ذلك من فعله فقد أضل من لم يكن فاسقا وهو خلف قوله " :ومخخا يضخخل
به إل الفاسقين " وعلى هذا الوجه فيجخخوز أن يكخخون حكخخم الخ عليهخخم بخخالكفر
وبراءته منهم ولعنته عليهم إهلكا لهم ،ويكون إهلكه إضلل ،وكل مخخا فخخي
القرآن مخن الضخلل المنسخوب إلخى الخ تعخالى فهخو بمعنخى مخا ذكرنخاه مخن
الوجوه ول يجخوز أن يضخخاف إلخى الخ سخخبحانه الضخخلل الخخذي أضخخافه إلخخى
الشيطان وإلى فرعون والسامري بقوله " :ولقد أضل منكم جبل كثيرا " )(1
وقخخوله " :وأضخل فرعخخون قخخومه " ) (2وقخوله " :وأضخخلهم السخامري " )(3
وهخخو أن يكخخون بمعنخخى التلخخبيس والتغليخخط والتشخخكيك واليقخخاع فخخي الفسخخاد
والضلل وغير ذلك مما يخخؤدي إلخخى التظليخخم و التجخخوير إلخخى مخخا يخخذهب إليخخه
المجبرة تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا .وإذ قد ذكرنا أقسام الضخخلل فلنخخذكر
أقسام الهداية التي هي ضخخده .اعلخخم أن الهدايخخة فخخي القخخرآن تقخخع علخخى وجخخوه:
أحدها أن تكون بمعنى الدللة والرشاد يقال :هخخداه الطريخخق وللطريخخق وإلخخى
الطريق إذا دله عليه ،وهذا الوجه عام لجميع المكلفين ،فإن ال خ تعخخالى هخخدى
كل مكلف إلى الحق بأن دله عليه وأرشده إليه لنه كلفه الوصول إليه فلخخو لخخم
يدله عليه لكان قد كلفه ما ل يطيق ; ويدل عليه قخخوله تعخخالى " :ولقخخد جخخاءهم
من ربهم الهدى " ) (4وقوله " :إنا هديناه السبيل " ) (5وقخخوله " :أنخخزل فيخخه
القرآن هدى " ) (6وقوله " :وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى
" ) (7وقوله " :وإنك لتهخخدي إلخخى صخخراط مسخختقيم " ) (8وقخخوله " :وهخخديناه
النجدين " ) (9ومخخا أشخخبه ذلخخك مخخن اليخخات .وثانيهخخا أن يكخخون بمعنخخى زيخخادة
اللطاف التي بها يثبخخت علخخى الهخخدى ; ومنخخه قخخوله تعخخالى " :والخخذين اهتخخدوا
زادهم هدى "(10) .
) (1يس (2) .62 :طخه (3) .79 :طخه (4) .85 :النجخم (5) .23 :الخدهر(6) .3 :
البقرة (7) .185 :حم السجدة (8) .17 :الشورى (9) .52 :البلد) .10 :
(10محمد.17 :
] [ 172
وثالثها أن تكون بمعنى الثابة :ومنه قوله تعالى " :يهديهم ربهم بإيمخخانهم تجخخري مخخن
تحتهم النهار في جنات النعيم " ) (1وقوله تعالى " :والذين قتلوا فخخي سخخبيل
ال فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم " ) (2والهداية التي تكخخون بعخخد
قتلهم هي إثابتهم ل محالخخة .ورابعهخخا :الحكخخم بالهدايخخة كقخخوله تعخخالى " :ومخخن
يهخخدي الخ فهخخو المهتخخد " ) (3وهخخذه الوجخخوه الثلثخخة خاصخخة بخخالمؤمنين دون
غيرهم لنه تعالى إنما يخخثيب مخخن يسخختحق الثابخخة وهخخم المؤمنخخون ،ويزيخخدهم
ألطافا بإيمانهم وطاعتهم ،ويحكم لهم بالهداية لذلك أيضا .وخامسها أن تكخخون
الهداية بمعنى جعل النسان مهتديا ،بأن يخلق الهدايخخة فيخخه كمخخا يجعخخل الشخخئ
متحركا بخلق الحركة فيه ،وال تعالى يفعخخل العلخخوم الضخخرورية فخخي القلخخوب
فذلك هداية منه تعالى ،وهذا الوجه أيضا عام لجميخخع العقلء كخخالوجه الول،
فأما الهداية التي كلف ال تعالى العباد فعلها كاليمان به وبأنبيائه وغيخر ذلخك
فإنها من فعل العباد ،ولذلك يسخختحقون عليهخخا المخخدح والثخخواب ،وإن كخخان الخ
سبحانه قد أنعم عليهم بدللتهم علخخى ذلخخك وإرشخخادهم إليخه ودعخاهم إلخخى فعلخخه
وتكليفهم إياه وأمرهم به ،فهو من هذا الوجه نعمة منه سخخبحانه عليهخخم ،ومنخخة
منه واصلة إليهم ،وفضل منه وإحسان لديهم ،فهو مشكور على ذلك محمود،
إذ فعله بتمكينه وألطافه وضروب تسهيلته و معوناته .وقخال رحمخه الخ فخي
قوله تعالى " :وال يهدي من يشاء إلى صراط مسخختقيم " ) :(4إن المخخراد بخخه
البيخخان والدللخخة ،والصخخراط المسخختقيم هخخو السخخلم ; أو المخخراد بخخه :يهخخديهم
باللطف فيكون خاصا بمن علم من حاله أنه يصلح به ; أو المراد بخخه :يهخخديهم
إلى طريق الجنة .وقال في قخخوله تعخخالى " :مخختى نصخخر الخ " ) (5قيخخل :هخخذا
استعجال للموعود كما يفعله الممتحن ،وإنما قخخاله الرسخخول اسخختبطاءا للنصخخر
على جهة التمني .وقيل :إن معناه الخخدعاء لخ بالنصخخر .وقيخخل :إنخخه ذكخخر كلم
الرسول والمؤمنين جملة وتفصخخيل :قخخال المؤمنخخون مخختى نصخخر الخ ؟ وقخخال
الرسول :إل إن نصر ال قريب.
) (1يونس (2) .9 :محمد 4 :و (3) .5اسخخرى (4) .97 :النخخور (5) .46 :البقخخرة:
.214
] [ 173
وقال فخخي قخخوله تعخخالى " :يخرجهخخم مخخن الظلمخخات إلخخى النخخور " ) :(1أي مخخن ظلمخخات
الضلل والكفر إلى نور الهدى واليمان بأن هداهم إليخخه ونصخخب الدلخخة لهخخم
عليه و رغبهم فيه وفعل بهم من اللطاف ما يقوي دواعيهم إلخخى فعلخخه .وقخخال
في قوله تعالى " وال ل يهدي القوم الظالمين " ) (2أي بالمعونة على بلخخوغ
البغية من الفساد .وقيل :ل يهديهم إلى المحاجة كمخخا يهخخدي أنبيخخاءه .وقيخخل :ل
يهديهم بألطافه وتأييده إذا علم أنه ل لطف لهم .وقيخخل :ل يهخخديهم إلخخى الجنخخة.
وقال في قوله تعالى " :كيف يهدي ال قومخخا " (3) :معنخخاه :كيخخف يسخخلك الخ
بهم سبيل المهتدين بالثابة لهم والثناء عليهم ؟ أو أنه على طريق التبعيد كمخخا
يقال :كيف يهخخديك إلخخى الطريخخق وقخخد تركتخخه ؟ أي ل طريخخق يهخخديهم بخخه إلخخى
اليمان إ من الخخوجه الخخذي هخخداهم بخخه وقخخد تركخخوه ،أو كيخخف يهخخديهم الخ إلخخى
طريق الجنة والحال هذه ؟ .أقول :الظهر أن المعنى أنهم حرموا أنفسهم بمخخا
اختاروه اللطاف الخاصة من ربهم تعالى .وقال في قوله تعالى " :ومن يخخرد
ال فتنته " ) :(4قيل :فيه أقوال :أحدها أن المراد بالفتنة العذاب أي مخخن يخخرد
ال عخخذابه كقخخوله تعخخالى " :علخخى النخخار يفتنخخون " ) (5أي يعخخذبون وقخخوله" :
ذوقوا فتنتكم " ) (6أي عذابكم .وثانيها أن معناه من يرد ال إهلكخخه .وثالثهخخا
أن المراد به من يرد ال خزيه وفضيحته بإظهار ما ينطوي عليه.
) (1البقرة (2) .257 :البقرة (3) .258 :آل عمران (4) .86 :المائدة 41 :قال الشيخ
في التبيان - :بعد نقل القوال الثلثة الولة -وأصخخل الفتنخة :التخليخخص مخن
قخخولهم :فتنخخت الخخذهب فخخي النخار أي خلصخته مخن الغخخش والفتنخة :الختبخخار،
ويسمى بذلك لما فيهخا مخن تخليخص الحخال لمخن أراد الضخلل ،وإنمخا أراد
الحكم عليه بذلك بايراد الحجج ففيه تمييز وتخليص لحالهم من حال غيرهخخم
من المؤمنين ،ومن فسره على العخخذاب فلنهخخم يحرقخخون كمخخا يحخخرق خبخخث
الذهب فهم خبث كلهم ،ومن فسره على الفضيحة فلما فيها من الدللة عليهم
التى يتميزون بها من غيرهم (5) .الذاريات (6) .13 :الذاريات.14 :
] [ 174
ورابعها أن المراد من يرد ال اختباره بما يبتليه من القيام بحدوده فيدع ذلك ويحرفخخه.
والصح الول " .فلن تملك له من ال شيئا " أي فلن تستطيع أن تدفع لجلخخه
من أمر ال الذي هو العخخذاب أو الفضخخيحة أو الهلك شخخيئا " أولئك الخخذين لخخم
يرد ال أن يطهخخر قلخخوبهم " معنخخاه :اولئك اليهخخود لخخم يخخرد الخ أن يطهخخر مخخن
عقوبات الكفر الخختي هخخي الختخخم والطبخخع والضخخيق قلخخوبهم ،كمخخا طهخخر قلخخوب
المؤمنين منها ،بخخأن كتخخب فخخي قلخخوبهم اليمخخان ،وشخخرح صخخدروهم للسخخلم.
وقيل :معناه :لم يرد أن يطهرهخا مخن الكفخر بخالحكم عليهخا بأنهخا بخريئة منخه،
ممدوحة باليمان .قال القاضي :وهذا ل يدل على أنخخه سخخبحانه لخخم يخخرد منهخخم
اليمان لن ذلك ل يعقل من تطهير القلب إل على جهة التوسع ،ولن قخخوله:
" لم يرد ال أن يطهر قلوبهم " يقتضخخي نفخخي كخخونه مريخخدا ،وليخخس فيخخه بيخخان
الوجه الذي لم يرد ذلك عليه ،و المراد بذلك أنه لخخم يخخرد تطهيخخر قلخخوبهم ممخخا
يلحقها من الغموم بالذم والستخفاف والعقاب ولذا قال عقيبه " :لهم في الدنيا
خزي ولهم في الخرة عذاب عظيم " ولو كان أراد ما قاله المجبرة لم يجعل
ذلك ذما لهم ول عقبه بالذم ،ول جعله في حكم الجزاء على ما لجله عخخاقبهم
وأراد ذلخخك فيهخخم .أقخخول :روى النعمخخاني فخخي تفسخخيره فيمخخا رواه عخخن أميخخر
المؤمنين صلوات ال عليه أنهم سألوه عن المتشخخابه فخخي تفسخخير الفتنخخة فقخخال:
منه فتنة الختبار وهو قوله تعالى " :الم أحسب النخخاس أن يتكخخروا أن يقولخخوا
آمنا وهم ل يفتنون " ) (1وقوله لموسى " :وفتنخخاك فتونخخا " (2) .ومنخخه فتنخخة
الكفر وهو قوله تعالى " :لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك المور حتى جاء
الحق وظهر أمخر الخ " ) (3وقخخوله سخبحانه فخي الخخذين اسختأذنوا رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله في غزوة تبوك أن يتخلفخخوا عنخخه مخن المنخافقين فقخخال الخ
تعالى فيهم " :ومنهم من يقول ائذن لي ول تفتني أل في الفتنخخة سخخقطو " )(4
يعني ائذن لي ول تكفرني ،فقال عزوجل " :أل في الفتنخخة سخخقطوا وإن جهنخخم
لمحيطة بالكافرين "(5) .
) (1العنكبوت 1 :و (2) .2طه (3) .40 :التوبة (5 ،4) .48 :التوبة(*) .49 :
] [ 175
ومنه فتنة العذاب وهو قوله تعالى " :يوم هم على النخخار يفتنخخون " ) 19أي يعخخذبون "
ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون " ) (2أي ذوقوا عذابكم .ومنه قوله
تعالى " :إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثخخم لخخم يتوبخخوا " ) (3أي عخخذبوا
المخخؤمنين .ومنخخه فتنخخة المحبخخة للمخخال والولخخد كقخخوله تعخخالى " :إنمخخا أمخخوالكم
وأولدكم فتنة " (4) .ومنه فتنة المخخرض وهخخو قخخوله سخخبحانه " :أو ل يخخرون
أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم ل يتوبخخون ول هخخم يخخذكرون " )(5
أي يمرضون ويقتلون .انتهى .وقال الطبرسي رحمه ال فخخي قخخوله تعخخالى" :
فاعلم أنما يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبهم " قيل :في معناه أقخخوال :أحخخدها
معناه :فاعلم يا محمد أنما يريد ال أن يعاقبهم ببعض أجرامهم ،وذكر البعض
والمراد به الكل ،كما يذكر العموم ويخخراد بخخه الخصخخوص .والثخخاني أنخخه ذكخخر
البعض تغليظخخا للعقخخاب ،والمخخراد أنخخه يكفخخي أن يؤخخخذوا ببعخخض ذنخخوبهم فخخي
إهلكهم والتدمير عليهم .والثالث أنه أراد تعجيل بعض العقاب مما كخخان مخخن
التمرد في الجخخرام لن عخخذاب الخخدنيا مختخخص ببعخخض الخخذنوب دون بعخخض،
وعخخذاب الخخخرة يعخخم .قخخوله تعخخالى " :وجعلنخخا علخخى قلخخوبهم أكنخخة " قخخال
الزمخشخخري :الكنخخة علخخى القلخخوب والخخوقر فخخي الذان مثخخل فخخي نبخخو قلخخوبهم
ومسامعهم عن قبوله واعتقاد صحته ،ووجه إسناد الفعل إلى ذاته وهو قخخوله:
" وجعلنا " للدللة على أنه أمر ثخابت فيهخخم ل يخخزول عنهخخم كخأنهم مجبولخخون
عليه ،أو هي حكاية لما كانوا ينطقون به من قولهم :وفي آذاننا وقر ومن بيننا
وبينك حجاب وقال الطبرسي رحمه ال :قال القاضي أبخخو عاصخخم العخخامري:
أصح القوال فيه ما روي أن النبي صلى الخ عليخه وآلخه كخان يصخلي بالليخل
ويقرأ القرآن في الصلة جهخخرا رجخخاء أن يسخختمع إلخخى قراءتخخه إنسخخان فيتخخدبر
معخخانيه ويخخؤمن بخخه فكخخان المشخخركون إذا سخخمعوه آذوه ومنعخخوه عخخن الجهخخر
بالقراءة ،وكان ال تعالى يلقي عليهم النوم ،أو يجعل
) (1الذاريات (2) .13 :الخخذاريات (3) .14 :الخخبروج (4) .10 :التغخخابن(5) .15 :
التوبة.126 :
] [ 176
في قلوبهم أكنة ليقطعهم عن مرادهم ،وذلك بعد ما بلغهم ما تقوم به الحجة وتنقطع بخخه
المعذرة ،وبعدها علخم الخ تعخالى أنهخم ل ينتفعخون بسخماعه ول يؤمنخون بخه،
فشبه إلقاء النوم عليهم بجعل الغطاء على قلوبهم ،وبوقر آذانهم لن ذلك كان
يمنعهم من التدبر كخخالوقر والغطخخاء ،وهخخذا معنخخى قخخوله تعخخالى " :وإذا قخخرأت
القرآن جعلنا بينك وبين الذين ل يؤمنون بالخرة حجابخخا مسخختورا " ويحتمخخل
ذلك وجها آخر وهو أنه تعالى يعاقب هؤلء الكفار الذين علم أنهم ل يؤمنون
بعقوبات يجعلها في قلوبهم تكون موانع من أن يفقهوا ما يستمعونه ; ويحتمل
أيضا أن يكون سمي الكفر الذي في قلوبهم كنخخا تشخخبيها ومجخخازا وإعراضخخهم
عن القرآن وقرا توسعا لن مع الكفر والعراض ل يحصل اليمان والفهخخم،
كما ل يحصلن مخخع الكخخن والخخوقر ،ونسخخب ذلخخك إلخخى نفسخخه لنخخه الخخذي شخخبه
أحدهما بالخر كمخخا يقخخول أحخخدنا لغيخخره إذا أثنخخى علخخى إنسخخان وذكخخر منخخاقبه:
جعلته فاضل ،وبالضد إذا ذكر مقابحه وفسقه يقول :جعلته فاسقا (1) ،وقخخال
الزمخشري في قوله تعالى :ولو شاء ال لجمعهم على الهدى " أي بأن يأتيهم
بآية ملجئة ،ولكنه ل يفعل لخروجخخه عخخن الحكمخخة .وقخخوله تعخخالى " :ليمكخخروا
فيهخخا " قخخال الطبرسخخي رحمخخه :اللم :لم العاقبخخة ،وقخخال الزمخشخخري :معنخخاه
خليناهم ليمكروا وما كففناهم عن المكر ; وكذا قال :اللم لم العاقبة في قوله
تعالى " :ليقولوا " أي عاملنخخاهم معاملخخة المختخخبر ليشخخكروا أو يصخخبروا فخخآل
أمرهم إلى هذه العاقبة .وقال الطبرسي رحمه ال فخخي قخخوله تعخخالى " :ونقلخخب
افئدتهم وأبصارهم " وجهين:
) (1أوردنا قبل معنى الية عن التبيان .ولنذكر هنخخا مخخا عخخن الرضخخى رحمخخه الخ فخخي
كتابه مجازات القرآن قال :وهذه استعارة وليس هناك على الحقيقة شئ مما
أشاروا إليه ،وإنمخخا أخرجخخوا هخخذا الكلم مخخخرج الدللخخة علخخى اسخختثقالهم مخخا
يسمعونه من قوارع القرآن وبواقع البيان فكأنهم من قوة الزهادة فيخخه وشخخدة
الكراهية له قد وقرت أسماعهم عن فهمه ،وأكنت قلوبهم دون علمه ،وذلخخك
معروف في عادة النخخاس أن يقخخول القخخائل منهخخم لمخخن يشخخنأ كلمخخه ويسخختثقل
خطابه :ما أسمح قولك ول أعى لفظك وإن كخخان صخحيح حاسخخة السخمع ،ال
أنه حمل الكلم علخخى السخختثقال والمقخخت ،وعلخخى هخخذا قخخول الشخخاعر :وكلم
سيئ قد وقرت * إذنى عنه وما بي من صمم.
] [ 177
أحدهما أنه يقلبهما في جهنم على لهب النار وحر الجمر كما لم يؤمنوا به أول مرة في
الدنيا ; والخر أن المعنى :يقلب أفئدتهم وأبصارهم بالحيرة التي تغم وتزعج
النفس .وقال الزمخشري " :ونقلب أفئدتهم ونذرهم " عطف على ل يؤمنخخون
داخل في حكم وما يشعركم أنهم ل يؤمنون ،ومخخا يشخخعركم أنخخا نقلخخب أفئدتهخخم
وأبصخخارهم ،أي نطبخخع علخخى قلخخوبهم وأبصخخارهم فل يفقهخخون ول يبصخخرون
الحق ،كما كانوا عند نزول آياتنا أول ،ل يؤمنون بها لكخخونهم مطبوعخخا علخخى
قلوبهم وما يشعركم أنا نذرهم في طغيانهم أي نخليهخخم وشخخأنهم ل نكفهخخم عخخن
الطغيان حتى يعمهوا فيه (1) .وقال في قوله تعالى " :إل أن يشخخاء الخ " أي
مشية إكراه واضطرار .وقال الطبرسي رحمه ال في قوله " :كذلك جعلنخخا "
وجوه :أحدها أن المراد كما أمرناك بعداوة قومخخك مخخن المشخخركين فقخخد أمرنخخا
من قبلك بمعاداة أعدائهم من الجن والنس .ومتى أمر ال رسوله بمعاداة قوم
من المشركين فقد جعلهم أعخخداءا لخخه .وثانيهخخا :أن معنخخاه حكمنخخا بخخأنهم أعخخداء
وأخبرنا بذلك ليعاملوهم معاملة العداء في الحتراز عنهم والسخختعداد لخخدفع
شرهم ،وهذا كما يقال :جعل القاضي فلنا عدل وفلنا فاسقا إذا حكخخم بعدالخخة
هذا وفسق ذاك .وثالثها :أن المراد خلينخخا بينهخخم وبيخخن اختيخخارهم العخخداوة ،لخخم
نمنعهم علخخى ذلخخك كرهخخا ول جخخبرا ،لن ذلخخك يزيخخل التكليخخف .ورابعهخخا :أنخخه
سبحانه إنما أضاف ذلك إلخخى نفسخخه ،لنخخه سخخبحانه لمخخا أرسخخل إليهخخم الرسخخل،
وأمرهخخم إلخخى دعخخائهم إلخخى السخخلم واليمخخان وخلخخع مخخا كخخانوا يعبخخدونه مخخن
الصنام والوثان نصبوا عند ذلخخك العخخداوة لنبيخخائه ،ومثلخخه قخخول نخخوح عليخخه
السلم " :فلم يزدهم دعائي إل فرارا " وقال :والعامل في قوله " :ولتصخخغى
" قوله " :يوحى " ول يجوز أن يكون العامل
) (1وهذه استعارة ،لن تقليب القلوب والبصار على الحقيقة بازالتها عخخن مواضخخعها
" إقلقها عن مناصبها ل يصح ،والبنية صخخحيحة والجملخخة حيخخة متصخخرفة،
وإنما المراد -وال أعلم -أنا نرميها بالحيرة والمخافخخة جخخزاءا علخخى الكفخخر
والضخخللة فتكخخون الفئدة مسخخترجعة لتعخخاظم أسخخباب المخخخاوف وتكخخون
البصار منزعجة لتوقع طلوع المكاره .وقد قيخخل :إن المخراد بخذلك تقليبهمخا
على مرامض الجمر في نار جهنم وذلك يخرج الكلم عن حيخخز السخختعارة
إلى حيز الحقيقة ; قاله الرضى رضى ال عنه.
] [ 178
فيه " جعلنا " لن الخ سخخبحانه ل يجخخوز أن يريخخد إصخخغاء القلخوب إلخخى الكفخخر ووحخخي
الشياطين ،إل أن نجعلها لم العاقبة .وقال البلخي :اللم فخخي :ولتصخخغى " لم
العاقبة ،وما بعده لم المر الذي يراد به التهديخد .وقخال رحمخه الخ فخي قخوله
تعالى " :فمن يرد ال أن يهديه " فيه وجوه :أحدها :أن معناه من يرد الخخ أن
يهديه إلى الثواب وطريق الجنة يشرح صدره فخخي الخخدنيا للسخخلم بخخأن يثبخخت
عزمه عليه ويقوي دواعيه على التمسك به ،وإنمخخا يفعخخل ذلخخك لطفخخا لخخه ومنخخا
عليه ،وثوابا على اعتدائه بهدى الخ وقبخخوله إيخخاه ; ومخخن يخخرد أن يضخخله عخخن
ثوابه وكرامته يجعل صخخدره فخخي كفخخره ضخخيقا حرجخخا عقوبخخة لخخه علخخى تركخخه
اليمان من غير أن يكون سبحانه مانعا له عن اليمان ،بل ربمخخا يكخخون ذلخخك
داعيا إليه ،فإن من ضاق صدره بالشئ كان ذلك داعيا إلى تركه .وثانيها :أن
معناه فمن يرد ال أن يثبته على الهدى يشرح صدره من الوجه الذي ذكرناه،
جزاءا له على إيمانه واهتدائه ،وقد يطلق الهدى ويراد بخخه السخختدامة ; ومخخن
يرد أن يضله أي يخذله ويخلي بينه وبين مخخا يريخخده ،لختيخخاره الكفخخر وتركخخه
اليمان يجعل صدره ضيقا حرجا بأن يمنعه اللطخخاف الخختي هخخو ينشخخرح لهخخا
صدره ،لخروجه من قبولها بإقامته على كفره .وثالثها :أن معناه من يرد الخخ
أن يهديه زيادة الهدى التي وعدها المؤمن يشرح صدره لتلك الزيادة لن من
حقها أن يزيد المؤمن بصيرة ،ومن يخخرد أن يضخخله عخخن تلخخك الزيخخادة بمعنخخى
يذهبه عنها من حيث أخرج هو نفسه من أن تصح عليه يجعخل صخخدره ضخخيقا
حرجا لمكان فقد تلك الزيادة ،لنها إذا اقتضت في المؤمن ما قلناه أوجب في
الكخخافر مخخا يضخخاده ،والرجخخس :العخخذاب .وقخال فخخي قخخوله تعخخالى " :إنخخا جعلنخخا
الشياطين " أي حكمنا بذلك لنهم يتناصرون على الباطل كما قال " :وجعلوا
الملئكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " .وقال في قوله " :ولقد ذرأنا لجهنخخم "
يعني خلقناهم على أن عاقبتهم المصير إلى
] [ 179
جهنم بكفرهم وإنكارهم وسوء اختيارهم ،ويدل عليه قوله سبحانه " :وما خلقت الجخخن
والنس إل ليعبدون " وقال الزمخشري :جعلهخخم فخخي أنهخخم ل يلقخخون أذهخخانهم
إلى معرفة الحق ول ينظخخرون بعيخخونهم إلخخى مخخا خلخخق الخ نظخخر اعتبخخار ،ول
يسمعون ما يتلى عليهم من آيات ال سخخماع تخخدبر كخخأنهم عخخدموا فهخخم القلخخوب
وإبصار العيون واستماع الذان وجعلهم لغراقهم في الكفر وشخخدة شخخكائمهم
فيخخه وأنهخم ل يتخأتى منهخخم إل أفعخخال أهخل النخخار مخلخخوقين للنخخار ،دللخة علخى
توغلهم في الموجبات ،وتمكنهم فيما يخخؤهلهم لخخدخول النخخار .وقخخال الطبرسخخي
رحمه ال في قخخوله تعخخالى " :فريقخخا هخخدى " أي جماعخخة حكخخم لهخخم بالهتخخداء
بقبولهم للهدى ،أو لطف لهم بما اهتدوا عنده ،أو هداهم إلى طريخخق الثخخواب "
وفريقا حق " أي وجب عليهم الضخخللة ،إذ لخخم يقبلخخوا الهخخدى ،أو حخخق عليهخخم
الخذلن لنه لم يكن لهم لطف تنشرح لهم صدورهم ،أو حخخق عليهخخم العخخذاب
أو الهلك بكفرهم .وقال الزمخشري في قوله تعالى " :ولكن ال قتلهم " :أي
إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم ولكن ال قتلهم لنه هو الذي أنزل الملئكة
وألقى الرعب قي قلوبهم ،وشاء النصر والظفر ،وقوى قلوبكم ،وأذهب عنهخخا
الفزع والجزع ،وما رميت أنت يا محمد إذ رميت ولكن ال رمخخى ،يعنخخي أن
الرمية التي رميتها لم ترمها أنت على الحقيقة لنك لو رميتها لما بلخخغ أثرهخخا
إل ما يبلغ أثر رمي البشر ،ولكنها كخخانت رميخخة الخ حيخخث أثخخرت ذلخخك الثخخر
العظيم فأثبت الرمية لرسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه ،لن صخخورتها وجخخدت
منه ،ونفاها عنه لن أثرها الذي ل تطيقه البشر فعل ال فكأن ال خ هخخو فاعخخل
الرمية على الحقيقة ،و كأنها لم توجخخد مخخن الرسخخول أصخخل .وقخخال الطبرسخخي
رحمه ال في قوله تعالى " :ثم انصرفوا " أي انصرفوا عن المجلخخس ،وقيخخل
انصرفوا عن اليمان به " صرف الخ قلخخوبهم " عخخن الفخخوائد الخختي يسخختفيدها
المؤمنون والسرور بها ،وحرموا الستبشار بتلك الحال .وقيل :معناه صرف
ال قلوبهم عن رحمته وثوابه عقوبة لهم على انصراهم عن اليمان بخخالقرآن،
وعن مجلس رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه .وقيخخل :إنخخه علخخى وجخخه الخخدعاء
عليهم أي خذلهم ال باستحقاقهم ذلك ،ودعاء ال على عباده وعيد لهم وإخبار
بلحاق العذاب بهم.
] [ 180
قوله تعالى " :كذلك حقت كلمة ربك " قال الزمخشري " :إنهم ل يؤمنون " بخخدل مخخن
الكلمة أي حق عليهم انتفاء اليمان وعلم ال منهم ذلك ،أو حخخق عليهخخم كلمخخة
الخ أنهخخم مخخن أهخخل الخخخذلن وأن إيمخخانهم غيخخر كخخائن ،أو أراد بالكلمخخة العخخدة
بالعذاب " .وأنهم ل بؤمنون " تعليل بمعنى لنهم ل يؤمنون .وقال فخخي قخخوله
تعالى :إن الذين حقت عليهم كلمة ربك أي ثبت عليهم قول ال الذي كتبه فخخي
اللوح وأخبر به الملئكة أنهم يموتون كفارا فل يكون غيره فتلك كتابة معلوم
ل كتابة مقدر ومراد ; تعالى ال عن ذلك .وقال السيد المرتضخخى رضخخي ال خ
عنه :إن سأل سائل فقال :ما عندكم في تأويل قوله تعالى " :ولو شخخاء ربخخك "
لجعل الناس امة واحدة ول يزالون مختلفين إل من رحم ربك ولذلك خلقهم "
يقال له :أما قوله تعالى " :ولو شاء ربك " فإنما عنى به المشخخية الخختي نيضخخم
إليها اللجخاء ،ولخم يعخن المشخية علخى سخبيل الختيخار ،وإنمخا أراد تعخالى أن
يخبرنا عن قدرته وأنه ممخخن ل يغخخالب ول يعصخخى مقهخخورا ،مخخن حيخخث كخخان
قادرا على اللجاء والكراه على ما أراده من العباد ،فأما لفظة ذلك في اليخخة
فحملها على الرحمة أولخخى مخخن حملهخخا علخخى الختلف لخخدليل العقخخل وشخخهادة
اللفظ ،فأما دليل العقل فمن حيخخث علمنخخا أنخخه تعخخالى كخخره الختلف والخخذهاب
عن الدين ونهى عنه وتوعد عليه ،فكيف يجخخوز أن يكخخون شخخائيا لخخه ومجريخخا
بخلق العباد إليه ؟ وأما شهادة اللفظ فلن الرحمة أقرب إلى هخخذه الكنايخخة مخخن
الختلف ،وحمل اللفظ على أقرب المذكورين أولى في لسخخان العخخرب ،فأمخخا
ما طعن به السائل من تذكير الكناية فباطل لن تأنيث الرحمخخة غيخخر حقيقخخي،
وإذا كني عنها بلفظ التذكير كانت الكناية على المعنى لن معناها هو الفضخخل
والنعام كما قالوا :سرني كلمتك ،يريدون سرني كلمك .وقال ال خ تعخخالى" :
هذا رحمة من ربي " ولم يقل " :هذه " وإنما أراد هذا فضل من ربخخي ،وفخخي
موضع آخر " إن رحمة ال قريب من المحسنين " ولم يقل :قريبة .أقول :ثخخم
استشهد رحمه ال لذلك بكثير مخخن الشخخعار تركناهخا حخخذرا مخخن الطنخخاب ثخخم
قال :وقخخال زيخخاد العجخخم :إن الشخخجاعة والمخخروة ضخخمنا * قخخبرا بمخخرو علخخى
الطريق الواضح
] [ 181
ويروي :أن السماحة والشجاعة ; فقال " :ضخخمنا " ولخم يقخخل " :ضخمنتا " قخال الفخخراء
لنه ذهخخب إلخخى أن السخخماحة والشخجاعة مصخخدران ،والعخرب تقخخول :قصخخارة
الثوب يعجبني لن تأنيث المصادر يرجخخع إلخخى الفعخخل وهخخو مخخذكر ،علخخى أن
قوله تعالى " :إل من رحم ربك " كما يدل على الرحمة يخخدل أيضخخا علخخى أن
يرحم فإذا جعلنا الكناية بلفظة ذلك عن أن يرحم كان التذكير في موضعه لن
الفعل مذكر ،ويجوز أيضا أن يكون قوله تعالى " :ولذلك خلقهم " كنايخة عخن
اجتمخخاعهم علخى اليمخان وكخونهم فيخه أمخخة واحخخدة ل محالخخة أنخخه لهخذا خلقهخم
ويطابق هذه الية قوله تعالى " :وما خلقت الجن والنس إل ليعبخخدون " وقخخد
قال قوم في قوله تعالى " :ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " معنخخاه أنخخه
لو شاء أن يدخلهم أجمعين الجنة فيكونوا في وصول جميعهم إلى النعيخخم أمخخة
واحدة ،وأجرى هذه الية مجخخرى قخوله تعخالى " :ولخخو شخخئنا لتينخخا كخل نفخخس
هديها " في أنه أراد هخخداها إلخخى طريخخق الجنخخة ،فعلخخى هخخذا التأويخخل يمكخخن أن
ترجخع لفظخة ذلخك إلخى إدخخالهم أجمعيخن إلخى الجنخة لنخه تعخالى إنمخا خلقهخم
للمصير إليها والوصخخول إلخخى نعيمهخخا .فأمخخا قخخوله " :ول يزالخخون مختلفيخخن "
فمعناه الختلف في الدين والذهاب عن الحق فيه بالهوى والشخخبهات .وذكخخر
أبو مسلم محمد بن بحر في قوله تعالى " :ول يزالون مختلفين " وجها غريبا
وهو أن يكون معناه أن خلف هؤلء الكخخافرين يخلخخف سخخلفهم فخخي الكفخخر لنخخه
سواء قولك :خلخخف بعضخهم بعضخخا وقولخك :اختلفخخوا ،كمخخا سخواء قولخك :قتخل
بعضخخهم بعضخخا ،واقتتلخخوا .ومنخخه قخخولهم :ل أفعخخل كخخذا مخخا اختلخخف العصخخران
والجديدان أي جاء كل واحخخد منهمخخا بعخخد الخخخر ; فأمخخا الرحمخخة فليسخخت رقخخة
القلب ،لكنها فعل النعم والحسان ; يدل على ذلخخك أن مخخن أحسخخن إلخخى غيخخره
وأنعم عليه يوصف بأنه رحيم وإن لم تعلم منه رقة قلبخخه عليخخه .فخخإن قيخخل :إذا
كانت الرحمة هي النعمة وعندكم أن نعم ال تعالى شاملة للخلق أجمعين فخخأي
معنى للستثناء " من رحم " من جملة " المختلفين " إن كخخانت الرحمخخة هخخي
النعمة ؟ وكيف يصح اختصاصها بقوم دون قوم وهي عندكم شاملة عامخخة ؟.
قلنا :ل شبهة في أن نعم ال سبحانه شاملة للخلق أجمعيخخن غيخخر أن فخخي نعمخخه
أيضا ما
] [ 182
يختص بها بعض العباد ،إمخخا لسخختحقاق أو لسخخبب يقتضخخي الختصخخاص ،فخخإذا حملنخخا
قوله :إل من رحم ربك على النعمة بالثواب فالختصاص ظخخاهر لن النعمخخة
به ل تكون إل مستحقة فمن استحق الثواب بأعماله وصخخل إلخخى هخخذه النعمخخة،
ومن لم يسخختحقه لخخم يصخخل إليهخخا و إن حملنخخا الرحمخخة فخخي اليخخة علخخى النعمخخة
بالتوفيق لليمان واللطف الذي وقع بعده فعل اليمان كانت هذه النعمة أيضخخا
مختصة لنه تعالى إنما لم ينعم على سائر المكلفين بها من حيث لم يكخخن فخخي
معلومه أن لهم توفيقا ،وأن في الفعال ما يختارون عنده اليمان فاختصاص
هذه النعمة ببعض العباد ل يمنع من شمول نعم آخر لهم كمخخا أن شخخمول تلخخك
النعخخم ل يمنخخع مخخن اختصخخاص هخخذه .انتهخخى كلمخخه رفخخع ال خ مقخخامه .وقخخال
الزمخشري :ذلك إشارة إلى ما دل عليه الكلم الول وتضمنه ،يعني و لخخذلك
التمكين والختيار الذي كان عنه الختلف خلقهم ليثيب مختار الحق بحسخخن
اختياره ،ويعاقب مختار الباطل بسوء اختياره ،وتمت كلمة ربخخك وهخخي قخخوله
للملئكة " :لملن جهنم من الجنة والناس أجمعين " لعلمه بكثرة من يختخخار
الباطل (1) .وقال في قوله تعالى :أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء ال يعني
مشية اللجاء والقسر لهدى الناس جميعا ومعنخخى " أفلخخم ييئس " :أفلخخم يعلخخم ;
قيل :هي لغة قوم من النخع ،وقيل :إنما استعمل اليأس بمعنخخى العلخخم لتضخخمنه
معناه لن اليائس عن الشئ عالم بأنه ل يكون كما استعمل الرجاء فخخي معنخخى
الخوف ،والنسيان في معنى الترك لتضخخمن ذلخك ،ويخدل عليخخه أن عليخا وابخخن
عباس وجماعة من الصخخحابة والتخخابعين قخخرؤوا أفلخخم يتخخبين وهخخو تفسخخير أفلخخم
ييأس ويجوز أن يتعلق أن لو يشاء بخخآمنوا أي أو لخخم يقنخخط عخخن إيمخخان هخخؤلء
الكفرة الذين آمنوا بأن لو يشاء ال لهدى الناس جميعخخا ولهخخداهم .وقخخال السخخيد
المرتضى رضي ال عنه في كتاب الغرر والدرر :قال ال جخخل مخخن قخخائل" :
وإذا أردنا أن نهلك قرية " الية ،في هذه الية وجوه مخخن التأويخخل كلهخخا منهخخا
يبطل الشبهة
) (1قال السيد الرضى في تلخيص البيان في قوله تعالى " :وتمت كلمة ربخخك " :هخخذه
استعارة والمراد ههنا بتمام كلمة ال سبحانه صدق وعيده الذى تقخخدم الخخخبر
به وتمامه وقوع مخبره مطابقا لخبره.
] [ 183
الداخلة على بعض المبطليين فيها حتى عدلوا بتأويلها عن وجهه وصرفوه عخخن بخخابه:
أولها أن الهلك قد يكون حسنا وقد يكون قبيحخخا فخخإذا كخخان مسخختحقا أو علخخى
سبيل المتحان كان حسنا ،وإنما يكون قبيحا إذا كخخان ظلمخخا فتعلخخق الرادة ل
يقضي تعلقها به على الوجه القبيح ،ول ظاهر الية يقتضي ذلك ،وإذا علمنخخا
بالدلة العقلية تنزه القخخديم تعخخالى عخخن القبخخائح علمنخخا أن الرادة لخخم يتعلخخق إل
بالهلك الحسخخن .وقخخوله تعخخالى " :أمرنخخا مترفيهخخا " المخخأمور بخخه محخخذوف،
وليس يجب أن يكون المأمور به هو الفسق ،وإن وقع بعخخده الفسخخق ،ويجخخري
هذا مجرى قول القائل :أمرته فعصخخى ودعخخوته فخأبى ; والمخخراد إننخخي أمرتخخه
بالطاعة ودعوته إلى الجابة والقبول -ويمكن أن يقال على هذا الوجه :ليس
موضع الشخخبهة مخخا تكلمتخخم عليخخه ،وإنمخخا موضخخعها أن يقخخال :أي معنخخى لتقخخدم
الرادة فإن كانت متعلقة بإهلك مستحق بغير الفسخق المخذكور فخي اليخة فل
معنى لقوله تعالى " :إذا أردنا أمرنا " لن أمره بما يأمر به ل يحسن إرادتخخه
للعقاب المستحق بما تقخدم مخن الفعخال ،وإن كخانت الرادة متعلقخة بخالهلك
المتسحق بمخالفة المر المذكور في الية فهذا هو الذي تأبونه ،لنه يقتضخخي
أنه تعالى مريد لهلك من لم يستحق العقاب .والجواب عن ذلك أنه تعالى لم
يعلق الرادة إل بالهلك المستحق بما تقدم من الذنوب ،والخخذي حسخخن قخخوله
تعالى " :وإذا أردنا أمرنا " هو أن في تكرر المر بالطاعة واليمان إعخخذارا
إلى العصاة وإنذارا لهم ،وايجابا واثباتا للحجة عليهم حتى يكونوا متى خالفوا
وأقاموا على العصيان والطغيان بعخخد تكخخرر الوعيخخد والخخوعظ والنخخذار ممخخن
يحق عليه القول وتجب عليه الحجة ،ويشهد بصحة هذا التأويخخل قخخوله تعخخالى
قبل هذه الية " :وما كنا معذبين حتى نبعث رسول " .والثانى أن يكون قوله
تعالى " :أمرنا مترفيها " من صفة القرية وصلتها ،ول يكون جوابا لقوله" :
وإذا أردنا " ويكون تقخدير الكلم :وإذا أردنخا أن نهلخك قريخة مخن صخفتها أنخا
أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ،ويكون إذا على هخخذا الجخخواب لخخم يخخأت لخخه جخخواب
ظاهر في الية للستغناء عنه بما فخخي الكلم مخخن الدللخخة عليخخه ،ونظيخخر هخخذا
قوله تعالى في صفة الجنة:
] [ 184
" حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها " إلخخى قخخوله " :فنعخخم أجخخر العخخاملين " ولخخم يخخأت لذا
جواب في طخخول الكلم للسخختغناء عنخخه .والثخخالث أن يكخخون ذكخخر الرادة فخخي
الية مجازا واتساعا وتنبيها على المعلوم من حال القوم وعاقبة أمرهم وأنهم
متى امروا فسقوا وخالفوا ،ويجري ذكر الرادة ههنا مجرى قخخولهم :إذا أراد
التاجر أن يفتقر أتته النوائب من كل جهة وجخخاءه الخسخران مخن كخل طريخخق،
وقولهم :إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله وتسرع إلى كل ما تتوق إليه
نفسه ،ومعلوم أن التاجر لم يرد في الحقيقة شخخيئا ،ول العليخخل أيضخخا لكخخن لمخخا
كان المعلوم من حال هذا الخسران ومن حخال ذاك الهلك حسخن هخذا الكلم،
واسخختعمل ذكخخر الرادة لهخخذا الخخوجه مجخخازا ،وكلم العخخرب وحخخي وإشخخارات
واسخختعارة و مجخخازات ،ولهخخذه الحخخال كخخان كلمهخخم فخخي المرتبخخة العليخخا مخخن
الفصاحة ،فإن الكلم متى خل من الستعارة وجرى كلخخه علخخى الحقيقخخة كخخان
بعيدا من الفصاحة بريئا من البلغة ،وكلم ال تعخخالى أفصخخح الكلم .الرابخخع
أن تحمل الية على التقديم والتأخير فيكون تلخيصها :وإذا أمرنا مترفي قرية
بالطاعخخة فعصخخوا واسخختحقوا العقخخاب أردنخخا إهلكهخخم ،والتقخخديم والتخخأخير فخخي
الشعر وكلم العرب كثير ; ومما يمكن أن يكون شخاهدا بصخخحة هخخذا التأويخل
من القرآن قوله تعالى " :يا أيها الخخذين آمنخخوا إذا قمتخخم إلخخى الصخخلوة فاغسخخلوا
وجوهكم ) (1والطهارة إنما تجب قبخخل القيخخام إلخخى الصخخلة ،وقخخوله تعخخالى" :
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلة فلتقم طائفة منهم معك " ) (2وقيام الطائفخخة
معه يجب أن يكون قبل إقامة الصلة ،لن إقامتها هو التيخخان بجميعهخخا علخخى
الكمخخال ،فأمخخا قخخراءة مخخن قخخرأ بالتشخخديد فقخخال :أمرنخخا وقخخراءة مخخن قخخرأ بالمخخد
والتخفيف فقال :أمرنا فلن يخرج معنى قراءتهما عخخن الوجخخوه الخختي ذكرناهخخا
إل الوجه الول ،فإن معناه ل يليق إل بأن يكون ما تضمنته اليخخة هخخو المخخر
الذي يستدعي به الفعل انتهى .وقال الطبرسي رحمه ال :وقرأ يعقوب :أمرنا
بالمد وهو قراءة علي بن أبي طالب
] [ 185
والحسين عليهما السلم وجماعة ،وقرأ أمرنا بالتشديد ابن عباس والنهدي وأبو جعفخخر
محمد بن علي عليه السخلم بخلف ،وقخرأ أمرنخا بكسخر الميخم بخوزن عمرنخا
الحسن ويحيى بن يعمر وارجع الجميع إلى معنى كثرنا كقوله صلى ال عليه
وآلخخه :خيخخر المخخال سخخكة مخخأبورة ومهخخرة مخخأمورة ،أي كخخثيرة النتخخاج .وقخخال
الزمخشري :وإذا أردنخا أي وإذا دنخخى وقخت إهلك قخوم ولخم يبخخق مخخن زمخان
إهلكهم إل قليل أمرناهم ففسخقوا أي أمرنخاهم بالفسخق ففعلخوا والمخر مجخاز
لن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم :افسقوا ،وهذا ل يكون فبقخخي أن يكخخون
مجازا ،ووجخخه المجخخاز أنخخه صخخب عليهخخم النعمخخة صخخبا فجعلوهخخا ذريعخخة إلخخى
المعاصي واتباع الشهوات فكأنهم مأمورون بذلك ،لتسخخبب إبلء النعمخخة فيخخه،
وإنما خولهم إياها ليشكروا ويعملوا فيها بالخير ويتمكنوا من الحسخخان والخخبر
كما خلفهم أصخحاء أقويخاء وأقخدرهم علخى الخيخر والشخر وطلخب منهخم إيثخار
الطاعة على المعصية فآثروا الفسوق ،فلما فسقوا حق عليهم القول وهو كلمة
العذاب فدمرهم .وقد فسر بعضهم أمرنا بكثرنا ; وجعل أمرته فأمر من بخخاب
فعلته ففعل كثبرته فثبر .وقال :في قخخوله تعخخالى " :فليمخخدد لخخه الرحمخخن مخخدا "
يعني أمهله وأملى له في العمر ،فأخرج على لفظ المخخر إيخخذانا بوجخخوب ذلخخك
وأنه مفعول ل محالة كالمأمور به الممتثل ،لتقطع معاذير الضخخال ،ويقخخال لخخه
يوم القيامة " :أو لم نعمركم ما يتذكر فيه مخخن تخخذكر " ) (1أو كقخخوله " :إنمخخا
نملي لهم ليزدادوا إثما " ) (2أو " من كان فخخي الضخخللة فليمخخدد لخخه الرحمخخن
مدا " في معنى الدعاء بأن يمهله ال وينفس في مدة حيخخاته .وقخخال الطبرسخخي
رحمه ال في قوله تعالى " :ألم تر أنا أرسلنا الشخخياطين علخخى الكخخافرين " أي
خلينا بينهم وبيخن الشخياطين إذا وسوسخوا إليهخم ودعخوهم إلخى الضخلل حختى
أغووهم ولم يخل بينهم باللجاء ول بالمنع ،وعبر عخخن ذلخخك بالرسخخال علخخى
سبيل المجاز والتوسع،
) (1فاطر (2) .37 :آل عمران (3) .178 :قال الشيخ في التبيان :أي يمخخدهم ويحلخخم
عنهخخم فل يعخخاجلهم بالعقوبخخة كمخخا قخخال " :ويمخخدهم فخخي طغيخخانهم يعمهخخون "
ويجوز أن يكون أراد فليمدد له الرحمن مدا في عذابهم في النار ،كمخخا قخخال:
" ونمد له من العذاب مدا ".
] [ 186
كما يقال لمن خلى بين الكلب وغيره :أرسخخل كلبخخه عليخخه " تخخؤزهم أزا " أي تزعجهخخم
إزعاجا من الطاعة إلى المعصية ،وقيخخل تغريهخخم إغخخراءا بالشخخئ .وفخخي قخخوله
تعخخالى " :ولخخول فضخخل ال خ عليكخخم ورحمتخخه " بخخأن لطخخف لكخخم وأمركخخم بمخخا
تصيرون به أزكياء ما صار منكم أحد زكيخخا ،أو مخخا طهخخر احخخد مخخن وسوسخخة
الشيطان وما صلح ،ولكن ال يزكي أي يطهر بلطفه من يشاء ،وهخخو مخخن لخخه
لطيف ،يفعله سبحانه به ليزكو عنده .وفي قوله تعالى " :ومن لم يجعل ال له
نورا أي " نجاة وفرجخخا ،أو نخخورا فخخي القيامخخة .وفخخي قخخوله سخخبحانه " :ولكخخن
متعتهم وآباءهم " أي طخخولت أعمخخارهم وأعمخخار آبخخائهم ،وأمخخددتهم بخخالموال
والولد بعد موت الرسل حتى نسخخوا الخخذكر المنخخزل علخخى النبيخخاء و تركخخوه
وكانوا قوما هلكى فاسدين وفخخي قخخوله :كخخذلك سخخلكناه أي القخخرآن .وفخخي قخخوله
تعالى :زينا لهم أعمالهم أي أعمالهم التي أمرناهم بها ،وقيل :بأن خلقنخخا فيهخخم
شهوة القبيح ليجتنبوا المشخختهى .قخخوله تعخخالى " :وجعلنخخاهم أئمخخة يخخدعون إلخخى
النار " قال البيضاوي :قيل :بالتسخخمية كقخخوله " :وجعلخخوا الملئكخخة الخخذين هخخم
عباد الرحمن إناثخخا " أو بمنخخع اللطخخاف الصخخارفة عنخخه ) (1وقخال الطبرسخخي
رحمه ال في قوله تعالى " :إنخخك ل تهخخدي مخخن أحببخخت " أي هخخدايته ،أو مخخن
أحببته لقرابته ،والمراد بالهداية هنا اللطف الذي يختار عنده اليمان ،فخخإنه ل
يقدر عليه إل ال تعالى .لنه إما أن يكون من فعلخخه خاصخخة أو بخخإعلمه ،ول
يعلم ما يصلح المرء في دينخخه إل الخ تعخخالى ،فخخإن الهدايخخة الخختي هخخي الخخدعوة
والبيان قد أضافه سبحانه إليه في قوله " :وإنك لتهدي إلى صخخراط مسخختقيم "
) (2وقيل :إن المراد بالهداية في اليخخة فخخي اليخخة الجبخخار علخخى الهتخخداء أي
أنت ل تقدر على ذلك .وقيل :معناه ليس عليك اهتداؤهم وقبولهم الحق.
) (1قال الشيخ :قيل :في معناه قولن :أحدهما إنا عرفنا الناس أنهخخم كخخانوا كخخذلك كمخخا
يقال جعله رجل شر بتعريفنا حاله ،والثانى إنا حكمنا عليهم بذلك ،كما قال:
" ما جعل ال من بحيخخرة ول سخخائبة " والجعخخل علخخى أربعخخة أقسخخام :أحخخدها
بمعنى الحداث ،كقوله " :وجعلنا الليل والنهار آيتين " الثخخاني بمعنخخى قلبخخه
من حال إلى حال ،كجعل النطفة علقة .الثالث بمعنى الحكم أنه علخخى صخخفة.
الرابع بمعنى اعتقد أنه على حال ،كقولهم :جعل فلن فلنا راكبخخا إذا اعتقخخد
فيه ذلك اه (2) .الشورى.52 :
] [ 187
وقال في قوله تعالى " :ولو شئنا لتينا كل نفس هديها " أي بأن نفعل أمرا من المور
يلجئهم إلى القرار بالتوحيد ،ولكن ذلك يبطل الغرض بالتكليف .قال الجبائي
ويجوز أن يكون المراد به ولو شئنا لجبناهم إلى ما سألوا من الخخرد إلخخى دار
التكليف ليعملوا بالطاعات ،ولكن حخخق القخخول منخخي أن أجخخازيهم بالعقخخاب ول
أردهم .وقيل :معناه :ولو شئنا لهديناهم إلى الجنة ولكخخن حخخق القخخول منخخي أي
الخير والوعيد لملن جهنم من الجنة والناس أجمعيخخن أي مخخن كل الصخخنفين
بكفرهم .وقال في قوله تعالى " :إن ال يسمع من يشخخاء " أي ينفخخع بالسخخماع
من يشاء أي يلطف له ويوفقه " وما أنت بمسمع من في القبخخور " أي أنخخك ل
تقدر على أن تنفع الكفار بإسماعك إياهم ،إذ لم يقبلخخوا كمخخا ل يسخخمع مخخن فخخي
القبور من الموات .وقال في قوله تعالى " :لقد حق القول على أكثرهم " أي
وجب الوعيد واستحقاق العقاب عليهم فهم ل يؤمنون ويموتون علخخى كفرهخخم
وقد سبق ذلك في علم ال .وقيل :تقديره :لقد سبق القول على أكثرهم أنهخخم ل
يؤمنون ،وذلك أنه سبحانه أخبر ملئكته أنهم ل يؤمنون ،فحق قوله عليهم" :
إنا جعلنا في أعناقهم أغلل فهي إلى الذقان " يعني أيديهم كنى عنها وإن لم
يذكرها لن العناق والغلل يدلن عليهما ،واختلف فخخي معنخى اليخة علخى
وجوه :أحخخدها أنخخه سخخبحانه إنمخخا ذكخخره ضخخربا للمثخخل ،وتقخخديره :مثخخل هخخؤلء
المشركين في إعراضهم عما تدعوهم إليه كمثل رجل غلت يداه إلى عنقخخه ل
يمكنه أن يبسطهما إلى خير ،ورجل طامح برأسخخه ل يبصخخر مخخوطئي قخخدميه.
وثانيها :أن المعنى كان هذا القرآن أغلل في أعناقهم يمنعهخخم عخخن الخضخخوع
لستماعه وتدبره لثقله عليهم ،وذلك أنهم لما استكبروا عنه وأنفوا من اتبخخاعه
وكان المستكبر رافعا رأسه ،لويا عنقه ،شامخا بأنفه ،ل ينظخخر إلخخى الرض
صاروا كأنما غلت أيديهم إلى أعناقهم ; وإنما أضاف ذلك إلى نفسه لن عنخخد
تلوة القرآن عليهم ودعوته إياهم صخخاروا بهخخذه الصخخفة .وثالثهخخا :أن المعنخخي
بذلك أناس من قريش هموا بقتل النبي صلى ال عليه وآله فغلخخت أيخخديهم إلخخى
أعناقهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه أبدا.
] [ 188
ورابعها :أن المراد بخخه وصخف حخالهم يخخوم القيامخخة فهخو مثخل قخخوله " :إذ الغلل فخخي
أعناقهم فهم مقمحون " أراد أن أيديهم لما غلت إلى أعناقهم ورفعت الغلل
أذقانهم و رؤوسهم صعدا فهم مرفوع الرأس برفخخع الغلل إياهخا ،والمقمخخح:
الغاض بصره بعد رفع رأسه " .وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهخخم سخخدا
فأغشيناهم فهم ل يبصرون " ) (1هذا على أحد الوجهين تشبيه لهم بمن هخخذه
صفته في إعراضهم عن اليمان وقبول الحق ،وذلك عبخارة عخن خخذلن الخ
إياهم لما كفروا ،فكأنه قال :وتركناهم مخذولين فصار ذلك
) (1قال الرضى رحمه الخخ :وهاتخخان اسخختعارتان ،ومخخن أوضخخح الدلخخة علخخى ذلخخك أن
الكلم كلخخه فخخي أوصخخاف القخخوم المخخذمومين ،وهخخم فخخي أحخخوال الخخدنيا دون
الخخخرة ،أل تخخرى قخخوله تعخخالى بعخخد ذلخخك " :سخخواء عليهخخم ،ءأنخخذرتهم أم لخخم
تنذرهم فهم ل يؤمنون " وإذا كخخان الكلم محمخخول علخخى أحخخوال الخخدنيا دون
الخخخرة وقخخد علمنخخا أن هخخؤلء القخخوم الخخذين ذهخخب الكلم إليهخخم كخخان النخخاس
يشاهدونهم غير مقمحين بالغلل ول مضخخروبا عليهخخم بالسخخداد علمنخخا أن
الكلم خرج مخرج قوله سبحانه " :ختم ال علخخى قلخخوبهم " الخخخ فكخخان ذلخخك
وصف لما كان عليخخه الكفخخار عنخخد سخخماع القخخرآن مخخن تنكيخخس الدقخخان ولخخى
العناق ذهابا عن الرشد ،واستكبارا عن النقياد للحخخق ،وضخخيق صخخدورهم
بما يرد عليهم من صوادع البيان وقوارع القخخرآن ; وقخخد اختلخخف فخخي معنخخى
القماح فقال قوم :هو غض البصار واستشهدوا بقول بشر بخخن أبخخى حخخازم
في ذكر السقيفة :ونحن على جوانبها قعود .نغض الطخخرف كالبخخل القمخخاح.
وقال قوم :المقمح الرافع رأسه صعدا فكان هؤلء المخخذمومين شخخبهوا علخخى
المبالغة في وصف تكخارههم لليمخخان ،وتضخخايق صخخدورهم لسخخماع القخخرآن
بقوم عوقبوا فجذبت أعناقهم بالغلل إلى صدورهم مضمومة إليها أيمانهم
ثم رفعت ليكون ذلك أشخخد ليلمهخخم وأبلخخغ فخخي عخخذابهم .وقيخخل :إن المقمخخح:
الغاض بصره بعد رفع رأسه ،فكأنه جامع بين الصخخفتين جميعخخا .وقيخخل :إن
قوله تعالى " :فهى إلى الذقان " يعنى به أيمانهم المجموعة بخخالغلل إلخخى
أعناقهم ،فاكتفى بذكر العناق من اليمان ،لن الغلل تجمع بين اليمخخان
والعناق ،وذكلك معنى السخخد المجعخخول بيخخن أيخخديهم ومخخن خلفهخخم انمخخا هخخو
تشبيه بمن قصر خطوه ،واخذت عليه طرقه ،ولما كان ما يصيبهم من هخخذه
المشاق المذكورة والحوال المذمومة انما هخخو عقيخخب تلوة القخخرآن عليهخخم،
ونفت قوارعه في أسماعهم حسن أن يضيف سبحانه إلخخى نفسخخه فيقخخول :انخخا
جعلناهم على تلك الصفات .وقد قرئ سخخدا بالفتخخح وسخخدا بالضخخم ،وقيخخل :إن
السد بالفتح ما يصنعه الناس ،وبالضم :ما يصنعه ال تعالى .وقال بعضخخهم:
المخخراد بخخذكر السخخد ههنخخا الخبخخار عخخن خخخذلن الخ ايخخاهم وتركخخه نصخخرهم
ومعونتهم ،كما تقول العخخرب فخخي صخخفة الضخخال المتحيخخر :فلن ل ينفخخذ فخخي
طريخخق يسخخلكه ،ول يعلخخم أمخخامه أم وراءه خيخخر لخخه .وأمخخا قخخوله سخخبحانه" :
فأغشيناهم فهم ل يبصرون " فهو أيضخخا فخخي معنخخى الختخخم والطبخخع ،وواقخخع
على الوجه الذى يقعان عليه ،وقد تقدم ايماؤنا إليه.
] [ 189
من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ،وإذا قلنا :أنخه وصخف حخالهم فخي الخخرة فخالكلم
على حقيقته ،ويكخون عبخارة عخن ضخيق المكخان فخي النخخار بحيخث ل يجخخدون
متقدما ول متأخرا إذ سد عليهم جوانبهم ،وإذا حملناه على صخخفة القخخوم الخخذين
هموا بقتل النبي صلى ال عليه وآلخخه فخخالمراد جعلنخخا بيخخن أيخخدي اولئك الكفخخار
منعا ومن خلفهم منعا حتى لم يبصروا النبي صلى ال عيلخخه وآلخخه ،وقخخوله" :
فأغشيناهم فهم ل يبصرون " أي أغشيناهم أبصارهم فهم ل يبصخخرون النخخبي
صلى ال عليه وآلخخه .وقيخخل :أي فأعمينخخاهم فهخخم ل يبصخخرون الهخخدى .وقيخخل:
فأغشيناهم بالعذاب فهم ل يبصرون في النار ،وقيل :معناه أنهم لما انصخخرفوا
عخخن اليمخخان والقخخرآن لزمهخخم ذلخخك حخختى ل يكخخادوا يتخلصخخون منخخه بخخوجه
كالمغلول والمسدود عليه طرقه .وقال في قوله تعخخالى " :ومخخن يضخخلل ال خ "
أي عن طريق الجنة " فماله من هاد " أي ل يقدر على هدايته أحد ،وقيل من
ضل عن ال ورحمته فل هادي لخخه ،يقخخال :أضخخللت بعيخخري إذا ضخخل .وقيخخل:
معناه :من يضلله عن زيادة الهدى واللطاف لن الكخخافر ل لطخخف لخخه .وقخخال
في قوله تعالى " :أو تقول لو أن ال هداني لكنت من المتقين " أي كراهة أن
تقول :لو أراد ال هدايتي لكنت ممن يتقي معاصيه .وقيل :إنهم لما لم ينظروا
في الدلة واشتغلوا بالدنيا توهموا أن ال لم يهخخدهم فخخرد ال خ عليهخخم بقخخوله" :
بلى قد جائتك آياتي " الية .وقال الزمخشري " :وقيضنا له " :وقخخدرنا لهخخم،
يعنخخي لمشخخركي مكخخة " قرنخخاء " أخخدانا ) (1مخخن الشخياطين مخن جمخخع قريخن
كقوله " :ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهخخو لخخه قريخخن " )(2
فإن قلت :كيف جاز أن يقيض لهخخم القرنخخاء مخخن الشخخياطين وهخخو ينهخخاهم عخخن
اتباع خطواتهم ؟ قلخخت :معنخخاه أنخخه خخخذلهم ومنعهخخم التوفيخخق لتصخخميمهم علخخى
الكفر ،فلم يبق لهم قرناء سوى الشياطين ،والدليل عليه ومن يعش نقيخخض" .
ما بين أيديهم وما خلفهم " ما تقدم من أعمالهم وما هم عازمون عليهخخا ،أومخخا
بين أيديهم
) (1جمع الخدن بكسر الخاء وسكون الدال :الحبيب والصاحب (2) .الزخرف.36 :
] [ 190
من أمر الدنيا واتباع الشهوات ،وما خلفهم من أمر العاقبة وأن ل بعث ول حسخخاب" ،
و حق عليهم القول " يعني كلمة العخخذاب " فخخي أمخخم " فخخي جملخخة أمخخم " إنهخخم
كانوا خاسرين " تعليل لستحقاقهم العخخذاب .وقخخال الطبرسخخي رحمخخه الخ فخخي
قوله " :ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " :معنخخاه أن الخخوجه فخخي اختلف الخخرزق
بين العباد في الضيق والسعة زيادة علخى مخا فيخه مخن المصخلحة أن فخي ذلخك
تسخيرا من بعض العباد لبعض بأحواجهم إليه يستخدم بعضهم بعضخخا فينتفخخع
أحدهم بعمخخل الخخخر لخخه فينتظخخم بخخذلك قخخوام أمخخر العخخالم .وقيخخل :معنخخاه ليملخخك
بعضهم بعضا بمالهم فيتخذونهم عبيدا ومماليك .وقال في قوله تعالى " :ومن
يعش عن ذكر الرحمن " أي يعخخرض عنخخه " نقيخخض لخخه شخخيطانا " أي نخلخخي
بينه وبين الشيطان الذي يغويه فيصخخير قرينخخه عوضخخا عخخن ذكخخر الخخ .وقيخخل:
معناه نقرن به شيطانا في الخرة يلزمه فيذهب به إلى النار ،كما أن المخخؤمن
يقرن به ملك فل يفارقه حتى يصخخير بخخه إلخخى الجنخخة .وقخخال السخخيد المرتضخخى
رضي ال عنه فيما مر في سورة العراف من قوله تعالى " :سأصرف عخخن
آياتي " الية :فيه وجوه :أولها أن يكون تعالى عنى بذلك صرفهم عن ثخخواب
ال النظر في اليات ،وعن العز والكرامة اللذين يستحقهما من أدى الخخواجب
عليه في آيات ال تعالى وأدلته وتمسك بها ،واليات على هذا التأويل يحتمخخل
أن تكخخون سخخائر الدلخخة ويحتمخخل أن تكخخون معجخخزات النبيخخاء عليهخخم السخخلم
خاصة ،وهذا التأويخل يطخابقه الظخاهر لنخه تعخالى قخال " :ذلخك بخأنهم كخذبوا
بآياتنا وكانوا عنها غافلين " فبين أن صرفهم من اليات يستحق بتكذيبهم ول
يليق ذلخك إل بمخا ذكرنخاه .وثانيهخا أن يصخرفهم عخن زيخادة المعجخزات الختي
يظهرها على النبياء بعد قيام الحجة بما تقخخدم مخخن آيخخاتهم ومعجزاتهخخم ،لنخخه
تعالى إنما يظهر هذا الضرب من المعجزات إذا علم أنه يخخؤمن عنخخده مخخن لخخم
يؤمن بما تقدم من اليات فإذا علم خلف ذلك لم يظهرها وصرف الذين علخخم
من حالهم أنهم ل يؤمنون بها عنها ; ويكون الصرف على أحخخد وجهيخخن :إمخخا
بأن ل يظهرها جملة ،أو بأن يصرفهم عن مشاهدتها ويظهرهخخا بحيخخث ينتفخخع
بها غيرهم.
] [ 191
وثالثها :أن يكون معنى سأصرف عن آياتي أي ل أوتيها من هذه صفته ،وإذا صرفهم
عنها فقد صرفها عنهم ،وكل اللفظين يفيد معنخخى واحخخدا .ورابعهخخا :أن يكخخون
المخراد باليخات العلمخات الختي يجعلهخا الخ فخي قلخوب المخؤمنين ،ليخدل بهخا
الملئكة على الفرق بين المؤمن والكافر فيفعلوا بكل واحخخد منهخخا مخخا يسخختحقه
من التعظيم أو الستخفاف كما تأول أهل الحق الطبع والختم اللذين ورد بهما
القرآن على أن المراد بهمخخا العلمخخة المميخخزة بيخخن الكخخافر والمخخؤمن ،ويكخخون
معنى سأصرفهم عنها أي أعدل بهم عنهخا وأخخص بهخا المخؤمنين المصخدقين
بآياتي وأنبيائي .وخامسها :أن يريد تعخخالى :أنخخي أصخخرف مخخن رام المنخخع مخخن
أداء آياتي وتبليغها ،لن من الخخواجب علخخى الخ أن يحخخول بيخخن مخخن رام ذلخخك
وبينه ول يمكخخن منخخه لنخخه ينقخض الغخخرض فخخي البعثخخة .وسادسخخها :أن يكخخون
الصخخرف هنخخا الحكخخم والتسخخمية والشخخهادة ،معلخخوم أن مخخن شخخهد علخخى غيخخره
بالنصراف عن شئ جاز أن يقال له :صرفه عنه ،كما يقال :أكفره و وكخخذبه
وفسقه .وسابعها :أنه تعالى لما علم أن الذين يتكبرون في الرض بغير الحق
سينصرفون عن النظر في آياته واليمان بهخخا إذا أظهرهخخا علخخى أيخخدي رسخخله
جخخاز أن يقخخول :سأصخخرف عخخن آيخخاتي فيريخخد سخخأظهر مخخا ينصخخرفون بسخخوء
اختيارهم عنه ،ويجري ذلك مجرى قولهم :سأبخل فلنخخا أي أسخخأله مخخا يبخخخل
ببذله ،واليات إما المعجخخزات أو جمخخع الدلخخة .وثامنهخخا :أن يكخخون الصخخرف
ههنا المنع من إبطال اليات والحجج والقدح فيها بما يخرجها عخخن أن تكخخون
أدلة وحججا ،فيكون تقدير الكلم :إنخخي بمخخا أؤيخخده مخخن حججخخي وأحكمخخه مخخن
آياتي وبيناتي سأصرف المبطلين والمكذبين عن القدح في اليات والدللت.
وتاسعها :أن ال عز وجل لما وعد موسى عليه السخلم وأمتخه لهلك عخخدوهم
قخخال :سأصخخرف عخخن آيخخاتي الخخذين يتكخخبرون فخخي الرض بغيخخر الحخخق فخخأراد
عزوجل أنه يهلكهم ويصطلمهم ويحتاجهم على طريق العقوبخخة لهخخم ،بمخخا قخخد
كان منهم من التكذيب بآيات ال
] [ 192
تعالى والرد لحججه ،وهو تعالى إذا أهلك هؤلء الجبارين فقد صرفهم عخخن آيخخاته مخخن
حيث اقتطعهم عن مشاهدتها والنظر فيها .وفي قخوله تعخالى " :يتكخبرون فخي
الرض بغيخخر الحخخق " وجهخخان :أحخخدهما أن يكخخون ذلخخك علخخى سخخبيل التأكيخخد
والتغليظ والبيان عن أن التكبر ل يكون إل بغير الحق .والثاني أن في التكخخبر
مخخا يكخخون ممخخدوحا لن مخخن تكخخبر وتنخخزه عخخن الفخخواحش و تباعخخد عخخن فعلهخخا
وتجنب أهلها يكون مستحقا للمدح ،وإنما التكبر المذموم هو الواقع على وجه
النخوة والبغي والستطالة على ذوي الضعف ،والفخر عليهم والمباهات لهم.
ثم المراد بالغفلة في الية التشبيه ل الحقيقة ،ووجه التشبيه أنهم لما أعرضوا
عن تأمل آيات ال تعالى والنتفاع بها اشتبهت حالهم حخخال مخخن كخخان سخخاهيا،
غافل عنها كمخخا قخخال تعخخالى " :صخخم بكخخم عمخخي " علخخى هخخذا المعنخخى :انتهخخى
ملخص كلمه رحمه ال وقد بسط الكلم فيها بما ل مزيد عليه .وقال رضخخي
ال عنه في قوله تعالى " :يخرجهم من الظلمخخات إلخخى النخخور " :أمخخا النخخور و
الظلمة المذكوران فخخي اليخخة فجخخائز أن يكخخون المخخراد بهمخخا اليمخخان والكفخخر،
وجائز أيضا أن يراد بهما الجنة والنار ،والثواب والعقاب ،وقد تصح الكنايخخة
عن الثواب والنعيم في الجنة بأنه نور ،وعخخن العقخخاب فخخي النخخار بخخأنه ظلمخخة،
وإذا كان المراد بهما الجنة و النار ساغ إضخافة إخراجهخخم مخخن الظلمخات إلخخى
النور إليه تعالى لنه ل شبهة في أنه جل وعخخز هخخو المخخدخل للمخخؤمن الجنخخة،
والعادل به عخخن طريخخق النخخار ،والظخخاهر بمخخا ذكرنخخاه أشخخبه لنخخه يقتضخخي أن
المؤمن الذي ثبت كونه مؤمنا يخرج من الظلمة إلخخى النخخور ،فلخخو حمخخل علخخى
اليمان والكفر لتنخخاقض المعنخخى ،ولصخخار تقخخدير الكلم :أنخخه يخخخرج المخخؤمن
الذي تقدم كونه مؤمنا من الكفر إلى اليمخخان ،وذلخخك ل يصخخح ; علخخى أنخخا لخخو
حملنا الكلم على اليمان والكفر لصح ولم يكن مقتضيا لما توهموه ،ويكخخون
وجه إضافة الخراج إليه -وإن لم يكن اليمان من فعله -من حيث دل وبين
وأرشد ولطف وسهل ،وقد علمنا أنه لول هذه المور لم يخخخرج المكلخخف مخخن
الكفر إلى اليمان ،فتصح إضافة الخراج إليه لكخخون مخخا عخخددناه مخخن جهتخخه،
وعلى هذا يصح من أحدنا إذا أشار على غيره
] [ 193
بدخول بلد من البلدان ورغبه في ذلك وعرفه ما فيه من الصلح ،أو بمجانبة فعل من
الفعال أن يقول :أنا أدخلت فلنا البلد الفلني ،وأنا أخرجتخخه مخخن كخخذا وكخخذا،
أل تخخرى أنخخه تعخخالى قخخد أضخخاف إخراجهخخم مخخن النخخور إلخخى الظلمخخات إلخخى
الطواغيت ،وإن لم يدل ذلك على أن الطاغوت هو الفاعل للكفخخر للكفخخار ،بخخل
وجه الضافة ما تقدم لن الشخخياطين يغخخوون ويخخدعون إلخخى الكفخخر ،ويزينخخون
فعله ،فكيف اقتضت الضافة الولى أن اليمان من فعل ال في المؤمن ،ولم
تقتخخض الضخخافة الثانيخخة أن الكفخخر مخخن فعخخل الشخخياطين فخخي الكفخخار لخخول بلخخه
المخالفين وغفلتهم ؟ وبعد فلو كان المر علخخى مخخا ظنخخوه لمخخا صخخار الخ وليخخا
للمؤمنين وناصرا لهم على ما اقتضته الية واليمان من فعله ل مخخن فعلهخخم،
ولما كان خاذل للكفار ومضيفا لوليتهم إلى الطاغوت والكفر من فعله بهخخم ;
ولم فصل بين الكافر والمؤمن في باب الوليخخة وهخخو المتخخولي لفعخخل المريخخن
فيهما ؟ ومثل هذا ل يذهب على أحد ول يعرض عنه إل معاند مغالط لنفسخخه.
وقال رضي ال عنه في قوله تعالى " :ربنا ل تزغ قلوبنا " فيه وجوه :أولهخخا
أن يكون المراد بالية :ربنا ل تشدد علينا المحنة في التكليف ول تشق علينخخا
فيه ،فيفضي بنا إلى ضيق قلوبنا بعد الهداية ،وليس يمتنع أن يضيفوا مخخا يقخخع
من زيغ قلوبهم عند تشخخديده تعخخالى المحنخخة عليهخخم إليخخه ،كمخخا قخخال تعخخالى فخخي
السورة " :إنها زادتهم رجسا إلى رجسهم " (1) .فإن قيل كيف يشدد المحنخخة
عليهم ؟ قلنا :بأن يقوى شهواتهم لما في عقخولهم ) (2ونفخورهم عخن الخواجب
عليهم فيكون التكليف عليهخخم بخخذلك شخخاقا ،والثخخواب المسخختحق عليهخخم عظيمخخا
متضاعفا ،وإنمخخا يحسخخن أن يجعلخخه شخخاقا تعريضخخا لهخخذه المنزلخخة .وثانيهخخا أن
يكخخون ذلخخك دعخخاءا بخخالتثبيت علخخى الهدايخخة ،وإمخخدادهم باللطخخاف الخختي معهخخا
يستمرون على اليمان .فإن قيل :وكيخخف يكخخون مزيغخخا لقلخخوبهم بخخأن ل يفعخخل
اللطف ؟ قلنا :من حيث كان المعلوم أنه متى قطع إمدادهم بألطخخافه وتوفيقخخاته
زاغوا وانصرفوا عن اليمان ،ويجري
) (1التوبة (2) .125 :في المالى المطبوع هكذا :بأن يقوى شخخهواتهم لمخخا قبحخخه فخخي
عقولهم.
] [ 194
هذا مجرى قولهم :اللهم ل تسلط علينا من ل يرحمنا معناه ل تخخخل بيننخخا وبيخخن مخخن ل
يرحمنا فيتسلط علينا ،فكأنهم قالوا :ل تخل بيننا وبين نفوسنا وتمنعنا ألطافخخك
فنزيغ ونضل .وثالثها ما ذكره الجبخخائي وهخخو أن المعنخخى ل تخخزغ قلوبنخخا عخخن
ثوابك ورحمتك ،و معنى هذا السؤال أنهم سألوا ال أن يلطخخف لهخخم فخخي فعخخل
اليمان حتى يقيموا عليخخه ول يخختركوه فخخي مسخختقبل عمرهخخم فيسخختحقوا بخخترك
اليمان أن تزيغ قلوبهم عن الثواب وأن يفعل بهم بدل منخخه العقخخاب .ورابعهخخا
أن تكون الية محمولة على الدعاء بأن ل يزيغ القلوب عخخن اليقيخخن واليمخخان
ول يقتضي ذلك أنه تعالى سئل ما كان ل يحب أن يفعلخخه ،ومخخا لخخول المسخخألة
لجاز فعله لنه غير ممتنع أن ندعوه على سبيل النقطاع إليخخه والفتقخخار إلخخى
ما عنده ،بأن يفعل ما نعلم أنه لبد من أن يفعلخخه ،وبخخأن ل يفعخخل مخا نعلخخم أنخخه
واجب أن ل يفعله إذا تعلق بذلك ضرب من المصلحة كما قخخال تعخخالى حاكيخخا
عن إبراهيم " :ول تخزني يوم يبعثون " ) (1وكما قال تعالى في تعليمنخخا مخخا
ندعو به " :قل رب احكم بالحق وربنا الرحمن " ) (2وكقوله تعخخالى " :ربنخخا
ول تحملنا مال طاقة لنا به " (3) .وقال رضي ال عنه فخخي قخخول نخخوح عليخخه
السخخلم " :ل ينفعكخخم نصخخحي إن أردت أن أنصخخح لكخخم إن كخخان الخ يريخخد أن
يغويكم " :ليس في هذه الية ما يقتضي خلف مذهبنا لنه تعالى لم يقل :إنخخه
فعل الغواية أو أرادها ،وإنما أخخخبر أن نصخخح النخخبي عليخخه السخخلم ل ينفخخع إن
كان ال يريد غوايتهم ،ووقوع الرادة لذلك ،أو جواز وقوعها ل دللة عليهم
في الظاهر ،على أن الغواية ههنا الخيبة وحرمان الثواب ،ويشهد بصخخحة مخخا
ذكرناه في هذه اللفظة قول الشاعر :فمن يلق خيرا يحمد الناس أمخخره * ومخخن
يغو ل يعدم على الغي لئما فكأنه قال :إن كان ال يريد أن يخيبكخخم ويعخخاقبكم
بسوء عملكم وكفركم و يحرمكم ثوابه فليس ينفعكم نصحي مخخا دمتخخم مقيميخخن
على ما أنتم عليه ،إل أن تقلعوا وتتوبوا
] [ 195
وقد سمى ال تعالى العقاب غيا فقال " :فسوف يلقون غيخخا " ) (1ومخخا قبخخل هخخذه اليخخة
يشهد لما ذكرناه ،وأن القوم استعجلوا عقاب ال تعخخالى فقخخالوا " :يخخا نخخوح قخخد
جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به
ال إن شاء وما أنتم بمعجزين ول ينفعكم نصحي " اليخخة ،فخخأخبر أن نصخخحه
ل ينفع من يريد ال أن ينزل به العذاب ،ول يغني عنه شيئا .وقال جعفخخر بخخن
حرب :إن الية تتعلق بأنه كان في قوم نوح طائفخخة تقخول بخخالجبر فنبههخم الخ
تعالى بهذا القول على فساد مذاهبهم ،وقال لهم على طريق النكخخار عليهخخم و
التعجب من قولهم :إن كان القول كمخخا تقولخخون مخخن أن الخ يفعخخل فيكخخم الكفخخر
والفساد فما ينفعكم نصحي فل تطلبوا مني نصحا فأنتم على قولكم ل تنتفعون
به وهذا جيد .وروي عن الحسن فخي هخخذه اليخة وجخخه صخالح وهخو أنخه قخال:
المعنى فيها :إن كان الخ يريخد أن يعخذبكم فليخس ينفعكخم نصخحي عنخد نخخزول
العذاب بكم وإن قبلتموه وآمنتم به ،لن من حكم ال تعالى أن ل يقبل اليمخخان
عند نزول العذاب ،وكل هذا واضح في زوال الشخبهة فخخي اليخة .أقخول :إنمخا
بسطنا الكلم فيما نقلناه عن الفاضل العلم في تفسير تلك اليات مخخن كلم
الملك العلم لتحيط خبرا بما ذكره أهخخل العخخدل فيهخخا لخخدفع شخخبه المخخخالفين ،و
سنتلو عليك ما ورد فخخي تأويلهخخا نقل عخخن أئمخخة الخخدين صخخلوات الخ وسخخلمه
عليهم أجمعين ما تتخلص به من شبه المبطلين - 1 .كخا :عخخدة مخخن أصخخحابنا،
عن أحمد بن محمد ،عن ابن أبي نصر ،عن حماد بن عثمان عن أبخخي عبيخخدة
الحذاء قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن الستطاعة وقول النخخاس ،فقخخال:
-وتل هذه الية ول يزالون مختلفين إل من رحم ربك ولذلك خلقهم -يخخا أبخخا
عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالخخك ،قخخال :قلخخت :قخخوله " :إل
من رحم ربك " قال :هخخم شخخيعتنا ولرحمخخة خلقهخخم ) (2وهخخو قخخوله " :ولخخذلك
خلقهم " يقول :لطاعة المام " .ج 1ص " 429
] [ 196
عد :اعتقادنا في الفطرة والهداية أن ال عزوجل فطر جميع الخلق على التوحيد وذلك
قوله عزوجل :فطرة ال التي فطخخر النخخاس عليهخخا - 2 .وقخخال :الصخخادق عليخخه
السلم في قول ال عزوجل " :وما كان ال ليضل قومخخا بعخخد إذ هخخديهم حخختى
يبين لهم ما يتقون " قال :حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه - 3 .وقال فخخي
قوله عزوجل " :فألهمها فجورها وتقويها " قال :بين لها ما تأتي ومخخا تخخترك.
) - 4 (1وقال ) (2في قوله عزوجل " :إنخخا هخخديناه السخخبيل إمخخا شخاكرا وإمخخا
كفورا " قال :عرفناه إما آخذا وإما تاركخخا - 5 .وفخخي قخخوله عزوجخخل " :وأمخخا
ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " قال :وهم يعرفون - 6 .وسئل )
(3عن قوله ال عزوجل " :وهديناه النجدين " قال :نجد الخيخر ونجخد الشخر.
- 7وقال عليه السلم :ما حجب ال علمه عن العباد فهو موضخخوع عنهخخم8 .
-وقال عليه السلم :إن ال احتج على الناس بما آتاهم وعرفهم " .ص " 72
- 9ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبخخان (4) ،عخخن أحمخخد
بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني ،عن البرقي ،عن أبيخخه ،عخخن ابخخن
أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي قخخول الخ
عزوجل " :وهديناه النجدين " قال :نجد الخير والشر " (5) .ص " 59
) (1في المصدر :وما تترك من المعاصخخي .م ) (2فخخي المصخخدر :وقخخال تعخخالى " :انخخا
هديناه " الية .م ) (3في المصدر :وسئل عن الصادق عليخخه السخخلم .م )(4
بفتح الواو وسكون الهاء ،ترجمه النجاشي في ص 282مخخن رجخخاله وقخخال:
إنه ثقة من أصحابنا ،واضح الرواية ،قليل التخليط ،له كتب إ ه (5) .النجد:
المكخخان الغليخخظ الرفيخخع ،وقخخوله " :هخخديناه النجخخدين " مثخخل لطريقخخي الحخخق
والباطل في العتقاد ،والصدق والكخذب فخي المقخال ،والجميخل والقبيخل فخي
الفعال ،قال الراغب في المفردات.
] [ 197
- 10نهج :قال أمير المؤمنين عليه السلم :عرفخخت الخ سخخبحانه بفسخخخ العخخزائم وحخخل
العقود - 11 (1) .فس :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر عليخخه السخخلم
في قوله تعالى " :قل أرأيتم إن أخذ ال سمعكم وأبصاركم وختم على قلخخوبكم
" يقول :أخذ ال منكم الهدى من إله غير ال يأتيكم بخخه .ص " 189 - 188
- 12فس :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر عليخه السخلم فخي قخوله" :
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم " يقول :وننكس قلوبهم فيكون أسفل قلوبهم أعلهخا
ونعمي ) (2أبصارهم فل يبصخخرون الهخخدى " .ص - 13 " 201فخخس :فخخي
رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم فخخي قخخوله " :لهخخم قلخخوب ل
يفقهون بهخخا " يقخخول :(3) :طبخخع الخ عليهخخا فل تعقخخل " ولهخخم أعيخخن " عليهخخا
غطاء عن الهدى " ل يبصرون بهخا ولهخخم آذان ل يسخخمعون بهخخا " جعخخل فخخي
آذانهم وقرا فلم يسمعوا الهدى " .ص - 14 ." 231فس :أحمد بخخن محمخخد،
عن جعفر بن عبد ال ،عن كثير بن عياش ،عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر
عليه السلم في قوله " :والخخذين كخخذبوا بآياتنخخا صخخم وبكخخم " يقخخول :صخخم عخخن
الهدى ،وبكم ل يتكلمون بخير " ،في الظلمات " يعنخخي ظلمخخات الكفخخر " مخخن
يشأ ال يضلله ومن يشأ يجعله على صخخراط مسخختقيم " وهخخو رد علخخى قدريخخة
هذه المة ،يحشخخرهم الخ يخخوم القيامخخة مخخع الصخخائبين والنصخخارى والمجخخوس
فيقولون " :وال ربنا ما كنا مشركين " يقول ال " :انظخخر كيخخف كخخذبوا علخخى
أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون " قال :فقال رسول الخ صخخلى الخ عليخخه
وآله :أل إن لكل امخة مجوسخا ،ومجخوس هخذه المخة الخخذين يقولخخون :ل قخدر،
ويزعمون أن المشية والقدرة إليهم ولهم " .ص " 186
) (1العخخزائم جمخخع العزيمخخة :الرادة المؤكخخدة .وفسخخخها نقضخخها .والعقخخود جمخخع العقخخد
بمعنى النية تنعقد على فعل أمر ،وبهذا النقض والحل يعرف أن هناك قخخدرة
سامية قاهرة فوق إرادة البشر ومشيئته تحول بين النسخخان وإرادتخخه ،وهخخى
قدرة ال تعالى ،ولولها لكان النسان أمضى ما عزم ،وفعل مخخا عقخخد(2) .
في المصدر :ويعمى ابصارهم .م ) (3في المصدر :أي طبع ال .م
] [ 198
- 15فس :محمد بن عبد ال ،عن موسى بن عمران ،عن النوفلي ،عن السكوني قال،
جاء رجل إلى أبي عبد ال جعفر بخخن محمخخد صخخلوات الخ عليخخه وأنخخا عنخخده ؟
فقال :يا بن رسول الخ " إن الخ يخأمر بالعخدل والحسخان وإيتخاء ذي القربخى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكخخم تخخذكرون " وقخخوله " :أمخخر
ربخخى أن ل تعبخخدوا إل إيخخاه " فقخخال :نعخخم ليخخس لخ فخخي عبخخاده أمخخر إل العخخدل
والحسان ،فالدعاء من ال عام ،والهدى خاص ،مثل قوله " :يهدي من يشاء
إلى صخخراط مسخختقيم " ولخخم يقخخل :ويهخخدي جميخخع مخخن دعخخاه ) (1إلخخى صخخراط
مستقيم " .ص - 16 " 364لى :أبي ،عن علخخي بخخن محمخخد بخخن قتيبخخة ،عخخن
حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب ،عن ابن بزيع ،عن صخخالح بخخن عقبخخة،
عن علقمة بن محمد الحضرمي ،عن الصادق جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه :قخال الخ جخل
جلله :عبادي كلكم ضال إل من هديته ،وكلكخخم فقيخخر إل مخخن أغنيتخخه ،وكلكخخم
مذنب إل من عصمته " .ص - 17 " 61ب :ابن سخخعد (2) ،عخخن الزدي،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال تبارك و تعخخالى إذا أراد بعبخخد خيخخرا
أخذ بعنقه فأدخله في هذا المر إدخال " .ص - 18 " 17ب :اليقطيني ،عن
نباتة بن محمد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول :إن ال تبارك
وتعالى إذا أراد بعبد خيرا وكل به ملكخخا فأخخخذه بعضخخده فخخأدخله ) (3فخخي هخخذا
المر .ص - 19 22 - 21ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن أبي عبخخد ال خ
عليه السلم أنه قال :كونوا دعاة الناس بأعمالكم ،ول تكونوا دعاة بألسخخنتكم ;
فإن المر ليس حيخث يخذهب إليخه النخاس إنخه مخن اخخذ ميثخاقه أنخه منخا فليخس
بخارج منا ولو ضربنا خيشومه بالسيف ،ومن لم يكن منخخا ثخخم حبونخخا ) (4لخخه
الدنيا لم يحبنا " .ص " 38 - 37
) (1في المصدر :جميع من دعا .م ) (2لم نجد الحديث في المصدر بهذا السند ،وفيه:
عنه ،عن بكر بن محمد ،عن أبي عبد ال عليه السلم .م ) (3في نسخة من
المصدر :فيدخله .م ) (4الحبوة :العطية.
] [ 199
بيان :قوله عليه السلم :ليخس حيخث يخذهب إليخه النخاس أي أنهخم يقخدرون علخي هدايخة
الناس بالحتجاج عليهم ،ولعل المقصود في تلك الخبخخار زجخخر الشخخيعة عخخن
المعارضات والمجادلت مخع المخخالفين بحيخث يتضخررون بهخا فخإنهم كخانوا
يبالغون في ذلخخك ظنخخا منهخخم أنهخخم يقخخدرون بخخذلك علخخى هدايخخة الخلخخق ،وليخخس
الغرض منع الناس عن هداية الخلق فخي مقخام يظنخون النفخع ولخم يكخن مظنخة
ضرر فإن ذلك من أعظم الواجبات - 20 .ب :أحمد ،عن البزنطي قال :قلخخت
له :قول ال تبارك وتعالى " إن علينا للهدى " قال :ال ) (1يهدي من يشخخاء،
ويضل من يشاء ; فقلت له :أصلحك ال إن قومخخا مخخن أصخخحابنا يزعمخخون أن
المعرفة مكتسبة ،وأنهم إذا نظروا منه ) (2وجه النظر أدركخخوا ،فخخأنكر عليخخه
السلم ذلك وقال :فما لهؤلء القوم ل يكتسبون الخير لنفسهم ؟ ليس أحد من
الناس إل وهو يحب أن يكون خيخخرا ممخن هخو خيخخر منخه ،هخؤلء بنخخي هاشخم
موضعهم موضعهم ،وقرابتهم قرابتهم ،وهم أحق بهذا المر منكم ،أفترون )
(3أنهم ل ينظرون لنفسهم وقد عرفتم ولم يعرفوا ؟ ! قخال أبخخو جعفخخر عليخه
السلم :لو استطاع النخخاس لحبونخخا " .ص - 21 " 157 - 156يخخد ،مخخع:
الوراق والسخخناني (4) ،عخخن ابخخن زكريخخا القطخخان ،عخخن ابخخن حخخبيب عخخن ابخخن
بهلول ،عن أبيه ،عن جعفر بن سليمان البصري ،عن الهاشخخمي قخخال :سخخألت
أبا عبد ال جعفر بن محمد عليهما السلم عن قول ال خ عزوجخخل " :مخخن يهخخد
ال فهو المهتد ومن يضلل فلخخن تجخخد لخخه وليخخا مرشخخدا " فقخخال :إن الخ تبخخارك
وتعالى يضخخل الظخخالمين يخخوم القيامخخة عخخن دار كرامتخخه ويهخخدي أهخخل اليمخخان
والعمل الصالح إلى جنته كما قال عزوجل " :ويضل ال الظالمين ويفعل ال
ما يشاء " وقال ال عزوجخخل " :إن الخخذين آمنخخوا وعملخخوا الصخخالحات يهخخديهم
ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم النهار في جنات النعيم " قال :فقلت :فقخخوله:
" وما توفيقي إل بال " وقوله عزوجل " :إن ينصركم ال فل غالب لكم وإن
يخذلكم فمن ذا الذي
) (1في المصدر :فقلت له قول ال تبارك وتعالى " :ان علينا للهدى " قخخال :ان الخخ .م
) (2في المصدر :إذا نظروا من وجه النظر .م ) (3في المصدر :افخخترى .م
) (4في التوحيد والمعاني :الوراق والسنانى والدقاق قالوا :حدثنا القطان .م
] [ 200
ينصركم من بعده " ؟ فقال :إذا فعل العبد ما أمخره الخ عزوجخخل بخه مخخن الطاعخخة كخان
فعله وفقا لمر ال عزوجل وسمي العبد به موفقخخا ،وإذا أراد العبخخد أن يخخدخل
في شئ من معاصي ال فحال الخ تبخخارك وتعخخالى بينخخه وبيخخن تلخخك المعصخخية
فتركها كان تركه لها بتوفيق ال تعالى ،ومتى خلي بينخخه وبيخخن المعصخخية فلخخم
يحل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يخخوفقه " .ص - 245
246ص - 22 " 11يد ،مع ،ن :ابن عبدوس ،عن ابن قتيبة ،عخخن حمخخدان
بن سليمان قال :سألت أبا الحسن علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم )(1
عن قول ال عزوجل " :فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم " قخخال:
من يرد ال أن يهديه بإيمانه فخي الخدنيا إلخى جنتخه و دار كرامتخه فخي الخخرة
يشرح صدره للتسليم ل والثقة بخخه والسخخكون إلخخى مخخا وعخخده مخخن ثخخوابه حخختى
يطمئن إليه ،ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الخخخرة لكفخخره بخخه
و عصيانه لخخه فخخي الخخدنيا يجعخخل صخخدره ضخخيقا حرجخخا حخختى يشخخك فخخي كفخخره
ويضطرب من اعتقاده قلبه حتى يصير كأنما يصعد في السماء ،كذلك يجعخخل
ال الرجس على الذين ل يؤمنون " .ص 224ص 48 - 47ص " 75ج:
مرسل عنه عليه السلم مثله " .ص - 23 " 224مع :أبي ،عن سعد ،عخخن
ابن عيسى ،عن الحسن بن فضال ،عن ثعلبة ،عن زرارة ،عخخن عبخخد الخخخالق
بن عبد ربه ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله عزوجل " :ومخخن يخخرد أن
يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " فقال :قد يكون ضيقا وله منفخخذ يسخخمع منخخه
ويبصر ،والحرج هو الملتأم الذي ل منفذ له يسمع به ول يبصخخر منخخه " .ص
- 24 " 47م ،ج :بالسناد إلى أبي محمد عليه السلم قال في قوله تعالى" :
ختم ال على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
" :أي وسمها بسمة ) (2يعرفها من يشاء من ملئكته إذا نظخخروا إليهخخا بخخأنهم
الذين ل يؤمنون ،وعلى سمعهم كذلك بسمات وعلى أبصارهم غشاوة ،وذلك
أنهم لما أعرضوا عن النظر فيما كلفوه وقصروا فيما
) (1في التوحيد والمعخخاني :سخألت ابخخا الحسخخن علخخى بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم
بنيسابور .م ) (2السمة كعدة :العلمة وأثر الكى ،والجمع سمات ،أي جعخخل
له علمة يعرف بها من يشاء.
] [ 201
اريد منهم وجهلوا ما لزمهم اليمان به فصاروا كمن على عينيخخه غطخخاء ل يبصخخر مخخا
أمامه فإن ال عزوجل يتعالى عن العبخخث والفسخخاد ،وعخخن مطالبخخة العبخخاد بمخخا
منعهم بالقهر منه ،فل يأمرهم بمغالبته ول بالمصير إلى مخخا قخخد صخخدهم عنخخه
بالقسر عنه (1) ،ثم قال " :ولهم عخخذاب عظيخخم " يعنخخي فخخي الخخخرة العخخذاب
المعد للكافرين ،وفي الدنيا أيضا لمخخن يريخخد أن يستصخخلحه بمخا ينخخزل بخخه مخخن
عذاب الستصلح لينبهه لطاعته ،ومن عذاب الصخخطلم ) (2ليصخخيره إلخخى
عدله وحكمته .قال الطبرسي رحمه الخخ :وروى أبخخو محمخخد العسخخكري عليخخه
السلم مثل ما قال هو فخخي تأويخخل هخخذه اليخخة مخخن المخخراد بخخالختم علخخى قلخخوب
الكفار عن الصادق عليه السلم بزيادة شرح لم نخخذكره مخافخخة التطويخخل لهخخذا
الكتاب " .ص - 25 " 253ن :تميم القرشي ،عن أبيه ،عن النصاري ،عن
الهروي قال :قال الرضا عليه السلم في قوله عزوجل " :وما كان لنفخخس أن
تؤمن إل بإذن ال " :ليس ذلك على سبيل تحريم اليمان عليهخخا ،ولكخخن علخخى
معنى أنها ما كانت لتؤمن إل بإذن ال وإذنه أمره لها باليمان ما كانت مكلفة
متعبدة ،وإلجاؤه إياها إلى اليمان عند زوال التكليف والتعبد عنهخخا - 26 .ن:
السخناني ،عخن محمخد السخدي ،عخن سخهل ،عخن عبخد العظيخم الحسخني ،عخن
إبراهيم بن أبي محمود قال :سألت الرضا عليه السلم عن قول الخ عزوجخخل
" ختم ال على قلخخوبهم وعلخخى سخخمعهم " قخخال :الختخخم هخخو الطبخخع علخخى قلخخوب
الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعخالى " :بخل طبخع الخ عليهخا بكفرهخم فل
يؤمنخخون إل قليل " " .ص - 27 " 70فخخس :قخخوله " :وإن تصخخبهم حسخخنة
يقولوا هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة يقولوا هخخذه مخخن عنخخدك قخخل كخخل مخخن
عند ال " يعني الحسنات والسيئات ،ثم قال في آخر الية " :مخخا أصخخابك مخخن
حسنة فمن ال وما أصابك من سيئة فمن نفسك " وقد اشتبه هذا على عدة من
العلماء فقالوا :يقول ال :وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال ،وإن
) (1في المصدر :إلى ما قد صدهم بالقسخخر عنخخه .م ) (2فخخي المصخخدر :أو مخخن عخخذاب
الصطلح .م
] [ 202
تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ،قل كل من عند الخ الحسخخنة والسخخيئة .ثخخم قخخال فخخي
آخر الية " :ما أصابك من حسنة فمن ال وما أصابك من سيئة فمن نفسك "
فكيف هذا وما معنى القولين ؟ .فالجواب في ذلخخك مخخن معنخخى القخخولين جميعخخا
عن الصادقين عليهم السلم أنهم قالوا :الحسنات في كتاب ال علخخى وجهيخخن،
والسيئات على وجهيخخن ،فمخن الحسخنات الخختي ذكرهخخا الخ الصخحة والسخلمة
والمن والسعة في الرزق وقد سماها ال حسنات " وإن تصبهم سيئة " يعني
بالسيئة ههنا المرض والخوف والجوع والشدة " يطيروا بموسى ومن معه "
أي يتشاءموا به ،والوجه الثاني من الحسنات يعني به أفعال العباد وهو قوله:
" مخخن جخاء بالحسخخنة فلخخه عشخخر أمثالهخخا " ومثلخخه كخخثير .وكخخذا السخخيئات علخخى
وجهين فمن السيئات الخوف والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله " :وإن
تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومخخن معخخه " وعقوبخخات الخخذنوب قخخد سخماها الخ
السيئات كقوله تعالى " :جزاء سيئة سيئة مثلها " .والوجه الثاني من السيئات
يعني بها أفعال العباد الذين يعاقبون عليهخخا وهخخو قخخوله " :ومخخن جخخاء بالسخخيئة
فكبت وجخخوههم فخخي النخخار " وقخخوله " :مخخا أصخخابك مخخن حسخخنة فمخخن الخ ومخخا
أصابك من سيئة فمن نفسك " يعني ما عملت من ذنخخوب فعخخوقبت عليهخخا فخخي
الدنيا و الخرة فمن نفسك بأعمالك لن السارق يقطع ،والزاني يجلد ويرجم،
والقاتل يقتل فقخد سخمى الخ العلخل والخخوف والشخدة وعقوبخات الخذنوب كلهخا
سيئات ،فقال " :ما أصابك من سيئة فمن نفسك " بأعمالخك ،قخوله " :قخل كخل
من عند ال " يعني الصخخحة والعافيخخة والسخخعة والسخخيئات الخختي هخخي عقوبخخات
الذنوب من عند الخخ " .ص " 133 - 132بيخخان :ل يخفخخى أن الظخخاهر فخخي
الية الولى مخخن الحسخخنة النعمخخة كالخصخخب والظفخخر والمخخن والفخخرح ،ومخخن
السيئة القحط والهزيمة والجوع والخوف ،ويحتمل بعيخخدا مخخا ذكخخره علخخي بخخن
إبراهيخم مخن عقوبخات الخذنوب ; وفخي اليخة الثانيخة يحتمخل أن يكخون المخراد
بالحسنة الطاعة فإنها بتوفيقه تعالى والنعمة فإنها بأنواعها من فضخخله تعخخالى،
وبالسيئة الذنوب فإنها باختيارنا ; أو عقوباتها فإنها بسبب أفعالنخخا ،ول ينخخافي
ذلك كونها من ال ،إذ تقديرها وإلزامها وإيجابهخخا مخخن ال خ وفعخخل مخخا يوجبهخخا
منا ،ولعل كلم علي بن إبراهيم ناظر
] [ 203
إلى هذا ،أو البليا والمصائب فإنها بسبب ذنوبنا التي نسخختحقها بهخخا ،ول ينخخافي أيضخخا
كونها من عند ال إذ أعمالنا أسباب لنزال ال تعالى إياهخا ،فالفاعخخل هخخو الخ
ونحن السخخباب ،ومنخخا البخخواعث ،ويمكخخن حمخخل اليخخة أيضخخا علخخى الطاعخخات
والمعاصي إذ المعاصي صادرة منا بسلب توفيقه تعالى عنخخا ،فيجخخوز نسخخبتها
إليه تعالى أيضا مجازا وإن كنخا نحخن بقبخائح أعمالنخا بخاعثين لسخلب التوفيخق
أيضا ،ولعله إنما خص بعض الصور بالذكر لظهور البواقي - 28 .يخخد :ابخخن
الوليد ،عن ابن أبان ،عن الحسين بن سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد الخخ
الفراء ،عن محمد بن مسلم ،ومحمد بن مروان ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :ما علم رسول ال صلى ال عليه وآله أن جبرئيل عليه السخخلم مخخن قبخخل
الخ عزوجخخل إل بخخالتوفيق " .ص - 29 " 247 - 246يخخد ،القطخخان ،عخخن
السكري ،عن الجوهري ،عن ابن عمارة ،عن أبيه ،عن جابر الجعفخخي ،عخخن
أبي جعفر عليه السلم قال :سألته عن معنى ل حخخول ول قخخوة إل بخخال فقخخال:
معناه ل حول لنا عن معصية ال إل بعون ال ،ول قوة لنا على طاعة ال إل
بتوفيق ال عزوجل " .ص - 30 " 247سن :محمد بن إسماعيل ،عن أبخي
إسماعيل السراج ،عن ابن مسكان ،عن ثابت أبي سعيد قال :قال أبو عبد ال خ
عليه السلم :يا ثابت ما لكم وللنخخاس ،كفخخوا عخخن النخخاس ول تخخدعوا أحخخدا إلخخى
أمركم ،فوال لو أن أهل السماوات وأهل الرضخخين اجتمعخخوا علخخى أن يهخخدوا
عبدا يريد ال ضللته ما اسخختطاعوا أن يهخخدوه (1) ،ولخخو أن أهخخل السخخماوات
وأهل الرضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد ال هداه ما اسخختطاعوا أن
يضلوه ،كفوا عن الناس ول يقل أحدكم :أخي وابن عمي وجاري ،فإن ال إذا
أراد بعبخخد خيخخرا طيخخب روحخخه فل يسخخمع معروفخخا إل عرفخخه ،ول منكخخرا إل
أنكره ،ثم يقذف ال في قلبه كلمة يجمع بهخخا أمخخره " .ص " 200سخخن :أبخخي،
عن عبد ال بن يحيى ،عن عبد ال بن مسكان ،عن ثابت مثله31 " 200 " .
-سن :عبد ال بن يحيى ،عن هشام بن سالم ،عن سليمان بن خالخخد قخخال :قخخال
لي أبو عبد ال عليه السلم يا سليمان إن لخك قلبخا ومسخامع ،وإن الخ إذا أراد
أن يهدي عبدا
] [ 204
فتح مسامع قلبه ،وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فل يصلح أبدا ; وهو قول ال خ
عزوجل " :أم علخخى قلخخوب أقفالهخخا " " .ص - 32 " 200سخخن :القاسخخم بخخن
محمد وفضالة ،عن كليب بن معاويخخة السخخدي قخخال :قخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه
السلم ما أنتم والناس ؟ إن ال إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبخخه نكتخخة بيضخخاء
فإذا هو يجول لذلك ويطلبه - 33 " 200 " .سن :فضالة ،عن القاسم بن يزيد
) (1عن سليمان بن خالد قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا أراد الخ بعبخخد
خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب يطلب الحق ،ثخخم هخخو إلخخى أمركخخم
أسرع من الطير إلى وكره ) " (2ص - 34 " 201سن :أبي ،عن فضالة،
عن أبي بصير ،عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفخخي قخخال :سخخمعت أبخخا جعفخخر
عليه السلم يقول :إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصخخب
الحق ،فإذا أصاب الحق قر .ثم ضم أصابعه وقرأ هذه الية " :فمخخن يخخرد الخ
أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا
" " .ص " 202شى :عن خيثمة مثله - 35 (3) .سن :حماد بن عيسى ،عن
ربعي ،عن الفضيل ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخال :ل تخخدعوا إلخخى هخخذا
المر فإن ال إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا المر " .ص 202
" .سن :يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن جده ،عخخن أبخخي جعفخخر
عليه السلم مثله " .ص - 36 ." 202سن :النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن
عمران قال :قال أبو عبخخد الخ عليخخه السخلم :إن الخ إذا أراد بعبخد خيخخرا أخخخذ
بعنقه فأدخله في هذا المر " .ص " 202
) (1الموجود في نسخ الكتخخاب والمحاسخخن المطبخخوع :القاسخخم بخخن يزيخخد :والظخخاهر أنخخه
مصحف القاسم بن بريخخد (2) .الخخوكر :عخخش الطخخائر وموضخخعه (3) .بضخخم
الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة وفتح الثاء المثلثة ،والميم والهاء.
] [ 205
سن :علي بن إسماعيل الميثمي ،عن ربعي ،عن حذيفة بن منصور عن أبخخي عبخخد الخ
عليه السلم مثله " ص " 202سن :صفوان ،عخخن العلء ،عخخن محمخخد ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم مثله " .ص 37 " 202سن :صفوان ،عن محمد بن
مروان ،عن فضيل قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم ندعو الناس إلخخى هخخذا
المر ؟ فقال :ل يا فضيل ; إن ال إذا أراد بعبخخد خيخخرا وكخخل ملكخخا ) (1فأخخخذ
بعنقه فأدخله في هذا المر طائعا أو كارهخخا " .ص - 38 " 202سخخن :ابخخن
أبي عمير ،عن أبي أيوب ،عن معاذ بن كثير قال :قلخخت لبخخي عبخد الخ عليخه
السلم :إني ل أسئلك إل عما يعنيني (2) ،إن لي أولدا قد أدركخخوا فخخأدعوهم
إلى شئ من هذا المر ؟ فقال :ل ،إن النسان إذا خلق علويا أو جعفريا يأخخخذ
ال بناصيته حتى يدخله في هذا المخر " .ص - 39 " 202سخن :صخفوان،
عن حذيفة بن منصور ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال :كخخان أبخخي عليخخه
السلم يقول :إذا أراد ال بعبد خيرا أخذ بعنقخخه فخأدخله فخخي هخذا المخخر ،قخال:
وأومأ بيده إلى رأسه " .ص - 40 " 203سن :حماد بن عيسى ،عخخن نباتخخة
بن محمد البصري قال :أدخلني ميسر بن عبد العزيز على أبي عبد ال عليخخه
السلم وفي البيت نحو من أربعين رجل فجعل ميسر يقول :جعلت فداك هخخذا
فلن بن فلن من أهل بيت كذا وكذا حتى انتهى إلي فقخخال :إن هخخذا ليخخس فخخي
أهل بيته أحد يعرف هذا المر غيره ; فقال أبو عبد ال عليخخه السخخلم :إن الخ
إذا أراد بعبد خيرا ولك به ملكا فأخخخذ بعضخخده فخخأدخله فخخي هخخذا المخخر " .ص
- 41 " 203سن :علي بن الحكم ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه
السلم في قول ال تبارك وتعالى " :واعلموا أن ال يحول بين المرء وقلبه "
فقال :يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق " .ص " 237بيان :أي يهخخديه
إلى الحق.
] [ 206
وقال السيد المرتضى رضي ال عنه في الغرر والدرر :فيه وجوه أولها أن يريد بذلك
أنخخه تعخخالى يحخخول بيخخن المخخرء وبيخخن النتفخخاع بقلبخخه بخخالموت وهخخذا حخخث منخخه
عزوجل على الطاعخخات والمبخخادرة لهخخا قبخخل الفخخوت .وثانيهخخا أنخخه يحخخول بيخخن
المرء وقلبه بإزالة عقله وإبطال تميزه وإن كان حيا ،وقد يقال لمن فقخخد عقلخخه
وسلب تمييزه :إنه بغير قلب ،قال تعالى " :إن في ذلك لخخذكرى لمخخن كخخان لخخه
قلب " (1) .وثالثها أن يكون المعنى المبالغة في الخبار عن قربه من عبخخاده
وعلمخخه بمخخا يبطنخخون ويخفخخون وأن الضخخمائر المكنونخخة لخخه ظخخاهرة ،والخفايخخا
المستورة لعلمه بادية ،ويجري ذلك مجرى قوله تعالى " :ونحخخن أقخخرب إليخخه
من حبل الوريد " ) (2ونحن نعلم أنه تعالى لم يرد قرب المسافة بخخل المعنخخى
الذي ذكرناه ،وإذا كان جل وعزهو أعلم بما فخخي قلوبنخخا منخخا وكخخان مخخا نعلمخخه
أيضا يجوز أن ننساه ونسهو عنه ونضل عن علمه ،وكل ذلك ل يجوز عليخخه
جاز أن يقول أنه يحول بيننا وبين قلوبنا لنه معلوم فخخي الشخخاهد أن كخخل شخخئ
يحول بين شيئين فهو أقرب إليهما (3) ،والعخخرب تضخخع كخخثيرا لفظخخة القخخرب
على غير معنى المسافة ،فيقول :فلن أقرب إلى قلبي من فلن .ورابعهخخا مخخا
أجاب بخخه بعضخخهم مخخن أن المخخؤمنين كخخانوا يفكخخرون فخخي كخخثرة عخخدوهم وقلخخة
عددهم فيدخل قلوبهم الخوف فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المخخرء وقلبخخه بخخأن
يبخخد لخخه بخخالخوف المخخن ،ويبخخدل عخخدوهم بظنهخخم أنهخخم قخخادرون عليهخخم الجبخخن
والخور (4) .ويمكن في الية وجه خامس وهخو أن يكخون المخراد أنخه تعخالى
يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبخائح بخالمر والنهخخي والوعخد
والوعيد انتهى .أقول :يمكن أن تكون الحيلولة بالهدايات واللطخخاف الخاصخخة
زائدا على
) (1ق (2) .37 :ق (3) 16 :في المصدر بعد ذلك :ولما أراد ال تعالى المبالغة فخخي
وصف القرب خاطبنا بما نعرف ونألف ; وإن كان القرب الذى عنخخاه جلخخت
عظمتخخه لخخم يخخرد بخخه المسخخافة اه (4) .الخخخور بالخخخاء والخخواو المفتوحخختين:
الضعف.
] [ 207
المر والنهي ،ويحتمل أن يكون مخصوصا بالمقربين الذين يملك ال قلوبهم ويستولى
عليها بلطفه ويتصخخرف فيهخخا بخخأمره فل يشخخاؤون شخخيئا إل أن يشخخاء الخخ ،ول
يريخخدون إل مخخا أراد الخخ ،فهخخو تعخخالى فخخي كخخل آن يفيخخض علخخى أرواحهخخم،
ويتصرف في آبدانهم ،فهم ينظرون بنور ال ،ويبطشون بقخخوة الخخ ،كمخخا قخخال
تعالى فيهم :فبي يسمع وبي يبصر ،وبي ينطخخق ،وبخخي يمشخخي ،وبخخي يبطخخش.
وقال عزوجل :كنت سمعه وبصره ويده ورجله ولسانه .وسيأتي مزيد تحقيق
لذلك في كتاب المكارم ،وقد مر الكلم في اليخخة فخخي بخخاب العلخخم- 42 (1) .
شى :عن ابن أبي يعفور قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :لبسوا عليهم لبخخس
ال عليهم فإن ال يقول " :وللبسنا عليهم ما يلبسون " - 43 .شخى :عخن علخي
بن عقبة ،عن أبيه قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقخخول :اجعلخخوا أمركخخم
هذا ل ول تجعلوا للناس ،فإنه ما كان ال فهو ل ،وما كان للنخخاس فل يصخخعد
إلى ال ول تخاصموا الناس بدينكم فإن الخصومة ممرضة للقلب ،إن ال قال
لنبيه :يا محمد إنك ل تهدي مخخن أحببخخت ولكخخن الخ يهخخدي مخخن يشخخاء ،وقخخال:
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مخخؤمنين .ذروا النخخاس فخخإن النخخاس أخخخذوا مخخن
الناس وإنكم أخذتم من رسول الخ وعلخخي ول سخواء ،إنخخي سخخمعت أبخخي عليخه
السلم وهو يقول :إن ال إذا كتب إلى عبد أن يدخل في هذا المر كان أسرع
إليه من الطير إلى وكره - 44 .شى :البزنطي ،عن الرضا عليه السلم قخخال:
قال ال في قوم نوح " :ول ينفعكم نصخخحي إن أردت أن أنصخخح لكخخم إن كخخان
ال يريد أن يغخخويكم " قخخال :المخخر إلخخى الخ يهخخدي ويضخخل - 45 .شخخى :عخخن
إسحاق بن عمار قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن رسول
) (1ل يخفى أن جميع ما ذكر من هذه الوجوه إنما هو للفرار من نسبة فعل القبيح إليه
تعالى فان الحيلولة والمكر والمر بالمعصية وبالجملة كخخل مخخا هخخو إضخخلل
بوجه قبيح من الحكيم فل ينسب إليه تعالى ; إل أن ظاهر الكتخخاب أن جميخخع
ذلك منه تعالى فيما نسب إليه من قبيل المجازاة على المعاصي قخخال تعخخالى:
" وما يضل به إل الفاسقين " وقخخال " :فلمخخا زاغخخوا أزاع الخ قلخخوبهم " ول
يقبح الضلل وكل ما يرجع إليه إذا كان بعنوان المجازاة كما ل يخفخخى .ط
)*(
] [ 208
ال صلى ال عليه وآله كان يدعو أصحابه فمخخن أراد الخ بخخه خيخخرا سخخمع وعخخرف مخخا
يدعوه إليه ،ومن أراد به شرا طبع على قلبه فل يسمع ول يعقل وهو قوله" :
اولئك الذين طبع ال على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغخخافلون ".
- 46شى :عن حمران ،عن أبي جعفر عليه السلم في قول الخخ " :إذا أردنخخا
أن نهلك قرية أمرنا مترفيها " -مشددة منصوبة -تفسيرها :كثرنا ; وقال :ل
قرأتها مخففة .بيان :قال الفيروز آبادي :أمر كفرح أمرا وأمرة ،كثر وتم فهو
آمر ،والمر اشتد ،والرجل كثرت ماشيته ،وأمخخره ال خ وأمخخره كنصخخره لغيخخة
كثر ماشيته ونسله - 47 .شى :عن حمران ،عن أبي جعفر عليخخه السخخلم فخخي
قول ال " :إذا أردنخا أن نهلخك قريخة أمرنخا مترفيهخا " قخال :تفسخيرها :أمرنخا
أكابرها - 48 .تفسير النعماني :بالسخناد التخي فخي كتخاب القخرآن عخن أميخر
المؤمنين عليه السلم قال :الضلله على وجوه :فمنه محمود ،ومنخخه مخخذموم،
ومنه ما ليس بمحمود ول مذموم ومنه ضلل النسيان ،فأما الضلل المحمود
وهو المنسوب إلى ال تعالى كقوله " :يضل ال من يشاء " هو ضللهم عخخن
طريق الجنخة بفعلهخخم ،والمخخذموم هخو قخخوله تعخخالى " :وأضخلهم السخخامري " "
وأضل فرعون قومه وما هدى " ومثل ذلك كخخثير ; وأمخخا الضخخلل المنسخخوب
إلى الصنام فقوله في قصة إبراهيم " واجنبني وبنخخي آن نعبخخد الصخخنام رب
إنهن أضللن كثيرا من الناس " الية ،والصنام ل يضللن أحدا على الحقيقة،
إنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون ال عزوجل ،وأما الضلل
الخخذي هخخو النسخخيان فهخخو قخخوله تعخخالى " :أن تضخخل إحخخديهما فتخخذكر إحخخديهما
الخرى " وقد ذكر ال تعالى الضلل في مواضع من كتابه ،فمنهم مخخا نسخخبه
إلى نبيه على ظاهر اللفخخظ كقخخوله سخخبحانه " :ووجخخدك ضخخال فهخخدى " معنخخاه
وجدناك في قوم ل يعرفون نبوتك فهديناهم بك ; وأما الضلل المنسوب إلخخى
ال تعالى الذي هو ضد الهدى والهدى هو البيان ،وهو معنى قوله سبحانه" :
أو لم يهد لهم " معناه :أو لم أبين لهم ،مثل قوله سبحانه " :فهديناهم فاستحبوا
العمى على الهدى أي بينا لهم ،وهو قوله تعالى :وما كان ال ليضل قوما بعد
إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون .وأما معنخخى الهخخدى فقخخوله عزوجخخل " :إنمخخا
أنت منذر ولكل قوم هاد " ومعنى
] [ 209
الهادي المبين لما جاء به المنذر من عند ال ،وقخد احتخخج قخوم مخن المنخخافقين علخخى الخ
تعالى " إن ال ل يستحيي أن يضرب مثل ما بعوضة فما فوقهخخا " وذلخخك أن
ال تعالى لما أنزل على نبيه " ولكل قخخوم هخخاد " قخخال طائفخخة مخخن المنخخافقين "
ماذا أراد ال بهذا مثل يضل به كثيرا " فأجابهم ال تعالى بقوله " :إن الخخ ل
يستحيي أن يضرب مثل ما بعوضة فما فوقها " إلى قوله " :يضل بخخه كخخثيرا
ويهدي به كثيرا ،وما يضل به إل الفاسقين " فهخخذا معنخخى الضخخلل المنسخخوب
إليه تعالى لنه أقام لهم المام الهادي لمخخا جخخاء بخخه المنخخذر فخخخالفوه وصخخرفوا
عنه ،بعد أن أقروا بفخرض طخاعته ،ولمخا بيخخن لهخخم مخا يأخخذون ومخا يخخذرون
فخالفوه ضلوا .هذا مع علمهم بما قاله النبي صلى ال عليه وآله ،وهخخو قخخوله:
ل تصلوا علي صلة مبتورة ) (1إذا صليتم علي بل صخخلوا علخخى أهخخل بيخختي
ول تقطعوهم مني فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إل سخخببي ونسخخبي.
ولما خالفوا ال تعالى ضلوا فأضلوا فحذر ال تعالى المة مخخن اتبخخاعهم فقخخال
سبحانه " :ول تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عخخن
سواء السبيل " والسخخبيل ههنخخا الوصخخي ،وقخخال سخخبحانه " :ول تتبعخخوا السخخبل
فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به " الية فخالفوا ما وصيهم ال تعالى بخخه
واتبعوا أهواءهم فحرفوا دين الخ جلخخت عظمتخخه وشخخرائعه ،وبخخدلوا فرائضخخه
وأحكامه وجميع ما أمروا به ،كما عدلوا عمن أمخخروا بطخخاعته ،وأخخخذ عليهخخم
العهد بموالته ،واضطرهم ذلك استعمال الرأي والقياس فزادهخخم ذلخخك حيخخرة
والتباسا .ومنه قوله سبحانه " :وليقول الخخذين فخخي قلخخوبهم مخخرض والكخخافرون
ماذا أراد ال بهذا مثل كذلك يضل ال من يشاء " فكخخان تركهخخم اتبخخاع الخخدليل
الذي أقام لهم ضللة لهم فصار ذلك كأنه منسوب إليه تعالى لما خالفوا أمخخره
في اتباع المام ،ثم افترقوا واختلفوا ،ولعن بعضهم بعضخخا واسخختحل بعضخخهم
دماء بعض ،فماذا بعد الحق إل الضلل فخخأنى تؤفكخخون " .ص " 20 - 17
- 49نهج :قال عليه السلم -وقد سئل عن معنى قولهم :ل حول ول قخخوة ال
بال :-
] [ 210
إنا ل نملك مع ال شيئا ول نملك إل ما ملكنا ،فمتى ملكنا مخا هخو أملخك بخه منخخا كلفنخا،
ومخختى أخخخذه منخخا وضخخع تكليفخخه عنخخا - 50 (1) .كنخخز الكراجكخخى :قخخال :قخخال
الصادق عليه السلم :ما كل من نوى شيئا قدر عليخخه ول كخخل مخخن قخخدر علخخى
شئ وفق له ،ول كل من وفق لشئ أصخخاب لخخه ،فخخإذا اجتمعخخت النيخخة والفخخدرة
والتوفيق والصابة فهنالك تمت السعادة) .باب ) * (8التمحيص والستدراج
والبتلء والختبار( * اليخخات ،آل عمخخران " " 3ول يحسخخبن الخخذى كفخخروا
أنما نملي لهم خير لنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهخخم عخخذاب مهيخخن *
ما كان ال ليذر المؤمنين على ما أنتم عليخخه حخختى يميخخز الخخخبيث مخخن الطيخخب
" 179 - 178وقال تعالى " :وليعلم ال الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء وال
ل يحب الظالمين * وليمحص ال الذين آمنوا ويمحق الكافرين .أم حسخخبتم أن
تدخلوا الجنة ولما يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142 - 138
" وقال تعالى " :وليبتلي ال ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم " 154
وقال تعالى " :لتبلون في أموالكم وأنفسكم .186المائدة " " 5وحسبوا أن ل
تكخخون فتنخخة .71النعخخام " " 6وهخخو الخخذي جعلكخخم خلئف الرض ورفخخع
بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتيكم .165
) (1حاصله أن اختيارنا وقوة تعاطينا الفعال والمور إنما هو منه سبحانه ،وليس لنا
في حد ذاتنا وهوياتنا أمر واختيار دونه ،فنحن المالكون لها بخالعرض وهخو
المالك بالذات والحقيقة ،فيمخخا أعطانخخا مخخن القخخوة علخخى الفعخخال والعمخخال -
وهى منه واختيارهخخا بيخخده وقبضخخته عليهخخا أشخخد مخخن قبضخختنا عليهخخا -كلفنخخا
وأوجب علينا أشخخياء ،وحخخرم امخخورا ،ومخختى أخخخذ هخخذه القخخوة والمقخخدرة عنخخا
وضع تكليفه أيضا عنا ،فالمغزى أن لفعالنا إسخخنادا إليخخه تعخخالى بمخخا أقخخدرنا
عليها وأمكنه روعنا عنها وأخذ القوة منا ،كما أن لها أيضا إسنادا إلينا ،بمخخا
أوجدناها واخترنا فعلها على تركها ،فليخس أجبرنخا علخخى أعمالنخخا بحيخث لخخم
تصح إسنادها إلينا ،ول فوض أمرها إلينخخا بحيخخث لخخم تكخخن لخخه مشخخيئة وأمخخر
فيها.
] [ 211
العراف " " 7والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث ل يعلمون * وأملي لهم إن
كيدي متين .183 - 182النفال " " 8واتقوا فتنة ل تصيبن الخخذين ظلمخخوا
منكم خاصة " 25وقال تعالى " :واعملوا أنمخخا أمخخوالكم وأولدكخخم فتنخخة .28
التوبخخة " " 9أم حسخخبتم أن تخختركوا ولمخخا يعلخخم الخ الخخذين جاهخخدوا منكخخم ولخخم
يتخذوا من دون ال ول رسوله ول المؤمنين وليجة وال خ خخخبير بمخخا تعملخخون
" 16وقال ال تعالى " :أو ل يرون أنهم يفتنون في كل عخخام مخخرة أو مرتيخخن
ثم ل يتوبون ول هم يذكرون .126هخخود " " 11ليبلخخوكم أيكخخم أحسخخن عمل
.7الكهف " " 18إنا جعلنا ما علخخى الرض زينخخة لهخخا لنبلخخوهم أيهخخم أحسخخن
عمل .7طه " " 20وفتناك فتونا " 40وقال تعالى " :قال فإنا قد فتنا قومك
من بعدك وأضلهم السامري " 85إلى قخخوله " :يخخا قخخوم إنمخخا فتنتخخم بخخه " 90
وقال تعالى " :لنفتنهم فيه .131النبياء " " 21ونبلوكم بالشر والخيخخر فتنخخة
وإلينا ترجعون " 35وقال " :وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .111
الحج " " 22ليجعل مخخا يلقخخي الشخخيطان فتنخخة للخخذين فخخي قلخخوبهم مخخرض .53
الفرقان " " 25وجعلنا بعضكم لبعض فتنخخة أتصخخبرون وكخخان ربخخك بصخخيرا
.20النمل " " 27بخل أنتخم قخوم تفتنخون .47العنكبخوت " " 29الخم أحسخب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنخخون * ولقخخد فتنخخا الخخذين مخخن قبلهخخم
فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين .3 - 2الحزاب " " 33هنالخخك
ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزال شديدا .11الصافات " 37إن هذا لهو البلء
المبين .106ص " " 38ولقد فتنا سليمن وألقينا على كرسيه جسدا ثم أنخخاب
.34الزمر " " 39فإذا مس النسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمخخة منخخا قخخال
إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم ل يعلمون .4المؤمن " " 40
فل يغررك تقلبهم في البلد .4
] [ 212
الدخان " " 44ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون " 17وقال تعالى " :وآتينخخاهم مخخن اليخخات
ما فيه بلء مبين .33محمد " " 47ولو يشاء ال لنتصر منهخخم ولكخخن ليبلخخو
بعضكم ببعخخض " 4وقخخال تعخخالى " :ولنبلخخونكم حخختى نعلخخم المجاهخخدين منكخخم
والصابرين ونبلو أخباركم .31القمر " " 54إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم .27
الممتحنة " " 60ربنخا ل تجعلنخخا فتنخة للخخذين كفخخروا .5الملخخك " " 67الخخذي
خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمل .3القلم " " 68إنا بلوناهم كما
بلونا أصخحاب الجنخة إذ أقسخموا ليصخرمنها مصخبحين " 17وقخال تعخالى ":
فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم مخخن حيخخث ل يعلمخخون * واملخخي
لهم إن كيدي متين .45 - 44الجن " " 72لنفتنهم فيه .17المدثر " " 74
وما جعلنا عدتهم إل فتنة للذين كفروا .31الطارق " " 68إنهم يكيدون كيدا
* وأكيد كيدا .16 - 15تفسير :قال الطبرسي رحمه ال في قخخوله تعخخالى" :
وليعلم ال الذي آمنوا " أي يعلمهخخم متميزيخخن باليمخخان ،وإذا كخخان الخ تعخخالى
يعلمهم قبل إظهارهم اليمان كما يعلمهم بعده فإنمخخا يعلخخم قبخخل الظهخخار أنهخخم
سيتميزون فإذا أظهروه علمهم متميزين ،ويكون التغير حاصخخل فخخي المعلخخوم
ل في العالم ،كما أن أحدنا يعلم الغد قبل مجيئه على معنخخى أنخخه سخخيجئ ،فخخإذا
جاء علمه جائيا وعلمه يوما ل غدا وإذا انقضى فإنما يعلمه أمس ل يوما ول
غدا ،ويكون التغييخر واقعخا فخي المعلخوم ل فخي العخالم .وقيخل :معنخاه :وليعلخم
أولياء ال ،وإنما أضاف إلى نفسه تفخيما ،وقيل :معناه :وليظهر المعلخوم مخن
صبر من يصبر ،وجزع من يجزع ،وإيمان من يؤمن .وقيل :ليظهر المعلوم
من النفاق والخلص ،ومعناه :ليعلم ال المؤمن من المنخخافق فاسخختغنى بخخذكر
أحدهما عن الخر " .ويتخذ منكم شهداء " أي ليكرم بالشخخهادة مخخن قتخخل يخخوم
أحد ،أو يتخذ منكم شهودا على الناس بما يكون منهم مخن العصخيان ; وأصخخل
التمحيص التخليص ،والمحق :إفناء الشئ حال بعد حال أي ليبتلي ال خ الخخذين
آمنوا وليخلصهم
] [ 213
من الذنوب أو ينحيهم من الذنوب بخخالبتلء ،ويهلخخك الكخخافرين بالخخذنوب عنخخد البتلء.
وقال " :وليبتلي ال ما في صدوركم " أي ليختبر ما فيهخخا بأعمخخالكم لنخخه قخخد
علمه عيبا فيعلمه شهادة لن المجازات إنما تقع على ما يعلمه مشاهدة .وقيل:
معناه ليعاملكم معاملخخة المختخخبرين " وليمحخخص مخخا فخخي قلخخوبكم " أي ليكشخخفه
ويميزه ،أو يخلصه من الوساوس ،وقال " :لتبلون " أي لتوقع عليكخخم المحخخن
وتلحقكم الشدائد في أموالكم بذهابها ونقصانها ،وفخخي أنفسخخكم أيهخخا المؤمنخخون
بالقتل والمصائب .وقال البيضاوي " أم حسبتم " خطاب للمؤمنين حين كخخره
بعضهم القتخخال ; أو المنخخافقين " أن تخختركوا " ولخخم يتخخبين الخلخخص منكخخم وهخخم
الخخذين جاهخخدوا مخخن غيرهخخم ،نفخخي العلخخم و إرادة نفخخي المعلخخوم للمبالغخخة فخخإنه
كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه " وليجة " :بطانخخة
يوالونهم ويفشخخون إليهخخم أسخخرارهم .وقخخال :فخخي قخخوله تعخخالى " :يفتنخخون " أي
يبتلون بأصخخناف البليخخات ،أو بالجهخخاد مخخع رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه
فيعاينون ما يظهر عليه من اليات .وقال الطبرسي رحمه ال في قوله تعالى
" وفتناك فتونا " أي اختبرنخخاك اختبخخارا ; و فخخي قخخوله تعخخالى " :فإنخخا قخخد فتنخا
قومك " أي امتحناهم وشددنا عليهم التكليف بما حدث فيهم مخخن أمخخر العجخخل،
فألزمنخخاهم عنخخد ذلخخك النظخخر ليعلمخخوا أنخخه ليخخس بخخإله ،فأضخخاف الضخخلل إلخخى
السامري والفتنة إلى نفسه .وفي قوله تعالى " :ونبلخخوكم بالشخخر والخيخخر " أي
نعخخاملكم معاملخخة المختخخبر بخخالفقر و الغنخخى ،وبالضخخراء والسخخراء ،وبالشخخدة
والرخاء .وروي عن أبي عبد ال عليه السلم أن أمير المؤمنين عليه السخخلم
مرض فعاده إخوانه فقال كيف نجدك يا أمير المؤمنين ؟ قال :بشر ،قالوا :ما
هذا كلم مثلك ! فقال :إن ال يقول " ونبلوكم باشخخر والخيخخر فتنخخة " فخخالخير:
الصحة والغنى ،والشر :المرض والفقر " فتنخخة " أي ابتلءا واختبخخارا وشخخدة
تعبد .وقال :في قوله تعالى " :إن أدرى لعله " أي مخخا اذنتكخخم بخخه اختبخخار لكخخم
وشدة تكليخخف ليظهخخر صخخنيعكم ،وقيخخل :هخخذه الخخدنيا فتنخخة لكخخم ; وقيخخل :تخخأخير
العذاب محنة و
] [ 214
اختبار لكم لترجعوا عما أنتخخم عليخخه " ومتخخاع إلخخى حيخخن " أي تتمتعخخون بخخه إلخخى وقخخت
انقضاء آجالكم .وقال :في قوله تعخخالى " :وجعلنخخا بعضخخكم لبعخخض فتنخخة " أي
امتحانا وابتلءا ،وهو افتنان الفقير بالغني ،يقول :لخخو شخخاء الخ لجعلنخخي مثلخخه
غنيا ،والعمى بالبصير ،والسقيم بالصحيح .وقال :في قوله تعالى " :وهم ل
يفتنون " أي أظن الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا :إنا مؤمنون فقط ،ويقتصخخر
منهم على هذا القدر ،ول يمتحون بما يتبين به حقيقة إيمانهم ؟ هخخذا ل يكخخون.
وقيل :معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم وأموالهم وهو المخخروي عخخن أبخخي عبخخد
ال عليه السلم ويكون المعنى :ول يشدد عليهم التكليف والتعبد ول يؤمرون
ول ينهون .وقيل :معناه ول يصابون بشدائد الدنيا ومصائبها أي أنها ل تندفع
بقولهم :آمنا .وقال الحسن :معناه أحسبوا أن يتركوا أن يقولخخوا :ل إلخخه ال الخ
ول يختبروا أصدقوا أم كذبوا ؟ يعنخخي أن مجخخرد القخخرار ل يكفخخي .والولخخى
حمله على الجميخخع ،إذ ل تنخخافي فخخإن المخخؤمن يكلخخف بعخخد اليمخخان بالشخخرايع،
ويمتحن في النفس والمال ،ويمنخخى بالشخخدائد و الهمخخوم والمكخخاره ،فينبغخخي ان
يوطن نفسه على هذه الفتنة ليكون المخر أيسخر عليخه إذا نخزل بخه .وقخال فخي
قوله تعالى " :على علم " أي إنما أوتيتخخه بعملمخخي وجلخخدي وحيلخختي .أو علخخى
خير علمه ال عندي ،أو على علم يرضاه عنخخي ،فلخخذلك آتخخاني مخخا آتخخاني مخخن
النعم ; ثم قال :ليس المر علخخى مخخا يقولخخون ،بخخل هخخي فتنخخة أي بليخخة واختبخخار
يبتليه ال بها ،فيظهر كيخف شخكره أو صخبره فخخي مقابلتهخخا فيجخازيه بحسخبها.
وقيل :معناه :هذه النعمة فتنة ،أي عذاب لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم ،وقيخخل:
معناه :هذه المقالة التي قالوها فتنة لهم لنهم يعاقبون عليها .وقخخال :فخخي قخخوله
تعالى " :سنستدرجهم من حيث ل يعلمون " أي إلى الهلكة حخختى يقعخخوا فيخخه
بغتة .وقيل :يجوز أن يريد عذابا لخرة أي نقربهخخم إليخخه درجخخة درجخخة حخختى
يقعوا فيه.
] [ 215
وقيل :هو من المدرجة وهي الطريق ،ودرج :إذا مشى سريعا ،أي سنأخذهم من حيث
ل يعلمون أي طريق سلكوا ؟ فإن الطريق كلها إلي ومرجع الجميع إلخي ،ول
يغلبني غالب ول يسبقني سابق ول يفوتني هارب .وقيل :إنه مخن الخدرج ،أي
سنطويهم في الهلك ونرفعهم عن وجه الرض ،يقال طويت فلنخخا وطخخويت
أمر فلن :إذا تركته وهجرته .وقيخخل :معنخخاه :كلمخخا جخددوا خطيئة جخخددنا لهخخم
نعمة .وروي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :إذا أحدث العبد ذنبخخا جخخدد
له نعمة فيدع الستغفار فهو الستدراج .ول يصخخح قخخول مخخن قخخال :إن معنخخاه
يستدرجهم إلى الكفر و الضلل ،لن الية وردت فخخي الكفخخار وتضخخمنت أنخخه
يستدرجهم في المستقبل ،فإن السين يختص المستقبل ،ولنه جعل السخختدراج
جزاءا على كفرهم وعقوبة فلبد أن يريد معنى آخر غير الكفر (1) .وقخخوله:
" واملي لهم " معناه وأمهلهخخم ول أعخخاجلهم بالعقوبخخة ،فخخإنهم ل يفوتخخوني ول
يفوتني عذابهم " إن كيدي متين " أي عذابي قوي منيع ل يدفعه دافع ،وسماه
كيدا لنزوله بهم مخخن حيخخث ل يشخخعرون .وقيخخل :أراد أن جخخزاء كيخخدهم مخختين،
وقخخال " :إنهخخم يكيخخدون كيخخدا " أي يحتخخالون فخخي اليقخخاع بخخك وبمخخن معخخك،
ويريخخدون إطفخخاء نخخورك " وأكيخخد كيخخدا " أي أريخخد أمخخرا آخخخر عخخى ضخخد مخخا
يريدون ،وادبر ما ينقض تدابيرهم ،فسماه كيدا من حيث يخفى عليهم(2) .
) (1فيه ان الكفر كاليمان ذو مراتب قال تعالى " :ثم كفروا ثم ازدادوا كفخخرا " اليخخة
فالمعنى :ان ال يخرجهم من كفخخر إلخخى كفخخر هخخو أشخخد منخخه ،ومخخا ذكخخره فخخي
الرواية ل ينافيه .ط ) (2النهخج :قخال عليخخه السخخلم :ل يقخخولن أحخخدكم :اللهخم
أعوذ بك من الفتنة ،لنه ليس أحخخد إل وهخخو مشخختمل علخخى فتنخخة ،ولكخخن مخخن
استعاذ فليستعذ من مضلت الفتن ،فان الخ سخبحانه يقخول " :واعلمخوا أنمخا
أموالكم وأولدكم فتنة " ومعنى ذلك أنه يختبرهم بخخالموال والولد ليتخخبين
الساخط لرزقه ،والراضي بقسمه ،وإن كان سبحانه أعلخم بهخم مخن أنفسخهم،
ولكن لتظهر الفعال التى بها يستحق الثخخواب والعقخخاب ،لن بعضخخهم يحخخب
الذكور ويكره الناث ،وبعضه يحب تثمير المال ويكخخره انثلم الحخخال .قخخال
الرضى :وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير.
] [ 216
- 1شخى :عخن الوشخاء بإسخناد لخه يرسخله إلخى أبخي عبخد الخ عليخه السخلم قخال :والخ
لتمحصن وال لتميزن ،وال لتغربلخن حختى ل يبقخى منكخم إل النخدر ؟ قلخت:
وما الندر قال :البيدر ،وهو أن يدخل الرجل قبة ) (1الطعام يطيخخن عليخخه ثخخم
يخرجه ،وقد تأكل بعضه فل يزال ينقيه ،ثم يكن عليه يخرجه حتى يفعل ذلك
ثلث مرات حتى يبقى ما ل يضره شئ .بيان :قخخال الفيخخروز آبخخادي :النخخدر:
البيدر ،أو كدس القمح - 2 .شى :عخخن زرارة ،وحمخخران ،ومحمخخد بخخن مسخخلم،
عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم عن قخخوله " :ربنخخا ل تجعلنخخا فتنخخة
للقوم الظالمين " قال :ل تسلطهم علينا فتفتنهم بنا - 3 .كش :خلف بن حمار،
عن سهل بن زياد ،عن علي بن أسباط ،عن الحسخخين ابخخن الحسخخن قخخال :قلخخت
لبي الحسن الرضا عليه السلم :إني تركت ابخن قيامخا ) (2مخخن أعخدى خلخق
ال لك ; قال :ذلك شر له ؟ قلت ما أعجب ما أسمع منك عجلت فخخداك ! قخخال:
أعجب من ذلك إبليس ،كان في جوار ال عزوجل في القرب منه فأمره فخأبى
وتعزز وكان من الكافرين ،فأملى ال له ،والخ مخخا عخخذب الخ بشخخئ أشخخد مخخن
الملء ،وال يا حسين ما عذبهم ال بشئ أشد من الملء - 4 (3) .يد :أبي،
عن أحمد بن إدريس ،عن الشعري ،عن محمد بخن السخخندي ،عخخن علخخي ابخخن
الحكم ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم قخخال :مخخا مخخن قبخخض
ول بسط إل ول فيه المخخن أو البتلء " (4) .ص - 5 " 365 - 364يخخد:
أبي ،عن علي بن إبراهيم ،عن اليقطيني ،عن يونس ،عن الطيخخار ،عخخن أبخخي
عبد ال عليه السلم قال :ما من قبض ول بسخخط إل وال خ فيخخه مشخخية وقضخخاء
وابتلء " .ص " 365سن :أبي عن يونس مثله " .ص " 279
) (1في نسخة " :بيته (2) .هو الحسين بن قياما الواقفى ،كان يجحد أبا الحسن الرضا
عليخخه السخخلم (3) .الملء :المهخخال وعخخدم التعجيخخل فخخي العقوبخخة (4) .فخخي
نسخة :والبتلء.
] [ 217
بيان :لعخخل القبخخض والبسخخط فخخي الرزاق بالتوسخخيع والتقخختير ،وفخخي النفخخوس بالسخخرور
والحزن ،وفي البخخدان بالصخخحة واللخخم ،وفخخي العمخخال بتوفيخخق القبخخال إليخخه
وعدمه ،وفي الخلق بالتحلية وعدمها ،وفخخي الخخدعاء بالجابخخة لخخه وعخخدمها،
وفي الحكام بالرخصة في بعضها والنهخي عخن بعضخها - 6 .يخد :أبخي ،عخن
سعد ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن فضالة ،عن الطيار ،عن أبي عبد ال خ عليخخه
السلم قال له :ليس شئ فيه قبض أو بسط ممخخا أمخخر الخ بخخه أو نهخخى عنخخه إل
وفيه من ال ابتلء وقضاء " .ص - 7 " 365سن :ابخخن فضخخال ،عخخن عبخخد
العلى بن أعين ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال :ليخخس للعبخخد قبخخض ول
بسط مما أمر ال به أو نهى ال عنه إل ومن ال فيه ابتلء " .ص 8 " 279
-سن :محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،وإسحاق بن عمخخار معخخا ،عخخن عبيخخد
ال بن الوليد الوصافي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن فيما ناجى ال بخخه
موسى عليه السلم أن قال :يا رب هخخذا السخخامري صخخنع العجخخل الخخخوار مخخن
صنعه ! فأوحى ال تبارك وتعالى إليه :أن تلخخك فتنخختي فل تفصخخحن عنهخخا" .
ص " 284بيان :أي ل تظهرنها لحد فإن عقولهم قاصرة عخخن فهمهخخا- 9 .
كا :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن عبخخد ال خ
بن حندب (1) ،عن سفيان بن السمط قال :قال أبو عبد ال خ عليخخه السخخلم :إن
ال إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبخخا أتبعخخه بنقمخخة ويخخذكره السخختغفار ،وإذا أراد
بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الستغفار ويتمادى بها ،وهو قول ال
عزوجل " :سنستدرجهم من حيث ل يعلمون " بالنعم عند المعاصخخي " .ج 2
ص - 10 " 452كا :عدة مخخن أصخخحابنا ،عخخن سخخهل بخخن زيخخاد ،وعلخخي بخخن
إبراهيم ،عن أبيه
) (1بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال بعدها باء موحدة ،هخخو عبخخد ال خ بخخن جنخخدب
البجلى الكوفى ،عربي ثقة ،كان وكيل لبي إبراهيخخم وأبخخى الحسخخن الرضخخا
عليهما السلم ،وكان عابدا ،رفيخخع المنزلخخة لخخديهما ; وقخخال فيخخه أبخخو الحسخخن
الرضا عليه السلم :إن عبد ال بن جندب لمن المخبتين.
] [ 218
جميعا عن ابن محبوب ،عن ابن رئاب ،عن بعض أصخخحابه قخخال :سخخئل أبخخو عبخخد الخ
عليه السلم عن الستدراج ،قال :هو العبد يذنب الذنب فيملخخي لخخه ويجخخدد لخخه
عنده النعم فيلهيه عن الستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث ل يعلم" .
ج 2ص - 11 " 452كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمخد
بن سنان ،عن عمار بن مروان عخخن سخخماعة قخخال :سخخألت أبخخا عبخخد الخ عليخخه
السلم عن قول ال عزوجل " :سنستدرجهم من حيث ل يعلمون " قخخال :هخخو
العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه تلهيه تلخخك النعمخخة عخخن السخختغفار مخخن
ذلك الذنب " .ج 2ص - 12 " 452كا :علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن
محبوب ،عن يعقوب السراج ،وعلي بن رئاب ،عن أبي عبد ال عليه السخخلم
إن أمير المؤمنين صلوات ال عليه لما بويع بعخخد مقتخخل عثمخخان صخخعد المنخخبر
وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها :أل إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث ال
نبيه صلى ال عليه وآله ،والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلخخة ،ولتغربلخخن ،غربلخخة
حتى يعود أسفلكم أعلكم ،وأعلكم أسفلكم ،وليسبقن سباقون كانوا قصخخروا،
وليقصرن سباقون كانوا سبقوا ،وال ما كتمت وسمة ،ول كذبت كذبخخة ،ولقخخد
نبئت بهذا المقام وهذا اليوم " .ج 1ص " 369بيان :لبتلبلن أي لتخلطن من
تبلبلت اللسن أي اختلطت ،أو من البلبل و هي الهموم والحزان ووسوسخخة
الصدر .ولتغربلن يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل به الدقيق ،ويجوز
أن يكون من غربلت اللحخخم أي قطعتخخه فعلخخى الول يحتمخخل معنييخخن :أحخخدهما
الختلط كما أن في غربلة الدقيق يختلخخط بعضخخه ببعخخض ; والثخخاني أن يريخخد
بذلك أن يستخلص الصالح منكم من الفاسخخد ويتميخخز ،كمخخا يمتخخاز الخخدقيق عنخخد
الغربلة من النخالة .قوله عليه السلم :حتى يعخخود أسخخفلكم أعلكخخم أي يصخخير
عزيزكم ذليل وذليلكم عزيزا أو صالحكم فاجرا وفاجركم صخخالحا ،ومخخؤمنكم
كافرا وكافركم مؤمنا .وفخخي النهخخج :لتسخخاطن سخخوط القخخدر حخختى يعخخود .وهخخو
أظهخخر ،يقخخال :سخخاط القخخدر :إذا قلخخب مخخا فيهخخا مخخن طعخخام بالمسخخوط وأداره ;
والمسوط :خشبة يحرك بها ما فيها ليخلط.
] [ 219
قوله عليه السلم :وليسبقن سباقون يعني عليه السلم به قوما قصخخروا فخخي أول المخخر
في نصرته ثم نصروه في ذلك الوقت ،وبالفقرة الثانية قوما سخعوا إلخى بيعتخه
وبادروا إلى نصرته في أول المر ثم خذلوه ونكثوا بيعتخخه كطلحخخة والزبيخخر.
قوله عليه السلم :ما كتمت وسمة ،وفي بعض النسخ بالشخخين المعجمخخة وهخخو
الظهر ،قال الجزري :في حديث علي :وال ما كتمت وشمة ،أي كلمخة وفخي
بعض النسخ بالسين المهملة فهو بمعنخخى العلمخخة أي مخخا سخخترت علمخخة تخخدل
على سبيل الحق ولكن عميتم عنها ،ول يخفى لطف انضمام الكتخخم بالوسخخمة،
إذ الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به - 13 .كا :محمد بن يحيى،
والحسن بن محمد ،عن جعفر بن محمد ،عن القاسم بخخن إسخخماعيل النبخخاري،
عن الحسين بن علي (1) ،عن أبخخي المغخخرا (2) ،عخن ابخخن أبخخي يعفخخور قخال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ويل لطغاة العرب من أمر قد اقخخترب !
قلت :جعلت فداك كم مع القائم من العرب ؟ قال :نفخخر يسخخير ! قلخخت :والخ إن
من يصف هذا المر منهم لكثير قخال لبخخد للنخخاس مخخن أن يمحصخخوا ويميخخزوا
ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير " .ج 1ص - 14 " 370 - 369
كا :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن معمر بخخن خلد قخخال :سخخمعت
أبا الحسن عليه السلم يقول " :الم أحسخخب النخخاس أن يخختركوا أن يقولخخوا آمنخخا
وهم ل يفتنون " ثم قال لي :ما الفتنة ؟ قلت :جعلت فخخداك الخخذي عنخخدنا الفتنخخة
في الدين ،فقال :يفتنخخون كمخخا يفتخخن الخخذهب ،ثخخم قخخال :يخلصخخون كمخخا يخلخخص
الذهب " .ج 1ص - 15 " 370كا :محمد بن الحسن وعلي بن محمد ،عن
سهل بن زياد ،عن محمد بن سنان ،عن محمد بن منصور الصيقل ،عن أبيخخه
قال :كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا وأبو عبد ال
عليه السلم يسمع كلمنا فقال لنا في أي شئ أنتخخم ؟ ! هيهخخات ! هيهخخات ! ل
وال
) (1في نسخة :الحسن بن على (2) .بكسر الميم ،وسكون العين ،وفتخخح الخخزاى بعخخدها
اللف ،وهو المحكى عن إيضخخاح الشخختباه ،وممخخدودا كمخخا عخخن الخخداماد ،أو
بضم الميم وسخخكون الغيخخن المعجمخخة ،وفتخخح الخخراء المهملخخة والمخخد كمخخا عخخن
الخليل وعن الوحيد في تعليقاته.
] [ 220
ل يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا ! ل وال ل يكون مخخا تمخخدون إليخخه أعينكخخم
حتى تمحصوا ! ل وال ل يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا ! ل وال
ل يكون ما تمدون إليه أعينكم إل بعد أياس ! ل وال ما يكون ما تمدون إليخخه
أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد مخخن يسخخعد " .ج 1ص " 371 - 370
- 16نهج :أيها الناس إن ال تعالى قد أعاذكم من أن يجور عليكم ولم يعخخذكم
من أن يبتليكم ،وقد قال جل من قائل " :إن في ذلك ليات وإن كنا لمبتليخن ".
- 17نهخخج :قخخال عليخخه السخخلم :كخخم مخخن مسخختدرج بالحسخخان إليخخه ،ومغخخرور
بالستر عليه ،ومفتون بحسن القخخول فيخخه ،ومخخا ابتلخخى الخ سخخبحانه أحخخدا بمثخخل
الملء - 18 .وقال عليه السلم :أيها الناس ليركم ال من النعمة وجلين ،كما
يراكم من النقمة فرقين ،إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك اسخختدراجا
فقد آمن مخوفا ،ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلخخك اختيخخارا فقخخد ضخخيع
مأمول .أقول :سيأتي اليات والخبار في الملء والمهال والسخختدراج فخخي
كتات اليمان والكفر) .باب ) * (9ان المعرفة منه تعخخالى( * اليخخات ،لقمخخان
" " 31ولئن سئلتهم من خلق السموات والرض ليقولن ال قل الحمد ل بخخل
أكثرهم ل يعلمخخون .25الزخخخرف " " 43ولئن سخخألتهم مخخن خلخخق السخخموات
والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم .9الحجرات " " 49يمنخخون عليخخك أن
أسلموا قل ل تمنوا علي إسلمكم بل ال يمن عليكم أن هديكم لليمان إن كنتم
صادقين .17الليل " " 92إن علينا للهدى .12
] [ 221
تفسير :قوله تعالى " :ليقولن ال " إما لكونهم مجبولين مفطورين على الذعخخان بخخذلك
إذا رجعوا إلى أنفسهم ولم يتبعوا أسلفهم ،أو الخطاب مع كفار قريخخش فخخإنهم
كانوا معترفين بأن الخالق هو ال ،وليس لخخه شخخريك فخخي الخلخخق لكنهخخم كخخانوا
يجعلون الصنام شريكا له في العبادة .قوله تعالى " :أن هديكم لليمان " أي
أراكم السبيل إليه بإرسال الرسل و وإنزال الكتب ،أو وفقكم لقبول ما أتت بخخه
الرسل والذعان بهخا ،أو ألهمكخم المعرفخة كمخا هخو ظخاهر الخبخار - 1 .ب:
معاوية بن حكيم ،عن البزنطي قال :قلت لبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم
للناس في المعرفة صخخنع ؟ قخخال :ل ،قلخخت :لهخخم عليهخخا ثخخواب ؟ قخخال :يتطخخول
عليهم بالثواب كما يتطخخول عليهخخم بالمعرفخخة " .ص " 151ضخخا :عخخن العخخالم
عليه السلم مثله - 2 .ل :أبي ،عن أحمد بن إدريخخس ،عخخن محمخخد بخخن أحمخخد،
عن موسى بن جعفر البغدادي عن أبخخي عبخخد الخ الصخخبهاني ،عخخن درسخخت،
عمن ذكره ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :سخختة أشخخياء ليخخس للعبخخاد فيهخخا
صنع :المعرفة ،والجهل ،والرضا ،والغضب ،والنخخوم ،واليقظخخة " .ج 1ص
" 157سن :أبي رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم مثله " .ص - 3 " 10
يد :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابخخن معخخروف ،عخخن ابخخن أبخخي نجخخران ،عخخن
حماد بن عثمان ،عن عبد الرحيم القصير قال :كتبت علي يدي عبد الملك بن
أعين فسألته عخخن المعرفخخة والجحخخود أهمخخا مخلوقتخخان ؟ فكتخخب عليخخه السخخلم:
سألت عن المعرفة ما هي فاعلم رحمك ال أن المعرفة من صنع ال عزوجل
في القلب مخلوقة ،والجحود صنع ال في القلخب مخلخوق وليخس للعبخاد فيهمخا
من صنع ولهخخم فيهمخخا الختيخخار مخخن الكتسخخاب ،فبشخخهوتهم اليمخخان اختخخاروا
المعرفة فكخخانوا بخخذلك مخخؤمنين عخخارفين ،وبشخخهوتهم الكفخخر اختخخاروا الجحخخود
فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلل وذلك بتوفيق ال لهم ،وخذلن من خخخذله
ال ،فبالختيار والكتساب عاقبهم ال وأثابهم .الخبر " .ص " 228 - 227
] [ 222
- 4سن :أبي ،عن النضر ،عن الحلبي ،عن أبي المغخخرا ،عخخن أبخخي بصخخير (1) ،عخخن
أبي جعفر عليه السلم قال (2) :قال :إني لعلم أن هخخذا الحخخب الخخذي تحبونخخا
ليس بشئ صنعتموه ولكن ال صنعه " .ص - 5 " 149سخن :ابخن فضخخال،
عن علي بن عقبة ،وفضل السدي ،عن عبد العلى مولى آل سام ،عخخن أبخخي
عبد ال عليه السلم قال :لم يكلخخف الخ العبخخاد المعرفخخة ولخخم يجعخخل لهخخم إليهخخا
سبيل " .ص - 6 " 198سن :الوشاء ،عن أبان الحمر ،عن عثمخخان ،عخخن
الفضل أبي العباس بقباق قال :سألت أبا عبد الخ عليخخه السخخلم عخخن قخخول الخ
عزوجل " :وكتب في قلوبهم اليمان " هل لهم فخخي ذلخخك صخخنع ؟ قخخال :ل" .
- 7 " 199سن :الوشاء ،عن أبان الحمر ،عن الحسن بن زياد قال :سألت
أبا عبد ال عليه السلم عن اليمان هل للعباد فيه صنع ،قال :ل ول كرامخخة،
بل هو من ال وفضله " .ص - 8 " 199سن :محمد بن خالد ،عن النضر،
عن يحيى الحلبي ،عن أيوب بن الحر ،عن الحسن بخخن زيخخاد قخخال :سخخألت أبخخا
عبد ال عليه السلم عن قول ال " :حبب إليكم اليمخخان وزينخخه فخخي قلخخوبكم "
هل للعباد بما حبب صنع ؟ قال :ل ول كرامة " .ص - 9 " 199سن :أبخخي
خداش المهدي (3) ،عن الهيثم بن حفص ،عن زرارة ،عن أبي جعفخخر عليخخه
السلم قال :ليس على الناس أن يعلموا حتى يكون ال خ هخخو المعلخخم لهخخم ،فخخإذا
أعلمهم ) (4فعليهم أن يعلموا " .ص - 10 " 200سن :عدة عن عباس بخخن
عامر ،عن مثنى الحناط ،عن أبي بصير قال:
) (1ليس في المصدر " عن ابى بصير " بل روى الحديث ابوالمغرا عن ابخخى جعفخخر
عليه السلم بل واسطة م ) (2في المصدر عن ابي جعفر عليه السلم قخخال:
انى لعلم .م ) (3يحتمل قويا كون لفظة المهدى مصحف )المهرى( ومهرة
محلة بالبصرة ،وأبو خداش كنيخخة لعبخخد الخ بخخن خخخداش المهخخرى البصخخري،
الذى ضعفه النجاشي وقال :في مذهبه ارتفاع .وحكى الكشى عن الطيالسي
توثيقه (4) .في المصدر :فإذا علمهم .م
] [ 223
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن ال خلق خلقه فخلق قوما لحبنا لخخو أن أحخخدهم
خرج من هذا الرأي لرده ال إليه وإن رغم أنفه ،وخلق خلقخخا ) (1لبغضخخنا ل
يحبوننا أبدا " .ص - 11 " 200مخا :الحسخخين بخخن إبراهيخخم القزوينخخي ،عخخن
محمد بن وهبان ،عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفرانخخي ،عخن
البرقي ،عن أبيه ،عخخن ابخخن أبخخي عميخخر ،عخخن زرارة ،عخخن أبخخي جعفخخر عليخخه
السلم قال :قلت له :فطرة ال التي فطخخر النخخاس عليهخخا قخخال :التوحيخخد " .ص
- 12 " 59سن :أبي ،عن صفوان قال :قلت لعبد صالح ) :(2هل في الناس
استطاعة يتعاطون بها المعرفة ؟ قال :ل إنما هو تطول من الخخ .قلخخت :أفلهخخم
علخى المعرفخة ثخواب إذا كخان ) (3ليخس فيهخم مخا يتعخاطونه بمنزلخة الركخوع
والسجود الذي امروا به ففعلوه ؟ قال ل إنما هو تطول من ال عليهم وتطخخول
بالثواب " .ص - 13 " 281سن :أبي ،عن فضالة ،عخخن جميخخل بخخن دراج،
عن زرارة ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قخول الخ " :وإذ أخخذ ربخك مخن
بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم " قال :كخخان ذلخخك معاينخخة
ال ) (4فأنساهم المعاينة وأثبت القرار في صدورهم ،ولول ذلخك مخا عخخرف
أحد خالقه ول رازقه ،وهو قول ال " :ولئن سئلتهم من خلقهم ليقخخولن ال خ ".
" ص " 281بيان :المعاينة مجاز عخخن المواجهخخة بالخطخخاب أي خلخخق الكلم
قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة ،وثبتت المعرفخخة فخخي قلخخوبهم (5) .ثخخم اعلخخم أن
أخبار هذا الباب وكثيرا
) :(1في المصدر :قوما .م ) (2الظاهر " :للعبد الصالح " وهو كناية عخن موسخى بخن
جعفر عليه السلم .م ) (3في المصدر :كانوا .م ) (4فخخي المصخخدر :معاينخخة
ل .م ) (5قد تقدم في أخبار الرؤية وجوامع التوحيد مخخن كتخخاب التوحيخخد مخخا
يظهر به معنى هذه المعاينة وهو العلم اليقيني بال سبحانه من غير وسخخاطة
تفكر عقلخخي وتصخخور خيخخالي أو وهمخخى أو اتصخخال حسخخى ومخخن غيخخر لخخزوم
تجسيم أو تحديخخد فخخارجع وتأمخخل .ول يخلخخو موجخخود ذو شخخعور بخخل موجخخود
مخلوق عن هذا العلم فل حجاب بينه وبين خلقه كما في الروايات .ط
] [ 224
من أخبار البواب السابقة تدل على أن معرفة ال تعالى بخخل معرفخخة الرسخخول والئمخخة
صلوات ال عليهخخم وسخخائر العقخخائد الدينيخخة موهبيخخة وليسخخت بكسخخبية ،ويمكخخن
حملها على كمال معرفته ; أو المراد أنه تعالى احتج عليهم بمخخا أعطخخاهم مخخن
العقول ول يقدر أحد من الخلق حخختى الرسخخل علخخى هدايخخة أحخخد وتعريفخخه ; أو
المراد أن المفيض للمعارف هو الرب تعالى ،وإنما أمر العباد بالسعي في أن
يستعدوا لذلك بالفكر والنظر كما يشير إليه خبر عبخخد الرحيخخم ; أو يقخخال :هخخي
مختصة بمعرفة غير ما يتوقف عليه العلم بصدق الرسل فإن مخخا سخخوى ذلخخك
إنما نعرفه بما عرفنا ال على لسان أنبيائه وحججخخه صخخلوات الخ عليهخخم ; أو
يقال :المراد بها معرفة الحكام الفرعية لعدم استقلل العقل فيها ; أو المعنخخى
أنها إنما تحصل بتوفيقه تعالى للكتساب ،هذا ما يمكخخن أن يقخخال فخخي تأويلهخخا
مع بعد أكثرها (1) .والظاهر منها أن العباد إنما يكلفون بالنقياد للحق وترك
الستكبار عن قبوله ،فأما المعخارف فإنهخا بأسخرها ممخا يلقيخه الخ تعخالى فخي
قلوب عبخخاده بعخخد اختيخخارهم للحخخق ،ثخخم يكمخخل ذك يومخخا فيومخخا بقخخدر أعمخخالهم
وطاعاتهم حتى يوصلهم إلى درجة اليقين ،وحسبك في ذلخخك مخخا وصخخل إليخخك
من سيرة النبيين وأئمة الدين في تكميل أممهم وأصحابهم ،فإنهم لخخم يحيلخخوهم
على الكتساب والنظر وتتبع كتب الفلسفة والقتباس من علوم الزنادقة ،بل
إنما دعوهم أول إلى الذعان بالتوحيد وسائر العقائد ،ثم دعخخوهم إلخخى تكميخخل
النفس بالطاعات والرياضات حتى فازوا بأعلى درجات السعادات.
) (1ل يخفخخى أن الرادة الخختي هخخي منخخاط الختيخخار ل تتعلخخق بشخخئ ال عخخن تصخخور
وتصخخديق سخخابق اجمخخال أو تفصخخيل فمخخن المحخخال أن يتعلخخق الرادة باصخخل
المعرفة والعلم فيكون اختياريا من صنع العبخخد كافعخخال الجخخوارح وهخخذا هخخو
الذى تذكره الروايات .واما تفاصيل العلخخم والمعرفخخة فهخخى كسخخبية اختياريخخة
بالواسطة بمعنخى أن الفكخر فخي المقخدمات يجعخل النسخان مسختعدا لفاضخة
النتيجة منه تعالى ،والعلم مع ذلك ليس فعل مخن افعخال النسخان ،ولتفصخيل
الكلم محل آخر يرجع إليه .ط
] [ 225
)باب ) * (10الطينة والميثاق( * اليات ،العراف " " 7وإذ أخذ ربك مخخن بنخخي آدم
من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شخخهدنا أن
تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل
وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعخخل المبطلخخون .173 - 172الحخخزاب "
" 33وإذ أخخخذنا مخخن النخخبيين ميثخخاقهم ومنخخك ومخخن نخخوح وإبراهيخخم و موسخخى
وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * ليسئل الصخخادقين عخخن صخخدقهم
و أعد للكافرين عذابا أليما 1 - .8 - 7سن :أبي ،عن صالح بن سهل قال:
قلت لبي عبد الخ عليخخه السخخلم :جعلخخت فخخداك مخخن أي شخخئ خلخخق الخ طينخخة
المؤمن ؟ قال من طينة النبياء فلن ينجس أبدا " .ص - 2 " 133سن :بهذا
السناد قال :قلت لبي عبد ال عليه السخخلم :المومنخخؤن مخخن طينخخة النبيخخاء ؟
قال :نعم " .ص - 3 " 133ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد،
عن ابن عيسى ،عن محمد بن خالد ،عن فضالة (1) ،عخخن أبخخي بصخخير ،عخخن
أبي جعفر عليه السلم قال :إنا وشيعتنا خلقنا من طينة من عليين ) (2وخلخخق
عدونا من طينة خبال من حمأ مسنون " .ص " 92بيان :قال الجزري :فيخخه:
من شرب الخمخخر سخخقاه الخ مخخن طينخخة الخبخخال يخخوم القيامخخة جخاء تفسخخيره فخخي
الحديث أن الخبال :عصارة أهل النخخار ،والخبخخال فخخي الصخخل :الفسخخاد .وقخخال
الفيروز آبادي :الخبال كسحاب :النقصان ،والهلك ،والعناء ،والكل ،والعيال
والسم القاتل ،وصديد أهل النار .وقال :الحمأ محركة :الطين السخخود المنتخخن.
وقال :المسنون :المنتن.
) (1في المصدر :عن فضالة عن على بخخن ابخخى طخخالب ; وعخخن أبخخي بصخخير عخخن أبخخي
جعفر عليهما السلم (2) .اسم لعلى الجنان .وقيل :بل ذلك في الحقيقة اسم
لسكانها.
] [ 226
- 4ما :شيخ الطائفة ،عن أبي منصور السكري :عن جده علي بن عمر ،عن إسخخحاق
بن مروان القطان ،عن أبيه ،عن عبيد بن مهران العطار ،عن يحيى بن عبخخد
ال ابن الحسن ،عن أبيه ،وعن جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم :عخخن أبيهمخخا،
عن جدهما قال :قال :رسول ال صلى ال عليه وآله :إن فخخي الفخخردوس لعينخخا
أحلى من الشهد ،وألين من الزبد ،وأبرد من الثلج وأطيخخب مخخن المسخخك ،فيهخخا
طينة خلقنا ال عزوجل منها وخلق منها شيعتنا ،فمن لم يكن من تلخخك الطينخخة
فليس منا ول من شيعتنا ،وهي الميثخاق الخذي أخخذ الخ عزوجخل عليخه وليخة
علي بن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم .قخخال عبيخخد :فخخذكرت لمحمخخد بخخن علخخي بخخن
الحسين بن علي عليهم السلم هذا الحديث فقال :صدقك يحيى بخخن عبخخد الخ ;
هكذا أخبرني أبي ،عن جخخدي ،عخخن النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه " (1) .ص
- 5 " 194ع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ; وحدثنا أبي ،عخخن
سعد ،عن ابن عيسى ،عخخن ابخخن محبخخوب ،عخخن هشخخام بخخن سخخالم ،عخخن حخخبيب
السجستاني قال :سمعت أبخا جعفخر عليخه السخخلم يقخخول :إن الخ عزوجخخل لمخا
أخرج ذرية آدم عليه السخخلم مخخن ظهخخره ليأخخخذ عليهخخم الميثخخاق لخخه بالربوبيخخة
وبالنبوة ) (2لكل نبي كان أول من أخذ عليهم الميثاق بالنبوة نبخخوة محمخخد بخخن
عبد ال صلى ال عليه وآله ،ثم قال ال جخل جللخخه لدم عليخخه السخلم :انظخخر
ماذا ترى ؟ قال :فنظر آدم إلى ذريته وهم ذر قد ملخخؤوا السخخماء فقخخال آدم :يخخا
رب ما أكثر ذريتي ! ولمر ما خلقتهم ؟ ) (3فما تريد منهخخم بأخخخذك الميثخخاق
عليهخخم ؟ فقخخال ال خ عزوجخخل :ليعبخخدونني ول يشخخركون بخخي شخخيئا ،ويؤمنخخون
برسلي و يتبعونهم ،قال آدم عليه السلم :فمالي ) (4أرى بعخخض الخخذر أعظخخم
من بعض ،وبعضهم له نور قليل ،وبعضهم ليس له نور ؟ قال ال خ عزوجخخل:
وكذلك خلقتهم لبلوهم في كل حالتهم ; قال آدم عليخه السخلم :يخا رب فتخخأذن
لخي فخي الكلم فخأتكلم ؟ قخال الخ جخل جللخه :تكلخم فخإن روحخك مخن روحخي
وطبيعتك من خلف كينونتي .قال آدم :يا رب لو كنت خلقتهم
) (1يأتي الحديث عن أمالى الشيخ بسند آخر تحت رقم 28وفى ذيله تفسخخير للخخخبر) .
(2فخخي نسخخخة :وبالنبويخخة (3) .وفخخى نسخخخة :ولى أمخخر خلقتهخخم (4) .فخخي
المصدر :قال آدم عليه السلم يا رب فمالى .م
] [ 227
على مثال واحد ،وقدر واحد ،وطبيعة واحدة ،وجبلة واحدة ،وألخخوان واحخخدة ،وأعمخخار
واحدة ،وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ،ولم يكخن بينهخم تحاسخد ول
تباغض ول اختلف في شئ من الشياء ،فقال ال جل جلله :يا آدم بروحي
نطقت ،وبضعف طبعك تكلفت مال علم لك بخخه وأنخخا ال خ الخلق ) (1العليخخم،
بعلمخخي خخخالفت بيخخن خلقهخخم ،وبمشخخيتي أمضخخي فيهخخم أمخخري وإلخخى تخخدبيري
وتقديري هم صائرون ،ل تبديل لخلقي وإنما خلقت الجن والنس ليعبخخدوني،
وخلقت الجنة لمن عبخخدني وأطخخاعني منهخخم واتبخخع رسخخلي ول أبخخالي ،وخلقخخت
النار لمن كفخخر بخخي وعصخخاني ولخخم يتبخخع رسخخلي ول ابخخالي ،وخلقتخخك وخلقخخت
ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم ،وإنما خلقتخخك وخلقتهخخم لبلخخوك وأبلخخوهم
أيكم أحسن عمل في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم ،وكخخذلك خلقخخت الخخدنيا
والخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنخخة والنخخار ،وكخخذلك أردت
في تقديري وتدبيري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صخخورهم وأجسخخامهم " )
(2وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم ; فجعلت منهم السعيد
والشقي ،والبصير والعمى ،والقصير والطويل ،والجميخخل والخخذميم ،والعخخالم
والجاهل ،والغني والفقير ،والمطيع والعاصي ،والصحيح والسخخقيم ،ومخن بخخه
الزمانة ومن ل عاهة به ; ) (3فينظر الصحيح إلى الذي به العاهخخة فيحمخخدني
على عخخافيته ،وينظخخر الخخذي بخخه العاهخخة إلخخى الصخخحيح فيخخدعوني ويسخخألني أن
اعافيه ويصبر على بلئه ) (4فأثيبه جزيل عطائي ،وينظر الغني إلى الفقيخخر
فيحمدني ويشخكرني ،وينظخر الفقيخر إلخى الغنخي فيخدعوني ويسخألني ،وينظخر
المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته ،فلذلك خلقتهم لبلوهم في السخخراء
والضراء وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما أمنعهخخم ) (5وأنخخا
ال الملك القادر ،ولي أن امضي جميع مخا قخدرت علخى مخا دبخرت ،وإلخي أن
اغير عن ذلك ما شئت إلى ما شئت فأقدم من
) (1فخخي نسخخخة :الخخخالق (2) .فخخي نسخخخة :وأجسخخادهم ) (3الزمانخخة :عخخدم بعخخض
العضخخاء ; تعطيخخل القخخوى .العاهخخة :الفخخة (4) .فخخي المصخخدر :علخخى بلئى
فاثيبه على جزيل عطائي .م ) (5وفى نسخة :وفيما اعافيهم ،وفيما ابتليهخخم،
وفيما اعطيهم ،وفيما منعتهم.
] [ 228
ذلك ما اخرت واؤخر من ذلك ما قدمت ،وأنا ال الفعال لما أريد ،ل أسأل عما أفعخخل،
وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون " .ص " 15ختخص :هشخام بخن سخالم مثلخه.
بيان :قوله تعالى :من روحي أي من الروح الذي اصطفيته وانتجبته ،أي من
عالم المجردات أو من عالم القدس ،وطبيعتك من عالم الخلق والجسخخمانيات،
أو مما هو معدن الشهوات والجهالت فبطبيعتك وبشريتك سخخألت مخخا سخخألت.
والذميم :المذموم ،وفي بعخخض النسخخخ بالخخدال المهملخخة ،يقخخال :رجخخل دميخخم أي
قصير قبيح - 6 .ع :آبي رحمه اله ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن أحمد
السياري ،عن محمد بن عبد ال بن مهران الكخخوفي ؟ عخخن حنخخان بخخن سخخدير،
عن أبيه ،عن أبي إسحاق الليثي قال :قلت لبي جعفر محمد بخخن علخخي البخخاقر
عليه السلم :يابن رسخخول الخ أخخخبرني عخخن المخخؤمن المستبصخخر إذا بلخخغ فخخي
المعرفة وكمل هل يزني ؟ قال :اللهم ل ،قلت :فيلوط ؟ قخخال :اللهخخم ل ،قلخخت:
فيسرق ؟ قال :ل ،قلت :فيشرب الخمخخر ؟ قخخال :ل ; قلخخت :فيخخأتي بكخخبيرة مخخن
هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش ؟ قال :ل ; قلت :فيخخذنب ذنبخخا ؟ قخخال:
نعم وهو مؤمن مذنب مسلم ; قلت :ما معنخى مسخلم ؟ قخخال :المسخلم بالخذنب ل
يلزمه ول يصير عليه (1) ،قال فقلت :سبحان ال ما أعجخخب هخخذا ! ل يزنخخي
ول يلوط ول يسرق ول يشرب الخمر ول يخخأتي كخخبيرة ) (2مخخن الكبخخائر ول
فاحشة ؟ ! فقال :ل عجب من أمر الخخ ،إن الخ عزوجخخل يفعخخل مخخا يشخخاء ول
يسأل عما يفعل وهم يسألون ; فمم عجبت يا إبراهيم ؟ سخخل ول تسخختنكف ول
تستحسر ) (3فخخإن هخخذا العلخخم ل يتعلمخخه مسخختكبر ول مستحسخخر ; قلخخت :يخخابن
رسول ال إني أجد من شيعتكم من يشرب ،ويقطع الطريق ،ويحيف السخخبيل،
ويزني ويلوط ،ويأكل الربا ،ويرتكب الفواحش ،ويتهاون بالصخخلة والصخخيام
والزكخاة ،ويقطخع الرحخم .ويخأتي الكبخائر ،فكيخف هخذا ؟ ولخم ذاك ؟ فقخال :يخا
إبراهيم هل يختلج ) (4في صدرك شئ غير هذا ؟ قلت :نعم يا بن رسول ال
) (1وفى نسخة :ول يصخخر عليخخه (2) .فخخي المصخخدر :بكخخبيرة .م ) (3استحسخخر :تعخخب
وأعيا .وفى نسخة :ول تستح .وكذا فيما بعده ) (4اختلج الشخئ فخي صخخدره:
شغله وتجاذبه.
] [ 229
اخرى أعظم من ذلك ; فقال :وما هو يا أبا إسحاق قال :فقلت :يخخابن رسخول الخ وأجخد
من أعدائكم ومناصبيكم من يكثر من الصلة ومن الصخخيام ،ويخخخرج الزكخخاة،
ويتابع بين الحج والعمرة ،ويحض على الجهاد ،ويأثر على البر وعلى صخخلة
الرحام ،ويقضي حقوق إخخخوانه ،ويواسخخيهم مخخن مخخاله (1) ،ويتجنخخب شخخرب
الخمر والزنا واللواط وسائر الفواحش ،فمم ذاك ؟ ولم ذاك ؟ فسره لي يا بخخن
رسول ال وبرهنه وبينه فقد وال كثر فكري وأسخخهر ليلخخي وضخخاق ذرعخخي !
قال :فتبسم صلوات ال عليه ثخخم قخخال :يخخا إبراهيخخم خخخذ إليخخك بيانخخا شخخافيا فيمخخا
سألت ،وعلما مكنونا من خزائن علم ال وسره ،أخبرني يا إبراهيم كيف تجد
اعتقادهما ؟ قلت :يابن رسول ال أجد محبيكم وشيعتكم على مخا هخخم فيخه ممخخا
وصفته من أفعالهم لو اعطي أحخخدهم ممخخا ) (2بيخخن المشخخرق والمغخخرب ذهبخخا
وفضة أن يزول عن وليتكم ومحبتكم إلى موالت غيركخخم وإلخخى محبتهخخم مخخا
زال ،ولو ضربت خياشيمه ) (3بالسيوف فيكم ،ولو قتل فيكم مخخا ارتخخدع )(4
ول رجخخع عخخن محبتكخخم ووليتكخخم ; وأرى الناصخخب علخخى مخخا هخخو عليخخه ممخخا
وصفته من أفعالهم لو أعطي أحدهم ما بين المشخخرق والمغخخرب ذهبخخا وفضخخة
أن يزول عن محبة الطواغيت وموالتهم إلى موالتكم ما فعخخل ول زال ولخخو
ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم ،ولو قتل فيهم ما ارتدع ول رجع ،وإذا سمع
أحدهم منقبة لكم وفضل اشمأز من ذلك ) (5وتغير لونه ،ورئي كراهية ذلخخك
في وجهه ،بغضا لكم ومحبة لهم .قال :فتبسم الباقر عليخخه السخخلم ثخخم قخخال :يخخا
إبراهيم ههنا ) (6هلكت العاملة الناصبة ،تصلى نارا حامية ،تسقى من عيخخن
آنية (7) ،ومن أجل ذلك قال عزوجل " :وقدمنا إلى
) (1أي يعاونهم من ماله (2) .في نسخة :ما (3) .جمع الخيشوم :أقصخخى النخخف(4) .
في نسخة :ما ابتدع (5) .أي انقبض ونفخخر كراهخخة منخخه (6) .فخخي المصخخدر:
من ههنا .م ) (7أي بلغ إناه في شدة الحر.
] [ 230
ما عملوا من عمل فجعلناه هبخخاء منثخخورا " ) (1ويحخخك يخخا إبراهيخخم أتخخدري مخخا السخخبب
والقصة في ذلك ؟ وما الذي قد خفي على الناس منه ؟ قلت :يابن رسخخول ال خ
فبينه لي واشرحه وبرهنه .قال :يا إبراهيم إن ال تبارك وتعالى لم يزل عالما
قديما خلق الشياء ل من شئ ومن زعخخم أن الخ عزوجخخل خلخخق الشخخياء مخخن
شئ فقد كفر لنه لو كان ذلك الشئ الخخذي خلخخق منخخه الشخخياء قخخديما معخخه فخخي
أزليته وهويته كان ذلك أزليا ; بل خلق ال عزوجل الشياء كلها ل من شئ،
فكان مما خلق الخ عزوجخخل أرضخخا طيبخخة ،ثخخم فجخخر منهخخا مخخاءا عخخذبا زلل،
فعرض عليها وليتنا أهل البيت فقبلتها ،فأجرى ذلك المخخاء عليهخخا سخخبعة أيخخام
حتى طبقها وعمها ،ثم نضب ذلخخك المخخاء عنهخخا (2) ،وأخخخذ مخخن صخخفوة ذلخخك
الطين طينا فجعله طين الئمة عليهم السلم ،ثم أخخخذ ثفخخل ذلخخك الطيخخن فخلخخق
منه شيعتنا ،ولو ترك طينتكم يخا إبراهيخخم علخخى حخاله كمخا تخخرك طينتنخا لكنتخم
ونحن شيئا واحدا .قلت :يا بن رسول ال فما فعخل بطينتنخا ؟ قخال :أخخبرك يخا
إبراهيم خلق ال عز وجل بعد ذلك أرضا سخخبخة ) (3خبيثخخة منتنخخة ،ثخخم فجخخر
منها ماءا أجاجا ،آسنا ،مالحا ،فعرض عليهخخا وليتنخخا أهخخل الخخبيت ولخخم تقبلهخخا
فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها ،ثخخم نضخخب ذلخخك المخخاء
عنها ،ثم أخخخذ مخخن ذلخخك الطيخخن فخلخخق منخخه الطغخخاة وأئمتهخخم ،ثخخم مزجخخه بثفخخل
طينتكم ،ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشخخهدوا الشخخهادتين
ول صلوا ول صاموا ول زكخخوا ول حجخخوا ول أدوا أمانخخة ول أشخخبهوكم فخخي
الصخخور ،وليخخس شخخئ أكخخبر علخخى المخخؤمن مخخن أن يخخرى صخخورة عخخدوه مثخخل
صورته .قلت :يابن رسول ال فما صنع بالطينتين ؟ قال :مزج بينهما بالمخخاء
الول والماء الثاني ،ثم عركها عرك الديم ،ثم أخذ من ذلك قبضة فقال :هذه
إلى الجنة ول أبالي وأخذ قبضة أخرى وقال :هخخذه إلخخى النخخار ول أبخخالي ; ثخخم
خلط بينهما فوقع من سنخ المؤمن
) (1الهباء :دقاق التراب وما نبت في الهواء ،فل يبدو إل في أثناء ضوء الشخخمس فخخي
الكوة (2) .أي نزح ماؤه ونشف (3) .أي أرضا ذات نز وملح.
] [ 231
وطينته على سنخ الكافر وطينته ،ووقع مخخن سخخنخ الكخافر وطينتخخه علخخى سخخنخ المخخؤمن
وطينته ،فما رأيته من شيعتنا من زنا ،أو لواط ،أو ترك صلة ،أو صيام ،أو
حج ،أو جهاد ،أو خيانة ،أو كبيرة من هخخذه الكبخخائر فهخخو مخخن طينخخة الناصخخب
وعنصره الذي قد مزج فيه لن من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتسخخاب
المئاثم والفواحش والكبائر ; وما رأيت من الناصب ومواظبته علخخى الصخخلة
والصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينخخة المخخؤمن وسخخنخه
الذي قد مزج فيه لن من سنخ المؤمن وعنصره وطينتخخه اكتسخخاب الحسخخنات
واستعمال الخير واجتناب المئاثم ،فإذا عرضت هذه العمخخال كلهخخا علخخى الخ
عزوجل قال :أنا عدل ل أجور ،ومنصف ل أظلم ،وحكم ل أحيخخف ول أميخخل
ول أشطط (1) ،الحقوا العمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصخخب
وطينته ،وألحقوا العمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته
ردوها كلها إلى اصلها ،فإني أنا الخ ل إلخخه إل أنخخا ،عخخالم السخخر وأخفخخى وأنخخا
المطلع على قلوب عبادي ،ل أحيف ول أظلم ول ألزم أحدا إل ما عرفته منه
قبل أن أخلقه .ثم قال الباقر عليه السلم :يا إبراهيم أقرأ هذه الية ،قلت :يابن
رسول ال أية آية ؟ قال :قوله تعالى " :قال معاذ الخ أن نأخخخذ إل مخخن وجخخدنا
متاعنا عنده إنا إذا لظالمون " هخخو فخخي الظخخاهر مخخا تفهمخخونه ،وهخخو والخ فخخي
الباطن هذا بعينه ،يا إبراهيم إن للقرآن ظخخاهرا وباطنخخا ،ومحكمخخا ومتشخخابها،
وناسخا ومنسوخا .ثم قال :أخبرني يخخا إبراهيخخم عخخن الشخخمس إذا طلعخخت وبخخدا
شعاعها في البلدان ،أهو بائن مخخن القخخرص ؟ قلخت :فخي حخال طلخخوعه بخخائن ;
قال :أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك الشخخعاع بخخالقرص حخختى يعخخود إليخخه ؟
قلت :نعم ،قال :كذلك يعود كل شئ إلى سخخنخه و جخخوهره وأصخخله ،فخخإذا كخخان
يوم القيامة نزع ال عزوجل سخخنخ الناصخخب وطينتخخه مخخع أثقخخاله وأوزاره مخخن
المؤمن فيلحقها كلها بالناصب ،وينزع سخخنخ المخخؤمن وطينتخخه مخخع حسخخناته و
أبواب بره واجتهاده مخخن الناصخخب فيلحقهخخا كلهخخا بخخالمؤمن .أفخخترى ههنخخا )(2
ظلما وعدوانا ؟ قلت :ل يابن رسخخول الخ ; قخخال :هخخذا والخ القضخخاء الفاصخخل
والحكم القاطع والعدل البين،
) (1الحيف :الجور والظلم .ومال الحاكم في حكمه :جار وظلم .وشطط الرجل :أفرط
وتباعد عن الحق (2) .في المصدر :افترى هذا .م
] [ 232
ل يسأل عمخخا يفعخخل وهخخم يسخخألون ،هخخذا -يخخا إبراهيخخم -الحخخق مخخن ربخخك فل تكخخن مخخن
الممترين هذا من حكم الملكوت (1) .قلت :يابن رسول ال وما حكم الملكوت
؟ قال :حكم ال وحكم أنبيائه ،و قصة الخضر وموسخخى عليهمخخا السخخلم حيخخن
استصحبه فقال " :إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحخخط
به خبرا " .افهم يا إبراهيم واعقل ،أنكر موسى على الخضر واستفظع أفعاله
) (2حتى قال له الخضر يا موسى ما فعلته عن أمري ،إنمخخا فعلتخخه عخخن أمخخر
ال عزوجل ،من هذا -ويحك يا إبراهيم -قرآن يتلى ،وأخبار تؤثر عخخن ال خ
عزوجل ،من رد منها حرفا فقد كفخخر و أشخخرك ورد علخخى الخ عزوجخل .قخخال
الليثي :فكأني لم أعقل اليخخات -وأنخخا أقرؤهخخا أربعيخخن سخخنة -إل ذلخخك اليخخوم،
فقلت :يابن رسول الخ مخا أعجخب هخذا ! تؤخخذ حسخنات أعخدائكم فخترد علخى
شيعتكم ،وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم ؟ قال :إي وال خ الخخذي ل
إله إل هو ،فالق الحبة ،وبارئ النسمة ،وفاطر الرض والسماء ،ما أخبرتخخك
إل بالحق :وما أتيتك إل بالصدق ،وما ظلمهم ال وما ال خ بظلم للعبيخخد ،وإن
ما أخبرتك لموجود في القرآن كله .قلت :هذا بعينه يوجخخد فخخي القخخرآن ؟ قخال:
نعم يوجد في أكثر من ثلثين موضعا في القرآن ،أتحب أن أقرأ ذلك عليخخك ؟
قلت :بلى يابن رسول ال ; فقال :قال ال عزوجل " :وقال الذين كفروا للذين
آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين مخخن خطايخخاهم مخخن شخخئ
إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقال مع أثقالهم " الية .أزيخخدك يخخا إبراهيخخم ؟
قلت :بلى يابن رسول ال قال :ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة ومن أوزار
الذين يضلونهم بغير علم أل ساء ما يزرون " أتحب أن أزيخخدك ؟ قلخخت :بلخخى
يابن رسول ال ،قال " :فأولئك يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال غفورا
) (1الملكوت :الملك العظيم .العز والسلطان .والملكوت السماوي هخخو محخخل القديسخخين
فخخي السخخماء (2) .اسخختفظع المخخر أي وجخخده فظيعخخا ،والمخخر الفظيخخع :الخخذى
اشتدت شناعته وجاوز المقدار في ذلك.
] [ 233
رحيما " يبدل ال سيئات شيعتنا حسنات ،ويبدل ال حسخخنات أعخخدائنا سخخيئات ; وجلل
ال ووجه ال إن هذا لمن عدله وإنصخخافه ل راد لقضخخائه ،ول معقخخب لحكمخخه
وهو السميع العليم .ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن ؟ قلت :بلخخى
يخخابن رسخخول ال خ ; قخخال :اقخخرأ يخخا إبراهيخخم " :الخخذين يجتنبخخون كبخخائر الثخخم
والفواحش إل اللمم ) (1إن ربك واسع المغفرة هو أعلخخم بكخخم إذا أنشخخأكم مخخن
الرض " يعنى من الرض الطيبة والرض المنتنة " فل تزكوا أنفسكم هخخو
أعلخخم بمخخن اتقخخى " يقخخول :ل يفتخخر أحخخدكم بكخثرة صخلته وصخيامه وزكخاته
ونسكه لن ال عزوجل أعلم بمن اتقى منكم ،فإن ذلخخك مخخن قبخخل اللمخخم و هخخو
المزاج (2) .أزيدك يا إبراهيم ؟ قلت :بلى يابن رسول ال ; قال " :كما بدأكم
تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة إنهم اتخخذوا الشخياطين أوليخخاء
من دون ال " يعني أئمة الجور دون أئمة الحق " ويحسبون أنهخخم مهتخخدون "
خذها إليخخك يخخا أبخخا إسخخحاق ،فخخوال إنخخه لمخخن غخخرر أحاديثنخخا وبخخاطن سخخرائرنا
ومكنون خزائنا وانصرف ول تطلخخع علخخى سخخرنا أحخخدا إل مؤمنخخا مستبصخخرا
فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك ومالك وأهلخخك وولخخدك " (3) .ص 201
" 203 -بيان :قال الفيروز آبادي :أثر على المر كفرح :عزم ; وله :تفرق.
وقال :السن من الماء :الجن وقال :عركه :دلكه وحكه .ولعل المراد بالديم
هنا الطعام المأدوم " ثم " في قوله " :ثم أخذ " للترتيب الذكري ولتفصيل ما
أجمل سابقا.
) (1اللمم :مقاربة الذنب من غير أن يقع فيه ،مخخن قولخخك :ألممخخت بكخخذا :أي نزلخخت بخخه
وقاربته من غيخر مواقعخة ،ويعخبر بخه عخن الصخغيرة ،ويخأتى أيضخا بمعنخى
جنون خفيف ،أو طرف من الجنون يلخخم بالنسخخان (2) .أي الفتخخار بكخخثرة
الصلة وغيرها من العبادات من قبل اللمم وهو المزاج ،والظاهر أنه عليخخه
السلم أراد باللمم المعنى الثاني الذى ذكرناه ; أو ما قاربه مما يكون لزمخخا
للطبع ومسندا إلخخى المخخزاج (3) .وختخخم بهخخذا الحخخديث الشخخريف كتخخاب علخخل
الشرايع .م
] [ 234
ثم أعلم أن هذا الخبر وأمثاله مما يصخخعب علخخى القلخخوب فهمخخه وعلخخى العقخخول إدراكخخه
ويمكن أن يكون كناية عما علم ال تعالى وقدره من اختلط المخخؤمن والكخخافر
في الدنيا واستيلء أئمة الجور وأتباعهم على أئمة الحق وأتبخخاعهم ،وعلخخم أن
المؤمنين إنما يرتكبون الثام لستيلء أهل الباطل عليهم ،وعخخدم تخخولي أئمخخة
الحق بسياستهم فيعذرهم بذلك ويعفخخو عنهخخم ،ويعخخذب أئمخخة الجخخور وأتبخخاعهم
بتسببهم لجرائم من خالطهم مع ما يسخختحقون مخخن جخخرائم أنفسخخهم ،والخ يعلخخم
وحججه صلوات ال عليهم - 7 (1) .فس :علخخي بخخن الحسخين ،عخن الخبرقي،
عن محمد بن علي ،عن علي بن أسباط ،عن علي بن معمخخر ،عخخن أبيخخه قخال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قخخول الخ عزوجخخل " هخخذا نخخذير مخخن النخخذر
الولى " قال :إن ال تبخخارك وتعخخالى مخخا ذرأ الخلخخق فخخي الخخذر الول فأقخخامهم
صفوفا قدامه بعث ال محمدا صلى ال عليه وآله فآمن به قوم ،وأنكخخره قخخوم،
) (2فقال ال " :هذا نذير من النذر الولى " يعني به محمدا صخخلى الخ عليخخه
وآله حيث دعاهم إلى ال عزوجل في الخخذر الول " .ص - 8 " 656فخخس:
علخخي بخخن الحسخخين ،عخن الخبرقي ،عخن ابخن محبخخوب ،عخخن الحسخخين بخن نعيخم
الصحاف قال :سألت الصادق عليه السخلم عخن قخوله " :فمنكخم كخافر ومنكخم
مؤمن " فقال :عرف ال عزوجل إيمانهم بوليتنا ،وكفرهم بتركهخخا يخخوم أخخخذ
عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم عليخخه السخخلم " .ص " 682يخخر :أحمخخد
بخخن محمخخد ،عخخن ابخخن محبخخوب مثلخخه " (3) .ص - 9 " 22فخخس :أحمخخد بخخن
إدريس ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عخخن النضخخر بخخن سخخويد،
عن القاسم بن سليمان ،عن جابر قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول في
هذه الية " :وأن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم مخاء غخخدقا " يعنخى مخن
جرى فيه شئ من شرك الشيطان على الطريقة يعني على الولية في الصل
عند الظلة حين أخد ال ميثاق بني آدم ) " (4أسقيناهم
) (1استيفاء البحث عن مسألة نقل العمال الذى يخخدل عليخه الروايخة ومخخا ينخاظره مخن
النقخخل والتعخخويض تعرضخخنا لخخه فخخي الجخخزء الثخخاني مخخن تفسخخير الميخخزان
وسنستوفي تمام البحث في تفسير سورة النفال ان شخخاء الخ تعخخالى .ط )(2
في المصدر :قوم آخر (3) .فيه بادنى تغيير :فمنكم مؤمن ومنكم كافر فقخخال
عرف ال وال ايمانهم بوليتنا وكفرهم بها يوم اخذ الخ عليهخخم الميثخخاق فخخي
صلب آدم وهم ذر .هذه تمام الحديث في المصدر (4) .في المصخخدر :ذريخخة
آدم .م
] [ 235
ماء غدقا " يعني لكنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب " .ص " 701 - 700
بيان :قوله عليه السلم :يعني من جرى أي لما كانت لفظة " لو " دالخخة علخخى
عدم تحقق الستقامة فالمراد بهم من جرى فيهم شرك الشيطان من المنكرين
للولية ،وحاصل الخبر أن المراد بالية أنهم لو كانوا أقروا في عخخالم الظلل
والرواح بالولية لجعلنا أرواحهم في أجساد مخلوقة من الماء العذب .فمنشأ
اختلف الطينة هو التكليف الول في عالم الرواح عند الميثاق - 10 .فخخس:
أبي ،عن محمد ،عن محمد بن إسخخماعيل ،عخخن أبخخي حمخخزة ،عخخن أبخخي جعفخخر
عليه السلم قال :إن ال خلقنا من أعل عليين ،وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنخخا
منه وخلق أبدانهم من دون ذلك ،فقلوبهم تهوي إلينخخا وأنهخخا خلقخخت ممخخا خلقنخخا
منه ; ثم تل قوله " :كل إن كتاب البرار لفي عليين ومخخا أدريخخك مخخا عليخخون
كتاب مرقوم يشهده المقربون " " .ص - 11 " 717ع " ابن المتوكل ،عن
السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أبي نهشل عن محمد بخخن إسخخماعيل،
عن أبيه ،عن أبي حمزة قال :سخخمعت أبخخا جعفخخر عليخخه السخخلم يقخخول :إن الخ
عزوجل خلقنا .الخبر " ص " 50سن :أبي ،عن أبي نهشل ،عخخن محمخخد بخخن
إسماعيل ،عن أبي حمخخزة مثلخخه " .ص " 132بيخخان :قخخد اختلخخف فخخي تفسخخير
عليين فقيخخل :هخخي مراتخخب عاليخخة محفوفخخة بالجللخخة .وقيخخل :السخخماء السخخابعة.
وقيل :سدرة المنتهى .وقيل :الجنة .وقيخخل :لخخوح مخخن زبرجخخد أخضخخر ،معلخخق
تحت العرش ،أعمالهم مكتوبة فيه .وقال الفراء :أي في ارتفاع بعد ارتفاع ل
غاية له .والمراد أن كتابة أعمالهم أو ما يكتب من أعمالهم في عليين أي فخخي
دفتر ) (1أعمالهم أو المراد أن دفتر أعمالهم في تلك المكنة الشريفة ،وعلى
الخير فيه حذف مضاف أي وما أدريك ما كتاب علييخن ; والظخاهر أن مفخاد
الخبر أن دفتر أعمالهم موضوع في مكخخان أخخخذت منخخه طينتهخخم ،ويحتمخخل أن
يكون المراد بالكتاب الروح لنه محل للعلوم ترتسم فيها.
] [ 236
- 12فس :أبي ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن سنان قال :قخخال أبخخو
عبد ال عليه السلم :أول من سبق من الرسل إلى بلى رسول ال خ صخخلى ال خ
عليه وآله ،وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى ال تبارك وتعالى ،وكخخان بالمكخخان
الذي قال له جبرئيل - :لما اسري به إلى السماء -تقدم يخخا محمخخد فقخخد وطخخأت
موطئا لم تطأه ملك مقرب ول نبي مرسل (1) .ولول أن روحه ونفسه كانت
من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه ،فكان من ال عزوجل كما قخخال الخخ " :قخخاب
قوسين أو أدنى " أي بل أدنى ) (2فلما خرج المر من ال وقخخع إلخخى أوليخخائه
عليهم السخخلم فقخخال الصخخادق عليخخه السخخلم :كخخان الميثخخاق مخخأخوذا عليهخخم لخ
بالربوبية ،ولرسوله بالنبوة ،ولمير المؤمنين والئمة بالمامة ،فقخخال :ألسخخت
بربكم ،ومحمد نبيكم ،وعلي إمامكم ،والئمة الهخخادون أئمتكخخم ؟ فقخخالوا :بلخخى،
فقال ال " :شهدنا أن تقولوا يوم القيمة " أي لئل تقولوا يوم القيامة " إنخخا كنخخا
عن هذا غافلين " فأول ما أخذ ال عزوجل الميثاق على النبياء بالربوبية) ،
(1وهو قوله " :وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم " فذكر جملة النبياء ،ثم أبخخرز
أفضلهم بالسامي فقال " :ومنك " يا محمد ،فقدم رسول ال صخخلى الخ عليخخه
وآله لنه أفضهلم " ،ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " فهخخؤلء
الخمسة أفضل النبياء ،ورسول ال صلى ال عليه وآله أفضلهم ،ثم أخذ بعخخد
ذلك ميثاق رسول ال على النبياء له باليمان بخخه ،وعلخخى أن ينصخخروا أميخخر
المؤمنين ،فقال " :وإذ أخذ ال ميثاق النبيين لما آتيتكم مخخن كتخخاب وحكمخخة ثخخم
جائكم رسول مصدق لما معكخم " يعنخخي رسخول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه "
لتؤمنن به ولتنصرنه " يعني آمير المؤمنين صلوات ال عليه تخخخبروا اممكخخم
بخبره وخبر وليه من الئمة " .ص - 13 " 230 - 229فس :أبي ،عن ابن
أبي عمير ،عن عبد ال بن مسكان ،عن أبي عبد ال عليه السلم
) (1في المصدر :لم يطأه احد قبلك ملك ول نبى مرسل .م ) (2أراد عليخخه السخلم فخي
هذا التفسير القرب المعنوي ل المكانى ،وفسرت اليخخة بخخأن الخخدنو و التخخدلى
كان بينه صلى ال عليه وآله وبين جبرئيل عليه السلم وسياق اليات قبلهخخا
وبعدها يؤيده (3) .في المصدر :له بالربوبية .م
] [ 237
وعن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم في قوله " :لتؤمنن به ولتنصرنه " قخخال:
ما بعث ال نبيا عن آدم ) (1فهلم جرا إل ويرجخخع إلخخى الخخدنيا فيقاتخخل وينصخخر
رسول ال صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين ،ثم أخذ أيضخخا ميثخخاق النبيخخاء
على رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :قل يا محمد " آمنا " بال وما انزل
علينا وما انخزل علخى إبراهيخم وإسخماعيل وإسخحاق ويعقخوب والسخباط ومخا
اوتي موسى وعيسى ومخخا اوتخخى النخخبيون مخخن ربهخخم ل نفخخرق بيخخن أحخخد منهخخم
ونحن له مسلمون " " .ص - 14 " 230فس :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن
ابن مسكان (2) ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله " :وإذ أخذ ربخخك مخخن
بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسخخهم ألسخخت بربكخخم قخخالوا بلخخى
شهدنا " قلت :معاينة كان هخخذا ؟ قخخال :نعخخم ،فثبتخخت المعرفخخة ونسخخوا الموقخخف
وسيذكرونه ،ولول ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقة ،فمنهم من أقخخر بلسخخانه
في الذر ولم يؤمن بقلبه ،فقال ال " :فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا بخخه مخخن قبخخل
" " .ص - 15 " 230أقول :روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيخخره
بإسنادهم عن المعلى بن خنيس ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لي :يا
معلخخى يخخوم النيخخروز هخخو اليخخوم الخخذي أخخخذ الخ ميثخخاق العبخخاد أن يعبخخدوه ،ول
يشركوا به شيئا ،وأن يدينوا برسله وحججه وأوليخخائه عليهخخم السخخلم .الخخخبر.
- 16فس :أبي ،عن ابن محبخخوب ،عخخن عمخخرو بخخن أبخخي المقخخدام ،عخخن ثخخابت
الحداد ) (3عن جابر الجعفي ،عن أبي جعفر ،عن آبائه ،عن أميخر المخؤمنين
عليهم السلم في خبر طويل :قال ال تبخخارك وتعخخالى للملئكخخة " :إنخخي خخالق
بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحخخي فقعخخوا
له ساجدين " قال :وكان ذلك من ال تقدمة فخخي آدم قبخخل أن يخلقخخه واحتجاجخخا
منه عليهم ،قال :فاغترف ربنا تبارك وتعالى غرفة بيمينه من الماء العذب
) (1في المصدر :من لدن آدم .م ) (2قد حكينا سابقا عن الكشى أن عبد ال بن مسكان
لم يرو عن أبى عبد ال عليه السلم إل حديث )من أدرك المشعر فقد أدرك
الحج( ففى سائر رواياته عنه عليه السلم ظخخن إرسخخال (3) .هخخو ثخخابت بخخن
هرمز ،أبو المقدام العجلى ،والد عمخخرو بخخن أبخخى المقخخدام ،عخخدة الكشخخى فخخي
التبرية .ولم يثبت توثيقه ول توثيق ابنه.
] [ 238
الفرات -وكلتا يديه يمين -فصلصلها في كفه فجمدت فقال لها :منخخك أخلخخق النخخبيين و
المرسخخلين ،وعبخخادي الصخخالحين ،والئمخخة المهتخخدين ،والخخدعاة إلخخى الجنخخة
وأتباعهم إلخخى يخخوم الخخدين ول ابخخالى ،ول اسخخأل عمخخا أفعخخل وهخخم يسخخألون .ثخخم
اغترف غرفة اخرى من الماء المالح الجاج فصلصلها في كفخخه فجمخخدت ثخخم
قخخال لهخخا :منخخك أخلخخق الجبخخارين ،والفراعنخخة ،والعتخخاة ،وإخخخوان الشخخياطين،
والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة وأشخخياعهم ول أبخخالي ،ول أسخخأل عمخخا أفعخخل
وهم يسألون .قال :وشخخرط فخخي ذلخخك البخخداء فيهخخم ،ولخخم يشخخترط فخخي أصخخحاب
اليمين البداء ،ثم خلخخط المخخائين جميعخخا فخخي كفخخه فصلصخخلهما ثخخم كفأهمخخا قخخدام
عرشه وهما سللة من طين .الخبر " ص " 34 - 33شى :عن جابر ،عن
أبي جعفر عليه السلم مثله .ع :ابن الوليد ،عخخن الصخخفار ،عخخن ابخخن عيسخخى،
عن ابن محبوب ،عن عمرو بن أبي المقخخدام ،عخخن جخخابر مثلخخه " .ص " 46
بيان :قال الجزري :فيه :كلتا يديه يمين أي يديه تبارك وتعالى بصخخفة الكمخخال
ل نقخخص فخخي واحخخدة منهمخخا ،لن الشخخمال ينقخخص عخخن اليميخخن ،وإطلق هخخذه
السماء إنمخخا هخخو علخخى سخخبيل المجخخاز والسخختعارة ،والخ منخخزه مخخن التشخخبيه
والتجسيم انتهى .أقخخول :لمخخا كخانت اليخخد كنايخخة عخن القخدرة فيحتمخل أن يكخون
المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضخل ،وبالشخخمال القخدرة علخى
العذاب والقهر والبتلء ،فالمعنى :أن عذابه وقهره وإمراضه وإماتته وسائر
المصائب والعقوبات لطف ورحمة لشتمالها علخخى الحكخخم الخفيخخة والمصخالح
العامخخة ،وبخخه يمكخخن أن يفسخخر مخخا ورد فخخي الخخدعاء :والخيخخر فخخي يخخديك.
والصلصال :الطين الحر خلط بالرمخخل ،فصخخار يتصلصخخل إذا جخخف .وسخخللة
الشئ :ما انسل منه واستخرج بجذب ونخخزع - 17 .ع :أبخخي ،عخخن سخخعد ،عخخن
ابن عيسى ،عن الحسن بن فضال ،عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن ال عزوجل خلق ماءا عخذبا فخلخق منخه أهخل طخاعته ،وجعخل
ماءا مرا فخلق منه أهل معصخخيته ،ثخخم أمرهمخخا فاختلطخخا ،فلخخول ذلخخك مخخا ولخخد
المؤمن إل مؤمنا ،ول الكافر إل كافرا " .ص " 39
] [ 239
- 18ع :ابن اليد ،عن الصفار ،عن الحسن بن فضخال ،عخن ابخن أبخي الخطخاب ،عخن
حماد بن عيسى ،عن ربعي بن ) (1عبد ال بخخن الجخارود ،عمخخن ذكخخره ،عخخن
علي بن الحسين صلوات ال عليه قال :إن ال عزوجل خلق النبيين من طينة
عليين قلوبهم وأبدانهم ،وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة ،وخلخخق أبخخدانهم
من دون ذلك ،وخلق الكافرين من طينة سخخجيل قلخخوبهم وأبخخدانهم ،فخلخخط بيخخن
الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المخخؤمن ،ومخخن ههنخخا يصخخيب
المؤمن السيئة ،ويصيب الكافر الحسنة ،فقلوب المؤمنين تحن إلخخى مخخا خلقخخوا
منه ) (2وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه " .ص - 19 " 39ع :أحمد
بن هارون ،عن محمد الحميخخري ،عخخن أبيخه ،عخن ابخن يزيخخد ،عخخن حمخاد بخخن
عيسى ،عن أبي نعيم الهذلي ،عن رجل ،عن علي بن الحسين عليهما السخخلم
مثله .وفيه :وخلق أبدان المؤمنين وخلق الكفار .وسجين مكان سجيل" (3) .
ص " 50ير :ابن معروف ،عن حماد ،عن ربعي ،عنخخه عليخخه السخخلم مثلخخه.
سن :أبي ،عن حماد إلى قخخوله :وخلخخق أبخخدانهم مخخن دون ذلخخك " .ص - 132
" 133بيان :سجين :موضع فيه كتاب الفجار ودواوينهم ،قال أبو عبيخخد :هخخو
فعيل من السجن كالفسيق مخخن الفسخخق ،وقيخخل :هخخو الرض السخخابعة أو أسخخفل
منها ،أوجب في جهنم .والسجيل كسخكيت :حجخارة مخن مخدر ،معخرب )سخنك
گل( والجسين أظهر - 20 .ع :ماجيلويه ،عن محمد العطار ،عن ابخخن أبخخان،
عن ابن أورمة ،عن عمرو بن عثمان ،عن العبقري ،عن عمر بن ثابت ،عن
أبيه ،عن حبة العرني ،عن علي عليه السلم قخال :إن الخ عزوجخل خلخق آدم
عليه السلم من أديم الرض ،فمنه السخخباخ ) (4ومنخخه الملخخح ومنخخه الطيخخب ;
فكذلك في ذرية الصالح والطالح " .ص " 39
) (1بكسر الراء وسكون الباء ،وكسر العين ،ثخخم اليخخاء عنخخونه النجاشخخي فخخي رجخخاله "
ص " 120فقال :ربعى ابن عبد ال بن الجارود بن أبى سخخبرة الهخخذلى أبخخو
نعيم بصرى ثقخخة ،روى عخخن أبخخى عبخخد الخ و أبخخى الحسخخن عليهمخخا السخخلم،
وصحب الفضيل بن يسار ،وأكثر الخذ عنه ،وكان خصيصا به ،لخخه كتخخاب
رواه عدة من أصحابنا إ ه (2) .أي تشتاق إلى ما خلقوا منه (3) .في العلخخل
المطبوع :سجين في كل الروايتين .م ) (3السباخ من الرض :ما لم يحرث
ولم يعمر.
] [ 240
- 21ع :ابن المتوكل ،عن محمد العطار ،عن ابن أبان ،عن ابن أورمخخة ،عخخن محمخخد
بن سنان ،عن معاوية بن شريح ،عن أبي عبد الخ عليخه السخلم قخال :إن الخ
عزوجل أجرى ماءا فقال له :كن عذبا أخلق منك جنخختي وأهخخل طخخاعتي ،وإن
ال عزوجل أجرى ماءا فقال لخخه :كخخن بحخخرا مالحخخا أخلخخق منخخك نخخاري وأهخخل
معصيتي ،ثم خلطهما جميعا فمن ثم يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكخخافر
من المؤمن ،ولو لم يخلطهما لم يخرج من هذا إل مثله ،ول من هذا إل مثلخخه.
" ص - 22 " 39ع :أبخخي ،عخخن سخخعد ،عخخن ابخخن عيسخخى ،عخخن الحسخخن بخخن
فضال ،عن عبد ال بن سنان ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم -فخخي حخديث
طويل -يقول في آخره :مهما رأيخخت مخخن نخخزق أصخخحابك وخرقهخخم فهخخو ممخخا
أصابهم من لطخ أصحاب الشمال (1) ،ومخا رأيخخت مخخن حسخن شخخيم ) (2مخن
خالفهم ووقارهم فهو من لطخ أصخخحاب اليميخخن " .ص - 23 " 39ع :ابخخن
الوليد ،عن الصفار ،عن ابن أبي الخطاب :عن محمد بن سنان ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :سألته عن أول مخخا خلخخق الخ عزوجخخل ،قخخال :إن أول مخخا
خلق ال عزوجل ما خلق منه كل شخخئ ،قلخخت :جعلخخت فخخداك ومخخا هخخو ؟ قخخال:
الماء ،قال :إن ال تبارك وتعالى خلق المخخاء بحريخخن :أحخخدهما عخخذب ،الخخخر
ملح ) (3فلما خلقهما نظر إلى العذب فقال :يا بحر فقال :لبيك وسعديك ،قال:
فيك بركتي ورحمتي ،ومنك أخلق أهل طاعتي وجنتي .ثخخم نظخخر إلخخى الخخخر
فقال :يا بحر فلم يجب فأعاد عليه ثلث مرات يا بحر فلم يجب ! فقال :عليك
لعنتي ،ومنك أخلق أهل معصيتي ومن أسكنته ناري ،ثم أمرهمخخا أن يمتزجخخا
فامتزجا ،قال :فمن ثم يخرج المؤمن من الكافر ،والكافر مخن المخؤمن " .ص
- 24 " 39ع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن
أبان بن عثمان ،وأبي الربيع يرفعانه قال :إن ال عزوجخل خلخق مخاءا فجعلخه
عذبا فجعل منه أهل
) (1النزق :الخفة في كل أمر ; العجلة في جهل وحمق .الخرق :ضعف الرأى ; سخوء
التصرف ; الجهل والحمق ; ضد الرفق .اللطخ :كل شئ لوث بغير لخخونه) .
(2جمع للشيمة :الخلق والطبيعة (1) .في نسخة :والخر مالح.
] [ 241
طاعته ،وخلق ماءا مرا فجعل منه أهل معصيته ،ثم أمرهما فاختلطا ولول ذلك ما ولد
المخخؤمن إل مؤمنخخا ،ول الكخخافر إل كخخافرا " .ص - 25 " 39ع :أبخخي ،عخخن
سعد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن جعفر بن بشير ،عخخن ابخخن أبخخي العلء ،عخخن
حبيب قال :حدثني الثقة عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال :إن الخ تبخخارك
وتعالى أخذ ميثخخاق العبخخاد وهخخم أظلخخة قبخخل الميلد ،فمخخا تعخخارف مخخن الرواح
ائتلخخف ،ومخخا تنخخاكر منهخخا اختلخخف " .ص - 26 " 39ع :بهخخذا السخخناد عخخن
حبيب ،عمن رواه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :مخخا تقخخول فخخي الرواح
إنها جنود مجندة ،فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ؟ قال :فقلت:
إنا نقول ذلك ،قال :فإنه كذلك ،إن ال عزوجل أخخخذ مخخن العبخخاد ميثخخاقهم وهخخم
أظلخخة قبخخل الميلد ،وهخخو قخخوله عزوجخخل " :وإذ أخخخذ ربخخك مخخن بنخخي آدم مخخن
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم " إلى آخر اليخخة ،قخخال :فمخخن أقخخر لخخه
يومئذ جاءت ألفته ههنا ومن أنكره يومئذ جاء خلفه ههنا " .ص " 39بيان:
جاءت ألفته أي ألفته مع أئمته ومعرفته لهم ،أو الفة المؤمنين بعضهم ببعخخض
من جهة اتفخخاقهم فخخي المخخذهب ; ويحتمخخل أن يكخخون التعخخارف معرفخخة الشخخيعة
لئمتهم ،و الئتلف الفة المؤمنين بعضهم ببعض لموافقتهم في المذهب27 .
-ع :أبي ،عن سعد ،عن يعقوب بن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينخخة
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كنا عنده فذكرنا رحل مخخن أصخخحابنا فقلنخخا:
فيه حدة (1) ،فقال :من علمة المؤمن أن تكون فيه حخخدة ،قخخال :فقلنخخا لخخه :إن
عامة أصحابنا فيهم حدة ; فقال :إن ال تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم أمخخر
أصحاب اليمين -وأنتم هخخم -أن يخخدخلوا النخخار فخخدخلوها فأصخخابهم وهخخج )(2
فالحدة من ذلك الوهج ،وأمر أصحاب الشمال -وهخخم مخخخالفوهم -أن يخخدخلوا
النخخار فلخخم يفعلخخوا فمخخن ثخخم لهخخم سخخمت ولهخخم وقخخار " .ص - 28 " 40مخخا:
الغضخخائري ؟ عخخن علخخي بخخن محمخخد العلخخوي ،عخخن عبخخد الخ بخخن محمخخد ،عخخن
الحسين،
) (1الحدة من النسان :بأسه وما يعتريه من الغضب (2) .الوهج :اتقاد النار.
] [ 242
عن أبي عبد ال بن أسباط ،عن أحمد بن محمد بن زياد العطار ،عن محمد بن مروان
الغزال ،عن عبيد بن يحيى ،عخخن يحيخخى بخخن عبخخد الخ بخخن الحسخخن ،عخخن جخخده
الحسن بن علي عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :إن فخخي
الفردوس لعينا أحلى من الشهد ،وألين من الزبخخد ،وأبخخرد مخخن الثلخخج ،وأطيخخب
من المسك ،فيها طينة خلقنا ال عزوجل منها ،وخلخخق شخخيعتنا منهخخا ،فمخخن لخخم
يكن من تلك الطينة فليس منا ول مخخن شخخيعتنا ،وهخخي الميثخخاق الخخذي أخخخذ الخ
عزوجل على ولية أمير المخؤمنين علخخي بخخن أبخخي طخالب عليخه السخلم ،قخخال
عبيد :فذكرت لمحمد ابن الحسين ) (1هذا الحخخديث فقخخال :صخخدقك يحيخخى بخخن
عبد ال ،هكذا أخبرني أبى ،عن جدي ،عن أبيه ،عن النخخبي صخخلى ال خ عليخخه
وآله .قال عبيد :قلت :أشتهي أن تفسخخره لنخخا إن كخخان عنخخدك تفسخخير قخخال :نعخخم
أخبرني أبي ،عن جدي ،عن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه أنخخه قخخال :إن لخ
ملكا رأسه تحخخت العخخرش ،وقخخدماه فخخي تخخخوم الرض السخخابعة السخخفلى ،بيخخن
عينيه راحة أحدكم ،فإذا أراد ال عزوجل أن يخلق خلقا على ولية علخخي بخخن
أبي طالب عليه السلم أمر ذلك الملك فأخخذ مخخن تلخك الطينخة فرمخى بهخا فخي
النطفة حتى تصير إلى الرحم منها يخلق وهي الميثخخاق " .ص - 29 " 57
ع :أبي ،عن محمد العطار ،عن جعفر بن محمد بن مالك ،قخخال :حخخدثنا أحمخخد
ابن مدين من ولد مالك بن الحارث الشتر ،عن محمد بخن عمخار ،عخخن أبيخخه،
عن أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد ال ومعي رجل من أصخخحابنا فقلخخت
له :جعلت فداك يابن رسول ال إني لغتم وأحزن من غيخخر أن أعخخرف لخخذلك
سببا ; فقال أبو عبد ال عليه السلم :إن ذلك الحزن و الفرح يصل إليكخخم منخخا
إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخل عليكم ،لنا و إياكم من نور ال
عزوجل ،فجعلنا وطينتنا وطينتكم واحدة ،ولو تركت طينتكم كما أخخخذت لكنخخا
وأنتم سواء ،ولكن مزجت طينتكم بطينة أعخدائكم ،فلخول ذلخك مخا أذنبتخم ذنبخا
أبدا ،قال :قلت :جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بخخدا ؟ فقخخال إي والخ يخخا
عبد ال أخبرني عن هذا الشعاع الزاجر من القرص إذا طلع ،أهو متصل بخخه
أو بائن
) (1تقدم الحديث عن المالى بسند آخر تحت رقخخم 4وفيخخه :فخخذكرت ذلخخك لمحمخخد بخخن
على بن الحسين بن على عليهم السلم .وهو الصحيح.
] [ 243
منه ؟ فقلت له :جعلت فداك بل هو بائن منخخه ،فقخخال :أفليخخس إذا غخخابت الشخخمس وسخخقط
القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منخخه ؟ فقلخخت لخخه :نعخخم ،فقخخال :كخخذلك والخ
شيعتنا من نور ال خلقوا وإليه يعودون ،وال إنكم لملحقون بنخخا يخخوم القيامخخة،
وإنا لنشفع فنشفع ) (1ووال إنكم لتشفعون فتشفعون ،وما من رجخخل منكخخم إل
وسترفع له نار عن شماله ،وجنة عن يمينه ،فيخخدخل أحبخخاءه الجنخخة ،وأعخخداءه
النخخار " .ص - 30 " 42ع :الخخدقاق ،عخخن محمخخد السخخدي ،عخخن محمخخد بخخن
إسماعيل رفعه إلى محمد بن سنان ،عن زيد الشحام ،عن أبي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :إن ال تبارك وتعالى خلقنا من نخخور مبتخخدع مخخن نخخور رسخخخ ذلخخك
النور في طينة من أعل عليين ،وخلق قلخخوب شخخيعتنا ممخخا خلخخق منخخه أبخخداننا،
وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك ،فقلوبهم تهوي إلينا ،لنها خلقت ممخخا خلقنخخا
منه ،ثم قرأ " :كل إن كتاب البرار لفي عليين وما أدريك مخخا عليخخون كتخخاب
مرقوم يشهده المقربون " وإن ال تبارك وتعالى خلق قلوب أعدائنا من طينة
من سجين ،وخلق أبدانهم من طينة من دون ذلخخك وخلخخق قلخخوب شخخيعتهم ممخخا
خلق منه أبدانهم فقلوبهم تهوي إليهم ،ثم قرأ " :إن كتاب الفجخخار لفخخي سخخجين
وما أدريك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين " " .ص - 31 " 50
ع :أبي ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن أبي يحيى الواسطي رفعخخه قخخال :قخخال
أبو عبد ال عليه السلم :إن ال عزوجل خلقنا من عليين ،وخلق أرواحنا من
فوق ذلك ،وخلق أرواح شيعتنا من علييخخن ،وخلخخق أجسخخادهم مخخن دون ذلخخك،
فمن أجل ذلك كان القرابة بيننا وبينهم ،ومن ثم تحن قلخخوبهم إلينخخا " .ص 50
" - 32ع :آبي ،عن سعد ،عن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن فضال ،عن
ابن بكير عن زرارة قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجخخل:
" وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى " قال :ثبتت المعرفة ونسخخوا الخخوقت ) (2وسخخيذكرونه يومخخا،
ولول ذلخخك لخخم يخخدر أحخخد مخخن خخخالقه ول مخخن رازقخخه " .ص " 50شخخى :عخخن
زرارة مثله.
) (1نشفع على صيغة المجهول من باب التفعيخخل ،أي يقبخخل شخخفاعتنا (2) .فخخي نسخخخة:
الموقف.
] [ 244
- 33ع :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد
الرحمن بن كثير ،عن داود الرقي ،عن أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال :لمخخا
أراد ال عزوجل أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ،ثخخم قخخال لهخخم :مخخن
ربكم ؟ فخخأول مخخن نطخخق رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وأميخخر المخخؤمنين
والئمة صلوات ال عليهم أجمعين فقالوا :أنت ربنا ،فحملهم العلم والدين ،ثم
قال للملئكة :هؤلء حملة ديني وعلمي وامنائي في خلقي ،وهم المسؤولون.
ثم قال لبني آدم :أقروا ل بالربوبية ،ولهؤلء النفر بالطاعخخة والوليخخة فقخخالوا:
نعم ربنا أقررنا ،فقال ال جل جلله للملئكة :اشهدوا ،فقالت الملئكة شخخهدنا
على أن ل يقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين ،أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا مخخن
قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بمخخا فعخخل المبطلخخون ; يخخا داود النبيخخاء )(1
مؤكدة عليهم في الميثاق " .ص " 51 - 50بيخخان :قخخوله عليخخه السخخلم :هخخم
المسؤولون أي يجب على الناس أن يسألوهم عخن أمخور دينهخم أو فيخه حخذف
وإيصال ،أي يسأل الناس يوم القيامة عن حبهم ووليتهم - 34 .ع :أبي ،عخخن
سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن بزيع ،عن صالح بن عقبة (2) ،عخخن عبخخد
ال بن محمد الجعفي وعقبة جميعا عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال :إن الخ
عزوجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب ،وكخان مخا أحخب أن خلقخه مخن
طينة الجنة ،وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه مخخن طينخخة
النار ،ثم بعثهم في الظلل ; فقلت :وأي شئ الظلل ؟ فقال :ألم تر إلى ظلخخك
في الشمس شئ وليس بشئ ؟ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى القرار بخخال،
وهو قوله عزوجل " :ولئن سألتهم مخن خلقهخم ليقخولن الخ " ثخم دعخوهم إلخى
القرار بالنبيين فأنكر بعض وأقر بعض ،ثم دعوهم إلى وليتنا فأقر بها وال
من أحب ،وأنكرها من أبغض ،وهو قوله عزوجل " :مخخا كخخانوا ليؤمنخخوا بمخخا
كذبوا به من قبل " ثم قال أبو جعفر عليه السلم كان التكخخذيب ثخخم " .ص 51
"
) (1في نسخة :وليتنخخا (2) .ضخخبطه الطريحخخي فخخي الضخخوابط بضخخم العيخخن ،وسخخكون
القاف ،وفتح الباء ،واحتمل المامقانى كونه بالفتحات الثلث.
] [ 245
ير :محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل ،عن صالح بن عقبة ،عخخن عبخخد ال خ بخخن
محمد الجعفي عن أبي جعفر ; وعن عقبة عن أبي جعفر عليه السلم مثله" .
ص " 22شى :عن عبد ال الجعفي مثلخه .توضخيح :قخوله عليخه السخلم :فخي
الظلل أي عالم الرواح بنخخاءا علخخى أنهخخا أجسخخام لطيفخخة ،ويحتمخخل أن يكخخون
التشبيه للتجرد أيضا تقريبا إلى الفهام ،أو عخخالم المثخخال علخخى القخخول بخخه قبخخل
النتقال إلى البدان .قوله عليه السلم :وهو قخخوله أي هخخذه المعرفخخة الفطريخخة
إنما حصل مخن أخخخذ تلخك الميثخاق - 35 .ع :ابخخن الوليخخد ،عخن الصخخفار ،عخن
اليقطيني ،عن زياد القندي ،عن عبد ال ابن سنان قال :بينا نحن في الطخخواف
إذ مر رجل من آل عمر فأخذ ) (1بيده رجل فاسخختلم الحجخخر فخخانتهره وأغلخخظ
له ،وقال له :بطل حجك إن الذي تستلمه حجر ل يضر ول ينفخخع فقلخخت لبخخي
عبد ال عليه السلم :جعلت فداك أما سمعت قخخول العمخخري لهخخذا الخخذي اسخختلم
الحجر فأصابه ما أصابه ؟ فقال :وما الذي قال ؟ قلخخت لخخه :قخخال :يخخا عبخخد الخ
بطل حجك إنما هو حجر ل يضر ول ينفع ! فقال أبو عبد ال خ عليخخه السخخلم:
كذب ،ثم كذب ثم كذب إن للحجخخر لسخخانا ذلقخخا يخخوم القيامخخة ،يشخخهد لمخخن وافخخاه
بالموافاة ،ثم قال :إن ال تبارك وتعخخالى لمخخا خلخخق السخخماوات والرض خلخخق
بحرين :بحرا عذبا ،وبحرا اجاجا ،فخلق تربة آدم من البحر العخخذب ،وشخخن )
(2عليها من البحر الجاج ،ثم جبل آدم فعرك عرك الديم فتركه ما شاء ال
فلمخخا أراد أن ينفخخخ فيخخه الخخروح أقخخامه شخخبحا فقبخخض قبضخخة مخخن كتفخخه اليمخخن
فخرجوا كالذر فقال :هؤلء إلى الجنة ; وقبض قبضة من كتفه اليسر وقخخال:
هؤلء إلى النار ; فخخأنطق الخ عزوجخخل أصخخحاب اليميخخن وأصخخحاب اليسخخار،
فقال أهل اليسار :يا رب لما خلقت ) (3لنا النار ولم تبين لنا ولخخم تبعخخث إلينخخا
رسول ؟ فقال ال عزوجل لهخخم :ذلخخك لعلمخخي بمخخا أنتخم صخائرون إليخه ،وإنخي
سأبتليكم ،فأمر ال عزوجل النار فاسعرت ،ثم قال لهم :تقحموا
) (1في نسخة :واخذ ) (2في المصدر :سن .م ) (3في المصدر :لم خلقت .م
] [ 246
جميعا في النار فإني أجعلها عليكم بردا وسلما ،فقالوا :يا رب إنمخخا سخخألناك لي شخخئ
جعلتهخخا لنخا هربخخا منهخا ،ولخخو أمخخرت أصخخحاب اليميخخن مخخا دخلخخوا ; فخأمر الخ
عزوجل النار فاسعرت ثم قال لصخخحاب اليميخخن :تقحمخخوا جميعخخا فخخي النخخار،
فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلما فقال لهم (1) :ألسخخت بربكخخم ؟ قخخال
أصحاب اليمين :بلى طوعا ،وقال أصحاب الشخخمال بلخخى كرهخخا ; فأخخخذ منهخخم
جميعا ميثاقهم ،وأشهدهم على أنفسهم ; قال :وكان الحجر في الجنة فخخأخرجه
ال عزوجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم ،فذلك قوله عزوجخخل " :ولخخه أسخخلم
من في السموات والرض طوعا وكرهخخا وإليخخه ترجعخخون " فلمخخا أسخخكن الخ
عزوجل آدم الجنة وعصى أهبط ال عزوجل الحجخخر وجعلخخه فخخي ركخخن بيتخخه
وأهبط آدم عليه السلم على الصفا فمكث ما شاء ال ،ثم رآه في البيت فعرفه
وعرف ميثاقه و ذكخره فجخاء إليخه مسخرعا فخأكب عليخه وبكخى عليخه أربعيخن
صباحا تائبا من خطيئته ،ونادمخخا علخخى نقضخخه ميثخخاقه ; قخخال :فمخخن أجخخل ذلخخك
أمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر :أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لخخي
بالموافاة يوم القيامة " .ص - 36 " 147ع :ابن المتوكل ،عن السعد آبادي،
عن البرقي ،عن أبيه ،عن عبد ال ابن محمخخد الهمخخداني ،عخخن إسخخحاق القمخخي
قال :دخلت على أبي جعفر الباقر عليه السلم فقلت له :جعلت فداك أخخخبرني
عن المؤمن يزني ؟ قال :ل ،قلت :فيلوط ؟ قال :ل ،قلت :فيشخخرب المسخخكر ؟
قال :ل ،قلت :فيذنب ،قال :نعم ؟ قلخخت :جعلخخت فخخداك ل يزنخخي ول يلخخوط ول
يرتكب السيئات ،فأي شئ ذنبه ؟ فقال :يا إسحاق قخخال الخ تبخخارك وتعخخالى" :
الذين يجتنبون كبائر الثم و الفواحش إل اللمم " وقد يلم المؤمن بالشئ الخخذي
ليس فيه مراد .قلت :جعلت فداك أخبرني عن الناصب لكم يظهر بشئ أبخخدا ؟
قال :ل .قلت :جعلت فداك فقد أرى المؤمن الموحد الذي يقخخول بقخولي ويخدين
ال بوليتكم وليس بيني وبينه خلف يشرب المسكر ،ويزني ،ويلخخوط ،وآتيخخه
في حاجة واحدة فاصيبه معبس الوجه ،كامح اللون ،ثقيل فخخي حخخاجتى ،بطيئا
فيها ; وقد أرى
] [ 247
الناصب المخالف لما أنا عليه ويعرفني بخخذلك فخآتيه فخخي حاجخخة فاصخخيبه طلخخق الخخوجه،
حسن البشخخر ،متسخخرعا فخخي حخخاجتي ،فرحخخا بهخخا ،يحخخب قضخخاءها (1) ،كخخثير
الصخخلة ،كخخثير الصخخوم ،كخخثير الصخخدقة ،يخخؤدي الزكخخاة ،ويسخختودع فيخخؤدي
المانة ! .قال :يا إسحاق ليس تدرون من أين أوتيتم ؟ قلخخت :ل والخخ ،جعلخخت
فخخداك إل أن تخخخبرني ،فقخخال :يخخا إسخخحاق إن ال خ عزوجخخل لمخخا كخخان متفخخردا
بالوحدانية ابتدأ الشياء ل من شئ ،فخخأجرى المخخاء العخخذب علخخى أرض طيبخخة
طاهرة سبعة أيام مع لياليها ،ثم نضب الماء عنها فقبخخض قبضخخة مخخن صخخفاوة
ذلك الطين ،وهي طينتنا أهل البيت ،ثم قبض قبضة مخخن أسخخفل ذلخخك الطينخخة،
وهي طينة شيعتنا ،ثم اصطفانا لنفسه ،فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركخخت
طينتنخخا لمخخا زنخخى أحخخد منهخخم ،ول سخخرق ،ول لط ،ول شخخرب المسخخكر ،ول
اكتسب شيئا مما ذكرت ،ولكن ال عزوجل أجخرى المخاء المالخح علخى أرض
ملعونة سبعة أيام وليا لها ،ثم نضب الماء عنها ; ثم قبض قبضة ،وهي طينخخة
ملعونة من حمأ مسنون (2) ،وهي طينة خبال (3) ،وهي طينة أعخخدائنا ،فلخخو
أن ال عزوجل ترك طينتهم كما أخخخذها لخخم تروهخخم فخخي خلخخق الدمييخخن ،ولخخم
يقروا بالشهادتين ،ولم يصوموا ،ولم يصلوا ،ولم يزكوا ،ولم يحجخخوا الخخبيت،
ولم تروا أحدا منهخم بحسخن خلخق ،ولكخن الخ تبخارك وتعخالى جمخع الطينختين
طينتكم وطينتهم فخلطهمخخا وعركهمخخا عخخرك الديخخم ،ومزجهمخخا بالمخخائين فمخخا
رأيت من أخيك من شر لفظ أو زنا ،أو شئ مما ذكرت مخن شخرب مسخكر أو
غيره ،فليس من جوهريته ول من إيمانه ،إنما هخخو بمسخخحة الناصخخب اجخخترح
هذه السيئات التي ذكرت ; وما رأيت مخخن الناصخخب مخخن حسخخن وجخخه وحسخخن
خلق ،أو صخخوم ،أو صخخلة أو حخخج بيخخت ،أو صخخدقة ،أو معخخروف فليخخس مخخن
جوهريته ،إنما تلك الفاعيل من مسحة اليمان اكتسبها وهو اكتسخاب مسخحة
اليمان .قلت :جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فمه ؟ ) (4قال لي :يا إسخخحاق
أيجمع ال الخير
) (1كذا فخخي نسخخخة المصخخنف لكخخن الظخخاهر كمخخا فخخي بعخخض النسخخخ :فرحخخا بمخخا يحخخب
قضخخاءها (2) .الحمخخأ :الطيخخن السخخود المتغيخخر ،والمسخخنون :المنتخخن .وقيخخل:
المصور .والمصبوب المفرغ كأنه افرغ حتى صخخار صخخورة :(3) .الخيخخال
الفساد ،النقصان (4) .في نسخة :قسمه.
] [ 248
والشر في موضع واحد ؟ إذا كان يوم القيامة نزع ال عزوجخخل مسخخحة اليمخخان منهخخم
فردها إلى شيعتنا ،ونخخزع مسخخحة الناصخخب بجميخخع مخخا اكتسخخبوا مخخن السخخيئات
فردها على أعدائنا ،وعاد كل شئ إلى عنصخخره الول الخخذي منخخه ابتخخدأ ; أمخخا
رأيت الشمس إذا هي بدت أل ترى لها شعاعا زاجرا متصل بها أو بائنا منها
؟ قلت :جعلت فداك الشمس إذا هي غربت بدا إليها الشعاع كما بدا منها ،ولو
كان بائنا منها لما بدا إليها .قال :نعم يخخا إسخخحاق كخخل شخخئ يعخخود إلخخى جخخوهره
الذي منه بدا ،قلت :جعلت فداك تؤخذ حسخخناتهم فخخترد إلينخخا ؟ وتؤخخخذ سخخيئاتنا
فترد إليهم ؟ قال :إى وال الذي ل إله إل هو ; قلت :جعلت فخخداك أجخخدها فخخي
كتاب ال عزوجل ؟ قال :نعم يا إسحاق ; قلخخت :فخخي أي مكخخان ؟ قخخال لخخي :يخخا
إسحاق أما تتلو هذه الية ؟ " أولئك الذين يبدل ال سيئاتهم حسنات وكان ال خ
غفورا رحيما " فلم يبدل ال سيئاتهم حسخخنات إل لكخخم والخ يبخخدل لكخخم " .ص
" 167ايضاح :قال الجزري :في حديث الفك :وإن كنخت ألممخت ؟ ؟ بخذنب
فاستغفري ال أي قاربت .وقيل :اللمم مقاربة المعصية من غيخخر إيقخخاع فعخخل.
وقيل :هو من اللمم :صغار الذنوب .قوله :يظهخخر بشخخئ علخخى البنخخاء للمفعخخول
من أظهره بمعنى أعانه ،أي هل يعان بشئ من الخيخر ؟ ولعلخخه كخان )يظفخخر(
أو )يطهر( بالطاء المهملة .وقوله عليه السلم :أتيتم ،أي هلكتم ،وفخخي بعخخض
النسخ " أوتيتم " أي أتاكم الذنب .قوله عليه السلم :شعاعا زاجخرا أي شخديدا
يزجر البصر عن النظر .قوله :بدا إليها لعله ضمن معنى النتهاء - 37 .ير:
عمران بن موسى ،عن موسى بن جعفر ،عن علي بن سعيد ،عن إبراهيم بن
إسحاق ،عن الحسين بن زيد (1) ،عن جعفر بن محمد ،عن جده عليه السلم
قال :قال علي بن الحسين عليه السلم :إن ال بعث جبرئيخخل إلخخى الجنخخة فأتخخاه
بطينة من طينها،
) (1هو الحسين بن زيد بن على بن الحسين عليه السلم ،الملقب بخخذى الدمعخخة ،الخخذى
تبناه ورباه أبو عبد ال عليه السلم ،وزوجخخه بنخخت الرقخخط .وفخخى البصخخائر
المطبوع " على بن معبد " بدل " على بن سعيد " ويؤيد ذلك ما حكى عخخن
جامع الرواة أن الصواب موسى بن جعفر ،عن على بخخن معبخخد ; دون علخخى
بن سعيد(*) .
] [ 249
وبعث ملك الموت إلى الرض فجاءه بطينخخة مخخن طينهخخا ; فجمخخع الطينخختين ثخخم قسخخمها
نصفين ،فجعلنا من خير القسمين ،وجعخخل شخخيعتنا مخخن طينتنخخا ،فمخخا كخخان مخخن
شيعتنا مما يرغب بهم عنه ) (1من العمال القبيحخخة فخخذاك ممخا خخالطهم مخن
الطينة الخبيثة ومصيرها إلخخى الجنخخة ،ومخخا كخخان فخخي عخخدونا مخخن بخخر وصخخلة
وصوم ومن العمال الحسنة فذاك لما خالطهم من طينتنا الطيبخخة ومصخخيرهم
إلى النار " .ص - 38 " 5ير :عبد ال بن محمد ،عن إبراهيخخم بخخن محمخخد،
عن مسعود بخخن يوسخخف بخخن كليخخب ،عخخن الحسخخن بخخن حمخخاد ،عخخن فضخخيل بخخن
الزبير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :يا فضيل أمخخا علمخخت أن رسخخول ال خ
صلى ال عليه وآله قال :إنا أهل بيت خلقنا من عليين ،وخلق قلوبنا من الخخذي
خلقنا منه ،وخلق شيعتنا من أسفل من ذلخك ،وخلخق قلخوب شخيعتنا منخه ; وإن
عدونا خلقوا من سجين ،وخلق قلوبهم من الذي خلقوا منه ،وخلق شيعتهم من
أسفل من ذلك ،و خلق قلوب شيعتهم من الذي خلقوا منخخه (2) ،فهخخل يسخختطيع
أحد من أهل عليين أن يكون من أهل سجين ؟ وهخخل يسخختطيع أهخل سخجين أن
يكونوا من أهل عليين ؟ ! " .ص - 39 " 5ير :عنه ،عن محمد بن الحسين،
عن الحسن بن محبوب ،عن سيف بن عميرة ،عن أبي بكر الحضرمي ،عخخن
علي بن الحسين عليهما السلم أنه قال :أخذ ال ) (3ميثاق شيعتنا معنخخا علخخى
وليتنا ل يزيدون ول ينقصون :إن ال خلقنا من طينخخة علييخخن وخلخخق شخخيعتنا
من طينة أسفل من ذلك وخلق عدونا من طينخخة سخخجين ،وخلخخق أوليخخاءهم مخخن
طينة أسفل من ذلك " .ص - 40 " 5ير :أحمد بن محمد ،عمن رواه ،عخخن
أحمد بن عمرو الجبلي ،عن إبراهيم بن عمران ،عن محمخخد بخخن سخخوقة ،عخخن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال خلقنا من طينة عليين ،وخلق قلوبنخخا مخخن
طينة فوق عليين ،وخلق شيعتنا من طينة أسفل من ذلخخك ،وخلخخق قلخخوبهم مخخن
طينة عليين ،فصارت قلوبهم تحن إلينخخا لنهخخا منخخا ،وخلخخق عخخدونا مخخن طينخخة
سجين ،وخلق قلوبهم من طينة أسفل من سجين ،وإن الخ راد كخخل طينخخة إلخخى
معدنها فرادهم إلى عليين ،ورادهم إلى سجين.
) (1مما يرغب به عنهم )ظ( (2) .في المصدر :مما خلقوا منه .م ) (2فخخي المصخخدر:
قد أخذ ال .م
] [ 250
ير :أحمد بن محمد ،عن الحسن بن موسى ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بخخن
كثير ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال " :وإذ أخذ ربك مخخن بنخخي آدم
من ظهورهم ذريتهم " إلى آخر الية ،قال :أخخخرج ال خ مخخن ظهخخر آدم ذريتخخه
إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر ) (1فعرفهم نفسه ،ولول ذلك لخخن يعخخرف )(2
أحد ربه ثم قال " :ألست بربكخخم " قخالوا بلخخى ،وإن هخذا محمخخد رسخولي(3) ،
وعلخخي أميخخر المخخؤمنين خليفخختي وأمينخخي " .ص - 42 " 20يخخر :بعخخض
أصحابنا ،عن محمد بن الحسين ،عن علي بن أسباط ،عخخن علخخي بخخن معمخخر،
عن أبيه قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عخخن قخخول الخ تبخخارك وتعخخالى" :
هذا نذير من النذر الولى " قال :يعنى به محمدا صلى الخ عليخخه وآلخخه حيخخث
دعاهم إلى القرار بال في الذر الول " .ص - 43 " 23سن :ابن محبوب،
) (4عن ابن رئاب ،عن بكير قال :كان أبو جعفر عليه السخلم يقخخول :إن الخ
تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولية لنا وهخخم ذر يخخوم أخخخذ الميثخخاق علخخى
الذر بالقرار له بالربوبية ،ولمحمد بالنبوة ،وعرض علخخى محمخخد صخخلى الخ
عليه وآله أمته في الظل ) (5وهم أظلة ،وخلقهم من الطينخخة الخختي خلخخق منهخخا
آدم وخلق أرواح شيعتنا قبل أبخخدانهم بخألفى عخخام ،وعرضخهم عليخخه ،وعرفهخخم
رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه وعلخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم ونحخخن
نعرفهخخم فخخي لحخخن القخخول " .ص " 24ورواه عثمخخان بخخن عيسخخى ،عخخن أبخخي
الجراح ،عن أبي الحسن عليه السخخلم وزاد فيخخه :وكخخل قلخخب يحخخن إلخخى بخخدنه.
شى :عن بكير مثله - 44 .سن :أبي ،عن القاسخخم بخخن محمخخد ،عخخن البطخخائني،
عن أبي بصير ،عن أبي جعفر
) (1في المصدر :فخرجوا إلى يوم القيمة كالذر .م ) (2في المصدر :لم يعرف .م )(3
في المصدر :وان هذا محمد رسول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه وعلخخى أميخخر
المؤمنين )ع( .م ) (4فخخي المصخخدر :احمخخد بخخن محمخخد ومحمخخد بخخن الحسخخين
جميعا عن ابن محبوب .م ) (5في المصدر :في الطين .م
] [ 251
عليه السلم قال :ل تخاصموا الناس فإن الناس لو اسخختطاعوا أن يحبونخخا لحبونخخا ،إن
ال أخذ ميثاق النفس ) (1فل يزيد فيهم أحد أبدا ،ول ينقص منهم أحد أبخخدا" .
ص - 45 " 136سن :محمد بن علي ،عن إسماعيل بن يسار ،عن عثمخخان
بن يوسف ،عن عبد ال بخخن كيسخان قخخال ،قلخت لبخخي عبخد الخ عليخه السخلم:
جعلت فداك أنا مولك عبد ال بن كيسان فقال :أما النسب فأعرفه ،وأما أنخخت
فلست أعرفك ; قال :قلت :ولدت بالجبخخل (2) ،و نشخخأت بخخأرض فخخارس وأنخخا
أخالط الناس في التجارات وغير ذلك ،فأرى الرجخخل حسخخن السخخمت ،وحسخخن
الخلق والمانة ،ثم افتشخخه فافتشخخه عخخن عخخداوتكم :وأخخخالط الرجخخل وأرى فيخخه
سوء الخلق ،وقلة أمانة وزعارة ثم افتشه فافتشه عخخن وليتكخخم ،فكيخخف يكخخون
ذلك ؟ فقال (3) :أما علمت يابن كيسان أن ال تبارك وتعالى أخخخذ طينخخة مخخن
الجنة ،وطينة من النار فخلطهما جميعا ،ثم نزع هذه من هخخذه فمخخا رأيخخت مخخن
أولئك من المانة وحسن السمت وحسن الخلق فمما مسخختهم مخخن طينخخة الجنخخة
وهم يعودون إلى ما خلقوا منه ،وما رأيت من هؤلء من قلخخة المانخخة وسخخوء
الخلق والزعارة فمما مستهم من طينة النار ،وهم يعودون إلى ما خلقوا منخخه.
" ص " 137 - 136بيان :قوله عليه السخخلم :فلسخخت أعرفخخك أي بالتشخخيع،
والزعارة بالتشديد وقد يخفف شراسة الخلق - 46 .سن :أبي ،عن عبد ال بن
القاسم ،عمن حدثه قال :قلخخت لبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم :أرى الرجخخل مخخن
أصحابنا ممن يقول بقولنا خبيث اللسان ،خبيث الخلطة ،قليل الوفاء بالميعاد،
فيغمني غما شديدا ! وأرى الرجل من المخالفين علينا حسخخن السخخمت ،حسخخن
الهدي (4) ،وفيا بالميعاد ،فأغتم غمخخا ! ) (5فقخخال :أو تخخدري لخخم ذاك ؟ قلخخت:
ل ،قال:
) (1هكذا في نسخ من البحار ،وفى المحاسخخن المطبخخوع )النخخاس( وفخخى هخخامش نسخخخة
المصنف) :الشيعة ظ( بخطخخه الشخخريف قخخدس سخخره (2) .يطلخخق بلد الجبخخل
على مدن بين آذربيجان وعراق العرب ،وخوزستان وفارس ،وبلد الخديلم.
) (3فخخي المصخخدر :فقخخال لخخى .م ) (4الهخخدى :الطريقخخة ; السخخيرة (5) .فخخي
المصدر :فاغتم لذلك عما شديدا .م
] [ 252
إن ال خلق الطينتين فعركهما -وقال بيده هكذا راحتيه جميعا واحدة على الخرى .ثم
فلقهما فقال :هذه إلى الجنة ،وهذه إلى النار ول أبالى ،فالذي رأيت من خبخخث
اللسان والبذاء وسوء الخلطة وقلة الوفاء بالميعخخاد مخن الرجخخل الخخذي هخخو مخن
أصحابكم ،يقول بقولكم فبما التطخ بهذه مخخن الطينخخة الخبيثخخة وهخخو عخخائد إلخخى
طينته ; والذي رأيت من حسن الهدي وحسن السمت وحسن الخلطة والوفخخاء
بالميعاد من الرجخخال مخخن المخخخالفين فبمخخا التطخخخ بخخه مخخن الطينخخة .فقلخخت(1) :
فرجت عني فخرج الخ عنخك " .ص - 47 " 138 - 137سخن :يحيخى بخن
إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن جده ،عن رجخخل مخخن أصخخحابه يقخخال لخخه:
عمران أنه خرج في عمرة زمن الحجاج فقلت له :هل لقيخت أبخا جعفخر عليخه
السلم قال :نعم ،قلت :فما قال لك ؟ قال :قال لي :يا عمران ما خبر النخخاس ؟
فقلت :تركت الحجاج يشخختم أبخاك علخخى المنخخبر -أعنخي علخي بخن أبخي طخالب
صلوات ال عليه -فقال :أعداء ال يبدهون سبنا ! أما إنهخم لخو اسختطاعوا أن
يكونوا من شيعتنا لكانوا ،ولكنهم ل يستطيعون ; إن ال أخخخذ ميثاقنخخا وميثخخاق
شيعتنا ونحن وهم أظلة ،فلو جهد الناس أن يزيدوا فيه ) (2رجل أو ينقصخخوا
منه ) (3رجل ما قدروا على ذلك " .ص " 136 - 135بيان :يبدهون بالباء
أي يأتون به بديهة وفجأة بل روية ،وفي بعض النسخخخ بخخالنون ،يقخخال :نخخدهت
البل أي سقتها مجتمعة ،والندهة بالضم والفتح :الكثرة من المال - 48 .سن:
علي بن الحكم ،عن أبان ،عن زرارة ،عن أبي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال :لخخو
علم الناس كيخخف كخان ابتخداء الخلخق لمخخا اختلخف إثنخان .فقخخال :إن الخ تبخارك
وتعالى قبخخل أن يخلخخق الخلخخق قخخال :كخخن مخاءا عخخذبا أخلخخق منخخك جنخختي وأهخخل
طاعتي .وقال :كن ماءا ملحا أجاجخخا أخلخخق منخخك نخخاري وأهخخل معصخخيتي ،ثخخم
امرهما فامتزجا ،فمن ذلك صار يلد المخخؤمن كخخافرا والكخخافر مؤمنخخا ،ثخخم أخخخذ
طين آدم من أديم الرض فعركه عركا شديدا فإذا
) (1في المصدر :من الطينة الطيبة فقلت جعلت فداك .م ) (2في المصخخدر :فيهخخم .م )
(3في المصدر :منهم .م
] [ 253
هم في الذر يدبون ،فقال لصحاب اليمين :إلى الجنخخة بسخخلم ،وقخخال لصخخحاب النخخار:
إلى النار ول أبالي ،ثم أمر نارا فأسعرت فقال لصخخحاب الشخخمال :ادخلوهخخا،
فهابوها وقال لصحاب اليمين :ادخلوها ،فدخلوها :فقال كوني بخخردا وسخخلما
فكانت بردا وسلما ; فقال أصحاب الشمال :يا رب أقلنا (1) ،فقال :قد أقلتكم
فادخلوها ،فذهبوا فهابوها ،فثم ثبتت الطاعة والمعصخخية ،فل يسخختطيع هخخؤلء
أن يكونوا من هؤلء ول هؤلء أن يكونخخوا مخخن هخخؤلء " .ص " 282بيخخان:
قوله عليه السخلم :لمخا اختلخف اثنخان أي فخي مسخألة القضخاء والقخدر ،أو لمخا
تنازع اثنان في أمر الدين - 49 .سن :عبد ال بن محمد النهيكي ،عن حسان،
عن أبيه ،عن أبى إسحاق السخخبيعي ،عخخن أبخخي جعفخخر وأبخخي عبخخد الخ عليهمخخا
السلم قال :كان في بدء خلق ال أن خلق أرضا وطينخخة وفجخخر منهخخا ماءهخخا،
وأجرى ذلك الماء على الرض سبعة أيام ولياليها ،ثم نضب الماء عنهخخا ،ثخخم
أخذ من صفوة تلك الطينة وهي طينة الئمة ،ثم أخذ قبضة أخرى مخخن أسخخفل
تلك الطينة وهي طينة ذرية الئمة وشخخيعتهم ،فلخخو تركخخت طينتكخخم كمخخا تخخرك
طينتا لكنتم أنتم ونحخن شخيئا واحخدا ،قلخت :فمخا صخنع بطينتنخا ؟ قخال :إن الخ
عزوجل خلق أرضا سبخة ،ثم أجرى عليها ماءا أجاجخخا ،أجراهخخا سخخبعة أيخخام
ولياليها ،ثم نضب عنها الماء ،ثم أخذ من صفوة تلك الطينة وهي طينخخة أئمخخة
الكفر فلو تركت طينة عدونا كما أخذها لخخم يشخخهدوا الشخخهادتين :أن ل إلخخه إل
ال ،وأن محمدا رسول ال ،ولخخم يكونخخوا يحجخخون الخخبيت ،ول يعتمخخرون ،ول
يؤتون الزكاة ،ول يصدقون ،ول يعملون شيئا من أعمال البر .ثخخم قخخال :أخخخذ
ال طينة شيعتنا وطينة عدونا فخلطهما وعركهما عخخرك الديخخم ،ثخخم مزجهمخخا
بالماء ،ثم جذب هذه من هذه ،وقال :هذه في الجنة ول ابالي ،وهذه فخخي النخخار
ول أبالى ،فما رأيت في المؤمن من زعارة وسخخوء الخلخخق واكتسخخاب سخخيئات
فمن تلك
] [ 254
السبخة ) (1التي مازجته من الناصب ،وما رأيخخت مخن حسخن خلخق الناصخخب وطلقخخة
وجهه وحسن بشره وصخخومه وصخخلته فمخخن تلخخك السخخبخة الخختي أصخخابته مخخن
المؤمن " .ص - 50 " 283 - 282نهج :من كلم له روى اليمامي ،عخن
أحمد بن قتيبة ،عن عبد ال بن يزيد ،عن مالك بن دحية قخخال :كنخخا عنخخد أميخخر
المؤمنين علي عليه السلم وقد ذكخخر عنخخده اختلف النخخاس :إنمخخا فخخرق بينهخخم
مبادي طينتهم ،وذلك أنهم كخانوا فلقخخة مخن سخبخ أرض وعخخذبها ،وحخخزن )(2
تربة وسهلها ،فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون ،وعلخخى قخخدر اختلفهخخا
يتفاوتون ،فتام الرواء ناقص العقل ،وماد القامخخة ) (3قصخخير الهمخخة ،وزاكخخي
العمل قبيح المنظر ،وقريخخب القعخخر بعيخخد السخخبر ،ومعخخروف الضخخريبة منكخخر
الجليبة ،وتائه القلب متفرق اللب ،وطليخق اللسخان حديخخد الجنخان .بيخخان :قخخوله
عليه السلم :إنما فرق بينهم قال ابن ميثم :أي تقاربهم في الصخخور والخلق
تابع لتقارب طينهم وتقارب مباديه وهي السهل والحخخزن ،والسخخبخ والعخخذب ;
وتفاوتهم فيها لتفاوت طينهم ومباديه المذكورة .وقال أهخخل التأويخخل :الضخخافة
بمعنخخى اللم أي المبخخادي لطينهخم ،كنايخة عخخن الجخخزاء العنصخخرية الختي هخي
مبادي المركبات ذوات المزجة ،والسبخ كناية عن الحخخار اليخخابس ،والعخخذب
عن الحار الرطب ،والسهل عن البارد الرطب والحخخزن عخخن البخخارد اليخخابس.
والفلقة :القطعة والشق من الشئ ،والرواء :المنظر الحسن ،وقريب القعر أي
قصير .بعيد السبر أي داهية يبعد اختبار باطنه يقخخال :سخخبرت الرجخخل أسخخبره
أي اختبرت باطنه وغوره .والضريبة الخلق والطبيعخخة .والجليبخخة :مخخا يجلبخخه
النسان ويتكلفه أي خلقه حسخخن يتكلخخف فعخخل القبيخخح ،وحملخخه ابخخن ميثخخم علخخى
العكخخس ،وقخخال :متفخخرق اللخخب أي يتبخخع كخخل نخخاعق .ثخخم قخخال :الخمسخخة الول
ظاهرهم مخالف لباطنهم ،والخيرتان ليستا على تلك الخخوتيرة ،ذكرتخخا لتتميخخم
القسام - 51 .شى :عن زرارة قال :قلخت لبخي جعفخر عليخه السخلم :أرأيخت
حين أخذ ال الميثاق
) (1سخخبخ الرض :مالحهخخا (2) .الحخخزن بفتخخح الحخخاء :الخشخخن ضخخد السخخهل (3) .مخخاد
القامة :طويلها.
] [ 255
على الذر في صلب آدم فعرضهم على نفسه كانت معاينة منهم له ؟ ) (1قخخال :نعخخم يخخا
زرارة وهخخم ذر بيخخن يخخديه (2) ،وأخخخذ عليهخخم بخخذلك الميثخخاق بالربوبيخخة لخخه،
ولمحمد صلى ال عليه وآله بالنبوة ثم كفل لهخخم بخخالرزاق ،وأنسخخاهم رؤيتخخه،
وأثبت في قلوبهم معرفته ،فلبد من أن يخرج ال إلى الدنيا كل من أخذ عليخخه
الميثاق ،فمن جحد ما أخذ عليه الميثاق لمحمد صلى ال عليخخه وآلخخه لخخم ينفعخخه
إقراره لربه بالميثاق ،ومن لم يجحد ميثاق محمخخد نفعخخه الميثخخاق لربخخه- 52 .
شى :عن عمار بن أبخي الحخخوص ،عخن أبخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم :إن الخ
تبارك و تعالى خلق في مبتدأ الخلق بحريخن :أحخدهما عخذب فخرات ،والخخر
ملح أجاج ،ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفخخرات ثخم أجخخراه علخخى البحخخر
الجاج فجعله حمأ مسنونا وهو خلق آدم ،ثم قبض قبضة من كتف آدم اليمن
فذرأها في صلب آدم ،فقال :هؤلء في الجنة ول أبالي ،ثم قبخخض قبضخخة مخخن
كتف آدم اليسر فذرأها في صلب آدم ،فقال :هخؤلء فخي النخار ول أبخالي ول
أسأل عما أفعل ،ولي في هؤلء البداء بعد (3) ،وفي هؤلء وهؤلء سيبتلون
; قال أبو عبد ال عليه السلم :فاحتج يومئذ أصخخحاب الشخخمال وهخخم ذر علخخى
خالقهم فقالوا :يا ربنا بم أوجبت لنا النار -وأنت الحكخخم العخخدل -مخخن قبخخل أن
تحتج علينا ،وتبلونا بالرسل ،وتعلم طاعتنا لك ومعصخخيتنا ؟ فقخخال الخ تبخخارك
وتعالى :فأنا أخبركم بالحجة عليكخخم الن فخخي الطاعخخة والمعصخخية ،والعخخذار
بعد الخبار .قال أبو عبد ال عليه السلم :فأوحى ال إلى مالك خخخازن النخخار:
أن مر النار تشهق ،ثم تخرج عنقا منها ) (4فخرجت لهخخم ،ثخخم قخخال الخ لهخخم:
ادخلوها طائعين ،فقالوا :ل ندخلها طخخائعين ! ثخخم قخخال :ادخلوهخخا طخخائعين ،أو
لعذبنكم بها كخارهين ،قخالوا :إنخا هربنخا إليخك منهخا ،وحاججنخاك فيهخا حيخث
أوجبتها علينا ،وصيرتنا من أصحاب الشمال ،فكيف ندخلها
) (1أراد من المعاينة الشهود اليقيني والحضور العلمي ،ل المشاهدة والرؤيخخة بخخالعين
الجسماني لظهخخور انتفخخاء شخخرائط الرؤيخخة مخخن وجخخود الباصخخرة لهخخم هنخخاك،
والجسمية له تعالى (2) .أي متفرق بين يديه أي فخي الرض ،والخخذر أيضخا
بمعنى النسل (3) .وفى نسخة :ولخخى فخخي هخخؤلء البلء بعخخد (4) .أي قطعخخة
وجماعة منها.
] [ 256
طائعين ؟ ولكن أبدا أصحاب اليمين في دخولها ،كي تكون قد عدلت فينا وفيهخخم ; قخخال
أبو عبد ال عليه السلم :فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه فقال :ادخلخخوا
هذه النار طخخائعين قخخال :فطفقخخوا يتبخخادرون فخخي دخولهخخا فولجخخوا فيهخخا جميعخخا
فصيرها ال عليهم بردا وسلما ،ثم أخرجهم منهخا ثخم إن الخ تبخارك وتعخالى
نادى في أصحاب اليمين وأصخخحاب الشخخمال :ألسخخت بربكخخم ؟ فقخال أصخخحاب
اليميخخن :بلخخى يخخا ربنخخا نحخخن بريتخخك وخلقخخك مقريخخن طخخائعين ،وقخخال أصخخحاب
الشمال :بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين ! وذلك قول ال " :وله أسخخلم
من في السموات والرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " قال :توحيدهم لخخ.
- 53شى :عن عثمان بن عيسى ،عن بعض أصحابه ،عنه قال :إن ال خ قخخال
لماء :كن عذبا فراتا أخلق منك جنتي وأهخخل طخخاعتي ،وقخخال لمخخاء :كخخن ملحخخا
أجاجا أخلق منك نخخاري وأهخخل معصخخيتي ،فخخأجرى المخخائين علخخى الطيخخن ،ثخخم
قبض قبضة بهذه -وهي يمين -فخلقهم خلقا كالذر ،ثم أشهدهم على أنفسخخهم:
ألست بربكم وعليكم طاعتي ؟ قالوا :بلى ،فقال للنخخار :كخخوني نخخارا ،فخخإذا نخخار
تأجج ،وقال لهم قعوا فيهخخا ،فمنهخم مخخن أسخخرع ،ومنخه مخن أبطخخأ فخي السخخعي،
ومنهم من لم يرم مجلسه ،فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها منهم أحخد ،ثخخم
قبض قبضة بهذه فخلقهم خلقا مثل الذر ،مثل أولئك ،ثم أشهدهم علخخى أنفسخخهم
مثل ما أشهد الخرين ،ثم قخخال لهخخم :قعخخوا فخخي هخخذه النخخار ،فمنهخخم مخخن أبطخخأ،
ومنهم من أسرع ،ومنهم مخخن مخخر بطخخرف العيخخن ،فوقعخخوا فيهخخا كلهخخم ،فقخخال:
أخرجوا منها سالمين ،فخرجوا لم يصبهم شئ ; وقال الخرون :يا ربنا أقلنخخا
نفعل كما فعلوا ،قال :قد أقلتكم ،فمنهم من أسرع في السعي ،ومنهم من أبطأ،
ومنهم من لم يرم مجلسه ،مثل ما صنعوا في المرة الولى ; فذلك قخخوله :ولخخو
ردوا لعادوا لما نهخخوا عنخخه وإنهخخم لكخخاذبون .بيخخان :يقخخال :رام يريخخم :إذا بخخرح
وزال من مكانه ،وأكثر ما يستعمل في النفي - 54 .شى :خالد ،عن أبي عبخخد
ال عليخخه السخلم قخال :ولخخو ردوا لعخادوا لمخا نهخخوا عنخخه ،إنهخم ملعونخون فخخي
الصل - 55 .شى :عن زرارة وحمران ومحمد بخخن مسخخلم ،عخخن أبخخي جعفخخر
وأبي عبد ال عليهما السلم
] [ 257
عن قول ال " :ونقلب أفئدتهم وأبصارهم " إلى آخر الية :أما قوله " :كما لخخم يؤمنخخوا
به أول مرة " فخخإنه حيخخن أخخخذ عليهخم الميثخاق - 56 .شخى :عخن رفاعخخة قخال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال " :وإذا أخذ ربك من بنخخي آدم مخخن
ظهورهم ذريتهم " قال :نعم أخذ ال الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا
-وقبض يده - 57 .-شى :عخن أبخخي بصخخير قخال :قلخخت لبخي عبخخد الخ عليخخه
السلم :كيف أجابوا وهم ذر ؟ قال :جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه -يعني في
الميثاق .-بيان :أي تعلقت الرواح بتلك الذر وجعل فيهم العقخخل وآلخخة السخخمع
وآلخخة النطخخق حخختى فهمخخوا الخطخخاب وأجخخابوا وهخخم ذر - 58 (1) .شخخى :عخخن
زرارة قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزو جل " :وإذا أخخخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم " إلى " قالوا بلى " قال :كان محمد عليه وآله
السلم أول من قال :بلى ; قلت :كانت رؤية معاينة ؟ قال :ثبتت المعرفخخة فخخي
قلوبهم وأنسوا ذلك الميثاق وسيذكرونه بعد ،ولول ذلك لم يدر أحد من خخخالقه
ول من يرزقه - 95 .شى :عن زرارة أن رجل سأل أبا عبد ال عليه السخخلم
عن قول ال " :وإذ أخخخذ ربخخك مخخن بنخخي آدم مخخن ظهخخورهم ذريتهخخم " فقخخال -
وأبوه يسمع :-حدثني أبي أن ال تعالى قبض قبضخة مخن تخراب التربخة الختي
خلق منها آدم ،فصب عليها الماء العذب الفرات ،فتركها أربعين صخخباحا ،ثخخم
صب عليها الماء المالح الجاج فتركها أربعين صباحا ،فلما اختمرت الطينخخة
أخذها تبارك وتعالى فعركها عركا شديدا ،ثم هكذا -حكى ) (2بسخخط كفيخخه -
فخرجوا كالذر من يمينه وشماله فخخأمرهم جميعخخا أن يقعخخوا فخخي النخخار ،فخخدخل
أصحاب اليميخخن فصخخارت عليهخخم بخخردا وسخخلما ،وأبخخى أصخخحاب الشخخمال أن
يدخلوها.
) (1ظاهر الرواية لسان الحال ،أو أنهم كانوا على خلقة لخخو تزلخخوا منخخزل الخخدنيا ظهخخر
ذلك منهم في صورة السؤال والجواب ،وأما ما ذكره رحمه ال خ فبعيخخد عخخن
سياق الخبر ولو صح لكان هو الخلق الخدنيوي بعينخه .ط ) (2حكخى العقخدة:
شدها.
] [ 258
بيان :قوله عليه السلم :من يمينه وشماله أي من يميخخن الملخخك المخخأمور بهخخذا المخخر و
شماله ،أو من يمين العرش وشماله ،أو استعار اليمين للجهة التي فيها اليمخخن
والبركة وكذا الشمال بعكس ذلك - 60 .شى :عن أبي بصير ،عخخن أبخخي عبخخد
ال عليه السلم في قول ال " ألست بربكم قالوا بلى " :قلت :قالوا بألسنتهم ؟
قال :نعم وقالوا بقلوبهم ; فقلت :وأي شئ كانوا يومئذ ؟ قخخال :صخخنع منهخخم مخخا
اكتفى به - 61 .شى :عن زرارة قال :سألت أبا جعفر عليه السخخلم عخخن قخخول
ال " :وإذ أخذ ربك من بني آدم " إلى " أنفسهم " قال :أخرج ال خ مخخن ظهخخر
آدم ذريته إلى يخخوم القيامخخة ،فخرجخخوا كالخخذر ،فعرفهخخم نفسخخه ،وأراهخخم نفسخخه،
ولول ذلك ما عرف أحد ربه ،وذلك قوله " :ولئن سألتهم من خلخخق السخخموات
والرض ليقولن ال " - 62 .شى :عخخن الصخخبغ بخخن نباتخخة ،عخخن علخخي عليخخه
السلم قال :أتاه ابخخن الكخخواء ) (1فقخخال :يخخا أميخخر المخخؤمنين أخخخبرني عخخن الخ
تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقخخال علخخي :قخخد كلخخم الخ
جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب .فثقل ذلخخك علخخى ابخخن الكخخواء
ولم يعرفه ،فقال له :كيف كان ذلك يا أمير المخخؤمنين ؟ فقخخال لخخه :أو مخخا تقخخرأ
كتاب ال إذ يقول لنبيه " :وإذ أخذ ربخخك مخخن بنخخي آدم مخخن ظهخخورهم ذريتهخخم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " ؟ فقد أسمعكم كلمخخه ،و ردوا
عليه الجواب كما تسمع في قول ال -يابن الكواء " -قالوا بلخى " فقخال لهخخم:
إني أنا ال ل إله إل أنا ،وأنا الرحمن ،فاقروا لخخه بالطاعخخة والربوبيخخة ،وميخخز
الرسل والنبياء والوصياء ،وأمر الخلق بطاعتهم ،فأقروا بذلك في الميثاق،
فقالت الملئكة عند إقرارهم بخخذلك :شخخهدنا عليكخخم يخخا بنخخي آدم ان تقولخخوا يخخوم
القيامة إنا كنا عن هذا غافلين - 63 .قال أبو بصير :قلت لبي عبد ال خ عليخخه
السلم أخبرني عن الذر وحيث أشهدهم علخخى أنفسخخهم ألسخخت بربكخخم ؟ قخخالوا:
بلى ،وأسر بعضهم خلف ما أظهر ،قلت :كيف علموا
] [ 259
القول حيث قيل لهم :ألست بربكم ؟ قال :إن ال جعل فيهم ما إذا سألهم أجخخابوه- 64 .
شى :عن زرارة وحمران ،عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السخخلم قخخال:
إن ال خلق الخلق وهي أظلة ،فأرسخخل رسخخوله محمخخدا صخخلى الخ عليخخه وآلخخه
فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه ،ثم بعثه في الخلق الخر فآمن به مخخن كخخان
آمن به في الظلة وجحده من جحد به يومئذ ،فقال :ما كانو ليؤمنوا بما كذبوا
به من قبل - 65 .شى :عن أبي بصير ،عخخن أبخخى عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخي
قوله " :ثم بعثنا من بعده رسل إلى قومهم " إلى " بمخخا كخخذبوا بخخه مخخن قبخخل "
قال :بعث ال الرسل إلى الخلق وهم فخخي أصخخلب الرجخخال ،وأرحخخام النسخخاء،
فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك ،ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك - 66 .شى:
عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن ال تبارك وتعالى
هبط إلى الرض في ظلل من الملئكة على آدم وهو بواد يقال لخخه :الروحخخاء
وهو واد بين الطائف ومكة ،قال :فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته وهخخم
ذر ،قال :فخرجوا كما يخرج النحل من كورها .فاجتمعوا على شفير الخخوادي
) (1فقخخال الخ لدم :انظخخر مخخاذا تخخرى فقخخال آدم :أرى ذرا كخخثيرا علخخى شخخفير
الوادي ،فقال ال :يا آدم هخخؤلء ذريتخخك ،أخرجتهخخم مخخن ظهخخرك لخخخذ عليهخخم
الميثاق لي بالربوبية ،ولمحمد بالنبوة ،كما آخذه عليهم في السماء ; قال :آدم:
يا رب وكيف وسعتهم ظهري ؟ قال ال :يا آدم بلطف صنيعي ونافذ قدرتي ;
قال آدم :يا رب فما تريد منهم في الميثاق ؟ قال ال :أن ل يشركوا بخخي شخخيئا،
قال آدم :فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه ؟ قال :اسخخكنه جنخختي ; قخخال آدم:
فمن عصاك فما جزاؤه ؟ قال :أسكنه ناري ،قال آدم :يا رب لقد عدلت فيهخخم،
وليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم .بيخخان :هبخخط إلخخى الرض أي هبخخط ونخخزل
أمره ووحيخخه مخخع طخخوائف كخخثيرة مخخن الملئكخخة شخخبههم بالظلخخل فخخي وفخخورهم
وكثرتهم وتراكمهم ،والظلل جمع الظلة وهي ما أظلك من
) (1الشفير :ناحية كل شئ ،ومن الوادي :ناحية من أعله.
] [ 260
سحاب ونحوه ،وهذا مثل قوله تعالى " :هل ينظرون إل أن يخخأتيهم ال خ فخخي ظلخخل مخخن
الغمام والملئكة " ) (1والمسح :كناية عخخن شخخمول اللطخخف والرحمخخة- 67 .
كشف :من كتاب دلئل الحميري ،عن أبخي هاشخم الجعفخري قخال :كنخت عنخد
أبي محمد عليه السلم فسأله محمد بن صالح الرمنخخي عخخن قخخول الخخ " :وإذ
أخذ ربك مخخن بنخخي آدم مخخن ظهخخورهم ذريتهخخم وأشخخهدهم علخخى أنفسخخهم ألسخخت
بربكم قالوا بلى شهدنا " قال أبو محمد عليه السلم ثبتت المعرفة ونسوا ذلخخك
الموقف وسيذكرونه ،ولول ذلك لم يدر أحد من خخخالقه ول مخخن رازقخخه ; قخخال
أبو هاشم :فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى ال وليه وجزيخخل مخخا
حمله ،فأقبل أبو محمد علي فقال :المر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشخخم و
أعظم ! ما ظنك بقوم مخخن عرفهخخم عخخرف الخخ ،ومخخن أنكرهخخم أنكخخر الخ ؟ فل
مؤمن إل وهو بهخخم مصخخدق وبمعرفتهخخم مخخوقن " .ص " 306بيخخان اعلخخم ان
أخبار هذا البخخاب مخخن متشخخابهات الخبخخار ،ومعضخخلت الثخخار ،و لصخخحابنا
رضي ال عنهم فيها مسالك .منها ما ذهب إليه الخبخخاريون ،وهخخو أنخخا نخخؤمن
بهخا مجمل ،ونعخترف بالجهخل عخن حقيقخة معناهخا ،وعخن أنهخا مخن أي جهخة
صدرت ،ونرد علمه إلى الئمة عليهم السلم .ومنها أنها محمولة على التقيخخة
لموافقتها لروايات العامة ولما ذهبت إليخه الشخاعرة وهخم جلهخم ،ولمخالفتهخا
ظاهرا لما مر من أخبار الختيار والستطاعة .ومنها أنهخخا كنايخخة عخخن علمخخه
تعالى بما هم إليه صائرون ،فإنه تعالى لما خلقهخم مخع علمخه بخأحوالهم فكخأنه
خلقهخخم مخخن طينخخات مختلفخخة ،ومنهخخا أنهخخا كنايخخة عخخن اختلف اسخختعداداتهم
وقابلياتهم ،وهذا أمر بين ل يمكن إنكاره ،فإنه ل شبهة في أن النبي صلى ال
عليه وآله وأبا جهل ليسا في درجة واحخخدة مخخن السخختعداد والقابليخخة ،وهخخذا ل
يستلزم سقوط التكليف " فإن ال تعالى كلف النبي صلى ال عليه وآله حسخخب
ما أعطاه من الستعداد لتحصيل الكمالت ،وكلف أبا جهل حسب مخخا أعطخخاه
من ذلك ولم يكلفه ما ليس في وسعه ،ولم يجبره على شئ من الشر والفساد.
] [ 261
ومنها أنه لما كلف الخ تعخخالى الرواح أول فخخي الخخذر وأخخخذ ميثخخاقهم فاختخخاروا الخيخخر
والشر باختيارهم في ذلك الوقت ،وتفخخرع اختلف الطينخخة علخخى مخخا اختخخاروه
باختيارهم كما دل عليه بعض الخبار السابقة فل فساد في ذلك .ول يخفى ما
فيه وفي كثير من الوجوه السخخابقة ،وتخخرك الخخخوض فخخي أمثخخال تلخخك المسخخائل
الغامضخة الختي تعجخز عقولنخا عخن الحاطخة بكنههخا أولخى ،لسخيما فخي تلخك
المسألة التي نهى أئمتنا عن الخوض فيها ،ولنذكر بعخخض مخخا ذكخخره فخخي ذلخخك
علماؤنا رضوان ال عليهم ومخالفوهم .فمنها ما ذكره الشيخ المفيد قدس الخخ
روحه في جواب المسائل السروية حيث سئل :ما قوله -أدام ال تأييخده -فخي
معنى الخبار المروية عن الئمة الهادية عليهم السلم في الشباح وخلق ال
تعالى الرواح قبل خلخخق آدم عليخخه السخخلم بخخألفي عخخام ،وإخخخراج الذريخخة مخخن
صلبه على صور الذر ،ومعنى قول رسول ال صلى ال عليه وآله :الرواح
جنود مجندة فما تعارف منهخخا ائتلخخف ومخخا تنخخاكر منهخخا اختلخخف ؟ .الجخخواب- :
وبال التوفيق -أن الخبار بذكر الشباح تختلخخف ألفاظهخخا ،وتتبخخاين معانيهخخا،
وقد بنت الغلة عليها أباطيل كثيره ،وصنفوا فيهخخا كتبخخا لغخخوا فيهخخا ،وهخخزؤوا
فيما أثبتوه منه في معانيها ،وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعخخة مخخن شخخيوخ
أهل الحق و تخرصوا البالطل بإضافتها إليهم ،من جملتها كتاب سموه كتخخاب
)الشباح والظلة( نسبوه في تأليفه إلى محمد بن سنان ،ولسنا نعلم صحة مخخا
ذكروه في هذا الباب عنه وإن كان صحيحا فإن ابن سنان قد طعن عليه وهخخو
متهم بالغلو ،فإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليخه فهخو ضخلل لضخال عخن
الحخخق ،وإن كخخذبوا فقخخد تحملخوا أوزار ذلخك ،والصخخحيح مخن حخديث الشخخباح
الرواية التي جاءت عن الثقاة بأن آدم عليه السلم رأى على العخخرش أشخخباحا
يلمع نورها ،فسأل ال تعالى عنها ،فأوحى إليه أنها أشباح رسخخول الخ صخخلى
ال عليه وآله ،وأمير المخخؤمنين ،والحسخخن ،والحسخخين ،وفاطمخخة صخخلوات الخ
عليهم ; وأعلمه أنخه لخول الشخباح الختي رآهخا مخا خلقخه ول خلخق سخماءا ول
أرضا .والوجه فيما
] [ 262
أظهره ال تعخخالى مخخن الشخخباح والصخخور لدم أن دلخخه علخخى تعظيمهخخم وتبجيلهخخم(1) ،
وجعل ذلك إجلل لهم ،ومقدمخخة لمخخا يفترضخخه مخخن طخخاعتهم ،ودليل علخخى أن
مصالح الدين والدنيا ل تتم إل بهم ولم يكونوا في تلك الحخخال صخخورا مجيبخخة،
ول أرواحا ناطقة لكنها كانت على مثل صورهم في البشخخرية ،يخخدل علخخى مخخا
يكونوا عليه في المستقبل في الهيئة ،والنور الذي جعله عليهم يدل علخخى نخخور
الدين بهم وضياء الحق بحججهخخم ; وقخخد روي أن أسخخماءهم كخخانت مكتوبخخة إذ
ذاك على العرش ،وأن آدم عليخخه السخخلم لمخخا تخخاب إلخخى الخ عزوجخخل وناجخخاه
بقبول توبته سأله بحقهخم عليخه ومحلهخم عنخده فأجخابه ،وهخذا غيخر منكخر فخي
العقول ،ول مضاد للشرع المنقول ،وقخخد رواه الصخخالحون الثقخخاة المخخأمونون،
وسلم لروايته طائفة الحق ،ول طريق إلى انكاره ،وال ولي التوفيق .فصخخل:
ومثل ما بشر ال به آدم عليه السلم من تأهيله نبيه صلى الخ عليخه وآلخه لمخا
أهله له ،و تأهيل أمير المؤمنين والحسن والحسخخين عليهخخم السخخلم لمخخا أهلهخخم
له ،وفرض عليه تعظيمهم وإجللهم كما بشر به في الكتب الولى مخخن بعثتخخه
لنبينا صلى ال عليه وآله فقال في محكم كتابه " :النبي المخخي الخخذي يجخخدونه
مكتوبا عندهم في التورية والنجيل يأمرهم بالمعروف وينهخخاهم عخخن المنكخخر
ويحل لهم الطيبات ويحرم عليه الخبائث ويضع عنهم إصرهم والغلل التي
كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه
أولئك هم المفلحون " ) (2وقوله تعالى مخخخبرا عخخن المسخخيح عليخخه السخخلم" :
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " ) (3وقوله سخخبحانه " :وإذ أخخخذ
ال ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمخخة ثخخم جخخائكم رسخخول مصخخدق لمخخا
معكم لتؤمنن به ولتنصخخرنه " ) (4يعنخخي رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه،
فحصلت البشائر به من النبيخخاء وأممهخخم قبخخل إخراجخخه إلخخى العخخالم بخخالوجود،
وإنما أراد جل اسمه بذلك إجلله وإعظامه ،وأن يأخذ العهد له علخخى النبيخخاء
والمم كلها ،فلذلك أظهر لدم عليه السلم صورة شخصخخه ،وأشخخخاص أهخخل
بيته عليهم السلم ،وأثبت أسماءهم له ليخبره بعاقبتهم ،وبيخخن لخخه عخخن محلهخخم
عنده ومنزلتهم لديه ،ولم يكونوا
) (1بجله :عظمخه وكرمخه (2) .العخراف (3) .157 :الصخف (4) .6 :آل عمخران:
.81
] [ 263
في تلك الحال أحياءا ناطقين ول ارواحخخا مكلفيخخن ،وإنمخخا كخخانت أشخخباحهم دالخخة عليهخخم
حسب ما ذكرناه .فصل :وقد بشر ال عزوجل بخالنبي والئمخة عليهخم السخلم
في الكتب الولى ،فقال في بعض كتبه التي أنزلها على أنبيائه عليهم السلم،
وأهل الكتخخب يقرؤونخخه ،واليهخخود يعرفخخونه :إنخخه نخخاجى إبراهيخخم الخليخخل عليخخه
السلم في مناجاته :إنى قد عظمتك وباركت عليك وعلى إسخخماعيل ،وجعلخخت
منه اثنى عشر عظيما ،وكبرتهم جدا جدا ،وجعلت منهخخم شخخعبا عظيمخخا لمخخة
عظيمة ; وأشباه ذلك كثير في كتب ال تعالى الولى .فصل :فأما الحديث في
إخراج الذرية من صلب آدم عليه السلم على صورة الذر فقخخد جخخاء الحخخديث
بذلك على اختلف ألفاظه ومعانيه ; والصحيح أنه أخخرج الذريخة مخن ظهخره
كالذر فمل بهخخم الفخخق ،وجعخخل علخخى بعضخخهم نخخورا ل يشخخوبه ظلمخخة ،وعلخخى
بعضهم ظلمة ل يشوبها نور ،وعلخخى بعضخخهم نخخورا وظلمخخة ; فلمخخا رآهخخم آدم
عليه السلم عجب من كثرتهم وما عليهم من النور والظلمة ،فقال :يا رب ما
هؤلء ؟ قال ال عزوجل له :هؤلء ذريتك -يريخخد تعريفخخه كخخثرتهم ،وامتلء
الفاق بهم ،وأن نسله يكون في الكثرة كالذر الذي رآه ليعرفه قدرته ،ويبشره
بإفضال نسله وكثرتهم -فقال عليه السلم :يخخا رب مخخالي أرى علخخى بعضخخهم
نورا ل ظلمة فيه ؟ وعلخخى بعضخخهم ظلمخخة ل يشخخوبها نخخور ؟ وعلخخى بعضخخهم
ظلمة ونورا ؟ فقال تبارك وتعالى :أما الذين عليهم النور منهم بل ظلمخخة فهخخم
أصفيائي من ولدك الذي يطيعوني ول يعصوني في شخخئ مخخن أمخخري فخخأولئك
سكان الجنة ،وأما الذين عليهم ظلمة ول يشوبها نخخور فهخخم الكفخخار مخخن ولخخدك
الذين يعصوني ول يطيعوني ،فأمخا الخذين عليهخم نخور وظلمخة فخأولئك الخذين
يطيعوني مخخن ولخخدك ويعصخخوني فيخلطخخون أعمخخالهم السخخيئة بأعمخخال حسخخنة،
فهخخؤلء أمرهخخم إلخخي ،إن شخخئت عخخذبتهم فبعخخد لخخي وإن شخخئت عفخخوت عنهخخم
فبفضلي ،فأنبأه ال تعالى بما يكون من ولخخده ،وشخخبههم بالخخذر الخخذي أخرجهخخم
من ظهره ،وجعله علمة على كثرة ولده .ويحتمل أن يكخون مخا أخرجخه مخخن
ظهره وجعل أجسام ذريته دون أرواحهم ،وإنما فعل ال تعالى ذلخك ليخدل آدم
عليخخه السخخلم علخخى العاقبخخة منخه ،ويظهخخر لخخه مخخن قخدرته وسخخلطانه وعجخائب
صنعته ،وأعلمه
] [ 264
بالكائن قبل كونه ،وليزداد آدم عليه السلم يقينا بربه ،ويدعوه ذلخخك إلخخى التخخوفر علخخى
طاعته ،والتمسك بأوامره ،والجتنخاب لزواجخره .فأمخا الخبخار الختي جخاءت
بأن ذرية آدم عليه السلم استنطقوا في الذر فنطقوا فأخذ عليهم العهد فخخأقروا
فهي من أخبار التناسخية ،وقد خلطوا فيها ومزجوا الحق بالباطخخل ،والمعتمخخد
من إخراج الذرية ما ذكرناه دون ما عداه ممخا اسختمر القخول بخه علخى الدلخة
العقلية والحجج السمعية ،وإنما هو تخليط ل يثبت به أثخخر علخخى مخخا وصخخفناه.
فصل :فإن تعلق متعلق بقوله تبارك اسمه " :وإذ أخذ ربخخك مخخن بنخخي آدم مخخن
ظهورهم ذريتهم وأشخخهدهم علخخى أنفسخخهم ألسخخت بربكخخم قخخالوا بلخخى شخخهدنا أن
تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين " ) (1فظن ظاهر هخخذا القخخول تحقخخق
ما رواه أهل التناسخ والحشوية والعامخة فخي إنطخاق الذريخة وخطخابهم وأنهخم
كخخانوا أحيخخاءا نخخاطقين .فخخالجواب عنخخه أن لهخخذه اليخخة مخخن المجخخاز فخخي اللغخخة
كنظائرها مما هو مجاز واستعارة والمعنى فيهخخا أن الخ تبخخارك وتعخخالى أخخخذ
من كل مكلف يخرج من ظهر آدم وظهور ذريتخخه العهخخد علخخه بربخخوبيته ،مخخن
حيث أكمل عقله ،ودلخه بآثخار الصخنعة علخى حخدثه ،وأن لخه محخدثا أحخدثه ل
يشبهه يستحق العبخخادة منخخه بنعمخخه عليخخه ،فخخذلك هخخو أخخخذ العهخخد منهخخم ،وآثخخار
الصنعة فيهم ،والشهاد لهم على أنفسهم بأن ال تعالى ربهم ،وقوله تعالى" :
قالوا بلى " يريد بخخه أنهخخم لخخم يمتنعخخوا مخخن لخخزوم آثخخار الصخخنعة فيهخخم ،ودلئل
حدثهم اللزمة لهم ،وحجة العقل عليهم في إثبات صانعهم ،فكأنه سبحانه لمخخا
ألزمهم الحجة بعقولهم على حدثهم ووجود محدثهم قال لهم " :ألست بربكم "
؟ فلما لم يقدروا على المتناع من لخزوم دلئل الحخخدث لهخم كخانوا كقخخائلين" :
بلى شهدنا " وقوله تعالى " :أن يقولوا يوم القيمة إنا كنا عخخن هخخذا غخخافلين أو
يقولوا إنما أشخخرك آباؤنخخا مخخن قبخخل وكنخخا ذريخخة مخخن بعخخدهم أفتهلكنخخا بمخخا فعخخل
المبطلون " أل ترى أنه احتج عليهم بما ل يقدرون يوم القيامة أن يتأولوا في
إنكاره ول يستطيعون ،وقد قال سبحانه " :والشمس والقمر والنجوم والجبال
والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه
] [ 265
العذاب " ) (1ولم يرد أن المذكور يسجد كسخخجود البشخخر فخخي الصخخلة ،وإنمخخا أراد بخخه
غير ممتنخع مخن فعخخل الخ فهخو كخالمطيع لخ وهخخو معخخبر عنخخه بالسخاجد ،قخال
الشاعر :بجمع تظل البلق في حجراته .تخرى الكخم فيهخخا سخجدا للحخوافر )(2
يريد أن الحوافر تخذل الكخم بوطيهخا عليهخا وقخوله تعخالى " :ثخم اسختوى إلخى
السماء وهي دخان فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينخخا طخخائعين
" ) (3وهخخو سخخبحانه لخخم يخخخاطب السخخماء بكلم ; ول السخخماء قخخالت قخخول
مسموعا ،وإنما أراد أنه عمد إلى السخخماء فخلقهخخا ولخم يتعخذر عليخه صخنعتها،
فكأنه لما خلقها قال لها وللرض :ائتيا طوعا أو كرهخخا ،فلمخخا تعلقخخت بقخخدرته
كانتا كالقائل :أتينا طائعين وكمثل قوله تعالى " :يوم نقول لجهنم هخخل امتلت
وتقول هل من مزيد " ) (4وال تعالى يجخل عخن خطخاب النخار وهخي ممخا ل
يعقل ول يتكلخخم ،وإنمخخا الخخخبر عخخن سخخعتها و أنهخخا ل تضخخيق بمخخن يحلهخخا مخخن
المعاقبين ،وذلك كله على مذهب أهل اللغة وعادتهم في المجاز ،أل ترى إلى
قول الشاعر :وقالت له العينان سمعا وطاعة * وأسبلتا ) (5كالدر ما لم يثقب
والعينان لم تقول قول مسموعا ،ولكنه أراد منهما البكاء ،فكانت كما أراد من
غير تعذر عليه .ومثله قول عنترة :فازور من وقع القنا بلبخانه * وشخخكى إلخخي
بعبرة وتحمم )(6
) (1الحج (2) .18 :الكم جمع الكمة :التل .والحوافر جمع الحافر ،والحخخافر للدابخخة
بمنزلة القدم للنسان (3) .حم السجدة (4) .11 :ق (5) .30 :أسبلت العين
الدمع :أرسلت (6) .الزورار عن الشئ العدول عنه ،والقنا جمع قناة وهى
الرمح ،ووقعها وقوعها والضرب بها ،واللبان بالفتح ما جرى عليخخه اللبخخن.
منه قدس سره.
] [ 266
والفرس ل يشتكي قول ،لكنه ظهر منخخه علمخخة الخخخوف والجخخزع ،فسخخمى ذلخخك قخخول.
ومنه قول الخر :وشكى إلي جملي طول السرى (1) .والجمل ل يتكلم ،لكنه
لما ظهر منه النصب والوصب لطول السرى عبر عن هذه العلمة بالشكوى
التي تكون كالنطق والكلم ،ومنه قولهم أيضا :امتل الحخخوض وقخخال قطنخخي )
* (2حسبك مني قد ملت بطني .والحخخوض لخخم يقخخل قطنخخي ،لكنخخه لمخخا امتل
بالماء عبر عنه بأنه قال :حسبي ،ولذلك أمثال كثيرة في منثخخور كلم العخخرب
ومنظومه ،وهو من الشواهد على ما ذكرناه في تأويل الية وال تعالى نسخخأل
التوفيق .فصل :فأما الخبر أن ال تعالى خلق الرواح قبل الجساد بألفي عام
فهو من أخبار الحاد ،وقد روته العامة كمخخا روتخخه الخاصخخة ،وليخخس هخخو مخخع
ذلك مما يقطع على ال بصحته ،وإنما نقله رواته لحسن الظخخن بخخه ،وإن ثبخت
القول فالمعنى فيه أن ال تعالى قدر الرواح في علمه قبل اختراع الجسخخاد،
واخترع الجساد واخترع لهخخا الرواح فخخالخلق للرواح قبخخل الجسخخاد خلخخق
تقدير في العلم كما قخخدمناه ،وليخس بخلخق لخذواتها كمخخا وصخفناه ،والخلخق لهخا
بالحدات والخخختراع بعخخد خلخخق الشسخخام ،والصخخور الخختي تخخدبرها الرواح،
ولخخول أن ذلخخك كخخذلك لكخخانت الرواح تقخخوم بأنفسخخها ،ول تحتخخاج إلخخى آلت
يعتملها ،ولكنا نعرف ما سلف لنا من الحوال قبل خلخخق الجسخخاد ،كمخخا نعلخخم
أحوالنا بعد خلق الجسخخاد ،وهخخذا محخخال ل خفخخاء بفسخخاده .وأمخخا الحخخديث بخخأن
الرواح جنخخود مجنخخدة فمخخا تعخخارف منهخخا ائتلخخف ،ومخخا تنخخاكر منهخخا اختلخخف،
فالمعنى فيه أن الرواح التي هي الجواهر البسائط تتناصر بالجنس وتتخخخاذل
بالعوارض ،فما تعارف منها باتفاق الرأي والهوى ائتلف ،وما تناكر منها
] [ 267
بمباينة في الرأي والهوى اختلف ،وهذه موجود حسا ومشاهد ،وليس المخخراد بخخذلك أن
ما تعارف منها في الذر ائتلف -كما يذهب إليه الحشوية -كما بينخخاه مخخن أنخخه
ل علم للنسان بحال كان عليها قبل ظهوره في هذا العالم ،ولو ذكر بكل شئ
ما ذكر ذلك ،فوضح بما ذكرناه أن المراد بالخبر مخخا شخخرحناه ،والخ الموفخخق
للصواب انتهى أقول :طرح ظواهر اليات والخبار المستفيضة بأمثال تلخخك
الدلئل الضعيفة والوجوه السخخخيفة جخخرأة علخخى الخ وعلخخى أئمخخة الخخدين ،ولخخو
تأملت فيما يدعوهم إلى ذلك مخن دلئلهخم ومخا يخرد عليهخا مخن العتراضخات
الواردة لعرفت أن بأمثالها ل يمكن الجتراء على طخخرح خخخبر واحخخد ،فكيخخف
يمكن طرح تلك الخبار الكثيرة الموافقة لظاهر الية الكريمة بهخا وبأمثالهخا،
وسيأتي الخبار الدالة على تقدم خلق الرواح على الجساد في كتاب السماء
والعالم ،وسنتكلم عليها .ومنها ما ذكره السيد المرتضى رضخخي الخ عنخخه فخخي
قوله تعالى " :وإذ أخذ ربك " الية حيث قال :وقد ظن بعض مخخن ل بصخخيرة
له ول فطنة عنده أن تأويل هذه الية :أن ال سبحانه اسخختخرج مخخن ظهخخر آدم
عليه السلم جميع ذريته -وهم في خلق الذر -فقررهخخم بمعرفتخخه ،وأشخخهدهم
على أنفسهم ،وهذا التأويل مع أن العقل يبطله ويحيله مما يشهد ظاهر القرآن
بخلفه لن ال تعالى قال " :وإذ أخذ ربك من بني آدم " ولم يقخخل " :مخخن آدم
" وقال :من " ظهورهم " ولم يقل " :من ظهخخوره " وقخخال " :ذريتهخخم " ولخخم
يقل " :ذريته " ثم أخبر تعالى بأنه فعل ذلك لئل يقولوا يوم القيامة أنهم كانوا
عن هذا غافلين ،أو يعتذروا بشرك آبائهم وأنهم نشؤوا علخخى دينهخخم وسخخنتهم،
وهذا يقتضخخي أن اليخخة لخخم تتنخخاول ولخخد آدم عليخخه السخخلم لصخخلبه ،وأنهخخا إنمخخا
تناولت من كان له آباء مشركون وهذا يخخدل علخخى اختصاصخخها ببعخخض ذريخخة
بني آدم ،فهذه شهادة الظاهر ببطلن تأويلهم ; فأما شهادة العقول فمخخن حيخخث
ل تخلو هذه الذرية التي اسخختخرجت مخخن ظهخخر آدم عليخخه السخخلم و خخخوطبت
وقررت من أن تكون كاملخة العقخخول ،مسختوفية بشخخروط التكلخخف ،أول تكخون
كذلك ،فإن كانت بالصفة الولى وجب أن يذكر هخخؤلء بعخخد خلقهخخم وإنشخخائهم
وإكمال عقولهم ما كانوا عليه في تلك الحال وما قرروا به واستشهدوا عليخخه،
لن العاقل
] [ 268
ل ينسى مخخا جخخرى هخخذا المجخخرى وإن بعخخد العهخخد وطخخال الزمخخان ،ولهخخذا ل يجخخوز أن
يتصرف أحدنا في بلد من البلدان وهو عاقل كامل فينسى مع بعد العهد جميع
تصرفه المتقدم و سائر أحواله .وليس أيضا لتخلل الموت بيخخن الحخخالين تخخأثير
لنه لو كان تخلخل المخوت يزيخل الخذكر لكخان تخلخل النخوم والسخكر والجنخون
والغماء بين أحوال العقلء يزيل ذكرهم لما مضى من أحوالهم ; لن سخخائر
ما عددناه مما ينفي العلوم يجري مجري الموت في هذا الباب ،وليس لهخخم أن
يقولوا :إذا جاز في العاقل الكامل أن ينسى ما كخخان عليخخه فخخي حخخال الطفوليخخة
جاز ما ذكرنا ،وذلك أنا إنما أوجبنا ذكر العقلء لما ادعوه إذا كملت عقخخولهم
من حيث جرى عليهم وهم كاملوا العقل ،ولو كانوا بصخخفة الطفخخال فخخي تلخخك
الحال لم نوجب عليهخخم مخخا أوجبنخخاه ،علخخى أن تجخخويز النسخخيان عليهخخم ينقخخض
الغرض في الية ،و ذلك أن ال تعالى أخبر بخخأنه إنمخخا قررهخخم وأشخخهدهم لئل
يدعوا يوم القيامة الغفلة عن ذلك ،وسقوط الحجة عنهم فيه ،فإذا جاز نسيانهم
له عاد المر إلى سقوط الحجة عنهم وزواله .وإن كانوا علخخى الصخخفة الثانيخخة
من فقد العلم وشرائط التكليخخف قبخخح خطخخابهم و تقريرهخخم وإشخخهادهم ،وصخخار
ذلك عبثا قبيحا يتعالى ال عنه .فإن قيل :قد أبطلتم تأويل مخالفيكم فما تأويلها
الصحيح عندكم ؟ قلنا :في الية وجهان :أحخخدهما أن يكخخون تعخخالى إنمخخا عنخخى
بها جماعة من ذرية بنخخى آدم خلقهخخم وبلغهخخم وأكمخخل عقخخولهم وقررهخخم علخخى
ألسخخن رسخخله عليهخخم السخخلم بمعرفتخخه ومخخا يجخخب مخخن طخخاعته ،فخخأقروا بخخذلك
وأشهدهم على أنفسهم به ،لئل يقولوا يوم القيامة :إنا كنا عن هخخذا غخخافلين ،أو
يعتذروا بشرك آبائهم ،وإنما أتي من اشتبه عليه تأويل الية من حيث ظن أن
اسم الذرية ل يقع إل على من لم يكن كلمل عخخاقل ،وليخخس المخخر كمخخا ظخخن
لنا نسمي جميع البشر بأنهم ذرية آدم ،وإن دخل فيهم العقلء الكاملون ،وقخخد
قال ال تعالى " :ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم
و أزواجهم وذرياتهم " ولفظ الصالح ل يطلق إل على من كان كامل عخخاقل،
فإن استبعدوا تأويلنا وحملنا الية على البالغين المكلفين فهذا جوابهم.
] [ 269
الجواب الثاني :أنه تعالى لما خلقهم وركبهم تركيبا يدل علخخى معرفتخخه ويشخخهد بقخخدرته
ووجوب عبادته وأراهم العبر واليات والدلئل في غيرهم وفي أنفسخخهم كخخان
بمنزلة المشهد لهم على أنفسهم ،وكانوا في مشاهدة ذلخخك ومعرفتخخه وظهخخوره
فيهم على الوجه الذي أراده ال تعالى ،وتعخخذر امتنخخاعهم منخخه وانفكخخاكهم مخخن
دللته بمنزلة المقر المعترف ،وإن لخخم يكخخن هنخخاك إشخخهاد ول اعخختراف علخخى
الحقيقة ،ويجري ذلك مجخخرى قخخوله تعخخالى " :ثخخم اسخختوى إلخخى السخخماء وهخخي
دخان فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " وإن لم يكخخن
منخخه تعخخالى قخخول علخخى الحقيقخخة ول منهمخخا جخخواب .ول مثلخخه قخخوله تعخخالى" :
شخخاهدين علخخى أنفسخخهم بخخالكفر " ونحخخن نعلخخم أن الكفخخار لخخم يعخخترفوا بخخالكفر
بألسنتهم ،وإن ذلك لما ظهر منهم ظهورا ل يتمكنون من دفعخخه كخانوا بمنزلخخة
المعخخترفين بخه .ومثخخل هخخذا قخولهم :جخوارحي تشخهد بنعمتخخك وحخالي معترفخة
بإحسانك .ومخخا روي عخخن بعخخض الحكمخخاء مخخن قخخوله :سخخل الرض مخخن شخخق
أنهخخارك ؟ وغخخرس أشخخجارك ؟ وجنخخى ثمخخارك ؟ فخخإن لخخم تجبخخك جخخؤارا )(1
أجابتك اعتبارا .وهذا باب كبير وله نظائر كثيرة في النظم والنثر ،يغني عخخن
ذكر جميعها القدر الذي ذكرناه منها .ومنها ما ذكره الرازي فخخي تفسخخير تلخخك
الية حيث قال :في تفسير تلخخك اليخخه قخخولن مشخخهوران :الول وهخخو مخخذهب
المفسرين وأهل الثر ما روى مسلم بن يسار الجهني أن عمر سئل عخخن هخخذه
الية فقال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآلخخه سخخئل عنهخخا ،فقخخال :إن الخ
خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ،فقال :خلقت هؤلء للجنة وبعمل
أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاسخختخرج منخخه ذريخخة فقخخال :خلقخخت هخخؤلء
للنار وبعمل أهل النار يعملون ،فقال رجل :يارسخخول الخ ففيخخم العمخخل ؟ فقخخال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل
الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنخخة فيخخدخل الجنخخة ،وإذا خلخخق
العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت علخخى عمخخل مخخن أعمخخال أهخخل
النار فيدخل النار .وعن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه:
لما خلق ال آدم
] [ 270
مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة ) (1من ذريته إلى يوم القيامة .وقال مقاتخل :إن
ال مسح صفحة ظهر آدم اليمنى فخرج منه ذرية بيضاء كهيئة الذر تتحرك،
ثم مسح صفحة ظهره اليسرى فخرج منه ذريخخة سخخود كهيئة الخخذر ; فقخخال :يخخا
آدم هؤلء ذريتك ،ثم قال لهم " :ألست بربكم قالوا بلى " فقال للبيض :هؤلء
في الجنة برحمتي وهم أصحاب اليمين ،وقخخال للسخخود :هخخؤلء فخخي النخخار ول
أبالي ،وهم أصحاب الشمال وأصحاب المشأمة ; ثم أعادهم جميعا في صخخلب
آدم ،فأهخل القبخور محبوسخون حختى يخخرج أهخل الميثخاق كلهخم مخن أصخلب
الرجال وأرحام النساء .وقال تعالى فيمخخن نقخخض العهخخد الول " :ومخخا وجخخدنا
لكثرهم من عهد " ) (2وهذا القول قد ذهب إليه كثير مخخن قخخدماء المفسخخرين
كسعيد بن المسيب ،وسعيد بن جخخبير ،والضخخحاك ،وعكرمخخة ،والكلخخبي .وأمخخا
المعتزلة فقد أطبقوا على أنه ل يجوز تفسير هذه الية بهخخذه الخخوجه واحتجخخوا
على فساد هذا القول بوجوه :الول :أنه قال " :مخخن بنخخي آدم مخخن ظهخخورهم "
فقوله " :من ظهورهم " بدل من قوله " :بني آدم " فلم يذكر ال أنه أخخخذ مخخن
ظهر آدم شيئا .الثاني :أنه لو كان كذلك لما قال " :من ظهخورهم " ول " مخن
ذريتهم " بل قخال :مخن ظهخخره وذريتخخه .الثخخالث :أنخه تعخالى حكخخى عخن أولئك
الذرية أنهم قالوا :إنما أشرك آباؤنخا مخن قبخل وهخذا الكلم ل يليخق بخأولد آدم
لنه عليه السلم مخخا كخخان مشخخركا .الرابخخع :أن أخخخذ الميثخخاق ل يمكخخن إل مخخن
العاقخخل ،فلخخو أخخخذ ال خ الميثخخاق مخخن أولئك لكخخانوا عقلء ،ولخخو كخخانوا عقلء
واعطوا ذلك الميثاق حال عقلهم لوجب أن يتذكروا في هذ الوقت أنهم أعطوا
الميثاق قبل دخولهم في هذا العالم لن النسخخان إذا وقعخخت لخخه واقعخخة عظميخخة
مهيبة فإنه ل يجوز مع كونه عاقل أن ينساها نسيانا كليا ل يتذكر منها
) (1النسمة :النسخخان ،أو كخخل دابخخة فيهخخا روح ،والمخخراد ههنخخا الول (2) .العخخراف:
.102
] [ 271
شيئا ل بالقليل ول بالكثير ،وبهذا الدليل يبطخل القخول بالتناسخخ ،فأنخا نقخول :لخو كخانت
أرواحنا قد حصلت قبل هذه الجساد في أجساد أخرى لوجب أن نتخخذكر الن
أنا كنا قبل هذا الجسد في أجسخاد اخخرى ،وحيخث لخم نتخذكر ذلخك كخان القخول
بالتناسخ باطل فإذا كان اعتقادنا في إبطال التناسخ ليس إل على هخخذا الخخدليل،
وهذا الدليل بعينه قائم في هخخذه المسخألة وجخب القخخول بمقتضخخاه .الخخخامس :أن
جميع الخلق الذين خلقهم الخ مخخن أولد آدم عليخخه السخخلم عخخدد عظيخخم وكخخثرة
كثيرة فالمجموع الحاصل من تلك الذرات تبلغ مبلغخخا فخخي الحجميخخة والمقخخدار
وصلب آدم عليه السلم على صغره يبعد أن يتسع لهخخذا المجمخخوع .السخخادس:
أن البنية شرط لحصول الحياة والعقل والفهم ،إذ لو لم يكن كذلك لم يبعخخد فخخي
كل ذرة من ذرات الهباء أن تكون عاقل فاهما مصنفا للتصانيف الكخخثيرة فخخي
العلوم الدقيقة ،وفتح هخخذا البخخاب يقضخخي إلخخى الخختزام الجهخخالت ،وإذا ثبخخت أن
البنية شرط لحصول الحيخاة فكخل واحخد مخن تلخك الخذرات ل يمكخن أن يكخون
فاهمخخا عخخاقل إل إذا حصخخلت لخخه قخخدرة مخخن البنيخخة والجثخخة ،وإذا كخخان كخخذلك
فمجموع تلك الشخاص الذين خرجوا إلخخى الوجخخود مخخن أول تخليخخق آدم إلخخى
آخر فناء الدنيا ل تحويهم عرصة الدنيا ،فكيف يمكن أن يقخخال :إنهخخم بأسخخرهم
حصلوا دفعة واحدة في صلب آدم عليه السلم ؟ .السابع :قخخالوا :هخخذا الميثخخاق
إما أن يكون قد أخذه ال منهم في ذلك الخخوقت ليصخخير حجخخة عليهخخم فخخي ذلخخك
الوقت ،أو ليصخخير حجخخة عليهخخم عنخخد دخخخولهم فخخي دار الخخدنيا ،والول باطخخل
لنعقاد الجماع على أن بسبب ذلك القدر من الميثاق ل يصخخيرون مسخختحقين
للثواب والعقاب ،والمدح والذم ،ول يجوز أن يكون المطلوب منخخه أن يصخخير
ذلك حجة عليهم عند دخولهم في دار الدنيا لنهم لما لم يخخذكروا ذلخخك الميثخخاق
فخخي الخخدنيا فكيخخف يصخخير حجخخة عليهخخم فخخي التمسخخك باليمخخان ؟ .الثخخامن :قخال
الكعخخبي :إن حخخال أولئك الذريخخة ل يكخخون أعلخخى فخخي الفهخخم والعلخخم مخخن حخخال
الطفال ،فلما لم يمكن توجيه التكليف على الطفل فكيف يمكخخن تخخوجيهه علخخى
أولئك الذر ؟.
] [ 272
وأجاب الزجاج عنه وقال :لما لم يبعد أن يؤتي ال النمل العقل كما قال " :قخخالت نملخخة
يا أيها النمل " ) (1وأن يعطي الجبل الفهم حتى يسخخبح كمخخا قخخال " :وسخخخرنا
مخخع داود الجبخخال يسخخبحن " ) (2وكمخخا أعطخخى الخ العقخخل للبعيخخر حخختى سخخجد
للرسول صلى ال عليه وآله ،وللنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيخخت فكخخذا
ههنا .التاسع :أن أولئك الخخذر فخخي ذلخخك الخخوقت إمخخا أن يكونخخوا كخخاملي العقخخول
والقدر أو ما كانوا كذلك فإن كان الول كانوا مكلفين ل محالة ،وإنمخخا يبقخخون
مكلفين إذا عرفوا ال بالستدلل ،ولو كانوا كخخذلك لمخخا امتخخازت أحخخوالهم فخخي
ذلك الوقت عن أحوالهم في هذه الحياة الدنيا ،فلو افتقر التكليف في الدنيا إلخخى
سبق ذلك الميثاق لفتقر التكيف في وقت ذلك الميثاق إلى سخخبق ميثخاق آخخخر،
ولزم التسلسل وهو محخخال .وأمخخا الثخخاني وهخخو أن يقخخال :إنهخخم فخخي وقخخت ذلخخك
الميثاق ما كانوا كاملي العقول ول كاملي القدر ،فحينئذ يمتنع توجيه الخطاب
والتكليف عليهم .العاشرة :قوله تعالى " :فلينظر النسان مخخم خلخخق خلخخق مخخن
مخخاء دافخخق " ) (3ولخخو كخخانت تلخخك الخخذرات عقلء فخخاهمين كخخاملين لكخخانوا
موجودين قبل هذا الماء الدافق ،ول معنى للنسخخان إل ذلخخك الشخخئ ،فحينئذ ل
يكون النسان مخلوقا من الماء الدافق ،وذلك رد لنص القرآن .فإن قالوا ::لخخم
ل يجوز أن يقال :إنه تعالى خلقه كامل العقل والفهم والقدرة عند الميثاق ،ثخخم
أزال عقله وفهمه وقدرته ،ثم إنه خلقه مرة اخرى في رحخخم الم ،و وأخرجخخه
إلى هذه الحياة ؟ قلنا :هذا باطل ،لنه لو كان المر كذلك لمخخا كخخان خلقخخه مخخن
النطفة خلقا على سخخبيل البتخخداء ،بخخل كخخان يجخخب أن يكخخون خلقخخا علخخى سخخبيل
العادة ،وأجمع المسلمون على أن خلقه من النطفخة هخو الخلخق المبتخدأ ،فخدل
هذا على أن ما ذكرتمخخوه باطخخل .الحخخادي عشخخر هخخي أن تلخخك الخخذرات إمخخا أن
يقال :إنه عين هؤلء الناس أو غيرهم،
] [ 273
والقول الثاني باطل بالجماع ،وفي القول الول فنقول :إما أن يقال :إنهم بقوا فهمخخاء،
عقلء ،قادرين حال ما كانوا نطفة وعلقة ومضغة ،أو ما بقوا كخخذلك ،والول
باطل ببديهة العقل .والثاني يقتضي أن يقال :النسان حصخل لخه الحيخخاة أربخع
مرات ; أولها وقت الميثاق ،وثانيها في الدنيا ،وثالثها في القبر ،ورابعها فخخي
القيامة ،وأنه حصل له الموت ثلث مخخرات :مخخوت بعخخد الحيخخاة الحاصخخلة فخخي
الميثاق الول ،وموت في الدنيا ،وموت في القبر ،وهذا العخخدد مخخخالف للعخخدد
المذكور في قوله تعالى " :ربنخخا أمتنخخا اثنخختين وأحييتنخخا اثنخختين " (1) .الثخخاني
عشر قوله تعالى " :ولقد خلقنا النسان من سخخللة مخن طيخن " ) (2فلخخو كخان
القخخول بهخخذا الخخذر صخخحيحا لكخخان ذلخخك الخخذر هخخو النسخخان ،لنخخه هخخو المكلخخف
المخاطب ،المثاب المعاقب ،وذلك باطل لن الخخذر غيخخر مخلخخوق مخخن النطفخخة
والعلقة والمضغة ،ونص الكتاب دليل علخخى أن النسخخان مخلخخوق مخخن النطفخخة
والعلقة والمضغة ،وهو قوله " :ولقد خلقنخخا النسخخان مخخن سخخللة مخخن طيخخن "
وقوله " :قتل النسان ما أكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقه فقخخدره " )(3
فهذه جملة الوجوه المذكورة في بيان أن هذا القول ضعيف .والقول الثاني في
تفسير هذه الية قول أصحاب النظر وأرباب المعقولت أنه أخرج الذر وهخخم
الولد من أصلب آبخائهم ،وذلخك الخخراج أنهخم كخانوا نطفخة فأخرجهخا الخ
تعالى في أرحام المهات ،وجعلها علقة ،ثم مضغة ،ثخخم جعلهخخم بشخخرا سخخويا،
وخلقا كامل ،ثم أشهدهم علخخى أنفسخخهم بمخخا ركخخب فيهخخم مخخن دلئل وحخخدانيته،
وعجائب خلقه و غرائب صنعه ،فبالشهاد صاروا كأنهم قخخالوا :بلخخى وإن لخخم
يكن هناك قول باللسان لذلك نظائر .منها قخخوله تعخخالى " :فقخخال لهخخا وللرض
ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " .ومنها قوله تعالى " :إنما قولنا لشخخئ
إذا أردناه أن نقخخول لخخه كخن فيكخخون " .وقخول العخخرب :قخال الجخخدار للوتخد :لخخم
تشقني ؟ قخخال :سخخل مخخن يخخدقني ،فخخإن الخخذي ورائي مخخا خلنخخي ورأيخخي .وقخخال
الشاعر :امتل الحوض وقال قطني.
) (1المؤمن (2) .11 :المؤمنون (3) .12 :عبس (4) .19 :فصلت (5) .11 :النحل:
.42
] [ 274
فهذا النوع من المجاز والستعارة مشهورة في الكلم فوجب حمخخل الكلم عليخخه ،فهخخذا
هو الكلم في تقرير هخخذين القخخولين ،وهخخذا القخخول الثخخاني ل طعخخن فيخخه البتخخة،
وبتقدير أن يصح هخخذا القخخول لخخم يكخخن ذلخخك منافيخخا لصخخحة القخخول الول ،إنمخخا
الكلم في أن القول الول هل يصح أم ل ؟ .فإن قال قائل :فما المختار عندكم
فيه ؟ قلنا :ههنا مقامان :أحدهما أنه هل يصح القول بأخذ الميثاق عن الخخذر ؟
والثاني أن بتقدير أن يصح القول به فهل يمكن جعله تفسيرا للفاظ هذه اليخخة
؟ أما المقام الول فالمنكرون له قد تمسكوا بالخخدلئل العقليخخة الخختي ذكرناهخخا و
قررناها .ويمكن الجواب عن كل واحد منها بوجه مقنع .أما الوجه الول مخخن
الوجوه العقلية المذكورة وهو أنه لو صح القول بأخذ هخخذا الميثخخاق لخخوجب أن
نتذكره الن .قلنا :خالق العلم بحصول الحوال الماضخخية هخخو الخ تعخخالى لن
هذه العلوم عقلية ضرورية ،والعلوم الضرورية خالقهخخا هخخو الخ تعخخالى ،وإذا
كان كذلك صح منه تعالى أن يخلقها .فإن قالوا :فإذا جوزتم هخخذا فجخخوزوا أن
يقال :إن قبل هذا البدن كنا في أبدان أخرى علخخى سخخبيل التناسخخخ ،وإن كنخخا ل
نتذكر الن أحوال تلك البدان .قلنا :الفرق بين المرين ظاهر ،وذلك لنخا إذا
كنا في أبدان أخرى وبقينا فيها سنين ودهورا امتنع في مجرى العادة نسخخيانها
أما أخذ هذا الميثاق إنما حصل في أسرع زمان وأقل وقت فلم يبعخخد حصخخول
النسيان ،والفرق الظاهر حاكم بصحة هذا الفخخرق لن النسخخان إذا بقخخي علخخى
العمل الواحد سنين كثيرة يمتنع أن ينساها ،أما إذا مارس العمل الواحد لحظة
واحدة فقد ينساها فظهر الفرق .وأما الوجه الثاني وهو أن يقال :مجموع تلخخك
الذرات يمتنع حصولها بأسرها في
] [ 275
ظهر آدم عليه السلم ! قلنا :عندنا البنية ليست شرطا لحصول الحياة والجخخوهر الفخخرد
والجزء الذي ل يتجزى قابل للحياة والعقخخل ،فخخإذا جعلنخخا كخخل واحخخد مخخن تلخخك
الذرات جوهرا فردا فلم قلتخخم :إن ظهخخر آدم ل يتسخخع لمجموعهخخا ; إل أن هخخذا
الجواب ل يتم إل إذا قلنا :النسان جخخوهر فخخرد وجخخزء ل يتجخخزى فخخي البخخدن
على ما هو مذهب بعض القدماء ،وأما إذا قلنخخا :النسخخان هخخو النفخخس النخخاطقه
وأنه جوهر غير متحيز ول حال في متحيز فالسؤال زائل .وأما الوجه الثالث
وهو قوله :فائدة أخذ الميثاق هي أن تكون حجة في ذلك الوقت ،أو في الحياة
الدنيا ،فجوابنا أن نقول :يفعل ال ما يشاء ويحكم مخخا يريخخد ،وأيضخخا أليخخس أن
من المعتزلة إذا أرادوا تصحيح القول بوزن العمال وإنطاق الجوارح قالوا:
ل يبعد أن يكون لبعض المكلفين في إسماع هذه الشخخياء لطخخف فكخخذا ههنخخا ل
يبعد أن يكون لبعض الملئكة من تميز السعداء مخخن الشخقياء فخخي وقخت أخخخذ
الميثاق لطف .وقيل أيضا :إن ال تعالى يخخذكرهم ذلخخك الميثخخاق يخخوم القيامخخة ;
وبقية الوجوه ضعيفة والكلم عليها سخخهل هيخخن .وأمخخا المقخخام الثخخاني وهخخو أن
بتقدير أن يصح القول بأخذ الميثاق من الذر فهل يمكن جعلخخه تفسخخيرا للفخخاظ
هذه الية فنقول :الوجوه الثلثة المذكورة أول دافعة لذلك ،لن قخخوله " :أخخخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم " فقد بينا أن المراد منه :وإذ أخذ ربك
من ظهور بني آدم ; وأيضا لو كانت هذه الذرية مأخوذة مخن ظهخخر آدم لقخال:
من ظهره ذريته ولم يقل " :من ظهورهم ذريتهخخم " أجخخاب الناصخخرون لخخذلك
القول بأنه صحت الرواية عن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه أنخخه فسخخر هخخذه
الية بهذا الوجه ،والطعن في تفسير رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه غيخخر
ممكن ،فنقول :ظاهر الية تدل على أنه تعالى أخرج ذرا من ظهور بنخخي آدم
فيحمل ذلك على أنه تعالى يعلم أن الشخخخص الفلنخخي يتولخخد منخخه فلن ،ومخخن
ذلك الفلن فلن آخر ،فعلى الترتيب الذي علم دخولهم في الوجخخود يخرجهخخم
ويميز بعضهم من بعض ،وأما أنه تعالى يخرج كل تلك الذرية من صلب آدم
فليس في لفظ آية ما يخخدل علخى ثبخوته ،وليخس فخي اليخخة أيضخخا مخا يخخدل علخخي
بطلنه ،إل أن الخبر قد دل عليه فثبت
] [ 276
إخراج الذرية مخخن ظهخخور بنخخي آدم فخخي القخخرآن ،وثبخخت إخخخراج الذريخخة مخخن ظهخخر آدم
بخخالخبر ،وعلخخى هخخذا التقخخدير فل منافخخاة بيخخن المريخخن ول مدافعخخة ،فخخوجب
المصير إليهما معا صونا للية والخبر عن الطعن بقدر المكان ،فهذا منتهى
الكلم في تقرير هذا المقام انتهى .ولنكتف بنقخخل مخخا نقلنخخاه مخخن عيخخر تعخخرض
لجرح وتعديل ،فإن من له بصيرة نافذة إذا أحاط بما نقلنا مخخن الخبخخار وكلم
من تكلم في ذلك يتضح له طريق الوصول إلى ما هو الحق فخخي ذلخخك بفضخخله
تعالى (1) .ثم اعلم أنه سيأتي بعض الخبار المناسبة لهذا الباب في باب علة
استلم الحجر من كتاب الحج ،وباب خلق الئمخخة وبخخاب أخخخذ ميثخخاقهم عليهخخم
السلم من كتاب المامة وأبواب أحخخوال آدم عليخخه السخخلم مخخن كتخخاب النبخخوة.
)باب ) * (11من ل ينجبون من الناس ،ومحاسن الخلقة وعيوبهخخا اللخختين( *
* )تؤثران في الخلق( * - 1ل :ابن الوليد ،عن الصخخفار ،عخخن ابخخن عيسخخى،
عن أبيه ،عن سعيد بن جناح ) (2يرفعه إلى أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم قخخال:
ستة ل ينجبون :السندي ،والزنجي ،والتركي ،و الكخخردي ،والخخخوزي ،ونبخك
الري " .ج 1ص " 159بيان :الخخخوزي :أهخخل خوزسخختان .والنبخخك :المكخخان
المرتفع ) (3ويحتمل أن يكون إضافته إلى الري بيانيخة ; وفخي بعخض النسخخ
بتقديم الباء على النون وهو بالضم أصل الشئ وخالصه.
) (1ما يشتمل عليه أخبار الباب ليس مسألة واحخخدة بخخل كخخل مخخن مسخخألة نقخخل العمخخال
ومسألة الطينة ومسألة أخذ الميثخخاق ومنخخه ميثخخاق الخخذر ومسخخألة بخخدء الخلقخخة
مسائل مختلفة مرتبطة بالقضاء الكلى وقد خلطهخخا البخخاحثون مخخن المتكلميخخن
والمفسرين ; وبحثنا عنها فخخي رسخخالة الفعخخال ورسخخالة النسخخان قبخخل الخخدنيا
ونرجو أن يوفقنا ال سبحانه لستيفاء هذه البحاث في مواضع تناسبها مخخن
تفسير الميزان انشاء ال .ط ) (2يحتمل قويخخا أن يكخخون الواسخخطة )مطخخرف
مولى معن( التى بعد ذلخخك ،لن سخخعيد بخخن جنخخاح يخخروى عنخخه ،وأن يكخخون
الخبر متحدا مع الحديث التى بعده (3) .والكمة المحخددة الخرأس ،أو التخل
الصغير.
] [ 277
- 2ل :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن محمد بن أحمد ،عن سهل ،عن منصخخور(1) ،
عن نصر الكوسج (2) ،عخن مطخخرف مخخولى معخخن ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :ل يدخل حلوة اليمان قلب سندي ،ول زنجي ،ول خوزي ،ول
كردى ،ول بربري ،ول نبك الري ،ول من حملته امه من الزنخخا " .ج 2ص
- 3 " 7ع :أبي ،عن محمد العطار ،عن الحسين بن زريق ،عن هشام ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :يا هشام النبط ليس من العخخرب ول مخخن العجخخم،
فل تتخذ منهم وليا ول نصيرا .فإن لهم اصول ) (3تدعو إلى غيخخر الوفخخاء) .
" (4ص - 4 " 189ل :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن محمد بخخن أحمخخد ،عخخن
محمد بن علي الهمداني ) (5رفعه إلى داود بن فرقد ،عخخن أبخخي جعفخخر وأبخخي
عبد ال عليهما السلم قال :ثلثة ل ينجبون :أعخخور يميخخن ،وأزرق كخخالفص،
ومولد السند " .ج 1ص - 5 " 54ل :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن عدة
من أصحابنا ،عن ابن أسباط ،عخخن بعخخض أصخخحابه عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :ما ابتلى ال به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع :أن يكونوا لغيخخر رشخخدة،
أو أن يسخخألوا بخخأكفهم (6) ،أو يؤتخخوا فخخي أدبخخارهم ،أو أن يكخخون فيهخخم أزرق
أخضر " .ج 1ص - 6 " 107ل :أبي ،وابن الوليد ،عخخن محمخخد العطخخار،
وأحمد بن إدريس ،عن الشعري بإسناده رفعه إلى أبي عبد ال عليخخه السخخلم
قخخال :خمسخخة خلقخخوا نخخاريين :الطويخخل الخخذاهب ،و القصخخير القمخخئ ،والزرق
بخضرة ،والزائد ،والناقص " .ج 1ص " 138بيان :قمأ كجمخخع وكخخرم :ذل
وصغر ،فهو قمئ ذكره الفيروز آباي :7 .ل :أبي ،وابن الوليد ،عن أحمد بن
إدريس ،ومحمد العطار ،عن الشعري ،عن
) (1لعله منصور بن العباس أبخخو الحسخخين الخخرازي الضخخعيف ،وإل فمجهخخول (2) .لخخم
نجد له ول لمطرف ذكرا فخخي الخختراجم (3) .فخخي المصخخدر :اصخخواتا م(4) .
الحديث مجهول بحسين بن زريق (5) .ضعفه الصحاب (6) .فخخي نسخخخة:
بكفهم.
] [ 278
محمد بن الحسين بإسناد له يرفعه قال :قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه :ل يخخدخل
الجنة مدمن خمخخر ول سخخكير ،ول عخخاق ،ول شخخديد السخخواد ،ول ديخخوث ،ول
قلع وهو الشرطي ،ول زنوق وهوا لخنثى ،ول خيخخوف ) (1وهخخو النبخخاش،
ول عشار ،ول قاطع رحم ،ول قدري .قال الصدوق رضي ال خ عنخخه :يعنخخى
شديد السواد الذي ل يبيض شئ من شعر رأسه ول من شعر لحيتخخه مخخع كخخبر
السن ،ويسمى الغربيب " .ج 2ص - 8 " 54ل :القطان ،وعلي بخخن أحمخخد
بن موسى ،عن ابن زكريا القطان ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عخخن أبخخي
معاوية الضرير ،عن العمش ،عن جعفر بخخن محمخخد عليخخه السخخلم قخخال ابخخن
حبيب :وحدثني عبد ال بخخن محمخد بخخن نخاطويه ،عخن علخخي بخخن عبخخد المخؤمن
الزعفراني ،عن مسلم بن خالد الزنجي ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيخخه ،عخخن
جده عليهم السلم ; قال ابن حبيب :وحدثني الحسن بن سنان ،عن أبيخخه ،عخخن
محمد بن خالد البرقي ،عن مسلم بن خالد ،عن جعفر بخخن محمخخد قخخالوا كلهخخم:
ثلثة عشر صنفا -وقال تميم ) :(2ستة عشر صخخنفا -مخخن امخخة جخدي صخخلى
الخ عليخخه وآلخخه ل يحبونخخا ول يحببونخخا إلخخى النخخاس ،ويبغضخخونا ول يتولونخخا،
ويخذلونا ويخذلون الناس عنا ،فهم أعداؤنا حقا ،لهم نار جهنخخم ،ولهخخم عخخذاب
الحريق .قال :قلت بينهم لي يا أبه وقاك ال شرهم ،قال :الزائد في خلقخخه ،فل
ترى أحدا مخن النخخاس فخي خلقخه زيخخادة إل وجخخدته لنخا مناصخخبا ولخم تجخده لنخخا
مواليا ; والناقص الخلق من الرجال ،فل ترى ل عزوجل خلقا ناقص الخلقخخة
إل وجدت في قلبه علينخخا غل ; ) (3والعخخور بخخاليمين للخخولدة ،فل تخخرى لخ
خلقا ولد أعور اليمين إل كان لنا محاربا ولعخخدائنا مسخخالما ; والغربيخخب مخخن
الرجال فل ترى ل عزوجخخل خقخخا غربيبخخا -وهخخو الخخذي قخخد طخخال عمخخره فلخخم
ييبض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب -إل كان علينخا مؤلبخخا ولعخخدائنا
مكخخاثرا ; والحلكخخوك مخخن الرجخخال ،فل تخخرى منهخخم أحخخدا إل كخخان لنخخا شخختاما
ولعدائنا مداحا ;
) (1في نسخة :خنوف (2) .هو ابن بهلول الواقع في الطريق الول (3) .الغل بكسخخر
الغين وتشديد اللم :الحقد والغش.
] [ 279
والقرع ) (1من الرجخخال فل تخخرى رجل بخخه قخخرع إل وجخخدته همخخازا ،لمخخازا ،مشخخاءا
بالنميمة علينا ; والمفصص ) (2بالخضرة من الرجال فل ترى منهخخم أحخخدا -
وهم كثيرون -إ وجدته يلقانا بوجه ويستدبرنا بآخر ،يبتغي لنا الغوائل ; ) (3
والمنبوذ من الرجال ،فل تلقى منهم أحدا إل وجدته لنا عدوا ،مضل ،مبينخخا ;
والبرص من الرجال فل تلقخخى منهخخم أحخخدا إل وجخخدته يرصخخد لنخخا المراصخخد
ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا ليضلنا بزعمه عن سواء السخخبيل ; والمجخخذوم ،وهخخم
حصخخب جهنخم هخم لهخخا واردون ; والمنكخوح فل تخخرى منهخخم أحخدا إل وجخدته
يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا ; وأهل مدينة تدعى )سجستان( هم لنا أهل عداوة
ونصب وهم شر الخلق والخليقة ،عليهم من العذاب ما على فرعون وهامخخان
و قارون ; وأهل مدينة تدعى )الري( هم أعداء ال ،وأعداء رسوله ،وأعخخداء
أهل بيته ،يرون حرب أهخخل بيخخت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه جهخخادا،
ومالهم مغنما ،ولهخم عخذاب الخخزي فخي الحيخاة الخدنيا والخخخرة ولهخخم عخخذاب
مقيم ; وأهل مدينة تدعى )الموصل( وهم شر من على وجه الرض ; وأهخخل
مدينة تسمى )الزوراء( تبنى في أخخخر الزمخخان ،يستشخخفون بخخدمائنا ويتقربخخون
ببغضنا ،يوالون في عخخداوتنا ،ويخخرون حربنخخا فرضخخا ،وقتالنخخا حتمخا .يخخا بنخخي
فاحذر هؤلء ثم احذرهم ،فإنه ل يخلو إثنان منهم بواحد مخخن أهلخخك إل همخخوا
بقتله .واللفظ لتميم من أول الحديث إلى آخره " .ج 2ص " 95 - 94بيان:
قوله عليه السلم :مؤلبا أي يجمخخع النخاس علينخا بالعخخداوة والظلخم .والحلكخوك
بالضم والفتح :الشديد السواد .والمفصص بالخضخخرة :هخخو الخخذي يكخخون عينخخه
أزرق كالفص ،كما مر في الخبر ،والفخخص أيضخخا حدقخخة العيخخن ،وفخخي بعخخض
النسخ بالضادين المعجمتين وهو تصخخحيف .والمنبخخوذ :ولخخد الزنخا .والخزوراء
بغداد .ثم اعلم أنه ل يبعد أن يكون
) (1القرع :من سقط شعر رأسه (2) .في النسخ المطبوعخخة ذكخخر ثلثخخة عشخخر صخخنفا
بخذف قوله :والمفصص بالخضرة إلى قوله :و البرص ،وليس في آخرهخا
جملة ; واللفظ لتميم من اول الحديث إلى آخره .م ) (3جمع الغائلة :الداهية.
الفساد .المهلكة .الشر.
] [ 280
بعض البلد كالري يكون هذا لبيان حالهم في تلك الزمان ل إلى يخخوم القيامخخة ،ولعلخخه
سقط واحد من الستة عشر من النساخ أو من الرواة - 9 .ن :بالسانيد الثلثة
عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم ،عن أمير المؤمنين عليه السخخلم قخخال :ل
تجد في أربعين أصلع رجل سوء ،ول تجد في كوسجا رجل صالحا ،وأصلع
سوء أحب إلي من كوسج صالح " .ص " 210صح :عنه عليه السلم مثله.
بيخخان :الصخخلع :انحسخخار شخخعر مقخخدم الخخرأس - 10 .ع :أبخخي ،عخخن أحمخخد بخخن
إدريس ،عن محمد بن أحمد ،عن علي الريان ،عن الحسخخين بخخن محمخخد ،عخخن
عبخخد الرحمخخن بخخن أبخخي نجخخران ،عخخن عبخخد الرحمخخن بخخن حمخخاد ،عخخن ذريخخح
المحاربي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء رجل إلى النبي صخخلى ال خ
عليه وآله فقال :يا رسول ال يسأل ال عما سخخوى الفريضخخة ؟ قخخال :ل ،قخخال:
فوالذي بعثك بالحق ل تقربت إلى ال بشئ سواها ! قال :ولم ؟ قخخال :لن الخ
قبح خلقي ! قال :فأمسك النبي صلى ال عليه وآله ونزل جبرئيل عليه السلم
فقال :يا محمد ربك يقرؤك السلم ،ويقول :اقرء عبدي فلنا السلم ،وقل له:
أما ترضى أن أبعثك غدا في المنين ؟ فقخخال :يارسخخول ال خ وقخخد ذكرنخخي الخ
عنده ؟ قال :نعم ،قال :فوالذي بعثك بالحق ل بقي شئ يتقرب بخخه إلخخى الخ إل
تقربت به " .ص - 11 " 159 - 158ع :أبي ،عن سعد ،عن البرقي ،عن
محمد بن يحيى ،عن حماد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلخخت فخخداك
نرى الخصي من أصحابنا عفيفا له عبادة ،ول نكاد نراه إل فظا غليظا سخخفيه
الغضب ! فقال :إنما ذلك لنه ل يزني " .ص " 200بيان :يحتمل أن يكخخون
قوله عليه السلم :إنما ذلك علة لعفته ،أو المعنخخى أن غلظتخخه وفخخخره وعجبخخه
بترك الزنا ; ويحتمل أن يكون المراد عدم قدرتة على الجماع مطلقا فخخإن بخخه
تندفع المواد الفاسدة وبه يسخختقيم الطبخخع والخلخخق - 12 .ع :بهخخذا السخخناد عخخن
البرقي رفع الحديث إلى أبى عبخخد الخ عليخخه السخخلم أنخخه سخخئل عخخن الخصخخي،
فقال :لم تسئل عمن لم يلده مؤمن ول يلد مؤمنا ! " .ص " 200
] [ 281
- 13ما :محمد بن علي بن حشيش ،عن محمد بن أحمد بن عبد الوهخخاب ،عخخن محمخخد
بن محمد بن يحيى ،عن الحسن بن علي ،عن اللؤلؤئي ،عن شعبة ،عن توبخخة
العنبري ،عن أنس ابن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :عليكخخم
بالوجه الملح والحدق السود فإن ال يستحيي أن يعذب الوجه المليح بالنار "
ص - 14 " 197ثو :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن محمد بن عمخخرو ،عخخن
موسى بن إبراهيم ،عن أبي الحسن الول عليه السلم قال :سمعته يقخخول :مخخا
حسن ال خلق عبد ول خلقه إل استحيى أن يطعم لحمه يخخوم القيامخخة النخخار" .
ص - 15 " 175ين :بعض أصحابنا ،عن حنان بن سدير ،عخن محمخد بخن
طلحة ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قخخال :أيمخخا عبخخد كخخان لخخه
صورة حسنة مع موضع ل يشينه ثم تواضع ل كان مخخن خالصخخة الخ ; قخخال:
قلت :ما موضخخع ل يشخخينه ؟ قخخال :ل يكخخون ضخخرب فيخخه سخخفاح .بيخخان :يمكخخن
توجيه تلك الخبار على قانون أهل العدل بأن ال تعخالى خلخخق مخخن علخخم أنهخخم
يكونون شرارا باختيارهم بهذه الصفات ،وجعلهم من أهل تلك البلد من غير
أن يكون لتلك الحوال مدخل في أعمالهم ; أو المراد أنهم في درجخخة ناقصخخة
من الكمال ،غيخخر قخخابلين لمعخخالي الفضخخائل والكمخخالت ،مخخن غيخخر أن يكونخخوا
مجبورين علخخى القبخخائح والسخخيئات) .بخخاب ) * (12علخخة عخخذاب الستيصخخال،
وحخخال ولخخد الزنخخا ،وعلخخة اختلف أحخخوال الخلخخق( * اليخخات ،النفخخال " " 8
واتقوا فتنة ل تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن ال شخخديد العقخخاب
.25حمعسق " " 42ولو بسط الخ الخخرزق لعبخخاده لبغخخوا فخخي الرض ولكخخن
ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير .27
] [ 282
الزخرف " 43 " :أهم يقسمون رحمخة ربخك نحخن قسخمنا بينهخم معيشختهم فخي الحيخوه
الخخدنيا ورفعنخخا بعضخخهم فخخوق بعخخض درجخخات ليتخخخذ بعضخخهم بعضخخا سخخخريا
ورحمة ربك خير مما يجمعون * ولول أن يكخخون النخخاس امخخة واحخخدة لجعلنخخا
لمخخن يكفخخر بخخالرحمن لخخبيوتهم سخخقفا مخخن فضخخة ومعخخارج عليهخخا يظهخخرون *
ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحيوة
الدنيا والخرة عند ربك للمتقين 35 - 32تفسير :قال الطبرسي رحمخخه الخ
في الية الولى :حذرهم ال من هذه الفتنة ،و أمرهم أن يتقوها ،وكخخأنه قخخال:
اتقوا فتنة ل تقربوها فتصيبكم ،فإن قخخوله " :ل تصخخيبن " نهخخي مسخخوق علخخى
المر ،ولفظ النهي واقع على الفتنخخة ،وهخخو فخخي المعنخخى للمخخأمورين بالتقخخاء،
كقوله " :ل تموتن إل وأنتم مسخلمون " ) (1واختلخف فخي معنخى الفتنخة ههنخا
فقيل :هي العذاب ،أمر ال المؤمنين أن ل يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهخخم
ال بالعذاب ،والخطاب لصحاب النبي صلى ال عليخخه وآلخخه خاصخخة ،وقيخخل:
هي البلية التي يظهر باطن أمر النسان فيها .عن الحسن قال :نزلت في علي
وعمار وطلحة والزبير ،قال :وقد قال الزبير :لقد قرأنا هذه اليخة زمانخا ومخا
أرانا من أهلها فإذا نحن المعنيون بهخخا فخالفنخخا حخختى أصخخابتنا خاصخخة .وقيخخل:
نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا .عخخن السخخدي :وقيخخل:
هي الضللة وافتراق الكلمة ،ومخالفة بعضهم بعضا .وقيل :هي الهرج الذي
يركب الناس فيه بالظلم ويدخل ضرره على كل أحد .ثخخم اختلخخف فخخي إصخخابة
هذه الفتنة على قولين :أحدهما أنها جارية على العموم فتصيب الظخخالم وغيخخر
الظالم ،أما الظالمون فمعذبون ،وأمخخا المؤمنخخون فممتحنخخون ممحصخخون .عخخن
ابن عباس :وروي أنه سئل عنها فقال :أبهموا ما أبهم ال .والثاني أنها تخص
الظالم ،لن الغرض منع النخخاس عخخن الظلخخم ،وتقخخديره :واتقخخوا عخخذابا يصخخيب
الظلمة خاصة ،وتقويه قراءة من قرأ " لتصيبن " باللم .وقيل :إن " ل " في
قوله " :ل تصخخيبن " زائدة ،ويجخخوز أن يقخخال :إن اللخخف فخخي " ل " لشخخباع
الفتحخخة .وقخخال البيضخخاوي فخخي قخخوله تعخخالى " :ورفعنخخا بعضخخهم فخخوق بعخخض
درجات " :وأوقعنا
] [ 283
بينهم التفاوت في الرزق وغيره " ليتخخخذ بعضخخهم بعضخخا سخخخريا " ليسخختعمل بعضخخهم
بعضا في حوائجهم فيحصل بينهم تألف ونظخخام ينتظخخم بخخذلك نظخخام العخخالم ،ل
لكمال في الموسع ،ول لنقص في المقتر " ولول أن يكون الناس امخخة واحخخدة
" ولول أن يرغبوا فخخي الكفخخر إذا رأوا الكفخخار فخخي سخخعة وتنعخخم لحبهخخم الخخدنيا
فيجتمعوا عليه - 1 .ع ،ن :الهمداني ،عن علي ،عن أبيه ،عن الهروي ،عخخن
الرضا عليه السلم قال :قلت له :لي علة أغرق ال عزوجل الدنيا كلهخخا فخخي
زمن نوح عليخخه السخلم وفيهخم الطفخال وفيهخخم مخن ل ذنخب لخخه ؟ فقخال عليخخه
السلم :ما كان فيهم الطفال ،لن ال عزوجل أعقم أصلب قخخوم نخخوح عليخخه
السلم وأرحام نسائهم أربعين عاما ،فخخانقطع نسخخلهم فغرقخخوا ول طفخخل فيهخخم،
وما كان ال عزوجل ليهلك بعذابه من ل ذنب له ،وأما الباقون من قخخوم نخخوح
عليه السلم فاغرقوا لتكذيبهم لنبي ال نوح عليخخه السخخلم ،وسخخائرهم أغرقخخوا
برضاهم بتكذيب المكذبين ،ومن غخخاب مخخن أمخخر ) (1فرضخخي بخخه كخخان كمخخن
شهده وأتاه " .ص 22ص - 2 " 231ع :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن
عيسى ،عن محمد بن إسماعيل ،عن حنان بن سدير (2) ،عن أبيه قال :قلخخت
لبي جعفر عليه السلم :أرأيت نوحا عليه السلم حين دعا على قخخومه فقخخال:
" رب ل تذر على الرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضخخلوا عبخخادك
ول يلدوا إل فاجرا كفارا " ؟ قال عليه السلم :علخخم أنخخه ل ينجخخب مخخن بينهخخم
أحد .قال :قلت :وكيف علم ذلك ؟ قال :أوحخخى الخ إليخخه " إنخخه لخخن يخخؤمن مخخن
قومك إل من قد آمن " فعند هذا دعا عليهم بهذا الخخدعاء :.ص - 3 " 22ع:
طاهر بن محمد بن يونس ،عن محمد بخخن عثمخخان الهخخروي ،عخخن الحسخخن بخخن
مهاجر ،عن هشام بن خالد ،عن الحسن بن يحيى ،عن صخخدقة بخخن عبخخد الخخ،
عن هشام ،عن أنس ،عن النبي صلى ال عليه وآله :عن جبرئيل عليه السلم
قال :قال ال تبارك وتعالى :من أهان لخي وليخا فقخد بخارزني بالمحاربخة ،ومخا
ترددت عن شئ أنا فاعله ما ترددت ) (3في قبض نفس المؤمن ،يكره
) (1في المصدر :عن امر .م ) (2بفتح السين وكسر الدال المهملتين -وزان شريف -
هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب ،أبو الفضل الصخخيرفى ،كخخوفى مخخن
أصخخحاب الصخخادق والكخخاظم عليهمخخا السخخلم ،واقفخخى كمخخا فخخي )فهرسخخت(،
واختلف الصحاب في توثيقه وتضعيفه (3) .في نسخة :كترددى.
] [ 284
الموت وأكره مساءته ولبد منه ; وما يتقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ;
ول يزال عبدي يبتهل إلي ) (1حتى أحبه ،ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا
ويدا و موئل (2) ،إن دعخخاني أجبتخخه ،وإن سخخأني أعطيتخخه ; وإن مخخن عبخخادي
المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئل يدخله عجب فيفسده ،وإن
من عبادي المؤمنين لمن ل يصلح إيمانه إل بالفقر ،ولو أغنيته لفسخده ذلخك،
وإن من عبادي المؤمنين لمن ل يصلح إيمانه إل بالغنى ولخخو أفقرتخخه لفسخخده
ذلك ،وإن من عبادي المؤمنين لمن ل يصلح إيمانه إل بالسقم ،ولو صخخححت
جسمه لفسده ذلك ،وإن من عبادي المؤمنين لمن ل يصلح إيمخخانه إل بالقسخخم
ولو صححته جسمه لفسخده ذلخك ،وإن مخن عبخادي المخؤمنين لمخن ل يصخلح
إيمانه إل بالصحة ولو أسقمته لفسده ذلك ; إني ادبر عبخخادي بعلمخخي بقلخخوبهم
فإني عليم خبير " .ص " 16 - 15بيان :قال الشيخ البهائي قدس ال روحه:
ما تضمنه هذا الحديث من نسبة التردد إليه سبحانه يحتاج إلخخى التأويخخل وفيخخه
وجوه :الول أن في الكلم إضمارا ،والتقدير :لو جاز علي التردد ما ترددت
في شئ كترددي في وفات المؤمن .الثخخاني أنخخه لمخخا جخخرت العخخادة بخخأن يخختردد
الشخص في مساءة من يحترمه ويوقره كالصديق الوفي والخل الصفي ،وأن
ل يتردد في مساءة من ليس له عنده قدر ول حرمة كالعدو والحية والعقرب،
بل إذا خطر بالبال مسخاءته أوقعهخخا مخخن غيخخر تخخردد ول تأمخخل صخخح أن يعخخبر
بالتردد والتأمل في مساءة الشخص من تخخوقيره واحخخترامه ،وبعخخد مهمخخا عخخن
إذلله واحتقاره ،فقوله سبحانه " :ما ترددت " المراد به -وال أعلم :-ليخخس
لشئ من مخلوقاتي عندي قدر وحرمة كقدر عبدي المخخؤمن وحرمتخخه فخخالكلم
من قبيل الستعارة التمثيلية
) (1أي يدعو ويتضرع .وفى الحديث :البتهخخال :تبسخخط يخخديك وذراعيخخك إلخخى السخخماء
حين ترى أسباب البكاء .وفى حديث آخر :البتهال :مد يده تلقاء وجهه إلخخى
القبلة ،ول يبتهل حتى تجرى الدمعة وفى حديث آخر :البتهال :رفخخع يخخديك
تجاوز بهما رأسك (2) .الموئل :الملجأ والمنجأ.
] [ 285
الثالث أنه قد ورد في الحديث من طرق الخاصة والعامة أن الخ سخخبحانه يظهخخر للعبخخد
المؤمن عند الحتضار من اللطف والكرامة والبشخخارة بالجنخخة مخخا يزيخخل عنخخه
كراهة الموت ،ويوحب رغبته في النتقال إلخخى دار القخخرار ،فيقخخل تخخأذيه بخخه،
ويصير راضيا بنزوله ،راغبا في حصوله فأشبهت هذه المعاملة من يريد أن
يولم حبيبه آلما يتعقبه نفع عظيم فهو يتردد في أنه كيف يوصل ذلك اللم إليه
علخخى وجخخه يقخل تخخأذيه فل يخزال يظهخر لخخه مخا يرغبخخه فيمخخا يتعقبخه مخن اللخخذة
الجسيمة والراحة العظيمة إلى أن يتلقاه بخخالقبول ،ويعخخده مخخن الغنخخائم المؤديخخة
إلى إدراك المأمول .انتهى .أقول :قد أثبتنا الخبار الدالخخة علخخى علخخل اختلف
الخلق في باب الطينة والميثاق - 4 .ع :أحمد بن محمد ،عن أبيه ،عن محمخخد
بن أحمد ،عن إبراهيم بن إسحاق ،عن محمد بن علي الكوفي ،عن محمد بخخن
الفضيل ،عن سعد بن عمر الجلب قال :قال لي أبو عبد ال عليه السخخلم :إن
ال عزوجل خلق الجنة طاهرة مطهرة فل يدخلها إل من طابت ولدته .وقال
أبو عبد ال عليه السلم :طوبى لمن كانت امه عفيفة " .ص - 5 " 188ع:
بهذا السناد ،عن محمد بن أحمد ،عخخن إبراهيخخم بخخن إسخخحاق ،عخخن محمخخد بخخن
سليمان الديلمي ،عن أبيه رفع الحديث إلى الصادق عليخخه السخخلم قخخال :يقخخول
ولد الزنا :يا رب ما ذنبي ؟ فما كان لي في أمري صخنع ! قخال :فينخاديه منخاد
فيقول :أنت شر الثلثة أذنب والداك فتبت عليهما وأنخخت رجخخس ،ولخخن يخخدخل
الجنة إل طاهر " .ص - 6 " 188ثو :ابن البرقي ،عن أبيه ،عن جده أحمد،
عن أبيه ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن زرارة قخخال :سخخمعت أبخخا جعفخخر
عليه السلم يقول :ل خير في ولد الزنا ول في بشره ول فخخي شخخعره ول فخخي
لحمه ول في دمه ول في شئ منه ; يعني ولد الزنخخا " .ص " 255 - 254
سن :أبخي ،عخن ابخن فضخال مثلخه " .ص - 7 " 108ثخو :ابخن الوليخد ،عخن
الصفار ،عن ابن عيسى ،عن الوشاء ،عن أحمد بن عائذ ،عن أبي خديجة) ،
(1عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لو كان أحد من ولد الزنا نجا نجا سخائح
بني
] [ 286
إسرائيل ; فقيل له :وما سائح بني إسرائيل ؟ قال :كان عابدا ; فقيل له :إن ولد الزنا ل
يطيب أبدا ول يقبل ال منه عمل ; قال :فخرج يسيح بيخخن الجبخخال ويقخخول مخخا
ذنبي ؟ " .ص " 255سن :في رواية أبخخي خديجخة مثلخخه " (1) .ص - 108
- 8 " 109ص :الصدوق ،عن جعفر بن محمد بن شاذان ،عخخن أبيخخه ،عخخن
الفضل ،عن محمد ابن زياد ،عن أبان بن عثمان ،عخخن أبخخان بخخن تغلخخب ،عخخن
عكرمة ،عن ابن عباس قال :قال عزيز (2) :يا رب إنخخي نظخخرت فخخي جميخخع
امورك وإحكامها فعرفت عدلك بعقلي ،وبقي باب لم أعرفه :إنك تسخط على
أهل البلية فتعمهم بعذابك وفيهخخم الطفخخال ! فخخأمره الخ تعخخالى أن يخخخرج إلخخى
البريخخة وكخخان الحخخر شخخديدا ،فخخرأى شخخجرة فاسخختظل بهخخا ونخخام ،فجخخاءت نملخخة
فقرصته فدلك الرض برجله فقتل من النمل كثيرا ،فعرف أنه مثخخل ضخخرب،
فقيل له :يا عزيز إن القوم إذا استحقوا عذابي قدرت نزوله عند انقضاء آجال
الطفال فماتوا اولئك بآجالهم وهلك هؤلء بعذابي .بيان :القرص :أخذك لحم
إنسان بإصبعك حتى تؤلمه ،ولسع الخبراغيث ،والقبخض والقطخع ; كخذا ذكخره
الفيروز آبادي .أقول :لعله تعالى إنمخا أراه قصخة النمخل لبيخان أن الحكمخة قخخد
تقتضي تعميم البلية والنتقام لرعاية المصخالح العامخة ،وحاصخل الجخواب إن
ال تعالى كما أنه يميت الطفال متفرقا إما لمصخلحتهم أو لمصخلحة آبخائهم أو
لمصلحة النظام الكلي كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعخخض تلخخك
المصالح ،وليس ذلك على جهة الغضخخب عليهخخم ،بخخل هخخي رحمخخة لهخخم لعلمخخه
تعالى بأنهم يصيرون بعد بلخخوغهم كفخخارا ،أو يعوضخخهم فخخي الخخخرة ويميتهخخم
لردع سائر الخلق عن الجتراء على مساخط ال ،أو غير ذلك ؟ مع أنه ليس
) (1وفى المحاسن :ان كان احد من اولد الزنا نجا لنجا اه وهذا احسن لمكان " إن "
وفاقا لمذاهب العدلية (2) .بتقديم الزاى المعجمة على الراء وزان )رجيخخل(
نبى من أنبياء بنى إسرائيل ،وهو الذى قال بنو اسرائيل فيه) :عزيز ابن ال
! !( بعد ما كتب التوراة عن ظهر قلبخخه .وسخخيأتى ذكخخره وقصخخته فخخي كتخخاب
النبوة.
] [ 287
يجب على ال تعالى إبقاء الخلق أبدا ،فكل مصلحة تقتضخخي مخخوتهم فخخي كخخبرهم يمكخخن
جريانها في موتهم عند صخخغرهم والخ تعخخالى يعلخخم - 9 .سخخن :الحجخخال ،عخخن
حماد بن عثمان ،عن معمر بن يحيى ،عن أبي خالد الكابلي ،أنخخه سخخمع علخخي
بن الحسين عليه السلم يقول :ل يدخل الجنخخة إل مخخن خلخخص مخخن آدم " .ص
- 10 " 139سن :القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن ضريس الوابشي،
) (1عن سدير قال :قال أبخو جعفخر عليخه السخلم :مخن طهخرت ولدتخه دخخل
الجنة " .ص - 11 " 139سن :القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن ،عن عبد
ال بن سنان ،عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم قخال :خلخق الخ الجنخة طخاهرة
مطهرة ل يدخلها إل من طابت ولدته " .ص - 12 " 139سن :أبي ،عخخن
النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن أيوب بن حخخر ،عخخن أبخخي بكخخر ) (2قخخال :كنخخا
عنده ومعنا عبد ال بن عجلن ،فقال عبد ال بن عجلن :معنا رجخخل يعخخرف
ما نعرف ويقال :إنه ولد زناء ،فقخخال :مخخا تقخخول ؟ فقلخخت :إن ذلخخك ليقخخال لخخه ;
فقال :إن كان ذلك كذلك بني له بيت في النار من صدر ،يرد عنه وهج جهنخخم
) (3ويؤتى برزقه " .ص " 149بيان :من صدر أي يبنى له ذلك في صخخدر
جهنم وأعله ،والظاهر أنه مصخخحف )صخخبر( بالتحريخخك وهخخو الجمخخد- 13 .
سن :أبي ،عن حمزة بن عبد ال ،عن هاشم أبي سعيد النصخخاري ،عخخن أبخخي
بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن نوحخخا حمخخل فخخي السخخفينة الكلخخب
والخنزير ،ولم يحمل فيها ولد الزنا ،وإن الناصب شر من ولد الزنخخا175 " .
" - 14كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن أبان ،عخخن ابخخن
أبي يعفور قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إن ولد الزنا يستعمل ،إن عمخخل
خيرا جزي به ،وإن عمل شرا جخخزي بخخه .بيخخان :هخخذا الخخخبر موافخخق لمخخا هخخو
المشهور بين المامية من أن ولد الزنا كسائر الناس
) (1ضريس وزان " زبير " ولم نجد في التراجم ما يدل على مدحه أو ذمه (2 ) .لعله
عبد ال بن محمد الحضرمي ،وضمير " عنده " يرجع إلخخى الصخخادق عليخخه
السلم (3) .الوهج :اتقاد النار.
] [ 288
مكلف بأصول الدين وفروعخه ،ويجخري عليخه أحكخام المسخلمين مخع إظهخار السخلم،
ويثاب على الطاعات ويعاقب على المعاصي .ونسخخب إلخخى الصخخدوق والسخخيد
المرتضى وابن إدريس رحمهم ال القول بكفره وإن لم يظهره ،وهذا مخالف
لصول أهل العدل إذ لم يفعل باختياره ما يسخختحق بخخه العقخخاب فيكخخون عخخذابه
جورا وظلما ،وال ليس بظلم للعبيد ،فأما الخبار الواردة في ذلك فمنهم من
حملها على أنه يفعل باختياره ما يكفر بسببه ،فلذا حكخخم عليخخه بخخالكفر وأنخخه ل
يدخل الجنة ،وأما ظخخاهرا فل يحكخخم بكفخخره إل بعخخد ظهخخور ذلخخك منخخه .أقخخول:
يمكن الجمع بين الخبار على وجخخه آخخخر يوافخخق قخخانون العخخدل بخخأن يقخخال :ل
يدخل ولخخد الزنخخا الجنخخة ،لكخخن ل يعخخاقب فخخي النخخار إل بعخخد أن يظهخخر منخخه مخخا
يستحقه ،ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبطه يثاب في النار على ذلخخك،
ول يلزم على ال أن يثيب الخلخق فخي الجنخة ،ويخدل عليخه خخبر عبخد الخ بخن
عجلن ،ول ينافيه خبر ابن أبي يعفور إذ ليس فيه تصريح بأن جزاءه يكخخون
في الجنة ) (1وأما العمومات الدالة على أن مخخن يخخؤمن بخخال ويعمخخل صخخالحا
يدخله الخ الجنخخة يمكخخن أن تكخخون مخصصخخة بتلخخك الخبخخار ،وبالجملخخة فهخخذه
المسألة مما قد تحير فيه العقول ،وارتاب بخخه الفحخول ،والكخف عخن الخخوض
فيها أسلم ،ول نرى فيها شيئا أحسخخن مخخن أن يقخخال :الخ أعلخخم) .بخخاب * (13
)الطفال ومن لخم يتخم عليهخخم الحجخخة فخي الخخدنيا( * اليخخات ،الطخخور " " 52
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم
من شئ 21تفسير :قال الطبرسي رحمه ال يعني بالذريخخة أولدهخخم الصخخغار
والكبار لن الكبار يتبعون الباء بإيمان منهم ،والصغار يتبعون الباء بإيمان
من الباء ،فالولد يحكم
) (1ويمكن حملها على بيان المبالغة ،وبيان أن الناجى منهخخم قليخخل ،والكخخثرون منهخخم
يختارون الغى على الرشاد ،والضلل على الهخخدى ،هخخذا مخخع غخخض النظخخر
عما في كثير من أسنادها من الضعف و الجهالة والرسال.
] [ 289
له بالسلم تبعا لوالده والمعنى :أنا نلحق الولد بالباء في الجنة والدرجخخة مخخن أجخخل
الباء لتقر عين الباء باجتماعهم معهم في الجنة كما كانت تقربهم في الدنيا،
عن ابن عباس والضحاك وابن زيد ،وفي رواية أخرى عن ابخن عبخاس أنهخم
البالغون الحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم ،تكرمة لبائهم ،وإذا قيل:
كيف يلحقون بهم في الثواب ولم يستحقوه ؟ فخخالجواب أنهخخم يلحقخخون بهخخم فخخي
الجمع ل في الثواب والمرتبة .وروى زاذان ) (1عن علي عليه السلم قخخال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن المؤمنين وأولدهم في الجنة ،ثخخم قخخرأ
هذه الية .وروي عن الصادق عليه السلم قال :أطفال المؤمنين يهخخدون إلخخى
آبائهم يوم القيامة " وما ألتناهم من عملهم من شئ " أي لم ننقص البخخاء مخخن
الثواب حين ألحقنخا بهخم ذريخاتهم - 1 .فخس :قخوله " :والخذين آمنخوا واتبعتهخم
ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " فإنه حخخدثني أبخخي ،عخخن سخخليمان الخخديلمي،
عن أبي بصير ،عن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخلم قخال :إن أطفخال شخخيعتنا مخن
المؤمنين تربيهم فاطمة عليهمخخا السخخلم ،قخخوله " :ألحقنخخا بهخخم ذريتهخخم " قخخال:
يهدون إلى آبائهم يوم القيامة " .ص " 449وقال علي بن إبراهيم فخخي قخخوله:
" وما ألتناهم من عملهم من شئ " :أي ما نقصناهم - 2 " 650 " .ل :أبي،
عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن علي بخخن إسخخماعيل ،عخخن حمخخاد ،عخخن
حريز ،عن زرارة ،عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال :إذا كخخان يخخوم القيامخخة
احتج ال عزوجل على خمسة :على الطفل ،والذي مات بيخن النخبيين ،والخذي
أدرك النبي وهخخو ل يعقخخل ،والبلخخه ) (2والمجنخخون الخخذي ل يعقخخل ،والصخخم
والبكم ; فكل واحد منهخخم يحتخخج علخخى الخ عزوجخخل ; قخخال فيبعخخث الخ إليهخخم
رسول فيؤجج لهم نارا فيقول لهم :ربكم يأمركم
) (1زاذان -بخخالزاى والخخذال المعجمخختين بينهمخخا ألخخف وزان )هامخخان( -أبخخو عمخخرة
الفارسى عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلم ; وقال العلمة
في خاتمة القسخخم الول مخخن خلصخخته :كنيتخخه .أبخخو عمخخر )ابخخو عمخخر خ ل(.
ويوجد ترجمته في ص 161من تقريب ابخن حجخر ،قخال :زاذان أبخو عمخر
الكندى البزاز ،ويكنى أبا عبد ال أيضا ،صدوق ،يرسل ،وفيه شخخيعية ،مخخن
الثانية ،مات سنة (2) .72هو من ضعف عقله وعجز رأيه.
] [ 290
أن تثبوا فيها ،فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلما ،ومن عصى سيق إلخخى النخخار" .
ص " 136قخخال الصخخدوق رضخخي ال خ عنخخه :إن قومخخا مخخن أصخخحاب الكلم
ينكرون ذلك ويقولون :إنه ل يجوز أن يكخخون فخخي دار الجخخزاء تكليخخف ،ودار
الجزاء للمؤمنين إنما هي الجنة ،و دار الجزاء للكافرين إنما هي النار ،وإنما
يكون هذا التكليف من ال عزوجل في غير الجنة والنار فل يكون كلفهخخم فخخي
دار الجزاء ثم يصيرهم إلى الدار التي يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم ،فل
وجه لنكار ذلك ،ول قوة إل بال - 3 .مخخع :أبخخي ،عخخن سخخعد ،عخخن أحمخخد بخخن
محمد ،عن أبيه ،عن حماد ،عخخن حريخخز ،عخخن زرارة قخخال :سخخألت أبخخا جعفخخر
عليه السلم :هل سئل رسول ال صلى ال عليه وآله عن الطفال ؟ فقال :قخخد
سئل فقال :ال أعلم بما كانوا عاملين .ثم قال :يا زرارة هخخل تخخدري مخخا قخخوله:
ال أعلم بما كانوا عاملين ؟ قلت :ل ،قال :ل عزوجل فيهخخم المشخخية ; إنخخه إذا
كان يوم القيامة أتي بالطفال ،والشيخ الكخبير الخذي قخد أدرك السخن ) (1ولخم
يعقل من الكبر والخرف (2) ،والذي مات في الفترة بين النبيين ،والمجنخخون،
والبله الذي ل يعقل فكل واحد يحتج علخخى الخ عزوجخخل ،فيبعخخث الخ تعخخالى
إليهم ملكا من الملئكة ويؤجج نارا فيقخخول :إن ربكخخم يخخأمركم أن تثبخخوا فيهخخا،
فمن وثب فيها كانت عليه بخخردا وسخلما ،ومخخن عصخخاه سخخيق إلخى النخار .كخا:
علي ،عن أبيخخه ،عخن حمخاد مثلخه " .ف ج 1ص - 4 " 68غخط :ابخن أبخي
عمير ،عن جميل بن دراج ،عن زرارة ،عن جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم
أنه قال :حقيق علخخى الخ أن يخخدخل الضخخلل الجنخخة ،فقخال زرارة :كيخخف ذلخخك
جعلت فداك ؟ قال :يموت الناطق ول ينطخق الصخامت فيمخوت المخرء بينهمخا
فيدخله ال الجنة " (3) .ص " 292
) (1في نسخة ،قد أدرك النبي (2) .هو الذى فسد عقله من الكخخبر (3) .لنخخه لخخم تبلغخخه
الحجة ،ولم يرشد إلى المحجة .وال تعالى يقخخول " :ومخخا كنخخا معخخذبين حخختى
نبعث رسول ".
] [ 291
- 5كنز :قوله تعخخالى " :يطخوف عليهخم ولخخدان مخلخخدون " عخخن أميخخر المخخؤمنين عليخه
السلم أنه قال :الولدان أولد أهل الدنيا ،لم يكن لهم حسخخنات فيثخخابون عليهخخا،
ول سيئات فيعاقبون عليها فانزلوا هخخذه المنزلخخة - 6 .وعخخن النخخبي صخخلى الخ
عليه وآله أنه سئل عن أطفال المشركين ،فقال :خدم أهل الجنة علخخى صخخورة
الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة - 7 .يد :الحسين بن يحيى بن ضخخريس ،عخخن
أبيه ،عن محمد بن عمارة السكري ،عن إبراهيم بن عاصم ،عن عبد الخ بخن
هارون الكرخي ،عن أحمد بن عبد ال بن يزيد ،عن أبيه يزيد بن سلم ،عخخن
أبيه سلم بن عبيد ال ،عن أخيه عبد ال بن سلم مولى رسول ال صلى ال خ
عليه وآله أنه قال :سخخألت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فقلخخت :أخخخبرني
أيعذب ال عزوجل خلقا بل حجة ؟ قال :معاذ الخ ! قلخخت :فخخأولد المشخخركين
في الجنة أم في النار ؟ فقال :ال تبخخارك وتعخخالى أولخخى بهخخم إنخخه إذا كخخان يخخوم
القيامة -وساق الحديث إلى أن قال :-فيأمر ال عزوجل نارا يقال له :الفلق،
أشد شئ في نار جهنم عخخذابا ،فتخخخرج مخخن مكانهخخا سخخوداء مظلمخخة بالسلسخخل
والغلل ،فيأمرها ال عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلئق نفخة ،فتنفخ فمخخن
شدة نفختها تنقطع السماء ،وتنطمس النجوم ،وتجمد البحار ،وتزول الجبخخال،
وتظلم البصار ،وتضخخع الحوامخخل حملهخخا ،وتشخخيب الولخخدان مخخن هولهخخا يخخوم
القيامة ; فيأمر ال تعالى أطفال المشخخركين أن يلقخخوا أنفسخخهم فخخي تلخخك النخخار ;
فمن سبق له في علم ال عزوجل أن يكون سعيدا ألقى نفسه فيها فكانت عليخخه
بردا وسلما كما كانت على إبراهيم عليه السلم ،ومن سبق لخخه فخي علخخم الخ
تعالى أن يكون شقيا امتنخخع فلخخم يلخخق نفسخخه فخخي النخخار فيخخأمر الخ تعخخالى النخخار
فتلتقطه لتركه أمر ال وامتناعه من الدخول فيها فيكون تبعا لبائه في جهنخخم.
) " (1ص - 8 " 401 - 399كا :العدة ،عن سهل ،عن غير واحد رفعه أنه
سخخئل عخن الطفخال فقخال :إذا كخان يخخوم القيامخخة جمعهخم الخ وأجخج نخارا )(2
وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها ،فمن كان في
) (1للحديث تتمة ما نقلت بتمامها .م ) (2في المصدر :واجج لهم نارا .م
] [ 292
علم ال عزوجل أنه سعيد رمى نفسه فيها وكانت عليه بردا وسخخلمة (1) ،ومخخن كخخان
في علمه أنه شقي امتنع فيأمر ال تعالى بهم إلى النار ،فيقولون :يا ربنا تأمر
بنا إلى النار ولخم يجخر علينخا القلخم ؟ فيقخول الجبخار :قخد أمرتكخم مشخافهة فلخم
تطيعوني فكيف لو أرسلت رسلي بالغيب إليكخم ؟ " ف ج 1ص - 9 " 68
وفي حديث آخر أما أطفال المؤمنين فإنهم يلحقون بآبائهم ،وأولد المشخخركين
يلحقون بآبائهم وهو قول ال عزوجل " :بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " " .ف ج
1ص - 10 " 68كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن
سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن مسكان ،عخخن زرارة
قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن الولدان ،فقال :سخخئل رسخخول الخ صخخلى
ال عليه وآله عن الولدان والطفال فقال :ال أعلم بما كانوا عخخاملين " .ف ج
1ص - 11 " 68كا :علي ،عن أبيه ،عن ابخن أبخي عميخر ،عخن عمخر بخن
أذينة ،عن زرارة قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :ما تقول :فخخي الطفخخال
الذين ماتوا قبل أن يبلغوا ؟ فقال :سئل عنهم رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه
فقال :ال أعلم بما كانوا عاملين ،ثم أقبل علي فقال :يخخا زرارة هخخل تخخدري مخخا
عنى بذلك رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال :قلخخت :ل ،فقخخال :إنمخخا عنخخى:
كفوا عنهم ول تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الخخ " .ف ج 1ص " 68
- 12كا :العدة ،عن سهل ،عن علي بن الحكم ،عخخن سخخيف بخخن عميخخرة ،عخخن
ابن بكير ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " :والذين آمنخخوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال :فقخخال :قصخخرت البنخخاء عخخن
عمل الباء ) (2فالحقوا البناء بالباء لتقر بخخذلك أعينهخخم " .ف ج 1ص 68
" - 13يه :عن أبي بكر الحضرمي ،عنه عليه السلم مثلخخه " .ص " 439
- 14كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشخخام ،عخخن أبخخي عبخخد ال خ
عليه السلم أنه
) (1في المصدر :وسلما .م ) (2في المصدر :على عمل الباء .م
] [ 293
سئل عمن مات في الفترة ) (1وعمن لم يدرك الحنث ) (2والمعتخخوه ) (3فقخخال :يحتخخج
ال عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم :ادخلوهخخا ،فمخخن دخلهخخا كخخانت عليخخه بخخردا
وسلما ،ومن أبى قال :ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني " .ف ج 1ص " 68
- 15كا :بهذا السناد قال :ثلثة يحتج عليهم :البكم ،والطفل ،ومن مات في
الفترة ،فيرفخخع لهخخم نخخار فيقخخال لهخخم :ادخلوهخخا ،فمخخن دخلهخخا كخانت عليخخه بخخردا
وسلما ،ومن أبى قال تبارك وتعالى :هذا قد أمرتكم فعصيتموني " .ف ج 1
ص - 16 " 68نوادر الراوندي :بإسناده عن موسى بن جعفخخر ،عخخن آبخخائه
عليهم السلم قال :قال :رسول ال صلى ال عليه وآلخخه :ل تزوجخخوا الحسخخناء
الجميلخخة العخخاقرة ) (4فخخإني أبخخاهي بكخخم المخخم يخخوم القيامخخة ،أو مخخا علمخخت أن
الولدان تحت عرش الرحمن يستغفرون لبائهم ،يحضنهم إبراهيخخم ،وتربيهخخم
سارة عليهما السلم في جبخل مخن مسخك وعنخبر وزعفخران ؟ - 17 .يخه :فخي
الصحيح روى أبو زكريا ،عن أبي بصير قال :قال أبو عبد ال عليه السخخلم:
إذا مات طفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والرض:
أل إن فلن بن فلن قد مات ،فإن كان مات والداه أو أحخخدهما أو بعخخض أهخخل
بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه ،وإل دفع إلخخى فاطمخخة عليهخخا السخخلم تغخخذوه
حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته فتدفعه إليه " .ص 18 " 439
-يه :في الصحيح عن الحسن بن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن الحلخخبي،
عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :إن الخ تبخخارك وتعخخالى يخخدفع إلخخى إبراهيخخم
وسارة أطفال المؤمنين يغذوانهم بشجرة في الجنة لهخخا أخلف ) (5كخخأخلف
البقر في قصر من الدر (6) ،فإذا كان يوم
) (1أي في زمان انقطعاع الرسل وعدم تيسخخر الوصخخول إلخخى الحجخخة (2) .أي البلخخوغ
والدراك (3) .المعتوه :من نقص عقله .ويقال أيضا :لمخخن دهخش مخن غيخر
مس جنون .وفى الحديث اريد به المعنى الول (4) .أي المرءة التى حبخخس
رحمها فلم تلد (5) .جمع )خلف( بكسر الخخخاء وسخخكون اللم :حلمخخة ضخخرع
الناقة (6) .في المصدر :من درة .م
] [ 294
القيامة ألبسوا وأطيبوا واهدوا إلى آبائهم ،فهم ملوك في الجنة مع آبائهم ،وهو قول ال
تعالى " :والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهخخم بإيمخخان ألحقنخخا بهخخم ذريتهخخم " " .ص
" 439بيان :يمكخخن الجمخخع بيخخن الخخخبرين بخخأن بعضخخهم تربيخخه فاطمخخة عليهخخا
السلم ،وبعضهم إبراهيم وسارة عليهما السلم على اختلف مراتخب آبخائهم،
أو تخخدفعه فاطمخخة عليهخخا السخخلم إليهمخخا - 19 (1) .وروى الشخخيخ حسخخن بخخن
سليمان في كتاب المختصر ) (2نقل من كتاب المعراج للشخخيخ الصخخالح أبخخي
محمد الحسن بإسناده عن الصدوق ،عن أبيه ،عن محمد بن أبي القاسخم ،عخن
محمد بن علي الكوفي ،عن محمد بخخن عبخخد الخ بخخن مهخخران ،عخخن صخخالح بخخن
عقبة ،عن يزيد بن عبد الملك ،عن الباقر عليه السلم قال :لما صخخعد رسخخول
ال صلى ال عليه وآله إلى السماء وانتهى إلى السماء السابعة ولقخخى النبيخخاء
عليهم السلم قال :أين أبي إبراهيم عليخخه السخخلم ؟ قخخالوا لخخه :هخخو مخخع أطفخخال
شيعة علي ; فدخل الجنة فإذا هو تحت شخخجرة لهخخا ضخخروع كضخخروع البقخخر،
فإذا انفلت الضرع من فم الصخخبي قخام إبراهيخخم فخخرد عليخخه ; قخخال :فسخخلم عليخخه
فسأله عن علي عليه السلم فقال :خلفته في أمتي ،قخخال :نعخخم الخليفخخة خلفخخت،
أما إن ال فرض على الملئكة طاعته ،وهؤلء أطفال شيعته ،سخخألت ال خ أن
يجعلني القائم عليهم ففعل ،وإن الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة
وأنهارها في تلك الجرعة - 20 .يه :في الصخخحيح سخخأل جميخخل بخخن دراج أبخخا
عبد ال عليه السلم عن أطفال النبياء ،فقال :ليسوا كأطفخخال النخخاس ; وسخخأله
عن إبراهيم بن رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه :لخخو بقخخي كخخان صخخديقا نبيخخا ؟
قال :لو بقى كان على منهاج أبيه صلى الخ عليخخه وآلخخه " .ص " 439بيخخان:
أي كان مؤمنا موحدا تابعا لبيه ل نبيا - 21 .يه :روى وهب بن وهب ،عخخن
جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قخخال :قخخال علخخى عليخخه السخخلم :أولد
المشركين مع آبائهم في النار ،وأولد المسلمين مخخع آبخخائهم فخخي الجنخخة " .ص
" 439
) (1ليس في نظام الجنة تزاحم كما هو في الخخدنيا ،والكتخخاب والسخخنة ناطقخخان بخخذلك فل
منافاة بين تربية فاطمة عليهخخا السخخلم لطفخخال المخخؤمنين فخخي الجنخخة وتربيخخة
إبراهيم وسارة عليهما السلم لهم حتى يحتاج إلى الجمع بيخخن الروايخخات .ط
) (2أي المختصر من بصائر الدرجات لسعد بن عبد ال.
] [ 295
22يه :في الصحيح روى جعفر بن بشير ،عن عبد ال بن سنان قال :سخخألت أبخخا عبخخد
ال عليه السلم عن أولد المشخخركين يموتخخون قبخخل أن يبلغخخوا الحنخخث ; قخخال:
كفار ،وال أعلم بما كانوا عاملين ،يدخلون مداخل آبائهم .وقال عليه السخخلم:
يؤجخج ) (1لهخم نخارا فيقخال لهخم :ادخلوهخا ،فخإن دخلوهخا كخانت عليهخم بخردا
وسلما ،وإن أبوا قال لهم ال عزوجخل :هخوذا أنخا قخد أمرتكخم فعصخيتموني ;
فيأمر ال عزوجل بهم إلى النار " .ص " 440بيان :قال الصدوق رحمه ال
-بعد إيخخراد تلخخك الخبخخار :-هخخذه الخبخخار متفقخخة وليسخخت بمختلفخخة ،وأطفخخال
المشركين والكفار مع آبائهم في النخخار ل تصخخيبهم مخخن حرهخخا لتكخخون الحجخخة
أوكد عليهم متى امروا يوم القيامة بدخول نار تؤجج لهم مع ضخخمان السخخلمة
متى لم يثقوا به ولم يصخخدقوا وعخخده فخخي شخخئ قخخد شخخاهدوا مثلخخه .أقخخول :جمخخع
الصدوق بينهما بحمل ما دل علخخى إطلق دخخخولهم النخخار علخخى نخخار الخخبرزخ،
وقال :ل يصييهم حرها حينئذ ،ورأى أن فائدة ذلك توكيخخد الحجخخة عليهخخم فخخي
التكليف بدخول نار تؤجج لهم في القيامخخة .ويمكخخن أن يقخخال :لعخخل ال خ تعخخالى
يعلم أن كل أولد الكفار الذين يموتون قبل الحلم ل يدخلون النار يخخوم القيامخخة
بعد التكليف ،فلذا قال :ال أعلم بما كانوا عاملين أي في القيامة بعد التكليخخف،
ولذا جعلهم من أولدهم ،ويمكن أيضا أن يحمل قوله عليه السلم :كفار علخخى
أنه يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار بالتبعية في النجاسة وعخخدم التغسخخيل،
والتكفين ،والصلة ،والتوارث ،وغير ذلك ; ويخص دخولهم النار ودخخخولهم
مداخل آبائهم بمن لم يدخل منهم نخخار التكليخخف ،والظهخخر حملهخخا علخخى التقيخخة
لموافقتها لروايات المخالفين وأقوال أكثرهم ،قال النووي فخخي شخخرح صخخحيح
المسلم :اختلف العلماء فيمن مات من أطفال المشركين فمنهم مخخن يقخخول :هخخم
تبع لبائهم في النار ،ومنهم من يتوقف فيهم ،والثالث -وهخخو الصخخحيح الخخذي
ذهب إليخخه المحققخخون -أنهخخم مخخن أهخخل الجنخخة واسخختدلوا بأشخخياء :منهخخا حخخديث
إبراهيم الخليل حين رآه النبي صلى ال عليه وآله وحوله أولد الناس ; قالوا:
يا رسول ال وأولد المشركين ؟ قال :وأولد المشخخركين .رواه البخخخاري فخخي
صحيحه.
) (1في المصدر :وقال على عليه السلم تؤجج .الخبر ; والظاهر يؤجج.
] [ 296
ومنهخخا قخخوله تعخخالى " :ومخخا كنخخا معخخذبين حخختى نبعخخث رسخخول " ) (1ول يتخخوجه علخخى
المولود التكليف حتى يبلغ فيلخخزم الحجخخة انتهخخى .وروى الحسخخين بخخن مسخخعود
البغوي في شرح السنة بإسناده عن أبي هريرة قال :سخخئل رسخخول ال خ صخخلى
ال عليه وآله عن أطفال المشركين ،قال :ال أعلم بمخخا كخخانوا فخخاعلين .وقخخال:
هذا حديث متفق على صحته .وروي بإسناد آخر عخخن صخخحيح مسخخلم وغيخخره
عن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله مخخن يولخخد يولخخد علخخى
الفطرة ،وأبواه يهودانه وينصرانه ،كمخخا تنتجخخون البهيمخخة ،هخخل تجخخدون فيهخخا
جدعاء ) (2حتى تكونخخوا أنتخخم تجخخدعونها ؟ قخخالوا :يارسخخول الخ أفرأيخخت مخخن
يموت وهو صغير ؟ قال :ال أعلم بما كانوا عاملين .ثم قال :هذا حديث متفق
على صحته .ثم قال في شخرح الخخخبر :قلخت :أطفخال المشخخركين ل يحكخخم لهخخم
بجنة ول نار ،بل أمرهم موكول إلخخى علخخم الخ فيهخخم ،كمخخا أفخختى بخخه الرسخخول
صلى ال عليه وآله ،وجملة المر أن مرجع العباد في المعاد إلى ما سبق لهم
في علم ال من السعادة والشقاوة .وقيخخل :حكخخم أطفخخال المخخؤمنين والمشخخركين
حكم آبائهم وهو المراد بقوله :ال أعلم بما كانوا عاملين ،يدل عليخخه مخخا روي
مفسرا عن عايشة أنها قالت :قلت يارسول الخ ذراري المخؤمنين ؟ قخال :مخن
آبائهم ،فقلت :يا رسول ال بل عمل ؟ قال :ال أعلم بما كانوا عخخاملين ،قلخخت:
فذراري المشركين ؟ قال :مخخن آبخخائهم ،قلخخت :بل عمخخل ؟ قخخال :الخ أعلخخم بمخخا
كانوا عاملين .وقخخال معمخخر ،عخخن قتخخادة ،عخخن الحسخخن :إن سخخلمان قخال :أولد
المشركين خدم أهل الجنة ،قال الحسن :أتعجبون ؟ أكرمهم ال وأكرمهخخم بخخه.
انتهى .أقول :فظهر أن تلك الروايات موافقة لما رواه المخالفون في طرقهخخم،
وقد أولها أئمتنا عليهم السخخلم بمخخا مخخر فخخي الخبخخار السخخابقة .ثخخم أعلخخم أنخخه ل
خلف بين أصحابنا في أن أطفال المؤمنين يدخلون الجنة ،وذهب المتكلمون
منا إلى أطفال الكفار ل يدخلون النار
) (1اسرى (2) .15 :أي مقطوغ الذن وناقص العضاء .وفخخى نسخخخة ؟ المصخخنف:
من جدعاء.
] [ 297
فهم إما يدخلون الجنة ،أو يسكنون العراف ; وذهب أكثر المحدثين منا إلخخى مخخا دلخخت
عليه الخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بخخدخول النخخار المؤججخخة لهخخم ;
قال المحقق الطوسي رحمه ال في التجريد :تعذيب غير المكلف قبيح ،وكلم
نوح عليه السلم مجاز والخدمة ليست عقوبة له ،والتبعية في بعض الحكخخام
جائزة .وقال العلمة قدس ال روحه في شرحه :ذهخخب بعخخض الحشخخوية إلخخى
أن ال تعالى يعذب أطفال المشركين ويلزم الشاعرة تجويزه ،والعدلية كافخخة
على منعه ،والدليل عليه أنه قبيح عقل فل يصدر منه تعالى ،احتجوا بوجوه:
الول قول نوح عليخخه السخخلم " :ول يلخخدوا إل فخخاجرا كفخخارا " والجخخواب أنخخه
مجخاز والتقخدير أنهخم يصخيرون كخخذلك ل حخال طفخخوليتهم .الثخاني :قخالوا :إنخا
نستخدمه لجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما وعقوبة فل يكون قبيحا .والجواب:
أن الخدمة ليست عقوبة للطفل ،وليس كل ألم عقوبة ،فخخإن الفصخخد والحجامخخة
ألمان وليسا عقوبة ،نعم استخدامه عقوبة لبيه وامتحان له يعوض عليه كمخخا
يعوض على إمراضه .الثالث :قالوا :إن حكم الطفل يتبع حكم أبيه في الخخدفن،
ومنع التوارث ،و الصلة عليه ،ومنع التزويج .والجخخواب :أن المنكخخر عقخخابه
لجل جرم أبيه ،وليس بمنكر أن أن يتبع حكم أبيه في بعض الشخخياء ،إذا لخخم
يجعل له بها ألم وعقوبة ،ول ألخخم لخخه فخخي منعخخه مخخن الخخدفن والتخخوارث وتخخرك
الصلة عليه.
] [ 298
)باب ) * (14من رفع عنه القلم ،ونفى الحرج في الدين ،وشرائط صحة التكليخخف( *
* )وما يعذر فيه الجاهل وأنه يلزم على ال التعريف( * اليخخات ،البقخخرة " 2
" ل إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " .256وقال تعالى " :ل يكلخخف
ال نفسا إل وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن نسخخينا
أو أخطأنا ربنا ول تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين مخخن قبلنخخا ربنخخا و
ل تحملنا ما ل طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنخخا .286النعخخام " 6
" قد جائكم بصائر من ربكم فمن أبصخخر فلنفسخخه ومخخن عمخخي فعليهخخا ومخخا أنخخا
عليكم بحفيظ .104النعام " " 6العراف " " 7ل نكلخخف نفسخخا إل وسخخعها
،154خ .47النفال " " 8ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حخخي عخخن بينخخة
وإن ال لسميع عليم .42التوبة " " 9وما كان ال ليضل قوما بعد إذ هخخديهم
حتى يبيين لهم ما يتقون .115النحل " " 16وعلى ال قصخخد السخخبيل ومنهخخا
جائر ولو شاء لهديكم أجمعين .9السخخرى " " 17مخن اهتخخدى فإنمخا يهتخخدي
لنفسخه ومخن ضخل فإنمخا يضخل عليهخا ول تخزر وازرة وزر أخخرى ومخا كنخا
معذبين حتى نبعث رسول .15طه " " 20ولو أنا أهلكناهم بعذاب مخخن قبلخخه
لقالوا ربنا لول أرسخخلت إلينخخا رسخخول فنتبخخع آياتخخك مخخن قبخخل أن نخخذل ونخخخزى
.134الحج " " 22وما جعل عليكم في الدين من حرج .78النخخور " " 24
كذلك يبين ال لكم اليات وال عليم حكيم " 58وقال " :كخذلك يخبين الخ لكخم
آياته وال عليم حكيم .59
] [ 299
الشعراء " " 26وما أهلكنا من قرية إل ولها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين 108
.109 -القصص " " 28ولول أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا
ربنا لول أرسلت إلينا رسول فنتبع آياتخخك ونكخخون مخخن المخخؤمنين " 46وقخخال
تعالى " :وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسخخول يتلخخوا عليهخخم
آياتنا وما كنا مهلكي القرى إل وأهلها ظالمون .59الحزاب " " 33وليخخس
عليكم جناح فيما أخطأتم بخخه ولكخخن مخخا تعمخخدت قلخخوبكم .5الطلق " " 65ل
يكلف ال نفسا إل ما آتيها .7تفسير " :ل إكراه في الدين " قيل :هو منسخخوخ
بآيات الجهاد .وقيل :خاص بأهل الكتخخاب .وقيخخل :الكخخراه فخخي الحقيقخخة إلخخزام
الغير فعل ل يرى فيه خيرا ; ولكن " قخخد تخخبين الرشخخد مخخن الغخخي " أي تميخخز
اليمان من الكفر باليات الواضحة ،ودلت الخدلئل علخى أن اليمخان يوصخل
إلى السعادة ،والكفر يوصل إلى الشقاوة ،والعاقل متى تخخبين لخخه ذلخخك بخخادرت
نفسه إلى اليمان من غير إلجاء وإكراه " إل وسعها " أي ما يسخخعه قخخدرتها،
أو ما دون مدى طاقتها ،بحيث يتسع فيه طوقها كقوله تعالى " :يريد الخ بكخخم
اليسر " " .إن نسينا أو أخطأنخخا " أي ل تؤاخخخذنا بمخخا أدى بنخخا إلخخى نسخخيان أو
خطأ من تفريط وقلة مبالة ،أو يكون سؤال على سبيل التضرع والسخختكانة،
وإن كان ما يسأله لزما على ال تعخخالى ،أو المخخراد بنسخخينا تركنخخا ،وبأخطأنخخا
أذنبنا " .إصرا " اي عبئا ثقيل يأصر صاحبه أي يحبسه في مكانه ،يريخخد بخخه
التكاليف الشاقة " .مال طاقة لنا به " أي من البليا والعقوبة أو ما يثقل علينا
تحمله من التكخخاليف الشخخاقة ،وقخخد يقخخول الرجخخل لمخخر يصخخعب عليخخه :إنخخي ل
اطيقه ; أو يكون الدعاء على سبيل التعبد كما مر " .ليهلك من هلك عن بينخخة
" أي ليموت من يموت عن بينة عاينها ،يعيش من يعيش عن حجة شخخاهدها،
لئل يكون له حجة ومعذرة ; أو ليصدر كفر مخخن كفخخر وإيمخخان مخخن آمخخن عخخن
وضوح بينة ،على استعارة الهلك والحياة للكفر والسلم ،المراد بمن
] [ 300
هلك ومن حي المشارف للهلك والحياة ،أو من هذا حاله في علم ال وقضخائه " .ومخا
كان ال ليضل قوما " أي ليسخخميهم ضخخلل ،أو يؤاخخخذهم مؤاخخخذتهم ويعخخذبهم
ويضلهم عن سبيل الجنة .قوله تعالى :وعلى ال قصد السبيل أي يجخخب علخخى
ال في عدله بيان الطريق المستقيم " ومنهخخا جخخائر " أي مخخن السخخبيل مخخا هخخو
عخخادل عخخن الحخخق .قخخوله تعخخالى " :لخخول أن تصخخيبهم مصخخيبة " لخخول الولخخى
امتناعيخخة ،ولخخول الثانيخخة تحضيضخخية ،وجخخواب الولخخى محخخذوف ،أي مخخا
أرسلناك .قوله تعالى :في امها أي في أصلها ومعظمها فخخإن الشخخراف غالبخخا
يسكنون المدن " .إل ما آتيها " أي إل بقدر ما أعطاهخخا مخخن الطاقخخة - 1 .ب:
هارون ،عن ابن زياد ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن النبي صخخلى الخ عليخه وآلخه
قال :مما أعطى ال امتي وفضلهم به على سائر المم أعطاهم ثلث خصخخال
لم يعطها إل نبي ،وذلك أن ال تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال لخه اجتهخد
في دينك ول حرج عليك .وإن ال تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي حيث يقول
; " وما جعل عليكم في الدين من حرج " يقول :من ضيق .الخبر " .ص 41
" - 2ب :البزاز ،عن أبي البختري ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن علخخي عليهخخم
السلم قال :ل غلظ على مسلم في شئ " (1) .ص - 3 " 63ل :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن ابن عيسى ،عن محمخخد بخخن سخخنان ،عخخن ابخخن مسخخكان ،عخخن
موسى بن بكر قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :الرجل يغمى عليخخه اليخخوم
و اليومين والثلثة والربعة وأكثر من ذلك ،كم يقضخخي مخخن صخخلته ؟ فقخال:
أل أخبرك بما يجمع لك هذا وأشباهه ،كلما غلب ال عزوجل عليخخه مخخن أمخخر
فال أعذر لعبده .وزاد فيه غيره :إن أبا عبد ال عليه السخخلم قخخال :وهخخذا مخخن
البواب التي يفتح كل باب منها ألف باب " .ص - 4 " 174سن :علي بخخن
الحكم ،عن أبان الحمر ،عن حمزة الطيار ،عن أبخخي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم
قال :قال لي :اكتب ،وأملى :أن من قولنا :إن ال يحتج على العباد بالذي
) (1كذا في نسخة المصخنف بخطخه الشخريف ; وفخى المصخدر وكخذا فخي بعخض نسخخ
البحار " :ل غلط " أي ليس فيما لم يعرف وجه الصواب فيخخه علخخى المسخخلم
مؤاخذة ،أو حكم إلزامى.
] [ 301
آتاهم وعرفهم ،ثم أرسل إليهم رسول وأنزل عليه الكتاب ،وأمر فيخخه ونهخخى ،أمخخر فيخخه
بالصلة والصوم فنام رسول ال صلى ال عليه وآلخه عخن الصخلة فقخال :أنخا
انيمك وأنا أوقظك ،فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصخخابهم ذلخخك كيخخف يصخخنعون
ليخخس كمخخا يقولخخون :إذا نخخام عنهخخا هلخخك ; وكخخذلك الصخخيام أنخخا امرضخخك وأنخخا
أصحك ،فإذا شفيتك فاقضخخه .ثخخم قخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم :وكخخذلك إذا
نظرت في جميع الشياء لم تجد أحدا ) (1إل ول عليه حجة وله فيه المشخخية،
ول أقول :إنهم ما شاؤوا صنعوا .ثخخم قخخال :إن الخ يهخخدي ويضخخل ،وقخخال :مخخا
امروا إل بدون سعتهم ،وكل شئ امر الناس به فهم يسعون لخه ،وكخل شخئ ل
يسعون له فموضوع عنهم ولكخخن النخخاس ل خيخخر فيهخخم ،ثخخم تل " :ليخخس علخخى
الضعفاء ول على المرضخخى ول علخخى الخخذين ل يجخخدون مخخا ينفقخخون حخخرج "
فوضع ) (2عنهم " ما على المحسنين من سبيل وال غفخخور رحيخخم ول علخخى
الذين إذا ما أتوك لتحملهم " قال :فوضع عنهخخم لنهخخم ل يجخخدون مخا ينفقخخون،
وقال " :إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مخخع
الخوالف وطبع على قلخخوبهم فهخخم ل يفقهخخون " " .ص " 237 - 236شخخى:
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ،عن أبي جعفر وأبخخي عبخخد الخ عليهمخخا
السلم مثله - 5 .سخن :محمخخد بخن علخي ،عخن حكخخم بخن مسخكين الثقفخي ،عخن
النضر بن قرواش قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إنمخخا احتخخج ال خ
على العباد بما آتاهم وعرفهم " .ص " 236سن :بعض أصخخحابنا ،عخخن ابخخن
أسباط ،عن حكم بن مسكين مثله " .ص - 6 " 276 - 275سن :أبي ،عن
صفوان ،عن منصور بن حازم قال :قخخال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم :النخخاس
مأمورون ومنهيون ومن كان له عذر عذره الخخ " (3) .ص - 7 245سخخن:
ابن فضال ،عن ثعلبة ،عن حمزة بن الطيار ; وحدثنا أبخخي ،عخخن فضخخالة عخخن
أبان الحمر ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قول ال " :ما كان ال خ ليضخخل
قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقخون " قخال :حختى يعرفهخم مخا يرضخيه
وما يسخطه ،وقال " :فألهمها
) (1في المصدر :في ضيق ولم تجد احدا .م ) (2ليست فخي المصخدر جملخة " فوضخع
عنهم " إلى " غفور رحيم " .م ) (3أي قبل عذره ورفع عنه اللوم والذنب.
] [ 302
فجورها وتقويها " قال :بين لها ما تأتي ومخخا تخخترك ؟ وقخخال " :إنخخا هخخديناه السخخبيل إمخخا
شاكرا وإما كفورا " قال :عرفناه فإما أخذ وإما تخخرك (1) .وسخخألته عخخن قخخول
ال " :يحول بين المرء وقلبه " قال :يشتهي سمعه وبصره ولسانه ويده وقلبه
; أما إنه هو عسى ) (2شئ مما يشتهي فإنه ل يأتيه إل وقلبه منكخخر ،ل يقبخخل
الذي يأتي ،يعرف أن الحق غيره .وعن قوله " :فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا
العمى على الهدى " قال :نهاهم عن فعلهم فاستحبوا العمى على الهخخدى وهخخم
يعرفون " .ص - 8 " 276سن :ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن زرارة قال:
سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال " :إنا هدينا السبيل إما شاكرا وإما
كفورا " قال :علمه السبيل فإما آخذ فهو شاكر ،وإما تارك فهخخو كخخافر " .ص
- 9 " 276سن :ابن يزيد ،عن رجل ،عن الحكم بن مسكين ،عن أيوب بن
الحر بياع الهروي قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا أيوب ما من أحخخد
إل وقد يرد ) (3عليه الحق حتى يصدع ،قبله أم تركه ،وذلك أن ال يقول في
كتابه " :بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكخخم الويخخل ممخخا
تصفون " " .ص " 26بيان :الصدع الظهار والتبيين ،وقال البيضاوي فخخي
قوله " :فيدمغه " أي فيمحقه وإنما اسخختعار لخخذلك القخخذف وهخخو الرمخخي البعيخخد
المستلزم لصلبة المرمي ،والدمغ الذي هو كسر الدماغ بحيث يشخخق غشخخاؤه
المؤدي إلى زهوق الروح تصويرا لبطاله ،ومبالغة فيه " فإذا هخخو زاهخخق "
هالك ،والزهوق :ذهاب الروح ،وذكخخره لترشخخيح المجخخاز - 10 .سخخن :أبخخي ؟
عن يونس ،عن حماد بن عثمان ،عن عبد العلخخى قخخال :قلخخت لبخخي عبخخد الخ
عليه السلم :هل جعل في النخاس أداة ينخالون بهخا المعرفخة ؟ قخال :ل ; قلخت:
فهخخل كلفخخوا المعرفخخة ؟ قخخال :ل إن علخخى الخ البيخخان ،ل يكلخخف الخ العبخخاد إل
وسعها .ول يكلف نفسا إل ما آتاها " .ص " 277 - 276
) (1في نسخة :فأما آخذ وإما تارك (2) .في المصدر :اما انه هو غشى شيئا (3) .فخخي
المصدر :برز.
] [ 303
- 11سن :عدة من أصحابنا ،عن علي بن أسباط ،عن جميخل بخخن دراج ،عخن زرارة،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن الخ تبخخارك وتعخخالى ليمخخن علخخى قخخوم ومخا
فيهم خير فيحتج ال عليهم فيلزمهخخم الحجخخة " .ص - 12 " 277سخخن :ابخخن
محبوب ،عن سيف بخخن عميخخرة ،وعبخخد العزيخخز العبخخدي ،وعبخخد الخ ابخخن أبخخي
يعقور ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :أبى ال أن يعرف باطل حقخخا ،أبخخى
ال أن يجعل الحق في قلب المؤمن باطل ،ل شخخك فيخخه ،وأبخخى ال خ أن يجعخخل
الباطل في قلب الكافر المخالف حقا ،ل شك فيه ،ولو لم يجعخخل هخخذا هكخخذا مخخا
عرف حق من باطل " .ص - 13 " 277ل :الحسن بخخن محمخخد السخخكوني،
عن محمد بن عبد ال الحضرمي ،عن إبراهيم ابخخن أبخخي معاويخخة ،عخخن أبيخخه،
عن العمش ،عن ابن ظبيان قال ،أتي عمر بامرأة مجنونة قد فجرت ،فخخأمر
برجمها ،فمروا بها على علي بن أبي طخخالب عليخخه السخخلم ،فقخخال :مخخا هخخذه ؟
قالوا :مجنونة فجرت فأمر بها عمر أن ترجم ; قخخال :ل تعجلخخوا ،فخخأتى عمخخر
فقال له :أما علمت أن القلم رفع عخخن ثلث :عخخن الصخخبي حخختى يحتلخخم ،وعخخن
المجنون حيت يفيق ،وعن النائم حتى يستيقظ ؟ " .ج 1ص - 14 " 46يد،
ل :العطار ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن حماد ،عن حريز ،عن أبي عبد الخ
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :رفخخع عخخن امخختي تسخخعة.
الخطاء ،والنسيان ،وما اكرهوا عليه ،وما ل يعلمون ،ومخخا ل يطيقخخون ،ومخخا
اضطروا إليه ،والحسد ،والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق
بشفة " .ص " " 364ج 2ص " 44بيان :المراد بخخالرفع فخخي أكثرهخخا رفخخع
المؤاخذة والعقخاب ،وفخي بعضخها يحتمخخل رفخخع التخأثير ،وفخي بعضخخها النهخخي
أيضا ،فأما اختصاص رفع الخطاء والنسخخيان بهخخذه المخخة فلعلخخه لكخخون سخخائر
المم مؤاخذين بهما إذا كان مباديهما باختيارهم ،علخخى أنخخه يحتمخخل أن يكخخون
المراد اختصاص المجموع ،فل ينافي اشتراك البعض .وأما ما اكرهوا عليه
فلعله كان يلزمهم تحمل المشاق العظيمة فيمخخا اكرهخخوا عليخخه ،وقخخد وسخخع الخ
على هذه المة بتوسيع دائرة التقية .وأما ما ل يعلمون فرفع
] [ 304
كثير منها ظاهر كالصلة في الثوب والمكان المغصوبين والثخخوب النجخخس ،والسخخجود
على الموضع النجس ،وجهل الحكم في كثير من المسائل ،والجهخخل بالحكخخام
التي لم تصخل إلينخا ،ولعخل سخائر المخم كخانوا يؤاخخذون بالقضخاء والعخادة،
واللفظ وإن كان عاما لكنه مختص بالجمخخاع بخخالموارد الخاصخخة .وأمخخا مخخا ل
يطيقون فقد مر بيانه .وأما الطيرة -بكسر الطاء وفتح اليخخاء وسخخكونها ،وهخخو
ما يتشاءم به من الفال الردي -فيمكن أن يكون المخخراد برفعهخا النهخخي عنهخخا،
بأن ل تكون منهيا عنها في المم السالفة ،ويحتمل أن يكون المخخراد تأثيرهخخا،
أو حرمة تأثر النفس بها والعتناء بشأنها ،والخيخخر أظهخخر ،وسخخيأتي بيانهخخا.
وكذا الحسد يحتمل الوجهين الولين وثالثا وهو عدم حرمة مخخا ل يظهخخر مخخن
الحسد ،وهو أظهر كمخخا ورد فخخي الخبخخار ; إل أن المخخؤمن ل يظهخخر الحسخخد.
وأما التفكر في الوسوسة فخخي الخلخخق ويحتمخخل أن يكخخون المعنخخى التفكخخر فيمخخا
يوسوس الشيطان في القلب في الخالق ومبدئه وكيفية خلقه فإنهخخا معفخخو عنهخخا
ما لم يعتقد خلف الحق ،وما لم ينطق بخخالكفر الخخذي يخطخخر ببخخاله ،أو المخخراد
التفكخخر فخخي خلخخق العمخخال ومسخخألة القضخخاء والقخخدر ; أو المخخراد التفكخخر فيمخخا
يوسوس الشخخيطان فخخي النفخخس مخخن أحخخوال المخلخخوقين وسخخوء الظخخن بهخخم فخخي
أعمالهم وأحوالهم ،ويؤيد الخير كثير من الخبار ،وقد فصلنا القول فيه فخخي
شرح روضة الكافي - 15 .ين :فضالة ،عن سيف بن عميرة ،عخخن إسخخماعيل
الجعفي ،عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخال :سخمعته يقخخول :وضخع عخن هخخذه
المة ستة :الخطاء ،والنسيان ،وما استكرهوا عليه ،ومخخا ل يعلمخخون ،ومخخا ل
يطيقون ،وما اضطروا عليه - 16 .ين :عن ربعي ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليخه وآلخه :الخ عفخى عخن امختي ثلثخا:
الخطاء ،والنسيان ،والستكراه .وقال أبو عبد ال عليه السلم :وفيهخخا رابعخخة:
وما ل يطيقون - 17 .يد :عن الحلبي ،عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم :وضخخع
عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
] [ 305
- 18ين :عن أبي الحسن قال :سألته عن الرجل يستكره على اليمين فيحلف بخخالطلق
والعتاق وصدقة ما يملك ،أيلزمخه ذلخك ؟ فقخال :ل .ثخم قخال :قخال رسخول الخ
صلى ال عليه وآله :وضع عن امتي ما اكرهوا عليخخه ،ومخخا لخم يطيقخخوا ،ومخخا
أخطؤوا .عد :اعتقادنا في التكليف هو أن ال تعخالى لخخم يكلخخف عبخخاده إل دون
ما يطيقون كما قال ال عزوجل " :ل يكلخخف الخ نفسخخا إل وسخخعها " والوسخخع
دون الطاقة - 19 .قال الصادق عليه السلم :وال ما كلف ال العبخخاد إل دون
ما يطيقون لنه كلفهم في كل يوم وليلخخة خمخخس صخخلوات ،وكلفهخخم فخخي السخخنة
صيام ثلثين يوما ،وكلفهم في كل مائتي درهم خمسخة دراهخم ،وكلفهخم حجخة
واحدة ،وهم يطيقون أكثر من ذلك " .ص - 20 " 69 - 68ما :جماعة ،عن
أبخخي المفضخخل ،عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن الحسخخين العلخخوي ،عخخن محمخخد بخخن
إسماعيل بن إبراهيم بن موسى ،عن عميخخه علخخي والحسخخين ابنخخي موسخخى بخخن
جعفر ،عن آبائه عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآله قال :يخخوحي ال خ
عزوجل إلى الحفظة الكرام :ل تكتبوا على عبدي المؤمن عند ضخخجره شخخيئا.
" ص - 21 " 16نهخج :قخال أميخر المخؤمنين عليخه السخلم :قخد بصخرتم إن
أبصرتم (1) ،وقد هديتم إن اهتديتم ،وأسمعتم إن اسخختمعتم - 22 .وقخال عليخه
السلم :قد أضاء الصبح لذي عينين - 23 (2) .كتاب الغارات لبراهيخخم بخخن
محمد الثقفي :بإسناده عن يحيى بن سعيد ،عن أبيه قال :قخخال أميخخر المخخؤمنين
عليه السلم :إنه ليس لهالك هلك من يعذره فخخي تعمخخد ضخخللة حسخخبها هخخدى،
ول ترك حق حسبه ضللة - 24 .سن :أبي ،عن يونس رفعخخه قخال :قخال أبخخو
عبد ال عليه السلم :ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إل غلب الحق الباطخخل،
وذلك قوله " :بل نقذف بالحق على الباطل فيخخدمغه فخخإذا هخخو زاهخخق " " .ص
" 277
) (1أي كشف ال لكم عن الخير والشر وعرفهما لكم ان استعملتم بصركم .وكذا فيمخخا
بعده (2) .أي تبين ووضح سبيل الهدى لمن كان له بصخخيرة فخخي أمخخر الخخدنيا
وفنائها ،وبصيرة في الخرة وبقائها.
] [ 306
- 25سن :النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كل قخوم يعملخون
على ريبة من أمرهم ،ومشكلة من رأيهم ،وزارئ منهم على من سواهم ،وقد
تبين الحق من ذلك بمقايسة العخخدل عنخخد ذوي اللبخخاب " .ص - 26 " 277
شى :عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ،عن أحدهما عليهما السخخلم قخخال:
في آخر البقرة لما دعوا اجيبخخوا " :ل يكلخخف الخ نفسخخا إل وسخخعها " قخخال :مخخا
افترض ال عليها " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " وكذا قوله " :ل تحمل
علينا إصرا كما حملته علخخى الخخذين مخخن قبلنخخا " - 27 .شخخى :عخخن عمخخرو بخخن
مروان الخزاز قال :سمعت أبا عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال :قخخال رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله :رفعت عن امتي أربع خصال :ما أخطخخؤوا ،ومخخا نسخخوا،
وما اكرهخخوا عليخخه ،ومخخا لخخم يطيقخخوا ; وذلخخك فخخي كتخخاب الخ قخخول الخ تبخخارك
وتعالى " :ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ول تحمل علينا إصرا كما
حملته على الذين من قبلنا ربنا ول تحملنا مال طاقة لنا به " وقول الخخ " :إل
من اكره وقلبه مطمئن باليمان " - 28 .شى :عن محمد بن حكيم رفعخخه إلخخى
أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته أتستطيع النفس المعرفة ؟ قال :فقخخال :ل،
فقلخخت :يقخخول الخخ " :الخخذين كخخانت أعينهخخم فخخي غطخخاء عخخن ذكخخري وكخخانوا ل
يستطيعون سمعا " قال :هو كقوله " :وما كانوا يستطيعون السمع ومخخا كخخانوا
يبصرون " قلت :فعابهم ؟ قال :لم يعبهم بما صنع فخخي قلخخوبهم ،ولكخخن عخخابهم
بما صنعوا ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شخخئ .بيخخان :أي الغطخخاء والمنخخع عخخن
السمع والبصر إنما ترتبت على أعمالهم السخخيئة ،فإنمخخا عخخاتبهم علخخى أفعخخالهم
الخختي صخخارت أسخخبابا لتلخخك الحخخالت ; أو المعنخخى أن المخخراد بالغطخخاء وعخخدم
استطاعة السمع والبصر ما سلطوا على أنفسهم من التعصب والمتنخخاع عخخن
قبول الحق ،ل شئ صنعه ال في قلوبهم وسمعهم وبصرهم - 29 .كا :علخخي،
عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علخخي بخخن عطيخخة ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :كنخخت عنخخده وسخخأله رجخخل عخخن رجخخل يجخخئ منخخه الشخخئ علخخى حخخد
الغضب :يؤاخذه ال
] [ 307
به ؟ فقال :ال أكرم من أن يستغلق عبده .وفي نسخة أبي الحسخخن الول عليخخه السخخلم:
يستقلق عبده .توضيح :قوله :من أن يستغلق عبده أي يكلفخخه ويجخخبره فيمخخا لخخم
يكن له فيه اختيار ،قال الفيخخروز آبخخادي :اسخختغلقني فخخي بيعتخخه :لخخم يجعخخل لخخي
خيارا في رده .قوله :و في نسخة أبي الحسن الول يستقلق لعله كان الحديث
في بعض الصول مرويا عن أبي الحسن عليه السلم ،وفيه كان " يستقلق "
بالقاف ،من القلق بمعنى النزعاج والضطراب ،و يرجع إلى الول بتكلف.
تذنيب :قال السيد المرتضى رضي ال عنه :إن سأل سائل عن قوله تعالى" :
ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون " ) (1كيخخف نفخخى اسخختطاعتهم
للسمع و البصار ،وأكثرهم كان يسمع باذنه ويرى بعينه ؟ قلنخخا :فيخخه وجخخوه:
أحدها أن يكون المعنى :يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السخخمع فل
يسخخمعون ،وبمخخا كخخانوا يسخختطيعون البصخخار فل يبصخخرون عنخخادا للحخخق،
فاسقطت الباء من الكلم ،وذلخخك جخائز ،كمخخا جخاز فخي قخخولهم :لجزينخخك بمخخا
عملت ،ولجزينك ما عملت ; ولحدثنك بمخخا عملخخت ،ولحخخدثنك مخخا عملخخت.
والثاني أنهم لستثقالهم استماع آيات ال وكراهتهم تذكرها وتخخدبرها وتفهمهخخا
جروا مجرى من ل يسخختطيع السخخمع كمخخا يقخخول القخخائل :مخخا يسخختطيع فلن أن
ينظر لشدة عداوته إلى فلن ،وما يقدر أن يكلمه .ومعنى ما كانوا يبصخخرون:
أن إبصارهم لم يكن نافعا لهم ول مجديا عليهم مع العراض عن تأمل آيخخات
ال تعالى وتخخدبرها ،فلمخخا انتفخخت عنهخخم منفعخخة البصخخار جخخاز أن ينفخخى عنهخخم
البصار نفسه .والثالث أن يكون معنى نفي السمع والبصر راجعا إلى آلهتهم
ل إليهخخم ،و تقخخدير الكلم :اولئك وآلهتهخخم لخخم يكونخخوا معجزيخخن فخخي الرض،
يضاعف لهم العذاب ،ثم قال مخبرا عن اللهة :مخخا كخخانوا يسخختطيعون السخخمع
وما كانوا يبصرون ،وهذا الخخوجه يخخروى عخخن ابخخن عبخخاس ،وفيخخه أدنخخى بعخخد.
ويمكن في الية وجه آخر وهو أن تكون " ما "
] [ 308
فخخي قخوله " :مخخا كخانوا يسخختطيعون السخخمع " ليسخت للنفخخي بخل تجخري مجخرى قخخولهم:
لواصلنك ما لح نجم ،ويكون المعنى :أن العذاب يضاعف لهخخم فخخي الخخخرة
ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصخخرون ،أي أنهخخم معخخذبون مخخا كخخانوا
أحياءا .وقال رحمه ال في تأويل قوله تعالى " :ربنا ل تؤاخذنا إن نسخخينا " )
(1قيل :المراد بنسينا تركنا ،قال قطرب :معنى النسيان ههنا الترك ،كما قال
تعالى " :ولقد عهدنا إلى آدم من قبخخل فنسخخى " ) (2أي تخخرك ،ولخخول ذلخخك لخخم
يكن فعله معصية ،وكقوله تعالى " :نسوا ال فنسيهم " ) (3أي تركوا طاعته
فتركهم من ثوابه ورحمته ،وقد يقول الرجل لصاحبه :ل تنسني مخخن عطيتخخك
أي ل تتركني منها ،وقد يمكن في اليخخة وجخخه آخخخر و هخخو أن يحمخخل النسخخيان
على السهو وفقد العلوم ،ويكون وجه الدعاء بذلك ما قخخد بينخخاه فيمخخا تقخخدم مخخن
السؤال على سخخبيل النقطخخاع إلخخى الخ والسخختغاثة بخخه وإن كخخان مأمونخخا منخخه
المؤاخذة بمثله ،ويجري مجرى قوله :ول تحملنا مخخا ل طاقخخة لنخخا بخخه " وهخخذا
الوجه أيضا يمكن في قوله " :أو أخطأنا " إذا كان الخطاء مخخا وقخخع سخخهوا أو
عن غير عمد ،فأما على ما يطابق الوجه الول فقد يجخخوز أن يريخخد بالخطخخاء
ما يفعل من المعاصي بالتأويخخل السخخيئ ،وعخخن جهخخل بأنهخخا معخخاص ،لن مخخن
قصد شيئا على اعتقاده أنه بصفة فوقع ما هو بخلف معتقده يقخخال :قخخد أخطخخأ
فكأنه أمرهم بأن يستغفروا مما تركخخوه متعمخخدين مخخن غيخخر سخخهو ول تأويخخل،
ومما أقدموا عليه مخطئين متأولين ،ويمكن أيضا أن يريد بأخطأنا ههنا أذنبنا
وفعلنا قبيحا ،وإن كخخانوا لخخه متعمخخدين وبخخه عخخالمين ،لن جميخخع معاصخخينا لخ
تعالى قد يوصف كلها بأنها خطأ من حيث فارقت الصواب ،وإن كان فاعلهخخا
متعمدا ،وكأنه أمرهم بأن يستغفروا مما تركوه من الواجبات ،ومما فعلوه من
المقبحات ليشتمل الكلم على جهتي الذنوب ،وال أعلم بمراده.
] [ 309
)باب ) * (15علة خلق العباد وتكليفهم ،والعلة التى من اجلها جعل الخ فخخي الخخدنيا( *
* )اللذات واللم والمحن( * اليخخات ،الحجخخر " " 15ومخخا خلقنخخا السخخموات
والرض وما بينهما إل بالحق وإن السخخاعة لتيخخة .85النبيخخاء " " 21ومخخا
خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبين * لو أردنا أن تتخخخذ لهخخوا لتخخخذناه
من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هخخو زاهخخق
ولكم الويل مما تصفون .18 - 16المؤمنين " " 23أفحسبتم أنمخخا خلقنخخاكم
عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون .115الفرقان " " 25قل ما يعبؤ بكم ربي لخخول
دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما .77الخخروم " " 30أو لخخم يتفكخخروا فخخي
أنفسهم ما خلق ال السخخموات والرض ومخخا بينهمخخا إل بخخالحق وأجخخل مسخخمى
وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون " 8وقال تعالى " :ظهر الفساد فخخي
البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعخخون
.41الحزاب " " 33إنا عرضنا المانة على السخخموات والرض والجبخخال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها النسخخان إنخخه كخخان ظلومخخا جهخخول .72
ص " " 38وما خلقنا السخخماء والرض ومخخا بينهمخخا بخخاطل ذلخخك ظخخن الخخذين
كفروا .27الزمر " " 39خلق السموات والرض بالحق .5حمعسخق " 42
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .30
] [ 310
الدخان " " 44وما خلقنا السخخموات والرض ومخخا بينهمخخا لعخخبين * مخخا خلقناهمخخا إل
بخخالحق ولكخخن أكخخثرهم ل يعلمخخون .39 - 38الجاثيخخة " " 45وخلخخق ال خ
السموات والرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم ل يظلمخخون .22
الحقاف " " 46ما خلقنخخا السخخموات والرض ومخخا بينهمخخا إل بخخالحق وأجخخل
مسمى .3الذاريات " " 51وما خلقت الجن والنس إل ليعبخدون * مخا اريخد
منهم مخخن رزق ومخخا أريخخد أن يطعمخخون .57 - 56القيامخخة " " 75أيحسخخب
النسان أن يترك سدى .36تفسير :قخال البيضخخاوي فخخي قخوله تعخالى " :ومخخا
خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبين " :وإنما خلقناها مشحونة بضروب
البدائع تبصرة للنظار ،وتذكرة لذوي العتبار ،وتسخخبيبا لمخخا ينتظخخم بخخه امخخور
العباد في المعاش والمعاد ،فينبغي أن يتشبثوا بهخخا إلخخى تحصخخيل الكمخخال ،ول
يغتروا بزخارفها ،فإنها سريعة الزوال " .لو أردنا أن نتخذ لهوا " مخخا يتلهخخى
به ويلعب " لتخخخذناه مخخن لخخدنا " مخخن جهخخة قخخدرتنا ،أو مخخن عنخخدنا ممخخا يليخخق
بحضرتنا مخخن المجخخردات ل مخخن الجسخخام المرفوعخخة والجخخرام المبسخخوطة،
كعادتكم في رفع السقوف وتزويقها ،وتسوية الفروش وتزيينها .وقيل :اللهخخو:
الولد بلغة اليمخخن .وقيخخل :الزوجخخة ،والمخخراد الخخرد علخخى النصخخارى " .إن كنخخا
فخخاعلين " ذلخخك ،ويخخدل علخخى جخخوابه الجخخواب المتقخخدم .وقيخخل " :إن " نافيخخة،
والجملة كالنتيجة للشرطية " بل نقذف بالحق على الباطل " الخخذي مخخن عخخداد
اللهو " فيدمغه " فيمحقه " فإذا هو زاهق " هالك انتهى(1) .
) (1قال الرضى رحمخخه الخخ :وهخخذه اسخختعارة لن حقيقخخة القخخذف مخخن صخخفات الشخخياء
الثقيلة التي يرجم بها ،كالحجارة وغيرها ،فجعل سبحانه إيخخراد الحخخق علخخى
الباطل بمنزلة الحجر الثقيل الذى يرض ما صكه ويدمغ ما مسخخه ،ولمخا بخدأ
تعالى بذكر قذف الحق على الباطل -وفى الستعارة حفها وأعطاها واجبها
-فقال سبحانه " :فيدمغه " ولم يقل :فيذهبه ويبطله ; لن الدمغ إنمخخا يكخخون
عن وقوع الشياء الثقال على طريق الغلبة والستعلء ،فكأن الحق أصخخاب
دماغ الباطل فأهلكه ،والدماغ مقتل ،ولذلك قال سبحانه مخن بعخد " فخإذا هخو
زاهق " والزاهق :الهالك.
] [ 311
قوله تعالى " :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا " استدلل على البعخخث بخخان لخخذات هخخذه الخخدار
الفانية ل تليق بأن تكون مقصودة لخلق هذه العالم مع هخخذه اللم والمشخخاق و
المصائب المشاهدة فيها فلو لخم يكخن لسختحقاق دار اخخرى باقيخة خاليخة عخن
المحن واللم لكان الخلق عبثا ولذا قخخال بعخخده " :وأنتخخم إلينخخا ل ترجعخخون ".
قوله تعالى :قل ما يعبؤ بكم ربي لول دعخخاؤكم " ) (1أي مخخا يصخنع بكخم أول
يعتد بكم لول دعاؤكم إلى الدين ،أو لخول عبخادتكم ،أو لخول دعخاؤكم لخ عنخخد
الشدائد ،وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلم .قوله تعالى " :إنا عرضخخنا
المانة " قيل :هي التكليف بالوامر والنواهي ،و المعنى أنهخخا لعظمخخة شخخأنها
بحيث لو عرضخخت علخخى هخخذه الجخخرام العظخخام وكخخانت ذا شخخعور و إدراك "
لبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها النسان " مخخع ضخخعف بنيتخخه ورخخخاوة
قوته ل جرم فإن الراعى لها بخير الدارين " إنه كان ظلوما " حيث لم يخخراع
حقها " جهول " بكنخخه عاقبتهخخا .وقيخخل :المخخراد الطاعخخة الخختي تعخخم الختياريخخة
والطبيعية ،وعرضها :استدعاؤها الذى يعم طلب الفعخخل مخخن المختخخار وإرادة
صخخدوره مخخن غيخخره ،وبحملهخخا الخيانخخة فيهخخا والمتنخخاع عخخن أدائهخخا .والظلخخم
والجهالة :الخيانة والتقصير .وقيل :إنه تعالى لما خلق هذه الجرام خلق فيهخخا
فهمخخا وقخخال لهخخا :إنخخي فرضخخت فريضخخة ونخخارا لمخخن عصخخاني ،فقلخخن :نحخخن
مسخرات على ما خلقنا ل نحتمل فريضة ،ول نبغخخي ثوابخخا ول عقابخخا ; ولمخخا
خلق آدم عرض عليه مثل ذلك فحمله ،وكخخان ظلومخا لنفسخه بتحمخخل مخا يشخخق
عليهخخا ،جهخخول بوخاومخخة عخخاقبته وقيخخل :المخخراد بالمانخخة العقخخل أو التكليخخف،
وبعرضخخها عليهخخن اعتبارهخخا بالضخخافة إلخخى اسخختعدادهن ،وبإبخخائهن البخخاء
الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والستعداد وبحمخخل النسخخان قخخابليته واسخختعداده
لها ،وكونه ظلوما جهول لما غلب عليه من القوة
) (1قال الراغب في مفرداته :ما عبأت به أي لم ابال به ،وأصله من العبء أي الثقل،
كأنه قال :ما أرى له وزنا وقخخدرا ،قخخال " :قخخل مخخا يعبخخؤ بكخخم ربخخى " وقيخخل:
أصله من عبأت الطيب ،كانه قيل :ما يبقيكم لول دعاؤكم.
] [ 312
الغضبية والشهوية (1) ،وقد ورد في بعض الروايات أن المراد بها الخلفخخة والمخخراد
بالنسخخان أبخخو بكخخر ،وسخخيأتى شخخرحها فخخي أبخخواب اليخخات النازلخخة فخخي أميخخر
المؤمنين عليه السلم - 1 .ع :أبي ،عن أحمد بخخن إدريخخس ،عخخن الحسخخين بخخن
عبيد ال ،عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ،عن عبد الكريم بخخن عبيخخد الخخ،
عن سلمة بن عطا ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :خرج الحسين بن علخخي
عليهما السلم على أصحابه فقخال :أيهخا النخاس ! إن الخ جخل ذكخره مخا خلخق
العباد إل ليعرفوه ،فإذا عرفوه عبدوه ،فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عخخن عبخخادة
ما سواه فقال له رجل :يابن رسول ال بأبي أنت وامي فما معرفة ال ؟ قخخال:
معرفة أهل كخخل زمخخان إمخخامهم الخخذي يجخخب عليهخخم طخخاعته " .ص " 14قخخال
الصدوق رحمه ال :يعني بذلك أن يعلم أهخخل كخخل زمخخان أن الخ هخخو الخخذي ل
يخليهم في كل زمان من إمام معصوم ،فمن عبد ربا لم يقم لهخخم الحجخخة فإنمخخا
عبد غير ال عزوجل .بيان :يحتمل أن يكون المراد أن معرفة ال تعالى إنمخخا
ينفع مع سائر العقائد التي منها معرفة المام ،أو أن معرفة ال خ إنمخخا يحصخخل
من معرفة المام ،إذ هو السبيل إلى معرفته تعالى.
) (1وقيل :المراد بذلك أهل السماوات والرض والجبال فحذف لفظ الهخخل اختصخخارا
له لدللة الكلم عليه ،ولما حذف الهل أجرى الفعخخل علخخى لفخخظ السخخماوات
والرض والجبال فقيل " :فابين أن يحملنها وأشفقن منها " كقوله تعخخالى" :
ونجيناه من القرية التى كخخانت تعمخخل الخبخخائث " أي مخخن أهخخل القريخخة ،فلمخخا
حذف الهل أجرى الفعل على القرية فقيخخل " :كخخانت تعمخخل الخبخخائت " ردا
على أهل القرية ،وهذا موضع حسخخن ،وقخخال بعضخخهم :عخخرض الشخخئ علخخى
الشئ ومعارضته سواء ،و المعارضة والمقايسخة والموازنخة بمعنخى واحخد،
فاخبر ال تعالى عن عظم أمخر المانخة وثقلهخا وأنهخا إذا قيسخت بالسخماوات
والرض والجبال ووزنت بها رجحت عليها ،ولم تطق حملها ضعفا عنهخخا،
وذلك معنى قوله تعالى " :فابين أن يحملنها وأشخفقن منهخا " ومخخن كلمهخخم:
)فلن يابى الضخخيم( إذا كخخان ل يحتملخخه فالبخخاء ههنخخا هخخو أن ل يقخخام بحمخخل
الشئ ،والشفاق في هذا الموضع هو الضعف عن الشئ ،ولخخذلك كنخخى عخخن
الخوف الذى هو ضخعف القلخب ،فقخالوا) :فلن مشخفق مخن كخذا( أي خخائف
منه ،يقول تعالى ; فالسخخماوات والرض والجبخخال لخخم تحمخخل المانخخة ضخخعفا
عنها ،وحملها النسان ،أي تقلدها وتطوق المئاثم فيها للمعخخروف مخخن كخخثرة
جهله وظلمه لنفسه(*) .
] [ 313
- 2ع :الطالقخخاني ،عخخن عبخخد العزيخخز بخخن يحيخخى الجلخخودي ،عخخن محمخخد بخخن زكريخخا
الجوهري ،عن جعفر بن محمد بخخن عمخخارة ،عخخن أبيخخه قخخال :سخخألت الصخخادق
جعفر بن محمد عليه السلم فقلت له :لم خلق ال الخلق ؟ فقال :إن ال تبارك
وتعالى لم يخلق خلقخخه عبثخخا ولخخم يخختركهم سخخدى ،بخخل خلقهخخم لظهخخار قخخدرته،
وليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه ،ومخخا خلقهخخم ليجلخخب منهخخم منفعخخة،
ول ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم البد " .ص - 14
- 3 " 15ع :أبي ،عن الحميري ،عن هارون ،عن ابن زياد قال :قال رجل
لجعفر بن محمد عليه السلم :يخخا أبخخا عبخخد الخ إنخخا خلقنخخا للعجخخب ! قخخال :ومخخا
ذاك ؟ ال أنت ) (1قال :خلقنا للفناء ؟ فقال :مه يابن أخ ! خلقنا للبقاء ،وكيف
تفنى جنة ل تبيد ونار ل تخمد ؟ ولكن قخخل :إنمخخا نتحخول مخخن دار إلخخى دار" .
ص - 4 " 15ع :الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي ،عن أبيه ،عن محمد
بن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم ،عن عبد ال بن هارون الكرخخخي،
عن أحمد بن عبد ال بن يزيد بخخن سخخلم بخن عبخد الخ ) (2مخخولى رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله ،عن أبيه عبد ال ،عن أبيه يزيد ،عن أبيه سلم بخخن عبخخد
ال أخي عبد ال بن سلم ،عن عبد ال بن سلم مولى رسول ال خ صخخلى ال خ
عليه وآله قال :في صحف موسى بن عمران عليه السلم :يا عبخخادي إنخخي لخخم
أخلق الخلق لستكثر بهم من قلة ،ول لنس بهم من وحشة ،ول لستعين بهم
على شئ عجزت عنه ،ول لجر منفعة ول لدفع مضرة ،ولو أن جميع خلقخخي
من أهل السماوات والرض اجتمعوا على طاعتي و عبادتي ل يفخخترون عخخن
ذلك ليل ول نهارا ما زاد ذلك في ملكي شيئا ،سبحاني وتعاليت عخخن ذلخخك" .
- 5 ." 16ع :السناني ،عن محمد السدي ،عن النخعي ،عن النوفلي ،عخخن
على بن سالم
) (1كذا في المصدر والبحار والظاهر " ل أنت " كان المخاطب خاص وخخخالص لخخه
تعالى ويؤيده الحديث المذكور في هذا الباب عن مسعدة بن زيخخاد قخخال :قخخال
رجل لجعفر بن محمد عليه السلم :يا أبا عبخخد الخ انخخا خلقنخخا للعجخخب ؟ قخخال
وما ذاك ل أنت ؟ .الحديث .م ) (2في المصدر :عبيد ال .م
] [ 314
عن أبيه ،عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قوله عزوجل " :ومخخا
خلقت الجن و النس إل ليعبدون " قال :خلقهم ليأمرهم بالعبادة ،قال :وسألته
عن قوله عزوجل " ول يزالون مختلفين إل من رحخخم ربخخك ولخخذلك خلقهخخم "
قال :خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم " .ص " 16بيان :قخخال
الطبرسخخي رحمخخه الخ فخخي قخخوله تعخخالى " :إل ليعبخخدون " أي لخخم أخلخخق الجخخن
والنس إل لعبادتهم إياي فخإذا عبخدوني اسخختحقوا الثخواب .وقيخخل :إل لمرهخخم
وأنهاهم وأطلب منهم العبخخادة ،واللم لم الغخخرض ،والمخخراد أن الغخخرض فخخي
خلقهخم تعريخض الثخواب ،وذلخك ل يحصخل إل بخأداء العبخادات ،فصخار كخأنه
سبحانه خلقهم للعبادة ،ثم إنه إذا لم يعبده قوم لم يبطل الغرض ،ويكخخون كمخخن
هيأ طعاما لقوم ودعاهم ليأكلوه فحضروا ولخخم يخخأكله بعضخخهم ،فخإنه ل ينسخخب
إلى السفه ويصح غرضه ،فخإن الكخل موقخوف علخى اختيخخار الغيخخر ،وكخخذلك
المسألة فإن ال إذا أزاح علل المكلفين من القخدرة واللخة واللطخاف وأمرهخم
بعبادته فمن خالف فقد أتى من قبل نفسه ل من قبله سبحانه .وقيل :معنخخاه :إل
ليقروا بالعبودية طوعا وكرها .ثم قال تعالى " :ما أريد منهخخم مخخن رزق ومخخا
اريد أن يطعمون " لنفي إيهام أن يكون ذلك لعائدة نفع تعود إليه تعخخالى فخخبين
أنه لعائدة النفع على الخلق دونه تعخخالى لنخخه غنخخي بنفسخخه ،غيخخر محتخخاج إلخخى
غيره ،وكل الخلق محتاجون إليه .وقيل :معناه :ما أريد أن يرزقخخوا أحخخدا مخخن
خلقي ،وإنما أسند الطعام إلى نفسخخه لن الخلخخق كلهخخم عيخخال الخخ ،ومخخن أطعخخم
عيال أحد فقد أطعمه - 6 .ع :إبن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن عبخخد
ال بن أحمد النهيكي ،عن علي بن الحسن الطاطري ،عن درست ،عن جميل
قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك ما معنى قول الخ عزوجخل:
و " ما خلقت الجن والنس إل ليعبدون " ؟ فقال :خلقهخخم للعبخخادة " (1) .ص
- 7 " 16ع :ابن المتوكل ،عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عخخن الحسخخن بخخن
فضال ،عن ثعلبة ،عن جميل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قخخال :سخخألته عخخن
قول ال عزوجل " :وما خلقت
] [ 315
الجن والنس إل ليعبدون " قال :خلقهم للعبخادة ،قلخت :خاصخخة أم عامخخة ؟ قخال :ل بخخل
عامة " .ص " 16بيان :لما تخخوهم الخخراوي أن معنخخى اليخخة أن الغخخرض مخخن
الخلق حصول نفس العبادة فيلزم تخلف الغرض في الكفار ،فلهخخذا سخخأل ثانيخخا
أن هذا خاص بالمؤمنين ،أو عخخام لجميخخع الخلخخق ؟ فأجخاب عليخخه السخخلم بخخأنه
عام ،إذ الغرض التكليف بالعبادة وقد حصل مخخن الجميخخع - 8 .ع :أبخخي ،عخخن
سعد ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن حفخخص بخخن البخخختري قخخال :إنمخخا
جعلت العاهات في أهل الحاجة لئل يستتروا ولو جعلت في الغنياء لسترت.
" ص - 9 " 39 - 38لخخى :العطخخار ،عخخن سخخعد ،عخخن النهخخدي ،عخخن ابخخن
محبوب ،عن سماعة ،عن الصادق جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم أنخخه قخخال:
إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتله ال عزوجل بالحزن في
الدنيا ليكفرها ،فإن فعل ذلك به وإل أسقم بدنه ليكفرها به ،فخإن فعخخل ذلخك بخخه
وإل شدد عليه عند موته ليكفرها به ،فخإن فعخخل ذلخك بخخه وإل عخخذبه فخخي قخبره
ليلقى ال عزوجل يوم يلقاه وليخخس شخخئ يشخخهد عليخخه بشخخئ مخخن ذنخخوبه " .ص
- 10 " 177ما :الغضائري ،عن علي بن محمد العلخخوي ،عخن الحسخخن بخخن
علي بن صالح ،عن الكليني ،عن علي بن محمد ،عخخن إسخخحاق بخخن إسخخماعيل
النيسابوري ،عن الصادق ،عخخن آبخخائه عليهخخم السخخلم ،عخخن الحسخخن بخخن علخخي
عليهما السلم قال :إن ال عزوجل بمنه ورحمته لما فرض عليكخخم الفخخرائض
لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليخخه بخخل رحمخخة منخخه ،ل إلخخه إل هخخو ،ليميخخز
الخبيث من الطيخخب ،وليبتلخخي مخخا فخخي صخخدوركم ،وليمحخخص مخخا فخخي قلخخوبكم،
ولتتسابقوا إلى رحمته ،ولتتفاضل منازلكم في جنته .إلى آخر مخخا سخخيأتي فخخي
كتاب المامة " .ص - 11 " 56نهج :قال أمير المؤمنين عليه السخخلم فخخي
بعض خطبه :بعث رسله بما خصهم بخخه مخخن وحيخخه ،وجعلهخخم حجخخة لخخه علخخى
خلقه ،لئل تجب الحجة لهم يترك العذار إليهخخم فخخدعاهم بلسخخان الصخخدق إلخخى
سبيل الحق ،إل أن ال قد كشف الحق ل أنه جهل
] [ 316
ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم ،ولكن ليبلخخوهم أيهخخم أحسخخن عمل،
فيكون الثواب جزاءا والعقاب بواءا .بيان :قال فخخي النهايخخة :الجراحخخات بخخواء
أي سواء فخخي القصخخاص ،ومنخخه حخخديث علخخي عليخخه السخخلم :والعقخخاب بخخواء ;
وأصل البوء :اللزوم - 12 .ل :أبي ،عخن الحميخري ،عخن هخارون ،عخخن ابخخن
زياد ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :لخخول ثلث فخخي ابخخن آدم مخخا طأطخخأ رأسخخه شخخئ (1) :المخخرض،
والفقر ،والموت ،وكلهم فيه وإنه معهم لو ثخخاب " .ج 1ص - 13 " 55ج:
وروي أنه اتصل بأمير المؤمنين عليه السلم أن قوما مخخن أصخخحابه خاضخخوا
في التعديل والتجوير (2) ،فخرج حتى صعد المنبر ،فحمد ال وأثنخخى عليخخه،
ثم قال :أيها الناس ! إن ال تبارك وتعالى لما خلق خلقه أراد أن يكونوا علخخى
آداب رفيعة ،وأخلف شريفة ،فعلم أنهم لم يكونوا كذلك إل بأن يعرفهم مالهم
ومخخا عليهخخم ،والتعريخخف ل يكخخون إل بخخالمر والنهخخي ،والمخخر والنهخخي ل
يجتمعخخان إل بالوعخخد والوعيخخد ،والوعخخد ل يكخخون إل بخخالترغيب ،والوعيخخد ل
يكون إل بالترهيب ،والترغيب ل يكون إل بما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهخخم،
والترهيب ل يكون إل بضد ذلك ،ثم خلقهم فخخي داره وأراهخخم طرفخخا ) (3مخخن
اللذات ليستدلوا به على ما ورائهم من اللذات الخالصخخة الخختي ل يشخخوبها ألخخم،
أل وهي الجنة ; وأراهم طرفخا مخخن اللم ليسخختدلوا بخه علخخى مخخا ورائهخم مخن
اللم الخالصة التي ل يشوبها لذة ،أل وهي النار ; فمن أجل ذلك ترون نعيم
الدنيا مخلوطا بمحنها ،وسرورها ممزوجا بكدرها وغمومها.
) (1طأطأ الرأس :خفضه ،أي لول ثلث فخخي ابخخن آدم مخخا تواضخخع ول خضخخع ،وكخخان
يتكبر و يعجب بنفسخه (2) .فخي المصخدر :والتجريخح .م ) (3الطخرف بفتخح
الطاء والراء :طائفة من الشئ.
] [ 317
قيل :فحدث الجاحظ ) (1بهذا الحديث فقخال :هخو جمخاع الكلم الخخذي دونخه النخاس فخي
كتبهم وتحاوروه بينهم .قيل :ثم سمع أبو علي الجبائي ) (2بذلك فقال :صخخدق
الجاحظ ،هذا ما ل يحتمله الزيادة والنقصخخان " .ص - 14 " 109ج :روى
هشام بن الحكم أنه سخأل الزنخديق أبخا عبخد الخ عليخه السخلم :لي علخة خلخق
الخلق وهو غير محتاج إليهم ول مضطر إلى خلقهم ،ول يليق به العبث بنا ؟
قال :خلقهم لظهار حكمته ،وإنفاذ علمخخه ،وإمضخخاء تخخدبيره ; قخخال :وكيخخف ل
يقتصر على هذه الدار فيجعلها دار ثوابه ومحبس عقخخابه ؟ قخخال :أن هخخذه دار
بلء ،ومتجر الثواب (3) ،ومكتسخخب الرحمخخة ،ملئت آفخخات وطبقخخت شخخهوات
ليختبر فيهخخا عبخخاده بالطاعخخة ،فل يكخخون دار عمخخل دار جخخزاء .الخخخبر " .ص
- 15 " 184مخخا :جماعخخة ،عخخن أبخخي المفضخخل ،عخخن عبخخد الخ بخخن الحسخخين
العلوي ،عن عبد العظيم الحسني ،عن أبخي جعفخر الجخخواد ،عخخن آبخخائه عليهخم
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :المخخرض ل أجخخر فيخخه ،ولكنخخه ل
يخخدع علخخى العبخخد ذنبخخا إل حطخخه ،وإنمخخا الجخخر فخخي القخخول باللسخخان ،والعمخخل
بخخالجوارح ; وإن ال خ بكرمخخه وفضخخله يخخدخل العبخخد بصخخدق النيخخة والسخخريرة
الصالحة الجنة " .ص - 16 " 30ثو :أبي ،عن أحمد بن إدريخخس ،ومحمخخد
العطار جميعا ،عن الشعري ،عن محمد بن حسان ،عن الحسخخين بخخن محمخخد
النوفلي ،عن جعفر بن محمد ،عن محمد بن علي ،عخخن عيسخخى ابخخن عبخخد الخ
العمري ،عن أبيه ،عن جده ،عن أمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم :فخخي المخخرض
يصيب الصبي ؟ قال :كفارة لوالديه " .ص " 187
) (1هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثى البصري اللغخخوى النحخخوي ،كخخان
من غلمان النظام ،ومائل إلى النصب والعثمانية ،تثقف في البصرة وبغداد،
واطلع على جميع العلوم المعروفة في عصره ،نسبت إليه فرقخخة الجاحظيخخة
من المعتزلة ،ولد بالبصرة ،وتوفى فيها سنة 255وأصخخابه الفلخخج فخخي آخخخر
عمره ،له كتب :منهخا )الحيخوان( فخي سخبعة أجخزاء ،و )البيخان والتخبيين( و
)البخلء( و )العثمانيخخة( الخختى نقخخض عليهخخا أبخخو جعفخخر السخخكافي ،والشخخيخ
المفيد ،والسيد أحمد بن طاووس (2) .هو محمد بن عبخد الوهخاب بخن سخلم
بن خالد بن حمران بن أبان مولى عثمخخان بخخن عفخخان ،منسخخوب إلخخى )جخخبى(
بالضم كورة بخوزستان ،أحد أئمة المعتزلة ،له مقالت كلمية على مخخذهب
العتزال ،أخذ الكلم عن أبى يوسف يعقوب بن عبد الخ الشخخحام البصخخري
رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره ،وعنه أخذ أبو الحسن الشخخعري شخخيخ
السنة علم الكلم ،ولخخد سخخنة 235وتخخوفى فخخي شخخعبان سخخنة (3) .303فخخي
نسخة المصنف :ومنجز الثواب.
] [ 318
- 17شى :عن يعقوب بن شعيب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سخخألته عخخن قخخول
ال " :وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون " قال :خلقهم للعبادة ; قخخال :قلخخت
وقوله " :ل يزالون مختلفين إل من رحم ربك ولذلك خلقهم " ؟ فقخخال :نزلخخت
هذه بعد تلك - 18 .كشف :من كتاب الخخدلئل للحميخخري ،عخخن داود بخخن أعيخخن
قال :تفكرت في قول ال تعخخالى " :ومخخا خلقخخت الجخخن والنخخس إل ليعبخخدون "
قلت :خلقوا للعبادة ،و يعصون ويعبدون غيره ; وال لسألن جعفرا عن هخخذه
الية ; فأتيت الباب فجلست أريد الدخول عليه ،إذ رفخخع صخخوته فقخخرأ " :ومخخا
خلقت الجن والنس إل ليعبدون " ثم قرأ " :ل تدري لعل ال يحدث بعد ذلك
أمرا " فعرفت أنها منسوخة " .ص " 337بيان :هذا الخخبر والخخبر السخابق
يدلن على أن آية " ومخخا خلقخخت " منسخخوخة ،ولعخخل المعنخخى أنخخه علخخى تقخخدير
تسليم دللتها علخخى مخخا يزعمخخون فهخخي منسخخوخة بآيخخات معارضخخة لمخخا نزلخخت
بعدها ،ويكون المراد بالنسخ البداء ،أو التخصيص ،أو التخخبيين .أقخخول :إقامخخة
البراهين العقلية علخخى حسخخن التكليخخف ووقخخوع اللم والحخخزان و المخخراض
ووجوب العوض على ال تعالى فيها ،والفرق بين الثواب والعخخوض موكخخول
إلى مظانها من الكتب الكلمية ،والتعرض لها خروج عخخن مقصخخود الكتخخاب.
)بخخاب ) * (16عمخخوم التكخخاليف( * اليخخات ،المخخدثر " " 47يتسخخائلون عخخن
المجرمين .ما سلككم في سقر * قالوا لم نك مخخن المصخخلين - 1 .43 - 40
شى :عن البرقي ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله
تعالى " :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " قال :هي للمؤمنين خاصخخة.
- 2شى :عن جميل بن دراج قال :سألت أبا عبد الخ عليخخه السخخلم عخخن قخخول
ال " :كتب عليكم القتال ،يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " قال :فقخخال:
هذه كلها تجمع الضلل والمنافقين وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
] [ 319
بيان :كون ظاهر الخطاب المصدر بيخخا أيهخا الخخذين آمنخخوا مختصخخا بخالمؤمنين ،أو بهخم
وبالمنافقين والمخالفين ل ينافي شمول التكاليف بدليل آخخر لجميخع المكلفيخن،
وقد حقق ذلك في كتب الصول وكتب الكلم - 3 .نهج :قخخال أميخخر المخخؤمنين
عليه السلم :اعلموا أنه لن يرضى عنكم بشئ سخطه علخخى مخخن كخخان قبلكخخم،
ولن يسخط عليكم بشئ رضيه ممن كان قبلكم ،وإنما تسخيرون فخي أثخخر بيخخن،
وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجخخال مخخن قبلكخخم) .بخخاب ) * (17أن الملئكخخة
يكتبخخون أعمخخال العبخخاد( * اليخخات ،النعخخام " " 6وهخخو القخخاهر فخخوق عبخخاده
ويرسل عليكم حفظة .61يونس " " 10إن رسلنا يكتبخخون مخخا تمكخخرون .21
الرعد " " 13له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمخخر ال خ .11
مريخخم " " 19كل سخخنكتب مخخا يقخخول .79النبيخخاء " " 21فمخخن يعمخخل مخخن
الصالحات وهو مؤمن فل كفران لسعيه وإنا له كاتبون .94المؤمنخخون " 23
" ولدينا كتاب ينطق بالحق ) (1وهم ل يظلمون .62يس " " 36ونكتب مخخا
قخخدموا وآثخخارهم .12الزخخخرف " " 43أم يحسخخبون أنخخا ل نسخخمع سخخرهم
ونجويهم بلى ) (2ورسلنا لديهم يكتبون .80الجاثية " " 45كخخل أمخخة تخخدعى
إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكخخم بخخالحق إنخخا
كنا نستنسخ ما كنتم تعملون .29 - 28
) (1قيل :وصف الكتاب بالنطق مبالغة فخخي وصخخفه باظهخخار البيخخان وإعلن البرهخخان،
تشبيها باللسان الناطق في البانة عن ضميره ،والكشف عن مستوره ; وقخخد
يقال الناطق لما يدل على شئ ،وعلى هذا قيل لحكيم :ما الناطق الصامت ؟
فقال :الدلئل المخبرة والعبر الواعظة (2) .أي بل نسمع ذلك وندركه ومخخع
ذلك رسلنا لديهم يكتبون(*) .
] [ 320
ق " " 50إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إل لخخديه
رقيب عتيد ) .17 18 (1القمر " " 54وكخل شخئ فعلخوه فخي الزبخر * )(2
وكل صغير وكبير مستطر .53 - 25التكوير " " 81وإذا الصحف نشرت
.10النفطخخار " " 82وإن عليكخخم لحخخافظين * كرامخخا كخخاتبين .يعلمخخون مخخا
تفعلون .12 - 10الطارق " " 86إن كل نفس لما عليها حخخافظ .4تفسخخير:
قخال الطبرسخي رحمخه الخ " :ويرسخل عليكخم حفظخة " أي ملئكخة يحفظخون
أعمخالكم ،ويحصخونها عليكخم ويكتبونهخا ; وفخي قخوله تعخالى " :إن رسخلنا ":
يعني الملئكة الحفظة ; وفي قوله تعالى " :له معقبات " :قيل :إنهخخا الملئكخخة
يتعاقبون ،تعقب ملئكة الليل ملئكخخة النهخخار وملئكخخة النهخخار ملئكخخة الليخخل،
وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله .وقيل :هم أربعة أملك مجتمعون عند
صلة الفجر ،وروي ذلك أيضا عن أئمتنا عليهم السلم ; وقيل :إنهخخم ملئكخخة
يحفظونه عن المهالك حتى ينتهوا به إلى المقخخادير .وفخخي قخخوله تعخخالى " :كل
سنكتب ما يقولون " :أي سنأمر الحفظة بإثباته عليه لنجازيه به في الخخخرة ;
وفي قوله تعالى " :وإنخخا لخخه كخخاتبون " أي نخخأمر ملئكتنخخا أن يكتبخخوا ذلخخك فل
يضيع منه شئ .وقيل :أي ضامنون جزاءه ; وفي قوله تعالى " :ولدينا كتاب
ينطخخق بخخالحق " يريخخد صخخحائف العمخخال ; وفخخي قخخوله تعخخالى " :إذ يتلقخخى
المتلقيان " إذ متعلقة بقوله " :ونحن أقرب إليه من حبخخل الوريخخد " أي ونحخخن
أعلم به وأملخخك لخخه حيخخن يتلقخخى المتلقيخخان ،وهمخخا الملكخخان يأخخخذان منخخه عملخخه
فيكتبانه كما يكتب المملى عليه " عن اليمين وعن الشخخمال قعيخخد " أراد :عخخن
اليمين قعيد ،وعن الشمال قعيد ،فاكتفى بأحدهما عن الخر ; والمراد بالقعيخخد
هنا الملزم الذي ل يبرح ،ل القاعد الذي هو ضد القخخائم .وقيخخل :عخخن اليميخخن
كاتب الحسنات ،وعن الشمال كاتب السخيئات .وقيخل :الحفظخة أربعخة :ملكخان
بالنهار ،وملكان بالليل " ،وما يلفظ من قول " أي ما يتكلم بكلم فيلفظه ،أي
) (1الرقيب :الحارس ،الحافظ .العتيخد :الحاضخر المهيخا والمعخد للخزوم المخر .وقيخل:
القعيد :الرصيد .ويوصف به الواحد والثنين والجمع (2) .أي مكتخخوب فخخي
الكتب التى كتبتها الحفظة.
] [ 321
يرميه من فمه " إل لديه " حافظ حاضر معه ،يعنخي الملخك الموكخل بخه ،إمخا صخخاحب
اليمين ،وإما صاحب الشمال ،يحفخخظ عملخخه ،ل يغيخخب عنخخه .والهخخاء فخخي لخخديه
تعود إلى القول أو إلى القائل .وعن أبي أمامة عن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه
قال :إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو
المسئ ،فإن ندم واستغفر ال منها ألقاها وإل كتب واحدة .وفي رواية أخخخرى
إن صاحب اليمين أميخخر علخخى صخخاحب الشخخمال ،فخخإذا عمخخل حسخخنة كتبهخخا لخخه
صاحب اليمين بعشر أمثالها ،وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها
قال له صاحب اليمين :أمسك ،فيمسك عنه سبع ساعات ،فإن استغفر ال منها
لم يكتب عليه شئ وإن لم يستغفر ال كتبت لخه سخخيئة واحخدة .وقخال فخي قخخوله
تعالى " :إن عليكم لحافظين " أي من الملئكخخة يحفظخخون عليكخخم مخخا تعملخخونه
من الطاعات والمعاصي ،ثم وصف الحفظة فقخخال " :كرامخخا " علخخى ربهخخم "
كاتبين " يكتبون أعمال بني آدم يعلمون ما تفعلخخون مخخن خيخخر وشخخر فيكتبخخونه
عليكم ل يخفى عليهم من ذلك شئ .وقيل إن الملئكة تعلم ما يفعله العبخخد إمخخا
باضطرار وإما باستدلل .وقيل :معناه :يعلمون ما تفعلخخون مخخن الظخخاهر دون
البخخاطن - 1 .كخخا :عخخدة مخخن أصخخحابنا ،عخخن سخخهل بخخن زيخخاد ،عخخن يحيخخى بخخن
المبارك ،عن عبد ال بن جبلة ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال عليخخه
السخخلم قخخال :إن المخخؤمنين إذا قعخخدا يتحخخدثان قخخالت الحفظخخة بعضخخها لبعخخض:
اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر ال عليهمخخا ; فقلخخت :أليخخس ال خ عزوجخخل
يقول " :ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد " ؟ فقخخال :يخخا إسخخحاق إن كخخانت
الحفظة ل تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى - 2 .كخخا :علخخي بخخن محمخخد ،عخخن
سهل بن زياد ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن عبد الرحمن بن سخخالم،
عن إسحاق بن عمار قال :قلت لبي عبد ال عليخخه السخخلم :أخخخبرني بأفضخخل
المواقيت في صلة الفجخخر ،فقخخال :مخخع طلخخوع الفجخخر إن الخ تعخخالى يقخخول" :
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " يعني صلة الفجر تشهده ملئكة
الليل وملئكة النهار ،فإذا صلى العبد الصبح مع ) (1طلوع الفجر أثبتخخت لخخه
مرتين ،أثبتها ملئكة الليل وملئكة النهار " .ف ج 1ص " 78
] [ 322
- 3نهج :اعلموا عباد ال أن عليكم رصدا مخخن أنفسخخكم ،وعيونخخا ) (1مخخن جخخوارحكم،
وحفاظ صدق يحفظون أعمالكم وعخدد أنفاسخكم ،ل تسختركم منهخم ظلمخة ليخل
داج ،ول يكنكخخم ) (2منهخخم بخخاب ذو رتخخاج .بيخخان الرصخخد بالتحريخخك القخخوم
يرصدون .والرتاج بالكسر :الغلق - 4 .ين :الحسين بن علخخوان ،عخخن عمخخرو
بن شمر ،عن جابر ،عن أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم قخخال :سخخألته عخخن موضخخع
الملكين من النسان ،قال :ههنا واحد ،وههنا واحد .يعني عند شدقيه5 (3 ) .
-ين :ابن أبي عمير ،عن محمد بن حمران ،عن زرارة قال :سمعت أبا عبخخد
ال عليه السلم يقول :ما من أحد إل ومعه ملكان يكتبان ما يلفظه ،ثم يرفعان
ذلك إلى ملكين فوقهما فيثبتان ما كان من خير وشر ويلقيان ما سوى ذلك6 .
-ين :حماد ،عن حريز ،وإبراهيم بن عمر ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :ل يكتب الملكان إل ما نطق به العبد - 7 .ين :حماد ،عن حريز،
عن زرارة ،عن أحدهما عليهما السلم قال :ل يكتب الملك إل ما يسخخمع قخخال
ال عزوجل " :واذكر ربك في نفسك تضخخرعا وخيفخخة " قخخال :ل يعلخخم ثخخواب
ذلك الذكر في نفس العبد غير الخ تعخخالى - 8 .يخخن :النضخخر ،عخخن حسخخين بخخن
موسى ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن فخخي الهخخواء ملكخخا
يقال له :إسماعيل على ثلثمائة ألف ملك ،كخخل واحخخد منهخم علخخى مخخائة ألخف،
يحصون أعمال العباد ،فإذا كخخان رأس السخخنة بعخخث الخ إليهخخم ملكخخا يقخخال لخخه:
السجل فانتسخ ذلك منهم ،وهو قول ال تبارك وتعالى " :يوم نطخخوي السخخماء
كطي السجل للكتب ".
) (1جمخخع العيخخن :الجاسخخوس والديخخدبان (2) .أي ل يسخختركم ول يخفخخاكم (3) .الشخخدق
بكسر الشين وفتحها وسكون الخخدال :زاويخخة الفخخم مخخن بخخاطن الخخخدين .ولعلخخه
إشاره إلى احاطة الملكين بما يلفظ ،وشدة اطلعهما بما يتكلم.
] [ 323
- 9ين :النضر ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم
في قول ال تبارك وتعالى " :إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيخخد
" قال :هما الملكان .وسألته عن قول ال تبارك وتعالى " :هذا ما لدي عتيد "
قال :هو الملك الذي يحفظ عليه عمله .وسألته عن قخول الخ عزوجخل " :قخال
قرينه ربنا ما أطغيته " قخخال :هخخو شخخيطان - 10 .ج :سخخأل الزنخخديق الصخخادق
عليه السلم :ما علة الملئكة الموكلين بعباده يكتبون عليهم ولهم ،والخ عخخالم
السر وما هو أخفى ؟ قال :استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا علخخى خلقخخه ليكخخون
العباد لملزمتهم إيخخاهم أشخخد علخخى طاعخخة الخ مواظبخخة ،وعخخن معصخخيته أشخخد
انقباضا ،وكم من عبد يهم بمعصية فذكر مكانها فارعوى وكف ،فيقول :ربي
يراني ،و حفظتي بذلك تشهد (1) ،وإن ال برأفته ولطفه أيضا وكلهخخم بعبخخاده
يخخذبون عنهخخم مخخردة الشخخياطين ،وهخخوام الرض ،وآفخخات كخثيرة مخن حيخخث ل
يرون بإذن ال إلى أن يجخخئ أمخر الخ عزوجخخل " .ص - 11 " 191أقخول:
روي في كتاب قضاء الحقوق وثواب العمال ورجال الكشي بأسانيدهم عخخن
إسحاق بن عمار قال :لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عنخخي فقخخراء
الشيعة ،فخرجت إلى مكة فخخي تلخخك السخخنة فسخخلمت علخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم ،فرد علي بوجه قاطب مزور (2) ،فقلخخت لخخه :جعلخخت فخخداك مخخا الخخذي
غير حالي عندك ؟ قال :تغيرك على المؤمنين ،فقلت :جعلت فداك وال خ إنخخي
لعلم أنهم على دين ال ولكن خشيت الشهرة على نفسي ،فقال :يا إسحاق أما
علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الخ بيخخن إبهاميهمخخا مخخائة رحمخخة،
تسعة وتسعين لشدهما حبا ،فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ،فإذا لبثا ل يريخخدان
بذلك إل وجه الخ تعخخالى قيخخل لهمخخا :غفخخر لكمخخا ; فخخإذا جلسخخا يتسخخائلن قخخالت
الحفظة بعضها لبعض :اعتزلوا بنا عنهما فإن لهما سرا وقد ستره ال عليهما
; قال قلت :جعلت فداك فل تسمع الحفظة قولهما ول تكتبه وقد قال تعخخالى" :
ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد " ؟ قال :فنكخخس رأسخخه طخخويل ثخخم رفعخخه
وقد فاضت دموعه على لحيته،
) (1في المصدر :وحفظتي على ذلك يشهد .م ) (2قطب الرجل .زوى وقبض ما بيخخن
عينيه وعبس .وزور عنه :مال.
] [ 324
وقال :إن كانت الحفظة ل تسمعه ول تكتبه فقد سمعه عخخالم السخخر وأخفخخى ،يخخا إسخخحاق
خف ال كأنك تراه ،فإن كنت ل تراه فإنه يراك ،فخخإن شخخككت أنخخه يخخراك فقخخد
كفرت وإن أيقنت أنه يراك ثم بارزته بالمعصية فقخخد جعلتخخه أهخخون النخخاظرين
إليك - 12 (1) .سعد السعود :رواه مخخن كتخخاب قصخخص القخخرآن للهيصخخم بخخن
محمد النيسابوري قال :دخل عثمخان علخى رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه
فقال :أخبرني عن العبد كم معه من ملك ؟ قخال :ملخخك علخخى يمينخخك ) (2علخخى
حسناتك ،وواحد على الشمال ،فخخإذا عملخخت حسخخنة كتخخب عشخخرا ،وإذا عملخخت
سيئة قال الذي علخخى الشخخمال للخخذي علخخى اليميخخن أكتخخب ؟ قخخال :لعلخخه يسخختغفر
ويتوب فإذا قال ثلثا قال :نعم اكتب ،أراحنا الخ منخخه فخبئس القريخن ،مخخا أقخل
مراقبته ل عزوجل ! .وما أقل استحياؤه منه ! ) (3يقول ال " :ما يلفخخظ مخخن
قول إل لديه رقيب عتيد " وملكان بين يديك ومن خلفك يقول ال خ سخخبحانه" :
لخخه معقبخخات مخخن بيخخن يخخديه ومخخن خلفخخه " وملخخك قخخابض علخخى ناصخخيتك ،فخخإذا
تواضعت ل رفعك ،وإذا تجبرت علخى الخ وضخخعك وفضخحك ،وملكخخان )(4
على شفتيك ليس يحفظان إل الصلة على محمد صلى ال عليه وآلخخه ،وملخخك
قائم على فيك ل يدع أن تخدخل الحيخة فخي فيخك ،وملكخان علخى عينيخك ،فهخذه
عشرة أملك على كل آدمخخي ،وملئكخخة الليخخل سخخوى ملئكخخة النهخخار ،فهخخؤلء
عشرون ملكا على كل آدمي ،وإبليس بالنهار وولده بالليل ،قال الخ تعخخالى" :
وإن عليكم لحافظين " الية .وقال عزوجل " :إذ يتلقي المتلقيخخان " اليخخة .ثخخم
قال السيد رحمه ال :واعلم أن ال عزوجل وكخخل بكخخل إنسخخان ملكيخخن يكتبخخان
عليه الخير والشر .ووردت الخبار بأنه يأتيه ملكان بالنهار وملكخخان بالليخخل،
وذلك قوله تعخخالى " :لخخه معقبخخات " لنهخخم يتعخخاقبون ليل ونهخخارا ،وإن ملكخخي
النهار يأتيانه إذا انفجر الصبح فيكتبان مخخا يعملخخه إلخخى غخخروب الشخخمس ،فخخإذا
غربت نزل إليخخه الملكخخان المخخوكلن بكتابخخة الليخخل ،ويصخخعد الملكخخان الكاتبخخان
بالنهار بديوانه إلى ال عزوجل فل يزال ذلك دأبهم إلى
) (1وروى الكليني في باب المصافحة باسناده عن إسحاق بخخن عمخخار نحخخوه (2) .فخخي
نسخة :عن يمينك (3) .في نسخة :منا (4) .في نسخة :وملكان مقربان.
] [ 325
حضور أجله ،فإذا حضر أجله قال للرجل الصالح :جزاك ال من صاحب عنا خيخخرا،
فكم من عمل صالح أريتناه ،وكم من قول حسخخن أسخخمعتناه ،وكخخم مخخن مجلخخس
حسن أحضرتناه ،فنحن لك اليوم على ما تحبه ،وشفعاء إلى ربك ; وإن كخخان
عاصيا قال له :جزاك ال من صاحب عنا شرا ،فلقخخد كنخخت تؤذينخخا ،فكخخم مخخن
عمل سخخيئ أريتنخخاه ،وكخخم مخخن قخخوى سخخيئ أسخخمعتناه ،وكخخم مخخن مجلخخس سخخوء
أحضرتناه ،ونحن لك اليوم على مخخا تكخخره .وشخخهيدان عنخخد ربخخك - 13 .وفخخي
رواية أنهما إذا إراد النزول صباحا ومساءا نسخخخ لهمخخا إسخخرافيل عمخخل العبخخد
من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك ،فإذا صعدا صخخباحا ومسخخاءا بخخديوان العبخخد
قابله إسرافيل بالنسخة التي نسخ لهما حتى يظهر أنه كان كما نسخ لهمخخا14 .
-وعن ابن مسخخعود أنخخه قخخال :الملكخخان يكتبخخان أعمخخال العلنيخخة فخخي ديخخوان و
أعمال السر في ديوان آخر - 15 (1) .كا :العدة ،عن البرقي ،عن عثمان بن
عيسى ،عن سماعة ،عن أبى بصير ،عن أبي عبد الخ عليخخه السخخلم قخخال :إن
المؤمن ليهم بالحسنة ول يعمل بها فتكتب له حسنة ،فإن هو عملهخا كتبخخت لخخه
عشخخر حسخخنات ; وإن المخخؤمن ليهخخم بالسخخيئة أن يعملهخخا فل يعملهخخا فل تكتخخب
عليه " .ج 2ص - 16 " 429 - 428كا :العدة عن البرقي ،عن علي بن
حفص العوسي ،عن على بن السائح ،عن عبد ال بن موسى بن جعفخخر ،عخخن
أبيه قال :سألته ،عن الملكين :هخخل يعلمخخان بالخخذنب إذا أراد العبخخد أن يفعلخخه أو
الحسنة ؟ فقال :ريخخح الكنيخخف وريخخح الطيخخب ) (2سخخواء ؟ قلخخت :ل ،قخخال :إن
العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريخخح فقخخال صخخاحب اليميخخن لصخخاحب
الشمال :قم ) (3فإنه قد هم بالحسنة ،فإذا فعلها كان لسانه قلمه ،وريقه مداده،
فأثبتها له ; وإذا هم بالسيئة خرج نفسخخه منتخخن الريخخح فيقخخول صخخاحب الشخخمال
لصاحب اليمين:
) (1الديوان :مجتمع الصحف .والكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطيخخة ،والجمخخع
دواوين وديخخاوين (2) .بفتخخح الطخخاء وتشخخديد اليخخاء ،أو بكسخخر الطخخاء ،وكخخان
هذين ريحان معنويان يجدهما الملئكة قاله المصنف في المخخرآت (3) .فخخي
نسخة :قف.
] [ 326
قف فإنه قد هم بالسيئة ،فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه ،وريقه مداده ،فأثبتها عليه " .ج
2ص - 17 " 429كا :محمد بن يحيخخى ،عخخن ابخخن عيسخخى ،عخخن علخخي بخخن
الحكم ،عن فضيل بن عثمان المرادي قال :سمعت أبا عبخخد ال خ عليخخه السخخلم
يقول :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أربع من كن فيه لم يهلك علخخى الخ
بعدهن إل هالك ) :(1يهم العبد الحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الخ لخخه
حسنة بحسن نيته ،وإن هو عملها كتب ال له عشرا ; ويهم بالسيئة أن يعملها
فإن لم يعملها لم يكتب عليخخه شخخئ وإن هخخو عملهخخا أجخخل سخخبع سخاعات ،وقخخال
صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال :ل تعجل عسخخى أن
يتبعها بحسنة تمحوها ،فخخإن الخ يقخخول " :إن الحسخخنات يخخذهبن السخخيئات " أو
السخختغفار ،فخخإن هخخو قخخال " :أسخختغفر الخ الخخذي ل إلخخه إل هخخو ،عخخالم الغيخخب
والشهادة ،العزيز الحكيم ،الغفور الرحيم ذو الجلل والكخخرام وأتخوب إليخه "
لم يكتب عليه شئ ،وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة ول استغفار )
(2قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات :اكتب على الشقي المحروم " .ج
2ص - 18 " 430 - 429نهج :قال :أمير المؤمنين عليه السلم :فاتقوا ال
الذي أنتم بعينه ،ونواصيكم بيده ،وتقلبكم في قبضته ،إن أسررتم علمخخه ،وإن
أعلنتم كتبه ،وقد وكل بذلك حفظة كراما ،ل يسقطون حقا ول يثبتون باطل.
) (1قخخال المصخخنف فخخي مخخرآت العقخخول :اعلخخم أن الهلك فخخي قخخوله) :يهلخخك( بمعنخخى
الخسران واستحقاق العقاب ،وفى قوله) :هالخخك( بمعنخخى الضخخلل والشخخقاوة
الجبليخخة ،وتعخخديته بكلمخخة )علخخى( إمخخا بتضخخمين الخخورود ،أي لخخم يهلخخك حيخخن
وروده على ال ،أو معنى الجتراء أي مجترئا على الخخ ،أو معنخخى العلخخو و
الرفعة ،كأن من يعصيه تعالى يخخترفع عليخخه ويخاصخخمه .ويحتمخخل أن يكخخون
)على( بمعنى )في( نحوه قخوله تعخالى) :علخى حيخن غفلخة( أي فخي معرفتخه
وأوامره ونواهيه ،أو بمعنى )من( بتضخخمين معنخخى الحينيخخة ،كمخخا فخخي قخخوله
تعالى " :إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أو بمعنى )عن( بتضمين معنخخى
المجاوزة ،أو بمعنى )مع( أي حالكونه معه ومع مخخا هخخو عليخخه مخخن اللطخخف
والعناية .أقخخول :الخصخخال الربخخع :اولهخخا أن يهخخم بالحسخخنة مخخن دون عمخخل،
الثانيه أن يعمل بها ،الثالث أن يهم بالسيئة من دون عمل والرابعة أن يعمخخل
بها ولكن يتبعها بحسنة تمحوها ،أو استغفار قبل مضخخى سخخبع سخاعات(2) .
في المصدر :ولم يتبعها حسنة واستغفار .م
] [ 327
- 19يب :محمد بخن علخي بخن محبخوب ،عخن اليقطينخي ،عخن الحسخن بخن علخي ،عخن
إبراهيم ابن عبد الحميد قال :سمعت أبا عبد ال عليخخه السخخلم يقخخول :إن أميخخر
المؤمنين عليه السلم كان إذا أراد قضاء الحاجة وقف علخخى بخخاب المخخذهب )
(1ثم التفت يمينا وشمال إلى ملكيه فيقول أميطا عني ) (2فلكما ال علخخي أن
ل أحدث حدثا حختى أخخرج إليكمخا - 20 .يخن :ابخن المغيخرة ،عخن جميخل بخن
دراج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا هم العبد بسخخيئة لخخم تكتخخب عليخخه،
وإذا هم بحسخخنة كتبخخت لخخه - 21 .عخخد :اعتقادنخخا أنخخه مخخا مخخن عبخخد إل وملكخخان
موكلن به يكتبان جميع أعماله ،ومن هم بحسنة ولم يعملها كتخخب لخخه حسخخنة،
فإن عملها كتب له عشر ،فإن هم بسخخيئة لخخم تكتخخب حخختى يعملهخخا ،فخخإن عملهخخا
كتب عليه سيئة واحدة (3) ،والملكان يكتبان على العبد كخخل شخخئ حخختى النفخخخ
في الرماد ،قال ال عزوجل " :وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون مخخا
تفعلون " .ومر أمير المؤمنين عليه السلم برجل وهخخو يتكلخخم بفضخخول الكلم
فقال :يا هذا ؟ إنك تملي على كاتبيك ) (4كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع
ما ل يعنيك " .ص - 22 " 86وقال عليه السخخلم :ل يخخزال الرجخخل المسخخلم
يكتب محسخخنا مخا دام سخخاكتا فخخإذا تكلخم كتخب إمخخا محسخنا أو مسخخيئا ،وموضخع
المكليخخن مخخن ابخخن آدم الشخخدقان ،صخخاحب اليميخخن يكتخخب الحسخخنات ،وصخخاحب
الشمال يكتب السيئات ،وملكا النهار يكتبان عمل العبخخد بالنهخخار ،وملكخخا الليخخل
يكتبان عمل العبد في الليل " .ص - 23 " 86وروى الصدوق رحمه ال في
كتاب فضائل الشيعة :عن أبيه ،عن سعد ،عن عباد بخخن سخخليمان ،عخخن سخخدير
الصيرفي (5) ،عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم قخخال :دخلخخت عليخخه وعنخخده أبخخو
بصير وميسر وعدة من جلسائه ،فلما أن أخذت مجلسخخي أقبخخل علخخي بخخوجهه،
وقال:
) (1أي باب الكنيف (2) .أي ابعد أو تنحا عنى) (3) .في المصخخدر :وان عملهخخا اجخخل
سبع ساعات فان تاب قبلهخخا لخخم يكتخخب عليخخه وان لخخم يتخخب كتخخب عليخخه سخخيئة
واحدة .م ) (4في نسخة :ملئكتك ) (5سدير وزان شريف.
] [ 328
ياسدير أما إن ولينا ليعبد ال قائما وقاعدا ونائما وحيا وميتا ; قال :قلت جعلخخت فخخداك:
أما عبادته قائما وقاعدا وحيا فقد عرفنا ،فكيف يعبد ال نائما وميتا ؟ قخخال :إن
ولينا ليضع رأسخخه فيرقخخد فخخإذا كخخان وقخخت الصخخلة وكخخل بخخه ملكيخخن خلقخخا فخخي
الرض لهم يصعدا إلى السماء ولم يريا ملكوتهما ،فيصليان عنده حتى ينتبخخه
فيكتب ال ثواب صلتهما له ،والركعة من صخخلتهما تعخخدل ألخخف صخخلة مخخن
صلة الدميين ; وإن ولينا ليقبضه ال إليه فيصعد ملكاه إلى السماء فيقولن:
يا ربنا عبدك فلن بن فلن انقطع واسخختوفى أجلخخه ،ولنخخت أعلخخم منخخا بخخذلك،
فأذن لنا نعبدك في آفاق سمائك وأطراف أرضك ; قال :فيوحي ال إليهما :أن
في سمائي لمن يعبدني وما لي في عبادته من حاجة بل هو أحوج إليهخخا ،وأن
في أرضي لمن يعبدني حق عبادتي ،وما خلقت خلقا أحوج إلخخي منخخه فأهبطخخا
إلى قبر وليي ; فيقولن :يا ربنا من هذا يسعد بحبخخك إيخخاه ; قخال :فيخخوحي الخ
إليهما :ذلك من أخذ ميثاقه بمحمد عبدي ووصخخيه وذريتهمخخا بالوليخخة ،اهبطخخا
إلى قبر وليي فلن بن فلن فصليا عنده إلى أن أبعثه في القيامة ،قال :فيهبخخط
الملكان فيصخليان عنخد القخبر إلخى أن يبعثخخه الخ فيكتخخب ثخواب صخلتهما لخه،
والركعة من صخلتهما تعخدل ألخف صخلة مخن صخلة الدمييخن ،قخال سخدير:
جعلت فداك يا بن رسول ال فإذا وليكم نائمخخا وميتخخا أعبخخد منخخه حيخخا وقائمخخا ؟
قال :فقال :هيهات يخا سخدير إن ولينخا ليخؤمن علخى الخ عزوجخل يخوم القيامخة
فيجيز أمانه - 24 .ما :جماعة عخن أبخخي المفضخخل ،عخن أحمخخد بخن محمخد بخخن
إسحاق العلوي العريضي ،عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسخخى بخخن
جعفر ،عن عميه علي والحسين ابني موسى ،عن أبيهمخخا موسخخى بخخن جعفخخر،
عن آبائه ،عن علي عليهم السلم عن النبي صلى ال عليه وآلخخه قخخال :يخخوحي
ال عز وجل إلى الحفظة الكرام :ل تكتبوا على عبخخدي المخخؤمن عنخخد ضخخجره
شيئا " (1) .ص " 16أقول :الخبار الدالة على الكاتبين مبثوثة في البواب
السابقة واللحقة وفيما ذكرناه هنا كفاية - 25 .محاسبة النفس :للسيد علي بن
طاووس قدس ال روحه :من أمالي المفيد
) (1نقل هذه الرواية بعينها في باب من رفع عنه القلم تحت رقم 20عن هذا المصدر
م
] [ 329
بإسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلم قال :إن الملك الموكل على العبد يكتب في
صحيفة أعماله ،فأملوا بأولها وآخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك - 26 .ومنه
نقل من كتاب الدعاء لمحمد بن الحسن الصخخفار بإسخخناده عخخن الصخخادق عليخخه
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :طوبى لمن وجد في صخخحيفة
عمله يوم القيامة تحت كل ذنب :استغفر ال - 27 .ومنه مرسل عن الصادق
عليه السلم قال :قال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم :ل تقطعخخوا نهخخاركم بكخخذا
وكذا ،وفعلنا كذا وكذا ،فإن معكم حفظة يحصون عليكخخم وعلينخخا - 28 .ومنخخه
نقل من تبيان شيخ الطائفة في تفسير قوله تعالى " :وقل اعملخخوا فسخخيرى الخ
عملكم ورسوله والمؤمنون " قال :روي في الخبر أن العمال تعخخرض علخخى
النبي صلى ال عليه وآله في كل إثنين وخميس فيعلمها ،وكذلك تعرض على
الئمة عليهم السلم فيعرفونها وهم المعنيون بقوله :والمؤمنخخون - 29 .ومنخخه
نقل من كتاب الزمنة لمحمد بخخن عمخخران المرزبخخاني قخخال :كخخان رسخخول الخ
صلى ال عليه وآله يصوم الثنين والخميس ،فقيل له :لخخم ذلخخك ؟ فقخال صخخلى
ال عليه وآله :إن العمال ترفع في كل اثنين وخميس ،فأحب أن ترفع عملي
وأنا صائم - 30 .وبإسناده عن أبي أيوب قال :قال رسول ال صلى ال عليخخه
وآله :ما من اثنين ول خميس إل ترفع فيه العمال إل عمخخل المقخخادير- 31 .
ومنه نقل من كتخخاب التخخذييل لمحمخخد بخخن النجخخار بإسخخناده إلخخى الصخخادق عليخخه
السلم قال :إذا كان يوم الخميس عند العصر أهبط ال عزوجخخل ملئكخخة مخخن
السماء إلى الرض ،معها صحائف من فضة ،بأيديهم أقلم مخن ذهخب تكتخب
الصلة على محمد وآله إلى غروب الشمس - 32 (1) .ومنه نقل مخخن كتخخب
بعض الصحاب بإسناده إلى عبد الصمد بن عبد الملك قال :سخخمعت أبخخا عبخخد
ال عليه السلم يقول :آخر خميس من الشهر ترفع فيه العمخخال - 33 .ومنخخه
بإسناده إلى شيخ الطائفة ،بإسناده إلى عنبسة العابد ،عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه
السلم قال :آخر خميس في الشهر ترفع فيه أعمال الشهر.
] [ 330
- 34ومنه نقل من كتاب خطب أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم لعبخخد العزيخخز الجلخخودي
قخخال :إن ابخخن الكخخواء سخخأل أميخخر المخخؤمنين عخخن الخخبيت المعمخخور والسخخقف
المرفوع ،قال :ويلك ذلك الضراح بيت في السماء الرابعة حيخخال الكعبخخة مخخن
لؤلؤة واحدة ،يخخدخله كخخل يخخوم سخخبعون ألخخف ملخخك ،ل يعخخودون إليخخه إلخخى يخخوم
القيامة ،فيه كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنخخة ،وفيخخه
كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهخخل النخخار بخخأقلم سخخود ،فخخإذا
كان وقت العشاء ارتفع الملكان فيسمعون منهما ما عمخخل الرجخخل فخخذلك قخخوله
تعالى " :هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون "35 .
-ومنه نقل من كتاب ابن عمر الزاهد صخاحب تغلخخب قخخال :أخخبرني عطخاء،
عن الصباحي استاد المامية من الشيعة ،عن جعفر بن محمد الصخخادق ،عخخن
آبائه عليهم السلم قالوا :قال أمير أمؤمنين عليه السلم :إن الملكيخخن يجلسخخان
على ناجذي الرجل ،يكتبان خيره وشره ،ويستمدان مخخن غريخخه وربمخخا جلسخخا
على الصماغين .فسخمعت تغلبخا يقخول :الختيخار مخن هخذا كلخه مخا قخال أميخر
المؤمنين عليه السلم .قال :الناجدان :النابان ،والغران :الشدقان ،والصامغان
والصخخماغان -ومخخن قالهمخخا بخخالعين فقخخد صخخحفهما :-مجتمعخخا الريخخق مخخن
الجانبين ،وهما اللذين يسميهما العامة الصوارين .وقال :سئل عن قخخول أميخخر
المؤمنين عليه السلم :نظفوا الصماغين فإنهمخخا مقعخخد الملكيخخن ،فقخخال تغلخخب:
هما الموضع الذي يجتمع فيه الريق من النسان ،وهمخخا الخخذي يسخخميه العامخخة
الصوارين .بيان روى في النهاية الخبرين عخخن أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم
وقال :التواجذ :هي التي تبدو عند الضخخحك ،وقخخال الغخخران بالضخخم :الشخخدقان.
وقال :الصماغان :مجتمع الريق في جانبي الشفة .وقيل :هما ملتقي الشدقين،
ويقال لهما :الصامغان والصماغان والصواران.
] [ 331
)باب (18الوعد والوعيد والحبط والتكفير اليات البقرة " " 2ومن يرتدد منكخخم عخخن
دينه فيمخخت وهخخو كخخافر فخخاولئك حبطخخت أعمخخالهم فخخي الخخدنيا والخخخرة واولئك
أصخخحاب النخخار هخخم فيهخخا خالخخدون .217آل عمخخران " " 3إن الخ ل يخلخخف
الميعاد " 9وقال تعالى " :اولئك الذين حبطخخت أعمخخالهم فخخي الخخدنيا والخخخرة
ومالهم من ناصرين " 22وقال " :إنك ل تخلف الميعاد .194النساء " " 4
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " 31وقال تعالى " :ليس
بأمانيكم ول أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به .123العراف " " 7
والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الخرة حبطت أعمالهم .147النفال " " 8يا أيها
الذين آمنوا إن تتقوا ال يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم وال
ذو الفضل العظيم .29التوبة " " 9ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد ال
شاهدين على أنفسهم بالكفر اولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالخخدون 17
" وقال " :اولئك حبطت أعمالهم في الخخدنيا والخخخرة .69الرعخخد " " 13إن
ال ل يخلف الميعخاد .31الكهخف " " 18اولئلخك الخذين كفخروا بآيخات ربهخم
ولقخخائه فحبطخخت أعمخخالهم .105العنكبخخوت " " 29والخخذين آمنخخوا وعملخخوا
الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم و لنجزينهم أحسخخن الخخذي كخخانوا يعملخخون .7
الروم " " 30وعد ال ل يخلف ال وعده ولكن أكثر النخخاس ل يعلمخخون " 6
وقال سبحانه " :فاصبر إن وعد ال حق ول يستخفنك الخخذين ل يوقنخخون .60
الحزاب " " 33وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعخدنا الخ
ورسوله إل غرورا " 12وقال تعالى " :اولئك لم يؤمنوا بأحبط ال أعمخخالهم
وكان ذلك على ال يسيرا .19
] [ 332
الزمر " " 39وعد ال ل يخلخخف الخ الميعخخاد " 20وقخال تعخخالى " :ليكفخخر الخ عنهخخم
أسوء الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون .35المؤمن "
" 40إن وعد ال حق .77محمد " " 47كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم 2
" وقال تعالى " :ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل ال فخخأحبط أعمخخالهم " 9وقخخال ":
ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فخأحبط أعمخخالهم " 28وقخخال
" :إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل ال وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم
الهدى لن يضروا ال شيئا وسيحبط أعمالهم .32الفتح " " 48ويكفخخر عنهخخم
سيئاتهم .5الحجرات " " 49ول تجهروا له بخخالقول كجهخخر بعضخخكم لبعخخض
أن تحبخخط أعمخخالكم وأنتخخم ل تشخخعرون .2التغخخابن " " 64ومخخن يخخؤمن بخخال
ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته .9الطلق " " 65ومن يتق ال خ يكفخخر عنخخه
سيئاته .5التحريم " " 66عسى ربكم أن يكفر عنكخم سخيئاتكم .8الزلخخزال "
" 99فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شخخرا يخخره - 7
.8تحقيق :اعلم أن المشهور بين متكلمي المامية بطلن الحبخخاط والتكفيخخر،
بل قالوا باشتراط الثواب والعقاب بالموافاة ،بمعنى أن الثخخواب علخخى اليمخخان
مشروط بأن يعلخم الخ منخه أنخه يمخخوت علخخى اليمخخان ; والعقخخاب علخخى الكفخخر
والفسوق مشروط بأن يعلم الخ أنخخه ل يسخخلم ول يتخخوب وبخخذلك أولخخوا اليخخات
الدالة على الحباط والتكفير ،وذهبت المعتزلة إلخخى ثبخخوت الحبخخاط والتكفيخخر
لليات والخبار الدالة عليهما .قال شارح المقاصد :ل خلف في أن من آمن
بعد الكفر والمعاصي فهو من أهل الجنة ،بمنزلة من ل معصية له ،ومن كفر
-نعوذ بال بعد اليمان والعمل الصالح فهخخو مخخن أهخخل النخخار ،بمنزلخخة مخخن ل
حسنة لة ; وإنما الكلم فيمن آمن وعمل صالحا وآخخخر سخخيئا كمخخا يشخخاهد مخخن
الناس فعندنا مآله إلى الجنة ولو بعد النار ،واستحقاقه للثواب
] [ 333
والعقخخاب بمقتضخخى الوعخخد والوعيخخد ثخخابت مخخن غيخخر حبخخوط ،والمشخخهور مخخن مخخذهب
المعتزلة أنه من أهل الخلود في النار إذا مات قبل التوبة ،فأشكل عليهم المر
في إيمانه وطاعاته ،وما يثبت من استحقاقاته ،أين طخخارت ؟ وكيخخف زالخخت ؟
فقالوا :بحبخوط الطاعخات ،و مخالوا إلخى أن السخيئات يخذهبن الحسخنات ،حختى
ذهبت الجمهور منهم إلى أن الكخخبيرة الواحخخدة تحبخخط ثخخواب جميخخع العبخخادات.
وفساده ظاهر ،أما سمعا فللنصوص الدالة على أن ال تعخخالى ل يضخخيع أجخخر
من أحسن عمل وعمل صالحا ،وأما عقل فللقطخع بخخأنه ل يحسخخن مخخن الحليخم
الكريم إبطال ثواب إيمان العبد ومواظبته على الطاعات طول العمخخر بتنخخاول
لقمة من الربا ،أو جرعة مخخن الخمخخر .قخخالوا :الحبخخاط مصخخرح فخخي التنزيخخل،
كقخخوله تعخخالى " :ول تجهخخروا لخخه بخخالقول كجهخخر بعضخخكم لبعخخض أن تحبخخط
أعمالكم ،اولئك حبطت أعمالهم ،ول تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى " قلنا :ل
بالمعنى الذي قصدتم ،بل بمعنى أن مخخن عمخخل عمل اسخختحق بخخه الخخذم ،وكخخان
يمكنه أن يعمله على وجه يستحق به المدح والثواب ; يقال :إنخخه أحبخخط عملخخه
كالصدقة مع المن والذى وبدونها .وأما إحباط الطاعات بالكفر بمعنى أنه ل
يثاب عليها البتة فليس من التنازع في شئ ; وحين تنبه أبو علخخي وأبخخو هاشخخم
لفساد هذا الرأي رجعا من التمادي بعض الرجوع ،فقخخال :إن المعاصخخي إنمخخا
يحبط الطاعات إذا اوردت عليها ،وإن اوردت الطاعات أحبطت المعاصخخي،
ثخخم ليخخس النظخخر إلخخى أعخخداد الطاعخخات والمعاصخخي بخخل إلخخى مقخخادير الوزار
والجور ،فرب كبيرة يغلب وزرها أجر طاعات كثيرة ،ول سبيل إلى ضبط
ذلك بل هو مفوض إلى علم ال تعخخالى ،ثخخم افترقخخا فزعخخم أبخخو علخخي أن القخخل
يسقط ول يسقط من الكثر شيئا ،و يكون سقوط القل عقابخخا إذا كخخان السخخاقط
ثوابا ،وثوابا إذا كان الساقط عقابا ،وهذا هو الحباط المحض .قال أبو هاشم:
القل يسقط ويسقط من الكثر ما يقابله ،مثل من لخخه مخخائة جخخزء مخخن العقخخاب
واكتسب ألف جزء من الثواب فإنه يسقط منه العقاب ومائة جزء من الثخخواب
بمقابلته ،ويبقى له تسعمائة جزء من الثواب ،وكذا العكخخس ،وهخخذا هخخو القخخول
بالموازنة انتهى كلمه .أقول :الحق أنه ل يمكن إنكار سخخقوط ثخخواب اليمخخان
بالكفر اللحق الذي
] [ 334
يموت عليه ،وكذا سقوط عقاب الكفر باليمان اللحخخق الخخذي يمخخوت عليخخه .وقخخد دلخخت
الخبار الكثيرة على أن كثيرا من المعاصي يخخوجب سخخقوط ثخخواب كخخثير مخخن
الطاعات ،وأن كثيرا من الطاعات كفاره لكثير مخخن السخخيئات ،والخبخخار فخخي
ذلك متواترة ،وقد دلت اليخات علخى أن الحسخنات يخخذهبن السخخيئات ،ولخخم يقخم
دليل تام على بطلن ذلك ،وأما أن ذلك عام في جميخخع الطاعخخات والمعاصخخي
فغير معلوم ،وأما أن ذلك علخخى سخخبيل الحبخخاط والتكفيخخر بعخخد ثبخخوت الثخخواب
والعقاب ،أو على سخخبيل الشخختراط بخخأن الثخخواب فخخي علمخخه تعخخالى علخخى ذلخخك
العمل مشروط بعدم وقوع ذلك الفسق بعده ،وأن العقاب علخخى تلخخك المعصخخية
مشروط بعدم وقخخوع تلخخك الطاعخخة بعخخدها فل يخخثيب ،أول ثخخواب وعقخخاب ،فل
يهمنا تحقيق ذلك ،بل يرجع النزاع في الحقيقة إلخخى اللفخخظ ،لكخخن الظخخاهر مخخن
كلم المعتزلخخة وأكخخثر الماميخخة أنهخخم ل يعتقخخدون إسخخقاط الطاعخخة شخخيئا مخخن
العقاب ،أو المعصية شيئا من الثواب سوى السلم والرتداد والتوبخخة ،وأمخخا
الخخدلئل الخختي ذكروهخخا لخخذلك فل يخفخخى وهنهخخا ،وليخخس هخخذا الكتخخاب موضخخع
ذكرها .ثم اعلم أنه ل خلف بين المامية في عدم خلود أصحاب الكبائر مخخن
المؤمنين في النخخار ،وأمخخا أنهخخم هخخل يخخدخلون النخخار ،أو يعخخذبون فخخي الخخبرزخ
والمحشر فقط ؟ فقد اختلف فيه الخبار وسيأتي تحقيقهخا - 1 .سخن :علخي بخن
محمد القاساني ،عمن ذكره ،عن عبد ال بن القاسم الجعفري ،عخخن أبخخي عبخخد
ال ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه :مخخن
وعده ال على عمل ) (1ثوابا فهو منجز لخخه ،ومخخن أوعخخده علخخى عمخخل عقابخخا
فهو فيه بالخيار " .ص - 2 " 246كنز الكراجكى :عن المفيد ،عن أحمد بن
الحسن بن الوليد ،عن أبيخه ،عخن محمخخد بخن الحسخن الصخخفار ،عخخن علخخي بخخن
محمد القاسخخاني ،عخخن القاسخخم بخخن محمخخد الصخخبهاني ،عخخن سخخليمان بخخن خالخخد
المنقري (2) ،عن سفيان بن عيينة ،عن حميد بن زياد ،عن عطاء بن يسار،
عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :يوقف العبد بين يخخدي الخ تعخخالى فيقخخول:
قيسوا بين
) (1في المصدر :من وعده على عمل .م ) (2نسبة إلى منقر -وزان منبر -أبو بطخخن
من سعد ثم من تميم ،وهو منقر بن عبيد بن مقاعس.
] [ 335
نعمي عليه وبين عمله ،فتستغرق النعخم العمخل ; فيقولخون :قخد اسختغرق النعخم العمخل،
فيقول :هبوا له النعم ،وقيسخوا بيخن الخيخر والشخخر منخه ،فخإن اسخختوى العملن
أذهب ال الشر بالخير ،وأدخله الجنة ،وإن كان له فضل أعطخخاه الخ بفضخخله،
وإن كان عليه فضل و هخخو مخخن أهخخل التقخخوى ولخخم يشخخرك بخخال تعخخالى واتقخخى
الشرك به فهو من أهل المغفرة يغفر ال له برحمته إن شخخاء ،ويتفضخخل عليخخه
بعفوه .عد :اعتقادنا في الوعد والوعيد هو أن من وعده ال علخخى عمخخل ثوابخخا
فهو منجزه ،ومن وعده على عمل عقابا فهو فيخخه بالخيخخار ،إن عخخذبه فبعخخدله،
وإن عفا عنه فبفضله ،و ما ال بظلم للعبيد ،وقد قال ال عزوجخخل " :إن الخ
ل يغفخخر أن يشخخرك بخخه ويغفخخر مخخا دون ذلخخك لمخخن يشخخاء " " (1) .ص " 86
واعتقادنا في العدل هو أن ال تبارك وتعالى أمرنا بالعخخدل ،وعاملنخخا بمخخا هخخو
فوقه وهو التفضل ،وذلك أنه عزوجل يقول " :مخخن جخخاء بالحسخخنة فلخخه عشخخر
أمثالها ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلهخخا وهخخم ل يظلمخخون " " (2) .ص
" 87 - 86بيان :قال الشيخ المفيد قدس ال روحه في شرح القول الخيخخر:
العدل هو الجزاء على العمل بقدر المستحق عليه ،والظلم هخخو منخخع الحقخخوق،
وال تعالى كريم ،جواد ،متفضل ،رحيخخم ،قخد ضخخمن الجخزاء علخى العمخال،
والعوض على المبتدأ من اللم ،ووعد التفضل بعخخد ذلخخك بزيخخادة مخخن عنخخده،
فقال تعالى " :للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " ) (3فخبر أن للمحسن الثخخواب
المستحق وزيادة من عنده ،وقخخال " :مخخن جخخاء بالحسخخنة فلخخه عشخخر أمثالهخخا "
يعني له عشر أمثال ما يستحق عليها " ومن جاء بالسيئة فل يجزى إل مثلهخخا
وهم ل يظلمون " يريد أنه ل يجازيه بأكثر مما يستحقه .ثخخم ضخخمن بعخخد ذلخخك
العفو ،ووعد بالغفران ،فقخخال سخخبحانه " :وإن ربخخك لخخذو مغفخخرة للنخخاس علخخى
ظلمهم " ) (4وقال " :إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفخخر مخخا دون ذلخخك لمخخن
يشاء " ) (5وقال " :قل بفضل ال وبرحمتخخه فبخخذلك فليفرحخخوا " ) (6والحخخق
الذي للعبد هو ما جعل ال حقا له واقتضاء جود ال وكرمه ،وإن
) (1النساء 48 :و (2) .116النعام (3) .160 :يخخونس (4) .26 :الرعخخد(5) .6 :
النساء (6) .47 :يونس.58 :
] [ 336
كان لو حاسبه بالعدل لم يكن له عليه بعد النعم التي أسلفها حق ،لنه تعالى ابتدأ خلقخخه
بالنعم ،وأوجب عليهم بها الشكر ،وليس أحد من الخلق يكافئ نعخم الخ تعخالى
عليه بعمل ،ول يشكره أحد إل وهخخو مقصخخر بالشخخكر عخخن حخخق النعمخخة ،وقخخد
أجمع أهل القبلة على أن من قال :إني وفيت جميع ما ل علخخي وكافخخأت نعمخخه
بالشكر فهو ضال ،وأجمعوا على أنهخم مقصخرون عخخن حخق الشخخكر ،وأن لخ
عليهم حقوقا لو مد في آعمارهم إلى آخر مدى الزمان لمخخا وفخخوا الخ سخخبحانه
بما له عليهم ،فدل ذلك على أنه ما جعله حقا لهم فإنمخخا جعلخخه بفضخخله وجخخوده
وكرمه ،ولن حال العامل الشاكر خلف حخال مخن ل عمخل لخه فخي العقخول،
وذلك أن الشاكر يستحق في العقخخول الحمخخد ،ومخخن ل عمخخل لخخه فليخخس لخخه فخخي
العقول حمد ،وإذا ثبت الفصل بين العامل ومن ل عمل له كان مخخا يجخخب فخخي
العقول من حمده هو الذي يحكم عليخه بحقخخه ويشخار إليخه بخخذلك ،وإذا أوجبخت
العقول له مزية على من ل عمل له كخخان العخخدل مخخن الخ تعخخالى معخخاملته بمخخا
جعل في العقول له حقا ،وقد أمر تعالى بالعدل ونهى عن الجور فقال تعخخالى:
" إن ال يأمر بالعدل والحسان " ) (1الية انتهى .وقال العلمخخة رحمخخه الخ
في شرحه على التجريد :ذهب جماعة من معتزلة بغداد إلخخى أن العفخخو جخخائز
عقل ،غير جائز سمعا ،وذهخخب البصخخريون إلخخى جخخوازه سخخمعا وهخخو الحخخق،
واستدل المصنف رحمه ال بوجخوه ثلثخة :الول أن العقخاب حخق الخ تعخالى
فجاز تركه ،والمقخخدمتان ظاهرتخخان .الثخخاني أن العقخخاب ضخخرر بخخالمكلف ،ول
ضرر في تركه على مستحقه ،وكل ما كان كذلك كخان تركخه حسخنا ،أمخا أنخه
ضرر بالمكلف فضروري ،وأما عدم الضرر في تركه فقطعخخي ،لنخخه تعخخالى
غني بذاته عن كل شئ ،وأما إن ترك مثل هذا حسن فضرورية ،وأما السخخمع
فاليات الدالة على العفو كقوله تعالى " :إن ال ل يغفر أن يشرك بخخه ويغفخخر
ما دون ذلك " فإمخخا أن يكخخون هخخذان الحكمخخان مخخع التوبخخة أو بخخدونها ،والول
باطل لن الشرك يغفر من التوبة فتعين الثاني ،وأيضخخا المعصخخية مخخع التوبخخة
يجب غفرانها،
] [ 337
وليس المراد في الية المعصية التي يجب غفرانها لن الواجب ل يعلق بالمشية ،فمخخا
كان يحسخخن قخخوله " :لمخخن يشخخاء " فخخوجب عخخود اليخخة إلخخى معصخخية ل يجخخب
غفرانها ; ولقوله تعالى " :إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم " و " علخخى
" يدل على الحال أو الغرض كما يقال :ضربت زيدا على عصيانه أي لجل
عصيانه ،وهو غير مراد هنا قطعخخا فتعيخخن الول ،والخ تعخخالى قخخذ نطخخق فخخي
كتابه العزيز بأنه عفو غفور ،وأجمع المسلمون عليه ،ول معنى له إل إسقاط
العقاب عن العاصي انتهى .أقول :سيأتي اليات والخبار في ذلخخك .إلخخى هنخخا
تم الجزء الخامس من كتاب بحار النوار من هخخذه الطبعخخة المزدانخخة بتعخخاليق
نفيسة قيمة وفوائد جمة ثمينة ; ويحوي هذا الجزء 528حخخديثا فخخي 18بابخخا.
أن العفو جائز عقل ،غير جائز سمعا ،وذهب البصخريون إلخى جخوازه سخمعا
وهو الحق ،واستدل المصنف رحمه ال بوجوه ثلثة :الول أن العقخخاب حخخق
ال خ تعخخالى فجخخاز تركخخه ،والمقخخدمتان ظاهرتخخان .الثخخاني أن العقخخاب ضخخرر
بالمكلف ،ول ضرر في تركه على مستحقه ،وكل مخا كخان كخذلك كخان تركخه
حسخخنا ،أمخخا أنخخه ضخخرر بخخالمكلف فضخخروري ،وأمخخا عخخدم الضخخرر فخخي تركخخه
فقطعي ،لنه تعالى غني بذاته عن كخخل شخخئ ،وأمخخا إن تخخرك مثخخل هخخذا حسخخن
فضرورية ،وأما السمع فاليات الدالة على العفخخو كقخخوله تعخخالى " :إن ال خ ل
يغفر أن يشرك به ويغفر مخخا دون ذلخخك " فإمخخا أن يكخخون هخخذان الحكمخخان مخخع
التوبة أو بدونها ،والول باطل لن الشخخرك يغفخخر مخخن التوبخخة فتعيخخن الثخخاني،
وأيضا المعصية مع التوبة يجب غفرانها،
] [ 337
وليس المراد في الية المعصية التي يجب غفرانها لن الواجب ل يعلق بالمشية ،فمخخا
كان يحسخخن قخخوله " :لمخخن يشخخاء " فخخوجب عخخود اليخخة إلخخى معصخخية ل يجخخب
غفرانها ; ولقوله تعالى " :إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم " و " علخخى
" يدل على الحال أو الغرض كما يقال :ضربت زيدا على عصيانه أي لجل
عصيانه ،وهو غير مراد هنا قطعخخا فتعيخخن الول ،والخ تعخخالى قخخذ نطخخق فخخي
كتابه العزيز بأنه عفو غفور ،وأجمع المسلمون عليه ،ول معنى له إل إسقاط
العقاب عن العاصي انتهى .أقول :سيأتي اليات والخبار في ذلخخك .إلخخى هنخخا
تم الجزء الخامس من كتاب بحار النوار من هخخذه الطبعخخة المزدانخخة بتعخخاليق
نفيسة قيمة وفوائد جمة ثمينة ; ويحوي هذا الجزء 528حخخديثا فخخي 18بابخخا.
وال الموفق للخير والرشاد .ذي حجة الحرام 1376