Professional Documents
Culture Documents
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء
السادس عشر مؤسسة الوفاء بيروت لبنان الطبعة الثانية المصححة
1403ه 1983 .م بسم ال الرحمن الرحيم * )باب ) * * (5تزوجه صلى
ال عليه وآله بخديجة رضى ال عنها( * * )وفضائلها وبعض أحوالها( *
أقول :سيأتي بعض فضائلها في باب أحوال أبي طالب - 1 .ما :المفيد ،عن
ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن العباس بن عامر،
عن أبان ،عن بريد ،عن الصادق عليه السلم قال ) :(1لما توفيت خديجة
رضي ال عنها جعلت فاطمة عليها السلم تلوذ برسول ال صلى ال عليه
وآله وتدور حوله ،وتقول :أبه ) (2أين أمي ؟ قال :فنزل جبرئيل عليه
السلم فقال له :ربك يأمرك أن تقرء فاطمة السلم وتقول لها :إن أمك في
بيت من قصب ) (3كعابه من ذهب ،وعمده ياقوت أحمر ،بين آسية ومريم
بنت عمران ،فقالت فاطمة عليها السلم :إن ال هو السلم ،ومنه السلم،
وإليه السلم ) - 2 .(4ما :أبو عمرو ) ،(5عن ابن عقدة ،عن أحمد بن
محمد بن يحيى الجعفي ،عن جابر ابن الحر النخعي ،عن عبد الرحمن بن
ميمون ،عن أبيه قال :سمعت ابن عباس يقول :أول
) (1في المصدر :سمعت أبا عبد ال جعفر بن محمد عليهما السلم يقول (2) .في
المصدر :يا أبه (3) .القصب :ما كان مستطيل من الجوهر .الدر الرطب.
الزبرجد الرطب المرصع (4) .المجالس (5) .110 :في المصدر :أبو
عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد ال بن محمد بن مهدى .وفيه :محمد
ابن يحيى الجعفي قال :حدثنا أبى قال :حدثنا الحسين بن عبد الكريم وهو
أبو هلل الجعفي قال :حدثنا جابر بن الحر الجعفي.
][2
من آمن برسول ال صلى ال عليه وآله من الرجال علي عليه السلم ،ومن النساء
خديجة عليها السلم ) - 3 .(1ل :محمد بن علي بن إسماعيل ،عن أبي
القاسم بن منيع ،عن شيبان بن فروخ ،عن داود بن أبي الفرات ،عن علباء
بن أحمر ،عن عكرمة عن ابن عباس قال :خط رسول ال صلى ال عليه
وآله أربع خطط في الرض ،وقال :أتدرون ما هذا ؟ قلنا :ال ورسوله
أعلم ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :أفضل نساء الجنة أربع :خديجة
بنت خويلد ،وفاطمة بنت محمد ،ومريم بنت عمران ،وآسية بنت مزاحم
امرأة فرعون ) - 4 .(2ل :سليمان بن أحمد اللخمي ) ،(3عن علي بن عبد
العزيز ،عن حجاج بن المنهال ،عن داود بن أبي الفرات عن علباء )،(4
عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :خط رسول ال صلى ال عليه وآله أربع
خطوط ،ثم قال :خير نساء الجنة مريم بنت عمران ،وخديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمد ،وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) - 5 .(5ل :ابن
إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن ابن أبي
عثمان ،عن موسى بن بكر ،عن أبي الحسن الول عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال اختار من النساء أربعا :مريم،
وآسية ،وخديجة ،وفاطمة ) .(6أقول :سيأتي فيما أجاب أمير المؤمنين
عليه السلم اليهودي الذي سأل عن خصال الوصياء ،فقال عليه السلم
فيما قال :كنت أول من أسلم ،فمكثنا بذلك ثلث حجج ،وما على وجه
الرض خلق يصلي ويشهد لرسول ال صلى ال عليه وآله بما أتاه غيري،
وغير ابنة خويلد رحمها ال وقد فعل.
) (1المجالس (2) .162 :الخصال (3) .96 :1اللخمى بالخاء نسبة إلى لخم ،وهو
بطن عظيم ينتسب إلى لخم واسمه مالك بن عدى بن الحارث بن مرة بن
ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان ،والرجل من مشايخ الصدوق كتب إليه من اصبهان) .
(4علباء بالكسر فالسكون ثم الباء والمد ،وهو علباء بن أحمر اليشكرى
البصري ،كان من القراء (5) .الخصال (6) .96 :1المصدر .107 :1
][3
- 6ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن أبي علي الواسطي ،عن عبد ال
ابن عصمة ،عن يحيى بن عبد ال ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبيه،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :دخل رسول ال صلى ال عليه وآله
منزله ،فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول :وال يا بنت
خديجة ما ترين إل أن لمك علينا فضل ،وأى فضل كان لها علينا ؟ ! ما
هي إل كبعضنا ،فسمع مقالتها لفاطمة فلما رأت فاطمة رسول ال صلى ال
عليه وآله بكت ،فقال :ما يبكيك يا بنت محمد ؟ ! قالت :ذكرت امي
فتنقصتها فبكيت ،فغضب رسول ال صلى ال عليه وآله ثم قال :مه يا
حميراء ،فإن ال تبارك وتعالى بارك في الودود الولود ،وإن خديجة رحمها
ال ولدت مني طاهرا وهو عبد ال وهو المطهر ،وولدت مني القاسم
وفاطمة ورقية وام كلثوم وزينب ،وأنت ممن أعقم ال رحمه فلم تلدي شيئا
) - 7 .(1ص :تزوج النبي صلى ال عليه وآله بخديجة وهو ابن خمس
وعشرين سنة ،وتوفيت خديجة بعد أبي طالب بثلثة أيام - 8 .يج :روي
عن جابر قال :كان سبب تزويج خديجة محمدا أن أبا طالب قال :يا محمد
إني اريد أن ازوجك ول مال لي اساعدك به ،وإن خديجة قرابتنا ،وتخرج
كل سنة قريشا في مالها مع غلمانها يتجر لها ويأخذ وقر بعير ) (2مما أتى
به ،فهل لك أن تخرج ؟ قال :نعم ،فخرج أبو طالب إليها وقال لها :ذلك،
ففرحت وقالت لغلمها ميسرة :أنت وهذا المال كله بحكم محمد صلى ال
عليه وآله ،فلما رجع ميسرة حدث أنه ما مر بشجرة ول مدرة إل قالت:
السلم عليك يا رسول ال ،وقال :جاء بحيرا الراهب ،وخدمنا لما رأى
الغمامة على رأسه تسير حيثما سار تظله بالنهار ،وربحا في ذلك السفر )
(3ربحا كثيرا ،فلما انصرفا قال ميسرة :لو تقدمت يا محمد إلى مكة
وبشرت خديجة بما قد ربحنا لكان أنفع لك ،فتقدم محمد على راحلته،
فكانت خديجة في ذلك اليوم جالسة على غرفة مع نسوة فظهر لها محمد
راكبا ) ،(4فنظرت خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره،
ورأت ملكين
) (1المصدر 37 :2و (2) .38أي حمل بعير (3) .في المصدر :وربحنا في هذه
السفرة (4) .في المصدر :راكبا على راحلته.
][4
عن يمينه وعن شماله ) ،(1في يد كل واحد سيف مسلول ،يجيئان ) (2في الهواء
معه ،فقالت :إن لهذا الراكب لشأنا عظيما ليته جاء إلى داري ،فإذا هو
محمد صلى ال عليه وآله قاصد لدارها ) ،(3فنزلت حافية إلى باب الدار،
وكانت إذا أرادت التحول من مكان إلى مكان حولت الجواري السرير الذي
كانت عليه ،فلما دنت منه قالت :يا محمد اخرج و واحضرني ) (4عمك أبا
طالب الساعة ،وقد بعثت إلى عمها ) (5أن زوجني من محمد إذا دخل
عليك ،فلما حضر أبو طالب قالت :اخرجا إلى عمي ليزوجني من محمد فقد
قلت له في ذلك ،فدخل على عمها ،وخطب أبو طالب الخطبة المعروفة،
وعقد النكاح ،فلما قام محمد صلى ال عليه وآله ليذهب مع أبي طالب قالت
) (6خديجة :إلى بيتك ،فبيتي بيتك ،وأنا جاريتك ) - 9 .(7د ،قب :زوج أبو
طالب خديجة من النبي ،وذلك أن نساء قريش اجتمعن في المسجد في
عيد ،فإذا هن بيهودي يقول :ليوشك أن يبعث فيكن نبي ،فأيكن استطاعت
أن تكون له أرضا يطأها فلتفعل ،فحصبنه ،وقر ذلك القول في قلب خديجة،
وكان النبي صلى ال عليه وآله قد استأجرته خديجة على أن تعطيه
بكرين ،ويسير مع غلمها ميسرة إلى الشام ،فلما أقبل في سفرهما )(8
نزل النبي صلى ال عليه وآله تحت شجرة فرآه راهب يقال له :نسطور،
فاستقبله وقبل يديه ورجليه وقال :أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن محمدا
رسول ال ،لما رأى منه علمات ،وإنه نزل تحت الشجرة ،ثم قال لميسرة:
طاوعه في أوامره ونواهيه فإنه نبي ،وال ما جلس هذا المجلس بعد
عيسى عليه السلم أحد غيره ،ولقد
) (1في المصدر :ملك عن يمينه ،وملك عن شماله (2) .في المصدر :يحثان(3) .
في المصدر :إلى دارها (4) .في المصدر :واحضر لى (5) .في المصدر:
عمها ورقة (6) .في المصدر :قالت له (7) .الخرائج 186 :و (8) .187
من سفرهما خ ل.
][5
بشر به عيسى عليه السلم ،ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ،وهو يملك
الرض بأسرها ،وقال ميسرة :يا محمد لقد جزنا عقبات بليلة كنا نجوزها
بأيام كثيرة ،وربحنا في هذه السفرة ما لم نربح من أربعين ) (1سنة
ببركتك يا محمد ،فاستقبل خديجة ،وأبشرها بربحنا ،وكانت وقتئذ جالسة
على منظرة لها ،فرأت راكبا على يمينه ملك مصلت سيفه ،وفوقه سحابة
معلق عليها قنديل من زبرجدة ،وحوله قبة من ياقوتة حمراء فظنت ملكا
يأتي بخطبتها وقالت :اللهم إلي وإلى داري ،فلما أتى كان محمدا وبشرها
بالرباح ،فقالت :وأين ميسرة ؟ قال :يقفو أثري ،قالت :فارجع إليه وكن
معه ،ومقصودها لتستيقن حال السحابة ،فكانت السحابة تمر معه ،فأقبل
ميسرة إلى خديجة وأخبرها بحاله ،وقال لها :إني كنت آكل معه حتى يشبع
) (2ويبقي الطعام كما هو ،وكنت أرى وقت الهاجرة ملكين يظللنه ،فدعت
خديجة بطبق عليه رطب ،ودعت رجال ورسول ال صلى ال عليه وآله
فأكلوا حتى شبعوا ،ولم ينقص شيئا ،فأعتقت ميسرة وأولده وأعطته
عشرة آلف درهم لتلك البشارة ،ورتبت الخطبة من عمرو بن أسد عمها.
قال النسوي في تاريخه :أنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد ،فخطب أبو
طالب بما رواه الخركوشي في شرف المصطفى ،والزمخشري في ربيع
البرار ،وفي تفسيره الكشاف ،وابن بطة في البانة ،والجويني في السير
عن الحسن ،والواقدي وأبي صالح والعتبي فقال " :الحمد ل الذي جعلنا
من زرع إبراهيم الخليل ،ومن ذرية الصفي إسماعيل ،وصئصئ ) (3معد،
وعنصر مضر ،وجعلنا حضنة بيته ،وسواس ) (4حرمه ،وجعل مسكننا
بيتا محجوجا ،وحرما أمنا ،وجعلنا الحكام على الناس ،ثم إن ابن أخي هذا
محمد بن عبد ال ل يوازن برجل من قريش إل رجح به ،ول يقاس بأحد
منهم إل عظم عنه ،وإن كان في المال مقل،
) (1في أربعين خ ل (2) .في المناقب :حتى نشبع ويبقى الطعام بحاله (3) .ضئصئ
خ ل (4) .قوله :حضنة البيت أي مربيه وكافله .وسواس جمع السائس:
المدبر والمتولي لمر القوم ومن يصلح الخلق بارشادهم إلى الطريق
المنجى في عاجلهم وآجلهم.
][6
فإن المال ورق حائل ) ،(1وظل زائل ،وله وال خطب عظيم ،ونبأ شائع ،وله رغبة
في خديجة ،ولها فيه رغبة ،فزوجوه والصداق ما سألتموه من مالي
عاجلة وآجلة " فقال خويلد :زوجناه ورضينا به .وروي أنه قال بعض
قريش :يا عجبا أيمهر النساء الرجال ،فغضب أبو طالب وقال :إذا كانوا
مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الثمان ،وإذا كانوا أمثالكم لم
تزوجوا ) (2إل بالمهر الغالي ،فقال رجل من قريش يقال له :عبد ال بن
غنم :هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد
تزوجته ) (3خير البرية كلها * ومن ذا الذي في الناس مثل محمد ؟ وبشر
به المرءآن ) (4عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد
أقرت به الكتاب قدما بأنه * رسول من البطحاء هاد ومهتد ) (5بيان:
قوله :فحصبنه أي رمينه بالحصباء ،وصئصئ بالمهملتين والمعجمتين:
الصل ،قال في النهاية :في حديث الخوارج يخرج من ضئضئ هذا قوم
يمرقون من الدين ،الضئضئ :الصل ،يقال :ضئصئ صدق ،وضؤضؤ
صدق ،وحكى بعضهم ضئضيئ بوزن قنديل ،يريد أنه يخرج من نسله ومن
عقبه ،ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعنا انتهى .وفي القاموس:
الورق مثلثة ،وككتف وجبل :الدارهم المضروبة ،ومحركة الحي من كل
حيوان ،والمال من إبل ودراهم وغيرها انتهى .وفي الفقية :رزق كما
سيأتي ،و الحائل :المتغير - 10 .قب :خرج النبي صلى ال عليه وآله إلى
الشام في تجارة لخديجة وله خمس وعشرون
) (1في العدد :أمر حائل (2) .في المناقب :لم يزوجوا (3) .تزوجت خ ل(4) .
البران خ ل (5) .مناقب آل أبي طالب 29 :1و .30العدد مخطوط.
][7
سنة ،وتزوج بها بعد أشهر ،قال الكليني :تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين
سنة ولبث بها أربعا وعشرين سنة وأشهرا ،وبنيت الكعبة ورضيت قريش
بحكمه فيها وهو ابن خمس وثلثين سنة ) .(1أقول :أوردنا تاريخ وفاتها
في باب المبعث - 11 .شى :عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :حدث أبو سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال :إن جبرئيل عليه السلم قال لي ليلة اسري بي حين رجعت
وقلت :يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ قال :حاجتى أن تقرأ على خديجة من
ال ومني السلم ،وحدثنا عند ذلك أنها قالت حين لقاها نبي ال صلى ال
عليه وآله فقال لها :الذي قال جبرئيل ،فقالت :إن ال هو السلم ،ومنه
السلم ،وإليه السلم ،وعلى جبرئيل السلم ) - 12 .(2كشف :من مسند
أحمد بن حنبل ،عن عبد ال ابن جعفر ،عن علي بن أبي طالب قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :خير نسائها خديجة ،وخير نسائها مريم.
ومنه ،عن عبد ال بن جعفر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله امرت
أن ابشر خديجة ببيت من قصب ل صخب فيه ول نصب .ومنه ،عن ابن
عباس :إن أول من صلى مع رسول ال صلى ال عليه وآله بعد خديجة
علي عليه السلم ،وقال مرة :أسلم .وقد تقدم ذكر إسلمها رضي ال عنها،
وأنها سبقت الناس كافة ،فل حاجة إلى إعادة ذلك ،وهو مشهور .ومن
المسند عن أنس بن مالك ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :حسبك من
نساء العالمين مريم بنت عمران ،وخديجة بنت خويلد ،وفاطمة بنت محمد،
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .ومنه ،عن عبد ال بن أبي أوفى قال:
بشر رسول ال صلى ال عليه وآله خديجة ببيت في الجنة
][8
ل صخب فيه ) (1ول نصب .وروي أن جبرئيل أتى النبي صلى ال عليه وآله فسأل
عن خديجة فلم يجدها ،فقال :إذا جاءت فأخبرها أن ربها يقرؤها السلم.
وروى أبو هريرة قال :أتى جبرئيل النبي صلى ال عليه وآله فقال :هذه
خديجة قد أتتك معها إنآء مغطى فيه إدام أو طعام أو شراب ،فإذا هي أتتك
فاقرأ عليها السلم من ربها ،ومني السلم ،وبشرها ببيت في الجنة من
قصب ل صخب فيه ول نصب ) .(2وقال شريك :وقد سئل عن القصب
قصب الذهب ) .(3وقال الجوهري :القصب :أنابيب من جوهر وذكر
الحديث .وقال غيره :اللؤلؤ ،وقال صاحب النهاية في غريب الحديث:
القصب :لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف في هذا الحديث .والقصب من
الجوهر :ما استطال منه في تجويف .وروي أن عجوزا دخلت على النبي
صلى ال عليه وآله فألطفها ،فلما خرجت سألته عائشة فقال :إنها كانت
تأتينا في زمن خديجة ،وإن حسن العهد من اليمان .وعن علي عليه
السلم قال :ذكر النبي صلى ال عليه وآله خديجة يوما وهو عند نسائه
فبكى ،فقالت عائشة :ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد ؟
فقال :صدقتني إذ كذبتم ،وآمنت بي إذ كفرتم ،وولدت لي إذ عقمتم ،قالت
عائشة :فما زلت أتقرب إلى رسول ال صلى ال عليه وآله بذكرها .ونقلت
من كتاب معالم العترة النبوية لبي محمد بن عبد العزيز بن الخضر
الجنابذي الحنبلي ذكر خديجة بنت خويلد ام المؤمنين ،وتقدم إسلمها،
وحسن موازرتها ،وخطر فضلها ،وشرف منزلتها ،ذكر مرفوعا عن محمد
بن إسحاق ) (4قال .كانت خديجة بنت خويلد
) (1في المصدر :من قصب ل صخب فيه (2) .قلت :الحاديث كلها موجودة في
مسند أحمد في باب مسند علي عليه السلم ومسند عبد ال جعفر وابن
عباس وأنس وعبد ال بن أبي أوفى وأبي هريرة (3) .في المصدر :انه
قصب الذهب .قلت :ولعل الصحيح :قال :إنه قصب الذهب (4) .وأخرجه
أيضا ابن هشام في السيرة النبوية 203 :1باسناده عن ابن اسحاق.
][9
امرأة تاجرة ذات شرف ومال ،تستأجر الرجال في مالها ،وتضاربهم إياه بشئ
تجعله لهم منه ،وكانت قريش قوما تجارا ،فلما بلغها عن رسول ال صلى
ال عليه وآله من صدق حديثه و عظيم أمانته وكرم أخلقه بعثت إليه
وعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرا إلى الشام ،وتعطيه أفضل ما كانت
تعطي غيره من التجار ،مع غلم لها يقال له :ميسرة ،فقبله منها رسول
ال صلى ال عليه وآله ،وخرج في مالها ذلك ،ومعه غلمها ميسرة حتى
قدم الشام ،فنزل رسول ال صلى ال عليه وآله في ظل شجرة قريبا من
صومعة راهب ،فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال :من هذا الرجل الذي نزل
تحت هذه الشجرة ؟ فقال ميسرة :هذا رجل من قريش من أهل الحرم ،فقال
له الراهب :ما نزل تحت هذه الشجرة إل نبي ،ثم باع رسول ال صلى ال
عليه وآله سلعته التي خرج فيها ) ،(1واشترى ما أراد أن يشتري ،ثم أقبل
قافل إلى مكة ومعه ميسرة ،وكان ميسرة فيما يزعمون قال :إذا كانت
الهاجرة ) (2واشتد الحر نزل ملكان يظلنه من الشمس ،وهو يسير على
بعيره ،فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا،
وحدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلل الملكين ،فبعثت
إلى رسول ال فقالت له فيما يزعمون :يا ابن عم قد رغبت فيك لقرابتك
مني ،و شرفك في قومك ،وسطتك ) (3فيهم ،وأمانتك عندهم ،وحسن
خلقك وصدق حديثك ،ثم عرضت عليه نفسها ،وكانت خديجة امرأة حازمة
لبيبة ،وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا ،وأكثرهم مال ،وكل
قومها قد كان حريصا على ذلك لو يقدر عليه ،فلما قالت لرسول ال صلى
ال عليه وآله ما قالت ذكر ذلك لعمامه ،فخرج معه منهم حمزة بن عبد
المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها رسول ال
صلى ال عليه وآله .وروى بإسناده عن ابن شهاب الزهري قال :لما
استوى رسول ال صلى ال عليه وآله وبلغ أشده وليس له كثير مال
استأجرته خديجة بنت خويلد إلى سوق حباشة ،وهو سوق بتهامة ،و
استأجرت معه رجل آخر من قريش ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله:
ما رأيت من صاحبة لجير
) (1في السيرة :خرج بها (2) .الهاجرة :نصف النهار في القيظ ،أو من عند زوال
الشمس إلى العصر (3) .سطتك بكسر السين وفتح الطاء أي شرفك
وسامى منزلتك.
] [ 10
خيرا من خديجة ،ما كنا نرجع أنا وصاحبي إل وجدنا عندها تحفة من طعام تخبأه
لنا .ومنه ،قال الدولبي يرفعه عن رجاله :إنه كان من بدء أمر رسول ال
صلى ال عليه وآله أنه رأى في المنام رؤيا فشق عليه ،فذكر ذلك
لصاحبته خديجة ،فقالت له :أبشر ،فإن ال تعالى ل يصنع بك إل خيرا،
فذكر لها أنه رأى أن بطنه اخرج فطهر وغسل ثم اعيد كما كان ،قالت :هذا
خير فأبشر ،ثم استعلن له جبرئيل فأجلسه على ما شاء ال أن يجلسه
عليه ،وبشره برسالة ال حتى اطمأن ،ثم قال :اقرأ ،قال كيف أقرء ؟ قال:
" اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق النسان من علق * اقرأ وربك الكرم
" فقبل رسول ال صلى ال عليه وآله رسالة ربه واتبع الذي جاء به
جبرئيل من عند ال ،وانصرف إلى أهله ،فلما دخل على خديجة قال:
أرأيتك الذي كنت احدثك ورأيته في المنام فإنه جبرئيل استعلن ،وأخبرها
بالذي جاءه من عند ال وسمع ،فقالت :أبشر يا رسول ال ،فو ال ل يفعل
ال بك إل خيرا ،فاقبل الذي أتاك ال ،وأبشر فإنك رسول ال حقا .وروي
مرفوعا إلى الزهري قال :كانت خديجة أول من آمن برسول ال صلى ال
عليه وآله .وعن ابن شهاب :أنزل ال على رسوله القرآن والهدى وعنده
خديجة بنت خويلد .وقال ابن حماد :بلغني أن رسول ال صلى ال عليه
وآله تزوج خديجة على اثنتى عشرة أوقية ذهبا وهي يومئذ ابنة ثماني
وعشرين سنة .وحدثني ابن البرقي أبو بكر ،عن ابن هشام ،عن غير
واحد ،عن أبي عمرو بن العلء قال :تزوج رسول ال صلى ال عليه وآله
خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة .وعن قتادة بن دعامة قال :كانت
خديجة قبل أن يتزوج بها رسول ال صلى ال عليه وآله عند عتيق ابن
عائذ بن عبد ال بن عمرو بن مخزوم ،يقال :ولدت له جارية وهي ام
محمد بن صيفي المخزومي ،ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن
زرارة التيمي ،فولدت له هند بن هند ،ثم تزوجها رسول ال صلى ال عليه
وآله .وبإسناده يرفعه إلى محمد بن إسحاق قال :كانت خديجة أول من آمن
بال ورسوله وصدقت بما جاء من ال ،ووازرته على أمره ،فخفف ال
بذلك عن رسول ال صلى ال عليه وآله ،وكان ل يسمع شيئا يكرهه من
رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إل فرج ال ذلك عن رسول ال
] [ 11
صلى ال عليه وآله بها ،إذا رجع إليها تثبته ،وتخفف عنه ،وتهون عليه أمر الناس
حتى ماتت رحمها ال .وعن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير أنه
حدث عن خديجة أنها قالت لرسول ال صلى ال عليه وآله :أي ابن عم
أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال :نعم ،قالت:
فإذا جاءك فأخبرني ،فجاء جبرئيل عليه السلم فقال رسول ال صلى ال
عليه وآله لخديجة :يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني ،قالت :قم يا بن عم
فاجلس على فخذي اليسرى ،فقام رسول ال صلى ال عليه وآله فجلس
عليها ،قالت :هل تراه ؟ قال :نعم ،قالت :فتحول فاقعد على فخذي اليمنى،
فتحول ،فقالت :هل تراه ؟ قال :نعم ،قالت :فاجلس في حجري ،ففعل،
قالت :هل تراه ؟ قال :ل ،قالت :يا بن عم اثبت وأبشر ،فو ال إنه لملك )
(1وما هو بشيطان .قال ابن إسحاق :قد حدثت بهذا الحديث عبد ال بن
حسن قال :سمعت امي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة
إل أني سمعتها تقول :أدخلت رسول ال صلى ال عليه وآله بينها وبين
درعها ،فذهب عند ذلك جبرئيل ،فقالت خديجة لرسول ال صلى ال عليه
وآله :إن هذا لملك وما هو بشيطان .وعن ابن إسحاق أن خديجة بنت
خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ،فتتابع على رسول ال صلى ال عليه
وآله هلك خديجة وأبي طالب ،وكانت خديجة وزيرة صدق على السلم،
وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يسكن إليها .وعن عروة بن الزبير
قال :توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلة ،وقال رسول ال صلى ال عليه
وآله :اريت بخديجة بيتا من قصب ل صخب فيه ول نصب .وقال ابن
هشام :حدثني من أثق به أن جبرئيل أتى النبي صلى ال عليه وآله فقال:
أقرء خديجة من ربها السلم فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا
خديجة هذا جبرئيل يقرئك من ربك السلم ،فقالت خديجة :ال السلم،
ومنه السلم .وعلى جبرئيل السلم .وروي أن آدم عليه السلم قال :إني
لسيد البشر يوم القيامة إل رجل من ذريتي
) (1في المصدر :إن هذا الملك كريم.
] [ 12
نبي من النبياء يقال له :محمد صلى ال عليه وآله ) ،(1فضل علي باثنتين:
زوجته عاونته وكانت له عونا ،وكانت زوجتي على عونا ،وإن ال أعانه
على شيطانه فأسلم ،وكفر شيطاني ) .(2وعن عائشة قالت :كان رسول
ال إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها :فذكرها ذات يوم
فحملتني الغيرة فقلت :لقد عوضك ال من كبيرة السن ،قالت :فرأيت
رسول ال صلى ال عليه وآله غضب غضبا شديدا ،فسقطت في يدي )،(3
فقلت :اللهم إنك إن أذهبت بغضب رسولك صلى ال عليه وآله لم اعد
بذكرها ) (4بسوء ما بقيت ،قالت :فلما رأى رسول ال صلى ال عليه وآله
ما لقيت قال :كيف قلت ؟ وال لقد آمنت بي إذ كفر الناس ،وآوتني إذ
رفضني الناس ،وصدقتني إذ كذبني الناس ،ورزقت مني ) (5حيث
حرمتموه ،قالت :فغدا وراح علي بها شهرا .وروي أن خديجة رضوان ال
عليها كانت تكنى ام هند .وعن ابن عباس أن عم خديجة عمرو بن أسد
زوجها رسول ال صلى ال عليه وآله ،وأن أباها مات قبل الفجار .وعن
ابن عباس أنه تزوجها صلى ال عليه وآله وهي ابنة ثماني وعشرين
سنة ،ومهرها ) (6اثنتي عشرة أوقية ،وكذلك كانت مهور نساؤه ،وقيل:
إنها ولدت قبل الفيل بخمسة عشر سنة ،وتزوجها صلى ال عليه وآله
وهي بنت أربعين سنة ،ورسول ال صلى ال عليه وآله ابن خمس
وعشرين سنة .وحديث عفيف ورؤيته النبي صلى ال عليه وآله وخديجة
وعليا يصلون حين قدم تاجرا إلى
) (1في المصدر :أحمد (2) .لعل المراد بالشيطان النفس المارة ،أي أن ال أعانه
على نفسه ووفقه فغلب عليها ،و أدخلها تحت قيادة التسليم لمر مولها،
ولكني لم اوفق على قيادتها فعصت وصدرت عنها ما يخالف رضى ال
تعالى ،هذا ما تحمتله ألفاظ الحديث ،لكنه غير موافق لما عليه المامية
من عصمة النبياء عليهم السلم ،فيجب طرحه أو حمله على غير ذلك
مما تقدم في بابه (3) .أي ندمت على ذلك (4) .في المصدر :لم أعد لذكر
لها بسوء ما بقيت (5) .في المصدر :ورزقت منى الولد (6) .في
المصدر :ومهرها النبي صلى ال عليه وآله.
] [ 13
العباس ،وقوله :ل وال ما علمت على ظهر الرض كلها على هذا الدين غير هؤلء
الثلثة قد تقدم ذكره بطريقه فل حاجة لنا إلى ذكره ،لنه لم يختلف في أنها
رضي ال عنها أول الناس إسلما .وقال ابن سعد يرفعه إلى حكم بن حزام
) :(1قال :توفيت خديجة في شهر رمضان سنة عشرة من النبوة ،وهي
ابنة خمس وستين سنة ،فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون،
فنزل رسول ال صلى ال عليه وآله في حفرتها ،ولم يكن يومئذ صلة على
الجنازة ،قيل :ومتى ذلك يا أبا خالد ؟ قال :قبل الهجرة بسنوات ثلث أو
نحوها ،وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير ،قال :فكانت أول امرأة
تزوجها رسول ال صلى ال عليه وآله ،وأولده كلهم منها إل إبراهيم،
فأنه من مارية القبطية .هذا آخر ما نقلته من كتاب الجنابذي ) .(2بيان:
قوله :وسطتك بكسر السين ،أي كونك وسطهم ومتوسطا بينهم ،أي
أشرفهم ،قال الجوهري :وسطت القوم أسطهم وسطا ووسطة ،أي
توسطتهم ،وفلن وسيط في قومه :إذا كان أوسطهم نسبا وأرفعهم محل
انتهى .قوله صلى ال عليه وآله :ورزقت مني ،أي الولد ،أو السلم ).(3
قولها :فغدا وراح علي بها شهرا ،لعل المعنى أنه صلى ال عليه وآله كان
إلى شهر يذكر خديجة وفضلها في الغدو والرواح ،أو لما علم ندامتي في
أمرها كان يغدو ويروح إلي لطفا بي ) - 13 .(4كا :بعض أصحابنا ،عن
علي بن الحسين ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن كثير ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :لما أراد رسول ال صلى ال عليه وآله أن
يتزوج خديجة
) (1في المصدر :حكيم بن حزام ،وهو الصحيح ،وهو حكيم بن حزام بن خويلد بن
أسد بن عبد العزى السدي ،أبو خالد المكى ،ابن أخى خديجة أم
المؤمنين رضى ال عنها ،وحزام بالحاء المهملة والزاء المعجمة(2) .
كشف الغمة (3) .153 - 151 :قد عرفت أن الموجود في المصدر:
ورزقت منى الولد .فل مجال لحتمال الثاني ،مع أن السلم قد ذكر قبل
فل وجه للعادة (4) .والظهر أن المعنى كان يغدو ويروح شهرا بهذه
الحالة أي بحالة الغضب .وأخرج ابن الثير الحديث مسندا باختلف في
ألفاظه في اسد الغابة .438 :5
] [ 14
بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة
بن نوفل عم خديجة ،فابتدأ أبو طالب بالكلم فقال " :الحمد لرب ) (1هذا
البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم ،وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا،
وجعلنا الحكام على الناس ،وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ،ثم إن ابن
أخي هذا يعني رسول ال صلى ال عليه وآله ممن ل يوزن برجل من
قريش إل رجح به ،ول يقاس به رجل إل عظم عنه ،ول عدل له في
الخلق ،وإن كان مقل في المال ،فإن المال رفد جار ،وظل زائل ،وله في
خديجة رغبة ،ولها فيه رغبة ،وقد جئناك ) (2لنخطبها إليك برضاها
وأمرها ،والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله ،وله ورب هذا
البيت حظ عظيم ،ودين شائع ،ورأي كامل " ثم سكت أبو طالب فتكلم عمها
وتلجلج ،وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر ،وكان رجل
من القسيسين ،فقالت خديجة مبتدئة :يا عماه إنك وإن كنت أولى )(3
بنفسي مني في الشهود فلست أولى بى من نفسي ،قد زوجتك يا محمد
نفسي ،والمهر علي في مالي ،فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها ،وأدخل
على أهلك ،قال ) (4أبو طالب :اشهدوا عليها بقبولها محمدا وضمانها
المهر في مالها ،فقال بعض قريش :يا عجباه ) (5المهر على النساء
للرجال ؟ فغضب أبو طالب غضبا شديدا وقام على قدميه ،وكان ممن يهابه
الرجال ويكره غضبه ) ،(6فقال :إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال
بأغلى الثمان ،وأعظم المهر ،وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجوا إل بالمهر
الغالي ،ونحر أبو طالب ناقة ودخل رسول ال صلى ال عليه وآله بأهله،
فقال رجل من قريش يقال له :عبد ال ) (7بن غنم :هنيئا مرئيا يا خديجة
قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد
) (1الحمد ل خ ل (2) .ولقد جئناك خ ل (3) .أولى لى خ ل (4) .فقال خ ل(5) .
واعجباه خ ل (6) .في المصدر :وكان ممن تهابه الرجل وتكره غضبه) .
(7أبو عبد ال خ ل وفي المصدر :فقال رجل من قريش يقال له :عبد ال
بن غنم شعرا.
] [ 15
تزوجت خير البرية كلها * ومن ذا الذي في الناس مثل محمد ؟ وبشر به البر ان
عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد أقرت به الكتاب قدما
بأنه * رسول من البطحاء هاد ومهتد ) (1بيان :الزرع :الولد .قوله :فإن
المال رفد جار أي عطاء مستمر ،يجريه ال على عباده بقدر حاجتهم ،وقد
مر مكانه :ورق حائل ،وسيأتي من الفقيه :رزق حائل .والبهر بالضم:
انقطاع النفس من العياء ،قولها :وإن كنت أولى بنفسي مني ،لعل المعنى
إنك وإن كنت أولى بأمري في محضر الناس عرفا ،فلست أولى بأمري
واقعا ،أو إن كنت أولى في الحضور والتكلم بمحضر الناس ،فلست أولى
مني في أصل الرضا والقبول ،أو إن كنت قادرا على إهلكي وامكنك فيه،
لكني ل امكنك في ترك هذا المر ،ولعل الوسط أظهر ،قوله :قد جرت لك
الطير ،يقال للحظ من الخير والشر :طائر ،لقول العرب :جرى لفلن الطائر
بكذا من الخير والشر ،على طريقة التفأل والطيرة ،وأصله أنهم كانوا
يتفألون ويتطيرون بالسوانح والبوارح ) (2من الطير عند توجههم إلى
مقاصدهم ويحتمل أن يكون المعنى انتشر أسعد الخبار منك في الفاق
سريعا بسبب ما كان منك من حسن الختيار ،فإن الطير أسرع في إيصال
الخبار من غيرها ،والول أظهر .والبر بالفتح :الصادق ،والكثير البر.
والقدم بالكسر :خلف الحدوث ،يقال :قد ما كان كذا - 14 .كا :أبو علي
الشعري ،عن محمد بن سالم ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر،
عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :دخل رسول ال صلى ال عليه
واله على خديجة حيث مات ) (3القاسم ابنها وهي تبكي ،فقال لها :ما
يبكيك ،فقالت :درت دريرة فبكيت ،فقال :يا خديجة أما ترضين إذا كان يوم
القيامة أن تجئ إلى باب الجنة وهو قائم فيأخذ بيدك
) (1الفروع 19 :2و (2) .20السوانح جمع السانح :الذى يأتي من جانب اليمين،
ويقابله البارح وهو الذى يأتي من جانب اليسار ،والعرب تتيمن
بالسوانح ،وتتشأم بالبوارح (3) .في المصدر :حين مات.
] [ 16
فيدخلك الجنة ،وينزلك أفضلها ؟ وذلك لكل مؤمن ،إن ال عزوجل أحكم وأكرم أن
يسلب المؤمن ثمرة فؤاده ثم يعذبه بعدها أبدا ) - 15 .(1كا :العدة ،عن
البرقي ،عن إسماعيل بن مهران ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :توفي طاهر ابن رسول ال صلى ال عليه واله
فنهى رسول ال صلى ال عليه واله خديجة عن البكاء ،فقالت :بلى يا
رسول ال ،ولكن درت عليه الدريرة فبكيت ،فقال لها :أما ترضين أن
تجديه قائما على باب الجنة ،فإذا رآك أخذ بيدك فأدخلك ) (2أطهرها مكانا،
وأطيبها ؟ قالت :وإن ذلك كذلك ؟ قال :فإن ال أعز وأكرم من أن يسلب
عبدا ثمرة فؤاده فيصبر ويحتسب ويحمد ال عزوجل ثم يعذبه )- 16 .(3
نهج :ولم يجمع بيت واحد يومئذ في السلم غير رسول ال صلى ال عليه
واله وخديجة وأنا ثالثها ) - 17 .(4يه :خطب أبو طالب رحمه ال لما
تزوج النبي صلى ال عليه واله خديجة بنت خويلد رحمها ال بعد أن
خطبها إلى أبيها ،ومن الناس من يقول :إلى عمها ،فأخذ بعضادتي )(5
الباب ومن شاهده من قريش حضور ،فقال " :الحمد ل الذي جعلنا من
زرع إبراهيم و ذرية إسماعيل ،وجعل لنا بيتا محجوجا ،وحرما آمنا ،يجبى
) (6إليه ثمرات كل شئ وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه
) (7ثم إن ابن أخي محمد بن عبد ال بن عبد المطلب ل يوزن برجل من
قريش إل رجح ،ول يقاس بأحد منهم إل عظم عنه ،وإن كان في المال قل
فإن المال رزق حائل ،وظل زائل ،وله في خديجة رغبة ،ولها فيه
) (1الفروع (2) .59 :1فادخلك الجنة خ ل (3) .الفروع (4) .60 :1نهج البلغة:
الجزء الول (5) .417 :عضادتا الباب :خشبتاه من جانبيه (6) .أي
يجمع (7) .في تاريخ اليعقوبي :بعد قوله :على الناس :وبارك لنا في
بلدنا الذى نحن به.
] [ 17
رغبة ،والصداق ما سألتم عاجله وآجله ) (1من مالي ،وله خطر ) (2عظيم ،وشأن
رفيع ،ولسان شافع جسيم ،فزوجه ودخل بها من الغد ،فأول ما حملت
ولدت عبد ال بن محمد صلى ال عليه واله ) - 18 .(3اقول :قال
الكازروني في المنتقى :روي أن خزيمة بن حكيم السلمي كانت بينه وبين
خديجة بنت خويلد رضي ال عنها قرابة ،وإنه قدم عليها ،وكان إذا قدم
عليها أصابته بخير ،فوجهته مع رسول ال صلى ال عليه واله وغلم لها
يقال له :ميسرة في تجارة إلى بصرى من أرض الشام ،فأحب خزيمة
رسول ال صلى ال عليه واله حبا شديدا ،فكان ل يفارقه في نومه ول في
يقظته ،فساروا حتى إذا كانوا بين الشام والحجاز قام على ميسرة بعيران
لخديجة ،وكان رسول ال صلى ال عليه واله في أول الركب فخاف ميسرة
على نفسه وعلى البعرين ،فانطلق يسعى إلى رسول ال صلى ال عليه
واله فأخبره بذلك فأقبل النبي صلى ال عليه واله إلى البعيرين فوضع يديه
على أخفافهما وعوذهما ،فانطلق البعيران يسعيان في أول الركب لهما
رغاء ) ،(4فلما رأى خزيمة ذلك علم أن له شأنا عظيما ،فحرص على
لزومه ومحافظته ،وساروا حتى إذا دخلوا الشام نزلوا براهب من رهبان
الشام ،فنزل رسول ال صلى ال عليه واله تحت شجرة ،ونزل الناس
متفرقين ،وكانت الشجرة التي نزل تحتها شجرة يابسة قحلة ) ،(5قد
تساقط ورقها ،ونخر عودها ،فلما نزل رسول ال صلى ال عليه واله
واطمأن تحتها أنورت وأشرقت واعشوشب ما حولها ،وأينع ) (6ثمرها،
وتدلت أغصانها ،فرفرفت ) (7على رسول ال صلى ال عليه واله ،وكان
ذلك بعين الراهب فلم يتمالك أن انحدر من صومعته ،فقال له :سألتك
باللت والعزى ) ،(8فقال :إليك عني
) (1في المصدر :عاجلة وآجلة (2) .الخطر :الشرف وارتفاع القدر .وفي تاريخ
اليعقوبي :وله وال خطب عظيم ونبأ شايع (3) .من ل يحضره الفقيه:
.413واخرج نحوه اليعقوبي في تاريخه (4) .15 :2الرغاء :صوت
البل (5) .قحل الشئ :يبس (6) .أينع الثمر :أدرك وطاب وحان قطافه) .
(7أي فبسطت أغصانها عليه (8) .في المصدر :سألتك باللت والعزى
ما اسمك ؟
] [ 18
ثكلتك امك ،فما تكلمت العرب بكلمة أثقل علي من هذه الكلمة ،وكان ذلك مكرا من
الراهب ،وكان معه حين نزل من صومعته رق ) (1أبيض ،فجعل ينظر فيه
مرة وإلى النبي صلى ال عليه واله اخرى ،ثم أكب ينظر فيه مليا ،فقال:
هو هو ومنزل النجيل ،فلما سمع بذلك خزيمة ظن أن الراهب يريد بالنبي
صلى ال عليه واله مكرا ،فضرب بيده إلى قائمة سيفه فانتزعه وجعل
يصيح بأعلى صوته :يا آل غالب ،فأقبل الناس يهرعون إليه من كل ناحية
يقولون :ما الذي راعك ؟ فلما نظر الراهب إلى ذلك أقبل يسعى إلى
صومعته فدخلها وأغلق عليه بابها ،ثم أشرف عليهم فقال :يا قوم ما الذي
راعكم مني ؟ فوالذي رفع السماوات بغير عمد ما نزل بي ركب هو أحب
إلي منكم ،وإني لجد في هذه الصحيفة أن النازل تحت هذه الشجرة -
وأومأ بيده إلى الشجرة التي تحتها رسول ال صلى ال عليه واله -هو
رسول رب العالمين ،يبعث بالسيف المسلول ،وبالذبح الكبر ،وهو خاتم
النبيين ،فمن أطاعه نجا ،ومن عصاه غوى ،ثم أقبل على خزيمة فقال :ما
تكون من هذا الرجل ؟ أرجل من قومه ؟ قال :ل ،ولكن خادم له ،وحدثه
بحديث البعيرين ،فقال له الراهب :أيها الرجل إنه النبي الذي يبعث في آخر
الزمان ،وإني مفوض إليك أمرا ،ومستكتمك خبرا ،وعاهد إليك عهدا،
فقال :ما هو ؟ فإني سامع لقولك ،وكاتم لسرك ،ومطيع لمرك ،فقال :إني
أجد في هذه الصحيفة أنه يظهر على البلد ،وينصر على العباد ،ول ترد له
راية ،ول تدرك له غاية ،وإن له أعداء أكثرهم اليهود أعداء ال ،فأحذرهم
عليه ،فأسر خزيمة ذلك في نفسه ،ثم أقبل على رسول ال صلى ال عليه
واله فقال :يا محمد إني لرى فيك شيئا ما رأيته في أحد من الناس ،إني
لحسبك النبي الذي يذكر أنه يخرج من تهامة ،وإنك لصريح ) (2في
ميلدك ،والمين في أنفس قومك ،وإني لرى عليك من الناس محبة ،وإني
مصدقك في قولك ،وناصرك على عدوك ،فانطلقوا يؤمون الشام ،فقضوا
بها حوائجهم ،ثم رجعوا،
) (1الرق :جلد رقيق يكتب فيه .الصحيفة البيضاء (2) .الصريح :الخالص ،ولعل
المراد أن ميلدك لم يشب بشئ من رسوم الجاهلية ،أو أن نسبك
الخالص ،أو أنك خرجت من النكاح لم يدنسك السفاح .قال الكازرونى في
المنتقى :أي لست بكاذب عندهم.
] [ 19
ثم قال :فأرسلت خديجة إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها ،فحضر ،ودخل رسول
ال صلى ال عليه وآله في عمومته فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين
سنة ،وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة .وقد روى قوم أنه زوجها أبوها في
حال سكره ) .(1قال الواقدي :هذا غلط ،والصحيح أن عمها زوجها ،وأن
أباها مات قبل الفجار .وذكر أن أبا طالب خطب يومئذ ،وذكر ما مر ،فلما
أتم أبو طالب خطبته تكلم ورقة بن نوفل ،فقال " :الحمد ل الذي جعلنا كما
ذكرت ،وفضلنا على ما عددت ،فنحن سادة العرب وقادتها ،وأنتم أهل ذلك
كله ،ل تنكر العشيرة فضلكم ،ول يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ،وقد
رغبنا بالتصال بحبلكم وشرفكم ،فاشهدوا علي معاشر قريش بأني قد
زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد ال على أربعمأة دينار ،ثم
سكت ورقة ،وتكلم أبو طالب وقال :قد أحببت أن يشركك عمها ،فقال
عمها ،اشهدوا علي يا معشر قريش إني قد أنكحت محمد بن عبد ال
خديجة بنت خويلد ،وشهد علي بذلك صناديد قريش ،فأمرت خديجة
جواريها أن يرقصن ويضربن بالدفوف ،وقالت :يا محمد مر عمك أبا طالب
ينحر بكرة من بكراتك ،وأطعم الناس على الباب ،وهلم فقل ) (2مع
) (1ذكره الطبري في تاريخه 36 ،2عن الواقدي ،وروى اليعقوبي في تاريخه :2
14و 15ذلك عن عمار بن ياسر في عمه عمرو بن أسد ،إل أنه قال
فلما أصبح عمها عمرو بن أسد أنكر ما رأى فقيل له :هذا ،فقال :متى
زوجته ؟ قيل له :بالمس ،قال :ما فعلت ،قيل له :بلى نشهد أنك قد فعلت،
فلما رأى عمرو رسول ال قال :اشهدوا أنى لم أكن زوجته بالمس ،فقد
زوجته اليوم اه .قلت :فيهما غرابة وشذوذ ،ولم يرد ذلك من طرق
المامية .بل ورد من طرق ل يعتمد عليها المامية ،وقد عرفت قبل ذلك
في رواية الكليني أن خديجة لما رأت أن عمها تلجلج وقصر عن الجواب
قالت :يا عم لست أولى من نفسي ،قد زوجتك يا محمد نفسي ،وان ثبت
في حديث صحيح أن غيرها كان المزوج لها فل ينافى ذلك بل يجمع
بوقوع العقد منهما جميعا ،كما يأتي نظير ذلك في عقد ورقة بن نوفل) .
(2من قال يقيل قيلولة :نام في القائلة أي منتصف النهار.
] [ 20
أهلك فأطعم الناس ،ودخل رسول ال صلى ال عليه واله ،فقال مع أهله خديجة )
- 19 .(1اقول :قال أبو الحسن البكري في كتاب النوار :مر النبي صلى
ال عليه واله يوما بمنزل خديجة بنت خويلد ،وهي جالسة في مل من
نسائها وجواريها وخدمها ،وكان عندها حبر من أحبار اليهود ،فلما مر
النبي صلى ال عليه واله نظر إليه ذلك الحبر وقال :يا خديجة اعلمي أنه
قد مر الن ببابك شاب حدث السن ،فأمري من يأتي به ،فأرسلت إليه
جارية من جواريها ،وقالت :يا سيدي مولتي تطلبك ،فأقبل ودخل منزل
خديجة ،فقالت :أيها الحبر هذا الذي أشرت إليه ،قال :نعم هذا محمد بن
عبد ال ،قال له الحبر :اكشف لي عن بطنك ،فكشف له ،فلما رآه قال :هذا
وال خاتم النبوة ،فقالت ) (2له خديجة :لو رآك عمه وأنت تفتشه لحلت
عليك منه نازلة البلء ،وإن أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود ،فقال
الحبر :ومن يقدر على محمد هذا بسوء ،هذا وحق الكليم رسول الملك
العظيم في آخر الزمان ،فطوبى ) (3لمن يكون له بعل ،وتكون له زوجة
وأهل ،فقد حازت شرف الدنيا والخرة ،فتعجبت خديجة ،وانصرف محمد
وقد اشتغل قلب خديجة بنت خويلد بحبه ،وكانت خديجة ملكة عظيمة،
وكان لها من الموال والمواشي شئ ل يحصى ،فقالت :أيها الحبر بم
عرفت محمدا أنه نبي ؟ قال :وجدت صفاته في التوارة ،إنه المبعوث آخر
الزمان ) ،(4يموت أبوه وامه ،ويكفله جده وعمه ،وسوف يتزوج بامرأة
من قريش سيدة قومها ،وأميرة عشيرتها ،وأشار بيده إلى خديجة ،ثم بعد
ذلك قال لها :احفظي ما أقول لك يا خديجة وأنشأ يقول:
) (1المنتقى في مولود المصطفى :الباب الثامن فيما كان سنة خمس وعشرين من
مولده صلى ال عليه وآله اه فيه :فقال مع أهله ،فأقر ال عينه ،وفرح
أبو طالب فرحا شديدا وقال :الحمد ل الذى أذهب عنا الحزن ودفع عنا
الهموم (2) .في المصدر :فكشف عن بطنه ،فلما رأى الحبر خاتم النبوة
دهش لذلك ،قالت (3) .في المصدر :هذا وحق الكليم على الجبل العظيم
محمد صاحب البرهان ،المبعوث في آخر الزمان ،المعطل بدينه سائر
الديان .فطوبى اه (4) .أضاف في المصدر هنا :يكسر الصنام.
] [ 21
يا خديجة ل تنسي الن قولي * وخذي منه غاية المحصول يا خديجة هذا النبي بل
شك * هكذا قد قرأت في النجيل سوف يأتي من الله بوحي * ثم يجبى )
(1من الله بالتنزيل ويزوجه بالفخار ويحظى ) * (2في الورى شامخا
على كل جيل فلما سمعت خديجة ما نطق به الحبر تعلق قلبها بالنبي صلى
ال عليه واله ،وكتمت أمرها ،فلما خرج من عندها قال :اجتهدي أن ل
يفوتك محمد ،فهو الشرف في الدنيا والخرة ) ،(3وكان لخديجة عم يقال
له :ورقة ،وكان قد قرأ الكتب كلها ) ،(4وكان عالما حبرا ،وكان يعرف
صفات النبي الخارج في آخر الزمان ،وكان عند ورقة أنه يتزوج بامرأة )
(5سيدة من قريش ،تسود قومها ،وتنفق عليه مالها ،وتمكنه من نفسها،
وتساعده على كل المور ،فعلم ورقة أنه ليس بمكة أكثر مال من خديجة،
فرجا ورقة أن تكون ابنة أخيه خديجة ،وكان يقول لها :يا خديجة سوف )
(6تتصلين برجل يكون أشرف أهل الرض والسماء،
) (1أي يعطى (2) .ويزوج بذات الفخار فيضحى خ ل (3) .في المصدر :فهو وال
شرف الدنيا والخرة (4) .في المصدر :يقال له :ورقة بن نوفل ،وكان
من كهان قريش ،وكان قد قرأ صحف شيث عليه السلم وصحف ابراهيم
عليه السلم ،وقرأ التوراة والنجيل وزبور داود عليه السلم (5) .في
المصدر :بامرأة من قريش تكون سيدة قومها وأميرة عشيرتها ،تساعده
وتعاضده و تنفق عليه مالها ،فعلم ورقة اه (6) .في المصدر :فرجا ورقة
أن تكون زوجته حتى تفوز بالنبي صلى ال عليه وآله ،وكان ورقة إذا
دخل على خديجة تقول لها :يا خديجة سوف تتصلين برجل يكون فيه
شرف الدنيا ونعيم الخرة ،وكانت خديجة أغنى أهل مكة ،وكان لها في
كل قبيلة من العرب قريب من الوف من النوق والخيل والغنم ،لنها قد
زوجت عبيدها بجواريها ،وفرقهم مع العرب ،وأعطتهم بيوت الشعر،
والخيل والبل ،وجعلوا يتوالدون ويكثرون ،والدواب تلد وتكثر ،وكان لها
ازيد من أربعين ألف جمل تسافر بالتجارة إلى الشام والعراق والبحرين
وعمان والطائف ومصر والحبشة وغيرها من المصار ،ومعها العبيد
والغلمان والوكلء ،وكان أبو طالب اه.
] [ 22
وكان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواشي حتى قيل :إن لها أزيد من ثمانين ألف
جمل متفرقة في كل مكان ،وكان لها في كل ناحية تجارة ،وفي كل بلد مال،
مثل مصر والحبشة وغيرها ،وكان أبو طالب رضي ال عنه قد كبر
وضعف عن كثرة السفر ،وترك ذلك من حيث كفل النبي صلى ال عليه
واله ،فدخل عليه النبي صلى ال عليه واله ذات يوم فوجده مهموما ،فقال:
ما لي أراك يا عم مهموما ؟ فقال :يا ابن أخي اعلم أنه ل مال لنا ،وقد اشتد
الزمان علينا ،وليس لنا مادة ،وأنا قد كبرت ،وضعف جسمي ،وقل ما
بيدي ،واريد أن أنزل إلى ضريحي ) ،(1واريد أن أرى لك زوجة تسر قلبي
يا ولدي لتسكن إليها ،ومعيشة يرجع نفعها إليك ،فقال له النبي صلى ال
عليه واله :ما عندك يا عم من الرأي ؟ قال :اعلم يابن أخي أن هذه خديجة
بنت خويلد قد انتفع بمالها أكثر الناس ،وهي تعطي مالها سائر من يسألها
التجارة ) ،(2ويسافرون به ،فهل لك يا ابن أخي أن تمضي معي إليها
ونسألها أن تعطيك مال تتجر فيه ،فقال :نعم ،قم إليها وافعل ما بدا لك .قال
أبو الحسن البكري :لما اجتمع بنو عبد المطلب قال أبو طالب لخوته:
امضوا بنا إلى دار خديجة بنت خويلد حتى نسألها أن تعطي محمدا مال
يتجر به ،فقاموا من وقتهم وساعتهم وساروا إلى دار خديجة ،وكان
لخديجة دار واسعة تسع أهل مكة جميعا ،وقد جعلت أعلها قبة من الحرير
الزرق ،وقد رقمت في جوانبها صفة الشمس والقمر والنجوم ،وقد ربطته
من حبال البريسم ) (3وأوتاد من الفولذ ،وكانت قد تزوجت برجلين
أحدهما اسمه أبو شهاب وهو عمرو الكندي ) ،(4والثاني اسمه عتيق بن
عائذ ،فلما ماتا خطبها عقبة بن أبي معيط ،والصلت بن أبي يهاب ،وكان
لكل واحد منهما أربعمأة عبد وأمة ،وخطبها أبو جهل بن هشام وأبو
سفيان ،وخديجة ل ترغب في واحد منهم ،وكان
) (1قبل أن انزل ضريحي أرى خ ل .أقول :هو الموجود في المصدر (2) .في
المصدر :وهى تعطى مالها من سألها التجارة (3) .بحبال من البريسم خ
ل .وهو الموجود في المصدر (4) .المشهور أنه أبو هالة مالك بن النباش
بن زرارة التميمي ،أو النباش بن زرارة أو هند بن النباش على اختلف.
] [ 23
قد تولع قلبها بالنبي صلى ال عليه واله لما سمعت ) (1من الحبار والرهبان
والكهان ،وما يذكرونه من الدللت ،وما رأت قريش من اليات ،فكانت
تقول :سعدت من تكون لمحمد قرينة ،فإنه يزين صاحبه ) ،(2وازداد بها
الوجد ،ولج بها الشوق ) ،(3فبعثت إلى عمها ورقة ابن نوفل فقالت له :يا
عم اريد أن أتزوج وما أدري بمن يكون ،وقد أكثر علي الناس وقلبي ل
يقبل منهم أحدا ،فقال لها ورقة :يا خديجة أل اعلمك بحديث غريب وأمر
عجيب ؟ قالت :وما هو يا عم ؟ قال :عندي كتاب من عهد عيسى عليه
السلم فيه طلسم وعزائم ،أعزم بها على ماء وتأخذينه وتغسلين به ،ثم
أكتب كتابا فيه كلمات من الزبور ،وكلمات من النجيل ،فتضعيه تحت
رأسك عند النوم وأنت على فراشك ملتفة بثيابك ،فإن الذي يكون زوجك
يأتيك في منامك حتى تعرفيه باسمه وكنيته ،فقالت :افعل يا عم ،قال :حبا
وكرامة ،وكتب الكتاب ،وأعطاها إياه ،وفعلت ما أمرها به ونامت فرأت
كأن قد جاء إليها رجل ل بالطويل الشاهق ،ول بالقصير اللذق ،أدعج
العينين ،أزج الحاجبين ،أحور المقلتين ) ،(4عقيقي الشفتين ،مورد
الخدين ،أزهر اللون ،مليح الكون ،معتدل القامة ،تظله الغمامة ،بين كتفيه
علمة ،راكب على فرس من نور ،مزمم ) (5بسلسلة من ذهب ،على
ظهره سرج من العقيان ،مرصع بالدر والجوهر ،له وجه كوجه الدميين
منشق الذنب ،له أرجل كالبقر ،خطوته مد البصر ،وهو يرقل بالراكب،
وكان خروجه من دار أبي طالب ،فلما رأته خديجة ضمته إلى صدرها،
وأجلسته في حجرها ،ولم تنم باقي ليلتها إلى أن أقبلت إلى عمها ورقة،
وقالت :أنعمت صباحا يا عم ،قال :وأنت لقيت
) (1في المصدر :وكان قد وقع محبة النبي صلى ال عليه واله في قلبها وقد تولع
خاطرها به لما سمعت (2) .فانه يزين صاحبه ول يشين خ ل (3) .لح
عليها خ ل (4) .دعجت العين :صارت شديدة السواد مع سعتها فصاحبها
أدعج .وحورت العين :اشتد بياض بياضها وسواد سوادها فصاحبها
أحور .والمقلة :شحمة العين ،أو هي السواد والبياض منها .العين ذاتها.
) (5مزموم خ ل.
] [ 24
نجاحا ،فلعلك رأيت شيئا في منامك ،قالت :رأيت رجل صفته كذا وكذا ،فعندها قال
ورقة :يا خديجة إن صدقت رؤياك تسعدين وترشدين ،فإن الذي رأيته
متوج بتاج الكرامة ،الشفيع في العصاة يوم القيامة ،سيد العرب والعجم،
محمد بن عبد ال بن عبد المطلب ابن هاشم ،قالت :وكيف لي بما تقول يا
عم وأنا كما يقول الشاعر :أسير إليكم قاصدا لزوركم * وقد قصرت بي
عند ذاك رواحلي وملك الماني خدعة غير أنني * اعلل حد الحادثات بباطل
احمل برق الشرق شوقا إليكم * وأسأل ريح الغرب رد رسائلي قال :فزاد
بها الوجد ،وكانت إذا خلت بنفسها فاضت عبرتها أسفا ،وجرت دمعتها
لهفا ،وهي تقول :كم أستر الوجد والجفان تهتكه * واطلق الشوق
والغضاء ) (1تمسكه جفاني القلب لما أن تملكه * غيري فوا أسفا لو
كنت أملكه ما ضر من لم يدع مني سوى رمقي * لو كان يمسح بالباقي
فيتركه قال الراوي :وأعجب ما رأيت في هذا المر العجيب والحديث
الغريب أن خديجة لم تفرغ من شعرها إل وقد طرق الباب ،فقالت
لجاريتها :انزلي وانظري من بالباب ،لعل هذا خبر من الحباب ،ثم أنشأ
يقول :أيا ريح الجنوب لعل علم * من الحباب يطفى بعض حري ولم ل
حملوك إلي منهم * سلما أشتريه ولو بعمري وحق ودادهم إني كتوم *
وإني ل أبوح لهم بسري أراني ال وصلهم قريبا * وكم يسر أتى من بعد
عسر فيوم من فراقكم كشهر * وشهر من وصالكم كدهر .قال :ثم نزلت
الجارية وإذا أولد عبد المطلب بالباب ،فرجعت إلى خديجة و قالت :يا
سيدتي إن بالباب سادات العرب ،ذوي ) (2المعالي والرتب ،أولد عبد
المطلب،
فرمقت ) (1خديجة رمق الهوى ،ونزل بها دهش الجوى ) ،(2وقالت :افتحي لهم
الباب ،وأخبري ميسرة يعتد لهم المساند والوسائد ،فإني أرجو أن يكونوا
قد أتوني بحبيبي محمد ،ثم قالت شعرا :ألذ حياتي وصلكم ولقاكم * ولست
ألذ العيش حتى أراكم وما استحسنت عيني من الناس غيركم * ول لذ في
قلبي حبيب سواكم على الرأس والعينين جملة سعيكم * ومن ذا الذي في
فعلكم قد عصاكم ) (3فها أنا محسوب ) (4عليكم بأجمعي * وروحي ومالي
يا حبيبي فداكم وما غيركم في الحب يسكن مهجتي * وإن شئتم تفتيش
قلبي فهاكم قال صاحب الحديث :وبسط لهم ميسرة المجلس بأنواع الفرش
فما استقر بالقوم الجلوس إل وقد قدم لهم أصناف الطعام والفواكه من
الطائف والشام ،فأكلوا وأخذوا في الحديث ،فقالت لهم خديجة من وراء
الحجاب بصوت عذب ،وكلم رطب :يا سادات مكة أضاءت بكم الديار،
وأشرقت بكم النوار ،فلعل لكم حاجة فتقضى ،أو ملمة ) (5فتمضى ،فإن
حوائجكم مقضية ،وقناديلكم مضيئة ،فقال أبو طالب رضي ال عنه :جئناك
في حاجة يعود نفعها إليك ،وبركتها عليك ،قالت :يا سيدي وما ذلك ؟ قال:
جئناك في أمر ابن أخي محمد ،فلما سمعت ذلك غاب ) (6رشدها عن
الوجود ،وأيقنت بحصول المقصود ،وقالت شعرا :بذكر كم يطفئ الفؤاد من
الوقد * ورؤيتكم فيها شفا أعين الرمد ومن قال :إني أشتفي ) (7من
هواكم * فقد كذبوا لو مت فيه من الوجد وما لي ل أمل سرورا بقربكم *
وقد كنت مشتاقا إليكم على البعد
) (1رمق :أطال النظر (2) .الجوى :شدة الوجد من حزن أو عشق (3) .فيما أردتم
عصاكم خ ل (4) .محبوب خ ل (5) .الملمة :النازلة الشديدة من نوازل
الدنيا (6) .غابت عن الوجود خ ل .وهو الموجود في المصدر(7) .
أشتكى لهواكم خ ل.
] [ 26
تشابه سري في هواكم وخاطري ) * (1فابدي الذي أخفى وأخفى الذي ابدي ثم
قالت بعد ذلك :يا سيدي أين محمد حتى نسمع ما يقول ) (2؟ قال العباس
رضي ال عنه :أنا آتيكم به ،فنهض وسار يطلبه من البطح ) (3فلم يجده،
فالتفت يمينا وشمال فقالوا :ما تريد ) (4؟ فقال :اريد محمدا ،فقالوا له:
في جبل حرى ) ،(5فسار إليه فإذا هو فيه نائما في مرقد إبراهيم الخليل
عليه السلم ملتفا ببرده وعند رأسه ثعبان عظيم في فمه طاقة ريحان
يروحه بها ،فلما نظر إليه العباس قال :خفت عليه من الثعبان ،فجذبت
سيفي وهممت بالثعبان ) ،(6فحمل الثعبان على العباس ،فلما رأى العباس
ذلك صاح من وقته ادركني يا ابن أخي ،ففتح النبي صلى ال عليه واله
عينيه فذهب الثعبان كأنه لم يكن ،فقال النبي صلى ال عليه واله :ما لي
أرى سيفك مسلول ؟ قال :رأيت هذا الثعبان عندك ،فسللت سيفي وقصدته
خوفا عليك منه ،فعرفت في نفسي الغلبة فصحت بك ) ،(7فلما فتحت عينك
ذهب كأنه لم يكن ،فتبسم النبي صلى ال عليه واله ،وقال :يا عم ليس هذا
بثعبان ،ولكنه ملك من الملئكة ،ولقد رأيته مرارا ،وخاطبته ) (8جهارا،
وقال لي :يا محمد إني ملك من عند ربي موكل بحراستك في الليل والنهار
من كيد العداء والشرار ،قال :ما ينكر فضلك يا محمد ) ،(9فقال له :سر
معي إلى دار خديجة بنت خويلد تكون أمينا على أموالها ،تسير
) (1وظاهرى خ ل (2) .في المصدر :وأين محمد حتى نحدثه بما تريدون ،ونسمع
ما يقول (3) .في البطح خ ل (4) .في المصدر :قال له بعض أهل مكة:
أراك يا سيدى التفت يمينا وشمال ،من تطلب ؟ (5) .في المصدر :قال:
كان هنا من ساعة وتوجه طالب جبل حرى (6) .في المصدر :فلما نظر
إليه العباس خاف عليه من الثعبان أن يقتله فجذب سيفه وهم بالثعبان) .
(7في المصدر :بعد قوله :مسلول :قال :رأيت ما أرعبني ،قال :وما
رأيت شيئا يشبه السحر ،وما كان أبونا يعرف السحر ول أنت أيضا
تعرفه ،فأيش هذا ؟ قال :رأيت عند رأسك ثعبان عظيم فخفت عليك منه،
وأردت قتله فحمل على فأرعبني فصحت بك اه قلت :ولعل الصحيح :قال:
وما رأيت ؟ قال :رأيت شيئا (8) .خاطبني خ ل .وهو الموجود في
المصدر (9) .في المصدر بعد ذلك :وانى وجدت لك مكانا تعمل فيه،
فتبسم النبي صلى ال عليه وآله وقال :وأين يكون هذا ؟ قال عند خديجة
تكون أمينا على أموالها.
] [ 27
بها حيث شئت ،قال :اريد الشام ،قال :ذلك إليك ،فسار النبي صلى ال عليه واله
والعباس إلى بيت خديجة ،وكان من عادته صلى ال عليه واله إذا أراد
زيارة قوم سبقه النور إلى بيتهم ،فسبقه النور إلى بيت خديجة ،فقالت
لعبدها ميسرة :كيف غفلت عن الخيمة حتى عبرت الشمس إلى المجلس ؟
قال :لست بغافل عنها ،وخرج فلم يجد تغير وتد ول طنب ،ونظر إلى
العباس فوجده قد أقبل هو والنبي صلى ال عليه واله معه ،فرجع وقال
لها :يا مولتي هذا الذي رأيته من أنوار محمد صلى ال عليه واله،
فجاءت خديجة لتنظر إلى محمد ،فلما دخل المجلس نهض أعمامه إجلل
له ،وأجلسوه في أوساطهم ،فلما استقر بهم الجلوس قدمت لهم خديجة
الطعام ) (1فأكلوا ،ثم قالت خديجة :يا سيدي أنست بك الديار ،وأضاءت
بك القدار ) ،(2وأشرقت من طلعتك النوار ،أترضى أن تكون أمينا على
أموالي تسير بها حيث شئت ؟ قال :نعم رضيت ،ثم قال :اريد الشام ،قالت:
ذلك إليك ،وإني قد جعلت لمن يسير على أموالي مائة وقية من الذهب
الحمر ،ومائة وقية من الفضة البيضاء ،وجملين وراحلتين ) ،(3فهل أنت
راض ؟ فقال أبو طالب رضي ال عنه ،رضي ورضينا ،وأنت يا خديجة
محتاجة إليه ،لنه من حين خلق ما وقف له العرب على صبوة ،وأنه مكين
أمين ،قالت خديجة :تحسن يا سيدي تشد على الجمل وترفع عليه
الحمال ؟ قال :نعم ،قالت :يا ميسرة :ايتني ببعير حتى أنظر كيف يشد
عليه محمد ،فخرج ميسرة وأتى ببعير شديد المراس ،قوى الباس ،لم
يجسر أحد من الرعاة أن يخرجه من بين البل لشدة بأسه ،فأدناه ليركبه
فهدر وشقشق ) (4واحمرت عيناه ،فقال له العباس :ما كان عندك أهون
من هذا البعير ؟ تريد أن تمتحن به ابن أخينا ؟ فعند ذلك قال النبي صلى
ال عليه وآله :دعه يا عم ،فلما سمع البعير كلم البشير النذير برك على
قدمي النبي صلى ال عليه وآله ،وجعل يمرغ وجهه علي قدمي النبي صلى
ال عليه وآله ونطق بكلم فصيح وقال:
) (1وما يوجب به الكرام خ .قلت والزيادة موجودة في المصدر (2) .القطار خ ل.
) (3وراحلة خ ل .وهو الموجود في المصدر (4) .هدر البعير :ردد
صوته في حنجرته .شقشق :هدر وأخرج شقشقته .والشقشقة :شئ
كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.
] [ 28
من مثلى وقد لمس ظهري سيد المرسلين ؟ فقلن النسوة اللتى كن عند خديجة:
ماهذا إل سحر عظيم قد أحكمه هذا اليتيم ،قالت لهم خديجة :ليس هذا
سحرا ،وإنما هو آيات بينات ،وكرامات ظاهرات ،ثم قالت :نطق البعير
بفضل أحمد مخبرا * هذا الذي شرفت به ام القرى هذا محمد خير مبعوث
أتى * فهو الشفيع وخير من وطأ الثرى يا حاسديه تمزقوا من غيظكم *
فهو الحبيب ول سواه في الورى قال :وخرج أولد عبد المطلب وأخذوا في
اهبة السفر ) ،(1فالتفتت خديجة إلى النبي صلي ال عليه وآله وقالت :يا
سيدي ما معك غير هذه الثياب ،فليست هذه تصلح للسفر ،فقال :لست أملك
غيرها ،فبكت خديجة وقالت :عندي يا سيدي ما يصلح للسفر ،غير أنهن
طوال فامهل ) (2حتى اقصرها لك ،فقال :هلمي بها ،وكان صلى ال عليه
وآله إذا لبس القصير يطول وإذا لبس الطويل يقصر ،كأنه مفصل عليه )
،(3فأخرجت له ثوبين من قباطي ) (4مصر ،وجبة عدنية ،وبردة يمنية،
وعمامة عراقية ،وخفين من الديم ،وقضيب خيزران ،فلبس النبي صلى
ال عليه وآله الثياب وخرج كأنه البدر في تمامه ) ،(5فلما نظرت إليه
جعلت تقول :اوتيت من شرف الجمال فنونا * ولقد فتنت بها القلوب فتونا
قد كونت للحسن فيك جواهر * فيها دعيت الجوهر المكنونا يا من أعار )
(6الظبي في لفتاته ) * (7للحسن جيدا ساميا وجفونا انظر إلى جسمي
النحيل وكيف قد * أجريت من دمع العيون عيونا
) (1الهبة :العدة .وزاد في المصدر :وإصلح شأنهم (2) .فتمهل خ ل (3) .قد
فصل عليه خ ل .وهو الموجود في المصدر (4) .القباطى والقباطي جمع
القبطية ،القبطية والقبطية :ثياب من كتان منسوبة إلى القبط .و في
المصدر :وبردة يمانية .وفيه :وعمامة شربية من دق العراق بحاشيتين
من حرير (5) .كأنه البدر عند التمام ،إذا انجلى عنه الغمام خ ل ،وهو
الموجود في المصدر (6) .أغار خ (7) .في فلواته خ ل.
] [ 29
أسهرت عيني في هواك صبابة * وملئت قلبي لوعة ) (1وجنونا ثم قالت :يا سيدي
عندك ما تركب عليه ؟ قال :إذا تعبت ركبت أي بعير أردت ،قالت :وما
يحملني على ذلك ) (2؟ ل كانت الموال دونك يا محمد ) ،(3ثم قالت
لعبدها ميسرة :ايتني بناقتي الصهباء حتى يركبها سيدي محمد ،فأتى بها
ميسرة وهي تزيد على الوصاف ،ل يلحقها في سيرها تعب ،ول يصيبها
نصب ،كأنها خيمة مضروبة ،أو قبة منصوبة ،ثم التفتت إلى ميسرة
وناصح وقالت لهما :اعلما أنني قد أرسلت إليكما أمينا على أموالي ،وأنه
أمير قريش وسيدها ) ،(4فل يد على يده ،فإن باع ل يمنع ،و ترك ل
يؤمر ،وليكن كلمكما له بلطف وأدب ،ول يعلو كلمكما على كلمه ،قال
عبدها ميسرة :وال يا سيدتي إن لمحمد عندي محبة عظيمة قديمة ،والن
قد تضاعفت لمحبتك له ،ثم إن النبي صلى ال عليه واله ودع خديجة
وركب راحلته وخرج وميسرة وناصح بين يديه ،وعين ال ناظرة إليه،
فعندها قالت خديجة شعرا :قلب المحب إلى الحباب مجذوب * وجسمه بيد
السقام منهوب وقائل كيف طعم الحب قلت له * :الحب عذب ولكن فيه
تعذيب أقذى ) (5الذين علي خدي لبعدهم * دمي ودمعي مسفوح ومسكوب
ما في الخيام وقد سارت ركابهم ) * (6إل محب له في القلب ) (7محبوب
كأنما يوسف في كل ناحية ) * (8والحز ) (9في كل بيت فيه يعقوب
) (1اللوعة :الحزن والهوى والوجد (2) .على تعبك خ ل (3) .في المصدر :دونك
وفداك يا محمد (4) .في المصدر :قد ارسلت محمدا على اموالي ،فانه
أمين قريش وسيدها (5) .أفدى خ ل (6) .جمالهم خ ل (7) .في الركب خ
ل (8) .راحلة خ ل (9) .والحى خ ل ،وهو الموجود في المصدر .والحز:
ألم في القلب(*) .
] [ 30
ثم إن النبي صلى ال عليه واله سار مجدا للسير إلى البطح ،فوجد القوم
مجتمعين ،وهم لقدومه منتظرون ،فلما نظروا إلى جمال سيد المرسلين
وقد فاق الخلق أجمعين فرح المحب ) ،(1واغتم الحاسد ) ،(2وظهر
الحسد والكمد فيمن ) (3سبقت له الشقاوة من المكذبين ) ،(4وزادت
عقيدة من سبقت له السعادة من المؤمنين ،فلما نظر العباس إليهم أنشأ
يقول :يا مخجل الشمس والبدر المنير إذا * تبسم الثغر لمع البرق منه أضا
كم معجزات رأينا منك قد ظهرت * يا سيدا ذكره يشفي به المرضى فلما
نظر النبي صلى ال عليه واله إلى أموال خديجة على الرض ولم يحمل
منها شئ زعق على العبيد ،وقال :ما الذي منعكم عن شد رحالكم ؟ قالوا يا
سيدنا لقلة عددنا ،وكثرة أموالنا ،فأبرك راحلته ،ونزل ولوى ذيله في دور
منطقته وصار يزعق بالبعير فيقول :بإذن ال تعالى ،فتعجب الناس من
فعله ،فنظر العباس إلى النبي صلى ال عليه واله وقد احمرت وجناته من
العرق ،فقال :كيف اخلي الشمس تقرح هذا الوجه الكريم ؟ فعمد إلى خشبة
وقال :لتخذن منها حجفة ) (5تظل ) (6محمدا من حر الشمس ،فارتجت
القطار وتجلى الملك الجبار ،وأمر المين جبرئيل عليه السلم أن يهبط )
(7إلى رضوان خازن الجنان وقل له :يخرج لك الغمامة التي خلقتها
لحبيبي محمد صلى ال عليه واله قبل أن أخلق آدم بألفي عام ،وانشرها
على رأس حبيبي محمد ،فلما رأوها شخصت نحوها البصار ،وقال
العباس :إن ) (8محمدا لكريم على ربه ،ولقد استغنى عن حجفتي ) ،(9ثم
أنشأ يقول:
] [ 31
وقف الهوى بي حيث كنت ) (1فليس لي * متقدم عنكم ول متأخر ثم سار القوم
حتى نزلوا بجحفة الوداع وحطوا رحالهم حتى يلحق بهم المتأخرون فقال
مطعم بن عدي :يا قوم إنكم سائرون إلى أرض كثيرة المهامه والوعار )
،(2وليس لكم مقدم تستشيرون به وترجعون إلى أمره ،والرأي عندي
أنكم تقدمون عليكم رجل لتستندوا إلى رأيه ،وترجعوا إلى أمره عن
المنازع والمخالف ،قالوا :نعم ما أشرت به ،فقال بنو مخزوم :نحن نقدم
علينا أخانا عمرو بن هشام المخزومي ،وقال بنو عدي :نحن نقدم علينا
أميرنا مطعم بن عدي ،وقال بنو النضر :نحن نقدم علينا أميرنا النضر بن
الحارث ،وقال بنو زهرة :نحن نقدم علينا أميرنا احيحة بن الجلح ،وقال
بنو لوي :نحن نقدم علينا أبا سفيان صخر بن حرب ،وقال ميسرة :وال ما
نقدم علينا إل سيدنا محمد بن عبد ال ،و قال بنو هاشم :ونحن أيضا نقدم
علينا محمدا ،فقال أبو جهل :لن ) (3قدمتم علينا محمدا لضعن هذا
السيف في بطني ،واخرجه من ظهري ،فقبض حمزة على سيفه وقال :يا
وغد ) (4الرجال ،ويا نذل الفعال ) ،(5وال ما اريد إل أن يقطع ال يديك
ورجليك ويعمى عينيك ،فقال له النبي صلى ال عليه واله :اغمد سيفك يا
عماه ،ول تستفتحوا سفركم بالشر ،دعوهم يسيرون أول النهار ،ونحن
نسير آخره ،فإن التقدم لقريش ،وكان صلى ال عليه واله أول من تكلم
بهذه الكلمة ،وسار أبو جهل ومن يلوذ به ،وقد استغنم ) (6من بني هاشم
الفرصة ،وهو ينشد ويقول :لقد ضلت حلوم بني قصي * وقد زعموا
بتسييد ) (7اليتيم
) (1أنت خ ل (2) .المهامه :المفازة البعيدة .البلد القفر .والوعر :المكان الصلب.
المكان المخيف الوحش (3) .وال لن خ ل ،وفي المصدر :وال وال
لن (4) .الوغد :الضعيف العقل .الحمق .الدنى (5) .الفعال خ ل قلت:
وهو الموجود في المصدر ،قوله نذل من نذل أي كان خسيسا محتقرا.
كان ساقطا في دين أو حسب فهو نذل (6) .في المصدر :وقد استغنموا
الفرصة (7) .بتسديد خ ل.
] [ 32
وراموا للخلفة ) (1غير كفو * فكيف يكون ذا المر العظيم ؟ وإني فيهم ليث حمي
* بمصقول ولي جد كريم فلو قصدوا عبيدة أو ظليما * وصخر الحرب ذا
الشرف القديم لكنا راضيين لهم وكنا * لهم تبعا على خلف ) (2ذميم
فأجابه العباس يقول :أل أيها الوغد الذي رام ثلبنا * أتثلب قرنا ) (3في
الرجال كريم أتثلب ياويك الكريم أخا التقى * حبيب لرب العالمين عظيم
ولو ل رجال قد عرفنا محلهم * وهم عندنا في مجدب ) (4ومقيم )(5
لدارت سيوف يفلق الهام حدها * بأيدي رجال كالليوث تقيم حماة كماة )(6
كالسود ضراغم * إذا برزوا ردوا لكل زعيم ثم إن القوم ساروا إلى أن
بعدوا عن مكة ،فنزلوا بواد يقال له :واد المواه ،لنه مجتمع السيول )(7
وأنهار الشام ،ومنه تنبع عيون الحجاز ،فنزل به القوم وحطوا رحالهم،
وإذا بالسحاب قد اجتمع ) ،(8فقال النبي صلى ال عليه واله :ما أخوفني
على أهل هذا الوادي أن يدهمهم ) (9السيل فيذهب بجميع أموالهم ،والرأي
) (10عندي أن نستند إلى هذا الجبل ،قال له العباس :نعم ما رأيت يا ابن
أخي ،فأمر النبي صلى ال عليه واله أن ينادي
) (1للرياسة خ ل (2) .بل خلف خ ل (3) .القرن :السيد (4) .المجذب خ ل(5) .
ومهيم خ ل (6) .الكماة جمع الكمى :الشجاع ،أو لبس السلح لنه يكمى
نفسه أي يسترها بالدرع و البيضة (7) .في المصدر :وسمى بذلك لنه
مجمع السيول (8) .قد أقبل خ ل وهو الموجود في المصدر (9) .أي
غشيهم (10) .ولكن الرأى خ ل.
] [ 33
في القافلة أن ينقلوا رحالهم إلى نحو الجبل ) (1مخافة السيل ،ففعلوا إل رجل من
بني جمح ) (2يقال له :مصعب ،وكان له مال كثير :فأبى أن يتغير ) (3من
مكانه ،وقال :يا قوم ما أضعف قلوبكم ؟ تنهزمون عن شئ لم تروه ولم
تعاينوه ؟ فما استتم كلمه إل وقد ترادفت السحاب والبرق ونزل السيل
وامتل الوادي من الحافة إلى الحافة ) ،(4و أصبح الجمحي وأمواله كأنه
لم يكن ،وأقام القوم في ذلك المكان أربعة أيام والسيل يزداد ،فقال ميسرة:
يا سيدي هذه السيول ل تنقطع إلى شهر ،ول تقطعه السفار ) ،(5و إن
أقمنا هاهنا أضر بنا المقام ،ويفرغ الزاد ،والرأي ) (6عندي أن نرجع إلى
مكة ،فلم يجبه النبي صلى ال عليه واله إلى ذلك ،ثم نام فرأى في منامه
ملكا يقول له :يا محمد ل تحزن ،إذا كان غداة غد مر قومك بالرحيل ،وقف
على شفير الوادي ،فإذا رأيت الطير البيض قد خط بجناحه فاتبع الخط،
وأنت تقول :بسم ال وبال ،وأمر قومك أن يقولوا :هذه الكلمة ،فمن قالها
سلم ،ومن حاد عنها غرق ،فاستيقظ النبي صلى ال عليه واله وهو فرح
مسرور ،ثم أمر ميسرة أن ينادي في الناس بالرحيل ،فرحلوا وشد ميسرة
رحاله ،فقال الناس :يا ميسرة وكيف نسير وهذا الماء ل تقطعه إل
السفن ؟ فقال :أما أنا فإن محمدا أمرني ،وأنا ل اخالفه فقال القوم :ونحن
أيضا ل نخالفه ،فبادر القوم ،وتقدم النبي صلى ال عليه واله ووقف على
شفير الوادي ،وإذا بالطير البيض قد أقبل من ذروة الجبل .وخط بجناحه
خطا أبيض يلمع ،فشمر النبي صلى ال عليه واله أذياله واقتحم الماء وهو
يقول :بسم ال وبال ،فلم يصل الماء إلى نصف ساقه ،ونادى أيها الناس
ل يدخل أحد منكم الماء حتى يقول هذه الكلمة ،فمن قالها سلم،
) (1في المصدر :لحف الجبل قلت :هو بالكسر :أصل الجبل (2) .في نهاية الرب
:203بنو جمح بطن من بنى هصيص من قريش من العدنانية (3) .في
المصدر :أن ينتقل (4) .في المصدر :والبرق قد لمع ،والغيث قد نزل،
والسيل قد تكاثر ،وامتلء الوادي من الفج إلى الفج (5) .السفن خ ل
وهو الموجود في المصدر (6) .ولكن خ ل.
] [ 34
ومن حاد عنها هلك ،فاقتحم القوم الماء وهم يقولون :الكلمة ) ،(1ولم يتأخر من
القوم سوى رجلين :أحدهما من بني جمح ،والخر من بني عدي ،فقال
العدوي :بسم ال و بال ،وقال الجمحي :بسم اللت والعزى ،فغرق
الجمحي وأمواله ،وسلم العدوي و أمواله ،فقال القوم للعدوي :ما بال
صاحبك غرق ؟ قال :إنه قد عوج لسانه وخالف قول النبي صلى ال عليه
واله ) (2فغرق ،فاغتم أبو جهل لعنه ال وقومه ،وقالوا :ما هذا إل سحر
عظيم ،فقال له بعض أصحابه :يا ابن هشام ما هذا بسحر ،ولكن وال ما
أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء أفضل من محمد ،فلم يرد جوابا ،وساروا
حتى نزلوا على بئر وكان تنزل عليه العرب في طريق الشام ) ،(3فقال أبو
جهل :وال لجد في نفسي غبنة ) (4عظيمة إن رد محمد من سفره هذا
سالما ،ولقد عزمت على قتله ،وكيف لي بالحيلة في قتله وهو ينظر من
ورائه كما ينظر من أمامه ،ولكن أفعل فسوف تنظرون ،ثم عمد إلى الرمل
والحصى ومل حجره وكبس ) (5به البئر ،فقال أصحابه :ولم تفعل ذلك ؟
فقال :اريد دفن البئر حتى إذا جاء ركب بني هاشم وقد أجهدهم العطش
فيموتوا عن آخرهم ،فتبادر القوم بالرمل و الحصى ولم يتركوا للبئر أثرا،
فقال أبو جهل لعنه ال :الن قد بلغت مرادي ،ثم التفت إلى عبد له اسمه
فلح وقال له :خذ هذه الراحلة ،وهذه القربة والزاد واختف تحت الجبل )
،(6فإذا جاء ركب بني هاشم يقدمهم محمد ،وقد أجهدهم العطش والتعب
ولم يجدوا للبئر أثرا فيموتوا فأتني بخبرهم ،فإذا أتيتني وبشرتني بموتهم
أعتقتك وزوجتك بمن تريد من أهل مكة ،فقال :حبا وكرامة ،ثم سار أبو
جهل وتأخر العبد كما أمره موله ،وإذا بركب بني هاشم قد أقبل يتقدمهم
محمد ،فتبادر القوم إلى البئر فلم يجدوا له أثرا ،فضاقت صدورهم
) (1في المصدر :وهم يقولون :بسم ال وبال (2) .في المصدر :قول محمد(3) .
أضاف في المصدر :فحطوا رحالهم ،وسقوا دوابهم ،وأخذوا راحة(4) .
حرقة خ ل (5) .كبس البئر :سواها ودفنها (6) .لحف الجبل.
] [ 35
وأيقنوا بالهلك ،فلذوا بمحمد صلى ال عليه واله ) ،(1فقال لهم :هل هنا موضع
يعرف بالماء ؟ قالوا نعم بئر قد ردمت ) (2بالرمل والحجارة ) ،(3فمشى
النبي صلى ال عليه واله حتى وقف على شفير البئر فرفع طرفه إلى
السماء ونادى :يا عظيم السماء ،يا باسط الرض ،ويا رافع السماء ،قد
أضر بنا الظمآء ،فاسقنا الماء ،فإذا بالحجارة والرمل قد تصلصلت )،(4
وعين الماء قد نبعت وتفجرت ،وجرى الماء من تحت أقدامه ،فسقى القوم
دوابهم ،وملؤوا قربهم ،وساروا و سار العبد إلى موله ،وقال :ما وراءك
يا فلح ؟ وقال :وال ما أفلح من عادى محمدا ،وحدثهم بما عاين منه،
فامتلى أبو جهل غيظا ،وقال للعبد :غيب وجهك عني ،فل أفلحت أبدا ،ثم
سار حتى وصل واديا من أودية الشام يقال له :ذبيان ،وكان كثير الشجار،
إذ خرج من ذلك الوادي ثعبان عظيم كأنه النخلة السحوق ،ففتح فاه وزفر،
وخرج من عينيه الشرار ،فجفلت منه ناقة أبي جهل لعنه ال ،ولعبت
بيديها ورجليها ورمته فكسرت أضلعه ،فغشي عليه ،فلما أفاق قال
لعبيده :تأخروا ) (5إلى جانب الطريق ،فإذا جاء ركب بني هاشم يتقدمهم
محمد قدموه علينا حتى إذا رأت ناقته الثعبان فعسى أن ترميه إلى الرض
فيموت ،ففعل العبيد ما أمرهم به ،وإذا بركب بني هاشم قد أقبل يتقدمهم
محمد ،فقال النبي صلى ال عليه واله :يا ابن هشام أراكم قد نزلتم وليس
هو وقت نزولكم ؟ فقال له :يا محمد ،وال قد استحييت أن أتقدم عليك،
وأنت سيد أهل الصفا ،وأعل حسبا ونسبا ،فتقدم ،فلعن ال من يبغضك،
ففرح العباس بذلك ،وأراد العباس أن يتقدم فنهاه النبي صلى ال عليه واله
وقال :ارفق يا عم ،فما تقديمهم لنا إل لمكيدة لنا ) ،(6ثم إنه صلى ال
عليه واله تقدم أمامهم ودخل إلى ذلك الشعب ،و إذا بالثعبان قد ظهر
فجفلت منه ناقة النبي صلى ال عليه وآله ،فزعق بها النبي صلى ال عليه
واله وقال :ويحك
) (1في المصدر :وشكوا إلى النبي صلى ال عليه وآله (2) .أي سدت (3) .في
المصدر :والحصى .مكان والحجارة (4) .تصلصل :صوت (6) .في
المصدر :تنحوا (6) .في المصدر :فما قدمونا سوددا ،وانما هي مكيدة،
فقف حتى أتقدم أنا .ثم إن النبي .إه.
] [ 36
كيف تخافين وعليك خاتم الرسل وإمام البشر ) (1؟ ثم التفت إلى الثعبان وقال له:
ارجع من حيث أتيت ،وإياك أن تتعرض لحد من الركب ) ،(2فنطق الثعبان
بقدرة ال تعالى ،وقال :السلم عليك يا محمد ،السلم عليك يا أحمد ،فقال
النبي صلى ال عليه واله :السلم على من اتبع الهدى ،وخشي عواقب
الردى ،وأطاع الملك العلى ،فعندها قال :يا محمد ما أنا من هوام الرض،
وإنما أنا ملك من ملوك الجن واسمي الهام بن الهيم ،وقد آمنت على يد
أبيك إبراهيم الخليل ،وسألته الشفاعة ،فقال :هي لولد يظهر من نسلي يقال
له :محمد ،ووعدني ) (3أن أجتمع بك في هذا المكان ،وقد طال بي
النتظار ،وقد شاهدت المسيح عيسى بن مريم عليه السلم ليلة عرج به
إلى السماء وهو يوصي الحواريين باتباعك ،والدخول في ملتك ،والن قد
جمع ال شملي بك ،فل تنسني من الشفاعة يا سيد المرسلين ،فقال له
النبي صلى ال عليه واله :لك ذلك علي ،فعد من حيث جئت ،ول تتعرض
لحد من الركب ،فغاب الثعبان ،فلما نظر القوم إلى كلمه عجبوا من ذلك
وازداد أعمام النبي صلى ال عليه وآله يقينا وفرحا .وازداد الجنود )(4
غيظا وحسدا ،فأنشأ العباس يقول :يا قاصدا نحو الحطيم وزمزم * بلغ
فضائل أحمد المتكرم واشرح لهم ما عاينت عيناك من * فضل لحمد
والسحاب الركم قل وأت باليات ) (5في السيل الذي * ملء الفجاج بسيله
المتراكم ) (6ونجى الذي لم يخط قول محمد * وهو الذي أخطا بوسط جهنم
والبئر لما أن أضربنا الظمآء * فدعا الحبيب إلى الله المنعم فاضت عيونا
ثم سالت أنهرا * وغدا السحود بحسرة وتغمغم
) (1خاتم النبيين وامام المرسلين خ ل وفي المصدر :سيد المرسلين وخاتم النبيين.
) (2أضاف في المصدر :فانى محمد رسول ال ،وال شكوتك إلى إله
السماء (3) .وأوعدني خ ل ،وهو الموجود في المصدر (4) .الحسود خ
ل ،وهو الموجود في المصدر (5) .قد بانت اليات خ ل (6) .المتلطم خ
ل.
] [ 37
والهام بن الهيم لما أن رأى * خير البرية جاء كالمستسلم ناداه أحمد فاستجاب
ملبيا * وشكى المحبة كالحبيب ) (1المغرم من عهد إبراهيم ظل مكانه *
يرجو الشفاعة خوف جسر ) (2جهنم من ذا يقاس أحمد في الفضل من *
كل البرية من فصيح وأعجم وبه توسل في الخطيئة آدم * فليعلم الخبار
من لم يعلم ولما فرغ العباس من شعره أجابه الزبير وأنشأ يقول شعرا :يا
للرجال ذوي البصائر والنظر * قوموا انظروا أمرا مهول قد خطر ) (3هذا
بيان صادق في عصرنا * من سيد عالي المراتب مفتخر آياته قد أعزجت
كل الورى * من ذا يقائس عدها أو يختصر ) (4منها الغمام تظله مهما
مشى * أنى يسير تظله وإذا خطر ) (5وكذلك الوادي أتى مترادفا * بالسيل
يسحب للحجارة والشجر ونجى الذي قد طاع قول محمد * وهوى المخالف
مستقرا في سقر وأزال عنا الضيم من حر الظماء * من بعد ما بان التقلقل
والضجر والبئر فاضت بالمياء وأقبلت * تجري على الرض ) (6أشباه
النهر ) (7والهام فيه عبارة ) (8ودللة * لذوي العقول ذوي ) (9البصائر
والفكر كاد الحسود يذوب مما عاينت * عيناه من فضل لحمد قد ظهر
) (1كالكئيب خ ل (2) .حر خ ل (3) .حضر خ ل (4) .مال يقاس بعدها أو تنحصر
خ ل (5) .خضر خ ل (6) .أراض وآراض جمع الرض (7) .على وجه
الثرى شبه النهر خ ل (8) .عزة خ ل (9) .ذووا خ ل.
] [ 38
يا للرجال أل انظروا أنواره * تعلوا على نور الغزالة والقمر ال فضل أحمدا
واختاره * ولقد أذل عدوه ثم احتقر فأجابه حمزة رضي ال عنه يقول :ما
نالت الحساد فيك مرادهم * طلبوا نقوص الحال منك فزادا كادوا وما خافوا
عواقب كيدهم * والكيد مرجعه على من كادا ما كل من طلب السعادة نالها
* بميكدة أو أن يروم عنادا يا حاسدين محمدا يا ويلكم * حسدا تمزق منكم
الكبادا ال فضل أحمدا واختاره * ولسوف يملكه الورى وبلدا )(1
وليملن الرض من إيمانه * وليهدين عن الغوى ) (2من حادا قال:
فشكرهم النبي صلى ال عليه واله على ذلك وساروا جميعا ونزلوا واديا
كانوا يتعاهدون فيه الماء قديما فلم يجدوا فيه شيئا من الماء ،فشمر النبي
صلى ال عليه واله عن ذراعيه ،وغمس كفيه في الرمل ،ورمق السماء )
،(3وهو يحرك شفتيه فنبع الماء من بين أصابعه تيارا ) ،(4وجرى على
وجه الرض أنهارا ،فقال العباس :امسك يا ابن أخي حذرا من الماء أن
يغرق أموالنا ثم شربوا ) ،(5وملؤا قربهم ،وسقوا دوابهم ،فقال النبي
صلى ال عليه واله لميسرة :لعل عندك شيئا من التمر فأحضره ،وكان
يأكل التمر ،ويغرس النوى في الرض ) ،(6فقال له العباس :لم تفعل ذلك
يابن أخي ؟ قال :يا عم اريد أن أغرسها نخل ،قال :ومتى تطعم ) (7؟
) (1وليملكن جمع الورى وبلدا خ ل (2) .من الغوى خ ل (3) .ورمق بطرفه إلى
السماء خ ل (4) .من تار الماء :هاج .والتيار :سريع الجرى .والموج
الهائج (5) .في المصدر :امسك يابن أخي فقد كاد الماء يغرق رحالنا ،ثم
شربوا (6) .في المصدر :فقال النبي صلى ال عليه وآله :يا عم ما عندك
شئ من التمر نأكل ؟ قال العباس :نعم ،فأتاه العباس بقليل من التمر،
وكان يأكل التمر ويبل النوى بريقه ثم يغمسه في الثرى (7) .في
المصدر :متى يثمر ويطعم ؟.
] [ 39
قال :الساعة نأكل منها ونتزود إن شاء ال تعالى ،فقال له العباس :يابن أخي
النخلة إذا غرست تثمر في خمس سنين ) ،(1قال :يا عم سوف ترى من
آيات ربي الكبرى ،ثم ساروا حتى تواروا عن الوادي ،فقال :يا عم )(2
ارجع إلى الموضع الذي فيه النخلت واجمع لنا ما نأكله ،فمضى العباس
فرأى النخلت قد كبرت ،وتمايلت ) (3أثمارها ،وأزهرت ) (4فأوقر منها
راحلته ،والتحق بالنبي صلى ال عليه واله ،فكان يأكل من التمر ويطعم
القوم فصاروا متعجبين من ذلك ،فقال أبو جهل لعنه ال :ل تأكلوا يا قوم
مما يصنعه محمد الساحر ،فأجابه قومه وقالوا :يابن هشام اقصر عن
الكلم ،فما هذا بسحر ،ثم سار القوم حتى وصلوا عقبة أيله ،وكان بها
دير ،وكان مملوا رهبانا ،وكان فيهم راهب يرجعون إلى رأيه وعقله يقال )
(5له :الفيلق بن اليونان بن عبدالصليب ،وكان يكنى أبا خبير ،وقد قرء
الكتب ،وعنده سفر فيه صفة النبي صلى ال عليه واله من عهد عيسى بن
مريم عليه السلم ،وكان إذا قرأ النجيل على الرهبان ووصل إلى صفات
النبي صلى ال عليه وآله بكى ،وقال :يا أولدي متى تبشروني بقدوم
البشير النذير ،الذي يبعثه ال من تهامة ،متوجا بتاج الكرامة ،تظله
الغمامة ،يشفع في العصاة يوم القيامة ) ،(6فقال له الرهبان :لقد قتلت
نفسك بالبكاء والسف على هذا الذي تذكره ،وعسى أن يكون قد قرب
أوانه ،فقال :إي وال إنه قد ظهر بالبيت الحرام ،ودينه عنه ال السلم،
فمتى تبشروني بقدومه من أرض الحجاز ،وهو تظله الغمامة ،وأنشأ يقول
شعرا :لن نظرت عيني جمال أحبتي * وهبت لبشرى الوصل ما ملكت يدي
وملكته روحي ومالي غيرها * وهذا قليل في محبة أحمد
) (1في المصدر :ثلث سنين (2) .في المصدر :فالتفت النبي صلى ال عليه وآله
إلى عمه العباس فقال :يا عم (3) .في المصدر :وبسقت بالتمر ،وتمايلت.
) (4أزهت خ ل (5) .في المصدر :يعتمدون بقوله ويرجعون إلى رأيه
يقال (6) .أضاف في المصدر بعد ذلك :ودام على ذلك زمانا طويل.
] [ 40
سألت إلهي أن يمن بقربه * ويجمع شملي بالنبي محمد قال :وما زال الراهب كلما
ذكر الحبيب أكثر النحيب إلى أن حال ) (1منه النظر وزاد به الفكر ،فعند
ذلك أشرف بعض الرهبان ،وقد أشرقت النوار من جبين النبي المختار،
فنظر الرهبان إلى النوار وقد تللت من الركب ،وقد أقبل من الفل وأشرق
) (2وعل ،تقدمهم سيد المم ،وقد نشرت على رأسه الغمامة ،فقالوا :يا أبا
الرهبان ) (3هذا ركب قد أقبل من الحجاز ،فقال :يا أولدي وكم ركب قد
أقبل وأتى وأنا اعلل نفسي بلعل وعسى ؟ قالوا :يا أبانا قد رأينا نورا قد
عل ،فقال ) :(4الن قد زال الشقاء ،وذهب العناء ،ثم رفع طرفه نحو
السماء وقال :إلهي وسيدي ومولي بجاه هذا المحبوب الذي زاد فيه
تفكري إل ما رددت علي بصري ،فما استتم كلمه حتى رد ال عليه
بصره ،فقال الراهب للرهبان :كيف رأيتم جاه هذا المحبوب عند علم
الغيوب ،ثم أنشأ يقول :بدا النور من وجه النبي فأشرقا * وأحيا محبا
بالصبابة محرقا ) (5وأبرأ عيونا قد عمين من البكاء * وأصبح من سوء
المكاره مطلقا ترى هل ترى عيناي طلعة وجهه * وأصبح من رق الضللة
معتقا ثم قال :يا أولدي إن كان هذا النبي المبعوث في هذا الركب ينزل )(6
تحت هذه الشجرة فإنها ) (7تخضر وتثمر ،فقد جلس تحتها عدة من
النبياء ،وهي من عهد عيسى ابن مريم عليه السلم يابسة ،وهذه البئر لم
نر فيها ) (8ماء فإنه يأتي إليها ويشرب منها ،فما كان
) (1في المصدر :خلل (2) .والنور قد أشرق خ ل ،وهو الموجود في المصدر،
وفيه :والركب قد أقبل من الفل (3) .في المصدر :يا أبانا (4) .في
المصدر :بعد قوله :قد عل :فقال :رأيتم النور ؟ قالوا :نعم ،قال(5) .
موثقا خ ل (6) .فهو ينزل خ ل (7) .وانها خ ل (8) .من مدة مديدة لم نر
خ ل.
] [ 41
إل قليل وإذا الركب قد أقبل وحول البئر قد نزلوا ،وحطوا الحمال عن الجمال،
وكان النبي صلى ال عليه واله يحب الخلوة بنفسه ،فأقبل تحت الشجرة
فاخضرت وأثمرت من وقتها وساعتها ،فما استقر بهم الجلوس حتى قام
النبي صلى ال عليه واله فمشى إلى البئر فنظر إليها واستحسن عمارتها،
وتفل فيها فتفجرت منها عيون كثيرة ،ونبع منها ماء معين ،فلما رأى
الراهب ذلك قال :يا أولدي هذا هو المطلوب فبادروا بصنع الولئم من
أحسن الطعام لنتشرف بسيد بني هاشم ،فإنه سيد النام ،لنأخذ منه الذمة )
(1لسائر الرهبان ،فبادر القوم لمره طائعين ،وصنعوا الولئم ،وقال لهم:
انزلوا إلى أمير هذا القوم ) (2وقولوا له :إن أبانا يسلم عليك ،ويقول لك:
إنه قد عمل ) (3وليمة وهو يسألك أن تجيبه وتأكل من زاده ،فنزل بعض
الرهبان فما رأى أحسن من أبي جهل لعنه ال ،ولم ير رسول ال صلى ال
عليه وآله ،فأخبر أبا جهل بمقالة الراهب ،فنادى في العرب :إن هذا
الراهب قد صنع لجلي وليمة ،واريد أن تجيبوا لدعوته ) ،(4فقال القوم:
من نترك عند أموالنا ؟ فقال أبو جهل :اجعلوا محمدا عند أموالنا فهو
الصادق المين ،وفي هذا المعنى قيل :شعر :ومناقب شهد العدو بفضلها *
والفضل ما تشهد به العداء فسار القوم إلى النبي صلى ال عليه واله
وسألوه أن يجلس عند متاعهم .وسار القوم إلى الراهب يتقدمهم أبو جهل
لعنه ال ،وقد أعجب بنفسه ،فلما دخلوا الدير أحضر ) (5لهم الطعام
وناداهم بالرحب والكرام ،فأخذ القوم في الكل ،وأخذ الراهب القلنسوة
جعل ينظر فيه ويدور على القوم رجل رجل ) ،(6وجعل ينظر فيهم رجل
رجل ،فلم ير صفة النبي
) (1الذمم خ ل (2) .الركب خ ل (3) .في المصدر :عمل لك .وفيه :أن تجيب
عزيمته وتأكل وليمته (4) .في المصدر :أن تجيبوا عزيمته .وتأكلوا من
وليمته (5) .أحضروا (6) .وأخذ الراهب السفر في يده وهو ينظر فيه
ويدور على القوم رجل خ ل وهو الموجود في المصدر.
] [ 42
] [ 43
أودعوني في أموالهم ،فقال :يا مولي تصدق علينا بالمسير ،إن عدم لهم عقال
علي ببعير ،فقال له النبي صلى ال عليه واله :سر ،وسار معهم إلى
ديرهم ،وكان له بابان :واحد كبير ،والخر صغير ،وقد وضعوا بحيال
الباب الصغير كنيسة فيها تصاوير وتماثيل ،فإذا دخل الرجل من الباب
الصغير ينحني برأسه ،وذلك برسم السجود للتصاوير في الكنيسة ،فخطر
في نفسه أنه يدخل النبي صلى ال عليه واله من الباب الصغير ليتلذذ
بمعاجزه ) (1وغرائب كراماته ،فلما دخل الراهب أمامه داخله الفزع من
النبي صلى ال عليه واله فلما دخل النبي صلى ال عليه واله من الباب
القصير أمر ال تعالى عضادتي الباب أن ترتفع ،فارتفع الباب حتى دخل
النبي صلى ال عليه واله منتصب القامة ،فلما أشرف على القوم قاموا له
إجلل ،وأجلسوه في أوساطهم على أعلى مكان ،ووقف الراهب بين يديه،
والرهبان حوله ،فقدموا بين يديه طرائف الشام ) ،(2ثم رمق الراهب
بطرفه إلى السماء فقال :إلهي وسيدي ومولي أرني خاتم النبوة ،فأرسل
ال عزوجل جبرئيل ورفع ثيابه عن ظهره ،فبان خاتم النبوة بين كتفيه،
فسطع منه نور ساطع ،فلما رآه الراهب خر ساجدا هيبة من ذلك النور ،ثم
رفع رأسه وقال :هو أنت حقا ،ثم إن حمزة أنشأ يقول :أنت المظلل بالغمام
وقد رأى * الرهبان أنك ذاك وانكشف الخبر ربيت في بحبوح ) (3مكة بعد
ما ) * (4وضع الخليل وفاق فخرك من فخر ورضعت في سعد لثدي حليمة
* كرما ففاض الثدي نحوك وانحدر قال :فشكره النبي صلى ال عليه واله
وتفرق القوم إلى رحالهم ،وقد كمد أبو جهل غيظا ،وبقي ميسرة والراهب
مع النبي صلى ال عليه واله فقال الراهب :يا سيدي أبشر ،فإن ال يوطئ
لك رقاب
) (1بمعجزاته خ ل وفي المصدر :لسدد معجزاته ،ويشهدون غرائب كراماته اه
قلت :لعله مصحف يسددون بمعجزاته (2) .في المصدر :والرهبان
حواليه ،ومدحوه بأفصح لسان ،وأوعدوه بالجلل والكرام ،وقدموا بين
يديه من ظرائف الشام (3) .بحبوحة مكة :وسطها (4) .حيث ما خ ل.
] [ 44
العرب ،وتملك سائر البلد ،وينزل عليك القرآن ،وتدين لك النام ،ودينك عند ال
هو السلم ) ،(1وتنكس الصنام ،وتمحق الديان ،وتخمد النيران ،وتكسر
الصلبان ،ويبقى ذكرك إلى آخر الزمان ،فأسألك يا سيدي أن تتصدق علينا
بالذمام لسائر الرهبان لتأخذ منهم امتك الجزية في ذلك الزمان ،فياليتني
كنت معك حتى تبعث يا سيدي ) ،(2فأعطاهم النبي صلى ال عليه واله
الذمام ،وأكرمهم ) (3غاية الكرام .وقال الراهب لميسرة :يا ميسرة اقرأ
مولتك مني السلم ،واعلم ) (4أنها قد ظفرت بسيد النام ،وأنه سيكون لك
) (5شأن من الشأن ،وتفضل على سائر الخاص والعام ،واحذرها أن
تفوتها القرب من هذا السيد ،فإن ال تعالى سيجعل نسلها من نسله ،وتبقى
ذكرها إلى آخر الزمان ،ويحسدها عليه كل أحد ،وأعلمها أنه ل يدخل الجنة
إل من يؤمن به ،ويصدق برسالته ،وأنه أشرف النبياء وأفضلهم،
وأصفاهم سريرة ،واحذر عليه من أعدائه اليهود في الشام حتى يعود إلى
بيت الحرام ،ثم ودع الراهب وخرج النبي صلى ال عليه واله ولحق
بالقوم ،وساروا من وقتهم وساعتهم إلى أن نزلوا بأرض الشام )،(6
وحطوا رحالهم ،فبادر أهل المدينة ،واشتروا بضاعتهم ،وباعت قريش
بضائعها بأغلى أثمان ،في أحسن بيع ،وأما ما كان من النبي صلى ال
عليه واله فإنه لم يبع شيئا من بضاعته ،فقال أبو جهل لعنه ال :وال ما
رأت خديجة سفرة أشأم من هذه ،لم يبع من بضاعتها شيئا ) ،(7فلما
أصبح الصباح نادى العرب ) ،(8فلما أقبلت من كل جانب ومكان يريدون
البضائع ،فلم
) (1أضاف في المصدر هنا .وتبعث بالمعجزات والدلئل واليات البينات .وفيه
تنكسر الصنام وتمحو الوثان (2) .يا سيد ولد عدنان خ ل .وهو
الموجود في المصدر (3) .وأكرمه خ ل (4) .وأعلمها خ ل (5) .لها خ ل
وهو الموجود في المصدر (6) .فنزلوا بمدينة يقال لها :برا خ ل .وفي
المصدر :حتى وصلوا الشام ونزلوا بمدينة برا (7) .قط خ ل (8) .أقبلت
العرب من دل خ ل.
] [ 45
يجدوا إل بضائع خديجة ،فباعها النبي صلى ال عليه واله بأضعاف ما باعت قريش
) ،(1فاغتم أبو جهل لذلك غما شديدا ،ولم يبق من بضائع خديجة إل حمل
أديم ،فجاء رجل من اليهود يقال له سعيد بن قطمور ،وكان من أحبار
اليهود وكهانهم ،وكان قد اطلع على صفة النبي صلى ال عليه واله فلما
نظر إليه عرفه بالنور ،وقال :هذا الذي يسفه أحلمنا ) ،(2ويعطل أدياننا،
ويرمل نسواننا ،وأنا أحتال على قتله ،ثم دنا من النبي صلى ال عليه واله
وقال :يا سيدي بكم هذا الحمل ؟ فقال :بخمس مأة درهم ،ل ينقص منها
شئ ،قال :اشتريت بشرط أن تسير معي إلى منزلي ،وتأكل من طعامي حتى
تحصل لنا البركة ) ،(3فقال النبي صلى ال عليه واله :نعم ،فأخذ اليهودي
حمل الديم وسار إلى منزله ،وسار النبي صلى ال عليه واله ،فلما قرب
اليهودي من منزله سبق إلى زوجته ،وقال لها :اريد منك أن تساعديني
على قتل هذا الذي يعطل أدياننا ،قالت :وكيف أصنع به ؟ قال :خذي فردة )
(4الرحى واقعدي على باب الدار ،فإذا رأيتيه قبض منا ثمن حمل الديم
وخرج امي عليه فردة الرحى ) (5حتى تقتليه ،ونستريح منه ،قال :فأخذت
زوجة اليهودي الرحى ،وطلعت على سطح الدار ،فلما خرج النبي صلى ال
عليه واله همت أن تلقى عليه الرحى فأمسك ال يديها ) ،(6ورجف قلبها،
وقد غشي ) (7عليها من نور وجه رسول ال صلى ال عليه واله ،وكان
لها ولدان قائمان ) (8بفناء الدار فسقطت الرحى عليهما فماتا ،فلما نظر
اليهودي إلى ما جرى على أولده نادى بأعلى صوته :يا بني قريظة
فأجابوه من كل جانب ومكان ،وقالوا له :ما ورائك ؟ قال ) :(9اعلموا أنه
قد حل )(10
) (1واضاف في المصدر :وربحت بضائعها ربحا لم يخطر ببالهم (2) .أي عقولنا) .
(3في المصدر :حتى تصل بكم البركة لنكم سكان بيت ال الحرام 4) .و
(5طبقة الرحى خ ل (6) .على يديها خ ل (7) .وكان قد غشى خ ل وهو
الموجود في المصدر (8) .نائمان خ ل وهو الموجود في المصدر(9) .
فقال خ ل وهو الموجود في المصدر (10) .في المصدر :دخل.
] [ 46
ببلدكم هذا الرجل الذي يعطل أديانكم ،ويسفه أحلكم ) ،(1وقد دخل منزلي ،و أكل
من طعامي ،وقتل أولدي ،فلما سمعت اليهود ذلك منه ركبوا خيولهم،
وجردوا سيوفهم ،وحملوا على قريش بأجمعهم ،فلما نظر أعمام النبي
صلى ال عليه واله إلى اليهود لبسوا دروعهم وبضهم ) (2وركبوا
خيولهم العربية ،وارتفع الصياح ،وشهروا الصفاح ) ،(3وقالوا :ما أبركه
من صائح صاح ) ،(4وركب حمزة على جواده وهو أشقر مضمر ،حسن
المنظر ،مليح المخبر ،صافي الجوهر ،من خيل قيصر ،وتقلد سيفه،
واعتقل رمحه ،ولبس درعه ،وحملي على اليهود فهناك جاشت عليهم
الخيل من كل مكان ،وحل بهم الوبال ،فأجمع ) (5رأيهم على أن ينفذوا
منهم ) (6سبعة رجال من رؤسائهم بل سلح ،فلما رأتهم قريش من غير
سلح قالوا :ما شأنكم ! قالوا :يا معشر العرب إن هذا الرجل الذي معكم -
يعنون بذلك النبي صلى ال عليه واله -أول من يبدئ بخراب دياركم ،وقتل
رجالكم ،وتكسير أصنامكم ،والرأي عندنا أن تسلموه لنا حتى نقتله
ونستريح منه نحن وأنتم ،فلما سمع حمزة الكلم قال :يا ويلكم هيهات
هيهات أن نسلمه إليكم ،فهو نورنا وسراجنا ،ولو تلفت فيه ارواحنا فهي
فداه دون اموالنا ،فلما سمع اليهود ذلك آيسوا ) (7من بلوغ مرادهم،
ورجعوا على أعقابهم ) ،(8فلما عاين قريش اليهود وقد إنقلب بعضهم
على بعض رأوها فرصة
) (1أضاف في المصدر :ويخرب دياركم (2) .في المصدر :لبسوا الدروع الداودية،
واليسوف الهندية ،والبيض الحلبية ،والرماح الخطية (3) .أي سلوا
سيوفهم ورفعوها (4) .أضاف في المصدر :واليهود ثابتون لوقع
الصفاح (5) .في المصدر :فهناك حانت الجال ،ودارت عليهم الحوال،
وطحنت رحى الحرب رؤوس البطال ،وحل بهم الويل والنكال ،وانهزموا
اليهود ،وقد علهم الويل ،وحل بهم العذاب ،فاجمعوا (6) .في المصدر:
إليهم (7) .في المصدر :وان الرواح فداه والموال ،وان أردتم قطع
الرؤوس واتلف النفوس هلموا ،فلما سمع اليهود كلمهم آيسوا (8) .في
المصدر أضاف :خائبين(*) .
] [ 47
فرحل القوم يجدون السير إلى ديارهم ،وقد غنموا أسلبا من اليهود ،وخيلهم
وسلحهم ،وقد فرحوا بالنصر والظفر ،فلما استقاموا على الطريق قال لهم
ميسرة :ما منكم أحد يا قوم إل وقد سافر مرة أو مرتين أو أكثر ،فهل رأيتم
أبرك من هذه السفرة ،وأكثر من ربحها ؟ وما ذلك إل ببركة محمد صلى
ال عليه واله ،وهو قد نشأ فيكم وهو قليل المال ،فهل لكم أن تجمعوا له
شيئا من بينكم على جهة الهدية حتى يستعين به على حاله ،فقالوا له:
وال لقد أصبت الرأي يا ميسرة ،ثم إن القوم نزلوا منزل كثير الماء
والشجار والنهار ،فاستخرج كل واحد منهم شيئا لطيفا ،وجاؤا به على
سبيل الهدية ،وكان يحب الهدية ،ويكره الصدقة ،فلما جمعوه ) (1بين يديه
قالوا له :خذها مباركة عليك ،فدفعها إلى ميسرة ولم يرد جوابا ،ثم إن
القوم رحلوا يجدون السير ،ويقطعون الفيافي والودية إلى أن نزلوا دير
الراهب ،وهو الوادي الذي تزودوا منه التمر ،ثم إنهم رحلوا حتي قربوا
من مكة ونزلوا بحجفة ) (2الوداع ،فأخذ الناس ينفذون إلى أهاليهم
يبشرونهم بقدومهم وغنمهم ،قال أبو جهل لعنه ال :يا قوم ما رأيت ربحا
أكثر من سفرتنا هذه ،فقالو ) :(3نعم ،قال :وأكثرنا أرباحا محمد صلى ال
عليه واله ،قال :ما كنت أحسب أنه يجلبهم من أماكنهم ،ويبيع عليهم
بأغلى الثمن ،ثم أخذ القوم في إنفاذ رسلهم ،ونفذ أبو جهل وغيره )(4
رسل ،فأقبل ميسرة إلى النبي صلى ال عليه واله وقال :يا قرة العين هل
ارشدك إلى خير يصل إليك ؟ قال :ما هو ؟ قال :تسير من وقتك وساعتك
إلى مولتي خديجة ،وتبشرها بسلمة أموالنا ،فإنها تعطي من يبشرها
خيرا كثيرا ،وأنا احب أن يكون ذلك لك ،فقم الن وسر إلى مكة ،وادخل
على مولتي خديجة وبشرها بسلمة أموالها ،فقام النبي صلى ال عليه
واله وقال :يا ميسرة اوصيك بمالك ونفسك خيرا ،وركب مستقبل الطريق
وحده يريد مكة ،وغاب عن البصار ،فبعث ال ملكا يطوي له البعيد،
ويهون عليه الصعب الشديد ،فلما أشرف على الجبال
) (1في المصدر :جمعوها (2) .في المصدر :بجحفة الوداع ،بتقديم الجيم (3) .في
المصدر :قالوا يا سيدنا ما فينا من ربح مثل ما ربح محمد (4) .ذكر في
المصدر مكان غيره أسماء يطول ذكرهم.
] [ 48
أرسل ال عليه النوم ،فنام ،فأوحى ال تعالى إلى جبرئيل :أن اهبط إلى جنات عدن،
واخرج منه القبة التي خلقتها لصفوتي محمد صلى ال عليه واله قبل أن
أخلق آدم عليه السلم بألفي عام ،وانشرها على رأسه ) ،(1وكانت من
الياقوت الحمر ،معلقة بعلئق من اللؤلؤ البيض يرى باطنها من ظاهرها،
وظاهرها من باطنها ،لها أربعة أركان ،وأربعة أبواب ،ركن من الزبرجد،
وركن من الياقوت ،وركن من العقيان ) (2وركن من اللؤلؤ ،وكذا البواب،
فنزل جبرئيل واستخرجها فتباشرت الحور العين ،وأشرفت من قصورها،
وقلن :لك الحمد يا رحمان ،هذا الن يبعث صاحب القبة وهبت ريح
الرحمة ،وصفقت الشجار ،ونشر جبرئيل عليه السلم القبة على رأس
النبي صلى ال عليه واله ،وأحدقت الملئكة بأركانها ،ثم أعلنوا )(3
بالتقديس والتسبيح ،ونشر جبرئيل بين يديه ثلثة أحلم ،وتطاولت الجبال،
ونادت الشجار والطيار والملك ،يقولون :ل إله إل ال ،محمد رسول ال
صلى ال عليه واله ،هنيئا لك من عبد ،ما أكرمك على ال تعالى ؟ قال:
وكانت خديجة متكئة على موضع عال وجواريها حولها ،وعندها جماعة
من نساء قريش ،وهي تطيل النظر إلى شعاب مكة ،إذ كشف ال تعالى عن
بصرها دون غيرها ،وقد نظرت ) (4نورا ساطعا وضياء لمعا من جهة
باب المعلى ،ثم إنها حققت النظر فرأت القبة والمحدقين بها ،ناشرين
أعلمها ،والنبي صلى ال عليه واله نائم بها ،فحارت في أمرها ،فجعلت
تنظر إليه ،فقلن لها النسوة :ما لنا نراك باهتة يا بنت العم ؟ فقالت :يا بنات
العرب أنا نائمة أم يقظانة ؟ فقلن :نعيذك بال ،بل أنت يقظانة ،قالت لهن:
انظروا ) (5إلى باب المعلى وانظروا ) (6إلى القبة ،قلن :نعم رأينا ،قالت
لهن :وما
) (1أضاف في المصدر :قال صاحب الحديث (2) .العقيان :الذهب الخالص(3) .
رفعوها خ ل ،وفي المصدر :ثم أعلنوا بالتسبيح والتقديس والتهليل
والتكبير والثناء على رب العالمين (4) .في المصدر :فرأت 5) .و (6
هكذا في نسخة المصنف والمصدر ،والصحيح كما استظهر المصنف في
الهامش ،انظرن.
] [ 49
الذي ترون ) (1غير ذلك ؟ قلن :نرى نورا ساطعا ،وضيآء لمعا ،قد بلغ عنان
السماء ،قالت :وما الذي ترون ) (2غير ذلك ؟ قلن :لم نر شيئا ،قالت :أما
ترون ) (3القبة و والراكب والطيار الخضر المحدقين بالقبة ،فقلن لها :لم
نر شيئا ،قالت :أرى راكبا أبهى من نور الشمس في قبة خضراء ) (4لم أر
أحسن منها على ناقة واسعة الخطا ،ول شك أن الناقة هي ناقتي الصهباء،
والراكب محمد صلى ال عليه واله ،فقلن :يا سيدتنا ومن أين لمحمد صلى
ال عليه واله ما تقولين ،وليس يقدر على هذا كسرى ول قيصر ؟ فقالت
لهن :فضل محمد أعظم من ذلك ،ثم إن الناقة دخلت بين الشعاب ،ثم
قصدت باب المعلى ،ثم إن الملئكة عرجت إلى السماء ،وعرج جبرئيل
عليه السلم بالقبة والعلم ،وانتبه النبي صلى ال عليه واله من نومه،
ودخل مكة ،وقصد منزل خديجة فوجدها وهي تقول :متى يصل محمد حتى
امتع بالنظر إليه ؟ وهي تقوم وتقعد ،وإذا بالنبي صلى ال عليه واله قد
قرع الباب ،قالت الجارية :من بالباب ؟ قال :أنا محمد ،قد جئت ابشر
خديجة بقدوم أموالها وسلمتها ،فلما سمعت خديجة كلم رسول ال صلى
ال عليه واله انحدرت إلى وسط الدار ،ووقفت بالحجاب ،وفتحت الجارية
الباب ،فقال :السلم عليكم يا أهل البيت ،فقالت خديجة :هنيئا لك السلمة
يا قرة عيني ،قال :وأنت ) (5يهنئك سلمة أموالك ،قالت خديجة :تهنئني
سلمتك أنت يا قرة العين ،فوال أنت عندي خير من جميع الموال والهل،
ثم قالت :شعرا :جاء الحبيب الذي أهواه من سفر * والشمس قد أثرت في
وجهه أثرا عجبت للشمس من تقبيل وجنته ) * (6والشمس ل ينبغي أن
تدرك القمرا ثم قالت :يا حبيبي أين خلفت الركب ؟ قال :بالجحفة ،قالت:
ومتى عهدك بهم ؟ قال :ساعتي هذه ،فلما سمعت خديجة كلمه اقشعر
جلدها ،وقالت :سألتك بال إنك فارقتهم بالجحفة ؟ قال :نعم ،ولكن طوى
ال لي البعيد ،قالت :وال ما كنت احب أن تجئ هكذا وحيدا ،إنما كنت احب
أن تكون أول القوم ،وأنظر إليك ،وأنت مقدم
) 1و 2و (3هكذا في النسخة ،واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح :ترين.
) (4في المصدر :إنى أرى راكبا قد أنار من وجهه المشرق والمغرب في
قبة خضراء (5) .في المصدر :واننى .قلت :فعليه فيهنئك مصحف
فنهنئك (6) .غرته خ ل.
] [ 50
الرجال ،وارسل إليك جواري على رؤوس الجبال ) (1بأيديهم المباخر والمعازف،
وآمر عبيدي بالذبايح والعقائر ،ويكون لك يوم مشهور ،قال :يا خديجة إني
أتيت ولم يعلم بي أحد من أهل مكة ،فإن أمرتيني بالرجوع رجعت من هذه
الساعة وتفعلين مرادك ؟ فقالت له :يا سيدي امهل قليل ،ثم عملت له زادا
ساخنا فوضعته في مزادة ) ،(2و كانت العرب تعرفه بنقائه وطيب ريحه،
وملت له قربة من ماء زمزم ،وقالت له :ارجع أودعتك من طوى لك
البعيد من الرض ،فرجع النبي صلى ال عليه واله ،ثم إن خديجة رجعت
إلى موضعها لتنظر هل تعود القبة أم ل ،وإذا بالقبة قد عادت وجبرئيل قد
نزل ،والملئكة قد أحدقوا بها كالول ،ففرحت خديجة بذلك ،وأنشأت تقول:
نعم لي منكم ملزم أي ملزم * ووصل مدى اليام لم يتصرم ولو لم يكن قلب
المتيم ) (3فيكم * جريحا لما سالت دموعي بالدم ولم يخل طرفي ساعة من
خيالكم * ومن حبكم قلبي ومن ذكركم فمي ولو جبل حملتموه بعادكم *
لمال وما زال ) (4جسمي وأعظمي أشد على كبدي يدي فيردها * بما فيه
من وجد ) (5من الشوق مضرم طويت الهوى والشوق ينشر طيه *
وكتمت أشجاني فلم تتكتم فيارب قد طالت بنا شقة ) (6النوى * وأنت قدير
تنظم الشمل فانظم قال :ثم إن النبي صلى ال عليه واله سار قليل والتحق
بالقوم ،وبعضهم يقظان ) ،(7و بعضهم رقود ،فلما أحس به ميسرة قال:
من الطارق ) (8في هذا الليل العاكر ) (9؟ قال:
) (1في المصدر :وارتب لك جواري وعبيدى على رؤوس الجبال (2) .في المصدر:
في مزادته (3) .المتيم :المحب العاشق (4) .حال خ ل (5) .جمر خ ل) .
(6مدة خ ل (7) .أيقاظ خ ل .وهو الموجود في المصدر (8) .السائر خ
ل .وهو الموجود في المصدر (9) .من عكر الليل :اشتد سواده.
] [ 51
أنا محمد بن عبد ال .قال (1) :يا سيدي ما عهدتك أن تهزء وعهدي بك أنك سائر،
فما الذي أرجعك يا سيدي ؟ فقال له :يا ميسرة إني سافرت ثم عدت،
فضحك ميسرة وقال :سافرت إلى ذيل هذا الجبل ،ثم عدت ؟ قال النبي صلى
ال عليه واله :بل قصدت البيت الحرام ،فقال له ميسرة :ما عهدت منك يا
سيدي إل الصدق ،فقال :يا ميسرة ما قلت لك إل الصدق ،فإن كان عندك
شك فهذا خبز مولتك خديجة ،وهذا ماء زمزم ،فلما نظر ميسرة إلى ذلك
نهض قائما على قدميه ،ونادى :يا معاشر قريش ،ويا بني النضر ،ويا بني
زهرة ،ويا بني هاشم هل غاب محمد عنكم غير ساعتين أو أقل من ذلك ؟
فقالوا :نعم ،قال :قد سار إلى مكة ورجع ،وهذا خبز مولتي خديجة ،وهذا
ماء زمزم ،فتعجب القوم ودهشت عقولهم ،وصاح أبو جهل لعنه ال وقال:
ل يبعد هذا على الساحر ) ،(2فلما أصبح الصباح بلغ العرب ،سبق الخبر
بقدوم القافلة ،وخرج أهل مكة مبادرين ،وسبق عبيد خديجة وجواريها و
تفرقوا في شعاب مكة وأوديتها ،بأيديهم المعازف والمباخر ،فكان النبي
صلى ال عليه واله ما يمر على عبد من عبيد خديجة إل يعقر ناقة فرحا
بقدومه ،ثم تفرق الناس إلى منازلهم ،و نظرت خديجة إلى جمالها وقد
أقبلت كالعرائس ،وكانت معتادة أن يموت بعض جمالها ) (3ويجرب
بعضها إل تلك السفرة فإنها لم تنقص منها شعرة ،فوقف قريش متعجبين
من تلك الجمال ،كلما مر بهم جمل بإزائه ناقة هيفاء فيقولون :لمن هذا )
(4؟ فيقال هذا ) (5ما
) (1في المصدر :يا سيدي من ردك عن سرور يغم عليك ؟ وكان عهدي بك أنك
سائر إلى مولتي خديجة ،قال له النبي صلى ال عليه وآله :يا ميسرة
سافرت ثم عدت ،فضحك ميسرة وقال وال سيدي ! ما عهدتك تستهزئ
قط قال :يا ميسرة ما قلت لك ال صدقا (2) .استظهر المصنف أن )على(
مصحف )عن( .وفي المصدر :قال :فصاح بهم أبو جهل لعنه ال وقال:
ما الذي أراه بكم ؟ قالوا :ان محمدا سار إلى مكة ورجع من ساعته ،قال:
انصرفوا إلى رحالكم ،فلو كان غير محمد لكان عجبا ،ولكن الساحر ل
يبعد عليه مشارق الرض ومغاربها ،قال :فتفرق القوم إلى رحالهم
وباتوا تلك الليلة ،فرحلوا العرب ،وسبق البشير بقدوم العير ،و خرج أهل
مكة مبادرين (3) .بعضها خ ل (4) .هذه خ ل ،وهو الموجود في
المصدر (5) .هذه مما أفاد خ ل وهو الموجود في المصدر.
] [ 52
أفاده محمد صلى ال عليه واله لخديجة من الشام ،فذهلت عقول قريش لذلك ،فلما
اجتمعت أموال خديجة فكوا رحالها ،وعرضوا الجميع على خديجة وكانت
جالسة خلف الحجاب ،والنبي صلى ال عليه واله جالس وسط الدار،
وميسرة يعرض عليها المتعة شيئا فشيئا ،فنظرت خديجة إلى شئ قد
أدهشها ،فبعثت إلى أبيها تعرفه بذلك ،وترغبه في محمد صلى ال عليه
واله ،فلم تك إل ساعة واحدة وإذا بخويلد قد أقبل ودخل منزل ابنته
خديجة ،وهو متزين بالثياب ،متقلد سيفا ،فلما نظرت إليه قامت وأجلسته
إلى جنبها ،وابتدأته بالترحيب ،وجعلت تعرض عليه البضائع ،وهي تقول:
يا أبت هذا كله ببركة محمد صلى ال عليه واله ،وال يا أبتاه إنه مبارك
الطلعة ،ميمون الغرة فما ربحت ربحا أغنم ) (1من هذه السفرة ،ثم التفت
إلى ميسرة وقالت :حدثني كيف كان سفركم ؟ وما الذي عاينتم من محمد
صلى ال عليه واله ؟ قال :يا سيدتي وهل اطيق أن أصف لك بعضا من
صفاته وما عاينت منه صلى ال عليه واله ؟ ثم أخبرها بحديث السيل،
والبئر ،والثعبان ،والنخل ،وما أخبره الراهب ،وما أوصاه إلى خديجة،
فقالت :حسبك يا ميسرة :لقد زدتني شوقا إلى محمد صلى ال عليه واله،
إذهب فأنت حر لوجه ال ،وزوجتك وأولدك ،ولك عندي ما تادرهم،
وراحلتان ،وخلعت عليه خلعة سنية ،وقد امتل سرورا وفرحا ،ثم إن
خديجة التفتت إلى النبي صلى ال عليه واله وقالت :ادن مني فل حجاب
اليوم بيني وبينك ،ثم رفعت عنها الحجاب ،وأمرت أن ينصب له كرسي من
العاج والبنوس ،وأجلسته عليه ،وقالت :يا سيدي كيف كان سفركم ؟ فأخذ
يحدثها بما باعه وما شراه ،فرأت خديجة ربحا عظيما ،وقالت :يا سيدي
لقد فرحتني بطلعتك ،وأسعدتني برؤيتك ،فل لقيت بؤسا ،ول رأيت نحوسا،
ثم جعلت تقول :شعرا :فلو أنني أمسيت في كل نعمة * ودامت لي الدنيا
وملك الكاسرة فما سويت عندي جناح بعوضة * إذا لم يكن عيني لعينك )
(2ناظرة قال :ثم إن خديجة قالت :يا سيدي لك عندي حق البشارة زيادة
على ما كان بيننا فهل لك الساعة من حاجة فتقضى ؟ قال صلى ال عليه
واله :حتى أستريح وأعود إليك ،ثم خرج و
] [ 53
دخل منزله عمه أبي طالب ،وكان أبو طالب فرحا بما عاين من ابن أخيه ،فقبل ما
بين عينيه وجاءت ) (1أعمامه حوله ،وقال أبو طالب :يا ولدي ما الذي
أعطتك خديجة ؟ قال :وعدتني ) (2الزيادة على ما بيننا ،قال :هذه نعمة
جليلة ،وقد عزمت أن أترك لك بعيرين تسافر عليهما ،وراحلتين تصلح
بهما شأنك ،وأما الذهب والفضة أخطب لك بهما فتاة من نسوان قريش من
قومك ) (3ثم ل ابالي بالموت حيث أتى ،وكيف نزل ،فقال :يا عماه افعل ما
بدا لك ،فلما كان وقت الغداة اغتسل النبي صلى ال عليه واله من وعك
السفر ) ،(4وتطيب وسرح رأسه ،ولبس أفخر أثوابه وسار إلى منزل
خديجة ،فلم يجد عندها سوى ميسرة ،فلما رأته فرحت بقدومه ،وجعلت
تقول :دنا فرمى من قوس حاجبه سهما * فصادفني حتى قتلت به ظلما
وأسفر عن وجه وأسبل شعره * فبات يباهي ) (5البدر في ليلة ظلماء ولم
أدر حتى زار من غير موعد * على رغم واش ما أحاط به علما وعلمني
من طيب حسن حديثه * منادمة يستنطق الصخرة الصماء قال :ثم التفتت
إليه وقالت :يا سيدي نعمت الصباح ،ودامت لك الفراح ،هل من حاجة
فتقضى ؟ فاستحيا وطأطأ رأسه وعرق جبينه ،فأقبلت عليه تلطفه في
الكلم ،ثم قالت :يا سيدي إذا سألتك عن شئ تخبرني ؟ قال :نعم ،قالت
خديجة :إذا أخذت الجمال والمال من عندي ما تريد أن تصنع به ؟ قال لها:
وما تريدين بذلك يا خديجة ؟ قالت :أزيدك وما أقدر عليه ،قال اعلمي أن
عمي أبا طالب قد أشار على أن يترك لي بعيرين اسافر بهما ،وبعيرين
أصلح بهما شأني ،والذهب والفضة يخطب لي بهما امرأة من قومي تقنع
مني بالقليل ،ول تكلفني ما ل اطيق ،فتبسمت خديجة ،وقالت :يا سيدي أما
] [ 54
ترضى ) (1أني أخطب لك امرأة تحسن بقلبي ) (2؟ قال :نعم ،قالت :قد وجدت لك
زوجة ،وهي من أهل مكة من قومك ،وهي أكثرهن مال واحسنهن جمال
وأعظمهن كمال ،و أعفهن فرجا ،وأبسطهن يدا ،طاهرة مصونة ،تساعدك
على المور ،وتقنع منك بالميسور ول ترضى من غيرك بالكثير ،وهي
قريبة منك في النسب ) ،(3يحسدك عليها جميع الملوك والعرب ،غير أني
أصف لك عيبها ،كما وصفت لك خيرها ،قال :وما ذلك ؟ قال :عرفت قبلك
رجلين ،وهي أكبر منك سنا ،قال صلى ال عليه واله :سميها لي ،قالت:
هي مملوكتك خديجة ،فأطرق منها خجل حتى عرق جبينه :وأمسك عن
الكلم ،فأعادت عليه القول مرة اخرى ،وقالت :يا سيدي مالك ل تجيب ؟
وأنت وال لي حبيب ،وإني ل اخالف لك أمرا ،و أنشأت ) (4تقول :يا سعد
إن جزت بوادي الراك * بلغ ) (5قليبا ضاع مني هناك واستفت غزلن
الفل سائل * هل لسير الحب منهم فكاك ؟ وإن ترى ركبا بوادي الحمى *
سائلهم عنى ومن لي بذاك ؟ نعم سروا واستصحبوا ناظري * والن عيني
تشتهي أن تراك ما في من عضو ول مفصل * إل وقد ركب منه ) (6هواك
عذبتني ) (7بالهجر بعد الجفاء ) * (8يا سيدي ماذا جزاء ) (9بذاك ؟
فاحكم بما شئت وما ترتضي * فالقلب ما يرضيه إل رضاك
) (1ترضاني خ ل ،وهو الموجود في المصدر (2) .تحسن لك قلبى خ ل (3) .في
المصدر :وتقنع منك باليسير ،ول ترضى من غيرك ولو بذل لها كثير،
كبيرة في قومها مطاعة في أمرها ،وعشيرتها قريبة منك في النسب(4) .
بلسان حالها خ ل (5) .أنشد خ ل (6) .فيه خ ل (7) .أو عدتني خ ل(8) .
بعد الوفاء خ ل (9) .ما جزاء هذا خ ل.
] [ 55
قال :ثم ألحت عليه بالكلم ) ،(1فقال لها :يا ابنة العم أنت امرأة ذات مال ،وأنا فقير
ل أملك إل ما تجودين به علي ،وليس مثلك من يرغب في مثلي ) ،(2وأنا
أطلب امرأة يكون حالها كحالي ،ومالها كمالي ) ،(3وأنت ملكة ل يصلح لك
إل الملوك ،فلما سمعت كلمه قالت :وال يا محمد إن كان مالك قليل فمالي
كثير ،ومن يسمح ) (4لك بنفسه كيف ل يسمح لك بماله ؟ وأنا ومالي
وجواري ) (5وجميع ما أملك بين يديك وفي حكمك ،ل أمنعك منه شيئا،
وحق الكعبة والصفا ما كان ظني أن تبعدني عنك ،ثم ذرفت ) (6عبرتها
وقالت :شعرا :وال ما هب نسيم الشمال * إل تذكرت ليالي ) (7الوصال
ول أضا من نحوكم بارق * إل توهمت لطيف الخيال أحبابنا ! ما خطرت
خطرة ) * (8منكم غداة الوصل مني ببال جور الليالي خصني بالجفا *
منكم ومن يأمن جور الليال ؟ رقوا وجودوا واعطفوا وارحموا * ل بد لي
منكم على كل حال قال :ثم إن خديجة قالت :ورب احتجب عن البصار )،(9
وعلم حقيقة ) (10السرار
) (1في المصدر :في الكلم (2) .في المصدر :وليس مثلك من يرغب في ووصل
مثلى ،والراغب في الفقير قليل (3) .زاد في المصدر :أقنع بها وتقنع بي،
وفيه :وأنت تصلح لك الملوك يكونوا مثلك ،مالهم كمالك ،وحالهم كحالك.
) (4أي من يجود لك (5) .في المصدر :وعبيدى وجواري (6) .أي سال
دمعها (7) .أيام خ ل (8) .فرقة خ ل (9) .في المصدر :ورب الكعبة،
وحق من اختفى عن البصار (10) .في المصدر :وعلم خفية السرار ما
قلت لك قول اداعبك فيه ،وما أنا ال فيما قلته محقة ولم أقل باطل ،قم
وأمض إلى عمومتك.
] [ 56
أني محقة لك في هذا المر ،قم ) (1إلى عمومتك وقل لهم :يخطبوني لك من أبي،
ول تخف من كثرة المهر ،فهو عندي وأنا أقوم لك بالهدايا والمصانعات،
فسر وأحسن الظن فيمن أحسن بك الظن ) ،(2فخرج النبي صلى ال عليه
واله من عندها ،ودخل على عمه أبي طالب و السرور في وجهه )،(3
فوجد أعمامه مجتمعين ،فنظر إليه أبو طالب وقال :يابن أخي يهنئك ما
أعطتك خديجة وأظنها قد غمرتك من عطاياها ،قال محمد صلى ال عليه
واله :يا عم لي إليك حاجة ،قال :وما هي ؟ قال ،تنهض أنت وأعمامي هذه
الساعة إلى خويلد ،وتخطبون لي منه خديجة ،فلم يرد أحد منهم عليه
جوابا غير أبي طالب ،فقال :يا حبيبي إليك نصير ،وبأمرك نستشير في
امورنا ،وأنت تعلم أن خديجة امرأة كاملة ميمونة فاضلة تخشي العار،
وتحذر الشنار ) ،(4وقد عرفت قبلك رجلين :أحدهما عتيق بن عائذ،
والخر عمرو الكندي ،وقد رزقت منه ولدا ،وخطبها ملوك العرب
ورؤساؤهم وصناديد قريش وسادات بني هاشم وملوك اليمن وأكابر
الطائف ،وبذلوا لها الموال ،فلم ترغب في أحد منهم ،ورأت أنها أكبر
منهم ،وأنت يابن أخي فقير ل مال لك ول تجارة ،وخديجة امرأة مزاحة
عليك ،فل تعلل نفسك بمزاحها ،ول تسمع قريشا هذا المر ) ،(5فقال أبو
لهب :يا ابن أخي ل تجعلنا في أفواه العرب ،وأنت ل تصلح لخديجة ،فقام
إليه العباس وانتهره ،وقال :وال إنك لرذل الرجال ،ردي الفعال ،وما
عسى أن يقولوا في ابن أخي ،وال إنه أكثر منهم جمال ،وأزيد كمال،
وبماذا تتكبر عليه خديجة ؟ لمالها أم لزيادة كمالها وجمالها ؟ فاقسم برب
الكعبة لن طلبت عليه مال لركبن جوادي وأطوف في الفلوات ،ولدخلن
) (1ولكن قم خ ل (2) .في المصدر ،ول تخف إن كان يطلب منك مال ،فأنا وال
أقوم لك بالهدايا والموال ومهما طلب أبي من المال أنا أقوم به ،وهذه
أموالي وذخائري وعبيدى وجواري كلها بين يديك خذ منها ما شئت ،فأنا
لك طالبة ،وفيك راغبة ،ول اريد سواك ،فسر وأحسن الظن فيمن تحسن
الظن بك ،ول تخيب قاصديك (3) .قد زاد خ ل (4) .الشنار :العار .أقبح
العيب (5) .في المصدر :ول تسمع قريش هذا الكلم أبدا.
] [ 57
على الملوك حتى أجمع له ما تطلب عليه ) (1خديجة .قال النبي صلى ال عليه
واله :يا معاشر العمام قد أطلتم الكلم فيما ل فائدة فيه ،قوموا واخطبوا
لي خديجة من أبيها ،فما عندكم من العلم مثل ما عندي منها ،فنهضت
صفية بنت عبد المطلب رضي ال عنها ،وقالت :وال أنا أعلم أن ابن أخي
صادق فيما قاله ،ويمكن أن تكون خديجة مازحة عليه ،ولكن أنا أروح
وابين لكم المر ،ثم لبست أفخر ثيابها وسارت نحو منزل خديجة ،فلقيتها
بعض جواريها في الطريق فسبقتها إلى الدار ،وأعلمت خديجة بقدوم
صفية بنت عبد المطلب ،وكانت قد عزمت على النوم فأخلت لها المكان )
،(2وقد عثرت خديجة بذيلها ،فقالت :ل أفلح من عاداك يا محمد ،فسمعت
صفية كلم خديجة فقالت في نفسها :أجاد الدليل ،ثم طرقت الباب ،ففتح و
جاءت إلى خديجة فلقيتها بالرحب والتحية ،وأرادت أن تأتي لها بطعام،
فقالت :يا خديجة ما جئت لكل طعام ،بل يا ابنة العم جئت أسألك عن كلم
أهو صحيح أم ل ؟ فقالت خديجة :بل هو صحيح إن شئت تخفيه أو شئت
تبديه ،وأنا قد خطبت محمدا لنفسي ،وتحملت عنه مهري ،فل تكذبوه إن
كان قد ذكر لكم بشئ ) ،(3وإني قد علمت أنه مؤيد من رب السماء،
فتبسمت صفية وقالت :وال إنك لمعذورة فيمن أحببت ،وال ما شاهدت
عيني مثل نور جبينه ،ول أعذب من كلم ابن أخي ،ول أحلى من لفظه ثم
أنشأت تقول :شعرا :ال أكبر كل الحسن في العرب * كم تحت غرة هذا
البدر من عجب قوامه ) (4ثم إن مالت ذوائبه * من خلفه فهي تغنيه عن
الدب تبت يد اللئمي فيه وحاسده * وليس لي في سواه قط من أرب )(5
) (1منه خ ل ،وفي المصدر :ما طلبت من المال (2) .في المصدر :وقد عزمت على
النوم ونزلت إلى أسفل الدار ،ولم تترك عندها أحدا من الجوارى وقامت
تمشى (3) .شيئا خ ل ،وفي المصدر :إن كان قد نقل اليكم حديثا(4) .
قوائمه خ ل (5) .الرب :الحاجة .الغاية.
] [ 58
قال :ثم إن صفية رضي ال عنها عزمت على الخروج من بيتها ،فقالت لها خديجة:
امهلي قليل ،ثم أخرجت خلعة سنية وخلعتها على صفية ،وضمتها إلى
صدرها ،وقالت يا صفية :بال عليك إل ما أعنتيني على وصال محمد صلى
ال عليه واله ) ،(1قالت :نعم ،ثم خرجت طالبة لخوتها ،فقالوا لها :ما
وراءك يا صفية ،يا ابنة الطيبين ؟ قالت :يا إخواتي قوموا إن كنتم قائمين،
فوال إن لها في ابن أخيكم محمد صلى ال عليه واله رغبة ليس تدرك،
ففرحوا بذلك كلهم غير أبي لهب ،فإن كلمها زاده غيظا وحسدا لمحمد
صلى ال عليه واله ،وذلك بسبب الشقاوة السابقة ) ،(2فزعق بهم العباس
وقال :فما قعودكم إذ كان قد حصل المر ؟ فنهضوا جميعا إلى دار خويلد،
وقد عمد أبو طالب إلى النبي صلى ال عليه واله وألبسه أحسن الثياب،
وقلده سيفا ،وأركبه على جواده ،ودار حوله عمومته وكلهم محدقون به،
فلقاهم أبو بكر بن أبي قحافة وقال :إلى أين تريدون يا أولد عبد المطلب ؟
لقد كنت قاصدا إليكم في حاجة خطرت ببالي ،فقال له العباس :وما هي ؟
اذكرها ،قال :رأيت في منامي كأن نجما قد ظهر في منزل أبي طالب
وارتفع إلى افق السماء ،وأنار واستنار إلى أن صار كالقمر الزاهر ،ثم نزل
بين الجدران فتبعته ،فإذا هو قد دخل في بيت خديجة بنت خويلد ،ودخل
معها تحت الثياب ،فما تأويله ؟ قال له أبو طالب :ها نحن لها قاصدون،
وعلى خطبتها معولون ،ثم ساروا حتى وصلوا منزل خويلد فسبقتهم
الجواري إليه ،وكان يشرب الخمر ،وقد لعب الخمر في رأسه ،فلما نظر
إلى بني هاشم قام لهم وقال :مرحبا وأهل بأبناء آبائنا وأعز الخلق علينا،
فقال أبو طالب :يا خويلد ما جئنا إل لحاجة ) ،(3وأنت تعلم قربنا منكم،
ونحن في هذا الحرم أبناء أب واحد ،وقد جئنا خاطبين ابنتك خديجة لسيدنا
) ،(4ونحن لها راغبون ،فقال خويلد:
) (1في المصدر :برب الكعبة ال ما ساعدتيني على ما أطلب من قرب محمد(2) .
في المصدر :وذلك بسبب الشقاوة السابقة ظهر به الحسد ،وزاد الكمد،
حيث أن خديجة تصل إلى محمد صلى ال عليه وآله (3) .في المصدر :يا
خويلد ما أتيناك للطعام ول للشراب ،وأنت تعلم أننا لك قرابة ،وأنتم لنا
بنو عم ،ونحن في هذا الحرم بنو أب واحد ،ليس لحد شرف كشرفنا،
ونحن وأنت في الحال سوى ،ونحب أن ل تخالفنا ،وتقرب ابنتك لسيدنا،
فهو يزينها ول يشينها ،وقد جئناك خاطبين وفي ابنتك راغبين(4) .
محمد خ ل.
] [ 59
ومن الخاطب منكم ؟ ومن المخطوبة مني ؟ فقال أبو طالب :الخاطب منا محمد ابن
أخي ،و المخطوبة خديجة ،فلما سمع ذلك خويلد تغير لونه وكبر عليه
وقال :وال إن فيكم الكفاية ،وأنتم أعز الخلق علينا ،ولكن خديجة قد ملكت
نفسها وعقلها أوفر من عقلي ) .(1وأنا لم تطب قلبي إن خطبها الملوك،
فكيف وهذا محمد فقير صعلوك ) (2؟ فقام إليه حمزة رضي ال عنه فقال
له :ل يقدر ) (3اليوم بأمس ،ول تشاكل القمر بالشمس يا بادي الجهل ،ويا
خسيف ) (4العقل ،أما علمت أنك قد ضل رشدك .وغاب عقلك ،أتثلب ابن
أخينا ؟ أما علمت أنه إذا أراد أموالنا وأرواحنا قدمنا الكل بين يديه ،ولكن
سوف يبين لك غب ) (5فعلك ،ثم نفض أثوابه ونهض ،ونهض إخواته
وساروا إلى منازلهم ،وبلغ الخبر خديجة من جارية لها ،فقالت :ما
وراءك ؟ قالت :أمر يغم القلوب ) ،(6فقالت لها :ماذا يا ويحك ؟ قالت :إن
أباك قد رد أولد عبد المطلب خائبين ،فلما سمعت خديجة كلمها قالت:
اطلبي لي عمي ورقة ،فخرجت الجارية وعادت ومعها ورقة ،فلما جاءها
استقبلته بأحسن قبول ،وقالت :مرحبا بك يا عم ،فل غابت طلعتك عني ،ثم
طرقت إلى الرض وقد قطب حاجباها ) ،(7فقال ورقة :حاشاك يا خديجة
من السوء ،ما الذي حل بك ؟ قالت :يا عم ما حال السائل ؟ وما نال )(8
المسؤل ؟ قال :في أنحس حال ،قال ) :(9ولكن أراك ) (10يا
) (1في المصدر :وأرى أن عقلها أعز من عقلي ،ورأيها أعلى من رأى ،وأنا فما
يطيب قلبى أن تخطبها الملوك ،وازوجها بفقير صعلوك ؟ ) (2الصعلوك:
الفقير (3) .ل تقدر خ ل وفي المصدر :ل يقاس (4) .سخيف خ ل وفي
المصدر :خسيس .قلت :خسيف العقل أي ناقص العقل (5) .الغب:
العاقبة (6) .زاد في المصدر ويرد المعافى مكروبا (7) .قطبت حاجبيها خ
ل قلت :هو الموجود في المصدر .قوله :قطبت أي قبضت ما بين عينيه
كما يفعله العبوس (8) .بال خ ل (9) .في المصدر :وإنى أراه في أنحس
حال .وأسقط قوله :قال (10) .في المصدر :وأراك.
] [ 60
خديجة تخاطبيني بهذا الكلم ،كأنك تريدين الزواج ؟ قالت :أجل ،قال :يا خديجة لقد
خطبك الملوك والصناديد ،ولم ترضى بأحد منهم ،قالت :ما اريد من
يخرجني من مكة ،فقال :وال ما منها ) (1أحد إل وقد خطبك ،مثل شيبة
بن ربيعة ،وعقبة بن أبي معيط ،وأبي جهل بن هشام ،والصلت بن أبي
يهاب فأبيتي ) (2عنهم جميعا ،قالت :ما اريد من فيه عيب ،ثم قالت :يا عم
صف لي عيبهم ،قال :يا خديجة أما شيبة ففيه سوء الظن ،و أما عقبة فهو
كثير السن ،وأما أبو جهل فهو بخيل متكبر ،كريه النفس ،وأما الصلت فهو
رجل مطلق ،فقالت :لعن ال من ذكرت ،وهل تعلم أنه خطبني ) (3غير
هؤلء ؟ قال :سمعت أنه قد خطبك محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن
هاشم ،قالت يا عم صف لي عيبه ،وكان ورقة عنده علم من الكتب السالفة
بما يكون من أمر محمد صلى ال عليه واله ،فلما سمع كلمها طأطأ رأسه
وقال :أصف لك عيبه ؟ قالت :نعم ،قال :أصله أصيل ،وفرعه طويل )(4
وطرفه كحيل ،وخلقه جميل ،وفضله عميم ،وجوده عظيم ،وال يا خديجة
ما كذبت فيما قلت ،قالت :يا عم صف لي عيبه كما وصفت لي خيره ،قال:
يا خديجة :وجهه أقمر ،وجبينه أزهر ،وطرفه أحور ،ولفظه أعذب ) (5من
المسك الذفر ،وأحلى من السكر ،وإذا مشى كأنه البدر إذا بدر ،والوبل إذا
أمطر ،قالت ) :(6يا عم صف لي عيبه ،قال :يا خديجة مخلوق من الحسن
) (7الشامخ ،والنسب الباذخ ،وهو أحسن العالم سيرة ،وأصفاهم سريرة )
،(8إذا مشى تخاله ينحدر من صبب ،شعره كالغيهب ،وخده أزهر من
الورد الحمر ،وريحه
) (1فيها خ ل .وفي المصدر :قال :يا ابنتى أما خطبك شيبة بن ربيعة (2) .أبيت خ
ل صح (3) .قد خطبني خ ل (4) .زاد في المصدر :وخده أسيل(5) .
أحسن خ ل .وفي المصدر :أحلى من السكر ،وريحه أطيب من المسك
الذفر (6) .في المصدر :إذا مشى تخاله البدر إذا أبدر ،ل وال بل هو
أنور ،قالت (7) .هكذا في الصل ،وفي نسخة وفي المصدر :الحسب(8) .
زاد في المصدر :ل بالقصير اللصق .قلت :الصبب :الموضع المنحدر.
والغيهب الشديد السواد من الخيل والليل .وفي المصدر :الغيهب الدجن.
] [ 61
أزكى من المسك الذفر ،ولفظه أعذب من الشهد وأخير ،اشهدك يا خديجة أني
احبه .قالت :يا عم أراك كلما قلت لك :صف لي عيبه وصفت لي حسنه ؟
قال :يا ابنتي وهل أنا أقدر على وصف خيره ،ثم أنشأ يقول :لقد علمت كل
القبائل والمل * بأن حبيب ال أظهرهم قلبا وأصدق من في الرض قول
وموعدا * وأفضل خلق ال كلهم قربا فقالت :يا ورقة إن أكثر الناس
يثلبونه ،قال :ثلبهم له إنه فقير ،قالت :يا عم أما سمعت قول الشاعر :إذا
سلمت رؤوس الرجال من الذى * فما المال إل مثل قلم الظافر ولكن يا
عم إذا كان ماله قليل فما لي كثير ،وإني يا عم محبة له على كل حال ،فقال
لها :إذن وال تسعدين وترشدين وتحضين ) (1بنبي كريم ،فقالت :يا عم
أنا الذي خطبته لنفسي ،فقال لها ورقة :وما الذي تعطيني وأنا ازوجك في
هذه الليلة بمحمد ؟ فقالت :يا عم وهل لي شئ دونك ،أم يخفى عليك ؟
وهذه ذخائري بين يديك ،ومنزلي لك ،وأنا كما قال القائل شعرا :إذا تحققتم
ما عند صاحبكم * من الغرام فذاك العذر يكفيه أنتم سكنتم بقلبي فهو
منزلكم * وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ثم قال ورقة :يا خديجة لست
اريد شيئا من حطام الدنيا ،وإنما اريد أن تشفعي لي عند محمد صلى ال
عليه واله يوم القيامة واعلمي يا خديجة أن بين أيدينا حساب وكتاب
وعقاب وعذاب ) ،(2ول ينجو إل من تبع محمدا ،وصدق برسالته ،فياويل
من زحزح ) (3عن الجنة وادخل النار ،فلما سمعت خديجة كلمه قالت :يا
عم لك عندي ما طلبت ،فخرج ورقة و
) (1تحظين خ ل قلت :هكذا في الصل ،والصحيح إما الثاني أو ما في المصدر وهو
هكذا :وتقربين من نبي كريم ،وزاد في المصدر :ورسول عظيم ،وإنه يا
خديجة نبى هذه المة ،فقالت :يا عم وال انى احبه ،وأنا الذي أمرته أن
يخطبني ،فالن أنا الذي أمرته وأبي ابعده ،قال ورقة :وهو ان أبيك ،يا
خديجة ما الذي تعطيني حتى ازوجك (2) .هكذا في الصل والمصدر
بالرفع (3) .زحزحه :باعده أو أزاله عنه فتباعد فتنحى.
] [ 62
دخل على أخيه خويلد وقد غلب عليه السكر ،فجلس ورقة وقد ظهر الغيظ في
وجهه ) ،(1و قال :يا أخي ما أغفلك عن نفسك ؟ تريد أن تقتلها أنت
بنفسك ؟ فقال :ومن أين علمت يا أخي ؟ فقال :لقد خلفت بني عبد المطلب
وقلوبهم تغلي عليك كغلي القدر ،وقد أراد حمزة أن يهجم عليك في دارك،
فقال خويلد :يا أخي وأي ذنب أذنبته عليهم حتى يفعلوا بي ذلك ؟ قال:
سمعتهم يقولون إنك تثلب ابن أخيهم وهو عليك قبيح ،إن كان قد وقع منك
ذلك وال ما وطئ الحصى مثل محمد ،أنسيت ) (2ما جرى له في صغره،
وما بان له في كبره ؟ وال ما يثلبه إل لئيم ،قال خويلد :وال يا أخي ما
ثلبت الرجل ،وإنه خير مني وإنما أراد أن يتزوج بخديجة ،فقال له أخوه:
ماذا تنكر منه ؟ قال خويلد :وال يا أخي ما أقول فيه :شيئا ،ولكن خشيت
من وجهين :الول تسبني العرب حيث أنى رددت أكابرهم وساداتهم،
وازوجها الن بفقير ل مال له ،والثاني أنها ل ترضاه فقال ورقة :إن
العرب ما منهم إحد إل ويحب أن يزوجه بابنته ،ويشتهي أن يكون محمد
نسيبه وقريبه ،وأما خديجة فمذ عاينت فضله رضيت به ،وأما أنت فقد
جلبت لنفسك عداوة بني هاشم على غير شئ ،وإنهم ما يتركونك غير
ساعة ل سيما ) (3السد الهجوم ،حمزة القضاء المحتوم ،ل يصده عنك
صاد ،ول يرده عنك راد ،وال إن قبلت نصحي ،وسرت معي إلي بني
هاشم سألتهم أن يرفعوا عنك يد العداوة ،وتزوج محمدا صلى ال عليه
واله بخديجة ) ،(4وال ما تصلح إل له ،ول يصلح إل لها ،فقال :يا أخي
أخاف أن يهجموا بي ويقتلوني ،فقال ورقة :ضمان هذا المر علي ،فل
تخف ،فنهضا جميعا وسارا حتى دخل على أولد عبد المطلب ،فوقفا على
الباب وكان من المر المقدر أن في ذلك الوقت كان أولد عبد المطلب
جالسين ،و
) (1في المصدر بعد ذلك :فقال له خويلد :ما تشرب ؟ قال :من يقتل أخوه فكيف
يشرب ؟ فقال خويلد :ومن يقتلني ؟ قال :أنت تقتل ،قال خويلد :وكيف
ذلك ؟ قال :وال لقد خلفت (2) .في المصدر :فان كنت فعلت ذلك فقد وال
وجب عليك القتل :والصدق أوفى ،وصاحبه انجى وأعفى ،وال ما احد
أكبر من محمد ،انسيت (3) .في المصدر :غير ساعة ،أو بعض ساعة،
كل من يلقاك منهم قتلك ،ل سيما (4) .في المصدر :وتزوج خديجة.
بمحمد.
] [ 63
بينهم النبي صلى ال عليه واله ،فنظر إليه حمزة وقال :يا قرة العين ما تقول ) (1؟
وال لئن أمرتني لتينك في هذه الساعة برأس خويلد ،فقال خويلد لورقة:
اسمع يا أخي ،فقال ورقة اسمع أنت ،فقال ،خويلد :دعني أرجع ،قال
ورقة :ل ،وانظر الن ما أصنع ،دعنا نأتي إليهم فإنهم ل يبعدون ،من يأتي
إليهم ،ثم إن ورقة قرع الباب فقال النبي صلى ال عليه واله :لقد جاءكم
خويلد وأخوه ورقة ،فقام حمزة فأدخلهم ،ويد خويلد في يد ورقة ،ونادى:
نعمتم صباحا ومساء وكفيتم شر العداء ،يا أولد زمزم والصفا ،فناداه أبو
طالب :وأنت يا خويلد كفيت ما تحذر وتخشى ،فانتهره حمزة وقال :ل أهل
ول سهل لمن طلب منا بعدا ،وأرانا هجرا وصدا ،قال خويلد :ما كان ذلك
مني يا سيدي ،وأنتم تعلمون أن خديجة وافرة العقل ،مالكة نفسها ،وإنما
تكلمت بهذا الكلم حتى أسمع ما تقول ،والن عرفت أن المرأة فيكم راغبة
) ،(2فل تؤاخذوني بما جرى ،ونحن كما قال الشاعر :ومن عجب اليام
إنك هاجري * وما زالت اليام تبدئ العجائبا وما لي ذنب أستحق به الجفا
* وإن كان لي ذنب أتيتك تائبا والن قد رضيت لرضاها ،ولجل القرابة
والنسب ،وقال :شعرا :عودوني الوصال فالوصل عذب * وارحموا
فالفراق والهجر صعب زعموا حين عاينوا أن جرمى * فرط حبي لهم وما
ذاك ذنب ل وحق الخضوع عند التلقي * ما جزى من يحب أن ل يحب
فقال عند ذلك حمزة :يا خويلد أنت عندنا عزيز كريم ،ولكن ما كان يجوز
منك إذا جئناك أن تبعدنا ،فقال ورقة :إنا لنحب محمدا أشد محبة ،ونحن
على ما تقولون ،ولكن اريد يا بني هاشم أن تكون هذه الخطبة في غداة غد
على رؤوس النام ) ،(3حتى
) (1ما فكرك ؟ وهو الموجود في المصدر (2) .في المصدر بعد ذلك :ولكم طالبة،
وقد جئتكم لتقبلوا عذرى ،وتغفروا ذنبي ،والن يا أولد عبد المطلب فان
خديجة لكم محبة ،وأنا أيضا موافق لها لجل القرابة والنسابة ،فل
تشتموا بنا العداء ،قال :فقال حمزة :يا خويلد أنت عندنا عزيز كريم) .
(3الشهاد خ ل .وهو الموجود في المصدر.
] [ 64
يسمع الغائب والحاضر ،فقال حمزة :ل نخالفكم فيما تقولون ،فقال ورقة :اعلمكم
أن أخي له لسان ) (1ل يخلص به عند العرب ،واريد أن يوكلني في أمر
ابنته خديجة ،حتى أصير أنا المجاوب ،وأنتم تعلمون أنى قد قرأت سائر
الكتب وعرفت ) (2سائر الديان ،فقال حمزة :وكله يا خويلد على ذلك،
فقال خويلد :اشهدكم يا أولد هاشم أني قد وكلت أخي ورقة في أمر ابنتي
خديجة ،فقال ورقة :اريد أن يكون هذا المر عند الكعبة ،فساروا جميعا
إلى الكعبة ،فوجدوا العرب مجتمعين بين زمزم والمقام ،وهم جماعات
كثيرة ،منهم ) (3الصلت بن أبي يهاب ،ولئيمة بن الحجاج ،وهاشم بن
المغيرة ،وأبو جهل بن هشام ،وعثمان بن مبارك ) (4العميري ،وأسد بن
غويلب الدارمي ،وعقبة بن أبي معيط ،وامية بن خلف ،وأبو سفيان بن
حرب ) ،(5فناداهم ورقة :نعمتم صباحا يا سكان حرم ال ،فقالوا كلهم:
أهل وسهل يا أبا البيان ،فقال ورقة :يا معشر قريش ،يا جميع من حضر
أني أسألكم ،ما تقولون في خديجة بنت خويلد ؟ فنطق العرب بأجمعهم
فقالوا :بخ بخ ،لقد ذكرت وال الشرف الوفى ،والنسب العلى ،والرأي ال
زكى ،ومن ل يوجد لها نظير في نساء العرب والعجم ،فقال :أتحمدون أن
تكون بل بعل ؟ فقالوا :ليس بواجب ،وقد وجدنا الخطاب لها كثيرا ،وهي
تأبى ،قال ورقة :يا سادات العرب أل وإن هذا أخي قد وكلني في أمرها،
وهي قد أمرتي ن أن ازوجها ،وأعلمتني أن لها رغبة في سيد من سادات
قريش ،وسألتها أن تسميه لي ،فأبت ،واحب أن تسمعوا الوكالة منه ،وأن
تحضروا كلكم جميعا غداة غد في منزلها ،فما تسعكم غير دارها ،وكان لها
دار واسعة تسع أهل مكة ،فلما سمعوا كلمه لم يبق أحد منهم إل يقول :أنا
هو المطلوب ،فقالوا:
) (1في المصدر :لشأن (2) .في المصدر :وفهمت (3) .في المصدر :مثل النضر بن
الحارث ،ومطعم بن عدى ،والصلت بن أبى أهاب المخزومى (4) .في
المصدر :مالك (5) .زاد في المصدر :وصفوان بن امية وسادات مكة،
فلما أشرف ورقة وخويلد عليهم نادى ورقة :يا أولد زمزم والصفا ،ومن
بهما يضرب المثال في جميع القطار ،فرغبوا العيب وقالوا أهل .اه.
] [ 65
نعم الوكيل والكفيل أنت ،فقال ورقة لخيه خويلد :تكلم ما دامت السادات حاضرين،
قال خويلد :اشهدكم يا سادات العرب على أني قد نزعت نفسي من أمر
ابنتي خديجة ،وجعلت وكيلي وكفيلي في هذا المر أخي ،فل رأي فوق
رأيه ،ول أمر فوق أمره ،فقال ورقة :اسمعوا أيها السادات ،وإنه غير
مجنون ول مجبور ول مخمور ،وإني ازوجها بمن شئت ،فقال العرب:
سمعنا وأطعنا وشهدنا ،وخرج خويلد وقد ذهب حكمها من يده ،وسار
ورقة إلى منزل خديجة وهو فرح مسرور ،فلما نظرت إليه قالت :مرحبا و
أهل بك يا عم ،لعلك قضيت الحاجة ،قال :نعم يا خديجة يهنئك ،وقد رجعت
أحكامك ) (1إلي ،فأنا وكيلك ،وفي غداة غد ازوجك إن شاء ال تعالى
بمحمد صلى ال عليه واله ،فلما سمعت خديجة كلمه فرحت وخلعت عليه
خلعة قد اشتراها عبدها ميسرة من الشام بخمس مأة دينار ،فقال ورقة :ل
ترغبيني في مثل هذا ،فلست براغب فيه ،وإنما الرغبة في شفاعة محمد
صلى ال عليه واله ،فقالت :لك ذلك ،ثم قال لها :يا خديجة قومي هذه
الساعة ،وجهزي أمرك ،وجملي منزلك ،واخرجي ذخائرك ،وعلقي
ستورك ،وانشري حللك ،واكمدي عدوك ،فما يدخر المال إل لمثل هذا
اليوم ،واصنعي وليمة ل يعوزك ) (2فيها شئ ،فإن العرب في غداة غد
يأتون كلهم إلى دارك ،فلما سمعت منه ذلك نادت في عبيدها وجواريها ،و
أخرجوا الستور والمساند والوسائد والبسط المختلفة اللوان والحلل ذات
الثمان و العقود والقلئد ونشرت الرايات .وقد روت الرواة الذين شاهدوا
تلك الليلة أن تلك العبيد والماء الذين كانوا برسم الخدمة لحمل النية
ثمانون عبدا ،وذبحت ) (3الذبائح ،وعقرت العقائر ،وعقدت الحلوات من
كل لون ،وجمعت الفواكه من كل فاكهة ،وقصد ورقة منزل أبي طالب
فوجده وإخوته
) (1في المصدر :أمرك (2) .أعوزه المطلوب :أعجزه وصعب عليه نيله (3) .في
المصدر :ولقد روت الرواة الذين كانوا شاهدوا تلك الليلة ذكروا أنه كان
في منزل خديجة برسم الخدمة من الجوار والعبيد مائة وستون ،والجوار
الذي برسم الخدمة ل غير ستون ،وكان لها من جملة النية في البيت
ثمانون هاونا من ذهب ،وكان لها ما ل يحصى ،وذبحت اه.
] [ 66
مجتمعين ،فقال لهم :نعمتم صباحا ومساء ،ما يحبسكم عن إصلح أمركم ،انهضوا
في أمر خديجة ،فقد صار أمرها بيدي ،فجذا كان غداة غد إن شاء ال
تعالى ازوجها بمحمد صلى ال عليه وآله ) ،(1فعندها قال محمد صلى ال
عليه واله :ل أنسى ال لك ذلك يا ورقة ،وجزاك فوق صنيعك معنا ) ،(2ثم
قال أبو طالب :الن وال طاب قلبي ،وعلمت أن أخي قد بلغ المنى ،وقام
لعمل الوليمة وإخوته عنده ،فعند ذلك اهتز العرش والكرسي ،وسجد
الملئكة وأوحى ال تعالى إلى رضوان خازن الجنان أن يزينها ،ويصف
الحور والولدان ،ويهيأ أقداح الشراب ،ويزين الكواعب والتراب )،(3
وأوحى إلى المين جبرئيل عليه السلم ،أن ينشر لواء الحمد على الكعبة،
وتطاولت الجبال ،وسبحت بحمد الملك المتعال ،على ما خص به محمدا
صلى ال عليه واله ،وفرحت الرض ،وباتت مكة تغلي بأهلها كما يغلي
المرجل ) (4على النار ،فلما أصبحوا أقبلت الطوائف والكابر والقبائل
والعشائر ،فلما دخلوا منزل خديجة وجدوها وقد أعدت لهم المساند
والوسائد والكراسي والمراتب ،وجعلت مجلس كل واحد منهم في مرتبته
ومحله ،فدخل أبو جهل لعنه ال وهو يختال ) (5في مشيته وزينته ،وقد
أرخى ذوائبه من ورائه ،وحمائل سيفه على منكبه ،وقد أحدقت به بنو
مخزوم ،فنظر إلى صدر المجلس وقد نصب فيه كرسي عظيم ،وتحته أحد
عشر كرسيا ،في أعلى مكان مصفوفا لم ير أحسن منها ،فتقدم وأراد
الجلوس على ذلك السرير العالي ،فصاح به ميسرة وقال له :يا سيدي
تمهل قليل ول تعجل ،فقد وضعت منزلك عند بني مخزوم ،فرجع هو
خجلن ،وجلس فما كان إل قليل وإذا بأصوات قد علت ،والعرب قد
تواثبت ،وقد أقبل العباس )(6
) (1زاد في المصدر :وما فعلت ذلك ال محبة لبن أخيكم (2) .لنا خ ل(3) .
كواعب :فتيات تكعبت ثديهن أي نتأت وبرزت .والتراب :لدات قرينات،
مفردها ترب ،وفي الصل الجارية التى تلعب مع نظائرها في التراب(4) .
المرجل :القدر (5) .أي يتكبر ،والمصدر :وهو يسحب أذياله ،ويجر
أطماره (6) .النبي والعباس خ ل.
] [ 67
وحمزة إلى جانبه ،وسيفه مجرد من غمده ،وأبو طالب يقدمهم ،وحمزة يقول :يا
أهل مكة الزموا الدب ،وقللوا الكلم ،وانهضوا على القدام ،ودعوا الكبر،
فإنه قد جاءكم صاحب الزمان ) (1محمد المختار ،من الملك الجبار،
المتوج بالنوار ،صاحب الهيبة والوقار ،قد ) (2ورد عليكم ،فنظرت العرب
وإذا بالنبي صلى ال عليه واله قد جاء ،وهو معتم بعمامة سوداء ،تلوح
ضياء جبينه من تحتها ،وعليه قميص عبد المطلب ،وبردة الياس ،وفي
رجليه نعلن لجده عبد المطلب ،وفي يده قضيب إبراهيم الخليل ،متختم
بخاتم من العقيق الحمر ،والناس محدقون به ،ينظرون إليه ،وقد أحاطت
به عشيرته ،وحمزة يحجبه عن أعين الناظرين ،وقد شخصت إليه جميع
المخلوقات والموجودات بالشارة يسلمون عليه ،وقد ذهلت العرب مما
رأوا منه ) ،(3وقام كل قاعد منهم على قدميه ،وجلس النبي صلى ال
عليه واله وأعمامه في أعلى موضع ومكان ،وهو المكان الذي نحي عنه
أبو جهل وأصحابه ،ولم يبق منهم جالس غير أبو جهل لعنه ال وأخزاه،
وقال :إن كان المر لخديجة لتأخذن محمدا ) ،(4فتقدم إليه حمزة كالسد،
وقبض على أطرافه ) ،(5وقال له :قم لسلمت من النوائب ،ول نجوت من
المصائب ،فأخذ أبو جهل يده وضربها في قائم ) (6سيفه ،فسبقه حمزة،
وقبض على يده حتى نبع الدم من تحت أطفاره ،ووكزه الحارث وقال له:
ويلك يا ابن هاشم ما أنت عديل من نهض إليك من جملة الناس ،ورأيت
أنك أشرف منهم ،لئن لم تقعد لخذ رأسك ،فخاف الفتنة وسكت وظن أنه
زوج خديجة ) ،(7فلما استقر بالناس الجلوس إذا ) ،(8بخويلد
) (1راعى الذمار ،هذا محمد خ ل (2) .فقد خ ل ،وفي المصدر :قد أقبل عليكم(3) .
وقد ذهلت العقول مما رأوا منه ،وخرست اللسن خ ل (4) .في المصدر:
فنزل به الحسد وظهر به الكمد (5) .في المصدر :على أطواقه (6) .على
قائم خ ل (7) .في المصدر :وخاف أن يكون خديجة قد علمت ما جرى
عليه ،لنه كان ممن يرجوا أن يتزوج بها (8) .وإذا خ ل وفي المصدر:
وإذا بصرخة قد علت ،فنظر الناس إليها وإذا بخويلد.
] [ 68
قد أقبل ،ودخل على خديجة ) (1وهي تحت حجابها ،وقال :يا خديجة أين عقلك ؟
وأين سوددك ؟ أنا لم أرض لك بالملوك ،ورددتهم كبرا عليهم ،وترضين
الن لنفسك بصبي صغير فقير يتيم ليس له مال أبدا ،قد كان لك أجيرا،
وهذا اليوم يكون لك بعل ؟ ل كان ذلك أبدا ،والن إن قبلتيه لعلينك بهذا
السيف ،واليوم ل شك فيه تسفك الدماء ،ونهض على قدميه وخرج كأنه
مجنون حتى وقف على صدر المجلس وقال :يا معاشر العرب ،ويا ذوي
المعالي والرتب ،اشهدكم على أني لم أرض محمدا لبنتي بعل ،ولو دفع لي
وزن جبل أبي قبيس ذهبا ،فما بيني وبينه إل السيوف ،فما مثلي من يخدع
بشرب المدام ،ثم قال :ولو أنها قالت :نعم لعلوتها * بشفرة حد )(2
للجماجم فاصل فمن رام تزويج ابنتي بمحمد * وإن رضيت يا قوم لست
بقابل قال :فلما سمع أعمام النبي صلى ال عليه واله كلمه والحاضرون
قال حمزة لخيه أبي طالب مع إخوته :ما بقي للجلوس موضع ،قوموا بنا )
،(3فبينا هم في ذلك إذ أقبلت جارية لخديجة ،وأشارت إلى أبي طالب فقام
معها ،ووقف أبو طالب خلف الحجاب ،فسلمت عليه خديجة ،وقالت :نعمت
صباحا ومساء ،يا سيد الحرم ،ل تغتر بشقشقة أبي ،فإنه ينصلح بشئ
قليل ،ثم أعطته كيسا فيه ألفا دينار ،وقالت :يا سيدي خذ هذا وسر به إليه،
كأنك تعاتبه وصبه في حجره ،فإنه يرضى ،فسار أبو طالب والناس
حاضرون ،وقال له :يا خويلد ادن مني ،قال :ل أدنو منك أبدا ،قال :يا
خويلد إنه كلم تسمعه ،فإن لم يرضك فما أحد يقهرك ،وفتح ) (4أبو طالب
الكيس وصبه في حجر خويلد ،وقال له :هذه عطية من ابن أخي لك ،غير
مهر ابنتك ،فلما رأى خويلد المال انطفت ناره ،وأقبل ووقف في
) (1وقد صار معها خلق كثير خ (2) .عضب خ ل .قلت :حد السكين :تشحذت ورق
حدها .والحد من السيف :مقطعه .و العضب :السيف القاطع (3) .زاد في
المصدر :فما بقى قعود عند ثارات الفتن (4) .في المصدر :ثم دنا من أبي
طالب ،ففتح.
] [ 69
الموقف الول على رؤوس الجمع ونادى بأعلى صوته :يا معاشر العرب ،وذوي
المعالي والرتب ،فوال ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء بأفضل من
محمد ،ولقد رضيته لبنتي بعل وكفوا ،فكونوا على ذلك من الشاهدين ،ثم
قال العباس وقال :يا معاشر العرب لم تنكرون الفضل لهله ،هل سقيتم
الغيث إل بابن أخي ؟ وهل اخضر زرعكم إل به ؟ وكم له عليكم من أياد
كتمتموها ،ولزمتم له الحسد والعناد ؟ وبال اقسم ما فيكم من يعادل
صيانته ول أمانته ،واعلموا أن محمدا صلى ال عليه واله لم يخطب
خديجة لمالها ول جمالها ،إن المال زائل وإلى نفاد ،ثم إن خويلدا ) (1أقبل
وجلس إلى جانب رسول ال صلى ال عليه واله ،وأمسك الناس عن الكلم
حتى يسمعوا ما يقول خويلد ،فقال خويلد :يا أبا طالب ما النتظار عما
طلبتم ؟ اقضوا المر ،فإن الحكم لكم ،وأنتم الرؤوساء ) (2والخطباء،
والبلغاء والفصحاء ،فليخطب خطيبكم ،ويكون العقد لنا ولكم ،فنهض أبو
طالب وأشار إلى الناس أن انصتوا ،فأنصتوا فقال " :الحمد ل الذي جعلنا
من نسل إبراهيم الخليل ،وأخرجنا من سللة إسماعيل ،وفضلنا وشرفنا
على جميع العرب ،وجعلنا في حرمه ،وأسبغ علينا من نعمه ،وصرف عنا
شر نقمه ) ،(3وساق إلينا الرزق من كل فج عميق ،ومكان سحيق،
والحمد ل على ما أولنا ،وله الشكر على ما أعطانا ،وما به حبانا وفضلنا
على النام ،وعصمنا عن الحرام ،وأمرنا بالمقاربة والوصل ،وذلك ليكثر )
(4منا النسل ،وبعد فاعلموا يا معاشر من حضر ،أن ابن أخينا محمد بن
عبد ال خاطب كريمتكم الموصوفة بالسخاء والعفة ،وهي فتاتكم
المعروفة ،المذكور فضلها ،الشامخ ) (5خطبها ،وهو قد خطبها من أبيها
خويلد على ما يحب من المال ".
) (1في المصدر :اعلموا أن المال يزول ،والفخر ل يزول ،فل تظهروا الشر ،ول
تطلبوا الفكر ،قال :وكان قد ألجمهم بلجام واسكتهم من الكلم ،قال :ثم ان
خويلد اه (2) .في المصدر :يا أبا طالب ما الذي يؤخركم عما انتم له
طالبون ،افصلوا المر ،فلكم الحكم وأنتم الحباء ،ولبن أخيكم الرضى
وانتم الرؤساء اه (3) .زاد في المصدر :وجعلنا في الباد القفر (4) .سقط
من نسختي النوار من قوله :وذلك ليكثر إلى قوله :وفي رجليها خلخالن
من الذهب (5) .الشائع خ ل قلت :الخطب :الشأن.
] [ 70
ثم نهض ورقة وكان إلى جانب أخيه خويلد وقال :نريد مهرها المعجل دون المؤجل
أربعمائة ألف ) (1دينار ذهبا ،ومأة ) (2ناقة سود الحدق ،حمر الوبر،
وعشر حلل ،وثمانية وعشرين عبدا وأمة ،وليس ذلك بكثير علينا )،(3
قال له أبو طالب :رضينا بذلك ،فقال خويلد :قد رضيت وزوجت خديجة
بمحمد على ذلك ،فقبل النبي صلى ال عليه واله عقد النكاح ،فنهض عند
ذلك حمزة وكان معه دراهم فنثرها على الحاضرين ،وكذلك أصحابه ،فقام
أبو جهل لعنه ال وقال :يا قوم رأينا الرجال يمهرون النساء أم النساء )(4
يمهرون الرجال ؟ فنهض أبو طالب رضي ال عنه ،وقال :ما لك يا لكع )
(5الرجال ،ويا رئيس الرذال ؟ مثل محمد صلى ال عليه واله يحمل إليه
ويعطى ،ومثلك من يهدي ول يقبل منه ،ثم سمع الناس مناديا ينادي من
السماء :إن ال تعالى قد زوج بالطاهر الطاهرة ،وبالصادق الصادقة ،ثم
رفع الحجاب ،وخرجت منه جوار بأيديهن نثار ينثرن على الناس ،وأمر
ال عزوجل جبرئيل أن يرسل على الناس الطيب على البر والفاجر ،فكان
الرجل يقول لصاحبه :من أين لك هذا الطيب ؟ فيقول :هذا من طيب محمد،
ثم نهض الناس إلى منازلهم ،ومضى رسول ال صلى ال عليه واله إلى
منزل عمه أبي طالب رضي ال عنه ،وأعمامه حوله ،وهو كالقمر،
فاجتمعت نسوان قريش ونسوان بني عبد المطلب وبني هاشم في دار
خديجة ،والفتيان ) (6يضربن الدفوف ،وبعثت خديجة من يومها أربعة
آلف دينار إلى رسول ال صلى ال عليه واله ،وقالت :يا سيدي انفذها إلى
عمك العباس ينفذها إلى أبي ،وأرسلت مع المال خلعة سنية ،فسار بها
العباس وأبو طالب إلى منزل خويلد وألبساه الخلعة ،فقام خويلد من وقته
وساعته إلى دار خديجة ،وقال :يا بنتي ما النتظار بالدخول ؟ جهزي
نفسك ،فهذا مهرك قد أتوا به إلي ،وأعطوني هذه الخلعة ،وال
) (1أربعة آلف خ ل ،ولعله الصحيح كما يأتي بعد ذلك (2) .ألف خ ل (3) .عليكم
خ ل (4) .وما رأينا النساء خ ل (5) .اللكع :اللئيم .الحمق (6) .القينات
خ ل صح .أقول :هي جمع القينة :المة المغنية.
] [ 71
ما تزوج أحد بزوج مثلك ،ل في الحسن ول في الجمال ،فسمع أبو جهل ذلك فقام
في الناس يقول :هذا المال من عند خديجة ،فبلغ الخبر أبا طالب فخرج من
وقته وساعته متقلدا سيفه ،ووقف في البطح والعرب مجتمعون ،وقال :يا
معاشر العرب سمعنا قول قائل وعيب عائب ،فإن كانت النساء قد أقمن
بواجب حقنا فليس ذلك بعيب ،وحق لمحمد أن يعطى ويهدى إليه ،فهذا
جرى منها على رغم أنف من تكلم ،وتكلم ) (1بعض قريش من المبغضين
بالزراء على خديجة حيث تزوجها محمد صلى ال عليه واله ،وبلغ الخبر
إلى خديجة فصنعت طعاما ودعت نساء المبغضين ،فلما اجتمعن وأكلن
قالت لهن :معاشر النساء بلغني أن بعولتكن عابوا علي فيما فعلته من أني
تزوجت محمدا ،وأنا أسألكم هل فيكم مثله ،أو في بطن مكة شكله من
جماله ) (2وكماله وفضله وأخلقه الرضية ؟ وأنا قد أخذته لجل ما قد
رأيت منه ،وسمعت منه أشياء ما أحد رآها ،فل يتكلم أحد فيما ل يعنيه )
،(3فكف كل منهن ) (4عن الكلم .ثم إن خديجة قالت لعمها ورقة :خذ
هذه الموال وسر بها إلى محمد صلى ال عليه واله وقل له :إن هذه
جميعها هدية له ،وهي ملكه يتصرف فيها كيف شاء ،وقل له :إن مالي
وعبيدي وجميع ما أملك وما هو تحت يدي فقد وهبته لمحمد صلى ال
عليه واله إجلل وإعظاما له ،فوقف ورقة بين زمزم والمقام ونادى بأعلى
صوته :يا معاشر العرب إن خديجة تشهدكم على أنها قد وهبت نفسها
ومالها وعبيدها وخدمها وجميع ما ملكت يمينها والمواشي والصداق
والهدايا لمحمد صلى ال عليه واله ،وجميع ما بذل لها مقبول منه ،وهو
هدية منها إليه إجلل له وإعظاما ورغبة فيه ،فكونوا عليها من الشاهدين،
ثم سار ورقة إلى منزل أبي طالب رضي ال عنه ،وكانت خديجة قد بعثت
جارية ومعها خلعة سنية ،وقالت :ادخليها إلى محمد صلى ال عليه واله،
فإذا دخل عليه عمي ورقة يخلعها عليه ليزداد فيه حبا ،فلما دخل ورقة
عليهم قدم المال إليهم،
) (1وتكلمت بعض نساء قريش خ ل (2) .في جماله خ ل (3) .من عنى المر فلنا:
شغله وأهمه (4) .منهم خ ل.
] [ 72
وقال :الذي قالته خديجة ،فقام النبي صلى ال عليه واله وأفرغ عليه الخلعة ،وزاده
خلعة اخرى ،فلما خرج ورقة تعجب الناس من حسنه وجماله ،ثم أخذت
خديجة في جهازها ،واعتدت صوافي ) (1الذهب والفضة ،وفيها الطيب
والمسك والعنبر ،فلما كانت الليلة الثالثة دخل عليها عمات النبي صلى ال
عليه واله واجتمع السادات والكابر في اليوم الثالث كعادتهم ،ونهض
العباس وهو يقول :أبشروا بالمواهب آل ) (2فهر وغالب ! * افخروا يا آل
قومنا بالثناء ) (3والرغائب شاع في الناس فضلكم وعلى ) (4في المراتب
* قد فخرتم بأحمد زين كل الطايب فهو كالبدر نوره مشرق ) (5غير
غائب * قد ظفرتي خديجة بجليل المواهب بفتى هاشم الذي ماله من
مناسب * جمع ال شملكم فهو رب المطالب أحمد سيد الورى خير ماش
وراكب * فعليه الصلة ما سار عيس ) (6براكب ثم إن خديجة قالت:
اعلموا أن شأن محمد صلى ال عليه واله عظيم ،وفضله عميم ،وجوده
جسيم ،ثم نثرت عليهن ) (7من المال والطيب ما دهش الحاضرين ،وشجر
طوبى تنثر في الجنة على الحور العين ،فجعلن يلتقطن النثار ،ثم يتهادينه،
ثم إن خديجة أنفذت إلى أبي طالب غنما كثيرا ودنانير ودراهم وثيابا
وطيبا ،وعمل أبو طالب وليمة عظيمة ،ووقف النبي صلى ال عليه واله
وشد وسطه ،وألزم نفسه خدمة جميع الناس ،وأقام لهل مكة الوليمة ثلثة
أيام ،وأعمام النبي صلى ال عليه واله تحته في الخدمة ،وأنفذت خديجة
إلى الطائف وغيره ،ودعت أهل الصنايع إلى منزلها ،وصاغت المصاغ
والحلي ،وفصلت الثياب ،وعملت الشمع بالعنبر
) (1صواني خ ل (2) .يا آل خ ل (3) .بالسناء خ ل (4) .عل خ ل (5) .طالع خ ل.
) (6العيس :البل البيض يخالط بياضها سواد خفيف .كرام البل(7) .
عليهم خ ل.
] [ 73
على هيئة الشجار ) ،(1وأجرت عليه الذهب ،وعملت فيه التماثيل من المسك
والعنبر ،ولم تزل تعمل في شغل العرس ستة أشهر حتى فرغت من جميع
ما تحتاج إليه ،وعلقت ستور الديباج المطرز ) ،(2ونقشت فيها صورة
الشمس والقمر ،وفرشت المجالس ،ووضعت المساند والوسائد من الديباج
والخز ،وفرشت لرسول ال صلى ال عليه واله مجلسا على سرير تحت
البريسم والوشي ) ،(3والسرير من العاج والبنوس ،مصفح بصفائح
الذهب الوهاج ) ،(4وألبست جواريها وخدمها ثياب الحرير والديباج
المختلفات اللوان ،ونظمت شعورهن باللؤلؤ والمرجان ،وسورتهن )،(5
ووضعت في أعناقهن قلئد الذهب ،وأوقفت الخدم ) (6بأيديهن المجامر
من الذهب ،وفيها الطيب والعنبر والبخور من العود والند ) ،(7و جعلت
في يد كل واحدة من الخدم مراوح منقوشة بالذهب ،مقصبة ) (8بالفضة،
وأوقفتهن عند مجلس رسول ال صلى ال عليه واله ،ودفعت إلى بعضهن
الدفوف والشموع ،ونصبت في وسط الدار شمعا كثيرا على أمثال النخيل،
فلما فرغت من ذلك دعت نسوان أهل مكة جميعهن فأقبلن إليها ،ورفعت
مجلس عمات النبي صلى ال عليه واله ،ثم أرسلت إلى أبي طالب ليحضر
وقت الزفاف ،فلما كان تلك الليلة أقبل النبي صلى ال عليه واله بين
أعمامه ،وعليه ثياب من قباطي ) (9مصر ،و عمامة حمراء ،وعبيد بني
هاشم بأيديهم الشموع والمصابيح ،وقد كثر الناس في شعاب مكة ينظرون
إلى محمد صلى ال عليه وآله ،ومنهم من وقف على السرادقات والنور
يخرج من بين ثناياه )(10
) (1الشجر خ ل (2) .المسطر خ ل (3) .الوشى :الثياب المنقشة (4) .الوهاج:
شديد الوهج .والوهج :اتقاد النار أو الشمس (5) .أي ألبستهن السوار.
والسوار :حلية كالطوق تلبسها المرأة في زندها أو معصمها (6) .الخدام
خ ل (7) .المسك خ ل .أقول :الند :عود يتبخر به (8) .مقضبة خ ل
مفصصة خ ل (9) .القباطي بتشديد الياء وتخفيفها جمع القبطية بضم
القاف وكسرها :ثياب من كتان منسوبة إلى القبط (10) .ثيابه خ ل.
] [ 74
ومن جبينه ومن تحت ثيابه ،فلما وصلوا إلى دار خديجة دخل هو صلوات ال عليه
وآله وهو كأنه القمر في تمامه ،قد خرج من الفق ،وأعمامه محدقون به
كأنهم اسود الشرى ) ،(1في أحسن زينة وفرحة ،يكبرون ال ويحمدونه
على ما وصلوا إليه من الكرامة ،فدخلوا جميعا إلى دارها ،وجلس النبي
صلى ال عليه واله في المجلس الذي هيئ له في دار خديجة رضي ال
عنها ،ونوره قد عل نور المصابيح ،فذهلت النساء مما رأين من حسنه
وجماله ،ثم هيئوا خديجة للجلء ) ،(2فخرجت أول مرة وعليها ثياب
معمدة ) ،(3وعلى رأسها تاج من الذهب الحمر ،مرصع بالدر والجوهر،
وفي رجليها خلخالن من الذهب ،منقوش بالفيروزج ،لم تر العين له
نظيرا ،وعليه قلئد ل تحصى من الزمرد والياقوت ،فلما برزت ضربن
النساء الدفوف .وجعلت بعض النساء تقول :شعرا :أضحى الفخار لنا وعز
الشأن * ولقد فخرنا يا بني العدنان ) (4أخديجة نلت العل ) (5بين الورى
* وفخرت فيه جملة الثقلن أعني محمدا الذي ل مثله * ولد النساء في
سائر الزمان فيه ) (6المكارم والمعالي والحيا * ما ناحت الطيار في
الغصان صلوا عليه وسلموا وترحموا * فهو المفضل من بني عدنان
فتطاولي فيه خديجة ! واعلمي * أن قد خصصت بصفوة الرحمان ثم أقبلن
بها نساء بني هاشم للجلوة الثانية على رسول ال صلى ال عليه واله،
وقد أشرق من نور وجهها نور عل على جميع المصابيح والشموع،
فتعجبت منها بنات عبد المطلب حتى زاد فيها نور لم يرى الراؤون مثله،
وذلك فضل لرسول ال صلى ال عليه واله وعطية من ال تعالى لها،
) (1الشرى :مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل (2) .من جل العروس على
زوجه :عرضها عليه مجلوة (3) .مغمدة خ ل (4) .ولقد سمونا في بنى
عدنان خ ل صح (5) .بيت العل فينا ونعلو في الورى * وتقاصرت عن
مجدك الثقلن خ ل (6) .فله خ ل.
] [ 75
وأقبلوا بها ،وقد فاقت على جميع من حضر ،وعليها سقلط أبيض ) (1مذهب،
مرصع بالجوهر الحمر والخضر والصفر ،ومن كل اللوان ،وكانت
خديجة امرأة طويلة شامخة عريضة من النساء بيضاء لم ير في عصرها
ألطف منها ،ول أحسن ،وخرجت بين يديها صفية بنت عبد المطلب رضي
ال عنها ،وقالت شعرا :جاء السرور مع الفرح * ومضى النحوس مع
الترح أنوارنا قد أقبلت * والحال فيها قد نجح بمحمد المذكور في * كل
المفاوز والبطح لو أن يوازن أحمد * بالخلق كلهم رجح ولقد بدا من فضله
* لقريش أمر قد وضح ثم السعود لحمد * والسعد عنه ما برح بخديجة
نبت الكمال ) * (2وبحر نايلها طفح يا حسنها في حليها * والحلم منها ما
برح ) (3هذ النبي ) (4محمد * ما في مدائحه كلح ) (5صلوا عليه تسعدوا
* وال عنكم قد صفح ثم أقبلن بها رضي ال عنها حتى أوقفوها بين يدي
النبي صلى ال عليه واله ،ثم بعد ذلك أخذوا التاج ورفعوه من رأسها،
ووضعوه على رأس النبي صلى ال عليه واله ،ثم أتوا بالدفوف وهن
يضربن لها ،وقلن لها :يا خديجة لقد خصصت هذه الليلة بشئ ما خص به
غيرك ،ول ناله سواك من قبائل العرب والعجم ،فهنيئا لك بما اوتيته،
ووصل إليك من العز والشرف ،وخرجت في الجلوة الثالثة ،وعليها ثوب )
(6أصفر ،وعليها حلي وجوهر ،وقد أضاء الموضع
) (1أسود خ ل (2) .خص الكريم خ ل (3) .متضح خ ل (4) .المين خ ل(5) .
الكلح :العبوس والقبح (6) .في ثوب خ ل وهو الموجود في المصدر.
] [ 76
من لمعان ذلك الجوهر الذي في وسط الكليل ،وفي آخر الكليل ياقوتة حمراء
تضئ ،وقد أشرقت الدار من ذلك الجوهر ) (1ومن نورها وحسنها،
وأقبلت بين يديها صفية بنت عبد المطلب رضي ال عنها ،وهي تقول:
شعرا :أخذ الشوق موثقات الفؤاد * وألقت السهاد ) (2بعد الرقاد فليالي
اللقا بنور التداني * مشرقات خلف طول البعاد فزت بالفخر يا خديجة إذ
نلت * من المصطفى عظيم الوداد فغدا ) (3شكره على الناس فرضا *
شامل كل حاضر ثم بادي كبر الناس والملئك جمعا * جبرئيل لدى السماء
ينادي فزت يا أحمد بكل الماني * فنحى ال عنك أهل العناد فعليك الصلة
ما سرت ) (4العيس * وحطت لثقلها في البلد قال :ثم بعد ذلك أجلسوها
مع النبي صلى ال عليه واله وخرج جميع الناس عنها ،وبقي عندها في
أحسن حال ،وأرخى بال ،ولم يأخذ عليها أحدا من النساء حتى ماتت بعد ما
بعث صلوات ال عليه وآله ،وآمنت به ،وصدقته وانتقلت إلى جنات عدن
في أعلى عليين من قصور الجنة ) .(5أقول :وفي بعض النسخ بعد
البيات :وخل رسول ال صلى ال عليه واله مع عروسه ،وأوحى ال إلى
جبرئيل :أن اهبط إلى الجنة ،وخذ قبضة من مسكها ،وقبضة من عنبرها،
وقبضة من كافورها ،وانثرها على جبال مكة ،ففعل فامتلت شعاب مكة
وأوديتها ومنازلها وطرقها
) (1في المصدر :من الجواهر ومن لونها ومن نورها وحسنها وجمالها .أقول:
ومن نورها أي من نور خديجة رضى ال عنها (2) .في النسخ
المطبوعة :وألفت السهار ،والسهاد والسهار قريب في المعنى .يقال:
سهد أي ذهب عنه النوم .وسهر أي لم ينم ليل (3) .أي فصار(4) .
سارت خ ل (5) .النوار ومفتاح السرور والفكار :نسخة مخطوطة
موجودة في مكتبتي ،فيها زيادات أوردت بعضها في الذيل.
] [ 77
من ذلك الطيب ،حتى أن الرجل يقول إذا خل مع زوجته :ما هذا الطيب ؟ فتقول:
هذا من طيب خديجة ومحمد صلى ال عليه واله .توضيح :المزمم :هو
الذي شد عليه الزمام ،وهو الذي يقاد به البعير .والعقيان من الذهب:
الخالص .والرقال :ضرب من العدو ،وفي بعض النسخ بالفاء من قولهم:
فلن يرفل في مشيته ،أي يتبختر .والغضاء :إدناء الجفون .وباح بسره:
أظهره .والجوى :الحرقة ،وشدة الوجد من عشق أو حزن .والصبوة:
الميل إلى الجهل .والمراس بالكسر :الشدة والقوة .ويقال :لفت وجهه أي
صرفه .والصبابة :رقة الشوق وحرارته .ولوعة الحب :حرقته .والكمد
بالتحريك :الحزن المكتوم .والحجفة :الترس .والوغد :الرجل الذي يخدم
بطعام بطنه .والنذل :الخسيس والثلب :التصريح بالعيب والتنقص.
والتغمغم :الكلم ل يبين .وأغرم بالشئ :أولع به .وخطر الرجل في مشيته:
رفع يديه ووضعهما .وجفل :أسرع .والجافل :المنزعج .والغزالة :الشمس.
والتيار ) :(1الموج ،ويقال :قطع عرقا تيارا ،أي سريعة الجري ،واعتكر
الليل ،وأعكر :اشتد سواده .والهيف بالتحريك :ضمر البطن والخاصرة.
وفرس هيفاء :ضامرة .والسحيق :البعيد .والسقلط :شئ من صوف تلقيه
المرأة على هودجها ،أو ثياب ككتان موشية ،وكان وشيه خاتم .والعيس
بالكسر :البل البيض يخالط بياضها شئ من الشقرة .أقول :إنما أوردت
تلك الحكاية لشتمالها على بعض المعجزات والغرائب ،وإن لم نثق بجميع
ما اشتملت عليه ،لعدم العتماد على سندها ) ،(2كما أومأنا إليه ،وإن كان
مؤلفه من الفاضل والماثل - 20 .د :في الدر :إن فاطمة عليها السلم
ولدت بعد ما أظهر ال نبوة أبيها صلى ال عليه واله
) (1في المطبوع :كشداد (2) .جل روايات الواردة فيها مرسلت لم يعلم مأخذها،
وهي بقصص العامة أشبه ،وأما المؤلف فقد عرفت قبل الشك في كونه
من مشايخ الشهيد بل هو متقدم عليه وعلى ابن تيمية المتوفى سنة
،728وعلى أي فالرجل مجهول ل نعرف شيئا من حاله غير ما قدمناه
في اول الحكاية.
] [ 78
بخمس سنين ،وقريش تبني البيت ) ،(1وروي أنها ولدت عليها السلم في جميدى
الخرة يوم العشرين منه ،سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى ال
عليه واله .في المناقب روي أن فاطمة عليها السلم ولدت بمكة بعد
المبعث بخمس سنين ،وبعد السرى بثلث سنين في العشرين من جميدى
الخرة ،وولدت الحسن عليه السلم ولها اثنتا عشرة سنة ،وقيل :إحدى
عشرة سنة بعد الهجرة ) ،(2وكان بين ولدتها الحسن وبين حملها
بالحسين عليه السلم خمسون يوما .وروي أنها ولدت خمس سنين قبل
ظهور الرسالة ) ،(3ونزول الوحي ،وقيل :بينا النبي صلى ال عليه واله
جالس بالبطح ومعه عمار بن ياسر ،والمنذر بن الضحضاح ،وأبو بكر،
وعمر ،وعلي بن أبي طالب ،والعباس بن عبد المطلب ،وحمزة بن عبد
المطلب ،إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلم في صورته العظمى ،قد نشر
أجنحته حتى أخذت من المشرق إلى المغرب ،فناداه :يا محمد العلي العلى
يقرء عليك السلم ،وهو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحا ،فشق
ذلك على النبي صلى ال عليه واله ،وكان لها محبا وبها وامقا ) ،(4قال:
فأقام النبي صلى ال عليه وآله أربعين يوما ،يصوم النهار ،ويقوم الليل،
حتى إذا كان في آخر أيامه تلك بعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وقال قل
لها :يا خديجة ل تظني أن انقطاعي عنك ول قلي ) ،(5ولكن ربي عزوجل
أمرني بذلك لتنفذ أمره ،فل تظني يا خديجة إل خيرا ،فإن ال عزوجل
ليباهي بك كرام ملئكته كل يوم مرارا ،فإذا جنك الليل فأجيفي ) (6الباب،
وخذي مضجعك من فراشك ،فإني في منزل فاطمة بنت أسد ،فجعلت
خديجة تحزن في
) (1قد عرفت سابقا ان بناء البيت كان قبل مبعثه صلى ال عليه وآله .نعم ذكر ذلك
ايضا ابن الخشاب في كتابه (2) .أي وقيل :ولدت الحسن بعد الهجرة،
ولها إحدى عشرة سنة (3) .ذلك قول العامة ،وسيأتي الخلف في وللتها
وبيان أقوى القوال في باب ولدتها في المجلد العاشر على ترتيب
المصنف (4) .الوامق :المحب (5) .هجرة ول قلى خ ل ،أقول :أي ول
غضب (6) .قال الجوهري :أجفت الباب :رددته .منه رحمه ال.
] [ 79
كل يوم مرارا لفقد رسول ال صلى ال عليه واله ،فلما كان في كمال الربعين هبط
جبرئيل عليه السلم فقال :يا محمد العلي العلى يقرئك السلم ،وهو
يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته ،قال النبي صلى ال عليه واله :يا جبرئيل
وما تحفة رب العالمين ؟ وما تحيته ؟ قال :ل علم لي ،قال :فبينا النبي
صلى ال عليه واله كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس،
أو قال :إستبرق ،فوضعه بين يدي النبي صلى ال عليه واله ،وأقبل
جبرئيل عليه السلم وقال :يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك
على هذا الطعام ،فقال علي بن أبي طالب عليه السلم :كان النبي صلى ال
عليه واله إذ أراد أن يفطر أمرني أن افتح الباب لمن يرد إلى الفطار ،فلما
كان في تلك الليلة أقعدني النبي صلى ال عليه واله على باب المنزل،
وقال :يا بن أبي طالب إنه طعام محرم إل علي ،قال علي عليه السلم:
فجلست على الباب وخل النبي صلى ال عليه واله بالطعام ،وكشف الطبق،
فإذا عذق ) (1من رطب ،وعنقود من عنب ،فأكل النبي صلى ال عليه واله
منه شبعا ،وشرب من الماء ريا ،ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه
جبرئيل ،وغسل يده ميكائيل ،وتمند له إسرافيل ،وارتفع فاضل الطعام مع
الناء إلى السماء ،ثم قام النبي صلى ال عليه واله ليصلي فأقبل عليه
جبرئيل ،وقال :الصلة محرمة عليك في وقتك حتى تأتي إلى منزل خديجة
فتواقعها ،فإن ال عزوجل آلى ) (2على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه
الليلة ذرية طيبة ،فوثب رسول ال صلى ال عليه واله إلى منزل خديجة،
قالت خديجة رضوان ال عليها :وكنت قد ألفت الوحدة ،فكان إذا جنتني
الليل غطيت رأسي ،وأسجفت ) (3ستري ،وغلقت بأبي ،وصليت وردي )
،(4واطفأت مصباحي ،وآويت إلى فراشي ،فلما كان في تلك الليلة لم أكن
بالنائمة ول بالمنتبهة إذ جاء النبي صلى ال عليه وآله فقرع الباب،
فناديت :من هذا الذي يقرع حلقة ل يقرعها إل محمد صلى ال عليه واله ؟
قالت خديجة :فنادى النبي صلى ال عليه واله بعذوبة كلمه وحلوة
منطقه :افتحي يا خديجة فإني محمد ،قالت خديجة :فقمت فرحة مستبشرة
بالنبي صلى ال عليه واله ،وفتحت الباب ،ودخل
) (1العذق بالكسر :عنقود العنب والرطب ،يقال بالفارسية " :خوشه " (2) .أي
حلف (3) .قال الجوهري :اسجفت الستر :أرسلته .منه (4) .الورد:
الصلة ،أو الجزء من القرآن يقوم به النسان كل ليلة.
] [ 80
النبي المنزل ،وكان صلى ال عليه واله إذا دخل المنزل دعا بالناء فتطهر للصلة،
ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ،ثم يأوي إلى فراشه ،فلما كان في تلك
الليلة لم يدع بالناء ،ولم يتأهب بالصلة ) (1غير أنه أخذ بعضدي،
وأقعدني على فراشه ،وداعبني ومازحني ،و كان بيني وبينه ما يكون بين
المرأة وبعلها ،فل والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عني النبي
صلى ال عليه واله حتى حسست بثقل فاطمة في بطني .وفيه عن المفضل
بن عمر قال :قلت لبي عبد ال بن جعفر بن محمد عليهما السلم :كيف
كانت ولدة فاطمة عليها السلم ؟ قال :نعم ،إن خديجة عليها رضوان ال
لما تزوج بها رسول ال صلى ال عليه واله هجرتها نسوة مكة ،فكن ل
يدخلن عليها ول يسلمن عليها ول يتركن امرأة تدخل عليها ،فاستوحشت
خديجة من ذلك ،فلما حملت بفاطمة عليها السلم صارت تحدثها في بطنها
وتصبرها ،وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول ال صلى ال عليه واله،
فدخل يوما وسمع خديجة تحدث فاطمة ،فقال لها :يا خديجة من يحدثك ؟
قالت :الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ،فقال لها :هذا جبرئيل
يبشرني أنها انثى ،وأنها النسمة الطاهرة الميمونة ،وأن ال تبارك وتعالى
سيجعل نسلي منها ،وسيجعل من نسلها أئمة في المة ،يجعلهم خلفاءه في
أرضه بعد انقضاء وحيه ،فلم تزل خديجة رضي ال عنها على ذلك إلى أن
حضرت ولدتها ،فوجهت إلى نساء قريش ونساء بني هاشم يجئن ويلين
منها ما تلي النساء من النساء ،فأرسلن إليها عصيتينا ولم تقبلي قولنا،
وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا ل مال له ،فلسنا نجئ ول نلي من
أمرك شيئا ،فاغتمت خديجة لذلك ،فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة
طوال كأنهن من نساء بني هاشم ،ففزعت منهن ،فقالت لها إحداهن :ل
تحزني يا خديجة ،فإنا رسل ربك إليك ،ونحن أخواتك :أنا سارة ،وهذه
آسية بنت مزاحم ،وهي رفيقتك في الجنة ،وهذه مريم بنت عمران ،وهذه
صفراء ) (2بنت شعيب ،بعثنا ال تعالى إليك لنلي من أمرك ما تلي النساء
من النساء ،فجلست واحدة عن يمينها ،والخرى عن يسارها ،والثالثة من
بين يديها ،والرابعة من خلفها ،فوضعت خديجة فاطمة عليها السلم
طاهرة مطهرة ،فلما سقطت إلى
) (1للصلة خ ل (2) .تقدم في باب أحوال موسى عليه السلم الخلف في اسمها
وانها الصفوراء أو الصفراء.
] [ 81
الرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ،ولم يبق في شرق الرض ول
غربها موضع إل أشرق فيه ذلك النور ،فتناولتها المرأة التي كانت بين
يديها فغسلتها بماء الكوثر ،وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من
اللبن ،وأطيب رائحة من المسك والعنبر ،فلفتها بواحدة ،وقنعتها بالخرى،
ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلم بشهادة أن ل إله إل ال ،وأن
أبي رسول ال صلى ال عليه واله سيد النبياء ،وأن بعلي سيد الوصياء،
وأن ولدي سيد السباط ،ثم سلمت عليهن ،وسمت كل واحدة منهن
باسمها ،وضحكن إليها وتباشرت ) (1الحور العين ،وبشر أهل الجنة
بعضهم بعضا بولدة فاطمة عليها السلم ،وحدث في السماء نور زاهر لم
تره الملئكة قبل ذلك اليوم ،فلذلك سميت الزهراء عليها السلم ،و قالت:
خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ،بورك فيها وفي نسلها،
فتناولتها خديجة عليها السلم فرحة مستبشرة ،فألقمتها ثديها ،فشربت
فدر عليها ،وكانت عليها السلم تنمي في كل يوم كما ينمي الصبي في
شهر ،وفي شهر كما ينمي الصبي في سنة ،صلى ال عليها وعلى أبيها
وبعلها وبنيها ) .(2كتاب الدر النظيم مثل ما مر من الروايات كلها ).(3
أقول :سيأتي أحوال فاطمة صلوات ال عليها وولدتها في المجلد العاشر،
وأحوال سائر أولد خديجة رضي ال عنها في باب أحوال أولد النبي صلى
ال عليه واله.
) (1وتباشرن خ ل (2) .العدد :مخطوط ،ليست نسخته موجودة عندي (3) .الدر
النظيم :ليست نسخته موجودة عندي.
] [ 82
* )باب ) * * (6أسمائه صلى ال عليه وآله وعللها ،ومعنى كونه صلى ال عليه
و * )آله اميا وانه كان عالما بكل لسان ،وذكر خواتيمه ونقوشها( * *
)وأثوابه وسلحه ،ودوابه وغيرها مما يتعلق( * * )به صلى ال عليه
وآله( * اليات :العراف " :" 7الذين يتبعون الرسول النبي المي .157
وقال :فآمنوا بال ورسوله النبي المي .158التوبة " :" 9لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف
رحيم .128هود " :" 11إنني لكم منه نذير وبشير .2العنكبوت " 29
" :وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون
.48الحزاب " :" 33يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا
وداعيا إلى ال بإذنه وسراجا منيرا 45و .46الفتح " :" 48محمد
رسول ال .29المزمل " :" 73يا أيها المزمل * قم الليل إل قليل 1و .2
المدثر " :" 74يا أيها المدثر * قم فأنذر 1و * .2تفسير :قال الطبرسي
رحمه ال المي ذكر في معناه أقوال:
وها هنا ايات اخرى لم يذكره المصنف ،منها في سورة آل عمران " :143وما
محمد ال رسول " .وفي سورة الحزاب " :40ما كان محمد أبا أحد من
رجالكم " .وفي سورة محمد " :2وآمنوا بما نزل على محمد " .وفي
سورة الصف " :6ومبشروا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " .بل
مقتضى ما يذكر من الروايات وتأويلها أن يذكر آيات اخرى كقوله تعالى:
" طه " و " حم " و " يس " و " النجم " و " الشمس وضحيها " و
" التين والزيتون " و " ذكرا رسول " و " ن والقلم " و " عبد ال "
وغير ذلك مما سيمر بك.
] [ 83
أحدها الذي ل يكتب ول يقرء .وثانيها :أنه منسوب إلى المة ،والمعنى أنه على
جبلة المة قبل استفادة الكتابة ،وقيل :إن المراد بالمة العرب لنها لم تكن
تحسن الكتابة .وثالثها :أنه منسوب إلى الم ،والمعنى أنه على ما ولدته
امه قبل تعلم الكتابة .ورابعها :أنه منسوب إلى ام القرى وهو مكة ،وهو
المروي عن أبي جعفر عليه السلم ) .(1وفي قوله " :ما عنتم " :شديد
عليه عنتكم ،أي ما يلحقكم من الضرر بترك اليمان ) .(2وفي قوله تعالى:
" إذا لرتاب المبطلون " :أي ولو كنت تقرء كتابا أو تكتبه لوجد
المبطلون طريقا إلى الشك في أمرك ) ،(3ولقالوا :إنما يقرء علينا ما
جمعه من كتب الولين ،قال السيد المرتضى قدس ال روحه :هذه الية
تدل على أن النبي صلى ال عليه واله ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة،
فأما بعدها فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالما بالقرائة والكتابة،
والتجويز لكونه غير عالم بهما من غير قطع على أحد المرين ،وظاهر
الية يقتضي أن النفي قد تعلق بما قبل النبوة دون ما بعدها ،ولن التعليل
في الية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة ،لن المبطلين إنما
يرتابون في نبوته صلى ال عليه واله لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة،
فأما بعد النبوة فل تعلق له بالريبة والتهمة ،فيجوز أن
) (1مجمع البيان (2) .487 :4مجمع البيان (3) .86 :5في المصدر بعد ذلك:
وإلقاء الريبة لضعفة الناس في نبوتك ،ولقالوا :إنما تقرأ علينا ما جمعته
من كتب الولين ،فلما ساويتهم في المولد والمنشأ ثم أتيت بما عجزوا
عنه وجب أن يعلموا أنه من عند ال تعالى ،وليس من عندك ،إذ لم تجر
العادة أن ينشأ النسان بين قوم يشاهدون أحواله من صغره إلى كبره
ويرونه في حضره وسفره ل يتعلم شيئا من غيره ثم يأتي من عنده بشئ
يعجز الكل عنه وعن بعضه ،ويقرأ عليهم أقاصيص الولين .قال الشريف
الجل المرتضى قدس ال روحه اه.
] [ 84
يكون قد تعلمها من جبرئيل عليه السلم بعد النبوة ) .(1وقال البيضاوي " :المزمل
" أصله المتزمل ،من تزمل بثيابه :إذا تلفف بها ،سمي به النبي صلى ال
عليه واله تهجينا لما كان عليه ،لنه كان نائما أو مرتعدا مما دهشه بدء
الوحي ،متزمل في قطيفة ،أو تحسينا له ،إذ روي أنه صلى ال عليه واله
كان يصلي متلففا ببقية مرط ) (2مفروش على عائشة ،فنزل أو تشبيها له
في تثاقله بالمتزمل ،لنه لم يتمرن بعد في قيام الليل ،أو من تزمل الزمل:
إذا تحمل الحمل ،أي الذي تحمل أعباء ) (3النبوة ) .(4وقال " :المدثر "
المتدثر ،وهو لبس الدثار ) ،(5وسيأتي بيانه في باب المبعث - 1 .في:
بإسناده ) (6عن سليم بن قيس الهللي قال :لما أقبلنا من صفين مع أمير
المؤمنين عليه السلم نزل قريبا من دير نصراني ،إذ خرج علينا شيخ من
الدير جميل الوجه ،حسن الهيئة والسمت ) ،(7معه كتاب أتى أمير
المؤمنين عليه السلم فسلم عليه ،ثم قال :إني من نسل حواري عيسى بن
مريم ،وكان أفضل حواري عيسى بن مريم الثنى عشر وأحبهم إليه
وآثرهم عنده ،وإن عيسى أوصى إليه ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمته،
) (1مجمع البيان (2) .287 :8المرط :كل ثوب غير مخيط .كساء من صوف
ونحوه يؤتزر به (3) .العباء جمع العبء :الثقل والحمل (4) .أنوار
التنزيل (5) .557 :2أنوار التنزل (6) .560 :2والسناد هكذا :أحمد بن
محمد بن سعيد بن عقده ومحمد بن همام بن سهيل وعبد العزيز و عبد
الواحد ابنا عبد ال بن يونس ،عن رجالهم ،عن عبد الرزاق بن همام،
عن معمر بن راشد ،عن أبان بن أبي عياش ،عن سليم بن قيس .وأخبرنا
به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال :حدثنى أحمد بن عبيد )عبد
خ( ال بن جعفر بن المعلى الهمداني قال :حدثنى أبو الحسن عمرو بن
جامع ابن عمرو بن حرب الكندى قال :حدثنا عبد ال بن المبارك شيخ لنا
كوفى ثقة قال :حدثنا عبد الرزاق ابن همام .عن معمر ،عن أبان بن أبى
عياش ،عن سليم بن قيس (7) .السمت :هيئة أهل الخير.
] [ 85
فلم تزل ) (1أهل هذا البيت على دينه متمسكين عليه ) (2لم يكفروا ولم يرتدوا ولم
يغيروا ،وتلك الكتب عندي إملء عيسى بن مريم عليه السلم ،وخط أبينا
بيده ،فيها كل شئ يفعل الناس من بعده ،واسم ملك ملك ) ،(3وإن ال
يبعث رجل من العرب من ولد إبراهيم خليل ال عليه السلم من أرض يقال
لها :تهامة ،من قرية يقال لها مكة -وساق الحديث إلى أن قال :-اسمه
محمد ،وعبد ال ،ويس ،والفتاح ،والخاتم ،والحاشر ،والعاقب ،و الماحي،
والقائد ،ونبي ال ،وصفي ال ،وجنب ال ) ،(4وإنه يذكر إذا ذكر ،أكرم )
(5خلق ال على ال :وأحبهم إلى ال ،لم يخلق ال ملكا مقربا ) (6ول نبيا
مرسل من آدم عليه السلم فمن سواه خيرا عند ال ،ول أحب إلى ال منه،
يقعده يوم القيامة على عرشه ،ويشفعه ) (7في كل من يشفع فيه باسمه
جرى القلم في اللوح المحفوظ ،محمد رسول ال الخبر ) - 2 .(8فس :أبي،
عن القاسم بن محمد ،عن علي ) ،(9عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
وأبي جعفر عليهما السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا
صلى قام على أصابع رجليه حتي تورمت ،فأنزل ال تعالى " :طه " وهى
بلغة طي يا محمد " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " ) - 3 .(10كا :حميد
بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن وهيب بن حفص ،عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلم -وساق الحديث إلى أن قال - :وكان
رسول ال صلى ال عليه واله يقوم
) (1في المصدر :فلم يزل (2) .في المصدر :بملته خ صح (3) .في المصدر :واسم
ملك ملك منهم (4) .حبيب ال خ ل (5) .في المصدر :من أكرم (6) .في
المصدر :مكرما (7) .أي يقبل شفاعته (8) .غيبة النعماني 35 :و ) .36
(9أي على بن أبي حمزة (10) .تفسير القمى 417 :و (*) .418
] [ 86
على أطراف أصابع رجليه ،فأنزل ال سبحانه " :طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
" ) - 4 .(1مع :محمد بن هارون الزنجاني ) ،(2عن المعاذ بن المثنى،
عن عبد ال بن أسماء ،عن جويرية :عن سفيان بن سعيد ) ،(3عن
الصادق عليه السلم في خبر طويل سيأتي في كتاب القرآن قال :وأما "
طه " فاسم من أسماء النبي صلى ال عليه واله ،ومعناه يا طالب الحق
الهادي إليه ،وأما " يس " فاسم من أسماء النبي صلى ال عليه واله،
معناه يا أيها السامع لوحيي " والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على
صراط المستقيم " ) - 5 .(4م :وبجاه ذريته الطيبة الطاهرة من آل طه
ويس ) - 6 .(5فس :قال الصادق عليه السلم " :يس " اسم رسول ال
صلى ال عليه واله ،والدليل عليه قوله " :إنك لمن المرسلين * على
صراط مستقيم " قال :على الطريق الواضح " تنزيل العزيز الرحيم "
قال :القرآن " لتنذر قوما ما انذر آباؤهم " إلى قوله " :على أكثرهم "
يعني نزل ) (6به العذاب " فهم ل يؤمنون " ) - 7 .(7فر :بإسناده عن
سليمان بن قيس العامري ) (8قال :سمعت عليا عليه السلم يقول :رسول
ال صلى ال عليه واله يس ونحن آله ) - 8 .(9كا :العدة ،عن البرقي،
عن محمد بن عيسى ،عن صفوان رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد ال
عليهما السلم قال :هذا محمد أذن لهم في التسمية به ،فمن أذن لهم في
يس يعني
) (1الصول (2) .95 :2في المعاني :حدثنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني
فيما كتب إلى على يدى على بن أحمد البغدادي الوراق قال :حدثنا معاذ
بن المثنى العنبري (3) .في المصدر :الثوري (4) .معاني الخبار) .11 :
(5تفسير العسكري (6) .من نزل خ ل (7) .تفسير القمى (8) .548 :في
المصدر :فرات قال :حدثنا أحمد بن الحسن معنعنا عن سليم بن قيس
العامري (9) .تفسير فرات.131 :
] [ 87
التسمية وهو اسم النبي صلى ال عليه واله ) - 9 .(1ن :عن الريان بن الصلت )
،(2عن الرضا عليه السلم في حديث طويل في الفرق بين العترة والمة،
وساق الحديث إلى أن قال عليه السلم :أخبروني عن قول ال عزوجل" :
يس والقرآن الحكيم " فمن عنى بقوله " :يس " ؟ قالت العلماء " :يس
" محمد صلى ال عليه واله لم يشك فيه أحد ،قال أبو الحسن عليه السلم:
فإن ال عزوجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضل ل يبلغ أحد كنه
وصفه إل من عقله ،وذلك أن ال عزوجل لم يسلم على أحد إل على
النبياء عليهم السلم فقال تعالى " :سلم على نوح في العالمين " وقال:
" سلم على إبراهيم " وقال " :سلم على موسى وهارون " ولم يقل:
سلم على آل نوح ،ولم يقل :سلم على آل إبراهيم ،ول قال ) :(3سلم
على آل موسى وهارون ،وقال " :سلم على آل يس " :يعني آل محمد،
وساق الحديث إلى أن قال :في قوله تعالى " :قد أنزل ال إليكم ذكرا
رسول " فالذكر رسول ال ونحن أهله ) .(4أقول :سيأتي بتمامه في كتاب
المامة - 10 .فس " :سلم علي آل يس " قال :يس محمد ،وآل محمد
الئمة ) - 11 .(5مع :الطالقاني ،عن الجلودي ،عن محمد بن سهل ،عن
الخضر بن أبي فاطمة ،عن وهب بن نافع ،عن كادح ،عن الصادق عليه
السلم ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم في قوله عزوجل " :سلم على
آل يس " قال " :يس " محمد ،ونحن آل يس ) 12 .(6كا :أحمد بن
مهران ،وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي ،عن الحسن ابن
راشد ،عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ،عن أبي الحسن موسى عليه
السلم في حديث طويل
) (1فروع الكافي (2) .87 :2لم يذكر المصنف اسناد الحديث اختصارا وهو هكذا:
حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور
رضي ال عنهما قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري عن
أبيه ،عن الريان بن الصلت (3) .في المصدر :ولم يقل (4) .عيون أخبار
الرضا 131 :و (5) .132تفسير القمى 559 :و (6) .560معاني
الخبار.41 :
] [ 88
سأله نصراني عن قوله تعالى " :حم والكتاب المبين " إلى قوله " :منذرين " ما
تفسيرها في الباطن ؟ فقال :أما " حم " فهو محمد ،وهو في كتاب هود
الذي انزل عليه ،وهو منقوص الحروف ،وأما " الكتاب المبين " فهو
أمير المؤمنين علي عليه السلم الخبر ) - 13 .(1فس " :والنجم إذا هوى
" قال :النجم رسول ال صلى ال عليه واله " ،إذا هوى " لما اسري به
إلى السماء ،وهو في الهواء ،هذا رد على من أنكر المعراج ،وهو قسم
برسول ال صلى ال عليه واله ،وهو فضل له على النبياء ) .(2بيان:
هوى جاء بمعنى هبط ،وبمعنى سعد ،والمراد في الخبر الثاني - 14 .فس:
" والنجم والشجر يسجدان " قال :النجم رسول ال صلى ال عليه واله،
وقد سماه ال في غير موضع ،فقال " :والنجم إذا هوى " وقال" :
وعلمات وبالنجم هم يهتدون " فالعلمات الوصياء ،والنجم رسول ال
صلى ال عليه واله ،قلت " :يسجدان " قال :يعبدان ،قوله " :والسماء
رفعها ووضع الميزان " قال " :السماء " رسول ال صلى ال عليه واله
رفعه ال إليه و " الميزان " أمير المؤمنين عليه السلم نصبه لخلقه،
قلت " :أل تطغوا في الميزان " قال :ل تعصوا المام ،قلت " :وأقيموا
الوزن بالقسط " قال :أقيموا المام العدل ) ،(3قلت " :ول تخسروا
الميزان " قال :ل تبخسوا المام حقه ول تظلموه ) - 15 .(4كا :علي بن
محمد ،عن علي بن العباس ،عن علي بن حمران ،عن عمرو بن شمر،
عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال عزوجل " :والنجم إذا
هوى " قال :اقسم بقبض محمد إذا قبض الخبر ) - 16 .(5فس :أبي ،عن
سليمان الديلمي ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته
عن قول ال " :والشمس وضحيها " قال " :الشمس " رسول ال صلى
ال عليه واله ،أوضح ال به
) (1اصول الكافي (2) .479 :1تفسير القمي 650 :و (3) .651والعدل خ ل وفي
المصدر :بالعدل (4) .تفسير القمي (5) .658 :الروضة 379 :و .380
أقول :الحديث طويل ،وفيه :علي بن حماد ،وهو الصحيح والرجل على
بن حماد المنقرى الكوفي راجع جامع الروات .577 :1
] [ 89
للناس دينهم ،قلت " :والقمر إذا تليها " قال :ذاك أمير المؤمنين عليه السلم ).(1
- 17فر :بإسناده ) (2عن عكرمة وسئل عن قول ال " :والشمس
وضحيها * والمقر إذا تليها " قال " :الشمس وضحيها " هو محمد )(3
صلى ال عليه واله " والقمر إذا تليها " أمير المؤمنين عليه السلم )(4
" والنهار إذا جليها " آل محمد ،وهما الحسن والحسين ) " (5والليل إذا
يغشيها " بنو امية ،وقال ابن عباس هكذا ،وقال أبو جعفر عليه السلم
هكذا ،وقال الحارث العور للحسين بن علي عليه السلم :يا ابن رسول
ال أخبرني عن قول ال في كتابه المبين " :والشمس وضحيها " قال:
ويحك يا حارث ذلك محمد رسول ال صلى ال عليه واله ،قلت :قوله" :
والقمر إذا تليها " قال :ذلك أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلم
يتلو محمدا صلى ال عليه واله الخبر ) - 18 .(6كا :العدة ،عن سهل ،عن
محمد بن سليمان ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم ،قال :سألته عن
قول ال عزوجل " :والشمس وضحيها " قال " :الشمس " رسول ال
صلى ال عليه واله أوضح ال عزوجل به للناس دينهم ،قال :قلت" :
والقمر إذا تليها " قال :ذاك أمير المؤمنين عليه السلم
) (1تفسير القمي (2) .726 :والسناد هكذا ،فرات قال :حدثنى زيد بن محمد بن
جعفر التمار معنعنا عن عكرمة (3) .في المصدر :محمد رسول ال صلى
ال عليه وآله (4) .في المصدر :أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلم (5) .في المصدر :هم آل محمد صلى ال عليه وآله الحسن
والحسين عليهما السلم أقول :إلى هنا تم في المصدر حديث عكرمة،
وأما ما بعد ذلك فهو موجود في رواية اخرى وهي هكذا :فرات قال:
حدثني الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عباس في قول ال تعالى" :
والشمس وضحاها " قال :رسول ال صلى ال عليه وآله " والقمر إذا
تلها " أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم " والنهار إذا
جلها " الحسن والحسين عليهما السلم " ،والليل إذا يغشاها " بنو
امية ،ثم ذكر حديثا آخر مثله وفيه زيادة باسناده عن عبد ال بن زيد،
عن ابن زيد معنعنا عن ابن عباس .وأما رواية أبي جعفر عليه السلم
والحارث فالموجود في المصدر أنهما واحد هكذا :فرات قال :حدثني على
بن محمد بن عمر الزهري معنعنا عن أبي جعفر قال :قال الحارث العور
للحسين بن علي عليه السلم :يابن رسول ال جعلت فداك أخبرني عن
قول ال في كتابه " :والشمس وضحاها " ثم ذكر مثل حديث الحارث،
فعلى ذلك إما نسخة المصنف كانت ناقصة ،أو أراد المصنف الختصار
فوقع ما ترى (6) .تفسير فرات الكوفي.212 :
] [ 90
تل رسول ال صلى ال عليه واله ونفثه بالعلم نفثا الخبر ) - 19 .(1فس" :
والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد المين " قال " :التين " رسول
ال صلى ال عليه واله " والزيتون " أمير المؤمنين عليه السلم "
وطور سينين " الحسن والحسين " وهذا البلد المين " الئمة عليهم
السلم الخبر ) - 20 .(2فس " :قد أنزل ال إليكم ذكرا رسول " قال" :
الذكر " اسم رسول ال صلى ال عليه وآله ،ونحن أهل الذكر )- 21 .(3
ن :في حديث طويل عن الرضا عليه السلم في مناظرته عليه السلم مع
أصحاب المقالت قال عليه السلم لرأس الجالوت :في النجيل مكتوب :ابن
) (4البرة ذاهب ،والبار قليطا جاء من بعده ،وهو يخفف الصار )،(5
ويفسر لكم كل شئ ،ويشهد لي كما شهدت له ،أنا جئتكم بالمثال وهو
يأتيكم بالتأويل ،أتؤمن بهذا في النجيل ؟ قال :نعم ل انكره الخبر )22 .(6
-ن :في أسئلة الشامي سأل أمير المؤمنين عليه السلم عن ستة من
النبياء لهم اسمان ،فقال :يوشع بن نون ،وهو ذو الكفل ،ويعقوب بن
إسحاق عليه السلم ،وهو إسرائيل ،والخضر عليه السلم ،وهو حلقيا )
،(7ويونس عليه السلم ،وهو ذو النون ،وعيسى عليه السلم ،وهو
المسيح ،ومحمد صلى ال عليه واله ،وهو أحمد صلوات ال عليهم ).(8
) (1الروضة .50 :قوله :نفثه أي ألقى في قلبه أو ألهمه .وأخرج الحديث فرات
الكوفي في تفسيره أيضا ص (2) .213تفسير القمي (3) .830 :تفسير
القمي (4) .686 :في المصدر :ان ابن البرة (5) .جمع الصر بتثليث
الهمزة :الثقل .الذنب .العهد (6) .عيون اخبار الرضا 93 :و ،94
والحديث طويل وقد أخرجه المصنف مسندا في كتاب الحتجاجات راجع
ج 10ص ،310 - 299والقطعة في (7) .308في نسخة من المصدر:
حليقا .وفيما تقدم من كتاب الحتجاجات :تاليا .جعليا خ ل (8) .عيون
أخبار الرضا ،136 :والحديث طويل أخرجه المصنف مسندا في كتاب
الحتجاجات 82 - 75 :10والقطعة في (*) .80
] [ 91
- 23مع :محمد بن عمرو البصري ،عن عبد ال بن علي الكرخي ،عن محمد بن
عبد ال عن أبيه ،عن عبد الرزاق ،عن معمر ،عن الزهري ،عن أنس قال:
صلى رسول ال صلى ال عليه واله صلة الفجر ،فلما انفتل ) (1من
صلته أقبل علينا بوجهه الكريم على ال عزوجل ،ثم قال معاشر الناس !
من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ،ومن افتقد القمر فليتمسك بالزهرة،
ومن افتقد الزهرة فليتمسك بالفرقدين ،ثم قال رسول ال صلى ال عليه
واله :أنا الشمس ،وعلي عليه السلم القمر ،وفاطمة الزهرة ،والحسن
والحسين الفرقدان ) - 24 .(2شى :محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن
عليه السلم في قول ال " :وعلمات وبالنجم هم يهتدون " قال :نحن
العلمات ،والنجم رسول ال صلى ال عليه واله ) - 25 .(3ما :المفيد،
عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن ابن محبوب،
عن منصور بزرج ) ،(4عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم في
قول ال عزوجل " :وعلمات وبالنجم هم يهتدون " قال :النجم رسول ال
صلى ال عليه واله ،والعلمات الئمة من بعده عليه وعليهم السلم ).(5
- 26ما :أحمد بن محمد بن الصلت ،عن أحمد بن محمد بن سعيد ،عن
محمد بن عيسى بن هارون الضرير ،عن محمد بن زكريا المكي ،عن كثير
بن طارق ،من ولد قنبر ،عن زيد بن علي ،عن آبائه عليهم السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه واله ) (6لعلي عليه السلم :يا علي خذ هذا
الخاتم
) (1انفتل من صلته :انصرف عنها (2) .معاني الخبار 39 :وفي ذيله ،وكتاب ال
ل يفترقان حتى يردا على الحوض .وذكر شيخنا الصدوق فيه بأسانيده
عن جابر بن عبد ال وأنس بن مالك نحوه (3) .تفسير العياشي:
مخطوط (4) .بزرج معرب بزرك ،والرجل هو منصور بن يونس بزرج
أبويحيى القرشى مولهم كوفى ثقة (5) .المالي (6) .102 :في المصدر:
قال :حدثنى زيد بن علي في جهار سوخ كندة بالكوفة ان أباه حدثه عن
أبيه عن ابن عباس قال :أعطى رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليه
السلم فقال :يا علي أعط هذا الخاتم النقاش لينقش عليه اه .أقول :سقط
مفعول قوله :أعطى وهو " خاتما ".
] [ 92
وانقش عليه محمد بن عبد ال ،فأخذه أمير المؤمنين عليه السلم فأعطاه النقاش،
وقال له :انقش عليه محمد بن عبد ال ،فنقش النقاش ،فأخطأت ) (1يده
فنقش عليه محمد رسول ال ،فجاء أمير المؤمنين عليه السلم فقال :ما
فعل الخاتم ؟ فقال :هوذا ،فأخذه ونظر إلى نقشه فقال :ما أمرتك بهذا ،قال:
صدقت ولكن يدي أخطات ،فجاء به إلى رسول ال صلى ال عليه واله،
فقال :يا رسول ال ما نقش النقاش ما أمرت به ،ذكر أن يده أخطأت ،فأخذ
) (2النبي صلى ال عليه واله ونظر إليه فقال :يا علي أنا محمد بن عبد
ال ،وأنا محمد رسول ال ،وتختم به ،فلما أصبح النبي صلى ال عليه
واله نظر إلى خاتمه ،فإذا تحته منقوش " علي ولي ال " فتعجب من ذلك
النبي صلى ال عليه واله ،فجاء جبرئيل فقال :يا جبرئيل كان كذا وكذا،
فقال :يا محمد كتبت ما أردت ،وكتبنا ما أردنا ) - 27 .(3ع ،ل ،مع :محمد
بن علي بن الشاه ،عن محمد بن جعفر بن أحمد البغدادي ،عن أبيه ،عن
أحمد بن السخت ،عن محمد بن السود الوراق ،عن أيوب بن سليمان ،عن
أبي البختري ،عن محمد بن حميد ،عن محمد بن المنكدر ،عن جابر بن
عبد ال قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :أنا أشبه الناس بآدم عليه
السلم ،وإبراهيم عليه السلم أشبه الناس بي خلفه و خلقه ،وسماني ال
من فوق عرشه عشرة أسماء ،وبين ال وصفي ،وبشرني على لسان كل
رسول بعثه إلى قومه ،وسماني ونشر في التوراة اسمي ،وبث ذكري في
أهل التوارة والنجيل ،وعلمني كلمه ) ،(4ورفعني في سمائه ،وشق لي
اسمي ) (5من أسمائه ،فسماني محمدا وهو محمود ،وأخرجني في خير
قرن من امتي ،وجعل اسمي في التوراة أحيد ،فبالتوحيد حرم أجساد امتي
على النار ،وسماني في النجيل أحمد ،فأنا محمود في أهل السماء ،وجعل
امتي الحامدين ،وجعل اسمي في الزبور ماح ) ،(6محا ال عزوجل بي
) (1في المصدر :وأخطأت (2) .في المصدر :فأخذه (3) .المجالس والخبار 79 :و
(4) .80في المصدر ،كتابه (5) .في طبعة أمين الضرب :اسما -ظ.
أقول :وهو الموجود في المصدر (6) .ماحى خ ل .وهو الموجود في
العلل ،وفيه :يمحى ال.
] [ 93
من الرض عبادة الوثان ،وجعل اسمي في القرآن محمدا ،فأنا محمود في جميع )
(1القيامة في فصل القضاء ،ل يشفع أحد غيري ،وسماني في القيامة
حاشرا ،يحشر الناس على قدمي وسماني الموقف ،اوقف الناس بين يدي
ال جل جلله ،وسماني العاقب ،أنا عقب النبيين ،ليس بعدي رسول،
وجعلني رسول الرحمة ،ورسول التوبة ،ورسول الملحم والمقفي )،(2
قفيت النبيين جماعة ،وأنا القيم الكامل الجامع ،ومن علي ربي وقال لي :يا
محمد صلى ال عليك فقد أرسلت كل رسول إلى امته بلسانها ،وأرسلتك
إلى كل أحمر وأسود من خلقي ،و نصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا،
وأحللت لك الغنيمة ولم تحل لحد قبلك ،و أعطيتك ولمتك كنزا من كنوز
عرشي :فاتحة الكتاب ،وخاتمة سورة البقرة ،و جعلت لك ولمتك الرض
كلها مسجدا ،وترابها طهورا ،وأعطيت لك ولمتك التكبير ،وقرنت ذكرك
بذكري حتى ل يذكرني أحد من امتك إل ذكرك مع ذكري ،فطوبى لك يا
محمد ولمتك ) .(3توضيح :قال شارح الشفاء للقاضي عياض :احيد بضم
الهمزة ،وفتح المهملة ،وسكون التحتية ،فدال مهملة ،وقيل :بفتح الهمزة،
وسكون المهملة ،وفتح التحتية ،قال :سميت أحيد لني احيد بامتي عن نار
جهنم ،أي أعدل بهم انتهى ) .(4وأما أحمد في اللغة فأفعل مبالغة من صفة
الحمد ،ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد ،فهو صلى ال عليه واله أجل
من حمد ،وأفضل من حمد ،وأكثر الناس حمدا ،فهو أحمد المحمودين
الحامدين ،فأحمد إما مبالغة من الفاعل ،أو من مفعول .قوله صلى ال عليه
واله :يحشر الناس على قدمي ،كنايه عن أنه أول من يحشر من الخلق ،ثم
يحشر الناس بعده ،وقيل :أي في زمانه وعهده ،ول نبي بعده :وقيل :أي
يقدم الخلق في المحشر وهم خلفه .والملحم جمع الملحمة وهو القتال.
) (1جمع خ ل صح .وفي المعاني :جميع أهل القيامة (2) .في المعاني :المقتفى) .
(3علل الشرائع ،45 :الخصال 47 :2و ،48معاني الخبار(4) .19 :
شرح الشفا ،498 :1وضبط أيضا بفتح فسكون فكسر وأيضا بضم
فكسر ،فسكون.
] [ 94
وقال الجزري :في أسمائه صلى ال عليه واله المقفي وهو المولي الذاهب ،وقد
قفى يقفي فهو مقف ،يعني أنه آخر النبياء ،المتبع لهم ،فإذا قفى فل نبي
بعده .قوله :القيم ،أي الكثير القيام بامور الخلق ،والمتولي لرشادهم
ومصالحهم ،و يظهر من سائر الكتب أنه بالثاء المثلثة ،وإن الكامل الجامع
تفسيره ،وهو بضم القاف وفتح الثاء ،قال الجزري :فيه أتاني ملك فقال:
أنت قثم ،وخلقك قثم ،القثم :المجتمع الخلق ،وقيل :الجامع الكامل وقيل:
الجموع ) (1للخير ،وبه سمي الرجل قثم ،معدول عن قاثم ،وهو الكثير
العطآء انتهى .وقال القاضي في الشفاء :روي أنه صلى ال عليه واله قال:
أنا رسول الرحمة ،ورسول الراحة ،ورسول الملحم ،وأنا المقفي )،(2
قفيت النبيين ،وأنا قيم ،والقيم :الجامع الكامل كذا وجدته ولم أروه ،وأرى
أن صوابه قثم بالثاء وهو أشبه بالتفسير انتهى ) - 28 .(2لى ،ع ،مع :ما
جيلويه ،عن عمه ،عن البرقي ،عن علي بن الحسين الرقي ،عن عبد ال
بن جبلة ،عن معاوية بن عمار ،عن الحسن بن عبد ال ،عن آبائه ،عن
جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلم قال :جاء نفر من اليهود
إلى رسول ال صلى ال عليه واله ،فسأله أعلمهم فيما سأله ،فقال له :لي
شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا ؟ فقال النبي
صلى ال عليه واله :أما محمد فإني محمود في الرض ،وأما أحمد فإني
محمود في السماء ،وأما أبو القاسم فإن ال عزوجل يقسم يوم القيامة
قسمة النار ،فمن كفر بي من الولين والخرين ففي النار ،ويقسم قسمة
الجنة ،فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة ،وأما الداعي فإني أدعو الناس
إلى دين بي عزوجل ،وأما النذير فإني انذر بالنار من عصاني ،وأما البشير
فإني ابشر بالجنة من أطاعني ).(4
) (1المجموع خ ل (2) .وفي المصدر :المقتفى ،وذكر الشارح :المقفى وقال :هو
أنسب (3) .شرح الشفا 490 :1و (4) .491المالي ،114 - 112 :علل
الشرايع ،53 :معاني الخبار 19 :و ،20والحديث طويل أخرجه
المصنف في كتاب الحتجاجات ،راجع ،302 - 294 :10والقطعة في
.295
] [ 95
أقول :قد مر في باب نقوش الخواتيم ) (1في خبر الحسين بن خالد أنه كان نقش
خاتم النبي صلى ال عليه واله " :ل إله إل ال ،محمد رسول ال "- 29 .
ع ،مع ،ن :الطالقاني ،عن أحمد الهمداني ،عن علي بن الحسين بن
فضال ،عن أبيه قال :سألت الرضا عليه السلم فقلت له :لم كني النبي
صلى ال عليه واله بأبي القاسم ؟ فقال :لنه كان له ابن يقال له :قاسم
فكنى به ،قال :فقلت :يا ابن رسول ال فهل تراني أهل للزيادة ؟ فقال :نعم،
أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه واله قال " :أنا وعلي أبوا هذه
المة " ؟ قلت :بلى ،قال :أما علمت أن رسول ال صلى ال عليه واله أب
لجميع امته ،وعلي بمنزلته ) (2فيهم ؟ قلت :بلى ،قال :أما علمت أن عليا
قاسم الجنة والنار ؟ قلت :بلى ،قال :فقيل له :أبو القاسم لنه أبو قاسم
الجنة والنار ،فقلت له :وما معنى ذلك ؟ فقال :إن شفقة الرسول ) (3على
امته شفقة الباء على الولد ،وأفضل امته علي عليه السلم ،ومن بعده
شفقة علي عليه السلم عليهم كشفقته ،لنه وصيه وخليفته والمام بعده،
فلذلك قال صلى ال عليه وآله " :أنا وعلي أبوا هذه المة " وصعد النبي
صلى ال عليه واله المنبر فقال " :من ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي،
ومن ترك مال فلورثته " فصار بذلك أولى بهم من آبائهم وامهاتهم ،وصار
أولى بهم منهم بأنفسهم ،وكذلك أمير المؤمنين عليه السلم بعده جرى له
مثل ما جرى لرسول ال صلى ال عليه واله ) .(4بيان :قال الجزري :فيه
من ترك ضياعا فإلي ،الضياع :العيال ،وأصله مصدر ضاع يضيع ،فسمي
العيال بالمصدر ،كما تقول :من مات وترك فقرا ،أي فقراء ،وإن كسرت
الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع - 30 .ب :هارون ،عن ابن صدقة،
عن جعفر ،عن أبيه عليهما السلم إن خاتم رسول ال صلى ال عليه واله
كان من فضة ،ونقشه " محمد رسول ال " قال :وكان نقش خاتم علي
عليه السلم
) (1راجع ج (2) .63 :11وعلي عليه السلم فيهم بمنزلته خ .أقول :هذه الزيادة
موجودة في العلل ،وفي العيون :وعلي عليه السلم منهم .أقول :لعله
اصح (3) .النبي خ ل ،أقول :هو الموجود في المصدر (4) .علل
الشرائع 53 :و ،54معاني الخبار ،20 :عيون الخبار 238 :و .239
] [ 96
" ال الملك " وكان نقش خاتم والدي رضي ال عنه " العزة ل " ) - 31 .(1ل:
أبي ،عن سعد :عن ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن محمد
بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن لرسول ال صلى ال عليه
واله عشرة أسماء :خمسة منها في القرآن ،وخمسة ليست في القرآن،
فأما التي في القرآن :فمحمد ،وأحمد ،وعبد ال ،ويس ،ون ،وأما التي
ليست في القرآن :فالفاتح ،والخاتم ،والكاف ،والمقفي ،والحاشر ).(2
بيان :إنما سمي الفاتح لنه أول النبيين ،أو جميع المخلوقات خلقا ،أو به
فتح ال أبواب الوجود والجود على العباد ) ،(3والكاف لنه يكف ويدفع
عن الناس البليا والشرور في الدنيا ،والعذاب في الخرة وفي بعض
النسخ :الكافي - 32 .ل :ابن الوليد ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن
أبي عبد ال الرازي ،عن علي بن سليمان ،عن عبد ال بن عبيد ال
الهاشمي ،عن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كان لرسول ال صلى ال عليه واله خاتمان :أحدهما مكتوب
عليه " :ل إله إل ال ،محمد رسول ال " والخر " :صدق ال " ).(4
- 33فس :قال :وسأل بعض اليهود رسول ال صلى ال عليه واله لم
سميت محمدا وأحمدا وبشيرا ونذيرا ؟ فقال :أما محمد فإني في الرض
محمود ،وأما أحمد فإني في السماء أحمد منه في الرض ،وأما البشير
فابشر من أطاع ال بالجنة ،وأما النذير فانذر من عصى ال بالنار ).(5
- 34فس " :يا أيها المزمل " قال :هو النبي صلى ال عليه واله كان
يتزمل بثوبه وينام ).(6
) (1قرب السناد (2) .31 :الخصال (3) .48 :2أو الغالب على من كان يعبد دون
ال .وما كان يعبد دونه (4) .الخصال (5) .32 :1تفسير القمى) .677 :
(6تفسير القمى.701 :
] [ 97
" يا أيها المدثر " قال :تدثر الرسول ،فالمدثر يعني المتدثر بثوبه " قم فأنذر " هو
قيامه في الرجعة ينذر فيها ) .(1أقول :سيجئ في الخبار أنه قال النبي
صلى ال عليه واله :إن ال خلقني وعليا من نور واحد ،وشق لنا اسمين
من أسمائه ،فذو العرش محمود وأنا محمد ،وال العلى وهذا علي- 35 .
ع :عبد ال بن محمد القرشي ،عن محمد بن إبراهيم ،عن أبي قريش ،عن
عبد الجبار ومحمد بن منصور الخزاز معا عن عبد ال بن ميمون القداح،
عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم عن جابر بن عبد ال أن النبي
صلى ال عليه واله كان يتختم بيمينه ) - 36 .(2ل :ابن موسى ،عن ابن
زكريا القطان ،عن ابن حبيب ،عن عبد الرحيم ابن علي الجبلي ،وعبد ال
بن الصلت ،عن الحسن بن نصر الخزاز ،عن عمرو بن طلحة ،عن أسباط
بن نصر ،عن سماك بن حرب ،عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :قدم
يهوديان فسأل أمير المؤمنين عليه السلم عن أشياء وسأل عن وصف
النبي صلى ال عليه واله فقال فيما قال :كان عمامته السحاب ،وسيفه ذو
الفقار ،وبغلته دلدل ،وحماره يعفور ،وناقته العضباء ) ،(3وفرسه لزاز،
وقضيبه الممشوق .الخبر ) .(4بيان :قال في النهاية :فيه أنه كان اسم
عمامة النبي صلى ال عليه واله السحاب ،سميت به تشبيها بسحاب
المطر ،لنسحابه في الهواء ،وقال :دلدل في الرض :ذهب ومر ،يدلدل
ويتدلدل في مشيه :إذا اضطرب ،ومنه الحديث كان اسم بغلته دلدل .وقال:
فيه إن اسم حمار النبي صلى ال عليه واله عفير هو تصغير تحقير لعفر،
من العفرة وهي الغبرة ،ولون التراب ،وفي حديث سعد بن عبادة أنه خرج
على حماره يعفور ليعوده .قيل :سمي يعفورا للونه من العفرة ،كما قيل في
أخضر :يخضور ،وقيل :سمي به تشبيها في عدوه باليعفور وهو الظبي،
وقيل :الخشف.
) (1تفسير القمي (2) .702 :علل الشرائع (3) .64 :بتقديم المهملة على المعجمة.
) (4الخصال 146 :2و .148
] [ 98
وقال :فيه كان اسم ناقته العضباء ،هو علم لها ،منقول من قولهم :ناقة عضباء ،أي
مشقوقة الذن ،ولم تكن مشقوقة الذن ،وقال بعضهم :إنها كانت مشقوقة
الذن ،والول أكثر .وقال الزمخشري :هو منقول من قولهم :ناقة عضباء،
وهي القصيرة اليد .وقال :فيه كان لرسول ال صلى ال عليه واله فرس
يقال له :اللزاز ،سمي به لشدة تلززه واجتماع خلقه ،ولز به الشئ ،أي
لزق به ،كأنه يلزق بالمطلوب لسرعته .وقال الفيروزآبادي :جارية
ممشوقة :حسنة القوام ،وقضيب ممشوق :طويل دقيق - 37 .لى :ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن عبد ال بن الصلت ،عن يونس ،عن ابن حميد،
عن ابن قيس ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن اسم رسول ال صلى ال
عليه واله في صحف إبراهيم عليه السلم الماحي ،وفي توراة موسى عليه
السلم الحاد ،وفي إنجيل عيسى عليه السلم أحمد ،وفي القرآن محمد،
قيل :فما تأويل الماحي ؟ فقال :الماحي صورة الصنام ،وماحي الوثان
والزلم وكل معبود دون الرحمان ،قيل :فما تأويل الحاد ؟ قال :يحاد من
حاد ال ودينه ،قريبا كان أو بعيدا ،قيل :فما تأويل أحمد ؟ قال :حسن ثناء
ال عزوجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله ،قيل :فما تأويل محمد ؟
قال :إن ال وملئكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع اممهم يحمدونه
ويصلون عليه ،وإن اسمه لمكتوب على العرش :محمد رسول ال صلى
ال عليه واله وكان صلى ال عليه واله يلبس من القلنس اليمنية )(1
والبيضآء والمضربة ذات الذنين في الحرب ،وكانت له عنزة يتكئ عليها،
ويخرجها في العيدين فيخطب بها ،وكان له قضيب يقال له :الممشوق،
وكان له فسطاط يسمى الكن ،وكانت له قصعة تسمى المنبعة ،وكان له
قعب يسمى الري ،وكان له فرسان يقال لحدهما :المرتجز ،وللخر
السكب ،وكان له بغلتان يقال لحدهما ) :(2دلدل ،وللخرى الشهبآء،
وكانت له ناقتان يقال لحدهما :العضباء ،وللخرى الجدعاء ،وكان له
سيفان يقال لحدهما :ذو الفقار ،وللخر العون ،وكان له سيفان آخران
يقال لحدهما :المخذم ،وللخر
) (1اليمنة واليمنة برد يمنى (2) .هكذا في النسخة والمصدر وكذا فيما يأتي،
والصح :لحداهما .كما في الفقيه.
] [ 99
الرسوم ،وكان له حمار يسمى يعفور ،وكانت له عمامة تسمى السحاب ،وكان له
درع تسمى ذات الفضول لها ثلث حلقات فضة :حلقة بين يديها ،وحلقتان
خلفها ،وكانت له راية تسمى العقاب ،وكان له بعير يحمل عليه يقال له:
الديباج ،وكان له لواء يسمى المعلوم ،وكان له مغفر يقال له :السعد،
فسلم ذلك كله إلى علي عليه السلم عند موته ،وأخرج خاتمه وجعله في
إصبعه ،فذكر علي عليه السلم أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه
صحيفة فيها ثلثة أحرف :صل من قطعك ،وقل الحق ولو على نفسك:
وأحسن إلى من أساء إليك ،قال :وقال رسول ال صلى ال عليه واله:
خمس ل أدعهن حتى الممات :الكل على الحضيض مع العبيد ،وركوبي
الحمار مؤكفا ) ،(1وحلبي العنز بيدي ،ولبس الصوف ) ،(2والتسليم على
الصبيان لتكون سنة من بعدي ) .(3يه :عن يونس مثله إلى قوله :من
أساء إليك ) .(4بيان :ضرب النجاد المضربة ) :(5خاطها ،ذكره
الجوهري .وقال :العنزة بالتحريك :أطول من العصا ،وأقصر من الرمح،
وفيه زج ) (6كزج الرمح ،والكن
) (1وكف وأكف وآكف الحمار :وضع عليه الوكاف .والوكاف :البرذعة وكساء
يلقى على ظهر الدابة (2) .قد ورد في بعض الخبار مدح لبس الصوف،
وفي بعضها ذمه ،ولعل الول يختص بزمان مقفر جدب يكون الناس فيه
في ضيق وشدة ،كما يستفاد من حديث عن الصادق عليه السلم احتج
فيه على الصوفية ،وعلل فعل النبي صلى ال عليه وآله بذلك ،وقال فيه:
" إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لفجارها ،ومؤمنوها ل
منافقوها ،ومسلموها ل كفارها " أو الثاني ورد في قوم كانوا يتقشفون
بالملبس وغيرها ويتظاهرون بها ،ويرون أنفسهم بذلك أفضل من
غيرهم ،ويعدون أنفسهم عاملين للسنة ،وغيرهم تاركين لها ،مثل جل
الصوفية والباطنية وغيرهم من أهل البدع والهواء الذين أدخلوا أنفسهم
في زى الزهد والصلح :وقلبوا حقائق السلم واحكامه على مزعمتهم
وآرائهم الفاسدة أعاذنا ال والمسلمين من شرورهم (3) .المالى) .44 :
(4الفقيه (5) .519 :النجاد هو المنجد أي من يعالج الفرش والوسائد
ويخيطها .والمضرب :المخيط .و المضربة .كساء ذو طاقين بينهما قطن.
) (6الزج :الحديدة التى في أسفل الرمح.
] [ 100
بالكسر :وقاء كل شئ وستره .والقعب :قدح من خشب مقعر .وقال الجزري :فيه
كان لرسول ال صلى ال عليه واله فرس يقال له :المرتجز ،سمي به
لحسن صهيله .وقال :فيه كان له فرس يسمى السكب ،يقال له فرس سكب،
أي كثير الجري ،كأنما يصب جريه صبا ،وأصله من سكب الماء يسكبه.
وقال الجوهري :الشهبة في اللوان :البياض الذي غلب على السواد .وقال
الجزري :فيه إنه خطب على ناقته الجدعاء ،هي المقطوعة الذن ،وقيل:
لم تكن ناقته مقطوعة الذن ،وإنما كان هذا اسما ،وقال :إنما سمي سيفه
صلى ال عليه واله ذا الفقار لنه كان فيه حفر صغار حسان .وقال :الخذم:
القطع ،وبه سمي السيف مخذما .وقال الفيروزآبادي :الرسوم :الذي يبقى
على السير يوما وليلة ،والصوب أنه بالباء كما سيأتي .قال في النهاية فيه
كان لرسول ال صلى ال عليه واله سيف يقال له :الرسوب ،أي يمضي
في الضريبة ،ويغيب فيها ،وهي فعول من رسب :إذا ذهب إلى أسفل ،وإذا
ثبت .وفيه :إنه كان اسم درعه ذات الفضول ،وقيل :ذو الفضول لفضلة
كان فيها وسعة .وقال :فيه إنه كان اسم رآيته العقاب ،وهي العلم الضخم.
أقول :سيأتي في باب وصية النبي صلى ال عليه واله ذكر دوابه وسلحه
وأثوابه - 38 .ص :الصدوق ،عن عبد ال بن حامد ،عن أحمد بن حمدان،
عن عمرو بن محمد ،عن محمد بن مؤيد ،عن عبد ال بن محمد بن عقبة،
عن أبي حذيفة ،عن عبد ال بن حبيب الهذلي ،عن أبي عبد الرحمن
السلمي ،عن أبي منصور قال :لما فتح ال على نبيه خيبر أصابه حمار
أسود ،فكلم النبي صلى ال عليه واله الحمار فكلمه ،وقال :أخرج ال من
نسل جدي ستين حمارا لم يركبها إل نبي ،ولم يبق من نسل جدي غيري،
ول من النبياء غيرك ،وقد كنت أتوقعك ،كنت قبلك ليهودي أعثر به عمدا،
فكان يضرب بطني ،ويضرب ظهري ،فقال النبي صلى ال عليه واله:
سميتك يعفور ،ثم قال :تشتهي الناث يا يعفور ؟ قال :ل ،وكلما قيل:
] [ 101
أجب رسول ال صلى ال عليه واله خرج إليه ،فلما قبض رسول ال صلى ال عليه
واله جاء إلى بئر فتردى ) (1فيها فصار قبره جزعا ) - 39 .(2ير:
إبراهيم بن هاشم ،عن أعمش بن عيسى ،عن حماد الطيافي ) ،(3عن
الكلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال لي :كم لمحمد ) (4اسم في
القرآن ؟ قال :قلت :اسمان أو ثلث ،فقال :يا كلبي له عشرة أسماء " وما
محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل * ومبشرا برسول يأتي من بعدي
اسمه أحمد * ولما قام عبد ال كادوا يكونون عليه لبدا * وطه ما أنزلنا
عليك القرآن لتشقى * ويس والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على
صراط مستقيم * ون والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون *
ويا أيها المزمل * ويا أيها المدثر * وإنا أنزلنا إليكم ذكرا رسول " فالذكر
اسم من أسماء محمد صلى ال عليه واله ونحن أهل الذكر ،فسل يا كلبي
عما بدا لك ،قال :فأنسيت وال القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه
) - 40 .(5قب :في أسمائه وألقابه صلى ال عليه واله :سماه في القرآن
بأربعمأة اسم :العالم " وعلمك ما لم تكن تعلم " الحاكم " فل وربك ل
يؤمنون حتى يحكموك " الخاتم " وخاتم النبيين " العابد " واعبد ربك "
الساجد " وكن من الساجدين " الشاهد " إنا أرسلناك شاهدا " المجاهد "
يا أيها النبي جاهد الكفار " الطاهر " طه ما أنزلنا " الشاكر " شاكرا
لنعمه " الصابر " واصبر وما صبرك " الذاكر " واذكر اسم ربك "
القاضي " إذا قضى ال ورسوله " الراضي " لعلك ترضى " الداعي "
وداعيا إلى ال " الهادي " وإنك لتهدي " القارئ " اقرأ
) (1أي سقط فيها (2) .قصص النبياء :مخطوط (3) .هكذا في النسخ والمصدر،
ولعل الطيافي مصحف الطنافسي .راجع تنقيح المقال :363 :1حماد بن
بشير الطنافسي (4) .سأله عليه السلم ،لنه كان نسابة العرب ،ويرى
نفسه أعلم فيها ،فأفاده أنه ناقص ل يعرف أسماء أشهر العرب وهو
النبي صلى ال عليه وآله (5) .بصائر الدرجات.150 :
] [ 102
باسم ربك " التالي " يتلو عليهم " الناهي " وما نهاكم عنه " المر " وأمر أهلك
" الصادع " فاصدع بما تؤمر " الصادق " ص والقرآن " القانت "
أمسن هو قانت " الحافظ " يحفظونه من أمر ال " الغالب " وإن جندنا "
العائل " ووجدك عائل " الضال أي يهدي به الضال " ووجدك ضال "
الكريم " إنه لقول رسول كريم " الرحيم " رؤف رحيم " العظيم " وإنك
لعلى خلق " اليتيم " ألم يجدك " المستقيم " فاستقم كما امرت "
المعصوم " وال يعصمك " البشير " إنا أرسلناك بالحق " النذير "
بشيرا ونذيرا " العزيز " لقد جاءكم رسول " الشهيد " وجئنا بك شهيدا
" الحريص " حريص عليكم " القريب " ق والقرآن " الحبيب ،والمحب،
والمحبوب ،في سبع مواضع " حم " النبي " يا أيها النبي " القوي "
ذوي قوة " الوحي " وكذلك أوحينا إليك " المي " النبي المي " المين
" مطاع ثم أمين " المكين " عند ذي العرش " المبين " وقل إني أنا
النذير " المذكر " فذكر إنما أنت " المبشر " ومبشرا برسول " المنذر "
إنما أنت منذر " المستغفر " واستغفر لذنبك " المسبح " فسبح بحمد ربك
" المصلي " فصل لربك " المصدق " مصدقا لما معكم " المبلغ " يا أيها
الرسول بلغ " المحدث " وأما بنعمة ربك " المؤمن " آمن الرسول "
المتوكل " وتوكل على الحي " المزمل " يا أيها المزمل " المدثر " يا
أيها المدثر " المتهجد " ومن الليل فتهجد " المنادي " سمعنا مناديا "
المهتدي " وهداه إلى صراط " الحق " قد جاءكم الحق " الصدق "
والذي جاء بالصدق " الذكر " إنا أرسلناك إليكم ذكرا " البرهان " قد
جاءكم برهان " الفضل " قل بفضل ال " المرسل " إنك لمن المرسلين "
المبعوث " هو الذي بعث " المختار " وربك يخلق " المعفو " عفى ال
عنك " المغفور " ليغفر لك ال " المكفي " إنا كفيناك " المرفوع والرفيغ
" ورفعنا لك " المؤيد " هو الذي أيدك " المنصور " وينصرك ال "
المطاع " مكين مطاع " الحسنى " وصدق بالحسنى " الهدى " وما منع
الناس ) " (1الرسول " يا أيها الرسول " الرؤف " بالمؤمنين رؤف "
النعمة " يعرفون نعمة ال " الرحمة " وما أرسلناك إل رحمة " النور "
قد جاءكم من ال نور " الفجر " والفجر وليال " المصباح " المصباح
) (1الية هكذا :وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جائهم الهدى .السراء.94 :
] [ 103
في زجاجة " السراج " وسراجا منيرا " الضحى " والضحى والليل " النجم "
والنجم إذا هوى " الشمس " ثم جعلنا الشمس " البدر " طه " ) (1الظل
" ألم تر إلى ربك " البشر " بشر مثلكم " الناس " أم يحسدون الناس "
النسان " خلق النسان " الرجل " على رجل منكم " الصاحب " ما ضل
صاحبكم " العبد " أسرى بعبده " المجتبى " ولكن ال يجتبي " المقتدي
" فبهديهم اقتده " المرتضى " إل من ارتضى " المصطفى " ال يصطفي
" أحمد " من بعدي اسمه " محمد " محمد رسول ال " كهيعص ،يس،
طه ،حم ،عسق ،كل حرف تدل على اسم له ،مثل الكافي والهادي،
والعارف ،والسخي ،والطاهر ،وغير ذلك ) .(2وأسماؤه في الخبار:
العاقب ،وهو الذي يعقب النبياء ،الماحي :الذي يمحى به الكفر ،ويقال:
يمحى به سيئات من اتبعه ،ويقال :الذي ل يكون بعده أحد .الحاشر :الذي
يحشر الناس على قدميه .المقفي الذي قفى النبيين جماعة .الموقف :يوقف
الناس بين يدي ال .القثم وهو الكامل الجامع .ومنه الناشر ،والناصح،
والوفي والمطاع ،و النجي ،والمأمون ،والحنيف ،والحبيب ،والطيب،
والسيد ،والمقترب ،والدافع ،و الشافع ،والمشفع ،والحامد ،والمحمود،
والموجه ،والمتوكل ،والغيث ) .(3وفي التوراة :مئيذ مئيذ ) ،(4أي غفور
رحيم ،وقيل :مئيد مئيد ) (5أي محمد ،و قيل :مود مود ،وفي حكاية إن
اسمه فيها مرقوفا ،أي المحمود .وفي الزبور :قليطا ،مثل أبي القاسم،
فقالوا (6) :بلقيطا ،وقالوا :فاروق ،وقالوا :محياثا .وفي النجيل :طاب
طاب ،أي أحمد ،ويقال :يعني طيب طيب.
) (1هكذا في النسخة والمصدر ،ولم نجد من فسر طه بالبدر (2) .في كون جملة
من هذه أسماءه صلى ال عليه وآله نظر ،والوجه ظاهر ،لنه لم يصح
مثل أن يقال لمن امر بالصلة :ان اسمه المصلى ،أو بالصيام ان اسمه
الصائم (3) .المغيث خ ل (4) .في المصدر :ميذميذ (5) .ميد ميد(6) .
وقالوا خ ل(*) .
] [ 104
وفي كتاب شعيا :نور المم ،ركن المتواضعين ،رسول التوبة ،رسول البل .وفي
الصحف :بلقيطا ،وفي صحف شيث :طاليسا ،وفي صحف إدريس:
بهيائيل ،وفي صحف إبراهيم :مود مود ،وفي السماء الدنيا المجتبى ،وفي
الثانية المرتضى ،وفي الثالثة المزكى ،وفي الرابعة المصطفى ،وفي
الخامسة المنتجب ،وفي السادسة المطهر والمجتبى ،وفي السابعة المقرب
والحبيب ،ويسميه المقربون عبد الواحد ،والسفرة الول ،والبررة الخر،
والكروبيون الصادق ،والروحانيون الطاهر ،والولياء القاسم ،والرضوان
الكبر ،والجنة عبد الملك ،والحور عبدالعطاء ،وأهل الجنة عبد الديان،
ومالك عبد المختار ،وأهل الجحيم عبدالنجاة ،والزبانية عبد الرحيم،
والجحيم عبد المنان ،وعلى ساق العرش رسول ال ،وعلى الكرسي نبي
ال ،وعلى طوبى صفي ال ،وعلى لواء الحمد صفوة ال ،وعلى باب
الجنة خيرة ال ،وعلى القمر قمر القمار ،وعلى الشمس نور النوار ،و
الشياطين عبدالهيبة ،والجن عبد الحميد ،والموقف الداعي ،والميزان
الصاحب ،والحساب الداعي ،والمقام المحمود الخطيب ،والكوثر الساقي،
والعرش المفضل ،والكرسي عبد الكريم ،والقلم عبد الحق ،وجبرئيل عبد
الجبار ،وميكائيل عبد الوهاب ،وإسرافيل عبد الفتاح ،وعزرائيل عبد
التواب ،والسحاب عبد السلم ،والريح عبد العلى ،والبرق عبد المنعم،
والرعد عبد الوكيل ،والحجار عبد الجليل ،والتراب عبد العزيز ،والطيور
عبد القادر ،والسبع عبدالعطاء ،والجبل عبدالرفيع ،والبحر عبد المؤمن،
والحيتان عبدالمهيمن ،وأهل الروم الحليم ،وأهل مصر المختار ،وأهل مكة
المين ،وأهل المدينة الميمون ،والزنج مهمت ،والترك صانجي ،والعرب
المي ،والعجم أحمد .ألقابه :حبيب ال ،صفي ال ،نعمة ال ،عبد ال،
خيرة ال ،خلق ال ) ،(1سيد المرسلين ،إمام المتقين ،خاتم النبيين،
رسول الحمادين ،رحمة العالمين ،قائد الغر المحجلين ،خير البرية ،نبي
الرحمة ،صاحب الملحمة ) ،(2محلل الطيبات ،محرم الخبائث ،مفتاح
الجنة ،دعوة إبراهيم ،بشرى عيسى ،خليفة ال في الرض ،زين القيامة
ونورها وتاجها ،صاحب اللواء يوم القيامة،
) (1في المطبوع :خير خلق ال (2) .الملحمة :الموقعة العظيمة .القتل في الحرب.
] [ 105
واضع الصر والغلل ،أفصح العرب ،سيد ولد آدم ،ابن العواتك ) ،(1ابن الفواطم
) ،(2ابن الذبيحين ،ابن بطحاء مكة ،العبد المؤيد ،والرسول المسدد،
والنبي المهذب ،والصفي
) (1قال اليعقوبي في تاريخه :99 :2واللتي ولدنه من العواتك اثنتا عشرة عاتكة:
عشر منهن مضريات وقحطانية وقضاعية ،والمضريات ثلث من قريش،
وثلث من سليم ،وعدوانيتان ،وهذلية وأسدية ،فأما القرشيات فولدنه من
قبل أسد بن عبد العزى ،ام اسد بن عبد العزى الحطيا وهي ريطة بنت
كعب بن سعد بن يتم بن مرة ،وأمها قيلة بنت حذافة بن جمح ،وامها امية
بنت عامر بن الحان بن الحارث وهو غسان بن خزاعة ،وامها عاتكة
بنت هلل بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر ،وام هلل بن وهيب
عاتكة بنت عتوارة بن الطرب بن الحارث بن فهر ،وامها عاتكة بنت يخلد
بن النضر بن كنانة بن خزيمة .وأما السليميات فولدته من قبل هاشم ،ام
هاشم بن عبدمناف عاتكة بنت مرة بن سليم بن منصور ،وام مرة بن
هلل عاتكة بنت مرة بن عدي بن سليمان بن قصى بن خزاعة ،ويقال:
هي عاتكة بنت جابرين قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة
بن سليم .وأما العدوانيتان فولدتاه من قبل امهات أبيه عبد ال ،ومن قبل
مالك بن النضر ،فأما التى ولدته من قبل عبد ال فهى السابعة من
امهاته ،ويقال :الخامسة ،وهي عاتكة بنت عامر بن ظرب بن عمرو بن
يشكر بن الحارث ،ومن قال :الخامسة فيقول :عاتكة بنت عبد ال بن
الحارث بن وائلة ابن ظرب بن عمرو ،وأما العدوانية الثالثة فام مالك بن
النضر بن كنانة .وهي عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلن.
وأما الهذلية فولدته من قبل هاشم ،وام هاشم عاتكة بنت مرة بن هلل،
وامها ماوية بنت حورة بن عمرو بن سلول بن صعصعة بن معاوية بن
بكر بن هوازن ،فام معاوية بن بكر بن هوازن عاتكة بنت سعد بن هذيل.
وأما السدية فولدته من قبل كلب بن مرة ،وهي الثالثة من امهاته وهى
عاتكة بنت دودان بن اسد بن خزيمة .وأما القحطانية فولدته من قبل
غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ،وام غالب ليلى بنت سعد بن
هذيل بن مدركة ،وامها سلمى بنت طابخة بن إلياس بن مضر ،وامها
عاتكة بنت الزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبا بن
يشجب بن يعر بن قحطان .وأما القضاعية فولدته من قبل كعب بن لوى
وهى الثالثة من امهاته :عاتكة بنت رشدان بن قيس ابن جهينة بن زيد
بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة انتهى .أقول :قوله في
السليميات :مرة بن سليم ،أي مرة بن هلل بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة
بن بهثة ابن سليم بن منصور .فقد اختصره ،واسقط الثالثة من
السليميات أيضا وهي ام هلل بن فالج عاتكة بنت عصية بن خفاف بن
امرئ القيس بن بهثة .قد أورد ذلك البغدادي في المحبر ،وفيه ما قال
اليعقوبي مع اختلف في بعض السماء (2) .ذكر اليعقوبي في تاريخه :2
101الفواطم قال :أخبرني النسابون أنه ولدته من الفواطم أربع فواطم:
قرشية ،وقيسيتان وأزدية ،فأما القرشية فولدته من قبل أبيه عبد ال
وهي فاطمة بنت =
] [ 106
] [ 107
) (1الكر بالفتح :الحملة في الحرب (2) .الحبور :السرور .النعمة (3) .الذكور:
الكثير الذكر (4) .الهراوة :العصا الضخمة كهراوة الفأس والمعلول،
وبالفارسية " :جوب دستى " (5) .مناقب آل أبي طالب 106 - 102 :1
للطبعة الولى في ايران (6) .سمى لتشوقه وحسن صهيله (7) .في
هامش النسخة :الظرب ظ ،وكلمة )ظ( علمة للظاهر(*) .
] [ 108
أنه الورد الذي أعطاه الداري ،وسماه النبي صلى ال عليه واله اللحيف ،والمرتجز
) ،(1وهو المشترى من العرابي الذي شهد فيه خزيمة ،والسكب وكان
أول فرس ركبه ،وأول ما غزا عليه في احد ،وكان ابتاعه من رجل من
فزارة ،ويقال اسمه :بريدة الملح ،ومنها اليعسوب ،والسبحة ،وذو
العقال ،والملوح ،وقيل :مراوح .بغاله :أهدى إليه المقوقس دلدل ،وكانت
شهباء فدفعها إلى علي عليه السلم ،ثم كانت للحسن عليه السلم ثم
للحسين عليه السلم ،ثم كبرت ،وعميت ،وهي أول بغلة ركبت في السلم،
وقال التاريخي :أهدى إليه فروة بن عمرو الجذامي بغلة يقال لها :فضة.
حمره :أهدى له المقوقس يعفور مع دلدل ،وأعطاه فروة الجذامي عفير مع
فضة .ابله :العضباء وكانت ل تسبق ،والجدعاء ،والقصواء ،ويقال:
القضوآء ،وهي ناقة اشتراها النبي صلى ال عليه واله من أبي بكر بأربع
مأة درهم ،وهاجر عليها ،ثم نفقت عنده ،و الصهباء ،ومنها البغوم )،(2
والغيم ،والنوق ،ومروة ،وكان له عشر لقاح يحلبها يسار كل ليلة قرينتين
) (3عظيمتين يفرقهما على نسائه ،منها :مهرة ،أرسل بها سعد بن عبادة
و الشقراء ،والريا ابتاعهما بسوق النبط ،والحباء ) ،(4والسمرا والعريس
والسعدية والبغوم واليسيرة وبردة وكانت منائح رسول ال صلى ال عليه
واله سبع اعنز يرعاهن ابن ام أيمن ،وهي عجوة ،وزمزم ،وسقيا،
وبركة ،وورسة ،وأطلل ،وأطواف ،وكانت له مائة من الغنم ،وكان
محزنبق ) (5أحد بني النضير حبرا عالما أسلم ،وقاتل مع رسول ال،
وأوصى بماله
) (1سمى بذلك لحسن صهيله (2) .اليعوم خ ل صح (3) .قربتين خ ل ،وهو
الموجود في المصدر (4) .الخبا خ ل (5) .هكذا في النسخة ،والصحيح
كما في السيرة النبوية والمتاع والطبري :مخيريق ،قاتل مع رسول ال
صلى ال عليه وآله في احد ،وقال حين خرج :ان اصبت فاموالى لمحمد
صلى ال عليه وآله يضعها حيث أراد ال.
] [ 109
لرسول ال صلى ال عليه واله ،وهو سبع حوائط ،وهي المبيت ) ،(1والصائفة )
،(2والحسنى ،وبرقة ) ،(3والعواف ،والكل ) ،(4ومشربة ام إبراهيم،
وكان له صفايا ) (5ثلثة :مال بني النضير ،وخيبر ،وفدك ،فأعطى فدك
والعوالي ) (6فاطمة عليها السلم وروي أنه وقف عليها ،وكان له من
الغنيمة الخمس ،وصفي يصطفيه من المغنم ما شاء قبل القسمة ،وسهمه
مع المسلمين كرجل منهم ،وكانت له النفال ،وكان ورث من أبيه ام أيمن
فأعتقها ،وورث خمسة أجمال أوارك ) (7وقطعة ) (8غنم وسيفا.
) (1الميثب خ ل ،أقول :وهكذا أيضا في من ل يحضره الفقيه ،وهو بكسر الميم ،ثم
الياء ،ثم الثاء ،ذكره الطريحي في مجمع البحرين في وثب وقال :الميثب
بكسر الميم :الرض السهلة وماء لعقيل ،وماء بالمدينة احدى صدقاته
صلى ال عليه واله انتهى ،وقال الصدوق في من ل يحضره الفقيه541 :
بعد ما ذكر وصية فاطمة عليها السلم بحوائطها السبعة ،وعد منها
الميثب :المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب ،ولكني سمعت السيد أبا
عبد ال محمد بن الحسن الموسوي أدام ال توفيقه يذكر انها تعرف
عندهم بالميثم (2) .الصافية خ ل .أقول :ذكرها الصدوق أيضا الصافية،
وأوردها الطريحي في مجمع البحرين في )صفا( وقال الصافية :أحد
الحيطان السبعة لفاطمة عليها السلم (3) .في من ل يحضره الفقيه:
البرقة ،وضبطها الطريحي في مجمع البحرين بضم الباء وسكون الراء
وقال :أحد الحيطان السبعة الموقوفة على فاطمة بنت رسول ال صلى
ال عليه وآله في المدينة (4) .الدلل خ ل صح أقول :هو الموجود أيضا
في من ل يحضره الفقيه ،وأوردها الطريح في )دلل( وعدها من الحطيان
السبعة .الصفايا :كل ما كان يأخذه النبي ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل
القسمة (6) .في النهاية :العوالي في غير موضع من الحديث ،هي أماكن
بأعلى أراضي المدينة ،و أدناها من المدينة على أربعة أميال ،وأبعدها
من جهة نجد ثمانية ،وفي الصحاح :العالية ما فوق نجد إلى أرض
تهامة ،وإلى ما وراء مكة وهي الحجاز وما والها .وسيأتى ذكر العوالي
وفدك في المجلد الثامن حسب ترتيب المصنف المشتمل على ما وقع من
الجور والظلم على أهل بيت النبي صلى ال عليه وآله بعده (7) .أحمال
أوراك خ ل (8) .قطيعة خ ل.
] [ 110
سيوفه :ذو الفقار ،والمخذم ،والرسوب ،ورثه من أبيه ،والعضب ،أعطاه سعد بن
عبادة ،وأصاب من بني قينقاع بتارا ،وحتفا ،وسيفا قلعيا .رماحه :أصاب
ثلثا من بني قينقاع ،وكان له رمح يقال له :المستوفي ،وكان له عنزة
يقال لها :المثنى ،أنفذها النجاشي ،ويقال :إن النجاشي أعطى للزبير
عنزة ،فلما جاء إلى النبي صلى ال عليه واله أعطاه إياها ،فكان بلل
يحملها بين يديه يوم العيد ،ويخرج بها في أسفاره ،فتركز بين يديه يصلي
إليها ،ويقولون :هي التي تحمل المؤذنون بين يدي الخلفاء .دروعه :ذات
الفضول أعطاها سعد بن عبادة ،والفضة ،ودرعان أصابهما من بني
قينقاع ،وهما السعدية ،وذات الوشاح ،ويقال :كانت عنده درع داود التي
لبسها لما قتل جالوت .قسيه :البيضاء ،وكان من شوحط ،والصفراء من
نبع ،والروحاء ،أصاب هذه الثلثة من بني قينقاع ،والكرع ويقال :كرار،
وكان له ترس يقال له :الزلوق ،وترس فيه تمثال رأس كبش أذهبه ال،
وكان له جعبة يقال لها :الكافورة ،ودخل مكة وعلى رأسه مغفر يقال له:
ذو السبوغ ،ورأيته العقاب ،ولواؤه أبيض ،وكان له قضيب يسمى
الممشوق ،ومحجن ومخصرة تسمى العرجون ،ومنطقة من أديم مبشور،
فيها ثلث حلق من فضة والبزيم ،والطرف من فضة ،وكان له قدح
مضبب بثلث ضبات فضة ،وتور من حجارة يقال له :المخضب ،وقدح من
زجاج ،ومغتسل من صفر ،وقطيفة ،وقصعة ،وخاتم فضة نقشه " :محمد
رسول ال " وأهدى له النجاشي خفين أسودين ساذجين ،فلبسهما ،وقالت
عائشة :كان فراش النبي صلى ال عليه واله الذي يرقد فيه من أدم )(1
حشوه ليف ،وكانت ملحفته مصبوغة بورس أو زعفران ،وكان يلبس يوم
الجمعة برده الحمر ،ويعتم بالسحاب .ودخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة
سوداء ،وكانت له ربعة فيها مشط عاج ومكحلة ومقراش ومسواك،
ويقال :ترك يوم مات عشرة أثواب :ثوب حبرة ) ،(2وإزارا عمانيا،
وثوبين صحاريين ،و
) (1الدم جمع الديم :الجلد المدبوغ (2) .الحبرة :ضرب من برود أليمن.
] [ 111
قميصا صحاريا ،وقميصا سحوليا ،وجبة يمنية ،وخميصة ،وكساء أبيض ،وقلنس
صغارا لطئة ثلثا أو أربعا ،وإزارا طوله ثلثة أشبار ،وتوفي في إزار
غليظ من هذه اليمانية ،وكساء يدعى بالملتدة ،وكان له سرير أعطاه أسعد
بن زرارة ،وكان منبره ثلثة مراقي من الطرفاء ) (1إستعملت امرأة لغلم
لها نجار اسمه ميمون ،وكان مسجده بل منارة ،وكان بلل يؤذن على
الرض ،وكان شعار أصحاب رسول ال صلى ال عليه واله يا منصور
أمت ،وقال لمزنية :ما شعاركم ؟ قالوا :حرام ،قال :شعاركم حلل ،وكان
شعار المهاجرين يوم احد يا بني عبد ال ،والخزرج يا بني عبد الرحمن،
والوس يا بني عبد ال ) .(2توضيح :في القاموس :الورد من الخيل بين
الكميت والشقر .وفي المنتقى :إن تميم الداري أهدى لرسول ال صلى ال
عليه واله فرسا يقال له :الورد .قوله :لحسن صهيله ،يظهر منه أنه
صححه بالطاء المهملة ،والمضبوط في سائر الكتب بالمعجمة ،قال في
النهاية :الظرب ككتف :الجبل الصغير ،وفيه كان له صلى ال عليه واله
فرس يقال له :الظرب تشبيها بالجبل لقوته ،ويقال :ظربت حوافر الدابة،
أي اشتدت وصلبت ،وقال :فيه إنه كان اسم فرسه صلى ال عليه واله
اللجيف ،رواه بعضهم بالجيم ،فإن صح فهو من السرعة ،لن اللجيف سهم
عريض النصل ،ورواه بعضهم بالحاء المهملة لطول ذنبه ،فعيل بمعنى
فاعل ،كأنه يلحف الرض بذنبه ،أي يغطيها به .وقال :فيه إنه كان يوم بدر
على فرس يقال له :سبحة ،هو من قولهم :فرس سابح إذا كان حسن مد
اليدين في الجري .وفي القاموس :السبحة بالفتح :فرس للنبي صلى ال
عليه واله .وفي النهاية :فيه إنه كان للنبي صلى ال عليه واله فرس يقال
له :ذو العقال ،العقال بالتشديد :داء في رجلي الدواب ،وقد يخفف ،سمي
به لدفع عين السوء عنه ،وقال :في أسماء دوابه صلى ال عليه وآله إن
اسم فرسه ملوح ،وهو الضامر الذي ل يسمن ،والسريع العطش والعظيم
اللواح ) ،(3وقال في الحديث :إنه خطب على ناقته القصواء :هو لقب
ناقته ،و
) (1الطرفاء :شجر يقال له بالفارسية :كز (2) .مناقب آل أبي طالب - 116 :1
(3) .118لوح الجسد :عظمه ما خل قصب اليدين والرجلين أو كل عظم
منه فيه عرض كالكتف.
] [ 112
القصواء .الناقة التي قطع طرف اذنها ،وكل ما قطع من الذن فهو جدع ،فإذا بلغ
الربع فهو قصو ،فإذا جاوز فهو عضب ،فإذا استوصلت فهو صلم ،ولم
تكن ناقته صلى ال عليه واله قصواء ،وإنما كان هذا لقبا لها ،وقيل كانت
مقطوعة الذن انتهى .واللقاح جمع اللقوح وهي الناقة الحلوب .والمهرة
بالضم :ولد الفرس وغيره أول ما ينتج ،والمنيحة والمنحة :الغنم فيها لبن.
أقول :ذكر جماعة من اللغويين وأهل السير والمناقب من العامة أن
العضباء و الجدعاء والضر ماء والصلماء والمخضرمة كلها واحدة ،وعدو
اللقاح حنا وسمر وعريس و سعدية ويعوم ويسير وربى ومهرية وبردة.
والمنايح :زمزم ،وسقيا ،وبركة ،ودرسينة وأطلل وأطراف وعجر ،قوله:
أوارك قال الكازروني :أي تأكل الراك ،وقال الفيروزآبادي :العضب:
القطع .والسيف .و قال :البتر :القطع ،وسيف باتر وبتار ،والحتف :الهلك.
أقول :وعدوا من سيوفه القضيب ،وقالوا :إنه أول سيف حمله ،والقضيب:
السيف اللطيف الدقيق ،ويقال :إنه وصف بصاحب القضيب بهذا المعنى.
قوله :يقال له :المثنى ،قيل ،هو المثوى ،وقيل :هما رمحان .قال الجزري:
فيه إن رمح النبي صلى ال عليه واله كان اسمه المثوى ،سمي به لنه
يثبت المطعون به من الثوى :القامة .قوله :السعدية منهم من صححها
بالعين المهملة ،ومنهم بالمعجمة ،ومنهم بالصاد والمعجمة ،وزاد بعضهم
في دروعه :الخريق والبتراء ،والكازروني صححه الخرنق بالنون كزبرج،
وقال :لعلها سميت بذلك تشبيها بالناقة إذا خرنقت ،وإنما يقال لها:
خرنقت :إذا كثر لحم جنبيها ،كالخرنق وهو ولد الرنب .وقال الجزري :فيه
كان لرسول ال صلى ال عليه واله درع يقال لها :البتراء ،سميت بذلك
لقصرها انتهى .والشوحط :شجر يتخذ منه القسي كالنبع ،وعد من قسيه
الكتوم ،وقال الجزري :سميت به لنخفاض صوتها إذا رمى عنها ومنها
السداد .قال الجزري :سميت به تفأل بإصابة ما يرمى عليها ،وقال :فيه
كان اسم ترسه صلى ال عليه واله الزلوق ،أي تزلق عنه السلح فل
يخرقه .قوله :أذهبه ال ،روي أنه اهدي إليه صلى ال عليه واله ترس
كان فيه تمثال كبش أو عقاب،
] [ 113
وكان صلى ال عليه واله يكرهه ،فوضع يده عليه فمحاه ال ،وقيل :إنه وضعه
فلما أصبح لم ير فيه التمثال ،وعد من أتراسه صلى ال عليه واله الفتق
والوفر ،واختلف في أن المصور كان أحد هذه الثلثة أو غيرها ،وقال
الجزري :فيه إنه كان اسم كنانته الكافور ،تشبيها بغلف الطلع وأكمام
الفواكه لنها تسترها وتقيها كالسهام في الكنانة انتهى .وقيل :كان اسم
الجعبة المنصلة ،وقيل :كان تسمى الجمع ،وقال الجزري :سمي درعه
صلى ال عليه واله ذو السبوغ لتمامها وسعتها ،وقال بعضهم :كان ألويته
صلى ال عليه واله بيضاء ،وربما جعل فيها السواد ،وربما كان من خمر
نسائه ،والمحجن بالكسر :عصا معوجة الرأس كالصولجان ،وقال
الجزري :فيه أنه خرج إلى البقيع ومعه مخصرة له ،المخصرة :ما يختصر
النسان بيده فيمسكه من عصا أو عكازة أو مقرعة أو قضيب ،وقد يتكئ
عليه .قوله :مبشور أي مقشور ،قال الجزري :بشرت الديم :إذا أخذت
باطنه بالشفرة .وقال الفيروزآبادي :البزيم بالكسر :الذي في رأس
المنطقة وما أشبهه ،وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الخر انتهى.
والضب :اللصوق ،والضبة :حديدة عريضة يضبب بها الباب ،والتور :شبه
الجانة ) .(1وقال الجزري :الورس :نبت أصفر يصبغ به ،وقال الربعة:
إناء مربع كالجونة ،وقال :فيه كفن رسول ال صلى ال عليه واله في
ثوبين صحاريين ،صحار :قرية باليمن نسب الثوب إليها ،وقيل :هو من
الصحرة ،وهي حمرة خفية كالغبرة ،يقال :ثوب أصحر وصحارى ،وقال:
فيه أنه كفن في ثلثة أثواب سحولية ،يروى بفتح السين وضمها ،فالفتح
منسوب إلى السحول وهو القصار ،أو إلى سحول وهي قرية باليمن ،وأما
بالضم فهو جمع سحل ،وهو الثوب البيض النقي ،ول يكون إل من قطن،
وقيل :اسم القرية بالضم أيضا ،وقال :الخميصة :ثوب خز أو صوف معلم )
،(2وقيل :ل تسمى خميصة إل أن تكون سوداء معلمة .قوله ،لطئة أي
لصقة بالرأس ،والملبد :المرقع - 42 .قب :قوله :محمد رسول ال قد
سماه ال بهذا السم في أربعة مواضع " :وما محمد إل رسول * ما كان
محمد أبا أحد * وآمنوا بما نزل على محمد * ومحمد رسول ال " قال
) (1الجانة :إناء تغسل فيه الثياب (2) .من أعلم الثوب :جعل له علما من طراز
وغيره.
] [ 114
سيبويه :أحمد على وزن أفعل يدل على فضله على سائر النبياء لنه ألف التفضيل،
و محمد على وزن مفعل ،فالنبياء محمودون ،وهو أكثر حمدا من
المحمود ،والتشديد للمبالغة ،يدل على أنه كان أفضلهم .أنس قال رجل في
السوق :يا أبا القاسم ،فالتفت إليه رسول ال صلى ال عليه واله فقال
الرجل :إنما أدعو ذاك ،فقال صلى ال عليه واله :سموا باسمي ،ول تكتنوا
بكنيتي .أبو هريرة إنه قال :ل تجمعوا بين اسمي وكنيتي ،أنا أبو القاسم،
ال يعطي وأنا اقسم .وروي أن قريشا لما بنت البيت وأرادت وضع الحجر
تشاجروا في وضعه حتى كاد القتال يقع ،فدخل رسول ال صلى ال عليه
واله فقالوا :يا محمد المين قد رضينا بك ،فأمر بثوب فبسط ووضع الحجر
في وسطه ،ثم أمر من كل فخذ ) (1من أفخاذ قريش أن يأخذ جانب الثوب،
ثم رفعوا ،فأخذه رسول ال صلى ال عليه واله بيده فوضعه .ويروي أنه
كان يسمي المين قبل ذلك بكثير وهو الصحيح ) - 43 .(2عم :البخاري
في الصحيح عن جبير بن مطعم قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه واله
يقول :إن لي أسماء ،أنا محمد ،وأنا أحمد ،وأنا الماحي يمحو ال بي
الكفر ،وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي ،وأنا العاقب الذي ليس بعده
أحد .وقيل :إن الماحي الذي يمحي به سيئات من اتبعه .وفي خبر آخر:
المقفي ،ونبي التوبة ،ونبي الملحمة ،والخاتم ،والغيث ،والمتوكل،
وأسماؤه في كتب ال السالفة كثيرة ،منها مؤذ مؤذ بالعبرية في التوراة،
وفارق في الزبور ) - 44 .(3كشف :من أسمائه صلى ال عليه واله أحمد،
وقد نطق به القرآن أيضا ،واشتقاقه من الحمد كأحمر من الحمرة ،ويجوز
أن يكون نعتا في الحمد ،قال ابن عباس رضي ال عنه:
) (1الفخذ :ما انقسم فيه أنساب البطن كبنى هاشم وبنى امية (2) .مناقب آل أبي
طالب (3) .162 :1اعلم الورى 6 :وفيه :وفاروق في الزبور.
] [ 115
اسمه في التوارة أحمد الضحوك ) (1القتال ،يركب البعير ،ويلبس الشملة ،ويجتزي
بالكسرة ،سيفه على عاتقه .ومن أسمائه الماحي ،عن جبير بن مطعم ،عن
أبيه قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :إن لي أسماء :أنا محمد ،وأنا
أحمد ،وأنا الماحي يمحى بي الكفر ،وقيل :يمحى به سيئات من اتبعه،
ويجوز أن يمحى به الكفر وسيئات تابعيه ،وأنا الحاشر يحشر الناس على
قدمي ،وأنا العاقب وهو الذي ل نبي بعده ،وكل شئ خلف شيئا فهو عاقب،
والمقفي وهو بمعنى العاقب لنه تبع النبياء يقال :فلن يقفو أثر فلن أي
يتبعه .ومن أسمائه صلى ال عليه واله :الشاهد ،لنه يشهد في القيامة
للنبياء بالتبليغ ،وعلى المم أنهم ) (2بلغوا ،قال ال تعالى " :فكيف إذا
جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا " أي شاهدا ،وقال ال
تعالى " :وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيدا " والمبشر من البشارة ،لنه بشر ) (3أهل الجنة
بالجنة ،والنذير لهل النار بالخزي نعوذ بال العظيم ،والداعي إلى ال
لدعائه إلى ال وتوحيده وتمجيده ،والسراج المنير ،فلضاءة الدنيا به،
ومحو الكفر بأنوار رسالته ،كما قال العباس عمه رضي ال عنه ،يمدحه )
:(4وأنت لما ولدت أشرقت * الرض وضاءت بنورك الفق فنحن في ذلك
الضياء وفي * النور وسبل الرشاد نخترق ) (5ومن أسمائه :نبي الرحمة،
قال ال عزوجل " :وما أرسلناك إل رحمة للعالمين " قال صلى ال عليه
واله " :إنما أنا رحمة مهداة " والرحمة في كلم العرب العطف والرأفة
والشفاق ،وكان بالمؤمنين رحيما كما وصفه ال تعالى ،وقال عمه أبو
طالب رحمه ال يمدحه:
) (1الضحوك :الكثير الضحك (2) .في المصدر :بأنهم (3) .في المصدر :يبشر أهل
اليمان بالجنة (4) .في المصدر :يمدحه شعرا (5) .خرق المفازة :قطعها
حتى بلغ أقصاها .واخترق الرض :مر فيها عرضا على غير طريق.
] [ 116
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للرامل ) (1ومن أسمائه:
نبي الملحمة ،ورد في الحديث ،والملحمة :الحرب ،وسمي بذلك لنه بعث
بالذبح ،روي أنه سجد يوما فأتى بعض الكفار بسلى ) (2ناقة فألقاه على
ظهره ،والسلى بالقصر :الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي،
فقال :يا معشر قريش أي جوار هذا ؟ والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم
بالذبح ،فقام إليه أبو جهل ولذ به من بينهم ،وقال :يا محمد ما كنت
جهول ،وسمي نبى الملحمة بذلك .ومن أسمائه صلى ال عليه واله:
الضحوك كما تقدم أنه ورد في التوراة ،وإنما سمي بذلك لنه كان طيب
النفس ،وقد ورد أنه كانت فيه دعابة ،وقال :إني لمزح ول أقول إل حقا،
وقال لعجوز :الجنة ل يدخلها العجز ،فبكت فقال :إنهن يعدن أبكارا .وروي
عنه مثل هذا كثير ) ،(3وكان يضحك حتى يبدو ناجده ،وقد ذكر ال
سبحانه لنبيه لينه ورقته ،فقال " :فبما رحمة من ال لنت لهم ولو كنت
فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك " وكذلك كانت صفته صلى ال عليه
واله على كثرة من ينتابه ) (4من جفات العرب ،وأجلف البادية ،ل يراه
أحد ذا ضجر ،ول ذا جفآء ،ولكن لطيفا في المنطق ،رفيقا في المعاملت،
لينا عند الجوار ،كان وجهه إذا عبست الوجوه دارة القمر عند امتلء
نوره ،صلى ال عليه وآله الطاهرين.
) (1ثمال اليتامى :غياثهم الذي يقوم بأمرهم .وعصمة للرامل ،العصمة :المنعة.
والرامل :المساكين من رجال ونساء ،ويقال لكل واحد من الفريقين على
انفراده أرامل ،وهو بالنساء أخص وأكثر استعمال ،ومعناه يمنعهم من
الضياع والحاجة .وقد يذكر الرمل والرملة ويريد بالول من ماتت
زوجته .وبالثانى الذي مات زوجها (2) .السلى :الجلد الرقيق الذى يخرج
فيه الولد من بطن امه ملفوفا فيه ،وقيل :هو في الماشية السلى ،وفي
الناس المشيمة والول أشبه ،لن المشيمة تخرج بعد الولد ول يكون
الولد فيها حين يخرج .قاله الجزري في النهاية ،وقال الفيروزآبادي:
المشيمة :محل الولد ،ومثله قال غيره (3) .في المصدر :كثيرا(4) .
انتابه :أتاه مرة بعد اخرى.
] [ 117
ومن أسمائه :القتال ،سيفه على عاتقه ،سمي بذلك لحرصه على الجهاد،
ومسارعته إلى القراع ،ودؤوبه ) (1في ذات ال ،وعدم إحجامه ،ولذلك
قال علي عليه السلم :كنا إذا احمر البأس اتقيناه برسول ال صلى ال
عليه واله ،لم يكن أحد أقرب ) (2إلى العدو منه ،وذلك المشهور من فعله
يوم احد ،إذ ذهب القوم في سمع الرض وبصرها ،ويوم حنين إذ ولوا
مدبرين ،وغير ذلك من أيامه صلى ال عليه واله حتى أذل بإذن ال
صناديدهم ،وقتل طواغيتهم ودوحهم ) ،(3واصطلم جماهيرهم ،وكلفه ال
القتال بنفسه ،فقال " :ل تكلف إل نفسك " فسمي صلى ال عليه واله
القتال .ومن أسمائه :المتوكل ،وهو الذي يكل اموره إلى ال ،فإذا أمره )
(4بشئ نهض غير هيوب ول ضرع ) ،(5واشتقاقه من قولنا :رجل وكل،
أي ضعيف ،وكان صلى ال عليه واله إذا دهمه ) (6أمر عظيم ،أو نزلت
به ملمة ) (7راجعا إلى ال عزوجل غير متوكل على حول نفسه وقوتها،
صابرا على الضنك ) (8والشدة ،غير مستريح إلى الدنيا ولذاتها ،ل يسحب
إليها ذيل ،وهو القائل " :ما لي وللدنيا إنما مثلي والدنيا كراكب أدركه
المقيل في أصل شجرة فقال ) (9في ظلها ساعة ومضى " .وقال صلى ال
عليه واله " :إذ أصبحت آمنا في سربك ) ،(10معافى في بدنك ،عندك
قوت يومك
) (1دأب دؤوبا في العمل :جد وتعب واستمر عليه .وأحجم عن المر :كف أو نكص
هيبة (2) .في المصدر :لم يكن منا أحد أقرب (3) .أي وفرقهم .وفي
المصدر :دوخهم بالمعجمة أي ذللهم (4) .في المصدر :فإذا أمره ال) .
(5ضرع :من ضعف وتذلل (6) .أي غشيه (7) .الملمة :النازلة الشديدة
من نوازل الدنيا (8) .الضنك :الضيق من كل شئ (9) .قال يقيل قيلولة:
نام في منتصف النهار (10) .السرب بالفتح والكسر :الطريق ،وبتحريك
الراء :حجر الوحشى .وما في الحديث هو المعنى الول ،أو الثاني كناية
عن البيت .ويأتى السرب بالكسر أيضا بمعنى القلب والنفس ،فيكون
المعنى آمنا في نفسك.
] [ 118
فعلى الدنيا العفاء " وقال لبعض نسائه " :ألم أنهك أن تحبسي شيئا لغد فإن ال
يأتي برزق كل غد " .ومن أسمائه صلى ال عليه واله :القثم ،وله
معنيان :أحدهما من القثم وهو العطاء لنه كان أجود بالخير من الريح
الهابة ،يعطي فل يبخل ،ويمنح فل يمنع ،وقال العرابي الذي سأله :إن
محمدا يعطي عطاء من ل يخاف الفقر .وروي أنه أعطى يوم هوازن من
العطايا ما قوم خمسمائة ألف ألف وغير ذلك مما ل يحصى ،والوجه الخر
أنه من القثم وهو الجمع يقال للرجل الجموع للخير :قثوم وقثم ،كذا حدث
به الخليل ،فإن كان هذا السم من هذا فلم تبق منقبة رفيعة ول خلة )(1
جليلة ول فضيلة نبيلة إل وكان لها جامعا ،قال ابن فارس :والول أصح
وأقرب .ومن أسمائه :الفاتح :لفتحه أبواب اليمان المنسدة ،وإنارته الظلم
المسودة ،قال ال تعالى في قصة من قال " :ربنا افتح بيننا وبين قومنا
بالحق " أي احكم ،فسمي صلى ال عليه واله فاتحا لن ال سبحانه حكمه
في خلقه يحملهم على المحجة البيضاء ،ويجوز أن يكون من فتحه ما
استغلق من العلم ،وكذا روي عن علي عليه السلم أنه كان يقول في
صفته " :الفاتح لما استغلق " والوجهان متقاربان .ومن أسمائه صلى ال
عليه واله :المين ،وهو مأخوذ من المانة وأدائها ،وصدق الوعد ،وكانت
العرب تسميه بذلك قبل مبعثه ،لما شاهدوه من أمانته ،وكل من أمنت منه
الخلف والكذب فهو أمين ،ولهذا وصف به جبرئيل عليه السلم فقال" :
مطاع ثم أمين " .ومن أسمائه صلى ال عليه واله :الخاتم ،قال ال تعالى:
" وخاتم النبيين " من قولك :ختمت الشئ أي تممته ،وبلغت آخره ،وهي
خاتمة الشئ وختامه ،ومنه ختم القرآن " وختامه مسك " أي آخر ما
يستطعمونه عند فراغهم من شربه ريح المسك ،فسمي به لنه آخر النبيين
بعثة ) (2وإن كان في الفضل أول قال صلى ال عليه واله " :نحن
الخرون السابقون يوم
) (1في نسخه من المصدر :الخصلة .والمعنى واحد (2) .فهو تمم النبوة بمجيئه،
فل يأتي بعده نبي ول رسول.
] [ 119
القيامة " يريد أنهم اتوا الكتاب من قبلنا ،واوتيناه من بعدهم ،فأما المصطفى فقد
شاركه فيه النبياء صلى ال عليه وعليهم أجمعين ،ومعنى الصطفاء
الختيار ،وكذلك الصفوة والخيرة ،إل أن اسم المصطفى على الطلق ليس
إل له صلى ال عليه واله ،لنا نقول :آدم مصطفى ،نوح مصطفى ،إبراهيم
مصطفى ،فإذا قلنا :المصطفى تعين صلى ال عليه واله ،وذلك من أرفع
مناقبه وأعلى مراتبه .ومن أسمائه صلى ال عليه واله ،الرسول النبي
المي ،والرسول والنبى ،قد شاركه فيهما النبياء عليهم السلم والرسول
من الرسالة والرسال ،والنبي يجوز أن يكون من النباء :الخبار )،(1
ويحتمل أن يكون من نبأ :إذا ارتفع ،سمي بذلك لعلو مكانه ،ولنه خيرة
ال من خلقه ،وأما المي فقال قوم :إنه منسوب إلى مكة ،وهي ام القرى،
كما قال تعالى " :بعث في الميين رسول " وقال آخرون :أراد الذي ل
يكتب ،قال ابن فارس :وهذا هو الوجه ،لنه أدل على معجزه ،وإن ال )(2
علمه علم الولين والخرين ،ومن علم الكائنات ما ل يعلمه إل ال تعالى،
وهو امي ،والدليل عليه قوله تعالى " :وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول
تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون " وروي عنه " :نحن امة امية ل نقرء
ول نكتب " وقد روي غير هذا .ومن أسمائه صلى ال عليه واله :يا أيها
المزمل ،يا أيها المدثر ،ومعناهما واحد ،يقال :زمله في ثوبه أي لفه،
وتزمل بثيابه أي تدثر ،والكريم في قوله تعالى " :إنه لقول رسول كريم "
وسماه نورا في قوله تعالى " :ولقد جاءكم من ال نور وكتاب مبين ".
ونعمة في قوله تعالى " :يعرفون نعمة ال ثم ينكرونها " وعبدا في قوله
تعالى " :نزل الفرقان على عبده " ل تدعني ) (3إل بيا عبده ،فإنه أشرف
أسمائي ،ورؤوفا ورحيما في قوله تعالى " :بالمؤمنين رؤوف رحيم "
وسماه عبد ال في قوله " :وإنه لما قام عبد ال يدعوه " وسماه طه
ويس ومنذرا في قوله تعالى " :إنما أنت منذر " ومذكرا في قوله تعالى:
" إنما أنت مذكر ".
) (1في طبعة :وهو الخبار (2) .في المصدر :فان ال (3) .هكذا في النسخة
والمصدر ،واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح :وقال :ل تدعني.
] [ 120
ونبي التوبة ،وروى البيهقي في كتاب دلئل النبوة بإسناده عن ابن عباس قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله " :إن ال خلق الخلئق قسمين فجعلني في
خيرهما قسما ،وذلك قوله تعالى " :وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال "
فأنا من أصحاب اليمين ،وأنا من خير أصحاب اليمين ،ثم جعل القسمين
أثلثا فجعلني في خيرهما ثلثا " وقد رواه ابن الخضر الجنابذي ،وذكر في
كتابه معالم العترة النبوية ،فذلك قوله " :وأصحاب الميمنة * وأصحاب
المشئمة * والسابقون السابقون " فأنا من السابقين ،وأنا خير السابقين،
ثم جعل ال ثلث قبائل فجعلني في خيرهما قبيلة ،وذلك قوله تعالى" :
جعلناكم شعوبا وقبائل ) " (1فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على ال ول فخر،
ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ،وذلك قوله عزوجل " :إنما
يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فأنا وأهل
بيتي مطهرون من الذنوب ) .(2قال عمه أبو طالب رضي ال عنه ):(3
وشق له من اسمه كي يجله * فذو العرش محمود وهذا محمد وقيل :إنه
لحسان ) (4من قصيدة أولها :ألم تر أن ال أرسل عبده * وبرهانه وال
أعلى وأمجد ومن صفاته صلى ال عليه واله التي وردت في الحديث:
راكب الجمل ،ومحرم الميتة ،وخاتم النبوة ،وحامل الهراوة ،وهي العصا
الضخمة ،والجمع الهراوى ،بفتح الواو مثال المطايا ،ورسول الرحمة،
وقيل :إن اسمه في التوراة مادماد ،وصاحب الملحمة ،وكنيته أبو الرامل،
واسمه في النجيل الفارقليط ،وقال " :أنا الول والخر " أول في النبوة )
،(5وآخر في البعثة ،وكنيته أبو القاسم ،وروى أنس أنه لما ولد له
إبراهيم من مارية القبطية أتاه
) (1في المصدر :وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا (2) .زاد في المصدر هنا :وقد
رواه ابن الخضر في كتاب )به خ( معالم العترة النبوية (3) .قبله :لقد
أكرم ال النبي محمدا * فأكرم خلق ال في الناس أحمد (4) .بل ضمن
حسان قصيدته هذا البيت (5) .في المصدر :لنه أول في النبوة.
] [ 121
جبريل عليه السلم فقال :السلم عليك أبا إبراهيم ،أو يا أبا إبراهتم صلى ال عليه
واله ) .(1توضيح :قال في النهاية :الموت الحمر :القتل ،لما فيه من
حمرة الدم أو لشدته ،يقال :موت أحمر ،أي شديد ،ومنه حديث علي عليه
السلم " :كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول ال صلى ال عليه واله " أي
إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به ،وجعلناه لنا وقاية ،وقيل :أراد إذا
اضطرمت نار الحرب وتسعرت ،كما يقال في الشر بين القوم :اضطرمت
نارهم ،تشبيها بحمرة النار ،وكثيرا ما يطلقون الحمرة على الشدة ،وقال:
في حديث قيلة " :ل تخبر اختي فتتبع أخا بكر بن وائل سمع الرض
وبصرها " يقال :خرج فلن بين سمع الرض وبصرها :إذا لم يدر أين
يتوجه لنه يقع على الطريق ،وقيل :أرادت بين طول الرض وعرضها،
وقيل :أرادت بين سمع أهل الرض وبصرها ،فحذفت المضاف ،ويقال
للرجل إذا غرر بنفسه وألقاها حيث ل يدري :أين هو ؟ ألقى نفسه بين
سمع الرض وبصرها ،وقال الزمخشري :هو تمثيل ،أي ل يسمع كلمهما
ول يبصرهما إل الرض ،يعني اختها والبكري الذي تصحبه .وقال في قوله
عليه السلم " :فعلى الدنيا العفآء " أي الدروس ،وذهاب الثر ،وقيل:
العفاء :التراب - 45 .كا :علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يلبس
من القلنس اليمنة ) (2والبيضاء والمضربة وذات الذنين في الحرب،
وكانت عمامته السحاب ،وكانت ) (3له برنس يتبرنس به ) .(4بيان :قال
الجزري :البرنس هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة ،أو جبة أو
ممطر أو غيره ،قال الجوهري :هو قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في
صدر السلم - 46 .كا :علي عن أبيه :عن ابن أبي عمير ،عن بعض
أصحابنا ) ،(5عن أبي عبد ال
) (1كشف الغمة (2) .64 :في المصدر :اليمنية .وكلهما صحيحان (3) .والصحيح
كما في المصدر :وكان (4) .فروع الكافي (5) .208 :2في المصدر:
بعض أصحابه.
] [ 122
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يلبس قلنسوة بيضاء مضربة،
وكان يلبس في الحرب قلنسوة لها اذنان ) - 47 .(1كا :علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان خاتم رسول ال صلى ال عليه واله من ورق ) - 48 .(2كا :محمد بن
يحي ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،و
معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان خاتم رسول ال
عليه السلم من ورق ،قال :قلت له :كان فيه فص ؟ قال :ل ) - 49 .(3كا:
محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن عبد الرحمن بن هاشم )،(4
عن أبي خديجة قال :الفص مدور ،وقال :هكذا كان خاتم رسول ال صلى
ال عليه واله ) - 50 .(5كا :العدة ،عن سهل ،عن جعفر بن محمد
الشعري ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم إن النبي صلى ال
عليه واله كان يتختم بيمينه ) - 51 .(6ثو :أبي ،عن أحمد بن إدريس ،عن
الشعري ،عن يوسف بن السخت ،عن الحسن بن سهل ،عن ابن مهزيار
قال :دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلم فرأيت في يده خاتما فصة
) (7فيروزج نقشه " ال الملك " ،قال :فأدمت النظر إليه فقال :ما لك
تنظر فيه ؟ هذا حجر أهداه جبرئيل عليه السلم لرسول ال صلى ال عليه
واله من الجنة ،فوهبه رسول ال صلى ال عليه واله لعلي عليه السلم )
- 52 .(8كا :العدة ،عن سهل ،عن بعض أصحابه ،عن واصل بن
سليمان ،عن عبد ال
) (1الفروع (2) .208 :2الفروع (3) .210 :2الفروع (4) .210 :2هكذا في
النسخة المخطوطة والمطبوعة ،والصحيح كما في المصدر :عبد الرحمن
بن أبى هاشم راجع كتب الرجال (5) .الفروع (6) .210 :2الفروع :2
.210وفيه :في يمينه (7) .فصه خ (8) .ثواب العمال 169 :و .170
] [ 123
ابن سنان قال :ذكرنا خاتم رسول ال صلى ال عليه واله ،فقال تحب أن اريكه ؟
فقال :نعم ،فدعا بحق مختوم ففتحه وأخرجه في قطنة ،فإذا حلقة فضة،
وفيه فص أسود ،عليه مكتوب سطران :محمد رسول ال ،قال :ثم قال :إن
فص النبي صلى ال عليه واله أسود ) - 53 .(1كا :علي ،عن أبيه ،عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان نعل سيف
رسول ال صلى ال عليه واله وقائمته فضة ،وبين ذلك حلق من فضة،
ولبست درع رسول ال صلى ال عليه واله فكنت أسحبها ) (2وفيها ثلث
حلقات فضة من بين يديها وثنتان من خلفها ) .(3بيان :قال الجزري :فيه
كان نعل سيف رسول ال صلى ال عليه واله من فضة ،نعل السيف:
الحديدة التي تكون في أسفل القراب انتهى ،وقائم السيف وقائمته :مقبضه.
- 54كا :الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن مثنى،
عن حاتم ابن إسماعيل ،عن أبي عبد ال عليه السلم إن حلية سيف رسول
ال عليه السلم كان فضة كلها ،قائمه وقباعه ) .(4بيان :قال الجزري:
فيه كانت قبيعة سيف رسول ال صلى ال عليه واله من فضة ،هي التي
تكون على رأس قائم السيف ،وقيل هي ما تحت شاربي السيف )- 55 .(5
كا .علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علي بن عطية ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ما تختم رسول ال صلى ال عليه واله إل يسيرا حتى
تركه ) - 56 .(6كا :العدة ،عن أحمد ،عن ابن محبوب ،عن ابن سنان،
عن أبي عبد ال عليه السلم
) (1الفروع (2) .212 :2أي أجرها على الرض لنها كانت أطول من قامتى(3) .
الفروع (4) .212 :2الفروع (5) .212 :2في القاموس :الشاربان:
انفان طويلن في أسفل قائم السيف (6) .الفروع .210 :2أقول :قوله:
ما تختم ال يسيرا لعل المعنى في خاتم ذهب ،وهو اشارة إلى حديث ورد
أن النبي صلى ال عليه وآله تختم في يساره بخاتم من ذهب ثم خرج
على الناس فطفق ينظرون إليه فوضع يده اليمنى على خنصره اليسرى
حتى رجع إلى البيت فرمى به فما لبسه.
] [ 124
قال :كان نقش خاتم النبي صلى ال عليه واله محمد رسول ال صلى ال عليه واله
) - 57 .(1العدة ،عن سهل ،عن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن ،خالد،
عن الرضا عليه السلم مثله ) - 58 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن ابن
شمون ،عن الصم ،عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :كانت برة ناقة رسول ال صلى ال عليه واله من فضة ) .(3بيان:
البرة بالضم :حلقة تجعل في لحم النف - 59 .كا :علي ،عن أبيه ،عن
بعض أصحابه ،عن أبان عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
في منزل رسول ال صلى ال عليه واله زوج حمام أحمر ) - 60 .(4كا:
محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن ابن أشيم ،عن صفوان قال :سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلم عن ذي الفقار سيف رسول ال صلى ال عليه
واله ،فقال :نزل به جبرئيل عليه السلم من السماء ،وكانت ) (5حلقته
فضة ) - 61 .(6كا :حميد ،عن عبيدال الدهقان ،عن الطاطري ،عن محمد
بن زياد ،عن أبان عن يحيى ،عن ) (7أبي العل قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :درع رسول ال صلى ال عليه واله :ذات الفضول لها
حلقتان من ورق في مقدمها ،وحلقتان من ورق في مؤخرها ،وقال :لبسها
علي عليه السلم يوم الجمل ) - 62 .(8وبهذا السناد ،عن أبان ،عن أبي
بصير قال :كانت ناقة رسول ال صلى ال عليه واله
) (1الفروع .211 :2وللحديث ذيل أورده في باب نقش أمير المؤمنين عليه
السلم (2) .الفروع .212 :2وللحديث صدر وذيل (3) .الفروع :2
(4) .230الفروع (5) .232 :2وكانت حليته من فضة (6) .روضة
الكافي (7) .267 :هكذا في نسخة المصنف وغيره ،وفيه وهم،
والصحيح كما في المصدر :يحيى بن أبى العلء (8) .روضة الكافي:
.331
] [ 125
القصواء ،إذا نزل عنها علق عليها زمامها ،قال :فتخرج فتأتي المسلمين فيناولها
الرجل الشئ ،ويناولها هذا الشئ ،فل تلبث أن تشبع ،قال فأدخلت رأسها
في خباء سمرة بن جندب فتناول عنزة فضرب بها على رأسها فشجها،
فخرجت إلى النبي صلى ال عليه واله فشكته ) - 63 .(1أقول :روى
الكازروني في المنتقى بإسناده عن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وآله يلبس القلنس تحت العمائم وبغير العمائم ،ويلبس العمائم
بغير القلنس ،وكان رسول ال صلى ال عليه واله يلبس القلنس
اليمانية ،ومن البيض المضربة ،ويلبس ذوات الذان في الحرب ،ما كان
من السيجان الخضر ،وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه و
هو يصلي ،وكان من خلق رسول ال صلى ال عليه واله أن يسمي سلحه
ومتاعه ودوابه ،وكان للنبي صلى ال عليه وآله أربعة أسياف :المجذم،
والرسوب أهداهما له زيد الخير ،وكان له أيضا القضيب وذو الفقار صار
إليه يوم بدر ،وكان للعاص بن منبه بن الحجاج ،وكان ل يفارقه في
الحرب ،وكان قباع سيفه وقائمته وحلقته وذوابته وبكراته ونعله من
فضة ،وكانت له حلقتان في الحمائل في موضعها من الظهر ،وكانت له
أربع أدراع :ذات الوشاح :والبتراء ،وذات المواشي ،والخرنق ،وقيل:
كانت عنده درع داود النبي عليه السلم التي كان لبسها يوم قتل جالوت،
وكانت له أربعة أفراس :المرتجز ،وذو العقال ،والسكب ،والشحاء ،ويقال
البحر ،وكان يركب البحر ،وكان كميتا ) ،(2وكانت منطقته من أديم مبشور
فيها ثلث حلق من فضة ،والبزيم ) ،(3والحلق على صنعة الفلك
المضروبة من فضة ،وكان اسم رمحه المثوى ،وكانت له حربة يقال لها:
العنزة ،وكان يمشي بها ويدعم ) (4عليها ،وكانت تحمل بين يديه في
العياد ،فيركزها أمامه ،ويستتر بها ويصلي ،وكان له محجن قدر ذراع
يمشي به ،ويركب به ،ويعلقه بين يديه على بعيره.
) (1روضة الكافي .332 :قوله :فشكته إما باللسان أو بالشارة ،وعلى التقديرين
فهو من معجزاته صلى ال عليه وآله .قاله المصنف في مرآت العقول) .
(2الكميت :ما كان لونه بين السود والحمر (3) .تقدم تفسير ألفاظه
الغريبة (4) .أي يسند ويتكئ عليها.
] [ 126
وفي رواية :ويأخذ الشئ ،وكانت له مخصرة تسمى العرجون ،وكان اسم قوسه
الكتوم ،واسم كنانته الكافور ،ونبله الموتصلة ،وترسه الزلوق ،ومغفره ذو
السبوغ ،واسم عمامته السحاب ،واسم ردائه الفتح ،واسم رآيته العقاب،
وكانت سوداء من صوف ،وكانت ألويته بيضاء وربما جعل فيها السواد،
وربما كان من خمر نسائه ،وكانت له بغلة شهباء يقال لها :الدلدل ،أهداها
له المقوس ملك السكندرية ،وهي التي قال لها في بعض الماكن :اربضي
دلدل فربضت ،وكان علي عليه السلم يركبها بعد رسول ال صلى ال
عليه واله ،وقال غير ابن عباس ،وكان يركبها الحسن بعد علي ،ثم ركبها
الحسين ،ومحمد بن الحنفية حتى كبرت وعميت ،فدخلت مطبخة لبني
مذحج فرماها رجل بسهم فقتلها ،وكانت له بغلة يقال لها :اليلية ،وكانت
محذوفة ) (1طويلة ،كأنها تقوم على رماح ،حسنة السير ،فأعجبته ،وكان
له حمار يدعى عفيرا ،قال صلى ال عليه واله له :اليعفور ،وكان أخضر،
وكانت له ناقة تسمى العضباء ،ويقال :القصواء ،وكانت صهباء ،وكانت له
شاة يشرب لبنها يقال لها :غينة ،و يقال :غوثة ،وكان له قدحان اسم
أحدهما الريان ،والخر المضبب ،وكان يسع كل واحد منهما قدر مد ،فيه
ثلث ضبات حديد ،وحلقة تعلق بها ،وكان له تور من حجارة يقال له:
المخضب والمخضد يتوضأ فيه ،وكان له مخضب من شبه ) (2يكون فيه
الحنآء و الكتم ) (3من حر كان يجده في رأسه صلى ال عليه واله ،وكانت
له أربعة اسكندرانية أهداها المقوقس ملك مصر ،وكان له نعلن من
السبت ) ،(4وكان له مخصرة ذات قبالين ،وكانت صفراء ،و كان له خفان
ساذجان أهداهما النجاشي ملك الحبشة ،وكان له سرير وقطيفة وقصعة
وجارية اسمها روضة.
) (1في المصدر :مخذوفة ،أقول :الخذوف من الدواب :السريعة السير (2) .الشبه:
النحاس الصفر .التى ترمى الحصى من سرعتها .التى ترفع رجليها إلى
شق بطنها عند السير (3) .الكتم بالتحريك قيل :هو الوسمة وقيل :شئ
يزرع مع الحناء ويشبه ورقه ورق الحناء ويطلع أعلى منه حتى يقع
استظلل الحناء به ،وبالضم :ورق نبت يجعل منه شئ يقال له
بالفارسية :نيل (4) .السبت :الجلد المدبوغ.
] [ 127
وفي رواية اخرى عن ابن عباس أيضا أنه قال :كان لرسول ال صلى ال عليه
واله سيف محلى قائمه من فضة ،ونعله من فضة ،وفيه حلق من فضة،
وكان يسمى ذا الفقار ،وكانت له قوس نبع ) (1تسمى السداد ،وكانت له
كنانة تسمى الجمع ،وكانت له درع وشجه بالنحاس تسمى ذات الفضول،
وكانت له حربة تسمى البيضاء ،وكان له مجن ) (2يسمى الوفر ،وكان له
فرس أدهم يسمى السكب ،وكانت له بغلة شهباء تسمى دلدل ،وكانت له
ناقة تسمى العضباء ،وكان له حمار يسمى يعفور ،وكان له فسطاط يسمى
التركي ،وكان له عنز يسمى اليمن ،وكانت له ركوة تسمى الصادر ،وكانت
له مرآة تسمى المدلة ،وكانت له مقراض تسمى الجامع ،وكانت له قضيب
شوحط يسمى الممشوق .وفي بعض الروايات أنه كان لرسول ال صلى
ال عليه واله ناقة جدعاء ،وفي رواية حزماء ،وفي رواية صرماء ،وفي
رواية صلماء ،وفي رواية مخضرمة ،وهي التي قطع طرف اذنها ،والتي
هاجر عليها رسول ال صلى ال عليه واله كانت القصواء ،وقيل:
الجدعاء ،ابتاعها أبو بكر بأربعمائة درهم ،فهاجر صلى ال عليه واله
عليها مع أبي بكر ،وكانت عنده حتى نفقت ،وكانت حين قدم رسول ال
صلى ال عليه واله رباعية ،قال بعض المحققين من علمائنا :هذه الصفات
كلها كأنها لناقة واحدة كان باذنها ما عبر كل واحد من الرواة عنه بما
يغلب على ظنه ،وبما يعرفه منها .وروي عن موسى بن عبيد أنه سأل ابن
عمريا أبا عبد الرحمن أكنتم تراهنون على عهد رسول ال صلى ال عليه
واله ؟ قال :نعم ،لقد راهن على فرس يقال له :سبحة ،فجاءت سابقة،
فلهش ) (3ذلك وأعجبه .وفي رواية عن سهل بن سعد قال :كان للنبي
صلى ال عليه واله عند أبي سعد ثلثة أفراس يعلفهن ،وسمعت أبي
يسميهن اللزاز ،واللحيف ،والظرب ،وقيل :اللجيف ،وقيل :إن تميم الداري
أهدى له صلى ال عليه واله فرسا يقال له :الورد ،فأعطاه عمر ،وقيل:
أول فرس ملكه رسول ال صلى ال عليه وآله كان فرسا ابتاعه بالمدينة
من رجل من بني فزارة بعشرة اواق ،وكان
) (1النبع :شجر تتخذ منه السهام والقسى (2) .المجن :كل ما وقى من السلح.
الترس (3) .أي فلقدهش ،وسيفسره قريبا.
] [ 128
اسمه الظرب فسماه السكب ،وكان أول ما غزى عليه في احد ،ويقال :إن المرتجز
هو الذي اشتراه صلى ال عليه واله من أعرابي من بني مرة فجحده فشهد
له خزيمة بن ثابت ،وكان فرسا أبيض .ثم قال :السيجان جمع الساج وهو
الطيلسان .قوله :فجعلها سترة بين يديه يدل على طولها ،لنه صلى ال
عليه واله لما سئل عن قدر ما يستر المصلي ،قال :مثل آخرة الرحل .و
القضيب :السيف اللطيف في قول الصمعي ،تشبيها بالقضيب من الشجر،
وقيل :بل القضيب من القضب بمعنى المقضوب ،ل يسمى قضيبا إل بعد
القطع .والقباع :ما يضبب طرف قائمة السيف ،وأكثر ما يقال له :القبيعة،
والذوابة ما يعلق به من قائمه .والبكرات :الحلق .ونعلق السيف :حديدة
تكون في آخر الغمد ،كانت فضة في سيف رسول ال صلى ال عليه واله.
والسكب الواسع الجري كأنه يسكب الرض ،أي يصبها ) .(1وقال
الجزري :يقال :ناقة شحوى ،أي واسعة الخطو ،ومنه أنه كان للنبي صلى
ال عليه واله فرس يقال له الشحاء ،هكذا روي بالمد وفسر بأنه الواسع
الخطو .وقال الكازروني :وسمي بالبحر لسعة جريه .والفلك بكسر الفاء
جمع فلكة للثدي ،أو فلكة المغزل .والعنزة :رمح صغير .ويدعم عليها أي
يتكئ .والعرجون :من عيدان العنب .والموتصله من الوصل ،كأنه سمي
بذلك تفأل بوصوله إلى العدو .و الدلدل لعلها سميت به تشبيها بالدلدل وهو
القنفذ ،أو بشئ يشبهه ،فلعلها شبهت به لقلة سكونها .واليلية :منسوبة
إلى قرية بالشام .والمحذوفة ) :(2المقطوعة الذنب .و العفير :تصغير
العفر كسويد وأسود حذفت همزتهما .والقياس اعيفر ،وهو لون أبيض
تعلوه حمرة ،ويعفور مثل أعفر كأخضر ويخضور .والسبت بالكسر :جلود
البقر المدبوغة ) (3وإنما سميت الركوة بالصادر لنه يصدر عنها بالري.
والجامع في اسم المقراض لنه يجمع ما يراد قرضه به ،وذلك من جودته.
قوله :فلهش أي فلقدهش ،يقال هش للمعروف،
) (1المنتقى في مولود المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى ال عليه
وآله (2) .في المصدر :محذوفة ولعله مصحف (3) .في المصدر:
والسبت :جلد لم يدبغ .أقول :فيه وهم والصحيح ما في الصلب.
] [ 129
أي اشتهاه ،ورجل هش :طلق المحيا انتهى ) - 64 .(1وقال القاضي عياض في
الشفاء :روي عن محمد بن جبير ) (2قال رسول ال صلى ال عليه واله:
لي خمسة أسماء :أنا محمد ،وأنا أحمد ،وأنا الماحي الذي يمحو ال بي
الكفر ،وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ،وأنا العاقب ،قد سماه
ال في كتابه محمدا وأحمد ،فمن خصائصه تعالى له أن ضمن أسماءه
ثناءه ،وطوى أثناء ذكر ) (3عظيم شكره ،فأما اسمه أحمد فأفعل مبالغة
من صفة الحمد ،ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد ،فهو صلى ال عليه
واله أجل من حمد ،وأفضل من حمد ،وأكثر الناس حمدا ،فهو أحمد
المحمودين ،وأحمد الحامدين ،ومعه لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال
الحمد ،ويتشهر في تلك العرصات بصفة الحمد ،ويبعثه ربه هناك مقاما
محمودا ،كما وعده ،يحمده فيه الولون والخرون بشفاعته لهم ،ويفتح
عليه من المحامد كما قال صلى ال عليه واله ما لم يعط غيره ،وسمي امته
في كتب أنبيائه بالحامدين ،فحقيق أن يسمي محمدا وأحمد ،ثم في هذين
السمين من عجائب خصائصه ،وبدايع آياته فن آخر ،وهو أن ال جل
اسمه حمى أن يسمى بهما أحد قبل زمانه ،أما أحمد الذي أتى في الكتب
وبشرت به النبياء فمنع ال تعالى بحكمته أن يسمى به أحد غيره ،ول
يدعى به مدعو قبله حتى ل يدخل ) (4لبس على ضعيف القلب ،أو شك،
وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ول غيرهم إلى أن شاع قبيل
وجوده وميلده أن نبيا يبعث اسمه محمد ،فسمي قوم قليل أبنائهم لرجاء
أن يكون أحدهم هو ،وال أعلم حيث يجعل رسالته ،وهم محمد بن احيحة
بن الجلح الوسي ،ومحمد بن مسلمة النصاري ،ومحمد بن براء )(5
البكري ،ومحمد بن سفيان بن مجاشع ،ومحمد بن حمران ) (6الجعفي،
ومحمد بن خزاعي
) (1المنتقى في مولود المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى ال عليه
وآله (2) .في المصدر :محمد بن جبير ،عن أبيه ،أقول :هو الصواب،
لنه محمد بن جبير بن مطعم ابن عدى بن نوفل المتوفى على رأس
المائة ،وهو تابعي (3) .في نسخة المصنف :ذكره (4) .في المصدر:
حتى يدخل (5) .في المصدر :محمد بن بداء ،وفي المحبر :محمد بن بر
بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة انتهى وقال
شارح الشفاء :بداء بفتح موحدة ،وتشديد دال مهملة بعدها الف ممدودة،
وفي نسخة صحيحة بباء موحدة فراء ممدودة .وعده أبو موسى من
الصحابة (6) .في المصدر :عمران ،وفي المحبر وشرح الشفاء عن
نسخة :حمران مثل ما في الصلب.
] [ 130
السلمي ) (1ل سابع لهم ،حتى تحققت السمتان له صلى ال عليه واله ،ولم ينازع
فيهما ،وأما قوله " :وأنا الماحي " فقد ورد في الحديث في تفسيره أنه
الذي محيت به سيئات من اتبعه ،وقيل :معنى على قدمي ،أي يحشر الناس
بمشاهدتي ،كما قال " :لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم
شهيدا " وروي عنه صلى ال عليه واله :لي عشرة أسماء ،وذكر منه "
طه ويس " حكاه مكي ،وقد قيل في بعض التفاسير " :طه " أنه يا طاهر،
يا هادي ،وفي " يس " يا سيد ،حكاه السلمي عن الواسطي ،وعن جعفر
بن محمد .ومن أسمائه صلى ال عليه واله :رسول الرحمة ،ورسول
الراحة ،ورسول الملحم .وفي حديثه صلى ال عليه واله قال " :أتاني
ملك فقال لي :أنت قثم " أي مجتمع ،والقثوم :الجامع للخير ،ومن أسمائه
صلى ال عليه واله :النور ،والسراج المنير ،والمنذر ،والنذير ،والمبشر،
والبشير ،والشاهد ،والشهيد ،والحق المبين ،وخاتم النبيين ،والرؤوف
الرحيم ،والمين ،وقدم صدق ،ورحمة للعالمين ،ونعمة ال ،والعروة
الوثقى ،والصراط المستقيم ،والنجم الثاقب ،والكريم ،والنبي المي،
وداعي ال ،والمصطفى ،والمجتبى ،وأبو القاسم ،والحبيب ،و رسول رب
العالمين ،والشفيع المشفع ،والمتقي ،والمصلح ،والطاهر ،والمهيمن،
والصادق ،والمصدق ،والهادي ،وسيد ولد آدم ) ،(2وإما المتقين ،وقائد
الغر المحجلين ،وحبيب ال ،وخليل الرحمن ،وصاحب الحوض المورود
والشفاعة ،والمقام المحمود ،وصاحب الوسيلة ،و صاحب التاج
والمعراج ،واللواء والقضيب ،وراكب البراق والناقة والنجيب ،وصاحب
الحجة والسلطان ،والخاتم والعلمة والبرهان ،وصاحب الهراوة والنعلين.
ومن أسمائه صلى ال عليه واله في الكتب المتوكل ،والمختار ،ومقيم
السنة ،والمقدس ،وروح القدس ) ،(3وهو معنى البار قليط في النجيل،
وقال تغلب :البار قليط :الذي يفرق بين الحق والباطل .ومن أسمائه صلى
ال عليه واله في الكتب السالفة ماذ ماذ ،ومعناه طيب طيب ،وحمطايا ،و
) (1ذكرهم أيضا البغدادي في المحبر (2) .130 :زاد في المصدر :وسيد
المرسلين (3) .زاد في المصدر :وروح الحق.
] [ 131
الخاتم ،والخاتم حكاه كعب الحبار ،وقال تغلب :فالخاتم الذي ختم النبياء ) ،(1و
الخاتم أحسن النبياء خلقا وخلقا ،ويسمى بالسريانية مشفح والمتخمنا )
،(2واسمه أيضا في التوراة أحيد ،روي ذلك عن ابن سيرين ،ومعنى
صاحب القضيب أي السيف ،وقع ذلك مفسرا في النجيل ،قال :معه قضيب
من حديد يقاتل به ،وامته كذلك ،وقد يحمل على أنه القضيب الممشوق
الذي كان يمسكه ،وأما الهراوة فهي العصا ،وأراها العصا المذكورة في
حديث الحوض ،وأما التاج فالمراد به العمامة ،ولم يكن حينئذ إل للعرب،
والعمائم تيجان العرب ،وكانت كنيته المشهورة أبا القاسم ،وعن أنس أنه
لما ولد له إبراهيم جاء جبرئيل عليه السلم فقال له :السلم عليك يا أبا
إبراهيم ) - 65 .(3ع :العطار ،عن سعد ،عن عبد ال بن عامر ،عن ابن
أبي نجران ،عن يحيى الحلبي ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
سئل عن قول ال عزوجل " :واوحي إلي هذا القرآن لنذركم به ومن بلغ
" قال :بكل لسان ) .(4ير :عبد ال بن عامر ) .(5بيان :اختلف في قوله
تعالى " :ومن بلغ " فقيل :المعنى ول خوف به من بلغه القرآن إلى يوم
القيامة ،وروى الحسن في تفسيره عن النبي صلى ال عليه واله أنه قال:
من بلغه أني أدعو إلى أن ل إله إل ال فقد بلغه ،يعني بلغته الحجة ،وقامت
عليه ،وسيأتي الخبار الكثيرة في أن معناه ومن بلغ أن يكون إماما من آل
محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول ال صلى ال عليه واله ،وأما
هذا الخبر فلعله عليه السلم حمله على أحد المعنيين الولين ،والتقدير
لنذر به من بلغه القرآن من أهل كل لسان ،ول يختص بالعرب ،أو لنذر
كل من بلغه دعوتي بلغتهم ،واكلمهم بلسانهم ،وهو أظهر ،وال يعلم- 66 .
ع :ابن الوليد ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،ومحمد
البرقي،
) (1في المصدر :ختم به النبياء (2) .في المصدر :المنحمنا (3) .شرح الشفا :1
(4) .500 - 485علل الشرائع (5) .53 :بصائر الدرجات.62 :
] [ 132
عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
النبي صلى ال عليه واله يقرؤ الكتاب ول يكتب ) - 67 .(1ع :أبي ،عن
سعد ،عن ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن أبان ،عن الحسن الصيقل قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :كان مما من ال عزوجل به على
نبيه صلى ال عليه واله أنه كان اميا ل يكتب ويقرؤ الكتاب )- 68 .(2
فس :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه
السلم في قوله " :هو الذي بعث في الميين رسول منهم " قال :كانوا
يكتبون ،ولكن لم يكن معهم كتاب من عند ال ،ول بعث إليهم رسول
فنسبهم إلى الميين ) - 69 .(3فس :قال علي بن إبراهيم في قوله " :وما
كنت تتلو من قبله من كتاب ول تخطه بيمينك إذا لرتاب المبطلون " :وهو
معطوف على قوله في سورة الفرقان " :اكتتبها وهي تملى عليه بكرة
وأصيل " فرد ال عليهم فقال :كيف يدعون أن الذي تقرءه أو تخبر به
تكتبه عن غيرك وأنت ما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تخطه بيمينك إذا
لرتاب المبطلون ،أي شكوا ) - 70 .(4مع ،ع :أبي ،عن سعد ،عن ابن
عيسى ،عن محمد البرقي ،عن جعفر بن محمد الصوفي قال :سألت أبا
جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلم فقلت :يا ابن رسول ال لم سمي
النبي صلى ال عليه واله المي ؟ فقال :ما تقول الناس ؟ قلت :يزعمون
أنه إنما سمي المي لنه لم يحسن أن يكتب ،فقال عليه السلم :كذبوا
عليهم لعنة ال ،أنى ذلك وال يقول في محكم كتابه " :هو ) (5الذي بعث
في الميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما ل يحسن ؟ وال لقد كان رسول ال صلى
ال عليه واله يقرأ
) (1علل الشرائع (2) .53 :علل الشرائع (3) .53 :تفسير القمى(4) .678 :
تفسير القمي (5) .497 :في نسخة المصنف والمصدر :وهو الذي.
والمصحف الشريف خال عن العاطف.
] [ 133
ويكتب باثنين وسبعين ،أو قال :بثلثة وسبعين لسانا ،وإنما سمي المي لنه كان
من أهل مكة ،ومكة من امهات القرى ،وذلك قول ال عزوجل " :لتنذر ام
القرى ومن حولها " ) .(1ختص ،ير :ابن عيسى مثله ) - 71 .(2ع :ابن
الوليد ،عن سعد ،عن الخشاب ،عن علي بن حسان وعلي بن أسباط و
غيره رفعه عن أبي جعفر عليه السلم قال :قلت :إن الناس يزعمون أن
رسول ال صلى ال عليه واله لم يكتب ول يقرأ فقال :كذبوا لعنهم ال ،أنى
يكون ذلك ؟ وقد قال ال عز وجل " :هو الذي ) (3بعث في الميين رسول
منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل
لفي ضلل مبين " فيكون يعلمهم الكتاب والحكمة ،وليس يحسن أن يقرأ
أو يكتب ؟ قال :قلت :فلم سمي النبي المي ؟ قال :نسب إلى مكة وذلك قول
ال عز وجل " :لتنذر ام القرى ومن حولها " فام القرى مكة ،فقيل :امي
لذلك ) .(4ير :عبد ال بن محمد ،عن الخشاب ) .(5شى :عن ابن أسباط
مثله ) - 72 .(6ع :أبي ،عن سعد ،عن معاوية بن حكيم ،عن البزنطي،
عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان مما من ال
عزوجل على رسول ال ) (7صلى ال عليه واله أنه كان يقرأ ول يكتب،
فلما توجه أبو سفيان إلى احد كتب العباس إلى النبي صلى ال عليه واله،
فجاءه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة ،فقرءه ولم يخبر أصحابه
وأمرهم أن يدخلوا المدينة ،فلما
) (1علل الشرائع ،53 :معاني الخبار (2) .20 :بصائر الدرجات.62 :
الختصاص :مخطوط (3) .في نسخة المصنف وعلل الشرائع :وهو
الذي .والبصائر والمصحف الشريف خاليان عن العاطف (4) .علل
الشرائع (5) .52 :بصائر الدرجات 62 :وفيه :علي بن أسباط أو غيره) .
(6تفسير العياشي :مخطوط (7) .على رسوله خ ل.
] [ 134
دخلوا المدينة أخبرهم ) .(1بيان :يمكن الجمع بين هذه الخبار بوجهين :الول أنه
صلى ال عليه واله كان يقدر على الكتابة ،ولكن كان ل يكتب ،لضرب من
المصلحة ،الثاني أن نحمل أخبار عدم الكتابة والقراءة على عدم تعلمها من
البشر ،وسائر الخبار على أنه كان يقدر عليهما بالعجاز ،وكيف ل يعلم
من كان عالما بعلوم الولين والخرين ،إن هذه النقوش موضوعة لهذه
الحروف ،ومن كان يقدر بإقدار ال تعالى له على شق القمر وأكبر منه
كيف ل يقدر على نقش الحروف والكلمات على الصحائف واللواح ؟ وال
تعالى يعلم - 73 .ع :الطالقاني ،عن أحمد بن إسحاق المادرائي ) ،(2عن
أبي قلبة عبد الملك ابن محمد ،عن غانم بن الحسن السعدي ،عن مسلم
بن خالد المكي ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :ما أنزل
ال تبارك وتعالى كتابا ول وحيا إل بالعربية ،فكان يقع في مسامع النبياء
بألسنة قومهم ،وكان يقع في مسامع نبينا صلى ال عليه واله بالعربية،
فإذا كلم به قومهم ) (3كلمهم بالعربية ،فيقع في مسامعهم بلسانهم ،وكان
أحد ل يخاطب رسول ال صلى ال عليه واله بأي لسان خاطبه إل وقع في
مسامعه بالعربية ،كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلم له وعنه تشريفا من
ال عزوجل له صلى ال عليه واله ) - 74 .(4ير :الحسن بن علي ،عن
أحمد بن هلل ،عن خلف بن حماد ،عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم :إن النبي صلى ال عليه واله كان يقرأ ويكتب
ويقرأ ما لم يكتب ) - 75 .(5قب :قوله " :النبي المي الذي يجدونه "
وقال عليه السلم :نحن امة امية ل نكتب ول نحسب.
) (1علل الشرائع (2) .53 :في المصدر :الماذرائى بالبصرة .أقول :لعل الصحيح
ما في المتن بالدال المهملة ،نسبة إلى مادرايا من أعمال البصرة (3) .في
المصدر :قومه (4) .علل الشرائع (5) .53 :بصائر الدرجات.62 :
] [ 135
وقيل :امي منسوبة إلى امة يعني جماعة عامة ،والعامة ل تعلم الكتابة ،ويقال:
سمي بذلك لنه من العرب ،وتدعى العرب الميون .قوله " :هو الذي بعث
في الميين " وقيل :لنه يقول يوم القيامة :امتي امتي ،وقيل :لنه الصل،
وهو بمنزلة الم التي يرجع الولد إليها ،ومنه ام القرى ،و قيل :لنه
لمته بمنزلة الوالدة الشفيقة بولدها ،فإذا نوي في القيامة " :يوم يفر
المرء من أخيه " تمسك بامته ،وقيل :منسوبة إلى ام وهي ل تعلم الكتابة،
لن الكتابة من أمارات الرجال ،وقالوا :نسب إلى أمة ،يعني الخلقة ،قال
العشى :وإن معاوية الكرمين * حسان الوجوه طوال المم قال المرتضى
في قوله تعالى " :وما كنت تتلو من قبله من كتاب " الية ،ظاهر الية
يقتضي نفي الكتابة والقراءة بما قبل النبوة دون ما بعدها ،ولن التعليل في
الية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة ،لنهم إنما يرتابون في نبوته
لو كان يحسنها قبل النبوة ،فأما بعدها فل تعلق له بالريبة ،فيجوز أن يكون
تعلمهما من جبرئيل بعد النبوة ،ويجوز أن لم يتعلم فل يعلم ،قال الشعبي
وجماعة من أهل العلم :ما مات رسول ال صلى ال عليه واله حتى كتب
وقرأ ،وقد شهر في الصحاح والتواريخ قوله صلى ال عليه واله :ايتوني
بدوات وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ).(1
] [ 136
* )باب ) * * (7آخر نادر في معنى كونه صلى ال عليه وآله يتيما وضال
وعائل) * * (،ومعنى انشراح صدره * وعلة يتمه ،والعلة التى من( * *
)أجلها لم يبق له صلى ال عليه وآله ولد ذكر( * اليات :الضحى " 93
" :والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللخرة خير
لك من الولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فآوى *
ووجدك ضال فهدى * ووجدك عائل فأغنى * فأما اليتيم فل تقهر * وأما
السائل فل تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث .11 - 1بسم ال الرحمن الرحيم
* ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك *
ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فإذا فرغت
فانصب * وإلى ربك فارغب .8 - 1تفسير :قال المفسرون :في سبب نزول
سورة الضحى :قال ابن عباس :احتبس الوحي عنه صلى ال عليه واله
خمسة عشر يوما ،فقال المشركون :إن محمدا صلى ال عليه واله قد
ودعه ربه و قله ،ولو كان أمره من ال تعالى لتتابع عليه ،فنزلت :وقيل:
إنما احتبس اثنى عشر يوما ،وقيل أربعين يوما ،وقيل :سألت اليهود
رسول ال صلى ال عليه واله عن ذي القرنين ،وأصحاب الكهف ،وعن
الروح ،فقال :سأخبركم غدا ،ولم يقل :إن شاء ال ،فاحتبس عنه الوحي
هذه اليام ،فاغتم لشماتة العداء ،فنزلت تسلية لقلبه " :والضحى " أي
وقت ارتفاع الشمس أو النهار " والليل إذا سجى " أي سكن أهله ،أو ركد
ظلمه " ما ودعك ربك " ما قطعك ربك قطع المودع ،وهو جواب القسم "
وما قلى " أي ما أبغضك " ولسوف يعطيك ربك فترضى " أي من
الحوض والشفاعة وسائر ما أعد له من الكرامة ،أو في الدنيا أيضا من
إعلء الدين ،وقمع الكافرين " ،ألم يجدك يتيما فآوى " قال الطبرسي
رحمه ال :في
] [ 137
معناه قولن :أحدهما أنه تقرير لنعمة ال عليه حين مات أبوه وبقي يتيما فآواه ال
بأن سخر له عبد المطلب ثم أبا طالب ) ،(1وكان صلى ال عليه واله مات
أبوه وهو في بطن امه أو بعد ولدته بمدة قليلة ،وماتت امه وهو ابن
سنتين ،ومات جده وهو ابن ثماني سنين .وسئل الصادق عليه السلم لم
اوتم النبي صلى ال عليه واله عن أبويه ؟ فقال :لئل يكون لمخلوق عليه
حق .والخر أن يكون المعنى ألم يجدك واحدا ل مثل لك في شرفك وفضلك
فآواك إلى نفسه ،واختصك برسالته ،من قولهم :درة يتيمة :إذا لم يكن لها
مثل ،وقيل :فآواك ،أي جعلك مأوى لليتام بعد أن كنت يتيما ،وكفيل للنام
بعد أن كنت مكفول " .ووجدك ضال فهدى " فيه أقوال :أحدها وجدك
ضال عما أنت عليه الن من النبوة والشريعة ،أي كنت غافل عنهما فهداك
إليهما ،ونظيره " ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمان " وقوله " :وإن
كنت من قبله لمن الغافلين " فمعنى الضلل على هذا هو الذهاب عن العلم،
مثل قوله تعالى " :أن تضل إحداهما " .وثانيها :أن المعني وجدك متحيرا
ل تعرف وجوه معاشك فهداك إليها ،فإن الرجل إذا لم يهتد إلى طريق
مكسبه يقال :إنه ضال ) .(2وثالثها :أن المعنى وجدك ل تعرف الحق
فهداك إليه بإتمام العقل ،ونصب الدلة واللطاف حتى عرفت ال بصفاته
بين قوم ضلل مشركين .ورابعها :وجدك ضال في شعاب مكة فهداك إلى
جدك عبد المطلب ،فروي أنه ضل في شعاب مكة وهو صغير فرآه أبو جهل
ورده إلى جده عبد المطلب ،فمن ال سبحانه بذلك عليه إذ رده إلى جده
على يدي عدوه عن ابن عباس .وخامسها :ما روي أن حليمة بنت أبي
ذؤيب لما أرضعته مدة وقضت حق الرضاع ثم أرادت رده إلى جده جاءت
به حتى قربت من مكة فضل في الطريق ،فطلبته جزعة
) (1في المصدر زيادة هي :وسخره للشفاق عليه وحببه إليه حتى كان أحب إليه
من أولده ،فكفله ورباه ،واليتيم من ل أب له (2) .في المصدر :انه ضال
ل يدري إلى أين يذهب ،ومن أي وجه يكتسب.
] [ 138
وكانت تقول :لئن لم أره لرمين نفسي عن شاهق ،وجعلت تصيح :وا محمداه،
قالت :فدخلت مكة على تلك الحال ،فرأيت شيخا متوكئا على عصا ،فسألني
عن حالي فأخبرته فقال :ل تبكي فأنا أدلك على من يرده عليك ،فأشار إلى
هبل صنمهم العظم ،ودخل البيت وطاف بهبل وقبل رأسه وقال :يا سيداه
لم تزل منتك جسيمة ،رد محمدا على هذه السعدية ،قال ) :(1فتساقطت
الصنام لما تفوه باسم محمد صلى ال عليه واله ،وسمع صوت :إن هلكنا
على يدي محمد ،فخرج وأسنانه تصطك ،وخرجت إلى عبد المطلب
وأخبرته بالحال ،فخرج وطاف بالبيت ،ودعا ال سبحانه فنودي واشعر
بمكانه ،فأقبل عبد المطلب فتلقاه ورقة بن نوفل في الطريق ،فبيناهما
يسيران إذا النبي صلى ال عليه واله قائم تحت شجرة يجذب الغصان،
ويعبث ) (2بالورق ،فقال عبد المطلب :فداك نفسي ،وحمله ورده إلى مكة
) .(3وسادسها :ما روي أنه صلى ال عليه واله خرج مع عمه أبي طالب
في قافلة ميسرة ) (4غلم خديجة ،فبينا هو راكب ذات ليلة ظلماء إذ جاء
إبليس فأخذ بزمام ناقته فعدل به عن الطريق ،فجاء جبرئيل عليه السلم
فنفخ إبليس ) (5نفخة وقع منها إلى الحبشة ،ورده إلى القافلة ،فمن ال
عليه بذلك .وسابعها :أن المعنى وجدك مضلول عنك في قوم ل يعرفون
حقك فهداهم إلى معرفتك وأرشدهم إلى فضلك ،والعتراف بصدقك،
والمراد أنك كنت خامل ل تذكر ول تعرف فعرفك ال إلى الناس حتى
عرفوك وعظموك " .ووجدك عائل " أي فقيرا ل مال لك " فأغنى " أي
فأغناك بمال خديجة ،ثم بالغنائم ،وقيل :فأغناك بالقناعة ،ورضاك بما
أعطاك وروى العياشي بإسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلم في
قوله " :ألم يجدك يتيما فآوى " قال عليه السلم :فردا ل مثل لك في
المخلوقين فآوى الناس إليك.
) (1قالت خ ل (2) .في المصدر :ويلعب (3) .ذكره في المصدر عن كعب(4) .
مسيرة خ ل ،أقول :هو وهم (5) .في المصدر :فنفخ بابليس.
] [ 139
" ووجدك ضال فهدى " أي ضالة في قوم ل يعرفون فضلك فهداهم إليك" .
ووجدك عائل " تعول أقواما بالعلم فأغناهم بك " .فأما اليتيم فل تقهر "
أي ل تقهره على ماله فتذهب بحقه لضعفه .وقيل :أي ل تحقر اليتيم فقد
كنت يتيما " وأما السائل فل تنهر " أي ل تنهره ول ترده إذا أتاك يسألك،
فقد كنت فقيرا ،فإما أن تطعمه ،وإما أن ترده ردا لينا " وأما بنعمة ربك
فحدث " معناه اذكر نعم ال تعالى وأظهرها وحدث بها انتهى ) (1كلمه
رفع ال مقامه .وقال البيضاوي ) (2في قوله تعالى " :ألم نشرح لك
صدرك " :ألم نفسحه حتى وسع مناجات الحق ودعوة الخلق ،فكان غائبا
حاضرا ؟ أو ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم ،وأزلنا عنه ضيق
الجهل ؟ أو بما يسرنا لك تلقي الوحي بعد ما كان يشق عليك ؟ وقيل :إنه
إشارة إلى ما روي أن جبرئيل أتى رسول ال صلى ال عليه واله في صباه
أو يوم الميثاق فاستخرج قلبه وغسله ،ثم مله إيمانا وعلما ،ولعله إشارة
إلى نحو ما سبق ،ومعنى الستفهام إنكار نفي النشراح مبالغة في إثباته،
ولذلك عطف عليه " ووضعنا عنك وزرك " عبأك الثقيل " الذي أنقض
ظهرك " الذي حمله على النقيض ،وهو صوت الرحل عند النتقاض من
ثقل الحمل ،وهو ما ثقل عليه من فرطاته قبل البعثة ،أو جهله بالحكم و
الحكام ،أو حيرته ،أو تلقي الوحي ،أو ما كان يرى من ضلل قومه مع
العجز عن إرشادهم ،أو من إصرارهم وتعديهم في إيذائه حين دعاهم إلى
اليمان " .ورفعنا لك ذكرك " بالنبوة وغيرها " فإن مع العسر " كضيق
الصدر والوزر المنقض للظهر وضلل القوم وإيذائهم " يسرا " كالشرح
والوضع والتوفيق للهتداء والطاعة ،فل تيأس من روح ال إذا عراك ما
يغمك " إن مع العسر يسرا " تكرير للتأكيد ،أو استيناف وعدة بأن العسر
مشفوع بيسر آخر ،كثواب الخرة " فإذا فرغت " من التبليغ " فانصب "
فاتعب في العبادة شكرا بما عددنا عليك من النعم السالفة ،ووعدنا بالنعم
) (1مجمع البيان (2) .506 - 504 :10ما نقله عن البيضاوي ل ينطبق على ما
في تفسيره ،والظاهر أنه أخرجه عن غيره ،ول ينطبق أيضا على ما قاله
الرازي والزمخشري في تفسيرهما.
] [ 140
التية ،وقيل :فإذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة ،أو فإذا فرغت من الصلة
فانصب في الدعاء " وإلى ربك فارغب " بالسؤال ،ول تسأل غيره ،فإنه
القادر وحده على إسعافه ) .(1أقول :اعلم أن شق بطنه صلى ال عليه
واله في صغره في روايات العامة كثيرة مستفيضة كما عرفت ،وأما
رواياتنا وإن لم يرد فيها بأسانيد معتبرة لم يرد نفيها أيضا ،ول يأبى عنه
العقل أيضا ،فنحن في نفيه وإثباته من المتوقفين ،كما أعرض عنه أكثر
علمائنا
) (1قال الشريف الرضى قدس ال روحه الشريفة في تلخيص البيان :279 :وهذا
القول مجاز واستعارة ،لن النبي صلى ال عليه وآله ل يجوز أن ينتهى
عظم ذنبه إلى حال انقاض الظهر وهو صوت تقعقع العظام من ثقل
الحمل ،لن هذا القول ل يكون ال كناية عن الذنوب العظيمة و الفعال
القبيحة ،وذلك غير جائز على النبياء عليهم السلم ،في قول من ل يجيز
عليهم الصغائر و الكبائر ،وفي قول من يجيز عليهم الصغائر دون
الكبائر ،لن ال تعالى قد نزههم عن موبقات النام ومستحقات "
مستقبحات ظ " الفعال ،إذ كانوا امناء وحيه ،وألسنة أمره ونهيه،
وسفرائه إلى خلقه ،وقد استقصينا الكلم في باب مفرد من كتابنا الكبير،
فنقول :إن المراد هاهنا بوضع الوزر ليس على ما يظنه المخالفون ،من
كونه كناية عن الذنب ،وإنما المراد به ما كان يعانيه النبي صلى ال عليه
وآله من المور المستصعبة والمواقف الخطرة في أداء الرسالة ،وتبليغ
النذارة ،وما كان يلقيه صلى ال عليه وآله من مضار قومه ،ويتلقاه من
مرامي ايدى معشره ،وكل ذلك حرج في صدره ،وثقل على ظهره ،فقرره
ال تعالى بأنه أزال عنه تلك المخاوف كلها ،و حط عن ظهره تلك العباء
بأسرها ،وأداله من أعدائه ،وفضله على أكفائه ،وقدم ذكره على كل ذكر،
ورفع قدره على كل قدر ،حتى أمن بعد الخيفة ،واطمأن بعد القلقة،
وخرج من حقائق الضغطة إلى مفاسح الغبطة ،ومن عقال النقباض إلى
محال النبساط ،فلذلك قال سبحانه " :ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا
عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك " وهذه المور التى
امتن ال تعالى عليه بأنه فعلها به متشابهة في المعنى ،لن شرح الصدر
ووضع الوزر إذا كان بمعنى ازالة الثقل من الهم ،ورفع الذكر أحوال
يشبه بعضها البعض ،فل معنى لتاول الوزر هنا على أنه الذنب
والمعصية ،ول دليل في الية على ذلك ،مع ما في القول به من الغمز في
مزايا النبياء الذين قد رفع ال سبحانه أقدارهم ،وأعلى منارهم ،وألزمنا
اتباع مناهجهم وثقيل طرائقهم وتقبل أوامرهم .فان قال قائل :إن هذه
السورة مكية وكان نزولها وهو عليه السلم بعد في حال الخوف
والمراقبة وضعف اليد عن المغالبة ،قيل له :ل يمتنع أن يكون ال تعالى
بشره بما تؤول إليه عواقب أمره من انجلء الكربة ،وانحسار اللزبة،
وقوة السلطان ،وانتشار العلم ،فقال المتوقع من ذلك عنده مقام الواقع
لتصديقه وسكونه إلى صحته ،فزال ما كان يعانيه من أثقال الهموم ،و
يقاسيه من خناق الكروب ،وهذا جواب مقنع بتوفيق ال وعونه.
] [ 141
المتقدمين ) ،(1وإن كان يغلب على الظن وقوعه ،وال يعلم وحججه عليهم السلم.
- 1ن :بالسانيد الثلثة عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :سئل
علي بن الحسين عليه السلم لم اوتم النبي صلى ال عليه واله من أبويه ؟
قال :لئل يجب عليه حق لمخلوق ) - 2 .(2مع ،ع :حمزة العلوي ،عن
أحمد الهمداني ،عن علي بن الحسين بن فضال ،عن أخيه أحمد ،عن محمد
بن عبد ال بن مروان ،عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابه ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :إن ال عزوجل أيتم نبيه صلى ال عليه واله لئل
يكون لحد عليه طاعة ) - 3 .(3ع :علي بن حاتم القزويني فيما كتب إلي
عن القاسم بن محمد ،عن حمدان بن الحسين بن الوليد ،عن عبد ال بن
حماد ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له:
لي علة لم يبق لرسول ال صلى ال عليه واله ولد ؟ قال :لن ال عزوجل
خلق محمدا صلى ال عليه وآله نبيا وعليا عليه السلم وصيا ،فلو كان
لرسول ال صلى ال عليه واله ولد من بعده كان ) (4أولى برسول ال
صلى ال عليه واله من أمير المؤمنين عليه السلم فكانت ل تثبت )(5
وصية أمير المؤمنين عليه السلم ) - 4 .(6مع ،ع :القطان ،عن ابن
زكريا القطان ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبيه ،عن أبي الحسن
العبدي ،عن سليمان بن مهران ،عن عباية بن ربعي ،عن ابن عباس قال:
سئل عن قول ال " :ألم يجدك يتيما فآوى " قال :إنما سمي يتيما لنه لم
يكن له نظير على وجه الرض من الولين والخرين ،فقال عزوجل )(7
ممتنا عليه
) (1لعل المتقدمين من علمائنا أعرضوا عن ذكره لغرابته وشذوذه ،وعدم وروده
في حديث صحيح عن طريق المعصومين (2) .عيون أخبار الرضا.210 :
) (3معاني الخبار ،20 :علل الشرائع (4) .55 :لكان خ ل (5) .فيه
غموض ،لن الوصاية والخلفة عند المامية تثبت بنص النبي صلى ال
عليه وآله ،عن ال ،فهى موهبة الهية ول يشترط فيها فقدان الولد أو
وجوده (6) .علل الشرائع (7) .55 :في المصدر :فقال ال
] [ 142
نعمه " :ألم يجدك يتيما " أي وحيدا ل نظير لك ؟ " فأوى " إليك الناس ،وعرفهم
فضلك حتى عرفوك " ووجدك ضال " يقول :منسوبا عند قومك إلى
الضللة فهداهم بمعرفتك " ووجدك عائل " يقول :فقيرا عند قومك
يقولون :ل مال لك ،فأغناك ال بمال خديجة ،ثم زادك من فضله ،فجعل
دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله ال لك ذهبا لنقل عينه
إلى مرادك ،وأتاك بالطعام حيث ل طعام ،وأتاك بالمآء حيث ل ماء ،و
أعانك ) (1بالملئكة حيث ل مغيث فأظفرك بهم على أعدائك ) - 5 .(2ن:
في خبر ابن الجهم ) ،(3عن الرضا عليه السلم قال ال عزوجل لنبيه
محمد صلى ال عليه واله " :ألم يجدك يتيما فآوى " يقول :ألم يجدك
وحيدا فآوى إليك الناس ؟ " ووجدك ضال " يعني عند قومك " فهدى "
أي هداهم إلى معرفتك " ووجدك عائل فأغنى " يقول :أغناك بأن جعل
دعاءك مستجابا ) - 6 .(4فس :علي بن الحسين ،عن البرقي ،عن أبيه،
عن خالد بن يزيد ،عن أبي الهيثم .عن زرارة ،عن المامين عليهما السلم
في قول ال تعالى " :ألم يجدك يتيما فآوى " أي فآوى إليك الناس "
ووجدك ضال فهدى " أي هدى إليك قوما ل يعرفونك حتى عرفوك "
ووجدك عائل فأغنى " أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك .قال علي بن
إبراهيم :ثم قال ) " :(5ألم يجدك يتيما فآوى " قال :اليتيم الذي ل مثل له،
ولذلك سميت الدرة :اليتيمة ،لنه ل مثل لها " ووجدك عائل فأغنى "
بالوحي ،فل تسأل عن شئ أحدا " ووجدك ضال فهدى " قال :وجدك ضال
في قوم ل يعرفون فضل نبوتك فهداهم ال بك ).(6
) (1في المصدر :أغاثك (2) .معاني الخبار ،20 :علل الشرائع 54 :و (3) .55
والخبر طويل قطعه المصنف ،ولم يذكر إسناده ،وذكره الصدوق بهذا
السناد :تميم ابن عبد ال بن تميم القرشى رضى ال عنه قال :حدثني
أبى ،عن حمدان بن سليمان النيسابوري ،عن على بن محمد بن الجهم) .
(4عيون أخبار الرضا (5) .111 :في قوله خ ل (6) .تفسير القمى:
729والمراد بالمامين في صدر الحديث الباقر والصادق عليهما السلم.
] [ 143
- 7صح :عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :سئل محمد بن علي بن الحسين
عليه السلم لم اوتم النبي صلى ال عليه واله من أبويه ؟ قال :لئل يوجد
عليه حق لمخلوق ) - 8 .(1كنز :محمد بن العباس ،عن أبي داود ،عن
بكار ) ،(2عن عبد الرحمن ،عن إسماعيل ابن عبد ال ) ،(3عن علي بن
عبيد ال ) (4بن العباس قال :عرض على رسول ال صلى ال عليه واله
ما هو مفتوح على امته من بعده كفرا كفرا ،فسر بذلك ،فأنزل ال تعالى" :
وللخرة خير لك من الولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى " قال :فأعطاه
ال ألف قصر في الجنة ،ترابه المسك ،في كل قصر ما ينبغي له من
الزواج والخدم ) .(5بيان :قال الجزري ،أهل الشام يسمون القرية كفرا،
ومنه الحديث عرض على رسول ال صلى ال عليه واله ما هو مفتوح
على امته بعده كفرا كفرا ،فسر ذلك .أي قرية قرية - 9 .كنز :محمد بن
العباس ،عن محمد بن أحمد بن الحكم ،عن محمد بن يونس ،عن حماد بن
عيسى ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما السلم عن جابر بن عبد ال قال:
دخل رسول ال صلى ال عليه واله على فاطمة عليها السلم وهي تطحن
بالرحى وعليها كساء من أجلة البل ،فلما نظر إليا بكى وقال لها :يا فاطمة
تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الخرة غدا ،فأنزل ال عليه :وللخرة خير لك
من الولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى ) - 10 .(6كنز :محمد بن
العباس ،عن أحمد بن محمد النوفلي ،عن أحمد بن محمد الكاتب ،عن
عيسى بن مهران بإسناده إلى زيد بن علي عليه السلم في قول ال تعالى:
" ولسوف يعطيك ربك فترضى " قال :إن رضا رسول ال صلى ال عليه
واله إدخال ال أهل بيته وشيعتهم الجنة ).(7
) (1صحيفة الرضا (2) .38 :عن ابن بكار خ ل .اقول :وفى المصدر :عن بكار بن
عبد الرحمن (3) .في المصدر :عبيد ال (4) .في المصدر :عبد ال ،وهو
الصحيح (5) .كنز جامع الفوائد 391 :و 392والكنز هذا مختصر من
كتاب تأويل اليات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة (6) .كنز جامع
الفوائد (7) .392 :كنز جامع الفوائد ،392 :وفي ذيله وكيف ل وانما
خلقت الجنة لهم ،والنار لعدائهم =
] [ 144
أقول :محمد بن العباس في صدر السند هو أبو عبد ال محمد بن العباس بن على
بن مروان بن الماهيار البزاز المعروف بابن الحجام ،صاحب كتاب ما
نزل من القرآن في أهل البيت ،وكان ثقة جليل من أصحابنا ،قد ظفر
السيد شرف الدين الشولستانى المترجم في المقدمة 149 :على قطعة من
كتابه هذا واخرجه في كتابه تأويل اليات الظاهرة (1) .بالسريانية خ ل.
) (2أقنى أنفه :ارتفع وسط قصبته وضاق منخراه فهو أقنى (3) .في
النهاية :في صفته عليه السلم أنه كان ذا مسربة ،وفي حديث آخر :كان
دقيق المسربة .المسربة بضم الراء :ما دق من شعر الصدر سائل إلى
الجوف (4) .في النهاية :شثن الكفين والقدمين أي أنهما يميلن إلى
الغلظ والقصر ،وقيل هو الذي في أنامله غلظ بل قصر في الرجال لنه
أشد لقبضهم ،ويذم في النساء.
] [ 145
من الصخرة ) ،(1وينحدر من صبب ،وإذا جاء مع القوم بذهم ،عرقه في وجهه
كاللؤلؤ ) ،(2وريح المسك ينفح منه ،لم ير قبله مثله ول بعده ،طيب
الريح ،نكاح النساء ،ذو النسل القليل ،إنما نسله من مباركة لها بيت في
الجنة ل صخب فيه ول نصب ) (3يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا
امك ،لها فرخان مستشهدان ،كلمه القرآن ودينه السلم ،وأنا السلم،
طوبى لمن أدرك زمانه ،وشهد أيامه وسمع كلمه ،قال عيسى :يا رب وما
طوبى ؟ قال :شجرة في الجنة أنا غرستها ) ،(4تظل الجنان ،أصلها من
رضوان ،ماؤها من تسنيم ،برده برد الكافور ،وطعمه طعم الزنجبيل ،من
يشرب من تلك العين شربة ل يظمأ بعدها أبدا ،فقال عيسى عليه السلم:
اللهم اسقني منها ،قال :حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى
يشرب ذلك النبي صلى ال عليه واله ،وحرام على المم أن يشربوا منها
حتى يشرب امة ذلك النبي صلى ال عليه واله ،أرفعك إلي ثم اهبطك في
آخر الزمان لترى من امة ذلك النبي صلى ال عليه واله العجائب،
ولتعينهم على اللعين الدجال ،اهبطك في وقت الصلة لتصلي معهم إنهم
امة مرحومة ) .(5بيان :ل يبعد أن يكون سوريا في تلك اللغة اسم سورى،
قال في القاموس :السورى كطوبى موضع بالعراق ،وهو من بلد
السريانيين .وقال :المدرعة كمكنسة :ثوب كالدراعة ،ول تكون إل من
صوف ،وقال :النجل بالتحريك :سعة العين فهو أنجل .قوله :صلت الجبين،
قال الجزري :أي واسعة ،وقال الفيروزآبادي :رجل مفجل الثنايا:
منفرجها ،قوله :كأن الذهب يجري في تراقيه ،لعله كناية عن حمرة ترقوته
صلى ال عليه واله ،أو سطوع النور منها .قوله :بذهم ،قال الجزري :فيه
بذ العالمين ،أي سبقهم وغلبهم.
) (1أراد قوة مشيه ،كأنه يرفع رجليه من الرض رفعا قويا ل كمن يمشى اختيال
ويقارب خطاه فان ذلك من مشى النساء (2) .في كمال الدين :كاللؤلؤ
الرطب (3) .الصخب :الضجة واضطراب الصوات للخصام .والنصب:
التعب .الداء (4) .زاد في كمال الدين :بيدى (5) .كما الدين 95 :و ،96
المالي 163 :و .164
] [ 146
أقول :فالمعنى أنه كان يغلبهم في الحسن والبهاء ،ويمتاز بينهم ،أو يسبقهم في
المشي ،و والول أظهر ،إذ سيأتي ما يخالف الثاني ،والصخب بالتحريك:
الصياح والجلبة - 2 .فس :الحسين بن عبد ال السكيني ،عن أبي سعيد
البجلي ،عن عبد الملك ابن هارون ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم
أن ملك الروم عرض على الحسين بن علي عليه السلم صور النبياء
فعرض عليه صنما يلوح ) ،(1فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا ،فقال له
الملك :ما يبكيك ؟ فقال :هذه صفة جدي محمد صلى ال عليه واله :كث
اللحية ،عريض الصدر ،طويل العنق ،عريض الجبهة ،أقنى النف ،أفلج
السنان ) ،(2حسن الوجه ،قطط الشعر ،طيب الريح ،حسن الكلم ،فصيح
اللسان ،كان يأمر بالمعروف ،وينهى عن المنكر ،بلغ عمره ثلثا وستين
سنة ،ولم يخلف بعده إل خاتم مكتوب عليه " :ل إله إل ال محمد رسول
ال " وكان يتختم في يمينه ،وخلف سيفه ذا الفقار ،وقضيبه وجبة
صوف ،وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخيطه حتى لحق
بال ،فقال الملك :إنا نجد في النجيل إنه يكون له ما يتصدق على سبطيه )
،(3فهل كان ذلك ؟ فقال له الحسن عليه السلم :قد كان ذلك ،فقال الملك:
فبقي لكم ذلك ؟ فقال :ل ،قال الملك :أول فتنة هذه المة عليها ،ثم على
ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم ) ،(4منكم القائم بالحق ،المر
بالمعروف ،والناهي عن المنكر .الخبر ) .(5بيان :قوله عليه السلم :قطط
الشعر ) (6مناف لما سيأتي من الخبار ،ولعل المراد
) (1واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح :بلوح .وفي المصدر أيضا مثل
المتن بالياء ،والمعنى يلمع عنه النور (2) .في المصدر :ابلج السنان.
وهو من ابلج الصبح :أضاء وأشرق (3) .في المطبوع وفي المصدر :ما
يتصدق به على سبطيه (4) .في المصدر :لهذه أول فتنة هذه المة ،غلبا
أباكما وهما الول والثانى على ملك نبيكم واختيار هذه المة على ذرية
نبيهم (5) .تفسير القمى 598 :والحديث طويل قد أخرجه المصنف في
كتاب الحتجاجات :ج ،136 - 132 :10والقطعة في (6) .134 :رجل
قطط الشعر :قصير الشعر جعده.
] [ 147
عدم السترسال التام كما سيأتي ،ول يبعد أن يكون تصحيف السبط - 3 .ما :ابن
الصلت ،عن ابن عقدة ،عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قراءة عن
محمد بن عيسى العبدي ) (1قال :حدثنا مول علي بن موسى ،عن علي بن
موسى ،عن أبيه موسى ابن جعفر ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي عليهم
السلم أنهم قالوا :يا علي صف لنا نبينا صلى ال عليه واله كأننا نراه ،فإنا
مشتاقون إليه ،فقال :كان نبي ال صلى ال عليه واله أبيض اللون ،مشربا
حمرة ،أدعج العين ،سبط الشعر ،كثف ) (2اللحية ،ذا وفرة ،دقيق
المسربة ،كأنما عنقه إبريق فضة ،يجري في تراقيه الذهب ،له شعر من
لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة ،وليس في بطنه ول صدره شعر
غيره ،شثن الكفين والقدمين ،شثن الكعبين ،إذا مشى كأنما يتقلع من
صخر ،إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ،إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله،
ليس بالقصير المتردد ،ول بالطويل المتمعط ) ،(3وكان في الوجه تدوير )
،(4إذا كان في الناس غمرهم ،كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ،عرفه أطيب
من ريح المسك ،ليس بالعاجز ول باللئيم ،أكرم الناس عشرة ) ،(5وألينهم
عريكة ،وأجودهم كفا ،من خالطه بمعرفة أحبه ،ومن رآه بديهة هابه ،عزه
بين عينيه ،يقول باغته ) :(6لم أر قبله ول بعده مثله ،صلى ال عليه وآله
تسليما ) .(7بيان :قال الجوهري :الشراب :خلط لون بلون ،كأن أحدهما
سقى الخر ،وإذا شدد يكون للتكثير والمبالغة ،ويقال :أشرب البيض
حمرة ،أي عله ذلك ،وقال:
] [ 148
) (1في المصدر :عبد العزيز بن منيع .أقول :هو البغوي الحافظ المعروف ) (2هو
هند بن أبي هالة التميمي ،ربيب رسول ال صلى ال عليه وآله ،امه
خديجة ام المؤمنين رضى ال عنها .شهد بدرا وقيل :بل شهد احدا وكان
وصافا لحلية رسول ال صلى ال عليه وآله وشمائله وأوصافه.
] [ 149
وصافا للنبي صلى ال عليه واله ،فقال :كان رسول ال صلى ال عليه واله فخما
مفخما ،يتللؤ وجهه تللؤ القمر ليلة البدر ،أطول من المربوع ،وأقصر
من المشذب ،عظيم الهامة ) (1رجل الشعر ،إن انفرقت عقيقته ) (2فرق،
وإل فل يجاوز شعره شحمة اذنيه ،إذا هو وفرة ،أزهر اللون ،واسع
الجبين ،أزج الحواجب ) ،(3سوابغ في غير قرن ،بينهما له ) (4عرق
يدره الغضب ،أقنى العرنين ،له نور يعلوه ،يحسبه من لم يتأمله أشم )،(5
كث اللحية ،سهل الخدين ضليع الفم ،أشنب مفلج السنان ،دقيق المسربة،
كأن عنقه جيد دمية ) (6في صفاء الفضة ،معتدل الخلق ،بادنا متماسكا،
سواء البطن والصدر ) ،(7بعيد ما بين المنكبين ،ضخم الكراديس ،أنور
المتجرد ،موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ،عاري الثديين
والبطن مما سوى ذلك ،أشعر الذراعين والمنكبين ،وأعالي الصدر ،طويل
الزندين ،رحب الراحة ،شثن الكفين والقدمين ،سائل الطراف ،سبط
القصب ،خمصان الخمصين ،مسيح القدمين ،ينبو عنهما الماء ،إذا زال
زال قلعا ،يخطو تكفؤا ،ويمشي هونا ،ذريع المشية ) ،(8إذا مشى كأنما
ينحط في صبب ،وإذا التفت التفت جميعا ،خافض الطرف ،نظره إلى
الرض أطول من نظره إلى السماء ،جل نظره الملحظة ،يبدر ) (9من
لقيه بالسلم .قال :قلت :فصف لي منطقه ،فقال :كان صلى ال عليه واله
مواصل ) (10الحزان ،دائم الفكر،
) (1الهامة :الرأس (2) .في المكارم ونسخة من العيوم :عقيصته (3) .في العيون:
الحاجبين (4) .المصادر خالية من كلمة )له( (5) .في النهاية :في صفته
صلى ال عليه وآله يحسبه من لم يتأمله أشم ،الشمم :ارتفاع قصبة
النف واستواء أعلها وإشراف الرنبة قليل ،ومنه قصيدة كعب )شم
العرانين أبطال لبوسهم( شم جمع أشم ،والعرانين :النوف ،وهو كناية
عن الرفعة والعلو وشرف النفس (6) .الدمية :الصورة المزينة فيها
حمرة كالدم (7) .في مكارم الخلق هنا زيادة هي :عريض الصدر(8) .
في المكارم :سريع المشية (9) .أي يسبق (10) .متواصل خ ل ،أقول:
هو الموجود في المصادر.
] [ 150
ليست له راحة ،ول يتكلم في غير حاجة (1) ،يفتتح الكلم ،ويختمه بأشداقه )،(2
يتكلم بجوامع الكلم فصل ،ل فضول فيه ول تقصير ،دمثا ليس بالجافي ول
بالمهين ،تعظم عنده النعمة وإن ذقت ،ل يذم منها شيئا غير أنه كان ل يذم
ذواقا ) (3ول يمدحه ول تغضبه الدنيا وما كان لها ،فإذا تعوطي الحق لم
يعرفه أحد ،ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له ) (4إذا أشار أشار بكفه
كلها ،وإذا تعجب قلبها ،وإذا تحدث اتصل بها ،يضرب ) (5براحته اليمنى
باطن أبهامه اليسرى ،وإذا غضب أعرض وأشاح ،وإذا فرح غض طرفه )
،(6جل ضحكه التبسم ،يفتر عن مثل حب الغمام ) .(7قال الحسن :فكتمتها
) (8الحسين زمانا ،ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه ،وسأله عما سألته
عنه ،ووجدته ) (9قد سأل أباه عن مدخل النبي صلى ال عليه واله
ومخرجه ،و مجلسه وشكله ،فلم يدع منه شيئا ،قال الحسين عليه السلم:
سألت أبي عليه السلم عن مدخل رسول ال صلى ال عليه واله ،فقال:
كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك ،فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلثة
أجزاء :جزء ل .وجزء لهله ،وجزء لنفسه ،ثم جزأ جزءه بينه وبين
الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ،ول يدخر ) (10عنهم منه شيئا،
وكان من سيرته في جزء
) (1في المكارم زاد :طويل السكوت .وفي المعاني هي موجودة قبل قوله :ل يتكلم.
) (2قال في النهاية بعد ذكر الحديث :الشداق :جوانب الفم ،وانما يكون
ذلك لرحب شدقيه ،والعرب تمتدح بذلك (3) .في المكارم :ول يذم ذواقا.
واسقط قوله :غير أنه كان (4) .زاد في المكارم :ول يغضب لنفسه ول
ينتصر لها (5) .في المعاني :فضرب ،وفي العيون :وإذا تحدث قارب يده
اليمنى من اليسرى فضرب بابهامه اليمنى راحة اليسرى ،وإذا غضب
أعرض بوجهه .وفي المكارم :وإذا تحدث أشار بها فضرب )فيضرب خ
ل( براحته اليمنى باطن أبهامه اليسرى (6) .في المكارم :من طرفه(7) .
الغمام :السحاب ،يقال :يفتر عن مثل حب الغمام أي يكشف عن أسنان
بيض كالبرد (8) .في العيون :فكتمت هذا الخبر (9) .في العيون
والمعاني :فوجدته (10) .زاد في المكام :أو قال :ل يدخر .الشك من ابى
غسان.
] [ 151
المة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين ،فمنهم ذو الحاجة،
ومنهم ذو الحاجتين ،ومنهم ذو الحوائج ،فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما
أصلحهم والمة من مسألته عنهم ) ،(1وإخبارهم بالذي ينبغي )،(2
ويقول " :ليبلغ الشاهد منكم الغائب ،و أبلغوني حاجة من ل يقدر على
إبلغ حاجته ) ،(3فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من ل يقدر على إبلغها )(4
ثبت ال قدميه يوم القيامة " ل يذكر عنده إل ذلك ،ول يقيد ) (5من أحد
عثرة يدخلون روادا ،ول يفترقون إل عن ذواق ،ويخرجون أدلة .فسألته )
(6عن مخرج رسول ال صلى ال عليه واله كيف كان يصنع فيه ؟ فقال:
كان صلى ال عليه واله ) (7يخزن لسانه إل عما يعنيه ،ويؤلفهم ول
ينفرهم ) ،(8ويكرم كريم كل قوم ،ويوليه عليهم ،ويحذر الناس )(9
ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ول خلقه ،ويتفقد
أصحابه ،ويسأل الناس عما في الناس ) ،(10ويحسن الحسن ويقويه،
ويقبح القبيح ويوهنه ،معتدل المر ،غير مختلف ،ل يغفل مخافة أن يغفلوا
أو يميلوا ) ،(11ول يقصر عن الحق ول يجوزه ،الذين يلونه من الناس
خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين ،و
) (1في العيون :وأصلح المة من مسألته عنهم .ومثله في المكارم ال في نسخة
من مسائلته عنهم (2) .في العيون والمكارم :ينبغى لهم (3) .في
المكارم :من ل يستطيع ابلغ حاجته (4) .في المكارم من ل يستطيع
إبلغها (5) .ول يقيل خ ل ،وفي المعاني :ول يقبل )يقيد خ ل( من أحد
عثرة ،وفي العيون والمكارم :ول يقبل من أحد غيره (6) .في المعاني
والمكام :قال فسألته (7) .في المصادر :كان رسول ال صلى ال عليه
وآله (8) .في المكارم :فيما يعنيه ،ويؤلفهم ول يفرقهم ،أو قال :ينفرهم.
)شك مالك( ) (9في المكارم :الفتن خ ل (10) .في العيون :عما الناس
فيه (11) .أن يملوا .قلت هو موجود في نسخة من المكارم .وبعده :لكل
حال عند عتاد )عباد خ ل( .والظاهر أن هذه الجملة قد سقطت عن العيون
والمعاني لما يأتي بعد ذلك تفسيرها في كلم الصدوق.
] [ 152
أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة .قال :وسألته ) (1عن مجلسه،
فقال :كان صلى ال عليه واله ل يجلس ول يقوم إل على ذكر ) ،(2ول
يوطن الماكن ) (3وينهى عن إيطانها ،وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث
ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ،ويعطي كل جلسائه نصيبه ،ول يحسب أحد
من جلسائه أن أحدا ) (4أكرم عليه منه ،من جالسه صابره ) (5حتى يكون
هو المنصرف عنه ،من سأله حاجة لم يرجع إل بها ) (6أو بميسور من
القول ،قد وسع الناس منه خلقه ،وصار لهم أبا ) ،(7وصاروا عنده في
الحق سواء ،مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ،ل ترفع فيه
الصوات ،ول تؤبن ) (8فيه الحرم ،ول تنثى فلتاته ،متعادلين )(9
متواصلين فيه بالتقوى ،متواضعين يوقرون الكبير ،ويرحمون الصغير،
ويؤثرون ذا الحاجة ،ويحفظون الغريب ) .(10فقلت :فكيف كانت سيرته
في جلسائه ؟ فقال :كان دائم البشر ،سهل الخلق ،لين الجانب :ليس بفظ
ول صخاب ول فحاش ول عياب ول مداح ،يتغافل عما ل يشتهي،
) (1في المصادر :فسألته (2) .في المصادر :ذكر ال جل اسمه (3) .أي ل يتخذ
لنفسه مجلسا يعرف به (4) .في العيون ،كل واحد من جلسائه نصيبه
حتى ل يحسب احد .وفي المكارم :كل )من خ ل( جلسائه نصيبه حتى ل
يحسب جليسه أن أحدا (5) .في العيون :من جالسه أو نادمه لحاجة
صابره .ومثله في المكارم ال أن فيه :قاومه .والمعنى :قام معه ،ومعنى
نادمه جالسه (6) .في العيون والمكارم :لم يرده ال بها (7) .في المكارم:
قد وسع الناس منه بسطه وخلقه )بسطة وخلقا( ،فكان )وكان( لهم أبا .و
في العيون :فصار لهم أبا رحيما (8) .في المكارم :توهن خ ل (9) .في
المكارم :متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون ،يوقرون فيه
الكبير ،ويرحمون فيه الصغير أقول :قوله :فيه أي في مجلسه صلى ال
عليه وآله (10) .في المكارم :ويحفظون ،أو قال :يحوطون )يحيطون خ
ل( الغريب) .شك أبو غسان(.
] [ 153
فل يؤيس منه ول يخيب فيه مؤمليه ،قد ترك نفسه من ثلث :المراء ،والكثار ،وما
ل يعنيه ،وترك الناس من ثلث :كان ل يذم أحدا ،ول يعيره ،ول يطلب
عورته ول عثراته ) ،(1ول يتكلم إل فيما رجا ) (2ثوابه ،إذا تكلم أطرق
جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ،وإذا سكت تكلموا ول يتنازعون عنده
الحديث ،من تكلم انصتوا له حتى يفرغ ) ،(3حديثهم عنده حديث اوليهم )
،(4يضحك مما يضحكون منه ،ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب
على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم،
ويقول :إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ) ،(5ول يقبل الثناء إل من
مكافئ ،ول يقطع على أحد كلمه حتى يجوز ) (6فيقطعه بنهي ) (7أو
قيام .قال :فسألته عن سكوت رسول ال صلى ال عليه واله ،فقال :كان
سكوته على أربع :على الحلم ،والحذر ،والتقدير ،والتفكير ) ،(8فأما
التقدير ففي تسوية النظر والستماع بين الناس ،وأما تفكره ففيما يبقى
ويفنى ،وجمع له الحلم في الصبر ،فكان ل يغضبه شئ ول يستفزه ،وجمع
له الحذر في أربع ) :(9أخذه الحسن ليقتدى به ،وتركه القبيح لينتهى عنه،
واجتهاده الرأي في صلح ) (10امته ،والقيام فيما جمع ) (11لهم خير
الدنيا و الخرة ).(12
) (1في العيون والمعاني :عثراته ول عورته (2) .في العيون والمكارم :يرجو(3) .
في العيون :وإذا تكلم عنده أحد انصتوا له حتى يفرغ من حديثه(4) .
أولهم خ ل (5) .فأوفدوه خ ل .وهو الموجود أيضا في نسخة من العيون.
) (6يجوزه خ ل (7) .بانتهاء خ ل ،أقول :يوجد ذلك في نسخة من
المكارم ،وفيه :كلم ،بدل قيام (8) .في المصادر :التفكر (9) .في الحذر
أربع خ ل (10) .في العيون :في اصلح .وفي المكارم :فيما أصلح(11) .
بما جمع (12) .عيون الخبار.178 - 176 :
] [ 154
مع :الطالقاني ،عن القاسم بن بندار المعروف بأبي صالح الحذاء ،عن إبراهيم بن
نصر بن عبد العزيز ،عن مالك بن إسماعيل النهدي ،عن جميع بن عمير،
عن عبد الرحمن العجلي قال :حدثني رجل بمكة ،عن ابن أبي هالة
التميمي ،عن الحسن بن علي قال :سألت خالي هند بن أبي هالة ،وكان
وصافا عن حلية رسول ال صلى ال عليه واله .وحدثني الحسن بن عبد
ال بن سعيد العسكري وساق السناد الذي مضى في " ن " ) (1إلى
قوله :عن حلية رسول ال صلى ال عليه واله ،ثم قال :وحدثني الحسن
بن عبد ال بن سعيد ،عن عبد ال بن أحمد بن عبدان ،وجعفر بن محمد
البزاز البغدادي معا ،عن سفيان بن وكيع ،عن جميع ابن عمير ،عن رجل
من بني تميم من ولد أبي هالة ،عن أبيه ،عن الحسن بن علي عليه السلم
قال :سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي ،وكان وصافا للنبي صلى ال
عليه واله وأنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به ،فقال :كان
رسول ال صلى ال عليه واله فخما مفخما ،وساق الحديث إلى قوله :مثل
حب الغمام ،ثم قال :إلى هاهنا رواه أبو القاسم بن منيع ،عن إسماعيل بن
محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد ،والباقي رواية عبد الرحمن إلى
آخره ،ثم قال :قال الحسن :فكتمتها الحسين ،وساق الحديث إلى آخره كما
نقلناه من " ن " ثم قال :حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المؤدب قال :حدثنا
محمد بن الهثيم ) ،(2قال :حدثنا عبد ال بن الصقر السكري أبو العباس،
قال :حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ،قال :حدثني جميع بن عمير العجلي
إملء من كتابه قال :حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة التميمي،
عن أبيه ،عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلم قال :سألت خالي
هند بن أبي هالة التميمي وكان ) (3وصافا للنبي صلى ال عليه واله وأنا
أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به ،فقال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله فخما مفخما .وذكر الحديث بطوله ) .(4مكا :برواية الحسن
والحسين صلوات ال عليهما من كتاب محمد بن إبراهيم بن إسحاق
) (1أي في العيون (2) .القاسم النباري (3) .قال :وكان خ ل (4) .معاني الخبار:
.30 - 28
] [ 155
الطالقاني ،عن ثقاته ،عن الحسن بن علي عليه السلم قال :سألت خالي هند بن
أبي هالة التميمي إلى آخر الخبر ) .(1قال الصدوق رحمه ال في " مع "
) :(2سألت أبا أحمد الحسن بن عبد ال بن سعيد العسكري عن تفسير هذا
الخبر فقال :قوله :كان رسول ال فخما مفخما معناه كان عظيما معظما في
الصدور والعيون ،ولم تكن ) (3خلقته في جسمه الضخامة وكثرة اللحم،
وقوله :يتللؤ وجهه تلل القمر ،معناه ينير ويشرق كإشراق القمر،
وقوله :أطول من المربوع وأقصر من المشذب .المشذب ) (4عند العرب:
الطويل الذي ليس بكثير اللحم ،يقال :جذع مشذب :إذا طرحت عنه قشوره
وما يجري مجراها ،ويقال لقشور الجذع التي ) (5تقشر عنه :الشذب ،قال
الشاعر في صفة فرس :أما إذا استقبلته فكأنه * في العين جذع من أوال
مشذب ) (6وقوله :رجل الشعر ،معناه في شعره تكسر وتعقف ،ويقال:
شعر رجل :إذا كان كذلك ،فإذا كان الشعر ل تكسر فيه ) (7قيل :شعر سبط
ورسل ،وقوله :إن انفرقت عقيقته ،العقيقة :الشعر المجتمع في الرأس،
وعقيقة المولود :الشعر الذي يكون على رأسه من الرحم ،ويقال لشعر
المولود المتجدد بعد الشعر الول الذي حلق :عقيقة ،ويقال للذبيحة التي
تذبح عن المولود :عقيقة ،وفي الحديث كل مولود مرتهن بعقيقته ،وعق
النبي صلى ال عليه واله عن نفسه بعد ما جائته النبوة ،وعق عن الحسن
والحسين عليهما السلم كبشين .وقوله :أزهر اللون ،معناه نير اللون،
يقال :أصفر يزهر :إذا كان نيرا،
) (1مكارم الخلق (2) .14 - 9 :أي في المعاني (3) .ولم يكن خ ل(4) .
فالمشذب (5) .الذي خ ل (6) .في المصدر :شذب (7) .في المصدر :وإذا
كان الشعر منبسطا ل تكسير فيه.
] [ 156
والسراج يزهر ،معناه نير ) ،(1وقوله :أزج الحواجب ،معناه طويل امتداد
الحاجبين بوفور الشعر فيهما وجبينه إلى الصدغين ،قال الشاعر :إن
ابتساما بالنقي الفلج * ونظرا في الحاجب المزجج مئنة من الفعال العوج
مئنة :علمة ،وفي حديث النبي صلى ال عليه واله :إن في طول صلة
الرجل وقصر خطبته ) (2مئنة من فقهه ) .(3وقوله :أزج الحواجب )،(4
ولم يقل :الحاجبين :فهو على لغة من يوقع الجمع على التثنية ،ويحتج
بقول ال جل ثناؤه " :وكنا لحكمهم شاهدين ) " (5يريد لحكم داود
وسليمان عليهما السلم ،وقال النبي صلى ال عليه واله " :الثنان وما
فوقهما جماعة " وقال بعض العلماء :يجوز أن يكون جمع ) ،(6فقال أزج
الحواجب على أن كل قطعة من الحاجب اسمها حاجب ،فأوقعت الحواجب
على القواطع المختلفة ،كما يقال للمرأة :حسنة الجساد ،وقد قال العشى:
ومثلك بيضاء ممكورة ) * (7وصاك العبير بأجسادها صاك معناه لصق.
وقوله :في غير قرن ،معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف
وابيضاض يقال لهما :البلج والبلجة ،يقال :حاجبه أبلج :إذا كان كذلك،
وإذا اتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن.
) (1ينير خ ل (2) .خطبه خ ل (3) .في فقهه خ ل (4) .في المصدر :وانما جمع
الحاجب في قوله :أزج الحواجب (5) .النبياء (6) .78 :هكذا في نسخة
المصنف ،والصحيح كما في غيرها وفي المصدر :جمعا (7) .مكر الثوب:
صبغه بالمكر أي المغرة .والمغرة :الطين الحمر يصبغ به .وقال
الزمخشري في الساس :وامرأة ممكورة الساقين :خدلتهما .أقول :خدل
الساق :كانت خدلة أي ممتلثة ضخمة.
] [ 157
وقوله :أقنى العرنين :القنا :أن يكون في عظم النف إحد يداب في وسطه،
والعرنين :النف .وقوله :كث اللحية ،معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر
فيها ،وقوله :ضليع الفم ،معناه كبير الفم ،ولم تزل العرب تمدح بكبر الفم
وتهجو بصغره ،قال الشاعر يهجو رجل :إن كان كدي وإقدامي لفي جرذ *
بين العواسج أجني حوله المصع معناه إن كان كدي وإقدامي لرجل فمه
مثل فم الجرذ في الصغر ،والمصع :ثمر العوسج ،وقال بعض الشعراء:
لحا ال أفواه الدبا من قبيلة فعيرهم بصغر الفواه ،كما مدحوا ) (1الخطباء
بسعة الشداق ،وإلى هذا المعنى يصرف قوله أيضا :كان يفتتح الكلم
ويختمه بأشداقه ،لن الشدق جميل مستحسن عندهم ،يقال :خطيب أهرت )
(2الشدقين ،وهريت الشدق ،وسمي عمرو بن سعيد الشدق ،وقال
الخنساء ترثي أخاها :وأحيى من مخبأة حياء * وأجرى من أبي ليث هزبر
هريت الشدق ريقال ) (3إذا * ما عدا لم ينه عدوته بزجر وقال ابن مقبل:
هرت الشقاشق ظلمون للجزر .وقوله :الشنب من صفة الفم ،قالوا :إنه
الذي لريقه عذوبة وبرد ،وقالوا أيضا :إن الشنب في الفم :تحدر ) (4ورقة
وحدة في أطراف السنان ،ول يكاد يكون هذا إل مع الحداثة والشباب ،قال
الشاعر :يا بأبي أنت وفوك الشنب * كأنما ذر عليه الزرنب
) (1في المصدر :كما مدحوا باشداقه ،لن الشداق جميل عندهم ،كما مدحوا
الخطباء بسعة الشداق (2) .الهرت والهريت :الواسع (3) .هكذا في
نسخة المصنف وغيرها والصحيح كما في المصدر :رئبال أو ريبال .أي
السد (4) .في المصدر :تحدد .ولعله أصوب.
] [ 158
وقوله :دقيق المسربة ،فالمسربة :الشعر المستدق الممتد من اللبة إلى السرة ،قال
الحارث بن وعلة الجومي ) :(1ألن لما ابيض مسربتي * وعضضت من
نابي على جذم وقوله :كأن عنقه جيد دمية ،فالدمية :الصورة ،وجمعها
دمى .قال الشاعر :أو دمية صور محرابها * أو درة سيقت إلى تاجر
والجيد :العنق .وقوله :بادن متماسك ،معناه تام خلق العضاء ليس
بمسترخي اللحم ول بكثيره .وقوله :سواء البطن والصدر ،معناه أن بطنه
ضامر ،وصدره عريض ،فمن هذه الجهة تساوي بطنه صدره،
والكراديس :رؤوس العظام ،وقوله :أنور المتجرد ،معناه نير الجسد الذي
تجرد من الثياب ،وقوله :طويل الزندين ،في كل ذراع زندان وهما جانبا
عظم الذراع ،فرأس الزند الذي يلي البهام يقال له :الكوع ،ورأس الزند
الذي يلي الخنصر يقال له :الكرسوع ،وقوله :رحب الراحة ،معناه واسع
الراحة كبيرها ،والعرب تمدح بكبر اليد ،وتهجو بصغرها ،قال الشاعر:
فناطوا من الكذاب كفا صغيرة * وليس عليهم قتله بكبير ناطوا معناه
علقوا ،وقالوا :رحب الراحة ،أي كثير العطاء ،كما قالوا :ضيق الباع في
الذم .وقوله :شثن الكفين ،معناه خشن الكفين ،والعرب تمدح الرجال
بخشونة الكف ،والنساء بنعمة الكف ) ،(2وقوله :سائل الطراف ،أي
تامها غير طويلة ول قصيرة ،وقوله :سبط القصب ،معناه ممتد القصب،
غير متعقدة ،والقصب :العظام الجوف ) (3التي فيها مخ ،نحو الساقين
والذراعين ،وقوله :خمصان الخمصين ،معناه أن أخمص رجله شديد
الرتفاع من الرض ،والخمص :ما يرتفع ) (4عن الرض من وسط باطن
الرجل وأسلفها ،وإذا كان
) (1الجرمى خ ل (2) .في المصدر :بنعومة الكف .ومعناه لينة الكف (3) .الحرف
خ ل (4) .في المصدر :ما ارتفع.
] [ 159
أسفل الرجل مستويا ليس فيها أخمص فصاحبه أرح ،يقال :رجل أرح :إذا لم يكن
لرجله أخمص ،وقوله :مسيح القدمين ،معناه ليس بكثير اللحم فيهما وعلى
ظاهرهما ،فلذلك ينبو الماء عنهما .وقوله :زال قلعا ،معناه متثبا .يخطو
تكفؤا ،معناه خطاه كأنه يتكبر ) (1فيها أو يتبختر لقلة الستعجال معها،
ول تبختر فيها ول خيلء .وقوله :يمشي هونا ،معناه السكينة والوقار،
وقوله :ذريع المشية ،معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال
وبدار ،يقال :رجل ذريع في مشيه ،وامرأة ذراع :إذا كانت واسعة اليدين
بالغزل .وقوله :كأنما ينحط في صبب ،الصبب :النحدار ،وقوله :دمثا،
الدمث :اللين الخلق ،فشبه بالدمث من الرمل وهو اللين ،قال قيس بن
الخطيم :يمشي كمشي الزهراء ) (2في دمث * الرمل إلى السهل دونه
الجرف والمهين :الحقير ،وقد رواه بعضهم المهين يعني ل يحتقر )(3
أصحابه ول يذلهم ،تعظم عنده النعمة ،معناه من حسن خطابه أو معونته
بما يقل من الشأن كان عنده عظيما ،وقوله :فإذا تعوطي الحق ،معناه إذا
تنوول غضب ل تبارك وتعالى ،قال العشى :تعاطى الضجيع إذا سامها *
بعيد الرقاد وعند الوسن معناه تناوله ،وقوله :إذا غضب أعرض وأشاح،
قالوا :في أشاح جد في الغضب وانكمش ،وقالوا :جد وجزع ) ،(4واستعد
لذلك ،قال الشاعر :وإعطائي على العلت مالي * فضربي ) (5هامة البطل
المشيح وقوله :يسوق أصحابه ،معناه يقدمهم بين يديه تواضعا وتكرمة
لهم ،ومن رواه يفوق ،أراد يفضلهم دينا وحلما وكرما .وقوله يفتر عن
مثل حب الغمام ،معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام،
يقال :قد فررت الفرس :إذا كشفت عن أسنانه ،وفررت الرجل عما في
قلبه :إذا كشفته عنه ،وقوله :لكل حال عنده عتاد ،والعتاد:
) (1ينكسر خ ل (2) .في المصدر :الزهر (3) .ل يحقر خ ل (4) .خلفه جزع خ ل.
) (5وضربي خ ل :وهو الموجود في المصدر ،وفيه :وأعطى لى بدل
إعطائي.
] [ 160
العدة ،يعني أنه أعد للمور أشكالها ونظائرها ،ومن رواه ول يقيد من أحد عثرة،
بالدال أي من جنى ) (1عليه جناية اغتفرها وصفح عنها تصفحا وتكرما،
إذا كان تعطيلها ل يضيع من حقوق ال شيئا ،ول يفسد متعبدا به ول
مفترضا ،ومن رواه يقيل باللم ذهب إلى أنه صلى ال عليه واله ل يضيع
حقوق الناس التي يجب ) (2لبعضهم على بعض .وقوله :ثم يرد ذلك
بالخاصة على العامة ) ،(3معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن
الخاصة يرفع إلى العامة علومه وآدابه وفوائده ،وفيه قول آخر :فيرد ذلك
بالخاصة على العامة أن يجعل ) (4المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب
البآء عن " من " و " على " عن " إلى " لقيام بعض الصفات مقام
بعض ،وقوله :يدخلون روادا ،الرواد جمع رائد ،وهو الذي يتقدم القوم إلى
المنزل يرتاد لهم الكلء ،يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي صلى
ال عليه واله من ورائهم كما ينفع الرائد من خلفه ،وقوله :ول يفترقون
إل عن ذواق ،معناه عن علوم يذوقون من حلوتها ما يذاق من الطعام
المشتهى ،والدلة :التي تدل الناس على امور دينهم ،وقوله :ول تؤبن فيه
الحرم ،أي ل تعاب ،أبنت الرجل فأنا آبن والمأبون :المعيب ،والبنة:
العيب ،قال أبو الدرداء :إن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس عندنا،
ولعل ذا أن يكون بذلك ،معناه إن نعيب بما ليس فينا ،قال العشى :سلجم
كالنخل ألبستها * قضيب سرآء قليل البن وقوله :ول تنثى فلتاته ،معناه
من غلط فيه غلطة لم يشنع ) (5ولم يتحدث بها ،يقال :نثوت الحديث أنثوه
نثوا :إذا حدثت به ،وقوله :إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم
الطير ،معناه أنهم كانوا لجللهم نبيهم صلى ال عليه واله ل يتحركون،
فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده ،فهو يخاف إن
تحرك طيران الطائر وذهابه ،وفيه قول آخر :إنهم كانوا يسكنون ول
يتحركون حتى يصيروا بذلك عند الطائر
) (1في المصدر :قال :أي من جنى (2) .في المصدر :تجب (3) .في مكارم
الخلق :ثم يرد ذلك على العامة والخاصة (4) .أي يجعل خ ل (5) .لم
تشع خ ل.
] [ 161
كالجدران والبنية التي ل يخاف الطير وقوعا عليها ،قال الشاعر :إذا حلت بيوتهم
) (1عكاظا * حسبت على رؤوسهم الغرابا معناه لسكونهم تسقط الغربان
على رؤوسهم ،وخص بالغراب لنه من أشد الطير حذرا ،وقوله :ول يقبل
الثنآء إل من مكافئ ،معناه من صح عنده إسلمه حسن موقع ثنائه عليه
عنده ،ومن استشعر منه نفاقا وضعفا في ديانته ألقى ثنائه عليه ولم يحفل
به ) ،(2وقوله :إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ،معناه فأعينوه
واسعفوه على طلبته ،يقال :رفدت الرجل رفدا بفتح الراء في المصدر،
والرفد بكسر الراء السم ،يعني به الهبة والعطية ،تم الخبر بتفسيره
والحمد ل كثيرا ) .(3بيان :أقول :هذا الخبر من الخبار المشهورة ،روته
العامة في أكثر كتبهم ،قوله :فخما مفخما ،قال الجزري وغيره :أي عظيما
معظما في الصدور والعيون ،ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة ،وقيل:
الفخامة في وجهه نبله ) ،(4وامتلؤه مع الجمال والمهابة ،والمربوع:
الذي ليس بالطويل ول بالقصير ،وقالوا :المشذب هو الطويل البائن الطول
مع نقص في لحمه ،وأصله من النخلة الطويلة التى شذب عنها جريدها،
أي قطع وفرق ،وأوال كسحاب جزيرة بالبحرين ،قوله :رجل الشعر ،أي لم
يكن شديد الجعودة ،ول شديد السبوطة ،بل بينهما ،قوله :إن انفرقت
عقيقته ،قال الحسين بن مسعود الفرآء في شرح السنة :العقيقة اسم لشعر
على المولود حين يولد ،سمي عقيقة لنه يحلق ،وأصل العق :الشق
والقطع ،ومنه قيل للذبيحة عند الولدة :عقيقة ،لنه يشق حلقومها ،ثم قيل
للشعر الذي ينبت بعد ذلك عقيقة أيضا على الستعارة ،وذلك معناه هاهنا
يقول :إن انفرق شعر رأسه من ذات نفسه فرقه في مفرقه ،وإن لم ينفرق
تركه وفرة واحدة على حالها ،يقال :فرقت الشعر أفرقه فرقا ،وقيل:
العقيقة :اسم الشعر قبل أن يحلق ،فإذا حلق ثم نبت
) (1سوقهم خ ل (2) .أي لم يبال به ولم يهتم له (3) .معاني الخبار) .32 - 30 :
(4النبل :الجسيم .ذو النجابة والفضل(*) .
] [ 162
زال عنه اسم العقيقة ،سمي شعره عقيقة إذ لم ينقل أنه حلق في صباه ،ويروى
عقيصته ،وهي الشعر المعقوص ،وهو نحو من المضفور ) (1والوفرة إلى
شحمة الذن ،والجمة إلى المنكب ،واللمة التي المت بالمنكب .وقال
الكازروني في المنتقى :العقيصة :هي الشعر المجموع المضفور ،كأنه
يريد إن انفرق شعره بعد ما جمعه وعقصه فرق شعره وتركه كل شئ منه
في منبته ،وإل يبقى معقوصا ،كان موضعه الذي يجمعه فيه حذاء اذنيه
ويرسله هناك ،وقال بعض علمائنا :هذا في أول السلم يفعله كفعل أهل
الكتاب ،ثم فرق بعد ،وهذا الفرق هو الذي يعد في الخصال العشر من
الفطرة ،وروى بعضهم عقيقته وهو تصحيف انتهى ) .(2وقال
الزمخشري :العقيقة :الشعر الذي يولد به ،وكان تركها عندهم عيبا ولوما،
وبنو هاشم أكرم ،ومحمد بن عبد ال صلى ال عليه واله أكرم عليهم من
أن يتركوه غير معقوق عنه ،ولكن هندا ) (3سمي شعره عقيقة لنه منها،
ونباته من اصولها ،كما سمت العرب أشياء كثيرة بأسامى ما هي منه،
ومن سببه ،وانفرق مطاوع فرق ،أي كان ل ينفرق شعره إل أن ينفرق
هو ،وكان هذا في صدر السلم ،ويروى أنه إذا كان أمر لم يؤمر فيه بشئ
يفعله المشركون وأهل الكتاب أخذ فيه بفعل أهل الكتاب ،فسدل ناصيته ما
شاء ال ،ثم فرق بعد ذلك وفرة .قوله :وفرة ،أي أعفاه عن الفرق ،يعني
أن شعره إذا ترك فرقه لم يجاوز شحمة اذنيه ،وإذا فرقه تجاوزها انتهى.
وقال الجزري :الزهر :البيض المستنير ،وقال :الزجج :تقويس في
الحاجب مع طول في طرفه وامتداده ،وقال :القرن بالتحريك :التقاء
الحاجبين ،وهذا خلف ما روت ام معبد في صفته صلى ال عليه واله" :
أزج أقرن " أي مقرون الحاجبين ،والول الصحيح في صفته ،وسوابغ،
حال من المجرر وهو الحواجب ،أي أنها رقت في حال سبوغها ،ووضع
الحواجب موضع الحاجبين ،لن التثنية جمع ،وقال في قوله :يدره
الغضب :أي يمتلي دما إذا غضب،
) (1ضفر الشعر :نسج بعضه على بعض عرضا (2) .المنتقى في مولود
المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه (3) .أي هند ابن أبى هالة
الراوى للحديث.
] [ 163
كما يتملي الضرع لبنا إذا در .وقال الزمخشري :يدره الغضب ،أي يحركه من أدرت
المرأة المغزل :إذا فتلته فتل شديدا .قوله :ممكورة أي مطوية الخلق.
قوله :أقنى العرنين ،قال الجزري :العرنين بالكسر :النف ،وقيل :رأسه،
والقنا في النف :طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه .والشمم :ارتفاع
قصبة النف ،واستواء أعلها ،وإشراف الرنبة قليل .أقول :أي القنا الذي
كان فيه لم يكن فاحشا مفرطا ،بل كان ل يعلم إل بعد التأمل ،قوله :كث
اللحية ،قالوا :الكثاثة في اللحية أن تكون غير رقيقة ول طويلة وفيها
كثافة ) ،(1يقال :رجل كث اللحية بالفتح .قوله :سهل الخدين ،قال
الجزري :أي سائل الخدين ،غير مرتفع الوجنتين .وقال الكازروني :يجوز
أن يريد به لبس في خديه نتو ،لن السهل ضد الحزن ،وذكر بعضهم أنه
يريد أسيل الخدين ،لم يكثر لحمه ولم تغلظ جلدته ) .(2قوله :ضليع الفم،
قال الجزري :أي عظيمه ،وقيل :واسعة ،والعرب تحمد عظم الفم وتذم
صغره انتهى .وقيل :أراد بالفم السنان ،فقد يكنى بالفم عنها ،أي كان تام
السنان ،شديدها في تراصف ،ول يخفى بعده ،والجرذ :نوع من الفار،
ويقال :لحاه ال ،أي قبحه ولعنه ،والدبى بتخفيف الباء :الجراد قبل أن
يطير ،والشدق بالكسر :جانب الفم ،والشدق بالتحريك :سعة الشدق.
والهريت :الواسع الشدقين .قوله :وأحيى أي أكثر حياء ،و المخبأة :المرأة
المستورة .والريقان فيعال من أرقل :إذا أسرع ،والشقشقة بالكسر شئ
كالرية يخرجها البعير من فيه إذا هاج ،وإذا قالوا للخطيب :ذو شقشقة
فإنما يشبه بالفحل ،ذكره الجوهري ،وقال :ظلمت البعير :إذا نحرته من
غير داء ،قال ابن مقبل :عاد الذلة في دار وكان بها * هرت الشقاشق
ظلمون للجزر
) (1كثف :غلظ وكثر والتف (2) .المنتقى في مولود المصطفى :الفصل الرابع في
جامع أوصافه.
] [ 164
وقال الزرنب :ضرب من النبات طيب الرائحة ،ثم ذكر البيت ،وقال الجزري:
الشنب :البياض ،والبريق :التحديد في السنان ،وقال :الفلج :فرجة ما بين
الثنايا و الرباعيات .وقال الجوهري :الجذم بالكسر :أصل الشئ وقد يفتح،
وقال :وعضضت من نابي على جذم .قوله :جيد دمية ،قال الجزري:
الدمية :الصورة المصورة ،وجمعها دمى ،لنها يتنوق في صنعتها ويبالغ
في تحسينها انتهى .قوله :معتدل الخلق ،أي كل شئ من بدنه يليق بما لديه
في الحسن والتمام .قوله :بادنا ،قال الجزري :البادن :الضخم ،فلما قال:
بادنا ،أردفه بقوله :متماسكا ،وهو الذي يمسك بعض أعضائه بعضها فهو
معتدل الخلق .وقال :سواء البطن والصدر ،أي هما متساويان ل ينبو
أحدهما عن الخر .وقال الزمخشري :يعني أن بطنه غير مستفيض فهو
مساو لصدره ،وصدره عريض فهو مساو لبطنه .وقال الجزري :الكراديس
هي رؤوس العظام ،واحدها كردوس ،وقيل هي ملتقى كل عظمين ضخمين
كالركبتين والمرفقين والمنكبين ،أراد أنه ضخم العظاء قوله :أنور
المتجرد ،قال الجزري :أي ما جرد عنه الثياب من جسده وكشف ،يريد أنه
كان مشرق الجسد .وقال الكازروني :المتجرد :الموضع الذي يستتر
بالثياب فيتجر دعنها في بعض الحيان ،يصفها بشدة البياض ،وقد ورد في
حديث آخر أنه كان أسمر ،وفي حديث آخر :أنه كان أبيض مشربا ،وفي
هذا الحديث أنه كان أزهر اللون ،ووجه الجمع بينها أن السمرة كانت فيما
يبرز للشمس من بدنه ،والبياض فيما وراء الثياب ،وقوله :أزهر يحمل
على إشراق اللون ،ل على البياض ،وقيل :إن المشرب إذا اشبع حكى
سمرا ،فإذا ليس بينهما اختلف ،وفي حديث آخر :لم يكن بالبيض
المهق ،وهو الذي يشبه بياض الجص ،و النور وضع موضع النير،
كقوله تعالى " :وهو أهون عليه ) " (1وكقولهم :ال أكبر ) ،(2وقال:
اللبة بالفتح وتشديد الباء :المنحر ،وعاري الثديين ،أي لم يكن عليهما
شعر،
) (1الروم (2) .27 :المنتقى في مولد المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه.
] [ 165
وقيل :أراد لم يكن عليهما لحم ،فإنه قد جاء في صفته أشعر الذراعين والمنكبين
وأعلى الصدر انتهى .ول يخفى بعد الخير ،وعدم الحاجة إليه لعدم التنافي.
قوله :رحب الراحة ،قال الكازروني ،يكنون به عن السخاء والكرم،
ويستدلون بهذه الخلقة على الكرم ) .(1قوله :فناطوا من الكذاب ،قال
الزمخشري :قاله الخطل في صلب المختار بن أبي عبيد .قوله :شثن
الكفين والقدمين ،قال الجزري :أي أنهما يميلن إلى الغلظ و القصر ،وقيل:
هو الذي في أنامله غلظ بل قصر ،ويحمد ذلك في الرجال ،لنه أشد
لقبضهم ،ويذم في النساء .وقال الصاحب ابن عباد في المحيط :الشتون:
اللينة من الثياب ،الواحد شتن ،وروي في الحديث في صفة النبي صلى ال
عليه واله أنه كان شتن الكف بالتاء ،ومن رواه بالثاء فقد صحف انتهى
وهو غريب .قوله :سائل الطراف ،قال الزمخشري :أي لم تكن متعقدة،
وقال الجزري :أي ممتدها ،ورواه بعضهم بالنون ،بمعناه كجبريل وجبرين.
قوله :سبط القصب ،قال الجزري :السبط بسكون الباء وكسرها :الممتد
الذي ليس فيه تعقد ول نتو ،والقصب يريد بها ساعديه وساقيه ،وقال:
الخمص من القدم :الموضع الذي ل يلصق بالرض منها عند الوطي،
والخمصان :المبالغ منه ،أي أن ذلك الموضع من أسفل قدمه شديد التجافي
عن الرض ،وسئل ابن العرابي عنه فقال :إذا كان خمص الخمص بقدر
لم يرتفع جدا ولم يستو أسفل القدم جدا فهو أحسن ما يكون ،وإذا استوى
وارتفع جدا فهو ذم ،فيكون المعنى أن أخمصه معتدل الخمص بخلف
الول .وقال الجوهري :رجل أرح ،أي ل أخمص لقدميه ،كأرجل الزنج.
قوله :مسيح القدمين ،أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ول شقاق،
فإذا أصابهما الماء نبأ عنهما،
] [ 166
أي يسيل ويمر سريعا لملستهما .وقال الجزري :في صفته صلى ال عليه واله إذا
مشى تقلع ،أراد قوة مشيه ،كأنه يرفع رجليه من الرض رفعا قويا ،ل
كمن يمشي اختيال وتقارب خطاه ،فإن ذلك من مشي النساء ويوصفن به،
وفي حديث أبي هالة :إذا زال زال قلعا ،يروى بالفتح والضم ،فبالفتح هو
مصدر بمعنى الفاعل ،أي يزول قالعا لرجله من الرض ،وهو بالضم إما
مصدر أو اسم و هو بمعنى الفتح ،وقال الهروي :قرأت هذا الحرف في
كتاب غريب الحديث لبن النباري قلعا بفتح القاف وكسر اللم ،وكذلك
قرأته بخط الزهري ،وهو كما جاء في حديث آخر كأنما ينحط من صبب،
والنحداد من الصبب والتقلع من الرض قريب بعضه من بعض ،أراد أنه
يستعمل التثبت ول يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة ،وقال
في صفة مشيه صلى ال عليه واله :كان إذا مشى تكفا تكفيا أي تمايل إلى
قدام ،هكذا روي غير مهموز ،والصل الهمز ،وبعضهم يرويه مهموزا لن
مصدر تفعل من الصحيح كتقدم تقدما ،وتكفأ تكفؤا ،والهمزة حرف
صحيح ،فأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه ،نحو تخفى تخفيا فإذا
خففت الهمزة التحقت بالمعتل فصار تكفيا بالكسر .وقال الكازروني أي
يتثبت في مشيته حتى كأنه يميد كما يميد الغصن إذا هبت به الريح أو
السفينة ) .(1وقال الجزري :الهون :الرفق واللين والتثبت ،وقال :ذريع
المشي ،إي واسع الخطو .وقال الكازروني :الذريع :السريع ،وربما يظن
هذا اللفظ ضد الول ول تضاد فيه ،لن معناه أنه كان صلى ال عليه واله
مع تثبته في المشي يتابع بين الخطوات ويسبق غيره ،كما ورد في حديث
آخر أنه كان يمشي على هينة وأصحابه يسرعون في المشي فل يدر كونه،
أو ما هذا معناه ،ويجوز أن يريد به نفي التبختر في مشيه ) .(2وقال
القاضي في الشفاء :التقلع :رفع الرجل بقوة ،والتكفؤ :الميل إلى سنن
المشي وقصده ،والهون :الرفق والوقار ،والذريع :الواسع الخطو ،أي :أن
مشيه كان يرفع فيه
] [ 167
رجليه بسرعة ويمد خطوه خلف مشية المختال ،ويقصد سمته ) ،(1وكل ذلك
برفق وتثبت دون عجلة ،كما قال :كأنما ينحط من صبب ) .(2وقال
الجزري :الصبب :ما انحدر من الرض .قوله :وإذا التفت التفت جميعا،
قال الجزري :أراد أنه ل يسارق النظر ،وقيل أراد ل يلوي عنقه يمنه
ويسرة إذا نظر إلى الشئ ،وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ،ولكن كان يقبل
جميعا ويدبر جميعا ،قوله :جل نظره الملحظة ،قال الجزري :هي مفاعلة
من اللحظ ،وهو النظر بشق العين الذي يلي الصدغ ،وأما الذي يلي النف
فالموق والماق .أقول :وفي الفائق وغيره من كتبهم بعد ذلك " :يسوق
أصحابه ) " (3وقالوا في تفسيره :أي يقدمهم أمامه ،ويمشي خلفهم
تواضعا ،ول يدع أحدا يمشي خلفه ،قال بعضهم :وفي حديث آخر أنه كان
يقول " :اتركوا خلف ظهري للملئكة " قوله :ليست له راحة ،أي فراغ
من الفكر والعمل ،قوله :بأشداقه ،قال الجزري :الشداق :جوانب الفم،
وإنما يكون ذلك لرحب شدقيه ،والعرب تمتدح بذلك انتهى .وقيل :أي كان
ل يتشدق في الكلم بأن بفتح فاه كله ،قوله :بجوامع الكلم ،قال الجزري:
أي أنه كان كثير المعاني قليل اللفاظ ،قوله :فصل ،أي بينا ظاهرا يفصل
بين الحق والباطل ،وقيل :أي الحكم الذي ل يعاب قائله ،قوله :دمثا ،قال
الجزري :أراد أنه كان لين الخلق في سهولة ،وأصله من الدمث ،وهو
الرض السهلة الرخوة ،والرمل الذي ليس بمتلبد ،قوله :ليس بالجافي،
قال :أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع ،أو ليس بالذي يجفو أصحابه،
والمهين يروى بضم الميم وفتحها ،فالضم على الفاعل من أهان أي ل
يهين من صحبه ،والفتح على المفعول من المهانة :الحقارة ،وهو مهين،
أي حقير ،قوله :تعظم عنده النعمة ،في الفائق :يعظم النعمة ،وقال :أي ل
يستصغر شيئا اوتيه ،وإن كان صغيرا ،وقال :الذواق :اسم ما يذاق ،أي ل
يصف الطعام بطيب ول
) (1السمت :الطريق والمحجة (2) .شرح الشفاء 356 :1و (3) .357يوجد أيضا
في المكارم.
] [ 168
ببشاعة ) ،(1وقال الجزري :الذواق :المأكول والمشروب ،فعال بمعنى مفعول من
الذوق ،ويقع على المصدر ،والسم .قوله :فإذا تعوطي الحق ،قال
الجزري :أي أنه كان من أحسن الناس خلقا مع أصحابه ما لم ير حقا
يتعرض له بإهمال أو إبطال أو إفساد ،فإذا رأى ذلك تنمر ) (2وتغير حتى
أنكره من عرفه ،كل ذلك لنصرة الحق ،والتعاطي :التناول والجرأة على
الشئ ،من عطا الشئ ،يعطوه :إذا أخذه وتناوله .أقول :وفي أكثر رواياتهم
بعد قوله :حتى ينتصر له :ل يغضب لنفسه ول ينتصر لها .قوله :يضرب
براحته اليمنى ،في بعض رواياتهم بباطن راحته باليمنى .وقال الكازروي:
اتصل بها تفسيره :فيضرب بباطن راحته أي يشير بكفه إلى حديثه ).(3
وروى القاضي في الشفاء هكذا :وإذا تحدث اتصل بها فضرب بأبهامه
اليمنى راحة اليسرى ) .(4قوله :وأشاح ،قال الزمخشري :أي وجد في
العراض وبالغ .وقال الجزري :فيه إنه ذكر النار ثم أعرض وأشاح،
المشيح :الحذر ،والجاد في المر ،وقيل :المقبل إليك المانع لما وراء
ظهره ،فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني ،أي حذر النار ،كأنه ينظر
إليها ،أوجد على اليصاء باتقائها ،أو أقبل إليك في خطابه ،ومنه في
صفته :إذا غضب أعرض وأشاح ،قوله :غضن طرفه ،أي كسره وأطرق
ولم يفتح عينه ،وإنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الشر والمرح .قوله:
جل ضحكه ،بالضم أي معظمه ،قوله :ويفتر عن مثل حب الغمام ،أي
) (1بشع :عكس حسن وطاب (2) .أي غضب وساء خلقه (3) .المنتقى في مولد
المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه (4) .شرح الشفاء .342 :1
] [ 169
يتبسم ويكثر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة ،وهو من فررت الدابة أفرها فرا :إذا
كشف شفتها لتعرف سنها ،وافتر يفتر افتعل منه ،وأراد بحب الغمام البرد.
قوله عليه السلم :وشكله :قال الجزري :أي عن مذهبه وقصده ،وقيل:
عما يشاكل أفعاله ،والشكل بالكسر الدل ) ،(1وبالفتح :المثل ،والمذهب.
وقال الكازروني :الشكل بالفتح :النحو ،والسيرة ) .(2قوله :بالخاصة ،قال
الجزري وغيره :أراد أن العامة كانت ل تصل إليه في هذا الوقت ،فكانت
الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه ،فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة
بالخاصة ،وقيل :إن البآء بمعنى )من( أي يجعل وقت العامة بعد وقت
الخاصة وبدل منهم ،قوله :وقسمه معطوف على اليثار ،قوله :روادا ،قال
الجزري :أي طالبين العلم ،ملتمسين الحكم من عنده ،ويخرجون أداة :هداة
للناس ،والرواد جمع رائد وهو الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلء ومساقط
الغيث .أقول :ومنهم من قرأ أذلة بالذال المعجمة ،أي يخرجون متعظين بما
وعظوا ،متواضعين من قوله " :أذلة على المؤمنين ) " (3وهو تصحيف.
قوله :إل عن ذواق ،قال الجزري :ضرب الذواق مثل لما ينالون عنده من
الخير ،أي ل يتفرقون إل عن علم وأدب يتعلمونه ،يقوم لنفسهم مقام
الطعام والشراب لجسادهم .وقال القاضي :ويشبه أن يكون على ظاهره )
(4أي في الغالب والكثر ،قوله :يحذر الناس بالتخفيف :ويحترس منهم،
عطف تفسير له ،ومنهم من قرأ على بناء التفعيل إيثارا للتأسيس على
التأكيد ،أي كان يحذر الناس بعضهم من بعض ،ويأمرهم بالحزم ،ويحذر
هو أيضا منهم ،والول أظهر ،قوله :ل يوطن الماكن ،أي ل يتخذ لنفسه
مجلسا يعرف به فل يجلس إل فيه ،وقد فسره بما بعده ،قوله :من جالسه،
في بعض رواياتهم
) (1الدل :حالة السكينة وحسن السيرة (2) .المنتقى في مولود المطفى :الفصل
الرابع في جامع أوصافه صلى ال عليه وآله (3) .المائدة(4) .54 :
شرح الشفاء .357 :1
] [ 170
بعد ذلك :أو قاومه ،أي قام معه ،قوله :ول تؤبن فيه الحرم ،قال الجزري :أي ل
يذكرن بقبيح ،كان يصان مجلسه عن رفث القول ،يقال :أبنت الرجل ابنه:
إذا رميته بخلة ) (1سوء ،فهو مأبون ،وهو مأخوذ من البن وهو العقد
تكون في القسي يفسدها و تعاب بها ،قوله :سلجم جمع سلجم ،وهي
الطويل ،والسرآء بالفتح ممدودا ،شجر يتخذ منه القسي ،وقال الجوهري:
البنة بالضم :العقدة في العود ،ومنه قول العشى :قضيب سرآء كثير
البن ،قوله :ل تنثى فلتاته ،قال الجزري :أي ل تذاع ،يقال :نثوت الحديث
أنثوه نثوا ،والنثآء في الكلم يطلق على القبيح والحسن ،يقال :ما أقبح
نثاه وما أحسنه ،والفلتات جمع فلتة وهي الزلة ،أراد أنه لم يكن لمجلسه
فلتات فتنثى .أقول :الضمير في فلتاته راجع إلى المجلس .قوله :متواصلين
فيه بالتقوى ،في بعض رواياتهم :يتواصون فيه بالتقوى ،وفي بعضها:
يتعاطفون بالتقوى ،والفظ :السئ الخلق ،والصخب بالصاد والسين:
الضجة واضطراب الصوات للخصام ،قوله :كأنما على رؤوسهم الطير،
قال الجزري :وصفهم بالسكون الوقار ،وأنهم لم يكن فيهم طيش ول خفة،
لن الطير ل تكاد تقع إل على شئ ساكن ،وقال الفيروزآبادي :كأن على
رؤوسهم الطير ،أي سأكون هيبة ،وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير
فيلقط منه القراد ) ،(2فل يتحرك البعير لئل ينفر عنه الغراب ،قوله :ل
يتنازعون عنده الحديث ،أي إذا تكلم أحد منهم أمسكوا حتى يفرغ ثم يتكلم
الخر ،فما بعده تفسيره ،قوله :حديثهم عنده حديث اولهم ) ،(3وفي
بعض النسخ :أولهم بالفراد ،ولعله تأكيد للسابق ،أي ل يتكلم إل من سبق
بالكلم ،قوله :على الجفوة ،أي غلظته وبعده من الداب ،قوله:
ليستجلبونهم ،أي يجيئون معهم بالغرباء إلى مجلسه من كثرة احتماله
عنهم ،وصبره على ما يكون منهم في سؤالهم إياه وغير ذلك،
) (1الخلة بفتح الخاء وضمها :الخصلة (2) .القرد والقراد :دويبة تتعلق بالبعير
ونحوه ،وهى كالقمل للنسان (3) .الظاهر مما بعده أنه مصحف اولهم.
] [ 171
والصحابة كانوا ل يجترؤون على مثل ذلك ،وقال الجزري :رفدته أرفده :إذا أعنته.
أقول :وفي بعض رواياتهم :فأرشده ،والظهر أنه هنا فأوفدوه بالواو،
قوله :إل من مكافئ ،قال الجزري :قال القتيبي :معناه إذا أنعم على رجل
نعمة فكافاه بالثناء عليه قبل ثنائه ،وإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبله،
وقال ابن النباري :هذا غلط ،إذ كان أحد ل ينفك من إنعام النبي صلى ال
عليه واله ،لن ال بعثه رحمة للناس كافة ،فل يخرج منها مكافئ ول غير
مكافئ ،والثنآء عليه فرض ل يتم السلم إل به ،وإنما المعنى أنه ل يقبل
الثنآء عليه إل من رجل يعرف حقيقة إسلمه ،ول يدخل عنده في جملة
المنافقين الذين يقولون بألسنتهم :ما ليس في قلوبهم ،وقال الزهري :فيه
قول ثالث إل من مكافئ ،أي مقارب غير مجاوز حد مثله ،ول مقصر عما
رفعه ال إليه .قوله :حتى يجوزه ،أي يتجاوز عن ذلك الكلم ويتمه ويريد
إنشاء كلم آخر فيقطعه النبي صلى ال عليه واله بنهي أو قيام ،وفي
بعض النسخ ورواياتهم :بانتهاء ،فيحتمل أن يكون المعنى فيقطع السائل
بانتهاء أو قيام ،وليس في أكثر النسخ الضمير في " يجوزه " فيحتمل أن
يكون بالراء المهملة ،أي إل أن يجور ويتكلم بباطل كفحش أو غيبة
فيقطعه صلى ال عليه واله بنهي أو بقيام .ثم اعلم أن الصدوق رحمه ال
ذكر في الشرح فقرتين لم يذكرهما في الرواية ) ،(1إذ الشرح شرح رواية
اخرى ،فذكره ولم يبال بعدم موافقته لما ذكره من الرواية :إحداهما :قوله:
يسوق أصحابه ،وقد مرت الشارة إليها وإلى موضعها ،والخرى قوله:
لكل حال عنده عتاد ،قبل قوله :ل يقصر عن الحق ،وقال الجزري في
بيانه ،أي ما يصلح لكل ما يقع من المور ،وإنما وصف الحسن عليه
السلم هندا بأنه خاله لن أبا هالة كان زوج خديجة رضي ال عنها قبل
النبي صلى ال عليه واله ،فولدت له هندا وهالة كما سيأتي في أحوال
خديجة رضي ال عنها.
) (1يحتمل اسقاطهما عن قلم النساخ.
] [ 172
- 5ن :بإسناد التميمي ،عن الرضا عليه السلم ،عن آبائه ،عن علي عليه السلم
قال :ما رأيت أحدا أبعد ما بين المنكبين من رسول ال صلى ال عليه واله
) - 6 .(1ص :لم يمض النبي صلى ال عليه واله في طريق فيتبعه أحد إل
عرف أنه سلكه من طيب عرقه ،ولم يكن يمر بحجر ول شجر إل سجد له )
- 7 .(2ير :الحسن بن علي بن النعمان ،عن يحيى بن عمر ،عن أبان
الحمر ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه واله :إنا معاشر النبياء تنام عيوننا ،ول تنام قلوبنا ،ونرى من
خلفنا كما نرى من بين أيدينا ) - 8 .(3ير :محمد بن الحسين ،عن صفوان
بن يحيى ،عن ميمون القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :طلب أبو
ذر رسول ال صلى ال عليه واله فقيل له :إنه في حائط كذا وكذا ،فمضى
يطلبه فدخل إلى الحائط والنبي صلى ال عليه واله نائم ،فأخذ عسيبا يابسا
وكسره ليستبرئ به نوم رسول ال صلى ال عليه واله ،قال :ففتح النبي
صلى ال عليه واله عينه وقال :أتخدعني عن نفسي يا أبا ذر ؟ أما علمت
أني أراكم في منامي كما أراكم في يقظتي ) .(4بيان :قال الفيروزآبادي:
العسيب :جريدة من النخل مستقيمة رقيقة يكشط خوصها ،والذي لم ينبت
عليه الخوص من السعف انتهى والستبرآء :كناية عن المتحان ،أي فعل
ذلك ليستعلم أنه صلى ال عليه واله نائم أم ل ،أو ليعلم أنه يعلم في منامه
ما يقع عنده أم ل ،قوله صلى ال عليه واله أتخدعني عن نفسي ،أي أتمكر
بي في أمر نفسي ،وتدعي أنك تؤمن بي ،وتفعل ما ينافي ذلك ،فإن فعلك
يدل على أنك تحسب أني ل أرى في منامي ما أرى في يقظتي ،أو المعنى
أتخفيني عن نفسي ،أي تحسبني غافل عما يفعل بي وعندي ،وعلى أي
حال ل يخلو من تكلف ،فإن الشائع في هذا الكلم أنه يستعمل فيمن يريد أن
يغوي أحدا ،ويضله عن الحق ،ويوقعه فيما يضر بنفسه ،فيمكن أن يكون
عبر عن الشئ بلزمه ،أي فعلك هذا يستلزم أن يمكن لحد أن يخدعني
ويوقعني فيما يضر بنفسي.
) (1عيون أخبار الرضا (2) .222 :قصص النبياء :مخطوط 3) .و (4بصائر
الدرجات.125 :
] [ 173
- 9ير :محمد بن الحسين ،عن محمد بن سنان ،عن الحسين بن المختار ،عن زيد
الشحام قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :طلب أبو ذر رحمه ال
رسول ال صلى ال عليه واله ،فقيل له :إنه صلى ال عليه وآله في حائط
كذا وكذا ،فتوجه في طلبه ،فوجده نائما فأعظمه أن ينبهه ،فأراد أن
يستبرئ نومه صلى ال عليه واله ) ،(1فسمعه رسول ال صلى ال عليه
واله فرفع رأسه فقال :يا ابا ذر أتخدعني ؟ أما علمت أني أرى أعمالكم في
منامي كما أراكم في يقظتي ،إن عيني تنام وقلبي ل ينام ) .(2يج :مرسل
مثله - 10 .ير :علي بن إسماعيل ،عن صفوان ،عن العلء ،عن محمد،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :أراكم
من خلفي كما أراكم بين يدي ،لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن ال بين قلوبكم )
.(3ير :أيوب بن نوح ،عن ابن المغيرة ،عن عل ،عن محمد مثله ).(4
- 11ير :أحمد بن محمد ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي ،عن
أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 12 .(5ير :الحسن بن علي ،عن عبيس
بن هشام ،عن أبي إسماعيل كاتب شريح ،عن أبي عتاب زياد مولى آل
وغش ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ).(6
) (1فيه حذف يعلم من الحديث السابق (2) .بصائر الدرجات (3) .125 :بصائر
الدرجات ،124 :صدر الحديث هكذا :قال :قلت له :إنا نصلى في مسجد
لنا فربما كان الصف امام وفيه انقطاع ،فأمشي إليه بجانبى حتى اقيمه ؟
قال :نعم ،كان رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أراكم من خلفي اه) .
(4بصائر الدرجات ،124 :وللحديث أيضا صدر يوافق معنى ما تقدم) .
(5بصائر الدرجات ،124 :والحديث فيه هكذا :قال :إن رسول ال صلى
ال عليه وآله قال :أقيموا صفوفكم فانى أراكم من خلفي كما أراكم بين
يدى ،ول تختلفوا فخالف ال بين قلوبكم (6) .بصائر الدرجات،124 :
والحديث فيه هكذا :قال :سمعت يقول :أقيموا صفوفكم إذا رأيتم خلل ،ول
عليك ،أن تأخذ وراك إذا وجدت ضيقا في الصفوف فتتم الصف الذي
خلفك ،أو تمشى منحرفا فتتم الصف الذي قدامك فهو خير ،ثم قال :إن
رسول ال صلى ال عليه وآله قال :أقيموا صفوفكم فانى أنظر إليكم من
خلفي ،ليقيمن أو ليخالفن ال بين قلوبكم .أقول لعل الصحيح لتقيمن
بالتاء.
] [ 174
- 13سر :محمد بن الحسين ،عن يزيد بن إسحاق ،عن هارون بن حمزة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم مثله ) - 14 .(1سن :معاوية بن الحكيم ،عن ابن
المغيرة ،عن إبراهيم بن معرض ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إن عمر
دخل على حفصة فقال :كيف رسول ال صلى ال عليه واله فيما فيه
الرجال ؟ فقالت :ما هو إل رجل من الرجال ،فأنف ال لنبيه صلى ال عليه
واله فأنزل إليه صحفة فيها هريسة من سنبل الجنة ،فأكلها فزاد في بضعه
بضع أربعين رجل ) .(2بيان :البضع بالضم :الجماع ،والثاني يحتمل الضم
والكسر أيضا ،والضم أظهر ،قال الجزري :فيه صلة الجماعة تفضل صلة
الواحد ببضع وعشرين درجة ،البضع في العدد بالكسر ،وقد يفتح :ما بين
الثلث إلى التسع ،وقيل :ما بين الواحد إلى العشرة ،وقال الجوهري :تقول
بضع سنين ،وبضعة عشر رجل ،فإذا جاوزت لفظ العشر ل تقول :بضع
وعشرون ،وهذا يخالف ما جاء في الحديث انتهى ،وترك العاطف هنا
يضعف أيضا الحمل على الكسر - 15 .سن :أبي ،عن محمد بن سنان ،عن
منصور الصيقل ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :إن ال تبارك وتعالى أهدى إلى رسوله هريسة من هرائس الجنة،
غرست في رياض الجنة ،وفركها الحور العين فأكلها رسول ال صلى ال
عليه واله فزاد في قوته بضع أربعين رجل ،وذلك شئ أراد ال أن يسر به
نبيه صلى ال عليه واله ) - 16 .(3كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى،
عن محمد بن سنان مثله ،ثم قال :وفي حديث آخر رفعه إلى أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله شكى إلى ربه جل و
عز وجع الظهر ،فأمره بأكل الحب باللحم ،يعني الهريسة ) .(4بيان:
الفرك :الدلك - 17 .يج :من معجزاته صلى ال عليه واله أن الخبار
تواترت واعترف بها الكافر والمؤمن
) (1بصائر الدرجات ،125 :والحديث فيه مثل ذيل حديث أبى عتاب ال أن فيه:
لتقيمن 2) .و (3المحاسن (4) .404 :فروع الكافي .170 :2
] [ 175
بخاتم النبوة الذي بين كتفيه على شعرات متراكمة ،تقدمت بها النبياء قبل مولده
بالزمن الطويل ،فوافق ذلك ما أخبروا به عنه في صفته صلى ال عليه
واله ) - 18 .(1يج :روي أن النبي صلى ال عليه واله قال :أتموا
الركوع ،والسجود ،فوال إني لراكم من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم )
- 19 .(2قب :كان النبي صلى ال عليه واله قبل المبعث موصوفا بعشرين
خصلة من خصال النبياء لو انفرد واحد بأحدها لدل على جلله ،فكيف من
اجتمعت فيه ،كان نبيا أمينا ،صادقا حاذقا ،أصيل نبيل ،مكينا ،فصيحا،
نصيحا ،عاقل فاضل ،عابدا زاهدا ،سخيا مكيا ) ،(3قانعا متواضعا ،حليما
رحيما ،غيورا صبورا ،موافقا مرافقا ،لم يخالط منجما ول كاهنا ول عيافا
) ،(4ولما قالت قريش :إنه ساحر علمنا أنه قد أراهم ما لم يقدروا على
مثله ،وقالوا :هذا مجنون ،لما هجم منه على شئ لم يفكر في عاقبته منهم،
وقالوا :هو كاهن ،لنه أنبأ بالغائبات ،وقالوا :معلم ،لنه قد أنبأهم بما
يكتمونه من أسرارهم ،فثبت صدقه من حيث قصدوا تكذيبه ،وكان فيه
خصال الضعفاء ،ومن كان فيه بعضها ل ينظم أمره :كان يتيما فقيرا،
ضعيفا وحيدا غريبا ،بل حصار ول شكوة ،كثير العداء ،ومع جميع ذلك
تعالى مكانه ،وارتفع شأنه ،فدل على نبوته صلى ال عليه واله ،وكان
الجلف ) (5البدوي يرى وجهه الكريم فيقول :وال ما هذا وجه كذاب،
وكان صلى ال عليه واله ثابتا في الشدائد وهو مطلوب ،وصابرا على
البأساء والضراء وهو مكروب محروب ) ،(6وكان زهدا في الدنيا ،راغبا
في الخرة ،فثبت له الملك ،وكان يشهد كل عضو منه على معجزة:
) 1و (2لم نجد الخبرين في الخرائج ،وقد أومأنا سابقا أن نسخة خرائج المصنف
كانت تتفاوت مع المطبوع ،وتوجد فعل نسخة منه في مكتبة سلطان
العلماء تخالف المطبوع ايضا (3) .استظهر المصنف في الهامش أنه
مصحف كميا ،والكمى :الشجاع ،أو لبس السلح لنه يكمى نفسه أي
يسترها بالدرع والبيضة (4) .العياف :المتكهن .الذى يعمل العيافة أي
زجر الطير (5) .الجلف :الغليظ الجافي (6) .المحروب :الذى سلب ماله
وترك بل شئ.
] [ 176
نوره :كان إذا مشى ) (1في ليلة ظلماء بداله نور كأنه قمر ،قالت عائشة :فقدت
إبرة ليلة فما كان في منزلي سراج ،فدخل النبي صلى ال عليه واله
فوجدت البرة بنور وجهه .حمزة بن عمر السلمي قال :نفرنا مع النبي
صلى ال عليه واله في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه عرفه ) .(2جابر بن
عبد ال :إنه كان ل يمر في طريق فيمر فيه إنسان بعد يومين إل عرف أنه
عبر فيه .مسلم :كان النبي صلى ال عليه واله يقيل عند ام سلمة فكانت
تجمع عرقه وتجعله في الطيب .عبد الجبار بن وائل ،عن أبيه قال :أتى
رسول ال صلى ال عليه واله بدلو من ماء فشرب ثم توضأ فتمضمض،
ثم مج ) (3مجة في الدلو فصار مسكا أو أطيب من المسك .ظله :لم يقع
ظله على الرض ،لن الظل من الظلمة ،وكان إذا وقف في الشمس والقمر
والمصباح نوره يغلب أنوارها .قامته :كلما مشى مع أحد كان أطول منه
برأس ،وإن كان طويل .رأسه :كان يظله سحابة من الشمس ،وتسير
لمسيره ،وتركد لركوده ،ول يطير الطير فوقه .عينيه ) :(4كان يبصر من
ورائه كما يبصر من أمامه ،ويرى من خلفه كما يرى من قدامه .أنفه :لم
يشم به منذ خلقه ال تعالى رائحة كريهة .فمه :كان يمج في الكوز والبئر
فيجدون له رائحة أطيب من المسك.
) (1في المصدر :كان إذا يمشى (2) .العرف بالضم :ما ارتفع من رمل أو مكان
ونحو ذلك ،وسيحتمل إيضا أن يكون ذلك مصحف عرفة .وضبطه في
نسخة المصنف بالفتح ،ولم نعرف له معنى يناسب المقام (3) .أي رمى
به (4) .في المصدر :عينه.
] [ 177
لسانه :كان ينطق بلغات كثيرة .محاسنه :كانت فيه سبع عشرة طاقة نور يتللؤ في
عوارضه .اذنيه ) :(1كان يسمع في منامه كما يسمع في انتباهه ،ويسمع
كلم جبرئيل عند الناس ول يسمعونه .ربيع البرار :إنه دخل أبو سفيان
على النبي صلى ال عليه واله وهو يقاد فأحس بتكاثر الناس ،فقال في
نفسه :واللت والعزى يا ابن أبي كبشه لملنها عليك خيل ورجل ،وإني
لرجو أن أرقي هذه العواد ،فقال النبي صلى ال عليه واله :أو يكفينا ال
شرك يا أبا سفيان .صدره :لم يكن على وجه الرض أعلم منه .ظهره :كان
بين كتفيه خاتم النبوة ،كلما أبداه غطى نوره نور الشمس ،مكتوب عليه :ل
إله إل ال وحده ل شريك له ،توجه حيث شئت فأنت منصور .في حديث
جابر بن سمرة :رأيت خاتمه غضروف كتفيه مثل بيض الحمامة .وسئل
الخدري عنه فقال :بضعة ) (2ناشزة .أبو زيد النصاري :شعر مجتمع
على كتفيه .السائب بن يزيد :مثل زر الحجلة ،ولما شك في موت رسول
ال صلى ال عليه واله وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه ،فقالت:
قد توفي رسول ال صلى ال عليه واله قد رفع الخاتم .بطنه :كان يشد
عليه الحجر من الغرث ،فيشبع قلبه ،كان تنام عيناه ول ينام قلبه .يداه :فار
الماء من بين أصابعه ،وسبح الحصى في كفه .ركبه :ولد مسرورا )(3
مختونا ،وما احتلم قط ،لن ذلك من الشيطان ،وكان له شهوة أربعين نبيا.
جلوسه :عائشة .قلت :يا رسول ال إنك تدخل الخلء ،فإذا خرجت دخلت
على
) (1في المصدر :اذنه (2) .البضعة بالكسر والفتح :القطعة من اللحم .الناشزة:
المرتفعة (3) .أي مقطوع السرة ،والسرة :التجويف الصغير المعهود في
وسط البطن.
] [ 178
أثرك فما أرى شيئا إل أني أجد رائحة المسك ،فقال :إنا معاشر النبياء تنبت
أجسادنا على أرواح الجنة ،فما يخرج منه شئ إل ابتلعته الرض .وتبعه
رجل علم مراده فقال صلى ال عليه واله :إنا معاشر النبياء ل يكون منا
ما يكون من البشر .ام أيمن :أصبح رسول ال صلى ال عليه واله فقال :يا
ام أيمن قومي فاهرقي ما في الفخارة ،يعنى البول ،قلت :وال شربت ما
فيها وكنت عطشى ،قالت :فضحك حتى بدت نواجده ،ثم قال :أما إنك ل
تنجع بطنك أبدا ) .(1ومنه حديث دم الفصد .فخذه :كل دابة ركبها النبي
صلى ال عليه واله بقيت على سنها ل تهرم قط .رجليه ) :(2أرسلهما في
بئر ماؤه أجاج فعذب .قوته :كان ل يقاومه أحد .إسحاق بن بشار :إن
ركانة بن عبد بن زيد بن هاشم كان من أشد قريش فخل ) ،(3فقال له
النبي صلى ال عليه واله في وادي أصم :يا ركانة أل تتقي ال وتقبل ما
أدعوك إليه ؟ قال :إني لو أعلم أنه حق لتبعتك ،فقال النبي صلى ال عليه
واله :أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول :حق ؟ قال :نعم ،قال :قم حتى
اصارعك ،قال :فقام إليه ركانة فصارعه ،فلما بطش به رسول ال صلى
ال عليه واله أضجعه ،قال :فعد ،فعاد فصرعه ،فقال :إن ذا لعجب يا قوم،
إن صاحبكم أسحر أهل الرض .حرمته :كان القمر يحرك مهده في حال
صباه ،وكان ل يمر على شجرة إل سلمت عليه ،ولم يجلس عليه الذباب،
ولم تدن منه هامة ول سامة .مشيه :كان إذا مشى على الرض السهلة ل
يبين لقدميه أثر ،وإذا مشى على الصلبة بان أثرهما.
) (1هكذا في المصدر أيضا ،وقال المصنف :النجيع :دم البطن ،ونحتمل قريبا أنه
مصحف يوجع أو ييجع (2) .في المصدر :رجلء (3) .في المصدر:
فحل ،ولعله أصوب.
] [ 179
هيبته :كان عظيما مهيبا في النفوس حتى ارتاعت رسل كسرى ،مع أنه كان
بالتواضع موصوفا ،وكان محبوبا في القلوب حتى ل يقليه ) (1مصاحب،
ول يتباعد عنه مقارب ،قال السدي في قوله " :سنلقي في قلوب الذين
كفروا الرعب ) :" (2لما ارتحل أبو سفيان و المشركون يوم احد
متوجهين إلى مكة قالوا :ما صنعنا قتلناهم حتى لم يبق منهم إل الشريد )
(3تركناهم ،إذ هموا وقالوا :ارجعوا فاستأصلوهم ،فلما عزموا على ذلك
ألقى ال في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا .وروي أن الكفار دخلوا
مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون له الكرة عليهم ،وقال صلى ال عليه
وآله :نصرت بالرعب مسيرة شهر .قوله تعالى " :وكف أيدي الناس عنكم
) " (4وذلك أن النبي صلى ال عليه واله لما قصد خيبر وحاصر أهلها
همت قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا ) (5على أهل المدينة ،فكف ال
عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم .قوله تعالى " :هو الذي أيدك بنصره )(6
" وقال صلى ال عليه واله :لم نخل في ظفر ) (7إما في ابتداء المر وإنما
في انتهائه ،وكان جميل بن معمر الفهري حفيظا لما يسمع ،ويقول :إن في
جوفي لقلبين أعقل بكل ) (8واحد منهما أفضل من عقل محمد ،فكانت
قريش تسميه ذا القلبين ،فتلقاه أبو سفيان يوم بدر وهو آخذ بيده إحدى
نعليه ،والخرى في رجله ،فقال له :يابا معمر ما الخبر ؟ قال :انهزموا،
قال :فما حال نعليك ؟ قال :ما شعرت إل أنها في رجلي لهيبة محمد ،فنزل:
" ما جعل ال لرجل من قلبين في جوفه )." (9
) (1أي ل يبغضه (2) .آل عمران (3) .151 :الشريد :الطريد (4) .الفتح(5) .20 :
أغار عليهم :هجم وأوقع بهم (6) .النفال (7) .62 :من ظفر ظ (8) .في
المصدر :لكل واحد (9) .الحزاب.4 :
] [ 180
أمير المؤمنين عليه السلم :وينصر ال من لقاه إن له * نصرا يمثل بالكفار إذ
عندوا ) (1بيان :النبل :بالضم :الذكاء والنجابة ،والمكانة :المنزلة،
والعرف بالفتح :الريح الطيبة ،وقال الجزري في صفة خاتم النبوة :إنه
مثل زر الحجلة ،الزر واحد الزرار التي تشد بها الكلل والستور ،على ما
يكون في حجلة العروس ،وقيل :إنما هو بتقديم الراء على الزاي ،ويريد
بالحجلة القبجة ) ،(2مأخوذا من أرزت الجرادة :إذا كبست ذنبها في
الرض فباضت ،ويشهد له ما رواه الترمذي في كتابه بإسناده عن جابر
بن سمرة قال :كان خاتم رسول ال صلى ال عليه واله الذي بين كتفيه
غدة حمراء مثل بيضة الحمامة انتهى .والغرث :الجوع ،قوله :على أرواح
الجنة ،في بعض النسخ بالمهملتين ،أي الرواح التي تدخل الجنة ،أو هي
جمع الريح ،أي أجسادنا طيبة كطيب ريح أهل الجنة ،وفي بعض النسخ
بالمعجمتين أي الحور ،وقال الفيروزآبادي :النجيع :دم البطن - 20 .قب:
الترمذي في الشمائل والطبري في التاريخ والزمخشري في الفائق والفتال
في الروضة :رووا صفة النبي صلى ال عليه واله بروايات كثيرة منها
عن أمير المؤمنين عليه السلم وابن عباس وأبي هريرة وجابر بن سمرة
وهند بن أبي هالة أنه كان صلى ال عليه واله فخما مفخما ،في العيون
معظما ،وفي القلوب مكرما ،يتللؤ وجهه تلل القمر ليلة البدر ،أزهر
منور اللون ،مشربا بحمرة ،لم تزر به مقلة ،لم تعبه ثجلة ،أغر أبلج أحور
أدعج أكحل أزج ،عظيم الهامة ،رشيق القامة ،مقصدا واسع الجبين ،أقنى
العرنين ،أشكل العينين ،مقرون الحاجبين ،سهل الخدين صلتهما ،طويل
الزندين ،شبح الذراعين ،عظيم مشاشة المنكبين ،طويل ما بين المنكبين،
شثن الكفين ،ضخم القدمين ،عاري الثديين ،خمصان الخمصين ،مخطوط
المتيتين ) ،(3أهدب الشفار ،كث اللحية ،ذا وفرة ،وافر السبلة ،أخضر
الشمط،
) (1مناقب آل أبى طالب 86 - 84 :1ط ايران و 110 - 107ط النجف وفيه :ما
عندوا (2) .القبجة :طائرة تشبه الحجل ،يقال لها بالفارسية :كبك(3) .
في المصدر :المتينين .ولعله مصحف المتنين.
] [ 181
ضليع الفم ) (1أشم أشنب ) (2مفلج السنان ،سبط الشعر ،دقيق المسربة ،معتدل
الخلق ،مفاض البطن ،عريض الصدر ،كأن عنقه جيد دمية في صفاء
الفضة ،سائل الطراف ،منهوس ) (3العقب قصير الحنك ،داني الجبهة،
ضرب اللحم بين الرجلين ،كان في خاصرته انفتاق ،فعم الوصال ،لم يكن
بالطويل البائن ،ول بالقصير الشائن ،ول بالطويل الممغط ،ول بالقصير
المتردد ،ول بالجعد القطط ،ول بالسبط ول بالمطهم ول بالمكلثم ول
بالبيض المهق ،ضخم الكراديس ،جليل المشاش ) ،(4كنوز المنخر )،(5
لم يكن في بطنه ول في صدره شعر إل موصل ما بين اللبة إلى السرة
كالخط ،جليل الكتد ،أجرد ذا مسربة ،وكان أكثر شيبه في فودي رأسه
وكأن كفه كف عطار مسها بطيب ،رحب الراحة ،سبط القصب ،وكان إذا
رضي وسر فكأن وجهه المرآة ،وكان فيه شئ من صور ،يخطو تكفؤا،
ويمشي الهوينا ،يبدؤ القوم إذا سارع إلى خير ،وإذا مشى تقلع كأنما
ينحدر في صبب ،إذا تبسم يتبسم عن مثل المنحدر عن بطون الغمام ،وإذا
افتر افتر عن سنا البرق إذا تلل ،لطيف الخلق ،عظيم الخلق ،لين الجانب
إذا طلع بوجهه على الناس رأوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد .كأن
عرقه في وجهه اللؤلؤ ،وريح عرقه أطيب من ريح المسك الذفر ،بين
كتفيه خاتم النبوة .أبو هريرة :كان يقبل جميعا ويدبر جميعا .جابر بن
سمرة :كانت في ساقه ) (6حموشة .أبو حجيفة (7) :كان قد سمط
عارضاه وعنفقته بيضاء.
) (1رجل ضليع الفم أي عظيمه .وتقدم شرح بعض اللغات المشكلة في الخبر
السابق (2) .في المصدر :أغنب ،أقول :في القاموس :الغنب كصرد:
دارات أوساط أشداق الغلمان الملح (3) .منهوش خ ل (4) .المشاش
جمع المشاشة :النفس أو الطبيعة ورأس العظم اللين (5) .في المصدر:
أنور المتجرد .وتقدم معناه (6) .في المصدر :في ساقيه (7) .في
المصدر :أبو جحيفة بتقديم المعجمة وهو الصحيح ،اسم وهب بن عبد
ال السوائى .يقال له :وهب الخير ،صحابي معروف ،وصحب امير
المؤمنين عليا عليه السلم ،مات سنة .74
] [ 182
ام هاني :رأيت رسول ال صلى ال عليه واله ذا ضفائر أربع ،والصحيح أنه كان له
ذؤابتين ،و ومبدأها من هاشم .أنس :ما عددت في رأس رسول ال صلى
ال عليه واله ولحيته إل أربع عشرة شعرة بيضاء ،ويقال سبع عشرة .ابن
عمر :إنما كان شيبه نحوا من عشرين شعرة بيضاء .البراء بن عازب:
كان يضرب شعره كتفيه .أنس :له لمة إلى شحمة اذنيه .عائشة :كان
شعره فوق الوفرة ودون الجمة ) .(1بيان :قال الجزري :في صفته صلى
ال عليه واله كان أزهر اللون ،الزهر :البيض المستنير ،والزهرة
والزهرة :البياض النير ،وهو أحسن اللوان انتهى .ويقال :زرى عليه ،أي
عابه ،وزرى به ،أي تهاون ،والمقلة بالضم :الحدقة ،وفي رواياتهم
بالصاد المهملة والقاف ،قال الجزري :في حديث ام معبد ولم تزر به
صقلة ،أي دقة ونحول ،يقال :صقلت الناقة :إذا أضمرتها ،وقيل :أرادت
أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا ،ول ناحل جدا ،ويروى بالسين على
البدال من الصاد ،ويروى صعلة ،وهي صغر الرأس ،وهي أيضا الدقة
والنحول في البدن ،وقال في قوله :لم تعبه ثجلة .أي ضخم بطن ،ويروى
بالنون والحاء ،أي نحول ودقة ،وقال الجوهري :الثجلة بالضم :عظم
البطن ،وسعته ،قوله :أغر ،أي أبيض صافي اللون ،قوله :أبلج ،أي
مشرق الوجه مسفرة ،ذكره الجزري ،وقال الفيروزآبادي :الحور
بالتحريك :أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها ،وتستدير حدقتها،
وترق جفونها ،ويبيض ما حواليها ،أو شدة بياضها ،وسوادها في شدة
بياض الجسد .وقال :الكحل محركة :أن يعلوا منابت الشفار سواد خلقة،
أو أن يسود مواضع الكحل كحل ،كفرح ،فهو أكحل ،والكحلء :الشديدة
سواد العين ،أو التي كأنها مكحولة ،وإن لم تكحل ،وقال :رجل رشق:
حسن القد لطيفه ،وقال الجزري :في صفته صلى ال عليه واله
) (1مناقب آل أبي طالب 107 :1و 108ط ايران و 135و 136ط النجف.
] [ 183
كان أبيض مقصدا ،هو الذي ليس بطويل ول قصير ول جسيم ،كأن خلقه نحى )(1
القصد من المور ،والمعتدل الذي ل يميل إلى طرفي الفراط والتفريط،
وقال في قوله :أشكل العينين :أي في بياضها شئ من حمرة ،وهو محمود
محبوب ،يقال :ماء أشكل :إذا خالطه الدم ،وقال :في صفته صلى ال عليه
واله كان صلت الجبين ،أي واسعه ،وقيل :الصلت :الملس ،وقيل :البارز،
وفي حديث آخر .كان سهل الخدين صلتهما ،وقال في صفته صلى ال عليه
واله :أنه كان مشبوح الذارعين ،أي طويلهما ،وقيل :عريضهما ،وفي
رواية :كان شبح الذراعين ،والشبح :مدك الشئ بين أوتاد كالجلد والحبل،
وقال الجوهري :رجل مشبوح الذراعين :عريضهما ،وكذلك شبح الذراعين
بالتسكين ،وقال الجزري :في صفته صلى ال عليه واله جليل المشاش،
أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين ،وقال الجوهري:
هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها ،قوله :مخطوط المتيتين ،لم
أجد له معنى ،ولعله إما تصحيف الليتين من ليت العنق :صفحته ،أو
المتنين من متني الظهر ،وقال الجزري :في صفته صلى ال عليه واله كان
أهدب الشفار ،وفي رواية :هدب الشفار ،أي طويل شعر الجفان ،وقال:
فيه إنه كان وافر السبلة ،السبلة بالتحريك :الشارب ،والجمع السبال ،قاله
الجوهري :وقال الهروي :هي الشعرات التي تحت اللحى السفل ،والسبلة
عند العرب :مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر ،وقال في صفته صلى
ال عليه واله :كان أخضر الشمط ،أي كانت الشعرات التي شابت منه قد
اخضرت بالطيب والدهن المروح انتهى ،أقول :الظهر أن الخضرة كانت
للخضاب ،وإنما حمل على ذلك لنكار أكثرهم اختضابه صلى ال عليه
وآله ،وقال في قوله :مفاض البطن :أي مستوي البطن مع الصدر ،وقيل:
المفاض ما يكون فيه امتلء من فيض الناء ،ويريد به أسفل بطنه ،وقال
في صفته صلى ال عليه واله :منهوس الكعبين ،أي لحمهما قليل،
والنهس :أخذ اللحم بأطراف السنان ،والنهش :الخذ بجميعها ،و يروى
منهوس القدمين ،وبالشين أيضا ،وقال في صفة موسى عليه السلم :أنه
ضرب من الرجال ،هو الخفيف اللحم ،الممشوق المستدق ،وقال
الجوهري :الضرب :الرجل الخفيف اللحم ،وقال الجزري في صفته صلى
ال عليه واله :كان في خاصرتيه انفتاق ،أي اتساع ،وهو محمود في
] [ 184
الرجال ،مذموم في النساء ،وقال :في صفته صلى ال عليه واله كان فعم الوصال،
أي ممتلئ العضاء ،يقال :فعمت الناء وأفعمته :إذا بالغت في ملئه ،وقال
في الباين :أي المفرط طول الذي بعد عن قد الرجال الطوال ،وقال:
المطهم :المنتفخ الوجه ،وقيل :الفاحش السمن ،و قيل :النحيف الجسم،
وهو من الضداد ،وقال :المكلثم من الوجوه :القصير الحنك ،الداني
الجبهة ،المستدير مع خفة اللحم ،أراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن
مستديرا ،وقال :المهق :الكريه البياض كلون الجص :يريد أنه كان نير
البياض ،وقال :الكتد بفتح التاء وكسرها :مجتمع الكتفين ،وهو الكاهل،
وقال :الجرد :الذي ليس على بدنه شعر ،ولم يكن كذلك ،وإنما أراد به أن
الشعر كان في أماكن من بدنه ،كالمسربة ،والساعدين والساقين ،فإن ضد
الجرد الشعر ،وهو الذي على جميع بدنه شعر ،وقال في فودي رأسه :أي
ناحيته ،كل واحد منهما فود ،وقيل :الفود :معظم شعر الرأس ،وقال:
الهوينا تصغير الهونى ،تأنيث الهون ،والغرض اللين ،والتثبت ،قوله:
كان يقبل جميعا ،قد عرفت ما قيل فيه ،وقد سمعت بعض مشائخي يقول:
إنه كناية عن ضخامة جسمه ،ورصافة بدنه صلى ال عليه واله ،أي كان
ل يمكنه تحريك الرأس إل بتحريك البدن ،وهو من علمات الشجاعة كما
هو المشاهد في المعروفين بها ،والحموشة :الدقة ،وقال الجزري :فيه أنه
كان في عنفقته شعرات بيض ،العنفقة :الشعر الذي في الشفة السفلى،
وقيل :الشعر الذي بينها وبين الذقن انتهى ،والضفائر :الذوائب المنسوجة،
وقال الجزري :فيه ما رأيت ذا لمة أحسن من رسول ال صلى ال عليه
واله ،اللمة :من شعر الرأس دون الجمة ،وسميت بذلك لنها ألمت
بالمنكبين ،فإذا زادت فهي الجمة :فقال :الجمة من شعر الرأس :ما سقط
على المنكبين ) - 21 .(1شى :في رواية صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال
عليه السلم وعن سعد السكاف عن أبي جعفر عليه السلم :جاء أعرابي
أحد بني عامر فسأل عن النبي صلى ال عليه واله فلم يجده ،قالوا :هو
يفرج ) ،(2فطلبه فلم يجده ،قالوا :هو بمنى ،قال :فطلبه فلم يجده ،فقالوا:
هو
) (1تقدم شرح سائر اللغات الغريبة في الحاديث السابقة (2) .هكذا في نسخة
المصنف ،وفي المطبوع :بقزح وهو الصحيح ،قال ياقوت :قزح بضم =
] [ 185
بعرفه ،فطلبه فلم يجده ،قالوا :هو بالمشاعر ،قالوا (1) :فوجده في الموقف ،قال:
حلوا لي النبي صلى ال عليه واله ،فقال الناس :يا أعرابي ما أنكرك ،إذا
وجدت النبي صلى ال عليه واله وسط القوم وجدته مفخما ،قال :بل حلوه
لي حتى ل أسأل عنه أحدا ،قالوا :فإن نبي ال أطول من الربعة ،وأقصر
من الطويل الفاحش ،كأن لونه فضة وذهب ،أرجل الناس جمة ،وأوسع
الناس جبهة ،بين عينيه غرة ،أقنى النف ،واسع الجبين ،كث اللحية،
مفلج السنان ،على شفته السفلى خال ،كأن رقبته إبريق فضة ،بعيد ما
بين مشاشة المكنبين ،كأن بطنه وصدره سبل ) (2سبط البنان ،عظيم
البراثن ،إذا مشى مشى متكفئا وإذا التفت التفت بأجمعه ،كأن يده من لينها
متن أرنب ،إذا قام مع إنسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه ،وإذا جلس لم
يحل حبوته ) (3حتى يقوم جليسه ،فجاء العرابي فلما نظر إلى النبي
صلى ال عليه واله عرفه ،قال بمحجنه ) (4على رأس ناقة رسول ال
صلى ال عليه واله عند ذنب ناقته فأقبل الناس تقول :ما أجرأك يا أعرابي
؟ قال النبي صلى ال عليه واله :دعوه فإنه أرب ) ،(5ثم قال :ما حاجتك ؟
قال :جاءتنا رسلك تقيموا الصلة ،وتؤتوا الزكاة ،وتحجوا البيت،
وتغتسلوا من الجنابة ،وبعثني قومي إليك رائدا ،أبغي ) (6أن أستحلفك
وأخشى أن تغضب ،قال :ل أغضب ،إني أنا الذي سماني ال في التوراة
والنجيل محمد رسول ال ،المجتبى المصطفى ،ليس
= أوله وفتح ثانيه ،وحاء مهملة :القرن الذي يقف المام عنده بالمزدلفة عن يمين
المام ،وهو الميقدة وهو الموضع الذي كانت توقد فيه النيران في
الجاهلية ،وهو موقف قريش في الجاهلية ،إذ كانت ل تقف بعرفة انتهى،
وفي المجمع :قزح كصرد :اسم جبل بالمزدلفة ،قال الشيخ )أي
الطوسى( :هو جبل هناك يستحب الصعود عليه (1) .قال خ ل (2) .سواء
خ ل (3) .الحبوة بالفتح والضم :ما يحتبى به أي يشتمل به من ثوب أو
عمامة (4) .لعل المعنى :مال أو أشار بمحجنه .والمحجن .العصا
المنعطفة الرأس ،أو كل معطوف الرأس على الطلق (5) .أديب خ ل) .
(6أي أطلب.
] [ 186
بفحاش ول سخاب في السواق ،ول يتبع السيئة السيئة ،ولكن يتبع السيئة
الحسنة ،فسلني عما شئت ،وأنا الذي سماني ال في القرآن " :ولو كنت
فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك " فسل عما شئت ،قال :إن ال الذي
رفع السماوات بغير عمد هو أرسلك ؟ قال :نعم هو أرسلني ،قال :بال
الذي قامت السماوات بأمره هو الذي أنزل عليك الكتاب ،وأرسلك بالصلة
المفروضة ،والزكاة المعقولة ؟ قال :نعم ،قال :وهو أمرك بالغتسال من
الجنابة وبالحدود كلها ؟ قال :نعم ،قال :فإنا آمنا بال ورسله وكتابه واليوم
الخر والبعث والميزان والموقف والحلل والحرام صغيره وكبيره ،قال:
فاستغفر له النبي صلى ال عليه واله ودعا ) .(1توضيح :قال الجزري:
في صفته صلى ال عليه واله أطول من المربوع ،هو بين الطويل
والقصير ،يقال :رجل ربعة ومربوع ،وقال الفيروزآبادي :البرثن كقنفذ:
الكف مع الصابع ،ومخلب السد ،أو هو للسبع كالصبع للنسان .وقال
الكازروني :في رواية ،عن علي عليه السلم يصفه صلى ال عليه واله
لعرابي :إذا نظرت إلى رسول ال صلى ال عليه واله عرفته ليس
بالطويل المتثنى ،ول القصير الفاحش ،أبيض مشرب حمرة ،ربعة ،أحسن
الناس ،شعره إلى شحمة اذنه ،عريض الجبهة ،ضخم العينين ،أقرن
الحاجبين مفلج الثنايا ،أسيل الخد ،كث اللحية ،على شفته السفلى خال،
كأن عنقه إبريق فضة ،بعيد ما بين المنكبين ،صخم البراثن .كذا جاء في
الرواية ،وقال بعض علمائنا :وأظن الصواب :ضخم الكراديس ليس على
ظهره ول بطنه إل شعر كقضيب الفضة يجري ،شثن الكفين ،كأن كفه من
لينها متن أرنب ،إذا مشى مشى متقلعا ،كأنه يهبط من صبب ،وإذا التفت
التفت بأجمعه ،وإذا صوفح لم ينزع يده حتى ينزع الخر ،وإذا احتبى إليه
رجل لم يحل حبوته حتى يكون الرجل هو الذي يحل حبوته ،وإذا ضحك
تبسم ،يجزي بالحسنة الحسنة ،وبالسيئة الحسنة ،ليس بسخاب في
السواق .ثم قال :المتثنى :الذاهب طول ،يستعمل في طول ل عرض له ،ل
يستمسك طوله من غير عرض كأنه ينحني ،قوله :إذا احتبى إليه رجل،
من عادة العرب إذا جلس
] [ 187
أحدهم متمكنا أن يحتبي بثوبه ،فإذا أراد أن يقوم حل حبوته ،يعني إذا جلس إليه
رجل لم يقم من عنده حتى يكون الرجل هو الذي يبدء بالقيام انتهى ).(1
وقال الجزري :فيه أن رجل اعترض النبي صلى ال عليه واله يسأله،
فصاح به الناس فقال :دعوا الرجل أرب ماله ،في هذه اللفظة ثلث
روايات :أحدها أرب بوزن علم ،ومعناها الدعاء عليه ،أي اصيبت آرابه )
(2وسقطت ،وهي كلمة ل يراد بها وقوع المر ،كما يقال :تربت يداك
وقاتلك ال ،وإنما ذكر في معنى التعجب ،وفي هذا الدعاء من رسول ال
صلى ال عليه واله قولن :أحدهما تعجبه من حرص المسائل ومزاحمته،
والثاني لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه )،(3
وقيل :معناه احتاج فسأل ،من أرب الرجل :إذا احتاج ،ثم قال :ماله ،أي أي
شئ به وما يريد ،والرواية الثانية :أرب ماله بوزن جمل ) ،(4أي حاجة
له ،وما زائدة للتقليل ،أي له حاجة يسيرة ،وقيل :معناه حاجة جاءت به،
فحذف ،ثم سأل فقال :ماله ،والرواية الثالثة :أرب بوزن كتف ،والرب:
الحاذق الكامل ،أي هو أرب ،فحذف المبتدآء ،ثم سأل فقال :ماله ؟ أي ما
شأنه ،ومثله الحديث الخر :أنه جاءه رجل فقال :دلني على عمل يدخلني
الجنة ،فقال :أرب ما له ؟ أي أنه ذو خبرة وعلم انتهى .اقول :كان في
المنقول منه دعوه فإنه أديب بالدال المهملة والياء المثناة ،ثم الموحدة،
وكان يحتمل الراء أيضا ،وقد عرفت مما نقلنا تصحيحه وتوجيهه- 22 .
كا :العدة ،عن سهل ،عن محمد بن حسن بن شمون ،عن علي بن محمد
النوفلي ،عن أبي الحسن عليه السلم قال ذكرت الصوت عنده ،فقال :إن
علي بن الحسين عليه السلم كان يقرء ) (5فربما يمر ) (6به المار فصعق
من حسن صوته ،وإن المام لو أظهر من ذلك
) (1المنتقى في مولود المصطفى :الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى ال عليه
وآله (2) .آراب جمع الرب :العضو (3) .وذلك يصح عند من يرى جواز
غلبة طبع البشرية عليه كالجزري وأمثاله وأما المامية فهم ل يجوزون
ذلك (4) .في النهاية :بوزن حمل (5) .يقرء القرآن خ ل (6) .مر خ ل
وهو الموجود في المصدر(*) .
] [ 188
شيئا لما احتمله الناس من حسنه ،قلت :ولم يكن رسول ال صلى ال عليه واله
يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟ فقال :إن رسول ال صلى ال عليه
واله كان يحمل الناس من خلفه ) (1ما يطيقون ) - 23 .(2كا :عدة من
أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن سيف ،عن عمرو بن شمر،
عن جابر قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :صف لي نبي ال صلى ال
عليه واله ،قال :كان نبي ال أبيض مشرب حمرة ،أدعج العينين ،مقرون
الحاجبين ،شثن الطراف ،كأن الذهب أفرغ على براثنه ،عظيم مشاشة
المنكبين ،إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله ،سربته ) (3سائلة من
لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة ،وكأن عنقه إلى كاهله إبريق
فضة ،يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء ،وإذا مشى تكفأ كأنه ينزل في
صبب ،لم ير مثل نبي ال صلى ال عليه وآله قبله ول بعده صلى ال عليه
واله ) .(4بيان :قوله عليه السلم :كأن الذهب افرغ على براثنه ،لعل
المراد وصف صلبة كفه صلى ال عليه واله وشدة قبضه مع عدم يبس
ينافي سهولة القبض ،فإن الذهب لها جهة صلبة ولين ،ويحتمل أن يكون
التشبيه في الحمرة أو في النور ،وفي إعلم الورى :على تراقيه ،وقد مر
مثله .قوله عليه السلم :من شدة استرساله ،السترسال .الستيناس
والطمأنينة إلى النسان ،والثقة به فيما يحدثه ذكره الجزرى ،وهذا يدل
على أن التفاته صلى ال عليه واله جميعا إنما كان لعدم نخوته ،وشدة
لطفه ،وحسن خلقه ،ل كما ظنه الكثر أنه إنما كان يفعل ذلك لمتانته
ووقاره كما مر ،والسربة بالضم :الشعر وسط الصدر إلى البطن .وقوله
عليه السلم :كأنها وسط الفضة ،تشبيه بليغ ،حيث شبه هذا الخيط من
الشعر في وسط البطن بما يتخيل النسان من خط أسود في وسط الفضة
المصقولة إذا كانت فيها حدبة فل تغفل.
) (1من خلقه خ ل (2) .الصول (3) .615 :2سرته خ ل .أقول :هو مصحف(4) .
الصول .443 :1
] [ 189
- 24كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن حماد ،عن أيوب بن هارون،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت له :أكان رسول ال صلى ال عليه
واله يفرق شعره ؟ قال :ل ،لن رسول ال صلى ال عليه واله ) (1كان إذا
طال شعره كان إلى شحمة اذنه ) - 25 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن محمد
بن عيسى ،عن عمرو بن إبراهيم ،عن خلف ابن حماد ،عن عمرو بن
ثابت ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قلت :إنهم يروون أن الفرق من
السنة ،قال :من السنة ،قلت :يزعمون أن النبي صلى ال عليه واله فرق،
قال :ما فرق النبي صلى ال عليه واله ول كانت النبياء تمسك الشعر ).(3
- 26كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن أبي
نصر ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير قال :قلت لبي عبد ال عليه
السلم :الفرق من السنة ؟ قال :ل ،قلت :فهل فرق رسول ال صلى ال
عليه واله ؟ قال :نعم ،قلت :كيف فرق رسول ال صلى ال عليه واله
وليس من السنة ؟ قال :من أصابه ما أصاب رسول ال صلى ال عليه واله
يفرق كما فرق رسول ال صلى ال عليه واله وإل فل ) ،(4قلت :كيف ؟
قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله لما صد ) (5عن البيت وقد كان
ساق الهدي وأحرم ) (6أراه ال " الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن
شاء ال آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ل تخافون " فعلم رسول ال
صلى ال عليه واله أن ال سيفي له بما أراه ،فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي
كان على رأسه حين أحرم ،انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده ال
عزوجل ،فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر ،ول كان ذلك من قبله صلى ال
عليه واله ) - 27 .(7كا :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحسين بن سعيد ،عن محمد بن
) (1في المصدر :ان رسول ال صلى ال عليه وآله 2) .و (3فروع الكافي :2
(4) .215في المصدر :كما فرق رسول ال صلى ال عليه فقد أصاب
سنة رسول ال صلى ال عليه و آله وال فل (5) .أي منع (6) .في
المصدر :وأحرم وأراه ال الرؤيا التى أخبره ال بها في كتابه ،إذ يقول:
" لقد صدق ال رسوله الرؤيا بالحق " اه (7) .فروع الكافي .215 :2
] [ 190
سنان ،عن ابن مسكان ،عن إسماعيل بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا روئي في الليلة الظلماء روئي له
نور كأنه شقة قمر ) .(1اقول :قال الكازروني في المنتقى :روي عن علي
عليه السلم كان النبي صلى ال عليه واله ضخم الرأس ،عظيم العينين،
هدب الشفار ،مشرب العينين ،حمرة ،كث اللحية ،أزهر اللون ،شثن
الكفين والقدمين ،إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد ،وإذا التفت إلتفت
جميعا .وفي رواية عنه عليه السلم أيضا قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله أبيض مشربا بياضه حمرة ،أهدب الشفار ،أسود الحدقة ،ل
قصير ول طويل ،وهو إلى الطول أقرب ،ل جعد ول سبط عظيم المناكب،
في صدره مسربة ،شثن الكف والقدم ،كأن عرقه اللؤلؤ ،إذا مشى تكفأ
كأنه يمشي في صعد ،لم أر قبله ول بعده مثله صلى ال عليه واله .وعنه
عليه السلم أيضا :قال :ليس بالذاهب طول ،وفوق الربعة ،إذا جاء مع
القوم غمرهم ،أبيض ضخم الهامة ،أغر أبلج ،أهدب الشفار ،شثن الكفين
والقدمين ،إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر من صبب ،كأن العرق في وجهه
اللؤلؤ ،لم أر قبله ول بعده مثله ،بأبي هو وامي صلى ال عليه واله .وفي
رواية عنه عليه السلم أيضا :لم يكن بالطويل الممغط ،ول القصير
المتردد ،كأنه ربعة من القوم ،ولم يكن بالجعد القطط ،ول بالسبط ،كان
جعدا رجل ،ولم يكن بالمطهم ول المكلثم ،وكان في الوجه تدوير )،(2
أبيض مشرب ،أدعج العينين ،أهدب الشفار ،جليل المشاش والكتد ،أجرد،
شثن الكفين والقدمين ،إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب ،وإذا التفت
التفت جميعه ،بين كتفيه خاتم النبوة ،وهو خاتم النبيين ،أجود الناس كفا،
وأرحب الناس صدرا ،وأصدق الناس لهجة ،وأوفى الناس ذمة ،وألينهم
عريكة ،وأكرمهم عشرة ،من رآه بديهة هابه ،ومن خالطه معرفة أحبه،
يقول ناعته :لم أر قبله ول بعده مثله.
] [ 191
ثم قال :وقد فسر الصمعي هذا الحديث فقال :الممغط :الذاهب طول ويروى هذا
بالغين والعين ،والمتردد :الداخل بعضه في بعض قصرا ،والمطهم :البادن
الكثير اللحم ،والمكلثم :المدور الوجه كذا ذكره الصمعي ،وقال غيره:
المكلثم من الوجه :القصير الحنك ،الداني الجبهة ،المستدير الوجه ،ول
يكون إل مع كثرة اللحم ،وقال أبو عبيد :كان أسيل ولم يكن مستدير
الوجه ،وهذا الختلف يكون إذا لم يكن بعده قوله :وكان في الوجه تدوير،
والوجه أن يقال :لم يكن بالسيل جدا ،ول المدور مع إفراط التدوير ،كان
بين المدور والسيل ،كأحسن ما يكون ،إذ كل شئ من خلقه كان معتدل،
والفراط غير مستحب في شئ .وعن جابر بن سمرة قال :كان رسول ال
صلى ال عليه واله ضليع الفم ،أشكل العينين ،منهوش العقب .قال
الراوي :قلت لسماك راويه عن جابر :ما معنى ضليع الفم ؟ قال :عظيم
الفم ،قلت :ما أشكل العينين ؟ قال :طويل شق العين ،قلت :ما منهوش
العقب ؟ قال :قليل لحم العقب ،والمنهوس بالسين المهملة :قليل اللحم
أيضا ،ويروى بالحرفين .وعن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله أفلج الثنيتين ،إذا تكلم رأي كالنور يخرج من بين ثناياه .وعن
أنس قال :ما عددت في رأس رسول ال صلى ال عليه واله ولحيته إل
أربع عشرة شعرة بيضاء .وقيل لجابر بن سمرة :كان في رأس رسول ال
صلى ال عليه واله شيب ؟ قال :لم يكن في رأس رسول ال صلى ال عليه
واله شيب إل شعرات في مفرق رأسه ،إذا دهن واراهن الدهن .وقال عبد
ال بن بشر :كان في عنفقته شعرات بيض .وعن ابن عمر قال :كان شيب
رسول ال صلى ال عليه واله نحوا من عشرين شعرة .وفي الترمذي عن
أبي رمثه قال :أتيت النبي صلى ال عليه واله فرأيت الشيب أحمر .وعن
أنس قال :ما شممت رائحة قط مسكة ول عنبرة أطيب من رائحة النبي
صلى ال عليه واله ،ول مسست شيئا قط خزة ول حريرة ألين من كف
رسول ال عليه السلم ،وقال أنس :كنا
] [ 192
نعرف رسول ال صلى ال عليه واله إذا أقبل بطيب ريحه .وعن أبي هريرة :إن
رجل أتى النبي صلى ال عليه واله فقال :يا رسول ال إني زوجت ابنتي
وإني أحب أن تعينني بشئ ،فقال :ما عندنا شئ ،ولكن إذا كان غدا فتعال
وجئني بقارورة واسعة الرأس ،وعود شجر ،وآية ) (1بيني وبينك أني
اجيف الباب ،فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجر ،فجعل رسول ال
صلى ال عليه واله يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلت القارورة ،فقال:
خذها وأمر ابنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس العود في القارورة وتطيب
بها ،وكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة ذلك الطيب ،فسموا بيت المتطيبين.
وذكر البخاري في تاريخه الكبير عن جابر قال :لم يكن النبي صلى ال
عليه واله يمر في طريق فتبعه أحد إل عرف أنه سلكه من طيبه .وذكر
إسحاق بن راهويه أن ذلك رائحته بل طيب .وروي أنه صلى ال عليه واله
كان إذا أراد أن يتغوط انشقت الرض فابتلعت غائطه وبوله ،وفاحت لذلك
رائحة طيبة ) - 28 .(2ل ،لى :محمد بن أحمد السدي ،عن عبد ال بن
زيدان ،وعلي بن العباس البجليين ،عن أبي كريب ،عن معاوية بن هشام،
عن شيبان ) ،(3عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :قال رجل :يا رسول ال
أسرع إليك الشيب ،قال :شيبتني هود والواقعة و المرسلت وعم يتسائلون
) - 29 .(4ما :ابن مخلد ،عن ابن السماك عن يحيى بن أبي طالب ،عن
حماد بن سهيل ) ،(5عن أبي نعيم ،عن سفيان ،عن ربيعة قال :سمعت
أنسا يقول :كان في رأس رسول ال صلى ال عليه واله ولحيته عشرون
طاقة بيضاء ).(6
) (1في المصدر :إيه ،أي انطق بكلمة (2) .المنتقى في مولود المصطفى :الفصل
الرابع في جامع أوصافه صلى ال عليه وآله (3) .في الخصال :شيبان،
عن أبي إسحاق ،عن عكرمة (4) .المالي ،141 :الخصال ،93 :1وفي
الخصال :أبو بكر بدل رجل (5) .في المصدر :حماد بن سهل الثوري،
وأسقط يحيى بن أبي طالب (6) .أمالي ابن الشيخ .246 :وفيه :ما كان.
] [ 193
- 30ع :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن ابن المغيرة ،عمن ذكره ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :استأذنت زليخا على يوسف -وساق الحديث إلى أن
قال :-قال لها :يا زليخا ما الذي دعاك إلى ما كان ) (1؟ قالت :حسن
وجهك يا يوسف ،فقال :كيف لو رأيت نبيا يقال له :محمد ،يكون في آخر
الزمان أحسن مني وجها ،وأحسن مني خلقا ،وأسمح مني كفا ،قالت:
صدقت ،قال :وكيف علمت أني صدقت ،قالت :لنك حين ذكرته وقع حبه
في قلبي ،فأوحى ال عزوجل إلى يوسف :أنها قد صدقت ،وقد أحببتها )(2
لحبها محمدا ،فأمره ال تبارك وتعالى أن تزوجها ) - 31 .(3ص:
بإسناده ،إلى الصدوق عن عبد ال بن حامد ،عن محمد بن حمدويه ،عن
محمد بن عبد الكريم ،عن وهب بن جرير ،عن أبيه ،عن محمد بن إسحاق،
عن عبد ال بن عبد الرحمن بن أبي الحسين ،عن شهر بن حوشب قال:
لما قدم رسول ال صلى ال عليه واله المدينة أتاه رهط من اليهود،
فقالوا :إنا سائلوك عن أربع خصال -وساق الحديث إلى أن قال :-قالوا:
أخبرنا عن نومك كيف هو ؟ قال :أنشدكم بال هل تعلمون من صفة هذا
الرجل الذي تزعمون أني لست به تنام عينه وقلبه يقظان ؟ قالوا :اللهم
نعم ،قال :وكذا نومي .الخبر ) - 32 (4كا :حميد بن زياد ،عن الحسن بن
محمد الكندي ،عن أحمد بن الحسن الميثمي ،عن أبان بن عثمان ،عن
نعمان الرازي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :انهزم الناس يوم احد
عن رسول ال صلى ال عليه واله ،فغضب غضبا شديدا ،قال :وكان إذا
غضب انحدر عن جبينه ) (5مثل
) (1في المصدر :إلى ما كان منك (2) .في المصدر :وإنى قد أحببتها (3) .علل
الشرائع 30 :وفيه :أن يتزوجها (4) .قصص النبياء :مخطوط ،واخرجه
المصنف بتمامه في كتاب الحتجاجات ،راجع ج (5) .307 :9في
المصدر :عن جبينيه.
] [ 194
) (1روضة الكافي (2) .110 :العريكة :الطبيعة (3) .عشرة خ ل (4) .الغارات :لم
يطبع إلى الن ،وما ظفرت بنسخته(*) .
] [ 195
العراف " :" 7خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين 199 .التوبة " 9
" :ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بال
ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم 61 .النحل " :" 16واصبر
وما صبرك إل بال ول تحزن عليهم ول تك في ضيق مما يمكرون127 .
الكهف " :" 18فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث
أسفا 6 .وقال تعالى :فل تمار فيهم إل مراء ظاهرا ول تستفت فيهم منهم
أحدا * ول تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا * إل أن يشاء ال واذكر ربك إذا
نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لقرب من هذا رشدا 24 - 22 .طه " 20
" :ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إل تذكرة لمن يخشى 3 - 1 .وقال
تعالى :فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها ومن آنآء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى * ول تمدن
عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق
ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها ل نسألك رزقا نحن
نرزقك والعاقبة للتقوى 132 - 130 .الشعراء " :" 26وأنذر عشريك
القربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل
إني برئ مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم
* وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم 220 - 214 .النمل " 27
" :ول تحزن عليهم ول تكن في ضيق مما يمكرون 70 .إلى قوله تعالى:
فتوكل على ال إنك على الحق المبين 79 .وقال تعالى :إنما امرت أن أعبد
رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين *
وأن أتلو القرآن 91 .و 92العنكبوت " :" 28اتل ما اوحي إليك من
الكتاب وأقم الصلوة إن الصلوة
] [ 196
تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر ال أكبر وال يعلم ما تصنعون 45 .الروم " 30
" :فاصبر إن وعد ال حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون 60 .الحزاب "
:" 33وبشر المؤمنين بأن لهم من ال فضل كبيرا * ول تطع الكافرين
والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على ال وكفى بال وكيل 47 .و 48فاطر "
:" 35فل تذهب نفسك عليهم حسرات إن ال عليم بما يصنعون 8 .يس "
:" 36وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إل ذكر وقرآن مبين96 .
إلى قوله تعالى :فل يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون76 .
المؤمن " :" 40فاصبر إن وعد ال حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك
بالعشي والبكار 55 .السجدة " :" 41ول تستوي الحسنة ول السيئة
إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما
يلقاها إل الذين صبروا وما يلقاها إل ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من
الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه هو السميع العليم 36 - 34 .الزخرف " 43
" :وقيله يا رب إن هؤلء قوم ل يؤمنون * فاصفح عنهم وقل سلم
فسوف يعلمون 88 .و 89الحقاف " :" 46فاصبر كما صبر اولو العزم
من الرسل ول تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة
من نهار بلغ فهل يهلك إل القوم الفاسقون 35 .محمد " :" 47فاعلم أنه
ل إله إل ال واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وال يعلم متقلبكم
ومثواكم 19 .ق " :" 50فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل
طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود 39 .و
40إلى قوله تعالى :نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر
بالقرآن من يخاف وعيد 45 .الطور " :" 52وصبر لحكم ربك فإنك
بأعيينا وسبح بحمد ربك حين تقوم
] [ 197
ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم 48 .و 49القلم " :" 68ن والقلم وما يسطرون
* ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لجرا غير ممنون * وإنك لعلى
خلق عظيم * فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون 6 - 1 .إلى قوله تعالى:
فاصبر لحكم ربك ول تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم48 .
المعارج " :" 70فاصبر صبرا جميل 5 .الجن " :" 72قل إنما أدعو
ربي ول اشرك به أحدا * قل إني ل أمك لكم ضرا ول رشدا * قل إني لن
يجيرني من ال أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إل بلغا من ال ورسالته
ومن يعص ال ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا * حتى إذا رأوا
ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة ) (1فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل
عددا * قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا * عالم الغيب
فل يظهر على غيبه أحدا * إل من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين
يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم وأحاط بما لديهم
وأحصى كل شئ عددا 28 - 21 .المزمل :يا أيها المزمل * قم الليل إل
قليل * نصفه أو انقص منه قليل * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيل * إنا
سنلقي عليك قول ثقيل * إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيل * إن لك
في النهار سبحا طويل * واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيل * رب المشرق
والمغرب ل إله إل هو فاتخذه وكيل * واصبر على ما يقولون و اهجرهم
هجرا جميل * وذرني والمكذبين اولي النعمة ومهلهم قليل 11 - 1 .إلى
قوله تعالى :إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه و
طائفة من الذين معك وال يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب
عليكم فاقرأوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون
يضربون في الرض يبتغون من فضل ال وآخرون يقاتلون في سبيل ال
فاقرأوا ما تيسر منه20 .
) (1هكذا في النسخة ،وهو وهم ،قوله " :اما العذاب واما الساعة " زائدة
والمصحف الشريف خال عنها.
] [ 198
المدثر " :" 74يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز
فاهجر * ول تمنن تستكثر * ولربك فاصبر 7 - 1 .الدهر " :" 76إنا
نحن نزلنا عليك القرآن تنزيل * فاصبر لحكم ربك ول تطع منهم آثما أو
كفورا * واذكر اسم ربك بكرة وأصيل * ومن الليل فاسجد له و سبحه ليل
طويل 26 - 23 .تفسير :قال الطبرسي رحمه ال " :فبما رحمة " ما
زائدة " من ال لنت لهم " أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين "
ولو كنت فظا " أي جافيا سئ الخلق " غليظ القلب " أي قاسي الفؤاد،
غير ذي رحمة " لنفضوا من حولك " لتفرق أصحابك عنك " ،فاعف
عنهم " ما بينك وبينهم " واستغفر لهم " ما بينهم وبيني )" (1
وشاورهم في المر " أي استخراج آرائهم ،واعلم ما عندهم ،واختلف في
فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال :أحدها :أن ذلك على
وجه التطييب لنفوسهم ،والتألف لهم ،والرفع من أقدارهم .وثانيها :أن ذلك
ليقتدي به امته في المشاورة ،ول يرونها نقيصة ،كما مدحوا بأن أمرهم
شورى بينهم ) .(2وثالثها :أن ذلك لمرين :لجلل أصحابه ،وليقتدي امته
به في ذلك .ورابعها :أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ،ليتميز الناصح من
الغاش .وخامسها :أن ذلك في امور الدنيا ،ومكائد الحرب ،ولقاء العدو،
وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم " فإذا عزمت " أي فإذا عقدت
قلبك على الفعل وإمضائه ،ورووا عن جعفر بن محمد ،وعن جابر بن يزيد
" فإذا عزمت " بالضم ،فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك "
فتوكل على ال " أي فاعتمد على ال ،وثق به ،وفوض أمرك إليه ،وفي
هذه الية دللة على تخصيص ) (3نبينا صلى ال عليه واله بمكارم
الخلق ،ومحاسن الفعال،
) (1زاد في المصدر :وقيل :معناه فاعف عنهم فرارهم من احد واستغفر لهم من
ذلك الذنب (2) .الشورى (3) .38 :في المصدر :اختصاص نبينا صلى
ال عليه وآله.
] [ 199
ومن عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع ،ثم كان أدناهم إلى التواضع،
و ذلك أنه صلى ال عليه واله كان أوسط الناس نسبا ،وأوفرهم حسبا،
وأسخاهم وأشجعهم وأزكاهم و أفصحهم ،وهذه كلها من دواعي الترفع ،ثم
كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب ،ويخصف النعل ،ويركب الحمار،
ويعلف الناضح ) ،(1ويجيب دعوة المملوك ،ويجلس في الرض ،ويأكل
في الرض ) ،(2وكان يدعو إلى ال من غير زبر ول كهر ) (3ول زجر،
ولقد أحسن من مدحه في قوله .فما حملت من ناقة فوق ظهرها * أبر
وأوفى ذمة من محمد ) (4وفي قوله تعالى " :قل ل أقول لكم عندي خزائن
ال " أي خزائن رحمته ،أو مقدوراته ،أو أرزاق الخلئق " ول أعلم
الغيب " الذي يختص ال تعالى بعلمه ،وإنما أعلم ما علمني " ول أقول
لكم إني ملك " أي ل أقدر على ما يقدر عليه الملك ،فاشاهد من أمر ال
وغيبه ما تشاهده الملئكة " إن أتبع إل ما يوحى إلي " يريد ما أخبركم إل
بما أنزل ال إلي ) .(5أقول :الحاصل أني ل أقدر أن آتيكم بمعجزة وآية إل
بما أقدرني ال عليه ،و أذن لي فيه ،ول أعلم شيئا إل بتعليمه تعالى ،ول
أعلم شيئا من قبل نفسي إل بإلهام أو وحي منه تعالى ،ول أقول :إني مبرأ
من الصفات البشرية من الكل والشرب وغير ذلك .وقال الطبرسي رحمه
ال في قوله تعالى " :خذ العفو " أي ما عفا من أموال الناس ،أي ما
فضل من النفقة ،فكان رسول ال صلى ال عليه واله يأخذ الفضل من
أموالهم ليس فيها شئ موقت ،ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها،
وقيل :معناه خذ العفو من أخلق الناس،
) (1الناضح :البعير يستقى عليه (2) .في المصدر :ويأكل على الرض (3) .زبره
عن المر :منعه ونهاه عنه ،زبر السائل :انتهره .وفي المصدر :من غير
زئر ،وهو من زأر السد :صات من صدره .والكهر :استقبالك إنسانا
بوجه عابس تهاونا به (4) .مجمع البيان 526 :2و .527وفي المنقول
اختصار وكذا في ما يأتي (5) .مجمع البيان .304 :4
] [ 200
واقبل الميسور منها ،وقيل :هو العفو في قبول العذر من المعتذر ،وترك المؤاخذة
بالساءة " وأمر بالعرف " يعني بالمعروف ،وهو كل ما حسن في العقل
فعله أو الشرع " وأعرض عن الجاهلين " أي أعرض عنهم عند قيام
الحجة عليهم ،والياس من قبولهم ،ول تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك ).(1
وفي قوله تعالى " :ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن " أي
يستمع إلى ما يقال له ويصغى إليه ويقبله " قل اذن خير لكم " أي يستمع
إلى ما هو خير لكم وهو الوحي ) ،(2أو هو يسمع الخير ويعمل به ومنهم
من قرأ " :اذن خير لكم " بالرفع والتنوين فيهما ،فالمعنى أن كونه اذنا
أصلح لكم ،لنه يقبل عذركم ،ويستمع إليكم ،ولو لم يقبل عذركم لكان شرا
لكم ،فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم ؟ " يؤمن بال ويؤمن للمؤمنين "
أي ل يضره كونه اذنا فإنه اذن خير فل يقبل إل الخير الصادق من ال ،و
يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه ،ويقبل منهم ،دون المنافقين ،وقيل:
" يؤمن للمؤمنين " أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من المان " ورحمة
للذين آمنوا منكم " أي وهو رحمة لهم لنهم إنما نالوا اليمان بهدايته
ودعائه إياهم ) .(3وفي قوله تعالى " :واصبر " :أي فيما تبلغه من
الرسالة ،وفيما تلقاه من الذى " وما صبرك إل بال " أي بتوفيقه
وتيسيره وترغيبه فيه " ول تحزن عليهم " أي على المشركين في
إعراضهم عنك ،فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم ،ول عتب عليك في
إعراضهم " ول تك في ضيق مما يمكرون " أي ل يكن صدرك في ضيق
من مكرهم بك وبأصحابك ،فإن ال يرد كيدهم في نحورهم ) .(4وفي قوله:
" فعلك باخع نفسك على آثارهم " أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك
الذين قالوا :لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا ،تمردا منهم
على ربهم
) (1مجمع البيان (2) .512 :4في المصدر :أي هو اذن خير يستمع إلى ما هو
خير لكم وهو الوحى (3) .مجمع البيان 44 :5و (4) .45مجمع البيان
.393 :6
] [ 201
" إن لم يؤمنوا بهذا الحديث " أي القرآن " أسفا " أي حزنا وتلهفا ) .(1وفي
قوله تعالى " :فل تمار فيهم " أي فل تجادل الخائضين في أمر الفتية
وعددهم " إل مرآء ظاهرا " أي إل بما أظهرنا لك من أمرهم ،أي إل
بحجة ودللة وإخبار من ال سبحانه أو المراء يشهده الناس ويحضرونه،
فلو أخبرتهم في غير مرأى من الناس لكذبوا عليك ،ولبسوا ) (2على
الضعفة ،فادعوا أنهم كانوا يعرفونه ،لن ذلك من غوامض علومهم " ول
تستفت فيهم منهم أحدا " أي ل تستخبر في أهل الكهف وعددهم من أهل
الكتاب أحدا والخطاب له صلى ال عليه واله والمراد غيره " ول تقولن
لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال " فيه وجهان :أحدهما :أنه نهي
من ال سبحانه لنبيه صلى ال عليه واله أن يقول :إني أفعل شيئا في الغد
إل أن يقيد ذلك بمشية ال تعالى ،فيقول :إن شاء ال تعالى ،وفيه إضمار
القول .وثانيهما :أن قوله " :أن يشآء ال " بمعنى المصدر ،وتقديره :ول
تقولن إني فاعل شيئا غدا إل بمشية ال ،والمعنى ل تقل :إني أفعل إل ما
يشآء ال ويريده من الطاعات ) " (3واذكر ربك إذا نسيت " أي إذا نسيت
الستثناء ثم تذكرت فقل :إن شآء ال ،وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة،
وقد روي ذلك عن أئمتنا عليهم السلم ،ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا
استثنى بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثني من غير أن يؤثر
الستثناء بعد انفصال الكلم في الكلم ،وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة
في اليمين ،وقيل :معناه واذكر ربك إذا غضبت بالستغفار ليزول عنك
الغضب ،وقيل :إنه أمر بالنقطاع إلى ال تعالى ،ومعناه واذكر ربك إذا
نسيت شيئا بك إليه حاجة يذكره لك ،وقيل :المراد به الصلة ،والمعنى إذا
نسيت صلة فصلها إذ ذكرتها ).(4
) (1مجمع البيان (2) .450 :6لبس عليه المر :خلطه وجعله مشتبها بغيره خافيا.
) (3في المصدر :ويريده ،وإذا كان ال تعالى ل يشاء إل الطاعات فكأنه
قال :ل تقل :إنى أفعل إل الطاعات (4) .مجمع البيان 460 :6و .461
] [ 202
اقول :يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه صلى ال عليه واله والمراد به غيره،
ويمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك ،وسيأتي الكلم فيه إن شاء ال
تعالى .ثم قال في قوله " :وقل عسى أن يهدين ربي لقرب من هذا رشدا
" :أي قل :عسى أن يعطيني ربي من اليات والدللت على النبوة ما يكون
أقرب إلى الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف ) .(1قوله تعالى " :طه "
ذهب أكثر المفسرين إلى أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أو النبطية )،(2
وقيل :هو من أسماء النبي صلى ال عليه واله .وقال الطبرسي :روي عن
الحسن أنه قرأ " طه " بفتح الطاء وسكون الهاء ،فإن صح فأصله )طأ(
فابدل من الهمزة هاء ،ومعناه طأ الرض بقدميك جميعا ،فقد روي أن
النبي صلى ال عليه واله كان يرفع إحدى رجليه في الصلة ليزيد تعبه،
فأنزل ال " :طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " فوضعها ،وروي ذلك عن
أبي عبد ال عليه السلم ،وقال قتادة :كان يصلي الليل كله ويعلق صدره
بحبل حتى ل يغلبه النوم ،فأمره ال سبحانه أن يخفف عن نفسه ،وذكر أنه
ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب ) .(3قوله تعالى " :ما أنزلنا
عليك القران لتشقى " قال البيضاوي :ما أنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك
على كفر قريس ،إذ ما عليك إل أن تبلغ ،أو بكثرة الرياضة وكثرة التهجد
والقيام على ساق ،والشقآء شائع بمعنى التعب ،وقيل :رد وتكذيب للكفرة،
فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا :إنك لتشقى بترك ديننا ،وإن القرآن انزل
عليك لتشقى به " إل تذكرة " لكن تذكيرا ،وانتصابه على الستثناء
المنقطع " لمن يخشى " لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالنذار ،أو لمن
علم ال منه أنه يخشى بالتخويف منه ،فإنه المنتفع به ).(4
) (1مجمع البيان (2) .462 :6وقال الكلبي :هي بلغة عك ،وأنشد لتميم بن نويرة:
هتفت بطه في القتال فلم يجب * فخفت لعمري أن يكون موائل .وقال
الخر :إن السفاهة طه من خلئفكم * ل بارك ال في القوم الملعين.
قاله الطبرسي (3) .مجمع البيان (4) .2 :7أنوار التنزيل .50 :2
] [ 203
قوله تعالى " :وسبح بحمد ربك " قيل :أي وصل وأنت حامد لربك على هدايته
وتوفيقه ،أو نزهه عن الشرك وعن سائر ما يضيفون إليه من النقائص
حامدا له على ما ميزك بالهدى ،معترفا بأنه المولى للنعم كلها " قبل طلوع
الشمس " يعني الفجر " وقبل غروبها " يعني الظهر والعصر ،لنهما في
آخر النهار ) ،(1أو العصر وحده " ومن آناء الليل " ساعاته " فسبح "
يعني المغرب والعشاء ،وقيل :صلة الليل " وأطراف النهار " تكرير
لصلتي الصبح والمغرب ،إرادة الختصاص ،أو أمر بصلة الظهر ،فإنه
نهاية النصف الول من النهار ،وبداية النصف الخير " لعلك ترضى " أي
سبح في هذه الوقات طمعا أن تنال عند ال ما به ترضى نفسك " ول
تمدن عينيك " أي نظر عينيك " إلى ما متعنا به " استحسانا وتمنيا أن
يكون لك مثله " أزواجا منهم " أصنافا من الكفرة " زهرة الحيوة الدنيا "
الزهرة :الزينة والبهجة ،منصوب بمحذوف دل عليه " متعنا " أو به على
تضمينه معنى أعطينا " لنفتنهم فيه " أي لنبلوهم ونختبرهم فيه ،أو
لنعذبهم في الخرة بسببه " ورزق ربك " وما ادخره لك في الخرة ،أو ما
رزقك من الهدى والنبوة " خير " مما منحهم في الدنيا " وأبقى " فإنه ل
ينقطع ) " .(2وأمر أهلك بالصلة " قال الطبرسي :أي أهل بيتك وأهل
دينك بالصلوة ،روى أبو سعيد الخدري قال :لما نزلت هذه الية كان رسول
ال صلى ال عليه واله يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كل صلة
) (3فيقول :الصلة يرحمكم ال ،إنما يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا .ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت
عليهم السلم وعن غيرهم ،مثل أبي بردة ) ،(4وأبي رافع .وقال أبو جعفر
عليه السلم :أمره ال تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن
لهله عند ال منزلة ليست للناس ،فأمرهم مع الناس عامة ،وأمرهم
خاصة.
) (1في المصدر :من آخر النهار (2) .أنوار التنزيل (3) .73 :2في المصدر :وقت
كل صلة ،وفيه :رحمكم ال (4) .في المصدر :أبى برزة.
] [ 204
" واصطبر عليها " أي وأصبر على فعلها وعلى أمرهم بها " ل نسألك رزقا "
لخلقنا ول لنفسك ،بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة ،وضمنا رزق جميع
العباد " نحن نرزقك " الخطاب للنبي صلى ال عليه واله ،والمراد به
جميع الخلق ،أي نرزق جميعهم ول نسترزقهم " والعاقبة للتقوى " أي
العاقبة المحمودة لهل التقوى (1) .قوله تعالى " :واخفض جناحك " أي
لين جانبك لهم ،مستعار من خفض الطائر جناحه :إذا أراد أن ينحط " الذى
يراك حين تقوم " أي إلى التهجد ،أو للنذار " وتقلبك في الساجدين " أي
ترددك في تصفح أحوال المتهجدين ،كما روي أنه صلى ال عليه واله لما
نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون
حرصا على كثرة طاعاتهم ،فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم )
(2بذكر ال والتلوة ،أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع
والسجود والقعود إذا أمهم ) .(3قال الطبرسي :وقيل معناه وتقلبك في
أصلب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا ) ،(4وهو المروى
عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم ،قال :في أصلب النبيين نبي
بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح ،من لدن آدم ).(5
قوله تعالى " :إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر " أي سبب للنتهاء
عن المعاصي حال الشتغال بها وغيرها ،من حيث أنها تذكر ال وتورث
للنفس خشية منه ،أو الصلة الكاملة هي التي تكون كذلك ،فإن لم تكن
كذلك فكأنها ليست بصلة ،كما روى الطبرسي ) (6مرسل عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من أحب أن يعلم أقبلت صلته أم لم
) (1مجمع البيان (2) .37 :7دندن الرجل :نغم ولم يفهم منه كلم (3) .الظاهر أنه
مصحف ،والصحيح اممتهم بلفظة الخطاب (4) .رواه عن ابن عباس في
رواية عطاء وعكرمة (5) .مجمع البيان (6) .207 :7مجمع البيان :8
.285
] [ 205
تقبل ؟ فلينظر هل منعته صلته عن الفحشاء والمنكر ،فبقدر ما منعته قبلت منه "
ولذكر ال أكبر " أي ذكر ال إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته ،أو
ذكر العبد ل في جميع الحوال أكبر الطاعات ،أو أكبر في النهي عن
الفحشاء والمنكر ،وسيأتي لها في كتاب المامة تأويلت اخر .قوله تعالى:
" فاصبر " أي على أذاهم " إن وعد ال " بنصرتك وإظهار دينك على
الدين كله " حق ول يستخفنك " أي ول يحملنك على الخفة والقلق "
الذين ل يوقنون " بتكذيبهم .قوله تعالى " :وبشر المؤمنين بأن لهم من
ال فضل كبيرا " على سائر المم " ول تطع الكافرين والمنافقين " تهييج
له على ما هو عليه من مخالفتهم " ودع أذاهم " أي إيذاءهم إياك ،ول
تحتفل به ) ،(1أو إيذاءك إياهم مجازاة ومؤاخذة على كفرهم ،و لذلك قيل:
إنه منسوخ " وكفى بال وكيل " موكول إليه المر في الحوال كلها .قوله
تعالى " :فل تذهب نفسك عليهم حسرات " أي فل تهلك نفسك عليهم
للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب " .إن ال عليم بما يصنعون
" فيجازيهم عليه .قوله تعالى " :وما علمناه الشعر " قال البيضاوى :رد
لقولهم :إن محمدا شاعر ،أي ما علمناه الشعر بتعليم القرآن ،فإنه غير
مقفى ول موزون ،وليس معناه ما يتوخاه ) (2الشعراء من التخييلت
المرغبة والمنفرة " وما ينبغي له " وما يصح له الشعر ول يتأتى له إن
أراد قرضه على ما اختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة ،وقوله :أنا النبي
ل كذب * أنا ابن عبد المطلب وقوله :هل أنت إل أصبع دميت * وفي سبيل
ال ما لقيت اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك ،وقد يقع مثله كثيرا
في تضاعيف المنثورات ،على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا،
وروي أنه حرك البائين ،و
) (1أي ل تبال به ول تهتم له (2) .وخى المر :تطلبه دون سواه.
] [ 206
كسر التاء الولى بل إشباع ،وسكن الثانية ،وقيل :الضمير للقرآن أي وما يصح
للقرآن أن يكون شعرا ) .(1وفي قوله تعالى " :واستغفر لذنبك " :وأقبل
على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الولى ) (2والهتمام بأمر العدى
بالستغفار ،فإنه تعالى كافيك في النصر وإظهار المر " وسبح بحمد ربك
بالعشي والبكار " :ودم على التسبيح والتحميد لربك ،وقيل :صل لهذين
الوقتين ،إذ كان الواجب بمكة ركعتان ) (3بكرة ،وركعتان عشاء ) .(4وفي
قوله تعالى " :ول تستوي الحسنة ول السيئة " :أي في الجزاء وحسن
العاقبة " إدفع " أي السيئة حيث اعترضتك " بالتي هي أحسن " منها
وهي الحسنة ،أو بأحسن ما يمكن رفعها به من الحسنات " فإذا الذي بينك
وبينه عداوة كأنه ولي حميم " أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل
الولي الشفيق " وما يلقاها " أي هذه السجية وهي مقابلة الساءة
بالحسان " إل الذين صبروا " فإنها تحبس النفس عن النتقام " وما
يلقاها إل ذو حظ عظيم " من الخير وكمال النفس ،وقيل :الحظ العظيم:
الجنة " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ " أي نخس ) ،(5شبه به
وسوسته لنها بعث على ما ل ينبغي كالدفع بما هو أسوء " فاستعذ بال "
من شره ول تطعه " إنه هو السميع " لستعاذتك " العليم " بنيتك أو
بصلحك ) .(6وفي قوله تعالى " :وقيله " :عطف على " الساعة " )(7
أي وقول الرسول " فاصفح عنهم " فأعرض عن دعوتهم آيسا عن
إيمانهم " وقل سلم " تسلم منكم ومتاركة " فسوف
) (1أنوار التنزيل (2) .316 :2في المصدر :كترك الولى (3) .الصحيح كما في
المصدر :ركعتين بكرة ،وركعتين عشاء (4) .أنوار التنزيل (5) .378 :2
أي ازعاج وتهييج (6) .أنوار التنزيل (7) .389 :2في قوله تعالى:
)وعنده علم الساعة( منه قدس سره.
] [ 207
يعلمون " تسلية للرسول ،وتهديد لهم ) .(1وفي قوله تعالى " :ول تستعجل لهم
" :أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته ل محالة " كأنهم يوم
يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار " استقصروا من هو له مدة
لبثهم في الدنيا حتى يحسبونها ساعة " بلغ " أي هذا الذي وعظتم به،
أو هذه السورة كفاية ،أو تبليغ من الرسول صلى ال عليه واله ) .(2قوله
تعالى " :فاعلم أنه ل إله إل ال " قال الطبرسي رحمه ال :أي أقم على
هذا العلم ،واثبت عليه ،وقيل :يتعلق بما قبله ،أي إذا جاءتهم الساعة
فاعلم أنه ل إله إل ال ،أي يبطل الممالك ) (3عند ذلك فل ملك ول حكم
لحد إل ال ،وقيل :إن هذا إخبار بموته ،أي فاعلم أن الحي الذي ل يموت
هو ال وحده ،وقيل :إنه صلى ال عليه واله كان ضيق الصدر من أذى
قومه فقيل له :فاعلم أنه ل كاشف لذلك إل ال " واستغفر لذنبك " الخطاب
له والمراد به المة ،(4) ،وقيل :المراد به النقطاع إلى ال تعالى ،فإن
الستغفار عبادة يستحق به الثواب " .وال يعلم متقلبكم ومثواكم " أي
متصرفكم في أعمالكم في الدنيا ،ومصيركم في الخرة إلى الجنة أو إلى
النار ،وقيل :متقلبكم في أصلب الباء إلى أرحام المهات " ،ومثواكم "
أي مقامكم في الرض ،وقيل :متقلبكم من ظهر إلى بطن ،ومثواكم في
القبور ،وقيل :متصرفكم بالنهار ) ،(5ومضجعكم بالليل ) .(6وقال
البيضاوي في قوله تعالى " :وسبح بحمد ربك " :أي نزهه عن العجز عما
يمكن ،والوصف بما يوجب التشبيه ،حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة
الحق وغيرها " قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " يعني الفجر والعصر
" ومن آناء الليل فسبحه " أي
) (1أنوار التنزيل (2) .415 :2أنوار التنزيل (3) .433 :2في المصدر :يبطل
الملك (4) .زاد في المصدر :وانما خوطب بذلك لتستن امته بسنته(5) .
في المصدر :متصرفكم في النهار (6) .مجمع البيان 102 :9و .103
] [ 208
وسبحه بعض الليل " وأدبار السجود " وأعقاب الصلة ،وقيل :المراد بالتسبيح
الصلة ،فالصلة قبل الطلوع الصبح ،وقبل الغروب الظهر والعصر ،ومن
الليل العشاء آن والتهجد ،وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات ،وقيل:
الوتر بعد العشاء ) .(1وقال الطبرسي رحمه ال " :وأدبار السجود " فيه
أقوال :أحدها :أن المراد به الركعتان بعد المغرب " وإدبار النجوم "
الركعتان قبل الفجر عن علي والحسن بن علي عليهم السلم .وثانيها :أنه
التسبيح بعد كل صلة .وثالثها :أنه النوافل بعد المفروضات .ورابعها :أنه
الوتر من آخر الليل ،وروي ) (2ذلك عن أبي عبد ال عليه السلم ).(3
قوله تعالى " :وما أنت عليهم بجبار " قال البيضاوي :أي بمسلط )(4
تقسرهم على اليمان ،أو تفعل بهم ما تريد ،وإنما أنت داع ) .(5وفي قوله
تعالى " :واصبرك لحكم ربك " :بإمهالهم وإبقائك في عنائهم " فإنك
بأعيننا " في حفظنا بحيث نراك ونكلك " وسبح بحمد ربك حين تقوم "
عن أي مكان قمت ،أو من منامك ،أو إلى الصلة " ومن الليل فسبحه "
فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرئاء " وإدبار النجوم " وإذا
أدبرت النجوم من آخر الليل ) .(6وقال الطبرسي رحمه ال :يعني الركعتين
قبل صلة الفجر وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم )
.(7
) (1أنوار التنزيل 460 :2و (2) .461المصدر خال عن العاطف (3) .مجمع
البيان (4) .150 :9في المصدر :بمتسلط .أقول :القسر .القهر والكراه
على أمر (5) .أنوار التنزيل (6) .461 :2أنوار التنزيل (7) .471 :2
مجمع البيان .170 :9
] [ 209
وقال البيضاوي في قوله تعالى " :ن " :من أسماء الحروف ،وقيل :اسم الحوت
والمراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الرض ،أو الدواة ،فإن
بعض الحيتان يستخرج منه شئ أسود يكتب به ) .(1وقال الطبرسي :روي
مرفوعا إلى النبي صلى ال عليه واله قال :هو نهر في الجنة قال ال له:
كن مدادا فجمد ،وكان أبيض من اللبن ،وأحلى من الشهد ،ثم قال للقلم:
اكتب فكتب القلم ما كان وهو كائن إلى يوم القيامة ،عن أبي جعفر الباقر
عليه السلم ) " .(2والقلم " قال البيضاوي :هو الذي خط اللوح ،أو الذي
يخط به ،أقسم به لكثرة فوائده " وما يسطرون " وما يكتبون ،والضمير
للقلم بالمعنى الول على التعظيم ،أو بالمعنى ) (3الثاني على إرادة
الجنس ،وإسناد الفعل إلى اللة وإجرائه ) (4مجرى اولي العلم لقامته
مقامه ،أو لصحابه ،أو للحفظة ،وما مصدرية أو موصولة " ما أنت
بنعمة ربك بمجنون " جواب القسم ،والمعنى ما أنت بمجنون منعما عليك
بالنبوة وحصافة ) (5الرأي " وإن لك لجرا " على الحتمال أو البلغ "
غير ممنون " مقطوع ،أو ممنون به عليك من الناس ،فإنه تعالى يعطيك
بل توسط " وإنك لعلى خلق عظيم " إذ تحتمل من قومك ما ل يحتمله
أمثالك " فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون " أيكم الذي فتن بالجنون،
والباء مزيدة ،أو بأيكم الجنون ،على أن " المفتون " مصدر ،أو بأي
الفريقين منكم الجنون ؟ أبفريق المؤمنين ،أو بفريق الكافرين ؟ أي في
أيهما ) (6من يستحق هذا السم " فاصبر لحكم ربك " وهو إمهالهم
وتأخير نصرتك عليهم " ول تكن كصاحب
) (1أنوار التنزيل (2) .537 :2مجمع البيان ،332 :10أقول :ذكر الطبرسي زائدا
على ما قال البيضاوي :أنه اسم من أسماء السورة ،وقيل :هو حرف من
حروف الرحمن ،وقيل :لوح من نور (3) .في المصدر :وبالمعنى الثاني.
) (4في المصدر :وإجراؤه (5) .أي جودة الرأى (6) .في المصدر :في
أيهما يوجد من يستحق هذا السم.
] [ 210
الحوت " يونس " إذ نادى " في بطن الحوت " وهو مكظوم " مملو غيظا في
الضجرة فتبتلي ببلئه ) .(1وقال الطبرسي رحمه ال " :إنك لعلى خلق
عظيم " أي على دين عظيم ،وقيل :معناه إنك متخلق بأخلق السلم،
وعلى طبع كريم ،وقيل :سمي خلقه عظيما لجتماع مكارم الخلق فيه،
ويعضده ما روي عنه صلى ال عليه واله أنه قال " :إنما بعثت لتمم
مكارم الخلق ،وقال صلى ال عليه واله " :أدبني ربي فأحسن تأديبي "
وقال :وأخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني ،عن أبي القاسم
الحسكاني بإسناده ) (2عن الضحاك بن مزاحم قال :لما رأت قريش تقديم
النبي صلى ال عليه واله عليا عليه السلم وإعظامه له نالوا من علي
عليه السلم ،وقالوا :قد افتتن به محمد صلى ال عليه واله ،فأنزل ال
تعالى " ن والقلم وما يسطرون " قسم أقسم ال به " ما أنت " يا محمد
" بنعمة ربك بمجنون * وإنك لعلى خلق عظيم " يعني القرآن إلى قوله:
" بمن ضل عن سبيله " وهم النفر الذين قالوا ما قالوا " وهو أعلم
بالمهتدين " علي ابن أبي طالب عليه السلم ) .(3وقال البيضاوي في
قوله تعالى " :ملتحدا " أي منحرفا وملتجئا " إل بلغا من ال " استثناء
من قوله " :ل أملك " فإن التبليغ إرشاد وإنفاع ،أو من " ملتحدا " و "
رسالته " عطف على " بلغا من ال " " .ومن يعص ال ورسوله "
في المر بالتوحيد ،إذ الكلم فيه " حتى إذا رأوا ما يوعدون " في الدنيا
كوقعة بدر أو في الخرة " قل إن أدري " أي ما أدري " أم يجعل له ربي
أمدا " غاية يطول مدتها ،كأنه لما سمع المشركون " حتى إذا رأوا ما
يوعدون " قالوا :متى يكون ؟ إنكارا ،قيل :قل :إنه كائن ل محالة ،ولكن ل
أدري وقته " فل يظهر " فل يطلع
) (1أنوار التنزيل 537 :2و 538و 541وفيه :من الضجرة (2) .السناد هكذا:
الحسكاني قال :حدثنا أبو عبد ال الشيرازي قال :حدثنا أبو بكر الجرجاني
قال :حدثنا أبو أحمد البصري قال حدثنى عمرو بن محمد بن تركي ،قال:
حدثنا محمد بن الفضل ،قال حدثنا محمد بن شعيب ،عن عمرو بن شمر،
عن دلهم بن صالح ،عن الضحاك بن مزاحم (3) .مجمع البيان 333 :10
و .334
] [ 211
" على غيبه أحدا " أي على الغيب المخصوص به علمه " إل من ارتضى " يعلم
بعضه حتى يكون له معجزة " من رسول " بيان ل " من " " .فإنه يسلك
من بين يديه " من بين يدي المرتضى " ومن خلفه رصدا " حرسا من
الملئكة يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم " ليعلم أن قد أبلغوا
" أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل والملئكة النازلون
بالوحي ،أو ليعلم ال أن أبلغ ) (1النبياء بمعنى ليتعلق علمه به موجودا
" رسالت ربهم " كما هي محروسة عن عن التغيير " وأحاط بما لديهم
" بما عند الرسل " وأحصى كل شئ عددا " حتى القطر والرمل ) .(2وفي
قوله تعالى " :يا أيها المزمل * قم الليل " أي قم إلى الصلة ،أو داوم
عليها " إل قليل نصفه أو انقص منه قليل أو زد عليه " الستثناء من "
الليل " و " نصفه " بدل من " قليل " وقلته بالنسبة إلى الكل ،والتخيير
بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين ،والناقص عنه كالثلث ،أو " نصفه
" بدل من " الليل " والستثناء منه ،والضمير في " منه " و " عليه "
للقل من النصف كالثلث ،فيكون التخيير بينه وبين القل منه كالربع،
والكثر منه كالنصف ،أو للنصف ،والتخيير بين أن يقوم أقل منه على
البت ،وأن يختار أحد المرين من القل والكثر ،أو الستثناء من أعداد
الليل ،فإنه عام ،والتخيير بين قيام النصف و الناقص عنه والزائد عليه "
ورتل القرآن ترتيل " اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع
من عدها " إنا سنلقي عليك قول ثقيل " يعني القرآن .فإنه لما فيه من
التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين ،أو رصين لرزانة لفظه ومتانة معناه،
أو ثقيل على المتأمل فيه لفتقاره إلى مزيد تصفية للسر ،وتحديد للنظر )
،(3أو ثقيل في الميزان ،أو على الكفار والفجار ،أو ثقيل تلقيه لقول
عائشة :رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم
) (1في المصدر :أن قد أبلغ (2) .أنوار التنزيل 556 :2و (3) .557في المصدر:
وتجريد للنظر.
] [ 212
الشديد البرد فينفصم عنه ) ،(1وإن جبينه ليرفض ) (2عرقا " إن ناشئة الليل "
إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ،من نشأ من مكانه :إذا
نهض ،أو قيام الليل على أن الناشئة له ،أو العبادة التي تنشأ بالليل ،أي
تحدث ،أو ساعات الليل ،فإنها تحدث واحدة بعد اخرى ،أو ساعاتها الول
من نشأت :إذا ابتدأت " هي أشد وطأ " أي كلفة ،أو ثبات قدم " وأقوم
قيل " وأسد مقال ،أو أثبت قراءة لحضور القلب ،وهدوء الصوات )" (3
إن لك في النهار سبحا طويل " تقلبا في مهامك واشتغال بها ،فعليك
بالتهجد ،فإن مناجات الحق تستدعي فراغا " واذكر اسم ربك " ودم على
ذكره ليل ونهارا " وتبتل إليه تبتيل " وانقطع إليه بالعبادة ،وجرد نفسك
عما سواه " رب المشرق والمغرب " خبر محذوف ،أو مبتدأ خبره " ل
إله إل هو " " .فاتخذه وكيل " مسبب عن التهليلة ) ،(4فإن توحده
باللوهية يقتضي أن توكل إليه المور " واصبر على ما يقولون " من
الخرافات " واهجرهم هجرا جميل " بأن تجانبهم وتداريهم ول تكافيهم،
وتكل أمرهم إلى ال كما قال " :وذرني والمكذبين " دعني وإياهم ،وكل
إلي أمرهم " اولي النعمة " أرباب التنعم ،يريد صناديد قريش " ومهلهم
قليل " زمانا أو إمهال " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل
ونصفه وثلثه " استعار الدنى للقل ،لن القرب إلى الشئ أقل بعدا منه،
و " نصفه " و " ثلثه " عطف على " أدنى " " .وطائفة من الذين معك
" ويقوم ذلك جماعة من أصحابك " وال يقدر الليل والنهار " ل يعلم
مقادير ساعاتهما كما هي إل ال " علم أن لن تحصوه " أي لن تحصوا
تقدير الوقات ،ولن تستطيعوا ضبط الساعات " فتاب عليكم " بالترخيص
في ترك القيام المقدور ) ،(5ورفع التبعة
) (1أي فيقطع عنه (2) .أي يسيل ويرشش (3) .أي سكونها (4) .في المصدر:
التهليل (5) .في المصدر :القيام المقدر.
] [ 213
فيه " فاقرؤا ما تيسر من القرآن " فصلوا ما تيسر عليكم من صلة الليل ،عبر عن
الصلة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها ،قيل :كان التهجد واجبا على
التخيير المذكور ،فعسر عليهم القيام به فسنخ به ،ثم نسخ هذا بالصلوات
الخمس ،أو فاقرؤا القرآن بعينه كيفما تيسر عليهم " علم أن سيكون منكم
مرضى " استيناف يبين حكمة اخرى مقتضية للترخيص والتخفيف ،ولذلك
كرر الحكم مرتبا عليه ،وقال " :وآخرون يضربون في الرض يبتغون من
فضل ال " والضرب في الرض :ابتغآء للفضل ،أو المسافرة للتجارة،
وتحصيل العلم ) " .(1يا أيها المدثر " أي المتدثر ،وهو لبس الدثار،
وسيأتي القول فيه " قم " من مضجعك ،أو قم قيام عزم وجد " فأنذر "
مطلق للتعميم ،أو مقدر بمفعول دل عليه قوله " :وأنذر عشيرتك القربين
" " .وربك فكبر " وخصص ربك بالتكبير وهو وصفه بالكبرياء عقدا
وقول " و ثيابك فطهر " من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلة،
محبوب في غيرها ،وذلك بغسلها أو بحفظها عن النجاسة كتقصيرها
مخافة جر الذيول فيها ،وهو أول ما امر به من رفض العادات المذمومة،
أو طهر نفسك من الخلق والفعال الذميمة ) (2أو فطهر دثار النبوة عما
يدنسه من الحقد والضجر وقلة الصبر " والرجز فاهجر " واهجر العذاب
بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح " ول تمنن
تستكثر " ول تعط مستكثرا ،نهي عن الستغزاز ،وهو أن يهب شيئا طامعا
في عوض أكثر ،نهي تنزيه ،أو نهيا خاصا به صلى ال عليه واله ،أو ل
تمنن على ال بعبادتك مستكثرا إياها ،أو على الناس بالتبليغ مستكثرا به
الجر منهم ،أو مستكثرا إياه " ولربك " ولوجهه أو أمره " فاصبر "
فاستعمل الصبر ،أو فاصبر على مشاق التكاليف وأذى المشركين ).(3
وفي قوله تعالى " :ول تطع منهم آثما أو كفورا " أي كل واحد من مرتكب
) (1أنوار التنزيل (2) .560 - 557 :2في المصدر ،من الخلق الذميمة والفعال
الدنية .وزاد بعد ذلك فيكون أمر باستكمال القوة العملية بعد أمره
باستكمال القوة النظرية والدعاء إليه (3) .أنوار التنزيل 560 :2و
.561
] [ 214
الثم ،الداعي لك إليه ،ومن الغالي في الكفر الداعي إليه " واذكر اسم ربك بكرة
وأصيل " أي وداوم على ذكره ،أو دم على صلة الفجر والظهر والعصر،
فإن الصيل يتناول وقتيهما " ومن الليل فاسجد له " وبعض الليل فصل
له ،ولعل المراد به صلة المغرب والعشاء " وسبحه ليل طويل " وتهجد
له طائفة طويلة من الليل ) - 1 .(1ل ،لى :أبي ،عن علي ،عن أبيه ،عن
ابن أبي عمير ،عن أبان الحمر ،عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلم
قال :جاء رجل إلى رسول ال صلى ال عليه واله وقد بلي ثوبه ،فحمل
إليه اثنى عشر درهما ،فقال :يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه،
قال علي عليه السلم :فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر
درهما ،وجئت به إلى رسول ال صلى ال عليه واله ،فنظر إليه فقال :يا
علي غير هذا أحب إلي ،أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت :ل أدري ،فقال :انظر،
فجئت إلى صاحبه فقلت :إن رسول ال صلى ال عليه واله قد كره هذا
يريد ثوبا دونه ) (2فأقلنا فيه ،فرد علي الدراهم ،وجئت به ) .(3إلى
رسول ال صلى ال عليه واله فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا ،فنظر
إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ،فقال لها رسول ال صلى ال عليه
واله :ما شأنك ؟ قالت :يا رسول ال إن أهل بيتي ) (4أعطوني أربعة
دراهم لشتري لهم بها حاجة فضاعت فل أجسر أن أرجع إليهم ،فأعطاها
رسول ال صلى ال عليه واله أربعة دراهم ،وقال :ارجعي إلى أهلك،
ومضى رسول ال صلى ال عليه واله إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة
دراهم ،ولبسه وحمد ال ،وخرج فرأى رجل عريانا يقول :من كساني
كساه ال من ثياب الجنة ،فخلع رسول ال صلى ال عليه واله قميصه
الذي اشتراه وكساه السائل ،ثم رجع إلى السوق فاشترى بالربعة التي
بقيت قميصا آخر ،فلبسه وحمد ال ورجع إلى منزله ،وإذا الجارية قاعدة
على الطريق ) ،(5فقال لها رسول ال صلى ال عليه وآله :ما لك ل تأتين
أهلك ؟ قالت :يا رسول ال إني قد أبطأت عليهم
) (1أنوار التنزيل ،573 :2وفيه وفى ما تقدم قبله اختصار من المصنف (2) .في
الخصال :يريد غيره (3) .في الخصال :فجئت بها (4) .في الخصال :إن
أهلى أعطوني (5) .في الخصال :فإذا الجارية قاعدة على الطريق تبكى.
] [ 215
وأخاف ) (1أن يضربوني ،فقال رسول ال صلى ال عليه واله :مري بين يدي
ودليني على أهلك ،فجاء رسول ال صلى ال عليه واله حتى وقف على
باب دارهم ،ثم قال :السلم عليكم يا أهل الدار ،فلم يجيبوه ،فأعاد السلم
فلم يجيبوه ،فأعاد السلم فقالوا :عليك السلم يا رسول ال ورحمة ال
وبركاته ،فقال لهم :ما لكم تركتم إجابتي في أول السلم والثاني ؟ قالوا :يا
رسول ال سمعنا سلمك فأحببنا أن تستكثر منه ،فقال رسول ال صلى ال
عليه واله :إن هذه الجارية أبطأت عليكم فل تؤاخذوها ،فقالوا :يا رسول
ال هي حرة لممشاك ،فقال رسول ال صلى ال عليه واله :الحمد ل ،ما
رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه ،كسى ال بها عريانين،
وأعتق بها نسمة ) - 2 .(2لى :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن عبد ال بن
الصلت ،عن يونس ،عن ابن حميد ،عن محمد بن قيس ،عن أبي جعفر
عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :خمس ل أدعهن حتى
الممات :الكل على الحضيض مع العبيد ،وركوبي الحمار مؤكفا ،وحلبي
العنز بيدي ،ولبس الصوف ،والتسليم على الصبيان ،لتكون ) (3سنة من
بعدي ) - 3 .(4ن ،ع :المظفر العلوي ،عن ابن العياشي ،عن أبيه ،عن
علي بن الحسن ابن فضال ،عن محمد بن الوليد ،عن العباس بن هلل،
عن الرضا ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم مثله ) .(5ل :ابن المتوكل،
عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،وصفوان معا
عن الحسين بن مصعب ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم مثله )
.(6
) (1الخصال خال عن العاطف (2) .الخصال 86 :2و ،87المالي(3) .144 :
لتكون ذلك خ ل (4) .المالي (5) .44 :عيون أخبار الرضا ،235 :علل
الشرائع .54 :وفيهما :ليكون (6) .الخصال .130 :1
] [ 216
بيان :الكل على الحضيض :الكل على الرض من غير أن يكون خوان ،قال
الجوهري :والحضيض :القرار من الرض عند منقطع الجبل ،وفي الحديث
" إنه اهدي إلى رسول ال صلى ال عليه واله هدية فلم يجد شيئا يضعه
عليه ،فقال :ضعه بالحضيض ،فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد " يعني
بالرض .وقال الفيروزآبادي :إكاف الحمار ككتاب وغراب ووكافه :برذعته
) ،(1والكاف :صانعه ،وآكف الحمار إيكافا وأكفه تأكيفا :شده عليه .أقول:
سيأتي شرح الخبر بتمامه في كتاب الداب والسنن إن شاء ال تعالى- 4 .
لى :العطار ،عن أبيه ،عن ابن عيسى ،عن أبيه ،عن صفوان بن يحيى،
عن العيض بن القاسم قال :قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلم:
حديث يروى عن أبيك عليه السلم أنه قال :ما شبع رسول ال صلى ال
عليه واله من خبز بر قط ،أهو صحيح ؟ فقال :ل ،ما أكل رسول ال صلى
ال عليه وآله خبز بر قط ،ول شبع من خبز شعير قط ) - 5 .(2لى :ابن
إدريس ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن يحيى الخزاز ،عن موسى بن
إسماعيل ،عن أبيه ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :إن يهوديا كان له على رسول
ال صلى ال عليه واله دنانير فتقاضاه فقال له :يا يهودي ما عندي ما
أعطيك فقال :فإني ل افارقك يا محمد حتى تقضيني ،فقال :إذا أجلس معك،
فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء
الخرة والغداة ،وكان أصحاب رسول ال صلى ال عليه واله يتهددونه
ويتواعدونه ،فنظر رسول ال صلى ال عليه واله إليهم فقال :ما الذي
تصنعون به ؟ فقالوا يا رسول ال يهودي يحبسك ؟ فقال صلى ال عليه
واله :لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهدا ول غيره ،فلما عل النهار
قال اليهودي :أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وشطر مالي في سبيل ال ،أما وال ما فعلت بك الذي فعلت إل لنظر إلى
نعتك في التوراة ،فإني قرأت نعتك في التوراة :محمد بن عبد ال مولده
بمكة
) (1البرذعة والبردعة :كساء يلقى على ظهر الدابة (2) .المالى.192 :
] [ 217
ومهاجره بطيبة ،وليس بفظ ول غليظ ول سخاب ،ول متزين ) (1بالفحش ،ول قول
الخنآء ،وأنا أشهد أن ل إله إل ال ،وأنك رسول ال صلى ال عليه واله،
وهذا مالي ،فاحكم فيه بما أنزل ال ،وكان اليهودي كثير المال ،ثم قال
عليه السلم (2) :كان فراش رسول ال صلى ال عليه واله عباءة ،وكانت
مرفقته أدم حشوها ليف ،فثنيت له ذات ليلة ،فلما أصبح قال :لقد منعني
الفراش الليلة الصلة ،فأمر عليه السلم أن يجعل بطاق واحد ) .(3بيان:
قال الجزري :فيه من قتل معاهدا لم يقبل ال منه صرفا ول عدل ،يجوز أن
يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول ،وهو في الحديث بالفتح
أشهر وأكثر ،والمعاهد :من كان بينك وبينه عهد ،وأكثر ما يطلق في
الحديث على أهل الذمة ،وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا
على ترك الحرب مدة ما ،وقال :الشطر ) :(4النصف .وقال الجوهري:
طيبة على وزن شيبة :اسم مدينة الرسول صلى ال عليه واله ،والصخب
بالصاد وبالسين :الضجة ،واضطراب الصوات للخصام .قوله عليه
السلم :ول متزين ،في بعض النسخ بالزاء المعجمة ،أي لم يجعل الفحش
زينة كما يتخذه اللئام ،وفي بعضها بالراء أي ل يدنس نفسه بذلك .والخنآء
أيضا الفحش في القول ،والمرفقة بالكسر :الوسادة - 6 .فس :أبي ،عن
ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه واله في بيت ام سلمة في ليلتها ،ففقدته من
الفراش ،فدخلها في ذلك ما يدخل النساء ،فقامت تطلبه في جوانب البيت
حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه ) (5يبكي وهو
يقول " :اللهم ل تنزع مني ) (6صالح ما أعطيتني أبدا )،(7
) (1ول صخاب ،ول مترين خ ل (2) .في المصدر :ثم قال علي عليه السلم(3) .
المالي (4) .279 :شطر المال :قسمه نصفين (5) .في المصدر :قائما
رافعا يديه (6) .تنزع عنى خ ل (7) .في المصدر بعد ذلك :اللهم ول
تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ،اللهم ل تشمت بى عدوا ول حاسدا أبدا،
اللهم ل تردني في سوء استنقذتني منه أبدا.
] [ 218
اللهم ل تشمت بي عدوا ول حاسدا أبدا ،اللهم ول تردني في سوء استنقذتني منه
أبدا ،اللهم ول تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا " قال :فانصرفت ام سلمة
تبكي حتى انصرف رسول ال صلى ال عليه واله لبكائها فقال لها :ما
يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت :بأبي أنت وامي يا رسول ال ولم ل أبكي وأنت
بالمكان الذي أنت به من ال ،قد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر،
تسأله أن ل يشمت بك عدوا أبدا ،وأن ل يردك في سوء استنقذك منه أبدا،
وأن ل ينزع منك صالحا أعطاك ) (1أبدا ،وأن ل يكلك إلى نفسك طرفة
عين أبدا ؟ فقال :يا ام سلمة وما يؤمنني ؟ وإنما وكل ال يونس بن متى
إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان ) - 7 .(2ب :ابن طريف ) ،(3عن
ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه عليهما السلم قال :جاء إلى النبي صلى
ال عليه واله سائل يسأله ،فقال رسول ال صلى ال عليه واله :هل من
أحد عنده سلف ؟ فقام رجل من النصار من بني الجبلى ) (4فقال :عندي
يا رسول ال ،قال :فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر ،قال :فأعطاه ،قال:
ثم جاء النصاري بعد إلى النبي صلى ال عليه واله يتقاضاه فقال له:
يكون إن شآء ال ثم عاد إليه ) (5فقال :يكون إن شآء ال ،ثم عاد إليه
الثالثة فقال :يكون إنشاء ال ،فقال :قد أكثرت يا رسول ال من قول :يكون
إن شآء ال ،قال :فضحك رسول ال ،وقال :هل من رجل عنده سلف ؟
قال :فقام رجل فقال له :عندي
) (1في المصدر :صالح ما أعطاك (2) .تفسير القمي (3) .432 :هكذا في النسخة
وفيه وهم ،والصحيح ظريف بالظاء المعجمة ،والرجل هو الحسن بن
ظريف بن ناصح الكوفي المترجم في فهرستى النجاشي والشيخ وخلصة
العلمة وغيرها (4) .هكذا في الكتاب ومصدره ولم نقف عليه في كتاب
النساب ،ولعله مصحف بنو الحبلى بالحاء المهملة ،قال القلقشندى في
نهاية الرب :51 :بنو الحبلى بطن من الخزرج من القحطانية ،وهم بنو
الحبلى واسمه سالم بن غنم بن عوف ابن الخزرج .وذكره ابن الثير
أيضا في اللباب في تهذيب النساب 275 :1و 276وضبطه بضم الحاء
وسكون الباء ،وذكره أيضا الفيروزآبادي في القاموس (5) .في المصدر:
ثم عاد إليه الثانية.
] [ 219
يا رسول ال ،قال :وكم عندك ؟ قال :ما شئت ،قال :فأعط هذا ثمانية أوسق من
تمر ،فقال النصاري :إنما لي أربعة يا رسول ال ،قال رسول ال صلى ال
عليه واله :وأربعة أيضا ) - 8 .(1ب :ابن طريف ) ،(2عن ابن علوان،
عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله لم
يورث دينارا ول درهما ول عبدا ول وليدة ول شاة ول بعيرا ،ولقد قبض
صلى ال عليه واله ) (3وأن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة
بعشرين صاعا من شعير استلفها ) (4نفقة لهله ) - 9 .(5ب:
أبوالبخترى ،عن جعفر ،عن أبيه عليه السلم أن المساكين كانوا يبيتون
في المسجد على عهد رسول ال صلى ال عليه واله ،فأفطر النبي صلى
ال عليه واله مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في
برمة ) (6فأكل منها ثلثون رجل ،ثم ردت إلى أزواجه شبعهن )- 10 (7
ب :محمد بن الوليد ،عن ابن بكير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
الصلة قاعدا أو يتوكأ على عصا ،أو على حائط ؟ فقال :ل ،ما شأن أبيك
وشأن هذا ؟ ما بلغ ابوك هذا بعد أن رسول ال صلى ال عليه وآله بعد ما
عظم أو بعد ما ثقل كان يصلي وهو قائم ،و رفع إحدى رجليه حتى أنزل
ال تبارك وتعالى " :طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " فوضعها ).(8
بيان :لعل تحمل هذه الثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ - 11 .ل:
محمد بن عمر الحافظ البغدادي ،عن إسحاق بن جعفر العلوي ،عن أبيه
جعفر بن محمد ،عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل ،عن
سليمان بن محمد القرشي،
) (1قرب السناد (2) .44 :ذكرنا آنفا أن الصحيح ظريف بالظاء المعجمة (3) .لقد
قبض رسول ال خ ل (4) .استسلفها خ ل ،وهو الموجود في المصدر) .
(5قرب السناد (6) .44 :البرمة :القدر من الحجر (7) .قرب السناد:
(8) .69قرب السناد 79 :و 80وللحديث ذيل تركه المصنف.
] [ 220
عن إسحاق بن أبي زياد ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي عليهما
السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :خمس لست بتاركهن حتى
الممات :لباسي الصوف ) ،(1وركوبي الحمار مؤكفا ،وأكلي مع العبيد،
وخصفي النعل بيدي ،وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي ).(2
- 12ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله :أتاني ملك فقال :يا محمد إن ربك يقرئك
السلم ،ويقول :إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا ،قال :فرفع رأسه إلى
السماء وقال ) :(3يا رب أشبع يوما فأحمدك ،وأجوع يوما فأسألك ).(4
صح :عنه عليه السلم مثله ) .(5جا :عمر بن محمد ،عن ابن مهرويه،
عن داود بن سليمان ،عنه عليه السلم مثله ) - 13 .(6ن :بإسناد التميمي
) ،(7عن الرضا ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :كان النبي صلى
ال عليه واله يضحى بكبشين أملحين أقرنين ) - 14 .(8ن :بهذا السناد
قال :إن النبي صلى ال عليه واله كان يتختم في يمينه ) - 15 .(9ن:
وبهذا السناد قال :ما شبع النبي صلى ال عليه واله من خبز بر ثلثة أيام
حتى مضى لسبيله ).(10
) (1قد أسفلنا سابقا أن الروايات تختلف في لبس الصوف ،فبعضها تذم ذلك،
وبعضها تستحسنه وذكرنا وجها في رفع التخالف هناك (2) .الحديث قد
سقط عن الطبع في المطبوع أول ،وهو موجود في طبعة قم .راجع ص
(3) .221في المجالس :فرفعت رأسي إلى السماء وقلت (4) .عيون
أخبار الرضا (5) .199 :صحيفة الرضا (6) .22 :أمالى المفيد 72 :و
(7) .73السناد هكذا :حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال :حدثنا الحسن بن
عبد ال التميمي قال :حدثنى أبى قال :حدثنى سيدى علي بن موسى
الرضا عليه السلم اه 8) .و (9عيون أخبار الرضا (10) .223 :عيون
أخبار الرضا.224 :
] [ 221
- 16ن :الحسين بن أحمد البيهقي ،عن محمد بن يحيى الصولي ،عن سهل بن
القاسم النوشجاني قال :قال رجل للرضا عليه السلم :يابن رسول ال إنه
يروى عن عروة بن زبير أنه قال :توفي النبي صلى ال عليه واله )(1
وهو في تقية ،فقال :أما بعد قول ال عزوجل " :يا أيها الرسول بلغ ما
انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس
" فإنه أزال كل تقية بضمان ال عزوجل له وبين أمر ال ،ولكن قريشا
فعلت ما اشتهت بعده ،وأما قبل نزول هذه الية فلعله ) - 17 .(2ما:
المفيد ،عن الحسين بن محمد التمار ،عن محمد بن إسكاب ) ،(3عن
مصعب بن المقدام بن شريح ،عن أبيه ،عن عائشة أن النبي صلى ال
عليه واله كان إذا رأى ناشئا ترك كل شئ ،وإن كان في صلة ،وقال" :
اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه " فإن ذهب حمد ال ،وإن أمطر قال" :
اللهم اجعله ناشئا نافعا " والناشئ :السحاب ،والمخيلة أيضا :السحابة )
.(4بيان :قوله :والناشئ إلى آخر الكلم إما كلم الشيخ ،أو بعض الروات
و قال الجزرى :فيه كان إذا رأى ناشئا في افق السماء ،أي سحابا لم
يتكامل اجتماعه و اصطحابه - 18 .ما :ابن حشيش ) ،(5عن أحمد ،عن
سليمان بن أحمد الطبراني ،عن :عمرو ابن ثور ) ،(6عن محمد بن
يوسف ) ،(7عن سفيان الثوري ،عن عبد الرحمن بن القاسم ،عن أبيه،
عن عائشة قال :ما شبع آل محمد عليه السلم ثلثة أيام تباعا حتى لحق
بال عزوجل ).(8
) (1في المصدر :رسول ال صلى ال عليه وآله (2) .عيون اخبار الرضا 271 :و
(3) .272في المصدر :محمد بن ،اسكاف ،بالفاء (4) .أمالى ابن الشيخ:
(5) .80في المصدر :خشيش بالخاء المعجمة ،وفي بعض المواضع منه
خنيس ،وفى اخرى :محمد بن على بن خشيش بن نصر بن جعفر بن
ابراهيم التميمي (6) .وصفه في المصدر :بالجزامى (7) .وصفه في
المصدر :بالفريابى (8) .مجالس ابن الشيخ.196 :
] [ 222
- 19ما :ابن مخلد ،عن الخالدي ) ،(1عن الحسن بن علي القطان ،عن عباد ابن
موسى ) ،(2عن إبراهيم بن سليمان ) ،(3عن عبد ال بن مسلم ،عن
سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله
يجلس على الرض ،ويأكل على الرض ،و يعتقل الشاة ،ويجيب دعوة
المملوك على خبز الشعير ) - 20 .(4ما :حمويه بن علي ،عن محمد بن
محمد بن بكر الهزالي ) ،(5عن الفضل بن الحباب ) ،(6عن سلم ،عن أبي
هلل ،عن بكر بن عبد ال أن عمر بن الخطاب دخل على النبي صلى ال
عليه واله وهو موقوذ -أو قال :محموم -فقال له عمر :يا رسول ال ما
أشد وعكك أو حماك ؟ فقال :ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلثين سورة
فيهن السبع الطول ،فقال عمر :يا رسول ال غفر ال لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر وأنت تجتهد هذا الجتهاد ؟ فقال :يا عمر أفل أكون عبدا
شكورا ؟ ) .(7بيان :قال الفيروزآبادي :الموقوذ :الشديد المرض
المشرف ،ووقذه :صرعه ،و سكنه ،وغلبه ،وتركه عليل كأوقذه ،وقال:
الوعك :أدنى الحمى ووجعها ومغثها ) (8في البدن ،وألم من شدة التعب.
- 21ع :علي بن حاتم ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن إسماعيل ،عن
الحسين بن
) (1ابن مخلد هو محمد بن محمد بن مخلد ،والخالدي في المصدر :الخلدي(2) .
وصفه في المصدر بالختلى (3) .في المصدر :أبو إسماعيل ابراهيم بن
سليمان المؤدب (4) .مجالس ابن الشيخ (5) .250 :هكذا في النسخة،
وفي المصدر :الهزاني وهو الصحيح ،قال ابن الثير في اللباب :290 :3
الهزانى بكسر الهاء وفتح الزاى المشددة وبعد اللف نون ،هذه النسبة
إلى هزان وهو بطن من عتيك ،والعتيك من ربيعة ،وهو هزان بن صباح
بن عتيك ،منهم أبوروق أحمد بن محمد بن بكر الهزانى حدث هو وأبوه.
) (6كناه في المصدر أبا خليفة .ولقبه بالجحمى (7) .مجالس ابن الشيخ:
(8) .257مغثه الحمى :أصابته وأخذته.
] [ 223
موسى ،عن أبيه ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي بن الحسين،
عن أبيه ،عن علي بن أبي طالب عليهم السلم قال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله مكفرا ل يشكر معروفه ،ولقد كان معروفه على القرشي
والعربي والعجمي ،ومن كان أعظم معروفا من رسول ال صلى ال عليه
وآله على هذا الخلق ؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون ل يشكر معروفنا،
وخيار المؤمنين مكفرون ل يشكر معروفهم ) - 22 .(1ع :أبي ،عن
القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي ،عن صالح بن راهويه،
عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلم عن الرضا عليه السلم قال :نزل
جبرئيل على النبي صلى ال عليه واله فقال :يا محمد إن ربك يقرئك
السلم ،ويقول :إن البكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر ،فإذا أينع
الثمر فل دواء له إل اجتناؤه ،وإل أفسدته الشمس ،وغيرته الريح ،وإن
البكار إذا أدركن ما تدرك النساء فل دواء لهن إل البعول ،وإل لم يؤمن
عليهن الفتنة ،فصعد رسول ال صلى ال عليه واله المنبر فجمع الناس ثم
أعلمهم ما امر ال عزوجل به ،فقالوا :ممن يا رسول ال ؟ فقال :من
الكفاء ،فقالوا :ومن الكفاء ؟ فقال :المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ،ثم لم
ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن السود ،ثم قال :أيها الناس إني
زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح ) - 23 .(2ير :محمد بن الحسين،
عن جعفر بن محمد بن يونس ،عن حماد بن عثمان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن النبي صلى ال عليه واله كان في مكان ومعه رجل من
أصحابه وأراد قضاء حاجة ،فقام إلى الشائين يعني النخلتين ،فقال لهم
اجتمعا ،فاستتر بهما النبي صلى ال عليه واله فقضى حاجته ،ثم قام فجاء
الرجل فلم ير شيئا ) .(3بيان :قال الجوهري :الشاء بالفتح والمد :صغار
النخل - 24 .ص :الصدوق :عن عبد ال بن حامد ،عن أحمد بن محمد بن
الحسين ،عن محمد بن يحيى أبي صالح ،عن الليث ،عن يونس ،عن ابن
شهاب ،عن أبي سلمة ،أن جابر بن عبد ال
) (1علل الشرائع (2) .187 :علل الشرائع .193 :قوله :ليتضع أي ليخط(3) .
بصائر الدرجات.18 :
] [ 224
قال :كنا مع رسول ال صلى ال عليه واله بمر الظهران ) (1يرعى الغنم ) ،(2وإن
رسول ال صلى ال عليه واله قال :عليكم بالسود منه فإنه أطيبه ،قالوا:
ترعى الغنم ؟ قال :نعم وهل نبي إل رعاها ؟ ) - 25 .(3ص :الصدوق،
عن أبيه ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن سيف بن حاتم ،عن رجل
من ولد عمار يقال له :أبو لؤلؤة سماه عن آبائه قال :قال عمار رضي ال
عنه :كنت أرعى غنيمة أهلي ،وكان محمد صلى ال عليه واله يرعى
أيضا ،فقلت :يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق ؟ قال :نعم،
فجئتها من الغد وقد سبقني محمد صلى ال عليه واله وهو قائم يذود غنمه
عن الروضة قال :إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك ) .(4بيان :قال
الفيروزآبادي :البرق محركة :الحمل معرب برة ،وقال :البرق :غلظ فيه
حجارة ورمل وطين مختلطة ،والبرقة بالضم :غلظ ،البرق وبرق :ديار
العرب تنيف على مائة منها :برقة الثمار ،والوجال ،والجداد ،وعدها إلى
أن قال :والنجد ،ويثرب ،واليمامة ،هذه برق العرب - 26 .سن :أبي ،عن
النوفلي ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :خلق ال العقل فقال له :أدبر فأدبر ،ثم قال له :أقبل فأقبل،
ثم قال :ما خلقت خلقا أحب إلى منك ،فأعطى ال ) (5محمدا تسعة وتسعين
جزء ،ثم قسم بين العباد جزء واحدا ) - 27 .(6صح :عن الرضا ،عن
آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :ضعفت عن
) (1قال ياقوت :ظهران :واد قرب مكة ،وعنده قرية يقال له :مر ،تضاف إلى هذا
الوادي فيقال :مر الظهران (2) .نرعى الغنم خ 3) .و (4قصص النبياء:
مخطوط (5) .في المصدر :قال :فأعطى ال (6) .المحاسن.192 :
] [ 225
الصلة والجماع ) ،(1فنزلت علي قدر من السماء ،فأكلت منها فزاد في قوتي قوة
أربعين رجل في البطش والجماع ) - 28 .(2صح :عن الرضا ،عن آبائه
عليه السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كنا مع النبي صلى ال
عليه واله في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة ومعها كسيرة من خبز فدفعتها
إلى النبي صلى ال عليه وآله ،فقال النبي صلى ال عليه واله :ما هذه
الكسيرة ؟ قالت :خبزته قرصا ) (3للحسن والحسين جئتك منه بهذه
الكسيرة ،فقال النبي صلى ال عليه واله :يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل
جوف أبيك منذ ثلث ) .(4ن :بالسانيد الثلثة عنه عليه السلم مثله ).(5
- 29سن :علي بن الحكم ،عن أبي المغرا ،عن ابن خارجة ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه
واله يأكل أكل العبد ،ويجلس جلوس العبد ،و يعلم أنه عبد ) .(6بيان :أكل
العبد :الكل على الرض كما مر ،وجلوس العبد :الجلوس على الركبتين.
- 30سن :أبي ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن
أبي جعفر عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يأكل أكل
العبد ،ويجلس جلسة العبد ،وكان يأكل على الحضيض ،وينام على
الحضيض - 31 .سن :صفوان ،عن ابن مسكان ،عن الحسن الصيقل قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :مرت امرأة بدوية ) (7برسول ال
صلى ال عليه وآله وهو يأكل وهو جالس على
) (1في المصدر :ضعفت عن الصلة والصيام والجماع (2) .صحيفة الرضا) .11 :
(3في المصدر :قالت :خبز اخبزته للحسن .وفي العيون :قرصا خبزتها.
) (4صحيفة الرضا (5) .15 :عيون اخبار الرضا 205 :و (6) .206
المحاسن (7) .456 :بذية خ ل.
] [ 226
الحضيض ،فقالت :يا محمد وال إنك لتأكل أكل العبد ،وتجلس جلوسه ،فقال لها
رسول ال صلى ال عليه واله :ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت :فناولني
لقمة من طعامك ،فناولها ،فقالت :ل وال إل التي في فمك ) ،(1فأخرج
رسول ال صلى ال عليه واله اللقمة من فمه فناولها ،فأكلتها ،قال أبو
عبد ال عليه السلم :فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا ) .(2مكا :من
كتاب النبوة ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) .(3كا :علي ،عن أبيه،
عن صفوان مثله ) - 32 .(4يج :روي عن الصادق عليه السلم أن رسول
ال صلى ال عليه واله أقبل إلى الجعرانة ) (5فقسم فيها الموال ،وجعل
الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة ،فأخذت برده وخدشت
ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه ،فقال :أيها الناس ردوا علي بردي،
وال لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ،ثم ما ألفيتموني
جبانا ول بخيل ،ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة ،قال :فما رأيت تلك
الشجرة إل خضراء كأنما يرش عليه الماء - 33 .وفي رواية اخرى :حتى
انتزعت الشجرة ردائه ،وخدشت الشجرة ظهره ) .(6بيان :قال الجوهري:
جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا ،يتعدى ول يتعدى - 34 .قب :أما آدابه
صلى ال عليه واله فقد جمعها بعض العلماء والتقطها من الخبار :كان
النبي صلى ال عليه واله أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم
وأعطفهم ،لم تمس يده يد امرأة
) (1في المصدر :في فيك ،وفي الكافي :إل الذي في فيك (2) .حتى فارقت الدنيا
روحها خ ل .المحاسن (3) .457 :مكارم الخلق (4) .15 :فروع الكافي
(5) .157 :2الجعرانة بكسر اوله ،وسكون الثاني ،وقد يكسر ويشدد
الراء :هي ماء بين الطائف و مكة ،وهي إلى مكة أقرب ،قيل :هي من
مكة على بريد من طريق العراق (6) .لم نجد الحديث في الخرائج
المطبوع ،وذكرنا قبل ذلك كرارا أن نسخة خرائج المصنف كانت تتفاوت
مع المطبوع.
] [ 227
ل تحل ،وأسخى الناس ،ل يثبت عنده دينار ول درهم ،فان فضل ولم يجد من يعطيه
و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه ،ل يأخذ
مما آتاه ال إل قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ،ويضع
سائر ذلك في سبيل ال ،ول يسأل شيئا إل أعطاه ،ثم يعود إلى قوت عامه
فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ ،وكان يجلس
على الرض ،وينام عليها ،ويأكل عليها ،وكان يخصف النعل ،ويرقع
الثوب ،ويفتح الباب ،ويحلب الشاة ،ويعقل البعير فيحلبها ،ويطحن مع
الخادم إذا أعيا ،ويضع طهوره بالليل بيده ،ول يتقدمه مطرق ،ول يجلس
مكتئا ،ويخدم في مهنة أهله ،ويقطع اللحم ،وإذا جلس على الطعام جلس
محقرا ،وكان يلطع أصابعه ،ولم يتجشأ قط ،ويجيب دعوة الحر والعبد ولو
على ذراع أو كراع ،ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ،ول يأكل
الصدقة ،ل يثبت بصره في وجه أحد ،يغضب لربه ول يغضب لنفسه ،وكان
يعصب ) (1الحجر على بطنه من الجوع ،يأكل ما حضر ،ول يرد ما وجد،
ل يلبس ثوبين ،يلبس بردا حبرة يمنية ،وشملة ) (2جبة صوف ،والغليظ
من القطن والكتان ،وأكثر ثيابه البياض ،ويلبس العمامة ) ،(3ويلبس
القميص من قبل ميامنه ،وكان له ثوب للجمعة خاصة ،وكان إذا لبس
جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ،وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى
) (4ثنيتين ،يلبس خاتم فضة في خنصره اليمن ،يحب البطيخ ،ويكره
الريح الردية :ويستاك عند الوضوء ،يردف ) (5خلفه عبده أو غيره،
يركب ) (6ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار ،ويركب الحمار بل سرج
وعليه العذار ) ،(7ويمشي راجل و
) (1أي يشد (2) .الشملة :كساء واسع يشتمل به (3) .في المصدر :ويلبس
العمامة تحت العمامة (4) .أي يطوى ويرد بعضه على بعض (5) .في
المصدر :ويردف (6) .في المصدر :ويركب (7) .العذار بالكسر :ما سال
من اللجام على خد الفرس.
] [ 228
حافيا بل رداء ول عمامة ول قلنسوة ،ويشيع الجنائز ،ويعود المرضى في أقصى
المدينة ،يجالس الفقراء ،ويؤاكل المساكين ،ويناولهم بيده ،ويكرم أهل
الفضل في أخلقهم ،و يتألف أهل الشرف بالبر لهم ،يصل ذوي رحمه من
غير أن يؤثرهم على غيرهم إل بما أمر ال ،ول يجفو على أحد ،يقبل
معذرة المعتذر إليه ،وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم
تجر عظة ،وربما ضحك من غير قهقهة ،ل يرتفع على عبيده وإمائه في
مأكل ول ملبس ) ،(1ما شتم أحدا بشتمة ول لعن امرأة ول خادما بلعنة،
ول لموا أحدا إل قال :دعوه ،ول يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إل قام معه
في حاجته ،ل فظ ول غليظ ،ول صخاب في السواق ،ول يجزي بالسيئة
السيئة ،ولكن يغفر ويصفح ،يبدأ من لقيه بالسلم ،ومن رامه ) (2بحاجة
صابره حتى يكون هو المنصرف ،ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها،
وإذا القي مسلما بدأه بالمصافحة ،وكان ل يقوم ول يجلس إل على ذكر
ال ،وكان ل يجلس إليه أحد وهو يصلي إل خفف صلته وأقبل عليه،
وقال :ألك حاجة ؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ،يجلس )(3
حيث ينتهى به المجلس ،وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة ،وكان يكرم
من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه ،ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته،
وكان في الرضا والغضب ل يقول :إل حقا ،وكان يأكل القثاء بالرطب و
الملح ،وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب ،وأكثر طعامه الماء
والتمر ،و كان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الطيبين ،وكان أحب الطعام
إليه اللحم ،ويأكل الثريد باللحم ،وكان يحب القرع ،وكان يأكل لحم الصيد
ول يصيده ،وكان يأكل الخبز والسمن ،وكان يحب من الشاة الذراع
والكتف ،ومن القدر الدبا ،ومن الصباغ الخل ،ومن التمر العجوة )،(4
ومن البقول الهندبا والباذروج ) (5والبقلة اللينة ).(6
) (1في المصدر :ول في ملبس (2) .أي قصده وأتاه (3) .في المصدر :وكان
يجلس (4) .العجوة :التمر المحشى في وعائه (5) .الهندبا والهندباء:
بقل معروف ،يقال له بالفارسية :كاسنى .والباذروج قال الفيروزآبادي
بفتح الذال :بقلة يقوى القلب جدا ويقبض إل ان يصادف فضلة فيسهل) .
(6مناقب آل أبي طالب 100 :1و .101
] [ 229
بيان :قوله :ل يتقدمه مطرق ،أي كان أكثر الناس إطرافا إلى الرض حياء ،يقال:
أطرق ،أي سكت ولم يكلم ،وأرخى عينيه ينظر إلى الرض ،والمهنة بالفتح
و الكسر :الخدمة ،ولطع الصابع :لحسها ومصها بعد الطعام :والكراع
كغراب من البقر والغنم :مستدق الساق .وقال الفيروزآبادي :المجيع :تمر
يعجن بلبن ،وتمجع :أكل التمر اليابس باللبن معا ،وأكل التمر وشرب عليه
اللبن - 35 .مكا :في تواضعه وحيائه :عن أنس بن مالك قال :كان رسول
ال صلى ال عليه واله يعود المريض ،ويتبع الجنازة ،ويجيب دعوة
المملوك ،ويركب الحمار ،وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار
مخطوم ) (1بحبل من ليف تحته اكاف من ليف .وعن أنس بن مالك قال:
لم يكن شخص أحب إليهم من رسول ال ،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه
لما يعرفون من كراهيته ) .(2وعن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله يجلس على الرض ،ويأكل على الرض ويعتقل الشاة،
ويجيب دعوة المملوك .وعن أنس بن مالك قال :إن رسول ال صلى ال
عليه واله مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ .عن أسماء بنت يزيد أن
النبي صلى ال عليه واله مر بنسوة فسلم عليهن .وعن ابن مسعود قال:
أتى النبي صلى ال عليه واله رجل يكلمه فأرعد ،فقال :هون عليك ،فلست
بملك ،إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد ) .(3عن أبي ذر قال :كان رسول
ال صلى ال عليه واله يجلس بين ظهراني ) (4أصحابه فيجئ الغريب فل
يدري أيهم هو ،حتى يسأل ،فطلبنا إلى النبي صلى ال عليه واله أن يجعل
مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه ،فبنينا له دكانا ) (5من طين ،وكان يجلس
عليه ،ونجلس بجانبيه.
) (1خطمه بالخطام :جعله على أنفه ،والخطام :حبل يجعل في عنق البعير وغيره
ويثنى في خطمه وأنفه (2) .في المصدر :كراهية لذلك (3) .مكارم
الخلق (4) .14 :ظهرانى بالفتح أي وسطهم (5) .الدكان :شئ
كالمصطبة يقعد عليه .والمصطبة :مكان ممهد قليل الرتفاع عن الرض،
يجلس عليه.
] [ 230
وسئلت عائشة ما كان النبي صلى ال عليه واله يصنع إذا خل ؟ قالت :يخيط ثوبه،
ويخصف نعله ،ويصنع ما يصنع الرجل في أهله .وعنها :أحب العمل إلى
رسول ال صلى ال عليه واله الخياطة .وعن أنس بن مالك قال :خدمت
النبي صلى ال عليه واله تسع سنين فما أعلمه قال لي قط :هل فعلت كذا
وكذا ؟ ول عاب علي شيئا قط .وعن أنس بن مالك قال :صحبت رسول ال
صلى ال عليه واله عشر سنين ،وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب
من نكهته ،وكان إذا لقيه واحد ) (1من أصحابه قام معه ،فلم ينصرف حتى
يكون الرجل ينصرف عنه ) ،(2وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده
ناولها إياه ،فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه ،وما
أخرج ركبتيه بين جليس ) (3له قط ،وما قعد إلى رسول ال صلى ال عليه
واله رجل قط فقام حتى يقوم ) .(4وعن أنس بن مالك قال :إن النبي صلى
ال عليه واله أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت
إلى صفحة عنق رسول ال صلى ال عليه واله وقد أثرت به حاشية الرداء
من شدة جبذته ،ثم قال له :يا محمد مر لي من مال ال الذي عندك ،فالتفت
إليه رسول ال صلى ال عليه واله فضحك وأمر له بعطاء .عن أبي سعيد
الخدري يقول :كان رسول ال صلى ال عليه واله حييا ) (5ل يسأل شيئا
إل أعطاه .وعنه قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله أشد حياء من
العذراء في خدرها ،وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه .وعن ابن مسعود
قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :ل يبلغني أحد منكم عن أصحابي
شيئا،
) (1في نسخة من المصدر :أحد (2) .في المصدر :حتى يكون الرجل هو الذي
ينصرف عنه (3) .في المصدر :بين يدى جليس (4) .مكارم الخلق:
(5) .15الحيى :ذو الحياء.
] [ 231
فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) .(1في جوده :عن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله أجود
الناس كفا ،وأكرمهم عشرة ) ،(2من خالطه فعرفه أحبه .من كتاب النبوة
عن ابن عباس ،عن النبي صلى ال عليه واله قال :أنا أديب ال وعلي
أديبي ،أمرني ربي بالسخاء والبر ،ونهاني عن البخل والجفاء ،وما شئ
أبغض إلى ال عزوجل من البخل وسوء الخلق ،وإنه ليفسد العمل كما
يفسد الطين ) (3العسل .وبرواية اخرى عن أمير المؤمنين عليه السلم
كان إذا وصف رسول ال صلى ال عليه واله قال :كان أجود الناس كفا،
وأجرء الناس صدرا ،وأصدق الناس لهجة ،وأوفاهم ذمة ،وألينهم عريكة:
وأكرمهم عشرة ،ومن رآه بديهة هابه ،ومن خالطه فعرفه أحبه ،لم أر
مثله قبله ول بعده .وعن ابن عمر قال :ما رأيت أحدا أجود ول أنجد ول
أشجع ول أوضأ ) (4من رسول ال صلى ال عليه وآله ) .(5وعن جابر
بن عبد ال قال :ما سئل رسول ال صلى ال عليه واله شئ ) (6قط قال:
ل .وعن ابن عباس قال :كان المسلمون ل ينظرون إلى أبي سفيان ول
يقاعدونه ،فقال :يا رسول ال ثلث أعطنيهن ،قال :نعم ،قال :عندي أحسن
العرب وأجمله ام حبيبة ازوجكها ) ،(7قال :نعم ،قال :ومعاوية تجعله كاتبا
بين يديك ،قال :نعم ،قال مرني
) (1مكارم الخلق (2) .16 :في نسخة من المصدر :عشيرة (3) .في نسخة من
المصدر :الخل (4) .أي أنظف (5) .مكارم الخلق (6) .16 :شيئا خ ل
وفي نسخة من المصدر :لم يكن يسأل رسول ال صلى ال عليه وآله
وفيها :فتقول :ل (7) .هذا ل يصح لن النبي صلى ال عليه وآله زوج ام
حبيبة سنة سبع من الهجرة وأبو سفيان أسلم عام الفتح في سنة ثمان
بعد تزويجه صلى ال عليه وآله اياها.
] [ 232
حتى اقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ،قال :نعم ،قال ابن زميل :ولو ل أنه طلب ذلك
من النبي صلي ال عليه وآله ما أعطاه ،لنه لم يكن يسأل شيئا قط إل قال:
نعم .وعن عمر أن رجل أتى النبي صلى ال عليه واله فقال ) :(1ما عندي
شئ ،ولكن اتبع علي ،فإذا جاءنا شئ قضينا ،قال عمر :فقلت :يا رسول
ال ما كلفك ال ما ل تقدر عليه ،قال :فكره النبي صلى ال عليه واله ،فقال
) (2الرجل :أنفق ول تخف من ذي العرش إقلل ،قال :فتبسم النبي صلى
ال عليه واله وعرف السرور في وجهه ) .(3في شجاعته :عن علي عليه
السلم قال :لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى ال عليه واله وهو
أقربنا إلى العدو ،وكان من أشد الناس يومئذ بأسا .وعنه عليه السلم قال:
كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول ال صلى ال عليه واله
فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه .وعن أنس بن مالك قال :كان بالمدينة
فزع فركب النبي صلى ال عليه واله فرسا لبي طلحة ،فقال :ما رأينا من
شئ وإن وجدناه لبحرا .وبرواية اخرى عن أنس قال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله أشجع الناس ،وأحسن الناس ،وأجود الناس ،قال :فزع أهل
المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت ،قال :قتلقاهم رسول ال صلى ال
عليه واله وقد سبقهم وهو يقول :لن ) (4تراعوا ،وهو على فرس لبي
طلحة وفي عنقه السيف ،قال :فجعل يقول للناس :لم تراعوا وجدناه بحرا،
أو أنه لبحر ) .(5في علمة رضاه وغضبه :عن ابن عمر قال :كان رسول
ال صلى ال عليه واله يعرف رضاه وغضبه في وجهه ،كان إذا رضي
فكأنما تلحك الجذر ) (6وجهه ،وإذا غضب خسف لونه واسود.
) (1في المصدر :فسأله فقال (2) .في المصدر :فكره النبي صلى ال عليه وآله
قوله ذلك فقال (3) .مكارم الخلق .17 :وفيه :حتى عرف السرور في
وجهه (4) .لم تراعوا خ ل (5) .مكارم الخلق (6) .17 :هكذا في نسخة
المصنف ،والظاهر أنه مصحف الجدر .كما في المصدر وما يأتي بعد ذلك
وفي تفسير اللغات.
] [ 233
عن كعب بن مالك قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا سره المر استنار
وجهه كأنه دارة القمر .عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم
قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا رأى ما يحب قال :الحمد ل
الذي بنعمته تتم الصالحات .عن عبد ال بن مسعود ،يقول :شهدت من
المقداد مشهدا لن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الرض من شئ،
قال :كان النبي صلى ال عليه واله إذا غضب احمر وجهه .عن ابن عمر
قال :كان النبي صلى ال عليه واله يعرف رضاه وغضبه بوجهه ،كان إذا
رضي فكأنما تلحك الجدر وجهه ) ،(1وإذا غضب خسف لونه واسود .قال
أبو البدر :سمعت أبا الحكم الليثي يقول :هي المرآة توضع في الشمس
فيرى ضوءها على الجدار يعني قوله :تلحك ) (2الجدر .في الرفق بامته:
عن أنس قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا فقد الرجل من إخوانه
ثلثة أيام سأل عنه ،فإن كان غائبا دعا له ،وإن كان شاهدا زاره ،وإن كان
مريضا عاده .عن جابر بن عبد ال قال :غزا رسول ال صلى ال عليه
واله إحدى وعشرين غزوة بنفسه ،شاهدت ) (3منها تسعة عشر ،وغبت
عن اثنتين ،فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيانا ضحى ) (4تحتي
بالليل فبرك ،وكان رسول ال صلى ال عليه واله في آخرنا في آخريات
الناس ،فيزجي الضعيف ويردف ) (5ويدعو لهم ،فانتهى إلي وأنا أقول :يا
لهف امياه ) ،(6وما زال لنا ناضح سوء ،فقال :من هذا ؟ فقلت :أنا جابر
بأبي أنت وامي يا رسول ال ،قال :ما
) (1في المصدر :فكأنما يلحك الجدر ضوء وجهه (2) .في المصدر :يلحك(3) .
شهدت خ ل (4) .أي أعجزنا بعيرى .وبرك البعير :استناخ ،وهو أن
يلصق صدره بالرض (5) .في نسخة من المصدر :ويردفه (6) .في
نسخة من المصدر ،اماه.
] [ 234
شأنك ؟ قلت :أعيا ناضحى ،فقال :أمعك عصا ؟ فقلت :نعم ،فضربه ،ثم بعثه ،ثم
أناخه ووطئ على ذراعه ،وقال :اركب فركبت فسايرته فجعل جملي
يسبقه ،فاستغفر لي تلك الليلة خمس وعشرين مرة ،فقال لي :ما ترك عبد
ال من الولد ؟ يعني أباه ،قلت :سبع نسوة ،قال :أبوك عليه دين ؟ قلت:
نعم ،قال :فإذا قدمت المدينة فقاطعهم ،فإن أبوا فإذا حضر جذاذ ) (1نخلكم
فأذني ،وقال :هل تزوجت ؟ قلت :نعم ،قال :بمن ؟ قلت :بفلنة بنت فلن
بأيم ) (2كانت بالمدينة ،قال :فهل فتاة تلعبها وتلعبك ؟ قلت :يا رسول
ال كن عندي نسوة خرق ) ،(3يعني أخواته :فكرهت أن آتيهن بامرأة
خرقاء ،فقلت :هذه أجمع لمري ،قال :أصبت ورشدت ،فقال :بكم اشتريت
جملك ؟ فقلت :بخمس أواق من ذهب ،قال :قد أخذناه ) ،(4فلما قدم
المدينة أتيته بالجمل فقال :يا بلل أعطه خمس اواق من ذهب يستعين به )
(6في دين عبد ال ،وزده ثلثا واردد عليه جمله ،قال :هل قاطعت غرماء
عبد ال ؟ قلت :ل يا رسول ال ،قال :أترك وفآء ) (5؟ قلت :ل ،قال :ل
عليك إذا حضر جذاذ ) (7نخلكم فأذني ،فأذنته فجاء فدعا لنا فجذذنا
واستوفى كل غريم كان يطلب تمرا وفآء ،وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر ،فقال
رسول ال صلى ال عليه واله :ارفعوا ول تكيلوا فرفعناه وأكلنا منه زمانا
) .(8وعن ابن عباس قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا حدث
الحديث أو سأل عن المر كرره ثلثا ليفهم ويفهم عنه.
) (1جذاذ النخل :صرامها أي قطع ثمرتها ،وفي المصدر :جداد بالمهملة ،والمعنى
واحد (2) .آم الرجل من زوجته أو المرأة من زوجها :فقدها أو فقدته،
فهو وهى أيم (3) .جمع الخرقاء :الحمقاء (4) .في نسخة من المصدر:
قال :يعينه ولك ظهره إلى المدينة (5) .في المصدر :يستعين بها ،وفيه:
ورد عليه جمله (6) .في نسخة من المصدر :أتراك وفاء ؟ أقول :تراك
ككتاب (7) .في المصدر :فإذا حضر جداد نخلكم .وفيه بعد ذلك :فجدونا) .
(8مكارم الخلق 18 :و .19
] [ 235
وعن ابن عمر قال :قال رجل :يا رسول ال ،فقال :لبيك .وروي عن زيد بن ثابت
أن النبي صلى ال عليه وآله كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر
الخرة أخذ معنا ،وإن أخذنا في الدنيا أخذ معنا ،وإن أخذنا في ذكر الطعام
والشراب أخذ معنا ،فكل هذا احدثكم عن رسول ال صلى ال عليه واله.
عن أبي الحميسآء ) (1قال :بايعت النبي صلى ال عليه واله قبل أن يبعث
فواعدنيه ) (2مكانا فنسيته يومي والغد ،فأتيته يوم الثالث ،فقال صلى ال
عليه واله :يا فتى لقد شققت ) (3علي ،أنا هاهنا منذ ثلثة أيام .وعن
جرير بن عبد ال أن النبي صلى ال عليه واله دخل بعض بيوته فامتل
البيت ،ودخل جرير فقعد خارج البيت ،فأبصره النبي صلى ال عليه واله
فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه ،وقال :اجلس على هذا ،فأخذ جرير )(4
فوضعه على وجهه فقبله .عن سلمان الفارسي قال :دخلت على رسول ال
صلى ال عليه واله وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ،ثم قال :يا سلمان
ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراما له إل غفر ال
له ) .(5في بكائه صلى ال عليه واله :عن أنس بن مالك قال :رأيت
إبراهيم بن رسول ال صلى ال عليه واله وهو يجود بنفسه فدمعت عيناه
) ،(6فقال رسول ال صلى ال عليه واله :تدمع العين ،ويحزن القلب ،ول
أقول :إل ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ) .(7عن خالد بن
سلمة المخزومي قال :لما اصيب زيد بن حارثة انطلق رسول ال صلى ال
عليه واله
) (1في نسخة من المصدر :ابن أبي حمساء (2) .في المصدر :فواعدته (3) .أي
أوقعتني في المشقة (4) .في المصدر :فأخذه جرير (5) .مكارم الخلق:
19و .20وفي المصدر بعد ذلك زيادة أوردها في الباب التى (6) .في
المصدر :عينا رسول ال صلى ال عليه واله فقال :تدمع العين(7) .
مكارم الخلق.20 :
] [ 236
إلى منزله ،فلما رأته ابنته جهشت فانتحب ) (1رسول ال صلى ال عليه واله،
وقال له بعض أصحابه :ما هذا يا رسول ال ؟ قال :هذا شوق الحبيب إلى
الحبيب .في مشيه صلى ال عليه واله :عن علي بن أبي طالب عليه السلم
قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع
من صبب ،لم أر قبله ول بعده مثله .عن جابر قال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله إذا خرج مشى أصحابه أمامه ،وتركوا ظهره للملئكة .عن
ابن عباس قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا مشى مشى مشيا
يعرف أنه ليس بمشي عاجز ول بكسلن .عن أنس بن مالك قال :كنا إذا
أتينا النبي صلى ال عليه واله جلسنا حلقة ) .(2وروي أن رسول ال ل
يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحملهم معه ،فإن أبى قال :تقدم
أمامي ،وأدركني في المكان الذي تريد ،ودعاه صلى ال عليه واله قوم من
أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولصحاب له خمسة ،فأجاب دعوتهم،
فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم ،فلما دنوا من بيت
القوم قال للرجل السادس :إن القوم لم يدعوك ،فاجلس حتى نذكر لهم
مكانك ونستأذنهم بك ) .(3في جمل من أحواله وأخلقه :من كتاب النبوة
عن علي عليه السلم قال :ما صافح رسول ال صلى ال عليه واله أحدا
قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ،وما فاوضه أحد قط في
حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف ) ،(4وما نازعه
الحديث حتى يكون ) (5هو الذي يسكت ،وما رأى مقدما رجله بين يدي
جليس له قط ،ول عرض له
) (1جهش :فزع باكيا .أو متهيئا للبكاء .انتحب :بكى شديدا (2) .خلفه خ ل ومثله
في نسخة من المصدر (3) .مكارم الخلق 21 :و ،22وفي نسخة منه:
ونستأذنهم لك (4) .في المصدر :حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف) .
(5في المصدر :وما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون.
] [ 237
قط أمران إل أخذ بأشدهما ) ،(1وما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم ال
فيكون حينئذ غضبه ل تبارك وتعالى ،وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا،
وما سئل شيئا قط فقال :ل ،وما رد سائل حاجة ) (2إل بها أو بميسور من
القول ،وكان أخف الناس صلة في تمام ،وكان أقصر الناس خطبة وأقله
هذرا ) ،(3وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل ،وكان إذا أكل مع القوم كان
أول من يبدأ ،وآخر من يرفع يده ،وكان إذا أكل أكل مما يليه ،فإذا كان
الرطب والتمر جالت يده ،وإذا شرب شرب ثلثة أنفاس ،وكان يمص الماء
مصا ،ول يعبه عبا ) ،(4وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه ،كان
) (5ل يأخذه إل بيمينه ،ول يعطي إل بيمينه ،وكان شماله لما سوى ذلك
من بدنه ،وكان يحب التيمن في كل اموره :في لبسه وتنعله وترجله ،وكان
إذا دعا دعا ثلثا ،وإذا تكلم تكلم وترا ،وإذا استأذن استأذن ثلثا ،وكان
كلمه فصل يتبينه كل من سمعه ،وإذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين
ثناياه ،وإذا رأيته قلت :أفلج الثنيتين ،وليس بأفلج ،وكان نظره اللحظ
بعينه ،وكان ل يكلم أحدا بشئ يكرهه ،وكان إذا مشى ينحط من صبب )،(6
وكان يقول :إن خياركم أحسنكم ) (7أخلقا ،وكان ل يذم ذواقا ول يمدحه،
ول يتنازع أصحابه الحديث عنده ،وكان المحدث عنه يقول :لم أر بعيني
مثله قبله ول بعده صلى ال عليه وآله .عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن رسول ال صلى ال عليه واله إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور
كأنه شقة قمر.
) (1في نسخة من المصدر :ول خير بين أمرين إل أخذ بأشدهما (2) .في المصدر:
وما رد سائل حاجة قط (3) .في المصدر :وأقلهم هذرا .أقول :هذر الرجل
في كلمه :خلط وتكلم بما ل ينبغى .الهذر :سقط الكلم الذي ل يعبأ به.
كثرة الكلم .والمراد أنه صلى ال عليه وآله لم يكن يهذر (4) .مص
الماء :شربه شربا رفيقا مع جذب نفس .عب الماء :شربه بل تنفس(5) .
في المصدر :فكان (6) .في المصدر :كأنما ينحط من صبب ،وهو
الصحيح كما تقدم (7) .أحاسنكم خ ل.
] [ 238
عنه عليه السلم قال :نزل جبرئيل عليه السلم على رسول ال صلى ال عليه واله
فقال :إن ال جل جلله يقرئك السلم ويقول لك :هذه بطحاء مكة تكون لك
رضراضه ) (1ذهبا ،قال :فنظر النبي صلى ال عليه واله إلى السماء ثلثا
ثم قال :ل يا رب ،ولكن أشبع يوما فأحمدك ،وأجوع يوما فأسألك .وعنه
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يحلب عنز أهله.
وعنه عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يحب الركوب
على الحمار مؤكفا ،والكل على الحضيض مع العبيد ،ومناولة السائل
بيديه ) .(2وعن جابر بن عبد ال قال :في ) (3رسول ال صلى ال عليه
واله خصال :لم يكن في طريق فيتبعه أحد إل عرف أنه قد سلكه من طيب
عرفه ،أو ريح عرقه ،ولم يكن يمر بحجر ول مدر ) (4إل سجد له .وعن
ثابت بن أنس ) (5بن مالك قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان
أزهر اللون ،كأن لونه اللؤلؤ ،وإذا مشى تكفأ ،وما شممت رائحة مسك ول
عنبر أطيب من رائحته ،ول مسست ديباجة ول حريرا ألين من كف رسول
ال صلى ال عليه واله كان أخف الناس صلة في في تمام .عن جرير بن
عبد ال قال :لما بعث النبي صلى ال عليه واله أتيته لبايعه ،فقال لي :يا
جرير
) (1الرضراض .ما صغر ودق من الحصى .والموجود في المصدر :هذه بطحاء
مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا (2) .الحديث في المصدر هكذا :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :لست أدع ركوب الحمار .مؤكفا ،والكل
على الحصير مع العبيد ،ومناولة السائل بيدي (3) .في المصدر :كان في
رسول ال صلى ال عليه وآله (4) .ول شجر خ ل ،وهو الموجود في
المصدر (5) .ثابت عن أنس خ ل ،أقول :في المصدر أيضا ثابت بن أنس
بن مالك ،والظاهر أنه مصحف والصحيح ثابت عن أنس ،أي ثابت
البنانى ،عن أنس بن مالك بن النضر النصاري المدنى خادم رسول ال
صلى ال عليه وآله ،راجع تهذيب التهذيب .376 :1
] [ 239
لي شئ جئت ؟ قال :قلت :جئت لسلم على يديك يا رسول ال فألقى لي كساءه ثم
أقبل على أصحابه فقال :إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .وعن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله وعد رجل إلى
الصخرة ،فقال :أنا لك هاهنا حتى تأتي ،فاشتدت الشمس عليه ،فقال له
أصحابه :يا رسول ال لو أنك تحولت إلى الظل ،قال :وعدته إلى )(1
هاهنا ،وإن لم يجئ كان منه المحشر ) .(2وعن عائشة قال :قلت :يا
رسول ال لو ) (3أنك إذا دخلت الخلء فخرجت دخلت في أثرك فلم أر شيئا
خرج منك ،غير أني أجد رائحة المسك ،قال :يا عايشة إنا معشر النبياء
ينبت ) (4أجسادنا على أرواح أهل الجنة ،فما خرج منا من شئ ابتلعته
الرض .وعن ابن عباس قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله دخل عليه
عمر وهو على حصير قد أثر في جنبيه ،فقال :يا نبي ال لو اتخذت فراشا،
فقال :ما لي وللدنيا ،ما مثلي ومثل الدنيا إل كراكب سار في يوم صائف )
(5فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها .وعن ابن عباس
قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله توفي ودرعه مرهونة عند رجل من
اليهود على ثلثين صاعا من شعير ،أخذها رزقا لعياله .وعن أبي رافع
قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه واله يقول :إذا سميتم محمدا فل
تقبحوه،
) (1المصدر خال عن لفظة إلى (2) .في المصدر :كان منه الجشر ،أقول :قال
الجزري في النهاية :عنه من ترك القرآن شهرين لم يقرأه فقد جشره أي
تباعد عنه ،يقال :جشر عن أهله أي غاب عنهم ،فالمعنى وإن لم يجئ
كان منه التباعد والغيبة (3) .خلى المصدر عن لفظة )لو( (4) .في
المصدر :بنيت أجسادنا (5) .أي في يوم حار.
] [ 240
ول تجبهوه ) (1ول تضربوه ،بورك لبيت فيه محمد ،ومجلس فيه محمد ،ورفقة
فيها محمد )) * .(2في جلوسه وأمر أصحابه في آداب الجلوس( * وكان
صلى ال عليه واله يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه،
فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لهله ،فربما بال الصبي عليه ،فيصيح
بعض من رآه حين بال ) ،(3فيقول صلى ال عليه واله :ل تزرموا
بالصبي ،فيدعه حتى يقضي بوله ،ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ
سرور أهله فيه ،ول يرون أنه يتأذى ببول صبيهم ،فإذا انصرفوا غسل
ثوبه بعد .ودخل رجل المسجد وهو جالس وحده فتزحزح له ) ،(4فقال
الرجل :في المكان سعة يا رسول ال ،فقال صلى ال عليه واله :إن حق
المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له .وروي أن
رسول ال صلى ال عليه واله قال :من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوء
مقعده في النار ) .(5وقال صلى ال عليه واله :ل تقوموا كما تقوم العاجم
بعضهم لبعض ) (6وروي عن أبي عبد ال عليه السلم من كتاب المحاسن
قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله :إذا دخل منزل قعد في أدنى
المجلس حين يدخل .وعنه عليه السلم قال :كان رسول ال أكثر ما يجلس
تجاه القبلة .وروي عنه عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه واله
قال :إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه.
) (1أي ل تردوه عن حاجته (2) .مكارم الخلق (3) .25 - 22 :في نسخة من
المصدر :حين يبول (4) .أي تباعد وتنحى له (5) .من النار خ ل (6) .في
المصدر بعد ذلك :ول بأس بأن يتخلل عن مكانه )موضعه خ ل(.
] [ 241
وروي أن رسول ال صلى ال عليه واله قال :إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا
فليسلم ،فليس الولى ) (1بأولى من الخرى .وروي عنه عليه السلم أنه
قال :إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه .وروي عن النبي
صلى ال عليه واله أنه قال :أعطوا المجالس حقها ،قيل :وما حقها ؟ قال:
غضوا أبصاركم ،وردوا السلم ،وارشدوا العمى ،وأمروا بالمعروف،
وانهوا عن المنكر .عن أبي أمامة قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله
إذا جلس جلس القرفصآء .من كتاب المحاسن :وكان النبي صلى ال عليه
واله يجلس ثلثا :يجلس القرفصآء وهي أن يقيم ساقيه ،ويستقبلهما )(2
بيديه فيشد يده في ذراعه ،وكان يجثو على ركبتيه ،وكان يثني رجل
واحدة ويبسط عليها الخرى ،ولم ير متربعا قط ،وكان يجثو على ركبتيه
ول يتكئ )) * .(3في صفة أخلقه في مطعمه( * من كتاب مواليد
الصادقين كان رسول ال صلى ال عليه واله يأكل كل الصناف من الطعام،
وكان يأكل ما أحل ال له ،مع أهله وخدمه إذا أكلوا ،ومع من يدعوه من
المسلمين على الرض ،وعلى ما أكلوا عليه ،ومما أكلوا ،إل أن ينزل به
ضيف فيأكل مع ضيفه ،وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف )،(4
ولقد قال ذات يوم وعنده أصحابه " :اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك
اللذين ل يملكهما غيرك " فبيناهم كذلك إذ اهدي إلى النبي صلى ال عليه
واله شاة مشوية ،فقال :خذوا هذا من فضل ال ،ونحن ننتظر رحمته،
وكان صلى ال عليه واله إذا وضعت المائدة بين يديه قال " :بسم ال
اللهم اجعلها نعمة مشكورة تصل ) (5بها نعمة الجنة " وكان
) (1في المصدر :فليست الولى (2) .في المصدر :ويستقلهما )يستقلبهما خ ل(
بيديه ،فيشد يده في ذراعيه .قوله :يجثو أي يجلس على ركبتيه(3) .
مكارم الخلق 25 :و (4) .26ذكر المصنف فيما يأتي لها معاني،
ويمكن أن يكون المعنى كان احب الطعام إليه ما كان عن حاجة فل يأكل
مع الشبع وعدم الميل والحاجة (5) .في المصدر :نصل.
] [ 242
كثيرا إذا جلس يأكل ما بين يديه ،ويجمع ركبتيه وقدميه ) ،(1كما يجلس المصلي
في اثنتين ،إل أن الركبة فوق الركبة ،والقدم على القدم ،ويقول صلى ال
عليه واله :أنا عبد آكل كما يأكل العبد ،وأجلس كما يجلس العبد .عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :ما أكل رسول ال صلى ال عليه واله متكئا منذ
بعثه ال عزوجل نبيا حتى قبضه ال إليه ،متواضعا ل عزوجل ،وكان
صلى ال عليه واله إذا وضع يده في الطعام قال :بسم ال بارك لنا )(2
فيما رزقتنا وعليك خلفه .من مجموع أبي ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم
السلم إن رسول ال صلى ال عليه واله كان إذا أفطر قال :اللهم لك
صمنا ،وعلى رزقك أفطرنا ،فتقبله منا ،ذهب الظمآء ،وابتلت العروق،
وبقي الجر .وقال :وكان رسول ال صلى ال عليه واله إذا أكل عند قوم
قال :أفطر عندكم الصائمون ،و أكل طعامكم البرار .وقال :دعوة الصائم
يستجاب عند إفطاره .وقد جاءت الرواية أن النبي صلى ال عليه واله كان
يفطر على التمر ،وكان إذا وجد السكر أفطر عليه ) .(3عن الصادق عليه
السلم أن النبي صلى ال عليه واله كان يفطر على الحلو ،فإذا لم يجد
يفطر على الماء الفاتر ،وكان يقول :إنه ينقي الكبد والمعدة ،ويطيب النكهة
والفم ،ويقوي الضراس والحدق ،ويحدد الناظر ) ،(4ويغسل الذنوب
غسل ،ويسكن العروق الهائجة والمرة الغالبة ،ويقطع البلغم ،ويطفئ
الحرارة عن المعدة ،ويذهب بالصداع .وكان صلى ال عليه واله ل يأكل
الحار حتى يبرد ،ويقول :إن ال لم يطعمنا نارا ،إن الطعام الحار غير ذي
بركة فأبردوه.
) (1في نسخة من المصدر :وكان كثيرا إذا جلس ليأكل يجمع ركبتيه وقدميه(2) .
في المصدر :بسم ال اللهم بارك لنا (3) .مكارم الخلق 26 :و (4) .27
من حددت السكين :رققت حده ،ثم يقال لكل ما دق في نفسه من حيث
الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد ،فيقال :هو حديد
النظر وحديد الفهم ،قال عزوجل " :فبصرك اليوم حديد ".
] [ 243
وكان صلى ال عليه واله إذا أكل سمى ويأكل بثلث أصابع ومما يليه ،ول يتناول
من بين يدي غيره ،ويؤتى بالطعام فيشرع قبل القوم ثم يشرعون ،وكان
يأكل بأصابعه الثلث :البهام ،والتي يليها ) ،(1والوسطى ،وربما استعان
بالرابعة ،وكان صلى ال عليه وآله يأكل بكفه كلها ،ولم يأكل بإصبعين،
ويقول :إن الكل بإصبعين هو أكلة الشيطان .ولقد جاءه بعض أصحابه
يوما بفالوذج فأكل منه ،وقال :مم هذا يا أبا عبد ال ؟ فقال :بأبي أنت
وامي نجعل السمن والعسل في البرمة ) (2ونضعها على النار ،ثم نغليه،
ثم نأخذ مخ الحنطة إذا طحنت فنلقيه على السمن والعسل ،ثم نسوطه )(3
حتى ينضج ،فيأتي كما ترى ،فقال صلى ال عليه واله :إن هذا الطعام
طيب .ولقد كان يأكل الشعير إذا كان غير منخول ) (4خبزا أو عصيدة )(5
في حالة كل ذلك كان يأكل صلى ال عليه واله ) .(6ومن كتاب روضة
الواعظين :قال العيص بن القاسم :قلت للصادق عليه السلم :حديث يروى
عن أبيك عليه السلم :أنه قال :ما شبع رسول ال صلى ال عليه واله من
خبز بر قط أهو صحيح ؟ فقال :ل ،ما أكل رسول ال صلى ال عليه واله
خبز بر قط ،ول شبع من خبز شعير قط ) .(7وقالت عايشة :ما شبع رسول
ال صلى ال عليه واله من خبز الشعير يومين حتى مات .وروي أن
رسول ال صلى ال عليه واله لم يأكل على خوان قط حتى مات ،ول أكل
خبزا مرققا حتى مات .وقالت عايشة :ما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة
حتى قبض رسول ال صلى ال عليه واله ،فلما
) (1في المصدر :والتى تليها (2) .البرمة :القدر من الحجر (3) .أي نخلطه(4) .
في المصدر :ولقد كان يأكل الشعير غير منخول (5) .العصيدة :دقيق بلت
بالسمن ويطبخ (6) .في المصدر :كان يأكله صلى ال عليه وآله(7) .
مكارم الخلق.28 :
] [ 244
قبض صبت الدنيا علينا صبا .ومن كتاب النبوة عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
ما زال طعام رسول ال صلى ال عليه واله الشعير حتى قبضه ال إليه.
عن أنس قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يجيب دعوة المملوك،
ويردفه خلفه ،ويضع طعامه على الرض ،وكان يأكل القثاء بالرطب،
والقثاء بالملح ،وكان يأكل الفاكهة الرطبة ،وكان أحبها إليه البطيخ
والعنب ،وكان يأكل البطيخ بالخبز ،وربما أكل بالسكر ،وكان صلى ال
عليه واله ربما أكل البطيخ بالرطب فيستعين باليدين جميعا .ولقد جلس
يوما يأكل رطبا فيأكل بيمينه ) ،(1وأمسك النوى بيساره ،ولم يلقه في
الرض ،فمرت به شاة قريبة منه فأشار إليها بالنوى الذي في كفه فدنت
إليه وجعلت تأكل من كفه اليسرى ،ويأكل هو بيمينه ،ويلقي إليها النوى
حتى فرغ ،وانصرفت الشاة حينئذ .وكان صلى ال عليه واله إذا كان
صائما يفطر على الرطب في زمانه ،وكان ربما أكل العنب حبة حبة ،وكان
صلى ال عليه واله ربما ) (2أكله خرطا ) (3حتى ترى روال على لحيته
كتحدر اللؤلؤ .والروال :الماء الذي يخرج من تحت القشر ) .(4وكان صلى
ال عليه واله يأكل الحيس ،وكان صلى ال عليه واله يأكل التمر ويشرب
عليه الماء ،وكان التمر والماء أكثر طعامه ،وكان يتمجع اللبن والتمر
ويسميهما الطيبين ،وكان يأكل العصيدة من الشعير بإهالة الشحم ،وكان
صلى ال عليه واله يأكل الهريسة أكثر ما يأكل ،ويتسحر بها ،وكان
جبرئيل قد جاءه بها من الجنة يتسحر بها ) ،(5وكان يأكل في بيته مما
يأكل
) (1في المصدر :يأكل بيمينه (2) .وربما خ ل (3) .خرط العنقود :وضعه في فيه
وأخرج عمشوشه عاريا ،والعمشوش :العنقود اكل بعض ما عليه(4) .
مكارم الخلق 29 :و (5) .30في المصدر :فتسحر بها.
] [ 245
الناس ،وكان صلى ال عليه واله يأكل اللحم طبيخا بالخبز ) ،(1ويأكله مشويا
بالخبز ،وكان يأكل القديد وحده ،وربما أكله بالخبز ،وكان أحب الطعام إليه
اللحم ،ويقول :هو يزيد في السمع والبصر ،وكان يقول صلى ال عليه
واله :اللحم سيد الطعام في الدنيا والخرة ،فلو سألت ) (2ربي أن يطعمنيه
كل يوم لفعل ،وكان يأكل الثريد بالقرع ) (3واللحم ،وكان يحب القرع
ويقول :إنها شجرة أخي يونس ،وكان صلى ال عليه واله يعجبه الدبا )(4
ويلتقطه من الصحفة ،وكان صلى ال عليه واله يأكل الدجاج ولحم الوحش
ولحم الطير الذي يصاد ،وكان ل يبتاعه ول يصيده ،ويحب أن يصاد له
ويؤتى به مصنوعا فيأكله ،أو غير مصنوع فيصنع له فيأكله ،وكان إذا أكل
اللحم لم يطأطئ رأسه إليه ،ويرفعه إلى فيه ،ثم ينتهسه انتهاسا )،(5
وكان يأكل الخبز والسمن ،وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ،ومن
الصباغ الخل ،ومن البقول الهندبا ،والبادروج ،وبقلة النصار ،ويقال :إنها
الكرنب ،وكان صلى ال عليه واله ل يأكل الثوم ول البصل ول الكراث ول
العسل الذي فيه المغافير ،والمغافير :ما يبقى من الشجر في بطون النحل
فيلقيه في العسل فيبقى له ريح في الفم ،وما ذم رسول ال صلى ال عليه
واله طعاما قط ،كان إذا أعجبه أكله ،وإذا كرهه تركه ،وكان صلى ال عليه
واله ما عاف من شئ ،فإنه ل يحرمه على غيره ) ،(6ول يبغضه إليه،
وكان صلى ال عليه واله يلحس الصحفة ويقول :آخر الصحفة أعظم
الطعام بركة ،وكان صلى ال عليه واله إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه
الثلث التي أكل بها ،فإن بقي فيها شئ عاوده فلعقها حتى يتنظف ) ،(7ول
يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها واحدة واحدة ،ويقول :ل يدري في أي
الصابع البركة ،وكان صلى ال عليه واله يأكل البرد ) (8ويتفقد
) (1وبالخبز خ ل (2) .في المصدر :ولو سألت (3) .القرع :نوع من اليقطين يقال
له بالفارسية :كدو (4) .الدبى :أصغر الجراد ،والدباء بضم الفاء وتشديد
الباء والمد ،وقيل :يجوز القصر أيضا :القرع ،وقيل :الدباء أعم لن
القرع ل يطلق إل على الرطب ،وقيل :الدباء هو اليابس منه (5) .في
نسخة من المصدر :ينتهشه انتهاشا (6) .في نسخة من المصدر :وكان
صلى ال عليه وآله إذا عاف شيئا ل يحرمه على غيره (7) .في المصدر:
حتى تتنظف (8) .البرد :ماء الغمام يتجمد في الهواء البارد ويسقط على
الرض حبوبا ،يقال له بالفارسية :تكرگ
] [ 246
ذلك أصحابه فيلتقطونه له فيأكله ،ويقول :إنه يذهب باكلة السنان ،وكان صلى ال
عليه واله يغسل يديه من الطعام حتى ينقيهما ،فل يوجد لما أكل ريح،
وكان صلى ال عليه واله إذا أكل الخبز واللحم خاصة غسل يديه غسل
جيدا ،ثم مسح بفضل الماء الذي في يده وجهه ،و كان صلى ال عليه واله
ل يأكل وحده ما يمكنه ،وقال :أل انبئكم بشراركم ؟ قالوا :بلى ،قال :من
أكل وحده ،وضرب عبده ،ومنع رفده )) * .(1في صفة أخلقه في مشربه
صلى ال عليه وآله( * وكان صلى ال عليه واله إذا شرب بدأ فسمى،
وحسا ) (2حسوة وحسوتين ،ثم يقطع فيحمد ال ،ثم يعود فيسمي ،ثم يزيد
في الثالثة ،ثم يقطع فيحمد ال ،وكان له في شربه ثلث تسميات ،وثلث
تحميدات ،ويمص الماء مصا ،ول يعبه ) (3عبا ،ويقول :إن الكباد من
العب ،وكان صلى ال عليه واله ل يتنفس في الناء إذا شرب ،فإن أراد أن
يتنفس أبعد الناء عن فيه حتى يتنفس ،وكان ربما شرب بنفس واحد حتى
يفرغ ،وكان صلى ال عليه واله يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها
من الشام ،ويشرب في القداح التي يتخذ من الخشب ،وفي الجلود،
ويشرب في الخزف ،ويشرب بكفيه ،يصب الماء فيهما ويشرب ،ويقول:
ليس إناء أطيب من اليد ،ويشرب من أفواه القرب والداوي ،ول يختنثها
اختناثا ،ويقول :إن اختناثها ينتنها ،وكان صلى ال عليه واله يشرب
قائما ،وربما شرب ) (4راكبا ،وربما قام فشرب من القربة أو الجرة أو
الداوة ،وفي كل إناء يجده وفي يديه ،وكان صلى ال عليه واله يشرب
الماء الذي حلب عليه اللبن ،ويشرب السويق .وكان صلى ال عليه واله
أحب الشربة إليه الحلو ،وفي رواية أحب الشراب إلى رسول ال صلى ال
عليه واله الحلود البارد ،وكان يشرب الماء على العسل ،وكان يماث )(5
له الخبز فيشربه أيضا ،و
) (1مكارم الخلق (2) .32 - 30 :حسا الشئ :شربه شيئا بعد شئ (3) .تقدم
معناهما (4) .في المصدر :يشرب (5) .أي يخلط.
] [ 247
كان صلى ال عليه واله يقول :سيد الشربة في الدنيا والخر الماء .وقال أنس بن
مالك :كانت لرسول ال صلى ال عليه واله شربة يفطر عليها ،وشربة
للسحر ،و ربما كانت واحدة ،وربما كانت لبنا ،وربما كانت الشربة خبزا
يماث ،فهيأتها له صلى ال عليه واله ذات ليلة فاحتبس النبي صلى ال
عليه واله فظننت أن بعض أصحابه دعاه ،فشربتها حين احتبس ،فجاء
صلى ال عليه واله بعد العشاء بساعة ،فسألت بعض من كان معه هل كان
النبي صلى ال عليه واله أفطر في مكان أودعاه أحد ؟ فقال :ل ،فبت بليلة
ل يعلمها إل ال من غم ) (1أن يطلبها مني النبي صلى ال عليه واله ول
يجدها فيبيت جائعا ،فأصبح صائما وما سألني عنها ول ذكرها حتى
الساعة ،ولقد قرب إليه إناء فيه لبن وابن عباس عن يمينه وخالد بن
الوليد عن يساره ،فشرب ،ثم قال لعبد ال ابن عباس :إن الشربة لك،
أفتأذن أن اعطي خالد بن الوليد ؟ يريد السن ) ،(2فقال ابن عباس :ل
وال ،ل اوثر بفضل رسول ال صلى ال عليه واله أحدا ،فتناول ابن
عباس القدح فشربه .ولقد جاءه صلى ال عليه واله ابن خولى بإناء فيه
عسل ولبن ،فأبى أن يشربه ،فقال شربتان في شربة ،وإناءان في إناء
واحد ؟ فأبى أن يشربه ،ثم قال :ما احرمه ،ولكني أكره الفخر والحساب
بفضول الدنيا غدا ،واحب التواضع ،فإن من تواضع ل رفعه ال )* .(3
)في صفة أخلقه في الطيب والدهن ولبس الثياب) * * (،وفي غسل رأسه
صلى ال عليه وآله( * وكان صلى ال عليه واله إذا غسل رأسه ولحيته
غسلهما بالسدر ) .(4في دهنه :وكان يحب الدهن ،ويكره الشعث )،(5
ويقول :إن الدهن يذهب بالبؤس ،كان يدهن بأصناف من الدهن ،وكان إذا
أدهن بدأ برأسه ولحيته ،ويقول :إن
) (1في نسخة من المصدر :من خوف (2) .في نسخة من المصدر :يريد السن) .
(3مكارم الخلق 32 :و (4) .33مكارم الخلق (5) .34 :شعث
الشعر :كان مغبرا متلبدا(*) .
] [ 248
الرأس قبل اللحية ،وكان يدهن بالبنفسج ويقول :هو أفضل الدهان ،وكان صلى ال
عليه واله إذا أدهن بدأ بحاجبيه ،ثم بشاربيه ،ثم يدخل في أنفه ويشمه ،ثم
يدهن رأسه ،وكان صلى ال عليه واله يدهن حاجبيه من الصداع ،ويدهن
شاربيه بدهن سوى دهن لحيته ) .(1في تسريحه :وكان صلى ال عليه
واله يمتشط ) (2ويرجل رأسه بالمدرى وترجله نساؤه ،و تتفقد نساؤه
تسريحه إذا سرح رأسه ولحيته فيأخذن المشاطة ،فيقال :إن الشعر الذي
في أيدي الناس من تلك المشاطات ،فأما ما حلق في عمرته وحجته فإن
جبرئيل عليه السلم كان ينزل فيأخذه فيعرج به إلى السماء ،ولربما سرح
لحيته في اليوم مرتين ،وكان صلى ال عليه واله يضع المشط تحت
وسادته إذا امتشط به ،ويقول :إن المشط يذهب بالوباء ،وكان صلى ال
عليه واله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ،ومن فوقها سبع مرات ،ويقول:
إنه يزيد في الذهن ويقطع البلغم .وفي رواية عن النبي صلى ال عليه واله
أنه قال :من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه
داء أبدا ) .(3في طيبه :وكان صلى ال عليه واله يتطيب بالمسك حتى
يرى وبيصه في مفرقه ،وكان صلى ال عليه واله يتطيب بذكور الطيب
وهو المسك والعنبر ،وكان صلى ال عليه واله يتطيب بالغالية تطيبه بها
نساؤه بأيديهن ،وكان صلى ال عليه واله يستجمر بالعود القماري )،(4
وكان يعرف في الليلة المظلمة قبل أن يرى بالطيب ،فيقال :هذا النبي صلى
ال عليه واله .عن الصادق عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله ينفق على الطيب أكثر مما ينفق على الطعام ).(5
) (1مكارم الخلق (2) .34 :مشط ومشط الشعر :سرحه وخلص بعضه من بعض،
وامتشط مطاوع مشط .ورجل الشعر :سرحه (3) .مكارم الخلق 34 :و
(4) .35منسوب إلى قمار بالفتح ويروى بالكسر :موضع بالهند ،ينسب
إليه العود ،قال ياقوت :هكذا تقوله العامة ،والذى ذكره اهل المعرفة:
قامرون :موضع في بلد الهند يعرف منه العود النهاية في الجودة(5) .
في نسخة من المصدر :أكثر ما ينفق على غيره.
] [ 249
وقال الباقر عليه السلم :كان في رسول ال صلى ال عليه واله ثلث خصال لم
يكن ) (1في أحد غيره لم يكن له فئ ،وكان ل يمر في طريق فيمر فيه )(2
بعد يومين أو ثلثة إل عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه ،وكان ل يمر
بحجر ول بشجر إل سجد له ،وكان صلى ال عليه واله ل يعرض عليه
طيب إل تطيب به ،ويقول :هو طيب ريحه ،خفيف محمله ) ،(3وإن لم
يتطيب وضع إصبعه في ذلك الطيب ثم لعق منه ،وكان صلى ال عليه واله
يقول :جعل ) (4لذتي في النساء والطيب ،وجعل قرة عيني في الصلة
والصوم ) .(5في تكحله :وكان صلى ال عليه واله يكتحل في عينه اليمنى
ثلثا ،وفي اليسرى ثنتين ،وقال :من شآء اكتحل ثلثا وكل حين ،ومن فعل
دون ذلك أو فوقه فل حرج ،وربما اكتحل وهو صائم ،وكانت له مكحلة
يكتحل بها بالليل ،وكان كحله الثمد ) .(6في نظره في المرآة :وكان صلى
ال عليه واله ينظر في المرآة ،ويرجل جمته ويمتشط ،وربما نطر في
الماء وسوى جمته فيه ،ولقد كان يتجمل لصحابه فضل على تجمله لهله
) ،(7وقال ذلك لعايشة حين رأته ينظر في ركوة فيها ماء في حجرتها
ويسوي فيها جمته ،و هو يخرج إلى أصحابه ،فقالت :بأبي أنت وامي
تتمرأ في الركوة وتسوي جمتك وأنت النبي وخير خلقه ؟ فقال :إن ال
تعالى يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل ) .(8في
اطلئه :وكان رسول ال صلى ال عليه واله يطلي فيطليه من يطليه حتى
إذا بلغ ما تحت
) (1في المصدر :لم تكن (2) .في المصدر :فيمر فيه أحد (3) .في المصدر :خفيف
حمله (4) .في نسخة من المصدر :جعل ال (5) .مكارم الخلق 34 :و
(6) .35مكارم الخلق (7) .36 :في المصدر :فضل عن تجمله لهلة) .
(8مكارم الخلق.36 :
] [ 250
الزار توله بنفسه ،وكان صلى ال عليه واله ل يفارقه في أسفاره قارورة الدهن
والمكحلة والمقراض والمرآة والمسواك والمشط .وفي رواية :تكون معه
الخيوط والبرة والمخصف والسيور ) ،(1فيخيط ثيابه ،و يخصف نعله،
وكان صلى ال عليه واله إذا استاك استاك عرضا ) .(2في لباسه :وكان
رسول ال صلى ال عليه واله يلبس الشملة يأتزر بها ) ،(3ويلبس النمرة
يأتزر بها ،فيحسن عليه النمرة لسوادها على بياض ما يبدو من ساقيه
وقدميه ،وقيل :لقد قبضه ال عزوجل وأن له لنمرة تنسج في بني عبد
الشهل ليلبسها صلى ال عليه واله ،وربما كان صلى ال عليه واله يصلي
بالناس وهو لبس الشملة ،وقال أنس :ربما رأيته يصلي بنا الظهر في
شملة عاقدا طرفيها بين كتفيه ) .(4في عمامته وقلنسوته :وكان صلى ال
عليه وآله يلبس القلنس تحت العمائم ،ويلبس القلنس بغير العمائم،
والعمائم بغير القلنس ،وكان يلبس البرطلة ،وكان صلى ال عليه واله
يلبس من القلنس التيهية اليمنية (5) ،ومن البيض المصرية ) ،(6ويلبس
القلنس ذوات الذان في الحرب ،منها ما يكون من السيجان الخضر،
وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه يصلي إليها ،وكان صلى
ال عليه واله كثيرا ما يتعمم العمائم ) (7الخز السود في أسفاره وغيرها،
ويعتجر اعتجارا وربما لم يكن ) (8له العمامة فيشد العصابة على رأسه أو
على جبته ،و كان شد العصابة من فعاله كثيرا ما يرى عليه ،وكانت له
عمامة يعتم بها يقال لها :السحاب،
) (1المخصف :مخرز السكاف ،والسيور جمع السير :قدة من الجلد مستطيلة(2) .
مكارم الخلق (3) .36 :في المصدر :ويأتزر بها ،وكذا فيما بعد .وفيه:
فتحسن عليه (4) .مكارم الخلق (5) .37 :في المصدر :من القلنس
اليمنية (6) .المضربة خ ل (7) .في المصدر :بعمائم الخز السود(8) .
في المصدر :لم تكن.
] [ 251
فكساها عليا عليه السلم ،وكان ربما طلع علي فيها ،فيقول :أتاكم علي عليه السلم
في السحاب ) ،(1يعني عمامته التي وهب له ) .(2وقالت عايشة :ولقد
لبس رسول ال صلى ال عليه واله جبة صوف ،وعمامة صوف ثم خرج
فخطب الناس على المنبر ،فما رأيت شيئا مما خلق ال تعالى أحسن منه
فيها ) .(3في كيفية لبسه :وكان صلى ال عليه واله إذا لبس ثوبا جديدا
قال " :الحمد ل الذي كساني ما يواري عورتي ،وأتجمل به في الناس "
وكان إذا نزعه نزع من مياسره أول ،وكان من فعله إذا لبس الثوب الجديد
حمد ال ،ثم يدعو مسكينا فيعطيه خلقانه ) ،(4ثم يقول :ما من مسلم يكسو
مسلما من سمل ثيابه ل يكسوه إل ال عزوجل إل كان في ضمان ال
وحرزه وحيزه ما واراه حيا وميتا ) ،(5وكان صلى ال عليه واله إذا لبس
ثيابه واستوى قائما قبل أن يخرج قال " :اللهم بك استترت ،وإليك
توجهت ،وبك اعتصمت ،وعليك توكلت ،اللهم أنت ثقتي ،وأنت رجائي،
اللهم اكفني ما أهمني وما ل أهتم به وما أنت أعلم به مني ،عز جارك،
وجل ثناؤك ،ول إله غيرك ،اللهم زودني التقوى ،واغفر لي ذنبي،
ووجهني للخير حيث ما توجهت ،ثم يندفع لحاجته ،وكان له صلى ال عليه
واله ثوبان للجمعة خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة ،وكانت له خرقة
ومنديل يمسح به وجهه من الوضوء ،وربما لم يكن معه المنديل فيمسح
وجهه بطرف الرداء الذي يكون عليه ) .(6في خاتمه :وكان صلى ال
عليه واله لبس خاتما من فضة وكان فصه حبشي ) ،(7فجعل الفص مما
يلي بطن الكف ،ولبس خاتما من حديد ملويا عليه فضة ،أهداها له معاذ بن
جبل ،فيه " محمد رسول ال " ولبس رسول ال ) (8خاتمه في يده
اليمنى ،ثم نقله إلى شماله،
) (1في نسخة من المصدر :تحت السحاب (2) .في نسخة من المصدر :وهبها له) .
(3مكارم الخلق 37 :و (4) .38في نسخة من المصدر :فيعطيه القديم.
) (5في نسخة من المصدر :وخيره )حيزه( وأمانه حيا وميتا (6) .مكارم
الخلق (7) .38 :هكذا في نسخة المصنف ،والصحيح كما في المصدر:
وكان فصه حبشيا (8) .خلى المصدر عن قوله :رسول ال صلى ال عليه
وآله .وكذا فيما بعده.
] [ 252
وكان خاتمه الخر الذي قبض وهو في يده خاتم فضة ،فصه فضة ظاهرا ،كما
يلبس الناس خواتيمهم ،وفيه " محمد رسول ال " وكان رسول ال صلى
ال عليه واله يستنجي بيساره وهو فيها ) .(1ويروى أنه لم يزل كان في
يمينه إلى أن قبض ،وكان صلى ال عليه واله ربما جعل خاتمه في إصبعه
الوسطى في المفصل الثاني منها ،وربما لبسه كذلك في الصبع التي تلي
البهام ،وكان ربما خرج على أصحابه وفي خاتمه خيط مربوط ليستذكر به
الشئ ،وكان صلى ال عليه واله يختم بخواتيمه على الكتب ،ويقول:
الخاتم على الكتاب حرز من التهمة ) .(2في نعله :وكان صلى ال عليه
وآله يلبس النعلين بقبالتين ،وكانت مخصرة معقبة حسنة التخصير مما
يلي مقدم العقب ،مستوية ليست بملسنة ،وكان منها ما يكون في موضع
الشئ الخارج قليل ،وكان كثيرا ما يلبس السبتية التي ليس لها شعر ،وكان
إذا لبس بدأ باليمنى ،وإذا خلع بدأ باليسرى ،وكان يأمر بلبس النعلين
جميعا ،وتركهما جميعا ،كراهة أن يلبس واحدة دون اخرى ،وكان يلبس
من الخفاف من كل ضرب ) .(3في فراشه :الذي قبض ) (4وهو عنده من
أسمال ) (5وادي القرى ،محشوا وبرا ،وقيل :كان طوله ذراعين أو
نحوهما ،وعرضه ذراع وشبر .عن علي عليه السلم :كان فراش رسول
ال صلى ال عليه واله عباءة ،وكانت مرفقته ادم حشوها ليف ،فثنيت ذات
ليلة ،فلما أصبح قال :لقد منعني الليلة الفراش الصلة ،فأمر عليه السلم
أن يجعل بطاق واحد .وكان له فراش من ادم حشوه ليف ،وكانت له صلى
ال عليه واله عباءة تفرش له حيثما انتقل،
) (1فيه غرابة ظاهرة ،ولعله من طرق العامة وقد ورد من أئمة أهل البيت عليهم
السلم آثار على خلفه ،راجع كتاب وسائل الشيعة (2) .مكارم الخلق:
38و (3) .39مكارم الخلق (4) .39 :في المصدر :في فراشه :وكان
فراشه صلى ال عليه وآله الذي قبض (5) .في المصدر :أشمال .ولعله
الصحيح.
] [ 253
وتثني ثنتين ،وكان صلى ال عليه واله كثيرا ما يتوسد وسادة له من ادم حشوها
ليف ،ويجلس عليها ،وكانت له قطيفة فدكية يلبسها يتخشع بها ،وكانت له
قطيفة مصرية قصيرة الخمل ،وكان له بساط من شعر يجلس عليه ،وربما
صلى عليه ) .(1في نومه :وكان ينام على الحصير ليس تحته شئ غيره،
وكان يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه ،وكان صلى ال عليه واله إذا
آوى إلى فراشه اضطجع على شقه اليمن ،و وضع يده اليمنى تحت خده
اليمن ثم يقول :اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ) .(2في دعائه عند
مضجعه :وكان له أصناف من القاويل يقولها إذا أخذ مضجعه :فمنها أنه
كان يقول " :اللهم إني أعوذ بك بمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ برضاك من
سخطك ،وأعوذ بك منك ،اللهم إني ل أستطيع أن أبلغ في الثنآء عليك ولو
حرصت ،أنت كما أثنيت على نفسك " وكان صلى ال عليه واله يقول عند
منامه :بسم ال اموت وأحيا ،وإلى ال المصير ،اللهم آمن روعتي ،واستر
عورتي ،وأد عني أمانتي .ما يقول عند نومه :كان صلى ال عليه وآله
يقرء آية الكرسي عند منامه ،ويقول :أتاني جبرئيل فقال :يا محمد إن
عفريتا من الجن يكيدك في منامك فعليك بآية الكرسي .عن أبي جعفر عليه
السلم ) (3قال :ما استيقظ رسول ال صلى ال عليه واله من نوم قط إل
خر ل عزوجل ساجدا .وروي أنه صلى ال عليه واله ل ينام ) (4إل
والسواك عند رأسه ،فإذا نهض بدأ بالسواك ،و قال صلى ال عليه واله:
لقد امرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي ،وكان صلى ال عليه واله:
مما يقول إذا استيقظ " :الحمد ل الذي أحياني بعد موتي ،إن ربي لغفور
شكور " وكان يقول صلى ال عليه واله " :اللهم إني أسألك خير هذا
اليوم ونوره وهداه وبركته وطهوره ومعافاته ،اللهم إني
) (1مكارم الخلق 39 :و (2) .40مكارم الخلق (3) .40 :في المصدر :ما يقول
عند استيقاظه :عن أبي جعفر عليه السلم إه (4) .في المصدر :كان ل
ينام.
] [ 254
أسألك خيره وخير ما فيه ،وأعوذ بك من شره وشر ما بعده ) ." (1في سواكه:
وكان صلى ال عليه وآله يستاك كل ليلة ثلث مرات :مرة قبل نومه ،ومرة
إذا قام من نومه إلى ورده ،ومرة قبل خروجه إلى صلة الصبح ،وكان
يستاك بالراك ،أمره بذلك جبرئيل عليه السلم .وعن الصادق عليه السلم
قال :إني لكره للرجل أن يموت وقد بقيت خلة من خلل رسول ال صلى
ال عليه واله لم يأت بها ) .(2بيان :قوله :وهو مغذ أي مسرع ،من
قولهم :أغذ إغذاذا :إذا أسرع في السير .والقد بالفتح :جلد السخلة
الماعزة ،وبالكسر :سير يقد من جلد غير مدبوغ .والقديد :اللحم المقدد،
وفي النهاية :فيه كانوا يأكلون القد يريد جلد السخلة في الجدب انتهى.
والجبذ :الجذب ،والنجدة :الشجاعة ،وقال الجزري :فيه لو تعلمون ما في
هذه المة من الموت الحمر ،يعني القتل ،لما فيه من حمرة الدم أو لشدته،
يقال :موت أحمر ،أي شديد ،ومنه حديث علي عليه السلم :كنا إذا احمر
البأس اتقينا برسول ال صلى ال عليه واله أي إذا اشتدت الحرب استقبلنا
العدو به وجعلناه لنا وقاية ،وقيل :أراد إذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت،
كما يقال في الشر بين القوم :اضطرمت نارهم ،تشبيها بحمرة النار،
وكثيرا ما يطلقون الحمرة على الشدة ،وقال :وفيه إنه ركب فرسا لبي
طلحة فقال :إن وجدناه لبحرا ،أي واسع الجري ،وسمي البحر بحرا لسعته
انتهى .قوله صلى ال عليه واله :لن تراعوا ،هو من الروع بمعنى الفزع،
وقال الجزري :في صفته صلى ال عليه واله إذا سر فكأن وجهه المرآة،
وكان الجدر تلحك وجهه ،الملحكة :شدة الملئمة ،أي يرى شخص الجدر
في وجهه ،وقال الجوهري :الدارة :التي حول القمر ،وهي الهالة قوله:
فيزجي الضعيف ،أي يسوقه ليلحقه بالرفاق ،والناضح :البعير الذي يستقى
عليه .قوله :جالت يده ،أي أخذ من كل جانب .قوله :ل تزرموا بالصبي،
من باب الفعال ،أي ل تقطعوا عليه بوله ،ومثل الرجل يمثل مثول :إذا
انتصب قائما ،وقال الجزري :فيه أنه لم يشبع من خبز ولحم إل على
ضفف ،الضفف :الضيق والشدة ،أي لم يشبع منها إل عن ضيق ،وقيل:
] [ 255
الضفف :اجتماع الناس ،يقال :ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا ،أي لم
يأكل خبزا ولحما وحده ،ولكن يأكل مع الناس ،وقيل :الضفف أن تكون
الكلة أكثر من مقدار الطعام ،والخفف :أن يكونوا بمقداره ،وقال :الحيس
هو الطعام المتخذ من التمر والقط والسمن ،وقد يجعل عوض القط
الدقيق ،أو الفتيت ،وقال :كل شئ مما يؤتدم به إهالة ،وقيل :هو ما اذيب
من اللية والشحم .وقال :النهس :أكل اللحم بأطراف السنان ،والنهش:
الخذ بجميعها ،وقال الفيروزآبادي بقلة النصار الكرنب ،والكرنب بالضم
وكسمند :السلق ،أو نوع منه أحلى ،والكباد بالضم :وجع الكبد ،وقال
الجزري :فيه نهي عن اختناث السقية ،خنثت السقاء :إذا ثنيت فمه إلى
خارج وشربت منه ،وقال :المدرى :شئ يعمل من حديد ،أو خشب على
شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر الملبد ،ويستعمله
من ل مشط له انتهى .والمشاطة بالضم :الشعر الذي يسقط من الرأس
واللحية عند التسريح بالمشط ،والوباء بالقصر والمد :الطاعون والمرض
العام .والوبيص بالمهملة :البريق .وقال الجزري في حديث عايشة إنه كان
يتطيب بذكارة الطيب ،الذكارة بالكسر :ما يصلح للرجل كالمسك والعنبر
والعود ،وهي جمع ذكر ،والذكورة مثله ،ومنه الحديث كانوا يكرهون
المؤنث من الطيب ،ول يرون بذكورته بأسا ،هو ما ل لون له كالعود
والكافور والعنبر ،والمؤنث :طيب النساء كالخلوق والزعفران انتهى.
والثمد بالكسر ) :(1حجر الكحل :وقال الجزري فيه ل يتمرأ ) (2أحدكم
في الدنيا ،أي ل ينظر فيها ،هو يتفعل من الرؤية ،والميم زائدة ،وفي
القاموس :الشملة بالفتح :كساء دون القطيفة يشتمل به ،وقال :النمرة
كفرحة :شملة فيها خطوط بيض وسود ،أو بردة من صوف تلبسها
العراب انتهى .والبرطلة :قلنسوة طويلة ،والساج :الطيلسان الخضر،
والجمع سيجان ،واعتجار العمامة :هو أن يلفها على رأسه ،ويرد طرفها
على وجهه ،ول يعمل منها شيئا تحت ذقنه،
) (1بكسر الهمزة والميم وبضمهما (2) .الموجود في النهاية هكذا :وفيه ل يتمر
أي أحدكم في الدنيا ،أي ل ينظر فيها ،وهو ينفعل من الرؤية ،والميم
زائدة ،وفي رواية :ل يتمرأ احدكم بالدنيا ،من الشئ المرئ.
] [ 256
والسمل بالتحريك :الخلق من الثياب ،وقال الجزري :في حديث خاتم النبي صلى ال
عليه واله فيه فص حبشي ،يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لن
معدنهما اليمن والحبشة ،أو نوعا آخر ينسب إليهما ) .(1قوله :وهو فيها،
حمل على التقية ،أو على أنه من موضوعات العامة ،وربما حمل على بيان
الجواز ،وكذا الستذكار إما من الموضوعات ،أو محمول على أنه صلى ال
عليه واله إنما فعله للتعليم ،والقبال بالكسر :زمام النعل ،وهو السير الذي
يكون بين الصبعين ،قوله :مخصرة أي مستدقة الوسط .والمعقبة هي التي
لها نتو من عقبه من جهة الفوق ،ويحتمل من جهة التحت على بعد،
والملسنة كمعظمة :ما فيها طول ولطافة كهيئة اللسان .قال الزمخشري في
الفائق :فيه أن نعله صلى ال عليه واله كانت معقبة مخصرة ملسنة ،أي
مصيرا لها عقب مستدقة الخصر ،وهو وسطها ،مخرطة الصدر ،مرققته
من أعله على شكل اللسان انتهى .قوله :وكان منها ،لعل المعنى أن
بعضها كانت ملسنة لكن قليل ،وقال الجوهري السبت بالكسر :جلود البقر
المدبوغة بالقرظ ) (2يحذي منه النعال السبتية - 36 .جا :أبو غالب
الزراري ،عن محمد بن سليمان ،عن ابن أبي الخطاب ،عن محمد ابن
يحيى الخزاز ،عن غياث بن إبراهيم ،عن الصادق ،عن أبيه ،عن جده
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا خطب حمد ال
وأثنى عليه ،ثم قال :أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب ال ،وأفضل الهدى
هدى محمد صلى ال عليه واله ،وشر المور محدثاتها ،وكل بدعة ضللة،
ويرفع صوته ،وتحمار وجنتاه ،ويذكر الساعة وقيامها ،حتى كأنه منذر
جيش يقول :صبحتكم الساعة ،مستكم الساعة ثم يقول " :بعثت أنا
والساعة كهاتين -ويجمع بين سبابتيه -من ترك مال فلهله ،ومن ترك
دينا فعلي وإلي ) - 37 .(3مكا :في كتاب مواليد الصادقين قال :محمد بن
إبراهيم الطالقاني :وخبرت
) (1إليها خ ل (2) .قرظ :ورق السلم يدبغ به (3) .مجالس المفيد.123 :
] [ 257
أنه اعتزل صلى ال عليه واله نسائه في مشربة ،والمشربة ) ،(1العلية ،فدخل
عليه عمرو في البيت اهب عطنة وقرظ ،والنبي صلى ال عليه واله نائم
على حصير قد أثر في جنبه ،فوجد عمر ريح الهب ،فقال :يا رسول ال ما
هذه الريح ) (2؟ قال :يا عمر هذا متاع الحي ،فلما جلس النبي صلى ال
عليه واله قد أثر ) (3الحصير في جنبه ،فقال عمر :أما أنا فأشهد أنك
رسول ال ،ولنت أكرم على ال من قيصر وكسرى ،وهما فيما هما فيه
من الدنيا ،وأنت على الحصير قد أثر في جنبك ،فقال النبي صلى ال عليه
وآله :أما ترضى أن يكون لهم الدنيا ولنا الخرة ) .(4بيان :العلية بضم
العين ،وتشديد اللم المكسورة ،واليآء :الغرفة ،وقال الجوهري :الهب
بضم الهمزة والهاء وبفتحهما جمع إهاب وهو الجلد ،وقيل :إنما يقال
للجلد :إهاب قبل الدبغ ،فأما بعده فل ،والعطنة :المنتنة التي هي في دباغها
انتهى .والقرظ بالتحريك :ورق السلم يدبغ به - 38 .فر :جعفر بن أحمد
معنعنا عن محمد بن كعب القرظي قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله
يتحارسه أصحابه ،فأنزل ال تعالى إليه " :يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك " إلى آخر الية ،قال :فترك الحرس حين أخبره ال تعالى
أنه يعصمه من الناس بقوله " :وال يعصمك من الناس ) - 39 ." (5كا:
علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي الحسن النباري ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يحمد ال في كل
يوم ثلث مأة وستين مرة ،عدد عروق الجسد ،يقول :الحمد ل رب
العالمين كثيرا على كل حال ).(6
) (1في المصدر :وروى أنه اعتزل نساءا في مشربة له شهرين (2) .في المصدر:
ما هذه الهب (3) .كان قد أثر خ ل وفي المصدر :وكان (4) .مكارم
الخلق 150 :و (5) .151تفسير فرات (6) .37 :اصول الكافي :2
.503
] [ 258
- 40كا :العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن محمد بن سنان ،عن طلحة بن زيد ،عن
أبي عبد ال عليه السلم إن رسول ال صلى ال عليه واله كان ل يقوم من
مجلس وإن خف حتى يستغفر ال عزوجل خمسا وعشرين مرة )- 41 .(1
كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن معاوية بن عمار ،عن الحارث
بن المغيرة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله يستغفر ال عزوجل كل يوم سبعين مرة ،ويتوب إلى ال سبعين
مرة ) - 42 .(2كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن أبان،
عن ابن ميمون ) (3القداح ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه واله :إني لعجب كيف ل أشيب إذا قرأت القرآن )- 43 .(4
كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة ،عن زرارة ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :دخل يهودي على رسول ال صلى ال عليه واله
وعايشة عنده ،فقال :السام ) (5عليكم ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وآله :عليك ،ثم دخل آخر فقال :مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه ،ثم
دخل آخر فقال :مثل ذلك ،فرد رسول ال صلى ال عليه واله كما رد على
صاحبه ) ،(6فغضبت عايشة فقالت :عليكم السام ) (7والغضب واللعنة يا
معشر اليهود ،يا إخوة القردة والخنازير ،فقال لها رسول ال صلى ال
عليه واله :يا عايشة إن الفحش لو كان ممثل لكان مثال سوء ،إن الرفق
لم يوضع على شئ قط إل زانه ،ولم يرفع عنه قط إل شانه ،قال :قالت :يا
رسول ال أما سمعت إلى قولهم :السام عليكم ؟ فقال :بلى ،أما سمعت ما
رددت عليهم ؟ قلت :عليكم ،فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا :السلم عليكم،
وإذا سلم
) (1اصول الكافي (2) .504 :2اصول الكافي 504 :2و (3) .505في المصدر:
ميمون القداح ،وصححه الردبيلى في جامع الروات (4) .اصول الكافي
،632 :2وللحديث صدر تركه المصنف (5) .السام :الموت(6) .
صاحبيه خ ل وهو الموجود في المصدر (7) .في المصدر :السام عليك.
] [ 259
عليكم كافر فقولوا عليك ) - 44 .(1كا :العدة ،عن البرقي ،عن النوفلي ،عن عبد
العظيم بن عبد ال العلوي رفعه قال :كان النبي صلى ال عليه واله يجلس
ثلثا :القرفصآء وهو أن يقيم ساقيه :ويستقبلهما بيديه ويشد يده في
ذراعه ،وكان يجثو على ركبتيه ،وكان يثني رجل واحدة ،ويبسط عليها
الخرى ،ولم ير صلى ال عليه واله متربعا قط ) - 45 .(2كا :محمد بن
يحيى ،عن ابن عيسى ،عن معمر بن خلد قال :سألت أبا الحسن عليه
السلم فقلت :جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلم )(3
يمزحون ويضحكون ،فقال :ل بأس ما لم يكن ،فظننت أنه عنى الفحش ،ثم
قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان يأتيه العرابي فيهدي له
الهدية ،ثم يقول مكانه :أعطنا ثمن هديتنا ،فيضحك رسول ال صلى ال
عليه واله ،وكان إذا اغتم يقول :ما فعل العرابي ليته أتانا ) - 46 .(4كا:
الحسن بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن حماد بن
عثمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :رأى رسول ال صلى ال عليه
واله امرأة فأعجبته ،فدخل على ام سلمة ) (5وكان يومها فأصاب منها،
وخرج إلى الناس ورأسه يقطر ،فقال :أيها الناس إنما النظر من الشيطان،
فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله ) .(6بيان :لعله صلى ال عليه واله
إنما فعل ذلك وأظهر لتعليم غيره ) - 47 .(7كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن الوشاء ،عن جميل بن دراج،
) (1اصول الكافي (2) .648 :2اصول الكافي (3) .661 :2كلما خ ل أقول :هو
مصحف (4) .اصول الكافي (5) .663 :2إلى ام سلمة خ ل (6) .الكافي
(7) .664 :2ومع ذلك محمول على ما لم يمكن الصبر وخاف الوقوع
في حرام ،وال فلعله يكره اتيان أهله في هذا الحال ،لروايات مذكورة في
محله.
] [ 260
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يقسم لحظاته
بين أصحابه ،فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية ،قال :ولم يبسط رسول
ال صلى ال عليه واله رجليه بين أصحابه قط ،وإن كان ليصافحه الرجل
فما يترك رسول ال صلى ال عليه واله يده من يده حتى يكون هو التارك،
فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قال ) (1بيده فنزعها من يده ).(2
- 48كا :العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن العلء ،عن
محمد ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال النبي صلى ال عليه واله :ما
زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن اخفي أو ادرد ) .(3بيان :قال
الجزري :فيه لزمت السواك حتى كدت اخفي فمي ،أي استقصي على
أسناني فأذهبها بالتسوك ،وقال :فيه لزمت السواك حتى خشيت أن
يدردني ،أي يذهب بأسناني ،والدرد :سقوط السنان - 49 .كا :العدة ،عن
البرقي ،وعلي ،عن أبيه جميعا عن الصفهاني ،عن المنقري ،عن سفيان
بن عتيبة ) ،(4عن أبي عبد ال عليه السلم إن النبي صلى ال عليه واله
قال :أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ،وعلي أولى به من بعدي ،فقيل له :ما
معنى ذلك ؟ فقال :قول النبي صلى ال عليه واله :من ترك دينا أو ضياعا
فعلي ،ومن ترك مال فلورثته ،فالرجل ليست عليه على نفسه ولية إذا لم
يكن له مال ،وليس له على عياله أمر ول نهي إذا لم يجر عليهم النفقة،
والنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما ألزمهم هذا ،فمن هناك صاروا أولى
بهم من أنفسهم ،وما كان سبب إسلم عامة اليهود إل من بعد هذا القول
من رسول ال صلى ال عليه واله ،وإنهم آمنوا على
) (1حكى الفيروزآبادي في القاموس عن ابن النباري أن قال يجيئ بمعنى تكلم
وضرب و غلب ومات ومال واستراح وأقبل ،ويعبر بها عن التهيؤ
للفعال والستعداد لها ،يقال ،قال فأكل ،وقال :فضرب ،وقال :فتكلم
انتهى .أقول :ولعل المناسب في المقام المعنى الخامس أو الخير(2) .
اصول الكافي (3) .671 :2فروع الكافي (4) .8 :1عيينة خ ل أقول هذا
هو الصحيح ،وهو بضم العين المهملة ويائين فنون ثم هاء تصغير،
والرجل هو سفيان بن عيينة بن أبى عمران ميمون الهللي أبو محمد
الكوفي ،ترجمه النجاشي ،و الكشى وابن داود في رجالهم ،وابن حجر في
التقريب.
] [ 261
أنفسهم وعلى عيالتهم ) .(1بيان :قال الجزري :فيه من ترك ضياعا فإلى،
الضياع :العيال ،وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا ،فسمي العيال
بالمصدر ،وإن كسرت الضاد كان جمع ضايع كجايع وجياع انتهى .قوله
عليه السلم :ليست له على نفسه ولية ،لنه إما أن يصير أجيرا لغيره
فيكون لغيره عليه الولية ،أو يشتغل بسائر المكاسب وجوبا ،فليس له
الشتغال بفضول الطاعات والمباحات ،أو ليست له على نفسه ولية أن
يمنعها عن السؤال والطلب ،أو المعنى أن المام لما كان منفقا عليه حينئذ
فله الولية عليه ،فليس له حقيقة على نفسه ولية ،أو أنه لما لم يكن له
مال يجعله بضاعة للكسب فل ولية له على نفسه بأن يكلف نفسه الكسب،
وأما عدم المر والنهي له على عياله فلنه ليس له منعهم عن الخروج من
البيت ،ول المر بالخدمات ،لنه يجب عليهم الخروج لتحصيل المعاش50 .
-كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عمر بن اذينة ،عن زرارة،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يصنع
بمن مات من بني هاشم خاصة شيئا ل يصنعه بأحد من المسلمين ،كان إذا
صلى على الهاشمي ونضح ) (2قبره بالماء وضع رسول ال صلى ال
عليه واله كفه على القبر حتى ترى أصابعه في الطين ،فكان الغريب يقدم
أو المسافر من أهل المدينة فيرى القبر الجديد عليه أثر كف رسول ال
صلى ال عليه واله ،فيقول :من مات من آل محمد ؟ صلى ال عليه واله )
- 51 .(3كا :الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن
أبان بن عثمان ،عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما أكل
رسول ال صلى ال عليه واله متكئا منذ بعثه ال عز وجل حتى قبض )
،(4وكان يأكل أكلة العبد ،ويجلس جلسة العبد ،قلت :ولم ذاك ؟ قال:
تواضعا ل عزوجل ).(5
) (1اصول الكافي (2) .406 :نضحه :رشه .بله (3) .فروع الكافي (4) .55 :1في
المصدر :إلى أن قبضه (5) .فروع الكافي .157 :2
] [ 262
- 52كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن أبي المعزاء
) ،(1عن هارون بن خارجة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه واله يأكل أكل العبد ،ويجلس جلسة العبد ،ويعلم
أنه عبد ) - 53 .(2كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
أحمد بن عائذ ،عن أبي خديجة قال :سأل بشير الدهان أبا عبد ال عليه
السلم وأنا حاضر ،فقال :هل كان رسول ال صلى ال عليه واله يأكل
متكئا على يمينه وعلى يساره ؟ فقال :ما كان رسول ال يأكل متكئا على
يمينه ول على يساره صلى ال عليه واله ،ولكن يجلس ) (3جلسة العبد،
قلت :ولم ذلك ؟ قال :تواضعا ل عزوجل ) - 54 .(4كا :أبو علي
الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان ،عن معلى أبي عثمان )
،(5عن المعلى بن خنيس قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما أكل نبي
ال وهو متكئ منذ بعثه ال عزوجل ،وكان يكره أن يتشبه بالملوك ،ونحن
ل نستطيع أن نفعل ) - 55 .(6كا :أبو علي الشعري ،عن محمد بن عبد
الجبار ،عن محمد بن سالم ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن
جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله
يأكل
) (1هكذا في النسخة ،وقد تقدم قبل في الحديث :29المغرا ،قال المامقاني في
تنقيح المقال 379 :1المعزى بكسر الميم ،وسكون العين ،وفتح الزاى
بعدها ألف بمعنى المعز وهو خلف الضأن ،وقد جعلها العلمة في ايضاح
الشتباه بالقصر ،وابن طاووس وتلميذه ابن داود والسيد الداماد بالمد،
والفرق بينهما أن الممدود يكتب باللف كصفراء ،والمقصور بالباء
كحبلى ،وظاهر القاموس وغيره أن القياس هو القصر لنه ذكره بالياء ثم
قال :ويمد ،أقول :و بالجملة فالرجل هو حميد بن المثنى العجلى الكوفي
الصيرفي (2) .فروع الكافي (3) .157 :2في المصدر :ولكن كان
يجلس (4) .فروع الكافي (5) .157 :2هذا هو الصحيح ،وأما ما في
بعض النسخ :معلى بن أبي عثمان فهو مصحف ،لن أبا عثمان كنية
معلى ل كنية أبيه ،وأما اسم أبيه عثمان أو زيد على اختلف ذكره
النجاشي (6) .فروع الكافي 157 :2و .158
] [ 263
أكل العبد ،ويجلس جلسة العبد ،وكان يأكل على الحضيض ،وينام على الحضيض )
- 56 .(1كا :العدة ،عن البرقي ،عن علي بن محمد القاساني ،عن أبي
أيوب سليمان بن مقبل المديني ) ،(2عن داود بن عبد ال بن محمد
الجعفري ،عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه واله كان في بعض
مغازيه فمر به ركب وهو يصلي ،فوقفوا على أصحاب رسول ال صلى ال
عليه واله فسائلوهم ) (3عن رسول ال صلى ال عليه واله ودعوا وأثنوا
وقالوا :لو ل أنا عجال لنتظرنا رسول ال صلى ال عليه وآله ،فاقرأوه
منا السلم ومضوا ،فانفتل ) (4رسول ال صلى ال عليه واله مغضبا ،ثم
قال لهم :يقف عليكم الركب ويسألونكم عني ويبلغوني السلم ول تعرضون
عليهم الغداء ،ليعز علي قوم فيهم خليلي جعفر أن يجوزوه حتى يتغدوا
عنده ) - 57 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن
محبوب ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه واله يجعل العنزة بين يديه إذا صلى ) .(6بيان:
قال الجوهري :العنزة بالتحريك :أطول من العصا ،وأقصر من الرمح ،و
فيه زج كزج الرمح - 58 .كا :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحسين بن سعيد ،عن ابن سنان ،عن ابن مسكان ،عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كان طول رحل رسول ال صلى ال عليه
وآله ذراعا ،وكان إذا صلى ) (7وضعه بين يديه ليستتر به ممن يمر بين
يديه ) - 59 .(8كا :حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن
وهيب بن حفص ،عن
) (1فروع الكافي (2) .157 :2في المصدر :سليمان بن مقاتل المدينى (3) .في
المصدر :وسائلوهم (4) .أي فانصرف عن صلته ،وفي المصدر :فأقبل.
) (5فروع الكافي (6) .158 :2فروع الكافي 81 :1و (7) .82فإذا
صلى خ ل (8) .فروع الكافي .82 :1
] [ 264
أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله عند
عايشة ليلتها ،فقالت :يا رسول ال لم تتعب نفسك وقد غفر ال لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر ؟ فقال :يا عايشة أل أكون عبدا شكورا ؟ قال :وكان
رسول ال صلى ال عليه واله يقوم على أطراف أصابع رجليه ،فأنزل ال
سبحانه :طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) - 60 .(1كا :العدة ،عن
البرقي ،عن عثمان بن عيسى ،عن عبد ال بن مسكان ،عن أبي عبد ال
عليه السلم إن رسول ال صلى ال عليه واله كان في سفر يسير على
ناقة له ،إذ نزل فسجد خمس سجدات ،فلما ركب قالوا :يا رسول ال إنا
رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ،فقال صلى ال عليه واله :نعم استقبلني
جبرئيل عليه السلم فبشرني ببشارات من ال عزوجل ،فسجدت ل شكرا
لكل بشرى سجدة ) - 61 .(2كا ،العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن حماد،
عن حريز ،عن بحر السقا قال :قال لي أبو عبد ال عليه السلم :يا بحر
حسن الخلق يسر ،ثم قال :أل اخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل
المدينة ؟ قلت :بلى ،قال :بينما ) (3رسول ال صلى ال عليه واله ذات
يوم جالس في المسجد إذ جاءت ) (4جارية لبعض النصار وهو قائم،
فأخذت بطرف ثوبه ،فقام لها النبي صلى ال عليه واله فلم تقل :شيئا ،ولم
يقل لها النبي صلى ال عليه واله :شيئا حتى فعلت ذلك ثلث مرات ،فقام
لها النبي صلى ال عليه واله في الرابعة وهي خلفه ،فأخذت هدبة من
ثوبه ثم رجعت ،فقال لها الناس :فعل ال بك وفعل حبست رسول ال ثلث
مرات ل تقولين له :شيئا ،ول هو يقول لك :شيئا ،ما كانت حاجتك إليه ؟
قالت :إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لخذ هدبة من ثوبه ليستشفى بها ،فلما
أردت أخذها رآني فقام ،فاستحييت أن آخذها وهو يراني ،وأكره أن
استأمره في أخذها فأخذتها ).(5
) (1اصول الكافي (2) .95 :2اصول الكافي (3) .98 :2بينا خ ل (4) .إذا جاءت
خ ل (5) .اصول الكافي .102 :2
] [ 265
بيان :هدبة الثوب :طرفه مما يلي طرته - 62 .كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى،
عن ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلم قال:
إن رسول ال صلى ال عليه واله اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي
صلى ال عليه وآله ،فقال لها :ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت :قلت :إن
كان نبيا لم يضره ،وإن كان ملكا أرحت الناس منه ،فقال :فعفا رسول ال
صلى ال عليه واله عنها ) - 63 .(1كا :حميد بن زياد ،عن الخشاب ،عن
ابن بقاح ،عن عمرو بن جميع ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :دخل
رسول ال صلى ال عليه واله على عايشة فرأى كسرة كاد أن يطأها
فأخذها و أكلها ،وقال :يا حميري أكرمي جوار نعم ال عليك ،فإنها لم تنفر
من قوم فكادت تعود إليهم ) - 64 .(2كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي
عمير ،عن عبد الرحمن بن الحجاج ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
أفطر رسول ال عشية خميس في مسجد قبا ،فقال :هل من شراب ؟ فأتاه
أوس بن خولى النصاري بعس ) (3مخيض ) (4بعسل ،فلما وضعه على
فيه نحاه ،ثم قال :شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه ،ل أشربه ول
احرمه :ولكن أتواضع ل ،فإن من تواضع ل رفعه ال ،ومن تكبر خفضه
ال ،ومن اقتصد في معيشته رزقه ال ،ومن بذر حرمه ال ،ومن أكثر ذكر
) (5الموت أحبه ال ) .(6ين :ابن أبي عمير مثله ) - 65 .(7كا :العدة،
عن البرقي ،عن ابن فضال ،عن العلء بن رزين ،عن محمد بن
) (1اصول الكافي (2) .108 :2فروع الكافي (3) .165 :2من لبن :ين(4) .
العس :بضم وتشديد السين :القدح أو الناء الكبير .والمخيض .ما مخض
من اللبن و اخذ زبده (5) .ذكر ال .ين (6) .اصول الكافي (7) .122 :2
الزهد ،أو المؤمن :مخطوط ،ليست موجودة عندي نسختهما.
] [ 266
مسلم قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يذكر أنه أتي رسول ال صلى ال عليه
واله ملك ،فقال :إن ال تعالى يخيرك أن تكون عبدا رسول متواضعا ،أو
ملكا رسول ،قال :فنظر إلى جبرئيل وأومأ بيده أن تواضع ،فقال :عبدا
متواضعا رسول ،فقال الرسول ) :(1مع أنه ل ينقصك مما عند ربك شيئا،
قال :ومعه مفاتيح خزائن الرض ) - 66 .(2كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد ،عن محمد بن يحيى الخثعمي ،عن طلحة ابن زيد ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ما أعجب رسول ال صلى ال عليه واله شئ من
الدنيا إل أن يكون فيها جائعا خائفا ) - 67 .(3كا :العدة ،عن البرقي ،عن
القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن بن راشد ،عن عبد ال بن سنان ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :خرج النبي صلى ال عليه واله وهو
محزون ،فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الرض فقال :يا محمد هذه مفاتيح
خزائن الدنيا (4) ،يقول لك ربك افتح وخذ منها ما شئت من غير أن ينقص
) (5شيئا عندي ،فقال رسول ال صلى ال عليه واله :الدنيا دار من ل دار
له ،ولها يجمع من ل عقل له ،فقال الملك :والذى بعثك بالحق ) (6لقد
سمعت هذا الكلم من ملك يقوله في السماء الرابعة حين اعطيت المفاتيح )
- 68 (7كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن عيسى ،عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه عليهما السلم أن رسول ال
صلى ال عليه واله أجرى الخيل التى أضمرت من الحصباء إلى مسجد بني
زريق ،وسبقها من ثلث نخلت ،فأعطى السابق عذقا ،وأعطى المصلي )
(8عذقا ،وأعطى الثالث عذقا ).(9
) (1أي الملك (2) .اصول الكافي (3) .122 :2اصول الكافي (4) .129 :2في
المصدر :خزائن الرض ) (5في المصدر :تنقص (5) .في المصدر :بعثك
بالحق نبيا (7) .اصول الكافي (8) .129 :2المصلي في خيل الحلبة هو
الثاني ،سمى به لن رأسه يكون عند صل الول ،وهو ما عن يمين الذنب
وشماله ،قاله الجزري (9) .فروع الكافي .341 :1
] [ 267
كا :علي ،عن أبيه ،عن محمد بن يحيى ،عن طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال عليه
السلم مثله ) - 69 .(1كا :علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أحب الصباغ إلى رسول ال صلى
ال عليه واله الخل والزيت ) - 70 .(2كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى،
عن الوشاء ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
دخل رسول ال صلى ال عليه واله إلى ام سلمة رضي ال عنها فقربت
إليه كسرة ،فقال :هل عندك إدام ؟ فقالت :ل يا رسول ال ما عندي إل خل
فقال صلى ال عليه واله :نعم الدام الخل ،ما افتقر بيت فيه خل ) .(3بيان:
قوله :ما افتقر ) ،(4في بعض النسخ بتقدم القاف على الفاء ،وفي بعضها
بالعكس ،والول أظهر ،قال الجزري :فيه ما أقفر بيت فيه خل ،أي ما خل
من الدام وما عدم أهله الدام ،والقفار :الطعام بل ادم ،وأقفر الرجل :إذا
أكل الخبز وحده من القفر والقفار وهي الرض الخالية التي ل ماء بها.
- 71كا :علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن النبي صلى ال عليه واله اتي بطعام حار جدا ،فقال:
ما كان ال ليطعمنا النار ،أقروه حتى يبرد ويمكن ،فإنه طعام ممحوق )(5
البركة ،وللشيطان فيه نصيب ) - 72 .(6كا :علي ،عن أبيه ،عن
القاساني ،عن أبي أيوب المديني ،عن سليمان الجعفري ،عن الرضا عليه
السلم إن رسول ال صلى ال عليه واله كان يعجبه النظر إلى الترج
الخضر ،والتفاح الحمر ).(7
) (1فروع الكافي 2) .341 :1و (3فروع الكافي (4) .172 :2في المصدر :ما
أقفر (5) .محق ال الشئ :نقصه وذهب ببركته (6) .فروع الكافي :2
170و (7) .171فروع الكافي .181 :2
] [ 268
- 73كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن بعض أصحابه،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال يأكل الرطب بالخربز )
- 74 .(1كا :علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يأكل البطيخ بالتمر )
- 75 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن ابن
القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه واله
يعجبه الرطب بالخربز ) - 76 .(3كا :العدة ،عن البرقي ،عن محمد بن
عيسى ،عن عبيد ال الدهقان ،عن درست ،عن إبراهيم بن عبد الحميد،
عن أبي الحسن الول عليه السلم قال :أكل رسول ال صلى ال عليه واله
البطيخ بالسكر ،وأكل صلى ال عليه واله البطيخ بالرطب ) - 77 .(4كا:
علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كان يعجب رسول ال صلى ال عليه
واله من البقول الحوك ) .(5بيان :قال الفيروزآبادي :الحوك :البادروج،
والبقلة الحمقاء - 78 .كا :محمد بن يحيى ،عن سهل ،عن جعفر بن محمد
الشعري ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول
ال صلى ال عليه واله إذا شرب الماء قال :الحمد ل الذي سقانا عذبا
زلل ،ولم يسقنا ملحا اجاجا ،ولم يؤاخذنا بذنوبنا ) - 79 .(6كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن إبراهيم الكرخي ،عن
طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله يشرب في القداح الشامية يجاء بها من الشام ،وتهدى له صلى
ال عليه واله ) - 80 .(7كا :بهذا السناد عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :كان النبي صلى ال عليه واله يعجبه أن يشرب في القدح الشامي،
وكان يقول :هذا أنظف آنيتكم ).(8
) (4 - 1فروع الكافي (5) .181 :2فروع الكافي (6) .182 :2فروع الكافي :2
7) .186و (8فروع الكافي .187 :2
] [ 269
- 81كا :علي ،عن أبيه ،عن بعض أصحابه ،عن عنبسة بن مصعب ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :سمعته يقول :أتى النبي صلى ال عليه واله بشئ
فقسمه فلم يسع أهل الصفة جميعا ،فخص به اناسا منهم ،فخاف رسول ال
صلى ال عليه وآله أن يكون قد دخل قلوب الخرين شئ ،فخرج إليهم
فقال :معذرة إلى ال عزوجل ،وإليكم يا أهل الصفة ،إنا اوتينا بشئ فأردنا
أن نقسمه بينكم فلم يسعكم ،فخصصت به اناسا منكم ،خشينا جزعهم
وهلعهم ) - 82 .(1كا :العدة ،عن سهل ،عن إسماعيل بن مهران ،عن
أيمن بن محرز ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما صافح رسول ال
صلى ال عليه واله رجل قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع ) (2يده
منه ) - 83 .(3كا :العدة عن سهل ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن ابن
القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لقي النبي صلى ال عليه واله
حذيفة فمد النبي صلى ال عليه واله يده فكف حذيفة يده ،فقال النبي صلى
ال عليه واله :يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني ؟ فقال حذيفة:
يا رسول ال بيدك الرغبة ،ولكني كنت جنبا فلم احب أن تمس يدي يدك
وأنا جنب ،فقال النبي صلى ال عليه واله :أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا
فتصافحا تحاتت ) (4ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر ) - 84 .(5كا :علي
بن محمد بن عبد ال ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن إسماعيل بن مهران ،عن
أيمن بن محرز ،عن زيد الشحام ) ،(6عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قال :ما منع رسول ال
) (1فروع الكافي .155 :1والهلع :الجزغ والضجر عند المصائب .الحرص والشح
على المال (2) .هو النازع خ ل (3) .الصول (4) .172 :2تحات الورق
من الشجر :تناثر (5) .الصول (6) .183 :2في المصدر :عن أبي
اسامة عن زيد ،وهو مصحف ولفظة )عن( زيادة من الطابع ،لن أبا
اسامة كنية زيد الشحام.
] [ 270
صلى ال عليه وآله سائل قط ،إن كان عنده أعطى ،وإل قال :يأتي ال به )85 .(1
-كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي أيوب ،عن محمد بن
مسلم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه
واله أول ما بعث يصوم ) (2حتى يقال :ما يفطر ،و يفطر حتى يقال :ما
يصوم ،ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر يوما وهو صوم داود عليه السلم،
ثم ترك ذلك وصام الثلثة اليام الغر ،ثم ترك ذلك وفرقها في كل عشرة )
(3يوما :خميسين بينهما أربعاء ،فقبض عليه وآله السلم وهو يعمل ذلك
) .(4بيان :اليام الغر :اليام البيض في وسط الشهر - 86 .كا :العدة ،عن
سهل ،عن الحسن بن محبوب ،عن جميل بن صالح ،عن محمد ابن مروان
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :كان رسول ال صلى ال عليه
واله يصوم حتى يقال :ل يفطر ،ثم صام يوما وأفطر يوما ،ثم صام الثنين
والخميس ،ثم آل ) (5من ذلك إلى صيام ثلثة أيام في الشهر :الخميس في
أول الشهر ،وأربعآء في وسط الشهر ،و خميس في آخر الشهر ،وكان
يقول :ذلك صوم الدهر ،وقد كان أبي يقول :ما من أحد أبغض إلي من رجل
يقال له :كان رسول ال صلى ال عليه واله يفعل كذا وكذا ،فيقول :ل
يعذبني ال على أن أجتهد في الصلة ،كأنه يرى أن رسول ال صلى ال
عليه واله ترك شيئا من الفضل عجزا عنه ) - 87 .(6كا :علي ،عن أبيه،
عن ابن أبي عمير ،عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال عليه السلم
قال :كن نساء النبي صلى ال عليه واله إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك
إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول ال صلى ال عليه واله ،فإذا كان
شعبان صمن ،وكان رسول ال صلى ال عليه واله يقول:
) (1فروع الكافي (2) .166 :1كان يصوم خ ل (3) .عشرة أيام خ ل (4) .الفروع
(5) .187 :1أي رجع (6) .فروع الكافي 187 :1و .188
] [ 271
شعبان شهري ) - 88 .(1كا :أحمد بن محمد ،عن علي بن الحسن ،عن أحمد بن
صبيح ،عن عنبسة العابد قال :قبض النبي صلى ال عليه واله على صوم
شعبان ورمضان وثلثة أيام في كل شهر :أول خميس ،وأوسط أربعاء،
وآخر خميس ) - 89 .(2كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي
بن الحكم ،عن عبد الرحمن بن عثمان ،عن رجل من أهل اليمامة كان مع
أبي الحسن أيام حبس ببغداد ،قال :قال أبو الحسن عليه السلم :إن ال
عزوجل قال لنبيه صلى ال عليه واله " :وثيابك فطهر " وكانت ثيابه
طاهرة ،وإنما أمره بالتشمير ) - 90 .(3كا :علي بن محمد ،عن البرقي،
عن أبيه ،عن النضر ،عن موسى بن بكر ،عن عجلن ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان ل يسأله أحد من
الدنيا شيئا إل أعطاه ،فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت :انطلق إليه
فاسأله ،فإن قال لك :ليس عندنا شئ فقل :أعطني قميصك ،قال :فأخذ
قميصه فرمى به إليه .وفي نسخة اخرى :وأعطاه ،فأدبه ال عزوجل )(4
تبارك وتعالى على القصد فقال :ول تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ول
تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) 91 .(5كا :علي ،عن أبيه،
ومحمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن
سليمان الفزاري ) ،(6عن رجل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه واله يكتحل بالثمد إذا آوى إلى فراشه وترا وترا
) - 92 .(7كا :العدة ،عن سهل ،عن جعفر بن محمد الشعري ،عن ابن
القداح ،عن
) 1و (2فروع الكافي (3) .188 :1فروع الكافي (4) .207 :2تبارك وتعالى خ
ل (5) .فروع الكافي ،178 :1وللحديث صدر تركه المصنف (6) .في
المصدر :سليم الفزاري (7) .فروع الكافي .217 :2
] [ 272
أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :ما زال جبرئيل
عليه السلم يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أدرد واحفي ) - 93 .(1كا:
العدة ،عن البرقي ،عن موسى بن القاسم ،عن صفوان ،عن زرارة ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان
يكتحل قبل أن ينام أربعا في اليمنى ،و ثلثا في اليسرى ) .(2توضيح :لعل
المعنى أنه صلى ال عليه واله قد كان يفعل كذلك لئل ينافي الخبر السابق،
و يحتمل أن يكون المراد بالسابق كونهما معا وترا ،فيكون التكرير للتأكيد،
أو الليالي ،لكنه بعيد ،ويمكن حمل السابق على التقية لكونه أوفق بأخبار
المخالفين إذ أكثرهم رووا أنه صلى ال عليه واله كان يكتحل في كل عين
ثلثا - 94 .كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي
بن الحكم ،عن الحصين بن أبي العلء ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن رسول ال صلى ال عليه واله مر في بعض طرق المدينة وسوداء تلقط
السرقين ،فقيل لها :تنحي عن طريق رسول ال صلى ال عليه واله،
فقالت :إن الطريق لمعرض ) ،(3فهم بها بعض القوم أن يتناولها ،فقال
رسول ال صلى ال عليه واله :دعوها فإنها جبارة ) - 95 .(4ين :عبد
ال بن سنان ،عن علي بن شجرة ،عن عمه بشير ) ،(5عن أبي جعفر
عليه السلم مثله ) - 96 .(6كا :علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه واله
إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس ،وإذا أراد أن يدخل في
الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة ،وروي إيضا كان دخوله وخروجه ليلة
الجمعة ).(7
) 1و (2فروع الكافي (3) .218 :2أي عريض وواسع (4) .اصول الكافي :2
(5) .309أي بشير النبال (6) .المؤمن للحسين بن سعيد :مخطوط(7) .
فروع الكافي .228 :2
] [ 273
- 97كا :أحمد بن عبد ال ،عن البرقي ،عن عبدل بن مالك ) ،(1عن هارون بن
الجهم ،عن الكاهلي ،عن معاذ بياع الكسية قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يحلب عنز أهله ) - 98 .(2كا:
محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عمن ذكره ،عن منصور بن العباس،
عن صفوان بن يحيى ،عن عبد ال بن مسكان ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا أفطر بدأ بحلوآء يفطر
عليها ،فإن لم يجد فسكرة أو تمرات ،فإذا أعوز ذلك كله فماء فاتر ).(3
- 99كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن مهزم ،عن
طلحة بن زيد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله يفطر على التمر في زمن التمر ،وعلى الرطب في زمن الرطب )
- 100 .(4كا :علي ،عن أبيه ،عن جعفر بن عبد ال الشعري ،عن ابن
القداح ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه
واله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب ،وفي زمن التمر التمر )
- 101 .(5كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عثمان بن
عيسى ،عن سماعة ،عن أبي بصير ،قال :قال أبي عبد ال عليه السلم:
كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا دخل العشر الواخر شد المتزر،
واجتنب النساء ،وأحيى الليل ،وتفرغ للعبادة ) - 102 .(6كا :علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ) ،(7عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا كان العشر الواخر اعتكف في
المسجد وضربت له قبة من
) (1في نسخة من المصدر :عبيد بن مالك ،وفي تنقيح المقال وجامع الروات :عبد
ال بن مالك ) (2فروع الكافي (6 - 3) .352 :1فروع الكافي .205 :1
) (7عن الحلبي خ ل .أقول :الموجود في المصدر المطبوع قديما :حماد،
عن أبى عبد ال عليه السلم وفي مرآت العقول والكافي المطبوع جديدا:
حماد عن الحلبي ،عن أبي عبد ال عليه السلم ،وهو الصحيح.
] [ 274
شعر ،وشمر المئزر ،وطوى فراشه ،فقال بعضهم :واعتزل النساء ،فقال أبو عبد
ال عليه السلم :أما اعتزال النساء فل ) .(1بيان :طي الفراش كناية عن
اجتناب النساء ،أو النوم ،والول أظهر والعتزال المنفي العتزال بالكلية.
- 103كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن الحلبي ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كانت بدر في شهر رمضان فلم يعتكف
رسول ال صلى ال عليه واله ،فلما أن كان من قابل اعتكف عشرين:
عشرا لعامه ،وعشرا قضاء لما فاته ) - 104 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن
أحمد بن محمد ،عن داود بن الحصين ،عن أبي العباس ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :اعتكف رسول ال صلى ال عليه واله في شهر رمضان
في العشر الول ،ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى ،ثم اعتكف في
الثالثة في العشر الواخر ،ثم لم يزل يعتكف في العشر الواخر )105 .(3
كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن أبي
الفرج قال :سأل أبان أبا عبد ال عليه السلم أكان لرسول ال عليه السلم
طواف يعرف به ؟ فقال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يطوف بالليل
والنهار عشرة أسابيع :ثلثة أول الليل ،وثلثة آخر الليل ،واثنين إذا
أصبح ،واثنين بعد الظهر وكان فيما بين ذلك راحته ) - 106 .(4كا :علي،
عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان قال :كان رسول ال
صلى ال عليه واله يذبح يوم الضحى كبشين :أحدهما عن نفسه ،والخر
عمن لم يجد من امته ) - 107 .(5كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن مرار ،عن
يونس ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل بأس بالرجل
يمر على الثمرة ويأكل منها ول يفسد ،وقد نهى
) (3 - 1فروع الكافي (4) .212 :1فروع الكافي (5) .283 :1فروع الكافي :1
.301
] [ 275
رسول ال صلى ال عليه واله أن تبني الحيطان بالمدينة لمكان المارة )- 108 .(1
كا :علي بن محمد بن عبد ال ،عن البرقي ،عن القاساني ،عمن حدثه ،عن
عبد ال بن القاسم الجعفري ،عن أبيه قال :كان النبي صلى ال عليه واله
إذا بلغت الثمار أمر بالحيطان فثلمت ) - 109 .(2كا :محمد بن يحيى ،عن
ابن عيسى ،عن ابن فضال ،عن ابن القداح ،عن أبي عبد ال قال :كان
النبي صلى ال عليه واله يعجبه الدبا ويلتقطه من الصحفة )- 110 .(3
محص :عن أبي سعيد الخدري ،أنه وضع يده على رسول ال صلى ال
عليه واله وعليه حمى فوجدها من فوق اللحاف ،فقال :ما أشدها عليك يا
رسول ال ؟ قال :إنا كذلك يشتد علينا البلء ويضعف لنا الجر )111 .(4
-كا :محمد بن يحيى ،عن احمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن
النضر ،عن يحيى الحلبي ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :مات رسول ال صلى ال عليه واله وعليه دين )- 112 .(5
كا :العدة ،عن البرقي ،عن ابن مهران ،عن ابن عميرة ،عن عمرو بن
شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال
عليه واله :يأكل الهدية ،ول يأكل الصدقة ) - 113 .(6كا :علي ،عن أبيه،
عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه واله :لو اهدي إلي كراع ) (7لقبلته ).(8
) 1و (2فروع الكافي (3) .161 :1فروع الكافي (4) .183 :2التمحيص:
مخطوط ،ليست نسخته موجودة عندي (5) .فروع الكافي (6) .253 :1
فروع الكافي ،369 .1وفي ذيله :ويقول تهادوا فان الهدية تسل
السخائم ،وتجلى ضغائن العداوة والحقاد (7) .الكراع من البقر والغنم:
بمنزلة الوظيف من الفرس ،وهو مستدق الساق ،وقيل :الكراع من
الدواب :ما دون الكعب ،والكراع من النسان :ما دون الركبة من مقدم
الساق (8) .فروع الكافي .369 :1
] [ 276
- 114كا :العدة ،عن سهل ،عن النهدي ،عن موسى بن عمر بن بزيع ،عن الرضا
عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان إذا أخذ في طريق
رجع في غيره ) - 115 .(1يب :محمد بن علي بن محبوب ،عن ابن
معروف ،عن ابن المغيرة ،عن معاوية بن وهب قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول -وذكر صلة النبي صلى ال عليه واله -قال :كان يأتي
بطهور فيتحمر ) (2عند رأسه ،ويوضع سواكه تحت فراشه ،ثم ينام ما
شآء ال ،فإذا استيقظ جلس ،ثم قلب بصره في السماء ،ثم تل اليات من
آل عمران " :إن في خلق السموات والرض ) " (3الية ،ثم يستن
ويتطهر ،ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته )(4
ركوعه ،وسجوده على قدر ركوعه ،يركع حتى يقال :متى يرفع رأسه ؟
ويسجد حتى يقال :متى يرفع رأسه ؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شآء ال،
ثم يستيقظ فيجلس فيتلو اليات من آل عمران ،ويقلب بصره في السماء،
ثم يستن ويتطهر ويقوم ) (5إلى المسجد فيصلي ) (6أربع ركعات كما ركع
قبل ذلك ،ثم يعود إلى فراشه فينام ما شآء ال ،ثم يستيقظ فيجلس فيتلو
اليات من آل عمران ،ويقلب بصره ،في السماء ،ثم يستن ويتطهر )(7
ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين ،ثم يخرج إلى الصلة ).(8
) (1فروع الكافي ،420 :1والحديث منقول معناه ،والصل هكذا ،قال :قلت للرضا
عليه السلم .جعلت فداك إن الناس رووا أن رسول ال صلى ال عليه
وآله كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره ،فكذا كان يفعل ؟ قال :فقال:
نعم ،وأنا أفعله كثيرا فافعله ،ثم قال لى :اما انه أرزق لك انتهى ،وذكره
أيضا في كتاب الروضة 147 :بهذه العبارة أيضا (2) .هكذا في النسخة،
وفي المصدر فيتخمر ،وهو الصحيح ،أي فيغطى (3) .واختلف الليل
والنهار خ (4) .في المصدر :على قدر قراءة ركوعه (5) .ثم يقوم خ ل،
ومثله في المصدر (6) .فيركع خ ل ،ومثله في المصدر (7) .ثم يتطهر خ
ل ومثله في المصدر (8) .تهذيب الحكام .231 :1
] [ 277
بيان :الستنان :استعمال السواك - 116 .كا :العدة ،عن سهل وأبو علي الشعري،
عن محمد بن عبد الجبار جميعا ،عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن
سعيد بن عمرو الجعفي ،عن محمد بن مسلم قال :دخلت على أبي جعفر
عليه السلم ذات يوم وهو يأكل متكئا ) (1قال :وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره
) ،(2فجلعت أنظر إليه ،فدعاني إلى طعامه ،فلما فرغ قال :يا محمد لعلك
ترى أن رسول ال صلى ال عليه واله رأته عين يأكل وهو متك منذ أن
بعثه ال ) (3إلى أن قبضه ؟ ثم رد على نفسه فقال :ل وال ما رأته عين
يأكل وهو متك من أن بعثه ال إلى أن قبضه ،ثم قال :يا محمد لعلك ترى
أنه شبع من خبز البر ثلثة أيام متوالية من أن بعثه ال إلى أن قبضه ؟ ثم
إنه رد على نفسه ثم قال ) :(4ل وال ما شبع من خبز البر ثلثة أيام
متوالية منذ بعثه ال ) (5تعالى إلى أن قبضه ،أما أني ل أقول :إنه كان ل
يجد ،لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمأة من البل ) ،(6فلو أراد أن يأكل
لكل ولقد أتاه جبرئيل عليه السلم بمفاتيح خزائن الرض ثلث مرات
يخيره من غير أن ينقصه ال تبارك وتعالى مما أعد ال له يوم القيامة
شيئا ،فيختار التواضع لربه عزوجل ،وما سئل شيئا قط فيقول :ل ،إن كان
أعطى ،وإن لم يكن قال :يكون ،وما أعطى على ال شيئا قط إل سلم ذلك
إليه ،حتى أن كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم ال ذلك له ،ثم تناولني بيده )
،(7وقال :وإن كان صاحبكم ) (8ليجلس جلسة العبد ،ويأكل أكلة العبد،
ويطعم الناس خبز البر واللحم ،ويرجع إلى
) (1لعله كان يفعله لبيان الجواز ،أو كان به ضعف أو مرض (2) .في المجالس:
وقد كان يبلغنا أنه ينهى عن ذلك (3) .من أن بعثه ال خ ل ،وهو
الموجود في المصدر (4) .فقال خ ل (5) .من أن بعثه خ ل (6) .أي
جعلها جائزة له (7) .من يناوله بيده خ ل (8) .أراد عليا عليه السلم.
] [ 278
أهله فيأكل الخبز ) (1والزيت ،وإن كان ليشتري القميص السنبلني ) ،(2ثم يخير
غلمه خيرهما ،ثم يلبس الباقي ،فإذا جاز أصابعه قطعه ،وإذا جاز كعبه
حذفه ،وما ورد عليه أمران قط كلهما ل رضا إل أخذ بأشدهما على بدنه،
ولقد ولى الناس خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة ،ول لبنة على
لبنة ،ول أقطع قطيعة ) ،(3ول أورث بيضاء ول حمراء إل سبع مأة درهم
فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لهله بها خادما ،وما أطاق أحد عمله ،لقد
كان علي بن الحسين عليه السلم لينظر في الكتاب من كتب علي عليه
السلم فيضرب به الرض ويقول :من يطيق هذا ) (4؟ ما :الحسين بن
إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن محمد بن أحمد بن زكريا ،عن
الحسن بن فضال ،عن علي بن عقبة مثله ) - 117 .(5كا :العدة ،عن
سهل ،عن البزنطي ،عن حماد بن عثمان قال :حدثني علي بن المغيرة قال:
سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن جبرئيل عليه السلم أتى رسول
ال صلى ال عليه واله فخيره ،وأشار عليه ) (6بالتواضع ،وكان له
ناصحا ،فكان رسول ال صلى ال عليه واله يأكل أكلة العبد ،ويجلس
جلسة العبد تواضعا ل تبارك وتعالى ،ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن
الدنيا فقال :هذه مفاتيح خزائن الدنيا بعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت
) (7الرض ،من غير أن ينقصك شيئا ،فقال رسول ال صلى ال عليه
واله :في الرفيق العلى ) .(8بيان :قال الجزري :في حديث الدعاء:
وألحقني بالرفيق العلى ،الرفيق جماعة
) (1الخلل خ ل (2) .القميصين السنبلنيين (3) .أي لم يجعل غلة بلد رزقا
لشخص ،أو لم يفرز بلدا له من غير حق (4) .روضة الكافي- 129 :
(5) .131المجالس للطوسي ،68 :وقد سقط عن المطبوع ما بعد قوله:
ينهى عن ذلك (6) .وأشار إليه خ ل ) (7أي حملته ورفعته (8) .روضة
الكافي.131 :
] [ 279
النبياء يسكنون أعلى عليين ،وهو اسم جاء على فعيل ،وهو معناه الجماعة،
كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع ،ومنه قوله تعالى " :وحسن
اولئك رفيقا " وقيل :معنى ألحقني بالرفيق العلى ،أي بال تعالى ،يقال:
ال رفيق بعباده ،من الرفق والرأفة ،ومنه حديث عايشة :سمعته يقول عند
موته :بل الرفيق العلى ،وذلك أنه خير بين البقاء في الدنيا وبين ما عند
ال فاختار ما عند ال - 118 .كا :سهل ) ،(1عن ابن فضال ،عن علي بن
عقبة ،عن عبد المؤمن النصاري ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله :عرضت علي بطحاء مكة ذهبا ،فقلت :يا
رب ل ،ولكن أشبع يوما ،وأجوع يوما ،فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ،وإذا
جعت دعوتك وذكرتك ) .(2ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد
بن وهبان ،عن محمد بن أحمد بن زكريا ،عن ابن فضال مثله )- 119 .(3
كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام وغيره ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :ما كان شئ أحب إلى رسول ال صلى ال عليه واله من
أن يظل ) (4خائفا جائعا في ال عزوجل ) - 120 .(5كا :العدة ،عن ابن
عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن أبي المغرا ) ،(6عن
) (1فيه وهم ،لن الكليني ل يروي عن سهل بن زياد إل بواسطة عدة ،فالصحيح
العدة ،عن سهل ،ومنشأ الوهم أن الحديث في المصدر مصدر بسهل
معلق على ما قبله وهو الحديث المتقدم ،وهو عدة من أصحابنا عن سهل
بن زياد ،فغفل المصنف عن تعليق الحديث ،أو أورده معلقا على ما قبله
كما في المصدر ،وهو القرب (2) .روضة الكافي (3) .131 :أمالي
الطوسي 73 :و (4) .74أي يدخله في كنفه .وفي بعض نسخ المصدر:
يصل (5) .روضة الكافي (6) .129 :تقدم عن تنقيح المقال أن ضبطه
المعزى ،أو المعزاء ،وأضاف في الكنى وجها ثالثا و هو المغراء بتقديم
المعجمة.
] [ 280
زيد الشحام ،عن عمرو بن سعيد بن هلل ،عن أبي عبد ال قال إياك أن تطمح
نفسك ) (1إلى من فوقك وكفى بما قال ال عزوجل لرسول ال صلى ال
عليه واله " :فل تعجبك أموالهم ول أولدهم ) " (2وقال ال عزوجل
لرسوله " :ول تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة
الدنيا ) " (3فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول ال صلى ال عليه
واله ،فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ،ووقوده ) (4السعف إذا وجده
) .(5كا :محمد بن يحيى ،عن ابن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن عمار
بن مروان ،عن الشحام مثله ) .(6ين :فضالة ،عن أبي المغرا مثله ).(7
- 121كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل ،عن أبي عبد ال صلى ال عليه واله قال :كان رسول ال صلى
ال عليه واله يقسم لحظاته بين أصحابه ،ينظر إلى ذا وينظر إلى ذا
بالسوية ) - 122 .(8كا :محمد ،عن أحمد ،عن ابن فضال ،عن بعض
أصحابنا .قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ما كلم رسول ال صلى ال
عليه واله العباد بكنه عقله قط ،قال رسول ال صلى ال عليه واله :إنا
معشر ) (9النبياء
) (1أي ترفع (2) .التوبة (3) .55 :طه (4) .131 :الوقود :ما توقد به النار أي ما
اشتعلت به (5) .روضة الكافي ،168 :وللحديث صدر تركه المصنف
وهو هكذا :قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إنى ل أكاد ألقاك إل في
السنين ،فأوصني بشئ آخذ به :قال :اوصيك بتقوى ال وصدق الحديث
والورع والجتهاد ،واعلم أنه ل ينفع اجتهاد ل ورع معه ،وإياك اه .وفي
ذيله :وإذا اصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول ال صلى ال عليه وآله
فان الخلق لم يصابوا بمثله قط .وأخرج الذيل أيضا في الفروع ) .60 :1
(6الصول ،137 :2وفيه :زيد الشحام ،عن عمرو بن هلل ،والظاهر
أن عمرو بن هلل هو عمرو بن سعيد بن هلل ،نسبه هنا إلى الجد(7) .
ين :مخطوط (8) .روضة الكافي (9) .268 :في المصدر :معاشر
النبياء.
] [ 281
امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم ) - 123 .(1ين :حماد ،عن العقرقوفي )،(2
عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :بينا رسول ال صلى ال
عليه واله ذات يوم عنده عايشة فاستأذن عليه رجل ،فقال رسول ال صلى
ال عليه واله :بئس أخو العشيرة ،وقامت عايشة فدخلت البيت ،وأذن له
رسول ال صلى ال عليه واله فدخل ،فأقبل رسول ال صلى ال عليه واله
عليه حتى إذا فرغ من حديثه خرج ،فقالت له عايشة :يا رسول ال بينا
أنت تذكره إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك ) ،(3فقال لها رسول ال صلى
ال عليه واله :إن من أشر عباد ال من يكره مجالسته لفحشه )- 124 .(4
ين :محمد بن سنان ،عن ابن مسكان ،عن الصيقل ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :مرت برسول ال صلى ال عليه واله امرأة بذية وهو يأكل،
فقالت :يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه ،فقال لها :ويحك وأي
عبد أعبد مني ؟ قالت :اما ل فناولني لقمة من طعامك ،فناولها رسول ال
صلى ال عليه واله لقمة من طعامه ،فقالت :ل وال إل إلى في من فيك،
قال :فأخرج اللقمة من فيه فتناولها إياها فأكلتها ،قال أبو عبد ال عليه
السلم فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا ) - 125 .(5ين :ابن أبي عمير،
عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن النبي صلى ال عليه
واله كان قوته الشعير من غير ادم ) - 126 .(6ين :فضالة ،عن ابن
عميرة ،عن ابن مسكان ،عن عمار بن حيان قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :إن رسول ال صلى ال عليه واله أتته اخت له من الرضاعة ،فلما
أن نظر إليها سر بها وبسط ردائه لها فأجلسها عليه ،ثم أقبل يحدثها
ويضحك في وجهها ،ثم قامت فذهبت ،ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع
بها ،فقيل :يا رسول ال صنعت باخته ما لم تصنع
) (1روضة الكافي (2) .268 :نسبة إلى عقرقوف بفتح الولتين ،وسكون الراء
وضم القاف :قرية من نواحى نهر عيسى بينها وبين بغداد أربعة فراسخ.
وقيل :هي قرية من نواحى الدجيل .والعقرقوفي هذا هو شعيب بن يعقوب
أبو يعقوب ابن اخت أبي بصير يحيى ابن القاسم (3) .البشر :بشاشة
الوجه (6 - 4) .ين :مخطوط ،وتقدم حديث الصيقل عن المحاسن ،ومتنه
أوضح.
] [ 282
به وهو رجل ؟ فقال :لنها كانت أبرا بأبيها منه ) - 127 .(1ين :فضالة ،عن أبان،
عن عبد ال بن طلحة ،عن أبي عبد ال صلى ال عليه واله قال :استقبل
رسول ال صلى ال عليه واله رجل من بني فهد وهو يضرب عبدا له،
والعبد يقول :أعوذ بال ،فلم يقلع الرجل عنه ،فلما أبصر العبد برسول ال
صلى ال عليه واله قال :أعوذ بمحمد فأقلع عنه الضرب ،فقال :رسول ال
صلى ال عليه واله :يتعوذ بال فل تعيذه ؟ ويتعوذ بمحمد فتعيذه ؟ وال
أحق أن يجار عائذه من محمد ،فقال الرجل :هو حر لوجه ال ،فقال رسول
ال صلى ال عليه واله :والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع وجهك
حر النار ) - 128 .(2ين :فضالة ،عن أبان بن عثمان ،عن سلمة بن أبي
حفص ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه عليهما السلم عن جابر قال :مر رسول
ال صلى ال عليه واله بالسوق وأقبل يريد العالية والناس يكتنفه ،فمر
بجدي أسك على مزبلة ملقى وهو ميت ،فأخذ باذنه ،فقال :أيكم يحب أن
يكون هذا له بدرهم ؟ قالوا ما نحب أنه لنا بشئ ،وما نصنع به ؟ قال:
أفتحبون أنه لكم ؟ قالوا :ل ،حتى قال ذلك ثلث مرات ،فقالوا :وال لو كان
حيا كان عيبا ،فكيف وهو ميت ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه واله :إن
الدنيا على ال أهون من هذا عليكم ) .(3بيان :قال الجزري :فيه أنه مر
بجدي أسك ،أي مصطلم الذنين مقطوعهما ،قولهم :كان عيبا ،أي معيبا،
كذا فيما عندنا من النسخة ،وكذا وجدت في كتاب رياض الصالحين )(4
للنووي رواه عن جابر ،ولعل فيه تصحيفا - 129 .ين :النضر ،عن ابن
سنان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :دخل على النبي صلى ال
عليه واله رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه ،ووسادة ليف قد أثرت
في خده ،فجعل يمسح ويقول :ما رضي بهذا كسرى ول قيصر ،إنهم
ينامون على الحرير والديباج ،أنت على هذا الحصير ؟ قال :فقال رسول
ال صلى ال عليه واله :لنا خير منهما وال ،لنا أكرم منهما
) (3 - 1ين :مخطوط (4) .رياض الصالحين 222 :وفيه :وال لو كان حيا كان
عيبا انه أسك فكيف وهو ميت ؟ ! وقال :رواه مسلم .وقال :السك:
صغير الذن.
] [ 283
وال ،ما أنا والدنيا ،إنما مثل الدنيا كمثل راكب مر على شجرة ولها فئ فاستظل
تحتها ،فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها ) - 130 .(1ين:
النضر ،عن عاصم ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله :جاءني ملك فقال :يا محمد ربك يقرئك
السلم ويقول لك :إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض ) (2ذهب ،قال:
فرفع النبي صلى ال عليه واله رأسه إلى السماء فقال :يا رب أشبع يوما
فأحمدك ،وأجوع يوما فأسألك ) 131 .(3ين :بعض أصحابنا ،عن علي بن
شجرة ،عن عمه بشير النبال ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قدم
أعرابي النبي صلى ال عليه واله فقال :يا رسول ال تسابقني بناقتك هذه،
فسابقه فسبقه العرابي ،فقال رسول ال صلى ال عليه واله إنكم
رفعتموها فأحب ال أن يضعها ) ،(4إن الجبال تطاولت لسفينة نوح عليه
السلم ،وكان الجودي أشد تواضعا فحب ال ) (5بها الجودي )- 132 .(6
ين :صفوان بن يحيى ،عن النضري ) (7عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
كان رسول ال صلى ال عليه واله يتوب إلى ال في كل يوم سبعين مرة
من غير ذنب ،كان يقول :أتوب إلى ال ) - 133 .(8محص :عن ابن أبي
يعفور قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :إن رجل من
) (1المؤمن :مخطوط .وتقدم نحوه قبل (2) .الرضراض :ما صغر ودق من
الحصى (3) .ين :مخطوط (4) .ذكر البرقي الحديث في المحاسن باسناده
عن ابن بكير وفيه :انها ترفعت وحق على ال أن ل يرتفع شئ إل وضعه
ال (5) .هكذا في النسخ ،ولعله مصحف (6) .ين :مخطوط (7) .هكذا في
النسخ ،والظاهر أنه مصحف النصرى بالصاد المهملة ،لقب الحارث بن
المغيرة ،وهو من بنى نصر بن معاوية على ما صرح به النجاشي في
الفهرست (8) .ين :مخطوط.
] [ 284
النصار أهدى إلى رسول ال صلى ال عليه واله صاعا من رطب ،فقال رسول ال
صلى ال عليه واله للخادم ) (1التي جاءت به :ادخلي فانظري هل تجدين
في البيت قصعة أو طبقا فتأتبني به ؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت :ما
أصبت قصعة ول طبقا ،فكنس رسول ال صلى ال عليه واله بثوبه مكانا
من الرض ،ثم قال لها :ضعيه هاهنا على الحضيض ،ثم قال :والذي نفسي
بيده لو كانت الدنيا تعدل عند ال مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافرا ول
منافقا منها شيئا ) - 134 .(2نهج :إلى أن بعث ال سبحانه محمدا صلى
ال عليه واله ) (3لنجاز عدته ،وتمام نبوته ،مأخوذا على النبيين ميثاقه،
مشهورة سماته ) ،(4كريما ميلده ) - 135 .(5نهج :حتى بعث ال محمدا
صلى ال عليه واله شهيدا وبشيرا ونذيرا ،خير البرية طفل ،وأنجبها
كهل ،أطهر المطهرين شيمة ،وأجود المستمطرين ديمة ) .(6بيان :الشيمة
بالكسر :الخلق والطبيعة ،والستمطار :طلب المطر ،وطلب العطآء الكثير
مجازا ،والديمة بالكسر :المطر الدائم ،فيمكن أن يقرء على بناء المفعول،
أي أجود من طلب منه العطآء الدائم الكثير ،أو على بناء الفاعل إشارة إلى
استجابة دعائه في الستسقاء فيحتمل أن يكون أجود مأخوذا من الجود
بمعنى المطر الكثير وال يعلم - 136 .نهج :ولقد كان في رسول ال صلى
ال عليه واله كاف لك في السوة ) ،(7ودليل لك ) (8على ذم الدنيا
وعيبها ،وكثرة مخازيها ومساويها ،إذ قبضت عنه أطرافها ،ووطئت لغيره
أكنافها ،وفطم من رضاعها ،وزوي عن زخارفها -وساقها إلى قوله عليه
السلم :-فتأس بنبيك
) (1يطلق الخادم على المذكر والمؤنث (2) .التمحيص :مخطوط (3) .محمدا رسول
ال صلى ال عليه وآله (4) .سمات جمع السمة :العلمة ،والمراد
علماته التي ذكرت في كتب النبياء السابقين الذين بشروا به (5) .نهج
البلغة (6) .27 :1نهج البلغة .216 :1وفيه وأمطر المستمطرين
ديمة (7) .السوة :القدوة (8) .في المصدر :ودليل ذلك.
] [ 285
الطهر الطيب صلى ال عليه واله ،فإن فيه اسوة لمن تأسى ،وعزآء لمن تعزى،
وأحب العباد إلى ال تعالى المتأسي بنبيه صلى ال عليه واله ،والمقتص
لثره ،قضم الدنيا قضما ،ولم يعرها طرفا ،أهضم أهل الدنيا كشحا،
وأخمصهم من الدنيا بطنا ،عرضت عليه الدنيا ) (1فأبى أن يقبلها ،وعلم
أن ال سبحانه أبغض شيئا فأبغضه ،وحقر شيئا فحقره ،وصغر شيئا
فصغره ،ولو لم يكن فينا إل حبنا ما أبغض ال ) (2وتعظيمنا ما صغر ال
لكفى به شقاقا ل ،ومحادة ) (3عن أمر ال ،ولقد كان رسول ال صلى ال
عليه واله يأكل على الرض ،ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله،
ويرقع بيده ثوبه ،ويركب الحمار العاري ،ويردف خلفه ،ويكون الستر
على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول :يا فلنة -لحدى أزواجه -
غيبيه عني ،فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها ،فأعرض عن
الدنيا بقلبه ،وأمات ذكرها من نفسه ،وأحب أن تغيب زينتها عن عينه،
لكيل يتخذ منها رياشا ،ول يعتقدها قرارا ،ول يرجوا فيها مقاما ،فأخرجها
من النفس ،وأشخصها عن القلب ) ،(4وغيبها عن البصر ،وكذلك من
أبغض شيئا أبغض أن ينظر ) (5إليه ،وأن يذكر عنده ،ولقد كان في رسول
ال صلى ال عليه واله ما يدلك على مساوي الدنيا وعيوبها ،إذ جاع فيها
مع خاصته ،وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته ،فلينظر ناظر بعقله
أكرم ال محمدا صلى ال عليه واله بذلك أم أهانه ؟ فإن قال :أهانه فقد
كذب والعظيم ) ،(6وإن قال :أكرمه فليعلم أن ال قد أهان غيره حيث بسط
الدنيا له ،وزواها عن أقرب الناس منه ،فتأسى متأس بنبيه ،واقتص أثره،
وولج مولجه ،وإل فل يأمن الهلكة ،فإن ال جعل محمدا صلى ال عليه
واله علما للساعة ،ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة ،خرج من الدنيا
خميصا ،وورد الخرة سليما ،لم يضع حجرا على حجر حتى
) (1عرضت عليه الدنيا عرضا فابى خ ل (2) .في المصدر :ما أبغض ال ورسوله،
وكذا فيما بعده .ما صغر ال ورسوله (3) .المحادة :المخالفة في عناد) .
(4أي أزعجها وأبعدها (5) .في المصدر :من ينظر إليه (6) .في
المصدر :وأتى بالفك العظيم.
] [ 286
مضى لسبيله ،وأجاب دعي ربه ،فما أعظم منة ال عندنا حين أنعم علينا به سلفا
نتبعه ،وقائدا نطأ عقبه ) .(1بيان :المخازي :المقابح ،قوله عليه السلم:
وطئت بالتشديد أي هيأت ،وبالتخفيف من قولهم :وطأت لك المجلس ،أي
جعلته سهل لينا ،قوله عليه السلم :زوي أي قبض ،قوله عليه السلم:
قضم الدنيا ،في أكثر النسخ بالضاد المعجمة ،وهو أكل الشئ اليابس
بأطراف السنان ،أي تناول منها قدر الكفاف وما تدعو إليه الضرورة،
والتنوين في قضما للتقليل ،وفي بعضها بالصاد المهملة بمعنى الكسر.
قوله عليه السلم :ولم يعرها طرفا ،من العارة ،أي لم يلتفت إليها نظر
إعارة ،فكيف بأن يجعلها مطمح نظره ؟ ويقال :رجل أهضم :إذا كان
خميصا لقلة الكل ،والكشح :الخاصرة ،قوله :جلسة العبد ،قال ابن أبي
الحديد :وهي أن يضع قصبتي ساقيه على الرض ويعتمد عليها بباطن
فخذيه ) ،(2يقال لها بالفارسية :دوزانو ،والرياش إما جمع الريش ،أو
مرادفه ،وهو اللباس الفاخر ،ويطلق على المال والخصب والمعاش .قوله
عليه السلم :خميصا ،أي جائعا - 137 .ع :ابن الوليد ،عن محمد العطار،
عن الشعري ،عن علي بن الريان ،عن عبيد ال بن عبد ال الواسطي،
عن واصل بن سليمان ،أو عن درست يرفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم
قال :قلت له :لم كان رسول ال صلى ال عليه واله يحب الذراع أكثر من
حبه لسائر أعضاء الشاة ؟ قال :فقال :لن آدم قرب قربانا عن النبياء من
ذريته فسمي لكل نبي عضوا ،وسمي لرسول ال صلى ال عليه واله
الذراع ،فمن ثم كان يحب الذراع ويشتهيها ويحبها ويفضلها )- 138 .(3
وفي حديث آخر :إن رسول ال صلى ال عليه واله كان يحب الذراع
لقربها من المرعى وبعدها من المبال ) - 139 .(4ير :إبراهيم بن هاشم،
عن جعفر بن محمد ،عن القداح ،عن أبي عبد ال
) (1نهج البلغة (2) .315 - 311 :1شرح نهج البلغة لبن أبى الحديد :2
3) .472و (4علل الشرائع .56 :أقول :ل اختلف بين الروايتين،
لجواز التعليل بكل منهما.
] [ 287
عليه السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يحب الذراع والكتف ،ويكره
الورك لقربها من المبال ) - 140 (1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن
محمد ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن زرارة ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله يعجبه الذراع )- 141 .(2
ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري
بالمصيصة ) (3من أصل كتابه ،عن عبد ال بن الهيثم النماطي ،عن
الحسين بن علوان الكلبي ،عن عمرو بن خالد الواسطي ،عن محمد ،وزيد
ابني علي ،عن أبيهما عليه السلم عن أبيه الحسين عليه السلم قال :كان
رسول ال صلى ال عليه واله يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم
المسكين ) - 142 .(4ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد بن عبد
الرحيم بن سعد ،عن إسماعيل ابن محمد العلوي ،عن أبيه ،عن جده
إسحاق بن جعفر ،عن أخيه ،عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :سمعت
النبي صلى ال عليه واله يقول :بعثت بمكارم الخلق ومحاسنها ).(5
- 143ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد بن جعفر
العلوي ،عن أحمد ابن عبد المنعم الصيداوي ) ،(6عن حسين بن شداد
الجعفي ،عن أبيه شداد بن رشيد ،عن عمرو بن عبد ال بن هند ) ،(7عن
أبي جعفر عليه السلم قال :قال علي بن الحسين عليه السلم:
) (1بصائر الدرجات .148 :وللحديث صدر وذيل (2) .فروع الكافي (3) .169 :2
المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة ،وقيل :بتخفيف الصاد:
مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام ،بين انطاكية وبلد الروم
تقارب طرطوس (4) .أمالي الشيخ ،22 :أقول :أي المجالس والخبار،
وهو المطبوع في آخر أمالي ابن الشيخ (5) .أمالي الشيخ (6) .27 :في
المصدر :حدثنا أبو عبد ال جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي
الحسيني قال :حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي) .
(7وصفه في المصدر :بالجملى .ولعله عبد ال بن هند الجملى فتأمل.
] [ 288
إن جدي رسول ال صلى ال عليه واله قد غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فلم يدع الجتهاد له وتعبد بأبي هو وامي حتى انتفخ الساق ،وورم القدم،
وقيل له :أتفعل هذا وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال :أفل
أكون عبدا شكورا .الخبر ) - 144 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن
غياث بن مصعب الخجندي ) ،(2عن محمد ابن حماد الشاشي ،عن حاتم
الصم ،عن شقيق ) (3البلخي ،عمن أخبره من أهل العلم قال :قيل للنبي
صلى ال عليه واله :كيف أصبحت ؟ قال :بخير من رجل لم يصبح صائما،
ولم يعد مريضا ،ولم يشهد جنازة ) - 145 .(4ما :جماعة ،عن أبي
المفضل ،عن إسماعيل بن موسى البجلي .عن عبد ال ابن عمر بن أبان،
عن معاوية بن هشام ،عن سفيان الثوري ،عن حبيب بن أبي ثابت ،عن
عطا ،عن ابن عباس قال :قيل للنبي صلى ال عليه واله :كيف أصبحت ؟
قال :بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ،ولم يعودوا مريضا ) .(5بيان:
الظاهر أن )من( في الخبر السابق في قوله) :من رجل( بيانية ،وهو تميز
عن الضمير في أصبحت كقولهم :ل درك من فارس ،وعز من قائل ،ويالك
من ليل ،وفي الثاني يحتمل ذلك بأن يكون أصبحت في قوة أصبحنا ،وأن
تكون تبعيضية ،ويكون حال عن الضمير ،أي حالكوني من قوم هم كذلك )
- 146 .(6ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن
أحمد بن إبراهيم ابن أحمد ،عن الحسن بن علي الزعفراني ،عن البرقي،
عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي اسامة ،عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :قلت له :بلغنا أن رسول ال
) (1أمالي الشيخ 47 :و ،48والحديث طويل راجعه (2) .في المصدر :غياث بن
مصعدة بن عبدة أبو العباس الخجندى الرياطى (3) .في المصدر :شقيق
بن إبراهيم (4) .أمالي الشيخ (5) .49 :أمالي الشيخ (6) .49 :الظاهر
أنه صلى ال عليه وآله ذكر التفضيل وأراد معنى آخر وهو كراهة ترك
شهود الجنازة وعيادة المريض.
] [ 289
صلى ال عليه وآله لم يشبع من خبز بر ثلثة أيام قط ،قال :فقال أبو عبد ال عليه
السلم :ما أكله قط ،قلت :فأي شئ كان يأكل ؟ قال :كان طعام رسول ال
صلى ال عليه واله الشعير إذا وجده ،وحلواه التمر ،ووقوده السعف ).(1
- 147ما :أحمد بن عبدون ،عن علي بن محمد بن الزبير ،عن علي بن
فضال ) ،(2عن العباس بن عامر ،عن أحمد بن رزق ،عن الفضيل )(3
قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :خرج رسول ال صلى ال عليه
واله يريد حاجة فإذا ) (4بالفضل بن العباس ،قال :فقال :احملوا هذا الغلم
خلفي ،قال :فاعتنق رسول ال صلى ال عليه واله بيده من خلفه على
الغلم ،ثم قال :يا غلم خف ال تجده أمامك ،يا غلم خف ال يكفك ما
سواه ) (5إلى آخر ما سيأتي في باب مواعظه صلى ال عليه واله- 148 .
كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن أبي
جميلة ،عن محمد الحلبي وزرارة ومحمد بن مسلم ،عن أبي جعفر وأبي
عبد ال عليه السلم في قول ال عزوجل " :واذكر ربك إذا نسيت )" (6
قال :إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني ،فليستثن إذا ذكر ) - 149 .(7كا:
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ،عن أبيه جميعا،
عن ابن محبوب ،عن أبي جعفر الحوال ،عن سلم بن المستنير ،عن أبي
جعفر عليه السلم في قول ال عزوجل " :ولقد عهدنا إلى آدم من قبل
فنسي ولم نجد له عزما ) " (8قال :فقال :إن ال عزوجل لما قال لدم:
ادخل الجنة ،قال له :يا آدم ل تقرب هذه الشجرة ،قال :وأراه
) (1أمالي الشيخ (2) .60 :أي علي بن الحسين بن فضال ،على ما في المصدر) .
(3أي الفضيل بن يسار .على ما في المصدر (4) .في المصدر :فإذا هو.
) (5أمالي الشيخ (6) .65 :الكهف (7) .24 :فروع الكافي (8) .370 :2
طه.115 :
] [ 290
إياها ،فقال آدم لربه :كيف أقربها ولقد نهيتني عنها أنا وزوجتي ،قال :فقال لهما:
ل تقرباها ،يعني ل تأكل منها ،فقال آدم وزوجته :نعم يا ربنا ل نقربها ول
نأكل منها ،ولم يستثنيا في قولهما :نعم ،فوكلهما ال في ذلك إلى أنفسهما
وإلى ذكرهما ،قال :وقد قال ال عزوجل لنبيه صلى ال عليه واله في
الكتاب " :ول تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال ) " (1أن ل
أفعله ،فتسبق مشية ال في أن ل أفعله ،فل أقدر على أن أفعله ،قال :فلذلك
قال ال عزوجل " واذكر ربك إذا نسيت ) " (2أي استثن مشية ال في
فعلك ) - 150 .(3كا :العدة ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أبي البختري ،عن
أبي عبد ال عليه السلم إن رسول ال كان يتطيب بالمسك حتى يرى
وبيصه في مفارقه ) .(4بيان :الوبيص :البريق - 151 .كا :محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :كانت لرسوله ال صلى ال عليه واله
ممسكة إذا هو توضأ أخذها بيده وهي رطبة ،فكان إذا خرج عرفوا أنه
رسول ال صلى ال عليه واله برائحته ) - 152 .(5كا :العدة ،عن البرقي،
عن نوح بن شعيب ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي الحسن عليه السلم قال:
كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول ال صلى ال عليه واله ).(6
- 153كا :محمد بن يحيى ،عن غير واحد ،عن الخشاب ،عن غياث بن
كلوب ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم إن رسول ال
صلى ال عليه واله كان إذا اشتكى رأسه استعط بدهن الجلحلن ) (7وهو
السمسم ) - 154 .(8كا :العدة ،عن البرقي ،عن بعض أصحابه ،عن ابن
اخت الوازعي ،عن
) 1و (2الكهف 22 :و (3) .23فروع الكافي (6 - 4) .370 :2الفروع .223 :2
) (7هكذا في نسخة المصنف ،وهو مصحف الجلجلن .والجلجلن
بالفارسية :كنجد (8) .فروع الكافي .226 :2
] [ 291
مسعدة بن اليسع ،عن قيس الباهلي ) (1إن النبي صلى ال عليه واله يحب أن
يستعط بدهن السمسم ) - 155 .(2كا :العدة ،عن سهل ،عن النوفلي ،عن
عيسى ) (3بن عبد ال بن محمد بن عمر بن علي ،عن أبيه ،عن جده قال:
كانت من أيمان رسول ال صلى ال عليه واله ل واستغفر ال )- 156 .(4
كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي أيوب الخزاز ،عن محمد
بن مسلم قال :إن العقرب لدغت رسول ال صلى ال عليه واله ،فقال :لعنك
ال ،فما تبالين مؤمنا أذيت أم كافرا ،ثم دعا بالملح فدلكه فهدأت ،ثم قال
أبو جعفر عليه السلم :لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه درياقا ).(5
- 157كا :العدة ،عن البرقي ،عن أبيه وعمرو بن إبراهيم جميعا ،عن
خلف بن حماد ،عن يعقوب بن شعيب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
لدغت رسول ال صلى ال عليه واله عقرب فنفضها وقال :لعنك ال فما
يسلم منك مؤمن ول كافر ،ثم دعا بملح فوضعه على موضع اللدغة ثم
عصره بإبهامه حتى ذاب :ثم قال :لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا
معه إلى ترياق ) - 158 .(6كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن
بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :وطئ رسول ال صلى
ال عليه واله الرمضاء ) (7فأحرقته ،فوطئ على الرجلة وهي البقلة
الحمقاء ) (8فسكن عنه حر الرمضاء ،فدعا لها وكان يحبها ويقول :من
بقلة ما أبركها ).(9
) (1في المصدر :قيس الباهلي ،عن أبي عبد ال عليه السلم (2) .فروع الكافي :2
(3) .226في المصدر وفي مرآت العقول :النوفلي ،عن السكوني ،عن
عيسى اه (4) .فروع الكافي 5) .375 :2و (6فروع الكافي ) .172 :2
(7الرمضاء :الرض الحامية من شدة حر الشمس (8) .البقلة الحمقاء
والبقلة الرجلة بالفارسية :خرفه .ويقال لها :البقلة المباركة أيضا(9) .
الفروع (*) .182 :2
] [ 292
- 159كا :علي ،عن أبيه ،ومحمد بن إسماعيل ،عن الفضل جميعا ،عن ابن أبي
عمير ،وصفوان ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن النبي صلى ال عليه واله مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب ،فقال :لعنك
ال ،ل برا تدعين ول فاجرا - 160 .فس :أبي ،عن أحمد بن النضر ،عن
عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان بينا رسول
ال صلى ال عليه واله جالسا وعنده جبرئيل إذ حانت ) (1من جبرئيل
نظرة قبل السماء فانتقع لونه حتى صار كأنه كركم ،ثم لذ برسول ال
صلى ال عليه واله فنظر رسول ال صلى ال عليه واله إلى حيث نظر
جبرئيل عليه السلم فإذا شئ قد مل بين الخافقين مقبل ،حتى كان كقاب
الرض ) ،(2فقال :يا محمد إني رسول ال إليك ،اخيرك أن تكون ملكا
رسول أحب إليك ،أو تكون عبدا رسول ؟ فالتفت رسول ال صلى ال عليه
واله إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه ،فقال جبرئيل :بل كن عبدا رسول،
فقال رسول ال صلى ال عليه واله :بل أكون عبدا رسول ،فرفع الملك
رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ،ثم رفع الخرى فوضعها في
الثانية ،ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة ،ثم هكذا حتى انتهى إلى السماء
السابعة ،كل سماء خطوة ) ،(3وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل
الصر ) ،(4فالتفت رسول ال صلى ال عليه واله إلى جبرئيل فقال :لقد
رأيت منك ذعرا ) ،(5وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك ،فقال :يا
نبي ال ل تلمني ،أتدري من هذا ؟ قال :ل ،قال :هذا إسرافيل حاجب الرب،
ولم ينزل من مكانه منذ خلق ال السماوات والرض ،فلما رأيته منحطا
ظننت أنه جاء بقيام الساعة ،فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك ،فلما
رأيت ما اصطفاك ال به رجع إلي لوني ونفسي ،أما رأيته كلما ارتفع
صغر ،إنه ليس شئ يدنو من الرب إل صغر لعظمته ،إن هذا حاجب
) (1في المصدر :إذ حانت بالمعجمة (2) .حتى دنا من الرض خ ل وفي المصدر:
حتى كان كقاب قوسين أو أدنى من الرض ثم قال اه أقول :القاب:
المقدار :ما بين نصف وتر القوس وطرفه .وقاب قوسين مثل في قرب
المسافة (3) .في المصدر :بعدد كل سماء خطوة (4) .الصر :طائر
كالعصفور أصفر (5) .في المصدر :رايتك ذعرا إه .أقول :فيكون وصفا.
وفيه :وما رأيت مثله ،وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك.
] [ 293
الرب وأقرب خلق ال منه ،واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ،فإذا تكلم الرب
تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ،ثم ألقى إلينا نسعى )
(1به في السماوات و الرض ،إنه لدنى خلق الرحمن منه ،وبينه وبينه
تسعون ) (2حجابا من نور يقطع دونها البصار ،ما يعد ول يوصف ،وإني
لقرب الخلق منه ،وبيني وبينه مسيرة ألف عام ) .(3بيان :يقال :انتقع
لونه على بناء المجهول :إذا تغير من خوف أو ألم ،والكركم بالضم:
الزعفران ) .(4قوله :من الرب ،أي من موضع ظهور عظمته وجلله
وصدور أمره ونهيه ووحيه - 160 .نوادر الراوندي :بإسناده ) (5عن
موسى بن جعفر ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال علي عليه السلم :بينا
رسول ال صلى ال عليه واله يتوضأ إذ لذ به هر البيت ،وعرف رسول
ال صلى ال عليه وآله أنه عطشان ،فأصغى ) (6إليه الناء حتى شرب
منه الهر ،وتوضأ بفضله ) - 161 .(7وبهذا السناد قال :كان رسول ال
صلى ال عليه واله إذا أكل عند القوم قال :أفطر عندكم الصائمون ،وأكل
طعامكم البرار ،وصلت عليكم الملئكة الخيار ) - 162 .(8أسرار الصلة:
قال أبو ذر رضي ال عنه :قام رسول ال صلى ال عليه واله ليلة يردد
قوله تعالى " :إن تعذبهم ) (9فإنهم عبادك ،وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز
الحكيم " ).(10
) (1في المصدر :ثم ألقاه إلينا فنسعى (2) .في المصدر :سبعون .وفيه :تقطع
دونها البصار ،وما ل يعد ول يوصف (3) .تفسير القمي 389 :و .390
) (4وقيل :هو المعصفر ،وقيل :شئ كالورس ،وقيل :عروق الصفر.
وعروق الصفر بالفارسية :زردچوبه (5) .راجع المجلد الول 54 :فانك
تجد فيه إسناد النوادر (6) .أصغى الناء :أماله (7) .نوادر الراوندي:
39فيه :بينما ،وفيه :ثم توضأ بفضله (8) .نوادر الراوندي(9) .35 :
المائدة (10) .118 :الرسائل المنسوب إلى الشهيد.137 :
] [ 294
ولما قال رسول ال صلى ال عليه واله لبن مسعود :اقرء على ،قال :ففتحت
سورة النساء فلما بلغت " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على
هؤلء شهيدا ) " (1رأيت عيناه تذرفان من الدمع ،فقال لي :حسبك الن )
) * .(2باب ) * * (10نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى ال عليه وآله(
* * )وهو من الباب الول( * - 1قب :كان صلى ال عليه واله يمزح ول
يقول :إل حقا ،قال أنس :مات نغير لبي عمير وهو ابن لم سليم ،فجعل
النبي صلى ال عليه واله يقول :يابا عمير ما فعل النغير ؟ .وكان حادي
بعض نسوته خادمه أنجشة فقال له :يا أنجشة ارفق بالقوارير .وفي
رواية :ل تكسر القوارير .وكان له عبد أسود في سفر ،فكان كل من أعيا
ألقى عليه بعض متاعه حتى حمل شيئا كثيرا ،فمر به النبي صلى ال عليه
واله فقال :أنت سفينة فأعتقه .وقال رجل :احملني يا رسول ال ،فقال :إنا
حاملوك على ولد ناقة ،فقال :ما أصنع بولد ناقة ؟ قال صلى ال عليه
واله :وهل يلد البل إل النوق .واستدبر رجل من ورائه وأخذ بعضده،
وقال :من يشتري هذا العبد ؟ يعني أنه عبد ال .وقال صلى ال عليه واله
لحد :ل تنس يا ذا الذنين .زيد بن أسلم إنه قال لمرأة وذكرت زوجها:
أهذا الذي في عينيه بياض ؟ فقالت ل ،ما بعينيه بياض ،وحكت لزوجها
فقال :أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها ؟ ورأى صلى ال عليه واله
جمل عليه حنطة ،فقال :تمشي الهريسة.
] [ 295
ورأي بلل وقد خرج بطنه ،فقال صلى ال عليه واله :ام حبين ،وام حبين :ضرب
من الغطاية ويقال :إنها الحرباء ) .(1وقال صلى ال عليه واله للحسين:
حزقة ) (2حزقة ترق عين بقة .ابن عباس إنه صلى ال عليه واله كسى
بعض نسائه ثوبا واسعا ،فقال لها :البسيه واحمدي ال ،وجرى منه ذيل
كذيل العروس .وقالت عجوز من النصار للنبي صلى ال عليه واله ،ادع
لي بالجنة ،فقال صلى ال عليه واله :إن الجنة ل يدخلها العجز ،فبكت
المرأة فضحك النبي صلى ال عليه واله وقال أما سمعت قول ال تعالى" :
إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا ) ." (3وقال للعجوز الشجعية :يا
أشجعية ل تدخل العجوز الجنة ،فرآها بلل باكية ،فوصفها للنبي صلى ال
عليه واله فقال :والسود كذلك ،فجلسا يبكيان ،فرأهما العباس فذكرهما
له ،فقال :والشيخ كذلك ،ثم دعاهم وطيب قلوبهم ،وقال :ينشئهم ال
كأحسن ما كانوا ،وذكر أنهم يدخلون الجنة شبانا منورين ،وقال :إن أهل
الجنة جردمرد مكحلون .وقال صلى ال عليه واله لرجل - :حين قال :أنت
نبي ال حقا نعلمه ،ودينك السلم دينا نعظمه نبغي مع السلم شيئا
نقضمه ،ونحن حول هذا ندندن -يا علي اقض حاجته ،فأشبعه علي عليه
السلم وأعطاه ناقة وجلة تمر .وجاء أعرابي فقال :يا رسول ال بلغنا أن
المسيح يعني الدجال يأتي الناس بالثريد وقد هلكوا جميعا جوعا ،أفترى
بأبي أنت وامي أن أكف من ثريده تعففا وتزهدا ؟ فضحك رسول ال صلى
ال عليه واله ثم قال :بل يغنيك ال بما يغني به المؤمنين .وقبل جد خالد
القسري امرأة فشكت إلى النبي صلى ال عليه واله فأرسل إليه فاعترف،
وقال :إن شاءت أن تقتص فلتقتص ،فتبسم رسول ال صلى ال عليه واله
وأصحابه ،وقال :أو ل تعود ؟
) (1الحرباء بالكسر والمد :حيوان أكبر من العظاءة يستقبل الشمس ،ويدور معها
كيف دارت يتلون ألوانا بحر الشمس ،يقال له بالفارسية :آفتاب پرست) .
(2بفتح الحاء وضم الزاء ،أو بضهما (3) .الواقعة 35 :و .36
] [ 296
فقال :ل وال يا رسول ال ،فتجاوز عنه .ورأي صلى ال عليه واله صهيبا يأكل
تمرا ،فقال صلى ال عليه واله :أتأكل التمر وعينك رمدة ؟ فقال :يا رسول
ال إني أمضغه من هذا الجانب ،وتشتكي عيني من هذا الجانب .ونهى
صلى ال عليه واله أبا هريرة عن مزاح العرب ،فسرق نعل النبي صلى ال
عليه واله ورهن بالتمر و جلس بحذائه صلى ال عليه واله يأكل ،فقال
صلى ال عليه واله :يا أبا هريرة ما تأكل ؟ فقال :نعل رسول ال صلي ال
عليه وآله .وقال سويبط المهاجري لنعيمان البدري :أطعمني ،وكان على
الزاد في سفر ،فقال :حتى تجئ الصحاب ،فمروا بقوم فقال لهم سويبط:
تشترون مني عبدا لي ؟ قالوا :نعم ،قال :إنه عبد له كلم وهو قائل لكم:
إني حر ،فإن سمعتم مقاله تفسدوا علي عبدي ،فاشتروه بعشرة قلئص،
ثم جاؤا فوضعوا في عنقه حبل ،فقال نعيمان :هذا ،يستهزئ بكم وإني حر،
فقالوا :قد عرفنا خبرك ،وانطلقوا به حتى أدركهم القوم و خلصوه ،فضحك
النبي صلى ال عليه واله من ذلك حينا .وكان نعيمان هذا أيضا مزاحا،
فسمع محرمة بن نوفل وقد كف بصره يقول :أل رجل يقودني حتى أبول ؟
فأخذ نعيمان بيده ،فلما بلغ مؤخر المسجد قال :هاهنا فبل ،فبال فصيح به،
فقال :من قادني ؟ قيل :نعيمان ،قال :ال ) (1علي أن أضربه بعصاي هذه،
فبلغ نعيمان فقال :هل لك في نعيمان ؟ قال :نعم ،قال :قم ،فقام معه فأتى به
عثمان وهو يصلي ،فقال :دونك الرجل ،فجمع يديه بالعصا ثم ضربه ،فقال
الناس :أمير المؤمنين ،فقال :من قادني ؟ قالوا :نعيمان ،قال :ل أدعود إلى
نعيمان أبدا .ورأى نعيمان مع أعرابي عكة عسل ،فاشتراها منه ،وجاء بها
إلى بيت عايشة في يومها ،وقال :خذوها ،فتوهم النبي صلى ال عليه واله
أنه أهداها له ،ومر نعيمان والعرابي على الباب ،فلما طال قعوده قال :يا
هؤلء ردوها علي إن لم تحضر قيمتها ،فعلم رسول ال صلى ال عليه
وآله القصة فوزن له الثمن ،وقال لنعيمان :ما حملك على ما فعلت ؟ فقال:
رأيت رسول ال صلى ال عليه واله يحب العسل ،ورأيت العرابي معه
العكة ،فضحك رسول ال صلى ال عليه واله
) (1في المصدر :ل على .وهو الصواب.
] [ 297
ولم يظهر له نكرا ) .(1بيان :قال الجزري :فيه إنه قال لبي عمير أخي أنس :يابا
عمير ما فعل النغير ؟ هو تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر
المنقار .وقال :في حديث أنجشه ،في رواية البراء ابن مالك :رويدك رفقا
بالقوارير ،أراد النساء ،شبههن بالقوارير من الزجاج ،لنه يسرع إليها
الكسر ،وكان أنجشة يحدو و ينشد القرائض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن،
أو يقع في قلوبهن حداؤه ،فأمره بالكف عن ذلك .وفي المثل :الغناء رقية
الزنا ،وقيل :إن البل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت،
فأزعجت الراكب وأتعبته ،فنهاه عن ذلك لن النساء يضعفن عن شدة
الحركة ،وقال :ام حبين هي دويبة كالحرباء عظيمة البطن ،إذا مشت
تطأطئ رأسها كثيرا ،وترفعه لعظم بطنها ،فهي تقع على رأسها وتقوم،
ومنه الحديث إنه رأى بلل وقد خرج بطنه ،فقال :ام حبين ،تشبيها له بها،
وهذا من مزحه صلى ال عليه واله .وقال :فيه إنه صلى ال عليه واله
كان يرقص الحسن والحسين عليهما السلم ويقول :حزقة حزقة ترق عين
بقة ،فترقى الغلم حتى وضع قديمه على صدره ،الحزقة :الضعيف
المقارب الخطو من ضعفه ،وقيل :القصير العظيم البطن ،فذكرها له على
سبيل المداعبة والتأنيس له ،وترق بمعنى اصعد ،وعين بقة كناية عن
صغر العين ،وحزقة مرفوع على خبر مبتداء محذوف ،تقديره أنت حزقة،
وحزقة الثاني كذلك ،أو أنه خبر مكرر ،ومن لم ينون حزقة فحذف حرف
النداء وهي في الشذوذ ،كقولهم :أطرق كري ) ،(2لن حرف النداء إنما
يحذف من العلم المضموم والمضاف انتهى .والعجز بضمتين جمع
العجوزة ،والجرد جمع الجرد وهو الذي ل شعر عليه ،والمرد جمع
المرد ،والقضم :الكل بأطراف السنان .قال الجزري :فيه أنه سأل رجل
ما تدعو في صلتك ؟ فقال :أدعو بكذا وكذا ،وأسأل ربي الجنة ،وأتعوذ به
من النار ،وأما دندنتك ودندنة معاذ فل نحسنها،
) (1مناقب آل أبي طالب 101 :1و (2) .102الكرى :المكترى .المكارى.
] [ 298
فقال صلى ال عليه واله :حولهما ندندن ،الدندنة :أن يتكلم الرجل بالكلم تسمع
نغمته ول يفهم ،والضمير في حولهما للجنة والنار ،أي حولهما ندندن وفي
طلبهما انتهى .والعكة بالضم :وعاء من جلود مستدير يجعل فيه العسل
والسمن - 2 .مكا :روي أن رسول ال صلى ال عليه واله يقول :إني
لمزح ول أقول :إل حقا .وعن ابن عباس :إن رجل سأله أكان النبي صلى
ال عليه واله يمزح ؟ فقال .كان النبي صلى ال عليه واله يمزح .وعن
حسن ) (1بن علي عليهما السلم قال :سألت خالي هندا عن صفة رسول
ال صلى ال عليه واله ،فقال :إذا كان غضب أعرض وأشاح ،وإذا فرح
غض طرفه ،جل ضحكه التبسم ،يفتر عن مثل حبة الغمام ) .(2عن أنس
بن مالك قال :رأيت رسول ال صلى ال عليه واله تبسم حتى بدت نواجده.
عن أبي الدرداء قال :كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا حدث بحديث
تبسم في حديثه .عن يونس الشيباني قال :قال لي أبو عبد ال عليه
السلم :كيف مداعبة بعضكم بعضا ؟ قلت :قليل ،قال :فل تفعلوا ) ،(3فإن
المداعبة من حسن الخلق ،وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ،ولقد كان
النبي صلى ال عليه واله يداعب الرجل يريد به أن يسره ) - 3 .(4نوادر
الراوندي :بإسناده عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
علي عليه السلم :بصر رسول ال صلى ال عليه واله امرأة عجوا درداء
) ،(5فقال :أما إنه ل يدخل الجنة عجوز درداء ،فبكت ،فقال صلى ال عليه
واله لها :ما يبكيك ؟ فقالت :يا رسول ال إني درداء ،فضحك رسول ال
صلى ال عليه واله وقال :ل تدخلين الجنة على حالك ).(6
) (1في المصدر :الحسن (2) .تقدمت معاني بعض ألفاظه (3) .في المصدر :هل
تفعلوا (4) .مكارم الخلق 20 :و (5) .21درداء :التي ذهبت أسنانه) .
(6نوادر الراوندي(*) .10 :
] [ 299
- 4وبهذا السناد قال :قال علي عليه السلم :نظر رسول ال صلى ال عليه واله
إلى امرأة رمصاء العينين ) ،(1فقال أما إنه ل تدخل الجنة رمصاء العينين،
فبكت وقالت :يا رسول ال وإني لفي النار ؟ فقال :ل ،ولكن ل تدخلين
الجنة على مثل صورتك هذه ،ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله :ل
يدخل الجنة أعور ول أعمى على هذا المعنى ) .(2أقول :سيأتي عدد
حججه وعمره صلى ال عليه واله في باب حجة الوداع) * .باب * * (11
)فضائله وخصائصه صلى ال عليه وآله وما امتن ال به على عباده( *
اليات :البقرة " :" 2إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ول تسأل عن
أصحاب الجحيم .119آل عمران " :" 3إن أولى الناس بإبراهيم للذين
اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا وال ولي المؤمنين .68العراف " :" 7
فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذي يؤمن بال وكلماته واتبعوه لعلكم
تهتدون .158وقال تعالى :قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال
ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إل نذير
وبشير لقوم يؤمنون .188النفال " :" 8واذكروا إذ أنتم قليل
مستضعفون في الرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره
ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون .26وقال تعالى :وما كان ال ليعذبهم
وأنت فيهم وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون .33التوبة " :" 9والذين
يؤذون رسول ال لهم عذاب أليم .إلى قوله :وال وسوله أحق أن يرضوه
إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من
) (1رمصت عينه :سال منها الرمص .والرمص :وسخ أبيض في مجرى الدمع من
العين (2) .نوادر الراوندي.10 :
] [ 300
يحادد ال ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم .63 - 61وقال
تعالى :لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم 128و .129هود " :" 11أفمن كان
على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة
اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الحزاب فالنار موعده فل تك في مرية
منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس ل يؤمنون .17الحجر " :" 15
لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون .72السرى " :" 17وما منعنا أن
نرسل باليات إل أن كذب بها الولون .إلى قوله تعالى :وما نرسل باليات
إل تخويفا .59وقال تعالى :ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا * وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا * وقل جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا .81 - 79وقال تعالى :وما أرسلناك إل مبشرا ونذيرا
.105النبياء " :" 21وما أرسلناك إل رحمة للعالمين .107الحزاب "
:" 33النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولوا الرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب ال .6وقال تعالى :ما كان محمد أبا أحد من
رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين وكان ال بكل شئ عليما .40وقال
تعالى :يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى ال
بإذنه وسراجا منيرا 45و .46سبا " :" 34وما أرسلناك إل كافة للناس
بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس ل يعلمون .28الفتح " :" 48هو الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
] [ 301
وكفى بال شهيدا * محمد رسول ال 28و .29النجم " :" 53والنجم إذا هوى *
ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إل وحي
يوحى * علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى .6 - 1الحشر " :" 59
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا ال إن ال شديد
العقاب .7الجمعة " :" 62هو الذي بعث في الميين رسول منهم يتلو
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمه الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل
مبين * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * ذلك فضل ال
يؤتيه من يشآء وال ذو الفضل العظيم .4 - 2الطلق " :" 65الذين )(1
آمنوا قد أنزل ال إليكم ذكرا * رسول يتلو عليكم آيات ال مبينات ليخرج
الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور .11 - 10الكوثر "
:" 108إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو البتر 1
.3 -تفسير " :ول تسأل عن أصحاب الجحيم " فيه تسلية للرسول بأنه
ليس عليه إجبارهم على القبول ،وليس عليه إل البلغ ،وإنه ل يؤاخذ
بذنبهم " إن أولى الناس بإبراهيم " أي أخصهم به ،وأقربهم منه ،أو
أحقهم بنصرته بالحجة أو بالمعونة " للذين اتبعوه " من امته " وهذا
النبي والذين آمنوا " لموافقتهم له في أكثر ما شرع لهم على الصالة ،أو
يتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق " وال ولي المؤمنين "
ينصرهم و يجازيهم الحسنى ليمانهم " وكلماته " أي ما أنزل عليه وعلى
سائر الرسل من كتبه و وحيه ،وسيأتي في الخبار أن الئمة عليهم السلم
كلمات ) (2ال " قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا " أي جلب نفع ول دفع
ضرر ،وهو إظهار للعبودية ،والتبري من ادعاء العلم
) (1أول الية :أعد ال لهم عذابا شديدا فاتقوا ال يا اولى اللباب الذين آمنوا(2) .
ارادة هذا المعنى في هذه الية بالخصوص محل تأمل بل منع ظاهر،
ضرورة أن المعنى يصير :فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذى يؤمن
بال وبالئمة ،وهو كما ترى غير صحيح ،ل يساعده ظهور ،ول يوافقه
العتبار ،نعم هذا المعنى الوارد في الخبار صحيح في محله ومورده ل
في أمثال تلك الية ،وسيوافيك تلك الخبار في كتاب المامة.
] [ 302
بالغيوب من قبل نفسه " إل ما شاء ال " من ذلك فيلهمني إياه ويوفقني له " ولو
كنت أعلم الغيب " أي لو كنت أعلمه لخالفت حالي ما هي عليه من
استكثار المنافع واجتناب المضار حتي ل يمسني سوء ،ويحتمل أن يكون
المعنى لو كنت أعلم الغيب من قبل نفسي يغير وحي من ال لكنت أستعمله
في جلب المنافع ودفع المضار ،ولكني لما كنت أعلمه بالوحي ل جرم أني
راض بقضائه تعالى ،ول أسعى في دفع ما أعلم وقوعه علي من المصائب
بقضائه تعالى ،فل ينافي ما سيأتي أنهم عليهم السلم كانوا يعلمون ما كان
وما يكون إلى يوم القيامة ،كذا خطر بالبال وال يعلم حقيقة الحال" .
واذكروا " الخطاب للمهاجرين أو للعرب " إذا أنتم قليل مستضعفون " في
أرض مكة تستضعفكم قريش أو العرب ،كانوا أذلء في أيدي الروم "
تخافون أن يتخطفكم الناس " التخطف :الخذ بسرعة ،والناس :كفار
قريش أو من عداهم ،فإنهم كانوا جميعا معادين مضادين لهم " فآواكم إلى
المدينة ،أو جعل لكم مأوى يتحصنون به عن أعاديكم " وأيدكم بنصره "
على الكفار ،أو بمظاهرة النصار ،أو بإمداد الملئكة يوم بدر " ورزقكم
من الطيبات " يعني الغنائم أحلها لكم ،ولم يحلها لحد قبلكم ،أو العم مما
أعطاهم من الطعمة اللذيدة " لعلكم تشكرون " هذه النعم " وما كان ال
ليعذبهم وأنت فيهم " أي ما كان ال يعذب أهل مكة بعذاب الستيصال
وأنت مقيم بين أظهرهم لفضلك ،ويحتمل العم ،كما سيأتي في الخبار أنه
صلى ال عليه واله و أهل بيته عليهم السلم أمان لهل الرض من عذاب
الستيصال " وما كان ال معذبهم وهم يستغفرون " المراد باستغفارهم
إما استغفار من بقي فيهم من المؤمنين لم يهاجروا ،فلما خرجوا أذن ال
في فتح مكة ،أو العم بالنسبة إلى جميع أهل البلد والزمان " من يحادد
ال " المحادة :المشاقة والمخالفة " .لقد جاءكم رسول من أنفسكم " قال
الطبرسي رحمه ال :القراءة المشهورة " من أنفسكم " بضم الفاء ،وقرأ
ابن عباس وابن علية وابن محيصن والزهري " من أنفسكم بفتح الفآء،
وقيل :إنها قراءة فاطمة عليه السلم ) ،(1أي من أشرافكم ومن خياركم،
وعلى
) (1لعلها سمعت عنها عليها السلم حين خطبت خطبة التى ألقاها على أبي بكر
وجماعة من الصحابة بعد فوت أبيها صلى ال عليه وآله .وفيها تلك
الية.
] [ 303
المشهور أي من جنسكم ،قيل :ليس في العرب قبيلة إل وقد ولدت النبي صلى ال
عليه واله وله فيهم نسب ،وقيل :معناه أنه من نكاح لم يصبه شئ من
ولدة الجاهلية عن الصادق عليه السلم " عزيز عليه ما عنتم " أي شديد
عليه عنتكم وما يلحقكم من الضرر بترك اليمان " حريص عليكم " أي
على من لم يؤمن " بالمؤمنين رؤف رحيم " الرأفة :شدة الرحمة .قال
الطبرسي رؤوف بالمطيعين ،رحيم بالمذنبين ،أو رؤوف بأقربائه ،رحيم
بأوليائه ،أو رؤوف بمن رآه ،رحيم بمن لم يره ،وقال بعض السلف :لم
يجمع ال لحد من النبياء بين اسمين من أسمائه إل النبي صلى ال عليه
واله ،فإنه قال " :بالمؤمنين رؤوف رحيم " وقال " :إن ال ) (1بالناس
لرؤف رحيم ) " ." (2فإن تولوا " عنك وأعرضوا عن قبول قولك
والقرار بنبوتك " فقل حسبي ال " أي ال كافي .قوله تعالى " :أفمن
كان على بينة من ربه " المراد به النبي صلى ال عليه واله ،والبينة
القرآن ،أو العم منه ومن المعجزات والبراهين ،أو المؤمنون ،والبينة:
الحجة " ويتلوه شاهد منه " أي ويتبعه من يشهد بصحته منه ،فقيل :هو
جبرئيل يتلو القرآن على النبي صلى ال عليه واله ،وسيأتي الخبار
المستفيضة بأنه أمير المؤمنين عليه السلم ،وذهب إليه كثير من مفسري
الخاصة والعامة ،وقيل :هو ملك يسدده ويحفظه ،وقيل :هو القرآن على
الحتمال الخير " ومن قبله " أي قبل القرآن أو محمد صلى ال عليه
واله " كتاب موسى " يشهد له " إماما " يؤتم به في امور الدين "
ورحمة " أي نعمة من ال على عباده " اولئك يؤمنون به " أي النبي
والشاهد ،أو الشاهد باعتبار الجنس ،فإنه يشمل الئمة عليهم السلم ،أو
المؤمنون يؤمنون بالنبي ،أو القرآن " ومن يكفر به من الحزاب " أي
من مشركي العرب وفرق الكفار " فالنار موعده " مصيره ومستقره " فل
تك في مرية " أي في شك " منه " أي من القرآن ،أو الموعد ،والخطاب
للنبي صلى ال عليه واله ،والمراد به المة أو عام .قوله تعالى " :لعمرك
" قال الطبرسي رحمه ال :أي وحياتك يا محمد ،ومدة بقائك )،(3
) (1البقرة ،143 :والحج (2) .65 :مجمع البيان 85 :5و (3) .86في المصدر:
ومدة بقائك حيا.
] [ 304
قال ابن عباس :ما خلق ال عزوجل ول ذرأ ول برأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى
ال عليه واله ،وما سمعت ال أقسم بحياة أحد إل بحياته ) .(1قوله تعالى:
" وما منعنا أن نرسل باليات " أي التي اقترحتها قريش :من قلب الصفا
ذهبا ،وإحياء الموتى وغير ذلك " إل أن كذب بها الولون " من المم
السابقة فعذبوا بعذاب الستيصال ،إذ عادة ال تعالى في المم أن من اقترح
منهم آية فاجيب إليها ثم لم يؤمن أن يعاجل بعذاب الستيصال ،وقد صرفه
ال تعالى عن هذه المة ببركة النبي صلى ال عليه وآله " وما نرسل
باليات إل تخويفا " أي ل نرسل اليات المقترحة إل تخويفا من نزول
العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة له ،فإن لم يخافوا وقع عليهم ،و يحتمل
أن يكون المراد القرآن والمعجزات الواقعة ،فإنها تخويف ،وإنذار بعذاب
الخرة " .ومن الليل فتهجد به " قال الطبرسي رحمه ال :خطاب للنبي
صلى ال عليه وآله ،أي فصل القرآن ،ول يكون التهجد إل بعد النوم عن
مجاهد وأكثر المفسرين ،وقال بعضهم :ما يتقلب به في كل الليل يسمى
تهجدا ،والمتهجد :الذي يلقى الهجود أي النوم عن نفسه ،كما يقال:
المتحرج والمتأثم " نافلة لك " أي زيادة لك على الفرائض ،لن صلة
الليل كانت فريضة على النبي صلى ال عليه واله وفضيلة لغيره ،وقيل:
كانت واجبة عليه فنسخ وجوبها بهذه الية ،وقيل :إن معناه فضيلة لك
وكفارة لغيرك ) ،(2وقيل :نافلة لك ولغيرك ،وإنما اختصه بالخطاب لما في
ذلك من دعاء الغير للقتداء به ) " (3عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا
" عسى من ال واجبة ،والمقام بمعنى البعث ،فهو مصدر من غير جنسه،
أي يبعثك يوم القيامة بعثا أنت محمود فيه ،ويجوز أن يجعل البعث بمعنى
القامة ،أي يقيمك ربك مقاما تحمدك فيه الولون والخرون وهو مقام
الشفاعة ،يشرف فيه
) (1مجمع البيان (2) .342 :6في المصدر :لن كل إنسان يخاف أن ل يقبل فرضه
فيكون نفله كفارة ،والنبي صلى ال عليه وآله ل يحتاج إلى كفارة(3) .
في المصدر :إلى القتداء به ،والحث على الستنان بسنته.
] [ 305
على جميع الخلئق ،يسأل فيعطى ،ويشفع فيشفع ،وقد أجمع المفسرون على أن
المقام المحمود هو مقام الشفاعة ،وهو المقام الذي يشفع فيه للناس ،وهو
المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد ،فيوضع في كفه ،وتجتمع تحته النبياء
والملئكة ،فيكون صلى ال عليه واله أول شافع وأول مشفع " وقل " يا
محمد " رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق " المدخل
والمخرج مصدر الدخال والخراج ،فالتقدير أدخلني إدخال صدق،
وأخرجني إخراج صدق ،وفي معناه أقول :أحدها :أن المعنى أدخلني في
جميع ما أرسلتني به إدخال صدق ،وأخرجني منه سالما إخراج صدق ).(1
وثانيها :أدخلني المدينة ،وأخرجني منها إلى مكة للفتح .وثالثها :أنه امر
بهذا الدعاء إذا دخل في أمر ،أو خرج من أمر ،والمراد أدخلني في كل أمر
مدخل صدق .ورابعها :أدخلني القبر مدخل صدق ،وأخرجني منه عند
البعث مخرج صدق ،و مدخل الصدق :ما تحمد عاقبته في الدنيا والدين "
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا " أي اجعل لي عزا أمتنع به ممن
يحاول صدي عن إقامة فرائضك ،وقوة تنصرني بها على من عاداني فيك،
وقيل :اجعل لي ملكا عزيزا أقهر به العصاة ،فنصر بالرعب حتى خافه
العدو على مسيرة شهر ،وقيل :حجة بينة أتقوى بها على سائر الديان،
وسماه نصيرا لنه يقع به ) (2النصرة على العداء فهو كالمعين " وقل
جاء الحق " أي ظهر الحق وهو السلم والدين " وزهق " أي بطل "
الباطل " وهو الشرك ،وروي عن عبد ال بن مسعود أنه قال :دخل النبي
صلى ال عليه واله مكة ،وحول البيت ثلثمائة وستون صنما ،فجعل
يطعنها ويقول " :جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " أورده
البخاري في الصحيح ،قال الكلبي :فجعل ) (3ينكب لوجهه إذا قال ذلك،
وأهل مكة يقولون :ما رأينا رجل
) (1في المصدر زيادة هي :أي أعنى على الوحى والرسالة (2) .في المصدر :تقع
به (3) .في المصدر :فجعل الصنم.
] [ 306
أسحر من محمد " إن الباطل كان زهوقا " أي مضمحل ذاهبا هالكا ل ثبات له ).(1
وفي قوله تعالى " :وما أرسلناك إل رحمة للعالمين " :أي نعمة عليهم،
قال ابن عباس :رحمة للبر والفاجر والمؤمن والكافر ،فهو رحمة للمؤمن
في الدنيا والخرة ،ورحمة للكافر بأن عوفي مما أصاب المم من الخسف
والمسخ ،وروي أن النبي صلى ال عليه وآله قال لجبرئيل لما نزلت هذه
الية :هل أصابك من هذه الرحمة شئ ؟ قال :نعم ،إي كنت أخشى عاقبة
المر فآمنت بك لما أثنى ) (2علي بقوله " :ذي قوة عند ذي العرش مكين
) " (3وقد قال صلى ال عليه واله " :إنما أنا رحمة مهداة " وقيل :إن
الوجه في أنه نعمة على الكافر أنه عرضه لليمان والثواب الدائم وهداه
وإن لم يهتد ،كمن قدم الطعام إلى جائع فلم يأكل فإنه منعم عليه وإن لم
يقبل ) .(4وفي قوله تعالى " :النبي صلى ال عليه واله أولى بالمؤمنين
من أنفسهم " :قيل :فيه أقوال :أحدها :أنه أحق بتدبيرهم ،وحكمه عليهم
أنفذ من حكمهم على أنفسهم لوجوب طاعته ) .(5وثانيها :أنه أولى بهم
في الدعوة ،فإذا دعاهم النبي صلى ال عليه واله إلى شئ ودعتهم أنفسهم
إلى شئ كانت طاعته أولى لهم من طاعة أنفسهم ) .(6وثالثها أن حكمه
أنفذ عليهم من حكم بعضهم على بعض ،وروي أن النبي صلى ال عليه
واله لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم :نستأذن آباءنا
وامهاتنا ،فنزلت .وروي عن ابي وابن مسعود وابن عباس أنهم كانوا
يقرؤون " :النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم وهو أب
لهم " وكذلك هو في مصحف ابي ،وروي ذلك عن
) (1مجمع البيان 434 :6و (2) .435في المصدر :لما أثنى ال (3) .التكوير:
(4) .20مجمع البيان (5) .67 :7في المصدر :وحكمه أنفذ عليهم من
حكمهم على أنفسهم خلف ما يحكم به ،لوجوب طاعته التى هو مقرونة
بطاعة ال تعالى (6) .وهذا قريب من الول.
] [ 307
أبي جعفر وأبي عبد ال عليهما السلم ،قال مجاهد :وكل نبي أب لمته ،ولذلك صار
المؤمنين إخوة ) .(1وفي قوله تعالى " :ما كان محمد أبا أحد من رجالكم
" :الذين لم يلدهم ،وفي هذا بيان أنه ليس بأب لزيد فيحرم عليه زوجته )
،(2فلهذا أشار إليهم فقال " :من رجالكم " وقد ولد له صلى ال عليه
واله أولد ذكور :إبراهيم ،والقاسم ،والطيب ،والمطهر ،فكان أباهم ،وقد
صح أنه قال للحسن عليه السلم " :إن ابني هذا سيد " وقال أيضا للحسن
والحسين عليهما السلم " :ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا " وقال صلى
ال عليه واله " :إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إل أولد فاطمة فإني
أنا أبوهم " وقيل :أراد بقوله " :رجالكم " البالغين من رجال ذلك الوقت،
ولم يكن أحد من أبنائه رجل في ذلك الوقت " ولكن رسول ال " أي ولكن
كان رسول ال ل يترك ما أباحه ال تعالى بقول الجهال ،وقيل :إن الوجه
في اتصاله بما قبله أنه أراد سبحانه ليس يلزم طاعته صلى ال عليه واله
وتعظيمه لمكان النسب بينه وبينكم ،ولمكان البوة ،بل إنما يجب ذلك
عليكم لمكان النبوة " وخاتم النبيين " أي وآخر النبيين ،ختمت النبوة به،
فشريعته باقية إلى يوم الدين ) .(3وفي قوله تعالى " :إنا أرسلناك شاهدا
" :على امتك فيما يفعلونه من طاعة و معصية وإيمان وكفر ،لتشهد لهم
وعليهم يوم القيامة " ومبشرا " لمن أطاعني وأطاعك بالجنة " ونذيرا "
لمن عصاني وعصاك بالنار " وداعيا إلى ال " والقرار بوحدانيته )،(4
وامتثال أوامره ونواهيه " بإذنه " أي بعلمه وأمره " وسراجا منيرا "
يهتدى بك في الدين كما يهتدى بالسراج ،والمنير الذي يصدر النور من
جهته إما بفعله ،وإما لنه سبب له ،فالقمر منير ،والسراج منير بهذا
المعنى ،وال منير السماوات والرض ،وقيل :عنى بالسراج المنير
القرآن ،والتقدير ذا سراج ).(5
) (1مجمع البيان (2) .338 :8في المصدر :فتحرم عليه زوجته (3) .مجمع البيان
361 :8و (4) .362في المصدر :أي وبعثناك داعيا إلى ال والقرار
بوحدانيته (5) .مجمع البيان .363 :8
] [ 308
وفي قوله تعالى " :إل كافة للناس " أي عامة للناس كلهم :العرب والعجم وسائر
المم ،ويؤيده الحديث المروي عن ابن عباس ،عن النبي صلى ال عليه
واله :اعطيت خمسا ول أقول فخرا :بعثت إلى الحمر والسود ،وجعلت لي
الرض طهورا ومسجدا ،واحل لي المغنم ،ولم يحل لحد قبلي ،ونصرت
بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر ،واعطيت الشفاعة فادخرتها لمتي
يوم القيامة .وقيل :معناه جامعا للناس بالنذار والدعوة ،وقيل :كافا
للناس ،أي مانعا لهم عما هم عليه من الكفر والمعاصي بالوعد والوعيد،
والهاء للمبالغة ) .(1وفي قوله تعالى " :بالهدى " :أي بالدليل الواضح:
أو بالقرآن " ودين الحق " أي السلم " ليظهره على الدين كله " أي
ليظهر دين السلم بالحجج والبراهين على جميع الديان ،وقيل :بالغلبة
والقهر والنتشار في البلدان ،وقيل :إن تمام ذلك عند خروج المهدي عليه
السلم ،فل يبقى في الرض دين سوى دين السلم ) .(2وفي قوله تعالى:
" والنجم إذا هوى " فيه أقوال :أحدها :أن ال أقسم بالقرآن إذا انزل
نجوم متفرقة على رسول ال صلى ال عليه واله في ثلث وعشرين سنة،
فسمي القرآن نجما لتفرقه في النزول ) .(3وثانيها :أنه أراد به الثريا،
أقسم بها إذا سقطت وغابت مع الفجر ،والعرب تطلق اسم النجم على الثريا
خاصة .وثالثها :أن المراد به جماعة النجوم إذا هوت ،أي سقطت وغابت
وخفيت عن الحس ،وأراد به الجنس .ورابعها :أنه يعني به الرجوم من
النجوم ،وهو ما يرمى به الشياطين عند استراق السمع ،وروت العامة عن
جعفر الصادق عليه السلم أن رسول ال صلى ال عليه واله ) (4نزل من
السماء
) (1مجمع البيان (2) .391 :8مجمع البيان (3) .127 :9في المصدر :والعرب
تسمى التفريق تنجيما ،والمفرق منجما (4) .هكذا في المصدر ،وفيه
سقط ،وفي المصدر :أنه قال :محمد رسول ال صلى ال عليه وآله.
] [ 309
السابعة ليلة المعراج ،ولما نزلت السورة أخبر بذلك عتبة بن أبي لهب ،فجاء إلى
النبي صلى ال عليه وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه ،وقال :كفرت بالنجم
وبرب النجم ،فدعا صلى ال عليه واله عليه وقال " :اللهم سلط عليه كلبا
من كلبك " فخرج عتبة إلى الشام فنزل .في بعض الطريق ،وألقى ال
عليه الرعب ،فقال لصحابه :أنيموني بينكم ) ،(1ففعلوا فجاء أسد
فافترسه من بين الناس " .ما ضل صاحبكم وما غوى " يعني النبي صلى
ال عليه وآله ،أي ما عدل عن الحق وما فارق الهدى ،وما غوى فيما
يؤديه إليكم ،ومعنى غوى ضل ،وإنما أعاده تأكيدا ،وقيل :معناه ما خاب
عن إصابة الرشد ،وقيل :ما خاب سعيه بل ينال ثواب ال وكرامته " وما
ينطق عن الهوى " أي وليس ينطق بالهوى وميل الطبع " إن هو إل
وحي يوحى " أي ما القرآن وما ينطق به من الحكام إل وحي من ال
يوحى إليه ،أي يأتيه به جبرئيل وهو قوله " :علمه شديد القوى " يعني
جبرئيل ،أي القوي في نفسه وخلقته " ذو مرة " أي ذو قوة وشدة في
خلقه عن الكلبي ،قال :ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء السود
فرفعها إلى السماء ،ثم قلبها ،ومن شدته صيحته لقوم ثمود حتى هلكوا،
وقيل :معناه ذو صحة وخلق حسن ،وقيل :شديد القوى في ذات ال ،ذو
مرة ،أي صحة من الجسم ،سليم من الفات والعيوب ،وقيل :ذو مرة ،أي
ذو مرور في الهواء ،ذهابا ) (2وجائيا ونازل وصاعدا " فاستوى "
جبرئيل عليه السلم على صورته التي خلق عليها بعد انحداره إلى محمد
صلى ال عليه واله ) .(3وفي قوله تعالى " :وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا " أي ما أعطاكم الرسول من الفئ فخذوه وارضوا به،
وما أمركم به فافعلوه ،وما نهاكم عنه فانتهوا ،فإنه ل يأمر ول ينهى إل
عن أمر ال ،وروى زيد الشحام عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما
أعطى ال نبيا من النبياء شيئا إل وقد أعطى محمدا صلى ال عليه واله،
قال لسليمان عليه السلم " :فامنن
) (1في المصدر :أنيمونى بينكم ليل (2) .هكذا في نسخة المصنف ،والصحيح كما
في الطبعة الحروفية والمصدر :ذاهبا (3) .مجمع البيان 172 :9و .173
] [ 310
أو أمسك بغير حساب " وقال لرسول ال صلى ال عليه واله " :ما آتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ) .(1وفي قوله تعالى " :هو الذي بعث
في الميين " يعني العرب ،وكانت امة امية ل تكتب ول تقرأ ،ولم يبعث
إليهم نبي ،وقيل :يعني أهل مكة ،لن مكة تسمى ام القرى " رسول منهم
" يعني محمدا صلى ال عليه واله ،نسبه نسبهم ،وهو من جنسهم ،ووجه
النعمة في أنه جعل النبوة في امي موافقة لما تقدمت البشارة به في كتب
النبياء السالفة ،ولنه أبعد من توهم الستعانة على ما أتى به من الحكمة
بالحكم التي تلها ،والكتب التي قرأها ،وأقرب إلى العلم بأن ما يخبرهم به
من أخبار المم الماضية والقرون الخالية على وفق ما في كتبهم ليس ذلك
إل بالوحي " يتلو عليهم آياته " أي يقرأ عليهم القرآن " ويزكيهم " أي
ويطهرهم من الكفر والذنوب ،ويدعوهم إلى ما يصيرون به أزكيآء "
ويعلمهم الكتاب والحكمة " الكتاب :القرآن ،والحكمة :الشرايع ،وقيل :إن
الحكمة تعم الكتاب والسنة وكل ما أراده ال تعالى ،فإن الحكمة هي العلم
الذي يعمل عليه فيما يجتبى ،أو يجتنب من امور الدين والدنيا " وإن كانوا
من قبل لفي ضلل مبين " معناه وما كانوا من قبل بعثه إليهم إل في عدول
عن الحق ،وذهاب عن الدين بين ظاهر " وآخرين منهم " أي ويعلم
آخرين من المؤمنين " لما يحلقوا بهم " وهم كل من بعد الصحابة إلى يوم
القيامة فإن ال سبحانه بعث النبي صلى ال عليه واله إليهم ،وشريعته
تلزمهم ،وإن لم يلحقوا بزمان الصحابة ،وقيل :هم العاجم ومن ل يتكلم
بلغة العرب ،وروي ذلك عن أبي جعفر عليه السلم ،وروي أن النبي صلى
ال عليه واله قرأ هذه الية فقيل له :من هؤلء ؟ فوضع يده على كتف
سلمان وقال :لو كان الدين ) (2في الثريا لنالته رجال من هؤلء .وعلى
هذا فإنما قال " :منهم " لنهم إذا أسلموا صاروا منهم ،وقيل :إن قوله" :
لما يحلقوا بهم " يعني في الفضل والسابقة ،فإن التابعين ل يدركون شأن
السابقين من
) (1مجمع البيان .261 :9أقول :تقدم حديث الشحام وما بمعناه وشرح له في ج
(2) .87 - 85 :14في المصدر :لو كان اليمان.
] [ 311
الصحابة وخيار المؤمنين " وهو العزيز " الذي ل يغالب " الحكيم " في جميع
أفعاله " ذلك فضل ال " يعني النبوة التي خص ال بها رسوله " يؤتيه "
أي يعطيه " من يشآء " بحسب ما يعلمه من صلحه للبعثة وتحمل أعباء
) (1الرسالة " وال ذو الفضل العظيم " ذو المن العظيم على خلقه ببعث
محمد صلى ال عليه واله ) .(2وفي قوله تعالى " :قد أنزل ال إليكم ذكرا
" يعني القرآن ،وقيل :يعني الرسول ،روي ذلك عن أبي عبد ال عليه
السلم " رسول " إما بدل من " ذكرا " فالرسول إما جبرئيل أو محمد
صلى ال عليه وآله ،أو مفعول محذوف ،أي أرسل رسول ،فالرسول محمد
صلى ال عليه واله ،أو مفعول قوله " :ذكرا " أي أنزل إليكم أن ذكر
رسول ،فالرسول يحتمل الوجهين ،ويجوز على الول أن يكون المراد
بالذكر الشرف ،أي ذا ذكر ،والظلمات الكفر والجهل ،والنور اليمان والعلم
) .(3وفي قوله تعالى " :إنا أعطيناك الكوثر " :اختلفوا في تفسير الكوثر،
فقيل :هو نهر في الجنة ،وروي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :نهر
في الجنة أعطاه ال نبيه عوضا من ابنه .وقيل :هو حوض النبي صلى ال
عليه واله الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة وقيل :الكوثر :الخير الكثير،
وقيل :هو النبوة والكتاب ،وقيل :هو القرآن ،وقيل :هو كثرة الشياع و
التباع ) ،(4وقيل :هو كثرة النسل والذرية ،وقيل :هو الشفاعة ،رووه عن
الصادق عليه السلم ،واللفظ محتمل للكل ) ،(5فيجب أن يحمل على جميع
ما ذكر من القوال ،فقد أعطاه ال سبحانه الخير الكثير في الدنيا ،ووعده
الخير الكثير في الخرة " فصل لربك وانحر " أمره سبحانه بالشكر على
هذه النعمة العظيمة بأن قال " :فصل " صلة العيد " وانحر "
) (1العباء جمع العبء :الثقل والحمل (2) .مجمع البيان (3) .284 :10مجمع
البيان (4) .310 :10في المصدر :كثرة الصحاب والشياع (5) .وان
كان المعنى السابع أنسب لسبب النزول وأظهر لقوله :ان شانئك هو
البتر.
] [ 312
هديك وقيل :فصل لربك صلة الغداة المفروضة بجمع ) ،(1وانحر البدن بمنى،
وقيل صلى المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك ،وتقول العرب :منازلنا تتناحر،
أي هذا ينحر هذا ،أي يستقبله .وعن علي عليه السلم معناه ارفع يديك
إلى النحر في صلتك .وعن عمر بن يزيد قال :سمعت أبا عبد ال عليه
السلم يقول في قوله " :فصل لربك وانحر " هو رفع يديك حذاء وجهك.
وروى عنه عليه السلم عبد ال بن سنان مثله .وعن جميل قال :قلت لبي
عبد ال عليه السلم " :فصل لربك وانحر " فقال :بيده هكذا ،يعني
استقبل بيديه حذو وجهه ) (2القبلة في افتتاح الصلة .وعن حماد بن
عثمان قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن النحر ،فرفع يده إلى صدره
فقال :هكذا ،ثم رفعها فوق ذلك ،فقال :هكذا ،يعني استقبل بيديه القبلة في
استفتاح الصلة ) " .(3إن شانئك هو البتر " معناه أن مبغضك هو
المنقطع عن الخير ،وهو العاص بن وائل ،وقيل :معناه أنه القل الذل
بانقطاعه عن كل خير ،وقيل :معناه أنه ل ولد له على الحقيقة ،وأن من
ينتسب إليه ليس بولد له ،قال مجاهد :البتر :الذي ل عقب له ،وهو جواب
لقول قريش :إن محمدا ل عقب له ،يموت فنستريح منه ،ويدرس ذكره ،إذ
ل يقوم مقامه من يدعو إليه فينقطع أمره ،وفي هذه السورة دللت على
صدق نبينا صلى ال عليه واله
) (1جمع بفتح فسكون :المزدلفة .المشعر .سمى جمعا لجتماع الناس به (2) .في
المصدر :حذاء وجهه (3) .وروى الطبرسي ما في معناه من طرق العامة
قال :روى عن مقاتل بن حيان ،عن الصبغ ،عن أمير المؤمنين عليه
السلم قال :لما نزلت هذه السورة ،قال النبي صلى ال عليه وآله
لجبريل :ما هذه النحيرة التى أمرني بها ربي ؟ قال :ليست بنحيرة ،ولكنه
يأمرك إذا تحرمت للصلة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت ،وإذا رفعت
رأسك من الركوع ،وإذا سجدت ،فانه صلتنا و صلة الملئكة في
السماوات السبع ،فان لكل شئ زينة وإن زينة الصلة رفع اليدي عند كل
تكبيرة.
] [ 313
وصحة نبوته :أحدها :أنه أخبر عما في نفوس أعدائه ،وما جرى على ألسنتهم،
ولم يكن بلغه ذلك فكان كما أخبره .وثانيها :أنه قال " :أعطيناك الكوثر "
فانظر كيف انتشر دينه ،وعل أمره ،و كثرت ذريته حتى صار نسبه أكثر
من كل نسب ،ولم يكن شئ من ذلك في تلك الحال .وثالثها :أن جميع
فصحآء العرب والعجم قد عجزوا عن التيان بمثل هذه السورة على وجازة
ألفاظها مع تحديه ) (1إياهم بذلك ،وحرصهم على بطلن أمره منذ بعث
صلى ال عليه وآله إلى يوم الناس هذا ،وهذا غاية العجاز .ورابعها :أنه
سبحانه وعده بالنصر على أعدائه ،وأخبره بسقوط أمرهم وانقطاع دينهم،
أو عقبهم ،فكان المخبر على ما أخبر به هذا ،وفي هذه السورة الوجيزة
من تشاكل المقاطع للفواصل ،وسهولة مخارج الحروف بحسن التأليف
والتقابل لكل من معانيها بما هو أولى به ما ل يخفى على من عرف
مجارى كلم العرب ) - 1 .(2لى :ابن الوليد ،عن ابن أبان ،عن الحسين
بن سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ،عن إسماعيل الجعفي
أنه سمع أبا جعفر يقول :قال رسول ال صلى ال عليه واله :اعطيت
خمسا لم يعطها أحد قبلي :جعلت لي الرض مسجدا وطهورا ،واحل لي
المغنم ،ونصرت بالرعب ،واعطيت جوامع الكلم ،واعطيت الشفاعة ).(3
بيان :قوله صلى ال عليه واله :مسجدا ،أي مصلى بخلف المم السابقة
فإنهم كانوا ل يجوز لهم الصلة اختيارا إل في بيعهم وكنائسهم ،أو ما
يصح السجود عليه ،والول أشهر " وطهورا " أي ما يتطهر به من
الحداث بالتيمم ،ومن الخباث لبعض الشيآء كباطن القدم والخف،
ومخرج النجو في الستنجاء بالحجار والمدر ،والمغنم بالفتح :ما يصاب
) (1تحدى الرجل :باراه وغالبه .والمبارات :المسابقة .والنبى صلى ال عليه وآله
دعاهم إلى التيان بمثل القرآن ،وأخبرهم بأنهم لم يمكنهم ذلك(2) .
مجمع البيان 549 :10و (3) .550أمالي الصدوق.130 :
] [ 314
) (1يحتمل كونه أبا بصير السدي لرواية علي بن أبي حمزة عنه ،فعليه فأبو
إسحاق لعله كنية أبيه ،بناء على ما ذكره النجاشي أنه يحيى بن القاسم،
وأما لو ثبت ما قيل :من أنه يحيى بن أبي القاسم فكلمه )أبى( زائدة،
وصحيحه يحيى بن إسحاق (2) .ولم يزل ال خ ل (3) .هكذا في
المصدر ،ورقى معتل يائى يكتب بالباء فالصحيح كما في المصدر :رقانى،
أي رفعني وصعدني (4) .من أسمائه الحسنى خ ل ،وهو الموجود في
المصدر (5) .وذو العرش خ ل (6) .أمالي الصدوق.371 :
] [ 315
عن جابر الجعفي ،عن جابر النصاري قال :سئل رسول ال صلى ال عليه واله
وذكر مثله ) .(1ثم قال الصدوق :وقد رويت هذا الحديث من طرق كثيرة.
- 4لى :الطالقاني ،عن الجلودي ) ،(2عن يحيى بن عبد الحميد الحماني،
عن الحسين بن الربيع ،عن العمش ،عن عباية بن ربعي ،عن ابن عباس
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن ال عزوجل قسم الخلق
قسمين ،فجعلني في خيرهما قسما ،وذلك قوله عزوجل في ذكر أصحاب
اليمين وأصحاب الشمال ،وأنا من أصحاب اليمين ،وأنا خير أصحاب
اليمين ،ثم جعل القسمين أثلثا فجعلني في خيرهما ) (3ثلثا ،وذلك قوله
عزوجل " :فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما
أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون ) " (4وأنا من السابقين ،وأنا
خير السابقين ،ثم جعل ال ثلث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ،وذلك قوله
عزوجل " :وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند ال أتقاكم )(5
" فأنا أتقى ولد آدم ،وأكرمهم على ال جل ثناؤه ول فخر ،ثم جعل القبائل
بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ،وذلك قوله عزوجل " :إنما يريد ال )(6
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) - 5 ." (7فس :الحسن
) (8بن علي ،عن أبيه ،عن الحسن بن سعيد ،عن الحسين بن علوان ،عن
علي بن الحسن العبدي ) ،(9عن أبي هارون العبدي ،عن ربيعة السعدي،
) (1معاني الخبار (2) .21 :في المصدر :الجلودي قال :حدثنا الحسين بن حميد
قال حدثنا يحيى عن عبد الحميد الحماني .وفي نسخة من المصدر:
الحسين بن أبي الربيع (3) .في خيرها خ ل وهو الموجود في المصدر) .
(4الواقعة (5) .10 - 8 :الحجرات (6) .13 :الحزاب (7) .33 :أمالي
الصدوق (8) .374 :الحسين خ ل (9) .في المصدر :علي بن الحسين
العبدى .أقول :في اسم أبيه خلف.
] [ 316
عن حذيفة بن اليمان ،عن النبي صلى ال عليه واله مثله مع زيادات ) .(1بيان:
قوله صلى ال عليه واله :ول فخر ،أي أقوله معتدا بالنعمة ل فخرا
واستكبارا - 6 .ما :المفيد ،عن علي بن محمد بن رياح ) ،(2عن أبي علي
الحسن بن محمد ،عن ابن محبوب عن ابن رئاب ،عن أبي بصير ،عن أبي
جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهما السلم قال :إن أبا ذر وسلمان
خرجا في طلب رسول ال صلى ال عليه واله ،فقيل لهما إنه توجه إلى
ناحية قبا ،فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت الشجرة ،فجلسا ينتظرانه حتى ظنا
أنه نائم ،فأهويا ليوقظاه فرفع رفع رأسه إليهما ،ثم قال :قد رأيت مكانكما،
وسمعت مقالتكما ،ولم أكن راقدا إن ال بعث كل نبي كان قبلي إلى امته
بلسان قومه ،وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ،وأعطاني في امتي
خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي :نصرني بالرعب ،تسمع ) (3بي
القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي ،وأحل لي المغنم ،وجعل لي
الرض مسجدا وطهورا ،أينما كنت منها أتيمم من تربتها ،واصلي عليها،
وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها ،فأعطاهم ذلك في الدنيا ،وأعطاني
مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين ) (4من امتي يوم القيامة )،(5
ففعل ذلك ،وأعطاني جوامع العلم ،ومفاتيح الكلم ،ولم يعط
) (1تفسير القمي .661 :أقول :وذكر فرات بن ابراهيم في تفسيره 162 :باسناده
عن محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان ،قال :حدثنا يونس يعنى ابن على
القطان .قال :حدثني ابراهيم يعنى ابن الحكم ،عن أبيه ،عن عبد العزيز
بن عبد الصمد قال :حدثني أبو هارون العبدى ،عن ربيعة السعدى ،عن
حذيفة بن اليمان ،عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال :إن ال
خلق الخلق قسمين قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ،وذلك قوله " :يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر .الية " فأنا أتقى ولد آدم وقبيلتي خير القبائل،
وأكرمها على ال ول فخر (2) .في المصدر وبشارة المصطفى أخبرني
أبو عبد ال محمد بن علي بن رياح القرشي اجازة قال :حدثني أبي قال:
حدثنا أبو على الحسن بن محمد .أقول :أما رياح فقد ضبطه العلمة في
الخلصة بالباء الموحدة في علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح) .
(3في المصدرين :يسمع (4) .في بشارة المصطفى :لشفاعة المذنبين) .
(5في المصدرين :إلى يوم القيامة.
] [ 317
ما أعطاني نبيا قبلي ،فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقى ال ل يشرك به شيئا،
مؤمنا بي ،مواليا لوصيي ،محبا لهل بيتي ) .(1بشا :الحسن بن الحسين
بن بابويه ،عن شيخ الطائفة ،عن المفيد ،عن محمد بن علي ابن رياح،
عن أبيه ،عن الحسن بن محمد مثله ) .(2بيان :قوله صلى ال عليه واله:
بلسان قومه ،لعل المراد أن كل نبي من اولي العزم وغيرهم إنما كان يبعث
أول إلى قوم بلسانهم ،وإن كان اولو العزم منهم يعم دينهم بعدهم أهل سائر
اللغات بتوسط غير اولي العزم من النبياء والوصيآء ،أو كان في زمانهم
إيضا يبعث نبي آخر إلى قوم بلسانهم ،فيبلغهم دين هذا النبي صلى ال
عليه واله ،وأما نبينا صلى ال عليه واله فإنه قد بعث إلى الجميع بلسانه )
،(3وبلغهم ذلك في زمانه بنفسه ،فبعث إلى كسرى وقيصر وسائر الفرق،
وبلغهم رسالته .قوله صلى ال عليه واله :فمسألتي بالغة ،أي دعوتي
وشفاعتي كاملة تبلغ إلى يوم القيامة لهم ،فأدعو لهم في الدنيا ،وأشفع
لهم في الخرة - 7 .ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن سعيد
بن عبد ال بن موسى ) ،(4عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي ) ،(5عن
المعلى بن هلل ،عن الكلبي ،عن أبي صالح ،عن عبد ال بن العباس قال
سمعت رسول ال صلى ال عليه واله يقول :أعطاني ال تعالى خمسا،
وأعطى عليا عليه السلم خمسا :أعطاني جوامع الكلم ،وأعطي عليا
جوامع العلم ،وجعلني نبيا ،وجعله
) (1مجالس ابن الشيخ 35 :و (2) .36بشارة المصطفى ،103 :وفيه وأعطى عليا
مفاتيح الكلم .وفيه :ل يشرك به شيئا ،فيرضى مواليا لوصيى محبا لهل
بيتى (3) .أي بالعربية (4) .هكذا في النسخة ومصدره ،والظاهر أنه
مصحف سعد ،عن عبد ال بن موسى ،كما يأتي في الحديث 12في
طريق الصدوق (5) .العرزمي بفتح العين وسكون الراء وفتح الزاي
نسبة إلى جبانة عرزم بالكوفة ،أو نسبة إلى عرزم :قوم كانوا بالبصرة،
كما حكى عن ابن دريد ،أو كما قال السمعاني في النساب :وظني أنه
بطن من فزاره ،وجبانة عرزم الكوفة معروفة ،ولعل هذه القبيلة نزلت
بها فنسب الموضع إليهم.
] [ 318
) (1في الفضائل :أبواب السماوات (2) .في الروضة :كلمني ربى ،وفي الفضائل:
كلمني به ربى (3) .في الفضائل :قد انفتحت .وفي الروضة :فنظرت وإذا
بالحجب قد اخترقت ،وأبواب السماء قد تفتحت ،حتى نظرت (4) .في
الروضة :إلى السماء (5) .في الروضة :ما وطأت موضعا إل وقد كشف
له حتى نظر إلى ما نظرت إليه ،فعند ذلك قال ابن عباس :يا رسول ال
أحب أن توصيني بشئ قال :يا ابن عباس اعلم أن ال عزوجل ل يقبل
حسنة من أحد حتى يسأله اه.
] [ 319
أبي طالب وهو تعالى أعلم ،فإن جاءه بوليته قبل عمله على ما كان منه ) ،(1وإن
لم يأت بوليته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار ،يا ابن عباس والذي
بعثني بالحق نبيا إن النار لشد غضبا على مبغض علي منها ) (2على من
زعم أن ال ولدا ،يابن عباس لو أن الملئكة المقربين والنبياء المرسلين
اجتمعوا على بغضه ) (3ولن يفعلوا لعذبهم ال بالنار ،قلت :يا رسول ال
وهل يبغضه أحد ؟ قال :يابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي
لم يجعل ال لهم في السلم نصيبا ،يا ابن عباس إن من علمة بغضهم له
تفضيلهم من هو دونه عليه ) ،(4والذي بعثني بالحق ) (5ما بعث ال نبيا
أكرم عليه مني ،ول وصيا أكرم عليه من وصيي علي ،قال ابن عباس :فلم
أزل له كما أمرني رسول ال صلى ال عليه وآله وأوصاني بمودته ،وإنه
لكبر عملي عندي ،قال ابن عباس :ثم مضى من الزمان ما مضى،
وحضرت رسول ال صلى ال عليه واله الوفاة حضرته فقلت :فداك أبي
وامي يا رسول ال قد دنا أجلك فما تأمرني ؟ فقال :يا ابن عباس خالف من
خالف عليا ول
) (1في المصدر :فان جاء بوليته .وفي الفضائل :فمن مات على وليته وفيه :وإن
لم يأت بوليته ل يقبل من عمله شئ ،ثم يؤمر به إلى النار .وفي
الروضة :فان كان من أهل الولية قبل عمله على ما كان فيه ،وإن لم يكن
من أهل وليته لم يسأله عن شئ حتى يأمر به إلى النار ،وإن النار أشد
بغضا على مبغض على ممن زعم أن ل ولدا (2) .في الفضائل :منهم) .
(3في المصدر :على بغض علي ،وفي الفضائل :على بغض علي بن أبي
طالب مع ما يقع من عبادتهم في السماوات لعذبهم ال تعالى في النار.
وفي الروضة :لو أن الملئكة والنبيين والمرسلين أجمعوا على بغض
علي عليه السلم لعذبهم ال في جهنم ،وما كانوا ليفعلوا ،قلت :يا رسول
ال وكيف يبغضونه ؟ قال :يابن عباس يكون قوم يذكرون أنهم من امتى
لم يجعل ال لهم في السلم نصيبا ،ويفضلون عليه غيره ،والذي بعثنى
بالحق نبيا ،ل نبي أكرم على ال مني ،ول وصى أكرم على ال من
وصيى علي ابن أبي طالب .هذا آخر الحديث في الروضة في رواية ابن
مسعود وابن عباس ،وذكر بعده عن ابن عباس فقط (4) .في الفضائل:
لمن هو أدون منه عليه (5) .في المصدر والفضائل :بعثنى بالحق نبيا.
] [ 320
تكونن له ظهيرا ) (1ول وليا ،قلت :يا رسول ال فلم ل تأمر الناس بترك مخالفته ؟
قال :فبكى عليه وآله السلم حتى اغمي عليه ،ثم قال :يابن عباس سبق
فيهم علم ربي ،والذي بعثني بالحق نبيا ل يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا
وأنكر حقه حتى يغير ال تعالى ما به من نعمة ،يابن عباس ،إذا أردت أن
تلقى ال وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيث
مال ،وارض به إماما ،وعاد من عاداه ووال من واله ،يابن عباس احذر )
(2أن يدخلك شك فيه ،فإن الشك ) (3في علي كفر بال تعالى ) .(4فض،
يل :بالسناد عن ابن مسعود وابن عباس مثله ) .(5بيان :قوله صلى ال
عليه واله :ولن يفعلوا ،أي والحال أنهم ل يفعلون ذلك أبدا ،قوله صلى ال
عليه وآله :وإنه لكبر عملي أي أعد وليته أكبر أعمالي - 8 .ب :ابن
طريف ) ،(6عن ابن علوان ،عن جعفر ،عن أبيه ،قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :إن ال تبارك وتعالى جعل ) (7الناس نصفين ،فكنت
في النصف الخير ،ثم قسم النصف الخير ثلثة فكتب في ثلث الخير ،وما
عرق في عرق سفاح قط ،وما عرق في إل عرق نكاح كنكاح السلم حتى
آدم ) .(8توضيح :قوله صلى ال عليه واله :ثم قسم النصف الخير ثلثة،
المراد بنصف الخير أصحاب اليمين ،ولعل المراد أنه قسمه نصفين حتى
صارا مع أصحاب الشمال ثلثة كما مر ،أو الثلثة باعتبار التسمية
بالسابقين والمقربين ،أو قسمة السابقين إلى النبياء ،وغيرهم،
) (1في المصدر والفضائل :ول تكونن لهم ظهيرا (2) .في الفضائل :احذر من أن
يدخلك (3) .في الروضة :فان اليسير من الشك فيه كفر (4) .مجالس ابن
الشيخ (5) .65 - 64 :فضائل شاذان بن جبرئيل ،7 - 5 :رواه عن ابن
عباس فقط ،الروضة ،156 :وفيهما اختلفات لفظية ذكرت بعضها(6) .
الصحيح :ظريف بالمعجمة ،والرجل هو الحسن بن ظريف بن ناصح
المذكور في التراجم (7) .في المصدر :قسم .وفيه :الثلث الخير(8) .
قرب السناد.53 :
] [ 321
أو إلى اولي العزم وغيرهم ،وقال الفيروزآبادي :عرق في الرض :ذهب ،وأعرق
الشجر :اشتدت عروقه في الرض - 9 .ل :ابن بندار ،عن محمد بن
جمهور الحمادي ،عن صالح بن محمد البغدادي ،عن سعيد بن سليمان،
ومحمد بن بكار ،وإسماعيل بن إبراهيم قالوا :حدثنا الفرج بن فضالة ،عن
لقمان بن عامر ،عن أبي أمامة قال :قلت :يا رسول ال ما كان بدؤ أمرك ؟
قال :دعوة أبي إبراهيم ،وبشرى عيسى بن مريم ،ورأت امي أنه خرج
منها شئ أضاءت منه قصور الشام ) .(1بيان :قوله :ما كان بدؤ أمرك،
أي ابتداء ظهوره ،ودعوة إبراهيم عليه السلم قوله " :ربنا وابعث فيهم
رسول منهم يتلوا عليهم آياتك ) " (2وبشارة عيسى عليه السلم قوله" :
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) - 10 - ." (3ل :ابن الوليد،
عن الصفار ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن الحسن بن علي ابن فضال،
عن ظريف بن ناصح ،عن إبراهيم بن يحيى قال :حدثني جعفر بن محمد،
عن أبيه عليهما السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :قسم ال
تبارك وتعالى أهل الرض قسمين ،فجعلني في خيرهما ،ثم قسم النصف
الخر على ثلثة ،فكنت خير الثلثة ،ثم اختار العرب من الناس ،ثم اختار
قريشا من العرب ،ثم اختار بني هاشم من قريش ،ثم اختار بني عبد
المطلب من بني هاشم ،ثم اختارني من بني عبد المطلب ) - 11 .(4ل :ابن
بندار ،عن مجاهد بن أعين ،عن أبي بكر بن أبي العوام ،عن بريدة )،(5
عن سليمان التميمي ،عن سيار ،عن أبي أمامة قال :قال رسول ال صلى
ال عليه واله :فضلت بأربع :جعلت ) (6لمتي الرض مسجدا وطهورا،
وأيما رجل من امتي أراد الصلة فلم يجد
) (1الخصال (2) .83 :1البقرة (3) .129 :الصف (4) .6 :الخصال 19 :1و .20
) (5في المصدر في طبعيه :عن يزيد (6) .جعلت لى خ ل.
] [ 322
ماء ووجد الرض فقد جعلت له مسجدا وطهورا ،ونصرت بالرعب مسيرة شهر
يسير بين يدي ،واحلت لمتي الغنائم ،وارسلت إلى الناس كافة ) .(1بيان:
ظاهره أن البعثة إلى الناس كافة من خصائصه صلى ال عليه واله ،وهو
مخالف لما هو المشهور من أن بعض اولي العزم أيضا كانوا كذلك ،ويمكن
أن يحمل على أن المراد إرساله إلى كل من في زمانه ومن يأتي بعده من
غير نسخ لشريعته ،على أن التفضيل بتلك المور ل ينافي شركة غيره
معه فيها وال يعلم - 12 .ما :المفيد ،عن أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن
سعد ،عن عبد ال بن هارون ) ،(2عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي،
عن المعلى بن هلل ،عن الكلبي ،عن أبي صالح ،عن ابن عباس قال:
سمعت رسول ال صلى ال عليه واله يقول :أعطاني ال خمسا ،وأعطى
عليا خمسا :أعطاني جوامع الكلم ،وأعطى عليا جوامع العلم ،وجعلني نبيا،
وجعل عليا وصيا ،وأعطاني الكوثر ،وأعطي عليا السلسبيل ،وأعطاني
الوحي ،وأعطى عليا اللهام ،وأسرى بي إليه ،وفتحت له أبواب السماء
حتى رأى ما رأيت ،ونظر إلى ما نظرت إليه ،ثم قال :يا ابن عباس خالف )
(3من خالف عليا ول تكونن له ظهيرا ول وليا ،فوالذي بعثني بالحق ما
يخالفه أحد إل غير ال ما به من نعمة ،وشوه ) (4خلقه قبل إدخاله النار،
يا ابن عباس ل تشك في علي فإن الشك فيه كفر ) (5يخرج عن اليمان،
ويوجب الخلود في النار ) .(6ل :أبي ،عن سعد ،عن عبد ال بن موسى بن
هارون المفتي ،عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي إلى قوله :إلى ما
نظرت إليه ) ،(7ثم قال :والحديث طويل ).(8
) (1الخصال (2) .94 :1هو عبد ال بن موسى بن هارون التى بعد ذلك (3) .في
المصدر :يا بن عباس من خالف عليا فل تكونن ظهيرا له ول وليا(4) .
أي قبح خلقه (5) .المصدر خال عن كلمة :كفر (6) .أمالي ابن الشيخ:
(7) .118في الخصال :وفتح له أبواب السماوات ،والحجب حتى نظر
إلى ما نظرت إليه (8) .الخصال ،141 :1ثم قال :أخذنا موضع الحاجة،
وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج.
] [ 323
- 13ل :ابن إدريس ،عن أبيه ،عن الشعري ،عن أبي عبد ال الرازي ،عن ابن
أبي عثمان ،عن موسى بن بكر ،عن أبي الحسن الول عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه واله :إن ال تبارك وتعالى اختار من النبياء
أربعة للسيف :إبراهيم ،وداود ،وموسى ،وأنا الخبر ) - 14 .(1ل :ابن
الوليد ،عن الصفار وسعد معا ،عن ابن عيسى والبرقي معا ،عن محمد
البرقي ،عن محمد بن سنان ،عن أبي الجارود .عن سعيد بن جبير :عن
ابن عباس قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :اعطيت خمسا لم
يعطها أحد قبلي :جعلت لي الرض مسجدا وطهورا ،و نصرت بالرعب،
واحل لي المغنم ،واعطيت جوامع الكلم ،واعطيت الشفاعة ) - 15 .(2ما:
المفيد ،عن عمر بن محمد الزيات ،عن علي بن العباس ،عن أحمد بن
منصور الرقادي ) ،(3عن محمد بن مصعب ،عن الوزاعي ،عن شداد أبي
عمار ،عن واثلة بن الصقع ) (4قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله:
إن ال اصطفى إسماعيل من ولد إبراهيم ،واصطفى كنانة من بني
إسماعيل ،واصطفى قريشا من بني كنانة ،واصطفى هاشما من قريش،
واصطفاني من هاشم ) - 16 .(5ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن محمد
بن محمد بن سليمان ،عن عبد السلم بن عبد الحميد إمام حران ،عن
موسى بن أعين ،قال أبو المفضل :وحدثني نصر بن الجهم ) ،(6عن محمد
* )هامش( ) (1الخصال ،107 :1وللحديث صدر وذيل ترك المصنف
ذكرهما هنا لعدم الحاجة إليهما ) (2الخصال 140 :1و (3) .141هكذا
في نسخة المصنف ،وفي المصدر :الرمادي وهو الصحيح ،قال ابن حجر
في التقريب :16 :أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي ابو بكر ثقة
حافظ ،طعن فيه أبو داود لمذهبه في الوقف في القرآن ،من الحادية عشرة،
مات سنة خمس وستين )أي بعد المأتين( وله ثلث و ثمانون (4) .هكذا
في نسخة المصنف ،وفي المصدر :واصلة بن الصقع ،وفي كل منهما وهم
و الصحيح ،واثلة بن السقع بالسين المهملة على ما في التقريب وأسد
الغابة وغيرهما ،وقد صرح الفيروزآبادي أيضا بذلك في القاموس في
السقع (5) .أمالي ابن الشيخ (6) .154 :في المصدر :أبو القاسم المفيد
بأردبيل.
] [ 324
ابن مسلم بن وارة ) (1عن محمد بن مسلم بن أعين ) ،(2عن أبيه ،عن عطاء بن
السائب ،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ،عن أبيه ،عن جده ،عن
علي بن أبي طالب صلوات ال عليهم أجمعين عن النبي صلى ال عليه
واله قال :اعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي :ارسلت إلى البيض
والسود والحمر ،وجعلت لي الرض ) (3مسجدا ،ونصرت بالرعب،
واحلت لي الغنائم ولم تحل لحد -أو قال :لنبي قبلي ،واعطيت جوامع
الكلم ،قال عطا :فسألت أبا جعفر عليه السلم قلت :ما جوامع الكلم ؟ قال:
القرآن ،قال أبو المفضل :هذا حديث حران ولم يحدث به في هذا الطريق إل
موسى بن جعفر ) (4الحراني ) .(5أقول :البواب مشحونة بأخبار فضائله
صلى ال عليه واله ،وقد مر خبر جابر في باب أسمائه صلى ال عليه وآله
في ذلك - 17 .ما :ابن بسران ) ،(6عن إسماعيل بن محمد الصفار ،عن
الحسن بن عرفة ،عن هاشم بن القاسم ،عن سليمان بن المغيرة ،عن ثابت
البناني ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :آتي
يوم القيامة باب الجنة فأستفتح ،فيقول الخازن :من أنت ؟
) (1في المصدر :محمد بن مسلم بن زوارة ،وفيه وهم ،والصحيح ما في الصلب.
والرجل هو محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد ال الرازي المعروف بابن
وارة بفتح الراء المخففة (2) .هكذا في نسخة المصنف ،وفي المصدر:
محمد بن موسى بن اعين ،وهو الصحيح وهو محمد بن موسى بن أعين
الجزري أبويحيى الحراني ،صرح ابن حجر في تهذيب التهذيب 479 :9
أنه يروى عن أبيه ،وفي ابن وارة المذكور في 451أنه يروي عن محمد
بن موسى بن أعين الجزري .وسيأتي في ذيل الخبر ما يؤيد أيضا ذلك) .
(3في المصدر :طهورا ومسجدا (4) .هكذا في النسخة ،والصحيح كما
في المصدر :موسى بن أعين الحراني (5) .أمالي ابن الشيخ(6) .309 :
هكذا في النسخة ،وفي المصدر :ابن بشران ولعله الصحيح ،وسماه
الطوسي في المالي :251 :أبا الحسن بن علي بن محمد بن عبد ال بن
بشران المعدل .أقول :ولعل كلمة )ابن( قبل على زيادة من النساخ.
] [ 325
فأقول :أنا محمد ،فيقول :بك امرت أن ل أفتح لحد قبلك ) - 18 .(1شى :عن
زرارة وحمران ،عن أبي جعفر وأبي عبد ال عليه السلم قال " :إني
أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده " فجمع له كل وحي.
بيان :في القرآن " :إنا أوحينا إليك كما أوحينا ) " (2ولعل في قرائتهم
عليهم السلم كان هكذا ،أو نقل للية بالمعنى ) ،(3والغرض أن المراد
بالتشبيه التشبيه الكامل ،فكل ما اوحي إليهم أوحي إليه صلى ال عليه
واله - 19 .جا :المراغي ،عن عبد الكريم بن محمد ،عن عثمان بن أبي
شيبة ،عن مصعب ،عن الوزاعي ،عن شداد أبي عمار ) ،(4عن واثلة
قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :إن ال اصطفى من ولد إبراهيم
إسماعيل ،واصطفى من إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا،
واصطفى من قريش بني هاشم ،واصطفاني من بني هاشم ) - 20 .(5ن:
بالسناد ) (6إلى دارم ،عن الرضا ،عن آبائه ،عن النبي صلى ال عليه
واله قال :أنا خاتم النبيين ،وعلي خاتم الوصيين ) - 21 .(7ن :بالسانيد
الثلثة ) (8عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :أنا سيد ولد آدم ول فخر ).(9
) (1أمالي ابن الشيخ (2) .252 :النساء (3) .162 :أو وقع التصحيف من نساخ
تفسير العياشي ،ولعله أنسب لنا رأينا أن أبا جعفر عليه السلم قرء على
ما هو الموجود في المصحف الشريف في رواية اخرى وأيضا لو كانت
له قراءة غير ما هو المشهور لنقلت لنا (4) .المراغي هو أبو الحسن
علي بن خالد المراغي ،وعبد الكريم وصفه في المصدر بالجبلي،
ومصعب وصفه بالقرقستاني ،وشداد هو ابن عبد ال القرشي ابو عمار
الدمشقي (5) .مجالس المفيد ،126 :وفيه سقط (6) .اسناد دارم مذكور
في الفصل الرابع من المقدمة .راجع ج (7) .52 :1عيون أخبار الرضا:
(8) .23السانيد الثلثة مذكورة بتفصيلها في الفصل الرابع من المقدمة.
راجع ج (9) .51 :1عيون أخبار الرضا.202 :
] [ 326
- 22ما :أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي ،عن ابن عقدة ،عن الحسن بن
جعفر بن مدرار ،عن عمه طاهر ،عن الحسن بن عمار ،عن عمرو بن
مرة ،عن عبد ال بن الحارث ،عن علي عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه واله :أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر ،وأنا أول من
تنشق الرض عنه ول فخر ،وأنا أول شافع وأول مشفع ) - 23 .(1شى:
عن منصور بن حازم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لم يزل رسول ال
صلى ال عليه وآله يقول " :إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
" (2حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلم ) .(3بيان :إنما لم يعد
صلى ال عليه واله إلى هذا القول لقوله تعالى " :ليغفر لك ال ما تقدم من
ذنبك وما تأخر " - 24 .ل :إسماعيل بن منصور القصار ،عن محمد بن
القاسم بن محمد بن عبد ال العلوي ) ،(4عن سليمان بن عبد ال
الدمشقي ،عن أحمد بن أبان ،عن عبد العزيز بن محمد ،عن موسى )(5
ابن عبيدة ،عن عبد ال بن دينار ،عن ام هاني بنت أبي طالب قالت :قال
رسول ال صلى ال عليه واله :أظهر ال تبارك وتعالى السلم على يدي،
وأنزل الفرقان علي ،وفتح الكعبة على يدي ،وفضلني على جميع خلقه،
وجعلني في الدنيا سيد ولد آدم ،وفي الخرة ،زين القيامة ،و حرم دخول
الجنة على النبياء حتى أدخلها أنا ،وحرمها على اممهم حتى تدخلها
امتي ،وجعل الخلفة في أهل بيتي من بعدي إلى النفخ في الصور ،فمن
كفر بما أقول فقد كفر بال العظيم ).(6
) (1أمالي ابن الشيخ (2) .170 :النعام (3) .15 :أخرجه البحراني أيضا في
تفسير البرهان .195 :4وأخرج أيضا حديث زرارة وحمران في ج :1
(4) .427في المصدر :عبد ال بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلم (5) .في المصدر :ابن موسى
بن عبيدة ،وهو مصحف ،والرجل هو موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي
أبو العزيز المدني ،ضعفه ابن حجر في التقريب 513 :ل سيما في عبد
ال بن دينار ،توفي في .153أقول :في تضعيفه نظر (6) .الخصال :2
.42
] [ 327
- 25ج :عن ابن عباس قال :خرج من المدينة أربعون رجل من اليهود ،قالوا:
انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه ،فإنه
يقول :أنا رسول ال رب العالمين ) ،(1فكيف يكون رسول وآدم خير منه،
ونوح خير منه ؟ وذكروا النبياء عليهم السلم ،فقال النبي صلى ال عليه
واله لعبدال بن سلم :التوراة بيني وبينكم ،فرضيت اليهود بالتوراة،
فقالت اليهود :آدم خير منك لن ال تعالى خلقه بيده ونفخ فيه من روحه،
فقال النبي صلى ال عليه واله آدم النبي أبي ،وقد اعطيت أنا أفضل مما
اعطي آدم ،فقالت اليهود :وما ذاك ؟ قال :إن المنادي ينادي كل يوم خمس
مرات :أشهد أن ل إله إل ال ،وأشهد أن محمدا رسول ال ) ،(2ولم يقل
آدم رسول ال ،ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ،وليس بيد آدم ،فقالت
اليهود :صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ،قال :هذه واحدة ،قالت
اليهود :موسى خير منك ،قال النبي صلى ال عليه واله ولم ؟ قالوا :لن
ال عزوجل كلمه بأربعة آلف كلمة ،ولم يكلمك بشئ ،فقال النبي صلى ال
عليه واله :لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك ،قالوا :وما ذاك ؟ قال :قوله
عزوجل " :سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد
القصى الذي باركنا حوله ) " (3وحملت على جناح جبرئيل عليه السلم
حتى انتهيت إلى السماء السابعة فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة
المأوى ،حتى تعلقت بساق العرش ،فنوديت من ساق العرش " :إني أنا
ال ل إله إل أنا ،السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤوف
الرحيم " ورأيته بقلبي ،وما رأيته بعيني ،فهذا أفضل من ذلك ،فقالت
اليهود :صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ،فقال رسول ال صلى ال
عليه واله :هذا إثنان ،قالوا :نوح خير منك ) ،(4قال النبي صلى ال عليه
واله :ولم ذلك ؟ قالوا :لنه ركب في السفينة ) (5فجرت على الجودي ،قال
النبي صلى ال عليه واله :لقد اعطيت أنا أفضل من ذلك ،قالوا :وما ذاك ؟
قال :إن ال عزوجل أعطاني
) (1في المصدر :رسول رب العالمين (2) .في المصدر :وأن محمدا رسول ال) .
(3السراء (4) .1 :في المصدر :هذه اثنتان ،قالوا :نوح أفضل منك) .
(5في المصدر :ركب السفينة.
] [ 328
نهرا في السماء مجراه من تحت العرش ،وعليه ألف ألف قصر لبنة من ذهب،
ولبنة من فضة ،حشيشها الزعفران ،ورضراضها ) (1الدر والياقوت،
وأرضها المسك البيض ،فذاك خير لي ولمتي ،وذلك قوله تعالى " :إنا
أعطيناك الكوثر ) " (2قالوا :صدقت يا محمد ،وهو مكتوب في التوراة،
هذا خير من ذاك ،قال النبي صلى ال عليه واله :هذه ثلثة ،قالوا :إبراهيم
خير منك ،قال :ولم ذاك ؟ قالوا :لن ال اتخذه خليل ،قال النبي صلى ال
عليه واله :إن كان إبراهيم خليله فأنا حبيبه محمد ،قالوا :ولم سميت
محمدا ؟ قال :سماني ال محمدا ،وشق اسمي من اسمه ،هو المحمود وأنا
محمد ،وامتي الحامدون ) ،(3قالت اليهود :صدقت يا محمد هذا خير من
ذاك ،قال صلى ال عليه واله :هذه أربعة ،قالت اليهود :عيسى خير منك،
قال صلى ال عليه واله :ولم ذاك ؟ قالوا :لن عيسى بن مريم عليه السلم
كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه ،فأمر ال
عزوجل جبرئيل أن اضرب بجناحك اليمن وجوه الشياطين ،وألقاهم في
النار ،فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار ،قال النبي صلى ال عليه
واله :أنا اعطيت أفضل من ذلك ،قالوا :وما هو ؟ قال :أقبلت يوم بدر من
قتال المشركين وأنا جائع شديد الجوع ،فلما وردت المدينة استقبلتني
امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة ،وفي الجفنة جدي مشوي ،وفي كمها
شئ من سكر ،فقالت :الحمد ل الذي منحك السلمة ،وأعطاك النصر
والظفر على العداء ،وإني قد كنت نذرت ل نذرا إن أقبلت سالما غانما
من غزاة بدر لذبحن هذا الجدي و لشوينه ولحملنه إليك لتأكله ،قال
النبي صلى ال عليه واله :فنزلت عن بغلتي الشهباء فضربت بيدي إلى
الجدي لكله فاستنطق ال الجدي ،فاستوى على أربع قوائم ،وقال :يا
محمد ل تأكلني فإني مسموم ،قالوا :صدقت يا محمد هذا خير من ذاك ،قال
النبي صلى ال عليه واله :هذه خمسة ،قالوا :بقيت واحدة ،ثم نقوم من
عندك ،قال :هاتوا ،قالوا :سليمان خير منك قال :ولم ذاك ؟ قالوا :لن ال
عزوجل سخر له الشياطين والنس والجن ) (4والرياح
) (1الرضراض :ما صغر ودق من الحصى (2) .الكوثر (3) .1 :وامتى الحامدون
على كل حال (4) .زاد في المصدر :والطير.
] [ 329
والسباع ،فقال النبي صلى ال عليه وآله :فقد سخر ال لي البراق ،وهو خير من
الدنيا بحذافيرها ،وهي دابة من دواب الجنة ،وجهها مثل وجه آدمي،
وحوافرها مثل حوافر الخيل ،وذنبها مثل ذنب البقر ،فوق الحمار ودون
البغل ،سرجه من ياقوتة حمراء ،وركابه من درة بيضاء ،مزمومة بسبعين
ألف زمام ) (1من ذهب ،عليه جناحان مكللن بالدر والياقوت والزبرجد،
مكتوب بين عينيه إل إله إل ال وحده ل شريك له ،محمد رسول ال ،قالت
اليهود :صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة ،هذا خير من ذاك يا
محمد ،نشهد أن ل إله إل ال ،وأنك رسول ال ،قال لهم رسول ال :لقد
أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إل خمسين عاما ،ثم وصفهم ال
فقللهم فقال " :وما آمن معه إل قليل " ولقد تبعني في سني القليلة ) (2ما
لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه ،وإن في الجنة عشرين ومأة ألف
صف ،امتي منها ثمانون صفا ) ،(3وإن ال عزوجل جعل كتابي المهيمن
على كتبهم ،الناسخ لهم ،ولقد جئت بتحليل ما حرموا ،وبتحريم بعض ما
حللوا ) (4من ذلك ،إن موسى جاء بتحريم صيد الحيتان يوم السبت حتى
أن ال قال :لمن اعتدى منهم ) " :(5كونوا قردة خاسئين ) " (6فكانوا،
ولقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدها حلل ،قال ال عزوجل " :احل
لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم ) " (7وجئت بتحليل الشحوم كلها وكنتم
ل تأكلونها ،ثم إن ال عزوجل صلى على في كتابه قال ال " :إن ال
وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
) " (8ثم وصفني ال تعالى بالرأفة والرحمة ،وذكر
) (1في المصدر :بألف زمام (2) .في المصدر وكتاب الحتجاجات :ولقد تبعني في
سنى القليلة وعمري اليسير (3) .الف صف خ ل صح ،اقول :في
المصدر " :وإن في الجنة عشرين ومائة صف ،امتى منها ثمانون صفا
" وهو الصحيح كما تقدم في الحتجاجات (4) .في المصدر :ما أحلوا) .
(5في المصدر :حتى أن ال تعالى قال لمن اعدى منهم في صيدها يوم
السبت كونوا قردة خاسئين (6) .البقرة (7) .65 :المائدة(8) .96 :
الحزاب.56 :
] [ 330
في كتابه " :لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم ) " (1فأنز ال ) (2عزوجل أن ل يكلموني حتى
يتصدقوا بصدقة ،وما كان ذلك لنبي قط ،قال ال عز وجل " :يا أيها الذين
آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة ) " (3ثم وضعها
عنهم بعد أن فرضها عليهم برحمته ) - 26 .(4سن :أبو إسحاق الثقفي،
عن محمد بن مروان ،عن أبان بن عثمان ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن ال تبارك وتعالى أعطى محمدا شرائع نوح وإبراهيم
وموسى وعيسى عليهم السلم :التوحيد والخلص وخلع النداد والفطرة
الحنيفية ) (5السمحة ،ل رهبانية ول سياحة ) ،(6احل فيها الطيبات،
وحرم فيها الخبيثات ،ووضع عنهم
) (1التوبة (2) .128 :في المصدر :وأنزل ال (3) .المجادلة (4) .12 :الحتجاج:
28و ،29وفيه :بعد أن افترضها عليهم برحمته ومنته ،وأخرجه
المصنف ،أيضا في كتاب الحتجاجات .راجع .292 - 298 :9وذكر هنا
وجها لذكر عيسى عليه السلم و أكل الجدى (5) .والحنفية خ ل ،وهو
الموجود في المصدر .والسمحة :السهلة (6) .قد كانت الرهبانية وهي
العتزال عن الناس إلى دير أو كهف أو مغارة للتعبد والسياحة في
المصار وهي التعطل عن المشاغل وعدم الدخول فيما يهم المجتمع من
الصناعات والتجارات ما شاعت في النصارى ،وكانت بدعة ابتدعوها في
دين المسيح عليه السلم ولم تكن في دينه ،ثم انتشرت منهم في البلد
والمذاهب حتى جاء السلم ،فرأى أنها جريمة تضر بالمجتمع ،وتهدم
أساس الحضارة ،وتبطل حقوق النسانية ،ونواميس البشرية مع أن ال
تعالى وضع الديان حفظا لنواميس الجتماع ،وابقاء للنوع النساني،
فهدم صلى ال عليه وآله أساس الرهبنة ،وانقض اركانه فقال " :ل
رهبانية ول سياحة " ووضع أساس الدين على ما يصلح به الدنيا
والخرة ،و شرع قوانين يفوز عامله في الدارين جميعا ،فلم يكن حثه
على الصلة مثل بأكثر من حثه على التجارة والزراعة والنكاح ،ولم يكن
نظره إلى ما يصلح به الدنيا أقصر من نظره إلى ما يصلح الخرة به،
وكان يصف نفسه بذى العينين إيعازا إلى ذلك ،هذا ما جاء به نبي السلم
نبى الرحمة والحكمة ،وأما المسلمون فلم نعلم كيفما غفلوا عن هذا
النواميس السلمية وقوانينها وتعليم نبيهم فكيف أثر فيهم ما كان نبيهم
يحذرهم عنه ؟ كيف أثر فيهم تعاليم الرهبنة ؟ ومن أين اعدوا من هذا
الداء المزمن والسم الناقع ؟ فأصبحوا مستضعفين في الرض ،مقهورين
في أيدي من كانوا يسودون عليهم في المس ،سبحانك اللهم ما جزيتنا
إل بسوء أعمالنا وبرفضنا تعاليم نبيك ،نسيناك فأنسيتنا أنفسنا ،و ما
تجازى إل الكفور.
] [ 331
إصرهم والغلل التي كانت عليهم ،فعرف فضله بذلك ،ثم افترض عليه فيها
الصلة و الزكاة والصيام والحج والمر بالمعروف ،والنهي عن المنكر،
والحلل والحرام ،و المواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل ال
وزاده الوضوء ،وفضله بفاتحة الكتاب ،وبخواتيم سورة البقرة والمفصل )
،(1وأحل له المغنم والفئ ،ونصره بالرعب ،وجعل له الرض مسجدا
وطهورا ،وأرسله كافة إلى البيض والسود ،والجن والنس ،وأعطاه
الجزية ،وأسر المشركين وفداهم ،ثم كلف ما لم يكلف أحد ) (2من
النبياء ،أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد ،وقيل له " :قاتل )(3
في سبيل ال ل تكلف إل نفسك ) ." (4كا :علي ،عن أبيه ،عن البزنطي،
والعدة عن البرقي ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن محمد بن مروان
جميعا ،عن أبان بن عثمان مثله ) .(5بيان :الظاهر أن المراد بالشرائع
اصول الدين ،وقوله :التوحيد والخلص و خلع النداد بيان لها ،والفطرة
الحنيفية معطوف على الشرائع ،وإنما خص عليه السلم ما به الشتراك
بهذه الثلثة مع اشتراك كثير من العبادات بينه صلى ال عليه وآله وبينهم
لختلف الكيفيات فيها دون هذه الثلثة ،ويحتمل أن يكون المراد بها
الصول واصول الفروع المشتركة ،وإن اختلف في الخصوصيات
والكيفيات ،وحينئذ يكون جميع تلك الفقرات إلى قوله عليه السلم :وزاده
بيانا للشرائع ،ويشكل بالرهبانية والسياحة إذ المشهور أن
) (1قال الطريحي في مجمع البحرين :في الحديث فصلت بالمفصل ،قيل :سمى به
لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور ،وقيل :لقصر سوره،
واختلف في اوله ،فقيل :من سورة ق ،وقيل :من سورة محمد ،وقيل :من
سورة الفتح ،وعن النووي مفصل القرآن من محمد ،و قصاره من
الضحى إلى آخره ،ومطولته إلى عم ،ومتوسطاته إلى الضحى ،وفي
الخبر :المفصل ثمان وستون سورة (2) .أحدا خ ل أقول :وفي المصدر:
ثم كلفه ما لم يكلف احدا من النبياء (3) .النساء ،84 :فيه :فقاتل(4) .
المحاسن 287 :و (5) .288الصول .17 :2
] [ 332
عدمهما من خصائصه صلى ال عليه وآله ،إل أن يقال :المراد عدم الوجوب ،وهو
مشترك ،أو يقال :إنهما لم يكونا في شريعة عيسى عليه السلم أيضا ،بل
كانتا من مبتدعات امته ،كما يؤمي إليه قوله تعالى " :ورهبانية ابتدعوها
ما كتبناها عليهم ) " (1أو يقال :ذكر هذا من خصائصه صلى ال عليه
واله بين الكلم لبيان الفرق ،وأما الجهاد فيمكن أن يكون واجبا على
عيسى عليه السلم بشرط لم يتحقق ،فلذا لم يجاهد ،والول أظهر ،وإن
كان قوله :وزاده وفضله بالخير أوفق ،والصر بالكسر :الذنب ،والثقل،
والمراد بالصر والغلل التكاليف الشاقة التي كانت على المم السالفة،
وخواتيم سورة البقرة من قوله تعالى " :آمن الرسول ) " (2إلى آخر
السورة ،والمفصل من سورة محمد إلى آخر القرآن - 27 .قب :فارق نبينا
صلى ال عليه واله جماعة النبيين بمأة وخمسين خصلة ،منها في باب
النبوة ،قوله " :وخاتم النبيين " ) (3وقوله " :اعطيت جوامع الكلم "
وقوله " :ارسلت إلى الخلق كافة " وبقاء دولته " :ليظهره على الدين
كله ) " (4والعجز عن التيان بمثل كتابه " :قل لئن اجتمعت النس والجن
) " (5وكان ممنوعا من الشعر وروايته " :وما علمناه الشعر )" (6
وتسهيل شريعته " :ما جعل عليكم في الدين من حرج ) " (7وإضعاف
ثواب الطاعة " :من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) " (8ورفع العذاب:
" وما كان ال ليعذبهم وأنت فيهم ) " (9وفرض محبة أهل بيته " :قل ل
أسئلكم عليه أجرا ) " (10وفي باب امته " :كنتم خير امة ) * (11هو
سماكم المسلمين ) * (12إنما المؤمنون ) * (13الذين اصطفينا من عبادنا
) * (14هو اجتباكم ال ) * (15ولي الذين آمنوا ) * (16هو الذي يصلي
عليكم )* (17
) (1الحديد (2) .27 :البقرة 285 :و (3) .286الحزاب (4) .40 :التوبة.34 :
والفتح .28 :والصف (5) .9 :السراء (6) .88 :يس (7) .69 :الحج:
(8) .78النعام (9) .160 :النفال (10) .34 :الشورى (11) .23 :آل
عمران (12) .110 :الحج (13) .78 :النفال .2 :والنور(14) .62 :
فاطر (15) .32 :الحج (16) .78 :البقرة (17) .255 :الحزاب.43 :
] [ 333
ويستغفرون للذين آمنوا ) " (1يعني الملئكة ،وإفشاء السلم " وإذا جاءك الذين
يؤمنون بآياتنا ) " (2وفي باب الطهارة كمال الوضوء ،والتيمم،
والستنجاء بالحجارة ،وإن الماء مزيل للنجاسات ،وأن ل يؤثر النجاسة
في الماء الكثير ،وقوله :جعلت لي الرض مسجدا وترابها طهورا ،وكان
ينام ثم يصلي ويقول " :تنام عيني ول تنام قلبي " ويقال :فرض عليه
السواك ،وهو قد سنه لنا .وفي باب الصلة :الذان والقامة ،والجمعة،
والجماعة ،والركوع ،والسجوتين ،والتشهد ،والسلم ،وصلة الليل،
والوتر ،وصلة الكسوفين ،والستسقاء ،وصلوة العشاء الخرة .وفي باب
الزكاة :حرم عليه الزكاة والصدقة ،وهدية الكافر ،وأحل له الخمس
والنفال والغنيمة ،وجعل زكاة المال ربع الخمس ،ل ربع المال .وفي باب
الصيام " :شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) " (3وليلة القدر،
والعيدين ،وتحليل الطعام والشراب ،واللمس ليال الصيام إلى وقت الصبح،
وحرم صوم الوصال ،وقالوا :ابيح له الوصال في الصوم ،وكتب عليه
الضحية وسنها لنا ،وكذلك الفطرة على وجه .وفي باب الحج يقال :احل له
دخول مكة بغير إحرام ،وعقد النكاح وهو محرم ،وفي باب الجهاد "
يمددكم ربكم ) " (4وقوله " نصرت بالرعب ،واحلت لي الغنائم " وكان
إذا لبس لمته ) (5لم ينزعها حتى يقاتل ،ول يرجع إذا خرج ،ول ينهزم إذا
لقى العدو وإن كثروا عليه ،وإنه أفرس العالمين ،وخص بالحمى .وفي باب
النكاح :حرم عليه نكاح الماء والذميات ،والمساك بمن كرهت نكاحه،
وحرم أزواجه على الخلق ،وخص بإسقاط المهر ،والعقد بلفظ الهبة،
والعدد ما شآء بعد
) (1غافر (2) .70 :النعام (3) .54 :البقرة (4) .185 :آل عمران(5) .125 :
اللمة :الدرع.
] [ 334
التخيير ،والعزل عمن أراد ،وكان طلقه زائدا على طلق امته ،والواحدة من نسائه
إذا أتت بفاحشة ضعف لها العذاب .أبو عبد ال عليه السلم في قوله " :ل
تحل لك النساء من بعد ) " (1يعني قوله " :حرمت عليكم امهاتكم )" (2
الية .وفي باب الحكام :تخفيف المر على امته ،والقربان بغير الفضيحة،
وتيسير التوبة بغير القتل ،وستر المعصية على المذنب ،ورفع الخطآء
والنسيان وما استكره عليه ،والتخيير بين القصاص والدية والعفو،
والفرق بين الخطآء والعمد ،والتوبة من الذنب دون إبانة العضو ،وتحليل
مجالسة الحائض ،والنتفاع بما نالته ،وتحليل تزويج نساء أهل الكتاب
لمته .وفي باب الداب :لم يكن له خائنة العين ،يعني الغمز بالعين،
والرمز باليد ،وحرم عليه أكل الثوم على وجهه .وفي باب الخرة وذلك أنه
أول من تنشق عنه الرض ،وأول من يدخل الجنة :وأنه يشهد لجميع
النبياء بالدآء ،وله الشفاعة ،ولواء الحمد والحوض والكوثر ،ويسأل في
غير يوم القيامة ،وكل الناس يسألون في أنفسهم ،وأنه أرفع النبيين
درجة ،وأكثرهم امة ) - 28 .(3قب :كان له اثنان وعشرون خاصية :كان
أحسن الخلئق " :الذي خلقك فسواك ) " (4وأجملهم " :لقد خلقنا
النسان في أحسن تقويم ) " (5وأطهرهم " :طه * ما أنزلنا )" (6
وأفضلهم " :وكان فضل ال عليك كبيرا ) " (7وأعزهم " :لقد جاءكم
رسول )" (8
) (1الصحيح :ل يحل .راجع الحزاب (2) .52 :النساء (3) .22 :مناقب آل أبي
طالب 98 :1و (4) .99النفطار (5) .7 :التين (6) .4 :طه 1 :و ) .2
(7في المصحف الشريف :عظيما .راجع النساء (8) 113 :التوبة:
.128
] [ 335
وأشرفهم " :إنا أرسلناك ) " (1وأظهر معجزة " :قل لئن اجتمعت النس والجن )
" (2وأهيب الناس " :سنلقي في قلوب الذين ) " (3وأكملهم سعادة" :
عسى أن يبعثك ربك ) " (4وأكرمهم كرامة " :سبحان الذي أسرى )" (5
وأقربهم منزلة " :ثم دنى فتدلى ) " (6وأقواهم نصرة " :وينصرك ال
نصرا ) " (7وأصحهم رؤيا " :لقد صدق ال رسوله الرؤيا )" (8
وأكملهم رسالة " :ال نزل أحسن الحديث ) " (9وأحسنهم دعوة" :
فبشر عبادي الذين ) " (10وأعصمهم عصمة " :وال يعصمك )" (11
وأبعدهم صيتا " :ورفعنا لك ذكرك ) " (12وأحسنهم خلقا " :وإنك لعلى
خلق ) " (13وأبقاهم ولية " :ليظهره على الدين كله ) " (14وأعلهم
خاصية ) " :(15لعمرك ) " (16وأجلهم خليفة " :إنما وليكم ال ورسوله
والذين آمنوا ) " (17وأطهرهم أولدا " :إنما يريد ال ليذهب عنكم
الرجس ) " (18وإن ال تعالى وضع ثلثة أشياء على هوى الرسول:
الصلة " :ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار ) " (19والشفاعة" :
ولسوف يعطيك ربك ) " (20والقبلة " :فلنولينك قبلة ) " (21كقول
الناس :من حب فلن لفلن أنه إن أمره يتحويل القبلة لحولها ،وأعطى
التوراة لموسى عليه السلم ،والنجيل لعيسى عليه السلم ،والزبور لداود
عليه السلم ،وقال النبي صلى ال عليه واله :اوتيت السبع الطوال مكان
التوراة ،والمائين مكان النجيل ،والمثاني مكان الزبور ،وفضلني ربي
بالمفصل ،وإنه
) (1البقرة .119 :والحزاب (2) .45 :السراء (3) .88 :آل عمران(4) .151 :
السراء (5) .79 :السراء (6) .1 :النجم (7) .8 :الفتح (8) .3 :الفتح:
(9) .27الزمر (10) .23 :الزمر 17 :و (11) .18المائدة(12) .67 :
الشرح (13) .4 :القلم (14) .4 :التوبة ،33 :والفتح .28 :والصف.9 :
) (15خاصة خ ل (16) .الحجر (17) .72 :الحزاب (18) .33 :المائدة:
(19) .55طه (20) .13 :الضحى (21) .5 :البقرة.144 :
] [ 336
شاركه مع نفسه في عشرة مواضع " :ول العزة ولرسوله ) * (1أطيعوا ال
وأطيعوا الرسول ) * (2ومن يعص ال ورسوله ) * (3إن الذين يؤذون
ال ورسوله ) * (4استجيبوا ل وللرسول ) * (5وينصرون ال ورسوله
) * (6إذا نصحوا ل ولرسوله ) * (7فأذنوا بحرب من ال ورسوله )* (8
فآمنوا بال ورسوله ) * (9ومن يتول ال ورسوله ) " (10ومن جللة
قدره أن ال نسخ بشريعته سائر الشرايع ،ولم ينسخ شريعته ) ،(11ونهى
الخلق أن يدعوه باسمه " :ل تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعآء بعضكم
بعضا ) " (12وإنما كان ينبغي أن يدعى ) (13له :يا أيها الرسول ،يا أيها
النبي ،ولم يأذن بالجهر عليه " :يا أيها الذين آمنوا ل ترفعوا أصواتكم
فوق صوت النبي ) " (14وإن ال تعالى أرسل سائر النبياء إلى طائفة
دون اخرى ،قوله " :وما أرسلنا من نبي إل بلسان قومه ) " (15كما قال:
) (1المنافقون (2) .8 :النساء .59 :المائدة .92 :النور .54 :محمد .33 :التغابن:
(3) .12النساء .14 :الحزاب .36 :الجن (4) .23 :الحزاب(5) .57 :
النفال (6) .24 :الحشر (7) .8 :هكذا في النسخة ومصدره ،والصحيح
كما في المصحف الشريف :ورسوله .راجع التوبة (8) .91 :البقرة:
(9) .279العراف .158 :التغابن (10) .8 :المائدة (11) .59 :أي
بارسال نبى بعده ،فانه خاتم النبيين (12) .النور (13) .63 :في
المصدر :أن يدعو له (14) .الحجرات (15) .2 :هكذا في الكتاب
ومصدره ،والصحيح كما في المصحف الشريف :من رسول .راجع
ابراهيم4 :
] [ 337
" إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ) * (1وإلى عاد أخاهم هودا ) * (2وإلى ثمود أخاهم
صالحا ) " (3قرية واحدة لم يكمل ) (4له أربعين بيتا " وإلى مدين أخاهم
شعيبا ) " (5ولم تكمل أربعين بيتا " ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون )(6
" إلى مصر وحدها ،وأرسل إبراهيم عليه السلم بكوثى ) ،(7وهي قرية
من السواد ،وكان بعده لسحاق عليه السلم ،ويعقوب عليه السلم في
أرض كنعان ،ويوسف عليه السلم في أرض مصر ،ويوشع عليه السلم
إلى بني إسرائيل في البرية ،وإلياس عليه السلم في الجبال ،وأرسل نبينا
صلى ال عليه واله إلى الناس كافة قوله " :نذيرا للبشر ) " (8وإلى الجن
أيضا قوله " :وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) " (9وإلى الشياطين أيضا،
قال صلى ال عليه واله :إن ال أعانني على شيطان حتى أسلم على يدي.
قوله " :وما أرسلناك إل كافة ) " (10وقال قوله صلى ال عليه واله" :
بعثت إلى الحمر والسود والبيض " وقال صلى ال عليه واله " :بعثت
إلى الثقلين ) " (11وإنه علق خمسة أشياء باتباعه :المحبة )" (12
فاتبعوني يحببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم )." (13
) (1نوح (2) .1 :العراف .65 :هود (3) .50 :العراف .73 :هود (4) .61 :في
المصدر :لم تكمل (5) .العراف 85 :هود .84 :العنكبوت(6) .36 :
المؤمنون (7) .45 :كوثى العراق كوثيان :أحدهما كوثى الطريق ،والخر
كوثى ربى ،وبها مشهد ابراهيم الخليل عيله السلم وبها مولده ،وهما
من أرض بابل ،وبها طرح إبراهيم عليه السلم في النار ،وهما ناحيتان.
قاله ياقوت (8) .المدثر (9) .36 :الحقاف (10) .29 :سبأ(11) .28 :
الثقل محركة :متاع السفر وحشه ،وكل شئ نفيس مصون ،ومنه
الحديث " :إنى تارك فيكم الثقلين كتاب ال وعترتي " قاله الفيروزآبادي
في القاموس ،وقال الجزري في النهاية :فيه " :إنى تارك فيكم الثقلين
كتاب ال وعترتي " سماهما ثقلين ،لن الخذ بهما والعمل بهما ثقيل،
ويقال لكل خطير :ثقل ،فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما.
) (12والمغفرة ظ (13) .آل عمران.31 :
] [ 338
والفلح " :فاتبعوه لعلكم تفلحون ) " (1والهداية " :فمن تبع هداي فل يضل ول
يشقى ) " (2والرحمة " :فسأكتبها للذين ) (3الية ) ،" (4وإنه مدح كل
عضو من أعضائه :نفسه " :ل تكلف إل نفسك ) " (5رأسه " :يا أيها
المدثر ) " (6شعره " :والليل إذا سجى ) " (7عينه " :ول تمدن عينيك )
" (8بصره " :ما زاغ البصر ) " (9اذنه " :ويقولون :هو اذن )" (10
لسانه :فإنما يسرناه بلسانك ) " (11كلمه " :وما ينطق عن الهوى )(12
" وجهه :قد نرى تقلب وجهك ) " (13خده " :ول تصعر خدك )" (14
فؤاده " :ما كذب الفؤاد ) " (15قلبه " :على
) (1هكذا في الكتاب ومصدره ،والصحيح كما في المصحف الشريف " :واتبعوه
لعلكم تهتدون " راجع العراف (2) .158 :هكذا في الكتاب ومصدره،
والصحيح كما في المصحف الشريف " فمن اتبع " راجع طه(3) .123 :
العراف (4) .139 :زاد في المصدر بعد ذلك ،المقام أربعة :مقام الشوق
لشعيب حيث بكى من خوف ال ،ومقام السلم لبراهيم )إذ جاء ربه بقلب
سليم( ومقام المناجاة لموسى )وقربناه نجيا( ومقام المحبة للنبي صلى
ال عليه وآله )فكان قاب قوسين( .وسمى ال تعالى نوحا شكورا) :إنه
كان عبدا شكورا( وإبراهيم حليما) :إن ابراهيم لحليم( وموسى كليما:
)وكلم ال موسى تكليما( وجمع له كما جمع لنفسه فقال) :إن ال بالناس
لرؤوف رحيم( وله )بالمؤمنين رؤف رحيم( قيل :هما واحد ،وقيل:
الرؤف شدة الرحمة ،رؤف بالمطيعين ،رحيم بالمذنبين ،رؤف بأقربائه،
رحيم بأصحابه ،رؤف بعترته ،رحيم بامته ،رؤف بمن رآه ،رحيم بمن لم
يره ،وإنه مدح اه (5) .النساء (6) .84 :المدثر (7) .1 :الضحى) .2 :
(8طه (9) .131 :النجم (10) .17 :التوبة .61 :أقول :بل قوله تعالى:
)قل اذن خير لكم( (11) .مريم .97 :الدخان (12) .58 :النجم(13) .3 :
البقرة (14) .144 :لقمان ،18 :أقول :ذلك قول لقمان لبنه(15) .
النجم.11 :
] [ 339
قلبك ) " (1صدره " :ألم نشرح لك صدرك ) " (2ظهره " :الذي أنقض ظهرك )
" (3يده " :ول تجعل يدك ) " (4قيامه " :حين تقوم ) " (5صوته" :
فوق صوت النبي ) " (6رجله " :طه * ما أنزلنا ) " (7يعني طأ الرض
بقدميك ،روحه " :لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) " (8خلقه " :وإنك
لعلى خلق عظيم ) " (9ثوبه " :وثيابك فطهر ) " (10علمه " :وعلمك
ما لم تكن تعلم ) " (11صلته " :فتهجد به نافلة لك ) " (12صومه" :
إن لك في النهار ) " (13كتابه " :وإنه لكتاب عزيز ) " (14دينه" :
دينهم الذي ارتضى لهم ) " (15امته " :كنت خير امة ) " (16قبلته:
فلنولينك قبلة ) " (17بلده " :ل اقسم بهذا البلد ) " (18قضاياه " :إذا
قضى ال ورسوله ) " (19جنده " :والعاديات ضبحا ) " (20عزته" :
ول العزة ولرسوله ) " (21عصمته " :وال يعصمك من الناس )" (22
شفاعته " :فلعلك ترضى ) " (23صلبته " :برائة من ال و رسوله )
" (24وصيه " :إنما وليكم ال ورسوله ) " (25أهل بيته " :ليذهب )
(26عنكم الرجس أهل البيت )." (27
) (1البقرة .97 :الشعراء (2) .194 :الشرح (3) .1 :الشرح (4) .3 :السراء:
(5) .29الشعراء (6) .218 :الحجرات (7) .2 :طه 1 :و (8) .2
الحجر (9) .72 :القلم (10) .4 :المدثر (11) .4 :النساء(12) .113 :
السراء (13) .79 :المزمل (14) .7 :فصلت (15) .41 :النور) .55 :
(16آل عمران (17) .110 :البقرة (18) .144 :البلد(19) .1 :
الحزاب (20) .36 :العاديات (21) .1 :المنافقون (22) .8 :المائدة:
(23) .67هكذا في الكتاب ومصدره ،والصحيح كما في المصحف
الشريف )لعلك ترضى( راجع طه (24) .130 :التوبة (25) .1 :المائدة:
(26) .55الحزاب (27) .33 :مناقب آل أبي طالب 159 :1و .160
وفي دللة بعض اليات على المدح نظر.
] [ 340
- 29شى :عن سليمان بن خالد قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :قول الناس
لعلي عليه السلم :إن كان له حق فما منعه أن يقوم به ؟ قال :فقال :إن ال
لم يكلف هذا إل إنسانا واحدا :رسول ال صلى ال عليه واله ،قال" :
فقاتل في سبيل ال ل تكلف إل نفسك وحرض المؤمنين ) " (1فليس هذا
إل للرسول ،وقال لغيره " :إل متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) " (2فلم
يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره ) - 30 .(3شى :عن زيد الشحام ،عن
جعفر بن محمد قال :ما سأل رسول ال صلى ال عليه واله شيئا قط فقال:
ل ،إن كان عنده أعطاه ،وإن لم يكن عنده قال :يكون إن شآء ال ،ول
كافئ بالسيئة قط ،وما ألقى ) (4سرية مذ نزلت عليه " فقاتل في سبيل ال
ل تكلف إل نفسك " إل ولى بنفسه ) - 31 .(5شى :أبان ،عن أبي عبد ال
عليه السلم لما نزلت على رسول ال صلى ال عليه واله " :ل تكلف إل
نفسك " قال ) :(6كان أشجع الناس من لذ برسول ال عليه وآله السلم )
.(7بيان :أي كان عليه السلم بحيث يكون أشجع الناس من لحق به ولجأ
إليه ،لنه كان أقرب الناس وأجرأهم عليهم ،كما روي عن أمير المؤمنين
أنه كان يقول :كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول ال صلى ال عليه واله،
فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه - 32 .شى :عن الثمالي ،عن عيص،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال رسول ال صلى ال عليه واله :كلف ما
لم يكلف أحد أن يقاتل في سبيل ال وحده ،وقال " :حرض المؤمنين على
القتال " وقال :إنما كلفتم اليسير من المر أن تذكروا ال ).(8
) (1النساء (2) .84 :النفال (3) .16 :تفسير العياشي :مخطوط .وأخرجه
البحراني في تفسير البرهان 398 :1وفيه :ان ال ل يكلف هذا لنسان
واحد ال رسول ال صلى ال عليه وآله وأورد نحوه في حديث باسناد
آخر في ج (4) .70 :2في تفسير البرهان :وما لقى (5) .تفسير
العياشي :مخطوط .وأخرجه البحراني أيضا في البرهان (6) .398 ،1
كذا 7) .و (8تفسير العياشي :مخطوط ،وأخرجهما البحراني أيضا في
البرهان .398 :1
] [ 341
- 33ارشاد القلوب :بالسناد يرفعه إلى المام موسى بن جعفر عليه السلم قال:
قال :حدثني أبي جعفر ،عن أبيه ،قال :حدثني أبي علي ،قال :حدثني أبي
الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلم قال :بينما أصحاب رسول ال
صلى ال عليه واله جلوس في مسجده بعد وفاته عليه السلم يتذاكرون
فضل رسول ال صلى ال عليه واله إذ دخل علينا حبر من أحبار يهود أهل
الشام ) (1قد قرأ التوراة والنجيل والزبور ،وصحف إبراهيم والنبياء،
وعرف دلئلهم ،فسلم علينا وجلس ،ثم لبث هنيئة ،ثم قال :يا امة محمد ما
تركتم لنبي درجة ول لمرسل فضيلة إل وقد تحملتموها ) (2لنبيكم ،فهل
عندكم جواب إن أنا سألتكم ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلم :سل يا
أخا اليهود ما أحببت ) (3فإني اجيبك عن كل ما تسأل بعون ال تعالى
ومنه ) ،(4فوال ما أعطى ال عزوجل نبيا ول مرسل درجة ول فضيلة إل
وقد جمعها لمحمد صلى ال عليه واله ،وزاده على النبياء والمرسلين
أضعافا مضاعفة ،ولقد كان رسول ال صلى ال عليه واله إذا ذكر لنفسه
فضيلة قال " :ول فخر " وأنا أذكر لك اليوم من فضله من غير إزرآء )(5
على أحد من النبياء ما يقر ال به أعين المؤمنين ،شكرا ل على ما أعطى
محمدا صلى ال عليه واله الن ) ،(6فاعلم يا أخا اليهود إنه كان من
فضله عند ربه تبارك وتعالى وشرفه ما أوجب المغفرة والعفو لمن خفض
الصوت عنده ،فقال جل ثناؤه في كتابه " :إن الذين يغضون أصواتهم عند
رسول ال اولئك الذين امتحن ال قلوبهم للتوقى لهم مغفرة وأجر عظيم )
" (7ثم قرن طاعته بطاعته فقال " :ومن يطع الرسول فقد أطاع ال )(8
" ثم قربه من قلوب المؤمنين وحببه إليهم،
) (1في المصدر :من أحبار اليهود من أهل الشام (2) .نحلتموها خ ل (3) .عما
أحببت خ ل (4) .في المصدر :ومشيته (5) .في المصدر :وأنا ذاكر لك
اليوم من فضائله من غير ازراء منى (6) .في المصدر :وزاده عليهم
الن (7) .الحجرات (8) .3 :النساء.80 :
] [ 342
وكان يقول صلى ال عليه واله " :حبي خالط ) (1دماء امتي فهم يؤثروني على
الباء وعلى المهات وعلى أنفسهم " ولقد كان أقرب الناس )(2
وأرؤفهم ،فقال تبارك وتعالى " :لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ) " (3وقال عزوجل" :
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم ) " (4وال لقد بلغ
من فضله صلى ال عليه واله في الدنيا ومن فضله صلى ال عليه واله في
الخرة ما تقصر عنه الصفات ،ولكن اخبرك بما يحمله قلبك ،ول يدفعه
عقلك ول تنكره بعلم إن كان عندك ،لقد بلغ من فضله صلى ال عليه واله
أن أهل النار يهتفون ويصرخون بأصواتهم ندما أن ل يكونوا أجابوه في
الدنيا ،فقال ال عزوجل " :يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا
أطعنا ال وأطعنا الرسول ) " (5ولقد ذكره ال تبارك وتعالى مع الرسل
فبدأ به وهو آخرهم لكرامته صلى ال عليه واله ،فقال جل ثناؤه " :وإذ
أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) " (6وقال " :إنا أوحينا إليك
كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) " (7والنبيون قبله ) ،(8فبدأ به
وهو آخرهم ،ولقد فضله ال على جميع النبياء ،وفضل امته على جميع
المم فقال عز وجل " :كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر ) " (9فقال اليهودي :إن آدم عليه السلم أسجد ال
عزوجل له ملئكته ،فهل فضل لمحمد صلى ال عليه واله مثل ذلك ) (10؟
فقال عليه السلم :قد كان ذلك ،ولئن أسجد ال لدم ملئكته فإن ذلك لما
أودع ال عزوجل صلبه من النوار والشرف ،إذ كان هو الوعاء ،ولم يكن
سجودهم عبادة له ،وإنما كان سجودهم طاعة لمر ال عزوجل وتكرمة
وتحية ،مثل السلم من النسان على النسان ،واعترافا لدم عليه السلم
بالفضيلة ،وقد أعطى ال محمد صلى ال عليه واله أفضل من ذلك ،وهو
أن ال صلى عليه ،وأمر ملئكته أن يصلوا
) (1في المصدر :خالط حبى دماء امتى فانهم (2) .في المصدر :أرحم الناس(3) .
التوبة (4) .128 :الحزاب (5) .6 :الحزاب (6) .66 :الحزاب(7) .7 :
النساء (8) .163 :من قبله خ ل (9) .آل عمران (10) .110 :في
المصدر :بمثل ذلك.
] [ 343
عليه ،وتعبد جميع خلقه بالصلة عليه إلى يوم القيامة ،فقال جل ثناؤه " :إن ال
وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
) " (1فل يصلي عليه أحد في حياته ول بعد وفاته إل صلى ال عليه بذلك
عشرا ،وأعطاه من الحسنات عشرا ،بكل صلة صلى عليه ،ول يصلي
عليه أحد بعد وفاته إل وهو يعلم بذلك ويرد على المصلي والمسلم مثل
ذلك ،ثم إن ال عزوجل جعل دعاء امته فيما يسألون ربهم جل ثناؤه
موقوفا عن الجابة ) (2حتى يصلوا فيه عليه صلى ال عليه واله ،فهذا
أكبر وأعظم مما أعطى ال آدم عليه السلم ،ولقد أنطق ال عزوجل صم
الصخور والشجر بالسلم والتحية له ،وكنا نمر معه صلى ال عليه واله
فل يمر بشعب ) (3ول شجر ) (4إل قالت :السلم عليك يا رسول ال،
تحية له ،وإقرار بنبوته صلى ال عليه واله ،وزاده ال عزوجل تكرمة
بأخذ ميثاقه قبل النبيين ،وأخذ ميثاق النبيين بالتسليم والرضا والتصديق
له ،فقال جل ثناؤه " :وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم ) " (5وقال عزوجل " :وإذ أخذ ال ميثاق النبيين لما آتيتكم من
كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال:
أقررتم و أخذتم على ذلكم إصري ) (6قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم
من الشاهدين ) " (7و قال ال عزوجل " :النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم ) " (8وقال ال تعالى " :ورفعنا لك ذكرك ) " (9فل يرفع رافع
صوته بكلمة الخلص :بشهادة أن ل إله إل ال حتى يرفع صوته معها بأن
محمدا رسول ال في الذان والقامة والصلة ) (10والعياد والجمع
ومواقيت الحج وفي كل خطبة حتى في خطب النكاح وفي الدعية ،ثم ذكر
اليهودي مناقب النبياء وأمير المؤمنين عليه السلم يثبت للنبي صلى ال
عليه واله ما هو أعظم منها ،تركنا ذكرها طلبا
) (1الحزاب (2) .56 :في المصدر :موقوفا من إجابته (3) .في المصدر :يعشب
ولعله أظهر (4) .ول شجرة خ ل (5) .الحزاب (6) .7 :أي عهدي )(7
آل عمران (8) .81 :الحزاب (9) .6 :الشرح (10) .4 :والصلوات خ ل.
] [ 344
للختصار حتى وصل إلى أن قال اليهودي :فإن ال عزوجل ناجى ) (1موسى على
جبل طور سيناء بثلثمائة وثلثة عشر كلمة ) (2يقول لها فيها " :يا
موسى إني أنا ال " فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال علي عليه السلم:
لقد كان كذلك ومحمد صلى ال عليه واله ) (3ناجاه ال جل ثناؤه فوق
سبع سماوات رفعه عليهن ،فناجاه في موطنين :أحدهما عند سدرة
المنتهى ،وكان له هناك مقام محمود ،ثم عرج به حتى انتهى إلى ساق
العرش ) ،(4فقال عزوجل " :ثم دنى فتدلى ) " (5ودنى له رفرفا أخضر
اغشي ) (6عليه نور عظيم حتى كان في دنوه كقاب قوسين أو أدنى ،وهو
مقدار ما بين الحاجب إلى الحاجب ،وناجاه بما ذكره ال عزوجل في كتابه،
قال تعالى " :ل ما في السموات وما في الرض وإن تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه يحاسبكم به ال فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء ) " (7وكانت
هذه الية قد عرضت على سائر المم من لدن آدم إلى أن بعث محمد صلى
ال عليه واله فأبوا جميعا أن يقبلوها ) (8من ثقلها ،وقبلها محمد )،(9
فلما رأى ال عزوجل منه ومن امته القبول خفف عنه ثقلها ،فقال ال
عزوجل " :آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " ثم إن ال عزوجل تكرم
على محمد ،وأشفق ) (10على امته من تشديد الية التي قبلها هو وامته
فأجاب عن نفسه وامته فقال " :والمؤمنون كل امن
) (1في المصدر :نادى (2) .في المصدر :بعد قوله :كلمة :مع كل كلمة يقول له :يا
موسى (3) .ومحمدا خ ل (4) .في المصدر :حتى انتهى به إلى ساق
العرش .وقال (5) .النجم (6) .8 :في النهاية :في حديث ابن مسعود في
قوله تعالى) :لقدر أي من آيات ربه الكبرى( قال رأى رفرفا أخضر سد
الفق ،أي بساطا ،وقيل :فراشا .انتهى .وفي المصدر :ناله رفرف أخضر
غشى عليه (7) .البقرة (8) .284 :أي المحاسبة :بما يخفوه في أنفسهم
وما يضمرون والعقاب عليه (9) .في المصدر :وقبلها محمد صلى ال
عليه وآله وامته (10) .أشفق عليه :حاذر وخاف .وحنا وعطف .ولعل
المراد هو الثاني.
] [ 345
بال وملئكته وكتبه ورسله ل نفرق بين أحد من رسله " فقال ال عزوجل :لهم
المغفرة والجنة إذا فعلوا ذلك ،فقال النبي صلى ال عليه واله " :سمعنا
وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " يعني المرجع في الخرة ،فأجابه قد
فعلت بتائبي امتك قد أوجبت لهم المغفرة ،ثم قال ال تعالى :أما إذا قبلتها
أنت وامتك وقد كانت عرضت ) (1من قبل على النبياء والمم فلم يقبلوها
فحق علي أن أرفعها عن امتك ،فقال ال تعالى " :ل يكلف ال نفسا إل
وسعها لها ما كسبت " من خير " وعليها ما اكتسبت " من شر ،ثم ألهم
ال عزوجل نبيه أن قال " :ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال ال
سبحانه :أعطيتك لكرامتك يا محمد ،إن المم السالفة كانوا إذا نسوا ما
ذكروا ) (2فتحت عليهم أبواب عذابي ) ،(3و رفعت ذلك عن امتك ،فقال
رسول ال صلى ال عليه واله " :ربنا ول تحمل علينا إصرا كما حملته
على الذين من قبلنا " يعني بالصار الشدائد التي كانت على المم ممن
كان قبل محمد ،فقال عزوجل :لقد رفعت عن امتك الصار التي كانت على
المم السالفة ،وذلك أني جعلت على المم أن ل أقبل ) (4فعل إل في بقاع
الرض التي اخترتها لهم وإن بعدت ،وقد جعلت الرض لك ولمتك طهورا
ومسجدا ،فهذه من الصار وقد رفعتها عن امتك ،وقد كانت المم السالفة
تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ،فمن قبلت ذلك منه أرسلت
على قربانه نارا تأكله ،وإن لم أقبل ذلك منه رجع به مثبورا ) ،(5وقد
جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها ،فمن قبلت ذلك منه
اضاعف له الثواب أضعافا مضاعفة ،وإن لم أقبل ) (6ذلك منه رفعت عنه
به عقوبات الدنيا ،وقد رفعت لك عن امتك وهي من الصار التي كانت )
،(7وكانت المم السالفة مفروضا عليهم صلتها ) (8في كبد
) (1في المصدر :من قبل عرضتها (2) .ما ذكروا به خ ل (3) .فلعله كان يجب
عليهم أن يتحفظوا من النسيان والخطاء (4) .في المصدر :ل أقبل منهم
فعل (5) .أي مطرودا خائبا (6) .في المصدر :ومن لم أقبل (7) .في
المصدر :كانت على المم السالفة (8) .صلواتها خ ل.
] [ 346
الليل ) (1وأنصاف النهار ،وهي من الشدائد التي كانت ) ،(2وقد رفعتها عن امتك،
وفرضت عليهم صلتهم في أطراف الليل والنهار في أوقات نشاطهم،
وكانت المم السالفة مفروضا عليهم خمسون صلة في خمسين وقتا ،وهي
من الصار التي كانت عليهم ،وقد رفعتها عن امتك ،وكانت المم السالفة
حسنتهم بحسنة واحدة ،وسيئتهم بسيئة واحدة ،وجعلتك لمتك الحسنة
بعشر أمثالها ،والسيئة بواحدة ) ،(3وكانت المم السالفة إذا نوى أحدهم
حسنة لم تكتب لهم ) ،(4وإذا هم بالسيئة كتبتها عليهم ) (5و إن لم يفعلها،
وقد رفعت ذلك عن امتك ،فإذا هم أحدهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه،
وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ،وكانت المم السالفة إذا
أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم ،وجعلت توبتهم من الذنب أن احرم عليهم
بعد التوبة ) (6أحب الطعام إليهم ،وكانت المم السالفة يتوب أحدهم من
الذنب الواحد المائة سنة ،و المأتي سنة ،ثم لم أقبل توبته دون أن اعاقبه
في الدنيا بعقوبة ،وقد رفعت ذلك عن امتك ،وإن الرجل من امتك ليذنب
المائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر له ذلك كله و أقبل توبته،
وكانت المم السالفة إذا أصابهم إذا ) (7نجس قرضوه من أجسادهم ،وقد
جعلت الماء طهورا لمتك من جميع النجاس ،والصعيد في الوقات ،وهذه
الصار ) (8التي كانت عليهم رفعتها عن امتك .قال رسول ال صلى ال
عليه واله :اللهم إذ قد فعلت ذلك بي فزدني ،فألهمه ال سبحانه أن قال:
) (1أي وسطها .والنصاف جمع النصف (2) .في المصدر :كانت عليهم (3) .في
المصدر :بسيئة واحدة (4) .له خ ل وهو الموجود في المصدر (5) .عليه
خ ل ،وهو الموجود في المصدر ،وفيه :وإن لم يعملها (6) .المصدر خال
عن قوله :بعد التوبة (7) .أذى نجس خ ل .وفي المصدر :أصابتهم أدنى
نجس (8) .في المصدر :وهذه من الصار.
] [ 347
" ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به " قال ال عزوجل :قد فعلت ذلك بامتك ،وقد
رفعت عنهم عظيم بليا المم ،وذلك حكمي في جميع المم أن ل اكلف نفسا
فوق طاقتها ) ،(1قال " :واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا " قال:
قال ال تعالى :قد فعلت ذلك بتائبي امتك ) ،(2ثم قال " :فانصرنا على
القوم الكافرين ) " (3قال ال عزوجل :قد فعلت ذلك ،وجعلت امتك يا
محمد كالشامة البيضاء في الثور السود ،هم القادرون ،وهم القاهرون،
يستخدمون ول يستخدمون لكرامتك ) ،(4وحق علي أن اظهر دينك على
الديان حتى ل يبقى في شرق الرض ول غربها دين إل دينك ،ويؤدون
إلى أهل دينك الجزية وهم صاغرون " ،ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة
المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ
البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) " (5فهذا أعظم يا أخا
اليهود من مناجاته لموسى عليه السلم على طور سيناء ،ثم زاد ال
لمحمد صلى ال عليه واله ) (6أن مثل النبيين فصلى بهم وهم خلفه
يقتدون به ،ولقد عاين تلك الليلة الجنة والنار ،وعرج به إلى سماء سماء،
فسلمت عليه الملئكة ،فهذا أكثر من ذلك .قال اليهودي :فإن ال عزوجل
ألقى على موسى محبة منه ،فقال عليه السلم له :لقد كان كذلك ،ومحمد
صلى ال عليه واله ألقى عليه محبة منه ،فسماه حبيبا ،وذلك أن ال تعالى
جل ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وامته ،فقال :يا رب ما رأيت من امم
النبياء أنور ول أزهر من هذه المة ،فمن هذا ؟ فنودي هذا محمد حبيبي،
ل حبيب لي من خلقي غيره ،أجريت ذكره قبل أن أخلق سمائي )(7
وأرضي وسميته نبيا وأبوك آدم يومئذ من الطين ،و
) (1ولعل الصار التى سبقت ذكرها لم تكن فوق طاقتهم ،وكانوا يطيقونها بخلف
هذه المة ،فانهم كانوا أضعف من هؤلء طاقة (2) .في المصدر :تباهى
للمم بدل قوله :بتائبي امتك .وكذا فيما تقدم (3) .البقرة) .286 - 284 :
(4في المصدر :ول يخدمون لكرامتك على (5) .النجم(6) .18 - 13 :
محمدا خ ل وهو الموجود في المصدر (7) .في المصدر :أحببته قبل أن
أخلق سمائي.
] [ 348
أجريت فيه روحه )) ،(1ولقد القيت أنت معه في الذروة الولى ) (2وأقسم بحياته
في كتابه ،فقال جل ثناؤه " :لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) " (3أي
وحياتك يا محمد ،وكفى بهذا رفعة وشرفا من ال عز وجل ورتبة ،قال
اليهودي :فأخبرني عما فضل ال به امته على سائر المم ،قال عليه
السلم :لقد فضل ال امته صلى ال عليه واله على سائر المم بأشياء
كثيرة أنا أذكر لك منها قليل من كثير ،من ذلك قول ال عزوجل " :كنتم
خير امة اخرجت للناس ) " (4ومن ذلك أنه إذا كان يوم القيامة وجمع ال
الخلق في صعيد واحد سأله ال عزوجل النبيين هل بلغتم ؟ فيقولون :نعم،
فيسأل المم فيقولون :ما جاءنا من بشير ول نذير ،فيقول ال جل ثناؤه
وهو أعلم بذلك للنبيين :من شهداءكم اليوم ؟ فيقولون :محمد و امته،
فتشد لهم امة محمد بالتبليغ ،وتصدق شهادتهم ،وشهادة ) (5محمد صلى
ال عليه واله فيؤمنون عند ذلك ،وذلك قوله تعالى " :لتكونوا شهداء على
الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) " (6يقول :يكون محمد عليكم
شهيدا أنكم قد بلغتم الرسالة ،ومنها أنهم أول الناس حسابا ،وأسرعهم
دخول إلى الجنة قبل سائر المم كلها .ومنها أيضا أن ال عزوجل فرض
عليهم في الليل والنهار خمس صلوات في خمسة أوقات :اثنتان بالليل،
وثلث بالنهار ،ثم جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلة ،وجعلها
كفارة خطاياهم ،فقال عزوجل " :إن الحسنات يذهبن السيئات " )(7
يقول :صلة الخمس تكفر الذنوب ما اجتنبت ) (8الكبائر .ومنها أيضا أن
ال تعالى جعل لهم الحسنة الواحدة التي يهم بها العبد ول يعملها
) (1روحا خ ل .وهو الموجود في المصدر (2) .المصدر خال عما وضعناه بين
الهللين (3) .الحجر (4) .72 :آل عمران (5) .110 :وتصدق شهاداتهم
محمد صلى ال عليه وآله خ ل (6) .البقرة (7) .143 :هود(8) .114 :
ما اجتنب العبد خ ل ،وهو الموجود في المصدر.
] [ 349
حسنة واحدة يكتبها له ،فإن عملها كتبت ) (1له عشر حسنات وأمثالها إلى
سبعمائة ضعف فصاعدا .ومنها أن ال عز وجل يدخل الجنة من أهل هذه
المة سبعين ألفا بغير حساب ،ووجوههم ) (2مثل القمر ليلة البدر ،والذين
يلونهم على أحسن ما يكون الكوكب ) (3الدري في افق السماء ،والذين
يلونهم على أشد كوكب في السماء إضاءة ،ول اختلف بينهم ول تباغض
بينهم .ومنها أن القاتل منهم عمدا إن شاء أولياء المقتول ) (4أن يعفوا
عنه فعلوا ،وإن شاؤوا قبلوا الدية ،وعلى أهل التوراة وهم أهل دينك )(5
يقتل القاتل ول يعفى عنه ،ول تؤخذ منه دية ،قال ال عزوجل " :ذلك
تخفيف من ربكم ورحمة ) ." (6ومنها أن ال عزوجل جعل فاتحة الكتاب
نصفها لنفسه ،ونصفها لعبده ،قال ال تعالى :قسمت بيني وبين عبدي هذه
السورة ،فإذا قال أحدهم " :الحمد ل " فقد حمدني ،وإذا قال " :رب
العالمين " فقد عرفني ،وإذا قال " :الرحمن الرحيم " فقد مدحني ،وإذا
قال " :مالك يوم الدين " فقد أثني علي ،وإذا قال " :إياك نعبد وإياك
نستعين ) " (7فقد صدق عبدي في عبادتي بعد ما سألني ،وبقية هذه
السورة له .ومنها أن ال تعالى بعث جبرائيل عليه السلم ) (8إلى النبي
صلى ال عليه واله أن بشر امتك بالزين والسناء ) (9والرفعة والكرامة
والنصر.
) (1في المصدر :كتبها له (2) .خلى المصدر عن العاطف (3) .مثل الكوكب خ
صح (4) .في المصدر :أولياء دم المقتول أن يعفوا عنه فعلوا ذلك(5) .
في المصدر :وهم أهل دينكم ،والظاهر أنهما مصحف دينهم (6) .البقرة:
(7) .78الحمد (8) .5 - 1 :في المصدر :جبرئيل (9) .السناء :الرفعة.
الضياء.
] [ 350
] [ 351
ورد ال سبحانه عليه مثل صلته على النبي صلى ال عليه واله .ومنها أنه جعلهم
أزواجا ثلثة امما ،فمنهم ظالم لنفسه ،ومنهم مقتصد ،ومنهم سابق
بالخيرات ،والسابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب ،والمقتصد يحاسب
) .(1حسابا يسيرا ،والظالم لنفسه مغفور له إنشاء ال .ومنها أن ال
عزوجل جعل توبتهم الندم والستغفار والترك للصرار ،وكانت بنو
إسرائيل توبتهم قتل النفس ) .(2ومنها قول ال عزوجل لنبيه صلى ال
عليه واله :امتك هذه مرحومة ،عذابها ) (3في الدنيا الزلزلة والفقر.
ومنها أن ال عزوجل يكتب للمريض الكبير ) (4من الحسنات على حسب
ما كان يعمل في شبابه وصحته من أعمال الخير ،يقول ال سبحانه
للملئكة :استكتبوا ) (5لعبدي مثل حسناته قبل ذلك ما دام في وثاقي ).(6
ومنها أن ال عزوجل ألزم امة محمد صلى ال عليه واله كلمة التقوى،
وجعل بدؤ الشفاعة لهم في الخرة .ومنها أن النبي صلى ال عليه واله
رأى في السماء ليلة عرج به إليها ملئكة قياما وركوعا منذ خلقوا ،فقال:
يا جبرئيل هذه هي العبادة ،فقال جبرئيل :صدقت يا محمد ،فاسأل ربك أن
يعطي امتك القنوت والركوع والسجود في صلتهم ،فأعطاهم ال تعالى
ذلك ،فامة محمد صلى ال عليه واله يقتدون بالملئكة الذين ) (7في
السماء ،قال ) (8النبي صلى ال عليه واله :إن اليهود
) (1يحاسب نفسه خ ل (2) .في المصدر :وكانت توبة بنى إسرائيل قتل أنفسهم.
أقول :كانت توبتهم ذلك في بعض الذنوب كعبادة العجل (3) .في المصدر:
عذابهم (4) .والكبير خ ل (5) .اكتبوا خ ل صح .وفي المصدر :يقول ال
سبحانه لملئكته :اكتبوا (6) .الوثاق :ما يشد به من قيد وحبل ونحوهما.
والمريض كأنه شد بالوثاق ،لممنوعيته عن مزاوالة ما يفعله الصحيح) .
(7في المصدر :الذين هم في السماء (8) .وقال خ.
] [ 352
) (1إرشاد القلوب (2) .226 - 217 :2والمعنى أن تعالى ذكره مع النبيين فبدأ به
والنبيون قبله صلى ال عليه وآله (3) .النبياء (4) .24 :تفسير فرات:
(5) .96تقدم الحديث في باب معنى النبوة من كتاب قصص النبياء :11
59وفيه :عن بعض أصحابه (6) .تقدمت في باب معنى النبوة روايات
فيها أن عدتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبى وفيها غير ذلك.
راجع.
] [ 353
الحديث ،وأداء المانة ،والزهد في الدنيا ،وما بعث ال نبيا خيرا من محمد صلى
ال عليه واله ،ول وصيا خيرا من وصيه ) - 36 .(1كا :محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن محبوب ،عن صالح بن سهل ،عن أبي
عبد ال عليه السلم إن بعض قريش قال لرسول ال صلى ال عليه واله:
بأي شئ سبقت النبياء ،وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال :إني كنت أول
من آمن بربي ،وأول من أجاب حيث أخذ ال ميثاق النبيين " وأشهدهم
على أنفسهم ألست بربكم ) " (2فكنت أنا أول نبي قال ) :(3بلى ،فسبقتهم
بالقرار بال عزوجل ) - 37 .(4كا :محمد بن يحيى ،عن محمد بن
الحسين ،عن علي بن إسماعيل ،عن محمد بن إسماعيل ،عن سعدان بن
مسلم ،عن صالح بن سهل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سئل رسول
ال صلى ال عليه واله بأي شئ سبقت ولد آدم ؟ قال :إنني أول من أقر
بربي ،إن ال أخذ ميثاق النبيين " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
قالوا :بلى ) " (5فكنت أول من أجاب ) - 38 .(6كا :عدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة قال :قلت
لبي عبد ال عليه السلم :قول ال عزوجل " :فاصبر كما صبر اولو
العزم من الرسل ) " (7فقال :نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم
السلم ومحمد صلى ال عليه واله ،قلت :كيف صاروا اولوا العزم ) (8؟
قال :لن نوحا بعث بكتاب وشريعة ،وكل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح
وشريعته ومنهاجه حتى جاء إبراهيم عليه السلم بالصحف وبعزيمة ترك
كتاب
) (1الختصاص :مخطوط (2) .العراف (3) .172 :أول من قال خ ل (4) .اصول
الكافي (5) .10 :2العراف (6) .172 :اصول الكافي (7) .12 :2
الحقاف (8) .35 :هكذا في نسخة المصنف ،وفي الطبعة الحروفية
والمصدر ،اولى العزم وهو الصحيح.
] [ 354
نوح عليه السلم لكفرا به ،فكل نبي جاء بعد إبراهيم عليه السلم أخذ بشريعة
إبراهيم عليه السلم ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى عليه السلم
بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف ،فكل نبي جاء بعد
موسى عليه السلم أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه ،حتى جاء المسيح
عليه السلم بالنجيل وبعزيمة ترك شريعة ) (1موسى عليه السلم
ومنهاجه ،فكل نبي جاء بعد المسيح عليه السلم أخذ بشريعته ومنهاجه
حتى جاء محمد صلى ال عليه واله فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه،
فحلله حلل إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ) - 39 .(2ن:
بالسانيد الثلثة ) (3عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول
ال صلى ال عليه واله إن موسى عليه السلم سأل ربه عزوجل فقال :يا
رب اجعلني من امة محمد صلى ال عليه واله فأوحى ال تعالى إليه يا
موسى إنك ل تصل إلى ذلك ) .(4صح :عنه عليه السلم مثله )- 40 .(5
ل :في وصية النبي صلى ال عليه واله ) (6لعلي عليه السلم يا علي إن
ال عزوجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ،ثم اطلع
الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ،ثم اطلع الثالثة فاختار الئمة
من ولدك على رجال العالمين بعدك ،ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على
نساء العالمين ) - 41 .(7فر :عن سليمان الديلمي ) (8عن أبي عبد ال
عليه السلم في قوله تعالى " :اولئك
) (1لعل المراد بعض ما كان في شريعة موسى عليه السلم ،ونسخ في شريعة
عيسى عليه السلم ،وال فعيسى عليه كان يتبع شريعة موسى في
الفروع (2) .اصول الكافي (3) .17 :2ذكر المصنف السانيد الثلثد
بتفاصيلها في الفصل الرابع من المقدمة .راجع ج (4) .51 :1عيون
أخبار الرضا (5) .200 :صحيفة الرضا (6) .29 :اخرج المصنف إسناد
الوصية في الفصل الرابع من المقدمة راجع ج (7) .52 :1الخصال :1
96و (8) .97في المصدر :فرات قال :حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد
معنعنا عن سليمان الديلمي قال :كنت عند أبي عبد ال عليه السلم إذ
دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس ،فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد
ال عليه السلم :يا أبا محمد ما هذا النفس العالي ؟ قال :جعلت فداك يابن
رسول ال= :
] [ 355
مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )" (1
فرسول ال في الية النبيين ) ،(2ونحن في هذا الموضع الصديقين
والشهداء ،وأنتم الصالحون .الخبر ) - 42 .(3يد ،مع :إبراهيم بن هارون
الهيتي ) ،(4عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ،عن الحسين بن أيوب ،عن
محمد بن غالب ،عن علي بن الحسين ،عن الحسن بن أيوب ،عن الحسين
بن سليمان ،عن محمد بن مروان الذهلي ،عن الفضيل بن يسار قال :قلت
لبي عبد ال الصادق عليه السلم " :ال نور السماوات والرض )" (5
قال :كذلك ال عزوجل ،قال :قلت " :مثل نوره " قال لي :محمد صلى ال
عليه واله ،قلت " :كمشكاة " قال :صدر محمد صلى ال عليه واله ،قلت:
" فيها مصباح " قال :فيه نور العلم ،يعني النبوة ،قلت " :المصباح في
زجاجة " قال :علم رسول ال صلى ال عليه واله صدر إلى قلب علي
عليه السلم ،قلت " :كأنها " قال :لي شئ تقرأ " كأنها " قلت :وكيف )
(6جعلت فداك ؟ قال " :كأنه ) (7كوكب دري " قلت " :توقد ) (8من
شجرة مباركة زيتونة ل شرقية ول غربية " قال :ذاك أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب
= كبرت سنى ،ودق عظمي ،واقترب اجلي ،ولست أدري ما أرد عليه من أمر
آخرتي ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا محمد وانك لتقول :هذا ؟
فقال :وكيف ل أقول :هذا ؟ فذكر كلما ،ثم قال :يا أبا محمد لقد ذكركهم
ال في كتابه المبين بقوله :اولئك اه .وفي ذيله :فسموا بالصلح كما
سماكم ال يا ابا محمد (1) .النساء (2) .69 :أي من النبيين .وكذا فيما
بعده (3) .تفسير فرات (4) .36 :الهيتى منسوب إلى هيت بالكسر :بلدة
على الفرات من نواحي بغداد فوق النبار .وبلدة من قرى حوران من
ناحية اللوى من اعمال دمشق .فما في المصدر) :الهيستى( مصحف(5) .
النور (6) .35 :في معاني الخبار :وكيف أقرأ (7) .قراءة )كأنها(
متواتر أجمعت المة عليها ،فل يعارضها ذلك ،لنه خبر واحد معارض
بمثله حيث وردت في روايات اخرى قراءة )كأنها( مع أن الحديث في
نفسه أيضا ضعيف (8) .في التوحيد المطبوع) :يوقد( وفي نسخة
مخطوطة والمعاني) :توقد( وهما قراءتان.
] [ 356
عليه السلم ل يهودي ول نصراني ،قلت " :يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار "
قال :يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به ،قلت:
" نور على نور " قال :المام على أثر المام ) - 43 .(1فس :أبي ،عن
عبد ال بن جندب ،عن الرضا عليه السلم ،أنه كتب إليه :مثلنا في كتاب
ال كمثل " المشكاة " والمشكاة في القنديل ،فنحن المشكاة " فيها
مصباح " المصباح محمد رسول ال صلى ال عليه واله " المصباح في
زجاجة " من عنصره الطاهرة ،إلى قوله تعالى " :ل شرقية ول غربية "
ل دعية ول منكرة " ،يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار " القرآن " نور
على نور " إمام بعد إمام " يهدي ال لنوره من يشآء " الية ،فالنور
علي يهدي ال لوليتنا من أحب ،حق ) (2على ال أن يبعث ولينا مشرقا
وجهه ،نيرا برهانه ) ،(3ظاهرة عند ال حجته .الخبر ) - 44 .(4ختص،
ير :محمد بن الحسين ،عن ابن سنان ،عن عمار بن مروان ،عن المنخل،
عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قوله تبارك وتعالى " :ال نور
السماوات والرض مثل نوره " فهو محمد صلى ال عليه واله " فيها
مصباح " وهو العلم " المصباح في زجاجة " فزعم أن الزجاجة أمير
المؤمنين عليه السلم ،وعلم نبي ال عنده ) - 45 .(5كشف :من دلئل
الحميري عن محمد الرقاشي ) (6قال :كتبت إلى أبي محمد عليه السلم
أسأله عن المشكاة ،فرجع الجواب :المشكاة قلب محمد صلى ال عليه واله
) (7أقول :سيأتي سائر الخبار في ذلك مع شرحها في كتاب المامة ،وقد
مر بعضها في كتاب التوحيد.
) (1معاني الخبار ،9 :التوحيد ،148 :وفيه :في أثر المام (2) .وحق خ ل(3) .
في المصدر :منيرا برهانه (4) .تفسير القمي 457 :و .458والحديث
فيه طويل ،ذكر المصنف بعضه (5) .الختصاص :مخطوط ،بصائر
الدرجات 48 :و (6) .85في المصدر :محمد بن درياب المرقاشي(7) .
كشف الغمة .307 :في الحديث تقطيع.
] [ 357
- 46كنز :بإسناده عن عبد ال بن سليمان قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
قوله تعالى " :قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا )" (1
قال :البرهان رسول ال صلى ال عليه واله والنور المبين علي بن أبي
طالب عليه السلم ) - 47 .(2كا :العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن
يحيى الخثعمي ،عن هشام ،عن ابن أبي يعفور قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :سادة النبيين والمرسلين خمسة ،وهم اولوا العزم من
الرسل ،وعليهم دارت الرحى :نوح ،وإبراهيم ،وموسى ،وعيسى ،ومحمد
صلى ال عليهم ) (3وعلى جميع النبياء ) - 48 .(4كا :الحسين بن
محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن أحمد بن عائذ ،عن ابن اذينة ،عن
بريد قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " :وكذلك
جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) " (5فقال :نحن المة
الوسطى ،ونحن شهداء ل على خلقه ،وحجبه في أرضه ،قلت :قول ال
عزوجل " :ملة أبيكم إبراهيم " قال :إيانا عنى خاصة " هو سماكم
المسلمين من قبل " في الكتب التي مضت " وفي هذا " القرآن " ليكون
الرسول عليكم شهيدا ) " (6فرسول ال صلى ال عليه واله الشهيد علينا
بما بلغنا عن ال عزوجل ،ونحن الشهداء على الناس ) ،(7فمن صدق
صدقناه يوم القيامة ،ومن كذب كذبناه ) - 49 .(8وبهذا السناد عن
الوشاء ،عن أحمد بن عمر الحلل قال :سألت أبا الحسن
) (1النساء (2) .174 :كنز الفوائد (3) .71 :في المصدر :صلى ال عليه وآله
وعلى جميع النبياء (4) .اصول الكافي (5) .175 :1البقرة(6) .143 :
في المصحف الشريف " :شهيدا عليكم " راجع سورة الحج(7) .78 :
تفسير لما بعد الية " :وتكونوا شهداء على الناس " (8) .اصول الكافي
.190 :1وفيه :كذبناه يوم القيامة.
] [ 358
عليه السلم عن قول ال عزوجل " :أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه
) " (1فقال :أمير المؤمنين عليه السلم الشاهد على رسول ال صلى ال
عليه واله ،ورسول ال صلى ال عليه واله على بينة من ربه )- 50 .(2
كا :علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن اذينة ،عن بريد ،عن أبي
جعفر عليه السلم في قول ال عزوجل " :إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
" (3فقال :رسول ال صلى ال عليه واله المنذر ،ولكل زمان منا هاد
يهديهم إلى ما جاء به نبي ال صلى ال عليه واله ،ثم الهداة من بعده
علي ،ثم الوصياء واحد بعد واحد ) - 51 .(4كا :أحمد بن مهران ،عن
محمد بن علي ،ومحمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد جميعا ،عن محمد بن
سنان ،عن المفضل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ما جاء به علي
عليه السلم آخذ به ،وما نهى عنه أنتهي عنه ،جرى له من الفضل ما
جرى لمحمد صلى ال عليه واله ،ولمحمد صلى ال عليه وآله الفضل على
جميع من خلق ال .الخبر ) .(5كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن
محمد بن جمهور ،عن ابن سنان مثله ) - 52 .(6كا :علي بن محمد،
ومحمد بن الحسن ،عن سهل ،عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي ،عن
سعيد العرج ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله ) - 53 .(7كا :محمد بن
يحيى ،وأحمد بن محمد ،عن محمد بن الحسين ،عن علي بن حسان ،عن
أبي عبد ال الرياحي ،عن أبي الصامت الحلواني ،عن أبي جعفر عليه
السلم قال :فضل ) (8أمير المؤمنين عليه السلم ما جاء به آخذ به ،وما
نهى عنه أنتهي عنه ،جرى له من الطاعة بعد
) (1هود (2) .17 :اصول الكافي (3) .190 :الرعد (4) .7 :اصول الكافي.191 :
) (5اصول الكافي .196 :1وفيه مثل ما جرى (6) .اصول الكافي :1
(7) .197اصول الكافي ،197 :1والحديث طويل ،وفيه :يؤخذ به ،وما
نهى عنه ينتهي عنه (8) .فضل على بناء للمفعول من التفعيل ،ويحتمل
المصدر.
] [ 359
رسول ال صلى ال عليه واله ما لرسول ال صلى ال عليه واله والفضل لمحمد
صلى ال عليه واله ،المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي ال ورسوله،
والمتفضل عليه كالمتفضل على رسول ال صلى ال عليه واله ،والراد
عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بال ،فإن رسول ال صلى ال
عليه واله باب ال الذي ل يؤتى إل منه ،وسبيله الذي من سلكه وصل إلى
ال عزوجل ،وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلم من بعده ،الخبر ).(1
- 54كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن أبي داود المسترق ،عن داود
الجصاص قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول " :وعلمات وبالنجم
هم يهتدون ) " (2قال :النجم رسول ال صلى ال عليه واله ،والعلمات
هم الئمة ) - 55 .(3كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن الوشاء ،عن
عبد ال بن عجلن ،عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال عزوجل" :
فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون ) " (4قال :رسول ال صلى ال عليه
واله الذكر ،أنا والئمة عليهم السلم أهل الذكر ،وقوله عزوجل " :وإنه
لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) " (5قال أبو جعفر عليه السلم :نحن
قومه ،ونحن المسؤولون ) - 56 .(6كا :الحسين بن محمد ،عن المعلى،
عن ابن اورمة ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن كثير قال :سألت
أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال عزوجل " :ألم تر إلي الذين بدلوا
نعمة ال كفرا ) " (7الية ،قال :عنى بها قريشا قاطبة :الذين عادوا
رسول ال صلى ال عليه وآله ،ونصبوا له الحرب ،وجحدوا وصية وصيه
).(8
) (1اصول الكافي 197 :1و (2) .198النحل (3) .16 :اصول الكافي ) .206 :1
(4النحل (5) .43 :الزخرف (6) .44 :اصول الكافي (7) .210 :1
ابراهيم (8) .28 :اصول الكافي .217 :1
] [ 360
- 57كا :العدة ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن عبد ال بن بحر،
عن ابن مسكان ،عن عبد الرحمن بن أبي عبد ال ،عن محمد بن مسلم
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :الئمة بمنزلة رسول ال صلى
ال عليه واله ) ،(1إل أنهم ليسوا بأنبياء ،ول يحل لهم من النساء ما يحل
للنبي صلى ال عليه واله ،فهم بمنزلة ) (2رسول ال صلى ال عليه واله
) .(3بيان :ظاهر اشتراك سائر الخصائص بينه صلى ال عليه واله وبينهم
عليهم السلم ،وهو خلف المشهور ،ويحتمل أن يكون ذكر النساء على
سبيل المثال ،والمراد جميع الخصائص - 58 .كا :محمد بن يحيى ،عن
أحمد بن أبي زاهر ،عن الخشاب ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن
كثير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال ) " :(4الذين آمنوا واتبعتهم
ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ )" (5
قال :الذين آمنوا النبي صلى ال عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلم،
وذريته الئمة والوصياء صلوات ال عليهم ،ألحقنا بهم ولم ننقص ذريتهم
الحجة التي جاء بها محمد صلى ال عليه واله في علي صلوات ال عليه،
وحجتهم واحدة ،وطاعتهم واحدة ) - 59 .(6كا :أحمد بن محمد ،عن
محمد بن الحسن ،عن علي بن إسماعيل :عن صفوان ،عن ابن مسكان،
عن الحارث بن المغيرة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول:
قال رسول ال صلى ال عليه واله :نحن في المر والفهم والحلل والحرام
نجري مجرى واحد ،فأما رسول ال صلى ال عليه واله وعلي عليه
السلم فلهما فضلهما ) - 60 .(7مع :أبي ،عن سعد ،عن الصبهاني ،عن
المنقري ،عن حفص ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :جاء إبليس إلى
موسى بن عمران عليه السلم وهو يناجي ربه ،فقال له:
) (1في وجوب الطاعة وحرمة العصيان (2) .في المصدر :فأما ما خل ذلك فهم فيه
بمنزلة رسول ال صلى ال عليه وآله (3) .اصول الكافي (4) .270 :1
في نسخة من المصدر :قال ال تعالى (5) .الطور (6) .21 :اصول
الكافي (7) .275 :1اصول الكافي .275 :1
] [ 361
ملك من الملئكة :ما ترجو منه وهو على هذه الحال يناجي ربه ؟ فقال :أرجو منه
ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة ،وكان فيما ناجاه أن قال له :يا
موسى ل أقبل الصلة إل لمن تواضع لعظمتي ،وألزم قلبه خوفي ،وقطع
نهاره بذكري ،ولم يبت مصرا على الخطيئة ،وعرق حق أوليائي وأحبائي،
فقال :يا رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب ؟ فقال :هم
كذلك يا موسى ،إل أني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء ،ومن من
أجله خلقت الجنة والنار ،فقال موسى :ومن هو يا رب ؟ قال :محمد،
أحمد ،شققت اسمه من اسمي ،لني أنا المحمود ،فقال موسى :يا رب
اجعلني من امته ،قال :أنت يا موسى من امته إذا عرفته ،وعرفت منزلته،
ومنزلة أهل بيته ،إن مثله ومثل أهل بيته ومن خلقت كمثل الفردوس في
الجنان ،ل ييبس ورقها ،ول يتغير طعمها ،فمن عرفهم وعرف حقهم
جعلت له عند الجهل حلما ،وعند الظلمة نورا ،واجيبه قبل أن يدعو )،(1
واعطيه قبل أن يسألني .والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة )61 .(2
-فر :عن عبيد بن كثير ،عن محمد بن الجنيد ،عن يحيى بن معلى )،(3
عن إسرائيل ،عن جابر الجعفي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله لما اسري بي إلى السماء قال لي العزيز )
(4الجبار :يا محمد إني اطلعت إلى الرض اطلعة فاخترتك منها،
واشتققت لك اسما من أسمائي ،ل اذكر في مكان إل ذكرت معي ،فأنا
محمود ) (5وأنت محمد ،ثم اطلعت الثانية اطلعة فاخترت منها عليا،
واشتققت له اسما من أسمائي فأنا العلى وهو علي ،يا محمد خلقتك
وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين أشباح نور
) (1في المصدر :قبل أن يدعوني (2) .معاني الخبار (3) .20 :في المصدر :يحيى
بن يعلي ،ولعله يحيى بن يعلي السلمي الكوفي المترجم في التقريب:
،556وفيه أنه شيعي (4) .في المصدر :قال لي العزيز " :آمن الرسول
بما انزل إليه من ربه " قلت " :والمؤمنون " قال :صدقت يا محمد ،من
خلفت لمتك من بعدك ؟ قلت :خيرها لهلها ،قال :علي بن أبي طالب ؟
قلت .نعم :يا رب ،قال :يا محمد اني اطلعت (5) .في المصدر :فأنا
المحمود.
] [ 362
من نوري ،وعرضت وليتكم على السماوات ) (1وعلى الرضين ومن فيهن ،فمن
قبل وليتكم كان عندي من الظفرين ،ومن جحدها كان عندي من الكفار )
،(2يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ) (3ثم
أتاني جاحدا لوليتكم ما غفرت له حتى يقر بوليتكم .الخبر ) - 62 .(4ن:
ابن عبدوس ،عن ابن قتيبة ،عن حمدان بن سليمان ،عن الهروي ،عن
الرضا عليه السلم في خبر طويل :قال :إن آدم عليه السلم ،لما أكرمه ال
تعالى بإسجاد ملئكته و بإدخال الجنة ) (5قال في نفسه :هل خلق ال
بشرا أفضل مني ؟ فعلم ال عزوجل ما وقع في نفسه ،فناداه ارفع رأسك يا
آدم فانظر إلى ساق عرشي ،فرفع آدم عليه السلم رأسه فنظر إلى ساق
العرش ،فوجد عليه مكتوبا :ل إله إل ال ،محمد رسول ال ،علي بن أبي
طالب أمير المؤمنين ،وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ،والحسن
والحسين سيد شباب أهل الجنة ،فقال آدم عليه السلم :يا رب من هؤلء ؟
فقال عزوجل :هؤلء من ذريتك ،وهم خير منك ومن جميع خلقي ،ولو ل
هم ما خلقتك ول خلقت الجنة والنار ،ول السماء والرض ،فإياك أن تنظر
إليهم بعين الحسد فاخرجك عن جواري ،فنظر إليهم بعين الحسد )(6
وتمنى منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهى
عنها ،وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليها السلم بعين الحسد حتى
أكلت من الشجرة كما أكل آدم ،فأخرجهما ال عزوجل عن جنته ،وأهبطهما
عن جواره إلى الرض ).(7
) (1في المصدر :على السماء وأهلها (2) .في المصدر :من الكافرين (3) .أي
كالقربة الخلق (4) .تفسير فرات (5) .5 :في المصدر :باسجاد ملئكته له
وبادخاله الجنة (6) .قال المصنف :المراد بالحسد الغبطة التي لم تكن
تنبغي له عليه السلم ،ويؤيده قوله عليه السلم :وتمنى منزلتهم(7) .
عيون أخبار الرضا .170 :وأخرجه بتمامه عنه وعن المعاني في باب
ارتكاب ترك الولى ومعناه راجع 164 :11و .165
] [ 363
اقول :سيأتي أخبار كثيرة في فضله صلى ال عليه واله في كتاب المامة ،وأبواب
فضائل أصحاب الكساء ،وفضائل أمير المؤمنين عليه السلم - 63 .ب:
ابن عيسى ،عن البزنطي ،عن الرضا عليه السلم أنه عليه السلم كتب
إليه :قال أبو جعفر عليه السلم :ل يستكمل عبد اليمان حتى يعرف أنه
يجري لخرهم ما يجري لولهم في الحجة والطاعة والحلل والحرام سواء
) ،(1ولمحمد صلى ال عليه واله وأمير المؤمنين فصلهما ) - 64 .(2ن:
فيما بين الرضا عليه السلم ) (3عند المأمون من فضل العترة الطاهرة
قال :الذكر رسول ال صلى ال عليه واله ،ونحن أهله ،وذلك بين في كتاب
ال حيث يقول " :الذين آمنوا قد أنزل ال إليكم ذكرا * رسول يتلو عليكم
آيات ال مبينات ) " (4فالذكر رسول ال صلى ال عليه واله ونحن أهله )
- 65 .(5مع :الطالقاني ،عن الجلودي ،عن عبد ال بن محمد ،عن
العبسي ،عن محمد ابن هلل ،عن نائل بن نجيح ،عن عمرو بن شمر ،عن
جابر قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عزوجل " :كشجرة
طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها )(6
" قال أما الشجرة فرسول ال صلى ال عليه واله ،وفرعها علي عليه
السلم ،وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه واله،
وثمرها أولدها عليهم السلم ،وورقها شيعتنا ،ثم قال عليه السلم :إن
المؤمن من شيعتنا ليموت فيسقط من الشجرة ورقة ،وإن المولود من
شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة ) .(7أقول :سيأتي مثله بأسانيد في
كتاب المامة.
) (1المصدر خال عن كلمة :سواء (2) .قرب السناد .153 :وفيه :ولمير
المؤمنين عليه السلم (3) .ذكره الصدوق باسناده عن علي بن الحسين
بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضي ال عنهما قال:
حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن أبيه ،عن الريان بن
الصلت (4) .الطلق 10 :و (5) .11عيون أخبار الرضا(6) .132 :
أبراهيم 24 :و (7) .25معاني الخبار.113 :
] [ 364
- 66ك :الهمداني ،عن علي ،عن أبيه ،عن علي بن معبد ،عن الحسين بن خالد،
عن أبي الحسن ) (1موسى عليه السلم عن آبائه عليهم السلم قال :قال
رسول ال صلى ال عليه واله أنا سيد من خلق ال ،وأنا خير من جبرئيل
وإسرافيل ،وحملة العرش ،وجميع الملئكة المقربين ) ،(2وأنبياء ال
المرسلين ،وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف ،وأنا وعلي أبوا هذه
المة ،من عرفنا فقد عرف ال ،ومن أنكرنا فقد أنكر ال عزوجل ،ومن
علي سبطا امتي ،وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ،ومن ولد
الحسين أئمة تسعة ،طاعتهم طاعتي ،ومعصيتهم معصيتي ،تاسعهم قائمهم
ومهديهم ) - 67 .(3شف :من كتاب المامة عن بيدار بن ) (4عاصم،
عمن حدثه ،عن عبد ال ابن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :لما
خلق ال العرش خلق ملكين فاكتنفاه فقال :اشهدا أن ل إله إل أنا ،فشهدا،
ثم قال :اشهدا أن محمدا رسول ال فشهدا ،ثم قال :اشهدا أن عليا أمير
المؤمنين فشهدا ) - 68 .(5ارشاد القلوب :عن أبي ذر الغفاري رضي ال
عنه قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :افتخر إسرافيل على
جبرائيل فقال :أنا خير منك ،قال :ولم أنت خير مني ؟ قال :لني صاحب
الثمانية حملة العرش ،وأنا صاحب النفخة في الصور ،وأنا أقرب الملئكة
إلى ال تعالى ،قال جبرائيل عليه السلم :أنا خير منك ،فقال :بما أنت خير
مني ؟ قال :لني أمين ال على وحيه ،وأنا رسوله إلى النبياء والمرسلين،
وأنا صاحب الخسوف والقذوف ) ،(6وما أهلك ال امة من المم إل علي
يدي ،فاختصما إلى ال تعالى فأوحى إليهما :اسكتا ) ،(7فوعزتي وجللي
لقد خلقت من هو خير منكما ،قال :يا رب
) (1في المصدر :علي بن موسى (2) .في المصدر :من جبرئيل وميكائيل واسرافيل
وحملة العرش ،وجميع ملئكة ال المقربين (3) .كمال الدين 151 :و
(4) .152هكذا في الكتاب ،وفي المصدر :نبدار بتقديم النون على الباء،
والظاهر أنهما مصحفان عن بندار بتقديم الباء (5) .كشف اليقين) .55 :
(6في المصدر :صاحب الكسوف والخسوف (7) .في المصدر :فأوحى
ال إليهما أن اسكتا.
] [ 365
أو تخلق خيرا منا ) (1ونحن خلقنا من نور ؟ قال ال تعالى :نعم ،وأوحى ) (2إلى
حجب القدرة :انكشفي ) ،(3فانكشف فإذا على ساق العرش اليمن مكتوب:
" ل إله إل ال ،محمد ) (4وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق ال
) " (5فقال جبرائيل :يا رب فإني أسألك بحقهم عليك إل جعلتني خادمهم،
قال ال تعالى :قد جعلت ،فجبرائيل من أهل البيت وإنه لخادمنا )- 69 .(6
فس :الحسين بن محمد ،عن المعلى ،عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن
حسان ،عن الهيثم بن واقد ،عن علي بن الحسين العبدي ،عن سعد
السكاف ،عن الصبغ أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلم عن قول ال
عزوجل " :سبح اسم ربك العلى " ) (7فقال :مكتوب على قائمة العرش
قبل أن يخلق ال السماوات والرضين بألفي عام ) :(8ل إله إل ال وحده
ل شريك له ،وأن محمدا عبده ورسوله ،فاشهدوا بهما ،وأن عليا عليه
السلم وصي محمد صلى ال عليه واله ) - 70 .(9شف :من كتاب المامة
عن هشام بن سالم ،عن الحارث بن المغيرة النضري ) (10قال :حول
العرش كتاب جليل مسطور :إني أنا ال ل إله إل أنا ،محمد رسول ال،
علي أمير المؤمنين ) - 71 .(11صح :عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :إنا أهل بيت
) (1في المصدر :أو تخلق من هو خير منا ونحن خلقنا من نور ال (2) .في
المصدر :وأومأ (3) .في المصدر :أن انكشفي (4) .في المصدر :محمد
رسول ال (5) .في المصدر :أحباؤ ال (6) .إرشاد القلوب (7) .214 :2
العلى (8) .1 :في المصدر :والرض بألف سنة (9) .تفسير القمي:
721و (10) .722الصحيح النصري بالمهملة ،صرح به النجاشي
وقال :إنه من بني نصر بن معاوية (11) .كشف اليقين.55 :
] [ 366
ل تحل لنا الصدقة وامرنا باسباغ الوضوء ،وأن ل ننزي حمارا على ) (1عتيقة،
ول نمسح على خف ) - 72 .(2جع ،لي :ما جيلويه ،عن عمه ،عن أحمد
بن هلل ،عن الفضل بن دكين ،عن معمر بن راشد قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :أتى يهودي النبي صلى ال عليه واله فقام بين يديه
يحد النظر ) (3إليه ،فقال :يا يهودي حاجتك ؟ ) (4قال :أنت أفضل أم
موسى بن عمران النبي الذي كلمه ال ،وأنزل عليه التوراة والعصا ،وفلق
له البحر ،وأظله بالغمام ؟ فقال له النبي صلى ال عليه واله :إنه يكره
للعبد أن يزكي نفسه ،ولكني أقول :إن آدم عليه السلم لما أصاب الخطيئة
كانت توبته أن قال " :اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت
لي " فغفرها ال له ،وإن نوحا لما ركب في السفينة ) (5وخاف الغرق
قال :اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق " فنجاه
ال عنه ،وإن إبراهيم عليه السلم لما القي في النار قال :اللهم إني أسألك
بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها " فجعلها ال عليه بردا و سلما،
وإن موسى عليه السلم لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال" :
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني " فقال ال جل جلله" :
ل تخف إنك أنت العلى " ) (6يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن
بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ،ول نفعته النبوة ،يا يهودي ومن ذريتي
المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه ) .(7ج:
عن معمر مثله ).(8
) (1أنزاه :جعله ينزو ،أي وقع عليه ووطئه .والعتيقة مؤنث العتيق :الفرس
الرائع (2) .صحيفة الرضا (3) .5 :أحد إليه النظر :بالغ في النظر إليه) .
(4في جامع الخبار والحتجاج :ما حاجتك ؟ فقال (5) .في الحتجاج:
لما ركب السفينة (6) .طه (7) .68 :جامع الخبار .9 - 8 :المالي131 :
و ،132فيهما وفي الحتجاج :فقدمه (8) .الحتجاج 28 - 27 :فيه:
ويصلي خلفه.
] [ 367
- 73ص :بالسناد عن الصدوق ،عن هاني بن محمد ،عن أبيه ،عن محمد بن
أحمد بن بطة عن أبيه ،عن محمد بن عبد الوهاب ،عن أبي الحارث
الفهري ،عن عبد ال بن إسماعيل ،عن عبد الرحمن بن أبي زيد بن أسلم )
،(1عن أبيه ،عن جده ،عن عمر بن الخطاب قال :قال رسول ال صلى ال
عليه واله :لما أكل آدم من الشجرة رفع رأسه إلى السماء فقال " :أسألك
بحق محمد إل رحمتني " فأوحى ال إليه :ومن محمد ؟ فقال :تبارك
اسمك ،لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب " :ل إله إل
ال ،محمد رسول ال " فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت
اسمه مع اسمك ،فأوحى ال إليه يا آدم إنه لخر النبيين من ذريتك ،فلو ل
محمد ما خلقتك ) - 74 .(2شى :عن محمد بن عيسى بن عبد ال العلوي،
عن أبيه ،عن جده ،عن علي عليه السلم قال :الكلمات التي تلقاها آدم من
ربه قال :يا رب أسألك بحق محمد لما تبت علي ،قال :وما علمك بمحمد ؟
قال :رأيته في سرادقك العظم مكتوبا وأنا في الجنة ) .(3أقول :سيأتي جل
الخبار في ذلك في كتاب المامة - 75 .ب :الطيالسي ،عن فضيل بن
عثمان قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :اتقوا ال وعظموا ال
وعظموا رسوله ) ،(4ول تفضلوا على رسول ال صلى ال عليه واله
أحدا ،فإن ال تبارك وتعالى قد فضله .الخبر ).(5
) (1الصحيح عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،فلفظة أبي زائدة ،والرجل هو عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم العدوى مولهم المدنى ،ترجمه ابن حجر في
التقريب ،308 :والتهذيب ،177 :6وقد تقدم الخير في باب ارتكاب ترك
الولى ومعناه ،181 :11وذكرنا في الهامش أنه عبد الرحمن بن زيد بن
الخطاب العدوى ،وهو وهم ،والصحيح ما ذكرنا هنا :وترجمنا هناك أبا
الحارث الفهري .راجع (2) .قصص النبياء :مخطوط (3) .تفسير
العياشي :مخطوط .وتقدم الحديث في ج 187 :11أيضا (4) .في
المصدر :رسول ال (5) .قرب السناد.61 :
] [ 368
- 76كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن عبد ال بن
محمد بن أخي حماد الكاتب ،عن الحسين بن عبد ال قال :قلت لبي عبد
ال عليه السلم :كان رسول ال صلى ال عليه وآله سيد ولد آدم ؟ فقال:
كان وال سيد من خلق ال ،وما برأ ال برية خيرا من محمد صلى ال
عليه واله ) - 77 .(1كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن
الحجال ،عن حماد ،عن أبي عبد ال عليه السلم وذكر رسول ال صلى ال
عليه واله فقال :قال أمير المؤمنين :ما برأ ال نسمة خيرا من محمد صلى
ال عليه واله ) - 78 .(2كا :علي بن محمد ،عن سهل ،عن محمد بن
الوليد ،عن يونس بن يعقوب ،عن سنان بن طريف ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إنا أول أهل بيت نوه ال ) (3بأسماءنا ،إنه لما خلق السماوات
والرض أمر مناديا فنادى " :أشهد أن ل إله إل ال " ثلثا " أشهد أن
محمدا رسول ال " ثلثل ؟ " أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا " ثلثا )
- 79 .(4كا :علي بن محمد وغيره ،عن سهل ،عن محمد بن الوليد شباب
الصيرفي ،عن مالك بن إسماعيل المهدي ،عن عبد السلم بن حارث ،عن
سالم بن أبي حفصة ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان في رسول ال
صلى ال عليه واله ثلثة لم تكن في أحد غيره :لم يكن له فئ ،و كان ل
يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلثة إل عرف أنه قد مر فيه لطيب
عرفه ،وكان ل يمر بحجر ول شجر إل سجد له ) .(5بيان :العرف بالفتح:
الريح الطيبة .وسيأتي في بعض الخبار أن بعض الصحاب رأوا بعض
الئمة عليهم السلم بل فئ ،فيمكن أن يكون دوام ذلك من خواصه صلى
ال عليه واله ،أو يكون الحصر إضافيا بالنسبة إلى غيرهم عليهم السلم.
) (1اصول الكافي (2) .440 :1اصول الكافي .440 :1النسمة :النسان ،أو كل
دابة فيها روح (3) .أي أشاد بذكرنا وأظهر أسماءنا (4) .اصول الكافي
(5) .441 :1اصول الكافي .442 :1
] [ 369
- 80كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب،
عن إسحاق بن غالب ،عن أبي عبد ال عليه السلم في خطبة له خاصة
يذكر فيها حال النبي صلى ال عليه واله والئمة عليهم السلم وصفاتهم:
فلم يمنع ربنا لحلمه وأناته ) (1وعطفه ما كان من عظيم جرمهم وقبيح
أفعالهم أن انتجب لهم أحب أنبيائه إليه ،وأكرمهم عليه ،محمد بن عبد ال
صلى ال عليه واله في حومة العز مولده ،وفي دومة الكرم محتده ،غير
مشوب حسبه ،ول ممزوج نسبه ،ول مجهول عند أهل العلم صفته ،بشرت
به النبياء في كتبها ،ونطقت به العلماء بنعتها ،و تأملته الحكماء
بوصفها ،مهذب ل يدانى ،هاشمي ل يوازي أبطحي ل يسامي ،شيمته
الحياء ،وطبيعته السخاء ،مجبول على أوقار النبوة وأخلقها ،مطبوع على
أوصاف الرسالة وأحلمها ،إلى أن انتهت به أسباب مقادير ال إلى
أوقاتها ،وجرى بأمر ال القضاء فيه إلى نهاياتها ،أداه محتوم قضاء ال
إلى غاياتها ،تبشر به كل امة من بعدها ،ويدفعه كل أب إلى أب من ظهر
إلى ظهر ،لم يخلطه في عنصره سفاح ،ولم ينجسه في ولدته نكاح ،من
لدن آدم عليه السلم إلى أبيه عبد ال في خير فرقة ،وأكرم سبط ،وأمنع
رهط ) (2وأكل حمل ،وأودع حجر ،اصطفاه ال وارتضاه واجتباه ،وآتاه
من العلم مفاتيحه ،ومن الكرم ينابيعه ،ابتعثه رحمة للعباد ،وربيعا للبلد،
وأنزل ال إليه الكتاب ،فيه البيان والتبيان " :قرآنا عربيا غير ذي عوج
لعلهم يتقون ) " (3قد بينه للناس ونهجه بعلم قد فصله ،ودين قد أوضحه،
وفرائض قد أوجبها ،وحدود حدها للناس وبينها ،وامور قد كشفها لخلقه و
أعلنها ،فيها دللة إلى النجاة ،ومعالم تدعو إلى هداه ) ،(4فبلغ رسول ال
صلى ال عليه واله ما أرسل به ،وصدع بما أمر ،وأدى ما حمل من أثقال
النبوة ،وصبر لربه ،وجاهد في سبيله ،و نصح لمته ،ودعاهم إلى النجاة،
وحثهم على الذكر ،ودلهم على سبيل الهدى بمناهج و دواع أسس للعباد
أساسها ،ومنار رفع لهم أعلمها ،كيل يضلوا من بعده ،وكان بهم رؤفا
رحيما ).(5
) (1الناة :الوقار والحلم (2) .أي أعز قوم وأقواهم (3) .الزمر (4) .28 :هداة خ.
) (5اصول الكافي 444 :1و .445
] [ 370
بيان :حومة البحر والرمل والقتال وغيره :معظمه ،وأشد موضع منه ،ودومة الشئ
بالضم والفتح :أصله ،وكذا المحتد بكسر التاء :الصل ،وحتد بالمكان :أقام
به ،ولعل المراد بالول نسل إبراهيم أو هاشم ،وبالثاني مكة شرفها ال ،أو
الول إبراهيم عليه السلم ،والثاني هاشم ،أو هما مكة ،والول أظهر،
والمراد بالحسب إما الخلق الكريمة ،أو السباب الشريفة ،أو هما معا،
قوله :بنعتها ،الضمير راجع إلى العلماء ،و الضافة إلى الفاعل ،وكذا
الفقرة التالية لها ،قوله :ل يدانى على بناء المجهول ،أي ل يدانيه في
الكمال أحد ،وكذا ل يوازي ول يسامي ،والمساماة :المفاخرة ،والشيمة
بالكسر :الخلق ،وأوقار النبوة :أثقالها ،كناية عن الشرئط العظيمة التي ل
تكون النبوة بدونها ،أي صارت تلك الخلق جبلته وطبعه وعليها خلق،
وأحلمها :عقولها ،أو جمع الحلم في مقابلة السفه والخرق .قوله عليه
السلم :إلى أوقاتها ،الضمير راجع إلى المقادير ،أي أوصلته أسباب
مقادير ال إلى أوقات حصول ما قدر فيه من وجوده ،أو وفاته وانقضاء
مدته ،والول أظهر ،وكذا ضمير نهاياتها وغاياتها راجعان إلى القضاء أو
المقادير ،وقوله :تبشر به ،استياف أو عطف بيان للجمل السابقة .قوله:
نكاح ،أي باطل من أنكحة الجاهلية ،و السبط بالكسر :ولد الولد ،والقبيلة
العظيمة ،والكلءة :الحفظ والحراسة ،والحجر حجر عبد المطلب وأبي
طالب ،ونهجه بالتخفيف أي أوضحه .وقوله :بعلم ،أما متعلق بقوله :بينه،
أو حال عن الكتاب ،والمستتر في قوله :وفصله وقراينه إما راجع إلى ال،
أو الرسول ،أو الكتاب .قوله :فيها ،أي في تلك المور ،وقوله :معالم ،إما
مرفوع معطوف على دللة ،أو مجرور معطوف على النجاة ،ويمكن أن
يقرأ هداة بالتاء ،والضمير أظهر .ويقال :صدع بالحجة :إذا تكلم بها
جهارا ،والمراد بالذكر إما القرآن أو العم ،والضمير في قوله :أساسها
راجع إلى المناهج والدواعي ،والمراد بالتأسيس إما الوضع أو الحكام
والتقان ،وبسبيل الهدى منهج الشرع ،وبالمناهج والدواعي أوصياؤه
صلوات ال عليهم ،والمراد بالتأسيس نصب الدلة على خلفتهم ،ويمكن
أن يراد بالمناهج الئمة ،وبالدواعي الدلة الدالة على وجوب متابعتهم،
وكذا المنار كناية عن الئمة عليهم السلم ،و رفع العلم عن نصب
الدلة.
] [ 371
- 81كا :ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
سمعته يقول :اللهم صلى على محمد صفيك وخليلك ونجيك المدبر لمرك )
- 82 .(1ما :الحسين بن إبراهيم القزويني ،عن محمد بن وهبان ،عن
علي بن جيش ) ،(2عن العباس بن محمد بن الحسين ،عن أبيه ،عن
صفوان بن يحيى ،عن الحسين بن أبي غندر ،عن المفضل ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :ما بعث ال نبيا أكرم من محمد صلى ال عليه واله،
ول خلق ال قبله أحدا ،ول أنذر ال خلقه بأحد من خلقه قبل محمد ،فذلك )
(3قوله تعالى " :هذا نذير من النذر الولى ) " (4وقال " :إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد ) " (5فلم يكن قبله مطاع في الخلق ،ول يكون بعده إلى أن
تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث ال الرض ومن عليها ) .(6بيان:
قوله عليه السلم :ول خلق ال قبله أحدا ،أي هو أول المخلوقات ) (7كما
مرت الخبار الكثيرة في ذلك ،قوله عليه السلم :ول أنذر ال خلقه بأحد
من خلقه قبل محمد صلى ال عليه واله ،أي كان منذرا في عالم الذر ،فكان
إنذاره قبل كل أحد ،والستشهاد بالية الولى إما بحملها على أن المراد
بها أن هذا ،أي محمدا صلى ال عليه واله من جملة النذر السابقة ،وليس
إنذاره مختصا بهذا الزمان ،أو بحملها على أن المعني بها إنما أنت منذر
للنذر الولى في عالم الذر :بأن تكون كلمة )من( للتعليل كقوله تعالى" :
مما خطيئاتهم ) " (8أو بمعنى )على( كقوله تعالى " :ونصرناه من القوم
) " (9ويؤيد الوجهين ما رواه الصفار بإسناده إلى علي
) (1اصول الكافي (2) .451 :هكذا في النسخة والصحيح كما في المصدر :علي بن
حبشي ،وهو علي بن حبشي بن قوني المترجم في رجال الشيخ
وفهرسته (3) .فلذلك خ ل (4) .النجم (5) .56 :الرعد (6) .7 :مجالس
الشيخ (7) .63 :أو المعنى وما خلق ال قبله أحدا أكرم منه (8) .نوح:
(9) .25النبياء (*) .77
] [ 372
ابن معمر ،عن أبيه قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال تبارك وتعالى:
" هذا نذير من النذر الولى " قال :يعني به محمدا ،حيث دعاهم إلى
القرار بال في الذر الول ،و بالية الثانية لن مفادها على المشهور بين
المفسرين إنما أنت منذر وهاد لكل قوم ،فيكون هاديا للنبياء واممهم،
ويحتمل أن يكون غرضه عليه السلم حصر النذار فيه صلى ال عليه
واله ،أي لم يكن من أنذر قبله منذرا حقيقة ،وإنما المنذر والمطاع على
الطلق هو صلى ال عليه واله ،كما يدل عليه آخر الخبر ،فالستشهاد
بالية الولى إما بحملها على الخير من المعنيين ،فإنه لما كان منذرا للنذر
فهو المنذر للجميع حقيقة ،وإنما كانوا نوابه في النذار ،كما أن من بعده
من الوصياء كذلك ،أو بحملها على أن المراد به الحصر ،أي هذا منذر
حسب من جملة من يسمون بالنذر من النبياء السابقة ،وبالثانية بحملها
على أن قوله " :ولكل قوم هاد " من قبيل عطف الجملة على الجملة،
ويكون المراد بالجزء الولى حصر النذار فيه صلى ال عليه واله على
سبيل القلب ،أي ليس المنذر إل أنت ،وأما غيرك فهم هادون من قبلك ،أو
على الوجه الذي قررناه في الوجه الول ،ولعله أقل تكلفا ،هذا ما خطر
بالبال في حل هذا الخبر الذي حير الفهام ) ،(1وال يعلم أسرار أئمة
النام .وقال الصدوق رحمه ال في الهداية ) (2يجب أن يعتقد أن النبوة
حق ،كما اعتقدنا أن التوحيد حق ،وأن النبياء الذين بعثهم ال مائة ألف
نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ،جاؤا بالحق من عند الحق ،وأن قولهم
قول ال ،وأمرهم أمر ال ،وطاعتهم طاعة ال ،ومعصيتهم معصية ال،
وأنهم ) (3لم ينطقوا إل عن ال عزوجل وعن وحيه ،وأن سادة النبياء
خمسة ،الذين عليهم دارت الرحى ،وهم أصحاب الشرائع ،وهم اولو العزم:
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ال عليه وعليهم ،وأن
محمدا سيدهم وأفضلهم ،وأنه جاء بالحق وصدق المرسلين ) ،(4وأن
الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور
) (1ومع ذلك كله الحديث ل يخلو عن غرابة ،مع ما يرى في إسناده من الضعف
والجهالة (2) .الهداية 5 :و (3) .6في المصدر :فانهم (4) .في المصدر
زيادة هي :وان الذين كذبوه ذائقوا العذاب الليم.
] [ 373
الذي انزل معه اولئك هم المفلحون ،ويجب أن يعتقد أن ال تبارك وتعالى لم يخلق
خلقا أفضل من محمد صلى ال عليه واله ،ومن بعده الئمة صلوات ال
عليهم ،وأنهم أحب الخلق إلى ال عزوجل وأكرمهم عليه ،وأولهم إقرارا
به ،لما أخذ ال ميثاق النبيين في الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
قالوا :بلى ،وأن ال بعث نبيه صلى ال عليه واله إلى النبياء عليهم
السلم في في الذر ،وأن ال أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبينا
صلى ال عليه واله ،وسبقه إلى القرار به ،ونعتقد ) (1أن ال تبارك
وتعالى خلق جميع ما خلق له ولهل بيته صلوات ال عليهم ،وأنه لولهم
ما خلق ال السماء والرض ول الجنة ول النار ول آدم ول حواء ول
الملئكة ول شيئا مما خلق صلوات ال عليهم أجمعين - 83 .كا :العدة،
عن سهل وأحمد بن محمد جميعا ،عن ابن محبوب ،عن إبراهيم الكرخي،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه واله :لو
اهدي إلي كراع لقبلت ،وكان ذلك من الدين ،ولو أن كافرا أو منافقا اهدى
إلي وسقا ) (2ما قبلت ،وكان ذلك من الدين ،أبى ال تعالى لي زبد
المشركين والمنافقين وطعامهم ) .(3بيان :هذا الخبر يدل على حرمة هدية
المشركين عليه صلى ال عليه واله ،فيكون من خصائصه كما ذكره ابن
شهر آشوب ،ويدل عليه خبر آخر سيأتي في باب قصة صديقه قبل البعثة،
ولم يذكره الكثر لما اشتهر من أنه صلى ال عليه واله قبل هدية النجاشي
والمقوقس واكيدر بل كسرى أيضا ،كما رواه الصدوق في الفقيه عن ثوير
بن أبي فاختة ،عن أبيه ،عن علي عليه السلم قال :أهدى كسرى للنبي
صلى ال عليه واله فقبل منه ،وأهدى قيصر للنبي صلى ال عليه واله
فقبل منه ،وأهدت له الملوك فقبل منهم ) .(4فقيل :إنه كان حراما فنسخ،
ويحتمل أن يكون الحرمة مع عدم المصلحة في قبولها ،مع أنه يحتمل أن
يكون هؤلء الذين قبل صلى ال عليه واله هديتهم كانوا أسلموا ولم
يظهروا
) (1في المصدر :ونبينا صلى ال عليه وآله سبقهم إلى القرار به ،ويعتقد(2) .
الوسق :ستون صاعا ،وقيل :حمل البعير (3) .فروع الكافي ) .368 :1
(4من ل يحضره الفقيه.390 :
] [ 374
إسلمهم لقومه تقية كما هو الظاهر من أحوال النجاشي ،لكن هذا في بعضهم
ككسرى بعيد .قال في النهاية :فيه " :إنا ل نقبل زبد المشركين " الزبد
بسكون الباء :الرفد و العطاء ،قال الخطابي :يشبه أن يكون هذا الحديث
منسوخا لنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين ،أهدى له المقوقس
مارية ،والبغلة أهدى له اكيدر دومة فقبل منهما ،وقيل :إنما رد هديته
ليغيظه بردها فيحمله ذلك على السلم ،وقيل :ردها لن للهدية موضعا من
القلب ،ول يجوز عليه أن يميل بقلبه إلى مشرك فردها قطعا لسبب الميل،
و ليس ذلك مناقضا لقبوله هدية النجاشي والمقوقس واكيدر ،لنهم أهل
الكتاب انتهى ) - 84 .(1فر :الحسين بن سعيد ،وأحمد بن الحسن معنعنا،
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلم قوله تعالى ) " :(2الذي يراك
حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ) " (3قال :يراك حين تقوم بأمره،
وتقلبك في أصلب النبياء نبي بعد نبي ) - 85 .(4فر :علي بن محمد بن
علي بن عمر الزهري ) ،(5عن عبد ال بن عباس رضي ال عنه قال :قام
رسول ال صلى ال عليه واله فينا خطيبا فقال :الحمد ل على آلئه وبلئه
عندنا أهل البيت ،وأستعين ال على نكبات الدنيا وموبقات الخرة )،(6
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأني محمدا عبده ورسوله،
أرسلني برسالته إلى جميع خلقه " ليهلك من هلك عن بينة ،ويحيى من
حي عن بينة ) " (7واصطفاني على جميع العالمين من الولين و
الخرين ،أعطاني مفاتيح خزائنه كلها ،واستودعني سره ،وأمرني بأمره،
فكان القائم ،وأنا الخاتم ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،و " اتقوا
ال حق تقاته ول تموتن إل
) (1النهاية .128 :2راجع معالم السنن 41 :3ففيه اختلف مع المنقول (2) .في
المصدر :في قوله تعالى (3) .الشعراء 118 :و (4) .119تفسير فرات:
(5) .108في المصدر :معنعنا عن عبد ال بن عباس (6) .نكبات الدنيا:
مصائبها .والموبقات :المهالك (7) .النفال.42 :
] [ 375
وأنتم مسلمون ) " (1واعلموا أن ال بكل شئ محيط وأن ال بكل شئ عليم ،أيها
الناس إنه سيكون بعدي قوم يكذبون علي فل تقبلوا منهم ذلك ،وامور يأتي
) .(2من بعدي يزعم أهلها أنها عني ،ومعاذ ال أن أقول على ال إل حقا،
فما أمرتكم إل بما أمرني به ،ول دعوتكم إل إليه ،وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون .قال :فقام إليه عبادة بن الصامت فقال :متى ذلك يا رسول
ال ؟ ومن هؤلء ؟ عرفناهم لنحذرهم ،فقال :أقوام قد استعدوا للخلفة من
يومهم هذا ،وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس معني هاهنا ،وأومأ بيده إلى
حلقه ،فقال له عبادة بن الصامت :إذا كان كذلك فإلى من يا رسول ال ؟
قال :فإذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي ،فإنهم
يصدونكم عن البغي ) ،(3ويهدونكم إلى الرشد ،ويدعونكم إلى الحق،
فيحيون كتابي ) (4وسنتي وحديثي ،ويموتون البدع ،ويقمعون بالحق
أهلها ) ،(5ويزولون مع الحق حيث ما زال ) ،(6فلن يخيل إلي أنكم
تعملون ،ولكني محتج عليكم ،إذا أنا أعلمتكم ذلك فقد أعلمتكم ) ،(7أيها
الناس إن ال تبارك وتعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق منها أحدا
غيرنا ) ،(8فكنا أول من ابتدأ من خلقه ،فلما خلقنا فتق بنورنا كل ظلمة ،و
أحيى بنا كل طينة طيبة ،وأمات بنا كل طينة خبيثة ،ثم قال :هؤلء خيار
خلقي ،و حملة عرشي ،وخزان علمي ،وسادة أهل السماء والرض،
هؤلء البرار المهتدون ،المهتدى بهم ،من جاءني بطاعتهم ووليتهم
أولجته جنتي وكرامتي ،ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته
ناري ،وضاعفت عليه عذابي ،وذلك جزاء الضالمين ،ثم قال :نحن أهل
) (1آل عمران (2) .102 :في المصدر :فيقبل منهم ذلك ،وامور تأتى (3) .في
المصدر :يصدونكم عن الغى (4) .في المصدر :كتاب ربي (5) .في
المصدر :فيقيمون بالحق أهلها (6) .أي يذهبون ويتحولون مع الحق
حيثما ذهب وتحول .قوله :فلن يخيل أي لن أتوهم ذلك ولن يشتبه ذلك
على (7) .أي فقد أعلمتكم بحقيقة المر وبواقعه (8) .في المصدر :غيرنا
وموالينا.
] [ 376
اليمان بال ملكه ) (1وتمامه حقا حقا ،وبنا سدد العمال الصالحة ) ،(2ونحن
وصية ال في الولين والخرين ،وإن منا الرقيب على خلق ال ،ونحن
قسم ال ،أقسم بنا حيث يقول ال تعالى " :اتقوا ال الذي تساءلون به
والرحام إن ال كان عليك رقيبا ) " (3أيها الناس إنا أهل البيت عصمنا
ال من أن نكون مفتونين أو فاتنين ،أو مفتنين ) ،(4أو كذابين أو كاهنين،
أو ساحرين أو عائفين ،أو خائنين أو زاجرين ،أو مبتدعين أو مرتابين ،أو
صادفين ) (5عن الحق منافقين ،فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس
منا ،ول نحن منه ) ،(6وال منه برئ ونحن منه برآء ،ومن برأ ال منه
أدخله جهنم وبئس المهاد ،و إنا أهل البيت ) (7طهرنا ال من كل نجس،
فنحن الصادقون إذا نطقوا ،والعالمون إذا سئلوا ،والحافظون لما
استودعوا ،جمع ال لنا عشر خصال لم يجتمعن لحد قبلنا ) ،(8ول يكون
لحد غيرنا :العلم والحلم والحكم ،واللب ) (9والنبوة ) (10والشجاعة،
والصدق والصبر والطهارة والعفاف ،فنحن كلمة التقوى ،وسبيل الهدى،
والمثل العلى ،والحجة العظمى ،والعروة الوثقى ،فماذا بعد الحق إل
الضلل فأنى تصرفون ).(11
) (1ملكه أي قوامه (2) .في المصدر :وبنا سداد العمال الصالحة (3) .النساء:
.1أقول :قال الطبرسي :في معناه قولن :أحدهما أنه من قولهم :أسألك
بال أن تفعل كذا ،وانشدك بال والرحم ،ونشدتك ال والرحم ،وعلى هذا
يكون قوله) :والرحام( عطفا على موضع قوله )به( والمعنى انكم كما
تعظمون ال باقوالكم فعظموه بطاعتكم اياه (4) .المفتون :الضال ،ومن
وقع في الفتنة .الفاتن :المضل عن الحق ،ومن أوقع غيره في الفتنة(5) .
في المصدر أو صادين عن الحق (6) .في المصدر فليس مني ول أنا منه.
) (7في المصدر وانا أهل بيت (8) .في المصدر :بعدنا (9) .اللب :العقل
الخالص من الشوائب أو ما ذكا من العقل (10) .في المصدر :الفتوة،
مكان النبوة .وفيه :الصدق والطهارة والعفافة والولية .وفيه :المحجة
العظمى والعروة الوثقى والحق الذي أمر ال في المودة (11) .تفسير
فرات 110 :و 111والية في سورة يونس.32 :
] [ 377
بيان :العائف :المتكهن ،قاله الجوهري ،وقال :الزجر :العيافة ،وهو ضرب من
التكهن ،تقول :زجرت أنه يكون كذا وكذا ،وصدف :أعرض ،وسيأتي
تفسير سائر الفقرات في كتاب المامة - 86 .يب :محمد بن أحمد بن
يحيى ،عن الحسن بن علي بن عبد ال ،عن ابن فضال ،عن مروان ،عن
عمار الساباطي قال :كنا جلوسا عند أبي عبد ال عليه السلم بمنى فقال له
رجل :ما تقول في النوافل ؟ فقال :فريضة ،قال :ففزعنا وفزع الرجل ،فقال
أبو عبد ال عليه السلم :إنما أعني صلة الليل على رسول ال صلى ال
عليه واله ،إن ال يقول " :ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ) - 87 .(1كا:
أبو علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن علي بن حديد ،عن
مرازم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إن ال كلف رسول ال ما لم
يكلف ) (2أحدا من خلقه ،كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه إن
لم يجد فئة تقاتل معه ،ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ول بعده ،ثم تل
هذه الية " فقاتل في سبيل ال ل تكلف إل نفسك ) " (3ثم قال :وجعل ال
له أن يأخذ له ما أخذ لنفسه ،فقال عزوجل " :من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها ) " (4وجعلت الصلة على رسول ال صلى ال عليه واله بعشر
حسنات ) - 88 .(5ختص :عن علي بن سويد السائي ،عن أبي الحسن
الول عليه السلم قال :ما خلق ال خلقا أفضل من محمد صلى ال عليه
وآله ،ول خلق خلقا بعد محمد أفضل من علي عليه السلم )- 89 .(6
ختص :عن جابر بن يزيد ،عن أبي جعفر عليه السلم في قول ال تبارك
وتعالى:
) (1تهذيب الحكام .204 :1والية في سورة السراء (2) .79 :في المصدر :ما
لم يكلفه (3) .النساء (4) .84 :العراف (5) .160 :روضة الكافي:
274و (6) .275الختصاص :مخطوط.
] [ 378
" عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) " (1قال :يجلسه على العرش )- 90 .(2
نهج :اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمد عبدك ورسولك
الخاتم لما سبق ،والفاتح لما انغلق ،والمعلن الحق بالحق ،والدافع جيشات
الباطيل ،والدامغ صولت الضاليل ،كما حمل فاضطلع قائما بأمرك،
مستوفزا في مرضاتك ،غيرنا كل عن قدم ،ول واه في عزم ،واعيا لوحيك،
حافظا على عهدك ،ماضيا على نفاذ أمرك ،حتى أورى قبس القابس،
وأضاء الطريق للخابط ،وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والثم ،و
أقام موضحات العلم ،ونيرات الحكام ،فهو أمينك المأمون ،وخازن
علمك المخزون ،وشهيدك يوم الدين ،وبعيثك بالحق ورسولك إلى الخلق )
.(3تبيين :الخاتم لما سبق ،أي الوحي والرسالة ،والفاتح لما انغلق ،يقال:
انغلق و استغلق :إذا عسر فتحه ،أي فتح ما انغلق وأبهم على الناس من
مسائل الدين والتوحيد والشرائع ،والسبيل إلى ال تعالى ،والمعلن الحق
بالحق ،أي مظهر الدين بالمعجزات ،أو بالحرب والخصومة ،يقال :حاق
فلنا فحقه أي خاصمه فغلبه ،أو بالبيان الواضح ،أو بعضه ببعض ،فإن
بالصول تظهر الفروع ،أو بمعونة الحق تعالى ،والجيشات جمع جيشة من
جاشت القدر :إذا ارتفع غليانها ،والباطيل جمع باطل على غير قياس ،أي
دافع ثوران الباطل ،وفتن المشركين ،وما كانت عادة لهم من الغارات
والحروب ،والدامغ :المهلك ،من دمغه :إذا شجه حتى بلغ الدماغ ،وفيه
الهلك ،والضاليل أيضا جمع ضال ،على غير قياس ،والصولة :الحملة
والوثبة والسطوة ،قوله عليه السلم :كما حمل ،الكاف للتعليل ،أي صل
عليه لذلك أو للتشبيه ،أي صلة تشبه وتناسب ما فعل ،قوله :فاضطلع ،أي
قوي على حمله ،من الضلعة ،وهي القوة ،قوله :مستوفزا ،أي مستعجل،
والنكول :الرجوع ،والقدم بالضم :التقدم والقدام ،أي لم يرجع عن التقدم
في الجهاد وغيره من امور الدين ،والوهي :الضعف ،وتقول :وعيت
الحديث :إذا حفظته وفهمته ،ومضى في المر :نفذ ،أي كان
) (1السراء (2) .79 :الختصاص :مخطوط .قوله :يجلسه على العرش كناية عن
رفعة مقامه وتفوقه على الخلئق أجمعين (3) .نهج البلغة - 130 :1
.132
] [ 379
مصرا في إنفاذ أمرك وإجرائه ،ويقال :روى الزند ،أي خرجت ناره ،وأوريته أنا،
والقبس :الشعلة والقابس :الذي يطلب النار ،والمراد بالقبس هنا نور
الحق ،أي أشعل أنوار الدين حتى ظهر الحق للمقتبسين قوله :للخابط أي
الذي يخبط لو ل ضوء نوره ،قوله :بعد خوضات الفتن ،خاض الماء:
دخله ،أي بعد أن خاضوا في الفتن أطوارا ،والعلم جمع علم ،وهو ما
يستدل به على الطريق من منار وجبل ونحوهما ،والموضحات يحتمل
الفتح والكسر كما ل يخفى ،و نيرات الحكام ،أي الحكام الواضحة الحقة،
والمأمون تأكيد ،والمراد بالعلم المخزون المور التي ل تتعلق بالتكاليف،
لنها ل يخزن عن المكلفين ،قوله عليه السلم :وشهيدك ،أي شاهدك على
الخلق ،قوله :وبعيثك ،أي مبعوثك بالدين الثابت - 91 .نهج :فاستودعهم
في أفضل مستودع ،وأقرهم في خير مستقر ،تناسختهم كرائم الصلب إلى
مطهرات الرحام ،كلما مضى سلف ) (1قام منهم بدين ال خلف ،حتى
أفضت كرامة ال سبحانه إلى محمد صلى ال عليه واله ،فأخرجه من
أفضل المعادن منبتا ،وأعز الرومات مغرسا ،من الشجرة التي صدع منها
أنبياءه ،وانتجب ) (2منها امناءه ،عترته خير العتر ،واسرته خير السر،
وشجرته خير الشجر ،نبتت في حرم ،وبسقت في كرم ،لها فروع طوال،
وثمر ل ينال ) ،(3فهو إمام من اتقى ،وبصيرة من اهتدى ،سراج لمع
ضوؤه ،وشهاب سطع نوره ،وزندبرق لمعه ،سيرته القصد ،وسنته
الرشد ،وكلمه الفصل ،وحكمه العدل ،أرسله على حين فترة من الرسل،
وهفوة عن العمل ،وغباوة من المم ) .(4بيان :قوله عليه السلم :في
أفضل مستودع ،الظاهر أن المراد بالمستودع والمستقر الصلب
والرحام ،فيكون ما بعده بيانا له ،ويحتمل أن يكون المراد محل أرواحهم
في عالم الذر .قوله :تناسختهم ،أي تناقلتهم ،قوله :حتى أفضت أي انتهت،
والرومة :الصل ،ويحتمل أن يكون المراد بأفضل المعادن وأعز الرومات
شجرة النبوة ،وقيل:
) (1في المصدر :مضى منهم سلف (2) .في المصدر :انتخب (3) .في المصدر:
وثمرة ل تنال (4) .نهج البلغة 201 :1و .202
] [ 380
مكة شرفها ال ،وقيل :نسبه وعشيرته ،والصدع :الشق ،والعترة :أخص من
السرة ،والسرة :الرهط الدنون ،وقيل :أراد بالشجر في الموضعين
إبراهيم عليه السلم وقيل :أراد هاشما ،بقرينة قوله :نبتت في حرم ،أي
مكة ،كذا قيل والظهر أن تحمل الشجرة ثانيا على نفسه وأهل بيته ،كما
ورد في أخبار كثيرة في تفسير الشجرة الطيبة ،والمراد بالفروع الئمة،
وطولها كناية عن بلوغهم في الشرف والفضل الغاية البعيدة ،والمراد
بالثمر علومهم ومعارفهم ،وعدم النيل لغموض أسرارها بحيث ل تصل
العقول إليها ،والزند :العود الذي يقدح به النار ،والقصد :الوسط والعتدال
في المور من غير إفراط وتفريط ،والفصل :الفاصل بين الحق والباطل،
والهفوة :الزلة ،والغباوة :الجهل وقلة الفطنة - 92 .نهج :مستقره خير
مستقر ،ومنبته أشرف منبت ،في معادن الكرامة ،ومماهد السلمة ،قد
صرفت نحوه أفئدة البرار ،وثنيت إليه أزمة البصار ،دفن به الضغائن،
وأطفأ به النوائر ) ،(1ألف به إخوانا ،وفرق به أقرانا ) ،(2أعز به الذلة،
وأذل به العزة ،كلمه بيان ،وصمته لسان ) .(3بيان :يحتمل زائدا على ما
تقدم أن يكون المراد بالمستقر المدينة ،وبالمنبت مكة زادهما ال تعالى
شرفا ،قوله عليه السلم :ومماهد السلمة ،قال ابن الميثم :المهاد:
الفراش ،ولما قال " :في معادن " وهي جمع معدن قال :بحكم القرينة
والزدواج " :ومماهد " وإن لم يكن الواحد منها ممهدا ،كما قالوا :الغدايا
والعشايا ومأجورات ومأزورات ونحو ذلك ،ويعني السلمة هاهنا البراءة
من العيوب ،أي في نسب طاهر غير مأبون ول معيب ،ويحتمل أن يراد
بمعادن الكرامة ومماهد السلمة مكة والمدينة ،فإنهما محل العبادة
والسلمة من عذابه ،والفوز بكرامته ،ويحتمل أن يراد بمماهد السلمة ما
نشأ عليه من مكارم الخلق الممهدة للسلمة من سخط ال ،قوله :وثنيت،
أي عطفت وصرفت ،قوله :دفن به ،أي أخفى وأذهب ،والضغائن جمع
ضغينة ،وهي الحقد ،والنوائر جمع نائرة ،وهي العداوة،
) (1في المصدر :الثائرة ،وهي الغضب والضجة والشغب ،ولعله مصحف (2) .أي
فرق به جماعة كانوا أقرانا والفا على الشرك (3) .نهج البلغة 203 :1
و .204
] [ 381
والمراد بالذلة ذلة السلم ،وبالعزة عزة الشرك ،قوله عليه السلم :وصمته لسان،
فيه وجهان :أحدهما أنه كان يسكت عما ل ينبغي من القول ،فيعلم الناس
السكوت عما ل يعنيهم ،وثانيهما :أن سكوته صلى ال عليه واله عن
بعض أفعال الصحابة وعدم النهي عنها كان تقريرا لها ،ودليل على
الباحة - 93 .نهج :حتى أورى قبسا لقابس ،وأنار علما لحابس ،فهو
أمينك وشهيدك يوم الدين ،وبعيثك نعمة ،ورسولك بالحق رحمة ،اللهم
اقسم له مقسما ) (1من عدلك ،وأجزه مضاعفات الخير من فضلك ،اللهم
أعل على بناء البانين بناءه ،وأكرم لديك نزله ،وشرف عندك منزله ،وآته
الوسيلة ) ،(2وأعطه السناء ) (3والفضيلة ،واحشرنا في زمرته غير
خزايا ) (4ول نادمين ،ول ناكبين ) (5ول ناكثين ) ،(6ول ضالين ،ول
مفتونين ) .(7بيان :الحابس :الواقف في مكانه الذي حبس ناقته ضلل،
فهو يخبط ول يدري كيف يهتدي ،والمراد ببنائه قواعد دينه أو كمالته،
والنزل بالضم :ما يهيأ للضيف - 94 .نهج :اختاره من شجرة النبياء.
ومشكاة الضيآء ،وذؤابة العلياء ) ،(8وسرة
) (1المقسم :النصيب والحظ من نعمه والئه التي يقسمها بين العباد (2) .قال
الجزري في النهاية في حديث الذان :اللهم آت محمدا الوسيلة :الوسيلة
هي ما يتوصل به إلى الشئ ويتقرب به ،والمراد به في الحديث القرب
من ال تعالى ،وقيل :هي الشفاعة يوم القيامة ،وقيل :هي منزلة من
منازل الجنة (3) .السناء :الرفعة (4) .الخزايا جمع خزيان ،من خزى:
وقع في بلية .ذل وهان .خجل من قبيح ارتكبه (5) .من نكب عن الطريق:
إذا عدل .أي ول عادلين عن طريق الحق والصواب (6) .أي ول ناقضين
عهدك ) (7نهج البلغة .221 :1فيه :ول ضالين ول مضلين ول
مفتونين (8) .قال الجزري في النهاية :الذوائب جمع ذؤابة وهي الشعر
المضفور من شعر الرأس ،و ذؤابة الجبل أعله ،ثم استعير للعز
والشرف والمرتبة .أي اختاره من أشراف العرب وذوي أفدارهم.
] [ 382
) (1سرة الوادي :بطنه أو أفضل مواضعه (2) .نهج البلغة 223 :1و (3) .224
أي مختاره المصطفى (4) .نهج البلغة (5) .433 :1قيل :نسخ الخلق:
نقلهم بالتناسل عن اصولهم فجعلهم بعد الوحدة في الصول فرقا(6) .
نهج البلغة (7) .456 :1في المصدر :أصحاب الشافعي (8) .السراء:
.79
] [ 383
وقال بعضهم :كان واجبا عليه وعلى امته فنسخ .أقول :ذكر الوتر مع قيام الليل
يشتمل على تكرار ظاهرا ،والصل فيه أن العامة رووا حديثا عن عايشة
أن النبي صلى ال عليه واله قال " :ثلث علي فريضة ولكم سنة :الوتر،
والسواك ،وقيام الليل " ولذا جمعوا بينهما تبعا للرواية ،كما يظهر من
شارح الوجيزة ،وتبعهم أصحابنا رضوان ال عليهم .وقال الشهيد الثاني
قدس سره :اعلم أن بين قيام الليل وبين الوتر الواجبين عليه مغايرة
العموم والخصوص المطلق ،لن قيام الليل بالتهجد يحصل بالوتر وبغيره،
فل يلزم من وجوبه وجوبه ،وأما الوتر فلما كان من العبادات الواقعة
بالليل فهو من جملة التهجد بل أفضله ،فقد يقال :إن إيجابه يغني عن
إيجاب قيام الليل وجوابه أن قيام الليل وإن تحقق بالوتر لكن مفهومه
مغاير لمفهومه ،لن الواجب من القيام لما كان يتأدى به وبغيره ،وبالكثير
منه والقليل كان كل فرد يأتي به منه موصوفا بالوجوب ،لنه أحد أفراد
الواجب الكلي ،وهذا القدر ل يتأدى بإيجاب الوتر خاصة ،ول يفيد فائدته،
فلبد من الجمع بينهما .ثم قال في التذكرة :الخامس :قضاء دين من مات
معسرا ،لقوله صلى ال عليه واله " :من مات وخلف مال فلورثته ،ومن
مات وخلف دينا أو كل فعلي ) " (1وإلى هذا مذهب الجمهور ،وقال
بعضهم :كان ذلك كرما منه ،وهذا اللفظ ل يمكن حمله على الضمان ،لن
من صحح ضمان المجهول لم يصحح على هذا الوجه ،وللشافعية وجهان
في أن المام هل يجب عليه قضاء دين المعسر إذا مات ،وكان في بيت
المال سعة تزيد على حاجة الحياء ،لما في إيجابه من الترغيب في
اقتراض المحتاجين .السادس :مشاورة اولي النهى لقوله تعالى" :
وشاورهم في المر ) " (2وقيل :إنه لم يكن واجبا عليه ،بل امر لستمالة
قلوبهم ،وهو المعتمد ،فإن عقل النبي صلى ال عليه واله أوفر من عقول
كل البشر.
) (1في المصدر :أو كل فالى ،وعلى هذا مذهب الجمهور (2) .آل عمران.159 :
] [ 384
السابع :إنكار المنكر إذا رآه وإظهاره ،لن إقراره على ذلك يوجب جوازه ،فإن ال
تعالى ضمن له النصر والظهار .الثامن :كان عليه تخيير نسائه بين
مفارقته ،ومصاحبته بقوله تعالى " :يا أيها النبي قل لزواجك إن كنتن
تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل * وإن
كنتن تردن ال ورسوله والدار الخرة فإن ال أعد للمحسنات منكن أجرا
عظيما ) " (1والصل فيه أن النبي صلى ال عليه واله آثر لنفسه الفقر
والصبر عليه ،فامر بتخيير نسائه ) (2بين مفارقته واختيار زينة الدنيا،
وبين اختياره والصبر على ضر الفقر ،لئل يكون مكرها لهن على الضر
والفقر ،هذا هو المشهور ،وللشافعية وجه في التخيير لم يكن واجبا عليه،
وإنما كان مندوبا ،والمشهور الول ،ثم إن رسول ال صلى ال عليه واله
لما خيرهن اخترنه والدار الخرة ،فحرم ال تعالى على رسوله التزويج
عليهن ،والتبدل بهن من أزواج ،ثم نسخ ذلك ليكون المنة لرسول ال
صلى ال عليه واله بترك التزوج عليهن بقوله تعالى " :إنا أحللنا لك
أزواجك اللتي آتيت اجورهن ) " (3قالت عايشة :إن النبي صلى ال عليه
واله لم يمت حتى احل له النساء تعني اللتي حظرن عليه ،وقال أبو
حنيفة :إن التحريم باق لم ينسخ ،وقد روي أن بعض نساء النبي صلى ال
عليه واله طلبت منه حلقة من ذهب ،فصاغ لها حلقة من فضة وطلها
بالزعفران ،فقالت :ل اريد إل من ذهب ،فاغتم النبي صلى ال عليه واله
لذلك ،فنزلت آية التخيير .وقيل :إنما خيره لنه لم يمكنه التوسعة عليهن،
فربما يكون فيهن من يكره المقام معه فنزهه عن ذلك .وروي أن النبي
صلى ال عليه واله كان يطالب بامور ل يملكها ،وكان نساؤه يكثرن
مطالبته حتى قال عمر :كنا معاشر المهاجرين متسلطين على نسائنا بمكة،
وكانت نساء النصار متسلطات على الزواج ،فاختلط نساؤنا فيهن فتخلقن
بأخلقهن ،وكلمت امرأتي
) (1الحزاب 28 :و (2) .29في المصدر :فأمره بتخيير نسائه (3) .الحزاب.50 :
] [ 385
يوما فراجعتني ،فرفعت يدي لضربها وقلت :أتراجعيني يا لكعاء ) (1؟ فقالت :إن
نساء رسول ال صلى ال عليه وآله يراجعنه ،وهو خير منك ،فقلت :خابت
حفصة وخسرت ،ثم أتيت حفصة وسألتها فقالت :إن رسول ال صلى ال
عليه وآله قد يظل على بعض نسائه طول نهاره غضبانا ،فقلت :ل تغتري
بابنة أبي قحافة ،فإنها حبة ) (2رسول ال صلى ال عليه واله يحمل منها
ما ل يحمل منك ،وقال عمر :كنت قد ناوبت رجل من النصار حضور
مجلس رسول ال صلى ال عليه واله ليخبر كل واحد منا صاحبه فيما
يجري ،فقرع النصاري باب الدار يوما ،فقلت :أجاءنا غسان ؟ وكان قد
اخبرنا بأن غسان تنعل خيولها لتغزونا ،فقال :أمر أفظع من ذلك ،طلق
رسول ال صلى ال عليه واله جميع نسائه ،فخرجت من البيت ،ورأيت
أصحاب رسول ال صلى ال عليه واله يبكون حوله وهو جالس ،وكان
أنس علي البيت ) ،(3فقلت :استأذن لي فلم يجب ،فانصرفت فنازعتني
نفسي وعاودت فلم يجب ،حتى فعلت ذلك ثلثا ،فسمع رسول ال صلى ال
عليه واله صوتي فأذن ،فدخلت فرأيته نائما على حصير من الليف،
فاستوى وأثر الليف في جنبيه ،فقلت :إن قيصر وكسرى يفرشان الديباج
والحرير ،فقال :أفي شك أنت يا عمر ؟ أما علمت أنها لهم في الدنيا ،ولنا
في الخرة ،ثم قصصت عليه القصة فابتسم لما سمع قولي لحفصة :ل
تغتري بابنة أبي قحافة ،ثم قلت :طلقت نساءك ؟ فقال :ل .وروي أنه كان
آلى من نسائه شهرا ،فمكث في غرفة شهرا ،فنزل قوله تعالى " :يا أيها
النبي قل لزواجك ) " (4الية ،فبدأ رسول ال صلى ال عليه واله بعايشة
وقال :إني ملق إليك أمرا فل تبادريني بالجواب حتى تؤامري ) (5أبويك،
وتل الية ،فقالت :أفيك اؤامر أبوي ؟ اخترت ال ورسوله والدار الخرة،
ثم قالت :ل تخبر أزواجك بذلك ،وكانت تريد أن يخترن فيفارقهن رسول
ال صلى ال عليه واله ،فدار صلى ال عليه واله على نسائه وكان
يخبرهن
) (1اللكعاء :اللئيمة (2) .الحبة بالكسر :المحبوبة (3) .في المصدر :وكان اسامة
على البيت (4) .ذكرنا موضعه آنفا (5) .أي حتى تشاوري أبويك.
] [ 386
بما جرى لعايشة ،فاخترن بأجمعن ال ورسوله ،وهذا التخيير عند العامة كناية في
الطلق وعندنا أنه ليس له حكم .وقال الشهيد الثاني والشيخ علي رحمهما
ال :هذا التخيير عند العامة القائلين بوقوع الطلق بالكناية كناية عن
الطلق ،وقال بعضهم :إنه صريح فيه ،وعندنا ليس له حكم بنفسه ،بل
ظاهر الية أن من اختارت الحياة الدنيا وزينتها يطلقها ،لقوله تعالى " :إن
كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميل )
." (1أقول :سيأتي القول فيه في بابه .ثم قال في التذكرة :وأما المحرمات
فقسمان :الول ما حرم عليه خاصة في غير النكاح ،وهو امور :الول:
الزكاة المفروضة ،صيانة لمنصبه العلي عن أوساخ أموال الناس التي
تعطى على سبيل الترحم ،وتنبئ عن ذل الخذ ،وابدل بالفئ الذي يؤخذ
على سبيل القهر والغلبة ،المنبئ عن عز الخذ ،وذل المأخوذ منه،
ويشركه ) (2في حرمتها اولوا القربى ،لكن التحريم عليهم بسببه أيضا،
فالخاصة ) (3عائدة إليه ،قال رسول ال صلى ال عليه واله :إنا أهل بيت
ل تحل لنا الصدقة .اقول :قال الشهيد الثاني رحمه ال بعد ذكر هذا الوجه:
مع أنها ل تحرم عليهم مطلقا ،بل من غير الهاشمي مع وفاء نصيبهم من
الخمس بكفايتهم ،وأما عليه صلى ال عليه واله فإنها تحرم مطلقا ،ولعل
هذا أولى من الجواب السابق ،لن ذاك مبني على مساواتهم له في ذلك كما
تراه العامة ،فاشتركوا في ذلك الجواب ،والجواب الثاني مختص بقاعدتنا.
رجعنا إلى كلم التذكرة :الثاني :الصدقة المندوبة ،القرب تحريمها على
رسول ال صلى ال عليه واله لما تقدم ،وهو
) (1ذكرنا موضعه آنفا (2) .في المصدر :ويشاركه (3) .في المصدر :وفي غير
نسخة المصنف :فالخاصية.
] [ 387
أحد قولي الشافعي تعظيما له وتكريما ،وفي الثاني يجوز ،وحكم المام عندنا حكم
النبي صلى ال عليه واله .الثالث :إنه كان صلى ال عليه واله ل يأكل
الثوم والبصل والكراث ،وهل كان محرما عليه ؟ القرب ل ،وللشافعية
وجهان ،لكنه كان يمتنع منها لئل يتأذى بها من يناجيه من الملئكة ،روي
أنه صلى ال عليه واله اتي بقدر فيها بقول فوجد لها ريحا فقربها إلى
بعض أصحابه ،وقال له :كل فإني اناجي من ل تناجي .الرابع :إنه صلى
ال عليه واله كان ل يأكل متكئا ،روي أنه صلى ال عليه واله قال :أنا آكل
كما تأكل العبيد ،وأجلس كما تجلس العبيد .وهل كان ذلك محرما عليه أو
مكروها كما في حق المة ؟ القرب الثاني ،و للشافعي وجهان .الخامس:
يحرم عليه الخط والشعر تأكيدا لحجته ،وبيانا لمعجزته ،قال ال تعالى" :
ول تخطه بيمينك " ) (1وقال تعالى " :وما علمناه الشعر ) " (2وقد
اختلف في أنه صلى ال عليه واله كان يحسنهما أم ل ،وأصح قولي
الشافعي الثاني ،وإنما يتجه التحريم على الول .السادس :كان صلى ال
عليه واله إذا لبس لمة ) (3الحرب يحرم عليه نزعها حتى يلقى العدو
ويقاتل ،قال صلى ال عليه واله " :ما كان لنبي إذا لبس لمته أن ينزعها
حتى يلقى العدو " وهو المشهور عند الشافعية :ولهم وجه :إنه كان
مكروها ل محرما .السابع :كان صلى ال عليه واله إذا ابتدأ بتطوع حرم
عليه تركه قبل إتمامه ،وفيه خلف .الثامن :كان يحرم أن يمد عينيه إلى ما
متع ال به الناس ،قال ال تعالى " :ول تمدن عينيك ) " (4الية.
) (1العنكبوت (2) .48 :يس (3) .69 :اللمة :الدرع (4) .الحجر.88 :
] [ 388
التاسع :كان يحرم عليه خائنة العين ،قال صلى ال عليه واله " :ما كان لنبي أن
يكون له خائنة العين " وفسروها باليماء إلى مباح :من ضرب ،أو قتل
علي خلف ما يظهر ويشعر به الحال ،وإنما قيل له :خائنة العين لنه
سبب الخيانة ) ،(1من حيث أنه يخفى ،ول يحرم ذلك على غيره إل في
محظور ،وبالجملة أن يظهر خلف ما يضمر ،وطرد بعض الفقهاء ذلك في
مكائدة الحروب وهو ضعيف ،وقد صح أن رسول ال صلى ال عليه واله
كان إذا أراد سفرا ورى بغيره .العاشر :اختلفوا في أنه هل كان يحرم عليه
أن يصلي على من عليه دين أم ل على قولين .الحادي عشر :اختلفوا في
أنه هل كان يجوز أن يصلي على من عليه دين مع وجود الضامن .الثاني
عشر :لم يكن له أن يمن ليستكثر ،قال ال تعالى " :ول تمنن تستكثر )،(2
أي ل تعط شيئا لتنال أكثر منه ،قال المفسرون :إنه كان من خواصه صلى
ال عليه واله .الثاني :ما حرم عليه خاصة في النكاح وهو امور :الول:
إمساك من تكره نكاحه وترغب عنه ،لنه صلى ال عليه واله نكح امرأة
ذات جمال ،فلقنت أن تقول لرسول ال صلى ال عليه وآله :أعوذ بال
منك ،وقيل لها :إن هذا الكلم يعجبه ،فلما قالت ذلك قال صلى ال عليه
واله :لقد استعذت بمعاذ وطلقها .وللشافعية وجه غريب :أن كان ل يحرم
إمساكها لكن فارقها تكرما منه ،ومات رسول ال صلى ال عليه واله عن
تسع نسوة :عايشة ،وحفصة ،وام سلمة بنت ابن امية المخزومي ،وام
حبيبة بنت أبي سفيان ،وميمونة بنت الحارث الهللية ،وجويرية بنت
الحارث الخزاعية ،وسودة بنت زمعة ،وصفية بنت حي بن أخطب
الخيبرية ،وزينب بنت جحش ،وجميع من تزوج بهن خمسة عشر ،وجمع
بين إحدى عشرة ،ودخل بثلث عشرة ،و فارق امرأتين في حياته:
إحداهما الكلبية ،وهي التي رأى بكشحها بياضا ،فقال لها:
] [ 389
الحقي بأهلك ،والخرى التي تعوذت منه ،وقال أبو عبيد :تزوج رسول ال صلى
ال عليه واله ثمانية عشر امرأة ،واتخذ من الماء ثلثا ) .(1الثاني :نكاح
الكفار ) ،(2عندنا ل يصح للمسلم على القوى .لقوله تعالى " :ول تنكحوا
المشركات حتى يؤمن ) " (3وقال " :ول تمسكوا بعصم الكوافر )" (4
وقال بعض علمائنا :إنه يصح ،وهو مذهب جماعة من العامة ،فعندنا
التحريم بطريق الولى ثابت في حق النبي صلى ال عليه واله ،واختلف
في مشروعيته له من جوز من العامة في حق المة على قولين :أحدهما
المنع ،لقوله صلى ال عليه واله " :زوجاتي في الدنيا زوجاتي في الخرة
" والجنة محرمة على الكافرين ،ولنه أشرف من أن يضع ماءه في رحم
كافرة ،وال تعالى أكرم زوجاته إذ جعلهن امهات المؤمنين ،والكافرة ل
تصلح لذلك ،لن هذه اسوة ) (5الكرامة ،و لقوله تعالى " :إنما المشركون
نجس ) " (6ولقوله " :كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إل سببي
ونسبي " وذلك ل يصح في الكافرة .والثاني الجواز لن ذبائحهم له حلل
فكذلك نساؤهم ،والمقدمة الولى ممنوعة فإن ذبائح أهل الكتاب عندنا
محرمة ،وأما نكاح المة فلم يجز له بل خلف بين الكثر ،وأما وطي المة
فكان سائغا له مسلمة كانت أو كتابية ،لقوله تعالى " :وما ملكت أيمانكم )
" (7وقوله تعالى " :وما ملكت يمينك ) " (8ولم يفصل ،وملك صلى ال
عليه واله مارية القبطية وكانت مسلمة ،وملك صفية وهي مشركة ،فكانت
عنده إلى أن أسلمت فأعتقها وتزوجها ،وجوز بعضهم نكاح المة المسلمة
له صلى ال عليه واله بالعقد ،كما يجوز بالملك والنكاح أوسع منه من
المة ،ولكن الكثر على المنع ،لن نكاح المة مشروط بالخوف من
) (1سيأتي أحوال أزواجه في بابه (2) .في المصدر :نكاح الكتابية (3) .البقرة:
(4) .221الممتحنة (5) .10 :السوة :القدوة (6) .التوبة(7) .28 :
النساء 3 :وفيه :أو (8) .الحزاب.50 :
] [ 390
العنت ،والنبي صلى ال عليه واله معصوم ،وبفقدان طول ) (1الحرة ،ونكاحه
صلى ال عليه واله مستغني ) (2عن المهر ابتداء وانتهاء ،وبأن من نكح
أمة كان ولده منها رقيقا عند جماعة ،ومنصب النبي صلى ال عليه وآله
منزه عن ذلك ،لكن من جوز له نكاح المة قال :خوف العنت إنما يشترط
في حق المة ،ومنع من اشتراط فقدان الطول ،وأما رق الولد فقد التزم )
(3بعض الشافعية وجها مستبعدا فيه بذلك ،والصحيح خلفه لنه عندنا
يتبع أشرف الطرفين .واما التخفيفات :فقسمان :الول ما يتعلق بغير
النكاح وهي امور :الول :الوصال في الصوم ،كان مباحا للنبي صلى ال
عليه واله ،وحرام على امته ،ومعناه أنه يطوي الليل بل أكل وشرب )(4
مع صيام النهار ،ل أن يكون صائما ،لن الصوم في الليل ل ينعقد ،بل إذا
دخل الليل صار الصائم مفطرا إجماعا ،فلما نهى النبي صلى ال عليه واله
امته عن الوصال قيل له :إنك تواصل ،فقال :إني لست كأحدكم ،إني أظل
عند ربي يطعمني ويسقيني .وفي رواية :إني أبيت عند ربي فيطعمني
ويسقيني .قيل :معناه يسقيني ويغذيني بوحيه .وقال الشهيد الثاني نور ال
ضريحه :الوصال يتحقق بأمرين :أحدهما الجمع بين الليل والنهار عن
تروك الصوم بالنية ،والثاني تأخير عشائه إلى سحوره بالنية كذلك )،(5
بحيث يكون صائما مجموع ذلك الوقت ،والوصال بمعنييه محرم على امته،
) (1الطول :القدرة والغنى (2) .هكذا في النسخة :والصحيح :مستغن (3) .في
المصدر :فقد ألزم (4) .في المصدر :ول شرب (5) .والروايات قد وردت
بمعنيين ،ففى مرسلة الصدوق عن الصادق عليه السلم :الوصال الذي
نهى عنه هو أن يجعل الرجل عشاه سحوره .وفي حديث الحلبي عن أبي
عبد ال عليه السلم قال :الوصال في الصيام أن يجعل عشاه سحوره.
وفي حديث سليمان الديلمي عنه عليه السلم :وإنما قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :ل وصال في صيام يعنى ل يصوم الرجل يومين متواليين
من غير إفطار .وفي حديث حفص عنه عليه السلم :المواصل في الصيام
يصوم يوما وليلة ويفطر في السحر.
] [ 391
ومباح له صلى ال عليه واله ،ثم نقل كلم التذكرة وقال :ليس بجيد ،لن الكل
بالليل ليس بواجب ،وقد صرح به هو في المنتهى ،فقال :لو أمسك عن
الطعام يومين ل بنية الصيام بل بنية الفطار فيه فالقوى عدم التحريم،
وعلى ما ذكره هنا ل فرق بينه صلى ال عليه واله وبين غيره ،بل المراد
الصوم فيهما معا بالنية ،فإن هذا حكم مختص به محرم على غيره .اقول:
ما ذكره رحمه ال هو المطابق لكلم الكثر ،لكن الخبار الواردة في
تفسيره تقتضي التحريم ) (1مطلقا ،وأيضا لو كان المراد مع النية فل وجه
للتخصيص بهذين الفردين ،بل الظاهر أنه لو نوى دخول ساعة من الليل
مثل في الصوم كان تشريعا محرما ،وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب
الصوم إن شاء ال تعالى .ثم قال في التذكرة :الثاني اصطفاء ما يختاره من
الغنيمة قبل القسمة ،كجارية حسنة ،وثوب مترفع ) ،(2وفرس جواد،
وغير ذلك ،ويقال لذلك الذي اختاره :الصفي والصفية والجمع الصفايا،
ومن صفاياه صفية بنت حيى ،اصطفاها واعتقاها وتزوجها ،و ذو الفقار.
الثالث :خمس الفئ والغنيمة كان لرسول ال صلى ال عليه واله الستبداد
به ،وأربعة أخماس الفئ كانت له أيضا .الرابع :ابيح له دخول مكة بغير
إحرام ،خلفا لمته ،فإنه محرم عليهم على خلف .الخامس :ابيحت له
ولمته كرامة له الغنائم ،وكانت حراما على من قبله من النبياء ،بل امروا
بجمعها ،فتنزل نار من السماء فتأكلها ،وإنه كان يقضي لنفسه ،و في
غيره خلف ،وأن يحكم لنفسه ولولده ،وأن يشهد لنفسه ولولده ،وأن يقبل
شهادة من شهد له ) .(3السادس :ابيح له أن يحمي لنفسه الرض لرعي
ماشيته ،وكان حراما على من
) (1راجع الحاديث (2) .رفع الثوب :خلف غلظ .وفي الحديث :ثوب حسن(3) .
في المصدر :من يشهد له.
] [ 392
قبله من النبياء عليهم السلم ،والئمة بعده ليس لهم أن يحموا لنفسهم .وقال
المحقق الثاني رحمه ال في شرح القواعد :وهذا عندنا مشترك بينه وبين
الئمة عليهم السلم ،وقول المصنف رحمه ال في التذكرة :والئمة بعده
ليس لهم أن يحموا لنفسهم ليس جاريا على مذهبنا .ثم قال في التذكرة:
ابيح له أن يأخذ الطعام والشراب من المالك ،وإن اضطر إليها ) ،(1لن
حفظه لنفسه الشريفة أولى من حفظ نفس غيره ،وعليه البذل و الفداء
بمهجته مهجة رسول ال صلى ال عليه واله ،لنه صلى ال عليه واله
أولى بالمؤمنين من أنفسهم .وقال المحقق في شرح القواعد :وينبغي أن
يكون المام كذلك كما يرشد إليه التعليل ،ولم أقف على تصريح في ذلك .ثم
قال في التذكرة :الثامن :كان ل ينتقض وضوءه بالنوم ،وبه قال الشافعية:
وحكى أبو العباس منهم وجها آخر غريبا ،وكذلك حكى وجهين في انتقاض
وضوئه باللمس .التاسع :كان يجوز له أن يدخل المسجد جنبا ،ومنعه
بعض الشافعية :وقال ل اخا له صحيحا .العاشر :قيل :إنه كان يجوز له أن
يقتل من آمنه وهو غلط ،فإنه من يحرم ) (2عليه خائنة العين كيف يجوز
له قتل من آمنه ؟ الحادي عشر :قيل :إنه كان يجوز له لعن من شاء من
غير سبب يقتضبه ،لن لعنه رحمة ،واستبعده الجماعة ،وروى أبو هريرة
أن النبي صلى ال عليه واله ،قال " :اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن
تخلفه ،إنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته بتهمة ولعنة ) (3فاجعلها له صلة
وزكاة وقربة يتقرب بها إليك يوم القيامة " وهو عندنا باطل لنه معصوم
ل يجوز منه لعن الغير وسبه بغير سبب ،والحديث لو سلم إنما هو لسبب.
) (1في المصدر :وإن اضطر إليهما (2) .في المصدر :فان من يحرم عليه (3) .في
المصدر :أو لعنته.
] [ 393
ومن التخفيفات ) (1ما يتعلق بالنكاح وهي امور :الول :الزيادة على أربع نسوة،
فإنه صلى ال عليه واله مات عن تسع ،وهل كان له الزيادة على تسع ؟
الولى الجواز لمتناع الجور عليه ،وللشافعية وجهان :هذا أصحهما ،و
الثاني المنع ،وأما انحصار طلقه في الثلث فالوجه في ذلك كما في حق
المة ،وهو أحد وجهي الشافعية ،والثاني العدم كما لم ينحصر عدد زوجاته
صلى ال عليه واله .الثاني :العقد بلفظ الهبة ،لقوله تعالى " :وامرأة
مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ) " (2فل يجب المهر حينئذ بالعقد ول
بالدخول ،ل ابتداء ول انتهاء كما هو قضية الهبة ،وهو أظهر وجهي
الشافعية ،والثاني :المنع ،كما في حق المة ،وعلى الول هل يشترط لفظ
النكاح من جهة النبي صلى ال عليه واله ؟ للشافعية وجهان :أحدهما نعم،
لظاهر قوله تعالى " :أن يستنكحها ) " (3والثاني ل يشترط في حق
الواهبة ) ،(4وهل ينعقد نكاحه بمعنى الهبة في حق الواهبة ،وخاصية
النبي صلى ال عليه واله ليست في إسقاط المهر ،بل في النعقاد بلفظ
الهبة .الثالث :كان إذا رغب صلى ال عليه واله في نكاح امرأة فإن كانت
خلية فعليها الجابة ،ويحرم على غيره خطبتها ،وللشافعية وجه :إنه ل
يحرم ،وإن كانت ذات زوج وجب على الزوج طلقها لينكحها لقضية زيد )
،(5ولعل السر فيه من جانب الزوج امتحان إيمانه واعتقاده بتكليفه
النزول عن أهله ،ومن جانب النبي صلى ال عليه واله ابتلؤه ببلية
البشرية ،ومنعه من خائنة العين ،ومن الضمار الذي يخالف الظهار كما
قال تعالى " :وتخفي في نفسك ما ال مبديه ) " (6ول شئ أدعى إلى
غض البصر وحفظ لمجاريه التفاقية ) (7من هذا
) (1في المصدر :القسم الثاني من التخفيفات 2) .و (3الحزاب (4) .50 :في
المصدر :أن يشترط في حق الواهبة (5) .في المصدر :كقضية زيد(6) .
الحزاب (7) .37 :في المصدر :وحفظه عن المحابة التفاقية.
] [ 394
التكليف ،وليس هذا من باب التخفيفات ،كما قاله الفقهاء ،بل هو في حقه غاية
التشديد ) (1إذ لو كلف بذلك آحاد الناس لما فتحوا أعينهم في الشوارع
خوفا من ذلك ،ولهذا قالت عايشة :لو كان صلى ال عليه واله يخفى آية
لخفى هذه .الرابع :انعقاد نكاحه بغير ولي وشهود ،وهو عندنا ثابت في
حقه صلى ال عليه واله وحق امته ) (2إذ ل نشترط نحن ذلك ،وللشافعية
وجهان .الخامس :انعقاد نكاحه في الحرام ،وللشافعية فيه وجهان:
أحدهما الجواز ،لما روي أنه صلى ال عليه واله نكح ميمونة محرما،
والثاني المنع كما لم يحل له الوطئ في الحرام ،والمشهور عندهم أنه نكح
ميمونة حلل .السادس :هل كان يجب عليه القسم بين زوجاته بحيث إذا
باتت عند واحدة منهن ليلة وجب عليه أن يبيت عند الباقيات كذلك أم ل
يجب ؟ قال الشهيد الثاني رحمه ال :اختلف العلماء في ذلك ،فقال بعضهم:
ل يجب عليه ذلك لقوله تعالى " :ترجي من تشاء منهن و تؤوي إليك من
تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فل جناح عليك ) " (3ومعنى ترجي تؤخر
) (1فيه تأمل واضح يعلم بمراجعة الية وتفسيرها ،ولعله يأتي الكلم فيه في بابه.
) (2في ثبوت جواز النكاح بغير ولي مطلقا في حق امته محل تأمل بل
منع (3) .الحزاب .51 :قال الطبرسي في معناه :أي تؤخر وتبعد من
تشاء من أزواجك ،وتضم إليك من تشاء منهن ،واختلف في معناه على
اقوال :احدها :أن المراد تقدم من تشاء من نسائك في اليواء إليك وهو
الدعاء للفراش ،وتؤخر من تشاء في ذلك ،وتدخل من تشاء منهن في
القسم ،ول تدخل من تشاء ،عن قتادة ،قال :وكان رسول ال صلى ال
عليه وآله يقسم بين أزواجه وأباح ال له ترك ذلك .ثانيها :أن المراد
تعزل من تشاء منهن بغير طلق ،وترد إليك من تشاء منهن بعد عزلك
إياها بل تجديد عقد .ثالثها :أن المراد تطلق من تشاء منهن وتمسك من
تشاء .رابعها :أن المراد تترك نكاح من تشاء من نساء امتك ،وتنكح
منهن من تشاء ،عن الحسن ،قال :وكان صلى ال عليه وآله إذا خطب
امرأة لم يكن لغيره أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها .خامسها :تقبل
من تشاء من المؤمنات اللتى يهبن أنفسهن لك فتؤويها إليك ،وتترك من
تشاء منهن فل تقبلهما " .ومن ابتغيت ممن عزلت فل جناح عليك " أي
إن أردت أن تؤوى إليك امراة ممن عزلتهن عن ذلك وتضمها إليك فل
سبيل عليك بلوم ول عتب ،ول إثم عليك في ابتغائها ،أباح ال سبحانه له
ترك القسم في النساء حتى يؤخر من يشاء عن وقت نوبتها ،ويطأ من
يشاء في غير وقت نوبتها ،وله أن يعزل من يشاء ،وله أن يرد المعزولة
إن شاء ،فضله ال بذلك على جميع الخلق.
] [ 395
وتترك إيوائه إليك ،ومضاجعته بقرينة قسيمه ،وهو قوله " :وتؤوي إليك من تشاء
" أي تضمه إليك وتضاجعه ،ثم ل يتعين ذلك عليك ،بل لك بعد الرجاء أن
تبتغي ممن عزلت ما شئت ،وتؤويه إليك ،وهذا ظاهر في عدم وجوب
القسمة عليه صلى ال عليه واله ،حتى روي أن بعد نزول الية ترك
القسمة لجماعة من نسائه ،وآوى إليه جماعة منهن معينات ،وقال
آخرون :بل تجب القسمة عليه كغيره لعموم الدلة الدالة عليها ،ولنه لم
يزل يقسم بين نسائه حتى كان يطاف به وهو مريض عليهن ،ويقول :هذا
قسمي فيما أملك ،وأنت أعلم بما ل أملك ،يعني قلبه صلى ال عليه واله،
والمحقق رحمه ال استضعف الستدلل بالية على عدم وجوب القسمة،
بأنه كما يحتمل أن يكون المشية في الرجاء واليواء لجميع نسائه يحتمل
أن يكون متعلقا بالواهبات أنفسهن خاصة ،فل يكون دليل على التخيير
مطلقا ،وحينئذ فيكون اختيار قول ثالث وهو وجوب القسمة لمن تزوجهن
بالعقد ،و عدمها لمن وهبت نفسها ،وفي هذا عندي نظر ،لن ضمير الجمع
المؤنث في قوله :ترجي من تشاء منهن " واللفظ العام في قوله " :ومن
ابتغيت " ل يصح عوده للواهبات ،لنه لم يتقدم ذكر الهبة إل لمرأة
واحدة ،وهي قوله " :وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي
أن يستنكحها " فوجد ضمير الهبة في مواضع من الية ،ثم عقبه بقوله:
" ترجي من تشاء منهن " فل يحسن عوده إلى الواهبات ،إذ لم يسبق
لهن ذكر على وجه الجمع ،بل إلى جميع الزواج المذكورات في هذه الية،
وهي قوله تعالى " :يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللتي آتيت
اجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء ال عليك وبنات عمك وبنات عماتك و
بنات خالك وبنات خالتك اللتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي ) " (1الية ،ثم عقبها بقوله " :ترجي من تشاء منهن "
الية ،وهذا هو ظاهر في عود ضمير النسوة المخير فيهن إلى من سبق
من أزواجه جمع ،وأيضا فإن النبي صلى ال عليه واله لم يتزوج بالهبة إل
امرأة واحدة على ما ذكره المحدثون والمفسرون ،وهو المناسب لسياق
الية ،فكيف يجعل ضمير الجمع عائدا إلى الواهبات ،وليس له منهن إل
واحدة ،ثم لو تنزلنا وسلمنا جواز عوده إلى الواهبات لما جاز حمله عليه
بمجرد الحتمال ،مع وجود اللفظ العام
] [ 396
الشامل لجميعهن ،وأيضا فإن غاية الهبة أن تزويجه صلى ال عليه واله يجوز
بلفظ الهبة من جانب المرأة أو من الطرفين ،وذلك ل يخرج الواهبة عن أن
تكون زوجة فيلحقها ما يحلق غيرها من أزواجه ،ل أنها تصير بسبب
الهبة بمنزلة المة ،وحينئذ فتخصيص الحكم بالواهبات ل وجه له أصل،
وأما فعله صلى ال عليه واله فجاز كونه بطريق التفضل والنصاف وجبر
القلوب ،كما قال ال تعالى " :ذلك أدنى أن تقر أعينهن ول يحزن ويرضين
بما آتيتهن كلهن ) " (2انتهى كلمه رحمه ال .ورجعنا إلى كلم التذكرة:
السابع :إنه كان يجوز للنبي صلى ال عليه واله تزويج المرأة ممن شاء
بغير إذن وليها ،وتزويجها من نفسه ،وتولى الطرفين من غير إذن
وليهما ،وهل ) (2كان يجب عليه نفقة زوجاته ؟ وجهان لهم ،بناء على
الخلف في المهر ،وكانت المرأة تحل له بتزويج ال تعالى ،قال سبحانه
في قصة زيد " :فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ) " (3وقيل :إنه
نكحها بمهر ،وحملوا " زوجناكها " على إحلل ال تعالى له نكاحها،
وأعتق صلى ال عليه وآله صفية رضي ال عنها وتزوجها وجعل عتقها
صداقها ،وهو ثابت عندنا في حق امته ،وجوز بعض الشافعية له الجمع
بين المرأة وعمتها أو خالتها ،وإنه كان يجوز له الجمع بين الختين ،وكذا
في الجمع بين الم وبنتها ،وهو عندنا بعيد ،لن خطاب ال تعالى يدخل فيه
لنبي صلى ال عليه واله .وأما الفضل ) (4والكرامات فقسمان :الول في
النكاح ،وهو امور :الول :تحريم زوجاته على غيره ) ،(5قال الشهيد
الثاني قدس ال سره :من جملة خواصه صلى ال عليه واله تحريم
أزواجه من بعده على غيره ،لقوله تعالى " :وما كان لكم أن تؤذوا رسول
ال ول أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) " (6وهي متناولة بعمومها لمن
مات عنها من أزواجه ،سواء
) (1الحزاب (2) .51 :في المصدر قبل ذلك :وسوغ الشافعية أن ينكح المعتدة في
وجه ،وهل كان إه (3) .الحزاب (4) .37 :في المصدر :وأما الفضائل
والكرامات (5) .في المصدر :تحريم زوجاته اللواتى مات عنهن على
غيره (6) .الحزاب.53 :
] [ 397
كانت مدخول بها أم ل ،لصدق الزوجية عليهما ولم يمت صلى ال عليه واله عن
زوجة في عصمته إل مدخول بها ،ونقل المحقق الجماع على تحريم
المدخول بها ،والخلف في غيرها ليس بجيد ،لعدم الخلف أول ،وعدم
الفرض الثاني ثانيا ،وإنما الخلف فيمن فارقها في حياته بفسخ ،أو طلق،
كالتي وجد بكشحها بياضا ،والمستعيذة ،فإن فيه أوجها أصحها عندنا
تحريمها مطلقا ،لصدق نسبة زوجيتها إليه صلى ال عليه واله بعد الفراق
في الجملة ،فيدخل في عموم الية ) ،(1والثاني أنها ل تحرم مطلقا ،لنه
يصدق في حياته أن يقال :ليست زوجته الن ،ولعراضه صلى ال عليه
واله عنها ،وانقطاع اعتنائه بها .والثالث :إن كانت مدخول بها حرمت وإل
فل ،لما روي أن الشعث بن قيس نكح المستعيذة في زمان عمر فهم
برجمها فاخبر أن النبي صلى ال عليه واله فارقها قبل أن يمسها فخلها،
ولم ينكر عليه أحد من الصحابة .وروى الكليني في الحسن عن عمر بن
اذينة في حديث طويل أن النبي صلى ال عليه واله فارق المستعيذة،
وامرأة اخرى من كندة ،قالت لما مات ولده إبراهيم :لو كان نبيا ما مات
ابنه فتزوجتا ) (2بعده باذن الولين ،وأن أبا جعفر عليه السلم قال ما نهى
ال عزوجل عن شئ إل وقد عصي فيه ،لقد نكحوا أزواج رسول ال صلى
ال عليه واله من بعده ،وذكر هاتين العامرية والكندية ،ثم قال أبو جعفر
عليه السلم :لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل
لبنه لقالوا :ل ،فرسول ال أعظم حرمة من آبائهم .وفي رواية اخرى عن
زرارة عنه عليه السلم نحوه ،وقال في حديثه :وهم يستحلون أن يتزوجوا
) (3امهاتهم ؟ وإن أزواج النبي صلى ال عليه واله في الحرمة مثل
امهاتهم إن كانوا مؤمنين ) .(4إذا تقرر ذلك فنقول :تحريم أزواجه صلى
ال عليه واله لما ذكرناه من النهي المؤكد عنه في
) (1إن لم نقل :إنها ظاهرة في اللواتي التي كن زوجاته حين موته صلى ال عليه
وآله ،نعم يدل على ذلك الحديث التي (2) .في الحديث :فتزوجتا فجذم
أحد الرجلين ،وجن الخر (3) .في الكافي :وهم ل يستحلون أن يتزوجوا
امهاتهم (4) .فروع الكافي 33 :2و .34
] [ 398
القرآن ل لتسميتهن امهات المؤمنين في قوله تعالى " :وأزواجه امهاتهم )" (1
ول لتسميته صلى ال عليه وآله والدا ،لن ذلك وقع على وجه المجاز ل
الحقيقة ،كناية عن تحريم نكاحهن ،ووجوب احترامهن ،ومن ثم لم يجز
النظر إليهن ،ول الخلوة بهن ،ول يقال لبناتهن :أخوات المؤمنين ،لنهن ل
يحرمن على المؤمنين ،فقد زوج رسول ال صلى ال عليه واله فاطمة
عليها السلم بعلي عليه السلم ،واختيها :رقية وام كلثوم عثمان ،وكذا ل
يقال لبائهن و امهاتهن :أجداد المؤمنين وجداتهم ،ول لخوانهن
وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالتهم ،وللشافعية وجه ضعيف في إطلق
ذلك كله ،وهو في غاية البعد انتهى .ثم قال رحمه ال في التذكرة :الثاني:
إن أزواجه امهات المؤمنين ،سواء فيه من ماتت تحت النبي ،ومن مات
النبي صلى ال عليه واله وهي تحته ،وليست المومة هنا حقيقة ،ثم ذكر
نحوا مما ذكره الشهيد الثاني رحمه ال في ذلك .الثالث :تفضيل زوجاته
على غيرهن بأن جعل ثوابهن وعقابهن على الضعف .الرابع :ل يحل
لغيرهن من الرجال أن يسألهن شيئا إل من وراء حجاب لقوله تعالى " :إذا
سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ) " (2وأما غيرهن فيجوز أن
يسألن مشافهة .الثاني :في غير النكاح ،وهو امور :الول :أنه خاتم
النبيين صلى ال عليه واله .الثاني :إن له خير المم ) ،(3لقوله تعالى" :
كنتم خير امة ) " (4تكرمة له صلى ال عليه وآله وتشريفا .الثالث :نسخ
جميع الشرائع بشريعته .الرابع :جعل شريعته مؤبدة .الخامس :جعل كتابه
معجزا بخلف كتب سائر النبياء عليهم السلم.
) (1الحزاب (2) .6 :الحزاب (3) .53 :في المصدر :امته خير المم (4) .آل
عمران.110 :
] [ 399
السادس :حفظ كتابه عن التبديل والتغيير ،واقيم بعده حجة على الناس ،و معجزات
غيره من النبياء انقرضت بانقراضهم .السابع :نصر بالرعب على مسيرة
شهر ،فكان العدو يرهبه من مسيرة شهر .الثامن :جعلت له الرض
مسجدا ،وترابها طهورا .التاسع :احلت له الغنائم دون غيره من النبياء
عليهم السلم .العاشر :يشفع في أهل الكبائر ،لقوله صلى ال عليه واله:
ذخرت شفاعتي لهل الكبائر من امتي .الحادي عشر :بعث إلى الناس
عامة .الثاني عشر :سيد ولد آدم يوم القيامة .الثالث عشر :أول من تنشق
عنه الرض .الرابع عشر :أول شافع ومشفع .الخامس عشر :أول من
يقرع باب الجنة .السادس عشر :أكثر النبياء تبعا .السابع عشر :امته
معصومة ل تجتمع على الضللة .اقول :قال المحقق في شرح القواعد :في
عد هذا من الخصائص نظر ،لن الحديث غير معلوم الثبوت ،وامته صلى
ال عليه واله مع دخول المعصوم عليه السلم فيهم ل تجتمع على ضللة
لكن باعتبار المعصوم فقط ،ول دخل لغيره في ذلك ،وبدونه هم كسائر
المم ،على أن المم الماضين مع أوصياء أنبيائهم كهذه المة مع
المعصوم ،فل اختصاص ) .(1ثم قال في التذكرة :الثامن عشر :صفوف
امته كصفوف الملئكة .التاسع عشر :تنام عينه ول ينام قلبه .العشرون:
كان يرى من ورائه كما يرى من قدامه ،بمعنى التحفظ والحس ،وكذلك
قوله صلى ال عليه واله :تنام عيناي ول ينام قلبي.
) (1يمكن أن يقال :إن امته ل يجتمع على الضللة ،لن فيها فرقة في جميع
العصار يتبعون الحق ،ولو اتبع غيرهم غير سواء السبيل ،فعليه يثبت
الختصاص.
] [ 400
الحادي والعشرون :كان تطوعه بالصلة قاعدا كتطوعه قائما وإن لم يكن عذر )
،(1وفي حق غيره ذلك على النصف من هذا .الثاني والعشرون :مخاطبة
المصلي بقوله :السلم عليك ورحمة ال وبركاته ) ،(2ول يخاطب سائر
الناس .الثالث والعشرون :يحرم على غيره رفع صوته على صوت النبي.
الرابع والعشرون :يحرم على غيره نداؤه ) (3من وراء الحجرات للية )
.(4الخامس والعشرون :نادى ال تعالى النبياء ،وحكى عنهم بأسمائهم،
فقال تعالى " :يوسف أعرض عن هذا ) * (5أن يا إبراهيم ) * (5يا نوح
) " (7وميز نبينا صلى ال عليه واله بالنداء بألقابه الشريفة فقال تعالى:
" يا أيها النبي ) * (8يا أيها الرسول ) (9يا أيها المزمل ) * (10يا أيها
المدثر ) " (11ولم يذكر اسمه في القرآن إل في أربعة مواضع شهد له
فيها بالرسالة لفتقار الشهادة إلى ذكر اسمه ،فقال " :محمد رسول ال )
* (12ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين )
* (13والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو
الحق من ربهم ) * (14برسول يأتي من بعدي ) (15اسمه أحمد " )،(16
وكان يحرم أن ينادى باسمه
) (1في المصدر :وان لم يكن له عذر (2) .في المصدر :السلم عليك أيها النبي
ورحمة ال وبركاته (3) .في المصدر :مناداته (4) .والية " ان الذين
ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ل يعقلون " الحجرات(5) .4 :
يوسف (6) .29 :الصافات (7) .104 :هود (8) .46 :النفال 64 :و 65
و 70والتوبة 73 :وفي غيرها (9) .المائدة 41و (10) .67المزمل.1 :
) (11المدثر (12) .1 :الفتح (13) .29 :الحزاب (14) .40 :محمد.2 :
) (15الصف (16) .6 :في الهامش :كأنه رحمه ال غفل عما في سورة
آل عمران " :وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل " ومعه
خمسة مواضع ،لكن ل يخل بمقصوده ،منه عفى عنه .أقول :راجع آل
عمران.144 :
] [ 401
فيقول :يا محمد ،يا أحمد ،ولكن يقول ) :(1يا نبي ال ،يا رسول ال ،يا خيرة ال،
إلى غير ذلك من صفاته الجليلة .السادس والعشرون :كان يستشفى به.
السابع والعشرون :كان يتبرك ببوله ودمه .الثامن والعشرون :من زنى
بحضرته أو استهان به كفر .التاسع والعشرون :يجب على المصلي إذا
دعاه يجيبه ) (2ول تبطل صلته ،و للشافعية وجه :إنه ل يجب وتبطل به
الصلة .الثلثون :كان أولد بناته ينسبون إليه ،وأولد بنات غيره ل
ينسبون إليه ،لقوله صلى ال عليه واله " :كل سبب ونسب ينقطع يوم
القيامة إل سببي ونسبي " وقيل :معناه أنه ل ينتفع يومئذ بسائر النساب،
وينتفع بالنسبة إليه صلى ال عليه واله .مسألة :قال صلى ال عليه واله:
" سموا باسمي ،ول تكنوا بكنيتي " واختفلوا ،فقال الشافعي :إنه ليس
لحد أن يكني بأبي القاسم سواء كان اسمه محمدا أو لم يكن ،ومنهم من
حمله على كراهة الجمع بين السم والكنية ،وجوزوا الفراد وهو الوجه،
لن الناس لم يزالوا بكنيته صلى ال عليه واله يكنون ) (3في جميع
العصار من غير إنكار .انتهى ) .(4ويؤيد ما اختاره رحمه ال ما رواه
الكليني والشيخ عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن
السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله نهى
عن أربع كنى :عن أبي عيسى ،وعن أبي الحكم ،وعن أبي مالك ،وعن أبي
القاسم إذا كان السم محمدا ) .(5أقول :هذا جملة ما ذكره أصحابنا وأكثر
مخالفينا من خصائصه صلى ال عليه واله ،ولم نتعرض للكلم عليها وإن
كان لبعضها مجال للقول فيه لقلة الجدوى ،ولنا أوردنا من الخبار في هذا
الباب وغيره ما يظهر به جلية الحال لمن أراد الطلع عليه ،وال الموفق
للسداد.
) (1أي المنادى (2) .في المصدر :أن يجيبه (3) .في المصدر :يكنون بكنيته(4) .
التذكرة :مقدمات النكاح (5) .فروع الكافي .87 :2
] [ 402
) (1من نخل الدقيق :غربله وأزال نخالته (2) .البقرة (3) .37 :الفتح(4) .2 :
مريم (5) .57 :الشرح (6) .4 :النجم.10 :
] [ 403
إني أبيت عند ربي ويطعمني ويسقيني .نوح عليه السلم :جرت له السفينة على
الماء وهي تجري للكافر والمؤمن ،ولمحمد صلى ال عليه واله جرى
الحجر على الماء ،وذلك أنه كان على شفير غدير ووراء الغدير تل عظيم،
فقال عكرمة ابن أبي جهل :يا محمد إن كنت نبيا فادع من صخور ذلك التل
حتى يخوض الماء فيعبر ،فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتى
مثلت بين يديه ،فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت .واجيبت دعوته على
قومه " :ل تذر على الرض ) " (1فهطلت له السماء بالعقوبة ،واجيبت
لمحمد بالرحمة حيث قال " :حوالينا ول علينا " فنوح عليه السلم رسول
العقوبة ،و محمد صلى ال عليه واله رسول الرحمة " :وما أرسلناك إل
رحمة ) " (2دعا نوح لنفسه ولنفر يسير " :رب اغفر لي ولوالدي )" (3
ومحمد دعا لمته من ولد منهم ومن لم يولد " :واعف عنا ) " (4وقال
له " :وجعلنا ذريته هم الباقين ) " (5وقال لمحمد " :ذرية بعضها من
بعض ) " (6كانت سفينة نوح عليه السلم سبب النجاة في الدنيا ،وذرية
محمد صلى ال عليه واله سبب النجاة في العقبى ) (7قوله " :مثل أهل
بيتي كسفينة نوح " الخبر .وقال نوح عليه السلم " :إن ابني من أهلي )
" (8فقيل له " :إنه ليس من أهلك ) " (9ومحمد لما علنت من قومه
المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ،ولم ينظر إليهم بعين المقة .قال حسان:
وإن كان نوح نجى سالما * على الفلك بالقوم لما نجى فإن النبي نجى
سالما * إلى الغار في الليل لما دجى
) (1نوح (2) .26 :النبياء (3) .107 :نوح (4) .28 :البقرة(5) .286 :
الصافات (6) .77 :آل عمران (7) .34 :بل في الدنيا والخرة ،لنهم
هدوا الناس إلى مصالحهم مصالح الدنيا والخرة ،فيهم نجوا من مهالك
الدنيا وعذاب الخرة ،وفازوا بسعادتهما (8) .هود (9) .45 :هود.46 :
] [ 404
هود عليه السلم انتصر من أعدائه بالريح ،قوله " :وفي عاد إذ أرسلنا عليهم )(1
" ومحمد نصره ال يوم الحزاب والخندق بالريح والملئكة :قوله" :
بجنود لم تروها ) " (2فزاد ال محمدا على هود بثلثة آلف ملك ،وفضله
على هود بأن ريح عاد ريح سخط ،وريح محمد صلى ال عليه واله ريح
رحمة قوله " :يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة ال عليكم إذ جاءتكم )" (3
الية ،وصبر هود في ذات ال وأعذر قومه إذ كذب ،والنبي صلى ال عليه
واله صبر في ذات ال وأعذر قومه إذ كذب وشرد ،وحصب بالحصى )(4
وعله أبو جهل بسلى ) (5شاة ،فأوحى ال إلى جاجائيل ملك الجبال :أن
شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى ال عليه واله ،فأتاه فقال له :قد
امرت لك بالطاعة ،فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها ،قال :إنما
بعثت رحمة اهد قومي فإنهم ل يعلمون .صالح عليه السلم خرجت لصالح
ناقة عشراء ) (6من بين صخرة صماء ،واخرج لنبينا صلى ال عليه واله
رجل من وسط الجبل يدعو له ويقول " :اللهم ارفع له ذكرا ،اللهم أوجب
له أجرا ،اللهم احطط عنه وزرا " وعقر ناقته ،وعقر أولد محمد أبو
القاسم البارع صلى ال عليه واله .لناقة صالح نادت اناس * وقد جسروا
على قتل الحسين وكان لصاح ينذر قومه فقيل له :يا صالح ائتنا بعذاب
ال ،ومحمد نبي الرحمة ،قوله " :وما أرسلناك إل رحمة ) " (7والناقة لم
تناطقه ولم تشهد له بالنبوة وقد تكلم مع النبي صلى ال عليه نوق كثيرة.
لوط ،قال حسان بن ثابت:
) (1الذاريات (2) .41 :التوبة .40 :أقول :هذه آية الغار ،وأما نصرته في يوم
الحزاب والخندق ففي آية " :وجنود لم تروها " وهي في الحزاب،9 :
ونصره في يوم حنين فقال " :وأنزل جنودا لم تروها " التوبة(3) .26 :
الحزاب (4) .9 :أي رمى بالحصى (5) .السلى :جلدة فيها الولد ،وإذا
انقطع في البطن هلكت الم والولد (6) .العشراء من النوق :التي مضى
لحملها عشرة أشهر أو ثمانية ،أو هي كالنفساء من النساء (7) .النبياء:
.107
] [ 405
وإن كان لوط دعا ربه * على القوم فاستوصلوا بالبل فإن النبي ببدر دعا * على
المشركين بسيف الفنا فناداه جبريل من فوقه * بلبيك لبيك سل ما تشاء
إبراهيم عليه السلم نظر من الملك إلى الملك " :وكذلك نري إبراهيم )(1
" والحبيب نظر من الملك إلى الملك " :ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل )
." (2الخليل عليه السلم طالب قال " :إني ذاهب إلى ربي )" (3
والحبيب مطلوب " :أسرى بعبده ليل ) " (4قال الخليل عليه السلم" :
والذي أطمع أن يغفر لي ) " (5وقيل للحبيب " :ليغفر لك ال ) " (6وقال
الخليل " :ول تخزني ) " (7وللحبيب " :يوم ل يخزي ال ) " (8و قال
الخليل عليه السلم وسط النار :حسبى ال ،وقيل للحبيب " :يا أيها النبي
حسبك ال ) " (9قال الخليل عليه السلم " :واجعل لى لسان صدق )(10
" وقيل للحبيب صلى ال عليه واله " :ورفعنا لك ذكرك ) " (11قال
الخليل عليه السلم " :وأرنا مناسكنا ) (12وقيل للحبيب صلى ال عليه
واله " :لنريه ) " (13الخليل عليه السلم ) " (14واجعلني من ورثة جنة
النعيم ) " (15وللحبيب صلى ال عليه واله " وللخرة خير لك )" (16
الخليل عليه السلم " :والذي هو يطعمني ) " (17وللحبيب صلى ال
عليه واله " أطعمهم من جوع ) " (18لجلك .الخليل عليه السلم بخل
على أعدائه بالرزق " وارزق أهله من الثمرات ) " (19والحبيب صلى
ال عليه وآله سخا بها على العداء حتى عوتب " :ول تبسطها كل البسط
) " (20الخليل عليه السلم أقسم بال " :وتال لكيدن أصناكم )" (21
وأقسم ال بالحبيب " :لعمرك
) (1النعام (2) .75 :الفرقان (3) .45 :الصفات (4) .99 :السراء(5) .1 :
الشعراء (6) .82 :الفتح (7) .2 :الشعراء (8) .87 :التحريم(9) .8 :
النفال (10) .64 :الشعراء (11) .84 :الشرح (12) .4 :البقرة.128 :
) (13السراء (14) .1 :في المصدر :قال الخليل (15) .الشعراء) .85 :
(16الضحى (17) .4 :الشعراء (18) .79 :قريش (19) .4 :البقرة:
(20) .126السراء (21) .29 :النبياء.57 :
] [ 406
إنهم ) " (1واتخذ مقام الخليل قبلة " :واتخذوا من مقام إبراهيم ) " (2وجعل
أحوال الحبيب وأفعاله وأقواله قبلة " :لقد كان لكم في رسول ال اسوة )
" (3الخليل عليه السلم كسر أصنام قوم بالخفية غضبا ل ،والحبيب كسر
عن الكعبة ثلثمائة وستين صنما ،وأذل من عبدها بالسيف ،اصطفى
الخليل عليه السلم بعد البتلء " :ولقد اصطفيناه ) " (4واصطفى
الحبيب صلى ال عليه وآله قبل البتلء " :ال يصطفي ) " (5الخليل
عليه السلم بذل ماله لجل الجليل ،وخلق الجليل العالم لجل الحبيب صلى
ال عليه واله ،مقام الخليل عليه السلم مقام الخدمة " :واتخذوا من مقام
إبراهيم ) " (6ومقام الحبيب صلى ال عليه واله مقام الشفاعة " :عسى
أن يبعثك ) " (7والشفيع أفضل من الخادم ،الخليل عليه السلم طلب ابتداء
الوصلة قال " :هذا ربي ) " (8والحبيب صلى ال عليه واله طلب بقاء
الوصلة " :وامرت أن أكون من المسلمين ) " (9وللبقاء فضل على
البتداء ،صير ال حر النار على الخليل عليه السلم بردا وسلما ،وصير
السم في جوفه سلما حين سمته الخيبرية ،ثم سخر له نار جهنم التي كانت
نار الدنيا كلها جزء منها ،كان الخليل عليه السلم مناديا بالحج والقربان:
" وأذن في الناس بالحج ) " (10والحبيب مناديا بالسلم و اليمان" :
مناديا ينادي لليمان أن آمنوا بربكم ) " (11قال للخليل عليه السلم " :أو
لم تؤمن ) " (12وقال للحبيب صلى ال عليه واله " :آمن الرسول )(13
" قال الخليل " :فإنهم عدو لي ) " (14وقيل للحبيب عليه السلم" :
لولك لما خلقت الفلك " وقيل ) (15للخليل عليه السلم " .وفديناه بذبح
) " (16والحبيب صلى ال عليه واله فدي أبوه عبد ال بمائة ناقة ،وبارك
في أولد الخليل عليه السلم حتى عفوا ،فامر داود عليه السلم في أيامه
بإحصائهم فعجزوا عن ذلك ،فأوحى
) (1الحجر (2) .72 :البقرة (3) .125 :الحزاب (4) .21 :البقرة(5) .130 :
الحج (6) .75 :البقرة (7) .125 :السراء (8) .79 :النعام(9) .76 :
النمل (10) .91 :الحج (11) .27 :آل عمران (12) .193 :البقرة:
(13) .260البقرة (14) .285 :الشعراء (15) .77 :في المصدر :وقال
للخليل عليه السلم (16) .الصافات.107 :
] [ 407
ال تعالى إليه لما أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته ،والحبيب صلى ال عليه واله لما
ابتلي أيضا بذبح ابنه الحسين عليه السلم كثرت أولده ،وصل الخليل إلى
الجليل بالواسطة " :وكذلك نري إبراهيم ) " (1ووصل الحبيب صلى ال
عليه واله بل واسطة " :ثم دنا فتدلى ) " (2أراد الخليل عليه السلم رضا
الملك في رفع الكعبة " :وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ) " (3وأراد
ال القبلة في رضا الحبيب " :فلنولينك قبلة ترضاها ) " (4كان البتلء
للخليل أول ،والجتباء آخرا " :واذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات )" (5
والحبيب صلى ال عليه واله ابتداءه بشارة " :ليظهره على الدين )" (6
سأل الخليل " :واجنبني وبني أن نعبد الصنام ) " (7وقال للحبيب صلى
ال عليه وآله " :إنما يريد ال ليذهب عنكم الرجس ) " (8الخليل من
يخالك ،و الحبيب من تخاله ) ،(9فل جرم " ولسوف يعطيك ربك فترضى )
" (10الخليل :المريد ،والحبيب :المراد ،الخليل :عطشان ،والحبيب:
ريان .قال صاحب العين :مخرج الحاء أقصى من مخرج الخاء بدرجة ،فإن
الخاء من الحلق ،والحاء من الفؤاد ،فإذا ذكرت الخليل لم تمل فاك ،لنه
من الحلق ،وإذا ذكرت الحبيب ملت فاك وقلبك ،لنه من الفؤاد ،قالوا:
أظهر ال الخليل ،ولم يظهر الحبيب ،الجواب أنه أظهر المحبة لمتبعيه،
فكيف المتبوع :قوله " :إن كنتم تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال )." (11
يعقوب :كان له اثنا عشر ابنا ،ومحمد كان له اثنا عشر وصيا ،وجعل
السباط من سللة صلبه .ومريم بنت عمران من بناته ،والهداة في ذريته )
.(12قوله " :ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة
والكتاب ) " (13و
) (1النعام (2) .75 :النجم (3) .8 :البقرة (4) .127 :البقرة (5) .144 :البقرة:
(6) .124التوبة .33 :والفتح .28 :الصف (7) .9 :ابراهيم(8) .35 :
الحزاب (9) .33 :خاله :صادقه وآخاه (10) .الضحى (11) .5 :آل
عمران (12) .31 :في المصدر :والهداية في ذريته (13) .العنكبوت:
.27
] [ 408
محمد أرفع ذكرا من ذلك ،جعلت فاطمة عليها السلم سيدة نساء العالمين من بناته،
والحسن و الحسين عليهما السلم من ذريته ،وآتاه الكتاب المحفوظ ل
يبدل ول يغير ) ،(1وصبر يعقوب عليه السلم على فراق ولده حتى كاد
يحرض ،وصبر محمد صلى ال عليه واله على وفاة إبراهيم وعلى ما علم
من فحوى ما يجري على ذريته .يوسف عليه السلم إن كان له جمال
فلمحمد صلى ال عليه واله ملحة وكمال ،قوله صلى ال عليه واله :كان
يوسف عليه السلم أحسن ولكنني أملح .وإن كان يوسف في الليل نورانيا
فمحمد في الدنيا والعقبى نوراني ،ففي الدنيا يهدي ال لنوره ،وفي العقبى:
" انظرونا نقتبس ) ." (2يوسف عليه السلم دعا لمالك بن ذعر ليكثر
ماله وولده ،قال النبي صلى ال عليه واله " :ستدرك ) (3ولدا لي يسمى
الباقر ،فإذا لقيته فاقرأه مني السلم ،وقال لنس :اللهم أطل عمره ،وأكثر
ماله وولده " فبقي إلى أيام عمر بن عبد العزيز ،وله عشرون من الذكور،
وثمانون من الناث ،وكانت شجراته كل حول ذوات ثمرتين .صبر يوسف
عليه السلم في الجب والحبس والفرقة والمعصية ،ومحمد قاسى من كثرة
الغربة والفرقة ،وحبس في الشعب ثلث سنين ،وفي الغار ثلث ليال،
وكان ليوسف عليه السلم رؤياه ،ولمحمد " :لقد صدق ال رسوله الرؤيا
بالحق لتدخلن المسجد الحرام ) ." (4موسى عليه السلم أعطاه ال اثنتى
عشرة عينا ،قوله " :فانفجرت منه اثنتا عشرة ) (5عينا " ومحمد أمر
البراء بن عازب بغرس سهمه يوم الميضاة ) (6بالحديبية في قليب جافة
فتفجرت اثنتا عشرة عينا حتى كفت ثمانية آلف رجل ،وكان لموسى عليه
السلم انفجار الماء من الحجر ،ولمحمد عليه السلم انفجار الماء من بين
أصابعه ،وهذا أعجب ،وأنزل ال لموسى
) (1أي ل ينسخ ،ول يصل إليه يدى التصحيف والتحريف (2) .الحديد(3) .13 :
المخاطب جابر بن عبد ال النصاري الصحابي (4) .الفتح(5) .27 :
البقرة (6) .60 :الميضأة والميضاءة :الموضع يتوضأ فيه .المطهرة
يتوضأ منها.
] [ 409
عمودا من السماء يضئ لهم ليلتهم ،ويرتفع نهارهم ،ورسول ال أعطى بعض
أصحابه عصا تضئ أمامه وبين يديه ،وأعطى قتادة بن النعمان عرجونا )
،(1فكان العرجون يضئ أمامه عشرا .قوله " :ولقد آتينا موسى تسع
آيات بينات ) " (2قال ابن عباس والضحاك :اليد ،والعصا ،والحجر،
والبحر ،والطوفان ،والجراد ،والقمل ،والضفادع ،والدم ،يروى أن النبي
صلى ال عليه واله استتر للوضوء في بعض أسفاره إلى الشام فأحاط به
اليهود بالسيوف ،فأثار ال من تحت رجله جرادا فاحتوشتهم ) ،(3وجعلت
تأكلهم حتى أتت على جملتهم ،وكانوا مأتي نفر ،وقال عليه السلم " :إن
بين الركن والصفا قبور سبعين نبيا ما ماتوا إل بضر الجوع والقمل "
وتبعه قوم يوما خاليا فنظر أحدهم إلى ثياب نفسه وفيها قمل ،ثم جعل بدنه
يحكه ،فأنف من أصحابه ،وانسل ) ،(4وأبصر آخر وآخر مثل ذلك حتى
وجد كلهم من نفسه ،ثم زاد ذلك عليهم حتى استولى ذلك عليهم فماتوا
كلهم من خمسة أيام إلى شهرين ،وهم جماعة بقتله فخرجوا نحو المدينة
من مكة فسلط ال على مزاودهم ورواياهم وسطائحهم الجرذان فخرقتها
ونقبتها وسال مياهها ،فلما عطشوا شعروا فرجعوا القهقرى إلى الحياض
التي كانوا تزودوا منها تلك المياة ،وإذا الجرذان قد سبقتهم إليها فنقبت
اصولها وسال في الحرة ) (5مياهها ،فتماوتوا ،ولم ينفلت منهم إل واحد ل
يزال يقول :يا رب محمد وآل محمد ،قد تبت من أذاه ،ففرج عني بجاه
محمد وآل محمد ،فوردت عليه قافلة فسقوه وحملوه وأمتعة القوم )،(6
فآمن بالنبي صلى ال عليه واله ،فجعل رسول ال صلى ال عليه واله له
تلك الجمال والموال ،واحتجم النبي صلى ال عليه واله مرة فدفع الدم
الخارج منه إلى أبي سعيد الخدري ،وقال :غيبه ،فذهب فشربه ،فقال :ماذا
صنعت به ؟ قال :شربته ،قال :أو لم
) (1العرجون :أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه
المشاريخ (2) .السراء (3) .101 :أي أحدقت بهم وجعلتهم في وسطها.
) (4انسل أي انطلق مستخفيا (5) .الحرة :الرض ذات حجارة نخرة سود
كأنها احرقت بالنار (6) .أي وحملوا أمتعة القوم.
] [ 410
أقل لك :غيبه ؟ فقال :قد غيبته في وعاء حريز ،فقال :إياك وأن تعود لمثل هذا ،ثم
اعلم أن ال قد حرم على النار لحمك ودمك لما اختلط بدمي ولحمي،
واستهزأ به أربعون نفرا من المنافقين ،فقال صلى ال عليه واله :أما إن
ال يعذبهم بالدم ،فلحقهم الرعاف الدائم ،و سيلن الدماء من أضراسهم،
فكان طعامهم وشرابهم يختلط بدمائهم ،فبقوا كذلك أربعين صباحا ،ثم
هلكوا .قوله " :اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء ) " (1واعطي أفضل
منه ،وهو أن نورا كان عن يمينه حيث ما جلس ،وكان يراه الناس كلهم،
وقد بقي ذلك النور إلى قيام الساعة ،وكان يحب أن يأتيه الحسنان،
فيناديهما :هلما إلي ،فيقبلن نحوه من البعد قد بلغهما صوته ،فيقول
بسبابته هكذا ،يخرجهما من الباب ،فتضئ لهما أحسن من ضوء القمر
والشمس ،فيأتيان ،ثم تعود الصبع كما كانت ،وتفعل في إنصرافهما مثل
ذلك قوله " :وأن ألق عصاك ) " (2وله ما روي أن الزبير بن العوام
انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ النبي صلى ال عليه واله خشبة
فمسحها من جانبيه ،فصارت سيفا أجود ما يكون وأضربها ) ،(3فكان
يقاتل به ،وإن ال تعالى قلب جذوع سقوف يهود نازعوه أفاعي ،وهي
أكثر من مائة جذع ،وقصدت نحوهم ،والتقمت متاع بيتهم ،فمات منهم
أربعة ،وخبل جماعة ) (4وأسلم آخرون ،وقالوا :اللهم بجاه محمد الذي
اصطفيته ،وعلي الذي ارتضيته ،وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم
اجتبيته ،فأنشر ال الربعة .قوله " :فاضرب بعصاك البحر ) " (5قال
أمير المؤمنين عليه السلم :خرجنا معه يعني النبي صلى ال عليه واله
إلى خيبر ،فإذا نحن بواد يشخب فقد رناه فإذا هو أربع عشرة قامة ،فقالوا:
يا رسول ال العدو من ورائنا ،والوادي أمامنا ،كما قال أصحاب موسى
عليه السلم " :إنا لمدركون ) " (6فنزل رسول ال صلى ال عليه واله ثم
قال " :اللهم إنك جعلت لكل مرسل دللة
) (1القصص (2) .32 :القصص (3) .31 :استظهر المصنف في الهامش أن
الصحيح :وأعطاها (4) .أصابهم جنون (5) .الصحيح كما في المصحف
الشريف) :أن اضرب( راجع سورة الشعراء (6) .63 :الشعراء.61 :
] [ 411
فأرني قدرتك " وركب فعبرت الخيل لتندى حوافرها ،والبل لتندى أخفافها،
فرجعنا فكان فتحها ،وفي رواية أنس إنه مطرت السماء ثلثة أيام ولياليها
بوادي الخزان ) ،(1فقالوا :يا رسول ال هول عظيم ،فقال :أيها الناس
اتبعوني ،وكنت آخر الناس ،ولقد رأيت الماء ما بل أخفاف البل .قوله" :
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) " (2وروي أن النبي صلى ال عليه واله
قال " :اللهم العن رعل وذكوان ) ،(3اللهم اشدد وطأتك على مضر ،اللهم
اجعل سنيهم كسني يوسف " ففي الخبر أن الرجل كان منهم يلحق صاحبه
فل يمكنه الدنو ،فإذا دنا منه ل يبصره من شدة دخان الجوع ،وكان يجلب
) (4إليهم من كل ناحية ،فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم
حتى يتسوس ) (5وينتن ،فأكلوا الكلب الميتة والجيف والجلود ،ونبشوا
القبور ،وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها ،وأكلت المرأة طفلها ،وكان الدخان
متراكما بين السماء والرض ،وذلك قوله " :فارتقب يوم تأتي السماء
بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم ) " (6فقال أبو سفيان
ورؤساء قريش :يا محمد أتأمرنا بصلة الرحم ؟ فأدرك قومك فقد هلكوا،
فدعا لهم ،وذلك قوله " :ربرنا اكشف عنا العذاب إنا موقنون ) " (7فقال
ال تعالى " :إنا كاشفوا العذاب قليل إنكم عائدون ) " (8فعاد إليهم
الخصب والدعة ،وهو
) (1استظهر في المصدر :أن الصحيح :الخزاز ،أقول :ولعله كذلك راجع معجم
البلدان (2) .364 :2العراف (3) .130 :بنو رعل :بطن من بهتة من
العدنانية ،وهم بنو رعل بن مالك ابن عوف بن امرئ القيس بن بهتة،
وبنو ذكوان أيضا بطن من بهتة من سليم من العدنانية ،وهم بنو ذكوان
بن ثعلبة بن بهتة ،قال القلقشندي بعد ترجمتهما بذلك :وهم الذين مكث
النبي صلى ال عليه وآله شهر ايقنت في الصلة ويدعو عليهم (4) .أي
يساق ويجئ بالطعام إليهم (5) .سوس الطعام :وقع فيه السوسو.
والسوس :دود يقع في الصوف والخشب والثياب و البر ونحوها(6) .
الدخان 10 :و (7) .11هكذا في الكتاب ،والصحيح كما في المصدر
والمصحف الشريف " :انا مؤمنون " راجع سورة الدخان(8) .12 :
الدخان.15 :
] [ 412
قوله " :فليعبدوا رب هذا البيت ) " (1الية ،انتقم ال لموسى عليه السلم من
فرعون ،وانتقم لمحمد صلى ال عليه واله من الفراعنة " :سيهزم الجمع
ويولون الدبر ) " (2كان لموسى عليه السلم عصا ،ولمحمد صلى ال
عليه واله ذو الفقار ،خلف موسى عليه السلم هارون عليه السلم في
قومه ،وخلف محمد صلى ال عليه واله عليا عليه السلم في قومه" :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وكان لموسى عليه السلم اثنا عشر
نقيبا ،ولمحمد صلى ال عليه واله اثنا عشر إماما ،كان لموسى عليه
السلم انفلق البحر في الرض " :فانفلق فكان كل فرق ) " (3ولمحمد
صلى ال عليه واله انشقاق القمر في السماء وذلك أعجب " :اقتربت
الساعة و انشق القمر ) " (4العصا بلغت البحر فانفلق " :فاضرب بعصاك
البحر ) " (5وأشار بالصبع إلى القمر فانشق ،وقال موسى عليه السلم:
" رب اشرح لي صدري ) " (6وقال ال له " :ألم نشرح لك صدرك )(7
" وقال لموسى وهارون عليهما السلم " :فقول له قول لينا ) " (8وقال
لمحمد صلى ال عليه واله واغلظ عليهم ) * (9ول تطع كل حلف )" (10
وأعطى ال موسى عليه السلم المن والسلوى ،وأحل الغنائم لمحمد صلى
ال عليه واله ولمته ،ولم يحل لحد قبله ،وقال في حق موسى " :وظللنا
عليهم الغمام ) " (11يعني في التيه ،والنبي صلى ال عليه واله كان يسير
الغمام فوقه ،وكلم ال موسى تكليما على طور سينآء ،وناجى ال محمدا
عند سدرة المنتهى ،وكان واسطة بين الحق ،وبين موسى عليه السلم،
ولم يكن بين محمد صلى ال عليه واله وربه أحد " :فأوحى إلى عبده )
" (12وليس من مشى برجليه كمن اسري بسره ) ،(13وليس من ناداه
كمن ناجاه ،ومن بعد نودي ،ومن قرب نوجي ،ولم يكلم موسى عليه
السلم إل بعد أربعين ليلة ،ومحمد صلى ال عليه واله كان نائما في بيت
ام هاني فعرج به ،ومعراج موسى عليه السلم بعد الموعود ،ومعراج
محمد صلى ال عليه واله بل وعد ،واختار موسى قومه سبعين رجل،
واختير محمد وهو فريد ،ولم يحتمل موسى عليه السلم
) (1قريش (2) .3 :القمر (3) .45 :الشعراء (4) .63 :القمر (5) .1 :الشعراء:
.63وفي المصحف الشريف) :أن اضر ب( ولعله منقول بالمعنى(6) .
طه (7) .25 :الشرح (8) .1 :طه (9) .44 :التوبة (10) .73 :القلم:
(11) .10العراف (12) .160 :النجم (13) .10 :أي بشخصه
وحقيقته.
] [ 413
ما رآه " :فخر موسى صعقا ) " (1واحتمل محمد ذلك " :لقد رأى من آيات ربه )
" (2معراج موسى عليه السلم نهارا ،ومعراج محمد صلى ال عليه واله
ليل ،ومعراج موسى عليه السلم على الرض ،ومعراج محمد صلى ال
عليه واله فوق السماوات السبع ،أخبر بما جرى بينه وبين موسى عليه
السلم ،وكتم ما جرى بينه وبين محمد " :فأوحى إلى عبده ما أوحى )(3
" قوله " :ولما جاء موسى لميقاتنا ) " (4كأنه جاء من عند فرعون "
لقد جاءكم رسول ) " (5كأنه جاء من عند ال وقال لموسى " :وأوحينا
إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ) " (6وأخرج النبي من
مسجده ما خل العترة ،وفي هذا تبيان قوله " :أنت مني بمنزلة هارون من
موسى " .حسان :لئن كلم ال موسى على * شريف من الطور يوم الندا
فإن النبي أبا قاسم * حبي بالرسالة فوق السماء وقد صار بالقرب من ربه
* على قاب قوسين لما دنا وإن فجر الماء موسى لكم ) * (7عيونا من
الصخر ضرب العصا فمن كف أحمد قد فجرت * عيون من الماء يوم الظما
وإن كان هارون من بعده * حبي بالوزارة يوم المل فإن الوزارة قد نالها *
علي بل شك يوم الندا كعب بن مالك النصاري :فإن يك موسى كلم ال
جهرة * على جبل الطور المنيف ) (8المعظم فقد كلم ال النبي محمدا *
على الموضع العلى الرفيع المسوم داود عليه السلم كان له سلسلة
الحكومة ليميز الحق من الباطل ،ولمحمد صلى ال عليه واله القرآن:
) (1العراف ،142 :وفيه :وخر (2) .النجم (3) .18 :النجم (4) .10 :العراف:
(5) .143التوبة (6) .128 :يونس (7) .87 :في المصدر :لهم .وهو
الصحيح (8) .جبل منيف :مرتفع مشرف.
] [ 414
) (1النعام (2) .38 :المائدة (3) .83 :المائدة (4) .67 :الفتح 28 :و (5) .29
سبأ (6) .10 :آل عمران (7) .159 :الظاهر كما في هامش النسخة أن
الصحيح :وألن له (8) .ص (9) .20 :ص (10) .26 :النجم(11) .2 :
أي قد رجعت معه بالتسبيح (12) .سبأ (13) .12 :قال :نام في القافلة
أي منتصف النهار (14) .النمل.16 :
] [ 415
النبي صلى ال عليه واله وقد جعلت ترف على رأس رسول ال صلى ال عليه
واله ،فقال :أيكم فجع ) (1هذه ؟ فقال رجل من القوم :أنا أخذت بيضها،
فقال النبي صلى ال عليه واله :ارددها ،ومنه كلم البعير و العجل والضبي
والشاة والذئب والذب ،وسخرت له ) " (2الجن والشياطين ،وقال للنبي
صلى ال عليه واله " :قل اوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )،" (3
وقوله " :وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) " (4وهو التسعة من أشراف
الجن بنصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر ،منهم شصاه ،ومصاه،
والهملكان ،والمرزبان ،والمازمان ،ونضاه ،وهاضب ،وعمرو ،وبايعوه
على العبادات ،واعتذروا بأنهم قالوا على ال :شططا ،وسليمان عليه
السلم كان يصفدهم لعصيانهم ،ونبينا أتوه طائعين راغبين ،وسأل سليمان
ملكا دنيا " :رب هب لي ملكا ) " (5وعرض مفاتيح خزائن الدنيا على
محمد صلى ال عليه واله فردها ،فشتان بين من يسأل وبين من يعطى فل
يقبل ،فأعطاه ال الكوثر والشفاعة والمقام المحمود " ولسوف يعطيك
ربك فترضى ) " (6وقال لسليمان " :امنن أو أمسك بغير حساب )" (7
وقال لنبينا " :ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )." (8
حسان بن ثابت :وإن كانت الجن قد ساسها * سليمان والريح تجري رخا
فشهر غدو به دائبا * وشهر رواح به إن يشا فإن النبي سرى ليلة * من
المسجدين إلى المرتقى كعب بن مالك :وإن تك نمل البر بالوهم كلمت *
سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى فهذا نبي ال أحمد سبحت * صغار
الحصى في كفه بالترنم يحيى عليه السلم قال ال تعالى له " :وآتيناه
الحكم صبيا ) " (9وكان في عصر ل جاهلية
) (1فجعه :أوجعه باعدامه ما يتعلق به من أهل أو مال (2) .أي لسليمان عليه
السلم (3) .الجن (4) .1 :الحقاف (5) .29 :ص 35 :وهو منقول معناه
والية هكذا " :قال رب اغفر لي وهب لى ملكا " (6) .الضحى(7) .5 :
ص .39 :وفيه :فامنن (8) .الحشر 7 :وفيه :وما اتاكم (9) .مريم.12 :
] [ 416
فيه ،ومحمد صلى ال عليه واله اوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الوثان وحزب
الشيطان ،وكان يحيى عليه السلم أعبد أهل زمانه وأزهدهم ،ومحمد أزهد
الخلئق ،وأعبدهم ،حتى قيل " :طه ما أنزلنا ) ." (1حسان بن ثابت :وإن
كان يحيى بكت عينه * صغيرا وطهره في الصبي فإن النبي بكى قائما *
حزينا على الرجل خوف الرجا فناداه أن طه ) (2أبا قاسم * ول تشق
بالوحي لما أتى عيسى عليه السلم " وابرئ الكمه والبرص )" (3
ونبينا صلى ال عليه واله أتاه معاذ بن عفرا ) (4فقال :يا رسول ال إني
قد تزوجت ،وقالوا للزوجة :إن بجنبي بياضا ،فكرهت أن تزف إلي ،فقال:
اكشف لي عن جنبك ،فكشف له عن جنبه ،فمسحه بعود فذهب ما به من
البرص ،ولقد أتاه من جهينة أجذم يتقطع من الجذام ،فشكا إليه ،فأخذ قدحا
من ماء فتفل فيه ،ثم قال :امسح به جسدك ففعل فبرأ ،وأبرأ صاحب
السلعة ) ،(5وأتته امرأة فقالت :يا رسول ال إن ابني قد أشرف على
حياض الموت ،كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب ) ،(6فقام وقمنا معه،
فلما أتيناه قال له :جانب يا عدو ال ولي ال ،فأنا رسول ال ،فجانبه
الشيطان ،فقام صحيحا ،وأتاه رجل وبه ادرة ) (7عظيمة ،فقال :هذه الدرة
تمنعني من التطهير والوضوء ،فدعا بماء فبرك فيه ودعاه وتفل فيه ،ثم
أمره أن يفيض عليه ) ،(8ففعل الرجل ،وأغفى إغفائة وانتبه فإذا هي قد
تقلصت ،وجائت امرأة ومعها
) (1طه (2) .1 :في المصدر :فناداه طه (3) .آل عمران (4) .49 :هكذا في
النسخة ،والصحيح :عفراء بالمد ،والرجل هو معاذ بن الحارث بن رفاعة
النصاري النجاري (5) .السلعة :خراج في البدن أو زيادة فيه كالغدة بين
الجلد واللحم (6) .تثاءب :أصابه كسل وفترة كفترة النعاس (7) .في
النهاية :الدرة بالضم :نفخة في الخصية (8) .أي يفرغه عليه.
] [ 417
عكة ) (1سمن واقط ومعها ابنة لها فقالت :يا رسول ال ولدت هذه كمها ) ،(2فأخذ
رسول ال صلى ال عليه واله عودا فمسح به عينيها فأبصرتا .ومنه
حديث قتادة بن ربعي ومحمد بن مسلمة و عبد ال بن أنيس .قوله" :
واحيي الموتى بإذن ال ) " (3قال الكلبي :كان عيسى عليه السلم يحيي
الموات بياحي يا قيوم ،وقيل إنه أحيى أربعة أنفس ،وهم عاذر ،وابن
العجوز ،وابنة العاشر ،وسام بن نوح ،قال الرضا عليه السلم :لقد
اجتمعت قريش إلى رسول ال صلى ال عليه واله فسألوه أن يحيي لهم
موتاهم ،فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلم فقال :اذهب إلى
الجبانة ) (4فناد باسم هؤلء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك :يا
فلن ،ويا فلن ،ويا فلن ،يقول لكم رسول ال :قوموا بإذن ال ،فقاموا
ينفضون التراب عن رؤوسهم ،فأقبلت قريش تسألهم عن امورهم ،ثم
أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا ،فقالوا :وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ،و
أحيى صلى ال عليه واله النفر الذين قتلوا يوم بدر فخاطبهم وكلمهم
وعيرهم بكفرهم .قوله " :وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون ) " (5ومحمد
صلى ال عليه واله كان ينبئ بأشياء كثيرة ،منها :قصة حاطب بن أبي
بلتعة ،وإنفاذ كتابه إلى مكة ،ومنها قصة عباس و سبب إسلمه .ابن
جريح في قوله " :ويعلمه الكتاب والحكمة ) " (6إن ال تعالى أعطى
عيسى عليه السلم تسعة أشياء من الحظ ،ولسائر الناس جزءا وروي عن
النبي صلى ال عليه واله اوتيت القرآن ومثليه .انشد :وإن كان من مات
يحيى لكم * يناديه عيسى برب العلى.
) (1العكة :زقيق للسمن أصفر من القربة (2) .هكذا في النسخة ،والصحيح :كمهاء
بالمد ،كما في المصدر (3) .آل عمران (4) .49 :الجبانة :المقبرة.
الصحراء (5) .آل عمران (6) .49 :آل عمران.48 :
] [ 418
فإن الذراع لقد سمها * يهود لحمد يوم القرى ) (1فنادته أنى لمسمومة * فل
تقربني وقيت الذي ) (2بيان :الحمرة بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحة:
ضرب من الطير كالعصفور - 2 .قب :قد مدح ال اثنى عشر من النبياء
باثنى عشر نوعا من الطاعة :مدح إسحاق عليه السلم ويعقوب عليه
السلم بالطاعة " :ووهبنا له إسحاق ويعقوب ) " (3ولعيسى بالزهادة،
قيل له :لو اتخذت منزل أو اشتريت دابة ،فقال ما قال ،ولسليمان بالسخا،
وكان يطعم كل يوم سبعمائة جريب من الحوارى ) ،(4وهو يأكل الخشكار،
) (5ولبراهيم عليه السلم بالرحمة " :إن إبراهيم لحليم أواه منيب )(6
" ،وفيه قصة المجوس الذين أسلموا من ضيافته ،ولنوح عليه السلم
بالصلبة " :رب ل تذر على الرض ) " (7وأيضا من موسى وهارون
عليهما السلم " :ربنا إنك آتيت فرعون ) " (9فبالغ نبينا صلى ال عليه
واله في هذه الخصال حتى نهاه عن ذلك :الستغفار " :استغفر لهم أو ل
تستغفر لهم ) " (10المجاهدة " :ول تعجل بالقرآن ) " (11العبادة :طه
ما أنزلنا ) " (8الزهد " :لم تحرم ما أحل ال لك ) " (12وفيه حديث
مارية ،وعرض عليه مفاتيح الدنيا فأبى ،السخا " :ول تجعل يدك مغلولة )
" (13الرحمة " :واغلظ عليهم ) " (14وقال " :فلعلك باخع نفسك )(15
" الصلبة " :لست عليهم بمصيطر ) * (16يا أيها النبي جاهد
) (1أي يوم الضيافة (2) .مناقب آل أبي طالب (3) .157 - 148 :1النعام) .84 :
(4الحواري بضم الحاء وتشديد الواو :الدقيق البيض (5) .تقدم في باب
قصص سليمان عليه السلم نحوه عن كتاب الدعوات ،قال المصنف
هناك :الخشكار لم اجده في أكثر كتب اللغة ،فكأنه معرب مولده ،وفي
كتب الطب وبعض كتب اللغة أنه الخبز المأخوذ من الدقيق غير المنخول،
وقيل :إنه الخبز اليابس ،والول هو المراد هنا انتهى أقول :في بعض
نسخ المصدر :الخشار بالضم :وهو فضالة المائدة .وما ل لب له من
الشعير (6) .هود (7) .75 :نوح (8) .26 :يونس (9) .88 :التوبة.80 :
) (10طه (11) .114 :طه (12) .1 :التحريم (13) .1 :السراء) .29 :
(14التوبة (15) .73 :الكهف (16) .6 :الغاشية.22 :
] [ 419
الكفار ) " (1وفيه قصة ابن مكتوم .النذار " :نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم )
" (2عيب آلهتهم " :ول تسبوا الذين يدعون من دون ال ) ." (3وإنه
تعالى أقسم لجله بخمسة عشر قسما :بهدايته " :والنجم إذا هوى )" (4
برسالته " :يس والقرآن الحكيم ) " (5بولي عهده " :والعاديات ضبحا )
" (6بمعراجه " :لتركبن طبقا عن طبق ) " (7بشريعته " :والعصر إن
النسان لفي خسر ) " (8بكتابه :ق -والقرآن المجيد ) " (9بخلقه " :لقد
خلقنا النسان في أحسن تقويم ) " (10بخلقه " :ن والقلم ) " (11بزيادة
نوافله " :طه ما أنزلنا ) " (12بطهارته " :فل اقسم بما تبصرون )(13
" ببلده " :ل اقسم بهذا البلد ) " (14بمحبته " :والضحى والليل )" (15
بتهديد موذيه " :كل لئن لم ينته ) " (16بعقوبة أعدائه " :كل إنهم عن
ربهم يومئذ ) " (17بعمره " :لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون )" (18
ومن شدة فرط المحب ) (19أن يحلف بعمر حبيبه ،وكل ما سأل النبياء
من ال تعالى أعطاه ال بل سؤال :آدم عليه السلم " :وإن لم تغفر لنا )
" (20وله " :ليغفر لك ال ) " (21نوح عليه السلم " :ل تدر على
الرض ) " (22وله " :إنا كفيناك المستهزئين ) " (23إبراهيم عليه
السلم " :ول تخزني يوم يبعثون ) " (24وله " يوم ل يخزي ال النبي )
" (25شعيب عليه السلم " :ربنا افتح بيننا ) " (26وله " :إنا فتحنا لك
) " (27لوط عليه السلم " :رب انصرني على
) (1التوبة (2) .73 :الحجر (3) .49 :النعام (4) .108 :النجم (5) .1 :يس) .1 :
(6العاديات (7) .1 :النشقاق (8) .19 :العصر (9) .1 :ق(10) .1 :
التين (11) .4 :القلم (12) .1 :طه (13) .1 :الحاقة (14) .38 :البلد:
(15) .1الضحى (16) .1 :العلق (17) .15 :المطففين(18) .15 :
الحجر (19) .72 :في المصدر :فرط المحبة (20) .العراف(21) .22 :
الفتح (22) .2 :نوح (23) .26 :الحجر (24) .95 :الشعراء(25) .87 :
التحريم (26) .8 :العراف (27) .89 :الفتح.1 :
] [ 420
القوم ) " (1وله " :وينصرك ال ) " (2موسى عليه السلم " :قال رب اشرح لي
صدري ) " (3وله " :ألم نشرح لك ) " (4موسى عليه السلم " :اخلفني
في قومي ) " (5وله :إنما وليكم ال ) ." (6المقام أربعة :مقام الشوق
لشعيب عليه السلم حيث بكى من خوف ال ،ومقام السلم لبراهيم عليه
السلم :إذ جاء ربه بقلب سليم ) " (7ومقام المناجات لموسى عليه
السلم " :وقربناه نجيا ) " (8ومقام المحبة للنبي صلى ال عليه واله" :
فكان قاب قوسين ) " (9وسمى ال تعالى نوحا شكورا " :إنه كان عبدا
شكورا ) " (10وإبراهيم عليه السلم حليما " :إن إبراهيم لحليم )" (11
وموسى عليه السلم كليما " :وكلم ال موسى تكليما ) " (12وجمع له
كما جمع لنفسه فقال " :إن ال بالناس لرؤوف رحيم ) " (13وله:
بالمؤمنين رؤوف رحيم ) " (14قيل :هما واحد ،وقيل :الرؤوف :شدة
الرحمة ،رؤوف بالمطيعين ،رحيم بالمذنبين ،رؤوف بأقربائه رحيم
بأصحابه ،رؤوف بعترته ،رحيم بامته ،رؤوف بمن رآه ،رحيم بمن لم يره
).(15
) (1العنكبوت (2) .30 :الفتح (3) .3 :طه (4) .25 :الشرح (5) .1 :العراف:
(6) .142المائدة (7) .55 :الصافات (8) .84 :مريم (9) .52 :النجم:
(10) .9السراء (11) .3 :هود (12) .75 :النساء (13) .164 :البقرة:
(14) .143التوبة (15) .128 :مناقب آل أبي طالب 160 - 158 :1
] [ 421
بسمه تعالى وله الحمد إلى هنا انتهى الجزء السادس عشر من كتاب بحار النوار
للعلمة المجلسي )قدس سره( بهذه الصورة النفيسة ،والتعاليق المحتاج
إليها ،وهو الجزء الثاني من المجلد السادس في تاريخ نبينا صلى ال عليه
واله يحوى اثنين و أربعمائة حديث في ثمانية أبواب .بأصحابه ،رؤوف
بعترته ،رحيم بامته ،رؤوف بمن رآه ،رحيم بمن لم يره ).(15
) (1العنكبوت (2) .30 :الفتح (3) .3 :طه (4) .25 :الشرح (5) .1 :العراف:
(6) .142المائدة (7) .55 :الصافات (8) .84 :مريم (9) .52 :النجم:
(10) .9السراء (11) .3 :هود (12) .75 :النساء (13) .164 :البقرة:
(14) .143التوبة (15) .128 :مناقب آل أبي طالب 160 - 158 :1
] [ 421
بسمه تعالى وله الحمد إلى هنا انتهى الجزء السادس عشر من كتاب بحار النوار
للعلمة المجلسي )قدس سره( بهذه الصورة النفيسة ،والتعاليق المحتاج
إليها ،وهو الجزء الثاني من المجلد السادس في تاريخ نبينا صلى ال عليه
واله يحوى اثنين و أربعمائة حديث في ثمانية أبواب .وقد قوبل بالنسختين
المطبوعتين إحديهما النسخة المشهورة بطبعة " أمين الضرب " وعدة
نسخ مخطوطة جيدة في غاية الدقة والتقان منها :النسخة الصلية التي
هي بخط المؤلف رضوان ال عليه .وسيصدر عاجل -إنشاء ال تعالى -
الجزء السابع عشر يبتد ب )باب وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى
ال عليه واله( وال تعالى ولي الوفيق .خادم العلم والدين عبد الرحيم
الرباني الشيرازي.