You are on page 1of 66

‫رواية‬

‫دائما ما أدعو الوتي‬

‫سعيد نوح‬

‫مقدمة‬

‫كل من عاني تأليف سية إنسان ليجعله بطل كتاب ـ سواء أكان بطل ف الياة أم ل يكن ـ يؤمن‬

‫بداهة أول المر أن الدف النشود يقتضيه‪,‬إن أراد العدل والصدق‪,‬أن يعل شخصية هذا البطل تل‬

‫اللوحة كلها وتستأثر بميع الضواء‪,‬فإذا مضي ف هذا السبيل أحس‪,‬وهو قلق‪,‬أن اللوحة رغم‬

‫امتلئها بشخصية البطل تظل فارغة جوفاء‪,‬وأنه مرسوم بغي أبعاد‪,‬فكأنه إنسان وهي‪,‬ل ندري‬

‫أهو حي أم خراف‪,‬مدور أم مسطح‪,‬لبد إذن أن يقوم بانبه شئ آخر يدد أبعاد البطل وخطوطه‬

‫صدقا غي مطلق ـ بفضل النسبة الت قامت بي البطل وهذا‬ ‫ويعله ينطق بالصدق ـ وإن كان‬

‫الشيء الخر‪ .‬حينئذ تأتي شخصيات ثانوية ف ميط البطل‪,‬وتتقدم قليل ‪..‬قليل حت تبلغ مقدمة‬

‫الصفوف‪,‬فإذا بلغتها أحس الؤلف‪,‬وهومغتبط‪,‬أنه يعدل عن رسم فرد ف لوحة صغية ال رسم جيل ف‬

‫لوحة كبية‪,‬ووجد أن شخصية البطل تتضاءل قليل بسبب اتساع اللوحة‪,‬فل يغضب لذلك‪,‬بل لعله‬

‫‪..‬يفرح به‪,‬لنه ينجيه من الغالة ف البتعاد عن الصدق والنسبة الصحيحة‬

‫ولكنه مع هذا كله يرتاع حي يس أن الركة ف اللوحة قد ماتت من شدة الزدحام واختلط الكبي‬

‫بالصغي‪,‬فيتأمل اللوحة ليي ماذا هو فاعل من أجل أن تدب فيها الركة والنمو‪,‬فل يد له مرجا‬

‫إل أن يعل جيع الشخصيات تدور حول مور‪.‬فمن يكون هذا الور؟أيكون هو البطل؟كل‪.‬فإنه لو فعل‬

‫ذلك فلن يسلم أن يقع مرة أخري ف خطر انعدام النسبة بينه وبي بقية اللوحة‪.‬حينئذ‬

‫يلجأالؤلف ال حيلة فنية ف صنعة التأليف‪,‬هي أن يعل شخصيات اللوحة كلهاـ والبطل من بينها‬

‫ـ تدور حول شخصية ثانوية‪,‬ينتزعها من الامش ليضعها ف الركز‪,‬فإذا بشخصية البطل‪,‬وهي تتحول‬

‫إل الطراف ‪,‬قد أصبحت أكثر وضوحا وصدقا‪.‬بل إنا بسبب هذا الوضوح والصدق‪,‬تطغي علي اللوحة‬

‫‪.‬من جديد طغيانا ل يضر ول يفسد‬


‫ييي حقي‬

‫مضت ستة أشهر على خطوبة جيهان كنت خللا قد عودت نفسى على النسيان‪ .‬ربا كانت هذه الفتة‬

‫هى أقصر فتة قضيتها ف النسيان‪ .‬فراوية مثل الت كانت تشبه بصورة ما إيان حبيبت الول‬

‫أخذت من ما ل يقل عن ثلث سنوات وبعدها جاءت هالة الت أحسست للحظات وبالتحديد حي ابتسمت‬

‫ل ف اللقاء الرابع إن ابتسامتها تشبه إل حد ما ابتسامة إيان ومن أجل ذلك ظللت عامي ف‬

‫ماولة نسيانا أما إيان نفسها فقد أخذت تسع سنوات على نسيانا الؤقت دائما‪ .‬وها هى جيهان‬

‫آخر أحلمى الفاشلة اضبط نفسى وقد شفيت منها ول أعد أفكر فيها ليل نار كاليام الفائتة‬

‫لكن ما كان أكذبن فها أنا ارتعش حي سعت صوتا للمرة الول خلل الستة أشهر‪ .‬جاء صوتا به‬

‫رنة حزن وهى تدعون ف التليفون لزيارة الاجة لمر هام‪ .‬كنت ف الطريق أحسب اليام والليال‬

‫الاضية بسرة وأل‪ .‬فأنا الن ف التاه الذى ظللت أمنع نفسى عنه طيلة الشهور الستة الخية‬

‫وأمسك ب سعيدا بذا اللقاء وكأنن سأقابل قلب الضائع من‪ .‬أكملت السادسة والثلثي وها أنا‬

‫أمسك بنفسى غرا غريرا كما يقول إليا أبوماضى ف إحدى قصائده كنت خلل الطريق أفكر ف‬

‫جيهان وكيف سأبدو حي ألقى عيونا وتنيت كثيا أن أحقق حلم الرتباط بواحدة هى أكثرهن شبها‬

‫بإيان‪ .‬حي دخلت من الباب كان الو غريبا بالنسبة ل‪ .‬فلول مرة أرى عمر وعليا وعثمان‬

‫أبناء الاجة نعمة متمعي ف البيت‪ .‬كانوا يلسون على الكنبة مكان الاجة الفضل‪ .‬فأين ذهبت‬

‫الاجة كنت قد عرفتهم من خلل اللقاءات التفرقة وكم حسدت الاجة عليهم يوم ذهبنا لتوديعها‬

‫ف ميناء السويس ف ناية العام قبل الاضى وربا حسدتم هم على الاجة نفسها ل أدرى‪ .‬كان‬

‫الدكتور عمران خطيب جيهان يلس على كرسى بوار الباب الؤدى إل الجرات الداخلية للشقة‬

‫فجلست بواره بعد أن صافحتهم‪ .‬كانت الوجوه تشى بفجيعة على وشك الدوث ل أعرف لاذا تيلت‬

‫أن تكون الفجيعة ف الاجة فتحية ذلك الرم الصغي‪ .‬كنت قد عرفت منذ أيام أنا من ضمن الذين‬

‫قبلوا ف قرعة الج هذا العام وبعثت تلك البشرى عن طريق أخت ماجدة‪ .‬ل يطر أبدا ف بال أن‬

‫تكون الاجة نعمة هى الريضة فهى ل تشتكى إل من الروماتيزم والروماتيد وهذان الرضي ل‬

‫يسببان الوت على ما أعتقد‪ .‬دخلت جيهان مسكة بصينية شاى وأنا أفكر ف مصي الاجة فتحية‬

‫وأراجع شريط حياتا الت عرفتها من خلل الاجة نعمة ومن خللا أيضا‪ .‬تعمدت أن أنظر ف الرض‬

‫ّ حي وقفت أمامى بصينية الشاى‪ .‬خرج الرم الصغي وما إن وجدن أمامه حت سلم‬
‫وهى تسلم على‬

‫ّ وقبل يدى كعادتا‪ .‬كدت أقع وأنا أتيل أن الاجة هى الريضة سحبت يدى من بي أيدى الرم‬
‫على‬

‫‪:‬الصغي وقلت لعلى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬فيه إيه‬

‫ّ‪ .‬حاول أن يبدومتماسكا وهويقول إن الاجة بعافية شوية‪ .‬كان قد‬


‫كان أقربم إل سن وأقربم إل‬

‫ّ أربع سنوات منذ عرفت الاجة أحسست خللم إن ال عوضن أمى الت فقدتا قبل معرفت با‬
‫مضى على‬
‫بوقت قصي‪ .‬طلبت من على أن أدخل عليها فقال إن الدكتور ممد عمران معها بالداخل وبجرد‬

‫انتهائه من الكشف سوف ندخل سويا‪ .‬استجعت كل لظات موت أمى وخلتن للحظات أعيشه مرة أخرى‪.‬‬

‫ما إن خرج الدكتور ممد حت صافحته وسألته عن صحة الاجة‪ .‬كان وجهه يشى بكل شئ ورغم ذلك‬

‫سألته‪ .‬كان جوابه متصرا ودقيقا وشديد الوطئ على قلب‪ .‬طلبت منه أن ندخلها مستشفى‬

‫‪.‬العجوزة للشرطة لصلة قرابة تربطن بديرها لكنه قال بصوت هامس حزين‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أحسن إنا تفضل هنا‬

‫كان جواب شافيا وافيا عن الالة‪ .‬تركته ودخلت‪ .‬كانت بناتا الربعة وزوجات أبنائها يلتففن‬

‫من حول السرير وهى مغمضة العيني‪ .‬ما إن رأتن حت طلبت من بناتا أن يتكون معها دقائق‪.‬‬

‫خرجن جيعا وتركون أمسك بيديها كانت تشبه إل حد بعيد أمى ف لظاتا الخية رحت أفكر‪ .‬ما‬

‫الذى أملكه يعل الموات يوطون بثقتهم‪ .‬يوم إن مات خال الدكتور عوض طلب من زوجته أن تتكن‬

‫معه لظات كانت كفيلة بأن ينحن أمانته‪ .‬وكذلك أمى وأب واخت سعاد والن الاجة فما الذى‬

‫يدعوالوتى للوقوف جوارى‪ .‬كنت أفكر ف المانة الت لبد ستحملها ل الاجة كباقى الوتى وهل‬

‫سوف أستطيع تقيقها كما فعلت مع الذين سبقوها أقتبت منها بناء على إشارة من يديها حت‬

‫غدوت أتشمم أنفاسها الليئة برائحة الوت سقطت دمعتان على خدها فلم تلتفت إليهما أوعلى‬

‫وجه الدقة ل تس بما‪ .‬فكدت أجهش بالبكاء ولكن تالكت نفسى جيدا وسحبت يدى من يدها‬

‫‪:‬القابضة عليها ومسحت عيون‪ .‬قالت ل بصوت ضعيف واهن‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت عامل إيه مع مراتك‬

‫فجائن السؤال ولكن قلت لا المد ل‪ .‬فأغمضت عيونا قليل‬


‫ً وكأنا تستجمع ما تبقى لا من قوة ث‬

‫‪.‬فتحتهم وقالت بصوت يلؤه الكبياء والذل فبدا كصوت الوتي‬

‫‪-‬‬ ‫جيهان بتحبك وانت بتحبها هى قالتلى كده أول امبارح‪ .‬فلوكان عندك مقدرة تفتح بيت‬

‫‪.‬تان مفيش مانع أخلى إخواتا يوافقوا‬

‫كانت المانة هذه الرة غريبة وصعبة‪ .‬فدائما ما كان الموات يدعون للوقوف جوار أحبائهم‬

‫الذين هم أيضا أحبائى أما حكاية الزواج فهذا ما ل يدعون أحد إليه‪ .‬ما الذى يب على‬
‫ّ‬

‫قوله‪ .‬أنا لن أستطيع أن أفتح بيتا آخر‪ .‬ويكفين زوجة واحدة كزوجت حت ل أفكر ف الزواج‬

‫مرة ثانية‪ .‬أنا ل أنكر أنن مشدود إل جيهان بل أحبها ولكن موضوع الزواج هذا كان جديدا‬

‫بالنسبة ل‪ .‬كنت أنظر إل وجه الاجة والفكار تتداخل ف رأسى وربا أحسست با يدور ف رأسى‬

‫‪.‬ومن أجل ذلك قالت بعد أن تركت فسحة من الوقت‬

‫‪-‬‬ ‫يا بن كل شئ قسمة ونصيب بس أنا كنت عاوزة أشوف جيهان سعيدة قبل ما أموت أبوها‬

‫‪.‬مشفهاش وعلشان كده حاسة إنا معرفتش النان قوى‬

‫ّ‪ .‬كنت مازلت أمسك‬


‫ث سكتت وأشاحت بوجهها بعيدا وكأنا تعطين فرصة أخرى دون التلصص على‬

‫بيدها وأنا أفكر‪ .‬للحظات أحسست أنن أكاد أطي من الفرح ث جاءت صورة زوجت فجأة فأعادتن‬

‫‪:‬للحالة الول‪ .‬عادت بوجهها إل‬


‫ّ مرة ثانية ث قالت ل‬

‫‪-‬‬ ‫أنت ف معزة واحد من ولدى‪ .‬ث سحبت يدى المسكة بيدها وقربتها من فمها وطبعت قبلة‬
‫عليها وحي ذلك وجدت الدموع البيسة فرصة للخروج بعد أن كادت تضيع ما بي أفكار الزواج‬

‫‪.‬وصورة زوجت‬

‫ً دون أن انتبه إل عيون جيهان الت تلؤها‬


‫خرجت من الجرة وجلست على الكنبة بوار عمر وعلي‬

‫الدموع والسرة والل ف طريق العودة للبيت بعد ثلثة أيام شاركت خللم ف العزاء كنت أفكر ف‬

‫ً ف شقة ماجدة وأنا اعزيها وف اليام الطويلة الت جلست‬


‫دموع جيهان الت أمسكت بيدي طويل‬

‫فيها بوار الاجة وأختها استمع إل حكايتهم وكيف استطاعت أن ترج ذلك العرض من فمها وهى ف‬

‫‪ .‬الطريق إل الوت وكيف ل استطع تقيق أمنيتها الخية‬


‫***‬
‫‪:‬دخلت جيهان مسكة بيديها الرم الصغي بعد أن صار شعرها كله منكوش وقالت لمها‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أدين فكيت كل الضفاير خليها بقى توافق على الدخول علشان أخلص‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ياللى يا فتحية اسعى الكلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يا وليه أنا لسه مستحمية السبوع اللى فات‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬علشان خاطرى يا فتحية‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هوفيه حد لؤاخذة بيتف ف بتاعى علشان كل أسبوع استحمى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬اختشى يا فتحية عيب الستاذ أول مرة يش عندنا يقول عليكى أيه‬

‫ّ نظرة متفحصة ث نظرت إل ماجدة الت كانت تلس جوارى وابتسمت ابتسامة ل معن لا‬
‫نظرت إل‬

‫‪:‬وقالت موجهة الكلم ل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت متجوز‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬وعندى بنت عندها سنة ونصف‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يبقى عارف كل حاجة وبتتنيل أنت ومراتك‬

‫ّ رغم ابتسامة‬
‫وأشارت بيدها إشارات بذيئة انسحبت على أثرها جيهان وهى تاول عدم النظر إل‬

‫الجل أما ماجدة فقد دفست رأسها ف حجرها وطلع منها ما يشبه ضحكة مكتومة‪ .‬كانت الاجة‬

‫نعمة مازالت تلس على الكنبة وتضع يدها على فمها ورغم ذلك كانت عيونا تفضح ابتسامة‬

‫‪.‬رائقة وجيلة‬

‫‪-‬‬ ‫والنب يا فتحية أنا ما فيا صوت للمناهدة معاكى النهاردة خلى جيهان تميكى وخلصينا‬

‫‪.‬من وجع الدماغ بتاع كل أسبوع‬

‫‪:‬نظرت فتحية إل وجه أختها الذى أخذ من الصرامة موقفا وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيه يا نعمة تكونيش أنت الكبية‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أبدا ياخت وال بس ما فيا حيل للمناهدة النهاردة وحاسة كده إن قلب سخسخ‬

‫‪:‬انتفضت فتحية بجرد ساع أختها وجرت إل حضنها وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أوعى توتى يا بت‬

‫أمسكت نعمة برأس أختها الوضوعة ف صدرها وطبطبت عليها وانمرت عيونما معا‪ .‬انسحبت فتحية‬

‫بعد قليل بدوء وأمسكت بيد جيهان الت عادت لتقف بوار الباب بعد أن ضاعت من وجهها صبغة‬

‫‪.‬الجل‬
‫‪-‬‬ ‫عارف يا بن من ساعة ما مات أنور جوزها وهى موريانا العذاب ألوان‪ .‬هومات من هنا‬

‫وهى هجت تن سني واحنا مش عارفي إذا كانت عايشة ول ميتة وبعد كده لففتنا وراها من‬

‫إسكندرية لطنطا لدسوق وال مرة رحتلها القصر ف مولد بتاع الشيخ الجاجى‪ .‬أنت تفتكر هى‬

‫عاقلة أبدا دى انذبت من يوم الخفى أنور ما أنتحر كانت لسه عندها ‪ 25‬سنة حاكم هى قعدت‬

‫متجوزة سبع سني وتلت تشهر‪ ،‬وبعدين اللى جرى جرى‪ .‬رجعت من القصر العين حافية والاج ممود‬

‫شافها من بعيد بسم ال ما شاء ال‪ .‬كان يعرف الواحد من على بعد‪ .‬مش قصدى يعرفه يعرفه‪.‬‬

‫قصدى يعرف ماله كويس ول فيه حاجة‪ .‬أول ما شافها قلى أنور جوز أختك مات‪ .‬أحنا مكناش‬

‫شفناهم من ييى خس تشهر قلتله فال ال ول فالك يا حاج‪ .‬قال أختك جايه هناك أهى طلعت جرى‬

‫ّ حافية وراحت مرمية ف حضن من يومها يا بن وأنا حسيت أنا بنت وأن‬
‫لقيتها داخلة على‬

‫مسئولة عنها‪ .‬الاج ممود عرف الوضوع بالعافية وراح القصر العين وعمل الواجب كله ال يرحه‬

‫أما مات بعد كده بداشر سنة كانت جنازته بسم ال ما شاء‪ .‬ال شارع الصحافة كله وقف ساعتي‬

‫حاكم الاج ال يرحه كان قريب يوسف بيه صديق وده اللى قام بالثورة وبعدين الثورة دبته ده‬

‫غي الناس اللى الاج كان بيجاملهم وتفتكر العزاء قعد كام يوم ورحة النب اللى نفسى أزوره‬

‫‪.‬يا بن قعد عشر تيام حاكم هوكان يعرف البلد كلها ال يرحم أمواتنا وأموات السلمي‬
‫***‬

‫أربع بنات وظابط‬

‫‪:‬قالت عنها بتنهيدة طويلة‬

‫‪-‬‬ ‫فتحية دية هى اللى طلعت بيها من أمى وأبويا وال ما عارفة أنا الكبية ول هيه‪ .‬جاء‬

‫‪.‬صوتا من خلف شيش الشباك الطل على الجرة الخرى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت الكبية يا كدابة ربنا هيدخلك النار‬

‫‪-‬‬ ‫ماشى يا فتحية أنا الكبية‪.‬‬ ‫‪.‬ث قالت عنها بصون ضعيف واهن‬

‫‪-‬‬ ‫وال يا بن هى الكبية‪ .‬أنا افتكرت دلوقت قصدى أنا عارفة كده طول العمر بس أما‬

‫‪.‬قولتلك من شوية أن مش عارفة كنت ناسية والنب يا ضنايا‬

‫‪-‬‬ ‫انتوبتتوشوشوا على إيه‪ .‬أنت بتقوليله إيه با نعمة أنت متعرفيش أن اللى يقول كلم‬

‫‪.‬على حد ويكدب ربنا بيدخله النار‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬والنب يا خت ما بكدب‬

‫‪-‬‬ ‫أبويا مبش غينا ومات وتوحه عندها أربعتاشر سنة‪ .‬معرفش مات ول انقتل أمى ال يرحها‬

‫كانت بتقول مات وأهل بولق أبوالعل بيقوله أنقتل‪ .‬ال أعلم بالقيقة وربنا يرحه على كل‬

‫حال‪ .‬تصدق وتآمن بال يا بن أنا وفتحية دى كنا بنات عدالة‪ .‬والبت فتحية دى كانت أجل‬

‫واحدة ف بولق أبوالعل وكانوا مسميينها توحة الغندورة وهى عندها ‪ 13‬سنة كان أتقدم لا‬

‫الستاذ ممد المي اللى كان شغال ف سراية عابدين واللى أتوز بعد كده بالمية ست الدار ال‬

‫يرحها وبعديه العلم ممد الزار صاحب مصانع القزاز اللى كانت بتاع تون‪ .‬وملت العطارة‬
‫‪.‬الشهية والستاذ عنت وال مانا فاكرة كان أسه عنت إيه‬

‫‪-‬‬ ‫جاء صوتا معبأ بسنوات طويلة من الذكريات وهى تقول اسه عنت أبوهيف من عيلة أبوهيف‬

‫‪:‬الكبية بتاع باب البحر ث سكتت وأكملت الاجة وقالت عنها‬

‫‪-‬‬ ‫شباب ورجاله آخر تام اتقدملها بس هى اللى خيبت سكتها بعيد عنك وحبت الواد أنور‬

‫هنصور‪ .‬كان السم يرج من بي شفتيها ممل بسخرية مليئة بالدلع فلم أتالك نفسى وابتسمت‬

‫ابتسامة عريضة ل تكتمل حي اندفع الباب الوارب اندفاعه أدت إل ارتطامه بالكرسى الوضوع‬

‫عليه صينية الشاى ما أدى إل طيانا بعيدا‪ .‬هالن الرم الصغي الواقف أمامى‪ .‬كانت ترتدى‬

‫‪.‬جلبابا أبيض من البفتة وشعرها البيض منكوش وبه ضفائر مازلت مصنوعة بكمة وعناية‬

‫‪-‬‬ ‫اسه الستاذ أنور النستل يا نعمة‪ .‬أنا عارفاكى طول عمرك وانت حطاه على رأسك وزعقة‬

‫ّ وقالت‪ .‬عارف يا بن الفيلم بتاع أربع بنات وظابط اللى كان معروض المعة اللى‬
‫ث اتهت إل‬

‫‪.‬فاتت بتاع أنور بيه وجدى‬

‫‪-‬‬ ‫ً ولكنها ل تلتفت إل تلك الشارة وراحت تكى قصة الفيلم حت جاءت إل‬
‫أومأت برأسى قليل‬

‫ً إل‬
‫ّ‬ ‫قرب النهاية حي دخل أنور وجدى إل فيل عمته ومعه البكس ث توقفت عن الكى وقالت موجهة‬

‫الكلم‪ .‬أنت فاكر الشهد ده‪ .‬هززت رأسى مرة واحدة لكنها أعادت السؤال مرة أخرى وقالت‪.‬‬

‫أنت فاكر أما أنور وجدى دخل على العازي اللى كانوا ف الفلة وهولبس بدلة ضابط وقاعد‬

‫يتكلم مع الست أمينة رزق عن العروسة‪ .‬أومأت برأسى مرة أخرى فقالت ل أتكلم أنت فاكر ول‬

‫‪.‬ل‪ .‬خرج صوتى متددا وضعيفا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيوه فاكر يا حاجة‬

‫‪-‬‬ ‫حاجة‪ .‬وال باين عليك مانت فاكر‪ .‬ث سكتت بضع ثوان وأضافت‪ .‬حاجة قال وابتسمت‬

‫ببلهة‪ .‬ل أعرف لاذا أحسست بفوران الدماء ف رأسى وتنيت أن أصفعها على وجهها ولكن قلت لا‬

‫‪.‬بشكل وقح‬

‫‪-‬‬ ‫أيويا ست فاكر أما أنور وجدى كان بيكلم أمينة رزق عن العروسة وبالمارة طلع فوق‬

‫ولقى الربع بنات حاطي الكراسى ورى الباب وكمان كاتب السناريوكان حاطط كلم يتفهم على‬

‫معنيي معن على لسان أمينة رزق ومعن على لسان نعيمة عاكف عاوزان أحكيلك لغاية حكاية‬

‫‪.‬القطر كمان أنا تت أمرك‬

‫ً غائرا‪ ،‬ولكنها‬
‫ً تاما وأنا أتكلم فلم أنتبه إل لعة عيونا الت كانت تمل جال‬
‫كنت منفعل‬

‫أمسكت بيدى وقالت أقف هنا أنت فاكر أما أنور وجدى نادى على العساكر قلت لا أيوه فاكر‪.‬‬

‫انتبهت إل تلك اللمعة وذلك المال البعيد الذى يمله وجهها ولكنها أخرجتن من تلك الالة‬

‫‪:‬بزة عنيفة بيديها وهى تقول‬

‫‪-‬‬ ‫أنت عارف العسكرى اللى قال لنور بيه وجدى تام يا فندى‪ .‬هززت رأسى فجذبتن بيديها‬

‫الصغية وهى تقول يعن فاكرة كويس‪ .‬خرجت أيوه من فمى بصوت عال‬
‫ٍ فقالت بدوء وحب وعشق ووله‬

‫‪.‬ودموع وكبياء‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هوده الستاذ أنور النستل جوزى ال يرحه‬


‫ث خرجت مسرعة‪ .‬كانت الاجة نعمة تلس على الكنبة صامتة تاما وتضع يديها على رأسها الائل‬

‫ً‪ .‬أمسكت بالصينية الرمية على الرض وبالكواب الت طارت ورغم ذلك ل تكسر ووضعتها على‬
‫قليل‬

‫الكرسى مرة أخرى وأزحت الكرسى بعيدا عن الباب بوار الائط وتركت قدمى لجلس حي دخل الرم‬

‫‪.‬الصغي مرة أخرى ومعها صورة قدية وقالت – مش هوده العسكرى اللى كان ف الفيلم‬

‫ورغم أن الصورة كانت من القدم بيث اختلط على ف بداية المر وجود رأس واضح على السد الذى‬

‫‪:‬يقدم التحية ف الصورة لنور وجدى الذى كان واضحا أكثر ما ينبغى إل أنن قلت بوضوح ودقة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيوه هوالستاذ ا للى كان قاي بدور العسكرى ال يرحه‬

‫ً وسحبت منها الصورة بعد أن حددت ملمح العسكرى جيدا ماول‬


‫ً‬ ‫خرجت بعد أن أمسكت بيدى قليل‬

‫تزينها ف ذاكرتى حت أستطيع مقارنتها بالشخص الصلى حي أشاهد ف يوم من اليام فيلم أربع‬

‫‪.‬بنات وضابط‬
‫***‬

‫حسن ونعيمة‬

‫أم الغايب هكذا كانوا يطلقون عليها‪ .‬جاءت هذه التسمية إثر ظهور أم أحد الصعيدية الت‬

‫أرادت أن تعرف اسم أحد أبنائها حت تستطيع مناداتا ف الصباح لكى تذهب معها إل العتبة‬

‫‪.‬الت ل تعرف الطريق إليها‪ .‬انتفضت أم عمر الت كانت تلس وسطهم وقالت لم أحد الصعيدية‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬تركيا لسه ملفتش‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬خلص أنا هنادى عليكى وأقول يام الغايب‬

‫نظرت تركيا إل نعمة أم عمر الت حركت رأسها مع فمها علمة على عدم الفهم عند ذلك قالت لم‬

‫‪.‬أم أحد‬

‫‪-‬‬ ‫احنا عندنا عيب ننادى على الست باسها علشان الرجالة الغريبة عيب أنا تعرف اسم‬

‫الواحدة علشان كده أى واحدة لسه متجوزة نناديها باسم جوزها أوأخوها لغاية متخلف أما‬

‫إذا اتأخرت ف اللفة يا ما بنقولا يأم الغايب لغاية ما ربنا يكرمها ويبعت لا الغايب‪.‬‬

‫كانت أم أحد الصعيدية تتكلم دون أن تضع ف ميلتها أن تركيا ل تمل حت الن ولولرة واحدة‬

‫رغم أن عمرها تاوز الثامنة والثلثون‪ .‬نظرت نعمة إل تركيا فرأت الدموع تتقق ف عينيها‬

‫‪.‬فقالت لم أحد‬

‫‪-‬‬ ‫طيب الصباح رباح أبقى قول يام الغايب يام النايب وانت راية الشوار الباب بتاعك‬

‫‪.‬ده‬

‫ً وحاولت النصراف ولكن تركيا الت مسحت‬


‫أحست أم أحد بقسوة أم عمر عليها فأحر وجهها خجل‬

‫‪.‬عيونا قالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫متزعليش من كلم نعمة أخت ‪ ،.‬هى طبعها حامى كده بس طيبة قوى ‪ ،‬بكت أم أحد‬

‫الصعيدية فقامت تركيا وذهبت إل الطبخ لتصنع لم عصي ليمون عند ذلك وجدت نعمة الفرصة‬

‫لتطيب من خاطر أم أحد الت قد حضرت من أقصى جنوب مصر من مدة ل تزيد عن شهر وسكنت ف‬
‫الدور الول لبيت سليمان الانوتى ف حارة على آدم ‪ ،‬حيث تسكن تركيا منذ تزوجت من خس عشرة‬

‫‪.‬سنة قالت موجهة وجهها للبعيد‬

‫‪-‬‬ ‫انت حقيقى صعيدية يا أم أحد ! حد يقول لواحدة بقالا خستاشر سنة ملفتش الكلم‬

‫‪.‬الدبش ده‬

‫‪:‬انتبهت أم أحد إل كلمها فلم تد إل أن قالت‬

‫‪-‬‬ ‫صعايدة بقى يا ست أم عمر ث قامت وحضنتها‪ ،‬عندما دخلت تركيا وجدتا ف حضن نعمة الت‬

‫كانت تطبطب عليها‪ .‬وضعت صينية الليمون على التابيزة وقالت موجهة الكلم لم أحد – مش‬

‫‪.‬قولتلك أن نعمة طيبة دى عشرت عمر هى والرحومة أمها وتوحة ربنا يرجعها بالسلمة‬

‫وما إن نطقت اسم توحة حت اغرورقت عينا نعمة ول تعد ترى من كثرة الدموع فأخذتا تركيا ف‬

‫‪.‬حضنها وراحت تدأها وأم أحد ل تعرف من هى توحة الت جعلت نعمة تبكى كل هذا البكاء‬

‫‪:‬ف الطريق إل العتبة قالت تركيا ردا على سؤال أم أحد‬

‫‪-‬‬ ‫اسها فتحية وكنا بندلعها باسم توحة هى أخت نعمة الكبية‪ .‬أكب من نعمة بسنة واحدة‬

‫بس إيه ربنا يرجعها بالسلمة إذا كانت عايشة أويرحها إذا كانت ميتة بت كانت زى القمر‪،‬‬

‫اتوزت الستاذ أنور النستل ‪،‬بعد قصة حب بولق أبوالعل كلها تعرفها وشافت أيام عز صحيح ‪،‬‬

‫ٌل مع‬
‫حاكم أنور كان مثل هومش مثل مشهور زى ييى شاهي أوشكرى سرحان ول رشدى أباظة بس مث‬

‫كل دول‪ ،‬وتوحة كانت معاه وكانت بتحبهم قوى‪ ،‬وليها صور معهم عند نعمة ‪،‬لكنه مات كافر‪.‬‬

‫أعوذ بال انتحر علشان كانوا هيقطعوا رجله ‪،‬بيقولوا شرب علبة برشام بالا وبعد أما مات‬

‫أنور توحة هجت بقالا دلوقت سنتي‪ ،‬والاج ممود الفران ال يسته مش ملى حته مرحهاش‪ ،‬اللى‬

‫يقول كانت ماشية مع عماد حدى قبل أنور ما يوت وجبلها شقة وعايشة معاه دلوقت ‪،‬واللى‬

‫بيقول أنا انتحرت زى أنور‪ ،‬واللى بيحلف إنه شافها ف مولد الرسى أبوالعباس بتاع‬

‫إسكندرية‪ ،‬لكن القيقة يعلمها ال ‪،‬بس ال وكيل توحة عمرها ما كان مشيها بطال‪ .‬هى بت كانت‬

‫على حريتها ‪،‬يعن رفضت تتجوز ناس كتي وصممت على أنور ابن البشكاتب جوز الست إحسان اللى‬

‫عرفتك بيها السبوع اللى فات ‪،‬وبين وبينك أنور كان يتحب أصل واد ابن أصل وكان غاوى تثيل‬

‫من صغره ‪،‬ورغم أنه كان ماشى مع شلة بايظة إل إنه كان غيهم كلهم ‪،‬عمره مالقح جتته على‬

‫بت أوست زى الشلة بتاعته عزت أبوركبة والواد الصايع ممد جورج وحسن العدل قبل ما يوت ف‬

‫‪.‬الرب والشكال دى‬

‫كانت أم أحد تسمع لتكيا وكأنا تسمع تاريخ النطقة الت أصبحت جزءا منها‪ ،‬ورغم ذلك ل‬

‫تستطع أن تكتم السئلة الكثية الت تولدت داخلها من حكاية توحة ‪،‬وما إن انتهت تركيا من‬

‫‪:‬الكلم حت سارعت أم أحد وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هى كانت بتحب أنور ول ييى شاهي ول شكرى سرحان‬

‫‪.‬انفجرت تركيا ف الضحك وقالت لا بعد أن هدأت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬انت مدخلتيش السيما قبل كده‬

‫‪:‬ضربت أم أحد بيدها على صدرها وكأنا مسها عفريت وقالت لتكيا‬
‫‪-‬‬ ‫‪.‬سيما إيه ومسخرة إيه‪ ،‬انت عاوزة أهلى يوتون‬

‫عند ذلك أمسكت تركيا بيد أم أحد واتهت با إل سينما عماد الدين الت كانت تعرض فيلم حسن‬

‫ونعيمة بطولة الوجوه الديدة سعاد حسن ومرم فؤاد وعند خروجها كانت قد حفرت ف قلبها‬

‫ورأسها ملمح سعاد حسن لتقارنا بصورة توحة‪ .‬الت قالت تركيا أنا تفظها عندها وبجرد وصولا‬

‫إل البيت بعد إلاح مل وطويل من أم أحد كانت تسك بصورة توحة من يد تركيا لتقارنا بصورة‬

‫سعاد حسن ف فيلمها الول بالنسبة لا ولم أحد الصعيدية ‪.‬الت ل تتك أسبوعا واحدا لدة عشرة‬

‫‪.‬أعوام ل تدخل فيه السينما مع تركيا حت اشتى لا زوجها تليفزيون أبيض وأسود‬

‫كوب لون‬

‫‪:‬قالت عنه بود‬

‫‪-‬‬ ‫ّ وعلى فتحية وأمى ‪ .‬كانت فتحية‬


‫عارف الستاذ عنت أبوهيف ‪ ،‬قعد سبع سني بصرف على‬

‫تأخذ الفلوس من أمها وهى عارفه إنا فلوس عنت وتيب فساتي وجزم على الوضة وتشى بيها مع‬

‫الواد أنور‪ .‬ومع إنه كان على طول بيشوفها مع أنور عمره ما منع الفلوس عن أمى ‪ .‬حت بعد‬

‫أما البشكاتب النستل جه وخطب توحة لنور‪ ،‬برضه الواد عنت فضل يدى أمى الفلوس هيه ‪،‬‬

‫‪.‬هيه ‪ ،‬وكنت أسعه يقول والدموع ف عينيه‬

‫‪-‬‬ ‫إذا كان مفيش نصيب مع توحة برضه انت زى أمى وهى زى أخت وملزومي من أنت تعرف وال‬

‫ً حبت الواد عنت‪ ،‬وكانت نفسها يتقلعلها عي وتشوف توحة متجوزة عنت‪ ،‬وياما اتايلت‬
‫أمى فعل‬

‫عليها ‪،‬وياما ضربتها‪ .‬لكن توحة كانت معمولا عمل بأنور‪ ،‬أمى كانت بتقول كده ‪.‬وكانت بتوح‬

‫هى وعنت عند واحد مشهور قوى ف السي بيفك العمال وياما شفتها تشتى أصناف غريبة من‬

‫الطيور والديوك وف الصبح توحة تروح مع أنور‪ ،‬وهى تشى مع الستاذ عنت ف عربيته وأنا كنت‬

‫بساعدها ف رش الية تت سرير توحة‪ ،‬وعلى هدومها‪،‬وحاجات تانية كتي مش فاكراها‪ .‬يعن مرة‬

‫صحتن من عز النوم‪ ،‬وقالتلى يا نعمة‪ :‬لوكنت بتحبين وشاطرة شربيها العصي ده!! توحة كانت‬

‫ف عال تان ‪.‬أنا كنت عارفة إن اللى ف الكوباية مش عصي ول حاجة ‪،‬وأكيد ‪.‬أكيد ‪،‬حاجة علشان‬

‫الخفى أنور‪ ،‬اللى مكنش أبوه موافق على جوازه من توحة ف الفتة دى‪ .‬وال العظيم أنا‬

‫فاكراها وكأنا حصلت إمبارح‪ .‬طفيت النور ونت جنبها بالراحة ومرة واحدة قمت وعملت‬

‫مفزوعة‪ .‬فقامت بعدى قولتلها خي مالك يا توحة ضحكت كده وقالتلى‪ :‬انت اللى مالك‪ .‬عملت‬

‫نفسى راية الطبخ وقعدت أقلب ف كوباية الليمون ودخلت عليها وولعت النور‪ ،‬كانت لسه بتفكر‬

‫ف اللى حصل ‪،‬بس النوم سلطان‪ .‬قولتلها‪ :‬فوقى وأشرب دى يا توحة‪ ،‬بصتلى باستغراب وقالت‬

‫ليه‪ :‬قولتلها أنت كنت بتتفزعى جنب ‪،‬خفت عليكى عملت ليكى اللمون ده‪ .‬البت اتلهت ‪،‬وبصت‬

‫لكوباية اللمون وقامت مسكاها من إيدى وراحت شرباها وناية‪ .‬أنا خفت لسن تكون حاجة تضرها‬

‫قعدت صاحية لغاية الشمس ماطلعت ‪ .‬تصدق وتآمن‪ .‬بال ‪ ،‬قامت وكأن مصلش حاجة ‪،‬وعمرها‬

‫‪.‬مسألتن عن كوباية اللمون دى أبدا‬


‫***‬
‫انور هنصور‬

‫أيوه أنور هنصور كان واد جدع وحليوة‪ .‬بس كان شايف نفسه قوى من يومه‪ .‬والق يتقال‪ ،‬أبوه‬

‫كمان كان عايق‪ .‬حاكم أنور ده ‪،‬كان حيلت أبوه وامه‪ ،‬الستاذ النستل البشكاتب ال يبشبش‬

‫الطوبة اللي تت دماغه ‪.‬كان سيما وقيما ‪،‬والست أم أنور‪ ،‬كانت النسوان مسمينها أم قصة‪.‬‬

‫حلوة‪ .‬إيه ‪،‬وغندرة أية ‪،‬ولوجه ال كانت ونعم الدب‪ .‬أمي كانت بتقول إن أبويا لا عيى‬

‫واحنا صغيين‪ ،‬ماكانش يستيح على إيد أي ترجي يديله القنة غي الست أم أنور‪ ،‬رغم أن أمي‬

‫برضه دايا ‪،‬كانت بتقول عليه ‪،‬إنه يب اليد الطرية‪ .‬إل أنا كانت بتشكر فيها وتقول عليها‬

‫ست ‪،‬ول نعم الستات ‪ .‬اقولك الق يا بن‪ .‬أنا أعرفها طشاش‪ ،‬مش زي فتحية اللي قعدت عندها‬

‫تلت سني ‪.‬يعن ساعات كدة بيتهيأل إني كلمتها وأنا صغية وكلت عندها موز ومهلبية‪ ،‬وساعات‬

‫تانية افتكر‪ ،‬أن اللي كلت عندها موز‪ ،‬وسرحتلي شعري وضفرته وحطتلي رية ‪،‬هي الست أم‬

‫أبراهيم السيحية ‪،‬اللي كانت ساكنة قصادها على طول ‪ .‬ال اعلم بالقيقة في ‪ .‬أنت عارف‪.‬‬

‫أنور هنصور طلعت عليه الطلعه دى ليه ‪ .‬هوكان ساقط ف البكارولية مرة‪ ،‬والنستي افندي عرف‬

‫أن النتيجة هتظهر الصبح ‪،‬والواد أنور كان سهران مع شلته ف السيما بتاع "على بابا "‪ ،‬ذي‬

‫العادة وراجع الساعة ‪ ،12‬والبشكاتب واقف ف البلكونة‪ .‬استن لغاية ما قرب هووالشلة من‬

‫‪ :‬البيت وقاله‬

‫النتيجة بكرة يا انور‪ ،‬وأنت سهران مع شلتك ف السيما‪ .‬دا الماعة بتوع الهرام‪ ،‬الرنلجية‬

‫جم علشان طلعت من الوائل ‪،‬وكان نفسهم ياخدوا منك كلمتي‪ ،‬ويصوروك‪ ،‬والدع الصحفي قعد‬

‫يسأل‪ .‬في أنور علشان هنصور‪ ،‬وطبعا أنور هنصور ف السيما ذي العادة ‪ .‬ما إن خرجت من حنك‬

‫البشكاتب ‪ ،‬إل والشلة كلها ماتت على نفسها من الضحك‪ ،‬ومن يومها ‪،‬وطلعت عليه الطلعة دي‪.‬‬

‫أنور هنصور‪ .‬رغم إن بعد كدة بقي مشهور‪ ،‬وعمل أفلم كتي قبل ما يتجوز فتحية ‪،‬وبعد الواز‬

‫ال يرحه – وكست نفسها بايديها‪ .‬دا الواد ابن أبوهيف‪ ،‬كان هيموت عليها ‪،‬وكان أهله‬

‫‪.‬مبسوطي قوي‪ ،‬وف الخر اما اتوزت أنور‪ .‬اتنن يا ولداه‬


‫***‬
‫كان لبد من حل‪ .‬حل سريع وعاجل‪ ،‬فأنعام ابنة السيد زغلول العريان‪ ،‬حامل ف شهرها الثاني‬

‫‪ .‬ول يوجد ف بولق أبوالعل من ل يعرف هذا الب والفضل ف ذلك يرجع إل عزت أبوركبة صاحب‬

‫ال‪ .‬أنور وتوحة وحسن‬ ‫أنور النستل ‪،‬الشهي بأنور هنصور ‪.‬لكن القيقة الت يعلمها بعد‬

‫العدل وعزت أبوركبة وبالطبع انعام بعد اتفاقهم على الفكرة الت طرحها أبوركبة بشكل متصر‬

‫– الناس تعرف ‪.‬الست امك تعرف‪ ،‬توافق وطبعا زغلول العريان هيوافق ‪ -‬طالا أمك ‪-‬وافقت ‪،‬‬

‫تتجوزوا ف أسبوع وبعد كدة هنلف بنديل الشرف شارع الصحافة‪ ،‬وأبوالعل كله ‪،‬ونقول يا صلح‪.‬‬

‫‪ .‬الدم ساح‬

‫السيد زغلول ‪،‬أبوأنعام‪ ،‬وفاروق‪ ،‬وأحد ‪.‬ل يصدق الب‪ ،‬ول يكذبه أيضا ‪.‬كعادته‪ .‬فقط نظر إل‬

‫امرأته‪ ،‬الت أومأت بالوافقة وحددت مساء المعة موعدا للفرح‪ ،‬وحي مد السيد العدل يده‬

‫لقراءة الفاتة ‪،‬نظر إل أمراته مرة اخرى وشاهد بعينه‪ ،‬كما شاهد كل الاضرين هزة‬

‫الوافقة ‪،‬وحي ذلك‪ ،‬مد يده لتتحد مع يد السيد العدل‪ .‬مساء المعة حسب الوعد التفق عليه ‪،‬‬

‫كان الفرح‪ .‬دخل أنور على الفرقة بعد أن نال كأسي وزجاجتي من البية‪ ،‬من كل من عبد ال‬

‫الأمور وممد جورج‪ .‬عندما اعتلى السرح سكتت الفرقة تاما ‪،‬وانسحب بعض الذين يسكون ف‬

‫أيديهم أرباع النيهات ‪،‬ليخلوالسرح ويتك عزت أبوركبة اليكروفون لنور‪ ،‬الذي راح يسي على‬

‫كل اصحابه وأهله وعشيته ‪ .‬كان يدد الساء ف البداية ‪.‬ث وجد أن هذه السألة صعبة جدا‪،‬‬
‫ً‬

‫أوخيل إليه بعد شرب الكأس الثالث ‪،‬الذي أعطاه له عزت أبوركبة الذي كان يقود الفرقة من‬

‫فوق خشبة السرح‪ .‬وبعد أن شرب الكأس وصفق بعض أصدقائه ليحيوه على كيفية الشرب الصحيح‪.‬‬

‫وجد أن حكاية الساء هذه ملة‪ ،‬وطويلة‪ ،‬ومن هنا قرر أن يكون "السا" بالشاورة على الشخص ‪،‬‬

‫ولدة ثلث دقائق‪ ،‬ل ينتبه إل أنه يقول "السا ده"‪ .‬ث يشي على شخص ما‪ .‬ث يقول "والسا ده"‬

‫ل خويا ويشي‪ ،‬وهكذا‪ .‬حت انتبه إل ضحكات العازي وصوت أبوركبة وهويقول له ‪ :‬اللواتسطل‬

‫ونسى الساء ‪.‬لا ل يفتح ال على " هنصور" بشئ ‪ ،‬وظل واقفا على خشبة السرح‪ ،‬ينظر ال‬

‫العازي ف بلهة ‪ ،‬أصابته نوبة ضحك طويلة ‪ ،‬انفكت خللا عقده لسانه ‪ ،‬وفوجئ الميع عندما‬

‫استمعوا منه ال القصة كاملة ‪ ،‬حاول أصدقاؤه أن يوقفوه عن الكلم ‪ ،‬لكنهم فشلوا ‪ .‬ولظ‬

‫حسن السئ أوحظ إنعام ‪.‬كان القران ل يعقد فوقف السيد العريان لول مرة ف حياته ‪ ،‬وأعلن‬

‫ٍكمال الفرح ‪ ،‬وبعدها بشهر‪ ،‬كانت أنعام زغلول العريان متزوجة من‬
‫على الل قراره بعدم ا‬
‫‪.‬الاج ممد الزار‪ ،‬صاحب ملت العطارة الشهي بعد أن كشفت عليها أم حسن الداية‬
‫***‬

‫دفنوه ورجعوا‪ ،‬وعملوا صوان‪ ،‬وسعت إن الست زوز ماضي جت‪ ،‬والستاذ أحد رمزي ‪،‬وناس كتي من‬

‫اللي بيمثلوبس أنا كنت ف عال تاني‪ .‬لكن أنا فاكرة اني سلمت على الستاذ عبد الرحيم‬

‫الزرقاني ‪ ،‬وأخوه الستاذ ممد قبل ما اطفش بيومي‪ .‬مش عارفة مي فيهم اللي ساب ظرف جواب‬

‫على التابيزة‪ .‬أنا معرفش الظرف ده كان فيه أيه‪ ،‬بس نعمة بعد كده قالتلي ‪:‬إنه كان فية‬

‫مية وخسي جنية ‪ .‬أنا خرجت أدور على التب اللي أدف‬
‫ّن فيها أنور لقيت نفسي جنب الست نفيسة‬

‫‪،‬دخلت ‪ .‬أنا عمري ما صليت‪ ،‬ول دخلت جامع قبل كده ‪ .‬قعدت جنب عامود شوية ولقيت واحدة جت‬

‫جنب من وقالت ل تعال معايا‪ .‬أنا بصيت ليها كدة‪ ،‬وسبتها ماردتش عليها‪ .‬قامت ماسكة ايدي‬

‫وشدتن‪ .‬أنا كنت مش عارفة عاوزة من إية ‪،‬دخلنا كدة حته ف الامع‪ ،‬بس فيها نسوان كتي‪،‬‬

‫وراحت مقعداني وقالت ل‪ :‬اقري يا فتحية سورة ياسي‪ .‬أنا متش ف بال خالص إنا عارفة اسي‬

‫‪.‬قولتلها مابعرفش آقرا ‪ :‬قالت ل‪ -‬يا كذابه ‪.‬زحتها بعيد عن‪ ،‬راحت ماشية وشوية وأنا‬

‫عماله افكر ف حكاية يا كدابه دى ‪ ،‬لقتها قاعدة جنب‪ ،‬وما سكة مصحف ف ايديها ‪،‬وراحت‬

‫حطتهول ف حجري وقالت ل‪ :‬اقري يس يا فتحية‪ .‬انتبهت أنا لكاية فتحية دى‪ ،‬لكن مشغلتنيش‬

‫ً من رب رحيم"‬
‫كتي‪ ،‬طلعت السورة اللي قالت عليها‪ ،‬وقعدت اقرا وهي تصححلي ‪،‬وعند "سلم قول‬

‫مشفتش حاجة خالص‪ ،‬غي وشها طالع من الصحف ‪،‬وشوية لقيت إيدها طالعه وبتذقن‪ ،‬بصيت جنب‬

‫ملقتهاش‪ .‬لكن كانت لسه ف الصحف وعماله تقول اقري بضمي يافتحية وشوية لقيتها جنب تاني‬

‫وبتقول كملي‪ .‬كملت لغاية ما جيت عند "أو ليس الذي خلق السموات والرض بقادر على أن يلق‬

‫مثلهما بلى وهو اللق العـليم" وعند الية دي‪ ،‬وطلعت تاني من الصحف وقالت ل‪ :‬أنا‬

‫مستنياكى ف سيدنا السي أوعى تتأخرى ‪ .‬بصيت جنب لقيتها قاعدة قفلت الصحف وخدتن من إيدى‬

‫وقالتلى‪ :‬متزعليش يا فتحية ‪،‬اللى مات مات ‪.‬الهم انت ربنا بيحبك‪ ،‬أوعى تنسى العاد ‪،‬هب‬

‫فص ملح وداب‪ ،‬زيها زى الوى‪ .‬تصدق وتآمن بال‪ ،‬لسه داخلة السي لقيتها ماسكة شقة فول نابت‬

‫وقلتلي كلي واشكري يا فتحية‪ .‬خدتا من إيديها ومن يومها ما اروحش مولد إل اما تقابلن ‪،‬‬

‫تدين شقة الفول النابت وف لظة واحدة تتفى‪ ،‬وبعد تن سني لف ف الوالد لقيتها قالتلى‪:‬‬

‫ّحي لختك يا فتحية‪ ،‬علشان نفسها تشوفك‪ ،‬بس أوعي تنسي ربنا وهستناكي كل سنة ف السي‬
‫‪.‬رو‬
‫***‬

‫السطى حسن‬

‫انا كان لزم أهج ‪ .‬تلت تيام وهب فص ملح وداب ‪ .‬كان ناي على السرير وعمال ينازع دخل‬

‫الدكتور وبكل سهولة وببود قال ل‪ :‬ل بد من قطع رجله ‪ .‬أنا سعت الكلمة منه وعاديك‪ .‬معرفش‬

‫أنا عملت إيه ‪ .‬بس كل اللي فاكراه ‪،‬أني لقيته ف حضن وأنا بقوله هيقطعوا رجلك يا أنور ‪.‬‬

‫عمري ما شفت ف حياتي نظرة ف عي حد زي النظرة دى‪ .‬وف لظة واحدة وشه أتغي‪ ،‬وكأنه خد قرار‬

‫وقال ل متزعليش من يا توحة ‪.‬أنا كنت ف عال تاني ‪ ،‬مش عارفه بيقول متزعليش ليه ‪ .‬خدت‬

‫راسه ف صدري ‪ ،‬وقعدت اعيط شوية وقال‪ :‬مينفعش يا توحة‪ ،‬وال ما ينفع‪ ،‬فسمحين ومتزعليش‬

‫من‪ .‬قولتله‪ ،‬هوأيه اللي مينفعش‪ ،‬وأيه اللي مزعلش منه يا أنور ‪ .‬طبطب على ظهري وقال‪ :‬ول‬

‫حاجة ‪.‬آه لوكنت فهمت‪ :‬الكلم كان باين قوي ‪.‬بس أنا اللي مفهمتش خالص‪ .‬ده واحد بيقول‬

‫مينفعش ‪.‬بعد ما عرف ان رجلة هتنقطع ‪،‬وبيقول متزعليش من‪ ،‬وسامين ‪ .‬أي حد ف الدنيا يعرف‬

‫على طول أنه قرر ينتحر ‪.‬بس أنا مكونتش ف وعي ‪ .‬عارف انا لا هجيت من شقة أمي ‪ .‬حاكم‬

‫الشقة دى بتاعة أمي ‪،‬ولغاية دلوقت بتاعتها ‪-‬ال يرحها‪ -‬يا ما حاولت توزني عنت ابوهيف ‪،‬‬

‫وال الدع ده كان كويس ‪،‬ويتمن ل الرضيا أرضى‪ ،‬وكانت عيلته مبسوطة قوي‪ .‬حاكم أبوه كان‬

‫عنده عزبتي فواكه ‪ .‬اضحكك ‪ .‬ف يوم أنور جاب ل صورة وهوبيبوس زوز ماضي ‪،‬ف فيلم السطى‬

‫حسن ‪ .‬انا النار كلتن‪ .‬رجعت البيت لقيت عنت قاعد مع امي شافن من هنا‪ .‬وقام علشان‬

‫يستأذن ‪ .‬كان بيحبن قوي وميقدرش يبص ف عين ‪.‬مش عارفة إزاي‪ .‬أنا أما لقيته بيستأذن رحت‬

‫قايلة له‪ :‬انت مش رايح عزبة من بتوعك قريب ‪ .‬بص ف الرض وقال ل‪ .‬رايح بكرة العزبة بتاع‬

‫بنها‪ .‬قلت له أنا هاجي معاك ‪ .‬بص لمى وبص ف الرض وقال ل‪ :‬أنا هفوت عليك بالعربية الصبح‬

‫‪،‬وراح ماشي أنا معرفش سألته ليه ول أنا هروح أعمل معاه إيه ولكن فكرت إن أتصور معاه‬
‫وهوبيبوسن وأغيظ أنور‪ .‬حركات بنات بقى‪ .‬فات الصبح بدرى على قلت لنعمة قول له مش راية ‪.‬‬

‫امي دخلت على بجرد خروج نعمة وهي ماسكة الشبشب وحلفت برحة أبويا‪ ،‬أن ما قمتش لتضربن‬

‫لغاية ما أموت ‪.‬أنا لقيت نفسى فقت خلص قلت أمرى ل لبست وخرجتله ‪.‬وف العربيه سألته عن‬

‫الكاميا قال أنه معندوش ‪ .‬قعدنا ف ميدان الوبرا من الساعة سبعة وربع لغاية تسعة‪ .‬اشتى‬

‫الكاميا‪ .‬وكنت أول مرة أعرف إنه تاجر ناصح قوي وشاطر مع الناس‪ .‬ومعايا يط عينه ف‬

‫من الل ساعة وراديو‬ ‫الرض ‪،‬أنا عارفه حب إيه ده اللي يلي الواحد مكسوف ‪.‬الهم اشتاللي‬

‫وكان نفسه يبلي حتة من السما ‪ .‬رحنا العزبة سابن وقال ‪ .‬ساعة واحدة أخلص الشغل وارجع‬

‫افرجك على العزبة‪ .‬حتة السراية مليانة من كافة شئ ‪ .‬جبول فطار ‪،‬قشطة وعسل ولب رايب‬

‫وبيض بيشر سنة ‪،‬وعيش وفطي وجنب كل ده‪ ،‬صنية مليان فواكة من كل نوع ‪.‬أنا متكسفتش ورحت‬

‫مغبش ييى نص ساعة ‪،‬ولقيت عنت جاي بيجري ‪،‬وكأنه كان ف سبق‪ .‬نفسه مقطوع‬ ‫واكلة على الخر‪،‬‬

‫واللي طالع عليه‪ .‬أهل وسهل شرفتينا ونورتينا ‪،‬وكل السلمات اللي ف الدنيا تصدق وتأمن‬

‫بال‪ ،‬أنا فكرت ف اليوم ده إني اتوزه بد‪ .‬بس رجعت ف كلمي على طول ‪ .‬دخلن النينه وقعد‬

‫يصورني ف وسط الشجر‪ ،‬وبعدين قولت له ‪:‬أنا عاوزة اتصور معاك‪ ،‬سرح كده ييى خس دقائق وهو‬

‫مش مصدق خالص ‪،‬وراح نادى شاب كدة عنده يى ‪ 17‬سنة ‪،‬عرفه التصوير إزاي ‪،‬ووقفنا جنب بعض ‪،‬‬

‫قمت أنا حاطة إيدي على كتفة‪ ،‬بص ناحيت وال أنا فاكراها ذي دلوقت‪ .‬ارتعش وكأنه مسكته‬

‫المى‪ .‬الواد لسة هايد اللقطة قمت بيساه ف خده‪ ،‬وكأنه هوالبت وأنا الواد‪ .‬انكسف وخد‬

‫الكاميا من الواد وتانه ييى ربع ساعة مداري وشه بعيد ‪،‬وكأنه عمل عملة‪ .‬ورجعنا‪ ،‬وجبلي‬

‫الصور بعد يومي‪ ،‬وال لوريك واحدة منهم لسة عندي ‪.‬انتفضت واقفه وجاءت بصورة لا وهي تقطع‬

‫برتقالة من الشجرة‪ .‬كانت زاوية التصوير سليمة ‪،‬ما جعلها تبدوفاتنة‪ .‬بل فاتنة جدا‪ .‬أخذت‬

‫الصورة من يدي‪ ،‬بعد أن تركتها دقائق وقبلتها قبلت سريعة وعصبية‪ ،‬وتركتها تسقط ف حجرها‬

‫‪ .‬ث قالت‬

‫كان لزم يتجنن ‪ .‬أنا كنت حلوة قوي ‪،‬وهوكمان كان بيحبن قوي‪ ،‬وبجرد دخلت على أنور أتنن ‪.‬‬

‫أنت عارف‪ ،‬أنا شفته ف مولد أم هاشم وهومعرفنيش‪ .‬بس أنا عرفته على طول‪ .‬كان عليه عيون‪،‬‬

‫وال يا بن عيون الالق الناطق الستاذ أحد سال المثل‪ ،‬بس أنا مارضتش أكلمه ‪،‬أكلم مي يا‬

‫عم‪ .‬ده ف عال تان‪ .‬دقنه طول كده ‪،‬وهدومه مقطعه‪ ،‬وماسك ف إيده عصاية كده ‪،‬زى نبوت‬

‫‪.‬الغفي‪ ،‬ومليانه سبح ‪،‬ربنا يشفينا ويشفيه‬


‫***‬
‫الست أم إبراهيم "الربعية" كما قال عنها سيد ممود ف لظة خروج نفس الشيش وهويلس بوار‬

‫‪ .‬العلم ممد الزار‬

‫ربعية" حاجة كده طرية ‪،‬من كل حتة وأخوك بيحب الطري‪ .‬حاكم سناني وقعت‪ ،‬من ساعة ما"‬

‫‪ .‬شفتها‬

‫العلم ممد الزار الذي يالس سيد ممود زوج الست نظيمة من أجل عيون ابنته توحة ضحك كثيا ث‬

‫‪ .‬قال لسيد‬

‫‪.‬وإيه رأي اللوف اللي يرجعله سنانه‬

‫ابتسم سيد ممود ابتسامة خفيفة وهو يسمع لكلم الزار ‪ .‬أيوه الصنف حلو لكن كلم الزار‬

‫برضه حلو ‪.‬هذا ما ردده سيد لنفسه بصوت ربا تعمد أن يسمعه للمعلم ممد‪ ،‬الذي ‪ ،‬ل يلتفت‬

‫‪ .‬إليه وقال له‬

‫‪ .‬ماقلتيش يا معلم سيد ‪ :‬أيه رأيك ف اللي يأكلك اللوتاني‬

‫معقولة يا معلم ‪ .‬دايبقى جيل كبي قوي ‪ .‬حد طايل سنانه تسك اللووالطري تاني‪ .‬ث هز رأسة‪-‬‬

‫قليل ونظر إل فوق كمن يتأكد من هبوط مائدة من السماء ‪.‬وقال مرة أخرى‪ .‬طري قوي‬

‫وحلووحياة سيدنا ممد وموسى وعيسى علشان خاطر البايب‪ .‬وحرك فمة قليل كمن يتأكد من جودة‬

‫‪ .‬الطعام قبل الشراء ‪.‬ث ابتسم ابتسامة يعرفها العلم ممد جيدا وقال – حلوة بد‬

‫‪ .‬فقال له العلم ممد ليتأكد أنه على خط واحد مع سيد‬

‫‪ .‬هي آيه اللي حلويابوالسيد‬

‫‪.‬استقبل سيد سؤال العلم بدوء وكمن يعرف أن هناك بيعا وشراء ف هذه اللسة‬

‫‪.‬وقال للمعلم ببث‬

‫‪.‬ليلتك هي اللي حلوة ‪،‬وكل اللي بيتقال فيها‪ ،‬كمان حلو‬

‫اعتدل العلم ممد على الشلتة ‪،‬واحس بأنه قد دخل إل الوضوع الذي خطط له منذ اسابيع طويلة‬

‫وللمرة الول منذ بداية اللسة يأخذ نفسا عميقا من الصنف‪ ،‬فقد أحس بنشوة الفوز أوعلى‬

‫القل تفف من حله ودخل الوضوع الذي أرقه كثيا ف اليام السابقة‪ .‬أخرج الدخان من فمه‬

‫‪ .‬وانفه بدوء وهوينظر لسيد بامعان‪ ،‬ث أعطي البسم لسيد وهو يقول له‬

‫‪ .‬أحسن نفس ‪ ،‬لحسن نسب‬

‫كان ياول أن يؤكد على كلمة نسب ‪ .‬ما جعلها ترج من فمه طويلة جدا ‪،‬وملة ‪ .‬كان يعرف أن‬

‫من أجل النسوان‬ ‫الرجل الذي أمامه رجل عاش ف الياة بالطول والعرض وأضاع فرصا كثية‬

‫‪.‬والصنف لذلك فقد جاء اليوم بأفضل الصناف‪ ،‬ودخل إل لب الوضوع‬

‫‪ .‬إيه رأيك يا بوتوحة ‪-‬‬

‫صمت سيد وكأنه فوجئ بطلب الزار ولكنه ضحك ف نفسه ‪ .‬فما ل يعرفه الزار أن سيد كان هو‬
‫وما ل يفكر فيه العلم الزار أبدا‪ .‬أن موضوع أم‬ ‫الذي خطط لتزويج ابنته من العلم‬

‫ابراهيم‪ .‬زوجة القدس رياض ‪.‬كان أحد خطط سيد مع عباس صب قهوة إبراهيم عجورة بجرد أن أحس‬

‫أنه مزقوق عليه ‪ ،‬ليعرف اخباره من طرف العلم ممد الزار ‪ .‬اما الست أم ابراهيم الت ل‬

‫تعرف شيا عن دخولا الزاد‪ .‬الذي أقامه العلم الزار‪ .‬فلقد كانت بالفعل جيلة "وربعية"‬

‫لكنها كانت أبعد ما يكون عن رأس سيد‪ ،‬الذي اخرج النفس الخي من الشيشة ‪،‬ث وضع البسم على‬

‫‪ .‬الرض‪ ،‬ومد يده للمعلم الزار وقال له بدوء ‪،‬وابتسامة الفوز على فمه‬

‫‪ .‬إيدك نقرا الفاتة يا معلم ممد ‪-‬‬

‫ولف منه بعد ذلك الهر‪ ،‬الذي كان عبارة عن مائة وخسي جنيها‪ ،‬وكان بالفعل على استعداد أن‬

‫يزوجه ابنته ‪،‬ولكنه قتل بعد ذلك بشهرين ‪،‬على يد احد أقارب أبوحسي الصعيدي‪ ،‬قبل أن يفي‬

‫بوعده للمعلم ممد الزار‪ ،‬الذي تزوج بعد ذلك كثيات ‪،‬ولكنه ل يفز بتوحة الت أحبها كثيا‬

‫‪.‬حت مات‬
‫***‬
‫‪:‬قالت عنه‬

‫أنا قلتلك أن الاج ممود الفران كان ثوري كبي ‪.‬كبي قوى ‪ .‬مسكوه سنة ‪ 54‬كنت حامل ف عثمان‬

‫وتانه مبوس سبعة شهور ‪ .‬حاكم الاج كان من الخوان السلمي ‪ .‬بس الخوان بتوع زمان مش حبة‬

‫العيال بتوع اليومي دول‪ ،‬اللي بيضربونا عمال على بطال ‪.‬وبيقول إن أموال السيحيي‬

‫غنيمة!! يعن إيه غنيمة ‪،‬واشعن السيحيي‪ .‬ده الاج ممود‪ -‬ال يرحة ‪ -‬كان دايا قاعد مع‬

‫السطى رياض أبومني‪ ،‬والستاذ اسكندر‪ .‬وال العظيم الستاذ اسكندر أبومينا‪ .‬كان بيشيل‬

‫التاب ويطه على دماغه ساعة‪ ،‬موت الاج والست بتاعته‪ -‬ال يقدس روحها‪ -‬كانت اخت وحبيبت‬

‫وماكانتش تعمل أي أكل ‪،‬إل أما تبعت مع مينا منه‪ .‬أنت عارف أما طاهرنا عمر وعلى‬

‫‪.‬طهرناهم عند الدكتور أبوبكر اللي عيادته فوق شقة الستاذ اسكندر‪ ،‬ولسه نازلي بيهم‬

‫وأبومينا حلف بالسيح الي ما ينزلوا ال على رجليهم وقعدوا عندهم ييجى خس تيام‪،‬‬

‫وبالعافية اخذناهم‪ .‬وكانت الست أم مينا هي اللي مرعياهم وهي اللي بتغي على الرح وكل‬

‫يوم تعملهم فراخ وف الخر وها نازلي على السلم ‪،‬والستاذ اسكندر كان راجع من الشغل‪ ،‬قام‬

‫مطلع الفظة ‪،‬ومدى كل عيل جنيه باله‪ ،‬وقال علشان مافضتش اجيبلهم هدية‪ .‬بعد كل اللي‬

‫عملوه مع العيال ‪،‬كمان كان عاوز ييب هدية ‪.‬ناس ولد أصل‪ .‬مصريي زينا زيهم وليهم دين زي‬

‫دنا كل حاجة عندنا عندهم‪ .‬دول بيصوموا اكثر مننا بشهور‪ .‬د احنا ف رمضان بناكل كل يوم‬

‫لمة هم بيقعدوا ‪ 55‬يوم من غي لمة‪ ،‬وف الخر يى حبة عيال ‪ .‬يقولوا غنيمة‪ .‬غنيمة إيه‪.‬‬

‫وخرا إيه ‪ .‬الماعة كانت زمان‪ .‬أيام الاج ممود وبس ‪.‬وزى ما أنت عارف ‪،‬الاج كان ابن خالة‬

‫يوسف بيه صديق ‪،‬اللى قام بالثورة‪ .‬حاكم يوسف بيه هواللي طلع بالكتيبة بتاعته ومسك‬

‫اللواء مكي ‪،‬وعابدين الساعة ‪ 12‬بالضبط ‪،‬وعبد الناصر نفسه فوجئ إن يوسف بيه عمل كده‪،‬‬

‫بعد ما كان أجل معاد الثورة تلت تيام‪ ،‬وف الخر يبسوا يوسف بيه ‪،‬علشان بعت جواب لمد نيب‬

‫يقولــه فيه‪ ":‬مش عارف من مي‪ ،‬الر اللى مسكينوه‪ .‬إل مي السجون اللى سيبينوه‪ ".‬اصله كان‬

‫عاوز الضباط بتوع الثورة يرجعوا تاني اليش ويسلم البلد لناس من الوفد والخوان علشان‬
‫الشعب يكمه الشعب ‪.‬مش اليش ‪.‬الكلم ده سعته من بق يوسف بيه سنه ‪ ،65‬بعد ما سعته من الاج‬

‫نفسه‪ ،‬بعد أما طلع من العتقل‪ .‬علشان كده أنا عارفه وحافظة أساء كتية من بتوع الثورة ‪،‬‬

‫اللي مسكوهم مع الاج زي عبد النعم عبد الروؤف وحسي حوده وأحد شوقي ‪،‬بس مش الشاعر القدي‬

‫‪ .‬على فكرة يوسف بيه صديق كان شاعر كبي‪ ،‬وياما الاج سعن شعرله‪ .‬أنا مكنتش بفهمه قوي‬

‫‪.‬بس كنت بب أسع الكلم بتاعه ‪،‬وكان متفظ بكتاب فيه اشعاره ‪.‬الكتاب ده مره ‪،‬الواد على‬

‫مسكه ونزل بيه الشارع ‪.‬الاج شافه من هنا‪ ،‬واتنن‪ .‬وضرب الواد ياعين علقة وهواللي عمره‬

‫ما مد إيده على عيل من العيال ‪ .‬أنا قلتله ليه يا حاج كده ‪.‬داحنا ياما قطعنا كتب‬

‫وعملناها قراطيس زمان‪ .‬زعق ف وقال ‪:‬ان الكتاب ده‪ ،‬لوالكومة مسكته هتودين العتقل تاني‪.‬‬

‫ده كتاب أشعار يوسف بيه‪ ،‬تصدق يا بن‪ ،‬إن واحد قام بالثورة لوحده‪ ،‬وكان مكن يتعدم‬

‫لوفشل‪ .‬يبقى مصيه كده‪ .‬اللي يتمسك عنده كتابه يعتقلوه‪ .‬يا ال ‪ ،‬كلهم ماتوا‪ ،‬ومبقاش غي‬

‫‪ .‬السيه ‪،‬ال يرحم الميع‬


‫***‬

‫زغلول العريان" فقط اسه هكذا ‪ .‬ل يعرف لاذا اختار أبوه له هذا السم الركب ‪ .‬كما ل"‬

‫يعرف على وجه الدقة لاذا يضحك الناس لرد ترديد السم ‪.‬ربا يرجع الفضل ف ذلك إل الستاذ‬

‫على عبد الليم مدرس اللغة العربية‪ .‬فلقد شاء حظه العاثر‪ ،‬أن يلس ف الدكة الخية ‪،‬ولا‬

‫كان الستاذ على ذا خبة طويله ف مال التعليم‪ .‬اته بسؤاله الول إليه مباشرة‪ ،‬ولا ل يسمع‬

‫‪ .‬منه إجابة‪ .‬سأله عن اسه‪ .‬فقال له بصوت هامس وذليل‬

‫‪ .‬زغلول العريان أبوالريش‪-‬‬

‫ما إن سع الستاذ السم حت ضحك ‪.‬مثله مثل غيه‪ .‬وبالتأكيد هذه الضحكة كانت على الفارقة‬

‫الواضحة ف السم فقط وبالتأكيد أيضا أن تلك الضحكة ل تكن هى الوحيدة السئولة عن شهرة‬

‫السيد العريان فهناك ايضا تعميم الستاذ على عبد الليم على أن يطلق اسه على كل تلميذ‬

‫فاشل‪ ،‬حت اصبح السم بعد السبوع الول ف مدرسة الازندار البتدائية هومضرب الثل ف الغباء‪،‬‬

‫وهكذا ترك السيد زغلول الدرسة ‪،‬وصار يتخوف من كل مناسبة ومكان يتحتم عليه قوله وربا‬

‫لذلك ل يسمعه أحد من أهل بولق أبوالعل يقول اسه مرة ‪،‬واحدة ولكن لاذا رفض العريان زواج‬

‫ابنته أنعام من حسن العدل فهذا هو السؤال الذى حي حارة على أدم‪ ،‬والنزهة‪ ،‬وعطا احد‪،‬‬

‫وعب أبوطالب‪ ،‬وزقاق مينا‪ ،‬وعطفة شامخ ‪،‬وابومالك وشارع أبوطالب وظل يبحث عن إجابة له‬

‫كما ل يستطع أحد الجابة أو حت تصديق‬ ‫منذ أسبوع ‪.‬دون أن يفوز أحد بإجابة شافيه عليه ‪،‬‬

‫تلك اللهجة الت تكلم با فوق خشبة السرح وبعد ان خطف اليكروفون من أنور وقال بصوت‬
‫غليظ ‪،‬أوتعمد أن يكون غليظا عكس شخصيته قولته اللجلة ‪ ،‬الت اصبحت نشيدا يردده أهل بولق‬

‫‪ .‬ف جلساتم‬

‫أنا السيد زغلول‪ ،‬بارفض جواز بنت من الصايع حسن العدل‪.‬وذلك قبل أن يتك اليكروفون يسقط‪-‬‬

‫‪ .‬على خشبة السرح‪ ،‬وينزل ليسحب يد ابنته أنعام وسط ذهول الميع‬
‫***‬
‫‪-‬‬ ‫فتحية اتوزت من هنا‪ ،‬وأنا بعديها بشهرين تلتة‪ .‬الاج ممود الفران كان قايل على‬
‫ّ من‬

‫ّ هنا ‪.‬أمى ف الول‬


‫ييى سنتي‪ .‬هو شاف أنور أتوز‪ ،‬طلعت ف دماغه وقال لمى‪ :‬إنه عاوز يش على‬

‫وبعدين وافقت ‪.‬قام رايح داهن الشقة‪ ،‬وجاب أوضه نوم‪ ،‬وند أربع كنبات وكلفت‬ ‫مارضيتش‪،‬‬

‫الكاية بتلتي جنيه‪ .‬تصدق وتآمن بال ‪،‬البت الفعوصة جيهان اللى دخلت الشاى دى ‪،‬عندها ‪16‬‬

‫سنة ومكلفان لغاية دلوقت خس تلف جنيه ولسه عاوزه لا شيئ وشويات‪ ،‬علشان أما يلها عدلا‬

‫أقدر استها كويس‪ .‬حاكم أنا خلفت سبع عيال ‪،‬أربع بنات وتلت صبيان ‪.‬عمر وعلى وعثمان‬

‫ورقية وأم كلثوم وفاطمة والفعوصة الخية دى بقى إخواتا ها اللى سوها جيهان‪.‬كان الرحوم‬

‫سايبها أمانة ف بطن قبل ما يوت بشهرين ‪.‬وقال إيه سوها على اسم سيدة مصر الول‪ .‬أهى جت‬

‫سيدة غيها ومابقاش اسها مهم‪ .‬لكن لوطاوعون وسوها على اسم بنت النب ذى إخواتا‪ .‬عمرهم ما‬

‫كانوا يشيلوها وييبوا غيها أبدا ‪.‬حاكم ولد النب دول هيفضل أساءهم حلوة‪ ،‬وأول لغاية يوم‬

‫القيامة‪ .‬عمرها ما هتكون أساء تانية‪ ،‬أوتروح عليها زى ما أخوات جىجى بيقولولا‪ .‬الاج‬

‫ممود الفران اتوزن من هنا‪ ،‬وربنا فتح عليه بعد ما كان شغال عند الاج ابراهيم"‬

‫أبوسعدية" بتاع التموين ‪،‬فتحنا دكان بقالة صغي كده‪ ،‬ف شارع الشيخ سليمان‪ ،‬اللى ورانا‬

‫على طول ‪،‬وال يا بن كنت طول الليل أعمل قراطيس الشاى والسكر وبالنهار أعمل شغل البيت‬

‫ّ‪ .‬أنزل أقعد ف الدكان‪ .‬لغاية ما ييجى ‪،‬وربنا كان مدين صحة‬
‫والاج يروح مشوار ينادى على‬

‫‪.‬تقولش جل‪ .‬لقمة الصبح‪ ،‬شوية عسل أسود وطحينة أوطبق فول بالليمون ‪،‬مكن أنسى الكل يوم‬

‫باله ‪،‬رغم إن كنت بعمل أكل للحاجة وللحاج‪ ،‬والشغل كان بين وبينك ‪،‬بينسى كل حاجة ‪،‬‬

‫ً‪ .‬بيدى البد على قد‬


‫وتعبنا كتي‪ ،‬وشفنا أيام أسود من قرن الروب‪ .‬ال ل يوريك‪ .‬بس ربنا فعل‬

‫الغطا‪ ،‬وكل عيل برزقه‪ .‬يعن عمر الول‪ .‬كنا يدوبك عايشي ‪.‬يدوبك عثمان نزل ‪،‬كنا أجرنا‬

‫الدكان‪ .‬هب وجت رقية ودي من يومها يا بن وش سعد ‪.‬أبوها كان لسة طالع من العتقل‪،‬‬

‫والدكان كان يدوبك مقضى الال‪ ،‬هى نزلت من هنا والي قال خد عندك‪ .‬حت على جوزها ‪،‬دلوقت‬

‫بسم ال ما شاء ال ‪.‬كان يدوبك كهربائى على قده أما خطبها‪ ،‬دلوقت بقى عنده مل كهربا كبي‬

‫ف حته اسها العصرة ناحية حلوان وبيت أربع تدوار‪ .‬شقتها بقى فيها كل حاجة حت الغسالة‬

‫جابتها وأبوه بيقول ‪.‬رقية دى بنت‪ .‬لكن حسن حيله جوز بنتهم ‪،‬وهى والمد ل مرياهم على‬

‫‪.‬الخر‪ .‬ربنا يديك طولة العمر وتشوف بنتك زى رقية يا رب‬


‫***‬
‫ً فمجرد ان طلبها الاج ممد الزارللذهاب اليه ‪ ،‬كانت تضع الطرحة‬
‫ل تنتظر أم حسن طويل‬

‫السوداء على رأسها وهى تنزل السلم‪ .‬ممد الزار‪ ،‬سيد التة وصاحب اليد السخية دائما ‪ .‬ف‬

‫الطريق إليه ‪،‬كانت تدد مزايا كل عروس وعيوبا‪ .‬ولقد كانت تقول دائما العيوب قبل الميزات‬

‫‪،‬وذلك خوفا ما حدث لا ف بداية عملها كداية وخاطبة‪ ،‬وكثيا ما تندرت بذه الكاية ‪،‬إما‬

‫للتدليل على صدقها الذى ‪-‬يعمر البيوت‪ -‬أوللتدليل على سعيها ف إناء الزيات‪ ،‬رغم ما حصل‬

‫لا ‪،‬ولذا كانت دائما تستفيد من الطب الذى حدث ف بداية حياتا‪ .‬كانت قد رتبت ف رأسها‬

‫اساء العرايس اللتي تليق بالاج ممد ف رأسها‪ ،‬وكانوا ثلث بنات‪ .‬سعاد ابنة أبوالي‪ ،‬الت‬

‫تسكن ف حارة أبوآدم الت رجحت كفه ميزاتا على كفه عيوبا حت باتت هى العروس رقم ‪ 1‬ف‬

‫القائمة‪ ،‬الت سوف تعرضها على الاج‪ .‬شريفة التول‪ ،‬الت ورثت بيت ملك ف حارة النزهة‪ ،‬ومل‬

‫أمام جامع السلطان أبوالعل‪ ،‬بفضل أمها "اللدة "الت تأكل مال النب‪ ،‬ول تاسبها على موضوع‬

‫مرفت ‪ ،‬أخت شريف حت الن ‪.‬إل أن الق حق ‪.‬كما أن الاج الزار ل يتك للخر شيئا‪ .‬فهودائما‬

‫ما يعطى ويزيد ‪.‬ما يعل الطرف الثان ف الصلحة دائما صاحب عبارة ‪ .‬زيادة الي خيين ‪.‬هذا‬

‫إذا جاء من أم شريفة شيئا على الطلق ‪.‬أما آخر ما وضعتها أم حسن ف حوزتا فهى فريدة ‪.‬بنت‬

‫الصول عبده وهى لوجه ال تعال حسب تعبي أم حسن قمر وكل صفاتا حلوة ما عدا صفة واحدة‬

‫فأبوها يأخذ من الناس رشوة حي يقضى لم مصالهم‪ ،‬وأم حسن شاهدة على ذلك‪ .‬فلقد أخذ منها‬

‫‪ 50‬قرش بالتمام والكمال ‪،‬من أجل أن يتم ورق البطاقة للمحروس أبنها‪ .‬طرقت الباب ففتحت‬

‫لا ألطاف‪ .‬آخر زوجات الاج ممد ‪.‬حي رأتا تغي وجهها وسألتها عن سبب الزيارة‪ ،‬فقالت ببث‬

‫‪:‬ولوع‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنا قاصدة الاج ف خدمة‬

‫‪:‬فقالت لا الزوجة‪ ،‬الت أحست بطلقة نار تتق جسدها‪ ،‬وتستقر فوق القلب تاما‬

‫‪-‬‬ ‫قبل الواز تبقى خدمة‪ .‬ث نظرت ف عينيها تاما وأضافت‪ :‬وبعد الواز تبقى بلوه‪ ،‬ربنا‬

‫‪.‬يست من دخلتك علي‬


‫ّ‬

‫جاء من بعيد صوت العلم الزار وهويدعوها للدخول‪.‬رست على وجهها ضحكة وهى تر من بي فتحة‬

‫‪.‬الباب وصدر ألطاف الت تبعتها بعد أن ضربت الباب بيديها فأغلقته مدثة صوت ارتطام قوى‬

‫‪-‬‬ ‫ً وسهل يا أم حسن خي إن شاء ال‬


‫‪.‬أهل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬خي يا حاج ‪.‬هو أنا بيلك إل للخي‪ ،‬وف الي‬

‫ضحك الاج ممد الذى كان يلس على كرسى مذهب وأمامه صينية مليئة بأنواع شت من الفاكهة وف‬
‫يديه مبسم الشيشة‪ .‬جلست أم حسن بوار الولد الصغي الذى كان يشعل النار عند قدم الاج‬

‫وجلست ألطاف على كرسى بوار الباب‪ .‬تنحنح الاج وهويرمى بدخان الشيشة ف الواء ث قال لم‬

‫‪:‬حسن‬

‫‪-‬‬ ‫أمرك يا أم حسن عاوزة فلوس عاوزة خدمة أى حاجة دانت جلبة البايب‪ ،‬وأشار بيده على‬

‫‪.‬زوجته الت تلس على كرسى بعيد بوار الباب‬

‫‪-‬‬ ‫فلوس إيه‪ .‬دانت خيك مغرقنا‪ .‬الكاية إن عاوزة أشوف للواد ابن شغلة ف الكومة وقلت‬

‫‪.‬مفيش غيك يقضى ل الصلحة دى‬

‫‪-‬‬ ‫إن شاء ال يوفقنا ربنا ونيب له شغلة كويسة ‪.‬ث اته بنظره إل ألطاف الت كانت تنظر‬

‫بكره واضح إل أم حسن وقال لا ‪.‬أم حسن مش غريبة ‪.‬بس الواجب واجب أعمليلها شاى وأبعتيه‬

‫‪.‬مع الواد حسن‬

‫‪:‬وخبط حسن الذى كان ياول إشعال النار برطوم الشيشة على رأسه وقال له‬

‫‪-‬‬ ‫روح هات الشاى من أبلتك وهات كمان حتة ولعة ‪،‬بدل النفخة الكدابة دى‪ .‬انسحبت‬

‫الطاف وهى تز على أسنانا ‪ ،‬وما إن خرجت حت قالت أم حسن – أنا عندى ليك تلت قمرات ‪،‬وإنت‬

‫‪:‬اختار‪ ،‬ث قالت أساء البنات الثلثة ‪،‬ول يدعها الاج تبز عيوبم وميزاتم وقال لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنا اختت خلص‬

‫فاجأها رد الاج ممد‪ ،‬ما جعلها تعيد أساء البنات مرة أخرى‪ ،‬لكنه قال – أنا بقولك أنا‬

‫‪:‬أختت خلص إحنا هنقرأ ف سورة عبس‪ .‬تغي وجه أم حسن وسكتت قليل ث قالت‬

‫‪-‬‬ ‫طالا حضرتك أختت إنت عاوزن ف إيه‪ ،‬أروح أخطبها لك‪ ،‬ول أجس نبضها‪ .‬أظن تبقى عيبة‬

‫يا حاج‪ .‬أنت سيد العارفي‪ .‬أنت تش الباب من غي إحم ول دستور‪ .‬دا أسك بس كفاية ‪ .‬وغن عن‬

‫‪.‬أى استئذان‬

‫‪:‬ابتسم الاج ممد من هذا الطراء ‪ ،‬ما جعله يضحك ضحكة قصية وقال لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنا عاوزك تكشفى عليها‪ ،‬وتقوليلى الوضوع حقيقى بتاع البت أنعام ول الطبق مكسور‬

‫ل تعرف أم حسن باذا ترد على كلم الاج ‪،‬ممد الزار‪ ،‬فمن ناحية هى خالة أنعام‪ ،‬ومن ناحية‬

‫أخرى الكلم الذى قيل عن أنعام وحسن العدل يعل الاج صاحب السمعة اليدة ‪،‬ومصنع الزجاج ‪،‬‬

‫وملت العطارة يبتعد عن هذا الوضوع ‪.‬أخرجتها الطاف الت أحضرت الشاى من تفكيها‪ .‬نظر الاج‬

‫‪:‬إل الطاف الت وضعت صينية الشاى وهى تقول‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬عيب يا حاج "حسن "يقدم الشاى لم حسن‪ .‬دى حبيبت‬

‫كانت الكلمات ترج من فم الطاف بطريقة تعرفها أم حسن جيدا ومن أجل ذلك ردت بكلمة أشعلت‬

‫‪:‬النار الت فاحت رائحتها ف كلم الطاف‬

‫‪-‬‬ ‫إن شاء ال نشرب شربات عن قريب‪ .‬ث نظرت إل عي الطاف الشتعلة وأضافت شربات خلفك عن‬

‫‪.‬قريب‬

‫خرجت الزوجة ‪،‬بعد أن عرفت كل إجابات السئلة الت كانت تدور ف رأسها‪ ،‬منذ فتحت الباب‬

‫لتجد أمامها أم حسن‪ .‬دخل الولد الصغي مسكا بطبق مليئ بالنار وجلس بوار أم حسن ‪،‬الت‬
‫‪.‬كانت تستعيد لظة انتصارها على الزوجة "الرمة" كما قالت ف نفسها‪ .‬قال الاج لينهى الكلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬انت شوف اللى قلتلك عليه‪ .‬وردى على‬


‫ّ السبوع الاى ف الدكان‬

‫انسحبت أم حسن دون أن تضع ف فمها أى شئ‪ .‬بعد أن عللت ذلك بأن أولدها ينتظرون رجوعها‬

‫‪.‬على العشاء ولول معزة الاج ما خرجت من بيتها والطبلية مطوطه‬


‫***‬

‫هى المية "ست الدار" الت يقول عنها الاج "ممد الزار" ف لظات الصفا‪ .‬ست الدار‪ ،‬ويسكت‬

‫ً فعل ست الدار‪ .‬بس حظها وحش‪ ،‬أتوزت‬


‫قليل وهويهز رأسه الليئ بأنفاس الشيش ‪،‬ويضيف قائل‬

‫‪.‬ممد المي‪ ،‬يدى اللق للى بل ودان‬

‫ست الدار‪ ،‬ابنة الستشار طلخان نوح ‪،‬مستشار الوجه البحرى‪ ،‬ابنته الوحيدة الوارثة عنه‬

‫ذكاءه الاد ‪،‬وطيبته ومائة وعشرين فدانا وعزبتي‪ ،‬بعد مشاركة العمام ف الياث‪ .‬أخذت عن‬

‫زوجها الستاذ ممد المي اللقب ‪،‬فصارت المية ست الدار‪ ،‬ورغم أن اللقاب قد ألغيت بعد قيام‬

‫الثورة ‪،‬إل أنا احتفظت بذلك اللقب ‪،‬من القاصى والدان‪ ،‬حت ماتت عام ‪ .1980‬تزوجت الستاذ‬

‫ممد بعد قيام الثورة بسنة وشهر ‪،‬وبعد تأخر عن الوعد التفق عليه بثلث سنوات‪ .‬كان مازال‬

‫يعمل ف سراية عابدين‪ .‬حي خطبها وقامت الثورة واستغنت عن كثيين ‪،‬ل يكن يربطهم بالسرة‬

‫الاكمة غي العمل وكان هومن الذين استغنت عنهم ‪.‬رغم أنه ظل أسبوعا كامل‬
‫ً يتبع الناس‬

‫الذين يشون ف الشوارع مهللي بالنصر العظيم‪ ،‬دون أن ينتبه‪ .‬أنه ف ناية السبوع كان ف‬

‫السكندرية‪ ،‬ولا عاد وجد أن الثورة الت حلم با على مدار سبع سنوات ‪.‬هى عمر عمله ف سراية‬

‫عابدين قد استغنت ‪ .‬ل يد أمامه غي العمل عند نسيبه الستشار طلخان بعد أن ظل عاما يكتب‬

‫التماسات للجنة العالية لقيادة الثورة‪ ،‬دون أن يفوز ولوبجرد رد صغي يعضد إيانه بالبطال‬

‫الذين قاموا بالعمل الذى خطط له ذات مساء وكاد أن يققه‪ ،‬حي وجد اللك أمامه ‪،‬وكان منذ‬

‫خطط لذا العمل يمل مسدسا ولكنه تراجع ف اللحظة الخية‪ ،‬تاركا الهمة لؤلء البطال الذين ل‬

‫يردوا عليه بكلمة تطمئنه على صحه ايانه‪ .‬كان قد مضى على وفاة‪ .‬الستشار طلخان نوح ستة‬

‫أشهر ‪،‬حي دخل ممد المي بست الدار‪ ،‬بعد فرح أقامه أعمامها أحياه كارم ممود‪ ،‬ورقصت فيه‬

‫سامية جال‪ .‬كانت ست الدار قد رفضت القامة ف بلدتا‪ ،‬كما رفضت أن تعيش ف شقة صغية ول يد‬
‫ممد مفرا من بناء فيل تليق باحلم وأموال ست الدار‪ .‬كانت سينما الزهار الت على بعد‬

‫أمتار من سينما على بابا معروضة للبيع ‪.‬كان صاحبها الواجة سعان قد قرر الروج من مصر‪،‬‬

‫قبل قيام الثورة بأيام ‪.‬خوفا على حياته‪ .‬استغل ممد المي الفرصة واشتى من الواجة‬

‫السينما وقام بدمها وأقام سراية للمية ست الدار‪ ،‬الت ظلت تعيش با سبعة وعشرين عاما قبل‬

‫أن يفاجئها مرض السرطان بعد زيارة أنور السادات وسلمه على الواجة سعان وتوت تاركة ممد‬

‫المي‪ ،‬يفكر ف إيانه باللجنة العالية للثورة وأبطالا بداية من جال عبد الناصر ‪،‬وانتهاء‬
‫ٍ‬

‫‪.‬بأنور السادات‬
‫***‬

‫كان قد مضى أسبوع كامل‪ ،‬منذ أن نزل السيد زغلول العريان‪ ،‬الذى أصبح حديث الساعة ف بولق‬

‫أبوالعل من فوق خشبة السرح ‪،‬وأمسك بيد ابنته أنعام الت كانت جالسة ف الكوشة بوار حسن‬

‫العدل ومضى با ف خطوات شبه منتظمة ‪،‬وكأنه ف مارش عسكرى حي دخلت أم حسن إل شقة السيد‬

‫العريان‪ .‬أم حسن هى أخت الست أحلم زوجته وبذلك فهى خالة العروس النكوبة‪ .‬ورغم أن أم‬

‫حسن تسكن ف عطفة شامخ‪ .‬الت ل تبعد كثيا عن عب أبوطالب‪ ،‬الذى يسكن فيه السيد العريان‬

‫وأولده ‪،‬إل أن زيارتا لختها قليلة‪ ،‬ول يرجع ذلك إل سوء العلقة بي الختي‪ .‬كما ل يرجع‬

‫أيضا إل عدم احتفاء زوج أختها السيد العريان بالزيارة ‪.‬فقط ندرة الزيارات سببها الساسى‬

‫والوحيد‪ ،‬هوإنشغال الست أم حسن ف الياة ‪،‬فهى تعمل داية وخاطبة وف رقبتها بيت مليئ بستة‬

‫من النفس‪ ،‬تتاوح أعمارهم ما بي العشرين والمس سنوات هذا غي النفس الخرى من أصناف‬

‫الدجاج‪ ،‬والبط‪ ،‬والاعز‪ .‬كانت الشقة قد ت تغيها بشكل لفت للنظر ‪،‬ما جعلها تسأل أختها‪،‬‬

‫الت كانت تربط رأسها بطرحة سوداء فوق اليشارب ‪ -‬وتضع يدها فوق خدها عن سبب التغي‬

‫‪.‬الشامل الذى حدث قالت بتنهيدة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أبوأنعام أمر بكده‬

‫‪:‬كانت الملة غريبة على أذن أم حسن‪ ،‬ما جعلها تفرج عن شبه ابتسامة وهى تقول‬

‫‪-‬‬ ‫أبوأنعام أمر بإيه ‪،‬يا أحلم؟‬

‫أمسكت أحلم برأسها ونظرت إل التاه الخر ما جعل الكدمة الزرقاء ف عينيها تبدوجلية ول‬
‫ترد على أختها ‪،‬الت شاهدت واقعة الفرح منذ أسبوع‪ ،‬ولكنها أيضا شاهدت السيد العريان‬

‫طيلة حياته مع أختها‪ ،‬ول تسمعه ولومرة واحدة يرج من فمه‪ ،‬ولوشبه أمر‪ ،‬ولذا ل تنتبه إل‬

‫الكدمة الواضحة ف عيون أختها‪ ،‬وصممت على سؤالا وأعادته مرة أخرى بطريقة ساخرة‪ ،‬وعند‬

‫‪.‬ذلك خرج العريان من حجرته وقال بعدم اعتناء كعادته‬

‫‪-‬‬ ‫ً يا أم حسن‬
‫‪.‬أهل‬

‫ث نادى على أنعام ‪،‬الت خرجت مسرعة على غي العادة‪ .‬وأمرها أن تعد الشاى لالتها‪ ،‬ث نادى‬

‫‪.‬على فاروق وأعطاه نقودا ليأتى له بسجائر‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت من إمت بتدخن يا عريان‬

‫هكذا خرج السؤال من فم أم حسن ‪،‬مليئ بسخرية‪ ،‬أحس وقعها العريان‪ ،‬الذى ل يد أمامه ردا‬

‫غي أن ينظر إل وجه زوجته الت وضعت عيونا سريعا ف الرض ‪،‬فلم يد أمامه مفرا من الرد على‬

‫‪.‬تكم أم حسن ‪،‬فقال وعلى فمه شبه ابتسامة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بدخن من زمان يا أم حسن ‪.‬بس كنت باف من دخلتك على‬


‫ّ ‪،‬وعلشان كده كنت بطفيها‬

‫نظرت أم حسن إل أختها فوجدتا تضع يديها على رأسها وعيونا تبحث ف الرض عن شئ ما ‪.‬ل يكن‬

‫موجودا على الطلق ‪.‬فلم تعرف باذا تيب على العريان الذى لبد "طلعله سنان وابتدا يعض"‬

‫كما قالت لزوجها حي عادت إليه ف مساء ذلك اليوم وقفت وقالت لختها ‪:‬عاوزاكى‪ ،‬وخطت خطوة‬

‫ف اتاه حجرة العيال‪ ،‬ولكن العريان أوقف هذه الطوات وأشار لا على الوضة الثانية فدخلت‬

‫‪.‬حيث أشار بيديه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬فيه إيه يا أحلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مافيش يا حسنية يا خت‬

‫‪-‬‬ ‫ل فيه … ث أمسكت برأسها الت كانت تبعده عنها‪ ،‬وشاهدت الزرقان اليط بالعي فانتفضت‬

‫‪:‬وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫من إيه ده‪ .‬وماله العريان؟‬

‫‪-‬‬ ‫أبدا من ساعة مارجع من الفرح‪ .‬دى اتغي خالص يا حسنية‪ .‬طول النهار تلطيش ف‬
‫ّ‪ ،‬وف‬

‫‪.‬العيال ومابقاش حد قادر عليه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ياما قولتلك قبل كده‪ .‬اللى انت بتعمليه معاه مسيه يطلع فوق دماغك‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ل ‪.‬دا طلع ‪،‬وطلع ‪،‬يا أخت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت تستهلى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬استاهل يا حسنية‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬البت أنعام كويسة ول فيه حاجة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬حاجة زى إيه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬زى الكلم اللى طلع عليها‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ل يا أخت‪ ،‬ورحة أبوكى زى الفل‪ ،‬وأندهالك تشوفيها‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت متأكدة يا أحلم‬


‫‪-‬‬ ‫‪.‬متأكدة على الخر‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يعن أشوفها‬

‫ل ترد عليها ‪،‬تركتها وخرجت‪ ،‬ث عادت سريعا وهى مسكة بيد أنعام‪ ،‬الت كانت ل تعرف لاذا‬

‫‪.‬أمسكت أمها با هكذا‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أهى يا خت‬

‫‪.‬أمسكت أم حسن بيد ابنة أختها وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫تعال يا أنعام أنا مش هكشف عليكى ‪.‬أنا هسألك بس ‪.‬الواد حسن نام معاكى‪ .‬تغي وجه‬

‫‪.‬أنعام وكادت تقع على الرض لكنها تالكت نفسها‪ ،‬وقالت بصوت ضعيف واهن‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مصلش أبدا يا خالت‬

‫‪.‬أمسكت أم حسن ‪،‬الت ما إن رأت تغي لون أنعام‪ ،‬حت دخل الشك قلبها ‪،‬بيدها وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬نامى على السرير‬

‫دمعت عينا أنعام ويد خالتها تتحسس أشياءها‪ ،‬ث تدخل إليها‪ ،‬ولكنها ل تستطع أن تفتح‬

‫فمها‪ ،‬فهى تعرف أنا السبب ف الفضيحة الت أصبحت تلحقها‪ .‬كما أنا أحد أسباب تغي أبيها‪،‬‬

‫من الب النون الطيب ‪،‬إل هذا الثور الائج ‪،‬الذى ل يعد يرضى بأنصاف الشياء كعادته‪ ،‬سحبت‬

‫أم حسن طرف اللباب ‪،‬بعد أن أحست أنعام أن روحها تنسحب منها وضربتها على فخذيها ضربات‬

‫حنونة ومدت يدها تسحها بطرف اللءة ‪،‬ث أمسكت برأسها وقبلتها ف خدودها وقبلت أختها‪،‬‬

‫وخرجت لتقف أمام العريان ‪،‬الذى كان يسك بيده كوب الشاى وف اليد الثانية سيجارة‪ ،‬ويضع‬

‫‪:‬قدم على الكنبة والخرى على الرض وقالت له‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬الاج ممد الزار طالب إيد أنعام‬

‫فتحت أحلم فمها كاشفة عن أسنان معتن با ‪.‬ث سحبت بيديها طرف الطرحة السوداء البومة ‪،‬‬

‫والت كانت تربطها فوق اليشارب منذ برك عليها العريان‪ ،‬ونظرت إل العريان الذى تغي كثيا‬

‫منذ وقف على خشبة السرح وقال بصوت جهورى‪ ،‬أنه يرفض أن يزوج ابنته الطاهرة ‪،‬بشهادة أنور‬

‫‪.‬النستل وأصدقائه لذا الربوع ‪.‬ابن العدل‪ .‬قال لم حسن دون أدن فرح أوزعل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ربنا يعمل ما فيه الي‪ ،‬هاشاور البت ونرد عليكى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬تشاور مي يا أبوأنعام‪ .‬ده العلم ممد الزار‪ .‬صاحب مصانع القزاز ودكاكي العطارة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬اسى أبوفاروق ‪،‬أبوأحد‪ ،‬وبعدين قزاز ول صفيح وجزار ول فران‪ ،‬هنشاور البت‬

‫انسحبت أم حسن بعد أن لت عيون أختها الت راحت تبحث عن مكان يميها من خبطات العريان‬

‫القادمة بعد قليل ‪،‬إذا قالت له شيئا وف الطريق إل العلم الزار كانت تقول ف رأسها أن‬

‫العريان اتنن رسى‪ .‬أعجبتها الفكرة فراحت تتخيله ف اللباب البيض وابتسمت لذلك كثيا حت‬

‫‪ .‬وقفت أمام شقة العلم وخرجت لا آخر زوجاته فقالت لا دون أن تسأل عن العلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬والنب قول للمعلم ‪،‬الواد أبن وافق على الشغلنة اللى هوقال عليها‪ .‬وتركتها ومضت‬
‫***‬
‫ربا ل يعلم أحد أن السيد زغلول العريان عند نزوله من فوق خشبة السرح كان ينتظر فقط مرد‬

‫إشارة من أى شخص ‪،‬ليوافق على إتام الفرح‪ .‬فقط إشارة‪ ،‬من أى شخص عابر يقول كلمة واحدة‬

‫‪.‬كلمة واحدة ‪،‬وسوف يتك على أثرها أنعام تنام ف حضن حسن العدل فرغم النصر الذى أحس به‬

‫للمرة الول ف حياته‪ .‬ذلك النصر الذى ظل اثني وأربعي عاما وبضعة أشهر ينتظره بشوق ولفة‪.‬‬

‫أن يقول اسه بل خوف‪ .‬أن يقوله بصوت عال وأمام جع من الناس ‪.‬ياله من حلم جيل ظل العريان‬

‫ييا من أجله ولكنه حي حقق اللم بكل مواصفاته ومفرداته الت شكلهاف رأسه طيلة حياته‪.‬أن‬

‫هويقول اسه ف اليكروفون وأمام كل النطقة تقريبا ‪.‬بل ويعلن قرارا صارما وهوالذى ل يأخذ‬

‫قرارا طيلة حياته ولوأنه أخذ قرارا لكان هو‪ ،‬تغيي ذلك السم الذى جعله بعيدا عن الناس‬

‫طوال عمره ولكن ها هوالن وهويهبط السلم الوضوع تت خشبة السرح‪ ،‬يفكر ف حلمه الذالخية‬

‫ونظر ف عي امرأته وجيانه‪ ،‬كان ينتظر مرد إشارة صغية وحي أمسك بيد ابنته ل يسكها بضمي‬

‫ً لتكها دون أدن مقاومة ‪،‬تنام تت جسد حسن العدل‪ ،‬لكنها ل تركها كما‬
‫فلوأنا حركتها قليل‬

‫‪.‬أن أحدا ل يشر‪ .‬واحدا ل يتكلم‬

‫البشكاتب‬

‫قالت عنها بصوت هادئ ومايد‬

‫‪-‬‬ ‫الست أحلم‪ .‬مرات البشكاتب النستل ‪.‬ال يرحها ‪.‬هى السبب ف معرفت بأنور أنا كنت‬

‫الكبية وأمى ال يرحها بعتتن عندها أتعلم الياطة ‪.‬كان عندى كدة ييجى حداشر سنة‪ .‬بس إيه‪.‬‬

‫اللى كان يشوفن يقول أربعتاشر سنة‪ .‬حاكم احنا زمان كنا بنفور بسرعة‪ .‬مش زى اليام دى‬

‫‪.‬مسلولي‪ .‬قعدت عند الست أحلم تلت سني أتعلم الياطة أنت عارف السني دى‪ .‬غيت حياتى كلها‪.‬‬

‫لبطتتها‪ .‬أنا صحيح كنت حلوة وشايفة نفسى قوى ‪.‬بس مكنتش عارفة حاجة ف الدنيا غي بتنا‪.‬‬

‫يعن أبويا كنت بشوفه كل أسبوع مره وساعات كتية يفوت بالشهر ماشفهوش والبيت كان يعن على‬

‫قد حاله أمى ميعديش أسبوع إل لا تتخانق مع أبويا على الصاريف وهوكان خلقه ضيق طول‬

‫حياته ‪،‬كلمتي ويقوم عليها ضرب وكمان طول عمره شارب وعمرنا ما عرفناله شغلنه ثابتة‬

‫‪.‬ساعات يشتغل ف الكمب بتاع النليز وساعات يسافر السودان ييب جال ويبعها ف عشش التجان‬

‫اللى قدامنا دى وساعات يقول أنه شغال ف الثار عكس البشكاتب ال يرحه‪ .‬شغال ف مكمة‬

‫الزننيى‪ .‬وخناقات أمى كنتش دايا على الفلوس ‪.‬كتي قوى على النسوان‪ .‬حاكم هوال يرحه‬

‫ماكنش يتوصى ف حكاية الري وعمره ما رجع البيت بدرى ‪.‬أما البشكاتب ده رجل ول كل‬

‫الرجالة‪ .‬من الشغل للبيت للجامع عمره ما سهر بره‪ .‬أنا كنت بروح عندها على الساعة تسعة‬

‫الصبح ‪.‬أقعد عندهم لغاية بعد العشا‪ .‬الست أحلم علمتن كل حاجة حلوه‪ ،‬مش التفصيل بس‪.‬‬

‫علمتن أتكلم وأقول رأي بصراحة وخفش إل من اللى خالقن‪ .‬أنا أدخل باب الشقة من هنا والست‬

‫تكون مضرة كل حاجة‪ .‬القماش اللى بتعلم عليه والقماش اللى هى بتفصله وعلى الساعة واحدة‬

‫كده ‪،‬تقوم تعمل الغدا وأنا أخيط على الكنة ‪،‬حاكم أنا من السبوع الول بقيت أخيط كل حاجة‬

‫‪،‬لكن التفصيل والاجات التانية عمرى ما عملته إل ف السنة الخية‪ .‬الباشكاتب يرجع بعد صلة‬

‫العصر‪ .‬حاكم هوكان بيخرج من شغله يروح يصلى العصر ف السي يتغدى ويريح لغاية الغرب ‪.‬‬
‫الفتة دى منوع شغل الكنة خالص وساعات كتي كانت الست أحلم تقول قومى ريى ف الودة بتاعة‬

‫السافرين‪ .‬يصحى الغرب يلبس اللبية البيضة‪ ،‬ويط العباية على رقبته‪ .‬صيف شتا وينزل على‬

‫الامع وما يرجعش إل بعد صلة العشا وال يا أستاذ أنا كلت عندهم اللووالانع كل يوم‬

‫الباشكاتب أفندى يرجع معاه كيس فاكهة وشقتهم أربع أود وصالة كبية وحام ومطبخ وبلكونة‬

‫داير داير‪ .‬الست كانت ملياهم جنة ‪.‬السجاد على الرض ‪،‬كل أسبوع تطلعه ينتفض والكنب‬

‫الستنبول كل أسبوع طقم جديد والقصايص اللى بتفيض من الدوم أشكال وألوان من الفارش ورغم‬

‫أن الزباين طالعة داخلة إل أن الشقة دايا تلم منها السمنة بإيدك‪ .‬أوده أنور كان ليها‬

‫باب من جوه وباب على السلم‪ .‬أنا أول مارحت‪ ،‬حاول يعاكسن‪ .‬هوكان خلص البكالورية من زمان‬

‫ويدوبك ابتدا ف السيما‪ .‬أنا أنكسفت وعملت نفسى زعلت أنا كنت لسه حداشر سنة وهوكان عنده‬

‫عشرين أوأكثر بشهور‪ .‬بس أنا كنت عروسة ‪.‬لؤاخذه صدرى كان طلع ‪ .‬الهم بعد ما عملت نفسى‬

‫زعلنة قعد ييجى سنه بالا يشوفن يش الودة بتاعته ول كأنه شافن‪ .‬أنا ابتديت أفكر فيه ليل‬

‫نار وهويعن كان عمل فيلم ول اثني وابتدا يبقى أنزوح قوى وف يوم‪ ،‬الست أحلم راحت مع‬

‫الست تركيا مرات عمران العقاد مشوار لغاية دكان جوزها ف العتبة علشان تشتى ستاير جديدة‬

‫من عنده‪ .‬على فكره هوكان اسه عمران الرش‪ .‬والعقادة دى شغلته‪ .‬حاكم هوكان وارث الل ده‬

‫عن أبوه وكمان الصنعة ‪.‬أنا مكنتش أعرف الكلم ده لغاية ما رحت أنا وأنور نيب ستاير‬

‫وفرنشات بعد كده بعشر سني بعد الواز بشهور أما خدنا الودة اللى ف عماد الدين‪ .‬تصدق‬

‫وتآمن بال يا بن‪ ،‬الست تركيا دى قعدت متخلفش أكثر من خسة وعشرين سنة وف الخر جابت واد‪.‬‬

‫هوجه من هنا وعمران مات من هنا‪ ،‬وبعد موته اكتشفت إنه كان متجوز عليها وملف خس عيال‬

‫‪.‬الست ماكانتش مصدقه ‪،‬ف الخر جابت العيال ومراته وقعدتم معاها وربتهم أحسن تربيه‪.‬‬

‫الاجة السبوع اللى فات شاورتلى على شاب معدى وقالت ل ‪،‬إنه أحد عمران‪ ،‬ابن عمران العقاد‬

‫وأنه وكيل نيابة قد الدنيا والدكتور ممد ابنه اللى بيجى يشوف الاجة عمل عيادة كبية ف‬

‫شارع الشهيد حسن العدل ربنا يليهولا‪ .‬حاكم أحد ده جه على شوق وعطش‪ .‬الست أحلم نزلت من‬

‫هنا وأنا عديك الشيطان قعد يودين ويبن‪ .‬لغاية ف الخر مدخلت الودة بتاعة أنور ‪.‬كان لسه‬

‫ناي‪ .‬أصله كان بيسهر كتي ويفضل ناي للظهر وساعات كتي كان الباشكاتب يرجع ولسه هوناي‪.‬‬

‫قعدت قدامه اتفرج عليه وهوناي واخد الخدة بي رجليه وحاطط الخدة التانية على رأسه‪ .‬كان‬

‫كأنه ملك ناي‪ .‬على وشه ابتسامة حلوة حلوة‪ .‬أنا قعدت شوية وهب جت ف دماغى فكرة إن الست‬

‫أحلم مكن ترجع وتبقى فضيحة قمت قاية ولسة هامشى‪ ،‬راح مفتح عينيه وكأنه حس باللى بفكر‬

‫فيه أوحس بيا مش عارفة ‪.‬الهم قام على حيله وقال ل‪ .‬فيه حاجة يا توحه‪ .‬أنا كنت أول مرة‬

‫أسع اسى من بقه ‪.‬تصدق وتآمن بي ‪.‬أن نسيت أنا كنت بفكر ف إيه‪ ،‬ونسيت أنا كنت داخلة عنده‬

‫ليه وفضلت مبلمة كده وهويبصلى ومستغرب وف الخر قرب من شويه وجسمى كأنه مسكته الكهربا‪،‬‬

‫راح بيسن‪ .‬طلعت جرى‪ .‬راح ضاحك وقال ل‪ :‬إعملى شاى‪ .‬أنا خرجت من الودة وكأن خرجت للدنيا‬

‫من جديد ‪.‬عملت الشاى وخبطت على الباب وقلتله الشاى على الباب ورحت قاعدة على الكنة‬

‫‪.‬طلع خده وقاعد يبصلى شويه ومن يومها مدش يعمل شاى له غيى ‪.‬هوف الول كان فاكرن بت حلوة‬
‫بتدلع وشوية شوية ابتد يبن وبقيت عنده أحلى واحدة ف الدنيا‪ .‬كملت التلت سني عندهم‪.‬‬

‫كانت آخر سنة كل يوم لزما أديله بوسه‪ .‬بس يدوبك كملت الربعتاشر كانوا الطاب كتوا وقعدت‬

‫ف البيت ‪،‬كان لسه أبويا عايش وحاول يوزن من الاج ممد الزار ‪،‬لكن أنا كنت خلص ‪،‬بقال رأى‬

‫ورفضت وياما ضربن‪ ،‬لكن أنا صممت على أنور وهوكمان رفض يطب أى واحدة من اللى كانت‬

‫بتعرضهم عليه الست أحلم وبعدين أبويا مات والكاية بتاع موته خلتنا نقفل علينا الباب‬

‫شوية وماكنش ينفع يتقدم أنور لكن بعد كده أما الست أحلم ماتت واتوز البشكاتب الست‬

‫إحسان‪ ،‬اتوزت أنور وعشنا شهر العسل ف شقة الستاذ ممد الزرقان ‪،‬أخوالستاذ عبد الرحيم‬

‫الزرقان حاكم هوكمان كان مثل‪ .‬أنت عارف الشهر دخل ف ستة أشهر والستاذ ممد زعل قوى لا‬

‫‪.‬أنور رجع الفتاح‪ .‬حاكم ال يرحه كان مشهور قوى بفعل الي‬
‫***‬

‫مضت ستة أشهر على خطوبة جيهان كنت خللا قد عودت نفسى على النسيان‪ .‬ربا كانت هذه الفتة‬

‫هى أقصر فتة قضيتها ف النسيان‪ .‬فراوية مثل الت كانت تشبه بصورة ما إيان حبيبت الول‬

‫أخذت من ما ل يقل عن ثلث سنوات وبعدها جاءت هالة الت أحسست للحظات وبالتحديد حي ابتسمت‬

‫ل ف اللقاء الرابع إن ابتسامتها تشبه إل حد ما ابتسامة إيان ومن أجل ذلك ظللت عامي ف‬

‫ماولة نسيانا أما إيان نفسها فقد أخذت تسع سنوات على نسيانا الؤقت دائما‪ .‬وها هى جيهان‬

‫آخر أحلمى الفاشلة اضبط نفسى وقد شفيت منها ول أعد أفكر فيها ليل نار كاليام الفائتة‬

‫لكن ما كان أكذبن فها أنا ارتعش حي سعت صوتا للمرة الول خلل الستة أشهر‪ .‬جاء صوتا به‬

‫رنة حزن وهى تدعون ف التليفون لزيارة الاجة لمر هام‪ .‬كنت ف الطريق أحسب اليام والليال‬

‫الاضية بسرة وأل‪ .‬فأنا الن ف التاه الذى ظللت أمنع نفسى عنه طيلة الشهور الستة الخية‬

‫وأمسك ب سعيدا بذا اللقاء وكأنن سأقابل قلب الضائع من‪ .‬أكملت السادسة والثلثي وها أنا‬

‫أمسك بنفسى غرا غريرا كما يقول إليا أبوماضى ف إحدى قصائده كنت خلل الطريق أفكر ف‬

‫جيهان وكيف سأبدو حي ألقى عيونا وتنيت كثيا أن أحقق حلم الرتباط بواحدة هى أكثرهن شبها‬

‫بإيان‪ .‬حي دخلت من الباب كان الو غريبا بالنسبة ل‪ .‬فلول مرة أرى عمر وعليا وعثمان‬

‫أبناء الاجة نعمة متمعي ف البيت‪ .‬كانوا يلسون على الكنبة مكان الاجة الفضل‪ .‬فأين ذهبت‬

‫الاجة كنت قد عرفتهم من خلل اللقاءات التفرقة وكم حسدت الاجة عليهم يوم ذهبنا لتوديعها‬

‫ف ميناء السويس ف ناية العام قبل الاضى وربا حسدتم هم على الاجة نفسها ل أدرى‪ .‬كان‬

‫الدكتور عمران خطيب جيهان يلس على كرسى بوار الباب الؤدى إل الجرات الداخلية للشقة‬

‫فجلست بواره بعد أن صافحتهم‪ .‬كانت الوجوه تشى بفجيعة على وشك الدوث ل أعرف لاذا تيلت‬

‫أن تكون الفجيعة ف الاجة فتحية ذلك الرم الصغي‪ .‬كنت قد عرفت منذ أيام أنا من ضمن الذين‬

‫قبلوا ف قرعة الج هذا العام وبعثت تلك البشرى عن طريق أخت ماجدة‪ .‬ل يطر أبدا ف بال أن‬

‫تكون الاجة نعمة هى الريضة فهى ل تشتكى إل من الروماتيزم والروماتيد وهذان الرضي ل‬

‫يسببان الوت على ما أعتقد‪ .‬دخلت جيهان مسكة بصينية شاى وأنا أفكر ف مصي الاجة فتحية‬
‫وأراجع شريط حياتا الت عرفتها من خلل الاجة نعمة ومن خللا أيضا‪ .‬تعمدت أن أنظر ف الرض‬

‫ّ حي وقفت أمامى بصينية الشاى‪ .‬خرج الرم الصغي وما إن وجدن أمامه حت سلم‬
‫وهى تسلم على‬

‫ّ وقبل يدى كعادتا‪ .‬كدت أقع وأنا أتيل أن الاجة هى الريضة سحبت يدى من بي أيدى الرم‬
‫على‬

‫‪:‬الصغي وقلت لعلى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬فيه إيه‬

‫ّ‪ .‬حاول أن يبدومتماسكا وهويقول إن الاجة بعافية شوية‪ .‬كان قد‬


‫كان أقربم إل سن وأقربم إل‬

‫ّ أربع سنوات منذ عرفت الاجة أحسست خللم إن ال عوضن أمى الت فقدتا قبل معرفت با‬
‫مضى على‬

‫بوقت قصي‪ .‬طلبت من على أن أدخل عليها فقال إن الدكتور ممد عمران معها بالداخل وبجرد‬

‫انتهائه من الكشف سوف ندخل سويا‪ .‬استجعت كل لظات موت أمى وخلتن للحظات أعيشه مرة أخرى‪.‬‬

‫ما إن خرج الدكتور ممد حت صافحته وسألته عن صحة الاجة‪ .‬كان وجهه يشى بكل شئ ورغم ذلك‬

‫سألته‪ .‬كان جوابه متصرا ودقيقا وشديد الوطئ على قلب‪ .‬طلبت منه أن ندخلها مستشفى‬

‫‪.‬العجوزة للشرطة لصلة قرابة تربطن بديرها لكنه قال بصوت هامس حزين‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أحسن إنا تفضل هنا‬

‫كان جواب شافيا وافيا عن الالة‪ .‬تركته ودخلت‪ .‬كانت بناتا الربعة وزوجات أبنائها يلتففن‬

‫من حول السرير وهى مغمضة العيني‪ .‬ما إن رأتن حت طلبت من بناتا أن يتكون معها دقائق‪.‬‬

‫خرجن جيعا وتركون أمسك بيديها كانت تشبه إل حد بعيد أمى ف لظاتا الخية رحت أفكر‪ .‬ما‬

‫الذى أملكه يعل الموات يوطون بثقتهم‪ .‬يوم إن مات خال الدكتور عوض طلب من زوجته أن تتكن‬

‫معه لظات كانت كفيلة بأن ينحن أمانته‪ .‬وكذلك أمى وأب واخت سعاد والن الاجة فما الذى‬

‫يدعوالوتى للوقوف جوارى‪ .‬كنت أفكر ف المانة الت لبد ستحملها ل الاجة كباقى الوتى وهل‬

‫سوف أستطيع تقيقها كما فعلت مع الذين سبقوها أقتبت منها بناء على إشارة من يديها حت‬

‫غدوت أتشمم أنفاسها الليئة برائحة الوت سقطت دمعتان على خدها فلم تلتفت إليهما أوعلى‬

‫وجه الدقة ل تس بما‪ .‬فكدت أجهش بالبكاء ولكن تالكت نفسى جيدا وسحبت يدى من يدها‬

‫‪:‬القابضة عليها ومسحت عيون‪ .‬قالت ل بصوت ضعيف واهن‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت عامل إيه مع مراتك‬

‫فجائن السؤال ولكن قلت لا المد ل‪ .‬فأغمضت عيونا قليل‬


‫ً وكأنا تستجمع ما تبقى لا من قوة ث‬

‫‪.‬فتحتهم وقالت بصوت يلؤه الكبياء والذل فبدا كصوت الوتي‬

‫‪-‬‬ ‫جيهان بتحبك وانت بتحبها هى قالتلى كده أول امبارح‪ .‬فلوكان عندك مقدرة تفتح بيت‬

‫‪.‬تان مفيش مانع أخلى إخواتا يوافقوا‬

‫كانت المانة هذه الرة غريبة وصعبة‪ .‬فدائما ما كان الموات يدعون للوقوف جوار أحبائهم‬

‫الذين هم أيضا أحبائى أما حكاية الزواج فهذا ما ل يدعون أحد إليه‪ .‬ما الذى يب على‬
‫ّ‬

‫قوله‪ .‬أنا لن أستطيع أن أفتح بيتا آخر‪ .‬ويكفين زوجة واحدة كزوجت حت ل أفكر ف الزواج‬

‫مرة ثانية‪ .‬أنا ل أنكر أنن مشدود إل جيهان بل أحبها ولكن موضوع الزواج هذا كان جديدا‬

‫بالنسبة ل‪ .‬كنت أنظر إل وجه الاجة والفكار تتداخل ف رأسى وربا أحسست با يدور ف رأسى‬
‫‪.‬ومن أجل ذلك قالت بعد أن تركت فسحة من الوقت‬

‫‪-‬‬ ‫يا بن كل شئ قسمة ونصيب بس أنا كنت عاوزة أشوف جيهان سعيدة قبل ما أموت أبوها‬

‫‪.‬مشفهاش وعلشان كده حاسة إنا معرفتش النان قوى‬

‫ّ‪ .‬كنت مازلت أمسك‬


‫ث سكتت وأشاحت بوجهها بعيدا وكأنا تعطين فرصة أخرى دون التلصص على‬

‫بيدها وأنا أفكر‪ .‬للحظات أحسست أنن أكاد أطي من الفرح ث جاءت صورة زوجت فجأة فأعادتن‬

‫‪:‬للحالة الول‪ .‬عادت بوجهها إل‬


‫ّ مرة ثانية ث قالت ل‬

‫‪-‬‬ ‫أنت ف معزة واحد من ولدى‪ .‬ث سحبت يدى المسكة بيدها وقربتها من فمها وطبعت قبلة‬

‫عليها وحي ذلك وجدت الدموع البيسة فرصة للخروج بعد أن كادت تضيع ما بي أفكار الزواج‬

‫‪.‬وصورة زوجت‬

‫ً دون أن انتبه إل عيون جيهان الت تلؤها‬


‫خرجت من الجرة وجلست على الكنبة بوار عمر وعلي‬

‫الدموع والسرة والل ف طريق العودة للبيت بعد ثلثة أيام شاركت خللم ف العزاء كنت أفكر ف‬

‫ً ف شقة ماجدة وأنا اعزيها وف اليام الطويلة الت جلست‬


‫دموع جيهان الت أمسكت بيدي طويل‬

‫فيها بوار الاجة وأختها استمع إل حكايتهم وكيف استطاعت أن ترج ذلك العرض من فمها وهى ف‬

‫‪ .‬الطريق إل الوت وكيف ل استطع تقيق أمنيتها الخية‬


‫***‬

‫ما أن تعلن الساعة الثالثة صباحا من كل يوم خيس إل وتكون العربة قد ت إخراجها من الراج‬

‫وتكون ست الدار قد ارتدت ملبسها النيقة وف طريقه لركوب العربة‪ .‬تبدأ الرحلة من الثالثة‬

‫تاما وتنتهى ما بي السادسة والثامنة‪ .‬هذه الرحلة الت ظلت سرا على مدار سبعة عشر عاما‬

‫وكثيا ما هس با الدم دون أن يعرفوا أى شئ عنها ولكن تمينهم دائما ما كان ينطلق من نقطة‬

‫وحيدة‪ .‬نقطة ل يكن الستغناء عنها أوتاوزها‪ .‬دادة أم الي هى الوحيدة الت تعرف كل شئ عن‬

‫الرحلة وكثيا ما رافقت ست الدار ف هذه الرحلة‪ .‬لكنها أبدا ل تقل شيئا كما أنا ف ذات‬

‫الوقت ل تنف شيئا أيضا‪ .‬فعم مصطفى الناين والبواب ف ذات الوقت ‪،‬كثيا ما طرح أفكاره‬

‫أمام أم الي‪ ،‬عن تمينات الدم ف رحلة المية ست الدار ‪.‬كما يدعونا وكما يدعوها كل أهال‬
‫بولق أبوالعل وهى دائما ما تبتسم وتز رأسها بجرد أن يطرح عم مصطفى أفكاره‪ .‬فل يعرف إن‬

‫كانت توافقه على كلمه ‪،‬أم تنفى ذلك‪ .‬سبعة عشر عام بالتمام والكمال استمرت تلك الرحلة‬

‫الدم ‪ .‬حت جاءت كوثر الادمة الديدة والت استمرت ترقب الرحلة لدة عام‬ ‫واستمرت تمينات‬

‫قبل أن تقول لعم مصطفى هى المية بتوح في‪ .‬هز عم مصطفى رأسه وتركها ومضى فلم تد أحدا‬

‫يشاركها لعبة التخمينات إل عباس ‪.‬جرسون قهوة العلم كتكت الوجودة ف ناية الشارع بوار‬

‫قصر المية ست الدار‪ .‬حكت له عن الرحلة وانتظرا سويا خروج الوكب يوم الميس وصدقا ما كان‬

‫يدور من تمينات‪ .‬فها هى المية ست الدار ترتدى ملبس على "سنجة عشرة " كما قال عباس‬

‫وتركب عربتها وتضى ف طريق الطيئة‪ .‬ورغم أن عباس رأى وسع عن المية ست الدار ما ينفى ذلك‬

‫‪،‬إل أن علقته بكوثر جعلت أفكار تتجه إل ما يلولكوثر أن تتحدث فيه‪ .‬تردد عباس كثيا قبل‬

‫أن يقول للمعلم رمضان ولكنه عقد العزم وتوكل على رؤيته بعينيه وعلى كلم كوثر ووقف أمام‬

‫‪:‬العلم رمضان وقال له‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬الست المية بتعتكوبتتزين وترج الساعة تلتة الفجر كل يوم خيس يا معلم‬

‫ل يكمل بقية حكايته حت عاجلة العلم بصفعة مدويه جعلت كل من يلس ف القهى يقف على صوت‬

‫وهويقول‬ ‫‪:‬العلم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أوعى تيب سية المية يا بن العرص‬

‫العلم رمضان ‪،‬هوالبن الكب للمعلم كتكت‪ ،‬الت تتصدر صورة كبية له صدر القهوة وصورة صغية‬

‫فوق الكتب ‪،‬عليها شريطة سوداء وتتها آية‪ ،‬عن النفس الطمئنة الت تعود إل ربا راضية‬

‫ً ‪،‬كما يشاع عنه‬


‫مرضية ورغم أن ملمح العلم كتكت ل تعب عن تلك النفس أبدا إل أنه كان رجل‬

‫ما إن لح العلم رمضان عربة الستاذ ممد المي على أول الشارع حت وقف وخطا خطوات سريعة‬

‫ووقف أمامه بالضبط‪ .‬صافحه الستاذ ممد وأطمئن على أحوال السرة وحاول العودة لداخل‬

‫أمسك به ودعاه للحديث ف أمر هام‪ ،‬ما جعله يتك العربة ويدخل إل‬ ‫العلم‬ ‫العربة ولكن‬

‫صالة القهوة وينظر بعيونه إل الصورة الكبية للمعلم‪ .‬كان مازال يردد الفاتة حي جلس بوار‬

‫العلم ث نظر بعينه إل الصورة الصغية الت يعلوها الشريط السود وقال بصوت عال أمي‪ .‬جاءت‬

‫‪.‬القهوة بعد أن أقسم رمضان على أخذ الواجب قبل الديث‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬انتوشغلتوعندكم بت جديدة اسها كوثر‬

‫بإياز‬ ‫‪.‬استغرب الستاذ ممد من السؤال ولكنه رد‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أيوه ث أضاف لا وجد أن العلم ل يضف شيئا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هى عملت حاجة‬

‫‪:‬تنحنح رمضان وترك فوق كرسيه وكأنه زعيم على وشك إلقاء خطاب عظيم ث قال‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أبدا‪ ً.‬بس يا ريت تديها حسابا وتسيبوها تلقط رزقها ف حته تانية‬

‫كان خطاب الزعيم ل يفيد أى شخص ‪.‬فقط كلمات ل تعن شيئا‪ ً.‬كلمات تمل معان كثية لكنها ل‬

‫تمل إجابة شافية لذلك للسؤال‪ .‬هى عملت إيه‪ .‬وضع الستاذ ممد المي فنجانه بعصبيه فوق‬

‫‪.‬منصة الكم وقال‬


‫‪-‬‬ ‫‪.‬إيه الكاية بالضبط يا معلم‪ .‬ال يرحه أبوك ‪.‬كان دوغرى‪ ،‬وافتكر أنك طالعله‬

‫كان الوضوع بالطبع مرجا ومن هنا أراد العلم أن ينهيه بأقل الكلمات ولكن عصبية الستاذ‬

‫ممد هى الت جعلته ينظر بطرف عينه إل الصورة العلقة فوقه‪ ،‬ث نظر إل الصورة التصدرة لصحن‬

‫‪.‬القهوة وعدل جسده على الكرسى‪ ،‬كأنه يفكر وقال بصوت تعمد أن يكون هامسا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬البت دى بتلسن على المية وده كلم مايصحش‬

‫انتفض الستاذ وتغي لونه ‪،‬ث طلب كوبا من الاء ما إن شربه‪ ،‬حت استأذن العلم رمضان بعد أن‬

‫شكره وخطا خطوات سريعة ف اتاه العربة ولكنه عاد مرة أخرى وجلس بوار العلم ‪،‬الذى أحس‬

‫‪:‬بدى حزن الستاذ ومن أجل ذلك تنب مواجهه عيونه لكنه رد على سؤاله وقال‬

‫‪-‬‬ ‫ابدا كلم كده ليؤدى ول ييب ‪.‬بس عيب‪ .‬ث أضاف وكمان دى المية بتاعتنا ومش مكن حد‬

‫يقول تلت التلتة كام‪ .‬حاول الستاذ أن يبدو طبيعيا ولكن صوته خانه فقال كلما ل يفهم منه‬

‫‪:‬العلم رمضان شيئا ول يد إجابة أقرب لذا الكلم غي أنه قال‬

‫‪-‬‬ ‫أبدا ‪.‬قالت ان المية بتخرج الساعة تلتة الفجر من كل يوم خيس ومابتجعش إل الساعة‬

‫‪.‬سبعة الصبح وكلم خايب كده‬

‫‪:‬وقف الستاذ بعد أن عاد إل طبيعته وقال للمعلم‬

‫‪-‬‬ ‫ً بتخرج الساعة تلته كل خيس‪ ،‬تزور أولياء ال ‪،‬والكلم ده‪ .‬من زمان‬
‫‪.‬المية فعل‬

‫انسحب الستاذ من أمام العلم ‪،‬الذى اكتشف السر وهويطوخطوات هادئة ورزينة‪ .‬كانت ست الدار‬

‫تذهب إل أولياء ال منذ ما يقرب من سبعة أعوام‪ .‬هذا ما يعلمه السيد ممد المي زوجها‪ .‬أما‬

‫الن ‪،‬ومنذ ما يقرب من العوام السبعة ‪،‬ومنذ أن يئست تاما من موضوع اللفة‪ ،‬فلقد صارت‬

‫تركب العربة‪ ،‬وتبدأ الرحلة الدائمة‪ ،‬ولكن بط سي جديد‪ .‬فلقد كانت الرحلة تتغي كل أسبوع‬

‫‪.‬ترج ف الثالثة كعادتا على غي هدى وتر من الشوارع ل تعرف أين هى ‪.‬كل ما كانت تعرفه أنا‬

‫لبد أن تقف أمام العساكر الذين يرسون اللت أوالشارات ‪،‬وتقتب من الواحد منهم وتدس ف‬

‫يديه شيئا ث تذهب لتبحث عن آخر حت تعود عندما ينتهى ما تدسه ف أيدى العساكر وف عيونا‬

‫‪.‬ظل ابتسامة‪ ،‬كظل عصفور يطي‬


‫***‬
‫احد عبد القادر‬

‫أنت عارف الرحوم الستاذ احد عبد القادر اللى غن أغنية وحوى يا وحوى وكعادتا ل تنتظر‬

‫الجابة وأكملت ده ‪.‬كان شقته فوق شقه البشكاتب على طول وكان انور بيحبه قوى وهوكمان كان‬

‫بيحب أنور وبيقول عليه‪ ،‬دا ابن اللى ملفتوش وأنور كان بيندهله يا بابا أحد ‪.‬ده بقى كان‬

‫ميحللوش السهر إل يوم الميس الول من كل شهر‪ .‬بداية من الساعة ‪ 12‬بالليل ‪،‬أما الست تلص‬

‫ّر الوزة وأنا أقعد جنب الست بتاعته ويشرب حجرين حشيش صاف‪ .‬أنا طبعا‬
‫وصلتها التانية ‪.‬يض‬

‫كنت عارفة الشيش من الرحوم أبويا لكن الست بتاعته فكرتن مش عارفة الرية اللى طالعة إيه‬

‫وقالت ل ‪:‬أن دى مستكة مطوطة على العسل ‪،‬علشان الرية تبقى حلوة ‪،‬أنا طبعا هزيت رأسى‬

‫ومرضيتش أحرجها‪ .‬هويشرب الجرين من هنا‪ ،‬ويعيد الوصلة التانية بتاعة الست ‪.‬حاكم أم‬

‫كلثوم كانت بتقول أغنية جديدة وأغنية تانية ‪،‬دايا بتكون هى الغنية الديدة بتاع الشهر‬

‫اللى فات‪ .‬الستاذ أحد يبدا من هنا وأى واحد يعمل حركة تبقى ليلته سوده ‪.‬الستاذ أحد شرط‬

‫ّ كده من أول مرة عرفته وال العظيم الرجل ده كان بيغن ساعات كثية أحسن من أم كلثوم‬
‫على‬

‫‪.‬أنا مش بقول كده علشان سعته وش لوش‪ .‬مش زى الست‪ ،‬كنت بسمعها من الذاعة‪ .‬ل‪ .‬أنا ودان‬

‫ّ يدربن لكن انور كان بيقوله دايا‪ .‬أنا‬


‫موسيقية وهوقال كده قدام أنور وياما اتايل على‬

‫منفعش يا بابا يبقى توحه تنفع‪ .‬لكن أنا بقى عملت عمله ف أنور‪ .‬بس إيه ‪.‬هونفسه ماكانش‬

‫مصدق ‪.‬أتفقت أنا والستاذ أحد إن أروحله كل أسبوع مرتي الساعة ‪ 9‬الصبح ‪.‬الست بتاعته‬

‫كانت بتحضر الساعة الول معانا‪ ،‬وبعد كده تقوم تعمل اللى وراها‪ ،‬الستاذ أحد قعد يرن‬

‫ييجى خس تشهر‪ ،‬وبعد كده اتفق مع جعية من بتوع العمال أو العمالية‪ ،‬مش فاكرة وخدن أنا‬

‫وأنور‪ ،‬وهو ميعرفش طبعا ‪،‬ورحنا القاعة بتاعت العمال ‪،‬وطلعت على السرح وغنيت أغنية‪":‬‬

‫وحوى يا وحوى" والستاذ كان ماسك العود ‪،‬وبيد على‬


‫ّ والناس انبسطوا قوى‪ ،‬وبعدين أبتديت‬

‫أغن أغنية عن شهر رمضان‪ .‬وفيها كده مقطع بيقول‪ " :‬يا شهر رمضان يا غرة الشهور" والبيت‬

‫التان مش فاكراه قوى‪ .‬لكن أنا فاكرة حكاية الغر دى أنا جيت عندها‪ ،‬وهات يا ضحك ‪،‬إيه‬

‫‪.‬اللى ضحكن ‪،‬وال يا بن مانا فاكرة‬

‫دخل أنور على فتحية الت كانت مرتدية قميص النوم اللبن ‪.‬كان يمل ف يديه كيس ورق مليئ‬

‫بالكمثرى ولفة با نصف كيلوكباب من عند "الركيب" ومعها سلطة الطحينة وسلطة الطماطم ‪،‬على‬

‫‪.‬غي عادته بدا مكتئبا فسألته توحه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مالك يا أنور‬

‫‪-‬‬ ‫أبدا الواد الريسي الرمه ‪.‬ضيع من فرصة العمر‪ ،‬بعدما حفظت الدور صم ‪،‬قال للمخرج‬

‫إنه فيه وجه جديد مكسر الدنيا ومكن يقوم بالدور بتاعى‪ .‬الخرج قاله خلص أنور كويس وأنا‬

‫مواعده بالدور ده بقاله تلت سني‪ .‬قاله ده واد حلوقوى وطالع زى الصاروخ ‪.‬فالخرج قاله‬

‫نشوفه‪ .‬وقال ل‪ :‬متخافش يا أنور‪ ،‬الدور بتاعك‪ .‬لكن ده كلم‪ .‬الدور راح راح ‪.‬شكل الواد‬

‫‪.‬الرمة‪ ،‬شال من علشان مرضتش أدفع حسابه ف بار متتية‬


‫‪-‬‬ ‫‪.‬ما كنت دفعت وخلص يا أنور‬

‫‪-‬‬ ‫انت اتننت‪ .‬ده كان واكل وشارب ييجى سبع قزايز بية وكاسي ويسكى وقبل كل ده وده ‪،‬‬

‫‪.‬أنا فنان حقيقى يعن مش هادفع علشان اشتغل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬كلهم بيدفعوا يا أنور‪ .‬انت بس اللى حساس زيادة عن اللزوم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬سيبك اللى يدفع يدفع يلل نآكل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬آكل إيه بقى بعد ما غمتن‬

‫‪-‬‬ ‫ل تتغمى ول حاجة وبعدين النهاردة الميس الول ف الشهر‪ .‬إيه رأيك نروح عند بابا‬

‫‪.‬أحد وبالرة نعدى على البشكاتب ونشوفه عامل إيه ف الوازة بتاعته‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬وال مان عارفة يا أنور‪ ،‬البشكاتب اتوز بعد أمك إزاى‬

‫‪-‬‬ ‫يا ست الاجة ماتت من أربع سني والبشكاتب رجل دوغرى‪ .‬ميعرفش الرام وبعدين أحسن‬

‫‪.‬إنه اتوز علشان الواحد مايبقاش قلقان عليه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بس الست دى هتاخد اللى وراه واللى قدامه‬

‫‪-‬‬ ‫احنا ربنا ساترها معانا‪ ،‬وبعدين بين وبينك ‪ .‬ل ورا ول قدام ‪.‬البشكاتب راجل عايق‬

‫من يومه‪ .‬يعن الاى على قد اللى رايح ‪.‬زى بالضبط ول تفتكرى أنا طالع لي‪ .‬يا لل بسم ال‬

‫‪ .‬خلينا نلحق الست‬


‫***‬

‫توته‬

‫ل أحد يعرف على وجه الدقة مت جاءت‪ .‬البعض يقول أنا كانت ابنة الواجه "جان عيد" صاحب‬

‫مصنع الزجاج وفيل"ا أبوكلبه" الذى بن مكانا مبن الذاعة والتليفزيون والبعض الخر يقول‬

‫انا كانت إحدى حكيمات مستشفى فؤاد الول‪ ،‬الت سيت بعد ذلك بستشفى فاروق‪ ،‬ث مستشفى اللء‬
‫للولدة ‪،‬وقليلون يقولون أنا مثلة فاشلة ظهرت ف أفلم قليلة ف ناية الربعينيات حت منتصف‬

‫المسينيات‪ ،‬توته الرأة الت تبلغ من العمر ما بي الامسة والستي والسبعي والت تلس ف ظهر‬

‫مستشفى اللء‪ ،‬وتضع أمامها ترابيزة عليها بعض النتيكات‪ .‬البعض يقول انا يونانية ‪،‬والبعض‬

‫يقول أرمنية ‪،‬وآخرون يقسمون بال‪ .‬إنا إيطالية‪ ،‬جاءت تبحث عن جسد ابنها ف منطقة العلمي‬

‫بعد انتهاء الرب ولكنها عشقت مصر وعملت لفتة كممرضة متفة ولكنها ل تستمر‪ ،‬لنا مصابة‬

‫ٍ أيا منها ‪،‬فهى يونانية‬


‫بالت عصبية متكررة وبالرغم من كثرة الكايات عنها ‪،‬إل أنا ل تنف‬

‫لن يريدها وأرمنية لن يدعى ذلك‪ .‬تأتى ف التاسعة ‪،‬تمل الشنطة القماش على كتفها ما إن‬

‫يراها عباس صب قهوة العلم كتكوت ‪،‬حت يأتى بالتابيزة والكرسى تضع الشنطة القماش بدوء‬

‫على الرض وترج منها الفرش الستان‪ ،‬الذى ل يتغي لونه منذ وضعته فوق التابيزة للمرة الول‬

‫‪،‬ث ترج النتيكات واحدة واحدة وتنظفهم جيدا بقطعة من القطيفة السوداء وحينما تنتهى من‬

‫رص القطعة الخية يكون عباس قد جاء لا بورقة ملفوفة تفردها وترج منها الفطار الذى ل‬

‫يتغي على مدار خسة وعشرين عاما حت الن رغم تغي عباس بأحد وإساعيل وحسن وأخيا كتكوت‬

‫الصغي‪ .‬نصف سندوتش مرب بالقشده ونصف جبنة رومى‪ ،‬ل ترد على أى مشت‬
‫ٍ طالا تأكل وحي يصمم‬

‫أحد الشتين على إخراجها من حالتها ‪،‬تغي اتاه الكرسى وتعطيه ظهرها وحي ذلك لن يد مفرا‬

‫من النسحاب أوالنتظار إذا كان متاجا لحدى التحف ‪ .‬تشعل سيجارة مع كوب الشاى وما إن‬

‫تنتهى من السيجارة ‪،‬حت تضع على رأسها طاقية من الوص وتسرح بعيدا ‪،‬ل يرجها من شرودها إل‬

‫وقوف أحد الزبائن أمامها للسؤال عن السعر‪ .‬لظتها تتأكد من السعر ف رأسها وتقوله دون‬

‫اعتناء‪ .‬ترفض الساومة على السعر ‪،‬حت لول تبع أى شئ طوال اليوم‪ .‬كل حاجة وليها سعرها‬

‫وميعرفش يسعرها إل اللى يقدرها هذا هوجوابا الدائم على كل من ياول الساومة‪ .‬تقولا‬

‫بلكنة تتماهي دائما مع وجهها الحر‪ .‬ينسحب من أمامها من ل يريد الشراء‪ .‬زمزمية الياه‬

‫الستقرة تت التابيزة دائما با ما يروى الريق ويعيد الدوء الفتقد بواسطة أحد الشتين‪.‬‬

‫توته هذه التف حولا كل أهال بولق ظهر اليوم‪ .‬لتعتف للمرة الول منذ جاءت إل مصر أنا‬

‫‪.‬إيطالية جاءت تبحث عن ابنها الغائب منذ اثني وثلثي عاما‬


‫***‬

‫‪ :‬هس حسن لنعام قائل‬

‫الواد انور باين عليه اتسطل‪-‬‬


‫‪-‬‬ ‫ل ‪ .‬بص على ابو ركبه دهو اللى اتسطل وهيقع دلوقت على الرض وتبقى فضيحة ضحك حسن‬

‫بصوت مسموع حت نظرت الست أحلم اليه وكأنا تؤنبه ‪ ،‬لكنه التفت ال أنعام وهو يقول لا‬

‫‪ .‬بصوت تعمد أن يسمعه للست احلم الت كانت عيونا تتابع الوقف‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬هى الست بنت القحبه دى مفكرن العريان ول ايه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬تغي وجه انعام وامسكت بيد حسن وهى تقول له‬

‫‪-‬‬ ‫والنب علشان خاطرى يا بو على عدى الليلة على خي ‪ ،‬احسن انا معرفش ليه قلب مقبوض‬

‫‪ .‬وحاسه كده باجه ال اعلم ايه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ :‬امسك حسن بيد انعام الت كانت مسكه بيده وقربا اليها وقال‬

‫‪-‬‬ ‫علشان خاطر الوارد ياست ام زغلول ‪ ،‬ول انت هاتسمى الواد اللى هيجى بعد تسعه اشهر‬

‫‪ .‬آيه‬

‫احر وجه انعام وحاولت سحب يديها من بي ايد حسن الت كانت تقبض عليهم باصرار ولكه ل‬

‫‪ .‬يتكهم واضاف‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬داحنا الليلة دى هنعمل عمايل‬

‫كانت الملة كفيلة بان يستجمع انعام كل ارادتا ‪،‬و تسحب يدها من يد حسن الت تركتها بعد‬

‫‪ .‬ان لح كل الوان الطيف ف وجهها‬

‫‪ :‬انتبه حسن على ضحك العازي وصوت عبد ال الامؤر وهو يقول له‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬صاحبنا اتسطل يا بو على‬

‫‪-‬‬ ‫كان انور بالفعل يبدو عليه علمات السطل ‪ ،‬فحركته الدائمة وهو يسك اليكرفون تدل‬

‫‪ :‬على السطل ‪ ،‬واشارته ايضا ‪ ،‬ومن هنا ضحك حسن مع انعام الت اشارت على عزت وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬وابو ركبه كمان باينه اتسطل هو كمان‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬باين العيال الرمم حاطي حاجة ف قزازة الوسيكى‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬حاطي ايه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬مش عارف ‪ .‬بس انور فعل اتسطل وباين على ابو ركبه أنه هيقع وهو بيقوله حاجه‬

‫‪ .‬ث نادى على ممد جورج الذى جاءه مسرعا فسأله‬

‫انتو عاملي حاجة ف الوسيكى ‪-‬‬

‫‪ :‬ضحك ممد وهو يقول له‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬ابدا ‪ .‬احنا بس عملنا قزازة نبال من بتاع انا جدع‬

‫‪-‬‬ ‫امش روح حاول تنزل انور بالراحة وخلى ابن القحبه عبد ال يسك ابو ركبة لنه ضاع‬

‫‪ .‬خالص‬

‫انسحب ممد من امام حسن وهو ليدرى ماذا يفعل ‪ ،‬فهول يستطيع ان ينزل باانور من فوق خشبة‬

‫ًخر كآسي نبال ‪ ،‬ويس بالنحدار الشديد يسرى ف‬


‫السرح أمام الناس ‪ ،‬كما أنه قدأخذ هو ال‬

‫اطرافه‪ ،‬وقف امام خشبة السرح وهو يبتسم لنور ث راح يهتز طربا وانور يشر عليه ‪ .‬نادى‬

‫ًخر وراح يرقص‬


‫حسن على عبد ال الأمور وأمره مرة أخرى با قاله لمد جورج الذى انسطل هو ال‬
‫‪ .‬وقف عبد ال بوار أنور وهس ف اذنه بكلمات ل يتبينها حسن لكنه لح أنور يزيح عبد ال‬

‫ويبدأ ف سرد حكاية التفاق ‪ .‬وقف حسن ليدرى ماذا يفعل ‪ .‬كانت الكلمات ترج سريعة من فم‬

‫انور تدد كل الشياء ‪ .‬جلس حسن على الكرسى واضعا يديه بواره وكأنه ل يدرى ماذا يفعل ف‬

‫كلمات انور الت فضحت التفاق‪ ،‬ما ان انتهى أنور من سرد حكايته ‪ ،‬حت رأي السيد زغلول‬

‫يعتلى السرح بطريقة اذهلته ‪ .‬خطف اليكرفون من يد انور الذى انسحب بعيد بعد أن سنده ممد‬

‫جورج نزل العريان بعد ان القي بيانه الذى كان متصرا ومفيدا ليسحب انعام من جوار حسن‬

‫‪ .‬الذى كان مازال يضع يديه بواره تاركا عيونه تبحث عن أشياء كثية ل يعلمها ال ال‬

‫كومبارس‬

‫‪-‬‬ ‫‪ :‬قالت ل‬

‫‪-‬‬ ‫مسيك تشوف الفلم اللى مثلها قبل سنة ‪ . 50‬هو طول الفتة دى ليطلع عسكرى ليطلع‬

‫حرامى ‪ .‬ليطلع صاحب واحد منهم ‪ .‬ماعرفش الكمة ف كده ايه الفيلم ده ‪ .‬عسكرى يبقى اللى‬

‫بعده حرامى على طول ‪ .‬كان بياخذن من ايدى ويدخلن العربية بتاعة المثلي نرة ‪ 2‬ها‬

‫بيقولوا عليهم الكومبارس ‪ .‬لكن أنور دايا كان بيتخانق معاهم ويقول لول المثلي الساعدين‬

‫ما يعرفوش يعملوا فيلم خالص ‪ .‬رحت معاه استوديو الهرام واستوديو مصر ورحت معاه‬

‫اسكندرية ‪ .‬كل حته كان بيشتغل فيها بعد الواز وتكون بعيدة أروح معاه على طول ‪ .‬بس كان‬

‫ّ قوى ‪ .‬مرة الرحوم عماد حدى قال ل ‪ :‬ان مكن أمثل كويس وسلم على‬
‫ّ واتكى على إيدى‬ ‫بيغي على‬

‫وأنا وشى اتغي وهو كان ماسك ف ايده حاجة ساقعة رمى القزازة ومسكن وحطن ف العربية‬

‫وقاللى ما ترجيش من هنا وف اليوم ده قعدت ف العربية لوحدى من الساعة تسعة الصبح لغاية‬

‫حداشر بالليل ‪ .‬بس الشهادة ل ‪ ،‬كان يأخذ ف الفيلم اللى فيه النصيب ‪ ،‬نرجع من غي مليم‬

‫واحد يوحد ربنا ‪ .‬عمره ما عمل حساب لى حاجة‪ .‬علشان كده يا دوبك وقع ف الفيلم الخي‬

‫ورجله انكسرت ومكنش فيه دكتور كويس لغاية ما نزلنا القصر العين ‪ ،‬بعد تلت تيام كانت‬

‫رجله اتشمست ولزم تنقطع‪ .‬هو عرف كده وبص ناحيت بصة لغاية دلوقت فاكراها ‪ .‬معرفش مي جاب‬

‫له البشام اللى انتحر بيه ‪ .‬بس بين وبينك ماكانش ينفع أنور النستل العايق يشى برجل‬

‫واحدة ‪ .‬ده كان عايق والفيلم اال ميعجبوش ما يثلوش‪ .‬أنت عارف ‪ ،‬قبل الفيلم الخي كان‬

‫خلص هيعمل دور كبي مع الخرج الكبي بركات ‪ .‬كان هيمثل زميل الستاذ أحد مظهر ف فيلم مش‬

‫فاكره أسه آيه وكان بيتعلم اللعبة اللى بيضربوها على التبيزة اللى أسها بلياردو ‪ ،‬وكان‬

‫ابتدا يفظ الدور قوى ‪ .‬لكن القدر سقنا احنا الثني وانتحر ‪ ،‬عارف انت لو جيت السبوع‬

‫‪ .‬الاى هاوريك صورى أنا وأنور مع المثلي الكبار‬


‫***‬
‫كنت قد لحظت يدها الشمال القفولة دائما‪ .‬إل أنن ل أعرها اهتماما وحي امسكت بيدى وهزتن‬

‫وهى تسألن عن فيلم أربع بنات‪ .‬كان من الواضح أنا تسك بيدى اليمن بغي ضمي بالرغم من ذلك‬

‫هزتن بعنف ‪.‬حت كدت أبعدها بعنف ولكن آثرت السلمة ل تشغل بال يدها هذه حت كانت تلك‬

‫ّ بعد أن نادت عليها الاجة وقالت لا‬


‫‪:‬اللحظة ‪،‬الت أمسكت يدى وقبلتها حي دخلت على‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬الستاذ سعيد طلعلك كارنية التأمي‪ ،‬يعن مكن تروحى أى مستشفى‬

‫كنت قد حاولت سحب يدى ولكن قوة أكب من حجمها ومن مقدرتى جعلتن مستسلما تاما ليدها كما‬

‫أن ملمس ريقها على يدى جعلن مدرا ول استطيع الكلم أوحت سحب يدى من يدها الت ل تعد تلك‬

‫القدرة الرافية الت أحسست با ف بداية اللحظة ‪،‬أمسكت بكارنيه التأمي ث قبلت صورتا‬

‫‪:‬الوضوعة عليها وانسحبت كعادتا دون أن تتكلم كلمة واحدة ‪،‬ث عادت مسرعة وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يوم الميس الاى فيه فيلم لنور‬

‫‪:‬ث عادت دون أن تشي إل معن تلك الملة‬

‫‪-‬‬ ‫قصدها يعن أنا عازماك تتفرج على الفيلم معاها قالت ذلك الاجة بعد دخول فتحية‬

‫‪.‬ورؤية علمات التعجب على وجهى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هى ايدها الشمال مالا‬

‫‪-‬‬ ‫ابدا دى فيها خسة جنيه قدية من يوم ما رجعت وهى ماسكاها ف ايديها حت لا جىجى‬

‫بتحميها بتكون ماسكاها برضه‪ .‬وياما غلبت معاها إنا تسيبها أبدا وكأن ايديها ماتت‬

‫عليها‪ .‬السنة اللى فاتت العيال ولدى صمموا أن أروح معاهم الصيف‪ .‬روحنا وسبناها‪ ،‬بعد‬

‫أما غلبت مايلة فيها أنا تيجى معانا أبدا‪ .‬وصيت عليها الست حسنية بنت أم أحد الصعيدية‬

‫حاكم هى اتوزت ف الدور اللى فوق ماجدة اختك‪ ،‬اللى كانت لسه ماسكنتش هنا ورحنا الصيف‬

‫عشر تيام‪ .‬بين وبينك ‪،‬العيال ضحكوا على‬


‫ّ وقعدوا يقولوا الشمس والرملة السخنة حلوه علشان‬

‫رجليكى‪ ،‬وأنا طاوعتهم بعد الست حسنية ماحلفتلى على الصحف قدام أمها الست أم أحد حاكم‬

‫أم أحد دى عشرت عمر ‪،‬جات الشارع ده وأحد ابنها عنده أربع سني‪ ،‬دلوقت بسم ال ما شاء ال‪،‬‬

‫أحد له ولد على وش جواز‪ .‬أنا كنت خايفة لسن تطلع ف دماغها تسيب البيت وتطفش تان والرة‬

‫دى ال أعلم بقى هتجع تلقين ول إيه ‪.‬حاكم هى قعدت تن سني طفشانة ‪،‬قصدى ف الولد ‪،‬وال يا‬

‫بن الفكرة دى ما خلتن أشوف ل بر ول رملة‪ .‬العيال كانوا بينزلوالبحر وأنا قاعدة ف الشقة‬

‫وعمر وعلى يبوسوا رجلي ‪ ،‬انا كنت بافكر ف توحة ‪،‬حاكم لوهى راحت تاني وإدروشت مفيش حد‬

‫هيجعها ‪.‬الاج ممود ومات والعيال كل واحد شاغله الدنيا ودى هي إل بقيال من رية أمي‬
‫وأبويا وانت أهوشايف صحت أنا لؤاخذة لا أحب أدخل المام ‪،‬عاوزة اتني يقوموني واتني‬

‫يقعدوني‪ .‬علشان كده السنة دي أما راحوا الصيف أنا مرضتش اسيبها أبدا والبكة ف الست‬

‫أختك أم شريف ‪،‬ربنا يستها‪ ،‬بنت أصل بصحيح عملت أكت من اللي بتعمله جيهان وعندها صب ألف‬

‫مرة عنها‪ ،‬أنا نفس تيجى يوم المعة وتشوف الغارة اللي بتعملها جيهان وتوحة علشان خاطر ل‬

‫مؤاخذة مسألة الموم الناس وال يابن بتتفرج علينا‪ .‬عارف أنا رجعت من الصيف وأول ما‬

‫شافتن هات ياشتيمة من النقي يا خيار‪ ،‬تلت ساعات متواصلي وف الخر كل ده ليه‪ .‬علشان الست‬

‫حسنية حاولت تاخد من إيدها المسة جنيه وهي بتحميها ‪.‬قولتلها يا توحة‪ ،‬خدي من خسي جنيه‬

‫وبلش الفضايح‪ .‬راحت مصوتة ومصممة تشي‪ .‬العيال كانوا راجعي تعباني قعدوا يسكتوها أنا‬

‫تسكت أبدا وشوية وقالت لنا امشومن الشقة‪ .‬دى شقة أمي‪ .‬أما راحت عنها الالة قولت لا إيه‬

‫حكاية المسة جنيه دول يا توحة‪ .‬بصتلي كده وراحت هزت دماغها بدوء وبعدين بسرعة وراحت ف‬

‫دينيا تانية ‪،‬اكت من ساعتي‪ ،‬شوية تدمع وشوية تضحك ‪،‬شوية تقرأ القرأن‪ ،‬شوية تنزل على‬

‫الرض وتسجد وهي بتدعى‪ ،‬أنا بين وبينك قلت أنا غلطت علشان سبتها عشر تيام لوحدها وقعدت‬

‫أأنب نفسي وأول مارجعت لعادتا تاني ‪،‬راحت ماسكة أيديها وبوستها وحلفتلها إني مانزلت‬

‫البحر ول شفت ساعة راحة من ساعة ماسبتها وخدتا ف حضن وقعدنا نعيط شوية كتي والعيال‬

‫قاعدين يتفرجوا علينا‪ ،‬اللي يألس ‪،‬واللي يضحك ومرة واحدة قالتلي ‪ :‬البت حسنية كانت‬

‫عاوزة تسرق فلوسي ‪،‬وعلشان كده أنا منمتش بقال تلت تيام ‪،‬وحطيت السكينة تت الخده علشان‬

‫لوغمضت وهي جات تسرقن‪ ،‬أضربا على طول وسكتت شوية وقالت ‪،‬انت عارفة المسة جنيه ديه مي‬

‫اللى إدهال ديه من عند بنت بنت النب ‪.‬هي اللي إديتهال وقالتلي خليها معاكي أمانة لغاية‬

‫مااطلبها منك‪ ،‬واوعي حد يسرقها‪ ،‬لسن اموتك على طول ‪ .‬أنا سعت الكلم ده منها وقلت‬

‫الطوفة رجعتلها تاني وقلت عوضى على ال أهوزي ماخد أبويا وامي والاج ممود أهوهياخد كمان‬

‫‪.‬توحة ‪.‬وف الخر كلنا مالناش باب غيه‬


‫***‬

‫كنت جالسا على مكتب ف الريدة ‪،‬حي جاء صوتا يعاتبن على غياب الطويل‪ .‬تججت بالعمل‬

‫ّ حي اختارن لقوم بالعمل مكان رئيسى الذى‬


‫والسئولية الديدة الت ألقاها رئيس التحرير على‬

‫‪.‬أخذ إجازة لدة شهرين‪ .‬قالت بصوت مليئى بالشجن‬

‫‪-‬‬ ‫اللى على على يا أستاذ‪ .‬بس الاجة نفسها تشوفك وخالت توحة بتقولك إن فيه فيلم‬

‫‪.‬للمرحوم أنور هييجى بكرة ولزم تيجى علشان تشوفه‬

‫حاولت العتذار ولكن نبات صوتا الت أحسست من خللا أنا تريد أوتتمن أن تران مثلما أتن‬

‫‪:‬أنا ‪ .‬جعلت كل مقاومت تنهار بجرد أن قالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬احنا مستنيينك بكرة كلنا‬

‫‪.‬ث أضافت بصوت مليئ بالعزوبة‬


‫‪-‬‬ ‫‪.‬كلنا وهنشوف غلوتنا عندك‬

‫كانت تعرف بالتأكيد مقدار ما أكنه لا‪ .‬فلقد كان لا قدرة على قراءة عيون أكثر من قدرتى‬

‫على اكتشاف ما يدور ف عيونا الساحرة‪ .‬وضعت السماعة وأنا أكاد أطي من الفرح ‪.‬كانت اليام‬

‫الت ل استطع رؤيتها نتيجة خطأ غي مقصود من ماجدة أخت أيام مريرة بالنسبة ل‪ .‬ففى اليوم‬

‫الخي عندما كنت عائدا من شقة الاجة نعمة وجدت ماجدة عندى ف الشقة وبجرد أن دخلت وأخذتا‬

‫ف حضن راحت تعاتبن أمام زوجت عن معرفتها بذهاب إل شقة الاجة أم عمر دون الرور عليها‪.‬‬

‫حاولت أن أتجج بضيق الوقت ولكن أخت قالت ل دون أن تنتبه أنا تضع فتيل قنبلة انفجر بجرد‬

‫‪.‬خروجها من باب الشقة‬

‫‪-‬‬ ‫وقت أيه دى ‪،‬جيهان قالت ل أنك قعدت تلت ساعات عندهم ‪،‬يعن نص ساعة لختك مش هيخرب‬

‫‪.‬الدنيا‬

‫وعندما خرجت من باب الشقة كنت قد أعددت سيناريومكما ودقيقا قبل انفجار القنبلة الواضحة‬

‫ف وجه زوجت والت أحست با ماجدة بجرد خروج الكلمات من فمها وحاولت كثيا إصلح ما أفسدته‬

‫ولكنها زادت الطي بله كما يقولون ول تد مفرا من العودة إل شقتها رغم أنا كانت تعرف أن‬

‫عيد ميلد ابنت الصغية ف اليوم الثان وكانت قد اتفقت مع ممد علي زوجها ‪،‬على البيات‬

‫لساعدة زوجت ف صنع اللويات‪ .‬ل يبد على زوجت أنا استاحت لكل أحداث السيناريوالكم والليئ‬

‫‪.‬بالأساوية الفرطة ف أحوال عائلة الاجة نعمة وأختها‪ ،‬وكان سؤالا الخي واضحا وصريا‬

‫‪-‬‬ ‫أفهم من كده إنك خلصت مهمتك القدسة وطلعت كرنيه تأمي للست فتحية دى والوضوع‬

‫‪.‬انتهى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيوه‪ .‬المد لل‪.‬ه ربنا جعلن سبب وخلص الوضوع‬

‫‪.‬كنت أبدوصريا تاما وسريعا ف الرد بثبات جأش كما يقول الزواج عادة‬
‫ً‬

‫فقالت بدوء تسد عليه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يعن مالوش لزمه حكاية مرواحك عندهم وقعادك تلت ساعات مع الاجة وجيهان‬

‫‪.‬حاولت التملص من الوعد الذى أرادته زوجت‪ ،‬فقلت بعصبية واضحة لكل ذى عيني‬

‫‪-‬‬ ‫جيهان إيه وتلت ساعات إيه‪ .‬إيه اللى حود رأسك ف السكة دى‪ ،‬دانا باعمل حاجة لوجه‬

‫‪.‬ال‬

‫‪.‬قالت دون أدن التفاتة إل عصبيت الت بدأت لا مثلة أوغي مقنعة على الطلق‬

‫‪-‬‬ ‫أنا باسأل سؤال واضح ‪،‬الوضوع خلص بيه بشره يعن خلص؟‬

‫قلت بنفاد صب واضح‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيوة يا ست خلص والمد ل‬

‫‪.‬فقالت وهى ترفع صينية الفاكهة من فوق التابيزة ببود وتكم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬المد ل‬

‫ودخلت إل الطبخ ‪،‬وعادت لتحمل الصغية بي يديها‪ ،‬وهى تقول لا بصوت تعمدت أن يكون هامسا‬

‫‪.‬ومسموعا ف نفس الوقت‬


‫‪-‬‬ ‫‪.‬وأنا بقول ماله اليام دى متغي‪ .‬لكن المد ل يا بنت‬

‫‪.‬أشعلت سيجارة وبدوت كمن ل يسمع شيئا فأضافت بنفس نبة الصوت‬

‫‪-‬‬ ‫دا ف عيد ميلدك الثان وعمل كده‪ .‬أمال ف السابع هيعمل إيه‪ ،‬مش بعيد القيه داخل‬

‫ّ ‪،‬وماسك ف إيديه جيهان نصر‬


‫‪.‬على‬

‫ً تاركا لا الكان لتتكلم مع الصغية‪ ،‬برية أكثر‬


‫‪.‬أطفأت السيجارة‪ ،‬ث انسحبت بعيدا‪،‬‬
‫***‬

‫كان أبوممد يبدوعليه الشحوب والرهاق فطلبت منه أن يلس على حافة السلم‪ ،‬أمسكت بيده‬

‫الضعيفة وأجلسته على بسطة السلم الرخام ‪،‬فدعان للجلوس جواره فجلست‪ .‬كان ممد زوج أخت ما‬

‫‪.‬يزال ف حجرة التحقيق مع وكيل النيابة حي قال ل أبوممد‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬تفتكر يا أستاذ سعيد ممد هيشوف الدنيا تان‬

‫‪.‬قلت بدة وعصبية ل تليق مع رجل ضعيف كل هذا الضعف‬

‫‪-‬‬ ‫هوممد ابنك قاتل علشان تقول كده‪ .‬ده موضوع بسيط جدا وهيخلص دلوقت وهناخده ونشى‬

‫‪.‬سوا‬

‫ورغم خبتى القانونية البسيطة ‪.‬بل الضمحلة ‪.‬كنت واثقا كل الثقة وأنا أقول لب ممد هذا‬

‫الكلم وكانت منابع الثقة متعددة‪ .‬فأول ممد الذى هوزوج أخت برئ تاما من هذه التهمة‬

‫اللفقة له‪ .‬ثانيا إن الامى الذى معه ‪،‬قال عنه الرجل الذى نثق به أوالفتض أن نثق به ‪،‬‬

‫‪.‬لنه نسيب ممد‪ .‬إنه رهوان وحي سألته عن معن رهوان ‪.‬قال دون أم ينتبه إل تفاصيل وجهه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ده من عشر سني آخر مرة شوفته كان لبس الروب السود ورهوان ف الكمة‬

‫‪:‬قلت له لوضح المر ل‪ .‬يعن بيجرى من القاضى ول بيجرى ف الكمة وحي ذلك نظر ل وقال بدة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بقولك رهوان يا أستاذ سعيد‪ ،‬يعن لبلب ف الكلم‬

‫سكت وأنا أبث عن أى شئ مشتك بي الرهوان واللبلب وأخيا انتهى بثى عن تسرب بعض الثقة‬

‫الفتض وجودها ف ذلك الشخص القريب الصلة بحمد زوج أخت ‪.‬أما ثالث منابع الثقة فقد قلتها‬

‫لوالد ممد بفخر وعزة وثقة عمياء‪ .‬دى نيابة يا عم على‪ .‬يعن مش القسم‪ .‬هنا بيت الغلبة ول‬

‫أكمل الملة حت قاطعن رجل يبدوعليه أنه ل يتجاوز الربعي إل بعام أوعامي على الكثر وقال‬
‫‪:‬بتهكم‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بيت مي يا عم‬

‫انتبهت إليه‪ ،‬كان يلس على الرض أمامنا مباشرة وبواره عسكرى‪ .‬أخرجت علبة سجائرى وأعطيته‬

‫واحدة وأخرى للعسكرى وأنا أمنحه معها لقب صول ‪.‬أشعلت لم وجلست بوار عم على الذى كانت‬

‫الدموع تتلل ف عينيه الواضح عليمها مدى السهاد والعذاب والقلق الذى عاشت فيهم ساعات‬

‫مضت منذ جاء الضابط ومعه الخبين وأمسكوبابنه ممد مساء أمس‪ .‬كان ل يعرف غي أن الهندس‬

‫الذى اشتكى ممد هوأخوضابط الباحث ومن أجل ذلك لن يرى ممد النور بعد الن ولبد سيوديه‬

‫وراء الشمس حسب تعبيه‪ .‬وبالتحديد كان موضوع أن الهندس أخوالسيد رئيس الباحث هوأهم‬

‫منابع الثقة بالنسبة ل فإن كان الهندس له أخ‪ ،‬رئيس مباحث ‪.‬فمحمد له ال‪ .‬الذى يدافع عن‬

‫‪.‬كل مظلوم‬

‫‪-‬‬ ‫ربنا كبي‬

‫هكذا خرجت العلمة من فم والد ممد‪ .‬ففى اللحظة الت انتهى فيها بثى عن أهم منابع الثقة‬

‫بأن ال هوالذى يدافع عن الظلومي‪ ،‬خرجت الكلمة من فم أب ممد لتعلن أن ربنا كبي‪ .‬تلمل‬

‫‪.‬الرجل الالس جوار العسكرى وقال‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيوه ربنا كبي‪ .‬ولكن فيه كبار برضه ف الدنيا معرفش سايبهم ليه‬

‫‪-‬‬ ‫ربنا يهل ول يهمل يا أخى وكل واحد وله ساعة وبعدين دولة الظلم ساعة ودولة العدل‬

‫‪.‬إل قيام الساعة‬

‫‪-‬‬ ‫ً اللى عمله ممد بيه العدوى‪ .‬دا بقى كان‬


‫عدل إيه وساعة إيه يا أستاذ‪ .‬العدل فعل‬

‫رئيس مكمة اليزة‪ .‬لبس جلبية مقطعة وجاب كوزين درة مشويي وقعد يبعهم ف ميدان العتبة‪.‬‬

‫شوية وجم بتوع البلدية وخدوه وسي وجيم‪ .‬رد على البيه الضابط بكلم واحد بيفهم ف القانون‬

‫يعن نص نص‪ .‬الضابط طبعا معجبوش الكلم بتاع الراجل اللى لبس جلبية مقطعه وهومش عارف أن‬

‫اللى قدامه ده ممد بيه العدوى على سن ورمح ‪.‬راح موله على شرطة التسول وهناك عملوله فيش‬

‫وتشبيه وطبعا روقوه بناء على توجيه السيد الظابط والرجل استحمل علشان يشوف أخرتا ‪ .‬بعد‬

‫ييجى اسبوع عرضوه على النيابة اللى الستاذ بيقول عليها بيت الشعب‪ .‬آنست يا بيت الشعب‪.‬‬

‫شعب إيه يا أستاذ اللى بيته هنا‪ .‬دى حيا ال سيع الشعب ‪.‬بس سيع لمؤاخذة على قد اللى‬

‫قدامه‪ .‬يعن يسمع كويس للكبي ويدوبك وصلة واحدة‪ ،‬أووش الكلم من الغلبان تقول بيت الشعب‬

‫‪.‬على رأى الست‪ .‬شعب إيه اللى أنت جى تقول عليه وبعدين ما شعار الشرطة أنا ف خدمة الشعب‬

‫‪،‬وأنت وأنا وأى واحد عارف الشرطة بتخدم الشعب فعل‪ .‬بس لؤاخذة ‪،‬بتخدمه على قفاه‪ :‬الشعب‬

‫اللى بد بد ف بلد بره‪ .‬مش هنا الهم ممد بيه العدوى دخل على وكيل النيابة وكان كده عنده‬

‫يى سبعة وعشرين سنة‪ ،‬يعن عيل من دور ولده‪ .‬قرأ الضر اللى كان معمول تام وبعدين سأله‬

‫كام سؤال وف الخر إدالوأربعة حبس ‪.‬استحمل الرجل كالعادة علشان يعرف العدل والقيقة‬

‫ويشوف إيه اللى بيتعمل ف الجز ورجع تان لوكيل النيابة أول ما شافه إدالوأربعة استمرار‬

‫‪.‬الرجل طلب منه يش لرئيس النيابة ‪.‬ضحك وكيل النيابة وقال عليه منون وطلب من العسكرى‬
‫أنه يأخذه من قدامه ‪،‬قبل ما يوله على مستشفى الاني‪ .‬الرجل طلع بره ف الطرقة وهات ينادى‬

‫على رئيس النيابة ولظه اللو‪،‬سع رئيس النيابة صوته‪ ،‬فأمر بدخوله بعد ما أتلطش من‬

‫العساكر على الخر دخل والدم عمال يشر من بقه وال العظيم رئيس النيابة أول ما شافه قام‬

‫على حيله وضرب له سلم جهورى‪ ،‬والعسكرى اللى كان ماسكه ‪،‬بقى وشه ميت لون‪ ،‬مش عارف إيه‬

‫ده اللى رئيس النيابة ضربله تعظيم سلم‪ .‬شوية ودخل وكيل النيابة على رئيس النيابة ‪،‬لقى‬

‫الرجل قاعد وحاطط رجل على رجل وقدامه القهوة ورئيس النيابة قاعد جانبه وعمال يعتذر‬

‫وكيل النيابة اللى كان عامل فيها ديك رومى وياما هنا وياما هناك خرج جرى‪ ،‬بعد أما عرف‬

‫أن الراجل ممد بيه العدوى ومارجعش تان خالص والرجل خرج بعد ما نضف النيابة والقسم وقعد‬

‫ييجى تلتميه ف بيوتم‪ .‬ضباط على عساكر على مبين ورجع تان الكمة وتنه خس سني يدى براءة‪.‬‬

‫مدرات براءة‪ .‬قتل براءة ‪.‬سرقة براءة ‪.‬كل حاجة براءة ‪.‬ليه‪ .‬علشان شاف الظلم اللى بيحصل‬

‫جوه ‪.‬هوده العدل فعل‪ .‬مش تقول دولة معرفش إيه ساعة ودولة إيه لغاية آخر ساعة‪ .‬آخر ساعة‬

‫دى يا متم ملة ‪.‬يعن جرانيي ‪.‬يعن من الخر كلم ف كلم‪ .‬لكن العدل فعل مش كلم ‪.‬أنا مثل‬
‫ً‬

‫معتف أن قفشت ف بزاز البت ‪.‬لكن اغتصاب ل‪ .‬ونفسى وكيل النيابة يسمع كلمة واحدة‪ .‬نفسى‬

‫يرفع البصمات من على الطواة اللى بيقولوا أن اغتصبتها تت تديدها وال العظيم تلتة‬

‫الطواة دى طلعها فتحى حلوة من درج الكتب ‪،‬وقال للبت هى دى الطواة مش كده‪ .‬البت‬

‫اتلجلجت‪ .‬قام واقف على حيله وقالا انت عليكى تقول هى دى الطواة بس‪ .‬حاكم فتحى حلوة ده‬

‫وش آذيه وحلف بأمه وابنه إنه يفسحن عشر سني‪ .‬إن شاء ال يعدم أمه وابنه ف ساعة واحدة‪.‬‬

‫فتحى ده بلوكمي الباحث ‪.‬بس إيه يعمل الضر ميخرش اليه‪ .‬ل تقول رئيس الباحث ول العاون‬

‫حلوة ده بقاله ‪ 36‬سنة شغال الشغلة دى‪ .‬يعمل الضر من ورقة واحدة ييب خسة مستيح ‪.‬ابن‬

‫الكلب عمل ل مضر من ‪ 15‬ورقة‪ .‬عارف يا أستاذ ها لوسابون أقعد مع البت خس دقايق قبل‬

‫ماتدخل لوكيل النيابة‪ .‬أنا كنت عملتلها غسيل مخ تام وخليت الاجة تروح ليهم البيت‬

‫وأتوزها وأعيش معها ف الو والطراوة ‪،‬بدل ماهاعيش عشرة سني بسبب فتحى حلوة منفوخ على‬

‫‪ .28‬بس لووكيل النيابة يرفع البصمات يبقى فعل‬


‫ً فعل‪ ،‬هوبيت الشعب اللى بتقول عليه ‪،‬ولع‬

‫بقى يا أستاذ ‪.‬أدين خليت الراجل الكبي ينسى شويه حكاية ابنه ‪.‬حي ذلك نظرت إل عي عم على‬

‫فوجدته مشدودا تاما إل وجه الالس أمامى وف عيونه علمات كثية ل اتبي مغزاها وإن كانت‬

‫كلها تنتمى إل البار بذا الرجل الذى سوف يدخل السجن عشر سني ويضحك هكذا‪ .‬وربا كانت هذه‬

‫النظرة هى عدم التصديق أوأى شئ آخر ل أعرفه‪ .‬حي سعنا الرس الواضح وقفت وخطوت خطوات‬

‫مسرعة كان العسكرى يسك بيد ممد ويرج ومن بعيد رأيت وجه عم على‪ ،‬الذى كان يبحث ف عيون‬

‫‪.‬عن كل منابع الثقة الت تلشت بجرد ظهور الرهوان مرتديا البلطوالسود ومنكس الرأس‬

‫قلب دليلى‬

‫بجرد أن دخلت إل شقتها‪ ،‬اعتذرت ل عن الشكلة الت وضعتن فيها ‪.‬حاولت التخفيف من هذه‬

‫‪:‬الشكلة ولكنها قالت ل‬

‫‪-‬‬ ‫أنا عارفة مراتك كويس ‪.‬بس ورحة أمك أنا ماكانش قصدى‪ .‬لوكان اتقطع لسان كان أحسن‬
‫‪.‬ما عكنن عليك‬

‫ضممتتها إل صدرى ومسحت بعض الدمعات الت وجدت الفرصة أمامها للنزول وطمئنتها تاما على‬

‫‪.‬مكانت ومركزى ف البيت‪ .‬قالت بعد أن هدأت قليل‬


‫ً‬

‫‪-‬‬ ‫الست الاجة أم عمر عازمانا على العشا أنا وأنت وممد على‪ .‬لكن أنت عارف ممد‬

‫التجارة واكله دماغه ومش فاضى غي لكتابة شيكات على الناس ومش هيجع كالعادة قبل الساعة‬

‫واحدة‪ .‬حاولت التحجج ببعض الشاكل البسيطة الت بدأت تظهرف العدة ولكن جيهان الت كانت‬

‫تقف ف البلكونة ‪،‬حي دخول إل النزل وفتحت الباب وكدت أن أجرى إليها وأضمها بي ذراعى‬

‫ولكن دخلت مباشرة إل شقة أخت حت أستطيع السيطرة على دقات قلب ‪،‬الت كانت أسرع من‬

‫متوالنفاق‪ ،‬ل تقتنع بتلك الشاكل ووضعت أمامى نصف أنواع اللحوم المراء والبيضاء الوضوعة‬

‫على السفرة‪ .‬كنت أبث ف عيون ماجدة عن منفذ صغي لتوترى الظاهر وعن مرج لذلك الشوق الذى‬

‫ّ ولكن ماجدة الت يبدوأنا تعرف ما‬


‫بدا ف عيون وأنا أحاول الروب من عيون جيهان السلطة على‬

‫ب وربا تباركه وأحسست أنا تشارك فيه ‪.‬فلبد أن جيهان تكلمت معها ومن أجل ذلك حاولت أن‬

‫تأخذ عيون الاجة أم عمر بعيدا حت ل تلحظ هذه العلقة الت بدأت ف غفلة منها وهى الدربة‬

‫تاما لعرفة تلك الشياء‪ .‬هذه العلقة الت ورطت فيها نفسى بكامل إرادتى وأصبحت الن‬

‫بالتحديد‪ .‬أخاف على افضتاحها وأندم على عدم القدرة على اتامها‪ .‬أخرجتن الست توحة من‬

‫حالة الرتباك والتفكي والندم ‪ .‬حي دخلت علينا‪ ،‬كان شعرها مضفرا كعادتا ضفائر صغية تظهر‬

‫من تت الطرحة البيضاء وترتدى جلبابا أبيض نظيفا وتسك بيدها سبحة طويلة‪ ،‬حباتا خضراء‬

‫‪.‬قبلتن ف يدى كعادتا وجلست جوارى على الكنبة فصرنا ثلثة وأمامنا تلس على وسائد صغية‬

‫جيهان وماجدة‪ .‬كانت جيهان تنظر ف الرض منتظرة فرصة صغية لتضع عينيها ف عين مباشرة‬

‫للحظة ث تدعن أدخل بوابة الندم اللنائية‪ .‬وقفت الست توحة منذ الشاهدة الول للفيلم "قلب‬

‫‪.‬دليلى" وأشارت على وجه أنور الذى كان قد غدا ل شبه مفوظ‬

‫كان هو أحد أفراد العصابة الكونة من استيفان روست وفريد شوقي ومموعة بينهم انور وما إن‬

‫عادت إل الكنبة بعد أن أشارت اليه ‪،‬حت قالت بصوت أشبه بالدعاء – الفيلم دى صورناه ف‬

‫استوديو مصر والناظر الارجية ف الفيوم ‪،‬الست أحلم أم أنور ماتت فيه ال يرحها‪ .‬كانت ست‬

‫ول كل الستات ‪.‬كانت عارفة إن انور بيحبن وكانت فرحانه قوي بيه ‪.‬أنت عارف الستاذ أنور‬

‫وجدي عزاني فيها والست ليلي مراد وكل اللي كانوا شغالي ف الفيلم ‪.‬أنور كان بيعمل ف‬

‫مشهد التليفون اللي هاييجين بعد شوية‪ .‬دا كان تاني منظر على طول ف التصوير‪ .‬رغم إنه ف‬

‫آخر الفليم ‪ .‬أنت تفتكر أنم بيصوروا الفيلم ورا‪ .‬بعضه زي مابيظهر على الشاشة كده‪ .‬ل‬

‫‪.‬دا مكن يصوروا مشهد النهاية أول حاجة ‪ .‬الهم كانت الست ليلي‪ ،‬ماسكة التليفون وقاعدة‬

‫تتكلم مع أنور وجدي ورا الزير ‪،‬وأنور بيلعب فريد شوقي كوتشينه‪ .‬وعمالي يشربوا ويسكي‪.‬‬

‫انت عارف استفان روست‪ ،‬كان مبيضاش يشرب العصي اللي حطينو ف الزايز ويقولوا عليه ويسكي‬

‫ف الفيلم‪ .‬كان لزم يشرب ويسكي حقيقي وكان يرمي القزايز اللي مليانة عصي ويقول أنا بثل‬

‫بد‪ .‬ال يرحه بقه ‪ .‬أنور ماكاتش بيعيد أي مشهد يعمله ابدأ ‪ .‬دايا حد غيه هواللي يكون‬
‫السبب وف اليوم ده فريد شوقي خلهم يعيدوا الشوط أربع مرات ‪ .‬هو اسه كده الشوط ‪ .‬وف‬

‫الرة الامسه لقى الباشكاتب قدامه ‪.‬بص شافه وهب راح صارخ وقال يا حبيبت يا أمه ‪.‬أنا‬

‫ماكنتش لسه اتوزت بس كنا بنحب بعض واي فيلم يشتغل فيه أبقى معاه ‪ .‬أنا ماشفتش البشكاتب‬

‫أما دخل‪ .‬أنا فكرت أنور اتقمص الدور‪ ،‬رغم أني كنت شايفه الشوط قبل كده اربع مرات ومع‬

‫كده أنا اكسفت قوي‪ .‬حاكم دى كانت أول مرة البشكاتب يش رفن مع أنور حطيت وشي ف الرض‬

‫وهوكمان معرفش شكله كان عمل كده ليه‪ .‬أنا ماكنتش أعرف أن الست أحلم ماتت ال يرحم الميع‬

‫‪ .‬دفناها وتاني يوم أنور كان بيعيد نفس الشوط اللي هتشوفه دلوقت‪ .‬ث وقف وخطت خطوات ف‬

‫أتاه الشاشة وأشارت عليه ‪.‬كان يلعب الورق مع فريد شوقي ويشرب الكأس ث يعيده ومن بعيد‬

‫يأتي صوت ليلى مراد وهى تسأل انور وجدى نفس السؤال الذي يظهر ف عيون جيهان‪ .‬رغم علمها‬

‫‪ .‬التام‪ .‬منذ اليوم الول لتعرف عليها‪ ،‬أنن متزوج وعندي طفلة صغية‬
‫***‬

‫كانت تلس على الرض واضعة الطشت النحاس بي رجليها‪ ،‬حي دخل عليها إبراهيم مسرعا وقال لا‬
‫‪.‬‬
‫‪ .‬أبويا عمل حادثة بالتاكس ‪-‬‬

‫ضربت بيدها على صدرها وحاولت النهوض ولكن الطشت الليء بالياه واللبس أعادها مقدار‬

‫السنتيمتات الصغية الت أرتفعتها عن الرض ‪ .‬فعادت بؤخرتا قليل على الرض وسحبت أحدى‬

‫قدميها ووقفت وهي ل تعرف ماذا تفعل ‪ .‬امسكت بالطرحة وخرجت مسرعة إل شارع بولق ‪.‬كانت‬

‫كالنونة ل تعرف أين تضي‪ .‬سعت من بعيد من ينادي عليها‪ .‬كان البشكاتب النستل مرتديا‬

‫جلبابا أبيض ‪،‬وقفت وهي ل تعلم ماذا يريد منها‪ .‬كان أبراهيم يقف جواره فعرفت انه عرف‬

‫بالادثة‪ .‬طلب منها أن تنتظر ثواني حت يلبس القميص والبنطلون وقفت حائرة ل تعرف ماذا‬

‫تصنع‪ ،‬هل تري حيث ل تعرف ام تقف هكذا‪ .‬كانت الثواني تر بطيئة وهي تلتفت يينا‬
‫ُ ويسارا‬

‫جاء الباشكاتب وجدته أمامها مباشرة ‪،‬رغم أنا كانت تنظر إل البيت الذي سيخرج منه‪ ،‬والذي‬

‫هو ف ذات الوقت بيتها‪ .‬أشار البشكاتب لحد التاكسيات‪ ،‬وفتح الباب وأدخل دميانه وحاول ان‬

‫يغلقه ولكن ابراهيم صمم على الدخول معها‪ ،‬فاغلقه بعد أن دخل وجلس جوار السائق وقال له‬

‫‪.‬القصر العين يا اسطى‬

‫كانت ل تعرف باذا ترد على كلمات البشكاتب الذي راح يطمئنها إن ربنا موجود وأن السألة‬

‫خي بإذنه عز وجل‪ ،‬وكل هذه الكلمات الت لبد أن يقولا‪ ،‬أي أحد ل يكبش النار بيديه‪ ،‬كما‬

‫كانت تفكر ‪ .‬كانت كل العلمات تشي بأن رياض عوض ال ل بد قد مات‪ .‬ابتداء من اللم الذي‬

‫حكته لرياض أول أمس‪ ،‬وكانت فيه تركب مركبا داخل البحر وجوارها رياض زوجها ‪،‬وأبراهيم‪،‬‬

‫ومني ومدي أطفالا الثلثة‪ .‬وف لظة واحدة ل تد رياض بوارها‪ .‬فراحت تنادي عليه بصوت عال ‪،‬‬
‫ولا ل تد أمامها أي فرصة لعودته‪ ،‬حاولت أن تعود بالقارب إل الشط ولكنها كانت كلما اتهت‬

‫إل اتاه كان تساحا أو شى يشبهه يقف أمامها‪ .‬حت إنا احست باليأس‪ .‬ولدة ساعتي على القل‬

‫البحر‪ .‬لكنها استيقظت والعرق يتصبب منها‪ .‬وجسدها منهك حت‬ ‫ظلت تناضل من أجل الروج من‬

‫أنا ل تستطع أن تقول لرياض‪ ،‬الذي كان ينام بوارها ‪ .‬أعطن شربه ماء ‪ .‬عاد البشكاتب من‬

‫الدور الرابع وعلى وجهه علمات السى ‪ .‬فلم تستطع قدماها أن تتحملها ونزلت على الرض‬

‫خلله دفن رياض وعمل عزاء له‪ .‬حت أنا حي أفاقت ف اليوم‬ ‫وراحت ف غيبوبة لده أسبوع‪ .‬ت‬

‫الثامن ورأت أم أنور تلس بوارها أم فتحية زوجة سيد ممود ويرتديان ملبس سوداء ‪،‬ل تفهم‬

‫سبب ذلك‪ .‬طلبت من أم أنور أن تعدلا حت تستطيع أن ترى وجوههم وتعرف ما حدث وبجرد أن‬

‫جلست على السرير‪ ،‬تذكرت وجه البشكاتب وهو يهبط الدرج وف عيونه بعض الدموع وللحظة عادت‬

‫لا حالة الغماء‪ .‬ث أفاقت وهي تقول "مع السيح والشهداء ذلك أفضل" يا رياض ول تتكلم مرة‬

‫أخرى ف هذا الوضوع ورفضت أن يعزيها أحد ‪ .‬السطى رياض عوض ال ل يكن يعمل ف مصلحة‬

‫حكومية‪ .‬بل كان يعمل سائق تاكسي ولذلك ل يكن هناك أي شيئ يساعد أسرته الصغية بعد موته‬

‫على استمرار الياة ‪ .‬حي سعت البطات القليلة على الباب أمرت ابراهيم ان يفتحه‪ .‬كانت أم‬

‫أنور تقف أمام الباب مباشرة وهناك على البعد حيث شقتها‪ ،‬يقف البشكاتب حامل ماكينة‬

‫الياطة السنجر‪ .‬استأذنت أم أنور دميانه أن يدخل البشكاتب فوقفت على قدميها الائرتي‬

‫ٍ – أهل وسهل البيت بتكم‪ ،‬هو الستاذ أبوأنور غريب‪ .‬تركت قدم البشكاتب‬
‫وقالت بصوت عال‬

‫‪ .‬بناء على إشارة من يد زوجته وصوت دميانه ودخل من باب الشقة وهويقول – يارب ياساتر‬

‫‪ .‬وضع الاكينة على التابيزة وقال‬

‫أظن أنا مش متاج أفكرك‪ .‬إن أخوكي وأخو الرحوم رياض وعلشان كده كلي عشم أنك تن علينا‬

‫‪ .‬وتاخدي الكنة دي والست اختك أم أنور هتعلمك عليها والبكة إن شاء ال ف القليل‬

‫ل ينتظر الرد حي رأى الدموع ف عيون دميانه أنسحب دون كلم وترك زوجته تواجه؛ سيل الدموع‬

‫الذي ل ينقطع على مدار خسة وعشرين عاما‪ .‬حت حي كانت تتفل دميانه بزواج مدي أصغر‬

‫أبنائها‪ ،‬لظتها أعادت تركيب حلم الركب مرة أخرى وعرفت أنه كان حلما صادقا‪ .‬فهي الن‬

‫‪ .‬وبعد مرور ربع قرن على وفاة رياض تتذكره وتتذكر تفاصيل اليوم الخي ف حياتا معه‬
‫***‬

‫منون كامليا‬

‫‪.‬تعرف أنك فيك حاجة من منون كامليا‬

‫كانت لعه عينها تكاد تعكس وجهي كامل بروقه‪ .‬حي قالت تلك الملة وكنت لظتها أنظر إليها‬
‫‪.‬وإل الصورة الت كانت تقف فيها بوار عماد حدي ويظهر من بعيد أنور النستل‬

‫منون كامليا مي ؟ –‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬الستاذ أحد حشمت‪ .‬منون كامليا الفنانة والراقصة العظيمة‬

‫‪-‬‬ ‫‪ ".‬كامليا بتاع عبد الفتاح القصري أما قال‪ ".‬أنا ف عرض مرصد حلوان‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أيوه هي دى ‪ .‬اسم ال عليك‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬وأنا فيا إيه من الستاذ أحد حشمت يا حاجة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ملمك يكن‪ .‬روحك برضه يكن‪ .‬الهم إني حاسة إنك فيك من أحد منون كامليا‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬يعن احد ده كان كويس ول وحش علشان أشوف ازعل ول أفرح‬

‫‪-‬‬ ‫ياه‪ .‬دا‬ ‫وحش ‪ .‬وحش ياكل مصارين اللي يقول كده‪ .‬اسم النب حارصك وصايناك أحد‬

‫مرهم‪ .‬علشان كده مات بدري‪ .‬بعد الشر عليك‪ .‬ث دمعت عيناها فأمسكت بطرف الطرحة البيضاء‬

‫ومسحت عيونا ث صوبتهم إل شيش الشباك الذي كان يعطي خطوطا بيضاء من بي خصاصة‪ .‬كنت أفكر‬

‫ف تلك القولة الت اتفن با مموعة من الناس وهي أني اشبه دائما احدا عزيز لديهم ودائما‬

‫أيضا ما يكون راحل‪ .‬ربا كانت تفكر ف تميع صورة كلية لحد أوبعض تفاصيل وجه وجسد كامليا‬

‫لنا كانت تغمض عينها ث تعود لتسلطهم على الطوط البيضاء ف الشيش‪ .‬ث تفتح عيونا قليل‬

‫وتغمضهم مرة أخري كانا أمسكت با كانت تفكر فيه‪ .‬قلت لا لخرجها من حالة الشرود‬ ‫‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬يعن أعمل حسابي خلص هاودع‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬بعد الشر عنك وعن شبابك‪ ،‬أنت بتقول كده ليه‬

‫‪-‬‬ ‫فيا حاجه من الستاذ أحد حشمت‪ ،‬وهو مات‬ ‫‪.‬يعن علشان‬

‫‪-‬‬ ‫أحد ياه‪ .‬ث سكتت لظات كأنا تمع كل مفردات الفيلم الذي تكيه عن أحد وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫أحد ده كان مصوراتي الفلم ‪ .‬مش مصوراتي الفلم‪ .‬قصدي مصوراتي الفناني اللي بيحبوا‬

‫يتصورا أثناء العمل وكمان كان بياخد الصور اللي بتتحط على الفيش‪ ،‬أنت عارف ‪.‬من سنة ‪49‬‬

‫لغاية سنة ‪ 54‬مفيش ول افيش اتعلق مايكونش بتاع أحد‪ .‬دا ياما فناني حبوه‪ .‬لكن هو كان‬

‫بيحب كامليا‪ .‬تعرف ‪ ،‬الست نعيمه عاكف حبته قوي لكن هو كان بيحب كامليا وبس وهي كانت‬

‫ّ‪ .‬احسن صورة تطلع لزم تكون ليها أنا شفته وهو بيصورها أخر مرة‪ .‬وال كأنه‬
‫عارفة كدة‬

‫بينحت تثال مش بياخد لقطة وهي كمان كانت سايبه وشها ليه ومغمضة عينيها تقولش لؤخذه‬

‫متجوزين وبعد ييجي خس دقايق فتحت عينها وخدت اللقطة ‪ .‬ال يرحها بقى الست فردوس ممد ‪،‬‬

‫‪ .‬أمنا كلنا ‪ .‬نادت عليه وقالتله‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬يا احد اتوزها وخلص‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬عينه دمعت كده وقالا‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬اخطبيهال يا امه‬

‫‪-‬‬ ‫وال العظيم تلته الست فردوس قامت على حيلها وراحت واخده احد ف حضنها مسكت إيده‬

‫ودخلت على الست كامليا ف الوده اللي بتستيح فيها‪ .‬أنا كنت شايفاهم طشاش كده‪ .‬بس شويه‬

‫واحد طلع ووقف بعيد‪ .‬لكن كان وشه عمال يروح لون وييجي لون والست فردوس اتأخرت قوي ‪،‬وكل‬
‫اللي كانوا ف الستوديو كانوا بيبصوا لحد الواد يا روح امه حس باجة‪ .‬اتكسف معرفش‪ .‬الهم‬

‫راح ماشي بسرعه وتاني يوم قالوا إنه انتحر‪ .‬رمى نفسه من الدور السابع من فوق عمارة‬

‫استند‪ .‬حاكم هو كان ساكن فيها ‪ .‬انت عارف لو كان صب نص ساعة كان اتوزها‪ .‬حاكم أنا‬

‫فاكره كويس أن الست فردوس كانت خارجه من عند كامليا وعلى وشها كده أمل‪ .‬هي مكانتش‬

‫‪.‬بتضحك بس هو كان أمل والسلم‬


‫***‬

‫تركتن أبث ف وجهها عن ذلك المال البعيد الغائر تت وطأة السني الطويلة دون أن تول عيونا‬

‫بعيدا عن ورغم ذلك كانت تبدو بعيدة جدا وكأنا ل تران‪ .‬انتبهت إل شرودى‪ .‬فرحت أبث عن‬

‫عيون جيهان وارى ملمها بعد سنوات طويلة ربا أكون غي موجود فيها‪ .‬أغمضت عيونا فلم أعد‬

‫أرى ملمح وجهى الت كنت أتأملها داخلها‪ .‬أحسست باجت لشعال سيجارة فأشعلتها وأنا أغي‬

‫اتاه وجهى إل الهة الخرى‪ ،‬ما أن سعت احتكاك عود الكبيت بالشطاطة حت امتلت عيونا‬

‫‪.‬بالرعب‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬هل تافي النار‬

‫ّ‪ .‬كانت عيونا مازالت معلقة بعود الكبيت ‪،‬الذى قارب على إشعال‬
‫ل تنتبه إل سؤال أو إل‬

‫أصابعى ول أعرف لاذا ل ألق به ‪،‬ما إن استقر على الرض حت عادت عيونا من جديد تسك‬

‫‪.‬بتفاصيل بعض الروق ف وجهى وكأنا تراها الن فقط‬

‫متأخذناش يا بن ده معاد القنة ولزم آخدها‪ .‬حاكم أنا لو اتأخرت شوية أحس بسيخ ممى ف‪-‬‬

‫‪.‬مفاصلى‬

‫‪.‬أمسكت بيد الاجة وأرحتها على الكنبه وأنا أحاول أن أبدو طبيعيا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أوعى تكون ضايقت الستاذ يا فتحية‬

‫ّ وحركت قدميها ف اتاه الباب الؤدى إل الداخل دون أن تنطق‬


‫نظرت فتحية إل الاجة ث نظرت إل‬

‫بكلمة‪ .‬اختفى وجه وجسد جيهان مع "الرم الصغي"‪ .‬كنت مازلت متفظا بالزيارة الول وتعليقات‬

‫الست فتحية وحركات يديها وفرحت كثيا حي تركتن الاجة واستأذنت لتأخذ القنة‪ .‬ف اليام‬

‫الاضية تنيت كثيا أن أعرف كل تفاصيل حياة فتحية وما إن خرجت الاجة حت قلت لا بصوت ملئ‬

‫‪:‬بالعزوبة والرقة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬إزيك يا ست فتحية‬

‫ّ ث نظرت إل الشباك ول تعرن أدن كلمة‪ .‬وبالرغم من علمى إن الست فتحية غي طبيعية‬
‫نظرت إل‬
‫كما حكت ل اخت عنها‪ .‬إل أنن منذ السبوع قبل الاضى وأنا أمن نفسى باللوس معها ومعرفة‬

‫تفاصيل حياتا مع زوجها الفنان أنور النستل‪ .‬كنت خلل السبوعي أعيد ما حدث منها وهى تكى‬

‫ل الفيلم‪ .‬كانت تتكلم بتكيز وعشق ف نفس اللحظة‪ .‬كما أن ل أعر كلمات أخت عنها أدن جدية‪.‬‬

‫ً واعيا يسك بأدق تفاصيل الاضى‬


‫‪.‬لنن رأيتها بالعي وأحسست أنا تلك عقل‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مالك يا أستاذ‪ .‬أوعى تكون زعلن من فتحية‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أبدا يا حاجة‪ .‬دى حت مافتحتش بقها بكلمة واحدة‬

‫‪-‬‬ ‫هى كده كل يوم ف شأن‪ .‬مرة تبقى عاقلة على الخر‪ .‬ومرة هيمانة ف ملكوته وساعات‬

‫‪.‬يطلع عليها إنا ف الستوديو ولزم تثل ادوار أنور جوزها‪ .‬أحوال يا بن وربك مقضيها‬

‫‪ :‬ث سكتت برهة صغية ث قالت‬

‫‪-‬‬ ‫فتحية كانت أصغر من أنور بعشر سني وابتدت حكايتهم من ساعة ما راحت تتعلم الياطة‬

‫عند الست أحلم والدته‪ .‬كانت بتحبه قوى وهو كمان كان بيحبها موت ‪،‬قعدوا سبع سني قبل‬

‫الواز بيحبو بعض‪.‬وهو كان بياخدها ف كل الفلم اللى بيشتغل فيها‪ .‬لغاية ما الباشكاتب‬

‫وافق على جوازهم واتوزوا وكان فرح وال يا بن لغاية دلوقت بولق أبو العل بتحلف بيه‪ .‬عبد‬

‫الطلب وشكوكو وعبد الغن السيد غنوا فيه والواد عزت أبو ركبه كان جايب كل نسوانه اللى‬

‫اتوزهم وطلعهم يرقصوا وكان منهم نوى فؤاد‪ .‬الفرح استمر لغاية الشمس ماطلعت وحضره مثلي‬

‫كتي قوى‪ .‬إساعيل ياسي يومها طلع قال منولوج يا عين على العز ورغم إن أمى ال يرحها كان‬

‫نفسها توز توحه للستاذ عنت أبو هيف ‪،‬إل إنا مصدقتش نفسها أما شافت كل الفناني وطلعت‬

‫على السرح ورقصت كمان مع واحدة من نسوان أبو ركبة‪ .‬أنور خد توحة الصبح وراحوا شقة‬

‫الستاذ ممد الزرقان المثل وقعدوا فيها ييجى خس تشهر‪ .‬أنا رحتلها مره واحده ف الصباحية‬

‫وبعد كده انشغلت ف جوازى وقعدت ست سني مشفتهاش فيهم ييجى عشرين مرة‪ .‬حاكم هى كانت‬

‫ملزمة أنور مني ما يروح‪ ،‬وانا كنت فتحت الدكان وهى لوجه ال ساعدتن ف الول من ورا الاج‬

‫‪ .‬ممود ال يرحه‪ .‬ث سكتت برهة من الوقت‬

‫‪-‬‬ ‫ّ قلى يا بن‪ :‬هى الست اللى بتدى حاجة لختها أو أمها أو أى حد من عيلتها من ورا‬
‫إل‬

‫‪.‬جوزها ربنا ياسبها‬

‫‪:‬ما إن سعت السؤال حت قلت دون علم برأى الدين ف تلك السألة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ل أبدا طالا كانوا متاجي‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬على رأيك يا بن ما هو ربنا رب قلوب ف الول وف الخر‬

‫كم هى جيله هذه البلد‪ .‬ما إن شاهدتا حت وقعت ف حبها‪ .‬تتلف كثيا عن إيطاليا الت ولدت‬

‫وعشت فيها أربعي عاما ول أكن لتركها أبدا‪ ،‬لول جوستاف أبن‪ .‬بجرد أن انتهت الرب سنة ‪45‬‬
‫وسحوا ل بالسفر جئت إل هنا لبث عنه‪ .‬كانت الرة الول الت أترك فيها إيطاليا‪ .‬ذهبت إل‬

‫العلمي وكدت أموت ف اليوم الثان لوصول إل هذه البلد لول شهامة واحد مصرى زى ما‬

‫بتقولوا‪ .‬كنت راية العلمي أدور على اسم إبن ودوست على لغم ‪،‬أنا حسيت بيه لن كنت قرأت‬

‫اليافطة الكتوبة قبل أما أدوس عليه بسافة عشرة مت‪ .‬فضلت واقفة سبع ساعات ف عز الشمس‬

‫لغاية ما شالوا اللغم ولول كده كنت زمان فوق ف السما من ييجى خسه وعشرين سنة يكن‬

‫الادثة دى هى اللى خلتن أقعد هنا وخففت عن شويه غياب جوستاف‪ .‬سبع ساعات وأنا بي اليا‬

‫والوت‪ .‬فكرت ف كل حاجة تتخيلها واحدة بتواجه الوت‪ .‬لعنت الياة ف إيطاليا اللى خلتن آجى‬

‫هنا وأدور على اسم ابن ف وسط أساء كتي قوى ‪.‬أربعي سنة ف إيطاليا ‪.‬عملت ف كل الرف دون‬

‫أن أفوز بالراحة ف أى منهم فما كدت أحب الكتابة على اللة الكاتبة حت عرفت دى نافاراتى‪.‬‬

‫شاب أسبان‪ .‬منحن ثلثة شهور من السعادة ث ترك ف بطن جوستاف وهرب بجرد أن قلت له ان‬

‫حامل‪ ،‬وطردن صاحب العمل بجرد أن غبت أسبوعا بسبب متاعب العمل‪ .‬فكرهت اللة الكاتبة‬

‫وعملت ف مصنع تقطيع وتعبئة لوم ظللت فيه حت شب جوستاف وأصبح عنده سبع سنوات‪ .‬ث تركته‬

‫من أجل زميل كان كل هه أن ينام فوق جسدى ث يتكن وقتما يشاء ‪،‬دون أن يطفئ نارى التقدة‪.‬‬

‫عملت بعد ذلك ف مل لبيع الكتب ولكن ل أستطع التعامل مع أولئك التددين على الكتبة فهم‬

‫أناس يعيشون ف منطقة منعزلة عن الياة‪ .‬ما إن ترد عليهم وتقول سعر الكتاب كذا مائة لية‬

‫حت يعيد عليك السؤال مرة أخرى‪ .‬فتقوله وقد نفد صبك بعد سؤاله عن العديد من الكتب ‪.‬عند‬

‫ذلك يتك السعر جانبا ويروح يؤنبك على كيفية الرد وكيفية التعامل مع الثقفي‪ .‬أف‬
‫ٌ على‬

‫هؤلء الثقفي لبد إنم يسون بأنم أفضل منا بكثي‪ .‬كثيا منهم على القل يفكرون هكذا‪ .‬ث عملت‬

‫ف أعمال كثية قبل أن انتهى بالعمل ف حانة صغية لواحدة اسها ماريا وهذه بقى حكاية‬

‫لوحدها‪ .‬ماريا هذه‪ ،‬دى كانت خزنة فلوس‪ .‬أهم حاجة ف الدنيا عندها الفلوس‪ .‬مش مهم أى‬

‫حاجة تانية‪ .‬القرش اللى يش مش مكن يطلع وكان عندها استعداد تشرب اليط دون ان تدفع مليم‬

‫‪ ،.‬وعندما تشبع من الشرب كانت تلس تغن أغنية حزينة تقول كلماتا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أيها البحار‬

‫الذى ولد ف بالريوا‪ .‬أنت بالتأكيد تعرف الغوص‪ .‬تاما كما تعرف الم ابنها الوحيد من بي‬

‫َ جره السمك التلل إل القاع‪ .‬ل يكن‬


‫عشرات البناء‪ .‬فلتنزل من أجلى البحر‪ .‬إن ل ابنا صغيا‬

‫يعلم حي ذهب ليجلس على حافته إن السمك سيمسك به ولن يتكه إل ف القاع‪ .‬فمن آجلى ضع كل‬

‫الشياء الت تميك من هذه الساك التوحشة وأنزل إل هناك حيث يشي قلب وستجده ل ريب أيها‬

‫البحار الذى تعلم الغوص ف بالريوا‪ .‬أفعلها من أجلى أنا الزينة الت خطف البحر ابنها‬

‫‪.‬الوحيد‬

‫كنت أعرف أنه بجرد انتهاء القطع الخي من هذه الغنية يكن لى شخص ف العال أى شخص ‪.‬أن‬

‫يأخذ مفتاح خزنتها ويتكها عارية تاما من هذه الموال الت ل ترى الشمس بجرد دخولا إل‬

‫الزينة ‪.‬أحدى عشر عاما قضيتها عند ماريا وجاءت هذه الفرصة خس مرات على القل وكدت‬

‫استغلها ف الرة الخية لكنن ما إن فتحت الزنة حت وجدت صورة ابنها ‪،‬الذى ل أكن أعرف أن‬
‫الغنية له‪ .‬فأغلقت الزنة وخرجت ‪.‬كانت تستحق بالفعل أن تتك عارية نظرا لسوء طويتها‪ .‬أنا‬

‫قعدت شهرين ف العلمي أراجع كل الساء وف الخر قالوا يكن يكون هرب مع اللى هربوا وقعدوا‬

‫ف مصر‪ .‬نزلت على طول ورحت السفارة بتعتنا ودفعت تويشة العمر وده يضحك على‬
‫ّ وده يدعن حت‬

‫ل يبق معى غي تذكرة السفر‪ ،‬وقررت أرجع ‪،‬لكن واحد من الوظفي أقنعن إن استن شوية علشان‬

‫الشباب اللى هربوا وقال ل إنه كثي منهم ياف الظهور‪ ،‬وإنه سع اسم ابن من واحد كان هربان‬

‫ّ فلوس‪ .‬بس أنا‬


‫ولسه ظاهر السبوع اللى فات‪ .‬فقلتله على حكاية الفلوس اللى خلصت فعرض على‬

‫ً اشتغلت ف ييجى عشرة أفلم ‪.‬كنت ساعات أرقص مع‬


‫ّ اشتغل ف السيما وفعل‬
‫رفضت فعرض على‬

‫الراقصات وساعات أطلع ف البار وحاجات زى كده وف فيلم قلب دليلى ‪ ،‬اتعرفت على أنور‬

‫النستل‪ ،‬ورحت النطقة بتاعته‪ ،‬وحبيت الكان ‪،‬وعرفن على شلته وكان منهم عزت أبو ركبة‪.‬‬

‫الوظف ف وزارة الشعال بالنهار‪ ،‬وعازف اليقاع بالليل وبجرد ما شاهدته ل اعرف ما الذى‬

‫جرى ل‪ ،‬ف عينه كده حاجة تشد‪ .‬احنا بنقول عليها سكس أبيل‪ .‬معرفش انتو بتقولوا ايه ومره‬

‫واحده لقيتن مش عاوزة أعيش معاه‪ .‬ل اعرف لاذا‪ .‬يكن لطشت الب انطفت أو عمايل أمه أو‬

‫حكاية جوازة الكثي هى السبب ‪.‬حاكم أنا عرفت أنه بيتجوز كل شهرين واحدة‪ .‬مش عارفة‪ .‬بس‬

‫هو حقيقى طيب وحني قوى وعمره ما خلن أدفع قرش ف أى حاجة‪ .‬بس قسمة ونصيب زى ما بتقولوا‬

‫وبعدين لقيت حكاية السيما دى مش عجبان ‪.‬رحت اشتغلت ف مستشفى فاروق‪ ،‬اللى بقى اسها‬

‫دلوقت مستشفى اللء اربع سني وكل اسبوع يوم الجازة كنت أقضيه مع جاك الوظف اللى كان‬

‫شغال ف السفارة وهو كلن بيحبن قوى وكان نفسه أسافر معاه تركيا‪ .‬حاكم هو اتنقل هناك‪.‬‬

‫لكن أنا رفضت وبعد ذلك نسيت حكاية السفر خلص ‪،‬ونسيت كمان ايطاليا‪ ،‬وبقيت بنت البلد دى‪.‬‬

‫أنا مسبتش مستشفى اللء ها اللى استغنوا عن ‪.‬حاكم بعد سفر جاك ل يعد احد يسدن ف‬

‫الستشفى‪ ،‬وها خلون غبت أسبوع‪ .‬أنا كانت بتجيلى حالة اكتئاب‪ ،‬ملقاش قدامى حل‪ ،‬إل إن‬

‫أسافر العلمي‪ .‬أمشى قدام القابر وأدور على جوستاف ‪.‬رجعت مرة لقيتهم فنشون ‪.‬رغم إن ياما‬

‫غبت بالسبوعي أيام جاك‪ ،‬وعمر ما حد قال أنت كنت في‪ .‬أنا كنت خدت شقة صغية ف الزمالك ‪،‬‬

‫حجرة واحدة وصالة وحام ومطبخ‪ .‬ل اجد امامى إل السفارة‪ ،‬رحت أربع ايام ول احد سأل ف‬
‫ّ ف‬

‫‪:‬الخر فيه موظف كان زميل جاك قال ل‬

‫‪-‬‬ ‫ً أتى‬
‫ّ آخد النتيكات وأبيعها وفعل‬
‫إن السفارة بتجدد النتيكات القدية بديدة وعرض على‬

‫بعربية صغية ‪،‬وملها علىالخر ‪ ،‬وجاءببعض الوراق لوقع عليهم‪،‬ونقلتهم ال‬

‫الشقة ومن هنا ابتديت أبيع النتيكات ‪،‬وأهى والمد ل مكفيان‪ ،‬وادين عايشة كويس‪ ،‬وأنا‬

‫كاتبة وصيه ف السفارة أن أندفن هنا‪ .‬حاكم أنا حبيت مصر قوى ‪،‬والصحف الشريف‪ .‬ث ابتسمت ‪،‬‬

‫‪.‬وغيت اتاه الكرسى ونظرت باتاه الناس الذين كانوا يرون سريعا دون اللتفات إليها‬

‫كان قد مضى أربع سنوات على زواج أنعام‪ ،‬ابنة السيد زغلول العريان‪ ،‬من العلم ممد الزار‬

‫صاحب ملت العطارة‪ ،‬الذى ضحك أبوه‪ ،‬الذى هو الزار الكبي على الواجه جان عيد واشتى منه‬

‫مصنع الزجاج ‪،‬الذى كان بوار الخازن العسكرية للنليز‪ .‬الكان القدي لفندق هيلتون الن‪.‬‬

‫أربع سنوات استطاعت خللم أن توقف زيتي للمعلم كانتا على وشك الدوث‪ .‬كما إنا استطاعت أن‬
‫ترمى بأقدم زوجة للجزار خارج البيت ومن هنا استفرست بالبيت الذى ل يعد به سوى الطاف‪.‬‬

‫‪.‬الزوجة السابقة عليها‪ .‬كانت بالجرة حي سعت الطاف تقول للخادمة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ما هى لزم تعرف ما هو كان حبيب القلب‬

‫ما إن خرجت من الجرة‪ ،‬حت اكتشفت إن الطاف كانت تكى للخادمة عن شئ يصها‪ .‬ارتسم على‬

‫وجهها الغضب وهى تنظر لا ‪،‬فلم تد الطاف إل النسحاب بطوات بطيئة ‪،‬لتدخل حجرتا ولكن‬

‫‪.‬أنعام قالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مي حبيب القلب ده يالطاف‬

‫‪:‬عادت الطوات القليلة الت خطتهم ووقفت أمامها وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬مفيش حاجة يا أنعام‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬فيه إيه يا الطاف اتكلمى أحسن وحياة النب أما ييجى الاج أخلى ليلتك سودة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ل سوده ول بيضه‪ .‬بيقولوا حسن العدل مات ف الرب‬

‫ل تكن قد رأته خلل العوام السابقة‪ ،‬فمنذ أن أمسك السيد زغلول العريان بيديها‪ ،‬وسحبها‬

‫من جواره‪ ،‬ودخل با البيت وهى ل تره‪ .‬قالت الست أحلم للسيد زغلول بصوت عال وعصبية‬

‫‪.‬واضحة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت عملت إيه يا عريان‬

‫لكنه ل يلتفت إليها ‪،‬كان مازال يسك بأجل أحلمه ومن أجل ذلك ل يلتفت إليها وأشعل سيجارة‬

‫‪:‬وجدها ف يده‪ ،‬وحي ذلك نظرت إليه أحلم نظرة ل يعرف معناها ‪،‬ث قالت بصوت أعلى‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أنت اتبلت ف نافوخك يا عريان‪ ،‬وكمان بتشرب سجاير‪ ،‬وكمان ملفوفة حشيش‬

‫ً وراح‬
‫انتبه زغلول إل أنه اشعل سيجارة للمرة الول ف حياته ‪،‬لكنه سحب منها نفسا طويل‬

‫يراجع كل مفردات حلمه‪ ،‬الذى ت على أكمل وجه تناه طيلة اثني وأربعي عاما وبضعة أشهر‪.‬‬

‫وبعد أنى مراجعة كل تفصيله صغية ‪،‬قام با على خشبة السرح‪ ،‬وراجع فونتتات الصوت ‪،‬و تن‬

‫للحظة إن كانت اكثر حدة ‪ .‬لكنه ل يزن لذلك‪ ،‬وابتسم و هو يطفئ السيجارة الول ف حياته مع‬

‫آخر مشهد ف الذاكرة‪ .‬كانت زوجته تلس على الكنبه أمامه مباشرة‪ ،‬تنظر إل وجهه الذي تغي‬

‫كثيا منذ سألته عن تدخينه ‪،‬و هناك ف الركن تلس أنعام بفستان الفرح البيض و التاج على‬

‫رأسها مازال ‪-‬رغم الطوط السوداء الرقيقة و الكثية الت تتد من حدقة العي إل منبت الثديي‬

‫‪ .-‬نظر العريان إليها كثيا‪،‬‬


‫ً ث رجع إل حلمة مرة أخرى ‪،‬و راح يفكر أنه أضاع سنوات من‬

‫عمره ف حلم كان سهل النال لدرجة فاجأته هو ذاته‪ ،‬ومن أجل ذلك ‪.‬ربا أنب نفسه ف هذه‬

‫‪ .‬اللحظة ‪،‬لن زوجته سعته يقول بصوت مليئ بالسى‬

‫‪-‬‬ ‫يا خسارة‬

‫‪ .‬و هنا بالتحديد قالت الزوجة بصوت يلؤه التأنيب‬

‫‪-‬‬ ‫خسارة إيه يا عريان ‪ .‬ما أنت اللي عملت فينا كده بدماغك الوسخة ‪،‬حي ذلك اشتعل‬

‫الشيش الذي شربه دون أن يدري ف رأسه ‪،‬وانتفض للمرة الثانية ف ذلك اليوم‪ ،‬وهي الرة‬

‫الثانية ف حياته‪ -‬أيضا‪ -‬وقام إل زوجته ‪،‬الت قالت جلتها ونظرت إل ابنتها تتحسر على بتها‬
‫العرة ف أبيها‪ .‬وبرك عليها ول يتاجع إل بعد أن اجبته ابنته أنعام‪ ،‬وأحد‪ ،‬وفاروق على‬

‫التاجع حي تكوموا فوق جسد الم ‪،‬الذي ترنح تت وقع البطات السريعة والاسة للسيد‬

‫العريان ‪،‬الذي ابتعد خطوات قليلة‪ ،‬ث قال بصوت مليئ بكل الدة الت تناها ف الشهد الول له‬

‫‪ .‬على السرح‬

‫‪-‬‬ ‫الوازة دي مش هات ‪،‬وأنت ‪.‬وأشار بيده على أمرأته‪ ،‬الت كانت الدماء تغطي جزا كبيا‬

‫‪.‬من وجهها وربا منعها ذلك من رؤية أصابعه وهي تشي عليها‬

‫‪-‬‬ ‫إن مبقتيش ذي الزمة ‪،‬هاطلقك بالتلتة ‪،‬وأرميك برة انت وولد الرام دول‪ ،‬وعلى الطلق‬

‫بالتلتة‪ ،‬شافعي ومالكي وأبو حنيفة ‪،‬إن بنتك شافت الواد ابن القحبة ‪.‬العدل لكون مطلقك‬

‫‪.‬ورميكو برة كلكم‬

‫‪-‬‬ ‫أكمل الشهد دون أن يثن أحدا على أدائه‪ .‬كانوا جيعا غي مصدقي لذا التقمص الذي قام‬

‫به السيد زغلول ‪،‬لمثل كبي ل يتذكروا اسه ‪.‬كما انم لن ياولوا التذكر‪ .‬فقط هم متأكدون إن‬

‫ما قام به السيد العريان هو مشهد رأوه كثيا ‪،‬لكنهم أبدا ل يلموا به هكذا‪ .‬نزلت إنعام‬

‫من جوار حسن للمرة الخية ول تر‪،‬حت سعت كلمات ضرتا‪ ،‬فلم تتمالك نفسها‪ ،‬ووقعت على الرض‪.‬‬

‫‪.‬تاما‪ .‬كما حدث حي أنى السيد زغلول العريان كلماته‬

‫جعلوني مرما‬

‫المية ست الدار‪ ،‬ال يرحها‪ .‬ماتت من كام سنة بالرض البيث‪ ،‬بعد الشر عن الميع‪ ،‬جاء صوتا‬

‫‪ .‬الضعيف ليحدد الزمن بالضبط‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬من خس سني يا نعمة ‪،‬وبالمارة سنة ‪81‬‬

‫أومات الاجة برأسها لختها توحة‪ ،‬الت كانت تلس بوارها على الكنبة‪ ،‬وتنظر من الشباك ‪،‬‬

‫وأحسست للحظات أنا ل تتابع حديث الاجة‪ ،‬حي سألتها عن القصر الوجود بوار مبن‬

‫‪ .‬التليفزيون‪ .‬ث أضافت بصوت كالسحر‬

‫‪-‬‬ ‫عارف التة اللي مبن فيها قصر الرحومة ‪.‬كانت إيه‪ ،‬ث اتهت بعيونا إل الاجة‪ ،‬وقالت‬

‫‪.‬كانت إيه‬

‫‪ .‬قالت لا الاجة‪ .‬وكأنا ف اختبار‬

‫كانت ف الول جنينة شركس ‪.‬ث جه الرحوم على بيه حسن وعملها فيل‪ .‬وطلعت عليها جنينة أبو‪-‬‬

‫كلبة‪ ،‬وبعدين جه الواجه مش فاكرة اسه وعملها سيما‪ ،‬وبعدين سافر برة بعد ما باعها لمد‬

‫‪ .‬افندي المي‪ .‬اللي عملها قصر المية ست الدار‬

‫ابتسمت فتحية‪ ،‬وكأنا تنئ الاجة على ناحها ف الختبار‪ ،‬ث قالت‪ :‬وكأنا تصارع حلما جيل‬

‫ياول الرور سريعا‪ ،‬وهي تستمهلهه بصوتا العذب‪ .‬ده الواجة سعان‪ .‬السيما دى خدت من راقات‬

‫وأنا بنت ‪،‬وعشت فيها أيام مع أنور ‪.‬أجل أيام حياتي ث انتبهت قليل‪ ،‬وكأنا تذكرت تفاصيل‬
‫‪ .‬كانت غائبة عنها‪ ،‬وابتسمت فظهرت التجاعيد كخلفية رديئة للم رائع‪ ،‬ونظرت ف عيوني‬

‫‪-‬‬ ‫كان أنور يصور الفيلم ونروح نقعد مع الواجه سعان ‪ .‬كان خواجه بد ‪.‬أحر وعيونه‬

‫ملونة‪ ،‬وشعره ميال للبن الغامق‪ . ،‬تدخل مكتبه‪ ،‬كأنك ف فيل‪ .‬فيها كل حاجة‪ .‬وكان بيحب‬

‫أنور قوي‪ .‬حاكم ها اتني بس اللي كانو بيحبوا انورقوي ‪.‬اكت من الباشكاتب‪ .‬رغم إن‬

‫الباشكاتب رجل جدع قوي‪ ،‬وكان بيعامل أنور وكأنه صاحبه مش أبوه‪ .‬تصدق وتأمن بال يا بن ‪.‬‬

‫أنا لغاية دلوقت ماشفت واحد بيتكسف من أبنه زي الباشكاتب ده ‪.‬أنا فاكرها وكأنا حصلت‬

‫امبارح ‪،‬بس‪ .‬دخلت أنا وأنور‪ ،‬بعد أسبوع من جوازه من الست احسان ‪.‬الرجل قعد ساعة ونص‬

‫باصص ف الرض‪ ،‬ومش قادر يتكلم‪ ،‬وكل شوية يقوم وييب حاجة‪ .‬شاي مرة‪ ،‬وعصي مرة‪ ،‬وفاكهة مرة‬

‫‪،‬وحاجات كتي‪ ،‬وكل مرة يقدم الاجة لنور بأيديه وهو باصص ف الرض‪ ،‬وكأنه عمل عملة‪ .‬انت‬

‫عارف‪ ،‬أما رجعت البيت قلت لنور حرام عليك كده ‪،‬متكلمش أبوك ول كلمة فقال ‪ .‬هو كان‬

‫بيهرب من ويعمل العصي والشاي‪ ،‬ث ضحك وقال‪ .‬ل زم كان يستأذن من قبل ما يتجوز ‪ .‬دانا‬

‫ابنه الوحيد ث تذكر أمه الست أحلم وقال وعلى وشه تكشية ‪،‬وبعدين لق ينس أمي‪ ،‬وكأن‬

‫الكلمة كانت ما سكة ف ايديها بر دموع قعد يعيط طول الليل ويتذكر تصرفات الرحومة معاه‪،‬‬

‫لدرجة إني مقدرتش أروح ف اليوم ده‪ .‬ونت معاه‪ .‬ث سكتت ‪،‬وكأنا تريد أن تعرف ما الذي‬

‫تتحدث عنه ونظرت من خلل الشباك على السماء وراحت ف عال آخر ‪ .‬كانت الاجة نعمة تتابع‬

‫الكلمات الارجة من فم اختها بشوق وشغف‪ ،‬كأنا تستمع إليها للمرة الول‪ ،‬وحي رأتا غائبة‬

‫‪ .‬عن الوجود وتسبح مع السماء قالت ل‬

‫المية ست الدار‪ ،‬دى كانت فعل أمية ‪ .‬انا ماشفتش أميات قبل كده‪ .‬لكن أنا بظن انم ‪-‬‬

‫بيتعملوا كده ‪ .‬الطيبي منهم يعن ‪ .‬كانت بنت واحد كبي قوي ‪،‬من جهة بري ورثت عنه غن‬

‫فاحش‪ ،‬ل يتعد ول يتقدر‪ ،‬وال يا بن والكلم دى من بقها هي ‪.‬وياسبن عليه ربنا‪ .‬أنا كانت‬

‫تشوف أي حاجة عاوزه تتباع‪ ،‬تشتيها على طول‪ .‬من غي ما تفكر‪ ،‬ومعها واحد على طول يقيد‬

‫اللي تشتيه ‪ .‬اضحكك على اللي حكتهول وهي عماله تضحك على روحها‪ .‬الكلم ده قبل الاج ممود‬

‫ما يوت على طول ‪.‬يعن سنة سبعي أو تسعة وستي‪ .‬كانت ف إسكندرية ‪،‬وحبت تشتي فيل على الشط‬

‫عجبتها ‪،‬وهي مش عارفة عجبتها قوي الفيل ليه‪ ،‬وكانت مشدودة إليها وكأنا اتولدت فيها‪.‬‬

‫قالت للسمسار‪ .‬قعد يدور على صاحبها‪ .‬تصدق يابن أن الفيل طلعت بتاعتها ‪،‬وكانت مشتياها‬

‫من ‪ 17‬سنة بعد جوازها على طول ونسيتها‪ ،‬حاجة كده زي اللي بتيجي ف الفلم ‪،‬وكل ده مالوش‬

‫وريث واحد‪ .‬عملت كل حاجة علشان تلف ‪.‬سافرت ورجعت‪ ،‬وكانت كل سنة بتعمل عملية‪ ،‬وف الخر‬

‫دكتور من حته اسها غمازة ف اليزة بس من ناحية جوه‪،‬قالا‪ :‬متتعبيش نفسك وسبيها على ال ‪،‬‬

‫ومن يومها‪ .‬بطلت تعمل أي حاجة‪ ،‬غي أنا تركب العربية كل اسبوع وتلف على خلق ال ‪،‬تدي لده‬

‫‪،‬ولده وتقول يا بن‪ .‬اللي بتطلعه بالشمال ييجع باليمي وال أنا بعين كنت بشوفها وهي بتش‬

‫رية على الفلوس‪ ،‬قبل ما طلعها لوجه ال ‪،‬ورغم كده ماتت بالرض البيث‪ .‬تقولش ربنا عاوز‬

‫يزود حسناتا كمان ‪،‬وكمان ‪،‬وف الخر سابت كله لمد بيه‪ .‬هو لوجه ال يستاهل اكت من كده‬

‫‪.‬انت عارف ‪.‬ف رمضان بيعمل قاعدة كبية ف جنينة القصر أنا مرحتش ‪.‬بس عمر ابن حكال عن‬
‫اللي بيقدمه للناس ‪.‬اشكال واصناف ماشفهاش حد ف حياته ‪،‬وف الخر كل واحد وهو خارج ‪،‬ياخد‬

‫اللي فيه النصيب وقبل العيد بتلت تيام بيعمل زي المية ما علمته‪ ،‬يرج بالعربية ويلف على‬

‫الستشفيات ويطلع الزكاه‪ ،‬فلوس ل تتعد ول تصى‪ ،‬وبرضه ف الخر ربنا يعوضه عن الفلوس دي‬

‫بفلوس تانيه‪ .‬لكن يا ولداه هيموت برضه وعمره ما هيكون له ذكرى تمل اسه‪ .‬حاكم النسان‬

‫ايه غي ذكرى ‪.‬اهو ربنا إداله مال قارون ‪،‬وحرمة من اللفة‪ .‬انت عارف‪ .‬بقاله سنة ف‬

‫السعودية وسايب القصر بتاعه مفتوح للناس الغلبة‪ .‬شوف بقي القصر ده كان إيه من الساس‪.‬‬

‫‪ .‬سيما بيتفرجوا فيها على السخرة‪ .‬عند ذلك انتفضت الست فتحية‪ ،‬وكأنا لدغها عقرب وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫هي إيه اللي مسخرة يا نعمة ؟‬

‫‪ .‬انتبهت الاجة على صوت فتحية وقالت لا بصوت مرتعش‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬مسخرة إيه يا فتحية يا خت‬

‫‪-‬‬ ‫أنا عارفة مسخرة إية يانعمة اللي بتقول عليها ؟‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أنا قلت مسخرة خالص يابن‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أنا سعاكي بوداني دي ‪.‬بتقول السيما مسخرة‬

‫‪-‬‬ ‫ل‪ .‬أنا بتكلم ف موضوع تاني خالص يا اخت ‪ .‬دانا كنت بتكلم على قصر المية ست‬

‫‪ .‬الدار‪ ،‬وبكيله على اللي كانت بتعمله هي وجوزها‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬بس أنا سعاكي بتقول سيما ومسخرة‬

‫‪-‬‬ ‫انت يظهر كنت سرحانة‪ ،‬ومسمعتيش حاجه ‪.‬دانت سبت الدع اللي قاعد يكلمك ويسمعك‬

‫‪.‬وبصيت من الشباك ‪،‬ورحت لعال تاني‪ ،‬زي عوايدك‬

‫قليل‪ .‬وقالت‬ ‫‪.‬انتبهت ل وتركت وجهها يعود كما كان مبتسما‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬هو انا كنت بتكلم ف ايه‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬كنتت بتتكلمى على الباشكاتب وكسوفه من ابنه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬ايه اللى جاب سيه الباشكاتب ‪،‬يعن ايه اللى كنت بكيه‬

‫‪-‬‬ ‫كنت بتقول انك بتدخلى مكتب الواجه ‪،‬وكان فيه اتني بيحبوا أنور قوى‪ ،‬وبعدين جات‬

‫‪.‬سيه الباشكاتب‬

‫‪-‬‬ ‫أيوه ها اتني ‪،‬كانوا بيحبوا أنور‪ .‬الواجه سعان‪ ،‬والستاذ أحد عبد القادر‪ .‬اللحن‬

‫الكبي‪ -‬ال يرحه ‪ .-‬الواجه كان بيعرض أي فيلم لنور ‪،‬وكانوا يقفوا على السيما وأنور يسلم‬

‫على كل اللي داخلي‪ .‬يبعت ييب آكل واحسن شرب ‪،‬وفيه ف مكتبه كل حاجة ‪ .‬سرير بينزل كده من‬

‫السقف ودورة مياة ‪،‬ومطبخ كامل ‪.‬انت عارف ‪.‬فيلم جعلوني مرما بتاع الستاذ فريد شوقي‪.‬‬

‫الفيلم دى اتثل سنه ‪ 49‬بعد وفاة نيب الرياني ‪،‬انور كان قاعد ف البيت خس شهور بعد وفاة‬

‫الستاذ نيب ‪،‬حزين عليه قوى ‪،‬وبعدين جاله الستاذ الزرقاني‪ ،‬ال يرحه ‪.‬ورجعه ف فيلم‬

‫جعلوني مرما‪ .‬أنور كان قاي بدور صاحب الستاذ سراج مني ‪.‬وكان دايا معاه ف الفيل‬

‫والكبارية‪ ،‬يعن كان عامل دور حلو قوي‪ .‬يكن يكون دا اكب دور له والبكة ف الستاذ‬

‫الزرقاني‪ .‬العرض الول كان ف أواخر سنه ‪، 50‬وأنور عزم فريد على الفتتاح ف سيما الزهار‪،‬‬
‫علشان خاطر الواجه سعان ‪،‬ووقف أنور بوار فريد شوقي‪ .‬وفضلوا يسلموا على الناس‪ ،‬من‬

‫الساعة ‪ 6‬الغرب لغاية الساعة ‪ . 10‬الواجه يومها احتفل بأنور احتفال ول ف اليال‪ .‬بس يا‬

‫خسارة ‪،‬بعدها بكذا شهر‪ ،‬الواجة ابتدا يتأذى من الماعة بتوع الخوان‪ .‬حاكم هو كان يهودى‪.‬‬

‫بس يهودى مصرى ‪،‬وال كان بيحب أنور قوى‪ ،‬وبيحب مصر كمان‪ ،‬وهو مسافر بعد ما باع السيما‬

‫لمد أفندى المي‪ .‬كان بيعيط زى النسوان‪ ،‬وهو بيودع أنور‪ .‬هو سافر من هنا ‪،‬وبعديها بمس‬

‫‪.‬ست سني أنور مات ‪،‬ال يغفر له ويسامه بقه‬


‫***‬

‫اتذكرون اللهفه والشوق ‪،‬الذي ظل السيد زغلول العريان ينتظر بم تقيق حلمه ‪،‬على مدار‬

‫اثني وأربعي عاما ‪ .‬هذه اللم جعله طيلة حياته ل يأخد قرارا واحدا لدة خس دقائق ‪،‬فالسيد‬

‫العريان ل يأمن مكر الخرين ‪،‬كما أن السيد زغلول مصاب دائما‪ ".‬بحاسن الصدف" وهنا تدث‬

‫دائما الفارقات ‪،‬الت اوقعته فيها الياة منذ أن اختار له الب اسم "زغلول العريان "وهو‬

‫"أبوالريش" والكر الذي تدثنا عنه ليس صفة سيئة على الطلق‪ ،‬كما أنا على نفس الستوى ليست‬

‫صفة حسنة ‪،‬واليكم هذا الشهد من حياة الستاذ سعيد‪ ،‬الت تشبه حياة العريان ف بداية‬

‫‪ .‬المسينيات‬

‫‪ .‬مشهد أول‬

‫‪.‬الزوجة الت سوف نطلق عليها الستاذه سي تقف بقميص النوم الستان السود ‪،‬فقط وشعرها سائب‬

‫)يكن للرقابة أن تضيف شيئا هذا جائز(‬

‫الزوج السيد العريان يدخل إل حجرة النوم بالبيجامة ‪،‬وعلى رأسه فوطة لينشف با رأسه –‬

‫يرمي الزوج بالفوطة على طرف السرير ويتجه إل التسرية حيث يضع اسبيه رخيصا ويسرح شعره‬

‫يبدو من تصميم الشهد أن هناك اتفاقا مسبقا بإقامة طقس مارسة الب‬ ‫‪-.‬‬

‫س تلس على طرف السرير‪ ،‬ربا بدت متحفزة‪ .‬العريان ل ينتبه إل ذلك‪ .‬س تقول – المسي جنيه‬

‫اللي عند الست اختك من الشهر اللي قبل اللي فات ‪،‬ياترى اخبارها إيه‪ .‬العريان يرد‬

‫‪ .‬بتلقائية‪ ،‬وهو يتصنع التهاب بشرته من السبيه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أن شاء ال هاتبهم آخر الشهر‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬س ‪.‬يعن أفهم من كده‪ ،‬إنك كلمتها‪ ،‬وخت العاد ده منها‬

‫‪ .‬العريان ‪ -‬ابدا بس متهيئال انا هتجبهم‬

‫س – متهيئالك‪ .‬ول كلمتها‬

‫‪ .‬العريان – نسيت‪ ،‬قصدي هكلمها‪ ،‬ومش هانسى‬

‫طيب والنب ابقى افتكر‪ ،‬احسن ما يصل‪ ،‬ذى الرة اللى فاتت‬ ‫‪.‬س ‪-‬‬

‫‪.‬فيتجه إليها العريان ويقول‪ :‬حاضر يا ست الكل يا مراتي‪ .‬ث يضع يده على ظهرها‬

‫س تقول دون أدن التفاته إل يده‪ .‬الت أخذت الطريق ف البوط والصعود على ظهرها ‪ -‬لسه ‪-‬‬

‫‪ .‬نار الائة جنيه مبدتش‪ ،‬وبعدين دول فلوس الولد‬


‫السيد العريان يسحب يديه ‪،‬وينظر إل التاه العاكس لوجه زوجته‪ ،‬هو يبحث ف الذاكرة عن‬

‫البرات الت قالا قبل ذلك ‪،‬وأقنع با زوجته ‪،‬والدليل على ذلك ‪.‬هو اعطاؤها لخته المسي‬

‫جنيها من مرتب الشهر الفائت ‪ .‬اثناء ذلك تنسحب يد الزوجة‪ ،‬لتمسك بالروب الزرق الوضوع‬

‫على طرف السرير من الهة الخرى ‪ .‬السيد زغلول يتذكر بعض العذار الت قالا لزوجته ‪،‬والتفت‬

‫إليها‪ .‬حي ذلك ‪.‬تكون قد ارتدت الروب‪ ،‬ولفت شعرها بيديها وف عينيها نظرات غضب‪ .‬ويظهر‬

‫على وجه العريان‪ ،‬هول الفاجأة من تغي شكل الزوجة‪ ،‬ول يستطيع الركة‪ ،‬أو الكلم وينتهى‬

‫‪.‬الشهد والسؤال الن‬

‫من السبب ف إناء الليلة بذه الصورة الأساوية‪ :‬الزوج أم الزوجة؟‬


‫* **‬

‫العود احد ‪ .‬ترددت داخلي وأنا ف الطريق إل بيت جيهان ‪ .‬أي أحد ف هذا العود ‪ .‬ما الذي‬

‫يشدني إل منطقة خطرة ‪ .‬زوجت بقرون استشعارها الكثية وحاستها التاسعة الت ل تطئ معي‬

‫أبدا‪ ،‬ل بد ستعرف‪ .‬كما أنن لن أستطيع أن أكمل ما بدأته مع جي جي‪ ،‬وخلل السابيع‬

‫الاضية ‪،‬منذ تركتها وعيونا مليئة بسؤال عن كيفية اناء تلك العلقة الت بدأت منذ اكثر من‬

‫ً بيهان ‪،‬وشيء ما بدأ على حي غفلة منها بيننا‪ .‬تقابلنا خس‬


‫سنة‪ .‬كنت بالفعل خللا مشغول‬

‫مرات خارج البيت ‪،‬كنت خللا أقوم ببعض الصال الاصة بالعائلة‪ ،‬ورغما عنا نن الثني‪ .‬أو‬

‫بالتحديد‪ .‬رغما عنها هي‪ .‬بدأت بيننا لغة مشتكة‪ ،‬ل ينتبه إليها أحد‪ .‬فتحت جيهان باب‬

‫الشقة‪ ،‬سلمت عليها‪ :‬كان يبدو عليها القلق ‪،‬كانت الاجة تلس كعادتا على الكنبة بوار‬

‫الشباك الطل على الشارع‪ ،‬وأمامها ترابيزة تضع عليها سبتاية ناس وثلثة فناجي مرسوم‬

‫عليها روميو وجوليت‪ ،‬وكوبا مليئا بالاء الثلج‪ .‬سلمت عليها وجلست جوارها ‪،‬انسحبت جيهان‬

‫وتركتن ‪.‬كنت قد أتمت كل التوقيعات الاصة بسفر الاجة إل السعودية لداء فريضة الج ‪،‬وما‬

‫أن شاهدته حي اخرجته من جيب الاكت ‪،‬حت جذبت يدى معه وقبلتن فوق رأسي‪ ،‬ث ارتفع صوت‬

‫زغرودة صغية ومبحوحة من فمها‪ .‬دخلت جيهان مسرعة ومن خلفها "الرم" الصغي قالت الاجة‬

‫‪ .‬لختها فتحية‬

‫‪-‬‬ ‫عقبالك السنة الاية يا فتحية ‪ .‬يا ما كان نفسي نطلع مع بعض ‪،‬احنا الثني ف‬

‫‪ .‬القرعة‪ ،‬بس النصيب وربك لا يريد‬

‫‪-‬‬ ‫اته الرم الصغية إل حضن الاجة‪ ،‬وظل ولدة دقائق يبكيان معا‪ .‬ث خرجت من الجرة ‪،‬بعد‬

‫أن قبلت يدي‪ ،‬بطريقتها الت ل استطع منذ اليوم الول‪ ،‬ان اعتض عليها ‪ .‬قالت جيهان بصوت‬

‫‪ .‬يلؤه الدلع‬

‫وال يا حاجة أنا كنت ناسيه حكاية القرعة دي‪ .‬دانا فكرت ام سعت زغرودتك انك وافقت على‬

‫العريس‪ .‬ث اتهت بعينها لتقبض على وجهى‪ ،‬الذي اظن انه أصبح باللوان الطبيعية كما يقولون‬

‫ً‪ .‬فلم اجد مفرا من أن انسحب بعيوني بعيدا‪ ،‬احست الاجة بشيء ما وقالت لا‬
‫‪:‬عادة‬

‫‪-‬‬ ‫عريس مي يا جي جي‪ ،‬الستاذ سعيد متجوز‪ ،‬وعنده بنت ربنا يليها له‪ .‬ضحكت جيهان ضحكة‬
‫‪ .‬النتصر‪ .‬ف حرب العصاب الت ل بد كانت تلعبها معي‪ .‬أو تارسها على‪ ،‬ث قالت‬

‫‪-‬‬ ‫ل يا امي ‪،‬أنا مش قصدي الستاذ سعيد‪ .‬هو احنا قد القام‪ ،‬أنا قصدي عمي عزت أبو‬

‫‪ .‬ركبة ‪،‬قابلن امبارح وقال شوري الاجة ف موضوع الواز ‪،‬هوأنا مقلتلكيش‬

‫‪-‬‬ ‫كادت الاجة ان تقع على الرض وهي تاول المساك بفردة الشبشب ‪،‬فامسكت با وعدلت‬

‫جسدها الثقيل ‪،‬وما إن استقامت على الكنبة حت قالت ليهان ‪:‬نولين فردة الشبشب دي ‪.‬ضحكت‬

‫‪ .‬جيهان وقالت لمها‪ :‬مش عريس ده‪ ،‬ول مش عريس‬

‫‪-‬‬ ‫روحي جتك عرسة اما تاكل مصرينك ‪،‬مبقاش إل أبو ركبة كمان‪ .‬امشى اعملى شاي للستاذ‬

‫سعيد ‪.‬ضحكت بلء فمها وهي تنظر ف عين وتقول ‪:‬البت قال موافقة على العرسة أبوركبة‪ .‬ال‬

‫يازيكي يا جيهان‪ .‬ضحكتين ‪.‬انت عارف يا سعيد يابن اللي اسة عزت أبوركبة ده‪ .‬بتاع كده‬

‫مفعوص ‪،‬ومعضم وشكله كده لمؤخذة‪ ،‬ما يسواش ف سوق الرجالة بصلة‪ .‬ورغم كده اتوز كتي‪ .‬اللي‬

‫يقول ماتي مرة‪ ،‬واللي يقول تلتميت مرة وهو نفسه بيحلف أنم مايه وتسعي مرة ‪ .‬حاكم عزت‬

‫أبو ركبة كان شغال ف وزارة الشغال الصبح‪ ،‬وبالليل شغال طبال ف فرق كتية ‪،‬من بتوع شارع‬

‫ممد على وعماد الدين‪ ،‬وبيتهم كان قد امنا على طول‪ .‬ف عشش التجان‪ ،‬وكل شهر ييب واحدة‪،‬‬

‫وأمه الصبح تقول ‪:‬دى مراته ‪،‬وكلهم كانوا من بتوع هشك بشك ‪ .‬انت عارف "نوى فؤاد" الخفي‬

‫عزت ‪،‬قاعد متجوزها خس تشهر‪ ،‬ويكن تكون دى أكب واحدة عمرت معاه‪ ،‬حاكم هو مواليد أبوالعل‬

‫زينا‪ ،‬بس إيه اللي فيه ‪،‬وال يا بن منا عارفه‪ .‬اضحكك ‪.‬ف يوم قبل جواز توحة من أنور‬

‫بشهور‪ ،‬لقينا الكومة بتدور على أبوركبة‪ .‬طبعا الته كلها طلع فيها إن أبوركبة خطف المية‬

‫فوزية واتوزها‪ .‬الكاية دي‪ ،‬طلعها الشهيد حسن العدل ‪،‬اللي مات بعد كده ف الرب ‪،‬وهو كان‬

‫من شلة أبو ركبة‪ ،‬هو وأنور ‪،‬وعبد ال الأمور‪ ،‬والواد ممد جورج‪ ،‬وتاني يوم عبد ال جري ف‬

‫الشارع وقال ‪.‬إن اللك بذاته جاي ياخد المية من عند أبوركبة ‪.‬حاكم الثوره كان فضلها‬

‫شهور قليلة وتقوم ‪ .‬شويه وشارع أبوالعل ده ‪.‬كنت ترش اللح مينزلش ‪ .‬ناس إيه‪ ،‬وف الخر‬

‫طلع الواد الصايع أبوركبة اتوز بنت مأمور قسم ف إمبابة‪ ،‬وعلمها الرقص ‪،‬ونزلت معاه‬

‫الفراح‪ ،‬عزت خد علقة "مدهاش حار ف مطلع" ‪ .‬وبعديها وحياتك بأسبوعي ‪،‬كان متجوز واحدة‬

‫غيها‪ ،‬وعلى كده طول العمر وف الخر عاوز يتجوز جي جي ‪،‬يي جاته جنازة ‪ .‬هو بيضحك حاكم هو‬

‫عرفنا كويس ‪،‬واحنا ولد حته واحدة‪ ،‬ويامه جه البيت عندنا قبل جواز توحة من انور ‪،‬وامي‬

‫كانت صاحبة أمة وأول متشوفه تقوله‪ :‬لمؤاخذة على كرامة ابن‪ .‬تعال يا شرموط‪ ،‬أخر جوازاتك‬

‫إيه ‪ .‬دخلت جيهان بعد أن أنت الاجة سرد الوقائع الغريبة لبي ركبة‪ ،‬الذي اظن انه من‬

‫واقع خيال الاجة ‪،‬أوخيال أبوالعل كلها ‪ .‬كانت مازالت تمل ف عينيها نظرة النتصر‪ ،‬ولذلك‬

‫‪ .‬عاجلتها بطعنة ل تطئ مكانا فوق القلب وقلت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬مبوك يا استاذة جيهان‪ ،‬الاجة وافقت على السيد أبوركبة‬

‫‪-‬‬ ‫ث غمزت بعيوني للحاجة‪ ،‬الت ل تتلك نفسها من الضحك‪ ،‬وقفت جيهان مذعورة ونظرت ف‬

‫‪ .‬عيوني وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬على القل هو اتقدم‪ ،‬الدور والباقي على اللي غاوي يضحك بس‬
‫‪-‬‬ ‫ث خرجت مسرعة‪ .‬كنت كمن أمسك بيديه خط كهرباء ضغط عال ول يستطسع الفكاك منه ‪.‬‬

‫اخرجتن الاجة من هذه الالة بسؤالا الرعب‬

‫‪-‬‬ ‫هي قصدها مي يا سعيد يا بن باللي اتقدم واللي بيضحك ‪ .‬البت دي بقالا شهرين تلته‬

‫أحولا متغية‪ ،‬ومش عارفة مالا ‪.‬ف الطريق‪ .‬كنت اتساءل بين وبي نفسي‪ ،‬ترى هل تنتظر جيهان‬

‫أن اتقدم لا ‪.‬ربا أكون معجبا با‪ ،‬ولكن لن اخرج من سجن الزواج إل سجن آخر‪ .‬حت لو كان‬

‫جيهان ‪.‬ث رحت أفكر ف عزت أبوركبة‪ ،‬ذلك الرجل السطورى ‪،‬الذي تزوج مائة وتسعي مرة‪ ،‬وكيف‬

‫استطاع خلل حياته أن يدخل قفص الزوجية بحض إرادته كل هذه الرات ‪،‬وكيف أفر انا من هذا‬

‫القفص‪ ،‬كفرار السليم من الرب بفضل زوجة واحدة‪ ،‬ضحكت وأنا أقول بصوت سعه الرجل الالس‬

‫‪ .‬جواري ف متو النفاق‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بس وال رجل بد ‪ .‬رجل يشرف ‪ .‬هي دي الرجاله وإل فله‪ 190 ،‬مرة ‪،‬يا بلش‬
‫* **‬
‫‪-‬‬ ‫كانت تش جواري بطوات هادئة ‪،‬وملمح وجهها تتغي كل بضع خطوات ‪،‬اقنعتها جيهان الت‬

‫تسك بيدها أن ترتدي اللباب السود الطويل ‪،‬وان تضع على رأسها الطرحة الزرقاء ذات‬

‫‪ .‬الطاووس السود ‪ -‬الت راحت تنسحب عن رأسها كل فتة‪ .‬فتظهر من تتها بعض الشعيات البيضاء‬

‫‪-‬‬ ‫والنب يا خالت اعملي معروف ‪،‬والبسى اللبية السودة‪ ،‬علشان خاطري وخاطر الستاذ‬

‫‪ .‬سعيد‬

‫‪-‬‬ ‫كنت قد سعت هذه الكلمات وأنا جالس بوار الاجة فوق الكنبة وف يدي فنجان القهوة ‪،‬‬

‫الت يراقص روميو على حافتها الارجية جوليت ‪ .‬وما إن انتهت كلمات جيهان حت دخل "الرم"‬

‫الصغي‪ ،‬مرتديا جيبة فوق الركبة‪ ،‬وعليها بلوزه حراء‪ ،‬وعلى وجهها بعض الكياج الفاقع‬

‫اللون‪ ،‬الوضوع بهل مطبق بالتطورات السريعة ف كيفية وضعه خلل السنوات الاضية‪ ،‬ورغم‬

‫‪ .‬ذلك ‪،‬كانت تبدو جيلة‪ ،‬ولكنه جال منقوص أو على الصح ‪.‬جال قدي ينتمي إل زمن بعيد‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬والنب تقول القيقة يا سعيد يا بن‪ .‬كده حلو ول اللبية السودة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬انت لولبست خيش‪ ،‬هتبقي برضة حلوة يا حاجة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬شوفت يا بنت الوسخة رأي الرجاله‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬ال يسامك يا توحة‪ ،‬ويست اصلك‬

‫‪-‬‬ ‫خرجت كلمات الاجة مليئة بعتاب ظاهر‪ ،‬ومبة كافية ‪ .‬كانت الرة الول الت أري فيها‬

‫فتحية بذا الضور ‪،‬وعيونا مليئة بأحلم وسعادة غامرة‪ .‬ربا أرادت أن تكمل كل الصورة ف‬

‫‪.‬ميلتها ‪،‬ومن أجل ذلك خرجت الكلمات الت ل تكن أبدا قبيحة من فمها‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬أنت هتتصوري صور للحج يا فتحية‪ ،‬ولزم تكون حشمة‬

‫‪-‬‬ ‫انسحبت الطرحة من فوق رأس فتحية‪ ،‬من كثرة التفاتا على البيوت ف كل التاهات ‪،‬كانت‬

‫كمن ياول تذكر الشياء‪ ،‬كما كانت عليها ف اليام الول‪ ،‬وأيضا كمان يسك بقدار التغي‬

‫الواضح ف نفس الوقت ‪.‬أوقفتها يد جيهان وعدلت لا الطرحة وهى مازلت تنظر على البيوت‪.‬‬

‫‪.‬أشارت على نافذة مغلقة وقالت‪ :‬دى شقة الستاذ احد عبد القادر‪ -‬ال يرحه‬

‫‪-‬‬ ‫‪ .‬ث أضافت بصوت هامس‬


‫‪-‬‬ ‫يا تري يا ست إحسان انت عايشة ول مت‪ ،‬انت كمان‪ .‬ربنا يرحم الميع‪ ،‬ث ثنت روموشها‬

‫على ماء ف العي كان ينتظر إشارة الرور ليبدأ ف النزول ‪،‬سريعا ف البداية‪ ،‬ث متباعدا‪.‬‬

‫‪ .‬بعد خطوات قليلة غيت فيها اتاه وجهها وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫دي جامع السلطان أبوالعل‪ ،‬الرحوم النستل بيه‪ ،‬كان يقعد فيه من الغرب ‪،‬لغاية‬

‫‪.‬العشا‬

‫‪-‬‬ ‫ث غيت اتاه نظرتا مرة واحدة وأشارت على مقهى بوار الامع وقالت ‪:‬دى قهوة الشيخ‬

‫على شركس‪ ،‬واللي جنبها بتاع ممد الفلح‪ .‬أنور كان بيحي يقعد عليها‪ ،‬وعادت الدموع للنزول‬

‫مرة أخرى‪ ،‬وتركت بقدميها حركات هادئة وضعيفة‪ .‬كانت كمن ياول المساك بشخص ما ‪.‬ل يكن‬

‫‪ .‬أبدا موجودا‬

‫‪-‬‬ ‫وال وانتصقنت يا أنعام ‪،‬بسم ال ماشاء ال ‪ ،‬زمنها دلوقت هي اللي مكوشه على أملك‬

‫ممد الزار‪ .‬ال يحمه ‪.‬حاكم ده كان السبب ف موت أبويا‪ ،‬الرحوم سيد‪ .‬أبويا دى ‪.‬كان راجل‬

‫بد ‪،‬مدش قدر يضحك عليه أبدا‪ ،‬وكان يشرب اليط ‪،‬لكنه عمره متسطل والزار ال ل يرحه‪ ،‬هو‬

‫اللي قال لبو حسي الصعيدي على علقة أبويا بالست بتاعته‪ ،‬وكل ده بسبب‪ .‬حاكم هو كان عاوز‬

‫يتجوزني‪ .‬لكن انا مرضتش‪ .‬دا كان أكب من أبويا‪ ،‬وكمان أنا كنت بب الستاذ انور النستل ‪.‬‬

‫كانت أصوات العربات وتغي اتاه وجهها الدائم يضيع من الكلمات الارجة من فمها‪ ،‬وكنت اريد‬

‫‪.‬التعرف اكثر على حكايتها فقلت لا‬

‫‪-‬‬ ‫والنب يا حاجة ‪،‬أنا عاوز اسع الكاية دى‪ ،‬فإيه رأيك بعد اما نلص مشاويرنا‪ ،‬نقعد‬

‫‪.‬شوية ف أي حته هادية وتكيلي‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬حكايه إيه ‪ .‬هو أنا كنت بتكلم ف إيه‬

‫‪-‬‬ ‫كانت بالفعل أثناء الكلم ل توجه الديث إل أحد‪ .‬كانت كمن يدث نفسه‪ ،‬ابتسمت جيهان‬

‫ابتسامة تشي بأنا تعرف سبب هذه العزومة‪ ،‬وكنت بالفعل قد خططت لذلك ف الساء ‪،‬حي اتفقت‬

‫معهم على الروج‪ ،‬ولكن حي طلبت منها اللوس كنت بالفعل أيضا أريد أن اسع قصة أبيها مع‬

‫الزار‪ ،‬ولكن ابتسمت ابتسامة مشابة لبتسامة جيهان ‪،‬وإن كانت اشد اياء با تولد بيننا‪،‬‬

‫‪ .‬أشارت بيديها على سيما فؤاد وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪:‬أنت عارف الرض دي كانت إيه قبل ما تبقى سيما ‪،‬ول تنتظر الجابة من أحد وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫دي عربانة خيل اللك ‪،‬وبعد كده بقت عربانه حناطي‪ ،‬وبعدين بقت سيما فؤاد‪ .‬أنور‬

‫كان يقعد قدامها وحاطط رجل على رجل بعدما اتعرض ليه فيلم السطى حسن بتاع فريد شوقي ‪،‬ث‬

‫‪.‬نظرت إل نقطة ف الرض وابتسمت قبل أن تسكب دموعها الغزيرة وهى تقول ده بيت أنور برده‬
‫* **‬

‫‪-‬‬ ‫مشهد آخر للسيد العريان‪ ،‬فكر فيه الستاذ سعيد حي كان أمام سرير الاجة نعمة‪،‬‬

‫وعرضت عليه الزواج من جيهان‪ ،‬وتن للحظات أن يتزوجها ولكن صورة زوجته اعادته إل حالته‪.‬‬
‫السيد زغلول العريان أبو الريش ف حجرة ل نعرف مركزها‪ ،‬ول نعرف عنها شيئا‪ ،‬ومعه شاب‬

‫‪.‬يبلغ من العمر اثني وثلثي عاما ‪ ،‬يكي له هذه الكاية ويقول‬

‫‪-‬‬ ‫قصة سعتها أو قرأتا‪ ،‬مش فاكر يا سيد زغلول ‪،‬وعلشان ادخلك ف الوضوع على طول‪.‬‬

‫الكاية إنه فيه ملك شاف بت حلوة عجبته‪ ،‬طلب يتجوزها‪ .‬البت دي كانت بتحب ولد من سنها‪،‬‬

‫ومن التة بتاعتها‪ .‬اللك مكنش يعرف طبعا‪ .‬الهم يا عريان أفندي اللك اتوز البت وخدها‬

‫معاه القصر ‪.‬الولد اتن أما عرف ‪،‬ولكن ما باليد حيلة ‪ .‬راح على القصر ‪،‬وقعد سبع تيام‬

‫يلف ويدور حولي القصر‪ ،‬والبت‪ .‬قصدي‪ .‬اللكة‪ ،‬شافته وبعتتله الوصيفة بتعتها‪ ،‬وقعدوا‬

‫يعيطوا ‪.‬أيام كتية ‪،‬لغاية ما ربنا سهل واشتغل ف القصر ‪ .‬الب زاد قوي بينهم ‪،‬والولد كان‬

‫بيموت ف اليوم ألف مرة‪ ،‬واللك ول هو دريان ‪،‬الهم‪ .‬فيه بت حلوة قوي وكانت شغالة حاجة‬

‫كده زي ‪،‬مظية اللك‪ .‬البت اللوة ابتدأت تب الولد ‪ .‬الولد حكلها على حبه للملكة‪ .‬البنت‬

‫اللوة لنا بتحب الولد ‪،‬صممت أنا تنجده وتشفيه من حب اللكة‪ ،‬وشوية شوية قدرت تكسب عطفه‪.‬‬

‫الواد ابتدا ييل عليها ‪،‬ويسمع منها‪ .‬هب ‪.‬الواد فعل ابتدا يعمل مقارنة بي اللكه وبينها‪،‬‬

‫لقى كفة البت اللوة طبت‪ .‬اللكة حست بالتغيي وفضلت تسأل وتتقصى‪ ،‬لغاية معرفت الكاية‬

‫كلها ‪ .‬اللك طلع يصطاد تلت تيام‪ ،‬اللكة اتعزبت فيهم بريتها‪ ،‬على حبيبها الضائع ‪.‬طبعا‬

‫الغية جننتها‪ ،‬وكان نفسها توت البت اللوة‪ .‬الهم‪ .‬اللك رجع ‪،‬وعرف حكاية الب اللي انتشرت‬

‫ف القصر بي الولد اللي شغله عنده‪ ،‬ومظية اللك بالصدفة‪ .‬اللك قرر يعمل حاجة ‪.‬جاب حكيم‬

‫وسأله‪ ،‬وف الخر جاب الواد والبت وقالم‪ :‬إنه هيعمل مسابقة بكرة ف القصر وهيحط البنت ف‬

‫حجرة ‪،‬وهيحط أسد ف حجرة تانية‪ ،‬وقال للولد‪ :‬انت عليك تتار حجرة من الثني ‪.‬إذا طلعت‬

‫الظية ‪،‬هجوزهالك على طول ‪،‬واذا طلع السد ل بد يآكلك‪ .‬اللكة طبعا كانت حاضرة التفاق‪.‬‬

‫الولد بصلها من تت لتحت‪ ،‬قامت غامز له أن يوافق‪ .‬الولد وافق‪ ،‬وبالليل قابل اللكة اللي‬

‫قالتله‪ ،‬أنه عليك إنك تبص ناحيت‪ ،‬أن غمزت بعين الشمال‪ ،‬تتار الودة اللي على الشمال‪،‬‬

‫واليمي كذلك ‪،‬واتفق الولد مع اللكة على كده‪ ،‬وف الصبح أعد الحتفال على احسن ما يكون ف‬

‫ساحة القصر‪ .‬وحضرها كل أهال الملكة‪ ،‬وقعد اللك واللكة ف التسينة‪ ،‬وشاورت له إن الولد‬

‫يدخل‪ .‬ودخل الواد وبص ناحية اللكة ‪،‬اللي غمزت فعل بعينها للولد على حجرة من الجرتي‬

‫وعند كده وانتهت الكاية‪ ،‬اللي سعتها يوز‪ .‬قريتها يوز‪ .‬لكن الكيد الؤكد أنا خلصت من غي‬

‫ما أعرف‪ ،‬اللكة شاورت على أودة السد ول أودة البنت فتفتكر يا عريان افندي ‪.‬با أنك خبي‬

‫‪.‬ف معاملة الستات هي شاورت على إيه بالضبط‬


‫* **‬

‫هي اسها تالندا زوف ‪ .‬ايطالية فعل‪ ،‬أنا عارفها من أكثر من خسة وعشرين سنة‪ ،‬وهي اللي‬

‫ساعدتن ف ولدة على ورقية ‪.‬كنا لسه واخدين الدكان الولني ‪،‬وحالتنا على قدها والاج ممود‬

‫كان عارف انا كانت شغاله ف مستشفى فاروق ‪،‬اللي ف بداية شارع أبو العل‪ ،‬والست أم حسن‬
‫بدلتن قوي‪ ،‬ف ولدة عمر‪ .‬علشان كده راح جيبها‪ ،‬وبسم ال ما شاء ال ‪.‬أحسن من ميت دكتور ‪،‬‬

‫شفتن وقالت‪ :‬لسة قدامك تلت ساعات‪ ،‬ورحة الاج ممود‪ ،‬التلت ساعات جم ‪،‬كنت ولدت عثمان‪.‬‬

‫سبتن وقالت هاروح اشيل التابيزة وارجعلك‪ .‬كانت بتتكلم بطريقة غريبة‪ .‬أنا كنت شفتها‬

‫صدفة مرة أو مرتي‪ .‬حاكم أنا مكنتش بطلع برة لغاية الشارع‪ .‬أنا كنت يا إما ف الدكان‪ ،‬يا‬

‫ف البيت ‪،‬هي نزلت من هنا والاج ممود طلع شايل ف ايده عمر‪ ،‬سألن عن نزول الست توتة‪ ،‬أنا‬

‫مكنتش أعرف أن اسها توته‪ .‬قولتله على اللي أقلته‪ ،‬فقال انا مرضة شاطرة‪ ،‬بس ظروفها‬

‫ملطشة واستأذن ف النزول لعدم وجود حد مكانه ف الدكان‪ .‬الست دميانة مرات السطى رياض ‪،‬‬

‫خدت منه عمر ودخلت ‪،‬سخنت الية وجهزت كل حاجة على وصول الست توتة‪ .‬اللي متأخر تش اكثر‬

‫من ساعة ودخلت على وهي لبسة بالطو ابيض ‪،‬وف ايديها شنطة حديد‪ .‬أنا استغربت‪ ،‬فقالتلي‪:‬‬

‫إنا دخلت مستشفى اللء اللي كانت شغاله فيها لغاية فتة قريبة وجابت البلطو والشنطة من‬

‫واحدة زميلتها وقعدت جنب تقول ل‪ :‬خدي نفس طويل‪ ،‬وشوية خدي نفس هادي‪ .‬فسألتها أنت مني؟‬

‫‪:‬قالت‬

‫‪-‬‬ ‫إنا من إيطاليا‪ ،‬حته كدة اسها نابوي‪ ،‬ول نابولن ‪.‬مش عارفة‪ ،‬وحكتلي على كل حاجة ‪،‬‬

‫إنا جت مصر تدور على ابنها اللي كان عمره ‪ 18‬سنة ‪،‬ومتعرفش إن كان مات ف الرب ول ل ‪.‬‬

‫تصدق‪ ،‬إن أنه ملوش أب ‪،‬يعن مكتوب باسم أبو توتة‪ ،‬وهي متجوزتش خالص ف إيطاليا‪ ،‬دى عاشت‬

‫مع واحد شهر وحبلت منه بأبنها ‪،‬اللى كتبته ف شهادة اليلد باسم أبوها‪ .‬أنا كنت بسمع‬

‫منها ومش عارفة بالضبط ‪،‬هي مسيحية‪ ،‬ول يهودية ول ملتها إيه‪ ،‬وبعدين دميانه فهمتن كل‬

‫حاجة وقالت‪ :‬أنا مسيحية ‪،‬بس على ملة تانية ذي كده السلمي‪ ،‬اللي على مذهب‪ .‬وبعد ما‬

‫ولدتن عثمان‪ ،‬ولدتن رقية ‪،‬وبعد كده بقينا أصحاب ساعات تر بعد الغرب وهي معدية راية‬

‫بيتها ‪،‬أنا عمري ما سألتها عن بيتها وهي عمرها ما قالت هي ساكنة في‪ .‬بس الكيد أنا‬

‫ساكنة الناحية التانية‪ ،‬لنا كانت بتعدي كوبري أبوالعل ‪ .‬نقعد نتساهر شوية ‪،‬تكيلي عن‬

‫أبنها وعن أبوها وحياتا وعرفت منها إنا اتوزت عزت أبوركبة ‪،‬صاحب أنور وبرصة اشتغلت ف‬

‫السيما‪ .‬حاكم أبوركبة كان طبال بريو‪ ،‬عيبه إنه كان بتاع نسوان‪ .‬بس الشهادة ل ‪.‬كان‬

‫حبته قوي ‪،‬وقعدت معاه ف بيتهم شهرين‪ .‬وبعدين طلبت الطلق علشان أمه‬ ‫باللل وقالتلي أنا‬

‫كانت نكدية قوي ‪.‬أنت عارف ‪،‬هي علمتن أعمل مكرونة باللحمة الفرومة وأعمل سلطة بالزبادى‪،‬‬

‫وحاجات كتي‪ .‬انت عارف اللي حصلها ف الخر ‪ .‬هي كانت قاعدة على التابيزة زي العادة ‪،‬وهب‬

‫جه واحد شبه ابنها الالق الناطق ‪،‬وكان برضه اجنب‪ .‬مسكت فيه وقعدت تبوس فيه‪ ،‬وتنادي على‬

‫الناس وقالت كل حكايتها للناس اللي اتلمو حوليها ومدش قدر يفهمها خالص‪ .‬أنت عارف لو‬

‫واحد بس عنده عقل ‪،‬من اللي واقفي يتفرجوا عليها‪ .‬كان قالا‪ .‬أن ابنها لو كان عايش كان‬

‫بقي عنده خسي سنة على القل‪ ،‬كانت سابت الواد اللي شبه ابنها ومكنوش ودوها مستشفى‬

‫‪.‬الاني‪ ،‬لكن تقول إيه‪ ،‬قسمة ونصيب ‪،‬والكتوب على البي لزم تشوفة العي‬

‫‪.‬تلفتت حولا كأنا تتذكر الكان وقالت‬


‫‪ .‬انت تعرف التة دي كانت إيه ‪-‬‬

‫‪ .‬دى نقابة الصحفي ‪-‬‬

‫قبل ما تكون نقابة‪ ،‬كانت إيه ول تنتظر الجابة وأضافت ‪،‬كل الته اللي انت شايفها دى‪،‬‬

‫كانت نادى فاروق‪ ،‬اللي هو الزمالك دلوقت ‪.‬ث سكتت وسرحت وكأنا تطمئن على ذكرياتا‪ .‬كنا‬

‫قد انتهينا من الشاوير ودخلنا إل النقابة نرتاح قليل‪ .‬جيهان كانت تعرف لاذا دخلنا‬

‫فجلست أمامي مباشرة‪ ،‬وتركت الرم الصغي يلس بيننا‪ .‬ما إن جاء الرسون‪ ،‬حت طلبت فنجانا من‬

‫القهوة واثني من عصي" النجو" ورحت أتابع عيون الرم الصغي الت ل تستقر على شيئ ‪،‬وأتي‬

‫الفرصة لحدق ف عيون جيهان ‪.‬كانت النظرة دائما ما تستقر ف نن العي‪ .‬كما خططت ‪-‬حت أختزل‬

‫تلك السافة الدائمة‪ .‬هذه السافة الت تأخذ من اليام دون الوصول إل الدف النشود‪ ،‬أل وهو‬

‫‪ .‬اليقاع بيهان‬

‫‪ .‬إيه يا خالت‪ ،‬أنت لسة بتفكري ف الصوراتي ‪-‬‬

‫‪ .‬متفكرنيش يا جيهان اعملي معروف ابن …… ث سكتت برهة وقالت ‪-‬‬

‫ال يزيك يا شيطان ‪ .‬أربع مرات يقول أني غمضت ليه‪ ،‬وعامل فيها أحد حشمت منون كامليا‪- ،‬‬

‫‪ .‬ال يسامه بقى‬

‫ما إن نطقت السم‪ ،‬حت راحت تزي رأسها هزات متواصلة ل تعن شيئا‪ .‬كنت قد شاهدت هذه الركة‬

‫منها اكثر من مرة‪ ،‬وأعرف إنا خللا تكون شبة غائبة عن الوعي ولذلك أمسكت بكوب العصي‬

‫ووضعته ف يديها‪ .‬خفت الركة قليل ونظرت ف عين وأمسكت بالكوب جيدا وبنظرة خاطفة على وجه‬

‫جيهان تأكد ل إنا خائفة على خالتها‪ ،‬فلم أجد مفرا من أن اطبطب على يديها‪ ،‬الت ارتفت‬

‫كثيا بجرد ما لستها ‪،‬وسحبتها من تت يدي‪ ،‬الت راحت تنسحب ف ذل واضح‪ .‬كنت خلله‪ .‬ابث عن‬

‫مكان ادفس فيه عين بعيد عن عيونا الت بدت كعي قط مفتس ‪،‬أوعي غزال شارد‪ ،‬ل اعرف أيهما‬

‫‪.‬الصواب‪ .‬انتبهت الاجة لعيون جيهان ووجهها التغي فقالت لا‬

‫‪ .‬مالك –‬

‫‪ .‬مفيش يا خالت‪ ،‬يا ل نروح ‪-‬‬

‫‪-‬‬ ‫قبل ما حكي للستاذ عن قصة ممد الزار‪ .‬ث اتهت برأسها إل وحاولت أن تسك بعيوني‬

‫‪.‬الزائغة وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪:‬مش احنا قاعدين هنا علشان كده‪ ،‬ول انا تايه‪ .‬قلت‬

‫‪-‬‬ ‫بالضبط يا حاجة ‪،‬بس مش عارف النسة جيهان مالا‪ ،‬يكن أكون عملت حاجة وزعلتها من ‪.‬‬

‫خرجت الكلمات من فمي ضعيفة ومتهرئة‪ ،‬حت ظننت أنن قلتها لنفس‪ .‬ل تعلق جيهان على الكلمات‬

‫‪،‬ومضت فتة من الوقت كنت فيها أنظر إل الشجار وأحاول اختلس بعض اللفتات إل وجهها ‪،‬الذي‬

‫‪ .‬عاد رويدا إل طبيعته‬

‫‪-‬‬ ‫سيد ممود اللي هو أبويا‪ .‬ال يرحه كان "لؤاخذة" بتاع "نسوان" و"حشيش"‪ .‬هكذا بدأت‬

‫الاجة فتحية كلمها‪ ،‬فاخرجتن من أفكاري الت كنت أحاول فيها البحث عن أي كلم يعيد جيهان‬

‫إل حالتها‪ ،‬ويعل الست فتحية تبدأ ف الكى‪ ،‬وما إن قالت جلتها حت ضحكت جيهان ‪،‬أو على وجه‬
‫‪.‬الدقة‪ ،‬ابتسمت ابتسامة مليئة بالجل‬

‫‪-‬‬ ‫لكن لوجه ال يا أستاذ‪ ،‬طول عمره ما ارتى على واحدة ‪.‬قصدى ما رمى جتته على واحدة‪.‬‬

‫بس كان يط الواحدة ف دماغه لزم ييبها‪ .‬حت لو كانت الشريفة خضرة‪ ،‬يعن بتاع تطيط وحاجات‬

‫زى كده‪ .‬وبعدين أبو العل طول عمرها مشهورة بنسوانا العدالة ‪،‬ولؤاخذة اللى مشيهم بطال‪.‬‬

‫الثني مكن تلقيهم ف شقة واحدة‪ .‬وهو كان عليه نظرة ‪،‬ماتيبش‪ .‬على فكرة الكلم ده أنا كنت‬

‫عارفة منه طشاش‪ .‬لكن أنور هو اللى عرفن كل حاجة عنه‪ .‬حاكم أنور كان له ف الشيش‪ .‬بس‬

‫عرجة‪،‬هو‬ ‫الاج ممد الزار‪ .‬وال يا بن ل حاج ول حاجة‪ ،‬بس أهو صيت وخلص‪ .‬حاج على حارة‬

‫واللى جابوه‪ .‬كان عاوز يتجوزن وأبويا كان مبسوط بالوازة دى‪ .‬لكن أنا قلت ل أبويا فكر‬

‫إن بدلع‪ ،‬راح اتفق مع الزار وخد منه مية وخسي جنيه مهر‪ .‬الهم أنا صممت على رأي وقلت‬

‫ّ ‪،‬وف الخر أبويا قال للجزار على حكاية رفضى‪ .‬وطلب مهلة‬
‫لمى إن هولع ف نفسى لو غصبتو على‬

‫علشان يقنعن‪ .‬الزار قاله‬

‫‪-‬‬ ‫قدامك شهرين ‪،‬للجوازة للفلوس‪ .‬طبعا أبويا كان طي القرشي بدرى‪ ،‬بدرى‪ ،‬الزار هدد‬

‫أبويا‪ ،‬لكن أبويا مطش ف دماغه حكاية التهديد دى‪ .‬وقاله‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أعلى ما ف خيلك اركبه‬

‫‪-‬‬ ‫طبعا الزار مكنش يقدر يعمل حاجة مع أبويا‪ ،‬لنه عارفه كويس ولول الظروف كان الزار‬

‫ده شغال عند أبويا‪ .‬الزار ملقاش حاجة قدامه غي إنه يوصل كلم لبو حسي الصعيدى عن علقة‬

‫أبويا بالست بتاعته‪ .‬وسعت إن أبو حسي جاب اثني قرايبه من البلد‪ ،‬واستنوا لغاية أبويا‬

‫مطلع عندها‪ ،‬وموتوه‪ .‬لكن القيقة في‪ .‬ال أعلم‪ .‬أنا كل اللى فاكراه كويس‪ ،‬إن الفجر لقينا‬

‫اتني شايلي أبويا ودخلي بيه البيت عندنا‪ .‬احنا طبعا فكرنا إنه مسطول ول حاجة‪ .‬على‬

‫الساعة عشرة كده‪ ،‬سعت صوات أمى وأمينة ولقيناه ميت ومكنش فيه حاجة خالص‪ ،‬غي دماغه‬

‫مورمه كده من عند قفاه‪ .‬لكن ل ضرب ول حاجة خالص‪ ،‬وكل الكلم اللى طلع ده كدب‪ .‬وأمى‬

‫كدبته ‪،‬لكن اللى خل الكلم يكت‪ ،‬هو أن أبو حسي ومراته سابو أبوالعل كلها‪ ،‬ومفضلش منهم‬

‫غي الواد حسي زميل أنور‪،‬وده كان بتاع جاعات اللى بتحارب النليز‪ ،‬ومكنش بييجى البيت إل‬

‫‪.‬كل حي ومي‬
‫‪.‬ل تنسى غدا يا أستاذ‬

‫كنت مستغرقا ف فكرة إقامة علقة بين وبينها‪ .‬هى‪ .‬جيهان ‪.‬ابنة الاجه نعمة والت قالت‬

‫‪:‬عنها‬

‫‪-‬‬ ‫دى الالق الناطق توحة وهى صغية‪ .‬بس توحة موديل جديد ‪،‬ناصحة وعارفة سكتها‪ ،‬مش زى‬

‫‪.‬اليبة أخت‪ ،‬اللى راحت اتوزت أنور هنصور‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬فيه إيه بكره منسهوش يا أستاذه جيهان‬

‫‪-‬‬ ‫أنت الستاذ يا أستاذ‪ .‬بس اللى واخد عقلك‪ .‬بكره فيلم غزل البنات‪ ،‬بتاع جوز خالت‬

‫‪.‬وهى عاوزاك تشوفه معها‬

‫كنت قد نسيت هذا الوضوع‪ ،‬وكل ما كنت أفكر فيه خلل الستماع إل كلمات الاجة نعمة ‪،‬ودعوتا‬

‫ل بالصحة والتعليقات البعيدة والختصرة من أختها توحة‪ ،‬كيف أدفع بيهان ‪،‬الت تشبه إل حد‬

‫بعيد "إيان"تلك البنت الت احببتها ف بداية حياتى‪ ،‬وظلت تشكل صفة المال‪ ،‬بالنسبة‬

‫للخريات اللئى أقع فريسة لبهن‪ .‬بعد زواج إيان من ابن عمها ضابط الشرطة‪ .‬فكرت كثيا وأنا‬

‫‪.‬انظر ف عي جيهان مباشرة ‪.‬كما خططت‪ .‬منذ مشاهدتا للمرة الول‪ ،‬وقلت بصوت هامس‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬اللى واخد عقلى‪ ،‬هجيله بكرة علشان أشوف الفيلم معاه‬

‫ثنت رموشها على حياء بان ل كقبلة تنحها ل فزلزلن‪ .‬ث رجعت بسدها خطوتي للوراء‪ ،‬وأعطتن‬

‫ظهرها‪ .‬كان حز الكلوت يظهر تت اللباب السود ذى الصدر الشغول على هيئة طاووس ‪،‬يمل‬

‫ألوانا كثية‪ ،‬فزاد تزلزل‪ .‬انسحبت ‪،‬بعد أن ألقيت إليهم بالتحية‪ .‬حي فتحت ل الباب ف مساء‬

‫اليوم الثان كان واضحا ف عيونا أنا ظلت كثيا تفكر ف كلمى لا‪ .‬ربا كان ذلك هو ما تيلته‬

‫بجرد أن رأيت شعرها السائب‪ ،‬ومسحة الروج الفيف على شفتيها الرائعتي‪ .‬أخذت مكان الذى ل‬

‫يتغي أبدا‪ ،‬منذ دخلت عليهم أول مره‪ ،‬حي كنت ف زيارة لخت ‪،‬الت تزوجت ف الشقة الت أمامهم‬

‫مباشرة وسعت صوت الصريخ والبكاء ‪،‬فلم استطع اللوس وخرجت‪ .‬لجد الاجة نعمة تلس على‬

‫الكنبه ف مواجهة باب الشقة الفتوح‪ .‬فكدت أعود مرة أخرى إل شقة أخت ‪،‬الت كانت تقف خلفى‬

‫‪:‬تاما وما إن رأتا الاجة حت قالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫‪:‬تعال يا أم شريف‪ .‬ث نظرت إل مباشرة وقالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬اتفضل يا أستاذ‬

‫‪:‬امسكت ماجدة بيدى ودخلنا إل الشقة وقالت لا‬

‫‪-‬‬ ‫الستاذ سعيد أخويا‪ ،‬صحفى اتض لا سع الزعيق‪ ،‬ففكر فيه حاجة‪ .‬قالت الاجة موجهة‬

‫‪:‬عيونا على‬
‫ّ‬

‫‪-‬‬ ‫ً‪ .‬يا مرحبه‪ .‬متأخذناش‪ .‬ث اتهت إل أخت وأضافت‬ ‫‪.‬ل مؤاخذة يا بن ‪،‬أتفضل‪ .‬أهل‬
‫ً وسهل‬

‫‪-‬‬ ‫الست أم شريف عارفة السبب مش كده‪ .‬وأضافت دون أن تسمع الرد‪ .‬حكاية كل أسبوع يا‬

‫‪.‬موشريف ‪،‬حوم فتحية‬

‫كانت الملة بالنسبة ل صادمة ما جعل داخلى يرتعش وأحسست بالجل وكدت أقف لستأذن ‪،‬ولكن‬
‫الاجة نعمة أقسمت على أن آخذ واجب قبل الروج‪ .‬جلست وأنا أحاول أن أبدو مطمئنا ولكن‬

‫دخول جيهان ‪،‬الت كانت تشبه إيان زاد توترى‪ .‬كانت ترتدى جلبابا أزرق مليئا ببات التاتر‬

‫اللمعة ومشمرة يديها إل الكوعي‪ ،‬وعلى رأسها إيشارب مبلول‪ .‬سلمت على أخت الت قدمتن لا‪،‬‬

‫فهزت رأسها وهى واقفة بوار أخت‪ .‬أمرتا أمها أن تصنع كوبا من الشاى ل فدخلت‪ .‬حكت الاجة‬

‫عن سبب الصوت العال ‪،‬وعن أختها توحة ‪،‬ث سألتن عن الريدة الت أعمل با‪ ،‬وبجرد أن حددت‬

‫الريدة‪ .‬طلبت من خدمة‪ .‬كنت قد عرفت مأساة أختها ‪،‬ما جعلن أتورط ف وعود‪ ،‬قمت با على‬

‫أكمل وجه ‪،‬ربا كانت عيون جيهان هى السبب الول لقبول للمهمات الكثية الت جعلتن أتردد‬

‫عليهم أكثر من عشر مرات خلل السبوع الاضى‪ .‬دخلت جيهان بالصينية الوضوع عليها أكواب‬

‫الشاى وجلست على كرسى بوار الباب مباشرة‪ .‬كنت قد أعددت خطت على أساس أنا سوف تكون‬

‫أمامى ‪،‬أو على القل ف ميط بصرى ‪،‬وليس جانب ما جعل التفاتى إليها شبه مازفة ل أعرف رد‬

‫فعلها على الاجة‪ ،‬الت أحسست أنا عوض عن أمى الت ماتت الشهور الاضية‪ .‬ل أجد أمامى‪ ،‬إل‬

‫النظر أمامى وبي الي والي أنظر إل السفل‪ ،‬لفوز بشبه رؤية بعيدة لوجهها الذى ظللت طوال‬

‫المس أخطط ف كيفية مواجهته ‪،‬بعيدا عن أعي الاجة وأختها‪ .‬دخلت فتحية وجلست بوار الاجة‬

‫نعمة بجرد بدء عرض الفيلم‪ .‬كنت قد شاهدت هذا الفيلم كثيا‪ ،‬وأعرف كل تفاصيله عن ظهر قلب‬

‫‪،‬وذلك لمال شخصية نيب الريان‪ ،‬ولصوت ليلى مراد‪ ،‬وأغنية عبد الوهاب الت ظللت لسنوات‬

‫طويلة هى كل حياتى‪ .‬كنت ل أعرف حت تلك اللحظة الملة الت يرددها الكورس حي يقول عبد‬

‫الوهاب – وهاعيش على ذكراه – ويتلى الكادر بدموع نيب الريان‪ ،‬الذى كان يتيه عشقا‬

‫وغراما بليلى مراد ‪،‬كما كنت اتيه دوما بوجه مبوبت الامل دائما لبعض سات "إيان" طوال‬

‫‪.‬أوقات حياتى الختلفة‪ ،‬وكنت أبكى مثلما يبكى نيب الريان‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬أشهد عليه يا ليل‬

‫خرجت من فمها مليئة بالشجن والب واليام‪ .‬ث وقفت وخطت خطوات سريعة وحاسة ووقفت أمام‬

‫‪.‬شاشة التليفزيون‪ ،‬وأشارت إل وجه من وجوه الكورس وقالت بسرة وندم ودموع‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬ده أنور النستل يا أستاذ‪ ،‬ث رددت معه والدموع تل وجهها‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬إشهد عليه ياليل‬

‫كنت قد عزمت النية‪ ،‬بعد أن شاهدت أنور لول مرة ف التليفزيون ‪،‬حي أشارت عليه فتحية منذ‬

‫قليل‪ ،‬أن ألتفت إل وجه جيهان وأسدد نظرة مليئة بالعشق والتيه‪ ،‬تاركا الم وأختها‬

‫ّ مصحوبة‬
‫الواقفة أمام الشاشة حاجزة الصورة رغم جرمها الصغي عنا ‪،‬ولكن التفاتة منها إل‬

‫‪.‬بصوت أكب من السموح بالنسبة لجمها أماتت الاولة‬

‫‪-‬‬ ‫‪.‬بص يا أستاذ ‪،‬هييجى دلوقت واضح قوى ف اللقطة الاية دى‬

‫ث وضعت يديها على وجهه تاما‪ ،‬ما جعلن ألتفت لول مرة ف حياتى إل الصورة الكلية للمنظر ‪،‬‬

‫تاركا وجه البطل أو البطلة ومنتبها إل الشهد اليط بم‪ .‬كان أنور يبدو ل كشئ بعيد ف ساء‬

‫مليئة بالنجوم‪ ،‬ورغم ذلك كان ضروريا لظهار روعة النجوم ف هذه اللحظة وهو يردد مع‬

‫‪ .‬الكورس‬
‫‪.‬اشهد عليه يا ليل‬

‫‪.‬حلوان‪ .‬ينايرـ ‪1997‬‬

You might also like