Professional Documents
Culture Documents
سعيد نوح
مقدمة
كل من عاني تأليف سية إنسان ليجعله بطل كتاب ـ سواء أكان بطل ف الياة أم ل يكن ـ يؤمن
بداهة أول المر أن الدف النشود يقتضيه,إن أراد العدل والصدق,أن يعل شخصية هذا البطل تل
اللوحة كلها وتستأثر بميع الضواء,فإذا مضي ف هذا السبيل أحس,وهو قلق,أن اللوحة رغم
امتلئها بشخصية البطل تظل فارغة جوفاء,وأنه مرسوم بغي أبعاد,فكأنه إنسان وهي,ل ندري
أهو حي أم خراف,مدور أم مسطح,لبد إذن أن يقوم بانبه شئ آخر يدد أبعاد البطل وخطوطه
صدقا غي مطلق ـ بفضل النسبة الت قامت بي البطل وهذا ويعله ينطق بالصدق ـ وإن كان
الشيء الخر .حينئذ تأتي شخصيات ثانوية ف ميط البطل,وتتقدم قليل ..قليل حت تبلغ مقدمة
الصفوف,فإذا بلغتها أحس الؤلف,وهومغتبط,أنه يعدل عن رسم فرد ف لوحة صغية ال رسم جيل ف
لوحة كبية,ووجد أن شخصية البطل تتضاءل قليل بسبب اتساع اللوحة,فل يغضب لذلك,بل لعله
ولكنه مع هذا كله يرتاع حي يس أن الركة ف اللوحة قد ماتت من شدة الزدحام واختلط الكبي
بالصغي,فيتأمل اللوحة ليي ماذا هو فاعل من أجل أن تدب فيها الركة والنمو,فل يد له مرجا
إل أن يعل جيع الشخصيات تدور حول مور.فمن يكون هذا الور؟أيكون هو البطل؟كل.فإنه لو فعل
ذلك فلن يسلم أن يقع مرة أخري ف خطر انعدام النسبة بينه وبي بقية اللوحة.حينئذ
يلجأالؤلف ال حيلة فنية ف صنعة التأليف,هي أن يعل شخصيات اللوحة كلهاـ والبطل من بينها
ـ تدور حول شخصية ثانوية,ينتزعها من الامش ليضعها ف الركز,فإذا بشخصية البطل,وهي تتحول
إل الطراف ,قد أصبحت أكثر وضوحا وصدقا.بل إنا بسبب هذا الوضوح والصدق,تطغي علي اللوحة
مضت ستة أشهر على خطوبة جيهان كنت خللا قد عودت نفسى على النسيان .ربا كانت هذه الفتة
هى أقصر فتة قضيتها ف النسيان .فراوية مثل الت كانت تشبه بصورة ما إيان حبيبت الول
أخذت من ما ل يقل عن ثلث سنوات وبعدها جاءت هالة الت أحسست للحظات وبالتحديد حي ابتسمت
ل ف اللقاء الرابع إن ابتسامتها تشبه إل حد ما ابتسامة إيان ومن أجل ذلك ظللت عامي ف
ماولة نسيانا أما إيان نفسها فقد أخذت تسع سنوات على نسيانا الؤقت دائما .وها هى جيهان
آخر أحلمى الفاشلة اضبط نفسى وقد شفيت منها ول أعد أفكر فيها ليل نار كاليام الفائتة
لكن ما كان أكذبن فها أنا ارتعش حي سعت صوتا للمرة الول خلل الستة أشهر .جاء صوتا به
رنة حزن وهى تدعون ف التليفون لزيارة الاجة لمر هام .كنت ف الطريق أحسب اليام والليال
الاضية بسرة وأل .فأنا الن ف التاه الذى ظللت أمنع نفسى عنه طيلة الشهور الستة الخية
وأمسك ب سعيدا بذا اللقاء وكأنن سأقابل قلب الضائع من .أكملت السادسة والثلثي وها أنا
أمسك بنفسى غرا غريرا كما يقول إليا أبوماضى ف إحدى قصائده كنت خلل الطريق أفكر ف
جيهان وكيف سأبدو حي ألقى عيونا وتنيت كثيا أن أحقق حلم الرتباط بواحدة هى أكثرهن شبها
بإيان .حي دخلت من الباب كان الو غريبا بالنسبة ل .فلول مرة أرى عمر وعليا وعثمان
أبناء الاجة نعمة متمعي ف البيت .كانوا يلسون على الكنبة مكان الاجة الفضل .فأين ذهبت
الاجة كنت قد عرفتهم من خلل اللقاءات التفرقة وكم حسدت الاجة عليهم يوم ذهبنا لتوديعها
ف ميناء السويس ف ناية العام قبل الاضى وربا حسدتم هم على الاجة نفسها ل أدرى .كان
الدكتور عمران خطيب جيهان يلس على كرسى بوار الباب الؤدى إل الجرات الداخلية للشقة
فجلست بواره بعد أن صافحتهم .كانت الوجوه تشى بفجيعة على وشك الدوث ل أعرف لاذا تيلت
أن تكون الفجيعة ف الاجة فتحية ذلك الرم الصغي .كنت قد عرفت منذ أيام أنا من ضمن الذين
قبلوا ف قرعة الج هذا العام وبعثت تلك البشرى عن طريق أخت ماجدة .ل يطر أبدا ف بال أن
تكون الاجة نعمة هى الريضة فهى ل تشتكى إل من الروماتيزم والروماتيد وهذان الرضي ل
يسببان الوت على ما أعتقد .دخلت جيهان مسكة بصينية شاى وأنا أفكر ف مصي الاجة فتحية
وأراجع شريط حياتا الت عرفتها من خلل الاجة نعمة ومن خللا أيضا .تعمدت أن أنظر ف الرض
ّ حي وقفت أمامى بصينية الشاى .خرج الرم الصغي وما إن وجدن أمامه حت سلم
وهى تسلم على
ّ وقبل يدى كعادتا .كدت أقع وأنا أتيل أن الاجة هى الريضة سحبت يدى من بي أيدى الرم
على
ّ أربع سنوات منذ عرفت الاجة أحسست خللم إن ال عوضن أمى الت فقدتا قبل معرفت با
مضى على
بوقت قصي .طلبت من على أن أدخل عليها فقال إن الدكتور ممد عمران معها بالداخل وبجرد
انتهائه من الكشف سوف ندخل سويا .استجعت كل لظات موت أمى وخلتن للحظات أعيشه مرة أخرى.
ما إن خرج الدكتور ممد حت صافحته وسألته عن صحة الاجة .كان وجهه يشى بكل شئ ورغم ذلك
سألته .كان جوابه متصرا ودقيقا وشديد الوطئ على قلب .طلبت منه أن ندخلها مستشفى
.العجوزة للشرطة لصلة قرابة تربطن بديرها لكنه قال بصوت هامس حزين
كان جواب شافيا وافيا عن الالة .تركته ودخلت .كانت بناتا الربعة وزوجات أبنائها يلتففن
من حول السرير وهى مغمضة العيني .ما إن رأتن حت طلبت من بناتا أن يتكون معها دقائق.
خرجن جيعا وتركون أمسك بيديها كانت تشبه إل حد بعيد أمى ف لظاتا الخية رحت أفكر .ما
الذى أملكه يعل الموات يوطون بثقتهم .يوم إن مات خال الدكتور عوض طلب من زوجته أن تتكن
معه لظات كانت كفيلة بأن ينحن أمانته .وكذلك أمى وأب واخت سعاد والن الاجة فما الذى
يدعوالوتى للوقوف جوارى .كنت أفكر ف المانة الت لبد ستحملها ل الاجة كباقى الوتى وهل
سوف أستطيع تقيقها كما فعلت مع الذين سبقوها أقتبت منها بناء على إشارة من يديها حت
غدوت أتشمم أنفاسها الليئة برائحة الوت سقطت دمعتان على خدها فلم تلتفت إليهما أوعلى
وجه الدقة ل تس بما .فكدت أجهش بالبكاء ولكن تالكت نفسى جيدا وسحبت يدى من يدها
- جيهان بتحبك وانت بتحبها هى قالتلى كده أول امبارح .فلوكان عندك مقدرة تفتح بيت
كانت المانة هذه الرة غريبة وصعبة .فدائما ما كان الموات يدعون للوقوف جوار أحبائهم
الذين هم أيضا أحبائى أما حكاية الزواج فهذا ما ل يدعون أحد إليه .ما الذى يب على
ّ
قوله .أنا لن أستطيع أن أفتح بيتا آخر .ويكفين زوجة واحدة كزوجت حت ل أفكر ف الزواج
مرة ثانية .أنا ل أنكر أنن مشدود إل جيهان بل أحبها ولكن موضوع الزواج هذا كان جديدا
بالنسبة ل .كنت أنظر إل وجه الاجة والفكار تتداخل ف رأسى وربا أحسست با يدور ف رأسى
- يا بن كل شئ قسمة ونصيب بس أنا كنت عاوزة أشوف جيهان سعيدة قبل ما أموت أبوها
بيدها وأنا أفكر .للحظات أحسست أنن أكاد أطي من الفرح ث جاءت صورة زوجت فجأة فأعادتن
- أنت ف معزة واحد من ولدى .ث سحبت يدى المسكة بيدها وقربتها من فمها وطبعت قبلة
عليها وحي ذلك وجدت الدموع البيسة فرصة للخروج بعد أن كادت تضيع ما بي أفكار الزواج
.وصورة زوجت
الدموع والسرة والل ف طريق العودة للبيت بعد ثلثة أيام شاركت خللم ف العزاء كنت أفكر ف
فيها بوار الاجة وأختها استمع إل حكايتهم وكيف استطاعت أن ترج ذلك العرض من فمها وهى ف
- .أدين فكيت كل الضفاير خليها بقى توافق على الدخول علشان أخلص
- .اختشى يا فتحية عيب الستاذ أول مرة يش عندنا يقول عليكى أيه
ّ نظرة متفحصة ث نظرت إل ماجدة الت كانت تلس جوارى وابتسمت ابتسامة ل معن لا
نظرت إل
ّ رغم ابتسامة
وأشارت بيدها إشارات بذيئة انسحبت على أثرها جيهان وهى تاول عدم النظر إل
الجل أما ماجدة فقد دفست رأسها ف حجرها وطلع منها ما يشبه ضحكة مكتومة .كانت الاجة
نعمة مازالت تلس على الكنبة وتضع يدها على فمها ورغم ذلك كانت عيونا تفضح ابتسامة
.رائقة وجيلة
- والنب يا فتحية أنا ما فيا صوت للمناهدة معاكى النهاردة خلى جيهان تميكى وخلصينا
:نظرت فتحية إل وجه أختها الذى أخذ من الصرامة موقفا وقالت لا
- .أبدا ياخت وال بس ما فيا حيل للمناهدة النهاردة وحاسة كده إن قلب سخسخ
أمسكت نعمة برأس أختها الوضوعة ف صدرها وطبطبت عليها وانمرت عيونما معا .انسحبت فتحية
بعد قليل بدوء وأمسكت بيد جيهان الت عادت لتقف بوار الباب بعد أن ضاعت من وجهها صبغة
.الجل
- عارف يا بن من ساعة ما مات أنور جوزها وهى موريانا العذاب ألوان .هومات من هنا
وهى هجت تن سني واحنا مش عارفي إذا كانت عايشة ول ميتة وبعد كده لففتنا وراها من
إسكندرية لطنطا لدسوق وال مرة رحتلها القصر ف مولد بتاع الشيخ الجاجى .أنت تفتكر هى
عاقلة أبدا دى انذبت من يوم الخفى أنور ما أنتحر كانت لسه عندها 25سنة حاكم هى قعدت
متجوزة سبع سني وتلت تشهر ،وبعدين اللى جرى جرى .رجعت من القصر العين حافية والاج ممود
شافها من بعيد بسم ال ما شاء ال .كان يعرف الواحد من على بعد .مش قصدى يعرفه يعرفه.
قصدى يعرف ماله كويس ول فيه حاجة .أول ما شافها قلى أنور جوز أختك مات .أحنا مكناش
شفناهم من ييى خس تشهر قلتله فال ال ول فالك يا حاج .قال أختك جايه هناك أهى طلعت جرى
ّ حافية وراحت مرمية ف حضن من يومها يا بن وأنا حسيت أنا بنت وأن
لقيتها داخلة على
مسئولة عنها .الاج ممود عرف الوضوع بالعافية وراح القصر العين وعمل الواجب كله ال يرحه
أما مات بعد كده بداشر سنة كانت جنازته بسم ال ما شاء .ال شارع الصحافة كله وقف ساعتي
حاكم الاج ال يرحه كان قريب يوسف بيه صديق وده اللى قام بالثورة وبعدين الثورة دبته ده
غي الناس اللى الاج كان بيجاملهم وتفتكر العزاء قعد كام يوم ورحة النب اللى نفسى أزوره
.يا بن قعد عشر تيام حاكم هوكان يعرف البلد كلها ال يرحم أمواتنا وأموات السلمي
***
- فتحية دية هى اللى طلعت بيها من أمى وأبويا وال ما عارفة أنا الكبية ول هيه .جاء
- ماشى يا فتحية أنا الكبية. .ث قالت عنها بصون ضعيف واهن
- وال يا بن هى الكبية .أنا افتكرت دلوقت قصدى أنا عارفة كده طول العمر بس أما
- انتوبتتوشوشوا على إيه .أنت بتقوليله إيه با نعمة أنت متعرفيش أن اللى يقول كلم
- أبويا مبش غينا ومات وتوحه عندها أربعتاشر سنة .معرفش مات ول انقتل أمى ال يرحها
كانت بتقول مات وأهل بولق أبوالعل بيقوله أنقتل .ال أعلم بالقيقة وربنا يرحه على كل
حال .تصدق وتآمن بال يا بن أنا وفتحية دى كنا بنات عدالة .والبت فتحية دى كانت أجل
واحدة ف بولق أبوالعل وكانوا مسميينها توحة الغندورة وهى عندها 13سنة كان أتقدم لا
الستاذ ممد المي اللى كان شغال ف سراية عابدين واللى أتوز بعد كده بالمية ست الدار ال
يرحها وبعديه العلم ممد الزار صاحب مصانع القزاز اللى كانت بتاع تون .وملت العطارة
.الشهية والستاذ عنت وال مانا فاكرة كان أسه عنت إيه
- جاء صوتا معبأ بسنوات طويلة من الذكريات وهى تقول اسه عنت أبوهيف من عيلة أبوهيف
- شباب ورجاله آخر تام اتقدملها بس هى اللى خيبت سكتها بعيد عنك وحبت الواد أنور
هنصور .كان السم يرج من بي شفتيها ممل بسخرية مليئة بالدلع فلم أتالك نفسى وابتسمت
ابتسامة عريضة ل تكتمل حي اندفع الباب الوارب اندفاعه أدت إل ارتطامه بالكرسى الوضوع
عليه صينية الشاى ما أدى إل طيانا بعيدا .هالن الرم الصغي الواقف أمامى .كانت ترتدى
.جلبابا أبيض من البفتة وشعرها البيض منكوش وبه ضفائر مازلت مصنوعة بكمة وعناية
- اسه الستاذ أنور النستل يا نعمة .أنا عارفاكى طول عمرك وانت حطاه على رأسك وزعقة
ّ وقالت .عارف يا بن الفيلم بتاع أربع بنات وظابط اللى كان معروض المعة اللى
ث اتهت إل
- ً ولكنها ل تلتفت إل تلك الشارة وراحت تكى قصة الفيلم حت جاءت إل
أومأت برأسى قليل
ً إل
ّ قرب النهاية حي دخل أنور وجدى إل فيل عمته ومعه البكس ث توقفت عن الكى وقالت موجهة
الكلم .أنت فاكر الشهد ده .هززت رأسى مرة واحدة لكنها أعادت السؤال مرة أخرى وقالت.
أنت فاكر أما أنور وجدى دخل على العازي اللى كانوا ف الفلة وهولبس بدلة ضابط وقاعد
يتكلم مع الست أمينة رزق عن العروسة .أومأت برأسى مرة أخرى فقالت ل أتكلم أنت فاكر ول
- حاجة .وال باين عليك مانت فاكر .ث سكتت بضع ثوان وأضافت .حاجة قال وابتسمت
ببلهة .ل أعرف لاذا أحسست بفوران الدماء ف رأسى وتنيت أن أصفعها على وجهها ولكن قلت لا
.بشكل وقح
- أيويا ست فاكر أما أنور وجدى كان بيكلم أمينة رزق عن العروسة وبالمارة طلع فوق
ولقى الربع بنات حاطي الكراسى ورى الباب وكمان كاتب السناريوكان حاطط كلم يتفهم على
معنيي معن على لسان أمينة رزق ومعن على لسان نعيمة عاكف عاوزان أحكيلك لغاية حكاية
ً غائرا ،ولكنها
ً تاما وأنا أتكلم فلم أنتبه إل لعة عيونا الت كانت تمل جال
كنت منفعل
أمسكت بيدى وقالت أقف هنا أنت فاكر أما أنور وجدى نادى على العساكر قلت لا أيوه فاكر.
انتبهت إل تلك اللمعة وذلك المال البعيد الذى يمله وجهها ولكنها أخرجتن من تلك الالة
- أنت عارف العسكرى اللى قال لنور بيه وجدى تام يا فندى .هززت رأسى فجذبتن بيديها
الصغية وهى تقول يعن فاكرة كويس .خرجت أيوه من فمى بصوت عال
ٍ فقالت بدوء وحب وعشق ووله
.ودموع وكبياء
ً .أمسكت بالصينية الرمية على الرض وبالكواب الت طارت ورغم ذلك ل تكسر ووضعتها على
قليل
الكرسى مرة أخرى وأزحت الكرسى بعيدا عن الباب بوار الائط وتركت قدمى لجلس حي دخل الرم
.الصغي مرة أخرى ومعها صورة قدية وقالت – مش هوده العسكرى اللى كان ف الفيلم
ورغم أن الصورة كانت من القدم بيث اختلط على ف بداية المر وجود رأس واضح على السد الذى
:يقدم التحية ف الصورة لنور وجدى الذى كان واضحا أكثر ما ينبغى إل أنن قلت بوضوح ودقة
تزينها ف ذاكرتى حت أستطيع مقارنتها بالشخص الصلى حي أشاهد ف يوم من اليام فيلم أربع
.بنات وضابط
***
حسن ونعيمة
أم الغايب هكذا كانوا يطلقون عليها .جاءت هذه التسمية إثر ظهور أم أحد الصعيدية الت
أرادت أن تعرف اسم أحد أبنائها حت تستطيع مناداتا ف الصباح لكى تذهب معها إل العتبة
.الت ل تعرف الطريق إليها .انتفضت أم عمر الت كانت تلس وسطهم وقالت لم أحد الصعيدية
نظرت تركيا إل نعمة أم عمر الت حركت رأسها مع فمها علمة على عدم الفهم عند ذلك قالت لم
.أم أحد
- احنا عندنا عيب ننادى على الست باسها علشان الرجالة الغريبة عيب أنا تعرف اسم
الواحدة علشان كده أى واحدة لسه متجوزة نناديها باسم جوزها أوأخوها لغاية متخلف أما
إذا اتأخرت ف اللفة يا ما بنقولا يأم الغايب لغاية ما ربنا يكرمها ويبعت لا الغايب.
كانت أم أحد الصعيدية تتكلم دون أن تضع ف ميلتها أن تركيا ل تمل حت الن ولولرة واحدة
رغم أن عمرها تاوز الثامنة والثلثون .نظرت نعمة إل تركيا فرأت الدموع تتقق ف عينيها
.فقالت لم أحد
- طيب الصباح رباح أبقى قول يام الغايب يام النايب وانت راية الشوار الباب بتاعك
.ده
- متزعليش من كلم نعمة أخت ،.هى طبعها حامى كده بس طيبة قوى ،بكت أم أحد
الصعيدية فقامت تركيا وذهبت إل الطبخ لتصنع لم عصي ليمون عند ذلك وجدت نعمة الفرصة
لتطيب من خاطر أم أحد الت قد حضرت من أقصى جنوب مصر من مدة ل تزيد عن شهر وسكنت ف
الدور الول لبيت سليمان الانوتى ف حارة على آدم ،حيث تسكن تركيا منذ تزوجت من خس عشرة
- انت حقيقى صعيدية يا أم أحد ! حد يقول لواحدة بقالا خستاشر سنة ملفتش الكلم
.الدبش ده
- صعايدة بقى يا ست أم عمر ث قامت وحضنتها ،عندما دخلت تركيا وجدتا ف حضن نعمة الت
كانت تطبطب عليها .وضعت صينية الليمون على التابيزة وقالت موجهة الكلم لم أحد – مش
.قولتلك أن نعمة طيبة دى عشرت عمر هى والرحومة أمها وتوحة ربنا يرجعها بالسلمة
وما إن نطقت اسم توحة حت اغرورقت عينا نعمة ول تعد ترى من كثرة الدموع فأخذتا تركيا ف
.حضنها وراحت تدأها وأم أحد ل تعرف من هى توحة الت جعلت نعمة تبكى كل هذا البكاء
- اسها فتحية وكنا بندلعها باسم توحة هى أخت نعمة الكبية .أكب من نعمة بسنة واحدة
بس إيه ربنا يرجعها بالسلمة إذا كانت عايشة أويرحها إذا كانت ميتة بت كانت زى القمر،
اتوزت الستاذ أنور النستل ،بعد قصة حب بولق أبوالعل كلها تعرفها وشافت أيام عز صحيح ،
ٌل مع
حاكم أنور كان مثل هومش مثل مشهور زى ييى شاهي أوشكرى سرحان ول رشدى أباظة بس مث
كل دول ،وتوحة كانت معاه وكانت بتحبهم قوى ،وليها صور معهم عند نعمة ،لكنه مات كافر.
أعوذ بال انتحر علشان كانوا هيقطعوا رجله ،بيقولوا شرب علبة برشام بالا وبعد أما مات
أنور توحة هجت بقالا دلوقت سنتي ،والاج ممود الفران ال يسته مش ملى حته مرحهاش ،اللى
يقول كانت ماشية مع عماد حدى قبل أنور ما يوت وجبلها شقة وعايشة معاه دلوقت ،واللى
بيقول أنا انتحرت زى أنور ،واللى بيحلف إنه شافها ف مولد الرسى أبوالعباس بتاع
إسكندرية ،لكن القيقة يعلمها ال ،بس ال وكيل توحة عمرها ما كان مشيها بطال .هى بت كانت
على حريتها ،يعن رفضت تتجوز ناس كتي وصممت على أنور ابن البشكاتب جوز الست إحسان اللى
عرفتك بيها السبوع اللى فات ،وبين وبينك أنور كان يتحب أصل واد ابن أصل وكان غاوى تثيل
من صغره ،ورغم أنه كان ماشى مع شلة بايظة إل إنه كان غيهم كلهم ،عمره مالقح جتته على
بت أوست زى الشلة بتاعته عزت أبوركبة والواد الصايع ممد جورج وحسن العدل قبل ما يوت ف
كانت أم أحد تسمع لتكيا وكأنا تسمع تاريخ النطقة الت أصبحت جزءا منها ،ورغم ذلك ل
تستطع أن تكتم السئلة الكثية الت تولدت داخلها من حكاية توحة ،وما إن انتهت تركيا من
:ضربت أم أحد بيدها على صدرها وكأنا مسها عفريت وقالت لتكيا
- .سيما إيه ومسخرة إيه ،انت عاوزة أهلى يوتون
عند ذلك أمسكت تركيا بيد أم أحد واتهت با إل سينما عماد الدين الت كانت تعرض فيلم حسن
ونعيمة بطولة الوجوه الديدة سعاد حسن ومرم فؤاد وعند خروجها كانت قد حفرت ف قلبها
ورأسها ملمح سعاد حسن لتقارنا بصورة توحة .الت قالت تركيا أنا تفظها عندها وبجرد وصولا
إل البيت بعد إلاح مل وطويل من أم أحد كانت تسك بصورة توحة من يد تركيا لتقارنا بصورة
سعاد حسن ف فيلمها الول بالنسبة لا ولم أحد الصعيدية .الت ل تتك أسبوعا واحدا لدة عشرة
.أعوام ل تدخل فيه السينما مع تركيا حت اشتى لا زوجها تليفزيون أبيض وأسود
كوب لون
تأخذ الفلوس من أمها وهى عارفه إنا فلوس عنت وتيب فساتي وجزم على الوضة وتشى بيها مع
الواد أنور .ومع إنه كان على طول بيشوفها مع أنور عمره ما منع الفلوس عن أمى .حت بعد
أما البشكاتب النستل جه وخطب توحة لنور ،برضه الواد عنت فضل يدى أمى الفلوس هيه ،
- إذا كان مفيش نصيب مع توحة برضه انت زى أمى وهى زى أخت وملزومي من أنت تعرف وال
ً حبت الواد عنت ،وكانت نفسها يتقلعلها عي وتشوف توحة متجوزة عنت ،وياما اتايلت
أمى فعل
عليها ،وياما ضربتها .لكن توحة كانت معمولا عمل بأنور ،أمى كانت بتقول كده .وكانت بتوح
هى وعنت عند واحد مشهور قوى ف السي بيفك العمال وياما شفتها تشتى أصناف غريبة من
الطيور والديوك وف الصبح توحة تروح مع أنور ،وهى تشى مع الستاذ عنت ف عربيته وأنا كنت
بساعدها ف رش الية تت سرير توحة ،وعلى هدومها،وحاجات تانية كتي مش فاكراها .يعن مرة
صحتن من عز النوم ،وقالتلى يا نعمة :لوكنت بتحبين وشاطرة شربيها العصي ده!! توحة كانت
ف عال تان .أنا كنت عارفة إن اللى ف الكوباية مش عصي ول حاجة ،وأكيد .أكيد ،حاجة علشان
الخفى أنور ،اللى مكنش أبوه موافق على جوازه من توحة ف الفتة دى .وال العظيم أنا
فاكراها وكأنا حصلت إمبارح .طفيت النور ونت جنبها بالراحة ومرة واحدة قمت وعملت
مفزوعة .فقامت بعدى قولتلها خي مالك يا توحة ضحكت كده وقالتلى :انت اللى مالك .عملت
نفسى راية الطبخ وقعدت أقلب ف كوباية الليمون ودخلت عليها وولعت النور ،كانت لسه بتفكر
ف اللى حصل ،بس النوم سلطان .قولتلها :فوقى وأشرب دى يا توحة ،بصتلى باستغراب وقالت
ليه :قولتلها أنت كنت بتتفزعى جنب ،خفت عليكى عملت ليكى اللمون ده .البت اتلهت ،وبصت
لكوباية اللمون وقامت مسكاها من إيدى وراحت شرباها وناية .أنا خفت لسن تكون حاجة تضرها
قعدت صاحية لغاية الشمس ماطلعت .تصدق وتآمن .بال ،قامت وكأن مصلش حاجة ،وعمرها
أيوه أنور هنصور كان واد جدع وحليوة .بس كان شايف نفسه قوى من يومه .والق يتقال ،أبوه
كمان كان عايق .حاكم أنور ده ،كان حيلت أبوه وامه ،الستاذ النستل البشكاتب ال يبشبش
الطوبة اللي تت دماغه .كان سيما وقيما ،والست أم أنور ،كانت النسوان مسمينها أم قصة.
حلوة .إيه ،وغندرة أية ،ولوجه ال كانت ونعم الدب .أمي كانت بتقول إن أبويا لا عيى
واحنا صغيين ،ماكانش يستيح على إيد أي ترجي يديله القنة غي الست أم أنور ،رغم أن أمي
برضه دايا ،كانت بتقول عليه ،إنه يب اليد الطرية .إل أنا كانت بتشكر فيها وتقول عليها
ست ،ول نعم الستات .اقولك الق يا بن .أنا أعرفها طشاش ،مش زي فتحية اللي قعدت عندها
تلت سني .يعن ساعات كدة بيتهيأل إني كلمتها وأنا صغية وكلت عندها موز ومهلبية ،وساعات
تانية افتكر ،أن اللي كلت عندها موز ،وسرحتلي شعري وضفرته وحطتلي رية ،هي الست أم
أبراهيم السيحية ،اللي كانت ساكنة قصادها على طول .ال اعلم بالقيقة في .أنت عارف.
أنور هنصور طلعت عليه الطلعه دى ليه .هوكان ساقط ف البكارولية مرة ،والنستي افندي عرف
أن النتيجة هتظهر الصبح ،والواد أنور كان سهران مع شلته ف السيما بتاع "على بابا " ،ذي
العادة وراجع الساعة ،12والبشكاتب واقف ف البلكونة .استن لغاية ما قرب هووالشلة من
:البيت وقاله
النتيجة بكرة يا انور ،وأنت سهران مع شلتك ف السيما .دا الماعة بتوع الهرام ،الرنلجية
جم علشان طلعت من الوائل ،وكان نفسهم ياخدوا منك كلمتي ،ويصوروك ،والدع الصحفي قعد
يسأل .في أنور علشان هنصور ،وطبعا أنور هنصور ف السيما ذي العادة .ما إن خرجت من حنك
البشكاتب ،إل والشلة كلها ماتت على نفسها من الضحك ،ومن يومها ،وطلعت عليه الطلعة دي.
أنور هنصور .رغم إن بعد كدة بقي مشهور ،وعمل أفلم كتي قبل ما يتجوز فتحية ،وبعد الواز
ال يرحه – وكست نفسها بايديها .دا الواد ابن أبوهيف ،كان هيموت عليها ،وكان أهله
.ول يوجد ف بولق أبوالعل من ل يعرف هذا الب والفضل ف ذلك يرجع إل عزت أبوركبة صاحب
ال .أنور وتوحة وحسن أنور النستل ،الشهي بأنور هنصور .لكن القيقة الت يعلمها بعد
العدل وعزت أبوركبة وبالطبع انعام بعد اتفاقهم على الفكرة الت طرحها أبوركبة بشكل متصر
– الناس تعرف .الست امك تعرف ،توافق وطبعا زغلول العريان هيوافق -طالا أمك -وافقت ،
تتجوزوا ف أسبوع وبعد كدة هنلف بنديل الشرف شارع الصحافة ،وأبوالعل كله ،ونقول يا صلح.
.الدم ساح
السيد زغلول ،أبوأنعام ،وفاروق ،وأحد .ل يصدق الب ،ول يكذبه أيضا .كعادته .فقط نظر إل
امرأته ،الت أومأت بالوافقة وحددت مساء المعة موعدا للفرح ،وحي مد السيد العدل يده
لقراءة الفاتة ،نظر إل أمراته مرة اخرى وشاهد بعينه ،كما شاهد كل الاضرين هزة
الوافقة ،وحي ذلك ،مد يده لتتحد مع يد السيد العدل .مساء المعة حسب الوعد التفق عليه ،
كان الفرح .دخل أنور على الفرقة بعد أن نال كأسي وزجاجتي من البية ،من كل من عبد ال
الأمور وممد جورج .عندما اعتلى السرح سكتت الفرقة تاما ،وانسحب بعض الذين يسكون ف
أيديهم أرباع النيهات ،ليخلوالسرح ويتك عزت أبوركبة اليكروفون لنور ،الذي راح يسي على
كل اصحابه وأهله وعشيته .كان يدد الساء ف البداية .ث وجد أن هذه السألة صعبة جدا،
ً
أوخيل إليه بعد شرب الكأس الثالث ،الذي أعطاه له عزت أبوركبة الذي كان يقود الفرقة من
فوق خشبة السرح .وبعد أن شرب الكأس وصفق بعض أصدقائه ليحيوه على كيفية الشرب الصحيح.
وجد أن حكاية الساء هذه ملة ،وطويلة ،ومن هنا قرر أن يكون "السا" بالشاورة على الشخص ،
ولدة ثلث دقائق ،ل ينتبه إل أنه يقول "السا ده" .ث يشي على شخص ما .ث يقول "والسا ده"
ل خويا ويشي ،وهكذا .حت انتبه إل ضحكات العازي وصوت أبوركبة وهويقول له :اللواتسطل
ونسى الساء .لا ل يفتح ال على " هنصور" بشئ ،وظل واقفا على خشبة السرح ،ينظر ال
العازي ف بلهة ،أصابته نوبة ضحك طويلة ،انفكت خللا عقده لسانه ،وفوجئ الميع عندما
استمعوا منه ال القصة كاملة ،حاول أصدقاؤه أن يوقفوه عن الكلم ،لكنهم فشلوا .ولظ
حسن السئ أوحظ إنعام .كان القران ل يعقد فوقف السيد العريان لول مرة ف حياته ،وأعلن
ٍكمال الفرح ،وبعدها بشهر ،كانت أنعام زغلول العريان متزوجة من
على الل قراره بعدم ا
.الاج ممد الزار ،صاحب ملت العطارة الشهي بعد أن كشفت عليها أم حسن الداية
***
دفنوه ورجعوا ،وعملوا صوان ،وسعت إن الست زوز ماضي جت ،والستاذ أحد رمزي ،وناس كتي من
اللي بيمثلوبس أنا كنت ف عال تاني .لكن أنا فاكرة اني سلمت على الستاذ عبد الرحيم
الزرقاني ،وأخوه الستاذ ممد قبل ما اطفش بيومي .مش عارفة مي فيهم اللي ساب ظرف جواب
على التابيزة .أنا معرفش الظرف ده كان فيه أيه ،بس نعمة بعد كده قالتلي :إنه كان فية
مية وخسي جنية .أنا خرجت أدور على التب اللي أدف
ّن فيها أنور لقيت نفسي جنب الست نفيسة
،دخلت .أنا عمري ما صليت ،ول دخلت جامع قبل كده .قعدت جنب عامود شوية ولقيت واحدة جت
جنب من وقالت ل تعال معايا .أنا بصيت ليها كدة ،وسبتها ماردتش عليها .قامت ماسكة ايدي
وشدتن .أنا كنت مش عارفة عاوزة من إية ،دخلنا كدة حته ف الامع ،بس فيها نسوان كتي،
وراحت مقعداني وقالت ل :اقري يا فتحية سورة ياسي .أنا متش ف بال خالص إنا عارفة اسي
.قولتلها مابعرفش آقرا :قالت ل -يا كذابه .زحتها بعيد عن ،راحت ماشية وشوية وأنا
عماله افكر ف حكاية يا كدابه دى ،لقتها قاعدة جنب ،وما سكة مصحف ف ايديها ،وراحت
حطتهول ف حجري وقالت ل :اقري يس يا فتحية .انتبهت أنا لكاية فتحية دى ،لكن مشغلتنيش
ً من رب رحيم"
كتي ،طلعت السورة اللي قالت عليها ،وقعدت اقرا وهي تصححلي ،وعند "سلم قول
مشفتش حاجة خالص ،غي وشها طالع من الصحف ،وشوية لقيت إيدها طالعه وبتذقن ،بصيت جنب
ملقتهاش .لكن كانت لسه ف الصحف وعماله تقول اقري بضمي يافتحية وشوية لقيتها جنب تاني
وبتقول كملي .كملت لغاية ما جيت عند "أو ليس الذي خلق السموات والرض بقادر على أن يلق
مثلهما بلى وهو اللق العـليم" وعند الية دي ،وطلعت تاني من الصحف وقالت ل :أنا
مستنياكى ف سيدنا السي أوعى تتأخرى .بصيت جنب لقيتها قاعدة قفلت الصحف وخدتن من إيدى
وقالتلى :متزعليش يا فتحية ،اللى مات مات .الهم انت ربنا بيحبك ،أوعى تنسى العاد ،هب
فص ملح وداب ،زيها زى الوى .تصدق وتآمن بال ،لسه داخلة السي لقيتها ماسكة شقة فول نابت
وقلتلي كلي واشكري يا فتحية .خدتا من إيديها ومن يومها ما اروحش مولد إل اما تقابلن ،
تدين شقة الفول النابت وف لظة واحدة تتفى ،وبعد تن سني لف ف الوالد لقيتها قالتلى:
ّحي لختك يا فتحية ،علشان نفسها تشوفك ،بس أوعي تنسي ربنا وهستناكي كل سنة ف السي
.رو
***
السطى حسن
انا كان لزم أهج .تلت تيام وهب فص ملح وداب .كان ناي على السرير وعمال ينازع دخل
الدكتور وبكل سهولة وببود قال ل :ل بد من قطع رجله .أنا سعت الكلمة منه وعاديك .معرفش
أنا عملت إيه .بس كل اللي فاكراه ،أني لقيته ف حضن وأنا بقوله هيقطعوا رجلك يا أنور .
عمري ما شفت ف حياتي نظرة ف عي حد زي النظرة دى .وف لظة واحدة وشه أتغي ،وكأنه خد قرار
وقال ل متزعليش من يا توحة .أنا كنت ف عال تاني ،مش عارفه بيقول متزعليش ليه .خدت
راسه ف صدري ،وقعدت اعيط شوية وقال :مينفعش يا توحة ،وال ما ينفع ،فسمحين ومتزعليش
من .قولتله ،هوأيه اللي مينفعش ،وأيه اللي مزعلش منه يا أنور .طبطب على ظهري وقال :ول
حاجة .آه لوكنت فهمت :الكلم كان باين قوي .بس أنا اللي مفهمتش خالص .ده واحد بيقول
مينفعش .بعد ما عرف ان رجلة هتنقطع ،وبيقول متزعليش من ،وسامين .أي حد ف الدنيا يعرف
على طول أنه قرر ينتحر .بس أنا مكونتش ف وعي .عارف انا لا هجيت من شقة أمي .حاكم
الشقة دى بتاعة أمي ،ولغاية دلوقت بتاعتها -ال يرحها -يا ما حاولت توزني عنت ابوهيف ،
وال الدع ده كان كويس ،ويتمن ل الرضيا أرضى ،وكانت عيلته مبسوطة قوي .حاكم أبوه كان
عنده عزبتي فواكه .اضحكك .ف يوم أنور جاب ل صورة وهوبيبوس زوز ماضي ،ف فيلم السطى
حسن .انا النار كلتن .رجعت البيت لقيت عنت قاعد مع امي شافن من هنا .وقام علشان
يستأذن .كان بيحبن قوي وميقدرش يبص ف عين .مش عارفة إزاي .أنا أما لقيته بيستأذن رحت
قايلة له :انت مش رايح عزبة من بتوعك قريب .بص ف الرض وقال ل .رايح بكرة العزبة بتاع
بنها .قلت له أنا هاجي معاك .بص لمى وبص ف الرض وقال ل :أنا هفوت عليك بالعربية الصبح
،وراح ماشي أنا معرفش سألته ليه ول أنا هروح أعمل معاه إيه ولكن فكرت إن أتصور معاه
وهوبيبوسن وأغيظ أنور .حركات بنات بقى .فات الصبح بدرى على قلت لنعمة قول له مش راية .
امي دخلت على بجرد خروج نعمة وهي ماسكة الشبشب وحلفت برحة أبويا ،أن ما قمتش لتضربن
لغاية ما أموت .أنا لقيت نفسى فقت خلص قلت أمرى ل لبست وخرجتله .وف العربيه سألته عن
الكاميا قال أنه معندوش .قعدنا ف ميدان الوبرا من الساعة سبعة وربع لغاية تسعة .اشتى
الكاميا .وكنت أول مرة أعرف إنه تاجر ناصح قوي وشاطر مع الناس .ومعايا يط عينه ف
من الل ساعة وراديو الرض ،أنا عارفه حب إيه ده اللي يلي الواحد مكسوف .الهم اشتاللي
وكان نفسه يبلي حتة من السما .رحنا العزبة سابن وقال .ساعة واحدة أخلص الشغل وارجع
افرجك على العزبة .حتة السراية مليانة من كافة شئ .جبول فطار ،قشطة وعسل ولب رايب
وبيض بيشر سنة ،وعيش وفطي وجنب كل ده ،صنية مليان فواكة من كل نوع .أنا متكسفتش ورحت
مغبش ييى نص ساعة ،ولقيت عنت جاي بيجري ،وكأنه كان ف سبق .نفسه مقطوع واكلة على الخر،
واللي طالع عليه .أهل وسهل شرفتينا ونورتينا ،وكل السلمات اللي ف الدنيا تصدق وتأمن
بال ،أنا فكرت ف اليوم ده إني اتوزه بد .بس رجعت ف كلمي على طول .دخلن النينه وقعد
يصورني ف وسط الشجر ،وبعدين قولت له :أنا عاوزة اتصور معاك ،سرح كده ييى خس دقائق وهو
مش مصدق خالص ،وراح نادى شاب كدة عنده يى 17سنة ،عرفه التصوير إزاي ،ووقفنا جنب بعض ،
قمت أنا حاطة إيدي على كتفة ،بص ناحيت وال أنا فاكراها ذي دلوقت .ارتعش وكأنه مسكته
المى .الواد لسة هايد اللقطة قمت بيساه ف خده ،وكأنه هوالبت وأنا الواد .انكسف وخد
الكاميا من الواد وتانه ييى ربع ساعة مداري وشه بعيد ،وكأنه عمل عملة .ورجعنا ،وجبلي
الصور بعد يومي ،وال لوريك واحدة منهم لسة عندي .انتفضت واقفه وجاءت بصورة لا وهي تقطع
برتقالة من الشجرة .كانت زاوية التصوير سليمة ،ما جعلها تبدوفاتنة .بل فاتنة جدا .أخذت
الصورة من يدي ،بعد أن تركتها دقائق وقبلتها قبلت سريعة وعصبية ،وتركتها تسقط ف حجرها
.ث قالت
كان لزم يتجنن .أنا كنت حلوة قوي ،وهوكمان كان بيحبن قوي ،وبجرد دخلت على أنور أتنن .
أنت عارف ،أنا شفته ف مولد أم هاشم وهومعرفنيش .بس أنا عرفته على طول .كان عليه عيون،
وال يا بن عيون الالق الناطق الستاذ أحد سال المثل ،بس أنا مارضتش أكلمه ،أكلم مي يا
عم .ده ف عال تان .دقنه طول كده ،وهدومه مقطعه ،وماسك ف إيده عصاية كده ،زى نبوت
ربعية" حاجة كده طرية ،من كل حتة وأخوك بيحب الطري .حاكم سناني وقعت ،من ساعة ما"
.شفتها
العلم ممد الزار الذي يالس سيد ممود زوج الست نظيمة من أجل عيون ابنته توحة ضحك كثيا ث
.قال لسيد
ابتسم سيد ممود ابتسامة خفيفة وهو يسمع لكلم الزار .أيوه الصنف حلو لكن كلم الزار
برضه حلو .هذا ما ردده سيد لنفسه بصوت ربا تعمد أن يسمعه للمعلم ممد ،الذي ،ل يلتفت
معقولة يا معلم .دايبقى جيل كبي قوي .حد طايل سنانه تسك اللووالطري تاني .ث هز رأسة-
قليل ونظر إل فوق كمن يتأكد من هبوط مائدة من السماء .وقال مرة أخرى .طري قوي
وحلووحياة سيدنا ممد وموسى وعيسى علشان خاطر البايب .وحرك فمة قليل كمن يتأكد من جودة
.الطعام قبل الشراء .ث ابتسم ابتسامة يعرفها العلم ممد جيدا وقال – حلوة بد
.استقبل سيد سؤال العلم بدوء وكمن يعرف أن هناك بيعا وشراء ف هذه اللسة
اعتدل العلم ممد على الشلتة ،واحس بأنه قد دخل إل الوضوع الذي خطط له منذ اسابيع طويلة
وللمرة الول منذ بداية اللسة يأخذ نفسا عميقا من الصنف ،فقد أحس بنشوة الفوز أوعلى
القل تفف من حله ودخل الوضوع الذي أرقه كثيا ف اليام السابقة .أخرج الدخان من فمه
.وانفه بدوء وهوينظر لسيد بامعان ،ث أعطي البسم لسيد وهو يقول له
كان ياول أن يؤكد على كلمة نسب .ما جعلها ترج من فمه طويلة جدا ،وملة .كان يعرف أن
من أجل النسوان الرجل الذي أمامه رجل عاش ف الياة بالطول والعرض وأضاع فرصا كثية
صمت سيد وكأنه فوجئ بطلب الزار ولكنه ضحك ف نفسه .فما ل يعرفه الزار أن سيد كان هو
وما ل يفكر فيه العلم الزار أبدا .أن موضوع أم الذي خطط لتزويج ابنته من العلم
ابراهيم .زوجة القدس رياض .كان أحد خطط سيد مع عباس صب قهوة إبراهيم عجورة بجرد أن أحس
أنه مزقوق عليه ،ليعرف اخباره من طرف العلم ممد الزار .اما الست أم ابراهيم الت ل
تعرف شيا عن دخولا الزاد .الذي أقامه العلم الزار .فلقد كانت بالفعل جيلة "وربعية"
لكنها كانت أبعد ما يكون عن رأس سيد ،الذي اخرج النفس الخي من الشيشة ،ث وضع البسم على
.الرض ،ومد يده للمعلم الزار وقال له بدوء ،وابتسامة الفوز على فمه
ولف منه بعد ذلك الهر ،الذي كان عبارة عن مائة وخسي جنيها ،وكان بالفعل على استعداد أن
يزوجه ابنته ،ولكنه قتل بعد ذلك بشهرين ،على يد احد أقارب أبوحسي الصعيدي ،قبل أن يفي
بوعده للمعلم ممد الزار ،الذي تزوج بعد ذلك كثيات ،ولكنه ل يفز بتوحة الت أحبها كثيا
.حت مات
***
:قالت عنه
أنا قلتلك أن الاج ممود الفران كان ثوري كبي .كبي قوى .مسكوه سنة 54كنت حامل ف عثمان
وتانه مبوس سبعة شهور .حاكم الاج كان من الخوان السلمي .بس الخوان بتوع زمان مش حبة
العيال بتوع اليومي دول ،اللي بيضربونا عمال على بطال .وبيقول إن أموال السيحيي
غنيمة!! يعن إيه غنيمة ،واشعن السيحيي .ده الاج ممود -ال يرحة -كان دايا قاعد مع
السطى رياض أبومني ،والستاذ اسكندر .وال العظيم الستاذ اسكندر أبومينا .كان بيشيل
التاب ويطه على دماغه ساعة ،موت الاج والست بتاعته -ال يقدس روحها -كانت اخت وحبيبت
وماكانتش تعمل أي أكل ،إل أما تبعت مع مينا منه .أنت عارف أما طاهرنا عمر وعلى
.طهرناهم عند الدكتور أبوبكر اللي عيادته فوق شقة الستاذ اسكندر ،ولسه نازلي بيهم
وأبومينا حلف بالسيح الي ما ينزلوا ال على رجليهم وقعدوا عندهم ييجى خس تيام،
وبالعافية اخذناهم .وكانت الست أم مينا هي اللي مرعياهم وهي اللي بتغي على الرح وكل
يوم تعملهم فراخ وف الخر وها نازلي على السلم ،والستاذ اسكندر كان راجع من الشغل ،قام
مطلع الفظة ،ومدى كل عيل جنيه باله ،وقال علشان مافضتش اجيبلهم هدية .بعد كل اللي
عملوه مع العيال ،كمان كان عاوز ييب هدية .ناس ولد أصل .مصريي زينا زيهم وليهم دين زي
دنا كل حاجة عندنا عندهم .دول بيصوموا اكثر مننا بشهور .د احنا ف رمضان بناكل كل يوم
لمة هم بيقعدوا 55يوم من غي لمة ،وف الخر يى حبة عيال .يقولوا غنيمة .غنيمة إيه.
وخرا إيه .الماعة كانت زمان .أيام الاج ممود وبس .وزى ما أنت عارف ،الاج كان ابن خالة
يوسف بيه صديق ،اللى قام بالثورة .حاكم يوسف بيه هواللي طلع بالكتيبة بتاعته ومسك
اللواء مكي ،وعابدين الساعة 12بالضبط ،وعبد الناصر نفسه فوجئ إن يوسف بيه عمل كده،
بعد ما كان أجل معاد الثورة تلت تيام ،وف الخر يبسوا يوسف بيه ،علشان بعت جواب لمد نيب
يقولــه فيه ":مش عارف من مي ،الر اللى مسكينوه .إل مي السجون اللى سيبينوه ".اصله كان
عاوز الضباط بتوع الثورة يرجعوا تاني اليش ويسلم البلد لناس من الوفد والخوان علشان
الشعب يكمه الشعب .مش اليش .الكلم ده سعته من بق يوسف بيه سنه ،65بعد ما سعته من الاج
نفسه ،بعد أما طلع من العتقل .علشان كده أنا عارفه وحافظة أساء كتية من بتوع الثورة ،
اللي مسكوهم مع الاج زي عبد النعم عبد الروؤف وحسي حوده وأحد شوقي ،بس مش الشاعر القدي
.على فكرة يوسف بيه صديق كان شاعر كبي ،وياما الاج سعن شعرله .أنا مكنتش بفهمه قوي
.بس كنت بب أسع الكلم بتاعه ،وكان متفظ بكتاب فيه اشعاره .الكتاب ده مره ،الواد على
مسكه ونزل بيه الشارع .الاج شافه من هنا ،واتنن .وضرب الواد ياعين علقة وهواللي عمره
ما مد إيده على عيل من العيال .أنا قلتله ليه يا حاج كده .داحنا ياما قطعنا كتب
وعملناها قراطيس زمان .زعق ف وقال :ان الكتاب ده ،لوالكومة مسكته هتودين العتقل تاني.
ده كتاب أشعار يوسف بيه ،تصدق يا بن ،إن واحد قام بالثورة لوحده ،وكان مكن يتعدم
لوفشل .يبقى مصيه كده .اللي يتمسك عنده كتابه يعتقلوه .يا ال ،كلهم ماتوا ،ومبقاش غي
زغلول العريان" فقط اسه هكذا .ل يعرف لاذا اختار أبوه له هذا السم الركب .كما ل"
يعرف على وجه الدقة لاذا يضحك الناس لرد ترديد السم .ربا يرجع الفضل ف ذلك إل الستاذ
على عبد الليم مدرس اللغة العربية .فلقد شاء حظه العاثر ،أن يلس ف الدكة الخية ،ولا
كان الستاذ على ذا خبة طويله ف مال التعليم .اته بسؤاله الول إليه مباشرة ،ولا ل يسمع
ما إن سع الستاذ السم حت ضحك .مثله مثل غيه .وبالتأكيد هذه الضحكة كانت على الفارقة
الواضحة ف السم فقط وبالتأكيد أيضا أن تلك الضحكة ل تكن هى الوحيدة السئولة عن شهرة
السيد العريان فهناك ايضا تعميم الستاذ على عبد الليم على أن يطلق اسه على كل تلميذ
فاشل ،حت اصبح السم بعد السبوع الول ف مدرسة الازندار البتدائية هومضرب الثل ف الغباء،
وهكذا ترك السيد زغلول الدرسة ،وصار يتخوف من كل مناسبة ومكان يتحتم عليه قوله وربا
لذلك ل يسمعه أحد من أهل بولق أبوالعل يقول اسه مرة ،واحدة ولكن لاذا رفض العريان زواج
ابنته أنعام من حسن العدل فهذا هو السؤال الذى حي حارة على أدم ،والنزهة ،وعطا احد،
وعب أبوطالب ،وزقاق مينا ،وعطفة شامخ ،وابومالك وشارع أبوطالب وظل يبحث عن إجابة له
كما ل يستطع أحد الجابة أو حت تصديق منذ أسبوع .دون أن يفوز أحد بإجابة شافيه عليه ،
تلك اللهجة الت تكلم با فوق خشبة السرح وبعد ان خطف اليكروفون من أنور وقال بصوت
غليظ ،أوتعمد أن يكون غليظا عكس شخصيته قولته اللجلة ،الت اصبحت نشيدا يردده أهل بولق
.ف جلساتم
أنا السيد زغلول ،بارفض جواز بنت من الصايع حسن العدل.وذلك قبل أن يتك اليكروفون يسقط-
.على خشبة السرح ،وينزل ليسحب يد ابنته أنعام وسط ذهول الميع
***
- فتحية اتوزت من هنا ،وأنا بعديها بشهرين تلتة .الاج ممود الفران كان قايل على
ّ من
وبعدين وافقت .قام رايح داهن الشقة ،وجاب أوضه نوم ،وند أربع كنبات وكلفت مارضيتش،
الكاية بتلتي جنيه .تصدق وتآمن بال ،البت الفعوصة جيهان اللى دخلت الشاى دى ،عندها 16
سنة ومكلفان لغاية دلوقت خس تلف جنيه ولسه عاوزه لا شيئ وشويات ،علشان أما يلها عدلا
أقدر استها كويس .حاكم أنا خلفت سبع عيال ،أربع بنات وتلت صبيان .عمر وعلى وعثمان
ورقية وأم كلثوم وفاطمة والفعوصة الخية دى بقى إخواتا ها اللى سوها جيهان.كان الرحوم
سايبها أمانة ف بطن قبل ما يوت بشهرين .وقال إيه سوها على اسم سيدة مصر الول .أهى جت
سيدة غيها ومابقاش اسها مهم .لكن لوطاوعون وسوها على اسم بنت النب ذى إخواتا .عمرهم ما
كانوا يشيلوها وييبوا غيها أبدا .حاكم ولد النب دول هيفضل أساءهم حلوة ،وأول لغاية يوم
القيامة .عمرها ما هتكون أساء تانية ،أوتروح عليها زى ما أخوات جىجى بيقولولا .الاج
ممود الفران اتوزن من هنا ،وربنا فتح عليه بعد ما كان شغال عند الاج ابراهيم"
أبوسعدية" بتاع التموين ،فتحنا دكان بقالة صغي كده ،ف شارع الشيخ سليمان ،اللى ورانا
على طول ،وال يا بن كنت طول الليل أعمل قراطيس الشاى والسكر وبالنهار أعمل شغل البيت
ّ .أنزل أقعد ف الدكان .لغاية ما ييجى ،وربنا كان مدين صحة
والاج يروح مشوار ينادى على
.تقولش جل .لقمة الصبح ،شوية عسل أسود وطحينة أوطبق فول بالليمون ،مكن أنسى الكل يوم
باله ،رغم إن كنت بعمل أكل للحاجة وللحاج ،والشغل كان بين وبينك ،بينسى كل حاجة ،
الغطا ،وكل عيل برزقه .يعن عمر الول .كنا يدوبك عايشي .يدوبك عثمان نزل ،كنا أجرنا
الدكان .هب وجت رقية ودي من يومها يا بن وش سعد .أبوها كان لسة طالع من العتقل،
والدكان كان يدوبك مقضى الال ،هى نزلت من هنا والي قال خد عندك .حت على جوزها ،دلوقت
بسم ال ما شاء ال .كان يدوبك كهربائى على قده أما خطبها ،دلوقت بقى عنده مل كهربا كبي
ف حته اسها العصرة ناحية حلوان وبيت أربع تدوار .شقتها بقى فيها كل حاجة حت الغسالة
جابتها وأبوه بيقول .رقية دى بنت .لكن حسن حيله جوز بنتهم ،وهى والمد ل مرياهم على
السوداء على رأسها وهى تنزل السلم .ممد الزار ،سيد التة وصاحب اليد السخية دائما .ف
الطريق إليه ،كانت تدد مزايا كل عروس وعيوبا .ولقد كانت تقول دائما العيوب قبل الميزات
،وذلك خوفا ما حدث لا ف بداية عملها كداية وخاطبة ،وكثيا ما تندرت بذه الكاية ،إما
للتدليل على صدقها الذى -يعمر البيوت -أوللتدليل على سعيها ف إناء الزيات ،رغم ما حصل
لا ،ولذا كانت دائما تستفيد من الطب الذى حدث ف بداية حياتا .كانت قد رتبت ف رأسها
اساء العرايس اللتي تليق بالاج ممد ف رأسها ،وكانوا ثلث بنات .سعاد ابنة أبوالي ،الت
تسكن ف حارة أبوآدم الت رجحت كفه ميزاتا على كفه عيوبا حت باتت هى العروس رقم 1ف
القائمة ،الت سوف تعرضها على الاج .شريفة التول ،الت ورثت بيت ملك ف حارة النزهة ،ومل
أمام جامع السلطان أبوالعل ،بفضل أمها "اللدة "الت تأكل مال النب ،ول تاسبها على موضوع
مرفت ،أخت شريف حت الن .إل أن الق حق .كما أن الاج الزار ل يتك للخر شيئا .فهودائما
ما يعطى ويزيد .ما يعل الطرف الثان ف الصلحة دائما صاحب عبارة .زيادة الي خيين .هذا
إذا جاء من أم شريفة شيئا على الطلق .أما آخر ما وضعتها أم حسن ف حوزتا فهى فريدة .بنت
الصول عبده وهى لوجه ال تعال حسب تعبي أم حسن قمر وكل صفاتا حلوة ما عدا صفة واحدة
فأبوها يأخذ من الناس رشوة حي يقضى لم مصالهم ،وأم حسن شاهدة على ذلك .فلقد أخذ منها
50قرش بالتمام والكمال ،من أجل أن يتم ورق البطاقة للمحروس أبنها .طرقت الباب ففتحت
لا ألطاف .آخر زوجات الاج ممد .حي رأتا تغي وجهها وسألتها عن سبب الزيارة ،فقالت ببث
:ولوع
:فقالت لا الزوجة ،الت أحست بطلقة نار تتق جسدها ،وتستقر فوق القلب تاما
- قبل الواز تبقى خدمة .ث نظرت ف عينيها تاما وأضافت :وبعد الواز تبقى بلوه ،ربنا
جاء من بعيد صوت العلم الزار وهويدعوها للدخول.رست على وجهها ضحكة وهى تر من بي فتحة
.الباب وصدر ألطاف الت تبعتها بعد أن ضربت الباب بيديها فأغلقته مدثة صوت ارتطام قوى
ضحك الاج ممد الذى كان يلس على كرسى مذهب وأمامه صينية مليئة بأنواع شت من الفاكهة وف
يديه مبسم الشيشة .جلست أم حسن بوار الولد الصغي الذى كان يشعل النار عند قدم الاج
وجلست ألطاف على كرسى بوار الباب .تنحنح الاج وهويرمى بدخان الشيشة ف الواء ث قال لم
:حسن
- أمرك يا أم حسن عاوزة فلوس عاوزة خدمة أى حاجة دانت جلبة البايب ،وأشار بيده على
- فلوس إيه .دانت خيك مغرقنا .الكاية إن عاوزة أشوف للواد ابن شغلة ف الكومة وقلت
- إن شاء ال يوفقنا ربنا ونيب له شغلة كويسة .ث اته بنظره إل ألطاف الت كانت تنظر
بكره واضح إل أم حسن وقال لا .أم حسن مش غريبة .بس الواجب واجب أعمليلها شاى وأبعتيه
:وخبط حسن الذى كان ياول إشعال النار برطوم الشيشة على رأسه وقال له
- روح هات الشاى من أبلتك وهات كمان حتة ولعة ،بدل النفخة الكدابة دى .انسحبت
الطاف وهى تز على أسنانا ،وما إن خرجت حت قالت أم حسن – أنا عندى ليك تلت قمرات ،وإنت
:اختار ،ث قالت أساء البنات الثلثة ،ول يدعها الاج تبز عيوبم وميزاتم وقال لا
فاجأها رد الاج ممد ،ما جعلها تعيد أساء البنات مرة أخرى ،لكنه قال – أنا بقولك أنا
:أختت خلص إحنا هنقرأ ف سورة عبس .تغي وجه أم حسن وسكتت قليل ث قالت
- طالا حضرتك أختت إنت عاوزن ف إيه ،أروح أخطبها لك ،ول أجس نبضها .أظن تبقى عيبة
يا حاج .أنت سيد العارفي .أنت تش الباب من غي إحم ول دستور .دا أسك بس كفاية .وغن عن
.أى استئذان
:ابتسم الاج ممد من هذا الطراء ،ما جعله يضحك ضحكة قصية وقال لا
- .أنا عاوزك تكشفى عليها ،وتقوليلى الوضوع حقيقى بتاع البت أنعام ول الطبق مكسور
ل تعرف أم حسن باذا ترد على كلم الاج ،ممد الزار ،فمن ناحية هى خالة أنعام ،ومن ناحية
أخرى الكلم الذى قيل عن أنعام وحسن العدل يعل الاج صاحب السمعة اليدة ،ومصنع الزجاج ،
وملت العطارة يبتعد عن هذا الوضوع .أخرجتها الطاف الت أحضرت الشاى من تفكيها .نظر الاج
كانت الكلمات ترج من فم الطاف بطريقة تعرفها أم حسن جيدا ومن أجل ذلك ردت بكلمة أشعلت
- إن شاء ال نشرب شربات عن قريب .ث نظرت إل عي الطاف الشتعلة وأضافت شربات خلفك عن
.قريب
خرجت الزوجة ،بعد أن عرفت كل إجابات السئلة الت كانت تدور ف رأسها ،منذ فتحت الباب
لتجد أمامها أم حسن .دخل الولد الصغي مسكا بطبق مليئ بالنار وجلس بوار أم حسن ،الت
.كانت تستعيد لظة انتصارها على الزوجة "الرمة" كما قالت ف نفسها .قال الاج لينهى الكلم
انسحبت أم حسن دون أن تضع ف فمها أى شئ .بعد أن عللت ذلك بأن أولدها ينتظرون رجوعها
هى المية "ست الدار" الت يقول عنها الاج "ممد الزار" ف لظات الصفا .ست الدار ،ويسكت
ست الدار ،ابنة الستشار طلخان نوح ،مستشار الوجه البحرى ،ابنته الوحيدة الوارثة عنه
ذكاءه الاد ،وطيبته ومائة وعشرين فدانا وعزبتي ،بعد مشاركة العمام ف الياث .أخذت عن
زوجها الستاذ ممد المي اللقب ،فصارت المية ست الدار ،ورغم أن اللقاب قد ألغيت بعد قيام
الثورة ،إل أنا احتفظت بذلك اللقب ،من القاصى والدان ،حت ماتت عام .1980تزوجت الستاذ
ممد بعد قيام الثورة بسنة وشهر ،وبعد تأخر عن الوعد التفق عليه بثلث سنوات .كان مازال
يعمل ف سراية عابدين .حي خطبها وقامت الثورة واستغنت عن كثيين ،ل يكن يربطهم بالسرة
الاكمة غي العمل وكان هومن الذين استغنت عنهم .رغم أنه ظل أسبوعا كامل
ً يتبع الناس
الذين يشون ف الشوارع مهللي بالنصر العظيم ،دون أن ينتبه .أنه ف ناية السبوع كان ف
السكندرية ،ولا عاد وجد أن الثورة الت حلم با على مدار سبع سنوات .هى عمر عمله ف سراية
عابدين قد استغنت .ل يد أمامه غي العمل عند نسيبه الستشار طلخان بعد أن ظل عاما يكتب
التماسات للجنة العالية لقيادة الثورة ،دون أن يفوز ولوبجرد رد صغي يعضد إيانه بالبطال
الذين قاموا بالعمل الذى خطط له ذات مساء وكاد أن يققه ،حي وجد اللك أمامه ،وكان منذ
خطط لذا العمل يمل مسدسا ولكنه تراجع ف اللحظة الخية ،تاركا الهمة لؤلء البطال الذين ل
يردوا عليه بكلمة تطمئنه على صحه ايانه .كان قد مضى على وفاة .الستشار طلخان نوح ستة
أشهر ،حي دخل ممد المي بست الدار ،بعد فرح أقامه أعمامها أحياه كارم ممود ،ورقصت فيه
سامية جال .كانت ست الدار قد رفضت القامة ف بلدتا ،كما رفضت أن تعيش ف شقة صغية ول يد
ممد مفرا من بناء فيل تليق باحلم وأموال ست الدار .كانت سينما الزهار الت على بعد
أمتار من سينما على بابا معروضة للبيع .كان صاحبها الواجة سعان قد قرر الروج من مصر،
قبل قيام الثورة بأيام .خوفا على حياته .استغل ممد المي الفرصة واشتى من الواجة
السينما وقام بدمها وأقام سراية للمية ست الدار ،الت ظلت تعيش با سبعة وعشرين عاما قبل
أن يفاجئها مرض السرطان بعد زيارة أنور السادات وسلمه على الواجة سعان وتوت تاركة ممد
المي ،يفكر ف إيانه باللجنة العالية للثورة وأبطالا بداية من جال عبد الناصر ،وانتهاء
ٍ
.بأنور السادات
***
كان قد مضى أسبوع كامل ،منذ أن نزل السيد زغلول العريان ،الذى أصبح حديث الساعة ف بولق
أبوالعل من فوق خشبة السرح ،وأمسك بيد ابنته أنعام الت كانت جالسة ف الكوشة بوار حسن
العدل ومضى با ف خطوات شبه منتظمة ،وكأنه ف مارش عسكرى حي دخلت أم حسن إل شقة السيد
العريان .أم حسن هى أخت الست أحلم زوجته وبذلك فهى خالة العروس النكوبة .ورغم أن أم
حسن تسكن ف عطفة شامخ .الت ل تبعد كثيا عن عب أبوطالب ،الذى يسكن فيه السيد العريان
وأولده ،إل أن زيارتا لختها قليلة ،ول يرجع ذلك إل سوء العلقة بي الختي .كما ل يرجع
أيضا إل عدم احتفاء زوج أختها السيد العريان بالزيارة .فقط ندرة الزيارات سببها الساسى
والوحيد ،هوإنشغال الست أم حسن ف الياة ،فهى تعمل داية وخاطبة وف رقبتها بيت مليئ بستة
من النفس ،تتاوح أعمارهم ما بي العشرين والمس سنوات هذا غي النفس الخرى من أصناف
الدجاج ،والبط ،والاعز .كانت الشقة قد ت تغيها بشكل لفت للنظر ،ما جعلها تسأل أختها،
الت كانت تربط رأسها بطرحة سوداء فوق اليشارب -وتضع يدها فوق خدها عن سبب التغي
:كانت الملة غريبة على أذن أم حسن ،ما جعلها تفرج عن شبه ابتسامة وهى تقول
أمسكت أحلم برأسها ونظرت إل التاه الخر ما جعل الكدمة الزرقاء ف عينيها تبدوجلية ول
ترد على أختها ،الت شاهدت واقعة الفرح منذ أسبوع ،ولكنها أيضا شاهدت السيد العريان
طيلة حياته مع أختها ،ول تسمعه ولومرة واحدة يرج من فمه ،ولوشبه أمر ،ولذا ل تنتبه إل
الكدمة الواضحة ف عيون أختها ،وصممت على سؤالا وأعادته مرة أخرى بطريقة ساخرة ،وعند
- ً يا أم حسن
.أهل
ث نادى على أنعام ،الت خرجت مسرعة على غي العادة .وأمرها أن تعد الشاى لالتها ،ث نادى
هكذا خرج السؤال من فم أم حسن ،مليئ بسخرية ،أحس وقعها العريان ،الذى ل يد أمامه ردا
غي أن ينظر إل وجه زوجته الت وضعت عيونا سريعا ف الرض ،فلم يد أمامه مفرا من الرد على
نظرت أم حسن إل أختها فوجدتا تضع يديها على رأسها وعيونا تبحث ف الرض عن شئ ما .ل يكن
موجودا على الطلق .فلم تعرف باذا تيب على العريان الذى لبد "طلعله سنان وابتدا يعض"
كما قالت لزوجها حي عادت إليه ف مساء ذلك اليوم وقفت وقالت لختها :عاوزاكى ،وخطت خطوة
ف اتاه حجرة العيال ،ولكن العريان أوقف هذه الطوات وأشار لا على الوضة الثانية فدخلت
- ل فيه … ث أمسكت برأسها الت كانت تبعده عنها ،وشاهدت الزرقان اليط بالعي فانتفضت
:وقالت لا
- أبدا من ساعة مارجع من الفرح .دى اتغي خالص يا حسنية .طول النهار تلطيش ف
ّ ،وف
- .ياما قولتلك قبل كده .اللى انت بتعمليه معاه مسيه يطلع فوق دماغك
ل ترد عليها ،تركتها وخرجت ،ث عادت سريعا وهى مسكة بيد أنعام ،الت كانت ل تعرف لاذا
- تعال يا أنعام أنا مش هكشف عليكى .أنا هسألك بس .الواد حسن نام معاكى .تغي وجه
.أنعام وكادت تقع على الرض لكنها تالكت نفسها ،وقالت بصوت ضعيف واهن
.أمسكت أم حسن ،الت ما إن رأت تغي لون أنعام ،حت دخل الشك قلبها ،بيدها وقالت لا
دمعت عينا أنعام ويد خالتها تتحسس أشياءها ،ث تدخل إليها ،ولكنها ل تستطع أن تفتح
فمها ،فهى تعرف أنا السبب ف الفضيحة الت أصبحت تلحقها .كما أنا أحد أسباب تغي أبيها،
من الب النون الطيب ،إل هذا الثور الائج ،الذى ل يعد يرضى بأنصاف الشياء كعادته ،سحبت
أم حسن طرف اللباب ،بعد أن أحست أنعام أن روحها تنسحب منها وضربتها على فخذيها ضربات
حنونة ومدت يدها تسحها بطرف اللءة ،ث أمسكت برأسها وقبلتها ف خدودها وقبلت أختها،
وخرجت لتقف أمام العريان ،الذى كان يسك بيده كوب الشاى وف اليد الثانية سيجارة ،ويضع
فتحت أحلم فمها كاشفة عن أسنان معتن با .ث سحبت بيديها طرف الطرحة السوداء البومة ،
والت كانت تربطها فوق اليشارب منذ برك عليها العريان ،ونظرت إل العريان الذى تغي كثيا
منذ وقف على خشبة السرح وقال بصوت جهورى ،أنه يرفض أن يزوج ابنته الطاهرة ،بشهادة أنور
.النستل وأصدقائه لذا الربوع .ابن العدل .قال لم حسن دون أدن فرح أوزعل
- .تشاور مي يا أبوأنعام .ده العلم ممد الزار .صاحب مصانع القزاز ودكاكي العطارة
- .اسى أبوفاروق ،أبوأحد ،وبعدين قزاز ول صفيح وجزار ول فران ،هنشاور البت
انسحبت أم حسن بعد أن لت عيون أختها الت راحت تبحث عن مكان يميها من خبطات العريان
القادمة بعد قليل ،إذا قالت له شيئا وف الطريق إل العلم الزار كانت تقول ف رأسها أن
العريان اتنن رسى .أعجبتها الفكرة فراحت تتخيله ف اللباب البيض وابتسمت لذلك كثيا حت
.وقفت أمام شقة العلم وخرجت لا آخر زوجاته فقالت لا دون أن تسأل عن العلم
- .والنب قول للمعلم ،الواد أبن وافق على الشغلنة اللى هوقال عليها .وتركتها ومضت
***
ربا ل يعلم أحد أن السيد زغلول العريان عند نزوله من فوق خشبة السرح كان ينتظر فقط مرد
إشارة من أى شخص ،ليوافق على إتام الفرح .فقط إشارة ،من أى شخص عابر يقول كلمة واحدة
.كلمة واحدة ،وسوف يتك على أثرها أنعام تنام ف حضن حسن العدل فرغم النصر الذى أحس به
للمرة الول ف حياته .ذلك النصر الذى ظل اثني وأربعي عاما وبضعة أشهر ينتظره بشوق ولفة.
أن يقول اسه بل خوف .أن يقوله بصوت عال وأمام جع من الناس .ياله من حلم جيل ظل العريان
ييا من أجله ولكنه حي حقق اللم بكل مواصفاته ومفرداته الت شكلهاف رأسه طيلة حياته.أن
هويقول اسه ف اليكروفون وأمام كل النطقة تقريبا .بل ويعلن قرارا صارما وهوالذى ل يأخذ
قرارا طيلة حياته ولوأنه أخذ قرارا لكان هو ،تغيي ذلك السم الذى جعله بعيدا عن الناس
طوال عمره ولكن ها هوالن وهويهبط السلم الوضوع تت خشبة السرح ،يفكر ف حلمه الذالخية
ونظر ف عي امرأته وجيانه ،كان ينتظر مرد إشارة صغية وحي أمسك بيد ابنته ل يسكها بضمي
ً لتكها دون أدن مقاومة ،تنام تت جسد حسن العدل ،لكنها ل تركها كما
فلوأنا حركتها قليل
البشكاتب
- الست أحلم .مرات البشكاتب النستل .ال يرحها .هى السبب ف معرفت بأنور أنا كنت
الكبية وأمى ال يرحها بعتتن عندها أتعلم الياطة .كان عندى كدة ييجى حداشر سنة .بس إيه.
اللى كان يشوفن يقول أربعتاشر سنة .حاكم احنا زمان كنا بنفور بسرعة .مش زى اليام دى
.مسلولي .قعدت عند الست أحلم تلت سني أتعلم الياطة أنت عارف السني دى .غيت حياتى كلها.
لبطتتها .أنا صحيح كنت حلوة وشايفة نفسى قوى .بس مكنتش عارفة حاجة ف الدنيا غي بتنا.
يعن أبويا كنت بشوفه كل أسبوع مره وساعات كتية يفوت بالشهر ماشفهوش والبيت كان يعن على
قد حاله أمى ميعديش أسبوع إل لا تتخانق مع أبويا على الصاريف وهوكان خلقه ضيق طول
حياته ،كلمتي ويقوم عليها ضرب وكمان طول عمره شارب وعمرنا ما عرفناله شغلنه ثابتة
.ساعات يشتغل ف الكمب بتاع النليز وساعات يسافر السودان ييب جال ويبعها ف عشش التجان
اللى قدامنا دى وساعات يقول أنه شغال ف الثار عكس البشكاتب ال يرحه .شغال ف مكمة
الزننيى .وخناقات أمى كنتش دايا على الفلوس .كتي قوى على النسوان .حاكم هوال يرحه
ماكنش يتوصى ف حكاية الري وعمره ما رجع البيت بدرى .أما البشكاتب ده رجل ول كل
الرجالة .من الشغل للبيت للجامع عمره ما سهر بره .أنا كنت بروح عندها على الساعة تسعة
الصبح .أقعد عندهم لغاية بعد العشا .الست أحلم علمتن كل حاجة حلوه ،مش التفصيل بس.
علمتن أتكلم وأقول رأي بصراحة وخفش إل من اللى خالقن .أنا أدخل باب الشقة من هنا والست
تكون مضرة كل حاجة .القماش اللى بتعلم عليه والقماش اللى هى بتفصله وعلى الساعة واحدة
كده ،تقوم تعمل الغدا وأنا أخيط على الكنة ،حاكم أنا من السبوع الول بقيت أخيط كل حاجة
،لكن التفصيل والاجات التانية عمرى ما عملته إل ف السنة الخية .الباشكاتب يرجع بعد صلة
العصر .حاكم هوكان بيخرج من شغله يروح يصلى العصر ف السي يتغدى ويريح لغاية الغرب .
الفتة دى منوع شغل الكنة خالص وساعات كتي كانت الست أحلم تقول قومى ريى ف الودة بتاعة
السافرين .يصحى الغرب يلبس اللبية البيضة ،ويط العباية على رقبته .صيف شتا وينزل على
الامع وما يرجعش إل بعد صلة العشا وال يا أستاذ أنا كلت عندهم اللووالانع كل يوم
الباشكاتب أفندى يرجع معاه كيس فاكهة وشقتهم أربع أود وصالة كبية وحام ومطبخ وبلكونة
داير داير .الست كانت ملياهم جنة .السجاد على الرض ،كل أسبوع تطلعه ينتفض والكنب
الستنبول كل أسبوع طقم جديد والقصايص اللى بتفيض من الدوم أشكال وألوان من الفارش ورغم
أن الزباين طالعة داخلة إل أن الشقة دايا تلم منها السمنة بإيدك .أوده أنور كان ليها
باب من جوه وباب على السلم .أنا أول مارحت ،حاول يعاكسن .هوكان خلص البكالورية من زمان
ويدوبك ابتدا ف السيما .أنا أنكسفت وعملت نفسى زعلت أنا كنت لسه حداشر سنة وهوكان عنده
عشرين أوأكثر بشهور .بس أنا كنت عروسة .لؤاخذه صدرى كان طلع .الهم بعد ما عملت نفسى
زعلنة قعد ييجى سنه بالا يشوفن يش الودة بتاعته ول كأنه شافن .أنا ابتديت أفكر فيه ليل
نار وهويعن كان عمل فيلم ول اثني وابتدا يبقى أنزوح قوى وف يوم ،الست أحلم راحت مع
الست تركيا مرات عمران العقاد مشوار لغاية دكان جوزها ف العتبة علشان تشتى ستاير جديدة
من عنده .على فكره هوكان اسه عمران الرش .والعقادة دى شغلته .حاكم هوكان وارث الل ده
عن أبوه وكمان الصنعة .أنا مكنتش أعرف الكلم ده لغاية ما رحت أنا وأنور نيب ستاير
وفرنشات بعد كده بعشر سني بعد الواز بشهور أما خدنا الودة اللى ف عماد الدين .تصدق
وتآمن بال يا بن ،الست تركيا دى قعدت متخلفش أكثر من خسة وعشرين سنة وف الخر جابت واد.
هوجه من هنا وعمران مات من هنا ،وبعد موته اكتشفت إنه كان متجوز عليها وملف خس عيال
.الست ماكانتش مصدقه ،ف الخر جابت العيال ومراته وقعدتم معاها وربتهم أحسن تربيه.
الاجة السبوع اللى فات شاورتلى على شاب معدى وقالت ل ،إنه أحد عمران ،ابن عمران العقاد
وأنه وكيل نيابة قد الدنيا والدكتور ممد ابنه اللى بيجى يشوف الاجة عمل عيادة كبية ف
شارع الشهيد حسن العدل ربنا يليهولا .حاكم أحد ده جه على شوق وعطش .الست أحلم نزلت من
هنا وأنا عديك الشيطان قعد يودين ويبن .لغاية ف الخر مدخلت الودة بتاعة أنور .كان لسه
ناي .أصله كان بيسهر كتي ويفضل ناي للظهر وساعات كتي كان الباشكاتب يرجع ولسه هوناي.
قعدت قدامه اتفرج عليه وهوناي واخد الخدة بي رجليه وحاطط الخدة التانية على رأسه .كان
كأنه ملك ناي .على وشه ابتسامة حلوة حلوة .أنا قعدت شوية وهب جت ف دماغى فكرة إن الست
أحلم مكن ترجع وتبقى فضيحة قمت قاية ولسة هامشى ،راح مفتح عينيه وكأنه حس باللى بفكر
فيه أوحس بيا مش عارفة .الهم قام على حيله وقال ل .فيه حاجة يا توحه .أنا كنت أول مرة
أسع اسى من بقه .تصدق وتآمن بي .أن نسيت أنا كنت بفكر ف إيه ،ونسيت أنا كنت داخلة عنده
ليه وفضلت مبلمة كده وهويبصلى ومستغرب وف الخر قرب من شويه وجسمى كأنه مسكته الكهربا،
راح بيسن .طلعت جرى .راح ضاحك وقال ل :إعملى شاى .أنا خرجت من الودة وكأن خرجت للدنيا
من جديد .عملت الشاى وخبطت على الباب وقلتله الشاى على الباب ورحت قاعدة على الكنة
.طلع خده وقاعد يبصلى شويه ومن يومها مدش يعمل شاى له غيى .هوف الول كان فاكرن بت حلوة
بتدلع وشوية شوية ابتد يبن وبقيت عنده أحلى واحدة ف الدنيا .كملت التلت سني عندهم.
كانت آخر سنة كل يوم لزما أديله بوسه .بس يدوبك كملت الربعتاشر كانوا الطاب كتوا وقعدت
ف البيت ،كان لسه أبويا عايش وحاول يوزن من الاج ممد الزار ،لكن أنا كنت خلص ،بقال رأى
ورفضت وياما ضربن ،لكن أنا صممت على أنور وهوكمان رفض يطب أى واحدة من اللى كانت
بتعرضهم عليه الست أحلم وبعدين أبويا مات والكاية بتاع موته خلتنا نقفل علينا الباب
شوية وماكنش ينفع يتقدم أنور لكن بعد كده أما الست أحلم ماتت واتوز البشكاتب الست
إحسان ،اتوزت أنور وعشنا شهر العسل ف شقة الستاذ ممد الزرقان ،أخوالستاذ عبد الرحيم
الزرقان حاكم هوكمان كان مثل .أنت عارف الشهر دخل ف ستة أشهر والستاذ ممد زعل قوى لا
.أنور رجع الفتاح .حاكم ال يرحه كان مشهور قوى بفعل الي
***
مضت ستة أشهر على خطوبة جيهان كنت خللا قد عودت نفسى على النسيان .ربا كانت هذه الفتة
هى أقصر فتة قضيتها ف النسيان .فراوية مثل الت كانت تشبه بصورة ما إيان حبيبت الول
أخذت من ما ل يقل عن ثلث سنوات وبعدها جاءت هالة الت أحسست للحظات وبالتحديد حي ابتسمت
ل ف اللقاء الرابع إن ابتسامتها تشبه إل حد ما ابتسامة إيان ومن أجل ذلك ظللت عامي ف
ماولة نسيانا أما إيان نفسها فقد أخذت تسع سنوات على نسيانا الؤقت دائما .وها هى جيهان
آخر أحلمى الفاشلة اضبط نفسى وقد شفيت منها ول أعد أفكر فيها ليل نار كاليام الفائتة
لكن ما كان أكذبن فها أنا ارتعش حي سعت صوتا للمرة الول خلل الستة أشهر .جاء صوتا به
رنة حزن وهى تدعون ف التليفون لزيارة الاجة لمر هام .كنت ف الطريق أحسب اليام والليال
الاضية بسرة وأل .فأنا الن ف التاه الذى ظللت أمنع نفسى عنه طيلة الشهور الستة الخية
وأمسك ب سعيدا بذا اللقاء وكأنن سأقابل قلب الضائع من .أكملت السادسة والثلثي وها أنا
أمسك بنفسى غرا غريرا كما يقول إليا أبوماضى ف إحدى قصائده كنت خلل الطريق أفكر ف
جيهان وكيف سأبدو حي ألقى عيونا وتنيت كثيا أن أحقق حلم الرتباط بواحدة هى أكثرهن شبها
بإيان .حي دخلت من الباب كان الو غريبا بالنسبة ل .فلول مرة أرى عمر وعليا وعثمان
أبناء الاجة نعمة متمعي ف البيت .كانوا يلسون على الكنبة مكان الاجة الفضل .فأين ذهبت
الاجة كنت قد عرفتهم من خلل اللقاءات التفرقة وكم حسدت الاجة عليهم يوم ذهبنا لتوديعها
ف ميناء السويس ف ناية العام قبل الاضى وربا حسدتم هم على الاجة نفسها ل أدرى .كان
الدكتور عمران خطيب جيهان يلس على كرسى بوار الباب الؤدى إل الجرات الداخلية للشقة
فجلست بواره بعد أن صافحتهم .كانت الوجوه تشى بفجيعة على وشك الدوث ل أعرف لاذا تيلت
أن تكون الفجيعة ف الاجة فتحية ذلك الرم الصغي .كنت قد عرفت منذ أيام أنا من ضمن الذين
قبلوا ف قرعة الج هذا العام وبعثت تلك البشرى عن طريق أخت ماجدة .ل يطر أبدا ف بال أن
تكون الاجة نعمة هى الريضة فهى ل تشتكى إل من الروماتيزم والروماتيد وهذان الرضي ل
يسببان الوت على ما أعتقد .دخلت جيهان مسكة بصينية شاى وأنا أفكر ف مصي الاجة فتحية
وأراجع شريط حياتا الت عرفتها من خلل الاجة نعمة ومن خللا أيضا .تعمدت أن أنظر ف الرض
ّ حي وقفت أمامى بصينية الشاى .خرج الرم الصغي وما إن وجدن أمامه حت سلم
وهى تسلم على
ّ وقبل يدى كعادتا .كدت أقع وأنا أتيل أن الاجة هى الريضة سحبت يدى من بي أيدى الرم
على
ّ أربع سنوات منذ عرفت الاجة أحسست خللم إن ال عوضن أمى الت فقدتا قبل معرفت با
مضى على
بوقت قصي .طلبت من على أن أدخل عليها فقال إن الدكتور ممد عمران معها بالداخل وبجرد
انتهائه من الكشف سوف ندخل سويا .استجعت كل لظات موت أمى وخلتن للحظات أعيشه مرة أخرى.
ما إن خرج الدكتور ممد حت صافحته وسألته عن صحة الاجة .كان وجهه يشى بكل شئ ورغم ذلك
سألته .كان جوابه متصرا ودقيقا وشديد الوطئ على قلب .طلبت منه أن ندخلها مستشفى
.العجوزة للشرطة لصلة قرابة تربطن بديرها لكنه قال بصوت هامس حزين
كان جواب شافيا وافيا عن الالة .تركته ودخلت .كانت بناتا الربعة وزوجات أبنائها يلتففن
من حول السرير وهى مغمضة العيني .ما إن رأتن حت طلبت من بناتا أن يتكون معها دقائق.
خرجن جيعا وتركون أمسك بيديها كانت تشبه إل حد بعيد أمى ف لظاتا الخية رحت أفكر .ما
الذى أملكه يعل الموات يوطون بثقتهم .يوم إن مات خال الدكتور عوض طلب من زوجته أن تتكن
معه لظات كانت كفيلة بأن ينحن أمانته .وكذلك أمى وأب واخت سعاد والن الاجة فما الذى
يدعوالوتى للوقوف جوارى .كنت أفكر ف المانة الت لبد ستحملها ل الاجة كباقى الوتى وهل
سوف أستطيع تقيقها كما فعلت مع الذين سبقوها أقتبت منها بناء على إشارة من يديها حت
غدوت أتشمم أنفاسها الليئة برائحة الوت سقطت دمعتان على خدها فلم تلتفت إليهما أوعلى
وجه الدقة ل تس بما .فكدت أجهش بالبكاء ولكن تالكت نفسى جيدا وسحبت يدى من يدها
- جيهان بتحبك وانت بتحبها هى قالتلى كده أول امبارح .فلوكان عندك مقدرة تفتح بيت
كانت المانة هذه الرة غريبة وصعبة .فدائما ما كان الموات يدعون للوقوف جوار أحبائهم
الذين هم أيضا أحبائى أما حكاية الزواج فهذا ما ل يدعون أحد إليه .ما الذى يب على
ّ
قوله .أنا لن أستطيع أن أفتح بيتا آخر .ويكفين زوجة واحدة كزوجت حت ل أفكر ف الزواج
مرة ثانية .أنا ل أنكر أنن مشدود إل جيهان بل أحبها ولكن موضوع الزواج هذا كان جديدا
بالنسبة ل .كنت أنظر إل وجه الاجة والفكار تتداخل ف رأسى وربا أحسست با يدور ف رأسى
.ومن أجل ذلك قالت بعد أن تركت فسحة من الوقت
- يا بن كل شئ قسمة ونصيب بس أنا كنت عاوزة أشوف جيهان سعيدة قبل ما أموت أبوها
بيدها وأنا أفكر .للحظات أحسست أنن أكاد أطي من الفرح ث جاءت صورة زوجت فجأة فأعادتن
- أنت ف معزة واحد من ولدى .ث سحبت يدى المسكة بيدها وقربتها من فمها وطبعت قبلة
عليها وحي ذلك وجدت الدموع البيسة فرصة للخروج بعد أن كادت تضيع ما بي أفكار الزواج
.وصورة زوجت
الدموع والسرة والل ف طريق العودة للبيت بعد ثلثة أيام شاركت خللم ف العزاء كنت أفكر ف
فيها بوار الاجة وأختها استمع إل حكايتهم وكيف استطاعت أن ترج ذلك العرض من فمها وهى ف
ما أن تعلن الساعة الثالثة صباحا من كل يوم خيس إل وتكون العربة قد ت إخراجها من الراج
وتكون ست الدار قد ارتدت ملبسها النيقة وف طريقه لركوب العربة .تبدأ الرحلة من الثالثة
تاما وتنتهى ما بي السادسة والثامنة .هذه الرحلة الت ظلت سرا على مدار سبعة عشر عاما
وكثيا ما هس با الدم دون أن يعرفوا أى شئ عنها ولكن تمينهم دائما ما كان ينطلق من نقطة
وحيدة .نقطة ل يكن الستغناء عنها أوتاوزها .دادة أم الي هى الوحيدة الت تعرف كل شئ عن
الرحلة وكثيا ما رافقت ست الدار ف هذه الرحلة .لكنها أبدا ل تقل شيئا كما أنا ف ذات
الوقت ل تنف شيئا أيضا .فعم مصطفى الناين والبواب ف ذات الوقت ،كثيا ما طرح أفكاره
أمام أم الي ،عن تمينات الدم ف رحلة المية ست الدار .كما يدعونا وكما يدعوها كل أهال
بولق أبوالعل وهى دائما ما تبتسم وتز رأسها بجرد أن يطرح عم مصطفى أفكاره .فل يعرف إن
كانت توافقه على كلمه ،أم تنفى ذلك .سبعة عشر عام بالتمام والكمال استمرت تلك الرحلة
الدم .حت جاءت كوثر الادمة الديدة والت استمرت ترقب الرحلة لدة عام واستمرت تمينات
قبل أن تقول لعم مصطفى هى المية بتوح في .هز عم مصطفى رأسه وتركها ومضى فلم تد أحدا
يشاركها لعبة التخمينات إل عباس .جرسون قهوة العلم كتكت الوجودة ف ناية الشارع بوار
قصر المية ست الدار .حكت له عن الرحلة وانتظرا سويا خروج الوكب يوم الميس وصدقا ما كان
يدور من تمينات .فها هى المية ست الدار ترتدى ملبس على "سنجة عشرة " كما قال عباس
وتركب عربتها وتضى ف طريق الطيئة .ورغم أن عباس رأى وسع عن المية ست الدار ما ينفى ذلك
،إل أن علقته بكوثر جعلت أفكار تتجه إل ما يلولكوثر أن تتحدث فيه .تردد عباس كثيا قبل
أن يقول للمعلم رمضان ولكنه عقد العزم وتوكل على رؤيته بعينيه وعلى كلم كوثر ووقف أمام
- .الست المية بتعتكوبتتزين وترج الساعة تلتة الفجر كل يوم خيس يا معلم
ل يكمل بقية حكايته حت عاجلة العلم بصفعة مدويه جعلت كل من يلس ف القهى يقف على صوت
وهويقول :العلم
العلم رمضان ،هوالبن الكب للمعلم كتكت ،الت تتصدر صورة كبية له صدر القهوة وصورة صغية
فوق الكتب ،عليها شريطة سوداء وتتها آية ،عن النفس الطمئنة الت تعود إل ربا راضية
ما إن لح العلم رمضان عربة الستاذ ممد المي على أول الشارع حت وقف وخطا خطوات سريعة
ووقف أمامه بالضبط .صافحه الستاذ ممد وأطمئن على أحوال السرة وحاول العودة لداخل
أمسك به ودعاه للحديث ف أمر هام ،ما جعله يتك العربة ويدخل إل العلم العربة ولكن
صالة القهوة وينظر بعيونه إل الصورة الكبية للمعلم .كان مازال يردد الفاتة حي جلس بوار
العلم ث نظر بعينه إل الصورة الصغية الت يعلوها الشريط السود وقال بصوت عال أمي .جاءت
:تنحنح رمضان وترك فوق كرسيه وكأنه زعيم على وشك إلقاء خطاب عظيم ث قال
- .أبدا ً.بس يا ريت تديها حسابا وتسيبوها تلقط رزقها ف حته تانية
كان خطاب الزعيم ل يفيد أى شخص .فقط كلمات ل تعن شيئا ً.كلمات تمل معان كثية لكنها ل
تمل إجابة شافية لذلك للسؤال .هى عملت إيه .وضع الستاذ ممد المي فنجانه بعصبيه فوق
كان الوضوع بالطبع مرجا ومن هنا أراد العلم أن ينهيه بأقل الكلمات ولكن عصبية الستاذ
ممد هى الت جعلته ينظر بطرف عينه إل الصورة العلقة فوقه ،ث نظر إل الصورة التصدرة لصحن
.القهوة وعدل جسده على الكرسى ،كأنه يفكر وقال بصوت تعمد أن يكون هامسا
انتفض الستاذ وتغي لونه ،ث طلب كوبا من الاء ما إن شربه ،حت استأذن العلم رمضان بعد أن
شكره وخطا خطوات سريعة ف اتاه العربة ولكنه عاد مرة أخرى وجلس بوار العلم ،الذى أحس
:بدى حزن الستاذ ومن أجل ذلك تنب مواجهه عيونه لكنه رد على سؤاله وقال
- ابدا كلم كده ليؤدى ول ييب .بس عيب .ث أضاف وكمان دى المية بتاعتنا ومش مكن حد
يقول تلت التلتة كام .حاول الستاذ أن يبدو طبيعيا ولكن صوته خانه فقال كلما ل يفهم منه
- أبدا .قالت ان المية بتخرج الساعة تلتة الفجر من كل يوم خيس ومابتجعش إل الساعة
- ً بتخرج الساعة تلته كل خيس ،تزور أولياء ال ،والكلم ده .من زمان
.المية فعل
انسحب الستاذ من أمام العلم ،الذى اكتشف السر وهويطوخطوات هادئة ورزينة .كانت ست الدار
تذهب إل أولياء ال منذ ما يقرب من سبعة أعوام .هذا ما يعلمه السيد ممد المي زوجها .أما
الن ،ومنذ ما يقرب من العوام السبعة ،ومنذ أن يئست تاما من موضوع اللفة ،فلقد صارت
تركب العربة ،وتبدأ الرحلة الدائمة ،ولكن بط سي جديد .فلقد كانت الرحلة تتغي كل أسبوع
.ترج ف الثالثة كعادتا على غي هدى وتر من الشوارع ل تعرف أين هى .كل ما كانت تعرفه أنا
لبد أن تقف أمام العساكر الذين يرسون اللت أوالشارات ،وتقتب من الواحد منهم وتدس ف
يديه شيئا ث تذهب لتبحث عن آخر حت تعود عندما ينتهى ما تدسه ف أيدى العساكر وف عيونا
أنت عارف الرحوم الستاذ احد عبد القادر اللى غن أغنية وحوى يا وحوى وكعادتا ل تنتظر
الجابة وأكملت ده .كان شقته فوق شقه البشكاتب على طول وكان انور بيحبه قوى وهوكمان كان
بيحب أنور وبيقول عليه ،دا ابن اللى ملفتوش وأنور كان بيندهله يا بابا أحد .ده بقى كان
ميحللوش السهر إل يوم الميس الول من كل شهر .بداية من الساعة 12بالليل ،أما الست تلص
ّر الوزة وأنا أقعد جنب الست بتاعته ويشرب حجرين حشيش صاف .أنا طبعا
وصلتها التانية .يض
كنت عارفة الشيش من الرحوم أبويا لكن الست بتاعته فكرتن مش عارفة الرية اللى طالعة إيه
وقالت ل :أن دى مستكة مطوطة على العسل ،علشان الرية تبقى حلوة ،أنا طبعا هزيت رأسى
ومرضيتش أحرجها .هويشرب الجرين من هنا ،ويعيد الوصلة التانية بتاعة الست .حاكم أم
كلثوم كانت بتقول أغنية جديدة وأغنية تانية ،دايا بتكون هى الغنية الديدة بتاع الشهر
اللى فات .الستاذ أحد يبدا من هنا وأى واحد يعمل حركة تبقى ليلته سوده .الستاذ أحد شرط
ّ كده من أول مرة عرفته وال العظيم الرجل ده كان بيغن ساعات كثية أحسن من أم كلثوم
على
.أنا مش بقول كده علشان سعته وش لوش .مش زى الست ،كنت بسمعها من الذاعة .ل .أنا ودان
منفعش يا بابا يبقى توحه تنفع .لكن أنا بقى عملت عمله ف أنور .بس إيه .هونفسه ماكانش
مصدق .أتفقت أنا والستاذ أحد إن أروحله كل أسبوع مرتي الساعة 9الصبح .الست بتاعته
كانت بتحضر الساعة الول معانا ،وبعد كده تقوم تعمل اللى وراها ،الستاذ أحد قعد يرن
ييجى خس تشهر ،وبعد كده اتفق مع جعية من بتوع العمال أو العمالية ،مش فاكرة وخدن أنا
وأنور ،وهو ميعرفش طبعا ،ورحنا القاعة بتاعت العمال ،وطلعت على السرح وغنيت أغنية":
أغن أغنية عن شهر رمضان .وفيها كده مقطع بيقول " :يا شهر رمضان يا غرة الشهور" والبيت
التان مش فاكراه قوى .لكن أنا فاكرة حكاية الغر دى أنا جيت عندها ،وهات يا ضحك ،إيه
دخل أنور على فتحية الت كانت مرتدية قميص النوم اللبن .كان يمل ف يديه كيس ورق مليئ
بالكمثرى ولفة با نصف كيلوكباب من عند "الركيب" ومعها سلطة الطحينة وسلطة الطماطم ،على
- أبدا الواد الريسي الرمه .ضيع من فرصة العمر ،بعدما حفظت الدور صم ،قال للمخرج
إنه فيه وجه جديد مكسر الدنيا ومكن يقوم بالدور بتاعى .الخرج قاله خلص أنور كويس وأنا
مواعده بالدور ده بقاله تلت سني .قاله ده واد حلوقوى وطالع زى الصاروخ .فالخرج قاله
نشوفه .وقال ل :متخافش يا أنور ،الدور بتاعك .لكن ده كلم .الدور راح راح .شكل الواد
- انت اتننت .ده كان واكل وشارب ييجى سبع قزايز بية وكاسي ويسكى وقبل كل ده وده ،
- ل تتغمى ول حاجة وبعدين النهاردة الميس الول ف الشهر .إيه رأيك نروح عند بابا
.أحد وبالرة نعدى على البشكاتب ونشوفه عامل إيه ف الوازة بتاعته
- .وال مان عارفة يا أنور ،البشكاتب اتوز بعد أمك إزاى
- يا ست الاجة ماتت من أربع سني والبشكاتب رجل دوغرى .ميعرفش الرام وبعدين أحسن
- احنا ربنا ساترها معانا ،وبعدين بين وبينك .ل ورا ول قدام .البشكاتب راجل عايق
من يومه .يعن الاى على قد اللى رايح .زى بالضبط ول تفتكرى أنا طالع لي .يا لل بسم ال
توته
ل أحد يعرف على وجه الدقة مت جاءت .البعض يقول أنا كانت ابنة الواجه "جان عيد" صاحب
مصنع الزجاج وفيل"ا أبوكلبه" الذى بن مكانا مبن الذاعة والتليفزيون والبعض الخر يقول
انا كانت إحدى حكيمات مستشفى فؤاد الول ،الت سيت بعد ذلك بستشفى فاروق ،ث مستشفى اللء
للولدة ،وقليلون يقولون أنا مثلة فاشلة ظهرت ف أفلم قليلة ف ناية الربعينيات حت منتصف
المسينيات ،توته الرأة الت تبلغ من العمر ما بي الامسة والستي والسبعي والت تلس ف ظهر
مستشفى اللء ،وتضع أمامها ترابيزة عليها بعض النتيكات .البعض يقول انا يونانية ،والبعض
يقول أرمنية ،وآخرون يقسمون بال .إنا إيطالية ،جاءت تبحث عن جسد ابنها ف منطقة العلمي
بعد انتهاء الرب ولكنها عشقت مصر وعملت لفتة كممرضة متفة ولكنها ل تستمر ،لنا مصابة
لن يريدها وأرمنية لن يدعى ذلك .تأتى ف التاسعة ،تمل الشنطة القماش على كتفها ما إن
يراها عباس صب قهوة العلم كتكوت ،حت يأتى بالتابيزة والكرسى تضع الشنطة القماش بدوء
على الرض وترج منها الفرش الستان ،الذى ل يتغي لونه منذ وضعته فوق التابيزة للمرة الول
،ث ترج النتيكات واحدة واحدة وتنظفهم جيدا بقطعة من القطيفة السوداء وحينما تنتهى من
رص القطعة الخية يكون عباس قد جاء لا بورقة ملفوفة تفردها وترج منها الفطار الذى ل
يتغي على مدار خسة وعشرين عاما حت الن رغم تغي عباس بأحد وإساعيل وحسن وأخيا كتكوت
الصغي .نصف سندوتش مرب بالقشده ونصف جبنة رومى ،ل ترد على أى مشت
ٍ طالا تأكل وحي يصمم
أحد الشتين على إخراجها من حالتها ،تغي اتاه الكرسى وتعطيه ظهرها وحي ذلك لن يد مفرا
من النسحاب أوالنتظار إذا كان متاجا لحدى التحف .تشعل سيجارة مع كوب الشاى وما إن
تنتهى من السيجارة ،حت تضع على رأسها طاقية من الوص وتسرح بعيدا ،ل يرجها من شرودها إل
وقوف أحد الزبائن أمامها للسؤال عن السعر .لظتها تتأكد من السعر ف رأسها وتقوله دون
اعتناء .ترفض الساومة على السعر ،حت لول تبع أى شئ طوال اليوم .كل حاجة وليها سعرها
وميعرفش يسعرها إل اللى يقدرها هذا هوجوابا الدائم على كل من ياول الساومة .تقولا
بلكنة تتماهي دائما مع وجهها الحر .ينسحب من أمامها من ل يريد الشراء .زمزمية الياه
الستقرة تت التابيزة دائما با ما يروى الريق ويعيد الدوء الفتقد بواسطة أحد الشتين.
توته هذه التف حولا كل أهال بولق ظهر اليوم .لتعتف للمرة الول منذ جاءت إل مصر أنا
بصوت مسموع حت نظرت الست أحلم اليه وكأنا تؤنبه ،لكنه التفت ال أنعام وهو يقول لا
.بصوت تعمد أن يسمعه للست احلم الت كانت عيونا تتابع الوقف
- .تغي وجه انعام وامسكت بيد حسن وهى تقول له
- والنب علشان خاطرى يا بو على عدى الليلة على خي ،احسن انا معرفش ليه قلب مقبوض
- :امسك حسن بيد انعام الت كانت مسكه بيده وقربا اليها وقال
- علشان خاطر الوارد ياست ام زغلول ،ول انت هاتسمى الواد اللى هيجى بعد تسعه اشهر
.آيه
احر وجه انعام وحاولت سحب يديها من بي ايد حسن الت كانت تقبض عليهم باصرار ولكه ل
.يتكهم واضاف
كانت الملة كفيلة بان يستجمع انعام كل ارادتا ،و تسحب يدها من يد حسن الت تركتها بعد
:انتبه حسن على ضحك العازي وصوت عبد ال الامؤر وهو يقول له
- كان انور بالفعل يبدو عليه علمات السطل ،فحركته الدائمة وهو يسك اليكرفون تدل
:على السطل ،واشارته ايضا ،ومن هنا ضحك حسن مع انعام الت اشارت على عزت وقالت
- .مش عارف .بس انور فعل اتسطل وباين على ابو ركبه أنه هيقع وهو بيقوله حاجه
- امش روح حاول تنزل انور بالراحة وخلى ابن القحبه عبد ال يسك ابو ركبة لنه ضاع
.خالص
انسحب ممد من امام حسن وهو ليدرى ماذا يفعل ،فهول يستطيع ان ينزل باانور من فوق خشبة
اطرافه ،وقف امام خشبة السرح وهو يبتسم لنور ث راح يهتز طربا وانور يشر عليه .نادى
ويبدأ ف سرد حكاية التفاق .وقف حسن ليدرى ماذا يفعل .كانت الكلمات ترج سريعة من فم
انور تدد كل الشياء .جلس حسن على الكرسى واضعا يديه بواره وكأنه ل يدرى ماذا يفعل ف
كلمات انور الت فضحت التفاق ،ما ان انتهى أنور من سرد حكايته ،حت رأي السيد زغلول
يعتلى السرح بطريقة اذهلته .خطف اليكرفون من يد انور الذى انسحب بعيد بعد أن سنده ممد
جورج نزل العريان بعد ان القي بيانه الذى كان متصرا ومفيدا ليسحب انعام من جوار حسن
.الذى كان مازال يضع يديه بواره تاركا عيونه تبحث عن أشياء كثية ل يعلمها ال ال
كومبارس
- :قالت ل
- مسيك تشوف الفلم اللى مثلها قبل سنة . 50هو طول الفتة دى ليطلع عسكرى ليطلع
حرامى .ليطلع صاحب واحد منهم .ماعرفش الكمة ف كده ايه الفيلم ده .عسكرى يبقى اللى
بعده حرامى على طول .كان بياخذن من ايدى ويدخلن العربية بتاعة المثلي نرة 2ها
بيقولوا عليهم الكومبارس .لكن أنور دايا كان بيتخانق معاهم ويقول لول المثلي الساعدين
ما يعرفوش يعملوا فيلم خالص .رحت معاه استوديو الهرام واستوديو مصر ورحت معاه
اسكندرية .كل حته كان بيشتغل فيها بعد الواز وتكون بعيدة أروح معاه على طول .بس كان
ّ قوى .مرة الرحوم عماد حدى قال ل :ان مكن أمثل كويس وسلم على
ّ واتكى على إيدى بيغي على
وأنا وشى اتغي وهو كان ماسك ف ايده حاجة ساقعة رمى القزازة ومسكن وحطن ف العربية
وقاللى ما ترجيش من هنا وف اليوم ده قعدت ف العربية لوحدى من الساعة تسعة الصبح لغاية
حداشر بالليل .بس الشهادة ل ،كان يأخذ ف الفيلم اللى فيه النصيب ،نرجع من غي مليم
واحد يوحد ربنا .عمره ما عمل حساب لى حاجة .علشان كده يا دوبك وقع ف الفيلم الخي
ورجله انكسرت ومكنش فيه دكتور كويس لغاية ما نزلنا القصر العين ،بعد تلت تيام كانت
رجله اتشمست ولزم تنقطع .هو عرف كده وبص ناحيت بصة لغاية دلوقت فاكراها .معرفش مي جاب
له البشام اللى انتحر بيه .بس بين وبينك ماكانش ينفع أنور النستل العايق يشى برجل
واحدة .ده كان عايق والفيلم اال ميعجبوش ما يثلوش .أنت عارف ،قبل الفيلم الخي كان
خلص هيعمل دور كبي مع الخرج الكبي بركات .كان هيمثل زميل الستاذ أحد مظهر ف فيلم مش
فاكره أسه آيه وكان بيتعلم اللعبة اللى بيضربوها على التبيزة اللى أسها بلياردو ،وكان
ابتدا يفظ الدور قوى .لكن القدر سقنا احنا الثني وانتحر ،عارف انت لو جيت السبوع
وهى تسألن عن فيلم أربع بنات .كان من الواضح أنا تسك بيدى اليمن بغي ضمي بالرغم من ذلك
هزتن بعنف .حت كدت أبعدها بعنف ولكن آثرت السلمة ل تشغل بال يدها هذه حت كانت تلك
- .الستاذ سعيد طلعلك كارنية التأمي ،يعن مكن تروحى أى مستشفى
كنت قد حاولت سحب يدى ولكن قوة أكب من حجمها ومن مقدرتى جعلتن مستسلما تاما ليدها كما
أن ملمس ريقها على يدى جعلن مدرا ول استطيع الكلم أوحت سحب يدى من يدها الت ل تعد تلك
القدرة الرافية الت أحسست با ف بداية اللحظة ،أمسكت بكارنيه التأمي ث قبلت صورتا
:الوضوعة عليها وانسحبت كعادتا دون أن تتكلم كلمة واحدة ،ث عادت مسرعة وقالت
- قصدها يعن أنا عازماك تتفرج على الفيلم معاها قالت ذلك الاجة بعد دخول فتحية
- ابدا دى فيها خسة جنيه قدية من يوم ما رجعت وهى ماسكاها ف ايديها حت لا جىجى
بتحميها بتكون ماسكاها برضه .وياما غلبت معاها إنا تسيبها أبدا وكأن ايديها ماتت
عليها .السنة اللى فاتت العيال ولدى صمموا أن أروح معاهم الصيف .روحنا وسبناها ،بعد
أما غلبت مايلة فيها أنا تيجى معانا أبدا .وصيت عليها الست حسنية بنت أم أحد الصعيدية
حاكم هى اتوزت ف الدور اللى فوق ماجدة اختك ،اللى كانت لسه ماسكنتش هنا ورحنا الصيف
رجليكى ،وأنا طاوعتهم بعد الست حسنية ماحلفتلى على الصحف قدام أمها الست أم أحد حاكم
أم أحد دى عشرت عمر ،جات الشارع ده وأحد ابنها عنده أربع سني ،دلوقت بسم ال ما شاء ال،
أحد له ولد على وش جواز .أنا كنت خايفة لسن تطلع ف دماغها تسيب البيت وتطفش تان والرة
دى ال أعلم بقى هتجع تلقين ول إيه .حاكم هى قعدت تن سني طفشانة ،قصدى ف الولد ،وال يا
بن الفكرة دى ما خلتن أشوف ل بر ول رملة .العيال كانوا بينزلوالبحر وأنا قاعدة ف الشقة
وعمر وعلى يبوسوا رجلي ،انا كنت بافكر ف توحة ،حاكم لوهى راحت تاني وإدروشت مفيش حد
هيجعها .الاج ممود ومات والعيال كل واحد شاغله الدنيا ودى هي إل بقيال من رية أمي
وأبويا وانت أهوشايف صحت أنا لؤاخذة لا أحب أدخل المام ،عاوزة اتني يقوموني واتني
يقعدوني .علشان كده السنة دي أما راحوا الصيف أنا مرضتش اسيبها أبدا والبكة ف الست
أختك أم شريف ،ربنا يستها ،بنت أصل بصحيح عملت أكت من اللي بتعمله جيهان وعندها صب ألف
مرة عنها ،أنا نفس تيجى يوم المعة وتشوف الغارة اللي بتعملها جيهان وتوحة علشان خاطر ل
مؤاخذة مسألة الموم الناس وال يابن بتتفرج علينا .عارف أنا رجعت من الصيف وأول ما
شافتن هات ياشتيمة من النقي يا خيار ،تلت ساعات متواصلي وف الخر كل ده ليه .علشان الست
حسنية حاولت تاخد من إيدها المسة جنيه وهي بتحميها .قولتلها يا توحة ،خدي من خسي جنيه
وبلش الفضايح .راحت مصوتة ومصممة تشي .العيال كانوا راجعي تعباني قعدوا يسكتوها أنا
تسكت أبدا وشوية وقالت لنا امشومن الشقة .دى شقة أمي .أما راحت عنها الالة قولت لا إيه
حكاية المسة جنيه دول يا توحة .بصتلي كده وراحت هزت دماغها بدوء وبعدين بسرعة وراحت ف
دينيا تانية ،اكت من ساعتي ،شوية تدمع وشوية تضحك ،شوية تقرأ القرأن ،شوية تنزل على
الرض وتسجد وهي بتدعى ،أنا بين وبينك قلت أنا غلطت علشان سبتها عشر تيام لوحدها وقعدت
أأنب نفسي وأول مارجعت لعادتا تاني ،راحت ماسكة أيديها وبوستها وحلفتلها إني مانزلت
البحر ول شفت ساعة راحة من ساعة ماسبتها وخدتا ف حضن وقعدنا نعيط شوية كتي والعيال
قاعدين يتفرجوا علينا ،اللي يألس ،واللي يضحك ومرة واحدة قالتلي :البت حسنية كانت
عاوزة تسرق فلوسي ،وعلشان كده أنا منمتش بقال تلت تيام ،وحطيت السكينة تت الخده علشان
لوغمضت وهي جات تسرقن ،أضربا على طول وسكتت شوية وقالت ،انت عارفة المسة جنيه ديه مي
اللى إدهال ديه من عند بنت بنت النب .هي اللي إديتهال وقالتلي خليها معاكي أمانة لغاية
مااطلبها منك ،واوعي حد يسرقها ،لسن اموتك على طول .أنا سعت الكلم ده منها وقلت
الطوفة رجعتلها تاني وقلت عوضى على ال أهوزي ماخد أبويا وامي والاج ممود أهوهياخد كمان
كنت جالسا على مكتب ف الريدة ،حي جاء صوتا يعاتبن على غياب الطويل .تججت بالعمل
- اللى على على يا أستاذ .بس الاجة نفسها تشوفك وخالت توحة بتقولك إن فيه فيلم
حاولت العتذار ولكن نبات صوتا الت أحسست من خللا أنا تريد أوتتمن أن تران مثلما أتن
كانت تعرف بالتأكيد مقدار ما أكنه لا .فلقد كان لا قدرة على قراءة عيون أكثر من قدرتى
على اكتشاف ما يدور ف عيونا الساحرة .وضعت السماعة وأنا أكاد أطي من الفرح .كانت اليام
الت ل استطع رؤيتها نتيجة خطأ غي مقصود من ماجدة أخت أيام مريرة بالنسبة ل .ففى اليوم
الخي عندما كنت عائدا من شقة الاجة نعمة وجدت ماجدة عندى ف الشقة وبجرد أن دخلت وأخذتا
ف حضن راحت تعاتبن أمام زوجت عن معرفتها بذهاب إل شقة الاجة أم عمر دون الرور عليها.
حاولت أن أتجج بضيق الوقت ولكن أخت قالت ل دون أن تنتبه أنا تضع فتيل قنبلة انفجر بجرد
- وقت أيه دى ،جيهان قالت ل أنك قعدت تلت ساعات عندهم ،يعن نص ساعة لختك مش هيخرب
.الدنيا
وعندما خرجت من باب الشقة كنت قد أعددت سيناريومكما ودقيقا قبل انفجار القنبلة الواضحة
ف وجه زوجت والت أحست با ماجدة بجرد خروج الكلمات من فمها وحاولت كثيا إصلح ما أفسدته
ولكنها زادت الطي بله كما يقولون ول تد مفرا من العودة إل شقتها رغم أنا كانت تعرف أن
عيد ميلد ابنت الصغية ف اليوم الثان وكانت قد اتفقت مع ممد علي زوجها ،على البيات
لساعدة زوجت ف صنع اللويات .ل يبد على زوجت أنا استاحت لكل أحداث السيناريوالكم والليئ
.بالأساوية الفرطة ف أحوال عائلة الاجة نعمة وأختها ،وكان سؤالا الخي واضحا وصريا
- أفهم من كده إنك خلصت مهمتك القدسة وطلعت كرنيه تأمي للست فتحية دى والوضوع
.انتهى
.كنت أبدوصريا تاما وسريعا ف الرد بثبات جأش كما يقول الزواج عادة
ً
- .يعن مالوش لزمه حكاية مرواحك عندهم وقعادك تلت ساعات مع الاجة وجيهان
.حاولت التملص من الوعد الذى أرادته زوجت ،فقلت بعصبية واضحة لكل ذى عيني
- جيهان إيه وتلت ساعات إيه .إيه اللى حود رأسك ف السكة دى ،دانا باعمل حاجة لوجه
.ال
.قالت دون أدن التفاتة إل عصبيت الت بدأت لا مثلة أوغي مقنعة على الطلق
- أنا باسأل سؤال واضح ،الوضوع خلص بيه بشره يعن خلص؟
- .المد ل
ودخلت إل الطبخ ،وعادت لتحمل الصغية بي يديها ،وهى تقول لا بصوت تعمدت أن يكون هامسا
.أشعلت سيجارة وبدوت كمن ل يسمع شيئا فأضافت بنفس نبة الصوت
- دا ف عيد ميلدك الثان وعمل كده .أمال ف السابع هيعمل إيه ،مش بعيد القيه داخل
كان أبوممد يبدوعليه الشحوب والرهاق فطلبت منه أن يلس على حافة السلم ،أمسكت بيده
الضعيفة وأجلسته على بسطة السلم الرخام ،فدعان للجلوس جواره فجلست .كان ممد زوج أخت ما
- هوممد ابنك قاتل علشان تقول كده .ده موضوع بسيط جدا وهيخلص دلوقت وهناخده ونشى
.سوا
ورغم خبتى القانونية البسيطة .بل الضمحلة .كنت واثقا كل الثقة وأنا أقول لب ممد هذا
الكلم وكانت منابع الثقة متعددة .فأول ممد الذى هوزوج أخت برئ تاما من هذه التهمة
اللفقة له .ثانيا إن الامى الذى معه ،قال عنه الرجل الذى نثق به أوالفتض أن نثق به ،
.لنه نسيب ممد .إنه رهوان وحي سألته عن معن رهوان .قال دون أم ينتبه إل تفاصيل وجهه
- .ده من عشر سني آخر مرة شوفته كان لبس الروب السود ورهوان ف الكمة
:قلت له لوضح المر ل .يعن بيجرى من القاضى ول بيجرى ف الكمة وحي ذلك نظر ل وقال بدة
سكت وأنا أبث عن أى شئ مشتك بي الرهوان واللبلب وأخيا انتهى بثى عن تسرب بعض الثقة
الفتض وجودها ف ذلك الشخص القريب الصلة بحمد زوج أخت .أما ثالث منابع الثقة فقد قلتها
لوالد ممد بفخر وعزة وثقة عمياء .دى نيابة يا عم على .يعن مش القسم .هنا بيت الغلبة ول
أكمل الملة حت قاطعن رجل يبدوعليه أنه ل يتجاوز الربعي إل بعام أوعامي على الكثر وقال
:بتهكم
انتبهت إليه ،كان يلس على الرض أمامنا مباشرة وبواره عسكرى .أخرجت علبة سجائرى وأعطيته
واحدة وأخرى للعسكرى وأنا أمنحه معها لقب صول .أشعلت لم وجلست بوار عم على الذى كانت
الدموع تتلل ف عينيه الواضح عليمها مدى السهاد والعذاب والقلق الذى عاشت فيهم ساعات
مضت منذ جاء الضابط ومعه الخبين وأمسكوبابنه ممد مساء أمس .كان ل يعرف غي أن الهندس
الذى اشتكى ممد هوأخوضابط الباحث ومن أجل ذلك لن يرى ممد النور بعد الن ولبد سيوديه
وراء الشمس حسب تعبيه .وبالتحديد كان موضوع أن الهندس أخوالسيد رئيس الباحث هوأهم
منابع الثقة بالنسبة ل فإن كان الهندس له أخ ،رئيس مباحث .فمحمد له ال .الذى يدافع عن
.كل مظلوم
هكذا خرجت العلمة من فم والد ممد .ففى اللحظة الت انتهى فيها بثى عن أهم منابع الثقة
بأن ال هوالذى يدافع عن الظلومي ،خرجت الكلمة من فم أب ممد لتعلن أن ربنا كبي .تلمل
- .أيوه ربنا كبي .ولكن فيه كبار برضه ف الدنيا معرفش سايبهم ليه
- ربنا يهل ول يهمل يا أخى وكل واحد وله ساعة وبعدين دولة الظلم ساعة ودولة العدل
رئيس مكمة اليزة .لبس جلبية مقطعة وجاب كوزين درة مشويي وقعد يبعهم ف ميدان العتبة.
شوية وجم بتوع البلدية وخدوه وسي وجيم .رد على البيه الضابط بكلم واحد بيفهم ف القانون
يعن نص نص .الضابط طبعا معجبوش الكلم بتاع الراجل اللى لبس جلبية مقطعه وهومش عارف أن
اللى قدامه ده ممد بيه العدوى على سن ورمح .راح موله على شرطة التسول وهناك عملوله فيش
وتشبيه وطبعا روقوه بناء على توجيه السيد الظابط والرجل استحمل علشان يشوف أخرتا .بعد
ييجى اسبوع عرضوه على النيابة اللى الستاذ بيقول عليها بيت الشعب .آنست يا بيت الشعب.
شعب إيه يا أستاذ اللى بيته هنا .دى حيا ال سيع الشعب .بس سيع لمؤاخذة على قد اللى
قدامه .يعن يسمع كويس للكبي ويدوبك وصلة واحدة ،أووش الكلم من الغلبان تقول بيت الشعب
.على رأى الست .شعب إيه اللى أنت جى تقول عليه وبعدين ما شعار الشرطة أنا ف خدمة الشعب
،وأنت وأنا وأى واحد عارف الشرطة بتخدم الشعب فعل .بس لؤاخذة ،بتخدمه على قفاه :الشعب
اللى بد بد ف بلد بره .مش هنا الهم ممد بيه العدوى دخل على وكيل النيابة وكان كده عنده
يى سبعة وعشرين سنة ،يعن عيل من دور ولده .قرأ الضر اللى كان معمول تام وبعدين سأله
كام سؤال وف الخر إدالوأربعة حبس .استحمل الرجل كالعادة علشان يعرف العدل والقيقة
ويشوف إيه اللى بيتعمل ف الجز ورجع تان لوكيل النيابة أول ما شافه إدالوأربعة استمرار
.الرجل طلب منه يش لرئيس النيابة .ضحك وكيل النيابة وقال عليه منون وطلب من العسكرى
أنه يأخذه من قدامه ،قبل ما يوله على مستشفى الاني .الرجل طلع بره ف الطرقة وهات ينادى
على رئيس النيابة ولظه اللو،سع رئيس النيابة صوته ،فأمر بدخوله بعد ما أتلطش من
العساكر على الخر دخل والدم عمال يشر من بقه وال العظيم رئيس النيابة أول ما شافه قام
على حيله وضرب له سلم جهورى ،والعسكرى اللى كان ماسكه ،بقى وشه ميت لون ،مش عارف إيه
ده اللى رئيس النيابة ضربله تعظيم سلم .شوية ودخل وكيل النيابة على رئيس النيابة ،لقى
الرجل قاعد وحاطط رجل على رجل وقدامه القهوة ورئيس النيابة قاعد جانبه وعمال يعتذر
وكيل النيابة اللى كان عامل فيها ديك رومى وياما هنا وياما هناك خرج جرى ،بعد أما عرف
أن الراجل ممد بيه العدوى ومارجعش تان خالص والرجل خرج بعد ما نضف النيابة والقسم وقعد
ييجى تلتميه ف بيوتم .ضباط على عساكر على مبين ورجع تان الكمة وتنه خس سني يدى براءة.
مدرات براءة .قتل براءة .سرقة براءة .كل حاجة براءة .ليه .علشان شاف الظلم اللى بيحصل
جوه .هوده العدل فعل .مش تقول دولة معرفش إيه ساعة ودولة إيه لغاية آخر ساعة .آخر ساعة
دى يا متم ملة .يعن جرانيي .يعن من الخر كلم ف كلم .لكن العدل فعل مش كلم .أنا مثل
ً
معتف أن قفشت ف بزاز البت .لكن اغتصاب ل .ونفسى وكيل النيابة يسمع كلمة واحدة .نفسى
يرفع البصمات من على الطواة اللى بيقولوا أن اغتصبتها تت تديدها وال العظيم تلتة
الطواة دى طلعها فتحى حلوة من درج الكتب ،وقال للبت هى دى الطواة مش كده .البت
اتلجلجت .قام واقف على حيله وقالا انت عليكى تقول هى دى الطواة بس .حاكم فتحى حلوة ده
وش آذيه وحلف بأمه وابنه إنه يفسحن عشر سني .إن شاء ال يعدم أمه وابنه ف ساعة واحدة.
فتحى ده بلوكمي الباحث .بس إيه يعمل الضر ميخرش اليه .ل تقول رئيس الباحث ول العاون
حلوة ده بقاله 36سنة شغال الشغلة دى .يعمل الضر من ورقة واحدة ييب خسة مستيح .ابن
الكلب عمل ل مضر من 15ورقة .عارف يا أستاذ ها لوسابون أقعد مع البت خس دقايق قبل
ماتدخل لوكيل النيابة .أنا كنت عملتلها غسيل مخ تام وخليت الاجة تروح ليهم البيت
وأتوزها وأعيش معها ف الو والطراوة ،بدل ماهاعيش عشرة سني بسبب فتحى حلوة منفوخ على
بقى يا أستاذ .أدين خليت الراجل الكبي ينسى شويه حكاية ابنه .حي ذلك نظرت إل عي عم على
فوجدته مشدودا تاما إل وجه الالس أمامى وف عيونه علمات كثية ل اتبي مغزاها وإن كانت
كلها تنتمى إل البار بذا الرجل الذى سوف يدخل السجن عشر سني ويضحك هكذا .وربا كانت هذه
النظرة هى عدم التصديق أوأى شئ آخر ل أعرفه .حي سعنا الرس الواضح وقفت وخطوت خطوات
مسرعة كان العسكرى يسك بيد ممد ويرج ومن بعيد رأيت وجه عم على ،الذى كان يبحث ف عيون
.عن كل منابع الثقة الت تلشت بجرد ظهور الرهوان مرتديا البلطوالسود ومنكس الرأس
قلب دليلى
بجرد أن دخلت إل شقتها ،اعتذرت ل عن الشكلة الت وضعتن فيها .حاولت التخفيف من هذه
- أنا عارفة مراتك كويس .بس ورحة أمك أنا ماكانش قصدى .لوكان اتقطع لسان كان أحسن
.ما عكنن عليك
ضممتتها إل صدرى ومسحت بعض الدمعات الت وجدت الفرصة أمامها للنزول وطمئنتها تاما على
- الست الاجة أم عمر عازمانا على العشا أنا وأنت وممد على .لكن أنت عارف ممد
التجارة واكله دماغه ومش فاضى غي لكتابة شيكات على الناس ومش هيجع كالعادة قبل الساعة
واحدة .حاولت التحجج ببعض الشاكل البسيطة الت بدأت تظهرف العدة ولكن جيهان الت كانت
تقف ف البلكونة ،حي دخول إل النزل وفتحت الباب وكدت أن أجرى إليها وأضمها بي ذراعى
ولكن دخلت مباشرة إل شقة أخت حت أستطيع السيطرة على دقات قلب ،الت كانت أسرع من
متوالنفاق ،ل تقتنع بتلك الشاكل ووضعت أمامى نصف أنواع اللحوم المراء والبيضاء الوضوعة
على السفرة .كنت أبث ف عيون ماجدة عن منفذ صغي لتوترى الظاهر وعن مرج لذلك الشوق الذى
ب وربا تباركه وأحسست أنا تشارك فيه .فلبد أن جيهان تكلمت معها ومن أجل ذلك حاولت أن
تأخذ عيون الاجة أم عمر بعيدا حت ل تلحظ هذه العلقة الت بدأت ف غفلة منها وهى الدربة
تاما لعرفة تلك الشياء .هذه العلقة الت ورطت فيها نفسى بكامل إرادتى وأصبحت الن
بالتحديد .أخاف على افضتاحها وأندم على عدم القدرة على اتامها .أخرجتن الست توحة من
حالة الرتباك والتفكي والندم .حي دخلت علينا ،كان شعرها مضفرا كعادتا ضفائر صغية تظهر
من تت الطرحة البيضاء وترتدى جلبابا أبيض نظيفا وتسك بيدها سبحة طويلة ،حباتا خضراء
.قبلتن ف يدى كعادتا وجلست جوارى على الكنبة فصرنا ثلثة وأمامنا تلس على وسائد صغية
جيهان وماجدة .كانت جيهان تنظر ف الرض منتظرة فرصة صغية لتضع عينيها ف عين مباشرة
للحظة ث تدعن أدخل بوابة الندم اللنائية .وقفت الست توحة منذ الشاهدة الول للفيلم "قلب
.دليلى" وأشارت على وجه أنور الذى كان قد غدا ل شبه مفوظ
كان هو أحد أفراد العصابة الكونة من استيفان روست وفريد شوقي ومموعة بينهم انور وما إن
عادت إل الكنبة بعد أن أشارت اليه ،حت قالت بصوت أشبه بالدعاء – الفيلم دى صورناه ف
استوديو مصر والناظر الارجية ف الفيوم ،الست أحلم أم أنور ماتت فيه ال يرحها .كانت ست
ول كل الستات .كانت عارفة إن انور بيحبن وكانت فرحانه قوي بيه .أنت عارف الستاذ أنور
وجدي عزاني فيها والست ليلي مراد وكل اللي كانوا شغالي ف الفيلم .أنور كان بيعمل ف
مشهد التليفون اللي هاييجين بعد شوية .دا كان تاني منظر على طول ف التصوير .رغم إنه ف
آخر الفليم .أنت تفتكر أنم بيصوروا الفيلم ورا .بعضه زي مابيظهر على الشاشة كده .ل
.دا مكن يصوروا مشهد النهاية أول حاجة .الهم كانت الست ليلي ،ماسكة التليفون وقاعدة
تتكلم مع أنور وجدي ورا الزير ،وأنور بيلعب فريد شوقي كوتشينه .وعمالي يشربوا ويسكي.
انت عارف استفان روست ،كان مبيضاش يشرب العصي اللي حطينو ف الزايز ويقولوا عليه ويسكي
ف الفيلم .كان لزم يشرب ويسكي حقيقي وكان يرمي القزايز اللي مليانة عصي ويقول أنا بثل
بد .ال يرحه بقه .أنور ماكاتش بيعيد أي مشهد يعمله ابدأ .دايا حد غيه هواللي يكون
السبب وف اليوم ده فريد شوقي خلهم يعيدوا الشوط أربع مرات .هو اسه كده الشوط .وف
الرة الامسه لقى الباشكاتب قدامه .بص شافه وهب راح صارخ وقال يا حبيبت يا أمه .أنا
ماكنتش لسه اتوزت بس كنا بنحب بعض واي فيلم يشتغل فيه أبقى معاه .أنا ماشفتش البشكاتب
أما دخل .أنا فكرت أنور اتقمص الدور ،رغم أني كنت شايفه الشوط قبل كده اربع مرات ومع
كده أنا اكسفت قوي .حاكم دى كانت أول مرة البشكاتب يش رفن مع أنور حطيت وشي ف الرض
وهوكمان معرفش شكله كان عمل كده ليه .أنا ماكنتش أعرف أن الست أحلم ماتت ال يرحم الميع
.دفناها وتاني يوم أنور كان بيعيد نفس الشوط اللي هتشوفه دلوقت .ث وقف وخطت خطوات ف
أتاه الشاشة وأشارت عليه .كان يلعب الورق مع فريد شوقي ويشرب الكأس ث يعيده ومن بعيد
يأتي صوت ليلى مراد وهى تسأل انور وجدى نفس السؤال الذي يظهر ف عيون جيهان .رغم علمها
.التام .منذ اليوم الول لتعرف عليها ،أنن متزوج وعندي طفلة صغية
***
كانت تلس على الرض واضعة الطشت النحاس بي رجليها ،حي دخل عليها إبراهيم مسرعا وقال لا
.
.أبويا عمل حادثة بالتاكس -
ضربت بيدها على صدرها وحاولت النهوض ولكن الطشت الليء بالياه واللبس أعادها مقدار
السنتيمتات الصغية الت أرتفعتها عن الرض .فعادت بؤخرتا قليل على الرض وسحبت أحدى
قدميها ووقفت وهي ل تعرف ماذا تفعل .امسكت بالطرحة وخرجت مسرعة إل شارع بولق .كانت
كالنونة ل تعرف أين تضي .سعت من بعيد من ينادي عليها .كان البشكاتب النستل مرتديا
جلبابا أبيض ،وقفت وهي ل تعلم ماذا يريد منها .كان أبراهيم يقف جواره فعرفت انه عرف
بالادثة .طلب منها أن تنتظر ثواني حت يلبس القميص والبنطلون وقفت حائرة ل تعرف ماذا
تصنع ،هل تري حيث ل تعرف ام تقف هكذا .كانت الثواني تر بطيئة وهي تلتفت يينا
ُ ويسارا
جاء الباشكاتب وجدته أمامها مباشرة ،رغم أنا كانت تنظر إل البيت الذي سيخرج منه ،والذي
هو ف ذات الوقت بيتها .أشار البشكاتب لحد التاكسيات ،وفتح الباب وأدخل دميانه وحاول ان
يغلقه ولكن ابراهيم صمم على الدخول معها ،فاغلقه بعد أن دخل وجلس جوار السائق وقال له
كانت ل تعرف باذا ترد على كلمات البشكاتب الذي راح يطمئنها إن ربنا موجود وأن السألة
خي بإذنه عز وجل ،وكل هذه الكلمات الت لبد أن يقولا ،أي أحد ل يكبش النار بيديه ،كما
كانت تفكر .كانت كل العلمات تشي بأن رياض عوض ال ل بد قد مات .ابتداء من اللم الذي
حكته لرياض أول أمس ،وكانت فيه تركب مركبا داخل البحر وجوارها رياض زوجها ،وأبراهيم،
ومني ومدي أطفالا الثلثة .وف لظة واحدة ل تد رياض بوارها .فراحت تنادي عليه بصوت عال ،
ولا ل تد أمامها أي فرصة لعودته ،حاولت أن تعود بالقارب إل الشط ولكنها كانت كلما اتهت
إل اتاه كان تساحا أو شى يشبهه يقف أمامها .حت إنا احست باليأس .ولدة ساعتي على القل
البحر .لكنها استيقظت والعرق يتصبب منها .وجسدها منهك حت ظلت تناضل من أجل الروج من
أنا ل تستطع أن تقول لرياض ،الذي كان ينام بوارها .أعطن شربه ماء .عاد البشكاتب من
الدور الرابع وعلى وجهه علمات السى .فلم تستطع قدماها أن تتحملها ونزلت على الرض
خلله دفن رياض وعمل عزاء له .حت أنا حي أفاقت ف اليوم وراحت ف غيبوبة لده أسبوع .ت
الثامن ورأت أم أنور تلس بوارها أم فتحية زوجة سيد ممود ويرتديان ملبس سوداء ،ل تفهم
سبب ذلك .طلبت من أم أنور أن تعدلا حت تستطيع أن ترى وجوههم وتعرف ما حدث وبجرد أن
جلست على السرير ،تذكرت وجه البشكاتب وهو يهبط الدرج وف عيونه بعض الدموع وللحظة عادت
لا حالة الغماء .ث أفاقت وهي تقول "مع السيح والشهداء ذلك أفضل" يا رياض ول تتكلم مرة
أخرى ف هذا الوضوع ورفضت أن يعزيها أحد .السطى رياض عوض ال ل يكن يعمل ف مصلحة
حكومية .بل كان يعمل سائق تاكسي ولذلك ل يكن هناك أي شيئ يساعد أسرته الصغية بعد موته
على استمرار الياة .حي سعت البطات القليلة على الباب أمرت ابراهيم ان يفتحه .كانت أم
أنور تقف أمام الباب مباشرة وهناك على البعد حيث شقتها ،يقف البشكاتب حامل ماكينة
الياطة السنجر .استأذنت أم أنور دميانه أن يدخل البشكاتب فوقفت على قدميها الائرتي
ٍ – أهل وسهل البيت بتكم ،هو الستاذ أبوأنور غريب .تركت قدم البشكاتب
وقالت بصوت عال
.بناء على إشارة من يد زوجته وصوت دميانه ودخل من باب الشقة وهويقول – يارب ياساتر
أظن أنا مش متاج أفكرك .إن أخوكي وأخو الرحوم رياض وعلشان كده كلي عشم أنك تن علينا
.وتاخدي الكنة دي والست اختك أم أنور هتعلمك عليها والبكة إن شاء ال ف القليل
ل ينتظر الرد حي رأى الدموع ف عيون دميانه أنسحب دون كلم وترك زوجته تواجه؛ سيل الدموع
الذي ل ينقطع على مدار خسة وعشرين عاما .حت حي كانت تتفل دميانه بزواج مدي أصغر
أبنائها ،لظتها أعادت تركيب حلم الركب مرة أخرى وعرفت أنه كان حلما صادقا .فهي الن
.وبعد مرور ربع قرن على وفاة رياض تتذكره وتتذكر تفاصيل اليوم الخي ف حياتا معه
***
منون كامليا
كانت لعه عينها تكاد تعكس وجهي كامل بروقه .حي قالت تلك الملة وكنت لظتها أنظر إليها
.وإل الصورة الت كانت تقف فيها بوار عماد حدي ويظهر من بعيد أنور النستل
منون كامليا مي ؟ –
- ".كامليا بتاع عبد الفتاح القصري أما قال ".أنا ف عرض مرصد حلوان
- .ملمك يكن .روحك برضه يكن .الهم إني حاسة إنك فيك من أحد منون كامليا
- .يعن احد ده كان كويس ول وحش علشان أشوف ازعل ول أفرح
- ياه .دا وحش .وحش ياكل مصارين اللي يقول كده .اسم النب حارصك وصايناك أحد
مرهم .علشان كده مات بدري .بعد الشر عليك .ث دمعت عيناها فأمسكت بطرف الطرحة البيضاء
ومسحت عيونا ث صوبتهم إل شيش الشباك الذي كان يعطي خطوطا بيضاء من بي خصاصة .كنت أفكر
ف تلك القولة الت اتفن با مموعة من الناس وهي أني اشبه دائما احدا عزيز لديهم ودائما
أيضا ما يكون راحل .ربا كانت تفكر ف تميع صورة كلية لحد أوبعض تفاصيل وجه وجسد كامليا
لنا كانت تغمض عينها ث تعود لتسلطهم على الطوط البيضاء ف الشيش .ث تفتح عيونا قليل
وتغمضهم مرة أخري كانا أمسكت با كانت تفكر فيه .قلت لا لخرجها من حالة الشرود .
- .بعد الشر عنك وعن شبابك ،أنت بتقول كده ليه
- فيا حاجه من الستاذ أحد حشمت ،وهو مات .يعن علشان
- أحد ياه .ث سكتت لظات كأنا تمع كل مفردات الفيلم الذي تكيه عن أحد وقالت
- أحد ده كان مصوراتي الفلم .مش مصوراتي الفلم .قصدي مصوراتي الفناني اللي بيحبوا
يتصورا أثناء العمل وكمان كان بياخد الصور اللي بتتحط على الفيش ،أنت عارف .من سنة 49
لغاية سنة 54مفيش ول افيش اتعلق مايكونش بتاع أحد .دا ياما فناني حبوه .لكن هو كان
بيحب كامليا .تعرف ،الست نعيمه عاكف حبته قوي لكن هو كان بيحب كامليا وبس وهي كانت
ّ .احسن صورة تطلع لزم تكون ليها أنا شفته وهو بيصورها أخر مرة .وال كأنه
عارفة كدة
بينحت تثال مش بياخد لقطة وهي كمان كانت سايبه وشها ليه ومغمضة عينيها تقولش لؤخذه
متجوزين وبعد ييجي خس دقايق فتحت عينها وخدت اللقطة .ال يرحها بقى الست فردوس ممد ،
- وال العظيم تلته الست فردوس قامت على حيلها وراحت واخده احد ف حضنها مسكت إيده
ودخلت على الست كامليا ف الوده اللي بتستيح فيها .أنا كنت شايفاهم طشاش كده .بس شويه
واحد طلع ووقف بعيد .لكن كان وشه عمال يروح لون وييجي لون والست فردوس اتأخرت قوي ،وكل
اللي كانوا ف الستوديو كانوا بيبصوا لحد الواد يا روح امه حس باجة .اتكسف معرفش .الهم
راح ماشي بسرعه وتاني يوم قالوا إنه انتحر .رمى نفسه من الدور السابع من فوق عمارة
استند .حاكم هو كان ساكن فيها .انت عارف لو كان صب نص ساعة كان اتوزها .حاكم أنا
فاكره كويس أن الست فردوس كانت خارجه من عند كامليا وعلى وشها كده أمل .هي مكانتش
تركتن أبث ف وجهها عن ذلك المال البعيد الغائر تت وطأة السني الطويلة دون أن تول عيونا
بعيدا عن ورغم ذلك كانت تبدو بعيدة جدا وكأنا ل تران .انتبهت إل شرودى .فرحت أبث عن
عيون جيهان وارى ملمها بعد سنوات طويلة ربا أكون غي موجود فيها .أغمضت عيونا فلم أعد
أرى ملمح وجهى الت كنت أتأملها داخلها .أحسست باجت لشعال سيجارة فأشعلتها وأنا أغي
اتاه وجهى إل الهة الخرى ،ما أن سعت احتكاك عود الكبيت بالشطاطة حت امتلت عيونا
.بالرعب
ّ .كانت عيونا مازالت معلقة بعود الكبيت ،الذى قارب على إشعال
ل تنتبه إل سؤال أو إل
أصابعى ول أعرف لاذا ل ألق به ،ما إن استقر على الرض حت عادت عيونا من جديد تسك
متأخذناش يا بن ده معاد القنة ولزم آخدها .حاكم أنا لو اتأخرت شوية أحس بسيخ ممى ف-
.مفاصلى
.أمسكت بيد الاجة وأرحتها على الكنبه وأنا أحاول أن أبدو طبيعيا
بكلمة .اختفى وجه وجسد جيهان مع "الرم الصغي" .كنت مازلت متفظا بالزيارة الول وتعليقات
الست فتحية وحركات يديها وفرحت كثيا حي تركتن الاجة واستأذنت لتأخذ القنة .ف اليام
الاضية تنيت كثيا أن أعرف كل تفاصيل حياة فتحية وما إن خرجت الاجة حت قلت لا بصوت ملئ
:بالعزوبة والرقة
ّ ث نظرت إل الشباك ول تعرن أدن كلمة .وبالرغم من علمى إن الست فتحية غي طبيعية
نظرت إل
كما حكت ل اخت عنها .إل أنن منذ السبوع قبل الاضى وأنا أمن نفسى باللوس معها ومعرفة
تفاصيل حياتا مع زوجها الفنان أنور النستل .كنت خلل السبوعي أعيد ما حدث منها وهى تكى
ل الفيلم .كانت تتكلم بتكيز وعشق ف نفس اللحظة .كما أن ل أعر كلمات أخت عنها أدن جدية.
- هى كده كل يوم ف شأن .مرة تبقى عاقلة على الخر .ومرة هيمانة ف ملكوته وساعات
.يطلع عليها إنا ف الستوديو ولزم تثل ادوار أنور جوزها .أحوال يا بن وربك مقضيها
- فتحية كانت أصغر من أنور بعشر سني وابتدت حكايتهم من ساعة ما راحت تتعلم الياطة
عند الست أحلم والدته .كانت بتحبه قوى وهو كمان كان بيحبها موت ،قعدوا سبع سني قبل
الواز بيحبو بعض.وهو كان بياخدها ف كل الفلم اللى بيشتغل فيها .لغاية ما الباشكاتب
وافق على جوازهم واتوزوا وكان فرح وال يا بن لغاية دلوقت بولق أبو العل بتحلف بيه .عبد
الطلب وشكوكو وعبد الغن السيد غنوا فيه والواد عزت أبو ركبه كان جايب كل نسوانه اللى
اتوزهم وطلعهم يرقصوا وكان منهم نوى فؤاد .الفرح استمر لغاية الشمس ماطلعت وحضره مثلي
كتي قوى .إساعيل ياسي يومها طلع قال منولوج يا عين على العز ورغم إن أمى ال يرحها كان
نفسها توز توحه للستاذ عنت أبو هيف ،إل إنا مصدقتش نفسها أما شافت كل الفناني وطلعت
على السرح ورقصت كمان مع واحدة من نسوان أبو ركبة .أنور خد توحة الصبح وراحوا شقة
الستاذ ممد الزرقان المثل وقعدوا فيها ييجى خس تشهر .أنا رحتلها مره واحده ف الصباحية
وبعد كده انشغلت ف جوازى وقعدت ست سني مشفتهاش فيهم ييجى عشرين مرة .حاكم هى كانت
ملزمة أنور مني ما يروح ،وانا كنت فتحت الدكان وهى لوجه ال ساعدتن ف الول من ورا الاج
- ّ قلى يا بن :هى الست اللى بتدى حاجة لختها أو أمها أو أى حد من عيلتها من ورا
إل
:ما إن سعت السؤال حت قلت دون علم برأى الدين ف تلك السألة
كم هى جيله هذه البلد .ما إن شاهدتا حت وقعت ف حبها .تتلف كثيا عن إيطاليا الت ولدت
وعشت فيها أربعي عاما ول أكن لتركها أبدا ،لول جوستاف أبن .بجرد أن انتهت الرب سنة 45
وسحوا ل بالسفر جئت إل هنا لبث عنه .كانت الرة الول الت أترك فيها إيطاليا .ذهبت إل
العلمي وكدت أموت ف اليوم الثان لوصول إل هذه البلد لول شهامة واحد مصرى زى ما
بتقولوا .كنت راية العلمي أدور على اسم إبن ودوست على لغم ،أنا حسيت بيه لن كنت قرأت
اليافطة الكتوبة قبل أما أدوس عليه بسافة عشرة مت .فضلت واقفة سبع ساعات ف عز الشمس
لغاية ما شالوا اللغم ولول كده كنت زمان فوق ف السما من ييجى خسه وعشرين سنة يكن
الادثة دى هى اللى خلتن أقعد هنا وخففت عن شويه غياب جوستاف .سبع ساعات وأنا بي اليا
والوت .فكرت ف كل حاجة تتخيلها واحدة بتواجه الوت .لعنت الياة ف إيطاليا اللى خلتن آجى
هنا وأدور على اسم ابن ف وسط أساء كتي قوى .أربعي سنة ف إيطاليا .عملت ف كل الرف دون
أن أفوز بالراحة ف أى منهم فما كدت أحب الكتابة على اللة الكاتبة حت عرفت دى نافاراتى.
شاب أسبان .منحن ثلثة شهور من السعادة ث ترك ف بطن جوستاف وهرب بجرد أن قلت له ان
حامل ،وطردن صاحب العمل بجرد أن غبت أسبوعا بسبب متاعب العمل .فكرهت اللة الكاتبة
وعملت ف مصنع تقطيع وتعبئة لوم ظللت فيه حت شب جوستاف وأصبح عنده سبع سنوات .ث تركته
من أجل زميل كان كل هه أن ينام فوق جسدى ث يتكن وقتما يشاء ،دون أن يطفئ نارى التقدة.
عملت بعد ذلك ف مل لبيع الكتب ولكن ل أستطع التعامل مع أولئك التددين على الكتبة فهم
أناس يعيشون ف منطقة منعزلة عن الياة .ما إن ترد عليهم وتقول سعر الكتاب كذا مائة لية
حت يعيد عليك السؤال مرة أخرى .فتقوله وقد نفد صبك بعد سؤاله عن العديد من الكتب .عند
ذلك يتك السعر جانبا ويروح يؤنبك على كيفية الرد وكيفية التعامل مع الثقفي .أف
ٌ على
هؤلء الثقفي لبد إنم يسون بأنم أفضل منا بكثي .كثيا منهم على القل يفكرون هكذا .ث عملت
ف أعمال كثية قبل أن انتهى بالعمل ف حانة صغية لواحدة اسها ماريا وهذه بقى حكاية
لوحدها .ماريا هذه ،دى كانت خزنة فلوس .أهم حاجة ف الدنيا عندها الفلوس .مش مهم أى
حاجة تانية .القرش اللى يش مش مكن يطلع وكان عندها استعداد تشرب اليط دون ان تدفع مليم
،.وعندما تشبع من الشرب كانت تلس تغن أغنية حزينة تقول كلماتا
الذى ولد ف بالريوا .أنت بالتأكيد تعرف الغوص .تاما كما تعرف الم ابنها الوحيد من بي
يعلم حي ذهب ليجلس على حافته إن السمك سيمسك به ولن يتكه إل ف القاع .فمن آجلى ضع كل
الشياء الت تميك من هذه الساك التوحشة وأنزل إل هناك حيث يشي قلب وستجده ل ريب أيها
البحار الذى تعلم الغوص ف بالريوا .أفعلها من أجلى أنا الزينة الت خطف البحر ابنها
.الوحيد
كنت أعرف أنه بجرد انتهاء القطع الخي من هذه الغنية يكن لى شخص ف العال أى شخص .أن
يأخذ مفتاح خزنتها ويتكها عارية تاما من هذه الموال الت ل ترى الشمس بجرد دخولا إل
الزينة .أحدى عشر عاما قضيتها عند ماريا وجاءت هذه الفرصة خس مرات على القل وكدت
استغلها ف الرة الخية لكنن ما إن فتحت الزنة حت وجدت صورة ابنها ،الذى ل أكن أعرف أن
الغنية له .فأغلقت الزنة وخرجت .كانت تستحق بالفعل أن تتك عارية نظرا لسوء طويتها .أنا
قعدت شهرين ف العلمي أراجع كل الساء وف الخر قالوا يكن يكون هرب مع اللى هربوا وقعدوا
ف مصر .نزلت على طول ورحت السفارة بتعتنا ودفعت تويشة العمر وده يضحك على
ّ وده يدعن حت
ل يبق معى غي تذكرة السفر ،وقررت أرجع ،لكن واحد من الوظفي أقنعن إن استن شوية علشان
الشباب اللى هربوا وقال ل إنه كثي منهم ياف الظهور ،وإنه سع اسم ابن من واحد كان هربان
الراقصات وساعات أطلع ف البار وحاجات زى كده وف فيلم قلب دليلى ،اتعرفت على أنور
النستل ،ورحت النطقة بتاعته ،وحبيت الكان ،وعرفن على شلته وكان منهم عزت أبو ركبة.
الوظف ف وزارة الشعال بالنهار ،وعازف اليقاع بالليل وبجرد ما شاهدته ل اعرف ما الذى
جرى ل ،ف عينه كده حاجة تشد .احنا بنقول عليها سكس أبيل .معرفش انتو بتقولوا ايه ومره
واحده لقيتن مش عاوزة أعيش معاه .ل اعرف لاذا .يكن لطشت الب انطفت أو عمايل أمه أو
حكاية جوازة الكثي هى السبب .حاكم أنا عرفت أنه بيتجوز كل شهرين واحدة .مش عارفة .بس
هو حقيقى طيب وحني قوى وعمره ما خلن أدفع قرش ف أى حاجة .بس قسمة ونصيب زى ما بتقولوا
وبعدين لقيت حكاية السيما دى مش عجبان .رحت اشتغلت ف مستشفى فاروق ،اللى بقى اسها
دلوقت مستشفى اللء اربع سني وكل اسبوع يوم الجازة كنت أقضيه مع جاك الوظف اللى كان
شغال ف السفارة وهو كلن بيحبن قوى وكان نفسه أسافر معاه تركيا .حاكم هو اتنقل هناك.
لكن أنا رفضت وبعد ذلك نسيت حكاية السفر خلص ،ونسيت كمان ايطاليا ،وبقيت بنت البلد دى.
أنا مسبتش مستشفى اللء ها اللى استغنوا عن .حاكم بعد سفر جاك ل يعد احد يسدن ف
الستشفى ،وها خلون غبت أسبوع .أنا كانت بتجيلى حالة اكتئاب ،ملقاش قدامى حل ،إل إن
أسافر العلمي .أمشى قدام القابر وأدور على جوستاف .رجعت مرة لقيتهم فنشون .رغم إن ياما
غبت بالسبوعي أيام جاك ،وعمر ما حد قال أنت كنت في .أنا كنت خدت شقة صغية ف الزمالك ،
حجرة واحدة وصالة وحام ومطبخ .ل اجد امامى إل السفارة ،رحت أربع ايام ول احد سأل ف
ّ ف
- ً أتى
ّ آخد النتيكات وأبيعها وفعل
إن السفارة بتجدد النتيكات القدية بديدة وعرض على
الشقة ومن هنا ابتديت أبيع النتيكات ،وأهى والمد ل مكفيان ،وادين عايشة كويس ،وأنا
كاتبة وصيه ف السفارة أن أندفن هنا .حاكم أنا حبيت مصر قوى ،والصحف الشريف .ث ابتسمت ،
.وغيت اتاه الكرسى ونظرت باتاه الناس الذين كانوا يرون سريعا دون اللتفات إليها
كان قد مضى أربع سنوات على زواج أنعام ،ابنة السيد زغلول العريان ،من العلم ممد الزار
صاحب ملت العطارة ،الذى ضحك أبوه ،الذى هو الزار الكبي على الواجه جان عيد واشتى منه
مصنع الزجاج ،الذى كان بوار الخازن العسكرية للنليز .الكان القدي لفندق هيلتون الن.
أربع سنوات استطاعت خللم أن توقف زيتي للمعلم كانتا على وشك الدوث .كما إنا استطاعت أن
ترمى بأقدم زوجة للجزار خارج البيت ومن هنا استفرست بالبيت الذى ل يعد به سوى الطاف.
ما إن خرجت من الجرة ،حت اكتشفت إن الطاف كانت تكى للخادمة عن شئ يصها .ارتسم على
وجهها الغضب وهى تنظر لا ،فلم تد الطاف إل النسحاب بطوات بطيئة ،لتدخل حجرتا ولكن
- .فيه إيه يا الطاف اتكلمى أحسن وحياة النب أما ييجى الاج أخلى ليلتك سودة
ل تكن قد رأته خلل العوام السابقة ،فمنذ أن أمسك السيد زغلول العريان بيديها ،وسحبها
من جواره ،ودخل با البيت وهى ل تره .قالت الست أحلم للسيد زغلول بصوت عال وعصبية
.واضحة
لكنه ل يلتفت إليها ،كان مازال يسك بأجل أحلمه ومن أجل ذلك ل يلتفت إليها وأشعل سيجارة
:وجدها ف يده ،وحي ذلك نظرت إليه أحلم نظرة ل يعرف معناها ،ث قالت بصوت أعلى
- .أنت اتبلت ف نافوخك يا عريان ،وكمان بتشرب سجاير ،وكمان ملفوفة حشيش
ً وراح
انتبه زغلول إل أنه اشعل سيجارة للمرة الول ف حياته ،لكنه سحب منها نفسا طويل
يراجع كل مفردات حلمه ،الذى ت على أكمل وجه تناه طيلة اثني وأربعي عاما وبضعة أشهر.
وبعد أنى مراجعة كل تفصيله صغية ،قام با على خشبة السرح ،وراجع فونتتات الصوت ،و تن
للحظة إن كانت اكثر حدة .لكنه ل يزن لذلك ،وابتسم و هو يطفئ السيجارة الول ف حياته مع
آخر مشهد ف الذاكرة .كانت زوجته تلس على الكنبه أمامه مباشرة ،تنظر إل وجهه الذي تغي
كثيا منذ سألته عن تدخينه ،و هناك ف الركن تلس أنعام بفستان الفرح البيض و التاج على
رأسها مازال -رغم الطوط السوداء الرقيقة و الكثية الت تتد من حدقة العي إل منبت الثديي
عمره ف حلم كان سهل النال لدرجة فاجأته هو ذاته ،ومن أجل ذلك .ربا أنب نفسه ف هذه
- خسارة إيه يا عريان .ما أنت اللي عملت فينا كده بدماغك الوسخة ،حي ذلك اشتعل
الشيش الذي شربه دون أن يدري ف رأسه ،وانتفض للمرة الثانية ف ذلك اليوم ،وهي الرة
الثانية ف حياته -أيضا -وقام إل زوجته ،الت قالت جلتها ونظرت إل ابنتها تتحسر على بتها
العرة ف أبيها .وبرك عليها ول يتاجع إل بعد أن اجبته ابنته أنعام ،وأحد ،وفاروق على
التاجع حي تكوموا فوق جسد الم ،الذي ترنح تت وقع البطات السريعة والاسة للسيد
العريان ،الذي ابتعد خطوات قليلة ،ث قال بصوت مليئ بكل الدة الت تناها ف الشهد الول له
.على السرح
- الوازة دي مش هات ،وأنت .وأشار بيده على أمرأته ،الت كانت الدماء تغطي جزا كبيا
.من وجهها وربا منعها ذلك من رؤية أصابعه وهي تشي عليها
- إن مبقتيش ذي الزمة ،هاطلقك بالتلتة ،وأرميك برة انت وولد الرام دول ،وعلى الطلق
بالتلتة ،شافعي ومالكي وأبو حنيفة ،إن بنتك شافت الواد ابن القحبة .العدل لكون مطلقك
- أكمل الشهد دون أن يثن أحدا على أدائه .كانوا جيعا غي مصدقي لذا التقمص الذي قام
به السيد زغلول ،لمثل كبي ل يتذكروا اسه .كما انم لن ياولوا التذكر .فقط هم متأكدون إن
ما قام به السيد العريان هو مشهد رأوه كثيا ،لكنهم أبدا ل يلموا به هكذا .نزلت إنعام
من جوار حسن للمرة الخية ول تر،حت سعت كلمات ضرتا ،فلم تتمالك نفسها ،ووقعت على الرض.
جعلوني مرما
المية ست الدار ،ال يرحها .ماتت من كام سنة بالرض البيث ،بعد الشر عن الميع ،جاء صوتا
أومات الاجة برأسها لختها توحة ،الت كانت تلس بوارها على الكنبة ،وتنظر من الشباك ،
وأحسست للحظات أنا ل تتابع حديث الاجة ،حي سألتها عن القصر الوجود بوار مبن
- عارف التة اللي مبن فيها قصر الرحومة .كانت إيه ،ث اتهت بعيونا إل الاجة ،وقالت
.كانت إيه
كانت ف الول جنينة شركس .ث جه الرحوم على بيه حسن وعملها فيل .وطلعت عليها جنينة أبو-
كلبة ،وبعدين جه الواجه مش فاكرة اسه وعملها سيما ،وبعدين سافر برة بعد ما باعها لمد
ابتسمت فتحية ،وكأنا تنئ الاجة على ناحها ف الختبار ،ث قالت :وكأنا تصارع حلما جيل
ياول الرور سريعا ،وهي تستمهلهه بصوتا العذب .ده الواجة سعان .السيما دى خدت من راقات
وأنا بنت ،وعشت فيها أيام مع أنور .أجل أيام حياتي ث انتبهت قليل ،وكأنا تذكرت تفاصيل
.كانت غائبة عنها ،وابتسمت فظهرت التجاعيد كخلفية رديئة للم رائع ،ونظرت ف عيوني
- كان أنور يصور الفيلم ونروح نقعد مع الواجه سعان .كان خواجه بد .أحر وعيونه
ملونة ،وشعره ميال للبن الغامق . ،تدخل مكتبه ،كأنك ف فيل .فيها كل حاجة .وكان بيحب
أنور قوي .حاكم ها اتني بس اللي كانو بيحبوا انورقوي .اكت من الباشكاتب .رغم إن
الباشكاتب رجل جدع قوي ،وكان بيعامل أنور وكأنه صاحبه مش أبوه .تصدق وتأمن بال يا بن .
أنا لغاية دلوقت ماشفت واحد بيتكسف من أبنه زي الباشكاتب ده .أنا فاكرها وكأنا حصلت
امبارح ،بس .دخلت أنا وأنور ،بعد أسبوع من جوازه من الست احسان .الرجل قعد ساعة ونص
باصص ف الرض ،ومش قادر يتكلم ،وكل شوية يقوم وييب حاجة .شاي مرة ،وعصي مرة ،وفاكهة مرة
،وحاجات كتي ،وكل مرة يقدم الاجة لنور بأيديه وهو باصص ف الرض ،وكأنه عمل عملة .انت
عارف ،أما رجعت البيت قلت لنور حرام عليك كده ،متكلمش أبوك ول كلمة فقال .هو كان
بيهرب من ويعمل العصي والشاي ،ث ضحك وقال .ل زم كان يستأذن من قبل ما يتجوز .دانا
ابنه الوحيد ث تذكر أمه الست أحلم وقال وعلى وشه تكشية ،وبعدين لق ينس أمي ،وكأن
الكلمة كانت ما سكة ف ايديها بر دموع قعد يعيط طول الليل ويتذكر تصرفات الرحومة معاه،
لدرجة إني مقدرتش أروح ف اليوم ده .ونت معاه .ث سكتت ،وكأنا تريد أن تعرف ما الذي
تتحدث عنه ونظرت من خلل الشباك على السماء وراحت ف عال آخر .كانت الاجة نعمة تتابع
الكلمات الارجة من فم اختها بشوق وشغف ،كأنا تستمع إليها للمرة الول ،وحي رأتا غائبة
المية ست الدار ،دى كانت فعل أمية .انا ماشفتش أميات قبل كده .لكن أنا بظن انم -
بيتعملوا كده .الطيبي منهم يعن .كانت بنت واحد كبي قوي ،من جهة بري ورثت عنه غن
فاحش ،ل يتعد ول يتقدر ،وال يا بن والكلم دى من بقها هي .وياسبن عليه ربنا .أنا كانت
تشوف أي حاجة عاوزه تتباع ،تشتيها على طول .من غي ما تفكر ،ومعها واحد على طول يقيد
اللي تشتيه .اضحكك على اللي حكتهول وهي عماله تضحك على روحها .الكلم ده قبل الاج ممود
ما يوت على طول .يعن سنة سبعي أو تسعة وستي .كانت ف إسكندرية ،وحبت تشتي فيل على الشط
عجبتها ،وهي مش عارفة عجبتها قوي الفيل ليه ،وكانت مشدودة إليها وكأنا اتولدت فيها.
قالت للسمسار .قعد يدور على صاحبها .تصدق يابن أن الفيل طلعت بتاعتها ،وكانت مشتياها
من 17سنة بعد جوازها على طول ونسيتها ،حاجة كده زي اللي بتيجي ف الفلم ،وكل ده مالوش
وريث واحد .عملت كل حاجة علشان تلف .سافرت ورجعت ،وكانت كل سنة بتعمل عملية ،وف الخر
دكتور من حته اسها غمازة ف اليزة بس من ناحية جوه،قالا :متتعبيش نفسك وسبيها على ال ،
ومن يومها .بطلت تعمل أي حاجة ،غي أنا تركب العربية كل اسبوع وتلف على خلق ال ،تدي لده
،ولده وتقول يا بن .اللي بتطلعه بالشمال ييجع باليمي وال أنا بعين كنت بشوفها وهي بتش
رية على الفلوس ،قبل ما طلعها لوجه ال ،ورغم كده ماتت بالرض البيث .تقولش ربنا عاوز
يزود حسناتا كمان ،وكمان ،وف الخر سابت كله لمد بيه .هو لوجه ال يستاهل اكت من كده
.انت عارف .ف رمضان بيعمل قاعدة كبية ف جنينة القصر أنا مرحتش .بس عمر ابن حكال عن
اللي بيقدمه للناس .اشكال واصناف ماشفهاش حد ف حياته ،وف الخر كل واحد وهو خارج ،ياخد
اللي فيه النصيب وقبل العيد بتلت تيام بيعمل زي المية ما علمته ،يرج بالعربية ويلف على
الستشفيات ويطلع الزكاه ،فلوس ل تتعد ول تصى ،وبرضه ف الخر ربنا يعوضه عن الفلوس دي
بفلوس تانيه .لكن يا ولداه هيموت برضه وعمره ما هيكون له ذكرى تمل اسه .حاكم النسان
ايه غي ذكرى .اهو ربنا إداله مال قارون ،وحرمة من اللفة .انت عارف .بقاله سنة ف
السعودية وسايب القصر بتاعه مفتوح للناس الغلبة .شوف بقي القصر ده كان إيه من الساس.
.سيما بيتفرجوا فيها على السخرة .عند ذلك انتفضت الست فتحية ،وكأنا لدغها عقرب وقالت
- ل .أنا بتكلم ف موضوع تاني خالص يا اخت .دانا كنت بتكلم على قصر المية ست
- انت يظهر كنت سرحانة ،ومسمعتيش حاجه .دانت سبت الدع اللي قاعد يكلمك ويسمعك
- .ايه اللى جاب سيه الباشكاتب ،يعن ايه اللى كنت بكيه
- كنت بتقول انك بتدخلى مكتب الواجه ،وكان فيه اتني بيحبوا أنور قوى ،وبعدين جات
.سيه الباشكاتب
- أيوه ها اتني ،كانوا بيحبوا أنور .الواجه سعان ،والستاذ أحد عبد القادر .اللحن
الكبي -ال يرحه .-الواجه كان بيعرض أي فيلم لنور ،وكانوا يقفوا على السيما وأنور يسلم
على كل اللي داخلي .يبعت ييب آكل واحسن شرب ،وفيه ف مكتبه كل حاجة .سرير بينزل كده من
السقف ودورة مياة ،ومطبخ كامل .انت عارف .فيلم جعلوني مرما بتاع الستاذ فريد شوقي.
الفيلم دى اتثل سنه 49بعد وفاة نيب الرياني ،انور كان قاعد ف البيت خس شهور بعد وفاة
الستاذ نيب ،حزين عليه قوى ،وبعدين جاله الستاذ الزرقاني ،ال يرحه .ورجعه ف فيلم
جعلوني مرما .أنور كان قاي بدور صاحب الستاذ سراج مني .وكان دايا معاه ف الفيل
والكبارية ،يعن كان عامل دور حلو قوي .يكن يكون دا اكب دور له والبكة ف الستاذ
الزرقاني .العرض الول كان ف أواخر سنه ، 50وأنور عزم فريد على الفتتاح ف سيما الزهار،
علشان خاطر الواجه سعان ،ووقف أنور بوار فريد شوقي .وفضلوا يسلموا على الناس ،من
الساعة 6الغرب لغاية الساعة . 10الواجه يومها احتفل بأنور احتفال ول ف اليال .بس يا
خسارة ،بعدها بكذا شهر ،الواجة ابتدا يتأذى من الماعة بتوع الخوان .حاكم هو كان يهودى.
بس يهودى مصرى ،وال كان بيحب أنور قوى ،وبيحب مصر كمان ،وهو مسافر بعد ما باع السيما
لمد أفندى المي .كان بيعيط زى النسوان ،وهو بيودع أنور .هو سافر من هنا ،وبعديها بمس
اتذكرون اللهفه والشوق ،الذي ظل السيد زغلول العريان ينتظر بم تقيق حلمه ،على مدار
اثني وأربعي عاما .هذه اللم جعله طيلة حياته ل يأخد قرارا واحدا لدة خس دقائق ،فالسيد
العريان ل يأمن مكر الخرين ،كما أن السيد زغلول مصاب دائما ".بحاسن الصدف" وهنا تدث
دائما الفارقات ،الت اوقعته فيها الياة منذ أن اختار له الب اسم "زغلول العريان "وهو
"أبوالريش" والكر الذي تدثنا عنه ليس صفة سيئة على الطلق ،كما أنا على نفس الستوى ليست
صفة حسنة ،واليكم هذا الشهد من حياة الستاذ سعيد ،الت تشبه حياة العريان ف بداية
.المسينيات
.مشهد أول
.الزوجة الت سوف نطلق عليها الستاذه سي تقف بقميص النوم الستان السود ،فقط وشعرها سائب
الزوج السيد العريان يدخل إل حجرة النوم بالبيجامة ،وعلى رأسه فوطة لينشف با رأسه –
يرمي الزوج بالفوطة على طرف السرير ويتجه إل التسرية حيث يضع اسبيه رخيصا ويسرح شعره
يبدو من تصميم الشهد أن هناك اتفاقا مسبقا بإقامة طقس مارسة الب -.
س تلس على طرف السرير ،ربا بدت متحفزة .العريان ل ينتبه إل ذلك .س تقول – المسي جنيه
اللي عند الست اختك من الشهر اللي قبل اللي فات ،ياترى اخبارها إيه .العريان يرد
- .س .يعن أفهم من كده ،إنك كلمتها ،وخت العاد ده منها
طيب والنب ابقى افتكر ،احسن ما يصل ،ذى الرة اللى فاتت .س -
.فيتجه إليها العريان ويقول :حاضر يا ست الكل يا مراتي .ث يضع يده على ظهرها
س تقول دون أدن التفاته إل يده .الت أخذت الطريق ف البوط والصعود على ظهرها -لسه -
البرات الت قالا قبل ذلك ،وأقنع با زوجته ،والدليل على ذلك .هو اعطاؤها لخته المسي
جنيها من مرتب الشهر الفائت .اثناء ذلك تنسحب يد الزوجة ،لتمسك بالروب الزرق الوضوع
على طرف السرير من الهة الخرى .السيد زغلول يتذكر بعض العذار الت قالا لزوجته ،والتفت
إليها .حي ذلك .تكون قد ارتدت الروب ،ولفت شعرها بيديها وف عينيها نظرات غضب .ويظهر
على وجه العريان ،هول الفاجأة من تغي شكل الزوجة ،ول يستطيع الركة ،أو الكلم وينتهى
العود احد .ترددت داخلي وأنا ف الطريق إل بيت جيهان .أي أحد ف هذا العود .ما الذي
يشدني إل منطقة خطرة .زوجت بقرون استشعارها الكثية وحاستها التاسعة الت ل تطئ معي
أبدا ،ل بد ستعرف .كما أنن لن أستطيع أن أكمل ما بدأته مع جي جي ،وخلل السابيع
الاضية ،منذ تركتها وعيونا مليئة بسؤال عن كيفية اناء تلك العلقة الت بدأت منذ اكثر من
مرات خارج البيت ،كنت خللا أقوم ببعض الصال الاصة بالعائلة ،ورغما عنا نن الثني .أو
بالتحديد .رغما عنها هي .بدأت بيننا لغة مشتكة ،ل ينتبه إليها أحد .فتحت جيهان باب
الشقة ،سلمت عليها :كان يبدو عليها القلق ،كانت الاجة تلس كعادتا على الكنبة بوار
الشباك الطل على الشارع ،وأمامها ترابيزة تضع عليها سبتاية ناس وثلثة فناجي مرسوم
عليها روميو وجوليت ،وكوبا مليئا بالاء الثلج .سلمت عليها وجلست جوارها ،انسحبت جيهان
وتركتن .كنت قد أتمت كل التوقيعات الاصة بسفر الاجة إل السعودية لداء فريضة الج ،وما
أن شاهدته حي اخرجته من جيب الاكت ،حت جذبت يدى معه وقبلتن فوق رأسي ،ث ارتفع صوت
زغرودة صغية ومبحوحة من فمها .دخلت جيهان مسرعة ومن خلفها "الرم" الصغي قالت الاجة
.لختها فتحية
- عقبالك السنة الاية يا فتحية .يا ما كان نفسي نطلع مع بعض ،احنا الثني ف
- اته الرم الصغية إل حضن الاجة ،وظل ولدة دقائق يبكيان معا .ث خرجت من الجرة ،بعد
أن قبلت يدي ،بطريقتها الت ل استطع منذ اليوم الول ،ان اعتض عليها .قالت جيهان بصوت
.يلؤه الدلع
وال يا حاجة أنا كنت ناسيه حكاية القرعة دي .دانا فكرت ام سعت زغرودتك انك وافقت على
العريس .ث اتهت بعينها لتقبض على وجهى ،الذي اظن انه أصبح باللوان الطبيعية كما يقولون
ً .فلم اجد مفرا من أن انسحب بعيوني بعيدا ،احست الاجة بشيء ما وقالت لا
:عادة
- عريس مي يا جي جي ،الستاذ سعيد متجوز ،وعنده بنت ربنا يليها له .ضحكت جيهان ضحكة
.النتصر .ف حرب العصاب الت ل بد كانت تلعبها معي .أو تارسها على ،ث قالت
- ل يا امي ،أنا مش قصدي الستاذ سعيد .هو احنا قد القام ،أنا قصدي عمي عزت أبو
.ركبة ،قابلن امبارح وقال شوري الاجة ف موضوع الواز ،هوأنا مقلتلكيش
- كادت الاجة ان تقع على الرض وهي تاول المساك بفردة الشبشب ،فامسكت با وعدلت
جسدها الثقيل ،وما إن استقامت على الكنبة حت قالت ليهان :نولين فردة الشبشب دي .ضحكت
- روحي جتك عرسة اما تاكل مصرينك ،مبقاش إل أبو ركبة كمان .امشى اعملى شاي للستاذ
سعيد .ضحكت بلء فمها وهي تنظر ف عين وتقول :البت قال موافقة على العرسة أبوركبة .ال
يازيكي يا جيهان .ضحكتين .انت عارف يا سعيد يابن اللي اسة عزت أبوركبة ده .بتاع كده
مفعوص ،ومعضم وشكله كده لمؤخذة ،ما يسواش ف سوق الرجالة بصلة .ورغم كده اتوز كتي .اللي
يقول ماتي مرة ،واللي يقول تلتميت مرة وهو نفسه بيحلف أنم مايه وتسعي مرة .حاكم عزت
أبو ركبة كان شغال ف وزارة الشغال الصبح ،وبالليل شغال طبال ف فرق كتية ،من بتوع شارع
ممد على وعماد الدين ،وبيتهم كان قد امنا على طول .ف عشش التجان ،وكل شهر ييب واحدة،
وأمه الصبح تقول :دى مراته ،وكلهم كانوا من بتوع هشك بشك .انت عارف "نوى فؤاد" الخفي
عزت ،قاعد متجوزها خس تشهر ،ويكن تكون دى أكب واحدة عمرت معاه ،حاكم هو مواليد أبوالعل
زينا ،بس إيه اللي فيه ،وال يا بن منا عارفه .اضحكك .ف يوم قبل جواز توحة من أنور
بشهور ،لقينا الكومة بتدور على أبوركبة .طبعا الته كلها طلع فيها إن أبوركبة خطف المية
فوزية واتوزها .الكاية دي ،طلعها الشهيد حسن العدل ،اللي مات بعد كده ف الرب ،وهو كان
من شلة أبو ركبة ،هو وأنور ،وعبد ال الأمور ،والواد ممد جورج ،وتاني يوم عبد ال جري ف
الشارع وقال .إن اللك بذاته جاي ياخد المية من عند أبوركبة .حاكم الثوره كان فضلها
شهور قليلة وتقوم .شويه وشارع أبوالعل ده .كنت ترش اللح مينزلش .ناس إيه ،وف الخر
طلع الواد الصايع أبوركبة اتوز بنت مأمور قسم ف إمبابة ،وعلمها الرقص ،ونزلت معاه
الفراح ،عزت خد علقة "مدهاش حار ف مطلع" .وبعديها وحياتك بأسبوعي ،كان متجوز واحدة
غيها ،وعلى كده طول العمر وف الخر عاوز يتجوز جي جي ،يي جاته جنازة .هو بيضحك حاكم هو
عرفنا كويس ،واحنا ولد حته واحدة ،ويامه جه البيت عندنا قبل جواز توحة من انور ،وامي
كانت صاحبة أمة وأول متشوفه تقوله :لمؤاخذة على كرامة ابن .تعال يا شرموط ،أخر جوازاتك
إيه .دخلت جيهان بعد أن أنت الاجة سرد الوقائع الغريبة لبي ركبة ،الذي اظن انه من
واقع خيال الاجة ،أوخيال أبوالعل كلها .كانت مازالت تمل ف عينيها نظرة النتصر ،ولذلك
- ث غمزت بعيوني للحاجة ،الت ل تتلك نفسها من الضحك ،وقفت جيهان مذعورة ونظرت ف
.عيوني وقالت
- .على القل هو اتقدم ،الدور والباقي على اللي غاوي يضحك بس
- ث خرجت مسرعة .كنت كمن أمسك بيديه خط كهرباء ضغط عال ول يستطسع الفكاك منه .
- هي قصدها مي يا سعيد يا بن باللي اتقدم واللي بيضحك .البت دي بقالا شهرين تلته
أحولا متغية ،ومش عارفة مالا .ف الطريق .كنت اتساءل بين وبي نفسي ،ترى هل تنتظر جيهان
أن اتقدم لا .ربا أكون معجبا با ،ولكن لن اخرج من سجن الزواج إل سجن آخر .حت لو كان
جيهان .ث رحت أفكر ف عزت أبوركبة ،ذلك الرجل السطورى ،الذي تزوج مائة وتسعي مرة ،وكيف
استطاع خلل حياته أن يدخل قفص الزوجية بحض إرادته كل هذه الرات ،وكيف أفر انا من هذا
القفص ،كفرار السليم من الرب بفضل زوجة واحدة ،ضحكت وأنا أقول بصوت سعه الرجل الالس
- .بس وال رجل بد .رجل يشرف .هي دي الرجاله وإل فله 190 ،مرة ،يا بلش
* **
- كانت تش جواري بطوات هادئة ،وملمح وجهها تتغي كل بضع خطوات ،اقنعتها جيهان الت
تسك بيدها أن ترتدي اللباب السود الطويل ،وان تضع على رأسها الطرحة الزرقاء ذات
.الطاووس السود -الت راحت تنسحب عن رأسها كل فتة .فتظهر من تتها بعض الشعيات البيضاء
- والنب يا خالت اعملي معروف ،والبسى اللبية السودة ،علشان خاطري وخاطر الستاذ
.سعيد
- كنت قد سعت هذه الكلمات وأنا جالس بوار الاجة فوق الكنبة وف يدي فنجان القهوة ،
الت يراقص روميو على حافتها الارجية جوليت .وما إن انتهت كلمات جيهان حت دخل "الرم"
الصغي ،مرتديا جيبة فوق الركبة ،وعليها بلوزه حراء ،وعلى وجهها بعض الكياج الفاقع
اللون ،الوضوع بهل مطبق بالتطورات السريعة ف كيفية وضعه خلل السنوات الاضية ،ورغم
.ذلك ،كانت تبدو جيلة ،ولكنه جال منقوص أو على الصح .جال قدي ينتمي إل زمن بعيد
- .والنب تقول القيقة يا سعيد يا بن .كده حلو ول اللبية السودة
- خرجت كلمات الاجة مليئة بعتاب ظاهر ،ومبة كافية .كانت الرة الول الت أري فيها
فتحية بذا الضور ،وعيونا مليئة بأحلم وسعادة غامرة .ربا أرادت أن تكمل كل الصورة ف
.ميلتها ،ومن أجل ذلك خرجت الكلمات الت ل تكن أبدا قبيحة من فمها
- انسحبت الطرحة من فوق رأس فتحية ،من كثرة التفاتا على البيوت ف كل التاهات ،كانت
كمن ياول تذكر الشياء ،كما كانت عليها ف اليام الول ،وأيضا كمان يسك بقدار التغي
الواضح ف نفس الوقت .أوقفتها يد جيهان وعدلت لا الطرحة وهى مازلت تنظر على البيوت.
.أشارت على نافذة مغلقة وقالت :دى شقة الستاذ احد عبد القادر -ال يرحه
على ماء ف العي كان ينتظر إشارة الرور ليبدأ ف النزول ،سريعا ف البداية ،ث متباعدا.
- دي جامع السلطان أبوالعل ،الرحوم النستل بيه ،كان يقعد فيه من الغرب ،لغاية
.العشا
- ث غيت اتاه نظرتا مرة واحدة وأشارت على مقهى بوار الامع وقالت :دى قهوة الشيخ
على شركس ،واللي جنبها بتاع ممد الفلح .أنور كان بيحي يقعد عليها ،وعادت الدموع للنزول
مرة أخرى ،وتركت بقدميها حركات هادئة وضعيفة .كانت كمن ياول المساك بشخص ما .ل يكن
.أبدا موجودا
- وال وانتصقنت يا أنعام ،بسم ال ماشاء ال ،زمنها دلوقت هي اللي مكوشه على أملك
ممد الزار .ال يحمه .حاكم ده كان السبب ف موت أبويا ،الرحوم سيد .أبويا دى .كان راجل
بد ،مدش قدر يضحك عليه أبدا ،وكان يشرب اليط ،لكنه عمره متسطل والزار ال ل يرحه ،هو
اللي قال لبو حسي الصعيدي على علقة أبويا بالست بتاعته ،وكل ده بسبب .حاكم هو كان عاوز
يتجوزني .لكن انا مرضتش .دا كان أكب من أبويا ،وكمان أنا كنت بب الستاذ انور النستل .
كانت أصوات العربات وتغي اتاه وجهها الدائم يضيع من الكلمات الارجة من فمها ،وكنت اريد
- والنب يا حاجة ،أنا عاوز اسع الكاية دى ،فإيه رأيك بعد اما نلص مشاويرنا ،نقعد
- كانت بالفعل أثناء الكلم ل توجه الديث إل أحد .كانت كمن يدث نفسه ،ابتسمت جيهان
ابتسامة تشي بأنا تعرف سبب هذه العزومة ،وكنت بالفعل قد خططت لذلك ف الساء ،حي اتفقت
معهم على الروج ،ولكن حي طلبت منها اللوس كنت بالفعل أيضا أريد أن اسع قصة أبيها مع
الزار ،ولكن ابتسمت ابتسامة مشابة لبتسامة جيهان ،وإن كانت اشد اياء با تولد بيننا،
- :أنت عارف الرض دي كانت إيه قبل ما تبقى سيما ،ول تنتظر الجابة من أحد وقالت
- دي عربانة خيل اللك ،وبعد كده بقت عربانه حناطي ،وبعدين بقت سيما فؤاد .أنور
كان يقعد قدامها وحاطط رجل على رجل بعدما اتعرض ليه فيلم السطى حسن بتاع فريد شوقي ،ث
.نظرت إل نقطة ف الرض وابتسمت قبل أن تسكب دموعها الغزيرة وهى تقول ده بيت أنور برده
* **
- مشهد آخر للسيد العريان ،فكر فيه الستاذ سعيد حي كان أمام سرير الاجة نعمة،
وعرضت عليه الزواج من جيهان ،وتن للحظات أن يتزوجها ولكن صورة زوجته اعادته إل حالته.
السيد زغلول العريان أبو الريش ف حجرة ل نعرف مركزها ،ول نعرف عنها شيئا ،ومعه شاب
- قصة سعتها أو قرأتا ،مش فاكر يا سيد زغلول ،وعلشان ادخلك ف الوضوع على طول.
الكاية إنه فيه ملك شاف بت حلوة عجبته ،طلب يتجوزها .البت دي كانت بتحب ولد من سنها،
ومن التة بتاعتها .اللك مكنش يعرف طبعا .الهم يا عريان أفندي اللك اتوز البت وخدها
معاه القصر .الولد اتن أما عرف ،ولكن ما باليد حيلة .راح على القصر ،وقعد سبع تيام
يلف ويدور حولي القصر ،والبت .قصدي .اللكة ،شافته وبعتتله الوصيفة بتعتها ،وقعدوا
يعيطوا .أيام كتية ،لغاية ما ربنا سهل واشتغل ف القصر .الب زاد قوي بينهم ،والولد كان
بيموت ف اليوم ألف مرة ،واللك ول هو دريان ،الهم .فيه بت حلوة قوي وكانت شغالة حاجة
كده زي ،مظية اللك .البت اللوة ابتدأت تب الولد .الولد حكلها على حبه للملكة .البنت
اللوة لنا بتحب الولد ،صممت أنا تنجده وتشفيه من حب اللكة ،وشوية شوية قدرت تكسب عطفه.
الواد ابتدا ييل عليها ،ويسمع منها .هب .الواد فعل ابتدا يعمل مقارنة بي اللكه وبينها،
لقى كفة البت اللوة طبت .اللكة حست بالتغيي وفضلت تسأل وتتقصى ،لغاية معرفت الكاية
كلها .اللك طلع يصطاد تلت تيام ،اللكة اتعزبت فيهم بريتها ،على حبيبها الضائع .طبعا
الغية جننتها ،وكان نفسها توت البت اللوة .الهم .اللك رجع ،وعرف حكاية الب اللي انتشرت
ف القصر بي الولد اللي شغله عنده ،ومظية اللك بالصدفة .اللك قرر يعمل حاجة .جاب حكيم
وسأله ،وف الخر جاب الواد والبت وقالم :إنه هيعمل مسابقة بكرة ف القصر وهيحط البنت ف
حجرة ،وهيحط أسد ف حجرة تانية ،وقال للولد :انت عليك تتار حجرة من الثني .إذا طلعت
الظية ،هجوزهالك على طول ،واذا طلع السد ل بد يآكلك .اللكة طبعا كانت حاضرة التفاق.
الولد بصلها من تت لتحت ،قامت غامز له أن يوافق .الولد وافق ،وبالليل قابل اللكة اللي
قالتله ،أنه عليك إنك تبص ناحيت ،أن غمزت بعين الشمال ،تتار الودة اللي على الشمال،
واليمي كذلك ،واتفق الولد مع اللكة على كده ،وف الصبح أعد الحتفال على احسن ما يكون ف
ساحة القصر .وحضرها كل أهال الملكة ،وقعد اللك واللكة ف التسينة ،وشاورت له إن الولد
يدخل .ودخل الواد وبص ناحية اللكة ،اللي غمزت فعل بعينها للولد على حجرة من الجرتي
وعند كده وانتهت الكاية ،اللي سعتها يوز .قريتها يوز .لكن الكيد الؤكد أنا خلصت من غي
ما أعرف ،اللكة شاورت على أودة السد ول أودة البنت فتفتكر يا عريان افندي .با أنك خبي
هي اسها تالندا زوف .ايطالية فعل ،أنا عارفها من أكثر من خسة وعشرين سنة ،وهي اللي
ساعدتن ف ولدة على ورقية .كنا لسه واخدين الدكان الولني ،وحالتنا على قدها والاج ممود
كان عارف انا كانت شغاله ف مستشفى فاروق ،اللي ف بداية شارع أبو العل ،والست أم حسن
بدلتن قوي ،ف ولدة عمر .علشان كده راح جيبها ،وبسم ال ما شاء ال .أحسن من ميت دكتور ،
شفتن وقالت :لسة قدامك تلت ساعات ،ورحة الاج ممود ،التلت ساعات جم ،كنت ولدت عثمان.
سبتن وقالت هاروح اشيل التابيزة وارجعلك .كانت بتتكلم بطريقة غريبة .أنا كنت شفتها
صدفة مرة أو مرتي .حاكم أنا مكنتش بطلع برة لغاية الشارع .أنا كنت يا إما ف الدكان ،يا
ف البيت ،هي نزلت من هنا والاج ممود طلع شايل ف ايده عمر ،سألن عن نزول الست توتة ،أنا
مكنتش أعرف أن اسها توته .قولتله على اللي أقلته ،فقال انا مرضة شاطرة ،بس ظروفها
ملطشة واستأذن ف النزول لعدم وجود حد مكانه ف الدكان .الست دميانة مرات السطى رياض ،
خدت منه عمر ودخلت ،سخنت الية وجهزت كل حاجة على وصول الست توتة .اللي متأخر تش اكثر
من ساعة ودخلت على وهي لبسة بالطو ابيض ،وف ايديها شنطة حديد .أنا استغربت ،فقالتلي:
إنا دخلت مستشفى اللء اللي كانت شغاله فيها لغاية فتة قريبة وجابت البلطو والشنطة من
واحدة زميلتها وقعدت جنب تقول ل :خدي نفس طويل ،وشوية خدي نفس هادي .فسألتها أنت مني؟
:قالت
- إنا من إيطاليا ،حته كدة اسها نابوي ،ول نابولن .مش عارفة ،وحكتلي على كل حاجة ،
إنا جت مصر تدور على ابنها اللي كان عمره 18سنة ،ومتعرفش إن كان مات ف الرب ول ل .
تصدق ،إن أنه ملوش أب ،يعن مكتوب باسم أبو توتة ،وهي متجوزتش خالص ف إيطاليا ،دى عاشت
مع واحد شهر وحبلت منه بأبنها ،اللى كتبته ف شهادة اليلد باسم أبوها .أنا كنت بسمع
منها ومش عارفة بالضبط ،هي مسيحية ،ول يهودية ول ملتها إيه ،وبعدين دميانه فهمتن كل
حاجة وقالت :أنا مسيحية ،بس على ملة تانية ذي كده السلمي ،اللي على مذهب .وبعد ما
ولدتن عثمان ،ولدتن رقية ،وبعد كده بقينا أصحاب ساعات تر بعد الغرب وهي معدية راية
بيتها ،أنا عمري ما سألتها عن بيتها وهي عمرها ما قالت هي ساكنة في .بس الكيد أنا
ساكنة الناحية التانية ،لنا كانت بتعدي كوبري أبوالعل .نقعد نتساهر شوية ،تكيلي عن
أبنها وعن أبوها وحياتا وعرفت منها إنا اتوزت عزت أبوركبة ،صاحب أنور وبرصة اشتغلت ف
السيما .حاكم أبوركبة كان طبال بريو ،عيبه إنه كان بتاع نسوان .بس الشهادة ل .كان
حبته قوي ،وقعدت معاه ف بيتهم شهرين .وبعدين طلبت الطلق علشان أمه باللل وقالتلي أنا
كانت نكدية قوي .أنت عارف ،هي علمتن أعمل مكرونة باللحمة الفرومة وأعمل سلطة بالزبادى،
وحاجات كتي .انت عارف اللي حصلها ف الخر .هي كانت قاعدة على التابيزة زي العادة ،وهب
جه واحد شبه ابنها الالق الناطق ،وكان برضه اجنب .مسكت فيه وقعدت تبوس فيه ،وتنادي على
الناس وقالت كل حكايتها للناس اللي اتلمو حوليها ومدش قدر يفهمها خالص .أنت عارف لو
واحد بس عنده عقل ،من اللي واقفي يتفرجوا عليها .كان قالا .أن ابنها لو كان عايش كان
بقي عنده خسي سنة على القل ،كانت سابت الواد اللي شبه ابنها ومكنوش ودوها مستشفى
.الاني ،لكن تقول إيه ،قسمة ونصيب ،والكتوب على البي لزم تشوفة العي
قبل ما تكون نقابة ،كانت إيه ول تنتظر الجابة وأضافت ،كل الته اللي انت شايفها دى،
كانت نادى فاروق ،اللي هو الزمالك دلوقت .ث سكتت وسرحت وكأنا تطمئن على ذكرياتا .كنا
قد انتهينا من الشاوير ودخلنا إل النقابة نرتاح قليل .جيهان كانت تعرف لاذا دخلنا
فجلست أمامي مباشرة ،وتركت الرم الصغي يلس بيننا .ما إن جاء الرسون ،حت طلبت فنجانا من
القهوة واثني من عصي" النجو" ورحت أتابع عيون الرم الصغي الت ل تستقر على شيئ ،وأتي
الفرصة لحدق ف عيون جيهان .كانت النظرة دائما ما تستقر ف نن العي .كما خططت -حت أختزل
تلك السافة الدائمة .هذه السافة الت تأخذ من اليام دون الوصول إل الدف النشود ،أل وهو
.اليقاع بيهان
ال يزيك يا شيطان .أربع مرات يقول أني غمضت ليه ،وعامل فيها أحد حشمت منون كامليا- ،
ما إن نطقت السم ،حت راحت تزي رأسها هزات متواصلة ل تعن شيئا .كنت قد شاهدت هذه الركة
منها اكثر من مرة ،وأعرف إنا خللا تكون شبة غائبة عن الوعي ولذلك أمسكت بكوب العصي
ووضعته ف يديها .خفت الركة قليل ونظرت ف عين وأمسكت بالكوب جيدا وبنظرة خاطفة على وجه
جيهان تأكد ل إنا خائفة على خالتها ،فلم أجد مفرا من أن اطبطب على يديها ،الت ارتفت
كثيا بجرد ما لستها ،وسحبتها من تت يدي ،الت راحت تنسحب ف ذل واضح .كنت خلله .ابث عن
مكان ادفس فيه عين بعيد عن عيونا الت بدت كعي قط مفتس ،أوعي غزال شارد ،ل اعرف أيهما
.مالك –
- قبل ما حكي للستاذ عن قصة ممد الزار .ث اتهت برأسها إل وحاولت أن تسك بعيوني
.الزائغة وقالت
- :مش احنا قاعدين هنا علشان كده ،ول انا تايه .قلت
- بالضبط يا حاجة ،بس مش عارف النسة جيهان مالا ،يكن أكون عملت حاجة وزعلتها من .
خرجت الكلمات من فمي ضعيفة ومتهرئة ،حت ظننت أنن قلتها لنفس .ل تعلق جيهان على الكلمات
،ومضت فتة من الوقت كنت فيها أنظر إل الشجار وأحاول اختلس بعض اللفتات إل وجهها ،الذي
- سيد ممود اللي هو أبويا .ال يرحه كان "لؤاخذة" بتاع "نسوان" و"حشيش" .هكذا بدأت
الاجة فتحية كلمها ،فاخرجتن من أفكاري الت كنت أحاول فيها البحث عن أي كلم يعيد جيهان
إل حالتها ،ويعل الست فتحية تبدأ ف الكى ،وما إن قالت جلتها حت ضحكت جيهان ،أو على وجه
.الدقة ،ابتسمت ابتسامة مليئة بالجل
- لكن لوجه ال يا أستاذ ،طول عمره ما ارتى على واحدة .قصدى ما رمى جتته على واحدة.
بس كان يط الواحدة ف دماغه لزم ييبها .حت لو كانت الشريفة خضرة ،يعن بتاع تطيط وحاجات
زى كده .وبعدين أبو العل طول عمرها مشهورة بنسوانا العدالة ،ولؤاخذة اللى مشيهم بطال.
الثني مكن تلقيهم ف شقة واحدة .وهو كان عليه نظرة ،ماتيبش .على فكرة الكلم ده أنا كنت
عارفة منه طشاش .لكن أنور هو اللى عرفن كل حاجة عنه .حاكم أنور كان له ف الشيش .بس
عرجة،هو الاج ممد الزار .وال يا بن ل حاج ول حاجة ،بس أهو صيت وخلص .حاج على حارة
واللى جابوه .كان عاوز يتجوزن وأبويا كان مبسوط بالوازة دى .لكن أنا قلت ل أبويا فكر
إن بدلع ،راح اتفق مع الزار وخد منه مية وخسي جنيه مهر .الهم أنا صممت على رأي وقلت
ّ ،وف الخر أبويا قال للجزار على حكاية رفضى .وطلب مهلة
لمى إن هولع ف نفسى لو غصبتو على
- قدامك شهرين ،للجوازة للفلوس .طبعا أبويا كان طي القرشي بدرى ،بدرى ،الزار هدد
- طبعا الزار مكنش يقدر يعمل حاجة مع أبويا ،لنه عارفه كويس ولول الظروف كان الزار
ده شغال عند أبويا .الزار ملقاش حاجة قدامه غي إنه يوصل كلم لبو حسي الصعيدى عن علقة
أبويا بالست بتاعته .وسعت إن أبو حسي جاب اثني قرايبه من البلد ،واستنوا لغاية أبويا
مطلع عندها ،وموتوه .لكن القيقة في .ال أعلم .أنا كل اللى فاكراه كويس ،إن الفجر لقينا
اتني شايلي أبويا ودخلي بيه البيت عندنا .احنا طبعا فكرنا إنه مسطول ول حاجة .على
الساعة عشرة كده ،سعت صوات أمى وأمينة ولقيناه ميت ومكنش فيه حاجة خالص ،غي دماغه
مورمه كده من عند قفاه .لكن ل ضرب ول حاجة خالص ،وكل الكلم اللى طلع ده كدب .وأمى
كدبته ،لكن اللى خل الكلم يكت ،هو أن أبو حسي ومراته سابو أبوالعل كلها ،ومفضلش منهم
غي الواد حسي زميل أنور،وده كان بتاع جاعات اللى بتحارب النليز ،ومكنش بييجى البيت إل
.كل حي ومي
.ل تنسى غدا يا أستاذ
كنت مستغرقا ف فكرة إقامة علقة بين وبينها .هى .جيهان .ابنة الاجه نعمة والت قالت
:عنها
- دى الالق الناطق توحة وهى صغية .بس توحة موديل جديد ،ناصحة وعارفة سكتها ،مش زى
- أنت الستاذ يا أستاذ .بس اللى واخد عقلك .بكره فيلم غزل البنات ،بتاع جوز خالت
كنت قد نسيت هذا الوضوع ،وكل ما كنت أفكر فيه خلل الستماع إل كلمات الاجة نعمة ،ودعوتا
ل بالصحة والتعليقات البعيدة والختصرة من أختها توحة ،كيف أدفع بيهان ،الت تشبه إل حد
بعيد "إيان"تلك البنت الت احببتها ف بداية حياتى ،وظلت تشكل صفة المال ،بالنسبة
للخريات اللئى أقع فريسة لبهن .بعد زواج إيان من ابن عمها ضابط الشرطة .فكرت كثيا وأنا
.انظر ف عي جيهان مباشرة .كما خططت .منذ مشاهدتا للمرة الول ،وقلت بصوت هامس
- .اللى واخد عقلى ،هجيله بكرة علشان أشوف الفيلم معاه
ثنت رموشها على حياء بان ل كقبلة تنحها ل فزلزلن .ث رجعت بسدها خطوتي للوراء ،وأعطتن
ظهرها .كان حز الكلوت يظهر تت اللباب السود ذى الصدر الشغول على هيئة طاووس ،يمل
ألوانا كثية ،فزاد تزلزل .انسحبت ،بعد أن ألقيت إليهم بالتحية .حي فتحت ل الباب ف مساء
اليوم الثان كان واضحا ف عيونا أنا ظلت كثيا تفكر ف كلمى لا .ربا كان ذلك هو ما تيلته
بجرد أن رأيت شعرها السائب ،ومسحة الروج الفيف على شفتيها الرائعتي .أخذت مكان الذى ل
يتغي أبدا ،منذ دخلت عليهم أول مره ،حي كنت ف زيارة لخت ،الت تزوجت ف الشقة الت أمامهم
مباشرة وسعت صوت الصريخ والبكاء ،فلم استطع اللوس وخرجت .لجد الاجة نعمة تلس على
الكنبه ف مواجهة باب الشقة الفتوح .فكدت أعود مرة أخرى إل شقة أخت ،الت كانت تقف خلفى
- الستاذ سعيد أخويا ،صحفى اتض لا سع الزعيق ،ففكر فيه حاجة .قالت الاجة موجهة
:عيونا على
ّ
- ً .يا مرحبه .متأخذناش .ث اتهت إل أخت وأضافت .ل مؤاخذة يا بن ،أتفضل .أهل
ً وسهل
- الست أم شريف عارفة السبب مش كده .وأضافت دون أن تسمع الرد .حكاية كل أسبوع يا
كانت الملة بالنسبة ل صادمة ما جعل داخلى يرتعش وأحسست بالجل وكدت أقف لستأذن ،ولكن
الاجة نعمة أقسمت على أن آخذ واجب قبل الروج .جلست وأنا أحاول أن أبدو مطمئنا ولكن
دخول جيهان ،الت كانت تشبه إيان زاد توترى .كانت ترتدى جلبابا أزرق مليئا ببات التاتر
اللمعة ومشمرة يديها إل الكوعي ،وعلى رأسها إيشارب مبلول .سلمت على أخت الت قدمتن لا،
فهزت رأسها وهى واقفة بوار أخت .أمرتا أمها أن تصنع كوبا من الشاى ل فدخلت .حكت الاجة
عن سبب الصوت العال ،وعن أختها توحة ،ث سألتن عن الريدة الت أعمل با ،وبجرد أن حددت
الريدة .طلبت من خدمة .كنت قد عرفت مأساة أختها ،ما جعلن أتورط ف وعود ،قمت با على
أكمل وجه ،ربا كانت عيون جيهان هى السبب الول لقبول للمهمات الكثية الت جعلتن أتردد
عليهم أكثر من عشر مرات خلل السبوع الاضى .دخلت جيهان بالصينية الوضوع عليها أكواب
الشاى وجلست على كرسى بوار الباب مباشرة .كنت قد أعددت خطت على أساس أنا سوف تكون
أمامى ،أو على القل ف ميط بصرى ،وليس جانب ما جعل التفاتى إليها شبه مازفة ل أعرف رد
فعلها على الاجة ،الت أحسست أنا عوض عن أمى الت ماتت الشهور الاضية .ل أجد أمامى ،إل
النظر أمامى وبي الي والي أنظر إل السفل ،لفوز بشبه رؤية بعيدة لوجهها الذى ظللت طوال
المس أخطط ف كيفية مواجهته ،بعيدا عن أعي الاجة وأختها .دخلت فتحية وجلست بوار الاجة
نعمة بجرد بدء عرض الفيلم .كنت قد شاهدت هذا الفيلم كثيا ،وأعرف كل تفاصيله عن ظهر قلب
،وذلك لمال شخصية نيب الريان ،ولصوت ليلى مراد ،وأغنية عبد الوهاب الت ظللت لسنوات
طويلة هى كل حياتى .كنت ل أعرف حت تلك اللحظة الملة الت يرددها الكورس حي يقول عبد
الوهاب – وهاعيش على ذكراه – ويتلى الكادر بدموع نيب الريان ،الذى كان يتيه عشقا
وغراما بليلى مراد ،كما كنت اتيه دوما بوجه مبوبت الامل دائما لبعض سات "إيان" طوال
خرجت من فمها مليئة بالشجن والب واليام .ث وقفت وخطت خطوات سريعة وحاسة ووقفت أمام
.شاشة التليفزيون ،وأشارت إل وجه من وجوه الكورس وقالت بسرة وندم ودموع
- .ده أنور النستل يا أستاذ ،ث رددت معه والدموع تل وجهها
كنت قد عزمت النية ،بعد أن شاهدت أنور لول مرة ف التليفزيون ،حي أشارت عليه فتحية منذ
قليل ،أن ألتفت إل وجه جيهان وأسدد نظرة مليئة بالعشق والتيه ،تاركا الم وأختها
ّ مصحوبة
الواقفة أمام الشاشة حاجزة الصورة رغم جرمها الصغي عنا ،ولكن التفاتة منها إل
- .بص يا أستاذ ،هييجى دلوقت واضح قوى ف اللقطة الاية دى
ث وضعت يديها على وجهه تاما ،ما جعلن ألتفت لول مرة ف حياتى إل الصورة الكلية للمنظر ،
تاركا وجه البطل أو البطلة ومنتبها إل الشهد اليط بم .كان أنور يبدو ل كشئ بعيد ف ساء
مليئة بالنجوم ،ورغم ذلك كان ضروريا لظهار روعة النجوم ف هذه اللحظة وهو يردد مع
.الكورس
.اشهد عليه يا ليل