Professional Documents
Culture Documents
الكريم
جمع وتأليف
الدكتور حسين علي خليف الجبوري
1
بسم ال الرحمن الرحيم
نسأل ال تعالى أن يجعل مانكتبه خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله حجة لنا لعلينا وأسأله
تعالى أن يجعل القرآن العظيم شفيعًا لي ولهلي يوم نلقاه سبحانه
وله الفضل والمنة وما توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب.
2
بسم ال الرحمن الرحيم
ممممم
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه سبحانه نفوض أمرنا وحسبنا
الله ونعم الوكيل والصلة والسلم على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم وعلى آله الطيبين ألطهار وأصحابه الغر الميامين .وبعد فقد قام بمراجعة
الكتاب مشكورا ًً السيد الدكتور وميض رمزي العمري وأبدى عليه ملحظات قيمة كانت
عونا ً كبيرا ً في إخراج الكتاب بصورته النهائية .كما راجعه مشكورا ً وكتب له التقديم
السيد الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني إمام وخطيب جامع عمر الطالب في الموصل
حيث أبدى ملحظاته القيمة.
وفيما يلي تقديم الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني للكتاب :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فل مضل له ومن يظلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل الله
وحده لشريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله .أما بعد :فإن أصدق الحديث كتاب
الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر المور محدثاتها وكل محدثة
بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار.
َ َ
ن )ال عمران .(102 مو َ سل ِ ُم ْ ن إ ِل وَأنُتم ّ ّ موت ُ ّقات ِهِ وَل َ ت َ ُ حقّ ت ُ َ ه َ قوا ْ الل ّ َ مُنوا ْ ات ّ ُ نآ َذي َ َيا أي َّها ال ّ ِ
َ
ما
من ْهُ َث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ س َوا ِ ٍ من ن ّ ْ
ف كم ّ ق ُ خل َ َذي َ م ال ّ ِ قوا ْ َرب ّك ُ ُ س ات ّ ُ َيا أي َّها الّنا ُ
م َرِقيبا ً ن عَل َي ْك ُ ْ كا َ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ حا َ ن ب ِهِ َوال َْر َ ساءُلو َ ذي ت َ َ ه ال ّ ِ
قوا ْ الل ّ َ ساء َوات ّ ُ جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ رِ َ
ُ َ َ ُ َ ً ً ُ ّ ّ َ
فْر
م وَي َغْ ِ مالك ْ م أعْ َ ح لك ْ صل ِ ْ ديدا ي ُ ْ ه وَُقولوا قَوْل َ
س ِ قوا الل َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َ )النساء َ .(1يا أي َّها ال ِ
ظيما )الحزاب .(71-70 ً وزا عَ ِ ً قد ْ َفاَز فَ ْ ه فَ َ َ
سول ُ ه وََر ُ ّ
من ي ُط ِعْ الل َ م وَ َم ذ ُُنوب َك ُ ْ ل َك ُ ْ
وبعد :فقد قرأت هذه الوراق لخينا الدكتور حسين علي الجبوري وهي ) آيات الدعاء
في القرآن الكريم ( فهي تذكرنا بالقرب من الله عز وجل فالله الغني ونحن الفقراء
وهو القوي سبحانه ونحن الضعفاء .فعلى الفقير أن يطرق باب الغني وعلى الضعيف
أن يركن إلى جناب القوي .وهي وقفات مباركات أسأله تعالى أن ينفع بها المسلمين
إنه سميع قريب مجيب .
وقد كتبت له هذه البيات :
أمسك جناب مخافة عج بالدعاء لربك المنان
الرحمن
حاك الديم بأبدع متذلل ً بالنكسار إلى الذي
اللوان
من كل أفاك ومن ومقدما عند الدعاء براءة
شيطان
وزيادة الحسان فدعاؤنا لله ذاك عبادة
بالحسان
بل فادعه في سائر قم فادع ربك قائما ً أو قاعدا ً
الحيان
ومنزه ربي عن فهو القوي ونحن أضعف خلقه
النقصان
ترجو العفو الغافر وهوالمجيب إذا مددت إليه يدا
الحنان
جمع الدعاء بأية ولقد أجاد أخي الطبيب حسيننا
القرآن
3
ليكون في الخرى رفيع ودعاء خير المرسلين محمد
الشان
4
المقدمة
5
وعن علي كرم ال وجهه قال :قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم قل )أللهم إهدني
وسددني( .وعن المام زين العابدين عليه السلم أنه كان يقول :لم أر مثل التقدم في الدعاء فإن
العبد ليس تحضره الجابة في كل ساعة.
وعن المام محمد الباقر عليه السلم أنه كان يقول :ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في
الرخاء نحوًا من دعائه في الشدة ،ليس إذا ُأعطي فتر ،فل تمل الدعاء فإنه من ال عز وجل
بمكان .
ول در القائل :
وسل الذي أبوابه لتحجب لتسألن بني آدم حاجة
وبني آدم حين ُيسأل يغضب ال يغضب إن تركت سؤاله
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ،عن النبي صلي اللسسه عليسسه
وسلم ،فيما يرويسسه عسسن ربسسه تبسسارك وتعسسالى ،أنسسه قسسال )) :يسسا
عبادي :إني حرمت الظلم علي نفسي ،وجعلته بينكم محرما ؛
فل تظالموا .يا عبادي ! كلكم ضال إل من هديته ،فاسسستهدوني
أهدكم .يا عبادي ! كلكم جائع إل من أطعمتسسه ،فاسسستطعموني
أطعمكم .باعبسسادي ! كلكسسم عسسار إل مسسن كسسسوته ،فاستكسسسوني
أكسكم يا عبسسادي ! إنكسسم تخطئون بالليسسل والنهسسار ،وأنسسا أغفسسر
الذنوب جميعا ؛ فأستغفروني أغفر لكم .يسسا عبسسادي ! إنكسسم لسسن
تبلغوا ضري فتضروني ،ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل
واحد منكم ،ما زاد ذلك في ملكي شيئا .يا عبادي ! لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحسسد منكسسم ،مسسا
نقص ذلك من ملكسسي شسسيئا .يسسا عبسسادي ! لسسو أن أولكسسم وآخركسسم
وإنسكم وجنكم قاموا فسي صسعيد واجسد ،فسسألوني ،فسأعطيت
كسسل واحسسد مسسسألته ،مسسا نقسسص ذلسسك ممسسا عنسسدي إل كمسسا ينقسسص
المخيط إذا أدخل البحسسر .يسسا عبسسادي إنمسسا هسسي أعمسسالكم أحصسسيها
لكم ،ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله ،ومن وجسسد
غير ذلك فل يلومن إل نفسه (( .رواه مسلم ]. [ 2577
عن أنس رضي الله عنه ،قال :سمعت رسسسول اللسسه صسسلي
الله عليه وسلم يقول :قال الله تعسسالى :يسسا ابسسن آدم ! إنسسك مسسا
دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ،يا ابن
آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ،ثم استغفرتني غفرت لسسك ،
يا ابن آدم إنك لسسو أتيتنسسي بقسسراب الرض خطايسسا ثسسم لقيتنسسي ل
6
تشسسرك بسسي شسسيئا لتيتسسك بقرابهسسا مغفسسرة (( .رواه الترمسسذي ]
[ 3540وقال :حديث حسن صحيح .
فالدعاء علقة روحيه بين النسان وخالقه الكريم مباشرة بدون وسيط فالنسان يكلم ربه
سبحانه الذي يؤمن به ويؤمن )بدرجات متفاوته( أن ال سبحانه سيجيب دعاًءه ولو بعد حين .
وتتفاوت درجة هذه العلقة معه تعالى بنسبة إيمان النسان وممارسته لهذا الطقس العقائدي
الخاص للستعانة بال تعالى في شؤون الحياة المادية وكذلك في حياته الروحية من حيث
التوبة وطلب العفو والمغفرة من العزيز الغفار سبحانه.
والدعاء بهذا المعنى عبادة حية متحركة لتخضع للزمان والمكان المعينين ول للفعال
الخاصة والكلمات المحدودة بل ينطق فيها النسان حرًا في المكان الذي يقف فيه والوقت الذي
يختاره واللغة التي يدعوا بها والكلمات التي يعبر بها والمضمون الذي يريده.
السؤال ليكون إل من ال عز وجل
يقول الشيخ عبد القادر الكيلني رضي ال عنه في المقالة الثالثة والربعين من كتاب فتوح
الغيب في ذم السؤال من غير ال تعالى :ما سأل سائل ) يعني الدعاء من غير ال ( إل لجهله
بال عز وجل وضعف إيمانه ومعرفته ويقينه وقلة صبره ,وما تعفف من تعفف من ذلك
) يعني الدعاء من غير ال ( إل لوفور علمه بال عز وجل وقوة إيمانه ويقينه وتزايد معرفته
بربه عز وجل في كل يوم ولحظه وأن حياته منه عز وجل .عن إبن عباس رضي ال عنهما
قال :كنت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ) ياغلم إني ٌأعلمك كلمات إحفظ ال
يحفظك ,إحفظ ال تجده تجاهك ،إذا سألت فاسأل ال وإذا استعنت إستعن بال) .من حديث
أخرجه الترمذي وصححه أللباني.
ت َفِإّنكَ ِإًذا ّم َ
ن ك َفِإن َفَعْل َ
ضّر َ
ل َي ُ
ك َو َ
ل َينَفُع َ
ل َما َ
نا ّ
ع ِمن ُدو ِ
ل َتْد ُ
قال سبحانه وتعالى ))َو َ
ن (( يونس .106 ظاِلِمي َ
ال ّ
ملحظة مهمة
لكي نفهم قصد القرآن الكريم في أي موضوع فيجب أخذ جميع اليات القرآنيه الواردة في
ذلك الموضوع بنظر العتبار ول نجتزئ آية أو آيتين ونبني عليها أحكامنا ونترك بقية اليات
لن القرآن الكريم جعل هذه اليات وحدة متكاملة ولكنها متناثرة في سور القرآن ويفسر بعضها
بعضًا ويقوي بعضها بعضًا لتكون في أحكم صورة وأوضح صورة .لو أخذنا آية أو آيتين من
اليات التي تتعلق بالصلة قد لتتبين فلسفة الصلة والغاية منها ولكن أخذ جميع اليات يوضح
الصورة الكاملة في هذا الموضوع .مثال )) إن الصلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ((
تدل على جزء من موضوع الصلة .وآية )) إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر (( تبين
للمسلم جزءًا آخر من صورة الصلة في القرآن الكريم.
كذلك آيات الدعاء في القرآن الكريم تبين لنا أساليب الدعاء وأنواع الدعاء والتوسل في
الدعاء وأوقات الدعاء وإستجابة الدعاء وشروط ذلك والغاية من الدعاء وغيرها مما يتعلق
بموضوع الدعاء.
7
القرآن الكريم والدعاء
وأنت أخي المسلم حين تقرأ القرآن الكريم تجد فيه الكثير من اليات البينات التي تدعوك
للدعاء من ال سبحانه وتعالى وآيات أخرى تعلمك كيف تدعو من ال سبحانه وتعالى وآيات
أخرى تعلمك ما كان يدعوا به النبياء والمرسلون الكرام والناس في حالتي السراء والضراء
حين دعائهم وتضرعهم إليه سبحانه وتعالى.
والقرآن الكريم كتاب ال العظيم والبحر الزاخر بالعلم والمعرفة والنور ،نهل منه الناهلون
وغرف من فيضه الظامئون لنه خير لحدود له وعلٌمهُ بحر زاخر فياض ليصل إلى مداه
ومنتهاه عالم أو حكيم أو فيلسوف أو مفكر أو مصلح فهو مصدر للجميع ونور يغمر الجميع .
ورد في القرآن الكريم في المواضيع المهمة والرئيسية في دين السلم آيات كثيرة في كل
موضوع مثل آيات التقوى ،آيات التوحيد ،آيات التحذير من عذاب ال سبحانه وذكر القيامة
وأهوالها وذكر الجنة والنار وآيات في جدال ومحاججة الكافرين والمشركين والمنافقين ودحر
حججهم وأباطيلهم .وفي موضوع الدعاء وردت في القرآن الكريم 156آية كريمة في مواضيع
الدعاء المتعددة التي تناولتها اليات الكريمة متناثرة في سور القرآن الكريم.
ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ) إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم
فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وقائل مصًدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه
ساقه إلى النار.
عندما تبحر في القرآن الكريم بعقل متفتح متدبر فإنك تجد من الجواهر والللي الكريمة ما
ليعد وليحصى ،وكلما إزددت إبحارًا في العماق بهر عقلك وفكرك عظمة هذا الكتاب
المستمدة من عظمة ال سبحانه وقد وصفه ال سبحانه بأنه ))عظيم (( .وليخفى على القارئ
الكريم أن مايصفه ال سبحانه بالعظيم فل حدود لعظمته وبركته وخيره الذي ليعرف مداه إل
ال سبحانه وتعالى
)) وآتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (( الحجر .87ففي القرآن العظيم آيات الدعاء
تعلم المسلم كيف يتوجه إلى ربه سبحانه في كل أحواله ،في السراء يدعوه بالخير والعفو
والمغفرة وطلب الجنة والدعاء لهله ووالديه وإخوته وأصدقائه المؤمنين وشكره تعالى على
أفضاله ونعمه .وفي الضراء يدعوا ربه سبحانه للنجاة والخلص من المآزق والكربات والشر
والضرر لكي ينجيه ربه سبحانه ويخلصه مما هو فيه من الصعوبة والضنك .
ورد عن المام علي رضي ال عنه في قوله سبحانه )) ورتل القرآن ترتيل (( قال بينه
تبيينا ول تهذه هذ الشعر ول تنثره نثر الرمل لكن إقرعوا قلوبكم القاسية وليكن هم أحدكم آخر
السورة.
يقول العلمة المرجع السيد محمد حسين فضل ال في مقال له على موقعه في شبكة النترنت
بعنوان دعاء المؤمن في القرآن :إن الدعاء هو رابطة أو علقة خاصة بين النسان وال
)سبحانه ( والدعاء سواء ُأدي بصورة فردية أو جماعية فهو يؤكد على هذه العلقة .ولن
الدعاء في جوهره توجه وإنقطاع إلى ال تعالى بالحوائج والرغبات وبمختلف ما يعاني منه
النسان ويضغط عليه في حياته فهو لريب يقوي ويعزز اليمان بال تعالى ،بل أكثر من ذلك
هو يعزز الحالة الشعورية والوجدانية بال من خلل مايستلزمه الدعاء من حضور القلب
واستحضار ل تعالى .
8
الدعاء في السجود
إن الدعاء هو القبال على ال تعالى والنقطاع إليه ليتحقق القرب من منازل الرحمة
اللهية ،والسجود باعتباره روح العبادة حيث تتجلى فيه منتهى العبودية والخضوع للواحد
الحد يحقق الغرض المراد من الدعاء وهو القرب من رحاب الخالق جل وعل فعلى العبد أن
ينتهز فرصة القرب ليسأل من خزائن رحمة ربه وذخائر مغفرته )) أقرب ما يكون العبد من
ربه وهو ساجد (( رواه مسلم عن أبي هريرة رضي ال عنه .
كل الوجود على وجودك شاهُد سبحانك اللهم أنت الواحد
ن الساجُد
علك عل الجبي ً
وإلى ُ ياحي ياقيوم أنت المرتجى
روى مسلم عن إبن عباس رضي ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) أل
إني ُنهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء فقمين )أي جدير وحقيق ( أن يستجاب لكم(( .
9
دعاء سليمان عليه السلم :أنظر إلى دعاء سيدنا سليمان عليه السلم وهو من المم القديمة
حٍد
لَب ِلي ُمْلكًا لّ َينَبِغي َِ
غِفْر ِلي َوَه ْ
با ْ
ل َر ّ
قبل التقدم العلمي الرهيب والتكنولوجيا يقول }َقا َ
ب {ص .35طالما كان هناك دعاء وثقة مطلقة بالعلي القدير سبحانه ت اْلَوّها ُ
ك َأن َ
ن َبْعِدي ِإّن َ
ّم ْ
لبد من إجابة فكان لسيدنا سليمان ما دعابة فهل سمعتم أو رأيتم ملكًا من الملوك ُأوتي مثل ما
أوتي سليمان عليه السلم حتى وقتنا الحاضر رغم التقدم العلمي والتكنولوجي ورغم كل شئ
فلن يكون هناك إنسان عنده ملك سليمان .هكذا كان الدعاء ولقد تحقق و سيكون ذلك إلى يوم
القيامة فلقد قال )) لينبغي لحد من بعدي (( .
دعاء إبراهيم عليه السلم :أنظر إلى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلم وتخيله يقف وسط
صحراء ل زرع ول ماء ول شراب ول حياة كأنه في كون ليس فيه معنى الكون وفي حياة
ل َهَـَذا َبَلدًا
جعَ ْبا ْ ل ِإْبَراِهيُم َر ّ
ل}َوِإْذ َقا َ
ليس فيها معنى الحياة فما كان منه إل أن دعا ربه قائ ً
ل ُثّم
ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ًخِر َقا َل َواْلَيْوِم ال ِ
ن ِمْنُهم ِبا ّ
ن آَم َ
ت َم ْ
ن الّثَمَرا ِ ق َأْهَلُه ِم َ
آِمنًا َواْرُز ْ
صيُر {البقرة 126فأحيا ال سبحانه هذه الرض بعد موات س اْلَم ِب الّناِر َوِبْئ َ
عَذا ِ طّرُه ِإَلى َ ضََأ ْ
) مكة ( ورزق أهلها رزقا واسعا من حيث لتدري استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلم
فعمرت وسكنت وأصبحت كعبة الدنيا منذ ذلك اليوم وإلى أن يشاء ال سبحانه.
دعاء أيوب عليه السلم :وأنظر إلى سيدنا أيوب عليه السلم الذي إبتله ال بالمرض الشديد
ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني فصار قعيدا عاجزا .فدعا ربه دعاء يحتاج إلى تأمل وتدبر .قال}َوَأّيو َ
ل المرض ن {النبياء 83فقد صبر عليه السلم دهرًا متحم ً حِمي َ
حُم الّرا ِ ت َأْر َ ضّر َوَأن َ ي ال ّ
سِن َ
َم ّ
الشديد وفقد الولد والمعين إل رحمة ال محتسبا واثقا بال تعالى ،وعندما أصبحت حالته
شفَْنا َما
جْبَنا َلُه َفَك َ
سَت َ
مستحيلة الحتمال كان الدعاء )) إني مسني الضر (( .فكانت الجابة))}َفا ْ
ن {النبياء ((84 عنِدَنا وَِذْكَرى ِلْلَعاِبِدي َ
ن ِ
حَمًة ّم ْ
ضّر َوآَتْيَناُه َأْهَلُه َوِمْثَلُهم ّمَعُهْم َر ْ
ِبِه ِمن ُ
دعاء سيدنا يونس عليه السلم :حيث دعا سيدنا يونس عليه السلم ربه سبحانه وهو في
ن َأن ّلن ّنْقِدَر
ظّضبًا َف َ
ب ُمَغا ِ ن ِإذ ّذَه َ
ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل ))}َوَذا الّنو ِ
ن {النبياء ((87فقد ظاِلِمي َن ال ّ
ت ِم َ
ك ِإّني ُكن ُ حاَن َ
سْب َ
ت ُ ل َأن َل ِإَلَه ِإ ّ
ت َأن ّ ظُلَما ِ
عَلْيِه َفَناَدى ِفي ال ّ
َ
ل ربه قدم عليه السلم التوحيد المطلق ل سبحانه ثم أقر بأنه كان من الظالمين لنفسهم متوس ً
في تلك الساعة الحرجة لينقذه مما هو فيه من كرب قاس وموت محقق .فكان الجواب )) هو
ن {النبياء 88 جي اْلُمْؤِمِني َك ُنن ِ
ن اْلَغّم وََكَذِل َ
جْيَناُه ِم َ
جْبَنا َلُه َوَن ّ
سَت َ
تخليصه مما هو فيه(( }َفا ْ
دعاء سيدنا يوسف عليه السلم - :سيدنا يوسف عليه السلم بعد أن يشكر ال سبحانه على
نعمه العظيمة التي أنعم بها عليه فقد آتاه ُملك مصر بعد أن كان مملوكًا لملك مصر وسجينًا
متروكًا لسنوات طويلة ،وعلمه تأويل الحاديث وتعبير الرؤيا ،وبعد أن يذكر عظمة ال
سبحانه في خلق السموات والرض ،بعد هذا كله يتوجه إلى ربه مفوضًا أمره ل في الدنيا
والخرة داعيا ال سبحانه أن يميته مسلمًا وأن يلحقه بالصالحين السابقين من النبياء والمؤمنين
عّلْمَتِني ِمن ك َو َ ن اْلُمْل ِ
ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ
ومنهم أبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلمَ)) .ر ّ
حْقِني
خَرِة َتَوّفِني ُمسِْلمًا َوَأْل ِت َوِلّيي ِفي الّدُنَيا َوال ِ
ض َأن َ
لْر ِ
ت َوا َ
سَماَوا ِ
طَر ال ّ
ث َفا ِ
حاِدي ِ
لَلا َ َتْأِوي ِ
ن .يوسف}.{101 حي َ
صاِل ِ
ِبال ّ
ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم
ن َأ ْ
ليَما ِ
سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ
دعاء المؤمنين في كل زمان ومكان ّ} :رّبَنا ِإّنَنا َ
سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران ((193فكانت عّنا َ
غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكّفْر َ
َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْ
ضُكم ّمن ل ّمنُكم ّمن َذَكٍر َأْو ُأنَثى َبْع ُ عاِم ٍل َ
عَم َ ضيُع َ ل ُأ ِ
ب َلُهْم َرّبُهْم َأّني َ
جا َسَت َالجابة ))}َفا ْ
10
عْنُهمْ
ن َ
لَكّفَر ّ
سِبيِلي َوَقاَتُلوْا َوُقِتُلوْا ُ
جوْا ِمن ِدَياِرِهْم َوُأوذوْا ِفي َخِر ُجُروْا َوُأ ْ
ن َها َ ض َفاّلِذي َ
َبْع ٍ
ب {آل
ن الّثَوا ِ
سُحْ عنَدُه ُ
ل ِ ل َوا ّ عنِد ا ّ لْنَهاُر َثَوابًا ّمن ِ
حِتَها ا َ
جِري ِمن َت ْ
ت َت ْ
جّنا ٍ خَلّنُهْم َ
لْد ِ
سّيَئاِتِهْم َو ُ
َ
عمران .195
دعاء أكبر من كل الماديات وسفاسف الحياة ،دعاء يسمو بالنسان إلى رحاب الخالق العظيم
الغفور الكريم واليمان المطلق والثقة المطلقة به سبحانه .
مَرق َس َوال ْ َ م َ ش ْ خَر ال ّ س ّ ل وَ َ ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ ل ِفي الن َّهارِ وَُيول ِ ُ ج الل ّي ْ َ )) }ُيول ِ ُ
ك َوال ّ ِ مل ْ ُ َ
ه
دون ِ ِمن ُ ن ِ عو َ ن ت َد ْ ُ ذي َ ه ال ْ ُ م لَ ُه َرب ّك ُ ْم الل ّ ُ مى ذ َل ِك ُ ُ س ّم َ ل ّ ج ٍ ري ِل َ ج ِ ل يَ ْ كُ ّ
ما
مُعوا َ س ِم وَل َوْ َ عاءك ُ ْ مُعوا د ُ َ س َ م َل ي َ ْ عوهُ ْ ميرٍ {}ِإن ت َد ْ ُ من قِط ْ ِ ن ِ كو َ مل ِ ُما ي َ َْ
خِبيرٍ { فاطر ل َ مث ْ ُ َ ُ
م وَل ي ُن َب ّئك ِ َ ُ
شْرك ِك ْ ن بِ ِ فُرو َ ْ
مةِ ي َك ُ قَيا َ ْ
م ال ِ م وَي َوْ َ ُ َ
جاُبوا لك ْ ست َ َ ا ْ
ه إ َِلى َ
ب لَ ُجي ُ ست َ ِمن ّل ي َ ْ ن الل ّهِ َ دو ِ من ُ عو ِ من ي َد ْ ُ م ّ ل ِ ض ّ نأ َ م ْ )) .14-13وَ َ
11
كانوا ل َه َ
داء
م أع ْ َ
ُ ْ س َ ُ
شَر الّنا ُ
ح ِ
ذا ُ غافُِلو َ
ن 5وَإ ِ َ م َ
عائ ِهِ ْ
عن د ُ َ م َمةِ وَهُ ْ قَيا َ َيوم ِ ال ْ ِ
ن (( 6الحقاف . 6-5 ري َ م َ
كافِ ِ كاُنوا ب ِعَِباد َت ِهِ ْ وَ َ
الثالث :وآيات أخرى تعلمك ما كان يدعوا به النبياء والمرسلون الكرام والناس في حالتي
السراء والضراء حين دعاؤهم وتضرعهم إليه سبحانه وتعالى.
فل ْ ِ
ك م ِفي ال ْ ُ ذا ُ
كنت ُ ْ حّتى إ ِ َ حرِ َ م ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ سي ُّرك ُ ْ ذي ي ُ َ قال تعالى ))هُوَ ال ّ ِ
من ج ِ موْ ُ م ال ْ َ جاءهُ ُ ف وَ َ ص ٌ عا ِ ح َ جاءت َْها ِري ٌ حوا ْ ب َِها َ ح ط َي ّب َةٍ وَفَرِ ُ ري ٍ ن ب ِِهم ب ِ ِ جَري ْ َ وَ َ
جي ْت ََنا َ َ َ ّ ْ َ ُ َ ْ َ م َ كُ ّ
ن أن َ ن لئ ِ ْ دي َ ه ال ّ نل ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ م د َع َوُا الل َ حيط ب ِهِ ْ مأ ِ ن وَظّنوا أن ّهُ ْ كا ٍ ل َ
سّ م
ذا َ ن (( يونس .22وقال تعالى ))وَإ ِ َ َ ري
ِ شاك ِ ن ال ّ َ م
ن ِ ّ كون َ هـذ ِهِ ل َن َ ُ ن َ م ْ ِ
َ َ َ
مّر ك َأن ضّره ُ َ ه ُ فَنا ع َن ْ ُ ش ْ ما ك َ َ ما فَل َ ّ دا أوْ َقآئ ِ ً ع ً جنب ِهِ أوْ َقا ِ عاَنا ل ِ َ ضّر د َ َ ن ال ّ سا َ لن َ ا ِ
ن (( يونس ملو َ ُ ْ
كاُنوا ي َعْ َ ما َ ن َ سرِِفي َ م ْ ْ
ن ل ِل ُ ك ُزي ّ َ ه ك َذ َل ِ َ س ُ م ّ ضّر ّ َ
م ي َد ْع َُنا إ ِلى ُ لّ ْ
.12وقال تعالى في دعاء موسى عليه السلم على فرعون وقومه
ك آتيت فرع َون ومله زين ً َ
حَياةِ الد ّن َْيا وال ً ِفي ال ْ َ م َ ة وَأ ْ سى َرب َّنا إ ِن ّ َ َ ْ َ ِ ْ ْ َ َ َ ُ ِ َ مو َ ل ُ ))وََقا َ
َ
م فَل َ شد ُد ْ ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ م َوا ْ وال ِهِ ْ م َس ع ََلى أ ْ م ْ ك َرب َّنا اط ْ ِ سِبيل ِ َ عن َ ضّلوا ْ َ َرب َّنا ل ِي ُ ِ
م (( يونس . 88وهذا دعاء نوح عليه السلم على قومه َ حّتى ي ََروُا ْ ال ْعَ َ مُنوا ْ َ ي ُؤ ْ ِ
ب الِلي َ ذا َ
جي َْناهُ ه فَن َ ّ جب َْنا ل َ ُ ست َ َل َفا ْ من قَب ْ ُ دى ِ حا إ ِذ ْ َنا َ بعد أن فقد كل المل في هدايتهم ))وَُنو ً
ّ ْ َ
ن ك َذ ُّبوا ِبآَيات َِنا إ ِن ّهُ ْ
م ذي َ قوْم ِ ال ِ ن ال َ م َ صْرَناه ُ ِ ظيم ِ وَن َ َ ب ال ْعَ ِ ِ ن ال ْك َْر َ م
ه ِ وَأهْل َ ُ
كانوا قَوم سوٍء فَأ َغ ْرقْناهُ َ
ن (( النبياء .77- 76 مِعي َ ج َمأ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ ُ
12
مممممم مممممم :
كسأ َل َ َ
ذا َ وردت في ثنايا آيات الصيام آية عظيمة وهي قوله تعالى ))وَإ ِ َ
جيُبوا ْ ِلي ُ
ست َ ِن فَل ْي َ ْ عا ِ داِع إ ِ َ
ذا د َ َ ب د َع ْوَة َ ال ّ
جي ُبأ ِ ري ٌ عَباِدي ع َّني فَإ ِّني قَ ِ ِ
ن (( .البقرة .186وفي هذه الية الكريمة دو َ ش ُ مُنوا ْ ِبي ل َعَل ّهُ ْ
م ي َْر ُ وَل ْي ُؤ ْ ِ
إشارة إلى قرب الله تعالى من عباده الصائمين القائمين وكثرة إجابته
سبحانه للدعاء في شهر رمضان المبارك بشرطين وردا في الية وهما
الستجابة لله واليمان به سبحانه وتعالى فهما طريق الرشاد والهداية
لما فيه مصالح العباد في دينهم ودنياهم .ولشك أن الله سبحانه قريب
من عباده في كل وقت وحين وأنه يجيب دعاءهم .وهناك أوقات وأحوال
يكون العبد فيها أقرب لجابة دعائه ومن تلك الوقات شهر رمضان
المعظم .ومن الحوال حال تقرب العبد لربه بالعبادات والعمال
الصالحة ولذا ورد الحث للكثار من الدعاء في حال السجود فإنه مأمول
آن يستجاب للعبد فكيف إذا كان صائما ً ساجدا ً لله في نهار رمضان
يدعوا ربه أو قائما ً لله تعالى في ليالي رمضان يدعوا أثناء سجوده في
الثلث الخير من الليل مع ما يتحقق له من الخلص والتقوى بسبب هذه
العبادة العظيمة )الصوم ( .ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال ) ياايها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لتدعون أصما ً ول غائبا
إنما تدعون سميعا ً بصيرا .إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق
راحلته ( رواه المام أحمد عن أبي موسى الشعري .وروى المام أحمد
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال )يقول ال تعالى أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا دعاني (.وروى عن أبي هريرة رضي ال عنه أنه سمع رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول ) قال ال )تعالى ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ( .وربنا سبحانه مع
قوا ْن ات ّ َ معَ ال ّ ِ
ذي َ ه َ ن الل ّ َ من دعاه واتقاه ولشك أن الدعاء من التقوى وهو سبحانه القائل ))إ ِ ّ
ن (( النحل .128 سُنو َح ِ م ْ هم ّ ن ُ ذي َ ّوال ّ ِ
ومن أسماء ال الحسنى المجيب ,يقول المام الغزالي في كتابه ) المقصد السنى في شرح
معاني أسماء ال الحسنى ( :المجيب هو الذي يقابل مسألة السائل بالسعاف ودعاء الداعين
بالجابة وضرورة المضطرين بالكفالة .بل ينعم قبل النداء ويتفضل قبل الدعاء وليس ذلك إل
ال عز وجل فإنه يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم وقد علمها في الزل فدبر أسباب كفاية
الحاجات بخلق الطعمة والقوات وتيسير السباب واللت الموصلة إلى جميع المهمات .
أنواع الدعاء
الدعاء نوعان :
دعاء المسألة :وهو طلب ماينفع الداعي وطلب كشف مايضره ودفعه عنه .فأنت -1
تسأل ال سبحانه أن يهديك وأن يرزقك وأن يحفظك وأن يسهل أمورك وأن يدفع عنك الشر
والبلء وكيد العداء .كما تسأل ال سبحانه أن يحفظ أولدك وعائلتك وأن يرزقهم وأن
13
يجعلهم من خير الناس في طاعته سبحانه .كما تسأله سبحانه العفو والمغفرة والتوبة.
غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا
ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ
ن َيُقوُلو َ
واليات القرآنية في هذا المجال كثيرة جدًا} .اّلِذي َ
ب الّناِر {آل عمران .16
عَذا َ
َوِقَنا َ
عّنا
غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا وََكّفْر َ
ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْ
ن َأ ْ
ليَما ِ
سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ
}ّرّبَنا ِإّنَنا َ
سّيَئاِتَنا َوَتَوَفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران .193 َ
ن {العراف 23
سِري َ
خا ِ
ن اْل َ
ن ِم َ
حْمَنا َلَنُكوَن ّ
سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ
ظَلْمَنا َأنُف َ
ل َرّبَنا َ
}َقا َ
دعاء العبادة :فهو التقرب بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة من ألقوال -2
والعمال والنيات والتروك التي تمل القلب بعظمة ال وجلله سبحانه .وهذا يشمل التضرع
بالدعاء إلى ال سبحانه رجاء العفو والمغفرة والرحمة والقبول للعمال الصالحة وحسن
الخاتمة مؤمنا بأن ال وحده هو مجيب الدعاء.والتقرب اليه سبحانه بالطاعات وكثرة
الستغفارآناء الليل وأطراف النهار لن السيئات والذنوب والمعاصي ليغفرها إل ال وحده
سبحانه.وال سبحانه وتعالى يحب أن يسأله العباد جميع مصالحهم في دينهم ودنياهم من
المطاعم والمشارب كما يسألونه الهداية والمغفرة والعفو والعافية في الدنيا والخرة .قال
سُبوْا
ب ّمّما اْكَت َ
صي ٌ
ل َن ِ
جا ِ
ض ّللّر َ
عَلى َبْع ٍضُكْم َل ِبِه َبْع َ
لا ّ ضَ ل َتَتَمّنْوْا َما َف ّ
}َو َ تعالى :
عِليمًا {النساء .32 يٍء َ
ش ْ
ل َن ِبُك ّ
ل َكا َ
نا ّ
ضِلِه ِإ ّ
ل ِمن َف ْسَأُلوْا ا ّ
ن َوا ْ
سْب َ
ب ّمّما اْكَت َ صي ٌ
ساء َن َِوِللّن َ
وروى الترمذي عن إبن مسعود البدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال :سلوا
ال من فضله فإن ال يحب أن ُيسأل وأفضل العبادة إنتظار الفرج .ومن اليات في هذا
المجال :
آداب الدعاء
ورد في المراجع والمقالت المتعلقة بالدعاء آداب كثيرة على الداعي أن يتحلى بها رجاء إجابة
دعائه من ال سبحانه ،اخترنا منها:
14
-3أن يبدأ بحمد ال والثناء عليه ثم الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم ويختم بذلك.
-4حضور القلب في الدعاء والتركيز عليه .
الدعاء في الرخاء والشدة وكافة الحوال والظروف التي يتعرض لها النسان من -5
رخاء وطمأنينة وكذلك من شدة وخوف.
العتراف بالذنب وكثرة الستغفار فيه .والعتراف بنعمة ال سبحانه وشكره تعالى -6
عليها دائما رجاء غفران الذنوب وتبديلها إلى حسنات .
-7ليسأل إل ال وحده سبحانه لنه وحده من يملك الضر والنفع.
-8اللحاح في الدعاء لن ال سبحانه يحب من عباده ان يسألوه من خزائنه في الرض
والسماء ،في الدنيا والخرة وعدم الستعجال في الجابة لن ال سبحانه يجيب بحكمته
وتقديره وحده.
رفع اليدي في الدعاء والتضرع والخشوع فال يستحي سبحانه أن يرد يدي عبده -9
الداعي المنيب صفرًا خاليتين كما ورد في الحديث الشريف.
-10خفض الصوت بالدعاء بين الجهر ووضوح الصوت وبين السر وخفض الصوت
إلى درجة كبيرة
-11أن ليدعوا بإثم ول قطيعة رحم فال سبحانه طيب كريم رحيم فل يقبل من عباده إل
ماكان طيباً من الدعاء والرجاء.
التوسل في الدعاء
عانِع ِإَذا َد َ
عَوَة الّدا ِ
ب َد ْ
جي ُ
ب ُأ ِ
عّني َفِإّني َقِري ٌ
عَباِدي َ
ك ِسَأَل َ
إن ال تعالى قريب من عباده )َوِإَذا َ
ن .البقرة} ({186فليس بين ال سبحانه وبين عباده شُدو َ جيُبوْا ِلي َوْلُيْؤِمُنوْا ِبي َلَعّلُهْم َيْر ُ
سَت ِ
َفْلَي ْ
مايمنعهم من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ النسان إلى وسائل
تكون وسيطاً بين العبد وربه سبحانه بل يجب على النسان أن يلجأ إلى ربه سبحانه مباشرة
15
ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والعمال الصالحة ودعائه بأسمائه
الحسنى وصفاته العل وأن يكون معتقدًا تمام العتقاد أن ال تعالى هو المعز المذل المحيي
المميت الرزاق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده سبحانه النفع والضر .قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ) :وأعلم أن المة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك
إل بشئ قد كتبه ال لك ولو إجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إل بشئ قد كتبه ال
عليك ( .فالفرد سواء كان حيا أو ميتًا من باب أولى لن ينفع ول يضر أحدًا إل بشئ قد كتبه ال
سبحانه عليه .
إن التوسل إلى ال تعالى في معناه الصطلحي فهو أن يتقرب العبد إلى ال تعالى بشئ يكون
سو ٍ
ل سْلَنا ِمن ّر ُ
وسيلة لستجابة الدعاء ونيل المطلوب .وهو ما جاء به قوله تعالى َ} :وَما َأْر َ
سو ُ
ل سَتْغَفَر َلُهُم الّر ُ
ل َوا ْ
سَتْغَفُروْا ا ّ
ك َفا ْ
جآُؤو َ
سُهْم َ
ظَلُموْا َأنُف َ
ل َوَلْو َأّنُهْم ِإذ ّنا ّ ع ِبِإْذ ِ
طا َل ِلُي َ
ِإ ّ
حيمًا {النساء 64فهم بعد استغفارهم يتخذون من استغفار الرسول لهم وسيلة ل َتّوابًا ّر ِجُدوْا ا ّ َلَو َ
لنيل توبة ال عليهم ورحمته وهذا توسل بدعاء الرسول صلى ال عليه وسلم في حياته.
والتوسل المشروع هو كل وسيلة تقرب العبد إلى ال تعالى وأذن بها الشارع الحكيم ندبًا أو
إباحة وهو التقرب إلى رضوان ال تعالى بما يحبه ويرضاه من العبادات الواجبة أو المستحبة
ل أو إعتقادات. ل أو أفعا ً سواًء كانت أقوا ً
والتوسل المشروع ثلثة أنواع كما قررها أهل السنة والجماعة - :
ل َأوِعوْا ا ّ ل اْد ُالتوسل إلى ال سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ُ} .ق ِ -1
خاِفتْ ِبَها َواْبَتِغ ل ُت َك َو َ لِت َ
صَجَهْر ِب َ ل َت ْسَنى َو َ حْسَماء اْل ُ لْعوْا َفَلُه ا َن َأّيا ّما َتْد ُ
حَمـ َعوْا الّر ْ اْد ُ
ن ِفي حُدو َ عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذينَ ُيْل ِ سَنى َفاْد ُ حْ سَماء اْل ُلْ لا َ ل {السراء َ} .110و ِّ سِبي ًك َ ن َذِل َ
َبْي َ
ن {العراف .180 ن َما َكاُنوْا َيْعَمُلو َ جَزْو َسُي ْ
سَمآِئِه ََأ ْ
غِفْر َلَنا ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ
ن َيُقوُلو َالتوسل إلى ال تعالى بالعمال الصالحة } .اّلِذي َ -2
غِفرْن َرّبَنا آَمّنا َفا ْ عَباِدي َيُقوُلو َ ن ِق ّم ْ ن َفِري ٌ ب الّناِر {آل عمران ِ} .16إّنُه َكا َ عَذا َ ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ
ن {المؤمنون .109فهم هنا يتوسلون إلى ربهم سبحانه حِمي َ خْيُر الّرا ِ ت َحْمَنا َوَأن َ َلَنا َواْر َ
بإيمانهم طلبًا للمغفرة .
سَتْغِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا ِإّنا ُكّنا
التوسل إلى ال تعالى بدعاء الصالحين َ .قاُلوْا َيا َأَباَنا ا ْ -3
حيُم}{98يوسف. ي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ سَتْغِفُر َلُكْم َرّب َ
ف َأ ْ
سْو َ ل َ ن} َ {97قا َ طِئي َخا َِ
سَمآِئِه
ن ِفي َأ ْ
حُدو َ
ن ُيْل ِ
عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذي َ
سَنى َفاْد ُ
حْسَماء اْل ُ
لْلا َ
الول تطبيقًا لقوله تعالى َ} :و ِّ
ن {العراف .180 ن َما َكاُنوْا َيْعَمُلو َ
جَزْو َ
سُي ْ
َ
ن} َ {97قالَ
طِئي َ
خا ِ
سَتْغِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا ِإّنا ُكّنا َ
الثالث ومشروعيته من اليات التالية َ :قاُلوْا َيا َأَباَنا ا ْ
حيُم}{98يوسف .وقوله تعالى في التوسل بدعاء الرسول ي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ
سَتْغِفُر َلُكْم َرّب َ
سْوفَ َأ ْ
َ
16
جآُؤو َ
ك سُهْم َ
ظَلُموْا َأنُف َ
ل َوَلْو َأّنُهْم ِإذ ّ
نا ّ
ع ِبِإْذ ِ
طا َ
ل ِلُي َ
ل ِإ ّ
سو ٍسْلَنا ِمن ّر ُ
صلى ال عليه وسلم َ} :وَما َأْر َ
حيمًا {النساء .64 ل َتّوابًا ّر ِ
جُدوْا ا ّل َلَو َ
سو ُ
سَتْغَفَر َلُهُم الّر ُ
ل َوا ْ
سَتْغَفُروْا ا ّ
َفا ْ
منها ما هو ركن كالتوسل بأسماء ال الحسنى وصفاته العل واليمان والتوحيد لنه -1
لنجاة إل به .
ومنها ما هو مستحب كالتوسل بالعمال الصالحة ودعاء الصالحين .. -2
ولذا كان واجباً على المسلم الموحد لربه سبحانه إذا توسل عند الشدائد أن يتوسل إلى ال تعالى
بالوسائل المشروعة التي لخلف عليها.
أما التوسل المختلف فيه فهو ينقسم إلى ثلثة أنواع :
وهذه النواع الثلثة مختلف على مشروعيتها وكل فريق من الناس يبين أدلته التي تثبت
مايعتقده بها.
نسأل ال سبحانه السداد لجميع المسلمين وأن يتبينوا الحق وأن لتفرقهم مسائل بعضها
مشروعة وأن يتبينوا أن ليقعوا في الشرك الذي وصفه ال سبحانه بأنه ظلم عظيم َ :وِإْذ َقا َ
ل
ظيٌم} لقمان . {13وقد بين عِظْلٌم َ
ك َل ُ
شْر َ
ن ال ّ
ل ِإ ّ
ك ِبا ِّ
شِر ْ
ل ُت ْ
ي َ
ظُه َيا ُبَن ّ
لْبِنِه َوُهَو َيِع ُ
ن ِ
ُلْقَما ُ
الشرك وبين أنواعه القرآن الكريم والرسول العظم صلى ال عليه وسلم .وعليهم الخذ
بأساليب التوسل المشروع التي بينها القرآن الكريم والرسول العظم صلى ال عليه وسلم ول
خلف بين المسلمين عليها .
ليختلف مسلمان على عظمة جاه النبي صلى ال عليه وسلم عند ال سبحانه وتعالى فهو سيد
ظيٍم} القلم .{4وقال
عِق َ
خُل ٍ
ك َلَعلى ُ
الرسل وسيد الخلق الذي قال فيه ال سبحانه وتعالى َ :وِإّن َ
ك} الشرح .{4وهو حبيب الرحمن تعالى .وإنكار جاه النبي محمد ك ِذْكَر َ
فيه سبحانه َ :وَرَفْعَنا َل َ
صلى ال عليه وسلم شعبة من شعب الكفر لن إنكار جاهه ومنزلته يعني إنتقاصه صلى ال
عليه وسلم وهذا ردة عن السلم والعياذ بال .والذين يتوسلون بجاه النبي يعتبرون ذلك
تعظيمًا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وهناك من ليؤمن بمشروعية ذلك.
17
نماذج من الدعاء
لشك أن ألدعية المأثورة والواردة عن النبياء عليهم السلم وعن رسول ال محمد صلى ال
عليه وسلم وأدعية المؤمنين والصالحين والعابدين والمستغفرين كثيرة جدًا وتحتاج إلى
مجلدات لحصائها .وعليه فإن المقام ليتسع إل إلى نماذج من هذه الدعية كما وردت في
المراجع المعتبرة مثل صحيحي البخاري و مسلم وغيرها من كتب الحديث وكذلك في الكتب
التي تبحث وتتوسع في الموضوع.
ن( ]البقرة250/
عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ
صْرَنا َ
ت َأْقَداَمَنا َوان ُ
صْبًرا َوَثّب ْ
عَلْيَنا َ
غ َ
َ ) – 2رّبَنا َأْفِر ْ
عَلى اّلِذي َ
ن حَمْلَتُه َ
صًرا َكَما َعَلْيَنا ِإ ْ
حِمْل َطْأَنا َرّبَنا َوَل تَ ْ
خَسيَنا َأْو َأ ْ
خْذَنا ِإن ّن ِ َ )– 3رّبَنا َل ُتَؤا ِ
ت َمْوَلَنا
حْمَنا َأن َ
غِفْر َلَنا َواْر َف عَّنا َوا ْ
ع ُ طاَقَة َلَنا ِبِه َوا ْ
حّمْلَنا َما َل َ ِمن َقْبِلَنا َرّبَنا َوَل ُت َ
ن( ]البقرة286/ عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َصْرَنا َ َفان ُ
ب( ]آل
ت اْلَوّها ُ
ك َأن َ
حَمًة ِإّن َ
ك َر ْ
ب َلَنا ِمن ّلُدن َ
غ ُقُلوَبَنا َبْعَد ِإْذ َهَدْيَتَنا َوَه ْ
َ )– 4رّبَنا َل ُتِز ْ
عمران8/
سّلمعَلْيِه و َصّلى الُ َ ل َ سوَل ا ِّ سِمع ر ُ ل عْنُهما َأنه َ يا ّضَ صر ِ ن العا ِ عمِرو ْب ِ ن َ ل ْب ِعنْ عْبِد ا ِّ ََ
صلًةي َ صّلى عَل ّ ن َ ي َ ،فِإّنُه َم ْ
صّلوا عَل ّ
يُقوُل ِ » :إذا سِمْعُتُم الّنداَء َفُقوُلوا ِمْثَل ما َيُقوُل ُ ،ثّم َ
سيَلَة َ ،فِإّنَها َمنِزَلٌة في الجّنِة ل َتْنَبِغي ِإّل لَعْبٍد
ل لي اْلو ِ شرًا ُ ،ثّم سُلوا ا ّ عَلْيِه ِبَها ع ْ ل َ
صّلى ا ّ َ
عُة « رواه مسلم .. شفا َحّلتْ َلُه ال ّ سيَلة َي اْلو ِ
سَأل ل َ
ن َن َأَنا ُهو َ ،فم ْ
ن َأُكو َ جو َأ ْ
ل َوَأْر ُعباد ا ّ ن ِمْ
سيد الستغفار
سِتْغفار َأ ْ
ن سّلم قاَل » :سّيُد ال ْ
عَلْيِه و َ
ل َ
صّلى ا ُ
ي َ
ل عْنُه عن الّنِب ّ
س رضي ا ّ
ن َأْو ٍ
شّداِد ْب ِ
ن َ
عْ
18
ك ماعِد َ
ك ،وَأَنا على عْهِدكَ وو ْ عْبُد َ
خَلْقَتني وَأَنا َ ت َت َرّبي ،ل ِإَله ِإّل َأْن َ يُقول اْلعْبُد :الّلُهّم َأْن َ
ي ،وَأُبوُء بَذْنبي َفاغِْفْر لي َ ،فِإّنُه ك عَل َ ك ِبِنْعمِت َ
ت َ ،أبوُء َل َ شّر ما صَنْع ُ ن َ ك ِم ْ عوُذ ِب َ ت َ ،أ ُطْع ُاسَْت َ
ي َ ،فُهو سَ ن ُيْم ِن يْوِمِه َقْبل َأ ْ
ت ِم ْن الّنَهاِر ُموِقنًا ِبَها َ ،فمـا َ ن َقاَلَها ِم َ
ت.م ْ ب ِإّل َأْن َل يْغِفُر الّذُنو ِ
ن َأْهِل الجّنِةصِبح ،فُهو ِم ْ ن ُي ْ
ت َقبل َأ ْ ن بها َفَما َ ن الّلْيِل وُهو ُموِق ٌ ن َقاَلَها ِم َ
ِمنْ َأْهِل الجّنِة ،وَم ْ
« رواه البخاري .
عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول عند الكرب :
)) ل إله إل ال العظيم الحليم ،ل إله إل ال رب العرش العظيم ،ل إله إل ال رب السموات
ورب الرض ورب العرش الكريم (( و في رواية لمسلم ) أن النبي صلى ال عليه وسلم إذا
حزبه امر قال ذلك ( و حزبه أمر أي نزل به أمر مهم أو أصابه غم .
عن علي رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) يا علي أل أعلمك كلمات
إذا وقعت في ورطة قلتها ؟ قلت :بلى ،جعلني ال فداءك ،قال ) :إذا وقعت في ورطة فقل :
بسم ال الرحمن الرحيم ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،فإن ال تعالى يصرف بها ما
شاء من أنواع البلء (( قلت :الورطة بفتح الواو و إسكان الراء :هي الهلك.
عن عبد ال بن جعفر عن علي رضي ال عنه قال )) :لقنني رسول ال صلى ال عليه وسلم
هؤلء الكلمات ،و امرني إن نزل بي كرب أو شدة أن اقولها :ل إله إل ال الكريم العظيم ،
سبحانه تبارك ال رب العرش العظيم ،الحمد ل رب العالمين (( و كان عبد ال بن جعفر
يلقنها ونفث بها على الموعوك و يعلمها المغتربة من بناته .قلت :الموعوك :المحموم ،
وقيل :هو الذي أصابه مغث الحمى و المغتربة من النساء التي تّزوج إلى غير أقاربها,
عن أبي هريرة رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) :اللهم رب السموات
السبع و رب العرش العظيم ربنا ورب كل شي منزل التوراة والنجيل و القرآن فالق الحب
والنوى ،أعوذ بك من شر كل شي أنت آخذ بناصيته أنت الول فليس قبلك شي و أنت الخر
فليس بعدك شي و أنت الظاهر فليس فوقك شي و أنت الباطن فليس دونك شي اقض عني الدين
و أغنني من الفقر (,
ي ابو بكر فقال :سمعت من رسول ال صلى ال عن عائشة رضي ال عنها قالت :دخل عل ّ
عليه وسلم دعاًء عّلمنيه ،قلت :ما هو ؟ قال :كان عيسى ابن مريم يّعلم أصحابه قال :لو كان
ب دينًا فدعا ال بذلك لقضاه ال عنه ) اللهم فارج الهم كاشف الغم و مجيب
على احدكم جبل ذه ِ
دعوة المضطرين رحمن الدنيا والخرة و رحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنني بها
عن رحمة من سواك ( قال أبو بكر :فكنت أدعو ال بذلك فأتاني ال بفائدة فقضى عني ديني .
وقالت عائشة رضي ال عنها :فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إل يسيرًا حتى رزقني ال
رزقًا ما هو بصدقةٍ ُتصدق بها عّلي و ل ميراث ورثته فقضى ال عني ديني و قسمت في
أهلي قسمًا حسنًا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلث أورق من وٍرق وفضل لنا فضل حسن (.
19
عن أبي عمر بن عبد البر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) من قرأ سورة الواقعه كل يوم لم
تصبه فاقة أبدًا ((.
عن عبد ال بن بريدة عن ابيه رضي ال عنه قال :سمع النبي صلى ال عليه وسلم رجلً
يقول :اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك انت ال ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد .فقال النبي صلى ال عليه وسلم ) لقد سألت ال بالسم العظم الذي إذا
سئل به أعطى و إذا ُدعى به أجاب (
فضل الدعاء
ل كبيرًا ودورًا عظيمًا في حياة الناس بصورة عامة وحياة المؤمنين بال
لشك ان للدعاء فض ً
خاصة إذ هو الرابطة المباشرة بين ال سبحانه وعباده
لقد ورد في فضل الدعاء وأهميته آيات كريمة وأحاديث نبويــة كــثيرة ،فمــن
فضائله العظيمة التي د ّ
ل عليها الكتاب والسنة:
ن
عو َ م ك َــاُنوا ْ ي ُ َ
ســارِ ُ -1أن الله تعالى أثنى على أنبيائه به ،فقال تعــالى} :إ ِن ّهُـ ْ
ن{ ]النبيــاء ،[90:فــأثنى كاُنوا ْ ل ََنا خ ٰـ ِ
شِعي َ هبا ً وَ َ
غبا ً وََر َ
عون ََنا َر َ
ت وَي َد ْ ُ ِفى ٱل ْ َ
خي ْ ٰر ِ
سبحانه عليهم بهذه الوصاف الثلثة :المسارعة في الخيرات ،ودعاؤه رغبــة
ورهبة ،والخشوع له ،وبّين أنها هي السبب في تمكينهم ونصرتهم وإظهارهم
على أعدائهم ،ولو كان شيء أبلغ في الثناء عليهم من هذه الوصاف لــذكره
سبحانه وتعالى.
ن
حو َسـب ّ ُ مل َ ٰــئ ِك َ ُ
ة يُ َ 3-أنه شأن من شؤون الملئكة الكرام ،قال تعـالى} :وَٱل ْ َ
ه هُوَ ٱل ْغَ ُ َ َ
م{حي ـ ُفوُر ٱلّر ِ ن ٱ لل ّ َ
ض أل َ إ ِ ّ
من ِفى ٱلْر ِ
ن لِ َ
فُرو َ
ست َغْ ِ
م وَي َ ْ
مد ِ َرب ّهِ ْ
ح ْ
بِ َ
20
ن
حو َ سـب ّ ُ
ه يُ َ حـوْل َ ُ ن َ مـ ْ ش وَ َ ن ٱل ْعَْر َ مُلو َ ح ِ ن يَ ْ ]الشورى ،[5:وقال تعالى} :ٱل ّ ِ
ذي َ
ىء شـ ْ ل َ كـ ـ ّ ت ُ س ـعْ َ من ُــوا ْ َرب ّن َــا وَ ِ ن ءا َ ذي َ ن ل ِل ّ ِ فُرو َ ست َغْ ِ
ن ب ِهِ وَي َ ْ مُنو َ م وَي ُؤ ْ ِ مد ِ َرب ّهِ ْ ح ْ بِ َ
حيم ِ * َرب َّنا ج ِ ب ٱل ْ َ ذا َ م عَ َ ك وَقِهِ ْ سِبيل َ َ ن َتاُبوا ْ وَٱت ّب َُعوا ْ َ ذي َ فْر ل ِل ّ ِ عْلما ً فَٱغ ْ ِ ة وَ ِ م ًح َ ّر ْ
َ وَأ َد ْ ِ
مجه ِ ـ ْ م وَأْز ٰو ِ ن ءاب َــائ ِهِ ْ مـ ْ ح ِ صـ ـل َ َ مــن َ م وَ َ ن ٱل ّت ِــى وَع َـد ْت ّهُ ْ ت ع َ ـد ْ ٍ جن ّ ٰـ ـ ِ م َ خل ْهُ ـ ْ
وذ ُري ٰـت ِهم إن َ َ
ت سي ّئ َ ٰـ ـ ِ ق ٱل ّ مــن ت َـ ِ ت وَ َ سي ّئ َ ٰـ ـ ِ م ٱل ّ م * وَقِهِ ُ كي ُ ح ِ زيُز ٱل ْ َ ت ٱل ْعَ ِ ك أن َ َ ّ ّ ِ ْ ِّ
م{ ]غافر.[9-7: ظي ُ فوُْز ٱل ْعَ ِ ك هُوَ ٱل ْ َ ه وَذ َل ِ َ مت َ ُ
ح ْ قد ْ َر ِ مئ ِذ ٍ فَ َي َوْ َ
ب َ ل َرب ّ ُ -4أنه من أفضل العبادات ،قال الله تعالى} :وََقا َ
ج ْ س ـت َ ِ
عوِنى أ ْ م ٱد ْ ُ كـ ْ
ن{ ]غافر،[60: ري َخ ِم ٰد ِ جهَن ّ َ ن َ خُلو َ سي َد ْ ُعَباد َِتى َ ن ِ ن عَ ْ ست َك ْب ُِرو َ ن يَ ْ ذي َن ٱل ّ ِ م إِ ّ ل َك ُ ْ
ي صلى الله عليه وسلم)) :الــدعاء هــو وعن النعمان بن بشير قال :قال النب ّ
َ
م - {...أخرجه أحمــد ) ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِ
عوِنى أ ْ م ٱد ْ ُ كـ ْ ل َرب ّ ُ العبادة(( ،ثم قرأ} :وََقا َ
،(4/267والترمــذي ) ،(2969وأبــو داود ) ،(1479وابــن مــاجه )،(3829
وقــال الترمــذي" :حســن صــحيح" ،وصــححه ابــن حبــان ) (890والحــاكم )
،(491 ،1/490ووافقه الذهبي ،وهو في صحيح الجامع ).(3407
قال الخطابي" :معناه أنه معظم العبادة ،وأفضــل العبــادة ،كقــولهم :النــاس
بنو تميم ،والمال البل ،يريدون أنهــم أفضــل النــاس أو أكــثرهم عــددا أو مــا
أشبه ذلك ،وأن البل أفضل أنواع المــوال وأنبلهــا" قـال المبــاركفوري" :أي
هو العبادة الحقيقية التي تســتأهل أن تســمى عبــادة؛ لــدللته علــى القبــال
على الله ,والعراض عما سواه ،بحيث ل يرجــو ول يخــاف إل إيــاه" -تحفــة
الحوذي ).(8/247
ن{
دي َ ن لَ ُ
ه ٱل ـ ّ صي َ
خل ِ ِ
م ْ -5أن الله تعالى سماه دينا فقال سبحانهَ} :فـٱد ْ ُ
عوه ُ ُ
]العراف.[29:
-6أنه أكرم شيء على الله تعالى ،فعن أبي هريــرة رضــي اللــه عنــه قــال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)) :ليــس شــيء أكــرم علــى اللــه عــز
وجل من الدعاء(( -أخرجه أحمد ) ،(2/362والترمذي ) ،(3370وابن مــاجه
) ،(3829وقال الترمذي :حسن غريب ،وصححه ابن حبان ) ،(870والحــاكم
) ،(1/490ووافقه الذهبي ،وحسنه اللباني في صحيح الدب المفرد).(549
قال الشوكاني" :قيــل :وجــه ذلــك أنــه يـدل علــى قــدرة اللـه تعــالى وعجــز
الداعي ،والولى أن يقال :إن الدعاء لما كان هو العبادة ,وكــان مــخ العبــادة
كما تقدم ،كان أكرم على الله من هذه الحيثية؛ لن العبادة هــي الــتي خلــق
س إ ِل ّ
لنـ َ
ن وَٱ ِ ت ٱل ْ ِ
جـ ّ خل َ ْ
قـ ُ مــا َ
الله سبحانه الخلق لها ،كما قــال تعــالى} :وَ َ
ن{ ]الذاريات - "[56:تحفة الذاكرين )ص .(30 دو ِ
ل ِي َعْب ُ ُ
ث عليه ،وكذلك رسوله الكريم صلى اللــه عليــه ن الله تعالى أمر به وح ّ -7أ ّ
َ
ه{ ]النساء ،[32:وقال} :وََقا َ
ل من فَ ْ
ضل ِ ِ سأُلوا ْ ٱلل ّ َ
ه ِ وسلم ،قال تعالى} :وَٱ ْ
ّ ْ َ
نصــي َ
خل ِ ِ
م ْ
ه ُ م{ ]غافر ،[60:وقال} :فَٱد ْ ُ
عوا ٱلل ـ َ ب ل َك ُ ْ
ج ْ
ست َ ِ
عوِنى أ ْ
م ٱد ْ ُ َرب ّ ُ
كـ ْ
21
عا
ض ـّر ً ن{ ]غافر ،[14:وقــال} :ٱد ْع ُــوا ْ َرب ّك ُـ ْ
م تَ َ فُرو َ ن وَل َوْ ك َرِه َ ٱل ْك َٰـ ِ دي َ ه ٱل ّ لَ ُ
خوْفًــا وَط َ َ
معًــا{ ن{ إلى قوله تعــالى} :وَٱد ْع ُــوه ُ َ دي َمعْت َ ِب ٱل ْ ُح ّ ه ل َ يُ ِ
ة إ ِن ّ ُفي َ ً
خ ْ
وَ ُ
]العراف ،[56-55:وعن أبي هريرة قال :قال رسول الله صــلى اللــه عليــه
ب عليــه(( -أخرجــه أحمــد ) ،(2/442 ه يغض ـ ْ
ل الل ـ َ
وســلم)) :مــن لــم يســأ ِ
والترمذي ) ،(3373وابن ماجه ) ،(3827وصححه الحاكم ) ،(1/491ووافقه
الذهبي ،وحسنه اللباني في صحيح الدب المفرد ).(512
ه ع َل َي ْن َــان ٱلل ّـ ُ
م ّ ن أهل الجّنة به عّللوا نجاتهم من عذاب النار فقالوا} :فَ َ -8أ ّ
م{ حيـ ُ هـوَ ٱل َْبـّر ٱلّر ِه ُعوه ُ إ ِّنـ ُ
ل َنـد ْ ُ موم ِ * إ ِّنا ك ُّنـا ِ
مـن قَْبـ ُ س ُ
ب ٱل ّ وَوَقَ ٰـَنا ع َ َ
ذا َ
]الطور.[28-27 :
ل م أهـ َ س ويلز َ ن الله تعالى أمر نــبيه صــلى اللــه عليــه وســلم أن يجــال َ -9أ ّ
مــا هــو فــوقه ،قــال اللــه الدعاء ،وأن ل يعد َُوهم إلى غيرهم بــالنظر فضــل ع ّ
ندو َ ري ـ ُى يُ ِ داةِ وَٱل ْعَ ِ
ش َـ ّ ن َرب ُّهم ب ِٱل ْغَ َ
عو َن ي َد ْ ُ
ذي َ معَ ٱل ّ ِ ك َ س َ ف َ صب ِْر ن َ ْ
تعالى} :وَٱ ْ
فل َْنـا قَل َْبـ ُ
ه ن أغ ْ َم ْ ة ٱل ْ َ
حي َ ٰوةِ ٱلد ّن َْيا وَل َ ت ُط ِعْ َ ريد ُ ِزين َ َم تُ ِك ع َن ْهُ ْ ه وَل َ ت َعْد ُ ع َي َْنا َ
جه َ ُ وَ ْ
مُره ُ فُُر ً َ واه ُ وَ َ
طا{ ]الكهف.[28 : نأ ْكا َ عن ذ ِك ْرَِنا وَٱت ّب َعَ هَ َ َ
ن الله تعالى نهى عن الساءة إلى أهل الدعاء ،تشــريفا وتكريمــا لهــم -10أ ّ
مــا
ه َجه َ ـ ُ
ن وَ ْدو َ
ري ـ ُ
ى يُ ِ
ش ّداةِ وَٱل ْعَ ِ م ب ِٱل ْغَ َ
ن َرب ّهُ ْعو َ
ن ي َد ْ ُ فقال} :وَل َ ت َط ُْرد ِ ٱل ّ ِ
ذي َ
ىء فَت َط ُْرد َهُ ـ ْ
م شـ ْ مــن َ م ّك ع َل َي ْهِ ـ ْ
ساب ِ َ ح َن ِ م ْ ما ِىء وَ َ ش ْ من َ ساب ِِهم ّ ح َ
ن ِ م ْك ِ ع َل َي ْ َ
ن{ ]النعام.[52 : مي َ ن ٱلظ ّ ٰـل ِ ِ م َن ِ كو َ فَت َ ُ
عب َــاِدي س ـأ َل َ َ
ك ِ -11أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء ،قال تعــالى} :وَإ ِ َ
ذا َ
ُ
ن{ ]البقرة ،[186:وقد جاء في عا ِ داِع إ ِ َ
ذا د َ َ ب د َع ْوَة َ ٱل ّ
جي ُ
بأ ِ ع َّني فَإ ِّني قَ ِ
ري ٌ
سبب نزولها أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله صلى الله عليــه
وسلم فقالوا :يا رسول الله ،ربنا قريب فنناجيه ،أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله
عز وجل هذه الية -انظر :تفسير الطبري ).(2/158
قال ابن القيم" :وهذا القرب من الداعي قرب خاص ،ليس قربــا عامــا مــن
كل أحد ،فهو قريب من داعيه ،وقريب من عابده ،وأقرب ما يكون العبد من
ربه وهو ساجد ،وهو أخص من قرب النابة وقرب الجابة الذي لم يثبت أكثر
المتكلمين سواه ،بل هو قرب خاص من الداعي والعابــد" -بــدائع الفــوائد )
.(3/8
من من لزم الدعاء فلن يدركه الشقاء ،قال الله تعالى عن زكرّيا} :وَل َ ْ -12أ ّ
َ َ
سـى أل ّ قي ًّا{ ]مريم ،[4 :وقـال عـن خليلــه إبراهيـم} :ع َ َش ِب َ عائ ِ َ
ك َر ّ ن ب ِد ُ َأك ُ ْ
قّيا{ ]مريم.[48 : ش ِعاء َرّبى َ ن ب ِد ُ َكو َ أَ ُ
22
ح ٰـن َ َ
ك سب ْ َ
ُ م ِفيَها
تعالى} :د َع ْ ٰوهُ ْ 13أّنه من صفات أهل الجنة في الجنة ،قال -
َ َ
ن{مي َ ٰ ـ ـل ِ ب ٱل ْعَم ـد ُ لل ّـهِ َر ّ ٱل ْ َ
ح ْ ن
مأ ِواهُ ْ
خُر د َع ْ ـ َ سل َ ٌ
م َوءا ِ م ِفيَها َ
حي ّت ُهُ ْ ٱلل ّهُ ّ
م وَت َ ِ
]يونس.[10 :
ن الدعاء كّله خير ،فعن أبي سعيد رفعه)) :ما من مسلم يدعو بــدعوة -14أ ّ
جــل ليس فيها إثم ول قطيعة رحم ،إل ّ أعطاه الله بها إحدى ثلث :إ ّ
مــا أن ُيع ّ
مـا أن يصـرف عنـه مـن السـوء دخرها له في الخرة ،وإ ّ ما أن ي ّ
له دعوته ،وإ ّ
مثلهــا(( -أخرجــه أحمــد ) ،(3/18والبخــاري فــي الدب المفــرد )،(710
وصححه الحاكم ) ،(1/493وهو في صحيح الدب المفرد).(547
ل داع يستجاب له ،لكن تتنوع الجابة؛ فتارة تقـع بعيـن مـاقال ابن حجر" :ك ّ
دعا به ،وتارة بعوضه" -الفتح ).(11/95
قال المباركفوري" :قوله)) :من فتح له منكم بــاب الــدعاء(( أي :بــأن وفــق
لن يدعو الله كثيرا ً مع وجود شرائطه ،وحصــول آدابــه)) ،فتحــت لــه أبــواب
مثله من الســوء أخــرى، الرحمة(( يعني أنه يجاب لمسئوله تارة ،ويدفع عنه ِ
كما في بعض الروايات)) :فتحت له أبواب الجابة(( وفي بعضــها )) :فتحــت
له أبواب الجنة((".
وقال في قوله)) :إن الدعاء ينفع مما نــزل((" :أي مــن بلء نــزل بــالرفع إن
كان معلقًا ،وبالصبر إن كان محكمًا؛ فيسهل عليه تحمل ما نزل بــه في ُ َ
صـّبره
عليه أو ُيرضيه به ،حتى ل يكون في نزوله متمنيا ً خلف مــا كــان ،بــل يتلــذذ
بالبلء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء)) ،ومما لم ينزل(( أي :بأن يصــرفه عنــه
23
ده قبل النزول بتأييد من يخفف معــه أعبــاء ذلــك إذا نــزل
ويدفعه منه ،أو يم ّ
به)) ،فعليكم عباد الله بالدعاء(( أي :إذا كـان هـذا شـأن الـدعاء فـالزموا يـا
عباد الله الدعاء" -تحفة الحوذي ).(9/374
مــا
-17أنه سبب لدفع العذاب ،ومانع من موانع العقاب ،قال الله تعالى} :وَ َ
ن{ ]النفال.[33:فُرو َ
ست َغْ ِ
م يَ ْ معَذ ّب َهُ ْ
م وَهُ ْ ن ٱ لل ّ ُ
ه ُ َ
كا َ
قــال ابــن تيميــة" :الــذنوب تــزول عقوباتهــا بأســباب ...وتــزول أيضــا بــدعاء
المؤمنين ،كالصلة عليه ،وشفاعة الشفيع المطاع لمن شفع فيه" -مجمــوع
الفتاوى ).(10/330
قال ابن تيمية" :من تمــام نعمــة اللــه علــى عبــاده المــؤمنين أن ينــزل بهــم
الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده ،فيدعونه مخلصين له الدين ،ويرجونه
ل يرجون أحدا سواه ،وتتعلق قلوبهم به ل بغيره ،فيحصل لهــم مــن التوكــل
عليه والنابة إليه وحلوة اليمان وذوق طعمه والبراءة من الشــرك ،مــا هــو
أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخــوف أو الجــدب أو حصــول اليســر
ذات بدنية ونعــم دنيويــة ،قــد يحصــل وزوال العسر في المعيشة ،فإن ذلك ل ّ
للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن ،وأما ما يحصسسل لهسسل التوحيسسد
المخلصين لله الدين فأعظم مسسن أن يعسسبر عسسن كنهسسه مقسسال ،أو
يستحضر تفصيله بال ،ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمسسانه،
ولهذا قال بعض السلف :يا ابن آدم ،لقسسد بسسورك لسسك فسسي حاجسسة
أكثرت فيها من قرع باب سيدك ،وقال بعض الشيوخ :إنه ليكون
لي إلى الله حاجة فأدعوه ،فيفتح لي من لذيسسذ معرفتسسه وحلوة
ة أن مناجسساته مسسا ل أحسسب معسسه أن يعجسسل قضسساء حسساجتي ،خشسسي َ
تنصرف نفسسسي عسسن ذلسسك ،لن النفسسس ل تريسسد إل حظهسسا ،فسسإذا
قضي انصرفت .مجموع الفتاوى ).(334-10/333
-19أنه يرد القضاء ،فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم
قال)) :ول يرد القدر إل الدعاء(( -أخرجــه أحمــد ) ،(5/277والترمــذي فــي
القدر ) ،(2139وابن ماجه في المقدمة ) ،(90وحسنه اللبــاني فــي صــحيح
الجامع ).(7687
قال الشوكاني" :فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضــاه علــى
العبد ،وقد وردت بهذا أحاديث كثيرة" -تحفة الذاكرين )ص .(29
وقال" :والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل؛ فقد يقضــي علــى عبــده
قضاء مقيدا ً بأن ل يدعوه ،فإذا دعاه اندفع عنه" -تحفة الذاكرين )ص .(30
24
وقال المباركفوري" :القضاء هو المر المقــدر ،وتأويــل الحــديث أنــه إن أراد
بالقضاء ما يخافه العبد من نــزول المكــروه بــه ويتوقــاه ،فــإذا ُوفــق للــدعاء
دفعه الله عنه ،فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقي عنــه" -
تحفة الحوذي ).(6/289
وقال ابن القيــم" :والصــواب أن هــذا المقــدور قــدر بأســباب ،ومــن أســبابه
الدعاء ،فلم يقدر مجــردا ً عــن ســببه ،ولكــن قــدر بســببه ،فمــتى أتــى العبــد
بالسبب وقع المقدور ،ومتى لم يأت بالسبب انتفى المقدور ،وهذا كما قــدر
الشبع والري بالكــل والشــرب ،وقــدر الولــد بــالوطء ،وقــدر حصــول الــزرع
بالبذر ،وقدر خروج نفس الحيوان بذبحه ،وكذلك قدر دخول الجنة بالعمال،
ودخول النار بالعمال" -الجواب الكافي )ص .(16
-20أنه دليل على توحيد الله تعالى وإثبات ربوبيته وأسمائه وصــفاته ،قــال
ابن عقيل" :قد ندب اللــه تعــالى إلــى الــدعاء وفيــه معــان :الوجــود والغنــى
والسمع والكرم والرحمة والقدرة ،فإن من ليــس كــذلك ل يــدعى" -انظــر:
الداب الشرعية ).(2/280
يروي ابن المبارك ـ رحمه الله ـ فيقول :أصاب الناس قحط ،فدعا أمير
المؤمنين الناس للخروج في الصحراء يدعون الله تعالى ،ويسألونه المطر،
فخرجت فيمن خرج ،فإذا إلى جانبي رجل أسود اللون رث الثياب ،فرفع
يديه فقال :أقسم بالله عليك يا رب أن تمطرنا الساعة ،يقول ابن المبارك:
فما هي إل لحظات حتى تلبدت السماء بالغيوم ،ونزل المطر ،فتعجبت من
هذا الذي يقسم على الله تعالى؛ فيستجيب الله له ،فعزمت على أن أعرف
من هو ،فمشيت وراءه ،فإذا به ذاهب إلى سوق النخاسة -سوق العبيد، -
وإذا به عبد يباع ويشترى ،وهو معروض للبيع ،يقول ابن المبارك :فاشتريته،
وفي الطريق أخبرته بما رأيت منه ،فقال :أو قد عرفت؟ قلت :نعم ،قال:
ل ،فصلى ركعتين ،ثم رفع يديه إلى فأذن لي أن أصلي ركعتين ،قلت :ص ّ
السماء فقال :اللهم إن السر الذي بيني وبينك قد انكشف ،فاقبضني إليك
الساعة ،يقول ابن المبارك :فمات في مكانه .
فانظر معي أخي الكريم ،إلى هذا العبد الذي ل يساوي شيًئا في معايير
دنيانا ،كم يساوي عند الله تعالى ،كي يقسم عليه سبحانه؛ فيستجيب تعالى
له قبل أن ينزل يديه فاحذر أخي الكريم من الحرام ،وأعد حساباتك في
حكمك على الناس ،ولتكن التقوى هي المقياس في تفضيل البشر ،ل
المظهر والجاه والمنصب ،واغتنم اليام المباركة في الدعاء ،فإن الدعاء
ل حتى نم ّ
ل ،وإ ً
ذا نكثر ،فالله أكثر فيها مرغوب ،والله ل يم ّ
25
ملحظة مهمة :
الكتــب الــتي تبحــث فــي موضــوع الــدعاء كــثيرة جــدًا وموســعة وبحثــت فــي كــل مــايتعلق بالــدعاء
بالتفصيل والتوضيح الكامل لكل المسائل .وهذا الكتاب يبحث في موضوع آيات الدعاء في القرآن
الكريم بأسلوب سهل بسيط لنه مــوجه لعامــة القــراء غيــر المتخصصــين فــي العلــوم والدراســات
القرآنية .
ل َرّبَنا َتَقّبلْ عي ُسَما ِ ت َوِإ ْ ن اْلَبْي ِعَد ِم َالدعاء بعد العمل الصالحَ} .وِإْذ َيْرَفُع ِإْبَراِهيُم اْلَقَوا ِ -1
ك
سِلَمًة ّل َ
ك َوِمن ُذّرّيِتَنا ُأّمًة ّم ْ ن َل َسِلَمْي ِ
جعَْلَنا ُم ْ سِميُع اْلَعِليُم {البقرة َ}127رّبَنا َوا ْ ت ال ّ ك َأن َ ِمّنا ِإّن َ
حيُم {البقرة .128 ب الّر ِ ت الّتّوا ُ ك َأن َعَلْيَنا ِإّن َ
ب َ سَكَنا َوُت َْوَأِرَنا َمَنا ِ
عــدًا َأْو َقآِئمـًا جنِبـِه َأْو َقا ِ عاَنــا ِل َ
ضـّر َد َ ســانَ ال ّ لن َسا ِ الدعاء في مواقف الشدة َ :وِإَذا َم ّ -2
ن َمـا َكـاُنوْاسـِرِفي َ ن ِلْلُم ْ ك ُزّيـ َ سـُه َكـَذِل َ ضـّر ّم ّ عَنا ِإَلــى ُ ضـّرُه َمـّر َكـَأن ّلـْم َيـْد ُ عْنـُه ُ شْفَنا َ َفَلّما َك َ
ظُلَمــا ِ
ت عَلْيِه َفَناَدى ِفــي ال ّ ن َأن ّلن ّنْقِدَر َ ظّ ضبًا َف َ ب ُمَغا ِ ن ِإذ ّذَه َ ن .يونس}َ {12وَذا الّنو ِ َيْعَمُلو َ
ظَلـ ِ
ل ج َكال ّ شـَيُهم ّمـْو ٌ غِ ن.النبيــاء}َ{87وِإَذا َ ظـاِلِمي َ ن ال ّ ت ِمـ َك ِإّني ُكنـ ُ حاَن َ سْب َ
ت ُ ل َأن َ ل ِإَلَه ِإ َّأن ّ
خّتــاٍر ل َ ل ُك ّ حُد ِبآَياِتَنا ِإ ّ جَصٌد َوَما َي ْ جاُهْم ِإَلى اْلَبّر َفِمْنُهم ّمْقَت ِ ن َفَلّما َن ّ
ن َلُه الّدي َ صي َخِل ِ ل ُم ْ عُوا ا َّ َد َ
َكُفوٍر.لقمان}.{32
ل ال ـّرْأ ُ
س ش ـَتَع َ
ظُم ِمّنــي َوا ْ ن اْلَع ْ ب ِإّني َوَه َ ل َر ّ الدعاء لقضاء حاجة أو رغبة معينةَ :قا َ -3
عــاِقرًات اْمَرَأِتــي َ ي ِمــن َوَراِئي َوَكــاَن ِ ت اْلَمـَواِل َ خْف ُ شِقّيا}َ {4وِإّني ِ ب َ ك َر ّ عاِئ َ
شْيبًا َوَلْم َأُكن ِبُد َ َ
ضّيا .مريم}.{6 ب َر ِ جَعْلُه َر ّ ب َوا ْ ل َيْعُقو َ نآِ ث ِم ْ ك َوِلّيا}َ {5يِرُثِني َوَيِر ُ ب ِلي ِمن ّلُدن َ َفَه ْ
ضـّر ي ال ّ سـِن َب ِإْذ َنــاَدى َرّبـُه َأّنــي َم ّ الدعاء عند وقوع البلء أواستمرار البلء َ :وَأّيو َ -4
ن .النبياء}.{83 حِمي َ حُم الّرا ِ ت َأْر َ َوَأن َ
جبـًا}ِ {9إْذ عَ ن آَياِتَنـا َ ف َوالّرِقيِم َكـاُنوا ِمـ ْ ب اْلَكْه ِ حا َ صَ ن َأ ْ ت َأ ّ سْب َحِالدعاء للهداية َ :أْم َ -5
شـدًا .الكهــف} ن َأْمِرَنـا َر َ ئ َلَنـا ِمـ ْ حَمًة َوَهّيـ ْ ك َر ْ ف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِمن ّلُدن َ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ
عاء .ابراهيم}.{40 ل ُد َلِة َوِمن ُذّرّيِتي َرّبَنا َوَتَقّب ْ صَجَعْلِني ُمِقيَم ال ّ با ْ َ. {10ر ّ
ل ِفــي ن َوَملُه ِزيَنـًة َوَأْمـَوا ً عـْو َ ت ِفْر َ ك آَتْي َسى َرّبَنا ِإّن َ ل ُمو َ الدعاء على الكافرين َ :وَقا َ -6
ل ُيْؤِمُنــوْا عَلى ُقُلوِبِهْم َف َ شُدْد َ عَلى َأْمَواِلِهْم َوا ْ س َ طِم ْ ك َرّبَنا ا ْ سِبيِل َ عن َ ضّلوْا َ حَياِة الّدْنَيا َرّبَنا ِلُي ِ اْل َ
ن
ن اْلَكــاِفِري َ ض ِمـ َ لْر ِ عَلــى ا َْ ل َت ـَذْر َ ب َ ح ّر ّ ل ُنــو ٌ لِليَم .يــونس}َ.{88وَقــا َ با َ حّتى َيَرُوْا اْلَعَذا َ َ
غِفـْر ِلـي با ْ جرًا َكّفـارًا}َ {27ر ّ ل َفـا ِ ل َيِلـُدوا ِإ ّ ك َو َ عَبـاَد َ ضـّلوا ِ ك ِإن َتـَذْرُهْم ُي ِ َدّيارًا}ِ {26إّن َ
ن ِإلّ َتَبــارًا .نــوح} ظــاِلِمي َ ل َتـِزِد ال ّ ت َو َ ن َواْلُمْؤِمَنــا ِ ي ُمْؤِمنًا َوِلْلُمـْؤِمِني َ ل َبْيِت َخَي َوِلَمن َد َ َوِلَواِلَد ّ
.{28
ن .العنكبــوت} س ـِدي َعَلــى اْلَق ـْوِم اْلُمْف ِ ب انصُْرِني َ ل َر ّ الدعاء للنصر على المفسدينَ :قا َ -7
.{30
ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنــا َرّبَنــا ن َأ ْ ليَما ِسِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ الدعاء بعد اليمانّ} :رّبَنا ِإّنَنا َ -8
سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران .193 عّنا َ غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكّفْر َ َفا ْ
26
لـ َكـِذْكِرُكْم آَبــاءُكمْ سَكُكْم َفاْذُكُروْا ا ّ ضْيُتم ّمَنا ِ الدعاء بعد أداء المناسك في الحجَ :فِإَذا َق َ -9
ق}{200 لٍ خَ خـَرِة ِمـنْ َ ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الـّدْنَيا َوَمــا َلـُه ِفــي ال ِ س َمن َيُقو ُ ن الّنا ِ شّد ِذْكرًا َفِم َ َأْو َأ َ
ب الّناِر}ُ {201أوَلـ ـِئكَ عَذا َ سَنًة َوِقَنا َ حَ خَرِة َ سَنًة َوِفي ال ِ حَ ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الّدْنَيا َ ِوِمْنُهم ّمن َيُقو ُ
ب .البقرة}.{202 سا ِ حَ سِريُع اْل ِ ل َ سُبوْا َوا ّ ب ّمّما َك َ صي ٌ َلُهْم َن ِ
صـْبرًا عَلْيَنــا َ غ َ جُنــوِدِه َقــاُلوْا َرّبَنــا َأْفـِر ْ ت َو ُ جــاُلو َ -10الدعاء عند لقاء العدوَ :وَلّما َبَرُزوْا ِل َ
ن .البقرة}.{250 عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ صْرَنا َ ت َأْقَداَمَنا َوان ُ َوَثّب ْ
ب ِإّنــي َنـَذْر ُ
ت ن َر ّ عْمـَرا َ ت اْمَرَأُة ِ -11الدعاء عند تقديم طاعة ل تقربا إليه سبحانهِ :إْذ َقاَل ِ
سِميُع اْلَعِليُم .آل عمران}.{35 ت ال ّ ك َأن َ ل ِمّني ِإّن َ حّررًا َفَتَقّب ْ طِني ُم َ ك َما ِفي َب ْ َل َ
عَلـ َ
ى ل ـ ِقَيام ـًا َوُقُعــودًا َو َ نا ّ ن َيْذُكُرو َ -12بعد التفكرفي خلق ال سبحانه وبعظمة ال :اّلِذي َ
عَذا َ
ب ك َفقَِنا َ حاَن َ سْب َل ُ طً ت َهذا َبا ِ خَلْق َ ض َرّبَنا َما َ لْر ِ ت َوا َ سَماَوا ِ ق ال ّ خْل ِن ِفي َ جُنوِبِهْم َوَيَتَفّكُرو َ ُ
ن}.{191 الّنار.آل عمرا ِ
لُهَما ِبُغـُروٍر -13الدعاء في حالة الندم على ما مضى مــن المعصــية والظلــم للنفــس َ :فـَد ّ
جّنِة َوَناَداُهَما َرّبُهَما ق اْل َ عَلْيِهَما ِمن َوَر ِ ن َ صَفا ِخ ِ طِفَقا َي ْ سْوَءاُتُهَما َو َ ت َلُهَما َ جَرَة َبَد ْ شَ َفَلّما َذاَقا ال ّ
ظَلْمَنـا ل َرّبَنـا َ ن}َ {22قـا َ عـُدّو ّمِبيـ ٌ ن َلُكَمـا َ طآ َشْي َ ن ال ّ جَرِة َوَأُقل ّلُكَما ِإ ّ شَ عن ِتْلُكَما ال ّ َأَلْم َأْنَهُكَما َ
عَلــى خلَ اْلَمِديَنـَة َ ن .العراف}َ .{23وَد َ سِري َ خا ِ ن اْل َ ن ِم َ حْمَنا َلَنُكوَن ّ سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ َأنُف َ
سـَتَغاَثُه اّلـِذي عـُدّوِه َفا ْ ن َ شيَعِتِه َوَهَذا ِم ْ ن َهَذا ِمن ِ لِ ن َيْقَتِت َ
جَلْي ِجَد ِفيَها َر ُ ن َأْهِلَها َفَو َ غْفَلٍة ّم ْ ن َ حي ِِ
ن ِإّنـُهطا ِشـْي َل ال ّ عَمـ ِ ن َ ل َهـَذا ِمـ ْ عَلْيِه َقــا َضى َ سى َفَق َ عُدّوِه َفَوَكَزُه ُمو َ ن َ عَلى اّلِذي ِم ْ شيَعِتِه َ ِمن ِ
حيــُم. غِفْر ِلي َفَغَفَر َلُه ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ سي َفا ْ ت َنْف ِ ظَلْم ُ ب ِإّني َ ل َر ّ ن}َ {15قا َ ل ّمِبي ٌ ضّ عُدّو ّم ِ َ
القصص}.{16
لــ جاَنا ا ّ عْدَنا ِفي ِمّلِتُكم َبْعَد ِإْذ َن ّ ن ُ ل َكِذبًا ِإ ْ عَلى ا ّ -14الدعاء لهداية قوم ظالين َ :قِد اْفَتَرْيَنا َ
لـ
عَلــى ا ّ يٍء عِْلمـًا َ شـ ْ ل َ سـَع َرّبَنــا ُكـ ّ لـ َرّبَنــا َو ِ شاَء ا ّ ل َأن َي َ ن َلَنا َأن ّنُعوَد ِفيَها ِإ ّ ِمْنَها َوَما َيُكو ُ
ن .العراف}.{89 حي َ خْيُر اْلَفاِت ِ ت َ ق َوَأن َ حّ ن َقْوِمَنا ِباْل َ ح َبْيَنَنا َوَبْي َ َتَوّكْلَنا َرّبَنا اْفَت ْ
ن طَم ـَأ ّ خْي ـٌر ا ْ صاَبُه َ ن َأ َ ف َفِإ ْحْر ٍ عَلى َ ل َ س َمن َيْعُبُد ا َّ ن الّنا ِ -15دعاء غير ال سبحانه َ :وِم َ
ن}{11 س ـَرانُ اْلُمِبي ـ ُ خْ ك ُه ـَو اْل ُ خَرَة َذِل َ لِ سَر الّدْنَيا َوا ْ خِ جِهِه َ عَلى َو ْ ب َ صاَبْتُه ِفْتَنٌة انَقَل َ ن َأ َ ِبِه َوِإ ْ
ض ـّرُه عو َلَمــن َ ل اْلَبِعيُد}َ {12ي ـْد ُ لُ ضَ ك ُهوَ ال ّ ل َينَفُعُه َذِل َ ضّرُه َوَما َ ل َي ُ ل َما َ ن ا ِّ عو ِمن ُدو ِ َيْد ُ
شيُر .الحج}.{13 س اْلَع ِ س اْلَمْوَلى َوَلِبْئ َ ب ِمن ّنْفِعِه َلِبْئ َ َأْقَر ُ
شـُكَر ن َأ ْ عِنــي َأ ْ ب َأْوِز ْ ل َر ّ حكًا ّمــن َقْوِلَهــا َوَقــا َ ضــا ِ سَم َ -16الدعاء للشكر على النعمة َ :فَتَب ّ
ك ِفــي حَمِتـ َ خْلِنــي ِبَر ْ ضــاُه َوَأْد ِ صــاِلحًا َتْر َ ل َ عَمـ َ ن َأ ْ ي َوَأ ْ عَلــى َواِلـَد ّ ي َو َ عَلـ ّ ت َ ك اّلِتي َأْنَعْم َ ِنْعَمَت َ
ضــَعْتُه حَمَلْتُه ُأّمُه ُكْرهًا َوَو َ سانًا َ حَن ِبَواِلَدْيِه ِإ ْ سا َ لن َ صْيَنا ا ِْ ن .النمل}َ .{19وَو ّ حي َ صاِل ِ ك ال ّ عَباِد َِ
ن
عِني َأ ْ ب َأْوِز ْ ل َر ّ سَنًة َقا َ ن َ شّدُه َوَبَلَغ َأْرَبِعي َ حّتى ِإَذا َبَلَغ َأ ُ شْهرًا َ ن َ لُثو َ صاُلُه َث َ حْمُلُه َوِف َ ُكْرهًا َو َ
صِلحْ ِلي ِفي ُذّرّيِتي ضاُه َوَأ ْ صاِلحًا َتْر َ ل َ ن َأعَْم َي َوَأ ْ عَلى َواِلَد ّ ي َو َ عَل ّ ت َ ك اّلِتي َأْنَعْم َ شُكَر ِنْعَمَت َ َأ ْ
ن .الحقاف}.{15 سِلِمي َ ن اْلُم ْ ك َوِإّني ِم َ ت ِإَلْي َ
ِإّني ُتْب ُ
غِفـْر َلَنــا ن َرّبَنــا ا ْ جــاُؤوا ِمــن َبْعـِدِهْم َيُقوُلــو َ ن َ -17الدعاء للســابقين مــن المــؤمنين َ :واّلـِذي َ
ك َرُؤوفٌ ن آَمُنــوا َرّبَنــا ِإّنـ َ ل ّلّلـِذي َغّ ل ِفــي ُقُلوِبَنــا ِ جَعـ ْ ل َت ْن َو َ ليَمــا ِ سـَبُقوَنا ِبا ِْ ن َ خَواِنَنا اّلـِذي َ لْ َو ِ
حيٌم .الحشر}.{10 ّر ِ
ي ُمْؤِمنـًا ل َبْيِتـ َ خـ َي َوِلَمــن َد َ غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّ با ْ -18الدعاء للنفس وللوالدين وللمؤمنين َ :ر ّ
ب َلَنــا ن َرّبَنــا َهـ ْ ن َيُقوُلــو َ ل َتَبارًا .نوح}َ .{28واّلِذي َ ن ِإ ّظاِلِمي َ ل َتِزِد ال ّ ت َو َ ن َواْلُمْؤِمَنا ِ َوِلْلُمْؤِمِني َ
خْلِنــي ب َأْد ِ
ن ِإَمامـًا .الفرقــان}َ .{74وُقــل ّر ّ جَعْلَنــا ِلْلُمّتِقيـ َ ن َوا ْ عُي ٍجَنا َوُذّرّياِتَنا ُقّرَة َأ ْ ن َأْزَوا ِ ِم ْ
صيرًا .السراء}.{80 طانًا ّن ِ سْل َ
ك ُ جَعل ّلي ِمن ّلُدن َ ق َوا ْ صْد ٍ ج ِ خَر َ جِني ُم ْ خِر ْ ق َوَأ ْ صْد ٍ ل ِ خَ ُمْد َ
27
غْيـِر ِذي َزْرعٍ ت ِمــن ُذّرّيِتــي ِبـَواٍد َ سـَكن ُ -19الدعاء لمكة كرمها ال وأعزها ّ :رّبَنا ِإّنــي َأ ْ
ن
س َتْهـِوي ِإَلْيِهـْم َواْرُزْقُهـم ّمـ َ ن الّنـا ِل َأْفِئَدًة ّمـ َ
جَعـ ْلَة َفا ْ
صـ َ حّرِم َرّبَنـا ِلُيِقيُمـوْا ال ّك اْلُم َ عنَد َبْيِت َ
ِ
ل َهَــَذا َبَلـدًا آِمنـًا َواْرُز ْ
ق جَعـ ْبا ْ ل ِإْبَراِهيُم َر ّ ن .ابراهيم}َ .{37وِإْذ َقا َ شُكُرو َ ت َلَعّلُهْم َي ْ
الّثَمَرا ِ
طّرُه ِإَلــى ضَ
ل ُثّم َأ ْ ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً خِر َقا َ ل َواْلَيْوِم ال ِ ن ِمْنُهم ِبا ّ
ن آَم َ ت َم ْ ن الّثَمَرا ِ َأْهَلُه ِم َ
ق
ل َهَـَذا َبَلدًا آِمنًا َواْرُز ْ جَع ْ
با ْ ل ِإْبَراِهيُم َر ّصير .البقرُة}َ .{126وِإْذ َقا َ س اْلَم ِ ب الّناِر َوِبْئ َ عَذا ِ َ
طّرُه ِإَلــى ضَ
ل ُثّم َأ ْ ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً خِر َقا َ ل َواْلَيْوِم ال ِ ن ِمْنُهم ِبا ّ
ن آَم َ ت َم ْ ن الّثَمَرا ِ َأْهَلُه ِم َ
صيُر}.{126 س اْلَم ِ ب الّناِر َوِبْئ َ عَذا ِ َ
طَرث َفــا ِحــاِدي ِ
لَلا َ عّلْمَتِني ِمن َتْأِوي ـ ِ ك َو َن اْلمُْل ِب َقْد آَتْيَتِني ِم َ
-20الدعاء للموت مسلمًا َ :ر ّ
ن.
حي َصــاِل ِ
حْقِنــي ِبال ّس ـِلمًا َوَأْل ِ
خ ـَرِة َت ـَوّفِني ُم ْت َوِلّيــي ِفــي ال ـّدُنَيا َوال ِ ض َأن ـ َ لْر ِ ت َوا َ س ـَماَوا ِ ال ّ
يوسف}.{101
وأهم موانع الجابة كما جاءت في الكتب والمراجع التي تبحث في الدعاء :
لماذا الدعاء
عندما يتوجه المؤمن إلى ربه سبحانه وتعالى فإنه له غايات متعددة من الدعاء حسب الوقت
والزمان والظرف الذي يعيشه النسان في حالت الصحة والمرض والشدة والرخاء وحالت
البلء المتعددة وهذه الغايات هي:
28
لطلب النعم وكذلك شكرها :فالمؤمن يتوجه إلى ربه سبحانه وتعالى طالبا من نعمته -1
وفضله من صحة ومال وحفظ دين وبدن ورزق حلل وكذلك لشكر النعمة وطلب دوامها ،
شُكَرن َأ ْ
عِني َأ ْ ب َأْوِز ْ
ل َر ّ حكًا ّمن َقْوِلَها َوَقا َ ضا ِسَم َ كما قال سيدنا سليمان عليه السلم َ :فَتَب ّ
ك ِفيحَمِت َ خْلِني ِبَر ْ
ضاُه َوَأْد ِصاِلحًا َتْر َ ل َ عَم َ
ن َأ ْي َوَأ ْ عَلى َواِلَد ّ ي َو َ عَل ّ
ت َك اّلِتي َأْنَعْم َِنْعَمَت َ
ن .النمل}.{19 حي َ
صاِل ِ
ك ال ّ عَباِد َِ
لدفع النقم :فالنسان يدعو ربه ليدفع عنه البلء وشر العداء وكذلك تخليصه مما -2
يقع فيه من مآزق ومواقف مهلكة إن لم يتداركه ربه وكذلك الدعاء لتخليصه من أسباب
الشقاء والوقوع في الزمات.
-3للستغفار :فالنسان المؤمن لينفك يدعو ربه سبحانه وتعالى أن يغفر له ذنوبه
وخطاياه وجرائمه التي أقترفها بحق نفسه وبحق غيره لعل ال سبحانه أن يستجيب له
ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات إذا تاب إلى ربه توبة نصوحًا.
مواساة للمؤمنين والستغفار لهم :فالمؤمن ليزال يستغفر لنفسه ولخوته المؤمنين -4
خَواِنَنا اّلِذي َ
ن لْغِفْر َلَنا َو ِ
ن َرّبَنا ا ْ جاُؤوا ِمن َبْعِدِهْم َيُقوُلو َ ن َ والذين سبقوا باليمان َ .واّلِذي َ
حيٌم .الحشر}.{10 ف ّر ِك َرُؤو ٌ ن آَمُنوا َرّبَنا ِإّن َل ّلّلِذي َ
غّ ل ِفي ُقُلوِبَنا ِ جَع ْ
ل َت ْ
ن َو َليَما ِسَبُقوَنا ِبا ِْ
َ
الدعاء دواء للقلوب :قال إبراهيم الخواص :دواء القلوب خمسة أشياء :قراءة -5
حر) أي الدعاء ( ومجالسة القرآن بتدبر وخلء البطن وقيام الليل والتضرع عند الس َ
الصالحين .
وقاية من الهموم قبل ان يقع فيها النسان :لدعاء رسول ال صلى ال عله وسلم : -6
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال.
-7الدعاء سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض لقول رسول ال صلى
ال عليه وسلم :الدعاء سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض .
الدعاء من أنفع الدوية وهو عدو البلء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو -8
يخففه إذا نزل .
-9في دعاء الحياء منفعة للموات.
-10علج لما وقع فيه النسان من الهموم :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
ماأصاب أحد قط هم ول حزن فقال اللهم إني عبدك وإبن عبدك وإبن أمتك ناصيتي بيدك
ي قضاؤك أ سألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك ًأو علمته أحدا ماضي في حكمك عدل ف َ
من خلقك أو أنزلته في كتابك أوإستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي
ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي إل أذهب ال همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا .
فقيل يارسول ال أل نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ) .رواه أحمد في
مسنده(.
ملحظة :
ماجاء في شرح آيات الدعاء في القرآن الكريم هو ليس تفسيرًا وإنما هو شرح بسيط بقدر
تعلق اليات بالدعاء وعلقة اليات بالدعاء.
29
تم الكتاب في الول من كانون الثاني سنة 2010ميلدية
الموصل -------العراق
30
ل منا إن َ َ
ت ك أن َ قب ّ ْ ِ ّ ِ ّ ل َرب َّنا ت َ َ عي ُ ما ِ س َ ت وَإ ِ ْ ن ال ْب َي ْ ِ م َ عد َ ِ وا ِ ق َ م ال ْ َ هي ُ وَإ ِذ ْ ي َْرفَعُ إ ِب َْرا ِ
ة لّ َ ُ ن لَ َ
ك م ً سل ِ َ م ْ ة ّ م ً من ذ ُّري ّت َِنا أ ّ ك وَ ِ مي ْ ِ سل ِ َ م ْ جعَل َْنا ُ م}َ{127رب َّنا َوا ْ ميعُ ال ْعَِلي ُ س ِ ال ّ
َ ب ع َل َي َْنا إ ِن ّ َ َ
م}{128 حي ُ ب الّر ِ وا ُ ت الت ّ ّ ك أن َ سك ََنا وَت ُ ْ مَنا ِ وَأرَِنا َ
ة
م َ حك ْ َ ب َوال ْ ِ م ال ْك َِتا َ مه ُ ُ ك وَي ُعَل ّ ُ م آَيات ِ َ م ي َت ُْلو ع َل َي ْهِ ْ من ْهُ ْ سول ً ّ م َر ُ ث ِفيهِ ْ َرب َّنا َواب ْعَ ْ
م}{129 َ م إ ِن ّ َ وَي َُز ّ
كي ُ ح ِ زيُز ال َ ِ ت العَ ك أن َ كيهِ ْ
جيُبوا ْ ست َ ِ ن فَل ْي َ ْ عا ِ ذا د َ َ داِع إ ِ َ ب د َع ْوَة َ ال ّ جي ُ بأ ِ
ُ
ري ٌ عَباِدي ع َّني فَإ ِّني قَ ِ ك ِ سأ َل َ َ ذا َ وَإ ِ َ
ن}{186 دو َ ش ُ م ي َْر ُ مُنوا ْ ِبي ل َعَل ّهُ ْ ِلي وَل ْي ُؤ ْ ِ
َ َ
سن الّنا ِ م َ كرا ً فَ ِ شد ّ ذ ِ ْ م أوْ أ َ م آَباءك ُ ْ ه ك َذ ِك ْرِك ُ ْ م َفاذ ْك ُُروا ْ الل ّ َ سك َك ُ ْ مَنا ِ ضي ُْتم ّ ذا قَ َ َإ ِ َ
ق}{200 خل َ ٍ ن َ م ْ خَرةِ ِ ه ِفي ال ِ ما ل َ ُ ل َرب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا وَ َ قو ُ من ي َ ُ َ
بذا َ ة وَقَِنا ع َ َ سن َ ً ح َ خَرةِ َ ة وَِفي ال ِ سن َ ً ح َ ل َرب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ قو ُ من ي َ ُ من ُْهم ّ وِ ِ
الّناِر}{201
َ َ
صْرَنا مَنا َوان ُ دا َ ت أقْ َ صْبرا ً وَث َب ّ ْ جُنود ِهِ َقاُلوا ْ َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َل َي َْنا َ ت وَ ُ جاُلو َ ما ب ََرُزوا ْ ل ِ َ وَل َ ّ
ن}{250 ري َ كافِ ِ قوْم ِ ال ْ َ ع ََلى ال ْ َ
ُ
ملئ ِك َت ِهِ وَك ُت ُب ِ ِ
ه ن ِبالل ّهِ وَ َ م َ لآ َ ن كُ ّ مُنو َ مؤ ْ ِ من ّرب ّهِ َوال ْ ُ ل إ ِل َي ْهِ ِ ما أنزِ َ ل بِ َ سو ُ ن الّر ُ م َ آ َ
ك َرب َّنا وَإ ِل َي ْ َ معَْنا وَأط َعَْنا غ ُ ْ َ َ
ك فَران َ َ س ِ سل ِهِ وََقاُلوا ْ َ من ّر ُ حد ٍ ّ نأ َ فّرقُ ب َي ْ َ سل ِهِ ل َ ن ُ َ وَُر ُ
صيُر}{285 م ِ ال ْ َ
خذ َْنا ؤا ِ ت َرب َّنا ل َ ت ُ َ سب َ ْ ما اك ْت َ َ ت وَع َل َي َْها َ سب َ ْ ما ك َ َ سعََها ل ََها َ فسا ً إ ِل ّ وُ ْ ه نَ ْ ف الل ّ ُ ل َ ي ُك َل ّ ُ
ْ
من قَب ْل َِنا ن ِ ذي َ ه ع ََلى ال ّ ِ مل ْت َ ُ ح َ ما َ صرا ً ك َ َ ل ع َل َي َْنا إ ِ ْ م ْ ح ِ خط َأَنا َرب َّنا وَل َ ت َ ْ سيَنا أ َوْ أ َ ْ ِإن ن ّ ِ
موْل ََنا َ َ َ ما ل َ طاقَ َ َ ْ
ت َ مَنا أن َ ح ْ فْر لَنا َواْر َ ف ع َّنا َواغ ْ ِ ة لَنا ب ِهِ َواع ْ ُ ملَنا َ ح ّ َرب َّنا وَل َ ت ُ َ
ن}{286 ري َ كافِ ِ قوْم ِ ال ْ َ صْرَنا ع ََلى ال ْ َ َفان ُ
آل عمران
ْ َ ة إ ِن ّ َ دن َ ّ َ ُ
ب} ها ُ ت الوَ ّ ك أن َ م ً ح َ ك َر ْ من ل ُ ب لَنا ِ َرب َّنا ل َ ت ُزِغ ْ قُلوب ََنا ب َعْد َ إ ِذ ْ هَد َي ْت ََنا وَهَ ْ
{8
ب الّناِر}{16 ذا َ فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَقَِنا ع َ َ مّنا َفاغ ْ ِ ن َرب َّنا إ ِن َّنا آ َ قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ ال ّ ِ
مّني ل ِ قب ّ ْ حّررا ً فَت َ َ م َ ما ِفي ب َط ِْني ُ ك َ ت لَ َ ب إ ِّني ن َذ َْر ُ ن َر ّ مَرا َ ع ْ مَرأ َة ُ ِ تا ْ ِإذ ْ َقال َ ِ
إن َ َ
م}{35 ميعُ ال ْعَِلي ُ س ِ ت ال ّ ك أن َ ِّ
ع
مي ُ س ِ ك َ ة إ ِن ّ َ ة ط َي ّب َ ً ك ذ ُّري ّ ً من ل ّد ُن ْ َ ب ِلي ِ ب هَ ْ ل َر ّ ه َقا َ عا َزك َََرِّيا َرب ّ ُ َ ك دَ َ هَُنال ِ َ
عاء}ََ {38 الد ّ َ
ََ
ن}{53 دي َ شاه ِ ِ معَ ال ّ ل َفاك ْت ُب َْنا َ سو َ ت َوات ّب َعَْنا الّر ُ ما أنَزل ْ َ مّنا ب ِ َ َرب َّنا آ َ
َ َ
تمرَِنا وَث َب ّ ْ سَرافََنا ِفي أ ْ فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَإ ِ ْ م إ ِل ّ أن َقاُلوا ْ رب َّنا اغ ْ ِ ن قَوْل َهُ ْ كا َ ما َ وَ َ
ْ
قوْم ِ ال َ ْ َ َ
ن}{147 ري َ كافِ ِ صْرَنا ع َلى ال َ مَنا وان ُ دا َ أقْ َ
ن ِفي َ ْ فك ُّرو َ َ ً ً ن الل ّ َ ن ي َذ ْك ُُرو َ ال ّ ِ
قخل ِ م وَي َت َ َ جُنوب ِهِ ْ ى ُ ه قَِياما وَقُُعودا وَع َل َ َ
ذي َ
ب الّناِر} ذا َ قَنا ع َ َ ك فَ ِ حان َ َ سب ْ َ هذا َباط ِل ً ُ ت َ ق َ خل َ ْ ما َ ض َرب َّنا َ ت َوالْر ِ ماَوا ِ س َ ال ّ
{191
فْر ل ََنا َ
مّنا َرب َّنا َفاغ ْ ِ م َفآ َ مُنوا ْ ب َِرب ّك ُ ْ نآ ِ نأ ْ ما ِ لي َ مَناِديا ً ي َُناِدي ل ِ ِ معَْنا ُ س ِ ّرب َّنا إ ِن َّنا َ
معَ الب َْراِر}{193 سي َّئات َِنا وَت َوَفَّنا َ فْر ع َّنا َ ذ ُُنوب ََنا وَك َ ّ
د} ميَعا َ ف ال ْ ِ خل ِ ُ ك ل َ تُ ْ مةِ إ ِن ّ َ قَيا َ م ال ْ ِ خزَِنا ي َوْ َ ك وَل َ ت ُ ْ سل ِ َ عدت َّنا ع ََلى ُر ُ ما وَ َ َرب َّنا َوآت َِنا َ
{194
النساء
31
سُبوا ْ ما اك ْت َ َ م ّ ب ّ صي ٌ ل نَ ِ جا ِ ض ّللّر َ ضك ُ ْ َ ل الل ّ ُ ض َ ما فَ ّ من ّوْا ْ َ وَل َ ت َت َ َ
م ع َلى ب َعْ ٍ َ
ه ب ِهِ ب َعْ َ
يٍء ش ْ ل َ ن ب ِك ُ ّ كا َ ه َ ن الل ّ َ ضل ِهِ إ ِ ّ من فَ ْ ه ِ سأُلوا ْ الل ّ َ ن َوا ْ سب ْ َ ما اك ْت َ َ م ّ ب ّ صي ٌ ساء ن َ ِ وَِللن ّ َ
ع َِليمًا}{32
ساء ل َوالن ّ َ جا ِ ن الّر َ م َ ن ِ في َ ضعَ ِ ست َ ْ م ْ ل الل ّهِ َوال ْ ُ سِبي ِ ن ِفي َ قات ُِلو َ م ل َ تُ َ ما ل َك ُ ْ وَ َ
جَعل ل َّنا َ َ
ظال ِم ِ أهْل َُها َوا ْ قْري َةِ ال ّ هـذ ِهِ ال ْ َ ن َ م ْ جَنا ِ خرِ ْ ن َرب َّنا أ ْ قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ ن ال ّ ِ دا ِ َوال ْوِل ْ َ
صيرًا}{75 ك نَ ِ دن َ من ل ّ ُ جَعل ل َّنا ِ ك وَل ِي ّا ً َوا ْ دن َ من ل ّ ُ ِ
المائدة
ما ع ََرُفوا ْ َ ُ
م ّ مِع ِ ن الد ّ ْ م َ ض ِ في ُ م تَ ِ ل ت ََرى أع ْي ُن َهُ ْ سو ِ ل إ َِلى الّر ُ ما أنزِ َ مُعوا ْ َ س ِ ذا َ وَإ ِ َ
ن}{83 دي َ شاه ِ ِ معَ ال ّ مّنا َفاك ْت ُب َْنا َ ن َرب َّنا آ َ قوُلو َ حقّ ي َ ُ ن ال ْ َ م َ ِ
ألنعام
ة أغ َي َْر الل ّهِ ت َد ْ ُ َ َ َ َ ل أ ََرأي ْت ُ ُ َ
مكنت ُ ْ ن ِإن ُ عو َ ساع َ ُ م ال ّ ب الل ّهِ أوْ أت َت ْك ُ ُ ذا ُ م عَ َ ن أَتاك ُ ْ كم إ ِ ْ قُ ْ
ن}{40 صاد ِِقي َ َ
ن}{41 كو َ شرِ ُ ما ت ُ ْ ن َ سو ْ َ شاء وََتن َ ن َ ن إ ِل َي ْهِ إ ِ ْ عو َ ما ت َد ْ ُ ف َ ش ُ ن فَي َك ْ ِ عو َ ل إ ِّياه ُ ت َد ْ ُ بَ ْ
َ
ن
م ْ جاَنا ِ ن أن َ ة ل ّئ ِ ْ في َ ً خ ْ ضّرعا ً وَ ُ ه تَ َ عون َ ُ حرِ ت َد ْ ُ ت ال ْب َّر َوال ْب َ ْ ما ِ من ظ ُل ُ َ كم ّ جي ُ من ي ُن َ ّ ل َ ُق ْ
ن}{63 ري َ ِ شاك ِ ن ال ّ م َ ن ِ كون َ ّ هـذ ِهِ ل َن َ ُ َ
َ َ ّ َ
داَنا قاب َِنا ب َعْد َ إ ِذ ْ هَ َ ضّرَنا وَن َُرد ّ ع َلى أع ْ َ فعَُنا وَل َ ي َ ُ ما ل َ َين َ ن اللهِ َ دو ِ من ُ عو ِ ل أن َد ْ ُ قُ ْ
ه إ َِلى َ َ
عون َ ُ ب ي َد ْ ُ حا ٌ ص َ هأ ْ ن لَ ُ حي َْرا َ ض َ ن ِفي الْر ُ ِ طي ُ شَيا ِ ه ال ّ ست َهْوَت ْ ُ ذي ا ْ كال ّ ِ ه َ الل ّ ُ
ن}{71 مي َ ب ال َْعال َ ِ م ل َِر ّ سل ِ َ مْرَنا ل ِن ُ ْ دى الل ّهِ هُوَ ال ْهُد َىَ وَأ ِ ن هُ َ ل إِ ّ دى ائ ْت َِنا قُ ْ ال ْهُ َ
ألعراف
ن ال ْ َ مَنا ل َن َ ُ َ
ن}{23 ري َ س ِ خا ِ م َ ن ِ كون َ ّ ح ْ فْر ل ََنا وَت َْر َ م ت َغْ ِ سَنا وَِإن ل ّ ْ ف َ مَنا أن ُ َقال َ َرب َّنا ظ َل َ ْ
َ قُ ْ َ
ن لَ ُ
ه صي َ خل ِ ِ م ْ عوه ُ ُ جد ٍ َواد ْ ُ س ِ م ْ ل َ عند َ ك ُ ّ م ِ جوهَك ُ ْ موا ْ وُ ُ ط وَأِقي ُ س ِ ق ْ مَر َرّبي ِبال ْ ِ لأ َ
َ
ن}{29 دو َ م ت َُعو ُ ما ب َد َأك ُ ْ ن كَ َ دي َ ال ّ
معَ ال ْ َ َ َ
قوْم ِ جعَل َْنا َ ب الّنارِ َقاُلوا ْ َرب َّنا ل َ ت َ ْ حا ِ ص َ قاء أ ْ م ت ِل ْ َ صاُرهُ ْ ت أب ْ َ صرِفَ ْ ذا ُ وَإ ِ َ
ن}{47 مي َ ظال ِ ِ ال ّ
ن}{55 دي َ معْت َ ِ ب ال ْ ُ ح ّ ه ل َ يُ ِ ة إ ِن ّ ُ في َ ً خ ْ ضّرعا ً وَ ُ م تَ َ عوا ْ َرب ّك ُ ْ اد ْ ُ
ت الل ّ ِ معا ً إ ِ ّ َ
ه م َ ح َ ن َر ْ وفا ً وَط َ َ خ ْ عوه ُ َ حَها َواد ْ ُ صل َ ِ ض ب َعْد َ إ ِ ْ دوا ِفي الْر ِ
س ُ ْ ف ِ وَل َ ت ُ ْ
ن}{56 سِني َ ح ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ب ّ ري ٌ قَ ِ
ن
كو ُ ما ي َ ُ من َْها وَ َ ه ِ جاَنا الل ّ ُ كم ب َعْد َ إ ِذ ْ ن َ ّ مل ّت ِ ُ ن ع ُد َْنا ِفي ِ ذبا ً إ ِ ْ قَد ِ افْت ََري َْنا ع ََلى الل ّهِ ك َ ِ
عْلما ً ع ََلى الل ّ ِ
ه يٍء ِ ش ْ ل َ سعَ َرب َّنا ك ُ ّ ه َرب َّنا وَ ِ شاَء الل ّ ُ ل ََنا َأن ن ُّعود َ ِفيَها إ ِل ّ َأن ي َ َ
خي ُْر ال ْ َ َ
ن}{89 حي َ فات ِ ِ ت َ حقّ وَأن َ مَنا ِبال ْ َ ن قَوْ ِ ح ب َي ْن ََنا وَب َي ْ َ ت َوَك ّل َْنا َرب َّنا افْت َ ْ
صْبرا ً وَت َوَفَّنا َ َ
جاءت َْنا َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َل َي َْنا َ ما َ ت َرب َّنا ل َ ّ مّنا ِبآَيا ِ نآ َ مّنا إ ِل ّ أ ْ م ِ ق ُ ما َتن ِ وَ َ
ن}{126 مي َ سل ِ ِ م ْ ُ
َ
ب أرِِني أنظْر إ ِلي ْك قال لن ت ََراِني َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ّ َ َ
ه قال َر ّ ه َرب ّ ُ م ُ قات َِنا وَكل َ مي َ سى ل ِ ِ مو َ جاء ُ ما َ وَل ّ
ه
جلى َرب ّ ُ ّ ما ت َ َ َ
ف ت ََراِني فَل ّ سو ْ َ ه فَ َ كان َ ُ م َ قّر َ ست َ َ نا ْ ل فَإ ِ ِ جب َ ِ ْ
ن انظْر إ ِلى ال َ َ ُ وََلـك ِ
ِ
ك وَأ َن َا ْ ت إ ِل َي ْ َ ك ت ُب ْ ُ حان َ َ سب ْ َ ل ُ ما أ ََفاقَ َقا َ صِعقا ً فَل َ ّ سى َ خّر مو َ ه د َك ّا ً وَ َ جعَل َ ُ ل َ جب َ ِ ل ِل ْ َ
ن}{143 مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ أ َوّ ُ
َ َ َ
فْر مَنا َرب َّنا وَي َغْ ِ ح ْ م ي َْر َ ضّلوا ْ َقاُلوا ْ ل َِئن ل ّ ْ م قَد ْ َ م وََرأوْا ْ أن ّهُ ْ ديهِ ْ ط َفي أي ْ ِ ق َ س ِ ما ُ وَل َ ّ
ن}{149 ري َ ِ س خا ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ كون َ ّ ل ََنا ل َن َ ُ
َ خل ْنا في رحمت ِ َ َ َ فْر ِلي وَل َ ِ
ن}{151 مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ ت أْر َ ك وَأن َ َ ْ َ خي وَأد ْ ِ َ ِ ب اغ ْ ِ ل َر ّ َقا َ
32
ب لَ ْ
و ل َر ّ ة َقا َ ف ُ ج َ م الّر ْ خذ َت ْهُ ُ ما أ َ َ قات َِنا فَل َ ّ مي َ جل ً ل ّ ِ ن َر ُ سب ِْعي َ ه َ م ُ سى قَوْ َ مو َ خَتاَر ُ َوا ْ
َ َ
ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ
ك ن هِ َ مّنا إ ِ ْ فَهاء ِ س َ ل ال ّ ما فَعَ َ ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ من قَب ْ ُ ت أهْل َك ْت َُهم ّ شئ ْ َ ِ
َ َ
خي ُْر ت َ مَنا وَأن َ ح ْ فْر ل ََنا َواْر َ ت وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ شاء أن َ من ت َ َ دي َ شاء وَت َهْ ِ من ت َ َ ل ب َِها َ ض ّ تُ ِ
ن}{155 ري َ ال َْغافِ ِ
ذاِبي ل عَ َ ك َقا َ خَرةِ إ ِّنا هُد َْنـا إ ِل َي ْ َ ة وَِفي ال ِ سن َ ً ح َ هـذ ِهِ الد ّن َْيا َ ب ل ََنا ِفي َ َواك ْت ُ ْ
شيءٍ فَ َ ن أَ َ ُ
نقو َ ن ي َت ّ ُ ذي َ سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ َ ل َ ْ ت كُ ّ سعَ ْ مِتي وَ ِ ح َ شاء وََر ْ م ْ ب ب ِهِ َ صي ُ أ ِ
ن}{156 مُنو َ هم ِبآَيات َِنا ي ُؤ ْ ِ ن ُ ذي َ كـاة َ َوال ّ ِ ن الّز َ وَي ُؤ ُْتو َ
َ ن ي ُل ْ ِ َ
نجَزوْ َ سي ُ ْ مآئ ِهِ َ س َ ن ِفي أ ْ دو َ ح ُ ذي َ عوه ُ ب َِها وَذ َُروا ْ ال ّ ِ سَنى َفاد ْ ُ ح ْ ماء ال ْ ُ س َ وَل ِل ّهِ ال ْ
ن}{180 مُلو َ كاُنوا ْ ي َعْ َ ما َ َ
َ
م ِإن جيُبوا ْ ل َك ُ ْ ست َ ِ م فَل ْي َ ْ عوهُ ْ م َفاد ْ ُ مَثال ُك ُ ْ عَباد ٌ أ ْ ن الل ّهِ ِ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َد ْ ُ ذي َ ن ال ّ ِ إِ ّ
ن}{194 صاد ِِقي َ م َ كنت ُ ْ ُ
يونس
َ َ
ضّرهُ ه ُ فَنا ع َن ْ ُ ش ْ ما ك َ َ عدا ً أوْ َقآِئما ً فَل َ ّ جنب ِهِ أوْ َقا ِ عاَنا ل ِ َ ضّر د َ َ ن ال ّ سا َ لن َ سا ِ م ّ ذا َ وَإ ِ َ
َ
ن} مُلو َ كاُنوا ْ ي َعْ َ ما َ ن َ سرِِفي َ م ْ ن ل ِل ْ ُ ك ُزي ّ َ ه ك َذ َل ِ َ س ُ م ّ ضّر ّ م ي َد ْع َُنا إ َِلى ُ مّر ك َأن ل ّ ْ َ
{12
ن ب ِِهم جَري ْ َ ك وَ َ فل ِ ْ ْ
م ِفي ال ُ كنت ُ ْ ذا ُ حّتى إ ِ َ حرِ َ ْ
م ِفي الب َّر َوالب َ ْ ْ سي ُّرك ُ ْ ذي ي ُ َ ّ
-9هُوَ ال ِ
ن كا ٍ م َ ل َ من ك ُ ّ ج ِ مو ْ ُ م ال ْ َ جاءهُ ُ ف وَ َ ص ٌ عا ِ ح َ جاءت َْها ِري ٌ حوا ْ ب َِها َ ح ط َي ّب َةٍ وَفَرِ ُ ري ٍ بِ ِ
َ ُ َ
ه
هـذ ِ ِ ن َ م ْ جي ْت ََنا ِ ن أن َ ن ل َئ ِ ْ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ م د َع َوُا ْ الل ّ َ ط ب ِهِ ْ حي َ مأ ِ وَظ َّنوا ْ أن ّهُ ْ
ن}{22 ري َ شاك ِ ِ ن ال ّ م َ ن ِ كون َ ّ ل َن َ ُ
ن}{85 مي َ ظال ِ ِ قوْم ال ّ جعَل َْنا فِت ْن َ ً ّ ْ قاُلوا ْ ع ََلى الل ّهِ ت َوَك ّل َْنا َرب َّنا ل َ ت َ ْ فَ َ
ة لل َ ِ
ن}{86 ري َ ِ كافِ قوْم ِ ال ْ َ ن ال ْ َ م َ ك ِ مت ِ َ ح َ جَنا ب َِر ْ وَن َ ّ
ْ َ
حَياةِ الد ّن َْيا َرب َّنا وال ً ِفي ال َ م َ ة وَأ ْ مله ُ ِزين َ ً ن وَ َ ت فِْرع َوْ َ ك آت َي ْ َ سى َرب َّنا إ ِن ّ َ مو َ ل ُ وََقا َ
مُنوا ْ َ
م فَل َ ي ُؤ ْ ِ شد ُد ْ ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ م َوا ْ وال ِهِ ْ م َ س ع ََلى أ ْ م ْ ك َرب َّنا اط ْ ِ سِبيل ِ َ عن َ ضّلوا ْ َ ل ِي ُ ِ
م}{88 َ حّتى ي ََروُا ْ ال ْعَ َ
ب الِلي َ ذا َ َ
ن
م َ ك ِإذا ّ ً ت فَإ ِن ّ َ ْ
ك فَِإن فَعَل َ ضّر َ ك وَل َ ي َ ُ فعُ َ ما ل َ َين َ ن اللهِ َ ّ دو ِ من ُ وَل َ ت َد ْع ُ ِ
ن}{106 مي َ ظال ِ ِ ال ّ
يوسف
َ َ َ َ
بص ُ نأ ْ ف ع َّني ك َي ْد َهُ ّ صرِ ْ عون َِني إ ِلي ْهِ وَإ ِل ّ ت َ ْ ما ي َد ْ ُ م ّ ي ِ ب إ ِل ّ ح ّ نأ َ ج ُ س ْ ب ال ّ ل َر ّ َقا َ
َ
ن}{33 َ جاه ِِلي ن ال ْ َ َ م
كن ّ ن وَأ ُ ّ ِ إ ِل َي ْه
ْ
ت ماَوا ِ س َ ث َفاط َِر ال ّ حاِدي ِ ل ال َ َ من ت َأِوي ِ مت َِني ِ ك وَع َل ّ ْ مل ْ ِ ن ال ْ ُ م َ ب قَد ْ آت َي ْت َِني ِ َر ّ
ْ َ ً َ َ
ن} حي َ صال ِ ِ قِني ِبال ّ ح ْ سِلما وَأل ِ م ْ خَرةِ ت َوَفِّني ُ ت وَل ِّيي ِفي الد ّن َُيا َوال ِ ض أن َ َوالْر ِ
{101
الرعد
ط
س ِ يٍء إ ِل ّ ك ََبا ِ ش ْ ن لُهم ب ِ َ َ جيُبو َ ست َ ِ دون ِهِ ل َ ي َ ْ من ُ ن ِ عو َ ن ي َد ْ ُ ذي َ حقّ َوال ِّ ْ
ه د َع ْوَة ُ ال َ لَ ُ
ل} ضل َ ٍ ن إ ِل ّ ِفي َ ري َ كافِ ِ عاء ال ْ َ ما د ُ َ ما هُوَ ب َِبال ِغِهِ وَ َ ماء ل ِي َب ْل ُغَ َفاه ُ وَ َ في ْهِ إ َِلى ال ْ َ كَ ّ
{14
ابراهيم
َ َ
م} صَنا َ ي أن ن ّعْب ُد َ ال ْ جن ُب ِْني وَب َن ِ ّ منا ً َوا ْ ذا ال ْب َل َد َ آ ِ هـ َ ل َ جعَ ْ با ْ م َر ّ هي ُ ل إ ِب َْرا ِ وَإ ِذ ْ َقا َ
{35
33
موا ْ َ
قي ُ حّرم ِ َرب َّنا ل ِي ُ ِ م َ ك ال ْ ُعند َ ب َي ْت ِ َ واد ٍ غ َي ْرِ ِذي َزْرٍع ِ من ذ ُّري ِّتي ب ِ َ ت ِ كن ُ س َ ّرب َّنا إ ِّني أ ْ
الصل َة َ َفاجع ْ َ
مت ل َعَل ّهُ ْ مَرا ِ ن الث ّ َ م َم َواْرُزقُْهم ّ وي إ ِل َي ْهِ ْ س ت َهْ ِ
ن الّنا ِ م َل أفْئ ِد َة ً ّ ْ َ ّ
ن}{37 شكُرو َ ُ يَ ْ
ع
مي ُس ِ ن َرّبي ل َ َ حاقَ إ ِ ّ س َ ل وَإ ِ ْ عي َ ما ِ س َب ِلي ع ََلى ال ْك ِب َرِ إ ِ ْ ذي وَهَ َ مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِح ْ ال ْ َ
عاء}{39 الد ّ َ
عاء}{40 ل دُ َ قب ّ ْ من ذ ُّري ِّتي َرب َّنا وَت َ َ صل َةِ وَ ِ م ال ّ قي َ م ِجعَل ِْني ُ با ْ َر ّ
ب}{41 سا ُ ح َ م ال ْ ِ قو ُ م يَ ُ ن ي َوْ َمِني َمؤ ْ ِوال ِد َيّ وَل ِل ْ ُفْر ِلي وَل ِ َ َرب َّنا اغ ْ ِ
النحل
شَر َ
كآؤَُنا ؤلء ُ هـ ُ م َقاُلوا ْ َرب َّنا َ كاءهُ ْ شَر َ كوا ْ ُ ن أَ ْ
شَر ُ ذا َرأى ال ّ ِ
ذي َ وَإ ِ َ
ن ( 86). م لَ َ
كاذُِبو َ م ال َْقوْ َ
ل إ ِن ّك ُ ْ وا إ ِل َي ْهِ ُ
ك َفأل َْق ْدون ِ َمن ُ ن ك ُّنا ن َد ْعُوْ ِ ال ّ ِ
ذي َ
السراء
صِغيرًا} ما َرب َّياِني َ ما ك َ َ مه ُ َ ح ْ ب اْر َ مةِ وَُقل ّر ّ ح َ ن الّر ْ م َ ل ِ ح الذ ّ ّ جَنا َ ما َ ض ل َهُ َ ف ْ خ ِ َوا ْ
{24
ل} وي ً ح ِم وَل َ ت َ ْ عنك ُ ْ ضّر َ ف ال ّ ش َ ن كَ ْ كو َ مل ِ ُدون ِهِ فَل َ ي َ ْ من ُ مُتم ّ ن َزع َ ْ ذي َ عوا ْ ال ّ ِ ل اد ْ ُ قُ ِ
{56
َ َ سيل َ َ ُأوَلـئ ِ َ
ه
مت َ ُ ح َ ن َر ْ جو َ ب وَي َْر ُ م أقَْر ُ ة أي ّهُ ْ م ال ْوَ ِ ن إ َِلى َرب ّهِ ُ ن ي َب ْت َُغو َ عو َ ن ي َد ْ ُ ذي َ ك ال ّ ِ
ذورًا}{57 ح ُ م ْ ن َ كا َ ك َ ب َرب ّ َ ذا َ ن عَ َ ه إِ ّ ذاب َ ُ ن عَ َ خاُفو َ وَي َ َ
م إ َِلى ال ْب َّر جاك ُ ْ ما ن َ ّ ن إ ِل ّ إ ِّياه ُ فَل َ ّ عو َ من ت َد ْ ُ ل َ ض ّ حرِ َ ضّر ِفي ال ْب َ ْ م ال ْ ّ سك ُ ُ م ّ ذا َ وَإ ِ َ
فورًا}{67 ن كَ ُ م وَ َ َ
سا ُ ن ال ِن ْ َ كا َ ضت ُ ْ أع َْر ْ
كدن َ من ل ّ ُ جَعل ّلي ِ ق َوا ْ صد ْ ٍ ج ِ خَر َ م ْ جِني ُ خرِ ْ ق وَأ َ ْ صد ْ ٍ ل ِ خ َ مد ْ َ خل ِْني ُ ب أ َد ْ ِ وَُقل ّر ّ
صيرًا}{80 طانا ً ن ّ ِ سل ْ َ ُ
ْ َ َ ْ ً َ ْ َ ّ ْ
جهَْر سَنى وَل َ ت َ ْ ح ْ ماء ال ُ س َ ه ال ْ عوا فَل ُ ما ت َد ْ ُ ن أي ّا ّ مـ َ ح َ عوا الّر ْ ه أوِ اد ْ ُ عوا الل َ ل اد ْ ُ قُ ِ
ل}{110 سِبي ً ك َ ن ذ َل ِ َ ت ب َِها َواب ْت َِغ ب َي ْ َ خافِ ْ ك وَل َ ت ُ َ صل َت ِ َ بِ َ
الكهف
َ َ
مرَِنا نأ ْ م ْ ئ ل ََنا ِ ة وَهَي ّ ْ م ً ح َ ك َر ْ دن َ من ل ّ ُ قاُلوا َرب َّنا آت َِنا ِ ف فَ َ ة إ َِلى ال ْك َهْ ِ فت ْي َ ُ إ ِذ ْ أَوى ال ْ ِ
شدًا}{10 َر َ
َ
ض َلن ن ّد ْع ُ َ
و ت َوالْر ِ
ْ ماَوا ِ س َ ب ال ّ قاُلوا َرب َّنا َر ّ موا فَ َ م إ ِذ ْ َقا ُ وََرب َط َْنا ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ
ططًا}{14 ش َ قد ْ قُل َْنا ِإذا ً َ دون ِهِ إ َِلها ً ل َ َ من ُ ِ
ه وََل ت َعْد ُ جه َ ُن وَ ْ دو َ ري ُ ي يُ ِ ش ّ داةِ َوال ْعَ ِ ن َرب ُّهم ِبال ْغَ َ عو َ ن ي َد ْ ُ ذي َ معَ ال ّ ِ ك َ س َ ف َ صب ِْر ن َ ْ َوا ْ
َ
عن ذ ِك ْرَِنا َوات ّب َ َ
ع ه َ فل َْنا قَل ْب َ ُ ن أغ ْ َ م ْ حَياةِ الد ّن َْيا وََل ت ُط ِعْ َ ة ال ْ َ ريد ُ ِزين َ َ م َتُ ِ ك ع َن ْهُ ْ ع َي َْنا َ
مُره ُ فُُرطًا}{28 نأ ْ كا َ واه ُ وَ َ هَ َ
مريم
َ ْ
بك َر ّ عائ ِ َ كن ب ِد ُ َ مأ ُ شْيبا ً وَل َ ْ س َ ل الّرأ ُ شت َعَ َ مّني َوا ْ م ِ ن ال ْعَظ ْ ُ ب إ ِّني وَهَ َ ل َر ّ َقا َ
قي ًّا}{4 ش ِ َ
َ
دن َ
ك من ل ّ ُ ب ِلي ِ عاِقرا ً فَهَ ْ مَرأِتي َ تا ْ كان َ ِ من وََراِئي وَ َ ي ِ وال ِ َ م َ ت ال ْ َ ف ُ خ ْ وَإ ِّني ِ
وَل ِي ًّا}{5
34
ضي ًّا}{6 ب َر ِ ه َر ّ جعَل ْ ُ ب َوا ْ قو َ ل ي َعْ ُ نآ ِ م ْ ث ِ ي َرِث ُِني وَي َرِ ُ
َ
سى أّل أ ُ َ َ
ن الل ّهِ وَأد ْ ُ َ
عاء َرّبي ن ب ِد ُ َ كو َ عو َرّبي ع َ َ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ما ت َد ْ ُ م وَ َ وَأع ْت َزِل ُك ُ ْ
قي ًّا}{48 ش ِ َ
طة
صد ِْري}{25 ح ِلي َ شَر ْ با ْ ل َر ّ َقا َ
ري}{26 َ
م ِ سْر ِلي أ ْ وَي َ ّ
ساِني}{27 من ل ّ َ قد َة ً ّ ل عُ ْ حل ُ ْ َوا ْ
قُهوا قَوِْلي}{28 ف َ يَ ْ
َ
ن أهِْلي}{29 م ْ جَعل ّلي وَِزيرا ً ّ َوا ْ
خي}{30 نأ ِ َ
هاُرو َ َ
شد ُد ْ ب ِهِ أْزِري}{31 َ ا ْ
َ وَأ َ ْ
ري}{32 م ِ ه ِفي أ ْ شرِك ْ ُ
ك ك َِثيرًا}{33 ح َ سب ّ َ ي نُ َ كَ ْ
ك ك َِثيرًا}{34 وَن َذ ْك َُر َ
صيرًا}{35 ت ب َِنا ب َ ِ كن َ ك ُ إ ِن ّ َ
ه
حي ُ ُك وَ ْ ضى إ ِل َي ْ َ ق َ ل َأن ي ُ ْ من قَب ْ ِ ن ِ قْرآ ِ ل ِبال ْ ُ ج ْ حقّ وََل ت َعْ َ ك ال ْ َ مل ِ ُ ه ال ْ َ فَت ََعاَلى الل ّ ُ
عْلمًا}{114 ب زِد ِْني ِ وَُقل ّر ّ
النبياء
َ َ َ َ
ن}{83 مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ ت أْر َ ضّر وَأن َ ي ال ّ سن ِ َ م ّ ه أّني َ دى َرب ّ ُ ب إ ِذ ْ َنا َ وَأّيو َ
َ
نم ْ ة ّ م ً ح َ م َر ْ معَهُ ْ مث ْل َُهم ّ ه وَ ِ ضّر َوآت َي َْناه ُ أهْل َ ُ من ُ ما ب ِهِ ِ فَنا َ ش ْ ه فَك َ َ جب َْنا ل َ ُ ست َ َ َفا ْ
ن}{84 دي َ عند َِنا وَذ ِك َْرى ل ِل َْعاب ِ ِ ِ
ت َأن لّ ما ِ ُ ّ
دى ِفي الظل َ َ
قد َِر ع َلي ْهِ فََنا َ ن أن لن ن ّ ْ ّ َ َ
ضبا فَظ ّ ً مَغا ِ ب ُ ن ِإذ ذ ّهَ َ ذا الّنو ِ وَ َ
ن ال ّ َ
ن}{87 مي َ ظال ِ ِ م َ ت ِ كن ُ ك إ ِّني ُ حان َ َ سب ْ َ ت ُ ه إ ِّل أن َ إ ِل َ َ
َ
ن}{89 وارِِثي َ خي ُْر ال ْ َ ت َ ب َل ت َذ َْرِني فَْردا ً وَأن َ ه َر ّ دى َرب ّ ُ وََزك َرِّيا إ ِذ ْ َنا َ
َ
ن ِفي عو َ سارِ ُ كاُنوا ي ُ َ م َ ه إ ِن ّهُ ْ ج ُ ه َزوْ َ حَنا ل َ ُ صل َ ْ حَيى وَأ ْ ه يَ ْ ه وَوَهَب َْنا ل َ ُ جب َْنا ل َ ُ ست َ َ َفا ْ
ن}{90 شِعي َ خا ِ كاُنوا ل ََنا َ هبا ً وَ َ غبا ً وََر َ عون ََنا َر َ ت وَي َد ْ ُ خي َْرا ِ ال ْ َ
الحج
َ َ ْ َ َ ّ
ه
صاب َت ْ ُ نأ َ ن ب ِهِ وَإ ِ ْ مأ ّ خي ٌْر اط َ ه َ صاب َ ُ نأ َ ف فَإ ِ ْ حْر ٍ ه ع َلى َ من ي َعْب ُد ُ الل َ س َ ن الّنا ِ م َ وَ ِ
ن}{11 مِبي ُ ن ال ْ ُ سَرا ُ خ ْ ك هُوَ ال ْ ُ خَرة َ ذ َل ِ َ سَر الد ّن َْيا َواْل ِ خ ِ جهِهِ َ ب ع ََلى وَ ْ قل َ َ ة ان َ فِت ْن َ ٌ
د}{12 ل ال ْب َِعي ُ ضَل ُ ك هُوَ ال ّ ه ذ َل ِ َ فعُ ُ ما َل َين َ ضّره ُ وَ َ ما َل ي َ ُ ن الل ّهِ َ دو ِ من ُ عو ِ ي َد ْ ُ
ْ َ َ ْ َ َ َ
شيُر}{13 س العَ ِ موْلى وَلب ِئ ْ َ س ال َ فعِهِ لب ِئ ْ َ من ن ّ ْ ب ِ ضّره ُ أقَْر ُ من َ عو ل َ ي َد ْ ُ
ن الل ّهِ َلن َ
دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َد ْ ُ ذي َ ن ال ّ ِ ه إِ ّ مُعوا ل َ ُ ست َ ِ ل َفا ْ مث َ ٌ ب َ ضرِ َ س ُ َيا أي َّها الّنا ُ
ف
ضعُ َ ه َ من ْ ُذوه ُ ِ ق ُسَتن ِ شْيئا ً ّل ي َ ْ ب َ م الذ َّبا ُ سل ُب ْهُ ُ ه وَِإن ي َ ْ مُعوا ل َ ُ جت َ َ قوا ذ َُبابا ً وَل َوِ ا ْ خل ُ ُ يَ ْ
ب}{73 مطلو ُ ُ ْ ب َوال َ ْ الطال ِ ُ ّ
المؤمنون
ن}{26 ما ك َذ ُّبو ِ صْرِني ب ِ َ ب ان ُ ل َر ّ َقا َ
َ َ
ن}{29 منزِِلي َ خي ُْر ال ْ ُ ت َ مَباَركا ً وَأن َ منَزل ً ّ ب أنزِل ِْني ُ وَُقل ّر ّ
ن}{39 ما ك َذ ُّبو ِ صْرِني ب ِ َ ب ان ُ ل َر ّ َقا َ
ن}{93 دو َ ما ُيوع َ ُ ما ت ُرِي َّني َ ب إِ ّ ُقل ّر ّ
35
ن}{94 مي َ ظال ِ ِ قوْم ال ّ ْ ب فََل ت َ ْ ْ
ج َعَلِني ِفي ال َ ِ َر ّ
ن}{97 طي ِ شَيا ِ ت ال ّ مَزا ِ ن هَ َ م ْ ك ِ عوذ ُ ب ِ َ بأ ُ وَُقل ّر ّ
ن}{98 َ عوذ ُ ب ِ َ وَأ َ ُ
ضُرو ِ ح ُ ب أن ي َ ْ ك َر ّ
َ
ن}{99 جُعو ِ ب اْر ِ ل َر ّ ت َقا َ مو ْ ُ م ال ْ َ حد َهُ ُ جاء أ َ ذا َ حّتى إ ِ َ َ
َ ُ ّ ً َ
خ إ ِلى من وََرائ ِِهم ب َْرَز ٌ ة هُوَ َقائ ِلَها وَ ِ م ٌ َ
ت كل إ ِن َّها كل ِ َ َ ْ
ما ت ََرك ُ صاِلحا ِفي َ ل َ م ُ ل َعَلي أع ْ َ ّ
ن}{100 ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ
ن}{106 ضاّلي َ وما ً َ قوَت َُنا وَك ُّنا قَ ْ ش ْ ت ع َل َي َْنا ِ َقاُلوا َرب َّنا غ َل َب َ ْ
ن}{107 مو َ ظال ِ ُ ن ع ُد َْنا فَإّنا َ
ِ من َْها فَإ ِ ْ جَنا ِ خرِ ْ َرب َّنا أ َ ْ
َ
خي ُْر ت َ مَنا وَأن َ ح ْ فْر ل ََنا َواْر َ مّنا َفاغ ْ ِ ن َرب َّنا آ َ قوُلو َ عَباِدي ي َ ُ ن ِ م ْ ريقٌ ّ ن فَ ِ كا َ ه َ إ ِن ّ ُ
ن}{109 مي َ ح ِ الّرا ِ
ح
فل ِ ُ ه َل ي ُ ْ عند َ َرب ّهِ إ ِن ّ ُ ه ِ ساب ُ ُ ح َ ما ِ ه ب ِهِ فَإ ِن ّ َ ن لَ ُ ها َ خَر َل ب ُْر َ معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ من ي َد ْع ُ َ وَ َ
ن}{117 كافُِرو َ ال ْ َ
َ
ن}{118 مي َ ح ِ خي ُْر الّرا ِ ت َ م وَأن َ ح ْ فْر َواْر َ ب اغ ْ ِ وَُقل ّر ّ
الفرقان
ن غ ََرامًا}{65 كا َ ذاب ََها َ ن عَ َ م إِ ّ جهَن ّ َ ب َ ذا َ ف ع َّنا ع َ َ صرِ ْ ن َرب َّنا ا ْ قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ َوال ّ ِ
ه إ ِّل م الل ّ ُ حّر َ س ال ِّتي َ ف َ ن الن ّ ْ قت ُُلو َ خَر وََل ي َ ْ معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ ن َ عو َ ن َل ي َد ْ ُ ذي َ َوال ّ ِ
ك ي َل ْقَ أ ََثامًا}{68 ل ذ َل ِ َ فعَ ْ من ي َ ْ ن وَ َ حقّ وََل ي َْزُنو َ ِبال ْ َ
َ قوُلون ربنا هَب ل َنا م َ
ن
قي َ مت ّ ِ جعَل َْنا ل ِل ْ ُ ن َوا ْ جَنا وَذ ُّرّيات َِنا قُّرة َ أع ْي ُ ٍ ن أْزَوا ِ ْ َ ِ ْ َ َ َّ ن يَ ُ ذي َ َوال ّ ِ
مامًا}{74 إِ َ
ن ل َِزامًا}{77 ُ
كو ُ ف يَ ُ سو ْ َ م فَ َ قد ْ ك َذ ّب ْت ُ ْ م فَ َ عاؤ ُك ُ ْ م َرّبي ل َوَْل د ُ َ ما ي َعْب َأ ب ِك ُ ْ ل َ قُ ْ
الشعراء
ن}{83 ْ َ ً ح ْ
حي َ صال ِ ِ قِني ِبال ّ ح ْ كما وَأل ِ ب ِلي ُ ب هَ ْ َر ّ
ن}{84 ري َ خ ِ ق ِفي اْل ِ صد ْ ٍ ن ِ سا َ جَعل ّلي ل ِ َ َوا ْ
م}{85 جن ّةِ الن ِّعي ِ من وََرث َةِ َ جعَل ِْني ِ َوا ْ
ن}{86 ّ ه َ َ َواغ ْ ِ
ضالي َ ن ال ّ م َ ن ِ كا َ فْر ِلِبي إ ِن ّ ُ
ن}{87 م ي ُب ْعَُثو َ خزِِني ي َوْ َ وََل ت ُ ْ
ن}{117 مي ك َذ ُّبو ِ ن قَوْ ِ ب إِ ّ ل َر ّ َقا َ
ن}{118 مِني َ مؤ ْ ِ ن ال ْ ُ م َ مِعي ِ من ّ جِني وَ َ م فَْتحا ً وَن َ ّ ح ب َي ِْني وَب َي ْن َهُ ْ َفافْت َ ْ
َ
ن}{169 مُلو َ ما ي َعْ َ م ّ جِني وَأهِْلي ِ ب نَ ّ َر ّ
ن}{213 معَذ ِّبي َ ن ال ْ ُ م َ ن ِ كو َ خَر فَت َ ُ معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ فََل ت َد ْع ُ َ
النمل
َ َ َ َ
تم َ ك ال ِّتي أن ْعَ ْ مت َ َ شك َُر ن ِعْ َ نأ ْ ب أوْزِع ِْني أ ْ ل َر ّ من قَوْل َِها وََقا َ حكا ً ّ ضا ِ م َ س َ فَت َب َ ّ
َ َ َ
كعَباد ِ َ ك ِفي ِ مت ِ َ ح َ خل ِْني ب َِر ْ ضاه ُ وَأد ْ ِ صاِلحا ً ت َْر َ ل َ م َ ن أع ْ َ ي وَع ََلى َوال ِد َيّ وَأ ْ ع َل َ ّ
ن}{19 حي َ صال ِ ِ ال ّ
َ َ َ
ع
م َ
ه ّ ض أإ ِل َ ٌ فاء الْر ِ
ْ خل َ َ م ُ جعَل ُك ُ ْ سوَء وَي َ ْ ف ال ّ ش ُ عاه ُ وَي َك ْ ِ ذا د َ َ ضط َّر إ ِ َ م ْ ب ال ْ ُ جي ُ من ي ُ ِ أ ّ
ن}{62 ما ت َذ َك ُّرو َ الل ّهِ قَِليل ً ّ
القصص
م}{16 حي ُ فوُر الّر ِ ه هُوَ ال ْغَ ُ ه إ ِن ّ ُ فَر ل َ ُ فْر ِلي فَغَ َ سي َفاغ ْ ِ ف ِ ت نَ ْ م ُ ب إ ِّني ظ َل َ ْ ل َر ّ َقا َ
ن}{21 مي َ ظال ِ ِ قوْم ال ّ م َ ْ ب َقا َ خاِئفا ً ي َت ََرقّ ُ فَ َ
ن ال َ ِ جِني ِ ب نَ ّ ل َر ّ من َْها َ ج ِ خَر َ
36
َ ه ت ِل ْ َ
ل}{22 سِبي ِ
واء ال ّ س َ سى َرّبي أن ي َهْد ِي َِني َ ل عَ َن َقا َمد ْي َ َ
قاء َ ج َ وَل َ ّ
ما ت َوَ ّ
َ
خي ْرٍ فَ ِ
قيٌر ن َ
م ْ
ي ِت إ ِل َ ّ
ما أنَزل ْ َب إ ِّني ل ِ َ ل َر ّ م ت َوَّلى إ َِلى الظ ّ ّ
ل فَ َ
قا َ ما ث ُ ّ قى ل َهُ َ س َفَ َ
}{24
محك ْ ُ ه ال ْ ُ ه لَ ُ جه َ ُ ك إ ِّل وَ ْ هال ِ ٌ يءٍ َ ش ْ ل َ ه إ ِّل هُوَ ك ُ ّ خَر َل إ ِل َ َ معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ وََل ت َد ْع ُ َ
ن}{88 جُعو َ وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ
العنكبوت
ن}{30 دي َ س ِ ف ِ م ْ قوْم ِ ال ْ ُ صْرِني ع ََلى ال ْ َ ب ان ُ ل َر ّ َقا َ
م}{42 كي ُ ح ِ زيُز ال ْ َ يٍء وَهُوَ ال ْعَ ِ ش ْ من َ دون ِهِ ِ من ُ ن ِ عو َ ما ي َد ْ ُ م َ ه ي َعْل َ ُ ن الل ّ َ إِ ّ
ذام إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َ جاهُ ْ ما ن َ ّ ن فَل َ ّ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ وا الل ّ َ ك د َع َ ُ فل ْ ِ ذا َرك ُِبوا ِفي ال ْ ُ فَإ ِ َ
ن}{65 كو َ شرِ ُ م يُ ْ هُ ْ
لقمان
َ َ َ
ه هُوَ ال ْعَل ِ ّ
ي ن الل ّ َ ل وَأ ّ دون ِهِ ال َْباط ِ ُ من ُ ن ِ عو َ ما ي َد ْ ُ ن َ حقّ وَأ ّ ه هُوَ ال ْ َ ن الل ّ َ ك ب ِأ ّ ذ َل ِ َ
ال ْك َِبيُر}{30
م إ َِلى ال ْب َّر جاهُ ْ ما ن َ ّ ن فَل َ ّ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ وا الل ّ َ ل د َع َ ُ كالظ ّل َ ِ ج َ مو ْ ٌ شي َُهم ّ ذا غ َ ِ وَإ ِ َ
فوٍر}{32 خّتارٍ ك َ ُ ل َ حد ُ ِبآَيات َِنا إ ِّل ك ُ ّ ج َ ما ي َ ْ صد ٌ و َ َ قت َ ِ م ْ من ُْهم ّ فَ ِ
السجدة
َ
معَْنا س ِ صْرَنا وَ َ م َرب َّنا أب ْ َ عند َ َرب ّهِ ْ م ِ سه ِ ْ ؤو ِ سو ُر ُ ن َناك ِ ُ مو َ جرِ ُ م ْ وَل َوْ ت ََرى إ ِذ ِ ال ْ ُ
ن}{12 موقُِنو َ صاِلحا ً إ ِّنا ُ ل َ م ْ جعَْنا ن َعْ َ َفاْر ِ
الحزاب
سِبيَل}{67 َ َ
ضّلوَنا ال ّ ساد َت ََنا وَك ُب ََراءَنا فَأ َ وََقاُلوا َرب َّنا إ ِّنا أط َعَْنا َ
م ل َْعنا ً ك َِبيرًا}{68 ب َوال ْعَن ْهُ ْ ذا ِ ن ال ْعَ َ م َ ن ِ في ْ ِ ضعْ َ م ِ َرب َّنا آت ِهِ ْ
سبأ
ت ماَوا ِ س َ ل ذ َّرةٍ ِفي ال ّ قا َ مث ْ َن ِ كو َ مل ِ ُ ن الل ّهِ َل ي َ ْ دو ِ من ُ مُتم ّ ن َزع َ ْ ذي َ عوا ال ّ ِ ل اد ْ ُ قُ ِ
َ
ر}{22 من ظ َِهي ٍ من ُْهم ّ ه ِ ما ل َ ُ ك وَ َ شْر ٍ من ِ ما ِ م ِفيهِ َ ما ل َهُ ْ ض وَ َ وَل ِفي الْر ِ
ْ َ
فاطر
لمَر ك ُ ّ ق َ س َوال ْ َ م َ ش ْ خَر ال ّ س ّ ل وَ َ ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ ل ِفي الن َّهارِ وَُيول ِ ُ ج الل ّي ْ َ ُيول ِ ُ
ك َوال ّ ِ مل ْ ُ َ
مادون ِهِ َ من ُ ن ِ عو َ ن ت َد ْ ُ ذي َ ه ال ْ ُ م لَ ُ ه َرب ّك ُ ْ م الل ّ ُ مى ذ َل ِك ُ ُ س ّ م َ ل ّ ج ٍ ري ِل َ ج ِ يَ ْ
ر}{13 مي ٍ من قِط ِْ ن ِ كو َ مل ِ ُ يَ ْ
ة
م ِ قَيا َ م ال ْ ِ م وَي َوْ َ جاُبوا ل َك ُ ْ ست َ َ ما ا ْ مُعوا َ س ِ م وَل َوْ َ عاءك ُ ْ مُعوا د ُ َ س َ م َل ي َ ْ عوهُ ْ ِإن ت َد ْ ُ
ر}{14 ٍ خِبي ل َ مث ْ ُ ك ِ م وََل ي ُن َب ّئ ُ َ شْرك ِك ُ ْ ن بِ ِ فُرو َ ي َك ْ ُ
ل صاِلحا ً غ َير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ ن ِفيَها َرب َّنا أ َ ْ
ل أوَل َ ْ
م ّ َْ َ ِ َْ م ْ َ جَنا ن َعْ َ خرِ ْ خو َ صط َرِ ُ م يَ ْ وَهُ ْ
من ن ِ مي َ ظال ِ ِ ما ِلل ّ ذوُقوا فَ َ ذيُر فَ ُ م الن ّ ِ جاءك ُ ُ من ت َذ َك َّر وَ َ ما ي َت َذ َك ُّر ِفيهِ َ كم ّ مْر ُ ن ُعَ ّ
ر}{37 صي ٍ نّ ِ
الصافات
ن}{100 حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ ب ِلي ِ ب هَ ْ َر ّ
ص
37
ت ال ْوَ ّ ل رب اغ ْفر ِلي وهَب ِلي مْلكا ً ّل ينبِغي ِل َحد من بعدي إن َ َ
ب} ها ُ ك أن َ َ ٍ ّ ْ َ ْ ِ ِّ َ َ ُ َ ْ ِ ْ َقا َ َ ّ
{35
شي ْ َ َ َ
ب}{41 ذا ٍ ب وَع َ َ ص ٍ ن ب ِن ُ ْ طا ُ ي ال ّ سن ِ َ م ّ ه أّني َ دى َرب ّ ُ ب إ ِذ ْ َنا َ َواذ ْك ُْر ع َب ْد ََنا أّيو َ
ضْعفا ً ِفي الّناِر}{61 ذابا ً ِ ذا فَزِد ْه ُ ع َ َ م ل ََنا هَ َ من قَد ّ َ َقاُلوا َرب َّنا َ
َ
ن}{79 ب فَأنظ ِْرِني إ َِلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ ل َر ّ َقا َ
الزمر
نكا َ ما َ ي َ س َ ه نَ ِ من ْ ُة ّ م ً ه ن ِعْ َ خوّل َ ُ ذا َ م إِ َ مِنيبا ً إ ِل َي ْهِ ث ُ ّ ه ُ عا َرب ّ ُ ضّر د َ َ ن ُ سا َ لن َ ساِْ م ّ ذا َ وَإ ِ َ
َ
ك قَِليل ً فرِ َ مت ّعْ ب ِك ُ ْ ل تَ َ سِبيل ِهِ قُ ْ عن َ ل َ ض ّ دادا ً ل ّي ُ ِ ل ل ِل ّهِ أن َ جعَ َ ل وَ َ من قَب ْ ُ عو إ ِل َي ْهِ ِ ي َد ْ ُ
ب الّناِر}{8 َ إ ِن ّ َ
حا ِ ص َ نأ ْ م ْ ك ِ
ه ع ََلى ُ
ما أوِتيت ُ ُ ل إ ِن ّ َ مّنا َقا َ ة ّ م ً خوّل َْناه ُ ن ِعْ َ ذا َ م إِ َ عاَنا ث ُ ّ ضّر د َ َ ن ُ سا َ لن َ ساِْ م ّ ذا َ فَإ ِ َ
َ
ن الزمر}{49 مو َ م َل ي َعْل َ ُ ن أك ْث ََرهُ ْ ة وَل َك ِ ّ ي فِت ْن َ ٌ ل هِ َ عل ْم ٍ ب َ ْ ِ
غافر
ه
ن بِ ِ مُنو َ م وَي ُؤ ْ ِ مد ِ َرب ّهِ ْ ح ْ ن بِ َ حو َ سب ّ ُ ه يُ َ حوْل َ ُ ن َ م ْ ش وَ َ ن ال ْعَْر َ مُلو َ ح ِ ن يَ ْ ذي َ ال ّ ِ
ن
ذي َ فْر ل ِل ّ ِ عْلما ً َفاغ ْ ِ ة وَ ِ م ً ح َ يٍء ّر ْ ش ْ ل َ ت كُ ّ سعْ َ مُنوا َرب َّنا وَ ِ نآ َ ذي َ ن ل ِل ّ ِ فُرو َ ست َغْ ِ وَي َ ْ
م}{7 ِ حي ج ِ ب ال ْ َ ذا َ م عَ َ ك وَقِهِ ْ سِبيل َ َ َتاُبوا َوات ّب َُعوا َ
َ َ ّ َرب َّنا وَأ َد ْ ِ
م
جه ِ ْ م وَأْزَوا ِ ن آَبائ ِهِ ْ م ْ ح ِ صل َ من َ عدت ُّهم وَ َ ن الِتي وَ َ ت ع َد ْ ٍ جّنا ِ م َ خل ْهُ ْ
وذ ُريات ِهم إن َ َ
م}{8 كي ُ ح ِ زيُز ال ْ َ ت ال ْعَ ِ ك أن َ َ ّ ّ ِ ْ ِّ
فوُْز ك هُوَ ال ْ َ ه وَذ َل ِ َ مت َ ُ ح ْ قد ْ َر ِ مئ ِذ ٍ فَ َ ت ي َوْ َ سي َّئا ِ ق ال ّ من ت َ ِ ت وَ َ سي َّئا ِ م ال ّ وَقِهِ ُ
م}{9 ظي ُ ال ْعَ ِ
ن}{14 كافُِرو َ ن وَل َوْ ك َرِه َ ال ْ َ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ عوا الل ّ َ َفاد ْ ُ
َ
خُلو َ
ن سي َد ْ ُ عَباد َِتي َ ن ِ ن عَ ْ ست َك ْب ُِرو َ ن يَ ْ ذي َ ن ال ّ ِ م إِ ّ ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِ عوِني أ ْ م اد ْ ُ ل َرب ّك ُ ُ وََقا َ
ن}{60 ري َ خ ِ دا ِ م َ جهَن ّ َ َ
ن} مي َ َ
ب الَعال ِ ْ مد ُ ل ِلهِ َر ّ ّ ح ْ ْ
ن ال َ دي َ ه ال ّ نل ُ َ صي َ خل ِ ِ م ْ عوه ُ ُ ه إ ِل هُوَ َفاد ْ ُ ّ َ
ي ل إ ِل َ َ ح ّ هُوَ ال َ ْ
{65
فصلت
َ َ
ت
ح َ ما ت َ ْ جعَل ْهُ َ س نَ ْ لن ِ ن َوا ْ ِ ج ّ ن ال ْ ِ م َ ضّلَنا ِ نأ َ ّ
فُروا َرب ََّنا أرَِنا الذ َي ْ ِ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ وََقا َ
َ
ن}{29 فِلي َ س َ ن اْل ْ م َ كوَنا ِ مَنا ل ِي َ ُ دا ِ أقْ َ
الزخرف
ن} مو َ م ي َعْل َ ُ حقّ وَهُ ْ شهِد َ ِبال ْ َ من َ ة إ ِّل َ فاع َ َ ش َ دون ِهِ ال ّ من ُ ن ِ عو َ ن ي َد ْ ُ ذي َ ك ال ّ ِ مل ِ ُ وََل ي َ ْ
{86
الدخان
ن}{12 مُنو َ مؤ ْ ِ ب إ ِّنا ُ ذا َ ف ع َّنا ال ْعَ َ ش ْ َرب َّنا اك ْ ِ
عا رب َ
ن}{22 مو َ جرِ ُ م ْ م ّ ن هَؤ َُلء قَوْ ٌ هأ ّ فَد َ َ َ ّ ُ
الحقاف
َ َ َ قُ ْ َ َ
م م ل َهُ ْ ضأ ْ ن الْر ِ
م َ ْ قوا ِ خل َ ُ ذا َ ما َ ن الل ّهِ أُروِني َ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ما ت َد ْ ُ ل أَرأي ُْتم ّ
عل ْم ٍ ِإن ُ ك في السماوات ا ِئ ْتوِني بكتاب من قَبل هَ َ َ َ
م
كنت ُ ْ ن ِ م ْ ذا أوْ أَثاَرةٍ ّ ْ ِ ِ َِ ٍ ّ ّ َ َ ِ ُ شْر ٌ ِ ِ
ن}{4 صاد ِِقي َ َ
م ْ َ َ ّ ّ ض ّ َ
مةِ وَهُ ْ قَيا َ ه إ ِلى َيوم ِ ال ِ بل ُ جي ُ ست َ ِ من ل ي َ ْ ن اللهِ َ دو ِ من ُ عو ِ من ي َد ْ ُ م ّ ل ِ نأ َ م ْ وَ َ
ن}{5 غافُِلو َ م َ عائ ِهِ ْ عن د ُ َ َ
38
ووصينا اْلنسان بوال ِديه إحسانا ً حمل َت ُ
مل ُ ُ
ه ح ْ ه ك ُْرها ً وَ َ ضعَت ْ ُ ه ك ُْرها ً وَوَ َ م ُ هأ ّ َ َ ْ ُ ِ َ َ ِ َ َْ ِ ِ ْ َ َ َ ّ َْ
َ ة َقا َ َ َ َ َ ً َ ُ
ب أوْزِع ِْني ل َر ّ سن َ ً ن َ شد ّه ُ وَب َلغَ أْرب َِعي َ ذا ب َلغَ أ ُ حّتى إ ِ َ شْهرا َ ن َ ه ث َلُثو َ صال ُ وَفِ َ
َ َ َ ن أَ ْ َ
ضاهُ صاِلحا ً ت َْر َ ل َ م َ ن أع ْ َ ي وَع ََلى َوال ِد َيّ وَأ ْ ت ع َل َ ّ م َ ك ال ِّتي أن ْعَ ْ مت َ َ شك َُر ن ِعْ َ أ ْ
َ
ن}{15 مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ م َ ك وَإ ِّني ِ ت إ ِل َي ْ َ ح ِلي ِفي ذ ُّري ِّتي إ ِّني ت ُب ْ ُ صل ِ ْ وَأ ْ
الطور
م}{28 حي ُ ه هُوَ ال ْب َّر الّر ِ عوه ُ إ ِن ّ ُ ل ن َد ْ ُ من قَب ْ ُ إ ِّنا ك ُّنا ِ
القمر
َ
صْر}{10 ب َفانت َ ِ مغُْلو ٌ ه أّني َ عا َرب ّ ُ فَد َ َ
الحشر
قوَنا سب َ ُ ن َ ذي َ وان َِنا ال ّ ِ خ َ فْر ل ََنا وَِل ِ ْ ن َرب َّنا اغ ْ ِ قوُلو َ م يَ ُ من ب َعْد ِه ِ ْ ؤوا ِ جا ُ ن َ ذي َ َوال ّ ِ
م}{10 حي ٌ ف ّر ِ ؤو ٌ ك َر ُ مُنوا َرب َّنا إ ِن ّ َ نآ َ ذي َ ل ِفي قُُلوب َِنا ِغّل ً ل ّل ّ ِ جعَ ْ ن وََل ت َ ْ ما ِ لي َ ِبا ْ ِ
الممتحنة
ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ ُ
م إ ِّنا ب َُراء مه ِ ْ قو ْ ِ معَ ُ ن َ ذي َ م َوال ّ ِ هي َ ة ِفي إ ِب َْرا ِ سن َ ٌ ح َ سوَة ٌ َ مأ ْ ت ل َك ُ ْ كان َ ْ قَد ْ َ
داوَةُ م ال ْعَ َ دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ُ م وَب َ َ فْرَنا ب ِك ُ ْ ن الل ّهِ ك َ َ دو ِ من ُ ن ِ دو َ ما ت َعْب ُ ُ م ّ م وَ ِ منك ُ ْ ِ
ن لَ َ َ َ َ
ك فَر ّ ست َغْ ِ م ِلِبيهِ َل ْ هي َ ل إ ِب َْرا ِ حد َه ُ إ ِّل قَوْ َ مُنوا ِبالل ّهِ وَ ْ حّتى ت ُؤ ْ ِ ضاء أَبدا ً َ َوال ْب َغْ َ
صيُر} م ِ ك ال ْ َ ك أ َن َب َْنا وَإ ِل َي ْ َ ك ت َوَك ّل َْنا وَإ ِل َي ْ َ يٍء ّرب َّنا ع َل َي ْ َ ش ْ من َ ن الل ّهِ ِ م َ ك ِ ك لَ َ مل ِ ُ ما أ ْ
َ
وَ َ
{4
َ
م}{5 كي ُ ح ِ زيُز ال ْ َ ت ال ْعَ ِ ك أن َ فْر ل ََنا َرب َّنا إ ِن ّ َ فُروا َواغ ْ ِ ن كَ َ ذي َ ة ل ّل ّ ِ جعَل َْنا فِت ْن َ ً َرب َّنا َل ت َ ْ
المنافقون
ب ل َوَْل َ ْ َ وََأنفِ ُ
ل َر ّ قو َ ت فَي َ ُ موْ ُ م ال ْ َ حد َك ُ ُ يأ َ ل أن ي َأت ِ َ من قَب ْ ِ كم ّ ما َرَزقَْنا ُ من ّ قوا ِ
صد ّقَ وَأ َ ُ َ َ
ن}{10 حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ كن ّ ب فَأ ّ ري ٍ ل قَ ِ ج ٍ خْرت َِني إ َِلى أ َ أَ ّ
التحريم
َ َ
معنك ُ ْ فَر َ م أن ي ُك َ ّ سى َرب ّك ُ ْ صوحا ً ع َ َ ة نّ ُ مُنوا ُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ ت َوْب َ ً نآ َ ذي َ َيا أي َّها ال ّ ِ
َ
ي
ه الن ّب ِ ّ زي الل ّ ُ ِ خم َل ي ُ ْ حت َِها اْلن َْهاُر ي َوْ َ من ت َ ْ ري ِ ِ ج
ت تَ ْ جّنا ٍ م َ خل َك ُ ْ م وَي ُد ْ ِ سي َّئات ِك ُ ْ َ
َ
م لَنا َ ُ َ َ ّ
م ْ ن َرب َّنا أت ْ ِ قولو َ م يَ ُ مان ِهِ ْ م وَب ِأي ْ َ ديهِ ْ ن أي ْ ِ سَعى ب َي ْ َ م يَ ْ ه ُنوُرهُ ْ معَ ُ مُنوا َ نآ َ ذي َ َوال ِ
ديٌر}{8 يٍء قَ ِ ش ْ ل َ ك ع ََلى ك ُ ّ فْر ل ََنا إ ِن ّ َ ُنوَرَنا َواغ ْ ِ
ك ب َْيتا ً َ
عند َ َ ن ِلي ِ ب اب ْ ِ ت َر ّ ن إ ِذ ْ َقال َ ْ مَرأة َ فِْرع َوْ َ مُنوا ا ِ ْ نآ َ ذي َ مث َل ً ل ّل ّ ِ ه َ ب الل ّ ُ ضَر َ وَ َ
ن}{11 مي َ قوْم ِ الظال ِ ِ ّ ن ال َ ْ م َ جِني ِ مل ِهِ وَن َ ّ ن وَع َ َ من فِْرع َوْ َ جِني ِ جن ّةِ وَن َ ّ ِفي ال َ ْ
القلم
ن}{31 طاِغي َ َقاُلوا َيا وَي ْل ََنا إ ِّنا ك ُّنا َ
ن}{32 من َْها إ ِّنا إ َِلى َرب َّنا َراِغُبو َ خْيرا ً ّ سى َرب َّنا َأن ي ُب ْد ِل ََنا َ عَ َ
نوح
ضَل ً َ
ل}{24 ن إ ِّل َ مي َ ظال ِ ِ ضّلوا ك َِثيرا ً وََل ت َزِد ِ ال ّ وَقَد ْ أ َ
َ ُ
صارا ً { ن الل ّهِ أن َ دو ِ من ُ دوا ل َُهم ّ ج ُ م يَ ِ خُلوا َنارا ً فَل َ ْ م أ ُغ ْرُِقوا فَأد ْ ِ طيَئات ِهِ ْ خ ِ ما َ م ّ } ِ
نوح 25
ن د َّيارًا}{26 ن ال ْ َ َ ْ َ ح ّر ّ َ وََقا َ
ري َ كافِ ِ م َ ض ِ ب ل ت َذ َْر ع َلى الْر ِ ل ُنو ٌ
فارًا}{27 جرا ً ك َ ّ دوا إ ِّل َفا ِ ك وََل ي َل ِ ُ عَباد َ َ ضّلوا ِ م يُ ِ ك ِإن ت َذ َْرهُ ْ إ ِن ّ َ
ت وََل ت َزِدِ مَنا ِ مؤ ْ ِ ن َوال ْ ُ مِني َ مؤ ْ ِ منا ً وَل ِل ْ ُ مؤ ْ ِ ي ُ ل ب َي ْت ِ َ خ َ من د َ َ وال ِد َيّ وَل ِ َ فْر ِلي وَل ِ َ ب اغ ْ ِ َر ّ
ن إ ِّل ت ََبارًا}{28 مي َ ظال ِ ِ ال ّ
39
الجن
حدًا}{18 َ َ
معَ الل ّهِ أ َ عوا َ جد َ ل ِل ّهِ فََل ت َد ْ ُ
سا ِ م َ ن ال ْ َ وَأ ّ
َ
ن ع َل َي ْهِ ل ِب َ ً
دا }{19 كوُنو َدوا ي َ ُ عوه ُ َ
كا ُ م ع َب ْد ُ الل ّهِ ي َد ْ ُما َقا َ ه لَ ّ وَأن ّ ُ
حدًا}{20 َ شرِ ُ عو َرّبي وََل أ ُ ْ ما أ َد ْ ُ قُ ْ
ك ب ِهِ أ َ ل إ ِن ّ َ
الفلق
ق إِ َ
ذا س ٍ غا ِ شّر َ من َ ق} {2وَ ِ خل َ َ ما َ من َ
شّر َ ق}ِ {1 فل ِ
ب ال ْ َ َ عوذ ُ ب َِر ّ ل أَ ُقُ ْ
د}{5 س َ ح َ ذا َ سد ٍ إ ِ َ
حا ِ شّر َمن َ د} {4وَ ِ ق ِت ِفي ال ْعُ َ فاَثا ِ شّر الن ّ ّمن َ ب} {3وَ ِ وَقَ َ
الناس
شّر من َ س}ِ {3 َ
س} {2إ ِلهِ الّنا ِ ك الّنا ِ مل ِ ِس}َ {1 ب الّنا ِ عوذ ُ ب َِر ّل أَ ُُق ْ
جن ّةِ َون ال ْ ِم َس}ِ {5 دورِ الّنا ِ ص ُ س ِفي ُ سو ِ ُ ذي ي ُوَ ْ س} {4ال ّ ِ خّنا ِ س ال ْ َ وا ِس َ ال ْوَ ْ
س}{6 الّنا ِ
41
وردت هذه الية العظيمة في ثنايا آيات الصيام ولعل في ذلك إشارة إلى قرب ال سبحانه من عباده
الصائمين القائمين وكثرة إجابته سبحانه للدعاء في شهر رمضان المبارك .وذلك بشرطين وردا في
الية وهما الستجابة ل واليمان به فهما طريق الرشاد والهداية لما فيه مصالح العباد في دينهم
ودنياهم .ولشك أن ال سبحانه قريب من عباده في كل وقت ويجيب دعاءهم .وهناك أحوال
وأوقات يكون العبد فيها أقرب لجابة دعائه ومن تلك الوقات شهر رمضان المبارك .ومن
الحوال حال تقرب العبد لربه بالعبادات والعمال الصالحة ولذا ورد الحث على الكثار من
الدعاء في حال السجود ،فإنه يرجى أن يستجاب للعبد فكيف إذا كان صائمًا ساجدًا ل في نهار
رمضان يدعو ربه أو كان قائمًا ل سبحانه في ليالي رمضان يدعو أثناء سجوده في الثلث الخير
من الليل مع مايتحقق له من الخلص والتقوى بسبب تلك العبادة العظيمة ،الصوم .
ل َرّبَناس َمن َيُقو ُ ن الّنا ِشّد ِذْكرًا َفِم َ ل َكِذْكِرُكْم آَباءُكْم َأْو َأ َسَكُكْم َفاْذُكُروْا ا ّ ضْيُتم ّمَنا ِالية َ : 200فِإَذا َق َ
ق.
لٍ خَ ن َ خَرِة ِم ْآِتَنا ِفي الّدْنَيا َوَما َلُه ِفي ال ِ
في هذه الية الكريمة أمر من ال سبحانه للمسلمين أن يذكروا ال سبحانه كثيرًا في كل أحوالهم بعد
إنقضاء مناسك الحج .في الية الكريمة ذم واضح للذين يدعون ربهم ليمدهم ويعطيهم من فضله
في الدنيا فقط وليس لهم حظ من دعاء أو إستجابة لمور وأحوال الخرة .ثم يمدح سبحانه المسلمين
الذين يدعون ربهم بإن يعطيهم حسنة ورزقا وخيرًا في الدنيا والخرة وذلك في اليتين التاليتين ):
. (202-201
ب الّناِر.عَذا َ
سَنًة َوِقَنا َ حَخَرِة َ سَنًة َوِفي ال ِ حَ ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الّدْنَيا َ الية ِ : 201وِمْنُهم ّمن َيُقو ُ
في هذه الية الكريمة حث للمسلمين أن يدعوا من ربهم كل خير وعفو ومغفرة وكل أمر حسن في
الدنيا والخرة والوقاية من النار .وقد ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يدعو :اللهم
آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار ،اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة
وأعوذ بك من أن أظلم أو ٌأظلم ،يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اليه:250 :
عَلى اْلقَْوِمصْرَنا َت َأْقَداَمَنا َوان ُ صْبرًا وََثّب ْعَلْيَنا َغ َ جُنوِدِه َقاُلوْا َرّبَنا َأْفِر ْت َو ُ جاُلو َ َوَلّما َبَرُزوْا ِل َ
ن.
اْلَكاِفِري َ
يقوا الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير :أي لما واجه حزب اليمان _وهم قليل_ من أصحاب
طالوت عدوهم أصحاب جالوت _وهم عدد كثير_ )قالوا ربنا أفرغ علينا صبرًا ( أي أنزل علينا
صبراً من عندك ) وثبت أقدامنا ( أي في لقاء العداء وجنبنا الفرار والعجز)وانصرنا على القوم
الكافرين.
وأقول أن هذا الدعاء المبارك يصلح ليكون دعاء كل مؤمن في مواجهة أعداء ال سبحانه من كل
شكل وكل لون بما في ذلك المحتلين لبلد المسلمين ،وفيه:
-1طلب المداد من ال سبحانه بالصبر في اللقاء.
-2تثبيت القدام والقلوب والرادة في مواجهة العدو.
-3طلب النصر من ال سبحانه ) وما النصر إل من عند ال(.
ل َوَملِئَكِتهِ َوُكُتِبِه ن ِبا ّ ل آَم َ ن ُك ّل ِإَلْيِه ِمن ّرّبِه َواْلُمْؤمُِنو َ ل ِبَما ُأنِز َسو ُ ن الّر ُ اليه : 285 :آَم َ
صيُر.ك اْلَم ِك َرّبَنا َوِإَلْي َغْفَراَن َطْعَنا ُسِمْعَنا َوَأ َ
سِلِه َوَقاُلوْا َ حٍد ّمن ّر ُ ن َأ َق َبْي َ
ل ُنَفّر ُ
سِلِه ََوُر ُ
في هذه الية العظيمه وردت أركان اليمان وهي :
-1أيمان الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنون بما أنزل ال سبحانه اليه من الكتاب
وهو القرآن الكريم.
-2اليمان بال سبحانه وحده.
42
-3اليمان بالملئكة الكرام.
اليمان بالكتب المنزلة على النبياء والرسل كلهم عليهم السلم -4
-5اليمان برسل ال سبحانه جميعا وعدم التفرقة بينهم عليهم السلم في أي شئ.
-6إقرار المؤمنين وطاعتهم لما سمعوا من آيات ال .
-7وفي الختام دعاء كريم من المؤمنين ل سبحانه وتعالى يطلبون فيه الغفران من ال
سبحانه وإقرارهم بأن مصيرهم إلى ال سبحانه في الخرة وهو اليمان باليوم الخر.
اليه:286 :
سيَنا َأْو
خْذَنا ِإن ّن ِ
ل ُتَؤا ِت َرّبَنا َ سَب ْ
عَلْيَها َما اْكَت َ
ت َو َ
سَب ْ
سَعَها َلَها َما َك َ ل ُو ْل َنْفسًا ِإ ّ
فا ّ ل ُيَكّل ُ
َ
طاَقَة
ل َحمّْلَنا َما َل ُت َن ِمن َقْبِلَنا َرّبَنا َو َعَلى اّلِذي َحَمْلَتُه َ
صرًا َكَما َ عَلْيَنا ِإ ْ
ل َ حِم ْ
ل َت ْطْأَنا َرّبَنا َو َ
خََأ ْ
ن.
عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ لَنا َفانصُْرَنا َ ت َمْو َحْمَنا َأن َ
غِفْر َلَنا َواْر َعّنا َوا ْف َ ع ُ َلَنا ِبِه َوا ْ
تبدأ هذه الية الكريمة بتقرير أن ال سبحانه ليكلف العبد المؤمن المسلم إل ما يستطيع
حسب علمه سبحانه )وهو بكل شئ عليم( ثم تقرير أن لكل نفس ماكسبت من الخير والبر
والعمل الصالح وعليها ما اكتسبت من الثم والمعصية ثم يأتي الدعاء المبارك :الدعاء من
ال سبحانه أن ل يؤاخذ المسلم في حال نسيانه أوخطأه .يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة
التفسير ) وقوله ربنا ول تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ( أي لتكلفنا من
العمال الشاقة – وإن أطقنا_ كما شرعته للمم ألماضيه من الغلل والصار التي كانت
عليهم .وقوله )ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به( أي من التكليف والمصائب والبلء بما ل
قبل لنا به .ثم يأتي من بعد ذلك طلب العفو والمغفرة والرحمة من ال سبحانه مولنا
والهنا ،ثم أخيرًا دعاءه سبحانه بطلب النصر على الكافرين.
سورة آل عمران :
ب. ت اْلوَّها ُك َأن َ حَمًة ِإّن َ
ك َر ْب َلَنا ِمن ّلُدن َ غ ُقُلوَبَنا َبْعَد ِإْذ َهَدْيَتَنا َوَه ْ ل ُتِز ْ
اليه َ :8رّبَنا َ
هذا دعاء الراسخين في العلم المذكورين في الية ) . (7يقول الشيخ أحمد شاكر :ثم قال
تعالى مخبرًا عنهم أنهم دعوا ربهم قائلين )ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ( أي لتملها عن
الهدى بعد إذ أقمتها عليه ول تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ الذين يتبعون ماتشابه من القرآن
ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم ودينك القويم ) وهب لنا من لدنك رحمة ( أي من عندك
رحمة تثبت بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وتزيدنا بها إيمانًا وإيقانًا )إنك أنت الوهاب(.
وأقول :وهذا الدعاء عام يمكن للمسلم أن يدعو ال سبحانه به ليثبت قلبه على اليمان
ويرحمه برحمته.
ب الّناِر . عَذا َغِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ
ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْن َيُقوُلو َاليه : 16اّلِذي َ
يقول الشيخ أحمد شاكر :يصف ال سبحانه عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل
.فقال تعالى ) الذين يقولون ربنا إننا آمنا( أي بك وبكتابك وبرسلك )فاغفر لنا ذنوبنا (
وتقصيرنا في أمرنا بفضلك ورحمتك )وقنا عذاب النار( .
وأقول :فهؤلء المتقون يدعون ربهم متوسلين بإيمانهم ليغفر لهم سبحانه ذنوبهم وسيئاتهم
ويقيهم من عذاب النار .
ك َأن َ
ت ل ِمّني ِإّن َ
حّررًا َفَتَقّب ْطِني ُم َ ك َما ِفي َب ْ ت َل َب ِإّني َنَذْر ُ ن َر ّ عْمَرا َ ت اْمَرَأُة ِ
اليه ِ:35إْذ َقاَل ِ
سِميُع اْلَعِليُم.
ال ّ
في هذه الية الكريمة تبيان دعاء امرأة عمران رَبها سبحانه أن يقبل ماتحمله في بطنها
الذي نذرته لعبادته وخدمة دينه سبحانه وهي تخاطب ربها السميع لدعائها العليم بما في
بطنها من جنين هل هو ذكر أم أنثى وهي لتعلم ذلك.
43
عاء.
سِميُع الّد َ
ك َ
طّيَبًة ِإّن َ
ك ُذّرّيًة َ
ب ِلي ِمن ّلُدْن َ
ب َه ْ
ل َر ّ
عا َزَكِرّيا َرّبُه َقا َ
ك َد َ
اليه ُ : 38هَناِل َ
يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :لما رأى زكريا عليه السلم أن ال تعالى يرزق
مريم عليها السلم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينئذ في الولد
وكان شيخا كبيرا قد ضعف ووهن منه العظم وأشتعل رأسه شيبا وكانت امرأته كبيرة
وعاقرًا ،لكنه مع هذا كله سأل ربه سبحانه وناداه نداًء خفيًا وقال ) رب هب لي من لدنك (
أي من عنك ) ذرية طيبة ( أي ولدًا صالحًا ) إنك سميع الدعاء ( .وهذا الدعاء المبارك
يصلح أن يدعوا به كل إنسان حرم الولد لعل ال سبحانه الذي يسمع دعاءه أن يستجيب له
ويرزقه الذرية من فضله.
ن.
شاِهِدي َ ل َفاْكُتْبَنا َمَع ال ّسو َ ت َواّتَبْعَنا الّر ُاليه َ: 53رّبنا آَمّنا ِبَما َأنَزْل َ
هذه الية الكريمة من نوع التوسل بالعمال الصالحة وهو اليمان بال سبحانه ورسوله
عيسى عليه السلم وهو نوع من التوسل المشروع .وهم )الحواريون ( يدعون ربهم
سبحانه أن يجعلهم من الشاهدين على إيمانهم وإسلمهم ل تعالى .
ت َأْقَداَمَنا
سَراَفَنا ِفي َأْمِرَنا َوَثّب ْ غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِإ ْل َأن َقاُلوْا رّبَنا ا ْ ن َقْوَلُهْم ِإ ّ
الية َ :147وَما َكا َ
ن.عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ صْرَنا َ وان ُ
في هذه الية الكريمة المباركة دعاء انصار النبياء الذين يقاتلون معهم دفاعًا عن دين ال
سبحانه فهم يدعون ربهم -1 :أن يغفر لهم ذنوبهم وإسرافهم فيها -2 .أن يثبت أقدامهم
وقلوبهم وكل جوارحهم عند لقاء العدو -3 .يسألون ال سبحانه النصر على أعدائهم القوم
الكافرين بدين ال ورسالة أنبيائه عليهم السلم.
سَماَوا ِ
ت ق ال ّخْل ِ
ن ِفي َ جُنوِبِهْم َوَيَتَفّكُرو َ ى ُ عَل َ
ل ِقَيامًا َوُقُعودًا َو َ نا ّ ن َيْذُكُرو َ الية :191اّلِذي َ
ب الّناِر. عَذا َ ك َفِقَنا َحاَن َسْب َ
ل ُ طً ت َهذا َبا ِ خَلْق َ
ض َرّبَنا َما َ لْر ِ َوا َ
يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :ومدح )سبحانه ( عباده المؤمنين ) الذين
يذكرون ال قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والرض ( قائلين
ل( أي ماخلقت هذا الخلق عبثًا بل بالحق لتجزي الذين أساؤوا بما ) ربنا ماخلقت هذاً باط ً
عملوأ وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى .ثم نزهوه عن العبث وخلق ألباطل فقالوا) سبحانك(
ل )فقنا عذاب النار( أي :يامن خلق الخلق بالحق والعدل يامن أي عن أن تخلق شيئًا باط ً
هو منزه عن النقائص والعيب والعبث قنا من عذاب النار بحولك وقوتك وقيضنا لعمال
ترضى بها عنا ووفقنا لعمل صالح تهدينا به إلى جنات النعيم وتجيرنا بها من عذابك الليم.
غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا
ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْن َأ ْليَما ِ سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ الية ّ :193رّبَنا ِإّنَنا َ
خِزَنا ل ُت ْك َو َ سِل َ
عَلى ُر ُ عدّتَنا َ سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر .الية َ :194رّبَنا َوآِتَنا َما َو َ عّنا ََوَكّفْر َ
ف اْلِميَعاَد. خِل ُل ُت ْك َ َيْوَم اْلِقَياَمِة ِإّن َ
في هذه الية الكريمة نداء ودعاء من المؤمنين لربهم سبحانه .يقول محمد علي
الصابوني ) :ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان( أي داعيا يدعو إلى اليمان وهو محمد
صلى ال عليه وسلم ) ان آمنوا بربكم فآمنا( أي يقول هذا الداعي أيها الناس آمنوا بربكم
واشهدوا له بالوحدانية فصدقنا بذلك واتبعناه ) فاغفر لنا ذنوبنا ( أي استر لنا ذنوبنا ول
تفضحنا بها ) وكفر عنا سيئاتنا ( أي إمح بفضلك ورحمتك ما إرتكبناه من سيئات ) وتوفنا
مع البرار ( أي ألحقنا بالصالحين .قال ابن عباس :الذنوب هي الكبائر والسيئات هي
خً
ل خْلُكم ّمْد َ سّيَئاِتُكْم َوُنْد ِ
عنُكْم َ عْنُه ُنَكّفْر َ ن َ جَتِنُبوْا َكَبآِئَر َما ُتْنَهْو َالصغائر ويؤيده )}ِإن َت ْ
َكِريمًا {النساء (31فل تكرارإذًا ) .ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ( تكرار النداء للتضرع
44
ولظهار كمال ا لخضوع أي إعطنا ما وعدتنا على ألسن رسلك وهي الجنة لمن أطاع قاله
ابن عباس ) ول تخزنا يوم القيامة ( أي ل تفضحنا كما فضحت الكفار )إنك ل تخلف
الميعاد( أي لتخلف وعدك وقد وعدت من آمن بالجنة .
وهذا نوع من التوسل المشروع بالعمال الصالحة وهو التوسل باليمان بال وإتباع
الرسول صلى ال عليه وسلم فيما أمر.
سورة النساء
ساء
سُبوْا َوِللّن َب ّمّما اْكَت َ صي ٌل َن ِجا ِض ّللّر َعَلى َبعْ ٍ ضُكْم َل ِبِه َبْع َ لا ّ ضَل َتَتَمّنْوْا َما َف ّ الية َ :32و َ
عِليمًا.
يٍء َش ْ ل َل َكانَ ِبُك ّ نا ّ ضِلِه ِإ ّ
ل ِمن َف ْ سَأُلوْا ا ّن َوا ْسْب َب ّمّما اْكَت َصي ٌ َن ِ
في هذه الية الكريمة بيان ان على المسلمين من الرجال والنساء أن ليتمنوا ما فضل ال
سبحانه به بعضهم على بعض من حيث الجنس كرجال ونساء ومن حيث المال والعلم
والشرف والمنزلة الدينية والدنيوية وكل له نصيب مما كسب من العمل الصالح والطاعة
واليمان وما اكتسبوا كذلك من الثم والذنب .ثم يعلمهم سبحانه أن يسألوه من فضله فهو
الذي يعطي المال والعلم والجاه وهو الذي يخلق الرجال والنساء كما يشاء سبحانه تم يقرر
سبحانه انه عليم بكل شئ من أعمالهم وتساؤلتهم وكذلك تمنياتهم وهو العليم المجيب
سبحانه.
ساء َواْلِوْلَدا ِ
ن ل َوالّن َ
جا ِن الّر َن ِم َضَعِفي َ
سَت ْ ل َواْلُم ْلا ّ سِبي ِ
ن ِفي َ ل ُتَقاِتُلو َ
الية َ : 75وَما َلُكْم َ
جَعل ّلَنا ك َوِلّيا َوا ْجَعل ّلَنا ِمن ّلُدن َ ظاِلِم َأْهُلَها َوا ْ
ن َهـِذِه اْلَقْرَيِة ال ّ
جَنا ِم ْخِر ْ ن َرّبَنا َأ ْن َيُقوُلو َاّلِذي َ
صيرًا. ك َن ِ ِمن ّلُدن َ
يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :عًرف ال تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في
سبيله وعلى السعي لستنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء المتبرمين من المقام بها
.ولهذا قال تعالى ) الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية ( يعني مكة ثم وصفها بقول
)الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا( أي سخر لنا من عندك
وليا وناصرًا.
سورة المائدة
حّ
ق ن اْل َ
عَرُفوْا مِ َ
ن الّدْمِع ِمّما َ
ض ِم َ
عُيَنُهْم َتِفي ُ
ل َتَرى َأ ْ
سو ِ
ل ِإَلى الّر ُ
سِمُعوْا َما ُأنِز َ الية َ: 83وِإَذا َ
ن.
شاِهِدي َ
ن َرّبَنا آَمّنا َفاْكُتْبَنا َمَع ال ّ
َيُقوُلو َ
هذا دعاء المؤمنين من أهل الكتاب الذين يعرفون الحق بأن محمدًا صلى ال عليه وسلم نبي مرسل
مصداقا لما عندهم في النجيل والتوراة الصحيحين .فهم مؤمنون يسألون ربهم أن يكتبهم مع
الشاهدين بالحق لنبوة لمحمد صلى ال عليه وسلم .يقول الشيخ أحمد شاكر عن ابن عباس في
قوله ) واكتبنا مع الشاهدين ( أي مع محمد صلى ال عليه وسلم وأمته ،هم الشاهدون يشهدون
لنبيهم صلى ال عليه وسلم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا .
سورة النعام
ن.
صاِدِقي َ
ن ِإن ُكنُتْم َ
عو َل َتْد ُ
غْيَر ا ّ
عُة َأ َ
سا َ
ل َأْو َأَتْتُكُم ال ّ
با ّ عَذا ُ
ن َأَتاُكْم َ
ل َأَرَأْيُتُكم ِإ ْ
الية ُ :40ق ْ
ن.
شِرُكو َ
ن َما ُت ْ
سْو َ
شاء َوَتن َ ن َن ِإَلْيِه ِإ ْ
عو َ ف َما َتْد ُ
ش ُ
ن َفَيْك ِعو َل ِإّياُه َتْد ُ
الية َ :41ب ْ
في هاتين اليتين الكريمتين أمر مهم جدًا وهوفي حال نزول العذاب في أي شكل وصورة على
العباد )مؤمنين وغير مؤمنين ( فإنهم يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه وحده ول يدع غير
المؤمنين في تلك الحال الصعبة غير ال سبحانه )لنها الفطرة السليمة ( ويؤكد ذلك قوله سبحانه
45
وتأكيده بقوله )بل إياه تدعون ( فيستجيب لهم إن شاء .وينسون في هذه الحال المرعبة ) من نزول
العذاب أو قيام الساعة ( ما كانوا يشركون بال فل يذكرونهم بالدعاء أو يتوجهون إليهم لنقاذهم .
ن َهـِذِهجاَنا مِ ْ
ن َأن َخْفَيًة ّلِئ ْ
ضّرعًا َو ُعوَنُه َت َ حِر َتْد ُ
ت اْلَبّر َواْلَب ْظُلَما ِ جيُكم ّمن ُ ل َمن ُيَن ّ الية ُ: 63ق ْ
ن.شاِكِري َ ن ال ّ ن ِم َ َلَنُكوَن ّ
في هذه الية الكريمة أيضًا بيان أن الناس في حالة الشدة في أسفارهم في البر والبحر يدعون ربهم
مخلصين في دعائهم طالبين النجاة منه سبحانه واعدين أنهم سيكونون من الشاكرين المؤمنين بال
لا ّ
ل ولكنهم في حال الرخاء يعودون لشركهم وضللهم كما أكد ذلك سبحانه في الية التالية )ُق ِ
ن .النعام}.({64أي تعودون لشرككم. شِرُكو َ ب ُثّم َأنُتْم ُت ْ
ل َكْر ٍ جيُكم ّمْنَها َوِمن ُك ّ ُيَن ّ
ل َكاّلِذي عَقاِبَنا َبْعَد ِإْذ َهَداَنا ا ّ
عَلى َأ ْ
ضّرَنا َوُنَرّد َل َي ُ ل َينَفُعَنا َو َل َما َ نا ّ عو ِمن ُدو ِ ل َأَنْد ُ
الية ُ :71ق ْ
ل ُهَو اْلُهَد َ
ى ن ُهَدى ا ّ ل ِإ ّعوَنُه ِإَلى اْلُهَدى اْئِتَنا ُق ْ
ب َيْد ُحا ٌصَ ن َلُه َأ ْ حْيَرا َض َ لْر ِ ن ِفي ا َ طي ُشَيا ِسَتْهَوْتُه ال ّ اْ
ن.
ب اْلَعاَلِمي َسِلَم ِلَر ّ َوُأِمْرَنا ِلُن ْ
في هذه الية الكريمة بيان أن الدعاء يكون من ال تعالى وحده وأن كل من دونه من مخلوق وجماد
مهما كانت منزلته من نبي وولي على الطلق لينفع ول يضر .ومًثل سبحانه ذلك بمن يضل
السبيل فتستهويه الشياطين ويزينون له السوء والبتعاد عن الطريق القويم الذي هو دين ال سبحانه
وله أصحاب مؤمنون يدعونه إلى دين ال وصراطه المستقيم لن هدى ال ودين ال هو الهدى
والدين الصحيح وأمرنا كمسلمين أن نسلم أمرنا كله لرب العالمين عز وجل ل لغيره.
سورةالعراف:
ن.سِري َ خا ِ
ن اْل َ
ن ِم َحْمَنا َلَنُكوَن ّ
سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ
ظَلْمَنا َأنُف َ
ل َرّبَنا َ
الية َ :23قا َ
في هذه الية الكريمة معاني مهمة للمسلم -:
-1أن الشيطان عدو دائم للنسان .
-2اعتراف آدم وحواء عليهما السلم بذنبهما وظلمهما لنفسهما بإتباع الشيطان
والستجابة لوسوسته.
-3توجه النسان المخطئ بعد اعترافه بخطأه وظلمه لنفسه إلى الرحمن الغفور الذي
ليغفر الذنوب إل هو .
-4من لم يغفر له ال سبحانه ويرحمه فهو من الخاسرين للدنيا والخرة .
ويقال إن هذه الكلمات الواردة في الية هي التي تلقاها آدم عليه السلم من ربه سبحانه ليعفو
عنه ويغفر له ولزوجه حواء عليهما السلم )) عمدة التفسير((.
ن َلُه
صي َ خِل ِ
عوُه ُم ْ جٍد َواْد ُ سِ ل َم ْعنَد ُك ّ جوَهُكْم ِ ط َوَأِقيُموْا ُو ُ سِل َأَمَر َرّبي ِباْلِق ْ الية ُ : 29ق ْ
ن.ن َكَما َبَدَأُكْم َتُعوُدو َ الّدي َ
في هذه الية الكريمة توجيه إلهي للمسلمين بإقامة العدل بينهم كي لتضيع الحقوق .ثم يأمرهم
بإقامة صلتهم وعباداتهم على أكمل وجه .بعد ذلك يأمرهم سبحانه أن يدعوه ويتوجهوا إليه
بطلب حاجاتهم منه سبحانه مخلصين دينهم ودعاءهم له سبحانه ل يشركون به شيئا ول يدعون
غيره.
ن.ظاِلِمي َ
جَعْلَنا َمَع اْلَقْوِم ال ّ
ل َت ْ
ب الّناِر َقاُلوْا َرّبَنا َ حا ِ صَ
صاُرُهْم ِتْلَقاء َأ ْ ت َأْب َصِرَف ْ الية َ : 47وِإَذا ُ
هذه الية الكريمة في رجال العراف ) السور والحجاب بين الجنة والنار ( الذين أراهم ال
سبحانه أهل النار فما كان منهم إل أن توجهوا إلى ربهم سبحانه بالدعاء أن ل يجعلهم مع أهل
46
النار الذين وصفوهم بالقوم الظالمين .إن حال أهل النار المرعب هو الذي دفعهم للتوجه بالدعاء
إلى ال سبحانه لينجيهم ول يجعلهم مع أهل النار.
ن. ب اْلُمْعَتِدي َح ّ ل ُي ِخْفَيًة ِإّنُه َ
ضّرعًا َو ُ عوْا َرّبُكْم َت َ الية :55اْد ُ
هذه الية الكريمة فيها تعليم كيفية الدعاء ولذلك سوف نتوسع في الكلم عنها :يقول الشيخ
أحمد شاكر في عمد التفسير:أرشد تبارك وتعالى عباده الى دعائه الذي هو صلحهم في دنياهم
خْفَيًة( قيل معناه :تذلل واستكانة ،كما قال)}َواْذُكر ّرّب َ
ك ضّرعًا َو ُ عوْا َرّبُكْم َت َ واخراهم فقال )اْد ُ
ن{ ن اْلَغاِفِلي َل َتُكن ّم َ ل َو َ صا ِ ل ِباْلُغُدوّ َوال َ ن اْلَقْو ِ
جْهِر ِم َ ن اْل َخيَفًة َوُدو َ ضّرعًا َو ِ ك َت َسَ ِفي َنْف ِ
العراف205.وفي الصحيحين عن أبي موسى الشعري ،قال :رفع الناس أصواتهم بالدعاء ،
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :يايها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لتدعون أصم
ولغائبا إن الذي تدعونه سميع قريب .وقال ابن عباس في قوله ) تضرعُا وخفية ( قال :السر
ل واستكانة لطاعته )وخفية( يقول :بخشوع قلوبكم )أي سرُا( وقال ابن جرير :تضرعا :تذل ُ
وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لجهارًا ول مراءاة .ثم روى ابن عباس في
ن( في الدعاء ول في غيره . ب اْلُمْعَتِدي َح ّ ل ُي ِقوله )ِإّنُه َ
ب ّم َ
ن ل َقِري ٌ تا ّ حَم َ ن َر ْ طَمعًا ِإ ّخْوفًا َو َ عوُه َ حَها َواْد ُ لِ صَ ض َبْعَد ِإ ْ لْر ِ سُدوْا ِفي ا َ ل ُتْف ِالية َ :56و َ
ن.
سِني َحِ اْلُم ْ
في هذه الية الكريمة تحذير للناس من الفساد في الرض وخاصة بعد إصلحها وإعمارها
وذلك لمصلحتهم كي يعيشوا فيها آمنين مطمئنين ،ثم يدعوهم سبحانه وتعالى أن يدعوه خوفا
من عذابه وانتقامه من المفسدين في الرض الذين يخربون ما أصلحه ال سبحانه لهم في
الرض وطمعًا فيما عند ربهم سبحانه من الخير والبركة والرحمة والمغفرة .ثم يبين لهم
سبحانه أن رحمته قريبة من المحسنين الذين يتبعون أوامر ال المنتهين عما نهى عنه سبحانه.
ن َلَنا َأن ّنُعودَل ِمْنَها َوَما َيُكو ُ جاَنا ا ّ عْدَنا ِفي ِمّلِتُكم َبعَْد ِإْذ َن ّ ن ُ ل َكِذبًا ِإ ْعَلى ا ّ الية َ : 89قِد اْفَتَرْيَنا َ
ن َقْوِمَنا
ح َبْيَنَنا وََبْي َ
ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا اْفَت ْ عَلى ا ّ عْلمًا َ يٍء ِ ش ْل َ سَع َرّبَنا ُك ّ ل َرّبَنا َو ِ شاَء ا ّ ل َأن َي َِفيَها ِإ ّ
ن.حي َخْيُر اْلَفاِت ِت َ ق َوَأن َحّ ِباْل َ
هذه الية الكريمة جزء من قصة شعيب عليه السلم مع قومه وفيها المعاني التالية:
رفض شعيب عليه السلم الكذب على ال سبحانه بالعودة إلى ملة أصحابه بعد أن -1
نجاه ال سبحانه والمؤمنين بالنعام عليهم باليمان ن بال وبرسوله الكريم شعيب عليه
السلم إذ أن ذلك إفتراء على ال سبحانه .
-2القرار بأن ال سبحانه وسع كل شئ علمًا فكل شئ وكل فعل عنده معلوم .
-3توكل شعيب عليه السلم وقومه على ربهم سبحانه وتعالى .
الدعاء من ال سبحانه أن يفصل بين شعيب والمؤمنين معه وبين قومهم الذين -4
ليزالون على كفرهم بالحق وال سبحانه هو الحاكم العادل الذي ل يظلم أحدا في حكمه
سبحانه .
ن.
سِلِمي َ
صْبرًا َوَتَوّفَنا ُم ْ عَلْيَنا َ غ َ جاءْتَنا َرّبَنا َأْفِر ْ ت َرّبَنا َلّما َ ن آَمّنا ِبآَيا ِ ل َأ ْ
الية َ :126وَما َتنِقُم ِمّنا ِإ ّ
في هذه الية الكريمة دعاء سحرة فرعون الذين آمنوا بال بعد ما تبين لهم الحق وفيها:
-1جاء تهديد فرعون للسحرة بعد ما تبين لهم الحق من اليات التي أظهرها ال سبحانه
على يد موسى عليه السلم وإيمانهم بال سبحانه وكفرهم بما عند فرعون من الضلل
دعاؤهم ال سبحانه أن يصبرهم على تهديد فرعون ووعيده لهم بالصلب وتقطيع -2
الطراف والنتقام منهم .
47
الدعاء أن يتوفاهم ال سبحانه على السلم واليمان الكامل به سبحانه) وتوفا -3
مسلمين(.
وهذا الدعاء هو دعاء مبارك للمؤمنين عند الشدة والبلء) ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا
مسلمين (.
ل َلن َتَراِني َوَلـِك ِ
ن ك َقا َظْر ِإَلْي َب َأِرِني َأن ُ ل َر ّ سى ِلِميَقاِتَنا َوَكّلَمُه َرّبُه َقا َ جاء ُمو َ الية َ :143وَلّما َ
سى خّر مو َ جَعَلُه َدّكا َو َ ل َ جَب ِجّلى َرّبُه ِلْل َ ف َتَراِني َفَلّما َت َ سْو َ سَتَقّر َمَكاَنُه َف َنا ْ ل َفِإ ِجَب ِ
ظْر ِإَلى اْل َ ان ُ
ن.ل اْلُمْؤِمِني َ ك َوَأَنْا َأّو ُ ت ِإَلْي َ
ك ُتْب ُ
حاَن َ
سْب َل ُ ق َقا َصَِعقًا َفَلّما َأَفا َ
في هذه الية الكريمة جزء من مناجاة موسى عليه السلم لربه سبحانه فبعد أن كلم ال تعالى
موسى دعا موسى عليه السلم ربه أن يراه سبحانه ولكن ال سبحانه لحكمته لم يجب دعاءه
ولكن أراه
آية عظيمة وهو تجليه سبحانه للجبل ومسحه من الوجود عندها صعق موسى عليه السلم
معلنًا توبته ل سبحانه من أن يسأله الرؤية مرة أخرى ) كما قال بعض المفسرين ( وانه أول
المؤمنين به سبحانه.
ن. حِمي َحُم الّرا ِ ت َأْر َ ك َوَأن َ حَمِت َخْلَنا ِفي َر ْ خي َوَأْد ِ لِ غِفْر ِلي َو َ با ْ ل َر ّ الية َ :151قا َ
في هذه الية الكريمة دعاء موسى عليه السلم بعد أن ُفتن قومه من بعده وأظلهم السامري
باتخاذ العجل .وفيها :
-1دعاء موسى عليه السلم ربه سبحانه أن يغفر له ولخيه هارون عليه السلم.
-2دعاء موسى عليه السلم ربه أن يدخلهما في رحمته لينال ثوابه العظيم ) الجنة(.
تبيان أنه سبحانه هو أرحم الراحمين فهو الجدير سبحانه بالمغفرة لموسى عليه -3
السلم وأخيه والجدير بإدخالهما في رحمته منًا وكرمًا منه سبحانه وتعالى.
ت َأْهَلْكَتُهم
شْئ َب َلْو ِ ل َر ّ جَفُة َقا َخَذْتُهُم الّر ْ ل ّلِميَقاِتَنا َفَلّما أَ َ
جً ن َر ُسْبِعي َ سى َقْوَمُه َ خَتاَر ُمو َ الية َ :155وا ْ
شاء َأن َ
ت شاء َوَتْهِدي َمن َت َ ل ِبَها َمن َت َ ضّ ك ُت ِ ل ِفْتَنُت َ
ي ِإ ّن ِه َ سَفَهاء ِمّنا ِإ ْ ل ال ّي َأُتْهِلُكَنا ِبَما َفَع َ
ل َوِإّيا َّمن َقْب ُ
ن. خْيُر اْلَغاِفِري َ ت َ حْمَنا َوَأن َ غِفْر َلَنا َواْر َ َوِلّيَنا َفا ْ
واختار موسى من قومه سبعين رجل ِمن خيارهم ,وخرج بهم إلى طور "سيناء" للوقت والجل
الذي واعده ال أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل ,فلما أتوا
ذلك المكان قالوا :لن نؤمن لك -يا موسى -حتى نرى ال جهرة فإنك قد كّلمته فأِرَناُه ,فأخذتهم
الزلزلة الشديدة فماتوا ,فقام موسى يتضرع إلى ال ويقول :رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيُتهم,
ي,
ت خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميًعا من قبل هذا الحال وأنا معهم ,فإن ذلك أخف عل ّ وقد أهلك َ
أتهلكنا بما فعله سفهاء الحلم منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إل ابتلٌء
ل بها َمن تشاء ِمن خلقك ,وتهدي بها من تشاء هدايته ,أنت ولّينا وناصرنا ,وهنا واختباٌر ,تض ّ
يدعوا موسى عليه السلم ربه تعالى فاغفرلنا ذنوبنا ,وارحمنا برحمتك ,وأنت خير َمن صفح عن
جْرم ,وستر عن ذنب. ُ
ب ِبِه َم ْ
ن صي ُ عَذاِبي ُأ ِ ل َ ك َقا َ خَرِة ِإّنا ُهْدَنـا ِإَلْي َ سَنًة َوِفي ال ِ حَ ب َلَنا ِفي َهـِذِه الّدْنَيا َ الية َ : 156واْكُت ْ
ن.ن ُهم ِبآَياِتَنا ُيْؤِمُنو َ ن الّزَكـاَة َواّلِذي َ ن َوُيْؤُتو َ ن َيّتُقو َسَأْكُتُبَها ِلّلِذي َيٍء َف َ
ش ْل َ ت ُك ّ سَع ْ حَمِتي َو ِ شاء َوَر ْ َأ َ
في هاتين اليتين الكريمتين ) (156-155دعاء موسى عليه السلم بعدما ذهب إلى موعده مع ربه
سبحانه ) بعد حادثة العجل( حيث أخذت الرجفة الرجال من قومه الذين جاءوا معه حيث فيها :
-1الدعاء بطلب المغفرة من ال سبحانه والرحمة منه تعالى حيث أن ال سبحانه هو
ولي المؤمنين وغافر ذنوبهم وراحمهم.
48
-2الدعاء من ال سبحانه أن يكتب لهم في هذه الدنيا حسنة وفي الخرة كذلك لنهم
آمنوا بال وسلموا له)إنا هدنا إليك( مرجعين المر والحكم كله ل سبحانه وتعالى .فأجابهم
سبحانه بما يلي-:
أنه سبحانه يصيب بعذابه من يشاء وأما رحمتة الواسعة فللمتقين. -3
-4أن رحمة ال سبحانه لحدود لها وهي تسع كل شئ .
-5وعد من ال سبحانه وتعالى أن رحمته تشمل المؤمنين المتقين والذين يخرجون زكاة
أموالهم ول يبخلون بها والذين هم مؤمنون بآيات ال الواردة في كتبه سبحانه المنزلة على
رسله عليهم السلم.
ن َما َكاُنوْا
جَزْو َ
سُي ْ
سَمآِئِه َ
ن ِفي َأ ْ
حُدو َ
ن ُيْل ِ
عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذي َ
سَنى َفاْد ُ
حْسَماء اْل ُ
لْلا َالية َ :180و ِّ
ن.
َيْعَمُلو َ
لعظمة ما في هذه الية الكريمة سنتوسع في شرحها :
يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :عن أبي هريرة رضي ال عنه قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم ) إن ل له تسعة وتسعون اسما مئة إل واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر
يحب الوتر( وعددها .ثم ليعلم أن السماء الحسنى ليست محصورة في التسعة والتسعين ،
بدليل مارواه المام أحمد عن عبد ال بن مسعود عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ) :
ما أصاب أحد هم ول حزن فقال :اللهم إني عبدك ،ابن عبدك،ابن أمتك ،ناصيتي بيدك ،ماض
في حكمك ،عدل في قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك ،أو علمته أحدًا من
خلقك ،اوأنزلته في كتابك ،او استأثرت به في علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن ربيع قلبي
ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي ،إل أذهب ال همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا ( .
فقيل يارسول ال أفل نتعلمها ؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وهذه آية عظيمة حيث يدعوا سبحانه عباده لدعائه بأسمائه الحسنى التي سمى نفسه تعالى بها.
يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الزهر السابق –رحمه ال -في تقديمه لكتاب )) ول
السماء الحسنى فادعوه بها (( للسيد أحمد عبد الجواد :
والدعاء –كما أخبر الصادق المين صلى ال عليه وسلم –عبادة بل هو مخ العبادة بل الدعاء
سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض وليس شئ أكرم على ال من الدعاء ،كل
هذا جاءت به السنة الغراء والقرآن الكريم من قبل ومن بعد .ثم يقول لكنا نتساءل كيف نذكره
سبحانه وكيف ندعوه؟ وبم ندعوه ونذكره؟ إن القرآن الكريم يقارب بين الذكر والدعاء في
الكيفية فيعلمنا كيف ندعوا ال وكيف نذكره ،فيقول ال سبحانه ) واذكر ربك في نفسك تضرعًا
وخيفة( –ويقول سبحانه ) -واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيل( ويقول –سبحانه ) -ول تفسدوا
في الرض بعد إصلحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة ال قريب من المحسنين( ويقول –
سبحانه ) -ول السماء الحسنى فادعوه بها ( ويقول – سبحانه -قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن
أيًا ماتدعوا فله السماء الحسنى(.
ل خائفًا وأن الداعي يدعوه خائفًا طامعًا ومن ثم نستطيع أن نقول :إن إن الذاكر يذكر ال متذل ً
ل وأن الداعي بتذل يكون ذاكرًا طامعًا في رحمة ربه. الذاكر بخوفه يكون داعيًا متذل ً
والسماء الحسنى في هذا المجال _مجال الذكر والدعاء_ هي ديدن الذاكرين ل لنها ذكر ال
بذكر أسمائه الكريمة فحسب بل لنها – مع ذلك – تتضمن الدعاء والرجاء بما تحمله هذه
ن سامية اختص ال – سبحانه – بها وأخفى الكثير منها على بعض خلقه ،فال السماء من معا ٍ
يستجيب سبحانه لطالبي رحمته بذكرهم :الرحمن الرحيم ويجعلهم رحماء يتراحمون
ويرحمون ،ويستجيب ال سبحانه للخائفين بذكرهم :الجبار ،القهار،الحسيب،الرقيب ،فيأمنون
49
عذابه ويقيمون حدوده .ويستجيب ال لطالبي فضله وسعته بذكرهم :الرزاق الكريم الواسع،
فيمدهم من فضله ورزقه وكرمه ،وفضله لحدود له ،ورزقه رزق من ل تنفد خزائنه وكرمه
بغير حساب........وهكذا شأن السماء الحسنى مع الذاكرين والداعين.
وأخيرًا يبين ال ترك الذين يلحدون في أسماء ال الحسنى ول يذكرونه بها لنه سبحانه هو
الذي سوف يجازيهم بما يستحقون على عملهم وتصرفهم.
ن.
صاِدِقي َ
جيُبوْا َلُكْم ِإن ُكنُتْم َ
سَت ِ
عوُهْم َفْلَي ْ
عَباٌد َأْمَثاُلُكْم َفاْد ُ
ل ِ
نا ّ
ن ِمن ُدو ِ
عو َ
ن َتْد ُ
ن اّلِذي َ
الية ِ :194إ ّ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه ضلل الذين يدعون المخلوقين من دون ال لقضاء
حوائجهم وتلبية دعائهم لنهم عباد ل أمثالهم ليملكون من المر شيئا ول يضرون ول
ينفعون ثم يتحداهم ال سبحانه أن يستجيب لهم هؤلء المخلوقون إن كانوا صادقين في دعائهم
من دون ال سبحانه.
يقول المام محمود شلتوت في كتابه السلم عقيدة وشريعة :وليس للمسلم أن يناجي ربه يإسم
أو صفة لم يضعه ال لنفسه ,فهو أعلم بما يدل على ذاته وآثاره وصفاته ,ول ُيتلقى ذلك إل
عنه سبحانه عن طريق قرآنه أو عن طريق الرسول القطعي .
سورة يونس
عْنُه ضُّرُه َمّر َكَأن شْفَنا َعدًا َأْو َقآِئمًا َفَلّما َك َ جنِبِه َأْو َقا ِعاَنا ِل َضّر َد َ ن ال ّ سا َ لن َسا ِ الية َ :12وِإَذا َم ّ
ن.
ن َما َكاُنوْا َيعَْمُلو َ سِرِفي َ ن ِلْلُم ْ
ك ُزّي َ سُه َكَذِل َ ضّر ّم ّ عَنا ِإَلى ُ ّلْم َيْد ُ
في هذه الية الكريمة يخبر ال تعالى أن النسان ) أي إنسان( إذا تعرض للضر والشدة فإنه
يتوجه بالدعاء إلى ربه تعالى في كافة أحواله لن النسان يعلم بالفطرة السليمة أنه ليغيثه ول
يجيبه في شدته وكربه غير ال سبحانه ربه الذي خلقه .ثم يبين سبحانه صفة من صفات
النسان وهي صده وجحوده وتنكره لخالقه سبحانه بعد زوال الشدة والضرر عنه حيث ذم ال
سبحانه هذه الصفة وهي صفة للمسرفين من المنحرفين عن صراط ال القويم وبالطبع مستثنى
منهم العباد المؤمنين الشاكرين لفضل ربهم عندما يرفع ال سبحانه عنهم الكرب والشدة.
طّيَبٍة
ح َ ن ِبِهم ِبِري ٍ
جَرْي َ ك َو َ حّتى ِإَذا ُكنُتْم ِفي اْلُفْل ِ حِر َ سّيُرُكْم ِفي اْلَبّر َواْلَب ْ الية ُ :22هَو اّلِذي ُي َ
عُوْا ا ّ
ل ط ِبِهْم َد َ
حي َ
ظّنوْا َأّنُهْم ُأ ِ
ن َو َ ج ِمن ُكلّ َمَكا ٍ جاءُهُم اْلَمْو ُ ف َو َص ٌ عا ِ ح َ جاءْتَها ِري ٌ حوْا ِبَها ََوَفِر ُ
ن. شاكِِري َ ن ال ّن ِم َن َهـِذِه َلَنُكوَن ّ جْيَتَنا ِم ْ
ن َأن َن َلِئ ْن َلُه الّدي َ
صي َ
خِل ِ ُم ْ
هذه الية شبيهة بالية ) (12السابقة ولكنها في حالة خاصة من الشدة والكرب وهي تعرض
المسافرين في البحر إلى الرياح العاصفة والمواج العاتية التي يضن معها المسافرون أنهم
على وشك الهلك ،عندها يتوجهون بالدعاء ل سبحانه مخلصين له العبادة والدعاء ووعد أن
يكونوا من الشاكرين .ثم يبين سبحانه في الية التالية ) (23حالهم بعد النجاة أنهم يعودون
لحالتهم السابقة بالبغي في الرض بغير الحق ناسين ماكانوا قد دعوا ال سبحانه بإخلص الدين
له سبحانه إذا أنجاهم من شدتهم.
نا ّ
ل ن ِمن ُدو ِ عو َ ن َيْد ُ ض َوَما َيّتِبُع اّلِذي َلْر ِ سَماَوات َوَمن ِفي ا َ ل َمن ِفي ال ّ ن ِّالية َ :66أل ِإ ّ
ن.
صو َ خُر ُ ل َي ْن ُهْم ِإ ّ ن َوِإ ْظّ ل ال ّ ن ِإ ّشَرَكاء ِإن َيّتِبُعو َ ُ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مايلي :
-1أن جميع من في السموات والرض هم ملك ل سبحانه خالقهم ورازقهم والقيوم
عليهم.
-2إن الذين يدعون من دون ال من بشر ومخلوقات أخرى وأصناما وغيرهما يتبعون
الظن والتخمين أن ما يدعون يستطيع أن ينفعهم أو يضر.
50
-3يؤكد سبحانه أنهم كاذبون في أقوالهم وفي أفعالهم المخالفة لعقيدة التوحيد الخالص
بدعائهم غير ال وظنهم بهم.
ن.ظاِلِمي َجَعْلَنا ِفْتَنًة ّلْلَقْوِم ال ّ
ل َت ْ
ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا َ عَلى ا ّ الية َ :85فَقاُلوْا َ
ن.ن اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ ك ِم َ
حَمِت َ جَنا ِبَر ْالية َ :86وَن ّ
في هاتين اليتين الكريمتين يبين ال سبحانه وتعالى استجابة من آمن مع موسى عليه السلم لندائه
لهم بالتوكل على ال سبحانه حيث قالوا على ال توكلنا ثم دعوا ربهم سبحانه أن ليجعلهم فتنة
للقوم الظالمين .يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير )) وقد إمتثل بنو إسرائيل لذلك فقالوا ):
ن (.أي لتظفرهم بنا وتسلطهم علينا فيظنوا ظاِلِمي َ جَعْلَنا ِفْتَنًة ّلْلَقْوِم ال ّ
ل َت ْ ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا َ
عَلى ا ّ َفَقاُلوْا َ
أنهم سلطوا لنهم على الحق ونحن على الباطل فيفتنوا بذلك(( .
ثم يأتي دعاؤهم لربهم سبحانه أن ينجيهم برحمته ) أي توسلهم برحمة ال سبحانه( لينجيهم
ويخلصهم من القوم الذين كفروا وحادوا عن طريق الحق وهو رسالة موسى عليه السلم .
ضّلوْا
حَياِة الّدْنَيا َرّبَنا ِلُي ِ
ل ِفي اْل َن َوَملُه ِزيَنًة َوَأْمَوا ً عْو َ ت ِفْر َ ك آَتْي َ
سى َرّبَنا ِإّن َ ل ُمو َ الية َ :88وَقا َ
لِليَم .
با َ حّتى َيَرُوْا اْلَعَذا َ ل ُيْؤِمُنوْا َعَلى ُقُلوِبِهْم َف َ شُدْد َ عَلى َأْمَواِلِهْم َوا ْ س َ طِم ْ ك َرّبَنا ا ْسِبيِل َ
عن ََ
في هذه الية الكريمة دعاء موسى عليه السلم على فرعون وأعوانه الذين طغوا وتمادوا
وكفروا بما أنعم ال سبحانه عليهم به من أموال وقوة وجبروت واستخدموا نعمة ال عليهم
ليضلوا الناس بها عن سبيل ال والدين الذي أنزله سبحانه على موسى عليه السلم داعيًا عليهم
هو وأخوه هارون عليه السلم أن يأخذ ال سبحانه أموالهم ويدمرها ويحرمهم منها وأن يطبع
على قلوبهم عقابًا وتحذيرًا لهم على سوء أعمالهم لعلهم يؤمنون.
ن.
ظاِلِمي َ ن ال ّك ِإذًا ّم َت َفِإّن َ
ك َفِإن َفَعْل َضّر َل َي ُ ك َو َ ل َينَفُع َ ل َما َ نا ّ ع ِمن ُدو ِ ل َتْد ُ
الية َ :106و َ
في هذه الية الكريمة توجيه عظيم من ال سبحانه لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم ولمته من
بعده أن الدعاء ليكون إل ل سبحانه ومن ال ول يجوز الدعاء من أي شئ على الطلق )من
دون ال ( .لن المدعو من دون ال ليملك نفعًا ولضطرا لنفسه أو لغيره ومن يفعل ذلك فإنه
من الظالمين الذين توجهوا بالدعاء والعبادة لغير ال سبحانه )) لن الدعاء مخ العبادة(( كما
ورد في الحديث الشريف .ومن دعا غير ال سبحانه موقنا بإجابته فقد أشرك بال وأعتقد أن
غير ال ينفع أويضر فال سبحانه هو مالك النفع والضر وحده سبحانه .
سورة يوسف
ب ِإَلْيِه ّ
ن ص ُ ن َأ ْ
عّني َكْيَدُه ّ
ف َصِر ْل َت ْ
عوَنِني ِإَلْيِه وَِإ ّي ِمّما َيْد ُ ب ِإَل ّ
ح ّن َأ َ
جُسْ ب ال ّ ل َر ّ الية َ :33قا َ
ن.جاِهِلي َ
ن اْل َ
َوأَُكن ّم َ
صديق عليه السلم ربه سبحانه أن يصرف عنه كيد في هذه الية الكريمة يدعوا يوسف ال ٍ
النساء وفتنتهن التي تغري أشد الرجال )) إل من عصم ال سبحانه بفضله (( وإل فإنه قد يقع
فيما ليحب أن يقع فيه من الستجابة لذلك الغراء وتلك الفتنة وعندها يكون من الجاهلين .
فهو عليه السلم يدعوا ربه سبحانه دعاًء صادقًا ويفوض المر كله ل سبحانه في هذا الموقف
المحرج الصعب إذ لحول ولقوه إل بال سبحانه .وهو يفضل السجن ومعاناته وهوانه وأذاه
لسنوات طويلة إيمانًا وتقوى ل سبحانه على أن يستجيب لدعوة وكيد وفتنة النساء وإغرائهن.
لْر ِ
ض سَماَواتِ َوا َطَر ال ّ
ث َفا ِ
حاِدي ِ
لَعّلْمَتِني ِمن َتْأِويلِ ا َ ك َو َ ن اْلُمْل ِ
ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ
الية َ : 101ر ّ
ن.
حي َ
صاِل ِ
حْقِني ِبال ّ سِلمًا َوَأْل ِ
خَرِة َتَوّفِني ُم َْأنتَ َوِلّيي ِفي الّدُنَيا َوال ِ
في هذه الية الكريمة يقدم يوسف الصديق عليه السلم بين يدي دعائه أفضال ال وإنعامه عليه
وهي:
51
-1أن ال سبحانه أعطاه الملك وهي نعمة ليشكرها إل المؤمن الحق الذي يعلم ويؤمن
أن الملك كله ل سبحانه .
-2تعليم ال سبحانه ليوسف عليه السلم تأويل الحاديث ومنها تعبير الرؤيا.
ل في
ثم يخاطب ربه سبحانه بأنه فاطر السموات والرض ومبدعهما وهو يفوض أمره ل كام ً
الدنيا والخرة .ثم يأتي دعاؤه عليه السلم ) توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين ( فهو عليه السلم
يطلب الوفاة على السلم ) دين ال سبحانه( وأن يلحقه بالصالحين من المسلمين والمؤمنين ومن
آبائه الكرام عليهم السلم الذين توفاهم ال سبحانه من قبله .وهو خير ما يمكن أن يدعوا به مسلم
عند حضور وفاته وشعوره بدنو أجله.
سورة الرعد
ط َكّفْيِه ِإَلى اْلَماء
سِل َكَبا ِ
يٍء ِإ ّ
ش ْ
ن َلُهم ِب َ
جيُبو َ
سَت ِ
ل َي ْ
ن ِمن ُدوِنِه َ عو َن َيْد ُ
ق َواّلِذي َ
حّعَوُة اْل َالية َ :14لُه َد ْ
ل.
لٍ ضَ ل ِفي َ ن ِإ ّ
عاء اْلَكاِفِري َ
ِلَيْبُلَغ َفاُه َوَما ُهَو ِبَباِلِغِه َوَما ُد َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مرة أخرى أن الدعاء ممن هم دون ال سبحانه ) والذين
يدعون من دونه ( ليستجاب له من هؤلء الموجه لهم الدعاء لنهم ليملكون شيئًا ول يستجيبون
بشئ .ومثل سبحانه بذلك كالذي يبسط كفيه للماء ليبلغ فمه وماهو ببالغه كناية عن استحالة
الستجابة .ويؤكد سبحانه أن دعاء الكافرين ومعهم المشركين الذين يدعون من دون ال هو ضلل
في ضلل وتخبط وبعد عن الحق.
سورة إبراهيم
صَناَم.
ل ْ ي َأن ّنْعُبَد ا َ جُنْبِني َوَبِن ّ
ل َهـَذا اْلَبَلَد آِمنًا َوا ْ
جَع ْ
با ْل ِإْبَراِهيُم َر ّ
الية َ :35وِإْذ َقا َ
في هذه الية الكريمة دعاء مبارك من سيدنا ابراهيم عليه السلم فيه أمرين عظيمين-:
-1دعاؤه عليه السلم للبيت الحرام ولبلده مكة المكرمة بالمن والمان وهما كما هو
معلوم أساس كل استقرار وازدهار ونمو حياة سعيدة في كل بلد.
دعاؤه عليه السلم لنفسه وذريته أن يجنبهم ال سبحانه وتعالى عبادة الصنام -2
وضمنًا أن تكون عبادته وعبادة أبنائه مبنية على توحيد ال سبحانه وعدم الشرك به بعبادة
الصنام التي كانت معروفة أيام حياته كما هو واضح .وهي دعوة ينبغي لكل داع أن يدعوا
لنفسه ولوالديه ولذريته بها لنها لب اليمان بال.
لَة
صَحّرِم َرّبَنا ِلُيِقيُموْا ال ّك اْلُم َ
عنَد َبْيِت َ
ع ِ غْيِر ِذي َزْر ٍ ت ِمن ُذّرّيِتي ِبَواٍد َ سَكن ُ
الية ّ : 37رّبَنا ِإّني َأ ْ
ن.
شُكُرو َ ت َلَعّلُهْم َي ْن الّثَمَرا ِ
س َتْهِوي ِإَلْيِهْم َواْرُزْقُهم ّم َ
ن الّنا ِ ل َأْفِئَدًة ّم َ
جَع ْ
َفا ْ
في هذه الية الكريمة دعاء مبارك يدعوا فيه إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه :
-1أن يهدي ال سبحانه أقوامًا من المؤمنين والناس ليسكنوا مكة المكرمة بعد بناء
البيت الحرام ليعيشوا ويتعايشوا مع ذريته عليه السلم الذين تركهم في مكة لتبنى وتزدهر
بالبناء والحياة.
-2دعاؤه عليه السلم لهم أن يرزقهم ال سبحانه من فضله ومن رزقه من كل الثمرات
لتزدهر الحياة وتتم العبادة ل وحده على أتم وجه مقرونة بشكر ال سبحانه على إنعامه
وأفضاله ورزقه الكريم لهذا البلد المبارك.
عاء.سِميُع الّد َ ن َرّبي َل َ ق ِإ ّحا َسَ ل َوِإ ْعي َ
سَما ِعَلى اْلِكَبِر ِإ ْ ب ِلي َ ل اّلِذي َوَه َ
حْمُد ِّ الية :39اْل َ
52
في هذه الية الكريمة يشكر إبراهيم عليه السلم ربه ويحمده على أن وهب له ذرية مباركة
كريمة هما إسماعيل واسحق عليهما السلم رغم كبره وتقدمه في السن فسبحان من يخلق
ويعطي ويهب مايشاء .وفيها أمر عظيم آخر وهو أن ال سبحانه يسمع دعاء العبد إذا دعاه
وناجاه طالبًا منه الرزق والولد والمن وكل دعاء مشروع فهو سبحانه السميع المجيب.
عاء}{40 ل ُد َ
لِة َوِمن ُذّرّيِتي َرّبَنا َوَتَقّب ْ صَ جَعْلِني ُمِقيَم ال ّ با ْ الية َ :41-40ر ّ
ب}. {41 سا ُحَ ن َيْوَم َيُقوُم اْل ِ
ي َوِلْلُمْؤِمِني َ
غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّ
َرّبَنا ا ْ
في هذه الية الكريمة وما بعدها يدعوا إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه :
-1أن يجعله مقيمًا للصلة هو وذريته على الوجه الكامل الذي يرضاه ال سبحانه.
يسأل ربه سبحانه أن يستجيب دعاءه له ولذريته ولوالديه )قبل البراءة من أبيه لكفره -2
ولعدم إيمانه بال سبحانه( وللمؤمنين معه بال وحده.
دعاؤه عليه السلم بالمغفرة له ولذريته ولوالديه )قبل البراءة من أبيه لكفره ولعدم -3
إيمانه بال سبحانه( وللمؤمنين معه بال وحده يوم القيامة يوم يحاسب ال سبحانه الناس
فبثيب المؤمنين الجنة ويلقي الكافرين في جهنم.
النحل
سورة السراء
حْمُهَما َكَما َرّبَياِني صَِغيرًا.
ب اْر َ
حَمِة َوُقل ّر ّ
ن الّر ْ
ل ِم َ
ح الّذ ّ
جَنا َ
ض َلُهَما َ
خِف ْ
اليه َ :24وا ْ
في هذه الية الكريمة آداب إسلمية رفيعة يوصي بها ال سبحانه وتعالى عباده المؤمنين تجاه
والديهم وهي :
-1التواضع والتذلل لهما لمكانتهما العالية في حياة النسان إذ أنهما السبب المباشر
لوجود هذا النسان.
53
-2الرحمة والرفق بهما وبرهما عندما يصبحان كبيران في السن وضعيفا القوى بعد
أن كانا قويين وهو صغير ضعيف فرعياه إلى أن أصبح بالغًا قويا .فوجب عليه رد
الجميل لهما ،ومن يستحقه أكثر منهما؟
-3الدعاء لهما بالرحمة من ال سبحانه والمغفرة وإدخالهما في رحمته سبحانه يوم
القيامة.
الية :56
في هذه الية الكريمة تحدي للكافرين وغيرهم من غير المؤمنين أن يدعون من يشاءون
من دون ال ’ فكل هؤلء مهما تعددوا ليس لهم من الحول ول القوة شئ يستطيعون أن يغيروا
شيئًا من حياة اولئك الكافرين .وهو توجيه رباني أن الدعاء الذي يستجاب هو ذلك الدعاء
الموجه ل سبحانه وحده.
خاُفو َ
ن حَمَتُه َوَي َ
ن َر ْ جو َ ب َوَيْر ُسيَلةَ َأّيُهْم َأْقَر ُ
ن ِإَلى َرّبِهُم اْلَو ِ ن َيْبَتُغو َ عو َ ن َيْد ُ ك اّلِذي َ الية ُ :57أوَلـِئ َ
حُذورًا. ن َم ْ ك َكا َ ب َرّب َ عَذا َ ن َ عَذاَبُه ِإ ّ
َ
في هذه الية الكريمة بيان أن الذين يدعون ال سبحانه من المؤمنين يطلبون التقرب إليه
ويتنافسون في ذلك لنيل القرب منه سبحانه وبدعائهم وتضرعهم يرجون رحمته سبحانه
ويخافون ويحذرون عذابه الذي أعده سبحانه للكافرين.
ضُتْم
عَر ْ جاُكْم ِإَلى اْلَبّر َأ ْ
ل ِإّياُه َفَلّما َن ّ
ن ِإ ّ
عو َ ل َمن َتْد ُ ضّ حِر َ ضّر ِفي اْلَب ْ سُكُم اْل ّ الية َ :67وِإَذا َم ّ
ن َكُفورًا. سا ُلْن َ
نا ِ َوَكا َ
يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير :يخبر تعالى أن الناس إذا مسهم الضر دعوه منيبين
إليه مخلصين له الدين ولهذا قال تعالى ) وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه (
أي ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير ال تعالى ( .....وقوله ) فلما نجاكم إلى البر أعرضتم (
نسيتم ما عرفتم من توحيده في ا لبحر ,وأعرضتم عن دعائه وحده لشريك له ) وكان النسان
كفورا( أي سجيته هذا ينسى النعم ويجحدها إل من عصم ال سبحانه.
طانًا
سْل َك ُ جَعل ّلي ِمن ّلُدن َ ق َوا ْصْد ٍ ج ِ خَر َ جِني ُم ْ خِر ْ ق َوَأ ْصْد ٍ
ل ِ خَ خْلِني ُمْد َ ب َأْد ِالية َ :80وُقل ّر ّ
صيرًا. ّن ِ
قال المفسرون أن هذه الية الكريمة نزلت في رسول ال صلى ال عليه وسلم حين خرج من
مكة المكرمة وتوجه إلى المدينة المنورة فوصفهما بمدخل صدق ومخرج صدق .وهذه الية
الكريمة تصلح أن يدعوا بها المؤمن ربه في كل شؤونه وحاجاته ،ومنها ما جاء في صفوة
التفاسير ) وقل رب أدخلني مدخل صدق ( أي قل يارب أدخلني قبري مدخل صدق أي إدخا ً
ل
حسنًا )وأخرجني مخرج صدق( أي أخرجني من قبري عند البعث إخراجًا حسنًا وهذا قول إبن
عباس )رضي ال عنه( ) .واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرا( أي اجعل لي قوة ومنعة
تنصرني بها على أعدائك وتعز بها دينك .وقد إستجاب ال دعاءه فنصره على العداء وأعل
ديته على سائر الديان.
جَهْرل َت ْ
سَنى َو َ حْ سَماء اْل ُلْ عوْا َفَلُه ا َن َأّيا ّما َتْد ُحَمـ َ
عوْا الّر ْ ل َأِو اْد ُ عوْا ا ّ ل اْد ُالية ُ :110ق ِ
ل.
سِبي ًك َ ن َذِل َ ت ِبَها َواْبَتِغ َبْي َ خاِف ْل ُت َك َو َ لِت َصَ ِب َ
يقول المام الغزالي )رحمه ال( في إسم ) ال( :إعلم أن هذا السم أعظم أسما ال عز وجل
من بين التسعة والتسعين لنه دال على الذات الجامعة لصفات اللهية كلها حتى ليشذ منها
شئ ) .كتاب المقصد السنى ( .فأنت أيها المسلم حين تدعوا ال سبحانه تدعوه بأعظم أسمائه
وكذلك دعاءك بالسماء الحسنى الخرى ومنها الرحمن فكلها أسماء ال ،وهو سبحانه يدعوك
أن تدعوه بأسمائه الحسنى وتتوسل إليه بها ليجيب دعاءك .
54
سورة الكهف
شدًا.ن َأْمِرَنا َر َ
ئ َلَنا ِم ْ
حَمًة َوَهّي ْ ك َر ْف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِمن ّلُدن َ الية ِ : 10إْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ
يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير في هذه الية الكريمة :يخبر ال تعالى عن أولئك
الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم لئل يفتنوهم عنه ........فقالوا حين دخلوا الكهف سائلين من
ال تعالى رحمته ولطفه بهم ) ربنا آتنا من لدنك رحمة ( أي ربنا هب لنا من عندك رحمة
ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا ) وهئ لنا من أمرنا رشدا( أي وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا.
وأقول :فالمؤمن في شدته وحيرته يكون توجهه إلى ربه سبحانه يطلب منه الرحمة والرشد
والسداد للحفاظ على دينه وثبات قلبه على عقيدته التوحيدية فالمثبت عليها هو ال سبحانه
برحمته,
عَو ِمن ُدوِنِه ض َلن ّنْد ُلْر ِ ت َوا َْسَماَوا ِ ب ال ّ عَلى ُقُلوِبِهْم ِإْذ َقاُموا َفَقاُلوا َرّبَنا َر ّ طَنا َ الية َ :14وَرَب ْ
ططًا. شَ ِإَلهًا َلَقْد ُقْلَنا ِإذًا َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مايلي:
-1استجاب ال سبحانه لفتية الكهف فربط على قلوبهم وثبتهم على دينهم وعقيدتهم
التوحيدية .
-2أن الدعاء ليكون إل ل سبحانه فهو رب السموات والرض ومن فيهن فل أمر إل
أمره سبحانه ول إله في السموات والرض غيره سبحانه ولحكم إل له ول مجيب بالحق
غيره .
ل وكذبًا وبهتانا وافتراًء على ومن دعا غيره على الطلق فقد قال شططًا أي باط ً -3
ال سبحانه.
عْيَنا َ
ك جَهُه َولَ َتْعُد َ ن َو ْي ُيِريُدو َ شّ ن َرّبُهم ِباْلَغَداِة َواْلَع ِ عو َ ن َيْد ُك َمَع اّلِذي َسَ صِبْر َنْف َ
الية َ : 28وا ْ
ن َأْمُرُه ُفُرطًا.عن ِذْكِرَنا َواّتَبَع َهَواُه َوَكا َ غَفْلَنا َقْلَبُه َ
ن َأ ْ
طْع َم ْ ل ُت ِ
حَياِة الّدْنَيا َو َ
عْنُهْم ُتِريُد ِزيَنَة اْل َ َ
يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير :أي اجلس مع الذين يذكرون ال ويهللونه ويحمدونه
ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد ال سواًء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء
أو ضعفاء.
وأقول :في هذه الية الكريمة توجيه إلهي لمصاحبة المؤمنين الخيار من هذه المة الذين
ل ونهارًا غايتهم وجه ال ورضاه وعفوه تعلقت قلوبهم بال وبمحبته وبدعائه سبحانه لي ً
ومغفرته ورحمته ،وأن ليصاحب المؤمن أهل زينة الدنيا من الغافلين عن ذكر ال سبحانه
ومتبعي الهوى والذين فرطوا في دينهم حبًا بالدنيا وشهواتها وطيباتها ونسوا ال الذي خلق لهم
الدنيا وما فيها.
سورة مريم
شقِّيا}{4
ك َربّ َ
عاِئ َ
شْيبًا َوَلْم َأُكن ِبُد َ
س َ
ل الّرْأ ُ
شَتَع َ
ظُم ِمّني َوا ْ
ن اْلَع ْ
ب ِإّني َوَه َ
ل َر ّاليات َ : 6-4قا َ
ك َوِلّيا}{5 ب ِلي ِمن ّلُدن َ عاِقرًا َفَه ْت اْمَرَأِتي َي ِمن َوَراِئي َوَكاَن ِ ت اْلَمَواِل َ
خْف ُ
َوِإّني ِ
ضّيا}.{6 ب َر ِجَعْلُه َر ّب َوا ْ
ل َيْعُقو َ
نآِ ث ِم َْيِرُثِني َوَيِر ُ
يقول الدكتور محمود شلتوت في كتابه ) السلم عقيدة وشريعة ( :وفي دعاء زكريا لربه ما يجدر
بالنسان الكامل أن يقف عنده وأن يتذوقه حتى يملك عليه نفسه وحتى يؤمن بما آمن به المقربون
من محبة الولد والحرص على طلبه والحصول عليه.
وأقول :في هذه آليات المباركات بيان إلهي أن زكريا عليه السلم رغم كبر سنه ووهنه وشيبته لم
ييأس أبدًا من دعاء ربه سبحانه مؤمنًا بصورة مطلقة أن ال سبحانه سيستجيب دعاَئه وأن ليرده ،
55
ويفصح زكريا عليه السلم عن الغاية من دعائه للسباب التي ذكرها حيث يطلب زكريا عليه
السلم ولدًا ليرثه ويرث من آل يعقوب ويدعوا له ال سبحانه أن يجعله رضيًا .يقول محمد علي
الصابوني ) واجعله رب رضيا( أي اجعله يارب مرضيًا عندك .
قال الرازي :قدم زكريا عليه السلم على طلب الولد أمورًا ثلثة -:أحدها كونه ضعيفًا والثاني أن
ال مارد طلبه البتة والثالث كون المطلوب بالدعاء سببًا للمنفعة في الدين ثم صرح سؤال الولد
وذلك مما يزيد الدعاء توكيدًا لما فيه من العتماد على حول ال وقوته والتبري عن السباب
الظاهرة.
شِقّيا .
عاء َرّبي َ
ن ِبُد َ
ل َأُكو َ
سى َأ ّ
عَعو َرّبي َ
ل َوَأْد ُ
ن ا ِّ
ن ِمن ُدو ِ
عو َ
عَتِزُلُكْم َوَما َتْد ُ
الية َ :48وَأ ْ
في هذه الية الكريمة بيان أن إبراهيم عليه السلم أخبر قومه أنه سيعتزلهم ويتركهم هم وما
يعبدون من دون ال سبحانه من الصنام .وأنه عليه السلم أخبرهم أنه سيدعوا ربه سبحانه موقنًا
أن ال سبحانه سيستجيب لدعائه .وفي هذا موقف حاسم من إبراهيم عليه السلم بترك الصنام
نهائيًا والتوجه بكليته إلى توحيد ال سبحانه والدعاء منه وحده سبحانه موقنًا باستجابة دعائه .يقول
محمد علي الصابوني :وهكذا اعتزل إبراهيم عليه السلم أباه وقومه وعبادتهم للوثان وهجر
الهل والوطان فلم يتركه ال )سبحانه( وحيدًا بل وهبه ذرية وعوضه خيرَا.
سورة طه
ساِني}عْقَدًة ّمن ّل َ
ل ُحُل ْ
سْر ِلي َأْمِري}َ {26وا ْ صْدِري}َ {25وَي ّ ح ِلي َ شَر ْبا ْ ل َر ّ الية َ : 35-25قا َ
{27
شُدْد ِبِه َأْزِري}{31 خي} {30ا ْ ن َأ ِن َأْهِلي}َ {29هاُرو َ جَعل ّلي َوِزيرًا ّم ْ َيْفَقُهوا َقْوِلي}َ {28وا ْ
صيرًا}.{35 ت ِبَنا َب ِ
ك ُكن َ ك َكِثيرًا}ِ {34إّن َ ك َكِثيرًا}َ {33وَنْذُكَر َ حَ سّب َ
ي ُن َ
شِرْكُه ِفي َأْمِري}َ {32ك ْ َوَأ ْ
عندما أمر ال سبحانه نبيه موسى عليه السلم بالذهاب إلى فرعون ودعوته لتوحيد ال سبحانه
طَغى .طه} ( {24عندها توجه موسى عليه السلم بالدعاء من ن ِإّنُه َ
عْو َب ِإَلى ِفْر َ بقوله تعالى )اْذَه ْ
ال سبحانه أن يشرح له صدره وينوره باليمان ويطمئنه بالنصر والتأييد على فرعون ثم يسأله
سبحانه أن ييسر له هذا المر العظيم الجليل بمواجهة أعتى الملوك والجبابرة والظلمة المتجبرين
والذي ادعى اللوهية .ثم يسأله سبحانه أن يطلق لسانه بالكلم البين الواضح والحجة الواضحة
التي للبس فيها وذلك لكي يفهموا ويفقهوا قوله عليه السلم دون أي شك أو تأويل .ثم يدعوه
سبحانه أن يجعل له مساعدًا ومستشارًا من أهل بيته أخاه هارون عليه السلم ،حيث أن مشاركة
أخيه معه في أمره ودعوته ومحاججته فرعون نصر له وتأييد له يرفع من معنوياته ويقوي موقفه
أمام ذلك المتجبر المتغطرس الظالم.
ب ِزْدِني
حُيُه َوُقل ّر ّ ك َو ْضى ِإَلْي َ
ل َأن ُيْق َن ِمن َقْب ِل ِباْلُقْرآ ِ
جْل َتْع َق َو َحّ ك اْل َ
ل اْلَمِل ُ
الية َ :114فَتَعاَلى ا ُّ
عْلمًا.ِ
في هذه الية الكريمة يأمر ال سبحانه نبيه الكريم محمد صلى ال عليه وسلم أن يدعوه سبحانه
ليزيده علمًا .يقول محمد علي الصابوني :أي سل ال سبحانه زيادة العلم النافع .يقول الطبري :
أمره بمسألته من فوائد العلم مال يعلم .وجاء في تفسير الجللين ) :فتعالى ال الملك الحق( عما
يقول المشركون )ول تعجل بالقرآن( أي بقراءته )من قبل أن يقضى إليك وحيه( أي يفرغ جبريل
من إبلغه )وقل رب زدني علما( أي بالقرآن فكلما انزل عليه شيء منه زاد به علمه.
وأقول :وهذا الدعاء المبارك يجب أن يدعوا به كل طالب علم وكل سالك لمسالك العلم والبحث في
كل مجال لينال بفضل ال زيادة في العلم والفهم وتيسير طرق طلب العلم.
56
سورة النبياء
ن}{83 حِمي َ حُم الّرا ِت َأْر َ ضّر َوَأن َي ال ّ سِن َ
ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني َم ّ الية َ : 84-83وَأّيو َ
ن}عنِدَنا َوِذْكَرى ِلْلَعاِبِدي َ ن ِحَمًة ّم ْ ضّر َوآَتْيَناُه َأْهَلُه َوِمْثَلُهم ّمَعُهْم َر ْشْفَنا َما ِبِه ِمن ُ جْبَنا َلُه َفَك َ
سَت َ
َفا ْ
.{84
في هذه الية الكريمة بيان رباني أن النسان مهما علت درجته في الدنيا ومهما كان مقربًا من ال
سبحانه وحتى لو كان نبيًا فهو معرض للبلء والبتلء والمتحان ومس الضر له إلى درجة مؤذية
له جسديًا أو نفسيًا أو غير ذلك .وعندها يتوجه بصدق وإخلص وإيمان كامل مطلق بال سبحانه
إلى ربه العظيم الكريم الذي ليرفع الضر والبلء إل هو .فهذا أيوب عليه السلم يتوجه بكل
ل برحمة ربه سبحانه الذي هو أرحم الراحمين سبحانه ليرفع عنه الضر والبلء . جوارحه متوس ً
فاستجاب له ربه سبحانه فرفع عنه الضر والبلء وآتاه مثل ما فقد من الولد مرتين وذلك من رحمة
ال سبحانه وليكون ذكرى للعابدين ربهم بإيمان وصدق وإخلص وتوكل مطلق عليه سبحانه.
الية :87
ك ِإّنيحاَن َ
سْب َل َأنتَ ُ ل ِإَلَه ِإ ّ
ت َأن ّ ظُلَما ِعَلْيِه َفَناَدى ِفي ال ّ ن َأن ّلن ّنْقِدَر َ ظّضبًا َف َ
ب ُمَغا ِ ن ِإذ ّذَه َ َوَذا الّنو ِ
ن. ظاِلِمي َن ال ّ ت ِم َ ُكن ُ
وهذا نبي آخر من أنبياء ال يتوجه إلى ربه سبحانه هو صاحب الحوت يونس عليه السلم الذي
دعا ربه أن يخلصه مما هو فيه من كرب وشدة في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل
متوسلً بتوحيده ل سبحانه مقرًا بذنبه مستغيثًا بال سبحانه ليخلصه مما هو فيه .إن دعاء يونس
عليه السلم ) ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( وعد ال سبحانه أن ينجي به المؤمنين
الذين يدعون في حالة الشدة والبلء حيث قال سبحانه في الية التالية :فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجي المؤمنين.
ن}{89 خْيُر اْلَواِرِثي َ
ت َ ل َتَذْرِني َفْردًا َوَأن َ ب َ الية َ :90-89وَزَكِرّيا ِإْذ َناَدى َرّبُه َر ّ
غبًا
عوَنَنا َر َت َوَيْد ُ
خْيَرا ِ ن ِفي اْل َ عو َ ساِر ُ جُه ِإّنُهْم َكاُنوا ُي َحَنا َلُه َزْو َ صَل ْ
حَيى َوَأ ْ جْبَنا َلُه َوَوَهْبَنا َلُه َي ْسَت َ
َفا ْ
ن}.{90 شِعي َخا ِ َوَرَهبًا َوَكاُنوا َلَنا َ
وهذا نبي آخر من أنبياء ال الكرام عليهم السلم يتوجه إلى ربه سبحانه طالبًا منه أن يفرج همه
ل بعبوديته ل سبحانه حيث يقول ) رب لتذرني فردًا ( وغمه بإعطائه ذرية لكي ليبقى فردًا متوس ً
فال سبحانه هو الرب وزكريا عليه السلم هو العبد ل سبحانه وهو يدعوا ال تعالى بهذه الصفة )
ل بها لستجابة دعائه وكانت الستجابة بأن وهبه ال سبحانه ولدًا هو يحي عليه العبودية ( متوس ً
السلم .فقد كان زكريا عليه السلم يدعوا ربه رغبًا بما عند ال سبحانه من خير وفضل ورهبًا من
جبروت ال وقوته سبحانه وكان هو وزوجه يسارعون في الخيرات خاشعين ل تعالى.
سورة الحج
الية :13-11
جِهِهعَلى َو ْب َ صاَبْتُه ِفْتَنٌة انَقَل َ
ن َأ َطَمَأنّ ِبِه َوِإ ْ
خْيٌر ا ْ
صاَبُه َ ن َأ َ ف َفِإ ْ
حْر ٍ عَلى َ ل َ
س َمن َيْعُبُد ا َّن الّنا ِ َوِم َ
ل َينَفُعُه
ضّرُه َوَما َل َي ُ ل َما َ ن ا ِّ
عو ِمن ُدو ِ ن}َ {11يْد ُ ن اْلُمِبي ُ
سَرا ُخْ ك ُهَو اْل ُ
خَرَة َذِل َ
لِ سَر الّدْنَيا َوا ْ
خِ َ
شيُر}.{13 س اْلعَ ِس اْلَمْوَلى َوَلِبْئ َ ب ِمن ّنْفعِِه َلِبْئ َ ضّرُه َأْقَر ُعو َلَمن َ ل اْلَبِعيُد}َ {12يْد ُ لُضَ ك ُهَو ال ّ َذِل َ
في هذه اليات الكريمة معاني عالية يبينها ال سبحانه للناس ليتدبروها - :
أن هناك بعض الناس يعبد ال سبحانه على شك وعدم يقين أو على طرف من الدين -1
فإن أصابه خير وبركة اطمأن واستبشر بدينه وفرح بذلك ومنهم من إذا أصيب بفتنة في
57
الدنيا ووقع له مال يسره إنقلب وارتد عن دينه وبذلك خسر الدنيا وخسر رضى ال سبحانه
في الخرة وهذا أعظم خسران للنسان أن يخسر دنيا وآخرته .
يبين ال سبحانه أن هذا الخاسر المرتد يدعوا من دون ال سبحانه من لينفعه ول -2
يضره لنه ليملك من أمر الدنيا والخرة شئ وذلك هو الضلل البعيد عن دين ال .
-3ثم يبين سبحانه أن هذا الضال المرتد يدعوا من دون ال من الوثان والصنام
وغيرها ما ضرره أقرب من نفعه حيث يعتقد أن المدعو ينفعه وبذلك يبتعد عن دعاء ال
فيقع في الضلل والشرك بال سبحانه وتعالى .
خُلُقوا ُذَبابًا
ل َلن َي ْ
ن ا ِّن ِمن ُدو ِعو َن َتْد ُ
ن اّلِذي َ
سَتِمُعوا َلُه ِإ ّ
ل َفا ْ
ب َمَث ٌ
ضِر َ س ُ الية َ :73يا َأّيَها الّنا ُ
ب. طُلو ُب َواْلَم ْ
طاِل ُ
ف ال ّ
ضُع َسَتنِقُذوُه ِمْنهُ َ ل َي ْ
شْيئًا ّ
ب َ سُلْبُهُم الّذَبا ُ
جَتَمُعوا َلُه َوِإن َي ْ
َولَِو ا ْ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن جميع مايدعوه الناس من أصنام وأوثان ومخلوقات
بشرية وغير بشرية من دون ال لن يستطيعوا أن يخلقوا ذبابة واحدة ولو اجتمعوا لذلك جميعهم
إذ لحول لهم ولقوه ولعلم ليقوموا بذلك الخلق .وكل تلك المعبودات والمدعوين من دون ال
ل يستطيعون استرجاع ما يسلبهم الذباب من حاجاتهم فهم أضعف من ذلك .وفي هذا بيان
حقارة وضعف وتهافت كل مدعو من دون ال.
سورة المؤمنون
ن.
صْرِني ِبَما َكّذُبو ِب ان ُل َر ّالية َ :26قا َ
في هذه الية الكريمة بيان أن نبي آخر من أنبياء الله هو نوح عليه السلم دعا
ربه سبحانه أن ينصره على قومه الذين كذبوه وأنكروا رسالته واستهزؤا
به .فكانت دعوته مستجابة فحل بقومه دمار شامل أبادهم جميعا ً جزاًء
على طغيانهم وتجبرهم واستخفافهم برسول الله المرسل إليهم.
ن. صْرِني ِبَما َكّذُبو ِب ان ُ الية َ :39قا َ
ل َر ّ
وهذا نبي آخر دعا رب سبحانه بدعاء نوح عليه السلم وكانت الجابة مماثلة وهي تدمير القوم
الذين كذبوا ذلك الرسول عليه السلم )الذي لم يذكر ال سبحانه اسمه (.
ن}.{94 ظاِلِمي َ
جَعْلِني ِفي اْلَقْوِم ال ّل َت ْ
ب َف َ
ن}َ{93ر ّ عُدو َ
ب ِإّما ُتِرَيّني َما ُيو َالية ُ :94-93قل ّر ّ
يقول الشيخ أحمد شاكر :يقول تعالى آمرا ً نبيه محمد صلى الله عليه
وسلم أن يدعوا بهذا الدعاء عند حلول النقم ) رب إما تريني ما يوعدون (
أي إن عاقبتهم ) أي المشركين ( وأنا شاهد ذلك فل تجعلني فيهم .
وأقول :هذا دعاء عظيم يسأل فيه المؤمن ربه أن ليجعله مع القوم
الظالمين لنفسهم إذا عاقبهم ربهم سبحانه بعقوبة دنيوية مهينة لهم في
هذه الحياة.
ن}ضُرو ِح ُ ب َأن َي ْك َر ّ عوُذ ِب َ
ن}َ{97وَأ ُ طي ِ
شَيا ِ
ت ال ّ
ن َهَمَزا ِك ِم ْعوُذ ِب َ الية َ :98-97وُقل ّر ّ
ب َأ ُ
.{98
في هاتين اليتين الكريمتين دعاء كريم آخر يعلمه ال سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد صلى
الله عليه وسلم ومن بعده لمته وهو الستعاذة بالله من همزات الشياطين وحيلهم
وأحابيلهم وأن يحضروه في أي أمر من أموره الحياتية والرسالية .وقد ورد في الحديث أن
رسول ال صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه كلمات يقولونها عند النوم :
باسم الله أعوذ ب كلمات ال التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات
الشياطين وأن يحضر ون) .مسند أحمد . ( 6696
58
ن}{99 جُعو ِ ب اْر ِ ل َر ّ ت َقا َحَدُهُم اْلَمْو ُجاء َأ َ حّتى ِإَذا َ الية َ : 100-99
ن}{100 خ ِإَلى َيْوِم ُيْبَعُثو َل ِإّنَها َكِلَمٌة ُهَو َقاِئُلَها َوِمن َوَراِئِهم َبْرَز ٌ ت َك ّصاِلحًا ِفيَما َتَرْك ُ ل َ َلَعّلي َأعَْم ُ
في هاتين اليتين الكريمتين بيان أن الذي يموت من الكافرين والمفَرطين بدين الله
تمر عليه اللحظة الحاسمة التي لرجعة فيها وهي ساعة الموت عند ذلك يدعوا ربه
سبحانه أن يرجعه إلى الدنيا لعله يعمل صالحا ً فيما ترك من مال وبنين ومصالح
ليرضي الله سبحانه ،ولكن هيهات ول استجابة له ولدعائه حتى يوم البعث والنشور
عَلى الّناِر ى ِإْذ ُوِقُفوْا َ لنه لوعاد لفعل مثلما كان يفعل سابقًا كما جاء في آيات أخرى مثل َ} -:وَلْو َتَر َ
ل َوَلوْ
ن ِمن َقْب ُ خُفو َل َبَدا َلُهم ّما َكاُنوْا ُي ْ ن {النعام َ} 27ب ْ ن اْلُمْؤِمِني َن ِم َ ت َرّبَنا َوَنُكو َ ب ِبآَيا ِل ُنَكّذ َ
َفَقاُلوْا َيا َلْيَتَنا ُنَرّد َو َ
ن {النعام .28 عْنُه َوِإّنُهْم َلَكاِذُبو َ
ُرّدوْا لََعاُدوْا ِلَما ُنُهوْا َ
عْدَنا َفِإّنا
ن ُجَنا ِمْنَها َفِإ ْ
خِر ْ ن}َ{106رّبَنا َأ ْ ضاّلي َشْقَوُتَنا َوُكّنا َقْومًا َ عَلْيَنا ِ
ت َ غَلَب ْ
الية َ : 107-106قاُلوا َرّبَنا َ
ن}.{107 ظاِلُمو َ َ
في هاتين اليتين الكريمتين دعاء ونداء وجواب من أهل النار يعترفون به أن شقاءهم غلب عليهم وأنهم كانوا
قومًا ظالمين بتكذيب الرسل والشرك وتكذيب البعث والنشور والحساب .ثم يدعون ربهم سبحانه أن يخرجهم من
النار ليعودوا إلى الحياة الدنيا ليعملوا صالحًا ويقولون إذا عدنا إلى ما كنا عليه من الضلل والكفر والشرك إنهم
ن {المؤمنون .108 ل ُتَكّلُمو ِ
سُؤوا ِفيَها َو َ خَ لا ْ ظالمون .فكان الجواب في الية التالية َ} :قا َ
ن.
حِمي َ خْيُر الّرا ِ ت َ حْمَنا َوَأن َغِفْر َلَنا َواْر َن َرّبَنا آَمّنا َفا ْعَباِدي َيُقوُلو َ ن ِ ق ّم ْ ن َفِري ٌالية ِ :109إّنُه َكا َ
في هذه الية الكريمة إخبار من ال سبحانه أن هناك فريق من عباده هم المؤمنون الموحدون الذين يدعون ربهم
ن ( فهم يتوسلون بإيمانهم وتوحيدهم لربهم لكي حِمي َخْيُر الّرا ِ ت َ حْمَنا َوَأن َغِفْر َلَنا َواْر َ صادقين بقولهم )َرّبَنا آَمّنا َفا ْ
يغفر لهم ما بدر منهم من ذنوب وخطايا راجين الرحمة من ال سبحانه الذي هو خير الراحمين.
ن} ح اْلَكاِفُرو َ ل ُيْفِل ُ
عنَد َرّبِه ِإّنُه َ ساُبُه ِحَن َلُه ِبِه َفِإّنَما ِ
ل ُبْرَها َ خَر َ ل ِإَلهًا آ َ
ع َمَع ا ِّ الية َ : 118-117وَمن َيْد ُ
ن.حِمي َ خْيُر الّرا ِت َ حْم َوَأن َغِفْر َواْر َ با َْ{117وُقل ّر ّ
في هاتين اليتين الكريمتين أمرين عظيمين في حياة النسان -:
من يشرك بال سبحانه ويدعوا معه إلهًا آخر يسأله مايشاء ولبرهان له إطلقًا حول وجود ذلك -1
عَدهم بالخسران وعدم الفلح لنهم كافرون الله ) غير ال تعالى( فإن حسابه على ال وأن ال سبحانه و َ
بال مشركون به .فالدعاء ليكون إل من ال وحده سبحانه .
توجيه وتعليم للمؤمن كي يدعوا ربه سبحانه أن يغفر له ذنوبه وخطاياه وأن يرحمه إذا صار في -2
الحساب بين يدي ال سبحانه وأن ال عز وجل هو خير الراحمين.
سورة الفرقان
غَرامًا . ن َ عَذاَبَها َكا َن َجَهّنَم ِإ ّ
ب َ عَذا َ عّنا َف َ صِر ْ ن َرّبَنا ا ْن َيُقوُلو َ
الية َ :65واّلِذي َ
في هذه الية صفة من صفات عباد الرحمن وهي أنهم يتوجهون إلى ربهم سبحانه بالدعاء منه سبحانه أن
يصرف عنهم عذاب جهنم الذي أعده سبحانه للكافرين جزاءً لهم على كفرهم بال وبرسالته وأنبيائه الكرام عليهم
السلم.
ل َذِل َ
ك ن َوَمن َيْفَع ْ
ل َيْزُنو َ
حقّ َو َل ِباْل َ
ل ِإ ّ
حّرَم ا ُّ س اّلِتي َ ن الّنْف َل َيْقُتُلو َخَر َو َل ِإَلهًا آ َ
ن َمَع ا ِّعو َ ل َيْد ُ
ن َالية َ :68واّلِذي َ
ق َأَثامًا
َيْل َ
في هذه الية الكريمة صفة أخرى من صفات عباد الرحمن وهي توحيدهم ل سبحانه في العبادة وفي الدعاء فهم
يدعون ال سبحانه فقط ليمانهم بأنه ليجيب الدعاء سوى ال وحده مالك المر والنهي في الكون القادر على
الجابة سبحانه .وكذلك وردت في الية صفات أخرى لعباد الرحمن وهي أنهم ليقتلون النفس التي حرم ال إل
بالحق ول يرتكبون كبيرة الزنا لعلمهم بمخالفتها لشرع ال وللعقوبة الكبيرة لمن يفعلها حيث يعذب في جهنم
خُلْد ِفيِه ُمَهانًا {الفرقان 69ثم ف َلُه اْلَعَذابُ َيْوَم اْلِقَياَمِة َوَي ْع ْ ضا َويهان ويحتقر ويذل كما جاء في الية التالية ُ}:ي َ
يأتي الستثناء ) لمن تاب وعمل صالحًا حيث تبدل سيئاتهم حسنات ويغفر ال سبحانه لهم ويرحمهم( في الية
حيمًا {الفرقان غُفورًا ّر ِل َ ن ا ُّ
ت َوَكا َسَنا ٍحَ سّيَئاِتِهْم َ
ل َ ل ا ُّ
ك ُيَبّد ُ
صاِلحًا َفُأْوَلِئ َ
ل َ عَم ً ل َ عِم َ
ن َو َب َوآَم َل َمن َتا َ التالية ِ}:إ ّ
.70وهذا من عظيم كرم ال سبحانه لعباده الذين يستزلهم الشيطان فيقعون في الخطيئة ثم تصحو ضمائرهم
وعقولهم ويتوبون ل سبحانه.
59
ن ِإَمامًا.
جَعْلَنا ِلْلُمّتِقي َن َوا ْعُي ٍ
جَنا َوُذّرّياِتَنا ُقّرَة َأ ْ ن َأْزَوا ِب َلَنا ِم ْن َرّبَنا َه ْ ن َيُقوُلو َ الية َ :74واّلِذي َ
وهذه صفة أخرى من صفات عباد الرحمن وهي دعوتهم لربهم سبحانه أن يهب لهم من أزواجهم وذرياتهم من
البنين والبنات قرة أعين تعمل في طاعة ال وبما يرضي ال سبحانه لكي يفرح بها الباء والمهات ويشكروا ال
سبحانه على هذه النعمة ثم يدعون ربهم سبحانه أن يجعلهم أئمة وقدوة للمتقين الصالحين الخائفين من ربهم
العابدين له حسب شريعته ودينه .
ن ِلَزامًا .
ف َيُكو ُ سْو َ عاُؤُكْم َفَقْد َكّذْبُتْم َف َ
ل ُد َ ل َما َيْعَبُأ ِبُكْم َرّبي َلْو َ الية ُ :77ق ْ
في هذه الية الكريمة بيان أن الدعاء من أعظم المور في حياة النسان عامة والمؤمنين خاصة إذ لول الدعاء
والتضرع والتوسل والخضوع المطلق ل لما أعارهم ال سبحانه أي أهمية أو نظر إليهم أو خصهم بالخير والعفو
والمغفرة يوم القيامة .يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :وقوله ) فقد كذبتم( أي أيها الكافرون ) فسوف
يكون لزاما( أي فسوف يكون تكذيبكم لزامًا لكم يعني مقتضيًا لهلككم وعذابكم ودماركم في الدنيا والخرة.
الشعراء
جَعْلِني
ن}َ {84وا ْ خِري َ لِ ق ِفي ا ْ صْد ٍن ِ سا َ جَعل ّلي ِل َ ن}َ {83وا ْ حي َصاِل ِ حْقِني ِبال ّ حْكمًا َوَأْل ِب ِلي ُ ب َه ْ الية َ :87-83ر ّ
ن}.{87 خِزِني َيْوَم ُيْبَعُثو َ ل ُت ْن}َ {86و َ ضاّلي َ
ن ال ّ ن ِم َ لِبي ِإّنُه َكا َغِفْر َِ جّنِة الّنِعيِم}َ {85وا ْ ِمن َوَرَثِة َ
في هذه اليات الكريمة يدعوا إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه بأمور متعددة وهي-:
يسأل ال سبحانه أن يهب له حكمًا أي أن يهب له الفهم والعلم . -1
أن يلحقه سبحانه في زمرة عباد ال الصالحين. -2
أن يجعل له ذكرًا حسنًا وثناءً عطرًا فيمن يأتي بعده إلى يوم القيامة. -3
أن يجعل مقامه في جنة النعيم التي أعدها ال سبحانه للمؤمنين المتقين من عباده. -4
-5يدعوا لوالده بالصفح والمغفرة من ال سبحانه وهدايته للسلم لنه من الضالين عن سبيل الهدى لنه
وعد والده أن يستغفر له ويدعوا له بالهداية .وكان أبوه قد وعده أن يؤمن ولذلك دعا له واستغفر ) تفسير
عنل َ لِبيِه ِإ ّ
سِتْغَفاُر ِإْبَراِهيَم َِ
نا ْ القرطبي ( .فلما بان له أنه ليفي تبرأ منه وقد قال ال سبحانه بحقه }َوَما َكا َ
حِليٌم {التوبة .114 ن ِإْبَراِهيَم لّواٌه َ ل َتَبّرَأ ِمْنُه ِإ ّ عُدّو ِّ ن َلُه َأّنُه َعَدَها ِإّياُه َفَلّما َتَبّي َ
عَدٍة َو َ
ّمْو ِ
طلب من ربه أن ليذله ول يخزيه ول يهينه يوم القيامة يوم يبعث الناس للحساب أمام رب -6
العالمين سبحانه.
ن} ن اْلُمْؤِمِني َ
جِني َوَمن ّمِعي ِم َ ح َبْيِني َوَبْيَنُهْم َفْتحًا َوَن ّن}َ{117فاْفَت ْ ن َقْوِمي َكّذُبو ِ ب ِإ ّ ل َر ّالية َ :118-117قا َ
.{118
في هاتين اليتين الكريمتين ينين ال سبحانه :
قول نوح عليه السلم لربه سبحانه أن قومه كذبوه ولم يؤمنوا برسالته إل قليل منهم. -1
يدعوا نوح عله السلم ربه تعالى أن يحكم بينه وبين قومه الذين استمروا على كفرهم وضللهم -2
ح َأّنُه َلن
ي ِإَلى ُنو ٍ حَ وتكذيبهم له وأنهم لن يستجيبوا له بعد ذلك كما أخبر سبحانه في الية التالية َ} :وُأو ِ
ن {هود . 36 س ِبَما َكاُنوْا َيْفَعُلو َ ل َتْبَتِئ ْن َف َل َمن َقْد آَم َ ك ِإ ّ
ن ِمن َقْوِم َ ُيْؤِم َ
يدعو من ربه سبحانه أن ينجيه ومن معه من المؤمنين ويخرجهم من بين الكافرين سالمين -3
بدينهم وأبدانهم .فاستجاب له ربه تعالى كما جاء في اليتين التاليتين :فأنجبناه َوَمن ّمَعُه ِفي اْلُفْل ِ
ك
ن}.{120 غَرْقَنا َبْعُد اْلَباِقي َ
ن}ُ {119ثّم َأ ْ حو ِشُ اْلَم ْ
ن.جِني َوَأْهِلي ِمّما َيْعَمُلو َ ب َن ّ
الية َ : 169ر ّ
في هذه الية الكريمة دعاء لوط عليه السلم يدعو ربه سبحانه أن ينجيه وأهله مما كان يعمل قومه من السوء
والفساد والكفر .يقول محمد علي الصابوني :أي نجني من العذاب الذي يستحقونه بعملهم القبيح أنا وأهلي.
ن.ن اْلُمَعّذِبي َ
ن ِم َ خَر َفَتُكو َ ل ِإَلهًا آ َ
ع َمَع ا ِّل َتْد ُ
الية َ :213ف َ
ن ل يدعون مع ال إلها آخر إتخذوه في هذه الية الكريمة تحذير شديد وإنذار من ال سبحانه للناس جميعًا أ ِ
من المخلوقات أو المنحوتات أو الصنام أو غير ذلك مما خلق ال سبحانه .ومن ليأتمر بأمر ال سبحانه
فسيكون مصيره مع الكافرين والمشركين والمنافقين في العذاب المهين.
60
سورة النمل
عَم َ
ل ن َأ ْي َوَأ ْ
عَلى َواِلَد ّ ي َو َعَل ّ ت َ ك اّلِتي َأْنَعْم َ شُكَر ِنْعَمَت َن َأ ْ
عِني َأ ْب َأْوِز ْل َر ّ حكًا ّمن َقْوِلَها َوَقا َ ضا ِسَم َ الية َ :19فَتَب ّ
ن.
حي َصاِل ِ
ك ال ّ عَباِد َ ك ِفي ِ حَمِت َ خْلِني ِبَر ْ ضاُه َوَأْد ِصاِلحًا َتْر ََ
في هذه الية الكريمة نبي كريم من أنبياء ال سبحانه عليهم السلم يتوجه إلى ربه سبحانه الذي أنعم عليه بل
حدود يشكره على نعمة واحدة من نعمه العظيمة سبحانه هو سليمان عليه السلم ويطلب من ربه أن يلهمه
ويوفقه لشكر ربه على نعمه عليه وعلى والديه وأن يوفقه ) وهو نبي ( أن يعمل صالحًا من العمال يرضاه ربه
ل برحمته أن سبحانه ويتقبله منه شكرًا على فضل ال عليه وعلى والديه .ثم يدعوا ربه سبحانه وتعالى متوس ً
يدخله في زمرة عباده الصالحين الذين رضي ال عنهم وأعد لهم جنات الخلد وما فيها من نعيم وخير ليعلمه إل
هو سبحانه.
ن.ل ّما َتَذّكُرو َ ل َقِلي ً
ض َأِإَلٌه ّمَع ا ِّ
لْر ِ جَعُلُكْم خَُلَفاء ا َْسوءَ َوَي ْف ال ّ ش ُ عاُه َوَيْك ِ طّر ِإَذا َد َ ضَ ب اْلُم ْ جي ُ الية َ : 62أّمن ُي ِ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه نعمة من نعمه العظيمة التي لحصر لها وهي نعمة إجابة المضطر
المحتاج إلى عون ال ورحمته إذا دعاه وأنه هو سبحانه وحده الذي يجيب الدعاء ويكشف السوء عنه و هو الذي
يورث الرض ويملكها ويخلف عليها من يشاء من عباده سبحانه .ثم تنتهي الية الكريمة باستفهام هل هناك إله
ل ماتذكرون ل بعد جيل إلى يوم القيامة؟ .ولكنكم قلي ً مع ال سبحانه يجيب المضطر ويخلق الخلق ويورثهم جي ً
ذلك وتذكرون ما أوصاكم به ربكم من خلل رسله عليهم السلم.
القصص
حيُم .غِفْر ِلي َفَغَفَر َلُه ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ سي َفا ْ ت َنْف ِ
ظَلْم ُب ِإّني َ ل َر ّ الية َ :16قا َ
في هذه الية الكريمة يتوجه موسى عليه السلم إلى ربه سبحانه بعد أن قتل شخصًا ،ثم تبين له أنه من عمل
الشيطان الذي أغراه وأضله ،يعو ربه تعالى ،معترفًا بظلمه لنفسه ،أن يغفر له ربه سبحانه ذلك العمل ) قتل
النفس ( فغفر له ربه ذلك لنه ُمعد لرسالة كبرى من رسالت ال سبحانه ،وهو الغفور لمن دعاه للمغفرة الرحيم
بعباده عند شدتهم وابتلئهم إذا تابوا إليه توبة نصوح لرجعة فيها للضلل والظلم للنفس وللمجتمع.
ن. ظاِلِمي َن اْلَقْوِم ال ّ
جِني ِم َ ب َن ّ
ل َر ّ ب َقا َخاِئفًا َيَتَرّق ُ ج ِمْنَها َ خَر َ الية َ : 21ف َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن موسى عليه السلم عندما خرج هاربًا من مصر خوفًا على حياته كان
خائفًا مترقبًا لما يحدث له .فدعا ربه سبحانه وهو في تلك الحالة الصعبة أن ينجيه من القوم الظالمين فرعون
وقومه وجنوده .وهذا من سنة النبياء عليهم السلم فهم يتوجهون إلى ربهم للعون عند الشدائد التي يواجهونها
لن المر كله بيد ال سبحانه.
ل.سِبي ِ
سَواء ال ّ سى َرّبي َأن َيْهِدَيِني َ عَ ل َ ن َقا َجَه ِتْلَقاء َمْدَي َالية َ :22وَلّما َتَو ّ
في هذه الية الكريمة دعاء آخر لموسى عليه السلم وهو متوجه إلى مدين بلد شعيب عليه السلم يتوجه به إلى
ربه أن يهديه سواء السبيل وهو صراط ال المستقيم والهداية على مايرضي ال من قول وعمل.
ن. جُعو َحْكُم َوِإَلْيِه ُتْر َ
جَهُه َلُه اْل ُ
ل َو ْ ك ِإ ّيٍء َهاِل ٌش ْل َ ل ُهَو ُك ّ ل ِإَلَه ِإ ّ
خَر َ ل ِإَلهًا آ َع َمَع ا ِّ ل َتْد ُ
الية َ :88و َ
في هذه الية الكريمة بيان لرسول ال صلى ال عليه وسلم ولمته من بعده أن ليدعوا مع ال إلهًا آخرإذ ل إله
إل ال سبحانه وليكون الدعاء إل له مالك مقاليد السموات والرض وما بينهما من خير وضر فل خير إل بإذنه
ول ضر إل بأمر ال تعالى لحكمته ورحمته .ثم تبين الية الكريمة أن كل الخلئق هالكة ) قبل يوم القيامة ( إل
هوسبحانه فهو الحق الدائم الذي ليموت تبارك وتعالى سبحانه .
العنكبوت
ن.سِدي َعَلى اْلَقْوِم اْلُمْف ِ صْرِني َ ب ان ُ ل َر ّ الية َ : 30قا َ
في هذه الية الكريمة يتوجه لوط عليه السلم إلى ربه العزيز القدير أن ينصره على قومه المفسدين في الرض
الذين كذبوه وعصوه ولم يستمعوا إلى نصحه وإرشاده لهم بل استهزؤوا به وتحدوه بعنجهية وغطرسة وتجبر أن
جاء يأتيهم بالعذاب إن كان من الصادقين .فكان هذا الدعاء عليهم فكان الجواب كما في آيات ُأخرى َ} :فَلّما َ
ساِفَلَها
عاِلَيَها َ
جَعْلَنا َضوٍد {هود 82وكذلك }َف َ ل ّمن ُ جي ٍ
سّ جاَرًة ّمن ِ حَ عَلْيَها ِ طْرَنا َ ساِفَلَها َوَأْم َعاِلَيَها َ جَعْلَنا ََأْمُرَنا َ
ل {الحجر . 74فمحقهم ال سبحانه في لحظات ليختفوا من الوجود فورًا . جي ٍ سّ جاَرًة ّمن ِ حَ عَلْيِهْم ِ طْرَنا َ
َوَأْم َ
حِكيُم .يءٍ َوُهَو اْلَعِزيُز اْل َ ش ْن ِمن ُدوِنِه ِمن َ عو َ ل َيْعَلُم َما َيْد ُ ن ا َّ
الية ِ : 42إ ّ
61
في هذه الية الكريمة يبين ال أنه سبحانه يعلم مايدعوا الناس من دونه من أصنام وأوثان ومخلوقات من بشر
وغيرهم ول يظن أحد أن ال سبحانه غافل عن دعائهم غيره فهو سبحانه عزيز وحكيم ويعلم كل ذلك .وقد حذر
ال سبحانه الناس من دعاء غيره على الطلق وذلك في آيات بينات في القرآن العظيم.
سَماَوات َوَمن ِفي ل َمن ِفي ال ّ ن ِّ طانًا ّمِريدًا {النساء َ} .117أل ِإ ّ شْي َ
ل َن ِإ ّ
عو َل ِإَناثًا َوِإن َيْد ُن ِمن ُدوِنِه ِإ ّ عو َ }ِإن َيْد ُ
ن {يونس .66ومن صو َ خُر ُ ل َي ْن ُهْم ِإ ّن َوِإ ْ
ل الظّ ّن ِإ ّشَرَكاء ِإن َيّتِبُعو َ ل ُ نا ّن ِمن ُدو ِ عو َ ن َيْد ُ
ض َوَما َيّتِبُع اّلِذي َلْر ِ اَ
غَن ْ
ت سُهْم َفَما َأ ْ
ظَلْمَناُهْم َوَلـِكن ظََلُموْا َأنُف َ يدعوا غير ال فهو خاسر وسيندم ندمًا شديدًا حين لينفع الندم َ} .وَما َ
ب {هود .101 غْيَر َتْتِبي ٍك وََما َزاُدوُهْم َ جاء َأْمُر َرّب َ يءٍ ّلّما َش ْل ِمن َ نا ّ ن ِمن ُدو ِ عو َ عْنُهْم آِلَهُتُهُم اّلِتي َيْد ُ
َ
ن. شِرُكو َ جاهُْم ِإَلى اْلَبّر ِإَذا ُهْم ُي ْ
ن َفَلّما َن ّ
ن َلُه الّدي َ
صي َخِل ِ
ل ُم ْ
عُوا ا َّك َد َالية َ :65فِإَذا َرِكُبوا ِفي اْلُفْل ِ
في هذه الية الكريمة يخبرنا ال سبحانه أن المشركين والكافرين عندما يكونون في ضيق وحرج ومشكلة
يتوجهون إلى ال سبحانه مخلصين له الدعاء كي ينجيهم من كل ذلك .وعندما يصبحون في أمان وسلم يتنكرون
ل لذلك عندما يركب الناس السفن في البحر وتمر بهم صعوبات لربهم ويشركون به .وقد ضرب ال سبحانه مث ً
ومخاطر يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه ليخلصهم وعندما ينجيهم ويصلون البر ويأمنون يعودون إلى شركهم
وكفرهم بال.
لقمان
ي اْلَكِبيُر.ل ُهَو اْلَعِل ّ
ن ا َّ
ل َوَأ ّ طُ
ن ِمن ُدوِنِه اْلَبا ِعو َ ن َما َيْد ُ
ق َوَأ ّ
حّ ل ُهَو اْل َن ا َّ
ك ِبَأ ّالية َ :30ذِل َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أنه هو الحق الذي يجب أن يوجه الدعاء إليه وأن كل
ما يدعون من دونه سبحانه هو الباطل الذي لن يستجيب لهم أبدًا .لن الباطل ليملك من أمر الدنيا
والخرة شيئًا بل إن كل ذلك ملك ال وبيد ال سبحانه وحده .
صٌد
جاُهْم ِإَلى اْلَبّر َفِمْنُهم ّمقَْت ِ
ن َفَلّما َن ّ
ن َلُه الّدي َ
صي َ
خِل ِ
ل ُم ْعُوا ا َّل َد َ
ظَل ِج َكال ّشَيُهم ّمْو ٌ غِالية َ : 32وِإَذا َ
خّتاٍر َكُفوٍر. ل َ ل ُك ّحُد ِبآَياِتَنا ِإ ّ
جََوَما َي ْ
في هذه الية الكريمة مرة أخرى يبين ال سبحانه حال الناس حين ركوبهم البحر في السفن التي
ل كالجبال عندها يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه ج عا ٍ تجري بنعمة ال سبحانه .فإذا غشيهم مو ُ
طلبًا للنجاة والخلص ) وهذه هي الفطرة النسانية عند الخوف والرعب تتوجه إلى ربها العظيم
سبحانه لينجيها من كل ذلك ( .وعندما ينجون الى البر يكفر ويشرك فريق منهم وكأنهم لم يدعوا
ال سبحانه ولم يعرفوه عند شدتهم .
السجدة
جْعَنا َنْعَم ْ
ل سِمْعَنا َفاْر ِ
صْرَنا َو َ
عنَد َرّبِهْم َرّبَنا َأْب َ
سِهْم ِ
سو ُرُؤو ِ ن َناِك ُ
جِرُمو َ
الية َ : 12وَلْو َتَرى ِإِذ اْلُم ْ
ن.
صاِلحًا ِإّنا ُموِقُنو َ
َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن المجرمين من الكفرة والمشركين والملحدين ومن شابههم
سيأتي عليهم يوم يقفون أمام ربهم سبحانه في ذلة وخوف ورعب منكسة رؤوسهم يعترفون بأنهم
رأوا وسمعوا الحق المبين يوم القيامة .وعندها يدعون ربهم العظيم سبحانه أن يرجعهم إلى الدنيا
كي يعملوا صالحًا وهم مؤمنون مصدقون بال ورسالته وأنبيائه .ولكن هيهات فقد فات الوان.
ل ُتَكّلُمونِ {المؤمنون ( 108يزجرهم ال سبحانه سُؤوا ِفيَها َو َخَلا ْ وكما جاء في آيات أخرى )}َقا َ
ويتركهم في العذاب الذي يستحقون .
الحزاب
ن ِم َ
ن ضْعَفْي ِ
ل}َ{67رّبَنا آِتِهْم ِ
سِبي َ
ضّلوَنا ال ّ
ساَدَتَنا َوُكَبَراءَنا َفَأ َ
طْعَنا َ
الية َ : 68-67وَقاُلوا َرّبَنا ِإّنا َأ َ
ب َواْلَعْنُهْم َلْعنًا َكِبيرًا}.{68
اْلَعَذا ِ
في هاتين اليتين الكريمتين يبين ال سبحانه أن الضالين عن سبيل الحق ودين ال سبحانه يعترفون
بإتباعهم للمضلين من السادات والكبراء المتنفذين في الدنيا في الدنيا الذين أضلوهم السبيل .
62
وهم يدعون ال سبحانه وتعالى أن يضاعف لهؤلء المضلين ) مهما كانت صفتهم ووظيفتهم في
الدنيا ( العذاب ضعفين ويدعون ال سبحانه أن يلعنهم ويطردهم من رحمته لكونهم سببًا في ضلل
الناس وُبعَدهم عن دين ال عز وجل.
سبأ
لْر ِ
ض ل ِفي ا َْ
ت َو َ
سَماَوا ِ
ل َذّرٍة ِفي ال ّ
ن مِْثَقا َ
ل َيْمِلُكو َ
ل َ ن ا ِّ
عْمُتم ّمن ُدو ِ
ن َز َ عوا اّلِذي َل اْد ُ
الية ُ : 22ق ِ
ظِهيٍر.ك َوَما َلُه ِمْنُهم ّمن َشْر ٍ َوَما َلُهْم ِفيِهَما ِمن ِ
في هذه الية الكريمة يتحدى ال سبحانه الذين يدعون من دون ال من مخلوقات أو أصنام أو
غيرها أن يستجيبوا دعائهم إذ أنهم ليملكون أي شئ في السموات أو في الرض كي يجيبوا به من
يدعونهم من الضالين والمشركين والكفرة .إذ أنهم ليسوا شركاء ل في أي شئ من رزق أو قوة أو
مغفرة وكذلك ليس لهم ظهير ونصير يمدهم بالقوة والملك.
فاطر
جلٍلَجِري َِ س َواْلَقَمَر ُكلّ َي ْ شْم َ خَر ال ّسّج الّنَهاَر ِفي الّلْيلِ َو َ ل ِفي الّنَهاِر َوُيوِل ُ ج الّلْي َُالية ُ: 13-14يوِل ُ
عوُهْم َ
ل طِميٍر}ِ{13إن َتْد ُ ن ِمن ِق ْ ن ِمن ُدوِنِه َما َيمِْلُكو َ عو َ ن َتْد ُك َواّلِذي َ ل َرّبُكْم َلُه اْلُمْل ُسّمى َذِلُكُم ا ُّ
ّم َ
خِبيٍر}ل َ ك ِمْث ُل ُيَنّبُئ َ
شْرِكُكْم َو َ ن ِب ِ
جاُبوا َلُكْم َوَيْوَم اْلِقَياَمِة َيكُْفُرو َسَت َ
سِمُعوا َما ا ْ عاءُكْم َوَلْو َ سَمُعوا ُد ََي ْ
.{14
في هاتين اليتين الكريمتين حقائق كونية بينها ال تعالى للدللة على قدرته وعظمته سبحانه
وهي -:
-1أنه سبحانه يدخل الليل في النهار ويخل النهار الليل بتنظيم دقيق محكم ومتواصل
ومتناسق على تقدير ال سبحانه,
-2تسخيره سبحانه الشمس والقمر لخدمة النسان بتقديره وعلمه سبحانه وحركتهما في
أفلك لتتغير ول تتبدل بمقتضى علمه وحكمته عز وجل.
-3أن مسخر كل هذا ومقدره هو ال سبحانه رب كل شئ و مالك الملك المتصف به
على مشيئته وحكمته وعلمه سبحانه .
-4ثم يبين تعالى أن من يدعوهم العباد من الصنام والمخلوقات ليملكون أي شئ مهما
كان حقيرًا.
ثم يبين سبحانه وتعالى أن الذين يدعونهم من دون ال ليسمعون دعائهم كالصنام -5
والمنحوتاتًالتي يعبدها ويدعوها الضالين والمشركين.
-6ويبين سبحانه أن المدعوين لو سمعوا دعاء الضالين والمشركين ) مهما كانوا (
ليملكون الستجابة لنهم ليملكون شيئًا من أمر السموات والرض والرزق والنفع
والمغفرة بل كل ذلك هو ملك ل وحده سبحانه.
ثم يبين سبحانه أن المدعوين يكفرون بشرك الذين يدعونهم لن ال سبحانه ينطق -7
هذه الوثان والصنام واللهة المزعومة لكي تشهد على كفر وشرك الكافرين والمشركين
يٍء
ش ْ ل َق ُك ّطَ ل اّلِذي َأن َ طَقَنا ا ُّ
عَلْيَنا َقاُلوا َأن َ
شِهدّتْم َجُلوِدِهْم ِلَم َ والدليل قوله تعالى َ} :وَقاُلوا ِل ُ
ن {فصلت 21 جُعو َ ل َمّرٍة َوِإَلْيِه ُتْر َ خَلَقُكْم َأّو ََوُهَو َ
يبين سبحانه لنبيه الكريم أنه ليخبره أحد مثلما يخبره ال العليم الخبير سبحانه. -8
ل َأَوَلْم ُنَعّمْرُكم ّما
غْيَر اّلِذي ُكّنا َنْعَم ُ
صاِلحًا َ
ل َ جَنا َنْعَم ْ
خِر ْن ِفيَها َرّبَنا َأ ْ
خو َ
طِر ُصَالية َ :37وُهْم َي ْ
ر .يبين ال سبحانه في هذه الية صي ٍن ِمن ّن ِ ظاِلِمي َجاءُكُم الّنِذيُر َفُذوُقوا َفَما ِلل َّيَتَذّكُر ِفيِه َمن َتَذّكَر َو َ
الكريمة حال أهل النار وهم يتصارخون في جهنم ويستغيثون ويدعون ال سبحانه أن يخرجهم مما هم فيه من
63
العذاب الليم ويوعدون ال تعالى أنهم سيعملون الصالحات في الدنيا غير الذي كانوا يعملون من السيئات
والفواحش والكفر والشرك بال .فيأتيهم الجواب من ال سبحانه أنه قد عًمرهم في الدنيا وطول أعمارهم فيها
ولكنهم لم يعملوا غير السيئ المشين الذي أدخلهم النار برغم النذر والرسالت السماوية والنبياء والرسل .
ثم يزجرهم سبحانه ويذيقهم العذاب الذي يستحقه الظالمون الذين لنصير لهم من دون ال سبحانه.
الصافات
ن.حي َ
صاِل ِ
ن ال ّ
ب ِلي ِم َ
ب َه ْ الية َ : 100ر ّ
في هذه الية الكريمة دعاء مبارك آخر من أدعية إبراهيم عليه السلم يطلب فيه من ربه الكريم
المجيب أن يهب له ذرية رغم أنه كان شيخًا كبيرًا وامرأته عجوز كبيرة السن .ولكن اليمان
المطلق والثقة المطلقة بال سبحانه دعته إلى أن يدعوا ربه تعالى فكان الجواب في الية
حِليٍم {الصافات .101 لٍم َ
شْرَناُه ِبُغ َ
التالية َ} :فَب ّ
ص
ب.ت اْلَوّها ُك َأن َ ن َبْعِدي ِإّن َ حٍد مّ ْ
لَل َينَبِغي َِ ب ِلي ُمْلكًا ّ غِفْر ِلي َوَه ْ با ْ ل َر ّ الية َ :35قا َ
في هذه الية الكريمة دعاء سليمان عليه السلم من ربه سبحانه أن يهب له ملكًا ليعطيه أحدًا من
بعده .فكان أن أعطاه ال سبحانه من فضله ملكًا عظيمًا وسخر له الريح وسخر له الشياطين
ب{سا ٍحَ
ك ِبَغْيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
طاُؤَنا َفاْمُن ْ والطير وخوله أن يعطي من هذا الملك بغير حساب }َهَذا عَ َ
ص .39
ب.عَذا ٍ ب َو َ ص ٍ ن ِبُن ْ طا ُشْي َ
ي ال ّ
سِن َ
ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني َم ّ عْبَدَنا َأّيو َ
الية َ :41واْذُكْر َ
في هذه الية الكريمة بيان أن أيوب عليه السلم بعد ما عانى من الضر والمرض والفقر وفقد
الهل والولد ثمانية عشر عامًا )كما قال بعض المفسرين ( صابرًا محتسبًا ل سبحانه توجه إلى
ربه تعالى بالدعاء ) وال أعلم بحاله( طالبًا منه الرحمة والشفاء .فكان الجواب أن شافاه ال
سبحانه بعد أن إغتسل وشرب من عين ماء أنبعه ال سبحانه له وكان فيها الشفاء له من كل
امراضه ومعاناته .وهذه سنة النبياء في شدتهم يتوجهون إلى ربهم سبحانه طلبًا للعون والنصر
وإزالة الصعاب والمكاره .
ضْعفًا ِفي الّناِر.عَذابًا ِ الية َ :61قاُلوا َرّبَنا َمن َقّدَم َلَنا َهَذا َفِزْدُه َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه حال أهل النار وتخاصمهم ودعاء بعضهم على بعض ليزيد
ال المسببين لدخولهم النار أضعافًا من العذاب جزاًء على عملهم وإفسادهم للناس الذين اتبعوهم
ل الّناِر {ص .64 صُم َأْه ِخا ُ ق َت َ
حّك َل َ
ن َذِل َووثقوا بهم وإذا بهم يردونهم في جهنمِ} .إ ّ
ن. ظْرِني ِإَلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ ب َفَأن ِل َر ّ الية َ : 79قا َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن إبليس ) عليه لعنة ال ( بعدما طرده ربه من رحمته
ل أن يمهله إلى يوم القيامة .يقول الشيخ أحمد شاكر :فسأل ال النظرة ولعنه توجه إلى ربه سائ ً
إلى يوم البعث فأنظره الحليم الذي ليعجل على من عصاه ،فلما أمن الهلك إلى يوم القيامة تمرد
ن {ص .83 صي َ
خَل ِك ِمْنُهُم اْلُم ْعَباَد َل ِ ن {ص ِ} 82إ ّ جَمِعي َغِوَيّنُهْم َأ ْ
لْك َُل َفِبِعّزِت َوطغى وقال }َقا َ
الزمر
عو ِإَلْيِه
ن َيْد ُي َما َكا َ
سَخّوَلُه ِنْعَمًة ّمْنُه َن ِ
عا َرّبُه ُمِنيبًا ِإَلْيِه ُثّم ِإَذا َ
ضّر َد َ
ن ُسا َ لن َس ا ِْالية َ :8وِإَذا َم ّ
ب الّناِر.
حا ِ
صَ ن َأ ْ ك ِم ْ ل ِإّن َ
ك َقِلي ً
ل َتَمّتْع ِبُكْفِر َ سِبيِلِه ُق ْ
عن َ ل َضّ
ل َأنَدادًا ّلُي ِل ِّ
جَع َ
ل َو َِمن َقْب ُ
هذه الية الكريمة حقيقة ثابتة وردت في آيات كثيرة من القرآن الكريم وهي أن النسان بفطرته
ل إليه سبحانه متضرعًا وطبيعته يتوجه إلى خالقه وربه سبحانه في وقت الضيق والشدة متوس ً
منيبًا لكي يرفع ال سبحانه عنه الضرر والضيق والشدة والسوء .وكما هي الحقيقة دائمًا فإن
64
الخالق العظيم يستجيب لنداء الستغاثة والدعاء فينجي الداعي من كل ذلك ،ولكن النسان بعدها
وعندما يصبح في نعمة وأمان ينسى كل ماكان يدعوا ال سبحانه إليه من قبل وعاد إلى الشرك
باتخاذ عباد ال ومخلوقات أنداد ل سبحانه ليضل عن دين ال .ولكن النتيجة لذلك الجحود
ل ثم تكون نهايته الحتمية في نار مقابل كرم ال سبحانه ونعمته هي التمتع بالكفر والعصيان قلي ً
جهنم عاصيًا ل سبحانه وكافرًا بنعمته وفضله سبحانه .
ما مّنا َقا َ
ل إ ِن ّ َ ة ّ خوّل َْناه ُ ن ِعْ َ
م ً ذا َم إِ َعاَنا ث ُ ّ
ضّر د َ َ ن ُ سا َ ساِْ
لن َ م ّ ذا َالية : 49فَإ ِ َ
َ ُ
ن الزمر. مو َ م َل ي َعْل َ ُ ن أك ْث ََرهُ ْة وَل َك ِ ّ
ي فِت ْن َ ٌ عل ْم ٍ ب َ ْ
ل هِ َ ه ع ََلى ِ أوِتيت ُ ُ
هذه آية كريمة ُأخرى تتحدث عن نفس الموضوع وهو لجوء النسان في حالة الضر للتوجه
بالدعاء إلى ربه سبحانه ولكنه ينقلب إلى العصيان والشرك بعد رحمة ال سبحانه له
والستجابة لدعائه متبجحًا بأن ما ُأوتيه من نعمة نتيجة علمه .وتبين الية أن كل ذلك فتنة
ل أو تكبرًا وعنجهية. وامتحان وتمحيص للناس ولكن أكثرهم ليعلمون ذلك جه ً
غافر
سَتْغِفُرونَ ن ِبِه وََي ْحْمِد َرّبِهْم َوُيْؤِمُنو َ ن ِب َ
حو َ سّب ُ
حْوَلُه ُي َن َ ش َوَم ْن اْلَعْر َ حِمُلو َ ن َي ْ الية : 9-7اّلِذي َ
عَذا َ
ب ك َوِقِهْم َ سِبيَل َ
ن َتاُبوا َواّتَبُعوا َ غِفْر ِلّلِذي َعْلمًا َفا ْحَمًة َو ِيٍء ّر ْ ش ْل َ ت ُك ّ سْع َ ن آَمُنوا َرّبَنا َو ِ ِلّلِذي َ
جِهْم َوُذّرّياِتِهْم ن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِ ح ِم ْ
صَل َ
عدّتُهم َوَمن َ ن اّلِتي َو َ عْد ٍ
ت َ جّنا ِخْلُهْم َ حيِم}َ {7رّبَنا َوَأْد ِ جِ اْل َ
ك ُهَو اْلفَْوُز حْمَتُه َوَذِل َ
ت َيْوَمِئٍذ َفَقْد َر ِسّيَئا ِق ال ّ ت َوَمن َت ِ سّيَئا ِ
حِكيُم}َ {8وِقِهُم ال ّ ت اْلَعِزيُز اْل َ ك َأن َِإّن َ
ظيُم}{9 اْلَع ِ
هذه اليات الكريمة تثبت دعاء حملة عرش الرحمن سبحانه والملئكة المقربون من حولهم
للمؤمنين .يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :يخبر ال سبحانه وتعالى عن حملة ومن
حوله بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي :يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص والتمجيد
المقتضي لثبات صفات المدح ) ويؤمنون به ( أي خاشعون له أذلء بين يديه ،وأنهم
) يستغفرون للذين آمنوا ( أي :من أهل الرض ممن آمن بالغيب فقيض ال سبحانه ملئكته
المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ،ولما كان هذا من سجايا الملئكة عليهم الصلة
والسلم كانوا يًؤًمنون على دعاء المؤمن لخيه بظهر الغيب كما ثبت في صحيح مسلم ) :إذا
دعا المسلم لخيه بظهر الغيب قال الملك :آمين ولك بمثله ( )صحيح مسلم ( .........ولهذا
عْلمًا ( :أي رحمتك حَمًة َو ِ يٍء ّر ْ ش ْل َ ت ُك ّ سْع َ ) َرّبَنا َو ِ يقولون إذا استغفروا للذين آمنوا :
غِفْر تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم َ) ،فا ْ
ك ( أي فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه ، سِبيَل َن َتاُبوا َواّتَبُعوا َ ِلّلِذي َ
حيِم ( أي : جِ ب اْل َعَذا َواتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات َ) ،وِقِهْم َ
ن اّلِتي عْد ٍ
ت َ جّنا ِ خْلُهْم َوزحزحهم عن عذاب الجحيم وهو العذاب الموجع الليم ) َرّبَنا َوَأْد ِ
جِهْم َوُذّرّياِتِهْم ( أي :اجمع بينهم لتقر بذلك أعينهم ن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِح ِم ْ صَل َ
عدّتُهم َوَمن َ َو َ
حقَْنا
ن َأْل َ
ن آَمُنوا َواّتَبَعْتُهْم ُذّرّيُتُهم ِبِإيَما ٍ بالجتماع في منازل متجاورة ،كما قال تعالى َ} :واّلِذي َ
ن {الطور .21أي ساوينا ب َرِهي ٌ س َئ ِبَما َك َ ل اْمِر ٍ يٍء ُك ّ ش ْ
عَمِلِهم ّمن َ ن َ ِبِهْم ُذّرّيَتُهْم َوَما َأَلْتَناُهم ّم ْ
بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم ،وما نقصنا العالي ليساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل
ل منا ومنة .قال سعيد بن جبير :أن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن فساويناه بكثير العمل تفض ً
أبيه وابنه وأخيه وأين هم ؟ فيقال :إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل .فيقول :إني إنما عملت لي
ن اّلِتي عْد ٍت َ جّنا ِ خْلُهْم َولهم ،فيلحقون به في الدرجة .ثم تل سعيد بن جبير هذه الية }َرّبَنا َوَأْد ِ
حِكيُم {غافر ..... . 8 ت اْلَعِزيُز اْل َ ك َأن َ جِهْم َوُذّرّياِتِهْم ِإّن َن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِح ِم ْ صَل َ
عدّتُهم َوَمن َ َو َ
حِكيُم ( أي الذي ليمانع ول يغالب وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ت اْلَعِزيُز اْل َ ك َأن َوقوله )ِإّن َ
65
ت ( أي :فعلها أو وبالها ممن سّيَئا ِ
الحكيم في أقوالك وأفعالك من شرعك وقدركَ ) .وِقِهُم ال ّ
ظيُم ( أي
ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ
حْمَتُه َوَذِل َ
ت َيْوَمِئٍذ ( أي يوم القيامة )َفَقْد َر ِ سّيَئا ِ
ق ال ّوقعت منه َ) ،وَمن َت ِ
لطفت به ونجيته من العقوبة .
ن.ن َوَلْو َكِرَه اْلَكاِفُرو َ
ن َلُه الّدي َ
صي َ
خِل ِ ل ُم ْعوا ا َّ
الية َ :14فاْد ُ
في هذه الية الكريمة يأمر ال سبحانه المؤمنين المنيبين له أن يدعوه مخلصين ل وحده الدين
والعبادة والدعاء ,ومخالفين للمشركين في مسلكهم ,ولو أغضبهم ذلك وكرهوه منكم فل تبالوا
بهم .وقد ثبت في الصحيح عن عبد ال بن الزبير أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول
عقب الصلوات المكتوبات :ل إله إل ال وحده لشريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير ،لحول ول قوة إل بال ،ل إله إل ال لنعبد إل إ ياه ،له النعمة وله الفضل وله
الثناء الحسن ،ل إله إل ال مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
جَهّنَم ن َخُلو َ
سَيْد ُعَباَدِتي َ ن ِ عْن َسَتْكِبُرو َن َي ْ
ن اّلِذي َ
ب َلُكْم ِإ ّ
ج ْ سَت ِ
عوِني َأ ْ ل َرّبُكُم اْد ُ الية َ : 60وَقا َ
ن.
خِري َ
َدا ِ
يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير :هذا من فضل ال تبارك وتعالى وكرمه أن ندب
عباده إلى دعائه وتكفا ال لهم بالجابة كما كان سفيان الثوري يقول :يامن أحب عباده إليه من
سأله فأكثر سؤاله ،ويامن أبغض عباده إليه ون لم يسأله وليس أحد كذلك غيرك يارب. َ
وروى المام أحمد عن النعمان بن بشير قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إن الدعاء
جَهّنَم
ن َخُلو َ
سَيْد ُعَباَدِتي َ ن ِعْن َ سَتْكِبُرو َ
ن َي ْ
ن اّلِذي َ
ب َلُكْم ِإ ّج ْ سَت ِ
عوِني َأ ْ هو العبادة ( ثم قرأ )اْد ُ
ن ( رواه الترمذي وغيره .وروى المام أحمد عن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى خِري َ
َدا ِ
عْ
ن ن َ سَتْكِبُرو َ
ن َي ْن اّلِذي َ
ع ال عز وجل غضب ال عليه .وقوله ) ِإ ّ ال عليه وسلم ) من لم يد ُ
ن( أي صاغرين حقيرين . خِري َ جَهّنَم َدا ِن َ خُلو َسَيْد ُ
عَباَدِتي َ
ِ
ونقول :أيها المسلم المؤمن توجه إلى ال سبحانه بالدعاء في كل أحوالك يستجيب لك ال
سبحانه ويمدك من فضله وكرمه ورحمته ومغفرته وأنت فقير إلى ذلك دائمًا .وكن كثير الدعاء
من ال تعالى في حالة الرخاء والمان أكثر منك في حالة الشدة والضيق .اعرف ال سبحانه
في الرخاء يعرفك في الشدة.
ب اْلَعاَلِمينَ .ل َر ّ حْمُد ِّ
ن اْل َ
ن َلُه الّدي َ
صي َ
خِل ِ عوُه ُم ْ ل ُهَو َفاْد ُ ل ِإَلَه ِإ ّ
ي َ حّ الية ُ : 65هَو اْل َ
في هذه الية الكريمة يبين سبحانه وتعالى أنه الحي الدائم الذي ليموت وهو الله الواحد القادر
المالك لزمام كل شئ في هذا الكون .يأمر عباده المؤمنين أن يدعوه بإيمان وإخلص كاملين
مخلصين له العبادة والتضرع والدعاء والتوجه إليه وحده سبحانه بالحاجة .ويؤكد سبحانه أن
الحمد له فهو رب العالمين الذي يجب أن يوجه له وحده الحمد والثناء والتمجيد والدعاء في كل
أحوال المؤمن من رخاء وشدة .
فصلت
ت َأْقَداِمَنا ِلَيُكوَنا
ح َ
جَعْلُهَما َت ْ
س َن ْ
لن ِ
ن َوا ِْ
جّن اْل ِ
لَنا ِم َ
ضّ
ن َأ َ
ن َكَفُروا َرّبَنا َأِرَنا اّلَذْي ِ
ل اّلِذي َ
الية َ : 29وَقا َ
ن.سَفِلي َ
لْن ا َْ
ِم َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أن الذين يدخلون النار من الكفار والمشركين يدعون
ربهم سبحانه أن يريهم الذين كانوا السبب في ضللهم من النس والجن لكي يدوسوهم بأقدامهم في
66
جهنم ليكونوا في الدرك السفل من النار .قال بعض المفسرين المقصود هو إبليس من الجن وابن
آدم الول من النس الذي قتل أخاه ظلمًا وعدوانا وسن سنة سيئة عليه وزرها إلى يوم القيامة.
الزخرف
ن. ق َوُهْم َيْعَلُمو َ حّ شِهَد ِباْل َ
ل َمن َ عَة ِإ ّشَفا َ
ن ِمن ُدوِنِه ال ّ عو َ ن َيْد ُك اّلِذي َ ل َيْمِل ُ
الية َ : 86و َ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أن كل مدعو دون ال سبحانه ليملك الشفاعة
للناس ،وهي آية مطلقة واضحة بإن الشفاعة كاملة ل سبحانه ليملكها أي معبود أو أي
مايدعونه من دون ال تعالى من مخلوقاته من بشر وغيره .ولكنه سبحانه يعطيها ويخولها
لبعض عباده كأي جزء من ملك ال الذي هو كله ملكه تعالى .كما جاء في اليات التالية:
عْهدًا {مريم . 87 ن َ حَم ِعنَد الّر ْخَذ ِ ن اّت َل َم ِعَة ِإ ّشَفا َ ن ال ّل َيْمِلُكو َ }َ
ل {طه .109 ي َلُه َقْو ًضَ ن َوَر ِ حَم ُن َلُه الّر ْن َأِذ َ
ل َم ْ عُة ِإ ّشَفا َل َتنَفُع ال ّ }َيْوَمِئٍذ ّ
حّ
ق ل َرّبكُْم َقاُلوا اْل َعن ُقُلوِبِهْم َقاُلوا َماَذا َقا َ ع َ حّتى ِإَذا ُفّز َ ن َلُه َ
ن َأِذ َل ِلَم ْعنَدُه ِإ ّعُة ِ شَفا َل َتنَفُع ال ّ }َو َ
ي اْلَكِبيُر {سبأ .23 َوُهَو اْلَعِل ّ
ض َمن َذا لْر ِ ت َوَما ِفي ا َ سَماَوا ِ ل َنْوٌم ّلُه َما ِفي ال ّ سَنٌة َو َ خُذُه ِ
ل َتْأ ُي اْلَقّيوُم َ حّ ل ُهَو اْل َ ل ِإَلـَه ِإ ّ
ل َ }ا ّ
شاء ل ِبَما َعْلِمِه ِإ ّن ِ يٍء ّم ْ ش ْن ِب َ
طو َ حي ُ ل ُي ِخْلَفُهْم َو َ
ن َأْيِديِهْم َوَما َل ِبِإْذِنِه َيْعَلُم َما َبْي َ
عْنَدُه ِإ ّ
شَفُع ِ اّلِذي َي ْ
ظيُم {البقرة .255 ي اْلَع ِ ظُهَما َوُهَو اْلَعِل ّ حْف ُل َيُؤوُدُه ِ ض َو َ لْر َ ت َوا َ سَماَوا ِ سّيُه ال ّ َوسَِع ُكْر ِ
ن َأْيِديِهْم َوَماثم يبين سبحانه أن من شهد بالحق على علم فإن شهادته تنفع بإذن ربه َ} :يْعَلُم َما َبْي َ
ن {النبياء .28 شِفُقو َشَيِتِه ُم ْ
خْ ن َ ضى َوُهم ّم ْ ن اْرَت َ ل ِلَم ِن ِإ ّشَفُعو َ ل َي ْخلَْفُهْم َو َ
َ
الدخان
ن.ب ِإّنا ُمْؤِمُنو َعّنا اْلَعَذا َف َ ش ْ الية َ :12رّبَنا اْك ِ
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن الكافرين والمشركين عندما يحل عليهم العذاب ) قبل
يوم القيامة ( يتوجهون إلى ربهم سبحانه بالدعاء ليكشف عنهم هذا العذاب معلنين إيمانهم به
وبرسوله في ذلك الموقف الرهيب ) وهم كاذبون ( كما يدل على ذلك آيات كثيرة في القرآن
الكريم مثل :
عَوَت َ
ك ب َد ْ
ج ْ
ب ّن ِ
ل َقِري ٍ
جٍخْرَنا ِإَلى َأ َ
ظَلُموْا َرّبَنا َأ ّ
ن َل اّلِذي َ
ب َفَيُقو ُ
س َيْوَم َيْأِتيِهُم اْلَعَذا ُ}َوَأنِذِر الّنا َ
ل َما َلُكم ّمن َزَوال{ إبراهيم .44 سْمُتم ّمن َقْب ُل َأَوَلْم َتُكوُنوْا َأْق َسَ َوَنّتِبِع الّر ُ
ن.جِرُمو َ لء َقْوٌم ّم ْ ن َهُؤ َ عا َرّبُه َأ ّالية َ : 22فَد َ
الحقاف
ك ِفي
شْر ٌض َأْم َلُهْم ِ
لْر ِن ا َْخَلُقوا ِم َ
ل َأُروِني َماَذا َ ن ا ِّن ِمن ُدو ِ عو َ ل َأَرَأْيُتم ّما َتْد ُ
الية ُ : 5-4ق ْ
عو
ل ِمّمن َيْد ُ ضّ
ن َأ َن}َ{4وَم ْ صاِدِقي َعْلٍم ِإن ُكنُتْم َ
ن ِل َهَذا َأْو َأَثاَرٍة ّم ْب ّمن َقْب ِ ت ِاْئُتوِني ِبِكَتا ٍ سَماَوا ِ
ال ّ
ن}.{5غاِفُلو َعاِئِهْم َعن ُد َب َلُه ِإَلى َيوِم اْلِقَياَمِة َوُهْم َ جي ُ سَت ِ
ل َي ْ ل َمن ّ ن ا ِّ
ِمن ُدو ِ
هاتان آيتان كريمتان تبينان أن المشركين والكافرين إنما يدعون من دون ال سبحانه من ليستطيع
أن يخلق شيئًا في الرض ول في السماء بل هم أعجز من ذلك ول دليل على قدرتهم على ذلك .
ويبين سبحانه أنه ليوجد أضل من الذين يدعون من د ون ال سبحانه من ليقدر أن يستجيب لهم
حتى لو دعوه إلى يوم القيامة وهم ليسمعونهم ول يعلمون بدعائهم لنهم ليملكون وسائل العلم
بدعاء الكافرين والمشركين إذ هم إما أحجار على شكل أصنام أو بشر ضعيف أو أموات أو
شَر
حِ مخلوقات أخرى أو ظواهر كونية لتملك من العلم والقدرة شيئًا .وفي الية التالة َ} :وِإَذا ُ
ن {الحقاف 6يبين سبحانه أنهم يوم القيامة ) أي عَداء َوَكاُنوا ِبِعَباَدِتِهْم َكاِفِري َ س َكاُنوا َلُهْم َأ ْ
الّنا ُ
67
الكافرين والمشركين ( سينقلبون أعداء لما كانوا يعبدون من دون ال سبحانه ويتوجهون اليهم في
الدنيا بالدعاء والعبادة ويكفرون وبعبادتهم ِلما يرونه من العذاب المهين الليم .
لُثو َ
ن صاُلُه َث َ
حْمُلُه َوفِ َضَعْتُه ُكْرهًا َو َ حَمَلْتُه ُأّمُه ُكْرهًا َوَو َسانًا َ حَ ن ِبَواِلَدْيِه ِإ ْ
سا َلن َصْيَنا ا ِْ
الية َ : 15وَو ّ
عَلى
ي َو َ عَل ّ
ت َ ك اّلِتي َأْنَعْم َ شُكَر ِنْعَمَت َ ن َأ ْ
عِني َأ ْ ب َأْوِز ْ
ل َر ّ سَنًة َقا َ
ن َ شّدُه َوَبَلَغ َأْرَبِعي َحّتى ِإَذا َبَلَغ َأ ُ شْهرًا َ َ
ن.سِلِمي َ
ن اْلُم ْك َوِإّني ِم َ ت ِإَلْي َ
ح ِلي ِفي ُذّرّيِتي ِإّني ُتْب ُ صِل ْ
ضاُه َوَأ ْ صاِلحًا َتْر َ ل َ عَم َن َأ ْي َوَأ َْواِلَد ّ
في هذه الية الكريمة المور التالية -:
-1وصية ال سبحانه للنسان أن يحسن إلى والديه الذين تحمل المشاق الكثيرة من أجله
منذ أن حملت به أمه وعانت من المصاعب من حمل وولدة ورعايته بعد ذلك حتى يصبح
ل.رج ً
أن النسان إذا بلغ أربعين سنة وكمل عقله ونضج واكتملت تجربته الحياتية والعقلية -2
ومشاعره وخبر الدنيا فإن العاقل المؤمن بال يتوجه بالدعاء إلى ربه سبحانه داعيا أن يقدره
تعالى على شكر نعمته التي أنعم بها على النسان وعلى والديه وأن يوفقه ليعمل صالحًا
يرضاه ال سبحانه ويدعو ال سبحانه ليصلح ذريته لتكون مؤمنة صالحة .ثم يعلن توبته
من جميع الذنوب والخطايا والثام ل سبحانه ومعلنًا إسلمه وإيمانه بربه سبحانه .وعندها
عِمُلوا
ن َما َ سَ حَ عْنُهْم َأ ْ
ل َ ن َنَتَقّب ُ
ك اّلِذي َ
يكون جواب ربنا سبحانه كما في الية التالية ُ :أْوَلِئ َ
ن .الحقاف .16 عُدو َ ق اّلِذي َكاُنوا ُيو َ صْد ِعَد ال ّ جّنِة َو ْ
ب اْل َ
حا ِ صَسّيَئاِتِهْم ِفي َأ ْ عن َ َوَنَتجاَوُز َ
نسأل ال سبحانه وتعالى لنا ولكم أن نكون منهم وأن يكون جزاؤنا كما وعد سبحانه في هذه
الية الكريمة.
الطور
حيُم.
عوُه ِإّنُه ُهَو اْلَبّر الّر ِ
ل َنْد ُ
الية ِ : 28إّنا ُكّنا ِمن َقْب ُ
في هذه الية الكريمة تأكيد لنتيجة من نتائج الدعاء في الحياة الدنيا حيث يقول أصحاب الجنة
وهم فيها أنهم كانوا في الحياة الدنيا يدعون ربهم ليغفر لهم ويدخلهم الجنة مؤمنين باستجابة ال
سبحانه لهم فكانت النتيجة هي دخول الجنة وهم يثنون على ربهم الكريم بأنه هو الَبر المحسن
المتفضل على عباده الرحيم بهم .
القمر :
صْر.
ب َفانَت ِ
عا َرّبُه َأّني َمْغُلو ٌ
الية َ : 10فَد َ
في هذه الية الكريمة يتوجه نوح عليه السلم إلى ربه سبحانه يدعوه أن ينتصر لدينه وينصر
رسوله بعد أن َيئس من إيمان قومه برسالته لستهزائهم به وبرسالته واعتدائهم عليه وعلى
المؤمنين معه واحتقار الكافرين لهم .وهذه هي سنة النبياء عليهم السلم عند وصول أمرهم
مع أقوامهم إلى مرحلة ليتوقع لهم اليمان بالرسالة فيكون دعاء ال سبحانه عليهم ليرهم
العذاب في الدنيا وينجي المؤمنين وينصرهم .
الحشر
ن َو َ
ل ليَما ِ
سَبُقوَنا ِبا ِْ
ن َ
خَواِنَنا اّلِذي َ
لْغِفْر لََنا َو ِ
ن َرّبَنا ا ْ
جاُؤوا ِمن َبْعِدِهْم َيُقوُلو َ ن َ
الية َ : 10واّلِذي َ
حيٌم . ف ّر ِك َرُؤو ٌ ن آَمُنوا َرّبَنا ِإّن َ
ل ّلّلِذي َ
غّل ِفي ُقُلوِبَنا ِ
جَع ْ
َت ْ
68
في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن المؤمنين الذين يأتون بعد المهاجرين والنصار وهم
التابعون لهم باليمان يدعون ربهم سبحانه أن يغفر لهم ويدعون كذلك بالمغفرة لخوانهم
ل أو حقدًا أوغدرًا للمؤمنين
المؤمنين الذين سبقوهم باليمان وأن ليجعل سبحانه في قلوبهم غ ً
السابقين لهم إنه بهم جميعًا رؤوف رحيم.
الممتحنة
ن َمَعُه ِإْذ َقاُلوا ِلَقْوِمِهْم ِإّنا ُبَراء ِمنُكْم َوِمّما
سَنٌة ِفي ِإْبَراِهيَم َواّلِذي َ
حَسَوٌة َ الية َ : 5-4قْد َكاَن ْ
ت َلُكْم ُأ ْ
حَدُه ِإلّل َو ْ حّتى ُتْؤِمُنوا ِبا ِّ ضاء َأَبدًا َ ل َكَفْرَنا ِبُكْم َوَبَدا َبْيَنَنا َوَبْيَنُكُم اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َن ا ِّ
ن ِمن ُدو ِ َتْعُبُدو َ
ك َتَوّكْلَنا َوِإَلْيكَ َأَنْبَنا َوِإَلْي َ
ك عَلْي َ
يٍء ّرّبَنا َ
ش ْ
ل ِمن َ ن ا ِّك ِم َك َل َ ك َوَما َأْمِل ُ ن َل َ
سَتْغِفَر ّ
لْ لِبيِه َل ِإْبَراِهيَم َِ
َقْو َ
صيُر}َ{4رّبَنا َل َتْجَعْلَنا ِفْتَنًة ّلّلِذيَن َكَفُروا َواْغِفْر َلَنا َرّبَنا ِإّنَك َأنَت اْلَعِزيُز اْلَحِكيُم.
اْلَم ِ
يبين ال بحانه في هاتين اليتين الكريمتين أن قوم إبراهيم عليه السلم المؤمنين به وبرسالته أعلنوا
أنهم مفترقون عن الكافرين منهم معلنين عداوتهم وبغضائهم للكافرين حتى يؤمنوا برسالة إبراهيم
عليه السلم .بعدها توجه المؤمنون إلى ربهم بالدعاء معلنين توكلهم على ال سبحانه وإنابتهم إليه
تعالى راجين ربهم أن ليجعلهم فتنة ول يسلط عليهم الكافرين داعين ربهم سبحانه أن يغفر لهم
ذنوبهم وخطاياهم إنه العزيز القوي الحليم القدير سبحانه.
المنافقون
جٍ
لخْرَتِني ِإَلى َأ َ
ل َأ ّ
ب َلْو َ
ل َر ّ
ت َفَيُقو َ
حَدُكُم اْلَمْو ُ
ي َأ َ
ل َأن َيْأِت َ
الية َ : 10وَأنِفُقوا ِمن ّما َرَزْقَناُكم ّمن َقْب ِ
ن. حي َصاِل ِ
ن ال ّ ق َوَأُكن ّم َصّد َ
ب َفَأ َّقِري ٍ
يدعوا ال سبحانه وتعالى في هذه الية الكريمة المؤمنين إلى النفاق مما رزقهم من الموال في
سبيل ال قبل أن يأتيهم الموت وحينها يتوجهون بالدعاء إلى ربهم ليؤخر موتهم حتى ينفقوا
خَر
ويتصدقوا على المحتاجين ويكونون من الصالحين .ويأتي الجواب في الية التالية َ} :وَلن ُيَؤ ّ
ن {المنافقون .11إن ال سبحانه يؤخر نفسًا إ ذا جاء خِبيٌر ِبَما َتْعَمُلو َ
ل َ جُلَها َوا ُّ
جاء َأ َل َنْفسًا ِإَذا َ
ا ُّ
أجلها بالموت وال خبير بما يعملون سبحانه .
التحريم
جّنا ٍ
ت خَلُكْم َ سّيَئاِتُكْم َوُيْد ِ
عنُكْم َسى َرّبُكْم َأن ُيَكّفَر َ عَصوحًا َ ل َتْوَبًة ّن ُ
ن آَمُنوا ُتوُبوا ِإَلى ا ِّ َيا َأّيَها اّلِذي َ
ن َأْيِديِهْم
سَعى َبْي َن آَمُنوا َمَعُه ُنوُرُهْم َي ْ ي َواّلِذي َل الّنِب ّخِزي ا ُّ ل ُي ْلْنَهاُر َيْوَم َ حِتَها ا َْ
جِري ِمن َت ْ َت ْ
يٍء َقِديٌر.
ش ْعَلى ُكلّ َ ك َ غِفْر َلَنا ِإّن َ
ن َرّبَنا َأْتِمْم َلَنا ُنوَرَنا َوا ْ َوِبَأْيَماِنِهْم َيُقوُلو َ
في هذه الية الكريمة يخاطب ال سبحانه المؤمنين ليتوبوا إلى ال عز وجل توبًة نصوح خالصة ل
سبحانه وذلك ليكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة في يوم القيامة يوم ليخزي ال سبحانه نبيه محمد
صلى ال عليه وسلم والمؤمنين معه .وال سبحانه يصفهم بأن نورهم يسعى بين أيديهم وأمامهم
وهم يدعون ربهم سبحانه أن يتم لهم نورهم وأن يغفر لهم سيئاتهم إنه تعالى على كل شئ قدير .
جّنِة
ك َبْيتًا ِفي اْل َ عنَد َن ِلي ِ ب اْب ِ
ت َر ّ ن ِإْذ َقاَل ْ
عْو َ ن آَمُنوا ِاْمَرَأَة ِفْر َل ّلّلِذي َل َمَث ً
ب ا ُّ ضَر َ الية َ : 11و َ
ن. ظاِلِمي َ
ن اْلَقْوِم ال ّ جِني ِم َ عَمِلِه َوَن ّن َو َ عْو َ
جِني ِمن ِفْر َ َوَن ّ
ل لليمان بال حيث تدعوا امرأة فرعون الكافر عدو في هذه الية الكريمة يضرب ال سبحانه مث ً
ال ربها سبحانه أن ينجيها من فرعون وكفره وأعماله السيئة وأن ينجيها سبحانه من الظالمين
أتباع فرعون عليه لعنة ال .كما تعوا ربها سبحانه أن يبني لها بيتًا في الجنة مؤمنة بيوم ا لحساب
في الخرة واثقة من حسن خاتمتها وأن مصيرها إلى الجنة واثقة بفضل ربها الكريم.
69
وهذا مثال على أن النسان يمكن أن يؤمن بال وبرسالت أنبيائه رغم أنه يعيش وسط مجتمع كله
كفر بال ومعصية ل وتحٍد ل سبحانه .
القلم
خْيرًا ّمْنَها ِإّنا ِإَلى َرّبَنا
سى َرّبَنا َأن ُيْبِدَلَنا َعَ ن}َ {31 غي َ طا ِ الية َ : 32-31قاُلوا َيا َوْيَلَنا ِإّنا ُكّنا َ
ن}.{32غُبو َ
َرا ِ
يقول الشيخ أحمد شاكر في قصة أصحاب الجنة الواردة في سورة القلم :هذا مثل ضربه ال تعالى
لكفار قريش فيما ُأهدي إ ليهم من الرحمة العظيمة وأعطاهم من النعم الجسيمة ،وهو بعثة محمد
صلى ال عليه وسلم ،فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة ولهذا قال تعالى ) إنا بلوناهم ( أي
اختبرناهم .......ثم يقول في قوله ) قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ( أي :اعتدينا وبغينا وطغينا
وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا .
ن ( يعلنون ندمهم وتوبتهم غُبو َ
خْيرًا ّمْنَها ِإّنا ِإَلى َرّبَنا َرا ِ
سى َرّبَنا َأن ُيْبِدَلَنا َ عَ أقول في قوله تعالى َ ) :
وإيمانهم وأنهم راغبون إلى ربهم داعين ال سبحانه أن يبدلهم خيرًا من جنتهم التي محقها ال
سبحانه عندما كانوا طاغيين متجبرين متمردين على ربهم سبحانه .
وفي هذه القصة عبرة لكل الطغاة المتجبرين الذين يتجاهلون قدرة ال سبحانه وعظمته وبطشه
ويتمادون في الطغيان وعدم الخوف من جبروت ال تعالى .ولكن الطغاة عبر التاريخ
ليتعضون .
نوح
ل}{24 لً ضَ ل َ ن ِإ ّ
ظاِلِمي َ ل َتِزِد ال ّ
ضّلوا َكِثيرًا َو َ الية َ : 25-24وَقْد َأ َ
َ ُ
صارا ً } ن الل ّهِ أن َ دو ِمن ُ دوا ل َُهم ّ ج ُ م يَ ِخُلوا َنارا ً فَل َ ْ م أ ُغ ْرُِقوا فَأد ْ ِ طيَئات ِهِ ْ
خ ِ ما َ م ِّ
{25
في هذه اليات البينات الكريمات يبين ال سبحانه دعاء نوح عليه السلم على الظالمين الكافرين
من قومه الذين أضلوا كثيرًا من الناس وفتنوهم عن اليمان بما جاء به نوح عليه السلم من ربه
من توحيد ال سبحانه وعبادته وحده تعالى .وهو يدعوا ال سبحانه أن يزيد هؤلء الضالين
ل وكفرًا لتحق عليهم كلمة ال وينالوا جزائهم العادل بدخول جهنم جزاًء الظالمين المضلين ضل ً
وفاقًا لهم .فكان الجواب من ال سبحانه بإغراقهم وإدخالهم النار إذ لم يجدوا من دون ال سبحانه
من ينصرهم ويخلصهم من العذاب المهين .
ضّلوا
ك ِإن َتَذْرُهْم ُي ِن َدّيارًا}ِ{26إّن َ ن اْلَكاِفِري َ ض ِم َلْر ِ عَلى ا َْل َتَذْر َ ب َح ّر ّ ل ُنو ٌ الية َ : 27-26وَقا َ
جرًا َكّفارًا}.{27 ل َفا ِ
ل َيِلُدوا ِإ ّك َو َعَباَد َِ
في هاتين اليتين الكريمتين يدعوا نوح عليه السلم ربه سبحانه أن يهلك جميع الظالمين الكافرين
من الرض وليترك منهم أحدًا حيًا وذلك للسباب الواردة في الية 27حيث يضلون العباد عن
دين ال ول يخلفون من ذريتهم إل الفاجر الَكفار بدين ال .
ظاِلِمي َ
ن ل َتِزِد ال ّ
ت َو َ
ن َواْلُمْؤِمَنا ِ
ي ُمْؤِمنًا وَِلْلُمْؤِمِني َ ل َبْيِت َخَي َوِلَمن َد َ غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّبا ْ الية َ : 28ر ّ
ل َتَبارًا.ِإ ّ
في هذه الية الكريمة يدعوا نوح عليه السلم ربه سبحانه أن يغفر له ولوالديه ومن دخل بيته مؤمنًا
بال ورسوله وكذلك لبقية المؤمنين والمؤمنات .ثم يدعوه سبحانه أن يزيد الظالمين الكافرين هلكًا
وخسارة في الدنيا والخرة .
ل وخسارة ويلحظ هنا تكرار دعاء نوح عليه السلم على الظالمين بأن يزيدهم ال سبحانه ضل ً
وهلكًا لما لقى عليه السلم منهم من التكذيب والتكفير والعنت .
70
الجن
عوُه َكاُدوا
ل َيدْ ُ
عْبُد ا ِّ
ل َأَحدًا}َ{18وَأّنُه َلّما َقاَم َ عوا َمَع ا ِّل َتْد ُ
ل َف َجَد ِّ سا ِ
ن اْلَم َ
الية َ : 20-18وَأ ّ
حدًا}{20 ك ِبِه َأ َ
شِر ُ
ل ُأ ْ عو َرّبي َو َ عَلْيِه ِلَبًدا }ُ{19ق ْ
ل ِإّنَما َأْد ُ ن َ
َيُكوُنو َ
في هذه اليات الكريمة أمور عظيمة وحاسمة في دين ال :
-1أن المساجد بنيت لعبادة ال سبحانه وتوحيده وتعظيمه وتمجيده .
-2يؤكد ال سبحانه أن الدعاء في هذه المساجد يكون ل سبحانه وحده وطلب الرزق
والعون والنصر والمغفرة والستغاثة من ال تعالى وحده وليس من غيره من نبي أو ولي
أو غيرهم .
-3لما قام عبدال محمد صلى ال عليه وسلم يعوا رب وكذلك يدعوا الناس لدين ال
) السلم ( تناصرت ضده الكثير من الجن والنس لمقاومة دعوته لتوحيد ال سبحانه
وإقامة الدين الحق وهدم الشرك والظلم في الرض.
-4توجيه إلهي لرسول ال صلى ال عليه وسلم ولمته من بعده أن يدعوا ال وحده وأن
ليشركوا أحدًا في الدعاء في المساجد التي ٌأقيمت لعبادة ال وتوحيده والدعاء منه تعالى
وحده.
الفلق
من َ
شّر ب} {3وَ ِ ذا وَقَ َ
ق إِ َ
س ٍ شّر َ
غا ِ من َ
ق} {2وَ ِ خل َ َما َ
شّر َمن َق}ِ {1 ب ال ْ َ َ
فل ِ عوذ ُ ب َِر ّل أَ ُ قُ ْ
د} .{5في هذه السورة المباركة س َ
ح َ سدٍ إ ِ َ
ذا َ حا ِ
شّر َمن َد} {4وَ ِ ت ِفي ال ْعُ َ
ق ِ فاَثا ِالن ّ ّ
يوجه الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن
يستعيذ برب الصبح ) وهو الله تعالى ( من شر جميع مخلوقاته من جن وإنس وهوام ،
ومن شر الليل إذا دخل وقته إذ في الليل يتحرك الشرار واللصوص والمفسدين
والعصابات ليفتكوا بعباد الله مايستطيعون .وكذلك يوجههه سبحانه أن يستعيذ بالله
من شر الساحرات المفسدات اللواتي اتخذن من السحر وسيلة للفساد والضرار
بخلق الله ومن شر أهل الحسد الذي ن يحسدون الناس على ماأعطاهم الله
سبحانه .
الناس
في هذه السورة المباركة يوجه الله سبحانه نبيه الكريم محمد صلى الله
عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذ بالله رب الناس وملك الناس
أجمعين وإلههم من شر الوسواس الذي توسوس به الشياطين لبن آدم ،
وتخنس عندما يكون المؤمن موحدا ً مستعيذا ً بالله من الشيطان )}إ ِ ّ
ن
ن {الحجر ( 42 ن ال َْغاِوي َ
م َ ن ات ّب َعَ َ
ك ِ ن إ ِل ّ َ
م ِ
سل ْ َ
طا ٌ ك ع َل َي ْهِ ْ
م ُ س لَ َ
عَباِدي ل َي ْ َ
ِ
ومستعيذا من الجنة والناس ،أي من وساوس الجنة وشياطين النس. ً
71
المراجع
القرآن الكريم 1
صحيح المام البخاري 2
صحيح المام مسلم 3
صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني 4
عمدة التفسير /مختصر تفسير القرآن العظيم لبن كثير /الشيخ أحمد 5
محمد شاكر
أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع /عبد ال عبد الحميد الثري 6
شروط الدعاء وموانع الجابة في ضوء الكتاب والسنة /سعيد بن علي 7
القحطاني
المقصد السنى في شرح معاني أسماء ال الحسنى /أبو حامد الغزالي 8
ول السماء الحسنى فادعوه به /أحمد عبدالجواد 9
فتوح الغيب /الشيخ عبد القادر الكيلني 10
السلم عقيدة وشريعة /الشيخ محمود شلتوت 11
72
73
74
75