You are on page 1of 75

‫آيات الدعاء في القرآن‬

‫الكريم‬

‫جمع وتأليف‬
‫الدكتور حسين علي خليف الجبوري‬

‫بحث في آيات الدعاء كما جاءت‬


‫في القرآن الكريم‬
‫‪E.mail : haaljebori2004@yahoo.com‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫آيات الدعاء في القران الكريم‬


‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ج ْ‬‫ست َ ِ‬
‫عوِني أ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬‫ل َرب ّك ُ ُ‬‫قا َ‬‫و َ‬ ‫} َ‬
‫م‬
‫هن ّ َ‬‫ج َ‬
‫ن َ‬‫خُلو َ‬ ‫سي َدْ ُ‬‫عَبادَِتي َ‬
‫ن ِ‬ ‫ع ْ‬
‫ن َ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن {غافر ‪60‬‬ ‫ري َ‬‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬‫َ‬

‫لله در الشاعر القائل ‪:‬‬


‫وُيبقي الدهر ما‬ ‫وما من كاتب إل سيفنى‬
‫كتبت يداه‬

‫يسرك في‬ ‫فل تكتب بكفك غير شيء‬


‫القيامة أن تراه‬

‫نسأل ال تعالى أن يجعل مانكتبه خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله حجة لنا لعلينا وأسأله‬
‫تعالى أن يجعل القرآن العظيم شفيعًا لي ولهلي يوم نلقاه سبحانه‬
‫وله الفضل والمنة وما توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫ممممم‬
‫الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه سبحانه نفوض أمرنا وحسبنا‬
‫الله ونعم الوكيل والصلة والسلم على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم وعلى آله الطيبين ألطهار وأصحابه الغر الميامين‪ .‬وبعد فقد قام بمراجعة‬
‫الكتاب مشكورا ًً السيد الدكتور وميض رمزي العمري وأبدى عليه ملحظات قيمة كانت‬
‫عونا ً كبيرا ً في إخراج الكتاب بصورته النهائية‪ .‬كما راجعه مشكورا ً وكتب له التقديم‬
‫السيد الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني إمام وخطيب جامع عمر الطالب في الموصل‬
‫حيث أبدى ملحظاته القيمة‪.‬‬
‫وفيما يلي تقديم الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني للكتاب ‪:‬‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا من يهده الله فل مضل له ومن يظلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده لشريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ .‬أما بعد ‪ :‬فإن أصدق الحديث كتاب‬
‫الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر المور محدثاتها وكل محدثة‬
‫بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن )ال عمران ‪.(102‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ن إ ِل وَأنُتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫موت ُ ّ‬‫قات ِهِ وَل َ ت َ ُ‬ ‫حقّ ت ُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫مُنوا ْ ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫من ْهُ َ‬‫ث ِ‬ ‫جَها وَب َ ّ‬ ‫من َْها َزوْ َ‬ ‫خل َقَ ِ‬ ‫حد َةٍ وَ َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫من ن ّ ْ‬
‫ف‬ ‫كم ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫م َرِقيبا ً‬ ‫ن عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ن ب ِهِ َوال َْر َ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫ساء َوات ّ ُ‬ ‫جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ‬ ‫رِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫فْر‬
‫م وَي َغْ ِ‬ ‫مالك ْ‬ ‫م أعْ َ‬ ‫ح لك ْ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫ديدا ي ُ ْ‬ ‫ه وَُقولوا قَوْل َ‬
‫س ِ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)النساء ‪َ .(1‬يا أي َّها ال ِ‬
‫ظيما )الحزاب ‪.(71-70‬‬ ‫ً‬ ‫وزا عَ ِ‬ ‫ً‬ ‫قد ْ َفاَز فَ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫َ‬
‫سول ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ّ‬
‫من ي ُط ِعْ الل َ‬ ‫م وَ َ‬‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫وبعد ‪ :‬فقد قرأت هذه الوراق لخينا الدكتور حسين علي الجبوري وهي ) آيات الدعاء‬
‫في القرآن الكريم ( فهي تذكرنا بالقرب من الله عز وجل فالله الغني ونحن الفقراء‬
‫وهو القوي سبحانه ونحن الضعفاء ‪ .‬فعلى الفقير أن يطرق باب الغني وعلى الضعيف‬
‫أن يركن إلى جناب القوي ‪ .‬وهي وقفات مباركات أسأله تعالى أن ينفع بها المسلمين‬
‫إنه سميع قريب مجيب ‪.‬‬
‫وقد كتبت له هذه البيات ‪:‬‬
‫أمسك جناب مخافة‬ ‫عج بالدعاء لربك المنان‬
‫الرحمن‬
‫حاك الديم بأبدع‬ ‫متذلل ً بالنكسار إلى الذي‬
‫اللوان‬
‫من كل أفاك ومن‬ ‫ومقدما عند الدعاء براءة‬
‫شيطان‬
‫وزيادة الحسان‬ ‫فدعاؤنا لله ذاك عبادة‬
‫بالحسان‬
‫بل فادعه في سائر‬ ‫قم فادع ربك قائما ً أو قاعدا ً‬
‫الحيان‬
‫ومنزه ربي عن‬ ‫فهو القوي ونحن أضعف خلقه‬
‫النقصان‬
‫ترجو العفو الغافر‬ ‫وهوالمجيب إذا مددت إليه يدا‬
‫الحنان‬
‫جمع الدعاء بأية‬ ‫ولقد أجاد أخي الطبيب حسيننا‬
‫القرآن‬

‫‪3‬‬
‫ليكون في الخرى رفيع‬ ‫ودعاء خير المرسلين محمد‬
‫الشان‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬

‫ممم مممم مممممم مممممم‬


‫الحمد ل رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حمدا على إنعامه وأفضاله التي لتحصى‬
‫والصلة والسلم على نبيه الكريم محمد وعلى إخوانه من النبياء والمرسلين الكرام عليهم السلم‬
‫سِلِه(( البقرة ‪ .285‬وأشهد أن ل إله إل أل وحده لشريك له وأن محمدًا‬‫حٍد ّمن ّر ُ‬
‫ن َأ َ‬
‫ق َبْي َ‬
‫ل ُنَفّر ُ‬
‫)) َ‬
‫عبده ورسوله شهادة ُتنجي صاحبها يوم القيامة ‪.‬‬
‫عّني‬
‫عَباِدي َ‬ ‫لنحصي ثناء عليه ول نوفي لكرمه ومٌنه وفضله وهو القائل سبحانه ))َوِإَذا َ‬
‫سَأَلكَ ِ‬
‫ن}‪(({186‬‬ ‫شُدو َ‬‫جيُبوْا ِلي َوْلُيْؤِمُنوْا ِبي َلَعّلُهْم َيْر ُ‬
‫سَت ِ‬
‫ن َفْلَي ْ‬
‫عا ِ‬
‫ع ِإَذا َد َ‬
‫عَوَة الّدا ِ‬
‫ب َد ْ‬
‫جي ُ‬
‫ب ُأ ِ‬
‫َفِإّني َقِري ٌ‬
‫خُلو َ‬
‫ن‬ ‫سَيْد ُ‬
‫عَباَدِتي َ‬
‫ن ِ‬ ‫عْ‬‫ن َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن اّلِذينَ َي ْ‬
‫ب َلُكْم ِإ ّ‬
‫ج ْ‬
‫سَت ِ‬ ‫عوِني َأ ْ‬‫والقائل سبحانه }َوَقاَل َرّبُكُم اْد ُ‬
‫ن {غافر ‪60‬‬ ‫خِري َ‬‫جَهّنَم َدا ِ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫لشك أن الدعاء من ال سبحانه نعمة كبرى من نعمه سبحانه وتعالى التي أنعم بها على عباده‬
‫جميعًا إذ هو يدعوهم أن يدعوا منه مايشاؤون من خير وفضل ونعمة ومغفرة ورحمة ليعطيهم من‬
‫فضله ويزيدهم من رحمته ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم لنه سبحانه يعلم حالهم فهم كثيروا الخطايا‬
‫خِبيُر‪ ((.‬الملك ‪.14‬‬
‫ف اْل َ‬
‫طي ُ‬
‫ق َوُهَو الّل ِ‬
‫خَل َ‬
‫ن َ‬
‫ل َيْعَلُم َم ْ‬
‫والمعاصي وهو القائل سبحانه ))َأ َ‬
‫فالنسان عندما يدعوا ال سبحانه فإنه يناجيه سبحانه مباشرة دون وسيط أو وسيله فكم من محتاج‬
‫ل مستغفرًا طالب العون والرحمة منه سبحانه وقلبه مطمئن‬ ‫رفع يديه إلى ال سبحانه مناجيًا سائ ً‬
‫بالجابه ولو بعد حين ‪ .‬وكم من غني رفع يديه إلى ربه تعالى وقلبه وجوارحه مع ربه يناجيه‬
‫مباشرة شاكرًا فضله وإحسانه ورزقه وكرمه راجيا عفو ال عن زلته وقبول طاعاته وإنفاقه في‬
‫سبيل ال سرًا وعلنية وراجيا دوام النعمة وتوفيق ال سبحانه لشكرها وأداء حقها ‪.‬وكم من عابد‬
‫جلس يدعوا ربه آناء الليل وأطراف النهار راجيا العفو والمغفرة والرحمة من خطايا وذنوب ألمت‬
‫ل والناس رقود يكلم ربه سبحانه ويناجيه وهو يجد في ذلك راحة‬ ‫به في حياته ‪ .‬وكم من مستغفر لي ً‬
‫نفسيه و جسميه كبيرة حتى يستشعر صادقا أنه بين يدي ال سبحانه يناجيه وربه سبحانه يراه‬
‫ويسمعه‪.‬‬
‫عن النعمان بن بشير رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة وقرأ‬
‫) وقال ربكم ُادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (‪) .‬رواه‬
‫أبو داوود والترمذي(‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬كان أكثر دعاء النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫) اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار( )متفق عليه(‪ .‬ومن دعائه صلى ال‬
‫عليه وسلم عن إبن مسعود رضي ال عنه ) اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ( )رواه‬
‫ل أتاه فقال يارسول ال كيف أقول حين أسأل ربي فقال‬ ‫مسلم(‪ .‬وعنه صلى ال عليه وسلم أن رج ً‬
‫قل‪ :‬اللهم إغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلء تجمع لك دنياك وآخرتك‪ .‬وعن أبي‬
‫هريرة رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ) اللهم أصلح لي ديني الذي‬
‫هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل‬
‫الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر ( )رواه مسلم(‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وعن علي كرم ال وجهه قال ‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم قل )أللهم إهدني‬
‫وسددني(‪ .‬وعن المام زين العابدين عليه السلم أنه كان يقول ‪ :‬لم أر مثل التقدم في الدعاء فإن‬
‫العبد ليس تحضره الجابة في كل ساعة‪.‬‬
‫وعن المام محمد الباقر عليه السلم أنه كان يقول ‪ :‬ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في‬
‫الرخاء نحوًا من دعائه في الشدة ‪ ،‬ليس إذا ُأعطي فتر ‪،‬فل تمل الدعاء فإنه من ال عز وجل‬
‫بمكان ‪.‬‬
‫ول در القائل ‪:‬‬
‫وسل الذي أبوابه لتحجب‬ ‫لتسألن بني آدم حاجة‬
‫وبني آدم حين ُيسأل يغضب‬ ‫ال يغضب إن تركت سؤاله‬

‫وفي حديث عظيم جامع يخسساطب اللسسه سسسبحانه عبسساده ليسسسألوه‬


‫ويدعوه سبحانه ليعطيهم مسألتهم ويجيب دعاءهم ‪:‬‬

‫عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ‪ ،‬عن النبي صلي اللسسه عليسسه‬
‫وسلم ‪ ،‬فيما يرويسسه عسسن ربسسه تبسسارك وتعسسالى ‪ ،‬أنسسه قسسال ‪ )) :‬يسسا‬
‫عبادي ‪ :‬إني حرمت الظلم علي نفسي ‪ ،‬وجعلته بينكم محرما ؛‬
‫فل تظالموا ‪ .‬يا عبادي ! كلكم ضال إل من هديته ‪ ،‬فاسسستهدوني‬
‫أهدكم ‪ .‬يا عبادي ! كلكم جائع إل من أطعمتسسه ‪ ،‬فاسسستطعموني‬
‫أطعمكم ‪.‬باعبسسادي ! كلكسسم عسسار إل مسسن كسسسوته ‪ ،‬فاستكسسسوني‬
‫أكسكم يا عبسسادي ! إنكسسم تخطئون بالليسسل والنهسسار ‪ ،‬وأنسسا أغفسسر‬
‫الذنوب جميعا ؛ فأستغفروني أغفر لكم ‪ .‬يسسا عبسسادي ! إنكسسم لسسن‬
‫تبلغوا ضري فتضروني ‪ ،‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ‪ .‬يا عبادي‬
‫لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل‬
‫واحد منكم ‪ ،‬ما زاد ذلك في ملكي شيئا ‪.‬يا عبادي ! لو أن أولكم‬
‫وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحسسد منكسسم ‪ ،‬مسسا‬
‫نقص ذلك من ملكسسي شسسيئا ‪.‬يسسا عبسسادي ! لسسو أن أولكسسم وآخركسسم‬
‫وإنسكم وجنكم قاموا فسي صسعيد واجسد ‪ ،‬فسسألوني ‪ ،‬فسأعطيت‬
‫كسسل واحسسد مسسسألته ‪ ،‬مسسا نقسسص ذلسسك ممسسا عنسسدي إل كمسسا ينقسسص‬
‫المخيط إذا أدخل البحسسر ‪.‬يسسا عبسسادي إنمسسا هسسي أعمسسالكم أحصسسيها‬
‫لكم ‪ ،‬ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله ‪ ،‬ومن وجسسد‬
‫غير ذلك فل يلومن إل نفسه (( ‪.‬رواه مسلم ]‪. [ 2577‬‬

‫عن أنس رضي الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسسسول اللسسه صسسلي‬
‫الله عليه وسلم يقول ‪ :‬قال الله تعسسالى ‪ :‬يسسا ابسسن آدم ! إنسسك مسسا‬
‫دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ‪ ،‬يا ابن‬
‫آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ‪ ،‬ثم استغفرتني غفرت لسسك ‪،‬‬
‫يا ابن آدم إنك لسسو أتيتنسسي بقسسراب الرض خطايسسا ثسسم لقيتنسسي ل‬

‫‪6‬‬
‫تشسسرك بسسي شسسيئا لتيتسسك بقرابهسسا مغفسسرة (( ‪.‬رواه الترمسسذي ]‬
‫‪ [ 3540‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫فالدعاء علقة روحيه بين النسان وخالقه الكريم مباشرة بدون وسيط فالنسان يكلم ربه‬
‫سبحانه الذي يؤمن به ويؤمن )بدرجات متفاوته( أن ال سبحانه سيجيب دعاًءه ولو بعد حين ‪.‬‬
‫وتتفاوت درجة هذه العلقة معه تعالى بنسبة إيمان النسان وممارسته لهذا الطقس العقائدي‬
‫الخاص للستعانة بال تعالى في شؤون الحياة المادية وكذلك في حياته الروحية من حيث‬
‫التوبة وطلب العفو والمغفرة من العزيز الغفار سبحانه‪.‬‬
‫والدعاء بهذا المعنى عبادة حية متحركة لتخضع للزمان والمكان المعينين ول للفعال‬
‫الخاصة والكلمات المحدودة بل ينطق فيها النسان حرًا في المكان الذي يقف فيه والوقت الذي‬
‫يختاره واللغة التي يدعوا بها والكلمات التي يعبر بها والمضمون الذي يريده‪.‬‬
‫السؤال ليكون إل من ال عز وجل‬
‫يقول الشيخ عبد القادر الكيلني رضي ال عنه في المقالة الثالثة والربعين من كتاب فتوح‬
‫الغيب في ذم السؤال من غير ال تعالى ‪ :‬ما سأل سائل ) يعني الدعاء من غير ال ( إل لجهله‬
‫بال عز وجل وضعف إيمانه ومعرفته ويقينه وقلة صبره ‪ ,‬وما تعفف من تعفف من ذلك‬
‫) يعني الدعاء من غير ال ( إل لوفور علمه بال عز وجل وقوة إيمانه ويقينه وتزايد معرفته‬
‫بربه عز وجل في كل يوم ولحظه وأن حياته منه عز وجل ‪ .‬عن إبن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال ‪ :‬كنت خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ) ياغلم إني ٌأعلمك كلمات إحفظ ال‬
‫يحفظك‪ ,‬إحفظ ال تجده تجاهك ‪،‬إذا سألت فاسأل ال وإذا استعنت إستعن بال) ‪ .‬من حديث‬
‫أخرجه الترمذي وصححه أللباني‪.‬‬

‫ت َفِإّنكَ ِإًذا ّم َ‬
‫ن‬ ‫ك َفِإن َفَعْل َ‬
‫ضّر َ‬
‫ل َي ُ‬
‫ك َو َ‬
‫ل َينَفُع َ‬
‫ل َما َ‬
‫نا ّ‬
‫ع ِمن ُدو ِ‬
‫ل َتْد ُ‬
‫قال سبحانه وتعالى ))َو َ‬
‫ن (( يونس ‪.106‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ال ّ‬

‫ملحظة مهمة‬
‫لكي نفهم قصد القرآن الكريم في أي موضوع فيجب أخذ جميع اليات القرآنيه الواردة في‬
‫ذلك الموضوع بنظر العتبار ول نجتزئ آية أو آيتين ونبني عليها أحكامنا ونترك بقية اليات‬
‫لن القرآن الكريم جعل هذه اليات وحدة متكاملة ولكنها متناثرة في سور القرآن ويفسر بعضها‬
‫بعضًا ويقوي بعضها بعضًا لتكون في أحكم صورة وأوضح صورة ‪ .‬لو أخذنا آية أو آيتين من‬
‫اليات التي تتعلق بالصلة قد لتتبين فلسفة الصلة والغاية منها ولكن أخذ جميع اليات يوضح‬
‫الصورة الكاملة في هذا الموضوع ‪ .‬مثال )) إن الصلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ((‬
‫تدل على جزء من موضوع الصلة‪ .‬وآية )) إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر (( تبين‬
‫للمسلم جزءًا آخر من صورة الصلة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫كذلك آيات الدعاء في القرآن الكريم تبين لنا أساليب الدعاء وأنواع الدعاء والتوسل في‬
‫الدعاء وأوقات الدعاء وإستجابة الدعاء وشروط ذلك والغاية من الدعاء وغيرها مما يتعلق‬
‫بموضوع الدعاء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القرآن الكريم والدعاء‬
‫وأنت أخي المسلم حين تقرأ القرآن الكريم تجد فيه الكثير من اليات البينات التي تدعوك‬
‫للدعاء من ال سبحانه وتعالى وآيات أخرى تعلمك كيف تدعو من ال سبحانه وتعالى وآيات‬
‫أخرى تعلمك ما كان يدعوا به النبياء والمرسلون الكرام والناس في حالتي السراء والضراء‬
‫حين دعائهم وتضرعهم إليه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫والقرآن الكريم كتاب ال العظيم والبحر الزاخر بالعلم والمعرفة والنور ‪ ،‬نهل منه الناهلون‬
‫وغرف من فيضه الظامئون لنه خير لحدود له وعلٌمهُ بحر زاخر فياض ليصل إلى مداه‬
‫ومنتهاه عالم أو حكيم أو فيلسوف أو مفكر أو مصلح فهو مصدر للجميع ونور يغمر الجميع ‪.‬‬
‫ورد في القرآن الكريم في المواضيع المهمة والرئيسية في دين السلم آيات كثيرة في كل‬
‫موضوع مثل آيات التقوى ‪ ،‬آيات التوحيد ‪،‬آيات التحذير من عذاب ال سبحانه وذكر القيامة‬
‫وأهوالها وذكر الجنة والنار وآيات في جدال ومحاججة الكافرين والمشركين والمنافقين ودحر‬
‫حججهم وأباطيلهم‪ .‬وفي موضوع الدعاء وردت في القرآن الكريم ‪ 156‬آية كريمة في مواضيع‬
‫الدعاء المتعددة التي تناولتها اليات الكريمة متناثرة في سور القرآن الكريم‪.‬‬
‫ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ) إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم‬
‫فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وقائل مصًدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه‬
‫ساقه إلى النار‪.‬‬
‫عندما تبحر في القرآن الكريم بعقل متفتح متدبر فإنك تجد من الجواهر والللي الكريمة ما‬
‫ليعد وليحصى ‪ ،‬وكلما إزددت إبحارًا في العماق بهر عقلك وفكرك عظمة هذا الكتاب‬
‫المستمدة من عظمة ال سبحانه وقد وصفه ال سبحانه بأنه ))عظيم (( ‪ .‬وليخفى على القارئ‬
‫الكريم أن مايصفه ال سبحانه بالعظيم فل حدود لعظمته وبركته وخيره الذي ليعرف مداه إل‬
‫ال سبحانه وتعالى‬
‫)) وآتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (( الحجر ‪ .87‬ففي القرآن العظيم آيات الدعاء‬
‫تعلم المسلم كيف يتوجه إلى ربه سبحانه في كل أحواله ‪ ،‬في السراء يدعوه بالخير والعفو‬
‫والمغفرة وطلب الجنة والدعاء لهله ووالديه وإخوته وأصدقائه المؤمنين وشكره تعالى على‬
‫أفضاله ونعمه‪ .‬وفي الضراء يدعوا ربه سبحانه للنجاة والخلص من المآزق والكربات والشر‬
‫والضرر لكي ينجيه ربه سبحانه ويخلصه مما هو فيه من الصعوبة والضنك ‪.‬‬
‫ورد عن المام علي رضي ال عنه في قوله سبحانه )) ورتل القرآن ترتيل (( قال بينه‬
‫تبيينا ول تهذه هذ الشعر ول تنثره نثر الرمل لكن إقرعوا قلوبكم القاسية وليكن هم أحدكم آخر‬
‫السورة‪.‬‬
‫يقول العلمة المرجع السيد محمد حسين فضل ال في مقال له على موقعه في شبكة النترنت‬
‫بعنوان دعاء المؤمن في القرآن ‪ :‬إن الدعاء هو رابطة أو علقة خاصة بين النسان وال‬
‫)سبحانه ( والدعاء سواء ُأدي بصورة فردية أو جماعية فهو يؤكد على هذه العلقة ‪ .‬ولن‬
‫الدعاء في جوهره توجه وإنقطاع إلى ال تعالى بالحوائج والرغبات وبمختلف ما يعاني منه‬
‫النسان ويضغط عليه في حياته فهو لريب يقوي ويعزز اليمان بال تعالى‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫هو يعزز الحالة الشعورية والوجدانية بال من خلل مايستلزمه الدعاء من حضور القلب‬
‫واستحضار ل تعالى ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫الدعاء في السجود‬
‫إن الدعاء هو القبال على ال تعالى والنقطاع إليه ليتحقق القرب من منازل الرحمة‬
‫اللهية ‪ ،‬والسجود باعتباره روح العبادة حيث تتجلى فيه منتهى العبودية والخضوع للواحد‬
‫الحد يحقق الغرض المراد من الدعاء وهو القرب من رحاب الخالق جل وعل فعلى العبد أن‬
‫ينتهز فرصة القرب ليسأل من خزائن رحمة ربه وذخائر مغفرته )) أقرب ما يكون العبد من‬
‫ربه وهو ساجد (( رواه مسلم عن أبي هريرة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫كل الوجود على وجودك شاهُد‬ ‫سبحانك اللهم أنت الواحد‬
‫ن الساجُد‬
‫علك عل الجبي ً‬
‫وإلى ُ‬ ‫ياحي ياقيوم أنت المرتجى‬
‫روى مسلم عن إبن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) أل‬
‫إني ُنهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود‬
‫فاجتهدوا في الدعاء فقمين )أي جدير وحقيق ( أن يستجاب لكم(( ‪.‬‬

‫دعاء ألنبياء عليهم السلم‬


‫عندما نستعرض آيات الدعاء في القرآن نجد أن ألنبياء والرسل عليهم السلم الذين منحوا‬
‫قدرات خارقة للعادة هم أكثر الناس دعاًء و تضرعا إلى ال عز وجل ول شك أن النبياء عليهم‬
‫ل على ال ودعاًء‬ ‫السلم هم أعرف البشر بال سبحانه وأعبدهم وأخلصهم وأكثرهم إيمانًا وتوك ً‬
‫من ال من جميع البشر لعلمهم أن الدعاء آصرة عظيمة بين العبد والرب عز وجل ولذلك كانوا‬
‫أفضل الناس في دعاء ال سبحانه في السراء والضراء‪ .‬وهذه نماذج من إستجابة الدعاء في‬
‫القرآن الكريم للنبياء عليهم السلم ‪:‬‬
‫دعاء نوح عليه السلم ‪ :‬أنظر كيف إستجاب ال تبارك وتعالى لنوح عليه السلم وقد عودي‬
‫وُكذب وأُوذي من قومه‪ .‬لقد دعا ربه دعاًء عظيمًا )) فدعا ربه أني مغلوب فانتصر(( كلمات‬
‫بسيطة ولكنها عظيمة مؤثرة جامعة فيها سر الوجود ومعرفة ال ناصر كل مغلوب ومفرج كل‬
‫ل من ال القوي العزيز )) ففتحنا‬‫مكروب وملجأ كل إنسان ‪ .‬وجاء الجواب صاعقا مزلز ً‬
‫أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد ُقدر ((‪ .‬وكانت النجاة‬
‫لنوح عليه السلم وللمؤمنين والهلك والدمار والخزي للكافرين‪ .‬إن دعاء سيدنا نوح عليه‬
‫السلم)أني مغلوب فانتصر( فيه شعوران متضادان ‪-:‬‬
‫الول ‪ :‬الشعور بالضعف الشديد والفتقار الشديد إلى ال سبحانه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الشعور بالقوة والثقة والطمأنينة والسكينة ‪.‬‬
‫وأعلم أخي الحبيب أنه كلما دعوت ال سبحانه بالشعور الول كانت النتيجة الحصول على‬
‫الشعور الثاني تلقائيًا‪.‬‬
‫حرم الولد وامرأته‬ ‫دعاء زكريا عليه السلم ‪ :‬أنظر إلى دعاء سيدنا زكريا عليه السلم وقد ُ‬
‫خْيرُ‬
‫ت َ‬ ‫ل َتَذْرِني َفْردًا َوَأن َ‬‫ب َ‬ ‫عاقر وقد كبر في السن فماذا كان دعاؤه }َوَزَكِرّيا ِإْذ َناَدى َرّبُه َر ّ‬
‫ل في‬ ‫ن {النبياء ‪ . 89‬ثقة مطلقة بال تعالى وعلى قدرته على كل شئ ولو كان مستحي ً‬ ‫اْلَواِرِثي َ‬
‫جُه‬
‫حَنا َلُه َزْو َ‬
‫صَل ْ‬
‫حَيى َوَأ ْ‬ ‫جْبَنا َلُه َوَوَهْبَنا َلُه َي ْ‬
‫سَت َ‬
‫تفكير وعرف النسان العادي‪ .‬فكانت الجابة }َفا ْ‬
‫ن {النبياء ‪ .90‬ثقة‬ ‫شِعي َ‬‫خا ِ‬ ‫غبًا َوَرَهبًا َوَكاُنوا َلَنا َ‬ ‫عوَنَنا َر َ‬
‫ت َوَيْد ُ‬
‫خْيَرا ِ‬
‫ن ِفي اْل َ‬
‫عو َ‬
‫ساِر ُ‬
‫ِإّنُهْم َكاُنوا ُي َ‬
‫وإيمان مطلق وإجابة فورية من السميع المجيب عز وجل ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫دعاء سليمان عليه السلم ‪ :‬أنظر إلى دعاء سيدنا سليمان عليه السلم وهو من المم القديمة‬
‫حٍد‬
‫لَ‬‫ب ِلي ُمْلكًا لّ َينَبِغي َِ‬
‫غِفْر ِلي َوَه ْ‬
‫با ْ‬
‫ل َر ّ‬
‫قبل التقدم العلمي الرهيب والتكنولوجيا يقول }َقا َ‬
‫ب {ص ‪ .35‬طالما كان هناك دعاء وثقة مطلقة بالعلي القدير سبحانه‬ ‫ت اْلَوّها ُ‬
‫ك َأن َ‬
‫ن َبْعِدي ِإّن َ‬
‫ّم ْ‬
‫لبد من إجابة فكان لسيدنا سليمان ما دعابة فهل سمعتم أو رأيتم ملكًا من الملوك ُأوتي مثل ما‬
‫أوتي سليمان عليه السلم حتى وقتنا الحاضر رغم التقدم العلمي والتكنولوجي ورغم كل شئ‬
‫فلن يكون هناك إنسان عنده ملك سليمان ‪ .‬هكذا كان الدعاء ولقد تحقق و سيكون ذلك إلى يوم‬
‫القيامة فلقد قال )) لينبغي لحد من بعدي (( ‪.‬‬
‫دعاء إبراهيم عليه السلم ‪ :‬أنظر إلى دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلم وتخيله يقف وسط‬
‫صحراء ل زرع ول ماء ول شراب ول حياة كأنه في كون ليس فيه معنى الكون وفي حياة‬
‫ل َهَـَذا َبَلدًا‬
‫جعَ ْ‬‫با ْ‬ ‫ل ِإْبَراِهيُم َر ّ‬
‫ل}َوِإْذ َقا َ‬
‫ليس فيها معنى الحياة فما كان منه إل أن دعا ربه قائ ً‬
‫ل ُثّم‬
‫ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬‫خِر َقا َ‬‫ل َواْلَيْوِم ال ِ‬
‫ن ِمْنُهم ِبا ّ‬
‫ن آَم َ‬
‫ت َم ْ‬
‫ن الّثَمَرا ِ‬ ‫ق َأْهَلُه ِم َ‬
‫آِمنًا َواْرُز ْ‬
‫صيُر {البقرة ‪ 126‬فأحيا ال سبحانه هذه الرض بعد موات‬ ‫س اْلَم ِ‬‫ب الّناِر َوِبْئ َ‬
‫عَذا ِ‬ ‫طّرُه ِإَلى َ‬ ‫ضَ‬‫َأ ْ‬
‫) مكة ( ورزق أهلها رزقا واسعا من حيث لتدري استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلم‬
‫فعمرت وسكنت وأصبحت كعبة الدنيا منذ ذلك اليوم وإلى أن يشاء ال سبحانه‪.‬‬
‫دعاء أيوب عليه السلم ‪ :‬وأنظر إلى سيدنا أيوب عليه السلم الذي إبتله ال بالمرض الشديد‬
‫ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني‬ ‫فصار قعيدا عاجزا ‪ .‬فدعا ربه دعاء يحتاج إلى تأمل وتدبر ‪ .‬قال}َوَأّيو َ‬
‫ل المرض‬ ‫ن {النبياء ‪ 83‬فقد صبر عليه السلم دهرًا متحم ً‬ ‫حِمي َ‬
‫حُم الّرا ِ‬ ‫ت َأْر َ‬ ‫ضّر َوَأن َ‬ ‫ي ال ّ‬
‫سِن َ‬
‫َم ّ‬
‫الشديد وفقد الولد والمعين إل رحمة ال محتسبا واثقا بال تعالى ‪ ،‬وعندما أصبحت حالته‬
‫شفَْنا َما‬
‫جْبَنا َلُه َفَك َ‬
‫سَت َ‬
‫مستحيلة الحتمال كان الدعاء )) إني مسني الضر (( ‪.‬فكانت الجابة))}َفا ْ‬
‫ن {النبياء ‪((84‬‬ ‫عنِدَنا وَِذْكَرى ِلْلَعاِبِدي َ‬
‫ن ِ‬
‫حَمًة ّم ْ‬
‫ضّر َوآَتْيَناُه َأْهَلُه َوِمْثَلُهم ّمَعُهْم َر ْ‬
‫ِبِه ِمن ُ‬
‫دعاء سيدنا يونس عليه السلم ‪ :‬حيث دعا سيدنا يونس عليه السلم ربه سبحانه وهو في‬
‫ن َأن ّلن ّنْقِدَر‬
‫ظّ‬‫ضبًا َف َ‬
‫ب ُمَغا ِ‬ ‫ن ِإذ ّذَه َ‬
‫ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل ))}َوَذا الّنو ِ‬
‫ن {النبياء ‪ ((87‬فقد‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬
‫ت ِم َ‬
‫ك ِإّني ُكن ُ‬ ‫حاَن َ‬
‫سْب َ‬
‫ت ُ‬ ‫ل َأن َ‬‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ت َأن ّ‬ ‫ظُلَما ِ‬
‫عَلْيِه َفَناَدى ِفي ال ّ‬
‫َ‬
‫ل ربه‬ ‫قدم عليه السلم التوحيد المطلق ل سبحانه ثم أقر بأنه كان من الظالمين لنفسهم متوس ً‬
‫في تلك الساعة الحرجة لينقذه مما هو فيه من كرب قاس وموت محقق‪ .‬فكان الجواب )) هو‬
‫ن {النبياء ‪88‬‬ ‫جي اْلُمْؤِمِني َ‬‫ك ُنن ِ‬
‫ن اْلَغّم وََكَذِل َ‬
‫جْيَناُه ِم َ‬
‫جْبَنا َلُه َوَن ّ‬
‫سَت َ‬
‫تخليصه مما هو فيه(( }َفا ْ‬
‫دعاء سيدنا يوسف عليه السلم ‪- :‬سيدنا يوسف عليه السلم بعد أن يشكر ال سبحانه على‬
‫نعمه العظيمة التي أنعم بها عليه فقد آتاه ُملك مصر بعد أن كان مملوكًا لملك مصر وسجينًا‬
‫متروكًا لسنوات طويلة ‪ ،‬وعلمه تأويل الحاديث وتعبير الرؤيا ‪،‬وبعد أن يذكر عظمة ال‬
‫سبحانه في خلق السموات والرض ‪ ،‬بعد هذا كله يتوجه إلى ربه مفوضًا أمره ل في الدنيا‬
‫والخرة داعيا ال سبحانه أن يميته مسلمًا وأن يلحقه بالصالحين السابقين من النبياء والمؤمنين‬
‫عّلْمَتِني ِمن‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن اْلُمْل ِ‬
‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬
‫ومنهم أبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلم‪َ)) .‬ر ّ‬
‫حْقِني‬
‫خَرِة َتَوّفِني ُمسِْلمًا َوَأْل ِ‬‫ت َوِلّيي ِفي الّدُنَيا َوال ِ‬
‫ض َأن َ‬
‫لْر ِ‬
‫ت َوا َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫طَر ال ّ‬
‫ث َفا ِ‬
‫حاِدي ِ‬
‫لَ‬‫لا َ‬ ‫َتْأِوي ِ‬
‫ن‪ .‬يوسف}‪.{101‬‬ ‫حي َ‬
‫صاِل ِ‬
‫ِبال ّ‬
‫ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم‬
‫ن َأ ْ‬
‫ليَما ِ‬
‫سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ‬
‫دعاء المؤمنين في كل زمان ومكان ‪ّ} :‬رّبَنا ِإّنَنا َ‬
‫سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران ‪ ((193‬فكانت‬ ‫عّنا َ‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكّفْر َ‬
‫َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْ‬
‫ضُكم ّمن‬ ‫ل ّمنُكم ّمن َذَكٍر َأْو ُأنَثى َبْع ُ‬ ‫عاِم ٍ‬‫ل َ‬
‫عَم َ‬ ‫ضيُع َ‬ ‫ل ُأ ِ‬
‫ب َلُهْم َرّبُهْم َأّني َ‬
‫جا َ‬‫سَت َ‬‫الجابة ))}َفا ْ‬

‫‪10‬‬
‫عْنُهمْ‬
‫ن َ‬
‫لَكّفَر ّ‬
‫سِبيِلي َوَقاَتُلوْا َوُقِتُلوْا ُ‬
‫جوْا ِمن ِدَياِرِهْم َوُأوذوْا ِفي َ‬‫خِر ُ‬‫جُروْا َوُأ ْ‬
‫ن َها َ‬ ‫ض َفاّلِذي َ‬
‫َبْع ٍ‬
‫ب {آل‬
‫ن الّثَوا ِ‬
‫سُ‬‫حْ‬ ‫عنَدُه ُ‬
‫ل ِ‬ ‫ل َوا ّ‬ ‫عنِد ا ّ‬ ‫لْنَهاُر َثَوابًا ّمن ِ‬
‫حِتَها ا َ‬
‫جِري ِمن َت ْ‬
‫ت َت ْ‬
‫جّنا ٍ‬ ‫خَلّنُهْم َ‬
‫لْد ِ‬
‫سّيَئاِتِهْم َو ُ‬
‫َ‬
‫عمران ‪.195‬‬
‫دعاء أكبر من كل الماديات وسفاسف الحياة ‪ ،‬دعاء يسمو بالنسان إلى رحاب الخالق العظيم‬
‫الغفور الكريم واليمان المطلق والثقة المطلقة به سبحانه ‪.‬‬

‫وقفات مع آيات الدعاء ‪:‬‬


‫لو تفكرنا بعمق عن العلقة بين ال سبحانه الخالق والنسان المخلوق لوجدنا أنها علقة متينة‬
‫ثابتة ومتواصلة طيلة حياة النسان ‪ .‬فالخالق هو ال سبحانه والرازق هو ال ومهيأ السباب‬
‫لحياة النسان هو ال تعالى ومهما وصل النسان من تقدم وُرقي وتفنن في العلم وتسهيل‬
‫أسباب الحياة والعيش على الرض فهو ليزال ضمن الدائرة التي وضعه فيها الخالق سبحانه‬
‫ومصداق ذلك قوله جل شأنه في آية الكرسي )) ول يحيطون بشئ من علمه إل بما شاء (( ‪.‬‬
‫وعليه فالنسان وإن كان كافرا أو ملحدا أو جاحدَا أو عاصيا ل ورسله وشرائعه فإنه في‬
‫لحظة الخوف والضعف والحاجة ليملك إل التوجه إلى ربه سبحانه ) مهما تعددت السماء‬
‫ضّر‬
‫ن ال ّ‬ ‫سا َ‬‫لن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫حسب ثقافة وديانة الشعوب فالرب واحد والسماء متعددة(‪ .‬قال تعالى}َوِإَذا َم ّ‬
‫ك ُزّي َ‬
‫ن‬ ‫سهُ َكَذِل َ‬‫ضّر ّم ّ‬
‫عَنا ِإَلى ُ‬
‫ضّرُه َمّر كََأن ّلْم َيْد ُ‬ ‫عْنُه ُ‬ ‫شْفَنا َ‬
‫عدًا َأْو َقآِئمًا َفَلّما َك َ‬
‫جنِبِه َأْو َقا ِ‬ ‫عاَنا ِل َ‬
‫َد َ‬
‫عْوا َرّبُهم‬ ‫ضّر َد َ‬‫س ُ‬ ‫س الّنا َ‬
‫ن {يونس ‪ ..((12‬وقال تعالى ))}َوِإَذا َم ّ‬ ‫ن َما َكاُنوْا َيْعَمُلو َ‬ ‫سِرِفي َ‬ ‫ِلْلُم ْ‬
‫ن {الروم ‪ .33‬واليتان‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ق ّمْنُهم ِبَرّبِهْم ُي ْ‬
‫حَمًة ِإَذا َفِري ٌ‬
‫ن ِإَلْيِه ُثّم ِإَذا َأَذاَقُهم ّمْنُه َر ْ‬
‫ّمِنيِبي َ‬
‫الكريمتان تتحدثان عن النسان وعن الناس كافة وليس عن المؤمنين فقط ‪ .‬فاليات في هذا‬
‫المعنى كثيرة وكلها تدل على أن التوجه إلى ال تعالى في حال الشدة والضطرار أصيل في‬
‫فطرة النسان وطبيعي في كيانه ووجوده ‪.‬‬
‫وآيات الدعاء تقسم إلى ثلثة انواع ‪:‬‬
‫ألول ‪ :‬اليات التي تعلمنا كيف ندعوا الله سبحانه وتعالى ونتوجه إليه‬
‫وحده وتحبب للمسلم الدعاء من الله تعالى في كل الحوال وعدم‬
‫ل َرب ّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫اليأس من الجابة لن كل شئ مقاديره بيد الله تعالى ‪)) .‬وََقا َ‬
‫َ‬
‫ن ((‬
‫ري َ‬
‫خ ِ‬
‫دا ِ‬
‫م َ‬
‫جهَن ّ َ‬ ‫خُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫سي َد ْ ُ‬
‫عَباد َِتي َ‬
‫ن ِ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬ ‫ج ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫عوِني أ ْ‬
‫اد ْ ُ‬
‫ن ِفي‬
‫دو َ‬ ‫ن ي ُل ْ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫عوه ُ ب َِها وَذ َُروا ْ ال ّ ِ‬ ‫ماء ال ْ ُ‬
‫غافر ‪} . 60‬وَل ِل ّهِ‬
‫سَنى َفاد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ح ْ‬ ‫س َ‬‫ال ْ‬
‫َ‬
‫ن {العراف ‪180‬‬ ‫ن‬
‫جَزوْ َ‬ ‫مُلو َ‬
‫سي ُ ْ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْ َ‬
‫مآئ ِهِ َ‬
‫س َ‬
‫أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫الثاني ‪ :‬اليات التي تردع من يدعو غير الله تعالى وتبين أن دعاَءهم‬
‫لغير الله ومن غير الله ليس له إستجابة لن الملك لله والمر بيد الله‬
‫ومن يدعونهم ما هم إل عباد لله ومخلوقات لله وليس لهم من المر‬
‫والملك والجابة شئ‪.‬‬

‫مَر‬‫ق َ‬‫س َوال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫خَر ال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ‬ ‫ل ِفي الن َّهارِ وَُيول ِ ُ‬ ‫ج الل ّي ْ َ‬ ‫)) }ُيول ِ ُ‬
‫ك َوال ّ ِ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫دون ِ ِ‬‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫م لَ ُ‬‫ه َرب ّك ُ ْ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫مى ذ َل ِك ُ ُ‬ ‫س ّ‬‫م َ‬ ‫ل ّ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ري ِل َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫كُ ّ‬
‫ما‬
‫مُعوا َ‬ ‫س ِ‬‫م وَل َوْ َ‬ ‫عاءك ُ ْ‬ ‫مُعوا د ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫عوهُ ْ‬ ‫ميرٍ {}ِإن ت َد ْ ُ‬ ‫من قِط ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬‫ما ي َ ْ‬‫َ‬
‫خِبيرٍ { فاطر‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م وَل ي ُن َب ّئك ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شْرك ِك ْ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ْ‬
‫مةِ ي َك ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫م وَي َوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جاُبوا لك ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫ه إ َِلى‬ ‫َ‬
‫ب لَ ُ‬‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬‫من ّل ي َ ْ‬ ‫ن الل ّهِ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عو ِ‬ ‫من ي َد ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ )) .14-13‬وَ َ‬
‫‪11‬‬
‫كانوا ل َه َ‬
‫داء‬
‫م أع ْ َ‬
‫ُ ْ‬ ‫س َ ُ‬
‫شَر الّنا ُ‬
‫ح ِ‬
‫ذا ُ‬ ‫غافُِلو َ‬
‫ن ‪ 5‬وَإ ِ َ‬ ‫م َ‬
‫عائ ِهِ ْ‬
‫عن د ُ َ‬ ‫م َ‬‫مةِ وَهُ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫َيوم ِ ال ْ ِ‬
‫ن ‪ (( 6‬الحقاف ‪. 6-5‬‬ ‫ري َ‬ ‫م َ‬
‫كافِ ِ‬ ‫كاُنوا ب ِعَِباد َت ِهِ ْ‬ ‫وَ َ‬

‫الثالث ‪ :‬وآيات أخرى تعلمك ما كان يدعوا به النبياء والمرسلون الكرام والناس في حالتي‬
‫السراء والضراء حين دعاؤهم وتضرعهم إليه سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫فل ْ ِ‬
‫ك‬ ‫م ِفي ال ْ ُ‬ ‫ذا ُ‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫حرِ َ‬ ‫م ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ‬ ‫سي ُّرك ُ ْ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫قال تعالى ))هُوَ ال ّ ِ‬
‫من‬ ‫ج ِ‬ ‫موْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جاءهُ ُ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫عا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جاءت َْها ِري ٌ‬ ‫حوا ْ ب َِها َ‬ ‫ح ط َي ّب َةٍ وَفَرِ ُ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ن ب ِِهم ب ِ ِ‬ ‫جَري ْ َ‬ ‫وَ َ‬
‫جي ْت ََنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ن أن َ‬ ‫ن لئ ِ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫نل ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫م د َع َوُا الل َ‬ ‫حيط ب ِهِ ْ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ن وَظّنوا أن ّهُ ْ‬ ‫كا ٍ‬ ‫ل َ‬
‫س‬‫ّ‬ ‫م‬
‫ذا َ‬ ‫ن (( يونس ‪ .22‬وقال تعالى ))وَإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ري‬
‫ِ‬ ‫شاك ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ن ِ‬ ‫ّ‬ ‫كون َ‬ ‫هـذ ِهِ ل َن َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مّر ك َأن‬ ‫ضّره ُ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫فَنا ع َن ْ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ما فَل َ ّ‬ ‫دا أوْ َقآئ ِ ً‬ ‫ع ً‬ ‫جنب ِهِ أوْ َقا ِ‬ ‫عاَنا ل ِ َ‬ ‫ضّر د َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫ا ِ‬
‫ن (( يونس‬ ‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫سرِِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ِل ُ‬ ‫ك ُزي ّ َ‬ ‫ه ك َذ َل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ضّر ّ‬ ‫َ‬
‫م ي َد ْع َُنا إ ِلى ُ‬ ‫لّ ْ‬
‫‪ .12‬وقال تعالى في دعاء موسى عليه السلم على فرعون وقومه‬
‫ك آتيت فرع َون ومله زين ً َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا‬ ‫وال ً ِفي ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة وَأ ْ‬ ‫سى َرب َّنا إ ِن ّ َ َ ْ َ ِ ْ ْ َ َ َ ُ ِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫))وََقا َ‬
‫َ‬
‫م فَل َ‬ ‫شد ُد ْ ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬‫س ع ََلى أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َرب َّنا اط ْ ِ‬ ‫سِبيل ِ َ‬ ‫عن َ‬ ‫ضّلوا ْ َ‬ ‫َرب َّنا ل ِي ُ ِ‬
‫م (( يونس ‪ . 88‬وهذا دعاء نوح عليه السلم على قومه‬ ‫َ‬ ‫حّتى ي ََروُا ْ ال ْعَ َ‬ ‫مُنوا ْ َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫ب الِلي َ‬ ‫ذا َ‬
‫جي َْناهُ‬ ‫ه فَن َ ّ‬ ‫جب َْنا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬‫ل َفا ْ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫دى ِ‬ ‫حا إ ِذ ْ َنا َ‬ ‫بعد أن فقد كل المل في هدايتهم ))وَُنو ً‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ك َذ ُّبوا ِبآَيات َِنا إ ِن ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ذي َ‬ ‫قوْم ِ ال ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫صْرَناه ُ ِ‬ ‫ظيم ِ وَن َ َ‬ ‫ب ال ْعَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن ال ْك َْر‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ه ِ‬ ‫وَأهْل َ ُ‬
‫كانوا قَوم سوٍء فَأ َغ ْرقْناهُ َ‬
‫ن (( النبياء ‪.77- 76‬‬ ‫مِعي َ‬ ‫ج َ‬‫مأ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫َ ُ‬

‫الدعاء هو العبادة ‪:‬‬


‫عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬
‫َ‬
‫ب‬‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬
‫عوِني أ ْ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬
‫م اد ْ ُ‬ ‫عليه وسلم )الدعاء هو العبادة ( ثم قرأ )) وََقا َ‬
‫ن (( غافر‬ ‫ري َ‬
‫خ ِ‬‫دا ِ‬‫م َ‬‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬‫خُلو َ‬‫سي َد ْ ُ‬
‫عَباد َِتي َ‬
‫ن ِ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬
‫ن عَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫م إِ ّ‬
‫‪) .60‬صحيح سنن الترمذي ( ‪ .‬وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ليس شئ أكرم على الله تعالى من‬
‫الدعاء ( صحيح سنن الترمذي ‪ .‬وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ما على الرض مسلم‬
‫يدعو الله بدعوة إل آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم‬
‫يدعو بإثم أو قطيعة رحم ( فقال رجل من القوم إذن نكثر قال )صلى‬
‫الله عليه وسلم ( الله أكثر( صحيح سنن الترمذي ‪ .‬وعن سلمان‬
‫الفارسي رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫)) إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا ً‬
‫خاليتين (‪ .‬صحيح سنن الترمذي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مممممم مممممم ‪:‬‬
‫ك‬‫سأ َل َ َ‬
‫ذا َ‬ ‫وردت في ثنايا آيات الصيام آية عظيمة وهي قوله تعالى ))وَإ ِ َ‬
‫جيُبوا ْ ِلي‬ ‫ُ‬
‫ست َ ِ‬‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫داِع إ ِ َ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫ب د َع ْوَة َ ال ّ‬
‫جي ُ‬‫بأ ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫عَباِدي ع َّني فَإ ِّني قَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن (( ‪.‬البقرة ‪ .186‬وفي هذه الية الكريمة‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫مُنوا ْ ِبي ل َعَل ّهُ ْ‬
‫م ي َْر ُ‬ ‫وَل ْي ُؤ ْ ِ‬
‫إشارة إلى قرب الله تعالى من عباده الصائمين القائمين وكثرة إجابته‬
‫سبحانه للدعاء في شهر رمضان المبارك بشرطين وردا في الية وهما‬
‫الستجابة لله واليمان به سبحانه وتعالى فهما طريق الرشاد والهداية‬
‫لما فيه مصالح العباد في دينهم ودنياهم ‪ .‬ولشك أن الله سبحانه قريب‬
‫من عباده في كل وقت وحين وأنه يجيب دعاءهم ‪ .‬وهناك أوقات وأحوال‬
‫يكون العبد فيها أقرب لجابة دعائه ومن تلك الوقات شهر رمضان‬
‫المعظم ‪ .‬ومن الحوال حال تقرب العبد لربه بالعبادات والعمال‬
‫الصالحة ولذا ورد الحث للكثار من الدعاء في حال السجود فإنه مأمول‬
‫آن يستجاب للعبد فكيف إذا كان صائما ً ساجدا ً لله في نهار رمضان‬
‫يدعوا ربه أو قائما ً لله تعالى في ليالي رمضان يدعوا أثناء سجوده في‬
‫الثلث الخير من الليل مع ما يتحقق له من الخلص والتقوى بسبب هذه‬
‫العبادة العظيمة )الصوم ( ‪ .‬ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أنه قال ) ياايها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لتدعون أصما ً ول غائبا‬
‫إنما تدعون سميعا ً بصيرا‪ .‬إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق‬
‫راحلته ( رواه المام أحمد عن أبي موسى الشعري ‪ .‬وروى المام أحمد‬
‫عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال )يقول ال تعالى أنا عند ظن عبدي بي‬
‫وأنا معه إذا دعاني (‪.‬وروى عن أبي هريرة رضي ال عنه أنه سمع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ) قال ال )تعالى ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه (‪ .‬وربنا سبحانه مع‬
‫قوا ْ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫معَ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫من دعاه واتقاه ولشك أن الدعاء من التقوى وهو سبحانه القائل ))إ ِ ّ‬
‫ن (( النحل ‪.128‬‬ ‫سُنو َ‬‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّوال ّ ِ‬
‫ومن أسماء ال الحسنى المجيب ‪ ,‬يقول المام الغزالي في كتابه ) المقصد السنى في شرح‬
‫معاني أسماء ال الحسنى ( ‪ :‬المجيب هو الذي يقابل مسألة السائل بالسعاف ودعاء الداعين‬
‫بالجابة وضرورة المضطرين بالكفالة ‪ .‬بل ينعم قبل النداء ويتفضل قبل الدعاء وليس ذلك إل‬
‫ال عز وجل فإنه يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم وقد علمها في الزل فدبر أسباب كفاية‬
‫الحاجات بخلق الطعمة والقوات وتيسير السباب واللت الموصلة إلى جميع المهمات ‪.‬‬

‫أنواع الدعاء‬
‫الدعاء نوعان ‪:‬‬

‫دعاء المسألة ‪ :‬وهو طلب ماينفع الداعي وطلب كشف مايضره ودفعه عنه‪ .‬فأنت‬ ‫‪-1‬‬
‫تسأل ال سبحانه أن يهديك وأن يرزقك وأن يحفظك وأن يسهل أمورك وأن يدفع عنك الشر‬
‫والبلء وكيد العداء ‪ .‬كما تسأل ال سبحانه أن يحفظ أولدك وعائلتك وأن يرزقهم وأن‬

‫‪13‬‬
‫يجعلهم من خير الناس في طاعته سبحانه‪ .‬كما تسأله سبحانه العفو والمغفرة والتوبة‪.‬‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا‬
‫ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ‬
‫ن َيُقوُلو َ‬
‫واليات القرآنية في هذا المجال كثيرة جدًا‪} .‬اّلِذي َ‬
‫ب الّناِر {آل عمران ‪.16‬‬
‫عَذا َ‬
‫َوِقَنا َ‬

‫عّنا‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا وََكّفْر َ‬
‫ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ليَما ِ‬
‫سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ‬
‫}ّرّبَنا ِإّنَنا َ‬
‫سّيَئاِتَنا َوَتَوَفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران ‪.193‬‬ ‫َ‬

‫ن {العراف ‪23‬‬
‫سِري َ‬
‫خا ِ‬
‫ن اْل َ‬
‫ن ِم َ‬
‫حْمَنا َلَنُكوَن ّ‬
‫سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ‬
‫ظَلْمَنا َأنُف َ‬
‫ل َرّبَنا َ‬
‫}َقا َ‬

‫دعاء العبادة ‪ :‬فهو التقرب بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة من ألقوال‬ ‫‪-2‬‬
‫والعمال والنيات والتروك التي تمل القلب بعظمة ال وجلله سبحانه‪ .‬وهذا يشمل التضرع‬
‫بالدعاء إلى ال سبحانه رجاء العفو والمغفرة والرحمة والقبول للعمال الصالحة وحسن‬
‫الخاتمة مؤمنا بأن ال وحده هو مجيب الدعاء‪.‬والتقرب اليه سبحانه بالطاعات وكثرة‬
‫الستغفارآناء الليل وأطراف النهار لن السيئات والذنوب والمعاصي ليغفرها إل ال وحده‬
‫سبحانه‪.‬وال سبحانه وتعالى يحب أن يسأله العباد جميع مصالحهم في دينهم ودنياهم من‬
‫المطاعم والمشارب كما يسألونه الهداية والمغفرة والعفو والعافية في الدنيا والخرة ‪ .‬قال‬
‫سُبوْا‬
‫ب ّمّما اْكَت َ‬
‫صي ٌ‬
‫ل َن ِ‬
‫جا ِ‬
‫ض ّللّر َ‬
‫عَلى َبْع ٍ‬‫ضُكْم َ‬‫ل ِبِه َبْع َ‬
‫لا ّ‬ ‫ضَ‬ ‫ل َتَتَمّنْوْا َما َف ّ‬
‫}َو َ‬ ‫تعالى ‪:‬‬
‫عِليمًا {النساء ‪.32‬‬ ‫يٍء َ‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬‫ن ِبُك ّ‬
‫ل َكا َ‬
‫نا ّ‬
‫ضِلِه ِإ ّ‬
‫ل ِمن َف ْ‬‫سَأُلوْا ا ّ‬
‫ن َوا ْ‬
‫سْب َ‬
‫ب ّمّما اْكَت َ‬ ‫صي ٌ‬
‫ساء َن ِ‬‫َوِللّن َ‬
‫وروى الترمذي عن إبن مسعود البدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ :‬سلوا‬
‫ال من فضله فإن ال يحب أن ُيسأل وأفضل العبادة إنتظار الفرج‪ .‬ومن اليات في هذا‬
‫المجال ‪:‬‬

‫ب {آل عمران ‪8‬‬


‫ت اْلَوّها ُ‬
‫ك َأن َ‬
‫حَمًة ِإّن َ‬
‫ك َر ْ‬
‫ب َلَنا ِمن ّلُدن َ‬
‫غ ُقُلوَبَنا َبْعَد ِإْذ َهَدْيَتَنا َوَه ْ‬
‫ل ُتِز ْ‬
‫}َرّبَنا َ‬

‫ب الّناِر {آل عمران ‪16‬‬


‫عَذا َ‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ‬
‫ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ‬
‫ن َيُقوُلو َ‬
‫}اّلِذي َ‬

‫عاء {إبراهيم ‪40‬‬


‫ل ُد َ‬
‫لِة َوِمن ُذّرّيِتي َرّبَنا َوَتَقّب ْ‬
‫صَ‬‫جَعْلِني ُمِقيَم ال ّ‬
‫با ْ‬
‫}َر ّ‬

‫شدًا {الكهف ‪10‬‬


‫ن َأْمِرَنا َر َ‬
‫ئ َلَنا ِم ْ‬
‫حَمًة َوَهّي ْ‬
‫ك َر ْ‬
‫ف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِمن ّلُدن َ‬
‫}إِْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ‬

‫غَرامًا {الفرقان ‪65‬‬


‫ن َ‬
‫عَذاَبَها َكا َ‬
‫ن َ‬
‫جَهّنَم ِإ ّ‬
‫ب َ‬
‫عَذا َ‬
‫عّنا َ‬
‫ف َ‬
‫صِر ْ‬
‫ن َرّبَنا ا ْ‬
‫ن َيُقوُلو َ‬
‫}َواّلِذي َ‬

‫آداب الدعاء‬
‫ورد في المراجع والمقالت المتعلقة بالدعاء آداب كثيرة على الداعي أن يتحلى بها رجاء إجابة‬
‫دعائه من ال سبحانه ‪ ،‬اخترنا منها‪:‬‬

‫إخلص الدعاء ل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -2‬من أعظم آداب الدعاء قوة الر جاء ‪ ،‬أي رجاء الجابة حتى يصل إلى اليقين من‬
‫الجابة ) أدعو ال وأنتم موقنون بالجابة ( فإن الجابة لتتخلف مع قوة الرجاء واللتزام‬
‫بالحلل والحرام ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -3‬أن يبدأ بحمد ال والثناء عليه ثم الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم ويختم بذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬حضور القلب في الدعاء والتركيز عليه ‪.‬‬
‫الدعاء في الرخاء والشدة وكافة الحوال والظروف التي يتعرض لها النسان من‬ ‫‪-5‬‬
‫رخاء وطمأنينة وكذلك من شدة وخوف‪.‬‬
‫العتراف بالذنب وكثرة الستغفار فيه‪ .‬والعتراف بنعمة ال سبحانه وشكره تعالى‬ ‫‪-6‬‬
‫عليها دائما رجاء غفران الذنوب وتبديلها إلى حسنات ‪.‬‬
‫‪ -7‬ليسأل إل ال وحده سبحانه لنه وحده من يملك الضر والنفع‪.‬‬
‫‪ -8‬اللحاح في الدعاء لن ال سبحانه يحب من عباده ان يسألوه من خزائنه في الرض‬
‫والسماء ‪ ،‬في الدنيا والخرة وعدم الستعجال في الجابة لن ال سبحانه يجيب بحكمته‬
‫وتقديره وحده‪.‬‬
‫رفع اليدي في الدعاء والتضرع والخشوع فال يستحي سبحانه أن يرد يدي عبده‬ ‫‪-9‬‬
‫الداعي المنيب صفرًا خاليتين كما ورد في الحديث الشريف‪.‬‬
‫‪ -10‬خفض الصوت بالدعاء بين الجهر ووضوح الصوت وبين السر وخفض الصوت‬
‫إلى درجة كبيرة‬
‫‪ -11‬أن ليدعوا بإثم ول قطيعة رحم فال سبحانه طيب كريم رحيم فل يقبل من عباده إل‬
‫ماكان طيباً من الدعاء والرجاء‪.‬‬

‫من أقوال السلف في الدعاء‬


‫عن عمر بن الخطاب رضي ال عنه قال ‪:‬إني ل احمل هم الجابة ولكن هم الدعاء‬ ‫‪-1‬‬
‫فإن ألهمت الدعاء فإن الجابة معه‪.‬‬
‫عن سعيد بن المسيب قال ‪ :‬إن الرجل لُيرفع بدعاء ولده ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬عن محمد بن حامد قال ‪ :‬قلت لبي بكر الوراق ‪ :‬علمني شيئًا يقربني إلى ال تعالى‬
‫ويقربني من الناس ‪ .‬فقال ‪ :‬أما الذي من ال فمسألته وأما مايقربك من الناس فترك مسألتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬عن الوزاعي قال ‪ :‬أفضل الدعاء اللحاح إلى ال عز وجل والتضرع إليه‪.‬‬
‫عن إبن عيينة قال ‪ :‬ل تتركوا الدعاء ول يمنعنكم منه ما تعلمون من أنفسكم فقد‬ ‫‪-5‬‬
‫ظْرِني ِإَلى َيْوِم‬
‫ب َفَأن ِ‬
‫ل َر ّ‬
‫إستجاب ال لبليس وهو شر الخلق قال في سورة الحجر‪َ :‬قا َ‬
‫ت اْلَمْعُلوِم}‪.{38‬‬ ‫ن}‪ِ{37‬إَلى َيوِم اْلَوْق ِ‬
‫ظِري َ‬
‫ن اْلُمن َ‬
‫ك ِم َ‬
‫ل َفِإّن َ‬
‫ن}‪َ {36‬قا َ‬
‫ُيْبَعُثو َ‬
‫قال بعض العارفين ‪ :‬أدع بلسان الذلة والفتقار لبلسان الفصاحة والطلق‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫قال بعض الُعَباد ‪ :‬أنهَيكون لي حاجة إلى ال فأسأله إياها فيفتح علي من مناجاته‬ ‫‪-7‬‬
‫ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه ما ُأحب معه أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك‬
‫الحال‪.‬‬

‫التوسل في الدعاء‬
‫عانِ‬‫ع ِإَذا َد َ‬
‫عَوَة الّدا ِ‬
‫ب َد ْ‬
‫جي ُ‬
‫ب ُأ ِ‬
‫عّني َفِإّني َقِري ٌ‬
‫عَباِدي َ‬
‫ك ِ‬‫سَأَل َ‬
‫إن ال تعالى قريب من عباده )َوِإَذا َ‬
‫ن‪ .‬البقرة}‪ ({186‬فليس بين ال سبحانه وبين عباده‬ ‫شُدو َ‬ ‫جيُبوْا ِلي َوْلُيْؤِمُنوْا ِبي َلَعّلُهْم َيْر ُ‬
‫سَت ِ‬
‫َفْلَي ْ‬
‫مايمنعهم من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ النسان إلى وسائل‬
‫تكون وسيطاً بين العبد وربه سبحانه بل يجب على النسان أن يلجأ إلى ربه سبحانه مباشرة‬

‫‪15‬‬
‫ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والعمال الصالحة ودعائه بأسمائه‬
‫الحسنى وصفاته العل وأن يكون معتقدًا تمام العتقاد أن ال تعالى هو المعز المذل المحيي‬
‫المميت الرزاق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده سبحانه النفع والضر‪ .‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪) :‬وأعلم أن المة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك‬
‫إل بشئ قد كتبه ال لك ولو إجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إل بشئ قد كتبه ال‬
‫عليك ( ‪ .‬فالفرد سواء كان حيا أو ميتًا من باب أولى لن ينفع ول يضر أحدًا إل بشئ قد كتبه ال‬
‫سبحانه عليه ‪.‬‬

‫إن التوسل إلى ال تعالى في معناه الصطلحي فهو أن يتقرب العبد إلى ال تعالى بشئ يكون‬
‫سو ٍ‬
‫ل‬ ‫سْلَنا ِمن ّر ُ‬
‫وسيلة لستجابة الدعاء ونيل المطلوب ‪ .‬وهو ما جاء به قوله تعالى ‪َ} :‬وَما َأْر َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫سَتْغَفَر َلُهُم الّر ُ‬
‫ل َوا ْ‬
‫سَتْغَفُروْا ا ّ‬
‫ك َفا ْ‬
‫جآُؤو َ‬
‫سُهْم َ‬
‫ظَلُموْا َأنُف َ‬
‫ل َوَلْو َأّنُهْم ِإذ ّ‬‫نا ّ‬ ‫ع ِبِإْذ ِ‬
‫طا َ‬‫ل ِلُي َ‬
‫ِإ ّ‬
‫حيمًا {النساء ‪ 64‬فهم بعد استغفارهم يتخذون من استغفار الرسول لهم وسيلة‬ ‫ل َتّوابًا ّر ِ‬‫جُدوْا ا ّ‬ ‫َلَو َ‬
‫لنيل توبة ال عليهم ورحمته وهذا توسل بدعاء الرسول صلى ال عليه وسلم في حياته‪.‬‬
‫والتوسل المشروع هو كل وسيلة تقرب العبد إلى ال تعالى وأذن بها الشارع الحكيم ندبًا أو‬
‫إباحة وهو التقرب إلى رضوان ال تعالى بما يحبه ويرضاه من العبادات الواجبة أو المستحبة‬
‫ل أو إعتقادات‪.‬‬ ‫ل أو أفعا ً‬ ‫سواًء كانت أقوا ً‬

‫والتوسل المشروع ثلثة أنواع كما قررها أهل السنة والجماعة ‪- :‬‬

‫ل َأوِ‬‫عوْا ا ّ‬ ‫ل اْد ُ‬‫التوسل إلى ال سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ‪ُ} .‬ق ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫خاِفتْ ِبَها َواْبَتِغ‬ ‫ل ُت َ‬‫ك َو َ‬ ‫لِت َ‬
‫صَ‬‫جَهْر ِب َ‬ ‫ل َت ْ‬‫سَنى َو َ‬ ‫حْ‬‫سَماء اْل ُ‬ ‫لْ‬‫عوْا َفَلُه ا َ‬‫ن َأّيا ّما َتْد ُ‬
‫حَمـ َ‬‫عوْا الّر ْ‬ ‫اْد ُ‬
‫ن ِفي‬ ‫حُدو َ‬ ‫عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذينَ ُيْل ِ‬ ‫سَنى َفاْد ُ‬ ‫حْ‬ ‫سَماء اْل ُ‬‫لْ‬ ‫لا َ‬ ‫ل {السراء ‪َ} .110‬و ِّ‬ ‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن َذِل َ‬
‫َبْي َ‬
‫ن {العراف ‪.180‬‬ ‫ن َما َكاُنوْا َيْعَمُلو َ‬ ‫جَزْو َ‬‫سُي ْ‬
‫سَمآِئِه َ‬‫َأ ْ‬
‫غِفْر َلَنا‬ ‫ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ‬
‫ن َيُقوُلو َ‬‫التوسل إلى ال تعالى بالعمال الصالحة ‪} .‬اّلِذي َ‬ ‫‪-2‬‬
‫غِفرْ‬‫ن َرّبَنا آَمّنا َفا ْ‬ ‫عَباِدي َيُقوُلو َ‬ ‫ن ِ‬‫ق ّم ْ‬ ‫ن َفِري ٌ‬ ‫ب الّناِر {آل عمران ‪ِ} .16‬إّنُه َكا َ‬ ‫عَذا َ‬ ‫ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ‬
‫ن {المؤمنون ‪ .109‬فهم هنا يتوسلون إلى ربهم سبحانه‬ ‫حِمي َ‬ ‫خْيُر الّرا ِ‬ ‫ت َ‬‫حْمَنا َوَأن َ‬ ‫َلَنا َواْر َ‬
‫بإيمانهم طلبًا للمغفرة ‪.‬‬
‫سَتْغِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا ِإّنا ُكّنا‬
‫التوسل إلى ال تعالى بدعاء الصالحين ‪َ .‬قاُلوْا َيا َأَباَنا ا ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫حيُم}‪{98‬يوسف‪.‬‬ ‫ي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬ ‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّب َ‬
‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن} ‪َ {97‬قا َ‬ ‫طِئي َ‬‫خا ِ‬‫َ‬

‫سَمآِئِه‬
‫ن ِفي َأ ْ‬
‫حُدو َ‬
‫ن ُيْل ِ‬
‫عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذي َ‬
‫سَنى َفاْد ُ‬
‫حْ‬‫سَماء اْل ُ‬
‫لْ‬‫لا َ‬
‫الول تطبيقًا لقوله تعالى ‪َ} :‬و ِّ‬
‫ن {العراف ‪.180‬‬ ‫ن َما َكاُنوْا َيْعَمُلو َ‬
‫جَزْو َ‬
‫سُي ْ‬
‫َ‬

‫ل ِمّنا‬‫ل َرّبَنا َتَقّب ْ‬


‫عي ُ‬‫سَما ِ‬
‫ت َوِإ ْ‬‫ن اْلَبْي ِ‬
‫عَد ِم َ‬
‫الثاني دليل مشروعيته قوله تعالى ‪َ} :‬وِإْذ َيْرَفُع ِإْبَراِهيُم اْلَقَوا ِ‬
‫ك َوَأِرَنا‬‫سِلَمًة ّل َ‬
‫ك َوِمن ُذّرّيِتَنا ُأّمًة ّم ْ‬‫ن َل َ‬
‫سِلَمْي ِ‬
‫جَعْلَنا ُم ْ‬
‫سِميُع اْلَعِليُم {البقرة ‪َ . 127‬رّبَنا َوا ْ‬ ‫ت ال ّ‬‫ك َأن َ‬‫ِإّن َ‬
‫حيُم ‪.‬البقرة}‪ .{128‬وقوله تعالى ‪َ} :‬رّبَنا آَمّنا ِبَما َأنَزْل َ‬
‫ت‬ ‫ب الّر ِ‬‫ت الّتّوا ُ‬
‫ك َأن َ‬‫عَلْيَنا ِإّن َ‬
‫ب َ‬
‫سَكَنا َوُت ْ‬
‫َمَنا ِ‬
‫ن {آل عمران ‪.53‬‬ ‫شاِهِدي َ‬
‫ل َفاْكُتْبَنا َمَع ال ّ‬‫سو َ‬
‫َواّتَبْعَنا الّر ُ‬

‫ن} ‪َ {97‬قالَ‬
‫طِئي َ‬
‫خا ِ‬
‫سَتْغِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا ِإّنا ُكّنا َ‬
‫الثالث ومشروعيته من اليات التالية ‪َ :‬قاُلوْا َيا َأَباَنا ا ْ‬
‫حيُم}‪{98‬يوسف ‪ .‬وقوله تعالى في التوسل بدعاء الرسول‬ ‫ي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّب َ‬
‫سْوفَ َأ ْ‬
‫َ‬

‫‪16‬‬
‫جآُؤو َ‬
‫ك‬ ‫سُهْم َ‬
‫ظَلُموْا َأنُف َ‬
‫ل َوَلْو َأّنُهْم ِإذ ّ‬
‫نا ّ‬
‫ع ِبِإْذ ِ‬
‫طا َ‬
‫ل ِلُي َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫سو ٍ‬‫سْلَنا ِمن ّر ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪َ} :‬وَما َأْر َ‬
‫حيمًا {النساء ‪.64‬‬ ‫ل َتّوابًا ّر ِ‬
‫جُدوْا ا ّ‬‫ل َلَو َ‬
‫سو ُ‬
‫سَتْغَفَر َلُهُم الّر ُ‬
‫ل َوا ْ‬
‫سَتْغَفُروْا ا ّ‬
‫َفا ْ‬

‫هذه النواع الثلثة الصحيحة المشروعية متفاوتة في منزلتها الشرعية ‪-:‬‬

‫منها ما هو ركن كالتوسل بأسماء ال الحسنى وصفاته العل واليمان والتوحيد لنه‬ ‫‪-1‬‬
‫لنجاة إل به ‪.‬‬
‫ومنها ما هو مستحب كالتوسل بالعمال الصالحة ودعاء الصالحين ‪..‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ولذا كان واجباً على المسلم الموحد لربه سبحانه إذا توسل عند الشدائد أن يتوسل إلى ال تعالى‬
‫بالوسائل المشروعة التي لخلف عليها‪.‬‬

‫أما التوسل المختلف فيه فهو ينقسم إلى ثلثة أنواع ‪:‬‬

‫التوسل بالدعاء وبالنذر وبالستعانة بالولياء والصالحين ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -2‬التوسل بالذبح للولياء والعكوف حول القبور والتوسل بالموتى من الولياء‬
‫والصالحين‪.‬‬
‫‪ -3‬التوسل إلى ال تعالى بحق أو بجاه ألشخاص من أنبياء عليهم السلم وأولياء وأئمة‬
‫وصالحين ‪.‬‬

‫وهذه النواع الثلثة مختلف على مشروعيتها وكل فريق من الناس يبين أدلته التي تثبت‬
‫مايعتقده بها‪.‬‬

‫نسأل ال سبحانه السداد لجميع المسلمين وأن يتبينوا الحق وأن لتفرقهم مسائل بعضها‬
‫مشروعة وأن يتبينوا أن ليقعوا في الشرك الذي وصفه ال سبحانه بأنه ظلم عظيم ‪َ :‬وِإْذ َقا َ‬
‫ل‬
‫ظيٌم} لقمان ‪ . {13‬وقد بين‬ ‫عِ‬‫ظْلٌم َ‬
‫ك َل ُ‬
‫شْر َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ك ِبا ِّ‬
‫شِر ْ‬
‫ل ُت ْ‬
‫ي َ‬
‫ظُه َيا ُبَن ّ‬
‫لْبِنِه َوُهَو َيِع ُ‬
‫ن ِ‬
‫ُلْقَما ُ‬
‫الشرك وبين أنواعه القرآن الكريم والرسول العظم صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وعليهم الخذ‬
‫بأساليب التوسل المشروع التي بينها القرآن الكريم والرسول العظم صلى ال عليه وسلم ول‬
‫خلف بين المسلمين عليها ‪.‬‬

‫ملحظة مهمة حول جاه النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬

‫ليختلف مسلمان على عظمة جاه النبي صلى ال عليه وسلم عند ال سبحانه وتعالى فهو سيد‬
‫ظيٍم} القلم ‪.{4‬وقال‬
‫عِ‬‫ق َ‬
‫خُل ٍ‬
‫ك َلَعلى ُ‬
‫الرسل وسيد الخلق الذي قال فيه ال سبحانه وتعالى ‪َ :‬وِإّن َ‬
‫ك} الشرح ‪.{4‬وهو حبيب الرحمن تعالى ‪ .‬وإنكار جاه النبي محمد‬ ‫ك ِذْكَر َ‬
‫فيه سبحانه ‪َ :‬وَرَفْعَنا َل َ‬
‫صلى ال عليه وسلم شعبة من شعب الكفر لن إنكار جاهه ومنزلته يعني إنتقاصه صلى ال‬
‫عليه وسلم وهذا ردة عن السلم والعياذ بال ‪ .‬والذين يتوسلون بجاه النبي يعتبرون ذلك‬
‫تعظيمًا لرسول ال صلى ال عليه وسلم وهناك من ليؤمن بمشروعية ذلك‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫نماذج من الدعاء‬
‫لشك أن ألدعية المأثورة والواردة عن النبياء عليهم السلم وعن رسول ال محمد صلى ال‬
‫عليه وسلم وأدعية المؤمنين والصالحين والعابدين والمستغفرين كثيرة جدًا وتحتاج إلى‬
‫مجلدات لحصائها‪ .‬وعليه فإن المقام ليتسع إل إلى نماذج من هذه الدعية كما وردت في‬
‫المراجع المعتبرة مثل صحيحي البخاري و مسلم وغيرها من كتب الحديث وكذلك في الكتب‬
‫التي تبحث وتتوسع في الموضوع‪.‬‬

‫ادعية من القرآن الكريم‬


‫عَذابَ الّناِر( ]البقرة‪[201/‬‬
‫سَنًة وَِقَنا َ‬
‫ح َ‬
‫خَرِة َ‬
‫سَنًة َوِفي ال ِ‬
‫ح َ‬
‫‪َ1-‬رّبَنا آِتَنا ِفي الّدْنَيا َ‬ ‫(‬

‫ن( ]البقرة‪250/‬‬
‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬
‫صْرَنا َ‬
‫ت َأْقَداَمَنا َوان ُ‬
‫صْبًرا َوَثّب ْ‬
‫عَلْيَنا َ‬
‫غ َ‬
‫‪َ ) – 2‬رّبَنا َأْفِر ْ‬

‫عَلى اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫حَمْلَتُه َ‬
‫صًرا َكَما َ‬‫عَلْيَنا ِإ ْ‬
‫حِمْل َ‬‫طْأَنا َرّبَنا َوَل تَ ْ‬
‫خَ‬‫سيَنا َأْو َأ ْ‬
‫خْذَنا ِإن ّن ِ‬ ‫‪َ )– 3‬رّبَنا َل ُتَؤا ِ‬
‫ت َمْوَلَنا‬
‫حْمَنا َأن َ‬
‫غِفْر َلَنا َواْر َ‬‫ف عَّنا َوا ْ‬
‫ع ُ‬ ‫طاَقَة َلَنا ِبِه َوا ْ‬
‫حّمْلَنا َما َل َ‬ ‫ِمن َقْبِلَنا َرّبَنا َوَل ُت َ‬
‫ن( ]البقرة‪286/‬‬ ‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬‫صْرَنا َ‬ ‫َفان ُ‬

‫ب( ]آل‬
‫ت اْلَوّها ُ‬
‫ك َأن َ‬
‫حَمًة ِإّن َ‬
‫ك َر ْ‬
‫ب َلَنا ِمن ّلُدن َ‬
‫غ ُقُلوَبَنا َبْعَد ِإْذ َهَدْيَتَنا َوَه ْ‬
‫‪َ )– 4‬رّبَنا َل ُتِز ْ‬
‫عمران‪8/‬‬

‫ب الّناِر( ]آل عمران‪16/‬‬


‫عَذا َ‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ‬
‫‪َ ) – 5‬رّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ‬

‫أدعية من السنة المطهرة‬


‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما أصاب أحد قط هم ول حزن فقال اللهم إني عبدك وابن‬
‫ض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك بكل إسم هو لك‬ ‫عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ما ٍ‬
‫سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو إستأثرت به في علم الغيب‬
‫عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي إل أذهب ال همه‬
‫وحزنه وأبدله مكانه فرجًا ‪ .‬فقيل يارسول ال أل نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن‬
‫يتعلمها ‪) .‬رواه أحمد(‪.‬‬

‫سّلم‬‫عَلْيِه و َ‬‫صّلى الُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سوَل ا ِّ‬ ‫سِمع ر ُ‬ ‫ل عْنُهما َأنه َ‬ ‫يا ّ‬‫ضَ‬ ‫صر ِ‬ ‫ن العا ِ‬ ‫عمِرو ْب ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ْب ِ‬‫عنْ عْبِد ا ِّ‬ ‫ََ‬
‫صلًة‬‫ي َ‬ ‫صّلى عَل ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ي ‪َ ،‬فِإّنُه َم ْ‬
‫صّلوا عَل ّ‬
‫يُقوُل ‪ِ » :‬إذا سِمْعُتُم الّنداَء َفُقوُلوا ِمْثَل ما َيُقوُل ‪ُ ،‬ثّم َ‬
‫سيَلَة ‪َ ،‬فِإّنَها َمنِزَلٌة في الجّنِة ل َتْنَبِغي ِإّل لَعْبٍد‬
‫ل لي اْلو ِ‬ ‫شرًا ‪ُ ،‬ثّم سُلوا ا ّ‬ ‫عَلْيِه ِبَها ع ْ‬ ‫ل َ‬
‫صّلى ا ّ‬ ‫َ‬
‫عُة « رواه مسلم ‪..‬‬ ‫شفا َ‬‫حّلتْ َلُه ال ّ‬ ‫سيَلة َ‬‫ي اْلو ِ‬
‫سَأل ل َ‬
‫ن َ‬‫ن َأَنا ُهو ‪َ ،‬فم ْ‬
‫ن َأُكو َ‬ ‫جو َأ ْ‬
‫ل َوَأْر ُ‬‫عباد ا ّ‬ ‫ن ِ‬‫مْ‬

‫سيد الستغفار‬

‫سِتْغفار َأ ْ‬
‫ن‬ ‫سّلم قاَل ‪ » :‬سّيُد ال ْ‬
‫عَلْيِه و َ‬
‫ل َ‬
‫صّلى ا ُ‬
‫ي َ‬
‫ل عْنُه عن الّنِب ّ‬
‫س رضي ا ّ‬
‫ن َأْو ٍ‬
‫شّداِد ْب ِ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬
‫‪18‬‬
‫ك ما‬‫عِد َ‬
‫ك ‪ ،‬وَأَنا على عْهِدكَ وو ْ‬ ‫عْبُد َ‬
‫خَلْقَتني وَأَنا َ‬ ‫ت َ‬‫ت َرّبي ‪ ،‬ل ِإَله ِإّل َأْن َ‬ ‫يُقول اْلعْبُد ‪ :‬الّلُهّم َأْن َ‬
‫ي ‪ ،‬وَأُبوُء بَذْنبي َفاغِْفْر لي ‪َ ،‬فِإّنُه‬ ‫ك عَل َ‬ ‫ك ِبِنْعمِت َ‬
‫ت ‪َ ،‬أبوُء َل َ‬ ‫شّر ما صَنْع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫عوُذ ِب َ‬ ‫ت ‪َ ،‬أ ُ‬‫طْع ُ‬‫اسَْت َ‬
‫ي ‪َ ،‬فُهو‬ ‫سَ‬ ‫ن ُيْم ِ‬‫ن يْوِمِه َقْبل َأ ْ‬
‫ت ِم ْ‬‫ن الّنَهاِر ُموِقنًا ِبَها ‪َ ،‬فمـا َ‬ ‫ن َقاَلَها ِم َ‬
‫ت‪.‬م ْ‬ ‫ب ِإّل َأْن َ‬‫ل يْغِفُر الّذُنو ِ‬
‫ن َأْهِل الجّنِة‬‫صِبح ‪ ،‬فُهو ِم ْ‬ ‫ن ُي ْ‬
‫ت َقبل َأ ْ‬ ‫ن بها َفَما َ‬ ‫ن الّلْيِل وُهو ُموِق ٌ‬ ‫ن َقاَلَها ِم َ‬
‫ِمنْ َأْهِل الجّنِة ‪ ،‬وَم ْ‬
‫« رواه البخاري ‪.‬‬

‫دعاء ليلة القدر‬

‫ف عّني « رواُه الِتْرمذ ّ‬


‫ي‬ ‫ع ُ‬
‫ب العْفَو فا ْ‬
‫ح ّ‬
‫عُفّو ُت ِ‬
‫ك َ‬
‫اللُّهّم ِإّن َ‬

‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول عند الكرب ‪:‬‬
‫)) ل إله إل ال العظيم الحليم ‪ ،‬ل إله إل ال رب العرش العظيم ‪ ،‬ل إله إل ال رب السموات‬
‫ورب الرض ورب العرش الكريم (( و في رواية لمسلم ) أن النبي صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫حزبه امر قال ذلك ( و حزبه أمر أي نزل به أمر مهم أو أصابه غم ‪.‬‬

‫عن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) يا علي أل أعلمك كلمات‬
‫إذا وقعت في ورطة قلتها ؟ قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬جعلني ال فداءك ‪ ،‬قال ‪ ) :‬إذا وقعت في ورطة فقل ‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪ ،‬فإن ال تعالى يصرف بها ما‬
‫شاء من أنواع البلء (( قلت ‪ :‬الورطة بفتح الواو و إسكان الراء ‪ :‬هي الهلك‪.‬‬

‫عن عبد ال بن جعفر عن علي رضي ال عنه قال‪ )) :‬لقنني رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫هؤلء الكلمات ‪ ،‬و امرني إن نزل بي كرب أو شدة أن اقولها ‪ :‬ل إله إل ال الكريم العظيم ‪،‬‬
‫سبحانه تبارك ال رب العرش العظيم ‪ ،‬الحمد ل رب العالمين (( و كان عبد ال بن جعفر‬
‫يلقنها ونفث بها على الموعوك و يعلمها المغتربة من بناته ‪ .‬قلت ‪ :‬الموعوك ‪ :‬المحموم ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو الذي أصابه مغث الحمى و المغتربة من النساء التي تّزوج إلى غير أقاربها‪,‬‬

‫عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪) :‬اللهم رب السموات‬
‫السبع و رب العرش العظيم ربنا ورب كل شي منزل التوراة والنجيل و القرآن فالق الحب‬
‫والنوى ‪ ،‬أعوذ بك من شر كل شي أنت آخذ بناصيته أنت الول فليس قبلك شي و أنت الخر‬
‫فليس بعدك شي و أنت الظاهر فليس فوقك شي و أنت الباطن فليس دونك شي اقض عني الدين‬
‫و أغنني من الفقر (‪,‬‬

‫ي ابو بكر فقال ‪ :‬سمعت من رسول ال صلى ال‬ ‫عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬دخل عل ّ‬
‫عليه وسلم دعاًء عّلمنيه ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما هو ؟ قال ‪ :‬كان عيسى ابن مريم يّعلم أصحابه قال ‪ :‬لو كان‬
‫ب دينًا فدعا ال بذلك لقضاه ال عنه ) اللهم فارج الهم كاشف الغم و مجيب‬
‫على احدكم جبل ذه ِ‬
‫دعوة المضطرين رحمن الدنيا والخرة و رحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنني بها‬
‫عن رحمة من سواك ( قال أبو بكر ‪ :‬فكنت أدعو ال بذلك فأتاني ال بفائدة فقضى عني ديني ‪.‬‬
‫وقالت عائشة رضي ال عنها ‪ :‬فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إل يسيرًا حتى رزقني ال‬
‫رزقًا ما هو بصدقةٍ ُتصدق بها عّلي و ل ميراث ورثته فقضى ال عني ديني و قسمت في‬
‫أهلي قسمًا حسنًا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلث أورق من وٍرق وفضل لنا فضل حسن (‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عن أبي عمر بن عبد البر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) من قرأ سورة الواقعه كل يوم لم‬
‫تصبه فاقة أبدًا ((‪.‬‬

‫عن عبد ال بن بريدة عن ابيه رضي ال عنه قال ‪ :‬سمع النبي صلى ال عليه وسلم رجلً‬
‫يقول ‪ :‬اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك انت ال ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد‬
‫ولم يكن له كفوا أحد ‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ) لقد سألت ال بالسم العظم الذي إذا‬
‫سئل به أعطى و إذا ُدعى به أجاب (‬

‫فضل الدعاء‬
‫ل كبيرًا ودورًا عظيمًا في حياة الناس بصورة عامة وحياة المؤمنين بال‬
‫لشك ان للدعاء فض ً‬
‫خاصة إذ هو الرابطة المباشرة بين ال سبحانه وعباده‬

‫لقد ورد في فضل الدعاء وأهميته آيات كريمة وأحاديث نبويــة كــثيرة‪ ،‬فمــن‬
‫فضائله العظيمة التي د ّ‬
‫ل عليها الكتاب والسنة‪:‬‬

‫ن‬
‫عو َ‬ ‫م ك َــاُنوا ْ ي ُ َ‬
‫ســارِ ُ‬ ‫‪ -1‬أن الله تعالى أثنى على أنبيائه به‪ ،‬فقال تعــالى‪} :‬إ ِن ّهُـ ْ‬
‫ن{ ]النبيــاء‪ ،[90:‬فــأثنى‬ ‫كاُنوا ْ ل ََنا خ ٰـ ِ‬
‫شِعي َ‬ ‫هبا ً وَ َ‬
‫غبا ً وََر َ‬
‫عون ََنا َر َ‬
‫ت وَي َد ْ ُ‬ ‫ِفى ٱل ْ َ‬
‫خي ْ ٰر ِ‬
‫سبحانه عليهم بهذه الوصاف الثلثة‪ :‬المسارعة في الخيرات‪ ،‬ودعاؤه رغبــة‬
‫ورهبة‪ ،‬والخشوع له‪ ،‬وبّين أنها هي السبب في تمكينهم ونصرتهم وإظهارهم‬
‫على أعدائهم‪ ،‬ولو كان شيء أبلغ في الثناء عليهم من هذه الوصاف لــذكره‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ -2‬أّنه سّنة النبياء والمرسلين‪ ،‬ودأب الولياء والصالحين‪ ،‬ووظيفة المؤمنين‬


‫ســيل َ َ‬
‫ة‬ ‫م ٱل ْوَ ِ‬ ‫ن إ ِل َ ٰى َرب ّهِ ُ‬ ‫ن ي َب ْت َُغو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ٱل ّ ِ‬ ‫المتواضعينقال تعالى‪ُ} :‬أوَلـئ ِ َ‬ ‫‪،‬‬
‫أ َيه َ‬
‫ه{ ]السراء‪ ،[57 :‬وقال ســبحانه‪:‬‬ ‫ن عَ َ‬
‫ذاب َ ُ‬ ‫فو َ‬ ‫خ ٰـ ُ‬ ‫ه وَي َ َ‬ ‫مت َ ُ‬‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫جو َ‬ ‫ب وَي َْر ُ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ُّ ْ‬
‫م‬ ‫م ـد ِ َرب ّهِ ـ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬
‫حوا ب ِ َ‬ ‫س ـب ّ ُ‬ ‫ً‬
‫جدا وَ َ‬ ‫سـ ّ‬ ‫ْ‬
‫خ ـّروا ُ‬ ‫ْ‬
‫ذا ذ ُكُروا ب َِها َ‬ ‫ّ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ِبـَئاي َٰـت َِنا ٱل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ما ي ُؤ ْ ِ‬ ‫}إ ِن ّ َ‬
‫وفـا ً‬ ‫خ ْ‬‫م َ‬ ‫ن َرب ّهُـ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫جِع ي َـد ْ ُ‬ ‫ضــا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ٱل ْ َ‬ ‫جــافَ ٰى ُ‬ ‫سـت َك ْب ُِرو َ‬ ‫م ل َ يَ ْ‬
‫م ع َـ ِ‬ ‫جن ُــوب ُهُ ْ‬ ‫ن * ت َت َ َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫ن{ ]الســجدة‪ ،[17-16:‬وهــو صــفة مــن صــفات‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬‫م ُين ِ‬ ‫ما َرَزقْن َٰـهُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫معا ً وَ ِ‬ ‫وَط َ َ‬
‫م‬ ‫جهَن ّـ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف ع َن ّــا ع َ ـ َ‬ ‫صرِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا ٱ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬‫عباد الرحمن‪ ،‬قال تعالى‪} :‬وَٱل ّ ِ‬
‫قوُلون ربنا هَب ل َنا م ـ َ‬
‫جن َــا‬ ‫ن أْز ٰو ِ‬ ‫ْ َ ِ ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن غ ََرامًا{ إلى قوله‪} :‬وَٱل ّ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذاب ََها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫مام ـًا{ ]الفرقــان‪ ،[77-65:‬وهــو ميــزة‬ ‫َ‬
‫ن إِ َ‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫جعَل َْنا ل ِل ْ ُ‬ ‫ن وَٱ ْ‬ ‫وَذ ُّري ّٰـت َِنا قُّرة َ أع ْي ُ ٍ‬
‫ف‬ ‫خت ِل َ ٰـ ـ ِ‬ ‫ض وَٱ ْ‬ ‫ت وَٱلْر ِ‬ ‫م ٰـ ـ ٰ و ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ٱل ّ‬ ‫خل ـ ِ‬
‫ن فِــى َ ْ‬ ‫أولي اللباب‪ ،‬قــال تعــالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ه قِي َ ٰـــما ً وَقُُعـودا ً‬ ‫ن ٱلّلـ َ‬ ‫ن َيـذ ْك ُُرو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب * ٱّلـ ِ‬ ‫ت لوِْلى ٱلل ْب َٰـ ِ‬ ‫ل وَٱلن َّهارِ ل َي َٰـ ٍ‬ ‫ٱل ّي ْ ِ‬
‫ت هَــذا‬ ‫قـ َ‬ ‫خل َ ْ‬‫مــا َ‬ ‫ض َرب َّنا َ‬ ‫ت وَٱلْر ِ‬ ‫م ٰـ ٰ و ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق ٱل ّ‬ ‫خل ِ‬
‫ن ِفى َ ْ‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫م وَي َت َ َ‬ ‫جُنوب ِهِ ْ‬ ‫وَع َل َ ٰى ُ‬
‫م‬ ‫م َرب ّهُـ ْ‬ ‫ب ل َُهـ ْ‬ ‫جا َ‬ ‫سـت َ َ‬ ‫ب الّناِر{ إلى قـوله تعــالى‪} :‬فَٱ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫قَنا ع َ َ‬ ‫ك فَ ِ‬ ‫ح ٰـن َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ب َٰـط ِل ً ُ‬
‫من ذ َك َرٍ أ َوْ ُأنث َ ٰى{ ]آل عمران‪.[195-190:‬‬ ‫م ّ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ل ّ‬ ‫م ٍ‬ ‫عا ِ‬‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ضيعُ ع َ َ‬
‫ُ‬
‫أّنى ل َ أ ِ‬
‫َ‬

‫ن‬
‫حو َ‬‫سـب ّ ُ‬ ‫مل َ ٰــئ ِك َ ُ‬
‫ة يُ َ‬ ‫‪ 3-‬أنه شأن من شؤون الملئكة الكرام‪ ،‬قال تعـالى‪} :‬وَٱل ْ َ‬
‫ه هُوَ ٱل ْغَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م{‬‫حي ـ ُ‬‫فوُر ٱلّر ِ‬ ‫ن ٱ لل ّ َ‬
‫ض أل َ إ ِ ّ‬
‫من ِفى ٱلْر ِ‬
‫ن لِ َ‬
‫فُرو َ‬
‫ست َغْ ِ‬
‫م وَي َ ْ‬
‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬
‫ح ْ‬
‫بِ َ‬
‫‪20‬‬
‫ن‬
‫حو َ‬ ‫سـب ّ ُ‬
‫ه يُ َ‬ ‫حـوْل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ش وَ َ‬ ‫ن ٱل ْعَْر َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫]الشورى‪ ،[5:‬وقال تعالى‪} :‬ٱل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ىء‬ ‫شـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كـ ـ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫س ـعْ َ‬ ‫من ُــوا ْ َرب ّن َــا وَ ِ‬ ‫ن ءا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫ن ب ِهِ وَي َ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م وَي ُؤ ْ ِ‬ ‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫بِ َ‬
‫حيم ِ * َرب َّنا‬ ‫ج ِ‬ ‫ب ٱل ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك وَقِهِ ْ‬ ‫سِبيل َ َ‬ ‫ن َتاُبوا ْ وَٱت ّب َُعوا ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فْر ل ِل ّ ِ‬ ‫عْلما ً فَٱغ ْ ِ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫ّر ْ‬
‫َ‬ ‫وَأ َد ْ ِ‬
‫م‬‫جه ِ ـ ْ‬ ‫م وَأْز ٰو ِ‬ ‫ن ءاب َــائ ِهِ ْ‬ ‫مـ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫صـ ـل َ َ‬ ‫مــن َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن ٱل ّت ِــى وَع َـد ْت ّهُ ْ‬ ‫ت ع َ ـد ْ ٍ‬ ‫جن ّ ٰـ ـ ِ‬ ‫م َ‬ ‫خل ْهُ ـ ْ‬
‫وذ ُري ٰـت ِهم إن َ َ‬
‫ت‬ ‫سي ّئ َ ٰـ ـ ِ‬ ‫ق ٱل ّ‬ ‫مــن ت َـ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫سي ّئ َ ٰـ ـ ِ‬ ‫م ٱل ّ‬ ‫م * وَقِهِ ُ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ٱل ْ َ‬ ‫ت ٱل ْعَ ِ‬ ‫ك أن َ‬ ‫َ ّ ّ ِ ْ ِّ‬
‫م{ ]غافر‪.[9-7:‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫فوُْز ٱل ْعَ ِ‬ ‫ك هُوَ ٱل ْ َ‬ ‫ه وَذ َل ِ َ‬ ‫مت َ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫قد ْ َر ِ‬ ‫مئ ِذ ٍ فَ َ‬‫ي َوْ َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ل َرب ّ ُ‬ ‫‪ -4‬أنه من أفضل العبادات‪ ،‬قال الله تعالى‪} :‬وََقا َ‬
‫ج ْ‬ ‫س ـت َ ِ‬
‫عوِنى أ ْ‬ ‫م ٱد ْ ُ‬ ‫كـ ْ‬
‫ن{ ]غافر‪،[60:‬‬ ‫ري َ‬‫خ ِ‬‫م ٰد ِ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫سي َد ْ ُ‬‫عَباد َِتى َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬‫ن ٱل ّ ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم‪)) :‬الــدعاء هــو‬ ‫وعن النعمان بن بشير قال‪ :‬قال النب ّ‬
‫َ‬
‫م‪ - {...‬أخرجه أحمــد )‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬
‫عوِنى أ ْ‬ ‫م ٱد ْ ُ‬ ‫كـ ْ‬ ‫ل َرب ّ ُ‬ ‫العبادة((‪ ،‬ثم قرأ‪} :‬وََقا َ‬
‫‪ ،(4/267‬والترمــذي )‪ ،(2969‬وأبــو داود )‪ ،(1479‬وابــن مــاجه )‪،(3829‬‬
‫وقــال الترمــذي‪" :‬حســن صــحيح"‪ ،‬وصــححه ابــن حبــان )‪ (890‬والحــاكم )‬
‫‪ ،(491 ،1/490‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وهو في صحيح الجامع )‪.(3407‬‬

‫قال الخطابي‪" :‬معناه أنه معظم العبادة‪ ،‬وأفضــل العبــادة‪ ،‬كقــولهم‪ :‬النــاس‬
‫بنو تميم‪ ،‬والمال البل‪ ،‬يريدون أنهــم أفضــل النــاس أو أكــثرهم عــددا أو مــا‬
‫أشبه ذلك‪ ،‬وأن البل أفضل أنواع المــوال وأنبلهــا" قـال المبــاركفوري‪" :‬أي‬
‫هو العبادة الحقيقية التي تســتأهل أن تســمى عبــادة؛ لــدللته علــى القبــال‬
‫على الله‪ ,‬والعراض عما سواه‪ ،‬بحيث ل يرجــو ول يخــاف إل إيــاه" ‪ -‬تحفــة‬
‫الحوذي )‪.(8/247‬‬

‫ن{‬
‫دي َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ٱل ـ ّ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫‪ -5‬أن الله تعالى سماه دينا فقال سبحانه‪َ} :‬فـٱد ْ ُ‬
‫عوه ُ ُ‬
‫]العراف‪.[29:‬‬

‫‪ -6‬أنه أكرم شيء على الله تعالى‪ ،‬فعن أبي هريــرة رضــي اللــه عنــه قــال‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪)) :‬ليــس شــيء أكــرم علــى اللــه عــز‬
‫وجل من الدعاء(( ‪ -‬أخرجه أحمد )‪ ،(2/362‬والترمذي )‪ ،(3370‬وابن مــاجه‬
‫)‪ ،(3829‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب‪ ،‬وصححه ابن حبان )‪ ،(870‬والحــاكم‬
‫)‪ ،(1/490‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وحسنه اللباني في صحيح الدب المفرد)‪.(549‬‬

‫قال الشوكاني‪" :‬قيــل‪ :‬وجــه ذلــك أنــه يـدل علــى قــدرة اللـه تعــالى وعجــز‬
‫الداعي‪ ،‬والولى أن يقال‪ :‬إن الدعاء لما كان هو العبادة‪ ,‬وكــان مــخ العبــادة‬
‫كما تقدم‪ ،‬كان أكرم على الله من هذه الحيثية؛ لن العبادة هــي الــتي خلــق‬
‫س إ ِل ّ‬
‫لنـ َ‬
‫ن وَٱ ِ‬ ‫ت ٱل ْ ِ‬
‫جـ ّ‬ ‫خل َ ْ‬
‫قـ ُ‬ ‫مــا َ‬
‫الله سبحانه الخلق لها‪ ،‬كما قــال تعــالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ ]الذاريات‪ - "[56:‬تحفة الذاكرين )ص ‪.(30‬‬ ‫دو ِ‬
‫ل ِي َعْب ُ ُ‬
‫ث عليه‪ ،‬وكذلك رسوله الكريم صلى اللــه عليــه‬ ‫ن الله تعالى أمر به وح ّ‬ ‫‪ -7‬أ ّ‬
‫َ‬
‫ه{ ]النساء‪ ،[32:‬وقال‪} :‬وََقا َ‬
‫ل‬ ‫من فَ ْ‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫سأُلوا ْ ٱلل ّ َ‬
‫ه ِ‬ ‫وسلم‪ ،‬قال تعالى‪} :‬وَٱ ْ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫صــي َ‬
‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬ ‫م{ ]غافر‪ ،[60:‬وقال‪} :‬فَٱد ْ ُ‬
‫عوا ٱلل ـ َ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬
‫ج ْ‬
‫ست َ ِ‬
‫عوِنى أ ْ‬
‫م ٱد ْ ُ‬ ‫َرب ّ ُ‬
‫كـ ْ‬
‫‪21‬‬
‫عا‬
‫ض ـّر ً‬ ‫ن{ ]غافر‪ ،[14:‬وقــال‪} :‬ٱد ْع ُــوا ْ َرب ّك ُـ ْ‬
‫م تَ َ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن وَل َوْ ك َرِه َ ٱل ْك َٰـ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ٱل ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫خوْفًــا وَط َ َ‬
‫معًــا{‬ ‫ن{ إلى قوله تعــالى‪} :‬وَٱد ْع ُــوه ُ َ‬ ‫دي َ‬‫معْت َ ِ‬‫ب ٱل ْ ُ‬‫ح ّ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬
‫ة إ ِن ّ ُ‬‫في َ ً‬
‫خ ْ‬
‫وَ ُ‬
‫]العراف‪ ،[56-55:‬وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله صــلى اللــه عليــه‬
‫ب عليــه(( ‪ -‬أخرجــه أحمــد ) ‪،(2/442‬‬ ‫ه يغض ـ ْ‬
‫ل الل ـ َ‬
‫وســلم‪)) :‬مــن لــم يســأ ِ‬
‫والترمذي )‪ ،(3373‬وابن ماجه )‪ ،(3827‬وصححه الحاكم )‪ ،(1/491‬ووافقه‬
‫الذهبي‪ ،‬وحسنه اللباني في صحيح الدب المفرد )‪.(512‬‬

‫ه ع َل َي ْن َــا‬‫ن ٱلل ّـ ُ‬
‫م ّ‬ ‫ن أهل الجّنة به عّللوا نجاتهم من عذاب النار فقالوا‪} :‬فَ َ‬ ‫‪ -8‬أ ّ‬
‫م{‬ ‫حيـ ُ‬ ‫هـوَ ٱل َْبـّر ٱلّر ِ‬‫ه ُ‬‫عوه ُ إ ِّنـ ُ‬
‫ل َنـد ْ ُ‬ ‫موم ِ * إ ِّنا ك ُّنـا ِ‬
‫مـن قَْبـ ُ‬ ‫س ُ‬
‫ب ٱل ّ‬ ‫وَوَقَ ٰـَنا ع َ َ‬
‫ذا َ‬
‫]الطور‪.[28-27 :‬‬

‫ل‬ ‫م أهـ َ‬ ‫س ويلز َ‬ ‫ن الله تعالى أمر نــبيه صــلى اللــه عليــه وســلم أن يجــال َ‬ ‫‪ -9‬أ ّ‬
‫مــا هــو فــوقه‪ ،‬قــال اللــه‬ ‫الدعاء‪ ،‬وأن ل يعد َُوهم إلى غيرهم بــالنظر فضــل ع ّ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ري ـ ُ‬‫ى يُ ِ‬ ‫داةِ وَٱل ْعَ ِ‬
‫ش َـ ّ‬ ‫ن َرب ُّهم ب ِٱل ْغَ َ‬
‫عو َ‬‫ن ي َد ْ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫معَ ٱل ّ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫صب ِْر ن َ ْ‬
‫تعالى‪} :‬وَٱ ْ‬
‫فل َْنـا قَل َْبـ ُ‬
‫ه‬ ‫ن أغ ْ َ‬‫م ْ‬ ‫ة ٱل ْ َ‬
‫حي َ ٰوةِ ٱلد ّن َْيا وَل َ ت ُط ِعْ َ‬ ‫ريد ُ ِزين َ َ‬‫م تُ ِ‬‫ك ع َن ْهُ ْ‬ ‫ه وَل َ ت َعْد ُ ع َي َْنا َ‬
‫جه َ ُ‬ ‫وَ ْ‬
‫مُره ُ فُُر ً‬ ‫َ‬ ‫واه ُ وَ َ‬
‫طا{ ]الكهف‪.[28 :‬‬ ‫نأ ْ‬‫كا َ‬ ‫عن ذ ِك ْرَِنا وَٱت ّب َعَ هَ َ‬ ‫َ‬

‫ن الله تعالى نهى عن الساءة إلى أهل الدعاء‪ ،‬تشــريفا وتكريمــا لهــم‬ ‫‪ -10‬أ ّ‬
‫مــا‬
‫ه َ‬‫جه َ ـ ُ‬
‫ن وَ ْ‬‫دو َ‬
‫ري ـ ُ‬
‫ى يُ ِ‬
‫ش ّ‬‫داةِ وَٱل ْعَ ِ‬ ‫م ب ِٱل ْغَ َ‬
‫ن َرب ّهُ ْ‬‫عو َ‬
‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫فقال‪} :‬وَل َ ت َط ُْرد ِ ٱل ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ىء فَت َط ُْرد َهُ ـ ْ‬
‫م‬ ‫شـ ْ‬ ‫مــن َ‬ ‫م ّ‬‫ك ع َل َي ْهِ ـ ْ‬
‫ساب ِ َ‬ ‫ح َ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬‫ىء وَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ساب ِِهم ّ‬ ‫ح َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫ن{ ]النعام‪.[52 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ٱلظ ّ ٰـل ِ ِ‬ ‫م َ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫فَت َ ُ‬

‫عب َــاِدي‬ ‫س ـأ َل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫‪ -11‬أن الله تعالى قريب من أهل الدعاء‪ ،‬قال تعــالى‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫ُ‬
‫ن{ ]البقرة‪ ،[186:‬وقد جاء في‬ ‫عا ِ‬ ‫داِع إ ِ َ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫ب د َع ْوَة َ ٱل ّ‬
‫جي ُ‬
‫بأ ِ‬ ‫ع َّني فَإ ِّني قَ ِ‬
‫ري ٌ‬
‫سبب نزولها أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله صلى الله عليــه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ربنا قريب فنناجيه‪ ،‬أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله‬
‫عز وجل هذه الية ‪ -‬انظر‪ :‬تفسير الطبري )‪.(2/158‬‬

‫قال ابن القيم‪" :‬وهذا القرب من الداعي قرب خاص‪ ،‬ليس قربــا عامــا مــن‬
‫كل أحد‪ ،‬فهو قريب من داعيه‪ ،‬وقريب من عابده‪ ،‬وأقرب ما يكون العبد من‬
‫ربه وهو ساجد‪ ،‬وهو أخص من قرب النابة وقرب الجابة الذي لم يثبت أكثر‬
‫المتكلمين سواه‪ ،‬بل هو قرب خاص من الداعي والعابــد" ‪ -‬بــدائع الفــوائد )‬
‫‪.(3/8‬‬

‫م‬‫ن من لزم الدعاء فلن يدركه الشقاء‪ ،‬قال الله تعالى عن زكرّيا‪} :‬وَل َ ْ‬ ‫‪ -12‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سـى أل ّ‬ ‫قي ًّا{ ]مريم‪ ،[4 :‬وقـال عـن خليلــه إبراهيـم‪} :‬ع َ َ‬‫ش ِ‬‫ب َ‬ ‫عائ ِ َ‬
‫ك َر ّ‬ ‫ن ب ِد ُ َ‬‫أك ُ ْ‬
‫قّيا{ ]مريم‪.[48 :‬‬ ‫ش ِ‬‫عاء َرّبى َ‬ ‫ن ب ِد ُ َ‬‫كو َ‬ ‫أَ ُ‬

‫‪22‬‬
‫ح ٰـن َ َ‬
‫ك‬ ‫سب ْ َ‬
‫ُ‬ ‫م ِفيَها‬
‫تعالى‪} :‬د َع ْ ٰوهُ ْ‬ ‫‪13‬أّنه من صفات أهل الجنة في الجنة‪ ،‬قال‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬‫مي َ‬ ‫ٰ ـ ـل ِ‬ ‫ب ٱل ْعَ‬‫م ـد ُ لل ّـهِ َر ّ‬ ‫ٱل ْ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ن‬
‫مأ ِ‬‫واهُ ْ‬
‫خُر د َع ْ ـ َ‬ ‫سل َ ٌ‬
‫م َوءا ِ‬ ‫م ِفيَها َ‬
‫حي ّت ُهُ ْ‬ ‫ٱلل ّهُ ّ‬
‫م وَت َ ِ‬
‫]يونس‪.[10 :‬‬

‫ن الدعاء كّله خير‪ ،‬فعن أبي سعيد رفعه‪)) :‬ما من مسلم يدعو بــدعوة‬ ‫‪ -14‬أ ّ‬
‫جــل‬ ‫ليس فيها إثم ول قطيعة رحم‪ ،‬إل ّ أعطاه الله بها إحدى ثلث‪ :‬إ ّ‬
‫مــا أن ُيع ّ‬
‫مـا أن يصـرف عنـه مـن السـوء‬ ‫دخرها له في الخرة‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ما أن ي ّ‬
‫له دعوته‪ ،‬وإ ّ‬
‫مثلهــا(( ‪ -‬أخرجــه أحمــد )‪ ،(3/18‬والبخــاري فــي الدب المفــرد )‪،(710‬‬
‫وصححه الحاكم )‪ ،(1/493‬وهو في صحيح الدب المفرد)‪.(547‬‬

‫ل داع يستجاب له‪ ،‬لكن تتنوع الجابة؛ فتارة تقـع بعيـن مـا‬‫قال ابن حجر‪" :‬ك ّ‬
‫دعا به‪ ،‬وتارة بعوضه" ‪ -‬الفتح )‪.(11/95‬‬

‫عَباِدي ع َن ّــي فَ ـإ ِّني‬ ‫سأ َل َ َ‬


‫ك ِ‬ ‫ن الله تعالى وعد بإجابة الدعاء فقال‪} :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫‪ -15‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬
‫جي ـ ُ‬ ‫مــن ي ُ ِ‬
‫ن{ ]البقــرة‪ ،[186 :‬وقــال‪} :‬أ ّ‬ ‫داِع إ ِ َ‬
‫ذا د َع َــا ِ‬ ‫ب د َع ْوَة َ ٱل ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫بأ ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫قَ ِ‬
‫ســوء{ ]النمــل‪ ،[62 :‬وقــال‪} :‬ٱد ْع ُــوِنى‬ ‫ف ٱل ّ‬ ‫شـ ُ‬ ‫ض ـط َّر إ ِ َ‬
‫ذا د َع َــاه ُ وَي َك ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ٱل ْ ُ‬
‫َ‬
‫م{ ]غافر‪.[60:‬‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬‫ست َ ِ‬‫أ ْ‬
‫‪ -16‬أنه مفتاح أبواب الرحمة‪ ،‬وسبب لرفـع البلء قبـل نزولـه وبعـد نزولـه‪،‬‬
‫فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫))من ُفتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة‪ ،‬وما سئل الله شــيئا‬
‫ُيعطى أحب إليه من أن يسأل العافية‪ ،‬إن الــدعاء ينفــع ممــا نـزل وممــا لــم‬
‫ينزل‪ ،‬فعليكم عباد الله بالدعاء( ‪ -‬أخرجه الترمذي )‪ (3548‬وضعفه‪ ،‬وحسنه‬
‫اللباني في صحيح الجامع )‪ ، (3409‬وعن عائشــة رضــي اللــه عنهــا قــالت‪:‬‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪)) :‬ل يغني حذر من قدر‪ ،‬والدعاء ينفع‬
‫ممــا نــزل وممــا لــم ينــزل‪ ،‬وإن الــدعاء ليلقــى البلء‪ ،‬فيعتلجــان إلــى يــوم‬
‫القيامة(( ‪ -‬أخرجه الطبراني في الــدعاء )‪ ،(33‬وصــححه الحــاكم )‪،(1/492‬‬
‫وتعقبه الذهبي بأن في سنده من هو مجمع على ضعفه‪ ،‬وحسنه اللباني في‬
‫صحيح الجامع )‪.(7739‬‬

‫قال المباركفوري‪" :‬قوله‪)) :‬من فتح له منكم بــاب الــدعاء(( أي‪ :‬بــأن وفــق‬
‫لن يدعو الله كثيرا ً مع وجود شرائطه‪ ،‬وحصــول آدابــه‪)) ،‬فتحــت لــه أبــواب‬
‫مثله من الســوء أخــرى‪،‬‬ ‫الرحمة(( يعني أنه يجاب لمسئوله تارة‪ ،‬ويدفع عنه ِ‬
‫كما في بعض الروايات‪)) :‬فتحت له أبواب الجابة(( وفي بعضــها‪ )) :‬فتحــت‬
‫له أبواب الجنة(("‪.‬‬

‫وقال في قوله‪)) :‬إن الدعاء ينفع مما نــزل((‪" :‬أي مــن بلء نــزل بــالرفع إن‬
‫كان معلقًا‪ ،‬وبالصبر إن كان محكمًا؛ فيسهل عليه تحمل ما نزل بــه في ُ َ‬
‫صـّبره‬
‫عليه أو ُيرضيه به‪ ،‬حتى ل يكون في نزوله متمنيا ً خلف مــا كــان‪ ،‬بــل يتلــذذ‬
‫بالبلء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء‪)) ،‬ومما لم ينزل(( أي‪ :‬بأن يصــرفه عنــه‬

‫‪23‬‬
‫ده قبل النزول بتأييد من يخفف معــه أعبــاء ذلــك إذا نــزل‬
‫ويدفعه منه‪ ،‬أو يم ّ‬
‫به‪)) ،‬فعليكم عباد الله بالدعاء(( أي‪ :‬إذا كـان هـذا شـأن الـدعاء فـالزموا يـا‬
‫عباد الله الدعاء" ‪ -‬تحفة الحوذي )‪.(9/374‬‬

‫مــا‬
‫‪ -17‬أنه سبب لدفع العذاب‪ ،‬ومانع من موانع العقاب‪ ،‬قال الله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ ]النفال‪.[33:‬‬‫فُرو َ‬
‫ست َغْ ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫معَذ ّب َهُ ْ‬
‫م وَهُ ْ‬ ‫ن ٱ لل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫قــال ابــن تيميــة‪" :‬الــذنوب تــزول عقوباتهــا بأســباب‪ ...‬وتــزول أيضــا بــدعاء‬
‫المؤمنين‪ ،‬كالصلة عليه‪ ،‬وشفاعة الشفيع المطاع لمن شفع فيه" ‪ -‬مجمــوع‬
‫الفتاوى )‪.(10/330‬‬

‫‪ -18‬أنه من أعظم ما يزيد في اليمان‪ ،‬ويقوي حلوته في القلب‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪" :‬من تمــام نعمــة اللــه علــى عبــاده المــؤمنين أن ينــزل بهــم‬
‫الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده‪ ،‬فيدعونه مخلصين له الدين‪ ،‬ويرجونه‬
‫ل يرجون أحدا سواه‪ ،‬وتتعلق قلوبهم به ل بغيره‪ ،‬فيحصل لهــم مــن التوكــل‬
‫عليه والنابة إليه وحلوة اليمان وذوق طعمه والبراءة من الشــرك‪ ،‬مــا هــو‬
‫أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخــوف أو الجــدب أو حصــول اليســر‬
‫ذات بدنية ونعــم دنيويــة‪ ،‬قــد يحصــل‬ ‫وزوال العسر في المعيشة‪ ،‬فإن ذلك ل ّ‬
‫للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن‪ ،‬وأما ما يحصسسل لهسسل التوحيسسد‬
‫المخلصين لله الدين فأعظم مسسن أن يعسسبر عسسن كنهسسه مقسسال‪ ،‬أو‬
‫يستحضر تفصيله بال‪ ،‬ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمسسانه‪،‬‬
‫ولهذا قال بعض السلف‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬لقسسد بسسورك لسسك فسسي حاجسسة‬
‫أكثرت فيها من قرع باب سيدك‪ ،‬وقال بعض الشيوخ‪ :‬إنه ليكون‬
‫لي إلى الله حاجة فأدعوه‪ ،‬فيفتح لي من لذيسسذ معرفتسسه وحلوة‬
‫ة أن‬ ‫مناجسساته مسسا ل أحسسب معسسه أن يعجسسل قضسساء حسساجتي‪ ،‬خشسسي َ‬
‫تنصرف نفسسسي عسسن ذلسسك‪ ،‬لن النفسسس ل تريسسد إل حظهسسا‪ ،‬فسسإذا‬
‫قضي انصرفت‪ .‬مجموع الفتاوى )‪.(334-10/333‬‬

‫‪ -19‬أنه يرد القضاء‪ ،‬فعن ثوبان مولى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‪)) :‬ول يرد القدر إل الدعاء(( ‪ -‬أخرجــه أحمــد )‪ ،(5/277‬والترمــذي فــي‬
‫القدر )‪ ،(2139‬وابن ماجه في المقدمة )‪ ،(90‬وحسنه اللبــاني فــي صــحيح‬
‫الجامع )‪.(7687‬‬

‫قال الشوكاني‪" :‬فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضــاه علــى‬
‫العبد‪ ،‬وقد وردت بهذا أحاديث كثيرة" ‪ -‬تحفة الذاكرين )ص ‪.(29‬‬

‫وقال‪" :‬والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل؛ فقد يقضــي علــى عبــده‬
‫قضاء مقيدا ً بأن ل يدعوه‪ ،‬فإذا دعاه اندفع عنه" ‪ -‬تحفة الذاكرين )ص ‪.(30‬‬

‫‪24‬‬
‫وقال المباركفوري‪" :‬القضاء هو المر المقــدر‪ ،‬وتأويــل الحــديث أنــه إن أراد‬
‫بالقضاء ما يخافه العبد من نــزول المكــروه بــه ويتوقــاه‪ ،‬فــإذا ُوفــق للــدعاء‬
‫دفعه الله عنه‪ ،‬فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقي عنــه" ‪-‬‬
‫تحفة الحوذي )‪.(6/289‬‬

‫وقال ابن القيــم‪" :‬والصــواب أن هــذا المقــدور قــدر بأســباب‪ ،‬ومــن أســبابه‬
‫الدعاء‪ ،‬فلم يقدر مجــردا ً عــن ســببه‪ ،‬ولكــن قــدر بســببه‪ ،‬فمــتى أتــى العبــد‬
‫بالسبب وقع المقدور‪ ،‬ومتى لم يأت بالسبب انتفى المقدور‪ ،‬وهذا كما قــدر‬
‫الشبع والري بالكــل والشــرب‪ ،‬وقــدر الولــد بــالوطء‪ ،‬وقــدر حصــول الــزرع‬
‫بالبذر‪ ،‬وقدر خروج نفس الحيوان بذبحه‪ ،‬وكذلك قدر دخول الجنة بالعمال‪،‬‬
‫ودخول النار بالعمال" ‪ -‬الجواب الكافي )ص ‪.(16‬‬

‫‪ -20‬أنه دليل على توحيد الله تعالى وإثبات ربوبيته وأسمائه وصــفاته‪ ،‬قــال‬
‫ابن عقيل‪" :‬قد ندب اللــه تعــالى إلــى الــدعاء وفيــه معــان‪ :‬الوجــود والغنــى‬
‫والسمع والكرم والرحمة والقدرة‪ ،‬فإن من ليــس كــذلك ل يــدعى" ‪ -‬انظــر‪:‬‬
‫الداب الشرعية )‪.(2/280‬‬

‫قصة قصيرة في فضل الدعاء‬

‫يروي ابن المبارك ـ رحمه الله ـ فيقول‪ :‬أصاب الناس قحط‪ ،‬فدعا أمير‬
‫المؤمنين الناس للخروج في الصحراء يدعون الله تعالى‪ ،‬ويسألونه المطر‪،‬‬
‫فخرجت فيمن خرج‪ ،‬فإذا إلى جانبي رجل أسود اللون رث الثياب‪ ،‬فرفع‬
‫يديه فقال‪ :‬أقسم بالله عليك يا رب أن تمطرنا الساعة‪ ،‬يقول ابن المبارك‪:‬‬
‫فما هي إل لحظات حتى تلبدت السماء بالغيوم‪ ،‬ونزل المطر‪ ،‬فتعجبت من‬
‫هذا الذي يقسم على الله تعالى؛ فيستجيب الله له‪ ،‬فعزمت على أن أعرف‬
‫من هو‪ ،‬فمشيت وراءه‪ ،‬فإذا به ذاهب إلى سوق النخاسة‪ -‬سوق العبيد‪، -‬‬
‫وإذا به عبد يباع ويشترى‪ ،‬وهو معروض للبيع‪ ،‬يقول ابن المبارك‪ :‬فاشتريته‪،‬‬
‫وفي الطريق أخبرته بما رأيت منه‪ ،‬فقال‪ :‬أو قد عرفت؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬فصلى ركعتين‪ ،‬ثم رفع يديه إلى‬ ‫فأذن لي أن أصلي ركعتين‪ ،‬قلت‪ :‬ص ّ‬
‫السماء فقال‪ :‬اللهم إن السر الذي بيني وبينك قد انكشف‪ ،‬فاقبضني إليك‬
‫الساعة‪ ،‬يقول ابن المبارك‪ :‬فمات في مكانه ‪.‬‬

‫فانظر معي أخي الكريم ‪ ،‬إلى هذا العبد الذي ل يساوي شيًئا في معايير‬
‫دنيانا‪ ،‬كم يساوي عند الله تعالى‪ ،‬كي يقسم عليه سبحانه؛ فيستجيب تعالى‬
‫له قبل أن ينزل يديه فاحذر أخي الكريم من الحرام‪ ،‬وأعد حساباتك في‬
‫حكمك على الناس‪ ،‬ولتكن التقوى هي المقياس في تفضيل البشر‪ ،‬ل‬
‫المظهر والجاه والمنصب‪ ،‬واغتنم اليام المباركة في الدعاء‪ ،‬فإن الدعاء‬
‫ل حتى نم ّ‬
‫ل‪ ،‬وإ ً‬
‫ذا نكثر‪ ،‬فالله أكثر‬ ‫فيها مرغوب‪ ،‬والله ل يم ّ‬

‫‪25‬‬
‫ملحظة مهمة ‪:‬‬
‫الكتــب الــتي تبحــث فــي موضــوع الــدعاء كــثيرة جــدًا وموســعة وبحثــت فــي كــل مــايتعلق بالــدعاء‬
‫بالتفصيل والتوضيح الكامل لكل المسائل ‪ .‬وهذا الكتاب يبحث في موضوع آيات الدعاء في القرآن‬
‫الكريم بأسلوب سهل بسيط لنه مــوجه لعامــة القــراء غيــر المتخصصــين فــي العلــوم والدراســات‬
‫القرآنية ‪.‬‬

‫مواقف الدعاء في القرآن الكريم‪:‬‬


‫لو تدبرنا آيات الدعاء في القرآن الكريم لوجدنا أن الدعاء جاء في مواقــف مختلفــة وأحــوال متباينــة‬
‫ل للدعاء في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫واليك عشرين موقفًا وحا ً‬

‫ل َرّبَنا َتَقّبلْ‬ ‫عي ُ‬‫سَما ِ‬ ‫ت َوِإ ْ‬ ‫ن اْلَبْي ِ‬‫عَد ِم َ‬‫الدعاء بعد العمل الصالح‪َ} .‬وِإْذ َيْرَفُع ِإْبَراِهيُم اْلَقَوا ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫ك‬
‫سِلَمًة ّل َ‬
‫ك َوِمن ُذّرّيِتَنا ُأّمًة ّم ْ‬ ‫ن َل َ‬‫سِلَمْي ِ‬
‫جعَْلَنا ُم ْ‬ ‫سِميُع اْلَعِليُم {البقرة ‪َ}127‬رّبَنا َوا ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ك َأن َ‬ ‫ِمّنا ِإّن َ‬
‫حيُم {البقرة ‪.128‬‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫ت الّتّوا ُ‬ ‫ك َأن َ‬‫عَلْيَنا ِإّن َ‬
‫ب َ‬ ‫سَكَنا َوُت ْ‬‫َوَأِرَنا َمَنا ِ‬
‫عــدًا َأْو َقآِئمـًا‬ ‫جنِبـِه َأْو َقا ِ‬ ‫عاَنــا ِل َ‬
‫ضـّر َد َ‬ ‫ســانَ ال ّ‬ ‫لن َ‬‫سا ِ‬ ‫الدعاء في مواقف الشدة ‪َ :‬وِإَذا َم ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ن َمـا َكـاُنوْا‬‫سـِرِفي َ‬ ‫ن ِلْلُم ْ‬ ‫ك ُزّيـ َ‬ ‫سـُه َكـَذِل َ‬ ‫ضـّر ّم ّ‬ ‫عَنا ِإَلــى ُ‬ ‫ضـّرُه َمـّر َكـَأن ّلـْم َيـْد ُ‬ ‫عْنـُه ُ‬ ‫شْفَنا َ‬ ‫َفَلّما َك َ‬
‫ظُلَمــا ِ‬
‫ت‬ ‫عَلْيِه َفَناَدى ِفــي ال ّ‬ ‫ن َأن ّلن ّنْقِدَر َ‬ ‫ظّ‬ ‫ضبًا َف َ‬ ‫ب ُمَغا ِ‬ ‫ن ِإذ ّذَه َ‬ ‫ن ‪.‬يونس}‪َ {12‬وَذا الّنو ِ‬ ‫َيْعَمُلو َ‬
‫ظَلـ ِ‬
‫ل‬ ‫ج َكال ّ‬ ‫شـَيُهم ّمـْو ٌ‬ ‫غِ‬ ‫ن‪.‬النبيــاء}‪َ{87‬وِإَذا َ‬ ‫ظـاِلِمي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ِمـ َ‬‫ك ِإّني ُكنـ ُ‬ ‫حاَن َ‬ ‫سْب َ‬
‫ت ُ‬ ‫ل َأن َ‬ ‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬‫َأن ّ‬
‫خّتــاٍر‬ ‫ل َ‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫حُد ِبآَياِتَنا ِإ ّ‬ ‫جَ‬‫صٌد َوَما َي ْ‬ ‫جاُهْم ِإَلى اْلَبّر َفِمْنُهم ّمْقَت ِ‬ ‫ن َفَلّما َن ّ‬
‫ن َلُه الّدي َ‬ ‫صي َ‬‫خِل ِ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫عُوا ا َّ‬ ‫َد َ‬
‫َكُفوٍر‪.‬لقمان}‪.{32‬‬
‫ل ال ـّرْأ ُ‬
‫س‬ ‫ش ـَتَع َ‬
‫ظُم ِمّنــي َوا ْ‬ ‫ن اْلَع ْ‬ ‫ب ِإّني َوَه َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الدعاء لقضاء حاجة أو رغبة معينة‪َ :‬قا َ‬ ‫‪-3‬‬
‫عــاِقرًا‬‫ت اْمَرَأِتــي َ‬ ‫ي ِمــن َوَراِئي َوَكــاَن ِ‬ ‫ت اْلَمـَواِل َ‬ ‫خْف ُ‬ ‫شِقّيا}‪َ {4‬وِإّني ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ك َر ّ‬ ‫عاِئ َ‬
‫شْيبًا َوَلْم َأُكن ِبُد َ‬ ‫َ‬
‫ضّيا ‪.‬مريم}‪.{6‬‬ ‫ب َر ِ‬ ‫جَعْلُه َر ّ‬ ‫ب َوا ْ‬ ‫ل َيْعُقو َ‬ ‫نآِ‬ ‫ث ِم ْ‬ ‫ك َوِلّيا}‪َ {5‬يِرُثِني َوَيِر ُ‬ ‫ب ِلي ِمن ّلُدن َ‬ ‫َفَه ْ‬
‫ضـّر‬ ‫ي ال ّ‬ ‫سـِن َ‬‫ب ِإْذ َنــاَدى َرّبـُه َأّنــي َم ّ‬ ‫الدعاء عند وقوع البلء أواستمرار البلء ‪َ :‬وَأّيو َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ن‪ .‬النبياء}‪.{83‬‬ ‫حِمي َ‬ ‫حُم الّرا ِ‬ ‫ت َأْر َ‬ ‫َوَأن َ‬
‫جبـًا}‪ِ {9‬إْذ‬ ‫عَ‬ ‫ن آَياِتَنـا َ‬ ‫ف َوالّرِقيِم َكـاُنوا ِمـ ْ‬ ‫ب اْلَكْه ِ‬ ‫حا َ‬ ‫صَ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ت َأ ّ‬ ‫سْب َ‬‫حِ‬‫الدعاء للهداية ‪َ :‬أْم َ‬ ‫‪-5‬‬
‫شـدًا‪ .‬الكهــف}‬ ‫ن َأْمِرَنـا َر َ‬ ‫ئ َلَنـا ِمـ ْ‬ ‫حَمًة َوَهّيـ ْ‬ ‫ك َر ْ‬ ‫ف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِمن ّلُدن َ‬ ‫َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ‬
‫عاء‪ .‬ابراهيم}‪.{40‬‬ ‫ل ُد َ‬‫لِة َوِمن ُذّرّيِتي َرّبَنا َوَتَقّب ْ‬ ‫صَ‬‫جَعْلِني ُمِقيَم ال ّ‬ ‫با ْ‬ ‫‪َ. {10‬ر ّ‬
‫ل ِفــي‬ ‫ن َوَملُه ِزيَنـًة َوَأْمـَوا ً‬ ‫عـْو َ‬ ‫ت ِفْر َ‬ ‫ك آَتْي َ‬‫سى َرّبَنا ِإّن َ‬ ‫ل ُمو َ‬ ‫الدعاء على الكافرين ‪َ :‬وَقا َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ل ُيْؤِمُنــوْا‬ ‫عَلى ُقُلوِبِهْم َف َ‬ ‫شُدْد َ‬ ‫عَلى َأْمَواِلِهْم َوا ْ‬ ‫س َ‬ ‫طِم ْ‬ ‫ك َرّبَنا ا ْ‬ ‫سِبيِل َ‬ ‫عن َ‬ ‫ضّلوْا َ‬ ‫حَياِة الّدْنَيا َرّبَنا ِلُي ِ‬ ‫اْل َ‬
‫ن‬
‫ن اْلَكــاِفِري َ‬ ‫ض ِمـ َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫عَلــى ا َْ‬ ‫ل َت ـَذْر َ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّر ّ‬ ‫ل ُنــو ٌ‬ ‫لِليَم‪ .‬يــونس}‪َ.{88‬وَقــا َ‬ ‫با َ‬ ‫حّتى َيَرُوْا اْلَعَذا َ‬ ‫َ‬
‫غِفـْر ِلـي‬ ‫با ْ‬ ‫جرًا َكّفـارًا}‪َ {27‬ر ّ‬ ‫ل َفـا ِ‬ ‫ل َيِلـُدوا ِإ ّ‬ ‫ك َو َ‬ ‫عَبـاَد َ‬ ‫ضـّلوا ِ‬ ‫ك ِإن َتـَذْرُهْم ُي ِ‬ ‫َدّيارًا}‪ِ {26‬إّن َ‬
‫ن ِإلّ َتَبــارًا‪ .‬نــوح}‬ ‫ظــاِلِمي َ‬ ‫ل َتـِزِد ال ّ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ن َواْلُمْؤِمَنــا ِ‬ ‫ي ُمْؤِمنًا َوِلْلُمـْؤِمِني َ‬ ‫ل َبْيِت َ‬‫خَ‬‫ي َوِلَمن َد َ‬ ‫َوِلَواِلَد ّ‬
‫‪.{28‬‬
‫ن‪ .‬العنكبــوت}‬ ‫س ـِدي َ‬‫عَلــى اْلَق ـْوِم اْلُمْف ِ‬ ‫ب انصُْرِني َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الدعاء للنصر على المفسدين‪َ :‬قا َ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪.{30‬‬
‫ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنــا َرّبَنــا‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ليَما ِ‬‫سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ‬ ‫الدعاء بعد اليمان‪ّ} :‬رّبَنا ِإّنَنا َ‬ ‫‪-8‬‬
‫سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر {آل عمران ‪.193‬‬ ‫عّنا َ‬ ‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوَكّفْر َ‬ ‫َفا ْ‬

‫‪26‬‬
‫لـ َكـِذْكِرُكْم آَبــاءُكمْ‬ ‫سَكُكْم َفاْذُكُروْا ا ّ‬ ‫ضْيُتم ّمَنا ِ‬ ‫الدعاء بعد أداء المناسك في الحج‪َ :‬فِإَذا َق َ‬ ‫‪-9‬‬
‫ق}‪{200‬‬ ‫لٍ‬ ‫خَ‬ ‫خـَرِة ِمـنْ َ‬ ‫ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الـّدْنَيا َوَمــا َلـُه ِفــي ال ِ‬ ‫س َمن َيُقو ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫شّد ِذْكرًا َفِم َ‬ ‫َأْو َأ َ‬
‫ب الّناِر}‪ُ {201‬أوَلـ ـِئكَ‬ ‫عَذا َ‬ ‫سَنًة َوِقَنا َ‬ ‫حَ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫سَنًة َوِفي ال ِ‬ ‫حَ‬ ‫ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الّدْنَيا َ‬ ‫ِوِمْنُهم ّمن َيُقو ُ‬
‫ب‪ .‬البقرة}‪.{202‬‬ ‫سا ِ‬ ‫حَ‬ ‫سِريُع اْل ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سُبوْا َوا ّ‬ ‫ب ّمّما َك َ‬ ‫صي ٌ‬ ‫َلُهْم َن ِ‬
‫صـْبرًا‬ ‫عَلْيَنــا َ‬ ‫غ َ‬ ‫جُنــوِدِه َقــاُلوْا َرّبَنــا َأْفـِر ْ‬ ‫ت َو ُ‬ ‫جــاُلو َ‬ ‫‪ -10‬الدعاء عند لقاء العدو‪َ :‬وَلّما َبَرُزوْا ِل َ‬
‫ن‪ .‬البقرة}‪.{250‬‬ ‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬ ‫صْرَنا َ‬ ‫ت َأْقَداَمَنا َوان ُ‬ ‫َوَثّب ْ‬
‫ب ِإّنــي َنـَذْر ُ‬
‫ت‬ ‫ن َر ّ‬ ‫عْمـَرا َ‬ ‫ت اْمَرَأُة ِ‬ ‫‪ -11‬الدعاء عند تقديم طاعة ل تقربا إليه سبحانه‪ِ :‬إْذ َقاَل ِ‬
‫سِميُع اْلَعِليُم ‪.‬آل عمران}‪.{35‬‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ك َأن َ‬ ‫ل ِمّني ِإّن َ‬ ‫حّررًا َفَتَقّب ْ‬ ‫طِني ُم َ‬ ‫ك َما ِفي َب ْ‬ ‫َل َ‬
‫عَلـ َ‬
‫ى‬ ‫ل ـ ِقَيام ـًا َوُقُعــودًا َو َ‬ ‫نا ّ‬ ‫ن َيْذُكُرو َ‬ ‫‪ -12‬بعد التفكرفي خلق ال سبحانه وبعظمة ال ‪ :‬اّلِذي َ‬
‫عَذا َ‬
‫ب‬ ‫ك َفقَِنا َ‬ ‫حاَن َ‬ ‫سْب َ‬‫ل ُ‬ ‫طً‬ ‫ت َهذا َبا ِ‬ ‫خَلْق َ‬ ‫ض َرّبَنا َما َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َ‬ ‫سَماَوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْل ِ‬‫ن ِفي َ‬ ‫جُنوِبِهْم َوَيَتَفّكُرو َ‬ ‫ُ‬
‫ن}‪.{191‬‬ ‫الّنار‪.‬آل عمرا ِ‬
‫لُهَما ِبُغـُروٍر‬ ‫‪ -13‬الدعاء في حالة الندم على ما مضى مــن المعصــية والظلــم للنفــس ‪َ :‬فـَد ّ‬
‫جّنِة َوَناَداُهَما َرّبُهَما‬ ‫ق اْل َ‬ ‫عَلْيِهَما ِمن َوَر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫صَفا ِ‬‫خ ِ‬ ‫طِفَقا َي ْ‬ ‫سْوَءاُتُهَما َو َ‬ ‫ت َلُهَما َ‬ ‫جَرَة َبَد ْ‬ ‫شَ‬ ‫َفَلّما َذاَقا ال ّ‬
‫ظَلْمَنـا‬ ‫ل َرّبَنـا َ‬ ‫ن}‪َ {22‬قـا َ‬ ‫عـُدّو ّمِبيـ ٌ‬ ‫ن َلُكَمـا َ‬ ‫طآ َ‬‫شْي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫جَرِة َوَأُقل ّلُكَما ِإ ّ‬ ‫شَ‬ ‫عن ِتْلُكَما ال ّ‬ ‫َأَلْم َأْنَهُكَما َ‬
‫عَلــى‬ ‫خلَ اْلَمِديَنـَة َ‬ ‫ن‪ .‬العراف}‪َ .{23‬وَد َ‬ ‫سِري َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫حْمَنا َلَنُكوَن ّ‬ ‫سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ‬ ‫َأنُف َ‬
‫سـَتَغاَثُه اّلـِذي‬ ‫عـُدّوِه َفا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شيَعِتِه َوَهَذا ِم ْ‬ ‫ن َهَذا ِمن ِ‬ ‫لِ‬ ‫ن َيْقَتِت َ‬
‫جَلْي ِ‬‫جَد ِفيَها َر ُ‬ ‫ن َأْهِلَها َفَو َ‬ ‫غْفَلٍة ّم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حي ِ‬‫ِ‬
‫ن ِإّنـُه‬‫طا ِ‬‫شـْي َ‬‫ل ال ّ‬ ‫عَمـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َهـَذا ِمـ ْ‬ ‫عَلْيِه َقــا َ‬‫ضى َ‬ ‫سى َفَق َ‬ ‫عُدّوِه َفَوَكَزُه ُمو َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَلى اّلِذي ِم ْ‬ ‫شيَعِتِه َ‬ ‫ِمن ِ‬
‫حيــُم‪.‬‬ ‫غِفْر ِلي َفَغَفَر َلُه ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬ ‫سي َفا ْ‬ ‫ت َنْف ِ‬ ‫ظَلْم ُ‬ ‫ب ِإّني َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ن}‪َ {15‬قا َ‬ ‫ل ّمِبي ٌ‬ ‫ضّ‬ ‫عُدّو ّم ِ‬ ‫َ‬
‫القصص}‪.{16‬‬
‫لــ‬ ‫جاَنا ا ّ‬ ‫عْدَنا ِفي ِمّلِتُكم َبْعَد ِإْذ َن ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل َكِذبًا ِإ ْ‬ ‫عَلى ا ّ‬ ‫‪ -14‬الدعاء لهداية قوم ظالين ‪َ :‬قِد اْفَتَرْيَنا َ‬
‫لـ‬
‫عَلــى ا ّ‬ ‫يٍء عِْلمـًا َ‬ ‫شـ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سـَع َرّبَنــا ُكـ ّ‬ ‫لـ َرّبَنــا َو ِ‬ ‫شاَء ا ّ‬ ‫ل َأن َي َ‬ ‫ن َلَنا َأن ّنُعوَد ِفيَها ِإ ّ‬ ‫ِمْنَها َوَما َيُكو ُ‬
‫ن ‪ .‬العراف}‪.{89‬‬ ‫حي َ‬ ‫خْيُر اْلَفاِت ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َوَأن َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َقْوِمَنا ِباْل َ‬ ‫ح َبْيَنَنا َوَبْي َ‬ ‫َتَوّكْلَنا َرّبَنا اْفَت ْ‬
‫ن‬ ‫طَم ـَأ ّ‬ ‫خْي ـٌر ا ْ‬ ‫صاَبُه َ‬ ‫ن َأ َ‬ ‫ف َفِإ ْ‬‫حْر ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ل َ‬ ‫س َمن َيْعُبُد ا َّ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫‪ -15‬دعاء غير ال سبحانه ‪َ :‬وِم َ‬
‫ن}‪{11‬‬ ‫س ـَرانُ اْلُمِبي ـ ُ‬ ‫خْ‬ ‫ك ُه ـَو اْل ُ‬ ‫خَرَة َذِل َ‬ ‫لِ‬ ‫سَر الّدْنَيا َوا ْ‬ ‫خِ‬ ‫جِهِه َ‬ ‫عَلى َو ْ‬ ‫ب َ‬ ‫صاَبْتُه ِفْتَنٌة انَقَل َ‬ ‫ن َأ َ‬ ‫ِبِه َوِإ ْ‬
‫ض ـّرُه‬ ‫عو َلَمــن َ‬ ‫ل اْلَبِعيُد}‪َ {12‬ي ـْد ُ‬ ‫لُ‬ ‫ضَ‬ ‫ك ُهوَ ال ّ‬ ‫ل َينَفُعُه َذِل َ‬ ‫ضّرُه َوَما َ‬ ‫ل َي ُ‬ ‫ل َما َ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫عو ِمن ُدو ِ‬ ‫َيْد ُ‬
‫شيُر‪ .‬الحج}‪.{13‬‬ ‫س اْلَع ِ‬ ‫س اْلَمْوَلى َوَلِبْئ َ‬ ‫ب ِمن ّنْفِعِه َلِبْئ َ‬ ‫َأْقَر ُ‬
‫شـُكَر‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫عِنــي َأ ْ‬ ‫ب َأْوِز ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حكًا ّمــن َقْوِلَهــا َوَقــا َ‬ ‫ضــا ِ‬ ‫سَم َ‬ ‫‪ -16‬الدعاء للشكر على النعمة ‪َ :‬فَتَب ّ‬
‫ك ِفــي‬ ‫حَمِتـ َ‬ ‫خْلِنــي ِبَر ْ‬ ‫ضــاُه َوَأْد ِ‬ ‫صــاِلحًا َتْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫عَمـ َ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ي َوَأ ْ‬ ‫عَلــى َواِلـَد ّ‬ ‫ي َو َ‬ ‫عَلـ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ك اّلِتي َأْنَعْم َ‬ ‫ِنْعَمَت َ‬
‫ضــَعْتُه‬ ‫حَمَلْتُه ُأّمُه ُكْرهًا َوَو َ‬ ‫سانًا َ‬ ‫حَ‬‫ن ِبَواِلَدْيِه ِإ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫صْيَنا ا ِْ‬ ‫ن ‪ .‬النمل}‪َ .{19‬وَو ّ‬ ‫حي َ‬ ‫صاِل ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫عَباِد َ‬‫ِ‬
‫ن‬
‫عِني َأ ْ‬ ‫ب َأْوِز ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫سَنًة َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫شّدُه َوَبَلَغ َأْرَبِعي َ‬ ‫حّتى ِإَذا َبَلَغ َأ ُ‬ ‫شْهرًا َ‬ ‫ن َ‬ ‫لُثو َ‬ ‫صاُلُه َث َ‬ ‫حْمُلُه َوِف َ‬ ‫ُكْرهًا َو َ‬
‫صِلحْ ِلي ِفي ُذّرّيِتي‬ ‫ضاُه َوَأ ْ‬ ‫صاِلحًا َتْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َأعَْم َ‬‫ي َوَأ ْ‬ ‫عَلى َواِلَد ّ‬ ‫ي َو َ‬ ‫عَل ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ك اّلِتي َأْنَعْم َ‬ ‫شُكَر ِنْعَمَت َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ن ‪ .‬الحقاف}‪.{15‬‬ ‫سِلِمي َ‬ ‫ن اْلُم ْ‬ ‫ك َوِإّني ِم َ‬ ‫ت ِإَلْي َ‬
‫ِإّني ُتْب ُ‬
‫غِفـْر َلَنــا‬ ‫ن َرّبَنــا ا ْ‬ ‫جــاُؤوا ِمــن َبْعـِدِهْم َيُقوُلــو َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -17‬الدعاء للســابقين مــن المــؤمنين ‪َ :‬واّلـِذي َ‬
‫ك َرُؤوفٌ‬ ‫ن آَمُنــوا َرّبَنــا ِإّنـ َ‬ ‫ل ّلّلـِذي َ‬‫غّ‬ ‫ل ِفــي ُقُلوِبَنــا ِ‬ ‫جَعـ ْ‬ ‫ل َت ْ‬‫ن َو َ‬ ‫ليَمــا ِ‬ ‫سـَبُقوَنا ِبا ِْ‬ ‫ن َ‬ ‫خَواِنَنا اّلـِذي َ‬ ‫لْ‬ ‫َو ِ‬
‫حيٌم ‪ .‬الحشر}‪.{10‬‬ ‫ّر ِ‬
‫ي ُمْؤِمنـًا‬ ‫ل َبْيِتـ َ‬ ‫خـ َ‬‫ي َوِلَمــن َد َ‬ ‫غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّ‬ ‫با ْ‬ ‫‪ -18‬الدعاء للنفس وللوالدين وللمؤمنين ‪َ :‬ر ّ‬
‫ب َلَنــا‬ ‫ن َرّبَنــا َهـ ْ‬ ‫ن َيُقوُلــو َ‬ ‫ل َتَبارًا‪ .‬نوح}‪َ .{28‬واّلِذي َ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫ظاِلِمي َ‬ ‫ل َتِزِد ال ّ‬ ‫ت َو َ‬ ‫ن َواْلُمْؤِمَنا ِ‬ ‫َوِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫خْلِنــي‬ ‫ب َأْد ِ‬
‫ن ِإَمامـًا ‪ .‬الفرقــان}‪َ .{74‬وُقــل ّر ّ‬ ‫جَعْلَنــا ِلْلُمّتِقيـ َ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫عُي ٍ‬‫جَنا َوُذّرّياِتَنا ُقّرَة َأ ْ‬ ‫ن َأْزَوا ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫صيرًا ‪ .‬السراء}‪.{80‬‬ ‫طانًا ّن ِ‬ ‫سْل َ‬
‫ك ُ‬ ‫جَعل ّلي ِمن ّلُدن َ‬ ‫ق َوا ْ‬ ‫صْد ٍ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫جِني ُم ْ‬ ‫خِر ْ‬ ‫ق َوَأ ْ‬ ‫صْد ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫خَ‬ ‫ُمْد َ‬

‫‪27‬‬
‫غْيـِر ِذي َزْرعٍ‬ ‫ت ِمــن ُذّرّيِتــي ِبـَواٍد َ‬ ‫سـَكن ُ‬ ‫‪ -19‬الدعاء لمكة كرمها ال وأعزها ‪ّ :‬رّبَنا ِإّنــي َأ ْ‬
‫ن‬
‫س َتْهـِوي ِإَلْيِهـْم َواْرُزْقُهـم ّمـ َ‬ ‫ن الّنـا ِ‬‫ل َأْفِئَدًة ّمـ َ‬
‫جَعـ ْ‬‫لَة َفا ْ‬
‫صـ َ‬ ‫حّرِم َرّبَنـا ِلُيِقيُمـوْا ال ّ‬‫ك اْلُم َ‬ ‫عنَد َبْيِت َ‬
‫ِ‬
‫ل َهَــَذا َبَلـدًا آِمنـًا َواْرُز ْ‬
‫ق‬ ‫جَعـ ْ‬‫با ْ‬ ‫ل ِإْبَراِهيُم َر ّ‬ ‫ن‪ .‬ابراهيم}‪َ .{37‬وِإْذ َقا َ‬ ‫شُكُرو َ‬ ‫ت َلَعّلُهْم َي ْ‬
‫الّثَمَرا ِ‬
‫طّرُه ِإَلــى‬ ‫ضَ‬
‫ل ُثّم َأ ْ‬ ‫ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬ ‫خِر َقا َ‬ ‫ل َواْلَيْوِم ال ِ‬ ‫ن ِمْنُهم ِبا ّ‬
‫ن آَم َ‬ ‫ت َم ْ‬ ‫ن الّثَمَرا ِ‬ ‫َأْهَلُه ِم َ‬
‫ق‬
‫ل َهَـَذا َبَلدًا آِمنًا َواْرُز ْ‬ ‫جَع ْ‬
‫با ْ‬ ‫ل ِإْبَراِهيُم َر ّ‬‫صير‪ .‬البقرُة}‪َ .{126‬وِإْذ َقا َ‬ ‫س اْلَم ِ‬ ‫ب الّناِر َوِبْئ َ‬ ‫عَذا ِ‬ ‫َ‬
‫طّرُه ِإَلــى‬ ‫ضَ‬
‫ل ُثّم َأ ْ‬ ‫ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬ ‫خِر َقا َ‬ ‫ل َواْلَيْوِم ال ِ‬ ‫ن ِمْنُهم ِبا ّ‬
‫ن آَم َ‬ ‫ت َم ْ‬ ‫ن الّثَمَرا ِ‬ ‫َأْهَلُه ِم َ‬
‫صيُر}‪.{126‬‬ ‫س اْلَم ِ‬ ‫ب الّناِر َوِبْئ َ‬ ‫عَذا ِ‬ ‫َ‬
‫طَر‬‫ث َفــا ِ‬‫حــاِدي ِ‬
‫لَ‬‫لا َ‬ ‫عّلْمَتِني ِمن َتْأِوي ـ ِ‬ ‫ك َو َ‬‫ن اْلمُْل ِ‬‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬
‫‪ -20‬الدعاء للموت مسلمًا ‪َ :‬ر ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫حي َ‬‫صــاِل ِ‬
‫حْقِنــي ِبال ّ‬‫س ـِلمًا َوَأْل ِ‬
‫خ ـَرِة َت ـَوّفِني ُم ْ‬‫ت َوِلّيــي ِفــي ال ـّدُنَيا َوال ِ‬ ‫ض َأن ـ َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َ‬ ‫س ـَماَوا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫يوسف}‪.{101‬‬

‫موانع إجابة الدعاء ‪:‬‬


‫ثم ننساه عند كشف الكروب‬ ‫نحن ندعو الله في كل كرب‬ ‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫قد سددنا طريقها بالذنوب‬ ‫كيف نرجو إجابة لدعاء‬

‫وأهم موانع الجابة كما جاءت في الكتب والمراجع التي تبحث في الدعاء ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشرك والكفر بال تعالى‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يشتمل الدعاء على شئ من التوسلت الشركية البدعية‪.‬‬
‫ل أو عادة أوشرعًا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عق ً‬
‫ل وشربًا ولبسًا وكسبًا‪.‬‬
‫‪ -4‬التوسع في الحرام أك ً‬
‫‪ -5‬إستعجال الجابة وترك الدعاء‪.‬‬
‫‪ -6‬ترك الواجبات التي أوجيها ال سبحانه على العبد‪.‬‬
‫‪ -7‬إرتكاب المعاصي والمحرمات‪.‬‬
‫‪ -8‬الدعاء يإثم أو قطيعة رحم‪.‬‬
‫‪ -9‬دعاء ال بأسماء لم يدل عليها الكتاب ول السنة ‪.‬‬
‫‪ -10‬الدعاء على وجه التجربه والختبار ل عز وجل كأن يقول ‪ :‬سأدعو ال فإن نفع وإل‬
‫لم يضر ‪.‬‬

‫لماذا الدعاء‬
‫عندما يتوجه المؤمن إلى ربه سبحانه وتعالى فإنه له غايات متعددة من الدعاء حسب الوقت‬
‫والزمان والظرف الذي يعيشه النسان في حالت الصحة والمرض والشدة والرخاء وحالت‬
‫البلء المتعددة وهذه الغايات هي‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫لطلب النعم وكذلك شكرها ‪ :‬فالمؤمن يتوجه إلى ربه سبحانه وتعالى طالبا من نعمته‬ ‫‪-1‬‬
‫وفضله من صحة ومال وحفظ دين وبدن ورزق حلل وكذلك لشكر النعمة وطلب دوامها ‪،‬‬
‫شُكَر‬‫ن َأ ْ‬
‫عِني َأ ْ‬ ‫ب َأْوِز ْ‬
‫ل َر ّ‬ ‫حكًا ّمن َقْوِلَها َوَقا َ‬ ‫ضا ِ‬‫سَم َ‬ ‫كما قال سيدنا سليمان عليه السلم ‪َ :‬فَتَب ّ‬
‫ك ِفي‬‫حَمِت َ‬ ‫خْلِني ِبَر ْ‬
‫ضاُه َوَأْد ِ‬‫صاِلحًا َتْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫عَم َ‬
‫ن َأ ْ‬‫ي َوَأ ْ‬ ‫عَلى َواِلَد ّ‬ ‫ي َو َ‬ ‫عَل ّ‬
‫ت َ‬‫ك اّلِتي َأْنَعْم َ‬‫ِنْعَمَت َ‬
‫ن ‪ .‬النمل}‪.{19‬‬ ‫حي َ‬
‫صاِل ِ‬
‫ك ال ّ‬ ‫عَباِد َ‬‫ِ‬
‫لدفع النقم ‪ :‬فالنسان يدعو ربه ليدفع عنه البلء وشر العداء وكذلك تخليصه مما‬ ‫‪-2‬‬
‫يقع فيه من مآزق ومواقف مهلكة إن لم يتداركه ربه وكذلك الدعاء لتخليصه من أسباب‬
‫الشقاء والوقوع في الزمات‪.‬‬
‫‪ -3‬للستغفار ‪:‬فالنسان المؤمن لينفك يدعو ربه سبحانه وتعالى أن يغفر له ذنوبه‬
‫وخطاياه وجرائمه التي أقترفها بحق نفسه وبحق غيره لعل ال سبحانه أن يستجيب له‬
‫ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات إذا تاب إلى ربه توبة نصوحًا‪.‬‬
‫مواساة للمؤمنين والستغفار لهم ‪ :‬فالمؤمن ليزال يستغفر لنفسه ولخوته المؤمنين‬ ‫‪-4‬‬
‫خَواِنَنا اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫لْ‬‫غِفْر َلَنا َو ِ‬
‫ن َرّبَنا ا ْ‬ ‫جاُؤوا ِمن َبْعِدِهْم َيُقوُلو َ‬ ‫ن َ‬ ‫والذين سبقوا باليمان ‪َ .‬واّلِذي َ‬
‫حيٌم ‪ .‬الحشر}‪.{10‬‬ ‫ف ّر ِ‬‫ك َرُؤو ٌ‬ ‫ن آَمُنوا َرّبَنا ِإّن َ‬‫ل ّلّلِذي َ‬
‫غّ‬ ‫ل ِفي ُقُلوِبَنا ِ‬ ‫جَع ْ‬
‫ل َت ْ‬
‫ن َو َ‬‫ليَما ِ‬‫سَبُقوَنا ِبا ِْ‬
‫َ‬
‫الدعاء دواء للقلوب ‪ :‬قال إبراهيم الخواص ‪ :‬دواء القلوب خمسة أشياء ‪:‬قراءة‬ ‫‪-5‬‬
‫حر) أي الدعاء ( ومجالسة‬ ‫القرآن بتدبر وخلء البطن وقيام الليل والتضرع عند الس َ‬
‫الصالحين ‪.‬‬
‫وقاية من الهموم قبل ان يقع فيها النسان ‪ :‬لدعاء رسول ال صلى ال عله وسلم ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال‪.‬‬
‫‪ -7‬الدعاء سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض لقول رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬الدعاء سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض ‪.‬‬
‫الدعاء من أنفع الدوية وهو عدو البلء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو‬ ‫‪-8‬‬
‫يخففه إذا نزل ‪.‬‬
‫‪ -9‬في دعاء الحياء منفعة للموات‪.‬‬
‫‪ -10‬علج لما وقع فيه النسان من الهموم ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫ماأصاب أحد قط هم ول حزن فقال اللهم إني عبدك وإبن عبدك وإبن أمتك ناصيتي بيدك‬
‫ي قضاؤك أ سألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك ًأو علمته أحدا‬ ‫ماضي في حكمك عدل ف َ‬
‫من خلقك أو أنزلته في كتابك أوإستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي‬
‫ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي إل أذهب ال همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا ‪.‬‬
‫فقيل يارسول ال أل نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ‪ ) .‬رواه أحمد في‬
‫مسنده(‪.‬‬

‫ملحظة ‪:‬‬
‫ماجاء في شرح آيات الدعاء في القرآن الكريم هو ليس تفسيرًا وإنما هو شرح بسيط بقدر‬
‫تعلق اليات بالدعاء وعلقة اليات بالدعاء‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تم الكتاب في الول من كانون الثاني سنة ‪ 2010‬ميلدية‬

‫الموافق للخامس عشر من محرم الحرام سنة ‪ 1431‬هجرية‬

‫الدكتور حسين علي خليف الجبوري‬

‫الموصل ‪-------‬العراق‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫آيات الدعاء في القران الكريم‬
‫سورة الفاتحة‬
‫ن‬‫حمـ ِ‬ ‫ن}‪ {2‬الّر ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫مد ُ لل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬‫م}‪ {1‬ال ْ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫سم ِ اللهِ الّر ْ‬ ‫بِ ْ‬
‫ن}‪ {5‬اهد َِنــــا‬ ‫ست َِعي ُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫ك ن َعْب ُد ُ وإ ِّيا َ‬ ‫ن}‪ {4‬إ ِّيا َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ك ي َوْم ِ ال ّ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫م}‪َ {3‬‬ ‫حي ِ‬‫الّر ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ع َليهِ ْ‬ ‫ضو ِ‬ ‫مغ ُ‬ ‫غيرِ ال َ‬ ‫ت ع َليهِ ْ‬ ‫ن أنَعم َ‬ ‫ذي َ‬ ‫صَراط ال ِ‬ ‫م}‪ِ {6‬‬ ‫قي َ‬ ‫مست َ ِ‬ ‫صَراط ال ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن}‪{7‬‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫وَل َ ال ّ‬
‫سورة البقرة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مَرا ِ‬‫ن الث ّ َ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫منا َواْرُزقْ أهْل ُ‬ ‫ذا ب َلدا آ ِ‬ ‫هـ َ‬
‫ل َ‬ ‫جعَ ْ‬‫با ْ‬ ‫م َر ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬
‫ضط َّره ُ إ َِلى ع َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ذا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه قَِليل ً ث ُ ّ‬ ‫فَر فَأ َ‬
‫مت ّعُ ُ‬ ‫من ك َ َ‬ ‫ل وَ َ‬‫خرِ َقا َ‬ ‫من ُْهم ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ِ‬
‫صيُر}‪{126‬‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬‫الّنارِ وَب ِئ ْ َ‬

‫‪30‬‬
‫ل منا إن َ َ‬
‫ت‬ ‫ك أن َ‬ ‫قب ّ ْ ِ ّ ِ ّ‬ ‫ل َرب َّنا ت َ َ‬ ‫عي ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت وَإ ِ ْ‬ ‫ن ال ْب َي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عد َ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫هي ُ‬ ‫وَإ ِذ ْ ي َْرفَعُ إ ِب َْرا ِ‬
‫ة لّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ك‬ ‫م ً‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫من ذ ُّري ّت َِنا أ ّ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جعَل َْنا ُ‬ ‫م}‪َ{127‬رب َّنا َوا ْ‬ ‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ب ع َل َي َْنا إ ِن ّ َ‬ ‫َ‬
‫م}‪{128‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ب الّر ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الت ّ ّ‬ ‫ك أن َ‬ ‫سك ََنا وَت ُ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫وَأرَِنا َ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ب َوال ْ ِ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫مه ُ ُ‬ ‫ك وَي ُعَل ّ ُ‬ ‫م آَيات ِ َ‬ ‫م ي َت ُْلو ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫سول ً ّ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ث ِفيهِ ْ‬ ‫َرب َّنا َواب ْعَ ْ‬
‫م}‪{129‬‬ ‫َ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫وَي َُز ّ‬
‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ت العَ‬ ‫ك أن َ‬ ‫كيهِ ْ‬
‫جيُبوا ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن فَل ْي َ ْ‬ ‫عا ِ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫داِع إ ِ َ‬ ‫ب د َع ْوَة َ ال ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫بأ ِ‬
‫ُ‬
‫ري ٌ‬ ‫عَباِدي ع َّني فَإ ِّني قَ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأ َل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫ن}‪{186‬‬ ‫دو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫م ي َْر ُ‬ ‫مُنوا ْ ِبي ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫ِلي وَل ْي ُؤ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫كرا ً فَ ِ‬ ‫شد ّ ذ ِ ْ‬ ‫م أوْ أ َ‬ ‫م آَباءك ُ ْ‬ ‫ه ك َذ ِك ْرِك ُ ْ‬ ‫م َفاذ ْك ُُروا ْ الل ّ َ‬ ‫سك َك ُ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ضي ُْتم ّ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫َإ ِ َ‬
‫ق}‪{200‬‬ ‫خل َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ل َرب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫من ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ذا َ‬ ‫ة وَقَِنا ع َ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫خَرةِ َ‬ ‫ة وَِفي ال ِ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ل َرب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫من ي َ ُ‬ ‫من ُْهم ّ‬ ‫وِ ِ‬
‫الّناِر}‪{201‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صْرَنا‬ ‫مَنا َوان ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ت أقْ َ‬ ‫صْبرا ً وَث َب ّ ْ‬ ‫جُنود ِهِ َقاُلوا ْ َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َل َي َْنا َ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫جاُلو َ‬ ‫ما ب ََرُزوا ْ ل ِ َ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫ن}‪{250‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫قوْم ِ ال ْ َ‬ ‫ع ََلى ال ْ َ‬
‫ُ‬
‫ملئ ِك َت ِهِ وَك ُت ُب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِبالل ّهِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫لآ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫من ّرب ّهِ َوال ْ ُ‬ ‫ل إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫ك َرب َّنا وَإ ِل َي ْ َ‬ ‫معَْنا وَأط َعَْنا غ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫فَران َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫سل ِهِ وََقاُلوا ْ َ‬ ‫من ّر ُ‬ ‫حد ٍ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫فّرقُ ب َي ْ َ‬ ‫سل ِهِ ل َ ن ُ َ‬ ‫وَُر ُ‬
‫صيُر}‪{285‬‬ ‫م ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫خذ َْنا‬ ‫ؤا ِ‬ ‫ت َرب َّنا ل َ ت ُ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫ت وَع َل َي َْها َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫سعََها ل ََها َ‬ ‫فسا ً إ ِل ّ وُ ْ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫ل َ ي ُك َل ّ ُ‬
‫ْ‬
‫من قَب ْل َِنا‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ع ََلى ال ّ ِ‬ ‫مل ْت َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫صرا ً ك َ َ‬ ‫ل ع َل َي َْنا إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫خط َأَنا َرب َّنا وَل َ ت َ ْ‬ ‫سيَنا أ َوْ أ َ ْ‬ ‫ِإن ن ّ ِ‬
‫موْل ََنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما ل َ طاقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َ‬ ‫مَنا أن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر لَنا َواْر َ‬ ‫ف ع َّنا َواغ ْ ِ‬ ‫ة لَنا ب ِهِ َواع ْ ُ‬ ‫ملَنا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َرب َّنا وَل َ ت ُ َ‬
‫ن}‪{286‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫قوْم ِ ال ْ َ‬ ‫صْرَنا ع ََلى ال ْ َ‬ ‫َفان ُ‬
‫آل عمران‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ة إ ِن ّ َ‬ ‫دن َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب}‬ ‫ها ُ‬ ‫ت الوَ ّ‬ ‫ك أن َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ك َر ْ‬ ‫من ل ُ‬ ‫ب لَنا ِ‬ ‫َرب َّنا ل َ ت ُزِغ ْ قُلوب ََنا ب َعْد َ إ ِذ ْ هَد َي ْت ََنا وَهَ ْ‬
‫‪{8‬‬
‫ب الّناِر}‪{16‬‬ ‫ذا َ‬ ‫فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَقَِنا ع َ َ‬ ‫مّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫ن َرب َّنا إ ِن َّنا آ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫مّني‬ ‫ل ِ‬ ‫قب ّ ْ‬ ‫حّررا ً فَت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي ب َط ِْني ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ب إ ِّني ن َذ َْر ُ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫مَرأ َة ُ ِ‬ ‫تا ْ‬ ‫ِإذ ْ َقال َ ِ‬
‫إن َ َ‬
‫م}‪{35‬‬ ‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ك أن َ‬ ‫ِّ‬
‫ع‬
‫مي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ة إ ِن ّ َ‬ ‫ة ط َي ّب َ ً‬ ‫ك ذ ُّري ّ ً‬ ‫من ل ّد ُن ْ َ‬ ‫ب ِلي ِ‬ ‫ب هَ ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫عا َزك َََرِّيا َرب ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك دَ َ‬ ‫هَُنال ِ َ‬
‫عاء}‪ََ {38‬‬ ‫الد ّ َ‬
‫ََ‬
‫ن}‪{53‬‬ ‫دي َ‬ ‫شاه ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ل َفاك ْت ُب َْنا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َوات ّب َعَْنا الّر ُ‬ ‫ما أنَزل ْ َ‬ ‫مّنا ب ِ َ‬ ‫َرب َّنا آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫مرَِنا وَث َب ّ ْ‬ ‫سَرافََنا ِفي أ ْ‬ ‫فْر ل ََنا ذ ُُنوب ََنا وَإ ِ ْ‬ ‫م إ ِل ّ أن َقاُلوا ْ رب َّنا اغ ْ ِ‬ ‫ن قَوْل َهُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫وَ َ‬
‫ْ‬
‫قوْم ِ ال َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{147‬‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫صْرَنا ع َلى ال َ‬ ‫مَنا وان ُ‬ ‫دا َ‬ ‫أقْ َ‬
‫ن ِفي َ ْ‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ي َذ ْك ُُرو َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ق‬‫خل ِ‬ ‫م وَي َت َ َ‬ ‫جُنوب ِهِ ْ‬ ‫ى ُ‬ ‫ه قَِياما وَقُُعودا وَع َل َ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬
‫ب الّناِر}‬ ‫ذا َ‬ ‫قَنا ع َ َ‬ ‫ك فَ ِ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫هذا َباط ِل ً ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ض َرب َّنا َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫‪{191‬‬
‫فْر ل ََنا‬ ‫َ‬
‫مّنا َرب َّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫م َفآ َ‬ ‫مُنوا ْ ب َِرب ّك ُ ْ‬ ‫نآ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫مَناِديا ً ي َُناِدي ل ِ ِ‬ ‫معَْنا ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ّرب َّنا إ ِن َّنا َ‬
‫معَ الب َْراِر}‪{193‬‬ ‫سي َّئات َِنا وَت َوَفَّنا َ‬ ‫فْر ع َّنا َ‬ ‫ذ ُُنوب ََنا وَك َ ّ‬
‫د}‬ ‫ميَعا َ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫ك ل َ تُ ْ‬ ‫مةِ إ ِن ّ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫خزَِنا ي َوْ َ‬ ‫ك وَل َ ت ُ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫عدت َّنا ع ََلى ُر ُ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫َرب َّنا َوآت َِنا َ‬
‫‪{194‬‬
‫النساء‬
‫‪31‬‬
‫سُبوا ْ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ل نَ ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ض ّللّر َ‬ ‫ضك ُ ْ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫من ّوْا ْ َ‬ ‫وَل َ ت َت َ َ‬
‫م ع َلى ب َعْ ٍ‬ ‫َ‬
‫ه ب ِهِ ب َعْ َ‬
‫يٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ب ِك ُ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ضل ِهِ إ ِ ّ‬ ‫من فَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سأُلوا ْ الل ّ َ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ما اك ْت َ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ّ‬ ‫صي ٌ‬ ‫ساء ن َ ِ‬ ‫وَِللن ّ َ‬
‫ع َِليمًا}‪{32‬‬
‫ساء‬ ‫ل َوالن ّ َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫في َ‬ ‫ضعَ ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ َوال ْ ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫قات ُِلو َ‬ ‫م ل َ تُ َ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جَعل ل َّنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظال ِم ِ أهْل َُها َوا ْ‬ ‫قْري َةِ ال ّ‬ ‫هـذ ِهِ ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا أ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫َوال ْوِل ْ َ‬
‫صيرًا}‪{75‬‬ ‫ك نَ ِ‬ ‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫جَعل ل َّنا ِ‬ ‫ك وَل ِي ّا ً َوا ْ‬ ‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫ِ‬
‫المائدة‬
‫ما ع ََرُفوا ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ّ‬ ‫مِع ِ‬ ‫ن الد ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ض ِ‬ ‫في ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ل ت ََرى أع ْي ُن َهُ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إ َِلى الّر ُ‬ ‫ما أنزِ َ‬ ‫مُعوا ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫ن}‪{83‬‬ ‫دي َ‬ ‫شاه ِ ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫مّنا َفاك ْت ُب َْنا َ‬ ‫ن َرب َّنا آ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫حقّ ي َ ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ألنعام‬
‫ة أغ َي َْر الل ّهِ ت َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل أ ََرأي ْت ُ ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ِإن ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ب الل ّهِ أوْ أت َت ْك ُ ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ن أَتاك ُ ْ‬ ‫كم إ ِ ْ‬ ‫قُ ْ‬
‫ن}‪{40‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{41‬‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫شاء وََتن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن إ ِل َي ْهِ إ ِ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن فَي َك ْ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ل إ ِّياه ُ ت َد ْ ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جاَنا ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ة ل ّئ ِ ْ‬ ‫في َ ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ضّرعا ً وَ ُ‬ ‫ه تَ َ‬ ‫عون َ ُ‬ ‫حرِ ت َد ْ ُ‬ ‫ت ال ْب َّر َوال ْب َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫من ظ ُل ُ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫جي ُ‬ ‫من ي ُن َ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ُق ْ‬
‫ن}‪{63‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫شاك ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫هـذ ِهِ ل َن َ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫داَنا‬ ‫قاب َِنا ب َعْد َ إ ِذ ْ هَ َ‬ ‫ضّرَنا وَن َُرد ّ ع َلى أع ْ َ‬ ‫فعَُنا وَل َ ي َ ُ‬ ‫ما ل َ َين َ‬ ‫ن اللهِ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عو ِ‬ ‫ل أن َد ْ ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫ه إ َِلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عون َ ُ‬ ‫ب ي َد ْ ُ‬ ‫حا ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫حي َْرا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ِفي الْر ُ ِ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ست َهْوَت ْ ُ‬ ‫ذي ا ْ‬ ‫كال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ن}‪{71‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬ ‫م ل َِر ّ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫مْرَنا ل ِن ُ ْ‬ ‫دى الل ّهِ هُوَ ال ْهُد َىَ وَأ ِ‬ ‫ن هُ َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫دى ائ ْت َِنا قُ ْ‬ ‫ال ْهُ َ‬
‫ألعراف‬
‫ن ال ْ َ‬ ‫مَنا ل َن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{23‬‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا وَت َْر َ‬ ‫م ت َغْ ِ‬ ‫سَنا وَِإن ل ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫مَنا أن ُ‬ ‫َقال َ َرب َّنا ظ َل َ ْ‬
‫َ‬ ‫قُ ْ َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عوه ُ ُ‬ ‫جد ٍ َواد ْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عند َ ك ُ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهَك ُ ْ‬ ‫موا ْ وُ ُ‬ ‫ط وَأِقي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫مَر َرّبي ِبال ْ ِ‬ ‫لأ َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{29‬‬ ‫دو َ‬ ‫م ت َُعو ُ‬ ‫ما ب َد َأك ُ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ال ّ‬
‫معَ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قوْم ِ‬ ‫جعَل َْنا َ‬ ‫ب الّنارِ َقاُلوا ْ َرب َّنا ل َ ت َ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫قاء أ ْ‬ ‫م ت ِل ْ َ‬ ‫صاُرهُ ْ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫صرِفَ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫ن}‪{47‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن}‪{55‬‬ ‫دي َ‬ ‫معْت َ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ة إ ِن ّ ُ‬ ‫في َ ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ضّرعا ً وَ ُ‬ ‫م تَ َ‬ ‫عوا ْ َرب ّك ُ ْ‬ ‫اد ْ ُ‬
‫ت الل ّ ِ‬ ‫معا ً إ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫وفا ً وَط َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫عوه ُ َ‬ ‫حَها َواد ْ ُ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫ض ب َعْد َ إ ِ ْ‬ ‫دوا ِفي الْر ِ‬
‫س ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وَل َ ت ُ ْ‬
‫ن}‪{56‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب ّ‬ ‫ري ٌ‬ ‫قَ ِ‬
‫ن‬
‫كو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫من َْها وَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جاَنا الل ّ ُ‬ ‫كم ب َعْد َ إ ِذ ْ ن َ ّ‬ ‫مل ّت ِ ُ‬ ‫ن ع ُد َْنا ِفي ِ‬ ‫ذبا ً إ ِ ْ‬ ‫قَد ِ افْت ََري َْنا ع ََلى الل ّهِ ك َ ِ‬
‫عْلما ً ع ََلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سعَ َرب َّنا ك ُ ّ‬ ‫ه َرب َّنا وَ ِ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ل ََنا َأن ن ُّعود َ ِفيَها إ ِل ّ َأن ي َ َ‬
‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{89‬‬ ‫حي َ‬ ‫فات ِ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫حقّ وَأن َ‬ ‫مَنا ِبال ْ َ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫ح ب َي ْن ََنا وَب َي ْ َ‬ ‫ت َوَك ّل َْنا َرب َّنا افْت َ ْ‬
‫صْبرا ً وَت َوَفَّنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جاءت َْنا َرب َّنا أفْرِغ ْ ع َل َي َْنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َرب َّنا ل َ ّ‬ ‫مّنا ِبآَيا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫مّنا إ ِل ّ أ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ما َتن ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن}‪{126‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ب أرِِني أنظْر إ ِلي ْك قال لن ت ََراِني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه قال َر ّ‬ ‫ه َرب ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫قات َِنا وَكل َ‬ ‫مي َ‬ ‫سى ل ِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫جاء ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وَل ّ‬
‫ه‬
‫جلى َرب ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ت ََراِني فَل ّ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫كان َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل فَإ ِ ِ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن انظْر إ ِلى ال َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وََلـك ِ‬
‫ِ‬
‫ك وَأ َن َا ْ‬ ‫ت إ ِل َي ْ َ‬ ‫ك ت ُب ْ ُ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما أ ََفاقَ َقا َ‬ ‫صِعقا ً فَل َ ّ‬ ‫سى َ‬ ‫خّر مو َ‬ ‫ه د َك ّا ً وَ َ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ن}‪{143‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫أ َوّ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فْر‬ ‫مَنا َرب َّنا وَي َغْ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ي َْر َ‬ ‫ضّلوا ْ َقاُلوا ْ ل َِئن ل ّ ْ‬ ‫م قَد ْ َ‬ ‫م وََرأوْا ْ أن ّهُ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ط َفي أي ْ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫ن}‪{149‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ل ََنا ل َن َ ُ‬
‫َ‬ ‫خل ْنا في رحمت ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فْر ِلي وَل َ ِ‬
‫ن}‪{151‬‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّرا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫ك وَأن َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫خي وَأد ْ ِ َ ِ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫‪32‬‬
‫ب لَ ْ‬
‫و‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م الّر ْ‬ ‫خذ َت ْهُ ُ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫قات َِنا فَل َ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫جل ً ل ّ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫سى قَوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫خَتاَر ُ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي إ ِل ّ فِت ْن َت ُ َ‬
‫ك‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مّنا إ ِ ْ‬ ‫فَهاء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ل وَإ ِّيايَ أت ُهْل ِك َُنا ب ِ َ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫ت أهْل َك ْت َُهم ّ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خي ُْر‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا وَأن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َواْر َ‬ ‫ت وَل ِي َّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫شاء أن َ‬ ‫من ت َ َ‬ ‫دي َ‬ ‫شاء وَت َهْ ِ‬ ‫من ت َ َ‬ ‫ل ب َِها َ‬ ‫ض ّ‬ ‫تُ ِ‬
‫ن}‪{155‬‬ ‫ري َ‬ ‫ال َْغافِ ِ‬
‫ذاِبي‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫خَرةِ إ ِّنا هُد َْنـا إ ِل َي ْ َ‬ ‫ة وَِفي ال ِ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫هـذ ِهِ الد ّن َْيا َ‬ ‫ب ل ََنا ِفي َ‬ ‫َواك ْت ُ ْ‬
‫شيءٍ فَ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫قو َ‬ ‫ن ي َت ّ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سعَ ْ‬ ‫مِتي وَ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫شاء وََر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ب ِهِ َ‬ ‫صي ُ‬ ‫أ ِ‬
‫ن}‪{156‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫هم ِبآَيات َِنا ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫كـاة َ َوال ّ ِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫وَي ُؤ ُْتو َ‬
‫َ‬ ‫ن ي ُل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جَزوْ َ‬ ‫سي ُ ْ‬ ‫مآئ ِهِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي أ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫عوه ُ ب َِها وَذ َُروا ْ ال ّ ِ‬ ‫سَنى َفاد ْ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ماء ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫وَل ِل ّهِ ال ْ‬
‫ن}‪{180‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م ِإن‬ ‫جيُبوا ْ ل َك ُ ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م فَل ْي َ ْ‬ ‫عوهُ ْ‬ ‫م َفاد ْ ُ‬ ‫مَثال ُك ُ ْ‬ ‫عَباد ٌ أ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن}‪{194‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫يونس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضّرهُ‬ ‫ه ُ‬ ‫فَنا ع َن ْ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫عدا ً أوْ َقآِئما ً فَل َ ّ‬ ‫جنب ِهِ أوْ َقا ِ‬ ‫عاَنا ل ِ َ‬ ‫ضّر د َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن}‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ْ ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫سرِِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ل ِل ْ ُ‬ ‫ك ُزي ّ َ‬ ‫ه ك َذ َل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ضّر ّ‬ ‫م ي َد ْع َُنا إ َِلى ُ‬ ‫مّر ك َأن ل ّ ْ‬ ‫َ‬
‫‪{12‬‬
‫ن ب ِِهم‬ ‫جَري ْ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫فل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م ِفي ال ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫حرِ َ‬ ‫ْ‬
‫م ِفي الب َّر َوالب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سي ُّرك ُ ْ‬ ‫ذي ي ُ َ‬ ‫ّ‬
‫‪-9‬هُوَ ال ِ‬
‫ن‬ ‫كا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫من ك ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫جاءهُ ُ‬ ‫ف وَ َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫عا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جاءت َْها ِري ٌ‬ ‫حوا ْ ب َِها َ‬ ‫ح ط َي ّب َةٍ وَفَرِ ُ‬ ‫ري ٍ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫هـذ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جي ْت ََنا ِ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ن ل َئ ِ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫م د َع َوُا ْ الل ّ َ‬ ‫ط ب ِهِ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫وَظ َّنوا ْ أن ّهُ ْ‬
‫ن}‪{22‬‬ ‫ري َ‬ ‫شاك ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ل َن َ ُ‬
‫ن}‪{85‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫قوْم ال ّ‬ ‫جعَل َْنا فِت ْن َ ً ّ ْ‬ ‫قاُلوا ْ ع ََلى الل ّهِ ت َوَك ّل َْنا َرب َّنا ل َ ت َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ة لل َ ِ‬
‫ن}‪{86‬‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫كافِ‬ ‫قوْم ِ ال ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫جَنا ب َِر ْ‬ ‫وَن َ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫حَياةِ الد ّن َْيا َرب َّنا‬ ‫وال ً ِفي ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ة وَأ ْ‬ ‫مله ُ ِزين َ ً‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ت فِْرع َوْ َ‬ ‫ك آت َي ْ َ‬ ‫سى َرب َّنا إ ِن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫مُنوا ْ‬ ‫َ‬
‫م فَل َ ي ُؤ ْ ِ‬ ‫شد ُد ْ ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫م َوا ْ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫س ع ََلى أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك َرب َّنا اط ْ ِ‬ ‫سِبيل ِ َ‬ ‫عن َ‬ ‫ضّلوا ْ َ‬ ‫ل ِي ُ ِ‬
‫م}‪{88‬‬ ‫َ‬ ‫حّتى ي ََروُا ْ ال ْعَ َ‬
‫ب الِلي َ‬ ‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ك ِإذا ّ‬ ‫ً‬ ‫ت فَإ ِن ّ َ‬ ‫ْ‬
‫ك فَِإن فَعَل َ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ك وَل َ ي َ ُ‬ ‫فعُ َ‬ ‫ما ل َ َين َ‬ ‫ن اللهِ َ‬ ‫ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫وَل َ ت َد ْع ُ ِ‬
‫ن}‪{106‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫يوسف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ص ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ف ع َّني ك َي ْد َهُ ّ‬ ‫صرِ ْ‬ ‫عون َِني إ ِلي ْهِ وَإ ِل ّ ت َ ْ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{33‬‬ ‫َ‬ ‫جاه ِِلي‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫كن ّ‬ ‫ن وَأ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ ِل َي ْه‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ث َفاط َِر ال ّ‬ ‫حاِدي ِ‬ ‫ل ال َ َ‬ ‫من ت َأِوي ِ‬ ‫مت َِني ِ‬ ‫ك وَع َل ّ ْ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب قَد ْ آت َي ْت َِني ِ‬ ‫َر ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫قِني ِبال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫سِلما وَأل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ت َوَفِّني ُ‬ ‫ت وَل ِّيي ِفي الد ّن َُيا َوال ِ‬ ‫ض أن َ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫‪{101‬‬
‫الرعد‬
‫ط‬
‫س ِ‬ ‫يٍء إ ِل ّ ك ََبا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن لُهم ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫دون ِهِ ل َ ي َ ْ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫حقّ َوال ِ‬‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ه د َع ْوَة ُ ال َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ل}‬ ‫ضل َ ٍ‬ ‫ن إ ِل ّ ِفي َ‬ ‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫عاء ال ْ َ‬ ‫ما د ُ َ‬ ‫ما هُوَ ب َِبال ِغِهِ وَ َ‬ ‫ماء ل ِي َب ْل ُغَ َفاه ُ وَ َ‬ ‫في ْهِ إ َِلى ال ْ َ‬ ‫كَ ّ‬
‫‪{14‬‬
‫ابراهيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م}‬ ‫صَنا َ‬ ‫ي أن ن ّعْب ُد َ ال ْ‬ ‫جن ُب ِْني وَب َن ِ ّ‬ ‫منا ً َوا ْ‬ ‫ذا ال ْب َل َد َ آ ِ‬ ‫هـ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫با ْ‬ ‫م َر ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫وَإ ِذ ْ َقا َ‬
‫‪{35‬‬
‫‪33‬‬
‫موا ْ‬ ‫َ‬
‫قي ُ‬ ‫حّرم ِ َرب َّنا ل ِي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬‫عند َ ب َي ْت ِ َ‬ ‫واد ٍ غ َي ْرِ ِذي َزْرٍع ِ‬ ‫من ذ ُّري ِّتي ب ِ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ّرب َّنا إ ِّني أ ْ‬
‫الصل َة َ َفاجع ْ َ‬
‫م‬‫ت ل َعَل ّهُ ْ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ن الث ّ َ‬ ‫م َ‬‫م َواْرُزقُْهم ّ‬ ‫وي إ ِل َي ْهِ ْ‬ ‫س ت َهْ ِ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬‫ل أفْئ ِد َة ً ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬
‫ن}‪{37‬‬ ‫شكُرو َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ع‬
‫مي ُ‬‫س ِ‬ ‫ن َرّبي ل َ َ‬ ‫حاقَ إ ِ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬‫ب ِلي ع ََلى ال ْك ِب َرِ إ ِ ْ‬ ‫ذي وَهَ َ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬‫ح ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عاء}‪{39‬‬ ‫الد ّ َ‬
‫عاء}‪{40‬‬ ‫ل دُ َ‬ ‫قب ّ ْ‬ ‫من ذ ُّري ِّتي َرب َّنا وَت َ َ‬ ‫صل َةِ وَ ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قي َ‬ ‫م ِ‬‫جعَل ِْني ُ‬ ‫با ْ‬ ‫َر ّ‬
‫ب}‪{41‬‬ ‫سا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫وال ِد َيّ وَل ِل ْ ُ‬‫فْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫َرب َّنا اغ ْ ِ‬
‫النحل‬
‫شَر َ‬
‫كآؤَُنا‬ ‫ؤلء ُ‬ ‫هـ ُ‬ ‫م َقاُلوا ْ َرب َّنا َ‬ ‫كاءهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫كوا ْ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫شَر ُ‬ ‫ذا َرأى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫ن ‪( 86).‬‬ ‫م لَ َ‬
‫كاذُِبو َ‬ ‫م ال َْقوْ َ‬
‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫وا إ ِل َي ْهِ ُ‬
‫ك َفأل َْق ْ‬‫دون ِ َ‬‫من ُ‬ ‫ن ك ُّنا ن َد ْعُوْ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫السراء‬
‫صِغيرًا}‬ ‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫مه ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب اْر َ‬ ‫مةِ وَُقل ّر ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح الذ ّ ّ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ل َهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫‪{24‬‬
‫ل}‬ ‫وي ً‬ ‫ح ِ‬‫م وَل َ ت َ ْ‬ ‫عنك ُ ْ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬‫دون ِهِ فَل َ ي َ ْ‬ ‫من ُ‬ ‫مُتم ّ‬ ‫ن َزع َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫عوا ْ ال ّ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫قُ ِ‬
‫‪{56‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سيل َ َ‬ ‫ُأوَلـئ ِ َ‬
‫ه‬
‫مت َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫جو َ‬ ‫ب وَي َْر ُ‬ ‫م أقَْر ُ‬ ‫ة أي ّهُ ْ‬ ‫م ال ْوَ ِ‬ ‫ن إ َِلى َرب ّهِ ُ‬ ‫ن ي َب ْت َُغو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬
‫ذورًا}‪{57‬‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ذاب َ ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫خاُفو َ‬ ‫وَي َ َ‬
‫م إ َِلى ال ْب َّر‬ ‫جاك ُ ْ‬ ‫ما ن َ ّ‬ ‫ن إ ِل ّ إ ِّياه ُ فَل َ ّ‬ ‫عو َ‬ ‫من ت َد ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫حرِ َ‬ ‫ضّر ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫م ال ْ ّ‬ ‫سك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫فورًا}‪{67‬‬ ‫ن كَ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫َ‬
‫سا ُ‬ ‫ن ال ِن ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ضت ُ ْ‬ ‫أع َْر ْ‬
‫ك‬‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫جَعل ّلي ِ‬ ‫ق َوا ْ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫م ْ‬ ‫جِني ُ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫ق وَأ َ ْ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫خ َ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫خل ِْني ُ‬ ‫ب أ َد ْ ِ‬ ‫وَُقل ّر ّ‬
‫صيرًا}‪{80‬‬ ‫طانا ً ن ّ ِ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫جهَْر‬ ‫سَنى وَل َ ت َ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ماء ال ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ْ‬ ‫عوا فَل ُ‬ ‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫ن أي ّا ّ‬ ‫مـ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عوا الّر ْ‬ ‫ه أوِ اد ْ ُ‬ ‫عوا الل َ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫قُ ِ‬
‫ل}‪{110‬‬ ‫سِبي ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ت ب َِها َواب ْت َِغ ب َي ْ َ‬ ‫خافِ ْ‬ ‫ك وَل َ ت ُ َ‬ ‫صل َت ِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫الكهف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مرَِنا‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ئ ل ََنا ِ‬ ‫ة وَهَي ّ ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫ك َر ْ‬ ‫دن َ‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫قاُلوا َرب َّنا آت َِنا ِ‬ ‫ف فَ َ‬ ‫ة إ َِلى ال ْك َهْ ِ‬ ‫فت ْي َ ُ‬ ‫إ ِذ ْ أَوى ال ْ ِ‬
‫شدًا}‪{10‬‬ ‫َر َ‬
‫َ‬
‫ض َلن ن ّد ْع ُ َ‬
‫و‬ ‫ت َوالْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫قاُلوا َرب َّنا َر ّ‬ ‫موا فَ َ‬ ‫م إ ِذ ْ َقا ُ‬ ‫وََرب َط َْنا ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬
‫ططًا}‪{14‬‬ ‫ش َ‬ ‫قد ْ قُل َْنا ِإذا ً َ‬ ‫دون ِهِ إ َِلها ً ل َ َ‬ ‫من ُ‬ ‫ِ‬
‫ه وََل ت َعْد ُ‬ ‫جه َ ُ‬‫ن وَ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ي يُ ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫داةِ َوال ْعَ ِ‬ ‫ن َرب ُّهم ِبال ْغَ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫معَ ال ّ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫صب ِْر ن َ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫َ‬
‫عن ذ ِك ْرَِنا َوات ّب َ َ‬
‫ع‬ ‫ه َ‬ ‫فل َْنا قَل ْب َ ُ‬ ‫ن أغ ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَياةِ الد ّن َْيا وََل ت ُط ِعْ َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ريد ُ ِزين َ َ‬ ‫م َتُ ِ‬ ‫ك ع َن ْهُ ْ‬ ‫ع َي َْنا َ‬
‫مُره ُ فُُرطًا}‪{28‬‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫واه ُ وَ َ‬ ‫هَ َ‬
‫مريم‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬‫ك َر ّ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫كن ب ِد ُ َ‬ ‫مأ ُ‬ ‫شْيبا ً وَل َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل الّرأ ُ‬ ‫شت َعَ َ‬ ‫مّني َوا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْعَظ ْ ُ‬ ‫ب إ ِّني وَهَ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫قي ًّا}‪{4‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫دن َ‬
‫ك‬ ‫من ل ّ ُ‬ ‫ب ِلي ِ‬ ‫عاِقرا ً فَهَ ْ‬ ‫مَرأِتي َ‬ ‫تا ْ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫من وََراِئي وَ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫وَإ ِّني ِ‬
‫وَل ِي ًّا}‪{5‬‬
‫‪34‬‬
‫ضي ًّا}‪{6‬‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ه َر ّ‬ ‫جعَل ْ ُ‬ ‫ب َوا ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ل ي َعْ ُ‬ ‫نآ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫ي َرِث ُِني وَي َرِ ُ‬
‫َ‬
‫سى أّل أ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّهِ وَأد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫عاء َرّبي‬ ‫ن ب ِد ُ َ‬ ‫كو َ‬ ‫عو َرّبي ع َ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫وَأع ْت َزِل ُك ُ ْ‬
‫قي ًّا}‪{48‬‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫طة‬
‫صد ِْري}‪{25‬‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫شَر ْ‬ ‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ري}‪{26‬‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫سْر ِلي أ ْ‬ ‫وَي َ ّ‬
‫ساِني}‪{27‬‬ ‫من ل ّ َ‬ ‫قد َة ً ّ‬ ‫ل عُ ْ‬ ‫حل ُ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫قُهوا قَوِْلي}‪{28‬‬ ‫ف َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن أهِْلي}‪{29‬‬ ‫م ْ‬ ‫جَعل ّلي وَِزيرا ً ّ‬ ‫َوا ْ‬
‫خي}‪{30‬‬ ‫نأ ِ‬ ‫َ‬
‫هاُرو َ‬ ‫َ‬
‫شد ُد ْ ب ِهِ أْزِري}‪{31‬‬ ‫َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫ري}‪{32‬‬ ‫م ِ‬ ‫ه ِفي أ ْ‬ ‫شرِك ْ ُ‬
‫ك ك َِثيرًا}‪{33‬‬ ‫ح َ‬ ‫سب ّ َ‬ ‫ي نُ َ‬ ‫كَ ْ‬
‫ك ك َِثيرًا}‪{34‬‬ ‫وَن َذ ْك َُر َ‬
‫صيرًا}‪{35‬‬ ‫ت ب َِنا ب َ ِ‬ ‫كن َ‬ ‫ك ُ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ه‬
‫حي ُ ُ‬‫ك وَ ْ‬ ‫ضى إ ِل َي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ل َأن ي ُ ْ‬ ‫من قَب ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل ِبال ْ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫حقّ وََل ت َعْ َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫فَت ََعاَلى الل ّ ُ‬
‫عْلمًا}‪{114‬‬ ‫ب زِد ِْني ِ‬ ‫وَُقل ّر ّ‬
‫النبياء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{83‬‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّرا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫ضّر وَأن َ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫سن ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه أّني َ‬ ‫دى َرب ّ ُ‬ ‫ب إ ِذ ْ َنا َ‬ ‫وَأّيو َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫مث ْل َُهم ّ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫ضّر َوآت َي َْناه ُ أهْل َ ُ‬ ‫من ُ‬ ‫ما ب ِهِ ِ‬ ‫فَنا َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه فَك َ َ‬ ‫جب َْنا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ن}‪{84‬‬ ‫دي َ‬ ‫عند َِنا وَذ ِك َْرى ل ِل َْعاب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َأن لّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫دى ِفي الظل َ‬ ‫َ‬
‫قد َِر ع َلي ْهِ فََنا َ‬ ‫ن أن لن ن ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضبا فَظ ّ‬ ‫ً‬ ‫مَغا ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن ِإذ ذ ّهَ َ‬ ‫ذا الّنو ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{87‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كن ُ‬ ‫ك إ ِّني ُ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ه إ ِّل أن َ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{89‬‬ ‫وارِِثي َ‬ ‫خي ُْر ال ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َل ت َذ َْرِني فَْردا ً وَأن َ‬ ‫ه َر ّ‬ ‫دى َرب ّ ُ‬ ‫وََزك َرِّيا إ ِذ ْ َنا َ‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫عو َ‬ ‫سارِ ُ‬ ‫كاُنوا ي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه إ ِن ّهُ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه َزوْ َ‬ ‫حَنا ل َ ُ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫حَيى وَأ ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ه وَوَهَب َْنا ل َ ُ‬ ‫جب َْنا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫َفا ْ‬
‫ن}‪{90‬‬ ‫شِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫كاُنوا ل ََنا َ‬ ‫هبا ً وَ َ‬ ‫غبا ً وََر َ‬ ‫عون ََنا َر َ‬ ‫ت وَي َد ْ ُ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫الحج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ه‬
‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ن ب ِهِ وَإ ِ ْ‬ ‫مأ ّ‬ ‫خي ٌْر اط َ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب َ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ف فَإ ِ ْ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫ه ع َلى َ‬ ‫من ي َعْب ُد ُ الل َ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن}‪{11‬‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫سَرا ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ك هُوَ ال ْ ُ‬ ‫خَرة َ ذ َل ِ َ‬ ‫سَر الد ّن َْيا َواْل ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫جهِهِ َ‬ ‫ب ع ََلى وَ ْ‬ ‫قل َ َ‬ ‫ة ان َ‬ ‫فِت ْن َ ٌ‬
‫د}‪{12‬‬ ‫ل ال ْب َِعي ُ‬ ‫ضَل ُ‬ ‫ك هُوَ ال ّ‬ ‫ه ذ َل ِ َ‬ ‫فعُ ُ‬ ‫ما َل َين َ‬ ‫ضّره ُ وَ َ‬ ‫ما َل ي َ ُ‬ ‫ن الل ّهِ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عو ِ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شيُر}‪{13‬‬ ‫س العَ ِ‬ ‫موْلى وَلب ِئ ْ َ‬ ‫س ال َ‬ ‫فعِهِ لب ِئ ْ َ‬ ‫من ن ّ ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضّره ُ أقَْر ُ‬ ‫من َ‬ ‫عو ل َ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ن الل ّهِ َلن‬ ‫َ‬
‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫مُعوا ل َ ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل َفا ْ‬ ‫مث َ ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫َيا أي َّها الّنا ُ‬
‫ف‬
‫ضعُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ذوه ُ ِ‬ ‫ق ُ‬‫سَتن ِ‬ ‫شْيئا ً ّل ي َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫م الذ َّبا ُ‬ ‫سل ُب ْهُ ُ‬ ‫ه وَِإن ي َ ْ‬ ‫مُعوا ل َ ُ‬ ‫جت َ َ‬ ‫قوا ذ َُبابا ً وَل َوِ ا ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب}‪{73‬‬ ‫مطلو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب َوال َ‬ ‫ْ‬ ‫الطال ِ ُ‬ ‫ّ‬
‫المؤمنون‬
‫ن}‪{26‬‬ ‫ما ك َذ ُّبو ِ‬ ‫صْرِني ب ِ َ‬ ‫ب ان ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{29‬‬ ‫منزِِلي َ‬ ‫خي ُْر ال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مَباَركا ً وَأن َ‬ ‫منَزل ً ّ‬ ‫ب أنزِل ِْني ُ‬ ‫وَُقل ّر ّ‬
‫ن}‪{39‬‬ ‫ما ك َذ ُّبو ِ‬ ‫صْرِني ب ِ َ‬ ‫ب ان ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ن}‪{93‬‬ ‫دو َ‬ ‫ما ُيوع َ ُ‬ ‫ما ت ُرِي َّني َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ُقل ّر ّ‬
‫‪35‬‬
‫ن}‪{94‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫قوْم ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ب فََل ت َ ْ ْ‬
‫ج َعَلِني ِفي ال َ ِ‬ ‫َر ّ‬
‫ن}‪{97‬‬ ‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫مَزا ِ‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫بأ ُ‬ ‫وَُقل ّر ّ‬
‫ن}‪{98‬‬ ‫َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫وَأ َ ُ‬
‫ضُرو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب أن ي َ ْ‬ ‫ك َر ّ‬
‫َ‬
‫ن}‪{99‬‬ ‫جُعو ِ‬ ‫ب اْر ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ت َقا َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َهُ ُ‬ ‫جاء أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫خ إ ِلى‬ ‫من وََرائ ِِهم ب َْرَز ٌ‬ ‫ة هُوَ َقائ ِلَها وَ ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫َ‬
‫ت كل إ ِن َّها كل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما ت ََرك ُ‬ ‫صاِلحا ِفي َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل َعَلي أع ْ َ‬ ‫ّ‬
‫ن}‪{100‬‬ ‫ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ‬
‫ن}‪{106‬‬ ‫ضاّلي َ‬ ‫وما ً َ‬ ‫قوَت َُنا وَك ُّنا قَ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت ع َل َي َْنا ِ‬ ‫َقاُلوا َرب َّنا غ َل َب َ ْ‬
‫ن}‪{107‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬ ‫ن ع ُد َْنا فَإّنا َ‬
‫ِ‬ ‫من َْها فَإ ِ ْ‬ ‫جَنا ِ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫َرب َّنا أ َ ْ‬
‫َ‬
‫خي ُْر‬ ‫ت َ‬ ‫مَنا وَأن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر ل ََنا َواْر َ‬ ‫مّنا َفاغ ْ ِ‬ ‫ن َرب َّنا آ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫عَباِدي ي َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ريقٌ ّ‬ ‫ن فَ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ن}‪{109‬‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫الّرا ِ‬
‫ح‬
‫فل ِ ُ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫عند َ َرب ّهِ إ ِن ّ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ساب ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه ب ِهِ فَإ ِن ّ َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫خَر َل ب ُْر َ‬ ‫معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ‬ ‫من ي َد ْع ُ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن}‪{117‬‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{118‬‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫خي ُْر الّرا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫م وَأن َ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر َواْر َ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫وَُقل ّر ّ‬
‫الفرقان‬
‫ن غ ََرامًا}‪{65‬‬ ‫كا َ‬ ‫ذاب ََها َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف ع َّنا ع َ َ‬ ‫صرِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا ا ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ه إ ِّل‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫خَر وََل ي َ ْ‬ ‫معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َل ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ك ي َل ْقَ أ ََثامًا}‪{68‬‬ ‫ل ذ َل ِ َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حقّ وََل ي َْزُنو َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫َ‬ ‫قوُلون ربنا هَب ل َنا م َ‬
‫ن‬
‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫جعَل َْنا ل ِل ْ ُ‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫جَنا وَذ ُّرّيات َِنا قُّرة َ أع ْي ُ ٍ‬ ‫ن أْزَوا ِ‬ ‫ْ َ ِ ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫مامًا}‪{74‬‬ ‫إِ َ‬
‫ن ل َِزامًا}‪{77‬‬ ‫ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ف يَ ُ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫قد ْ ك َذ ّب ْت ُ ْ‬ ‫م فَ َ‬ ‫عاؤ ُك ُ ْ‬ ‫م َرّبي ل َوَْل د ُ َ‬ ‫ما ي َعْب َأ ب ِك ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قُ ْ‬
‫الشعراء‬
‫ن}‪{83‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ح ْ‬
‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫قِني ِبال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫كما وَأل ِ‬ ‫ب ِلي ُ‬ ‫ب هَ ْ‬ ‫َر ّ‬
‫ن}‪{84‬‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق ِفي اْل ِ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫جَعل ّلي ل ِ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫م}‪{85‬‬ ‫جن ّةِ الن ِّعي ِ‬ ‫من وََرث َةِ َ‬ ‫جعَل ِْني ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫ن}‪{86‬‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َواغ ْ ِ‬
‫ضالي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫فْر ِلِبي إ ِن ّ ُ‬
‫ن}‪{87‬‬ ‫م ي ُب ْعَُثو َ‬ ‫خزِِني ي َوْ َ‬ ‫وََل ت ُ ْ‬
‫ن}‪{117‬‬ ‫مي ك َذ ُّبو ِ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ن}‪{118‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مِعي ِ‬ ‫من ّ‬ ‫جِني وَ َ‬ ‫م فَْتحا ً وَن َ ّ‬ ‫ح ب َي ِْني وَب َي ْن َهُ ْ‬ ‫َفافْت َ ْ‬
‫َ‬
‫ن}‪{169‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫م ّ‬ ‫جِني وَأهِْلي ِ‬ ‫ب نَ ّ‬ ‫َر ّ‬
‫ن}‪{213‬‬ ‫معَذ ِّبي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫خَر فَت َ ُ‬ ‫معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ‬ ‫فََل ت َد ْع ُ َ‬
‫النمل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫م َ‬ ‫ك ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫شك َُر ن ِعْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ب أوْزِع ِْني أ ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫من قَوْل َِها وََقا َ‬ ‫حكا ً ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫فَت َب َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫عَباد ِ َ‬ ‫ك ِفي ِ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫خل ِْني ب َِر ْ‬ ‫ضاه ُ وَأد ْ ِ‬ ‫صاِلحا ً ت َْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫ي وَع ََلى َوال ِد َيّ وَأ ْ‬ ‫ع َل َ ّ‬
‫ن}‪{19‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬
‫ه ّ‬ ‫ض أإ ِل َ ٌ‬ ‫فاء الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل ُك ُ ْ‬ ‫سوَء وَي َ ْ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫عاه ُ وَي َك ْ ِ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫ضط َّر إ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫من ي ُ ِ‬ ‫أ ّ‬
‫ن}‪{62‬‬ ‫ما ت َذ َك ُّرو َ‬ ‫الل ّهِ قَِليل ً ّ‬
‫القصص‬
‫م}‪{16‬‬ ‫حي ُ‬ ‫فوُر الّر ِ‬ ‫ه هُوَ ال ْغَ ُ‬ ‫ه إ ِن ّ ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫فْر ِلي فَغَ َ‬ ‫سي َفاغ ْ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ب إ ِّني ظ َل َ ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ن}‪{21‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫قوْم ال ّ‬ ‫م َ ْ‬ ‫ب َقا َ‬ ‫خاِئفا ً ي َت ََرقّ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫ن ال َ ِ‬ ‫جِني ِ‬ ‫ب نَ ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬
‫‪36‬‬
‫َ‬ ‫ه ت ِل ْ َ‬
‫ل}‪{22‬‬ ‫سِبي ِ‬
‫واء ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫سى َرّبي أن ي َهْد ِي َِني َ‬ ‫ل عَ َ‬‫ن َقا َ‬‫مد ْي َ َ‬
‫قاء َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَل َ ّ‬
‫ما ت َوَ ّ‬
‫َ‬
‫خي ْرٍ فَ ِ‬
‫قيٌر‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ي ِ‬‫ت إ ِل َ ّ‬
‫ما أنَزل ْ َ‬‫ب إ ِّني ل ِ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫م ت َوَّلى إ َِلى الظ ّ ّ‬
‫ل فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫ما ث ُ ّ‬ ‫قى ل َهُ َ‬ ‫س َ‬‫فَ َ‬
‫}‪{24‬‬

‫م‬‫حك ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫ك إ ِّل وَ ْ‬ ‫هال ِ ٌ‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه إ ِّل هُوَ ك ُ ّ‬ ‫خَر َل إ ِل َ َ‬ ‫معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ‬ ‫وََل ت َد ْع ُ َ‬
‫ن}‪{88‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ‬
‫العنكبوت‬
‫ن}‪{30‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قوْم ِ ال ْ ُ‬ ‫صْرِني ع ََلى ال ْ َ‬ ‫ب ان ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫م}‪{42‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫يٍء وَهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫دون ِهِ ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ذا‬‫م إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َ‬ ‫جاهُ ْ‬ ‫ما ن َ ّ‬ ‫ن فَل َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫وا الل ّ َ‬ ‫ك د َع َ ُ‬ ‫فل ْ ِ‬ ‫ذا َرك ُِبوا ِفي ال ْ ُ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫ن}‪{65‬‬ ‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫هُ ْ‬
‫لقمان‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه هُوَ ال ْعَل ِ ّ‬
‫ي‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل وَأ ّ‬ ‫دون ِهِ ال َْباط ِ ُ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حقّ وَأ ّ‬ ‫ه هُوَ ال ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ك ب ِأ ّ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ال ْك َِبيُر}‪{30‬‬
‫م إ َِلى ال ْب َّر‬ ‫جاهُ ْ‬ ‫ما ن َ ّ‬ ‫ن فَل َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫وا الل ّ َ‬ ‫ل د َع َ ُ‬ ‫كالظ ّل َ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫مو ْ ٌ‬ ‫شي َُهم ّ‬ ‫ذا غ َ ِ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫فوٍر}‪{32‬‬ ‫خّتارٍ ك َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫حد ُ ِبآَيات َِنا إ ِّل ك ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫صد ٌ و َ َ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من ُْهم ّ‬ ‫فَ ِ‬
‫السجدة‬
‫َ‬
‫معَْنا‬ ‫س ِ‬ ‫صْرَنا وَ َ‬ ‫م َرب َّنا أب ْ َ‬ ‫عند َ َرب ّهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ؤو ِ‬ ‫سو ُر ُ‬ ‫ن َناك ِ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَل َوْ ت ََرى إ ِذ ِ ال ْ ُ‬
‫ن}‪{12‬‬ ‫موقُِنو َ‬ ‫صاِلحا ً إ ِّنا ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫جعَْنا ن َعْ َ‬ ‫َفاْر ِ‬
‫الحزاب‬
‫سِبيَل}‪{67‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضّلوَنا ال ّ‬ ‫ساد َت ََنا وَك ُب ََراءَنا فَأ َ‬ ‫وََقاُلوا َرب َّنا إ ِّنا أط َعَْنا َ‬
‫م ل َْعنا ً ك َِبيرًا}‪{68‬‬ ‫ب َوال ْعَن ْهُ ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن ال ْعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ضعْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫َرب َّنا آت ِهِ ْ‬
‫سبأ‬
‫ت‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ذ َّرةٍ ِفي ال ّ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ن الل ّهِ َل ي َ ْ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫مُتم ّ‬ ‫ن َزع َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫عوا ال ّ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫قُ ِ‬
‫َ‬
‫ر}‪{22‬‬ ‫من ظ َِهي ٍ‬ ‫من ُْهم ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫شْر ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ِفيهِ َ‬ ‫ما ل َهُ ْ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫وَل ِفي الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فاطر‬
‫ل‬‫مَر ك ُ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫س َوال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫خَر ال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ‬ ‫ل ِفي الن َّهارِ وَُيول ِ ُ‬ ‫ج الل ّي ْ َ‬ ‫ُيول ِ ُ‬
‫ك َوال ّ ِ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫دون ِهِ َ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ه َرب ّك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مى ذ َل ِك ُ ُ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ّ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ري ِل َ‬ ‫ج ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ر}‪{13‬‬ ‫مي ٍ‬ ‫من قِط ِ‬‫ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫م وَي َوْ َ‬ ‫جاُبوا ل َك ُ ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫مُعوا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م وَل َوْ َ‬ ‫عاءك ُ ْ‬ ‫مُعوا د ُ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َل ي َ ْ‬ ‫عوهُ ْ‬ ‫ِإن ت َد ْ ُ‬
‫ر}‪{14‬‬ ‫ٍ‬ ‫خِبي‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫م وََل ي ُن َب ّئ ُ َ‬ ‫شْرك ِك ُ ْ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ي َك ْ ُ‬
‫ل صاِلحا ً غ َير ال ّذي ك ُنا نعم ُ َ‬ ‫ن ِفيَها َرب َّنا أ َ ْ‬
‫ل أوَل َ ْ‬
‫م‬ ‫ّ َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫م ْ َ‬ ‫جَنا ن َعْ َ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫خو َ‬ ‫صط َرِ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫من‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ما ِلل ّ‬ ‫ذوُقوا فَ َ‬ ‫ذيُر فَ ُ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫جاءك ُ ُ‬ ‫من ت َذ َك َّر وَ َ‬ ‫ما ي َت َذ َك ُّر ِفيهِ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ن ُعَ ّ‬
‫ر}‪{37‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫نّ ِ‬
‫الصافات‬
‫ن}‪{100‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِلي ِ‬ ‫ب هَ ْ‬ ‫َر ّ‬
‫ص‬

‫‪37‬‬
‫ت ال ْوَ ّ‬ ‫ل رب اغ ْفر ِلي وهَب ِلي مْلكا ً ّل ينبِغي ِل َحد من بعدي إن َ َ‬
‫ب}‬ ‫ها ُ‬ ‫ك أن َ‬ ‫َ ٍ ّ ْ َ ْ ِ ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َقا َ َ ّ‬
‫‪{35‬‬
‫شي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب}‪{41‬‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ب وَع َ َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ن ب ِن ُ ْ‬ ‫طا ُ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫سن ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه أّني َ‬ ‫دى َرب ّ ُ‬ ‫ب إ ِذ ْ َنا َ‬ ‫َواذ ْك ُْر ع َب ْد ََنا أّيو َ‬
‫ضْعفا ً ِفي الّناِر}‪{61‬‬ ‫ذابا ً ِ‬ ‫ذا فَزِد ْه ُ ع َ َ‬ ‫م ل ََنا هَ َ‬ ‫من قَد ّ َ‬ ‫َقاُلوا َرب َّنا َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{79‬‬ ‫ب فَأنظ ِْرِني إ َِلى ي َوْم ِ ي ُب ْعَُثو َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫َقا َ‬
‫الزمر‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫ه ن ِعْ َ‬ ‫خوّل َ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫مِنيبا ً إ ِل َي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫عا َرب ّ ُ‬ ‫ضّر د َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫ساِْ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ك قَِليل ً‬ ‫فرِ َ‬ ‫مت ّعْ ب ِك ُ ْ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫سِبيل ِهِ قُ ْ‬ ‫عن َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫دادا ً ل ّي ُ ِ‬ ‫ل ل ِل ّهِ أن َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫عو إ ِل َي ْهِ ِ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ب الّناِر}‪{8‬‬ ‫َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬
‫ه ع ََلى‬ ‫ُ‬
‫ما أوِتيت ُ ُ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫مّنا َقا َ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫خوّل َْناه ُ ن ِعْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫عاَنا ث ُ ّ‬ ‫ضّر د َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬ ‫ساِْ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن الزمر}‪{49‬‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ن أك ْث ََرهُ ْ‬ ‫ة وَل َك ِ ّ‬ ‫ي فِت ْن َ ٌ‬ ‫ل هِ َ‬ ‫عل ْم ٍ ب َ ْ‬ ‫ِ‬
‫غافر‬
‫ه‬
‫ن بِ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫م وَي ُؤ ْ ِ‬ ‫مد ِ َرب ّهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫حوْل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش وَ َ‬ ‫ن ال ْعَْر َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫فْر ل ِل ّ ِ‬ ‫عْلما ً َفاغ ْ ِ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫يٍء ّر ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫سعْ َ‬ ‫مُنوا َرب َّنا وَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫م}‪{7‬‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫ج ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ك وَقِهِ ْ‬ ‫سِبيل َ َ‬ ‫َتاُبوا َوات ّب َُعوا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َرب َّنا وَأ َد ْ ِ‬
‫م‬
‫جه ِ ْ‬ ‫م وَأْزَوا ِ‬ ‫ن آَبائ ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫صل َ‬ ‫من َ‬ ‫عدت ُّهم وَ َ‬ ‫ن الِتي وَ َ‬ ‫ت ع َد ْ ٍ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫خل ْهُ ْ‬
‫وذ ُريات ِهم إن َ َ‬
‫م}‪{8‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن َ‬ ‫َ ّ ّ ِ ْ ِّ‬
‫فوُْز‬ ‫ك هُوَ ال ْ َ‬ ‫ه وَذ َل ِ َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫قد ْ َر ِ‬ ‫مئ ِذ ٍ فَ َ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫من ت َ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫وَقِهِ ُ‬
‫م}‪{9‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫ن}‪{14‬‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ن وَل َوْ ك َرِه َ ال ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫عوا الل ّ َ‬ ‫َفاد ْ ُ‬
‫َ‬
‫خُلو َ‬
‫ن‬ ‫سي َد ْ ُ‬ ‫عَباد َِتي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫عوِني أ ْ‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫ن}‪{60‬‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ن}‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬
‫ب الَعال ِ‬ ‫ْ‬ ‫مد ُ ل ِلهِ َر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫نل ُ‬ ‫َ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عوه ُ ُ‬ ‫ه إ ِل هُوَ َفاد ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ي ل إ ِل َ‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫هُوَ ال َ‬ ‫ْ‬
‫‪{65‬‬
‫فصلت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫ح َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫جعَل ْهُ َ‬ ‫س نَ ْ‬ ‫لن ِ‬ ‫ن َوا ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضّلَنا ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ّ‬
‫فُروا َرب ََّنا أرَِنا الذ َي ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ن}‪{29‬‬ ‫فِلي َ‬ ‫س َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫مَنا ل ِي َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫أقْ َ‬
‫الزخرف‬
‫ن}‬ ‫مو َ‬ ‫م ي َعْل َ ُ‬ ‫حقّ وَهُ ْ‬ ‫شهِد َ ِبال ْ َ‬ ‫من َ‬ ‫ة إ ِّل َ‬ ‫فاع َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫دون ِهِ ال ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫وََل ي َ ْ‬
‫‪{86‬‬
‫الدخان‬
‫ن}‪{12‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ب إ ِّنا ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ف ع َّنا ال ْعَ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َرب َّنا اك ْ ِ‬
‫عا رب َ‬
‫ن}‪{22‬‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن هَؤ َُلء قَوْ ٌ‬ ‫هأ ّ‬ ‫فَد َ َ َ ّ ُ‬
‫الحقاف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قُ ْ َ َ‬
‫م‬ ‫م ل َهُ ْ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ن الْر ِ‬
‫م َ ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫خل َ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن الل ّهِ أُروِني َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ت َد ْ ُ‬ ‫ل أَرأي ُْتم ّ‬
‫عل ْم ٍ ِإن ُ‬ ‫ك في السماوات ا ِئ ْتوِني بكتاب من قَبل هَ َ َ َ‬
‫م‬
‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا أوْ أَثاَرةٍ ّ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ َِ ٍ ّ‬ ‫ّ َ َ ِ ُ‬ ‫شْر ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن}‪{4‬‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫مةِ وَهُ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ه إ ِلى َيوم ِ ال ِ‬ ‫بل ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫من ل ي َ ْ‬ ‫ن اللهِ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫عو ِ‬ ‫من ي َد ْ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن}‪{5‬‬ ‫غافُِلو َ‬ ‫م َ‬ ‫عائ ِهِ ْ‬ ‫عن د ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪38‬‬
‫ووصينا اْلنسان بوال ِديه إحسانا ً حمل َت ُ‬
‫مل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ك ُْرها ً وَ َ‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ه ك ُْرها ً وَوَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫ِ َ َ ِ َ َْ ِ ِ ْ َ‬ ‫َ َ ّ َْ‬
‫َ‬ ‫ة َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب أوْزِع ِْني‬ ‫ل َر ّ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫شد ّه ُ وَب َلغَ أْرب َِعي َ‬ ‫ذا ب َلغَ أ ُ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫شْهرا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ث َلُثو َ‬ ‫صال ُ‬ ‫وَفِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫َ‬
‫ضاهُ‬ ‫صاِلحا ً ت َْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫ي وَع ََلى َوال ِد َيّ وَأ ْ‬ ‫ت ع َل َ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال ِّتي أن ْعَ ْ‬ ‫مت َ َ‬ ‫شك َُر ن ِعْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن}‪{15‬‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك وَإ ِّني ِ‬ ‫ت إ ِل َي ْ َ‬ ‫ح ِلي ِفي ذ ُّري ِّتي إ ِّني ت ُب ْ ُ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫وَأ ْ‬
‫الطور‬
‫م}‪{28‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ه هُوَ ال ْب َّر الّر ِ‬ ‫عوه ُ إ ِن ّ ُ‬ ‫ل ن َد ْ ُ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫إ ِّنا ك ُّنا ِ‬
‫القمر‬
‫َ‬
‫صْر}‪{10‬‬ ‫ب َفانت َ ِ‬ ‫مغُْلو ٌ‬ ‫ه أّني َ‬ ‫عا َرب ّ ُ‬ ‫فَد َ َ‬
‫الحشر‬
‫قوَنا‬ ‫سب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وان َِنا ال ّ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫فْر ل ََنا وَِل ِ ْ‬ ‫ن َرب َّنا اغ ْ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫من ب َعْد ِه ِ ْ‬ ‫ؤوا ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫م}‪{10‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف ّر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫مُنوا َرب َّنا إ ِن ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِفي قُُلوب َِنا ِغّل ً ل ّل ّ ِ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ن وََل ت َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ِبا ْ ِ‬
‫الممتحنة‬
‫ه إ ِذ ْ َقاُلوا ل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫م إ ِّنا ب َُراء‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َوال ّ ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ة ِفي إ ِب َْرا ِ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫سوَة ٌ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫قَد ْ َ‬
‫داوَةُ‬ ‫م ال ْعَ َ‬ ‫دا ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ُ‬ ‫م وَب َ َ‬ ‫فْرَنا ب ِك ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ك َ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ما ت َعْب ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫فَر ّ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م ِلِبيهِ َل ْ‬ ‫هي َ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫حد َه ُ إ ِّل قَوْ َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّهِ وَ ْ‬ ‫حّتى ت ُؤ ْ ِ‬ ‫ضاء أَبدا ً َ‬ ‫َوال ْب َغْ َ‬
‫صيُر}‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ك أ َن َب َْنا وَإ ِل َي ْ َ‬ ‫ك ت َوَك ّل َْنا وَإ ِل َي ْ َ‬ ‫يٍء ّرب َّنا ع َل َي ْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ما أ ْ‬
‫َ‬
‫وَ َ‬
‫‪{4‬‬
‫َ‬
‫م}‪{5‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ت ال ْعَ ِ‬ ‫ك أن َ‬ ‫فْر ل ََنا َرب َّنا إ ِن ّ َ‬ ‫فُروا َواغ ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ّل ّ ِ‬ ‫جعَل َْنا فِت ْن َ ً‬ ‫َرب َّنا َل ت َ ْ‬
‫المنافقون‬
‫ب ل َوَْل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وََأنفِ ُ‬
‫ل َر ّ‬ ‫قو َ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫موْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حد َك ُ ُ‬ ‫يأ َ‬ ‫ل أن ي َأت ِ َ‬ ‫من قَب ْ ِ‬ ‫كم ّ‬ ‫ما َرَزقَْنا ُ‬ ‫من ّ‬ ‫قوا ِ‬
‫صد ّقَ وَأ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن}‪{10‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫كن ّ‬ ‫ب فَأ ّ‬ ‫ري ٍ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫خْرت َِني إ َِلى أ َ‬ ‫أَ ّ‬
‫التحريم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫عنك ُ ْ‬ ‫فَر َ‬ ‫م أن ي ُك َ ّ‬ ‫سى َرب ّك ُ ْ‬ ‫صوحا ً ع َ َ‬ ‫ة نّ ُ‬ ‫مُنوا ُتوُبوا إ َِلى الل ّهِ ت َوْب َ ً‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫زي الل ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬‫م َل ي ُ ْ‬ ‫حت َِها اْلن َْهاُر ي َوْ َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫خل َك ُ ْ‬ ‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م لَنا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م ْ‬ ‫ن َرب َّنا أت ْ ِ‬ ‫قولو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫م وَب ِأي ْ َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫سَعى ب َي ْ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ُنوُرهُ ْ‬ ‫معَ ُ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫َوال ِ‬
‫ديٌر}‪{8‬‬ ‫يٍء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫فْر ل ََنا إ ِن ّ َ‬ ‫ُنوَرَنا َواغ ْ ِ‬
‫ك ب َْيتا ً‬ ‫َ‬
‫عند َ َ‬ ‫ن ِلي ِ‬ ‫ب اب ْ ِ‬ ‫ت َر ّ‬ ‫ن إ ِذ ْ َقال َ ْ‬ ‫مَرأة َ فِْرع َوْ َ‬ ‫مُنوا ا ِ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫مث َل ً ل ّل ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫وَ َ‬
‫ن}‪{11‬‬ ‫مي َ‬ ‫قوْم ِ الظال ِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫جِني ِ‬ ‫مل ِهِ وَن َ ّ‬ ‫ن وَع َ َ‬ ‫من فِْرع َوْ َ‬ ‫جِني ِ‬ ‫جن ّةِ وَن َ ّ‬ ‫ِفي ال َ‬ ‫ْ‬
‫القلم‬
‫ن}‪{31‬‬ ‫طاِغي َ‬ ‫َقاُلوا َيا وَي ْل ََنا إ ِّنا ك ُّنا َ‬
‫ن}‪{32‬‬ ‫من َْها إ ِّنا إ َِلى َرب َّنا َراِغُبو َ‬ ‫خْيرا ً ّ‬ ‫سى َرب َّنا َأن ي ُب ْد ِل ََنا َ‬ ‫عَ َ‬
‫نوح‬
‫ضَل ً‬ ‫َ‬
‫ل}‪{24‬‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ضّلوا ك َِثيرا ً وََل ت َزِد ِ ال ّ‬ ‫وَقَد ْ أ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صارا ً {‬ ‫ن الل ّهِ أن َ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫دوا ل َُهم ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫خُلوا َنارا ً فَل َ ْ‬ ‫م أ ُغ ْرُِقوا فَأد ْ ِ‬ ‫طيَئات ِهِ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫} ِ‬
‫نوح ‪25‬‬
‫ن د َّيارًا}‪{26‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ح ّر ّ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫ري َ‬ ‫كافِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب ل ت َذ َْر ع َلى الْر ِ‬ ‫ل ُنو ٌ‬
‫فارًا}‪{27‬‬ ‫جرا ً ك َ ّ‬ ‫دوا إ ِّل َفا ِ‬ ‫ك وََل ي َل ِ ُ‬ ‫عَباد َ َ‬ ‫ضّلوا ِ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ك ِإن ت َذ َْرهُ ْ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫ت وََل ت َزِدِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫منا ً وَل ِل ْ ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫ل ب َي ْت ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫من د َ َ‬ ‫وال ِد َيّ وَل ِ َ‬ ‫فْر ِلي وَل ِ َ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫َر ّ‬
‫ن إ ِّل ت ََبارًا}‪{28‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪39‬‬
‫الجن‬
‫حدًا}‪{18‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معَ الل ّهِ أ َ‬ ‫عوا َ‬ ‫جد َ ل ِل ّهِ فََل ت َد ْ ُ‬
‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫َ‬
‫ن ع َل َي ْهِ ل ِب َ ً‬
‫دا }‪{19‬‬ ‫كوُنو َ‬‫دوا ي َ ُ‬ ‫عوه ُ َ‬
‫كا ُ‬ ‫م ع َب ْد ُ الل ّهِ ي َد ْ ُ‬‫ما َقا َ‬ ‫ه لَ ّ‬ ‫وَأن ّ ُ‬
‫حدًا}‪{20‬‬ ‫َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫عو َرّبي وََل أ ُ ْ‬ ‫ما أ َد ْ ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫ك ب ِهِ أ َ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬

‫الفلق‬

‫ق إِ َ‬
‫ذا‬ ‫س ٍ‬ ‫غا ِ‬ ‫شّر َ‬ ‫من َ‬ ‫ق}‪ {2‬وَ ِ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫من َ‬
‫شّر َ‬ ‫ق}‪ِ {1‬‬ ‫فل ِ‬
‫ب ال ْ َ َ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬ ‫ل أَ ُ‬‫قُ ْ‬
‫د}‪{5‬‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫سد ٍ إ ِ َ‬
‫حا ِ‬ ‫شّر َ‬‫من َ‬ ‫د}‪ {4‬وَ ِ‬ ‫ق ِ‬‫ت ِفي ال ْعُ َ‬ ‫فاَثا ِ‬ ‫شّر الن ّ ّ‬‫من َ‬ ‫ب}‪ {3‬وَ ِ‬ ‫وَقَ َ‬
‫الناس‬
‫شّر‬ ‫من َ‬ ‫س}‪ِ {3‬‬ ‫َ‬
‫س}‪ {2‬إ ِلهِ الّنا ِ‬ ‫ك الّنا ِ‬ ‫مل ِ ِ‬‫س}‪َ {1‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬‫ل أَ ُ‬‫ُق ْ‬
‫جن ّةِ َو‬‫ن ال ْ ِ‬‫م َ‬‫س}‪ِ {5‬‬ ‫دورِ الّنا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫س ِفي ُ‬ ‫سو ِ ُ‬ ‫ذي ي ُوَ ْ‬ ‫س}‪ {4‬ال ّ ِ‬ ‫خّنا ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫وا ِ‬‫س َ‬ ‫ال ْوَ ْ‬
‫س}‪{6‬‬ ‫الّنا ِ‬

‫شرح آيات الدعاء في القرآن الكريم‬


‫سورة الفاتحة‬
‫ن‬
‫حمـ ِ‬ ‫ن}‪ {2‬الّر ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬‫مد ُ لل ّهِ َر ّ‬ ‫ح ْ‬‫م}‪ {1‬ال ْ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫سم ِ اللهِ الّر ْ‬ ‫بِ ْ‬
‫ن}‪ {5‬اهد َِنــــا‬ ‫ست َِعي ُ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ك ن َعْب ُد ُ وإ ِّيا َ‬‫ن}‪ {4‬إ ِّيا َ‬ ‫دي ِ‬‫ك ي َوْم ِ ال ّ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫م}‪َ {3‬‬ ‫حي ِ‬‫الّر ِ‬
‫َ‬
‫ب ع ََليهِ ْ‬
‫م‬ ‫ضو ِ‬ ‫مغ ُ‬‫غيرِ ال َ‬‫م َ‬ ‫ت ع ََليهِ ْ‬ ‫ن أنَعم َ‬ ‫ذي َ‬‫ط ال ّ ِ‬‫صَرا َ‬
‫م}‪ِ {6‬‬ ‫قي َ‬ ‫مست َ ِ‬ ‫ط ال ُ‬‫صَرا َ‬‫ال ّ‬
‫ن}‪{7‬‬ ‫ضاّلي َ‬‫وَل َ ال ّ‬
‫جاء في صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني ‪ :‬هذه السورة الكريمة مكية وآياتها سبعة بالجماع‬
‫وتسمى الفاتحة لفتتاح الكتاب العزيز بها حيث أنها أول القرآن في الترتيب ل في النزول ‪ ،‬وهي‬
‫على قصرها ووجازتها قد حوت معاني القرآن العظيم ‪ ،‬واشتملت على مقاصده الساسية بالجمال‬
‫‪ ،‬فهي تتناول أصول الدين وفروعه ‪ ،‬تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والعتقاد باليوم الخر‬
‫واليمان بصفات ال الحسنى وإفراده بالعبادة والستعانة والدعاء والتوجه اليه جل وعل بطلب‬
‫الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم والتضرع إليه بالتثبيت على اليمان ونهج سبيل‬
‫الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين ‪ .‬وفيها الخبار عن قصص المم السابقة‬
‫والطلع على معارج السعداء ومنازل الشقياء ‪ .‬وفيها التعبد بأمر ال سبحانه ونهيه ‪ ،‬إلى غير ما‬
‫هنالك من مقاصد وأغراض وأهداف ‪ ،‬فهي كالم بالنسبة لبقية السور الكريمة ولهذا تسمى )أم‬
‫الكتاب ( لنها جمعت مقاصده الساسية ‪.‬‬
‫ن( فيه خالص العبادة‬ ‫ست َِعي ُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وأقول في مجال الدعاء جاء قوله سبحانه )إياك ن َعْب ُد ُ وإ ِّيا َ‬
‫له سبحانه ثم الدعاء بالعون في طلب أمور مصيرية بالنسبة للنسان‬
‫المؤمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬طلب مطلق العون في كافة أمور المؤمن الدينية والدنيوية على‬
‫الطلق ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -2‬الدعاء بالهداية على طريق الله المستقيم وصراطه القويم وهو‬
‫دين السلم صراط الذين أنعمت عليهم باليمان والهداية‬
‫وعصمتهم من الشرك والضلل ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعاء بتجنيبهم السير على صراط المغضوب عليه وهم اليهود كما جاء‬
‫في التفاسير ول صراط النصارى الضالين عن صراطك المستقيم‪.‬‬

‫سورة البقرة ‪:‬‬


‫ن ِمْنُهم ِبا ّ‬
‫ل‬ ‫ن آَم َ‬‫ت َم ْ‬ ‫ن الّثَمَرا ِ‬ ‫ق َأْهَلُه ِم َ‬ ‫ل َهَـَذا َبَلدًا آِمنًا َواْرُز ْ‬ ‫جَع ْ‬‫با ْ‬ ‫ل ِإْبَراِهيُم َر ّ‬ ‫الية ‪َ :126:‬وِإْذ َقا َ‬
‫صيُر‪.‬‬ ‫س اْلَم ِ‬ ‫ب الّناِر َوِبْئ َ‬ ‫عَذا ِ‬ ‫طّرُه ِإَلى َ‬ ‫ضَ‬ ‫ل ُثّم َأ ْ‬ ‫ل َوَمن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬ ‫خِر َقا َ‬‫َواْلَيْوِم ال ِ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه لمكة المكرمة وأهلها أن‬
‫يمنحها ‪:‬‬
‫‪ -1‬المن وأن يجعلها حرمًا آمنًا مستقرًا مزدهرًا فالمن أساس النمو والتقدم والزدهار وبدونه‬
‫لن يكون ذلك كله ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرزق الوفير من ثمرات الرض الكثيرة من حبوب وفواكه وماء وخيرات أخرى وجعلها‬
‫للمؤمنين منهم‪ .‬فاستجاب له ربه بذلك وجعلها حرمًا آمنًا‪.‬‬
‫سِميُع اْلَعِليُم‪.‬‬ ‫ك َأنتَ ال ّ‬ ‫ل ِمّنا ِإّن َ‬ ‫ل َرّبَنا َتَقّب ْ‬ ‫عي ُ‬‫سَما ِ‬‫ت َوِإ ْ‬‫ن اْلَبْي ِ‬ ‫عَد ِم َ‬‫الية ‪َ : 127‬وِإْذ َيْرَفُع ِإْبَراِهيُم اْلَقَوا ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يدعو النبيان الكريمان إبراهيم وإبنه إسماعيل عليهما السلم ربهما سبحانه أن‬
‫يتقبل عملهما الذي كلفهما به وهو بناء البيت العتيق وتطهيره للمؤمنين من الطائفين والعاكفين‬
‫والركع السجود المصلين ل تعالى‪ .‬وهو تربية للمسلمين للتوجه دائما الى ال سبحانه ودعائه وأن‬
‫أعمالهم خالصة لوجهه الكريم ‪.‬‬
‫ك َأن َ‬
‫ت‬ ‫ب عََلْيَنا ِإّن َ‬
‫سَكَنا َوُت ْ‬ ‫ك َوَأِرَنا َمَنا ِ‬ ‫سِلمًَة ّل َ‬
‫ك َوِمن ُذّرّيِتَنا ُأّمًة ّم ْ‬ ‫ن َل َ‬
‫سِلَمْي ِ‬
‫جَعْلَنا ُم ْ‬‫الية ‪َ : 128‬رّبَنا َوا ْ‬
‫حيُم ‪.‬‬ ‫ب الّر ِ‬‫الّتّوا ُ‬
‫في هذه الية الكريمة يقول محمد علي الصابوني ‪ :‬أي اجعلنا خاضعين لك منقادين لحكمك وأجعل‬
‫من ذريتنا من يسلم وجهه لك ويخضع لعظمتك وعلمنا شرائع عبادتنا ومناسك حجنا وتب علينا‬
‫وارحمنا فإنك عظيم المغفرة واسع الرحمة‪.‬‬
‫حْكَمَة َوُيَزّكيِهْم ِإّن َ‬
‫ك‬ ‫ب َواْل ِ‬ ‫ك َوُيَعّلُمُهُم اْلِكَتا َ‬ ‫عَلْيِهْم آَياِت َ‬
‫ل ّمْنُهْم َيْتُلو َ‬ ‫سو ً‬ ‫ث ِفيِهْم َر ُ‬ ‫الية ‪َ :129‬رّبَنا َواْبَع ْ‬
‫حِكيُم‪.‬‬ ‫ت الَعِزيُز ال َ‬ ‫َأن َ‬
‫يقول الشيخ أحمد محمد شاكر في عمدة التفسير عن الحافظ بن كثير ‪ :‬يقول ال تعالى إخبارًا عن‬
‫ل منهم أي من ذرية إبراهيم وقد‬ ‫تمام دعوة إبراهيم عليه السلم لهل الحرم أن يبعث ال رسو ً‬
‫ل في‬ ‫وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر ال السابق في تعيين محمد صلى ال عليه وسلم رسو ً‬
‫الميين إليهم وإلى سائر العجمين من النس والجن كما روى المام أحمد في المسند عن‬
‫العرباض بن سارية قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إني عند ال خاتم النبيين وإذ آدم‬
‫منجدل في طينته ‪،‬وسأنبأكم بأول ذلك ‪ :‬دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت‬
‫ن َمْرَيَم َيا‬ ‫سى اْب ُ‬ ‫عي َ‬‫ل ِ‬ ‫وكذلك أمهات النبياء يرين ‪ .‬وبشارة عيسى عليه السلم قوله تعالى ‪َ} :‬وِإْذ َقا َ‬
‫ل َيْأِتي ِمن َبْعِدي‬ ‫سو ٍ‬ ‫شرًا ِبَر ُ‬ ‫ن الّتْوَراِة َوُمَب ّ‬ ‫ي ِم َ‬ ‫ن َيَد ّ‬‫صّدقًا ّلَما َبْي َ‬
‫ل ِإَلْيُكم ّم َ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫سو ُ‬‫ل ِإّني َر ُ‬ ‫سَراِئي َ‬‫َبِني ِإ ْ‬
‫ن {الصف ‪.6‬‬ ‫حٌر ّمِبي ٌ‬ ‫سْ‬ ‫ت َقاُلوا َهَذا ِ‬ ‫جاءُهم ِباْلَبّيَنا ِ‬ ‫حَمُد َفَلّما َ‬ ‫سُمُه َأ ْ‬
‫اْ‬
‫جيُبوْا ِلي َوْلُيْؤِمُنوْا‬ ‫سَت ِ‬‫ن َفْلَي ْ‬‫عا ِ‬
‫ع ِإَذا َد َ‬ ‫عَوَة الّدا ِ‬‫ب َد ْ‬‫جي ُ‬ ‫ب ُأ ِ‬ ‫عّني َفِإّني َقِري ٌ‬ ‫عَباِدي َ‬ ‫ك ِ‬‫سَأَل َ‬‫الية ‪َ 186‬وِإَذا َ‬
‫ن‪.‬‬‫شُدو َ‬ ‫ِبي َلَعّلُهْم َيْر ُ‬

‫‪41‬‬
‫وردت هذه الية العظيمة في ثنايا آيات الصيام ولعل في ذلك إشارة إلى قرب ال سبحانه من عباده‬
‫الصائمين القائمين وكثرة إجابته سبحانه للدعاء في شهر رمضان المبارك‪ .‬وذلك بشرطين وردا في‬
‫الية وهما الستجابة ل واليمان به فهما طريق الرشاد والهداية لما فيه مصالح العباد في دينهم‬
‫ودنياهم‪ .‬ولشك أن ال سبحانه قريب من عباده في كل وقت ويجيب دعاءهم ‪ .‬وهناك أحوال‬
‫وأوقات يكون العبد فيها أقرب لجابة دعائه ومن تلك الوقات شهر رمضان المبارك‪ .‬ومن‬
‫الحوال حال تقرب العبد لربه بالعبادات والعمال الصالحة ولذا ورد الحث على الكثار من‬
‫الدعاء في حال السجود ‪،‬فإنه يرجى أن يستجاب للعبد فكيف إذا كان صائمًا ساجدًا ل في نهار‬
‫رمضان يدعو ربه أو كان قائمًا ل سبحانه في ليالي رمضان يدعو أثناء سجوده في الثلث الخير‬
‫من الليل مع مايتحقق له من الخلص والتقوى بسبب تلك العبادة العظيمة ‪ ،‬الصوم ‪.‬‬
‫ل َرّبَنا‬‫س َمن َيُقو ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬‫شّد ِذْكرًا َفِم َ‬ ‫ل َكِذْكِرُكْم آَباءُكْم َأْو َأ َ‬‫سَكُكْم َفاْذُكُروْا ا ّ‬ ‫ضْيُتم ّمَنا ِ‬‫الية ‪َ : 200‬فِإَذا َق َ‬
‫ق‪.‬‬
‫لٍ‬ ‫خَ‬ ‫ن َ‬ ‫خَرِة ِم ْ‬‫آِتَنا ِفي الّدْنَيا َوَما َلُه ِفي ال ِ‬
‫في هذه الية الكريمة أمر من ال سبحانه للمسلمين أن يذكروا ال سبحانه كثيرًا في كل أحوالهم بعد‬
‫إنقضاء مناسك الحج ‪ .‬في الية الكريمة ذم واضح للذين يدعون ربهم ليمدهم ويعطيهم من فضله‬
‫في الدنيا فقط وليس لهم حظ من دعاء أو إستجابة لمور وأحوال الخرة‪ .‬ثم يمدح سبحانه المسلمين‬
‫الذين يدعون ربهم بإن يعطيهم حسنة ورزقا وخيرًا في الدنيا والخرة وذلك في اليتين التاليتين ‪):‬‬
‫‪. (202-201‬‬
‫ب الّناِر‪.‬‬‫عَذا َ‬
‫سَنًة َوِقَنا َ‬ ‫حَ‬‫خَرِة َ‬ ‫سَنًة َوِفي ال ِ‬ ‫حَ‬ ‫ل َرّبَنا آِتَنا ِفي الّدْنَيا َ‬ ‫الية ‪ِ : 201‬وِمْنُهم ّمن َيُقو ُ‬
‫في هذه الية الكريمة حث للمسلمين أن يدعوا من ربهم كل خير وعفو ومغفرة وكل أمر حسن في‬
‫الدنيا والخرة والوقاية من النار‪ .‬وقد ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان يدعو ‪ :‬اللهم‬
‫آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة‬
‫وأعوذ بك من أن أظلم أو ٌأظلم ‪،‬يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‪.‬‬
‫اليه‪:250 :‬‬
‫عَلى اْلقَْوِم‬‫صْرَنا َ‬‫ت َأْقَداَمَنا َوان ُ‬ ‫صْبرًا وََثّب ْ‬‫عَلْيَنا َ‬‫غ َ‬ ‫جُنوِدِه َقاُلوْا َرّبَنا َأْفِر ْ‬‫ت َو ُ‬ ‫جاُلو َ‬ ‫َوَلّما َبَرُزوْا ِل َ‬
‫ن‪.‬‬
‫اْلَكاِفِري َ‬
‫يقوا الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير ‪:‬أي لما واجه حزب اليمان _وهم قليل_ من أصحاب‬
‫طالوت عدوهم أصحاب جالوت _وهم عدد كثير_ )قالوا ربنا أفرغ علينا صبرًا ( أي أنزل علينا‬
‫صبراً من عندك ) وثبت أقدامنا ( أي في لقاء العداء وجنبنا الفرار والعجز)وانصرنا على القوم‬
‫الكافرين‪.‬‬
‫وأقول أن هذا الدعاء المبارك يصلح ليكون دعاء كل مؤمن في مواجهة أعداء ال سبحانه من كل‬
‫شكل وكل لون بما في ذلك المحتلين لبلد المسلمين ‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫‪ -1‬طلب المداد من ال سبحانه بالصبر في اللقاء‪.‬‬
‫‪ -2‬تثبيت القدام والقلوب والرادة في مواجهة العدو‪.‬‬
‫‪ -3‬طلب النصر من ال سبحانه ) وما النصر إل من عند ال(‪.‬‬
‫ل َوَملِئَكِتهِ َوُكُتِبِه‬ ‫ن ِبا ّ‬ ‫ل آَم َ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ل ِإَلْيِه ِمن ّرّبِه َواْلُمْؤمُِنو َ‬ ‫ل ِبَما ُأنِز َ‬‫سو ُ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫اليه‪ : 285 :‬آَم َ‬
‫صيُر‪.‬‬‫ك اْلَم ِ‬‫ك َرّبَنا َوِإَلْي َ‬‫غْفَراَن َ‬‫طْعَنا ُ‬‫سِمْعَنا َوَأ َ‬
‫سِلِه َوَقاُلوْا َ‬ ‫حٍد ّمن ّر ُ‬ ‫ن َأ َ‬‫ق َبْي َ‬
‫ل ُنَفّر ُ‬
‫سِلِه َ‬‫َوُر ُ‬
‫في هذه الية العظيمه وردت أركان اليمان وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أيمان الرسول صلى ال عليه وسلم والمؤمنون بما أنزل ال سبحانه اليه من الكتاب‬
‫وهو القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬اليمان بال سبحانه وحده‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -3‬اليمان بالملئكة الكرام‪.‬‬
‫اليمان بالكتب المنزلة على النبياء والرسل كلهم عليهم السلم‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬اليمان برسل ال سبحانه جميعا وعدم التفرقة بينهم عليهم السلم في أي شئ‪.‬‬
‫‪ -6‬إقرار المؤمنين وطاعتهم لما سمعوا من آيات ال ‪.‬‬
‫‪ -7‬وفي الختام دعاء كريم من المؤمنين ل سبحانه وتعالى يطلبون فيه الغفران من ال‬
‫سبحانه وإقرارهم بأن مصيرهم إلى ال سبحانه في الخرة وهو اليمان باليوم الخر‪.‬‬
‫اليه‪:286 :‬‬
‫سيَنا َأْو‬
‫خْذَنا ِإن ّن ِ‬
‫ل ُتَؤا ِ‬‫ت َرّبَنا َ‬ ‫سَب ْ‬
‫عَلْيَها َما اْكَت َ‬
‫ت َو َ‬
‫سَب ْ‬
‫سَعَها َلَها َما َك َ‬ ‫ل ُو ْ‬‫ل َنْفسًا ِإ ّ‬
‫فا ّ‬ ‫ل ُيَكّل ُ‬
‫َ‬
‫طاَقَة‬
‫ل َ‬‫حمّْلَنا َما َ‬‫ل ُت َ‬‫ن ِمن َقْبِلَنا َرّبَنا َو َ‬‫عَلى اّلِذي َ‬‫حَمْلَتُه َ‬
‫صرًا َكَما َ‬ ‫عَلْيَنا ِإ ْ‬
‫ل َ‬ ‫حِم ْ‬
‫ل َت ْ‬‫طْأَنا َرّبَنا َو َ‬
‫خَ‬‫َأ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬ ‫لَنا َفانصُْرَنا َ‬ ‫ت َمْو َ‬‫حْمَنا َأن َ‬
‫غِفْر َلَنا َواْر َ‬‫عّنا َوا ْ‬‫ف َ‬ ‫ع ُ‬ ‫َلَنا ِبِه َوا ْ‬
‫تبدأ هذه الية الكريمة بتقرير أن ال سبحانه ليكلف العبد المؤمن المسلم إل ما يستطيع‬
‫حسب علمه سبحانه )وهو بكل شئ عليم( ثم تقرير أن لكل نفس ماكسبت من الخير والبر‬
‫والعمل الصالح وعليها ما اكتسبت من الثم والمعصية ثم يأتي الدعاء المبارك ‪ :‬الدعاء من‬
‫ال سبحانه أن ل يؤاخذ المسلم في حال نسيانه أوخطأه‪ .‬يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة‬
‫التفسير ) وقوله ربنا ول تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ( أي لتكلفنا من‬
‫العمال الشاقة – وإن أطقنا_ كما شرعته للمم ألماضيه من الغلل والصار التي كانت‬
‫عليهم ‪ .‬وقوله )ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به( أي من التكليف والمصائب والبلء بما ل‬
‫قبل لنا به‪ .‬ثم يأتي من بعد ذلك طلب العفو والمغفرة والرحمة من ال سبحانه مولنا‬
‫والهنا‪ ،‬ثم أخيرًا دعاءه سبحانه بطلب النصر على الكافرين‪.‬‬
‫سورة آل عمران ‪:‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ت اْلوَّها ُ‬‫ك َأن َ‬ ‫حَمًة ِإّن َ‬
‫ك َر ْ‬‫ب َلَنا ِمن ّلُدن َ‬ ‫غ ُقُلوَبَنا َبْعَد ِإْذ َهَدْيَتَنا َوَه ْ‬ ‫ل ُتِز ْ‬
‫اليه ‪َ :8‬رّبَنا َ‬
‫هذا دعاء الراسخين في العلم المذكورين في الية )‪ . (7‬يقول الشيخ أحمد شاكر ‪ :‬ثم قال‬
‫تعالى مخبرًا عنهم أنهم دعوا ربهم قائلين )ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ( أي لتملها عن‬
‫الهدى بعد إذ أقمتها عليه ول تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ الذين يتبعون ماتشابه من القرآن‬
‫ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم ودينك القويم ) وهب لنا من لدنك رحمة ( أي من عندك‬
‫رحمة تثبت بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وتزيدنا بها إيمانًا وإيقانًا )إنك أنت الوهاب(‪.‬‬
‫وأقول ‪:‬وهذا الدعاء عام يمكن للمسلم أن يدعو ال سبحانه به ليثبت قلبه على اليمان‬
‫ويرحمه برحمته‪.‬‬
‫ب الّناِر ‪.‬‬ ‫عَذا َ‬‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِقَنا َ‬
‫ن َرّبَنا ِإّنَنا آَمّنا َفا ْ‬‫ن َيُقوُلو َ‬‫اليه ‪ : 16‬اّلِذي َ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر ‪ :‬يصف ال سبحانه عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل‬
‫‪.‬فقال تعالى ) الذين يقولون ربنا إننا آمنا( أي بك وبكتابك وبرسلك )فاغفر لنا ذنوبنا (‬
‫وتقصيرنا في أمرنا بفضلك ورحمتك )وقنا عذاب النار( ‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬فهؤلء المتقون يدعون ربهم متوسلين بإيمانهم ليغفر لهم سبحانه ذنوبهم وسيئاتهم‬
‫ويقيهم من عذاب النار ‪.‬‬
‫ك َأن َ‬
‫ت‬ ‫ل ِمّني ِإّن َ‬
‫حّررًا َفَتَقّب ْ‬‫طِني ُم َ‬ ‫ك َما ِفي َب ْ‬ ‫ت َل َ‬‫ب ِإّني َنَذْر ُ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫عْمَرا َ‬ ‫ت اْمَرَأُة ِ‬
‫اليه ‪ِ:35‬إْذ َقاَل ِ‬
‫سِميُع اْلَعِليُم‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫في هذه الية الكريمة تبيان دعاء امرأة عمران رَبها سبحانه أن يقبل ماتحمله في بطنها‬
‫الذي نذرته لعبادته وخدمة دينه سبحانه وهي تخاطب ربها السميع لدعائها العليم بما في‬
‫بطنها من جنين هل هو ذكر أم أنثى وهي لتعلم ذلك‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫عاء‪.‬‬
‫سِميُع الّد َ‬
‫ك َ‬
‫طّيَبًة ِإّن َ‬
‫ك ُذّرّيًة َ‬
‫ب ِلي ِمن ّلُدْن َ‬
‫ب َه ْ‬
‫ل َر ّ‬
‫عا َزَكِرّيا َرّبُه َقا َ‬
‫ك َد َ‬
‫اليه ‪ُ : 38‬هَناِل َ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪:‬لما رأى زكريا عليه السلم أن ال تعالى يرزق‬
‫مريم عليها السلم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينئذ في الولد‬
‫وكان شيخا كبيرا قد ضعف ووهن منه العظم وأشتعل رأسه شيبا وكانت امرأته كبيرة‬
‫وعاقرًا‪ ،‬لكنه مع هذا كله سأل ربه سبحانه وناداه نداًء خفيًا وقال ) رب هب لي من لدنك (‬
‫أي من عنك ) ذرية طيبة ( أي ولدًا صالحًا ) إنك سميع الدعاء (‪ .‬وهذا الدعاء المبارك‬
‫يصلح أن يدعوا به كل إنسان حرم الولد لعل ال سبحانه الذي يسمع دعاءه أن يستجيب له‬
‫ويرزقه الذرية من فضله‪.‬‬

‫ن‪.‬‬
‫شاِهِدي َ‬ ‫ل َفاْكُتْبَنا َمَع ال ّ‬‫سو َ‬ ‫ت َواّتَبْعَنا الّر ُ‬‫اليه ‪َ: 53‬رّبنا آَمّنا ِبَما َأنَزْل َ‬
‫هذه الية الكريمة من نوع التوسل بالعمال الصالحة وهو اليمان بال سبحانه ورسوله‬
‫عيسى عليه السلم وهو نوع من التوسل المشروع‪ .‬وهم )الحواريون ( يدعون ربهم‬
‫سبحانه أن يجعلهم من الشاهدين على إيمانهم وإسلمهم ل تعالى ‪.‬‬
‫ت َأْقَداَمَنا‬
‫سَراَفَنا ِفي َأْمِرَنا َوَثّب ْ‬ ‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا َوِإ ْ‬‫ل َأن َقاُلوْا رّبَنا ا ْ‬ ‫ن َقْوَلُهْم ِإ ّ‬
‫الية ‪َ :147‬وَما َكا َ‬
‫ن‪.‬‬‫عَلى اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬ ‫صْرَنا َ‬ ‫وان ُ‬
‫في هذه الية الكريمة المباركة دعاء انصار النبياء الذين يقاتلون معهم دفاعًا عن دين ال‬
‫سبحانه فهم يدعون ربهم ‪ -1 :‬أن يغفر لهم ذنوبهم وإسرافهم فيها ‪-2 .‬أن يثبت أقدامهم‬
‫وقلوبهم وكل جوارحهم عند لقاء العدو‪ -3 .‬يسألون ال سبحانه النصر على أعدائهم القوم‬
‫الكافرين بدين ال ورسالة أنبيائه عليهم السلم‪.‬‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ت‬ ‫ق ال ّ‬‫خْل ِ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫جُنوِبِهْم َوَيَتَفّكُرو َ‬ ‫ى ُ‬ ‫عَل َ‬
‫ل ِقَيامًا َوُقُعودًا َو َ‬ ‫نا ّ‬ ‫ن َيْذُكُرو َ‬ ‫الية ‪ :191‬اّلِذي َ‬
‫ب الّناِر‪.‬‬ ‫عَذا َ‬ ‫ك َفِقَنا َ‬‫حاَن َ‬‫سْب َ‬
‫ل ُ‬ ‫طً‬ ‫ت َهذا َبا ِ‬ ‫خَلْق َ‬
‫ض َرّبَنا َما َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫َوا َ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬ومدح )سبحانه ( عباده المؤمنين ) الذين‬
‫يذكرون ال قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والرض ( قائلين‬
‫ل( أي ماخلقت هذا الخلق عبثًا بل بالحق لتجزي الذين أساؤوا بما‬ ‫) ربنا ماخلقت هذاً باط ً‬
‫عملوأ وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى ‪.‬ثم نزهوه عن العبث وخلق ألباطل فقالوا) سبحانك(‬
‫ل )فقنا عذاب النار( أي ‪ :‬يامن خلق الخلق بالحق والعدل يامن‬ ‫أي عن أن تخلق شيئًا باط ً‬
‫هو منزه عن النقائص والعيب والعبث قنا من عذاب النار بحولك وقوتك وقيضنا لعمال‬
‫ترضى بها عنا ووفقنا لعمل صالح تهدينا به إلى جنات النعيم وتجيرنا بها من عذابك الليم‪.‬‬
‫غِفْر َلَنا ُذُنوَبَنا‬
‫ن آِمُنوْا ِبَرّبُكْم َفآَمّنا َرّبَنا َفا ْ‬‫ن َأ ْ‬‫ليَما ِ‬ ‫سِمْعَنا ُمَناِديًا ُيَناِدي ِل ِ‬ ‫الية ‪ّ :193‬رّبَنا ِإّنَنا َ‬
‫خِزَنا‬ ‫ل ُت ْ‬‫ك َو َ‬ ‫سِل َ‬
‫عَلى ُر ُ‬ ‫عدّتَنا َ‬ ‫سّيَئاِتَنا َوَتَوّفَنا َمَع الْبَراِر‪ .‬الية ‪َ :194‬رّبَنا َوآِتَنا َما َو َ‬ ‫عّنا َ‬‫َوَكّفْر َ‬
‫ف اْلِميَعاَد‪.‬‬ ‫خِل ُ‬‫ل ُت ْ‬‫ك َ‬ ‫َيْوَم اْلِقَياَمِة ِإّن َ‬
‫في هذه الية الكريمة نداء ودعاء من المؤمنين لربهم سبحانه ‪ .‬يقول محمد علي‬
‫الصابوني ‪) :‬ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي لليمان( أي داعيا يدعو إلى اليمان وهو محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم ) ان آمنوا بربكم فآمنا( أي يقول هذا الداعي أيها الناس آمنوا بربكم‬
‫واشهدوا له بالوحدانية فصدقنا بذلك واتبعناه ) فاغفر لنا ذنوبنا ( أي استر لنا ذنوبنا ول‬
‫تفضحنا بها ) وكفر عنا سيئاتنا ( أي إمح بفضلك ورحمتك ما إرتكبناه من سيئات ) وتوفنا‬
‫مع البرار ( أي ألحقنا بالصالحين ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬الذنوب هي الكبائر والسيئات هي‬
‫خً‬
‫ل‬ ‫خْلُكم ّمْد َ‬ ‫سّيَئاِتُكْم َوُنْد ِ‬
‫عنُكْم َ‬ ‫عْنُه ُنَكّفْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫جَتِنُبوْا َكَبآِئَر َما ُتْنَهْو َ‬‫الصغائر ويؤيده )}ِإن َت ْ‬
‫َكِريمًا {النساء ‪ (31‬فل تكرارإذًا ‪) .‬ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ( تكرار النداء للتضرع‬

‫‪44‬‬
‫ولظهار كمال ا لخضوع أي إعطنا ما وعدتنا على ألسن رسلك وهي الجنة لمن أطاع قاله‬
‫ابن عباس ) ول تخزنا يوم القيامة ( أي ل تفضحنا كما فضحت الكفار )إنك ل تخلف‬
‫الميعاد( أي لتخلف وعدك وقد وعدت من آمن بالجنة ‪.‬‬
‫وهذا نوع من التوسل المشروع بالعمال الصالحة وهو التوسل باليمان بال وإتباع‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم فيما أمر‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫ساء‬
‫سُبوْا َوِللّن َ‬‫ب ّمّما اْكَت َ‬ ‫صي ٌ‬‫ل َن ِ‬‫جا ِ‬‫ض ّللّر َ‬‫عَلى َبعْ ٍ‬ ‫ضُكْم َ‬‫ل ِبِه َبْع َ‬ ‫لا ّ‬ ‫ضَ‬‫ل َتَتَمّنْوْا َما َف ّ‬ ‫الية ‪َ :32‬و َ‬
‫عِليمًا‪.‬‬
‫يٍء َ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬‫ل َكانَ ِبُك ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫ضِلِه ِإ ّ‬
‫ل ِمن َف ْ‬ ‫سَأُلوْا ا ّ‬‫ن َوا ْ‬‫سْب َ‬‫ب ّمّما اْكَت َ‬‫صي ٌ‬ ‫َن ِ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان ان على المسلمين من الرجال والنساء أن ليتمنوا ما فضل ال‬
‫سبحانه به بعضهم على بعض من حيث الجنس كرجال ونساء ومن حيث المال والعلم‬
‫والشرف والمنزلة الدينية والدنيوية وكل له نصيب مما كسب من العمل الصالح والطاعة‬
‫واليمان وما اكتسبوا كذلك من الثم والذنب ‪ .‬ثم يعلمهم سبحانه أن يسألوه من فضله فهو‬
‫الذي يعطي المال والعلم والجاه وهو الذي يخلق الرجال والنساء كما يشاء سبحانه تم يقرر‬
‫سبحانه انه عليم بكل شئ من أعمالهم وتساؤلتهم وكذلك تمنياتهم وهو العليم المجيب‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫ساء َواْلِوْلَدا ِ‬
‫ن‬ ‫ل َوالّن َ‬
‫جا ِ‬‫ن الّر َ‬‫ن ِم َ‬‫ضَعِفي َ‬
‫سَت ْ‬ ‫ل َواْلُم ْ‬‫لا ّ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫ل ُتَقاِتُلو َ‬
‫الية ‪َ : 75‬وَما َلُكْم َ‬
‫جَعل ّلَنا‬ ‫ك َوِلّيا َوا ْ‬‫جَعل ّلَنا ِمن ّلُدن َ‬ ‫ظاِلِم َأْهُلَها َوا ْ‬
‫ن َهـِذِه اْلَقْرَيِة ال ّ‬
‫جَنا ِم ْ‬‫خِر ْ‬ ‫ن َرّبَنا َأ ْ‬‫ن َيُقوُلو َ‬‫اّلِذي َ‬
‫صيرًا‪.‬‬ ‫ك َن ِ‬ ‫ِمن ّلُدن َ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬عًرف ال تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في‬
‫سبيله وعلى السعي لستنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء المتبرمين من المقام بها‬
‫‪ .‬ولهذا قال تعالى ) الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية ( يعني مكة ثم وصفها بقول‬
‫)الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا( أي سخر لنا من عندك‬
‫وليا وناصرًا‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ن اْل َ‬
‫عَرُفوْا مِ َ‬
‫ن الّدْمِع ِمّما َ‬
‫ض ِم َ‬
‫عُيَنُهْم َتِفي ُ‬
‫ل َتَرى َأ ْ‬
‫سو ِ‬
‫ل ِإَلى الّر ُ‬
‫سِمُعوْا َما ُأنِز َ‬ ‫الية ‪َ: 83‬وِإَذا َ‬
‫ن‪.‬‬
‫شاِهِدي َ‬
‫ن َرّبَنا آَمّنا َفاْكُتْبَنا َمَع ال ّ‬
‫َيُقوُلو َ‬
‫هذا دعاء المؤمنين من أهل الكتاب الذين يعرفون الحق بأن محمدًا صلى ال عليه وسلم نبي مرسل‬
‫مصداقا لما عندهم في النجيل والتوراة الصحيحين ‪ .‬فهم مؤمنون يسألون ربهم أن يكتبهم مع‬
‫الشاهدين بالحق لنبوة لمحمد صلى ال عليه وسلم‪ .‬يقول الشيخ أحمد شاكر عن ابن عباس في‬
‫قوله ) واكتبنا مع الشاهدين ( أي مع محمد صلى ال عليه وسلم وأمته ‪ ،‬هم الشاهدون يشهدون‬
‫لنبيهم صلى ال عليه وسلم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫ن‪.‬‬
‫صاِدِقي َ‬
‫ن ِإن ُكنُتْم َ‬
‫عو َ‬‫ل َتْد ُ‬
‫غْيَر ا ّ‬
‫عُة َأ َ‬
‫سا َ‬
‫ل َأْو َأَتْتُكُم ال ّ‬
‫با ّ‬ ‫عَذا ُ‬
‫ن َأَتاُكْم َ‬
‫ل َأَرَأْيُتُكم ِإ ْ‬
‫الية ‪ُ :40‬ق ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫شِرُكو َ‬
‫ن َما ُت ْ‬
‫سْو َ‬
‫شاء َوَتن َ‬ ‫ن َ‬‫ن ِإَلْيِه ِإ ْ‬
‫عو َ‬ ‫ف َما َتْد ُ‬
‫ش ُ‬
‫ن َفَيْك ِ‬‫عو َ‬‫ل ِإّياُه َتْد ُ‬
‫الية ‪َ :41‬ب ْ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين أمر مهم جدًا وهوفي حال نزول العذاب في أي شكل وصورة على‬
‫العباد )مؤمنين وغير مؤمنين ( فإنهم يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه وحده ول يدع غير‬
‫المؤمنين في تلك الحال الصعبة غير ال سبحانه )لنها الفطرة السليمة ( ويؤكد ذلك قوله سبحانه‬

‫‪45‬‬
‫وتأكيده بقوله )بل إياه تدعون ( فيستجيب لهم إن شاء ‪ .‬وينسون في هذه الحال المرعبة ) من نزول‬
‫العذاب أو قيام الساعة ( ما كانوا يشركون بال فل يذكرونهم بالدعاء أو يتوجهون إليهم لنقاذهم ‪.‬‬
‫ن َهـِذِه‬‫جاَنا مِ ْ‬
‫ن َأن َ‬‫خْفَيًة ّلِئ ْ‬
‫ضّرعًا َو ُ‬‫عوَنُه َت َ‬ ‫حِر َتْد ُ‬
‫ت اْلَبّر َواْلَب ْ‬‫ظُلَما ِ‬ ‫جيُكم ّمن ُ‬ ‫ل َمن ُيَن ّ‬ ‫الية ‪ُ: 63‬ق ْ‬
‫ن‪.‬‬‫شاِكِري َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫َلَنُكوَن ّ‬
‫في هذه الية الكريمة أيضًا بيان أن الناس في حالة الشدة في أسفارهم في البر والبحر يدعون ربهم‬
‫مخلصين في دعائهم طالبين النجاة منه سبحانه واعدين أنهم سيكونون من الشاكرين المؤمنين بال‬
‫لا ّ‬
‫ل‬ ‫ولكنهم في حال الرخاء يعودون لشركهم وضللهم كما أكد ذلك سبحانه في الية التالية )ُق ِ‬
‫ن ‪.‬النعام}‪.({64‬أي تعودون لشرككم‪.‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ب ُثّم َأنُتْم ُت ْ‬
‫ل َكْر ٍ‬ ‫جيُكم ّمْنَها َوِمن ُك ّ‬ ‫ُيَن ّ‬
‫ل َكاّلِذي‬ ‫عَقاِبَنا َبْعَد ِإْذ َهَداَنا ا ّ‬
‫عَلى َأ ْ‬
‫ضّرَنا َوُنَرّد َ‬‫ل َي ُ‬ ‫ل َينَفُعَنا َو َ‬‫ل َما َ‬ ‫نا ّ‬ ‫عو ِمن ُدو ِ‬ ‫ل َأَنْد ُ‬
‫الية ‪ُ :71‬ق ْ‬
‫ل ُهَو اْلُهَد َ‬
‫ى‬ ‫ن ُهَدى ا ّ‬ ‫ل ِإ ّ‬‫عوَنُه ِإَلى اْلُهَدى اْئِتَنا ُق ْ‬
‫ب َيْد ُ‬‫حا ٌ‬‫صَ‬ ‫ن َلُه َأ ْ‬ ‫حْيَرا َ‬‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َ‬ ‫طي ُ‬‫شَيا ِ‬‫سَتْهَوْتُه ال ّ‬ ‫اْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ب اْلَعاَلِمي َ‬‫سِلَم ِلَر ّ‬ ‫َوُأِمْرَنا ِلُن ْ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن الدعاء يكون من ال تعالى وحده وأن كل من دونه من مخلوق وجماد‬
‫مهما كانت منزلته من نبي وولي على الطلق لينفع ول يضر‪ .‬ومًثل سبحانه ذلك بمن يضل‬
‫السبيل فتستهويه الشياطين ويزينون له السوء والبتعاد عن الطريق القويم الذي هو دين ال سبحانه‬
‫وله أصحاب مؤمنون يدعونه إلى دين ال وصراطه المستقيم لن هدى ال ودين ال هو الهدى‬
‫والدين الصحيح وأمرنا كمسلمين أن نسلم أمرنا كله لرب العالمين عز وجل ل لغيره‪.‬‬

‫سورةالعراف‪:‬‬
‫ن‪.‬‬‫سِري َ‬ ‫خا ِ‬
‫ن اْل َ‬
‫ن ِم َ‬‫حْمَنا َلَنُكوَن ّ‬
‫سَنا َوِإن ّلْم َتْغِفْر َلَنا َوَتْر َ‬
‫ظَلْمَنا َأنُف َ‬
‫ل َرّبَنا َ‬
‫الية ‪َ :23‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة معاني مهمة للمسلم ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن الشيطان عدو دائم للنسان ‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتراف آدم وحواء عليهما السلم بذنبهما وظلمهما لنفسهما بإتباع الشيطان‬
‫والستجابة لوسوسته‪.‬‬
‫‪ -3‬توجه النسان المخطئ بعد اعترافه بخطأه وظلمه لنفسه إلى الرحمن الغفور الذي‬
‫ليغفر الذنوب إل هو ‪.‬‬
‫‪ -4‬من لم يغفر له ال سبحانه ويرحمه فهو من الخاسرين للدنيا والخرة ‪.‬‬
‫ويقال إن هذه الكلمات الواردة في الية هي التي تلقاها آدم عليه السلم من ربه سبحانه ليعفو‬
‫عنه ويغفر له ولزوجه حواء عليهما السلم )) عمدة التفسير((‪.‬‬
‫ن َلُه‬
‫صي َ‬ ‫خِل ِ‬
‫عوُه ُم ْ‬ ‫جٍد َواْد ُ‬ ‫سِ‬ ‫ل َم ْ‬‫عنَد ُك ّ‬ ‫جوَهُكْم ِ‬ ‫ط َوَأِقيُموْا ُو ُ‬ ‫سِ‬‫ل َأَمَر َرّبي ِباْلِق ْ‬ ‫الية ‪ُ : 29‬ق ْ‬
‫ن‪.‬‬‫ن َكَما َبَدَأُكْم َتُعوُدو َ‬ ‫الّدي َ‬
‫في هذه الية الكريمة توجيه إلهي للمسلمين بإقامة العدل بينهم كي لتضيع الحقوق‪ .‬ثم يأمرهم‬
‫بإقامة صلتهم وعباداتهم على أكمل وجه‪ .‬بعد ذلك يأمرهم سبحانه أن يدعوه ويتوجهوا إليه‬
‫بطلب حاجاتهم منه سبحانه مخلصين دينهم ودعاءهم له سبحانه ل يشركون به شيئا ول يدعون‬
‫غيره‪.‬‬
‫ن‪.‬‬‫ظاِلِمي َ‬
‫جَعْلَنا َمَع اْلَقْوِم ال ّ‬
‫ل َت ْ‬
‫ب الّناِر َقاُلوْا َرّبَنا َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صَ‬
‫صاُرُهْم ِتْلَقاء َأ ْ‬ ‫ت َأْب َ‬‫صِرَف ْ‬ ‫الية ‪َ : 47‬وِإَذا ُ‬
‫هذه الية الكريمة في رجال العراف ) السور والحجاب بين الجنة والنار ( الذين أراهم ال‬
‫سبحانه أهل النار فما كان منهم إل أن توجهوا إلى ربهم سبحانه بالدعاء أن ل يجعلهم مع أهل‬

‫‪46‬‬
‫النار الذين وصفوهم بالقوم الظالمين ‪.‬إن حال أهل النار المرعب هو الذي دفعهم للتوجه بالدعاء‬
‫إلى ال سبحانه لينجيهم ول يجعلهم مع أهل النار‪.‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫ب اْلُمْعَتِدي َ‬‫ح ّ‬ ‫ل ُي ِ‬‫خْفَيًة ِإّنُه َ‬
‫ضّرعًا َو ُ‬ ‫عوْا َرّبُكْم َت َ‬ ‫الية ‪ :55‬اْد ُ‬
‫هذه الية الكريمة فيها تعليم كيفية الدعاء ولذلك سوف نتوسع في الكلم عنها ‪:‬يقول الشيخ‬
‫أحمد شاكر في عمد التفسير‪:‬أرشد تبارك وتعالى عباده الى دعائه الذي هو صلحهم في دنياهم‬
‫خْفَيًة( قيل معناه ‪:‬تذلل واستكانة‪ ،‬كما قال)}َواْذُكر ّرّب َ‬
‫ك‬ ‫ضّرعًا َو ُ‬ ‫عوْا َرّبُكْم َت َ‬ ‫واخراهم فقال )اْد ُ‬
‫ن{‬ ‫ن اْلَغاِفِلي َ‬‫ل َتُكن ّم َ‬ ‫ل َو َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل ِباْلُغُدوّ َوال َ‬ ‫ن اْلَقْو ِ‬
‫جْهِر ِم َ‬ ‫ن اْل َ‬‫خيَفًة َوُدو َ‬ ‫ضّرعًا َو ِ‬ ‫ك َت َ‬‫سَ‬ ‫ِفي َنْف ِ‬
‫العراف‪205.‬وفي الصحيحين عن أبي موسى الشعري‪ ،‬قال‪ :‬رفع الناس أصواتهم بالدعاء ‪،‬‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يايها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لتدعون أصم‬
‫ولغائبا إن الذي تدعونه سميع قريب‪ .‬وقال ابن عباس في قوله ) تضرعُا وخفية ( قال ‪ :‬السر‬
‫ل واستكانة لطاعته )وخفية( يقول ‪:‬بخشوع قلوبكم‬ ‫)أي سرُا( وقال ابن جرير ‪ :‬تضرعا ‪:‬تذل ُ‬
‫وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لجهارًا ول مراءاة‪ .‬ثم روى ابن عباس في‬
‫ن( في الدعاء ول في غيره ‪.‬‬ ‫ب اْلُمْعَتِدي َ‬‫ح ّ‬ ‫ل ُي ِ‬‫قوله )ِإّنُه َ‬
‫ب ّم َ‬
‫ن‬ ‫ل َقِري ٌ‬ ‫تا ّ‬ ‫حَم َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫طَمعًا ِإ ّ‬‫خْوفًا َو َ‬ ‫عوُه َ‬ ‫حَها َواْد ُ‬ ‫لِ‬ ‫صَ‬ ‫ض َبْعَد ِإ ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫سُدوْا ِفي ا َ‬ ‫ل ُتْف ِ‬‫الية ‪َ :56‬و َ‬
‫ن‪.‬‬
‫سِني َ‬‫حِ‬ ‫اْلُم ْ‬
‫في هذه الية الكريمة تحذير للناس من الفساد في الرض وخاصة بعد إصلحها وإعمارها‬
‫وذلك لمصلحتهم كي يعيشوا فيها آمنين مطمئنين ‪ ،‬ثم يدعوهم سبحانه وتعالى أن يدعوه خوفا‬
‫من عذابه وانتقامه من المفسدين في الرض الذين يخربون ما أصلحه ال سبحانه لهم في‬
‫الرض وطمعًا فيما عند ربهم سبحانه من الخير والبركة والرحمة والمغفرة‪ .‬ثم يبين لهم‬
‫سبحانه أن رحمته قريبة من المحسنين الذين يتبعون أوامر ال المنتهين عما نهى عنه سبحانه‪.‬‬
‫ن َلَنا َأن ّنُعودَ‬‫ل ِمْنَها َوَما َيُكو ُ‬ ‫جاَنا ا ّ‬ ‫عْدَنا ِفي ِمّلِتُكم َبعَْد ِإْذ َن ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل َكِذبًا ِإ ْ‬‫عَلى ا ّ‬ ‫الية ‪َ : 89‬قِد اْفَتَرْيَنا َ‬
‫ن َقْوِمَنا‬
‫ح َبْيَنَنا وََبْي َ‬
‫ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا اْفَت ْ‬ ‫عَلى ا ّ‬ ‫عْلمًا َ‬ ‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫سَع َرّبَنا ُك ّ‬ ‫ل َرّبَنا َو ِ‬ ‫شاَء ا ّ‬ ‫ل َأن َي َ‬‫ِفيَها ِإ ّ‬
‫ن‪.‬‬‫حي َ‬‫خْيُر اْلَفاِت ِ‬‫ت َ‬ ‫ق َوَأن َ‬‫حّ‬ ‫ِباْل َ‬
‫هذه الية الكريمة جزء من قصة شعيب عليه السلم مع قومه وفيها المعاني التالية‪:‬‬
‫رفض شعيب عليه السلم الكذب على ال سبحانه بالعودة إلى ملة أصحابه بعد أن‬ ‫‪-1‬‬
‫نجاه ال سبحانه والمؤمنين بالنعام عليهم باليمان ن بال وبرسوله الكريم شعيب عليه‬
‫السلم إذ أن ذلك إفتراء على ال سبحانه ‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار بأن ال سبحانه وسع كل شئ علمًا فكل شئ وكل فعل عنده معلوم ‪.‬‬
‫‪ -3‬توكل شعيب عليه السلم وقومه على ربهم سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫الدعاء من ال سبحانه أن يفصل بين شعيب والمؤمنين معه وبين قومهم الذين‬ ‫‪-4‬‬
‫ليزالون على كفرهم بالحق وال سبحانه هو الحاكم العادل الذي ل يظلم أحدا في حكمه‬
‫سبحانه ‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫سِلِمي َ‬
‫صْبرًا َوَتَوّفَنا ُم ْ‬ ‫عَلْيَنا َ‬ ‫غ َ‬ ‫جاءْتَنا َرّبَنا َأْفِر ْ‬ ‫ت َرّبَنا َلّما َ‬ ‫ن آَمّنا ِبآَيا ِ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫الية ‪َ :126‬وَما َتنِقُم ِمّنا ِإ ّ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء سحرة فرعون الذين آمنوا بال بعد ما تبين لهم الحق وفيها‪:‬‬
‫‪ -1‬جاء تهديد فرعون للسحرة بعد ما تبين لهم الحق من اليات التي أظهرها ال سبحانه‬
‫على يد موسى عليه السلم وإيمانهم بال سبحانه وكفرهم بما عند فرعون من الضلل‬
‫دعاؤهم ال سبحانه أن يصبرهم على تهديد فرعون ووعيده لهم بالصلب وتقطيع‬ ‫‪-2‬‬
‫الطراف والنتقام منهم ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الدعاء أن يتوفاهم ال سبحانه على السلم واليمان الكامل به سبحانه) وتوفا‬ ‫‪-3‬‬
‫مسلمين(‪.‬‬
‫وهذا الدعاء هو دعاء مبارك للمؤمنين عند الشدة والبلء) ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا‬
‫مسلمين (‪.‬‬
‫ل َلن َتَراِني َوَلـِك ِ‬
‫ن‬ ‫ك َقا َ‬‫ظْر ِإَلْي َ‬‫ب َأِرِني َأن ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫سى ِلِميَقاِتَنا َوَكّلَمُه َرّبُه َقا َ‬ ‫جاء ُمو َ‬ ‫الية ‪َ :143‬وَلّما َ‬
‫سى‬ ‫خّر مو َ‬ ‫جَعَلُه َدّكا َو َ‬ ‫ل َ‬ ‫جَب ِ‬‫جّلى َرّبُه ِلْل َ‬ ‫ف َتَراِني َفَلّما َت َ‬ ‫سْو َ‬ ‫سَتَقّر َمَكاَنُه َف َ‬‫نا ْ‬ ‫ل َفِإ ِ‬‫جَب ِ‬
‫ظْر ِإَلى اْل َ‬ ‫ان ُ‬
‫ن‪.‬‬‫ل اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫ك َوَأَنْا َأّو ُ‬ ‫ت ِإَلْي َ‬
‫ك ُتْب ُ‬
‫حاَن َ‬
‫سْب َ‬‫ل ُ‬ ‫ق َقا َ‬‫صَِعقًا َفَلّما َأَفا َ‬
‫في هذه الية الكريمة جزء من مناجاة موسى عليه السلم لربه سبحانه فبعد أن كلم ال تعالى‬
‫موسى دعا موسى عليه السلم ربه أن يراه سبحانه ولكن ال سبحانه لحكمته لم يجب دعاءه‬
‫ولكن أراه‬
‫آية عظيمة وهو تجليه سبحانه للجبل ومسحه من الوجود عندها صعق موسى عليه السلم‬
‫معلنًا توبته ل سبحانه من أن يسأله الرؤية مرة أخرى ) كما قال بعض المفسرين ( وانه أول‬
‫المؤمنين به سبحانه‪.‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫حِمي َ‬‫حُم الّرا ِ‬ ‫ت َأْر َ‬ ‫ك َوَأن َ‬ ‫حَمِت َ‬‫خْلَنا ِفي َر ْ‬ ‫خي َوَأْد ِ‬ ‫لِ‬ ‫غِفْر ِلي َو َ‬ ‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ :151‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء موسى عليه السلم بعد أن ُفتن قومه من بعده وأظلهم السامري‬
‫باتخاذ العجل‪ .‬وفيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعاء موسى عليه السلم ربه سبحانه أن يغفر له ولخيه هارون عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -2‬دعاء موسى عليه السلم ربه أن يدخلهما في رحمته لينال ثوابه العظيم ) الجنة(‪.‬‬
‫تبيان أنه سبحانه هو أرحم الراحمين فهو الجدير سبحانه بالمغفرة لموسى عليه‬ ‫‪-3‬‬
‫السلم وأخيه والجدير بإدخالهما في رحمته منًا وكرمًا منه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ت َأْهَلْكَتُهم‬
‫شْئ َ‬‫ب َلْو ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫جَفُة َقا َ‬‫خَذْتُهُم الّر ْ‬ ‫ل ّلِميَقاِتَنا َفَلّما أَ َ‬
‫جً‬ ‫ن َر ُ‬‫سْبِعي َ‬ ‫سى َقْوَمُه َ‬ ‫خَتاَر ُمو َ‬ ‫الية ‪َ :155‬وا ْ‬
‫شاء َأن َ‬
‫ت‬ ‫شاء َوَتْهِدي َمن َت َ‬ ‫ل ِبَها َمن َت َ‬ ‫ضّ‬ ‫ك ُت ِ‬ ‫ل ِفْتَنُت َ‬
‫ي ِإ ّ‬‫ن ِه َ‬ ‫سَفَهاء ِمّنا ِإ ْ‬ ‫ل ال ّ‬‫ي َأُتْهِلُكَنا ِبَما َفَع َ‬
‫ل َوِإّيا َ‬‫ّمن َقْب ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫خْيُر اْلَغاِفِري َ‬ ‫ت َ‬ ‫حْمَنا َوَأن َ‬ ‫غِفْر َلَنا َواْر َ‬ ‫َوِلّيَنا َفا ْ‬
‫واختار موسى من قومه سبعين رجل ِمن خيارهم‪ ,‬وخرج بهم إلى طور "سيناء" للوقت والجل‬
‫الذي واعده ال أن يلقاه فيه بهم للتوبة مما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل‪ ,‬فلما أتوا‬
‫ذلك المكان قالوا‪ :‬لن نؤمن لك ‪-‬يا موسى‪ -‬حتى نرى ال جهرة فإنك قد كّلمته فأِرَناُه‪ ,‬فأخذتهم‬
‫الزلزلة الشديدة فماتوا‪ ,‬فقام موسى يتضرع إلى ال ويقول‪ :‬رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيُتهم‪,‬‬
‫ي‪,‬‬
‫ت خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميًعا من قبل هذا الحال وأنا معهم‪ ,‬فإن ذلك أخف عل ّ‬ ‫وقد أهلك َ‬
‫أتهلكنا بما فعله سفهاء الحلم منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إل ابتلٌء‬
‫ل بها َمن تشاء ِمن خلقك‪ ,‬وتهدي بها من تشاء هدايته‪ ,‬أنت ولّينا وناصرنا‪ ,‬وهنا‬ ‫واختباٌر‪ ,‬تض ّ‬
‫يدعوا موسى عليه السلم ربه تعالى فاغفرلنا ذنوبنا‪ ,‬وارحمنا برحمتك‪ ,‬وأنت خير َمن صفح عن‬
‫جْرم‪ ,‬وستر عن ذنب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ب ِبِه َم ْ‬
‫ن‬ ‫صي ُ‬ ‫عَذاِبي ُأ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ك َقا َ‬ ‫خَرِة ِإّنا ُهْدَنـا ِإَلْي َ‬ ‫سَنًة َوِفي ال ِ‬ ‫حَ‬ ‫ب َلَنا ِفي َهـِذِه الّدْنَيا َ‬ ‫الية ‪َ : 156‬واْكُت ْ‬
‫ن‪.‬‬‫ن ُهم ِبآَياِتَنا ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن الّزَكـاَة َواّلِذي َ‬ ‫ن َوُيْؤُتو َ‬ ‫ن َيّتُقو َ‬‫سَأْكُتُبَها ِلّلِذي َ‬‫يٍء َف َ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫سَع ْ‬ ‫حَمِتي َو ِ‬ ‫شاء َوَر ْ‬ ‫َأ َ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين )‪ (156-155‬دعاء موسى عليه السلم بعدما ذهب إلى موعده مع ربه‬
‫سبحانه ) بعد حادثة العجل( حيث أخذت الرجفة الرجال من قومه الذين جاءوا معه حيث فيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدعاء بطلب المغفرة من ال سبحانه والرحمة منه تعالى حيث أن ال سبحانه هو‬
‫ولي المؤمنين وغافر ذنوبهم وراحمهم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -2‬الدعاء من ال سبحانه أن يكتب لهم في هذه الدنيا حسنة وفي الخرة كذلك لنهم‬
‫آمنوا بال وسلموا له)إنا هدنا إليك( مرجعين المر والحكم كله ل سبحانه وتعالى ‪.‬فأجابهم‬
‫سبحانه بما يلي‪-:‬‬
‫أنه سبحانه يصيب بعذابه من يشاء وأما رحمتة الواسعة فللمتقين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬أن رحمة ال سبحانه لحدود لها وهي تسع كل شئ ‪.‬‬
‫‪ -5‬وعد من ال سبحانه وتعالى أن رحمته تشمل المؤمنين المتقين والذين يخرجون زكاة‬
‫أموالهم ول يبخلون بها والذين هم مؤمنون بآيات ال الواردة في كتبه سبحانه المنزلة على‬
‫رسله عليهم السلم‪.‬‬
‫ن َما َكاُنوْا‬
‫جَزْو َ‬
‫سُي ْ‬
‫سَمآِئِه َ‬
‫ن ِفي َأ ْ‬
‫حُدو َ‬
‫ن ُيْل ِ‬
‫عوُه ِبَها َوَذُروْا اّلِذي َ‬
‫سَنى َفاْد ُ‬
‫حْ‬‫سَماء اْل ُ‬
‫لْ‬‫لا َ‬‫الية ‪َ :180‬و ِّ‬
‫ن‪.‬‬
‫َيْعَمُلو َ‬
‫لعظمة ما في هذه الية الكريمة سنتوسع في شرحها ‪:‬‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير‪ :‬عن أبي هريرة رضي ال عنه قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ) إن ل له تسعة وتسعون اسما مئة إل واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر‬
‫يحب الوتر( وعددها ‪ .‬ثم ليعلم أن السماء الحسنى ليست محصورة في التسعة والتسعين ‪،‬‬
‫بدليل مارواه المام أحمد عن عبد ال بن مسعود عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪) :‬‬
‫ما أصاب أحد هم ول حزن فقال ‪ :‬اللهم إني عبدك ‪،‬ابن عبدك‪،‬ابن أمتك ‪،‬ناصيتي بيدك ‪،‬ماض‬
‫في حكمك ‪،‬عدل في قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك ‪،‬أو علمته أحدًا من‬
‫خلقك ‪،‬اوأنزلته في كتابك ‪،‬او استأثرت به في علم الغيب عندك ‪،‬أن تجعل القرآن ربيع قلبي‬
‫ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي ‪،‬إل أذهب ال همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا ( ‪.‬‬
‫فقيل يارسول ال أفل نتعلمها ؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها‪.‬‬
‫وهذه آية عظيمة حيث يدعوا سبحانه عباده لدعائه بأسمائه الحسنى التي سمى نفسه تعالى بها‪.‬‬
‫يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الزهر السابق –رحمه ال‪ -‬في تقديمه لكتاب )) ول‬
‫السماء الحسنى فادعوه بها (( للسيد أحمد عبد الجواد ‪:‬‬
‫والدعاء –كما أخبر الصادق المين صلى ال عليه وسلم –عبادة بل هو مخ العبادة بل الدعاء‬
‫سلح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والرض وليس شئ أكرم على ال من الدعاء ‪،‬كل‬
‫هذا جاءت به السنة الغراء والقرآن الكريم من قبل ومن بعد‪ .‬ثم يقول لكنا نتساءل كيف نذكره‬
‫سبحانه وكيف ندعوه؟ وبم ندعوه ونذكره؟ إن القرآن الكريم يقارب بين الذكر والدعاء في‬
‫الكيفية فيعلمنا كيف ندعوا ال وكيف نذكره ‪ ،‬فيقول ال سبحانه ) واذكر ربك في نفسك تضرعًا‬
‫وخيفة( –ويقول سبحانه‪ ) -‬واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيل( ويقول –سبحانه‪ ) -‬ول تفسدوا‬
‫في الرض بعد إصلحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة ال قريب من المحسنين( ويقول –‬
‫سبحانه‪ ) -‬ول السماء الحسنى فادعوه بها ( ويقول – سبحانه‪ -‬قل ادعوا ال أو ادعوا الرحمن‬
‫أيًا ماتدعوا فله السماء الحسنى(‪.‬‬
‫ل خائفًا وأن الداعي يدعوه خائفًا طامعًا ومن ثم نستطيع أن نقول‪ :‬إن‬ ‫إن الذاكر يذكر ال متذل ً‬
‫ل وأن الداعي بتذل يكون ذاكرًا طامعًا في رحمة ربه‪.‬‬ ‫الذاكر بخوفه يكون داعيًا متذل ً‬
‫والسماء الحسنى في هذا المجال _مجال الذكر والدعاء_ هي ديدن الذاكرين ل لنها ذكر ال‬
‫بذكر أسمائه الكريمة فحسب بل لنها – مع ذلك – تتضمن الدعاء والرجاء بما تحمله هذه‬
‫ن سامية اختص ال – سبحانه – بها وأخفى الكثير منها على بعض خلقه ‪ ،‬فال‬ ‫السماء من معا ٍ‬
‫يستجيب سبحانه لطالبي رحمته بذكرهم‪ :‬الرحمن الرحيم ويجعلهم رحماء يتراحمون‬
‫ويرحمون ‪ ،‬ويستجيب ال سبحانه للخائفين بذكرهم ‪ :‬الجبار ‪،‬القهار‪،‬الحسيب‪،‬الرقيب ‪ ،‬فيأمنون‬

‫‪49‬‬
‫عذابه ويقيمون حدوده ‪ .‬ويستجيب ال لطالبي فضله وسعته بذكرهم ‪ :‬الرزاق الكريم الواسع‪،‬‬
‫فيمدهم من فضله ورزقه وكرمه ‪ ،‬وفضله لحدود له ‪ ،‬ورزقه رزق من ل تنفد خزائنه وكرمه‬
‫بغير حساب‪........‬وهكذا شأن السماء الحسنى مع الذاكرين والداعين‪.‬‬
‫وأخيرًا يبين ال ترك الذين يلحدون في أسماء ال الحسنى ول يذكرونه بها لنه سبحانه هو‬
‫الذي سوف يجازيهم بما يستحقون على عملهم وتصرفهم‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫صاِدِقي َ‬
‫جيُبوْا َلُكْم ِإن ُكنُتْم َ‬
‫سَت ِ‬
‫عوُهْم َفْلَي ْ‬
‫عَباٌد َأْمَثاُلُكْم َفاْد ُ‬
‫ل ِ‬
‫نا ّ‬
‫ن ِمن ُدو ِ‬
‫عو َ‬
‫ن َتْد ُ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫الية ‪ِ :194‬إ ّ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه ضلل الذين يدعون المخلوقين من دون ال لقضاء‬
‫حوائجهم وتلبية دعائهم لنهم عباد ل أمثالهم ليملكون من المر شيئا ول يضرون ول‬
‫ينفعون ثم يتحداهم ال سبحانه أن يستجيب لهم هؤلء المخلوقون إن كانوا صادقين في دعائهم‬
‫من دون ال سبحانه‪.‬‬
‫يقول المام محمود شلتوت في كتابه السلم عقيدة وشريعة ‪ :‬وليس للمسلم أن يناجي ربه يإسم‬
‫أو صفة لم يضعه ال لنفسه ‪ ,‬فهو أعلم بما يدل على ذاته وآثاره وصفاته ‪ ,‬ول ُيتلقى ذلك إل‬
‫عنه سبحانه عن طريق قرآنه أو عن طريق الرسول القطعي ‪.‬‬
‫سورة يونس‬
‫عْنُه ضُّرُه َمّر َكَأن‬ ‫شْفَنا َ‬‫عدًا َأْو َقآِئمًا َفَلّما َك َ‬ ‫جنِبِه َأْو َقا ِ‬‫عاَنا ِل َ‬‫ضّر َد َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬‫سا ِ‬ ‫الية ‪َ :12‬وِإَذا َم ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن َما َكاُنوْا َيعَْمُلو َ‬ ‫سِرِفي َ‬ ‫ن ِلْلُم ْ‬
‫ك ُزّي َ‬ ‫سُه َكَذِل َ‬ ‫ضّر ّم ّ‬ ‫عَنا ِإَلى ُ‬ ‫ّلْم َيْد ُ‬
‫في هذه الية الكريمة يخبر ال تعالى أن النسان ) أي إنسان( إذا تعرض للضر والشدة فإنه‬
‫يتوجه بالدعاء إلى ربه تعالى في كافة أحواله لن النسان يعلم بالفطرة السليمة أنه ليغيثه ول‬
‫يجيبه في شدته وكربه غير ال سبحانه ربه الذي خلقه ‪ .‬ثم يبين سبحانه صفة من صفات‬
‫النسان وهي صده وجحوده وتنكره لخالقه سبحانه بعد زوال الشدة والضرر عنه حيث ذم ال‬
‫سبحانه هذه الصفة وهي صفة للمسرفين من المنحرفين عن صراط ال القويم وبالطبع مستثنى‬
‫منهم العباد المؤمنين الشاكرين لفضل ربهم عندما يرفع ال سبحانه عنهم الكرب والشدة‪.‬‬
‫طّيَبٍة‬
‫ح َ‬ ‫ن ِبِهم ِبِري ٍ‬
‫جَرْي َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫حّتى ِإَذا ُكنُتْم ِفي اْلُفْل ِ‬ ‫حِر َ‬ ‫سّيُرُكْم ِفي اْلَبّر َواْلَب ْ‬ ‫الية ‪ُ :22‬هَو اّلِذي ُي َ‬
‫عُوْا ا ّ‬
‫ل‬ ‫ط ِبِهْم َد َ‬
‫حي َ‬
‫ظّنوْا َأّنُهْم ُأ ِ‬
‫ن َو َ‬ ‫ج ِمن ُكلّ َمَكا ٍ‬ ‫جاءُهُم اْلَمْو ُ‬ ‫ف َو َ‬‫ص ٌ‬ ‫عا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جاءْتَها ِري ٌ‬ ‫حوْا ِبَها َ‬‫َوَفِر ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫شاكِِري َ‬ ‫ن ال ّ‬‫ن ِم َ‬‫ن َهـِذِه َلَنُكوَن ّ‬ ‫جْيَتَنا ِم ْ‬
‫ن َأن َ‬‫ن َلِئ ْ‬‫ن َلُه الّدي َ‬
‫صي َ‬
‫خِل ِ‬ ‫ُم ْ‬
‫هذه الية شبيهة بالية ) ‪ (12‬السابقة ولكنها في حالة خاصة من الشدة والكرب وهي تعرض‬
‫المسافرين في البحر إلى الرياح العاصفة والمواج العاتية التي يضن معها المسافرون أنهم‬
‫على وشك الهلك ‪ ،‬عندها يتوجهون بالدعاء ل سبحانه مخلصين له العبادة والدعاء ووعد أن‬
‫يكونوا من الشاكرين‪ .‬ثم يبين سبحانه في الية التالية )‪ (23‬حالهم بعد النجاة أنهم يعودون‬
‫لحالتهم السابقة بالبغي في الرض بغير الحق ناسين ماكانوا قد دعوا ال سبحانه بإخلص الدين‬
‫له سبحانه إذا أنجاهم من شدتهم‪.‬‬
‫نا ّ‬
‫ل‬ ‫ن ِمن ُدو ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬ ‫ض َوَما َيّتِبُع اّلِذي َ‬‫لْر ِ‬ ‫سَماَوات َوَمن ِفي ا َ‬ ‫ل َمن ِفي ال ّ‬ ‫ن ِّ‬‫الية ‪َ :66‬أل ِإ ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫صو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل َي ْ‬‫ن ُهْم ِإ ّ‬ ‫ن َوِإ ْ‬‫ظّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫شَرَكاء ِإن َيّتِبُعو َ‬ ‫ُ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن جميع من في السموات والرض هم ملك ل سبحانه خالقهم ورازقهم والقيوم‬
‫عليهم‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الذين يدعون من دون ال من بشر ومخلوقات أخرى وأصناما وغيرهما يتبعون‬
‫الظن والتخمين أن ما يدعون يستطيع أن ينفعهم أو يضر‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -3‬يؤكد سبحانه أنهم كاذبون في أقوالهم وفي أفعالهم المخالفة لعقيدة التوحيد الخالص‬
‫بدعائهم غير ال وظنهم بهم‪.‬‬
‫ن‪.‬‬‫ظاِلِمي َ‬‫جَعْلَنا ِفْتَنًة ّلْلَقْوِم ال ّ‬
‫ل َت ْ‬
‫ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا َ‬ ‫عَلى ا ّ‬ ‫الية ‪َ :85‬فَقاُلوْا َ‬
‫ن‪.‬‬‫ن اْلَقْوِم اْلَكاِفِري َ‬ ‫ك ِم َ‬
‫حَمِت َ‬ ‫جَنا ِبَر ْ‬‫الية ‪َ :86‬وَن ّ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين يبين ال سبحانه وتعالى استجابة من آمن مع موسى عليه السلم لندائه‬
‫لهم بالتوكل على ال سبحانه حيث قالوا على ال توكلنا ثم دعوا ربهم سبحانه أن ليجعلهم فتنة‬
‫للقوم الظالمين ‪ .‬يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير )) وقد إمتثل بنو إسرائيل لذلك فقالوا )‪:‬‬
‫ن ‪ (.‬أي لتظفرهم بنا وتسلطهم علينا فيظنوا‬ ‫ظاِلِمي َ‬ ‫جَعْلَنا ِفْتَنًة ّلْلَقْوِم ال ّ‬
‫ل َت ْ‬ ‫ل َتَوّكْلَنا َرّبَنا َ‬
‫عَلى ا ّ‬ ‫َفَقاُلوْا َ‬
‫أنهم سلطوا لنهم على الحق ونحن على الباطل فيفتنوا بذلك‪(( .‬‬
‫ثم يأتي دعاؤهم لربهم سبحانه أن ينجيهم برحمته ) أي توسلهم برحمة ال سبحانه( لينجيهم‬
‫ويخلصهم من القوم الذين كفروا وحادوا عن طريق الحق وهو رسالة موسى عليه السلم ‪.‬‬
‫ضّلوْا‬
‫حَياِة الّدْنَيا َرّبَنا ِلُي ِ‬
‫ل ِفي اْل َ‬‫ن َوَملُه ِزيَنًة َوَأْمَوا ً‬ ‫عْو َ‬ ‫ت ِفْر َ‬ ‫ك آَتْي َ‬
‫سى َرّبَنا ِإّن َ‬ ‫ل ُمو َ‬ ‫الية ‪َ :88‬وَقا َ‬
‫لِليَم ‪.‬‬
‫با َ‬ ‫حّتى َيَرُوْا اْلَعَذا َ‬ ‫ل ُيْؤِمُنوْا َ‬‫عَلى ُقُلوِبِهْم َف َ‬ ‫شُدْد َ‬ ‫عَلى َأْمَواِلِهْم َوا ْ‬ ‫س َ‬ ‫طِم ْ‬ ‫ك َرّبَنا ا ْ‬‫سِبيِل َ‬
‫عن َ‬‫َ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء موسى عليه السلم على فرعون وأعوانه الذين طغوا وتمادوا‬
‫وكفروا بما أنعم ال سبحانه عليهم به من أموال وقوة وجبروت واستخدموا نعمة ال عليهم‬
‫ليضلوا الناس بها عن سبيل ال والدين الذي أنزله سبحانه على موسى عليه السلم داعيًا عليهم‬
‫هو وأخوه هارون عليه السلم أن يأخذ ال سبحانه أموالهم ويدمرها ويحرمهم منها وأن يطبع‬
‫على قلوبهم عقابًا وتحذيرًا لهم على سوء أعمالهم لعلهم يؤمنون‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫ظاِلِمي َ‬ ‫ن ال ّ‬‫ك ِإذًا ّم َ‬‫ت َفِإّن َ‬
‫ك َفِإن َفَعْل َ‬‫ضّر َ‬‫ل َي ُ‬ ‫ك َو َ‬ ‫ل َينَفُع َ‬ ‫ل َما َ‬ ‫نا ّ‬ ‫ع ِمن ُدو ِ‬ ‫ل َتْد ُ‬
‫الية ‪َ :106‬و َ‬
‫في هذه الية الكريمة توجيه عظيم من ال سبحانه لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم ولمته من‬
‫بعده أن الدعاء ليكون إل ل سبحانه ومن ال ول يجوز الدعاء من أي شئ على الطلق )من‬
‫دون ال (‪ .‬لن المدعو من دون ال ليملك نفعًا ولضطرا لنفسه أو لغيره ومن يفعل ذلك فإنه‬
‫من الظالمين الذين توجهوا بالدعاء والعبادة لغير ال سبحانه )) لن الدعاء مخ العبادة(( كما‬
‫ورد في الحديث الشريف‪ .‬ومن دعا غير ال سبحانه موقنا بإجابته فقد أشرك بال وأعتقد أن‬
‫غير ال ينفع أويضر فال سبحانه هو مالك النفع والضر وحده سبحانه ‪.‬‬
‫سورة يوسف‬
‫ب ِإَلْيِه ّ‬
‫ن‬ ‫ص ُ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫عّني َكْيَدُه ّ‬
‫ف َ‬‫صِر ْ‬‫ل َت ْ‬
‫عوَنِني ِإَلْيِه وَِإ ّ‬‫ي ِمّما َيْد ُ‬ ‫ب ِإَل ّ‬
‫ح ّ‬‫ن َأ َ‬
‫جُ‬‫سْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ :33‬قا َ‬
‫ن‪.‬‬‫جاِهِلي َ‬
‫ن اْل َ‬
‫َوأَُكن ّم َ‬
‫صديق عليه السلم ربه سبحانه أن يصرف عنه كيد‬ ‫في هذه الية الكريمة يدعوا يوسف ال ٍ‬
‫النساء وفتنتهن التي تغري أشد الرجال )) إل من عصم ال سبحانه بفضله (( وإل فإنه قد يقع‬
‫فيما ليحب أن يقع فيه من الستجابة لذلك الغراء وتلك الفتنة وعندها يكون من الجاهلين ‪.‬‬
‫فهو عليه السلم يدعوا ربه سبحانه دعاًء صادقًا ويفوض المر كله ل سبحانه في هذا الموقف‬
‫المحرج الصعب إذ لحول ولقوه إل بال سبحانه ‪ .‬وهو يفضل السجن ومعاناته وهوانه وأذاه‬
‫لسنوات طويلة إيمانًا وتقوى ل سبحانه على أن يستجيب لدعوة وكيد وفتنة النساء وإغرائهن‪.‬‬
‫لْر ِ‬
‫ض‬ ‫سَماَواتِ َوا َ‬‫طَر ال ّ‬
‫ث َفا ِ‬
‫حاِدي ِ‬
‫لَ‬‫عّلْمَتِني ِمن َتْأِويلِ ا َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن اْلُمْل ِ‬
‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬
‫الية ‪َ : 101‬ر ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫حي َ‬
‫صاِل ِ‬
‫حْقِني ِبال ّ‬ ‫سِلمًا َوَأْل ِ‬
‫خَرِة َتَوّفِني ُم ْ‬‫َأنتَ َوِلّيي ِفي الّدُنَيا َوال ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يقدم يوسف الصديق عليه السلم بين يدي دعائه أفضال ال وإنعامه عليه‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -1‬أن ال سبحانه أعطاه الملك وهي نعمة ليشكرها إل المؤمن الحق الذي يعلم ويؤمن‬
‫أن الملك كله ل سبحانه ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعليم ال سبحانه ليوسف عليه السلم تأويل الحاديث ومنها تعبير الرؤيا‪.‬‬
‫ل في‬
‫ثم يخاطب ربه سبحانه بأنه فاطر السموات والرض ومبدعهما وهو يفوض أمره ل كام ً‬
‫الدنيا والخرة ‪ .‬ثم يأتي دعاؤه عليه السلم ) توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين ( فهو عليه السلم‬
‫يطلب الوفاة على السلم ) دين ال سبحانه( وأن يلحقه بالصالحين من المسلمين والمؤمنين ومن‬
‫آبائه الكرام عليهم السلم الذين توفاهم ال سبحانه من قبله‪ .‬وهو خير ما يمكن أن يدعوا به مسلم‬
‫عند حضور وفاته وشعوره بدنو أجله‪.‬‬

‫سورة الرعد‬
‫ط َكّفْيِه ِإَلى اْلَماء‬
‫سِ‬‫ل َكَبا ِ‬
‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬
‫ن َلُهم ِب َ‬
‫جيُبو َ‬
‫سَت ِ‬
‫ل َي ْ‬
‫ن ِمن ُدوِنِه َ‬ ‫عو َ‬‫ن َيْد ُ‬
‫ق َواّلِذي َ‬
‫حّ‬‫عَوُة اْل َ‬‫الية ‪َ :14‬لُه َد ْ‬
‫ل‪.‬‬
‫لٍ‬ ‫ضَ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫عاء اْلَكاِفِري َ‬
‫ِلَيْبُلَغ َفاُه َوَما ُهَو ِبَباِلِغِه َوَما ُد َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مرة أخرى أن الدعاء ممن هم دون ال سبحانه ) والذين‬
‫يدعون من دونه ( ليستجاب له من هؤلء الموجه لهم الدعاء لنهم ليملكون شيئًا ول يستجيبون‬
‫بشئ ‪ .‬ومثل سبحانه بذلك كالذي يبسط كفيه للماء ليبلغ فمه وماهو ببالغه كناية عن استحالة‬
‫الستجابة‪ .‬ويؤكد سبحانه أن دعاء الكافرين ومعهم المشركين الذين يدعون من دون ال هو ضلل‬
‫في ضلل وتخبط وبعد عن الحق‪.‬‬
‫سورة إبراهيم‬
‫صَناَم‪.‬‬
‫ل ْ‬ ‫ي َأن ّنْعُبَد ا َ‬ ‫جُنْبِني َوَبِن ّ‬
‫ل َهـَذا اْلَبَلَد آِمنًا َوا ْ‬
‫جَع ْ‬
‫با ْ‬‫ل ِإْبَراِهيُم َر ّ‬
‫الية ‪َ :35‬وِإْذ َقا َ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء مبارك من سيدنا ابراهيم عليه السلم فيه أمرين عظيمين‪-:‬‬
‫‪ -1‬دعاؤه عليه السلم للبيت الحرام ولبلده مكة المكرمة بالمن والمان وهما كما هو‬
‫معلوم أساس كل استقرار وازدهار ونمو حياة سعيدة في كل بلد‪.‬‬
‫دعاؤه عليه السلم لنفسه وذريته أن يجنبهم ال سبحانه وتعالى عبادة الصنام‬ ‫‪-2‬‬
‫وضمنًا أن تكون عبادته وعبادة أبنائه مبنية على توحيد ال سبحانه وعدم الشرك به بعبادة‬
‫الصنام التي كانت معروفة أيام حياته كما هو واضح ‪ .‬وهي دعوة ينبغي لكل داع أن يدعوا‬
‫لنفسه ولوالديه ولذريته بها لنها لب اليمان بال‪.‬‬
‫لَة‬
‫صَ‬‫حّرِم َرّبَنا ِلُيِقيُموْا ال ّ‬‫ك اْلُم َ‬
‫عنَد َبْيِت َ‬
‫ع ِ‬ ‫غْيِر ِذي َزْر ٍ‬ ‫ت ِمن ُذّرّيِتي ِبَواٍد َ‬ ‫سَكن ُ‬
‫الية ‪ّ : 37‬رّبَنا ِإّني َأ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫شُكُرو َ‬ ‫ت َلَعّلُهْم َي ْ‬‫ن الّثَمَرا ِ‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم َواْرُزْقُهم ّم َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫ل َأْفِئَدًة ّم َ‬
‫جَع ْ‬
‫َفا ْ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء مبارك يدعوا فيه إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يهدي ال سبحانه أقوامًا من المؤمنين والناس ليسكنوا مكة المكرمة بعد بناء‬
‫البيت الحرام ليعيشوا ويتعايشوا مع ذريته عليه السلم الذين تركهم في مكة لتبنى وتزدهر‬
‫بالبناء والحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬دعاؤه عليه السلم لهم أن يرزقهم ال سبحانه من فضله ومن رزقه من كل الثمرات‬
‫لتزدهر الحياة وتتم العبادة ل وحده على أتم وجه مقرونة بشكر ال سبحانه على إنعامه‬
‫وأفضاله ورزقه الكريم لهذا البلد المبارك‪.‬‬
‫عاء‪.‬‬‫سِميُع الّد َ‬ ‫ن َرّبي َل َ‬ ‫ق ِإ ّ‬‫حا َ‬‫سَ‬ ‫ل َوِإ ْ‬‫عي َ‬
‫سَما ِ‬‫عَلى اْلِكَبِر ِإ ْ‬ ‫ب ِلي َ‬ ‫ل اّلِذي َوَه َ‬
‫حْمُد ِّ‬ ‫الية ‪ :39‬اْل َ‬

‫‪52‬‬
‫في هذه الية الكريمة يشكر إبراهيم عليه السلم ربه ويحمده على أن وهب له ذرية مباركة‬
‫كريمة هما إسماعيل واسحق عليهما السلم رغم كبره وتقدمه في السن فسبحان من يخلق‬
‫ويعطي ويهب مايشاء ‪ .‬وفيها أمر عظيم آخر وهو أن ال سبحانه يسمع دعاء العبد إذا دعاه‬
‫وناجاه طالبًا منه الرزق والولد والمن وكل دعاء مشروع فهو سبحانه السميع المجيب‪.‬‬
‫عاء}‪{40‬‬ ‫ل ُد َ‬
‫لِة َوِمن ُذّرّيِتي َرّبَنا َوَتَقّب ْ‬ ‫صَ‬ ‫جَعْلِني ُمِقيَم ال ّ‬ ‫با ْ‬ ‫الية ‪َ :41-40‬ر ّ‬
‫ب}‪. {41‬‬ ‫سا ُ‬‫حَ‬ ‫ن َيْوَم َيُقوُم اْل ِ‬
‫ي َوِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّ‬
‫َرّبَنا ا ْ‬
‫في هذه الية الكريمة وما بعدها يدعوا إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يجعله مقيمًا للصلة هو وذريته على الوجه الكامل الذي يرضاه ال سبحانه‪.‬‬
‫يسأل ربه سبحانه أن يستجيب دعاءه له ولذريته ولوالديه )قبل البراءة من أبيه لكفره‬ ‫‪-2‬‬
‫ولعدم إيمانه بال سبحانه( وللمؤمنين معه بال وحده‪.‬‬
‫دعاؤه عليه السلم بالمغفرة له ولذريته ولوالديه )قبل البراءة من أبيه لكفره ولعدم‬ ‫‪-3‬‬
‫إيمانه بال سبحانه( وللمؤمنين معه بال وحده يوم القيامة يوم يحاسب ال سبحانه الناس‬
‫فبثيب المؤمنين الجنة ويلقي الكافرين في جهنم‪.‬‬

‫النحل‬

‫ؤلء‬ ‫هـ ُ‬ ‫م َقاُلوا ْ َرب َّنا َ‬ ‫كاءهُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫كوا ْ ُ‬ ‫ن أَ ْ‬


‫شَر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذا َرأى ال ّ ِ‬ ‫آلية ‪ -: 86‬وَإ ِ َ‬
‫م‬ ‫م ال َْقوْ َ‬
‫ل إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫وا إ ِل َي ْهِ ُ‬
‫ك َفأل َْق ْ‬‫دون ِ َ‬‫من ُ‬ ‫ن ك ُّنا ن َد ْعُوْ ِ‬ ‫كآؤَُنا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫لَ َ‬
‫كاذُِبو َ‬
‫في هذه الية الكريمة لحظة حاسمة وموقف رهيب يسجله القرآن‬
‫الكريم ليكون عبرة وذكرى للذين يكفرون بالله سبحانه ويدعون غير الله‬
‫ويعبدون غير الله سبحانه ويشركون به ‪ .‬حيث يتعرف المشركون على‬
‫من كانوا يعبدون ويدعون من دون الله من بشر وأصنام ومعبودات‬
‫أخرى فيتبرأ المعبودون بغير حق من الذين كانوا يشركون بالله‬
‫ويعبدونهم ويدعونهم من دون الله ويكذب بعضهم بعضًا‪ .‬فاتعظوا أيها‬
‫الغافلون فل تعبدوا ولتدعوا غير الله أبدا ً ‪.‬‬

‫سورة السراء‬
‫حْمُهَما َكَما َرّبَياِني صَِغيرًا‪.‬‬
‫ب اْر َ‬
‫حَمِة َوُقل ّر ّ‬
‫ن الّر ْ‬
‫ل ِم َ‬
‫ح الّذ ّ‬
‫جَنا َ‬
‫ض َلُهَما َ‬
‫خِف ْ‬
‫اليه ‪َ :24‬وا ْ‬
‫في هذه الية الكريمة آداب إسلمية رفيعة يوصي بها ال سبحانه وتعالى عباده المؤمنين تجاه‬
‫والديهم وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التواضع والتذلل لهما لمكانتهما العالية في حياة النسان إذ أنهما السبب المباشر‬
‫لوجود هذا النسان‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -2‬الرحمة والرفق بهما وبرهما عندما يصبحان كبيران في السن وضعيفا القوى بعد‬
‫أن كانا قويين وهو صغير ضعيف فرعياه إلى أن أصبح بالغًا قويا ‪ .‬فوجب عليه رد‬
‫الجميل لهما ‪ ،‬ومن يستحقه أكثر منهما؟‬
‫‪ -3‬الدعاء لهما بالرحمة من ال سبحانه والمغفرة وإدخالهما في رحمته سبحانه يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫الية ‪:56‬‬
‫في هذه الية الكريمة تحدي للكافرين وغيرهم من غير المؤمنين أن يدعون من يشاءون‬
‫من دون ال ’ فكل هؤلء مهما تعددوا ليس لهم من الحول ول القوة شئ يستطيعون أن يغيروا‬
‫شيئًا من حياة اولئك الكافرين‪ .‬وهو توجيه رباني أن الدعاء الذي يستجاب هو ذلك الدعاء‬
‫الموجه ل سبحانه وحده‪.‬‬
‫خاُفو َ‬
‫ن‬ ‫حَمَتُه َوَي َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫جو َ‬ ‫ب َوَيْر ُ‬‫سيَلةَ َأّيُهْم َأْقَر ُ‬
‫ن ِإَلى َرّبِهُم اْلَو ِ‬ ‫ن َيْبَتُغو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬ ‫ك اّلِذي َ‬ ‫الية ‪ُ :57‬أوَلـِئ َ‬
‫حُذورًا‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬ ‫ك َكا َ‬ ‫ب َرّب َ‬ ‫عَذا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عَذاَبُه ِإ ّ‬
‫َ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن الذين يدعون ال سبحانه من المؤمنين يطلبون التقرب إليه‬
‫ويتنافسون في ذلك لنيل القرب منه سبحانه وبدعائهم وتضرعهم يرجون رحمته سبحانه‬
‫ويخافون ويحذرون عذابه الذي أعده سبحانه للكافرين‪.‬‬
‫ضُتْم‬
‫عَر ْ‬ ‫جاُكْم ِإَلى اْلَبّر َأ ْ‬
‫ل ِإّياُه َفَلّما َن ّ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫عو َ‬ ‫ل َمن َتْد ُ‬ ‫ضّ‬ ‫حِر َ‬ ‫ضّر ِفي اْلَب ْ‬ ‫سُكُم اْل ّ‬ ‫الية ‪َ :67‬وِإَذا َم ّ‬
‫ن َكُفورًا‪.‬‬ ‫سا ُ‬‫لْن َ‬
‫نا ِ‬ ‫َوَكا َ‬
‫يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬يخبر تعالى أن الناس إذا مسهم الضر دعوه منيبين‬
‫إليه مخلصين له الدين ولهذا قال تعالى ) وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إل إياه (‬
‫أي ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير ال تعالى (‪ .....‬وقوله ) فلما نجاكم إلى البر أعرضتم (‬
‫نسيتم ما عرفتم من توحيده في ا لبحر ‪ ,‬وأعرضتم عن دعائه وحده لشريك له ) وكان النسان‬
‫كفورا( أي سجيته هذا ينسى النعم ويجحدها إل من عصم ال سبحانه‪.‬‬
‫طانًا‬
‫سْل َ‬‫ك ُ‬ ‫جَعل ّلي ِمن ّلُدن َ‬ ‫ق َوا ْ‬‫صْد ٍ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫جِني ُم ْ‬ ‫خِر ْ‬ ‫ق َوَأ ْ‬‫صْد ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫خَ‬ ‫خْلِني ُمْد َ‬ ‫ب َأْد ِ‬‫الية ‪َ :80‬وُقل ّر ّ‬
‫صيرًا‪.‬‬ ‫ّن ِ‬
‫قال المفسرون أن هذه الية الكريمة نزلت في رسول ال صلى ال عليه وسلم حين خرج من‬
‫مكة المكرمة وتوجه إلى المدينة المنورة فوصفهما بمدخل صدق ومخرج صدق‪ .‬وهذه الية‬
‫الكريمة تصلح أن يدعوا بها المؤمن ربه في كل شؤونه وحاجاته ‪ ،‬ومنها ما جاء في صفوة‬
‫التفاسير ) وقل رب أدخلني مدخل صدق ( أي قل يارب أدخلني قبري مدخل صدق أي إدخا ً‬
‫ل‬
‫حسنًا )وأخرجني مخرج صدق( أي أخرجني من قبري عند البعث إخراجًا حسنًا وهذا قول إبن‬
‫عباس )رضي ال عنه(‪ ) .‬واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرا( أي اجعل لي قوة ومنعة‬
‫تنصرني بها على أعدائك وتعز بها دينك ‪ .‬وقد إستجاب ال دعاءه فنصره على العداء وأعل‬
‫ديته على سائر الديان‪.‬‬
‫جَهْر‬‫ل َت ْ‬
‫سَنى َو َ‬ ‫حْ‬ ‫سَماء اْل ُ‬‫لْ‬ ‫عوْا َفَلُه ا َ‬‫ن َأّيا ّما َتْد ُ‬‫حَمـ َ‬
‫عوْا الّر ْ‬ ‫ل َأِو اْد ُ‬ ‫عوْا ا ّ‬ ‫ل اْد ُ‬‫الية ‪ُ :110‬ق ِ‬
‫ل‪.‬‬
‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن َذِل َ‬ ‫ت ِبَها َواْبَتِغ َبْي َ‬ ‫خاِف ْ‬‫ل ُت َ‬‫ك َو َ‬ ‫لِت َ‬‫صَ‬ ‫ِب َ‬
‫يقول المام الغزالي )رحمه ال( في إسم ) ال( ‪ :‬إعلم أن هذا السم أعظم أسما ال عز وجل‬
‫من بين التسعة والتسعين لنه دال على الذات الجامعة لصفات اللهية كلها حتى ليشذ منها‬
‫شئ‪ ) .‬كتاب المقصد السنى ( ‪ .‬فأنت أيها المسلم حين تدعوا ال سبحانه تدعوه بأعظم أسمائه‬
‫وكذلك دعاءك بالسماء الحسنى الخرى ومنها الرحمن فكلها أسماء ال ‪ ،‬وهو سبحانه يدعوك‬
‫أن تدعوه بأسمائه الحسنى وتتوسل إليه بها ليجيب دعاءك ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫سورة الكهف‬
‫شدًا‪.‬‬‫ن َأْمِرَنا َر َ‬
‫ئ َلَنا ِم ْ‬
‫حَمًة َوَهّي ْ‬ ‫ك َر ْ‬‫ف َفَقاُلوا َرّبَنا آِتَنا ِمن ّلُدن َ‬ ‫الية ‪ِ : 10‬إْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ‬
‫يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير في هذه الية الكريمة ‪ :‬يخبر ال تعالى عن أولئك‬
‫الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم لئل يفتنوهم عنه ‪ ........‬فقالوا حين دخلوا الكهف سائلين من‬
‫ال تعالى رحمته ولطفه بهم ) ربنا آتنا من لدنك رحمة ( أي ربنا هب لنا من عندك رحمة‬
‫ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا ) وهئ لنا من أمرنا رشدا( أي وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬فالمؤمن في شدته وحيرته يكون توجهه إلى ربه سبحانه يطلب منه الرحمة والرشد‬
‫والسداد للحفاظ على دينه وثبات قلبه على عقيدته التوحيدية فالمثبت عليها هو ال سبحانه‬
‫برحمته‪,‬‬
‫عَو ِمن ُدوِنِه‬ ‫ض َلن ّنْد ُ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َوا َْ‬‫سَماَوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫عَلى ُقُلوِبِهْم ِإْذ َقاُموا َفَقاُلوا َرّبَنا َر ّ‬ ‫طَنا َ‬ ‫الية ‪َ :14‬وَرَب ْ‬
‫ططًا‪.‬‬ ‫شَ‬ ‫ِإَلهًا َلَقْد ُقْلَنا ِإذًا َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬استجاب ال سبحانه لفتية الكهف فربط على قلوبهم وثبتهم على دينهم وعقيدتهم‬
‫التوحيدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الدعاء ليكون إل ل سبحانه فهو رب السموات والرض ومن فيهن فل أمر إل‬
‫أمره سبحانه ول إله في السموات والرض غيره سبحانه ولحكم إل له ول مجيب بالحق‬
‫غيره ‪.‬‬
‫ل وكذبًا وبهتانا وافتراًء على‬ ‫ومن دعا غيره على الطلق فقد قال شططًا أي باط ً‬ ‫‪-3‬‬
‫ال سبحانه‪.‬‬
‫عْيَنا َ‬
‫ك‬ ‫جَهُه َولَ َتْعُد َ‬ ‫ن َو ْ‬‫ي ُيِريُدو َ‬ ‫شّ‬ ‫ن َرّبُهم ِباْلَغَداِة َواْلَع ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬‫ك َمَع اّلِذي َ‬‫سَ‬ ‫صِبْر َنْف َ‬
‫الية ‪َ : 28‬وا ْ‬
‫ن َأْمُرُه ُفُرطًا‪.‬‬‫عن ِذْكِرَنا َواّتَبَع َهَواُه َوَكا َ‬ ‫غَفْلَنا َقْلَبُه َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫طْع َم ْ‬ ‫ل ُت ِ‬
‫حَياِة الّدْنَيا َو َ‬
‫عْنُهْم ُتِريُد ِزيَنَة اْل َ‬ ‫َ‬
‫يقول الشيخ احمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬أي اجلس مع الذين يذكرون ال ويهللونه ويحمدونه‬
‫ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد ال سواًء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء‬
‫أو ضعفاء‪.‬‬
‫وأقول ‪ :‬في هذه الية الكريمة توجيه إلهي لمصاحبة المؤمنين الخيار من هذه المة الذين‬
‫ل ونهارًا غايتهم وجه ال ورضاه وعفوه‬ ‫تعلقت قلوبهم بال وبمحبته وبدعائه سبحانه لي ً‬
‫ومغفرته ورحمته ‪ ،‬وأن ليصاحب المؤمن أهل زينة الدنيا من الغافلين عن ذكر ال سبحانه‬
‫ومتبعي الهوى والذين فرطوا في دينهم حبًا بالدنيا وشهواتها وطيباتها ونسوا ال الذي خلق لهم‬
‫الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫سورة مريم‬
‫شقِّيا}‪{4‬‬
‫ك َربّ َ‬
‫عاِئ َ‬
‫شْيبًا َوَلْم َأُكن ِبُد َ‬
‫س َ‬
‫ل الّرْأ ُ‬
‫شَتَع َ‬
‫ظُم ِمّني َوا ْ‬
‫ن اْلَع ْ‬
‫ب ِإّني َوَه َ‬
‫ل َر ّ‬‫اليات ‪َ : 6-4‬قا َ‬
‫ك َوِلّيا}‪{5‬‬ ‫ب ِلي ِمن ّلُدن َ‬ ‫عاِقرًا َفَه ْ‬‫ت اْمَرَأِتي َ‬‫ي ِمن َوَراِئي َوَكاَن ِ‬ ‫ت اْلَمَواِل َ‬
‫خْف ُ‬
‫َوِإّني ِ‬
‫ضّيا}‪.{6‬‬ ‫ب َر ِ‬‫جَعْلُه َر ّ‬‫ب َوا ْ‬
‫ل َيْعُقو َ‬
‫نآِ‬ ‫ث ِم ْ‬‫َيِرُثِني َوَيِر ُ‬
‫يقول الدكتور محمود شلتوت في كتابه ) السلم عقيدة وشريعة ( ‪ :‬وفي دعاء زكريا لربه ما يجدر‬
‫بالنسان الكامل أن يقف عنده وأن يتذوقه حتى يملك عليه نفسه وحتى يؤمن بما آمن به المقربون‬
‫من محبة الولد والحرص على طلبه والحصول عليه‪.‬‬
‫وأقول ‪ :‬في هذه آليات المباركات بيان إلهي أن زكريا عليه السلم رغم كبر سنه ووهنه وشيبته لم‬
‫ييأس أبدًا من دعاء ربه سبحانه مؤمنًا بصورة مطلقة أن ال سبحانه سيستجيب دعاَئه وأن ليرده ‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫ويفصح زكريا عليه السلم عن الغاية من دعائه للسباب التي ذكرها حيث يطلب زكريا عليه‬
‫السلم ولدًا ليرثه ويرث من آل يعقوب ويدعوا له ال سبحانه أن يجعله رضيًا‪ .‬يقول محمد علي‬
‫الصابوني ) واجعله رب رضيا( أي اجعله يارب مرضيًا عندك ‪.‬‬
‫قال الرازي ‪ :‬قدم زكريا عليه السلم على طلب الولد أمورًا ثلثة‪ -:‬أحدها كونه ضعيفًا والثاني أن‬
‫ال مارد طلبه البتة والثالث كون المطلوب بالدعاء سببًا للمنفعة في الدين ثم صرح سؤال الولد‬
‫وذلك مما يزيد الدعاء توكيدًا لما فيه من العتماد على حول ال وقوته والتبري عن السباب‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫شِقّيا ‪.‬‬
‫عاء َرّبي َ‬
‫ن ِبُد َ‬
‫ل َأُكو َ‬
‫سى َأ ّ‬
‫عَ‬‫عو َرّبي َ‬
‫ل َوَأْد ُ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن ِمن ُدو ِ‬
‫عو َ‬
‫عَتِزُلُكْم َوَما َتْد ُ‬
‫الية ‪َ :48‬وَأ ْ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن إبراهيم عليه السلم أخبر قومه أنه سيعتزلهم ويتركهم هم وما‬
‫يعبدون من دون ال سبحانه من الصنام‪ .‬وأنه عليه السلم أخبرهم أنه سيدعوا ربه سبحانه موقنًا‬
‫أن ال سبحانه سيستجيب لدعائه ‪ .‬وفي هذا موقف حاسم من إبراهيم عليه السلم بترك الصنام‬
‫نهائيًا والتوجه بكليته إلى توحيد ال سبحانه والدعاء منه وحده سبحانه موقنًا باستجابة دعائه ‪ .‬يقول‬
‫محمد علي الصابوني ‪ :‬وهكذا اعتزل إبراهيم عليه السلم أباه وقومه وعبادتهم للوثان وهجر‬
‫الهل والوطان فلم يتركه ال )سبحانه( وحيدًا بل وهبه ذرية وعوضه خيرَا‪.‬‬
‫سورة طه‬
‫ساِني}‬‫عْقَدًة ّمن ّل َ‬
‫ل ُ‬‫حُل ْ‬
‫سْر ِلي َأْمِري}‪َ {26‬وا ْ‬ ‫صْدِري}‪َ {25‬وَي ّ‬ ‫ح ِلي َ‬ ‫شَر ْ‬‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ : 35-25‬قا َ‬
‫‪{27‬‬
‫شُدْد ِبِه َأْزِري}‪{31‬‬ ‫خي}‪ {30‬ا ْ‬ ‫ن َأ ِ‬‫ن َأْهِلي}‪َ {29‬هاُرو َ‬ ‫جَعل ّلي َوِزيرًا ّم ْ‬ ‫َيْفَقُهوا َقْوِلي}‪َ {28‬وا ْ‬
‫صيرًا}‪.{35‬‬ ‫ت ِبَنا َب ِ‬
‫ك ُكن َ‬ ‫ك َكِثيرًا}‪ِ {34‬إّن َ‬ ‫ك َكِثيرًا}‪َ {33‬وَنْذُكَر َ‬ ‫حَ‬ ‫سّب َ‬
‫ي ُن َ‬
‫شِرْكُه ِفي َأْمِري}‪َ {32‬ك ْ‬ ‫َوَأ ْ‬
‫عندما أمر ال سبحانه نبيه موسى عليه السلم بالذهاب إلى فرعون ودعوته لتوحيد ال سبحانه‬
‫طَغى ‪ .‬طه}‪ ( {24‬عندها توجه موسى عليه السلم بالدعاء من‬ ‫ن ِإّنُه َ‬
‫عْو َ‬‫ب ِإَلى ِفْر َ‬ ‫بقوله تعالى )اْذَه ْ‬
‫ال سبحانه أن يشرح له صدره وينوره باليمان ويطمئنه بالنصر والتأييد على فرعون ثم يسأله‬
‫سبحانه أن ييسر له هذا المر العظيم الجليل بمواجهة أعتى الملوك والجبابرة والظلمة المتجبرين‬
‫والذي ادعى اللوهية ‪ .‬ثم يسأله سبحانه أن يطلق لسانه بالكلم البين الواضح والحجة الواضحة‬
‫التي للبس فيها وذلك لكي يفهموا ويفقهوا قوله عليه السلم دون أي شك أو تأويل ‪ .‬ثم يدعوه‬
‫سبحانه أن يجعل له مساعدًا ومستشارًا من أهل بيته أخاه هارون عليه السلم ‪ ،‬حيث أن مشاركة‬
‫أخيه معه في أمره ودعوته ومحاججته فرعون نصر له وتأييد له يرفع من معنوياته ويقوي موقفه‬
‫أمام ذلك المتجبر المتغطرس الظالم‪.‬‬
‫ب ِزْدِني‬
‫حُيُه َوُقل ّر ّ‬ ‫ك َو ْ‬‫ضى ِإَلْي َ‬
‫ل َأن ُيْق َ‬‫ن ِمن َقْب ِ‬‫ل ِباْلُقْرآ ِ‬
‫جْ‬‫ل َتْع َ‬‫ق َو َ‬‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬
‫ل اْلَمِل ُ‬
‫الية ‪َ :114‬فَتَعاَلى ا ُّ‬
‫عْلمًا‪.‬‬‫ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يأمر ال سبحانه نبيه الكريم محمد صلى ال عليه وسلم أن يدعوه سبحانه‬
‫ليزيده علمًا ‪ .‬يقول محمد علي الصابوني ‪ :‬أي سل ال سبحانه زيادة العلم النافع ‪ .‬يقول الطبري ‪:‬‬
‫أمره بمسألته من فوائد العلم مال يعلم‪ .‬وجاء في تفسير الجللين ‪) :‬فتعالى ال الملك الحق( عما‬
‫يقول المشركون )ول تعجل بالقرآن( أي بقراءته )من قبل أن يقضى إليك وحيه( أي يفرغ جبريل‬
‫من إبلغه )وقل رب زدني علما( أي بالقرآن فكلما انزل عليه شيء منه زاد به علمه‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬وهذا الدعاء المبارك يجب أن يدعوا به كل طالب علم وكل سالك لمسالك العلم والبحث في‬
‫كل مجال لينال بفضل ال زيادة في العلم والفهم وتيسير طرق طلب العلم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫سورة النبياء‬
‫ن}‪{83‬‬ ‫حِمي َ‬ ‫حُم الّرا ِ‬‫ت َأْر َ‬ ‫ضّر َوَأن َ‬‫ي ال ّ‬ ‫سِن َ‬
‫ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني َم ّ‬ ‫الية ‪َ : 84-83‬وَأّيو َ‬
‫ن}‬‫عنِدَنا َوِذْكَرى ِلْلَعاِبِدي َ‬ ‫ن ِ‬‫حَمًة ّم ْ‬ ‫ضّر َوآَتْيَناُه َأْهَلُه َوِمْثَلُهم ّمَعُهْم َر ْ‬‫شْفَنا َما ِبِه ِمن ُ‬ ‫جْبَنا َلُه َفَك َ‬
‫سَت َ‬
‫َفا ْ‬
‫‪.{84‬‬
‫في هذه الية الكريمة بيان رباني أن النسان مهما علت درجته في الدنيا ومهما كان مقربًا من ال‬
‫سبحانه وحتى لو كان نبيًا فهو معرض للبلء والبتلء والمتحان ومس الضر له إلى درجة مؤذية‬
‫له جسديًا أو نفسيًا أو غير ذلك‪ .‬وعندها يتوجه بصدق وإخلص وإيمان كامل مطلق بال سبحانه‬
‫إلى ربه العظيم الكريم الذي ليرفع الضر والبلء إل هو‪ .‬فهذا أيوب عليه السلم يتوجه بكل‬
‫ل برحمة ربه سبحانه الذي هو أرحم الراحمين سبحانه ليرفع عنه الضر والبلء ‪.‬‬ ‫جوارحه متوس ً‬
‫فاستجاب له ربه سبحانه فرفع عنه الضر والبلء وآتاه مثل ما فقد من الولد مرتين وذلك من رحمة‬
‫ال سبحانه وليكون ذكرى للعابدين ربهم بإيمان وصدق وإخلص وتوكل مطلق عليه سبحانه‪.‬‬
‫الية ‪:87‬‬
‫ك ِإّني‬‫حاَن َ‬
‫سْب َ‬‫ل َأنتَ ُ‬ ‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ت َأن ّ‬ ‫ظُلَما ِ‬‫عَلْيِه َفَناَدى ِفي ال ّ‬ ‫ن َأن ّلن ّنْقِدَر َ‬ ‫ظّ‬‫ضبًا َف َ‬
‫ب ُمَغا ِ‬ ‫ن ِإذ ّذَه َ‬ ‫َوَذا الّنو ِ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ت ِم َ‬ ‫ُكن ُ‬
‫وهذا نبي آخر من أنبياء ال يتوجه إلى ربه سبحانه هو صاحب الحوت يونس عليه السلم الذي‬
‫دعا ربه أن يخلصه مما هو فيه من كرب وشدة في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل‬
‫متوسلً بتوحيده ل سبحانه مقرًا بذنبه مستغيثًا بال سبحانه ليخلصه مما هو فيه ‪.‬إن دعاء يونس‬
‫عليه السلم ) ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( وعد ال سبحانه أن ينجي به المؤمنين‬
‫الذين يدعون في حالة الشدة والبلء حيث قال سبحانه في الية التالية ‪ :‬فاستجبنا له ونجيناه من الغم‬
‫وكذلك ننجي المؤمنين‪.‬‬
‫ن}‪{89‬‬ ‫خْيُر اْلَواِرِثي َ‬
‫ت َ‬ ‫ل َتَذْرِني َفْردًا َوَأن َ‬ ‫ب َ‬ ‫الية ‪َ :90-89‬وَزَكِرّيا ِإْذ َناَدى َرّبُه َر ّ‬
‫غبًا‬
‫عوَنَنا َر َ‬‫ت َوَيْد ُ‬
‫خْيَرا ِ‬ ‫ن ِفي اْل َ‬ ‫عو َ‬ ‫ساِر ُ‬ ‫جُه ِإّنُهْم َكاُنوا ُي َ‬‫حَنا َلُه َزْو َ‬ ‫صَل ْ‬
‫حَيى َوَأ ْ‬ ‫جْبَنا َلُه َوَوَهْبَنا َلُه َي ْ‬‫سَت َ‬
‫َفا ْ‬
‫ن}‪.{90‬‬ ‫شِعي َ‬‫خا ِ‬ ‫َوَرَهبًا َوَكاُنوا َلَنا َ‬
‫وهذا نبي آخر من أنبياء ال الكرام عليهم السلم يتوجه إلى ربه سبحانه طالبًا منه أن يفرج همه‬
‫ل بعبوديته ل سبحانه حيث يقول ) رب لتذرني فردًا (‬ ‫وغمه بإعطائه ذرية لكي ليبقى فردًا متوس ً‬
‫فال سبحانه هو الرب وزكريا عليه السلم هو العبد ل سبحانه وهو يدعوا ال تعالى بهذه الصفة )‬
‫ل بها لستجابة دعائه وكانت الستجابة بأن وهبه ال سبحانه ولدًا هو يحي عليه‬ ‫العبودية ( متوس ً‬
‫السلم ‪ .‬فقد كان زكريا عليه السلم يدعوا ربه رغبًا بما عند ال سبحانه من خير وفضل ورهبًا من‬
‫جبروت ال وقوته سبحانه وكان هو وزوجه يسارعون في الخيرات خاشعين ل تعالى‪.‬‬
‫سورة الحج‬
‫الية ‪:13-11‬‬
‫جِهِه‬‫عَلى َو ْ‬‫ب َ‬ ‫صاَبْتُه ِفْتَنٌة انَقَل َ‬
‫ن َأ َ‬‫طَمَأنّ ِبِه َوِإ ْ‬
‫خْيٌر ا ْ‬
‫صاَبُه َ‬ ‫ن َأ َ‬ ‫ف َفِإ ْ‬
‫حْر ٍ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ل َ‬
‫س َمن َيْعُبُد ا َّ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫َوِم َ‬
‫ل َينَفُعُه‬
‫ضّرُه َوَما َ‬‫ل َي ُ‬ ‫ل َما َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عو ِمن ُدو ِ‬ ‫ن}‪َ {11‬يْد ُ‬ ‫ن اْلُمِبي ُ‬
‫سَرا ُ‬‫خْ‬ ‫ك ُهَو اْل ُ‬
‫خَرَة َذِل َ‬
‫لِ‬ ‫سَر الّدْنَيا َوا ْ‬
‫خِ‬ ‫َ‬
‫شيُر}‪.{13‬‬ ‫س اْلعَ ِ‬‫س اْلَمْوَلى َوَلِبْئ َ‬ ‫ب ِمن ّنْفعِِه َلِبْئ َ‬ ‫ضّرُه َأْقَر ُ‬‫عو َلَمن َ‬ ‫ل اْلَبِعيُد}‪َ {12‬يْد ُ‬ ‫لُ‬‫ضَ‬ ‫ك ُهَو ال ّ‬ ‫َذِل َ‬
‫في هذه اليات الكريمة معاني عالية يبينها ال سبحانه للناس ليتدبروها ‪- :‬‬
‫أن هناك بعض الناس يعبد ال سبحانه على شك وعدم يقين أو على طرف من الدين‬ ‫‪-1‬‬
‫فإن أصابه خير وبركة اطمأن واستبشر بدينه وفرح بذلك ومنهم من إذا أصيب بفتنة في‬

‫‪57‬‬
‫الدنيا ووقع له مال يسره إنقلب وارتد عن دينه وبذلك خسر الدنيا وخسر رضى ال سبحانه‬
‫في الخرة وهذا أعظم خسران للنسان أن يخسر دنيا وآخرته ‪.‬‬
‫يبين ال سبحانه أن هذا الخاسر المرتد يدعوا من دون ال سبحانه من لينفعه ول‬ ‫‪-2‬‬
‫يضره لنه ليملك من أمر الدنيا والخرة شئ وذلك هو الضلل البعيد عن دين ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم يبين سبحانه أن هذا الضال المرتد يدعوا من دون ال من الوثان والصنام‬
‫وغيرها ما ضرره أقرب من نفعه حيث يعتقد أن المدعو ينفعه وبذلك يبتعد عن دعاء ال‬
‫فيقع في الضلل والشرك بال سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫خُلُقوا ُذَبابًا‬
‫ل َلن َي ْ‬
‫ن ا ِّ‬‫ن ِمن ُدو ِ‬‫عو َ‬‫ن َتْد ُ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَتِمُعوا َلُه ِإ ّ‬
‫ل َفا ْ‬
‫ب َمَث ٌ‬
‫ضِر َ‬ ‫س ُ‬ ‫الية ‪َ :73‬يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫طُلو ُ‬‫ب َواْلَم ْ‬
‫طاِل ُ‬
‫ف ال ّ‬
‫ضُع َ‬‫سَتنِقُذوُه ِمْنهُ َ‬ ‫ل َي ْ‬
‫شْيئًا ّ‬
‫ب َ‬ ‫سُلْبُهُم الّذَبا ُ‬
‫جَتَمُعوا َلُه َوِإن َي ْ‬
‫َولَِو ا ْ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن جميع مايدعوه الناس من أصنام وأوثان ومخلوقات‬
‫بشرية وغير بشرية من دون ال لن يستطيعوا أن يخلقوا ذبابة واحدة ولو اجتمعوا لذلك جميعهم‬
‫إذ لحول لهم ولقوه ولعلم ليقوموا بذلك الخلق ‪ .‬وكل تلك المعبودات والمدعوين من دون ال‬
‫ل يستطيعون استرجاع ما يسلبهم الذباب من حاجاتهم فهم أضعف من ذلك ‪ .‬وفي هذا بيان‬
‫حقارة وضعف وتهافت كل مدعو من دون ال‪.‬‬
‫سورة المؤمنون‬
‫ن‪.‬‬
‫صْرِني ِبَما َكّذُبو ِ‬‫ب ان ُ‬‫ل َر ّ‬‫الية ‪َ :26‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن نبي آخر من أنبياء الله هو نوح عليه السلم دعا‬
‫ربه سبحانه أن ينصره على قومه الذين كذبوه وأنكروا رسالته واستهزؤا‬
‫به ‪ .‬فكانت دعوته مستجابة فحل بقومه دمار شامل أبادهم جميعا ً جزاًء‬
‫على طغيانهم وتجبرهم واستخفافهم برسول الله المرسل إليهم‪.‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫صْرِني ِبَما َكّذُبو ِ‬‫ب ان ُ‬ ‫الية ‪َ :39‬قا َ‬
‫ل َر ّ‬
‫وهذا نبي آخر دعا رب سبحانه بدعاء نوح عليه السلم وكانت الجابة مماثلة وهي تدمير القوم‬
‫الذين كذبوا ذلك الرسول عليه السلم )الذي لم يذكر ال سبحانه اسمه (‪.‬‬
‫ن}‪.{94‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫جَعْلِني ِفي اْلَقْوِم ال ّ‬‫ل َت ْ‬
‫ب َف َ‬
‫ن}‪َ{93‬ر ّ‬ ‫عُدو َ‬
‫ب ِإّما ُتِرَيّني َما ُيو َ‬‫الية ‪ُ :94-93‬قل ّر ّ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر ‪ :‬يقول تعالى آمرا ً نبيه محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم أن يدعوا بهذا الدعاء عند حلول النقم ) رب إما تريني ما يوعدون (‬
‫أي إن عاقبتهم ) أي المشركين ( وأنا شاهد ذلك فل تجعلني فيهم ‪.‬‬
‫وأقول ‪:‬هذا دعاء عظيم يسأل فيه المؤمن ربه أن ليجعله مع القوم‬
‫الظالمين لنفسهم إذا عاقبهم ربهم سبحانه بعقوبة دنيوية مهينة لهم في‬
‫هذه الحياة‪.‬‬
‫ن}‬‫ضُرو ِ‬‫ح ُ‬ ‫ب َأن َي ْ‬‫ك َر ّ‬ ‫عوُذ ِب َ‬
‫ن}‪َ{97‬وَأ ُ‬ ‫طي ِ‬
‫شَيا ِ‬
‫ت ال ّ‬
‫ن َهَمَزا ِ‬‫ك ِم ْ‬‫عوُذ ِب َ‬ ‫الية ‪َ :98-97‬وُقل ّر ّ‬
‫ب َأ ُ‬
‫‪.{98‬‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين دعاء كريم آخر يعلمه ال سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم ومن بعده لمته وهو الستعاذة بالله من همزات الشياطين وحيلهم‬
‫وأحابيلهم وأن يحضروه في أي أمر من أموره الحياتية والرسالية ‪ .‬وقد ورد في الحديث أن‬
‫رسول ال صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه كلمات يقولونها عند النوم ‪:‬‬
‫باسم الله أعوذ ب كلمات ال التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات‬
‫الشياطين وأن يحضر ون‪) .‬مسند أحمد ‪. ( 6696‬‬

‫‪58‬‬
‫ن}‪{99‬‬ ‫جُعو ِ‬ ‫ب اْر ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫ت َقا َ‬‫حَدُهُم اْلَمْو ُ‬‫جاء َأ َ‬ ‫حّتى ِإَذا َ‬ ‫الية ‪َ : 100-99‬‬
‫ن}‪{100‬‬ ‫خ ِإَلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬‫ل ِإّنَها َكِلَمٌة ُهَو َقاِئُلَها َوِمن َوَراِئِهم َبْرَز ٌ‬ ‫ت َك ّ‬‫صاِلحًا ِفيَما َتَرْك ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َلَعّلي َأعَْم ُ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين بيان أن الذي يموت من الكافرين والمفَرطين بدين الله‬
‫تمر عليه اللحظة الحاسمة التي لرجعة فيها وهي ساعة الموت عند ذلك يدعوا ربه‬
‫سبحانه أن يرجعه إلى الدنيا لعله يعمل صالحا ً فيما ترك من مال وبنين ومصالح‬
‫ليرضي الله سبحانه ‪ ،‬ولكن هيهات ول استجابة له ولدعائه حتى يوم البعث والنشور‬
‫عَلى الّناِر‬ ‫ى ِإْذ ُوِقُفوْا َ‬ ‫لنه لوعاد لفعل مثلما كان يفعل سابقًا كما جاء في آيات أخرى مثل ‪َ} -:‬وَلْو َتَر َ‬
‫ل َوَلوْ‬
‫ن ِمن َقْب ُ‬ ‫خُفو َ‬‫ل َبَدا َلُهم ّما َكاُنوْا ُي ْ‬ ‫ن {النعام ‪َ} 27‬ب ْ‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬‫ن ِم َ‬ ‫ت َرّبَنا َوَنُكو َ‬ ‫ب ِبآَيا ِ‬‫ل ُنَكّذ َ‬
‫َفَقاُلوْا َيا َلْيَتَنا ُنَرّد َو َ‬
‫ن {النعام ‪.28‬‬ ‫عْنُه َوِإّنُهْم َلَكاِذُبو َ‬
‫ُرّدوْا لََعاُدوْا ِلَما ُنُهوْا َ‬
‫عْدَنا َفِإّنا‬
‫ن ُ‬‫جَنا ِمْنَها َفِإ ْ‬
‫خِر ْ‬ ‫ن}‪َ{106‬رّبَنا َأ ْ‬ ‫ضاّلي َ‬‫شْقَوُتَنا َوُكّنا َقْومًا َ‬ ‫عَلْيَنا ِ‬
‫ت َ‬ ‫غَلَب ْ‬
‫الية ‪َ : 107-106‬قاُلوا َرّبَنا َ‬
‫ن}‪.{107‬‬ ‫ظاِلُمو َ‬ ‫َ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين دعاء ونداء وجواب من أهل النار يعترفون به أن شقاءهم غلب عليهم وأنهم كانوا‬
‫قومًا ظالمين بتكذيب الرسل والشرك وتكذيب البعث والنشور والحساب ‪ .‬ثم يدعون ربهم سبحانه أن يخرجهم من‬
‫النار ليعودوا إلى الحياة الدنيا ليعملوا صالحًا ويقولون إذا عدنا إلى ما كنا عليه من الضلل والكفر والشرك إنهم‬
‫ن {المؤمنون ‪.108‬‬ ‫ل ُتَكّلُمو ِ‬
‫سُؤوا ِفيَها َو َ‬ ‫خَ‬ ‫لا ْ‬ ‫ظالمون‪ .‬فكان الجواب في الية التالية ‪َ} :‬قا َ‬
‫ن‪.‬‬
‫حِمي َ‬ ‫خْيُر الّرا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫حْمَنا َوَأن َ‬‫غِفْر َلَنا َواْر َ‬‫ن َرّبَنا آَمّنا َفا ْ‬‫عَباِدي َيُقوُلو َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ق ّم ْ‬ ‫ن َفِري ٌ‬‫الية ‪ِ :109‬إّنُه َكا َ‬
‫في هذه الية الكريمة إخبار من ال سبحانه أن هناك فريق من عباده هم المؤمنون الموحدون الذين يدعون ربهم‬
‫ن ( فهم يتوسلون بإيمانهم وتوحيدهم لربهم لكي‬ ‫حِمي َ‬‫خْيُر الّرا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫حْمَنا َوَأن َ‬‫غِفْر َلَنا َواْر َ‬ ‫صادقين بقولهم )َرّبَنا آَمّنا َفا ْ‬
‫يغفر لهم ما بدر منهم من ذنوب وخطايا راجين الرحمة من ال سبحانه الذي هو خير الراحمين‪.‬‬
‫ن}‬ ‫ح اْلَكاِفُرو َ‬ ‫ل ُيْفِل ُ‬
‫عنَد َرّبِه ِإّنُه َ‬ ‫ساُبُه ِ‬‫حَ‬‫ن َلُه ِبِه َفِإّنَما ِ‬
‫ل ُبْرَها َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ِإَلهًا آ َ‬
‫ع َمَع ا ِّ‬ ‫الية ‪َ : 118-117‬وَمن َيْد ُ‬
‫ن‪.‬‬‫حِمي َ‬ ‫خْيُر الّرا ِ‬‫ت َ‬ ‫حْم َوَأن َ‬‫غِفْر َواْر َ‬ ‫با ْ‬‫‪َ{117‬وُقل ّر ّ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين أمرين عظيمين في حياة النسان ‪-:‬‬
‫من يشرك بال سبحانه ويدعوا معه إلهًا آخر يسأله مايشاء ولبرهان له إطلقًا حول وجود ذلك‬ ‫‪-1‬‬
‫عَدهم بالخسران وعدم الفلح لنهم كافرون‬ ‫الله ) غير ال تعالى( فإن حسابه على ال وأن ال سبحانه و َ‬
‫بال مشركون به ‪ .‬فالدعاء ليكون إل من ال وحده سبحانه ‪.‬‬
‫توجيه وتعليم للمؤمن كي يدعوا ربه سبحانه أن يغفر له ذنوبه وخطاياه وأن يرحمه إذا صار في‬ ‫‪-2‬‬
‫الحساب بين يدي ال سبحانه وأن ال عز وجل هو خير الراحمين‪.‬‬

‫سورة الفرقان‬
‫غَرامًا ‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫عَذاَبَها َكا َ‬‫ن َ‬‫جَهّنَم ِإ ّ‬
‫ب َ‬ ‫عَذا َ‬ ‫عّنا َ‬‫ف َ‬ ‫صِر ْ‬ ‫ن َرّبَنا ا ْ‬‫ن َيُقوُلو َ‬
‫الية ‪َ :65‬واّلِذي َ‬
‫في هذه الية صفة من صفات عباد الرحمن وهي أنهم يتوجهون إلى ربهم سبحانه بالدعاء منه سبحانه أن‬
‫يصرف عنهم عذاب جهنم الذي أعده سبحانه للكافرين جزاءً لهم على كفرهم بال وبرسالته وأنبيائه الكرام عليهم‬
‫السلم‪.‬‬
‫ل َذِل َ‬
‫ك‬ ‫ن َوَمن َيْفَع ْ‬
‫ل َيْزُنو َ‬
‫حقّ َو َ‬‫ل ِباْل َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫حّرَم ا ُّ‬ ‫س اّلِتي َ‬ ‫ن الّنْف َ‬‫ل َيْقُتُلو َ‬‫خَر َو َ‬‫ل ِإَلهًا آ َ‬
‫ن َمَع ا ِّ‬‫عو َ‬ ‫ل َيْد ُ‬
‫ن َ‬‫الية ‪َ :68‬واّلِذي َ‬
‫ق َأَثامًا‬
‫َيْل َ‬
‫في هذه الية الكريمة صفة أخرى من صفات عباد الرحمن وهي توحيدهم ل سبحانه في العبادة وفي الدعاء فهم‬
‫يدعون ال سبحانه فقط ليمانهم بأنه ليجيب الدعاء سوى ال وحده مالك المر والنهي في الكون القادر على‬
‫الجابة سبحانه ‪.‬وكذلك وردت في الية صفات أخرى لعباد الرحمن وهي أنهم ليقتلون النفس التي حرم ال إل‬
‫بالحق ول يرتكبون كبيرة الزنا لعلمهم بمخالفتها لشرع ال وللعقوبة الكبيرة لمن يفعلها حيث يعذب في جهنم‬
‫خُلْد ِفيِه ُمَهانًا {الفرقان ‪ 69‬ثم‬ ‫ف َلُه اْلَعَذابُ َيْوَم اْلِقَياَمِة َوَي ْ‬‫ع ْ‬ ‫ضا َ‬‫ويهان ويحتقر ويذل كما جاء في الية التالية ‪ُ}:‬ي َ‬
‫يأتي الستثناء ) لمن تاب وعمل صالحًا حيث تبدل سيئاتهم حسنات ويغفر ال سبحانه لهم ويرحمهم( في الية‬
‫حيمًا {الفرقان‬ ‫غُفورًا ّر ِ‬‫ل َ‬ ‫ن ا ُّ‬
‫ت َوَكا َ‬‫سَنا ٍ‬‫حَ‬ ‫سّيَئاِتِهْم َ‬
‫ل َ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ك ُيَبّد ُ‬
‫صاِلحًا َفُأْوَلِئ َ‬
‫ل َ‬ ‫عَم ً‬ ‫ل َ‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬‫ب َوآَم َ‬‫ل َمن َتا َ‬ ‫التالية ‪ِ}:‬إ ّ‬
‫‪ .70‬وهذا من عظيم كرم ال سبحانه لعباده الذين يستزلهم الشيطان فيقعون في الخطيئة ثم تصحو ضمائرهم‬
‫وعقولهم ويتوبون ل سبحانه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ن ِإَمامًا‪.‬‬
‫جَعْلَنا ِلْلُمّتِقي َ‬‫ن َوا ْ‬‫عُي ٍ‬
‫جَنا َوُذّرّياِتَنا ُقّرَة َأ ْ‬ ‫ن َأْزَوا ِ‬‫ب َلَنا ِم ْ‬‫ن َرّبَنا َه ْ‬ ‫ن َيُقوُلو َ‬ ‫الية ‪َ :74‬واّلِذي َ‬
‫وهذه صفة أخرى من صفات عباد الرحمن وهي دعوتهم لربهم سبحانه أن يهب لهم من أزواجهم وذرياتهم من‬
‫البنين والبنات قرة أعين تعمل في طاعة ال وبما يرضي ال سبحانه لكي يفرح بها الباء والمهات ويشكروا ال‬
‫سبحانه على هذه النعمة ثم يدعون ربهم سبحانه أن يجعلهم أئمة وقدوة للمتقين الصالحين الخائفين من ربهم‬
‫العابدين له حسب شريعته ودينه ‪.‬‬
‫ن ِلَزامًا ‪.‬‬
‫ف َيُكو ُ‬ ‫سْو َ‬ ‫عاُؤُكْم َفَقْد َكّذْبُتْم َف َ‬
‫ل ُد َ‬ ‫ل َما َيْعَبُأ ِبُكْم َرّبي َلْو َ‬ ‫الية ‪ُ :77‬ق ْ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن الدعاء من أعظم المور في حياة النسان عامة والمؤمنين خاصة إذ لول الدعاء‬
‫والتضرع والتوسل والخضوع المطلق ل لما أعارهم ال سبحانه أي أهمية أو نظر إليهم أو خصهم بالخير والعفو‬
‫والمغفرة يوم القيامة‪ .‬يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬وقوله ) فقد كذبتم( أي أيها الكافرون ) فسوف‬
‫يكون لزاما( أي فسوف يكون تكذيبكم لزامًا لكم يعني مقتضيًا لهلككم وعذابكم ودماركم في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫الشعراء‬
‫جَعْلِني‬
‫ن}‪َ {84‬وا ْ‬ ‫خِري َ‬ ‫لِ‬ ‫ق ِفي ا ْ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫جَعل ّلي ِل َ‬ ‫ن}‪َ {83‬وا ْ‬ ‫حي َ‬‫صاِل ِ‬ ‫حْقِني ِبال ّ‬ ‫حْكمًا َوَأْل ِ‬‫ب ِلي ُ‬ ‫ب َه ْ‬ ‫الية ‪َ :87-83‬ر ّ‬
‫ن}‪.{87‬‬ ‫خِزِني َيْوَم ُيْبَعُثو َ‬ ‫ل ُت ْ‬‫ن}‪َ {86‬و َ‬ ‫ضاّلي َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫لِبي ِإّنُه َكا َ‬‫غِفْر َِ‬ ‫جّنِة الّنِعيِم}‪َ {85‬وا ْ‬ ‫ِمن َوَرَثِة َ‬
‫في هذه اليات الكريمة يدعوا إبراهيم عليه السلم ربه سبحانه بأمور متعددة وهي‪-:‬‬
‫يسأل ال سبحانه أن يهب له حكمًا أي أن يهب له الفهم والعلم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يلحقه سبحانه في زمرة عباد ال الصالحين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يجعل له ذكرًا حسنًا وثناءً عطرًا فيمن يأتي بعده إلى يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن يجعل مقامه في جنة النعيم التي أعدها ال سبحانه للمؤمنين المتقين من عباده‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬يدعوا لوالده بالصفح والمغفرة من ال سبحانه وهدايته للسلم لنه من الضالين عن سبيل الهدى لنه‬
‫وعد والده أن يستغفر له ويدعوا له بالهداية ‪ .‬وكان أبوه قد وعده أن يؤمن ولذلك دعا له واستغفر ) تفسير‬
‫عن‬‫ل َ‬ ‫لِبيِه ِإ ّ‬
‫سِتْغَفاُر ِإْبَراِهيَم َِ‬
‫نا ْ‬ ‫القرطبي (‪ .‬فلما بان له أنه ليفي تبرأ منه وقد قال ال سبحانه بحقه }َوَما َكا َ‬
‫حِليٌم {التوبة ‪.114‬‬ ‫ن ِإْبَراِهيَم لّواٌه َ‬ ‫ل َتَبّرَأ ِمْنُه ِإ ّ‬ ‫عُدّو ِّ‬ ‫ن َلُه َأّنُه َ‬‫عَدَها ِإّياُه َفَلّما َتَبّي َ‬
‫عَدٍة َو َ‬
‫ّمْو ِ‬
‫طلب من ربه أن ليذله ول يخزيه ول يهينه يوم القيامة يوم يبعث الناس للحساب أمام رب‬ ‫‪-6‬‬
‫العالمين سبحانه‪.‬‬

‫ن}‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬
‫جِني َوَمن ّمِعي ِم َ‬ ‫ح َبْيِني َوَبْيَنُهْم َفْتحًا َوَن ّ‬‫ن}‪َ{117‬فاْفَت ْ‬ ‫ن َقْوِمي َكّذُبو ِ‬ ‫ب ِإ ّ‬ ‫ل َر ّ‬‫الية ‪َ :118-117‬قا َ‬
‫‪.{118‬‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين ينين ال سبحانه ‪:‬‬
‫قول نوح عليه السلم لربه سبحانه أن قومه كذبوه ولم يؤمنوا برسالته إل قليل منهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يدعوا نوح عله السلم ربه تعالى أن يحكم بينه وبين قومه الذين استمروا على كفرهم وضللهم‬ ‫‪-2‬‬
‫ح َأّنُه َلن‬
‫ي ِإَلى ُنو ٍ‬ ‫حَ‬ ‫وتكذيبهم له وأنهم لن يستجيبوا له بعد ذلك كما أخبر سبحانه في الية التالية ‪َ} :‬وُأو ِ‬
‫ن {هود ‪. 36‬‬ ‫س ِبَما َكاُنوْا َيْفَعُلو َ‬ ‫ل َتْبَتِئ ْ‬‫ن َف َ‬‫ل َمن َقْد آَم َ‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ن ِمن َقْوِم َ‬ ‫ُيْؤِم َ‬
‫يدعو من ربه سبحانه أن ينجيه ومن معه من المؤمنين ويخرجهم من بين الكافرين سالمين‬ ‫‪-3‬‬
‫بدينهم وأبدانهم ‪ .‬فاستجاب له ربه تعالى كما جاء في اليتين التاليتين ‪ :‬فأنجبناه َوَمن ّمَعُه ِفي اْلُفْل ِ‬
‫ك‬
‫ن}‪.{120‬‬ ‫غَرْقَنا َبْعُد اْلَباِقي َ‬
‫ن}‪ُ {119‬ثّم َأ ْ‬ ‫حو ِ‬‫شُ‬ ‫اْلَم ْ‬
‫ن‪.‬‬‫جِني َوَأْهِلي ِمّما َيْعَمُلو َ‬ ‫ب َن ّ‬
‫الية ‪َ : 169‬ر ّ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء لوط عليه السلم يدعو ربه سبحانه أن ينجيه وأهله مما كان يعمل قومه من السوء‬
‫والفساد والكفر ‪.‬يقول محمد علي الصابوني ‪ :‬أي نجني من العذاب الذي يستحقونه بعملهم القبيح أنا وأهلي‪.‬‬
‫ن‪.‬‬‫ن اْلُمَعّذِبي َ‬
‫ن ِم َ‬ ‫خَر َفَتُكو َ‬ ‫ل ِإَلهًا آ َ‬
‫ع َمَع ا ِّ‬‫ل َتْد ُ‬
‫الية ‪َ :213‬ف َ‬
‫ن ل يدعون مع ال إلها آخر إتخذوه‬ ‫في هذه الية الكريمة تحذير شديد وإنذار من ال سبحانه للناس جميعًا أ ِ‬
‫من المخلوقات أو المنحوتات أو الصنام أو غير ذلك مما خلق ال سبحانه ‪ .‬ومن ليأتمر بأمر ال سبحانه‬
‫فسيكون مصيره مع الكافرين والمشركين والمنافقين في العذاب المهين‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫سورة النمل‬
‫عَم َ‬
‫ل‬ ‫ن َأ ْ‬‫ي َوَأ ْ‬
‫عَلى َواِلَد ّ‬ ‫ي َو َ‬‫عَل ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ك اّلِتي َأْنَعْم َ‬ ‫شُكَر ِنْعَمَت َ‬‫ن َأ ْ‬
‫عِني َأ ْ‬‫ب َأْوِز ْ‬‫ل َر ّ‬ ‫حكًا ّمن َقْوِلَها َوَقا َ‬ ‫ضا ِ‬‫سَم َ‬ ‫الية ‪َ :19‬فَتَب ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫حي َ‬‫صاِل ِ‬
‫ك ال ّ‬ ‫عَباِد َ‬ ‫ك ِفي ِ‬ ‫حَمِت َ‬ ‫خْلِني ِبَر ْ‬ ‫ضاُه َوَأْد ِ‬‫صاِلحًا َتْر َ‬‫َ‬
‫في هذه الية الكريمة نبي كريم من أنبياء ال سبحانه عليهم السلم يتوجه إلى ربه سبحانه الذي أنعم عليه بل‬
‫حدود يشكره على نعمة واحدة من نعمه العظيمة سبحانه هو سليمان عليه السلم ويطلب من ربه أن يلهمه‬
‫ويوفقه لشكر ربه على نعمه عليه وعلى والديه وأن يوفقه ) وهو نبي ( أن يعمل صالحًا من العمال يرضاه ربه‬
‫ل برحمته أن‬ ‫سبحانه ويتقبله منه شكرًا على فضل ال عليه وعلى والديه ‪ .‬ثم يدعوا ربه سبحانه وتعالى متوس ً‬
‫يدخله في زمرة عباده الصالحين الذين رضي ال عنهم وأعد لهم جنات الخلد وما فيها من نعيم وخير ليعلمه إل‬
‫هو سبحانه‪.‬‬
‫ن‪.‬‬‫ل ّما َتَذّكُرو َ‬ ‫ل َقِلي ً‬
‫ض َأِإَلٌه ّمَع ا ِّ‬
‫لْر ِ‬ ‫جَعُلُكْم خَُلَفاء ا َْ‬‫سوءَ َوَي ْ‬‫ف ال ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫عاُه َوَيْك ِ‬ ‫طّر ِإَذا َد َ‬ ‫ضَ‬ ‫ب اْلُم ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫الية ‪َ : 62‬أّمن ُي ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه نعمة من نعمه العظيمة التي لحصر لها وهي نعمة إجابة المضطر‬
‫المحتاج إلى عون ال ورحمته إذا دعاه وأنه هو سبحانه وحده الذي يجيب الدعاء ويكشف السوء عنه و هو الذي‬
‫يورث الرض ويملكها ويخلف عليها من يشاء من عباده سبحانه ‪ .‬ثم تنتهي الية الكريمة باستفهام هل هناك إله‬
‫ل ماتذكرون‬ ‫ل بعد جيل إلى يوم القيامة؟ ‪ .‬ولكنكم قلي ً‬ ‫مع ال سبحانه يجيب المضطر ويخلق الخلق ويورثهم جي ً‬
‫ذلك وتذكرون ما أوصاكم به ربكم من خلل رسله عليهم السلم‪.‬‬
‫القصص‬
‫حيُم ‪.‬‬‫غِفْر ِلي َفَغَفَر َلُه ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬ ‫سي َفا ْ‬ ‫ت َنْف ِ‬
‫ظَلْم ُ‬‫ب ِإّني َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ :16‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة يتوجه موسى عليه السلم إلى ربه سبحانه بعد أن قتل شخصًا ‪ ،‬ثم تبين له أنه من عمل‬
‫الشيطان الذي أغراه وأضله ‪ ،‬يعو ربه تعالى ‪،‬معترفًا بظلمه لنفسه ‪ ،‬أن يغفر له ربه سبحانه ذلك العمل ) قتل‬
‫النفس ( فغفر له ربه ذلك لنه ُمعد لرسالة كبرى من رسالت ال سبحانه ‪ ،‬وهو الغفور لمن دعاه للمغفرة الرحيم‬
‫بعباده عند شدتهم وابتلئهم إذا تابوا إليه توبة نصوح لرجعة فيها للضلل والظلم للنفس وللمجتمع‪.‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن اْلَقْوِم ال ّ‬
‫جِني ِم َ‬ ‫ب َن ّ‬
‫ل َر ّ‬ ‫ب َقا َ‬‫خاِئفًا َيَتَرّق ُ‬ ‫ج ِمْنَها َ‬ ‫خَر َ‬ ‫الية ‪َ : 21‬ف َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن موسى عليه السلم عندما خرج هاربًا من مصر خوفًا على حياته كان‬
‫خائفًا مترقبًا لما يحدث له ‪ .‬فدعا ربه سبحانه وهو في تلك الحالة الصعبة أن ينجيه من القوم الظالمين فرعون‬
‫وقومه وجنوده ‪ .‬وهذا من سنة النبياء عليهم السلم فهم يتوجهون إلى ربهم للعون عند الشدائد التي يواجهونها‬
‫لن المر كله بيد ال سبحانه‪.‬‬
‫ل‪.‬‬‫سِبي ِ‬
‫سَواء ال ّ‬ ‫سى َرّبي َأن َيْهِدَيِني َ‬ ‫عَ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬‫جَه ِتْلَقاء َمْدَي َ‬‫الية ‪َ :22‬وَلّما َتَو ّ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء آخر لموسى عليه السلم وهو متوجه إلى مدين بلد شعيب عليه السلم يتوجه به إلى‬
‫ربه أن يهديه سواء السبيل وهو صراط ال المستقيم والهداية على مايرضي ال من قول وعمل‪.‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫جُعو َ‬‫حْكُم َوِإَلْيِه ُتْر َ‬
‫جَهُه َلُه اْل ُ‬
‫ل َو ْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫يٍء َهاِل ٌ‬‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ل ُهَو ُك ّ‬ ‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫خَر َ‬ ‫ل ِإَلهًا آ َ‬‫ع َمَع ا ِّ‬ ‫ل َتْد ُ‬
‫الية ‪َ :88‬و َ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان لرسول ال صلى ال عليه وسلم ولمته من بعده أن ليدعوا مع ال إلهًا آخرإذ ل إله‬
‫إل ال سبحانه وليكون الدعاء إل له مالك مقاليد السموات والرض وما بينهما من خير وضر فل خير إل بإذنه‬
‫ول ضر إل بأمر ال تعالى لحكمته ورحمته‪ .‬ثم تبين الية الكريمة أن كل الخلئق هالكة ) قبل يوم القيامة ( إل‬
‫هوسبحانه فهو الحق الدائم الذي ليموت تبارك وتعالى سبحانه ‪.‬‬
‫العنكبوت‬
‫ن‪.‬‬‫سِدي َ‬‫عَلى اْلَقْوِم اْلُمْف ِ‬ ‫صْرِني َ‬ ‫ب ان ُ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ : 30‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة يتوجه لوط عليه السلم إلى ربه العزيز القدير أن ينصره على قومه المفسدين في الرض‬
‫الذين كذبوه وعصوه ولم يستمعوا إلى نصحه وإرشاده لهم بل استهزؤوا به وتحدوه بعنجهية وغطرسة وتجبر أن‬
‫جاء‬ ‫يأتيهم بالعذاب إن كان من الصادقين ‪ .‬فكان هذا الدعاء عليهم فكان الجواب كما في آيات ُأخرى ‪َ} :‬فَلّما َ‬
‫ساِفَلَها‬
‫عاِلَيَها َ‬
‫جَعْلَنا َ‬‫ضوٍد {هود ‪ 82‬وكذلك }َف َ‬ ‫ل ّمن ُ‬ ‫جي ٍ‬
‫سّ‬ ‫جاَرًة ّمن ِ‬ ‫حَ‬ ‫عَلْيَها ِ‬ ‫طْرَنا َ‬ ‫ساِفَلَها َوَأْم َ‬‫عاِلَيَها َ‬ ‫جَعْلَنا َ‬‫َأْمُرَنا َ‬
‫ل {الحجر ‪ . 74‬فمحقهم ال سبحانه في لحظات ليختفوا من الوجود فورًا ‪.‬‬ ‫جي ٍ‬ ‫سّ‬ ‫جاَرًة ّمن ِ‬ ‫حَ‬ ‫عَلْيِهْم ِ‬ ‫طْرَنا َ‬
‫َوَأْم َ‬
‫حِكيُم ‪.‬‬‫يءٍ َوُهَو اْلَعِزيُز اْل َ‬ ‫ش ْ‬‫ن ِمن ُدوِنِه ِمن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ل َيْعَلُم َما َيْد ُ‬ ‫ن ا َّ‬
‫الية ‪ِ : 42‬إ ّ‬

‫‪61‬‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال أنه سبحانه يعلم مايدعوا الناس من دونه من أصنام وأوثان ومخلوقات من بشر‬
‫وغيرهم ول يظن أحد أن ال سبحانه غافل عن دعائهم غيره فهو سبحانه عزيز وحكيم ويعلم كل ذلك ‪ .‬وقد حذر‬
‫ال سبحانه الناس من دعاء غيره على الطلق وذلك في آيات بينات في القرآن العظيم‪.‬‬
‫سَماَوات َوَمن ِفي‬ ‫ل َمن ِفي ال ّ‬ ‫ن ِّ‬ ‫طانًا ّمِريدًا {النساء ‪َ} .117‬أل ِإ ّ‬ ‫شْي َ‬
‫ل َ‬‫ن ِإ ّ‬
‫عو َ‬‫ل ِإَناثًا َوِإن َيْد ُ‬‫ن ِمن ُدوِنِه ِإ ّ‬ ‫عو َ‬ ‫}ِإن َيْد ُ‬
‫ن {يونس ‪ .66‬ومن‬ ‫صو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل َي ْ‬‫ن ُهْم ِإ ّ‬‫ن َوِإ ْ‬
‫ل الظّ ّ‬‫ن ِإ ّ‬‫شَرَكاء ِإن َيّتِبُعو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫نا ّ‬‫ن ِمن ُدو ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫ض َوَما َيّتِبُع اّلِذي َ‬‫لْر ِ‬ ‫اَ‬
‫غَن ْ‬
‫ت‬ ‫سُهْم َفَما َأ ْ‬
‫ظَلْمَناُهْم َوَلـِكن ظََلُموْا َأنُف َ‬ ‫يدعوا غير ال فهو خاسر وسيندم ندمًا شديدًا حين لينفع الندم ‪َ} .‬وَما َ‬
‫ب {هود ‪.101‬‬ ‫غْيَر َتْتِبي ٍ‬‫ك وََما َزاُدوُهْم َ‬ ‫جاء َأْمُر َرّب َ‬ ‫يءٍ ّلّما َ‬‫ش ْ‬‫ل ِمن َ‬ ‫نا ّ‬ ‫ن ِمن ُدو ِ‬ ‫عو َ‬ ‫عْنُهْم آِلَهُتُهُم اّلِتي َيْد ُ‬
‫َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫جاهُْم ِإَلى اْلَبّر ِإَذا ُهْم ُي ْ‬
‫ن َفَلّما َن ّ‬
‫ن َلُه الّدي َ‬
‫صي َ‬‫خِل ِ‬
‫ل ُم ْ‬
‫عُوا ا َّ‬‫ك َد َ‬‫الية ‪َ :65‬فِإَذا َرِكُبوا ِفي اْلُفْل ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يخبرنا ال سبحانه أن المشركين والكافرين عندما يكونون في ضيق وحرج ومشكلة‬
‫يتوجهون إلى ال سبحانه مخلصين له الدعاء كي ينجيهم من كل ذلك ‪ .‬وعندما يصبحون في أمان وسلم يتنكرون‬
‫ل لذلك عندما يركب الناس السفن في البحر وتمر بهم صعوبات‬ ‫لربهم ويشركون به ‪ .‬وقد ضرب ال سبحانه مث ً‬
‫ومخاطر يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه ليخلصهم وعندما ينجيهم ويصلون البر ويأمنون يعودون إلى شركهم‬
‫وكفرهم بال‪.‬‬
‫لقمان‬
‫ي اْلَكِبيُر‪.‬‬‫ل ُهَو اْلَعِل ّ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل َوَأ ّ‬ ‫طُ‬
‫ن ِمن ُدوِنِه اْلَبا ِ‬‫عو َ‬ ‫ن َما َيْد ُ‬
‫ق َوَأ ّ‬
‫حّ‬ ‫ل ُهَو اْل َ‬‫ن ا َّ‬
‫ك ِبَأ ّ‬‫الية ‪َ :30‬ذِل َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أنه هو الحق الذي يجب أن يوجه الدعاء إليه وأن كل‬
‫ما يدعون من دونه سبحانه هو الباطل الذي لن يستجيب لهم أبدًا ‪ .‬لن الباطل ليملك من أمر الدنيا‬
‫والخرة شيئًا بل إن كل ذلك ملك ال وبيد ال سبحانه وحده ‪.‬‬
‫صٌد‬
‫جاُهْم ِإَلى اْلَبّر َفِمْنُهم ّمقَْت ِ‬
‫ن َفَلّما َن ّ‬
‫ن َلُه الّدي َ‬
‫صي َ‬
‫خِل ِ‬
‫ل ُم ْ‬‫عُوا ا َّ‬‫ل َد َ‬
‫ظَل ِ‬‫ج َكال ّ‬‫شَيُهم ّمْو ٌ‬ ‫غِ‬‫الية ‪َ : 32‬وِإَذا َ‬
‫خّتاٍر َكُفوٍر‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل ُك ّ‬‫حُد ِبآَياِتَنا ِإ ّ‬
‫جَ‬‫َوَما َي ْ‬
‫في هذه الية الكريمة مرة أخرى يبين ال سبحانه حال الناس حين ركوبهم البحر في السفن التي‬
‫ل كالجبال عندها يتوجهون بالدعاء إلى ال سبحانه‬ ‫ج عا ٍ‬ ‫تجري بنعمة ال سبحانه ‪ .‬فإذا غشيهم مو ُ‬
‫طلبًا للنجاة والخلص ) وهذه هي الفطرة النسانية عند الخوف والرعب تتوجه إلى ربها العظيم‬
‫سبحانه لينجيها من كل ذلك ( ‪ .‬وعندما ينجون الى البر يكفر ويشرك فريق منهم وكأنهم لم يدعوا‬
‫ال سبحانه ولم يعرفوه عند شدتهم ‪.‬‬
‫السجدة‬
‫جْعَنا َنْعَم ْ‬
‫ل‬ ‫سِمْعَنا َفاْر ِ‬
‫صْرَنا َو َ‬
‫عنَد َرّبِهْم َرّبَنا َأْب َ‬
‫سِهْم ِ‬
‫سو ُرُؤو ِ‬ ‫ن َناِك ُ‬
‫جِرُمو َ‬
‫الية ‪َ : 12‬وَلْو َتَرى ِإِذ اْلُم ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫صاِلحًا ِإّنا ُموِقُنو َ‬
‫َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن المجرمين من الكفرة والمشركين والملحدين ومن شابههم‬
‫سيأتي عليهم يوم يقفون أمام ربهم سبحانه في ذلة وخوف ورعب منكسة رؤوسهم يعترفون بأنهم‬
‫رأوا وسمعوا الحق المبين يوم القيامة ‪ .‬وعندها يدعون ربهم العظيم سبحانه أن يرجعهم إلى الدنيا‬
‫كي يعملوا صالحًا وهم مؤمنون مصدقون بال ورسالته وأنبيائه ‪ .‬ولكن هيهات فقد فات الوان‪.‬‬
‫ل ُتَكّلُمونِ {المؤمنون ‪( 108‬يزجرهم ال سبحانه‬ ‫سُؤوا ِفيَها َو َ‬‫خَ‬‫لا ْ‬ ‫وكما جاء في آيات أخرى )}َقا َ‬
‫ويتركهم في العذاب الذي يستحقون ‪.‬‬
‫الحزاب‬
‫ن ِم َ‬
‫ن‬ ‫ضْعَفْي ِ‬
‫ل}‪َ{67‬رّبَنا آِتِهْم ِ‬
‫سِبي َ‬
‫ضّلوَنا ال ّ‬
‫ساَدَتَنا َوُكَبَراءَنا َفَأ َ‬
‫طْعَنا َ‬
‫الية ‪َ : 68-67‬وَقاُلوا َرّبَنا ِإّنا َأ َ‬
‫ب َواْلَعْنُهْم َلْعنًا َكِبيرًا}‪.{68‬‬
‫اْلَعَذا ِ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين يبين ال سبحانه أن الضالين عن سبيل الحق ودين ال سبحانه يعترفون‬
‫بإتباعهم للمضلين من السادات والكبراء المتنفذين في الدنيا في الدنيا الذين أضلوهم السبيل ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وهم يدعون ال سبحانه وتعالى أن يضاعف لهؤلء المضلين ) مهما كانت صفتهم ووظيفتهم في‬
‫الدنيا ( العذاب ضعفين ويدعون ال سبحانه أن يلعنهم ويطردهم من رحمته لكونهم سببًا في ضلل‬
‫الناس وُبعَدهم عن دين ال عز وجل‪.‬‬
‫سبأ‬
‫لْر ِ‬
‫ض‬ ‫ل ِفي ا َْ‬
‫ت َو َ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ل َذّرٍة ِفي ال ّ‬
‫ن مِْثَقا َ‬
‫ل َيْمِلُكو َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عْمُتم ّمن ُدو ِ‬
‫ن َز َ‬ ‫عوا اّلِذي َ‬‫ل اْد ُ‬
‫الية ‪ُ : 22‬ق ِ‬
‫ظِهيٍر‪.‬‬‫ك َوَما َلُه ِمْنُهم ّمن َ‬‫شْر ٍ‬ ‫َوَما َلُهْم ِفيِهَما ِمن ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يتحدى ال سبحانه الذين يدعون من دون ال من مخلوقات أو أصنام أو‬
‫غيرها أن يستجيبوا دعائهم إذ أنهم ليملكون أي شئ في السموات أو في الرض كي يجيبوا به من‬
‫يدعونهم من الضالين والمشركين والكفرة‪ .‬إذ أنهم ليسوا شركاء ل في أي شئ من رزق أو قوة أو‬
‫مغفرة وكذلك ليس لهم ظهير ونصير يمدهم بالقوة والملك‪.‬‬
‫فاطر‬
‫جلٍ‬‫لَ‬‫جِري َِ‬ ‫س َواْلَقَمَر ُكلّ َي ْ‬ ‫شْم َ‬ ‫خَر ال ّ‬‫سّ‬‫ج الّنَهاَر ِفي الّلْيلِ َو َ‬ ‫ل ِفي الّنَهاِر َوُيوِل ُ‬ ‫ج الّلْي َ‬‫ُالية ‪ُ: 13-14‬يوِل ُ‬
‫عوُهْم َ‬
‫ل‬ ‫طِميٍر}‪ِ{13‬إن َتْد ُ‬ ‫ن ِمن ِق ْ‬ ‫ن ِمن ُدوِنِه َما َيمِْلُكو َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َتْد ُ‬‫ك َواّلِذي َ‬ ‫ل َرّبُكْم َلُه اْلُمْل ُ‬‫سّمى َذِلُكُم ا ُّ‬
‫ّم َ‬
‫خِبيٍر}‬‫ل َ‬ ‫ك ِمْث ُ‬‫ل ُيَنّبُئ َ‬
‫شْرِكُكْم َو َ‬ ‫ن ِب ِ‬
‫جاُبوا َلُكْم َوَيْوَم اْلِقَياَمِة َيكُْفُرو َ‬‫سَت َ‬
‫سِمُعوا َما ا ْ‬ ‫عاءُكْم َوَلْو َ‬ ‫سَمُعوا ُد َ‬‫َي ْ‬
‫‪.{14‬‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين حقائق كونية بينها ال تعالى للدللة على قدرته وعظمته سبحانه‬
‫وهي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أنه سبحانه يدخل الليل في النهار ويخل النهار الليل بتنظيم دقيق محكم ومتواصل‬
‫ومتناسق على تقدير ال سبحانه‪,‬‬
‫‪ -2‬تسخيره سبحانه الشمس والقمر لخدمة النسان بتقديره وعلمه سبحانه وحركتهما في‬
‫أفلك لتتغير ول تتبدل بمقتضى علمه وحكمته عز وجل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن مسخر كل هذا ومقدره هو ال سبحانه رب كل شئ و مالك الملك المتصف به‬
‫على مشيئته وحكمته وعلمه سبحانه ‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم يبين تعالى أن من يدعوهم العباد من الصنام والمخلوقات ليملكون أي شئ مهما‬
‫كان حقيرًا‪.‬‬
‫ثم يبين سبحانه وتعالى أن الذين يدعونهم من دون ال ليسمعون دعائهم كالصنام‬ ‫‪-5‬‬
‫والمنحوتاتًالتي يعبدها ويدعوها الضالين والمشركين‪.‬‬
‫‪ -6‬ويبين سبحانه أن المدعوين لو سمعوا دعاء الضالين والمشركين ) مهما كانوا (‬
‫ليملكون الستجابة لنهم ليملكون شيئًا من أمر السموات والرض والرزق والنفع‬
‫والمغفرة بل كل ذلك هو ملك ل وحده سبحانه‪.‬‬
‫ثم يبين سبحانه أن المدعوين يكفرون بشرك الذين يدعونهم لن ال سبحانه ينطق‬ ‫‪-7‬‬
‫هذه الوثان والصنام واللهة المزعومة لكي تشهد على كفر وشرك الكافرين والمشركين‬
‫يٍء‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬‫ق ُك ّ‬‫طَ‬ ‫ل اّلِذي َأن َ‬ ‫طَقَنا ا ُّ‬
‫عَلْيَنا َقاُلوا َأن َ‬
‫شِهدّتْم َ‬‫جُلوِدِهْم ِلَم َ‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪َ} :‬وَقاُلوا ِل ُ‬
‫ن {فصلت ‪21‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ل َمّرٍة َوِإَلْيِه ُتْر َ‬ ‫خَلَقُكْم َأّو َ‬‫َوُهَو َ‬
‫يبين سبحانه لنبيه الكريم أنه ليخبره أحد مثلما يخبره ال العليم الخبير سبحانه‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ل َأَوَلْم ُنَعّمْرُكم ّما‬
‫غْيَر اّلِذي ُكّنا َنْعَم ُ‬
‫صاِلحًا َ‬
‫ل َ‬ ‫جَنا َنْعَم ْ‬
‫خِر ْ‬‫ن ِفيَها َرّبَنا َأ ْ‬
‫خو َ‬
‫طِر ُ‬‫صَ‬‫الية ‪َ :37‬وُهْم َي ْ‬
‫ر‪ .‬يبين ال سبحانه في هذه الية‬ ‫صي ٍ‬‫ن ِمن ّن ِ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫جاءُكُم الّنِذيُر َفُذوُقوا َفَما ِلل ّ‬‫َيَتَذّكُر ِفيِه َمن َتَذّكَر َو َ‬
‫الكريمة حال أهل النار وهم يتصارخون في جهنم ويستغيثون ويدعون ال سبحانه أن يخرجهم مما هم فيه من‬

‫‪63‬‬
‫العذاب الليم ويوعدون ال تعالى أنهم سيعملون الصالحات في الدنيا غير الذي كانوا يعملون من السيئات‬
‫والفواحش والكفر والشرك بال‪ .‬فيأتيهم الجواب من ال سبحانه أنه قد عًمرهم في الدنيا وطول أعمارهم فيها‬
‫ولكنهم لم يعملوا غير السيئ المشين الذي أدخلهم النار برغم النذر والرسالت السماوية والنبياء والرسل ‪.‬‬
‫ثم يزجرهم سبحانه ويذيقهم العذاب الذي يستحقه الظالمون الذين لنصير لهم من دون ال سبحانه‪.‬‬
‫الصافات‬
‫ن‪.‬‬‫حي َ‬
‫صاِل ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ب ِلي ِم َ‬
‫ب َه ْ‬ ‫الية ‪َ : 100‬ر ّ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء مبارك آخر من أدعية إبراهيم عليه السلم يطلب فيه من ربه الكريم‬
‫المجيب أن يهب له ذرية رغم أنه كان شيخًا كبيرًا وامرأته عجوز كبيرة السن ‪ .‬ولكن اليمان‬
‫المطلق والثقة المطلقة بال سبحانه دعته إلى أن يدعوا ربه تعالى فكان الجواب في الية‬
‫حِليٍم {الصافات ‪.101‬‬ ‫لٍم َ‬
‫شْرَناُه ِبُغ َ‬
‫التالية ‪َ} :‬فَب ّ‬
‫ص‬
‫ب‪.‬‬‫ت اْلَوّها ُ‬‫ك َأن َ‬ ‫ن َبْعِدي ِإّن َ‬ ‫حٍد مّ ْ‬
‫لَ‬‫ل َينَبِغي َِ‬ ‫ب ِلي ُمْلكًا ّ‬ ‫غِفْر ِلي َوَه ْ‬ ‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ :35‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة دعاء سليمان عليه السلم من ربه سبحانه أن يهب له ملكًا ليعطيه أحدًا من‬
‫بعده ‪ .‬فكان أن أعطاه ال سبحانه من فضله ملكًا عظيمًا وسخر له الريح وسخر له الشياطين‬
‫ب{‬‫سا ٍ‬‫حَ‬
‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫طاُؤَنا َفاْمُن ْ‬ ‫والطير وخوله أن يعطي من هذا الملك بغير حساب }َهَذا عَ َ‬
‫ص ‪.39‬‬
‫ب‪.‬‬‫عَذا ٍ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ن ِبُن ْ‬ ‫طا ُ‬‫شْي َ‬
‫ي ال ّ‬
‫سِن َ‬
‫ب ِإْذ َناَدى َرّبُه َأّني َم ّ‬ ‫عْبَدَنا َأّيو َ‬
‫الية ‪َ :41‬واْذُكْر َ‬
‫في هذه الية الكريمة بيان أن أيوب عليه السلم بعد ما عانى من الضر والمرض والفقر وفقد‬
‫الهل والولد ثمانية عشر عامًا )كما قال بعض المفسرين ( صابرًا محتسبًا ل سبحانه توجه إلى‬
‫ربه تعالى بالدعاء ) وال أعلم بحاله( طالبًا منه الرحمة والشفاء ‪ .‬فكان الجواب أن شافاه ال‬
‫سبحانه بعد أن إغتسل وشرب من عين ماء أنبعه ال سبحانه له وكان فيها الشفاء له من كل‬
‫امراضه ومعاناته ‪ .‬وهذه سنة النبياء في شدتهم يتوجهون إلى ربهم سبحانه طلبًا للعون والنصر‬
‫وإزالة الصعاب والمكاره ‪.‬‬
‫ضْعفًا ِفي الّناِر‪.‬‬‫عَذابًا ِ‬ ‫الية ‪َ :61‬قاُلوا َرّبَنا َمن َقّدَم َلَنا َهَذا َفِزْدُه َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه حال أهل النار وتخاصمهم ودعاء بعضهم على بعض ليزيد‬
‫ال المسببين لدخولهم النار أضعافًا من العذاب جزاًء على عملهم وإفسادهم للناس الذين اتبعوهم‬
‫ل الّناِر {ص ‪.64‬‬ ‫صُم َأْه ِ‬‫خا ُ‬ ‫ق َت َ‬
‫حّ‬‫ك َل َ‬
‫ن َذِل َ‬‫ووثقوا بهم وإذا بهم يردونهم في جهنم‪ِ} .‬إ ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ظْرِني ِإَلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫ب َفَأن ِ‬‫ل َر ّ‬ ‫الية ‪َ : 79‬قا َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن إبليس ) عليه لعنة ال ( بعدما طرده ربه من رحمته‬
‫ل أن يمهله إلى يوم القيامة ‪ .‬يقول الشيخ أحمد شاكر ‪ :‬فسأل ال النظرة‬ ‫ولعنه توجه إلى ربه سائ ً‬
‫إلى يوم البعث فأنظره الحليم الذي ليعجل على من عصاه ‪ ،‬فلما أمن الهلك إلى يوم القيامة تمرد‬
‫ن {ص ‪.83‬‬ ‫صي َ‬
‫خَل ِ‬‫ك ِمْنُهُم اْلُم ْ‬‫عَباَد َ‬‫ل ِ‬ ‫ن {ص ‪ِ} 82‬إ ّ‬ ‫جَمِعي َ‬‫غِوَيّنُهْم َأ ْ‬
‫لْ‬‫ك َُ‬‫ل َفِبِعّزِت َ‬‫وطغى وقال }َقا َ‬
‫الزمر‬
‫عو ِإَلْيِه‬
‫ن َيْد ُ‬‫ي َما َكا َ‬
‫سَ‬‫خّوَلُه ِنْعَمًة ّمْنُه َن ِ‬
‫عا َرّبُه ُمِنيبًا ِإَلْيِه ُثّم ِإَذا َ‬
‫ضّر َد َ‬
‫ن ُ‬‫سا َ‬ ‫لن َ‬‫س ا ِْ‬‫الية ‪َ :8‬وِإَذا َم ّ‬
‫ب الّناِر‪.‬‬
‫حا ِ‬
‫صَ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ل ِإّن َ‬
‫ك َقِلي ً‬
‫ل َتَمّتْع ِبُكْفِر َ‬ ‫سِبيِلِه ُق ْ‬
‫عن َ‬ ‫ل َ‬‫ضّ‬
‫ل َأنَدادًا ّلُي ِ‬‫ل ِّ‬
‫جَع َ‬
‫ل َو َ‬‫ِمن َقْب ُ‬
‫هذه الية الكريمة حقيقة ثابتة وردت في آيات كثيرة من القرآن الكريم وهي أن النسان بفطرته‬
‫ل إليه سبحانه متضرعًا‬ ‫وطبيعته يتوجه إلى خالقه وربه سبحانه في وقت الضيق والشدة متوس ً‬
‫منيبًا لكي يرفع ال سبحانه عنه الضرر والضيق والشدة والسوء ‪ .‬وكما هي الحقيقة دائمًا فإن‬

‫‪64‬‬
‫الخالق العظيم يستجيب لنداء الستغاثة والدعاء فينجي الداعي من كل ذلك‪ ،‬ولكن النسان بعدها‬
‫وعندما يصبح في نعمة وأمان ينسى كل ماكان يدعوا ال سبحانه إليه من قبل وعاد إلى الشرك‬
‫باتخاذ عباد ال ومخلوقات أنداد ل سبحانه ليضل عن دين ال ‪ .‬ولكن النتيجة لذلك الجحود‬
‫ل ثم تكون نهايته الحتمية في نار‬ ‫مقابل كرم ال سبحانه ونعمته هي التمتع بالكفر والعصيان قلي ً‬
‫جهنم عاصيًا ل سبحانه وكافرًا بنعمته وفضله سبحانه ‪.‬‬
‫ما‬ ‫مّنا َقا َ‬
‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ة ّ‬ ‫خوّل َْناه ُ ن ِعْ َ‬
‫م ً‬ ‫ذا َ‬‫م إِ َ‬‫عاَنا ث ُ ّ‬
‫ضّر د َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ساِْ‬
‫لن َ‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬‫الية ‪ : 49‬فَإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن الزمر‪.‬‬ ‫مو َ‬ ‫م َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ن أك ْث ََرهُ ْ‬‫ة وَل َك ِ ّ‬
‫ي فِت ْن َ ٌ‬ ‫عل ْم ٍ ب َ ْ‬
‫ل هِ َ‬ ‫ه ع ََلى ِ‬ ‫أوِتيت ُ ُ‬
‫هذه آية كريمة ُأخرى تتحدث عن نفس الموضوع وهو لجوء النسان في حالة الضر للتوجه‬
‫بالدعاء إلى ربه سبحانه ولكنه ينقلب إلى العصيان والشرك بعد رحمة ال سبحانه له‬
‫والستجابة لدعائه متبجحًا بأن ما ُأوتيه من نعمة نتيجة علمه ‪ .‬وتبين الية أن كل ذلك فتنة‬
‫ل أو تكبرًا وعنجهية‪.‬‬ ‫وامتحان وتمحيص للناس ولكن أكثرهم ليعلمون ذلك جه ً‬
‫غافر‬
‫سَتْغِفُرونَ‬ ‫ن ِبِه وََي ْ‬‫حْمِد َرّبِهْم َوُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن ِب َ‬
‫حو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫حْوَلُه ُي َ‬‫ن َ‬ ‫ش َوَم ْ‬‫ن اْلَعْر َ‬ ‫حِمُلو َ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫الية ‪ : 9-7‬اّلِذي َ‬
‫عَذا َ‬
‫ب‬ ‫ك َوِقِهْم َ‬ ‫سِبيَل َ‬
‫ن َتاُبوا َواّتَبُعوا َ‬ ‫غِفْر ِلّلِذي َ‬‫عْلمًا َفا ْ‬‫حَمًة َو ِ‬‫يٍء ّر ْ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫سْع َ‬ ‫ن آَمُنوا َرّبَنا َو ِ‬ ‫ِلّلِذي َ‬
‫جِهْم َوُذّرّياِتِهْم‬ ‫ن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِ‬ ‫ح ِم ْ‬
‫صَل َ‬
‫عدّتُهم َوَمن َ‬ ‫ن اّلِتي َو َ‬ ‫عْد ٍ‬
‫ت َ‬ ‫جّنا ِ‬‫خْلُهْم َ‬ ‫حيِم}‪َ {7‬رّبَنا َوَأْد ِ‬ ‫جِ‬ ‫اْل َ‬
‫ك ُهَو اْلفَْوُز‬ ‫حْمَتُه َوَذِل َ‬
‫ت َيْوَمِئٍذ َفَقْد َر ِ‬‫سّيَئا ِ‬‫ق ال ّ‬ ‫ت َوَمن َت ِ‬ ‫سّيَئا ِ‬
‫حِكيُم}‪َ {8‬وِقِهُم ال ّ‬ ‫ت اْلَعِزيُز اْل َ‬ ‫ك َأن َ‬‫ِإّن َ‬
‫ظيُم}‪{9‬‬ ‫اْلَع ِ‬
‫هذه اليات الكريمة تثبت دعاء حملة عرش الرحمن سبحانه والملئكة المقربون من حولهم‬
‫للمؤمنين ‪ .‬يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬يخبر ال سبحانه وتعالى عن حملة ومن‬
‫حوله بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي ‪ :‬يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص والتمجيد‬
‫المقتضي لثبات صفات المدح ) ويؤمنون به ( أي خاشعون له أذلء بين يديه ‪ ،‬وأنهم‬
‫) يستغفرون للذين آمنوا ( أي ‪ :‬من أهل الرض ممن آمن بالغيب فقيض ال سبحانه ملئكته‬
‫المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ‪ ،‬ولما كان هذا من سجايا الملئكة عليهم الصلة‬
‫والسلم كانوا يًؤًمنون على دعاء المؤمن لخيه بظهر الغيب كما ثبت في صحيح مسلم ‪ ) :‬إذا‬
‫دعا المسلم لخيه بظهر الغيب قال الملك ‪ :‬آمين ولك بمثله ( )صحيح مسلم ( ‪ .........‬ولهذا‬
‫عْلمًا ( ‪ :‬أي رحمتك‬ ‫حَمًة َو ِ‬ ‫يٍء ّر ْ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫سْع َ‬ ‫) َرّبَنا َو ِ‬ ‫يقولون إذا استغفروا للذين آمنوا ‪:‬‬
‫غِفْر‬ ‫تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم ‪َ) ،‬فا ْ‬
‫ك ( أي فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه ‪،‬‬ ‫سِبيَل َ‬‫ن َتاُبوا َواّتَبُعوا َ‬ ‫ِلّلِذي َ‬
‫حيِم ( أي ‪:‬‬ ‫جِ‬ ‫ب اْل َ‬‫عَذا َ‬‫واتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات ‪َ) ،‬وِقِهْم َ‬
‫ن اّلِتي‬ ‫عْد ٍ‬
‫ت َ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫خْلُهْم َ‬‫وزحزحهم عن عذاب الجحيم وهو العذاب الموجع الليم ) َرّبَنا َوَأْد ِ‬
‫جِهْم َوُذّرّياِتِهْم ( أي ‪ :‬اجمع بينهم لتقر بذلك أعينهم‬ ‫ن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِ‬‫ح ِم ْ‬ ‫صَل َ‬
‫عدّتُهم َوَمن َ‬ ‫َو َ‬
‫حقَْنا‬
‫ن َأْل َ‬
‫ن آَمُنوا َواّتَبَعْتُهْم ُذّرّيُتُهم ِبِإيَما ٍ‬ ‫بالجتماع في منازل متجاورة ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ} :‬واّلِذي َ‬
‫ن {الطور ‪ .21‬أي ساوينا‬ ‫ب َرِهي ٌ‬ ‫س َ‬‫ئ ِبَما َك َ‬ ‫ل اْمِر ٍ‬ ‫يٍء ُك ّ‬ ‫ش ْ‬
‫عَمِلِهم ّمن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِبِهْم ُذّرّيَتُهْم َوَما َأَلْتَناُهم ّم ْ‬
‫بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم ‪ ،‬وما نقصنا العالي ليساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل‬
‫ل منا ومنة ‪ .‬قال سعيد بن جبير ‪ :‬أن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن‬ ‫فساويناه بكثير العمل تفض ً‬
‫أبيه وابنه وأخيه وأين هم ؟ فيقال ‪ :‬إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل ‪ .‬فيقول ‪ :‬إني إنما عملت لي‬
‫ن اّلِتي‬ ‫عْد ٍ‬‫ت َ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫خْلُهْم َ‬‫ولهم ‪ ،‬فيلحقون به في الدرجة‪ .‬ثم تل سعيد بن جبير هذه الية }َرّبَنا َوَأْد ِ‬
‫حِكيُم {غافر ‪..... . 8‬‬ ‫ت اْلَعِزيُز اْل َ‬ ‫ك َأن َ‬ ‫جِهْم َوُذّرّياِتِهْم ِإّن َ‬‫ن آَباِئِهْم َوَأْزَوا ِ‬‫ح ِم ْ‬ ‫صَل َ‬
‫عدّتُهم َوَمن َ‬ ‫َو َ‬
‫حِكيُم ( أي الذي ليمانع ول يغالب وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ‪،‬‬ ‫ت اْلَعِزيُز اْل َ‬ ‫ك َأن َ‬‫وقوله )ِإّن َ‬
‫‪65‬‬
‫ت ( أي ‪ :‬فعلها أو وبالها ممن‬ ‫سّيَئا ِ‬
‫الحكيم في أقوالك وأفعالك من شرعك وقدرك‪َ ) .‬وِقِهُم ال ّ‬
‫ظيُم ( أي‬
‫ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ‬
‫حْمَتُه َوَذِل َ‬
‫ت َيْوَمِئٍذ ( أي يوم القيامة )َفَقْد َر ِ‬ ‫سّيَئا ِ‬
‫ق ال ّ‬‫وقعت منه ‪َ) ،‬وَمن َت ِ‬
‫لطفت به ونجيته من العقوبة ‪.‬‬
‫ن‪.‬‬‫ن َوَلْو َكِرَه اْلَكاِفُرو َ‬
‫ن َلُه الّدي َ‬
‫صي َ‬
‫خِل ِ‬ ‫ل ُم ْ‬‫عوا ا َّ‬
‫الية ‪َ :14‬فاْد ُ‬
‫في هذه الية الكريمة يأمر ال سبحانه المؤمنين المنيبين له أن يدعوه مخلصين ل وحده الدين‬
‫والعبادة والدعاء‪ ,‬ومخالفين للمشركين في مسلكهم‪ ,‬ولو أغضبهم ذلك وكرهوه منكم فل تبالوا‬
‫بهم ‪ .‬وقد ثبت في الصحيح عن عبد ال بن الزبير أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‬
‫عقب الصلوات المكتوبات ‪:‬ل إله إل ال وحده لشريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل‬
‫شئ قدير ‪ ،‬لحول ول قوة إل بال ‪ ،‬ل إله إل ال لنعبد إل إ ياه ‪ ،‬له النعمة وله الفضل وله‬
‫الثناء الحسن ‪ ،‬ل إله إل ال مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ‪.‬‬

‫جَهّنَم‬ ‫ن َ‬‫خُلو َ‬
‫سَيْد ُ‬‫عَباَدِتي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عْ‬‫ن َ‬‫سَتْكِبُرو َ‬‫ن َي ْ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫ب َلُكْم ِإ ّ‬
‫ج ْ‬ ‫سَت ِ‬
‫عوِني َأ ْ‬ ‫ل َرّبُكُم اْد ُ‬ ‫الية ‪َ : 60‬وَقا َ‬
‫ن‪.‬‬
‫خِري َ‬
‫َدا ِ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير ‪ :‬هذا من فضل ال تبارك وتعالى وكرمه أن ندب‬
‫عباده إلى دعائه وتكفا ال لهم بالجابة كما كان سفيان الثوري يقول ‪ :‬يامن أحب عباده إليه من‬
‫سأله فأكثر سؤاله ‪ ،‬ويامن أبغض عباده إليه ون لم يسأله وليس أحد كذلك غيرك يارب‪.‬‬ ‫َ‬
‫وروى المام أحمد عن النعمان بن بشير قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) إن الدعاء‬
‫جَهّنَم‬
‫ن َ‬‫خُلو َ‬
‫سَيْد ُ‬‫عَباَدِتي َ‬ ‫ن ِ‬‫عْ‬‫ن َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫ب َلُكْم ِإ ّ‬‫ج ْ‬ ‫سَت ِ‬
‫عوِني َأ ْ‬ ‫هو العبادة ( ثم قرأ )اْد ُ‬
‫ن ( رواه الترمذي وغيره‪ .‬وروى المام أحمد عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬ ‫خِري َ‬
‫َدا ِ‬
‫عْ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن َي ْ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ع ال عز وجل غضب ال عليه ‪ .‬وقوله ) ِإ ّ‬ ‫ال عليه وسلم ) من لم يد ُ‬
‫ن( أي صاغرين حقيرين ‪.‬‬ ‫خِري َ‬ ‫جَهّنَم َدا ِ‬‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬‫سَيْد ُ‬
‫عَباَدِتي َ‬
‫ِ‬
‫ونقول ‪ :‬أيها المسلم المؤمن توجه إلى ال سبحانه بالدعاء في كل أحوالك يستجيب لك ال‬
‫سبحانه ويمدك من فضله وكرمه ورحمته ومغفرته وأنت فقير إلى ذلك دائمًا ‪ .‬وكن كثير الدعاء‬
‫من ال تعالى في حالة الرخاء والمان أكثر منك في حالة الشدة والضيق ‪ .‬اعرف ال سبحانه‬
‫في الرخاء يعرفك في الشدة‪.‬‬
‫ب اْلَعاَلِمينَ ‪.‬‬‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬
‫ن اْل َ‬
‫ن َلُه الّدي َ‬
‫صي َ‬
‫خِل ِ‬ ‫عوُه ُم ْ‬ ‫ل ُهَو َفاْد ُ‬ ‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ي َ‬ ‫حّ‬ ‫الية ‪ُ : 65‬هَو اْل َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين سبحانه وتعالى أنه الحي الدائم الذي ليموت وهو الله الواحد القادر‬
‫المالك لزمام كل شئ في هذا الكون ‪ .‬يأمر عباده المؤمنين أن يدعوه بإيمان وإخلص كاملين‬
‫مخلصين له العبادة والتضرع والدعاء والتوجه إليه وحده سبحانه بالحاجة ‪ .‬ويؤكد سبحانه أن‬
‫الحمد له فهو رب العالمين الذي يجب أن يوجه له وحده الحمد والثناء والتمجيد والدعاء في كل‬
‫أحوال المؤمن من رخاء وشدة ‪.‬‬
‫فصلت‬
‫ت َأْقَداِمَنا ِلَيُكوَنا‬
‫ح َ‬
‫جَعْلُهَما َت ْ‬
‫س َن ْ‬
‫لن ِ‬
‫ن َوا ِْ‬
‫جّ‬‫ن اْل ِ‬
‫لَنا ِم َ‬
‫ضّ‬
‫ن َأ َ‬
‫ن َكَفُروا َرّبَنا َأِرَنا اّلَذْي ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫الية ‪َ : 29‬وَقا َ‬
‫ن‪.‬‬‫سَفِلي َ‬
‫لْ‬‫ن ا َْ‬
‫ِم َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أن الذين يدخلون النار من الكفار والمشركين يدعون‬
‫ربهم سبحانه أن يريهم الذين كانوا السبب في ضللهم من النس والجن لكي يدوسوهم بأقدامهم في‬

‫‪66‬‬
‫جهنم ليكونوا في الدرك السفل من النار ‪ .‬قال بعض المفسرين المقصود هو إبليس من الجن وابن‬
‫آدم الول من النس الذي قتل أخاه ظلمًا وعدوانا وسن سنة سيئة عليه وزرها إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫الزخرف‬
‫ن‪.‬‬ ‫ق َوُهْم َيْعَلُمو َ‬ ‫حّ‬ ‫شِهَد ِباْل َ‬
‫ل َمن َ‬ ‫عَة ِإ ّ‬‫شَفا َ‬
‫ن ِمن ُدوِنِه ال ّ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬‫ك اّلِذي َ‬ ‫ل َيْمِل ُ‬
‫الية ‪َ : 86‬و َ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه وتعالى أن كل مدعو دون ال سبحانه ليملك الشفاعة‬
‫للناس‪ ،‬وهي آية مطلقة واضحة بإن الشفاعة كاملة ل سبحانه ليملكها أي معبود أو أي‬
‫مايدعونه من دون ال تعالى من مخلوقاته من بشر وغيره ‪ .‬ولكنه سبحانه يعطيها ويخولها‬
‫لبعض عباده كأي جزء من ملك ال الذي هو كله ملكه تعالى ‪.‬كما جاء في اليات التالية‪:‬‬
‫عْهدًا {مريم ‪. 87‬‬ ‫ن َ‬ ‫حَم ِ‬‫عنَد الّر ْ‬‫خَذ ِ‬ ‫ن اّت َ‬‫ل َم ِ‬‫عَة ِإ ّ‬‫شَفا َ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل َيْمِلُكو َ‬ ‫}َ‬
‫ل {طه ‪.109‬‬ ‫ي َلُه َقْو ً‬‫ضَ‬ ‫ن َوَر ِ‬ ‫حَم ُ‬‫ن َلُه الّر ْ‬‫ن َأِذ َ‬
‫ل َم ْ‬ ‫عُة ِإ ّ‬‫شَفا َ‬‫ل َتنَفُع ال ّ‬ ‫}َيْوَمِئٍذ ّ‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ل َرّبكُْم َقاُلوا اْل َ‬‫عن ُقُلوِبِهْم َقاُلوا َماَذا َقا َ‬ ‫ع َ‬ ‫حّتى ِإَذا ُفّز َ‬ ‫ن َلُه َ‬
‫ن َأِذ َ‬‫ل ِلَم ْ‬‫عنَدُه ِإ ّ‬‫عُة ِ‬ ‫شَفا َ‬‫ل َتنَفُع ال ّ‬ ‫}َو َ‬
‫ي اْلَكِبيُر {سبأ ‪.23‬‬ ‫َوُهَو اْلَعِل ّ‬
‫ض َمن َذا‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َوَما ِفي ا َ‬ ‫سَماَوا ِ‬ ‫ل َنْوٌم ّلُه َما ِفي ال ّ‬ ‫سَنٌة َو َ‬ ‫خُذُه ِ‬
‫ل َتْأ ُ‬‫ي اْلَقّيوُم َ‬ ‫حّ‬ ‫ل ُهَو اْل َ‬ ‫ل ِإَلـَه ِإ ّ‬
‫ل َ‬ ‫}ا ّ‬
‫شاء‬ ‫ل ِبَما َ‬‫عْلِمِه ِإ ّ‬‫ن ِ‬ ‫يٍء ّم ْ‬ ‫ش ْ‬‫ن ِب َ‬
‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ل ُي ِ‬‫خْلَفُهْم َو َ‬
‫ن َأْيِديِهْم َوَما َ‬‫ل ِبِإْذِنِه َيْعَلُم َما َبْي َ‬
‫عْنَدُه ِإ ّ‬
‫شَفُع ِ‬ ‫اّلِذي َي ْ‬
‫ظيُم {البقرة ‪.255‬‬ ‫ي اْلَع ِ‬ ‫ظُهَما َوُهَو اْلَعِل ّ‬ ‫حْف ُ‬‫ل َيُؤوُدُه ِ‬ ‫ض َو َ‬ ‫لْر َ‬ ‫ت َوا َ‬ ‫سَماَوا ِ‬ ‫سّيُه ال ّ‬ ‫َوسَِع ُكْر ِ‬
‫ن َأْيِديِهْم َوَما‬‫ثم يبين سبحانه أن من شهد بالحق على علم فإن شهادته تنفع بإذن ربه ‪َ} :‬يْعَلُم َما َبْي َ‬
‫ن {النبياء ‪.28‬‬ ‫شِفُقو َ‬‫شَيِتِه ُم ْ‬
‫خْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضى َوُهم ّم ْ‬ ‫ن اْرَت َ‬ ‫ل ِلَم ِ‬‫ن ِإ ّ‬‫شَفُعو َ‬ ‫ل َي ْ‬‫خلَْفُهْم َو َ‬
‫َ‬

‫الدخان‬
‫ن‪.‬‬‫ب ِإّنا ُمْؤِمُنو َ‬‫عّنا اْلَعَذا َ‬‫ف َ‬ ‫ش ْ‬ ‫الية ‪َ :12‬رّبَنا اْك ِ‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن الكافرين والمشركين عندما يحل عليهم العذاب ) قبل‬
‫يوم القيامة ( يتوجهون إلى ربهم سبحانه بالدعاء ليكشف عنهم هذا العذاب معلنين إيمانهم به‬
‫وبرسوله في ذلك الموقف الرهيب ) وهم كاذبون ( كما يدل على ذلك آيات كثيرة في القرآن‬
‫الكريم مثل ‪:‬‬
‫عَوَت َ‬
‫ك‬ ‫ب َد ْ‬
‫ج ْ‬
‫ب ّن ِ‬
‫ل َقِري ٍ‬
‫جٍ‬‫خْرَنا ِإَلى َأ َ‬
‫ظَلُموْا َرّبَنا َأ ّ‬
‫ن َ‬‫ل اّلِذي َ‬
‫ب َفَيُقو ُ‬
‫س َيْوَم َيْأِتيِهُم اْلَعَذا ُ‬‫}َوَأنِذِر الّنا َ‬
‫ل َما َلُكم ّمن َزَوال{ إبراهيم ‪.44‬‬ ‫سْمُتم ّمن َقْب ُ‬‫ل َأَوَلْم َتُكوُنوْا َأْق َ‬‫سَ‬ ‫َوَنّتِبِع الّر ُ‬
‫ن‪.‬‬‫جِرُمو َ‬ ‫لء َقْوٌم ّم ْ‬ ‫ن َهُؤ َ‬ ‫عا َرّبُه َأ ّ‬‫الية ‪َ : 22‬فَد َ‬
‫الحقاف‬
‫ك ِفي‬
‫شْر ٌ‬‫ض َأْم َلُهْم ِ‬
‫لْر ِ‬‫ن ا َْ‬‫خَلُقوا ِم َ‬
‫ل َأُروِني َماَذا َ‬ ‫ن ا ِّ‬‫ن ِمن ُدو ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ل َأَرَأْيُتم ّما َتْد ُ‬
‫الية ‪ُ : 5-4‬ق ْ‬
‫عو‬
‫ل ِمّمن َيْد ُ‬ ‫ضّ‬
‫ن َأ َ‬‫ن}‪َ{4‬وَم ْ‬ ‫صاِدِقي َ‬‫عْلٍم ِإن ُكنُتْم َ‬
‫ن ِ‬‫ل َهَذا َأْو َأَثاَرٍة ّم ْ‬‫ب ّمن َقْب ِ‬ ‫ت ِاْئُتوِني ِبِكَتا ٍ‬ ‫سَماَوا ِ‬
‫ال ّ‬
‫ن}‪.{5‬‬‫غاِفُلو َ‬‫عاِئِهْم َ‬‫عن ُد َ‬‫ب َلُه ِإَلى َيوِم اْلِقَياَمِة َوُهْم َ‬ ‫جي ُ‬ ‫سَت ِ‬
‫ل َي ْ‬ ‫ل َمن ّ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ِمن ُدو ِ‬
‫هاتان آيتان كريمتان تبينان أن المشركين والكافرين إنما يدعون من دون ال سبحانه من ليستطيع‬
‫أن يخلق شيئًا في الرض ول في السماء بل هم أعجز من ذلك ول دليل على قدرتهم على ذلك ‪.‬‬
‫ويبين سبحانه أنه ليوجد أضل من الذين يدعون من د ون ال سبحانه من ليقدر أن يستجيب لهم‬
‫حتى لو دعوه إلى يوم القيامة وهم ليسمعونهم ول يعلمون بدعائهم لنهم ليملكون وسائل العلم‬
‫بدعاء الكافرين والمشركين إذ هم إما أحجار على شكل أصنام أو بشر ضعيف أو أموات أو‬
‫شَر‬
‫حِ‬ ‫مخلوقات أخرى أو ظواهر كونية لتملك من العلم والقدرة شيئًا ‪ .‬وفي الية التالة ‪َ} :‬وِإَذا ُ‬
‫ن {الحقاف ‪ 6‬يبين سبحانه أنهم يوم القيامة ) أي‬ ‫عَداء َوَكاُنوا ِبِعَباَدِتِهْم َكاِفِري َ‬ ‫س َكاُنوا َلُهْم َأ ْ‬
‫الّنا ُ‬
‫‪67‬‬
‫الكافرين والمشركين ( سينقلبون أعداء لما كانوا يعبدون من دون ال سبحانه ويتوجهون اليهم في‬
‫الدنيا بالدعاء والعبادة ويكفرون وبعبادتهم ِلما يرونه من العذاب المهين الليم ‪.‬‬
‫لُثو َ‬
‫ن‬ ‫صاُلُه َث َ‬
‫حْمُلُه َوفِ َ‬‫ضَعْتُه ُكْرهًا َو َ‬ ‫حَمَلْتُه ُأّمُه ُكْرهًا َوَو َ‬‫سانًا َ‬ ‫حَ‬ ‫ن ِبَواِلَدْيِه ِإ ْ‬
‫سا َ‬‫لن َ‬‫صْيَنا ا ِْ‬
‫الية ‪َ : 15‬وَو ّ‬
‫عَلى‬
‫ي َو َ‬ ‫عَل ّ‬
‫ت َ‬ ‫ك اّلِتي َأْنَعْم َ‬ ‫شُكَر ِنْعَمَت َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫عِني َأ ْ‬ ‫ب َأْوِز ْ‬
‫ل َر ّ‬ ‫سَنًة َقا َ‬
‫ن َ‬ ‫شّدُه َوَبَلَغ َأْرَبِعي َ‬‫حّتى ِإَذا َبَلَغ َأ ُ‬ ‫شْهرًا َ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬‫ك َوِإّني ِم َ‬ ‫ت ِإَلْي َ‬
‫ح ِلي ِفي ُذّرّيِتي ِإّني ُتْب ُ‬ ‫صِل ْ‬
‫ضاُه َوَأ ْ‬ ‫صاِلحًا َتْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫عَم َ‬‫ن َأ ْ‬‫ي َوَأ ْ‬‫َواِلَد ّ‬
‫في هذه الية الكريمة المور التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬وصية ال سبحانه للنسان أن يحسن إلى والديه الذين تحمل المشاق الكثيرة من أجله‬
‫منذ أن حملت به أمه وعانت من المصاعب من حمل وولدة ورعايته بعد ذلك حتى يصبح‬
‫ل‪.‬‬‫رج ً‬
‫أن النسان إذا بلغ أربعين سنة وكمل عقله ونضج واكتملت تجربته الحياتية والعقلية‬ ‫‪-2‬‬
‫ومشاعره وخبر الدنيا فإن العاقل المؤمن بال يتوجه بالدعاء إلى ربه سبحانه داعيا أن يقدره‬
‫تعالى على شكر نعمته التي أنعم بها على النسان وعلى والديه وأن يوفقه ليعمل صالحًا‬
‫يرضاه ال سبحانه ويدعو ال سبحانه ليصلح ذريته لتكون مؤمنة صالحة ‪ .‬ثم يعلن توبته‬
‫من جميع الذنوب والخطايا والثام ل سبحانه ومعلنًا إسلمه وإيمانه بربه سبحانه ‪ .‬وعندها‬
‫عِمُلوا‬
‫ن َما َ‬ ‫سَ‬ ‫حَ‬ ‫عْنُهْم َأ ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن َنَتَقّب ُ‬
‫ك اّلِذي َ‬
‫يكون جواب ربنا سبحانه كما في الية التالية ‪ُ :‬أْوَلِئ َ‬
‫ن ‪.‬الحقاف ‪.16‬‬ ‫عُدو َ‬ ‫ق اّلِذي َكاُنوا ُيو َ‬ ‫صْد ِ‬‫عَد ال ّ‬ ‫جّنِة َو ْ‬
‫ب اْل َ‬
‫حا ِ‬ ‫صَ‬‫سّيَئاِتِهْم ِفي َأ ْ‬ ‫عن َ‬ ‫َوَنَتجاَوُز َ‬
‫نسأل ال سبحانه وتعالى لنا ولكم أن نكون منهم وأن يكون جزاؤنا كما وعد سبحانه في هذه‬
‫الية الكريمة‪.‬‬

‫الطور‬
‫حيُم‪.‬‬
‫عوُه ِإّنُه ُهَو اْلَبّر الّر ِ‬
‫ل َنْد ُ‬
‫الية ‪ِ : 28‬إّنا ُكّنا ِمن َقْب ُ‬
‫في هذه الية الكريمة تأكيد لنتيجة من نتائج الدعاء في الحياة الدنيا حيث يقول أصحاب الجنة‬
‫وهم فيها أنهم كانوا في الحياة الدنيا يدعون ربهم ليغفر لهم ويدخلهم الجنة مؤمنين باستجابة ال‬
‫سبحانه لهم فكانت النتيجة هي دخول الجنة وهم يثنون على ربهم الكريم بأنه هو الَبر المحسن‬
‫المتفضل على عباده الرحيم بهم ‪.‬‬
‫القمر ‪:‬‬
‫صْر‪.‬‬
‫ب َفانَت ِ‬
‫عا َرّبُه َأّني َمْغُلو ٌ‬
‫الية ‪َ : 10‬فَد َ‬
‫في هذه الية الكريمة يتوجه نوح عليه السلم إلى ربه سبحانه يدعوه أن ينتصر لدينه وينصر‬
‫رسوله بعد أن َيئس من إيمان قومه برسالته لستهزائهم به وبرسالته واعتدائهم عليه وعلى‬
‫المؤمنين معه واحتقار الكافرين لهم ‪ .‬وهذه هي سنة النبياء عليهم السلم عند وصول أمرهم‬
‫مع أقوامهم إلى مرحلة ليتوقع لهم اليمان بالرسالة فيكون دعاء ال سبحانه عليهم ليرهم‬
‫العذاب في الدنيا وينجي المؤمنين وينصرهم ‪.‬‬
‫الحشر‬
‫ن َو َ‬
‫ل‬ ‫ليَما ِ‬
‫سَبُقوَنا ِبا ِْ‬
‫ن َ‬
‫خَواِنَنا اّلِذي َ‬
‫لْ‬‫غِفْر لََنا َو ِ‬
‫ن َرّبَنا ا ْ‬
‫جاُؤوا ِمن َبْعِدِهْم َيُقوُلو َ‬ ‫ن َ‬
‫الية ‪َ : 10‬واّلِذي َ‬
‫حيٌم ‪.‬‬ ‫ف ّر ِ‬‫ك َرُؤو ٌ‬ ‫ن آَمُنوا َرّبَنا ِإّن َ‬
‫ل ّلّلِذي َ‬
‫غّ‬‫ل ِفي ُقُلوِبَنا ِ‬
‫جَع ْ‬
‫َت ْ‬

‫‪68‬‬
‫في هذه الية الكريمة يبين ال سبحانه أن المؤمنين الذين يأتون بعد المهاجرين والنصار وهم‬
‫التابعون لهم باليمان يدعون ربهم سبحانه أن يغفر لهم ويدعون كذلك بالمغفرة لخوانهم‬
‫ل أو حقدًا أوغدرًا للمؤمنين‬
‫المؤمنين الذين سبقوهم باليمان وأن ليجعل سبحانه في قلوبهم غ ً‬
‫السابقين لهم إنه بهم جميعًا رؤوف رحيم‪.‬‬
‫الممتحنة‬
‫ن َمَعُه ِإْذ َقاُلوا ِلَقْوِمِهْم ِإّنا ُبَراء ِمنُكْم َوِمّما‬
‫سَنٌة ِفي ِإْبَراِهيَم َواّلِذي َ‬
‫حَ‬‫سَوٌة َ‬ ‫الية ‪َ : 5-4‬قْد َكاَن ْ‬
‫ت َلُكْم ُأ ْ‬
‫حَدُه ِإلّ‬‫ل َو ْ‬ ‫حّتى ُتْؤِمُنوا ِبا ِّ‬ ‫ضاء َأَبدًا َ‬ ‫ل َكَفْرَنا ِبُكْم َوَبَدا َبْيَنَنا َوَبْيَنُكُم اْلَعَداَوُة َواْلَبْغ َ‬‫ن ا ِّ‬
‫ن ِمن ُدو ِ‬ ‫َتْعُبُدو َ‬
‫ك َتَوّكْلَنا َوِإَلْيكَ َأَنْبَنا َوِإَلْي َ‬
‫ك‬ ‫عَلْي َ‬
‫يٍء ّرّبَنا َ‬
‫ش ْ‬
‫ل ِمن َ‬ ‫ن ا ِّ‬‫ك ِم َ‬‫ك َل َ‬ ‫ك َوَما َأْمِل ُ‬ ‫ن َل َ‬
‫سَتْغِفَر ّ‬
‫لْ‬ ‫لِبيِه َ‬‫ل ِإْبَراِهيَم َِ‬
‫َقْو َ‬
‫صيُر}‪َ{4‬رّبَنا َل َتْجَعْلَنا ِفْتَنًة ّلّلِذيَن َكَفُروا َواْغِفْر َلَنا َرّبَنا ِإّنَك َأنَت اْلَعِزيُز اْلَحِكيُم‪.‬‬
‫اْلَم ِ‬
‫يبين ال بحانه في هاتين اليتين الكريمتين أن قوم إبراهيم عليه السلم المؤمنين به وبرسالته أعلنوا‬
‫أنهم مفترقون عن الكافرين منهم معلنين عداوتهم وبغضائهم للكافرين حتى يؤمنوا برسالة إبراهيم‬
‫عليه السلم‪ .‬بعدها توجه المؤمنون إلى ربهم بالدعاء معلنين توكلهم على ال سبحانه وإنابتهم إليه‬
‫تعالى راجين ربهم أن ليجعلهم فتنة ول يسلط عليهم الكافرين داعين ربهم سبحانه أن يغفر لهم‬
‫ذنوبهم وخطاياهم إنه العزيز القوي الحليم القدير سبحانه‪.‬‬
‫المنافقون‬
‫جٍ‬
‫ل‬‫خْرَتِني ِإَلى َأ َ‬
‫ل َأ ّ‬
‫ب َلْو َ‬
‫ل َر ّ‬
‫ت َفَيُقو َ‬
‫حَدُكُم اْلَمْو ُ‬
‫ي َأ َ‬
‫ل َأن َيْأِت َ‬
‫الية ‪َ : 10‬وَأنِفُقوا ِمن ّما َرَزْقَناُكم ّمن َقْب ِ‬
‫ن‪.‬‬ ‫حي َ‬‫صاِل ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ق َوَأُكن ّم َ‬‫صّد َ‬
‫ب َفَأ ّ‬‫َقِري ٍ‬
‫يدعوا ال سبحانه وتعالى في هذه الية الكريمة المؤمنين إلى النفاق مما رزقهم من الموال في‬
‫سبيل ال قبل أن يأتيهم الموت وحينها يتوجهون بالدعاء إلى ربهم ليؤخر موتهم حتى ينفقوا‬
‫خَر‬
‫ويتصدقوا على المحتاجين ويكونون من الصالحين ‪ .‬ويأتي الجواب في الية التالية ‪َ} :‬وَلن ُيَؤ ّ‬
‫ن {المنافقون ‪ .11‬إن ال سبحانه يؤخر نفسًا إ ذا جاء‬ ‫خِبيٌر ِبَما َتْعَمُلو َ‬
‫ل َ‬ ‫جُلَها َوا ُّ‬
‫جاء َأ َ‬‫ل َنْفسًا ِإَذا َ‬
‫ا ُّ‬
‫أجلها بالموت وال خبير بما يعملون سبحانه ‪.‬‬
‫التحريم‬
‫جّنا ٍ‬
‫ت‬ ‫خَلُكْم َ‬ ‫سّيَئاِتُكْم َوُيْد ِ‬
‫عنُكْم َ‬‫سى َرّبُكْم َأن ُيَكّفَر َ‬ ‫عَ‬‫صوحًا َ‬ ‫ل َتْوَبًة ّن ُ‬
‫ن آَمُنوا ُتوُبوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫َيا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن َأْيِديِهْم‬
‫سَعى َبْي َ‬‫ن آَمُنوا َمَعُه ُنوُرُهْم َي ْ‬ ‫ي َواّلِذي َ‬‫ل الّنِب ّ‬‫خِزي ا ُّ‬ ‫ل ُي ْ‬‫لْنَهاُر َيْوَم َ‬ ‫حِتَها ا َْ‬
‫جِري ِمن َت ْ‬ ‫َت ْ‬
‫يٍء َقِديٌر‪.‬‬
‫ش ْ‬‫عَلى ُكلّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫غِفْر َلَنا ِإّن َ‬
‫ن َرّبَنا َأْتِمْم َلَنا ُنوَرَنا َوا ْ‬ ‫َوِبَأْيَماِنِهْم َيُقوُلو َ‬
‫في هذه الية الكريمة يخاطب ال سبحانه المؤمنين ليتوبوا إلى ال عز وجل توبًة نصوح خالصة ل‬
‫سبحانه وذلك ليكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة في يوم القيامة يوم ليخزي ال سبحانه نبيه محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم والمؤمنين معه‪ .‬وال سبحانه يصفهم بأن نورهم يسعى بين أيديهم وأمامهم‬
‫وهم يدعون ربهم سبحانه أن يتم لهم نورهم وأن يغفر لهم سيئاتهم إنه تعالى على كل شئ قدير ‪.‬‬
‫جّنِة‬
‫ك َبْيتًا ِفي اْل َ‬ ‫عنَد َ‬‫ن ِلي ِ‬ ‫ب اْب ِ‬
‫ت َر ّ‬ ‫ن ِإْذ َقاَل ْ‬
‫عْو َ‬ ‫ن آَمُنوا ِاْمَرَأَة ِفْر َ‬‫ل ّلّلِذي َ‬‫ل َمَث ً‬
‫ب ا ُّ‬ ‫ضَر َ‬ ‫الية ‪َ : 11‬و َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن اْلَقْوِم ال ّ‬ ‫جِني ِم َ‬ ‫عَمِلِه َوَن ّ‬‫ن َو َ‬ ‫عْو َ‬
‫جِني ِمن ِفْر َ‬ ‫َوَن ّ‬
‫ل لليمان بال حيث تدعوا امرأة فرعون الكافر عدو‬ ‫في هذه الية الكريمة يضرب ال سبحانه مث ً‬
‫ال ربها سبحانه أن ينجيها من فرعون وكفره وأعماله السيئة وأن ينجيها سبحانه من الظالمين‬
‫أتباع فرعون عليه لعنة ال ‪ .‬كما تعوا ربها سبحانه أن يبني لها بيتًا في الجنة مؤمنة بيوم ا لحساب‬
‫في الخرة واثقة من حسن خاتمتها وأن مصيرها إلى الجنة واثقة بفضل ربها الكريم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وهذا مثال على أن النسان يمكن أن يؤمن بال وبرسالت أنبيائه رغم أنه يعيش وسط مجتمع كله‬
‫كفر بال ومعصية ل وتحٍد ل سبحانه ‪.‬‬
‫القلم‬
‫خْيرًا ّمْنَها ِإّنا ِإَلى َرّبَنا‬
‫سى َرّبَنا َأن ُيْبِدَلَنا َ‬‫عَ‬ ‫ن}‪َ {31‬‬ ‫غي َ‬ ‫طا ِ‬ ‫الية ‪َ : 32-31‬قاُلوا َيا َوْيَلَنا ِإّنا ُكّنا َ‬
‫ن}‪.{32‬‬‫غُبو َ‬
‫َرا ِ‬
‫يقول الشيخ أحمد شاكر في قصة أصحاب الجنة الواردة في سورة القلم ‪ :‬هذا مثل ضربه ال تعالى‬
‫لكفار قريش فيما ُأهدي إ ليهم من الرحمة العظيمة وأعطاهم من النعم الجسيمة ‪ ،‬وهو بعثة محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة ولهذا قال تعالى ) إنا بلوناهم ( أي‬
‫اختبرناهم ‪ .......‬ثم يقول في قوله ) قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ( أي ‪ :‬اعتدينا وبغينا وطغينا‬
‫وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا ‪.‬‬
‫ن ( يعلنون ندمهم وتوبتهم‬ ‫غُبو َ‬
‫خْيرًا ّمْنَها ِإّنا ِإَلى َرّبَنا َرا ِ‬
‫سى َرّبَنا َأن ُيْبِدَلَنا َ‬ ‫عَ‬ ‫أقول في قوله تعالى ‪َ ) :‬‬
‫وإيمانهم وأنهم راغبون إلى ربهم داعين ال سبحانه أن يبدلهم خيرًا من جنتهم التي محقها ال‬
‫سبحانه عندما كانوا طاغيين متجبرين متمردين على ربهم سبحانه ‪.‬‬
‫وفي هذه القصة عبرة لكل الطغاة المتجبرين الذين يتجاهلون قدرة ال سبحانه وعظمته وبطشه‬
‫ويتمادون في الطغيان وعدم الخوف من جبروت ال تعالى ‪ .‬ولكن الطغاة عبر التاريخ‬
‫ليتعضون ‪.‬‬
‫نوح‬
‫ل}‪{24‬‬ ‫لً‬ ‫ضَ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫ظاِلِمي َ‬ ‫ل َتِزِد ال ّ‬
‫ضّلوا َكِثيرًا َو َ‬ ‫الية ‪َ : 25-24‬وَقْد َأ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صارا ً }‬ ‫ن الل ّهِ أن َ‬ ‫دو ِ‬‫من ُ‬ ‫دوا ل َُهم ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م يَ ِ‬‫خُلوا َنارا ً فَل َ ْ‬ ‫م أ ُغ ْرُِقوا فَأد ْ ِ‬ ‫طيَئات ِهِ ْ‬
‫خ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬‫ِ‬
‫‪{25‬‬
‫في هذه اليات البينات الكريمات يبين ال سبحانه دعاء نوح عليه السلم على الظالمين الكافرين‬
‫من قومه الذين أضلوا كثيرًا من الناس وفتنوهم عن اليمان بما جاء به نوح عليه السلم من ربه‬
‫من توحيد ال سبحانه وعبادته وحده تعالى‪ .‬وهو يدعوا ال سبحانه أن يزيد هؤلء الضالين‬
‫ل وكفرًا لتحق عليهم كلمة ال وينالوا جزائهم العادل بدخول جهنم جزاًء‬ ‫الظالمين المضلين ضل ً‬
‫وفاقًا لهم ‪ .‬فكان الجواب من ال سبحانه بإغراقهم وإدخالهم النار إذ لم يجدوا من دون ال سبحانه‬
‫من ينصرهم ويخلصهم من العذاب المهين ‪.‬‬
‫ضّلوا‬
‫ك ِإن َتَذْرُهْم ُي ِ‬‫ن َدّيارًا}‪ِ{26‬إّن َ‬ ‫ن اْلَكاِفِري َ‬ ‫ض ِم َ‬‫لْر ِ‬ ‫عَلى ا َْ‬‫ل َتَذْر َ‬ ‫ب َ‬‫ح ّر ّ‬ ‫ل ُنو ٌ‬ ‫الية ‪َ : 27-26‬وَقا َ‬
‫جرًا َكّفارًا}‪.{27‬‬ ‫ل َفا ِ‬
‫ل َيِلُدوا ِإ ّ‬‫ك َو َ‬‫عَباَد َ‬‫ِ‬
‫في هاتين اليتين الكريمتين يدعوا نوح عليه السلم ربه سبحانه أن يهلك جميع الظالمين الكافرين‬
‫من الرض وليترك منهم أحدًا حيًا وذلك للسباب الواردة في الية ‪ 27‬حيث يضلون العباد عن‬
‫دين ال ول يخلفون من ذريتهم إل الفاجر الَكفار بدين ال ‪.‬‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫ن‬ ‫ل َتِزِد ال ّ‬
‫ت َو َ‬
‫ن َواْلُمْؤِمَنا ِ‬
‫ي ُمْؤِمنًا وَِلْلُمْؤِمِني َ‬ ‫ل َبْيِت َ‬‫خَ‬‫ي َوِلَمن َد َ‬ ‫غِفْر ِلي َوِلَواِلَد ّ‬‫با ْ‬ ‫الية ‪َ : 28‬ر ّ‬
‫ل َتَبارًا‪.‬‬‫ِإ ّ‬
‫في هذه الية الكريمة يدعوا نوح عليه السلم ربه سبحانه أن يغفر له ولوالديه ومن دخل بيته مؤمنًا‬
‫بال ورسوله وكذلك لبقية المؤمنين والمؤمنات ‪ .‬ثم يدعوه سبحانه أن يزيد الظالمين الكافرين هلكًا‬
‫وخسارة في الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫ل وخسارة‬ ‫ويلحظ هنا تكرار دعاء نوح عليه السلم على الظالمين بأن يزيدهم ال سبحانه ضل ً‬
‫وهلكًا لما لقى عليه السلم منهم من التكذيب والتكفير والعنت ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫الجن‬
‫عوُه َكاُدوا‬
‫ل َيدْ ُ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫ل َأَحدًا}‪َ{18‬وَأّنُه َلّما َقاَم َ‬ ‫عوا َمَع ا ِّ‬‫ل َتْد ُ‬
‫ل َف َ‬‫جَد ِّ‬ ‫سا ِ‬
‫ن اْلَم َ‬
‫الية ‪َ : 20-18‬وَأ ّ‬
‫حدًا}‪{20‬‬ ‫ك ِبِه َأ َ‬
‫شِر ُ‬
‫ل ُأ ْ‬ ‫عو َرّبي َو َ‬ ‫عَلْيِه ِلَبًدا }‪ُ{19‬ق ْ‬
‫ل ِإّنَما َأْد ُ‬ ‫ن َ‬
‫َيُكوُنو َ‬
‫في هذه اليات الكريمة أمور عظيمة وحاسمة في دين ال ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المساجد بنيت لعبادة ال سبحانه وتوحيده وتعظيمه وتمجيده ‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤكد ال سبحانه أن الدعاء في هذه المساجد يكون ل سبحانه وحده وطلب الرزق‬
‫والعون والنصر والمغفرة والستغاثة من ال تعالى وحده وليس من غيره من نبي أو ولي‬
‫أو غيرهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬لما قام عبدال محمد صلى ال عليه وسلم يعوا رب وكذلك يدعوا الناس لدين ال‬
‫) السلم ( تناصرت ضده الكثير من الجن والنس لمقاومة دعوته لتوحيد ال سبحانه‬
‫وإقامة الدين الحق وهدم الشرك والظلم في الرض‪.‬‬
‫‪ -4‬توجيه إلهي لرسول ال صلى ال عليه وسلم ولمته من بعده أن يدعوا ال وحده وأن‬
‫ليشركوا أحدًا في الدعاء في المساجد التي ٌأقيمت لعبادة ال وتوحيده والدعاء منه تعالى‬
‫وحده‪.‬‬
‫الفلق‬
‫من َ‬
‫شّر‬ ‫ب}‪ {3‬وَ ِ‬ ‫ذا وَقَ َ‬
‫ق إِ َ‬
‫س ٍ‬ ‫شّر َ‬
‫غا ِ‬ ‫من َ‬
‫ق}‪ {2‬وَ ِ‬ ‫خل َ َ‬‫ما َ‬
‫شّر َ‬‫من َ‬‫ق}‪ِ {1‬‬ ‫ب ال ْ َ َ‬
‫فل ِ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬‫ل أَ ُ‬ ‫قُ ْ‬
‫د}‪ .{5‬في هذه السورة المباركة‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬ ‫سدٍ إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫حا ِ‬
‫شّر َ‬‫من َ‬‫د}‪ {4‬وَ ِ‬ ‫ت ِفي ال ْعُ َ‬
‫ق ِ‬ ‫فاَثا ِ‬‫الن ّ ّ‬
‫يوجه الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن‬
‫يستعيذ برب الصبح ) وهو الله تعالى ( من شر جميع مخلوقاته من جن وإنس وهوام ‪،‬‬
‫ومن شر الليل إذا دخل وقته إذ في الليل يتحرك الشرار واللصوص والمفسدين‬
‫والعصابات ليفتكوا بعباد الله مايستطيعون ‪ .‬وكذلك يوجههه سبحانه أن يستعيذ بالله‬
‫من شر الساحرات المفسدات اللواتي اتخذن من السحر وسيلة للفساد والضرار‬
‫بخلق الله ومن شر أهل الحسد الذي ن يحسدون الناس على ماأعطاهم الله‬
‫سبحانه ‪.‬‬
‫الناس‬
‫في هذه السورة المباركة يوجه الله سبحانه نبيه الكريم محمد صلى الله‬
‫عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذ بالله رب الناس وملك الناس‬
‫أجمعين وإلههم من شر الوسواس الذي توسوس به الشياطين لبن آدم ‪،‬‬
‫وتخنس عندما يكون المؤمن موحدا ً مستعيذا ً بالله من الشيطان )}إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫ن {الحجر ‪( 42‬‬ ‫ن ال َْغاِوي َ‬
‫م َ‬ ‫ن ات ّب َعَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬
‫م ِ‬
‫سل ْ َ‬
‫طا ٌ‬ ‫ك ع َل َي ْهِ ْ‬
‫م ُ‬ ‫س لَ َ‬
‫عَباِدي ل َي ْ َ‬
‫ِ‬
‫ومستعيذا من الجنة والناس ‪ ،‬أي من وساوس الجنة وشياطين النس‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪71‬‬
‫المراجع‬
‫القرآن الكريم‬ ‫‪1‬‬
‫صحيح المام البخاري‬ ‫‪2‬‬
‫صحيح المام مسلم‬ ‫‪3‬‬
‫صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني‬ ‫‪4‬‬
‫عمدة التفسير ‪ /‬مختصر تفسير القرآن العظيم لبن كثير ‪ /‬الشيخ أحمد‬ ‫‪5‬‬
‫محمد شاكر‬
‫أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع ‪ /‬عبد ال عبد الحميد الثري‬ ‫‪6‬‬
‫شروط الدعاء وموانع الجابة في ضوء الكتاب والسنة ‪ /‬سعيد بن علي‬ ‫‪7‬‬
‫القحطاني‬
‫المقصد السنى في شرح معاني أسماء ال الحسنى ‪ /‬أبو حامد الغزالي‬ ‫‪8‬‬
‫ول السماء الحسنى فادعوه به ‪ /‬أحمد عبدالجواد‬ ‫‪9‬‬
‫فتوح الغيب ‪ /‬الشيخ عبد القادر الكيلني‬ ‫‪10‬‬
‫السلم عقيدة وشريعة ‪ /‬الشيخ محمود شلتوت‬ ‫‪11‬‬

‫مقالت متفرقة من النترنت‬


‫‪12‬‬

‫‪72‬‬
73
74
75

You might also like