You are on page 1of 29

‫البحث العلمي العربي ‪ :‬معوقات‬

‫وتحديات‬
‫محمد مسعد ياقوت‬

‫نشأة البحث العلمي ‪-:‬‬

‫يرتبط البحث العلمي في تاريخه العتيق بمحاولة النسان‬


‫الدائبة للمعرفة وفهم الكون الذي يعيش فيه ‪ ،‬وقد ظلت‬
‫الرغبة في المعرفة ملزمة للنسان منذ المراحل الولى‬
‫لتطور الحضارة ‪..‬‬
‫وعندما حمل المسلمون العرب شعلة الحضارة الفكرية‬
‫للنسان ؛ ووضعوها في مكانها السليم ؛ كان هذا إيذانا ً‬
‫ببدء العصر العلمي القائم على المنهج السليم في‬
‫البحث ؛ فقد تجاوز الفكر العربي السلمي الحدود‬
‫التقليدية للتفكير اليوناني ‪ ،‬وأضاف العلماء العرب‬
‫المسلمون إلى الفكر النساني منهج البحث العلمي‬
‫القائم على الملحظة والتجريب ‪ ،‬بجانب التأمل العقلي‬
‫‪،‬كما اهتموا بالتحديد الكمي واستعانوا بالدوات العلمية‬
‫في القياس ‪ .‬وفي العصور الوسطى بينما كانت أوربا‬
‫غارقة في ظلم الجهل كان الفكر العربي السلمي يفجر‬
‫– في نقلة تاريخية – كبرى ينابيع المعرفة ‪..‬‬
‫ث السلمي ‪ ،‬وأضاف إليه إضافات‬ ‫ب الترا َ‬
‫ثم نقل الغر ُ‬
‫جديدة حتى اكتملت الصورة وظهرت معالم السلوب‬
‫العلمي السليم ‪ ،‬في إطار عام يشمل مناهج البحث‬
‫المختلفة وطرائقه في مختلف العلوم ‪ ،‬التطبيقية‬
‫)‪(1‬‬
‫والنسانية‬
‫فقد تمثل المسلمون المنهجية في بحوثهم ودراساتهم‬
‫في مختلف جوانب المعرفة‪ ..‬والمنهجية التي اختطوها‬
‫لنفسهم تلتقي كثيرا بمناهج البحث الموضوعي في‬
‫عصرنا‪ ،‬وشهد بذلك بعض المستشرقين الذين كتبوا‬
‫مؤلفات يشيدون فيها بما يتمتع به العلماء المسلمون من‬
‫براعة فائقة في منهج البحث والتأليف‪ ،‬ويبدو ذلك واضحا‬

‫‪1‬‬
‫في كتاب )مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي(‬
‫للمستشرق "فرانتر روزنتال")‪. (2‬‬
‫ويذكر ) الصباب ‪ "(1413،‬أن الدراسات المقارنة للمنهج‬
‫العلمي الحديث والمنهج الذي سار عليه المسلمون في‬
‫مجال علوم الطبيعة والكون أثبتت أن المنهج العلمي‬
‫الحديث وأسلوب التفكير المنطقي قد توفر لدى علماء‬
‫المسلمين في بحوثهم واكتشافاتهم في مجال الطب‬
‫والكيمياء والصيدلة وعلوم الكون وبقية فروع العلم‬
‫)‪.(3‬‬
‫التطبيقي"‬
‫وهكذا يتبين للباحث‪ :‬إسلمية وعربية البحث العلمي من‬
‫حيث النشأة والبداية والسبق ‪..‬‬

‫مفهوم البحث العلمي ‪-:‬‬

‫ليس من اليسير أن نحصر كل التعريفات التي أطلقت‬


‫على مفهوم "البحث العلمي "؛ حيث تعددت تلك‬
‫التعريفات وتنوعت ؛ تبعا لهدافه ومجالته ومناهجه ؛‬
‫ولكن معظم تلك التعريفات تلتقي حول التأكيد على‬
‫دراسة مشكلة ما بقصد حلها ؛ وفقا لقواعد علمية‬
‫دقيقة ؛ وهذا يعطي نوعا من الوحدة بين البحوث العلمية‬
‫رغم اختلف حياديتها وتعدد أنواعها ‪..‬‬
‫وقد تناول العديد من الباحثين مفهوم البحث العلمي ‪ ,‬كما‬
‫اختلفت مداخلهم وتباينت اتجاهاتهم حول هذا المفهوم ‪,‬‬
‫فكل واحد منهم قد نظر إليه من زاويته الخاصة وحسب‬
‫ميوله أو قناعته العلمية ‪..‬‬
‫وعند تناول مصطلح )البحث العلمي( و يلحظ أنه يتكون‬
‫و )العلمي(‪ .‬أما البحث‬ ‫من كلمتين هما )البحث(‬
‫ث( ومعناه ‪" :‬تتبع ‪،‬‬‫ح َ‬‫لغويا فهو مصدر الفعل الماضي )ب َ َ‬
‫سأل ‪ ،‬تحرى ‪ ،‬تقصى ‪ ،‬حاول ‪ ،‬طلب " وبهذا يكون معنى‬
‫البحث هو ‪ :‬طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من‬
‫المور ‪ ،‬وهو يتطلب التنقيب والتفكير والتأمل ؛ وصول ً‬
‫إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه)‪. (4‬‬

‫‪2‬‬
‫أما العلمي ‪ :‬فهي كلمة منسوبة إلى العلم‪ ،‬والعلم)‬
‫‪ :(Science‬يعني المعرفة والدراية وإدراك الحقائق‬
‫‪0‬والعلم في طبيعته " طريقة تفكير وطريقة بحث أكثر‬
‫مما هو طائفة من القوانين الثابتة "‪ .‬وهو منهج أكثر مما‬
‫هو مادة للبحث فهو "منهج لبحث كل العالم المبريقي‬
‫المتأثر بتجربة النسان وخبرته")‪. (5‬‬
‫أما العلم في منهجه فهو ‪":‬المعرفة المنسقة التي تنشأ‬
‫من الملحظة والتجريب ‪ ،‬وأما في غايته فهو الذي يتم‬
‫بهدف تحديد طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع‬
‫للملحظة والدراسة ؛ فهدفه صوغ القوانين لنه ليس بحثا‬
‫يجد في طلب الحقيقة العظمى النهائية ؛ وإنما هو فقط‬
‫أسلوب في التحليل يسمح للعالم بالوصول إلى قضايا‬
‫ً )‪(6‬‬
‫مصاغة صوغا ً دقيقا "‬
‫ويذكر )رشوان ‪ (1989 ،‬بأن العلم ل يصلح أن نطلق‬
‫عليه علما ً إل إذا توفرت فيه الشروط الساسية التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود طائفة متميزة من الظواهر يتخذها العلم‬
‫موضوعا ً للدراسة والبحث ‪.‬‬
‫‪ -2‬خضوع هذه المجموعة من الظواهر لمنهج‬
‫البحث العلمي ‪.‬‬
‫الوصول في ضوء مناهج البحث إلى مجموعة‬ ‫‪-3‬‬
‫من القوانين العلمية ‪..‬‬
‫ويضيف )كورمانوف ‪ (1983 ،‬إن "العلم إما أن يكون‬
‫نظريا أو تطبيقيا فالنظري يتوجه إلى شرح للواقع ‪،‬‬
‫والتطبيقي يتوجه إلى التأثير في الواقع ول غاية نفعيه‬
‫للعلم النظري ‪ ،‬أما التطبيقي فينظر إلى اعتبارات‬
‫المردود المادي والربح")‪.(7‬‬
‫وعبارة البحث العلمي مصطلح مترجم عن اللغة‬
‫النجليزية “‪ ،”Scientific Researc‬فالبحث العلمي يعتمد‬
‫على الطريقة العلمية ‪ ،‬والطريقة العلمية تعتمد على‬
‫الساليب المنظمة الموضوعة في الملحظة وتسجيل‬
‫المعلومات ووصف الحداث وتكوين الفرضيات)‪. (8‬‬
‫ومن أشهر تعريفات البحث العلمي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ما ذكره )خضر‪ ، (1989 ،‬وهو إنه " عملية فكرية منظمة‬
‫يقوم بها شخص يسمى )الباحث( من أجل تقصي الحقائق‬
‫في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى )موضوع البحث(‬
‫باتباع طريقة علمية منظمة تسمى )منهج البحث(؛ بغية‬
‫الوصول إلى حلول‬
‫ملئمة للعلج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلت‬
‫المماثلة تسمى )نتائج البحث(")‪.. (9‬‬
‫ويؤكد هذا التعريف على عدة أبعاد أهمها حاجة البحث‬
‫العلمي من الباحث إلى التفكير العلمي المنظم ‪,‬‬
‫وتحديد موضوع البحث واتباع منهج منظم ‪ ،‬والحصول‬
‫على نتائج صالحة للتعميم ؛ ومن ثم حل المشكلت ‪..‬‬
‫وقد ذكر )بدر ‪ (1977 ،‬أن البحث العلمي هو‬
‫"استقصاء منظم يهدف إلى إضافة معارف يمكن‬
‫التحقق من صحتها عن طريق الختبار العلمي الشامل‬
‫والدقيق لجميع الشواهد والدلة التي يمكن التحقق‬
‫منها")‪ ، (10‬وهذا التعريف يضيف للبعاد السابقة التي‬
‫أشار إليها )خضر( بأن الهدف من التفكير المنظم هو‬
‫إضافة معارف يمكن التحقق من صحتها بالختبار‬
‫العلمي ‪.‬‬
‫ويعرفه )عنايه ‪ (1984 ،‬بأنه "التقصي المنظم باتباع‬
‫أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد‬
‫التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة معلومات جديدة‬
‫لها")‪.(11‬‬
‫أما )بدوي ‪ (1968 ،‬فقد عرف البحث العلمي بأنه‬
‫"الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقائق في العلوم‬
‫بواسطة طائفة من القواعد العامة ‪ ،‬تهيمن على سير‬
‫العقل وتحديد عملياته ؛ حتى يصل إلى نتيجة معلومة‬
‫أسبابها ‪ ،‬وما يناسبها من حلول وذلك بطريقة محايدة‬
‫غير متحيزة للمشكلة")‪. (12‬‬
‫كما أورد )رشوان‪ (1989 ،‬تعريفا للبحث العلمي ‪،‬‬
‫هو ‪ " :‬إنه طريقة أو منهج معين لفحص الوقائع وهو‬
‫يقوم على مجموعة من المعايير والمقاييس تسهم في‬
‫نمو المعرفة ‪ ،‬ويتحقق البحث حين تخضع حقائقه‬

‫‪4‬‬
‫للتحليل والمنطق والتجربة والحصاء؛ مما يساعد على‬
‫نمو النظرية")‪.(13‬‬
‫وهذا التعريف يحدد للبحث العلمي معايير يتم في‬
‫ضوئها إخضاع الحقائق‬
‫للتحليل والمنطق والتجربة والحصاء ‪0‬‬
‫ويذكر )عاقل ‪1410 ،‬هـ( تعريفا ً للبحث العلمي بأنه "‬
‫البحث النظامي المضبوط والخبري في المقولت‬
‫الفتراضية عن العلقات المتصورة بين الحوادث‬
‫الطبيعية أو الجتماعية أو النفسية")‪. (14‬‬
‫ويؤكد هذا التعريف الجانب العلمي ؛ حيث ل يقتصر‬
‫الباحث في بحثه على انتهاج أسلوب منظم ومضبوط‬
‫في جمع المعلومات وتحليلها والوصول من خللها إلي‬
‫إثبات صحة المعلومات بل انه يسعى إلى نشر ما‬
‫توصل إليه من نتائج ‪.‬‬
‫أما )فان دالين ‪1977 ،‬م( فيعرف البحث العلمي بأنه "‬
‫المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلة‬
‫التي تؤرق البشرية")‪.(15‬‬
‫وأما )العواودة ‪ (2002 ،‬فتعّرف البحث العلمي –‬
‫ببساطة شديدة – بأنه ‪ ":‬وسيلة للدراسة يمكن‬
‫بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة‪ ,‬وذلك عن‬
‫طريق الستقصاء الشامل و الدقيق لجميع الشواهد و‬
‫الدلة التي يمكن التحقق منها‪ ,‬والتي تتصل بهذه‬
‫المشكلة المحددة ")‪..(16‬‬
‫ومن خلل العرض السابق لبعض تعريفات البحث‬
‫العلمي يمكن القول‪:‬‬
‫إن كل تعريف منها تناوله من زاوية معينة ؛ فالبعض‬
‫أبرز جانب الهداف والبعض الثاني أبرز جانب‬
‫الوظائف‪ ,‬والبعض الثالث أبرز جانب الهمية أو جانب‬
‫الخصائص‪ ،‬ولكنها في مجملها تعطي صورة واضحة‬
‫لمفهوم البحث العلمي ‪.‬‬
‫و يري الكاتب أنه من خلل العرض السابق لمفهوم‬
‫البحث العلمي يمكن استخلص التعريف التالي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫وهو‪ :‬إن البحث العلمي حزمة من الطرائق والخطوات‬
‫المنظمة والمتكاملة تستخدم في تحليل وفحص‬
‫معلومات قديمة؛ بهدف التوصل إلى نتائج جديدة ‪،‬‬
‫وهذه الطرائق تختلف باختلف أهداف البحث العلمي‬
‫ووظائفه وخصائصه وأساليبه‪.‬‬

‫خطوات البحث العلمي ‪-:‬‬


‫وبناًء على التعريفات السابقة ؛ يتبين – بشكل بديهي –‬
‫أن البحث العلمي يتألف من مجموعة خطوات تتمثل في‬
‫الشعور بالمشكلة أو بسؤال يحير الباحث ‪ ،‬فيضع لها‬
‫حلول ً محتملة ‪ ،‬هي الفروض ‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك الخطوة‬
‫التالية ‪ :‬وهي اختبار صحة الفروض‪ ،‬والوصول إلى نتيجة‬
‫محددة ‪ ،‬ومن الطبيعي أن يتخلل هذه الخطوات الرئيسية‬
‫عدة خطوات إجرائية‪ ،‬مثل تحديد المشكلة ‪ ،‬وجمع‬
‫البيانات التي تساعد في اختيار الفروض المناسبة ‪،‬‬
‫وكذلك البيانات التي تستخدم في اختيار الفروض ‪،‬‬
‫والوصول إلى تعميمات ‪ ،‬واستخدام هذه التعميمات‬
‫تطبيقيا ً ‪ ..‬وهكذا يسير البحث العلمي على شكل‬
‫خطوات أو مراحل ؛ لكي تزداد عملياته وضوحا ً ‪ ،‬إل أن‬
‫هذه الخطوات ل تسير باستمرار ‪ ،‬بنفس التتابع ‪ ،‬ول تؤخذ‬
‫بطريقة جامدة ‪ ،‬كما أنها ليست بالضرورة مراحل فكرية‬
‫منفصلة ‪ ،‬فقد يحدث كثيرا ً من التداخل بينها ‪ ،‬وقد يتردد‬
‫الباحث بين هذه الخطوات عدة مرات ‪ ،‬كذلك قد تطلب‬
‫بعض المراحل جهدا ً ضئيل ً ‪ ،‬بينما يستغرق البعض الخر‬
‫وقتا ً أطول ‪..‬‬
‫وهكذا يقوم استخدام هذه الخطوات على أساس من‬
‫المرونة والوظيفية ‪..‬‬
‫وتختلف مناهج البحث من حيث طريقتها ‪ ،‬في اختبار‬
‫صحة الفروض ‪ ،‬ويعتمد ذلك على طبيعة وميدان المشكلة‬
‫موضع البحث ؛ فقد يصلح المنهج التجريبي في دراسة‬
‫مشكلة ل يصلح فيها المنهج التاريخي أو دراسة الحالة ‪..‬‬
‫وهكذا ‪..‬‬

‫‪6‬‬
‫وكثيرا ً ما تفرض مشكلة البحث المنهج الذي يستخدمه‬
‫الباحث‪.‬‬
‫واختلف المنهج ل يرجع فقط إلى طبيعة وميدان‬
‫المشكلة ‪ ،‬بل أيضا ً إلى إمكانات البحث المتاحة ‪ ،‬فقد‬
‫يصلح أكثر من منهج في دراسة بحثية معينة ؛ ومع ذلك‬
‫تحدد الظروف المتاحة أو القائمة المنهج الذي يختاره‬
‫)‪.. (17‬‬
‫الباحث‬
‫المهم أن أي منهج من مناهج البحث يقوم على خطوات‬
‫علمية متكاملة ‪ ،‬ومتفقة مع السلوب العلمي العام الذي‬
‫يحكم أي منهج من مناهج البحث ‪..‬‬

‫تعدد مناهج البحث العلمي‪ :‬ـ‬


‫ترجمة كلمة منهج باللغة النجليزية ‪ Method :‬و نظائرها‬
‫في اللغات الوربية ترجع إلى أصل يوناني يعني ‪ :‬البحث‬
‫أو النظر أو المعرفة ‪.‬‬
‫والمعنى الشتقاقي لها يدل على الطريقة أو المنهج الذي‬
‫يؤدي إلى الغرض المطلوب)‪.. (18‬‬
‫ويرى ) عسيلن ‪ : (2004 ،‬أننا في غنى عن مثل هذه‬
‫الحالة فالكلمة شائعة ومتوفرة في معاجم اللغة العربية‬
‫وتعني الطريق الواضح )‪.. (19‬‬
‫وفي ابتداء عصر النهضة الوروبية أخذت الكلمة مدلول‬
‫اصطلحيا ؛ يعني أنها ‪ :‬طائفة من القواعد العامة‬
‫المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم بقدر‬
‫المكان)‪ . (20‬ويحدد أصحاب المنطق الحديث "المنهج "‬
‫بأنه ‪ " :‬فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الفكار العديدة‪،‬‬
‫إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين‪،‬‬
‫وإما من أجل البرهنة عليها للخرين حين نكون بها‬
‫عارفين")‪. (21‬‬
‫وبهذا يكون هناك اتجاهان للمنهج من حيث اختلف الهدف‬
‫‪ ،‬أحدهما يكشف عن الحقيقة‪ ،‬ويسمى منهج التحليل ‪،‬‬
‫والثاني يسمى منهج التصنيف ‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫وعلى العموم فتصنيف مناهج البحث ‪ ،‬يعتمد عادة على‬
‫معيار ما ؛ حتى يتفادى الخلط والتشويش ‪.‬‬
‫وعادة تختلف التقسيمات بين المصنفين لي موضوع ‪،‬‬
‫وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد ‪ ،‬فإذا نظرنا إلى‬
‫مناهج البحث من حيث العمليات العقلية ‪ ،‬التي توجهها ‪،‬‬
‫أو تسير على أسسها ‪ ،‬أمكننا القول إن هناك ثلثة أنواع‬
‫من المناهج ‪:‬‬
‫النوع الول ‪ :‬المنهج الستدللي أو الستنباطي ‪ :‬وفيه‬
‫يربط العقل بين المقدمات والنتائج ‪ ،‬أو بين الشياء‬
‫وعللها ‪ ،‬على أساس المنطق العقلي ‪ ،‬والتأمل الذهني ‪،‬‬
‫فهو يبدأ بالكليات ليصل منها إلى الجزئيات‪.‬‬
‫والنوع الثاني ‪ :‬هو المنهج الستقرائي ‪ :‬وهو على‬
‫عكس سابقه ‪ ،‬يبدأ بالجزئيات ليصل منها إلى قوانين‬
‫عامة ‪ ،‬ويعتمد على التحقق بالملحظة المنظمة الخاضعة‬
‫للتجريب والتحكم في المتغيرات المختلفة ‪..‬‬
‫والنوع الثالث ‪ :‬هو المنهج الستردادي ‪ :‬فيعتمد على‬
‫عملية استرداد ما كان في الماضي ليتحقق من مجرى‬
‫الحداث ‪ ،‬ولتحليل القوى والمشكلت التي صاغت‬
‫الحاضر ‪..‬‬
‫فإذا أردنا تصنيف مناهج البحث استنادا ً إلى أسلوب‬
‫الجراء ‪ ،‬وأهم الوسائل التي يستخدمها الباحث ؛ نجد أن‬
‫هناك المنهج التجريبي وهو الذي يعتمد على إجراء‬
‫التجارب تحت شروط معينة ‪ ،‬ومنهج المسح الذي يعتمد‬
‫على جمع البيانات ميدانيًا؛ بوسائل متعددة ‪ ،‬ويتضمن‬
‫الدراسة الكشفية والوصفية والتحليلية ‪ ،‬ومنهج دراسة‬
‫الحالة ‪ ،‬وينصب على دراسة وحدة معينة ‪ ،‬فردا ً كان أو‬
‫وحدة اجتماعية ‪ ،‬ويرتبط باختبارات ومقاييس خاصة ‪،‬‬
‫والمنهج التاريخي ‪ ،‬ويعتمد على الوثائق والمخلفات‬
‫الحضارية المختلفة)‪.. (22‬‬
‫والجدير بالذكر أن المنهج التاريخي يعد أبسط المناهج‬
‫استعمال ً كطريقة بحث إن لم يكن أساسها ‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت أهمها من حيث التطبيق )‪. (23‬‬

‫‪8‬‬
‫وهكذا تتعدد مناهج البحث العلمي بتعدد المشارب‬
‫والمذاهب ‪ ..‬والمكانيات أيضًا‪..‬‬

‫أهمية البحث العلمي ‪:‬ـ‬

‫أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر‬


‫أشد منها في أي وقت مضى ؛ حيث أصبح العالم في‬
‫سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة‬
‫الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للنسان‬
‫وتضمن له التفوق على غيره‪.‬‬
‫ل المتقدمة أهمية البحث العلمي‬ ‫وبعد أن أدركت الدو ُ‬
‫وعظم الدور الذي يؤيده في التقدم والتنمية ‪ -‬أولته الكثير‬
‫من الهتمام وقدمت له كل ما يحتاجه من متطلبات سواء‬
‫كانت مادية أو معنوية ؛ حيث أن البحث العلمي يعتبر‬
‫الدعامة الساسية للقتصاد والتطور ‪ .‬والبحث العلمي يعد‬
‫ركنا أساسيا من أركان المعرفة النسانية في ميادينها‬
‫كافة كما يعد أيضا السمة البارزة للعصر الحديث‪ ,‬فأهمية‬
‫البحث العلمي ترجع إلى أن المم أدركت أن عظمتها‬
‫وتفوقها ترجع إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية‬
‫والسلوكية ‪ .‬ومع أن البحوث تحتاج إلى وسائل كثيرة‬
‫معقدة وتغطي أكثر من مجال علمي وتتطلب الموال‬
‫الطائلة ؛ إل أن الدول المدركة لقيمة البحث العلمي‬
‫ترفض أي تقصير نحوه ؛ لنها تعتبر البحوث العلمية دعائم‬
‫أساسية لنموها وتطورها ‪.‬‬
‫وأيضا فإن اللمام بمناهج البحث العلمي وإجراءاته أصبح‬
‫من المور الضرورية لي حقل من حقول المعرفة ؛ بدءا ً‬
‫من تحديد مشكلة البحث ووصفها بشكل إجرائي واختيار‬
‫منهج وأسلوب جمع المعلومات وتحليلها واستخلص‬
‫النتائج ‪..‬‬
‫وتزداد أهمية البحث العلمي بازدياد اعتماد الدول عليه ؛‬
‫ولسيما المتقدمة منها لمدى إدراكها لهميته في استمرار‬
‫تقدمها وتطورها‪ ،‬وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها‬
‫والمحافظة على مكانتها ‪0‬‬

‫‪9‬‬
‫فالبحث العلمي يساعد على إضافة المعلومات الجديدة‬
‫ويساعد على إجراء التعديلت الجديدة للمعلومات‬
‫السابقة بهدف استمرار تطورها )‪.(24‬‬
‫و يفيد البحث العلمي في تصحيح بعض المعلومات عن‬
‫الكون الذي نعيش فيه وعن الظواهر التي نحياها وعن‬
‫الماكن الهامة والشخصيات وغيرها‪ ,‬ويفيد أيضا في‬
‫التغلب على الصعوبات التي قد نواجهها سواء كانت‬
‫سياسية أو بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية وغير ذلك )‪.(25‬‬
‫كما يفيد البحث العلمي النسان في تقصي الحقائق التي‬
‫يستفيد منها في التغلب على بعض مشاكله ‪ ،‬كالمراض‬
‫والوبئة ‪ ،‬أو في معرفة الماكن الثرية ‪ ،‬أو الشخصيات‬
‫التاريخية ‪ ،‬أو في التفسير النقدي للراء والمذاهب‬
‫والفكار‪ ,‬وفي حل المشاكل القتصادية والصحية‬
‫والتعليمية والتربوية والسياسية وغيرها‪ ,‬ويفيد في تفسير‬
‫الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى‬
‫تعميمات وقوانين عامة كلية ‪.‬‬
‫ويمكن القول‪ :‬إنه في وقتنا الحاضر أصبح البحث العلمي‬
‫واحدا ً من المجالت الهامة التي تجعل الدول تتطور‬
‫بسرعة هائلة وتتغلب على كل المشكلت التي تواجها‬
‫بطرق علمية ومرجع ذلك أن تأثير البحث العلمي في حياة‬
‫النسان ينبع من مصدرين هما‪-:‬‬

‫الول‪ :‬يتمثل في النتفاع بفوائد تطبيقية ‪ ..‬حيث تقوم‬


‫الجهات المسئولة بتطبيق هذه الفوائد التي نجمت عن‬
‫البحاث التي تم حفظها باستخدام المدونات وتسهيل‬
‫نشرها بالطبع والتوزيع وطرق المخاطبات السريعة التي‬
‫قضت على الحدود الجغرافية والحدود السياسية ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬يتمثل في السلوب العلمي في البحث الذي‬
‫يبنى عليه جميع المكتشفات والمخترعات ‪ -‬هذا السلوب‬
‫الذي يتوخى الحقيقة في ميدان التجربة والمشاهدة ول‬
‫يكتفي باستنباطها من التأمل في النفس أو باستنباطها‬
‫من أقوال الفلسفة )‪. (26‬‬

‫‪10‬‬
‫و تتجلى أهمية البحث العلمي – أكثر وأكثر ‪ -‬في هذا‬
‫العصر المتسارع ‪ ..‬الذي ُيرفع فيه شعار البقاء للقوى ‪..‬‬
‫والبقاء للصلح ! إذ أصبح محرك النظام العالمي الجديد‬
‫هو البحث العلمي والتطوير ‪! ..‬‬
‫ولم يعد البحث العلمي رفاهية أكاديمية تمارسه‬
‫مجموعة من الباحثين القابعين في أبراج عاجية ! حيث‬
‫يؤكد ) بكر ‪1417،‬هـ("على أهمية البحث العلمي والدور‬
‫الفّعال الذي يلعبه في تطوير المجتمعات النسانية‬
‫المعاصرة على اختلف مواقعها في سلم التقدم‬
‫الحضاري ‪ ،‬ول يختلف اثنان في أهميته لفتح مجالت‬
‫البداع والتميز لدى أفراد وشعوب هذه المجتمعات ‪،‬‬
‫وتزويدها بإمكانية امتلك أسباب النماء على أسس‬
‫قويمة")‪. (27‬‬
‫والحق أن البحث العلمي يسهم في العملية التجديدية‬
‫التي تمارسها المم والحضارات لتحقيق واقع عملي‬
‫يحقق سعادتها ورفاهيتها ؛ فهو ـ أي البحث العلمي ـ‬
‫يعمل على "إحياء المواضيع )والفكار ( القديمة وتحقيقها‬
‫تحقيقا ً علميا ً دقيقا ً ‪ ،‬وبالتالي تطويرها للوصول إلى‬
‫اكتشافات جديدة ‪ ..‬واجتماعيًا‪ ،‬يسمح البحث العلمي بفهم‬
‫جديد للماضي في سبيل انطلقة جديدة للحاضر ورؤيا‬
‫استشرافية للمستقبل)‪.. (28‬‬
‫وهكذا البحث العلمي يناطح الماء والهواء في أهميته‬
‫للحياة النسانية !‬

‫البحث العلمي حول العالم ‪:‬ـ‬

‫أنشأت المؤسسات البحثية في العصر الحديث لهداف‬


‫ومهام مميزة‪..‬‬
‫فعند إنشائها عام ‪ 1913‬حددت مؤسسة "روكفلر"‬
‫المريكية رسالتها بأنها "مؤسسة عالمية قاعدتها المعرفة‬
‫تلتزم بالعمل على إثراء حياة الفقراء والمهمشين في‬
‫العالم بأسره ودعم معيشتهم " ولتحقيق ذلك تعتمد‬

‫‪11‬‬
‫المؤسسة في برامجها اعتمادا ً كليا ً على المعرفة‪ ،‬فبرامج‬
‫المؤسسة قاعدتها العلم والتكنولوجيا والبحث والتحليل"‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1970‬أنشأ الكنديون مركز بحوث التنمية‬
‫الدولية )‪ (IDRC‬بهدف "التمكين من خلل المعرفة"‬
‫‪.." Empowerment through knowledge‬‬
‫حيث يؤدي البحث إلى تزويد المجتمع بوسائل اكتساب‬
‫المعرفة المناسبة واللزمة للتنمية‪.‬‬
‫أما المؤسسة الوطنية للعلوم في أمريكا ‪National‬‬
‫‪ Science Foundation‬فقد حددت أهدافها بثلثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬النهوض بالكتشافات والنشر المتكامل وتوظيف‬
‫المعلومات الجديدة في خدمة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق التمايز في العلوم والرياضيات‬
‫والهندسة وتدريس التكنولوجيا في جميع المستويات‬
‫التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تمكين الوليات المتحدة من التمسك بقيادة‬
‫العالم في جميع مجالت العلوم والرياضيات‬
‫والهندسة‪.‬‬
‫و تؤكد هذه الهداف المتقاربة‪ ،‬العتقاد بأن من شأن‬
‫البحث العلمي إعطاء الدول مجال ً واسعا ً من‬
‫الختيارات في تحديد مسار المستقبل القتصادي‬
‫والجتماعي والمني‪ ،‬كما أنها تقر صراحة بأن تمايز‬
‫البرامج التعليمية يبقى في أساس نجاحها‪ .‬إذا ً لماذا‬
‫تنجح المؤسسات البحثية الدولية حتى تلك القائمة في‬
‫منطقتنا العربية‪ ،‬بينما تعجز عن ذلك مؤسسات وطنية‬
‫عريقة؟‬
‫أهم العناصر التي تضمن تميز ونجاح المراكز البحثية‬
‫الدولية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬موارد مالية مستقرة‪ ،‬مرتفعة‪ ،‬وتزاد بشكل دوري‪.‬‬
‫‪ -2‬نصف الموازنة للمصاريف العامة ونصفها الخر مكرس‬
‫مصادر أوروبية وعربية‬ ‫للمشاريع التعاقدية ومن‬
‫ودولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجدد بنيتها التحتية بشكل كامل‪ ،‬مرة كل ‪ 7‬سنوات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -4‬جهاز علمي متكامل ومتوازن بين عدد الباحثين‬
‫والفنيين والداريين‪.‬‬
‫‪ -5‬تعمل ضمن خطة علمية واستراتيجية واضحة لمد‬
‫متوسط )‪5-3‬سنوات( وضمن شروط صارمة للرقابة‬
‫العلمية والدارية)‪.(auditing‬‬
‫‪ -6‬تديرها هيئات علمية‪ /‬مجلس أمناء مستقل دون أي‬
‫تداخل مع الدارة مما يؤمن توازنا ً دقيقا ً بين‬
‫‪.Management- Policy makers‬‬
‫‪ -8‬تعمل في مشاريع البحث والتطوير التقني وليس في‬
‫الخدمات العلمية‪.‬‬
‫‪ -9‬تتجدد مواردها البشرية بنسبة الثلث كل ‪ 5‬أعوام ‪..‬‬
‫)‪(29‬‬

‫وهذه العناصر والسمات تعد من معالم المؤسسات‬


‫البحثية العالمية الضخمة ‪ ..‬مما يبرر سر تقدم هذه‬
‫المؤسسات البحثية ‪ ،‬وتأثيرها الكبير في مجرى التطور‬
‫العالمي كله ‪!..‬‬
‫النفاق العالمي على البحث العلمي‪:‬‬
‫در إنفاق الوليات المتحدة المريكية واليابان‪ ،‬والتحاد‬ ‫ق ّ‬
‫الوروبي على البحث العلمي خلل عام ‪ 1996‬بما يقارب‬
‫‪ 417‬بليون دولر‪ ،‬وهو ما يتجاوز ثلثة أرباع إجمالي‬
‫النفاق العالمي بأسره على البحث العلمي ‪ .‬في حين‬
‫تولي دول جنوب وشرق آسيا أهمية متزايدة للبحوث‬
‫والتطوير‪ ،‬فقد رفعت كوريا الجنوبية نسبة إنفاقها على‬
‫البحث العلمي من الناتج المحلي الجمالي من ‪%0.6‬‬
‫في عام ‪ 1980‬إلى ‪ %2.89‬في عام ‪ 1997‬ووجهت‬
‫أولوياتها نحو مجالت اللكترونيات‪ ،‬وعلوم البحار‬
‫والمحيطات‪ ،‬وتقنيات البيئة‪ ،‬وتقنيات المعلومات‪ ،‬وأدوات‬
‫التقييس‪ ،‬والمواد الجديدة‪ ،‬وعلوم الفضاء والطيران ‪.‬‬
‫أما الصين فقد خططت لرفع نسبة إنفاقها على البحث‬
‫العلمي من ‪ %0.5‬من إجمالي الناتج المحلي عام‬
‫‪ 1995‬إلى ‪ 1.5‬في عام ‪ ،2000‬ووجهت أيضا ً أهداف‬
‫خطتها الخمسية خلل تلك الفترة نحو تحسين تطبيقات‬
‫التقنية في قطاع الزراعة‪ ،‬وتطوير البنية الساسية‬
‫الوطنية للمعلومات‪ ،‬وزيادة التطوير في عمليات التصنيع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وأما ماليزيا السلمية فقد أصبحت بفضل سياستها‬
‫العلمية والتقنية الدولة الثالثة في العالم في إنتاج رقائق‬
‫أشباه الموصلت‪ .‬وأكدت في خطتها المستقبلية لعام‬
‫‪ 2020‬على الهمية الخاصة للبحث العلمي والتقنية في‬
‫الجهود الوطنية للتنمية الصناعية والمنافسة على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬كما أولت قطاعات مثل التصالت‬
‫والمعلومات أهمية قصوى حيث خصصت لها ما يقارب ‪2‬‬
‫بليون دولر سنويًا‪.‬‬
‫ومما ل شك فيه أن ما حققته تلك الدول من تطور تقني‬
‫واقتصادي وسيطرة على السواق العالمية‪ ،‬يعزى بصفة‬
‫رئيسة إلى نجاحها في تسخير البحث العلمي في خدمة‬
‫التنمية القتصادية والجتماعية‪ ،‬وذلك من خلل رسم‬
‫سياسات علمية وتقنية فعالة وشاملة‪ ،‬تعززها استثمارات‬
‫مالية ضخمة في المكونات المختلفة للمنظومة من بحث‬
‫وتطوير ‪ ،‬وتعليم وتدريب‪ ،‬وأنشطة مساندة‪ ،‬وغيرها )‪.(30‬‬
‫ن الموازنة الحكومية للتعليم العالي‬ ‫ومن ناحية أخرى فإ ّ‬
‫في )إسرائيل( تصل إلى حوالي ‪5.474‬مليارات شيكل‪،‬‬
‫دل ما تصرفه حكومة )إسرائيل( على البحث‬ ‫ويبلغ مع ّ‬
‫سسات التعليم العالي ما يوازي‬ ‫والتطوير المدني في مؤ ّ‬
‫‪ %30.6‬من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي‬
‫بكامله‪ ،‬ويصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب‪،‬‬
‫والمنشآت‪ ،‬والصيانة‪ ،‬والتجهيزات‪ ...‬الخ ‪ .‬علما ً أ ّ‬
‫ن‬
‫سسات التجارية والصناعية تنفق ضعفي ما تنفقه‬ ‫المؤ ّ‬
‫!!‬ ‫)‪(31‬‬
‫الحكومة على التعليم العالي‬
‫ن )إسرائيل( تحتل المرتبة‬ ‫وطبقا ً للمعايير الدولية ‪ ،‬فإ ّ‬
‫الولى في علوم الكومبيوتر‪ ،‬والمرتبة الثالثة في‬
‫ل )إسرائيل( ـ أيضا ً ـ المركز الثالث في‬ ‫الكيمياء ‪..‬وتحت ّ‬
‫العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة ‪ ،‬والمركز‬
‫الخامس عشر بين الدول الولى في العالم المنتجة‬
‫ما بالنسبة إلى عدد سكاّنها قياسا ً‬ ‫للبحاث والختراعات‪ .‬أ ّ‬
‫إلى مساحتها فهي الولى في العالم على صعيد إنتاج‬
‫البحوث العلمية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وفي تحقيق أجراه المحّرر القتصادي لمجّلة "دير‬
‫شبيغل"‪ ،‬اللمانّية ـ "إريش فولت"‪ ،‬حول أثر المهاجرين‬
‫الروس في القتصاد )السرائيلي(‪ ،‬والتقدم التكنولوجي‬
‫الكبير الذي بلغته بفضلهم)‪ ، (32‬يتبّين أنه يتم تداول أسهم‬
‫أكثر من ‪ 100‬شركة )إسرائيلية( في البورصة التكنولوجية‬
‫در‬
‫ن )إسرائيل( تص ّ‬‫تجاريها كندا فقط في هذا المجال‪ .‬وأ ّ‬
‫اليوم من بضائع التكنولوجيا العالية ‪ % 40‬من إجمالي‬
‫صادراتها‪.‬‬

‫البحث العلمي في الوطن العربي‪-:‬‬

‫ُتظهر الحصاءات والمعلومات الخاصة في مجال البحث‬


‫العلمي العربي ‪ ،‬أن نتاج البحث العربي ازداد نسبيا ً خلل‬
‫الفترة الممتدة من عام ‪ 1967‬إلى ‪ .1995‬وكان إجمالي‬
‫النتاج العلمي قد بلغ حوالي ستة آلف بحث في عام‬
‫‪ 1995‬من مختلف أرجاء الوطن العربي من أكثر من‬
‫وقد‬ ‫)‪(33‬‬
‫‪ 175‬جامعة وأكثر من ألف مركز للبحث والتطوير‬
‫حصل خلل الفترة )‪ ،(1995-1967‬عدد من التغييرات‬
‫سع سريع في عدد‬ ‫المثيرة للهتمام‪ .‬فقد كان هناك تو ّ‬
‫سع رافقه في عدد قليل‬ ‫معاهد التعليم العالي‪ ،‬وهذا التو ّ‬
‫سع في البحث العلمي والمنشورات‬ ‫من البلدان تو ّ‬
‫العلمية؛ وفي عام ‪ 1967‬كان نصيب مصر بس ّ‬
‫كانها‬
‫البالغين ‪ % 25‬من سكان الوطن العربي‪ % 63 ،‬من‬
‫النتاج‪ ،‬وبحلول ‪ 1995‬انخفضت حصة مصر بانتظام إلى‬
‫كانية‬ ‫‪ % 32‬ولكنها ل زالت تنتج بحوثا ً أكثر من نسبتها الس ّ‬
‫في الوطن العربي )‪.(34‬‬
‫شر عدد العلماء والمهندسين المشتغلين في‬ ‫وي ُعَد ّ مؤ ّ‬
‫البحث العلمي ‪ ،‬لكل مليون نسمة من أهم المؤشرات‬
‫المعتمدة من قبل منظمة "اليونسكو" في تقويم الواقع‬
‫ن‬
‫التكنولوجي والبحثي‪ .‬وتشير بيانات "اليونسكو" إلى أ ّ‬
‫هذا المؤشر قد ارتفع في الوطن العربي من ‪ 124‬عالما ً‬
‫ومهندسا ً لكل مليون نسمة عام ‪ ،1970‬إلى ‪ 363‬شخصا ً‬
‫عام ‪.1990‬‬

‫‪15‬‬
‫ورغم هذا الرتفاع إل أننا نجد أن هذا الرقم ل زال متخّلفا ً‬
‫مقارنة بالمناطق الدولية الخرى‪ ،‬والتي بلغت عام ‪1990‬‬
‫ـ ‪ 3359‬في أمريكا الشمالية ‪ ،‬و ‪ 2206‬في أوروبا‪ ،‬و‬
‫)‪(35‬‬
‫‪ 3600‬في الدول المتقدمة‬
‫ما بخصوص مساهمة الوطن العربي في إجمالي عدد‬ ‫أ ّ‬
‫العلماء والمهندسين المشتغلين في البحث العلمي على‬
‫الصعيد العالمي‪ ،‬فقد ارتفعت من ‪ % 0.58‬عام ‪1970‬‬
‫إلى ‪ % 1.47‬عام ‪ .1990‬ولكن تبقى هذه النسبة‬
‫منخفضة جدا ً مقارنة بمساهمة المناطق العالمية الخرى‪.‬‬
‫وُيستنتج من تحليل عدد العاملين المشتغلين في البحوث‬
‫شر عدد الباحثين لكل‬ ‫العلمية والتطوير‪ ،‬بالنسبة لمؤ ّ‬
‫مليون نسمة ـ تفاوت القطار العربية فيما بينها‪ ،‬حيث‬
‫تراوح المعدل ما بين "‪ "190‬باحث لكل مليون في‬
‫الكويت كحد أقصى‪ ،‬و"‪ "22‬في اليمن‪ .‬وعموما ً فإن هذا‬
‫المعدل مازال منخفضا ً قياسا ً للقطار المتقدمة‪ ،‬والذي‬
‫بلغ فيها المعدل "‪ "3600‬باحثا ً لكل مليون نسمة‪.‬‬
‫وتحتل مصر المرتبة الولى في أعداد حاملي شهادات‬
‫البكالوريوس والماجستير والدكتوراه العاملين في مجال‬
‫البحث العلمي‪ ،‬حيث كان العدد نحو "‪ ،"27499‬ويأتي بعد‬
‫ذلك العراق نحو "‪ ،"2011‬ثم السعودية "‪ ،"1878‬أما في‬
‫قطر فقد بلغ "‪ "74‬فردا ً ‪..‬‬
‫ن‬
‫صة بمحاور البحاث يتضح أ ّ‬ ‫ومن تحليل البيانات الخا ّ‬
‫الزراعة تستحوذ على حصة السد من الباحثين من حملة‬
‫الشهادات العليا في القطار العربية‪ ،‬يليها في ذلك العلوم‬
‫الهندسية والساسية‪ ،‬ثم بعد ذلك العلوم الجتماعية‬
‫والنسانية‪ .‬أما بالنسبة للحقل الصناعي المهم في بناء‬
‫ً)‪(36‬‬
‫القاعدة النتاجية‪ ،‬فل يزال عدد الباحثين فيه قليل ً جد ّا‬
‫النفاق العربي على البحث العلمي ‪:‬‬
‫وفي ما يتصل بالنفاق على البحث العلمي ورفع مستوى‬
‫التكنولوجيا الموجودة‪ ،‬والذي يستخدم في قياس فاعلية‬
‫عمليات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي لعملية‬
‫ن نسبة ما ينفق على البحث العلمي قياسا ً‬ ‫التنمية‪ ،‬يتضح أ ّ‬
‫إلى الناتج المحّلي الجمالي‪ ،‬شهد ارتفاعا ً في القطار‬

‫‪16‬‬
‫العربية من ‪ % 0.31‬عام ‪ 1970‬إلى ‪ %0.67‬عام‬
‫‪ .1990‬وعلى الرغم من هذا الرتفاع ما تزال هناك فجوة‬
‫كبيرة بين القطار العربية والمجموعات الدولية في هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫وتختلف القطار العربية فيما بينها من حيث حجم النفاق‬
‫ن نسبة النفاق على‬ ‫على البحث العلمي ‪ .‬والملحظ أ ّ‬
‫البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج المحلي الجمالي لم‬
‫تتعد ‪ %0.5‬في القطار العربية كافة لعام ‪ 1992‬وهي‬
‫نسبة ضئيلة عند مقارنتها بمثيلتها في السويد وفرنسا‬
‫حيث بلغت ‪ ،% 2.9‬و ‪ % 2.7‬على التوالي)‪.. (37‬‬
‫وفي عام ‪ 1999‬كانت نسبة النفاق على البحث العلمي‬
‫في مصر ‪ ، % 0.4‬وفي الردن ‪ ، %0.33‬وفي المغرب‬
‫‪ ، %0.2‬وفي كل من سوريا ولبنان وتونس والسعودية‬
‫‪ %0.1‬من إجمالي الناتج القومي ؛ وتؤكد ذلك إحصائيات‬
‫اليونسكو لعام ‪ . 1999‬أما إحصائيات سنة ‪ 2004‬لنفس‬
‫المنظمة العالمية ‪ ..‬فتقول إن الدول العربية مجتمعة‬
‫خصصت للبحث العلمي ما يعادل ‪1.7‬مليار دولر فقط ‪،‬‬
‫أي ما نسبته ‪ % 0.3‬من الناتج القومي الجمالي ‪.‬‬
‫ن النفاق على البحث العلمي في‬ ‫في حين نلحظ أ ّ‬
‫)إسرائيل( )ماعدا العسكري( حوالي ‪ 9.8‬مليارات شيكل‪،‬‬
‫أي ما يوازي ‪ % 2.6‬من حجم إجمالي الناتج القومي في‬
‫عام ‪ . 1999‬أما في عام ‪ 2004‬فقد وصلت نسبة النفاق‬
‫على البحث العلمي في إسرائيل إلى ‪ % 4.7‬من ناتجها‬
‫القومي الجمالي )‪.. (38‬‬
‫مول الرئيس لنظم البحث‬ ‫وُيعد ّ القطاع الحكومي الم ّ‬
‫العلمي في الدول العربية‪ ،‬حيث يبلغ حوالي ‪ % 80‬من‬
‫صص للبحوث والتطوير مقارنة بـ ‪3‬‬ ‫مجموع التمويل المخ ّ‬
‫‪ %‬للقطاع الخاص و ‪ % 8‬من مصادر مختلفة‪ ،‬وذلك على‬
‫عكس الدول المتقدمة و)إسرائيل(‪ ،‬حيث تراوح حصة‬
‫القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي ‪ % 70‬في‬
‫اليابان و ‪ % 52‬في )إسرائيل( والوليات المتحدة والدول‬
‫الخرى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومن جهة ثانية فلقد غلبت مهمات التدريس على حملة‬
‫الشهادات العالية )ماجستير ودكتوراه( في الدول العربية‪،‬‬
‫وانعكس المستوى المنخفض للدعم المالي للبحث‬
‫العلمي في موازنات الجامعات العربية على إنتاج‬
‫البحوث‪ ،‬التي لم تستنفد سوى ‪ % 31‬من مجموع وقت‬
‫عمل الباحثين كافة‪ .‬علما ً أن الجامعات تستخدم ما يزيد‬
‫عن ‪ % 19‬من مجموع الختصاصيين وحملة الشهادات‬
‫العليا في الدول العربية‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك العلقة الهزيلة أو المعدومة بين قطاع‬
‫الصناعة وعالم العمال من جهة‪ ،‬ومؤسسات البحوث‬
‫الجامعية وغير الجامعية من جهة أخرى‪ .‬مع تركيز اهتمام‬
‫الساتذة على القيام بأبحاث بهدف الحصول على‬
‫الترقيات الكاديمية‪ ،‬التي ل علقة لها بأسواق العمل)‪. (39‬‬
‫ن البلدان العربية ـ بصورة عامة ـ تفتقر إلى‬ ‫والواقع أ ّ‬
‫ددة المعالم والهداف‬ ‫مية وتكنولوجية مح ّ‬‫سياسة عل ّ‬
‫مى بصناعة المعلومات‪ ،‬ول‬ ‫والوسائل ! وليس لدينا ما يس ّ‬
‫توجد شبكات للمعلومات وأجهزة للتنسيق بين‬
‫المؤسسات والمراكز البحثية‪ ،‬وليس هناك صناديق‬
‫صصة بتمويل البحاث والتطوير‪ .‬إضافة إلى‬ ‫متخ ّ‬
‫البيروقراطية والمشكلت الدارية والتنظيمية‪ ،‬وإهمال‬
‫التدريب المستمر سواء على الجهزة الجديدة‪ ،‬أو‬
‫لستعادة المعلومات العلمية ورفع الكفاءة البحثية‪.‬‬
‫ن بلدانا ً عربية العديدة لديها كل المكانات‬‫كأ ّ‬‫ولش ّ‬
‫البشرية والبنيوية والكاديمية للتقدم في هذا الميدان‪،‬‬
‫شرط أن تمتلك الستراتيجية الواضحة للبحث العلمي‪،‬‬
‫صص نسبة معقولة من دخلها الوطني على النفاق‬ ‫وأن تخ ّ‬
‫في مجالت البحث العلمي‪ ،‬وأن يكون النفاق موجها ً‬
‫بشكل خاص على البحوث القابلة للتطبيق‪ ،‬وإيجاد آليات‬
‫تنسيق وتعاون بين رجال المال والعمال والقطاع الخاص‬
‫من جهة‪ ،‬ومراكز البحث العلمي والتطوير من جهة أخرى‬
‫)‪. (40‬‬
‫ما بالنسبة إلى النتاجية العلمية في الوطن العربي‪،‬‬ ‫أ ّ‬
‫فالملحظ هو حجم التفاوت في المساهمة من قطر إلى‬

‫‪18‬‬
‫آخر‪ .‬ومن المعايير الهامة التي تساعد على إعطاء صورة‬
‫عن مدى تقدم أو تخّلف البحث العلمي‪ ،‬نشير إلى عدد‬
‫ن الحصاءات المتاحة في‬ ‫البحوث وإنتاجية الباحث‪ .‬علما ً أ ّ‬
‫هذا المجال مازالت قليلة‪ ،‬فقد أظهرت إحدى الدراسات‬
‫أن ما ينشر سنويا ً من البحوث في الوطن العربي ل‬
‫يتعدى "‪ "15‬ألف بحثًا‪ .‬ولما كان عدد أعضاء هيئة‬
‫دل النتاجية هو في حدود‬ ‫ن مع ّ‬ ‫التدريس نحو "‪ "55‬ألفًا‪ ،‬فإ ّ‬
‫"‪ "0.3‬وهو وضع يرثى له من حيث المكانات العلمية‬
‫والتكنولوجية في مجال النتاجية العربية‪ ،‬إذ يبلغ "‪% 10‬‬
‫من معدلت النتاجية في الدول المتقدمة")‪.. (41‬‬
‫ن العلماء العرب‬ ‫وقد أشار أنطوان زحلن)‪ (42‬إلى أ ّ‬
‫أسهموا في القطار العربية بنحو ثمانية آلف بحث علمي‬
‫في عام ‪ 1996‬للمجلت الدولية المحكمة‪ .‬وهو رقم يزيد‬
‫ما أنتج في البرازيل‪،‬ويبلغ "‪ % "60‬مما أنتج في الصين‪،‬‬ ‫ع ّ‬
‫ما‬
‫و"‪ % "50‬مما أنتج في الهند‪ ،‬ويزيد بنسبة "‪ % "30‬ع ّ‬
‫نشر في كوريا الجنوبية خلل العام نفسه‪ .‬في حين كان‬
‫إجمالي البحوث العلمية العربية في عام ‪"465" 1967‬‬
‫بحثا ً ‪ ،‬أي أن زيادة حصلت قدرها تسعة عشر ضعفا ً في‬
‫عدد البحوث خلل الثلثين سنة الماضية‪.‬‬
‫ما في الكويت والسعودية ـ على سبيل المثال ـ فقد‬ ‫أ ّ‬
‫دل البحوث‬ ‫ن مع ّ‬ ‫بلغت الزيادة حوالي مائتي ضعف‪ ،‬وأ ّ‬
‫المنتجة بالنسبة إلى الفرد الواحد في كل القطرين‬
‫دل في دول "النمور السيوية"‪ .‬كما‬ ‫يضاهي الن هذا المع ّ‬
‫أن أقطار مجلس التعاون الخليجي )التي يبلغ سكانها نحو‬
‫‪% 5‬من سكان الوطن العربي(‪ ،‬هي الن في المقدمة‬
‫ن هذه القطار‬ ‫في ميدان النشر في الوطن العربي‪ ،‬بل إ ّ‬
‫‪%‬‬ ‫فاقت مصر في عام ‪) 1989‬والتي يبلغ سكانها ‪20‬‬
‫من سكان الوطن العربي( وذلك للمرة الولى‪ .‬وإن إنتاج‬
‫السعودية وحده ازداد من نحو "‪ % "5‬من إنتاج مصر في‬
‫عام ‪ 1975‬إلى "‪ % "70‬منه في عام ‪.1995‬‬
‫وعموما ً يبلغ النتاج العلمي للوطن العربي الن "‪% "72‬‬
‫من إنتاج )إسرائيل(‪ ،‬وكان يبلغ "‪ % "40‬منه في عام‬
‫سنًا‪ ،‬إل أنه جرى على مدى‬ ‫ن هذا يمّثل تح ّ‬ ‫‪ .1967‬ومع أ ّ‬

‫‪19‬‬
‫دم العربي البطيء يشير‬ ‫ثلثين سنة تقريبًا؛ ومثل هذا التق ّ‬
‫إلى تعّثر واضح في هذا المجال حاليًا‪ ،‬وّربما كذلك بالنسبة‬
‫إلى المستقبل‪.‬‬
‫والفارق الرئيس بين النشاط العلمي في الوطن العربي‬
‫وفي أقطار متقدمة في "العالم الثالث" كالصين والهند‬
‫ن الخيرة قد قامت‬ ‫وكوريا الجنوبية والبرازيل‪ ،‬يكمن في أ ّ‬
‫بإنشاء منظومة قومية لنشر المعرفة في أرجاء القطر؛‬
‫ولم يتم بعد تطوير مثل هذه المنظومة في الوطن‬
‫ن القطار العربية لم تنتفع بعد من‬ ‫العربي‪ .‬بمعنى آخر أ ّ‬
‫قوى العلم والتقانة المتقدمة إل على نطاق ضّيق‪ ،‬بالرغم‬
‫من الموارد المتنوعة والكثيرة التي يمكن استثمارها في‬
‫ن وجود اثنين وعشرين قطرا ً عربيا ً أصبح‬ ‫هذا المجال بل إ ّ‬
‫يعني أن هناك اثنين وعشرين حاجزا ً أمام انتشار تقدم‬
‫علمي يحقق في أحد هذه القطار إلى أقطار أخرى‪.‬‬
‫والمشكلة حتى أكثر خطورة من ذلك‪ ،‬فغالبا ً ل يجد‬
‫الباحث طرقا ً مناسبة لنشر نتيجة ما توصل إليه حتى في‬
‫قطره‪ ،‬أو القطر الذي أجرى فيه بحثه‪.‬‬
‫البحث العلمي في خطر !!‬
‫نعم في خطر ‪..‬‬
‫فإلى جانب إلى هذه الرقام غير المشّرفة ‪ ..‬فإن‬
‫الوطن العربي ليست فيه‬
‫قاعدة بيانات عربية عن النشاط العلمي الجاري‪ ،‬وليست‬
‫هناك قاعدة بيانات عن هذه المعاهد أو المراكز والهيئات‬
‫التي تجري البحث العلمي ‪ ،‬وليست هناك وسائل مناسبة‬
‫أو متوفرة بيسر لنشر النتائج التي يتوصل إليها العلماء أو‬
‫نشر خبراتهم ‪ .‬وليست هناك وسائل مباشرة وفّعالة لنقل‬
‫سسات الصناعية العربية‪ ،‬أو مكاتب‬ ‫الخبرة إلى المؤ ّ‬
‫الستشارات‪ ،‬أو شركات المقاولت العربية)‪..(43‬‬
‫وانظر إلى "هجرة الدمغة العربية" وتأثيراتها الكبيرة‬
‫على عملية التنمية العربية‪ ،‬ولسّيما ما تسببه من خسائر‬
‫دية وعلمية للقطار العربية‪.‬‬‫ما ّ‬
‫ونضيف هنا مثال ً واحدا ً وحسب على نوعية الكفاءات‬
‫العربية المهاجرة إلى الغرب‪ ،‬فهناك حوالي عشرة آلف‬

‫‪20‬‬
‫ساسة بالوليات‬ ‫مهاجر مصري يعملون في مواقع ح ّ‬
‫المتحدة المريكية)‪ - (44‬من بينهم ثلثون عالم ذّرة‬
‫يخدمون حاليا ً في مراكز البحاث النووية‪ ،‬ويشرف بعضهم‬
‫على تصنيع وتقنية السلحة المريكية الموضوعة تحت‬
‫الختبار‪ ،‬مثل الطائرة"ستيلث ‪ "117‬والمقاتلة "ب ‪ "2‬و‬
‫"تي ‪. "22‬‬
‫كما يعمل ‪ 350‬باحثا ً مصريا ً في الوكالة المريكية للفضاء‬
‫)ناسا( بقيادة العالم الدكتور فاروق الباز‪ ،‬الذي يرأس‬
‫حاليا ً "مركز الستشعار عن ُبعد" في "جامعة بوسطن"‪.‬‬
‫إضافة إلى حوالي ثلثمائة آخرين‪ ،‬يعملون في‬
‫المستشفيات والهيئات الفيدرالية‪ ،‬وأكثر من ألف‬
‫صص بشؤون الكومبيوتر والحاسبات اللية‪ ،‬خاصة في‬ ‫متخ ّ‬
‫ولية "نيوجرسي" التي تضم جالية عربية كبيرة‪.‬‬
‫وُيشار هنا إلى مساهمة عدد من أساتذة الجامعات‬
‫المصريين في تطوير العديد من الدراسات الفيزيائية‬
‫والهندسّية في الجامعات ومراكز البحاث المريكية‪،‬‬
‫صة في جامعة كولومبيا في نيويورك‬ ‫وخا ّ‬
‫وجامعتي"بوسطن" و"نيوجرسي"‪ .‬وعلى رأسهم العالم‬
‫منح جائزة نوبل للكيمياء‬ ‫المصري "أحمد زويل"‪ ،‬الذي ُ‬
‫في عام ‪ ،1999‬وهو الذي يعمل في معهد كاليفورنيا‬
‫للتكنولوجيا‪..‬‬
‫صصة ‪ ،‬تفقد‬ ‫ن خسارة القدرات البشرّية المتخ ّ‬ ‫وعموما ً فإ ّ‬
‫العرب موردا ً حيويا ً وأساسيا ً في ميدان تكوين القاعدة‬
‫دد الموارد المالية العربية‬ ‫العلمية للبحث والتكنولوجيا‪ ،‬وتب ّ‬
‫الضخمة التي أنفقت في تعليم هذه المهارات البشرّية‬
‫وتدريبها‪ ،‬والتي تحصل عليها البلدان الغربية بأدنى‬
‫التكاليف‪ .‬ففي وقت هاجر فيه ‪ -‬أو أجبر على الهجرة ! ‪-‬‬
‫مئات اللف من الكفاءات العربية إلى الوليات المتحدة‬
‫وكندا وأوروبا الغربية؛ تدفع البلدان العربية أموال ً طائلة‬
‫مل المشروعات‬ ‫للخبرات الدولية ‪ .‬المر الذي يح ّ‬
‫)‪(45‬‬

‫الصناعية العربية تكاليف إضافّية )للخدمات الستشارّية‬


‫والعمولت والرشاوى والتلعب بالسعار(‪ ،‬بنسبة تتراوح‬
‫ن قيمة‬ ‫بين ‪ % 300-200‬مقارنة بالتكاليف الولية ‪ ،‬وأ ّ‬

‫‪21‬‬
‫الرتفاع في هذه التكاليف خلل خمس سنوات فقط )ما‬
‫بين ‪ 1975‬و ‪ ،(1980‬بلغت ‪ 25‬مليار دولر‪ ،‬أي أكثر من‬
‫إجمالي النفاق العربي في مجالت التعليم والبحوث‬
‫)‪(46‬‬
‫دة من ‪ 1960‬إلى ‪1984‬‬ ‫والتقانة في الم ّ‬
‫وفي بداية هذا العام)‪ (2005‬أنهى أساتذة وطلب الجامعة‬
‫اللبنانية إضرابا ً مفتوحا ً كانوا قد نفذوه على مدى شهر‬
‫ونصف‪ .‬ومن جملة مطالبهم زيادة الحصة المخصصة في‬
‫ميزانية الدولة للجامعة اللبنانية‪ ،‬وتفعيل البحث العلمي ‪..‬‬
‫لقد صّرح البروفيسور الفرنسي " فرنسوا جاكوب"‬
‫)جائزة نوبل في الطب عام ‪ (1965‬أثناء أزمة البحث‬
‫ل‪" :‬من المؤسف أن العلم ل يهم‬ ‫العلمي في فرنسا‪ ،‬قائ ً‬
‫عالم السياسة"!‬
‫فماذا نستطيع نحن أبناء العالم الثالث أن نقول عن‬
‫اهتمام السياسيين بالقطاع البحثي ‪ ،‬فلعل ناقوس الخطر‬
‫حول أزمة البحث العلمي ـ والذي تقرعه الدول‬
‫المتقدمة ! ـ يلفت انتباهنا إلى ما نعانيه نحن في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬ونقدم على معالجة الزمة قبل أن تستفحل ‪..‬‬
‫معوقات البحث العلمي العربي ‪:‬‬
‫و يمكن تلخيص تلك المعوقات التي تقف في مسيرة‬
‫البحث العلمي المصري والعربي على النحو التالي ‪:‬‬
‫فهناك معوقات علمية‪ ،‬ومعوقات عملية)‪.. (47‬‬
‫المعوقات العلمية ‪:‬‬
‫ل يدخل‬ ‫وتتجلى في ضعف التعاون والتنسيق البحثي ‪ ،‬فك ٌ‬
‫البحث العلمي بمفرده‪ ،‬فردًا‪ ،‬أو جماعة‪ ،‬أو مركزًا‪. ،‬أو‬
‫جامعة‪ ،‬أو دولة ‪ .‬ويمكن تلخيص أهم المعوقات للتعاون‬
‫في إحدى مجالت البحث العلمي فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود استراتيجيات أو سياسات لمعظم الدول‬
‫العربية في مجال البحث العلمي ‪ -2 .‬ضعف المخصصات‬
‫المرصودة في موازنات بعض الدول العربية ‪.‬‬
‫‪ -3‬هروب العنصر البشري من بعض الدول العربية‬
‫واعتمادها على العناصر الغير مدربة‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف قاعدة المعلومات في المراكز والمختبرات‬
‫والمؤسسات النتاجية لبعض الدول‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -5‬عدم معرفة أهمية المراكز البحثية في بعض الدول‬
‫العربية ‪.‬‬
‫المعوقات العملية ‪:‬‬
‫وأهم ما فيها ـ بالطبع ـ ضعف النفاق على البحث‬
‫العلمي ؛ فمن الحقائق المؤلمة جدا ً أن ما ينفق على‬
‫البحث العلمي في العالم العربي إنفاق ضعيف جدًا‪ ،‬ول‬
‫يمكن مقارنته بما تنفقه الدول الكبرى بل ول بما تنفقه‬
‫إسرائيل في هذا المجال كما بينا ‪..‬‬
‫وقد نتج عن ذلك ظاهرتان في غاية الخطورة والتدمير‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬ضعف مستوى البحث العلمي‪ ،‬وقلته‪ ،‬وعدم‬
‫إسهامه في التنمية‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬هجرة العلماء من العالم الثالث إلى الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وهذه كارثة أطلق عليها العلماء )نزيف المخ‬
‫البشري(‪ ،‬أو )هجرة العلماء(‪..‬‬
‫والله من وراء القصد ‪...‬‬
‫محمد مسعد ياقوت‬
‫باحث أكاديمي‬
‫أغسطس ‪2005‬‬

‫الهوامش‬

‫‪ -1‬انظر‪ :‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪،‬‬


‫مناهجه وتقنياته ‪)،‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب ‪ ، : (2002 ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -2‬عبد الله عبد الرحيم عسيلن ‪ :‬لمحات في منهج‬
‫البحث الموضوعي ‪ ،‬مقال على النترنت ‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪. 2005\8\2‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن عبد الله أحمد المقبول ‪ :‬البحث‬
‫التربوي أهميته‪ ,‬وممارسته ‪ ،‬ومعوقاته ‪ ،‬لدى‬
‫المشرف من وجهة نظر المشرفين التربويين‬

‫‪23‬‬
‫بمنطقة الباحة ‪ ،‬خطة بحث منشورة على‬
‫النترنت بتاريخ ‪2005\8\4‬‬
‫‪ -4‬انظر ‪ :‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب)‪ 15‬مجلد ( ‪،‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار صادر ‪ ،‬ط ‪ ) 1‬د ‪ .‬ت( ج ‪ ،2‬ص ‪،‬‬
‫‪ 114‬و الفيروز آبادي ‪ :‬القاموس المحيط ‪ )،‬د ‪.‬‬
‫ت (‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪http://www.ghamid.net/vb/showthread.php?t=12932 -5‬‬
‫بتاريخ ‪2005\8\8 :‬‬
‫‪-6‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪-7‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪-8‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪-9‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -10‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -11‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -12‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -13‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -14‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -15‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -16‬أمل سالم العواودة‪ :‬خطوات البحث العلمي‬
‫)دورة تدريب المتطوعين على المسح الميداني( ‪،‬‬
‫)الجامعة الردنية‪ ،‬مكتب خدمة المجتمع ‪، (2002،‬‬
‫ص ‪2.‬‬
‫‪ -17‬انظر‪ :‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪،‬‬
‫مناهجه وتقنياته ‪)،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب ‪ (2002 ،‬ص ‪ . 49 ، 48‬وانظر ‪ :‬ريي‬
‫هيمان ‪،‬طبيعة البحث السيكولوجي ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬عبد‬
‫الرحمن عيسوي ‪)،‬القاهرة ‪ :‬دار الشروق ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪ :(1989‬ص ‪ 31‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -18‬انظر‪ :‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪،‬‬
‫مناهجه وتقنياته ‪)،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ (2002 ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ -19‬انظر ‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب)‪ ،( 283\2‬و‬
‫الفيروزآبادي ‪ :‬القاموس المحيط )‪ ،(266‬وتاج‬

‫‪24‬‬
‫العروس )‪ ، (1526‬و الفيومي ‪ :‬المصباح المنير)‬
‫‪(627 \2‬‬
‫‪ -20‬عبد الله عبد الرحيم عسيلن ‪ :‬لمحات في منهج‬
‫البحث الموضوعي ‪ ،‬مقال منشور على النترنت ‪،‬‬
‫بتاريخ ‪2005\8\4‬‬
‫‪ -21‬عبد الرحمن بدوي ‪ :‬مناهج البحث العلمي ‪،‬ص‬
‫‪4‬‬
‫‪ -22‬انظر‪ :‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪،‬‬
‫مناهجه وتقنياته ‪)،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ، (2002 ،‬ص ‪48 ، 49‬‬
‫‪ -23‬رشدي فكار‪ ،‬لمحات عن منهجية الحوار‬
‫والتحدي العجازي للسلم في هذا العصر ‪،‬‬
‫) القاهرة ‪ :‬مكتبة وهبة ‪،‬ط ‪ (1982 ، 1‬ص ‪13‬‬
‫‪http://www.ghamid.net/vb/showthread.php?t=12932 -24‬‬
‫بتاريخ ‪2005\8\7 :‬‬
‫‪ -25‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -26‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -27‬عبد الرحمن عبد الله أحمد المقبول ‪ :‬البحث‬
‫التربوي أهميته‪ ,‬وممارسته ‪ ،‬ومعوقاته ‪ ،‬لدى‬
‫المشرف من وجهة نظر المشرفين التربويين‬
‫بمنطقة الباحة ‪ ،‬خطة بحث منشورة على‬
‫النترنت بتاريخ ‪2005\8\4‬‬
‫‪ -28‬جيروم شاهين ‪ :‬البحث العلمي في خطر ‪،‬‬
‫موقع المستقبل ‪ ،‬بتاريخ ‪: 2005\8\3‬‬
‫‪http://www.almustaqbal.com/stories‬‬
‫‪www.arabschool.org.sy/Celebration/Dr.Mueen -29‬‬
‫‪ Hamzeh.doc‬بتاريخ ‪2005\8\6 :‬‬
‫‪ -30‬المصدر السابق ‪.‬‬
‫‪ -31‬انظر‪ :‬عبد الحسن الحسيني‪" ،‬البحاث في‬
‫القطاعات المدنّية )السرائيلية( والعربية"‪ ،‬ـ في‬
‫صحيفة "النهار"‪23 ) ،‬سبتمبر ‪ ،(1999‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -32‬انظر‪ :‬نص المقال المترجم عن اللمانية من‬
‫قبل الدكتور عصام الجوهري تحت عنوان‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫"تحقيق‪ ..‬عن التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل"‪،‬‬
‫صحيفة "النهار"‪ 15 ،‬سبتمبر ‪ ،1999‬ص ‪، 12‬‬
‫وانظر‪ :‬أنطوان زحلن‪ ،‬العلم والتعليم العالي في‬
‫)إسرائيل( ‪)،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الدراسات‬
‫الفلسطينية‪. (1970 ،‬‬
‫‪ -33‬أنطوان زحلن‪ ،‬العرب وتحديات العلم والتقانة‪:‬‬
‫تقدم من دون تغيير )بيروت‪ :‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬ط ‪ ،(1999 ،1‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -34‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪68‬‬
‫‪ -35‬طه النعيمي‪" ،‬البحث العلمي والتنمية‬
‫المستدامة في الوطن العربي"‪ ،‬ـ في "مجّلة‬
‫أبحاث البيئة والتنمية المستدامة"‪ ،‬المجلد الول‪،‬‬
‫العدد صفر‪ ،1997 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -36‬نوزاد الهيتي‪" ،‬دور مركز البحوث في التنمية‬
‫في الوطن العربي"‪ ،‬ـ في مجّلة "شؤون عربّية"‪،‬‬
‫العدد "‪) "99‬سبتمبر ‪ ،1999‬جمادى الولى ‪1420‬‬
‫هـ (ص ‪ 140‬ـ ‪.142‬‬
‫‪ -37‬نقل ً عن صحيفة "المجد" الردنية‪ ،‬العدد "‪"150‬‬
‫وال ‪1417‬هـ‪ 24 /‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1997‬ص‬ ‫‪ 17‬ش ّ‬
‫‪ .1‬و أنطوان زحلن ‪ ،‬التحدي والستجابة ‪،‬‬
‫مساهمة العلوم والتقانة العربية في تحديث‬
‫الوطن العربي ‪" ،‬المستقبل العربي"‪ ،‬السنة‬
‫الثالثة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ) 146‬أبريل ‪ ،(1991‬ص ‪-4‬‬
‫‪17‬‬
‫‪http://www.tanmia.ma/article.php3? -38‬‬
‫‪ id_article=2022‬بتاريخ ‪2005\8\9 :‬‬
‫‪ -39‬عبد الحسن الحسيني‪" ،‬البحاث في القطاعات‬
‫المدنّية )السرائيلية( والعربية"‪ ،‬ـ في صحيفة‬
‫النهار ‪ 23) ،‬سبتمبر‪ ،(1999 /‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -40‬لمزيد من الطلع على آراء عدد من الباحثين‬
‫والمختصين في هذا المجال‪ ،‬انظر‪ :‬تحقيق وجيه‬
‫الصقار‪" ،‬أبحاث ل تقبل التطبيق"‪ ،‬ـ في‬
‫"الهرام"‪ 4 )،‬أغسطس ‪ ،(1998‬ص ‪.3‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -41‬مكتب التربية لدول الخليج العربي‪ :‬واقع البحث‬
‫العلمي في الوطن العربي‪ ،‬وقائع ندوة‪" :‬تطبيق‬
‫نتائج البحوث لتنمية المجتمع العربي"‪ ،‬مكتب‬
‫التربية العربي‪ ،‬الرياض‪ ،1990 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -42‬أنطوان زحلن‪ ،‬حال العلم والتقانة في المة‬
‫العربية‪ ،‬ـ في حال المة العربية ـ المؤتمر القومي‬
‫العربي السابع"‪ )،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬ط ‪ :(1997 ،1‬ص ‪ 365‬ـ ‪.383‬‬
‫‪ -43‬انظر‪ :‬معين القدومي‪" ،‬الدمغة العربية بين الهجرة‬
‫والتهجير"‪ ،‬صحيفة البيان العدد ‪) ،6854‬أبو ظبي‪8 ،‬‬
‫جة ‪1419‬هـ‪ 25/‬مارس ‪ "،(1999‬ص ‪10‬‬ ‫ذو الح ّ‬
‫‪ -44‬نقل ً عن صحيفة "المجد" الردنية‪ ،‬العدد "‪"150‬‬
‫وال ‪1417‬هـ‪ 24 /‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1997‬ص‬ ‫‪ 17‬ش ّ‬
‫‪ .1‬وانظر للتوسع ‪ :‬عمر عبيد حسنة ‪ :‬البعد‬
‫الحضاري لهجرة الكفاءات ‪ .‬وأنطوان زحلن ‪:‬‬
‫هجرة الكفاءات العربّية‪ :‬السياق القومي‬
‫والدولي"‪"،‬المستقبل العربي" ‪) ،‬السنة ‪ ،15‬العدد‬
‫‪ 150‬مايو ‪ ،(1992‬ص ‪.19-4‬‬
‫‪ -45‬انظر للتوسع ‪ :‬فينان محمد طاهر)‪: (1986‬‬
‫مشكلة نقل التكنولوجيا ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة‬
‫المصرية للكتاب ‪ ،‬ص ص ‪174 -161‬‬
‫‪ -46‬انظر ‪ :‬محمد رضا محّرم‪" ،‬تعريب‬
‫التكنولوجيا"‪ ،‬مجّلة "المستقبل العربي"‪ ،‬السنة ‪،6‬‬
‫العدد "‪) "61‬آذار‪ /‬مارس ‪ ،(1984‬ص ‪.77‬‬
‫وانظر ‪:‬‬
‫‪http://www.palestine-info.net/arabic/books/al_fakar/fakr7.htm‬‬
‫بتاريخ ‪. 2005\8\9 :‬‬
‫‪ ، -47‬حسن حمدان الحكيم‪ :‬الواقع التعليمي والثقافي‬
‫في الوطن العربي‪ ،‬صحيفة التحاد‪. ،15/12/2001 ،‬‬
‫وانظر ‪http://www.alzatari.org/motamarat/2.htm :‬‬
‫بتاريخ ‪. 2005\8\9 :‬‬

‫‪27‬‬
‫___________________________________________________‬

‫الكاتب في سطور‬
‫محمد مسعد ياقوت – كاتب وباحث مصري متخصص في‬
‫شأن البحث العلمي العربي ‪.‬‬
‫المشرف العام على موقع نبي الرحمة‬
‫‪www.nabialrahma.com‬‬
‫البريد اللكتروني ‪yakoote@gmail.com :‬‬
‫المدونة الشخصية ‪yakut.blogspot.com :‬‬
‫جوال ‪(002)0104420539‬‬
‫العمال التي قام بها‪:‬‬
‫‪ -‬باحث متفرغ لعداد مشروع علمي في مؤسسة أحمد‬
‫بهاء الدين الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬يكتب في العديد من المجلت العربية والسلمية كمجلة‬
‫المجتمع الكويتية‪ ،‬ومجلة المعرفة السعودية‪ ،‬ومجلة‬
‫الرسالة المصرية‪ ،‬ومجلة آراء حول الخليج الماراتية‪،‬‬
‫ويكتب في شبكة إسلم أون لين ‪ .‬نت‪.‬‬
‫‪ -‬قدم سلسلة حلقات عن الثقافة العلمية وأزمة البحث‬
‫العلمي‪ ،‬في القناة السادسة المصرية‬
‫‪ -‬أعد سلسلة حلقات عن أخلقيات الحرب في السلم‪.‬‬
‫في قناة المة الفضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس الخطابة الدينية في مساجد مصر ‪.‬‬
‫‪ -‬ألقى العديد من المحاضرات الفكرية والثقافية في‬
‫العديد من المحافل‪.‬‬
‫المؤلفات ‪:‬‬
‫‪ -‬الختلط وأثره على التحصيل العلمي والبتكار‪ -‬رؤية‬
‫شرعية ‪ ، -‬البحث الفائز بجائزة موقع المرأة " لها أون‬
‫لين" للثقافة و البداع ‪ ،‬عام ‪2004‬‬
‫‪ -‬حوار الحضارات ‪ :‬الموجود والمفقود والمنشود‪ ،‬بحث‬
‫مقدم إلى منظمة الكتاب الفريقيين والسيويين ‪،‬‬
‫أغسطس ‪2005‬م ـ ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬هروب النخب العلمية ‪ ،‬بين واقع النزيف وسبل العلج ‪:‬‬
‫بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي العاشر للندوة العالمية‬
‫للشباب السلمي‪ " ،‬الشباب وبناء المستقبل" ‪.‬‬
‫‪ -‬صفات رجل البر‪ ،‬لم يطبع بعد ‪.‬‬
‫‪-‬عناية الكتاب والسنة بالمسجد القصى المبارك ‪ ،‬لم‬
‫يطبع بعد ‪.‬‬
‫‪ -‬حق النصرة للشعب الفلسطيني مادًيا ومعنوًيا‪ ،‬لم يطبع‬
‫بعد ‪.‬‬
‫‪ -‬التجديد والمجددون في السلم‪ ،‬لم يطبع بعد ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقائق والخواطر ‪ ،‬تحت العداد‬
‫‪ -‬مشاركة الشباب العربي في العمل السياسي – بين‬
‫الواقع والمأمول ‪ ،‬تحت العداد‬
‫‪ -‬قيم حضارية في السيرة النبوية‪ ،‬كتاب إلكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬قصص قصيرة منشورة في المجلت المواقع ] بار‬
‫أحرنوت – سجين رأي – المسكن الشعبي – على‬
‫الطريقة الفيدرالية –السجينة – طوابير النهضة – ملحمة‬
‫شاعر [‬
‫‪-‬صنائع المعروف‪ ،‬ثلثون باًبا من أبواب الخير‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫دار النشر للجامعات‪2007 ،‬‬
‫‪ -‬أزمة البحث العلمي في مصر والوطن العربي‪،‬‬
‫القاهرة ‪ :‬دار النشر للجامعات‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬يناير‬
‫‪2007‬م‬

‫‪29‬‬

You might also like