You are on page 1of 410

‫إعانة الطالبين‬

‫البكري الدمياطي‬
‫الجزء الول‬

‫]‪[1‬‬
‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبسسى بكسسر المشسسهور بالسسسيد البكسسري ابسسن السسسيد‬
‫السيد محمد شطا الدمياطي‬

‫]‪[2‬‬
‫حاشية إعانة الطالبين للعلمة أبسسي بكسسر المشسسهور بالسسسيد البكسسري ابسسن السسسيد‬
‫محمد شطا الدمياطي على حل ألفاظ فتح المعين لشسسرح قسسرة العيسسن بمهمسسات السسدين‬
‫لزين الدين بن عبد العزيز المليبارى الفناني‪.‬‬

‫]‪[4‬‬
‫جميع إعادة الطبع المحفوظة للناشر الطبعة الولى ‪‍ 1418‬ه ‪ 1997 /‬م‬

‫]‪[7‬‬
‫المقدمة الحمد ل الذي أوضح الطريق للطالبين‪ ،‬وسهل منهج السعادة للمتقين‪،‬‬
‫وبصر بصائر المصدقين بسائر الحكم والحكام في الدين‪ ،‬ومنحهم أسسسرار اليمسسان‬
‫وأنوار الحسان واليقين‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحسده ل شسسريك لسه الملسسك‪ ،‬الحسسق‬
‫المبين‪ .‬وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصسسادق الوعسسد الميسسن‪ ،‬القسسائل‪ :‬مسسن‬
‫يرد ال به خيرا يفقهه في الدين‪ .‬صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه والتسسابعين لهسسم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪ .‬وبعد‪ :‬فيقول أفقر الورى إلى ربه‪ ،‬ذي العطا‪ ،‬أبو بكسسر ابسسن‬
‫المرحوم محمد شطا‪ :‬إنه لما وفقني ال تعالى لقراءة شرح العالم العلمسسة‪ ،‬العسسارف‬
‫الكامل‪ ،‬مربسسي الفقسسراء والمريسسدين والفاضسسل‪ ،‬الجسسامع لصسسناف العلسسوم‪ ،‬الحسساوي‬
‫لمكارم الخلق مع دقائق الفهوم‪ ،‬الشسسيخ زيسن السسدين ابسسن الشسسيخ عبسسد العزيسسز ابسسن‬
‫العلمة الشيخ زين الدين مؤلف هداية الذكياء إلى طريق الولياء ابن الشسسيخ علسسي‬
‫ابن الشيخ أحمد الشافعي المليباري الفناني المسمى‪ :‬بفتح المعين بشسسرح قسسرة العيسسن‬
‫بمهمات الدين‪ ،‬بمحفسسل مسسن طلب العلسسم العظسسام تجسساه السسبيت الحسسرام‪ ،‬كتبسست عليسسه‬
‫هوامش تحل مبناه وتبين معناه‪ .‬ثم بعد تمام القراءة طلب مني جملة مسسن الصسسدقاء‬
‫والخلن‪ ،‬أصسسلح ال س لسسي ولهسسم الحسسال والشسسان‪ ،‬تجريسسد تلسسك الهسسوامش وجمعهسسا‪،‬‬
‫فسسامتنعت مسسن ذلسسك لعلمسسي بسسأني لسسست ممسسن يرقسسى تلسسك المسسسالك‪ ،‬واعسسترافي بقلسسة‬
‫بضاعتي‪ ،‬وإقراري بعدم أهليتي‪ .‬فلمسسا كسسرروا علسسي الطلسسب‪ ،‬توسسسلت بسسسيد العجسسم‬
‫والعرب‪ ،‬فجاءت البشارة بالشارة‪ ،‬وشرعت في التجريسد والجمسسع مسستعينا بالملسسك‬
‫الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب‪ ،‬رجاء أن يكون تذكرة لي وللحبسساب‪ .‬وأن‬
‫ينفعني به والصحاب‪ ،‬فال هسو المرجسو لتحقيسق رجساء الراجيسسن وإنجسساح حاجسات‬
‫المحتاجين‪ .‬وسميته‪ :‬إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين‪ .‬واعلم أيهسسا الواقسسف‬
‫على الجمع المذكور أنه ليس لي فيه إل النقل من كلم الجمهور‪ ،‬والتيان فسسي ذلسسك‬
‫بالشئ المقدور‪ .‬فالميسور ‪ -‬كما قيسسل ‪ -‬ل يسسسقط بالمعسسسور‪ .‬وأن عمسسدتي فسسي ذلسسك‬
‫التحفة‪ ،‬وفتح الجواد شسسرح الرشسساد‪ ،‬والنهايسسة‪ ،‬وشسسرح السسروض‪ ،‬وشسسرح المنهسسج‪،‬‬
‫وحواشي ابن قاسم‪ ،‬وحواشي الشيخ علي الشبراملسي‪ ،‬وحواشي البجيرمي‪ ،‬وغيسسر‬
‫ذلك من كتب المتأخرين‪ .‬وكثيرا ما أترك العزو خوفا من التطويل‪ ،‬ثم ما رأيته من‬
‫صواب في أي مطلب فهو من تحرير الئمة أهل المذهب‪ ،‬وما رأيته من خطأ فمن‬
‫تخليط حصل مني‪ ،‬أو وهم صدر من سوء فهمي‪ ،‬فالمسؤول ممسسن عسثر علسسى شسسئ‬
‫من الخلل أن يصلحه‪ ،‬ويسامح فيما قد يظهر من الزلسسل‪ .‬ومسسا أحسسسن مسسا قيسسل‪ :‬وإن‬
‫تجد عيبا فسد الخلل فجل مسسن ل عيسسب فيسسه وعل ونسسسأل الس العظيسسم رب العسسرش‬
‫الكريم أن يوفقنا لمرضاته‪ ،‬ويسبل علينا ذيسسل كرامسساته‪ ،‬وأن يعيننسسا علسسى الكمسسال‪،‬‬
‫وأن ينفع به كمسسا نفسسع بأصسسله‪ ،‬إنسسه ذو الجسسود والفضسسال‪ ،‬وأن يجعسسل ذلسسك خالصسسا‬
‫لوجهه الكريم وموجبا للفوز لديه بجنات النعيم‪ ،‬وها أنا أشرع فسسي المقصسسود بعسسون‬
‫الملك إنه على ذلك قدير وبالجابة جدير‬

‫]‪[9‬‬
‫وها أنسسا أشسسرع فسسي المقصسسود بعسسون الملسسك المعبسسود‪ .‬فسسأقول ‪ -‬وبسسال التوفيسسق‬
‫لحسسسن الطريسسق ‪) -‬قسسوله‪ :‬بسسسم الس الرحمسسن الرحيسسم( قسسد أفردهسسا بالتسسأليف مسسن ل‬
‫يحصى من العلماء‪ ،‬وأبدى فيها وأبدع مسن ل يستقصسى مسن النبلء‪ ،‬ومسع ذلسسك مسا‬
‫بلغوا معشار مسا انطسوت عليسه مسن لطسائف السسرار ونكسات التفسسير‪ ،‬إذ ل يحيسط‬
‫بتفضيله وجمله إل اللطيف الخبير‪ ،‬كيف ذلك وقد قال المام علي كرم ال س وجهسسه‪:‬‬
‫لو طويت لي وسادة لقلت في الباء من بسم ال الرحمن الرحيم وقسسر سسسبعين بعيسسرا‪.‬‬
‫وفي رواية عنه‪ :‬لو شئت لوقرت لكم ثمسسانين بعيسسرا مسسن معنسسى بسسسم الس الرحمسسن‬
‫الرحيم‪ .‬ولكن ينبغي التكلم عليها من جنس الفن المشروع فيسسه‪ ،‬وفسساء بحقهسسا وبحسسق‬
‫الفن المشروع فيسه‪ .‬والن الشسروع فسي فسن الفقسه البساحث عسن الحكسام الشسرعية‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬البسملة مطلوبة في كل أمر ذي بال ‪ -‬أي حسسال ‪ -‬يهتسسم بسسه شسسرعا‪ ،‬بحيسسث ل‬
‫يكون محرما لذاته ول مكروها كسسذلك‪ ،‬ول مسسن سفاسسسف المسسور ‪ -‬أي محقراتهسسا ‪-‬‬
‫فتحرم على المحرم لذاته كالزنا‪ ،‬ل لعارض كالوضوء بماء مغصوب‪ .‬وتكره على‬
‫المكروه لذاته كسسالنظر لفسسرج زوجتسسه‪ ،‬ل لعسسارض كأكسسل البصسسل‪ .‬ول تطلسسب علسسى‬
‫سفاسسسف المسسور‪ ،‬ككنسسس زبسسل‪ ،‬صسسونا لسسسمه تعسسالى عسسن اقسسترانه بسسالمحقرات‪.‬‬
‫والحاصل أنها تعتريها الحكام الخمسة‪ :‬الوجوب‪ ،‬كمسسا فسسي الصسسلة عنسسدنا معاشسسر‬
‫الشافعية ‪ -‬والسسستحباب عينسسا‪ :‬كمسسا فسسي الوضسسوء والغسسسل‪ ،‬وكفايسسة‪ :‬كمسسا فسسي أكسسل‬
‫الجماعة‪ ،‬وكما في جماع الزوجين‪ ،‬فتكفي تسمية أحدهما ‪ -‬كما قال الشمس الرملي‬
‫أنه الظاهر ‪ -‬والتحريم في المحرم الذاتي‪ ،‬والكراهة في المكروه السسذاتي‪ ،‬والباحسسة‬
‫في المباحات التي ل شرف فيها‪ ،‬كنقل متاع من مكسسان إلسسى آخسسر‪ ،‬كسسذا قيسسل‪ .‬وإنمسسا‬
‫افتتح الشارح كتابه بالبسملة‪ ،‬اقتداء بالكتاب العزيز‪ ،‬وعمل بقسسوله )ص(‪ :‬كسسل أمسسر‬
‫ذي بال ل يبدأ فيه ببسم ال الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أقطع أو أجسسذم‪ .‬والمعنسسى ‪-‬‬
‫على كل ‪ -‬أنه ناقص‪ ،‬وقليل البركة‪ ،‬وقلة البركسة فسي كسل شسئ بحسسبه‪ .‬فقلتهسا فسي‬
‫نحو التأليف قلة انتفاع الناس بسسه وقلسسة الثسسواب عليسسه‪ ،‬وفسسي نحسسو الكسسل قلسسة انتفسساع‬
‫الجسم به‪ ،‬وفي نحو القراءة قلسسة انتفسساع القسسارئ بهسسا‪ ،‬لوسوسسسة الشسسيطان لسسه حينئذ‪.‬‬
‫وأتبع ذلك بالحمدلة‪ ،‬عمل بقوله )ص(‪ :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالحمسسد لس فهسو‬
‫أبتر أو أقطع أو أجذم‪ .‬وقوله في الحديث فهو أبتر إلخ‪ ...‬هو عند الجمهور من باب‬
‫التشبيه البليغ‪ .‬وعلى هذا فالبتر وما بعده باقية على معانيها الحقيقية‪ ،‬وعنسسد السسسعد‬
‫يجوز أن يكون من باب الستعارة بأن يشبه النقص المعنوي بالنقص الحسسسي السسذي‬
‫هو قطع الذنب‪ ،‬أو قطسسع إحسسدى اليسسدين‪ ،‬أو الجسسذم ‪ -‬بفتحسستين ‪ -‬ويسسستعار البسستر‪ ،‬أو‬
‫الجذم‪ ،‬أو القطع‪ ،‬للنقص المعنوي‪ .‬ويشتق منه أبتر أو أقطع أو أجذم‪ ،‬بمعنى ناقص‬
‫نقصا معنويا‪ .‬فإن قلت‪ :‬بين الحديثين تعارض لنسسه إن عمسسل بحسسديث البسسسملة فسسات‬
‫العمل بحديث الحمدلة‪ ،‬وإن عمل بحديث الحمدلة فات العمل بالخر‪ .‬قلت‪ :‬قد ذكسسر‬
‫العلماء لسسدفع التعسسارض أوجهسسا كسسثيرة‪ ،‬فمسسن جملتهسسا‪ :‬أن البتسسداء قسسسمان‪ :‬حقيقسسي‪،‬‬
‫وإضافي أي نسبي‪ .‬والول هو ما تقدم أمام المقصود ولم يسبقه شئ‪ ،‬والضافي ما‬
‫تقدم أمام المقصود وإن سبقه شئ‪ .‬وقال عبد الحكيم‪ :‬إنسسه يشسسترط فسسي الضسسافي أن‬
‫يسبقه شئ‪ ،‬وحمل حديث البسملة على الول والحمدلة على الثسساني‪ ،‬تأسسسيا بالكتسساب‬
‫العزيز‪ ،‬وعمل بالجماع‪ .‬واعلم أنه جاء فسسي فضسسل البسسسملة أحسساديث كسسثيرة‪ ،‬غيسسر‬
‫الحديث المتقدم‪ ،‬روي عن النبي )ص( أنه قال‪ :‬أول ما كتب القلم بسم الس الرحمسسن‬
‫الرحيم‪ ،‬فإذا كتبتم كتابا فاكتبوها أوله‪ ،‬وهي مفتاح كل كتاب أنسسزل‪ .‬ولمسسا نسسزل بهسسا‬
‫جبريل أعادها ثلثا‪ ،‬وقال‪ :‬هسسي لسسك ولمتسسك‪ ،‬فمرهسسم أن ل يسسدعوها فسسي شسسئ مسسن‬
‫أمورهم‪ ،‬فإني لسم أدعهسا طرفسسة عيسن مسسذ نزلسست علسى أبيسك آدم‪ ،‬وكسذلك الملئكسسة‪.‬‬
‫وروي أنها لما نزلسست هسرب الغيسم إلسسى المشسسرق‪ ،‬وسسكنت الريساح‪ ،‬وهسساج البحسر‪،‬‬
‫وأصغت البهائم بآذانها‪ ،‬ورجمت الشياطين‪ ،‬وحلف ال بعزته وجللسسه أن ل يسسسمى‬
‫اسمه على مريض إل شفاه‪ ،‬ول يسمى اسمه على شئ إل بارك‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫فيسسه‪ .‬وروي أن رجل قسسال بحضسسرته )ص(‪ :‬تعسسس الشسسيطان‪ .‬فقسسال لسسه عليسسه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬ل تقل ذلك فإنه يتعاظم عنده ‪ -‬أي عند هذا القول ‪ -‬ولكن قل بسسسم‬
‫ال الرحمن الرحيم‪ ،‬فإنه يصغر حسستى يصسسير أقسسل مسسن ذبابسسة‪ .‬وروي‪ :‬مسسن أراد أن‬
‫يحيا سعيدا ويموت شهيدا فليقل عند ابتداء كل شئ بسسسم ال س الرحمسسن الرحيسسم ‪ -‬أي‬
‫كسسل شسسئ ذي بسسال ‪ -‬بسسدليل الحسسديث المتقسسدم‪ .‬وروي‪ :‬بسسسم ال س الرحمسسن الرحيسسم أم‬
‫القرآن‪ ،‬وهي أم الكتاب‪ ،‬وهي السبع المثاني‪ .‬قال العلمة الصبان في رسسسالته علسسى‬
‫البسملة‪ :‬لعل وصفها بهذا باعتبار اشتمالها على معاني الفاتحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعسسدد حسسروف‬
‫البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا‪ ،‬وعدد خزنة النار تسعة عشسر خازنسسا‪ ،‬كمسسا قسال‬
‫ال تعالى‪) * :‬عليها تسعة عشر( *‪ .‬قال ابسن مسسسعود‪ :‬فمسسن أراد أن ينجيسسه الس مسن‬
‫الزبانية التسعة عشر فليقرأ البسملة‪ ،‬فيجعل الس لسسه بكسسل حسسرف منهسسا جنسسة ‪ -‬بضسسم‬
‫الجيم ‪ -‬أي وقاية ‪ -‬من كل واحد منهم‪ ،‬فإنهم يقولونها في كسسل أفعسسالهم‪ ،‬فبهسسا قسسوتهم‬
‫وبها استضسسلعوا‪ .‬وعسسن علسسي رضسسي الس عنسسه‪ ،‬مرفوعسسا‪ :‬مسسا مسسن كتسساب يلقسسى فسسي‬
‫الرض وفيه بسم ال الرحمن الرحيم إل بعث ال ملئكة يحفون عليهسسا بسسأجنحتهم‪،‬‬
‫حتى يبعث ال وليا من أوليائه يرفعه‪ .‬فمن رفع كتابا من الرض فيه البسسسملة رفسسع‬
‫ال اسمه في أعلى عليين‪ ،‬وغفر له ولوالديه ببركتهسسا‪ .‬وروي عنسسه )ص( أنسسه قسسال‪:‬‬
‫من قرأ بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وكان مؤمنا‪ ،‬سبحت معه الجبال‪ ،‬إل أنه ل يسسسمع‬
‫تسبيحها‪ .‬وروي عنه )ص( أنه قال‪ :‬إذا قال العبد بسم ال س الرحمسسن الرحيسسم‪ ،‬قسسالت‬
‫الجنة‪ :‬لبيك اللهم وسعديك‪ ،‬إلهي‪ ،‬إن عبدك فلنا قال بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم‬
‫زحزحه عن النار وأدخله الجنة‪ .‬وروي أن الكتب المنزلة من السسسماء إلسسى الرض‬
‫مائة وأربعة‪ ،‬أنزل على شيث ستون‪ ،‬وعلسسى إبراهيسسم ثلثسسون‪ ،‬وعلسسى موسسسى قبسسل‬
‫التسسوراة عشسسرة‪ ،‬والتسسوراة والنجيسسل والزبسسور والفرقسسان‪ .‬وأن معسساني كسسل الكتسسب‬
‫مجموعة في القرآن‪ ،‬ومعانيه مجموعة في الفاتحة ولهذا سميت أم الكتاب ومعانيهسسا‬
‫مجموعة في البسملة‪ ،‬ومعانيها مجموعة في بائها‪ ،‬ومعناها‪ :‬بي كان ما كسسان‪ ،‬وبسسي‬
‫يكون ما يكون‪ .‬والمراد الجمع ولو إجمسال‪ ،‬بطريسق اليمساء وإنمسا جمعست الفاتحسة‬
‫جميع معاني القرآن‪ ،‬لن كل ما فيه من الحمسسد والشسسكر والثنسساء فهسسو منسسدرج تحسست‬
‫قوله الحمد ل‪ ،‬وكل ما فيه من الخلئق فهو تحت كلمة رب العالمين‪ ،‬وكل مسسا فيسسه‬
‫من الرحمة والعطاء فهو تحت كلمة الرحمن‪ ،‬وكل ما فيه من ذكر العفسسو والمغفسسرة‬
‫فهو تحت كلمة الرحيم‪ ،‬وكل ما فيه من أوصاف القيامة فهو تحت كلمسسة مالسسك يسسوم‬
‫الدين‪ ،‬وكل ما فيه من بيان الهداية والدعاء والثبات على السسسلم فهسسو تحسست كلمسسة‬
‫إهدنا الصراط المستقيم‪ ،‬وكل ما فيه من بيسسان صسسفات الصسسالحين فهسسو تحسست كلمسسة‬
‫صسسراط السسذين أنعمسست عليهسسم‪ ،‬وكسسل مسسا فيسسه مسسن الغضسسب فهسسو تحسست كلمسسة غيسسر‬
‫المغضسسوب عليهسسم‪ ،‬وكسسل مسسا فيسسه مسسن ذكسسر الهسسواء والبسسدع فهسسو تحسست كلمسسة ول‬
‫الضالين‪ .‬ووجه بعضهم كون معاني البسملة في الباء‪ ،‬بأن المقصود من كل العلسسوم‬
‫وصول العبد إلى الرب‪ ،‬وهذه الباء لما فيها من معنى اللصاق تلصق العبد بجناب‬
‫الرب‪ .‬زاد بعضهم‪ :‬ومعاني الباء في نقطتها‪ ،‬ومعناها‪ :‬أنا نقطة‬

‫] ‪[ 11‬‬
‫الوجود‪ ،‬المستمد مني كل موجود‪ .‬وروي عنه عليه الصلة والسلم أنه قسسال‪:‬‬
‫البسملة فاتحة كل كتاب وفي رواية‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم مفتاح كل كتسساب‪ .‬فسسإن‬
‫قيل‪ :‬إن هذه الرواية والتي قبلهسا يفهمسان أن كسل كتساب أنسزل مشستمل علسى معساني‬
‫القرآن‪ ،‬لنسسه مشسستمل علسسى البسسسملة المشسستملة علسسى معسساني الفاتحسسة المشسستملة علسسى‬
‫معاني القرآن‪ ،‬والرواية التي قبلهما تفهم خلف ذلك‪ ،‬بل تفهم أنها لم توجد في غير‬
‫القرآن رأسا‪ .‬فالجواب أن البسملة المفتتح بها كل الكتب المنزلة لم تكسسن بهسسذا اللفسسظ‬
‫العربي على هذا الترتيب‪ ،‬والمفتتح بها القرآن المجيد‪ ،‬بهذا اللفظ العربي علسسى هسسذا‬
‫الترتيب‪ ،‬ويجوز أن يكون لكونها بهذا اللفظ العربسي‪ .‬وهسسذا السترتيب لهسسا دخسسل فسي‬
‫اشتمالها على معاني القرآن‪ ،‬فل يلزم حينئذ من اشتمال الكتب عليها بغير هذا اللفظ‬
‫وهذا الترتيب‪ ،‬اشتمال كل كتاب على معساني القسرآن‪ .‬ول يسرد مسا وقسع فسي سسورة‬
‫النمل عن سيدنا سليمان في كتابه لبلقيس من أنها بهذا اللفظ العربي وهذا السسترتيب‪،‬‬
‫لن ذلك كان ترجمة عما في كتابه لها‪ .‬ومما يتعلق بالبسملة من المعاني الدقيقة مسسا‬
‫قيل‪ :‬إن الباء بهاء ال‪ ،‬والسين سناء ال‪ ،‬والميم مجد ال‪ .‬وقيل‪ :‬الباء بكاء التائبين‪،‬‬
‫والسين سهو الغافلين‪ ،‬والميم مغفرتسسه للمسسذنبين‪ .‬وقسسال بعسسض الصسسوفية‪ :‬الس لهسسل‬
‫الصفاء‪ ،‬الرحمن لهل الوفاء‪ ،‬الرحيم لهسسل الجفسساء‪ .‬والحكمسسة فسسي أن الس سسسبحانه‬
‫وتعالى جعل افتتاح البسملة بالبسساء دون غيرهسسا مسسن الحسسروف‪ ،‬وأسسسقط اللسسف مسسن‬
‫اسم‪ ،‬وجعل الباء في مكانهسسا‪ ،‬أن البساء حسسرف شسفوي تنفتسح بسه الشسفة مسسا ل تنفتسح‬
‫بغيره‪ ،‬ولذلك كان أول انفتاح فم الذرة النسسانية فسي عهسد ألسست بربكسم بالبساء فسي‬
‫جواب بلى‪ ،‬وأنها مكسورة أبدا‪ .‬فلما كسسانت فيهسسا الكسسسرة‪ ،‬والنكسسسار فسسي الصسسورة‬
‫والمعنى‪ ،‬وجدت شرف العندية من ال تعالى‪ ،‬كما قسسال‪ :‬أنسسا عنسسد المنكسسسرة قلسسوبهم‬
‫بخلف اللف‪ ،‬فإن فيها ترفعا وتكبرا وتطاول‪ ،‬فلسسذلك أسسسقطت‪ .‬وخصسست التسسسمية‬
‫بلفظ الجللة ولفظ الرحمن‪ ،‬ولفظ الرحيم‪ ،‬ليعلم العسسارف أن المسسستحق لن يسسستعان‬
‫به في جميسسع المسسور هسسو المعبسسود الحقيقسسي‪ ،‬السسذي هسسو مسولى النعسسم كلهسسا‪ ،‬عاجلهسسا‬
‫وآجلها‪ ،‬جليلها وحقيرها‪ .‬فيتوجه العارف بجملته حرصا ومحبة إلى جناب القسسدس‪،‬‬
‫ويتمسك بحبل التوفيق‪ ،‬ويشتغل سره بذكره والستمداد به عن غيره‪ .‬والكلم علسسى‬
‫البسملة من السرار والعجائب واللطائف‪ ،‬ل يدخل تحسست حصسسر‪ .‬وفسسي هسسذا القسسدر‬
‫كفاية‪ ،‬وبال التوفيق‪) .‬قوله‪ :‬الحمد لس( آثسره علسسى الشسكر اقتسسداء بالكتسساب العزيسز‪،‬‬
‫ولقوله )ص(‪ :‬ل يشكر ال من لم يحمده‪ .‬والحمد معناه اللغوي الثنا بالجميسسل لجسسل‬
‫جميل اختياري‪ ،‬سواء كان في مقابلسسة نعمسسة أم ل‪ .‬ومعنسساه العرفسسي فعسسل ينسسبئ عسسن‬
‫تعظيم المنعم من حيث أنسسه منعسسم علسسى الحامسسد أو غيسسره‪ .‬والشسسكر لغسسة‪ :‬هسسو الحمسسد‬
‫العرفي‪ ،‬وعرفا‪ :‬صرف العبد جيمع ما أنعم ال بسسه عليسسه فيمسسا خلسسق لجلسسه‪ ،‬أي أن‬
‫يصرف جميع العضاء والمعاني التي أنعم ال عليه بها فسسي الطاعسسات السستي طلسسب‬
‫استعمالها فيها‪ ،‬فإن استعملها في أوقسات مختلفسة سسمى شساكرا‪ ،‬أو فسي وقست واحسد‬
‫سمي شكورا‪ ،‬وهو قليل‪ ،‬لقوله تعسسالى‪) * :‬وقليسسل مسسن عبسسادي الشسكور( *‪ .‬وصسسور‬
‫ذلك العلمة الشبراملسي بمن حمل جنازة متفكرا فسسي مصسسنوعات السس‪ ،‬نسساظرا لمسسا‬
‫بين يديه‪ ،‬لئل يزل بالميت ماشيا برجليه إلسسى القسسبر‪ ،‬شسساغل لسسسانه بالسسذكر‪ ،‬وأذنيسسه‬
‫باستماع ما فيه ثواب‪ ،‬كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬وأقسام الحمد أربعسسة‪:‬‬
‫حمدان قديمان‪ ،‬وهما حمد ال نفسه‪ ،‬نحو الحمد ل الذي خلسسق السسسموات والرض‪،‬‬
‫وحمده بعض عباده‪ ،‬كقوله تعالى فسسي أيسسوب‪) * :‬نعسم العبسسد إنسسه أواب( *‪ .‬وحمسسدان‬
‫حادثان‪ ،‬وهما حمدنا له تعالى‪ ،‬وحمد بعضنا لبعسسض‪ .‬وينقسسسم الحمسسد إلسسى‪ :‬واجسسب‪،‬‬
‫كالحمد في الصلة وفي خطبة الجمعسسة وإلسسى منسسدوب‪ ،‬كالحمسسد فسسي خطبسسة النكسساح‪،‬‬
‫وفي ابتداء الدعاء‪ ،‬وبعد الكل‬

‫] ‪[ 12‬‬
‫والشرب‪ ،‬وفي ابتداء الكتب المصنفة‪ ،‬وفسسي ابتسسداء درس المدرسسسين‪ ،‬وقسسراءة‬
‫الطسسالبين بيسسن يسسدي المعلميسسن‪ .‬وإلسسى مكسسروه‪ ،‬كالحمسسد فسسي المسساكن المسسستقذرة‪،‬‬
‫كالمجزرة والمزبلة ومحل الحاجة‪ .‬وإلسسى حسسرام‪ ،‬كالحمسسد عنسسد الفسسرح بسسالوقوع فسسي‬
‫معصية‪ .‬واعلم أنه جاء في فضل الحمد أحاديث كسسثيرة‪ ،‬روي عسسن النسسبي )ص( أن‬
‫ال عزوجل يحب أن يحمده‪ .‬وأخرج الديلمي مرفوعا أن ال يجب الحمد‪ ،‬يحمد بسسه‬
‫ليثيب حامده‪ ،‬وجعل الحمد لنفسه ذكرا ولعباده ذخرا‪ .‬وفي البدر المنير‪ ،‬عنسسه عليسسه‬
‫السلم‪ :‬حمد ال أمان للنعمة من زوالها‪ .‬وعنه )ص(‪ :‬من لبس ثوبا فقال‪ :‬الحمد لس‬
‫الذي كساني هذا الثوب مسن غيسر حسول منسي ول قسوة غفسر لسه مسا تقسدم مسن ذنبسه‪.‬‬
‫وأفضل المحامد أن يقول العبد الحمد ل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيسسده‪ .‬لمسسا ورد‬
‫أن ال تعالى لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال‪ :‬يا رب‪ ،‬علمني المكاسب‪ ،‬وعلمني‬
‫كلمة تجمع لي فيها المحامد‪ .‬فأوحى ال إليه أن قل ثلثا‪ ،‬عنسسد كسسل صسسباح ومسسساء‪،‬‬
‫الحمد ل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده‪ .‬ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن ال بمجامع‬
‫المحامد بر بذلك‪ .‬وقال بعض العارفين‪ :‬الحمسسد لس ثمانيسة أحسسرف‪ ،‬كسسأبواب الجنسسة‪،‬‬
‫فمن قالها عن صفاء قلب اسسستحق أن يسسدخل الجنسسة مسن أيهسا شساء‪ .‬أي فيخيسر بينهسسا‬
‫إكراما له‪ ،‬ولكن ل يختار إل الذي سبق في علمه أن يدخل منه‪) .‬قوله‪ :‬الفتاح( هسسو‬
‫من أسماء ال الحسنى‪ .‬وهو من صيغ المبالغة‪ ،‬ومعناه‪ :‬الذي يفتح خسسزائن الرحمسسة‬
‫على أصناف البرية‪ .‬وقيل‪ :‬الحسساكم بيسسن الخلئق‪ ،‬مسسن الفتسسح بمعنسسى الحكسسم‪ .‬وقيسسل‪:‬‬
‫الذي يعينك عند الشدائد وينميك صنوف العوائد‪ .‬وقيل‪ :‬الذي فتح على النفوس بسساب‬
‫توفيقه‪ ،‬وعلى السرار باب تحقيقه‪ .‬وحظ العبد من هذا السم أن يجتهد حسستى يفتسسح‬
‫على قلبه في كل ساعة بابا من أبسسواب الغيسسب والمكاشسسفات والخيسسرات والمسسسرات‪.‬‬
‫ومن قرأه إثر صلة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على صدره‪ ،‬طهر قلبه وتنسسور‬
‫سره ويسر أمره‪ .‬وفيه سر عظيم لتيسير الرزق وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬مسسن شسسرح أسسسماء ال س‬
‫الحسنى‪) .‬قوله‪ :‬الجواد( هو السخي‪ ،‬كما فسسي القسساموس‪ .‬ومعنسساه‪ :‬الكريسسم المتفضسسل‬
‫على عباده بالنوال قبسسل السسؤال‪ .‬وفسي التحفسة مسا نصسه‪ :‬الجسواد‪ ،‬بسسالتخفيف‪ ،‬كسسثير‬
‫الجود ‪ -‬أي العطاء ‪ -‬واعترض بأنه ليس فيه توقيسسف‪ ،‬أي وأسسسماؤه تعسسالى توقيفيسسة‬
‫على الصح‪ .‬وأجيب عنه بأن فيه مرسل اعتضد بمسند‪ ،‬بل روى أحمد والترمسسذي‬
‫وابن ماجة حديثا طويل‪ ،‬فيه‪ :‬بأني جسسواد ماجسسد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحسسذف‪) .‬قسسوله‪ :‬المعيسسن علسسى‬
‫التفقه في الدين إلخ( أي الموفق لمن اختاره من عباده عليه‪ ،‬لقوله عليه السلم‪ :‬مسسن‬
‫يرد ال به خيرا يفقهه في الدين والتفقه التفهم شيئا فشيئا‪ ،‬لن الفقه معناه لغة الفهم‪،‬‬
‫كما سيأتي‪ .‬والدين‪ ،‬ما شرعه ال تعالى من الحكام على لسسسان نسسبيه عليسسه الصسسلة‬
‫والسلم‪ ،‬سمي دينا لنا ندين له‪ ،‬أي ننقاد‪) .‬قوله‪ :‬وأشهد إلسسخ( أي أعسسترف بلسسساني‬
‫وأذعن بقلبي أن ل معبود بحق موجود إل السس‪ .‬والشسسهادة لغسسة‪ .‬التحقسسق بالبصسسر أو‬
‫البصيرة‪ ،‬كالمشاهدة‪ .‬واصطلحا‪ :‬قول صادر عن علم بمشاهدة بصسسر أو بصسسيرة‪.‬‬
‫ولما كان من شروط السلم ترتيب الشهادتين عطف الشسسهادة الثانيسسة علسسى الولسسى‬
‫فقال‪ :‬وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله‪ .‬وأتى بالشهادة لحديث‪ :‬كل خطبة ليسسس‬
‫فيها تشهد فهي كاليد الجذماء أي مقطوعة البركة أو قليلتها‪ .‬ولما قيل إنه يطلب من‬
‫كل بادئ في فن أربعة أمور على سسسبيل الوجسسوب الصسسناعي‪ :‬البسسسملة‪ ،‬والحمدلسسة‪،‬‬
‫والتشهد‪ ،‬والصلة على النبي )ص(‪ .‬وثلثسة علسى سسبيل النسسدب الصسسناعي‪ :‬تسسمية‬
‫نفسه‪ ،‬وكتابه‪ ،‬والتيان ببراعة الستهلل‪ .‬وفات الشسسيخ ‪ -‬رحمسسه الس تعسسالى ‪ -‬هنسسا‬
‫من المور المندوبة تسمية نفسه‪) .‬وقوله‪ :‬شهادة( مصدر مؤكد لعامله‪.‬‬

‫] ‪[ 13‬‬
‫)وقوله‪ :‬دار الخلود( هي الجنة‪) .‬وقسسوله‪ :‬المقسسام المحمسسود( هسسو مقسسام الشسسفاعة‬
‫العظمى في فصل القضاء‪ ،‬يحمده فيه الولون والخرون‪) .‬وقوله‪ :‬صلى ال س إلسسخ(‬
‫أي اللهم صل عليه وسسسلم‪ .‬وأتسسى بسسالفعلين بصسسيغة الماضسسي رجسساء تحقسسق حصسسول‬
‫المسؤول‪ ،‬وإنما صلى وسلم المؤلف في أول كتابه امتثال لمر ال تعالى فسسي قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬يأيهسا السذين آمنسوا صسسلوا( * اليسة‪ ،‬ولمسا قسام علسى ذلسك عقل ونقل مسن‬
‫البرهان‪ .‬أما نقل‪ :‬فقوله تعسسالى‪) * :‬ورفعنسسا لسسك ذكسسرك( *‪ .‬أي ل أذكسسر إل وتسسذكر‬
‫معي‪ .‬وأما عقل‪ :‬فلن المصطفى هو الذي علمنا شكر المنعم‪ ،‬وكان سببا في كمسسال‬
‫هذا النوع النساني‪ ،‬فاستوجب قرن شسكره بشسكر المنعسسم‪ ،‬عمل بالحسسديث القدسسسي‪:‬‬
‫عبدي لم تشكرني‪ ،‬إذا لم تشكر من أجريت النعمة علسسى يسسديه‪ .‬ول شسسك بسسأنه )ص(‬
‫الواسطة العظمى لنا في كل نعمة‪ ،‬بل هو أصل اليجاد لكسسل مخلسسوق‪ ،‬كمسسا قسسال ذو‬
‫العزة والجلل‪ :‬لولك لولك لما خلقت الفلك‪ .‬واعلم أنه جسساء فسسي فضسسل الصسسلة‬
‫على النبي )ص( أحاديث كثيرة‪ ،‬منها قوله )ص(‪ :‬من صلى علي في كتاب لم تزل‬
‫الملئكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب‪ .‬وقوله عليه السسسلم‪ :‬مسسن سسسره أن‬
‫يلقى ال وهو عنه راض‪ ،‬فليكثر من الصلة علي‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬من أكثر من‬
‫الصلة علي في حياته أمر ال جميسسع مخلوقسساته أن يسسستغفروا لسسه بعسد مسسوته‪ .‬وقسسال‬
‫عليه السلم‪ :‬أكثروا من الصلة علي‪ ،‬فإنها نور فسسي القسسبر‪ ،‬ونسسور علسسى الصسسراط‪،‬‬
‫ونور في الجنة‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬أكسثروا مسن الصسلة علسي فإنهسا تطفسئ عضسب‬
‫الجبار‪ ،‬وتوهن كيد الشيطان‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬أكثركم صلة علي أكثركم أزواجا‬
‫في الجنة‪ .‬وفي حديث مرفوع‪ :‬ما جلس قوم فتفرقوا عن غيسسر الصسسلة علسسى النسسبي‬
‫)ص( إل تفرقوا عن أنتن من جيفة حمار‪ .‬قال ابن الجوزي في البسسستان‪ :‬فسسإذا كسسان‬
‫المجلس الذي ل يصلى فيه يكون بهذه الحالسسة فل غسسرو أن يتفسسرق المصسسلون عليسسه‬
‫من مجلسهم عن أطيب من خزانة العطار‪ ،‬وذلسسك لنسسه )ص( كسسان أطيسسب الطيسسبين‬
‫وأطهر الطاهرين‪ ،‬وكان إذا تكلم امتل المجلسسس بسسأطيب مسسن ريسسح المسسسك‪ .‬وكسسذلك‬
‫مجلس يذكر فيه النبي )ص( تنمو منه رائحة طيبسسة تخسسترق السسسموات السسسبع حسستى‬
‫تنتهي إلى العرش‪ ،‬ويجد كل من خلقه ال ريحها في الرض‪ ،‬غير النسسس والجسسن‪،‬‬
‫فإنهم لو وجدوا تلك الرائحة لشتغل كل واحسسد منهسسم بلسسذتها عسسن معيشسسته‪ .‬ول يجسسد‬
‫تلك الرائحة ملك أو خلق ال تعالى إل استغفر لهل المجلس‪ ،‬ويكتب لهم بعدد هسسذا‬
‫الخلق كلهم حسنات‪ ،‬ويرفع لهم بعددهم درجات‪ ،‬سواء كسسان فسسي المجلسسس واحسسد أو‬
‫مائة ألف‪ ،‬كل واحد يأخذ من هذا الجر مثل هذا العدد‪ ،‬وما عند ال أكثر‪ .‬وللصلة‬
‫عليه )ص( فوائد ل تحصى‪ ،‬منها‪ :‬أنها تجلو القلب من الظلمة‪ ،‬وتغني عن الشسسيخ‪،‬‬
‫وتكون سببا للوصول‪ ،‬وتكثر الرزق‪ ،‬وأن من أكثر منها حرم ال جسده على النار‪.‬‬
‫وينبغي للشخص إذا صلى عليه أن يكون بأكمل الحالت‪ ،‬متطهرا متوضئا مسسستقبل‬
‫القبلة‪ ،‬متفكرا في ذاته السنية‪ ،‬لجسسل بلسسوغ النسسوال والمنيسسة‪ ،‬وأن يرتسسل الحسسروف‪،‬‬
‫وأن ل يعجل في الكلمات‪ ،‬كما قال )ص(‪ :‬إذا صليتم علي فأحسسسنوا الصسسلة علسسي‪،‬‬
‫فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض علي‪ .‬وقولوا‪ :‬اللهم اجعل صلواتك وبركاتك علسسى‬
‫سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك‪ ،‬إمام الخيسسر‬
‫وقائد الخير‪ ،‬ورسول الرحمة‪ .‬اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطسسه فيسسه الولسسون‬
‫والخرون‪ .‬رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي ال عنه‪) .‬قوله‪ :‬وعلى آله(‬
‫أتى بذلك امتثال لخبر‪ :‬قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله‪) .‬وقسسوله‪ :‬وأصسسحابه(‬
‫وجه ندب التيان بهم في نحو هذا المقام إلحاقهم بالل‪ ،‬بقياس الولى‪ ،‬لنهم أفضل‬
‫من الل الذين ل صحبة لهم‪ .‬والنظر لمسا فيهسم مسن البضسعة الكريمسة إنمسا يقتضسي‬
‫الشرف من حيث الذات‪ ،‬وكلمنا في أكثرية العلوم والمعارف هذا بناء على ما هسسو‬
‫المشهور‬

‫] ‪[ 14‬‬
‫في معنى الل‪ ،‬أما على ما قد يراد بهم في نحو هذا المقسسام ‪ -‬كمسسا سسسيأتي فسسي‬
‫كلمسسه ‪ -‬فالصسسحاب رضسسوان السس عليهسسم أجمعيسسن آل‪ ،‬وكسسذلك غيرهسسم‪ ،‬وحينئذ‬
‫فإفرادهم بالذكر للعتناء بهم لما خصوا بسسه عسسن غيرهسسم مسسن الفضسسل‪ ،‬دفعسسا لتسسوهم‬
‫إرادة المعنى المشهور للل هنا‪ .‬ا‍ه كردي‪) .‬قوله‪ :‬المجسساد( جمسسع ماجسسد أو مجيسسد‪،‬‬
‫على غير قياس‪ .‬والمجد‪ :‬الشرف والرفعة‪ ،‬وهو وصف لكل من الل والصسسحاب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬صلة وسلما( منصوبان على المفعولية المطلقة بصسسلى وسسسلم‪ ،‬وأتسسى بهمسسا‬
‫لفسسادة التقويسسة والتأكيسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬أفسسوز بهمسسا( أي أظفسسر وأبلسسغ المقصسسود بسسسببهما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬يوم المعسساد( بفتسسح الميسسم‪ ،‬بمعنسسى المرجسسع والمصسسير ‪ -‬كمسسا فسسي المختسسار ‪-‬‬
‫والمسسراد يسسوم القيامسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وبعسسد السسخ( أي وبعسسدما تقسسدم مسسن البسسسملة والحمدلسسة‬
‫والتشهد والصلة والسلم على النبي )ص( وآلسسه وأصسسحابه‪ ،‬فسسأقول لكسسم هسسذا إلسسخ‪.‬‬
‫فهي يؤتى بها عند إرادة النتقال من نسسوع مسسن الكلم إلسسى نسسوع آخسسر منسسه‪ ،‬والكلم‬
‫عليهسسا ممسا أفسرد بالتسسأليف فل حاجسة إلسى الطالسة‪) .‬وقسوله‪ :‬بقسرة العيسسن( قسال فسسي‬
‫القاموس‪ :‬قرت العين تقسسر بالكسسسر والفتسسح قسسرة‪ ،‬وتضسسم‪ ،‬وقسسرورا‪ :‬بسسردت وانقطسسع‬
‫بكاؤها‪ ،‬أو رأت ما كانت متشوقة إليسسه‪ .‬ا‍ه بتصسسرف‪ .‬وهسسو هنسسا كنايسسة عسسن سسسرور‬
‫العين لنه يلزم من برد العين السرور‪ ،‬فهو كناية اصسسطلحية‪ .‬وسسسماه بهسسذا السسسم‬
‫لنه يحصل به سرور وفرح لمن يطلع عليه‪) :‬قوله‪ :‬يبين المراد( أي يظهر المعنى‬
‫المراد من ألفاظ المتن‪ .‬وذلك يكون ببيان الفاعل والمفعول ومرجع الضسسمير ونحسسو‬
‫ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ويتمم المفاد( بضم الميم‪ ،‬اسم مفعسسول‪ ،‬يعنسسي يكمسسل المعنسسى المسسستفاد‬
‫مما مسسر‪ ،‬ويحتمسسل أن يكسسون مصسسدرا ميميسسا بمعنسسى الفسسائدة‪ .‬ول يخفسسى حسسسن ذكسسر‬
‫التبيين فسي جسانب المسراد والتتميسم فسي جسانب المفساد لحتيساج المسراد إلسى الكشسف‬
‫واليضاح لخفائه‪ ،‬والمفاد إلى تكميل وتتميم النقص بذكر نحو قيد‪) .‬وقوله‪ :‬بشرح(‬
‫متعلق بفتح قبل جعله علما‪ ،‬وأما بعده فهو جزء علسسم فل يتعلسسق بشسسئ‪ ،‬وهسسذا العلسسم‬
‫مركب من تسع كلمات ليس منها الباء الولى‪ .‬وكتب الجمل على قول شرح المنهج‬
‫بفتح الوهاب ما نصه‪ :‬متعلق بسميته‪ ،‬وهذه البسساء ليسسست مسسن العلسسم بخلف الثانيسسة‪،‬‬
‫فإنها منه متعلقة بفتح بالنظر لحاله قبل العلميسسة‪ ،‬وأمسسا بسسالنظر لحسساله بعسسدها فليسسست‬
‫متعلقة بشئ‪ ،‬وهذا العلم مركب من ست كلمات‪ ،‬والظسساهر أنسسه إسسسنادي بجعسسل فتسسح‬
‫الوهاب مبتدأ‪ .‬وقوله بشرح منهج الطلب خبرا‪ .‬ويبعد كونه إضافيا أو مزجيسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وأنا أسأل إلخ( قدم المسند إليه قصدا لتقوية الحكم وتأكيده بتكسسرر السسسناد‪،‬‬
‫وذلك لنه لمسسا مسسدح تصسسنيفه بسسأنه مفيسسد وأنسسه يسسبين المسسراد إلسسخ‪ ،‬كسسان مظنسسة تسسوهم‬
‫العتماد في حصول النفع عليه‪ ،‬فقوى السؤال دفعسسا لهسسذا اليهسسام‪ ،‬وإن كسسان بعيسسدا‪.‬‬
‫وذكر في الطول من وجوه التقديم أنه يجوز أن يكون للتخصسيص إظهسارا للوحسدة‬
‫في هذا الدعاء وعدم مشارك له فيسسه بالتسسأمين ليسسستعطف بسسه‪ ،‬فكسسأنه قسسال فسسي أثنسساء‬
‫السسسؤال‪ :‬إلهسسي أجبنسسي وارحسسم وحسسدتي وانفسسرادي عسسن العسسوان‪ .‬ا‍ه‪ .‬انظسسر السسسعد‬
‫وحواشيه‪ .‬وقوله‪) :‬الكريم( من الكرم‪ ،‬وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي‪ ،‬على وجسسه‬
‫ينبغي‪ ،‬ل لغرض وعلة‪ .‬وقوله )المنان( من المنة‪ ،‬وهي النعمة مطلقا أو بقيد كونها‬
‫ثقيلة مبتدأة من غير مقابل يوجبها‪ .‬فنعمته تعالى من محض فضله إذ ل يجب عليسسه‬
‫لحد شئ‪ ،‬خلفا لزعم المعتزلة بوجوب الصح عليه‪ ،‬تعسسالى الس عسسن ذلسسك‪ .‬وقيسسل‬
‫مأخوذ من المن الذي هو تعداد النعم‪ ،‬وهو من ال حسن ليسسذكر عبسساده نعمسسه عليهسسم‬
‫فيطيعوه‪ ،‬ومن غيره مذموم لقوله تعسسالى‪) * :‬ل تبطلسسوا صسسدقاتكم بسسالمن والذى( *‬
‫واستثنى من ذلك النبي والوالد والشيخ فيجوز لهم المن‪) .‬وقوله‪ :‬أن يعسسم( المصسسدر‬
‫المنسبك من‬

‫] ‪[ 15‬‬
‫أن‪ ،‬والفعل مفعول ثان لسأل‪ .‬وقوله النتفسساع مرفسسوع علسسى الفاعليسسة‪ .‬وقسسوله‬
‫للخاصة‪ :‬اللم زائدة‪ ،‬وما بعدها منصوب على المفعولية‪ .‬ويحتمسسل أن يكسسون فاعسسل‬
‫الفعل ضميرا يعود على ال‪ .‬والنتفاع منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬أي أسأل أن يعسسم‬
‫ال بالنتفاع بالشرح المذكور الخاصة والعامة‪ .‬وفي القاموس‪ :‬يقال عمهسسم بالعطيسسة‬
‫إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمسسراد بالخاصسسة هنسسا‪ :‬المنتهسسون والمتوسسسطون‪ ،‬وبالعامسسة‪ :‬المبتسسدئون‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الفردوس في دار المان( هي الجنة‪ ،‬وهي مشتملة على سبع جنان‪ ،‬أفضسسلها‬
‫وأوسطها الفردوس‪ .‬وجنة المأوى‪ ،‬وجنة الخلسسد‪ ،‬وجنسسة النعيسسم‪ ،‬وجنسسة عسسدن‪ ،‬ودار‬
‫السلم‪ ،‬ودار الجلل‪ ،‬وإلى ما ذكر ذهب ابن عباس‪ .‬وقيل أربع‪ ،‬ورجحه جماعسسة‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ولمن خاف مقام ربه جنتان( * ثم قال‪) * :‬ومن دونهمسسا جنتسسان( *‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إنه إلخ( يحتمل أن يكون بفتسسح الهمسسزة علسسى حسسذف لم العلسسة‪ ،‬ويحتمسسل أن‬
‫يكون بكسرها على أنها جملة مستأنفة سيقت لبيسسان السسسبب الحامسسل لسسه علسسى سسسؤال‬
‫ال‪ .‬وقوله‪) :‬أكرم كريم وأرحم رحيم(‪ ،‬أي من كل كريسسم ومسسن كسسل رحيسسم‪ .‬فحسسذف‬
‫من كل اختصارا‪ ،‬وأضيف أفعل إلى ما بعده‪ .‬وجاز كونه مفردا‪ ،‬مع أن الصل أن‬
‫يكون جمعا‪ ،‬لكون أفعل بعض ما يضاف إليسسه لفهسسم المعنسسى وعسسدم التبسساس المسسراد‪.‬‬
‫قوله أي‪) :‬أؤلف( هذا بيان لمتعلق الباء‪ ،‬بناء على أنها أصلية‪ ،‬وقسسدره فعل مسسؤخرا‬
‫خاصا لن ما ذكر هو الولى في تقدير المتعلسق‪ .‬أمسا أولويسة كسسونه فعل فلنسه هسسو‬
‫الصل في العمل‪ ،‬وأما أولوية كونه خاصا فلرعاية المقام‪ ،‬لن كل شارع فسسي شسسئ‬
‫يضمر في نفسه لفظ ما كانت التسسسمية مبسسدأ لسسه‪ ،‬فالكسساتب يضسسمر أكتسسب‪ ،‬والمؤلسسف‬
‫يضمر أؤلف‪ ،‬ولشعار ما بعد البسملة به فهو قرينة علسسى المحسسذوف‪ .‬وأمسسا أولويسسة‬
‫كونه مؤخرا فليكون اسمه تعسسالى مقسسدما ذكسرا فيوافسسق تقسدم مسسماه وجسودا‪ ،‬وليفيسد‬
‫الختصاص‪ ،‬لن تقديم المعمول يفيده عند الجمهور‪ .‬والمعنى‪ :‬أن البداءة ل تتسسم إل‬
‫بمعونة اسمه تعالى‪ .‬ففيه رد على من يعتقد أن البسسداءة كمسسا تكسسون باسسسم الس تكسسون‬
‫أيضا باسم آلهتهم‪ ،‬وهذا يسمى قصر إفراد‪ .‬ورد على من يعتقد أنها ل تكسسون باسسسم‬
‫ال وإنما تكون باسم آلهتهم‪ ،‬كالدهرية المنكرين وجوده تعسسالى‪ ،‬وهسسذا يسسسمى قصسسر‬
‫قلب‪ .‬ورد أيضا على المترددين بين أن تكون باسم ال أو باسم آلهتهم‪ ،‬وهذا يسسسمى‬
‫قصر تعيين‪ .‬قال العلمة الصبان‪ :‬ثم القصر هنسسا غيسسر حقيقسسي لتعسسذر الحقيقسسي فسسي‬
‫قصر الصفة على الموصوف‪ ،‬كما هنا‪ .‬فإن المعنى قصر البتداء على كسسونه باسسسم‬
‫ال ل يتعداه إلى كونه باسم غيره‪ ،‬وإن ثبت له أوصاف أخسسر ككسسونه فسسي ذي بسسال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والسم مشتق من السمو( أي مأخوذ منه وفرع عنه‪ .‬وهو العلو‪ ،‬لن مسسسماه‬
‫يعلو به ويرتفع عن زاوية الهجران إلسسى محفسسل العتبسسار والعرفسسان‪ ،‬لن محقسسرات‬
‫الشياء ليس شئ منها مما يوضع له اسم خاص بها بل يعبر عنهسسا باسسسم جنسسسها أو‬
‫نوعهسسا‪ .‬وهسسذا مسسذهب البصسسريين‪ ،‬فأصسسله عنسسدهم سسسمو‪ ،‬حسسذفت لمسسه تخفيفسسا‪ ،‬لن‬
‫الواضع‬

‫] ‪[ 16‬‬
‫علم أنه يكثر استعماله فخففه‪ ،‬ثم سكنت سسسينه‪ ،‬وأتسسى بهمسسزة الوصسسل توصسسل‬
‫وعوضسسا عسسن اللم المحذوفسسة‪ .‬فسسوزنه حينئذ‪ :‬أفسسع‪ ،‬فهسسو مسسن السسسماء المحذوفسسة‬
‫العجاز‪ ،‬ويشهد لذلك أنهم اتفقوا علسسى أمسسور‪ ،‬منهسسا أن تصسسغير اسسسم سسسمى أصسسله‬
‫سميو‪ ،‬قلبت الواو ياء وأدغمت الياء الولى فيها‪ .‬ومنهسسا أن جمعسسه أسسسماء‪ ،‬وأصسسله‬
‫أسما وقلبت السسواو همسسزة لتطرفهسسا عقسسب ألسسف زائدة‪ .‬ومنهسسا أن الفعسسل منسسه سسسميت‬
‫وأسميت وتسميت‪ ،‬وأصلها سموت وأسموت وتسسسموت‪ ،‬قلبسست السسواو يسساء لوقوعهسسا‬
‫رابعة عقب غير ضم‪) .‬وقوله‪ :‬ل من الوسم( وهو العلمة ‪ -‬أي عند البصريين كما‬
‫علمت‪ ،‬وأما عند الكوفيين فهو مأخوذ منه‪ .‬أي من فعله‪ ،‬وأصله عندهم‪ :‬وسم بفتسسح‬
‫الواو وسكون السين‪ ،‬فخفسسف عنسسد أكسسثرهم بحسسذف صسسدره لكسسثرة السسستعمال وأتسسى‬
‫بهمزة الوصل لما مر‪ ،‬فوزنه على هذا أعل‪ ،‬فهو مسسن السسسماء المحذوفسسة الصسسدر‪.‬‬
‫ومذهبهم أقسسل إعلل‪ ،‬لكسسن رد بمسسا تقسسدم مسن التصسسغير والجمسسع‪ .‬والفعسسل ولسسو كسسان‬
‫مأخوذا من الوسم لكان تصغيره وسيما وجمعه أوسام‪ ،‬والفعل منسسه وسسسمت‪ ،‬وليسسس‬
‫كذلك‪ ،‬كما تقدم‪ .‬قال بعضهم‪ :‬إن قول البصريين مبني علسسى أن ال س تسسسمى بأسسسماء‬
‫من الزل‪ ،‬وقول الكوفيين مبني على أن السماء من وضع البشر‪ .‬والمذهب الول‬
‫أصح‪ ،‬وهو مذهب أهسسل السسسنة‪ .‬والثسساني مسذهب أهسسل العسستزال‪ ،‬لنسه يقتضسسي أنسسه‬
‫سبحانه كان في الزل بل أسماء وصفات‪ ،‬فلمسسا خلسسق الخلسسق جعلسسوا لسسه ذلسسك‪ ،‬فسسإذا‬
‫أفناهم بقي بل أسماء وصفات‪ .‬ورد هذا البناء العلمة الصبان في رسسسالة البسسسملة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ليس في المذهبين مسسا يقتضسسي هسسذا البنسساء‪ ،‬وذلسسك لن جميسسع السسسماء ألفسساظ‪،‬‬
‫واللفاظ غير أزلية‪ ،‬بل هي حادثة باتفاق الجمهور من الفريقين‪ .‬ولهسسذا حمسسل قسسول‬
‫من قال أسماء ال قديمة على المسامحة‪) .‬قوله‪ :‬والس علسسم( أي بالوضسسع الشخصسسي‬
‫على التحقيق‪ ،‬لمسماه معين موجود خارجا‪ .‬لكن ل يجوز أن يقال ذلك إل في مقام‬
‫التعليم حذرا من إيهام معنى الشخص المسسستحيل‪ ،‬وهسسو مسسن قسسامت بسسه مشخصسسات‪،‬‬
‫والواضع هو ال تعالى‪ ،‬وقيل البشر‪ .‬واعترض بأن ذات ال ل تدرك بالعقل فكيف‬
‫وضع لها العلم ؟‪ .‬وأجيب بأنه يكفي في الوضع التعقل بسسوجه مسسا ‪ -‬كمسسا هنسسا ‪ -‬فسسإن‬
‫الذات أدركت بتعقل صفاتها‪) .‬وقوله‪ :‬الواجب الوجود( بيان وتعيين المسمى وليسسس‬
‫معتسسبرا مسسن المسسسمى‪ ،‬وإل لكسسان المسسسمى مجمسسوع السسذات والصسسفة‪ ،‬وليسسس كسسذلك‪.‬‬
‫ومعنى كون واجب الوجود‪ :‬أنه ل يجسسوز عليسسه العسسدم‪ ،‬فل يسسسبقه عسسدم‪ ،‬ول يلحقسسه‬
‫عدم‪ .‬وخرج بذلك واجب العدم كالشريك وجائز الوجود والعدم كالممكن‪ .‬ويلزم من‬
‫كونه سبحانه وتعالى واجب الوجسسود أن يكسسون مسسستحقا لجميسسع المحامسسد‪ ،‬وبعضسسهم‬
‫صرح به‪) .‬قوله‪ :‬وأصله إلسسه( أي أصسسله الول إلسسه‪ ،‬كإمسسام‪ ،‬وهسسو اسسسم جنسسس لكسسل‬
‫معبود‪ ،‬أي سواء كان بحق أو باطل‪ ،‬ثم بعد تعريفه غلب استعماله في ال س المعبسسود‬
‫بحق غلبة تقديرية‪ ،‬وهي اختصسساص اللفسسظ بمعنسسى مسسع إمكسسان اسسستعمال فسسي غيسسره‬
‫بحسب الوضع‪ ،‬لكن لسسم يسسستعمل فيسسه بالفعسسل كمسسا هنسسا‪ ،‬فسسإن لفسسظ اللسسه صسسالح لن‬
‫يستعمل في غير ال بحسب الوضع لكسسن لسسم يسسستعمل إل فسسي الس سسسبحانه وتعسسالى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم عرف بأل( أي فصار الله‪ ،‬ثم حذفت الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلسسى‬
‫اللم فصار ألله‪ ،‬ثم أدغمت اللم الولى في الثانية ثم فخمت للتعظيسسم فصسسار السس‪،‬‬
‫ففيه خمسة أعمال )قوله‪ :‬وهو السم العظم عند الكثر( واختار النووي رحمه ال‬
‫أنه الحي القيوم‪ .‬فإن قيل‪ :‬إن من شرط السم العظم أنه إن دعسسي سسبحانه وتعسسالى‬
‫به أجاب‪ ،‬وإذا سئل به أعطى‪ ،‬وهذا ليس كسسذلك‪ ،‬فقسسد يسدعو كسسثير بسه ول يسسستجاب‬
‫دعسساؤه ؟ فسسالجواب أن للسسدعاء آدابسسا وشسسروطا ل يسسستجاب السسدعاء إل بهسسا‪ ،‬فأولهسسا‬
‫إصلح الباطن باللقمة الحلل‪ ،‬لما قيل‪ :‬الدعاء مفتاح السماء وأسنانه لقمسسة الحلل‪.‬‬
‫وآخرها الخلص وحضور القلسب‪ ،‬كمسا قسال تعسالى‪) * :‬فسادعوا الس مخلصسين لسه‬
‫الدين( * وكما قسسال لسسسيدنا موسسسى عليسسه الصسسلة والسسسلم‪ :‬يسسا موسسسى إن أردت أن‬
‫يستجاب لك دعاؤك فصن بطنك من الحرام وجوارحك عن الثام‪ .‬وقال سيدي عبد‬
‫القادر الجيلني‪ :‬ال هو السم العظم‪ ،‬وإنما يسسستجاب لسسك إذا قلسست الس وليسسس فسسي‬
‫قلبك غيره‪ .‬ولهذا السم خواص‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫وعجائب‪ ،‬منها أن من داوم عليه في خلوة مجسردا بسأن يقسول الس‪ ،‬الس‪ ،‬حستى‬
‫يغلب عليه منه حال‪ ،‬شاهد عجائب الملكوت‪ ،‬ويقول ‪ -‬بإذن ال ‪ -‬للشئ كن فيكون‪.‬‬
‫وذكسسر بعضسسهم أن مسسن كتبسسه فسسي إنسساء ‪ -‬بحسسسب مسسا يسسسع النسساء ‪ -‬ورش بسسه وجسسه‬
‫المصروع أحرق بإذن ال شيطانه‪ .‬ومن ذكره سبعين ألسسف مسسرة فسسي موضسسع خسسال‬
‫عن الصوات‪ ،‬ل يسأل ال شيئا إل أعطيه‪ .‬ومن قال كل يوم بعد صلة الصبح هو‬
‫ال‪ ،‬سسسبعا وسسسبعين مسسرة‪ ،‬رأى بركتهسسا فسسي دينسسه ودنيسساه‪ ،‬وشسساهد فسسي نفسسسه أشسسياء‬
‫عجيبة‪) .‬قوله‪ :‬ولم يسم به غيره( أي بل سسسمى نفسسسه بسسه قبسسل أن يعرفسسه لخلقسسه‪ ،‬ثسسم‬
‫أنزله على آدم ليعرفه لهم‪ .‬ويدل لذلك قوله تعالى‪) * :‬هل تعلم لسسه سسسميا( * أي هسسل‬
‫تعلم أن أحدا غير ال تسمى بهذا السم ؟‪ .‬والسسستفام للنكسسار‪) .‬وقسسوله‪ :‬ولسسو تعنتسسا(‬
‫أي أنه ل يستطيع أحد التسمية به ولو على وجه التعنت‪ ،‬أي التشدد والتعصب‪ .‬قال‬
‫في القاموس‪ :‬عنته تعنيتا‪ ،‬أي شسسدد عليسسه‪ ،‬وألزمسسه مسسا يصسسعب عليسسه أداؤه‪ .‬ويقسسال‪:‬‬
‫جسساءه متعنتسسا أي طالبسسا زلتسسه‪ .‬انتهسسى‪ .‬ويسسروى أن امسسرأة سسسمت ولسسدها الس فنزلسست‬
‫صسساعقة وأحرقتسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬والرحمسسن الرحيسسم صسسفتان إلسسخ( أي مشسسبهتان بحسسسب‬
‫الوضع‪) .‬وقوله‪ :‬بنيتا( أي اشتقتا للمبالغسسة‪ ،‬أي لجسسل إفادتهسسا بحسسسب السسستعمال ل‬
‫بحسب الصيغة والوضع‪ .‬وبما ذك يندفع ما قيل إن كونهمسسا للمبالغسسة ينسسافي كونهمسسا‬
‫صفتين مشبهتين‪ ،‬لن الصفة المشسسبهة للسسدوام وصسسيغة المبالغسسة للحسسدوث والتجسسدد‪.‬‬
‫ويندفع به أيضا ما قيل إن صيغ المبالغة محصورة في خمسة‪ ،‬ورحمن ليس منهسسا‪،‬‬
‫على أن بعضهم منع الحصر المذكور‪ .‬والمراد بالمبالغة المبالغة النحوية‪ ،‬وهي قوة‬
‫المعنى‪ ،‬أو كثرة أفراده‪ ،‬ل البيانية وهي أن تثبت للشئ زيادة على ما يستحقه لنهسسا‬
‫مستحيلة‪ ،‬إذ جميع أسمائه في نهاية الكمال‪) .‬وقوله‪ :‬من رحم( أي بكسر الحاء بعسسد‬
‫نقله من فعل بكسر العين إلى فعل بضمها‪ ،‬أو بعد تنزيله منزلة اللزم‪ ،‬فل يسسرد مسسا‬
‫يقال إن الصسسفة المشسسبة ل تصسساغ مسسن المتعسسدي‪ ،‬ورحسسم متعسسد‪ ،‬يقسسال‪ :‬رحمسسك السس‪.‬‬
‫وبعضهم أثبت كونه يستعمل لزما مضموم العين‪ ،‬فيقسسال رحسسم كحسسسن‪ ،‬ومصسسدره‬
‫الرحم كالحسن‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪) * :‬وأقرب رحما( * فعلى هسسذا ل حاجسسة للتنزيسسل‬
‫والنقل الماريين‪) .‬قوله‪ :‬والرحمن أبلغ من الرحيم( استئناف بياني واقع فسسي جسسواب‬
‫سؤال مقدر تقديره‪ :‬لم قسسدم الرحمسسن علسسى الرحيسسم ؟ ومعنسسى كسسونه أبلسسغ أن مسسدلوله‬
‫أعظم وأزيد من مدلول الرحيم‪ .‬وهو مأخوذ مسسن المبالغسسة ل مسسن البلغسسة‪ ،‬لنهسسا ل‬
‫يوصف بها لمفرد‪) .‬وقوله‪ :‬لن زيادة البنسساء إلسسخ( كمسسا فسسي قطسسع بسسالتخفيف وقطسسع‬
‫بالتشديد‪ ،‬وكما في كبسسار وكبسسار‪ .‬ومحسسل هسسذه القاعسسدة إذا وجسسدت شسسروط ثلثسسة أن‬
‫يكون ذلك في غير الصفات الجبلية‪ ،‬فخرج نحو شره ونهسم‪ ،‬لن الصسسفة الجبليسسة ل‬
‫تتفاوت‪ .‬وأن يتحد اللفظسسان فسسي النسسوع‪ ،‬فخسسرج نحسسو حسسذر وحسساذر‪ ،‬إذ الول صسسفة‬
‫مشبهة والثاني اسم فاعل‪ .‬ويتحسسدا فسسي الشسستقاق‪ ،‬فخسسرج نحسسو زمسسن وزمسسان‪ ،‬إذ ل‬
‫اشتقاق فيهما‪) .‬وقوله‪ :‬ولقولهم( أي السسلف‪ ،‬ففيسه تصسريح بسأن هسذا ليسس بحسديث‪.‬‬
‫وقال ابن حجر‪ :‬إنه حديث‪ ،‬والمبالغة فيه لشمول الرحمن للدنيا والخسسرة‪ ،‬والرحيسسم‬
‫مختص بالخرة أو الدنيا‪ ،‬فالبلغيسسة بحسسسب كسسثرة أفسسراد المرحسسومين وقلتهسسا‪ ،‬فهسسي‬
‫منظور فيها للحكم‪ .‬وأما ما جاء في الحديث‪ :‬يسا رحمسن السدنيا والخسرة ورحيمهمسا‬
‫فل يعارض ما ذكسسر‪ ،‬لنسسه يجسسوز أن تكسسون البلغيسسة بسسالنظر للكيسسف‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمسسي‬
‫بتصرف‪ .‬وفي حاشية الجمل ما نصه‪ :‬قوله ولقولهم‪ ،‬لسم يقسل ولقسوله عليسه الصسلة‬
‫والسلم لن كل مما ذكره غير حديث‪ ،‬لن حاصسسل الصسسيغ السستي وردت هنسسا سسست‬
‫صسسيغتان‪ :‬منهسسا حسسديثان‪ ،‬وهمسسا‪ :‬الرحمسسن رحمسسن السسدنيا والرحيسسم رحيسسم الخسسرة‪،‬‬
‫والصيغة الثانية‪ :‬يا رحمن الدنيا والخسرة ورحيمهمسا‪ .‬وأمسا بقيسة الصسيغ الستي مسن‬
‫جملتها ما ذكره الشسسارح فهسسي غيسسر أحسساديث‪ ،‬وهسسي أربسسع صسسيغ‪ :‬يسسا رحمسسن السسدنيا‬
‫والخرة ورحيم الخرة‪ ،‬يا رحمن الدنيا والخرة ورحيم الدنيا‪،‬‬

‫] ‪[ 18‬‬
‫يا رحمن الدنيا ورحيم الخسسرة‪ ،‬يسسا رحمسسن الخسسرة ورحيسسم السسدنيا‪ ،‬ا‍ه حفنسسي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬التي من جملتها ما ذكسسره الشسسارح‪ ،‬غيسسر ظسساهر لن الصسسيغتين فسسي الشسسرح‬
‫ليس فيهما ‪ /‬حرف النداء صريحا وإن كسسان مقسسدرا‪ ،‬بخلف الربعسسة السستي ذكرهسسا‪.‬‬
‫وبهذا العتبار تكون الصيغ ثمانية‪ ،‬صيغتان حديثان وست غير أحسساديث‪ .‬ا‍ه ع ط‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬واعلم أن الرحمن معناه‪ :‬المنعم بجلئل النعم‪ ،‬أي أصولها‪ ،‬كنعمة الوجسسود بعسسد‬
‫العدم‪ ،‬واليمان‪ ،‬والعافية والرزق‪ ،‬والعقل‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬والرحيم‬
‫معناه‪ :‬المنعم بدقائق النعم‪ ،‬أي فروعها‪ ،‬كالجمال‪ ،‬وكسسثرة المسسال‪ ،‬وزيسسادة اليمسسان‪،‬‬
‫ووفور العقل‪ ،‬وحدة السمع والبصر‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬وإنما جمع بينهما إشسسارة إلسسى أنسسه‬
‫تعالى‪ ،‬كما ينبغي أن يطلب منسسه النعسسم العظيمسسة كسسذلك ينبغسسي أن يطلسسب منسسه النعسسم‬
‫الدقيقة‪ .‬فقد أوحى ال إلى موسى‪ :‬يا موسى ل تخش منسسي بخل أن تسسسألني حقيسسرا‪،‬‬
‫اطلب مني الدقة والعلف لشاتك‪ ،‬أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها‪ ،‬وأنسسي لسسم‬
‫أخلق شيئا إل وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه‪ .‬فمن سألني مسألة‪ ،‬وهو يعلم أني‬
‫قادر‪ ،‬أعطي وأمنسسع‪ ،‬أعطيتسسه مسسسألته مسسع المغفسسرة‪ .‬والحاصسسل أن رحمتسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى عامة على جميع مخلوقاته‪ ،‬فينبغي لكل شخص مريسسد رحمسسة ال س أن يرحسسم‬
‫أخاه‪ .‬قال كعب الحبار‪ :‬مكتوب في النجيل‪ :‬يسسا ابسسن آدم كمسسا ترحسسم كسسذلك ترحسسم‪،‬‬
‫فكيف ترجو أن يرحمك ال وأنت ل ترحم عباد ال‪ .‬ومما ينسب لبن حجر رحمسسه‬
‫ال تعالى‪ :‬ارحم هديت جميع الخلق أنك ما رحمت يرحمسسك الرحمسسن فاغتنمسسا )ولسسه‬
‫أيضا(‪ :‬ارحم عبسساد الس يرحمسسك السسذي عسسم الخلئق جسسوده ونسسواله فسسالراحمون لهسسم‬
‫نصيب وافرمن رحمة الرحمن جل جلله ولهسسذين الوصسسفين خسسواص كسسثيرة‪ ،‬فمسسن‬
‫خواص الرحمن أن من أكثر من ذكره نظسر الس إليسسه بعيسن الرحمسسة‪ ،‬ومسن واظسسب‬
‫على ذكره ملطوفا به في جميع أحواله‪ .‬روي عن الخضر عليه السلم‪ :‬أن من قسسال‬
‫بعد عصر الجمعة مستقل‪ :‬يا أل يا رحمن‪ ،‬إلى أن تغيب الشمس‪ ،‬وسسسأله الس شسسيئا‬
‫من أمور الدنيا أو الدين أعطاه إياه‪ .‬ومسسن خسسواص الرحيسسم أن مسسن كتبسسه فسسي ورقسسة‬
‫إحدى وعشرين مرة وعلقها على صاحب الصداع برئ بإذن ال تعالى‪ .‬ومسسن كتبسه‬
‫في كف مصروع‪ ،‬وذكره في أذنه سبع مرات‪ ،‬أفاق من ساعته بإذن ال تعسسالى‪ .‬اه‍‬
‫شرح أسماء ال الحسنى‪) .‬قوله‪ :‬الحمد ل الذي هدانا إلخ( هذا اعتراف منه بسسأنه لسسم‬
‫يصل إلى هذا التأليف العظيسسم ذي النفسسع العميسسم‪ ،‬الموصسسل إن شسساء الس تعسسالى إلسسى‬
‫الفوز بجنات النعيم‪ ،‬بجهده واستحقاق فعله‪ ،‬فاقتدى بأهل الجنة حيث قالوا ذلسسك فسسي‬
‫دار الجزاء اعترافا منهم بأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من حسن تلك العطيات‬
‫وعظسسم تلسسك المراتسسب العليسسات بجهسسدهم واسسستحقاق فعلهسسم‪ ،‬بسسل بمحسسض فضسسل الس‬
‫وكرمه‪ .‬وما ذكر اقتباس من القرآن‪ ،‬وهو أن يضمن المتكلم كلمه شيئا من القسسرآن‬
‫أو الحديث‪ ،‬ل على أنه منه‪ ،‬ول يضر فيه التغييسسر لفظسسا ومعنسسى‪ ،‬لن الشسسارة فسسي‬
‫القرآن للنعيم‪ ،‬وهنا للتأليف‪ .‬بجيرمي بتصرف‪ .‬ثم إن هداية ال س أنسسواع ل يحصسسيها‬
‫عد‪ ،‬لكنها تنحصر في أجناس مرتبة‪ :‬الول‪ :‬إفاضة القوى السستي بهسسا يتمكسسن المسسرء‬
‫مسسن الهتسسداء إلسسى مصسسالحه‪ ،‬كسسالقوة العقليسسة ‪ -‬أي العاقلسسة ‪ -‬والحسسواس الباطنسسة‪،‬‬
‫والمشاعر الظاهرة‪ .‬الثاني‪ :‬نصسسب السسدلئل الفارقسسة بيسسن الحسسق والباطسسل والصسسلح‬
‫والفساد‪ .‬الثالث‪ :‬الهداية بإرسال الرسل وإنسزال الكتسب‪ .‬الرابسع‪ :‬أن يكشسف لقلسوبهم‬
‫السرائر ويؤتيهم الشياء كما هي‪ ،‬بالوحي أو اللهسسام أو المنامسسات الصسسادقة‪ ،‬وهسسذا‬
‫القسم يختسص بالنبيساء‪) .‬قسوله‪ :‬أي دلنسا( اقتصسر فسي تفسسير الهدايسة علسى الدلسة‪،‬‬
‫فشملت الدللة الموصلة إلى المقصود وغيرها‪ .‬والولى ل تسند إل إليه‬

‫] ‪[ 19‬‬
‫تعالى‪ ،‬كما في قوله تعالى‪) * :‬اهدنا الصراط المسسستقيم( * وهسسي المنفيسسة عنسسه‬
‫)ص( في قوله‪) * :‬إنك ل تهدي من أحببت( *‪ .‬والثانية تسند إلى النبي )ص(‪ ،‬كمسسا‬
‫في قوله تعالى‪) * :‬وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم( *‪ .‬وإلى القرآن‪ ،‬كما فسسي قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم( *‪ .‬وإلى غيرهما‪ .‬وهي هنسسا موصسسلة‬
‫بالنسبة لما وجد منه‪ ،‬وهو البسملة والحمدلة ونحوهما‪ ،‬وغيسسر موصسسلة بالنسسسبة لمسسا‬
‫سيوجد‪ ،‬وهذا إذا كانت الخطبسسة متقدمسسة‪ ،‬فسسإن كسسانت متسسأخرة عسسن الكتسساب فالدللسسة‬
‫موصلة ل غير‪ .‬والمشهور أن دل يتعدى بعلى‪ ،‬وهدى يتعدى بسسإلى‪ ،‬فكيسسف يفسسسره‬
‫به ؟ وأجيب بأن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر ل يلزم أن يعدى بما تعدى بسسه ذلسسك‬
‫الفعل‪) .‬قوله‪ :‬وما كنا إلخ( الواو للحال أو للسسستئناف‪ ،‬وكسسان فعسسل مسساض لنهتسسدي‪،‬‬
‫اللم زائدة لتوكيد النفي‪ ،‬والفعسسل منصسسوب بسسأن مضسسمرة وجوبسسا بعسسد لم الجحسسود‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬لنهتدي لما عليه من الخير الذي من جملته هسسذا التسسأليف‪ ،‬أو لنهتسسدي لهسسذا‬
‫التأليف‪ .‬ولول‪ :‬حرف امتناع لوجود‪ .‬وأن هدانا ال في تأويل مبتدأ خسسبره محسسذوف‬
‫وجوبا‪ ،‬أي لول هداية ال لنا موجودة‪ .‬وجواب لول محذوف دل عليه مسسا قبلسسه‪ ،‬أي‬
‫ما كنا مهتدين‪ .‬والمعنى‪ :‬امتنع عدم هدايتنا لوجود هداية ال س لنسسا‪ .‬ا‍ه جمسسل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والحمد هو الوصف بالجميل( أي لغة‪ .‬وأما عرفا‪ :‬فهو فعل ينبئ عن تعظيم المنعسسم‬
‫إلى آخر ما تقدم‪) .‬فائدة( اختلف العلمساء فسي الفضسل‪ ،‬هسل الحمسد لس أو ل إلسه إل‬
‫ال ؟ فذهب طائفة إلسى الول‪ ،‬لن فسي الحمسسد توحيسدا وحمسدا‪ ،‬وفسسي ل إلسه إل الس‬
‫توحيدا فقط‪ .‬واحتجوا بحديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي ال عنهما مرفوعا‪ :‬من‬
‫قال ل إله إل ال كتبت له عشسسرون حسسسنة‪ ،‬وحسسط عنسسه عشسسرون سسسيئة‪ .‬ومسسن قسسال‬
‫الحمد ل رب العالمين كتبت له ثلثسسون حسسسنة‪ ،‬وحسط عنسه ثلثسسون سسيئة‪ .‬وذهبست‬
‫طائفة إلى الثاني‪ ،‬لنها تنفسسي الكفسسر‪ ،‬وعنهسسا يسسسئل الخلسسق‪ .‬واحتجسسوا بقسسوله )ص(‪:‬‬
‫مفتاح الجنة ل إله إل ال‪ .‬وبقوله )ص(‪ :‬أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي ل إلسه‬
‫إل ال‪ .‬وبقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي‪ :‬مسسن شسسغله ذكسسري عسسن مسسسألتي‬
‫أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‪ .‬وأجابوا عما في حديث أبي هريرة بأن العشسسرين‬
‫الحسنة التي ذكرت لقائل ل إله إل ال‪ ،‬وإن كانت أقل عددا من الثلثين‪ ،‬هي أعظم‬
‫كيفا‪ .‬اه‍ ملخصا من حاشية شسسيخنا‪ ،‬العسسارف بربسسه المنسسان‪ ،‬السسسيد أحمسسد بسسن زينسسي‬
‫دحلن‪ ،‬على متسن الزبسد‪) .‬قسوله‪ :‬وهسي مسن الس الرحمسة( أي ومسن غيسره سسبحانه‬
‫وتعالى الدعاء‪ ،‬ودخل في الغير جميع الحيوانات والجمادات‪ ،‬فإنه ورد أنهسسا صسسلت‬
‫وسلمت على سيدنا محمد )ص(‪ ،‬كما صرح بسسه العلمسسة الحلسسبي فسسي السسسيرة‪ .‬ومسسا‬
‫ذكر من أن الصلة تختلف باختلف المصلي هو مذهب الجمهور‪ ،‬ومقابله ما ذهب‬
‫إليه ابن هشام من أن معنى الصسلة أمسسر واحسد وهسو العطسسف‪ ،‬بفتسسح العيسن‪ ،‬ولكنسه‬
‫مختلف باختلف العاطف‪ .‬فهو بالنسبة ل الرحمة‪ ،‬وبالنسبة لما سسسواه تعسسالى ‪ -‬مسسن‬
‫الملئكة وغيرهم ‪ -‬الدعاء‪ .‬وينبني على هذا الخلف أن الصلة من قبيل المشسسترك‬
‫اللفظي على الول‪ ،‬والمشترك المعنوي على الثاني‪) .‬قسسوله‪ :‬أي التسسسليم( إنمسسا قسسال‬
‫ذلك لن السلم من أسمائه تعالى فربما يتوهم أنه المراد‪ ،‬فدفعه بما ذكر فيكون من‬
‫إطلق اسم المصدر على المصدر‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪ .‬وفسره بعضهم بقوله‪ :‬السسسلم هنسسا‬
‫بمعنى المسسان والعظسسام وطيسسب التحيسسة اللئقسسة بسسذلك المقسسام‪ .‬وجمسسع بيسسن الصسسلة‬
‫والسلم امتثال لقوله تعسسالى‪) * :‬يأيهسا السذين آمنسسوا صسلوا عليسه وسسسلموا تسسسليما( *‬
‫وخروجا من كراهة إفراد أحدهما عن الخر لفظا أو خطا‪ .‬وشروط كراهة الفسسراد‬
‫‪ -‬عند القائل بها ‪ -‬ثلثة‪ :‬أن يكون الفراد منا‪ ،‬فل يكره ذلك في ثناء ال والملئكسسة‬
‫والنبياء‪ ،‬كقوله تعسسالى‪) * :‬إن الس وملئكتسسه يصسسلون( * ولسسم يقسسل ويسسسلمون‪ .‬وأن‬
‫يكون في غير ما ورد فيه الفراد فل يكره فيما ورد مفردا‪ ،‬كحديث‪ :‬مسسن قسسال يسسوم‬
‫الجمعة ثمانين مرة‪ :‬اللهم صل على محمد عبدك ورسولك‬

‫] ‪[ 20‬‬
‫النسسبي المسسي‪ ،‬غفسسر لسسه ذنسسوب ثمسسانين سسسنة‪ .‬وأن يكسسون لغيسسر داخسسل الحجسسرة‬
‫الشريفة‪ .‬أما هو فيقول‪ :‬السلم عليك يا رسول ال‪ ،‬ول يكره له القتصسسار‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لكافة الثقلين الجن والنس( بل وإلى كافة الخلق من ملسك وحجسر ومسدر‪ ،‬بسل وإلسى‬
‫نفسه‪ .‬وقول العلمة الرملي‪ :‬لم يرسل إلى الملئكة‪ ،‬أي إرسسسال تكليسسف‪ ،‬فل ينسسافي‬
‫أنه أرسل إليهم إرسال تشريف‪) .‬قوله‪ :‬المضعف( أي المكرر العين‪ ،‬وهو أبلغ مسسن‬
‫اسم مفعول الفعل الغير المضعف‪ ،‬وهو محمود‪) .‬قوله‪ :‬بإلهام من ال لجده( أي انسسه‬
‫ألهم التسمية بمحمد بسبب أنه تعالى أوقع فسسي قلبسسه أنسسه يكسسثر حمسسد الخلسسق لسسه‪ .‬كمسسا‬
‫روي في السير أنه قيل لجده عبد المطلب ‪ -‬وقد سماه في سابع ولدتسسه لمسسوت أبيسسه‬
‫قبلها ‪ :-‬لم سميت ابنك محمدا‪ ،‬وليس من أسماء آبائك ول قومك ؟ قال‪ :‬رجسسوت أن‬
‫يحمد في السماء والرض‪ .‬وقد حقق الس رجساءه‪ .‬وينبغسي إكسسرام مسن اسسمه محمسد‬
‫تعظيما له )ص(‪ ،‬ويسن التسمية بهذا السم الشريف محبة فيه )ص(‪ .‬وقد ورد فسسي‬
‫فضل التسمية به عدة أحاديث‪ ،‬أصح ما فيها حديث‪ :‬من ولد له مولود فسماه محمدا‬
‫حبا لي وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬أوحسسي إليسسه بشسسرع( أي‬
‫أعلم به‪ ،‬لن اليحاء العلم‪ ،‬سواء كان بإرسال أو بإلهام أو رؤيا منام‪ ،‬فإن رؤيسسا‬
‫النبياء حق‪ .‬وسواء كان له كتاب أم ل‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي( أي فقط‪.‬‬
‫والحاصل بينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان فيمسسن كسسان نبيسسا ورسسسول‪ ،‬وهسسو‬
‫الذي أمر بالتبليغ‪ .‬وينفرد النسسبي فيمسسن لسسم يسسؤمر بسسالتبليغ ول ينفسسرد الرسسسول‪ ،‬فكسسل‬
‫رسول نبي ول عكس‪ .‬وإن قلنا بسسانفراد الرسسسول فسسي الملئكسسة كسسان بينهمسسا العمسسوم‬
‫والخصوص الوجهي‪ ،‬والتحقيق الول‪) .‬قوله‪ :‬وصح خسسبر أن عسسدد إلسسخ( الصسسحيح‬
‫عدم حصرهم في عدد‪ ،‬لقسسوله تعسسالى‪) * :‬منهسسم مسسن قصصسسنا عليسسك ومنهسسم مسسن لسسم‬
‫نقصص عليك( *‪ .‬واعلم أنه يجب اليمان بهسسم إجمسال فيمسن لسسم يسرد فيسه تفصسيل‪،‬‬
‫وتفصيل فيمن ورد فيه التفصسسيل‪ .‬والسسوارد فيسسه التفصسسيل منهسسم خمسسسة وعشسسرون‪،‬‬
‫ثمانيسسة عشسسر مسسذكورة فسسي قسسوله تعسسالى‪) * :‬وتلسسك حجتنسسا( * اليسسة‪ ،‬والبسساقي سسسبعة‬
‫مذكورة في بعسسض السسسور‪ ،‬وهسسم آدم وإدريسسس وهسسود وشسسعيب وصسسالح وذو الكفسسل‬
‫وسيدنا محمد )ص( وعليهم أجمعين‪ .‬وقد نظمها بعضسسهم فقسسال‪ :‬حتسسم علسسى كسسل ذي‬
‫التكليف معرفة بأنبياء على التفصيل قد علموا في تلك حجتنا منهسسم ثمانيسسة مسسن بعسسد‬
‫عشر ويبقى سبعة وهمو إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختسسار قسسد‬
‫ختموا فمن أنكر واحدا منهم بعد أن علمه كفر‪ ،‬بخلف ما لو سئل عنه ابتسسداء فقسسال‬
‫ل أعرفه فل يكفر‪) .‬قوله‪ :‬وعلى آله( أعاد العامل فيه ولم يعسسده مسسع الصسسحب‪ ،‬لن‬
‫الصلة عليهم ثبتت بالنص‪ ،‬بخلف الصحب فإنها بالقياس علسسى الل‪ ،‬وللسسرد علسسى‬
‫الشيعة الزاعمين ورود حديث عنه )ص( وهو‪ :‬ل تفصسسلوا بينسسي وبيسسن آلسسي بعلسسي‪.‬‬
‫وهو مكذوب عليه‪) .‬قوله‪ :‬أي أقاربه المؤمنين( هو بالمعنى الشامل للمؤمنات‪ ،‬ففيه‬
‫تغليب‪ .‬والمراد بالبنين في قوله من بني هاشم ما يشمل البنات‪ ،‬ففيسسه تغليسسب أيضسسا‪.‬‬
‫وهاشم جد النبي )ص(‪ ،‬والمطلب أخو هاشم‪ ،‬وهسسو جسسد المسسام الشسسافعي‪ ،‬وأبوهمسسا‬
‫عبد مناف‪ .‬وخرج بقوله بني هاشم والمطلسب بنسو عبسد شسمس ونوفسل‪ ،‬فليسسوا مسن‬
‫الل وإن كانوا من أول عبد مناف‪ ،‬وذلك لنهم كانوا يسسؤذونه )ص(‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل‬
‫هم كل مؤمن( أي ولو كان عاصيا‪ ،‬لنه أحوج إلى الدعاء مسسن غيسسره‪ ،‬لكسسن تعليلسسه‬
‫بالخبر الضعيف‪ ،‬وهو آل محمد كل تقي‪،‬‬

‫] ‪[ 21‬‬
‫يفيد تخصيص المؤمن بغير العاصسي إل أن يسراد بسالتقي التقسي عسن الشسرك‪،‬‬
‫وهو أول مراتب التقوى‪) .‬قوله أي في مقام الدعاء ونحوه( المشسستهر أن هسسذا القيسسل‬
‫خاص بمقام الدعاء‪ ،‬ومحل الخلف عند عدم القرينة‪ ،‬وال فسسسر بمسسا يناسسسبها‪ .‬قسسال‬
‫العلمسسة الصسسبان‪ :‬ومسسا اشسستهر مسسن أن اللئق فسسي مقسسام السسدعاء تفسسسير الل بعمسسوم‬
‫التباع‪ ،‬لست أقول بإطلقه‪ ،‬بل المتجه عندي التفصسسيل‪ .‬فسسإن كسسان فسسي العبسسارة مسسا‬
‫يستدعي تفسير الل بأهل بيتسسه حمسسل عليهسسم‪ ،‬نحسسو‪ :‬اللهسسم صسسل علسسى سسيدنا محمسسد‬
‫وعلى آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا‪ .‬وما يسسستدعي تفسسسير‬
‫الل بالتقياء حمل عليهم‪ ،‬نحو‪ :‬اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد السسذين‬
‫ملت قلوبهم بأنوارك وكشفت لهم حجب أسرارك‪ .‬فإن خلت ممسا ذكسر حمسل علسى‬
‫التباع‪ ،‬نحو‪ :‬اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد سسسكان جنتسسك وأهسسل دار‬
‫كرامتك‪) .‬قوله‪ :‬اسم جمع( أي لجمع‪ ،‬لن صيغة فعل ليست مسسن أوزان الجمسسوع‪،‬‬
‫وهذا هو التحقيق‪ .‬وقال الخفش‪ :‬إنه جمع لصاحب كركب وراكب‪) .‬قسسوله‪ :‬بمعنسسى‬
‫الصحابي( إنما قال ذلك لن الصاحب هو من طالت عشرته‪ ،‬والصحابي ل يشترط‬
‫فيه ذلك‪ .‬ح ل بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الصحابي‪) .‬وقوله‪ :‬من اجتمع مؤمنا إلخ(‬
‫أي بعسسد البعثسسة فسسي حسسال حيسساته اجتماعسسا متعارفسسا ببسسدنه ولسسو لحظسسة‪ ،‬ومسسات علسسى‬
‫اليمان‪ ،‬سواء روى عنه شيئا أم ل‪) .‬قوله‪ :‬فهذا المؤلف الحاضسسر ذهنسسا( فالشسسارة‬
‫إلى اللفاظ المرتبة المجتمعة المستحضرة ذهنا لكن على طريق المجاز ل الحقيقة‪،‬‬
‫لن اسم الشارة موضوع للمشار إليه المسحوس بحاسة البصسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسل لفظسسة‬
‫وكثر معناه( ولذلك قال بعضهم‪ :‬الكلم يختصر ليحفظ ويبسسط ليفهسسم‪ .‬وقسد اختلفسست‬
‫عباراتهم في تفسير المختصر مع تقارب المعنى‪ .‬فقيل‪ :‬هو رد الكلم إلى قليلسه مسسع‬
‫استيفاء المعنى وتحصيله‪ .‬وقيل‪ :‬هو القلل بل إخلل‪ .‬وقيسسل‪ :‬تكسسثير المعسساني مسسع‬
‫تقليل المباني‪ .‬وقيل‪ :‬حذف الفضول مسسع اسسستيفاء الصسسول‪ ،‬وقيسسل‪ :‬تقليسسل المسسستكثر‬
‫وضم المنتشر‪) .‬قوله‪ :‬هو لغة‪ :‬الفهم( أي مطلقا‪ ،‬لما دق وغيره‪ .‬وقيل‪ :‬فهم مسسا دق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واصطلحا‪ :‬العلم بالحكام( المراد بها هنا النسسسب التامسسة‪ ،‬كثبسسوت الوجسسوب‬
‫للنية في الوضوء في قولنا‪ :‬النية في الوضوء واجبة‪ ،‬وثبوت الندب للوتر في قولنا‪:‬‬
‫الوتر مندوب‪ ،‬وهكذا‪ .‬وخرج بالعلم بها العلم بالسسذوات‪ ،‬كتصسسور إنسسسان فل يسسسمى‬
‫فقها‪) .‬وقوله‪ :‬الشرعية( خرج بها العلم بالحكام العقلية‪ ،‬كالعلم بسسأن الواحسسد نصسسف‬
‫الثنين‪ .‬والشرعية نسبة للشرع بمعنسسى الشسسارع‪ ،‬وهسسو الس تعسسالى أو النسسبي )ص(‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬العملية( خسسرج بسسه العلسسم بالحكسسام الشسسرعية العتقاديسسة‪ ،‬كثبسسوت الوجسسوب‬
‫للقدرة في قولنا‪ :‬القدرة واجبة لس تعسسالى‪ ،‬وهكسسذا بقيسسة الصسسفات‪ .‬وهسسذا يسسسمى علسسم‬
‫الكلم وعلم التوحيد‪ .‬والمراد بالعملية المتعلقة بكيفية عمل‪ ،‬ولسسو كسسان قلبيسسا كالنيسسة‪،‬‬
‫فالصلة في قولنا‪ :‬الصلة واجبة عمسسل‪ ،‬وكيفيتسسه ‪ -‬أي صسسفته ‪ -‬الوجسسوب‪ ،‬والحكسسم‬
‫هو ثبوت الوجوب للصلة‪ .‬والنية في قولنا‪ :‬النية في الوضوء واجبسسة‪ :‬عمسسل قلسسبي‪،‬‬
‫وكيفيتها الوجوب‪ ،‬والحكم هو ثبوت الوجوب للنية‪) .‬وقسسوله‪ :‬المكتسسسب(‪ ،‬خسسرج بسسه‬
‫علم ال‪ ،‬وعلم جبريل على القول بأنه غيسسر مكتسسسب بسسل ضسسروري خلقسسه الس فيسسه‪،‬‬
‫والحق أن علم جبريل مكتسسسب يكتسسسبه مسسن اللسسوح المحفسسوظ‪) .‬وقسسوله‪ :‬مسسن أدلتهسسا(‬
‫خرج بسه علسم المقلسد‪ ،‬فهسو مسستفاد مسن قسول الغيسر ل مسن أدلسة الحكسام‪) .‬وقسوله‪:‬‬
‫التفصيلية( الحق أنه لبيان الواقع ل للحتراز‪ ،‬وكيفية الخذ من الدلة التفصيلية أن‬
‫تقول‪ :‬أقيموا الصلة‪ ،‬أمر‪ ،‬والمسسر للوجسسوب‪ .‬ينتسسج‪ :‬أقيمسسوا الصسسلة للوجسسوب‪ .‬ول‬
‫تقربوا الزنا‪ :‬نهي‪ ،‬والنهي للتحريم‪ ،‬ينتج‪ :‬ل تقربوا الزنسسا للتحريسسم‪ ،‬وهكسسذا‪ .‬واعلسسم‬
‫أنه يتأكد لكل طالب فن قبل شروعه فيه أن يتصوره بوجه ما ولو باسمه‪ ،‬لستحالة‬
‫توجه النفس نحو المجهسسول المطلسسق‪ ،‬والحسسسن أن يتصسسوره بتعريفسسه ليكسسون علسسى‬
‫بصيرة في طلبه‪ ،‬وأن يعرف موضوعه ليمتاز عن غيره أتم تمييز‪ ،‬وأن يعرف‬

‫] ‪[ 22‬‬
‫غايته وثمرته وفضله ليخرج عن العبث ويزداد جسسده‪ .‬وبقيسة المبسسادي العشسسرة‬
‫المشسسهورة‪ ،‬وقسسد نظمهسسا كلهسسا العلمسسة الخضسسري فسسي قسسوله‪ :‬مبسسادي أي علسسم كسسان‬
‫حدوموضوع وغايسة مسستمد مسسائل نسسبة واسسم وحكسم وفضسل واضسع عشسر تعسد‬
‫ونظمهسسا أيضسسا أبسسو العلء المعسسري فسسي قسسوله‪ :‬مسسن رام فنسسا فليقسسدم أولعلمسسا بحسسده‬
‫وموضوع تل وواضع ونسبة وما اسسستمدمنه وفضسسله وحكسسم يعتمسسد واسسسم ومسسا أفسساد‬
‫والمسائل فتلك عشر للمنسسى وسسسائل وبعضسسهم فيهسسا علسسى البعسسض اقتصسسرومن يكسن‬
‫يسسدري جميعهسسا انتصسسر والشسسارح ‪ -‬رحمسسه الس تعسسالى ‪ -‬ذكسسر منهسسا أربعسسة‪ :‬الحسسد‪،‬‬
‫والسسسم‪ ،‬والسسستمداد‪ ،‬والفسسائدة‪ .‬وبقسسي عليسسه سسستة‪ :‬موضسسوعه‪ ،‬وحكمسسه‪ ،‬ومسسسائله‪،‬‬
‫وواضعه‪ ،‬ونسبته‪ ،‬وفضسسله‪ .‬فأمسسا الول‪ ،‬فهسسو أفعسسال المكلفيسسن مسسن حيسسث عسروض‬
‫الحكسسام لهسسا‪ .‬وأمسسا الثسساني‪ ،‬فهسسو الوجسسوب العينسسي أو الكفسسائي‪ .‬وأمسسا الثسسالث‪ ،‬فهسسو‬
‫القضايا‪ ،‬كالنية واجبة‪ ،‬والوضوء شرط لصحة الصلة‪ ،‬ودخول السسوقت سسسبب لهسسا‪.‬‬
‫وأما الرابع‪ ،‬فالئمة المجتهدون‪ .‬وأما الخامس‪ ،‬فهو المغايرة للعلوم‪ .‬وأما السسسادس‪،‬‬
‫فهو فوقانه على سائر العلوم‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬من يرد ال بسسه خيسسرا يفقهسسه فسسي السسدين‪.‬‬
‫ولقوله )ص(‪ :‬إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا‪ .‬قالوا‪ :‬وما رياض الجنة يا رسسسول‬
‫ال ؟ قال‪ :‬حلق الذكر‪ .‬قال عطاء‪ :‬حلق الذكر هي مجسسالس الحلل والحسسرام‪ ،‬كيسسف‬
‫تشتري وكيف تصلي وكيف تزكي وكيف تحج وكيف تنكح وكيف تطلق‪ ،‬وما أشبه‬
‫ذلك‪ .‬والمراد معرفة كيفية الصسلة والزكساة والحسج‪ ،‬وذلسسك يكسون بمعرفسة أركانهسا‬
‫وشروطها ومفسداتها‪ ،‬إذ العبسارة بغيسر معرفسة ذلسك غيسر صسحيحة‪ ،‬كمسا قسال ابسن‬
‫رسلن‪ :‬وكل من بغير علم يعمل أعماله مردودة ل تقبل وعن ابن عمر رضي السس‬
‫عنهما‪ :‬مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة‪ .‬لقوله )ص(‪ :‬يسير الفقه خير من كثير‬
‫العبادة‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬عليك بعلم الفقه في الدين إنه سيرفع فاستدركه قبل‬
‫صعوده فمن نال منه غاية بلغ المنى وصار مجدا في بروج سسسعوده )وقسسوله(‪ :‬تفقسسه‬
‫فإن الفقه أفضل قائد إلى البر والتقسسوى وأعسسدل قاصسسد هسسو العلسسم الهسسادي إلسسى سسسنن‬
‫الهدى هو الحصينجي من جميع الشدائد فإن فقيها واحدا متورعا أشد على الشيطان‬
‫من ألف عابد )وقوله(‪ :‬إذا ما اعتز ذو علم بعلم فعلم الفقه أولى باعتزاز فكسسم طيسسب‬
‫يفوح ول كمسك وكم طير يطير ول كباز )وقوله(‪ :‬وخير علوم علم فقه لنه يكسسون‬
‫إلى كل العلوم توسل فإن فقيها واحدا متورعا على ألف ذي زهد تفضل واعتلى‬

‫] ‪[ 23‬‬
‫)وقوله(‪ :‬والعمر عن تحصيل كل علم يقصر فابدأ منه بالهم وذلك الفقسسه فسسإن‬
‫منل غنى في كل حال عنسه واعلسم أن اليسسات والحساديث الدالسة علسى فضسسل العلسسم‬
‫مطلقا كثيرة شهيرة‪ ،‬فمسسن اليسسات قسسوله تعسسالى‪) * :‬قسسل هسسل يسسستوي السسذين يعلمسسون‬
‫والذين ل يعلمون( * ومن الحاديث قوله عليه الصسسلة والسسسلم‪ :‬مسسن سسسلك طريقسسا‬
‫يبتغي فيها علما سهل ال له طريقا إلى الجنة وإن الملئكسة لتضسع أجنحتهسا لطسالب‬
‫العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر لسسه مسسن فسسي السسسموات ومسسن فسسي الرض‪،‬‬
‫حسستى الحيتسسان فسسي المسساء وإن فضسسل العسسالم علسسى العابسسد كفضسسل القمسسر علسسى سسسائر‬
‫الكواكب وإن العلماء ورثة النبياء وإن النبياء لم يورثوا دينسسارا ول درهمسسا وإنمسسا‬
‫ورثوا العلسسم‪ ،‬فمسسن أخسسذه أخسسذ بحسسظ وافسسر وقسسوله )ص(‪ :‬فضسسل العسسالم علسسى العابسسد‬
‫كفضلي على أدناكم وإن ال وملئكته وأهسسل السسسموات والرض‪ ،‬حسستى النملسسة فسسي‬
‫جحرها‪ ،‬وحتى الحوت في الماء‪ ،‬ليصسسلون علسسى معلمسسي النسساس الخيسسر‪ .‬قسسال معسساذ‬
‫رضي ال عنه‪ :‬تعلموا العلم‪ .‬فإن تعليمه حسسسنة‪ ،‬وطلبسسه عبسسادة‪ ،‬ومسسذكراته تسسسبيح‪،‬‬
‫والبحث عنه جهاد‪ ،‬وبذله صدقة‪ .‬وعن أبسسي السسدرداء رضسسي الس عنسسه قسسال‪ :‬النسساس‬
‫رجلن‪ ،‬عالم ومتعلم‪ ،‬ول خير فيما سوى ذلك‪ .‬ويقال‪ :‬من ذهب إلسسى عسسالم وجلسسس‬
‫عنده ولم يقدر على حفظ شئ مما قاله أعطاه ال سبع كرامات‪ ،‬أولهسسا‪ :‬ينسسال فضسسل‬
‫المتعلمين‪ .‬وثانيها‪ :‬ما دام عنده جالسا كان محبوسا عن الذنوب والخطايسسا‪ .‬وثالثهسسا‪:‬‬
‫إذا خرج من منزله نزلت عليسسه الرحمسسة‪ .‬ورابعهسسا‪ :‬إذا جلسسس عنسسده نزلسست الرحمسسة‬
‫على العالم فتصيبه ببركته‪ .‬وخامسها‪ :‬تكتب له الحسنات ما دام مستمعا‪ .‬وسادسسسها‪:‬‬
‫تحفهم الملئكة بأجنحتهم وهو فيهم‪ .‬وسابعها‪ :‬كل قدم يرفعها ويضعها تكون كفسسارة‬
‫للذنوب ورفعا للدرجات وزيادة في الحسنات‪ .‬هذا لمن لسسم يحفسسظ شسسيئا‪ ،‬وأمسسا السسذي‬
‫يحفظ فله أضعاف ذلك مضاعفة‪ .‬وعن عمر رضسسي الس عنسسه أنسسه قسسال‪ :‬إن الرجسسل‬
‫ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبسسال تهامسسة‪ ،‬فسسإذا سسسمع العلسسم خسساف الس‬
‫واسترجع من ذنوبه‪ ،‬فينصرف إلى منزلسسه وليسس عليسه ذنسسب‪ ،‬فل تفسارقوا مجسسالس‬
‫العلماء فإن ال لم يخلق على وجه الرض أكرم من مجلسهم‪ .‬قال بعضهم‪ :‬ولسسو لسسم‬
‫يكن لحضور مجلس العلم منفعة سوى النظر إلسسى وجسسه العسسالم لكسسان السسواجب علسسى‬
‫العاقل أن يرغب فيه‪ ،‬فكيف وقد أقام النبي )ص( العلماء مقام نفسه فقسسال‪ :‬مسسن زار‬
‫عالما فكأنما زارني‪ ،‬ومن صافح عالما فكأنما صافحني‪ ،‬ومن جسسالس عالمسسا فكأنمسسا‬
‫جالسني‪ ،‬ومن جالسني في الدنيا أجلسه ال تعالى معي يوم القيامسة فسي الجنسسة‪ .‬ومسا‬
‫ورد في فضل العلم والعلماء أكثر من أن يحصى‪ ،‬وفي هذا القدر كفاية‪ ،‬فنسأل السس‬
‫العظيم أن يجعلنا من العلماء العاملين‪ ،‬وأن يمنحنسسا كمسسال المتابعسسة والمحبسسة لسسسيدنا‬
‫محمد سيد الولين والخرين صلى ال عليه وعلى آلسسه وأصسسحابه أجمعيسسن‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫على مذهب المام( صفة للفقه‪ ،‬أي في الفقسسه الكسسائن علسسى مسسذهب المسسام الشسسافعي‪.‬‬
‫والمذهب في اللغة اسم لمكان الذهاب‪ ،‬ثم استعمل فيما ذهب إليه المام من الحكسسام‬
‫مجازا على طريق الستعارة التصريحية التبعية‪ ،‬وتقريرهسسا أن تقسسول شسسبه اختيسسار‬
‫الحكام بمعنسسى السسذهاب‪ ،‬واسسستعير السسذهاب لختيسسار الحكسسام‪ ،‬واشسستق منسسه مسسذهب‬
‫بمعنى أحكام مختارة‪ ،‬ثم صار حقيقة عرفية‪) .‬قوله‪ :‬ابن عبد مناف( فيجتمع المسسام‬
‫الشافعي مع النبي )ص( في عبد مناف‪ ،‬لنه )ص( سيدنا محمد بن عبد ال بن عبد‬
‫المطلب بن هاشم بن عبد مناف‪ ،‬وهاشم الذي في نسبه )ص( عسسم لهاشسسم السسذي فسسي‬
‫نسب المام‪) .‬قوله‪ :‬وولد إمامنا رضي ال عنه( أي بغزة التي توفي فيها هاشم جسسد‬
‫النبي )ص(‪ ،‬وقيل بعسقلن‪ ،‬ثم حمل إلى مكة وهسسو ابسسن سسسنتين‪ ،‬ونشسسأ بهسسا وحفسسظ‬
‫القرآن وهو ابن سبع سنين‪ ،‬والموطأ وهو ابن‬

‫] ‪[ 24‬‬
‫عشر‪ ،‬وتفقه علسسى مسسسلم بسسن خالسسد ‪ -‬مفسستي مكسسة ‪ -‬المعسسروف بسسالزنجي لشسسدة‬
‫شقرته‪ ،‬فهو من باب أسماء الضداد‪ ،‬وأذن له في الفتسساء وهسسو ابسسن خمسسس عشسسرة‬
‫سنة‪ ،‬مع أنه نشأ يتيما في حجر أمسه فسي قلسة مسن العيسش وضسيق حسال‪ .‬وكسان فسي‬
‫صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها حتى مل منها خبايا‪ ،‬ثسسم‬
‫رحل إلى مالك بالمدينة ولزمه مدة‪ ،‬ثم قدم بغداد سنة خمس وتسسسعين ومسسائة فأقسسام‬
‫بها سنتين واجتمع عليه علماؤها ورجع كسسثير منهسسم عسسن مسسذاهب كسسانوا عليهسسا إلسسى‬
‫مذهبه‪ ،‬وصنف بها كتابه القديم‪ .‬ثم عاد إلى مكة فأقام بها مسسدة‪ ،‬ثسسم عسساد إلسسى بغسسداد‬
‫سنة ثمان وتسعين فأقام بها‪ ،‬ثسسم خسسرج إلسسى مصسسر‪ ،‬فلسسم يسسزل ناشسسرا للعلسسم ملزمسسا‬
‫للشتغال بجامعها العسستيق‪ .‬ثسسم انتقسسل إلسسى رحمسسة الس ‪ -‬وهسسو قطسسب الوجسسود ‪ -‬يسسوم‬
‫الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين‪ ،‬ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه‪ .‬وانتشر‬
‫علمه في جميع الفاق وتقدم على الئمة في الخلف والوفاق‪ ،‬وعليه حمل الحسسديث‬
‫المشهور‪ :‬عالم قريش يمل طبسساق الرض علمسا‪ .‬لن الكسثرة والنتشسار فسي جميسسع‬
‫القطار لم يحصل في عالم قرشي مثله‪ .‬قال الئمة ومنهم المام أحمسسد‪ :‬هسسذا العسسالم‬
‫هو الشافعي‪ .‬وكان رضي ال عنه يقسم الليل على ثلثة أقسسسام‪ ،‬ثلسسث للعلسسم‪ ،‬وثلسسث‬
‫للصلة‪ ،‬وثلث للنوم‪ .‬ويختم القرآن في كل يوم مرة‪ ،‬ويختم في رمضان ستين مرة‪،‬‬
‫كل ذلك في الصلة‪ .‬وكان رضي ال عنه يقول‪ :‬ما شسسبعت منسسذ سسست عشسسرة سسسنة‪،‬‬
‫لنه يثقل البدن ويقسي القلب ويزيسسل الفطنسسة ويجلسسب النسسوم ويضسسعف صسساحبه عسسن‬
‫العبادة‪ .‬وما حلفت بال في عمري‪ ،‬لكاذبا ول صادقا‪ .‬وسئل رضسي الس عنسه عسن‬
‫مسألة فسكت‪ ،‬فقيل له‪ :‬لم ل تجيب ؟ فقال‪ :‬حتى أعلم‪ ،‬الفضسسل فسسي سسسكوتي أو فسسي‬
‫جوابي‪ .‬وكان رضي ال عنه مجاب الدعوة‪ ،‬ل تعرف له كبيرة ول صغيرة‪ .‬ومسسن‬
‫كلمه رضي ال عنه‪ :‬أمت مطامعي فأرحت نفسسسي فسسإن النفسسس مسسا طمعسست تهسسون‬
‫وأحييت القنوع وكان ميتا ففي إحيسسائه عرضسسي مصسسون إذا طمسسع يحسسل بقلسسب عبسسد‬
‫علته مهانسسة وعله هسون ومسن أدعيتسه رضسسي الس عنسه‪ :‬اللهسسم امنسسن علينسسا بصسسفاء‬
‫المعرفة‪ ،‬وهب لنا تصحيح المعاملة فيما بيننسسا وبينسسك علسسى السسسنة‪ ،‬وارزقنسسا صسسدق‬
‫التوكل عليك وحسن الظن بك‪ .‬وامنسسن علينسسا بكسسل مسسا يقربنسسا إليسسك مقرونسسا بعسسوافي‬
‫الدارين برحمتك يا أرحم الراحمين‪ .‬وبالجملة‪ ،‬فما نقل عنه نظما ونثرا ل يحصسى‪،‬‬
‫وفضائله وأخباره ل تستقصى‪ ،‬وقد أفردت بالتأليف‪ ،‬وفي هذا القدر كفايسسة‪ .‬وحيسسث‬
‫تبركنا بذكر نبذة من فضائل إمامنا الشافعي رضي ال س عنسسه فلنتسسبرك بسسذكر بعسسض‬
‫أخبار بقية الئمة الربعة رضوان ال عليهم أجمعين‪ .‬فسسأقول‪ :‬المسسام مالسسك رضسسي‬
‫ال عنه‪ ،‬ولد سنة ثلث وتسعين من الجهرة‪ ،‬وقيل‪ :‬تسعين‪ .‬وهو من أتباع التسسابعين‬
‫على الصحيح‪ ،‬وقيل‪ :‬من التابعين‪ .‬وأخذ العلم عن سبعمائة شيخ‪ ،‬منهم ثلثمسسائة مسسن‬
‫التابعين‪ ،‬وعليه حمل قوله )ص(‪ :‬ل تنقضي الساعة حتى تضرب أكبسساد البسسل مسسن‬
‫كل ناحية إلى عالم المدينسسة يطلبسسون علمسسه‪ .‬وفسسي روايسسة‪ :‬يوشسسك أن تضسسرب أكبسساد‬
‫البل يطلبون العلم فل يجدون أحدا أعلم من عسالم المدينسة‪ .‬فكسانوا يزدحمسون علسى‬
‫بابه لطلب العلم‪ .‬وأفتى الناس وعلمهم نحو سبعين سنة بالمدينة‪ .‬وكان ‪ -‬رضي الس‬
‫عنه ‪ -‬يرى المصطفى )ص( كل ليلة في النوم‪ .‬وسئل المام أبو حنيفة ‪ -‬رضي ال‬
‫عنه ‪ -‬عن مالك فقال‪ :‬ما رأيت أعلم بسنة رسول ال )ص( منه‪ .‬ولم يزل ‪ -‬رضسسي‬
‫ال عنه ‪ -‬على حالة مرضية حسستى اختسساره رب البريسسة سسسنة تسسسع وسسسبعين ومسسائة‪،‬‬
‫ودفن بالبقيع‪ ،‬وقبره مشهور‪ .‬وأما المام أبو حنيفة رضي ال عنسسه‪ ،‬فكسسانت ولدتسسه‬
‫في عصر الصحابة سنة ثمانيسسة مسن الهجسسرة‪ .‬وكسسان رضسسي الس عنسه عابسسدا زاهسسدا‬
‫عارفا بال تعالى‪ .‬قال حفص بن عبد الرحمن‪ :‬كان أبو حنيفة رضي ال عنه يحيسسي‬
‫الليل بقراءة القرآن في ركعة ثلثين سنة‪ .‬وقال السيد بن عمسسرو‪ :‬صسسلى أبسسو حنيفسسة‬
‫الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة‪ .‬ويروى أنه من شدة خوفه سمع قارئا يقرأ في‬

‫] ‪[ 25‬‬
‫المسجد‪) * :‬إذا زلزلت الرض زلزالها( * فلسسم يسسزل قابضسسا علسسى لحيتسسه إلسسى‬
‫الفجر وهو يقول‪ :‬نجزى بمثقال ذرة‪ .‬فرحمة ال عليه ورضسسوانه وتسسوفي ‪ -‬رضسسي‬
‫ال عنه ‪ -‬في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة‪ ،‬وفيسه قسال بعضسهم‪ :‬إن تسرد فسي‬
‫أبي حنيفة وصفا فالراوة الثقات عنه تشير كسسان شمسسا يضسئ بسسالعلم حقسسا وهسسو فسي‬
‫الناس بالعلوم المير كان شيخ السلم قدوة خلق ال حقا لما اقتضاه القدير لم يسسزل‬
‫وجهه جميل بهيا خاشعا ل يشوبه تكدير معرضسسا عسسن حطسسام دنيسسا تلهسسي كسسل عقسسل‬
‫بحبها مأسور قد تساوى لديه تنزيه نفس عن حطام قليلها والكثير وأما المسسام أحمسسد‬
‫بن حنبل رضسسي الس عنسه‪ ،‬فكسانت ولدتسه سسنة أربسع وسستين ومسسائة‪ .‬قسسال إدريسس‬
‫الحداد‪ :‬كان المام أحمد صاحب رواية في الحسسديث‪ ،‬ليسسس فسسي زمسسانه مثلسسه‪ ،‬وكسسان‬
‫رضي ال عنه زاهدا ورعا عابدا‪ .‬قال عبد ال‪ ،‬ولده‪ :‬كسسان أبسسي يقسسرأ فسسي كسسل ليلسسة‬
‫سبع القرآن‪ ،‬ويختم في كل سبعة أيام ختمة‪ ،‬ثم يقوم إلى الصباح‪ ،‬وكان يصلي فسسي‬
‫كل يوم ثلثمائة ركعة‪ .‬قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬خرجسست مسن بغسداد ومسا خلفست‬
‫فيها أفقه ول أورع ول أزهد ول أعلم من المام أحمد‪ ،‬وكان يحيسسي الليسسل كلسه مسسن‬
‫وقت كونه غلما‪ ،‬وله في كل يوم ختم‪ .‬وتوفي رضي ال عنه سنة إحدى وأربعيسسن‬
‫ومائتين‪ .‬والحاصل أن فضسسله وفضسل سسائر الئمسة أشسهر مسن الشسسمس فسسي رابعسة‬
‫النهار‪ ،‬وقد جمع بعضهم تاريخ ولدتهم وموتهم ومقدار عمرهسسم فسسي قسسوله‪ :‬تاريسسخ‬
‫نعمان يكن سيف سطاومالك في قطع جوف ضبطا والشسسافعي صسسين بسسبر ندوأحمسسد‬
‫بسبق أمر جعد فاحسب على ترتيب نظم الشعر ميلدهم فموتهم كالعمر فولدة أبسسي‬
‫حنفية سنة ثمانين وجمله يكن‪ ،‬ووفاته سسسنة مسسائة وخمسسسين وجملسسه سسسيف‪ ،‬وعمسسره‬
‫سبعون وجملسسه سسسطا‪ .‬وولدة مالسسك سسسنة تعسسسين وجملسسه فسسي‪ ،‬ووفسساته مسسائة وتسسسع‬
‫وسبعين وجمله قطع‪ ،‬وعمره تسسسع وثمسسانون وجملسسه جسسوف‪ .‬وولدة الشسسافعي سسسنة‬
‫مائة وخمسين يوم وفاة أبي حنيفة وجمله صين‪ ،‬ووفاته سنة مسسائتين وأربسسع وجملسسه‬
‫ببر‪ ،‬وعمره أربع وخمسون وجمله ند‪ .‬وولدة أحمد سنة أربع وستين ومائة وجمله‬
‫بسبق‪ ،‬ووفاته سسنة إحسدى وأربعيسن ومسائتين وجملسه أمسر‪ ،‬وعمسره سسبع وسسبعون‬
‫وجمله جعد‪ .‬رضي ال عنهم وعنا بهم أجمعين‪) .‬تنبيه( كل من الئمة الربعة على‬
‫الصواب ويجب تقليد واحد منهم‪ ،‬ومن قلد واحدا منهسسم خسسرج عسسن عهسسدة التكليسسف‪،‬‬
‫وعلى المقلد اعتقاد أرجحية مذهبه أو مساواته‪ ،‬ول يجوز تقليد غيرهم في إفتسساء أو‬
‫قضاء‪ .‬قال ابن حجر‪ ،‬ول يجسسوز العمسسل بالضسسعيف بالمسسذهب‪ ،‬ويمتنسسع التلفيسسق فسسي‬
‫مسألة‪ ،‬كأن قلد مالكا في طهارة الكلب والشافعي في مسح بعض الرأس فسسي صسسلة‬
‫واحدة‪ ،‬وأما في مسألة بتمامها بجميع معتبراتها فيجوز‪ ،‬ولو بعسسد العمسسل‪ ،‬كسسأن أدى‬
‫عبسسادته صسسحيحة عنسسد بعسسض الئمسسة دون غيسسره‪ ،‬فلسسه تقليسسده فيهسسا حسستى ل يلزمسسه‬
‫قضاؤها‪ .‬وسسسيأتي بسسسط الكلم علسسى التقليسسد فسسي بسساب القضسساء إن شسساء الس تعسسالى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهذا الشرح( معطوف على ضمير انتخبتسسه الواقسسع مفعسسول‪) .‬قسسوله‪ :‬لشسسيخنا‬
‫إلخ( ولد ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬سنة تسسسع وتسسسعمائة فسسي أواخرهسسا‪ ،‬ومسسات أبسسوه وهسسو‬
‫صغير فكفله جده‪ ،‬ثم لما مات جده كفله شيخا أبيه العارفان الكسساملن شسسهاب السسدين‬
‫أبو الحمائل وشمس الدين الشناوي‪ ،‬ونقلسسه الثسساني مسسن بلسسده إلسسى مقسسام سسسيدي أحمسسد‬
‫البدوي‪ ،‬فقرأ هناك في مبادي العلوم‪،‬‬

‫] ‪[ 26‬‬
‫ثم نقله إلى الجامع الزهر وعمره أربسسع عشسسرة سسسنة وقسسرأ فيسسه علسسى مشسسايخ‬
‫كثيرين‪ ،‬منهم شيخ السلم زكريا النصسساري‪ .‬وكسسان ل يجتمسسع بسسه إل ويقسسول لسسه‪،‬‬
‫أسأل ال أن يفقهسسك فسسي السسدين‪ ،‬وكسسان رضسسي الس عنسسه يقسسول‪ :‬قاسسسيت فسسي الجسسامع‬
‫الزهر من الجوع ما ل تحتمله الجبلة البشرية لول معونة ال وتوفيقه‪ ،‬بحيسسث أنسسي‬
‫جلست فيه نحو أربع سنين ما ذقت اللحم‪ ،‬وقاسيت أيضا من اليذاء من بعض أهسسل‬
‫الدروس التي كنا نحضرها ما هو أشد من ذلك‪ .‬ومن كلمه رضي ال تعالى عنسسه‪:‬‬
‫إذا أنت ل ترضى بأدنى معيشة مع الجسسد فسسي نيسسل العل والمسساثر فبسسادر إلسسى كسسسب‬
‫الغنى مترقبا عظيم الرزايا وانطماس البصائر وتوفي رضي الس تعسسالى عنسسه ثسسالث‬
‫عشر رجب سنة أربع وسبعين وتسعمائة‪ ،‬وعمسسره إذ ذاك خمسسس وسسستون‪ .‬وصسسلي‬
‫عليه عند الملتزم الشريف بعد العصر‪ ،‬ودفن بالمعلى‪ .‬طيب ال ثراه وجعسسل الجنسسة‬
‫مقره ومثواه‪ .‬وفيه أنشد بعضهم حيسسن رأى الرجسسال تحمسسل نعشسسه‪ :‬انظسسر إلسسى جبسسل‬
‫تمشي النام به وانظر إلى القبر كم يحوي من الشرف وانظر إلسسى صسسارم السسسلم‬
‫منغمسسدا وانظسسر إلسسى درة السسسلم فسسي الصسسدف )قسسوله‪ :‬وشسسيخي( بصسسيغة التثنيسسة‪،‬‬
‫معطوف على قوله شيخنا‪ ،‬حذفت منه النون للضافة‪ .‬وقوله )مشايخنا( يقرأ باليسساء‬
‫ل بالهمزة لن ياء المفرد ليست مدا زائدا ثالثا‪ ،‬وإلى ذلسسك أشسسار ابسسن مالسسك بقسسوله‪:‬‬
‫والمد زيد ثالثا في الواحد همزا يسسرى فسسي مثسسل كسسالقلئد )قسسوله‪ :‬شسسيخ السسسلم( أي‬
‫شيخ أهل السلم‪ ،‬وهسسو بسسدل مسسن المضسساف قبلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬المجسسدد( يحتمسسل قراءتسسه‬
‫بصيغة اسم المفعسسول ويكسون صسسفة للسسسلم‪ ،‬والمسسراد‪ :‬السسسلم المجسسدد‪ ،‬أي السسذي‬
‫جدده النبي )ص( وأظهسسره بعسسد أن انسسدرس‪ .‬ويحتمسسل قراءتسسه بصسسيغة اسسسم الفاعسسل‬
‫ويكون صفة لشيخ السلم‪ ،‬والمراد أنه رضي ال عنسه هسو المجسدد للسدين‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫زكريا النصاري( بدل مما قبله‪ ،‬وإنما قدم اللقب على السم لشهرته به‪ ،‬مثل قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬إنما المسيح عيسى ابن مريم( * ولد رضي ال عنه سسسنة سسست وعشسسرين‬
‫وثمانمائة بسنيكة ونشأ بها‪ ،‬فحفظ القرآن والعمسسدة ومختصسسر التسسبريزي‪ ،‬ثسسم تحسسول‬
‫للقاهرة سنة إحدى وأربعين ومكسسث بالجسسامع الزهسسر‪ ،‬وأخسسذ عسسن مشسسايخ كسسثيرين‪.‬‬
‫وكان له بر وإيثار لهسسل العلسسم والفقسسراء ويخيسسر مجالسسسهم علسسى مجسسالس المسسراء‪،‬‬
‫وكان له تهجد وصبر وترك للقيل والقسسال‪ ،‬وكسسان مجسساب السسدعوة رضسسي الس عنسسه‪.‬‬
‫حتى إنه يحكى أنه جاءه رجل أعمى وقال له ادع ال أن يرد بصري‪ .‬فدعا له فسسرد‬
‫ال بصره من ثاني يوم‪ .‬ولم يزل رضي ال عنه في ازدياد من السسترقي حسستى لحسسق‬
‫بربه العلي وعمره نحو مائة سنة‪ .‬فرحمه ال رحمة البرار وأسكنه جنسسات تجسسري‬
‫من تحتها النهار وأمسسدنا بمسسدده‪) .‬قسسوله‪ :‬معتمسسدا( حسسال مسسن التسساء فسسي انتخبتسسه‪ ،‬أي‬
‫انتخبته من الكتب المعتمدة لهؤلء حال كوني معتمدا على ما جزم به إلخ‪) .‬وقسسوله‪:‬‬
‫النووي( نسبة لنوى قرية من قسرى دمشسسق‪ ،‬ولسد بهسسا رضسي الس عنسه سسنة ثلثيسن‬
‫وستمائة‪ ،‬وتوفي بها سنة ست وسبعين وستمائة‪ ،‬عن نحو ست وأربعيسسن سسسنة‪ .‬عسسد‬
‫عمسسره ومؤلفسساته فجسساء لكسسل يسسوم كسسراس مسسن يسسوم السسولدة‪ ،‬ومسسا أعظمهمسسا منقبسسة‪.‬‬
‫ولبعضهم في مدحه ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬لقيت خيرا يا نوى ووقيت آلم الجوى فلقد‬
‫نشا بك عالم ل أخلص ما نوى‬

‫] ‪[ 27‬‬
‫ولما رحل المام السبكي ‪ -‬رضي ال عنسسه‪ ،‬مسسع جللتسسه ‪ -‬لزيسسارة المسسام فسسي‬
‫حياته وجده قد توفي فصار يبكي ويمرغ خده في محسل جلوسسه‪ ،‬ويقسسول‪ :‬وفسي دار‬
‫الحديث لطيف معنى إلى بسط لهسسا أصسسبو وآوي لعلسسي أن أنسسال بحسسر وجهسسي مكانسسا‬
‫مسه قدم النواوي )قوله‪ :‬والرافعي( نسبة لرافع بن خديج الصحابي رضي ال عنه‪،‬‬
‫كما حكي عن خط الرافعي نفسه‪ .‬وكنيته أبو القاسم‪ ،‬واسمه عبد الكريسم تسسوفي سسنة‬
‫ثلث أو أربع وعشرين وستمائة عسسن نيسسف وسسستين سسسنة‪ .‬ولسسه كرامسسات‪ ،‬منهسسا‪ :‬أن‬
‫شجرة عنب أضاءت له لفقد ما يسرجه وقت التصنيف‪) .‬قوله‪ :‬فمحققو المتسسأخرين(‬
‫أي ومعتمدا على ما جزم به محققو المتأخرين‪ ،‬أي كشيخ السلم وابن حجر وابسسن‬
‫زياد وغيرهم‪ .‬واعلم أنه سيذكر المؤلف ‪ -‬رحمه ال تعسسالى ‪ -‬فسسي بسساب القضسساء أن‬
‫المعتمد في المذهب للحكم والفتوى ما اتفسسق عليسسه الشسسيخان‪ ،‬فمسسا جسسزم بسسه النسسووي‬
‫فالرافعي فما رجحه الكثر فالعلم والورع‪ .‬ورأيت في فتاوي المرحوم بكسسرم الس‬
‫الشيخ أحمد الدمياطي ما نصه‪ :‬فإن قلت ما الذي يفتي به من الكتب وما المقدم منها‬
‫ومن الشراح والحواشي‪ ،‬ككتب ابن حجر والرمليين وشيخ السلم والخطيب وابسسن‬
‫قاسم والمحلى والزيادي والشبر املسي وابن زياد اليمني والقليوبي والشسسيخ خضسسر‬
‫وغيرهم‪ ،‬فهل كتبهم معتمدة أو ل‪ ،‬وهل يجوز الخذ بقول كسسل مسسن المسسذكورين إذا‬
‫اختلفوا أو ل ؟ وإذا اختلفت كتب ابن حجر فما الذي يقدم منها ؟ وهسسل يجسسوز العلسسم‬
‫بسسالقول الضسسعيف والفتسساء بسسه‪ ،‬والعمسسل بسسالقول المرجسسوح‪ ،‬أو خلف الصسسح‪ ،‬أو‬
‫خلف الوجه‪ ،‬أو خلف المتجه‪ ،‬أو ل ؟ الجواب ‪ -‬كما يؤخسذ مسن أجوبسسة العلمسة‬
‫الشيخ سعيد بن محمد سنبل المكي‪ ،‬والعمدة عليه ‪ :-‬كل هذه الكتب معتمسسدة ومعسسول‬
‫عليها‪ ،‬لكن مع مراعاة تقديم بعضها على بعض‪ ،‬والخسسذ فسسي العمسسل للنفسسس يجسسوز‬
‫بالكل‪ .‬وأما الفتاء فيقسسدم منهسسا عنسسد الختلف التحفسسة والنهايسسة‪ ،‬فسسإن اختلفسسا فيخيسسر‬
‫المفتي بينهما إن لم يكن أهل للترجيح‪ ،‬فإن كان أهل له ففتى بالراجح‪ .‬ثم بعسسد ذلسسك‬
‫شيخ السلم في شرحه الصغير على البهجة‪ ،‬ثم شرح المنهج له‪ ،‬لكسسن فيسسه مسسسائل‬
‫ضعيفة‪ .‬فإن اختلفت كتب ابن حجر مع بعضها فالمقدم أول التحفة‪ ،‬ثم فتسسح الجسسواد‬
‫ثسسم المسسداد‪ ،‬ثسسم الفتسساوي وشسسرح العبسساب سسسواء‪ ،‬لكسسن يقسسدم عليهمسسا شسسرح بافضسسل‪.‬‬
‫وحواشي المتأخرين غالبا موافقة للرملي‪ ،‬فالفتوى بها معتسسبرة‪ ،‬فسإن خسسالفت التحفسة‬
‫والنهاية فل يعول عليها‪ .‬وأعمد أهل الحواشي‪ :‬الزيادي ثم ابن قاسم ثسسم عميسسرة ثسسم‬
‫بقيتهم‪ ،‬لكن ل يؤخسذ بمسا خسالفوا فيسه أصسول المسذهب‪ ،‬كقسول بعضسهم‪ :‬ولسو نقلست‬
‫صخرة من أرض عرفات إلى غيرها صح الوقسسوف عليهسسا‪ .‬وليسسس كمسسا قسسال‪ .‬وأمسسا‬
‫القوال الضعيفة فيجوز العمل بها في حسسق النفسسس ل فسسي حسسق الغيسسر‪ ،‬مسسا لسسم يشسستد‬
‫ضعفها‪ ،‬ول يجوز الفتاء ول الحكم بها‪ .‬والقول الضعيف ‪ -‬شامل لخلف الصسسح‬
‫وخلف المعتمد وخلف الوجه وخلف المتجه‪ .‬وأما خلف الصحيح فالغالب أنسسه‬
‫يكون فاسدا ل يجوز الخذ به‪ ،‬ومع هذا كله فل يجوز للمفسستي أن يفسستي حسستى يأخسسذ‬
‫العلم بالتعلم من أهله المتقين له العارفين به‪ .‬وأما مجرد الخذ من الكتب مسسن غيسسر‬
‫أخذ عمن ذكر فل يجوز‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬إنما العلم بالتعلم‪ .‬ومسسع ذلسسك ل بسسد مسسن فهسسم‬
‫ثاقب ورأي صسائب‪ ،‬فعلسى مسن أراد الفتسوى أن يعتنسسي بسالتعلم غايسة العتنسساء‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تقر( بكسر القاف وفتحها‪ ،‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬بالنظر إلى وجهه الكريم( متعلق‬
‫بتقر‪ .‬واعلم أن رؤية البسساري جسسل وعل جسسائزة عقل‪ ،‬دنيسسا وأخسسرى‪ ،‬لنسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى موجود وكل موجسسود يصسسح أن يسسرى‪ .‬فالبسساري جسسل وعل يصسسح أن يسسرى‪،‬‬
‫ولسسسؤال سسسيدنا موسسسى إياهسسا حيسسث قسسال‪) * :‬أرنسسي أنظسسر إليسسك( * فإنهسسا لسسو كسسانت‬
‫مستحيلة ما سألها سيدنا موسى عليه الصلة والسلم‪ ،‬فإنه ل يجسوز علسى أحسد مسن‬
‫النبياء عليهم الصلة والسلم الجهل بشئ من أحكام‬

‫] ‪[ 28‬‬
‫اللوهية‪ ،‬خصوص ما يجب وما يجوز وما يستحيل‪ ،‬ولكنها لم تقع فالسسدنيا إل‬
‫لنبينا عليه الصلة والسلم‪ .‬وواجبة شرعا في الخرة‪ ،‬للكتسساب والسسسنة والجمسساع‪،‬‬
‫أما الكتسساب‪ ،‬فآيسسات كسسثيرة‪ ،‬منهسسا قسسوله تعسسالى‪) * :‬وجسسوه يسسومئذ ناضسسرة إلسسى ربهسسا‬
‫ناظرة( * أي وجوه يومئذ حسنة مضيئة ناظرة إلى ربها‪ ،‬فالجار والمجرور متعلسق‬
‫بما بعده وهو خبر ثان عسسن وجسسوه‪ ،‬ويصسسح أن يكسسون ناضسسرة صسسفة وناضسسرة هسسو‬
‫الخبر‪ .‬والمراد بنظر الوجوه نظر العيون التي فيها‪ ،‬بطريق المجاز المرسل‪ ،‬حيسسث‬
‫ذكر المحل وأريد الحال فيه‪ .‬ومنها قوله تعالى‪) * :‬على الرائك ينظرون( * ومنها‬
‫قوله تعالى‪) * :‬للذين أحسنوا الحسنى وزيادة( * فإن الحسسنى هسي الجنسة‪ ،‬والزيسادة‬
‫هي النظر إلى وجهه الكريم‪ ،‬كمسسا قسساله جمهسسور المفسسسرين‪ .‬وأمسسا السسسنة‪ ،‬فأحسساديث‬
‫كثيرة‪ ،‬منها حديث‪ :‬إنكم سترون ربكم كما ترون القمسسر ليلسسة البسسدر‪ .‬وأمسسا الجمسساع‬
‫فهو أن الصحابة رضي ال عنهم كانوا مجمعين على وقوع الرؤية في الخرة‪ ،‬قال‬
‫الشيخ السنوسي في شرح الكبرى‪ :‬أجمع أهل السنة والجماعة قاطبة أن المسراد مسن‬
‫الية‪ ،‬أعني قوله‪) * :‬وجسسوه( * اليسة‪ ،‬رؤيسة المسسؤمنين ربهسم يسوم القيامسسة‪ .‬وأجمسسع‬
‫الصحابة قاطبة على وقوع الرؤية في الخرة‪ ،‬وأن اليات والحاديث الواردة فيهسسا‬
‫محمولة على ظواهرها من غير تأويل‪ ،‬كل ذلك كان قبل ظهور أهل البسسدع‪ .‬وكسسان‬
‫الصحابة والسلف يبتهلون إلى ال تعالى ويسألونه النظر إلى وجهه الكريم‪ ،‬بل ورد‬
‫ذلك أيضا في بعض أدعية النبي )ص( ا‍ه‪ .‬وقال المام مالك رضسسي الس عنسسه‪ :‬لمسسا‬
‫حجب أعداءه فلم يروه تجلى لوليائه حتى رأوه‪ ،‬ولسسو لسسم يسسر المؤمنسسون ربهسسم يسسوم‬
‫القيامسسة لسسم يعيسسر الكفسسار بالحجسساب‪ .‬قسسال تعسسالى‪) * :‬كل إنهسسم عسسن ربهسسم يسسومئذ‬
‫لمحجوبون( *‪ .‬وقال المام الشافعي رضي ال عنه‪ :‬لمسسا حجسسب الس قومسسا بالسسسخط‬
‫دل على أن قوما يرونه بالرضا‪ .‬ثم قال‪ :‬أما وال لو لسسم يسسوقن محمسسد بسسن إدريسسس ‪-‬‬
‫يعني نفسه ‪ -‬بسسأنه يسسرى ربسسه فسسي المعسساد لمسسا عبسسده فسسي دار السسدنيا‪ .‬وهسسذا مسسن كلم‬
‫المدللين ‪ -‬نفعنا ال بهم ‪ -‬وإل فال يستحق العبسسادة لسسذاته‪ .‬ثسسم إن رؤيسسة البسساري جسسل‬
‫وعل بقوة يجعلها ال في خلقه‪ ،‬ول يشترط فيها مقابلة ول جهسسة ول اتصسسال أشسسعة‬
‫بالمرئي‪ ،‬وإن وجد ذلك في رؤية بعضنا لبعض المعتادة في الدنيا‪ ،‬وغرابة في ذلك‬
‫لن ال سبحانه وتعالى يدرك بالعقسسل منزهسسا‪ ،‬فكسسذا بالبصسسر‪ ،‬لن كلهمسسا مخلسسوق‪.‬‬
‫وإلى ذلك كله أشار العلمة اللقاني في جوهرة التوحيسسد عنسد ذكسر الجسسائز فسي حقسسه‬
‫تعالى‪ ،‬بقسسوله‪ :‬ومنسسه أن ينظسسر بالبصسسار لكسسن بل كيسسف ول انحصسسار للمسسؤمنين إذ‬
‫بجائز علقت هذا وللمختار دنيا ثبتت وأشار إليه أيضا صاحب بسسدء المسسالي بقسسوله‪:‬‬
‫يراه المؤمنون بغيسسر كيسسف وإدراك وضسسرب مسن مثسسال فينسسسون النعيسسم إذ رأوه فيسسا‬
‫خسران أهل العتزال )قوله‪ :‬بكرة وعشيا( ظرفان متعلقان بالنظر‪ .‬واعلم أن محل‬
‫الرؤية الجنة بل خلف‪ ،‬وتختلف باختلف مراتب الناس‪ ،‬فمنهم من يسسراه فسسي مثسسل‬
‫الجمعة والعيد‪ ،‬ومنهم من يراه كل يوم بكرة وعشيا وهسسم الخسسواص‪ ،‬ومنهسسم مسسن ل‬
‫يزال مستمرا في الشهود‪ ،‬حتى قال أبو يزيد البسطامي‪ :‬إن ل خواص من عباده لو‬
‫حجبهم في الجنة عن رؤيته ساعة لستغاثوا من الجنة ونعيمهسسا كمسسا يسسستغيث أهسسل‬
‫النار من النار وعذابها‪ .‬فنسسسأله سسبحانه وتعسسالى أن يمتعنسسا وأهلنسسا وأحبابنسسا وسسسائر‬
‫المسلمين بالنظر إلى وجهسسه الكريسسم بجسساه نسسبيه عليسسه أفضسسل الصسسلة وأتسسم التسسسليم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬آمين( اسم فعل بمعنى استجب يا أل‪ ،‬ويجوز فيه المد والقصر والتشديد وإن‬
‫كان المشدد يأتي بمعنى قاصدين‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫باب الصلة الباب معناه لغة‪ :‬فرجعة في ستائر يتوصسل منهسسا مسن داخسسل إلسسى‬
‫خارج‪ .‬واصطلحا‪ :‬اسم لجملة مخصوصة دالسسة علسسى معسسان مخصوصسسة‪ ،‬مشسستملة‬
‫على فصسسول وفسسروع ومسسسائل غالبسسا‪ .‬والفصسسل معنسساه لغسسة‪ :‬الحسساجز بيسسن الشسسيئين‪.‬‬
‫واصطلحا‪ :‬اسم للفاظ مخصوصة مشتملة على فروع ومسائل غالبا‪ .‬والفرع لغة‪:‬‬
‫ما انبنى على غيره‪ ،‬ويقابله الصل‪ .‬واصطلحا‪ :‬اسسسم للفسساظ مخصوصسسة مشستملة‬
‫على مسائل غالبا‪ .‬والمسألة لغة‪ :‬السؤال‪ .‬واصطلحا‪ :‬مطلوب خبري يبرهن عليسسه‬
‫في العلم‪ .‬والحاصل عندهم لفظ كتاب‪ ،‬وهو لغة‪ :‬الضم والجمسسع‪ .‬واصسسطلحا‪ :‬اسسسم‬
‫لجملة مخصوصة مشتملة على أبواب وفصول وفروع ومسسسائل غالبسسا‪ .‬ولفسسظ بسساب‬
‫ولفظ فصل ولفظ فرع ولفظ مسألة‪ ،‬ومعانيهسسا مسسا ذكسسر‪ .‬وعنسسدهم أيضسسا لفسسظ تنسسبيه‪،‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬اليقاظ‪ .‬واصطلحا‪ :‬عنوان البحث اللحق الذي تقدمت لسسه إشسسارة فسسي‬
‫الكلم السسسابق بحيسسث يفهسسم منسسه إجمسسال‪ .‬ولفسسظ خاتمسسة‪ ،‬وهسسي لغسسة‪ :‬آخسسر الشسسئ‪.‬‬
‫واصطلحا‪ :‬اسم للفاظ مخصوصة جعلت آخر كتاب أو باب‪ .‬ولفظ تتمة‪ :‬وهي مسسا‬
‫تمم به الكتاب أو الباب وهو قريب من معنى الخاتمة‪ .‬واعلم‪ ،‬رحمك ال تعالى‪ ،‬أن‬
‫الغرض من بعثة الرسول عليه الصلة والسلم انتظسسام أحسسوال الخلسسق فسسي المعسساش‬
‫والمعاد‪ ،‬ول تنتظم أحوالهم إل بكمال قسسواهم الدراكيسسة وقسسواهم الشسسهوانية وقسسواهم‬
‫الغضبية‪ .‬فوضعوا لكمال قواهم الدراكية ربع العبادات‪ ،‬ولقواهم الشهوانية البطنية‬
‫ربسسع المعسساملت‪ ،‬ولقسسواهم الشسسهوانية الفرجيسسة ربسسع النكسساح‪ ،‬ولقسسواهم الشسسهوانية‬
‫الغضسسبية ربسسع الجنايسسات‪ ،‬وختموهسسا بسسالعتق رجسساء العتسسق مسسن النسسار‪ .‬وقسسدموا ربسسع‬
‫العبادات لشرفها بتعلقها بالخالق‪ ،‬ثم المعلمات لنها أكثر وقوعا‪ .‬ورتبوا العبسسادات‬
‫على ترتيب حديث‪ :‬بني السلم على خمس‪ ...‬الحديث‪ .‬وإنما بدأ كتسسابه بالصسسلة ‪-‬‬
‫وخالف المتقدمين والمتأخيرين في تقديمهم في كتبهم كتاب الطهارة وما يتعلسسق بهسسا‬
‫من وسائلها ومقاصدها ‪ -‬اهتماما بها‪ ،‬إذ هسسي أهسسم أحكسسام الشسسرع وأفضسسل عبسسادات‬
‫البدن بعد الشهادتين‪) .‬قوله‪ :‬شرعا أقوال وأفعال الخ( واعترض هذا التعريسسف بسسأنه‬
‫غير مانع لدخول سجدتي التلوة والشكر مع أنهما ليسا مسسن أنسسواع الصسسلة‪ ،‬وغيسسر‬
‫جامع لخروج صلة الخرس والمريض والمربسسوط علسسى خشسسبة‪ ،‬فإنهسسا أقسسوال مسسن‬
‫غير أفعال في الخرين‪ ،‬وأفعال من غير أقوال في الول‪ .‬وأجيسسب عسسن الول بسسأن‬
‫المراد بالفعال المخصوصسسة مسسا يشسسمل الركسسوع والعتسسدال‪ ،‬فيخرجسسان حينئذ بقيسسد‬
‫مخصوصة‪ .‬وأجيب عن الثاني بأن المراد بقوله‪ :‬أقوال وأفعال ما يشسسمل الحكميسسة‪،‬‬
‫أو يقسسال‪ :‬إن صسسلة مسسن ذكسسر نسسادرة فل تسسرد عليسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسميت( أي القسسوال‬
‫والفعال وقوله‪ :‬بذلك أي بلفسسظ الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬خمسسس( وذلسسك لخسسبر الصسسحيحين‪:‬‬
‫فرض ال على أمتي ليلة السراء خمسين صلة‪ ،‬فلم أزل أراجعه‬

‫] ‪[ 30‬‬
‫وأسأله التخفيف حتى جعلها خمسسسا فسسي كسسل يسسوم وليلسسة‪ ،‬وقسسوله عليسسه الصسسلة‬
‫والسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن‪ :‬أخبرهم أن ال قد فسسرض عليهسسم خمسسس صسسلوات‬
‫في كل يوم وليلة‪ .‬والحكمة في كون المكتوبات سبع عشسرة ركعسة أن زمسن اليقظسسة‬
‫من اليوم والليلة سبع عشرة ساعة غالبا‪ ،‬اثنا عشر في النهار‪ ،‬ونحو ثلث سسساعات‬
‫من الغروب‪ ،‬وساعتين من قبيل الفجر‪ ،‬فجعل لكل ساعة ركعة جبرا لمسسا يقسسع فيهسسا‬
‫من التقصير‪) .‬قوله‪ :‬ولم تجتمع هذه الخمس لغير نبينا محمد( أي بل كسسانت متفرقسسة‬
‫في النبيسساء‪ .‬فالصسسبح صسسلة آدم‪ ،‬والظهسسر صسسلة داود‪ ،‬والعصسسر صسسلة سسسليمان‪،‬‬
‫والمغرب صلة يعقوب‪ ،‬والعشاء صلة يسسونس‪ ،‬كمسسا سسسيذكره الشسسارح فسسي مبحسسث‬
‫أوقات الصلة عن الرافعي‪) .‬قسسوله‪ :‬وفرضسست ليلسسة السسسراء( والحكمسسة فسسي وقسسوع‬
‫فرضها تلك الليلة أنه )ص( لما قدس ظاهرا وباطنا‪ ،‬حيث غسل بماء زمزم‪ ،‬وملئ‬
‫باليمان والحكمة‪ ،‬ومسن شسسأن الصسسلة أن يتقسسدمها الطهسسر‪ ،‬ناسسب ذلسك أن تفسسرض‬
‫فيها‪ .‬ولم تكن قبل السراء صلة مفروضة إل ما وقع المر به من قيسسام الليسسل مسسن‬
‫غير تحديد‪ .‬وذهب بعضهم إلى أنهسسا كسسانت مفروضسسة‪ ،‬ركعسستين بالغسسداة‪ ،‬وركعسستين‬
‫بالعشي‪ .‬ونقل الشافعي عن بعض أهسسل العلسسم أنهسسا كسسانت مفروضسسة ثسسم نسسسخت‪ .‬ا‍ه‬
‫بجيرمي بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬لعدم العلم بكيفيتها( أي وأصل الوجوب كسسان معلقسسا علسسى‬
‫العلم بالكيفية‪ .‬وهنا توجيه آخر لعدم وجوب صبح ذلك اليوم‪ ،‬وهو أن الخمسسس إنمسسا‬
‫وجبت على وجه البتسسداء بسسالظهر‪ ،‬أي أنهسسا وجبسست مسسن ظهسسر ذلسسك اليسسوم‪ .‬ا‍ه سسسم‬
‫بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬إنما تجب المكتوبة( شروع في بيان من تجسسب عليسسه الصسسلة ومسسا‬
‫يترتب عليه إذا تركها‪) .‬قوله‪ :‬على كل مسلم( أي ولو فيمسسا مضسسى‪ ،‬فسسدخل المرتسسد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي بالغ( سواء كان بالسن‪ ،‬أو بالحتلم‪ ،‬أو بالحيض‪) .‬قوله‪ :‬فل تجب على‬
‫كافر( تفريع على المفهوم‪ ،‬والمنفي إنما هو وجوب المطالبة منا بها فسسي السسدنيا‪ ،‬فل‬
‫ينافي أنها تجب عليه وجوب عقاب عليها في الدار الخرة عقابا زائدا علسسى عقسساب‬
‫الكفر لنه مخاطب بفروع الشريعة‪ ،‬وذلك لتمكنه منها بالسلم‪ ،‬ولنص‪) * :‬لم نسسك‬
‫من المصلين( * وإنما لم يجب القضاء عليه إذا أسلم ترغيبا له في السلم‪ ،‬ولقسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قسسد سسسلف( * )قسسوله‪ :‬بل تعسسد( قيسسد‬
‫في المجنون والمغمى عليه والسكران‪ ،‬وإن كان ظاهر كلمه أنه قيسسد فسسي الخيسسر‪،‬‬
‫فسسإن حصسسل منهسسم تعسسد وجسسب عليهسسم قضسساؤها‪ ،‬لنهسسم بتعسسديهم صسساروا فسسي حكسسم‬
‫المكلفين‪ ،‬فكأنه توجه عليهم الداء فوجب القضاء نظرا لذلك‪) .‬قوله‪ :‬بل تجب على‬
‫مرتسد( أي فيلزمسسه قضساء مسسا فساته فيهسسا بعسد إسسسلمه تغليظسا عليسه‪ ،‬ولنسه التزمهسسا‬
‫بالسلم‪ ،‬فل تسقط عنه بالجحود كحق الدمي‪) .‬قوله‪ :‬ومتعد بسسسكر( أي أو جنسسون‬
‫أو إغماء‪ ،‬لما تقدم آنفا‪) .‬قوله‪ :‬ويقتل إلخ( لخبر الصحيحين أنه )ص( قسسال‪ :‬أمسسرت‬
‫أن أقاتسسل النسساس حسستى يشسسهدوا أن ل إلسسه إل الس وأن محمسسدا رسسسول السس‪ ،‬ويقيمسسوا‬
‫الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة‪ ،‬فسإذا فعلسوا ذلسك عصسموا منسي دمساءهم وأمسوالهم إل بحسق‬
‫السلم‪ ،‬وحسابهم على ال‪ .‬واعلم أن الفقهاء اختلفوا في موضسسع ذكسسر حكسسم تسسارك‬
‫الصلة‪ ،‬فمنهم من ذكره عقب فصل المرتد‪ ،‬لمناسبته له من جهة أنسسه يكسسون حكمسسه‬
‫حكم المرتد إذا تركها جاحدا لوجوبها‪ .‬ومنهم من ذكره عقب الجنائز‪ ،‬لمناسسسبته لهسسا‬
‫من جهة أنه إذا قتل يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين‪ ،‬إن كسسان‬
‫تركها كسل‪ .‬وهذه المور تذكر في الجنائز‪ .‬ومنهم من ذكسسره قبلهسسا‪ ،‬كسسالنووي فسسي‬
‫منهاجه‪ ،‬وكشيخ السلم في منهجسه‪ ،‬ليكسون كالخاتمسة لكتساب الصسلة‪ .‬ومنهسم مسن‬
‫ذكره قبل الذان‪ ،‬لمناسبة ذكر حكم تركها الذي هو التحريم‪ ،‬بعسسد ذكسسر حكسسم فعلهسسا‬
‫الذي هو الوجوب‪ .‬والمؤلف رحمه ال تعالى اختار هذا الخير لما ذكر‪.‬‬

‫] ‪[ 31‬‬
‫وقوله‪ :‬أي المسلم أي سواء كان عالما أو جاهل غير معذور بجهله لكونه بين‬
‫أظهرنا‪) .‬قوله‪ :‬حدا( أي يقتل حال كون قتله حدا‪ ،‬أي ل كفرا‪ .‬واستشكل كونه حسسدا‬
‫بأن القتل يسقط بالتوبة والحدود ل تسسسقط بالتوبسسة‪ .‬وأجيسسب بسسأن المقصسسود مسسن هسسذا‬
‫القتل الحمل على أداء ما توجه عليه من الحسسق وهسسو الصسسلة‪ ،‬فسسإذا أداه بسسأن صسسلى‬
‫سقط لحصول المقصود‪ ،‬بخلف سائر الحدود فإنها وضسسعت عقوبسسة علسسى معصسسية‬
‫سابقة فل تسقط بالتوبة‪ .‬وقسوله‪ :‬بضسرب عنقسه‪ ،‬أي بنحسسو السسيف‪ .‬ول يجسوز قتلسسه‬
‫بغير ذلك‪ ،‬لخبر‪ :‬إذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ .‬واعلم أنه إذا قتل مسسن ذكسسر يكسسون حكمسسه‬
‫حكم المسسسلمين فسسي الغسسسل والتكفيسسن والصسسلة عليسسه والسسدفن فسسي مقسسابر المسسسلمين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي المكتوبة( ومثسسل تسسرك المكتوبسسة تسسرك الطهسسارة لهسسا‪ ،‬لن تسسرك الطهسسارة‬
‫بمنزلة ترك الصلة‪ .‬ومثل الطهارة الركان وسائر الشروط التي ل خلف فيهسسا أو‬
‫فيها خلف واه‪ ،‬بخلف القوي‪ .‬فلو ترك النية في الوضوء أو الغسل أو مس السسذكر‬
‫أو لمس المرأة وصلى متعمدا لم يقتسسل‪ ،‬كمسسا لسسو تسسرك فاقسسد الطهسسورين الصسسلة لن‬
‫جواز صلته مختلف فيه‪) .‬قوله‪ :‬عامدا( خسسرج بسسه مسسا إذا أخرجهسسا ناسسسيا فل يقتسسل‬
‫لعذره‪ ،‬ومثل النسيان‪ :‬ما لو أبدى عذرا في التأخير كشدة برد أو جهل يعسسذر بسسه أو‬
‫نحوهما من العذار الصحيحة أو الباطلة‪) .‬قوله‪ :‬عن وقت جمع لهسسا( أي فل يقتسسل‬
‫بالظهر حتى تغرب الشمس‪ ،‬ول بالمغرب حتى يطلع الفجر‪ ،‬هذا إن كان لهسسا وقسست‬
‫جمع وإل فيقتل بخروج وقتها‪ ،‬كالصبح فإنه يقتل فيها بطلوع الشمس‪ ،‬وفي العصر‬
‫بغروبها‪ ،‬وفي العشاء بطلوع الفجر‪ ،‬فيطالب بأدائها إن ضاق الوقت ويتوعد بالقتل‬
‫إن أخرجها عن وقتها بأن نقول له عند ضيق الوقت‪ :‬صل فإن صليت تركنسساك وإن‬
‫أخرجتها عن الوقت قتلناك‪ .‬وظاهر أن المراد بوقت الجمع في الجمعة ضيق وقتها‬
‫عن أقل ممكن من الخطبة والصلة لن وقت العصر ليس وقتا لها‪) .‬قوله‪ :‬إن كسسان‬
‫كسل( أي يقتل حدا إن كان إخراجه لها كسل أي تهاونا وتسسساهل بهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع‬
‫اعتقاد وجوبها سيأتي محترزه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يتب( أي بأن لسم يمتثسسل أمسر المسسام أو‬
‫نائبه ولم يصل‪ .‬وقوله‪ :‬بعد الستتابة أي بعد طلب التوبة منه‪ .‬واختلسسف فيهسسا‪ ،‬فقيسسل‬
‫إنها مندوبة‪ ،‬وقيل إنها واجبسسة‪ ،‬والمعتمسسد الول‪ .‬ويفسسرق بينسسه وبيسسن المرتسسد‪ ،‬حيسسث‬
‫وجبت اسستتابته بسأن تركهسا فيسه يسوجب تخليسده فسي النسار ‪ -‬إجماعسا ‪ -‬بخلف هسذا‬
‫ويوجد في بعض النسخ الخطية بعد قوله الستتابة ما نصه‪ :‬ندبا‪ ،‬وقيل واجبا‪ ،‬وهو‬
‫الموافق لقوله بعد‪ :‬وعلى ندب الخ‪) .‬قوله‪ :‬وعلى ندب الستتابة ل يضمن الخ( قال‬
‫سم‪ :‬مفهومه أن يضمنه على الوجوب‪ .‬ثم نقل عبارة شرح البهجسسة واسسستظهر منهسسا‬
‫عدم الضمان ‪ -‬حتى على القول بالوجوب ‪ -‬لنه استحق القتل‪ ،‬فهسسو مهسسدر بالنسسسبة‬
‫لقاتله الذي ليس هو مثله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويقتل( أي تارك الصلة‪ .‬فالضمير يعود علسسى‬
‫معلوم من المقام‪ ،‬ويصح عوده على المسسسلم المتقسسدم‪ .‬ووصسسفه بالسسسلم مسسع الحكسسم‬
‫عليه بالكفر بسبب جحده وجوبها باعتبار ما كان‪ .‬وقسسوله‪ :‬كفسسرا‪ ،‬أي لكفسسره بجحسسده‬
‫وجوبها فقط‪ ،‬ل به مع الترك‪ .‬إذ الجحد وحده مقتض للكفر لنكسساره مسسا هسسو معلسسوم‬
‫من الدين بالضرورة‪ .‬وقوله‪ :‬إن تركها أي بأن لم يصسسلها حسستى خسسرج وقتهسسا‪ ،‬أولسسم‬
‫يصلها أصل‪) .‬وقوله‪ :‬جاحدا وجوبها( مثله جحد وجوب ركن مجمع عليه منها‪ ،‬أو‬
‫فيه خلف واه‪) .‬قوله‪ :‬فل يغسل ول يصلى عليه( أي ول يدفن في مقابر المسسسلمين‬
‫لكونه كافرا‪) .‬قوله‪ :‬ويبادر من مر( أي المسلم المكلف الطسساهر‪ .‬وقسسوله‪ :‬بفسسائت أي‬
‫بقضائه‪) .‬قوله‪ :‬والذي يظهر أنه( أي من عليه فوائت فاتته بغير عذر‪.‬‬

‫] ‪[ 32‬‬
‫)قوله‪ :‬ما عدا ما يحتاج لصرفه فيما ل بد لسسه منسسه( كنحسسو نسسوم‪ ،‬أو مؤنسسة مسسن‬
‫تلزمه مؤنته‪ ،‬أو فعل واجسب آخسر مضسيق يخشسى فسسوته‪) .‬قسسوله‪ :‬وأنسه يحسسرم عليسه‬
‫التطوع( أي مع صحته‪ ،‬خلفا للزركشي‪) .‬قوله‪ :‬ويبسسادر بسسه( أي بالقضسساء وقسسوله‪:‬‬
‫إن فات أي الفائت‪) .‬قوله‪ :‬كنوم لم يتعد به( بخلف ما إذا تعدى‪ ،‬بأن نام في الوقت‬
‫وظن عدم الستيقاظ‪ ،‬أو شك فيه‪ ،‬فل يكون عذرا‪ .‬وقوله‪ :‬ونسيان كذلك أي لم يتعد‬
‫به‪ ،‬وأما إن تعدى به بأن نشسسأ عسسن منهسسي عنسسه ‪ -‬كلعسسب شسسطرنج مثل ‪ -‬فل يكسسون‬
‫عذرا‪) .‬قوله‪ :‬ويسن ترتيبه( أي إن فات بعذر‪ ،‬بسسدليل قسسوله‪ :‬بعسسد‪ ،‬ويجسسب تقسسديم مسسا‬
‫فات بغير عذر على ما فات بعذر‪ ،‬وكان عليه أن يذكر هذا القيد هنا كما ذكره فيمسسا‬
‫بعد‪ .‬والتقييد بما ذكر هو ما جرى عليه شيخه ابن حجر‪ .‬واعتمد م ر سسسنية ترتيسسب‬
‫الفوائت مطلقا‪ ،‬فاتت كلها بعذر أو بغيسسره‪ ،‬أو بعضسسها بعسسذر وبعضسسها بغيسسر عسسذر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتقديمه( أي ويسن تقديمه‪ ،‬أي الفائت‪ ،‬لحديث الخندق‪ :‬أنه )ص( صلى يسوم‬
‫العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب‪) .‬قوله‪ :‬إن فات بعذر( راجع‬
‫لسنية التقديم‪ ،‬وسيذكر محترزه‪ .‬وقوله‪ :‬وإن خشسي فسسوت جماعتهسا‪ ،‬أي الحاضسسرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما إذا خاف فوت الحاضرة إلخ( قال في النهاية‪ :‬وتعسسبيره بسسالفوات يقتضسسي‬
‫استحباب الترتيب أيضا إذا أمكنه إدراك ركعسسة مسسن الحاضسسرة لنهسسا لسسم تفسست‪ .‬وبسسه‬
‫جزم في الكفاية‪ ،‬واقتضاه كلم المحرر والتحقيق والروض‪ ،‬وأفتى به الوالد رحمه‬
‫ال تعالى للخروج من خلف وجوب الترتيب‪ ،‬إذ هو خلف في الصحة كمسسا تقسسدم‪،‬‬
‫وإن قال السنوي أن فيه نظرا لما فيه من إخراج بعض الصلة عسسن السسوقت‪ ،‬وهسسو‬
‫ممتنع‪ .‬والجواب عن ذلك أن محل تحريم إخراج بعضها عسن وقتهسا فسي غيسر هسسذه‬
‫الصورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن يقع بعضها إلسسخ( صسورة فسوت الحاضسرة بوقسسوع بعضسها‬
‫وإن قل خسارج السوقت‪ .‬وهسو مسا جسرى عليسه ابسن حجسر‪ ،‬وخلف مسا جسرى عليسه‬
‫الرملي كما يعلم من عبارته السابقة‪ .‬والحاصل‪ :‬إذا علم لو قدم الفائتة يخرج بعسسض‬
‫الحاضرة عن الوقت لزمه تقديم الحاضرة عند ابسن حجسسر‪ ،‬لحرمسة إخسسراج بعضسها‬
‫عن الوقت‪ ،‬واسسستحب لسسه تقسسديم الفائتسسة عنسسد م ر‪ ،‬للخسسروج مسسن خلف مسسن أوجسسب‬
‫الترتيب‪ .‬وإذا علم أنه لو قدمها يدرك دون ركعة من الحاضرة في الوقت فباتفاقهما‬
‫يجب تقديم الحاضرة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن فقسسد السسترتيب( يفيسسد فيمسسن فسساته الظهسسر والعصسسر‬
‫بعذر‪ ،‬والمغرب والعشاء بغير عذر‪ ،‬وجوب تقديم الخيرين عليهما‪ .‬وهسسو مخسسالف‬
‫لما مشى عليه الرملي من استحباب‬

‫] ‪[ 33‬‬
‫تقديم الول فالول مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬لنه سنة والبسسدار واجسسب( القسسائل باسسستحبابه‬
‫مطلقا يقول‪ :‬الترتيب المطلوب ل ينافي البدار لنه مشتغل بالعبسسادة وغيسسر مقصسسر‪،‬‬
‫كما أن تقديم راتبة المقضية القبلية عليها ل ينافي البدار الواجب‪) .‬قوله‪ :‬تنسسبيه‪ :‬مسسن‬
‫مات إلخ( ذكر الشارح هذا المبحث في بسساب الصسسوم بأبسسسط ممسسا هنسسا‪ ،‬ويحسسسن أن‬
‫نذكره هنا تعجيل للفائدة‪ .‬ونص عبارته هناك‪) :‬فسسائدة( مسسن مسسات وعليسسه صسسلة فل‬
‫قضاء ول فدية‪ .‬وفسسي قسول ‪ -‬كجمسسع مجتهسدين ‪ -‬أنهسا تقضسى عنسه لخسسبر البخسساري‬
‫وغيره‪ ،‬ومن ثم اختاره جمع من أئمتنا‪ ،‬وفعل به السبكي عن بعسسض أقسساربه‪ .‬ونقسسل‬
‫ابن برهان عن القديم أنه يلزم الولي إن خلف تركة أن يصلى عنه‪ ،‬كالصسسوم‪ .‬وفسسي‬
‫وجه ‪ -‬عليه كثيرون من أصحابنا ‪ -‬أنسسه يطعسسم عسسن كسسل صسسلة مسسدا‪ .‬وقسسال المحسسب‬
‫الطسسبري‪ :‬يصسل للميست كسل عبسسادة تفعسسل‪ ،‬واجبسة أو مندوبسة‪ .‬وفسي شسرح المختسار‬
‫لمسسؤلفه‪ :‬مسسذهب أهسسل السسسنة‪ ،‬أن للنسسسان أن يجعسسل ثسسواب عملسسه وصسسلته لغيسسره‬
‫ويصله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لم تقض ولم تفد عنه وعند المام أبسسي حنيفسسة رضسسي الس عنسسه‪:‬‬
‫تفدى عنه إذا أوصى بها ول تقضى عنه‪ .‬ونص عبارة الدر مع الصل‪ :‬ولسسو مسسات‬
‫وعليه صلوات فائتة‪ ،‬وأوصى بالكفارة‪ ،‬يعطسسى لكسسل صسسلة نصسسف صسساع مسسن بسسر‬
‫كالفطرة‪ ،‬وكذا حكم الوتر والصوم‪ .‬وإنما يعطى من ثلث ماله‪ ،‬ولسسو لسسم يسسترك مسسال‬
‫يستقرض وارثه نصف صاع مثل ويدفعه للفقير ثم يسدفعه الفقيسسر للسسوارث‪ ،‬ثسسم وثسسم‬
‫حتى يتم‪ .‬ولو قضاها وارثه بأمره لسسم يجسسز لنهسسا عبسسادة بدنيسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتسسب العلمسسة‬
‫الشامي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬يستقرض وارثه نصف صاع أي أو قيمسسة ذلسسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بأن صار يأكل إلخ( هذا أحسن ما قيل في ضسسابط المميسسز‪ .‬وقيسسل‪ :‬أن يعسسرف يمينسسه‬
‫من شماله‪ .‬وقيل‪ :‬أن يفهم الخطاب ويرد الجواب‪ .‬والمراد بمعرفة يمينه من شسسماله‬
‫معرفة ما يضره وينفعه‪ .‬ويوافق التفسير الثاني خبر أبي دواد أنه )ص( سئل‪ :‬متى‬
‫يؤمر الصبي بالصلة ؟ فقال‪ :‬إذا عرف يمينه من شماله‪ .‬أي ما يضره ممسسا ينفعسسه‪.‬‬
‫ا‍ه ع ش بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬أي يجب على كل من أبويه وإن عل( أي ولو مسسن جهسسة‬
‫الم‪ .‬والوجسسوب كفسسائي فيسسسقط بفعسسل أحسسدهما‪ :‬لنسسه مسسن المسسر بسسالمعروف‪ ،‬ولسسذا‬
‫خوطبت به الم ول ولية لها‪) .‬قوله‪ :‬التهديسسد( أي إن احتيسسج إليسسه‪ .‬ا‍ه سسسم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫غير مبرح( بكسر الراء المشددة‪ ،‬أي مؤلم‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي وإن كثر‪ .‬خلفا لما نقسسل‬
‫عن ابن سريج من أنه ل يضرب فوق ثلث ضربات‪ ،‬أخذا من حديث‪ :‬غط جبريل‬
‫للنبي )ص( ثلث مرات في ابتداء الوحي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو لم يفد إل المبرح تركهمسسا وفاقسسا‬
‫لبن عبد السلم‪ ،‬وخلفا لقول البلقيني‪ :‬يفعل غير المبرح‬

‫] ‪[ 34‬‬
‫كالحسسد‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وبحسسث الذرعسسي إلسسخ( عبسسارة التحفسسة‪ :‬نعسسم‪ ،‬بحسسث‬
‫الذرعي في قن صغير ل يعرف إسسسلمه أنسسه ل يسسؤمر بهسسا‪ ،‬أي وجوبسسا‪ ،‬لحتمسسال‬
‫كفره‪ ،‬ول ينهى عنها لعسسدم تحقسسق كفسسره‪ .‬والوجسسه نسسدب أمسسره ليألفهسسا بعسسد البلسسوغ‪.‬‬
‫واحتمسسال كفسسره إنمسسا يمنسسع الوجسسوب فقسسط‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي ع ش مسسا نصسسه‪ :‬قسسال الشسسهاب‬
‫الرملي في حواشي شرح الروض‪ :‬إنه يجب أمره بها نظرا لظاهر السسسلم‪ .‬ومثلسسه‬
‫في الخطيب على المنهاج‪ .‬أي ثم إن كان مسلما في نفس المر صحت صسسلته وإل‬
‫فل‪ .‬وينبغي أيضا أنه ل يصح القتسسداء بسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن أبسسى القيسساس ذلسسك‪ .‬أي‬
‫ندب المر‪ ،‬لنه كافر احتمال‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أيضا على مسسن مسسر( أي مسسن البسسوين‬
‫والوصي ومالسسك الرقيسسق‪ ،‬ومثلهسسم الملتقسسط والمسسودع والمسسستعير‪ ،‬فالمسسام فصسسلحاء‬
‫المسلمين‪) .‬قوله‪ :‬وتعليمه الواجبسسات( أي كالصسسلة والصسسوم والزكسساة والحسسج‪ ،‬ومسسا‬
‫يتعلق بها مسسن الركسسان والشسسروط‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو سسسنة كسسسواك( وخسسالف فسسي شسسرح‬
‫الروض عن المهمات في ذلك فقال‪ :‬المسسراد بالشسسرائع مسسا كسسان فسسي معنسسى الطهسسارة‬
‫والصلة كالصوم ونحوه‪ ،‬لنه المضروب على تركه‪ .‬وذكسسر نحسسوه الزركشسسي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ثم رأيت في شرح العباب ذكر أن ظاهر كلم القمولي الضرب على السنن‪ .‬ا‍ه سسسم‬
‫بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وجوب ما مر( أي من المر والضرب على من مر‪ ،‬أي كسسل مسسن‬
‫البوين‪ ،‬إلخ‪) .‬قوله‪ :‬في ماله( أي الصبي‪ ،‬ول يجب ذلك على الب والم‪ .‬ومعنسسى‬
‫أن الوجوب في ماله ثبوتها في ذمته ووجوب إخراجهسسا مسسن مسساله علسسى وليسسه‪ ،‬فسسإن‬
‫بقيت إلى كماله لزمه إخراجها وإن تلف المال‪) .‬قوله‪ :‬ذكر السمعاني إلسسخ( حاصسسل‬
‫ما ذكره أنه يجسسب علسسى البسسوين مسسا مسسر‪ ،‬أي مسسن نحسسو التعليسسم والضسسرب للزوجسسة‬
‫الصغيرة‪ ،‬فإن فقدا فالوجوب على الزوج‪) .‬قوله‪ :‬وبه إلخ( أي وبوجسسوب الضسسرب‪،‬‬
‫ولو في الزوجة الكبيرة‪ ،‬صرح جمال السلم البزري‪ ،‬قسسال فسسي التحفسسة فسسي فصسسل‬
‫التعزيز‪ :‬وبحث ابن البزري ‪ -‬بكسر الموحدة ‪ -‬أنه يلزمه أمر زوجته بالصسسلة فسسي‬
‫أوقاتها وضربها عليها‪ .‬وهو متجه حتى في وجوب ضرب المكلفسسة‪ ،‬لكسسن ل مطلقسسا‬
‫بل إن توقف الفعل عليه ولم يخش أن يترتب عليه مشسسوش للعشسسرة يعسسسر تسسداركه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يخش نشوزا( قال في شرح العباب‪ :‬بخلف ما لو خشسي ذلسسك لمسسا‬
‫فيه من الضرر عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأطلق الزركشي الندب( أي أنه جرى علسسى نسسدب‬
‫ضربها مطلقا‬
‫] ‪[ 35‬‬
‫خشي نشوزا أم ل‪) .‬قوله‪ :‬وأول واجسسب إلسسخ( يعنسسي أن أول مسسا يجسسب تعليمسسه‬
‫للصبي أن نبينا )ص( إلخ‪ ،‬ويكون ذلك مقدما على المر بالصلة‪ .‬قال فسسي التحفسسة‪:‬‬
‫يجب تعليمه ما يضسسطر إلسسى معرفتسسه مسسن المسسور الضسسرورية السستي يكفسسر جاحسسدها‬
‫ويشترك فيها العام والخاص‪ ،‬ومنها أن النبي )ص( بعث بمكة ودفن بالمدينسسة‪ ،‬كسسذا‬
‫اقتصروا عليهما‪ .‬وكأن وجهه أن إنكار أحدهما كفر‪ ،‬لكن ل ينحصر المسسر فيهمسسا‪.‬‬
‫وحينئذ فل بسد أن يسذكر لسسه مسن أوصسافه )ص( الظساهرة المتسواترة مسسا يميسزه ولسو‬
‫بوجه‪ ،‬ثم ذينك‪ .‬وأما مجرد الحكم بهما قبل تمييسسزه بسسوجه فغيسسر مفيسسد‪ ،‬فيجسسب بيسسان‬
‫النبوة والرسالة وأن محمدا الذي هو من قريش واسم أبيه كذا واسم أمه كسسذا وبعسسث‬
‫ودفن بكذا نبي ال ورسوله إلى الخلق كافة‪ .‬ويتعين أيضا ذكر لونه‪ ،‬ثسسم أمسسره بهسسا‪،‬‬
‫أي الصسسلة ولسسو قضسساء‪ .‬ا‍ه‪ .‬والحاصسسل‪ :‬يجسسب علسسى البسساء والمهسسات أن يعلمسسوا‬
‫أبناءهم جميع ما يجب على المكلف معرفته‪ ،‬كي يرسخ اليمان في قلوبهم ويعتادوا‬
‫الطاعات‪ ،‬كتعليمهم ما يجب لمولنا عزوجل‪ ،‬وما يستحيل‪ ،‬وما يجوز‪ .‬وجملة ذلك‬
‫إحدى وأربعون عقيدة فأولها الوجود‪ ،‬ويستحيل عليه العدم‪ .‬والثسساني القسسدم‪ ،‬ومعنسساه‬
‫ل أول لوجسسوده‪ ،‬ويسسستحيل عليسسه الحسسدوث‪ .‬والثسسالث البقسساء‪ ،‬ومعنسساه السسذي ل آخسسر‬
‫لوجوده‪ ،‬ويستحيل عليه الفناء‪ .‬والرابع مخالفته تعسسالى للحسسوادث فسسي ذاتسسه وصسسفاته‬
‫وأفعسساله‪ ،‬ويسسستحيل عليسسه المماثلسسة‪ .‬والخسسامس قيسسامه تعسسالى بسسالنفس‪ ،‬ومعنسساه عسسدم‬
‫احتياجه إلى ذات يقوم بها‪ ،‬ول إلى موجد يوجده‪ ،‬ويستحيل عليه أن ل يكون قائمسسا‬
‫بنفسه‪ .‬والسسادس الوحدانيسة‪ ،‬بمعنسى أنسه سسبحانه وتعسالى واحسد فسي ذاتسه وصسفاته‬
‫وأفعاله‪ ،‬ويستحيل عليسه التعسدد‪ .‬والسسابع القسدرة‪ ،‬ويسستحيل عليسه العجسز‪ .‬والثسامن‬
‫الرادة‪ ،‬ويستحيل عليه الكراهية‪ .‬والتاسع العلم‪ ،‬ويسسستحيل عليسسه الجهسسل‪ .‬والعاشسسر‬
‫الحيسساة‪ ،‬ويسسستحيل عليسه المسوت‪ .‬والحسسادي عشسر السسمع‪ ،‬ويسستحيل عليسه الصسسمم‪.‬‬
‫والثاني عشر البصر‪ ،‬ويستحيل عليه العمى‪ .‬والثالث عشسر الكلم‪ ،‬ويسستحيل عليسه‬
‫البكم‪ .‬والرابع عشر كونه قادرا‪ ،‬ويستحيل عليه كونه عاجزا‪ .‬والخامس عشر كونه‬
‫مريدا‪ ،‬ويستحيل عليه كونه مكرها‪ .‬والسادس عشسسر كسسونه عالمسسا‪ ،‬ويسسستحيل عليسسه‬
‫كونه جاهل‪ .‬والسابع عشر كونه حيسسا‪ ،‬ويسسستحيل عليسسه كسسونه ميتسسا‪ .‬والثسسامن عشسسر‬
‫كونه سميعا‪ ،‬ويستحيل عليه كسسونه أصسسم‪ .‬والتاسسسع عشسسر كسسونه بصسسيرا‪ ،‬ويسسستحيل‬
‫عليه كونه أعمى‪ .‬والعشرون كونه متكلما‪ ،‬ويستحيل عليه كونه أبكم‪ .‬فهذه أربعسسون‬
‫عشرون واجبة‪ ،‬وعشرون مستحيلة‪ ،‬والواحسسد والربعسسون الجسسائز فسسي حقسسه تعسسالى‬
‫وهو فعل كل ممكن أو تركسه‪ .‬وتعليمهسم مسا يجسب فسي حسق الرسسل عليهسم الصسلة‬
‫والسلم‪ ،‬ومسسا يسسستحيل‪ ،‬ومسسا يجسسوز‪ .‬وجملسسة ذلسسك تسسسع عقسسائد‪ .‬فسسالواجب‪ :‬الصسسدق‬
‫والمانة‪ ،‬والتبليغ‪ ،‬والفطانة‪ .‬والمستحيل‪ :‬الكذب‪ ،‬والخيانة‪ ،‬وكتمان شئ مما أمسسروا‬
‫بتبليغه‪ ،‬والبلدة‪ .‬والجائز في حقهم ما هو من العراض البشرية التي ل تؤدي إلى‬
‫نقص مراتبهسم العليسسة‪ ،‬كالكسسل والشسرب والجمساع والمسسرض الخفيسسف‪ .‬فهسم عليهسم‬
‫الصلة والسلم أكمل الناس عقل وعلمسسا‪ ،‬بعثهسسم ال س وأظهسسر صسسدقهم بسسالمعجزات‬
‫الظاهرة‪ ،‬فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده‪ .‬وتعليمهم أن ال سبحانه وتعسسالى بعسسث‬
‫النبي المي العربي القرشي الهاشمي سيدنا محمدا )ص( برسالته إلى كافة الخلسسق‪،‬‬
‫العرب والعجم والملئكة والنس والجن والجمادات‪ .‬وأن شريعته نسخت الشسسرائع‪،‬‬
‫وأن ال فضله على سائر المخلوقات‪ .‬ومنع صحة التوحيد بقسسول ل آلسسه إل السس‪ ،‬إل‬
‫إن أضاف الناطق إليه محمد رسول ال‪ .‬وألزم سبحانه وتعالى الخلسسق تصسسديقه فسسي‬
‫كل ما أخبر به عن ال عن أمور الدنيا والخرة‪ ،‬وتعليمهم أنه ولد بمكة وهاجر إلى‬
‫المدينة وتوفي فيها‪ ،‬وأنه أبيض مشرب بحمرة‪ ،‬وأنه أكمسسل النسساس خلقسسا‪ .‬وتعليمهسسم‬
‫نسبه )ص( من جهة أبيه وأمه‪ .‬وزاد بعضهم أولده‪ ،‬لنهم سادات المة‪ .‬فل ينبغي‬
‫للشخص أن يهملهم‪ ،‬وهم سبعة‪ :‬ثلثة ذكور وأربعسسة إنسساث‪ ،‬وترتيبهسم فسسي السسولدة‪:‬‬
‫القاسم وهو أول أولده )ص(‪ ،‬ثم زينب‪ ،‬ثم رقيه‪،‬‬

‫] ‪[ 36‬‬
‫ثم فاطمة‪ ،‬ثم أم كلثوم‪ ،‬ثم عبد ال وهو الملقب بالطاهر وبالطيب‪ ،‬وكلهسسم مسسن‬
‫سيدتنا خديخة رضي ال عنها‪ ،‬والسابع إبراهيم‪ ،‬وهو من مارية القبطية‪ .‬وقسسد نظسسم‬
‫بعضهم أسماء هم متوسسسل بهسسم‪ ،‬فقسسال‪ :‬يسسا ربنسسا بالقاسسسم ابسسن محمسسد فسسبزينب فرقيسسة‬
‫فبفاطمة فبأم كلثوم فبعسد الس ثسم بحسق إبراهيسم نجسي نساظمه فهسذه نبسذة مسن العقسائد‬
‫اللزمة‪ ،‬وقد تكفل بها علماء التوحيد‪ ،‬فيجب على من مر تعليسسم المميسسز ذلسسك حسستى‬
‫تكون نشأته على أكمل اليمان‪ ،‬وبال التوفيسسق‪ .‬فصسسل فسسي شسسروط الصسسلة أي فسسي‬
‫بيان الشروط المتوقف عليها صحة الصلة‪ .‬وهي جمع شرط بسسسكون السسراء‪ ،‬وهسسو‬
‫لغسسة‪ :‬تعليسسق أمسسر مسسستقبل بمثلسسه‪ ،‬أو إلسسزام الشسسئ والسستزامه‪ .‬وبفتحهسسا‪ ،‬العلمسسة‪.‬‬
‫واصطلحا‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم ول يلزم مسسن وجسسوده وجسسود‪ ،‬ول عسسدم لسسذاته‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬إذا علمسست ذلسسك تعلسسم أن قسسول الشسسارح‪ :‬الشسسرط مسسا يتوقسسف عليسسه صسسحة‬
‫الصلة وليس منها ليس معنى لغويا ول اصطلحيا له‪ ،‬وإنما هو بيان لمسسا يسسراد بسه‬
‫هنا ‪ -‬أي فسسي الصسسلة ‪ -‬وليسسس هسسذا مسسن شسسأن التعسساريف‪ .‬وقسسوله‪ :‬وليسسس منهسسا قيسسد‬
‫لخراج الركن‪) .‬قوله‪ :‬لنها أولى بالتقديم( أي لن الشروط أحق بالتقديم‪) .‬قوله‪ :‬إذ‬
‫الشرط إلخ( أي فهو مقدم طبعا فناسب أن يقدم وضعا‪ .‬واعلسسم أن الشسسروط قسسسمان‪:‬‬
‫قسم يعتبر قبل الشروع فيهسسا ويستصسسحب إلسسى آخرهسسا‪ ،‬وقسسسم يعتسسبر بعسسد الشسسروع‬
‫ويستصحب كترك الفعال وترك الكلم وترك الكل فقوله‪ :‬ما يجب تقديمه إلخ هسو‬
‫بالنظر للول )قوله‪ :‬شروط الصلة خمسة( وإنمسسا لسسم يعسسد مسسن شسسروطها السسسلم‪،‬‬
‫والتمييسسز‪ ،‬والعلسسم بفرضسسيتها‪ ،‬وكيفيتهسسا‪ ،‬وتمييسسز فرائضسسها مسن سسسننها‪ ،‬لنهسسا غيسسر‬
‫مختصة بالصلة‪ .‬وبعضهم عدها وجعل الشروط تسعة‪) .‬قوله‪ :‬الطهسسارة لغسسة إلسسخ(‬
‫أي بفتح الطاء‪ ،‬وأما بضمها فاسم لبقية الماء‪) .‬قوله‪ :‬النظافة( أي من القذار ‪ -‬ولو‬
‫طاهرة كالمخاط والبصاق ‪ -‬حسية كانت كالنجاس‪ ،‬أو معنوية كالعيوب من الحقسسد‬
‫والحسد وغيرهما‪) .‬وقوله‪ :‬والخلسوص مسن السدنس( عطسف تفسسير )قسوله‪ :‬وشسرعا‬
‫رفع المنع إلخ( اعلم أن الطهارة الشرعية لها‬

‫] ‪[ 37‬‬
‫وضعان‪ :‬وضع حقيقي‪ ،‬وهسسو إطلقهسسا علسسى الوصسسف المسسترتب علسسى الفعسسل‪،‬‬
‫وهو زوال المنع المترتب علسسى الحسسدث أو الخبسسث‪ .‬وإن شسئت قلسست‪ :‬ارتفسساع المنسسع‬
‫المترتب على ذلك‪ .‬ومجازي‪ :‬وهو إطلقها على الفعل‪ ،‬كتعريف الشارح فهسسو مسسن‬
‫إطلق اسم المسبب على السبب‪ .‬واعلم أنهم قسموها إلسسى قسسمين‪ ،‬عينيسة وحكميسة‪.‬‬
‫فالولى‪ :‬هي ما ل تجسساوز محسسل حلسسول موجبهسسا كغسسسل الخبسسث‪ ،‬والثانيسسة‪ :‬هسسي مسسا‬
‫تجاوز ما ذكر كالوضوء‪ ،‬فإنه يجاوز المحل الذي حسسل فيسسه المسسوجب وهسسو خسسروج‬
‫شئ من أحد السبيلين‪ .‬ولها وسائل أربع ومقاصد كسذلك‪ ،‬فسسالول‪ :‬المسساء‪ ،‬والسستراب‪،‬‬
‫والحجسسر‪ ،‬والسسدابغ‪ .‬والثانيسسة‪ :‬الوضسسوء‪ ،‬والغسسسل‪ ،‬والسستيمم‪ ،‬وإزالسسة النجاسسسة‪ .‬وأمسسا‬
‫الواني والجتهاد فهما من وسائل الوسائل فإطلق الوسيلة عليهمسسا مجسساز‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وهو ما يقع عليه اسم الماء( أي مسسا يطلسسق عليسسه اسسسم المسساء ل مصسساحبة قيسسد لزم‪،‬‬
‫فشمل المتغير كيثرا بما ل يضر‪ ،‬أو بمجاور كعسسود ودهسسن وقسسوله‪ :‬وإن رشسسح هسسذه‬
‫الغاية للرد على الرافعي حيسسث قسسال‪ :‬نسسازع فيسسه عامسسة الصسسحاب‪ ،‬وقسسالوا يسسسمونه‬
‫بخارا ورشحا ل ماء‪ .‬وفي جعله الرشح من البخار نظر‪ ،‬إذ هو مسسن المسساء ل منسسه‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بجعل من للتعليل‪ ،‬ومتعلق رشح محذوف‪ ،‬أي وإن رشح مسسن المسساء لجسسل‬
‫البخار وقوله‪ :‬المغلى بضم الميم وفتح اللم مسسن أغلسسى‪ ،‬أو بفتسسح الميسسم وكسسسر اللم‬
‫من غلي‪) .‬قوله‪ :‬أو استهلك فيه الخليط( أي بحيث ل يسلبه اسسسم المسساء‪ .‬والمسسستهلك‬
‫فيه الخليط هو الذي لم يغيره ذلك الخليط ل حسا ول تقسسديرا‪) .‬قسسوله‪ :‬أو قيسسد( بفتسسح‬
‫القاف وسكون الياء علسى أنسه مصسدر معطسوف علسى قسوله بل قيسد‪ ،‬أو بضسم أولسه‬
‫وكسر الياء المشددة على أنه فعل مبني للمجهسسول معطسسوف علسسى قسسوله وإن رشسسح‪.‬‬
‫قوله‪ :‬إل مقيدا( أي بإضافة كماء ورد‪ ،‬أو بصفة كماء دافسسق‪ ،‬أو بلم العهسسد كالمسساء‬
‫في قوله )ص(‪ :‬نعم‪ .‬إذا رأت الماء‪) .‬قوله‪ :‬غيسسر مسسستعمل فسسي فسسرض طهسسارة( أي‬
‫غير مؤدي به ما ل بد منه‪ .‬فالمراد بالفرض ما ل بد منسسه‪ ،‬أثسسم الشسسخص بسستركه أم‬
‫ل‪ ،‬عبادة كان أم ل‪ ،‬فشمل ماء وضسسوء الصسسبي ولسسو غيسسر مميسسز بسسأن وضسسأه وليسسه‬
‫للطواف فهو مستعمل لنه أدى به ما ل بد منه‪ ،‬وإن كان ل إثم عليه بتركه‪ .‬وشمل‬
‫أيضا ماء غسل الكافرة لتحل لحليلها المسلم لنه أدى به ما ل بد منه‪ ،‬وإن لسسم يكسسن‬
‫غسسسلها عبسسادة وقسسوله‪ :‬مسسن رفسسع حسسدث بيسسان لفسسرض والمسسراد برفسسع الحسسدث عنسسد‬
‫مستعمله‪ ،‬فشمل ماء وضوء الحنفي بل نية لنه استعمل في رفع حسسدث عنسسده‪ ،‬وإن‬
‫لم يرفع الحدث عندنا لعدم النية‪ .‬فقوله بعد‪ :‬ولو من طهر حنفسسي‪ .‬إشسسارة إلسسى ذلسسك‪.‬‬
‫وإنما لم يصح اقتداء الشافعي به إذا مس فرجسسه اعتبسسارا باعتقسساد المسسأموم لشسستراط‬
‫الرابطة‪ ،‬أي نية القتداء فسسي الصسسلة دون الطهسسارة واحتياطسسا فسسي البسابين‪ .‬ولسذا ل‬
‫يصح‬

‫] ‪[ 38‬‬
‫القتداء به إذا توضأ بل نية على الظهر‪ ،‬مع حكمنا علسسى مسسائه بالسسستعمال‪،‬‬
‫فننظر لمعتقده ونحكم باستعمال الماء‪ ،‬ولمعتقدنا ونحكم بعسسدم صسسحة وضسسوئه لعسسدم‬
‫نيته‪ .‬ول يخفى ما في ذلك من الحتياط‪ .‬وقسسوله‪ :‬ولسسو مسسن طهسسر إلسسخ أي ولسو كسسان‬
‫الستعمال للماء حصل من طهر حنفي‪ ،‬إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬أو صبي إلخ أي ولو كسسان مسسن‬
‫طهر صبي غير مميز‪ ،‬طهره وليه لجل أن يطوف به‪) .‬قوله‪ :‬ولو معفوا عنه( أي‬
‫كقليل دم أجنبي غير مغلظ‪ ،‬أو كثير من نحو براغيث وغير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬فعلسسم( أي‬
‫من تقييد المستعمل بكونه قليل‪ .‬وقوله‪ :‬أي وبعد فصله عن المحل وذلسسك لن المسساء‬
‫ما دام مترددا على العضو ل يثبت له حكم الستعمال‪ .‬واعلم أن شروط السسستعمال‬
‫أربعسة‪ ،‬تعلسم مسن كلمسه‪ :‬قلسة المساء واسستعماله فيمسا ل بسد منسه‪ ،‬وأن ينفصسل عسن‬
‫العضو‪ ،‬وعدم نية الغتراف في محلها وهو في الغسل بعد نيته‪ ،‬وعند مماسة الماء‬
‫لشئ من بدنه‪ .‬فلو نوى الغسل مسسن الجنابسسة ثسسم وضسسع كفسسه فسسي مسساء قليسسل ولسسم ينسسو‬
‫الغتراف صار مستعمل‪ .‬وفي الوضوء بعد غسل الوجه وعند إرادة غسل اليسسدين‪،‬‬
‫فلو لم ينو الغتراف حينئذ صار الماء مستعمل‪ .‬وفسسي ع ش مسسا نصسسه‪) :‬فسسائدة( لسسو‬
‫اغترف بإناء في يده فاتصلت يده بالماء الذي اغترف منه‪ ،‬فإن قصد الغسستراف أو‬
‫ما في معناه‪ ،‬كمل ء هذا الناء من الماء‪ ،‬فل استعمال‪ .‬وإن لسسم يقصسسد شسسيئا مطلقسسا‬
‫فهل يندفع الستعمال ؟ لن الناء قرينة على الغتراف دون رفع الحسسدث‪ ،‬كمسسا لسسو‬
‫أدخسسل يسسده بعسسد غسسسلة السسوجه الولسسى مسسن اعتمسساد التثليسسث‪ ،‬حيسسث ل يصسسير المسساء‬
‫مستعمل لقرينة اعتياد التثليث‪ ،‬أو يصير مستعمل‪ .‬ويفرق بأن العسسادة تسسوجب عسسدم‬
‫دخول وقت غسل اليد بخلفه هناك‪ ،‬فسسإن اليسسد دخلسست فسسي وقسست غسسسلها‪ .‬فيسسه نظسسر‬
‫ويتجه الثاني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كأن جاوز( مثال للمنفصل حكما وقوله‪ :‬منكب المتوضسسئ‬
‫أي أو جاوز صدر الجنب‪ ،‬كأن تقاذف الماء من رأسه إلى ساقه‪) .‬قوله‪ :‬ممسا يغلسسب‬
‫فيه التقاذف( بيان لنحو الصدر‪ ،‬أي من كل عضو يصل إليه الماء‬
‫] ‪[ 39‬‬
‫المتقاذف‪ ،‬أي المتطسساير‪ ،‬غالبسسا‪) .‬قسوله‪ :‬لسسو أدخسسل المتوضسسئ( أي أو الجنسسب‪،‬‬
‫بدليل قوله‪ :‬بعد نية الجنب‪ .‬ولو قال المتطهر لكسسان أولسسى‪ ،‬لشسسموله الجنسسب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بعد نية الجنب( متعلق بأدخل‪) .‬قوله‪ :‬أو تثليث إلخ( معطوف على نيسسة الجنسسب‪ ،‬أي‬
‫أو أدخل يده بعد تثليث إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬أو بعد الغسسسلة الولسسى معطسسوف علسسى بعسسد نيسسة‬
‫الجنب‪ ،‬والولى حذف بعد‪ ،‬فيكون معطوفا على تثليث‪ .‬وقوله‪ :‬إن قصسسد القتصسسار‬
‫عليها أي الولى قيد في الخير‪ .‬وقوله‪ :‬بل نية اغسستراف متعلسسق بأدخسسل أيضسسا‪ ،‬أي‬
‫بأن أدخلها بقصد غسلها في الناء وأطلق‪ .‬أما إذا نوى الغتراف‪ ،‬أي قصد إخراج‬
‫الماء من الناء ليرفع به الحدث خارجه‪ ،‬فل يصير الماء مستعمل‪ .‬ونية الغتراف‬
‫محلها قبل مماسة الماء فل يعتد بها بعدها‪) .‬قوله‪ :‬ول قصسسد( عطسسف علسسى بل نيسسة‬
‫اغتراف‪) .‬وقوله‪ :‬لغرض آخر أي غير التطهر بسسه خسسارج النسساء‪ ،‬بسسأن قصسسد بأخسسذ‬
‫المسساء شسسربه أو غسسسل إنسساء بسسه مثل‪ .‬وفسسي سسسم مسسا نصسسه )قسسوله‪ :‬لغسسرض آخسسر أي‬
‫كالشرب‪ ،‬بل قد يقال قصد أخذ الماء لغسسرض آخسسر مسسن إفسسراد نيسسة الغسستراف‪ ،‬لن‬
‫المراد بها أن يقصد بإدخال يده إخراج الماء أعم من أن يكون لغرض غير التطهسر‬
‫به خارج الناء أول‪ ،‬فليتأمل‪) .‬قوله‪ :‬صار مستعمل( جواب له‪ ،‬وإنما صسسار المسساء‬
‫مستعمل بسذلك لنتقسال المنسع إليسه وقسوله‪ :‬بالنسسبة لغيسر يسده أي مسن بقيسة أعضساء‬
‫الوضوء بالنسبة للمحدث‪ ،‬أو بقية البدن بالنسسسبة للجنسسب‪ .‬وقسسوله فلسسه أن يغسسسل إلسسخ‬
‫مرتب على محذوف‪ ،‬أي أما بالنسبة ليده فل يصسسير مسسستعمل‪ ،‬فلسسه أن يغسسسل إلسسخ‪.‬‬
‫يعني‪ :‬له إن لم يتم غسلها أن يغسل بقيتهسسا بمسسا فسسي كفسسه‪ ،‬لن المسساء مسسا دام مسسترددا‬
‫على العضو له حكم التطهير‪ .‬وقوله‪ :‬باقي ساعدها في الروض ما نصه‪ :‬فلو غسسسل‬
‫بما في كفه باقي يده ل غيرها أجزأه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وغير متغير إلسسخ( معطسسوف علسسى‬
‫غير مستعمل‪ .‬وقوله‪ :‬بحيث يمنع إلخ تصوير لكون التغير كثيرا‪ .‬وقوله‪ :‬بأن تغيسسر‬
‫أحد صفاته تصوير ثان له أيضا‪ ،‬أو تصوير لمنع إطلق اسسسم المسساء عليسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولو تقديريا( أي ولسو كسان التغيسر حاصسل بسالفرض والتقسدير ل بسالحس‪ ،‬وهسو مسا‬
‫يدرك بإحدى الحواس التي هي الشم والذوق والبصر‪ ،‬وذلك بأن يقسسع فسسي المسساء مسسا‬
‫يوافقه في جميع صفاته‪ ،‬كماء مستعمل‪ ،‬أو في بعضسسها كمسساء ورد منقطسسع الرائحسسة‬
‫وله لون وطعم أو أحدهما ولم يتغير المسساء بسسه‪ ،‬فيقسسدر حينئذ مخالفسسا وسسسطا‪ ،‬الطعسسم‬
‫طعم الرمان واللون لون العصير والريح ريح اللذن ‪ -‬بفتح السسذال المعجمسسة ‪ -‬فسسإذا‬
‫كان الواقع في الماء قدر رطل مثل من مسساء السسورد السذي ل ريسح لسسه ول طعسم ول‬
‫لون‪ ،‬نقول‪ :‬لو كان الواقع فيه قدر رطل من مسساء الرمسسان هسسل يغيسسر طعمسسه أم ل ؟‬
‫فإن قالوا‪ :‬يغيره‪ .‬انتفت الطهورية‪ .‬وإن قالوا ل يغيسسره‪ .‬نقسسول‪ :‬لسسو كسسان الواقسسع فيسسه‬
‫قدر رطل من اللذن هل يغير ريحه أو ل ؟ فسسإن قسسالوا‪ :‬يغيسسره‪ .‬انتفسست الطهوريسسة‪.‬‬
‫وإن قالوا‪ :‬ل يغيره‪ .‬نقول‪ :‬لو كان الواقع فيه قدر رطل من عصير العنب هل يغير‬
‫لونه أو ل ؟ فإن قالوا‪ :‬يغيره‪ .‬سلبناه الطهورية‪ .‬وإن قالوا‪ :‬ل يغيره‪ ،‬فهو باق علسسى‬
‫طهوريته‪ .‬وهذا إذا فقدت الصفات كلها‪ ،‬فإن فقد بعضها ووجد بعضها قدر المفقود‪،‬‬
‫لن الموجود إذا لم يغير فل معنى لفرضه‪.‬‬

‫] ‪[ 40‬‬
‫واعلم أن التقدير المذكور مندوب ل واجب‪ ،‬فلو هجم شخص واسسستعمل المسساء‬
‫أ جزأه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو كان التغير بما على عضو المتطهر( أي بأن كان عليه نحسسو‬
‫سدر أو زعفران فتغير الماء به فإنه يضر‪ .‬وخرج بقوله‪ :‬بمسسا علسسى عضسسو‪ .‬مسسا إذا‬
‫أريد تطهير السدر أو نحوه‪ ،‬وتغير المسساء قبسسل وصسسوله إلسسى جيمسسع أجسسزائه فسسإنه ل‬
‫يضر لكونه ضروريا في تطهيره‪ .‬ا‍ه ع ش بالمعنى‪) .‬قوله‪ :‬وإنما يؤثر التغير( أي‬
‫في طهورية الماء بحيث ل يصح التطهير به‪ ،‬وإن كان طاهرا في نفسه‪) .‬قوله‪ :‬إن‬
‫كان بخليط( سيأتي محترزه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الخليط‪) .‬قوله‪ :‬ما ل يتميسسز فسسي رأي‬
‫العين( أي الشئ الذي ل يرى متميزا عن الماء‪ .‬وقيسسل‪ :‬هسسو السسذي ل يمكسسن فصسسله‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقد غني( بكسر النون‪ ،‬ومضسسارعه يغنسسى بفتحهسسا‪ ،‬بمعنسسى اسسستغنى‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كزعفران إلخ( تمثيل للخليط الطاهر المستغنى عنسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وثمسسر شسسجر إلسسخ( أي‬
‫وكثمر شجر‪ .‬ويضر سقوطه في الماء مطلقا‪ ،‬سسسواء كسسان بنفسسسه أو بفعسسل الفاعسسل‪،‬‬
‫بدليل تقييده الورق بالطرح‪ ،‬أي بفعل الفاعسسل‪ .‬وكمسسا فسسي النهايسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬ويضسسر‬
‫التغير بالثمار الساقطة بسبب ما انحل منها‪ ،‬سواء أوقع بنفسه أم بإيقاع‪ ،‬كسسان علسسى‬
‫صورة الورق كالورد أم ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وورق طرح( خرج به ما إذا لم يطسسرح بسسل‬
‫تناثر بنفسه فل يضر وإن تفتت كما سيذكره‪ .‬وقوله‪ :‬ثسسم تفتسست خسسرج بسسه مسسا إذا لسسم‬
‫يتفتت فل يضر لنه مجاور‪ .‬والترتيب المستفاد من ثم ليس بقيد بل مثله بالولى ما‬
‫إذا تفتت ثم طسرح‪) .‬قسسوله‪ :‬ل تسسراب( أي ل إن كسسان التغيسسر بسستراب‪ ،‬فسسإنه ل يضسسر‬
‫لموافقته للماء في الطهورية‪ ،‬ولن تغيره به مجرد كدورة‪ .‬وقوله‪ :‬وملسسح مسساء أ ول‬
‫إن كان التغير بملح ناشئ من الماء‪ ،‬فإنه ل يضسسر أيضسسا لكسسونه منعقسسدا مسسن المسساء‪،‬‬
‫فسومح فيه‪ ،‬بخلف الجبلي فإنه يضر لكونه غيسر منعقسد مسن المسساء‪ ،‬فهسسو مسستغنى‬
‫عنه‪) .‬قوله‪ :‬وإن طرحا فيه( أي وإن طرح السستراب وملسسح المسساء فسسي المسساء فسسإنه ل‬
‫يضر‪ .‬والغاية للرد بالنسبة للتراب وللتعميم بالنسبة للملسسح‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يضسسر تغيسسر‬
‫إلخ( محترز قوله كثيرا‪ .‬وقوله‪ :‬لقلته أي التغير‪ .‬وقوله‪ :‬ولو ا حتمال أي ولو كانت‬
‫قلة التغير احتمسسال ل يقينسا فسسإنه ل يضسر‪ ،‬لنسا ل نسسلب الطهوريسة بالمحتمسل‪ ،‬أي‬
‫المشكوك فيه‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬نعم‪ ،‬لو تغير كثيرا ثسسم زال بعضسسه بنفسسسه أو‬
‫بماء مطلق‪ ،‬ثم شك في أن التغير الن يسير أو كثير لم يطهر‪ ،‬عمل بالصل‪ .‬قسساله‬
‫الذرعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬المجاور وهو ما يتميسسز للنسساظر( وقيسسل إنسسه مسسا يمكسسن فصسسله‪.‬‬
‫وقيل فيه وفي المخالط‪ :‬المتبع العرف‪ .‬وقوله‪ :‬ولو مطيبين بفتح اليسساء المشسسددة‪ ،‬أي‬
‫حصل الطيب لهما بغيرهما‪ .‬وقيل‪ :‬بكسر الياء‪ ،‬أي مطيبين لغيرهما‪) .‬قوله‪ :‬ومنسسه(‬
‫أي المجاور البخور‪ .‬وفي النهاية‪ :‬ويظهر فسسي المسساء المبخسسر ‪ -‬السسذي غيسسر البخسسور‬
‫طعمه أو لسسونه أو ريحسسه ‪ -‬عسسدم سسسلبه الطهوريسسة‪ ،‬لنسسا لسسم نتحقسسق انحلل الجسسزاء‬
‫والمخالطة‪ ،‬وإن بناه بعضهم على السسوجهين فسسي دخسسان النجاسسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فسسإن قلنسسل‬
‫دخان النجاسة ينجس الماء‪ ،‬قلنا هنا‪ :‬يسلب الطهورية‪ .‬وإن قلنا بعسسدم التنجيسسس‪ ،‬ثسسم‬
‫قلنا بعدم سلبها هنا‪ .‬لكن المعتمد عدم سلب الطهورية هنا مطلقا‪ .‬والفرق أن الدخان‬
‫أجزاء تفصلها النار‪ ،‬وقد اتصلت بالماء فتنجسه ولو مجاورة‪ ،‬إذ ل فرق فسسي تسسأثير‬
‫ملقاة النجس بين المجاور والمخسسالط‪ .‬بخلف البخسسور فسسإنه طسساهر وهسسو ل يسسسلب‬
‫الطهورية إل إن كان مخالطا‪ ،‬ولم تتحقسسق المخالطسسة‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬ومنسسه إلسسخ(‬
‫أي ومن المجاور أيضا ماء أغلى فيه نحو بر وتمر فإنه ل يضر بالقيد الذي‬

‫] ‪[ 41‬‬
‫ذكره‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قال الشارح في شرح العباب‪ :‬والحب كالبر والثمسسر‪،‬‬
‫إن غير وهو بحاله فمجاور‪ ،‬وإن انحل منه شئ فمخالط‪ ،‬فإن طبخ وغير ولم ينحل‬
‫منه شئ فوجهان‪ .‬ثم قال‪ :‬وأوجه الوجهين أنه ل أثر لمجرد الطبسسخ‪ ،‬بسسل ل بسسد مسسن‬
‫تيقن انحلل شئ منه بحيث يحدث لسسه بسسسبب ذلسسك اسسسم آخسسر‪ ،‬لنسسه حينئذ مجسساور‪،‬‬
‫التغير به ل يضر‪ ،‬وإن حسسدث بسسسببه اسسسم آخسسر‪ .‬فالحاصسسل أن مسسا أغلسسي مسسن نحسسو‬
‫الحبوب والثمار وما لم يغل‪ ،‬إن تيقن انحلل شئ منه فمخالط‪ ،‬وإل فمجاورر‪ .‬وإن‬
‫حدث له بذلك اسم آخر‪ ،‬ما لم ينسسسلب عنسسه اطلقسسه اسسسم المسساء بالكليسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وبقولي غني عنه( أي وخرج بقولي إلخ‪ ،‬فهو معطوف علسسى بقسسولي الول‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كما في مقره( أي موضع قراره‪ ،‬أي الماء‪ ،‬ومنه كما هو ظاهر القرب السستي يسسدهن‬
‫باطنها بالقطران ‪ -‬وهي جديدة ‪ -‬لصلح ما يوضع فيها بعد مسسن المسساء‪ ،‬وإن كسسان‬
‫من القطران المخالط‪ .‬وقوله‪ :‬وممره أي موضع مروره‪ ،‬أي الماء‪ .‬وفي النهاية مسسا‬
‫نصه‪ :‬وظاهر كلمهم أن المراد بما في المقر والممر ما كان خلقيا في الرض‪ ،‬أو‬
‫مصنوعا فيها بحيث صار يشبه الخلقي‪ ،‬بخلف الموضع فيها ل بتلك الحيثية‪ ،‬فسسإن‬
‫الماء يستغنى عنه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من نحو طين( بيان لما‪ ،‬وانسسدرج تحسست نحسسو النسسورة‬
‫والزرنيخ ونحوهما‪) .‬قوله‪ :‬وطحلب( بضم أوله مع ضم ثالثه أو فتحه‪ ،‬شئ أخضر‬
‫يعلو الماء من طول المكث‪ ،‬ول يشترط أن يكون بمقر الماء أو ممره‪ ،‬وإن أوهمته‬
‫عبارة الشارح‪ .‬وقوله‪ :‬مفتت أي ما لسسم يطسسرح‪ ،‬فسسإن طسسرح وصسسار مخالطسسا ضسسر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكالتغير بطول المكث( معطوف على كما في مقره‪ ،‬أي فهو ل يضسسر لعسسدم‬
‫الستغناء عنه‪ .‬وعبارته صريحة في أنه من المخالط‪ ،‬لكن السسذي ل غنسسى عنسسه مسسع‬
‫أنه ل من المخالط ول من المجاور‪ .‬ولو أخرجه بمخالط لكان لسسه وجسسه‪ ،‬وذلسسك لن‬
‫غير المخالط صادق بالمجاور وبالذي ليس بمجاور ول مخالط‪) .‬قوله‪ :‬أو بأوراق(‬
‫معطوف على بطول المكث‪ .‬وقوله‪ :‬متناثرة بنفسها أي ل بفعل الفاعل‪ .‬وهو مفهوم‬
‫قوله سابقا‪ :‬طرح‪) .‬قوله‪ :‬أو بنجس( معطوف على بخليط‪ ،‬لكسسن بقطسسع النظسسر عسسن‬
‫تقييد التغير فيه بالكثرة‪ .‬أي وغير متغير بنجس مطلقا‪ ،‬قليل كسسان التغيسسر أو كسثيرا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في صورتي إلخ( قصده بيان أن الغايسسة راجعسسة للصسسورتين‪ ،‬صسسورة التغيسسر‬
‫بالطاهر وصورة التغير بالنجس‪ .‬أي ل فرق في التغير بالطاهر بين أن يكون الماء‬
‫قليل أو كثيرا‪ ،‬أو بالنجس كذلك‪ ،‬إل أنه يشترط في التغير بالول أن يكسسون التغيسسر‬
‫كثيرا كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬والقلتان( هما في الصل الجرتان العظيمتان‪ ،‬فالقلة الجرة‬
‫العظيمسسة‪ ،‬سسسميت بسسذلك لن الرجسسل العظيسسم يقلهسسا أي يرفعهسسا‪ .‬وهسسي تسسسع قربسستين‬
‫ونصفا من قرب الحجسساز‪ ،‬والقربسسة منهسسا ل تزيسسد علسسى مسسائة رطسسل بغسسدادي‪ .‬وفسسي‬
‫عرف الفقهاء‪ :‬اسم للماء المعلوم‪) .‬قوله‪ :‬خمسمائة رطل بغدادي( الرطسسل البغسسدادي‬
‫عند النووي مائة وثمانية وعشسسرون درهمسسا وأربعسسة أسسسباع درهسم‪ ،‬وعنسسد الرافعسسي‬
‫مائة وثلثون درهما‪ ،‬وهو خلف المعتمد‪ .‬وقسوله‪ :‬تقريبسا أي ل تحديسدا‪ .‬فل يضسر‬
‫نقسسص رطسسل أو رطليسسن ‪ -‬علسسى الشسسهر فسسي الروضسسة ‪) .-‬قسسوله‪ :‬وبالمسسساحة( أي‬
‫والقلتان بالمساحة‪ .‬وهي بكسر الميم الذرع‪ .‬وقوله‪ :‬في المربع ذراع إلخ بيسسان ذلسسك‬
‫أن كل من الطول والعرض والعمق يبسط من جنس الكسر‪ ،‬وهو الربع‪ .‬فجملة كل‬
‫واحد خمسة أرباع‪ ،‬ويعبر عنها بأذرع‬

‫] ‪[ 42‬‬
‫قصيرة‪ ،‬وتضرب خمسة الطول فسسي خمسسسة العسسرض يكسسون الحاصسسل خمسسسة‬
‫وعشرين‪ ،‬تضرب في خمسة العمق يكون الحاصل مسسائة وخمسسسة وعشسسرين‪ ،‬وكسسل‬
‫ربع يسع أربعسسة أرطسسال فتضسسرب فسسي المسسائة والخمسسسة والعشسسرين تبلسسغ خمسسسمائة‬
‫رطل‪) .‬قوله‪ :‬وفي المدور ذراع من سائر الجوانب إلسسخ( بيسسان ذلسسك فيسسه أن العمسسق‬
‫ذراعان بذراع النجار‪ ،‬وهو ذراع وربع بذراع الدمي‪ ،‬فهما به ذراعسسان ونصسسف‪،‬‬
‫وأن العرض ذراع‪ ،‬وإذا كان العرض كذلك‪ ،‬يكون المحيط ثلثة أذرع وسبعا‪ ،‬لن‬
‫محيط كل دائرة ثلثة أمثال عرضها وسبع مثله‪ .‬وتبسط كل مسسن العمسسق والعسسرض‬
‫أرباعا‪ ،‬فيكون العمق عشرة أذرع والعرض أربعة‪ ،‬وإذا كان العسسرض أربعسسة كسسان‬
‫المحيط اثنى عشر وأربعسسة أسسسباع‪ ،‬فتضسسرب نصسسف العسسرض فسسي نصسسف المحيسسط‬
‫يكون الخارج اثنى عشرى وأربعة أسباع‪ ،‬ثسم تضسسرب مسسا ذكسسر فسسي عشسرة العمسسق‬
‫يكون الخارج مائة وخمسسسة وعشسسرين وخمسسسة أسسسباع‪ .‬لن حاصسسل ضسسرب اثنسستي‬
‫عشرة في عشرة بمائة وعشرين‪ ،‬وحاصل ضرب أربعة أسباع في عشرة أربعسسون‬
‫سبعا خمسة وثلثون بخمسة صحيحة ‪ -‬ول تضر زيادة السباع ‪ -‬وكسسل ربسسع يسسسع‬
‫أربعة أرطال‪ ،‬فتضرب في المائة والخمسة والعشرين يبلغ خمسمائة رطل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ول تنجس قلتا ماء( للخسبر الصسحيح‪ :‬إذا بلسغ المساء قلستين لسم يحمسل الخبسث أي لسم‬
‫يقبله‪ .‬كما صرحت به ر واية‪ :‬لم ينجس‪ .‬وهي صحيحة أيضا‪) .‬قوله‪ :‬ولو احتمال(‬
‫أي ولو كانت القلتان احتمال ل يقينا‪ ،‬فل تنجس لن الصل الطهارة‪ .‬وقسسوله‪ :‬كسسأن‬
‫شك إلخ تمثيل له‪) .‬قوله‪ :‬إن تيقنت قلته( غاية للغاية‪ .‬وقوله قبل أي قبل الشسسك بسسأن‬
‫كان قليل يقينا ثم زيد عليه‪ ،‬واحتمل بلوغه وعسدمه‪) .‬قسوله‪ :‬بملقساة نجسسس( متعلسق‬
‫بتنجس‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يتغير( أي الماء الذي بلغ قلتين‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسه أي بسسالنجس‪ .‬فسسإن‬
‫تغير به تنجس‪ ،‬ول فرق في التغير بين أن يكسسون حسسسيا أو تقسسديريا‪ ،‬بسسأن وقسسع فسسي‬
‫الماء نجس يوافقه في صسسفاته ‪ -‬كسسالبول المنقطسع الرائحسة واللسون والطعسم ‪ -‬فيقسسدر‬
‫مخالفا أشد‪ ،‬الطعم طعم الخسسل واللسسون لسسون الحسسبر والريسسح ريسسح المسسسك‪ .‬فلسسو كسسان‬
‫الواقع قدر رطل من البول المذكور مثل‪ ،‬نقدر ونقول‪ :‬لسسو كسسان الواقسسع قسسدر رطسسل‬
‫من الخل هل يغير طعم الماء أو ل ؟ فإن قالوا‪ :‬يغيره‪ .‬حكمنا بنجاسسسته‪ .‬وإن قسسالوا‪:‬‬
‫ل يغيره‪ .‬نقول‪ :‬لو كان الواقع قدر رطل من الحبر هل يغير لون الماء أو ل ؟ فسسإن‬
‫قالوا‪ :‬يغيره‪ .‬حكمنا بنجاسته‪ .‬وإن قالوا‪ :‬ل يغيره‪ .‬نقول‪ :‬لو كان الواقسسع قسسدر رطسسل‬
‫من المسك هل يغير ريحه أو ل ؟ فإن قالوا‪ :‬يغيره‪ .‬حكمنا بنجاسسسته‪ .‬وإن قسسالوا‪ :‬ل‬
‫يغيره‪ .‬حكمنا بطهارته‪ .‬وهذا إذا كان الواقع فقدت فيه الوصاف الثلثة‪ ،‬فإن فقدت‬
‫صفة واحدة فرض المخالف المناسب لها فقط‪ ،‬كمسسا تقسسدم فسسي الطسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫استهلكت النجاسة فيه( يحتمل ارتباط هذه الغاية بقوله‪ :‬ول تنجس قلتسسا مسساء بملقسساة‬
‫نجس إن لم يتغير به‪ ،‬سواء كان النجس الواقع في الماء متميسزا عنسه‪ ،‬بحيسث يسرى‬
‫بأن كان جامدا‪ ،‬أو استهلك فيه بأن كان مائعا‪ ،‬أو امتزج بالماء بحيث صار لم يبسسق‬
‫له طعم ول لون ول ريح‪ .‬ويحتمل ارتباطه بمفهوم قوله‪ :‬ما لم يتغير‪ ،‬أي فإن تغير‬
‫بسسه تنجسسس‪ ،‬سسسواء اسسستهلكت النجاسسسة فيسسه أم ل‪ ،‬والول أقسسرب‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يجسسب‬
‫التباعد من نجس في ماء كثير( يعني ول يجب التباعد من النجسسس الكسسائن فسسي مسساء‬
‫كثير حال الغتراف منه‪ ،‬بل له أن يغترف من حيث شاء‪ ،‬حتى من أقسسرب موضسسع‬
‫إلى النجاسة‪ ،‬كما صرح بذلك في النهاية‪ .‬قال في الروض‪ :‬فإن غرف دلوا من ماء‬
‫قلتين فقط‪ ،‬وفيه نجاسة جامدة لم يغرفها مع الماء‪ ،‬فباطن الدلو طاهر لنفصسسال مسسا‬
‫فيه عن الباقي قبل أن ينقص عن قلتين‪ ،‬ل ظاهر لتنجسه بالباقي المتنجس بالنجاسة‬
‫لقلته‪ .‬فإن غرفها مع المسساء بسسأن دخلسست معسسه أو قبلسسه فسسي السسدلو انعكسسس الحكسسم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو بال في البحر مثل( أي أو في ماء كثير‪) .‬قوله‪ :‬فسسارتفعت منسسه( أي مسسن‬
‫البحر بسبب البول‪ .‬وقوله‪ :‬رغوة هي الزبد السسذي يرتفسسع علسسى وجسسه المسساء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فهي( أي الرغوة‪ ،‬نجسة‪ .‬وقوله‪ :‬إن تحقق أنها أي الرغوة‪ ،‬مسن عيسن النجاسسة‪ ،‬أي‬
‫البول‪ .‬كأن كانت برائحة البول أو طعمه أو لونه‪ .‬وقوله‪ :‬أو من المتغير إلسسخ أي أو‬
‫تحقق أنها من الماء المتغير أحد أوصافه بسسذلك البسسول‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لسسم‬
‫يتحقق أنها من ذلسك فل يحكسم عليهسا بالنجاسسة‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو طرحست فيسه( أي فسي‬
‫البحر مثل‪ .‬وقوله‪ :‬بعرة‬

‫] ‪[ 43‬‬
‫أي ونحوها من كل نجاسة جامدة‪) .‬قوله‪ :‬فسسوقعت إلسسخ( فسسي الكلم حسسذف‪ ،‬أي‬
‫فارتفعت من أجل قوة الطرح قطرة منه فوقعت على شئ‪ .‬وقوله لم تنجسسسه جسسواب‬
‫لو‪ .‬أي لم تنجس تلك القطرة الشئ الذي وقعت عليه لطهارتها‪) .‬قوله‪ :‬وينجس قليل‬
‫الماء إلخ( أي لمفهوم الحديث المتقدم‪ ،‬إذ مفهومه أن مسا دونهمسا يحمسل الخبسث‪ ،‬أي‬
‫يتأثر به‪ .‬وقوله‪ :‬حيث لم يكن واردا أي حيث لم يكن الماء واردا على النجس‪ ،‬فسسإن‬
‫كان واردا ففيه تفصيل يأتي‪ .‬وحاصله‪ :‬أنه إذا ورد الماء علسسى المحسسل النجسسس ولسسم‬
‫ينفصل عنه فهو طاهر مطهر‪ .‬فسسإن انفصسسل عنسسه‪ ،‬ولسسم يتغيسسر ولسسم يسسزد وزنسسه بعسسد‬
‫اعتبار ما يأخذه المحل‪ ،‬وطهر المحل‪ ،‬فهو طاهر غير مطهر‪ .‬فسسإن فقسسد واحسسد مسسن‬
‫هذه القيود فهو نجس‪) .‬قوله‪ :‬بوصول نجس إليه( أي إلى الماء القليل‪ ،‬وهسسو متعلسسق‬
‫بينجس‪ ،‬وخرج به ما إذا كان بقرب الماء جيفة مثل وتغير الماء بها فسسإنه ل يسسؤثر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يرى بالبصر المعتدل خسسرج بسسه غيسسر المسسرئي بسسه‪ ،‬فسسإنه ل يسسؤثر‪ .‬وإن كسسان‬
‫بمواضع متفرقة‪ ،‬وكان بحيث لو جمع لرؤي‪ ،‬وكان المجموع قليل ولسسو مسسن مغلسسظ‬
‫وبفعله عند م ر‪ .‬وقوله‪ :‬غير معفو عنه في الماء خرج به المعفو عنه فيه‪ .‬وهو مسسا‬
‫أشار إليه بقوله‪ :‬ل بوصول ميتة‪ .‬وقوله‪ :‬ولو معفوا عنه فسي الصسلة أي ولسو كسان‬
‫النجس الذي ل يعفى عنه في الماء معفوا عنه في الصلة فإنه يضسسر‪ ،‬وذلسسك كقليسسل‬
‫دم أجنبي غير مغلظ‪ ،‬أو كثير من نحو براغيث‪ .‬فإن ما ذكر يعفى عنه إذا كان فسسي‬
‫نحو ثوب المصلي‪ ،‬ول يعفى عنه في الماء‪) .‬قسسوله‪ :‬كغيسسره( أي كغيسسر المسساء وهسسو‬
‫مرتبط بقوله‪ :‬وينجسسس إلسسخ‪ .‬أي وينجسسس قليسسل المسساء بمسسا ذكسسر‪ ،‬كمسسا أن غيسسره مسسن‬
‫المائعات ينجس به أيضا إل أنه ل يتقيد بالقلة‪ .‬وقوله‪ :‬من رطب ومائع بيسسان للغيسسر‬
‫ثم إن كان المراد بالرطب الجامد كان عطف ما بعده عليه للمغسسايرة‪ .‬إل أنسسه يشسسكل‬
‫عليه أن الجامد إنما ينجس ظاهره الملقي للنجسس‪ ،‬ل كلسه‪ ،‬كمسا سسيأتي‪ ،‬وإن كسان‬
‫المراد به ما يعم المائع كان العطف عليه من عطسسف الخسساص علسسى العسسام‪ ،‬ويشسسكل‬
‫عليه أيضسا مسا ذكسسر‪ .‬وظسساهر عبسارة السسروض تخصسيص الرطسسب بالمسائع‪ ،‬ونسص‬
‫عبارته مع شرحه‪ :‬ودونهما ‪ -‬أي القلتين ‪ -‬قليل فينجس هو ورطسسب غيسسره كزيسست‪،‬‬
‫وإن كثر بملقاة نجاسة مؤثرة في التنجس وإن لم يتغير‪ .‬ثم قسسال‪ :‬وخسسرج بسسالرطب‬
‫الجامد الخالي عن رطوبة عند الملقسساة‪ ،‬وبسسالمؤثرة غيرهسسا ممسسا يسسأتي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وإن كثر أي ينجس غير المسساء وإن كسسان كسسثيرا‪ .‬والفسسرق بينسسه حيسسث تنجسسس مطلقسسا‬
‫بوصول النجاسة إليه وبين الماء حيث اختص بالقلة‪ ،‬أن غير الماء ليسسس فسسي معنسساه‬
‫لقوة الماء ومشقة حفظه من النجس‪ ،‬بخلف غيره‪) .‬قوله‪ :‬ل بوصول ميتة إلخ( أي‬
‫ل ينجس قليل الماء وغيره من المائعسسات بوصسسول مسسا ذكسسر للعفسسو عنسسه فسسي المسساء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل دم لجنسها سائل تعبيره بذلك أولى من تعبير غيره بقوله ل دم لها سسسائل‪،‬‬
‫إذ العبرة بجنسها ل بها‪ .‬فلو فرض أن لها دما يسيل وجنسها ليسسس لسسه ذلسسك ألحقسست‬
‫به‪ ،‬ول يضر وقوعها فيه‪ .‬أو فرض أنها ليس لها دم يسيل وجنسها له ذلسسك ألحقسست‬
‫به وضر وقوعها‪) .‬فائدة( خبر ل في هذا التركيب محذوف تقديره موجود‪ ،‬وسسسائل‬
‫صفة ويجوز فيه الرفع على أنه صسسفة لسسسم ل مراعسساة لسسه قبسسل دخولهسسا لنسسه كسسان‬
‫مرفوعا بالبتداء‪ ،‬والنصب على أنه صفة لسسه باعتبسسار محلسسه‪ ،‬إذ محلسسه نصسسب بل‪،‬‬
‫ول يجوز بناؤه على الفتح لوجود الفاصل بينهما‪ .‬كما قال ابن مالك‪ :‬وغير مسسا يلسسي‬
‫وغير المفردل تبن وانصبه أو الرفسع اقصسد وقسوله‪ :‬عنسد شسق عضسو منهسا متعلسق‬
‫بسائل‪ ،‬أي‪ :‬سائل عنسسد شسسق عضسسو منهسسا فسسي حياتهسسا أو عنسسد قتلهسسا‪ .‬ويحسسرم الشسسق‬
‫المذكور أو القتل بالقصد للتعذيب‪ ،‬واختلف فيما شسسك فسسي سسسيل دمسسه وعسسدمه‪ ،‬فهسسل‬
‫يجوز شق عضو منه أو ل ؟ قال بالول الرملي تبعا للغزالسسي‪ ،‬لنسسه لحاجسسة‪ .‬وقسسال‬
‫بالثاني ابن حجر تبعا لمام الحرمين‪ ،‬لما فيه مسسن التعسسذيب‪ ،‬ولسسه حكسسم مسسا ل يسسسيل‬
‫دمه ‪ -‬فيما يظهر من كلمهم ‪ -‬عمل بكسون الصسل فسي المساء الطهسارة فل ننجسسه‬
‫الشك‪ ،‬ويحتمل عدم العفو‪ ،‬لن العفو رخصة فل يصار إليها إل‬

‫] ‪[ 44‬‬
‫بيقين‪) .‬قوله‪ :‬كعقرب ووزغ( تمثيل للميتة التي ليس لجنسها دم سائل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إل إن تغير( اسسستثناء مسسن عسسدم التنجسسس بوصسسول الميتسسة وقسسوله‪ :‬فيحنئذ ينجسسس أي‬
‫فحيسسن إذ تغيسسر بهسسا ينجسسس‪ .‬والفسساء واقعسسة فسسي جسسواب الشسسرط‪) .‬قسسوله‪ :‬ل سسسرطان‬
‫وضسسسفدع( عطسسسف علسسسى كقعسسسرب ووزع‪ .‬وقسسسوله‪ :‬فينجسسسس بهمسسسا أي بالسسسسرطان‬
‫والضفدع‪ ،‬لن لجنسهما دمسا سسائل‪) .‬قسوله‪ :‬خلفسا لجمسع( أي قسالوا بعسدم التنجسس‬
‫بهما‪) .‬قوله‪ :‬ول بميتة( عطف على ل بوصول ميتة‪ ،‬أي ول ينجس أيضا بوصول‬
‫ميتة‪ ،‬إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬كالعلق بفتحتين‪ ،‬دود الماء‪) .‬قوله‪ :‬ولو طرح فيه ميتة مسسن ذلسسك(‬
‫ظاهره عود اسم الشارة على المذكور من الميتسة السستي ل دم لجنسسها سسسائل والستي‬
‫نشؤها من الماء‪ ،‬وهو ما جرى عليه جمع‪ .‬وجرى الشيخان على أن ما كسسان نشسسؤه‬
‫مسن المسساء ل يضسر طرحسسه مطلقسسا‪ .‬وظساهر كلم ابسن حجسر تأييسده‪ .‬ونسص عبسارة‬
‫التحفة‪ :‬ول أثسسر لطسسرح الحسسي مطلقسسا أو الميتسسة السستي نشسسؤها منسسه‪ .‬كمسسا هسسو ظسساهر‬
‫كلمهما‪ .‬وفرض كلمهما في حي طرح فيمسسا نشسسؤه منسسه ثسسم مسسات فيسسه بسسدليل كلم‬
‫التهسسذيب ممنسسوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظسساهر كلم الرملسسي يؤيسسد الول ونسسص عبسسارته‪ ،‬وحاصسسل‬
‫المعتمد في ذلك كما اقتضاه كلم البهجة منطوقسسا ومفهومسسا‪ ،‬واعتمسسده الوالسسد رحمسسه‬
‫ال وأفتى به‪ ،‬أنها إن طرحت حية لم يضر‪ ،‬سسسواء كسسان نشسسؤها منسسه أم ل‪ ،‬وسسسواء‬
‫أماتت فيه بعد ذلك أم ل‪ ،‬إن لم تغيره‪ .‬وإن طرحت ميتة ضسسر‪ ،‬سسسواء كسسان نشسسؤها‬
‫منه أم ل‪ .‬وأن وقوعها بنفسها ل يضر مطلقسسا‪ ،‬أي حيسسة أو ميتسسة‪ ،‬فيعفسسى عنسسه كمسسا‬
‫يعفى عما يقع بالريح‪ ،‬وإن كان ميتا ولم يكن نشؤه منه‪ ،‬إن لم يغير‪ ،‬وليس الصسسبي‬
‫‪ -‬ولو غير مميز ‪ -‬والبهيمة كالريح لن لهما اختيارا فسسي الجملسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتسسب ع ش‬
‫ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬والبهيمة كالريح قال ابن حجر‪ :‬وإن كان الطارح غيسسر مكلسسف لكسسن‬
‫من جنسه‪ ،‬وهسي تخسرج البهيمسة لنهسا ليسست مسن جنسس الصسبي‪ .‬وقسال سسم علسى‬
‫المنهج‪ :‬وفي إلحاق البهيمة بالدمي تأمل‪) .‬قوله‪ :‬ول أثر لطسسرح الحسسي مطلقسسا( أي‬
‫سواء كان نشؤه منه أم ل‪) .‬قوله‪ :‬واختار كثيرون إلخ( مرتبط بقسسوله وينجسسس قليسسل‬
‫الماء إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ل ينجس مطلقا( أي قليل كان أو كثيرا‪ .‬قسسال ابسسن حجسسر‪ :‬وكسسأنهم‬
‫نظروا للتسسهيل علسسى النساس‪ ،‬وإل فالسسدليل ظسساهر فسي التفصسسيل‪) .‬قسوله‪ :‬والجسساري‬
‫كراكد( أي في جميع مسسا مسسر مسسن التفرقسسة بيسسن القليسسل والكسسثير‪ ،‬وأن الول يتنجسسس‬
‫بمجرد الملقاة‪ .‬لكن العبرة في الجاري بالجرية نفسها ل مجموع الماء‪ .‬فسسإذا كسسانت‬
‫الجرية ‪ -‬وهي الدفعسسة السستي بيسسن حسسافتي النهسسر ‪ -‬فسسي العسسرض دون قلسستين تنجسسست‬
‫بمجرد الملقاة‪ ،‬ويكون محل تلك الجرية من النهر نجسسسا ويطهسسر بالجريسسة بعسسدها‪،‬‬
‫وتكون في حكم غسالة النجاسة‪ .‬هذا فسسي نجاسسسة تجسسري بجسسري المسساء‪ ،‬فسسإن كسسانت‬
‫جامدة واقفة فذلك المحل نجس وكل جرية تمر بها نجسة إلسسى أن يجتمسسع قلتسسان فسسي‬
‫حوض‪ .‬وبه يلغز فيقال‪ :‬ماء ألف قلة غير متغيسسر وهسسو نجسسس‪ ،‬أي لنسسه مسسا دام لسسم‬
‫يجتمع فهو نجس‪ ،‬وإن طسال محسل جسري المساء‪ .‬والفسرض أن كسل جريسة أقسل مسن‬
‫قلتين‪) .‬قوله‪ :‬ل ينجس قليله( أي الجاري لقوته بوروده على النجاسة‪ ،‬فأشسسبه المسساء‬
‫الذي نطهرها به‪ .‬وعليه فمقتضاه أن يكون طاهرا ل طهورا‪ .‬ا‍ه نهاية‪) .‬قوله‪ :‬وهو‬
‫مذهب مالك( أي ما في القديم من جملة ما ذهب إليه المام مالسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسال فسسي‬
‫المجموع إلخ( هذا مرتبط بقوله فيما تقدم وينجس قليل المسساء بوصسسول نجسسس‪ ،‬فهسسو‬
‫تعميم في النجس‪ ،‬أي سواء كان جامدا أو مائعسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬والمسساء القليسسل إذا تنجسسس(‬
‫أي بوقوع نجاسة فيه وقوله‪ :‬يطهر ببلوغه قلتين أي بانضمام ماء إليسسه ل بانضسسمام‬
‫مائع فل يطهر‪ ،‬ولو استهلك فيه وقوله‪ :‬ولو بماء متنجس أي ولو كابلوغه مسسا ذكسسر‬
‫بانضمام ماء متنجس إليه‪ ،‬أي أو بماء مستعمل أو متغير أو بثلج أو برد أذيب‪ .‬قال‬
‫في التحفة‪ :‬ومن بلوغهما به ما لو كان النجسسس أو الطهسسور بحفسسرة أو حسسوض آخسسر‬
‫وفتح بينهما حاجز واتسع بحيث يتحرك ما في كل بتحرك الخر تحركا عنيفا‪ ،‬وإن‬
‫لم تزل كدورة أحدهما ومضى زمن يزول فيه تغير لو كان‪ .‬وقسسوله‪ :‬حيسسث ل تغيسسر‬
‫به أي يطهر بما ذكر‪ ،‬حيث لم يوجد فيه تغير ل حسا ول تقديرا‪ ،‬فإن وجد فيه ذلك‬
‫لم يطهر‪) .‬قوله‪ :‬والكثير يطهر بزوال تغيره( أي الحسي والتقديري‪ .‬وقوله‪ :‬بنفسه‬
‫] ‪[ 45‬‬
‫أي ل بانضمام شئ إليه‪ ،‬كأن زال بطول المكث‪ .‬وقوله‪ :‬أو بماء زيد عليه أي‬
‫أو زال تغيره بانضمام ماء إليه‪ .‬أي ولو كان متنجسا أو مسسستعمل أو غيسسر ذلسك‪ ،‬ل‬
‫إن زال بغير ذلك كمسك وخل وتراب فل يطهر للشك في أن التغير استتر أو زال‪،‬‬
‫بل الظاهر أنه استتر‪ .‬وقوله‪ :‬أو نقص عنه أي أو زال التغير أو بمسساء نقسسص عنسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وكان الباقي كثيرا قيد فسسي الخيسسرة‪ .‬أي وكسسان البسساقي بعسسد نقسسص شسسئ منسسه‬
‫كثيرا‪ ،‬أي يبلغ قلتين‪) .‬تتمة( لم يتعسسرض المؤلسسف للجتهسساد مسسع أنسسه وسسسيلة للمسساء‪،‬‬
‫ولنتعرض له تكميل للفائدة‪ ،‬فنقول‪ :‬اعلم أنهم ذكروا للجتهاد شروطا‪ ،‬أحدها‪ :‬بقاء‬
‫المشتبهين إلى تمام الجتهاد‪ .‬فلو انصسسب أحسسدهما أو تلسسف امتنسسع الجتهسساد‪ ،‬ويسستيمم‬
‫ويصلي بل إعادة‪ .‬ثانيها‪ :‬أن يتأيد الجتهاد بأصل الحل‪ ،‬فل يجتهد فسسي مسساء اشسستبه‬
‫ببول وإن كان يتوقع ظهور العلمسسة‪ ،‬إذ ل أصسسل للبسسول فسسي حسسل المطلسسوب‪ ،‬وهسسو‬
‫التطهير هنا‪ .‬ثالثها‪ :‬أن يكون للعلمة فيه مجال‪ ،‬أي مدخل‪ ،‬كالواني والثيسساب‪ ،‬فل‬
‫يجتهد فيما إذا اشتبهت محرمه بأجنبيات محصورات للنكاح لنه يحتاط له‪ .‬رابعها‪:‬‬
‫الحصر في المشتبه به‪ ،‬فلو اشتبه إناء نجس بأوان غيسسر محصسسورة فل اجتهسساد بسسل‬
‫يأخذ منها ما شاء إلى أن يبقى عدد محصور ‪ -‬عند ابن حجر ‪ -‬وزاد بعضهم‪ :‬سعة‬
‫الوقت‪ .‬فلو ضسساق السسوقت عسسن الجتهسساد تيمسسم وصسسلى‪ ،‬والوجسسه خلفسسه‪ .‬واشسسترط‬
‫بعضهم أيضا أن يكون النآن لواحد‪ ،‬فإن كانا لثنين‪ ،‬لكل واحد‪ ،‬توضأ كل بإنسسائه‪،‬‬
‫والوجه ‪ -‬كما في الحياء ‪ -‬خلفه عمل بإطلقهم إذا علمت ذلسسك‪ .‬فلسسو اشسستبه مسساء‬
‫طاهر أو تراب كذلك بماء متنجس أو تراب كذلك‪ ،‬أو اشسستبه مسساء طهسسور أو تسسراب‬
‫كذلك بماء مستعمل أو بمتنجس أو تراب كذلك‪ ،‬اجتهد في المشتبهين جوازا إن قدر‬
‫على طاهر بيقين‪ ،‬ووجوبا إن لم يقدر على ذلك‪ ،‬واستعمل ما ظنه بالجتهاد طاهرا‬
‫أو طهورا‪ ،‬ويسن له قبل الستعمال أن يريق المظنون نجاسته لئل يغلسسط فيسسستعمله‬
‫أو يتغير اجتهاده فيشتبه عليه المر‪ ،‬فإن تركه بل إراقة وتغير ظنه باجتهسساده ثانيسسا‬
‫لم يعمل بالثاني من الجتهادين لئل ينقض الجتهاد بالجتهسساد إن غسسسل مسسا أصسسابه‬
‫ماء الول بمسساء الثسساني ويصسسلي بنجاسسسة إن لسسم يغسسسله‪ .‬ول يعمسسل بالجتهسساد الول‬
‫أيضا عند م ر‪ ،‬فل يصلي بالوضوء الحاصسسل منسسه‪ .‬واعتمسسد ابسسن حجسسر خلفسسه‪ .‬أو‬
‫اشتبه ماء وبول أو ماء وماء ورد فل يجتهد‪ ،‬بل في الول يريقهمسسا أو أحسسدهما‪ ،‬أو‬
‫يخلط أحدهما أو شيئا منه على الخر ثم يتيمم ول إعادة عليه‪ .‬فلو تيمم قبل ذلسسك ل‬
‫يصح تيممه‪ ،‬لن شرط صحته أن ل يتيمم بحضرة مسساء مسستيقن الطهسسارة‪ ،‬ويتوضسسأ‬
‫بكل مرة في الثاني‪ .‬ومثل الجتهاد في الماء والتراب الجتهاد في الثياب والطعمة‬
‫والحيوانات‪ ،‬فلو اشتبه عليه ثوب نجس بثوب طاهر‪ ،‬أو طعام نجس بطعام طسساهر‪،‬‬
‫أو اشتبه عليه شاته بشاة غيره‪ ،‬اجتهد في ذلك‪ ،‬فما أداه اجتهاده إلسسى أنسسه طسساهر أو‬
‫ملكه‪ ،‬عمل به‪ ،‬وما ل فل‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها( أي وثاني شروط الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬علسى‬
‫عضو مغسول( أي كالوجه واليسسدين والرجليسسن‪ ،‬وخسسرج بسسه الممسسسوح كسسالرأس فل‬
‫يشترط فيه الجري‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي أن يمسه الماء( قسسال فسسي العبسساب‪ :‬ومسسن ثسسم لسسم‬
‫يجز الغسل بالثلج والسسبرد إل إن ذابسسا وجريسسا علسسى العضسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬لنسسه ل يسسسمى‬
‫غسل( أي لن المس المذكور ل يسمى غسل‪ ،‬مع أن المأمور به في الية الشسسريفة‬
‫الغسل‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ول يمنع من عد هذا شرطا كونه معلوما من مفهسسوم الغسسسل‬
‫لنه قد يراد به ‪ -‬أي الغسل ‪ -‬ما يعم النضح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وثالثهسسا( أي ثسسالث شسسروط‬
‫الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬تغيرا ضارا( بأن يكون كثيرا بحيث يمنع إطلق اسسسم المسساء عليسسه‬
‫كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬كزعفران وصندل( تمثيل للمغير الذي على العضو‪) .‬قوله‪ :‬خلفسسا‬
‫لجمع( أي قالوا‪ :‬يغتفر ما على العضو‪) .‬قوله‪ :‬ورابعها( أي رابع شروط الوضوء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حائل( أي جرم كثيف يمنع وصول الماء للبشرة‪) .‬قوله‪ :‬بين الماء‬

‫] ‪[ 46‬‬
‫والمغسول( مثله الممسوح كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬كنسسورة إلسسخ( تمثيسسل للحسسائل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بخلف دهن جار( أي بخلف ما إذا كان على العضو دهن جار فإنه ل يعسسد‬
‫حائل فيصح الوضوء معه‪ ،‬وإن لم يثبت الماء على العضسسو لن ثبسسوت المسساء ليسسس‬
‫بشسسرط‪) .‬قسسوله‪ :‬وأثسسر حسسبر وحنسساء( أي وبخلف أثسسر حسسبر وحنسساء فسسإنه ل يضسسر‪.‬‬
‫والمراد بالثر مجرد اللون بحيث ل يتحصسسل بسسالحت مثل منسسه شسسئ‪) .‬قسسوله‪ :‬أن ل‬
‫يكون وسسسخ تحسست ظفسسر( أي مسسن أظفسسار اليسسدين أو الرجليسسن‪ .‬قسسال الزيسسادي‪ :‬وهسسذه‬
‫المسألة مما تعم بها البلوى‪ ،‬فقل من يسلم مسسن وسسسخ تحسست أظفسسار يسسديه أو رجليسسه‪،‬‬
‫فليتفطن لذلك‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لجمع( أي قالوا بعدم اشتراط ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وأطسسالوا فسسي‬
‫ترجيحه( أي مستدلين بأنه )ص( كسسان يسسأمر بتقليسسم الظفسسار ورمسسي مسسا تحتهسسا ولسسم‬
‫يأمرهم بإعادة الصلة‪ .‬قال في شرح العباب‪ :‬وما في الحياء ‪ -‬مما نقله الزركشسسي‬
‫عن كثيرين‪ ،‬وأطال هو وغيره في ترجيحه‪ ،‬وأنه الصحيح المعروف من المسامحة‬
‫عمسا تحتهسا مسن الوسسسخ دون نحسو العجيسسن ‪ -‬ضسسعيف‪ ،‬بسسل غريسسب كمسا أشسار إليسسه‬
‫الذرعي ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بشئ ممسا تحتهسا( أي سسواء كسان مسن الوسسخ أو مسن العجيسسن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حيث منع( أي ذلك الشئ ‪ -‬وسخا أو غيره ‪ -‬وقسسوله‪ :‬بمحلسسه أي ذلسسك الشسسئ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأفتى البغوي في وسخ إلخ( ل يختص هذا بما تحت الظفار بسسل يعسسم سسسائر‬
‫البدن وعبارة ابسسن حجسسر‪ :‬وكوسسسخ تحسست الظفسسار‪ ،‬خلفسسا للغزالسسي‪ ،‬وكغبسسار علسسى‬
‫البدن‪ ،‬بخلف العرق المتجمسد عليسه لنسه كسالجزء منسه‪ .‬ومسن ثسم نقسض مسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو العرق المتجمد( قضيته وإن لم يصر كالجزء ولسسم يتسسأذ بسسإزالته ‪ -‬وهسسو‬
‫ظاهر لكثرة تكرره والمشقة في إزالته ‪ -‬لكن في ابسسن عبسسد الحسسق‪ :‬نعسسم‪ ،‬هسسن صسسار‬
‫الجرم المتولد من العرق جزءا من البدن ل يمكن فصله عنسسه فلسسه حكمسسه‪ ،‬فل يمنسسع‬
‫صحة الوضوء ول النقض بمسه‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قوله‪ :‬وخامسها( أي وخسسامس شسسروط‬
‫الوضوء‪ .‬وبقي من الشروط‪ :‬عدم المنافي من حيض ومس ذكسسر‪ ،‬وعسسدم الصسسارف‬
‫ويعبر عنه بدوام النية حكما‪ ،‬والسلم‪ ،‬والتمييسسز‪ ،‬ومعرفسسة كيفيسسة الوضسسوء بسسأن ل‬
‫يقصد بفرض معين نفل‪ ،‬وغسل ما ل يتم الواجب إل به‪ .‬وقد عسسد بعضسسهم شسسروط‬
‫الوضوء خمسة عشر شسسرطا‪ ،‬ونظمهسسا فسسي قسسوله‪ :‬أيسسا طالبسسا منسسي شسسروط وضسسوئه‬
‫فخذها على الترتيب‪ ،‬إذ أنسست سسسامع شسسروط وضسسوء عشسسرة ثسسم خمسسسة فخسسذ عسسدها‬
‫والغسل للطهر جامع طهارة أعضاء نقاء وعلمه بكيفية المشروع والعلم نافع وترك‬
‫مناف في الدوام وصارف عن الرفع والسسسلم قسسد تسسم سسسابع وتمييسسزه واسسستثن فعسسل‬
‫وليه إذا طاف عنه وهو بالمهد راضسع ول حسسال نحسو الشسسمع والوسسخ السسذي حسوى‬
‫ظفر والرمص في العين مانع وجري على عضو وإيصال مائه وويل لعقسساب مسسن‬
‫النار واقع وتخليل ما بين الصابع واجب إذا لم يصل إل ما هو قسسالع ومسساء طهسسور‬
‫والتراب نيابة وبعد دخول السسوقت إن فسسات رافسسع كتقطيسسر بسسول نسساقض واستحاضسسة‬
‫وودي ومذي أو مني يدافع وليس يضر البول من ثقبة علت كجرح على عضسسو بسسه‬
‫الدم ناقع ونيته للغتراف محلها إذا تمت الولى من الوجه تسابع ونيسة غسسل بعسدها‬
‫فانو واغترف وإل فالستعمال ل شك واقع‬

‫] ‪[ 47‬‬
‫وقد صححوا غسل مع البول إن جرى خلف وضوء خذه والعلم واسع ووشم‬
‫بل كره وعظمة جابرتشسسق بل خسسوف ويكشسسط مسسانع )وقسسوله‪ :‬كسسسلس( بكسسسر اللم‬
‫على أنه اسم فاعل‪ ،‬وبفتحها على أنه مصدر‪ ،‬ويقدر مضاف‪ ،‬أي ذي سلس‪ .‬وشمل‬
‫سلس البول وسسسلس الريسسح‪ ،‬فلسسو توضسسأ قبسسل دخسسول السسوقت لسسم يصسسح لنسسه طهسسارة‬
‫ضسسرورة‪ ،‬ول ضسسرورة قبسسل السسوقت‪) .‬قسسوله‪ :‬ويشسسترط لسسه أيضسسا إلسسخ( النسسسب‬
‫والخصر أن يقول بعد قوله دخسسول وقسست لسسدائم الحسسدث ولسسو ظنسسا‪ ،‬أي سسسواء كسسان‬
‫دخسسوله يقينسسا أو كسسان ظنسسا‪ ،‬فيمسسا إذا اشسستبه عليسسه السسوقت أدخسسل أم ل‪ ،‬فاجتهسسد فسسأداه‬
‫اجتهاده إلى دخوله‪ .‬وعبسسارة المنهسسج القسسويم‪ :‬ودخسسول السسوقت لسسدائم الحسسدث أو ظسسن‬
‫دخسسوله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسسي ظسساهرة‪ ،‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يتوضسسأ( أي دائم الحسسدث‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫كالمتيمم أي حال كونه كالمتيمم‪ ،‬فإنه يشترط فسسي تيممسسه دخسسول السسوقت سسسواء كسسان‬
‫دائم الحدث أم ل‪) .‬قوله‪ :‬أو نفسسل مسسؤقت( كالكسسسوفين والعيسسدين‪) .‬قسسوله‪ :‬قبسسل وقسست‬
‫فعله( متعلق بيتوضأ‪) .‬قسسوله‪ :‬ولصسسلة جنسسازة( أي ول يتوضسسأ لصسسلة جنسسازة قبسسل‬
‫غسل الميت لن وقتها إنما يدخل بعده‪) .‬قوله‪ :‬وتحية قبسسل دخسسول المسسسجد( أي ول‬
‫يتوضأ لصسلة التحيسة قبسسل دخسول المسسسجد‪) .‬قسوله‪ :‬وللرواتسسب المتسسأخرة قبسسل فعسسل‬
‫الفرض( أي ول يتوضأ قبل فعل الفرض لجل الرواتسب‪ ،‬أي بقصسد اسسستباحة فعسل‬
‫الرواتب‪ .‬فلو توضأ لجل ذلك لم يصح وضوءه أصسسل لن وقتهسسا إنمسسا يسسدخل بعسسد‬
‫فعل الفرض‪ .‬واعلم أن دائم الحسسدث ‪ -‬كسسالمتيمم ‪ -‬يسسستباح لسسه بوضسسوئه للفسسرض أن‬
‫يصلي الفسرض ومسسا شساء مسن النوافسل‪ ،‬وإذا علسسم ذلسك فل ينظسسر لمفهسوم قسوله ول‬
‫يتوضأ للرواتب قبل الفرض من أنه يتوضأ لها بعده‪) .‬قوله‪ :‬أو تيممسان( هسو سساقط‬
‫في بعض نسخ الخط‪ ،‬وهو أولى‪ ،‬لن التيممين يلزمان دائم الحدث والسسسليم‪ .‬تأمسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أحدهما( أي أحد الوضوأين أو التيممين ‪ -‬على ما في بعض النسسسخ ‪ -‬يكسسون‬
‫للخطبتين لن الخطبة‪ ،‬وإن كانت فسسرض كفايسسة هسسي قائمسسة مقسسام ركعسستين فسسالتحقت‬
‫بفرائض العيان )قوله‪ :‬والخر بعدهما( أي والوضوء أو التيمم الخسسر يكسسون بعسسد‬
‫الخطبسستين لجسسل صسسلة الجمعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكفسسي واحسسد لهمسسا لغيسسره( أي غيسسر دائم‬
‫الحدث‪ ،‬وهو السليم‪ .‬وصسسريحه أنسسه يكفسسي وضسسوء واحسسد أو تيمسسم واحسسد للخطبسستين‬
‫والجمعة لغير دائم الحدث‪ ،‬وليس كذلك بالنسبة للتيمم كما علمت‪ ،‬فيتعين حمل قوله‬
‫واحد على خصوص الوضوء‪) ،‬قوله‪ :‬ويجب عليه الوضوء إلسسخ( أي ويجسسب علسسى‬
‫دائم الحدث الوضوء لكل فرض ولسسو منسسذورا‪ ،‬فل يجسسوز أن يجمسسع بوضسسوء واحسسد‬
‫بين فرضين‪ ،‬كما أنه ل يجسسوز أن يجمسسع بسستيمم واحسسد بينهمسسا‪ .‬وسسسيأتي تفصسسيل مسسا‬
‫يستباح للمتيمم من الصلوات وغيرهما بتيممه في بابه‪ ،‬ويقاس عليه دائم الحدث في‬
‫جميع ما يأتي فيه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا غسل الفرج إلخ( أي وكسسذا يجسسب علسسى دائم الحسسدث‬
‫إلخ‪ .‬وحاصل ما يجب عليه ‪ -‬سواء كان مستحاضة أو سلسا ‪ -‬أن يغسل فرجه أول‬
‫عما فيه من النجاسة‪ ،‬ثم يحشوه بنحو قطنة ‪ -‬إل إذا تأذى به أو كسسان صسسائما ‪ -‬وأن‬
‫يعصبه بعد الحشو بخرقة إن لم يكفه الحشو لكثرة الدم‪ ،‬ثم يتوضأ أو يتيمم‪ ،‬ويبسسادر‬
‫بعده إلى الصلة‪ ،‬ويفعل هكذا لكل فرض وإن لم تزل العصابة عن محلهسسا‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫التي بفمه أي الفرج‪ .‬وقوله‪ :‬والعصسسابة أي وإبسسدال العصسسابة‪ ،‬أي تجديسسدها‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وإن لم تزل عن موضعها أي يجب تجديدها‪ ،‬وإن لم تنتقسسل عسسن موضسسعها‪ ،‬وإن لسسم‬
‫يظهر الدم مثل من جوانبها‪) .‬قوله‪ :‬وعلى نحو سلس( أي ويجب على نحسسو سسسلس‪.‬‬
‫والمقام للضمار‪ ،‬فلو قسسال‪ - :‬كالسسذي قبلسسه ‪ -‬وعليسسه مبسسادرة‪ ،‬لكسسان أولسسى‪) .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بالصلة( أطلقها للشارة إلى أنه ل فرق بين أن تكسسون فرضسسا أو نفل‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو‬
‫أخر لمصلحتها إلخ( مقابل لمحذوف تقديره فسسإن أخسسر لغيسسر مصسسلحتها كأكسسل ضسسر‬
‫ذلك‬

‫] ‪[ 48‬‬
‫واستأنف جميع ما تقدم عند فعل الصلة‪ ،‬فلو أخر إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬كانتظسسار إلسسخ(‬
‫أي وكإجابة المؤذن والجتهاد في القبلة وستر العورة‪ .‬وقوله‪ :‬جماعة أي مشروعة‬
‫لتلك الصلة بأن تكون صلتها مما يسن لها الجماعسسة‪ ،‬وإل كالمنسسذورة مثل ممسسا ل‬
‫تشرع فيه الجماعة‪ ،‬ل يغتفر التسسأخير لجلهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن أخسسرت أي الجماعسسة أو‬
‫الجمعسسة‪ ،‬عسسن أول وقتهسسا‪ ،‬فسسإنه ل يضسسر انتظارهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذهاب إلسسى مسسسجد(‬
‫معطوف على كانتظار‪) .‬قوله‪ :‬لم يضسسره( جسسواب لسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬وفروضسسه إلسسخ( لمسسا‬
‫أنهى الكلم على شروطه شرع يتكلم على فروضه‪ .‬وقوله‪ :‬ستة أي فقط‪ ،‬فسسي حسسق‬
‫السليم وغيره‪ .‬قال في التحفة‪ :‬أربعة منها ثبتت بنص القرآن واثنان بالسسسنة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أحدها نية( هي لغة‪ :‬القصسسد‪ .‬وشسسرعا‪ :‬قصسسد الشسسئ مقترنسسا بفعلسسه‪ .‬واعلسسم أن الكلم‬
‫عليها من سبعة أوجه‪ ،‬نظمها بعضهم بقوله‪ :‬حقيقة‪ ،‬حكم محل وزمسسن كيفيسسة شسسرط‬
‫ومقصود حسن فحقيقتها ‪ -‬لغة وشرعا ‪ -‬ما تقدم‪ ،‬وحكمها الوجوب‪ ،‬ومحلها القلب‪،‬‬
‫وزمنها أول الواجبات‪ ،‬وكيفيتها تختلف بحسسسب البسسواب‪ ،‬وشسسرطها إسسسلم النسساوي‬
‫وتمييزه وعمله بالمنوي‪ ،‬وعدم التيان بما ينافيها بأن يستصحبها حكما‪ .‬والمقصود‬
‫بها تمييز العبادة عسسن العسسادة‪ ،‬كسسالجلوس مثل للعتكسساف أو للسسستراحة‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫أداء فرض وضوء( أي أو نية ذلك‪ ،‬بأن يقول‪ :‬نويت أداء فرض الوضسسوء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أو رفع حدث( أي أو نية رفع حدث‪ ،‬بأن تقول‪ :‬نسسويت رفسسع الحسسدث‪ .‬والمسسراد رفسسع‬
‫حكمه‪ ،‬وهو المنع من الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬لغيسسر دائم حسسدث قيسسد فسسي الخيسسر ل غيسسر‪،‬‬
‫وخرج به دائمه فل ينوي رفع الحدث لن حدثه ل يرتفع‪) .‬قوله‪ :‬حتى في الوضوء‬
‫المجسسدد( يعنسسي أنسسه يسسأتي بسسالمور المتقدمسسة ‪ -‬أعنسسي نيسسة الوضسسوء أو أداء فسسرض‬
‫الوضسسوء أو نيسسة رفسسع الحسسدث ‪ -‬حسستى فسسي الوضسسوء المجسسدد‪ ،‬قياسسسا علسسى الصسسلة‬
‫المعادة‪ .‬وخالف في بعض ذلك الرملي‪ ،‬وعبارته‪ :‬ومحل الكتفاء بالمور المتقدمسسة‬
‫فسسي غيسسر الوضسسوء المجسسدد‪ .‬أمسسا هسسو فالقيسساس عسسدم الكتفسساء فيسسه بنيسسة الرفسسع أو‬
‫الستباحة‪ ،‬وإن ذهب السنوي إلى الكتفاء بذلك‪ ،‬كالصلة المعسسادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمسست‬
‫ذلك تعلم أن الغاية المذكورة للرد بالنسبة لبعضها‪ ،‬وكان الولى تأخيرها عن جميع‬
‫ما يأتي من صيغ النية‪) .‬قوله‪ :‬أو الطهارة عنسسه( أي أو نيسسة الطهسسارة عسسن الحسسدث‪.‬‬
‫فهو معطوف على قوله وضوء‪ .‬ولو قال‪ :‬نويت الطهسسارة‪ ،‬مسسن غيسسر أن يقسسول عسسن‬
‫الحدث لم يكف‪ ،‬لن الطهارة لغة‪ :‬مطلق النظافة‪) .‬قوله‪ :‬أو الطهارة لنحو الصسلة(‬
‫أي أو نية الطهارة لنحو الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬مما إلخ بيسسان لنحسسو الصسسلة‪ .‬والمسسراد كسسل‬
‫عبادة متوقفة على الوضوء‪ ،‬كالطواف ومس المصحف وحمله‪) .‬قوله‪ :‬أو اسسستباحة‬
‫مفتقر إلى وضسسوء( أي أو نيسسة اسسستباحة مسسا يفتقسسر إلسسى وضسسوء‪ ،‬بسسأن يقسسول‪ :‬نسسويت‬
‫استباحة الصلة أو الطواف أو مس المصحف‪ ،‬فيأتي بإفراد هذه الكلية‪ ،‬ويصسسح أن‬
‫يأتي بهذه الصيغة الكلية بأن يقول‪ :‬نويت اسسستباحة مفتقسسر إلسسى وضسوء‪) .‬قسوله‪ :‬ول‬
‫تكفي نية إلخ( أي لنه يستبيحه مع الحدث فلم يتضمن قصده قصد رفع الحسسدث‪ .‬اه‍‬
‫نهاية‪ .‬وقال ع ش‪ :‬وصورة ذلسك ‪ -‬أي عسدم الكتفسساء بالنيسسة المسذكورة ‪ -‬أنسه ينسوي‬
‫استباحة ذلك‪ ،‬كأن يقول‪ :‬نويت استباحة القراءة‪ .‬أما لو نوى الوضوء للقراءة‪ ،‬فقال‬
‫ابن حجر‪ :‬إنه ‪ -‬أي الوضوء‪ ،‬ل يبطل إل إذا نوى التعليق أول‪،‬‬
‫] ‪[ 49‬‬
‫بخلف ما إذا لم ينوه إل بعد ذكره الوضسسوء‪ ،‬لصسسحة النيسسة حينئذ‪ ،‬فل يبطلهسسا‬
‫ما وقع بعد‪ .‬ا‍ه بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬إنما العمسسال بالنيسسات( أي بنياتهسسا‪) ،‬فسسأل( عسوض‬
‫عن الضمير‪ .‬قال بعضهم‪ :‬وآثر ذكر العمال على ذكسسر الفعسسال لن الول خسساص‬
‫بسسذوي العقسسول‪ ،‬بخلف الثسساني فسسإنه عسسام فيهسسم وفسسي غيرهسسم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أي إنمسسا‬
‫صحتها( أي صحة العمسال‪ .‬والمسراد بهسا‪ :‬المعتسد بهسا شسرعا ليخسرج نحسو الكسل‬
‫والشرب‪ ،‬وخروج بعض العمال المذكورة عن اعتبار النية فيه كسسالذان والخطبسسة‬
‫والعتق والوقف ونحو ذلك مما ل يتوقف على نية لدليل آخسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬لكمالهسسا أي‬
‫ليس المراد إنما كمال العمال‪ ،‬كما قاله المسسام أبسسو حنيفسسة‪ ،‬فتصسسح عنسسده الوسسسائل‬
‫بغير نية‪ ،‬كالوضوء والغسل‪) .‬قوله‪ :‬ويجب قرنها( دخسسول علسسى المتسسن‪ .‬وهسسو غيسسر‬
‫ملئم لقوله عند أول إلخ‪ .‬فلو قال‪ :‬ويجب وقوعها عند أول إلخ‪ ،‬لكان أنسب‪ ،‬تأمل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عند أول إلخ إنما وجسسب قرنهسسا بسسه لجسسل العتسسداد بفعلسسه ل لجسسل العتسسداد‬
‫بالنية‪ ،‬فل ينافي ما يأتي من أنه لو أتى بها في الثناء كفى‪ .‬وإذا سقط غسسل وجهسه‬
‫لعلة ول جبيرة فالوجه ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬وجسسوب قرنهسسا بسسأول مغسسسول مسسن اليسسد‪،‬‬
‫فإن سقطتا أيضا فالراس فالرجل‪ ،‬ول يكتفي بنية التيمم لستقلله‪ ،‬كما ل تكفي نيسسة‬
‫الوضوء في محلها عن التيمم لنحو اليسسد كمسسا هسسو ظسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬بأثنسسائه( أي أثنسساء‬
‫غسل الوجه‪) .‬قوله‪ :‬كفى( أي أجزأ قرنها به‪) .‬قوله‪ :‬ووجب إعادة غسل ما سسسبقها(‬
‫أي إعادة غسل الجزء السذي غسسل قبسل النيسة لعسدم العتسداد بسه‪) .‬قسوله‪ :‬ول يكفسي‬
‫قرنها بما قبله( أي بما قبل غسسل السوجه مسسن السسنن‪ ،‬كغسسسل الكفيسسن وكالمضمضسسة‬
‫والستنشاق‪ .‬ومحل عدم الكتفاء بقرنها بهما إن لم ينغسل معهما جزء مسسن السسوجه‪،‬‬
‫كحمسسرة الشسسفتين‪ ،‬وإل كفسساه‪ .‬وفسساته ثسسواب السسسنة‪ ،‬كمسسا سسسيذكره‪ .‬وقسسوله‪ :‬حيسسث لسسم‬
‫يستصحبها أي النية‪ ،‬إلى غسل شئ منه‪ ،‬أي الوجه‪ ،‬فإن استصسسحبها كفسست‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وما قارنها هو أوله( أي والجزء الذي قارن غسسله النيسة هسو أول الغسسل ولسو كسان‬
‫وسط الوجه أو أسفله‪) .‬قوله‪ :‬فتفوت سنة المضمضة( أي والستنشاق‪ ،‬وهو تفريسسع‬
‫علسسى كسسون مسسا قسسارن النيسسة هسسو أول الغسسسل‪) .‬وقسسوله‪ :‬إن انغسسسل معهسسا( أي مسسع‬
‫المضمضة‪ ،‬أي ومع الستنشاق كما علمت‪ ،‬وإنما فاتت السنة بذلك لنه يشترط في‬
‫حصولها تقدمهما على غسل الوجه‪ ،‬ولم يوجد‪ .‬واعلم أن هسسذا الجسسزء السسذي انغسسسل‬
‫مع المضمضة أو الستنشاق ل تجب إعادة غسله إن غسله بنية الوجه فقط‪ ،‬أمسسا إذا‬
‫غسسسله بنيسسة المضمضسسة أو الستنشسساق‪ ،‬أو بنيتهمسسا مسسع السسوجه‪ ،‬أو أطلسسق‪ ،‬وجبسست‬
‫إعادته‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬وقيل‪ :‬ل يعيده إل إن قصد السنة فقط ل إن قصسسد السسوجه‬
‫فقط‪ ،‬أو قصده والسنة‪ ،‬أو أطلق‪ .‬والحاصل أن الكلم هنا في ثلثة مقامسسات‪ :‬الول‬
‫في الكتفاء بالنية‪ .‬الثاني في فوات ثواب المضمضة والستنشاق‪ .‬الثالث في إعسسادة‬
‫ذلك الجزء‪ ،‬وفيه تفصيل قد علمتسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسالولى( أي لجسسل أن ل تفسسوت عليسسه‬
‫سنة المضمضة والستنشاق‪ .‬وقوله‪ :‬أن يفرق النية أي أو يدخل المسساء فسسي محلهمسسا‬
‫من أنبوبة حتى ل ينغسل معهما شئ من السسوجه‪) .‬قسسوله‪ :‬حسستى ل تفسسوت إلسسخ( علسسة‬
‫للولوية‪ .‬وقوله‪ :‬من أوله أي من أول غسسسل السسوجه‪) .‬وقسسوله‪ :‬وفضسسيلة المضمضسسة‬
‫إلخ( أي حتى ل تفوت فضيلة المضمضة أو الستنشاق‪ ،‬لمسسا علمسست مسسن أن شسسرط‬
‫حصولها تقسسدمهما علسسى غسسسل السسوجه‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع انغسسسال الولسسى بانغسسسال‪ ،‬ببسساء‬
‫السببية‪) .‬قوله‪ :‬وثانيهما( أي ثاني‬

‫] ‪[ 50‬‬
‫فروض الوضوء‪ .‬وقوله‪ :‬غسل ظاهر وجهه يعني انغساله ولو بفعل غيره بل‬
‫إذنه‪ ،‬أو بسقوطه في نحو نهر إن كان ذاكرا للنيسة فيهمسا‪ ،‬كمسا فسي التحفسة‪ .‬وخسرج‬
‫بظاهر الوجه الباطن منه‪ ،‬كداخل الفم والنف والعين‪ ،‬فل يجب غسسله‪ ،‬وإن وجسب‬
‫في النجاسة لغلظ أمرها‪ .‬نعم‪ ،‬لو قطع أنفه أو شفته وجب غسل ما باشسسرته السسسكين‬
‫فقط‪ ،‬وكذا لو كشط وجهه فيجب غسل ما ظهر بالكشط لنه صار في حكم الظاهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي الوجه‪ ،‬أي حده‪ .‬وقوله‪ :‬طول منصوب على التمييز المحسسول عسسن‬
‫المضاف‪ ،‬والصل طوله‪ .‬وكذا يقال في قوله عرضا لنسه معطسوف علسى التمييسز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما بين منابت إلخ( هي جمع منبت ‪ -‬بفتح الباء ‪ -‬كمقعد‪ .‬والمراد به ما نبسست‬
‫عليه الشعر بالفعل‪ ،‬لجل أن يكون لقوله بعد غالبسسا فسسائدة وإل كسسان ضسسائعا‪ .‬وبيسسان‬
‫ذلك أنه إن أريد بالمنبت ما نبت عليسه الشسعر بالفعسل يخسرج عنسه موضسع الصسلع‪،‬‬
‫ويدخل بقوله غالبا‪ .‬وإن أريد به ما شأنه النبات عليه يدخل فيه موضع الصلع‪ ،‬فإن‬
‫من شأنه ذلك‪ .‬وأما انحسار الشعر فيه فهو لعارض‪ ،‬ويكون قوله غالبا ضسسائعا‪ ،‬أي‬
‫ل فائدة فيه‪ .‬وخرج بإضسسافة منسسابت إلسسى شسسعر السسرأس موضسسع الغمسسم‪ ،‬لن الجبهسسة‬
‫ليست منبتسسه وإن نبسست عليهسسا الشسسعر‪) .‬قسسوله‪ :‬وتحسست( بسسالجر‪ ،‬لنسسه مسسن الظسسروف‬
‫المتصرفة‪ ،‬معطوف على منابت‪) .‬قوله‪ :‬بفتح اللم( أي في الشهر‪ ،‬عكسسس اللحيسسة‬
‫فإنها بكسر اللم في الفصح‪) .‬قوله‪ :‬فهو من الوجه( أي المنتهى السسذي هسسو طسسرف‬
‫المقبل من لحييه كائن من الوجه‪) .‬قوله‪ :‬دون ما تحته( أي المنتهى‪ ،‬فهسسو ليسسس مسسن‬
‫الوجه‪) .‬قوله‪ :‬والشعر النسسابت( معطسسوف علسسى مسسا تحتسسه‪ ،‬أي ودون الشسسعر النسسابت‬
‫على ما تحته‪) .‬قوله‪ :‬ما بيسن أذنيسه( أي وتسديهما‪ ،‬والوتسد الهنيسة الناشسزة فسي مقسدم‬
‫الذن‪ ،‬وإنما كان حد الطول والعرض ما ذكر لحصول المواجهة به‪) .‬قوله‪ :‬ويجب‬
‫غسل شعر الوجه( اعلم أن شعور الوجه سبعة عشسر‪ ،‬ثلثسة مفسردة وهسي‪ :‬اللحيسة‪،‬‬
‫والعنفقة‪ ،‬والشارب‪ .‬وأربعة عشر مثناة وهي‪ :‬العذاران‪ ،‬والعارضان‪ ،‬والسسسبالن ‪-‬‬
‫وهما طرفا الشارب ‪ ،-‬والحاجبان‪ ،‬والهداب الربعة‪ ،‬وشعر الخسسدين‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن‬
‫هدب( بضم الهاء مع سسسكون السسدال وضسسمهما وبفتحهمسسا معسسا‪ ،‬الشسسعر النسسابت علسسى‬
‫أجفان العين‪) .‬قوله‪ :‬وحاجب( وهو الشعر النابت على أعلى العين‪ ،‬سمي بذلك لنه‬
‫يحجب عن العين شعاع الشمس‪) .‬قوله‪ :‬وشارب( وهسسو الشسسعر النسسابت علسسى الشسسفة‬
‫العليا‪ ،‬سمي بذلك لملقسساته المسساء عنسسد شسسرب النسسسان فكسسأنه يشسسرب معسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وعنفقة( بفتح العين‪ ،‬الشعر النابت علسسى الشسسفة السسسفلى‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي اللحيسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ما نبت على الذقن أي الشعر النابت على الذقن‪ ،‬وهو بفتح القاف أفصح من‬
‫إسكانها‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الذقن‪) .‬وقسسوله‪ :‬مجتمسسع اللحييسسن( تثنيسسة لحسسي بفتسسح اللم‪،‬‬
‫وهمسا العظمسان اللسذان ينبست عليهمسا السسنان السسفلى‪ ،‬يجتمسع مقسدمهما فسي السذقن‬
‫ومؤخرهما في الذنين‪ ،‬فهما كقوس معوج‪) .‬قوله‪ :‬وعذار( بالسسذال المعجمسسة‪ ،‬وهسسو‬
‫أول ما ينبت للمرد غالبا‪) .‬قوله‪ :‬وعارض( وهو الشعر الذي بين اللحية والعسسذار‪،‬‬
‫سمي بذلك لتعرضه لزوال المرودة‪) .‬قوله‪ :‬وهسسو( أي العسسارض‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسا انحسسط‬
‫عنه أي الذي نزل عن العذار‪ .‬وقوله‪ :‬إلى اللحية متعلق بمحذوف‪ ،‬أي وانتهسسى إلسسى‬
‫اللحية‪) .‬قوله‪ :‬دون محل التحذيف( وضابطه كما قاله المام‪ :‬أن تضع طرف خيسسط‬
‫على رأس الذن ‪ -‬والمراد بسه الجسزء المحساذي لعلسى العسذار ‪ -‬قريبسا مسن الوتسد‪،‬‬
‫والطرف الثاني على أعلى الجبهة‪ .‬ويفرض هذا الخيط مستقيما مما نسسزل عنسسه إلسسى‬
‫جانب الوجه فهو موضع التحسسذيف‪ ،‬وسسسمي بسسذلك لن النسسساء والشسسراف يحسسذفون‬
‫الشسسعر عنسسه ليتسسسع السسوجه‪) .‬قسسوله‪ :‬ودون وتسسد الذن( معطسسوف علسسى دون محسسل‬
‫التحذيف‪ ،‬فهو ليس من الوجه‪ .‬والوتد بكسر التاء والفتسسح لغسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬والنزعسستين(‬
‫بفتح الزاي‪ ،‬ويجوز إسكانها‪ ،‬معطوف على وتد‪ .‬أي ودون النزعتين فهما ليستا من‬
‫الوجه لنهما فسسي حسسد تسسدوير السسرأس‪ .‬وقسسوله‪ :‬وهمسسا بياضسسان يكتنفسسان الناصسسية أي‬
‫يحيطان بها‪ .‬والناصية‪:‬‬

‫] ‪[ 51‬‬
‫مقدم الرأس حال كونه من أعلى الجبين‪) .‬قوله‪ :‬وموضع الصلع( أي ودونسسه‪،‬‬
‫فهو ليس من الوجه أيضا‪ :‬وقوله‪ :‬وهسسو أي موضسسع الصسسلع‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسا بينهمسسا أي‬
‫النزعتين‪ .‬وعبارة ابن حجر‪ :‬وهو ما انحسر عنه الشعر مسن مقسدم السرأس‪ .‬وقسوله‪:‬‬
‫إذا انحسسسر أي زال‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسن غسسسل إلسسخ( وذلسسك كموضسسع الصسسلع والتحسسذيف‬
‫والنزعتين والصدغين‪) .‬قوله‪ :‬ويجسسب غسسسل ظسساهر وبسساطن إلسسخ( وفسسي النهايسسة مسسا‬
‫نصه‪ :‬وحاصل ذلك ‪ -‬أي ما يجب غسله ظاهرا وباطنا‪ ،‬أو ظاهرا فقط ‪ -‬أن شعور‬
‫السسوجه إن لسسم تخسسرج عسسن حسسده فإمسسا أن تكسسون نسسادرة الكثافسسة ‪ -‬كالهسسدب والشسسارب‬
‫والعنفقة ولحية المرأة والخنثى ‪ -‬فيجب غسلها ظسساهرا وباطنسسا‪ ،‬خفسست أو كثفسست‪ .‬أو‬
‫غير نادرة الكثافة ‪ -‬وهي لحية الرجل وعارضاه ‪ -‬فإن خفت بأن ترى البشسسرة مسسن‬
‫تحتها في مجلس التخاطب وجب غسل ظاهرها وباطنهسسا‪ ،‬وإن كثفسست وجسسب غسسسل‬
‫ظاهرها فقط‪ ،‬فإن خف بعضها وكثف بعضها فلكل حكمه إن تميسسز‪ ،‬فسسإن لسسم يتميسسز‬
‫وجب غسل الجميع‪ .‬فإن خرجت عن حد الوجه وكانت كثيفة وجب غسسسل ظاهرهسسا‬
‫فقط‪ ،‬وإن كسسانت نسادرة الكثافسة وإن خفسست‪ ،‬وجسسب غسسل ظاهرهسسا وباطنهسسا‪ .‬ووقسع‬
‫لبعضهم في هذا المقام ما يخالف ما تقرر فاحذره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل باطن كسسثيف لحيسسة‬
‫وعارض( أي ل يجب غسل باطن كثيف لحية وعارض‪) .‬قوله‪ :‬والكثيف ما لم تر‪،‬‬
‫إلخ( هذا عند الفقهاء‪ ،‬وعند غيرهم الثخين‪ ،‬الغليظ‪ ،‬مأخوذ من الكثافة‪ ،‬وهي الثخسن‬
‫والغلظ‪) .‬واعلم( أن لحيته عليه الصلة والسلم كانت عظيمة‪ ،‬ول يقسسال كثيفسسة لمسسا‬
‫فيه من البشاعة‪ ،‬وكان عدد شعرها مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا‪ ،‬بعسسدد النبيسساء‪،‬‬
‫كما في رواية‪ .‬وقوله‪ :‬البشرة أي التي تحت الشعر‪ .‬وقوله‪ :‬خلله أي أثنائه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ويجب غسل ما ل يتحقق إلسخ( وذلسك كجسزء مسن السرأس ومسن تحست الحنسك ومسن‬
‫الذنين‪ ،‬وجزء فوق الواجب غسله من اليدين والرجلين‪) .‬قسسوله‪ :‬وثالثهسسا( أي ثسسالث‬
‫فروض الوضوء‪ .‬وقوله‪ :‬غسل يديه أي انغسالهما ولو بفعل غيره كما مسسر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫من كفيه وذراعيه( أي به‪ .‬لن حقيقة اليد من رؤوس الصابع إلى المنكسسب‪ ،‬فسسدفعه‬
‫بقوله من كفيه إلخ‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬بكل مرفق( أي مع كل مرفق‪ ،‬وهو مجتمع‬
‫عظم الساعد والعضد‪) .‬قوله‪ :‬للية( وهي قوله تعالى‪) * :‬وأيسسديكم إلسسى المرافسسق( *‬
‫أي ولما روي عن أبي هريرة رضي ال عنه في صسسفة وضسسوء رسسسول ال س )ص(‬
‫أنه توضأ فغسل وجهه وأسبغ الوضوء‪ ،‬ثم غسل يده اليمنى حتى شرع في العضد‪،‬‬
‫ثم اليسرى كذلك إلى آخره‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا رأيت ر سول ال س )ص( يتوضسسأ‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويجب غسل جميع إلخ( ويجب أيضا إزالة ما عليه من الحسسائل ‪ -‬كالوسسسخ المسستراكم‬
‫وغيره ‪ -‬كما مر في شروط الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬من شسسعر( ظسساهرا أو باطنسسا‪ .‬أي وإن‬
‫كثف‪ .‬قال بعضهم‪ :‬بل وإن طال وخرج عن الحد المعتاد‪) .‬قوله‪ :‬وظفر( أي وجلدة‬
‫معلقة في محل الفرض‪ ،‬وأصبع زائدة‪ ،‬فيجب غسلهما‪ .‬ولو توضأ ثم تبين أن الماء‬
‫لم يصب ظفره فقلمه لم يجزه بل عليسسه أن يغسسسل محسسل القلسسم ثسسم يعيسسد مسسسح رأسسسه‬
‫وغسل رجليه مراعاة للترتيب‪ .‬ولو كان ذلك في الغسل كفاه غسل محسسل القلسسم لنسسه‬
‫ل ترتيب فيه‪ .‬وقوله‪ :‬وإن طال أي الظفر‪ ،‬ويحتمل أن يعود الضمير على المذكور‬
‫من الشعر والظفر‪) .‬قوله‪ :‬لو نسي( أي المتوضئ‪ .‬وقوله‪ :‬لمعة قسسال فسسي القسساموس‪:‬‬
‫بضم اللم‪ ،‬قطعة من النبت والموضع الذي ل يصيبه الماء في الوضوء أو الغسل‪.‬‬
‫ا‍ه بسسالمعنى‪) .‬قسسوله‪ :‬فانغسسسلت( أي اللمعسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي ثتليسسث أي للغسسسل‪ .‬أي بسسأن‬
‫نسيها من الولى فانغسلت في الثانيسسة أو الثالثسسة‪ .‬فيجسسزئ ذلسسك لن الثلث كطهسسارة‬
‫واحدة‪ ،‬فلو انغسلت في رابعة لم يجزئ‪ .‬قال في فتسسح الجسسواد‪ :‬وفسسارق أي انغسسسالها‬
‫في الثانية أو الثالثة انغسالها في الرابعة بأن قصد الثانيسسة أو الثالثسسة ل ينسسافي نيتسسه ‪-‬‬
‫أي الوضوء ‪ -‬لتضمنها لهما‪ ،‬بخلف قصد‬
‫] ‪[ 52‬‬
‫الرابعة في ظنه‪ ،‬فهي كسسسجدة التلوة فل تحسسسب عسسن سسسجدة الصسسلة‪ ،‬وهمسسا‬
‫كسجدة الركعة الثانية تحسب عن الولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنسيان له( أي أو انغسلت فسسي‬
‫وضوء معاد لنسيان للوضوء الول‪ ،‬بسسأن أغفلهسسا فسسي وضسسوء ثسسم نسسسي أنسسه توضسسأ‬
‫فأعاده ظانا وجوبه فيجزئ غسلها فيه‪ .‬وقوله‪ :‬ل تجديد واحتياط أي ل إن انغسسسلت‬
‫فسسي وضسسوء مجسسدد أو فسسي وضسسوء احتيسساط‪ ،‬بسسأن تطهسسر فشسسك هسسل أحسسدث فتوضسسأ‬
‫أحتياطا‪ ،‬فل يجزئ انغسالها فيهما‪ ،‬فيعيدها حيث علم الحال لن النية في المجدد لم‬
‫تتوجه لرفع الحدث أصل بل هي صارفة عنه‪ ،‬ونية وضوء الحتياط غيسسر جازمسسة‬
‫مع عدم الضسسرورة بخلف مسسا إذا لسسم يسسبين الحسسال فسسإنه يجسسزئه للضسسرورة‪ .‬ا‍ه فتسسح‬
‫الجواد‪) .‬قوله‪ :‬أجزأه( جواب لو‪ ،‬أي أجزأه انغسالها فيما ذكسسر‪ ،‬ول يجسسب عليسسه أن‬
‫يجدد غسلها‪) .‬قوله‪ :‬ورابعها( أي رابع فروض الوضوء‪ .‬وقوله‪ :‬مسح بعض رأسه‬
‫أي انمساحه‪ ،‬وإن لم يكن بفعله كما مر في نظيسسره‪ .‬ول تتعيسسن اليسسد فسسي المسسسح بسسل‬
‫يجوز بخرقة وغيرها‪ ،‬ولو بل يده ووضعها علسسى بعسسض رأسسسه ولسسم يحركهسسا جسساز‬
‫لن ذلك يسمى مسحا‪ ،‬إذ ل يشسسترط فيسسه تحريسسك‪ .‬ولسسو كسسان لسسه رأسسسان‪ ،‬فسسإن كانسسا‬
‫أصليين كفى مسح بعض أحسسدهما‪ ،‬وإن كسسان أحسسدهما أصسسليا والخسسر زائدا وتميسسز‪:‬‬
‫وجب مسح بعض الصلي دون الزائد‪ ،‬ولو سامت أو اشتبه‪ :‬وجب مسح بعض كل‬
‫منهما‪ .‬وقوله‪ :‬كالنزعة بفتح الزاي‪ ،‬ويجوز إسكانها كما مر‪) .‬قوله‪ :‬والبياض السسذي‬
‫وراء الذن( أي لنه من حدود الرأس أي وكسالجزء السذي يجسسب غسسله مسع السسوجه‬
‫تبعا فإنه يكفي مسحه‪) .‬قسوله‪ :‬بشسسر( بسسدل مسسن بعسض السسرأس‪ .‬وظسساهر عسدم تقييسسده‬
‫بكونه في حد الرأس وتقييده به فيما بعد أنه يكفي المسح على البشسسرة ولسسو خرجسست‬
‫عن حد الرأس‪ ،‬كسلعة نبتت فيه وخرجست عنسه‪ .‬وهسو أيضسسا ظساهر عبسارة التحفسة‬
‫والنهاية‪ .‬وقال ع ش‪ :‬ينبغي أن يأتي تفصيل الشعر المذكور فيما لو خلق لسسه سسسلعة‬
‫برأسه أو تدلت‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فل يكفسسي مسسح الخسسارج عسن حسسده مسن السسلعة‪) .‬قسوله‪ :‬أو‬
‫شعر في حده( أي الرأس‪ ،‬بأن لم يخرج عسسن حسسده بمسسده مسسن جهسسة استرسسساله‪ ،‬فسسإن‬
‫خرج عنه به منها لم يكف المسح على النازل عن حد السسرأس ولسسو بسسالقوة‪ ،‬كمسسا لسسو‬
‫كان متلبدا أو معقوصا‪ ،‬ولو مد لخرج‪ ،‬وإنما أجزأ تقصيره في النسسسك مطلقسسا‪ .‬ولسسو‬
‫خرج عن حسد السرأس لتعلسق فرضسه بشسعر السرأس وهسو صسادق بالخسارج بخلف‬
‫فرض المسح فإنه يتعلق بالرأس‪ ،‬وهو ما تسسرأس وعل‪ .‬والخسسارج ل يسسسمى رأسسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو بعض شعرة واحدة( أي ولسسو كسسان الممسسسوح بعسسض شسسعرة واحسسدة فسسإنه‬
‫يكفسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬لليسسة( علسسة لوجسسوب مسسسح بعسسض السسرأس‪ ،‬وهسسي قسسوله تعسسالى‪* :‬‬
‫)فامسسسحوا برؤوسسسكم( * ووجسسه دللتهسسا علسسى الكتفسساء بمسسسح البعسسض أن البسساء إذا‬
‫دخلت على متعدد ‪ -‬كما في الية ‪ -‬تكون للتبعيسض‪ ،‬أو علسى غيسر متعسدد كمسا فسي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬وليطوفوا بالبيت العتيق( * تكون لللصاق‪ .‬وإنما وجب التعميم فسسي‬
‫التيمم ‪ -‬مع أن آيته كهذه الية ‪ -‬لثبوت ذلك بالسنة‪ ،‬ولنه بدل فاعتبر مبدله‪ ،‬ومسح‬
‫الرأس أصل فاعتبر لفظه‪ .‬وروى مسلم أنسه )ص( مسسح بناصسسيته وعلسسى العمامسة‪،‬‬
‫فدل ذلك على الكتفاء بمسح البعض‪ .‬ول يقال‪ :‬إن الناصية متعينة للنص عليها فسي‬
‫الحديث‪ .‬لنسا نقسول‪ :‬صسد عسن ذلسك الجمساع‪ .‬وأيضسا فالمسسح اسسم جنسس يصسدق‬
‫بالبعض والكل‪ ،‬ومسح الناصية فرد من أفراده‪ ،‬وذكسسر فسسرد مسن أفسسراد العسسام بحكسسم‬
‫العام ل يخصصه‪) .‬قوله‪ :‬قال البغوي‪ :‬ينبغي إلخ( ضسسعيف‪ ،‬مخسسالف للجمسساع كمسسا‬
‫علمت‪ .‬وقوله‪ :‬أن ل يجزئ أقل من قدر الناصية أي مسح أقسل مسن قسدرها‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وهي( أي الناصية‪) .‬قوله‪ :‬لنه إلخ( علة لعدم الجزاء‪ .‬وقوله‪ :‬لم يمسسسح أقسسل منهسسا‬
‫أي من قدر الناصية‪ .‬ولم يذكر الضمير لكتسابه التأنيث من المضاف إليه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وهو( أي عسسدم إجسسزاء مسسسح أقسسل مسسن الناصسسية روايسسة إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬وخامسسسها( أي‬
‫خامس فروض الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬غسل رجليه( أي انغسالهما ولو بغيسسر فعلسسه ‪ -‬كمسسا‬
‫مر ‪ -‬إن لم يكن لبسا للخفين‪ .‬وينبغي أن يتنبسسه لمسسا يقسسع كسسثيرا أن الشسسخص يغسسسل‬
‫رجليه في محل من الميضأة مثل ‪ -‬بعد‬

‫] ‪[ 53‬‬
‫غسل وجهه ويديه ومسح رأسه في محل آخر ‪ -‬بنية إزالسسة الوسسسخ مسسع الغفلسسة‬
‫عن نية الوضوء فإنه ل يصح‪ ،‬ويجب عليه إعسسادة غسسسلهما بنيسسة الوضسسوء‪ .‬بخلف‬
‫ما إذا ليغفل عن نية الوضوء أو أطلق فإنه ل يضر‪) .‬قوله‪ :‬بكل كعب( الباء بمعنى‬
‫مع‪ .‬وقوله‪ :‬من كل رجل أشار بذلك إلى تعدد الكعب في كل رجل‪ ،‬فإن لكسسل رجسسل‬
‫كعبين‪ ،‬وهما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل الساق والقدم‪) .‬قوله‪ :‬لليسسة(‬
‫أي وللتباع )قوله‪ :‬أو مسح خفيهما( معطوف على غسل رجليه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بشسسروطه‬
‫أي المسح على الخفين‪ ،‬وهي لبسهما على طهارة كاملة‪ ،‬وأن يكون الخف طسساهرا‪،‬‬
‫وأن يكون قويا يمكن متابعة المشي عليه‪ ،‬وأن يكون ساترا لمحل مسسا يجسسب غسسسله‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجب غسل باطن ثقب وشق( محله ما لم يكسسن لهمسسا غسسور فسسي اللحسسم‪ ،‬فسسإن‬
‫كان لهما ذلك لم يجب إل غسل ما ظهر من الثقسب والشسق‪ .‬والثقسب بفتسح المثلثسة ‪-‬‬
‫وقيل بضمها ‪ -‬ما كان مستديرا‪ .‬والشق ‪ -‬بفتح الشين ‪ -‬ما كان مستطيل‪) .‬قوله‪ :‬لو‬
‫دخلت شوكة( أو نحوها كإبرة‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي رجلسسه( أي أو نحوهسسا‪ ،‬كيسسده أو وجهسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وظهر بعضها( أي بعض الشوكة‪) .‬قوله‪ :‬وجب قلعها وغسل محلها( ظاهره‬
‫أنه متى كان بعض الشوكة ظاهرا اشترط قلعهسسا مطلقسسا وغسسسل موضسسعها‪ .‬وفصسسل‬
‫بعضهم فقال‪ :‬يجب قلعها إن كان موضعها يبقى مجوفا بعد القلع‪ ،‬وإن كان ل يبقسسى‬
‫مجوفا بل يلتحم وينطبق بعده لم يجب قلعها‪ ،‬ويصح وضوءه مع وجودهسسا‪ .‬لكسسن إن‬
‫غارت في اللحم واختلطت بالدم الكثير‪ ،‬مع بقاء رأسسسها ظسساهرا‪ ،‬لسسم تصسسح الصسسلة‬
‫معها وإن صح الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي لن محلها صار فسسي حكسسم الظسساهر وهسسو‬
‫يجب غسله‪) .‬قوله‪ :‬فإن استترت كلها( محترز قوله وظهر بعضها‪ .‬وقوله‪ :‬صارت‬
‫في حكم الباطن أي وهو ل يجب غسله‪ .‬وقوله‪ :‬فيصسسح وضسسوؤه أي مسسع وجودهسسا‪،‬‬
‫وكذا تصح صلته‪) .‬قوله‪ :‬تنفسسط( أي بسدن المتوضسسئ‪ ،‬أي ظهسسر فيسه النفسط ‪ -‬وهسسو‬
‫الجدري ‪ -‬قال في المصباح‪ :‬يقال نفطت يده نفطا من باب تعسسب‪ ،‬ونفيطسسا إذا صسسار‬
‫بين الجلد واللحم مسساء‪ .‬الواحسسدة نفطسسة ككلمسسة‪ ،‬والجمسسع نفسسط ككلسسم‪ ،‬وهسسو الجسسدري‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في رجل( حال من مصدر الفعل‪ .‬قيل‪ :‬ولو حذف في وجعل ما بعدها فسساعل‬
‫بالفعل لكان أولسسى‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو غيسسره أي كيسسد ووجسسه‪ .‬والولسسى أو غيرهسسا‪ ،‬بضسسمير‬
‫المؤنث للقاعدة‪ :‬أن ما كسسان متعسسددا مسسن العضسساء يسسؤنث ‪ -‬كاليسسد والرجسسل والعيسسن‬
‫والذن ‪ ،-‬وما كان غير متعدد كالرأس والنف يذكر غالبا‪) .‬قوله‪ :‬لسسم يجسسب غسسسل‬
‫باطنه( أي باطن النفط‪) .‬قوله‪ :‬ما لسسم يتشسسقق( أي ينفتسسح ذلسسك النفسسط‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسا لسسم‬
‫يرتتق( أي ما لم يلتحم ويلتئم بعد انفتاحه وتشققه‪ ،‬فإن ارتتق لم يجب غسل بسساطنه‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬تنسسبيه‪ :‬ذكسسروا فسسي الغسسسل( أي ومسسا ذكسسروه فسسي الغسسسل يجسسري نظيسسره فسسي‬
‫الوضوء‪ .‬فلو انعقدت لحية المتوضئ غير الكثة لم يجب غسسسل باطنهسسا‪ ،‬وألحسسق بسسه‬
‫من ابتلي بنحو طبوع فيها حتى منع من وصول الماء إلى أصولها ولم يمكن إزالته‬
‫فيعفى عنه‪ ،‬ول يجب غسل باطنها‪) .‬قوله‪ :‬عقد الشعر( العقد بضم ففتح جمع عقدة‪.‬‬
‫والضافة من إضافة الصفة للموصوف‪ ،‬أي الشعر المنعقد‪) .‬قوله‪ :‬إذا انعقد بنفسه(‬
‫أي وإن كثر‪ ،‬كما في التحفة‪ .‬فإن عقد بفعل فاعل وجب غسل باطنه‪ ،‬ووجب نقضه‬
‫إذا لم يصل الماء إلى باطن الشعر إل به‪ .‬قال الكردي‪ :‬وله أي لبن حجسسر احتمسسال‬
‫في المداد واليعاب في العفو عما عقده بفعله‪ .‬وينبغي كما في اليعساب نسدب قطسع‬
‫المعقود خروجا مسسن خلف مسسن أوجبسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وألحسسق بهسسا( أي بعقسسد الشسسعر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬طبوع( بوزن تنور‪ ،‬وهو بيض القمل‪) .‬قوله‪ :‬حتى منع وصول الماء إليهسسا(‬
‫أي إلى أصول الشعر‪) .‬قوله‪ :‬ولم يمكسسن إزالتسسه( أي نحسسو الطبسسوع‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأنه ل‬
‫يلحق بها( أي بعقد الشعر‪) .‬قوله‪ :‬لكن قال تلميذه شيخنا‪ :‬والذي إلسسخ( وقسسال أيضسسا‪:‬‬
‫فإن أمكنه حلق محله فالذي يتجه أيضا وجوبه ما لم يحصل له به‬

‫] ‪[ 54‬‬
‫مثلسسة ل تحتمسسل عسسادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وسادسسسها( أي سسسادس فسسروض الوضسسوء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ترتيب( هو وضع كل شئ في مرتبته ومحله‪) .‬قوله‪ :‬كمسسا ذكسسر( أي ترتيسسب‬
‫كائن كما ذكر في عد الركان‪) .‬قوله‪ :‬من تقديم إلخ( بيان لما‪ ،‬ولم يذكر النيسسة لنسسه‬
‫ل ترتيسسب بينهسسا وبيسسن غسسسل السسوجه لوجسسوب اقترانهسسا بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬للتبسساع( تعليسسل‬
‫لوجوب الترتيب‪ ،‬وهو فعله )ص( المبين للوضوء المأمور به‪ ،‬فإنه عليه السلم لسسم‬
‫يتوضأ إل مرتبا‪ .‬وقوله عليه السلم في حجة الوداع‪ ،‬لما قالوا له‪ :‬أنبسسدأ بالصسسفا أو‬
‫المروة ؟ ابدؤا بما بدأ ال به‪ .‬والعبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب‪ .‬وممسسا يسسدل‬
‫على وجوب الترتيب أنسسه تعسسالى ذكسسر ممسسسوحا بيسسن مغسسسولت فسسي آيسسة الوضسسوء‪.‬‬
‫وتفريق المتجانس ل ترتكبه العرب إل لفائدة‪ ،‬وهي هنسسا وجسسوب السسترتيب‪ ،‬ل نسسدبه‬
‫بقرينة المر في الخبر‪ ،‬ولن الية وردت لبيان الوضوء السسواجب‪ .‬ومحسسل وجسسوب‬
‫الترتيب إن لم يكسسن هنسساك حسسدث أكسسبر‪ ،‬وإل سسسقط السسترتيب لنسسدراج الصسسغر فسسي‬
‫الكبر‪ .‬حتى لو اغتسل الجنب إل أعضاء وضوئه لم يجب عليه ترتيسسب فيهسسا‪ .‬ولسسو‬
‫اغتسل الجنب إل رجليه مثل‪ ،‬ثم أحسسدث حسسدثا أصسسغر ثسسم توضسسأ‪ ،‬فلسه تقسسديم غسسل‬
‫الرجلين وتأخيره وتوسيطه‪ ،‬فلو غسلهما عن الجنابة ثم توضأ لم يجب غسلهما فسسي‬
‫الوضوء‪ .‬وبه يلغز فيقال‪ :‬لنا وضوء خال عن غسل عضو مكشوف بل ضرورة ؟‬
‫)قوله‪ :‬ولو انغمس محدث( أي حدثا أصغر‪ ،‬لنصرافه إليسسه عنسسد الطلق‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ولو في ماء قليل غاية لمقدر‪ ،‬أي انغمس في ماء مطلق ولسو كسان قليل‪ .‬لكسن محسل‬
‫الكتفاء بالنغماس فيه كما في الكردي فيما إذا نسسوى المحسسدث بعسسد تمسسام النغمسساس‬
‫رفع الحدث‪ ،‬وإل ارتفع الحدث عن السوجه فقسسط إن قسارنته النيسة‪ ،‬وحكسم باسستعمال‬
‫الماء‪) .‬قوله‪ :‬بنية معتبرة مما مر( كنيسة رفسسع الحسسدث‪ ،‬أو نيسة الوضسوء‪ ،‬أو فسسرض‬
‫الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬أجزأه( أي لن الترتيب يحصل في لحظات لطيفة‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو لسسم‬
‫يمكث إلخ( الغاية للرد على الرافعي القائل بأنه ل بد للجزاء مسسن إمكسسان السسترتيب‪،‬‬
‫بأن يغطس ويمكث قدر الترتيب‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لو اغتسل بنيته( أي نية رفسسع الحسسدث‬
‫ونحوه مما مر‪ .‬ومراده الغتسال بالصب بنحو إبريق فهو مقابل للنغماس وعبارة‬
‫فتسسح الجسسواد‪ :‬وخسسرج بالنغمسساس الغتسسسال‪ ،‬فيشسسترط فيسسه السسترتيب حقيقسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا‬
‫علمت ذلك تعلم أنه ل محل للستدراك‪ ،‬فلو حسسذف لفسسظ نعسسم وقسسال‪ :‬لسسو إلسسخ‪ ،‬لكسسان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬ول يضر إلخ( أي فيما إذا انغمس أو اغتسل‪) .‬قوله‪ :‬بل لو كسسان إلسسخ(‬
‫اضراب انتقسسالي وأفسساد بسسه أن النسسسيان ليسسس بقيسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬أعضسساءه( أي الوضسسوء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مانع( أي يمنع وصول المسساء للعضسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬أجسسزأه الغسسسل( أي مسسن غيسسر‬
‫ترتيب‪ ،‬لندراج الحدث الصغر في الكسسبر‪ .‬وقسسوله‪ :‬بنيتسسه أي الغسسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫يجب تيقن إلخ( أي في الوضوء وفي الغسل‪ .‬وقوله‪ :‬عموم الماء أي استيعابه جميع‬
‫العضو‪) .‬قوله‪ :‬بل يكفي غلبة الظن به( أي بعموم الماء جميع العضسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي‬
‫تطهير عضو( متعلق بشك‪ ،‬ومثله الظرف الذي بعده‪) .‬قوله‪ :‬أو غسسسله( أي أو قبسسل‬
‫الفراغ من غسله‪) .‬قوله‪ :‬طهره( أي طهر ذلك العضو المشكوك فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا‬
‫ما بعده( أي وكذلك طهر ما بعده من العضاء‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي الوضسسوء( أي بالنسسسبة‬
‫له‪ ،‬لشتراط الترتيب فيه بخلف الغسل‪ ،‬فل يعيد غسل مسسا بعسسد العضسسو المشسسكوك‬
‫فيه لعدم اشتراط الترتيب فيه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعد الفراغ( معطوف على قبل الفراغ‪ ،‬أي‬
‫أو شك بعسسد الفسسراغ مسسن طهسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم يسسؤثر( أي لسسم يضسسر شسسكه بعسسد الفسسراغ‬
‫استصحابا لصل الطهر فل نظر لكونه يدخل الصلة بطهر مشكوك فيه‪ .‬ا‍ه تحفة‪.‬‬

‫] ‪[ 55‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو كان الشك في النية( كذا نقل عسن فتسساوى شسسيخنا الشسسهاب الرملسسي‪،‬‬
‫وقاسه على الصوم‪ .‬لكن الذي استقر رأيه عليه في الفتاوى السستي قرأهسسا ولسسده عليسسه‬
‫أنه يسسؤثر كمسسا فسسي الصسسلة‪ .‬وقسسال‪ :‬إن الفسسرق بيسسن الوضسسوء والصسسوم واضسسح‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وسيأتي أن الشك في الطهارة بعد الصلة ل يؤثر‪ ،‬وحينئذ يتحصل أنه إذا شسسك فسسي‬
‫نية الوضوء بعد فراغه ضر‪ ،‬أو بعد الصلة لم يضسسر بالنسسسبة للصسسلة‪ ،‬لن الشسسك‬
‫في نيته بعدها ل يزيد على الشك فيه نفسه بعدها‪ .‬ويضر بالنسبة لغيرهسسا‪ .‬حسستى لسسو‬
‫أراد مس المصحف أو صلة أخرى امتنع ذلك‪ .‬م ر ا ‍ه سم بالحرف‪) .‬قوله‪ :‬وقسسال‬
‫فيه( أي في شرح المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬قياس مسسا يسسأتي( أي فسسي بسساب الصسسلة‪ .‬وعبسسارته‬
‫هناك‪ :‬فرع‪ :‬شك قبل ركوعه في أصل قراءة الفاتحة لزمه قراءتها‪ ،‬أو في بعضسسها‬
‫فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أنه لو شك إلخ( أن وما بعدها في تأويل مصدر خبر قيسساس‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫في أصل غسله( يعني شك‪ ،‬هل غسله كله أو تركه ؟‪) .‬قوله‪ :‬أو بعضه( أي أو شك‬
‫في غسل بعضه‪) .‬قوله‪ :‬لم تلزمسسه( أي إعسسادة غسسسل ذلسسك البعسسض‪) .‬قسسوله‪ :‬فليحمسسل‬
‫كلمهم الول( وهو أنه إذا شك في تطهيسر عضسو قبسسل الفسسراغ‪ .‬إلسسخ‪) .‬قسوله‪ :‬علسسى‬
‫الشك إلخ( متعلق بيحمل‪) .‬قوله‪ :‬ل بعضسسه( أي ل الشسسك فسسي بعضسسه فسسإنه ل يسسؤثر‬
‫مطلقا‪ ،‬سواء كان الشك وقسسع فيسسه بعسسد الفسسراغ مسسن الوضسسوء أم قبلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن‬
‫للمتوضئ إلخ( لما أنهى الكلم علسسى شسسروط الوضسسوء وفروضسسه‪ ،‬شسسرع فسسي بيسسان‬
‫سسسننه‪ ،‬فقسسال‪ :‬وسسسن‪ ،‬إلسسخ‪ .‬واعلسسم أن السسسنة والتطسسوع والنفسسل والمنسسدوب والحسسسن‬
‫والمرغب فيه‪ :‬ما يثاب على فعله ول يعاقب على تركه‪ ،‬فهي ألفسساظ مسسترادفه‪ .‬لكسسن‬
‫قال بعضهم‪ :‬إن الحسن يشمل المباح‪ ،‬إل أن يقال إنه مختسسص بمرادفتسسه للسسسنة فسسي‬
‫اصطلح الفقهساء‪ .‬وسسنن الوضسوء كسثيرة‪ ،‬أورد منهسا فسي الرحيميسة سستا وسستين‪،‬‬
‫والمصنف أورد بعضها‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو بمسساء مغصسسوب( أي سسسن التسسسمية ولسسو كسسان‬
‫الوضوء بماء مغصوب‪ ،‬ول ينافي ذلك حرمة الوضوء به لنها لعارض‪ ،‬والمحرم‬
‫لعارض ل تحرم البسملة في ابتدائه ‪ -‬كمسسا مسسر أول الكتساب ‪) .-‬قسسوله‪ :‬للتبسساع( أي‬
‫وهسسو مسسا رواه النسسسائي بإسسسناد جيسسد عسسن أنسسس‪ ،‬قسسال‪ :‬طلسسب أصسسحاب النسسبي )ص(‬
‫وضوءا فلم يجدوا‪ ،‬فقال )ص(‪ :‬هل مع أحد منكم ماء ؟ فأتي بمسساء فوضسسع يسسده فسسي‬
‫الناء الذي فيه الماء ثم قال‪ :‬توضؤا باسم ال‪ .‬فرأيت الماء يفور مسسن بيسسن أصسسابعه‬
‫حتى توضأ نحو سبعين رجل‪ .‬وقوله‪ :‬توضؤا باسم السس‪ .‬أي قسسائلين ذلسسك‪ .‬ا‍ه شسسرح‬
‫الروض‪) .‬قوله‪ :‬وأقلها( أي التسمية‪) .‬قوله‪ :‬وتجب( أي التسمية عند أحمد‪ ،‬مسسستدل‬
‫بخبر‪ :‬ل وضوء لمن لم يسم‪ .‬ورده الشافعية بضعفه أو حمله علسسى الكامسسل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويسن قبلها( أي قبل التسمية‪) .‬قوله‪ :‬ويسن لمن تركها أوله أن يأتي بهسسا أثنسساءه( أي‬
‫بصيغة أخرى‪ .‬وهي التي ذكرها بقوله‪ :‬قائل باسم ال أولسسه وآخسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬ل بعسسد‬
‫فراغه( أي ل يسن التيان بهسا بعسد فسراغ الوضسوء‪) .‬قسوله‪ :‬وكسذا فسي نحسو الكسل‬
‫والشرب‪ ،‬إلخ( أي كذلك يأتي بها في الول‪ ،‬فإن تركها فيه ففسسي الثنسساء‪ ،‬ول يسسأتي‬
‫بها بعد الفراغ‪ .‬هكذا يستفاد من صنيعه‪ ،‬وهو الذي جرى عليه ابن حجر في التحفة‬
‫وفتح الجواد‪ .‬والمعتمد عند شيخ السلم وم ر‪ :‬سنية التيسسان بهسسا بعسسد فسسراغ الكسسل‬
‫والشرب‪ ،‬للمر بذلك في حديث الترمذي وغيره‪ .‬ومحل التيان بها في الثنسساء فسسي‬
‫غير ما يكره الكلم فيه كالجمسساع‪ ،‬وإل فل يسسؤتى بهسسا فسسي أثنسسائه‪) .‬قسسوله‪ :‬وبسسه( أي‬
‫بكون أول السن التسمية‪ ،‬جسسزم النسسووي فسسي المجمسسوع وغيسسر المجمسسوع مسسن كتبسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فينوي( أي الوضوء‪،‬‬

‫] ‪[ 56‬‬
‫أو سنن الوضوء وهو الولى‪ ،‬لئل تفسسوته سسسنية المضمضسسة والستنشسساق كمسسا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬معها( أي التسمية‪ ،‬فإن قلت‪ :‬كيف يتصور مقارنسسة النيسسة للتسسسمية ؟ مسسع‬
‫أن التلفظ بكل منهما سنة ؟ فالجواب‪ :‬أن المراد أنه ينسسوي بقلبسسه حسسال كسسونه مسسسميا‬
‫بلسانه‪ ،‬ثم بعد التسمية يتلفظ بمسسا نسسواه‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬وعليسسه جريسست فسسي شسسرح‬
‫الرشاد لتشمله بركة التسسسمية‪ .‬ويحتمسسل أنسسه يتلفسسظ بهسسا قبلهسسا‪ ،‬كمسسا يتلفسسظ بهسسا قبسسل‬
‫التحرم‪ ،‬ثم يأتي بالبسملة مقارنة للنية القبلية‪ ،‬كمسسا يسسأتي بتكسسبير التحسسرم كسسذلك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقال جمع متقدمون‪ :‬إن أولها السواك( وجمع بينهما بأن أول السسسنن القوليسسة‬
‫التسمية‪ ،‬وأول السسسنن الفعليسسة السسسواك‪ .‬وإنمسسا يجعسسل التعسسوذ أول السسسنن لنسسه ليسسس‬
‫مقصودا بالذات‪) .‬قوله‪ :‬تسن التسمية لتلوة‪ ،‬إلخ( أي ولكل أمر ذي بال ‪ -‬أي شسسأن‬
‫‪ -‬بحيث ل يكون محرما لذاته‪ ،‬ول مكروها لذاته ول مسسن سفاسسسف المسسور‪ ،‬وليسسس‬
‫ذكرا محضا‪ ،‬ول جعل الشارع مبدأ له‪ ،‬كمسسا مسسر معظسسم ذلسسك أول الكتسساب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وذبح( فإن قلت‪ :‬إن البسملة مشتملة على الرحمة‪ ،‬والذبح ليس من آثارها ؟‪ .‬أجيسسب‬
‫بأنه رحمة بالنسبة للحيوان‪ ،‬لن موته ل بد منه‪ ،‬وهو بهذا الطريسسق أسسسهل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فغسل الكفين( بالرفع‪ ،‬عطف على تسمية أي‪ .‬وسن عقب التسمية غسل الكفين‪ ،‬أي‬
‫انغسالهما‪ ،‬ولو من غير فعل فاعل كما مر‪ .‬وقوله‪ :‬معا أي ويسن غسلهما معسسا‪ ،‬فل‬
‫يسن فيهما تيامن‪ .‬وكان الولسسى أن يقسسول‪ :‬ومعسسا‪ .‬لن المعيسسة سسسنة مسسستقلة‪ ،‬وليفيسسد‬
‫حصول أصل السنة ولو بالغسل مرتبا‪ ،‬أفاده في فتح الجواد‪) .‬قوله‪ :‬إلسسى الكسسوعين(‬
‫أي مع الكوعين‪ ،‬والكوع هو الذي يلي إبهام اليد‪ ،‬وأما البوع فهو العظسسم السسذي يلسسي‬
‫إبهام الرجل‪ ،‬وقد نظم بعضهم معناهما مع معنى الكرسوع والرسسسغ‪ ،‬فقسسال‪ :‬وعظسسم‬
‫يلي البهام كوع وما يلي لخنصره الكرسوع والرسغ موسط وعظم يلي إبهام رجل‬
‫ملقب ببوع فخذ بالعلم واحذر مسسن الغلسسط قسسال بعضسسهم‪ :‬الغسسبي هسسو السسذي ل يعسسرف‬
‫كوعه من بوعه‪) .‬قوله‪ :‬مع التسمية المقترنة بالنية( أي القلبية‪ ،‬فينوي بقلبه ويبسمل‬
‫بلسانه مع أول غسل الكفين كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وإن توضسأ مسن نحسو إبريسق( أي يسسن‬
‫الغسل وإن لم يرد إدخالهما في الناء‪ ،‬كأن صب على كفيسسه بنحسسو إبريسسق‪ ،‬أو تيقسسن‬
‫طهرهما‪ ،‬للتباع‪ .‬فإن شك في طهرهما كسره غمسسهما فسي مساء قليسل ل كسثير قبسل‬
‫غسلهما ثلثا‪ ،‬لخبر‪ :‬إذا استيقظ أحسسدكم مسسن نسسومه فل يغمسسس يسسده فسسي النسساء حسستى‬
‫يغسلها ثلثا فإنه ل يدري أين باتت يده‪ .‬رواه الشيخان‪ ،‬إل قوله‪ :‬ثلثا‪ .‬فمسلم أشار‬
‫فيما علل به إلى احتمال نجاسة اليد في النوم‪ ،‬وألحق بالنوم غيره فسسي ذلسسك‪ .‬أمسسا إذا‬
‫تيقن طهرهما فل يكره غمسهما‪ ،‬ول يسن غسلهما قبله‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسسواك( معطسسوف‬
‫أيضا على تسمية‪ .‬أي وسن سسسواك‪ .‬وهسسو لغسسة‪ :‬السسدلك‪ .‬وشسسرعا‪ :‬اسسستعمال عسسود أو‬
‫نحوه‪ ،‬كأشنان في السنان وما حولها‪ .‬والصل فيه قوله عليه السلم‪ :‬لول أن أشسسق‬
‫على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل وضوء‪ .‬وفي رواية‪ :‬لفرضسست عليهسسم السسسواك‬
‫مع كل وضوء‪ .‬وتعتريه أحكام أربعة‪ :‬الوجوب فيما إذا توقف عليه زوال النجاسة‪،‬‬
‫أو ريح كريه في نحو جمعة‪ ،‬والحرمة فيما إذا استعمل سواك غيره بغير إذنسسه ولسسم‬
‫يعلم رضاه‪ ،‬والكراهة للصائم بعد الزوال‪ ،‬وفيما إذا استعمله طول في غير اللسان‪،‬‬
‫والندب في كل حال‪ .‬ول تعسستريه الباحسسة لن القاعسسدة أن مسسا كسسان أصسسله النسسدب ل‬
‫تأتي الباحة فيه‪ .‬وله فوائد كثيرة‪ ،‬أوصلها بعضسسهم إلسسى نيسف وسسسبعين‪ .‬منهسسا‪ :‬أنسسه‬
‫يطهر الفم‪ ،‬ويرضسسي السسرب‪ ،‬ويسسبيض السسسنان‪ ،‬ويطيسسب النكهسسة‪ ،‬ويسسسوي الظهسسر‪،‬‬
‫ويشد اللثة‪ ،‬ويبطئ الشسسيب‪ ،‬ويصسسفي الخلقسسة‪ ،‬ويزكسسي الفطنسسة‪ ،‬ويضسساعف الجسسر‪،‬‬
‫ويسهل النزع‪ ،‬ويذكر الشهادة عند‬

‫] ‪[ 57‬‬
‫الموت‪ .‬وإدامته تورث السعة والغنسسى وتيسسسر السسرزق‪ ،‬وتطيسسب الفسسم‪ ،‬وتسسسكن‬
‫الصداع‪ ،‬وتذهب جميع ما في الرأس من الذى والبلغسسم‪ ،‬وتقسسوي السسسنان‪ ،‬وتجلسسي‬
‫البصر‪ ،‬وتزيد في الحسنات‪ ،‬وتفسسرح الملئكسسة وتصسسافحه لنسسور وجهسسه وتشسسيعه إذا‬
‫خرج للصسسلة‪ ،‬ويعطسسى الكتسساب بسساليمين‪ ،‬وتسسذهب الجسسذام‪ ،‬وتنمسسي المسسال والولد‪،‬‬
‫وتؤانس النسان في قبره‪ ،‬ويأتيه ملك المسسوت عليسه السسسلم عنسسد قبسض روحسسه فسسي‬
‫صورة حسنة‪) .‬قوله‪ :‬عرضا( أي في عرض السسسنان‪ .‬ولسسو قسسال‪ :‬وعرضسسا‪ ،‬لكسسان‬
‫أولى‪ ،‬إذ هو سنة مستقلة‪ ،‬لخبر‪ :‬إذا اسسستكتم فاسسستاكوا عرضسسا ويجسسزئ طسسول لكنسسه‬
‫يكره‪ .‬وكيفية الستياك المسسسنون أن يبسسدأ بجسسانب فمسسه اليمسسن فيسسستوعبه باسسستعمال‬
‫السواك في السنان العليا ظهرا وبطنا إلسسى الوسسسط‪ ،‬ثسسم السسسفلى كسسذلك‪ ،‬ثسسم اليسسسر‬
‫كذلك‪ ،‬ثم يمره على سقف حلقه إمرارا لطيفسسا‪ .‬ويسسسن أن يكسسون ذلسسك باليسسد اليمنسسى‪،‬‬
‫وأن يجعل الخنصر من أسسسفله والبنصسسر والوسسسطى والسسسبابة فسسوقه والبهسسام أسسسفل‬
‫رأسه‪ ،‬ثم يضعه بعد أن يستاك خلف أذنه اليسرى‪ ،‬لخسسبر فيسسه‪ ،‬واقتسسداء بالصسسحابة‪.‬‬
‫واستحب بعضهم أن يقول في أوله‪ :‬اللهم بيض به أسناني‪ ،‬وشد به لثاتي‪ ،‬وثبت بسسه‬
‫لهاتي‪ ،‬وبارك لي فيه يا أرحم الراحمين‪ .‬ويكره أن يزيد طول السواك علسسى شسسبر‪،‬‬
‫لما قيل‪ :‬إن الشيطان يركب على الزائد‪) .‬قوله‪ :‬ظاهرا وباطنسسا( أي ظسساهر السسسنان‬
‫وهو ما يلي الشفنين‪ ،‬وباطنها وهو ما يلي الحلق‪) .‬قوله‪ :‬وطول في اللسان( فيكسسره‬
‫عرضا‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح( أي دليل سنية السواك‪) .‬قوله‪ :‬أي أمر إيجاب( دفع‬
‫به ما يقال إنه قد أمرهم أمر ندب‪ .‬والحديث يقتضي امتناع المسسر‪ .‬وحاصسسل السسدفع‬
‫أن الممتنع أمر اليجاب فل ينافي أنه أمرهم أمر ندب‪ ،‬أي أن ال تعالى خيسسره بيسسن‬
‫المرين فاختار الثاني لمشقة المة‪ ،‬فجعل ال تعالى المر في ذلك مفوضا إليه‪ .‬فل‬
‫يرد أن المر هو الس تعسسالى فكيسسف نسسسبه )ص( لنفسسسه‪ .‬ا‍ه شسسرقاوي‪) .‬قسسوله‪ :‬بكسسل‬
‫خشن( أي طاهر‪ ،‬وفاقا للرملي وخلفا لبن حجر حيث قال‪ :‬يكفي النجس ولو مسسن‬
‫مغلظ‪ .‬ورد بقوله عليه السلم‪ :‬السواك مطهرة للفم‪ .‬وهذا منجسة‪ ،‬لكنه أجاب‪ :‬بسسأن‬
‫المراد الطهارة اللغوية‪ ،‬وهي تنقية الوساخ من السنان‪ .‬وخشن بكسرتين كما قسساله‬
‫الشموني في شرح قوله‪ :‬وفعل أولى وفعيل بفعل لكن جوز القاموس فيه فتح الخاء‬
‫وكسر الشين‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ولو بنحسسو خرقسسة( أي ولسسو كسسان السسستياك بنحسسو‬
‫خرقة‪) .‬قوله‪ :‬وأشنان( بضم الهمزة‪ ،‬وكسرها لغة‪ ،‬وهو الغاسسسول أو حبسسه‪) .‬قسسوله‪،‬‬
‫أفضل من غيره( كخرقة وأشنان‪) .‬قوله‪ :‬وأوله( أي أولسسى أنسسواع العسسود ذو الريسسح‬
‫الطيسسب‪) .‬قسسوله‪ :‬وأفضسسله( أي أفضسسل ذي الريسسح الطيسسب الراك‪ .‬والحاصسسل أن‬
‫الستياك بالراك أفضل‪ ،‬ثم بجريد النخل‪ ،‬ثسسم الزيتسسون‪ ،‬ثسسم ذي الريسسح الطيسسب‪ ،‬ثسسم‬
‫غيره من بقية العيدان وفي معناه الخرقة‪ .‬فهذه خمس مراتب‪ ،‬ويجري في كل واحد‬
‫من الخمسة خمس مراتب‪ ،‬فالجملسسة خمسسسة وعشسسرون‪ ،‬لن أفضسسل الراك المنسسدى‬
‫بالماء‪ ،‬ثم المندى بماء الورد‪ ،‬ثم المندى بالريق‪ ،‬ثم اليابس غير المندى‪ ،‬ثم الرطب‬
‫بفتح الراء وسكون الطساء‪ ،‬وبعضسهم يقسسدم الرطسب علسى اليسسابس‪ .‬وهكسذا يقسسال فسسي‬
‫الجريد وما بعده‪ .‬نعم‪ ،‬الخرقسسة ل يتسسأتى فيهسسا المرتبسسة الخامسسسة‪ ،‬ويسسستثنى مسسن ذي‬
‫الريح الطيب عود الريحان فإنه يكره الستياك بسسه لمسسا قيسسل مسن أنسسه يسورث الجسسذام‬
‫والعياذ بال‬

‫] ‪[ 58‬‬
‫تعالى‪) .‬قوله‪ :‬ل بأصبعه( أي ل تحصل سنية السسواك بأصسسبعه‪ ،‬أي المتصسسلة‬
‫عند حجر ومطلقا عند م ر‪ .‬وخرج بأصبعه أصبع غيره‪ ،‬فسسإن كسسانت متصسسلة أجسسزأ‬
‫الستياك بها عنسدهما‪ ،‬وإن كسانت منفصسلة أجسزأ عنسد حجسر ل عنسد م ر‪ ،‬لوجسوب‬
‫مواراتها عنده‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لما اختاره النووي( أي في المجمسسوع‪ ،‬مسسن أن أصسسبعه‬
‫الخشنة تجزئ‪) .‬قوله‪ :‬وإنما يتأكد السواك( الولسسى أن يحسسذف أداة الحصسسر ويقسسول‬
‫ويسن‪ ،‬ثم يفسره بقوله أي بتأكد ليهام عبارته أنسه تقسسدم منسه ذكسسر لفسسظ يتأكسسد‪ ،‬وأن‬
‫التأكد محصور فيما ذكره مع أنه ليس كذلك‪) .‬قوله‪ :‬ولو لمن ل أسنان لسسه( أي ولسسو‬
‫لفاقد الطهورين‪) .‬قوله‪ :‬لكل وضوء( متعلق بيتأكد‪ ،‬وذكره مسسع علمسسه إذ الكلم فسسي‬
‫تعداد سنن الوضوء ليعطف عليه قوله‪ :‬ولكل صلة‪ ،‬إذ الواو وما دخلسست عليسسه مسسن‬
‫المتن‪ .‬ولو قال‪ :‬ويسن أيضا لكل صلة‪ ،‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وإن سلم إلخ( هسسو ومسسا‬
‫بعده غاية لسنية السواك لكل صلة‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يفصل بينهما( أي بيسن الوضسوء‬
‫والصلة‪) .‬قوله‪ :‬حيث لم يخش تنجس فمه( يعني يتأكد السواك لكل صلة حيث لسسم‬
‫يخش ما ذكر‪ ،‬وإل تركه‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬ولو عرف من عادته إدماء السواك‬
‫لفمه استاك بلطف‪ ،‬وإل تركه‪) .‬قوله‪ :‬وذلك( أي تأكده في كل صلة‪ .‬وقوله‪ :‬لخسسبر‬
‫الحميدي بصيغة التصغير‪) .‬قوله‪ :‬ولو تركه( أي السواك‪ .‬والذي يستفاد من النهايسسة‬
‫أنه ل بد أن يكون الترك نسيانا‪ .‬ونصها‪ :‬ولو نسيه ثم تذكره تداركه بفعل قليل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقسسوله‪ :‬أولهسسا أي الصسسلة )قسسوله‪ :‬تسسداركه أثناءهسسا( أي عنسسد العلمسستين ابسسن حجسسر‬
‫والرملي‪ .‬ول يقال إن الكسسف عسسن الحركسسات فيهسسا مطلسسوب لنسسا نقسول محلسسه مسسا لسسم‬
‫يعارضه معارض كما هنا وهو طلب السواك لها‪ ،‬وتداركه فيهسسا ممكسسن‪ ،‬وكمسسا فسسي‬
‫دفع المار بين يديه في الصلة‪ ،‬والتصفيق بشسرطه‪ ،‬وجسذب مسن وقسف عسن يسساره‬
‫إلى يمينه‪ .‬وخالف الخطيب فقال‪ :‬ل يتدارك‪ .‬وعللسسه بمسسا مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسالتعمم( أي‬
‫كما أنه يسن تداركه فيها بأفعسسال خفيفسسة بحيسسث ل تكسسون ثلث حركسسات متواليسسة إذا‬
‫تركه أولها‪) .‬قوله‪ :‬ويتأكسسد( أي السسسواك‪ .‬وقسسوله أيضسسا أي كمسسا يتأكسسد لكسسل وضسسوء‬
‫ولكل صلة‪ .‬وقسوله‪ :‬لتلوة قسرآن إلسخ أي عنسد قسراءة قسرآن‪ ،‬ويكسون قبسل التعسوذ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو علم شرعي( عطفه على ما قبله من عطف العام على الخاص‪ ،‬إذا المراد‬
‫به التفسير والحديث والفقه‪ ،‬وما تعلق بها من آلتهسسا كسسالنحو والصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫تغير فم( أي ويتأكد عند تغير فم‪ .‬وأفهم تعبيره بالفم ندبه لتغيسر فسم مسن ل سسن لسه‪،‬‬
‫وهو كذلك‪ .‬وقوله‪ :‬ريحا أو لونسسا منصسسوبان علسسى التمييسسز المحسسول عسن المضسساف‪،‬‬
‫والصل تغير ريح فم أو لونه‪ .‬وقوله‪ :‬بنحو نسسوم متعلسسق بتغيسسر ونحسسوه‪ ،‬كالسسسكوت‬
‫وأكل كريه‪ .‬وقوله‪ :‬أو أكل كريه معطوف على نحو نوم‪ ،‬من عطف الخسساص علسسى‬
‫العام‪ .‬والمراد بالشئ الكريه الثوم والبصل وغيرهما‪) .‬قوله‪ :‬أو سن( معطوف على‬
‫فم‪ ،‬أي أو تغير سن‪ .‬وقوله‪ :‬بنحو صفرة متعلق بتغيسسر المقسسدر‪) .‬قسسوله‪ :‬أو اسسستيقاظ‬
‫من نوم( معطوف على لتلوة قرآن‪ ،‬أي ويتأكد أيضا عند استيقاظه مسسن النسسوم‪ ،‬أي‬
‫وإن لم يحصل له تغير به لنه مظنته‪ ،‬لما فيسه مسسن السسسكوت وتسسرك الكسسل وعسدمه‬
‫وسرعة خروج النفاس‪ .‬ولذلك كان )ص( إذا قام من النوم يشسسوص فسساه بالسسسواك‪،‬‬
‫أي يدلكه به‪) .‬قوله‪ :‬وإرادته( الواو بمعنى أو‪ ،‬وكان الولى التعبير بها‪ ،‬وكذا يقسسال‬
‫فيما بعده‪ ،‬أي ويتأكد أيضا‬

‫] ‪[ 59‬‬
‫عند إرادة النوم‪ ،‬ومثله الكل فيتأكد عند إرادتسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ودخسسول مسسسجد( أي‬
‫ويتأكد أيضا عند دخول مسجد ولو كان خاليسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ومنسسزل( أي ويتأكسسد لسسدخول‬
‫منزل ولو كان لغيره‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ثم يحتمل أن يقيد بغير الخسسالي‪ ،‬ويفسسرق بينسسه‬
‫وبين المسجد بأن ملئكته أفضل‪ ،‬فروعوا كمسسا روعسسوا بكراهسسة دخسسوله خاليسسا لمسسن‬
‫أكل كريها‪ ،‬بخلف غيره‪ ،‬أي المسجد‪ .‬ويحتمل التسوية‪ ،‬والول أقرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وفي السحر( أي ويتأكد أيضا في وقت السحر‪ ،‬سواء كان نائما واستيقظ فيسسه أم ل‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬وعنسسد الحتضسسار( أي ويتأكسسد أيضسسا عنسسد الحتضسسار‪ ،‬أي معاينسسة سسسكرات‬
‫الموت‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا دل عليسسه( أي علسسى تأكسسده عنسسد الحتضسسار خسسبر الصسسحيحين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويقال إنه( أي السواك‪ ،‬وهو كالتعليل لتأكده عنسسد الحتضسسار‪) ،‬قسسوله‪ :‬وأخسسذ‬
‫بعضهم من ذلك( أي من كونه يسهل خروج السسروح‪) .‬وقسسوله‪ :‬تأكسسده للمريسسض( أي‬
‫لنه قد يفجؤه الموت فيسهل عليه خروج الروح‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي أن ينسسوي بالسسسواك‬
‫السنة( أي حيث لم يكن في ضمن عبادة‪ ،‬فإن كان في ضسسمنها كالوضسسوء لسسم يحتسسج‬
‫لنية لشمول نيتها له‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬وينبغي أن ينوي بالسواك السسسنة كالنسسسل‬
‫بالجماع‪ ،‬ويؤخذ منه أن ينبغي بمعنى يتحتم‪ ،‬حتى لو فعل ما تشمله نية ما سسسن فيسسه‬
‫بل نية السنة لم يثب عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويبلع ريقه( بالنصب‪ ،‬عطف على ينوي‪ ،‬أي‬
‫وينبغي أن يبلع ريقه أول استياكه‪ ،‬أي إل لعذر‪) .‬قوله‪ :‬وأن ل يمصسسه( أي وينبغسسي‬
‫أيضا أن ل يمص السواك بعد الستياك‪) .‬قوله‪ :‬ويندب التخليل( أي تخليل السنان‪.‬‬
‫ويسن كونه بعود السواك وباليمنى كالسواك ويكره بعود القصسسب والس‪ .‬والتخليسسل‬
‫أمان من تسويس السنان‪ .‬ويكره أكل ما خرج مسن بينهسا بنحسو عسود‪ ،‬ل مسسا خسرج‬
‫بغيره كاللسسسان‪ .‬وينسسدب لمسسن يصسسحب النسساس التنظسسف بالسسسواك ونحسسوه‪ ،‬والتطيسسب‬
‫وحسن الدب‪ .‬وقوله‪ :‬من أثر الطعام متعلق بالتخليل‪) .‬قوله‪ :‬والسواك أفضل منسسه(‬
‫أي من التخليل‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لمن عكس( أي قال إن التخليسسل أفضسسل مسسن السسسواك‪،‬‬
‫للختلف في وجوبه‪ .‬ويرد بأنه موجود فسسي السسسواك أيضسسا مسسع كسسثرة فسسوائده السستي‬
‫تزيد على السبعين‪) .‬قوله‪ :‬وليكره( أي الستياك ‪ -‬لكنه خلف الولى ‪ -‬إل لتسسبرك‬
‫كما فعلته السيدة عائشة رضي ال عنها حيث استاكت بسواك النسسبي )ص(‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫أذن أي ذلك الغير له في أن يستاك بسواكه‪ .‬وقوله‪ :‬أو علم أي أو لم يأذن لكنه علسسم‬
‫المسسستاك رضسساه بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل حسسرم( أي وإن لسسم يسسأذن ولسسم يعلسسم رضسساه حسسرم‬
‫الستياك بسواكه‪ .‬وقوله‪ :‬كأخذه أي السواك‪ ،‬مسسن ملسسك الغيسسر فسسإنه يحسسرم حيسسث لسسم‬
‫يأذن له ولم يعلم رضاه‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم تجر عادة أي توجد عادة‪ .‬وقسسوله بسسالعراض‬
‫عنه أي عن السواك‪ .‬فإن جرت عادة بالعراض عنه لسسم يحسسرم أخسسذه منسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويكره للصائم( أي ولو حكما‪ ،‬فيسسدخل الممسسك‪ .‬كسأن نسسي النيسة ليل فسسي رمضسان‬
‫فأمسك فهو في حكم الصائم على المعتمد‪ ،‬وإنما كره السواك لطيبية خلوفه ‪ -‬بضم‬
‫الخاء‪ ،‬أي ريح فمه ‪ -‬كما في خبر‪ :‬لخلسسوف فسسم الصسسائم أطيسسب عنسسد الس مسسن ريسسح‬
‫المسك‪ .‬أي أكثر‬

‫] ‪[ 60‬‬
‫ثوابا عند ال من ريح المسك المطلوب في نحو الجمعة‪ ،‬أو إنه عنسسد الملئكسسة‬
‫أطيب من ريح المسك عندكم‪ .‬وأطيبيته تفيد طلسسب إبقسسائه‪ .‬وقسسوله بعسسد السسزوال إنمسسا‬
‫اختصسست الكراهسسة بمسسا بعسسده لن التغيسسر بالصسسوم إنمسسا يظهسسر حينئذ‪ .‬قسساله الرافعسسي‬
‫بخلفه قبله‪ ،‬فيحال على نوم أو أكسسل أو نحوهمسسا‪ ،‬ولنسسه يسسدل عليسسه خسسبر‪ :‬أعطيسست‬
‫أمتي في شهر رمضان خمسا ثم قال‪ :‬وأمسسا الثانيسسة‪ :‬فسإنهم يمسسون وخلسوف أفسسواهم‬
‫أطيب عند ال من ريح المسك فقيد بالمساء‪ ،‬وهسسو إنمسسا يكسسون بعسسد السسزوال‪ .‬ومحسسل‬
‫كراهته بعده إذا سوك الصائم نفسه فإن سوكه غيره بغير إذنه حرم على ذلك الغير‬
‫لتفويته الفضيلة‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يتغير فمه بنحسسو نسسوم( فسسإن تغيسسر بسسه لسسم يكسسره‪ ،‬وهسسو‬
‫خلف الوجه‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬ولو أكل بعد الزوال ناسيا مغيرا‪ ،‬أو نام أو‬
‫انتبه‪ ،‬كره أيضا على الوجه‪ ،‬لنه ل يمنع تغير الصوم‪ ،‬ففيه إزالة له ‪ -‬ولو ضمنا‬
‫‪ -‬وأيضا فقد وجد مقتض هو التغير‪ ،‬ومانع هو الخلوف‪ ،‬والمانع مقدم‪ .‬إل أن يقسسال‬
‫إن ذلك التغير أذهب تغير الصوم لضسسمحلله فيسه وذهسابه بالكليسة‪ ،‬فيسسسن السسواك‬
‫لذلك‪ ،‬كما عليه جمع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬كما عليه جمع أفتى بسسه الشسسهاب الرملسسي‪ .‬ا‍ه سسسم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فمضمضسسة( أي فبعسسد السسسواك تسسسن مضمضسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬فاستنشسساق أي فبعسسد‬
‫المضمضة يسن استنشاق‪ .‬ويعلم مسسن العطسسف بالفسساء المفيسسدة للسسترتيب‪ ،‬أن السسترتيب‬
‫بينهما مستحق‪ ،‬أي شرط‪ ،‬في العتداد بهما ل مستحب‪ .‬فلسسو قسسدم الستنشسساق علسسى‬
‫المضمضة حسبت دونه عند ابن حجر لوقوعه في غير محله‪ ،‬وعند الرملي يحسب‬
‫ما فعل أول‪) .‬فائدة( الحكمة في ندب غسل الكفين والمضمضة والستنشاق معرفسسة‬
‫أوصاف الماء ‪ -‬من لون وطعسسم وريسسح ‪ -‬هسسل تغيسسرت أم ل‪ .‬وقسسال بعضسسهم‪ :‬شسسرع‬
‫غسل الكفين للكل من موائد الجنة‪ ،‬والمضمضة لكلم رب العسسالمين‪ ،‬والستنشسساق‬
‫لشم روائح الجنة‪ ،‬وغسل الوجه للنظر إلى وجسه الس الكريسم‪ ،‬وغسسل اليسدين للبسس‬
‫السوار في الجنة‪ ،‬ومسح الرأس للبس التاج والكليل فيهسسا‪ ،‬ومسسسح الذنيسسن لسسسماع‬
‫كلم رب العالمين‪ ،‬وغسل الرجلين للمشي في الجنة‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( أي وخروجسسا‬
‫من خلف المام أحمسد فسي قسوله بوجوبهمسا‪) .‬قسوله‪ :‬وأقلهمسا( أي أقسل المضمضسة‬
‫والستنشاق‪ .‬والمراد‪ :‬أقل ما تؤدى به السنة ما ذكر‪ .‬أي‪ :‬وأما أكملهما فيكسسون بسسأن‬
‫يدير الماء في الفم ثم يمجه ‪ -‬بالنسبة للمضمضة ‪ ،-‬وبأن يجسسذبه بنفسسسه إلسسى أعسسالي‬
‫أنفه ثم ينثره ‪ -‬بالنسبة للستنشاق ‪) .-‬قوله‪ :‬ول يشترط فسسي حصسسول أصسسل السسسنة(‬
‫أي بقطع النظسسر عسسن الكمسسال‪) :‬قسسوله‪ :‬إدارتسسه( أي المسساء‪ ،‬وقسسوله‪ :‬فسسي الفسسم أي فسسي‬
‫جوانبه‪) :‬وقوله‪ :‬ومجه( أي إخراجه من الفم بعد الدارة‪) .‬قوله‪ :‬ونثره مسن النسف(‬
‫أي رميه منه بعد صعوده إلسسى أعسساليه‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل تسسسن( أي المسسذكورات ‪ -‬الدارة‬
‫والمج والنثر ‪ -‬والنسب في المقابلة أن يقول أما كمالهما فيشترط فيه ذلك‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫كالمبالغة فيهما أي كسنية المبالغة في المضمضة والستنشاق‪ .‬وقوله‪ :‬لمفطر خرج‬
‫الصائم فل يبالغ خشية الفطار‪ ،‬ومن ثم كرهت له‪ .‬وقوله‪ :‬للمر بها أي بالمبالغة‪،‬‬
‫في قوله )ص(‪ :‬إذا توضأت فأبلغ في المضمضسسة والستنشسساق مسسا لسسم تكسسن صسسائما‬
‫والمبالغة في المضمضة أن يبلغ الماء إلى أقصى الحنك ووجهي السنان واللثسساث‪،‬‬
‫وفي الستنشاق أن يصعد الماء بالنفس إلسسى الخيشسسوم‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن جمعهمسسا( أي‬
‫الجمع بين المضمضة والستنشاق‪ ،‬وضسسابطه أن يجمسسع بينهمسسا بغرفسة‪ .‬وفيسسه ثلث‬
‫كيفيات‪ ،‬الولى‪ :‬أن يتمضمض ويستنشق بثلث غرف‪ ،‬يتمضمض مسسن كسسل منهمسسا‬
‫ثم يستنشق‪ ،‬وهي التي اقتصر عليها الشارح لنها الفضل‪ .‬الثانيسسة‪ :‬أن يتمضسسمض‬
‫ويستنشسسق بغرفسسة‪ ،‬ي‍ت مضسسمض منهسسا ثلثسسا ثسسم يستنشسسق منهسسا كسسذلك‪ .‬الثالثسسة‪ :‬أن‬
‫يتمضمض ويستنشق بغرفة‪ ،‬يتمضمض منها مرة ثسسم يستنشسسق منهسسا مسسرة‪ ،‬وهكسسذا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بثلث غرف لو قال وبثلث غسسرف لكسسان أولسسى‪ ،‬ليفيسسد أن ذلسسك أفضسسل مسسن‬
‫الجمع بينهما بغرفة‪ ،‬أي بالكيفيتين السابقتين‪ .‬واعلم أن مسسا ذكسسر هسو الفضسسل‪ ،‬وإل‬
‫فأصسسل السسسنة يتسسأدى بغيسسر الجمسسع بينهمسسا‪ :‬ففيسسه أيضسسا ثلث كيفيسسات‪ ،‬الولسسى‪ :‬أن‬
‫يتمضمض ويستنشق بغرفتين‪ ،‬يتمضمض من الولى ثلثا ثسسم يسنتشسسق مسسن الثانيسسة‬
‫ثلثا‪ .‬الثانية‪ :‬أن يتمضمض ويستنشق‬

‫] ‪[ 61‬‬
‫بست غرفسسات‪ ،‬يتمضسسمض بواحسسدة ثسسم يستنشسسق بسسأخرى‪ ،‬وهكسسذا‪ .‬الثالثسسة‪ :‬أن‬
‫يتمضمض ويستنشق بست غرفات‪ ،‬يتمضمض بثلث متواليسسة ثسسم يستنشسسق كسسذلك‪،‬‬
‫وهذه أضعفها وأنظفها‪) .‬قوله‪ :‬ومسح كسسل رأس( أي ويسسسن مسسسح كسسل السسرأس‪ ،‬أي‬
‫حتى الذوائب الخارجة عن حد الرأس‪ ،‬كما في سسسم‪ ،‬ونسسص عبسسارته‪ :‬وأفسستى القفسسال‬
‫بأنه يسن للمرأة استيعاب مسح رأسها ومسح ذوائبها المسترسلة تبعا‪ .‬وألحق غيسسره‬
‫ذوائب الرجل بذوائبها في ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلم أن عندهم مسح جميع الرأس مسسن السسسنن‬
‫إنما هو بالنسبة لما زاد على القدر الواجب فل ينافي وقوع أقل مجزئ منه فرضسسا‪،‬‬
‫والبسساقي سسسنة‪ .‬لن القاعسسدة أن مسسا تمكسسن تجزئتسسه ‪ -‬كمسسسح جميسسع السسرأس وتطويسسل‬
‫الركوع والسجود ‪ -‬يقع بعضه واجبا وبعضه مندوبا‪ ،‬وما ل تمكن تجزئته ‪ -‬كبعيسسر‬
‫الزكاة المخرج عما دون الخمسة والعشرين ‪ -‬يقع كلسسه واجبسسا‪ :‬قسسوله‪ :‬للتبسساع( قسسال‬
‫في التحفة‪ :‬إذ هو أكثر ما ورد في صفة وضسسوئه )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وخروجسسا مسسن‬
‫خلف مالك وأحمد( أي فإنهما يوجبان مسح كل الرأس‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن اقتصسسر علسسى‬
‫البعض( أي فإن أراد القتصار على مسح البعض‪ .‬وقوله‪ :‬فالولى أي الفضسسل أن‬
‫يكون هو‪ ،‬أي ذلك البعض الناصية‪) .‬قوله‪ :‬والولى فسي كيفيتسه( أي والفضسسل فسسي‬
‫صفة المسح‪ .‬وقوله‪ :‬أن يضع يديه أي بطون أصابع يديه‪) .‬قوله‪ :‬ملصقا( منصوب‬
‫على الحال‪ ،‬أي يضع يديه حال كونه ملصسسقا مسسسبحته بسسالخرى‪) .‬قسسوله‪ :‬وإبهسساميه‬
‫على صدغيه( أي ويضع إبهاميه على صدغيه‪ .‬ولو عبر بالباء بسسدل علسسى كمسسا فسسي‬
‫التحفة لكان أولى‪ ،‬إذ المعنى عليه وملصقا إبهاميه بصدغيه‪ ،‬فيكون مع ما قبله بيانا‬
‫لهيئة الوضع على مقدم الرأس كما هسسو قاعسسدة الحسسال‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم يسسذهب بهمسسا( أي‬
‫بمسبحتيه‪ ،‬كما صرح به في شرح الروض‪ .‬وقوله‪ :‬لقفاه متعلق بيذهب‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم‬
‫يردهما( أي المسبحتين مع بقية الصابع‪) .‬وقوله‪ :‬إلى المبسدأ( أي المحسل السذي بسدأ‬
‫به‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان له شعر ينقلب قال في التحفة‪ :‬ليصل الماء لجميعه‪ .‬ومن ثم كانسسا‬
‫مرة واحدة‪ ،‬وفارقا نظيرهما في السعي لن القصسسد ثسسم قطسسع المسسسافة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل‬
‫فليقتصر على الذهاب( أي وإن لم يكن له شعر ينقلب‪ ،‬بأن لم يكن له شسسعر أصسسل‪،‬‬
‫أو كان ولكن ل ينقلب لنحو صغره أو طوله‪ ،‬فليقتصسسر علسسى السسذهاب ول يردهمسسا‪،‬‬
‫فإن ردهما لم يحسب ثانية لصيرورة الماء مستعمل لستعماله فيما ل بد منسسه وهسسو‬
‫غسل البعض الواجب‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان على رأسه عمامة أو قلنسسسوة( أي ولسسم يسسرد‬
‫نزعها‪ :‬أو عسر نزعها وقسسوله‪ :‬تمسسم عليهسسا أي تمسسم مسسسح السسرأس علسسى العمامسسة أو‬
‫نحوها‪ ،‬وإن كان تحتها عرقية كما في النهاية‪ .‬قسسال‪ :‬ويؤيسسده مسسا بحثسسه بعضسسهم مسسن‬
‫إجزاء المسح على الطيلسان ونحوه‪ .‬قال عميرة‪ :‬الظاهر أن حكمها ‪ -‬أي العمامة ‪-‬‬
‫كالرأس من الستعمال‪ ،‬برفع اليد في المرة الولى‪ .‬فلو مسح بعسسض السسرأس ورفسسع‬
‫يده ثسسم أعادهسسا علسسى العمامسسة لتكميسسل المسسسح صسسار المسساء مسسستعمل بانفصسساله عسسن‬
‫الرأس‪ ،‬وهذا ظاهر‪ ،‬ولكنه يغفل عنه كثير عند التكميل على العمامة‪ .‬ثم ذلك القسسدر‬
‫الممسوح من الرأس هسسل يمسسسح مسسا يحسساذيه مسسن العمامسسة ؟ ظسساهر العبسسارة‪ :‬ل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ظاهر العبارة‪ :‬ل أي لنه المفهوم مسسن التكميسسل وقسسوله‪ :‬بعسسد مسسسح الناصسسية‬
‫أفهم اشتراط كون التكميل بعد مسح الناصية‪ ،‬وهو كذلك‪ .‬فلو مسح على العمامة أو‬
‫نحوها أول ثم مسح السسواجب مسسن السسرأس لسسم تحصسسل السسسنة‪ .‬ويشسسترط أيضسسا أن ل‬
‫يكون عاصيا باللبس لذاته‪ ،‬بأن ل يكون عاصيا أصل أو عاصيا بسسه ل لسسذاته‪ ،‬كسسأن‬
‫كان غاضبا‪ .‬فإن كان عاصيا به لذاته كأنه يكون محرما فيمتنع عليسسه التكميسسل‪ .‬وأن‬
‫ل يكون على العمامة نجاسة معفو عنها‪ ،‬كدم براغيث‪ ،‬وإل امتنع التكميسسل لمسسا فيسسه‬
‫من التضمخ بالنجاسة‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( وهو أنه )ص( توضأ فمسح بناصيته وعلسسى‬
‫العمامة‪ .‬رواه مسلم‪) .‬قوله‪ :‬ومسح كل الذنين( أي ويسن بعد‬

‫] ‪[ 62‬‬
‫مسح الرأس مسح كل الذنين‪ .‬ولو عسسبر بسسدل السسواو بثسسم لكسسان أولسسى‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ظاهرا وباطنا‪ .‬الول هو ما يلي الرأس‪ ،‬والثسساني مسسا يلسسي السسوجه‪ ،‬لن الذن كسسانت‬
‫مطبوقسسة كالبيضسسة‪ ،‬فلهسسذا كسسان مسسا يلسسي السسوجه هسسو البسساطن لنسسه كسسان مسسستورا‪ .‬ا‍ه‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وصماخيه( أي ويسن مسح صماخيه ‪ -‬بكسر الصاد ‪ -‬وهما خرقسسا‬
‫الذن‪ .‬وكيفية مسحهما مع الذنين أن يدخل رأس مسبحتيه في صسسماخيه ويسسديرهما‬
‫في المعسساطف‪ ،‬ويمسسر إبهساميه علسى ظسساهر أذنيسه‪ ،‬ثسم يلصسسق كفيسه وهمسا مبلولتسسان‬
‫بالذنين‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( وهو أنه )ص( مسح في وضوئه برأسه وأذنيه‪ ،‬ظاهرهما‬
‫وباطنهما‪ ،‬وأدخل أصبعيه في صماخي أذنيه‪ .‬رواه أبو داود بإسسسناد حسسسن‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إذ لم يثبت فيه شئ( أي لم يرد فيه حديث‪ ،‬وأثر ابن عمر‪ :‬من توضسسأ ومسسسح عنقسسه‬
‫وقي الغسسل يسوم القيامسسة‪ ،‬غيسسر معسسروف‪ ،‬كمسا فسي شسرح السروص‪) .‬قسوله‪ :‬وحسديثه‬
‫موضوع( وهو‪ :‬مسح الرقبة أمان من الغل‪ .‬وهو بضم الغين‪ :‬طوق حديد يجعل في‬
‫عنق السير‪ ،‬تضم به يداه إلى عنقه‪ .‬وبكسرها‪ :‬الحقسسد‪ .‬قسسال تعسسالى‪) * :‬ونزعنسسا مسسا‬
‫في صدورهم من غل( * )قوله‪ :‬ودلك أعضاء( أي ويسسسن دلسسك أعضسساء الوضسسوء‪،‬‬
‫لكن المغسول منها فقط دون الممسوح‪ ،‬كما في الفشسسني علسسى الزبسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو(‬
‫أي الدلك‪) .‬وقوله‪ :‬إمرار اليد( أي مع الدعك‪ .‬قال في القسساموس‪ :‬دلكسسه بيسسده مرسسسه‬
‫ودعكه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬عقسسب ملقاتهسسا أي العضسساء‪) .‬قسوله‪ :‬خروجسا إلسسخ( أي ويسسن‬
‫الدلك خروجا من خلف من أوجبه‪ ،‬وهو المام مالك رضي ال عنه‪ .‬أي واحتياطا‬
‫وتحصيل للنظافة‪) .‬قوله‪ :‬وتخليل لحية كثة( أي ويسن تخليل لحية كثسسة‪ .‬ومحلسسه إذا‬
‫كان لرجل واضح‪ ،‬أما لحية المرأة والخنثى فيجب تخليلهسسا كلحيسسة الرجسسل الخفيفسسة‪.‬‬
‫واختلفوا في لحية المحرم‪ :‬هل يخللها أو ل ؟ ذهب ابن حجر إلى الول‪ ،‬لكنه برفق‬
‫لئل يتساقط منها شئ‪ .‬وذهب الرملي إلى الثاني‪ .‬ومثل اللحية كل شعر يكفي غسسسل‬
‫ظاهره‪) .‬قوله‪ :‬والفضل كونه( أي التخليل‪ .‬وقوله‪ :‬بأصابع يمناه ويكفي كونه بغير‬
‫الصابع رأسا‪ ،‬وبأصابع غيسر يمنساه‪ .‬وقسوله‪ :‬ومسن أسسسفل أي والفضسسل كسونه مسن‬
‫أسفل اللحية‪ ،‬ويكفسسي كسسونه مسسن أعلهسسا‪ .‬وقسسوله مسسع تفريقهسسا أي الصسسابع‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وبغرفة مستقلة أي والفضل كونه بغرفة مستقلة غير غرفسسة غسسسل السسوجه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫للتباع( وهو ما روى الترمذي وصححه‪ :‬أنه )ص( كان يخلل لحيته الكريمة‪ .‬ومسسا‬
‫روى أبو داود‪ :‬أنه )ص( كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحسست حنكسسه فخلسسل‬
‫به لحيته‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا أمرني ربي واختلفوا في محله هسل هسو قبسل غسسل السوجه أو‬
‫بعد الغسلت الثلث له ؟ أو بعد كل غسلة منه ؟ أقوال في ذلك‪ ،‬ونقل بعضهم عسسن‬
‫ابن حجر الخير‪) .‬قوله‪ :‬ويكره تركه( أي التخليل‪) .‬قوله‪ :‬وتخليل أصابع إلسسخ( أي‬
‫ويسن تخليل أصابع إلخ‪ ،‬أي من رجل أو أنثى أو خنثى فل فرق هنا‪ .‬ومحل سسسنيته‬
‫إن وصل الماء إلى الصابع مسن غيسر تخليسل فسإن لسم يصسل المساء إليهسا ‪ -‬أي إلسى‬
‫باطنها ‪ -‬إل به ‪ -‬كأن كانت أصابعه ملتفة ‪ -‬وجب‪ ،‬وإن لم يتأت تخليلهسسا للتحامهسسا‬
‫حرم فتقها إن خاف محذور تيمم‪) .‬قوله‪ :‬بالتشبيك( أي بأي كيفية وقع‪ .‬لكن الولسسى‬
‫فيما يظهر في تخليل اليد اليمنى أن يجعل بطن اليسسسرى علسسى ظهسسر اليمنسسى‪ ،‬وفسسي‬
‫اليسرى بالعكس‪ ،‬خروجا في فعل العبادة عن صورة العادة في التشبيك‪ ،‬وهذا يفيسسد‬
‫طلب تخليل كل يد وحدها‪ .‬لكن في شرح العباب للشارح في مبحسسث التيسسامن‪ :‬نعسسم‪،‬‬
‫تخليلهما ‪ -‬أي اليدين ‪ -‬ل تيامن فيه لنه بالتشبيك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسسو ظسساهر‪ .‬ا‍ه كسسردي نقل‬
‫عن العناني‪) .‬قوله‪ :‬والرجلين بأي كيفية كان( أي ويسن تخليل أصابع الرجلين بأي‬
‫كيفية وجد ذلك‪) .‬قوله‪ :‬والفضل أن يخللها( أي أصابع الرجلين‪ .‬وقوله‪ :‬مسن أسسسفل‬
‫أي أسفل الرجل‪ .‬وقوله‪ :‬بخنصر يده اليسسرى متعلسق بيخللهسسا‪ .‬وقيسل‪ :‬بخنصسسر يسده‬
‫اليمنى‪ .‬وقيل‪ :‬هما سسسواء‪ .‬والمعتمسسد الول‪ .‬وقسسوله‪ :‬مبتسسدئا حسسال مسسن فاعسسل الفعسسل‪.‬‬
‫)قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 63‬‬
‫وإطالة الغرة( أي ويسن إطالة إلخ‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسأن يغسسسل إلسسخ تصسسوير للطالسسة‬
‫الكاملة‪ .‬وأما أقلهسسا فهسسو يحصسسل بغسسسل أدنسسى زيسسادة علسسى السسواجب‪ ،‬كمسسا سسسيذكره‪،‬‬
‫والغرة نفسها اسم للواجب فقط ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬ومثلها التحجيسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وإطالسسة‬
‫تحجيل( أي ويسن إطالة تحجيل‪) .‬وقوله‪ :‬بسسأن يغسسسل إلسسخ( تصسسوير لقسسل الطالسسة‪:‬‬
‫وأمسسا أكملهسسا فهسسو مسسا ذكسسره بقسسوله‪ :‬وغسسايته إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬وغسسايته( أي غايسسة إطالسسة‬
‫التحجيل‪ .‬وذكر الضمير مع كون المرجع مؤنثا لكتسابه التذكير من المضاف إليه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وذلسسك لخسسبر( أي ودليسسل ذلسسك‪ ،‬أي اسسستحباب إطالسسة الغسسرة والتحجيسسل‪ ،‬خسسبر‬
‫الشيخين إلخ‪) .‬قوله‪ :‬يدعون( أي يسمون أو يعرفون أو ينسادون إلسى الجنسة‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫غرا( جمع أغر‪ ،‬وهو حال‪ ،‬أي ذوي غرة‪ ،‬على ما عدا التفسسسير الول‪ ،‬أو مفعسسول‬
‫ثان على التفسير الول‪ .‬وأصلها بيسساض بجبهسسة الفسسرس فسسوق السسدرهم‪ ،‬شسسبه بسسه مسسا‬
‫يكون لهم من النور‪ .‬وقوله‪ :‬محجلين من التحجيل‪ .‬وأصله بياض في قوائم الفسسرس‪،‬‬
‫شبه به ما يكون لهم من النور أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن آثسسار الوضسسوء( فسسي روايسسة‪ :‬مسسن‬
‫إسباغ الوضوء‪ .‬قال ع ش نقل عن المناوي‪ :‬وظاهر قوله مسسن إسسسباغ الوضسسوء أن‬
‫هذه السيما إنمسسا تكسسون لمسسن توضسسأ‪ .‬وفيسسه رد لمسسا نقلسسه الفاسسسي المسسالكي فسسي شسسرح‬
‫الرسالة‪ ،‬أن الغرة والتحجيل لهذه المة‪ ،‬من توضأ منهم ومن ل‪ .‬كما يقال لهم أهل‬
‫القبلة‪ ،‬من صلى منهم ومن ل‪) .‬قوله‪ :‬زاد مسلم‪ :‬وتحجيله( وعلسسى الروايسسة الولسسى‬
‫فسسالمراد بسسالغرة مسسا يشسسمل التحجيسسل‪ ،‬أو فيسسه حسسذف السسواو مسسع مسسا عطفسست‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويحصل أقل الطالة( أي بالنسبة للغرة والتحجيل‪ .‬وهذا مكرر بالنسبة للثاني إذ هو‬
‫قد ذكره بالتصوير‪ .‬وقوله‪ :‬وكمالهسسا إلسسخ مكسرر بالنسسسبة لهمسسا إذ هسو قسسد ذكسر ذلسسك‬
‫بالتصوير في الول‪ ،‬وبقوله وغايته إلخ في الثاني‪ .‬إذا علمت ذلك فالولى إسسسقاطه‬
‫مع ما قبله‪ .‬نعم‪ ،‬ينبغي أن يذكر أقل الطالة بالنسبة للغسسرة عنسسدها‪) .‬قسسوله‪ :‬وتثليسسث‬
‫كل( أي ويسن تثليث كل‪ .‬وإنما لم يجب لنه )ص( توضأ مرة مرة وتوضأ مرتيسسن‬
‫مرتين‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال الشوبري‪ :‬وسئل شيخنا عما لسسو نسسذر الوضسسوء مرتيسسن‬
‫هل يصح قياسا على إفراد يوم الجمعة بصوم أم ل ؟ فأجسساب‪ :‬ل ينعقسسد نسسذره‪ ،‬لنسسه‬
‫منهي عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬من مغسول وممسوح بيان للمضاف إليه‪ .‬وفيه أن المغسسسول‬
‫اسم للعضو الذي يغسل‪ ،‬كسسالوجه واليسسدين والرجليسسن‪ .‬والممسسسوح اسسسم لمسسا يمسسسح‪،‬‬
‫كالرأس والذنين والجبيرة ونحو العمامة‪ .‬ول معنى لتثليث ذلسسك‪ .‬وأجيسسب بسسأن فسسي‬
‫الكلم مضافا محذوفا بالنسبة إليهما‪ ،‬ويقدر قبل كل‪ ،‬أي‪ :‬ويسن تثليث غسل كسسل أو‬
‫مسح كل إلخ‪ .‬والمعتمد أنه ل يسن تثليث مسح الخف لئل يعيبه‪ .‬وألحسسق الزركشسسي‬
‫به الجبيرة والعمامة‪ ،‬فل يسسسن تثليسسث مسسسحهما‪ .‬وعليسسه ابسسن حجسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬ودلسسك(‬
‫معطوف على مغسول‪ ،‬والولى عطفه مع ما بعده على المضاف السسذي قسسدرته قبسسل‬
‫لفظ كل‪) .‬قوله‪ :‬وذكر عقبه( مثله الذي قبله‪ ،‬ولو حسذف لفسظ عقبسه ليشسمل مسا كسان‬
‫قبله لكان أولى‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪) :‬فرع( هل يسن تثليث النية أيضسسا أو ل ؟ لن‬
‫النية ثانيا تقطع الولى فل فائدة في التثليث ؟ يحرر سسسم منهسسج قلسست‪ :‬وقضسسية قسسول‬
‫البهجة‪ :‬وثلث الكل يقينا ما خلمسحا لخفين‪ .....‬إلخ‬

‫] ‪[ 64‬‬
‫يقتضي طلبه‪ ،‬فيكون ما بعد الولى مؤكدا لها‪ ،‬ويفرق بينه وبين تكريسسر النيسسة‬
‫في الصلة‪ ،‬حيث قالوا‪ :‬يخرج بالشفاع ويدخل بالوتار لنسسه عهسسد فعسسل النيسسة فسسي‬
‫الوضوء بعد أوله فيما لو فرق النية أو عرض ما يبطلها كالردة‪ ،‬ولم يعهد مثل ذلك‬
‫في الصلة‪ .‬ونقل عن فتاوي م ر ما يوافقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع في أكسسثر ذلسسك( فسسي‬
‫شرح المنهج‪ :‬للتباع في الجميسسع‪ .‬أخسسذا مسسن إطلق خسسبر مسسسلم‪ :‬أنسسه )ص( توضسسأ‬
‫ثلثا ثلثا‪ .‬ورواه أيضا في الول مسلم‪ ،‬وفي الثاني ‪ -‬في مسح السسرأس ‪ -‬أبسسودواد‪،‬‬
‫وفي الثالث البيهقي‪ ،‬وفي الخامس ‪ -‬في التشهد ‪ -‬أحمد وابن ماجة‪ .‬ا‍ه‪ .‬نعم‪ ،‬هو لسسم‬
‫يذكر في عبارته السسسواك‪ ،‬فظهسسر وجسسه قسسول الشسسارح فسسي أكسسثر ذلسسك‪ .‬ورأيسست فسسي‬
‫الكردي بعد نقله عبارة شرح المنهج ما نصه‪ :‬وقد بين الشيخ في المداد ما لسسم يسرد‬
‫ممسسا قاسسسوه‪ ،‬فقسسال‪ :‬للتبسساع فسسي أكسسثر ذلسسك‪ ،‬وقياسسسا فسسي غيسسره‪ .‬أعنسسي نحسسو السسدلك‬
‫والسواك والتسمية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مثل( راجع لليد‪) .‬قوله‪ :‬ولو في ماء قليسسل( قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬وإن لم ينو الغتراف‪ .‬على المعتمد لما مر‪ ،‬أنه ل يصير مسسستعمل بالنسسسبة‬
‫لها إل بالفضسسل‪ ،‬كبسسدن جنسسب انغمسسس ناويسسا فسسي مسساء قليسسل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬إذا حركهسسا‬
‫مرتين( عبارة غيره‪ :‬إذا حركها ثلثا‪ .‬ويمكن أن يقال مرتين غيسسر المسسرة الواجبسسة‪.‬‬
‫ثم إن التحريك إنما هو في الماء الراكد‪ ،‬أما الجسساري فيحصسسل فيسسه التثليسسث بمسسرور‬
‫ثلث جريات على العضو‪) .‬قوله‪ :‬كما استظهره شيخنا( عبارته بعد ما نقلتسسه علسسى‬
‫قوله‪ :‬ولو في ماء قليل فبحث أنه لو ردد مسساء الولسسى قبسسل انفصسساله عسسن نحسسو اليسسد‬
‫عليهسسا ل تحسسسب ثانيسسة‪ .‬فيسسه نظسسر‪ ،‬وإن أمكسسن تسسوجيهه بسسأن القصسسد منهسسا النظافسسة‬
‫والستظهار‪ ،‬فل بد من ماء جديد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمتها تعلم ما في قوله‪ :‬كمسسا اسسستظهره‬
‫شيخنا )قوله‪ :‬ول يجزئ تثليث إلخ( أي لن الشسسرط فسسي حصسسول التثليسسث حصسسول‬
‫الواجب أول‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولو اقتصر على مسح بعض رأسه وثلثه حصسسلت لسسه‬
‫سنة التثليث‪ .‬كما شمله المتسسن وغيسسره‪ .‬وقسسولهم‪ :‬ل يحسسسب تعسسدد قبسسل تمسسام العضسسو‬
‫مفروض في عضو يجب استيعابه بالتطهير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول بعد تمام الوضسسوء( أي‬
‫ول يجزئ تثليث بعد تمام الوضوء‪ .‬فلو توضأ مرة مرة إلى تمام غسسسل العضسساء‪،‬‬
‫ثم أعاد كذلك ثانيا وثالثا‪ ،‬لم يحصل التثليث‪ .‬فإن قيل‪ :‬قد تقرر أنه لو فعل ذلسسك فسسي‬
‫المضمضة والستنشاق حصل له التثليث ؟ أجيسسب بسأن الفسسم والنسف كعضسسو واحسد‬
‫فجاز ذلك فيهما‪ .‬قسال بعضسهم‪ :‬ومقتضسى مسا ذكسر أنسه لسو غسسل اليمنسى مسن يسديه‬
‫ورجليه مرة ثم اليسرى كذلك‪ ،‬وهكذا في الثانية والثالثة‪ ،‬حصسسلت فضسسيلة التثليسسث‪،‬‬
‫لن اليدين والرجلين كعضو واحد‪) .‬قوله‪ :‬ويكره النقص إلخ( أي لنه )ص( توضأ‬
‫ثلثسا وقسال‪ :‬هكسذا الوضسوء‪ ،‬فمسن زاد علسى هسذا أو نقسص فقسد أسساء وظلسم‪ .‬وأمسا‬
‫وضوءه )ص( مرة مرة ومرتين مرتين فإنما كسسان لبيسسان الجسسواز‪) .‬قسسوله‪ :‬كالزيسسادة‬
‫عليها( أي ككراهة الزيادة على الثلث‪ .‬قال في بداية الهدايسسة‪ :‬ول تسسزد فسسي الغسسسل‬
‫علسسى ثلث مسسرات‪ ،‬ول تكسسثر صسسب المسساء مسسن غيسسر حاجسسة بمجسسرد الوسوسسسة‬
‫فللموسوسين شيطان يلعب بهم يقال له‪ :‬الولهان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي حاشية الرشيدي على فتح‬
‫الجواد شرح منظومة ابن العماد في المعفوات مسسا نصسسه‪ :‬واعلسسم أن البسساب العظسسم‬
‫الذي دخل منه إبليس على الناس ‪ -‬كما قال السبكي ‪ -‬هو الجهل‪ ،‬فيسسدخل منسسه علسسى‬
‫الجاهل بأمان‪ ،‬وأما العسسالم فل يسدخل عليسه إل مسسسارقة‪ .‬وقسد لبسسس علسسى كسسثير مسن‬
‫المتعبدين لقلة علمهم‪ ،‬لن جمهورهم يشتغل بالتعبسسد قبسسل أن يحكسسم العلسسم‪ .‬وقسسد قسسال‬
‫الربيع بن خثيم‪ :‬تفقه ثم اعتزل‪ .‬فأول تلبسه عليهم إيثارهم التعبد على‬

‫] ‪[ 65‬‬
‫العلم‪ ،‬والعلم أفضل من النوافل‪ .‬فسسأراهم أن المقصسسود مسسن العلسسم العمسسل‪ ،‬ومسسا‬
‫فهموا من العمل إل عمل الجوارح‪ ،‬وما علموا أن المسسراد مسسن العمسسل عمسسل القلسسب‪،‬‬
‫وعمل القلب أفضل من عمل الجوارح‪ ،‬فلما تمكن منهم بترك العلم دخل عليهسم فسي‬
‫فنون العبادة‪ .‬فمسسن ذلسسك السسستطابة والحسسدث‪ ،‬فيسسأمرهم بطسسول المكسسث فسسي الخلء‪،‬‬
‫وذلك يؤذي الكبد‪ ،‬فينبغي أن يكون بقدر الحاجسة‪ .‬ومنهسم مسن يحسسن لهسم اسستعمال‬
‫الماء الكثير‪ ،‬وإنما عليه أن يغسسسل حسستى تسسزول العيسسن‪ .‬ومنهسسم مسسن لبسسس عليسسه فسسي‬
‫وضوئه في النية‪ ،‬فتراه يقول‪ :‬نويت رفع الحدث‪ ،‬ثم يعيد ذلك مرات كثيرة‪ .‬وسبب‬
‫هذا‪ :‬إما الجهل بالشرع‪ ،‬أو خبل في العقل‪ ،‬لن النيسسة فسسي القلسسب ل بسساللفظ‪ ،‬فتكلسسف‬
‫اللفظ أمر ل يحتاج إليه‪ .‬ومنهم من لبس عليه بكسسثرة اسسستعمال المسساء فسسي وضسسوئه‪،‬‬
‫وذلك يجمع مكروهات أربعا‪ :‬السراف في الماء إذا كان مملوكا أو مباحسسا‪ ،‬أمسسا إذا‬
‫كان مسبل للوضوء فهو حرام‪ .‬وتضييع العمر الذي ل قيمة لسسه فيمسسا ليسسس بسسواجب‬
‫ول مستحب‪ .‬وعدم ركون قلبسسه إلسسى الشسسريعة حيسسث لسسم يقنسسع بمسسا ورد بسسه الشسسرع‪.‬‬
‫والدخول فيما نهى عنه من الزيادة على الثلث‪ .‬وربما أطال الوضوء فيفوت وقسست‬
‫الصلة أو أول وقتهسسا أو الجماعسسة‪ ،‬ويقسسول لسسه الشسيطان‪ :‬أنسست فسسي عبسسادة ل تصسسح‬
‫الصلة إل بها‪ .‬ولو تدبر أمره علم أنه في تفريط ومخالفة‪ .‬فقد حكي عن ابن عقيسسل‬
‫أن رجل لقيه فقال له إني أغسل العضو فأقول ما غسلته‪ ،‬وأكبر فسسأقول مسسا كسسبرت‪.‬‬
‫فقال ابن عقيل‪ :‬دع الصلة فإنها ل تجب عليك فقال قوم لبن عقيسسل‪ :‬كيسسف ؟ فقسسال‬
‫لهم‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬رفع القلم عن المجنون حتى يفيق ومن يكبر وهو يقسسول‬
‫مسسا كسسبرت فهسسذا مجنسسون‪ ،‬والمجنسسون ل تجسسب عليسسه الصسسلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أي بنيسسة‬
‫الوضوء( راجع للزيادة‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬قال ابن دقيق العيد‪ :‬ومحل الكراهسسة‬
‫في الزيادة على الثلث إذا أتى بها على قصد نية الوضوء أو أطلق‪ ،‬فلو زاد عليهسسا‬
‫بنية التبرد أو مع قطع نية الوضوء عنها لم يكره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتحسسرم( أي الزيسسادة‪.‬‬
‫وهذا كالتقييد لكراهة الزيسسادة‪ ،‬أي محسسل الكراهسسة فسسي الزيسسادة مسسا لسسم تكسسن مسن مسساء‬
‫موقوف‪ ،‬وإل حرمت لنها غير مأذون فيها‪ .‬وقوله‪ :‬على التطهر أي المتطهر‪ ،‬فهو‬
‫مصدر بمعنى اسم الفاعل‪ ،‬أي أنه موقسسوف علسسى مسسن يريسسد أن يتطهسسر بسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫يأخذ الشاك أثناء الوضوء( سيأتي مقابله‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي اسسستيعاب أي اسسستيعاب غسسسل‬
‫عضوه‪ ،‬أي شك هل كمل غسسله أم ل ؟ فيجسب تكميلسه عمل بسالحوط‪ .‬وتقسدم عسن‬
‫الشارح في مبحث الترتيب أنه نقل عن شيخه أنه لو شك بعد عضو في أصل غسله‬
‫لزمه إعادته‪ ،‬أو بعضه لم تلزمه‪ .‬وإن كان قبل فراغ الوضوء‪ ،‬فتنبه لسه‪) .‬قسوله‪ :‬أو‬
‫عدد( أي أو الشاك فسسي عسسدد‪ ،‬كسسأن شسسك هسسل غسسسل ثلثسسا أو اثنيسسن ؟ فيأخسسذ بالقسسل‬
‫احتياطا ويأتي بثالثة‪ .‬ول يقال‪ :‬ربما تكون رابعة فيكون بدعسة‪ ،‬وتركسه سسنة أهسون‬
‫من ارتكاب بدعة‪ .‬لنا نقول‪ :‬محل كونها بدعة إذا تيقن أنها رابعة‪) .‬قوله‪ :‬بسساليقين(‬
‫متعلق بيأخذ‪) .‬قوله‪ :‬وجوبا فسسي السسواجب( كمسسا إذا شسسك فسسي الغسسسلة الولسسى أو فسسي‬
‫استيعابها العضو وقوله‪ :‬وندبا في المندوب كما إذا شك في الغسلة الثانية أو الثالثة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو في الماء الموقوف( غاية في الخسسذ بسساليقين‪) .‬قسسوله‪ :‬وتيسسامن( أي وسسسن‬
‫تيسامن‪) .‬قسوله‪ :‬فسي اليسدين والرجليسن( أي فقسط‪ ،‬أمسا غيرهمسا فيطهسر دفعسة واحسدة‬
‫كالكفين والخدين والذنين‪) .‬قوله‪ :‬ولنحسسو أقطسسع( معطسسوف علسسى محسسذوف تقسسديره‪:‬‬
‫وتيامن في اليدين والرجلين لغير نحو أقطع ولنحسسو أقطسسع‪ .‬أي وتيسسامن لنحسسو أقطسسع‬
‫في كل العضاء‪ .‬وقوله‪ :‬في جميع أعضاء وضسسوئه أي إن توضسسأ بنفسسسه كمسسا هسسو‬
‫ظاهر‪ .‬ا‍ه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وذلك( أي كون التيامن سنة ثسسابت لنسه )ص( إلسسخ‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وشأنه كله( أي حساله كلسه‪ .‬وعطفسه علسى تطهسره مسن عطسف العسام علسى الخساص‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي مما هو من بسساب التكريسسم( تخصسسيص لعمسسوم قسسوله وشسسأنه كلسسه‪ ،‬أي ممسسا‬
‫يطلب التيامن في المور التي ليس فيها إهانة‪ ،‬بل فيها شرف‬

‫] ‪[ 66‬‬
‫وتكرمة‪ ،‬كالكل والشسسرب والكتحسسال والتقليسسم وحلسسق السسرأس والخسسروج مسسن‬
‫الخلء‪ .‬أما ما فيه إهانة فيطلب له اليسار‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬واختلفوا فيما ليس فيه إهانسسة‬
‫ول تكرمة‪ ،‬هل يطلب فيه التيامن أو ل ؟ وذكر الشنواني أن المعتمد الثاني‪ .‬وذكسسر‬
‫في التحفة أنه يلحق بما فيه تكرمسسة‪ ،‬أي فيكسسون بسساليمين‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره تركسسه( أي‬
‫ترك التيامن‪) .‬قوله‪ :‬ويسن التياسر فسسي ضسسده( أي ضسسد مسسا هسسو مسسن بسساب التكريسسم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي الضد‪) .‬قوله‪ :‬ويسن البداءة بغسل أعلى وجهه( أي لكونه أشسسرف‪،‬‬
‫ولكونه محل السجود‪ ،‬وللتباع‪ .‬وقوله‪ :‬وأطراف يديه ورجليسسه عبسسارة بافضسسل مسسع‬
‫شرحه لبن حجر‪ :‬والبداءة في غسل اليد والرجل ‪ -‬أي كل يسسد ورجسسل ‪ -‬بالصسسابع‬
‫إن صسسب علسسى نفسسسه‪ ،‬فسسإن صسسب عليسسه غيسسره بسسدأ بسسالمرفق والكعسسب‪ .‬هسذا مسسا فسسي‬
‫الروضة‪ ،‬لكن المعتمد مسسا فسسي المجمسسوع وغيسسره مسسن أن الولسسى البسسداءة بالصسسابع‬
‫مطلقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك فالمراد من الطراف الصسسابع‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن صسسب عليسسه‬
‫غيره( غاية في سسنية البسسداءة بغسسل مسسا ذكسر‪ ،‬وهسي للسرد علسى مسسا فسي الروضسسة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وأخذ الماء إلخ( أي ويسن أخذ الماء ونقلسه إلسسى السسوجه بكفيسه معسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ووضع ما يغترف منه( أي الناء الذي يغترف منه‪ ،‬كقدح‪ .‬وقوله‪ :‬عن يمينه متعلق‬
‫بوضع‪ ،‬وذلك لن الغتراف منه حينئذ أمكن له‪) .‬قوله‪ :‬وما يصب منه عن يساره(‬
‫أي ويسن وضع الناء السسذي يصسسب منسسه ‪ -‬كسسإبريق ‪ -‬عسسن يسسساره‪ ،‬أي لن الصسسب‬
‫حينئذ أمكن له‪) .‬قوله‪ :‬وولء( أي ويسن ولء‪ ،‬وهو مصسسدر وإلسسى يسسوالي‪ :‬إذا تسسابع‬
‫بين الشيئين فأكثر‪) .‬قوله‪ :‬بين أفعال وضوء السليم( أي بين الغسلت للعضاء في‬
‫وضسسوء السسسليم‪ .‬وهسسو صسسادق بصسسورتين‪ :‬بسسالموالة بيسسن العضسساء فسسي تطهيرهسسا‪،‬‬
‫وبالموالة بين غسلت العضو الواحد الثلث‪ .‬وتصوير الشارح بقوله‪ :‬بسسأن يشسسرع‬
‫إلخ‪ ،‬قاصر على الصورة الولى‪ .‬وبقي صورة ثالثة مستحبة أيضا وهسسي‪ :‬المسسوالة‬
‫بين أجزاء العضو الواحد‪) .‬قوله‪ :‬بأن يشسسرع إلسسخ( أي مسسع اعتسسدال الهسسواء ومسسزاج‬
‫الشخص نفسه والزمان والمكان‪ ،‬ويقدر الممسسسوح مغسسسول‪ .‬وإذا ثلسسث فسسالعبرة فسسي‬
‫موالة العضاء بآخر غسلة‪ .‬ول يحتاج التفريق الكثير إلى تجديد نية عند عزوبهسسا‬
‫لن حكمها باق‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( علة لسنية الولء‪) .‬قوله‪ :‬وخروجا مسسن خلف مسسن‬
‫أوجبه( وهو المام مالك‪ ،‬وأوجبها القديم عندنا أيضسسا مسسستدل بخسسبر أبسسي دواد‪ :‬أنسسه‬
‫)ص( رأى رجل يصلي وفي ظهر قدميه لمعة قدر الدرهم لم يصسسبها المسساء فسسأمره‬
‫)ص( أن يعيد الوضوء‪ .‬وأجابوا عنه بأن الخبر ضعيف مرسسسل‪ .‬قسسال فسسي المغنسسي‪:‬‬
‫ودليل الجديد مسسا روي‪ :‬أنسسه )ص( توضسسأ فسسي السسسوق فغسسسل وجهسسه ويسسديه ومسسسح‬
‫رأسه‪ ،‬فدعي إلى جنازة فسسأتى المسسسجد فمسسسح خفيسسه وصسسلى عليهسسا‪ .‬قسسال الشسسافعي‪:‬‬
‫وبينهما تفريسسق كسسثير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب لسسسلس( أي ويجسسب السسولء فسسي الوضسسوء‬
‫لسلس‪ ،‬تقليل للحدث‪ .‬ويجب أيضا عند ضيق الوقت‪ ،‬لكن ل على سسسبيل الشسسرطية‪.‬‬
‫فلو لم يوال حينئذ حسسرم عليسسه مسسع الصسسحة‪) .‬قسسوله‪ :‬وتعهسسد عقسسب( أي ويسسسن تعهسسد‬
‫عقب‪ ،‬أي تفقسسده والعتنسساء بسسه عنسسد غسسسله‪ ،‬خصوصسسا فسسي الشسستاء‪ .‬فقسسد ورد‪ :‬ويسسل‬
‫للعقاب من النار‪ .‬قسسال النسسووي‪ :‬معنسساه‪ :‬ويسسل لصسسحاب العقسساب المقصسسرين فسسي‬
‫غسلها‪) .‬قوله‪ :‬وموق( أي وتعهسسد مسسوق‪ .‬قسسال فسسي المختسسار‪ :‬هسسو بسسالهمز مسسن مسسأق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولحاظ( أي وتعهد لحاظ‪ ،‬وهو بفتح اللم‪ ،‬وأما بكسرها فهو مصسسدر لحسسظ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بسبابتي شقيهما( متعلق بتعهد بالنسبة للموق واللحاظ‪ .‬ولعل في العبارة قلبا‪،‬‬
‫والصل‪ :‬بشق سبابتيه‪ .‬ثم وجدت فسي بعسض نسسخ الخسط‪ :‬بسسبابتيه شسقيهما‪ .‬وهسي‬
‫أولى‪ ،‬وعليه يكون شقيهما بدل بعض مسسن كسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ومحسسل نسسدب تعهسسدهما( أي‬
‫الموق واللحاظ‪) .‬قوله‪ :‬رمص( قال في القسساموس‪ :‬الرمسسص محركسسة‪ :‬وسسسخ أبيسسض‬
‫يجتمع في الموق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫في الموق أي أو اللحاظ‪ ،‬أو المراد بالموق ومسسا يشسسمله‪ ،‬ومثسسل الرمسسص نحسسو‬
‫الكحل من كل ما له جرم‪) .‬قوله‪ :‬يمنع إلخ( الجملة صفة لرمص‪ .‬وقوله‪ :‬إلى محلسسه‬
‫أي محسسل الرمسسص مسسن المسسوق أو اللحسساظ‪) .‬قسسوله‪ ،‬وإل( أي بسسأن كسسان فيهمسسا ذلسسك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فتعهدهما واجب أي فغسلهما واجب‪ .‬قال ع ش‪ :‬ول تتأتى ذلك إل بإزالة ما‬
‫فيهما من الرمص ونحوه‪ ،‬فيجب إزالته‪ ،‬كما تقدم في غسل الوجه‪ .‬لكسسن ينبغسسي أنسسه‬
‫لو لسم تتسأت إزالسة مسا فيهمسا ‪ -‬كالكحسل ونحسوه ‪ -‬إل بضسرر أنسه يعفسى عنسه حيسث‬
‫استعمل الكحل لعذر كمرض أو للتزيين ولم يغلسسب علسسى ظنسسه إضسسرار إزالتسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يكره للضرر( أي إن توهم الضرر‪ ،‬فإن تحققه حسسرم‪) .‬قسسوله‪ :‬وإنمسسا يغسسسل(‬
‫أي باطن العين‪ .‬وقوله‪ :‬لغلظ أمر النجاسة أي بدليل أنها تزال عن الشهيد إذا كسسانت‬
‫من غير دم الشهيد‪) .‬قوله‪ :‬واستقبال القبلة( أي ويسن استقبالها‪ .‬قسسال الكسسردي‪ :‬فسسإن‬
‫اشتبهت عليه تحرى ندبا‪ ،‬كما فسسي اليعسساب‪ .‬ا‍ه وقسسوله‪ :‬فسسي كسسل وضسسوئه قسسال ابسسن‬
‫حجر‪ :‬حتى في الذكر بعده لنها أشرف الجهات‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وترك تكلم( أي ويسسسن‬
‫ترك تكلم‪) .‬قوله‪ :‬في أثناء وضوئه( أي في خلل وضوئه‪ .‬وعبارة المنهسسج القسسويم‪:‬‬
‫وأن ل يتكلم في جميع وضوئه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الكردي‪ :‬قال في اليعاب‪ :‬حتى فسسي السسذكر‬
‫بعده‪) .‬قوله‪ :‬بل حاجة( أي بل احتياج للكلم‪ ،‬أما معها كأمر بمعسسروف ونهسسي عسسن‬
‫منكر فل يتركه‪ ،‬بل قد يجب الكلم‪ ،‬كما إذا رأى نحو أعمسسى يقسسع فسسي بئر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بغير ذكر( متعلق بتكلم‪ ،‬أي ويسن ترك التكلم بغير ذكر‪ ،‬أما السسذكر فل يسسسن تسسرك‬
‫التكلم به‪ .‬قوله‪ :‬ول يكره سلم عليسه( أي ول يكسره علسى غيسر المتوضسئ أن يسسلم‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬ول منه( أي ول يكره صدور السلم منسسه ابتسسداء‪ .‬وقسسوله‪ :‬ول رده أي‬
‫ول يكره على المتوضئ رد السلم إذا سلم عليه‪ .‬وفي ع ش مسسا نصسسه‪ :‬سسسئل شسسيخ‬
‫السلم‪ :‬هل يشرع السلم على المشتغل بالوضوء وليس له السسرد أو ل ؟‪ .‬فأجسساب‪:‬‬
‫بأن الظاهر أنه يشرع السلم عليسسه ويجسسب عليسسه السسرد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسسذا بخلف المشسستغل‬
‫بالغسل ل يشرع السلم عليه‪ ،‬لن مسن شسسأنه أنسه قسسد ينكشسف منسسه مسسا يسستحي مسن‬
‫الطلع عليه فل تليق مخاطبته حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتسرك تنشسيف( أي ويسسن تسرك‬
‫تنشيف ‪ -‬وهو أخذ الماء بنحو خرقة ‪ -‬وذلك لنه يزيل أثر العبادة فهو خلف السنة‬
‫لنه )ص( رد منديل جئ به إليه لجل ذلك عقب الغسل مسسن الجنابسسة‪) .‬وقسسوله‪ :‬بل‬
‫عذر( أما بالعذر‪ ،‬كبرد أو خشية التصاق نجس به أو لتيمم عقبه‪ ،‬فل يسن تركه بل‬
‫يتأكد فعله‪ .‬ا‍ه تحفة‪ .‬وقال الرملي‪ :‬بل يجب إذا خشي وقوع النجسسس عليسسه ول يجسسد‬
‫ما يغسله به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والشهادتان عقبه( أي ويسن الشهادتان عقبه‪ ،‬أي الوضوء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بحيسسث ل يطسسول فاصسسل عنسسه عرفسسا( أي فيمسسا يظهسسر‪ ،‬نظيسسر سسسنة الوضسسوء‬
‫التية‪ .‬ثم رأيت بعضهم قال‪ :‬ويقول فورا قبل أن يتكلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولعله بيسسان للكمسسل‪ .‬اه‍‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬فيقسسول( أي المتوضسسئ‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسستقبل إلسسخ أي حسسال كسسونه مسسستقبل‬
‫للقبلة‪ ،‬أي بصدره كما في الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬رافعا يديه أي كهئية الداعي‪ ،‬حسستى عنسسد‬
‫قوله‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ .‬ول يقيم السبابة خلفا لما يفعله ضعفة الطلبة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وبصره إلى السماء أي ورافعا بصره إلى السماء‪ .‬وقوله‪ :‬ولو أعمى غاية فسي رفسع‬
‫البصر‪ .‬أي فيسن رفع محل بصره إلى السماء كما يسن إمرار الموسى على الرأس‬
‫الذي ل شعر به‪) .‬قوله‪ :‬فتحت له أبواب الجنة( أي إكرامسسا لسسه‪ .‬وإل فمعلسسوم أنسسه ل‬
‫يسسدخل إل مسن واحسسد‪ ،‬وهسسو مسسا سسسبق فسسي علمسسه تعسسالى دخسسول منسسه‪ .‬ع ش‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫سبحانك( مصدر جعل علما للتسبيح‪ ،‬وهو براءة ال من السسسوء‪ ،‬أي اعتقسساد تنزيهسه‬
‫عما‬
‫] ‪[ 68‬‬
‫ل يليق بجلله‪ .‬ا‍ه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وبحمدك( الواو إما عاطفة جملة أي وسبحتك‬
‫حالة كوني متلبسا بحمدك‪ ،‬أو زائدة‪ .‬والجار والمجرور حال من فاعل الفعل النائب‬
‫عنه المصدر‪) .‬قوله‪ :‬كتب( أي هذا اللفظ ليبقى ثوابه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويتجدد ذلك بتعدد‬
‫الوضوء لن الفضل ل حجر عليه‪ .‬فإذا قالها ثلثا عقب الوضوء كتسسب عليسسه ثلث‬
‫مرات وما ذلك على ال بعزيز‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬في رق( هو بفتح الراء‪ .‬وقسسال‬
‫في القاموس‪ :‬وتكسر‪ :‬جلد رقيق يكتب فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يتطرق إليسسه إبطسسال( قسسال‬
‫الكردي‪ :‬لعل فيه من الفوائد أن قائل ذلك يحفظ عن الردة‪ ،‬إذ هي التي تبطل العمسسل‬
‫أو ثوابه بعد ثبوته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويقرأ إنا أنزلناه ثلثا( لمسسا أخرجسسه السسديملي‪ ،‬أن مسسن‬
‫قرأها في أثر وضوئه مرة واحدة كان من الصديقين‪ ،‬ومن قرأها مرتيسسن كتسسب فسسي‬
‫ديوان الشهداء‪ ،‬ومن قرأها ثلثا حشر مع النبياء‪ .‬وقوله‪ :‬كذلك أي مستقبل للقبلسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بل رفع يد أي وبصر‪ .‬ويسن بعد قراءة السورة المسسذكورة‪ :‬اللهسسم اغفسسر لسسي‬
‫ذنبي‪ ،‬ووسع لي في داري‪ ،‬وبارك فسي رزقسي‪ ،‬ول تفتنسي بمسا زويست عنسي‪ .‬ا‍ه ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬وأما دعاء العضاء‪ ،‬إلخ( وهو أن يقول عنسسد غسسسل كفيسسه‪ :‬اللهسسم احفسسظ‬
‫يدي عن معاصسسيك‪ .‬وعنسسد المضمضسسة‪ :‬اللهسسم أعنسسي علسسى ذكسسرك وشسسكرك‪ .‬وعنسسد‬
‫الستنشاق‪ :‬اللهم أرحني رائحة الجنة‪ .‬وعند غسل الوجه‪ :‬اللهسسم بيسسض وجهسسي يسسوم‬
‫تبيض وجوه وتسود وجوه‪ .‬وعنسسد غسسسل يسسده اليمنسسى‪ :‬اللهسسم أعطنسسي كتسسابي بيمينسسي‬
‫وحاسبني حسابا يسيرا‪ .‬وعند غسل اليسرى‪ :‬اللهم ل تعطني كتابي بشمالي ول من‬
‫وراء ظهري‪ .‬وعند مسح السسرأس‪ :‬اللهسسم حسسرم شسسعري وبشسسري علسسى النسسار‪ .‬وعنسسد‬
‫مسح الذنين‪ :‬اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسسسنه‪ .‬وعنسسد غسسسل‬
‫رجليه‪ :‬اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل القدم‪) .‬قوله‪ :‬فل أصل له( أي فسسي‬
‫الصحة‪ ،‬وإل فقد روي عنه )ص( من طرق ضعيفة في تاريخ ابسسن حبسسان وغيسسره‪،‬‬
‫ومثله يعمل به فسسي فضسسائل العمسسال‪) .‬فسسائدة( قسسال القيصسسري‪ :‬ينبغسسي للمتطهسسر أن‬
‫ينوي مع غسل كفيه تطهيرهما من تناول ما يبعسده عسن الس تعسالى‪ ،‬ونفضسهما ممسا‬
‫يشسسغله عنسسه‪ .‬وبالمضمضسسة تطهيسسر الفسسم مسسن تلسسويث اللسسسان بسسالقوال الخبيثسسة‪.‬‬
‫وبالستنشاق إخراج استرواح روائح محبوبسسة‪ .‬وبتخليسسل الشسسعر حلسسه مسسن أيسسدي مسسا‬
‫يهلكه ويهبطه من أعلى عليين إلى أسفل سافلين‪ .‬وبغسل وجهه تطهيره من تسسوجهه‬
‫إلى اتباع الهوى‪ ،‬ومن طلب الجسساه المسسذموم وتخشسسعه لغيسسر السس‪ .‬وبتطهيسسره النسسف‬
‫تطهيره من النفة والكبر‪ .‬وبغسل العين التطهر من التطلع إلى المكروهات والنظر‬
‫لغير ال بنفع أو ضر‪ .‬وبغسل اليدين تطهيرهما من تناول ما يبعده عن ال‪ .‬وبمسح‬
‫السسرأس زوال السسترأس والرياسسسة الموجبسسة للكسسبر‪ ،‬وبغسسسل القسسدمين تطهيرهمسسا مسسن‬
‫المسارعة إلسسى المخالفسسات واتبسساع الهسسوى‪ ،‬وحسسل قيسسود العجسسز عسسن المسسسارعة فسسي‬
‫ميادين الطاعة المبلغة إلى الفوز برضسسا الكسسبير المتعسسال‪ .‬وبمسسا ذكسسر يصسسلح الجسسسد‬
‫للوقوف بيسسن يسسدي الس تعسسالى الملسسك القسسدوس‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسال‪ :‬حسسسن( أي مسسن جهسسة‬
‫المعنى‪ .‬وقوله‪ :‬غريب أي من جهة النقل‪ ،‬وهو مسسا انفسسرد بروايتسسه راو واحسسد‪ .‬كمسسا‬
‫قال في البيقونية‪:‬‬

‫] ‪[ 69‬‬
‫وقل غريب ما روى راو فقط قال في شرحها‪ :‬وسمي بذلك لنفراد راويه عن‬
‫غيره‪ ،‬كالغريب الذي شأنه النفراد عن وطنه‪) .‬قوله‪ :‬وشسربه( أي ويسسن شسر بسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من فضل وضوئه بفتح الواو‪ :‬اسم للماء الذي توضأ به‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن رش‬
‫إزاره( أي أو سراويله‪ .‬وقوله‪ :‬به أي بفضل وضوئه‪) .‬قوله‪ :‬أي إن تسسوهم حصسسول‬
‫مقسذر لسه( أي يسسن ذلسك إن تسوهم حصسول مقسذر لسه‪ ،‬كرشساش تطساير إليسه‪ ،‬دفعسا‬
‫للوسواس‪ .‬ولذلك قسسالوا‪ :‬يسسسن للمتوضسسئ الجلسسوس بمحسسل ل ينسساله فيسسه رشسساش مسسن‬
‫الماء‪ .‬قال الشرقاوي‪ :‬لنه مستقذر غالبا‪ ،‬ولنه ربما أورث الوسسسواس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وعليه( أي وعلسى تسوهم حصسول مقسذر لسه‪ .‬وقسوله‪ :‬بسه أي بفضسل وضسوئه‪ ،‬وهسو‬
‫متعلق برش‪ .‬قوله‪ :‬وركعتان بعد الوضوء أي وتسن ركعتان بعسسده‪ ،‬لمسسا روي‪ :‬أنسسه‬
‫)ص( دخل الجنة فرأى بلل فيها فقال لسسه‪ :‬بسسم سسسبقتني إلسسى الجنسسة ؟ فقسسال بلل‪ :‬ل‬
‫أعرف شيئا‪ ،‬إل أني ل أحدث وضوءا إل أصلي عقبه ركعتين وسيأتي إن شاء ال س‬
‫في فصل في صلة النفل مزيد بسط فسسي الكلم عليهمسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أي بحيسسث تنسسسبان‬
‫إليه عرفا( تقييد للبعديسة‪ ،‬أي أن محسل العتسداد بهمسا وحصسول الثسواب عليهمسا إذا‬
‫صليا بعسسده أن ينسسسبا إلسسى ذلسسك الوضسسوء فسسي العسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬فتفوتسسان( أي ركعتسسا‬
‫الوضوء‪ .‬وقوله‪ :‬بطول الفصل أي بين الوضوء وبينهما‪ .‬قال فسسي التحفسسة فسسي بسساب‬
‫صلة النفل‪ :‬وهو أوجه‪ .‬ويدل له قسول الروضسة‪ :‬ويسسستحب لمسن توضسأ أن يصسلي‬
‫عقبه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعند بعضهم بسسالعراض( أي تفوتسسان بقصسسد العسسراض عنهمسسا‪،‬‬
‫ولو لم يطل الفصل‪) .‬قوله‪ :‬وبعضهم بجفاف العضسساء( أي وعنسسد بعضسسهم تفوتسسان‬
‫بجفاف أعضاء الوضوء‪ .‬فمتى لم تجف أعضاؤه له أن يصليهما‪ ،‬ولو طال الفصل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقيل‪ :‬بالحدث( أي تفوتان به‪ .‬فمسستى لسسم يحسسدث لسسه أن يصسسليهما‪ ،‬ولسسو طسسال‬
‫الفصل عرفا‪) .‬قوله‪ :‬يحرم التطهر بالمسبل للشرب( أي أو بالماء الغصسسوب‪ ،‬ومسسع‬
‫الحرمة يصح الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بماء جهل حاله( أي وكذلك يحرم التطهر بماء‬
‫لم يدر هل هو مسبل للشرب أو للتطهر‪ .‬وسيذكر الشارح في باب الوقف أنه حيسسث‬
‫أجمل الواقف شرطه اتبع فيه العرف المطرد في زمنه لنه بمنزلسسة شسسرط الواقسسف‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن ثم امتنع في السقايات المسبلة غير الشرب ونقل الماء منها ولسسو للشسسرب‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬وسئل العلمة الطنبداوي عسسن الجسسوابي والجسسرار السستي عنسسد المسسساجد فيهسسا‬
‫الماء إذا لم يعلم أنها موقوفة للشرب أو للموضوء أو الغسل الواجب أو المسنون أو‬
‫غسل النجاسة ؟‪ .‬فأجاب‪ :‬أنه إذا دلت قرينة على أن الماء موضوع لتعميسم النتفساع‬
‫جاز جميع ما ذكر‪ ،‬من الشسسرب وغسسسل النجاسسسة وغسسسل الجنابسسة وغيرهسسا‪ .‬ومثسسال‬
‫القرينة جريان الناس على تعميم النتفاع بالماء من غير نكير مسسن فقيسسه وغيسسره‪ ،‬إذ‬
‫الظسساهر مسسن عسسدم النكيسسر أنهسسم أقسسدموا علسسى تعميسسم النتفسساع بالمسساء بغسسسل وشسسرب‬
‫ووضوء وغسل نجاسة‪ ،‬فمثل هذا إيقاع يقال بالجواز‪ .‬وقال‪ :‬إن فتوى العلمة عبسسد‬
‫ال بامخرمة يوافق ما ذكره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا حمل شئ إلخ( أي وكذلك يحسسرم نقسسل‬
‫شئ من الماء المسبل للتطهر أو للشرب إلى غير محله‪ ،‬ولسسو للشسسرب كمسسا علمسست‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وليقتصر إلخ( كالتقييد لما تقدم من المضمضة والستنشسساق والتيسسان بسسسائر‬
‫السنن‪) .‬قوله‪ :‬على غسل أو مسح(‬

‫] ‪[ 70‬‬
‫يقرآن بالتنوين‪) .‬قوله‪ :‬فل يجوز تثليث( أي في غسسسل العضسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫إتيان سائر السسسنن( أي ول يجسوز التيسسان بسسسائر السسنن‪ ،‬أي الفعليسة‪ :‬كالمضمضسسة‬
‫والستنشاق‪ ،‬والقولية‪ :‬كالذكار الواردة‪ ،‬قبله أو بعده‪ ،‬لكن محل هذا بالنسبة لضيق‬
‫الوقت فقط‪) .‬قوله‪ :‬لضيق وقت عسسن إدراك الصسسلة كلهسسا فيسسه( أي بسسأن لسسم يسسدركها‬
‫رأسسسا‪ ،‬أو بعضسسها‪ ،‬فسسي السسوقت‪ .‬فضسسيق السسوقت عسسن إدراكهسسا كلهسسا فيسسه صسسادق‬
‫بصورتين‪ .‬والحاصل المراد أنه ثلث‪ ،‬أو أتى بالسنن كلها‪ ،‬لخرج جزء من الصسسلة‬
‫عن وقتها‪ ،‬فيجب عليه حينئذ ترك التثليث وترك التيان بالسنن‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن أفسستى‬
‫إلخ( أي لكن يشكل على ما ذكسسره هنسسا إفتسساء البغسسوي نفسسسه فسسي الصسسلة بسسأنه يسسأتي‬
‫بجميع سننها ولو خرج جزء منها عن وقتها بسبب ذلسسك‪ ،‬بسسل ولسو لسسم يسدرك ركعسة‬
‫فيه‪ .‬وقوله‪ :‬وقد يفرق إلخ أي بفرق بين ما هنا وبين مسسا ذكسسره هنسساك‪ ،‬بسسأنه هنسسا لسسم‬
‫يشتغل بالمقصود‪ ،‬وهنسساك اشسستغل بالمقصسسود السسذي هسسو الصسسلة‪ ،‬فسساغتفر الخسسراج‬
‫هناك ولم يغتفر هنا‪) .‬قوله‪ :‬كما لسسو مسسد فسسي القسسراءة( أي كمسسا لسسو طسسول فسسي قسسراءة‬
‫السورة بحيث خرج الوقت وهو لم يدرك ركعسسة فيسسه فسسإنه ل يحسسرم‪) .‬قسسوله‪ :‬أو قلسسة‬
‫ماء( معطوف على ضيق وقست‪ .‬وقسوله‪ :‬بحيسث ل يكفسي إل الفسرض تصسوير لقلسة‬
‫ماء‪) .‬قوله‪ :‬إن ثلث( قيد لعدم كفايته‪) .‬قوله‪ :‬أو أتى السنن( أي بالسنن السستي تحتسساج‬
‫إلى ماء‪ ،‬كمضمضة واستناق ومسح الذنين وغير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو احتسساج إلسسخ( أي‬
‫أو كان معه ماء يكفيه لذلك مع التثليث والتيان بالسنن‪ ،‬إل أنه يحتاج إلسسى الفاضسسل‬
‫على الفرض لعطش حيوان محترم‪) .‬قوله‪ :‬حرم( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬وكسذا يقسسال فسسي‬
‫الغسل( أي مثل ما قيل في الوضوء يقال في الغسل‪ .‬أي فليقتصر فيه على السسواجب‬
‫عند ضيق الوقت‪ ،‬أو قلة الماء‪ ،‬أو الحتياج إلى الفاضل لعطش محترم‪ .‬فلو خسسالف‬
‫حرم عليه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وندبا على الواجب( أي وليقتصسسر نسدبا علسى السواجب‪ ،‬فهسو‬
‫معطوف على حتما‪) .‬قوله‪ :‬بترك السنن( متعلق بيقتصر المقدر‪ .‬والبسساء للتصسسوير‪،‬‬
‫أي ويتصور القتصار علسسى ذلسسك بسسترك السسسنن‪) .‬قسسوله‪ :‬لدراك جماعسسة( قسسال فسسي‬
‫شرح العباب‪ :‬إنها أولى مسسن سسسائر سسسنن الوضسسوء‪ .‬كمسسا جسسزم بسسه فسسي التحقيسسق‪ .‬ا‍ه‬
‫كردي‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إلخ( تقييد لنسدب القتصسار علسى السواجب بسترك السسنن‪ ،‬فكسأنه‬
‫قال‪ :‬ومحله ما لم تكن السنة قيل بوجوبها‪ ،‬فإن كانت كسسذلك قسسدمت علسسى الجماعسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نظير ما مر من ندب تقديم إلخ( أي لنه قيل بوجوبه‪ .‬فهذا هسسو الجسسامع بيسسن‬
‫ما هنا وبين ما مر‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬تتمسسة( أي فسسي بيسسان أسسسباب‬
‫التيمم وكيفيتسسه وهسسي أركسسانه‪ ،‬وبيسسان آلتسسه وهسسي السستراب‪ .‬وقسد أفسسرده الفقهسساء ببسساب‬
‫مستقل‪ ،‬وإنما ذكر عقب الوضوء لنه بدل عنسسه‪ .‬والصسسل فيسسه قبسسل الجمسساع قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر( * الية‪ .‬وخبر مسلم‪ :‬جعلت لنسسا الرض‬
‫كلها مسجدا وتربتها طهورا‪ .‬ومعناه في اللغة القصد‪ ،‬يقال تيممت فلنا أي قصدته‪.‬‬
‫ومنه قوله تعالى‪) * :‬ول تيمموا الخبيث منه تنفقون( * ومنه قول الشاعر‪ :‬تيممتكسسم‬
‫لما فقدت أولي النهى ومن لم يجد ماء تيمم بالتراب وفي الشرع إيصال التراب إلى‬
‫الوجه واليدين بشرائط مخصوصة‪ ،‬وله أسباب وشروط وأركان ومبطلت وسنن‪.‬‬

‫] ‪[ 71‬‬
‫وذكر الشارح السباب والركان وبعسسض الشسسروط إجمسسال‪ ،‬ول بسسد مسسن بيسسان‬
‫ذلك تفصيل‪ ،‬فيقال‪ :‬أما السسسباب فشسسيآن‪ :‬فقسسد المسساء حسسسا بسسأن لسسم يجسسده أصسسل‪ ،‬أو‬
‫شرعا بأن وجده مسبل للشرب أو وجده بأكثر من ثمن مثلسسه‪ .‬وخسسوف محسسذور مسسن‬
‫استعمال الماء‪ ،‬بأن يكون به مرض يخاف معه من استعماله على منفعة عضسسو‪ ،‬أو‬
‫يخاف زيادة مدة المرض‪ ،‬أو يخاف الشين الفاحش من تغير لون ونحول في عضو‬
‫ظاهر‪ .‬وفي الحقيقة هسسذا الثسساني يرجسسع للفقسسد الشسسرعي‪ .‬وأمسسا الشسسروط فعشسسرة‪ :‬أن‬
‫يكون بستراب علسى أي لسون كسان‪ .‬وأن يكسون طساهرا‪ ،‬فل يصسح بمتنجسس‪ .‬وأن ل‬
‫يكون مستعمل في حدث أو خبث‪ .‬وقد جمع الشارح هذين الشرطين بقسسوله‪ :‬طهسسور‬
‫وأن ل يخالطه دقيق ونحوه‪ .‬وأن يقصده بالنقل لية‪) * :‬فتيمموا صعيدا طيبا( * أي‬
‫اقصدوه بالنقل‪ .‬فلو فقد النقل كأن سفته عليه الريح فردده لم يكفه‪ .‬وأن يمسح وجهه‬
‫ويسسديه بنقلسستين يحصسسل بكسسل منهمسسا اسسستيعاب محلسسه‪ .‬وأن يزيسسل النجاسسسة أول‪ .‬وأن‬
‫يجتهد في القبلة قبل التيمم‪ ،‬فلو تيمم قبل الجتهاد فيها لم يصسسح علسسى الوجسسه‪ .‬وأن‬
‫يقع التيمم بعد دخول الوقت‪ .‬وأن يتيمم لكل فرض عيني ولسسو نسسذرا‪ .‬وأمسسا الركسسان‬
‫فأربعة‪ :‬نية استباحة مفتقر إلى التيمم‪ ،‬كصلة وطسسواف ومسسس مصسسحف‪ .‬فل يكفسسي‬
‫نية رفع الحدث لن التيمم ل يرفعه‪ ،‬ول نية فرض التيمم‪ .‬قال بعضهم‪ :‬محله ما لم‬
‫يضفه لنحو صلة‪ ،‬ومسح وجهه‪ ،‬ومسح يسسده‪ ،‬والسسترتيب‪ .‬وعسسد بعضسسهم النقسسل مسسن‬
‫الركان‪ ،‬فتكون خمسة‪ .‬وأما مبطلته‪ ،‬فكل ما أبطل الوضوء‪ ،‬وسيأتي بيانه قريبا‪.‬‬
‫ويزاد على ذلك‪ :‬توهم وجود المسساء إن كسسان قبسسل الصسسلة‪ ،‬ووجسسوده فيهسسا إن كسسانت‬
‫الصلة مما ل يسقط فرضها بالتيمم‪ ،‬فإن كسسانت ممسسا يسسسقط فرضسسها بسسه فل تبطسسل‪.‬‬
‫والردة ‪ -‬والعياذ بال ‪ -‬وأما سننه‪ :‬فجميع سسسنن الوضسسوء ممسسا يمكسسن مجيئه هنسسا إل‬
‫التثليث‪ .‬ويزاد عليها‪ :‬نزع الخاتم في الضربة الولى‪ ،‬وأما الثانية فواجب‪ .‬وتخفيف‬
‫التراب من كفيه‪ ،‬وتفريق أصابعه في كسسل ضسسربة‪ .‬وأن ل يرفسسع يسسده علسسى العضسسو‬
‫حتى يتم مسحه‪) .‬قوله‪ :‬لفقد ماء( أي حسا أو شسسرعا‪ .‬ومسسن الول مسسا إذا حسسال بينسسه‬
‫وبين الماء سبع‪ ،‬لن المراد بالحسي تعذ الوصول للماء‪ .‬واستعماله في الحس‪ ،‬كسسذا‬
‫في التحفة‪ .‬قال سم‪ :‬واعلم أنه ل قضاء مع الفقسسد الحسسسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومحسسل جسسواز السستيمم‬
‫عند الفقد‪ :‬إذا طلبه من رحله ورفقته ونظر حواليه وتردد إن احتاج إلى السستردد فلسسم‬
‫يجده‪ ،‬أو تيقن فقد الماء‪ .‬ول يحتاج عند التيقن إلى ما ذكر لنه عبسسث ل فسسائدة فيسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو خوف محذور أي كمرض أو زيادته‪ ،‬أو إتلف عضو أو منفعته‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بتراب( أي ولو كان مغصويا لكنه يحسسرم كسستراب المسسسجد‪ .‬وخسسرج بسسالتراب غيسسره‬
‫كنورة وزرنيخ وسحاقة خزف‪ ،‬ومختلسسط بسسدقيق ونحسسوه‪ .‬وقسسوله‪ :‬طهسسور خسسرج بسسه‬
‫المتنجس والمستعمل‪ .‬وفي البجيرمسسي مسسا نصسسه‪ :‬قسسال الحكيسسم الترمسسذي‪ :‬إنمسسا جعسسل‬
‫التراب طهورا لهذه المة لن الرض لما أحست بمولسسده )ص( انبسسسطت وتمسسددت‬
‫وتطاولت وأزهرت وأينعت‪ ،‬وافتخرت علسسى السسسماء وسسسائر المخلوقسسات بسسأنه نسسبي‬
‫خلق مني‪ ،‬وعلى ظهري تأتيه كرامة ال‪ ،‬وعلى بقاعي سجد بجبهتسسه‪ ،‬وفسسي بطنسسي‬
‫مدفنه‪ .‬فلما جرت رداء فخرها بذلك جعل ترابها طهورا لمته‪ .‬فالتيمم هدية من ال‬
‫تعالى لهذه المة خاصة لتدوم لهم الطهارة في جميع الحوال والزمان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫له غبار( خرج به ما ل غبار له كتراب مندى‪ .‬وأما الرمل فإن كان له غبار وكسسان‬
‫ل يلصق بالعضو صح التيمم به‪ ،‬وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬وأركانه( أي السستيمم‪) .‬قسسوله‪ :‬نيسسة‬
‫استباحة الصلة( أي ونحوها مما يفتقر إلى طهارة‪ ،‬كطواف وسسسجود تلوة وحمسسل‬
‫مصحف‪ .‬ويصح أن يأتي بالنية العامة كأن يقول‪:‬‬

‫] ‪[ 72‬‬
‫نويت استباحة مفتقر إلى طهسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬مقرونسسة بنقسسل السستراب المسسراد بالنقسسل‬
‫تحويل التراب إلى العضو الذي يريده ولو من الهواء‪ .‬ويجب استدامة هذه النية إلى‬
‫مسح شئ من الوجه‪ ،‬فلو عزبسست قبسسل مسسح منسسه بطلسست لنسه المقصسسود‪ ،‬ومسسا قبلسسه‬
‫وسيلة وإن كان ركنا‪ .‬فعلم من كلمهم بطلنسه بعزوبهسا فيمسا بيسن النقسل المعتسد بسه‬
‫والمسح‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬وإن نقل جمع عسسن أبسسي خلسسف الطسسبري الصسسحة واعتمسسده‪ .‬اه‍‬
‫تحفة‪ .‬وقوله‪ :‬وإن نقل جمع إلسسخ اعتمسسده فسسي النهايسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬قسسال فسسي المهمسسات‪:‬‬
‫والمتجه الكتفاء باستحضارها عندهما ‪ -‬أي عند النقل وعنسسد المسسسح ‪ -‬وإن عزبسست‬
‫بينهما‪ .‬واستشهد له بكلم لبي خلف الطبري‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬والتعبير بالسسستدامة ‪-‬‬
‫كما قاله الوالد ‪ -‬جرى على الغالب لن الزمن يسير ل تعزب فيسسه النيسسة غالبسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومسح إلخ( بالرفع‪ ،‬عطف على نية‪ .‬أي ومن الركان مسح وجهه ثم يسسديه‪،‬‬
‫أي إيصال التراب إليهما ولو بخرقة‪ .‬ومن الوجه ظاهر لحيتسسه المسترسسسل والمقبسسل‬
‫من أنفه على شفته‪ .‬وينبغي التفطن لهذا ونحسسوه‪ ،‬فسسإنه كسسثيرا يغفسسل عنسسه‪ .‬ول يجسسب‬
‫إيصال التراب إلى منابت الشسسعر‪ ،‬بسسل ول ينسسدب ولسسو خفيفسسا‪ ،‬لمسسا فيسسه مسسن المشسسقة‬
‫بخلف الماء‪) .‬قوله‪ ،‬ولو تيقن ماء( المراد بالتيقن هنا الوثوق بحصول الماء بحيث‬
‫ل يتخلف عادة ل ما ينتفي معه احتمال عدم حصول المسساء عقل‪ .‬وقسسوله‪ :‬فانتظسساره‬
‫أفضسسل أي مسن تعجيسل الستيمم‪ ،‬لن التقسسديم مسسستحب‪ .‬والوضسسوء مسن حيسسث الجملسة‬
‫فرض فثوابه أكثر‪ .‬وقوله‪ :‬وإل أي وإن لم يتقين وجوده فتعجيل التيمم أفضسسل‪ ،‬لن‬
‫فضيلة أول الوقت محققة بخلف فضيلة الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬وإذا امتنسسع اسستعماله( أي‬
‫حرم شرعا استعماله‪ ،‬أي الماء‪ ،‬بأن علم أنه يضره بإخبسسار طسسبيب عسسدل بسسذلك‪ ،‬أو‬
‫علمه هو بالطب‪) .‬قوله‪ :‬وجب تيمم( أي لئل يخلو محسسل العلسسة عسسن الطهسسارة‪ ،‬فهسسو‬
‫بدل عن طهارته‪) .‬قوله‪ :‬وغسل صحيح( بالضافة‪ ،‬وذلك الخبر‪ :‬إذا أمرتكسسم بسسأمر‬
‫فأتوا منه ما استطعتم‪ .‬ويجب أن يتلطف في غسل الصحيح المجاور للعليسل بوضسع‬
‫خرقة مبلولة بقربه‪ ،‬ويتحامل عليها لينغسل بالمتقاطر منها ما حسسواليه مسسن غيسسر أن‬
‫يسيل الماء إليه‪) .‬قوله‪ :‬ومسح كل الساتر( أي بدل عما أخذه من الصحيح‪ ،‬ومن ثم‬
‫لو لم يأخذ شيئا أو أخذ شيئا وغسله لم يجب مسحه علسسى المعتمسسد‪ .‬ا‍ه شسسوبري‪ .‬ول‬
‫يجزئه مسسسح بعسسض السسساتر لنسسه أبيسسح لضسسرورة العجسسز عسسن الصسسل‪ ،‬فيجسسب فيسسه‬
‫التعميم‪ ،‬كالمسح في التيمم‪ .‬والساتر كجبيرة‪ ،‬وهي أخشاب أو قصسسب تسسسوى وتشسسد‬
‫على موضع الكسر ليلتحم‪ ،‬وكلصوق ومرهم وعصسسابة‪ .‬وقسسوله‪ :‬الضسسار نزعسسه أي‬
‫بأن يلحقه في نزعه ضرر كمرض أو تلف عضو أو منفعة‪ .‬أما إذا أمكن نزعه من‬
‫غير ضرر يلحقه فيجب‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويظهر أن محله إن أمكسسن غسسسل الجسسرح‪،‬‬
‫أو أخذت بعض الصحيح‪ ،‬أو كانت بمحل التيمم وأمكن مسح العليسسل بسسالتراب‪ ،‬وإل‬
‫فل فائدة في نزعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بماء متعلق بمسح‪ ،‬وخرج به السستراب فل يمسسسح بسسه‬
‫لنه ضعيف فل يؤثر من وراء حائل‪ ،‬بخلف الماء فإنه يؤثر مسسن ورائه فسسي نحسسو‬
‫مسح الخف‪ .‬ا‍ه نهاية‪ .‬واعلم أن السسساتر إن كسسان فسسي أعضسساء السستيمم وجبسست إعسسادة‬
‫الصلة مطلقا لنقص البدل والمبدل جيمعا‪ ،‬وإن كسسان فسسي غيسسر أعضسساء السستيمم فسسإن‬
‫أخذ من الصحيح زيادة على قدر الستمسسساك وجبسست العسسادة‪ ،‬سسسواء وضسسعه علسسى‬
‫حدث أو وضسعه علسى طهسر‪ .‬وكسذا تجسب إن أخسذ مسن الصسحيح بقسدر الستمسساك‬
‫ووضعه على حدث‪ ،‬وإن لم يأخذ من الصحيح شيئا لم تجب العادة‪ ،‬سواء وضسسعه‬
‫على حدث أو علسسى طهسسر‪ .‬وكسسذا ل تجسسب إن أخسسذ مسسن الصسسحيح بقسسدر الستمسسساك‬
‫ووضعه على طهر‪ .‬وقد نظم بعضهم ذلك فقال‪ :‬ول تعدو الستر قسسدر العلسسة أو قسسدر‬
‫الستمساك في الطهارة وإن يزد عن قدرها فأعدو مطلقا وهسو بسوجه أو يسد )قسوله‪:‬‬
‫ول ترتيب بينهما لجنب( أي بين التيمم وغسل الصحيح‪ ،‬وذلسسك لن بسسدنه كالعضسسو‬
‫الواحد‪ .‬ومثل الجنب الحائض والنفساء‪ ،‬فالجنب في كلمه إنما هو مثال ل قيد‪ ،‬أي‬
‫فله أن يتيمم أول عن العليل ثم يغسسسل الصسسحيح‪ ،‬ولسسه أن يغسسسل أول الصسسحيح مسسن‬
‫بدنه ثم يتيمم عن العليل‪ ،‬لكن الولى تقديم التيمم ليزيل المسساء أثسسر السستراب‪ .‬وخسسرج‬
‫بالجنب‬

‫] ‪[ 73‬‬
‫المحدث حدثا أصغر فل يستيمم إل وقست غسسل العليسل لشستراط السترتيب فسي‬
‫طهارته‪ ،‬فل ينتقل عن عضو حتى يكمله غسل وتيمما عمل بقضية السسترتيب‪ .‬فسسإذا‬
‫كانت العلة في اليد فسسالواجب تقسسديم السستيمم علسسى مسسسح السسرأس وتسسأخيره عسسن غسسسل‬
‫الوجه‪ .‬ول ترتيب بين التيمم عسسن عليلسسه وغسسسل صسسحيحه‪ ،‬فلسسه أن يسستيمم أول عسسن‬
‫العليل ثم يغسل الصحيح من ذلك العضو‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬ليزيل الماء أثر التراب كما‬
‫تقسسدم‪ .‬ولسسه أن يغسسسل صسسحيح ذلسسك العضسسو أول ثسسم يسستيمم عسسن عليلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫عضسسوين( معطسوف علسى قسوله فسسي عضسو‪ .‬أي أو امتنسسع اسسستعماله فسي عضسسوين‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فتيممان أي يجبان عليه‪ .‬ومثل ذلك ما إذا امتنع استعماله في ثلثسسة أعضسساء‬
‫فإنه يجب عليه ثلثة تيممات‪ ،‬هكذا‪ .‬والحاصل أن السستيمم يتعسدد بعسسدد العضسساء إن‬
‫وجب فيها الترتيب ولم تعمهسسا الجراحسسة‪ ،‬فسسإن امتنسسع اسسستعمال المسساء فسسي عضسسوين‬
‫وجب تيممان‪ ،‬أو ثلثة فثلث‪ ،‬أو في أربعة وعمسست الجراحسسة السسرأس فسسأربع‪ .‬فسسإن‬
‫بقي من الرأس جزء سليم وجب مسحه مع ثلثة تيممات‪ .‬فإن وجدت الجراحسسة فسسي‬
‫العضاء التي ل ترتيب فيها كاليدين والرجلين لم يجب تعدده‪ ،‬بل ينسسدب فقسسط‪ .‬وإن‬
‫عمت الجراحة جميع العضاء أجزأ عنها تيمم واحد‪ .‬واعلم أن هسسذا فسسي المحسسدث‪،‬‬
‫وأما نحو الجنب فيكفيه تيمم واحد ولو وجدت الجراحة في جميع العضاء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ول يصلي به( أي بالتيمم‪ .‬وقوله‪ :‬إل فرضا واحسسدا أي إذا نسسوى اسسستباحة الفسسرض‪،‬‬
‫وأما إذا نوى استباحة النفسسل فل يصسسلي غيسسره‪ .‬والحاصسسل المراتسسب ثلث‪ :‬المرتبسسة‬
‫الولى‪ :‬فرض الصلة ولو منذورة‪ ،‬وفرض الطواف كذلك‪ ،‬وخطبسسة الجمعسسة لنهسسا‬
‫منزلة منزلة ركعتين فهي كصلتها عند الرملي‪ .‬المرتبة الثانية‪ :‬نفل الصلة‪ ،‬ونفل‬
‫الطواف‪ ،‬وصلة الجنازة لنها وإن كانت فرض كفاية فالصح أنها كالنفل‪ :‬المرتبة‬
‫الثالثة‪ :‬ما عدا ذلك‪ ،‬كسجدة التلوة والشكر وقراءة القرآن ومس المصحف وتمكين‬
‫الحليل‪ .‬فإذا نوى واحد من المرتبة الولى استباح واحسسدا منهسسا‪ ،‬ولسسو غيسسر مسسا نسسواه‬
‫استباح معه جميع الثانية والثالثة‪ .‬وإذا نوى واحدا من الثانية استباح جميعها وجميع‬
‫الثالثة دون شئ من الولى‪ .‬وإذا نوى شيئا من الثالثة استباحها كلها وامتنعت عليسسه‬
‫الولى والثانية‪) .‬قوله‪ :‬ونواقضه‪ .‬إلخ( أخر المصنف النواقض عن الوضوء نظسسرا‬
‫إلى أن الوضوء يوجد أول ثم تطرأ عليه‪ .‬وبعض الفقهاء قدمها عليها نظرا إلسسى أن‬
‫النسان يولد محدثا‪ ،‬أي في حكم المحدث‪ ،‬بمعنى أنه يولد غير متطهر‪ .‬واعسسترض‬
‫التعبير بالنواقص بأن النقسسض إزالسسة الشسسئ مسسن أصسسله‪ .‬تقسسول‪ :‬نقضسست الجسسدار‪ ،‬إذا‬
‫أزلته من أصله‪ .‬فيقتضي التعبير بسسالنواقض أنهسسا تزيسسل الوضسسوء مسسن أصسسله فيلسسزم‬
‫بطلن الصلة الواقعة به‪ .‬وأجيب بأن المراد بها السباب التي ينتهسسي بهسسا الطهسسر‪،‬‬
‫وهي الحداث‪ .‬فتفسير الشارح لها بالسباب إشارة لدفع هذا العتراض‪ ،‬لكن يعكر‬
‫عليه إضافة السباب لها فإنها تقتضي المغايرة‪ ،‬إل أن تجعل الضسسافة بيانيسسة‪ .‬ولسسو‬
‫قال‪ :‬أي السباب التي يبطل بها الوضوء لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬أربعة( أي فقط‪ .‬وهسسي‬
‫ثابتة بالدلة‪ .‬وعلة النقض بها غير معقولة فل يقاس عليها غيرهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أحسسدها(‬
‫أي الربعة‪) .‬قوله‪ :‬خروج شئ( خرج الدخول فل ينقض‪ .‬ولو رأى على ذكره بلل‬
‫لم ينتقض وضوءه إن احتمل طروه من خارج‪ ،‬فإن لم يحتمل ذلك انتقض‪ .‬كمسسا لسسو‬
‫خرجت منه رطوبة وشك أنها من الظاهر أو الباطن فإنها ل تنقض‪ ،‬كما نص عليه‬
‫ابن حجر في شرح الرشاد الكبير‪) .‬قوله‪ :‬غير منيه( أي مني الشخص نفسه وحده‬
‫الخارج أول مرة‪ ،‬أما هو فل ينقض‪ ،‬كأن احتلم متوضئ وهسسو ممكسسن مقعسسدته لنسسه‬
‫أوجب أعظم المرين وهو الغسل‪ .‬أما لو خرج منه منسي غيسره‪ .‬ولسو مسع منيسه‪ .‬أو‬
‫مني نفسه وحده ثانيا‪ ،‬بأن أدخله في قصبة ذكر ثسسم خسسرج منسسه‪ ،‬فينتقسسض وضسسوءه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عينا كان إلخ( تعميم في الشئ الخسسارج‪ .‬وبقسسي عليسسه تعميمسسات أخسسر‪ ،‬وهسسي‪:‬‬
‫سواء خرج طوعا أو كرهسسا‪ ،‬عمسسدا أو سسسهوا‪) .‬قسسوله‪ :‬معتسسادا( المسسراد بسسه مسسا يكسسثر‬
‫وقوعه بأن يخرج على العادة‪ .‬والنادر بخلفه‪ ،‬وهو ما ل يكثر وقوعه بسسأن يخسسرج‬
‫على خلف العادة‪) .‬قوله‪ :‬كدم باسور( أي داخل الدبر‪ ،‬فلو خرج الباسور ثم توضأ‬
‫ثم خرج منه دم فل نقض‪ .‬وكذا لو خرج من الباسور النابت خسسارج السسدبر‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫أو غيره أي غير دم الباسور‪ .‬كمقعدة المزحور إذا خرجت‪ ،‬فلو توضأ حال‬

‫] ‪[ 74‬‬
‫خروجها ثم أدخلها لم ينتقض‪ ،‬وإن اتكأ عليها بقطنة حتى دخلت‪ ،‬ولو انفصسسل‬
‫على تلك القطنة شئ منها لخروجسسه حسسال خروجهسسا‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬انفصسسل( أي‬
‫ذلك الخارج كله من أحد السبيلين‪ .‬وقوله‪ :‬أو ل أي أو لم يفصسسل كلسسه‪ ،‬بسسأن انفصسسل‬
‫بعضه وبقي بعضه‪ ،‬فإنه ينقض‪ .‬ومحله في غير ولد ظهسسر بعضسسه واسسستتر بعضسسه‬
‫فإنه ل يحكم بالنقض به لحتمال أن يخرج جميع الولد فيجب الغسل‪) .‬قوله‪ :‬كسسدودة‬
‫أخرجت رأسها( تمثيل لقوله أو ل‪ :‬ومثلها باسور خسرج مسن السدبر أو زاد خروجسه‬
‫كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬ثم رجعت( عبارة فتح الجواد‪ :‬وإن رجعت‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسسي تفيسسد أن‬
‫الرجوع ليس بقيد‪) .‬قوله‪ :‬من أحد إلخ( متعلسسق بخسسروج‪ .‬وقسسوله‪ :‬سسسبيلي المتوضسسئ‬
‫هما القبل والدبر‪ .‬وسسسميا بسسذلك لن كل منهمسسا سسسبيل‪ ،‬أي طريسسق لخسسروج الخسسارج‬
‫منه‪ .‬ولو أبدل المتوضئ بالشخص لكان أولى ليشسسمل الحسسدث السسذي ل يكسون عقسسب‬
‫وضوء‪ ،‬كالمولود فإنه يقال له محدث من حين الولدة مع أنه لسم يسسبق منسه طهسر‪.‬‬
‫ولعله قيد بذلك نظرا للنساقض بالفعسل‪ .‬وقسوله‪ :‬الحسي خسرج بسه الميست‪ ،‬فل تنتقسض‬
‫طهارته بخروج شئ منه‪ ،‬وإنما تجب إزالة النجاسة عنه فقط‪ .‬وكان عليسسه أن يزيسسد‬
‫في كلمه الواضح ليخرج الخنثى المشكل‪ ،‬فإنه إن خرج مسسن فرجيسسه جميعسسا نقسسض‬
‫لتحقق الخروج من الصلي‪ ،‬وإل فل‪) .‬قوله دبرا كان( أي ذلك الحسسد السسذي خسسرج‬
‫منه الخارج‪ .‬وقوله‪ :‬أو قبل معطوف على دبرا‪ ،‬ول فرق بين أن يتعدد كل منهمسسا‪،‬‬
‫كسسأن وجسسد لسسه دبسسران أصسسليان‪ ،‬أو أحسسدهما أصسسلي والخسسر زائد‪ ،‬واشسستبه أو تميسسز‬
‫وسامت أو لم يتعدد‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان‪ ،‬إلخ( غاية في النقض بخروج ما ذكر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫نابتا داخل الدبر( تصريح بما علم من قوله الخسارج‪ ،‬أي مسن السدبر‪ ،‬فسإنه يفهسم أنسه‬
‫كان داخل ثم خرج‪) .‬قوله‪ :‬فخرج( أي كله‪ .‬وقوله‪ :‬أو زاد خروجسسه أي بسسأن خسسرج‬
‫منه قبل الوضوء شئ ثم بعده زاد خروجه‪ ،‬فإنه ينقض الوضوء )قوله‪ :‬لكسسن أفسستى‪،‬‬
‫إلخ( استدراك على الغاية‪) .‬قوله‪ :‬بسسل بالخسسارج منسسه( أي بسسل أفسستى بسسالنقض بالشسسئ‬
‫الذي خسسرج مسسن الباسسسور‪ .‬وقسسوله‪ :‬كالسسدم تمثيسسل للخسسارج منسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬بالنسسادر( أي‬
‫بالخارج‪ ،‬إذا كان خروجسسه علسسى سسسبيل النسسدور‪) .‬قسوله‪ :‬وثانيهسسا( أي ثسساني نسسواقض‬
‫الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬زوال عقل( هو صفة يميز بها بين الحسن والقبيح‪ .‬وقيسسل‪ :‬غريسسزة‬
‫يتبعها العلم بالضسروريات عنسد سسلمة اللت‪ .‬ومحلسه القلسب‪ ،‬ولسه شسعاع متصسل‬
‫بالدماغ‪ .‬وهو أفضل من العلم لنه منبعه وأسه‪ ،‬والعلم يجري منه مجرى النور من‬
‫الشمس والرؤية من العين‪ .‬وقيل‪ :‬العلم أفضل منه لستلزامه له‪ ،‬ولن ال يوصسسف‬
‫بالعلم ل بالعقل‪ .‬ولذلك قال بعض الكابر حاكيا لذلك عن لسان حالهما‪ .‬علسسم العليسسم‬
‫وعقل العاقل اختلفا من ذا السسذي منهمسسا قسسد أحسرز الشسرفا فسالعلم قسال‪ :‬أنسسا أحسسرزت‬
‫غايته والعقل قال‪ :‬أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصاحا وقال له بأينسسا الس فسسي‬
‫فرقانه اتصفا فبان للعقل أن العلم سيده فقبل العقل رأس العلسسم وانصسسرفا وقسسوله‪ :‬أي‬
‫تمييزا إنما فسره به لنه هو الذي يزيله السكر والمرض‪ ،‬والغماء بخلفه‪ .‬بمعنسسى‬
‫الصفة الغريزية فإنه ل يزيله ذلك‪ ،‬وإنما يزيله الجنون فقط‪) .‬قسوله‪ :‬بسسسكر( متعلسسق‬
‫بزوال‪ ،‬وهو خبل في العقل مع طرب واختلل نطق‪ .‬وقوله‪ :‬أو جنون هسسو مسسرض‬
‫يزيل الشعور من القلب مع بقاء الحركة والقوة في العضاء‪ .‬وقوله‪ :‬أو إغمسساء هسسو‬
‫مرض يزيل الشعور مع فتور العضاء ومنه ما يقع فسسي الحمسسام‪ ،‬وإن قسسل فينقسسض‬
‫الوضوء‪ ،‬فليتنبه له فإنه يغفل عنه كسسثير مسسن النسساس‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو نسسوم هسسو اسسسترخاء‬
‫أعصاب الدماغ بسبب رطوبة البخرة الصاعدة من المعدة‪ .‬وقال الغزالي‪ :‬الجنسسون‬
‫يزيل العقل‪ ،‬والغماء يغمره‪ ،‬والنوم يسسستره‪ .‬واسسستثنى مسسن النسسوم نسسوم النبيسساء فل‬
‫نقض به‪ ،‬وكذا بإغمائهم‪ ،‬وهو جائز عليهم لنه مرض‪ ،‬لكنه ليسسس كالغمسساء السسذي‬
‫يحصل لحاد الناس‪ ،‬وإنما هو من غلبة الوجاع للحواس الظاهرة فقط دون القلب‪،‬‬
‫لنه إذا حفظت قلوبهم من النوم الذي هو أخف من الغماء‪ ،‬كمسسا ورد فسسي حسسديث‪:‬‬
‫تنام أعيننا ول تنام قلوبنا فمن الغماء‬

‫] ‪[ 75‬‬
‫أولى لشدة منافاته للتعلق بالرب سبحانه وتعالى‪ .‬وأما الجنون فل يجوز عليهم‬
‫لنه نقص‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح( هو دليل للنتقسساض بسسزوال العقسسل بسسالنوم‪ ،‬وأمسسا‬
‫غيره من السسسكر والجنسسون والغمسساء فيقسساس عليسسه قياسسسا أولويسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬فمسسن نسسام‬
‫فليتوضأ( أول الحديث‪ :‬العينان وكاء السه فمن نام‪ ...‬إلسسخ‪ .‬قسسال فسسي شسسرح المنهسسج‪:‬‬
‫وغير النوم مما ذكر أبلغ منه في الذي هو مظنة لخروج شئ من الدبر‪ .‬كمسسا أشسسعر‬
‫بها ‪ -‬أي بالمظنة ‪ -‬الخبر‪ ،‬إذ السه الدبر‪ ،‬ووكاؤه حفاظه عن أن يخرج منه شسسئ ل‬
‫يشعر به‪ ،‬والعينان كناية عن اليقظة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬والعينان إلخ معناه أن اليقظة للدبر‬
‫كالوكاء للوعاء يحفظ ما فيه‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بزوال العقل النعسساس( هسسو ريسح لطيفسة‬
‫تأتي من قبل الدماغ فتغطي العين ول تصل إلى القلب‪ ،‬فإن وصلت إليه كان نومسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأوائل نشوة السكر( أي أوائل مقدمات السكر‪ .‬وهي بسسالواو علسسى الفصسسح‪.‬‬
‫بخلف نشسسأة الصسسبا فإنهسسا بسسالهمزة ل غيسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬فل نقسسض بهمسسا( أي بالنعسساس‬
‫وأوائل نشوة السكر‪ ،‬وذلك لبقاء نوع من التمييز معهما‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا إذا شسسك إلسسخ(‬
‫أي فإنه ل نقض به‪ .‬وقوله‪ :‬أو نعس قال فسسي شسسرح السسروض‪ :‬بفتسسح العيسسن‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن لم يفهمه( الواو للحال‪ ،‬وإن زائدة‪ .‬أي‪ :‬والحال أنه لم يفهمه‪ .‬ولو جعلت للغايسسة‬
‫لفادت أنه ل فرق بين أن يفهمه أم ل‪ ،‬ول يصح ذلك لنه إذا فهمه يكون يقظان ل‬
‫غير‪) .‬قوله‪ :‬ل زوالسسه بنسسوم إلسسخ( أي ل يكسسون زوال العقسسل بنسسوم مسسن ذكسسر ناقضسسا‬
‫للوضوء لمن خروج شئ حينئذ من دبره‪ .‬ول عبرة باحتمال خروج ريح مسسن قبلسسه‬
‫لنه نادر‪ ،‬ولقول أنس رضي ال عنه‪ :‬كان أصحاب رسسسول ال س )ص( ينسسامون ثسسم‬
‫يصسسلون ول يتوضسسؤن‪ .‬رواه مسسسلم‪ .‬وفسسي روايسسة لبسسي دواد‪ :‬ينسسامون حسستى تخفسسق‬
‫رؤوسهم الرض‪ .‬وحمل على نوم الممكن جمعا بيسسن الخبسسار‪) .‬قسسوله‪ :‬قاعسسد( قسسال‬
‫سم‪ :‬التقييد بالقاعسسدة السسذي زاده‪ .‬قسسد يسسرد عليسه أن القسسائم قسسد يكسون ممكنسسا‪ ،‬كمسسا لسسو‬
‫انتصب وفرج بين رجليه‪ .‬وألصق المخرج بشئ مرتفع إلى حد المخرج‪ ،‬ول يتجسسه‬
‫إل أن هذا تمكن مانع من النقض فينبغي الطلق‪ ،‬ولعل التقييد بسسالنظر للغسسالب‪ .‬ا‍ه‬
‫ع ش‪) .‬قوله‪ :‬ممكن( أي ولو احتمال‪ .‬وخرج به ما لو نسسام قاعسسدا غيسسر متمكسسن‪ ،‬أو‬
‫نام قائما‪ ،‬أو نام على قفاه‪ ،‬ولو متمكنسسا بسسأن ألصسسق مقعسسد بمقسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬أي ألييسسه(‬
‫بفتح الهمزة تثنية ألية‪ ،‬وحذفت التسساء فسسي التثنيسسة‪ ،‬وهسسو تفسسسير للمقعسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن‬
‫مقره( متعلق بممكن‪ .‬والمراد به ما يشمل الرض وغيرها‪) .‬قوله‪ :‬وإن اسسستند( أي‬
‫الممكن‪ .‬وهو غاية لعدم النتقاض بزوال العقل بنوم من ذكسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬لمسسا لسسو زال‬
‫سقط أي لشئ‪ ،‬كعمود‪ ،‬لو زال ذلك الشئ لسقط ذلك المستند إليه‪) .‬قوله‪ :‬أو احتبى(‬
‫عطف على استند‪ ،‬فهو غاية ثانية‪ .‬والحتباء ضم ظهره وساقيه بعمامة أو غيرهسسا‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬وليسسس‪ ،‬إلسسخ( مرتبسسط بسسالمتن‪ .‬أي‪ :‬ول ينقسسض الوضسسوء زوال العقسسل بنسسوم‬
‫الممكن بشرط أن ل يكون بين مقعده ومقره تجسساف ‪ -‬أي تباعسسد ‪ -‬فسسإن كسسان بينهمسسا‬
‫ذلك انتقض وضوءه ما لسسم يخسسش بقطنسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬انتبسسه بعسسد زوال أليتسسه( أي يقينسسا‪،‬‬
‫بدليل ما بعد‪) .‬قوله‪ :‬ل وضوء شاك‪ ،‬إلخ( أي ل ينتقض وضسوء شسسخص شسسك هسل‬
‫كان عند النسسوم ممكنسسا مقعسسدته أم ل ؟ أو شسسك هسسل زالسست أليتسسه مسسن مقرهسسا قبسسل أن‬
‫يستيقظ من نومه أم بعده ؟‪) .‬قوله‪ :‬وتيقن الرؤيا( مبتدأ خبره ل أثر لسسه‪ .‬وكتسسب سسسم‬
‫على قول التحفة وتيقن الرؤيا إلخ‪ ،‬ما نصه‪ :‬هو صريح في أنه يتصور تيقن الرؤيا‬
‫من غير تذكر نوم ول شك فيه‪ ،‬وهو محل وقفة قوية‪ ،‬وكيف يتيقن الرؤيا التي هي‬
‫من آثار النوم ول يشك فيه ؟ فإن قيل‪ :‬لنه يحتمل أنها ليست رؤيا بل حسسديث نفسسس‬
‫مثل‪ .‬قلنا‪ :‬فلم يوجد تيقن الرؤيا مع أن الفسرض تيقنهسا ؟ وقسد يقسال‪ :‬المتجسسه أنسه إن‬
‫تيقن رؤيا ل تكون إل مع النوم وجب النتقاض بها‪ .‬وإن لم يتيقنهسسا‪ ،‬كسسأن وجسسد مسسا‬
‫يحتمل أنها رؤيا النوم السستي ل توجسسد إل معسه‪ ،‬وأنهسسا غيسسر ذلسسك‪ .‬فل نقسسض للشسسك‪،‬‬
‫والكلم كله حيث ل تمكين‪ ،‬وإل فل نقض مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬بخلفه مع الشك فيسسه( أي‬
‫بخلف تيقن الرؤيا مع الشك في النوم فإنه يؤثر‪ ،‬وذلك لن الرؤيا من علمات‬

‫] ‪[ 76‬‬
‫النوم فهي مرجحة لحد طرفي الشك وهو النسسوم‪) .‬قسسوله‪ :‬وثالثهسسا( أي وثسسالث‬
‫نواقض الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬مس فرج إلخ( الضافة من إضافة المصسسدر لمفعسسوله بعسسد‬
‫حذف الفاعل‪ .‬أي أن يمس الشخص فرج إلخ‪ .‬ول فرق فيه بيسسن أن يكسسون عمسسدا أو‬
‫سهوا‪ .‬ومثل المس النمسساس‪ ،‬كسأن وضسع شسخص ذكسره فسي كسف شسخص آخسر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬آدمي أي واضح‪ ،‬سواء كان الماس مشكل أم ل‪ .‬فسسإن كسسان الممسسسوس غيسسر‬
‫واضح وكان الماس واضحا‪ ،‬فإن كان ذكرا ومس منه مثل ما له فينتقض وضوءه‪،‬‬
‫لنه إن كان ذكرا فقد مس ذكره‪ ،‬وإن كان أنسسثى فقسسد لمسسسها‪ .‬وكسسذلك إذا كسسان أنسسثى‬
‫ومست منه مثل ما لها فينتقسض وضسوءها‪ ،‬لنسه إن كسان المشسكل أنسثى فقسد مسست‬
‫فرجه‪ ،‬وإن كان ذكرا فقد لمسته‪ .‬بخلف ما إذا مسا منسسه غيسسر مسسا لهمسسا فل نقسسض‪،‬‬
‫لحتمال أن يكون عضوا زائدا‪ .‬وإن كان الماس مشكل والممسوس كذلك فل نقض‬
‫إل بمس الفرجين معا‪ ،‬كما إذا مس فرجي نفسه‪ .‬وقد صرح بذلك كله فسسي السسروض‬
‫وشسسرحه‪ ،‬ونصسسهما‪ :‬وإن مسسس مشسسكل فرجسسي مشسسكل أو فرجسسي مشسسكلين‪ ،‬أي آلسسة‬
‫الرجال من أحدهما وآلة النسسساء مسسن الخسسر‪ ،‬أو فرجسسي نفسسسه‪ ،‬انتقسسض وضسسوءه ل‬
‫بمس أحدهما فقسط لحتمسسال زيسسادته‪ .‬وإن مسس رجسسل ذكسر خنسسثى‪ ،‬أو مسست امسرأة‬
‫فرجسسه‪ ،‬ل عكسسسه‪ ،‬انتقسسض المسساس‪ ،‬أي وضسسوءه‪ .‬لنسسه إن كسسان مثلسسه فقسسد انتقسسض‬
‫وضوءه بالمس وإل فباللمس‪ .‬بخلف عكسه بأن مس الرجل فرج الخنسسثى والمسسرأة‬
‫ذكره‪ ،‬لحتمال زيادته‪ .‬ولو مس أحد مشكلين ذكر صاحبه والخسسر فرجسسه أو فسسرج‬
‫نفسه انتقض واحد منهما ل بعينه‪ ،‬ولكسسل أن يصسسلي‪ .‬وفسسائدة النتقسساض لحسسدهما ل‬
‫بعينه أنه إذا اقتدت به امرأة في صلة ل تقتدي بالخر‪ .‬ا‍ه بحذف‪) .‬قوله‪ :‬أو محسسل‬
‫قطعه( أي أو مس محل قطع الفرج‪ ،‬والمراد به مسسا باشسسرته السسسكين بسسالقطع‪ ،‬وهسسو‬
‫شامل لفرج المرأة والسسدبر‪ .‬وخصسسه بعضسسهم بالسسذكر‪ ،‬وقسسال‪ :‬ل ينقسسض محسسل فسسرج‬
‫المرأة ومحل الدبر‪) .‬قوله‪ :‬ولو لميت أو صغير( أي ينقسسض مسسس الفسسرج ولسسو كسسان‬
‫الفرج لميت أو صغير‪ .‬والصغير شامل للجنين والسقط حيث تحقق كون الممسوس‬
‫فرجا‪) .‬قوله‪ :‬قبل كان الفرج إلخ( أي وسواء كسسان مسسن نفسسسه أم ل‪ ،‬أصسسليا كسسان أو‬
‫زائدا‪ ،‬اشتبه به أو كان عامل أو على سمت الصلي‪ .‬وتعرف أصالة الذكر بسسالبول‬
‫به‪ ،‬فإن بال بهما على السواء فهما أصليان‪ .‬وقسسوله‪ :‬متصسسل أي بمحلسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو‬
‫مقطوعا محله حيث يسمى فرجا‪ ،‬فلو لم يسم بذلك كأن قطع الذكر ودق حتى خسسرج‬
‫عن كونه يسمى ذكرا فإنه ل ينقض‪ ،‬كما صرح به في النهاية‪) .‬قسسوله‪ :‬إل مسسا قطسسع‬
‫في الختان( أي كالقلفة وبظر المرأة‪ ،‬فل ينقض‪) .‬قوله‪ :‬والناقض مسسن السسدبر ملتقسسى‬
‫المنفذ( أي وهو حلقة الدبر الكائنة على المنفذ كفم الكيس‪ ،‬ل ما فوقه ول مسسا تحتسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن قبل المرأة ملتقى شفريها( بضم الشين‪ ،‬وهما طرفا الفرج‪ .‬وقوله‪ :‬على‬
‫المنفذ أي المحيطين به إحاطسسة الشسسفتين بسسالفم‪ ،‬دون مسسا عسسدا ذلسسك‪ .‬فل نقسسض بمسسس‬
‫موضع ختانها من حيث أنه مس‪ ،‬لن النسساقض مسسن ملتقسسى الشسسفرين مسسا كسسان علسسى‬
‫المنفذ خاصة ل جميع ملتقى الشفرين‪ ،‬وموضع الختان مرتفسسع عسسن محسساذاة المنفسسذ‪.‬‬
‫وخالف الجمال الرملي في ذلك‪ ،‬وذكر ما يفيد أن جميع ملتقى شفريها ناقض ل مسسا‬
‫هو على المنفذ فقط‪ .‬ا‍ه كردي بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬ل ما وراءهما( أي ل مسسا عسسداهما‪،‬‬
‫أي ما عدا ملتقى المنفذ من الدبر كباطن الليتين وما عدا ملتقسسى المنفسسذ مسسن الفسسرج‬
‫كمحل الختان‪ .‬وعود الضمير على ما ذكر أولى‪ ،‬وإن كان ظسساهر عبسسارته ‪ -‬بسسدليل‬
‫المثال ‪ -‬رجوعه للشفرين فقط‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يندب إلخ( استدراك صوري على قسسوله‬
‫ل ما وراءهما‪ .‬بين به أنسه وان لسم ينتقسض الوضسوء بمسس مسا وراءهمسا ‪ -‬الشسامل‬
‫للعانة ونحوها مما ذكره ‪ -‬يسن الوضوء له‪ .‬إل أن قوله بعد‪ :‬ولمس صغيرة‬

‫] ‪[ 77‬‬
‫إلخ‪ ،‬ل يظهر الستدراك بالنسبة إليسسه‪ .‬وعبسسارة فتسسح الجسسواد بعسسد قسسوله‪ :‬ل مسسا‬
‫وراءهما‪ :‬نعم‪ ،‬يسن الوضوء من مس نحسو العانسة وبساطن الليسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والسستدراك‬
‫فيها ظاهر‪ .‬واعلم أن المور التي يستحب الوضوء لها كثيرة تبلغ ثمانيسسة وسسسبعين‪.‬‬
‫وعد الشارح بعضها‪ .‬قال العلمة الكردي‪ :‬وقفت على منظومسة للعراقسي فيمسا سسن‬
‫له الوضوء‪ ،‬وهي‪ :‬ويندب للمرء الوضوء فخسذ لسدي * * مواضسع تسأتي وهسي ذات‬
‫تعدد قراءة قرآن سماع رواية * * ودرس لعلم والدخول لمسسسجد وذكسسر وسسسعي مسسع‬
‫وقوف معرف * * زيسسارة خيسسر العسسالمين محمسسد وبعضسسهم عسسد القبسسور جميعهسسا * *‬
‫وخطبة غير الجمعة اضمم لمسا بسدي ونسوم وتسأذين وغسسسل جنابسة * * إقامسسة أيضسسا‬
‫والعبادة فاعدد وإن جنبا يختار أكل ونومه * * وشربا وعودا للجماع المجسسدد ومسسن‬
‫بعد فصد أو حجامة حساجم * * وقسئ وحمسسل الميسست واللمسسس باليسسد لسه أو لخنسثى أو‬
‫لمس لفرجسه * * ومسس ولمسس فيسه خلسف كسأمرد وأكسل جسزور غيبسة ونميمسة * *‬
‫وفحش وقذف قول زور مجرد وقهقهة تأتي المصلي وقصسسنا * * لشسساربنا والكسسذب‬
‫والغضب السسردي وإنمسسا اسسستحب الوضسسوء لهسسذه المسسور للخسسروج مسسن الخلف فسسي‬
‫معظمها‪ ،‬ولتكفير الخطايا في نحو الغيبة من كل كلم قبيح‪ ،‬ولطفاء الغضسسب فيسسه‪.‬‬
‫وينسوي فسي جميسع ذلسك رفسع الحسدث أو فسرض الوضسوء‪ ،‬أو غيرهمسا مسن النيسات‬
‫المعتبرة فسي الوضسوء كمسا مسر‪ .‬ول يصسح بنيسة السسبب‪ ،‬كنسويت الوضسوء لقسراءة‬
‫القرآن‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وإدامة الوضوء سسسنة‪ ،‬ولهسسا فسسوائد‪ ،‬منهسسا‪ :‬سسسعة السسرزق‪ ،‬ومحبسسة‬
‫الحفظة‪ ،‬والتحصن‪ ،‬والحفظ من المعاصي‪) .‬قوله‪ :‬من مس نحو العانسسة( هسسي محسسل‬
‫الشعر‪ .‬والشعر يقسسال لسه‪ :‬شسسعرة‪ ،‬كسسذا قيسسل‪ .‬وسسيأتي عسسن الرحمسساني فسسي الغسسسال‬
‫المسنونة أن العانة اسم للشعر الذي فوق الذكر وحول قبسسل النسسثى‪ ،‬وهسسو المشسسهور‬
‫الموافق لما في عبارات الفقهسساء مسسن حلسسق العانسسة ومسسن نبسسات العانسسة‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي‪.‬‬
‫ولعل المراد بنحسسو العانسسة الشسسعر النسسابت فسسوق السسدبر‪) .‬قسسوله‪ :‬وبسساطن الليسسة( بفتسسح‬
‫الهمزة‪ ،‬المراد به ما انطبق عند القيام مما يلي حلقه السسدبر‪) .‬قسسوله‪ :‬والنسسثيين( نقسسل‬
‫عن بعض المالكية أنه ينقض مسهما‪ ،‬وعليه فالوضوء للخروج من الخلف‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وشعر نبت فوق ذكر( ل حاجسسة إليسسه علسسى تفسسسير العانسسة بمسسا مسسر عسسن الرحمسساني‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأصل فخذ( أي مبدأ فخذ‪ ،‬فهو من الفخذ‪ .‬وإنما سن الوضسسوء للخسسروج مسسن‬
‫الخلف‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وخبر‪ :‬من مس ذكره أو رفغيه ‪ -‬أي بضم السسراء‬
‫وبالفاء والمعجمة‪ :‬أصل فخذيه ‪ -‬فليتوضسسأ موضسسوع‪ ،‬وإنمسسا هسسو مسسن قسسول عسسروة‪.‬‬
‫وحينئذ يسن الوضوء من ذلك خروجا من الخلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولمس صسسغيرة( أي‬
‫ل تشتهي عرفا‪ .‬أما التي تشتهي فيجب الوضوء بلمسها بل خلف‪) .‬قوله‪ :‬وأمسسرد(‬
‫أي ولمسسس أمسرد‪ .‬أطلقسه ‪ -‬كالتحفسسة ‪ -‬ولسسم يقيسده بكسونه حسسسنا‪ ،‬وقيسده فسسي اليعساب‬
‫وشرحي الرشاد بذلك‪ .‬وكذلك النووي فسسي التحقيسسق وزوائد الروضسسة‪ .‬ويفهسسم ممسسا‬
‫ذكرته في الصل أن الحسن يسن الوضوء من لمسه مطلقسسا‪ ،‬وغيسسره يسسسن إن كسسان‬
‫بشسسهوة‪ .‬ا‍ه كسسردي‪) .‬قسسوله‪ :‬وغضسسب( أي ينسسدب عنسسد غضسسب‪ .‬ولسسو لسس‪ ،‬ولسسو كسسان‬
‫متوضئا‪ ،‬وهو ثوران دم القلب عند إرادة النتقام‪ ،‬وسسببه هجسسوم مسسا تكرهسه النفسسس‬
‫ممن دونها‪ ،‬بخلف الحزن‪ ،‬فإنه ثورانه عند هجوم ما تكرهه ممسسن فوقهسسا‪ .‬والول‬
‫يتحرك من داخل الجسد إلى خارجه‪ ،‬بخلف الثسساني‪ ،‬ولسسذا يقتسسل دون الول‪ .‬وإنمسسا‬
‫يسن الوضوء عنده لقسسوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪ :‬إن الغضسسب مسسن الشسسيطان‪ ،‬وإن‬
‫الشيطان من النار‪ ،‬وإنمسسا تطفسسأ النسسار بالمسساء‪ .‬فسسإن غضسسب أحسسدكم فليتوضسسأ‪ .‬وهسسذه‬
‫حكمة أصل المشروعية‪ ،‬وهي ل تطرد فل‬

‫] ‪[ 78‬‬
‫يضر تخلفها فيما إذا كان الغضب له تعالى‪ .‬أفاده ش ق‪) .‬قوله‪ :‬وحمل ميسست(‬
‫أي ويسن الوضوء من حمله‪ ،‬لخبر‪ :‬من غسل ميتا فليغتسل‪ ،‬ومسسن حملسسه فليتوضسسأ‪.‬‬
‫رواه الترمذي وحسنه‪ .‬وظاهر أن الوضوء يسن بعد حملسسه فقسسط‪ ،‬وليسسس كسسذلك بسسل‬
‫يسن أيضا قبل الحمل ليكون على طهارة‪ .‬وأول بعضهم الحديث بقوله‪ :‬ومن حمله‪،‬‬
‫أي أراد حمله أو فرغ منه‪) .‬قوله‪ :‬ومسه( أي الميت‪) .‬قسسوله‪ :‬وخسسرج بسسآدمي( علسسى‬
‫حذف مضاف‪ ،‬أي فسسرج آدمسسي‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسرج البهيمسسة أي فقسسط‪ ،‬وأمسسا فسسرج الجنسسي‬
‫فينقسسض مسسسه إذا تحقسسق مسسس فرجسسه‪ ،‬سسسواء قلنسسا ل تحسسل منسساكحتهم أم ل‪ ،‬لحرمتسسه‬
‫بوجوب الستر عليه وتحريم النظر إليه كالدمي‪) .‬قوله‪ :‬إذ ل يشتهى( أي ليس مسسن‬
‫شأنه أن يشتهى‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجل أنه ل يشتهى جسساز النظسسر إليسسه‪ ،‬أي‬
‫إلى فرج البهيمة‪ .‬ومحله إن لم ينظر إليه بشهوة وإل حرم كمسسا هسسو ظسساهر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ببطن كف( متعلق بمس‪ ،‬وإنما سميت كفا لنها تكسسف الذى عسسن البسسدن‪ .‬ولسسو خلسسق‬
‫بل كف لم يقدر قدرها من الذراع‪ ،‬ول ينافية مسسا ذكسسروه فسسي الوضسسوء مسسن أنسسه لسسو‬
‫خلق بل مرفق أو كعب قدر‪ ،‬لن التقدير ثم ضروري بخلفه هنا‪ ،‬لن المدار على‬
‫ما هو مظنة الشهوة‪ ،‬وعند عدم الكف ل مظنة‪ ،‬فل حاجة إلسسى التقسسدير‪ .‬كمسسا فسسي ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬لقوله )ص( إلخ( أي ولقسسوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪ :‬إذا أفضسسى أحسسدكم‬
‫بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ول حجساب فليتوضسأ‪ .‬والفضساء بهسسا لغسة‪ :‬المسسس‬
‫ببطن الكف‪ .‬ومس الفرج من غيره أفحش من مسه من نفسسسه لهتكسسه حرمسسة غيسسره‪،‬‬
‫ولهذا ل يتعدى النقض إليه‪) .‬قوله‪ :‬هو بطن الراحسستين( سسميت بسذلك لن الشسخص‬
‫يرتاح عند التكاء عليها‪) .‬قوله‪ :‬وبطن الصابع( في الفتسساوى الفقهيسسة للعلمسسة ابسسن‬
‫حجر‪ :‬سئل عمن انقلبت بواطن أصابعه إلى ظهر الكف فهل العبرة بما سامت بطن‬
‫الكف أو بالباطن وإن سامت ظهر اليد ؟ فأجاب بقوله‪ :‬بحث بعضهم أنسسه ل ينقسسض‬
‫باطنها لنه ظهر الكف‪ ،‬ول ظاهرها لن العبرة بالبساطن‪ .‬وقسال الشسوبري‪ :‬ينقسض‬
‫الباطن‪ ،‬نظرا لصله‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬والمنحرف إليهمسسا( أي إلسسى بطسسن الكسسف‬
‫وبطن الصابع‪) .‬قوله‪ :‬عند انطباقهمسسا( أي وضسسع بطسسن إحسسدى الكفيسسن علسسى بطسسن‬
‫الخسسرى‪ .‬وصسسورة الوضسسع فسسي البهسسامين أن يضسسع بسساطن إحسسداهما علسسى بسساطن‬
‫الخرى مع قلبهما‪) .‬قوله‪ :‬مع يسير تحامل( قيد به ليكثر الجزء النسساقض مسسن جهسسة‬
‫رأس الصابع ويقل غيره‪ .‬ومحله في غير البهامين‪ ،‬أما همسا فل بسد مسن التحامسسل‬
‫الكثير‪ ،‬أو قلبهما بالصورة السابقة‪ ،‬ليقل الجزء غير الناقض فيهما ويكسسثر النسساقض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬دون رؤوس الصسسابع( أي فل نقسسض بهسسا‪ .‬فلسسو هسسرش ذكسسره بهسسا فل نقسسض‬
‫لخروجها عن سمت الكف‪) .‬قوله‪ :‬وما بينها( أي ودون الذي بين الصابع‪ .‬وهو ما‬
‫يستتر عند انضمام بعضها إلى بعض‪ ،‬ل خصوص النقسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وحسسرف الكسسف(‬
‫أي ودون حرف الكف‪ ،‬وهو ما ل يستتر عند انطباق ما تقدم‪ ،‬وهسسو شسسامل لحسسرف‬
‫الراحة وحسسروف الصسسابع‪) .‬قسسوله‪ :‬ورابعهسسا( أي رابسسع نسسواقض الوضسسوء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫تلقي بشرتي إلخ( ذكسسر للتلقسي النساقض أربعسة قيسود ل بسد منهسسا‪ :‬تلقسي البشسسرة‪،‬‬
‫وكونه بين ذكر وأنثى‪ ،‬وكونه مع الكسسبر‪ ،‬وعسدم المحرميسة بينهمسسا‪ .‬وخسرج بسالول‬
‫الشعر والسن والظفر‪ .‬وأما إذا كان حائل علسسى البشسسرة كثسسوب ولسسو رقيقسسا‪ .‬وخسسرج‬
‫بالثاني ما إذا لم يكن بين ذكر وأنثى‪ ،‬كأن يكون التلقي بيسسن رجليسسن‪ ،‬أو امرأتيسسن‪،‬‬
‫أو خنثيين‪ ،‬أو خنثى ورجل‪ ،‬أو خنثى وامرأة‪ .‬وخرج بالثالث مسسا إذا لسسم يوجسسد كسسبر‬
‫في أحدهما‪ ،‬بأن لم يبلغ حد الشهوة‪ .‬وخرج بالرابع ما إذا كان هناك محرميسسة‪ ،‬ولسسو‬
‫احتمال‪ .‬فل نقض في جميع ما ذكسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬ذكسسر أي واضسسح مشسستهى طبعسسا يقينسسا‬
‫لذوات الطباع السليمة‪ ،‬ولسو صسسبيا وممسسسوحا‪ .‬وقسوله‪ :‬وأنسسثى أي واضسحة مشستهاة‬
‫طبعا يقينا لسسذوي الطبسساع السسسليمة‪ ،‬أي ولسسو كسسانت صسسغيرة أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو بل‬
‫شهوة( أي ولو كان التلقي بل شهوة‪ .‬أي ولو سهوا فإنه ينقسسض‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن كسسان‬
‫أحدهما مكرها( أي أو خصيا أو ممسوحا‪ ،‬أو كان التلقي بعضسسو أشسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫ميتا( قال في التحفة‪ :‬قال‬

‫] ‪[ 79‬‬
‫بعضهم‪ :‬أو جنيا‪ .‬وإنمسا يتجسسه إن جوزنسسا نكسساحهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ ،‬لكسن ل ينقسض‬
‫إلخ( أفاد به أن النقض خاص بالحي اللمس‪) .‬قوله‪ :‬والمسسراد بالبشسسرة إلسسخ( عبسسارة‬
‫التحفة‪ :‬والبشرة ظاهر الجلد‪ .‬وألحق بها نحو لحسسم السسسنان واللسسسان‪ ،‬وهسسو متجسسه‪،‬‬
‫خلفا لبن عجيل‪ .‬أي ل باطن العين ‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬لنسه ليسس مظنسة للسذة اللمسس‪،‬‬
‫بخلف ما ذكر فإنه مظنة لذلك‪ ،‬أل ترى أن نحو لسان الحليلة يلتذ بمصسسه وبمسسسه‪،‬‬
‫كما صح عنه )ص( في لسان عائشة رضي ال عنها‪ ،‬ول كذلك باطن العيسسن‪ .‬وبسسه‬
‫يرد قول جمع بنقضه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬وغير بسساطن العيسسن( خسسالف فسسي ذلسسك‬
‫الجمال الرملي‪ ،‬فجعله ملحقا بالبشسسرة فينقسض لمسسسه‪ .‬قسسال الشسسرقاوي‪ :‬وكسسذا بسساطن‬
‫النف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وذلك( أي كسسون تلقسسي بشسسرتي مسسن ذكسسر ناقضسسا‪) .‬قسسوله‪ ،‬لقسسوله‬
‫تعالى إلخ( أي ولنه مظنة التلذذ المثير للشهوة التي ل تليسسق بسسالمتطهر‪) .‬قسسوله‪ :‬أي‬
‫لمستم( كما قرئ به‪ ،‬ل جامعتم‪ ،‬كما قال به المام أبو حنيفة‪ ،‬لنسسه خلف الظسساهر‪.‬‬
‫واللمس معناه الجس باليد وبغيرها‪ .‬واعلم أن اللمس يخالف المس في أمسسور‪ ،‬منهسسا‪:‬‬
‫أن اللمس ل يكون إل بين شخصين‪ ،‬والمس ل يشترط فيه ذلك‪ .‬ومنهسسا‪ :‬أن اللمسسس‬
‫شرطه اختلف النوع‪ ،‬والمس ل يشسسترط فيسسه ذلسسك‪ .‬ومنهسسا‪ :‬أن اللمسسس يكسسون بسسأي‬
‫موضع من البشرة‪ ،‬بباطن الكف ومنها أن اللمس يكون في أي موضع مسسن البشسسرة‬
‫والمس ل يكون إل في الفرج خاصة ومنها‪ :‬أنه في اللمس ينتقض وضسسوء اللمسسس‬
‫والملموس‪ ،‬وفي المس يختص بالماس من حيث المس‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو شسسك إلسسخ( أفسساد‬
‫به اشتراط تيقن التقاء البشرتين‪) .‬قوله‪ :‬كما لو وقعت يسده إلسخ( أي فسسإنه ل ينتقسسض‬
‫وضوءه بذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو شك هل لمس إلخ( الولى ذكره بعد قوله‪ :‬ل مع محرمية‪،‬‬
‫إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وقال شسيخنا فسي شسرح العبساب إلسخ( قسال ع ش‪ :‬والمعتمسد خلفسه‪ ،‬فل‬
‫نقض بإخبار العدل بشئ مما ذكر‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي لن خسسبر العسسدل يفيسسد الظسسن‪ ،‬ول يرتفسسع‬
‫يقين طهر وحدث بظن ضده‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬بكسبر فيهمسسا( أي مسع‬
‫كبر‪ .‬فالباء بمعنى مسسع‪ ،‬ويجسسوز أن تكسسون للملبسسسة أي حسسال كسون التلقسسي ملتبسسسا‬
‫بكسسبر‪ ،‬والمسسراد بسسالكبر بلوغهمسسا حسسد الشسسهوة‪ ،‬وإن انتفسست لهسسرم أو نحسسوه‪ ،‬اكتفسساء‬
‫بمظنتها‪ .‬ول بد وأن يكون يقينسسا‪ ،‬فلسسو شسسك هسسل هسسي كسسبيرة أو صسسغيرة فل نقسسض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لكتفاء مظنة الشهوة( أي لنتفاء المحل الذي يظن فيسسه وجسسود الشسسهوة‪ .‬قسسال‬
‫في القاموس‪ :‬مظنة الشئ بكسر الظاء‪ :‬موضع يظن فيه وجود الشسسئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وضسسابط‬
‫الشهوة انتشار الذكر في الرجل وميل القلب في المرأة‪) .‬قوله‪ :‬والمراد بذي الصغر‬
‫إلخ( يعلم منه بيان ذي الكبر وقد عرفته‪ .‬وقوله‪ :‬من ل يشتهي عرفا أي عند أرباب‬
‫الطباع السليمة‪ ،‬ول يتقيد بسبع سنين لختلف ذلك باختلف الصغار‪ .‬وقوله‪ ،‬غالبا‬
‫أي من ل يشتهى في الغالب عند ذوي الطباع السليمة‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع محرميسسة بينهمسسا‬
‫بنسب إلخ( خرج بذلك المحرمية الحاصسسلة بلعسسان أو وطسسئ شسسبهة‪ ،‬كسسأم الموطسسوءة‬
‫بشبهة وبنتها‪ .‬أو اختلف دين كمجوسية‪ ،‬فإن الوضوء ينتقض مع وجودهسسا‪ .‬قسسوله‪:‬‬
‫أو مصسساهرة أي تسسوجب التحريسسم علسسى التأبيسسد كسسأم الزوجسسة‪ ،‬بخلف مسسا إذا كسسانت‬
‫توجب التحريم ل على التأبيد كأخت زوجته‪ ،‬فإن الوضوء ينتقض بلمسسسها‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بأجنبيات محصورات( في حاشية‬

‫] ‪[ 80‬‬
‫الكردي ما نصه‪ :‬فسسي مبحسسث الجتهسساد مسسن اليعسساب ‪ :-‬أن نحسسو اللسسف غيسسر‬
‫محصورات ونحو العشرين مما سهل عده بالنظر محصسور وبينهمسا وسسسائط تلحسسق‬
‫بأحسسدهما بسسالظن‪ ،‬ومسسا وقسسع فيسسه الشسسك اسسستفتى القلسسب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وكسسذا بغيسسر‬
‫محصسسورات علسسى الوجسسه أي وكسسذلك ل ينتقسسض وضسسوءه إذا اشسستبهت محرمسسه‬
‫بأجنبيات غير محصورات ولمس واحدة منهن‪ .‬وقال الزركشي‪ :‬إن اختلطسست بغيسسر‬
‫محصورات انتقض لجواز النكاح‪ ،‬أو بمحصورات فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يرتفع يقيسسن‬
‫إلخ( قال البجيرمي‪ :‬ليس المراد هنا باليقين حقيقته‪ ،‬إذ مع ظن الضد ل يقين‪ .‬اللهسسم‬
‫إل أن يقال إنه يقين باعتبار ما كسسان‪ .‬أو يقسسدر مضسساف‪ ،‬أي ول يرتفسسع استصسسحاب‬
‫يقين طهر‪ ،‬أي حكمه‪ .‬وعبارة الشمس الشوبري‪ :‬ليس المراد هنا باليقين حقيقته‪ ،‬إذ‬
‫مع ظن الضد ل يقين‪ .‬قال في المداد‪ :‬ليس المراد بسساليقين فسسي كلمهسسم هنسسا اليقيسسن‬
‫الجازم‪ ،‬لستحالته مع الظن‪ ،‬بل مع الشك والتوهم في متعلقه‪ .‬بل المراد أن ما كان‬
‫يقينسسا ل يسسترك حكمسسه بالشسسك بعسسده استصسسحابا‪ ،‬لسسه لن الصسسل فيمسسا ثبسست السسدوام‬
‫والستمرار‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وضوء لسسو قسسال ‪ -‬كمسسا فسسي المنهسسج ‪ :-‬طهسسر‪ ،‬لكسسان أولسسى‪،‬‬
‫ليشمل الغسل والتيمم‪ .‬وقوله‪ :‬أو حدث أي أو يقين حدث‪ .‬قوله‪ :‬بظسسن ضسسده متعلسسق‬
‫بيرتفع‪ ،‬الضمير فيه يعود على الحد الدائر بين الطهر والحدث‪) .‬قوله‪ :‬ول بالشسسك‬
‫فيه( أي في الضد‪ .‬وقوله‪ :‬المفهوم بالولى أي لنه إذا كان اليقيسسن ل يرتفسسع بسسالظن‬
‫الذي هو التردد مع رجحان لحد الطرفين‪ .‬فعدم ارتفاعه بالشك الذي هو التردد مع‬
‫استواء الطرفين أولى‪) .‬قوله‪ :‬فيأخذ باليقين( أي وهو الوضوء في الولى‪ ،‬والحدث‬
‫في الثانية‪ .‬وذلك لنهيه )ص( الشاك فسسي الحسسدث عسسن أن يخسسرج مسسن المسسسجد ‪ -‬أي‬
‫الصسسلة ‪ -‬إل أن يسسسمع صسسوتا أو يجسسد ريحسسا‪) .‬وقسسوله‪ :‬استصسسحابا لسسه( أي لليقيسسن‪.‬‬
‫)تنبيه( محل ما تقدم إذا تيقن أحدهما فقط‪ ،‬فإن تيقنهمسسا معسسا‪ ،‬كسسأن وجسسد منسسه حسسدث‬
‫وطهر بعد الفجر مثل‪ ،‬ففيه تفصيل‪ .‬حاصله أننا ننظسسر إلسسى مسسا كسسان قبلهمسسا‪ ،‬كقبسسل‬
‫الفجر مثل‪ ،‬فإن علم أنه كان محسسدثا قبلهمسسا فهسسو الن متطهسسر‪ ،‬سسسواء اعتسساد تجديسسد‬
‫الطهر أم ل‪ ،‬لنه تيقن الطهر وشك فيما يرفعه وهو الحدث‪ ،‬والصسسل عسسدمه‪ .‬وإن‬
‫علم أنه كان قبلهما متطهرا فهو الن محسسدث إن اعتسساد التجديسسد‪ .‬لنسسه تيقسسن الحسسدث‬
‫وشك فيما يرفعه‪ ،‬وهو الطهر المتأخر عنه‪ ،‬والصل عدمه‪ .‬فإن لم يعتده فهسسو الن‬
‫متطهر‪ ،‬لن الظاهر تأخيره طهره عن حدثه‪ .‬فإن لسسم يعلسسم مسسا قبلهمسسا فيجسسب عليسسه‬
‫الطهسسر إن اعتسساد تجديسسده‪ ،‬لتعسسارض الحتمسسالين مسسن غيسسر مرجسسح‪ ،‬ول سسسبيل إلسسى‬
‫الصلة مع التردد المحض في الطهر‪ .‬فإن لم يعتد تجديده عمل بسسالطهر‪ .‬والحسسسن‬
‫أن يحدث هذا الشخص ويتوضأ لتكون طهارته عسسن يقيسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬خاتمسسة( أي فسسي‬
‫بيان ما يحرم بالحدث الصغر والكبر‪) .‬قوله‪ :‬يحرم بالحدث صلة( أي ولسسو نفل‪،‬‬
‫لقوله )ص(‪ :‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حسستى يتوضسسأ‪ .‬وهسسذا فسسي غيسسر دائم‬
‫الحدث ‪ -‬وقد تقدم حكمه ‪ -‬وغير فاقسسد الطهسسورين‪ .‬أمسسا هسسو فيصسسلي لحرمسسة السسوقت‬
‫ويعيده‪) .‬قوله‪ :‬وطواف( أي بسائر أنواعه‪ ،‬لنه في معنى الصلة‪ .‬فقد روى الحاكم‬
‫خبر‪ :‬الطواف بمنزلة الصلة إل أن ال قد أحل فيه المنطسسق‪ ،‬فمسسن نطسسق فل ينطسسق‬
‫إل بخير‪ .‬ا‍ه نهاية‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 81‬‬
‫وسجود( أي لتلوة أو شسسكر‪ ،‬لنسسه فسسي معنسسى الصسسلة أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وحمسسل‬
‫مصحف( أي لقوله تعالى‪) * :‬ل يمسه إل المطهرون( * أي المتطهرون‪ .‬وهو خبر‬
‫بمعنى النهي وقوله )ص(‪ :‬ل يمسن المصحف إل طاهر‪ .‬وقيس الحمل على المس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وما كتب لدرس قرآن( خرج ما كتب لغيره كالتمسسائم‪ ،‬ومسسا علسسى النقسسد إذ لسسم‬
‫يكتب للدراسة‪ ،‬وهو ل يكون قرآنا إل بالقصد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وظاهر عطسسف هسسذا‬
‫على المصحف‪ ،‬أن ما يسمى مصحفا عرفا ل عبرة فيه بقصد تبرك‪ ،‬وأن هذا إنمسسا‬
‫يعتبر فيما ل يسماه‪ ،‬فإن قصد به دراسة حرم أو تبرك لم يحرم‪ ،‬وإن لسسم يقصسسد بسسه‬
‫شئ نظر للقرينة فيما يظهر‪ ،‬إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعض آية( قال في التحفة‪ :‬ينبغسسي‬
‫أن يكون جملة مفيدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كلسسوح( أي ممسسا يكتسسب فيسسه عسسادة‪ .‬فلسسو كسسبر عسسادة‬
‫كباب كبير جاز مس الخالي من القرآن منه‪ ،‬ول يحرم مس ما محي‪ ،‬بحيث ل يقرأ‬
‫إل بكبير مشقة‪) .‬قوله‪ :‬والعسسبرة فسسي قصسسد إلسسخ( مرتبسسط بقسسوله‪ :‬ومسسا كتسسب لسسدرس‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬وظاهر قولهم كتب لدرس أن العسسبرة فسسي قصسسد الدراسسسة‪ .‬إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بحالة الكتابة( متعلق بمحذوف خسسبر العسسبرة‪ .‬وفسسي الكسسردي مسسا نصسسه‪ :‬وفسسي‬
‫فتاوى الجمال الرملي‪ :‬كتب تميمة ثم جعلها للدراسة‪ ،‬أو عكسه‪ ،‬هسسل يعتسسبر القصسسد‬
‫الول أو الطارئ ؟ أجاب بأنه يعتبر الصل‪ ،‬ل القصد الطارئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي حواشسسي‬
‫المحلي للقليوبي‪ :‬ويتغير الحكم بتغير القصد من التميمة إلى الدراسة‪ ،‬وعكسسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وبالكتاب إلخ أي والعبرة بقصد الكاتب‪ ،‬سواء كتب لنفسه أو لغيره‪ ،‬إذا كان‬
‫تبرعا‪ .‬وقوله‪ :‬وإل فسسأمره أي وإن لسسم يكسسن تبرعسسا فسسالعبرة بقصسسد آمسسره‪) .‬قسوله‪ :‬ل‬
‫حمله( أي ل يحرم حمله مع متاع‪ ،‬إلخ‪) .‬قوله‪ :‬والمصحف غيسسر مقصسسود بالحمسسل(‬
‫أي والحال أن المصحف غير مقصود بالحمسسل‪ ،‬أي وحسسده أو مسسع غيسسره‪ .‬بسسأن كسسان‬
‫المقصود به المتاع وحده أو لم يقصد به شئ‪ .‬فظاهر كلمه أنسسه يحسسل فسسي حسسالتين‪،‬‬
‫وهمسسا‪ :‬إذا قصسسد المتسساع وحسسده‪ ،‬أو أطلسسق‪ .‬ويحسسرم فسسي حسسالتين‪ ،‬وهمسسا إذا قصسسد‬
‫المصحف وحده‪ ،‬أو شرك‪ .‬وهو أيضا ظساهر كلم المنهسج وشسرحه‪ .‬والسذي جسرى‬
‫عليه ابن حجر على ما هو ظاهر التحفة‪ :‬أنه يحرم في ثلثة أحسسوال‪ ،‬وهسسي‪ :‬مسسا إذا‬
‫قصد المصحف وحده‪ ،‬أو شرك‪ ،‬أو أطلق‪ .‬ويحسسل فسسي حالسسة واحسسدة‪ ،‬وهسسي‪ :‬مسسا إذا‬
‫قصد المتاع وحده‪ .‬والذي جرى عليه م ر أنه يحل فسسي ثلثسسة‪ ،‬وهسسي‪ :‬مسسا إذا قصسسد‬
‫المتاع وحسسده‪ ،‬أو شسسرك‪ ،‬أو أطلسسق‪ .‬ويحسسرم فسسي حالسسة واحسسدة‪ ،‬وهسسي‪ :‬مسسا إذا قصسسد‬
‫المصسسحف وحسسده‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسس ورقسسه( أي ويحسسرم مسسس ورقسسه‪ .‬ول يخفسسى أن‬
‫المصحف اسم للورق المكتوب فيسسه كلم الس تعسسالى‪ ،‬ولخفسساء أنسسه يتنسساول الوراق‬
‫بجميع جوانبها حتى ما فيها من البياض‪ ،‬وحينئذ فما فسسائدة ذكسسر السسورق هنسسا ؟ وقسسد‬
‫يقال‪ :‬فائدة ذلك الشارة إلسسى أنسسه ل فسسرق بيسن أن يمسسس الجملسسة أو بعسسض الجسسزاء‬
‫المتصلة أو المنفصلة‪ ،‬فهو من ذكر الجزء بعد الكل‪ .‬ا‍ه جمل بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫نحو ظسسرف( بسسالجر‪ ،‬عطسسف علسسى ورقسسه‪ .‬أي ويحسسرم مسسس نحسسو ظسسرف كخريطسسة‬
‫وصندوق‪ ،‬لكن بشرط أن يكون معدا له وحده‪ ،‬وأن يكون‬

‫] ‪[ 82‬‬
‫المصحف فيه‪ .‬فسسإن انتفسسى ذلسسك حسسل حملسسه ومسسسه‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬وظسساهر‬
‫كلمهم أنه ل فرق فيما أعسد لسه‪ ،‬بيسن كسونه علسى حجمسه أو ل‪ ،‬وإن لسم يعمثلسه لسه‬
‫عادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الحلسبي فسسي حواشسي المنهسج‪ :‬وعليسه يحسسرم مسس الخسزائن المعسسدودة‬
‫لوضع المصاحف فيها ولو كبرت جدا‪ .‬وبه قال شيخنا العلقمي وشيخنا الرملي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي التحفة‪ :‬ومثله ‪ -‬أي الصندوق ‪ -‬كرسي وضع عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي الكسسردي‪ :‬وتسسردد‬
‫في اليعاب في إلحاق الكرسي بالمتاع أو بظرفه‪ ،‬ثم ترجى أقربية إلحاقه بالظرف‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬والمعتمد أن الكرسي الصسسغير يحسسرم مسسس جميعسه‪ ،‬والكسسبير ل‬
‫يحرم إل مس المحاذي للمصسسحف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأمسسا جلسسد المصسسحف فيحسسرم مسسسه إن كسسان‬
‫متصل به ‪ -‬عند حجر ‪ -‬وعند م ر‪ :‬يحسسرم مطلقسسا‪ ،‬متصسسل كسسان أو منفصسسل‪ ،‬لكسسن‬
‫بشرط أن ل تنقطع نسبته عنه ول تنقطسسع عنسسه وإل إن اتصسسل بغيسسره‪ .‬وفسسي ع ش‪:‬‬
‫وليس من انقطاعها ما لو جلد المصحف بجلد جديد وترك الول فيحسسرم مسسسه‪ .‬أمسسا‬
‫لو ضاعت أوراق المصحف أو حرقت فل يحرم مس الجلسسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي‬
‫المصحف فيه‪ :‬أي في نحو الظرف‪) .‬قوله‪ :‬ل قلب ورقسسه بعسسود( أي ل يحسسرم قلسسب‬
‫ورقه بعود‪ ،‬لنه ليسسس حمل ول فسسي معنسساه‪ .‬وقسسوله‪ :‬إذا لسسم ينفصسسل ‪ -‬أي السسورق ‪-‬‬
‫عليه‪ ،‬أي على العسود‪ .‬قسسال العلمسة الكسردي‪ :‬السسذي يظهسر مسن كلمهسم أن الورقسسة‬
‫المثبتة ل يضر قلبها بنحو العود مطلقا‪ ،‬وغير المثبتة ل يضر قلبها إل إن انفصلت‬
‫على العود عن المصحف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول مع تفسير( أي ول يحرم حمل المصحف‬
‫مسسع تفسسسيره ول مسسسه‪ .‬قسسال البجيرمسسي نقل عسسن الشسسوبري‪ :‬هسسل وإن قصسسد القسسرآن‬
‫وحده ؟ ظاهر إطلقهم نعم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬زاد أي على المصحف‪ ،‬يقينسا‪ .‬أمسا إذا كسان‬
‫التفسير أقسسل‪ ،‬أو مسسساويا أو مشسسكوكا فسسي قلتسسه وكسسثرته‪ ،‬فل يحسسل‪ .‬وإنمسسا لسسم يحسسرم‬
‫المساوي والمشكوك في كثرته وقلته في باب الحرير لنه أوسع بابا‪ ،‬بدليل أنه يحل‬
‫للنساء وللرجال في بعض الوقات‪ .‬هذا ما جرى عليه م ر‪ .‬وجرى ابن حجر علسسى‬
‫حله مع الشك في الكثرية أو المساواة‪ ،‬وقال‪ :‬لعسدم تحقسق المسانع‪ ،‬وهسو السستواء‪.‬‬
‫ومن ثم حل نظير ذلك في الضبة والحرير‪ .‬وجرى شارحنا على قوله‪ ،‬فلسسذلك قسسال‪:‬‬
‫ولو احتمال‪ .‬وفي حاشية الكردي ما نصسسه‪ :‬رأيسست فسسي فتسساوى الجمسسال الرملسسي أنسسه‬
‫سئل عن تفسير الجللين‪ ،‬هل هو مساو للقرآن أو قرآنه أكثر ؟ فأجاب بأن شخصسسا‬
‫من اليمن تتبع حروف القرآن والتفسير وعدهما‪ ،‬فوجدهما على السسواء إلسى سسورة‬
‫كذا‪ ،‬ومن أو اخر القرآن فوجد التفسير أكثر حروفا‪ ،‬فعلم أنه يحل حمله مع الحسسدث‬
‫على هذا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬الورع عدم حمل تفسير الجللين‪ ،‬لنه وإن كسسان زائدا‬
‫بحرفين ربما غفسسل الكسساتب عسسن كتسسابه حرفيسسن أو أكسسثر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي حاشسسية الكسسردي‬
‫أيضا‪ ،‬قال الشارح في حاشيته على فتح الجواد‪ :‬ليس منه ‪ -‬أي التفسسسير ‪ -‬مصسسحف‬
‫حشي من تفسير أو تفاسير‪ ،‬وإن ملئت حواشيه وأجنابه ومسسا بيسسن سسسطوره‪ ،‬لنسسه ل‬
‫يسمى تفسيرا بوجه بل اسم المصحف باق لسسه مسسع ذلسسك‪ .‬وغايسسة مسسا يقسسال مصسسحف‬
‫محشسسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلسسم أن العسسبرة فسسي الكسسثرة والقلسسة بسسالخط العثمسساني فسسي المصسسحف‬
‫وبقاعدة الخط في التفسير‪ .‬والمنظور إليه جملة القرآن والتفسسسير فسسي الحمسسل‪ .‬وأمسسا‬
‫في المس فالمنظور إليه موضع وضسسع يسده‪ ،‬فسسإن كسسان فيسه التفسسسير أكسسثر حسسل وإل‬
‫حرم‪) .‬قوله‪ :‬ول يمنع صبي إلخ( أي ل يمنعه وليه أو معلمه من حمسسل ومسسس نحسسو‬
‫مصحف‪ ،‬كلوحه‪ .‬لنه يحتاج إلى الدراسة‪ ،‬وتكليفه استصحاب الطهارة أمسسر تعظسسم‬
‫فيه المشقة‪ .‬كتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬وأن الصبي المحدث ل يمنع‬

‫] ‪[ 83‬‬
‫إلخ أي بخلف تمكينه من الصلة والطواف ونحوهما مع الحدث‪ .‬والفسسرق أن‬
‫زمن الدرس يطول غالبا‪ ،‬في تكليف الصبيان إدامة الطهارة مشقة تؤدي إلسسى تسسرك‬
‫الحفظ في ذلك‪ ،‬بخلف الصلة ونحوها‪ .‬نعسسم‪ ،‬نظيسسر المسسسألة مسسا إذا قسسرأ للتعبسسد ل‬
‫للدراسة بأن كان حافظا أو كان يتعاطى مقدرا ل يحصل به الحفظ في العادة‪ .‬وفسسي‬
‫الرافعي ما يقتضي التحريم‪ ،‬فتفطن لذلك فإنه مهم‪ .‬في سم‪ :‬والوجه أنه ل يمنع مسسن‬
‫حمله ومسه للقراءة فيه نظرا وإن كان حافظا عن ظهر قلب إذا أفادت القسسراءة فيسسه‬
‫نظرا فائدة ما في مقصوده‪ ،‬كالستظهار على حفظه وتقسسويته حسستى بعسسد فسسراغ مسسدة‬
‫حفظه‪ ،‬إذا أثر ذلك في ترشيح حفظه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد يقول‪ :‬ل تنافي لمكان حمسسل مسسا فسسي‬
‫الرافعي على إرادة التعبسد المحسسض‪ .‬ومسسا نقلسه سسم علسى مسسا إذا تعلسسق بقراءتسه فيسه‬
‫غرض يعود إلى الحفظ‪ ،‬كما أشعر به قوله كالستظهار‪) .‬فسسائدة( وقسسع السسسؤال فسسي‬
‫الدرس عما لو جعل المصحف في خرج أو غيره‪ ،‬وركب عليه‪ .‬هل يجسسوز أم ل ؟‬
‫فأجبت عنه بأن الظاهر أن يقال في ذلك إن كسسان علسسى وجسسه يعسسد ازدراء بسسه‪ ،‬كسسأن‬
‫وضعه تحته بينه وبين البرذعة‪ ،‬أو كان ملقيا لعلى الخسسرج مثل مسسن غيسسر حسسائل‬
‫بين المصحف وبين الخرج‪ ،‬وعسسد ذلسسك ازدراء لسسه‪ .‬ككسسون الفخسسذ صسسار موضسسوعا‬
‫عليه‪ ،‬حرم‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ولو جنيا الغاية للرد‪ .‬وقوله‪ :‬حمل ومس مضسسافان‬
‫إلى ما بعدهما‪ .‬وهما منصوبان بإسقاط الخافض‪) .‬قوله‪ :‬لحاجة‪ ،‬إلخ( متعلق بحمسسل‬
‫ومسسس‪ ،‬وإضسسافتها إلسسى مسسا بعسسدها للبيسسان‪) .‬قسسوله‪ :‬ووسسسيلتهما( أي التعلسسم والسسدرس‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كحمله إلخ تمثيل للوسيلة‪) .‬قوله‪ :‬والتيان به( أي بنحسسو المصسسحف‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ليعلمه منه أي ليعلمه المعلم منه‪ .‬ويجب على المعلم الطهسسارة‪ ،‬ول يجسسوز لسسه حملسسه‬
‫ومسه من غيرها‪ .‬نعم‪ ،‬أفتى الحافظ ابن حجر بأنه يسامح لمؤدب الطفسسال السسذي ل‬
‫يستطيع أن يقيم على الطهارة في مس اللواح لما فيه من المشسسقة‪ ،‬لكسسن يسستيمم لنسسه‬
‫أسهل من الوضوء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم تمكين غير المميز( أي على الولي أو المعلم‬
‫لئل ينتهكه‪ .‬قال الكردي‪ :‬قال في اليعاب‪ :‬نعم‪ ،‬يتجه حل تمكيسسن غيسسر المميسسز منسسه‬
‫لحاجة تعلمه إذا كان بحضرة نحسسو السسولي‪ ،‬للمسسن مسسن أنسسه ينتهكسسه حينئذ‪ .‬قسسال فسسي‬
‫المجموع‪ :‬ول تمكن الصبيان من محو اللواح بالقذار‪ .‬ومنسسه يؤخسسذ أنهسسم يمنعسسون‬
‫أيضا من محوها بالبصاق‪ .‬وبه صرح ابن العماد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬من نحو مصحف أي‬
‫من حمل أو مس نحو مصحف من كسسل مسا كتسسب لسسدرس قسرآن كلسسوح‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو‬
‫بعض آية( غاية لنحو المصحف‪) .‬قوله‪ :‬وكتابته بالعجمية( بسسالرفع‪ ،‬معطسسوف علسسى‬
‫تمكين‪ .‬أي ويحرم كتابته بالعجمية‪ .‬ورأيت في فتاوى العلمة ابسسن حجسسر أنسسه سسسئل‬
‫هل يحرم كتابة القرآن الكريم بالعجمية كقراءته ؟ فأجاب رحمسسه الس بقسسوله‪ :‬قضسسية‬
‫ما في المجموع عن الصحاب التحريم‪ ،‬وذلك لنه قال‪ :‬وأمسسا مسسا نقسسل عسسن سسسلمان‬
‫رضي ال عنه أن قوما من الفرس سألوه أن يكتب لهم شيئا من القرآن‪ ،‬فكتسسب لهسسم‬
‫فاتحة الكتاب بالفارسية‪ .‬فأجاب عنه أصحابنا بأنه كتب تفسسسير الفاتحسسة ل حقيقتهسسا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬فهو ظاهر أو صريح في تحريم كتابتها بالعجمية‪ ،‬وإل لم يحتاجوا إلى الجسسواب‬
‫عنه بما ذكر‪ .‬فإن قلت‪ :‬ليس هو جوابا عن الكتابة بل عن القراءة بالعجمية المرتبسسة‬
‫على الكتابة بها‪ .‬فل دليل لكم فيه ؟ قلت‪ :‬بسسل هسسو جسسواب عسسن المريسسن‪ .‬وزعسسم أن‬
‫القراءة بالعجمية مرتبة على الكتابة بها ممنوع بإطلقه‪ .‬فقد يكتسب بالعجميسة ويقسرأ‬
‫بالعربية‪ ،‬وعكسه‪ .‬فل تلزم بينهما كما هو واضح‪ .‬وإذا لم يكسسن بينهمسسا تلزم كسسان‬
‫الجواب عما فعله سلمان رضي ال عنه بذلك ظاهرا فيما‬

‫] ‪[ 84‬‬
‫قلناه‪ .‬على أن مما يصرح به أيضا أن مالكا رضي ال عنسسه سسئل‪ :‬هسسل يكتسسب‬
‫المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬إل علسسى الكتبسسة الولسسى‪ .‬أي‬
‫التي كتبها المام‪ ،‬وهو المصحف العثماني‪ .‬قال أبو عمرو‪ :‬ول مخالف له في ذلسسك‬
‫من علماء الئمة‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬الذي ذهب إليه مالسسك هسسو الحسسق‪ ،‬إذ هسسو فيسسه بقسساء‬
‫الحالة الولى إلى أن يتعلمها الخرون‪ ،‬وفي خلفها تجهيل آخر المسسة أولهسسم‪ .‬وإذا‬
‫وقع الجماع ‪ -‬كما ترى ‪ -‬على منع ما أحدث اليوم من مثل كتسسابه الربسسو بسساللف ‪-‬‬
‫مع أنه موافق للفظ الهجاء ‪ -‬فمنسسع مسسا ليسسس مسسن جنسسس الهجسساء أولسسى‪ .‬وأيضسسا ففسسي‬
‫كتابته بالعجمي تصرف في اللفظ المعجز الذي حصل التحدي بسسه بمسسا لسسم يسسرد‪ ،‬بسسل‬
‫بما يوهم عدم العجاز بل الركاكة‪ ،‬لن اللفاظ العجمية فيهسسا تقسسديم المضسساف إليسسه‬
‫على المضساف‪ ،‬ونحسو ذلسك ممسا يخسل بسالنظم وتشسويش الفهسم‪ .‬وقسد صسرحوا بسأن‬
‫الترتيب من مناط العجاز‪ .‬ا‍ه بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وضع نحو درهم( بسسالرفع‪ ،‬معطسسوف‬
‫أيضا على تمكين‪ .‬أي ويحرم وضع نحو درهم‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي مكتسسوبه أي فيمسسا كتسسب‬
‫فيه مصحف‪ ،‬أي قرآن‪ ،‬كله أو بعضه‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ول يجوز جعل نحسسو ذهسسب‬
‫في كاغد كتب عليه بسم ال الرحمن الرحيسسم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬أي وغيرهسسا مسسن كسسل‬
‫معظم‪ .‬كما ذكره ابن حجر في باب الستنجاء‪ .‬ومن المعظم مسا يقسع فسي المكاتبسات‬
‫ونحوها‪ ،‬مما فيه اسم ال أو اسم رسوله مثل‪ ،‬فيحرم إهانته بوضع نحو دراهم فيه‪.‬‬
‫ا‍ه )قوله‪ :‬وعلسسم شسسرعي( بسسالجر‪ ،‬عطسسف علسسى ضسسمير مكتسسوبه‪ .‬أي ويحسسرم أيضسسا‬
‫وضع نحو درهم في مكتوب علم شرعي‪ ،‬أي مسسا كتسسب فيسه علسسم شسسرعي كالتفسسسير‬
‫والحديث والفقه‪ .‬ولو قال‪ :‬كغيره وكل معظم‪ ،‬لكان أولى‪ .‬إذ عبارته تقتضي أنه إذا‬
‫وضع في مكتوب غير العلم الشرعي مسسن بقيسة العلسسوم كسسالنحو والصسسرف ل يحسسرم‬
‫ولو كان فيه معظم‪ ،‬وليس كذلك‪) .‬قوله‪ :‬وكسسذا جعلسسه بيسسن أوراقسسه( أي وكسسذا يحسسرم‬
‫جعل نحو درهم بين أوراق المصحف وفيه أن هذا يغنسسي عنسسه‪ .‬قسسوله أول‪ :‬ووضسسع‬
‫نحسسو درهسسم فسسي مكتسسوبه‪ ،‬إذ هسسو صسسادق بمسسا وضسسع بيسسن أوراقسسه المكتسسوب فيهسسا‬
‫المصحف‪ ،‬وبما وضع في ورقة مكتوب فيهسسا ذلسسك‪ .‬ويمكسسن أن يقسسال إنسسه مسسن ذكسسر‬
‫الخاص بعد العام‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لشيخنا( راجع لما بعد كذا‪ ،‬وفيه أنسه لسسم يسذكره فسي‬
‫التحفة ول في شرح الرشاد الصغير ول في غيره من كتبه التي بأيدينا حتى يسسسند‬
‫الخلف إليه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ووضع نحو درهم في مكتوبه به‪ ،‬وجعله وقايسسة‪ ،‬ولسسو‬
‫لما فيه قرآن فيما يظهر‪ .‬ثم رأيسست بعضسسهم بحسسث حسسل هسذا‪ ،‬وليسسس كمسسا زعسسم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وعبارة شرح الرشاد‪ ،‬وجعل نحو درهم في ورقة كتب فيها معظسم‪ .‬ا‍ه‪ .‬بسل قسسوله‪:‬‬
‫وضع نحو درهم في مكتسسوبه صسسادق بمسسا إذا وضسسعه بيسسن ورقسسات كمسسا مسسر تأمسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتمزيقه( معطوف علسسى تمكيسسن أيضسسا‪ .‬أي ويحسسرم تمزيسسق المصسسحف لنسسه‬
‫ازدراء به‪ .‬وقوله‪ :‬عبثسسا أي ل لقصسسد صسسيانته‪ .‬وعبسسارة فتسساوي ابسسن حجسسر تفيسسد أن‬
‫المعتمد حرمة التمزيق مطلقا‪ ،‬ونصها‪ :‬سئل رضي ال عنه عمن وجد ورقسسة ملقسساة‬
‫في طريق فيها اسم ال تعالى‪ ،‬ما الذي يفعل بها ؟ فأجاب رحمه ال بقوله‪ :‬قال ابسسن‬
‫عبد السلم‪ :‬الولى غسلها‪ ،‬لن وضعها في الجسسدار تعسسرض لسسسقوطها والسسستهانة‬
‫بها‪ .‬وقيل‪ :‬تجعل في حائط‪ .‬وقيل‪ :‬يفسسرق حروفهسسا ويلقيهسسا‪ .‬ذكسسره الزركشسسي‪ .‬فأمسسا‬
‫كلم ابن عبد السلم فهو متجه‪ ،‬لكن مقتضى كلمه حرمة جعلها في حسسائط والسسذي‬
‫يتجه خلفه‪ ،‬وأن الغسل أفضل فقط‪ .‬وأما التمزيق‪ ،‬فقد ذكسسر الحليمسسي فسسي منهسساجه‬
‫أنه ل يجوز تمزيق ورقة فيها اسم ال أو اسم رسوله‪ ،‬لما فيه من تفريسسق الحسسروف‬
‫وتفريق الكلمة‪ ،‬وفسسي ذلسسك ازدراء بسسالمكتوب‪ .‬فسسالوجه الثسسالث شسساذ إذ ل ينبغسسي أن‬
‫يعول عليه‪) .‬قوله‪ :‬وبلع ما كتب عليه( أي ويحرم بلع ما كتب عليه قران‪ ،‬لملقسساته‬
‫للنجاسة‪ .‬وقال سم‪ :‬ل يقال إن الملقاة في الباطن ل تنجس‪ ،‬لنسا نقسول فيسه امتهسان‬
‫وإن لم ينجس‪ .‬كما لو وضع القرآن على نجس جاف‪ ،‬يحرم مع أنه ل ينجس‪ .‬وقال‬
‫في النهايسسة‪ :‬وإنمسا جوزنسا أكلسسه لنسه ل يصسل إلسى الجسسوف إل وقسد زالست صسسورة‬
‫الكتابسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلسسه فسسي التحفسسة‪ ،‬وزاد فيهسسا‪ :‬ول تضسسر ملقسساته للريسسق لنسسه مسسا دام‬
‫بمعدنه غير مستقذر‪ ،‬ومن ثم جاز مصه من الحليلسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ل شسسرب محسسوه(‬
‫أي ل يحرم شرب ما محي من القرآن‪ .‬وعبسسارة المغنسسي‪ :‬ول يكسسره كتسسب شسسئ مسسن‬
‫القرآن في إناء ليسقى ماؤه للشفاء خلفا لما وقع لبسسن عبسد السسسلم فسي فتسساويه مسن‬
‫التحريم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومد الرجل( بالرفع عطف علسى تمكيسن أيضسسا‪ .‬أي ويحسسرم مسد‬
‫الرجل لما فيه من الزدراء به‪ .‬وقال في المغني‪ :‬ويحسسرم السسوطئ علسسى الفسسراش أو‬
‫خشب نقش بالقرآن ‪ -‬كما في النوار ‪-‬‬

‫] ‪[ 85‬‬
‫أو بشئ من أسمائه تعالى‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم تكن أي المصحف‪ ،‬علسسى مرتفسسع فسسإن‬
‫كان كذلك فل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬ويسن القيام له( أي للمصحف‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬صسسح‬
‫أنه )ص( قام للتوراة‪ ،‬وكسأنه لعلمسه بعسدم تبسديلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسال سسم‪ :‬ينبغسي‪ ،‬ولتفسسير‬
‫حيث حرم مسه وحمله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كالعالم( أي كما يسسسن القيسسام للعسسالم‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسل‬
‫أولى أي بل القيام للمصحف أولى من القيام للعسسالم‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره حسسرق مسسا كتسسب‬
‫عليه( أي ما كتب القرآن عليه‪ ،‬وعبارة المغني‪ :‬ويكره إحراق خشب نقسسش بسسالقرآن‬
‫إل إن قصد به صيانة القرآن فل يكره‪ .‬كما يؤخذ من كلم ابن عبد السسسلم‪ ،‬وعليسسه‬
‫يحمل تحريق عثمان رضي ال عنه المصاحف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬فغسسسله أولسسى منسسه( أي‬
‫فل يكره ذلك‪ ،‬ولكن غسله أولى من حرقه‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم بالجنابسسة إلسسخ( أي زيسسادة‬
‫على ما حرم بالحدث‪ .‬وقوله‪ :‬المكث خرج به مجرد المرور فل يحرم‪ ،‬كسأن يسدخل‬
‫من باب ويخرج من آخسسر‪ .‬قسسال تعسسالى‪) * :‬ول جنبسسا إل عسسابري سسسبيل( *‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وقراءة قرآن( أي ويحرم قراءة قرآن‪ .‬وقوله‪ :‬بقصده أي القسسرآن‪ ،‬أي وحسسده أو مسسع‬
‫غيره‪ .‬وخرج بسسذلك مسسا إذا لسسم يقصسسده‪ .‬كمسسا ذكسسر بسسأن قصسسد ذكسسره أو مسسواعظه أو‬
‫قصصه أو التحفظ ولم يقصد معها القراءة لم يحرم‪ .‬وكذا إن أطلق‪ ،‬كأن جسسرى بسسه‬
‫لسانه بل قصد شئ‪ .‬والحاصل أنه إن قصد القرآن وحده أو قصده مع غيره كالذكر‬
‫ونحوه فتحرم فيهما‪ .‬وإن قصد الذكر وحده أو الدعاء أو التبرك أو التحفظ أو أطلق‬
‫فل تحرم‪ ،‬لنه عند وجود قرينة ل يكون قرآنا إل بالقصد‪ .‬ولو بما ل يوجسسد نظمسسه‬
‫في غير القرآن‪ ،‬كسورة الخلص‪ .‬واستثنى من حرمة القراءة قراءة الفاتحسسة علسسى‬
‫فاقسسد الطهسسورين فسسي المكتوبسسة‪ ،‬وقسسراءة آيسسة فسسي خطبسسة جمعسسة‪ ،‬فإنهسسا تجسسب عليسسه‬
‫لضرورة توقف صحة الصلة عليها‪ .‬وقوله‪ :‬ولو بعض آية قال فسسي بشسسرى الكريسسم‬
‫ولو حرفا منه وحيث لم يقرأ منه جملة مفيدة يأثم علسسى قصسسده المعصسسية وشسسروعه‬
‫فيهسسا ل لكسسونه قسسارئا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنمسسا حسسرم ذلسسك لخسسبر الترمسسذي‪ :‬ول يقسسرأ الجنسسب ول‬
‫الحائض شيئا من القرآن‪ .‬ويقرأ ‪ -‬بكسر الهمزة ‪ -‬على النهي‪ ،‬وبضمها على النفي‪.‬‬
‫فهو خبر على الثاني بمعنى النهي‪) .‬قوله‪ :‬بحيث يسمع نفسه( قيسسد لحرمسسة القسسراءة‪.‬‬
‫أي ومحل حرمة القراءة إذا تلفظ بها بحيث يسمع بها نفسسسه‪ ،‬حيسسث ل عسسارض مسسن‬
‫نحو لغط‪ .‬فإن لم يسمع بها نفسه بأن أجراها على قلبه أو حرك بها شفتيه ‪ -‬ويسمى‬
‫همسا ‪ -‬فل تحرم‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو صسسبيا( غايسسة للحرمسسة‪ .‬أي تحسسرم القسسراءة ولسسو مسسن‬
‫صبي‪ .‬وقوله‪ :‬خلفا لما أفتى به النووي أي من عدم حرمة قسسراءة الصسسبي الجنسسب‪،‬‬
‫ووافقه كثيرون‪ .‬قال في بشرى الكريم‪ :‬ويشترط كونها من مسسسلم مكلسسف‪ ،‬فل يمنسسع‬
‫الكافر منها إن لم يكن معاندا ورجي إسلمه‪ ،‬ول الصبي‪ ،‬ول المجنون‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫بنحو حيض( معطوف على بالجنابة‪ .‬أي ويحرم بنحو حيض من نفسساس‪) .‬قسسوله‪ ،‬ل‬
‫بخروج طلق( أي ل يحرم بخروج دم طلق‪ .‬لنه ليس حيضا‪ ،‬لنه السسدم الخسسارج ل‬
‫مع الطلق‪ ،‬وليس نفاسا لنه الدم الخارج بعد فراغ الرحم فهو دم فساد‪ .‬وإنما قدرت‬
‫لفظ دم لن الطلق هو الوجع الناشئ من الولدة أو الصوت المصاحب لهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫صلة إلخ( فاعل يحرم المقدر‪ .‬ويحرم بنحو الحيض أيضا العبسسور فسسي المسسسجد إن‬
‫خافت تلويثه‪ ،‬فإن أمنته جاز لهسسا العبسسور كسسالجنب‪ ،‬مسسع الكراهسسة ومباشسسرة مسسا بيسسن‬
‫سسسرتها وركبتهسسا‪ .‬والطلق فيسسه إذا كسسانت موطسسوءة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب قضسساؤه( أي‬
‫الصوم‪ ،‬لخبر عائشة رضي ال عنها كنسسا نسسؤمر بقضسساء الصسسوم ول نسسؤمر بقضسساء‬
‫الصلة‪ .‬أي للمشقة في قضائها لنها تكثر‪ ،‬ولم يبن أمرها على التسسأخير ولسسو بعسسذر‬
‫بخلف الصوم‪) .‬قوله‪ :‬بل يحرم قضاؤها( أي الصلة‪ .‬ول يصسسح عنسسد ابسسن حجسسر‪،‬‬
‫ويكره قضاؤها عند الرملي‪ .‬فعليه يصح وتنعقد الصلة نفل مطلقا من غير ثسسواب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والطهارة الثانية( أي الطهارة عن‬

‫] ‪[ 86‬‬
‫الجنابة‪ .‬وهو قسيم قوله في أول باب شروط الصلة‪ :‬فالولى ‪ -‬أي الطهارة ‪-‬‬
‫عن الحدث الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬هو( أي الغسل‪) .‬قوله‪ :‬سيلن الماء( أي إسالته‪ ،‬أو ذو‬
‫سيلن‪ .‬وإنما احتجنا لما ذكر لن الغسل في اللغة فعل الفاعل‪ ،‬والسيلن ليس بفعله‬
‫بل هو أثره‪ .‬إل أن يقال‪ :‬إنه يستعمل لغة فسي الثسر أيضسا‪ .‬وقسوله‪ :‬علسى الشسئ أي‬
‫سسسواء كسسان بسسدنا أم غيسسره‪ .‬بنيسسة أم ل‪) .‬قسسوله‪ :‬وشسسرعا( عطسسف علسسى لغسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫سيلنه( أي الماء‪ .‬ول حاجة هنا إلى مسسا تقسسدم لن العسسبرة هنسسا بوصسسول المسساء ولسسو‬
‫بغير فعل الفاعل‪) .‬قوله‪ :‬بالنية( أي ولو كانت مندوبة‪ ،‬فيدخل غسل الميست‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫ول يجب فورا( أي ول يجب الغسل على الفسسور‪ .‬والمسسراد أصسسالة فل يسسرد‪ ،‬مسسا لسسو‬
‫ضاق وقت الصلة عقب الجنابة أو انقطاع الحيض فسسإنه يجسسب فسسورا‪ ،‬ل لسسذاته بسسل‬
‫ليقاع الصلة في وقتها‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن عصسسى بسسسببه( غايسسة فسسي عسسدم وجسسوبه علسسى‬
‫الفور أي ل يجب الغسل فورا وإن عصى بسبب الغسل كأن زنى‪ ،‬وذلسسك لنقضسساء‬
‫المعصية بالفراغ من الزنا‪ .‬وقوله‪ :‬بخلف نجس عصى بسببه أي كسسأن تضسسمخ بسسه‬
‫عمدا فإنه يجب غسله فورا لبقاء العصيان به ما دام باقيا‪ ،‬فوجب إزالته‪ .‬وهسسذا هسسو‬
‫الفارق بينه وبين ما قبله‪) .‬قوله‪ :‬والشهر فسسي كلم الفقهسساء ضسسم غينسسه( أي للفسسرق‬
‫بينه وبين غسل النجاسة‪ ،‬كما في البجيرمي‪ .‬وقوله‪ :‬لكن الفتح أفصسسح أي لغسسة‪ .‬لن‬
‫فعله من باب ضرب‪ .‬قال ابن مالك فعل قياس مصدر المعدى إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وبضمها‬
‫مشترك إلخ( لم يظهر التئامه بما قبله‪ ،‬فلو قال‪ :‬وهو على الثاني اسم للفعل‪ ،‬وعلسسى‬
‫الول مشترك بين الفعل والماء‪ ،‬لكان أنسب وأخصر‪ .‬وعبسسارة التحفسسة‪ :‬وهسسو بفتسسح‬
‫الغين‪ :‬مصدر غسل‪ ،‬واسم مصدر لغتسل‪ .‬وبضمها‪ :‬مشسسترك بينهمسسا وبيسسن المسساء‬
‫الذي يغتسل به‪ .‬وبكسرها‪ :‬اسم لما يغسل به من سدر ونحوه‪ .‬والفتسسح فسسي المصسسدر‬
‫واسمه أشهر من الضم وأفصح لغة‪ .‬وقيل عكسه‪ ،‬والضسسم أشسسهر فسسي كلم الفقهسساء‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وموجبة( بكسر الجيم‪ ،‬أي سببه‪ .‬وأما الموجب بفتحها فهو المسبب الذي‬
‫هو الغسل‪ .‬وقدم الموجب هنا على الفرض عكس ما مر فسسي الوضسسوء‪ ،‬لن الغسسسل‬
‫ل يوجد إل بعد تقدم سببه‪ ،‬بخلف الوضوء فإنه قد يوجد بدون تقسسدم ذلسسك ولسسو فسسي‬
‫صورة نادرة‪ ،‬كما إذا نزل الولد من بطن أمسسه ولسسم يصسسدر منسسه نسساقض وأراد وليسسه‬
‫الطواف به فسسإنه يجسسب عليسسه أن يوضسسئه مسسع أنسسه ليسسس محسسدثا وإنمسسا هسسو فسسي حكسسم‬
‫المحدث‪ .‬أفسساده ش ق‪) .‬قسسوله‪ :‬أربعسسة( فسسإن قلسست ل مطابقسسة بيسسن المبتسسدأ والخسسبر إذ‬
‫الول مفرد والثاني متعدد‪ .‬أجيب بأن المبتدأ مفرد مضاف فيعم‪ ،‬فهو متعدد تقديرا‪.‬‬
‫فكأنه قال‪ :‬موجباته أربعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬أحسسدها( أي الربعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬خسسروج منيسسه( أي‬
‫بسسروز منسسي نفسسسه وانفصسساله إلسسى ظسساهر الحشسسفة وظسساهر فسسرج البكسسر وإلسسى محسسل‬
‫الستنجاء في فرج الثيب ‪ -‬وهو ما يظهر عند جلوسسسها علسسى قسسدميها ‪ -‬سسسواء كسسان‬
‫خروجه من طريقه المعتاد‪ ،‬ولو لم يسسستحكم بسسأن خسسرج لعلسسة‪ ،‬أو مسسن غيسسر طريقسسه‬
‫المعتاد كأن خرج من صلب الرجل وترائب المرأة بشرط أن ل يكون مستحكما أي‬
‫ل لعلة‪ ،‬إذا كان المعتسساد انسسسداده عارضسسا‪ ،‬فسسإن كسسان أصسسليا فل يشسسترط فيسسه ذلسسك‪.‬‬
‫وخرج بمني نفسه مني غيره‪ ،‬كأن وطئت المرأة في دبرها فاغتسلت ثم خرج منهسسا‬
‫مني الرجل فل يجب عليها إعادة الغسل‪ .‬أو وطئت فسسي قبلهسسا ولسسم يكسسن لهسسا شسسهوة‬
‫كصغيرة‪ ،‬أو كان لها شهوة ولم تقضها كنائمة‪ ،‬فكذلك ل إعادة عليهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬أول‬
‫خرج به ما لو استدخله بعد خروجسسه ثسسم خسسرج ثانيسسا‪ ،‬فل غسسسل‪ .‬واعلسسم أن خسسروج‬
‫المني موجب للغسل‪ ،‬سواء كان بدخول حشسسفة أم ل‪ .‬ودخسسول الحشسسفة مسسوجب لسسه‪،‬‬
‫سواء حصسسل منسسي أم ل‪ .‬فبينهمسسا عمسسوم وخصسسوص وجهسسي‪) .‬قسوله‪ :‬ويعسسرف( أي‬
‫المني‪ ،‬وإن خرج على لون الدم‪) .‬قوله‪ :‬بأحد خواصه الثلث( أي علماته السستي ل‬
‫توجد في‬

‫] ‪[ 87‬‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬من تلذذ بخروجه( أي وإن لم يتدفق لقلته‪ .‬وهو بيسسان للمضسساف‪،‬‬
‫وهو أحد‪ ،‬بدليل تعبيره في المعاطيف بأو‪ .‬ويصح جعله بيانا للمضاف إليسسه وتكسسون‬
‫أو بمعنى الواو‪) .‬قوله‪ :‬أو تدفق( هو خروجه بدفعات‪ ،‬وإن لم يتلسسذ بسسه ول كسسان لسسه‬
‫ريح‪) .‬قوله‪ :‬أو ريح عجين( أي أو كون ريحه كريسسح العجيسسن‪ ،‬أي أو طلسسع النخسسل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬رطبا قيد في الريح‪ .‬أي ويعسسرف المنسسي بكسسون ريحسسه كمسسا ذكسسر حسسال كسسون‬
‫المني رطبا‪ .‬وقوله‪ :‬وبياض معطوف على عجين‪ .‬أي أو ريح بياض بيض‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫جافا قيد في كون ريحه كبياض البيض‪ .‬أي ويعرف المني بسسذلك حسسال كسسونه جافسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن فقدت هذه الخواص( أي ل غيرها‪ ،‬كالثخن والبياض فسسي منسسي الرجسسل‪،‬‬
‫والرقة والصفرة في مني المرأة‪ ،‬فل عبرة به لن ذلك غسسالب ل دائم‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم‪،‬‬
‫لو شك( كالتقييد لعدم وجوب الغسل عند فقد الخواص‪ .‬فكأنه قال‪ :‬ومحله عند تيقسسن‬
‫أنسسه ليسسس بمنسسي‪ ،‬فسسإن شسسك فيسسه فهسسو بالخيسسار‪) .‬قسسوله‪ :‬تخيسسر ولسسو بالتشسسهي( أي ل‬
‫بالجتهاد‪ ،‬وذلك لنه إذا أتى بأحدهما صار شاكا في الخر‪ ،‬ول إيجاب مسع الشسك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فإن شاء إلخ وله أن يرجع عما اختسساره أول إذا اشسستهت نفسسسه واحسسدا منهمسسا‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬ولو رأى منيا مجففا( الذي في التحفة‪ :‬محققا‪ .‬وهو الصسسواب‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫في نحو ثوبه أي كفراش نام فيه وحده‪ ،‬أو مع من ل يمكن كونه منه‪) .‬قسسوله‪ :‬لزمسسه‬
‫الغسل( أي وإن لم يتذكر احتلما‪) .‬قوله‪ :‬وإعادة كل صسسلة( أي ولزمسسه إعسسادة كسسل‬
‫صلة‪ .‬وقوله‪ :‬تيقنها بعده أي تيقن أنه صسسلها بعسد ذلسسك المنسسي السذي رآه فسي نحسسو‬
‫ثوبه‪ .‬فإن لم يتيقن ذلك ندب له إعادة ما احتمل أنه صسسلها بعسسده‪ .‬وعبسسارة النهايسسة‪:‬‬
‫ويندب له إعادة ما احتمل أنه ‪ -‬أي المني ‪ -‬فيها‪ .‬كما لو نام مع من يمكن كونه منسسه‬
‫ولو نادرا كالصبي بعد تسع‪ ،‬فإنه يندب لهما الغسل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم يحتمسسل عسسادة‬
‫كونه من غيره فإن احتمل ذلك‪ ،‬كأن نام مع من يمكن كونه منه‪ ،‬فل يلزمسسه الغسسسل‬
‫ول إعادة الصلة‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها( أي الربعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬دخسسول حشسسفة( وهسسي رأس‬
‫الذكر ‪ -‬أي من واضح أصلي أو شبيه به ‪ -‬لخبر الصحيحين‪ :‬إذا التقى الختانان فقد‬
‫وجب الغسل‪ .‬أي إذا تحاذيا‪ .‬وإنما يتحاذيان بسسدخول الحشسسفة فسسي الفسسرج‪ .‬إذ الختسسان‬
‫محسسل القطسسع‪ ،‬وهسسو فسسي الرجسسل مسسا دون حسسزة الحشسسفة‪ ،‬وفسسي المسسرأة محسسل الجلسسدة‬
‫المستعلية فوق مخرج البول الذي هو فوق مدخل الذكر‪ .‬ثم إن ذكر الختانين جسسري‬
‫على الغالب‪ ،‬بدليل إيجاب الغسل بإيلج ذكسر ل حشسفة فيسه لنسه جمساع فسي فسرج‪.‬‬
‫وخرج بقولنا من واضح ما إذا كانت من خنثى مشكل‪ ،‬فل غسل بإيلج ذكره عليسسه‬
‫ول على المولج فيه‪ ،‬لحتمال أن يكون أنثى والذكر سلعة زائدة فيه وإيلج السسسلعة‬
‫ل يوجب الغسل على المولج ول على المولج فيه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو قسسدرها( أي أو دخسسول‬
‫قدر الحشفة‪ .‬وقوله‪ :‬من فاقدها أي من مقطوع الحشفة‪ .‬وهو قيد ل بد منسسه‪ .‬وخسسرج‬
‫به ما لو أدخل قدرها مع وجودها‪ ،‬كأن ثنسسى ذكسسره وأدخلسسه فسسإنه ل يسسؤثر‪ ،‬كسسذا فسسي‬
‫التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬ولو ثناه وأدخل قدر الحشفة منه مع وجود الحشفة‪ ،‬لسسم يسسؤثر‪ ،‬وإل‬
‫أثر على الوجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو كانت إلخ( تعميسسم فسسي الحشسسفة‪ ،‬والغسسسل إنمسسا هسسو‬
‫على المولج فيه‪ ،‬ل على الميت والبهيمة وصاحب الذكر المقطسسوع‪) .‬قسسوله‪ :‬قبل أو‬
‫دبرا( أي لن الفرج مأخوذ مسسن النفسسرج‪ ،‬فيشسسمل السسدبر كالقبسسل‪ ،‬سسسواء كسسان فسسرج‬
‫آدمي أو جني أو فرج ميت أو بهيمة‪ ،‬ولو لم تشته كسمكة‪ ،‬وإن لسسم يحصسسل انتشسسار‬
‫ول إنزال‪ ،‬ولو ناسيا أو مكرها أو بحسسائل كسسثيف‪ ،‬ل فسسرج خنسسثى لحتمسسال زيسسادته‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬وإن أولج وأولج فيه تحققت جنسسابته‪ .‬والميسست والبهيمسسة ل غسسسل عليهمسسا لعسسدم‬
‫تكليفهما‪ ،‬وإنما وجب غسل الميت بالموت إكراما له‪ .‬ا‍ه‪ .‬بشرى الكريم‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫لبهيمة( غايسة فسي الفسرج المولسج فيسه‪) .‬قسوله‪ :‬ول يعساد غسسله( أي الميست‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫لنقطاع تكليفه( أي بسسالموت‪) .‬قسسوله‪ :‬ثالثهسسا‪ :‬حيسسض( قسسد أفسسرد الفقهسساء الكلم علسسى‬
‫الحيسسض والنفسساس والستحاضسسة فسسي بسساب مسسستقل‪ ،‬والصسسل فيسسه قسسوله تعسسالى‪* :‬‬
‫)ويسئلونك عن المحيض( * وخبر‬

‫] ‪[ 88‬‬
‫الصحيحين‪ :‬هذا شئ كتبه ال على بنسسات آدم‪) .‬قسسوله‪ :‬أي انقطسساعه( يفيسسد هسسذا‬
‫التفسير أن المسسوجب للغسسسل انقطسساع الحيسسض ل هسسو نفسسسه‪ ،‬وليسسس كسسذلك‪ ،‬بسسل هسسو‬
‫الموجب‪ ،‬والنقطاع شرط فيه‪ ،‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬ويعتبر فيه وفيمسسا يسسأتي ‪ -‬أي‬
‫من النفاس والولدة ‪ -‬النقطاع‪ ،‬والقيام للصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة‪ .‬وكتب البجيرمي قسسوله‪:‬‬
‫ويعتبر فيه أي في كونه موجبا للغسل‪ .‬فهو كغيسسره سسسبب للغسسسل بهسسذين الشسسرطين‪.‬‬
‫والصح أن النقطاع شرط للصحة‪ ،‬والقيام للصلة شرط للفورية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو‬
‫دم إلخ( هذا معناه شرعا‪ ،‬وأما لغة فهسسو السسسيلن‪ .‬يقسسال‪ :‬حسساض السسوادي‪ :‬إذا سسسال‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يخرج من أقصى رحم المسسرأة أي يخسسرج مسسن عسسرق فمسسه فسسي أقصسسى رحسسم‬
‫المرأة‪ .‬والرحم وعاء الولد‪ ،‬وهو جلدة على صورة الجسسرة المقلوبسسة‪ ،‬فبسسابه الضسسيق‬
‫من جهة الفرج وواسعه أعله‪ ،‬ويسمى بأم الولد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وقوله‪ :‬في أوقات‬
‫مخصوصه لو قال في وقت مخصوص لكسان أولسسى‪ ،‬لنسه ليسسس لسه إل وقست واحسد‬
‫وهو كونه بعد البلوغ‪ ،‬وقال بعضسسهم‪ :‬لعسسل المسسراد بالوقسسات أقلسسه وغسسالبه وأكسسثره‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أقل سنه( أي سن صاحبه‪ ،‬أي أقل زمن يوجسسد فيسسه الحيسسض‪ .‬وقسسوله‪ :‬تسسسع‬
‫سنين قمرية أي هللية‪ ،‬لن السنة الهللية ثلثمائة وأربعسة وخمسسون يومسا وخمسس‬
‫يوم وسدسه‪ ،‬بخلف العددية فإنهسا ثلثمسائة وسستون ل تنقسص ول تزيسد‪ ،‬والشمسسية‬
‫ثلثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم إل جزءا من ثلثمائة جزء مسسن اليسسوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬أي استكمالها( أي التسع سنين‪ .‬وقوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن رأته إلخ استدراك علسسى‬
‫اشتراط الستكمال‪ .‬وأفاد به أن المراد الستكمال التقريبي‪) .‬قوله‪ :‬بدون ستة عشسسر‬
‫يوما( أي بما ل يسع حيضا وطهرا‪ ،‬فإن رأته بما يسعهما فليس بحيض بسسل هسسو دم‬
‫فساد‪) .‬قوله‪ :‬وأقله( أي الحيض‪ .‬وقوله‪ :‬يوم وليلة أي قدرهما مع اتصسسال الحيسسض‪،‬‬
‫وهو أربع وعشرون ساعة‪ .‬والمراد بالتصال أن يكون نحو القطنة بحيث لو أدخل‬
‫تلوث‪ ،‬وإن لم يخرج الدم إلى ما يجسسب غسسسله فسسي السسستنجاء‪) .‬قسسوله‪ :‬وأكسسثره( أي‬
‫الحيض‪ .‬وقوله‪ :‬خمسة عشر يوما أي بلياليها‪ ،‬وإن لم يتصل‪ ،‬لكن بشرط أن تكسسون‬
‫أوقات الدماء مجموعها أربع وعشرون ساعة فإن لم يبلغ مجموعها ما ذكر كان دم‬
‫فساد‪ ،‬وهو مع نقاء تخلله حيض‪ ،‬لنه حينئذ يشبه الفترة بين دفعسسات السسدم فينسسسحب‬
‫عليه حكم الحيض‪ .‬وهذا القول يسسسمى قسسول السسسحب وهسسو المعتمسسد‪ ،‬ومقسسابله النقسساء‬
‫طهر ويسمى قول اللقط والتلفيق‪ ،‬فعلى هذا القول تصسسلي وتصسسوم فسسي وقسست النقسساء‬
‫)قوله‪ :‬كأقل طهر بين الحيضتين( أي فسسإنه خمسسسة عشسسر يومسسا بلياليهسسا‪ ،‬وذلسسك لن‬
‫الشهر ل يخلو عسن حيسض وطهسر‪ ،‬وإذا كسان أكسثر الحيسض خمسسة عشسر لسزم أن‬
‫يكون أقل الطهر كذلك‪ .‬وخرج ببين الحيضتين الطهر بين حيض ونفاس فإنه يجوز‬
‫أن يكون أقل من ذلك‪ .‬قال ع ش‪ :‬بل يجوز أن ل يكسسون بينهمسسا طهسسر أصسسل‪ ،‬كسسأن‬
‫يتصل أحدهما بالخر‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم به( أي بالحيض‪ .‬وقوله‪ :‬ما يحرم بالجنابة قد‬
‫تقدم التصريح به فهو مكرر معه‪ .‬فكان الولى أن يقول‪ :‬ويحرم به زيسسادة علسسى مسسا‬
‫مر مباشرة‪ ،‬إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ومباشرة ما بين سرتها وركبتهسسا( أي ويحسسرم ذلسسك‪ ،‬سسسواء‬
‫كان بوطئ أو بغير وطئ‪ ،‬وسواء كسسان بشسسهوة أو بغيرهسسا‪ .‬واعلسسم أنسسه يحسسرم علسسى‬
‫المرأة أن تباشر الرجل بما بين سرتها وركبتها في أي جزء من بدنه ولسسو غيسسر مسسا‬
‫بين سرته وركبته‪) .‬قوله‪ :‬وقيل‪ :‬ل يحرم غير الوطئ( أي مسن بقيسة السستمتاعات‪،‬‬
‫ولو بما بين السرة والركبة‪ .‬ويسن لمن وطئ في أول الدم وقسسوته التصسسدق بسسدينار‪،‬‬
‫وفي آخر الدم وضعفه التصدق بنصفه‪ ،‬لخبر‪ :‬إذا واقع الرجل أهلسه وهسي حسائض‪،‬‬
‫إن كان دما أحمر فليتصدق بدينار‪ ،‬وإن كان أصفر فليتصسسدق بنصسسف دينسسار‪ .‬رواه‬
‫أبو داود والحاكم وصححه‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وكالوطئ في آخر السسدم السسوطئ‬
‫بعسسد انقطسساعه إلسسى الطهسسر‪ ،‬ذكسسره فسسي المجمسسوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬واختسساره( أي القيسسل‬
‫المذكور‪) .‬قوله‪ :‬لخبر مسلم إلخ( دليل للقيل المذكور الذي اختسساره النسسووي‪) :‬قسسوله‪:‬‬
‫اصنعوا كل شئ إل النكاح( وجه السستدلل بسسه أن لفظسه عسسام شسسامل لسسسائر أنسسواع‬
‫الستمتاع‪ ،‬حتى فيما تحت الزار ‪ -‬أي ما بين سرتها وركبتهسا ‪ -‬غيسسر السوطئ فسي‬
‫الفرج‪ .‬والمانعون‬
‫] ‪[ 89‬‬
‫قالوا‪ :‬إنه عام خصص بمفهوم ما صح عسن النسسبي )ص( لمسسا سسسئل عمسسا يحسسل‬
‫للرجل من امرأته وهي حسسائض ؟ فقسسال‪ :‬مسسا فسسوق الزار‪ .‬وذلسسك المفهسسوم هسسو منسسع‬
‫الستمتاع بما تحت الزار‪ ،‬فيكون التقدير‪ :‬اصنعوا كل شسسئ أي ممسسا فسسوق الزار‪.‬‬
‫وإنما منع الستمتاع بما تحت الزار عندهم لنه يدعو إلسسى الجمسساع‪ ،‬لن مسسن حسسام‬
‫حول الحمى يوشك أن يقع فيه‪) .‬قسسوله‪ :‬حسسل لهسسا قبسسل الغسسسل صسسوم( أي لن سسسبب‬
‫تحريمه خصوص الحيض‪ ،‬وإل لحرم على الجنب‪ .‬ا‍ه تحفة‪ .‬ويحسسل أيضسسا طلقهسسا‬
‫لزوال مقتضى التحريم وهو تطويسسل العسسدة‪) .‬قسسوله‪ :‬ل وطسسئ( أي أمسسا هسسو فيحسسرم‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬ول تقربوهن حتى يطهسسرن( * وقسد قسرئ بالتشسديد والتخفيسسف‪ .‬أمسسا‬
‫قراءة التشديد فهي صسسريحة فيمسا ذكسسر‪ ،‬وأمسسا التخفيسف فسسإن كسان المسسراد بسه أيضسسا‬
‫الغتسال ‪ -‬كما قال به ابن عباس وجماعة‪ ،‬لقرينة قوله تعالى‪) * :‬فسسإذا تطهسسرن( *‬
‫‪ -‬فواضح‪ ،‬وإن كان المراد به انقطاع الحيض فقد ذكر بعده شرطا آخر وهسسو قسسوله‬
‫تعسسالى‪) * :‬فسسإذا تطهسسرن( * فل بسسد منهمسسا معسسا‪ .‬ا‍ه إقنسساع‪) .‬قسسوله‪ :‬خلفسسا لمسسا بحثسسه‬
‫العلمة الجلل السيوطي( أي من حل الوطئ أيضا بالنقطاع‪) .‬قوله‪ :‬ورابعها( أي‬
‫الربعة التي هي موجبات الغسل‪ .‬وقوله‪ :‬نفاس قال الشوبري‪ :‬ل يقال ل حاجة إليه‬
‫مع الولدة لنه يستغنى بها عنه‪ ،‬لنا نقول‪ :‬ل تلزم‪ .‬لنها إذا اغتسلت من السسولدة‬
‫ثم طرأ الدم قبل خمسة عشر يوما فهذا الدم يجب له الغسل‪ ،‬ول يغني عنه ما تقسسدم‪.‬‬
‫تأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي انقطاعه( يأتي فيه ما تقدم‪ ،‬فل تغفسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو دم حيسسض‬
‫مجتمع يخسسرج بعسسد فسسراغ جميسسع الرحسسم( أي وقبسسل مضسسي خمسسسة عشسسر يومسسا مسسن‬
‫الولدة‪ ،‬وإل فهو حيض‪ ،‬ول نفاس لها أصل‪ .‬وإذا لم يتصل السدم بسالولدة فابتسداؤه‬
‫من رؤية الدم‪ ،‬وعليه فزمن النقاء ل نفاس فيه‪ ،‬فيلزمها فيه أحكام الطاهرات‪ ،‬لكنسسه‬
‫محسوب من الستين‪ .‬كذا قال البلقيني‪ .‬قال ابن حجسسر فسسي شسسرح العبسساب‪ :‬ورد بسسأن‬
‫حسبان النقاء من الستين من غير جعله نفاسا فيه تدافع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقيل‪ :‬إن ابتداء النفسساس‬
‫من الولدة ل من الدم‪ ،‬وعليه فزمن النقاء مسسن النفسساس‪ .‬وفسسي البجيرمسسي مسسا نصسسه‪:‬‬
‫والحاصل أن القوال ثلثة‪ :‬ابتداؤه من السسولدة عسسددا وحكمسسا‪ .‬الثسساني‪ :‬ابتسسداؤه مسسن‬
‫خروج الدم عددا وحكما‪ .‬الثالث‪ :‬ابتداؤه من الخروج من حيث أحكام النفاس‪ ،‬وأمسسا‬
‫العدد فمحسوب من الولدة‪ .‬وهذه القوال فيما إذا تسسأخر خروجسسه عسسن الولسسد وكسسان‬
‫بينهما نقاء‪ ،‬وأما إذا خرج الدم عقب السولدة فل خلف فيسه‪ .‬وينبنسسي علسى القسسوال‬
‫أنه على الول يحرم التمتع بها في زمسسن النقسساء‪ ،‬ول يلزمهسسا قضسساء الصسسلة‪ .‬وأمسسا‬
‫على الثاني فيجوز التمتع بها فسسي مسدة النقساء‪ ،‬ويجسب عليهسا قضساء‪ ،‬ويجسسب عليهسسا‬
‫قضاء الصلوات في مدة النقاء‪ ،‬وكسسذا علسسى الثسسالث‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وأقلسسه( أي النفسساس‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لحظة في عبارة‪ :‬مجة‪ .‬أي دفعة مسسن السسدم‪ ،‬وهسسي ل تكسسون إل فسسي اللحظسسة‪.‬‬
‫وفي عبارة‪ :‬ل حد لقله‪ .‬أي ل يتقدر بقدر بل ما وجد منه عقب الولدة يكون نفاسا‬
‫ولو قليل‪ ،‬ول يوجد أقل من مجة‪ .‬فمسسؤدى العبسسارات الثلث واحسد‪) .‬قسسوله‪ :‬وغسسالبه‬
‫أربعسسون يومسسا( أي بلياليهسسا‪ ،‬سسسواء تقسسدمت علسسى اليسسام كسسأن طرقتهسسا السسولدة عنسسد‬
‫الغروب‪ ،‬أو تأخرت كأن طرقتها الولدة عند طلوع الفجر‪ ،‬أو تلفقسست كسأن طرقتهسسا‬
‫في نصف الليل‪) .‬قوله‪ :‬وأكثره ستون يوما( أي بلياليها على ما مسر‪ .‬واعلسم أنسه قسد‬
‫أبدى أبو سهل الصعلوكي معنى لطيفا في كون أكثر النفسساس سسستين يومسسا‪ ،‬وهسسو أن‬
‫الدم يجتمع في الرحم مدة تخلق الحمل وقبل نفخ الروح فيه أربعين يوما نطفسسة‪ ،‬ثسسم‬
‫مثلها علقة‪ ،‬ثم مثلها مضغة‪ ،‬فتلك أربعة أشهر‪ .‬وأكثر الحيسسض خمسسسة عشسسر يومسسا‬
‫في كل شهر‪ ،‬فالجملة ستون يوما‪ .‬وأما بعد نفخ الروح فيه فيتغذى بالدم مسسن سسسرته‬
‫لن فمه ل ينتفخ ما دام في بطن أمه كما قيسسل‪ ،‬فل يجتمسسع فسسي الرحسسم دم مسسن حيسسن‬
‫نفخ الروح فيه‪ ،‬وأنت خبير بأن ذلك ل يظهر إل بالنسبة لمن كسسان حيضسسها خمسسسة‬
‫عشر يوما‪ ،‬إل أنها حكمة ل يلزم اطرادها‪.‬‬

‫] ‪[ 90‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم به( أي بالنفاس‪ .‬ويأتي فيسسه مسسا تقسسدم فسسي قسسوله‪ :‬ويحسسرم بسسه مسسا‬
‫يحرم بالجنابة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسا يحسسرم بسسالحيض حسستى الطلق إجماعسسا‪ ،‬لنسسه دم حيسسض‬
‫يجتمع قبل نفخ الروح كما مر‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب الغسسسل أيضسسا بسسولدة( أي بانفصسسال‬
‫جميع الولد‪ .‬قال سم‪ :‬الوجه فيما لو خرج بعضه ثم رجع ل يجب الغسسسل بسسل يجسسب‬
‫الوضوء‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما وجب الغسل ممسسا ذكسسر لنسسه منسسي منعقسسد‪ .‬وقسسوله‪ :‬ولسسو بل بلسسل‬
‫الغاية للرد على من قال إنها حينئذ ل توجب الغسل متمسكا بقوله )ص(‪ :‬إنما المسساء‬
‫من الماء‪) .‬قوله‪ :‬وإلقاء علقة ومضغة( معطوف على مسسدخول البسساء فهسسو فسسي حيسسز‬
‫الغاية‪ ،‬أي ولو كانت بإلقاء علقة ومضغة‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ولو لعلقة ومضسسغة‪ .‬قسسال‬
‫القوابل‪ :‬إنهما أصل آدمي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبمسسوت( معطسسوف علسسى بسسولدة‪ .‬أي ويجسسب‬
‫الغسل أيضا بموت مسلم‪ .‬قال الكردي‪ :‬ولو لسقط بلسسغ أربعسسة أشسسهر وإن لسسم تظهسسر‬
‫فيه أمارة الحياة‪ ،‬لن أحسسد حسسدود المسسوت يشسسمله وهسسو عسسدم الحيسساة عمسسا مسسن شسسأنه‬
‫الحياة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬غير شهيد أما هو فيحرم غسله كما سيذكره في الجنسسائز‪) .‬تتمسسة(‬
‫لسسسم يتعسسسرض المؤلسسسف للستحاضسسسة وأحكامهسسسا بالخصسسسوص‪ .‬وحاصسسسل ذلسسسك أن‬
‫الستحاضة هي الدم الخارج في غير أوقات الحيض والنفاس‪ ،‬بأن خرج قبسسل تسسسع‬
‫سنين أو بعسدها‪ ،‬ونقسص عسن قسدر يسسوم وليلسسة‪ ،‬وبسأن زاد علسسى خمسسة عشسر يومسا‬
‫بلياليها‪ ،‬أو أتى قبل تمام أقل الطهر‪ ،‬أو مع الطلق‪ ،‬ولم يتصسسل بحيسض قبلسسه‪ .‬وهسسي‬
‫حدث دائم فل تمنع شسسيئا ممسسا يمتنسسع بسسالحيض‪ ،‬مسسن نحسسو صسسلة ووطسسئ‪ ،‬ولسسو مسسع‬
‫جريان الدم‪ .‬وإذا أرادت المستحاضة أن تصلي يجسسب عليهسسا أن تغسسسل فرجهسسا مسسن‬
‫النجاسة‪ ،‬ثم تحشوه بنحو قطنة ‪ -‬وجوبا ‪ -‬دفعا للنجاسة أو تحفيفا لها‪ ،‬فإن لسسم يكفهسسا‬
‫الحشو تعصب بعده بخرقة مشقوقة الطرفين على كيفية التلجم المشهور‪ ،‬ول يضسسر‬
‫بعد ذلك خروج الدم إل إن قصرت في الشد‪ .‬ثم بعد ما ذكر تتوضأ‪ ،‬ثسسم عقسسب ذلسسك‬
‫تصلي‪ .‬ويجب إعادة جميع ذلك لكل فرض عيني ولو نذرا‪ .‬واعلسسم أنسسه يجسسب علسسى‬
‫النساء تعلم ما يحتجن إليه من هذا الباب وغيره‪ .‬فإن كان نحو زوجها عالمسسا لزمسسه‬
‫تعليمها‪ ،‬وإل فليسأل لها ويخبرها أو تخرج لتعلم ذلك‪ ،‬وليس لها الخروج لغير تعلم‬
‫واجب من نحو حضور مجلس ذكر إل برضاه وبمحرم معها إن خرجت عن البلسد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفرضه أي الغسل( و )قوله‪ :‬شيآن( يسسأتي فيسسه مسسا تقسسدم فسسي قسسوله‪ :‬ومسسوجبه‬
‫أربعسسة‪ .‬وكسسونه شسسيئين مبنسسي علسسى طريقسسة النسسووي رضسسي الس عنسسه مسسن أن إزالسسة‬
‫النجاسة ليست فرضا‪ ،‬وهي الراجحسسة‪ .‬أمسا علسى طريقسة الرافعسي مسن أنهسسا فسسرض‬
‫فيكون ثلثة أشياء‪ ،‬وهي مرجوحة‪) .‬قسوله‪ :‬أحسدهما( أي الشسيئين‪) .‬قسوله‪ :‬أي رفسع‬
‫حكمه( أي المذكور من الجنابة والحيض وهو المنع من نحو الصسسلة ‪ -‬وأفسساد بهسسذا‬
‫التفسير أنه يحتاج إلى تقدير مضاف بين المضاف والمضسساف إليسسه فسسي قسسوله‪ :‬رفسسع‬
‫الجنابة ورفع الحيض‪ ،‬ومحل الحتياج إليه بالنسبة للول إن أريد بالجنابة السباب‬
‫‪ -‬كالتقاء الختانين وإنزال المني ‪ -‬لنها ل ترتفع‪ ،‬فسسإن أريسسد بهسسا المسسر العتبسساري‬
‫القائم بالبدن الذي يمنع صحة الصلة حيث ل مرخسسص‪ ،‬أو أريسسد بهسسا المنسسع نفسسسه‪،‬‬
‫فل يحتاج لتقديره‪) .‬قوله‪ :‬أو نية إلخ( بالرفع عطف على نية الولى‪ ،‬ومثل نية أداء‬
‫فسسرض الغسسسل نيسسة الغسسسل المفسسروض أو الغسسسل السسواجب‪) .‬قسسوله‪ :‬أو رفسسع حسسدث(‬
‫بالجر‪ ،‬معطوف على أداء فرض الغسل‪ .‬أي أو نيسسة رفسسع الحسسدث‪ ،‬أي بغيسسر تقييسسده‬
‫بالكبر‪ .‬وينصرف إليه بقرينة كونه عليه‪ ،‬أو بتقيده به‪) .‬قوله‪ :‬أو الطهارة عنه( أي‬
‫أو نية الطهارة عن الحدث‪ .‬أي أو الطهارة للصسسلة‪ ،‬ول يكفسسي نيسسة الطهسسارة فقسسط‪.‬‬
‫ولو نوى المحدث غير ما عليه‪ ،‬كأن نوى الجنب رفسسع حسسدث الحيسسض أو بسسالعكس‪،‬‬
‫فإن كان غالطا صح‪ ،‬والمراد بالغلط هنا اعتقاد أن مسسا عليسسه هسسو السسذي نسسواه‪ ،‬علسسى‬
‫خلف ما في الواقع‪ .‬وليس المراد بالغلط سبق لسانه إلى غير ما أراد أن ينطق به‪،‬‬
‫إذ مجرد سبق اللسان ل أثر لسسه لن العتبسسار بمسسا فسسي القلسسب‪ .‬وإن كسسان متعمسسدا لسسم‬
‫يصح لتلعبه‪) .‬قوله‪ :‬أو أداء الغسل( أي أو نية أداء الغسل‪ .‬قال ع ش‪ :‬فسسإن قلسست‪:‬‬
‫أي فرق بين أداء‬

‫] ‪[ 91‬‬
‫الغسل والغسل فقط ؟ لنه إن أريد بالداء معناه الشسسرعي‪ ،‬وهسسو فعسسل العبسسادة‬
‫في وقتها المقدر لها شرعا ل يصح‪ ،‬لن الغسل ل وقت له مقدر شرعا ؟ وإن أريد‬
‫معناه اللغوي‪ ،‬وهو الفعل‪ ،‬ساوى نيسسة الغسسسل ؟ ويجسساب‪ :‬بسسأن الداء ل يسسستعمل إل‬
‫في العبادة‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ل الغسل فقط( أي ل يكفي نيسة الغسسسل فقسط‪ ،‬وذلسسك‬
‫لنه يكون عادة وعبادة‪ ،‬وبه فارق الوضوء‪ .‬قال البجيرمي نقل عن البرمسساوي وق‬
‫ل‪ :‬وقد يكون مندوبا فل ينصرف للواجب إل بالنص عليسسه‪ ،‬لنسسه لمسسا تسسردد القصسسد‬
‫فيه بين أسباب ثلثسسة ‪ -‬العسسادي كسسالتنظيف‪ ،‬والنسسدب كالعيسسد‪ ،‬والوجسسوب كالجنايسسة ‪-‬‬
‫احتاج إلى التعيين‪ ،‬بخلف الوضوء فليس له إل سبب واحد وهو الحدث‪ .‬فلم يحتسسج‬
‫إلسسى التعييسسن لنسسه ل يكسسون عسسادة أصسسل ول منسسدوبا لسسسبب‪ ،‬وليسسست الصسسلة بعسسد‬
‫الوضوء سببا للتجديد وإنما هي مجوزة له فقط ل جالبة له‪ ،‬ولذلك لم تصح إضسسافته‬
‫إليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أن تكون النية( دخول علسسى المتسسن‪ .‬وأفسساد أن مقرونسة يقسسرأ‬
‫بالنصب خسسبرا لتكسسون مقسسدرة‪ ،‬ول يتعيسسن ذلسسك بسسل يصسسح أن يكسسون منصسسوبا علسسى‬
‫الحسسال‪ .‬وقسسوله‪ :‬مقرونسسة بسسأوله أي الغسسسل‪ .‬وينسسدب أن يقسسدمها مسسع السسسنن المتقدمسسة‬
‫كالسواك والبسملة وغسل الكفين ليثاب عليها‪ .‬لكن إن اقترنت النية المعتبرة بما يقع‬
‫غسله فرضا فاته ثواب السنن المذكورة وكفته هذه النيسسة‪ .‬فالحسسسن حينئذ أن يفسسرق‬
‫النية بأن يقول عند هذه السسسنن‪ :‬نسسويت سسسنن الغسسسل‪ .‬لثيسساب عليهسسا‪ .‬ثسسم ينسسوي النيسسة‬
‫المعتبرة عند غسل الواجب غسله‪ ،‬كما في الوضوء‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو نسسوى( أي الجنسسب‬
‫أو الحائض ونحوه‪ .‬وقوله بعد غسل جزء أي من بدنه‪) .‬قوله‪ :‬وجب إعسسادة غسسسله(‬
‫أي ذلك الجزء الذي لم تقترن النية به‪ ،‬وذلك لعدم العتسسداد بسسه قبسسل النيسسة‪ .‬فعلسسم أن‬
‫وجوب قرنها بأوله إنمسسا هسسو للعتسسداد بسسه ل لصسسحة النيسسة‪ ،‬لنهسسا ل تصسسح وإن لسسم‬
‫تقترن بأول الغسل‪ ،‬لكن تجب إعادته‪) .‬قسوله‪ :‬لسم يحتسج إلسى إعسادة النيسة( أي لعسدم‬
‫اشتراط الموالة فيه‪ ،‬بل هي سنة فقط‪ .‬كما صرح به في المنهسساج فسسي بسساب السستيمم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وثانيهما( أي الشيئين‪) .‬قسسوله‪ :‬تعميسسم ظسساهر بسسدن( فلسسو لسسم يصسسل المسساء إليسسه‬
‫لحائل ‪ -‬كشمع أو وسخ تحت الظفار ‪ -‬لم يكف الغسل‪ ،‬وإن أزالسسه بعسد فل بسد مسسن‬
‫غسل محله‪ .‬ول يجب هنا غسل ما بعده معسسه لن بسسدن الجنسسب كلسسه كعضسسو واحسسد‪،‬‬
‫بخلف الوضوء كما تقدم‪ .‬وإنما وجب تعميمسسه لمسسا صسسح مسسن قسسوله )ص(‪ :‬أمسسا أنسسا‬
‫فيكفيني أن أصب على رأسي ثلثا ثسسم أفيسسض بعسسد ذلسسك علسسى سسسائر جسسسدي‪ .‬ولن‬
‫الحدث عم جميع البدن فوجب تعميمه بالغسل‪) .‬قوله‪ :‬حتى الظفار( بالجر‪ ،‬عطسسف‬
‫على ظاهر‪ .‬وقوله‪ :‬وما تحتها أي وحتى ما تحت الظفار فيجسسب غسسسله‪ .‬وقسسد تقسسدم‬
‫الكلم على ما تحت الظفار من الوساخ فارجع إليه إن شئت‪) .‬قوله‪ :‬والشعر( أي‬
‫وحتى الشعر‪ ،‬وهو معطسوف علسى الظفسار المعطوفسة علسى ظساهر البسدن ل علسى‬
‫البدن‪ ،‬وإل لزم تسلط لفظ ظاهر على جميع المعاطيف وانحل‪ .‬المعنى‪ :‬حتى ظاهر‬
‫الظفار وظاهر ما تحتها وظاهر الشعر ظاهرا وباطنسسا‪ ،‬ول يخفسسى مسسا فيسسه‪ ،‬تأمسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن كثف( أي الشعر‪ .‬وإنما وجب غسل الكثيف هنا ظاهرا وباطنا‪ ،‬بخلفسسه‬
‫في الوضوء‪ ،‬لقلة المشقة هنا بسبب عدم تكرره لكل صلة‪ ،‬وكثرتهسسا فسسي الوضسسوء‬
‫لتكرره لكل صلة‪ .‬والشسسعر المضسسفور إن لسسم يصسسل المسساء إلسسى بسساطنه إل بسسالنقض‬
‫وجب نقضه ليصل الماء إلى باطنه‪ ،‬فإن وصسسل مسسن غيسسر نقسسض لسسم يجسسب نقضسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وما ظهر إلخ( أي وحتى ما ظهر إلخ‪ .‬فهسسو معطسسوف علسسى الظفسسار أيضسسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من نحو منبت شعرة لعل نحو ذلك هو منبت ظفر أزيل‪) .‬قسسوله‪ :‬زالسست( أي‬
‫الشعرة‪ .‬وقوله‪ :‬قبل غسلها فإن زالت بعده ل يجب غسله‪) .‬قوله‪ :‬وصماخ( أي وما‬
‫ظهر من صماخ للذنين‪ ،‬فهو معطوف علسسى نحسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسرج امسسرأة( أي ومسسا‬
‫ظهر من فرج امرأة‪ ،‬بكر أو ثيب‪ .‬قال الكردي‪ :‬وما يبدو مسسن فسسرج البكسسر دون مسسا‬
‫يبدو من فرج الثيب‪ ،‬فيختلف الوجوب في الثيب والبكسسر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬عنسسد جلوسسسها‬
‫متعلق بظهر المقدر‪) .‬قوله‪ :‬وشقوق( أي وما ظهر من شقوق ‪ -‬أي في البدن ‪-‬‬

‫] ‪[ 92‬‬
‫ول غور لها‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬وما يبدو من شقوق البدن التي ل غور لها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وباطن جدري( أي وحتى باطن جدري‪ ،‬فهو بالجر معطسسوف علسسى مسسدخول‬
‫حتى وقوله‪ :‬انفتح رأسسه خسرج بسه مسا إذا لسم ينفتسح فل يجسب شسقه وغسسل بساطنه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل باطن قرحسسة( بسسالجر‪ ،‬عطسسف علسسى بسساطن جسسدري‪ .‬أي فل يجسسب تعميمسسه‬
‫بالماء‪) .‬قوله‪ :‬وارتفع قشرها( أي عن البشرة‪ .‬وقوله‪ :‬لم يظهسسر شسسئ ممسسا تحتسسه أي‬
‫القشر من باطن القرحة‪ .‬والظاهر أن هذا القيد وما قبله ل مفهوم لهما بل هما لبيان‬
‫الواقع‪ ،‬وذلسك لنهمسا لزمسان للسبرء‪ .‬تأمسل‪) .‬قسوله‪ :‬ويحسرم فتسق الملتحسم( أي مسن‬
‫أصابع اليدين والرجلين‪ ،‬لنه ليس من ظاهر البدن‪ .‬وعبارة النهاية في مبحث سسسنن‬
‫الوضوء‪ :‬ولو كانت أصابعه ملتفة بحيسث ل يصسل المساء إليهسا إل بالتخليسل ونحسوه‬
‫وجب‪ ،‬أو ملتحمة حرم فتقها لنه تعسسذيب بل ضسسرورة‪ .‬أي إن خسساف محسسذور تيمسسم‬
‫فيما يظهر أخذا من العلة انتهت‪ .‬ولو أخر هذه المسألة عن قسسوله‪ :‬ومسسا تحسست قلفسسة‪،‬‬
‫لكان أولى‪ ،‬لتتصل المعاطيف‪ ،‬وليهام عبارته أن وما تحسست معطسسوف علسسى فاعسسل‬
‫يحرم‪) .‬قوله‪ :‬وما تحت قلفة( أي وحتى ما تحسست قلفسسة مسسن القلسسف‪ ،‬فهسسو معطسسوف‬
‫على مدخول حتى‪ .‬وإنما وجب غسله لنه ظاهر حكما وإن لسسم يظهسسر حسسسا‪ ،‬لنهسسا‬
‫مستحقة الزالة‪ .‬ولهذا لو أزالها إنسان لم يضمنها‪ .‬ومحل وجسسوب غسسسل مسسا تحتهسسا‬
‫إن تيسسر ذلسسك بسأن أمكسن فسسسخها‪ ،‬وإل وجبسست إزالتهسسا‪ .‬فسإن تعسسذرت صسلى كفاقسد‬
‫الطهورين‪ .‬وهذا التفصيل في الحي‪ ،‬وأما الميت فحيث لم يمكن غسسل مسا تحتهسا ل‬
‫تزال لن ذلك يعد إزراء به‪ ،‬ويدفن بل صسلة‪ ،‬علسى المعتمسسد عنسسد الرملسي‪ ،‬وعنسسد‬
‫ابن حجر ييمم عما تحتها ويصلى عليه للضرورة‪) .‬قسسوله‪ :‬ل بسساطن شسسعر( الولسسى‬
‫تقديمه وذكره بعد قوله‪ :‬وإن كثف‪ ،‬إذا هو مستثنى منه‪ .‬ولو جعسسل مسسن المتسسن لكسسان‬
‫ظاهرا‪ .‬ومثل الشعر المنعقد باطن فسم وأنسف وعيسن وفسرج وشسعر نبست فسي العيسن‬
‫والنف‪ ،‬فل يجب غسله‪ .‬وقوله‪ :‬انعقد بنفسه فإن عقده هو ل يعفى عنه مطلقسسا‪ ،‬قسسل‬
‫أو كثر‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يعفى عن القليل منه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب مضمضة واستنشاق(‬
‫أي لن محلهما ليس من الظاهر‪ ،‬وإن انكشف باطن الفسسم والنسسف بقطسسع سسساترهما‪.‬‬
‫ويغني عن هذا قوله التي‪ :‬فبعد إزالة القذر مضمضة واستنشاق‪ .‬وقوله‪ :‬بسسل يكسسره‬
‫تركهما أي خروجا مسن خلف أبسي حنيفسة رضسي الس عنسه‪) .‬قسوله‪ :‬بمساء طهسور(‬
‫متعلق بتعميم‪) .‬قوله‪ :‬ومر( أي في شروط الوضوء‪ .‬وعبارته هناك‪ .‬وثالثهسسا‪ :‬أن ل‬
‫يكون عليه ‪ -‬أي على العضو ‪ -‬مغير للماء تغيرا ضارا‪ ،‬كزعفران وصندل‪ .‬خلفسسا‬
‫لجمع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي ظن عمومه( أي ويكفي في الغسل ظن وصول المسساء إلسسى‬
‫جميع البشرة والشعر‪) .‬قوله‪ :‬على البشرة والشعر( الولى حذف على‪ ،‬إذ المصسسدر‬
‫يتعدى بنفسه كفعله‪ .‬يقال‪ :‬عمك الماء‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يتيقنه( أي العمسسوم‪ .‬ول معنسسى‬
‫لهذه الغاية بعد قوله‪ :‬ويكفي ظن إلخ‪) .‬قسوله‪ :‬فل يجسب تيقسن عمسومه( مفسرع علسى‬
‫قوله‪ :‬ويكفي إلخ‪) .‬قوله‪ :‬بل يكفي غلبة إلخ( هو عين المفرع عليه‪ ،‬فسسالولى حسسذفه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬به أي بعموم الماء‪ .‬وقوله‪ :‬فيه أي في الغسل‪ .‬وقوله‪ :‬كالوضوء أي كما أنسسه‬
‫يكفي غلبة ظن العموم فيه كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وسن إلخ( لما تكلم على الفرائض شسسرع‬
‫يتكلم على السسسنن‪) .‬قسسوله‪ :‬للغسسسل السسواجب( أي كغسسسل الجنابسسة والحيسسض والنفسساس‬
‫والولدة‪ .‬وقوله‪ :‬والمندوب أي كغسل الجمعة والعيدين‪) .‬قوله‪ :‬تسمية( نسسائب فاعسسل‬
‫سن‪ ،‬ول بد أن يقصد بها السسذكر وحسسده‪ ،‬أو يطلسسق إن كسسان محسسدثا حسسدثا أكسسبر‪ .‬فسسإن‬
‫قصد القراءة وحدها أو مع الذكر حرم‪ ،‬ول بد أن تكون مقرونة بالنية القلبية ليثسساب‬
‫عليها من حيث الغسل‪ .‬وقوله‪ :‬أوله أي أول الغسل‪ .‬وقد ذكر الشارح فسسي الوضسسوء‬
‫خلفا في كون أول السنن التسمية أو السواك‪ ،‬وقد تقدم الجمع بينهمسسا بسسأن مسسن قسسال‬
‫بالول مراده أول السنن القولية‪ ،‬ومسسن قسسال بالثسساني مسسراده الفعليسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإزالسسة‬
‫قذر( أي وسن إزالة قذر‪ ،‬أي تقديمها علسى الغسسل‪ .‬قسال ش ق‪ :‬ومحسل كسون تقسديم‬
‫غسله من سنن الغسل إذا كانت النجاسة غير‬

‫] ‪[ 93‬‬
‫مغلظة وكانت حكمية‪ ،‬أي ل يدرك لها طعم ول لون ول ريح‪ .‬أو عينية‪ ،‬بسسأن‬
‫يدرك لها واحد مما ذكر‪ ،‬وكانت تسسزول بغسسسلة واحسسدة‪ .‬أمسسا العينيسسة السستي ل تسسزول‬
‫بذلك فإزالتها قبل الغسل شرط‪ ،‬فل يصح مع بقائها لحيلولتهسسا بيسسن العضسو والمساء‪.‬‬
‫وأما المغلظة فغسلها بغير تتريب أو معه قبل استيفاء السبع ل يرفسسع الحسسدث ‪ -‬كمسسا‬
‫في شرح الرملي ‪ -‬فلو كان على بدن الجنب نجاسة مغلظة فغسسلها سستا ثسم انغمسس‬
‫في ماء كدر كالنيل ناويا رفع الحدث ارتفعت جنابته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬طسساهر( بسسدل مسسن‬
‫قذر‪) .‬قوله‪ :‬كمني ومخاط( تمثيل للطاهر‪) .‬قسسوله‪ :‬ونجسسس( السسواو بمعنسسى أو‪ ،‬وهسسو‬
‫معطوف على طاهر‪) .‬قوله‪ :‬كمذي( تمثيل للنجس‪ ،‬ومثله الودي‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن كفسسى‬
‫إلخ( غاية لسنية إزالة القذر‪ ،‬أي سن إزالة القذر وإن كفى لهما ‪ -‬أي للحدث والقذر‬
‫‪ -‬غسلة واحدة‪ .‬قال العلمة الكردي‪ :‬وهذا هو الراجح في المذهب‪ ،‬لكن يشترط في‬
‫الطاهر أن ل يغير الماء تغيرا يمنع إطلق اسم المسساء عليسسه‪ ،‬وأن ل يمنسسع وصسسول‬
‫الماء إلى ما تحته من البشرة‪ .‬وفي النجاسة العينية أن تسسزول النجاسسسة بغسسسلة‪ ،‬وأن‬
‫يكون الماء الذي هو دون القلتين واردا على المتنجسسس‪ ،‬وأن ل تتغيسسر الغسسسالة ولسسو‬
‫تغيرا يسسسيرا‪ ،‬وأن ل يزيسسد وزنهسسا بعسسد اعتبسسار مسسا يتشسسربه المغسسسول ويعطيسسه مسسن‬
‫الوسخ‪ .‬فإن انتفى شرط من ذلك حكسسم ببقسساء الحسسدث كسسالخبث‪ .‬فعلسسم أن المغلظسسة ل‬
‫يطهر محلها عن الحدث إل بعد تسبيعها مع التتريب‪ .‬قال في اليعاب‪ :‬فلسسو انغمسسس‬
‫بدون تتريب في نهر ألف مرة مثل لم يرتفع حدثه‪ .‬وبه يلغسز فيقسال‪ :‬جنسب انغمسس‬
‫في ماء طهور ألف مرة بنية رفع الجنابة وليس ببسسدنه مسسانع حسسسي ولسسم يطهسسر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يبول إلخ( أي وسن أن يبول إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬قبل أن يغتسسسل متعلسسق بيبسسول‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ليخرج ما بقي أي من المني‪ .‬وقوله‪ :‬بمجراه أي البول‪ .‬وذلك لنه لو لم يبل‬
‫قبله لربما خرج منه بعد الغسل فيجب عليه إعادة‪) .‬قوله‪ :‬فبعد إزالة القذر إلسسخ( أي‬
‫فبعد إزالة القذر سن مضمضسسة واستنشسساق‪ ،‬وهمسسا سسسنتان مسسستقلتان غيسسر المشسستمل‬
‫عليهما الوضوء‪) .‬قوله‪ :‬ثم وضوء كامل( أي ثم سن وضسسوء كسسامل‪) .‬قسسوله‪ :‬رواه(‬
‫أي التباع الشيخان‪ ،‬أي البخاري ومسلم‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن لسسه( أي المغتسسسل‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫استصحابه أي الوضوء‪ .‬وقوله إلى الفراغ أي من الغسل‪) .‬وقوله‪ :‬حتى لو أحسسدث(‬
‫أي قبل أن يغتسل‪ .‬قوله‪ :‬سسسن لسسه إعسسادته أي الوضسسوء‪ .‬وهسسذا مسسا جسسرى عليسسه ابسسن‬
‫حجر‪ .‬وجرى م ر على سنية العادة‪ ،‬وعبارته‪ :‬ولو توضأ قبل غسله ثم أحدث قبل‬
‫أن يغتسل لم يحتج لتحصيل سنة الوضوء إلى إعادته‪ .‬كما أفتى به الوالد رحمه ال س‬
‫تعالى‪ .‬بخلف ما لو غسل يديه في الوضوء ثسم أحسدث قبسل المضمضسة مثل‪ ،‬فسإنه‬
‫يحتاج في تحصيل السنة إلى إعادة غسلهما بعد نية الوضسسوء لن تلسسك النيسسة بطلسست‬
‫بالحدث‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ش ق‪ :‬ويمكن الجمع بينهما بأن مراد الرملي أنه ل تطلب إعسسادته‬
‫من حيث كونه مسسن سسسنن الغسسسل المسسأمور بهسسا‪ ،‬فل ينسسافي طلسسب إعسسادته مسسن حيسسث‬
‫الخروج من الخلف‪ ،‬وهسسو مسراد ابسسن حجسسر ا‍ه‪ .‬وعلسسى مسسا جسسرى عليسسه م ر ألغسسز‬
‫السيوطي فيه فقال‪ :‬قل للفقيه وللمفيد * * ولكل ذي باع مديد ما قلت في متوضسسئ *‬
‫* قد جاء بالمر السديد ل ينقضون وضوءه * * مهما تغوط أو يزيسسد ووضسسوءه لسسم‬
‫ينتقض * * إل بإيلج جديد أجابه بعضهم في قوله‪ :‬يسسا مبسسدئ اللغسسز السسسديد * * يسسا‬
‫واحد العصر الفريد هذا الوضوء هو الذي * * للغسل سن كمسسا تفيسسد وهسسو السسذي لسسم‬
‫ينتقسسض إل بسسإيلج جديسسد )قسسوله‪ :‬وزعسسم المحسساملي( مبتسسدأ خسسبره ضسسعيف‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫اختصاصه أي الوضوء بالغسل الواجب‪ ،‬وعبارة ابن‬

‫] ‪[ 94‬‬
‫قاسم‪ :‬قال في شرح العباب‪ :‬وقضية كلمهم أن الوضوء إنمسسا يكسسون سسسنة فسسي‬
‫الغسل الواجب‪ .‬به صرح أبو زرعة وغيره تبعا للمحاملي‪ .‬ولو قيل بندبه ‪ -‬كغيسسره‬
‫من سائر السنن التي ذكروها هنا في الغسسسل المسسسنون أيضسسا ‪ -‬لسسم يبعسسد‪ .‬ثسسم رأيسست‬
‫المصنف في باب الجمعة جسسزم بهسسذا الحتمسسال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬والفضسسل عسسدم تسسأخير‬
‫غسل قدميه( هذا ل يلئم قوله‪ :‬ثم وضوء كامل‪ .‬إذ كمسساله إنمسسا يكسسون بعسسدم تسسأخير‬
‫غسل قدميه‪ .‬والولى في المقابلة أن يقول كما في المنهاج‪ .‬وفي قول‪ :‬يسسؤخر غسسسل‬
‫قدميه‪) .‬قوله‪ :‬وإن ثبت تأخيرهما( أي القدمين‪ ،‬أي غسسسلهما‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي البخسساري‬
‫فقد روي فيه أنه )ص( توضأ وضوءه للصلة غير غسل قدميه‪) .‬قوله‪ :‬ولو توضسسأ‬
‫أثناء الغسل أو بعده( في البجيرمي ما نصسسه‪ :‬لسسو اغتسسسل ثسسم أراد أن يتوضسسأ‪ ،‬فهسسل‬
‫ينوي بالوضوء الفريضسسة لنسه لسسم يتوضسسأ قبلسسه ؟ أو ينسوي بسه السسنة لن وضسسوءه‬
‫اندرج في الغسل ؟‪ .‬الجواب‪ :‬أنه إن أراد الخروج من الخلف نسسوى بسسه الفريضسسة‪،‬‬
‫وإل نوى به السنة‪ ،‬فيقول‪ :‬نسويت سسنة الوضسسوء للغسسسل‪ .‬وكسسذا يقسول إذا قسدمه‪ ،‬إن‬
‫تجسسردت جنسسابته عسسن الحسسدث وإل فنيسسة معتسسبرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ابسسن شسسرف ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن‬
‫الفضسسل تقسسديمه( أي الوضسسوء علسسى الغسسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره تركسسه( أي الوضسسوء‪،‬‬
‫خروجا من خلف موجبه القائل بعدم الندراج‪ ،‬كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬وينوي به سنة‬
‫الغسل( قال في التحفة‪ :‬أي أو الوضوء كما هو ظاهر‪) .‬قسسوله‪ :‬إن تجسسردت جنسسابته(‬
‫أي انفردت عنه‪ ،‬كأن نظر فسأمنى أو تفكسر فسسأمنى‪ .‬وقسوله‪ :‬وإل أي وإن لسم تتجسسرد‬
‫عنه بل اجتمعت معه كما هو الغالب‪ .‬نوى به رفع الحدث‪ .‬وظاهر هذا أنه ينوي ما‬
‫ذكر وإن أخر الوضوء عن الغسل‪ ،‬وهو كذلك إن أراد الخسسروج مسسن الخلف‪ ،‬وإل‬
‫نوى به سنة الغسل كما مر قريبا‪ .‬وفسسي بشسسرى الكريسسم مسسا نصسسه‪ :‬وينسسوي بسسه رفسسع‬
‫الحسسدث الصسسغر‪ ،‬وإن تجسسردت جنسسابته عنسسه وإن أخسسره عسسن الغسسسل‪ ،‬خروجسسا مسسن‬
‫خلف القائل بعدم اندراج الصغر في الكبر‪ ،‬ومن خلف القائل‪ :‬إن خروج المني‬
‫ينقسسض الوضسسوء‪ .‬وينبغسسي لمسسن يغتسسسل مسسن نحسسو إبريسسق‪ .‬قسسرن النيسسة بغسسسل محسسل‬
‫الستنجاء‪ ،‬إذ قد يغفل عنه فل يتم طهره‪ ،‬وإن ذكره احتاج إلى لف خرقة على يسسده‬
‫وفيها كلفة‪ ،‬أو إلى المس فينتقض وضوءه‪ .‬فإذا قرنها به يصسسير علسسى الكسسف حسسدث‬
‫أصغر دون الكبر‪ ،‬فيحتاج إلى غسلها بنية الوضوء‪ .‬فالولى أن ينوي رفع الحدث‬
‫عن محل الستنجاء فقط ليسلم من ذلسسك‪ .‬ا‍ه بزيسسادة‪ .‬وهسسذه المسسسألة تسسسمى بالدقيقسسة‬
‫ودقيقسة الدقيقسة‪ .‬فالدقيقسة‪ :‬النيسة عنسد محسل غسسل السستنجاء‪ ،‬ودقيقسة الدقيقسة‪ :‬بقساء‬
‫الحدث الصغر على كفه‪ .‬والمخلسسص مسسن ذلسسك أن يقيسسد النيسسة بالقبسسل والسسدبر‪ ،‬كسسأن‬
‫يقول‪ :‬نويت رفع الحدث عن هذين المحلين‪ .‬فيبقى حسسدث يسسده ويرتفسسع بالغسسسل بعسسد‬
‫ذلك كبقية بدنه‪) .‬قوله‪ :‬خروجا إلخ( أي ينوي رفسسع الحسسدث الصسسغر‪ ،‬خروجسسا مسسن‬
‫خلف موجب الوضسسوء‪ .‬وقسسوله‪ :‬بعسسدم النسسدراج أي انسسدراج الحسسدث الصسسغر فسسي‬
‫الكبر‪) .‬قوله‪ :‬لزمه الوضوء( أي عند إرادة نحو الصلة‪ ،‬كمسا هسو ظساهر‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫فتعهد معسساطف( أي ثسسم بعسسد الوضسسوء سسسن تعهسسد معسساطفه‪ ،‬وهسسي مسسا فيسسه انعطسساف‬
‫والتواء‪ ،‬كطيات بطسسن وكسسإبط وأذن‪ .‬ويتأكسسد التعهسسد فسسي الذن فيأخسسذ كفسسا مسسن مسساء‬
‫ويضع الذن عليه برفق‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وإنمسسا لسسم يجسسب ذلسسك حيسسث ظسسن وصسسوله‬
‫إليها لن التعميم الواجب يكتفي فيه بغلبة الظن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمسسوق( المسسراد بسه مسسا‬
‫يشمل اللحسساظ‪ ،‬وهسسو مسسا يلسسي الذن‪ .‬وعبسسارة بعضسسهم‪ :‬ومسسوق ولحسساظ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتعهد إلخ( بالرفع‪ ،‬عطسسف علسسى تعهسسد معسساطف‪ .‬وقسسوله‪ :‬أصسسول شسسعر أي منسسابت‬
‫شعر‪ .‬وعبارة المنهج القويم مع الصل وتخليل أصول الشسسعر ثلثسسا بيسسده المبلولسسة‪،‬‬
‫بأن يدخل أصابعه العشرة في الماء ثم في الشعر ليشرب بها أصوله‪ .‬والمحسسرم فسسي‬
‫ذلك كغيره‪ ،‬لكن يتحرى الرفق خشية النتتاف‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم غسسسل إلسسخ( أي ثسسم بعسسد‬
‫تعهد ما ذكر سن غسل رأس بإفاضة الماء‪) .‬قوله‪ :‬بعد تخليله(‬

‫] ‪[ 95‬‬
‫أي الرأس‪ ،‬أي شعره‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬ول حاجة إليه بعد قوله‪ :‬وتعهد أصسسول‬
‫شعر‪ .‬إذ هو صادق بشسسعر السسرأس وغيسسره‪ .‬وتعلسسم البعديسسة مسسن تعسسبيره بثسسم‪ ،‬تأمسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول تيامن فيه( أي في الرأس‪ .‬ومحله إن كان ما يفيضسسه يكفسسي كسسل السسرأس‪،‬‬
‫وإل بدأ باليمن‪ ،‬كما في النهاية‪ ،‬ونصسسها‪ :‬وظسساهر كلمسسه أنسسه ل يسسسن فسسي السسرأس‬
‫البداءة باليمن‪ .‬وبه صرح ابن عبد السلم واعتمده الزركشي وهو ظاهر‪ .‬إن كسسان‬
‫ما يفيضه يكفي كل الرأس وإل بدأ باليمن كما يبدأ به القطع وفاعسسل التخليسسل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لغير أقطع أي أما هو فيسن له التيامن فيه‪) .‬قوله‪ :‬ثسسم غسسسل شسسق أيمسسن( أي‬
‫فيبدأ أول بالجهة اليمنى من جسده ظهرا وبطنا‪ ،‬فيفيض الماء عليها من قدام ثم مسن‬
‫خلف‪ ،‬ثم يغسل الجهة اليسرى كذلك‪ .‬وهذا في غسل الحي‪ ،‬وأما فسسي غسسسل الميسست‬
‫فيغسل شقه اليمن من قدام ثم اليسسسر كسسذلك‪ ،‬ثسسم يحرفسسه ويغسسسل شسسقه اليمسسن مسسن‬
‫خلف ثم اليسر كذلك‪ ،‬لنه أسهل على الميت والغاسل‪) .‬قوله‪ :‬ودلك لما تصله يده(‬
‫أي وسن دلك لذلك‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬يقتضي هذا أن ما لم تصسسله يسسده ل يسسسن دلكسسه‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل يسن لسسه أن يسسستعين بعسسود ونحسسوه‪ :‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬خروجسسا إلسسخ( علسسة‬
‫لسنية الدلك‪ ،‬بقطع النظر عن قوله لما تصله يده‪ .‬وذلك لن الموجب له يسسوجبه فسسي‬
‫جميع البدن‪ .‬وقوله‪ :‬من خلف من أوجبه هو المام مالك رضي ال عنه‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬دليلنا ‪ -‬أي على عدم الوجوب ‪ -‬أن الية والخبر ليس فيهما تعرض له‪ ،‬مسسع‬
‫أن اسسسم الغسسسل شسسرعا ولغسسة ل يفتقسسر إليسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتثليسسث( أي وسسسن تثليسسث‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لغسل جيمع البدن إلخ فيغسل رأسه أول ثلثا‪ ،‬ثم شقه اليمن ثلثا مسسن قسسدام‬
‫ومن خلسسف‪ ،‬ثسسم اليسسسر كسسذلك‪ ،‬ويسسدلك ثلثسسا‪ ،‬ويخلسسل ثلثسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ويحصسسل( أي‬
‫التثليث‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي راكسسد أي فسسي الغسسسل فسسي مسساء راكسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬بتحسسرك( متعلسسق‬
‫بيحصل‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم ينقل إلسسخ( غايسسة لحصسسول التثليسسث بمسسا ذكسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬علسسى‬
‫الوجه أي مسن اضسطراب فيسه بيسن السسنوي والمتعقسبين لكلمسه‪ ،‬لن كسل حركسة‬
‫توجب مماسة ماء لبدنه غير المسساء السسذي قبلسسه‪ .‬ولسسم ينظسسر لهسسذه الغيريسسة المقتضسسية‬
‫للنفصال المقتضى للستعمال‪ ،‬لن المدار في النفصال المقتضي له على انفصال‬
‫البدن عنه عرفا‪ ،‬وما هنسسا ليسسس كسسذلك‪ ،‬وكسسأن الفسسرق أنسسه يغتفسسر فسسي حصسسول سسسنة‬
‫التثليث ما ل يغتفر في حصول الستعمال لنسسه إفسسساد للمسساء فل يكفسسي فيسسه المسسور‬
‫العتبارية‪ .‬وقد مر فيمن أدخل يده بل نية اغتراف أن له أن يحركها ثلثا ويحصل‬
‫له سنة التثليث‪ .‬ا‍ه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬واستقبال( أي وسن للغسل اسسستقبال للقبلسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وموالة( أي وسن موالة‪ .‬قال في التحفة بتفصيلها السسسابق‪ .‬ا‍ه وهسسو أنهسسا سسسنة فسسي‬
‫حق السليم وواجبة في غيسره‪) .‬قسوله‪ :‬وتسرك تكلسم( أي وسسن للمغتسسل تسرك تكلسم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بل حاجة أما بها فل يسن تركه‪ ،‬كمسسا مسسر فسسي الوضسسوء‪) .‬قسسوله‪ :‬وتنشسسيف(‬
‫بالجر‪ ،‬عطف على تكلم‪ .‬أي وسن ترك تنشيف‪ .‬وقسسوله‪ :‬بل عسسذر أمسسا بسسه فل يسسسن‬
‫تركه‪ ،‬كما مر أيضا‪) .‬قوله‪ :‬وتسن الشهادتان المتقدمتان( وهما‪ :‬أشهد أن ل إلسسه إل‬
‫ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ .‬وقوله‪ :‬مع ما معهما أي مسسع‬
‫مسسا ذكسسر معهمسسا هنسساك‪ ،‬وهسسو أن يزيسسد‪ :‬اللهسسم اجعلنسسي مسسن التسسوابين واجعلنسسي مسسن‬
‫المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليسسك‪.‬‬
‫وأن يصلي ويسلم على سيدنا محمد وآل سسسيدنا محمسسد‪ ،‬وأن يقسسرأ * )إنسسا أنزلنسساه( *‬
‫وأن يقول ذلك كله ثلثا مستقبل للقبلة‪ ،‬رافعا يديه وبصره إلى السماء‪ ،‬ولو أعمسسى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عقب الغسل متعلق بتسن‪) .‬قوله‪ :‬وإن ل يغتسل لجنابة إلخ( عبسسارة المغنسسي‪:‬‬
‫وأن ل يغتسل في الماء الراكد ولسسو كسسثر‪ ،‬أو بئر معينسسة ‪ -‬كمسسا فسسي المجمسسوع ‪ -‬بسسل‬
‫يكره ذلك لخبر مسلم‪ :‬ل يغتسسسل أحسسدكم فسسي المسساء الراكسسد وهسسو جنسسب‪ .‬فقيسسل لبسسي‬
‫هريرة‪ :‬الراوي للحديث كيف يفعل ؟ قال‪ :‬يتناوله تناول‪ .‬قال في المجموع‪ :‬قال في‬
‫البيان‪ :‬والوضسسوء فيسسه كالغسسسل‪ ،‬وهسسو محمسسول ‪ -‬كمسسا قسساله شسسيخنا ‪ -‬علسسى وضسسوء‬
‫الجنسسب‪ ،‬وإنمسسا كسسره ذلسسك لختلف العلمسساء فسسي طهوريسسة ذلسسك المسساء‪ ،‬أو لشسسبهه‬
‫بالمضاف إلى شئ لزم كماء الورد‪ ،‬فيقال‪ :‬ماء عرق أو وسسسخ‪ .‬وينبغسسي أن يكسسون‬
‫ذلك في‬

‫] ‪[ 96‬‬
‫غير المستبحر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في ماء راكد( متعلق بيغتسل‪) .‬قوله‪ :‬لسسم يسسستبحر(‬
‫أي يصر كثيرا كالبحر‪) .‬قوله‪ :‬كنسابع إلسخ( يحتمسسل أن الكساف لتمثيسل المساء الراكسسد‬
‫الذي يسن عدم الغتسسسال فيسسه‪ ،‬ويحتمسسل أنهسسا للتنظيسسر بنسساء علسسى أن المسسراد بالمسساء‬
‫الراكد غير الجاري وغير النابع‪ ،‬وعلى كل يسن عدم الغتسال فيسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬غيسسر‬
‫جار صفة لنابع‪) .‬قوله‪ :‬لو اغتسسسل لجنابسسة( أي أو حيسسض أو نفسساس‪ .‬وقسسوله‪ :‬ونحسسو‬
‫جمعة أي مسسع نحسسو جمعسسة‪ ،‬كعيسسد وكسسوف واستسسسقاء‪ .‬وقسسوله‪ :‬بنيتهمسسا أي الجنايسسة‬
‫ونحو الجمعسة‪ .‬وقسوله‪ :‬حصسل أي حصسل غسسلهما‪ ،‬كمسا لسو نسوى الفسرض وتحيسة‬
‫المسجد‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان الفضل إلخ( غاية للحصول‪ .‬وقوله‪ :‬إفراد كل بغسل قسسال‬
‫ع ش‪ :‬قال في البحر‪ :‬والكمل أن يغتسسسل للجنابسسة ثسسم للجمعسسة‪ ،‬ذكسسره أصسسحابنا‪ .‬ا‍ه‬
‫عميرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو لحدهما( أي أو اغتسل لحدهما فقسسط‪ ،‬كسسأن نسوى الجنابسة أو‬
‫الجمعة‪ .‬وقوله‪ :‬حصل فقط أي عمل بما نواه‪ .‬وإنمسسا لسسم ينسسدرج النفسسل فسسي الفسسرض‬
‫لنه مقصود‪ ،‬فأشبه سنة الظهر مع فرضه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو أحسسدث( أي حسسدثا أصسسغر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ثم أجنب أي أو أجنب ثم أحدث أو أجنسب وأحسسدث معسسا‪) .‬قسوله‪ :‬كفسسى غسسل‬
‫واحد( أي عن الحدث والجنابة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وقسسد نبسسه الرافعسسي علسسى أن الغسسسل‬
‫إنما يقع عن الجنابة‪ ،‬وأن الصغر يضمحل معسسه‪ ،‬أي ل يبقسسى لسسه حكسسم‪ ،‬فلسسذا عسسبر‬
‫المصنف بقوله‪ :‬كفى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم ينو معه( أي الغسسسل‪ ،‬وهسسو غايسسة للكتفسساء‬
‫به‪ .‬قال ع ش‪ :‬بل لو نفاه لم ينتف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول رتب أعضاءه( أي وإن لم يرتب‬
‫أعضاء الوضوء‪ ،‬فهو غاية ثانية‪) .‬قوله‪ :‬بعد انقطاع دمهما( أي الحائض والنفساء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬غسل فرج( نائب فاعل يسن‪ .‬وقوله‪ :‬ووضوء أي إن وجد الماء‪ ،‬وإل تيمسسم‪.‬‬
‫وهذا الوضوء كوضوء التجديد والوضوء لنحو القراءة‪ ،‬فل بد فيه من نية معتسسبرة‪.‬‬
‫أفاده في التحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬لنسسوم إلسسخ( متعلسسق بكسسل مسسن غسسسل فسسرج وضسسوء‪ .‬وقسوله‪:‬‬
‫وشرب أي وجماع ثان أراده‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وينبغي أن يلحق بهسسذه الربعسسة إرادة‬
‫الذكر‪ ،‬أخذا من تيممه )ص( لرد سلم من سلم عليه جنبسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬ويكسره فعسل‬
‫شئ من ذلك( أي من النوم والكل والشرب‪ .‬وقوله‪ :‬بل وضسسوء ظسساهره أنسسه يكسسره‬
‫ذلك ولو مع غسل الفرج‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل يكفسسي غسسسل الفسسرج فسسي حصسسول أصسسل‬
‫السنة‪ ،‬كما في التحفة‪ .‬ونصسسها‪ :‬ويحصسسل أصسسل السسسنة بغسسسل الفسسرج إن أراد نحسسو‬
‫جماع أو نوم أو أكل أو شرب‪ ،‬وإل كره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي أن ل يزيلوا إلخ( قسسال‬
‫في الحياء‪ .‬ل ينبغي أن يقلم أو يحلق أو يسسستحد أو يخسسرج دمسسا أو يسسبين مسسن نفسسسه‬
‫جزءا وهو جنب‪ ،‬إذ يرد إليه سائر أجزائه في الخرة فيعسسود جنبسسا‪ .‬ويقسسال‪ :‬إن كسسل‬
‫شسسعرة تطسسالب بجنابتهسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬ويقسسال إن كسسل شسسعرة إلسسخ قسسال ع ش‪ :‬فسسائدته‬
‫التوبيخ واللوم يوم القيامة لفاعل ذلك‪ .‬وينبغي أن محل ذلك حيث قصر‪ ،‬كسسأن دخسسل‬
‫وقت الصلة ولسسم يغتسسسل‪ ،‬وإل فل‪ ،‬كسسأن فاجسسأه المسسوت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لن ذلسسك( أي‬
‫المذكور من الشعر أو الظفر أو الدم المسسزال حسسال الجنابسسة‪ ،‬أو الحيسسض أو النفسساس‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يرد في الخرة جنبا قال ق ل‪ :‬وفي عود نحو السسدم نظسسر‪ ،‬وكسسذا فسسي غيسسره‪،‬‬
‫لن العائد هو الجزاء التي مسسات عليهسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وجسساز( أي للمغتسسسل‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫تكشف أي عدم ستر عورته‪) .‬قوله‪ :‬في خلوة( أي في محل خسسال عسسن السسذين يحسسرم‬
‫عليهم نظر عورة المغتسل والذين يجوز لهم نظرها‪) .‬قوله‪ :‬أو بحضرة إلخ( أي أو‬
‫ليس في خلوة ولكن بحضرة من يجوز لسسه أن ينظسسر إلسسى عسسورة المغتسسسل‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫كزوجة وأمة تمثيل لمن يجوز له ذلك‪) .‬قوله‪ :‬والستر( أي في الخلسسوة‪ ،‬أو بحضسسرة‬
‫من يجوز له‬

‫] ‪[ 97‬‬
‫النظسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬أفضسسل أي لقسسوله )ص( لبهسسز بسسن حكيسسم‪ :‬احفسسظ عورتسسك مسسن‬
‫زوجتك أو ما ملكت يمينك‪ .‬قال‪ :‬أرأيت إن كسسان أحسدنا خاليسا ؟‪ .‬قسال‪ :‬الس أحسق أن‬
‫يستحيى منه من الناس‪ .‬فإن قيل‪ :‬ال سبحانه وتعالى ل يحجب عنه شئ‪ ،‬فمسسا فسسائدة‬
‫الستر له ؟ أجيب‪ :‬بأن يرى متأدبا بين يدي خالقه ورازقسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنسسي‪ .‬ويسسسن لمسسن‬
‫اغتسل عاريا أن يقول‪ :‬باسم ال الذي ل إله إل هو‪ .‬لن ذلك ستر عن أعين الجسسن‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬قال بعض الحفاظ‪ :‬وأن يخط من يغتسل في فلة ولم يجد مسسا يسسستتر‬
‫به خطأ كالدائرة‪ ،‬ثم يسمي ال ويغتسل فيها‪ ،‬وأن ل يغتسل نصف النهسسار ول عنسسد‬
‫العتمة‪ ،‬وأن ل يدخل الماء إل بمئزره فإن أراد إلقاءه فبعد أن يسسستر المسساء عسسورته‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحرم( أي التكشف‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان ثم أي في محل الغسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن‬
‫يحرم نظره إليها أي إلى عورته‪ .‬ول فسسرق فسسي حرمسسة ذلسسك حينئذ بيسسن أن يغضسسوا‬
‫أبصارهم أم ل‪ .‬ول يكفي قوله لهم غضوا أبصسساركم‪ .‬خلفسسا لمسسن قيسدها بمسسا إذا لسسم‬
‫يغضوا أبصارهم‪) .‬قوله‪ :‬كما حرم( أي التكشف في الخلوة‪ .‬وقوله‪ :‬بل حاجة‪ ،‬هسسي‬
‫كالغسل وتبرد وصيانة ثوب من الدنس‪) .‬قوله‪ :‬وحل( أي التكشف‪ .‬وقوله‪ :‬فيهسسا أي‬
‫الخلوة‪ .‬وقوله‪ :‬لدنى غرض أي لقل حاجة‪ ،‬وهي مسسا تقسسدم‪ .‬وقسسوله‪ :‬كمسسا يسسأتي أي‬
‫في مبحث ستر العورة‪ .‬وعبارته هناك‪ :‬فرع‪ :‬يجب هذا الستر خارج الصلة أيضسسا‬
‫ولو بثوب نجس أو حرير لم يجد غيره‪ ،‬حتى في الخلسسوة‪ .‬لكسسن السسواجب فيهسسا سسستر‬
‫سوأتي الرجل وما بين سرة وركبسسة غيسسره‪ ،‬ويحسسوز كشسسفها فسسي الخلسسوة ‪ -‬ولسسو مسسن‬
‫المسجد ‪ -‬لدنى غرض كتبريد وصيانة ثوب من الدنس‪ ،‬والغبار عند كنس السسبيت‪،‬‬
‫وكغسل‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( لم يتعرض المصنف لمكروهات الغسل وشروطه‪ ،‬فمكروهسساته‬
‫هي مكروهات الوضوء‪ ،‬كالزيسسادة علسسى الثلث‪ ،‬والسسسراف فسسي المسساء‪ ،‬وشسسروطه‬
‫هي شروط الوضوء‪ ،‬كعدم المنافي وعدم الحائل‪ ،‬إلسسى غيسسر ذلسسك‪ .‬ول يسسسن تجديسسد‬
‫الغسل لنه لم ينقل ولما فيه مسسن المشسسقة‪ ،‬بخلف الوضسسوء‪ .‬ويبسساح للرجسسال دخسسول‬
‫الحمام‪ ،‬ويجب عليهم غض البصر عما ل يحل لهم النظسر إليسه‪ ،‬وصسسون عسوراتهم‬
‫عن الكشف بحضرة من ل يحل له النظر إليها‪ .‬فقد روي أن الرجل إذا دخل الحمام‬
‫عاريا لعنه ملكاه‪ .‬ويكره دخوله للنساء بل عذر‪ ،‬لن أمرهن مبني على المبالغة في‬
‫الستر‪ ،‬ولما في خروجهن من الفتنة والشر‪ ،‬وقد ورد‪ :‬ما من امرأة تخلع ثيابها فسسي‬
‫غير بيتها إل هتكت ما بينها وبين ال‪ .‬وينبغي لداخله أن يقصد التطهيسسر والتنظيسسف‬
‫ل التنزه والتنعم‪ ،‬وأن يتذكر بحرارته حرارة جهنم‪ ..‬أعاذنا ال س مسسن النسسار‪ ،‬ووفقنسسا‬
‫لمتابعة النبي المختار صلى ال عليه وعلى آلسسه وصسسحبه وسسسلم‪) .‬قسسوله‪ :‬وثانيهسسا( ‪-‬‬
‫مقابل قوله أول الباب أحدها ‪ -‬طهارة عن حسسدث وجنابسسة‪) .‬قسسوله أي‪ :‬ثسساني شسسروط‬
‫الصلة( لو حذف لفظ ثاني وجعل ما بعسسده تفسسسيرا للضسسمير لكسسان أخصسسر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫طهارة بسدن( هسو مسرادف للجسسسم والجسسد‪ .‬وقيسسل‪ :‬إن البسدن اسسم لعلسى الشسسخص‬
‫خاصة‪ ،‬أو الرأس والطراف خاصة‪ ،‬وعلى هسسذا فسسالولى التعسسبير بالجسسسم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش‬
‫ق‪) .‬قوله‪ :‬ومنه( أي من البدن الذي تجب طهارته داخل الفم‪ ،‬فلسسو أكسسل متنجسسسا لسسم‬
‫تصح صلته ما لم يغسل فمه‪ .‬وقوله‪ :‬والنسسف والعيسسن أي والذن‪ ،‬وإنمسسا لسسم يجسسب‬
‫غسل ذلك في الجنابة لغلظ النجاسة‪) .‬قوله‪ :‬وملبوس( أي وطهسسارة ملبسسوس‪ ،‬كثسسوب‬
‫ونحوه‪) .‬قوله‪ :‬وغيسسره( أي غيسسر ملبسسوس كمنسديل‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن كسسل محمسسول( بيسسان‬
‫للغير‪ ،‬أي أو ملق للمحمول‪ .‬وقوله‪ :‬له أي للمصسسلي‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن لسسم يتحسسرك( أي‬
‫المحمسسول‪ .‬وقسسوله‪ :‬بحركتسسه أي المصسسلي‪ ،‬وذلسسك كطسسرف ذيلسسه أو كمسسه أو عمسسامته‬
‫الطويل‪ .‬وفارق صحة سجوده على ما لم يتحرك بحركته بأن اجتناب النجاسة فيهسسا‬
‫شسسرع للتعظيسسم‪ ،‬وهسسذا ينسسافيه‪ .‬والمطلسسوب فسسي السسسجود السسستقرار علسسى غيسسره‪،‬‬
‫والمقصود حاصل بذلك‪) .‬قوله‪ :‬ومكان يصلى فيه( أي وطهارة مكسسان يصسسلى فيسسه‪،‬‬
‫ويستثنى منه ما لو كسسثر ذرق الطيسسور فيسسه‪ ،‬فسسإنه يعفسسى عنسسه فسسي الفسسرش والرض‬
‫بشسسروط ثلثسسة‪ :‬أن ل يتعمسسد الوقسسوف عليسسه‪ ،‬وأن ل تكسسون رطوبسسة‪ ،‬وأن يشسسق‬
‫الحتراز عنه‪) .‬قوله‪ :‬عن نجس( متعلق بطهارة‪ .‬وقوله‪ :‬غيسسر معفسسو عنسسه اعلسسم أن‬
‫النجس من حيث هسسو ينقسسسم أربعسسة أقسسسام‪ :‬قسسسم ل يعفسسى عنسسه فسسي الثسسوب والمسساء‪،‬‬
‫كروث وبول‪ .‬وقسم يعفى عنه فيهما‪ ،‬كما ل يدركه الطرف‪ .‬وقسم يعفى عنه في‬

‫] ‪[ 98‬‬
‫الثوب دو ن الماء‪ ،‬كقليل الدم‪ .‬وفرق الروياني بينهما بأن الماء يمكسسن صسسونه‬
‫بخلف الثوب‪ ،‬وبأن غسل الثوب كل ساعة يقطعه بخلف الماء‪ .‬وقسم يعفسسى عنسسه‬
‫في الماء دون الثوب‪ ،‬كميتة ل دم لها سائل‪ ،‬وزبل الفيران التي في بيوت ال خلية‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل تصح إلخ( مفرع على مفهوم قوله‪ :‬طهسسارة بسسدون إلسسخ‪ .‬وقسسوله‪ :‬معسسه أي‬
‫النجس المذكور في البدن والملبوس والمكسسان‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو ناسسسيا أو جسساهل( غايسسة‬
‫لعدم صحة الصلة معه‪ ،‬أي ل تصح معه‪ ،‬ولو كان مسسع النسسسيان أو الجهسسل‪ .‬وذلسسك‬
‫لن الطهر عن النجس من قبيل الشروط‪ ،‬وهي مسسن بسساب خطسساب الوضسسع السسذي ل‬
‫يؤثر فيه الجهل أو النسيان‪ .‬قاله ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬بوجوده أو بكونه مبطل( تنازعه‬
‫كل من ناسيا أو جاهل‪ ،‬والباء فيهمسا زائدة‪ .‬فلسو صسلى بنجسس لسم يعلمسه أو علمسه‪،‬‬
‫ونسي ثم تذكر‪ ،‬وجبت العادة لكل صسسلة صسسلها متيقنسسا فعلهسسا مسسع ذلسسك النجسسس‪،‬‬
‫بخلف ما احتمل حدوثه بعده‪) .‬قوله‪ :‬لقوله تعالى إلخ( دليل لشتراط الطهارة عسسن‬
‫النجسسس‪ .‬وقسسوله‪) * :‬وثيابسسك فطهسسر( *( أي علسسى القسسول بسسأن معناهسسا الطهسسارة عسسن‬
‫النجاسة‪ ،‬وإنما يتم الستدلل به للطهسسارة فسسي البسسدن بطريسسق القيسساس‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولخبر الشسسيخين( هسسو قسوله )ص(‪ :‬إذا أقبلست الحيضسسة فسسدعي الصسسلة‪ ،‬وإذا‬
‫أدبسسرت فاغسسلي عنسسك السدم وصسسلي‪ .‬ووجسه السستدلل بسه أن فيسه المسر باجتنسساب‬
‫النجس‪ ،‬وهو ل يجب بغير تضمخ في غيسسر الصسسلة‪ ،‬فسسوجب فيهسسا‪ .‬والمسسر بالشسسئ‬
‫يفيد النهي عن ضده‪ ،‬والنهي في العبادات يقتضسسي فسسسادها‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يضسسر( أي‬
‫في صحة صلته‪ ،‬لنه غير حامل ول ملق للنجسسس‪ .‬وقيسسل‪ :‬يضسسر‪ ،‬لنسسه منسسسوب‬
‫إليه لكونه مكان صلته‪ ،‬فتعين طهارته كالذي يلقيه‪ .‬وقسسوله‪ :‬محسساذاة نجسسس أي أو‬
‫متنجس‪ .‬وقوله‪ :‬لبدنه أي أو محموله‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن تكسسره( أي الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع‬
‫محاذاته أي النجس‪) .‬قوله‪ :‬كاستقبال إلخ( مثال للمحاذاة السستي تكسسره الصسسلة معهسسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬نجس أو متنجس أي كائنين أمامه في جهسسة القبلسسة‪ .‬قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬وشسسمل‬
‫كلمه ما لو صلى ماشيا وبين خطواته نجاسة‪ .‬قال بعضهم‪ :‬وعموم كلمهم يتنسساول‬
‫السسسقف‪ ،‬ول قسسائل بسسه‪ .‬ويسسرد بسسأنه تسسارة يقسسرب منسسه بحيسسث يعسسد محاذيسسا لسسه عرفسسا‪،‬‬
‫والكراهة حينئذ ظاهرة‪ .‬وتارة ل‪ ،‬فل كراهة‪ .‬وعلم من ذلك كراهسسة صسسلته بسسإزاء‬
‫متنجس في إحدى جهاته إن قرب منه بحيث ينسب إليه‪ ،‬ل مطلقسسا كمسسا هسسو ظسساهر‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والسقف كسذلك( أي إذا كسان نجسسا أو متنجسسا تكسره محساذاته‪ ،‬لكسن مسع‬
‫القرب منه ل مع البعد عنه بحيث ل يعد محاذيا له عرفا‪) .‬قوله‪ :‬ول يجسب اجتنساب‬
‫النجس في غير الصلة( أي إذا كان لحاجة‪ ،‬بدليل التقييسسد بعسسد بقسسوله‪ :‬ومحلسسه إلسسخ‪،‬‬
‫كأن بال ولم يجد شيئا يستنجي به فله تنشيف ذكره بيده ومسكه بها‪ ،‬وكمن ينزح ال‬
‫خلية ونحوها‪ ،‬وكمن يذبح البهائم‪ ،‬وكمسسن احتسساج إليسسه للتسسداوي كشسسرب بسسول البسسل‬
‫لذلك‪ ،‬كما أمر )ص( به العرنيين‪ .‬فإن كان لغير حاجة وجب اجتنابه‪ ،‬لن ما حسسرم‬
‫ارتكابه وجب اجتنابه‪) .‬قوله‪ :‬ومحله( أي محسسل عسسدم وجسسوب اجتنسسابه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي‬
‫غير التضمخ به( أي التلطخ بالنجس عمدا‪) .‬قوله‪ :‬أو ثوب( قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬علسسى‬
‫تناقض فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فهو( أي التضمخ‪ ،‬والفاء للتعليل‪ .‬وقوله‪ :‬بل حاجة أما معها‬
‫فل يحرم‪ ،‬وقد علمتها‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي النجس‪ .‬وقوله‪ :‬شرعا إلخ وأمسسا لغسسة‪ :‬فهسسو‬
‫كسل مسستقذر‪ ،‬ولسو معنويسا كسالكبر والعجسب‪ ،‬أو طساهرا كالمخساط والمنسي‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫مستقذر إلخ( عرفه بعضهم بقوله‪ :‬هو كسسل عيسسن حسسرم تناولهسسا علسسى الطلق حالسسة‬
‫الختيار مع سهولة التمييز‪ ،‬ل لحرمتها ول لستقذارها ول لضررها في بدن‬

‫] ‪[ 99‬‬
‫أو عقل‪ .‬وقوله‪ :‬على الطلق‪ :‬خرج به ما يباح قليلسسه ويحسسرم كسسثيره‪ ،‬كالبنسسج‬
‫والفيون والحشيشة وجوزة الطيب‪ ،‬فهو طاهر‪ .‬وقوله‪ :‬حالة الختيار‪ :‬هو للدخال‬
‫ل للخراج‪ ،‬لن الضطرار إنما أباح تناولها ولم يخرجها من النجاسة‪ .‬وقسسوله مسسع‬
‫سهولة التمييز‪ :‬هو للدخال أيضا‪ ،‬لن دون الفاكهسسة والجبسسن ونحوهمسسا نجسسس وإن‬
‫أبيح تناوله‪ ،‬لعسر تمييزه‪ .‬وقوله‪ :‬ل لحرمتها‪ :‬أي تعظيمها‪ ،‬خرج بسسه لحسسم الدمسسي‬
‫فإنه طاهر‪ ،‬وحرمة تناوله ل لنجاسته بل لحرمته‪ .‬وقوله‪ :‬ول لستقذارها‪ :‬خرج به‬
‫نحو المخالط فإنه طاهر أيضا‪ ،‬وحرمة تناوله ل لنجاسته بل لستقذاره‪ .‬وقوله‪ :‬ول‬
‫لضررها في بدن أو عقل‪ :‬خرج به ما ضر بالبسسدن كالسسسميات‪ ،‬أو العقسسل كسسالفيون‬
‫والزعفران‪ ،‬فإنه طاهر وحرمة تناوله ل لنجاسته بل لضرره‪ .‬ونفي السسستقذار فسسي‬
‫هذا التعريف ل ينسسافي ثبسسوته فسسي تعريسسف الشسسارح لن المنفسسي السسستقذار اللغسسوي‪،‬‬
‫والمثبت الستقذار الشرعي‪ .‬على أن قولهم‪ :‬ل لستقذارها‪ .‬ل يقتضسسي أنهسسا ليسسست‬
‫مستقذرة‪ ،‬بل إن حرمة تناولها ليست لجل استقذارها وإن كان ثابتسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬يمنسسع‬
‫صحة الصلة( اعترض بأن هذا حكم‪ ،‬وهو ل يجوز دخسسوله فسسي الحسسد لنسسه يسسؤدي‬
‫إلى الدور لتوقف معرفة المعرف ‪ -‬وهو النجس ‪ -‬على معرفة الحكم ‪ -‬وهسسو المنسسع‬
‫من صحة الصلة ؟‪ .‬وأجيب‪ :‬بأنه رسم ل حد‪ ،‬والممنسسوع أخسسذ الحكسسم فسسي الحسسدود‪.‬‬
‫قال في السلم‪ :‬وعندهم من جملة المردودأن دخل الحكام في الحسسدود )قسسوله‪ :‬حيسسث‬
‫ل مرخص( أي موجود‪ ،‬وهذا القيد للدخال‪ ،‬فيدخل المستنجي بسسالحجر فسسإنه يعفسسى‬
‫عن أثر الستنجاء وتصح إمامته‪ ،‬ومع ذلك محكوم على هذا الثر بالتنجس إل أنسسه‬
‫عفي عنه‪ .‬ويدخل أيضا فاقد الطهورين إذا كان عليسسه نجاسسسة‪ ،‬فسسإنه يصسسلي لحرمسسة‬
‫الوقت ولكن عليه العادة‪) .‬قوله‪ :‬فهو( أي النجس‪ ،‬والفسساء فسساء الفصسسيحة أفصسسحت‬
‫عن شرط مقدر‪ ،‬فكأن سائل سأل عن النجس ما هو ؟ فقال‪ :‬هو إلخ‪) .‬قوله‪ :‬كروث‬
‫وبول( أي لما رواه البخاري‪ :‬إنه )ص( لما جئ له بحجريسسن وروثسسة ليسسستنجي بهسسا‬
‫أخذ الحجرين ورد الروثة‪ ،‬وقال‪ :‬هذا ركس والركس‪ :‬النجس‪ .‬وللمر بصب المساء‬
‫على البسسول فسسي خسسبر العرابسسي السسذي بسسال فسسي المسسسجد‪ .‬وقيسسس بسسه سسسائر البسسوال‬
‫واستثني من ذلك فضلت النبي )ص( فهي طاهرة‪ ،‬كما جزم به البغوي‪ ،‬وصححه‬
‫القاضسسي وغيسسره‪ .‬وقسسال ابسسن الرفعسسة‪ :‬إنسسه الحسسق السسذي أعتقسسده وألقسسى الس بسسه‪ .‬قسسال‬
‫الزركشي‪ :‬وينبغي طرد الطهارة في فضلت سائر النبياء‪ ،‬والحصاة السستي تخسسرج‬
‫عقب البول إن تيقن انعقادها منه فهي نجسسسة وإل فمتنجسسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو كانسسا( أي‬
‫الروث والبول‪ ،‬والغاية للرد‪ .‬وقوله‪ :‬من طائر أي مأكول‪ ،‬لما علمت أن الغاية للرد‬
‫وهي ل تكون إل فيه‪ ،‬لنه إذا كان غير مسأكول فل خلف فيسه‪ ،‬وقسد صسرح بالقيسد‬
‫المذكور في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬أو من مأكول( من ذكسسر العسسام بعسسد الخسساص‪ ،‬إذ الطسسائر‬
‫والسمك والجراد من المأكول‪ .‬ولو لم يذكر الغاية السابقة واستغنى بهذا لكسان أولسى‬
‫وأخصر‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬قال الصطخري إلخ( هذا مقابل الصح‪) .‬قسسوله‪ :‬إنهمسسا( أي‬
‫الروث والبول‪ .‬وهو بكسر الهمزة مقول القول‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان صلبا إلخ( أي فسسإن‬
‫كان الحب الذي راثته أو قاءته صلبا‪ ،‬أي جامدا صحيحا‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬نعسسم‪ ،‬لسسو‬
‫رجع منه حب صحيح صلبته باقية‪ ،‬بحيث لو زرع نبسست‪ ،‬كسسان متنجسسسا ل نجسسسا‪.‬‬
‫ويحمل كلم من أطلق نجاسته على ما إذا لم يبق فيه تلك القسسوة‪ ،‬ومسسن أطلسسق كسسونه‬
‫متنجسا على بقائها فيسسه‪ ،‬كمسسا فسسي نظيسسره مسسن السسروث‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسم يسسبينوا( أي‬
‫الفقهاء‪ .‬وقوله‪ :‬حكم غير الحب أي كالبيض واللوز والجسوز ونحسو ذلسك‪ ،‬إذا قساءته‬
‫البهيمة أو راثته‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وقياسه ‪ -‬أي الحسسب ‪ -‬فسسي السسبيض لسسو خسسرج منسسه‬
‫صحيحا بعد ابتلعه بحيث تكون فيه قوة خروج الفرخ أن يكون متنجسسسا ل نجسسسا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في فتح الجواد‪ .‬واعلم أن قسسوله‪ :‬ولسسو راثسست‪ ،‬إلسسى قسسوله‪:‬‬
‫وإل فمتنجس‪ .‬عبارة فتح الجواد‪ :‬خلفا لما يوهمه صنيعه‪.‬‬

‫] ‪[ 100‬‬
‫)قوله‪ :‬والذي يظهر أنه( أي غير الحب‪) .‬قوله‪ :‬إن تغير عن حاله قبسسل البلسسع(‬
‫أي تغير عن صفته الكائنة قبل البلسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬فنجسسس( أي فهسسو نجسسس‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل‬
‫فمتنجس( أي وإن لم يتغير عن حاله فهو متنجس كسسالحب‪) .‬قسسوله‪ :‬العفسسو عسسن بسسول‬
‫إلسسخ( يعنسسي أنسسه إذا بسسالت البقسسر علسسى الحسسب حسسال دياسسستها عليسسه يعفسسى عسسن بولهسسا‬
‫للضرورة‪) .‬قوله‪ :‬وعن الجويني تشديد النكير( أي ونقل عن الجويني أنسه شسدد فسي‬
‫النكير‪ ،‬أي أنكر إنكارا شديدا على البحث عن بول بقسر الدياسسة علسى الحسب‪ .‬وهسو‬
‫مؤيد لما في المجموع‪ .‬وقوله‪ :‬وتطهيره بالجر‪ ،‬عطف على البحث وضسسميره يعسسود‬
‫على الحب الذي فيه بول ما ذكر‪ .‬أي وتشديد النكير على تطهير الحب عن بول مسسا‬
‫ذكر‪ ،‬وذلك لما فيه من المشسسقة‪) .‬قسوله‪ :‬إذا وقسسع( أي البعسسر‪ ،‬فسسي مسسائع‪ ،‬أي مسساء أو‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬وعمت البلوى به( أي بوقوعه في المائع‪) .‬قوله‪ :‬وأما مسسا يوجسسد إلسسخ(‬
‫لم يذكر مقابل لما‪ ،‬فكان الولى إسقاطها‪ .‬وقوله‪ :‬كالرغوة الجار والمجسسرور حسسال‬
‫من ما‪ ،‬أي حال كون الذي يوجد على الورق كائنسسا كسسالرغوة فسسي البيسساض‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫فنجس انظر هل هو معفو عنه أم ل ؟‪ .‬ومقتضى قسسوله التسسي أو بيسسن أوراق شسسجر‬
‫النارجيل الول‪) .‬قوله‪ :‬بل هو نبات في البحر( قال في التحفة‪ :‬فمسسا تحقسسق منسسه أنسسه‬
‫مبلوع متنجس لنه متجمسسد غليسسظ ل يسسستحيل‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسذي( بسسالجر عطسسف علسسى‬
‫روث‪) .‬قوله‪ :‬للمر بغسل الذكر منه( أي في خبر الشسيخين فسي قصسة سسيدنا علسي‬
‫رضي ال عنه لما قال‪ :‬كنسست رجل مسسذاء فاسسستحييت أن أسسسأل النسسبي )ص( لقسسرب‬
‫ابنته مني‪ ،‬فأخبرت المغيرة‪ ،‬فقال‪ :‬يغسل ذكره ويتوضأ‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي المسسذي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ماء أبيض أو أصفر رقيق قال ابسسن الصسلح‪ :‬إنسه يكسسون فسسي الشستاء أبيسض‬
‫ثخينا وفي الصيف أصفر رقيقا‪ ،‬وربما ل يحس بخروجه وهو أغلب في النساء منه‬
‫في الرجال‪ ،‬خصوصسسا عنسسد هيجسسانهن‪) .‬قسوله‪ :‬وودي( بسسالجر أيضسا‪ ،‬عطسف علسى‬
‫روث‪) .‬قوله‪ :‬بمهملة( قال في التحفة‪ :‬ويجوز إعجامها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عقب البول( أي‬
‫حيث استمسكت الطبيعة‪) .‬قوله‪ :‬أو عند حمسل شسئ ثقيسل( أي أو يخسرج عنسد حمسل‬
‫شئ ثقيل‪) .‬قوله‪ :‬ودم( بالجر أيضا‪ ،‬عطف علسى روث‪ ،‬فهسو نجسس ولسو سسال مسن‬
‫سمك وكبد وطحال‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬أو دما مسفوحا( * أي سائل‪ .‬ولخبر‪ :‬فاغسسسلي‬
‫عنك الدم وصلي‪ .‬وخرج بالمسفوح في الية الكبد والطحال فهما طسساهران‪ .‬قسسال ع‬
‫ش‪ :‬وإن سحقا وصارا كالدم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حتى ما بقي على نحو عظم( أي حتى الدم‬
‫الباقي على نحو عظم فإنه نجس‪ .‬وقيل‪ :‬إنه طسساهر‪ .‬وهسسو قضسسية كلم النسسووي فسسي‬
‫المجموع‪ ،‬وجرى عليه السبكي‪ .‬ويدل له من السنة قسسول عائشسسة رضسسي الس عنهسسا‪:‬‬
‫كنا نطبخ البرمة على عهد رسسسول الس )ص( تعلوهسسا الصسسفرة مسسن السسدم فيأكسسل ول‬
‫ينكره‪ .‬والمعتمد الول لنه دم مسفوح‪ ،‬ول ينافيه ما تقدم من السسسنة‪ ،‬لنسسه محمسسول‬
‫على العفو عنه‪ ،‬ومعلوم أن العفو ل ينافي النجاسة‪) .‬قوله‪ :‬لكنسه( أي مسسا بقسسي علسسى‬
‫نحو عظم‪ .‬وقوله‪ :‬معفو عنه أي في الكل‪ ،‬وإن اختلسسط بمسساء الطبسسخ وغيسسره وكسسان‬
‫واردا على الماء‪ .‬نعم‪ ،‬إن لقاه ماء لغسله اشسسترط زوال أوصسسافه قبسسل وضسسعه فسسي‬
‫القدر‪ ،‬فما يفعله الجزارون الن من صب الماء على المذبح لزالة الدم عنه مضسسر‬
‫لعدم إزالة الوصاف‪ .‬وقال ابن العماد في منظومته‪ :‬والدم في اللحم معفو كذا نقلوا‬
‫فقبل غسل فل بأس بطبخته وشيخ شيراز لسسم يسسسمح بمسسا نقلسسوا بسسل عسسد مسسن واجسسب‬
‫تطهير لحمته‬

‫] ‪[ 101‬‬
‫)قسسوله‪ :‬واسسستثنوا منسسه( أي مسسن السسدم‪) .‬قسسوله‪ :‬الكبسسد والطحسسال( أي لخسسبر‬
‫الصحيحين‪ :‬أحلت لنا ميتتسسان ودمسسان‪ .‬السسسمك والجسسراد‪ ،‬والكبسسد والطحسسال‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والمسك( أي واستثنوا المسك‪ ،‬فإنه طاهر لخبر مسلم‪ :‬المسك أطيب الطيب‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫ولو من ميت أي ولو انفصل من ظبي ميت‪ ،‬وهذا بخلف فأرته‪ ،‬فإنها إن انفصلت‬
‫من ميت فهي نجسة‪ ،‬وإن انفصلت من حي فهي طسساهرة‪ .‬والتفصسسيل المسسذكور بيسسن‬
‫المسك وفأرته هو ما جرى عليه ابن حجر‪ .‬وجرى شيخ السلم في شرح الروض‬
‫على أنه ل فرق بينهما‪ ،‬بل إن انفصل في حال الحياة فهما طسساهران وإل فنجسسسان‪.‬‬
‫ونص عبارته وظاهر كلمه ‪ -‬كالصسسل ‪ -‬أن المسسسك طسساهر مطلقسسا‪ ،‬وجسسرى عليسسه‬
‫الزركشي والوجه أنه كالنفحة جريا على الصل في أن المبان من الميتة النجسسسة‬
‫نجس‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووافقسسه م ر علسسى ذلسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬إن انعقسسد( أي المسسسك‪ ،‬وتجسسسد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والعلقة( أي واستثنوا العلقة‪ ،‬وهي دم غليظ استحالت عن المني‪ .‬وقسسوله‪ :‬والمضسسغة‬
‫وهي لحمة صغيرة استحالت عن العلقة‪) .‬قوله‪ :‬ولبنا( أي واستثنوا لبنا فهو طسساهر‪،‬‬
‫ومحله إذا كان من مأكول أو من آدمي‪ ،‬فإن كان من غيره فهو نجسسس‪) .‬قسسوله‪ :‬ودم‬
‫بيضة( أي واستثنوا دم بيضة‪ .‬وقوله‪ :‬لم تفسد أي لسسم تصسسر مسذرة بحيسث ل تصسلح‬
‫للتفرخ‪ ،‬فإن فسدت فهو نجس‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ولسسو اسسستحالت البيضسسة دمسسا وصسسلح‬
‫للتخلق فطاهرة‪ ،‬وإل فل‪ .‬وقوله وإل فل‪ ،‬قال ع ش‪ :‬من ذلك‪ :‬البيض الذي يحصل‬
‫من الحيوان بل كبس ذكر‪ ،‬فإنه إذا صار دما كان نجسا لنسسه ل يسسأتي منسسه حيسسوان‪.‬‬
‫ا‍ه ابن حجر بالمعنى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ولو استحالت البيضسسة دمسسا فهسسي طسساهرة‬
‫على ما صححه المصنف في تنقيحه هنا‪ ،‬وصسسحح فسسي شسسروط الصسسلة منسسه‪ .‬وفسسي‬
‫التحقيق وغيره أنها نجسة‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وهو ظاهر علسسى القسسول بنجاسسسة منسسي غيسسر‬
‫الدمي‪ ،‬وأما على غيره فالوجه حمله على ما إذا لم يستحل حيوانسسا‪ .‬والول علسسى‬
‫خلفسسه‪) .‬فسسائدة( يقسسال مسسذرت البيضسسة ‪ -‬بالسسذال المعجمسسة ‪ -‬إذا والول علسسى خلفسسه‬
‫فست‪ .‬وفي الحديث‪ :‬شر النسسساء المسسذرة السسوذرة‪ .‬أي الفاسسسدة السستي ل تسسستحي عنسسد‬
‫الجماع‪ .‬ا‍ه‪ .‬والستثناء في هذه المذكورات متصل‪ ،‬إذ الكبد والطحال دمسسان تجمسسد‪،‬‬
‫أو المسك دم استحال طيبا‪ ،‬والعلقسسة والمضسسغة أصسسلهما‪ ،‬وهسسو المنسسي دم مسسستحيل‪،‬‬
‫واللبن أصله دم‪ .‬وإنما حكم عليها بالطهارة لن الستحالة تقتضي التطهر كالتخلل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقيح( بالجر‪ ،‬عطف على روث‪ ،‬فهو نجس‪) .‬قسسوله‪ :‬لنسسه دم مسسستحيل( لسسك‬
‫أن تقول‪ :‬كونه كسسذلك ل يقتضسسي نجاسسسته‪ ،‬بسسدليل المنسسي واللبسسن‪ .‬إل أن يجسساب بسسأن‬
‫المراد مستحيل إلسسى فسسساد ل إلسسى صسسلح‪ .‬فتأمسسل‪ .‬سسسم بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وصسسديد(‬
‫بالجر‪ ،‬عطف على قيح أو على روث‪ ،‬فهو نجس‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي الصسسديد‪ :‬مسساء‬
‫رقيق‪ ،‬أي ليس بثخين‪) .‬قوله‪ :‬وكذا ماء إلخ( أي ومثسسل الصسسديد مسساء جسسرح‪ ،‬ومسساء‬
‫جدري‪ ،‬وماء نفط‪ .‬وقوله‪ :‬إن تغير أي هو نجس إن تغير‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل( أي وإن لسسم‬
‫يتغير‪ .‬وقوله‪ :‬فماؤهسسا طسساهر الولسسى‪ :‬فهسسو طسساهر‪ ،‬لن المقسسام للضسسمار‪ .‬وعبسسارة‬
‫شرح الروض‪ :‬فإن لم يتغير ماء القرح فطاهر كالعرق‪ ،‬خلفا للرافعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وقئ معدة( بالجر‪ ،‬عطف على روث‪ ،‬فهو نجس‪ .‬ويستثنى منه الغسل بناء على أنه‬
‫يخرج من فم النحل‪ ،‬وقيسل‪ :‬يخسسرج مسن دبرهسسا‪ ،‬وعليسه فهسو مسستثنى مسن السروث‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يخرج من ثقتين تحت جناحها‪ ،‬وعليه فل اسسستثناء إل بسسالنظر إلسسى أنسسه حينئذ‬
‫كاللبن‪ ،‬وهو من غير المأكول نجس‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يتغير( أي وإن لم يخسسرج القسسئ‬
‫متغيرا‪) .‬قوله‪ :‬ولو ماء( أي ولو كان ماء‪ .‬ولو فسوق قلسستين خلفسسا للسسنوي‪ .‬حيسث‬
‫ادعى أن الماء دون القلسستين يكسسون متنجسسسا ل نجسسسا يطهسسر بالمكسساثرة‪ ،‬قياسسسا علسسى‬
‫الحب‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬قبل الوصول إليها( أي المعدة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا‬

‫] ‪[ 102‬‬
‫للقفال( أي القائل بأن ما رجع من الطعام قبل وصوله للمعدة متنجس‪ .‬وجسسرى‬
‫الجمال الرملي في النهاية على أن ما جاوز مخرج الباطن ‪ -‬وهسو الحساء المهملسة ‪-‬‬
‫نجس وإن لم يصل إلى المعدة‪) .‬قوله‪ :‬وأفتى شيخنا أن الصبي إلخ( عبسسارة فتسساويه‪:‬‬
‫وسئل رضي ال عنه‪ :‬هل يعفسسى عمسسا يصسسيب ثسسدي المرضسسعة مسسن ريسسق الرضسسيع‬
‫المتنجسسس بقسسئ أو ابتلع نجاسسسة أم ل ؟ فأجسساب رضسسي الس عنسسه‪ :‬ويعفسسى عسسن فسسم‬
‫الصغير وإن تحققت نجاسته‪ .‬كما صرح به ابن الصلح فقال‪ :‬يعفى عما اتصل بسسه‬
‫شئ من أفواه الصبيان مع تحقق نجاستها‪ .‬وألحق بهسسا غيرهسسا مسسن أفسسواه المجسسانين‪.‬‬
‫وجزم به الزركشي‪ .‬ويؤيد ذلك نقل المحب الطبري عن ابن الصسسباغ‪ ،‬واعتمسسد أنسسه‬
‫يعفى عن جرة البعيسسر فل تنجسسس مسسا شسسربت منسسه‪ ،‬ويعفسسى عمسسا يتطسساير مسسن ريقسسه‬
‫المتنجس‪ ،‬وألحق به فم ما يجتر من ولد البقر والضأن إذا التقم أخلف أمه‪ ،‬لمشسسقة‬
‫الحتراز عنه‪ ،‬سيما في حق المخالط لها‪ .‬ويؤيده ما في المجمسسوع عسسن الشسسيخ أبسسي‬
‫منصور أنه يعفى عما تحقق إصابة بول ثور الدياسة له‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وإذا تأملت الجواب المذكور تجد فيه أنه ل فرق في العفو عسن فسسم الصسسبي بيسن‬
‫ثدي أمه الداخل في فيه وغيره من المقبل له‪ ،‬والممسساس لسسه‪ ،‬وليسسس فيسسه تخصسسيص‬
‫بالثدي المذكور‪ .‬وسينقل الشسسارح عسسن ابسسن الصسسلح مسسا يفيسسد العمسسوم‪ .‬فهسسو موافسسق‬
‫لجواب الفتاوي المذكور‪ .‬ويمكسن أن يقسال إن لشسيخه فتسوى غيسر هسذه لسم تقيسد فسي‬
‫الفتاوي‪) .‬قوله‪ :‬عفي إلخ( أي فلها أن تصلي به ول تغسسسله‪ .‬وقسسوله‪ :‬عسسن ثسسدي أمسسه‬
‫هو صادق بغير الحلمة‪ .‬لكن قوله‪ :‬الداخل في فيه يخصصه بها‪ ،‬إذ هي التي تسسدخل‬
‫ففم الصبي ل غير‪) .‬قوله‪ :‬ل عن مقبله( هو بضم الميم وفتح القسساف وتشسسديد البسساء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو مماسة من عطف العام على الخاص‪ .‬فلو قبل فسسم الصسسبي المبتلسسى بتتسسابع‬
‫القئ‪ ،‬أو مسه‪ ،‬ولو من غير تقبيل‪ ،‬ل يعفى عنه فيجسسب غسسسله‪ .‬ونقسسل سسسم عسسن م ر‬
‫أنه لو تنجس فم الصبي الصسسغير بنحسسو القسسئ‪ ،‬ولسسم يغسسب وتمكسسن مسسن تطهيسسره‪ ،‬بسسل‬
‫استمر معلوم التنجس‪ ،‬عفي عنه فيما يشق الحتراز عنه‪ ،‬كالتقام ثدي أمه فل يجب‬
‫عليها غسله‪ ،‬وكتقبيله في فمه على وجه الشفقة مع الرطوبة فل يلسسزم تطهيسسر الفسسم‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكمرة( الولسسى حسسذف الكسساف لنسسه معطسسوف علسسى قسسئ معسسدة‪ ،‬أو علسسى‬
‫روث‪ .‬وهي بكسر الميم وتشديد الراء‪ :‬ما في المرارة‪ ،‬أي الجلدة‪ .‬وخرج بمسسا فيهسسا‬
‫نفسسسها فإنهسسا متنجسسسة تطهسسر بالغسسسل فيجسسوز أكلهسسا إن كسسانت مسسن حيسسوان مسسأكول‬
‫كالكرش ‪ -‬بفتح الكاف وكسر الراء‪) :‬قوله‪ :‬ولبن غير مأكول( ولو من أتان‪ ،‬خلفسسا‬
‫للصطخري‪ .‬وفارق منيه وبيضه بأنهما أصل حيوان طاهر فكانسسا طسساهرين مثلسسه‪،‬‬
‫واللبن مرباه‪ ،‬والصل أقوى من المربسسى‪ .‬وخسسرج بسسه المسسأكول لحمسسه فسسإنه طسساهر‪،‬‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬لبنا خالصا سائغا للشاربين( *‪ .‬وقوله‪ :‬إل الدمسسي أي فلبنسسه طسساهر‬
‫ولو من صغير ذكر ميت‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬ولقد كرمنا بني آدم( * ول يليق بكرامته‬
‫أن يكون منشؤه نجسا‪ ،‬ولنه أولى بالطهارة من المنسي‪) .‬قسوله‪ :‬وجسرة نحسسو بعيسسر(‬
‫وهي بكسر الجيم‪ ،‬ما يخرجه البعير ونحوه ليجتر عليه‪ ،‬أي ليسسأكله ثانيسسا‪ .‬وأمسسا قلسسة‬
‫البعير ‪ -‬وهي ما يخرجه من جسسانب فمسه ‪ -‬فطسساهرة لنهسا مسن اللسسان‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسا‬
‫المني فطاهر( الولى‪ :‬والمني طاهر‪ ،‬بحذف أما والفاء لعدم ذكر المقابل‪ .‬والمجمل‬
‫وهو طاهر من كل حيوان ما عدا الكلب والخنزير والمتولد منهما‪ ،‬أما مني الدمسسي‬
‫فلحديث عائشة رضي ال عنها أنها كانت تحك المني من ثوب رسول ال )ص( ثم‬
‫يصلي فيه‪ .‬وأما مني غيره‪،‬‬

‫] ‪[ 103‬‬
‫فلنه أصل حيوان طاهر فأشبه مني الدمسسي‪ .‬ومحسسل طهسسارة المنسسي‪ .‬إن كسسان‬
‫رأس الذكر والفرج الذي خرج منه المني طاهرا‪ ،‬وإل كان متنجسا وحرم الجمسساع‪،‬‬
‫كالمستنجي بالحجر إذا خرج منه مني فإنه يكون متنجسا‪ ،‬وكما إذا خرج منه مسسذي‬
‫‪ -‬كما هو الغالب من سبقه للمني ‪ -‬فإنه يتنجس به‪ .‬نعم‪ ،‬يعفى عمن ابتلي به بالنسبة‬
‫للجماع‪ ،‬كما صرح به البجيرمي فسسي بسساب النجاسسسة‪) .‬قسوله‪ :‬خلفسا للمالسسك( عبسسارة‬
‫البجيرمي‪ :‬وقال المام أبو حنيفة ومالك بنجاسة المني من الدمسسي‪ .‬وقسسال الشسسافعي‬
‫وأحمد إنه طاهر‪ .‬زاد الشافعي‪ :‬وكذا مني كل حيوان طاهر‪ .‬وأما حكم التنسسزه عنسسه‬
‫فيجب غسله عند مالك رطبا ويابسا‪ .‬وعند أبي حنيفة يغسل رطبا ويفرك يابسا كمسسا‬
‫ورد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بلغم غير معدة( أي فهو طاهر مثل المني بخلف بلغم المعدة‬
‫فإنه نجس‪) .‬وقوله‪ :‬من رأس أو صدر( بيان لغير المعدة‪) .‬قوله‪ :‬ومسساء سسسائل إلسسخ(‬
‫أي وكذا مثل المني ماء سائل فهسو طسساهر‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن فسم نسسائم هسو ليسس بقيسسد بسل‬
‫للغالب‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو نتنسا أو أصسفر( أي ولسو كسان المساء السسائل خسرج نتنسا أي لسه‬
‫رائحة‪ ،‬أو خرج أصفر‪) .‬وقوله‪ :‬ما لسسم يتحقسسق أنسسه مسسن معسسدة( بسسأن تحقسسق أنسسه مسسن‬
‫غيرها‪ ،‬أو شك فيه هل هو من المعدة أو غيرها ؟‪ .‬لكن الولى غسل ما يحتمل أنسسه‬
‫منها‪ .‬فإن تحقق أنه منها فهو نجس‪ .‬وقوله‪ :‬إل ممسسن ابتلسسي بسسه المسسراد بسسالبتلء أن‬
‫يكثر وجوده بحيث يقل خلوه عنه‪ .‬وقوله‪ :‬فيعفى عنه أي في الثوب وغيسسره‪ ،‬ومثلسسه‬
‫من ابتلي بالقئ‪ ،‬فيعفى عنه في الثوب والبدن‪ ،‬كما في النهاية‪ .‬وقد ذكر ابسسن العمسساد‬
‫ثلثة أقوال فيما سال من فم النائم وهي‪ :‬قيل‪ :‬إنسسه طسساهر مطلقسسا‪ .‬وقيسسل‪ :‬إنسسه نجسسس‬
‫مطلقا‪ .‬والثالث‪ :‬التفصيل بين الخارج من المعسسدة والخسسارج مسسن الفسسم‪ .‬وذكسسر أيضسسا‬
‫ثلثة أقوال في علمة الخارج من المعدة أو الفم‪ ،‬فقال‪ :‬ومن إذا نام سال المسساء مسسن‬
‫فمه مع التغير نجس في تتمته قال الجويني ما من بطنه نجس وطاهر ما جرى مسسن‬
‫ماء لهوته ونص كاف متى ما صفرة وجدت فإنه قد جرى من ماء معدته وقيسسل مسسا‬
‫بطنه إن نام لزمه بأن يرى سائل مع طول نومته والماء من لهوة بالعكس آيته من‬
‫بله شفة جفت بريقته وبعضهم إن ينم والرأس مرتفع على الوساد فذا طاهر كريقتسسه‬
‫وأنكر الطب كون البطسسن ترسسسله بسسو ليسسث الجنفسسي أفسستى بطهرتسسه وقسسد رأى عكسسسه‬
‫تنجيسه المزني فبلغم عنده رجس كقيئته من دام هذا به مع قولنا نجس فسسي حقسسه قسسد‬
‫عفوا عنه كبثرته )قوله‪ :‬ورطوبة فرج( معطوف على بلغم‪ .‬أي فهي طاهرة أيضا‪،‬‬
‫سواء خرجت من آدمي أو من حيوان طاهر غيره‪.‬‬

‫] ‪[ 104‬‬
‫)قسسوله‪ :‬علسسى الصسسح( مقسسابله أنهسسا نجسسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي رطوبسسة الفسسرج‬
‫الطاهرة على الصح‪) .‬قوله‪ :‬متردد بين المذي والعرق( أي ليس مسسذيا محضسسا ول‬
‫عرقا كذلك‪) .‬قوله‪ :‬الذي ل يجب غسله( خالف في ذلك الجمال الرملي‪ ،‬وقال‪ :‬إنهسسا‬
‫إن خرجسست مسسن محسسل ل يجسسب غسسسله فهسسي نجسسسة‪ ،‬لنهسسا حينئذ رطوبسسة جوفيسسة‪.‬‬
‫وحاصل ما ذكره الشارح فيها أنها ثلثة أقسام‪ :‬طاهرة قطعا‪ ،‬وهي مسسا تخسسرج ممسسا‬
‫يجب غسله في الستنجاء‪ ،‬وهو ما يظهسسر عنسسد جلوسسسها‪ .‬ونجسسسة قطعسسا‪ ،‬وهسسي مسسا‬
‫تخسسرج مسسن وراء بسساطن الفسسرج‪ ،‬وهسسو مسسا ل يصسسله ذكسسر المجسسامع‪ .‬وطسساهرة علسسى‬
‫الصح‪ ،‬وهي ما تخرج مما ل يجب غسله ويصسسله ذكسسر المجسسامع‪ .‬وهسسذا التفصسسيل‬
‫هو ملخص ما في التحفة‪ .‬وقال العلمة الكردي‪ :‬أطلق في شرحي الرشسساد نجاسسسة‬
‫ما تحقق خروجه من الباطن‪ ،‬وفسسي شسسرح العبسساب بعسسد كلم طويسسل‪ .‬والحاصسسل أن‬
‫الوجه ما دل عليه كلم المجمسسوع‪ :‬أنهسسا مسستى خرجسست ممسسا ل يجسسب غسسسله كسسانت‬
‫نجسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قال ‪ -‬أي في شسرح العبسساب ‪ -‬وتسسردد ابسسن العمساد فسسي‬
‫طهارة القصة البيضاء‪ ،‬وهي التي تخرج عقسب انقطساع الحيسض‪ .‬والظساهر أنسه إن‬
‫تحقق خروجها من باطن الفرج‪ ،‬أو أنها نحو دم متجمسسد‪ ،‬فنجسسسة وإل فطسساهرة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وتردد ابن العماد‪ .‬قال في نظمه للمعفوات‪ :‬ترية لسسدماء الحيسسض معقبسسة فسسي‬
‫طهرها نظر تسمى بقصته قال في شرحه‪ :‬وينبغي أن يقال إن قلنا بنجاسسسة رطوبسسة‬
‫الفرج فهي نجسة‪ ،‬أو بطهارته فوجهان أصسسحهما طهارتهسسا‪ .‬قسسال أحمسسد بسسن حنبسسل‪:‬‬
‫سألت الشافعي رضي ال عنه عن القصة البيضاء فقال‪ :‬هو شئ يتبسسع دم الحيسسض‪،‬‬
‫فإذا رأته فهو طاهر‪) .‬قوله‪ :‬فإنه طسساهر قطعسسا( قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬القطسسع فيسسه وفيمسسا‬
‫بعده‪ ،‬ذكره المام واعترض بأن المنقول جريان الخلف في الكل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ككسل‬
‫خارج من البسساطن( أي فسسإنه نجسسس‪ ،‬مسسا عسسدا السسبيض والولسسد فإنهمسسا طسساهران‪ ،‬كمسسا‬
‫سيصرح به قريبا‪) .‬قوله‪ :‬وكالماء الخارج مع الولد( أي فإنه نجسسس‪ .‬وعطفسسه علسسى‬
‫ما قبله من عطف الخاص على العام‪ .‬وعبارة التحفسسة فيهسسا إسسسقاط حسسرف العطسسف‪،‬‬
‫وهو أولى‪ ،‬وعليه فيكون مثال للخارج من الباطن‪) .‬قوله‪ :‬ول فسسرق بيسسن انفصسسالها‬
‫وعدمه( أي ل فسسرق فسسي التفصسسيل المسسذكور بيسسن انفصسسال رطوبسسة الفسسرج وعسسدمه‪.‬‬
‫فالنفصال ليس شرطا في الحكم عليها بأنها نجسة‪ ،‬وعدمه ليس شسسرطا فسسي الحكسسم‬
‫عليها بالطهارة‪ ،‬خلفا لبعضهم‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسال بعضسسهم( مقابسسل المعتمسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو‬
‫انفصلت( أي وإذا لم تنفصل فهي طاهرة‪ .‬وقوله‪ :‬أنها نجسة قال سم‪ :‬لنها ليس لها‬
‫قوة على النفصال إل إذا خرجت من الباطن فتكسسون نجسسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يجسسب‬
‫غسل ذكر المجامع إلخ( أي من رطوبة الفرج‪ ،‬سواء كانت طاهرة أو نجسة‪ ،‬لنهسسا‬
‫على الثاني يعفى عنها فل تنجس ما ذكر‪ ،‬ول تنجس أيضسسا منسسي المسسرأة‪ .‬قسسال ابسسن‬
‫العماد‪ :‬رطوبة الفرج من يحكسسي نجاسسستها قسسد قسسال فسسي ولسسد يعفسسى وبيضسسته )قسسوله‪:‬‬
‫وأفتى شيخنا بالعفو عن رطوبة الباسور( أي فهي نجسة معفو عنها‪ ،‬والمراد بها ما‬
‫يخرج من دم ونحوه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بيض( معطوف علسسى قسسوله وكسسذا بلغسسم‪ .‬أي فهسسو‬
‫طاهر مثسل المنسي‪ .‬وقسوله‪ :‬غيسر مسأكول أي مسن حيسوان طساهر‪ .‬وعبسارة السروض‬
‫وشرحه‪ :‬والبيض المأخوذ من حيوان طاهر ولو من غير مأكول‪ ،‬وكذا المأخوذ من‬
‫ميتة إن تصلب‪ ،‬وبزر قز‪ ،‬ومني غير الكلب والخنزير‪ ،‬طسساهرة‪ .‬وخسسرج بمسسا ذكسسر‬
‫بيسسض الميتسسة غيسسر المتصسسلب ومنسسي الكلسسب ومسسا بعسسده‪ ،‬وشسسمل إطلقسسه السسبيض إذا‬
‫استحال دما‪ .‬ا‍ه بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ويحل أكلسسه( قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬مسسا لسسم يعلسسم ضسسرره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وشعر مأكول وريشه( معطوف على بيسسض‪ .‬أي فهمسسا طسساهران‪ .‬وقسسوله‪ :‬إذا‬
‫أبين أي أزيل كل منهما في حياته‪ .‬أي أو بعد تذكيته‪ ،‬سواء كان بسالجز أو بالتنساثر‪.‬‬
‫)قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 105‬‬
‫وقياسه( أي الشعر ونحوه‪ .‬وقوله‪ :‬أن العظم كذلك أي فإذا شسسك فيسسه‪ ،‬هسسل هسسو‬
‫من المأكول المذكى أو من غيره فهو طاهر وإن كان مرميا‪ ،‬لجريان العسسادة برمسسي‬
‫العظم الطاهر‪) .‬قوله‪ :‬وبيض الميتة إلخ( النسب تقديم هذا وذكسسره بعسسد قسسوله وكسسذا‬
‫بيض إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وسؤر( بالهمزة‪ ،‬وتقلب واوا‪ ،‬بقية الشرب من ماء أو مائع‪ ،‬وهو‬
‫مبتدأ خبره طاهر الثاني‪ .‬وقوله‪ :‬حيوان طاهر احترز به عن سؤر الحيوان النجس‪،‬‬
‫ج س‪) .‬قوله‪ :‬فلو تنجس فمه( أي الحيوان الطاهر‪ .‬قال‬ ‫وهو الكلب والخنزير‪ ،‬فإنه ن ‍‬
‫الكردي في شرح العباب‪ :‬الفم مثال‪ ،‬فمثله غيره من أجزائه‪ .‬بل السوجه أن نحسو يسد‬
‫الدمي كذلك‪ ،‬ول نظر لمكان سؤاله ول لكسسونه ممسسا يعتسساد الوضسسوء أم ل‪ ،‬خلفسسا‬
‫للزركشي إلخ‪ .‬وعسبر فسسي التحفسة بقسوله‪ :‬ولسو تنجسس آدمسي أو حيسوان طسساهر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم ولغ( بفتح اللم وكسرها‪ ،‬وبفتحها في المضارع والمصدر‪ ،‬ولغا ولوغسسا‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬أولفه صاحبه‪ .‬والولوغ أخذ الماء بطرف اللسان ل بغيره من بقية الجوارح‪،‬‬
‫ويكون للكلب والسباع كالهرة‪ ،‬ول يكون لشئ من الطيور إل الذباب ‪ -‬بموحدتين ‪-‬‬
‫ويقال‪ :‬لحس الكلب الناء إذا كان فارغا‪ ،‬فإن كان فيه شئ قيل‪ :‬ولغ‪ .‬وبيسسن الولسسوغ‬
‫والشرب عموم وخصوص مطلق‪ ،‬فكل ولوغ شرب ول عكسسس‪ ،‬إذ الولسسوغ خسساص‬
‫باللسان من الكلب والسباع والذباب ‪ -‬كما مر ‪ -‬بخلف الشرب‪ .‬ويقال‪ :‬ولغ الكلسسب‬
‫شرابنا وفي شرابنا‪ ،‬فيتعدى بنفسسسه وبحسسرف الجسسر‪ .‬ا‍ه ش ق‪) .‬قسسوله‪ :‬أو مسسائع( أي‬
‫وإن كثر‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان إلخ( جواب لو‪ .‬أي ففسسي ذلسسك تفصسسيل‪ .‬فسسإن كسسان ولسوغه‬
‫فيما ذكر بعد غيبة يحتمل فيها عادة طهارة فمه بولوغه فسسي مسساء كسسثير لسسم ينجسسسه‪،‬‬
‫وإل نجسه‪) .‬قوله‪ :‬أو جار( قد تقدم أن حكم الجاري كحكم الراكد في القلة والكثرة‪،‬‬
‫وإذا كان كذلك فل بد من تقييده بكونه كثيرا أيضا‪ .‬والولى إسقاطه لنسسدراجه فيمسسا‬
‫قبله‪) .‬قوله‪ :‬لم ينجسه( أي مع حكمنسسا بنجاسسسة فمسسه‪ ،‬لن الصسسل نجاسسسته وطهسسارة‬
‫الماء‪ .‬وقد اعتضد أصسسل طهسسارة المسساء باحتمسسال ولسسوغه فسسي مسساء كسسثير فسسي الغيبسة‬
‫فرجح‪) .‬قوله‪ :‬ولو هسسرا( أي ولسسو كسسان السسذي ولسسغ فيمسسا ذكسسر هسسرا فسسإنه ل ينجسسسه‪.‬‬
‫والغاية للرد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والنزاع في الهرة بأن ما تأخذه بلسانها قليسسل ل يطهسسر‬
‫فمها‪ ،‬يرده أنه تكرر الخذ به عند شربها فينجذب إلى جوانب فمها ويطهر جميعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل نجسه( أي وإن لم يكن ولوغه فيما ذكر بعد غيبة يمكن فيهسسا ذلسسك‪ ،‬بسسأن‬
‫لم تغب أصل أو غابت غيبة ل يمكن فيها ذلك‪ ،‬نجسسسه‪ .‬وإلسسى ذلسسك كلسسه أشسسار ابسسن‬
‫العماد بقوله‪ :‬قليل دخ وشعر والغبار وما بفم قط أتى من بعد غيبتسسه وشسسربه ممكسسن‬
‫من ما جرى بقوى أو راكد رامسسه فسسي حسسد كسسثرته إن هسسرة أكلسست مسسن كلبسسة وغسسدت‬
‫فاشرط لها غيبة والما بكدرته‬

‫] ‪[ 106‬‬
‫تتمسسة كقطسساط إن يغسسب سسسبع وفسسي البسسسيط رأى تقييسسد خلطتسسه كسسالهر إن أكسسل‬
‫المجنون ثم أتى من بعد غيب على أحوال جنته دجاجة خليسست ترعسسى نجاسسستها فسسي‬
‫غالب مثلوا أيضسا بسوزته قسولن للصسبحي فيهسا إذا وردت علسى الطعسام نشسا مسن‬
‫خوف ضيعته وعندنا إن تغب من بعد ما أكلت نجاسة فلها أحكام قطتسسه فسسم الطيسسور‬
‫كذا وابن الصلح رأى فم الصبي كسسذا عفسسوا بريقتسسه مسسن أجسسل ذا قبلسسة فسسي الفسسم مسسا‬
‫منعت قطعا وما نجسوا بزا برضسعته وقسوله‪ .‬ممسا جسرى‪ :‬أي مسن مساء جسار بقسوة‪.‬‬
‫وقوله تقييد خلطته‪ :‬أي الحيوان بالناس‪ ،‬فل يعفى عنسسده عسسن السسسبع ونحسسوه لنتفسساء‬
‫مخالطته‪ .‬وقوله‪ :‬للصبحي‪ :‬أي للمام مالك بن أنس الصبحي‪ .‬وقوله‪ :‬وعنسسدنا إن‬
‫تغسسب إلسسخ‪ :‬هسسذا ضسسعيف‪ ،‬والمعتمسسد العفسسو مطلقسسا وإن لسسم تغسسب أصسسل‪ ،‬لنسسه يشسسق‬
‫الحتراز عنسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسم الطيسسور كسسذا‪ :‬أي كفسسم الدجاجسسة أيضسسا‪ .‬والمعتمسسد العفسسو‬
‫مطلقا‪ .‬نص على ذلك كله الشيخ الجمسسل فسسي حواشسسيه علسسى شسرح النظسسم المسسذكور‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إنه يعفى عن يسير ‪ -‬عرفا ‪ -‬من شعر نجس( ويعفسسى أيضسسا عسسن كسسثيره فسسي‬
‫حق القصاص والراكب لمشقة الحتراز عنه‪) .‬قوله‪ :‬مسسن غيسسر مغلسسظ( أمسسا هسسو فل‬
‫يعفى عنسه منسه وإن احتساج إلسى ركسوبه لغلسظ أمسره ونسدرة وقسوع مثلسه‪ .‬ا‍ه ع ش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن دخان نجاسة( معطوف علسسى قسسوله مسسن شسسعر نجسسس‪ .‬أي‪ :‬ويعفسسى عسسن‬
‫يسير ‪ -‬عرفا ‪ -‬من دخان النجاسسسة‪ ،‬وهسسو المتصسساعد منهسسا بواسسسطة نسسار‪ ،‬ولسسو مسسن‬
‫بخور يوضع على نحو سرجين‪ .‬ومنه ما جرت به العادة في الحمامات‪ ،‬فهو نجسسس‬
‫لنه من أجزاء النجاسة تفصله النار منها لقوتهسسا‪ .‬ويعفسسى عسسن يسسسيره بشسسرط أن ل‬
‫توجد رطوبة في المحل وأن ل يكون بفعله‪ ،‬وإل فل يعفى مطلقسسا لتنزيلهسسم السسدخان‬
‫منزلة العين‪ .‬وخرج بدخان النجاسة بخارها‪ ،‬وهو المتصاعد منها ل بواسسسطة نسسار‪،‬‬
‫فهو طاهر‪ .‬ومنه الريح الخارج من الكنف أو مسن السسدبر فهسسو طسساهر‪ ،‬فلسسو مل منسه‬
‫قربة حملها على ظهره وصلى بها صحت صلته‪) .‬قوله‪ :‬وعما على رجسسل ذبساب(‬
‫أي ويعفى عن النجس الذي على رجل الذباب في الماء وغيره‪ .‬فهو معطوف علسسى‬
‫قوله‪ :‬عن يسير عرفا‪) .‬وقوله‪ :‬وإن رؤي( أي يعفى عنسسه مطلقسسا سسسواء رؤي أم لسسم‬
‫ير‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف يتصور العلم به وهو لم ير ؟ أجيب بأنه يمكسن تصسويره بمسا إذا‬
‫عفى الذباب على نجس رطب ثم وقع علسسى شسسئ فسسإنه ل ينجسسس‪ .‬ويمكسسن تصسسويره‬
‫أيضا بما إذا رآه قوي البصر‪ ،‬والمنفي رؤية البصر المعتدل‪) .‬قوله‪ :‬وما على منفذ‬
‫غير آدمي( أي ويعفى عما على منفذه من النجاسة فسسإذا وقسسع فسسي المسساء ل ينجسسسه‪،‬‬
‫بخلف ما على منفذ الدمي فإنه ل يعفى عنه‪) .‬قوله‪ :‬وذرق طير( أي ويعفسسى عسسن‬
‫ذرق طير بالنسسسبة للمكسسان فقسسط بالشسسروط المسسارة‪ .‬قسسال ابسسن العمسساد فسسي منظسسومته‪:‬‬
‫وروث طير على حصر المساجد ما في العفو عنه خلف من مشسسقته كسسذا النسسواوي‬
‫وابن العيد قد نقل إطباقهم كأبي إسحاق قدوته قال النسسواوي ل إن عامسسدا وطئت أي‬
‫في الطواف لساع في نسيكته‬

‫] ‪[ 107‬‬
‫)قوله‪ :‬وما على فمه( أي ويعفى عما على فم الطير من النجاسة إذا نسسزل فسسي‬
‫الماء وشرب منه‪) .‬قوله‪ :‬وروث ما نشؤه من الماء( أي ويعفى عن روث ما نشسسؤه‬
‫من الماء كالعلق‪) .‬قوله‪ :‬أو بيسسن أوراق إلسسخ( أي ويعفسسى عسسن روث مسسا نشسسؤه بيسسن‬
‫أوراق شجر النارجيل‪ ،‬أي ونحوها من بقية الشجار‪) .‬قوله‪ :‬حيسسث يعسسسر( متعلسسق‬
‫بيعفى المقدر‪ ،‬أي ويعفى عنه حيث يعسر إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬عنه أي عن روث مسسا نشسسؤه‬
‫بين أوراق شجر النارجيل‪) .‬قوله‪ :‬وكسسذا مسسا تلقيسسه إلسسخ( أي وكسسذا يعفسسى عمسسا تلقيسسه‬
‫الفيران إلخ‪ .‬وعبارة البجيرمي‪) :‬فرع( ما تلقيسسه الفئران فسسي بيسوت ال خليسسة يرجسع‬
‫فيه للعرف‪ ،‬فما عده العرف قليل عفي عنه‪ ،‬ومسسا ل فل ومحلسه‪ ،‬إذا لسم يتغيسسر أحسد‬
‫أوصاف الماء وإل فل عفو‪ ،‬وإذا شككنا في أنه من الفئران أو من غيرهم‪ ،‬فالصل‬
‫إلقاء الفئران‪ .‬والفئران بالهمز‪ ،‬كما في القسساموس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويؤيسسده( أي مسسا قسساله‬
‫جمع‪ .‬وقوله‪ :‬بحث الفزاري أي المار‪) .‬قوله‪ :‬وشسسرط ذلسسك كلسسه( أي وشسسرط العفسسو‬
‫في ذلك كله‪ ،‬من الشعر النجس وما بعده‪ .‬وقسوله‪ :‬إذا كسسان فسي المسساء فسإن كسسان فسي‬
‫غيره شرط أن ل يكون بفعله أن ل يكون ثم رطوبة كما مر‪ .‬وقوله‪ :‬أن ل يغير أي‬
‫وأن يكون من غير مغلظ‪ ،‬وأن ل يكون بفعله فيما يتصور فيه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬والزبسساد‬
‫طاهر( قال في التحفة‪ :‬هو لبن مأكول بحري ‪ -‬كمسسا فسسي الحسساوي ‪ -‬ريحسسه كالمسسسك‬
‫وبياضه بياض اللبن‪ ،‬فهو طاهر‪ .‬أو عرق سنور بري ‪ -‬كما هو المعروف المشاهد‬
‫‪ -‬وهو كذلك عندنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويعفى عن قليل شسسعره( أي الزبسساد‪ .‬وهسسذا علسسى أنسسه‬
‫عرق سنور بري‪ ،‬وأما على أنه لبن مأكول بحري فهو طاهر‪) .‬قوله‪ :‬كذا أطلقسسوه(‬
‫أي العفو عن قليل الشعر‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يبينوا إلخ( بيان للطلق‪) .‬قوله‪ :‬أن المراد(‬
‫أي بقليل الشعر المعفو عنه‪) .‬قوله‪ :‬القليل في المأخوذ( أي الشعر القليل الكسائن فسي‬
‫الزباد الذي يؤخذ لسسستعماله‪) .‬قسسوله‪ :‬أو فسسي النسساء( أي أو المسسراد القليسسل فسسي إنسساء‬
‫الزباد الذي يؤخذ ذلك الزباد‪ .‬منه‪) .‬قوله‪ :‬والذي يتجسسه الول( أي أن المسسراد القليسسل‬
‫في المأخوذ للستعمال‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان أي الزباد‪ ،‬جامسسدا‪) .‬قسسوله‪ :‬لن العسسبرة فيسسه(‬
‫أي في الجامد‪ .‬وقوله‪ :‬بمحل النجاسة أي كائنة بمحل النجاسة فقسسط‪ .‬بسسدليل الحسسديث‬
‫الوارد في الفأرة الواقعة في إناء السمن حيث قال عليه السلم‪ :‬ألقوهسسا ومسسا حولهسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن كثرت( أي النجاسة‪ .‬وهسسو مفسسرع علسسى كسون العسسبرة فسسي الجامسسد بمحسسل‬
‫النجاسة أعم من أن تكون الشعر أو غيره‪ .‬وقوله‪ :‬في محسسل واحسسد أي مسسن الجامسسد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم يعف عنسه( أي عسن ذلسك المحسل السذي كسثرت النجاسسة فيسه‪) .‬قسوله‪ :‬وإل‬
‫عفي( أي وإن لم تكثر فيه عفي عنه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف المائع( أي الزباد المائع‪ .‬وهسسو‬
‫مقابل قوله‪ :‬إن كسسان جامسسدا‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن جميعسسه( أي جميسسع أجسسزاء المسسائع كالشسسئ‬
‫الواحد‪) .‬قوله‪ :‬فإن قل الشعر فيه( أي في المسسائع‪ .‬وقسسوله‪ :‬عفسسي عنسسه أي عسسن ذلسسك‬
‫المائع الذي فيسسه الشسسعر القليسسل فيجسسوز اسسستعماله‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لسسم يقسسل‬
‫الشعر فيه فل يعفى عنه‪) .‬قوله‪ :‬ول نظر للمأخوذ( أي فقسسط‪ ،‬بسسل النظسسر لجميسسع مسسا‬
‫في الناء‪ .‬وقوله‪ :‬حينئذ أي حين إذ كان مائعا‪) .‬قوله‪ :‬يعفى عن جسسرة البعيسسر( هسسي‬
‫بكسر الجيم‪ :‬ما تخرجه البل من كرشها فتجتره‪ .‬وهي في الصل نفس المعدة‪ ،‬ثسسم‬
‫توسعوا فيها حتى أطلقوها على ما في المعدة‪ .‬كذا قاله الزهري‪ .‬وقوله‪ :‬ونحوه أي‬
‫نحو البعير‪ ،‬من كل ما يجتر من الحيوانات‪) .‬قوله‪ :‬فل ينجسسس مسسا شسسرب منسسه( أي‬
‫مع الحكم بنجاسة فمه بالجرة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ويعفى عما تطاير من ريقه‬

‫] ‪[ 108‬‬
‫المتنجس‪) .‬قوله‪ :‬وألحق به( أي بالبعير‪ ،‬ول حاجة إليه بعد قسسوله‪ :‬ونحسسوه‪ .‬إذ‬
‫المراد به كل ما يجتر‪ ،‬فيشمل ولد البقر والضسسأن وغيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬إذا التقسسم أخلف‬
‫أمه( أي ثدي أمه‪ .‬ومثله إذا التقم غير ثدي أمه‪ ،‬كما في النهايسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسال ابسسن‬
‫الصلح إلخ( قد علمت أن هذا موافق للفتسسوى المسسارة فل تغفسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع تحقسسق‬
‫نجاستها( أي الفواه‪ ،‬بقسسئ ونحسسوه‪) .‬قسسوله‪ :‬وألحسسق غيسسره( أي غيسسر ابسسن الصسسلح‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بهم( أي بالصبيان‪ .‬أي بأفواههم‪ .‬ولو قال بها ‪ -‬بضمير المؤنث العائد على‬
‫الفواه ‪ -‬كسابقه لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬أفواه المجانين( أي إذا تحقق نجاسسستها‪ ،‬فيعفسسى‬
‫عما اتصل بها‪) .‬قوله‪ :‬وجزم به( أي باللحاق المذكور‪) .‬قسسوله‪ :‬وكميتسسة( معطسسوف‬
‫على قوله‪ :‬كروث‪ .‬وهي ما زالت حياتها ل بذكاة شسسرعية‪ ،‬فيسسدخل مسسا مسسات حتسسف‬
‫أنفه من مأكول وغيره‪ ،‬وما ذكي من غير المأكول‪ ،‬ومسسا ذكسسي منسه مسسع فقسسد بعسسض‬
‫الشروط‪ .‬قال تعالى‪) * :‬حرمت عليكم الميتة( * وتحريم ما ليس بمحترم ول ضرر‬
‫فيه يدل على نجاسته‪ .‬ا‍ه فشني‪) .‬قوله‪ :‬ولو نحو ذباب( أي ولسسو كسسانت الميتسسة نحسسو‬
‫ذباب‪ .‬والغاية للرد‪ .‬وقوله‪ :‬مما إلخ بيان لنحو‪ .‬وقوله‪ :‬ل نفس له سائلة أي ل دم له‬
‫سائل عند شق عضو منه‪ ،‬وذلسسك كنمسسل وعقسسرب وزنبسسور ‪ -‬وهسسو السسدبور ‪ -‬ووزغ‬
‫وقمسسل وبرغسسوث‪) .‬قسسوله‪ :‬بطهسسارته( أي مسسا ل نفسسس لسسه سسسائلة‪) .‬قسسوله‪ :‬لعسسدم السسدم‬
‫المتعفن( أي وإنما حكسم بطهسارته لعسدم وجسود المتعفسن فيهسا‪) .‬قسوله‪ :‬كمالسك وأبسي‬
‫حنيفة( أي فإنهما قائلن بطهارة ما ل نفس له سائلة‪ ،‬فالقفسسال موافسسق لهمسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فالميتة نجسة وإن لم يسل دمها( تصسسريح بمسسا علسسم مسسن عطسسف قسسوله وكميتسسة علسسى‬
‫كروث‪ ،‬ولو حذفه ما ضره‪) .‬قوله‪ :‬وكذا شعرها وعظمها وقرنهسسا( الضسسمائر تعسسود‬
‫على الميتة‪ .‬أي فهي نجسة‪ ،‬لنها أجزاؤها‪ ،‬إذ كل منها تحله الحياة فتتبعهسسا نجاسسسة‬
‫وطهارة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لبي حنيفة‪ ،‬إذا لم يكن عليها دسم( مفاد عبسسارته أنسسه رضسسي‬
‫ال عنه يقول بطهارتها إذا لم يكن عليهسسا دسسم‪ ،‬فسسإن كسان عليهسا ذلسك فهسسي نجسسة‪.‬‬
‫والدسم طاهر فيما عدا الشعر‪) .‬قوله‪ :‬إذا حمل المصلي ميتة ذباب( أي فهي نجسسسة‬
‫معفو عنها بالشرط الذي ذكره‪) .‬وقوله‪ :‬يشق الحتراز عنه( أي عسسن السسذباب‪ ،‬بسسأن‬
‫كثر جدا في ذلك المحل السسذي صسسلى فيسسه‪ .‬وتقسسدم فسسي مبحسسث المسساء المطلسسق أنسسه ل‬
‫ينجس بوقوع ميتة ل دم لها سائل إل إن تغير‪ ،‬ول بما كان نشؤه من الماء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫غير بشر( إن أعرب صفة لميتة احتيج إلى تقدير مضاف‪ ،‬أي غير ميتة بشر إلسسخ‪.‬‬
‫وإن أعرب مضافا إليه لم يحتج إلى ذلك‪ .‬والول هو الذي يظهر من حسسل الشسسارح‪.‬‬
‫قال ش ق‪ :‬وكالبشر الجن والملك‪ ،‬بناء على الصحيح من أن كل منهما أجسسسام لهسسا‬
‫ميتة‪ ،‬فهي طاهرة‪ .‬أما الجن‪ :‬فلتكليفهم بشرعنا‪ ،‬وإن لم نعلم تفصيل أحكامهم‪ .‬وأمسسا‬
‫الملئكة‪ :‬فلشرفهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لحسسل تنسساول الخيريسسن( أي السسسمك والجسسراد‪ ،‬لقسسوله‬
‫)ص(‪ :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ :‬السمك والجراد‪ ،‬والكبد والطحال‪ .‬وقوله )ص( في‬
‫البحر‪ :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتة‪ .‬ول يحل إل الطاهر‪ .‬والمراد بالسمك كل ما ل‬
‫يعيش في البر من حيوان البحر‪ .‬قسسال العمريطسسي فسسي نظسسم التحريسسر‪ :‬وكسسل مسسا فسسي‬
‫البحر من حي يحل وإن طفا أو مات أو فيسه قتسسل فسسإن يعسسش فسسي السسبر أيضسسا فسسامنع‬
‫كالسرطان مطلقا والضفدع وقوله‪ :‬وإن طفا‪ :‬أي عل‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪.‬‬
‫] ‪[ 109‬‬
‫)قوله‪ :‬وأما الدمي إلخ( المناسب لمسا قبلسه أن يقسول‪ :‬ولقسوله تعسالى‪) * :‬ولقسد‬
‫كرمنا بني آدم( * في الول‪) .‬قوله‪ :‬ولقد كرمنا بني آدم( قال ابن عباس رضي السس‬
‫عنهما‪ :‬بأن جعلهم يأكلون باليدي وغيرهم يأكل بفيسسه مسسن الرض‪ .‬وقيسسل‪ :‬بالعقسسل‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬بالنطق والتمييز والفهم‪ .‬وقيل‪ :‬باعتدال القامة‪ .‬وقيل‪ :‬بحسن الصورة‪ .‬وقيسسل‪:‬‬
‫الرجسسال بسساللحى والنسسساء بالسسذوائب‪ .‬وقيسسل‪ :‬بتسسسليطهم علسسى جميسسع مسسا فسسي الرض‬
‫وتسخيره لهم‪ .‬وقيل‪ :‬بحسن تدبيرهم أمر المعاش‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقضية التكريسسم إلسسخ(‬
‫سواء في ذلك المسلم وغيره‪ .‬وأما قوله تعالى‪) * :‬إنما المشركون نجس( * فسسالمراد‬
‫به نجاسة العتقاد‪ ،‬أي إنما اعتقاد المشركين كالنجاسة في وجوب الجتنسساب‪ .‬وأمسسا‬
‫قوله )ص(‪ :‬ل تنجسسوا موتساكم‪ ،‬فسإن المسسلم ل ينجسس حيسا ول ميتسا فجسرى علسى‬
‫الغالب‪ .‬أي لنه كان )ص( عند ذكر الحكام ل يذكر إل المسلمين في الغالب‪ ،‬وإن‬
‫كان الكفار قد يشاركونهم فسسي الحكسسم‪ .‬وعنسسد المسسام مالسسك وأبسسي حنيفسسة رضسسي الس‬
‫عنهما‪ :‬ميتة الدمي نجسسسة إل النبيسساء والشسسهداء‪ ،‬وتطهسسر بالغسسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وغيسسر‬
‫صيد( بالجر‪ ،‬عطف على غير بشر‪ .‬وقوله لم تدرك ذكاته أي بأن مسسات بالجارحسسة‬
‫أو بالضسسغطة‪ ،‬فهسسو طسساهر لن ذكسساته بسسذلك‪ .‬ففسسي الصسسحيحين‪ :‬إذا أرسسسلت كلبسسك‬
‫وسميت وأمسك وقتل فكل‪ ،‬وإن أكل فل تأكل فإنما أمسك لنفسه ومثل الصيد البعير‬
‫الناد الميت بالسهم لن ذلك ذكاة شرعية له‪ .‬وخرج بذلك مسسا إذا أدركسست ذكسساته فلسسم‬
‫يذك فإنه نجس‪ .‬وقوله‪ :‬وجنين مذكاة معطسسوف علسسى صسسيد‪ .‬أي فهسسو طسساهر‪ ،‬لقسسوله‬
‫)ص(‪ :‬ذكاة الجنين ذكاة أمه‪ .‬وقوله‪ :‬مات بذكاتها خرج به مسسا إذا لسسم يمسست بسسذكاتها‬
‫بأن خرج حيا حياة مستقرة ثم مات من غير ذبح فهو نجس‪) .‬قوله‪ :‬ويحل أكسسل دود‬
‫مأكول( أي كدود التفاح وسائر الفواكه ودود الخل‪ ،‬فميتته وإن كانت نجسة لكنها ل‬
‫تنجس ما ذكر‪ ،‬لعسر الحتراز عنسسه‪ .‬وحسسل أكلسسه لعسسسر تمييسسزه‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يجسسب‬
‫غسل نحو الفم منه( أي لنه ل يتنجس به‪) .‬قوله‪ :‬ل يجوز أكسل إلسسخ( مفعسول نقسل‪،‬‬
‫أي‪ :‬نقل هذا اللفظ‪ .‬وقوله‪ :‬أي من المستقذرات بيان لما‪) .‬قوله‪ :‬وظاهره( أي ظاهر‬
‫ما نقله في الجواهر‪ .‬وقوله‪ :‬ل فسسرق أي فسسي عسسدم الجسسواز‪ .‬وقسسوله‪ :‬بيسسن كسسبيره أي‬
‫السمك‪) .‬قوله‪ :‬لكن ذكر الشسسيخان جسسواز أكسسل الصسسغير إلسسخ( وألحسسق فسسي الروضسسة‬
‫الجراد بذلك‪ .‬وقوله‪ :‬مع ما فسسي جسسوفه قسسال البجيرمسسي‪ :‬وإن كسسان الصسسح نجاسسسته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكمسكر( معطوف أيضا على كسسروث‪ .‬وانظسسر مسسا فسسائدة إعسسادة الكسساف فيسسه‬
‫وفيما قبله وفيما بعده‪ ،‬ثم ظهر أنه لما كان النجس أنواعا‪ ،‬كسسل نسسوع غيسسر الخسسر ‪-‬‬
‫فما خرج من الجوف كالروث والبول نوع‪ ،‬والميتة نسسوع‪ ،‬والمسسسكر نسسوع ‪ -‬ناسسسب‬
‫أن يفصل كل نوع عن الخر بحرف الجر‪) .‬قوله‪ :‬فدخلت القطرة من المسسسكر( أي‬
‫في المسكر‪ .‬فمن بمعنى في‪ .‬قال ابسسن قاسسسم‪ :‬فسسي هسسذا التفريسسع نظسسر لن القطسسرة ل‬
‫تصلح للسكار‪ ،‬فكان الوجه أن يزاد عقب قوله صالح للسكار قوله ولو بانضمامه‬
‫لمثله‪ .‬أو يقول‪ :‬مسكر ولو باعتبسسار نسسوعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسائع( صسسفة لمسسسكر‪ .‬وفسسي‬
‫الوصف به إشارة إلى أن المراد بالمسكر هنا المغطي للعقل ل ذو الشسدة المطربسة‪،‬‬
‫وإل لم يحتج للوصف المذكور لن ما فيه شدة مطربة‬

‫] ‪[ 110‬‬
‫ل يكون إل مائعا‪ .‬وفي البجيرمي نقل عن م ر ما نصه‪ :‬العسسبرة بكسسونه مائعسسا‬
‫أو جامدا بحالة السكار‪ ،‬فالجامد حال إسكاره طاهر‪ ،‬والمسسائع حسسال إسسسكاره نجسسس‬
‫وإن كان في أصله جامدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهي المتخذة إلخ( أي أن الخمر هسي المتخسذة‬
‫من عصير العنب‪ ،‬وهذا باعتبار حقيقتهسا اللغويسسة‪ .‬وأمسسا باعتبسسار حقيقتهسا الشسسرعية‬
‫فهي كل مسكر‪ ،‬ولو مسسن نبيسسذ التمسسر أو القصسسب أو العسسسل أو غيرهسسا‪ ،‬لخسسبر‪ :‬كسسل‬
‫مسكر خمر وكسسل خمسسر حسسرام‪) .‬قسسوله‪ :‬ونبيسسذ( أي وكبوظسسة حيسسث وجسسد فيهسسا شسسدة‬
‫مطربسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي النبيسسذ‪) .‬وقسسوله‪ :‬المتخسسذ مسسن غيسسره( أي غيسسر العنسسب‬
‫كالزبيب‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بالمائع نحو البنج والحشيش( أي والفيون وجسسوزة الطيسسب‬
‫والعنبر والزعفران‪ ،‬فهذه كلها طساهرة لنهسا جامسدة‪ ،‬وإن كسان يحسرم تنساول القسدر‬
‫المسكر منها‪) .‬قوله‪ :‬وتطهر خمر إلخ( أي فهو مستثنى من قولهم ول يطهر نجسسس‬
‫العين‪ .‬وإنما طهرت بالتخلل لن علة النجاسة والتحريم السكار‪ ،‬وقسسد زال‪ ،‬ولحسسل‬
‫اتخاذ الخل ‪ -‬إجماعا ‪ -‬هو مسبوق بالتخمر غالبا‪ .‬فلو لم يطهسسر لتعسسذر حلسسه وحسسرم‬
‫اتخاذه‪ .‬وقد يصير العصير خل من غير أن يسبقه تخمر في ثلث صسسور‪ .‬إحسسداها‪:‬‬
‫أن يصب في الدن المعتق بالخل فينقلب خل‪ .‬ثانيتها‪ :‬أن يصب عليه خل أكثر منه‪،‬‬
‫أو مساو له‪ ،‬فيصير الجميع خل‪ .‬ثالثتها‪ :‬أن تجرد حبات العنسب مسن عناقيسده ويمل‬
‫الدن منه ويطين رأسه‪) .‬قوله‪ :‬من غير مصاحبة عيسسن أجنبيسسة لهسسا( تفسسسير لتخللهسسا‬
‫بنفسها‪ .‬فلو أتى بأي التفسيرية لكان أوضح‪ .‬وخرج بذلك ما إذا تخللسست بمصسساحبتها‬
‫فل تطهر ‪ -‬لن من استعجل بشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ‪ -‬غالبسسا‪ ،‬سسسواء كسسانت‬
‫لها دخل في التخلل كبصل وخبز حار‪ ،‬أم ل كحصاة‪ .‬ول فرق بين ما قبسسل التخمسسر‬
‫وما بعده‪ ،‬ول بين أن تكون العين طاهرة أو نجسة‪ .‬نعم‪ ،‬إن كانت طاهرة ونزعسست‬
‫منها قبل التخلل طهرت‪ ،‬أما النجسة فل وإن نزعت قبل التخلسسل‪ ،‬لن النجسسس يقبسسل‬
‫التنجيس‪ ،‬واحترز بالجنبية عن غيرها فيعفى عنه ول تنجس به‪ ،‬كحبسسات العناقيسد‪.‬‬
‫قال العلمة الكردي‪ :‬يعفى عن حبات العناقيد ونوى التمر وثفله وشسسماريخ العناقيسسد‬
‫على المنقول‪ ،‬وفاقا لحجر وخلفا لشيخ السلم وم ر والخطيب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم‬
‫تؤثر إلخ( غاية للعين المشترط عدم مصاحبتها للخمر‪) .‬قوله‪ :‬ويتبعها فسسي الطهسسارة‬
‫الدن( أي ويتبع الخمر المتخللة في الطهسسارة إناؤهسسا لئل يعسسود عليهسسا بسسالتنجيس فل‬
‫يكون لنا خل متخذ من خمر طاهر‪ .‬أو بحث في ذلك بأن كان يكفسسي أن يعفسسى عنسسه‬
‫للضرورة‪ ،‬لنه ل وجه لطهسسارة السسدن فسسإنه ل يسسؤثر فيسسه السسستحالة كمسسا ل يخفسسى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن تشرب( أي يطهر الدن تبعا وإن تشسسرب مسسن الخمسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬أو غلبسست‬
‫إلخ( أي ويطهر أيضا وإن غلت الخمر فسسي السدن وارتفعسست إلسسى رأس السسدن بسسسبب‬
‫الغليان‪ ،‬ويحكم بطهارة ما ارتفعت إليه مسسن رأس السسدن وغطسسائه حينئذ‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫تطهسسر( أي الخمسسر‪ .‬والمناسسسب لمسسا قبلسسه‪ :‬فل يطهسسر السسدن ول تطهسسر هسسي أيضسسا‬
‫لتصالها بالمرتفع النجس‪ ،‬لن من العين المضرة مسسا تلسسوث مسسن دنهسسا فوقهسسا بغيسسر‬
‫غليانها‪ ،‬فيعود عليها بالتنجيس إذا تخللت‪ .‬وقوله‪ :‬وإن غمر غاية لعدم الطهارة‪ .‬أي‬
‫ل تطهر وإن غمر المرتفع بخمر أخرى‪ ،‬بأن زيد عليه‪ .‬وقوله‪ :‬كما جزم به شسسيخنا‬
‫أي في فتح الجسسواد‪ .‬واعتمسد فسسي المغنسي الطهسسارة إذا غمسر المرتفسسع بخمسسر أخسسرى‬
‫مطلقا‪ ،‬سواء غمر قبل الجفاف أو بعده‪ .‬ونص عبارته‪ :‬ولو ارتفعست بل غليسان بسل‬
‫بفعل فاعل لم يطهر الدن إذ ل ضرورة‪ ،‬ول الخمر لتصالها بالمرتفع النجس‪ .‬فلسسو‬
‫غمر المرتفع بخمر طهرت بالتخلل ولو بعد جفافه‪ ،‬خلفا للبغسسوي فسسي تقييسسده بقبسسل‬
‫الجفاف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والذي اعتمده إلسسخ( اعتمسسده فسسي النهايسسة أيضسسا‪ ،‬وقسسال إن والسسده‬
‫اعتمده‪) .‬قوله‪ :‬ثم قال( أي ابن زياد‪) .‬قوله‪ :‬لو صب خمر في إناء( الصب‬

‫] ‪[ 111‬‬
‫ليس بقيد بل مثله مسسا لسسو تخمسسر العصسسير فسسي إنسسائه‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم أخرجسست( أي‬
‫الخمر‪ .‬وقوله‪ :‬منه أي من إنائه‪) .‬قوله‪ :‬وصب فيسسه( أي فسسي النسساء السسذي أخرجسست‬
‫الخمر منه‪) .‬قوله‪ :‬بعد جفاف الناء( مفاده أنسسه إن صسسب فيسسه قبسسل جفسسافه طهسسرت‪،‬‬
‫وهو كذلك‪ .‬نظير ما لو صب على الخمر خمر أخرى من غير ارتفاع للولى فإنها‬
‫تطهر بالتخلل‪ ،‬كمسسا نسسص عليسسه سسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم تطهسسر( أي الخمسسرة المصسسبوبة إذا‬
‫تخللت لتنجسها بظرفها‪ .‬وقوله‪ :‬وإن تخللت إلخ أي ل تطهر الخمر التي صبها فسسي‬
‫إناء الخمر وإن تخللت بعد نقلها من ذلك الناء إلى إناء آخر طاهر‪ ،‬وذلك لنها قسسد‬
‫تنجست بالناء الول‪ ،‬لن النجس يقبل التنجيس‪) .‬قوله‪ :‬والدليل علسسى كسون الخمسسر‬
‫خل( أي على صسسيرورته خلفسسا‪ .‬فسسالكون هنسسا مصسسدر كسسان بمعنسسى صسسار‪ ،‬إذ هسسي‬
‫تستعمل فيه كثيرا‪ .‬قال تعالى‪) * :‬فكانت هبسساء منبثسسا( * أي صسسارت كسسذلك‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫الحموضة( خبر الدليل‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم توجد نهاية الحموضة( أي شدتها‪ .‬وهو غاية‬
‫لكون الحموضسسة دليل علسسى صسسيرورة الخمسسر خل‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن قسسذفت بالزبسسد( أي‬
‫رمت الخمر بالزبد ‪ -‬وهو بفحتين ‪ -‬كالرغوة‪ .‬وهو غاية ثانية كذلك أيضسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويطهر جلد نجس بالموت( هو مستثنى أيضا مسسن قسسولهم‪ :‬ول يطهسسر نجسسس العيسسن‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬ل يطهر شئ من نجس العين‪ ،‬ل بالغسسسل ول بالسسستحالة‪ .‬لكسسن يسسستثنى‬
‫مسسن هسسذا شسسيئان ل ثسسالث لهمسسا فسسي الحقيقسسة‪ ،‬للنسسص عليهمسسا ولعمسسوم الحتيسساج بسسل‬
‫الضطرار إليهما‪ ،‬وهما‪ :‬الخمر إذا تخللت بنفسها‪ .‬والجلد النجس بالموت إذا دبسسغ‪،‬‬
‫وإنما طهر بالدباغ للخبار الصحيحة في ذلك‪ ،‬كخسسبر‪ :‬إذا دبسسغ الهسساب فقسسد طهسسر‪.‬‬
‫فيجوز حينئذ بيعه‪ ،‬وكذا أكله عند م ر إن كان مسسن مسسأكول‪ .‬وخسسرج بالجلسسد الشسسعر‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬يطهر قليله تبعا له عند حجر‪ ،‬ويعفى عنه عنسسد الرملسسي‪ .‬ثسسم هسسو بعسسد النسسدباغ‬
‫كثوب متنجس‪ ،‬فل بد لنحو الصلة فيه أو عليه من تطهيره‪ .‬وقوله‪ :‬بسسالموت خسسرج‬
‫به جلد المغلظ‪ ،‬فإنه نجس قبسل المسسوت فل يطهسسر بالسدباغ‪) .‬قسوله‪ :‬بانسدباغ( متعلسق‬
‫بيطهر‪ .‬وقوله‪ :‬نقاه أي من الرطوبات المعفنسة لسه‪ .‬وإنمسا تحصسل التنقيسة المسذكورة‬
‫بحريف ولو نجسا‪ ،‬وهو ما يلذع اللسان بحرافته‪ ،‬كقرظ وشب ‪ -‬بالموحسسدة ‪ -‬وشسسث‬
‫‪ -‬بالمثلثة ‪ -‬وذرق طير‪ .‬للخبر الحسسسن‪ :‬يطهرهسسا ‪ -‬أي الميتسسة ‪ -‬المسساء‪ .‬والقسسرظ فل‬
‫يكفي بنحو شمس وتراب وملح وإن طاب ريحه‪ ،‬لنها ل تزيسسل رطوبسساته المعفنسسة‪،‬‬
‫لعود العفونة بنفعه في الماء‪) .‬قوله‪ :‬بحيث ل يعود إليه إلخ( هذه الحيثية للتقييد‪ .‬أي‬
‫نقاه تنقية كائنة‪ ،‬بحيث لو نقع في الماء بعد اندباغه ل يعسسود إليسسه نتسسن‪ .‬والمسسراد‪ :‬ل‬
‫يعود له ذلك عن قرب‪ ،‬أمسسا لسسو عسساد إليسسه بعسسد مسسدة طويلسسة فل يضسسر‪ .‬لن الشسسياء‬
‫الصلبة إذا مكثت في المسساء مسسدة طويلسسة ربمسسا حصسسل لهسسا العفونسسة‪ .‬والنتسسن مصسسدر‬
‫سماعي لنتن‪ ،‬كظرف وسهل‪ ،‬وأما مصدره القياسي فهو نتانسسة ونتونسسة‪ ،‬عمل بقسسول‬
‫ابن مالك‪ :‬فعولة فعالة لفعل )وقوله‪ :‬ول فساد( عطف تفسير‪ ،‬أو عام علسى خسساص‪.‬‬
‫وقسال ق ل‪ :‬عطسف مسرادف‪ .‬ا‍ه بجيرمسي‪) .‬قسوله‪ :‬وككلسب( أي ولسو معلمسا‪ ،‬لخسبر‬
‫مسلم‪ :‬طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهسسن بسسالتراب‪.‬‬
‫وجه الدللة أن الطهارة إما لحدث أو خبسسث أو تكرمسسة‪ .‬ول حسسدث علسسى النسساء ول‬
‫تكرمة‪ ،‬فتعينت طهارة الخبث فثبتت نجاسة فمه‪ ،‬وهو أطيب أجزائه فبقيتهسسا أولسسى‪.‬‬
‫ا‍ه إقناع‪ .‬وقوله‪ :‬وخنزير أي لنه أسوأ حال مسسن الكلسسب‪ ،‬إذ ل ينتفسسع بسسه بحسسال ول‬
‫يقتنى‪ ،‬ولندب قتله من غير ضرر‪ .‬بل قيل‪ :‬يجب‪ .‬واعتمده حجر فسسي بسساب اللبسساس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفرع كل منهما مع الخر( صادق بما تولد من‬

‫] ‪[ 112‬‬
‫كلب وخنزيرة‪ ،‬وما تولد من خنزير وكلبة‪ .‬وعلى كل هو داخل إما في الكلب‬
‫وإما في الخنزير فلسسزم التكسسرار فسسي كلمسسه‪ .‬فلسسو قسسال وفسسرع كسسل منهمسسا مسسع غيسسره‬
‫وحذف لفظ مع الخر ولفظ أو‪ ،‬لكان أولى‪ .‬لسلمته من التكرار‪ .‬فتفطن‪) .‬قوله‪ :‬أو‬
‫مع غيره( أي وفرع كل منهما مع غير الخر‪ ،‬ولو كان آدميا‪ .‬تغليبا للنجس‪ ،‬وذلك‬
‫لن الفرع يتبع أخس أبويه في النجاسة‪ .‬وتحريم الذبيحة والمناكحة وتحريسسم الكسسل‬
‫وامتناع التضحية وعدم وجسسوب الزكسساة‪ ،‬ويتبسسع أشسسرفهما فسسي ثلثسسة أشسسياء‪ :‬السسدين‪،‬‬
‫وإيجاب البدل‪ ،‬وعقد الجزية‪ .‬وأخفهما في نحو الزكاة والضحية في متولد بين إبل‬
‫وبقر مثل‪ ،‬وأغلظهما في جزاء الصيد‪ .‬ويمكن إدخال هذا في أشرفهما‪ .‬ويتبع الب‬
‫في النسب وتوابعه‪ ،‬كاستحقاق سهم ذوي القربى‪ ،‬والحرية إذا كان من أمته أو أمسسة‬
‫ولده أو ممن غر بحريتها أو ظنهسسا زوجتسسه الحسسرة أو أمتسسه‪ .‬ويتبسسع الم فسسي الملسسك‪،‬‬
‫فالولد المتولد بين مملوكين لمالك الم‪ .‬وكما لو نزا بهيسم علسى بهيمسة فالولسد لمالسك‬
‫الم وقد جمع السيوطي رحمه ال تعالى بعض أفراد هسسذه المسسذكورات بقسسوله‪ :‬يتبسسع‬
‫الفرع فسي انتسساب أبساه والم فسي السرق والحريسة والزكساة الخسف والسدين العلسى‬
‫والسسذي اشسستد فسسي جسسزاء وديسسة وأخسسس الصسسلين رجسسسا وذبحسسا ونكاحسسا والكسسل‬
‫والضحية وقوله‪ :‬يتبع الفرع في انتساب أباه‪ :‬أي وتوابعه‪ .‬وقوله‪ :‬والم فسسي السسرق‬
‫والحرية‪ :‬أي ويتبع الم في شيئين‪ ،‬في الرق إذا كان أبوه حرا وأمه رقيقسسة‪ ،‬إل فسسي‬
‫الصور المارة‪ .‬وفي الحرية‪ ،‬إذا كان أبوه رقيقا وأمه حرة‪ .‬وقوله‪ :‬والزكاة الخف‪:‬‬
‫أي ويتبع في وجوب الزكاة أخفهما‪ .‬فلو تولد بين بقر وإبسسل زكسسى زكسساة البقسسر لنسسه‬
‫أخف‪ ،‬لنها ل تزكى إل إذا بلغسست ثلثيسسن‪ .‬ولسسو تولسسد بيسسن زكسسوي وغيسسره‪ ،‬كظسسبي‬
‫وشسساة‪ ،‬فل زكسساة اعتبسسارا بسسالخف‪ .‬وقسسوله‪ :‬والسسدين ل علسسى‪ :‬أي ويتبسسع فسسي السسدين‬
‫أعلهما‪ .‬فلو تولد بين مسلم وكافرة فهو مسلم‪ ،‬لن السسسلم يعلسسو ول يعلسسى عليسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وجزاء‪ :‬أي ويتبع الذي اشتد ‪ -‬أي عظسسم ‪ -‬منهمسسا فسسي وجسسوب الجسسزاء‪ .‬فلسسو‬
‫تولد بين مأكول بسسري وحشسسي وغيسسره وأتلفسسه المحسسرم ضسسمنه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وديسسة‪ :‬يقسسرأ‬
‫بتشديد الياء للوزن‪ .‬أي‪ :‬ويتبع الذي اشتد في الدية‪ .‬فلو تولد بيسسن كتسسابي ومجوسسسي‬
‫وقتله شخص فديته دية الكتابي‪ .‬ومثل الدية في ذلك الغرة‪ .‬وقوله‪ :‬وأخس الصسسلين‬
‫رجسا‪ :‬أي ويتبع أخسهما في النجاسة‪ ،‬كما هنا‪ .‬وقسسوله‪ :‬وذبحسسا‪ :‬أي ويتبسسع أخسسسهما‬
‫في الذبح‪ .‬فلو تولد بين من تحل ذبيحته ككتابي ومن ل تحل ذبيحته كوثني‪ ،‬لم تحل‬
‫ذبيحتسه‪ .‬وقسوله‪ :‬ونكاحسا‪ :‬أي ويتبسع أخسسسهما فسي النكساح‪ .‬فلسسو تولسسد بيسن مسن تحسل‬
‫مناكحته ككتابي ومن ل تحل مناكحته كوثني لم تحل مناكحته‪ .‬وقسسوله‪ :‬والكسسل‪ :‬أي‬
‫ويتبسسع أخسسسهما فسسي الكسسل‪ ،‬فلسسو تولسسد بيسسن مسسأكول وغيسسره لسسم يحسسل أكلسسه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫والضحية‪ :‬أي ويتبع أخسهما في الضحية‪ ،‬فلسسو تولسسد بيسسن مسسا يضسسحى بسسه ومسسا ل‬
‫يضحى به‪ ،‬لم تجز التضحية به‪ ،‬ومثلها العقيقسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ودود ميتتهمسسا( أي الكلسسب‬
‫والخنزير وقوله‪ :‬طاهر ل يشكل بما مر من أن المتولد منهما نجس‪ ،‬لنسسا نمنسسع أنسه‬
‫متولد من ميتتهما وإنما تولد فيهما‪ ،‬كدود الخل ل يتولد من نفس الخسسل وإنمسسا يتولسسد‬
‫فيه‪ .‬وفرق بين المتولد منهما والمتولد فيهما‪) .‬قوله‪ :‬وكذا نسج عنكبوت( أي ومثسسل‬
‫دود ميتتهما نسج عنكبوت‪ ،‬فهو طاهر على المشهور‪ .‬وعلله في التحفة بأن نجاسته‬
‫تتوقف على تحقق كونه من لعابها وأنها ل تتغذى إل بذلك ‪ -‬أي الذباب ‪-‬‬

‫] ‪[ 113‬‬
‫وأن ذلك النسج قبل احتمال طهارة فيها‪ .‬وأتى بواحد من هسسذه الثلثسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وجزم صاحب العدة والحاوي بنجاسته( أي نسج العنكبوت‪ .‬وهذا خلف المشسسهور‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وما يخرج إلخ( مطعسسوف علسسى نسسسج العنكبسسوت‪ .‬أي ومثسسل دود ميتتهمسسا مسسا‬
‫يخرج من جلد نحو حية ‪ -‬مما يسمى بثوب الثعبان ‪ -‬فهو طاهر‪ .‬ويحتمل أن يكسسون‬
‫مبتدأ خبره قوله كالعرق‪) .‬قوله‪ :‬كالعرق( الكاف للتنظيسسر فسسي طهسسارة كسسل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫قال شيخنا إلخ( عبارته‪ :‬وأفتى بعضهم فيما يخرج من جلد نحو حية أو عقسسرب فسسي‬
‫حياتها بطهارته كالعرق‪ .‬وفيه نظر لبعد تشسسبيهه بسسالعرق‪ ،‬بسسل القسسرب أنسسه نجسسس‪،‬‬
‫لنه جزء متجسد منفصل مسسن حسسي‪ ،‬فهسسو كميتتسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسال أيضسسا( عبسسارة‬
‫التحفة‪ :‬وقضية ما تقرر من الحكم بتبعية أخس أبويه‪ ،‬أن الدمي المتولد بيسسن آدمسسي‬
‫أو آدمية ومغلظ له حكم المغلظ في سائر أحكامه‪ ،‬وهو واضح في النجاسة ونحوهسسا‬
‫وبحث طهارته‪ ،‬نظرا لصورته بعيد من كلمهسسم‪ ،‬بخلفسسه فسسي التكليسسف لن منسساطه‬
‫العقل ول ينافيه نجاسة عينه للعفو عنها بالنسبة إليه‪ ،‬بل وإلى غيره‪ ،‬نظير ما يسسأتي‬
‫في الوشم ولو بمغلظ إذا تعذرت إزالته‪ ،‬فيسسدخل المسسسجد ويمسساس النسساس ‪ -‬ولسسو مسسع‬
‫الرطوبة ‪ -‬ويؤمهم لنه ل تلزمه إعادة إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلسسك فلعسسل العبسسارة السستي‬
‫نقلها عن شيخه في غير التحفة من بقية كتبه‪) .‬قوله‪ :‬لو نزا( أي عل‪ .‬وقوله‪ :‬كلسسب‬
‫أو خنزير إلخ مثله العكس‪ ،‬وهو ما إذا نسزى آدمسي علسسى كلبسة أو خنزيسرة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كان الولد نجسسسا( قسسال البجيرمسسي‪ :‬والمعتمسسد عنسسد م ر أنسسه طسساهر‪ ،‬فيسسدخل المسسسجد‬
‫ويمس الناس ولو رطبا‪ ،‬ويؤمهم‪ .‬ول تحل مناكحته‪ ،‬رجل كسسان أو امسرأة‪ ،‬لن فسسي‬
‫أحد أصليه ما ل تحل مناكحته ولو لمثله‪ .‬ويقتل بالحر‪ ،‬ل عكسه‪ .‬ويتسرى ويسسزوج‬
‫أمتسسه ل عسستيقته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي حاشسسية الكسسردي‪ :‬وأفسستى م ر بطهسسارته حيسسث كسسان علسسى‬
‫صورة الدمي‪ .‬كما ذكره سم في حواشي المنهج‪ .‬فإن كان على صورة الكلب‪ ،‬قال‬
‫سم في حواشي التحفسسة‪ :‬ينبغسسي نجاسسته‪ ،‬وأن ل يكلسسف‪ ،‬وإن تكلسم وميسسز وبلسسغ مسدة‬
‫بلوغ الدمي‪ ،‬إذ هو بصورة الكلب‪ ،‬والصل عدم آدميتسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومسسا تقسسرر كلسسه‪ :‬إذا‬
‫نزا كلب أو خنزير على آدمية والعكس‪ ،‬فإن نزا مأكول علسسى مأكولسسة فولسسدت ولسسدا‬
‫على صورة الدمي فإنه طاهر مأكول‪ ،‬فلو حفظ القرآن وعمسسل خطيبسسا وصسسلى بنسسا‬
‫عيد الضحى جاز أن يضحى به بعد ذلك‪ .‬وبه يلغسسز فيقسسال‪ :‬لنسسا خطيسسب صسسلى بنسسا‬
‫العيد الكبر وضحينا به‪) .‬قوله‪ :‬ومع ذلك( أي مع كونه نجسا‪ .‬وقوله‪ :‬وغيرهسسا أي‬
‫غير الصلة من بقية العبادات‪) .‬قوله‪ :‬وظاهر أنه يعفى عما يضطر إلى ملمسسسته(‬
‫الذي يظهر أن ما واقعة على جزء من أجزائه‪ .‬ويضسسطر ‪ -‬يقسسرأ مبنيسسا للمجهسسول ‪-‬‬
‫والمعنى‪ :‬يعفى عن جزئه الذي يحتسساج الغيسر إلسى لمسسه‪ ،‬وذلسسك الغيسر كسأمته الستي‬
‫تسراها عند خوف العنت بناء على جواز التسري عنسسد ذلسسك‪ .‬وعليسسه يكسسون أخسسص‬
‫مما في التحفة‪ ،‬فإن الذي فيها ‪ -‬كما يعلم من عبارته السابقة ‪ -‬أنه يعفى عنه مطلقسسا‬
‫بالنسسسبة لنفسسسه ولغيسسره المحتسساج إلسسى لمسسسه وغيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬ودخسسوله المسسسجد( أي‬
‫ويجوز دخوله المسجد وقوله‪ :‬حيث ل رطوبسسة قيسسد فسسي السسدخول‪ .‬ولسسم يقيسسد بسسه فسسي‬
‫خ ول‪ .‬وقسسوله‪:‬‬ ‫التحفة كما يعلم من عبارته المارة أيضا‪ .‬وقوله‪ :‬للجماعسسة متعلسسق بسسد ‍‬
‫ونحوها أي نحسسو الجماعسسة‪ ،‬كسسالطواف والعتكسساف‪) .‬قسسوله‪ :‬ويطهسسر متنجسسس إلسسخ(‬
‫شروع في بيان كيفية غسل النجاسة‪ ،‬وهي على قسمين‪ :‬عينيسسة‪ :‬وهسسي السستي يسسدرك‬
‫لها عين أو صفة من طعم أو لون أو ريح‪ .‬وحكمية‪ :‬وهي التي ل يدركها لهسسا عيسسن‬
‫ول وصف‪ ،‬سواء كان عدم الدراك لخفاء أثرها بالجفاف كبول جسسف‪ ،‬أم ل لكسسون‬
‫المحل صقيل ل تثبت عليه النجاسة كالمرآة والسيف‪) .‬قوله‪ :‬بغسل( متعلق بيطهر‬

‫] ‪[ 114‬‬
‫وقوله‪ :‬مزيل لصسسفاتها أي بعسسد إزالسسة عينهسسا‪ .‬فسسإن تسسوقفت الزالسسة علسسى نحسسو‬
‫صابون وجب إن وجده بثمن مثله فاضل عما يعتسسبر فسسي السستيمم‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن طعسسم‬
‫إلخ( بيان لصفاتها‪) .‬قوله‪ :‬ول يضر( أي فسسي الحكسسم بطهسسر المحسسل حقيقسسة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بقاء لون أو ريح خرج بسسذلك بقسساء الطعسسم فسسإنه يضسسر ول يعفسسى عنسسه‪ ،‬إل إن تعسسذر‬
‫إزالته فيعفى عنه ما دام متعذرا‪ ،‬فيكون المحل نجسا معفوا عنه ل طاهرا‪ .‬وضابط‬
‫التعذر أن ل يزال إل بالقطع‪ .‬فإن قدر بعد ذلك على زوالسسه وجسسب ول يجسسب عليسسه‬
‫إعادة ما صله بسسه علسسى المعتمسسد‪ ،‬وإل فل معنسسى للعفسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬عسسسر زوالسسه( أي‬
‫المذكور من اللون أو الريح‪ ،‬وذلك كلون الصبغ بأن صفت غسالته ولم يبق إل أثسسر‬
‫محض‪ ،‬وكريح الخمر للمشسسقة‪ .‬وضسسابط التعسسسر أن ل يسسزول بسسالحت بالمسساء ثلث‬
‫مرات‪ ،‬فمتى حته بالماء ثلث مرات ولم يزل طهر المحسل‪ ،‬فسإذا قسدر علسى زوالسه‬
‫بعد ذلك لم يجب لن المحل طاهر‪) .‬قوله‪ :‬ولو مسسن مغلسسظ( أي ولسسو كسسان اللسسون أو‬
‫الريح من نجس مغلظ‪ ،‬وهو غايسسة لعسسدم ضسسرر بقسسائه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن بقيسسا( أي اللسسون‬
‫والريح‪ .‬والمراد بقيا في محل واحد من نجاسة واحدة‪ ،‬بخلف ما لو بقيا في محلين‬
‫أو محال‪ ،‬أو من نجاستين وعسر زوالهما فإنه ل يضر‪ .‬وقوله‪ :‬لسسم يطهسسر أي ذلسسك‬
‫المحل‪ ،‬لقوة دللتهما حينئذ على بقاء العين‪ ،‬وندرة العجز عنهمسسا‪ ،‬فيجسسب زوالهمسسا‪،‬‬
‫إل إن تعذر‪ ،‬كما مر في بقاء الطعم‪ .‬والمناسب لقوله ول يضر أن‪ ،‬يقول هنا ضسسر‬
‫بدل لم يطهر‪) .‬قوله‪ :‬ومتنجس إلخ( بالرفع‪ ،‬معطوف على متنجس بعينية إلسسخ‪ ،‬مسسن‬
‫عطف المفردات‪ .‬فعليه يكسون قسسوله يجسسري معطوفسسا علسى بغسسل المتعلسسق بيطهسر‪،‬‬
‫فيكون هو كذلك متعلقا به‪ .‬أي ويطهر بجري الماء عليه ‪ -‬أي سسسيلنه عليسسه ‪ -‬ولسسو‬
‫من غير فعل فاعل كالمطر‪ .‬قال في الزبد‪ :‬يكفيسسك جسسري المسساء علسسى الحكميسسة وأن‬
‫تزال العين من عينيسسة )قسسوله‪ :‬وإن كسسان( أي المتنجسسس بحكميسسة‪ .‬والولسسى جعسسل إن‬
‫غاية‪ .‬وقوله بعد‪ :‬فيطهر‪ :‬تفريع علسسى المفهسسوم‪ .‬وعبسسارة التحفسسة‪ :‬ومسسن ذلسسك سسسكين‬
‫سقيت نجسا‪ ،‬وحب نقع في بول ولحم طبخ به فيطهر إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬طبخ ظسساهره‬
‫أنه صفة لكل من حبا ولحما‪ .‬والطبخ ليس بقيد‪ ،‬بل مثلسسه بسسالولى نقعسه فسسي نجسسس‪،‬‬
‫كما هسو ظساهر وقسوله‪ :‬بنجسس أي زال جرمسه ووصسفه‪ ،‬وإل صسار مسن المتنجسس‬
‫بالعينية‪ ،‬ول يكفي فيه جري الماء فقط‪) .‬قوله‪ :‬فيطهر باطنها( قال سم‪ :‬أي حتى لو‬
‫حملها في الصلة لسسم يضسسر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسسيف إلسسخ( الكسساف للتنظيسسر‪ ،‬أي فيطهسسر‬
‫باطنه بصب الماء على ظاهره‪ .‬فإن قيل‪ :‬لم اكتفى بغسل ظاهر السكين ولسسم يكتسسف‬
‫بذلك في الجر إذا نقع بنجسسس ؟‪ .‬أجيسسب بسسأنه إنمسسا لسسم يكتسسف بسسذلك فسسي الجسسر لن‬
‫النتفاع به متأت من غيسسر ملبسسسة لسسه‪ ،‬فل حاجسسة للحكسسم بطهسسارة بسساطنه مسسن غيسسر‬
‫إيصال الماء إليه‪ ،‬بخلف السكين‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬وفارق نحو السكين لبنسسا عجسسن‬
‫بمائع نجس ثم حرق فإنه ل يطهسسر بسساطنه بالغسسسل إل إذا دق وصسسار ترابسسا أو نقسسع‬
‫حتى وصل الماء لباطنه‪ ،‬بتيسير رده إلى التراب وتأثير نقعه فيه‪ ،‬بخلف تلك فسسإن‬
‫في رد أجزاء بعضها حتى تصير كسسالتراب مشسسقة تامسسة وضسسياع مسسال‪ .‬وبعضسسها ل‬
‫يؤثر فيه النقع وإن طال‪ .‬نعم‪ ،‬نص الشافعي رضي ال عنه على العفسسو عمسسا عجسسن‬
‫من الخسسزف بنجسسس‪ ،‬أي يضسسطر إليسسه فيسسه‪ .‬واعتمسسده كسسثيرون‪ ،‬وألحقسسوا بسسه الجسسر‬
‫المعجون به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسال فسي المغنسي‪ :‬واللبسن ‪ -‬بكسسر الموحسدة ‪ -‬إن خسالطه نجاسسة‬
‫جامدة كالروث لم يطهر‪ ،‬وإن طبسسخ بسسأن صسسار آجسسرا‪ ،‬لوجسسود عيسسن النجاسسسة‪ .‬وإن‬
‫خالطه غيرها كالبول طهسسر ظسساهره بالغسسسل‪ ،‬وكسسذا بسساطنه إن نقسسع فسسي المسساء‪ ،‬ولسسو‬
‫مطبوخا‪ ،‬إن كان رخوا يصله الماء كسسالعجين‪ ،‬أو مسسدقوقا بحيسسث يصسسير ترابسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويشترط في طهر المحل إلخ( أي بشرط أن ل يكون جرم النجاسسسة موجسسودا‬
‫في نحو الثوب وإل فيتنجس الماء بمجرد وروده على المحل‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫على المحل المتنجس( المقام للضمار‪ ،‬فكان الولسسى أن يقسسول‪ :‬عليسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن‬
‫ورد متنجس إلخ( الخصر أن يقول‪ :‬وإل تنجس‪ .‬وقسسوله‪ :‬تنجسسس أي المسساء القليسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم يتغير( أي الماء‪.‬‬

‫] ‪[ 115‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يطهر غيره( مفرع على تنجسه‪ .‬يعني إذا تنجس فل يطهسر غيسره‪،‬‬
‫فيبقى حينئذ المحل على نجاسته‪) .‬قوله‪ :‬وفارق الوارد( أي على النجاسسسة حيسسث لسسم‬
‫يتنجس‪ .‬وقوله‪ :‬غيره أي غير الوارد حيث تنجس‪ .‬وقوله‪ :‬بقسسوته أي السسوارد لكسسونه‬
‫عامل‪ ،‬أي دافعا للنجاسة بسبب وروده عليهسسا‪ ،‬بخلف مسسا إذا كسسان المتنجسسس واردا‬
‫عليه فيضعف بسبب قلته مع كونه مورودا عسسن أن يسسدفع التنجسسس عسسن نفسسسه وعسسن‬
‫غيره بالولى‪) .‬قوله‪ :‬فلو تنجس فمه إلخ( تفريع على كونه الشرط في طهر المحسسل‬
‫الورود‪ .‬فمتى ما وجد طهر المحل ولم ينجس‪ ،‬وبأخذ الماء ووضعه في فمه يتحقق‬
‫الورود‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يعلها عليه( أي يكفي وصول الماء إلى فمسسه‪ ،‬وإن لسسم يجعسسل‬
‫يده مرتفعه على فمه بحيث ينزل الماء منحدرا فيه‪ .‬ويعل مجزوم بحذف الياء‪ ،‬فهو‬
‫بضم الول وكسر اللم‪) .‬قوله‪ :‬ما في حد الظاهر منه( أي من الفم ومخسسرج الخسساء‬
‫منه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بالدارة( غاية لمقدر‪ :‬أي‪ :‬ويكفي وصوله إليه ولسسو بسسالدارة‪ ،‬ولسسو‬
‫مكث الماء مدة في فمه ثم أداره لم يضر عند حجسسر‪ ،‬لنسه ل يتنجسسس بالملقساة‪ ،‬فل‬
‫يضر تأخير الدارة عنها‪ .‬وفي ع ش مسسا نصسسه‪ :‬لسسو تنجسسس فمسسه بسسدم اللثسسة‪ ،‬أو بمسسا‬
‫يخرج بسبب الجشاء‪ ،‬فتفله ثم تمضمض وأدار الماء في فمه بحيث عمه ولم يتغيسسر‬
‫بالنجاسة فإن فمه يطهر ول يتنجس الماء فيجسسوز ابتلعسسه لطهسسارته‪ .‬فتنبسسه لسه فسسإنه‬
‫دقيق‪ .‬هذا وبقي مسسا لسسو كسسانت تسسدمى لثتسسه مسن بعسسض المآكسسل بتشويشسسها علسسى لحسسم‬
‫السنان دون بعض‪ ،‬فهل يعفى عنه فيما تدمى به لثته لمشسسقة الحسستراز عنسسه أم ل‪،‬‬
‫لمكان الستغناء عنه بتناول البعض الذي ل يحصسسل منسسه دمسسي اللثسسة ؟ فيسسه نظسسر‪.‬‬
‫والظاهر الثاني‪ ،‬لنه ليس مما تعم البلوى به حينئذ‪ ،‬وبتقسسدير وقسوعه يمكسن تطهيسسر‬
‫فمه منه وإن حصل له مشقة‪ ،‬لندرة ذلك في الجملة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كصب ماء إلخ( أي‬
‫فإنه يكفي في طهارته‪ .‬وهو مرتبط بقوله‪ :‬كفى أخذ الماء إلخ‪ ،‬أو بمسسا قسسدرته‪ .‬وفسسي‬
‫النهاية ما نصه‪ :‬فلو طهر إناء أدار الماء على جسسوانبه‪ .‬وقضسسية كلم الروضسسة أنسسه‬
‫يطهر قبل أن يصب النجاسة منه‪ ،‬وهو كذلك إذا لم تكن النجاسسسة مائعسسة باقيسسة فيسسه‪،‬‬
‫أما لو كانت مائعة باقية فيه لم يطهر ما دام عينهسسا مغمسسورا بالمسساء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫يجوز له ابتلع شئ قبل تطهير فمه( شامل للريسسق علسسى العسسادة ومحتمسسل‪ ،‬ويحتمسسل‬
‫المسامحة به للمشقة وكونه من معدن خلقته‪ .‬ا‍ه سم‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله‪:‬‬
‫ول يبلع طعاما ول شرابا ‪ -‬أي غير الماء ‪ -‬لنه يكفي فسسي غسسسل نجاسسسة الفسسم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حتي بالغرغرة( غاية لعدم جواز البتلع‪ .‬أي يجوز لمن تنجس فمسسه ابتلع‬
‫شئ ولو بالغرغرة‪ ،‬وهي في اللغة‪ :‬ترديد الماء في الحلق‪ ،‬كما في القاموس‪ .‬وفائدة‬
‫الغاية دفع ما يتوهم من أنه إذا تنجس فمه وصب مائع في حلقه مسسن غيسسر أن يمسسس‬
‫جوانب فمه يجوز ذلسك‪ ،‬تأمسل‪) .‬قسسوله‪ :‬لسو أصسساب الرض نحسو بسول( أي كخمسر‪.‬‬
‫والولسسى أن يقسسول‪ :‬ولسسو أصسساب موضسسعا مسسن الرض نحسسو بسسول فصسسب عليسسه‪.‬‬
‫بالضمير‪ ،‬ليرتبط الجواب ‪ -‬وهو طهر ‪ -‬بالشرط‪) .‬قسسوله‪ :‬وجسسف( أي نحسسو البسسول‪.‬‬
‫والظاهر أن الجفاف ليس بقيد‪ ،‬بل الشرط أن ل يكون عين البسسول باقيسسا لسسم تتشسسربه‬
‫الرض‪ ،‬بدليل قوله بعد‪ :‬وإذا كانت الرض لسسم تتشسسرب إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬فصسسب علسسى‬
‫موضعه( أي موضع نحو البول من الرض‪ .‬وقوله‪ :‬فغمسره أي عسم موضسع البسول‬
‫الماء وستره‪ .‬قال في المصباح‪ :‬غمرته أغمره أي سترته أستره‪) .‬قسوله‪ :‬طهسر( أي‬
‫ذلك الموضع من الرض‪ ،‬وهو جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬ولو لم ينضب( بضم الضاد‪ ،‬من‬
‫باب قعد‪ .‬كما في المصباح‪ .‬وفاعله ضمير يعسسود علسسى المسساء‪ .‬وقسسوله ‪ -‬أي يغسور ‪-‬‬
‫تفسير له قبل دخول الجازم‪ ،‬وإل لقال يغر بالجزم‪) .‬قوله‪ :‬سواء كسانت إلسخ( تعميسم‬
‫لطهارة الموضسسع بالصسسب المسسذكور‪) .‬قسسوله‪ :‬وإذا كسسانت الرض إلسسخ( مقابسسل قسسوله‬
‫وجف‪ .‬وقد علمت ما فيه‪) .‬قوله‪ :‬لم تتشرب ما تنجست به( أي بأن كان نحو البسسول‬
‫باقيا بعينه‪) .‬قوله‪ :‬فل بد من إزالة العين( أي عين نحسسو البسسول‪ .‬وقسسوله‪ :‬قبسسل صسسب‬
‫الماء إلخ فلو صب الماء عليه قبل إزالته لم يطهر‪ ،‬كما يعلسسم ممسسا سسسيأتي أن شسسرط‬
‫طهارة المحل طهارة‬

‫] ‪[ 116‬‬
‫الغسالة‪ ،‬وهي ل تطهر إذا زاد وزنها‪ .‬ومعلوم أنسسه إذا كسسان عيسسن نحسسو البسسول‬
‫باقيا زاد وزنها‪) .‬قوله‪ :‬كما لو كانت( أي عين النجاسة‪ ،‬في إناء فل بد مسسن إزالتهسسا‬
‫منه‪ ،‬ثم يصب الماء فيسسه‪ .‬وقسسولهم‪ :‬النسساء المتنجسسس إذا وضسسع فيسسه مسساء وأديسسر فسسي‬
‫جوانبه يطهر كله‪ ،‬محله ما لم تكن عين النجاسة فيه ولسسو مائعسسة‪ ،‬كمسسا مسسر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولو كانت النجاسة جامدة( مقابل قوله‪ :‬نحو بول‪) .‬قوله‪ :‬لم يطهر( أي المحل السسذي‬
‫فيسسه السستراب المختلسسط‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسالمختلط إلسسخ( الكسساف للتنظيسسر‪ ،‬أي نظيسسر السستراب‬
‫المختلط بنحو صديد مسسن عسسذرة المسسوتى‪ .‬والمسسراد بالصسسديد‪ :‬المتجمسسد‪ .‬فسسإنه هسسو ل‬
‫يطهر بالماء‪ ،‬أما إذا كان مائعا فيكسسون حكمسه كسسالبول وقسد علمتسسه‪) .‬قسوله‪ :‬بإفاضسسة‬
‫الماء( متعلق بيطهسسر‪) .‬قسوله‪ :‬بسل ل بسسد( أي فسي طهسارة المحسسل السذي فيسه السستراب‬
‫المختلط من إزالته قبل إفاضة الماء عليه‪) .‬قوله‪ :‬وأفتى بعضهم في مصسسحف( قسسال‬
‫ع ش‪ :‬هل مثل المصحف كتب العلسسم الشسسرعي أم ل ؟ فيسه نظسسر‪ ،‬والقسسرب الول‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بغير معفو عنه( فإن كسسان معفسسوا عنسسه ل يجسسب غسسسله‪) .‬قسسوله‪ :‬بوجسسوب‬
‫غسله( متعلق بأفتى‪) .‬قوله‪ :‬وإن أدى( أي غسسسله‪ ،‬إلسسى تلفسسه أي المصسسحف‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن كان( أي المصحف ليتيم فإنه يجب غسله‪ .‬قال ع ش‪ :‬والعامل له الولي‪ ،‬وهسسل‬
‫للجنبي فعل ذلك في مصحف اليتيم ؟ بل وفي غيره‪ ،‬لن ذلك من إزالة المنكسسر أو‬
‫ل ؟ فيه نظر‪ ،‬والقرب عدم الجسسواز‪ ،‬لعسسدم علمنسسا بسسأن إزالسسة النجاسسسة منسسه مجمسسع‬
‫عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويتعين فرضه( أي فسسرض وجسسوب غسسسله‪) .‬قسسوله‪ :‬بخلف مسسا إذا‬
‫كانت( أي النجاسسسة‪) .‬وقسسوله‪ :‬فسسي نحسسو الجلسسد( ومنسسه مسسا بيسسن السسسطور‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬والحواشي أي أطسراف مكتسوب القسرآن الستي ل كتابسة فيهسا‪) .‬قسوله‪ :‬غسسسالة‬
‫المتنجس إلخ( لما بين ما يطهر به المتنجس بنجاسة عينية أو حكمية شرع في بيسسان‬
‫حكم غسالته إذا انفصلت‪ .‬وحاصسسل الكلم عليهسسا أنهسسا إن كسسانت قليلسسة يحكسسم عليهسسا‬
‫بالطهارة بقيود ثلثة‪ :‬طهر المحل‪ ،‬وعدم تغيرها‪ ،‬وعدم زيسسادة وزنهسسا بعسسد اعتبسسار‬
‫مقدار ما يتشربه المغسول من الماء وما يمجه من الوسسسخ الطسساهر‪ .‬فسسإن فقسسد واحسسد‬
‫من الثلثة‪ ،‬بأن لم يطهر المحل‪ ،‬أو طهر ولكن كسسانت متغيسسرة‪ ،‬أو لسسم تكسسن متغيسسرة‬
‫ولكن زاد وزنها بعد مسسا ذكسسر‪ ،‬فهسسي نجسسسة كالمحسسل‪ ،‬لن البلسسل البسساقي فسسي المحسسل‬
‫بعض الغسالة المنفصلة والماء القليل ل يتبعض طهارة ونجاسة‪ .‬وإن كسسانت كسسثيرة‬
‫يحكم عليها بالطهارة بقيد واحد وهو عدم التغيسسر‪ ،‬فسسإن كسسانت متغيسسرة فهسسي نجسسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو معفوا عنه( منصوب بنزع الخافض‪ .‬أي ولو كان تنجسسسه بنجسسس معفسسو‬
‫عنه‪ .‬ولو صرح بالخافض لكان أولى‪ .‬وقوله‪ :‬كدم قليل أي من نفسه أو مسسن غيسسره‪،‬‬
‫وهو مثال للمعفو عنه‪ .‬وقوله‪ :‬إن انفصلت أي عن المحل الذي غسل بها‪ .‬أما إذا لم‬
‫تنفصل فهي طاهرة مطلقا‪ ،‬لن الماء ما دام في المحسسل المغسسسول لسسه حكسسم الطسساهر‬
‫المطهر حتى ينفصل عنه بل خلف‪) .‬قوله‪ :‬وقد زالت العين إلخ( مكسسرر مسسع قسسوله‬
‫التسسي وقسسد طهسسر المحسسل‪ ،‬وذلسسك لن طهسسارته بسسزوال عينهسسا وصسسفاتها‪ ،‬فسسالولى‬
‫القتصار على أحدهما‪ .‬وقد اقتصسسر علسسى الثساني فسي المنهسسج والمنهساج وغيرهمسسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ولسسم تتغيسسر أي الغسسسالة‪ .‬فسسإن تغيسسرت طعمسسا أو لونسسا أو ريحسسا فهسسي نجسسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ولم يزد وزنها بعد اعتبار إلخ أي كأن كسسانت الغسسسالة قبسسل الغسسسل بهسسا قسسدر‬
‫رطل‪ ،‬وكان مقدار ما يتشربه المغسول من الماء قدر أوقية ومسسا يمجسسه مسسن الوسسسخ‬
‫نصف أوقية‪ ،‬وكانت بعد الغسل رطل إل نصف أوقية‪ ،‬فإنه حينئذ لسسم يسسزد وزنهسسا‪.‬‬
‫فإن كانت بعد الغسل بها رطل كامل فهي نجسسة‪ ،‬لنسه زاد وزنهسسا بعسد اعبتسسار مسا‬
‫ذكر‪) .‬قوله‪ :‬من الماء( بيان لما‪ .‬وقوله والماء معطوف على الثوب‪ .‬أي وما يأخسسذه‬
‫الماء من وسخ المغسول الطاهر‪) .‬قوله‪ :‬وقد طهر المحل( بأن لم يبق فيه‬

‫] ‪[ 117‬‬
‫شئ من أوصاف النجاسة‪ .‬وقد علمت ما فيه فل تغفسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬طسساهرة( خسسبر‬
‫المبتدأ‪ .‬وهي مع كونها طاهرة غير مطهرة لزالتها للخبسسث‪ ،‬ومسسا أزيسل بسه الخبسث‬
‫غير مطهر ولو كسسان معفسسوا عنسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويظهسسر الكتفسساء فيهمسسا( أي فيمسسا يأخسسذه‬
‫الثوب من الماء وما يأخذه الماء من الوسخ‪ .‬وفي حاشية السيد عمر على التحفة مسسا‬
‫نصه‪ :‬قوله فيهما يحتمسسل عسسوده لعسسدم التغيسسر وعسسدم الزيسسادة‪ ،‬وللمسسأخوذ والمعطسسى‪،‬‬
‫والثاني أقرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسالظن أي ظسسن مقسسدار مسسا يأخسسذه إلسسخ‪ .‬ول يشسسترط فيسسه‬
‫اليقين‪) .‬قوله‪ :‬إذا وقع في طعام جامد( خرج به المائع‪ ،‬فإنه يتعذر تطهيره ولو كان‬
‫دهنا‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬ة وقيل‪ :‬يطهر الدهر بغسله بأن يصب المسساء عليسسه ويكسساثره‬
‫ثم يحركه بخشبة ونحوها‪ ،‬بحيث يظن وصسسوله لجميعسسه‪ ،‬ثسم يسسترك ليعلسو ثسسم يثقسسب‬
‫أسفله‪ ،‬فإذا خرج الماء سد‪ .‬ومحل الخلف إذا تنجس بما ل دهنية فيه كسسالبول‪ ،‬وإل‬
‫لم يطهر‪ ،‬بل خلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ألقيت وما حولها( أي لنه )ص( سئل عسسن الفسسأرة‬
‫تمسسوت فسسي السسسمن فقسسال‪ :‬إن كسسان جامسسدا فألقوهسسا ومسسا حولهسسا‪ ،‬وإن كسسان مائعسسا فل‬
‫تقربوه‪ .‬وفي رواية للخطابي‪ :‬فأريقوه‪ .‬فلو أمكن تطهيره لم يقل فيه ذلك لما فيه من‬
‫إضاعة المال‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬ل يسستراد علسسى قسسرب( أي ل يرجسسع بعضسسه‬
‫على بعض‪ ،‬بحيث ل يمتلئ محل المأخوذ علسسى قسسرب‪ ،‬والمسسائع بضسسده وهسسو السسذي‬
‫يتراد بحيث يمتلئ محل المأخوذ على قرب‪) .‬قوله‪ :‬فرع‪ :‬إذا تنجس إلسسخ( المناسسسب‬
‫ذكر هذا الفرع في مبحث الماء المطلق‪) .‬قوله‪ :‬القليل( بالرفع‪ ،‬صفة لماء‪ .‬وهو مسسا‬
‫كان دون قلتين كما مسسر‪) .‬قسوله‪ :‬بملقساة نجسس( متعلسق بتنجسسس‪) .‬قسوله‪ :‬لسم يطهسر‬
‫بالنزح أي بنزح الماء منه‪ ،‬بل يطهر بالتكثير‪) .‬قوله‪ :‬بل ينبغسسي( أي يجسسب وقسسوله‪:‬‬
‫أن ل ينزح قال في شسسرح السسروض‪ :‬لنسسه وإن نسسزح فقعسسر السسبئر يبقسسى نجسسسا‪ ،‬وقسسد‬
‫يتنجس جدران البئر أيضا بالنزح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ليكثر الماء( أي فيطهر به حينئذ كمسسا‬
‫علمت‪ .‬وقوله‪ :‬بنبع أي نبع الماء من عين في قعر السسبئر‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو صسسب مسساء أي‬
‫أجنبي‪ .‬وقوله‪ :‬فيسه أي فسسي السبئر‪) .‬قسوله‪ :‬أو الكسثير إلسسخ( العطسسف فيسه مسن عطسف‬
‫المفردات‪ ،‬فالكثير معطوف على القليل‪ ،‬وبتغير معطوف على بملقسساة نجسسس‪ ،‬ولسسم‬
‫يطهر معطوف على لم يطهر الول‪ .‬والمعنى‪ :‬إذا تنجسسس مسساء السسبئر الكسسثير بتغيسسر‬
‫بالنجس لم يطهر إل بزوال التغير‪) .‬قوله‪ :‬فسسإن بقيسست فيسسه( أي فسسي الكسسثير‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫نجاسة أي تفتتت وتحللسست أجزاؤهسسا فسسي المسساء‪ ،‬لنسسه ل يتعسسذر اسسستعماله إل حينئذ‪.‬‬
‫وعبارة الروض‪ :‬وإن كثر الماء وتمعسسط فيسسه فسسأرة‪ .‬قسسال فسسي شسسرحه مثل‪ :‬وعبسسارة‬
‫الصل‪ :‬وتفتت فيه شئ نجس كفأرة تمعط شعرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬كشسسعر فسسأرة تمثيسسل‬
‫للنجاسة‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يتغير( أي والحال أنه لم يتغير ببقسساء النجاسسسة فيسسه أصسسل‪ ،‬أو‬
‫تغير وزال تغيره‪) .‬قوله‪ :‬فطهور( خبر لمبتدأ محسسذوف‪ ،‬أي فهسسو طهسسور‪ .‬والجملسسة‬
‫جواب الشرط‪ ،‬أي فهو طاهر في نفسسسه مطهسسر لغيسسره‪ .‬وقسسوله‪ :‬تعسسذر اسسستعماله أي‬
‫باغتراف شئ منه بدلو أو نحوها‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪ .‬وبه يندفع ما يقسسال‪ :‬إن تعسسذر‬
‫السسستعمال ينسسافي كسسونه طهسسورا‪ .‬وحاصسسل السسدفع أن المسسراد بالسسستعمال المتعسسذر‬
‫الستعمال بالغتراف فقط‪ ،‬وهو ل ينافي أنه يجوز استعماله بغير الغتراف‪ ،‬كسسأن‬
‫يغطس المحدث فيه ناويا رفع الحدث الصغر أو الكبر فإن حدثه يرتفع به‪) .‬قوله‪:‬‬
‫إذ ل يخلو منسسه( أي مسسن الشسسعر‪ ،‬والولسسى منهسسا ‪ -‬أي النجاسسسة ‪ -‬وهسسو علسسة لتعسسذر‬
‫الستعمال‪ .‬أي وإنما تعذر ذلك لنه إذا نزح منه بسسدلو فل يخلسسو مسسن وجسسود الشسسعر‬
‫فيه فيتنجس ما في الدلوبه‪ ،‬لما تقدم من أنه إن غرف دلوا من ماء قلسستين فقسسط وفيسسه‬
‫نجاسة جامدة فإن ليغرفها معه فباطن الدلو طاهر‪ ،‬فإن غرفها مع الماء كان نجسسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلينزح كله( أي ليخرج الشعر كله معه‪ .‬وهذا إن أمكن‪ ،‬فسسإن لسسم يمكسن نسسزح‬
‫كله بأن كانت العين فوارة‪ ،‬نزح ما يغلسسب علسسى الظسسن أن الشسسعر كلسسه خسسرج معسسه‪.‬‬
‫أفسساده فسسي شسسرح السسروض‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم يضسسر( أي فسسي السسستعمال‪ .‬قسسال فسسي شسسرح‬
‫الروض‪ :‬وبهذا علم أن المراد‬

‫] ‪[ 118‬‬
‫بالتعذر فيما مر التعسر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن ظنه( أي ظن وجسسود شسسئ مسسن شسسعر‬
‫فيما اغترفه‪) .‬قوله‪ :‬عمل بتقديم الصل( وهو هنا عدم وجود شئ مسسن الشسسعر فيمسسا‬
‫اغترفه‪ .‬وقوله‪ :‬على الظاهر أي الغالب‪ .‬وهسو هنسا وجسود ذلسك‪) .‬قسوله‪ :‬ول يطهسر‬
‫متنجسسس إلسسخ( شسسروع فسسي كيفيسسة غسسسل النجاسسسة المغلظسسة‪ ،‬وهسسي نجاسسسة الكلسسب‬
‫والخنزير‪ .‬وقد تقدم بيسان كيفيسة غسسل النجاسسة المتوسسطة‪ ،‬ولسم يسبين كيفيسة غسسل‬
‫النجاسة المخففة‪ ،‬وهي بول الصبي السذي لسسم يتنساول قبسسل مضسسي حسولين غيسر لبسسن‬
‫للتغذي وبيانها أنه يكفي في غسله النضح‪ ،‬بسسأن يسسرش عليسسه مسساء يعمسسه ويغلبسسه مسسن‬
‫غير سيلن‪ ،‬وذلك لخبر الشيخين عن أم قيس‪ :‬أنها جاءت بابن لها صغير لسسم يأكسسل‬
‫الطعام فأجلسه رسول ال )ص( في حجره فبال عليه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬بنحسسو كلسسب( متعلسسق بمتنجسسس‪ ،‬ونحسسو الكلسسب الخنزيسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬إل بسسسبع‬
‫غسلت( السسستثناء مفسسرغ‪ ،‬والجسسار والمجسسرور متعلسسق بيطهسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬بعسسد زوال‬
‫العين( الظرف متعلسسق بمحسسذوف صسسفة لسسسبع‪ ،‬أي لسسبع معتسسبرة بعسسد زوال العيسسن‪.‬‬
‫ومقتضى هذا أن الغسلة أو الغسسلت الستي تسزال العيسن بهسا ل تحسسب مسن السسبع‪.‬‬
‫ومقتضى قوله‪ :‬فمزيلها مرة واحدة خلفه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بمرات( أي تعتبر السبع بعد‬
‫زوال عين النجاسة‪ ،‬ولو كسسانت العيسسن ل تسسزول إل بغسسسلت‪) .‬قسسوله‪ :‬فمزيلهسسا( أي‬
‫العين‪) .‬قوله‪ :‬مرة واحدة( أي يحسب مرة واحدة‪ ،‬ولو لسسم تسسزل إل بسسست غسسسلت‪.‬‬
‫وإنما حسب العدد المأمور به في الستنجاء قبل زوال العين لنه محل تخفيف‪ ،‬وما‬
‫هنسسا محسسل تغليسسظ‪ ،‬فل يقسساس هسسذا بسسذلك‪) .‬قسسوله‪ :‬إحسسداهن( أي إحسسدى السسسبع‪ ،‬ولسسو‬
‫السابعة‪ .‬كما يدل له رواية‪ :‬أخراهن بالتراب‪ .‬والولسسى أولسسى كمسسا يسسدل لسسه روايسسة‪:‬‬
‫أولهن بالتراب‪ .‬واختار التعبير بإحداهن للشارة إلى جسسوازه فسسي أي واحسسدة‪ ،‬كمسسا‬
‫يدل له رواية‪ :‬إحداهن بالتراب‪ .‬وأما رواية‪ :‬وعفسروه الثامنسسة بسالتراب‪ .‬فمعنسساه‪ :‬أن‬
‫التراب يكون بمنزلة الثامنة‪ ،‬مع كونه مع الماء في السابعة‪) .‬فسائدة( عسبر بإحسداهن‬
‫بضمير الجماعة ولم يعبر بإحداها بضمير الواحدة‪ ،‬جريا على القاعدة من أن مسا ل‬
‫يعقل إن كان مسماه عشرة فما دونها فالفصسسح فيسسه المطابقسسة‪ ،‬وإن كسسان فسسوق ذلسسك‬
‫فالصح الفراد‪ .‬وقد اجتمعا في قوله تعالى‪) * :‬إن عدة الشهور عند ال اثنسسا عشسسر‬
‫شهرا في كتاب ال يوم خلق السموات والرض منها أربعة حسسرم ذلسسك السسدين القيسسم‬
‫فل تظلموا فيهن أنفسسسكم( * فسسأفرد فسسي قسسوله‪) * :‬منهسسا( * لرجسسوعه للثنسسي عشسسر‪،‬‬
‫وجمع في قوله‪) * :‬فل تظلموا فيهن( * لرجوعه للربعة‪) .‬قوله‪ :‬بسستراب تيمسسم( أي‬
‫بتراب يصح به السستيمم‪ ،‬بسسأن يكسسون طسساهرا لسسم يسستعمل فسسي‪ .‬حسسدث ول فسي خبسسث‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ممزوج بالماء( أي مخلوط به سواء أمزجهما قبل صبهما عليه‪ ،‬وهو الولى‬
‫خروجا من الخلف‪ ،‬أم سبق وضع الماء أو السستراب‪ .‬وإن كسسان المحسسل رطبسسا لنسسه‬
‫وارد كالماء‪ .‬وقولهم‪ :‬ل يكفي ذره عليه ول مسحه أو دلكه به‪ :‬المسسراد بمجسسرده‪ .‬ا‍ه‬
‫تحفة‪ .‬قال الكردي‪ :‬وأفتى الشهاب الرملسسي بسسأنه لسسو وضسسع السستراب أول علسسى عيسسن‬
‫النجاسة لم يكف لتنجسه‪ .‬وظاهره يخالف ما في التحفسسة‪ .‬ا‍ه بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن‬
‫يكدر الماء إلخ( الجار والمجرور متعلق بمحسذوف‪ ،‬صسفة لستراب‪ .‬أي تسراب كسائن‬
‫بأن يكدر إلخ‪ .‬فهو قيد ثان‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬والسسواجب مسسن السستراب مسسا يكسسدر‬
‫الماء‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويحتمل أن يكون تصويرا للمزج المجسسزئ‪ ،‬أي ممسسزوج مزجسسا مصسسورا‬
‫بأن يكدر الماء‪) .‬قسسوله‪ :‬حسستى يظهسسر أثسسره( أي السستراب‪ ،‬فيسسه ‪ -‬أي المسساء ‪ -‬وقسسوله‪:‬‬
‫ويصسسل‪ ،‬أي السستراب‪ .‬بواسسسطته‪ ،‬أي المسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكفسسي فسسي الراكسسد( الجسسار‬
‫والمجرور متعلق بتحريكه‪ ،‬والضمير يعود على المحل المتنجس‪ .‬يعني‪ :‬يكفي عسسن‬
‫السبع غسلت تحريسسك المحسسل المتنجسسس فسسي المسساء الراكسسد سسسبع مسسرات‪ ،‬أي ‪ -‬مسسع‬
‫تعكيره بالطين ‪ -‬في واحدة‪ .‬ويحتمل أن يكون الجار والمجرور متعلقا بمقسسدر واقسسع‬
‫فاعل للفعل‪ ،‬والسم الظاهر معطوف عليه على حذف العاطف‪ ،‬أي‪ :‬ويكفي غمسه‬
‫في الماء الراكد وتحريكه سبع مرات‪ .‬وهذا وإن كان فيه تكلف هو‬

‫] ‪[ 119‬‬
‫المناسب للمعطوف‪ ،‬أعني قوله‪ :‬وفي الجاري‪ ،‬إلخ‪ .‬والموافسسق لعبسسارة غيسسره‪.‬‬
‫ونص عبارة فتح الجواد‪ :‬ويكفي عنها غمسه في مسساء كسسثير مسسع تحريكسسه سسسبعا‪ ،‬أو‬
‫مرور سبع جريات عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو غمسه فيه ولم يحركه يحسب مرة واحدة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬يظهر أن الذهاب مرة والعود أخسرى( فسإن قلسست‪ :‬مسا الفسسرق بينسه وبيسن‬
‫تحريك اليد بالحك في الصسسلة ؟ حيسسث يحسسسب فيسسه السسذهاب والعسسود مسسرة واحسسدة ؟‬
‫فالجواب أن المدار ثم على العرف في التحريسسك‪ ،‬وهسسو يعسسد السسذهاب والعسسود مسسرة‪.‬‬
‫وهنا على جري الماء‪ ،‬والحاصل في العود غير الحاصل في الذهاب‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي‬
‫الجاري( معطوف على الراكد‪ .‬وقوله‪ :‬مرور سبع جريات معطوف على تحريكسسه‪.‬‬
‫والمناسب هنا في التقدير الحتمال الثاني المار كما علمت‪ ،‬أي‪ :‬ويكفسي عسن السسسبع‬
‫غمس المحل المتنجس في الجسساري ومسسرور سسسبع جريسسات عليسسه‪ .‬ويشسسترط فيسسه أن‬
‫يكون كدرا كماء النيل في أيام زيادته وماء السيل المتترب‪) .‬قسسوله‪ :‬ول تسستريب فسسي‬
‫أرض ترابية( أي ل يجب التراب في تطهير أرض ترابية تنجسسست بنجاسسسة كلبيسسة‪،‬‬
‫إذ ل معنى لتتريب التراب‪ .‬لكن لو أصاب نحو ثوب شئ من ذلك وجب تتريبه مسسع‬
‫التسبيع‪ ،‬ول يكون تبعا لها لنتفاء العلة فيه‪ .‬وهي أنه ل معنى لتتريب السستراب ولسو‬
‫أصابة شئ من غسلت غير الرض الترابية غسل بقدر ما بقي من الغسلت‪ .‬فسسإن‬
‫كان من الولى وجب غسلها ستا‪ ،‬وإن كسسان مسسن الثانيسسة وجسسب خمسسسا‪ ،‬وهكسسذا مسسع‬
‫التتريب إن لم يكن ترب‪ ،‬وإل فل تتريب‪ .‬فلو جمعت الغسلت كلها في نحو طست‬
‫ثم تطساير منهسسا شسئ إلسى نحسو ثسوب وجسب غسسسله سستا لحتمسسال أن المتطساير مسن‬
‫الولى‪ ،‬فإن لم يكن ترب في الولى وجب التتريب‪ ،‬وإل فل‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو مسسس( أي‬
‫شخص‪ .‬وقوله‪ :‬كلبسا أي ونحسوه كخنزيسر‪) .‬قسوله‪ :‬لسم تنجسس يسده( قسال البجيرمسي‪:‬‬
‫وينبغي تقييده بما إذا عد الماء حسسائل‪ ،‬بخلف مسسا لسسو قبسسض بيسسده علسسى نحسسو رجسسل‬
‫الكلب داخل الماء قبضا شديدا بحيث ل يبقى بينه وبينه ماء فل يتجسسه إل التنجيسسس‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬توهم بعضهم من ذلك ‪ -‬أي من عدم التنجيس بالمماسة داخل ماء كثير‬
‫‪ -‬صحة الصلة مع مس الداخل في الماء الكسسثير‪ ،‬وهسسو خطسسأ‪ ،‬لنسسه مسساس للنجاسسسة‬
‫قطعا‪ .‬وغاية المر أن مصاحبة الماء الكسسثير مانعسسة مسسن التنجيسسس‪ ،‬ومسسس النجاسسسة‬
‫بالصلة مبطل لها وإن لم ينجس‪ ،‬كما لو مس نجاسسسة جافسسة‪ .‬وتسسوهم بعسسض الطلبسسة‬
‫منه أيضا أنه لو مس فرجه الداخل في الماء الكثير ل ينتقض وضوءه‪ ،‬وهو خطسسأ‪،‬‬
‫لنه ماس قطعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مسن مساء( أي محسل مساء كإنساء‪ ،‬فهسسو علسى مساء حسذف‬
‫مضاف يدل عليه قوله بعد‪ :‬ولم يعلم إلخ‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ولو أدخل رأسه في إنسساء‬
‫فيسسه مسساء قليسسل فسسإن خسسرج فمسه جافسسا لسسم يحكسسم بنجاسسستة‪ ،‬أو رطبسسا فكسسذا فسسي أصسسح‬
‫الوجهين‪ ،‬عمل بالصسسل‪ .‬ورطسوبته يحتمسل أنهسسا مسن لعسسابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسوله‪ :‬ولسم يعلسسم‬
‫مماسته أي فم الكلب له‪ ،‬أي للماء‪ .‬وقوله‪ :‬لم ينجس أي المسساء مطلقسسا‪ .‬سسسواء خسسرج‬
‫فمه رطبا أو يابسا‪ ،‬عمل بالصل‪) .‬قوله‪ :‬الكلب الطاهر( مثله الخنزير عند مالسسك‪،‬‬
‫ورواية عن أبي حنيفة‪ ،‬كما في القناع‪) .‬قوله‪ :‬ول ينجسسس المسساء القليسسل( معطسسوف‬
‫على مقول القول‪ ،‬أي وقال إنه ل ينجس )قوله‪ :‬بولسسوغه( هسسو أن يسسدخل لسسسانه فسسي‬
‫المائع ويحركه‪ .‬والشراب أعم منه‪ ،‬فكسسل ولسسوغ شسسرب ول عكسسس‪ .‬ا‍ه سسسم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإنمسسا يجسب إلسسخ( معطسوف أيضسسا علسى المقسسول‪ .‬أي وقسسال‪ :‬إنمسسا يجسسب إلسسخ‪ .‬وهسو‬
‫كالجواب عما يرد عليهما من أنه إذا كان طاهرا فلي شسسئ يجسسب غسسسل النسساء إذا‬
‫ولغ فيه ؟ وحاصل الجواب أنه وجب ذلك تعبسسدا‪ ،‬ل لنجاسسسته‪) .‬قسسوله‪ :‬ويعفسسى إلسسخ(‬
‫شروع فيما يعفى عنه من النجاسات‪ .‬قسسال البجيرمسسي‪ :‬حاصسسل مسسسائل السسدم والقيسسح‬
‫بالنظر للعفو وعدمه أنها ثلثة أقسسسام‪ .‬الول‪ :‬مسسا ل يعفسسى عنسسه مطلقسسا‪ ،‬أي قليل أو‬
‫كثيرا‪ ،‬وهسسو المغلسظ‪ .‬ومسسا تعسدى بتضسمخه‪ ،‬ومسسا اختلسسط بسسأجنبي ليسس مسسن جنسسه‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬ما يعفى عن قليله دون كثيره‪،‬‬

‫] ‪[ 120‬‬
‫وهو الدم الجنبي والقيح الجنبي إذا لم يكسسن مسسن مغلسسظ ولسسم يتعسسد بتضسسمخه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬الدم والقيح غير الجنبيين‪ ،‬كسسدم السسدماميل والقسسروح والبسسثرات‪ ،‬ومواضسسع‬
‫الفصد والحجامة‪ ،‬بعد سده بنحو قطنة فيعفى عن كثيره كمسسا يعفسسى عسسن قليلسسه‪ ،‬وإن‬
‫انتشر للحجامة‪ ،‬ما لم يكن بفعله ولم يجاوز محله‪ ،‬وإل عفي عن قليلسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ما لم يكن بفعله منه‪ .‬ما يقع من وضع لصسسوق علسسى السسدمل ليكسسون سسسببا فسسي فتحسسه‬
‫وإخراج ما فيسسه‪ ،‬فيعفسى عسن قليلسسه دون كسسثيره‪ .‬وقسوله‪ :‬أو يجسساوز محلسسه‪ .‬قسال سسم‬
‫العبادي‪ :‬المراد بمحله محل خروجه‪ ،‬وما انتشر إلى مسسا يغلسسب فيسسه التقسساذف‪ ،‬كمسسن‬
‫الركبة إلى قصبة الرجل فيعفى عنه حينئذ إذا لقى ثسسوبه مثل فسسي هسسذه الحالسسة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عن دم نحو برغوث( الضافة فيه لدنى ملبسة‪ ،‬لنه ليس له دم فسسي نفسسسه‬
‫وإنما دمه رشحات يمصها من بدن النسان ثم يمجها‪) .‬قوله‪ :‬مما ل نفس إلخ( بيان‬
‫لنحو‪ .‬أي من كل مسسا ل دم لسه يسسسيل )قسوله‪ :‬كبعسوض إلسخ( تمثيسل لمسسا ل نفسسس لسه‬
‫سائلة‪) .‬قوله‪ :‬ل عن جلده( أي ل يعفى عن جلد نحو البرغوث في بدن وثوب‪ ،‬ولو‬
‫بمكة ونحوها أيام ابتلئهم بالذباب‪ .‬وأفتى بالعفو عنه الحافظ ابن حجر حينئذ‪ ،‬وإليه‬
‫أشار ابن العماد في منظومته بقوله‪ :‬ودم قمل كذا البرغوث منه عفواعن القليل ولسسم‬
‫يسمح بجلدته فإنها نجست بالموت ما عذروامن حملها ناسكا صلى بصحبته وينبغي‬
‫عند جهل الحمل معذرة لناسك عم في أثواب لبسته وذلك لنسسه يشسسق علسسى النسسسان‬
‫تفتيش ثيابه كل ساعة‪) .‬قوله‪ :‬ودم نحو دمل( أي ويعفى عن دم نحسسو دمسسل‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫كبثرة تمثيل لنحو الدمل‪ ،‬وهي خراج صغير‪) .‬قوله‪ :‬وعن قيحه وصديده( أي يعفى‬
‫عن قيح نحو الدمل وصديده‪ ،‬وهو ماء رقيق مختلط بدم أو دم مختلط بقيح‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن كثر الدم( أي أو القيح أو الصديد بالنسبة لنحو الدمل‪ .‬وقوله‪ :‬فيهما أي في نحو‬
‫البرغوث ونحو الدمل‪) .‬قوله‪ :‬وانتشر بعرق( أي وإن انتشر الدم وجاوز البدن إلسسى‬
‫الثوب‪ .‬وقوله‪ :‬بعرق‪ ،‬أي‪ :‬أو نحوه‪) .‬قوله‪ :‬أو فحش الول إلخ( أي وإن كثر الول‬
‫‪ -‬وهو دم نحو البرغوث ‪ -‬جدا بحيث طبق الثوب الملبوس‪ ،‬أي مله وعمه‪ .‬وأفهسسم‬
‫قوله الول أن الثاني ‪ -‬وهو دم نحو السسدمل ‪ -‬ل يعفسسى عنسسه إذا كسسان كسسذلك‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بغير فعله( قيد في الكثير‪ .‬أي ويعفى عن كثيره حال كونه حاصسسل لسسه بغيسسر فعلسسه‪،‬‬
‫ويقيد أيضا بأن ل يجاوز محله‪ ،‬فإن جاوزه عفي عن قليله فقط‪ .‬وأما عدم اختلطه‬
‫بأجنبي فهو قيد للقليل والكثير‪ ،‬فإن خالطه ذلك لم يعف عن شسسئ منسسه أصسسل‪ .‬نعسسم‪،‬‬
‫إن كان ذلك الجنبي الطارئ من جنس الخسسارج لسسم يضسسر اختلطسسه بسسه‪ .‬وقسسد ألغسسز‬
‫بعضهم في هذا فقال‪ :‬حي الفقيه الشافعي وقل له ما ذلك الحكم الذي يستغرب نجس‬
‫عفي عنه ولو خالطه نجس طرا فالعفو باق يصحب وإذا طرا بدل النجاسة طاهرل‬
‫عفو يا أهل الذكاء تعجبوا وأجابه بعضهم بقوله‪ :‬حييت إذ حييتنسسا وسسسألتنا مسسستغربا‬
‫من حيث ل يستغرب العفسسو فسسي نجسسس عسسراه مثلسسه مسسن جنسسسه ل مطلقسسا فسسستوعبوا‬
‫والشئ ليس يصان عن أمثاله لكنه للجنبي يجنب وأراك قد أطلقت ما قد قيدواوهو‬
‫العجيب وفهم ذاك العجب ويستثنى من الجنبي ماء الطهارة‪ ،‬فسسإنه يعفسسى عنسسه إذا‬
‫لم يتعمد وضعه عليها وإل فل يعفى عن شئ منه‪ .‬قال الخطيب‪ :‬وينبغسسي أن يلحسسق‬
‫بماء الطهارة ما يتساقط من الماء حال شربه‪ ،‬أو مسسن الطعسسام حسسال أكلسسه‪ ،‬أو جعلسسه‬
‫على جرحه دواء‪،‬‬

‫] ‪[ 121‬‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬وما جعل عليكم في الدين مسسن حسسرج( * ا‍ه‪ .‬وقسسال الرشسسيدي‪:‬‬
‫ويلحق أيضا بماء الطهارة مساء الطيسب كمساء السورد‪ ،‬لن الطيسب مقصسود شسرعا‪،‬‬
‫خصوصا في الوقات التي هو مطلوب فيها كالعيدين والجمعة‪ ،‬بل هو أولى بالعفو‬
‫من كثير مما ذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن كثر بفعله( مفهوم قوله بغير فعله‪) .‬قوله‪ :‬قصدا(‬
‫خرج ما إذا لم يكن على سبيل القصد‪ ،‬بأن قتل نحو برغوث ناسيا‪ ،‬أو نام فسسي نحسسو‬
‫ثوبه وقتله في حال نومه بتقلبه عليه‪ ،‬وكثر الدم فيه فإنه يعفى عنسسه‪ .‬لكسسن محلسسه إن‬
‫احتاج النوم في نحو الثوب‪ ،‬وإل التحق بالعمد‪ .‬صرح به في النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬ولسسو‬
‫نام في ثوبه فكثر فيه دم البراغيث التحق بمسا يقتلسسه منهسا عمسدا لمخالفسسة السسنة مسن‬
‫العري عند النوم‪ .‬ذكره ابن العماد بحثا‪ ،‬وهو محمول على عدم احتياجه للنوم فيسسه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو حمل( انظر هو معطوف على أي من الفعسسال المتقدمسسة‪ ،‬ل جسسائز أن‬
‫يكون معطوفا على قتل ول عصر لنه يصير تمثيل لما كسسثر بفعلسسه وهسسو ل يصسسح‬
‫لنه ليس من أفراده كما هو ظاهر‪ ،‬ول جائز أن يكون معطوفا على كثر لنه ليسسس‬
‫هنا ما يتفرع عليه ويمكن أن يكون معطوفا عليه‪ .‬ويلحظ في الكلم قيد محسسذوف‪،‬‬
‫أي‪ :‬وإن كثر بغير فعله بالنسبة لملبوسه ولو للتجمل‪ .‬فيكسسون قسسوله فسسإن كسسثر بفعلسسه‬
‫مفهوم القيد الول‪ .‬وقوله‪ :‬أو حمسل ثوبسسا إلسسخ مفهسوم القيسسد الثساني الملحسسظ‪ ،‬تأمسسل‪.‬‬
‫وعبارة شرح المنهج‪ :‬والعفو عن الكثير في المسذكورات مقيسد بساللبس لمسا قسال فسي‬
‫التحقيق‪ :‬لو حمسل ثسوب براغيسث أو صسلى عليسه‪ ،‬إن كسثر دمسه ضسر وإل فل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬أو زاد علسسى ملبوسسسه( أي أو لبسسس شسسيئا زائدا علسسى ملبوسسسه وفيسسه دم نحسسو‬
‫برغوث فإنه ل يعفى عنه لنه حينئذ كحمله‪ .‬وعبسسارة المغنسسي‪ :‬ومثلسسه حمسسل مسسا لسسو‬
‫كان زائدا على تمام لباسه ‪ -‬كما قاله القاضسسي ‪ -‬لنسسه غيسسر مضسسطر إليسسه‪ .‬قسسال فسسي‬
‫المهمات‪ :‬ومقتضاه منع زيادة الكم على الصابع‪ ،‬ولبس ثوب آخسسر ل لغسسرض مسسن‬
‫تجمل ونحوه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا ظاهر في الثاني دون الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سسسم‪ :‬قضسسية كلمهسسم‬
‫أن من له ثوبان فسسي أحسسدهما دم معفسسو عنسسه دون الخسسر أنسسه يجسسوز لسسه لبسسس الول‬
‫والصلة فيه وإن استغنى عنه بالثاني‪ ،‬لن منعه من لبس الول مما يشق‪ ،‬ولنه ل‬
‫يشترط في العفو أن يضطر إلى نحو اللبس‪ ،‬وإل لسم تصسح صسلة مسن حمسل ثسوب‬
‫براغيث وإن قل دمه‪ ،‬ولن كلمهم صريح في أنه ل يجب عليه غسل الدم إذا قسسدر‬
‫عليه وإذا صحت الصلة في ثوب البراغيث مع إمكان غسله فلتصح فيه مع القدرة‬
‫على ثوب آخر ل دم فيه‪ ،‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل لغرض( أي زاد عليه لغير سسسبب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كتجمل تمثيل للغرض ومثل التجمل الخوف من نحسسو شسسدة بسسرد‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫يعفى إل عن القليل( أي من دم نحو برغوث ودم نحو دمل‪ .‬وهذا جواب فسسإن كسسثر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن اقتضى كلم الروضة إلخ( أي فهو ل يعتد به‪) .‬قوله‪ :‬ومحل العفو هنا(‬
‫أي في دم نحو البرغوث ودم نحو الدماميل‪ .‬وقوله‪ :‬وفيما يأتي أي من الدم الجنبي‬
‫ودم نحو الحيض والرعاف‪) .‬قسسوله‪ :‬بالنسسسبة للصسسلة( أي ونحوهسسا كسسالطواف‪ ،‬فلسسو‬
‫صلى أو طاف به صحت صلته وطوافه‪) .‬قسسوله‪ :‬ل لنحسسو مسساء قليسسل( أي ل يعفسسى‬
‫عنه بالنسبة لنحو ماء قليل كمائع‪) .‬قوله‪ :‬فينجس( أي الماء به‪ ،‬أي بما ذكر مسسن دم‬
‫نحو برغوث ونحوه مما مر‪ .‬أي أنه لو وقع المتلوث بدم نحو برغوث مثل في ماء‬
‫قليل أو مائع تنجس ذلك به فلم يعف عنه بالنسبة إليه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن قسسل أي مسسا ذكسسر‬
‫من دم نحو برغوث ونحوه مما مر‪) .‬قوله‪ :‬ول أثر لملقاة البسسدن لسسه( أي لمسسا تقسسدم‬
‫من الدم الذي يعفى عنه‪ .‬وقوله‪ :‬رطبا حال من البدن أي في حال كون البدن رطبا‪.‬‬
‫وفي المغني ما نصه‪ :‬واحتلف فيما لو لبس ثوبا فيه دم براغيث وبدنه رطب‪ ،‬فقسسال‬
‫المتولي‪ :‬يجوز‪ .‬وقال الشيخ أبو علي‪ :‬ل يجوز‪ ،‬لنه ل ضسسرورة إلسسى تلسسويث بسسدنه‬
‫وبسسه جسسزم المحسسب الطسسبري تفقهسسا‪ .‬ويمكسسن حمسسل الكلم الول علسسى مسسا إذا كسسانت‬
‫الرطوبة بماء وضوء أو غسل مطلوب‪ ،‬لمشقة الحتراز عنه‪ ،‬كما لو كانت بعسسرق‪.‬‬
‫والثاني على غير ذلك‪ ،‬كما علم مما مر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يكلف( أي مسسن يريسسد لبسسس‬
‫ثوب فيه ما مر‪ .‬قال في فتح‬

‫] ‪[ 122‬‬
‫الجواد خلفا لبن العماد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعن قليل نحو دم غيره( أي ويعفى عن‬
‫قليل نحو دم غير نفسه‪ .‬واندرج ‪ -‬أي تحت ‪ -‬نحو القيح والصديد‪ .‬وإنما عفسسي عسسن‬
‫ذلك لن جنس الدم مما يتطرق إليه العفو فيقع القليل منه في محل المسامحة‪ ،‬وإنما‬
‫لم يقولوا بالعفو عن قليل نحو البول لغير السلس ‪ -‬مسسع أن البتلء بسسه أكسسثر ‪ -‬لنسسه‬
‫أقذر‪ ،‬وله محل مخصوص‪ ،‬فسهل الحتراز عنه‪ ،‬بخلف نحو الدم فيهما‪ .‬أفاده في‬
‫التحفة‪) .‬قوله‪ :‬أي أجنبي( تفسير للمضاف وهو غير‪) .‬قوله‪ :‬غير مغلسسظ( منصسسوب‬
‫على الحال من نحو دم‪ ،‬أي حال كونه غير مغلظ‪ .‬وفي بعض نسخ الخط‪ :‬من غيسسر‬
‫مغلسسظ‪ .‬بزيسسادة مسن الجسسارة‪ ،‬والكسسل صسسحيح‪ ،‬لن السسدم الخسسارج مسسن مغلسسظ كسسالكلب‬
‫والخنزير يوصف بسسالتغليظ‪ .‬ويصسسح أن يكسسون بالجرصسسفة لجنسسبي‪ ،‬والول أولسسى‪،‬‬
‫وخرج به الدم المغلسسظ فل يعفسسى عسن شسسئ منسسه لغلظسه‪) .‬قسسوله‪ :‬بخلف كسسثيره( أي‬
‫بخلف كثير نحو دم غيره فل يعفى عنه‪) .‬قوله‪ :‬ومنه( أي من الجنبي‪ .‬وقوله‪ :‬دم‬
‫انفصسسل مسن بسدنه ثسسم أصسابه أي ثسم عساد إليسه‪ ،‬فيعفسى عسن قليلسسه دون كسثيره‪ .‬قسسال‬
‫الكردي‪ :‬ومثل ذلك أيضا ما جاوز محله من دم الفصد والحجامة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعسسن‬
‫قليل نحو دم حيض إلخ( أي ويعفى عسسن قليسسل ذلسسك‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬وإن مضسسغته‬
‫بريقها‪ ،‬أي أذهبته به‪ ،‬لقبح منظره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ورعسساف( أي ويعفسسى عسسن قليسسل دم‬
‫رعاف‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا فسسي المجمسسوع( مرتبسسط بسسدم نحسسو الحيسسض والرعسساف‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويقاس بهما( أي بدم نحو الحيض والرعاف‪) .‬قوله‪ :‬دم سائر المنافذ( أي دم خسسارج‬
‫من سائر المنافذ كالعين والنف والذنين‪) .‬قسوله‪ :‬إل الخسارج مسن معسدن النجاسسة(‬
‫أي فل يعفى عنه أصل‪ .‬وفي التحفة مسسا نصسسه‪ :‬فعلسسم أن العفسسو عسسن قليسسل دم جميسسع‬
‫المنافذ هو المنقول الذي عليه الصحاب‪ .‬ومحل العفو عن قليسسل دم الفرجيسسن إذا لسسم‬
‫يخرج من معدن النجاسة‪ ،‬كالمثانة ومحل الغسسائط‪ .‬ول تضسسر ملقسساته لمجراهسسا فسسي‬
‫نحو الدم الخارج من باطن الذكر لنهسسا ضسسرورية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬والمرجسسع فسسي القلسسة‬
‫والكثرة العرف( أي فما عده العسسرف قليل فهسسو قليسسل‪ ،‬ومسسا عسسده كسسثيرا فهسسو كسسثير‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬الكثير ما بلغ حدا يظهر للناظر من غير تأمل وإمعان‪ .‬وقيل‪ :‬إنه ما زاد على‬
‫الدينار‪ .‬وقيل‪ :‬إنه قدر الكف فصاعدا‪ .‬وقيل‪ :‬ما زاد عليه‪ .‬وقيل‪ :‬إن الدرهم البغلي‪،‬‬
‫أي قدره‪ .‬وقيل‪ :‬ما زاد عليسسه‪ .‬وقيسسل‪ :‬مسسا زاد علسسى الظفسسر‪ .‬ا‍ه شسسرح منظومسسة ابسسن‬
‫العماد‪) .‬قوله‪ :‬وما شك في كثرته( أي ما شك هل هو كثير فل يعفى عنه ؟ أو قليل‬
‫فيعفى عنه ؟ وقوله‪ :‬له حكم القليل أي فيعفى عنه‪ ،‬لن الصسل فسي هسذه النجاسسات‬
‫العفو‪ ،‬إل إذا تيقنا الكسسثرة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو تفسسرق النجسسس( أي السسذي يعفسسى عسسن قليلسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في محال أي في مواضع من نحو ثوبه‪) .‬قوله‪ :‬ولو جمسسع( أي النجسسس‪ ،‬فسسي‬
‫موضع واحد‪ .‬وقوله‪ :‬كثر أي عد كثيرا‪) .‬قوله‪ :‬كان إلخ( جواب لو الولى‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫له حكم القليل أي فيعفى عنه‪ ،‬وهو الراجح عند م ر‪ .‬قال سم‪ :‬وهذا ل ينافي ما تقدم‬
‫أول الكتاب‪ ،‬فيما لو تفرقت النجاسة التي ل يدركها الطسسرف ولسسو جمعسست أدركهسسا‪،‬‬
‫أنه ل يعفى عنها على ما تقدم‪ ،‬لن العفو في الدم أكثر‪ ،‬والعفو عنه أوسع من العفو‬
‫عن غير الدم من النجاسة كما هو ظاهر‪ .‬ولهذا عفي عما يدركه الطرف هنا ل ثسسم‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والكثير إلخ( أي وله حكم الكثير إلخ‪ ،‬فل يعفى عنه‪) .‬قوله‪ :‬ويعفسسى عسسن‬
‫دم نحو فصد وحجم( الولى حذف لفظ نحو‪ ،‬لن ما يصح اندراجه فيه من دم نحسسو‬
‫جرح قد صرح به فيما قبله‪ ،‬قال في التحفة‪ .‬وتناقض كلم المصنف فسسي دم الفصسسد‬
‫والحجامة‪ ،‬والمعتمد حمل قوله بعدم الفو على ما إذا جسساوز محلسسه‪ ،‬وهسو مسسا ينسسسب‬
‫عادة إلى الثوب أو محل آخر‪ ،‬فل يعفى إل عسسن قليلسسه لنسسه بفعلسسه‪ ،‬وإنمسسا لسسم ينظسسر‬
‫لكونه بفعله عند عدم المجاوزة لن الضرورة هنا أقوى منها في قتل نحو البرغوث‬
‫وعصر البثرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بمحلهما( الجسسار والمجسسرور صسسفة لمسسا قبلسسه‪ ،‬أي كسسائنين‬
‫بمحلهما‪ .‬ولو أخره عن الغاية لكان أولى لنه قيد فيها‪ .‬والمسسراد بمحلهمسسا مسسا يغلسسب‬
‫السيلن إليه عادة وما حاذاه من الثوب‪ ،‬فإن جاوزه عفي عن المجاوز وإن قل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬فإن كثر المجاوز فقياس مسسا تقسسدم فسسي السسستنجاء أنسسه إن اتصسسل المجسساوز‬
‫بغير‬

‫] ‪[ 123‬‬
‫المجاوز وجب غسل الجميع‪ ،‬وإن تقطع أو انفصل عنه وجب غسل المجسساوز‬
‫فقط‪ .‬اه‍ شيخنا عشماوي‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪ .‬وفي حاشية الكردي ما نصسسه‪ :‬قسسال الشسسهاب‬
‫عميرة‪ :‬الظاهر أن المراد بالمحل الموضع الذي أصابه في وقسست الخسسروج واسسستقر‬
‫فيسه‪ ،‬كنظيسره مسن البسول والغسائط فسي السستنجاء بسالحجر‪ .‬وحينئذ فلسو سسال وقست‬
‫الخروج من غير انفصال لم يضر‪ ،‬ولو انفصل من موضع يغلب فيه تقاذف السسدماء‬
‫فيحتمل العفو كنظيره من الماء المستعمل‪ .‬أما لسسو انتقسسل مسسن البسسدن وعسساد إليسسه فقسسد‬
‫صرح الذرعسسي بسسأنه كسسالجنبي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولسسو أصسساب الثسسوب ممسسا يحسساذي الجسسرح فل‬
‫إشكال في العفو‪ .‬فلو سال في الثوب وقسست الصسسابة مسسن غيسسر انفصسسال فسسي أجسسزاء‬
‫الثوب فالظاهر أنه كالبدن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لثته( نائب فاعل أدمى‪ .‬وهو بتثليث اللم‪ :‬ما‬
‫حول السنان‪ .‬وقيل‪ :‬هي اللحم المغروز فيه السنان‪) .‬قوله‪ :‬قبل غسل الفم( متعلق‬
‫بتصح‪) .‬قوله‪ :‬إذا لم يبتلع ريقه فيها( أي في الصلة‪ ،‬وخرج بذلك ما إذا ابتلع ريقه‬
‫فيها فل تصح صلته لنه مخالط للسسدم‪) .‬قسسوله‪ :‬معفسسو عنسسه بالنسسسبة إلسسى الريسسق أي‬
‫فيعفى عن اختلط الدم بالريق‪ ،‬ول يعد أجنبيسا بالنسسبة لسه لنسه ضسروري‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولو رعف قبل الصلة إلخ( فإن رعف فيها ولم يصبه منه إل القليل لم يقطعها وإن‬
‫كثر نزوله على منفصل عنه‪ ،‬فإن كثر ما أصابه لزمه قطعهسسا‪ ،‬ولسسو جمعسسة‪ .‬خلفسسا‬
‫لمن وهم فيه‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ودام( أي رعسسافه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن رجسسا إلسسخ( أي ففيسسه‬
‫تفصيل‪ ،‬فإن رجا إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬انقطاعه أي الرعاف‪) .‬قوله‪ :‬والوقت متسع( أي بسسأن‬
‫يبقسسى منسسه بعسسد النقطسساع مسسا يسسسع الصسسلة كاملسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬انتظسسره( أي النقطسساع‪،‬‬
‫ويصلي بعده )قسسوله‪ :‬وإل تحفسسظ( أي وإن لسسم يسسرج انقطسساعه والسسوقت متسسسع تحفسسظ‬
‫كالسلس‪ ،‬بأن يغسل محل الدم من أنفه‪ ،‬ثم يحشوه بنحسسو قطنسسة ويعصسسبه بخرقسسة إن‬
‫احتاج إليه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا( منصوب على الحسسال‪ ،‬أي حسسال كسسون مسسا ذكسسر مسسن عسسدم‬
‫النتظار مخالفا لمن زعم انتظسساره‪ ،‬أي النقطسساع‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن خسسرج السسوقت غايسسة‬
‫للنتظار‪) .‬قوله‪ :‬كما تؤخر إلخ( الكاف للتنظير‪ ،‬وهسو راجسسع لمسسن زعسسم النتظسسار‪.‬‬
‫أي إن هذا الزاعم ما ذكر يقيس مسألة الرعاف على مسألة النجاسسسة‪ ،‬وهسسي أنسسه إذا‬
‫تنجس ثوبه يؤخر الصلة إلى أن يغسل ثوبه ولو خرج الوقت‪) .‬قوله‪ :‬ويفسسرق( أي‬
‫بين مسألة الرعاف ومسألة النجاسة‪ .‬وقوله‪ :‬بقدرة هذا أي الذي تنجس ثوبه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫فلزمته( أي الزالة‪ ،‬ولو خسسرج السسوقت‪) .‬قسسوله‪ :‬بخلفسسه( الجسسار والمجسسرور متعلسسق‬
‫بمحذوف حال من اسم الشارة‪ ،‬أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬والضمير يعسسود علسسى مسسن‬
‫رعف المعلوم من السياق‪ .‬أي حال كون هذا الذي تنجس ثوبه متلبسسسا بمخالفسسة مسسن‬
‫رعف‪ ،‬أو هذا الذي تنجس ثوبه متلبس بمخالفته‪ .‬وذلك لن من رعف ليس له قدرة‬
‫على إزالة الرعاف فلذلك لم يلزمه إنتظار انقطسساعه‪ ،‬ولزمتسسه الصسسلة مسسع التحفسسظ‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في مسألتنا أي مسألة الرعاف‪) .‬قوله‪ :‬وعن قليل طين( معطسسوف علسسى عسسن‬
‫دم إلخ‪ .‬أي ويعفى عن قليل طين إلخ في الثوب والبدن‪ ،‬وإن انتشر بعسسرق أو نحسسوه‬
‫مما يحتاج إليه دون المكان إذ ل يعم البتلء به فيه‪ .‬وخرج بقليسل مسا ذكسر كسثيره‪،‬‬
‫فل يعفى عنه كدم الجنسسبي‪ .‬وضسسابط القليسسل هنسسا هسسو السسذي ل ينسسسب صسساحبه إلسسى‬
‫سقطة على شئ‪ ،‬أو كبوة على وجهسه‪ ،‬أو قلسة تحفسظ وإن كسثر عرفسا‪ .‬والكسثير هسو‬
‫الذي ينسب صاحبه إلى ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬محل مرور هو أولى من قسسول غيسسره شسسارع‪،‬‬
‫إذ المدار على محل المرور سواء كان شارعا أو غيره‪ .‬وقوله‪ :‬متيقن نجاسته صفة‬
‫لطين‪ .‬وفي التحفة‪ :‬ومثل التيقن إخبار عدل رواية به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بالمتيقن نجاسسسته‪:‬‬
‫غيره‪ ،‬وهو مظنونها أو المشكوك فيها‪ ،‬فيحكم عليه بالطهارة عمل بالصل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ولو بمغلظ( أي ولو كانت النجاسة بمغلظ‪ ،‬أي مسسن مغلسسظ‪ ،‬وهسسو الكلسسب والخنزيسسر‪.‬‬
‫وعبارة شرح الروض‪ :‬قال الزركشسسي‪ :‬وقضسسية إطلقهسسم العفسسو عنسسه ولسسو مختلطسسا‬
‫بنجاسة كلب أو نحسسوه‪ ،‬وهسسو المتجسسه‪ ،‬ل سسيما فسسي موضسسع يكسسثر فيسسه الكلب‪ ،‬لن‬
‫الشوارع معسسدن النجاسسسات‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬للمشسسقة( علسسة للعفسسو عسسن الطيسسن المسسذكور‪.‬‬
‫وعبارة المغني‪ :‬إذ ل بد للناس مسسن النتشسسار فسسي حسسوائجهم‪ ،‬وكسسثير منهسسم ل يملسسك‬
‫أكثر من ثوب‪ .‬فلو أمروا بالغسل كلما أصابتهم عظمت المشقة عليهم‪) .‬قوله‪ :‬ما لسسم‬
‫تبق( ما مصدرية ظرفية مرتبطة بيعفى المقدر قبل قوله‪ :‬وعن قليل طين إلخ‪.‬‬

‫] ‪[ 124‬‬
‫وقوله‪ :‬عينها أي النجاسة‪ .‬وقوله‪ :‬متميزة أي ظاهرة منفصلة عن الطين‪ ،‬غير‬
‫مستهلكة فيه‪) .‬قوله‪ :‬ويختلف ذلك( أي المعفو عنه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسالوقت أي فيعفسسى فسسي‬
‫زمن الشتاء عمسسا ل يعفسسى عنسسه فسسي زمسسن الصسسيف‪ .‬وقسسوله‪ :‬ومحلسسه أي محسسل ذلسسك‬
‫المعفو عنه‪ .‬وقوله‪ :‬من الثوب والبدن بيان للمحل‪ ،‬أي فيعفى في الذيل والرجل عما‬
‫ل يعفسسى فسسي الكسسم واليسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬وإذا تعيسسن عيسسن النجاسسسة( أي وإذا تميسسزت عيسسن‬
‫النجاسة إلخ‪ .‬وهذا محترز قوله‪ :‬مسسا لسسم تبسسق عينهسسا متميسسزة‪ .‬والولسسى التعسسبير بفسساء‬
‫التفريسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو مسسواطئ( جمسسع مسسوطئ‪ ،‬أي ولسسو كسسان الطريسسق محسسل وطسسئ‬
‫الكلب‪ ،‬أي مرورها‪ .‬ولم تذكر هذه الغاية في التحفة وفتح الجواد والنهاية والسنى‬
‫وغيرها‪ ،‬فسسالولى إسسسقاطها إذ ل معنسسى لتخصسسيص الكلب بالسسذكر‪ ،‬وأيضسسا الغايسسة‬
‫الثانية تغني عنها‪) .‬قوله‪ :‬فل يعفى عنها إلسسخ( وإلسسى ذلسسك أشسسار ابسسن العمسساد بقسسوله‪:‬‬
‫وليس يعفى عن الرواث إن بقيت أعيانها قاله في نص روضته للعقسسل فيهسسا مجسسال‬
‫عند كثرتها والقسسول فسسي مسسسجد قسساض بيسسسرته أي بسسالعفو عنسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن عمسست‬
‫الطريق( أي بحيث يشق الحتراز عن المشي في غير محلهسسا‪ .‬وفسسي النهايسسة‪ :‬نعسسم‪،‬‬
‫إن عمتها‪ .‬فللزركشي احتمال بالعفو‪ ،‬وميل كلمه إلى اعتماده‪ .‬كما لسسو عسسم الجسسراد‬
‫أرض الحرم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأفتى شيخنا إلخ( عبارة الفتاوي‪ :‬سئل عن الشسسارع السسذي‬
‫لم يكسن فيسه طيسن وفيسه سسرجين وعسسذرة الدمييسن وزبسل الكلب‪ ،‬هسل يعفسسى ‪ -‬إذا‬
‫حصل المطر ‪ -‬عما يصيب الثوب والرجل منه ؟ فأجاب بقوله‪ :‬يعفى عما ذكر فسسي‬
‫الشارع مما يتعسر الحتراز عنه لكونه عم جميع الطريق‪ .‬ولم ينسب صسساحبه إلسسى‬
‫سقطة ول إلى كبوة وقلة تحفظ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قاعدة مهمة( قد أشسسار إليهسسا ابسسن العمسساد‬
‫في منظومته فقال‪ :‬تقديم أصل على ذي حالة غلبت قال القرافي لنا حكسسم برخصسسته‬
‫أحسن به نظرا واترك سؤالك ل تشغل به عمرا تشقى بضيعته ما عسسارض الصسسل‬
‫فيه غالب أبدا فتركه ورع دعه لريبته وما استوى عندنا فيه ترددنا أو كان في ظننا‬
‫ترجيع طهرته فتركه بدعة والبحث عنه رأوا ضللة تركها أولى لبدعته إن التنطسسع‬
‫داء ل دواء له إل بتركك إياه برمته )قوله‪ :‬وهي( أي القاعدة‪) .‬قسسوله‪ :‬أن مسسا أصسسله‬
‫الطهارة إلخ( أي أن الشئ الذي أصله الطهارة ولم تسستيقن نجاسسسته‪ ،‬بسسل غلسسب علسسى‬
‫الظن نجاسته كطين الشارع المار وكما سيأتي من المثلسة‪) .‬قسوله‪ :‬فيسه قسسولن( أي‬
‫فيما أصله إلخ‪ .‬أي في الحكم عليه بالطهارة أو بالنجاسة قسسولن‪ .‬وقسسوله‪ :‬معروفسسان‬
‫أي مشهوران‪ .‬وقوله‪ :‬بقولي مثنى حذفت منه النون لضافته إلى مسسا بعسسده‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫أو الغسسالب أي بسسدل الظسساهر‪ ،‬فسسالقول الثسساني مشسسهور بالظسساهر وبالغسسالب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أرجحهما( أي القولين‪ ،‬أنه طاهر‪) .‬قوله‪ :‬عمل بالصل( محل العمسسل بسسه إذا اسسستند‬
‫ظن النجاسة إلى غلبتها‪ ،‬وإل عمل بالغالب‪ .‬فلو بال حيوان فسسي مسساء كسسثير وتغيسسر‪،‬‬
‫وشك في سبب تغيره هل هو البسسول ؟ أو نحسسو طسسول المكسسث ؟ حكسسم بتنجسسسه عمل‬
‫بالظاهر‪ ،‬لستناده إلى سبب معين كخبر العدل‪ ،‬مع أن الصل عدم غيره‪ .‬كسسذا فسسي‬
‫شرح الروض والمغني‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي‬

‫] ‪[ 125‬‬
‫الصل‪) .‬وقوله‪ :‬أضبط من الغسسالب( أي أكسسثر ضسسبطا منسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬المختلسسف‬
‫بالحوال أي أحوال الناس‪ .‬فقد يكون غالبسسا باعتبسسار حسسال شسسخص ونسسادرا باعتبسسار‬
‫حال شخص آخر‪ .‬وقوله‪ :‬والزمان أي فقد يكون في زمن غالبا وفسسي زمسسن نسسادرا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وذلك( أي ما كان الصل فيسسه الطهسسارة وغلسسب علسسى الظسسن تنجسسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كثياب خمار( أي من يصنع الخمر أو يتعاطاه وهو مسسدمن لسسه‪ ،‬ومثسسل ثيسسابه أوانيسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وحائض وصسسبيان( أي ومجسسانين وجزاريسسن‪ ،‬فيحكسسم علسسى ثيسسابهم بالطهسسارة‬
‫على الرجح عمل بالصل‪) .‬قوله‪ :‬وأواني متدينين بالنجاسسسة( أي أوانسسي مشسسركين‬
‫متسسدينين باسسستعمال النجاسسسة‪ ،‬كطائفسسة مسسن المجسسوس يغتسسسلون بسسأبوال البقسسر تقربسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وورق يغلب نثره على نجس( في المغني‪ :‬سسسئل ابسسن الصسسلح عسسن الوراق‬
‫التي تعمل وتبسط وهي رطبة على الحيطان المعمولة برماد نجس‪ .‬فقسسال‪ :‬ل يحكسسم‬
‫بنجاستها‪ ،‬أي عمل بالصل‪) .‬قوله‪ :‬ولعاب صبي( في القسساموس‪ :‬اللعسساب كغسسراب‪،‬‬
‫ما سال من الفم‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فهو طاهر بالنسبة للم وغيرها‪ ،‬وإن كان يحتمل اختلطسه‬
‫بقيئه النجس عمل بالصل‪ ،‬ولعموم البلوى به‪ .‬ومثله لعسساب السسدواب وعرقهسسا فهمسسا‬
‫طاهران‪) .‬قوله‪ :‬وجوخ إلخ( في المغني‪ :‬سئل ابن الصلح عن الجوخ الذي اشتهر‬
‫على ألسنة الناس أن فيه شحم الخنزير ؟ فقال‪ :‬ل يحكم بنجاسته إل بتحقق النجاسة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجبن شامي إلخ( أي فهو طاهر عمل بالصل‪) .‬قوله‪ :‬بإنفحة الخنزيسسر(‬
‫قال في المصباح‪ :‬النفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء وتثقيل الحاء أكثر مسسن تخفيفهسسا‪.‬‬
‫ونقل عن الجوهري أنها هي الكرش‪ .‬ونقل عن التهذيب أنهسسا ل تكسسون إل لكسسل ذي‬
‫كرش‪ ،‬وهو شئ يستخرج من بطنه أصفر‪ ،‬يعصر في صوفه مبتلة في اللبن فيغلظ‬
‫كالجبن‪ .‬ول يسمى إنفحة إل وهو رضيع‪ ،‬فسسإذا رعسسى قيسسل اسسستكرش‪ ،‬أي صسسارت‬
‫إنفحته كرشا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقد جاءه )ص( إلخ( تأييسسد لكسسونه يعمسسل بالصسسل بالنسسسبة‬
‫للجبن‪ ،‬ويقاس عليه غيره مما مر‪) .‬قوله‪ :‬جبنسسة( بضسسم الجيسسم وسسسكون البسساء وفتسسح‬
‫النون‪ .‬وقوله‪ :‬من عندهم أي أهل الشام‪) .‬قوله‪ :‬فأكل منها( أي مسسن الجبنسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولم يسأل( أي النبي عليه الصسسلة والسسسلم‪ .‬وقسسوله‪ :‬عسسن ذلسسك أي عسسن كسسونه عمسسل‬
‫بإنفحة الخنزير‪) .‬قوله‪ :‬ذكره شيخنا في شرح المنهاج( أي ذكر معظم مسسا فسسي هسسذه‬
‫القاعدة ونص عبارته‪ .‬وخرج بسسالمتيقن نجاسسسته مظنونهسسا منسسه‪ ،‬أي طيسسن الشسسارع‪،‬‬
‫ومن نحو ثياب خمار وقصاب وكافر متسدين باسستعمال النجاسسة‪ ،‬وسسائر مسا تغلسب‬
‫النجاسة في نوعه فكله طاهر للصل‪ .‬نعم‪ ،‬يندب غسل مسسا قسسرب احتمسسال نحاسسسته‪.‬‬
‫وقولهم‪ :‬من البدع المذمومة غسل الثوب الجديد‪ ،‬محمول علسسى غيسسر ذلسك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسد‬
‫ذكر هذه القاعدة وغيرها في النوار‪ ،‬ولنسسسق لسسك عبسسارته تكميل للفسسائدة‪ ،‬ونصسسها‪:‬‬
‫فصسسل‪ :‬إذا ثبسست أصسسل فسسي الحسسل أو الحرمسسة أو الطهسسارة أو النجاسسسة فل يسسزال إل‬
‫باليقين‪ ،‬فلو كان معه إنسساء مسسن المسساء أو الخسسل أو لبسسن المسسأكول أو دهنسسه فشسسك فسسي‬
‫تنجسه‪ ،‬أو من العصير فشك في تخمسسره‪ ،‬لسسم يحسسرم التنسساول‪ .‬ولسسو شسسك فسسي حيسسض‬
‫زوجته أو تطليقه لها لم يحرم الستمتاع‪ .‬ولو شك أنه لبن مأكول أو لحم مسسأكول أو‬
‫غيره‪ ،‬أو وجد شاة مذبوحة ولم يدر أن ذابخها مسلم أو مجوسي‪ ،‬أو نباتا وشك أنسسه‬
‫سسسم قاتسسل أم ل‪ ،‬حسسرم التنسساول‪ ،‬ولسسو أخسسبر فاسسسق أو كتسسابي بسسأنه ذكاهسسا قبسسل‪ .‬وإذا‬
‫تعارض أصسسل وظسساهر فالعمسسل بالصسسل‪ .‬فثيسساب مسسدمني الخمسسر وأوانيهسسم‪ ،‬وثيسساب‬
‫القصابين والخفافين والصبيان والمجانين الذين ل يحترزون عن النجاسات‪ ،‬وطيسسن‬
‫الشوارع والمقابر المنبوشة‪ ،‬والحبوبات المدوسة بالثيران‪ ،‬وماء الموازيب‪ ،‬وأواني‬
‫الكفار المتدينين باستعمال النجاسة ‪ -‬كمجوس الهند يغتسلون ببسول البقسر ‪ -‬واليهسود‬
‫والنصسسارى المنهمكيسسن فسي الخمسسر والتلسسوث بسالخنزير‪ ،‬وكسل مسسا الغسسالب فسسي مثلسه‬
‫النجاسة طاهرة مسا لسم يتحقسق النجاسسة‪ ،‬بشسرط أن تكسون غلبسة الظسن مسستندة إلسى‬
‫الغالب ل غير‪ .‬فلو رأى بهيمة تبول في ماء كثير‪ ،‬وهو بعيد فجاءه ووجسسده متغيسسرا‬
‫وشك أنسه كسسان بسسالبول أم بغيسسره فهسسو نجسسس‪ .‬ومسسن القسسسم الول حكسسم المسسوال فسسي‬
‫زماننا‪ ،‬لن الصل فيها الحل والظسساهر غلبسسة الحسسرام‪ .‬ذكسسره الغزالسسي وغيسسره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله طاهرة خبر عن قوله فثيسساب مسسدمني الخمسسر‪ .‬وقسسوله ومسسن القسسسم الول لعلسسه‬
‫الثاني‪ ،‬وهو ما تعارض فيه أصل وظاهر‪.‬‬
‫] ‪[ 126‬‬
‫وفي المغني ما نصه‪) :‬فائدة( قال القاضي حسسسين‪ :‬إن مبنسسى الفقسسه علسسى أربسسع‬
‫قواعد‪ :‬اليقين ل يزول بالشسسك‪ ،‬والضسسرر يسسزال‪ ،‬والعسسادة محكمسسة‪ ،‬والمشسسقة تجلسسب‬
‫التيسسسير‪ .‬زاد بعضسسهم‪ :‬والمسسور بمقاصسسدها‪ ،‬أي أنهسسا إنمسسا تقبسسل بنياتهسسا‪ .‬ونظمهسسا‬
‫بعضهم فقال‪ :‬خمس مقررة قواعد مسذهب للشسسافعي بهسسا تكسسون خسسبيرا ضسسرر يسسزال‬
‫وعادة قد حكمت وكذا المشقة تجلب التيسيرا والشك ل ترفع به متيقنا والنية اخلص‬
‫إن قصدت أمورا وقال ابن عبد السلم‪ :‬يرجع الفقه كله إلى اعتبار المصسسالح ودرء‬
‫المفاسد‪ .‬وقال السبكي‪ :‬بل إلى اعتبار المصالح فقط لن درء المفاسسسد مسسن جملتهسسا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويعفى عسن محسسل اسسستجماره( أي عسن أثسسر محلسسه‪ ،‬وكسسذا مسسا يلقيسه مسسن‬
‫الثوب‪ .‬ع ش‪ .‬والعفو عنه في حقه فقط‪ ،‬فلو قبض علسسى بسسدن مصسسل أو علسسى ثسسوبه‬
‫بطلت صلته‪ ،‬وبالنسبة للصلة فقط‪ ،‬فلو أصاب ماء قليل نجسه‪) .‬قوله‪ :‬وعن ونيم‬
‫ذباب( أي روثه‪ ،‬ومثله بوله‪ .‬والذباب مفرد‪ ،‬وقيسسل‪ :‬جمسسع ذبابسسة‪ ،‬بالبسساء ل بسسالنون‪،‬‬
‫لنه لم يسمع‪ ،‬وجمعه ذبان كغربان‪ ،‬وأذبة كأغربسسة‪ .‬قسسال بعضسسهم‪ :‬السسذباب مركسسب‬
‫من ذب آب‪ ،‬أي طرد رجع‪ ،‬لنسسه كلمسسا طسسرد رجسسع‪ .‬ول يعيسسش أكسسثر مسسن أربعيسسن‬
‫يوما‪ ،‬وكله في النار لتعذيب أهلها ل لتعسذيبه‪ .‬وكسان ل يقسع علسى جسسده )ص( ول‬
‫على ثيابه‪ ،‬وهو أجهل الخلسسق‪ ،‬لنسسه يلقسسي نفسسسه علسسى مسسا فيسسه هلكسسه‪ ،‬واسسسمه أبسسو‬
‫حمزة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمراد به ما يشمل النحل والقمل والبق‪ .‬قال ابن العماد‪ .‬كسسذا السسونيم إذا‬
‫قلت إصابته أو عم عنسسى فخسسذ حكمسسا بحكمتسسه مسسن السسذباب أو الزنبسسور مثلهمسسا بسسول‬
‫الفراش كذا أرواث نحلته فالكل يسمى ذبابا في اللسان كسسذا فسسي جسساحظ نقلسسه فسساحكم‬
‫بقوته )قوله‪ :‬وبول وروث( يقرآن من غير تنوين لضافتهما إلى خفاش‪ ،‬وهو بضم‬
‫الخاء وفتح الفاء المشددة‪ ،‬الوطواط‪) .‬قوله‪ :‬في المكسسان( أي مكسسان المصسسلي‪ ،‬وهسسو‬
‫متعلق بيعفى‪) .‬قوله‪ :‬وكذا الثوب والبدن( أي وكذا يعفسسى عمسسا ذكسسر فيهمسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن كثرت( غاية للعفو‪ ،‬وضميره المسسستتر عسسائد علسسى ونيسسم السسذباب وبسسول وروث‬
‫الخفاش‪ .‬أي أنه ل فرق في ذلك بين كثيره وقليله‪ ،‬ومثله أيضا ل فسسرق بيسسن رطبسسه‬
‫ويابسه‪ .‬كما في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬لعسر الحتراز عنهسسا( علسة العفسسو‪ ،‬أي ويعفسسى عمسسا‬
‫ذكر لنه مما يشق الحتراز عنه لكونه مما تعم به البلوى‪) .‬قوله‪ :‬ويعفى عما جسسف‬
‫من ذرق سائر الطيور( ذكر شرطين للعفو وهما الجفاف وعموم البلوى‪ ،‬وبقسسي أن‬
‫ل يتعمد المشي عليه كما مر‪ .‬وعبسسارة التحفسسة‪ :‬ويسسستثنى مسن المكسسان ذرق الطيسسور‬
‫فيعفى عنه فيه أرضه وكذا فراشه على الوجه‪ ،‬إن كان جافا ولسسم يتعمسسد ملمسسسته‪.‬‬
‫ومع ذلك ل يكلف تحري غير محله إل في الثوب مطلقا علسسى المعتمسسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وقضسسية كلم المجمسسوع إلسسخ( ضسسعيف‪ .‬وقسسوله‪ :‬العفسسو عنسسه أي عسسن ذرق الطيسسور‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أيضا أي كما يعفى عنه في المكسسان‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يعفسسى عسسن بعسسر الفسسأر( أي‬
‫بالنسبة للمكان والثوب والبدن‪ .‬فل ينافي ما مر من أنه يعفى عنسسه بالنسسسبة لحيسساض‬
‫ال خلية‪) .‬قوله‪ :‬بالعفو عنه( إن كسسان المسسراد فسسي الثسسوب ومسسا عطسسف عليسسه فسسالمر‬
‫ظاهر‪ ،‬وإن كان المراد في المائع فهو أمر معلوم مذكور غير مسسرة‪ .‬والمتبسسادر مسسن‬
‫عبارته الول فانظره‪) .‬قوله‪ :‬كعمومها( أي عمت عموما كعمومها في ذرق‬

‫] ‪[ 127‬‬
‫الطيور‪ ،‬وذلك بأن يشق الحتراز عنه‪) .‬قوله‪ :‬ول تصح صلة إلخ( إذ العفسسو‬
‫للحاجة ول حاجة إلى ما ذكر في الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬مسسن حمسسل مسسستجمر أي مسسستنجيا‬
‫بسسالحجر‪ .‬قسال ع ش‪ :‬ومثسسل الحمسسل مسا لسسو تعلسق المسستجمر بالمصسلي أو المصسسلي‬
‫بالمسسستجمر‪ ،‬فسسإنه تبطسسل صسسلته‪ ،‬ووجسسه البطلن فيهمسسا اتصسسال المصسسلي بمسسا هسسو‬
‫متصل بالنجاسة‪ .‬ويؤخذ منه أن المستنجي بالماء إذا أمسك مصليا مستجمرا بطلسست‬
‫صلة المستجمر لن بعض بدنه متصسسل بيسسد المسسستنجي بالمسساء ويسسده متصسسلة ببسسدن‬
‫المصلي المستجمر بالحجر‪ ،‬فصدق عليه أنه متصل بمتصسل نجسس‪ ،‬وهسو نفسسه ل‬
‫ضرورة لتصاله به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو حيوانا إلخ( أي أو حمسسل حيوانسسا بمنفسسذه نجسسس‪.‬‬
‫ومثل الحمل ما مر آنفا‪) .‬قوله‪ :‬أو مذكى إلخ( أي أو حمل حيوانا مذكى‪ ،‬أي زالسست‬
‫حياته بذكاة شرعية‪ .‬وقوله‪ :‬غسل مذبحه أي محسل الذبسح مسن نحسسو الحلسق‪ .‬وقسوله‪:‬‬
‫دون جوفه أي لم يغسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬أو ميتسسا طسساهرا( أي أو حمسل ميتسسا طسساهرا‪ .‬وإنمسا‬
‫بطلت صلته لحمله لما في جوفه من النجاسة‪ ،‬وإنما لم تبطل إذا حمل حيوانسسا حيسسا‬
‫لن للحياة أثرا في دفع النجاسسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسآدمي وسسسمك( أي وجسسراد‪ ،‬وهسسي أمثلسسة‬
‫للميت الطاهر‪) .‬قوله‪ :‬لم يغسل باطنه( أي الميت الطاهر‪ .‬فإن غسل باطنه بأن شق‬
‫‪ -‬وهو بالنسبة للدمي حرام إل فيما استثني لما فيه من انتهسساك حرمتسسه ‪ -‬لسسم تبطسسل‬
‫الصلة بحمله‪) .‬قوله‪ :‬أو بيضة مذرة( أي أو حمل بيضة مسسذره‪ ،‬أي بسسأن أيسسس مسسن‬
‫مجئ فرخ منها‪ .‬وقوله‪ :‬في باطنها دم وإنما بطلت الصلة بحملها لنجاسة الدم الذي‬
‫فيها‪ ،‬لما صرح به فيما مر من أنه طاهر إذا لم يفسد‪ .‬ومفهومه أنها إن فسدت كسسان‬
‫نجسا‪) .‬قوله‪ :‬ول صسسلة قسسابض إلسسخ( أي ول تصسسح صسسلة قسسابض‪ ،‬أي أو شسساد أو‬
‫حامل ولو بل قبسسض‪ ،‬ول شسدة طسرف متصسسل بنجسسس‪ .‬وحاصسسل المعتمسد فسسي هسذه‬
‫المسألة ‪ -‬كما في الكردي ‪ :-‬أنه إن وضع طرف الحبل بغير شد على جسسزء طسساهر‬
‫من شئ متنجس كسفينة متنجسة‪ ،‬أو على شئ طاهر متصل بنجس كساجور كلسسب‪،‬‬
‫لم يضر ذلك مطلقا‪ .‬أو وضعه على نفس النجس ولو بل نحو شد ضر مطلقسسا‪ .‬وإن‬
‫شسسده علسسى الطسساهر المتصسسل بسسالنجس نظسسر إن انجسسز بجسسره ضسسر وإل فل‪ .‬وخسسرج‬
‫بقابض وما بعده ما لو جعله المصلي تحت قدمه فل يضر وإن تحرك بحركته‪ ،‬كما‬
‫لو صلى على بساط مفروش على نجس‪ ،‬أو بعضسسه السسذي ل يماسسسه نجسسس‪) .‬تتمسة(‬
‫تجب إزالة الوشم ‪ -‬وهو غرز الجلد بالبرة ‪ -‬إلى أن يدمى‪ ،‬ثم يذر عليه نحسسو نيلسسة‬
‫فيخضر لحمله نجاسة هذا إن لم يخف محسسذورا مسسن محسسذورات السستيمم السسسابقة فسسي‬
‫بابه‪ ،‬أما إذا خاف فل تلزمسسه الزالسسة مطلقسسا‪ .‬وقسسال البجيرمسسي‪ :‬إن فعلسسه حسسال عسسدم‬
‫التكليف كحالة الصغر والجنون ل يجب عليه إزالته مطلقا‪ ،‬وإن فعله حال التكليسسف‬
‫فإن كان لحاجة لم تجب الزالة مطلقا وإل فسسإن خسساف مسسن إزالتسسه محسسذور تيمسسم لسسم‬
‫تجب وإل وجبت‪ ،‬ومتى وجبت عليه إزالته ل يعفى عنه ول تصح صلته معه‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬وأما حكم كي الحمصة فحاصله أنه إن قام غيرها مقامها في مداواة الجرح لسسم‬
‫يعف عنها ول تصح الصلة مع حملها‪ ،‬وإن لم يقم غيرها مقامهسسا صسسحت الصسسلة‬
‫ول يضر انتفاخها وعظمها في المحل ما دامت الحاجة قائمة‪ ،‬وبعسد انتهساء الحاجسة‬
‫يجب نزعها‪ .‬فإن ترك ذلك من غير عذر ضر ول تصح صلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لزمسسه‬
‫إعلمه( أي لن المر بالمعروف ل يتوقف على العصيان‪ .‬قسسال ابسسن عبسسد السسسلم‪:‬‬
‫وأفتى به الحناطي‪ ،‬كما لو رأينا صبيا يزنسسي بصسسبية فسسإنه يجسسب المنسسع‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا يلزمه تعليم إلخ( أي كفاية إن كان ثم غيره يقوم به وإل فعينا‪ .‬نعسسم‪ ،‬إن‬
‫قوبل ذلك بأجرة لم يلزمه إل بها على المعتمد‪ .‬ا‍ه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬في رأي مقلد( بفتح‬
‫اللم‪،‬‬

‫] ‪[ 128‬‬
‫أي إمسسامه‪) .‬قسسوله‪ :‬تتمسسة( أي فسسي بيسسان أحكسسام السسستنجاء‪ .‬وفسسي آداب داخسسل‬
‫الخلء‪) .‬قوله‪ :‬يجب الستنجاء( أي فسسي حسق غيسر النبيسساء لن فضسلتهم طساهرة‪،‬‬
‫ووجوبه ل على الفور بل عند إرادة القيام إلى الصسسلة مثل‪ .‬وقسسد ينسسدب السسستنجاء‬
‫كما إذا خرج منه غير ملوث كدود أو بعر‪ ،‬وقد يكره كالسسستنجاء مسسن الريسسح‪ ،‬وقسسد‬
‫يحرم كالستنجاء بالمطعوم‪ ،‬وقد يباح كما إذا عسسرق المحسسل فاسسستنجى لزالسسة ذلسسك‬
‫العرق‪ .‬وخالف في هذا بعضهم‪ .‬واعلم أن أركان السسستنحاء أربعسسة‪ :‬مسسستنج‪ ،‬وهسسو‬
‫الشخص‪ .‬ومستنجى منه‪ ،‬وهو الخارج الملوث‪ .‬ومستنجى فيه‪ ،‬وهو القبسسل والسسدبر‪.‬‬
‫ومستنجى به‪ ،‬وهو الماء أو الحجر‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن كسسل خسسارج( أي مسسن الفسسرج‪ ،‬ولسسو‬
‫نادرا كدم‪ .‬ويستثنى المني فل يجب الستنجاء منه لنسسه طسساهر‪ .‬وقسسوله‪ ،‬ملسسوث أي‬
‫ولو قليل يعفى عنه بعد الحجر‪ .‬لنسسه يغتفسسر فسسي السسدوام مسسا ل يغتفسسر فسسي البتسسداء‪،‬‬
‫ويكفي فيه الحجر وإن لم يزل منه شسيئا‪ .‬وقسد يقسسال‪ :‬مسسا فسسائدته ؟ اللهسسم إل أن يقسسال‬
‫نظير إمرار الموسى على رأس القرع‪ .‬ا‍ه رحماني بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬بماء( متعلسسق‬
‫بالستنجاء‪ .‬وإنما جاز الستنجاء به مع أنه مطعوم لن الماء فيه قوة دفسسع‪ ،‬بخلف‬
‫غيره من المائعات‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬وشمل الماء ماء زمزم فيجزئ إجماعا‪ ،‬والمعتمد أنه‬
‫خلف الولى‪ .‬ومشى في العباب على التحريم مسسع الجسسزاء‪ .‬وأهسسل مكسسة يمتنعسسون‬
‫مسسن اسسستعماله فسسي السسستنجاء‪ ،‬ويشسسنعون التشسسنيع البليسسغ علسسى مسسن يفعسسل ذلسسك‪،‬‬
‫ومقصودهم بهذا مزيد تعظيمها‪ .‬ويلحق به ما نبع من أصابعه )ص( وماء الكسسوثر‪.‬‬
‫ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي فيه( أي في الستنجاء بالماء‪) .‬وقسسوله‪ :‬غلبسسة ظسسن زوال‬
‫النجاسة( علمة ذلك ظهور الخشونة بعد النعومة في الذكر‪ ،‬وأما النثى فبسسالعكس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يسن حينئذ( أي حين إذ غلب على الظن زوال النجاسة‪ .‬وقوله‪ :‬شسسم يسسده‬
‫نائب فاعل يسن‪ .‬فلو شم من يده رائحة النجاسة لم يحكم ببقاء النجاسة على المحل‪،‬‬
‫وإن حكمنا على يده بالنجاسة‪ ،‬فيغسل يده فقط‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬إل أن يشسسمها مسسن‬
‫الملقي للمحل‪ ،‬فإنه دليل على نجاستهما كما هسسو ظسساهر‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن الملقسسي‬
‫للمحسسل‪ :‬أي وهسسو بسساطن الصسسبع السسذي مسسس محسسل النجاسسسة‪ .‬وقسسوله دليسسل علسسى‬
‫نجاستهما‪ :‬أي المحسل والملقسي لسه‪ ،‬فيجسب غسسلهما‪) .‬قسوله‪ :‬وينبغسي( أي ويطلسب‬
‫وجوبا‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬وينبغي ‪ -‬أي وجوبا للمرأة والرجل ‪ -‬السسسترخاء‪،‬‬
‫لئل يبقى أثر النجاسة في تضاعيف شرج المقعدة‪ ،‬وكسسذا أثسسر البسسول فسسي تضسساعيف‬
‫باطن الشفرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬شسسرج( بفتحسستين‪ ،‬مجمسسع حلقسسة السسدبر السسذي ينطبسق‪ .‬ا‍ه‬
‫كردي‪) .‬قوله‪ :‬أو بثلث مسحات( معطوف على بماء‪ .‬وأو هنا مانعسسة خلسسو فتجسسوز‬
‫الجمع‪ ،‬بل هو أفضل‪ .‬وهذا شروع في بيان السسستنجاء بغيسسر المسساء‪ ،‬وهسسو رخصسسة‬
‫من خصائصنا‪ .‬واعلم أنه يشترط فيه من حيث كونه بغير الماء أربعسسة شسسروط‪ :‬أن‬
‫يكون بجامد‪ ،‬فل يكفسسي المسسائع كمسساء السسورد والخسسل‪ .‬وأن يكسسون بطسساهر‪ ،‬فل يكفسسي‬
‫النجس كسالبعر والمتنجسس‪ .‬وأن يكسون بقسالع لعيسن النجاسسة‪ ،‬فل يكفسي نحسو الفحسم‬
‫الرخو والتراب المتناثر ونحو القصب الملس ما لسسم يشسسق‪ ،‬وإل أجسسزأ‪ .‬وأن يكسسون‬
‫بغير محترم‪ ،‬فل يكفي المحترم كمطعوم الدميين كالخبز ما لم يحسسرق‪ ،‬وكمطعسسوم‬
‫الجن كالعظم‪ .‬ويشترط فيه من حيث الخارج سسستة شسسروط‪ :‬أن يخسسرج الملسسوث مسسن‬
‫فرج‪ ،‬وأن ل يجف‪ ،‬وأن ل يجاوز صفحة في الغائط ‪ -‬وهي ما ينضسسم مسسن اللييسسن‬
‫عند القيام ‪ -‬وحشسسفة فسسي البسسول ‪ -‬وهسسي مسسا فسسوق الختسسان ‪ .-‬وأن ل ينقطسسع‪ ،‬وأن ل‬
‫ينتقل عن المحل الذي أصابه عند الخروج واستقر فيه‪ ،‬وأن ل يطسرأ عليسه أجنسبي‪.‬‬
‫فإن فقد شرط من هذه الشروط تعين الماء‪ ،‬ويشترط فيه من حيث السسستعمال ثلثسسة‬
‫شروط‪ :‬أن يمسح ثلثا ولو بأطراف حجسسر واحسسد‪ ،‬وأن يعسسم المحسسل كسسل مسسرة‪ ،‬وأن‬
‫ينقي المحل‪ .‬فإن لم ينق بسسالثلث وجبسست الزيسسادة عليهسسا إلسسى أن ل يبقسسى إل أثسسر ل‬
‫يزيله إل الماء أو صغار الخزف‪ .‬وعدها بعضهم اثني عشسسر‪ ،‬وأسسسقط مسسن شسسروط‬
‫الخارج الستة عدم التقطع‪ .‬ونظمها بقوله‪ :‬واشرط إذا استنجيت بالحجار اثنين مسسع‬
‫عشر بل إنكار بطاهر وقالع ل محترم مع النقاء والرطوبة انعدم ول يجسسف خسسارج‬
‫ل ينتقل ل أجنبي يطرا يجاوز المحل‬

‫] ‪[ 129‬‬
‫وثلث المسح وفرج أصلي وهكذا نظافة المحل وذكر الشارح رحمه ال تعالى‬
‫منها خمسة وهي‪ :‬تثليث المسح‪ ،‬وتعميم المحسل فسي كسل مسرة‪ ،‬وتنقيتسه‪ ،‬وأن يكسون‬
‫المستنجى به جامدا‪ ،‬وأن يكون قالعا‪ .‬فتنبسه‪) .‬قسسوله‪ :‬تعسسم المحسسل فسسي كسسل مسسرة( أي‬
‫ليصدق ويتحقق تثليث المسسسح‪ .‬واعلسسم أن كيفيتسه الكاملسة أن يبسسدأ بسالول مسن مقسسدم‬
‫الصفحة اليمنى ويديره قليل قليل إلى أن يصل إلى السسذي بسسدأ منسسه‪ .‬ثسسم بالثسساني مسسن‬
‫مقدم الصفحة اليسرى كذلك‪ .‬ثم يمر الثالث على الصفحتين والمسربة معسسا‪ .‬وكيفيسسة‬
‫في الذكر ‪ -‬كما قاله الشيخان ‪ -‬أن يمسحه على ثلثة مواضع من الحجر‪ .‬والولسسى‬
‫للمستنجي بالماء أن يقدم القبل‪ ،‬وبالحجر أن يقدم الدبر لنه أسرع جفافا‪) .‬قوله‪ :‬مع‬
‫تنقية( أي للمحل‪ ،‬والنقاء أن يزيل العين حتى ل يبقى إل أثر ل يزيله إل المسساء أو‬
‫صغار الخزف‪ ،‬فإن لم ينقه بالثلث وجب إنقاء بالزيادة عليها إلى أن ل يبقى إل ما‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬بجامد( متعلق بمحذوف‪ ،‬صسسفة لمسسسحات‪ .‬أي مسسسحات كائنسسات بجامسسد‪.‬‬
‫وخرج به الرطسب‪ ،‬ومنسه المسائع فل يجسزئ السستنجاء بسه‪ .‬وقسوله‪ :‬قسالع أي لعيسن‬
‫النجاسة‪ .‬قال في النهاية ولو كان حريرا للرجال‪ .‬كما قسسال ابسسن العمسساد بإبسساحته لهسسم‬
‫كالضبة الجائزة‪ ،‬وليس من باب اللبس حسستى يختلسسف الحكسسم بيسسن الرجسسال والنسسساء‪.‬‬
‫وتفصيل المهمات بين الذكور وغيرهم مردود بأن الستنجاء به ل يعد استعمال في‬
‫العرف وإل لما جاز بالسذهب والفضسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬وينسدب لسداخل الخلء( أي ولسو‬
‫لحاجة أخرى غير قضاء الحاجسسة‪ ،‬كوضسسع متسساع فيسسه أو أخسسذه منسسه‪ .‬والخلء بالمسسد‬
‫المكان الخالي نقل إلى البناء المعد لقضاء الحاجة‪ .‬قال الترمذي‪ :‬سمي باسم شيطان‬
‫فيه يقال له خلء‪ ،‬وأورد فيسسه حسسديثا‪ .‬وقيسسل‪ :‬لنسسه يتخلسسى فيسسه‪ ،‬أي يتسسبرز‪ .‬وجمعسسه‬
‫أخلية‪ ،‬كرداء وأردية‪ .‬ويسمى أيضا المرفق والكنيف والمرحاض‪ ،‬وهسسو ليسسس بقيسسد‬
‫بل المدار على الوصول لمحل قضاء الحاجة ولو بصحراء‪ .‬ودنسساءة الموضسسع فيهسسا‬
‫قبل قضاء الحاجة تحصل بمجرد قصد قضائها فيه‪ ،‬كالخلء الجديد قبل أن يقضسسي‬
‫فيه أحد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وفيما له دهليسسز طويسسل يقسسدمها عنسسد بسسابه ووصسسوله لمحسسل‬
‫جلوسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬أن يقدم يساره أي أو بدلها‪ ،‬وذلك لمسسا رواه الترمسسذي عسسن أبسسي‬
‫هريرة رضي ال عنه‪ :‬أن من بدأ برجله اليمنى قبسسل يسسساره إذا دخسسل الخلء ابتلسسي‬
‫بالفقر‪) .‬قوله‪ :‬ويمينه لنصرافه( أي ويندب لمن دخل الخلء وأراد النصراف منه‬
‫أن يقدم يمينه عند انصرافه‪) .‬قوله‪ :‬بعكس المسجد( خبر لمبتدأ محسسذوف‪ ،‬أي وهسسذا‬
‫ملتبس بعكس المسجد‪ ،‬أي فيقدم يمينه عند دخوله ويساره عند خروجسسه‪ ،‬وذلسسك لن‬
‫كل ما كسسان مسسن بسساب التكريسسم يبسسدأ فيسسه بسساليمين وخلفسسه باليسسسار‪ ،‬لمناسسسبة اليسسسار‬
‫للمستقذر واليمين لغيره‪ .‬والوجه فيما ل تكرمة فيه ول استقذار كالبيوت أنه يكسسون‬
‫كالمسجد‪ .‬وفي النهاية‪ .‬ولو خرج من مستقذر لمستقذر أو من مسجد لمسجد فالعبرة‬
‫بما بدأ به في الوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي ففي الصورة الولى يقدم اليمنسسى عنسسد الخسسروج لنسسه‬
‫بدأ باليسار‪ ،‬وفي الثانية يقدم اليسرى عنده لنه بدأ باليمنى‪ .‬وصرح في التحفسسة فسسي‬
‫الصورة الثانية بأنه يتخير‪ ،‬أي بين تقديم اليمنى أو اليسرى‪ .‬وصرح فيها أيضا بأن‬
‫الوجه فسسي شسسريف وأشسسرف كالكعبسسة وبقيسسة المسسسجد مراعسساة الشسسرف‪ ،‬أي فيقسسدم‬
‫اليمنى عند دخوله الكعبة وعند خروجه منها إلى المسجد يقدم اليسرى‪ .‬وصرح في‬
‫النهاية بأن الوجه مراعاتهما معا‪ ،‬فيقدم يمينه دخول وخروجا‪) .‬قوله‪ :‬وينحي إلخ(‬
‫أي ويندب له أن ينحي ‪ -‬أي يزيل منه ‪ -‬الشئ السسذي كتسسب عليسسه معظسسم‪ .‬وذلسسك لمسسا‬
‫صح‪ :‬أنه )ص( كان إذا دخل الخلء وضع خاتمه‪ ،‬وكان نقشسه محمسسد رسسسول السس‪،‬‬
‫محمسسد سسسطر‪ ،‬ورسسسول سسسطر‪ ،‬والس سسسطر‪ .‬وفسسي المغنسسي مسسا نصسسه‪ :‬وهسسذا الدب‬
‫مستحب‪ .‬قال ابن الصلح‪ :‬وليتهم قسسالوا بوجسسوبه‪ .‬قسسال الذرعسسي‪ :‬والمتجسسه تحريسسم‬
‫إدخال المصسحف ونحسوه الخلء مسن غيسر ضسرورة‪ ،‬إجلل لسه وتكريمسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسال‬
‫السنوي‪ :‬وكلم محاسن الشريعة تحريم بقاء الخاتم الذي عليه ذكر ال فسسي اليسسسار‬
‫حال الستنجاء وهو ظاهر إذا أفضى ذلك إلسسى تنجسسسه‪ .‬ا‍ه ملخصسسا‪ .‬وينبغسسي حمسسل‬
‫كلم الذرعي على ما إذا خيسسف عليسسه التنجيسسس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن قسسرآن إلسسخ( بيسسان‬
‫للمعظم‪ .‬وقوله‪ :‬ولو مشتركا أي ولسسو كسسان اللفسسظ السسدال علسسى المعظسسم مشسستركا‪ ،‬أي‬
‫يطلق على غيره بطريق الشتراك‪ ،‬كالعزيز فهو يطلق على ال تعسسالى وعلسسى مسسن‬
‫ولي‬

‫] ‪[ 130‬‬
‫مصر‪ ،‬وكأحمد فهو يطلق على النبي )ص( وعلى غيره‪) .‬قوله‪ :‬إن قصد بسسه(‬
‫أي بذلك المشترك‪ ،‬معظم‪ .‬قال في النهاية‪ :‬أو قامت قرينة قوية على أنه المراد بسسه‪.‬‬
‫والوجه أن العسسبرة بقصسسد كسساتبه لنفسسسه أو لغيسسره متبرعسسا‪ ،‬وإل فسسالمكتوب لسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وخرج بذلك ما إذا اقصد به غيره أو أطلسسق‪ ،‬فل كراهسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسكت إلسسخ( أي‬
‫ويندب أن ل يتكلم حسسال خسسروج الخسسارج مطلقسسا‪ ،‬ذكسسرا كسسان أو غيسسره‪ ،‬للنهسسي عسسن‬
‫التحدث على الغائط‪ .‬فلو عطس حمد بقلبه فقط ‪ -‬كالمجسسامع ‪ -‬ويثسساب عليسسه‪ ،‬وليسسس‬
‫لنا ذكر قلبي يثاب عليه إل هذا‪ ،‬فلو خسسالف وجهسسر بسسه وسسسمعه اخسسر ل يطلسسب منسسه‬
‫تشميته لعدم طلب الحمد فيه لفظا‪ ،‬فإن تكلم ولم يسمع نفسه فل كراهة‪ .‬وفي حاشية‬
‫الجمل ما نصه‪ :‬هل من الكلم ما يأتي به قاضسسي الحاجسسة مسسن التنحنسسح عنسسد طسسرق‬
‫باب الخلء من الغير ليعلم هل فيه أحد أم ل ؟ فيه نظسر‪ ،‬والقسسرب أن مثسسل هسذا ل‬
‫يسمى كلما وبتقديره فهسو لحاجسسة‪ ،‬وهسي دفسسع مسن يطسسرق البساب عليسه لظنسه خلسو‬
‫المحل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد يجب الكلم فيمسا إذا خساف وقسوع محسذور علسى غيسره‪ ،‬كمسن رأى‬
‫أعمى يريد أن يسقط في بئر أو رأى حية تقصده‪ ،‬فيجسسب أن ينبهسسه تحسسذيرا لسسه مسسن‬
‫الضرر‪) .‬قوله‪ :‬وفي غير حال الخروج إلخ( أي ويندب في غيسسر هسسذه الحالسسة أن ل‬
‫يتكلم بذكر وقرآن فقط‪ ،‬فسإن تكلسم بغيرهمسا فل كراهسة‪ .‬وفسي البجيرمسي مسا نصسه‪:‬‬
‫قوله‪ :‬حال قضاء الحاجسة ليسس بقيسد‪ ،‬فالمعتمسد الكراهسة حسال قضساء حساجته وقبلسه‬
‫وبعده لن الداب للمحل‪ .‬وإن كان قضسسية كلم الشسسيخين مسسا مشسسى عليسسه الشسسارح‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويبعد( أي ويندب أن يبعد عن النسساس ‪ -‬ولسسو فسسي البسسول ‪ -‬إلسسى‬
‫حيث ل يسمع للخارج منه صوت ول يشم له ريح‪ .‬وقسسوله‪ :‬ويسسستتر أي وينسسدب أن‬
‫يستتر عن أعين الناس‪ ،‬لما صح من قوله )ص(‪ :‬من أتى الغسسائط فليسسستتر‪ ،‬فسسإن لسسم‬
‫يجد إل أن يجمع كثيبا من رمل فليستتر به‪ ،‬فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم‪ .‬من‬
‫فعل فقد أحسن ومن ل فل حرج عليه‪ .‬ويحصل الستر بمرتفع قدر ثلسسثي ذراع وقسسد‬
‫قرب منه ثلثه أذرع فأقل‪ ،‬ولو براحلته ونحو ذيله‪ .‬ا‍ه شسسرح الرملسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن‬
‫ل يقضي حاجته إلخ( ويندب أن ل يقضي حاجته ‪ -‬بول كانت أو غائطا ‪ -‬فسسي مسساء‬
‫مباح راكد‪ ،‬للنهي عن البول في حديث مسلم‪ ،‬ومثله الغائط بسسل أولسسى‪ ،‬والنهسسي فسسي‬
‫ذلك للكراهة‪ ،‬وإن كان الماء قليل لمكان طهره بسسالكثرة‪ .‬وفسسي الليسسل أشسسد كراهسسة‪،‬‬
‫لن الماء بالليل مأوى الجن‪ .‬ويشترط فسسي المبسساح أن ل يكسسون مسسسبل ول موقوفسسا‪،‬‬
‫فإن كان كذلك حرم ذلك فيه‪ .‬ومثل المبسساح المملسسوك لسسه‪ .‬ومثسسل الموقسسوف المملسسوك‬
‫لغيره‪ .‬وخرج بالراكد الجاري‪ ،‬فل يكره ذلك في كثيره لقوته ويكره في القليل منه‪،‬‬
‫كما في المغنى‪ .‬ومثل البول والغائط البصاق والمخاط ونحوهما من كل ما يسسستقذر‬
‫وتعافه الناس‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم يستبحر مرتبط بمحذوف تقديره فإن فعل ذلك فيسسه كسسره‬
‫ما لم يستبحر‪ .‬وصرح بهذا المحذوف في التحفة‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬ما لسسم يسسستبحر‪،‬‬
‫قال في شرح العباب‪ :‬فل كراهة في قضاء الحاجة فيه نهارا ول خلف الولى كما‬
‫هسسو ظسساهر‪ ،‬ويحتمسسل أن يقسسال ل حرمسسة أيضسسا إن كسسان مسسسبل أو مملوكسسا للغيسسر‪،‬‬
‫ويحتمل خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬نهارا أي ل ليل‪ ،‬فإنه يكسسره فيسسه لمسسا ورد أن المسساء ليل‬
‫مأوى الجن‪ ،‬والستعاذة مع التسمية ل تدفع شر عتاتهم‪) .‬فائدة( ينسسدب أن يتخسسذ لسسه‬
‫إناء ليبول فيه ليل‪ ،‬لخبر‪ :‬كان للنبي )ص( قدح مسن عيسسدان ‪ -‬بفتسسح العيسسن ‪ -‬النخسسل‬
‫الطوال‪ .‬لن دخول الحشوش ليل يخشى منسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ومتحسسدث( أي وينسسدب أن ل‬
‫يقضي حاجته في متحدث‪ ،‬وهو بفتح الدال مكان التحدث‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهسسج‪ .‬وقسسال‬
‫في التحفة‪ :‬هو محل اجتماع الناس في الشمس شتاء‪ ،‬والظل صيفا‪ .‬والمراد به هنسسا‬
‫كل محل يقصد لغرض كمعيشة أو مقيل‪ ،‬فيكسسره ذلسسك إن اجتمعسسوا لجسسائز وإل فل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وإل فل‪ .‬أي وإن لم يجتمعوا لجائز‪ ،‬بأن كان لحرام كغيبة ونميمة‬

‫] ‪[ 131‬‬
‫أو مكسسروه‪ ،‬فل يكسره قضسساء الحاجسة فيسه حينئذ بسسل ينسسدب فسسي الحسرام‪ .‬وقسسال‬
‫بعضهم‪ :‬بل قد يجب إن أفضى إلى منع المعصية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬غيسسر مملسسوك لحسسد(‬
‫أي من الناس غيره بأن كان مملوك له أو مباحا‪ ،‬فإن كان مملوكا لغيره حرم حيسسث‬
‫علم أنه لم يرض بسسذلك أو لسسم يسسأذن لسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وطريسسق( أي وينسسدب أن ل يقضسسي‬
‫حاجته في طريق ‪ -‬أي مسلوك ‪ -‬للناس‪ ،‬وذلك لقسسوله )ص(‪ :‬اتقسسوا اللعسسانين‪ .‬قسسالوا‪:‬‬
‫اوما اللعانان يا رسول ال ؟ قال‪ :‬الذي يتخلى فسسي طريسسق النسساس أو فسسي ظلهسسم‪ .‬أي‬
‫اتقوا سبب لعنهما كثيرا وهو التخلي في طريق الناس أو في ظلهم‪ ،‬ولمسسا تسسببا فسسي‬
‫لعن الناس لهما كثيرا نسب إليهما بصسسيغة المبالغسسة‪ ،‬وإل فهمسسا ملعونسسان كسسثيرا مسسن‬
‫الناس ل لعانان‪ .‬ولخبر أبسسي داود بإسسسناد جيسسد‪ :‬اتقسسوا الملعسسن الثلث‪ :‬السسبراز فسسي‬
‫الموارد‪ ،‬وقارعة الطريسسق‪ ،‬والظسسل‪ .‬والملعسسن‪ :‬مواضسسع اللعسسن‪ ،‬والمسسوارد‪ :‬طسسرق‬
‫المسساء‪ .‬والتخلسسي‪ :‬التغسسوط‪ ،‬وكسسذا السسبراز‪ ،‬وهسسو بكسسسر البسساء علسسى المختسسار‪ ،‬وقيسسس‬
‫بالغائط البول‪ .‬وخرج بالمسلوك المهجور فل كراهة فيه‪) .‬فائدة( لسو زلسق أحسد فسي‬
‫الطريق بسبب الحاجة التي قضاها فيه فتلف لم يضمن الفاعل وإن غطاه بسستراب أو‬
‫نحوه‪ ،‬لنه لم يحدث في التالف فعل‪ ،‬وما فعله جائز له‪ .‬والفرق بينه وبين ما قسسالوه‬
‫مسسن الضسسمان بإلقسساء القمامسسات وقشسسور البطيسسخ فسسي الطريسسق أن وجسسود الغسسائط فسسي‬
‫الطريق إنما هسسو عسسن ضسسرورة قسسامت بفسساعله بخلف القمامسسات‪ .‬أفسساده البجيرمسسي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقيل‪ :‬يحرم التغوط فيها( أي في الطريق‪ ،‬لما فيه من إيسسذاء المسسسلمين‪ .‬قسسال‬
‫الكردي‪ :‬وصوب هذا القول الذرعي وأطال في النتصار له‪ .‬وقسسال فسسي اليعسساب‪:‬‬
‫وهو متجه من حيسسث السسدليل لكسسن المنقسسول الكراهسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتحسست مثمسسر( أي‬
‫ويندب أن ل يقضي حاجته تحت شسجرة مثمسرة‪ ،‬صسيانة للثمسرة عسن التلسويث عنسد‬
‫الوقوع فتعافها النفس‪ .‬ولم يحرموه لن التنجس غيسسر مسستيقن‪ .‬والمسسراد بالتحتيسسة مسسا‬
‫تصل إليه الثمرة الساقطة غالبا‪ ،‬والمراد بالمثمرة ما شأنها أن تثمر‪ ،‬ول يشترط أن‬
‫تكون مثمرة بالفعل وإن كان ظاهر العبارة يفيسسد ذلسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬بملكسسه( البسساء بمعنسسى‬
‫في‪ ،‬والجار والمجرور صفة لمثمر‪ ،‬أي مثمسسر كسائن فسسي ملكسه‪ ،‬أي أرض مملوكسة‬
‫لسسه‪ ،‬سسسواء كسسان المثمسسر مملوكسسا لسسه أم ل‪ ،‬ومثسسل المملوكسسة لسسه المباحسسة‪ .‬وعبسسارة‬
‫البجيرمي‪ :‬وهذا في شجرة في ملكه‪ ،‬أو بأرض مباحسسة أو مملوكسسة وأذن مالكهسسا أو‬
‫علم رضاه‪ ،‬وإل حرم‪ .‬فلو كانت له والثمرة لغيره اتجه عدم الحرمسسة‪ .‬ا‍ه شسسوبري‪.‬‬
‫ويكره من جهة الثمرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو مملوك( معطوف على ملكه‪ .‬أي أو في محسسل‬
‫مملوك للغير‪ .‬وقوله‪ :‬علم رضا مالكه أي أو أذن له في ذلك‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإل حسسرم أي‬
‫وإن لم يعلم رضاه بقضاء الحاجة في ملكه حرم‪) .‬قوله‪ :‬ول يستقبل عين القبلسسة ول‬
‫يستدبرها( أي ويندب عدم استقباله عيسسن القبلسسة وعسسدم اسسستدبارها‪ .‬فسسإن اسسستقبلها أو‬
‫استدبرها كره ذلك‪ ،‬أي إن كان في غير معد وكان هناك ساتر‪ ،‬فسسإن لسسم يكسسن سسساتر‬
‫حرم‪ ،‬كما نص عليه الشارح‪ .‬فإن كان في معد فل حرمسسة ول كراهسسة وإن لسسم يكسسن‬
‫هناك ساتر‪ .‬والحاصل لهما ثلثسسة أحسسوال‪ :‬الكراهسسة‪ ،‬والحرمسسة‪ ،‬وعسسدمهما‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويحرمان( أي الستقبال والستدبار‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ل يخفى أن المراد بالسسستدبار‬
‫كشف دبره إلى جهتها حال خروج الخارج منه‪ ،‬بأن يجعل ظهره إليها كاشفا لسسدبره‬
‫حال خروج الخارج‪ .‬وأنه إذا استقبل أو استدبر واستتر من جهتها ل يجب الستتار‬
‫أيضا عن الجهسسة المقابلسسة لجهتهسسا‪ ،‬وإن كسان الفسسرج مكشسوفا إلسى تلسك الجهسسة حسسال‬
‫الخسسروج‪ ،‬لن كشسسف الفسسرج إلسسى تلسسك الجهسسة ليسسس مسسن اسسستقبال القبلسسة ول مسسن‬
‫استدبارها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في غيسسر المعسسد( أي لقضسساء الحاجسسة‪ .‬قسسال سسسم‪ :‬ول يبعسسد أن‬
‫يصير معدا بقضاء الحاجة فيسسه‪ .‬أي وإن لسسم يكسسن فسسي بنيسسان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وحيسسث ل‬
‫ساتر( أي يبلغ ارتفاعه ثلثي ذراع فأكثر‪ ،‬وقد دنا منسسه قاضسسي الحاجسسة ثلثسسة أذرع‬
‫فأقل‪ ،‬بذراع الدمي المعتدل‪ .‬ونفي الساتر كما ذكر صادق بأن ل يوجسسد أصسسل‪ ،‬أو‬
‫وجد وكان ارتفاعه أقل من ثلثي ذراع‪ ،‬أو بعد عنه أكثر من ثلثة أذرع‪ .‬فإن وجسسد‬
‫الساتر كما ذكر فل حرمة‪ ،‬بل يكره كما علمت‪ .‬واختلسسف م ر وحجسسر فسسي اشسستراط‬
‫عرض الساتر بحيث يستر بدن قاضي الحاجة‪ ،‬فقال به الول وقسسال بعسسدمه الثسساني‪،‬‬
‫فيكفي عنده نحو العنزة‪ .‬ثم إن ظاهر كلمهم تعين كون السساتر يبلسغ ارتفساعه ثلسثي‬
‫ذراع فأكثر‪ ،‬ولعله للغالب‪ .‬فلسسو كفسساه دون الثلسسثين كسسأن كسسان صسسغيرا اكتفسسى بسسه أو‬
‫احتاج إلى زيادة على الثلثين وجبت‪ .‬ولو بال أو تغوط قائما فل بد أن يكون سسساترا‬
‫من قدمه إلى سرته لن هذا حريم العورة‪) .‬قوله‪ :‬فلسسو اسسستقبلها إلسسخ( ل يظهسسر هسسذا‬
‫التفريع إل أن يكون لمحذوف ملحظ عند قوله ول يستقبل‬

‫] ‪[ 132‬‬
‫عين القبلة ول يستدبرها‪ ،‬وتقديره بعين الفرج الخسسارج منسه البسسول أو الغسائط‪.‬‬
‫ثم يرجع ضمير يحرمان إلى الستقبال والستدبار المقيدين بما ذكر‪ .‬وتوضيحه أن‬
‫تقول‪ :‬ويحرم الستقبال والستدبار بعين الفرج الخارج منه البسسول أو الغسسائط‪ ،‬ولسسو‬
‫عدم ذلك بالصدر‪ .‬فلو استقبل القبلة بصسدره وحسسول فرجسه عنهسا ثسم بسال لسم يضسسر‬
‫ذلك‪ ،‬بخلف ما لو عكس ذلك بأن اسسستقبلها بفرجسسه وحسسول صسسدره عنهسسا فسسإن ذلسسك‬
‫يضر‪) .‬قوله‪ :‬ول يسسستاك( أي وينسسدب أن ل يسسستاك حسسال قضسساء الحاجسسة‪ ،‬أي لنسسه‬
‫يورث النسيان‪ ،‬كما نص عليه في شسسرح العبسساب‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يسسبزق فسسي بسسوله( أي‬
‫ويندب أن ل يبزق في بوله فإنه يخاف منه آفة‪ ،‬كما نقله الذرعي‪ ،‬ونقل غيره عن‬
‫الحكيم الترمذي أنه يتولد منه الوسسسواس وصسسفرة السسسنان‪ .‬ا‍ه كسسردي‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن‬
‫يقول عند دخوله( أي عند إرادة دخسسول بيسست الخلء فسسي المعسسد لقضسساء الحاجسسة‪ ،‬أو‬
‫عنسد وصسوله للمحسسل السذي أراد الجلسسوس فيسه فسي الصسسحراء‪ .‬وعبسارة التحفسسة‪ :‬أي‬
‫وصوله قضاء الحاجة أو لبابه‪ ،‬وإن بعد محسل الجلسسوس عنسه‪ ،‬ولسو لحاجسة أخسسرى‪.‬‬
‫فإن أغفل ذلك حتى دخل قاله بقلبه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬اللهم إلخ( في المنهاج وغيسره زيسادة‬
‫لفظ بسم ال قبله‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬ول يزيد الرحمن الرحيم‪ ،‬وإنما قدم التعوذ عليها‬
‫عند القراءة لنها من جملتها‪ .‬وعن ابن كج أنه إن قصد باسم ال القرآن حرم‪ ،‬وهو‬
‫مبني على حرمة قراءة القرآن في الخلء‪ .‬وهو ضعيف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬إني أعسسوذ بسسك‬
‫إلخ أي أعتصم وألتجئ بسك يسا ألس فسي أن تسسدفع عنسسي شسر الشسياطين‪ .‬وقسوله‪ :‬مسن‬
‫الخبث بضم الخساء والبسساء وتسسكن‪ ،‬جمسسع خسسبيث‪ .‬والخبسسائث جمسع خبيثسة‪ .‬والمسراد‬
‫بالول ذكران الشياطين وبالثاني إناثهم‪ .‬وزاد في العباب‪ :‬اللهم إنسسي أعسسوذ بسسك مسسن‬
‫الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم‪) .‬قسسوله‪ :‬والخسسروج( أي وأن يقسسول‬
‫عند الخروج‪ ،‬أي من بيت الخلء‪ .‬وفي حواشسسي المحلسسى للقليسسوبي قسسوله‪ :‬خروجسسه‪،‬‬
‫أي بعد تمامه وإن بعد‪ ،‬كدهليز طويل كما مر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬غفرانسسك( أي اغفسسر لسسي‬
‫غفرانك‪ ،‬أو أطلسب غفرانسك‪ .‬فهسو منصسوب علسى أنسه مفعسسول مطلسق علسى الول‪،‬‬
‫وعلى أنه مفعول به على الثاني‪ ،‬وعلى كل العامل فيه مقدر‪ .‬ويسن أن يكرره ومسسا‬
‫بعده ثلثا‪ ،‬كما في الدعاء عقب الوضوء‪ .‬وإنما سن سسسؤاله المغفسسرة عنسسد انصسسرافه‬
‫لتركه ذكر ال تعالى في تلك الحالة‪ ،‬أو خوفه من تقصيره فسسي شسسكر نعسسم الس السستي‬
‫أنعمها عليه‪ ،‬التي من جملتها أن أطعمه ثم هضمه ثم سهل خروجسسه‪ ،‬وهكسسذا ينبغسي‬
‫لكل من حصلت له غفلة عن العبادة طلب المغفسرة‪ .‬وأشسسار إلسسى ذلسسك )ص( بقسسوله‪:‬‬
‫إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر ال في اليوم والليلة سبعين مرة‪ .‬فإن الغرض منسسه‬
‫إرشاد المة لكثرة استغفارهم عند غفلتهم‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف ينسسدب لسسه سسسؤال المغفسسرة‬
‫تداركا لما تركه من ذكر ال تعالى في تلك الحالة‪ ،‬مع أن تركه ما ذكر مسسستحب ؟‪.‬‬
‫ويجاب بأنه لمانع من ذلسسك‪ .‬فقسسد أوجسسب الشسسارع التسسدارك علسسى مسسن أوجسسب عليسسه‬
‫الترك وأثابه عليسه‪ ،‬كالحسائض فسسي تسرك الصسسوم‪ .‬لن ملحسظ طلسسب التسسدارك كسسثرة‬
‫الثواب‪ ،‬والنسسسان مطلسسوب منسسه ذلسسك‪ .‬وقسسوله‪ :‬الحمسسد لس السسذي أذهسسب عنسسي الذى‬
‫وعافاني وزاد بعضهم‪ :‬الحمد ل الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته‪ ،‬ودفع عنسسي أذاه‪.‬‬
‫قال القليوبي‪ :‬وما ذكر إنما هو لقاضي الحاجسة‪ ،‬وأمسا غيسره فيقسول مسا يناسسبه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبعد الستنجاء إلخ( أي ويقول بعد السسستنجاء‪ :‬اللهسسم إلسسخ‪ ،‬لمناسسسبة الحسسال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من النفاق( أي في العتقاد والعمال‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو شسسك بعسسد السسستنجاء إلسسخ(‬
‫عبارة التحفة‪ :‬ولو شك بعد الستنجاء هل غسل ذكره‪ ،‬أو هل مسح ثنتين أو ثلثا ؟‬
‫لم تلزمه إعادته‪ ،‬كما لو شك بعد الوضوء أو سلم الصلة في تسسرك فسسرض‪ .‬ذكسسره‬
‫البغوي‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( يسن الستنجاء باليسار للتبسساع‪ ،‬فيكسسره بسساليمنى‪ .‬وقيسسل‪ :‬يحسسرم‬
‫للنهي عنه‪ .‬وإذا احتاج إلى اليدين فسسي السسستنجاء بسسالحجر جعسسل الحجسسر فسسي يمينسسه‬
‫وأخذ ذكره بيساره ثم يحركها وحدها‪ .‬ويسن العتمسساد علسسى الصسسبع الوسسسطى فسسي‬
‫الدبر إذا استنجى بالماء لنه أمكن‪ .‬وتقديم الماء فيمن يستنجي به للقبسسل‪ ،‬إذ لسسو قسسدم‬
‫الدبر خشي عود النجاسة إليه‪ ،‬وتقديم الدبر لمن يستنجي‬

‫] ‪[ 133‬‬
‫بالحجر لنه يجف قبل القبل‪ ،‬وتقديم الستنجاء على الوضوء‪ ،‬ودلك يده السستي‬
‫استنجى بها بالرض أو نحوها ثم يغسلها بعد ذلك‪ ،‬ونضح فرجه وإزار مسن داخلسسه‬
‫بالماء‪ .‬ويسن أن يستبرئ من البول بنحو تنحنح ونتر ذكر بلطف‪ ،‬إلى أن يظن أنسسه‬
‫لم يبق بمجرى الذكر ما يخسساف خروجسسه‪ ،‬ويختلسسف بسساختلف النسساس‪ .‬وقيسسل‪ :‬يجسسب‬
‫ويسن أن ل يستنجي بماء في محله بل ينتقل عنسسه لئل يعسسود الرشسساش فينجسسسه‪ ،‬إل‬
‫في ال خلية المعدة لقضاء الحاجة‪ .‬ويسن أن ل يأكل ول يشرب‪ ،‬وأن يضسسع رداء‪،‬‬
‫وأن يجلس على مرتفع‪ ،‬وأن ل يبول قائما‪ ،‬وأن ل يستقبل الشسسمس ول القمسسر‪ ،‬وأن‬
‫ل يدخل الخلء مكشوف السسرأس ول حافيسسا‪ ،‬ول يعبسسث ول ينظسسر إلسسى الخسسارج إل‬
‫لمصلحة كرؤية الحجر في الستنجاء هسسل قلسسع شسسيئا أو ل‪ ،‬وأن يكشسسف ثسسوبه شسسيئا‬
‫فشيئا إل لعذر‪ ،‬وأن يسدل ثوبه كسسذلك عنسسد انتصسسابه‪) .‬فسسائدة( مسسن أكسسثر مسسن الكلم‬
‫خشي عليه من الجان‪ ،‬ومن أدام نظره إلى مسا يخسرج منسه ابتلسي بصسفرة السسنان‪،‬‬
‫ومن امتخط عند قضاء الحاجة ابتلي بالصمم‪ ،‬ومن أكل عند قضائها ابتلسسي بسسالفقر‪،‬‬
‫ومن أكثر من التلفت ابتلي بالوسوسة‪ .‬وال أعلم‪) .‬قوله‪ :‬وثالثهسسا( أي ثسسالث شسسروط‬
‫الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ستر إلخ( قال في النهاية‪ :‬وحكمة وجوب الستر فيهسسا مسسا جسسرت بسسه‬
‫عادة مريد التمثل بيسسن يسسدي كسسبير مسسن التجمسسل بالسسستر والتطهيسسر‪ ،‬والمصسسلي يريسسد‬
‫التمثل بين يسسدي ملسسك الملسسوك‪ ،‬والتجمسسل لسسه بسسذلك أولسسى‪ .‬ويجسسب سسسترها فسسي غيسسر‬
‫الصلة أيضا‪ ،‬لما صح من قوله )ص(‪ :‬ل تمشوا عراة‪ .‬وقوله‪ :‬ال أحق أن يستحيا‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو صبيا( أشار بهذه الغاية إلى أن المراد بالرجل ما قابل المسسرأة‪،‬‬
‫فيدخل فيه الصبي‪) .‬قوله‪ :‬وأمة( معطوف على رجل‪ ،‬أي وسسستر أمسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫مكاتبة وأم ولد( غاية في المة‪ ،‬وهي للتعميم‪ .‬ومثلهما المسسدبرة والمبعضسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ما بين سرة وركبة( ما إسم موصول مفعول ستر‪ ،‬أي يجب أن يستر الرجل والمة‬
‫ما بين السرة والركبة لما روي عنه )ص( أنه قسسال‪ :‬عسسورة المسسؤمن مسسا بيسسن سسسرته‬
‫وركبته‪ .‬ولخبر البيهقي‪ :‬إذا زوج أحدكم أمته عبسسده أو أجيسسره فل تنظسسر المسسة إلسسى‬
‫عورته‪ .‬والعورة ما بين السرة والركبة‪ .‬وألحق بالرجسسل المسسة فسسي ذلسسك بجسسامع أن‬
‫رأس كل منهما ليس بعورة‪ .‬وقيل‪ :‬إن عسسورة المسسة كسسالحرة إل رأسسسها‪ ،‬فهسسو ليسسس‬
‫بعورة فيها وإن كان عورة في الحرة‪) .‬قوله‪ :‬لهما( أي للرجل والمة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫خاليا( أي ولو كان منهما في محل خال عن الناس‪ ،‬قال فسسي النهايسسة‪ :‬وفسسائدة السسستر‬
‫في الخلوة ‪ -‬مع أن ال تعالى ل يحجبه شئ فيرى المستور كمسسا يسسرى المكشسسوف ‪-‬‬
‫أنه يرى الول متأدبا والثاني تاركا للدب‪) .‬قوله‪ :‬في ظلمة( لو قال كغيسسره أو فسسي‬
‫ظلمة لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح( هو دليسل لوجسسوب مطلسق السسستر ل لكسون‬
‫العورة ما بين السرة والركبة‪) .‬قوله‪ :‬أي بالغ( هو تفسير مراد للحائض‪ ،‬واندفع بسسه‬
‫ما يرد على ظاهر الحديث من أن صلة الحائض ل تقبل مطلقا بخمار وبدونه كمسسا‬
‫هو معلوم‪ .‬وحاصل الدفع أن المراد بها هنا البالغة ل من كسسان فسسي زمسسن الحيسسض‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ :‬وظاهر أن غير البالغة كالبالغة‪ ،‬لكنه قيد بهسسا جريسسا علسسى الغسسالب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫أي من أن الصلة ل تكون غالبسسا إل مسسن البالغسسات‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب سسستر‬
‫إلخ( كالستدراك من مفهوم قوله ما بين سرة وركبة وهو أن نفسسس السسسرة والركبسسة‬
‫ل يجب سترهما‪ .‬فكأنه قال‪ :‬أما نفس السرة والركبة فل يجسسب سسسترهما لكسسن يجسسب‬
‫ستر جزء منهما ليتحقق السسستر للعسسورة‪ ،‬إذ مسسا ل يتسسم السسواجب إل بسسه فهسسو واجسسب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وستر حرة( معطوف على ستر رجسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو صسسغيرة( أي مميسسزة أو‬
‫غيرها‪) .‬قوله‪ :‬غير وجه وكفين( مفعول ستر‪ ،‬أي يجب أن تستر سائر بسسدنها حسستى‬
‫باطن قدمها ما عدا وجهها وكفيها‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬ول يبسسدين زينتهسسن إل مسسا‬
‫ظهر منها( * قال ابن عباس وعائشة‪ :‬هو الوجه والكفان‪ .‬ولنهما لو كانا عورة في‬
‫العبادات لما وجب كشفهما في الحرام‪ ،‬ولن الحاجة تدعو إلى إبرازهما‪.‬‬

‫] ‪[ 134‬‬
‫واعلم أن للحرة أربسسع عسسورات‪ :‬فعنسسد الجسسانب جميسسع البسسدن‪ .‬وعنسسد المحسسارم‬
‫والخلوة ما بين السرة والركبة‪ ،‬وعند النساء الكافرات ما ل يبدو عند المهنسسة‪ ،‬وفسسي‬
‫الصلح جميع بدنها ما عسسدا وجههسسا وكفيهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ظهرهمسسا وبطنهمسسا( بسسدل مسسن‬
‫كفين‪ .‬وقوله‪ :‬إلى الكوعين متعلق بمحذوف‪ ،‬أي وحسسد الكفيسسن كسسائن إلسسى الكسسوعين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بما ل يصف لونا( متعلق بستر العورة بالنسسسبة للرجسسل والمسسة والحسسرة‪ ،‬أي‬
‫يجب ستر العورة بمسسا ‪ -‬أي بجسسرم ‪ -‬يمنسسع إدراك لونهسسا لمعتسسدل البصسسر عسسادة‪ ،‬فل‬
‫يكفي ما ل يمنع ذلك كزجاج وقف فيسسه ومهلهسسل النسسسج‪ ،‬ول يكفسسي السسستر بسساللوان‬
‫كالصباغ التي ل جرم لها‪ ،‬لنها ليست بجرم‪ .‬وقوله‪ :‬في مجلس التخسساطب قسسال ع‬
‫ش‪ :‬هو يقتضي أن ما منع في مجلس التخاطب وكان بحيث لو تأمل الناظر فيه مع‬
‫زيادة القرب للمصلي جدا لدراك لون بشرته ل يضر‪ .‬وهو ظاهر قريسسب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كذا ضبطه( أي الساتر المعلسسوم مسسن السسسياق‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسذلك أي بمسسا ل يصسسف لسسون‬
‫البشرة في خصوص مجلس التخاطب‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي ما يحكي لحجم العضاء( أي‬
‫ويكفي جرم يدرك الناس منه قدر العضاء كسسسراويل ضسسيقة‪ .‬وقسسوله‪ :‬لكنسسه خلف‬
‫الولسى أي للرجسل‪ ،‬وأمسا المسرأة والخنسثى فيكسره لهمسا‪) .‬قسوله‪ :‬ويجسب السستر مسن‬
‫العلى إلخ( هذا في غيسسر القسسدم بالنسسسبة للحسسرة‪ ،‬أمسسا هسسي فيجسسب سسسترها حسستى مسسن‬
‫أسفلها‪ ،‬إذ باطن القدم عورة كما علمسست‪ .‬نعسسم‪ ،‬يكفسسي سسستره بسسالرض لكونهسسا تمنسسع‬
‫إدراكه‪ ،‬فل تكلف لبس نحو خف‪ .‬فلو رؤي في حال سجودها‪ ،‬أو وقفت علسسى نحسسو‬
‫سرير مخرق بحيث يظهر من أخراقه‪ ،‬ضر ذلك‪ ،‬فتنبه له‪) .‬قسوله‪ :‬ل مسن السسفل(‬
‫أي فلو رؤيت من ذيله‪ ،‬كسسأن كسسان بعلسسو والسسرائي بسسسفل لسسم يضسسر‪ .‬أو رؤيسست حسسال‬
‫سجوده فكذلك ل يضر‪ ،‬كما في حجر‪) .‬قوله‪ :‬إن قسسدر إلسسخ( قيسسد فسسي اشسستراط سسستر‬
‫العورة‪) .‬قوله‪ :‬أما العاجز إلخ( مقابل قوله إن قدر‪ .‬وصسسورة العجسسز أن ل يجسسد مسسا‬
‫يستر به عورته أصل‪ ،‬أو وجده متنجسا ولم يقدر على مسساء يطهسسره‪ ،‬أو حبسسس فسسي‬
‫مكان نجسسس وليسسس معسسه إل ثسسوب يفرشسسه علسسى النجاسسسة‪ ،‬فيصسسلي عاريسسا فسسي هسسذه‬
‫الصور الثلثة ول إعادة عليسه‪ ،‬ول يلزمسه قبسسول هبسة الثسوب للمنسة علسى الصسسح‪،‬‬
‫ويلزمه قبول عاريته لضسسعف المنسسة‪ ،‬فسسإن لسسم يقبسسل لسسم تصسسح صسسلته لقسسدرته علسسى‬
‫الستر‪ ،‬بل يجب عليه سؤال العارة ممن ظن منسسه الرضسسا بهسسا‪ ،‬ويحسسرم عليسسه أخسسذ‬
‫ثوب غيره منه قهرا‪ ،‬لكن تصح الصلة مع الحرمة‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو مسع وجسود سساتر‬
‫متنجس( أي يصلي عاريا من غير إعادة ولو وجد ثوبا متنجسا ولم يجد ماء يغسسسله‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬ل مسسن أمكنسسه تطهيسسره( أي ل يصسسلي عاريسسا مسسع وجسسود متنجسسس يمكنسسه‬
‫تطهيره‪ ،‬بل يجب عليه تطهيره ثسسم يصسسلي فيسسه‪ ،‬ولسسو خرجسست الصسسلة عسسن وقتهسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو قدر( أي المصلي‪ ،‬رجل أو غيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬لزمسسه السسستر بمسسا وجسسد( أي‬
‫لنه ميسوره وهو ل يسقط بالمعسور‪) .‬قسوله‪ :‬وقسدم السسوأتين( أي سسترهما‪ ،‬وهمسا‬
‫القبسسل والسسدبر‪ ،‬سسسميا بسسذلك لن كشسسفهما يسسسوء صسساحبهما‪ ،‬وإنمسسا وجسسب تقسسديمهما‬
‫لفحشهما وللتفاق على أنهما عورة‪) .‬قوله‪ :‬فالقبل( أي ما تقدم من وجوب سسسترهما‬
‫إن وجد ما يكفيهما معا‪ ،‬فإن وجد ما يكفي أحدهما قدم القبل وجوبا لنه متسسوجه بسسه‬
‫للقبلة أو بدلها‪ ،‬كما لو صلى صسسوب مقصسسده فسسي نافلسسة السسسفر‪ ،‬ولن السسدبر مسسستتر‬
‫غالبا بالليتين‪ .‬وقوله‪ :‬فالدبر عبارة المنهاج‪ :‬فإن وجد كافي سوأتيه تعيسسن لهمسسا‪ ،‬أو‬
‫أحدهما فقبله‪ .‬وقيل‪ :‬دبره‪ .‬وقيل‪ :‬يتخيسسر‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعسسل فسسي العبسسارة سسسقطا مسسن النسسساخ‬
‫وأصلها‪ .‬وقيسسل‪ :‬السسدبر‪ .‬ول يصسسح إبقسساء عبسسارته علسسى ظاهرهسسا لن مفسساد السسترتيب‬
‫المستفاد من الفاء أنه إذا لم يجد ما يكفي القبل قدم السسدبر‪ ،‬ول معنسسى لسسه‪ .‬لن مسسا ل‬
‫يكفي القبل ل يكفسسي السسدبر بسسالولى‪ .‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يصسسلي عاريسسا إلسسخ( أي ول‬
‫يصلي حال كونه عاريا مع وجود ثوب حرير‪ ،‬بل يصلي حال كونه لبسسسا لسسه‪ .‬ول‬
‫يلزمه قطع مسا زاد علسى سستر العسورة‪ ،‬ويقسدم علسى المتنجسس فسي الصسلة‪ ،‬ويقسدم‬
‫المتنجس عليه في غيرها مما ل يحتاج إلى طهارة الثوب‪) .‬قوله‪ :‬لنه يباح‬

‫] ‪[ 135‬‬
‫للحاجة( أي لن لبس الحريسسر جسسوز للحاجسسة‪ ،‬أي ومسسن الحاجسسة سسستر العسسورة‬
‫للصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويلسسزم التطييسسن( أي يجسسب عليسسه إذا فقسسد الثسسوب أن يسسستر عسسورته‬
‫بطين‪ ،‬أي أو حشيش أو ورق أو ماء كدر أو مسساء صسساف مسستراكم بخضسسرة‪ ،‬أمكنسسه‬
‫الركسسوع والسسسجود فيسسه‪ .‬قسسال البجيرمسسي‪ :‬ويجسسوز بسسالطين مسسع وجسسود الثسسوب علسسى‬
‫المعتمد‪ .‬وهل يجب تقديم التطيين على الثوب الحرير أو ل ؟ فيه نظسسر‪ .‬وقسسد يقسسال‪:‬‬
‫إن أزرى بالمتطين أو لم يندفع عنه به أذى نحو حر أو بسسرد لسم يجسسب تقسسديمه‪ ،‬وإل‬
‫وجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نحوه( معطوف علسسى التطييسسن‪ ،‬أي ويلسسزم التطييسسن‪ ،‬أي سسستر‬
‫العورة بطين أو نحوه‪ ،‬كسترها بحشسسيش ونحسسوه ممسسا مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسوز لمكتسسس‬
‫اقتداء بعار( أي لعدم وجوب العادة عليه‪) .‬قسسوله‪ :‬وليسسس للعسساري غصسسب الثسسوب(‬
‫أي ل يجوز أن يأخذ الثوب قهرا من مالكه‪ ،‬فلو أخذه وصلى به صحت صلته مسسع‬
‫الحرمة‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬أن يلبس أحسن ثيابه( أي ويحافظ على ما يتجمل به عسسادة‬
‫ولو أكثر من اثنين‪ ،‬لظاهر قوله تعالى‪) * :‬يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسسسجد(‬
‫* ولقوله )ص(‪ :‬إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه‪ ،‬فإن الس أحسسق أن يزيسن لسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويرتدي( أي ويتزر أو يتسرول‪ .‬قال الدميري في تاريسسخ أصسسبهان‪ ،‬عسسن مالسسك بسسن‬
‫عتاهية‪ :‬أن النسسبي )ص( قسسال‪ :‬إن الرض تسسستغفر للمصسسلي بالسسسراويل‪ .‬ا‍ه ع ش‪.‬‬
‫ويكره أن يصلي في ثوب فيه صورة أو نقسسش لنسسه ربمسسا شسسغله عسسن صسسلته‪ .‬وأن‬
‫يصلي الرجل متلثما والمسرأة منتقبسة‪ ،‬إل أن تكسون بحضسرة أجنسبي ل يحسترز عسن‬
‫نظره لها فل يجوز لها رفع النقاب‪) .‬قوله‪ :‬إن كان ثم سترة( أي التي يسن للمصلي‬
‫أن يتوجه إليها‪ ،‬وهي جدار أو عصا مغروزة أو سسسارية‪ ،‬كمسسا سسسيأتي‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل‬
‫جعله مصلى( أي وإن لم تكن هنسساك سسسترة جعسسل مسسا يرتسسدي بسسه مصسسلى أو سسسجادة‬
‫يصلي عليها‪) .‬قوله‪ :‬يجب هذا الستر( أي للعورة مطلقا‪ ،‬بقطع النظر عن كونها مسسا‬
‫بين السرة والركبة أو ما عدا السسوجه والكفيسسن‪ ،‬إذ العسسورة فسسي غيسسر الصسسلة ليسسست‬
‫كالعورة في الصلة‪ ،‬كما علم مما مر‪ ،‬وكما يدل عليه الستثناء التي‪ .‬وإنما وجسسب‬
‫ذلك لخبر‪ :‬ل تمشوا عراة‪ .‬رواه مسلم‪ .‬ولقوله )ص( لجرهد‪ :‬غط فخذك فإن الفخسسذ‬
‫من العورة‪ .‬رواه الترمذي وحسنه‪ .‬ولما مر عن م ر‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو بثسسوب نجسسس أو‬
‫حرير( غاية في وجوب الستر‪ .‬وقوله‪ :‬لسم يجسد غيسره أي غيسر الحريسر‪ .‬فسإن وجسد‬
‫غيره ‪ -‬ولو متنجسا ‪ -‬حرم عليه لبسه كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬حتى في الخلوة( أي يجب‬
‫الستر ولو كان في الخلوة‪ .‬وقد مر عن م ر فائدة الستر فيهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن السسواجب‬
‫فيها( أي في الخلوة‪ .‬ودفع بهذا الستدراك ما يتوهم من قوله يجب هذا الستر‪ ،‬وهو‬
‫أن المراد الستر المتقدم ذكره‪ ،‬وهو ستر ما بين السرة والركبة فسسي الرجسسل والمسسة‬
‫وما عدا الوجه والكفين في الحسسرة‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسا بيسسن سسسرة وركبسسة غيسسره( أي غيسسر‬
‫الرجل من الحرة والمة فهي هنا ملحقة بالحرة ل بالرجل‪) .‬قوله‪ :‬ويجسسوز كشسسفها(‬
‫أي العورة‪) .‬قوله‪ :‬ولو من المسجد( من بمعنى في‪ .‬أي ولسسو كسسانت الخلسسوة تحصسسل‬
‫في المسجد بأن يخلو عن الناس في بعض الوقات فيجوز كشفها فيه‪) .‬قوله‪ :‬لدنى‬
‫غرض( أي لقل سبب‪ .‬وهو متعلق بيجوز‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬فإن دعسست حاجسسة إلسسى‬
‫كشفها لغتسال أو نحوه جاز‪ ،‬بل صرح صاحب الذخائر بجواز كشفها فسسي الخلسسوة‬
‫لدنى غرض‪ ،‬ول يشترط حصول الحاجسسة‪ .‬وعسسد مسسن الغسسراض‪ :‬كشسسفها لتبريسسد‪.‬‬
‫وصيانة الثوب عن الدناس‪ ،‬والغبار عند كنس السبيت ونحسوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬كتبريسد(‬
‫تمثيل للغرض‪) .‬قوله‪ :‬وصيانة ثوب( قيده حجسسر بثسسوب التجمسسل‪ .‬أقسسول‪ :‬ولسسه وجسسه‬
‫ظاهر‪ .‬ا‍ه ع ش‪.‬‬

‫] ‪[ 136‬‬
‫)فائدة( يجوز له أن ينظر إلى عورته في غيسسر الصسسلة‪ ،‬ولكسسن يكسسره ذل‍ك مسسن‬
‫غير حاجة‪ .‬أما في الصلة فل يجوز‪ .‬فلو رأى عورة نفسه في صسسلته ‪ -‬مسسن كمسسه‬
‫أو من طوق قميصه ‪ -‬بطلت صلته‪) .‬قسسوله‪ :‬ورابعهسسا( أي رابسسع شسسروط الصسسلة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬معرفسسة دخسسول وقسست( المسسراد بالمعرفسسة هنسسا مطلسسق الدراك‪ ،‬ليصسسح جعلهسسا‬
‫شاملة لليقين والظن‪ ،‬وإل فحقيقتهسسا الدراك الجسسازم وهسسو ل يشسسمل الظسسن‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫يقينا حال‪ .‬أي حال كون تلك المعرفسسة ‪ -‬أي الدراك ‪ -‬يقينسسا‪ .‬ويحصسسل اليقيسسن بعلسسم‬
‫نفسه‪ ،‬أو بأخذه بقول ثقة يخبر عن علم‪ ،‬وبغير ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬أو ظنسسا أي ناشسسئا عسسن‬
‫اجتهسساد‪ ،‬بسسأن اجتهسسد لنحسسو غيسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬فمسسن صسسلى بسسدونها( أي بسسدون المعرفسسة‬
‫المذكورة‪ .‬وقوله‪ :‬لم تصح صلته أي إن كان قادرا‪ ،‬وإل صلى لحرمسسة السسوقت‪ .‬ا‍ه‬
‫شوبري‪) .‬قوله‪ :‬وإن وقعت في الوقت( أي وإن اتفق وقوع صسسلته فسسي السسوقت فل‬
‫تصح لتقصيره‪ .‬قال ح ل‪ :‬إل إن كانت عليه فائتة ولم يلحظ صسساحبة السسوقت فإنهسسا‬
‫تصح وتقع عن الفائتة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن العتبار إلسسخ( علسسة لعسسدم صسسحتها مسسن غيسسر‬
‫معرفة‪) .‬قوله‪ :‬بما في ظن المكلف( أي اعتقاده‪ .‬وقوله‪ :‬وبما في نفس المر أي مع‬
‫ما في نفس المر‪ .‬فلو اعتقد دخول الوقت وتبين أنه صلى في غير الوقت لم تصسسح‬
‫صلته‪) .‬قوله‪ :‬وفي العقود بما في نفس المر( أي فلو باع عبدا لغيره ثم تسسبين أنسسه‬
‫ملكه عند البيع‪ ،‬بأن مات مورثه وانتقل الملك إليه‪ ،‬صح بيعه‪) .‬تتمة( اعلسسم أن مسسن‬
‫جهل الوقت ‪ -‬لنحو غيم ‪ -‬ولم يمكنه معرفته أخسسذ ‪ -‬وجوبسسا ‪ -‬بخسسبر ثقسسة يخسسبر عسن‬
‫علم‪ ،‬وكإخبار أذان الثقسسة العسسارف بسسالمواقيت فسسي الصسسحو‪ ،‬وامتنسسع عليسسه الجتهسساد‬
‫حينئذ لوجود النص‪ ،‬فإن أمكنه معرفة الوقت تخير بين الخذ بخبر الثقسسة وتحصسسيل‬
‫العلم بنفسسسه‪ ،‬فهمسسا فسسي مرتبسسة واحسسدة‪ .‬فسسإن لسسم يجسسد مسسن ذكسسر‪ ،‬أو لسسم يسسسمع الذان‬
‫المذكور‪ ،‬اجتهد إن قدر‪ ،‬بقراءة أو حرفة أو نحو ذلك‪ ،‬من كل مسسا يظسسن بسسه دخسسول‬
‫الوقت كخياطة وكصياح ديك‪ .‬ومعنسى الجتهسساد بهسذه المسور كمسسا قسال ع ش‪ :‬أنسه‬
‫يجعلها علمة يجتهد بها‪ .‬كأن يتأمل في الخياطسة الستي فعلهسا هسل أسسرع فيهسا عسن‬
‫عسسادته أو ل ؟ وهسسل صسسرخ السسديك قبسسل عسسادته أو ل ؟ وهكسذا‪ .‬فسسإن لسسم يقسسدر علسسى‬
‫الجتهاد قلد ثقة عارفا‪ ،‬ولو كانت معرفته بالجتهاد‪ .‬قال الكردي‪ :‬وحاصل الرتسسب‬
‫ست‪ .‬إحداها‪ :‬إمكان معرفة يقين الوقت‪ .‬ثانيتها‪ :‬وجود من يخبر عسن علسم‪ .‬ثالثتهسا‪:‬‬
‫رتبة دون الخبار عن علم وفوق الجتهاد‪ ،‬وهي المناكيب المحررة والمؤذن الثقسسة‬
‫في الغيم‪ .‬رابعتهسسا‪ :‬إمكسسان الجتهسساد مسسن البصسسير‪ .‬خامسسستها‪ :‬إمكسسانه مسن العمسسى‪.‬‬
‫سادستها‪ :‬عدم إمكان الجتهاد من العمى والبصير‪ ،‬فصسساحب الولسسى يخيسسر بينهسسا‬
‫وبين الثانية إن وجدت الثانية‪ ،‬وإل فبينها وبين الثالثة إن وجدت أيضسسا‪ ،‬وإل فبينهسسا‬
‫وبين الرابعة‪ .‬وصاحب الثانية ل يجوز له العدول‪ ،‬إلى ما دونها‪ .‬وصسساحب الثالثسسة‬
‫يخير بينها وبين الجتهاد‪ .‬وصاحب الرابعة ل يجوز له التقليد‪ .‬وصسساحب الخامسسسة‬
‫يخير بينها وبين السادسة‪ ،‬وصاحبها يقلد ثقة عارفا‪ .‬ثسسم قسسال‪ :‬فحسسرر ذلسسك فسسإني لسسم‬
‫أقف على من حققه كذلك‪ .‬ا‍ه بتصرف‪ .‬ثم إنه إذا صلى في صسسورة الجتهسساد بظسسن‬
‫دخول الوقت‪ ،‬فإن تبين له مطابقته للواقع فذاك‪ ،‬أو أنها وقعست بعسد السوقت صسحت‬
‫قضاء‪ ،‬أو لم يتبين له شئ مضت على الصحة ظاهرا‪ .‬فإن تيقن وقوع صسسلته قبسل‬
‫الوقت وقعت له نفل مطلقا لعسسذره‪ ،‬ولسسم تقسسع لسسه عسن الصسسلة السستي نواهسسا‪ ،‬ووجسسب‬
‫قضاؤها إن علم بعد الوقت فسسي الظهسسر‪ ،‬فسسإن علسسم فسسي السسوقت وجسسب إعادتهسسا فيسسه‬
‫اتفاقا‪) .‬قوله‪ :‬فوقت ظهسسر( الفسساء للفصسسيحة‪ ،‬أي إذا أردت بيسسان السسوقت السسذي تجسسب‬
‫معرفته فأقول لك وقت الظهر إلخ‪ .‬وبدأ بالظهر لنها أول صلة ظهرت‪ ،‬ولبدء ال‬
‫بها فسسي قسسوله‪) * :‬أقسسم الصسسلة لسسدلوك الشسسمس( * أي زوالهسسا‪ .‬ولكونهسسا أول صسسلة‬
‫علمها جبريل للنبي )ص(‪.‬‬

‫] ‪[ 137‬‬
‫)فائدة( قد بين إمامنسسا الشسسافعي رضسسي الس عنسسه أوقسسات الصسسلة نظمسسا‪ ،‬علسسى‬
‫حسب ما سسيذكره المؤلسسف‪ ،‬فقسسال‪ :‬إذا مسسا رأيسست الظسسل قسسد زال وقتسه فصسسل صسسلة‬
‫الظهر في الوقت تسعد وقم قامة بعد الزوال فسسإنه أوان صسسلة العصسسر وقسست مجسسدد‬
‫وصل صلة للغروب بعيد ما ترى الشمس يا هذا تغيب وتفقد وصل صلة للخيسسر‬
‫بعيد ما ترى الشفق العلى يغيب ويفقد ول تنظرن نحسسو البيسساض فسسإنه يسسدوم زمانسسا‬
‫في السماء ويبعد وإن شئت فيها فانتظر بصلتها إلسسى ثلسسث ليسسل وهسسو بسسالحق يعهسسد‬
‫وحقق فإن الفجر فجران عندنا وميزهما حقسسا فسسأنت المقلسسد فسسأول طلسسوع منهمسسا يبسسد‬
‫شاهقاكما ذنب السرحان في الجو يصعد فسسذاك كسسذوب ثسسم آخسسر صسسادق تسسراه منيسسرا‬
‫ضوؤه يتوقد وصل صلة الفجر عند ابتسامه تنال به الفردوس وال يشهد فل خيسسر‬
‫فيمن كان للوقت جاهل وليس له وقت به يتعبد فذاك من المسسولى بعيسسد ومطسسرد كسسذا‬
‫وجهه يوم القيامة أسود )قوله‪ :‬من زوال الشمس( أي وقسست زوالهسسا‪ .‬والسسزوال ميسسل‬
‫الشمس عن وسط السماء بالنظر لما يظهر لنا ل بسسالنظر لنفسسس المسسر‪ ،‬أي لمسسا فسسي‬
‫علم ال لوجود الزوال فيه قبل ظهوره لنا بكثير‪ .‬فقد قالوا إن الفلك العظم المحرك‬
‫لغيره يتحرك في قدر النطسق بحسسرف أربعسسة وعشسسرين فرسسسخا‪ .‬وإذا أردت معرفسسة‬
‫الزوال فاعتبره بقامتك بل عمامة غير منتعل‪ ،‬أو شاخص تقيمه في أرض مسسستوية‬
‫وعلم على رأس الظل‪ ،‬فما زال ينقص فهو قبل الزوال‪ ،‬وإن وقسسف بحيسسث ل يزيسسد‬
‫ول ينقص فهو وقت الستواء‪ ،‬وإن أخذ الظل فسسي الزيسسادة علسسم أن الشسسمس زالسست‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إلى مصير إلخ( متعلق بما تعلق بسسه الخسسبر‪ ،‬أو متعلسسق بمحسسذوف‪ :‬أي ويمتسد‬
‫إلى وقت مصير إلخ‪ .‬وهو اسم مفعول من صار الناقصة‪ ،‬وظل شسسئ اسسسمها ومثلسسه‬
‫خبرها‪ .‬والغاية هنا غير داخلة فسي المغيسسا‪ ،‬فهسي جاريسسة علسى القاعسسدة مسن أنهسسا إن‬
‫كانت بإلى ل تسدخل وإن كسانت بحستى دخلست‪ .‬فسوقت المصسير مسن العصسر ل مسن‬
‫الظهر‪ ،‬ول ينافيه حديث جبريل بالنسبة لليوم الثسساني وهسسو أنسسه صسسلى الظهسسر حيسسن‬
‫كان ظله مثله‪ ،‬لن المراد‪ :‬فرغ منها حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬إن وجد( أي ظل الستواء‪ .‬وقد‬
‫ينعدم في بعض البلدان كمكة وصنعاء في بعض اليام‪) .‬قوله‪ :‬وسميت( أي الصلة‬
‫المعلومة من السياق‪ ،‬بذلك‪ .‬أي بلفظ الظهسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬لنهسسا أول صسسلة ظهسسرت أي‬
‫في السلم‪ .‬وانظر وقت ظهورها ولعله يوم ليلة السراء‪ ،‬فالمراد ظهور وجوبهسسا‪.‬‬
‫ح ل بجيرمي‪ .‬وقيل‪ :‬لنها ظاهرة وسط النهار‪ .‬وقيل‪ :‬لنهسسا تفعسسل وقسست الظهيسسرة‪.‬‬
‫ول مانع من مراعاة جميع ذلك‪ .‬وللظهر ستة أوقات‪ :‬وقت فضيلة‪ :‬وهو أول الوقت‬
‫بمقدار ما يسسؤذن ويتوضسسأ ويسسستر العسسورة‪ ،‬ويصسسيلها مسسع راتبتهسسا‪ ،‬ويأكسسل لقيمسسات‪.‬‬
‫ووقت اختيار‪ :‬وهو يستمر بعد فراغ وقت الفضيلة‪ ،‬وإن دخسسل معسسه‪ ،‬إلسسى أن يبقسسى‬
‫من الوقت ما يسعها فيكون مساويا لوقت الجواز التى‪ .‬وقيل‪ :‬يستمر إلسسى ربعسسه أو‬
‫نصفه‪ .‬ووقت جواز‪ :‬إلى أن يبقى من الوقت ما يسعها‪ .‬ووقت حرمة‪ :‬إلى أن يبقسسى‬
‫ما ل يسعها‪ .‬ووقت ضرورة‪ :‬وهو آخر الوقت إذا زالت الموانع والباقي من الوقت‬
‫قدر التكبيرة فأكثر‪ .‬ووقت عذر‪ :‬وهو وقت العصر لمن يجمع جمع تسسأخير‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فوقت عصر( ولها سبعة أوقات‪ .‬وقسست فضسسيلة‪ :‬أول السسوقت‪ .‬ووقسست اختيسسار‪ :‬وهسسو‬
‫وقت الفضيلة‪ ،‬ويستمر إلى مصير الظل مثلين بعد ظل الستواء‪ .‬ووقت جسسواز بل‬
‫كراهة‪ :‬إلى الصفرار‪ ،‬ثم بها إلى أن يبقى من الوقت ما يسعها‪ .‬ووقت حرمة‪ :‬إلى‬
‫أن يبقى من الوقت ما ل يسعها‪ .‬ووقت ضسسرورة‪ :‬وهسسو آخسسر السسوقت بحيسسث تسسزول‬
‫الموانع والباقي منه قدر التكبيرة فأكثر‪ ،‬فتجسسب هسسي ومسسا قبلهسسا لنهسسا تجمسسع معهسسا‪.‬‬
‫ووقت عذر‪ :‬وهو وقت الظهر لمن يجمع جمع تقديم‪) .‬قوله‪ :‬من آخر وقت الظهسسر(‬
‫أي ابتداء العصر من آخر وقت الظهر‪ ،‬أي من ملصق آخر وقسست الظهسسر‪ .‬فل بسسد‬
‫من تقدير مضاف لن‬

‫] ‪[ 138‬‬
‫آخر وقت الظهر ليس أول وقسست العصسسر‪ ،‬وذلسسك الملصسسق هسسو مصسسير ظسسل‬
‫الشئ مثله غير الستواء‪ .‬قال فسسي النهايسسة‪ :‬ول يشسسترط حسسدوث زيسسادة فاصسسلة بينسسه‬
‫وبين وقت الظهر‪ .‬وأما قول الشافعي‪ :‬فإذا جساوز ظسل الشسئ مثلسه بأقسل زيسادة فقسد‬
‫دخل وقت العصر‪ .‬فليس مخالفا لذلك بل هو محمول على أن وقت العصسر ل يكساد‬
‫يعرف إل بها وهي منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وهي‪ :‬أي الزيادة‪ .‬وقوله‪ :‬منه‪ :‬أي من العصر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إلى غروب إلخ( أي إلى تمام غسسروب إلسسخ‪ .‬فالغايسسة جاريسسة علسسى القاعسسدة ل‬
‫وقت التمام ليس من وقت العصر‪ ،‬والمراد غروب ما ذكر غروبا لم تعد بعده‪ ،‬فلسسو‬
‫عادت تبين أن وقت العصسسر بسساق‪ ،‬وإن كسسان قسسد فعلسسه تسسبين أنسسه أداء‪ .‬ويلغسسز بسسذلك‬
‫فيقال‪ :‬رجل أحرم بصلة العصر قضاء عالما بفوات السسوقت فسسوقعت أداء ؟ ويجسسب‬
‫إعادة المغرب لمن كان فعلها‪ .‬ويدل لما ذكر ما وقع لسسسيدنا علسسي رضسسي ال س عنسسه‬
‫كما رواه أحمد في مسنده ‪ -‬من أنه )ص( نام في حجره حتى غابت فكره أن يوقظه‬
‫ففاتته صلة العصر‪ ،‬فلما استيقظ ذكر ذلك له )ص( فقال‪ :‬اللهم إنه كان في طاعتك‬
‫وطاعة رسولك فردها عليه‪ .‬فرجعت الشسسمس حسستى صسسلى العصسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬جميسسع‬
‫قرص شمس فلو غرب بعضه دون بعض لسسم يخسسرج وقسست العصسسر‪ ،‬بخلف وقسست‬
‫الصبح فإنه يخسرج بطلسوع البعسض‪ ،‬إلحاقسا لمسا يظهسر بمسا ظهسر فسي الموضسعين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فوقت مغرب إلسسخ( ولهسسا خمسسسة أوقسسات‪ .‬وقسست فضسسيلة واختيسسار وجسسواز بل‬
‫كراهة‪ :‬أول الوقت‪ .‬ووقت جواز بكراهة‪ :‬إلى أن يبقى ما يسعها‪ .‬ووقت حرمة إلى‬
‫أن يبقى ما ل يسعها‪ .‬ووقت ضرورة‪ :‬لمن زالت منه الموانسسع‪ .‬ووقسست عسسذر‪ :‬وقسست‬
‫العشاء لمن يجمع‪) .‬قوله‪ :‬من الغروب( أي تمامه‪ ،‬لما علمت مسن أن وقست العصسر‬
‫ينتهي بتمامه‪ .‬والغروب‪ :‬البعد‪ .‬يقسال‪ :‬غسرب ‪ -‬مسن بساب دخسل ‪ -‬إذا بعسد‪ .‬ويعسرف‬
‫بزوال الشمس من رؤوس الجبال والشسسجار‪ ،‬وظهسسور الظلم مسسن جهسسة المشسسرق‪.‬‬
‫ولو غربت الشمس في بلد فصلى المغرب ثم سافر إلى بلد أخرى فوجدها لم تغرب‬
‫فيها وجبت العادة‪ .‬وقوله‪ :‬إلسسى مغيسسب الشسسفق الحمسسر أي وينتهسسي وقسست المغسسرب‬
‫بمغيب ما ذكر‪ ،‬لخبر مسلم‪ :‬وقت المغرب ما لم يغب الشفق‪ .‬والمراد الحمر‪ ،‬لنه‬
‫المنصرف إليه السم عند الطلق‪ ،‬وإطلقه على البيض أو الصفر مجاز لعلقة‬
‫المجاورة‪ .‬وهذا هو القول القديم لمامنا رضي ال عنه‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬وأمسسا الجديسسد‬
‫فينقضسسي بمضسسي قسسدر الوضسسوء وسسستر العسسورة والذان والقامسسة ومضسسي خمسسس‬
‫ركعات‪ .‬وقال في التحفة والنهاية‪ :‬إن القول الول جديسسد‪ ،‬لن الشسسافعي رضسسي الس‬
‫عنه علق القول به في الملء على صحة الحسسديث‪ ،‬وقسسد صسسحت فيسسه أحسساديث مسسن‬
‫غير معارض‪) .‬قوله‪ :‬فوقت عشاء من مغيب الشفق( أي الحمر ‪ -‬لمسسا علمسست ‪ -‬ل‬
‫ما بعده من الصفر والبيض‪ .‬ولها سبعة أوقات كالعصر‪ :‬وقت فضيلة بمقسسدار مسسا‬
‫يسعها وما يتعلق بها‪ .‬ووقت اختيار إلى ثلسسث الليسسل‪ .‬ووقسست جسسواز بل كراهسسة إلسسى‬
‫الفجر الكاذب‪ .‬ووقت جواز بكراهة‪ ،‬وهو ما بعد الفجر الول حتى يبقى من الوقت‬
‫ما يسعها‪ .‬ووقت حرمة إلسسى أن يبقسسى مسسا ل يسسسعها‪ .‬ووقسست ضسسرورة‪ ،‬وهسسو وقسست‬
‫زوال المانع‪ .‬ووقت عذر‪ ،‬وهو وقت المغرب لمن يجمع جمع تقديم‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي‬
‫ندب تأخيرها( أي العشاء‪ ،‬لزوال الصفر والبيض‪ ،‬أي إلى أن يسزول كسل منهمسا‪.‬‬
‫وهذا ل ينافي قوله التي‪ :‬يندب تعجيل الصلة ولو عشاء‪ ،‬لن المراد تعجيلها بعسسد‬
‫زوال الصفر والبيض كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬خروجا من خلف من أوجب ذلسسك(‬
‫أي التأخير لزوال ذلك‪ .‬وعبارة المغني مع الصسسل‪ :‬والعشسساء يسسدخل وقتهسسا بمغيسسب‬
‫الشفق الحمر لما سبق ل ما بعده من الصفر ثم البيض‪ ،‬خلفا للمسسام فسسي الول‬
‫وللمزني في الثاني‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسسوله‪ :‬ويمتسسد أي وقسست العشسساء‪) .‬وقسسوله‪ :‬إلسسى طلسسوع فجسسر‬
‫صادق( أي لحديث‪ :‬ليس في النوم تفريط‪ ،‬وإنما التفريط على من لم يصسسل الصسسلة‬
‫حتى يدخل وقت الخرى‪ .‬رواه مسلم‪ .‬ول ترد الصبح فإن وقتها ل يمتد إلى دخول‬
‫وقت الظهر لنها خرجت بدليل‪ ،‬فبقسسي الحسسديث علسسى مقتضسساه فسسي غيرهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فوقت صبح إلخ( ولها ستة أوقات‪ .‬وقت فضيلة أول الوقت‪ .‬ووقت اختيار يبقى إلى‬
‫السفار‪ .‬ووقت جواز بل كراهة يبقى‬

‫] ‪[ 139‬‬
‫إلى طلوع الحمرة التي تظهر قبل الشمس‪ .‬ووقت جواز بكراهة إلسسى أن يبقسسي‬
‫من الوقت ما يسعها‪ .‬ووقت تحريم إلسسى أن يبقسسى مسسن السسوقت مسسا ل يسسسعها‪ .‬ووقسست‬
‫ضرورة لمن زالت منه الموانع‪) .‬قوله‪ :‬من طلوع الفجر الصسسادق( أي ابتسسداؤه مسسن‬
‫طلوع الفجر الصادق‪ ،‬وهو المنتشسسر ضسسوؤه معترضسسا بنسسواحي السسسماء‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل‬
‫الكاذب وهو ما يطلع مستطيل بأعله ضوء كذنب السرحان ‪ -‬أي الذنب ‪ -‬ثم تعقبسه‬
‫ظلمة‪ .‬وشسسبه بسسذنب السسسرحان لطسسوله‪ .‬وقيسسل‪ :‬لن الضسسوء يكسسون فسسي العلسسى دون‬
‫السفل‪ ،‬كمسسا أن الشسسعر علسسى أعلسسى ذنسسب السسسرحان دون أسسسفله‪ .‬ومسسا أحسسسن قسسول‬
‫بعضهم‪ :‬وكاذب الفجر يبدو قبل صادقه وأول الغيث قطر ثم ينسكب فمثسسل ذلسسك ود‬
‫العاشقين هوى بالمزح يبدو وبالدمان يلتهب قوله‪ :‬إلى طلسسوع بعسسض الشسسمس( أي‬
‫ويمتد وقتها إلى طلوع ذلك‪ ،‬لحديث مسلم‪ :‬وقت صلة الصبح من طلوع الفجسسر مسسا‬
‫لم تطلع الشمس‪ .‬وإنمسسا خسسرج السسوقت بطلسسوع بعسسض الشسسمس لمسسا مسسر‪ ،‬ولن وقسست‬
‫الصبح يدخل بطلوع بعض الفجر‪ ،‬فناسب أن يخرج بطلوع بعض الشسسمس‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والعصر هي الصلة الوسطى( وقيل‪ :‬إنها هسسي الصسسبح‪ ،‬لقسسوله تعسسالى‪) * :‬حسسافظوا‬
‫على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين( * إذ ل قنسسوت إل فسسي الصسسبح‪.‬‬
‫ولخبر مسلم‪ :‬قالت عائشة رضي ال عنها لمن يكتب لهسا مصسحفا‪ :‬اكتسب والصسلة‬
‫الوسسسطى وصسسلة العصسسر‪ .‬ثسسم قسسالت‪ :‬سسسمعتها مسسن رسسسول ال س )ص(‪ .‬إذ العطسسف‬
‫يقتضي التغاير‪) .‬قوله‪ :‬لصحة الحديث به( أي بسسأن العصسسر هسسو الصسسلة الوسسسطى‪.‬‬
‫ولفظه‪ :‬شغلونا عن الصلة الوسطى صلة العصر‪ .‬ومذهب الشافعي اتباع الحديث‬
‫فصار مذهبا له‪ .‬ول يقال في المسألة قولن‪ .‬ويدل له أيضا قراءة عائشة رضي ال‬
‫عنها ‪ -‬وإن كانت شاذة ‪ :-‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى صلة العصر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما استظهره( أي الترتيب المسسذكور‪) .‬قسسوله‪ :‬وإنمسسا فضسسلوا جماعسسة الصسسبح‬
‫والعشاء( أي على جماعة بقية الصلوات‪ ،‬حتى العصر‪) .‬قوله‪ :‬لنها( أي الجماعسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فيهما أي في الصبح والعشاء‪ ،‬أشق‪ .‬قال سم‪ :‬ل يقال‪ :‬المعنسسى السسذي أوجسسب‬
‫أنها فيهما أشق موجود في أصسسل فعلهمسسا لن هسسذا ممنسوع‪ ،‬لن المشسسقة إنمسسا زادت‬
‫بالذهاب إلى محال الجماعات‪ ،‬وأصل فعلهما ل يقتضسسي ذلسسك السسذهاب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫قال الرافعي إلخ( قد نظسسم ذلسسك بعضسسهم فقسسال‪ :‬لدم صسسبح والعشسساء ليسسونس وظهسسر‬
‫لدواد وعصر لنجله ومغرب يعقوب كذا شرح مسند لعبسسد الكريسسم فاشسسكرن لفضسسيله‬
‫وتخصيص كل بصلة في وقت من هذه الوقسسات لعلسسه لكسسونه قبلسست فيسسه تسسوبته‪ ،‬أو‬
‫حصلت فيه نعمة‪ .‬وحكمة كون الصبح ركعتين بقاء كسل النسسوم‪ .‬وحكمسة كسون كسل‬
‫من الظهر والعصر أربعا توفر النشاط عندهما‪ .‬وحكمة كون المغرب ثلثا الشارة‬
‫إلى أنها وتر النهار‪ .‬وحكمة كون العشاء أربعا جبر نقص الليل عن النهسسار‪ ،‬إذ فيسسه‬
‫فرضسسان وفسسي النهسار ثلثسة‪) .‬قسوله‪ :‬تجسب بسأول السوقت( أي بسأول وقتسه المحسسدود‬
‫شرعا‪ .‬وقوله‪ :‬وجوبا موسعا أي موسعا فيسسه‪ ،‬فل يجسسب فعسسل الصسسلة بسسأول السسوقت‬
‫على الفور‪) .‬قوله‪ :‬فله التأخير عن أوله( مفرع على ما يقتضيه ما قبله‪) .‬قوله‪ :‬إلى‬
‫وقت يسعها( مرتبط بقوله وجوبا موسعا‪ ،‬أي ويستمر ذلك إلى أن يبقى مسسن السسوقت‬
‫قدر يسعها بأخف ممكن‪ ،‬فيضيق حينئذ فتجب الصلة فورا‪.‬‬

‫] ‪[ 140‬‬
‫ويصسسح أن يكسسون مرتبطسسا بقسسوله‪ :‬فلسسه التسسأخير ويقسسدر للول نظيسسره‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بشرط إلخ مرتبط بقوله‪ :‬فله التأخير إلخ‪ .‬ولو أخر قوله فله التسسأخير إلسسخ عسسن قسسوله‬
‫إلى وقت يسعها‪ ،‬لكان أولى وأنسب‪ .‬وقوله‪ :‬أن يعزم على فعلها فيه أي في الوقت‪،‬‬
‫وحينئذ ل يأثم لو مات قبل فعلها ولو بعد إمكانه‪ ،‬بخلف ما إذا لم يعزم على فعلهسسا‬
‫فإنه يأثم حينئذ‪ .‬والعزم المذكور خاص‪ ،‬وهو أحسسد قسسسمي العسسزم السسواجب‪ .‬والثسساني‬
‫العسسزم العسسام‪ ،‬وهسسو أن يعسسزم الشسسخص عنسسد بلسسوغه علسسى فعسسل الواجبسسات وتسسرك‬
‫المحرمات‪ ،‬فإن لم يعزم على ذلك عصى‪ .‬ويصح تداركه لمن فاته ذلك ككسسثير مسسن‬
‫الناس‪ .‬ول يخفى أن العسسزم هسسو القصسسد والتصسسميم علسسى الفعسسل‪ ،‬وهسو أحسسد مراتسسب‬
‫القصد المنظومة في قسسول بعضسسهم‪ :‬مراتسسب القصسسد خمسسس هسساجس ذكسسروا فخسساطر‬
‫فحديث النفس فاستمعا يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الخير ففيسسه الخسسذ قسسد وقعسسا‬
‫قوله‪ :‬ولو أدرك فسسي السسوقت ركعسة( أي كاملسسة‪ ،‬بسسأن فسسرغ مسسن السسسجدة الثانيسسة قبسسل‬
‫خروج الوقت‪) .‬قوله‪ :‬ل دونهسسا( يغنسسي عنسسه قسسوله‪ :‬وإل فقضسساء‪ .‬فسسالولى إسسسقاطه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فالكل أداء أي لخسسبر‪ :‬مسسن أدرك ركعسسة مسسن الصسسلة فقسسد أدرك الصسسلة‪ .‬أي‬
‫مؤداة‪) .‬قوله‪ :‬وإل فقضاء( أي وإن لم يدرك ركعة من الوقت بأن أدرك دونها فهي‬
‫قضاء‪ ،‬سواء أخر لعذر أم ل‪ .‬والفرق بينه وبين من أدرك ركعسسة‪ :‬اشسستمال الركعسسة‬
‫على معظم أفعال الصلة‪ ،‬إذ غالب ما بعدها تكرير لها‪ ،‬فجعل ما بعد السسوقت تابعسسا‬
‫لها‪ ،‬بخلف ما دون الركعسسة‪ .‬وفسسي سسسم مسسا نصسسه‪ :‬ونقسسل الزركشسسي كسسالقمولي عسسن‬
‫الصحاب‪ :‬أنه حيث شرع فيها في الوقت نسسوى الداء وإن لسسم يبسسق مسسن السسوقت مسسا‬
‫يسع ركعة‪ .‬وقسسال المسسام‪ :‬ل وجسسه لنيسسة الداء إذا علسسم أن السسوقت ل يسسسعها‪ ،‬بسسل ل‬
‫يصسسح‪ .‬واسسستوجه فسسي شسسرح العبسساب حمسسل كلم المسسام علسسى مسسا إذا نسسوى الداء‬
‫الشرعي‪ ،‬وكلم الصحاب على ما إذا لم ينوه‪ .‬والصواب ما قاله المام‪ ،‬وبه أفسستى‬
‫شيخنا الشسسهاب الرملسسي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسأثم إلسسخ( أي بل خلف كمسسا يعلسسم مسسن كلم‬
‫المجموع‪ ،‬أن من قال بخلف ذلك ل يعتسسد بسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم‪ ،‬ولسسو شسسرع‬
‫إلخ( استدراك من قوله‪ :‬ويأثم بإخراج بعضسسها‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسد بقسسي مسسا يسسسعها( وفسسي‬
‫الكردي ما نصه‪ :‬قال في المداد بأن كان يسع أقل ما يجسسزئ مسسن أركانهسسا بالنسسسبة‬
‫إلسسى الوسسط مسن فعسسل نفسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬جساز لسه بل كراهسسة أن يطولهسا( أي لنسه‬
‫استغرق الوقت بالعبادة‪ .‬ولذلك روي عن الصديق رضي ال عنه أنه طول بهم فسسي‬
‫صلة الصبح‪ ،‬فقيل له بعد أن فسسرغ‪ :‬كسسادت الشسسمس أن تطلسسع فقسسال‪ :‬لسسو طلعسست لسسم‬
‫تجدنا غافلين‪ .‬وهذه صورة المد الجائز‪ ،‬ومع ذلك فالولى تركه‪ .‬ثم إن أدرك ركعة‬
‫فالكل أداء وإل فقضاء ل إثسسم فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن لسسم يوقسسع منهسسا ركعسسة فيسسه( أي فسسي‬
‫الوقت‪ ،‬لكن يجب القطع عند ضيق وقت الخرى‪ ،‬فإن استمر لم تبطل صلته‪ ،‬لن‬
‫الحرمة لمر خارج‪ .‬ا‍ه كردي‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يبق مسسن السسوقت مسسا يسسسعها( أي فسسإن‬
‫شرع فيها ولم يبق من الوقت ما يسعها‪ ،‬وهو محترز قوله‪ :‬وقد بقي من السسوقت مسسا‬
‫يسعها‪ .‬وقوله‪ :‬أو كانت جمعسسة محسسترز قسسوله‪ :‬فسسي غيسسر الجمعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يسسسن‬
‫القتصار على أركان الصلة( يعني لو بقي مسن السوقت مسسا يسسسع الركسان فقسسط فل‬
‫يسن القتصار عليها بل الفضل له أن يأتي بسسسننها معهسسا ولسسو خسسرج بعضسسها عسسن‬
‫الوقت‪ .‬وهذه الصورة غير صورة المسسد الجسسائز‪ .‬ولعسسل المسسراد بالسسسنن غيسسر دعسساء‬
‫الفتتاح وإل لنافاه ما سيأتي في مبحث الفاتحة من أنه يسسسن بشسسرط أن يسسأمن فسسوت‬
‫الوقت وإل تركه‪) .‬قوله‪ :‬يندب تعجيل صلة إلخ( أي لقوله تعالى‪) * :‬حافظوا على‬
‫الصلوات( * ومن المحافظة عليها تعجيلها‪ .‬ولقوله تعالى‪:‬‬

‫] ‪[ 141‬‬
‫* )فاسسستبقوا الخيسسرات( * قسسال البيضسساوي‪ :‬أي فابتسسدروها انتهسسازا للفرصسسة‪،‬‬
‫وحيازة لفضل السبق المتقدم‪ ،‬ولقوله تعالى‪) * :‬وسارعوا إلى مغفسسرة مسسن ربكسسم( *‬
‫والصلة من الخيرات وسبب المغفرة‪ .‬ولخبر ابن مسسسعود رضسسي الس عنسسه‪ :‬سسسألت‬
‫النبي )ص( أي العمال أفضل ؟ قال‪ :‬الصلة لول وقتهسسا‪ .‬وروي عسسن ابسسن عمسسر‬
‫رضي ال عنهما مرفوعا‪ :‬الصلة في أول الوقت رضوان ال‪ ،‬وفي آخره عفو ال‪.‬‬
‫قال إمامنا‪ :‬رضوان ال إنما يكون للمحسسسنين‪ ،‬والعفسسو يشسسبه أن يكسسون للمقصسسرين‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬ويحصل ‪ -‬أي التعجيل ‪ -‬باشتغاله بأسبابه عقسسب دخسسوله‪ ،‬ول يكلسسف‬
‫العجلة على خلف العادة‪ ،‬ويغتفر له مع ذلك نحو شغل خفيف وكلم قصسسير وأكسسل‬
‫لقم توفر خشوعه‪ ،‬وتقديم سنة راتبة‪ .‬بل لسو قسسدمها ‪ -‬أعنسسي السسباب ‪ -‬قبسل السسوقت‬
‫وأخر بقدرها من أوله حصل سنة التعجيل‪ ،‬على مسسا فسسي السسذخائر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫عشاء( الغاية للرد على القسسائل بسسن تأخيرهسسا‪ ،‬متمسسسكا بخسسبر الصحيصسسحين‪ :‬كسسان‬
‫رسول ال )ص( يسستحب أن يسؤخر العشسساء‪ .‬وأجيسسب عنسه بسسأن تعجيلهسسا هسو السذي‬
‫واظب عليه النبي )ص(‪ ،‬وأما التأخير فكان لعذر ومصلحة تقتضي التأخير‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لول وقتها( متعلق بتعجيل‪) .‬قوله‪ :‬وتأخيرهسسا عسسن أولسسه إلسسخ( أي وينسسدب تأخيرهسسا‬
‫عن أول الوقت لما ذكر‪ ،‬أي ولرمسي الجمسار ولمسسافر سسائر وقست الولسى‪ ،‬ولمسن‬
‫تيقن وجود الماء أو السترة آخسسر السسوقت‪ ،‬ولسسدائم الحسسدث إذا رجسسا النقطسساع‪ ،‬ولمسسن‬
‫اشتبه عليه الوقت في يوم غيم حسستى يسستيقنه أو يظسسن فواتهسسا لسسو أخرهسسا‪ .‬والحاصسسل‬
‫محل استحباب التعجيل ما لم يعارضسسه معسسارض‪ ،‬فسسإن عارضسسه ‪ -‬وذلسسك فسسي نحسسو‬
‫أربعين صورة ‪ -‬فل يكون مطلوبسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أثنسساءه( أي السسوقت‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن فحسسش‬
‫التأخير( غاية للندب‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يضق السسوقت( قيسسد فسسي نسسدب التسسأخير‪ ،‬أي محسسل‬
‫ندبه مدة عدم ضيق الوقت‪ ،‬فإن ضاق بأن بقسسي منسسه مسسا ل يسسسع الصسسلة كاملسسة فل‬
‫يندب بل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬ولظنهسسا( معطسسوف علسسى قسسوله‪ :‬لسستيقن‪ .‬أي وينسسدب تأخيرهسسا‬
‫لظن الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬إذا لم يفحش أي التأخير‪ ،‬فإن فحش ل يندب‪) .‬قوله‪ :‬ل لشسسك‬
‫فيها( أي ل يندب تأخيرها عند الشك في الجماعة مطلقسسا‪ ،‬أي سسسواء فحسسش التسسأخير‬
‫أو ل‪) ،‬قسسوله‪ :‬ويسسؤخر المحسسرم( أي بالحسسج‪ ،‬كمسسا يسسدل عليسسه السسسياق‪ .‬أمسسا المحسسرم‬
‫بالعمرة فل يؤخر الصلة لها لنها ل تفوت‪ .‬نعم‪ ،‬إن نذرها في وقسست معيسسن كسسانت‬
‫كالحج فيؤخر الصلة لها عند خوف فوتها عند م ر‪ ،‬تبعا لوالده‪ .‬وجرى ابسسن حجسسر‬
‫على عدم الفرق بين المنذورة وغيرها‪ ،‬وفرق بين الحج والعمسرة بسأن الحسج يفسوت‬
‫بفوات عرفة والعمرة ل تفوت بفوات ذلك السسوقت‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو صسسلها متمكنسسا( أي‬
‫على الهيئة المعتادة‪ ،‬بأن تكون تامة الركان والشروط‪ .‬وسيذكر مقابله‪) .‬قوله‪ ،‬لن‬
‫قضسساءه( أي الحسسج وهسسو علسسة لوجسسوب تسسأخير الصسسلة‪ ،‬أي وتقسسديم الحسسج‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والصلة تؤخر إلخ( الولى والخصر أن يقول‪ :‬بخلف الصلة فإن قضاءها هين‪.‬‬
‫وعبسسارة النهايسسة‪ :‬وعلسسى الول ‪ -‬أي علسسى الصسسح ‪ -‬يسسؤخر وقسست الصسسلة وجوبسسا‪.‬‬
‫ويحصل الوقوف كما صوبه المصسسنف‪ ،‬خلفسسا للرافعسسي‪ ،‬لن قضسساء الحسسج صسسعب‬
‫وقضاء الصلة هين‪ ،‬وقد عهد تأخيرها بما هو أسسسهل مسسن مشسسقة الحسسج‪ ،‬كتأخيرهسسا‬
‫للجمع‪) .‬قوله‪ :‬ول يصليها صلة شدة الخوف( هي أن يصسسليها كيسسف أمكسسن‪ ،‬راكبسسا‬
‫وماشيا ومستقبل وغير مستقبل‪ .‬وعبارة المنهاج مع شرح الرملي‪ :‬والصسسح منعسسه‬
‫‪ -‬أي هذا النوع‪ ،‬وهو صلة شدة الخوف ‪ -‬لمحرم خاف فسسوت الحسسج‪ ،‬أي لسسو قصسسد‬
‫المحرم عرفات ليل وبقي من وقت الحج مقدار إن صسسلها فيسسه علسسى الرض فسساته‬
‫الوقوف‪ ،‬وإن سسسار فيسه إلسى عرفسسات فساتته العشسساء‪ ،‬لسم يجسسز لسه أن يصسسلي صسسلة‬
‫الخوف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويؤخر( أي الصسسلة مطلقسسا‪ ،‬عشسساء كسسانت أو غيرهسسا‪ .‬وعبسسارة‬
‫النهاية‪ :‬وألحق بعضهم بالمحرم‬

‫] ‪[ 142‬‬
‫فيما مر‪ :‬المشتغل بإنقاذ غريق‪ ،‬أو دفسسع صسسائل عسسن نفسسس أو مسسال‪ ،‬أو صسسلة‬
‫على ميت خيف انفجاره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يكره النوم بعد دخول وقسست صسسلة( أي عشسساء‬
‫كانت أو غيرها‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قال السنوي‪ :‬سياق كلمهم يشعر بسسأن المسسسألة‬
‫مصورة بما بعد دخول الوقت‪ .‬ولقسسائل أن يقسسول‪ :‬ينبغسسي أن يكسسره أيضسسا قبلسسه‪ ،‬وإن‬
‫كان بعد فعل المغرب للمعنى السابق‪ ،‬أي مخافة استمراره إلى خسسروج السسوقت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي القوت قال ابن الصلح‪ :‬كراهة النسسوم تعسسم سسسائر الوقسسات‪ .‬وكسسأن مسسراده بعسسد‬
‫دخول الوقت‪ ،‬كما يشعر به كلمهم في العشاء‪ .‬ويحتمل أن يكره بعد المغرب‪ ،‬وإن‬
‫لم يدخل وقت العشاء‪ ،‬لخوف الستغراق أو التكاسل‪ .‬وكذا قبيل المغسسرب‪ ،‬ل سسسيما‬
‫على الجديد‪ .‬ويظهر تحريمه بعد الغروب على الجديد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حيسسث ظسسن إلسسخ(‬
‫متعلق بيكره‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ومحل جواز النوم إن غلبه بحيث صار ل تمييسسز لسسه‪،‬‬
‫ولم يمكنه دفعه‪ ،‬أو غلسسب علسسى ظنسسه أنسسه يسسستيقظ وقسسد بقسسي مسسن السسوقت مسسا يسسسعها‬
‫وطهارتها‪ ،‬وإحرم ولو قبل دخول الوقت‪ .‬على ما قاله كثيرون‪ .‬ويؤيده ما يأتي من‬
‫وجوب السعي للجمعة على بعيد الدار قبل وقتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم أن حرمة النسسوم قبسسل‬
‫الجمعة هو قياس وجوب السعي على بعيد الدار‪ .‬قال‪ :‬وظاهر أنه لو كان بعيد الدار‬
‫وجب عليه السعي قبل الوقت‪ ،‬وحرم عليه النوم المفوت لذلك السسسعي السسواجب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لعادة( متعلق بظن‪ ،‬أي أن ظنه للستيقاظ حاصل لن عادته أنسه إذا نسام فسسي‬
‫الوقت يستيقظ قبل خروجه‪) .‬قوله‪ :‬أو ليقاظ غيره( أي غير النسسائم‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسه أي‬
‫للنائم‪) .‬قوله‪ :‬وإل حرم( أي وإن لم يظن الستيقاظ ‪ -‬لما ذكر ‪ -‬حرم النوم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫الذي لم يغلب فإن غلب ل يحرم ول يكره أيضا‪ .‬كما صرح به في النهاية‪ ،‬ونصها‪:‬‬
‫ولو غلب عليه النوم بعد دخول الوقت وعزمه على الفعل وأزال تمييسسزه فل حرمسسة‬
‫فيه مطلقا ول كراهة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فسسي السسوقت( متعلسسق بسسالنوم‪) .‬تنسسبيه( يسسسن إيقسساظ‬
‫النائم للصلة إن علم أنه غير متعد بنومه أو جهل حاله‪ ،‬فإن علم تعديه بنسسومه كسسأن‬
‫علم أنه نام في الوقت مع علمسسه أنسسه ل يسسستيقظ فسسي السسوقت‪ ،‬وجسسب‪ .‬وكسسذا يسسستحب‬
‫إيقاظه إذا رآه نائما أمام المصلين‪ ،‬حيث قرب منهم بحيث يعد عرفا أنه سوء أدب‪،‬‬
‫أو في الصف الول أو محارب المسجد‪ ،‬أو على سطح ل حاجز له‪ ،‬أو بعد طلسسوع‬
‫الفجر وقبل طلوع الشمس وإن كان صلى الصسبح‪ ،‬لن الرض تصسيح ‪ -‬أي ترفسع‬
‫صوتها ‪ -‬إلى ال من نومة عسسالم حينئذ‪ .‬أو بعسسد صسسلة العصسسر‪ ،‬أو خاليسسا فسسي بيسست‬
‫وحده‪ ،‬فإنه مكروه‪ .‬أو نامت المرأة مستلقية ووجهها إلسسى السسسماء‪ ،‬أو نسسام رجسسل أو‬
‫امرأة منبطحا علسسى وجهسسه فإنهسسا ضسسجعة يبغضسسها الس تعسسالى‪ .‬ويسسسن إيقسساظ غيسسره‬
‫لصلة الليل وللتسحر‪ ،‬ومن نام وفي يده غمر ‪ -‬بفتحتين ‪ -‬أي ريح اللحم وما يعلسسق‬
‫باليد من دسمه‪ .‬والحكمة في طلسسب إيقسساظه حينئذ أن الشسسيطان يسسأتي للغمسسر‪ ،‬وربمسسا‬
‫آذى صاحبه‪ .‬وإنما خص اليد لما ورد في الحديث‪ :‬من نام وفسسي يسسده غمسسر فأصسسابه‬
‫وضسسح فل يلسسومن إل نفسسسه‪ .‬والوضسسح‪ :‬السسبرص‪ .‬أفسساده جمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسرع يكسسره‬
‫تحريما( أي كراهة تحريم‪ .‬وقيسسل‪ :‬تنزيهسسا‪ .‬وعلسسى كسسل ل تنعقسسد الصسسلة وذلسسك لن‬
‫النهسسي إذا رجسسع لسسذات العبسسادة أو لزمهسسا اقتضسسى الفسسساد‪ ،‬سسسواء كسسان للتحريسسم أو‬
‫للتنزيه‪ ،‬ويأثم فاعلها‪ .‬ولو قلنا بأن الكراهة للتنزيه من‬

‫] ‪[ 143‬‬
‫حيث التلبس بعبادة فاسدة‪ .‬ويأثم أيضا مسن حيسث إيقاعهسا فسي وقست الكراهسة‪،‬‬
‫على القول بأن الكراهة للتحريم‪ ،‬بخلفه على القول بأنها للتنزيه‪ .‬فهذا هو المترتب‬
‫علسى الخلف‪ .‬والفسرق بيسن كراهسة التحريسم وكراهسة التنزيسه‪ ،‬أن الولسى تقتضسي‬
‫الثم‪ ،‬والثانية ل تقتضيه‪ .‬وإنمسسا أثسسم هنسسا حسستى علسسى القسسول بأنهسسا للتنزيسسه لمسسا مسسر‪.‬‬
‫والفرق بين كراهة التحريم والحرام‪ ،‬مع أن كل يقتضي الثسسم‪ :‬أن كراهسسة التحريسسم‬
‫ما ثبتت بدليل يحتمل التأويل‪ ،‬والحرام ما ثبت بدليل قطعي ل يحتمل التأويسسل‪ ،‬مسسن‬
‫كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس‪ .‬والصل في النهي مسسا رواه مسسسلم عسسن عقبسسة بسسن‬
‫عامر رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬ثلث ساعات كسسان رسسسول الس )ص( ينهانسسا أن نصسسلي‬
‫فيهن‪ ،‬أو نقبر فيهن موتانا‪ :‬حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع‪ ،‬وحين يقسسوم قسسائم‬
‫الظهيرة حتى تميل الشمس‪ ،‬وحين تضيف الشمس للغروب‪ .‬ثسسم إن الكراهسسة تتعلسسق‬
‫بالفعل في وقتين‪ :‬بعد أداء الصبح‪ ،‬وبعد أداء العصر‪ .‬وتتعلق بالزمن من غير نظر‬
‫إلى الفعل في ثلثة أو قات‪ :‬عند الستواء في غير يوم الجمعة ولو لمن يحضسسرها‪،‬‬
‫وعند طلوع الشمس حتى ترتفع‪ ،‬وعند الصفرار حتى تغرب‪ .‬والمؤلف رحمه ال س‬
‫تعالى أسقط من هذه الثلثة اثنين وأدرجهما في الولين المتعلقين بالفعل‪ ،‬لنه جعل‬
‫ما بعد الصبح إلى الرتفاع وقتا واحدا‪ ،‬وما بعد العصر إلى الغسسروب كسسذلك‪ .‬وفيسسه‬
‫نظر‪ ،‬لن من لسم يصسل الصسبح حستى طلعست الشسمس‪ ،‬أو لسم يصسل العصسر حستى‬
‫غربت الشسسمس‪ ،‬تكسره لسه الصسسلة‪ .‬ثسم إن كراهسة الصسلة فسسي هسذه الوقسات قيسسل‪:‬‬
‫تعبدي‪ ،‬وقيل‪ ،‬معقول المعنى‪ .‬وإلى الول جنح ابن عبد السلم‪ ،‬وإلسسى الثسساني جنسسح‬
‫ابن حجر في التحفة‪ .‬فانظرها إن شئت‪) .‬قسسوله‪ :‬ل سسسبب لهسسا( أي أصسسل‪ ،‬ل متقسسدم‬
‫ول متأخر ول مقسسارن‪) .‬قسسوله‪ :‬كالنفسسل المطلسسق( أي السسذي لسسم يتقيسسد بسسوقت‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ومنه( أي من النفسل المطلسق‪) .‬قسوله‪ :‬أو لهسا إلسخ( أي أو صسلة لهسا سسبب متسأخر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كركعتي استخارة وإحرام( أي فسببهما ‪ -‬وهو الستخارة والحرام ‪ -‬متأخر‬
‫عسسن الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬بعسسد أداء( متعلسسق بيكسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬حسستى ترتفسسع( أي ويسسستمر‬
‫التحريم إلى أن ترتفع الشمس‪) .‬قوله‪ :‬كرمح( أي تقريبا‪ .‬والرمح من رماح العسسرب‬
‫طسسوله سسسبعة أذرع‪ ،‬والتقريسسب فيسسه أن ينقسسص قسسدر ذراع مثل‪) .‬قسسوله‪ :‬وعصسسر(‬
‫معطوف على صبح‪) .‬قوله‪ :‬حتى تغرب( أي ويستمر التحريم حتى تغرب الشمس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعند استواء( معطوف على بعد أداء صبح‪ .‬أي وتكره تحريما عند استواء‪،‬‬
‫وهو وقت لطيف ل يسسسع الصسسلة ول يكسساد يشسسعر بسه حسستى تسسزول الشسسمس‪ ،‬إل أن‬
‫التحريم قد يمكن إيقاعه فيه فل تصح حينئذ‪ .‬وقوله‪ :‬غيسسر يسسوم الجمعسسة أمسسا اسسستواء‬
‫يوم الجمعة فتصح الصلة عنده وإن لم يحضرها‪ ،‬لخبر أبي داود وغيره‪) .‬قوله‪ :‬ل‬
‫ما له سبب متقدم( ما اسم موصول واقعة على صسسلة ومعطوفسسة علسسى نسسائب فاعسسل‬
‫يكره‪ ،‬أي ل تكره صلة لها سبب متقسسدم‪ .‬قسال ابسن رسسلن‪ :‬أمسسا السستي لسسبب مقسسدم‬
‫كالنذر والفائت لم تحرم واعلم أنه اختلف في التقدم والتأخر‪ ،‬فقيل‪ :‬هما بالنسبة إلسسى‬
‫الصلة‪ .‬وقيل‪ :‬بالنسبة للوقت المكروه‪ .‬وأظهرهما الول كما قال السنوي‪ ،‬وعليسسه‬
‫جرى ابن الرفعة‪ .‬وعليه ل يتأتى السبب المقارن للصلة لنسسه متقسسدم أبسسدا‪ ،‬بخلفسسه‬
‫على الثاني فأنه يتأتى‪ .‬والشارح رحمه ال تعالى جرى على الول أيضا‪ ،‬ولذلك لم‬
‫يذكر السبب المقارن‪ ،‬وعد صلة الكسوف مسن السذي سسببه متقسدم‪ .‬وبعضسهم أثبست‬
‫السبب المقارن مطلقا‪ ،‬وقال‪ :‬المراد المقارنة ولو دوامسا‪ ،‬فصسسلة الكسسوف وصسسلة‬
‫الستسقاء سببهما ‪ -‬وهو تغير الشمس أو القمسسر أو الحاجسسة إلسسى السسسقي ‪ -‬وإن كسسان‬
‫متقدما على الصلة هو مقارن لها دواما‪) .‬قوله‪ :‬كركعتي وضوء إلخ( أمثلة لمسسا لسسه‬
‫سبب متقدم‪ .‬وبيان ذلك أن ركعتي الوضوء سببهما الوضوء وهو متقسسدم‪ ،‬وركعسستي‬
‫الطواف سببهما الطواف وهو متقدم‪ ،‬وركعتي تحية المسجد سببهما دخسسول المسسسجد‬
‫وهو متقدم‪ ،‬وركعتي الكسوف سببهما كسوف الشمس أو القمر وهو متقدم علسسى مسسا‬
‫فيه‪ ،‬وصلة الجنازة سببها طهسسر الميسست وهسسو متقسسدم‪ ،‬والفائتسسة سسسببها التسسذكر وهسسو‬
‫متقدم‪ .‬وانظر ما سبب الصلة المعادة المتقدم‪ ،‬فسسإن كسسان الجماعسسة فيسسرد عليسسه أنهسسا‬
‫سبب مقارن‪ ،‬وأيضا هي شرط في العادة‬

‫] ‪[ 144‬‬
‫ل سبب‪ .‬وإن كان إرادة تحصيل الثواب‪ ،‬أو رد عليه أن النفل المطلق كسسذلك‪،‬‬
‫فيكون مما له سبب متقدم‪ ،‬مع أنهم جعلوه مما ل سبب له أصسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وطسسواف(‬
‫معطوف على وضوء‪ ،‬أي وكركعسستي طسسواف‪ .‬وقسسوله‪ :‬وتحيسسة أي وكركعسستي تحيسسة‬
‫للمسجد‪ ،‬فهو معطوف على وضوء‪ .‬وقوله‪ :‬وكسسسوف أي وكركعسستي كسسسوف‪ ،‬فهسسو‬
‫معطوف أيضا على وضوء‪ .‬وقوله‪ :‬وصلة جنازة معطوف على كركعتي وضوء‪،‬‬
‫ولو أعاد الكاف فيه لكان أولى‪ .‬وقوله‪ :‬وإعادة مسسع جماعسسة معطسسوف علسسى ركعسستي‬
‫أيضا‪ ،‬ولو أعاد الكاف فيه لكان أولسسى كالسسذي قبلسسه‪ .‬وقسوله‪ :‬ولسسو إمامسسا وتجسسب نيسة‬
‫المامة كما سيأتي في شروط المعادة‪ .‬وقوله‪ :‬كفائتسسة إلسسخ معطسسوف علسسى كركعسستي‬
‫أيضا‪) .‬قوله‪ :‬لم يقصد تأخيرها( ضسسميره يعسسود علسسى الفائتسسة بسسدليل تعليلسسه‪ ،‬ولسسوله‬
‫لصسسح رجسسوعه للمسسذكورات قبلسسه مسسن ركعسستي الوضسسوء والتحيسسة وصسسلة الجنسسازة‬
‫والمعادة والفائتة‪) .‬قوله‪ :‬ليقضيها( أي الفائتة‪ ،‬وهو متعلق بتأخيرها‪ .‬وقوله‪ :‬فيه أي‬
‫في الوقت المكروه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو يسسداوم عليسسه( ظسساهره أنسسه معطسسوف علسسى ليقضسسيها‪،‬‬
‫والمعنى‪ :‬لم يقصسسد تأخيرهسسا إلسسى السسوقت المكسسروه لجسسل أن يقضسسيها‪ ،‬أو لجسسل أن‬
‫يداوم عليه ‪ -‬أي القضاء ‪ -‬ويجعله كأنه ورد‪ ،‬فإن قصد ذلك ل تصح فيه ول تنعقد‪.‬‬
‫ومقتضى العطف على ما ذكر أنه إذا صلى الفائتة في الوقت المكروه وداوم عليهسسا‬
‫من غير قصد صحت صلته‪ ،‬وليس كذلك كما يدل عليسسه عبسسارة النهايسسة‪ ،‬ونصسسها‪:‬‬
‫وليس لمن قضى في وقت الكراهة أن يداوم عليها ويجعلها وردا‪ ،‬أي لن ذلك مسسن‬
‫خصوصياته )ص(‪ ،‬فقد داوم )ص( على قضاء ركعتي الظهر لما فاتتاه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووجه‬
‫الخصوصية ‪ -‬كما في التحفة ‪ :-‬حرمة المداومة فيها على أمته وإباحتها لسسه )ص(‪،‬‬
‫كما يصرح به كلم المجموع‪ ،‬أو ندبها له‪ ،‬علسسى مسسا نقلسسه الزركشسسي‪ .‬ويحتمسسل أنسسه‬
‫معطوف على يقصسسد‪ ،‬فيكسسون مجزومسسا‪ ،‬والمعنسسى عليسسه‪ :‬ويجسسوز قضسساء فائتسسة فسسي‬
‫الوقت المكروه ما لم يداوم عليه‪ ،‬فإن داوم عليه لم يصح سواء قصد تأخيرها لسسذلك‬
‫أم ل‪ .‬وعبارة فتح الجواد تقتضي هذا الحتمسسال‪ ،‬ونصسسها ‪ -‬بعسد كلم ‪ :-‬فسسإن قصسسد‬
‫تأخير الفائتة للوقت المكروه ليقضيها فيه‪ ،‬أو داوم عليها‪ ،‬أو دخسل فيسه بنيسة التحيسة‬
‫فقط‪ ،‬لم تنعقد‪ ،‬لنه حينئذ مراغم للشرع بالكلية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلو تحسسرى إلسسخ( انظسسر‬
‫هو مفهوم أي شئ قبله ؟ فإن قلت‪ :‬هو مفهوم قوله‪ :‬لم يقصد تأخيرهسسا للسسوقت إلسسخ‪.‬‬
‫فل يصح‪ ،‬لن قسسوله المسسذكور راجسسع لخصسسوص الفائتسسة كمسسا علمسست‪ ،‬وهسسذا راجسسع‬
‫لجميع ما قبله‪ .‬ثم ظهسسر أنسسه مفهسسوم قيسسد ملحسسظ عنسسد قسسوله‪ :‬ل مسسا لسسه سسسبب متقسسدم‬
‫تقديره‪ :‬لم يتحره‪ .‬ويدل عليه عبارة التحفة‪ ،‬ونصها مع الصل‪ :‬إل لسبب لم يتحره‬
‫متقدم أو مقسسارن‪ .‬ثسسم قسسال‪ :‬أمسسا إذا تحسسرى إلسسخ انتهسى‪ .‬إذا علمسست ذلسسك ففسسي عبسسارة‬
‫الشارح ترك التصسسريح بمفهسسوم قيسسد مسسذكور والتصسسريح بمفهسسوم قيسسد مهجسسور‪ .‬ول‬
‫يخفى ما فيه‪ ،‬فلو اقتصر على قوله‪ :‬لم يقصد تأخيرها إليسسه‪ ،‬وزاد بعسده‪ :‬فسإن قصسد‬
‫ذلك لم تنعقد ويأثم به‪ ،‬لكان أولى وأخصسسر‪ .‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬أيضسسا فلسسو تحسسرى إلسسخ(‬
‫بخلف ما إذا لم يتحر أصل‪ .‬وإن وقعت فيه أو تحراه‪ ،‬ل من حيث كسسونه مكروهسسا‬
‫بل لغرض آخر‪ ،‬كأن أخر صسسلة الجنسسازة إليسسه لجسسل كسسثرة المصسسلين عليهسسا فإنهسسا‬
‫حينئذ تجوز وتنعقد في ذلك الوقت المكروه‪) .‬قوله‪ :‬غيسر صسساحبة السسوقت( أمسسا هسسي‬
‫فل يحرم تأخيرها‪ ،‬كأن أخر العصر ليوقعها وقت الصفرار‪) .‬قوله‪ :‬فتحرم مطلقا(‬
‫أي بسبب أو بغيره‪ ،‬وذلسسك للخبسسار الصسسحيحة كخسسبر‪ :‬ل تحسسروا بصسسلتكم طلسسوع‬
‫الشمس ول غروبها‪) .‬قوله‪ :‬يجب قضاؤها فورا( أي بأن فاتته لغيسسر عسسذر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لنه معاند للشرع( تعليل للحرمة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهو مشكل بتكفيرهم من قيل له‪:‬‬
‫قص أظفارك‪ .‬فقال‪ :‬ل أفعله‪ ،‬رغبسسة عسسن السسسنة‪ .‬فسسإذا اقتضسست الرغبسسة عسسن السسسنة‬
‫التكفير فأولى هذه المعاندة والمراغمة‪ .‬ويجاب بتعين حمل هذا على أن المسسراد أنسسه‬
‫يشسسبه المراغمسسة والمعانسسدة ل أنسه موجسسود فيسه حقيقتهمسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬تنسسبيه( محسسل حرمسسة‬
‫الصلة في الوقات المذكورة في غير بقعة من بقاع حرم مكة المسجد وغيسسره ممسسا‬
‫حرم صيده‪ ،‬للخبر الصحيح‪ :‬يا بني عبسسد منسساف ل تمنعسسوا أحسسدا طسساف بهسسذا السسبيت‬
‫وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار‪ .‬ولزيسسادة فضسسلها‪ ،‬فل يحسسرم المقيسسم بهسسا مسسن‬
‫استكثار الصلة فيها‪ ،‬ولن الطواف صلة بالنص‪ ،‬واتفقوا علسسى جسسوازه‪ ،‬فالصسسلة‬
‫مثله‪ .‬ول يقال إن الخبر‬

‫] ‪[ 145‬‬
‫السابق مخصوص بسنة الطواف‪ ،‬وهي مما سببها متقدم‪ ،‬لنا نقول‪ :‬جسساء فسسي‬
‫رواية صحيحة‪ :‬ل تمنعوا أحدا صلى من غيسسر ذكسسر الطسسواف فلتحمسسل الصسسلة فسسي‬
‫الروايسسة الولسسى علسسى مطلسسق صسسلة سسسنة طسسواف وغيرهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وخامسسسها( أي‬
‫شروط الصلة‪) .‬قوله‪ :‬استقبال عين القبلة( أي لقوله تعالى‪) * :‬فسسول وجهسسك شسسطر‬
‫المسجد الحرام( *‪ .‬والستقبال ل يجب في غير الصلة‪ ،‬فتعين أن يكون فيهسسا‪ .‬وقسسد‬
‫ورد أنه )ص( قال للمسئ صلته ‪ -‬وهو خلد بن رافسسع الزرقسسي النصسساري ‪ :-‬إذا‬
‫قمت إلى الصلة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬ورويسسا أنسسه )ص(‬
‫ركع ركعتين قبل الكعبسسة ‪ -‬أي وجههسسا ‪ -‬وقسسال‪ :‬هسسذه القبلسسة‪ .‬مسسع خسسبر‪ :‬صسسلوا كمسسا‬
‫رأيتموني أصلي‪ .‬فل تصح الصلة بدونه إجماعا‪ ،‬ويجب الستقبال يقينا في القرب‬
‫وظنا في البعد‪ .‬ومن أمكنه علمها ول حائل بينه وبينها لم يعمل بقسسول غيسسره‪ ،‬ومسسن‬
‫ذلك قدرة العمى على مسسس حيطسسة المحسسراب حيسسث سسسهل عليسسه‪ ،‬فل يكفسسي العمسسل‬
‫بقول غيره ول باجتهاده‪ ،‬فإن لم يمكنه اعتمد ثقة يخبر عن علم‪ ،‬كقوله‪ :‬أنا شاهدت‬
‫الكعبة هكذا‪ .‬وليس له أن يجتهد مع وجسود إخبسساره‪ .‬وفسسي معنسساه رؤيسة بيست البسرة‬
‫المعروف‪ ،‬ومحاريب المسلمين ببلد كبير أو صغير فل يجسسوز الجتهسساد فيهسسا جهسسة‬
‫بل يجوز يمنة أو يسرة‪ .‬ول يجوز فيما ثبت أنه )ص( صلى إليه‪ ،‬فإن فقد مسسا ذكسسر‬
‫اجتهسسد لكسسل فسسرض إن لسسم يسسذكر السسدليل الول‪ .‬ومسسن علمتهسسا القطسسب المعسسروف‪،‬‬
‫ويختلف باختلف القاليم‪ .‬ففسي مصسسر يجعلسسه المصسلي خلسف أذنسه اليسسرى‪ ،‬وفسسي‬
‫العراق يجعله خلف أذنه اليمنى‪ ،‬وفسسي اليمسسن قبسسالته ممسسا يلسسي جسسانبه اليسسسر‪ ،‬وفسسي‬
‫الشام وراءه‪ .‬ومن علماتها أيضا الشمس والقمر والريح‪ .‬ويجسسب تعلمهسسا حيسسث لسسم‬
‫يكسسن هنسساك عسسارف سسسفرا وحضسسرا‪ .‬فسسإن عجسسز عسسن الجتهسساد كسسأعمى البصسسر أو‬
‫البصيرة قلد مجتهدا‪ .‬فتلخص أن مراتب القبلة أربعة‪ :‬العلسسم بسسالنفس‪ ،‬وإخبسسار الثقسسة‬
‫عن علم‪ ،‬والجتهاد‪ ،‬وتقليد المجتهد‪) .‬قوله‪ :‬أي الكعبة( عبارة المغنسسى‪ :‬والقبلسسة فسسي‬
‫اللغة‪ :‬الجهة‪ .‬والمراد هنا‪ :‬الكعبة‪ .‬ولو عبر لهسسا لكسسان أولسسى‪ ،‬لنهسسا القبلسسة المسسأمور‬
‫بها‪ .‬ولكن القبلة صارت في الشرع حقيقة الكعبة ل يفهم منها غيرها‪ .‬وسميت قبلسسة‬
‫لن المصلي يقابلها‪ ،‬وكعبة لرتفاعهسسا‪ .‬وقيسسل‪ :‬لسسستدارتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وليسسس مسسن الكعبسسة‬
‫الحجر والشاذروان‪ ،‬لن ثبوتهمسسا منهسسا ظنسسي‪ ،‬وهسسو ل يكتفسسى بسه فسسي القبلسسة‪ .‬وفسسي‬
‫الخادم‪ :‬ليسسس المسسراد بسسالعين الجسسدار‪ ،‬بسسل أمسسر اصسسطلحي‪ .‬أي وهسسو سسسمت السسبيت‬
‫وهواؤه إلى السماء والرض السابعة‪ ،‬والمعتبر مسامتتها عرفا ل حقيقة‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بالصدر( متعلق باستقبال‪ ،‬أي يشسسترط السسستقبال بالصسسدر‪ .‬وهسسو حقيقسسة فسسي‬
‫الواقف والجالس‪ ،‬وحكما في الراكع والسسساجد‪ .‬قسال فسسي التحفسة‪ :‬والمسراد بالصسسدر‪:‬‬
‫جميع عرض البدن‪ .‬فلو استقبل طرفها فخسسرج شسسئ مسسن العسسرض عسسن محسساذاته لسسم‬
‫تصح‪ ،‬بخلف استقبال الركن‪ ،‬لنه مستقبل بجميع العرض لمجموع الجهتين‪ ،‬ومن‬
‫ثم لو كان إمامسسا امتنسسع التقسسدم عليسه فسسي كسسل منهمسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويجسسب اسسستقبالها بالصسسدر‬
‫والوجه لمن كان مضطجعا‪ ،‬وبسسالوجه والخمصسسين لمسسن كسسان مسسستلقيا‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫يكفي اسستقبال جهتهسسا( أي للخسسبر الصسسحيح‪ :‬أنسه )ص( صسسلى ركعستين فسسي وجههسا‬
‫وقال‪ :‬هذه القبلة‪ .‬وأما خبر‪ :‬مسسا بيسسن المشسسرق والمغسسرب قبلسسة فمحمسسول علسسى أهسسل‬
‫المدينة ومن داناهم‪) .‬قسسوله‪ :‬إل فسسي حسسق العسساجز عنسسه‪ ،‬إلسسخ( اسسستثناء مسسن اشسستراط‬
‫الستقبال‪ ،‬والعجز عنه يكون بمسسرض أو ربسسط علسسى خشسسبة‪ ،‬فيصسسلي المريسسض أو‬
‫المربوط ويعيد لندرة عذره‪ .‬فلو أمكنه أن يصلي إلى القبلة قاعدا وإلى غيرها قائمسسا‬
‫وجب الول‪ ،‬لن فرض القبلة آكد من فرض القيسسام‪ ،‬بسسدليل سسسقوطه فسسي النفسسل مسسع‬
‫القدرة من غير عذر‪) .‬قوله‪ :‬وفسسي صسسلة شسسدة خسسوف( أي فسسي قتسسال مبسساح‪ ،‬كقتسسال‬
‫المسلمين للكفار‪ ،‬وقتال أهل العدل للبغاة‪ ،‬وما ألحق به‪ ،‬كهسسرب مسسن حريسسق وسسسيل‬
‫وسبع وحية‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ومن الخوف المجوز لترك الستقبال أن يكون شخص‬
‫في أرض مغصوبة ويخاف فوت الوقت‪ ،‬فلسسه أن يحسسرم ويتسسوجه للخسسروج ويصسسلي‬
‫باليماء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيصلي( أي مسسن اشسستد عليسسه الخسسوف‪ .‬وقسسوله‪ :‬كيسسف أمكنسسه أي‬
‫على أي حال أمكنه الصلة‬

‫] ‪[ 146‬‬
‫عليه‪ ،‬وهو مجمل‪ .‬وقوله‪ :‬ماشيا إلخ تفصيل لسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬كهسسارب إلسسخ( تمثيسسل‬
‫لمن اشتد عليه الخوف وقوله‪ :‬من حريق إلسسخ أي لسسم يمكنسسه المنسسع والتخلسسص بشسسئ‬
‫منه‪) .‬قوله‪ :‬ومن دائن إلخ( أي وكهارب من دائن‪ ،‬فيجوز له أن يصلي كيف أمكسسن‬
‫بشرط أن يكون معسرا وخاف من الحبس‪) .‬قوله‪ :‬وإل في نفل إلخ( أي ولو مؤقتسسا‪.‬‬
‫وخرج بالنفل الفرض ‪ -‬ولو منسسذورا ‪ -‬وصسسلة جنسسازة‪ ،‬فل يجسسوز تسسرك السسستقبال‬
‫فيه‪ .‬فلو صلى الفرض على دابة واقفة وتوجه للقبلة وأتم الفرض جاز‪ ،‬وإن لم تكن‬
‫معقولسسة‪ ،‬وإل فل يجسسوز‪ .‬وقسسوله‪ :‬سسسفر خسسرج بسسه الحضسسر‪ ،‬فل يجسسوز فيسسه تسسرك‬
‫الستقبال‪ ،‬وإن احتاج إلى التردد كما في السفر لعدم وروده‪ .‬والحكمة في التخفيسسف‬
‫على المسافر‪ ،‬أن الناس يحتاجون إلى السفار‪ ،‬فلو شرط فيها الستقبال فسسي النافلسسة‬
‫لدى إلى ترك أورادهم أو مصالح معايشهم‪ .‬وقوله‪ :‬مباح سسيأتي محسترزه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لقاصد محل معين( المراد به المعلوم مسسن حيسسث المسسسافة‪ ،‬بسسأن يقصسسد قطسسع مسسسافة‬
‫يسمى فيها مسافرا عرفا‪ ،‬كالشام أو الصعيد‪ ،‬ل خصوص محل معين كدمشق مثل‪.‬‬
‫فتعيسسن المحسسل ليسسس بشسسرط‪ ،‬بسسل الشسسرط أن يقصسسد قطسسع المسسسافة المسسذكورة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فيجوز النفل راكبا( أي لحديث جابر‪ ،‬قال‪ :‬كان رسسسول ال س )ص(‬
‫يصلي على راحلته حيث توجهت بسه ‪ -‬أي فسي جهسة مقصسده ‪ -‬فسإذا أراد الفريضسة‬
‫نزل فاسسستقبل القبلسسة‪ .‬رواه البخسساري‪ .‬وقسوله‪ :‬وماشسسيا أي قياسسسا علسسى الراكسسب‪ ،‬بسسل‬
‫أولى‪ .‬وقوله‪ :‬فيه أي في السفر )قوله‪ :‬ولسسو قصسسيرا( أي ولسسو كسسان السسسفر قصسسيرا‪،‬‬
‫وهسسو غايسسة لجسسواز النفسسل فيسسه راكبسسا وماشسسيا‪ ،‬فل يشسسترط طسسوله قياسسسا علسسى تسسرك‬
‫الجمعة‪ ،‬ولعموم الحاجة مع المسامحة في النفل‪) .‬قوله‪ :‬نعم يشسترط إلسخ( اسسستدراك‬
‫من الغاية دفع به ما يتوهم من أنه يكتفى بمحل يسمع منسسه النسسداء‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل يسسسمع‬
‫متعلقه محذوف‪ ،‬أي منها‪ .‬وقوله‪ :‬من بلده متعلق بالنداء‪ ،‬وضميره يعود إليه أو إلى‬
‫المسافر‪) .‬قسسوله‪ :‬بشسسروطه( الجسسار والمجسسرور متعلسسق بمحسسذوف حسسال مسسن النسسداء‪،‬‬
‫والضمير يعود عليه‪ .‬أي حالة كونه متلبسسا بشسروطه‪ ،‬وهسي‪ :‬أن يكسون النسداء مسن‬
‫شخص صيت يؤذن كعادته في علسسو الصسسوت وهسسو واقسسف بمسسستو ولسسو تقسسديرا مسسع‬
‫سكون الريح والصسسوت مسسن طسسرف يليهسسم‪ .‬وقسسوله‪ :‬المقسسررة فسسي الجمعسسة أي فسسإنهم‬
‫قرروا فيها أنها تلزم المقيمين وتلزم من بلغهم النسسداء بالشسسروط المسسذكورة‪ ،‬وإل فل‬
‫تلزمهم‪ .‬ويحتمل على بعد أنه متعلق بقوله فيجوز‪ ،‬والضمير يعود على السفر الذي‬
‫يجوز الترخص فيه بالقصر والجمع‪ ،‬لن جميع ما هو شرط هناك شسسرط إل طسسول‬
‫السفر‪ .‬وقوله‪ :‬في الجمعة أي في باب الجمعة‪ .‬وذلك لن المؤلف رحمه ال س تعسسالى‬
‫ذكر شروط القصر والجمع فسسي تتمسسة آخسسر بسساب الجمعسسة فيهسسا مسسا ذكسسر هنسسا‪ ،‬وهسسو‬
‫شرطان‪ :‬كسسونه مباحسسا‪ ،‬وقصسسده محل معينسسا‪ .‬ومنهسسا‪ :‬مجسساوزة نحسسو السسسور‪ ،‬ودوام‬
‫السفر‪ .‬فلو وصلت سفينته دار القامسسة أثنسساء الصسسلة لزمسسه أن يتمهسسا للقبلسسة‪ .‬ودوام‬
‫السير‪ ،‬فلو نزل في أثناء الصلة عسسن راحلتسسه لزمسسه ذلسسك أيضسسا‪ .‬وأن يكسسون سسسفره‬
‫لغرض صحيح‪ ،‬فل يجوز ترك القبلة لمن سافر لمجرد رؤيسسة البلد علسسى الصسسح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجب على مسساش إلسسخ( أي ويجسسب علسسى متنفسسل صسسلى ماشسسيا‪ .‬فهسسو مرتبسسط‬
‫بمفهسسوم قسسوله‪ :‬وإل فسسي نفسسل إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬إتمسسام ركسسوع وسسسجود( قسسال الشسسرقاوي‪:‬‬
‫والوجه أن يكفيه اليماء حيث كان يمشي في وحل ونحسسوه أو مسساء وثلسسج‪ ،‬لمسسا فسسي‬
‫التمام من المشقة الظاهرة وتلويث بدنه وثيابه بالطين ونحسسوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسسهولة‬
‫ذلك( أي إتمام ما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وعلسسى راكسسب إيمسساء بهمسسا( أي بسسالركوع والسسسجود‪،‬‬
‫ومحل ذلك إن كان راكبا فيما ل يسهل فيسسه إتمسسام ذلسسك‪ .‬والحاصسسل أن فسسي الراكسسب‬
‫تفصيل‪ ،‬وهو أنه إن كان راكبا فسسي مرقسسد ‪ -‬كهسسودج ومحسسارة ‪ -‬أو فسسي سسسفينة‪ ،‬أتسسم‬
‫وجوبا ركوعه وسجوده وسائر الركان‪ ،‬أو بعضها إن عجز عسن البساقي‪ ،‬واسستقبل‬
‫وجوبا لسهولة ذلك عليه‪ .‬ومحل ذلك في غير مسير السفينة‪ ،‬أمسسا هسسو وهسسو مسسن لسسه‬
‫دخل في سيرها فل يلزمه التوجه فسسي جميسسع صسسلته‪ ،‬ول إتمسسام الركسسان‪ ،‬بسسل فسسي‬
‫التحرم فقط إن سهل‪ ،‬وإن لم يكن راكبا في مرقد ول في سفينة‪ .‬فإن كان راكبا فيما‬
‫ل يسهل فيه الستقبال في جميع الصلة‪ ،‬وإتمام الركان اسسستقبل فسسي إحرامسسه فقسسط‬
‫إن سهل عليه‪ ،‬بأن كانت‬

‫] ‪[ 147‬‬
‫الدابة غير صعبة ول مقطورة‪ ،‬وإل لم يلزمه في الحرام أيضسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصسسا‬
‫من شرح ابن حجر على متن بافضل‪) .‬قوله‪ :‬واستقبال( معطوف على قسسوله إتمسسام‪،‬‬
‫أي ويجب على ماش استقبال‪) .‬قوله‪ :‬فيهما( أي في الركوع والسجود‪) .‬قوله‪ :‬وفسسي‬
‫تحرم إلخ( الحاصل أنه يستقبل فسسي أربعسسة أشسسياء‪ :‬الحسسرام‪ ،‬والركسسوع‪ ،‬والسسسجود‪،‬‬
‫والجلوس بين السجدتين‪) .‬قوله‪ :‬فل يمشي إلخ( مفرع علسسى وجسسوب إتمسسام الركسسوع‬
‫والسجود فقط‪ :‬وقوله‪ :‬إل في القيام إلخ أي ل يمشي فسسي شسسئ مسسن الركسسان إل فسسي‬
‫قيامه واعتداله وتشهده وسلمه‪ .‬والحاصل‪ :‬يمشي في أربع كما يسسستقبل فسسي أربسسع‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬إن قيام العتدال ركن قصير‪ ،‬فلم جسسوزتم فيسسه المشسسي دون الجلسسوس بيسسن‬
‫السجدتين ؟ أجيب بأن مشي القائم سهل‪ ،‬فسقط عنه التوجه ليمشي فيسسه بقسسدر ذكسسره‬
‫المسنون‪ ،‬ومشي الجالس ل يمكن إل بالقيام‪ ،‬وهو غير جسسائز‪ ،‬فلزمسسه التسسوجه فيسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم إلخ( مرتب على قيد محذوف ملحظ عند قوله‪ :‬ويجوز النفسسل راكبسسا‬
‫وماشيا وهو إلى صوب مقصده‪ ،‬ولو صرح به كغيره لكان أولى‪ ،‬ولعلسسه سسسقط مسسن‬
‫النساخ‪ .‬ومع الحرمة تبطل صلته بالنحراف المسذكور لن جهسة مقصسسده صسارت‬
‫بمنزلة القبلة‪) .‬قوله‪ :‬عامدا عالما مختارا( قال في المغنى‪ :‬وكذا لو انحسسرف لنسسيان‬
‫أو خطأ طريق أو جماح دابسسة‪ ،‬إن طسسال الزمسسن‪ ،‬وإل فل‪ .‬ولكسسن يسسسجد للسسسهو لن‬
‫عمد ذلك مبطل‪ ،‬وفعل الدابة منسسسوب إليسسه‪ .‬ولسسو انحرفسست الدابسسة بنفسسسها مسسن غيسسر‬
‫جماح‪ ،‬وهو غافل عنها ذاكرا للصلة‪ ،‬ففي الوسيط إن قصر الزمان لم تبطل‪ ،‬وإل‬
‫فوجهان‪ .‬ولو أحرفه غيره قهرا بطلت وإن عسساد عسسن قسسرب‪ ،‬لنسسدرته‪ .‬ا‍ه بتصسسرف‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬إل إلسسى القبلسسة( أي إل إذا انحسسرف إلسسى القبلسسة فل يحسسرم وإن كسسانت خلسسف‬
‫ظهره‪ ،‬لنها الصل‪ .‬فله الرجوع إليها وإن تضمن اسسستقبال غيسسر المقصسسد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويشترط( أي لصحة التنفل راكبا وماشيا‪) .‬قسسوله‪ :‬تسسرك فعسسل كسسثير( أي بسسأن يكسسون‬
‫ثلث حركات متوالية فأكثر‪ ،‬وقد يقال‪ :‬هذا معلوم مسسن مبطلت الصسسلة التيسسة فل‬
‫حاجة إلى ذكره هنا‪ ،‬وقد يجاب بسسأنه ذكسسر هنسسا لسسدفع تسسوهم أنسسه يغتفسسر هنسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كعدو( هو الجري‪ .‬وقوله‪ :‬وتحريك رجل أي من فوق الدابة‪ ،‬ويعبر عنه بالركض‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بل حاجة مرتبط بكل من العدو والتحريك‪ .‬أي أن محل بطلن الصلة بهما‬
‫إذا كانا لغير حاجة‪ ،‬فإن كانا لحاجة فل بطلن‪ .‬وعبارة شرح الرملي‪ :‬وله الركض‬
‫للدابة‪ ،‬والعدو لحاجة السفر لخوف تخلفه عن الرفقة أو غيرها‪ ،‬كتعلقه بصسسيد يريسسد‬
‫إمساكه‪ ،‬على المعتمد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وترك تعمد إلخ( أي ويشترط ترك تعمد‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وطئ نجس خرج إيطاء الدابة‪ ،‬لكن إذا تلوثت رجلها ضر إمساك ما ربط بها‪ ،‬كمسسا‬
‫في مسألة السسساجور‪ .‬ا‍ه سسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو يابسسسا( أي ولسسو كسسان النجسسس يابسسسا فسسإنه‬
‫يشترط ترك تعمد الوطئ عليه‪ .‬وهذه الغاية ‪ -‬كالتي بعدها ‪ -‬راجعة لشتراط تسسرك‬
‫تعمد ما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وإن عم الطريق( عبسسارة السسروض وشسسرحه‪ :‬أو وطئهسسا عامسسدا‬
‫ولو يابسسة فتبطسسل صسسلته‪ ،‬وإن لسسم يجسسد مصسرفا ‪ -‬أي معسدل ‪ -‬عسن النجاسسة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يضر وطئ يسسابس( أي ول معفسسو عنسسه‪ ،‬كمسسا فسسي شسسرح السسروض‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫كذرق طير عمت به البلوى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقضسسية ذلسسك أنسسه ل يضسسر وطسسئ الرطبسسة المعفسسو‬
‫عنها نسيانا‪ .‬وفي شرح م ر خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم )قوله‪ :‬ول يكلفسسب مسساش التحفسسظ عنسسه(‬
‫أي النجس‪ ،‬لنسسه يختسسل بسسه خشسسوعه‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب السسستقبال إلسسخ( أي‬
‫وإتمام جميع الركان كما تقدم‪) .‬وقوله‪ :‬غير ملح( الملح‪ :‬من له دخل في تسسسيير‬
‫السسسفينة‪ ،‬وإن لسسم يكسسن مسسن المعسسدين ول رأس الملحيسسن‪ .‬قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬وألحسسق‬
‫صاحب مجمع البحرين اليمني بملحها مسسسير المرقسسد‪ ،‬ولسسم أره لغيسسره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫واعلم أيضا أنه إلخ( مرتبط بقسسول المصسسنف أول الكتسساب‪ :‬شسسروط الصسسلة خمسسسة‪.‬‬
‫وقوله أيضسسا‪ :‬أي كمسسا يشسسترط لهسسا الشسسروط الخمسسة المسسارة‪ ،‬وهسسي‪ :‬الطهسسارة عسسن‬
‫الحدث والجنابة‪ ،‬والطهسسارة عسن النجسسس‪ ،‬وسستر العسسورة‪ ،‬ومعرفسسة دخسسول السسوقت‪،‬‬
‫واستقبال القبلة‪) .‬قوله‪ :‬العلم بفرضية الصلة( أي بأن الصلة فرض‬

‫] ‪[ 148‬‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬فلسسو جهسسل فرضسسية أصسسل الصسسلة( أي جهسسل أن الصسسلة مطلقسسا‬
‫فرض عليه‪) .‬قوله‪ :‬أو صسسلته( بسسالجر‪ ،‬عطسسف علسسى أصسسل‪ .‬أي أو جهسسل فرضسسية‬
‫خصسسوص الصسسلة السستي شسسرع فيهسسا‪ ،‬كسسالظهر‪ ،‬ل الصسسلة مطلقسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وتمييسسز‬
‫فروضها من سننها( أي ويشترط أيضا أن يميز ويدرك فروضها وسننها‪ .‬فلو اعتقد‬
‫في فرض من فروضها أنه سنة‪ ،‬بطلت صسسلته‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم إلسسخ( اسسستدراك علسسى‬
‫اشتراط التمييز‪ .‬وقوله‪ :‬العامي المراد به من لم يحصل من الفقه شيئا يهتدي به إلى‬
‫الباقي‪ .‬وقيل‪ :‬المراد به أيضا من لم يميز فرائض صسسلته مسسن سسسننها‪ ،‬والعسسالم مسسن‬
‫يميز ذلك‪) .‬قوله‪ :‬الكل( أي كل الصلة‪ ،‬ومثله ما لو اعتقد البعض ولم يميسسز ‪ -‬كمسسا‬
‫فسسي شسسرح المنهسسج ‪) .-‬قسسوله‪ :‬أو سسسنة فل( أي أو اعتقسسد أن الكسسل سسسنة‪ ،‬فل تصسسح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والعلم بكيفيتها( أي ويشترط العلم بكيفية الصسسلة‪ ،‬أي هيئتهسسا‪ .‬وفيسسه أن هسسذا‬
‫الشرط هو عين الشرطين السسسابقين‪ ،‬إذ هيئة الصسسلة عبسسارة عسسن أركانهسسا الربعسسة‬
‫عشر وآدابها‪ .‬وهو إذا عرف الفرضية وميز الفروض من السنن فقد أدرك الكيفية‪.‬‬
‫ولذلك اقتصر في المنهج على العلم بالكيفية‪ ،‬وقال في شسسرحه‪ :‬بسسأن يعلسسم فرضسسيتها‬
‫ويميز فروضها من سننها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن شاء ال تعالى( إنما قال ذلك امتثال لقوله‬
‫تعالى‪) * :‬ول تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إل أن يشاء السس( * والسسسبب فسسي ذلسسك‬
‫أن النسان إذا قال سأفعل كذا‪ ،‬لسسم يبعسسد أن يمسسوت قبسسل فعلسسه‪ ،‬ولسسم يبعسسد أيضسسا أنسسه‬
‫يعوقه عنه ‪ -‬لو بقي حيا ‪ -‬عائق‪ ،‬وحينئذ يصير كاذبا فيما وعد به‪ .‬فطلب أن يقسسول‬
‫إن شاء ال‪ ،‬حتى إذا تعذر الوفاء بسذلك الوعسسد لسم يصسسر كاذبسا‪ .‬وروى أبسو هريسسرة‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬عن النبي )ص( قال‪ :‬قال سليمان بن داود عليهما السلم‪ :‬لطسسوفن‬
‫الليلة على مائة امرأة‪ ،‬أو تسع وتسعين امرأة‪ ،‬كلهن يأتي بفارس يجاهسسد فسسي سسسبيل‬
‫ال‪ .‬فقال له صاحبه‪ :‬إن شاء ال‪ .‬فلم يقل إن شسساء السس‪ ،‬فلسسم يحمسسل منهسسن إل امسسرأة‬
‫واحدة جاءت بشق رجل‪ .‬والذي نفس محمد بيده لسو قسال إن شساء الس لجاهسدوا فسي‬
‫سبيل ال عزوجل فرسانا أجمعون‪ .‬والس سسسبحانه وتعسسالى أعلسسم‪) .‬فصسسل فسسي صسسفة‬
‫الصلة( المراد بالصفة‪ :‬الكيفيسسة‪ .‬أي الهيئة الحاصسسلة للصسسلة‪ ،‬ل معناهسسا الحقيقسسي‪،‬‬
‫وهو ما كان زائدا على الشئ كالبياض‪ ،‬لن ما سيذكره من الواجب والمنسسدوب هسسو‬
‫ذات الصلة‪ .‬وهي تنقسم إلى واجب ومندوب‪ .‬والول ل يخلو إمسسا أن يكسسون داخل‬
‫في الماهية ويسمى ركنا‪ ،‬أو خارجا عنها ويسسسمى شسرطا‪ .‬والثساني ل يخلسو إمسسا أن‬
‫يجسسبر بالسسسجود ويسسسمى بعضسسا‪ ،‬أو ل ويسسسمى هيئة‪ .‬وشسسبهت الصسسلة بالنسسسان‪،‬‬
‫فالركن كرأسه‪ ،‬والشسسرط كحيسساته‪ ،‬والبعسسض كأعضسسائه‪ ،‬والهيئات كشسسعره‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أركان الصلة( أي أجزاؤها التي تتركب منها حقيقتها‪ .‬وقوله‪ :‬أي فروضها أفاد بسسه‬
‫أن الركسسان والفسسروض بمعنسسى واحسسد‪ ،‬وإنمسسا عسسبر هنسسا بالركسسان وفسسي الوضسسوء‬
‫بالفروض إشارة إلى أنه ل يجوز تفريق أفعسسال الصسسلة‪ ،‬بخلف الوضسسوء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أربعة عشر بجعل إلخ( الكثرون على أنها ثلثة عشر‪ ،‬بجعل الطمأنينة في محالها‬
‫الربعة التية هيئة تابعة لها‪ .‬ويؤيده جعلهم لها في التقدم والتأخر علسسى المسسام مسسع‬
‫نحو الركوع ركنا واحدا‪ .‬وقيل‪ :‬إنها سبعة عشر بعد الطمأنينة فسسي محالهسسا الربعسسة‬
‫أركانا‪ .‬والركان المذكورة ثلثسسة أقسسسام‪ :‬قلسسبي‪ :‬وهسسو النيسسة‪ .‬وقسولي‪ :‬وهسسو خمسسة‪:‬‬
‫التكبير‪،‬‬
‫] ‪[ 149‬‬
‫والفاتحة‪ ،‬والتشهد‪ ،‬والصلة على النبي )ص( بعسسده‪ ،‬والسسسلم‪ .‬وفعلسسي‪ :‬وهسسو‬
‫سبعة‪ :‬القيام‪ ،‬والركوع‪ ،‬والعتدال‪ ،‬والسجود‪ ،‬والجلوس بين السسسجدتين‪ ،‬والجلسسوس‬
‫في التشهد الخير‪ ،‬والترتيب‪) .‬قوله‪ :‬أحدها( أي أحد الركان‪ .‬نية‪ ،‬لنها واجبة في‬
‫بعض الصلة‪ .‬وهو أولها‪ ،‬ل في جميعها‪ .‬فكانت ركنسسا كسسالتكبير والركسسوع‪ .‬وقيسسل‪:‬‬
‫هي شرط‪ ،‬لنها عبارة عن قصد فعل الصلة‪ ،‬فتكسسون خسسارج الصسسلة‪ .‬ولهسسذا قسسال‬
‫الغزالي‪ :‬هي بالشرط أشبه‪ .‬وفائدة الخلف فيمن افتتسح النيسة مسع مقارنسة مسانع مسن‬
‫نجاسة أو استدبار مثل‪ ،‬وتمت النية وقد زال المانع‪ ،‬فإن قيل‪ :‬هي شرط صسسحة‪ ،‬أو‬
‫ركن فل‪ ،‬كذا قيل والوجه عدم صحتها مطلقسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي القصسسد بسسالقلب( هسسذا‬
‫معنى النية لغة‪ ،‬أما شرعا فهو قصد الشئ مقترنا بفعله‪ ،‬أي قصد الشئ السسذي يريسسد‬
‫فعله حال كون ذلك القصد مقترنا بفعل ذلسسك الشسسئ‪) .‬قسسوله‪ :‬لخسسبر إلسسخ( أي ولقسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين( * قال الماوردي‪ :‬الخلص‬
‫في كلمهم هو النية‪ ،‬وللجماع على اعتبار النية فسسي الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬فيجسسب فيهسسا‬
‫إلخ( اعلم أن الصلة على ثلثة أقسام‪ :‬فسسرض‪ ،‬ونفسسل مقيسسد بسسوقت أو سسسبب‪ ،‬ونفسسل‬
‫مطلق وما ألحق به مما يندرج في غيره‪ .‬فالول يشترط فيه ثلثة أمور‪ :‬نية الفعل‪،‬‬
‫والتعيين صبحا أو غيره‪ ،‬ونية الفرضية‪ .‬وقد نظمها بعضسسهم فقسسال‪ :‬يسسا سسسائلي عسسن‬
‫شسسروط النيسسة القصسسد والتعييسسن والفرضسسية والثسساني يشسسترط فيسسه اثنسسان‪ :‬نيسسة الفعسسل‪،‬‬
‫والتعيين‪ ،‬والثالث يشرط فيه واحد‪ :‬وهو قصد الفعل‪ .‬وقد أفاد المؤلسسف ذلسسك بقسسوله‪:‬‬
‫فيجب فيها إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬قصد فعلها أي أيقاعها‪ .‬فل يكفي إحضسسارها فسسي السسذهن مسسع‬
‫الغفلة عن فعلها لنه هو المطلوب‪) .‬قوله‪ :‬أي الصلة( هي هنا مسسا عسسدا النيسسة‪ ،‬وإل‬
‫لتعلقت بنفسها أو افتقرت إلى نيسسة أخسسرى‪ ،‬فيلسسزم التسلسسسل‪ .‬وجسسوز بعضسسهم تعلقهسسا‬
‫بنفسها كالعلم فإنه يتعلق بنفسه‪ ،‬فيعلسسم سسسبحانه وتعسسالى بعلمسسه أن لسسه علمسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لتتميز عن بقية الفعال( أي يجب قصد فعلها لجل أن تتميز عن بقية الفعال السستي‬
‫ل تحتاج إلى نيسسة‪ ،‬أو لنيسسة غيسسر الصسسلة‪ .‬أفسساده كسسردي‪) .‬قسسوله‪ :‬وتعيينهسسا( بسسالرفع‪،‬‬
‫عطف على قصد فعلها‪ .‬أي ويجسسب تعييسسن الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن ظهسسر مسسن بمعنسسى‬
‫الباء‪ ،‬متعلقة بتعيينها‪ .‬أي يجب تعيينها بالظهر أو العصر مثل‪ .‬ول يصح أن تكون‬
‫بيانية لتعيين لنه فعل الفاعل‪ ،‬وهو غير البيان‪ .‬تأمل‪) .‬قسسوله‪ :‬لتتميسسز عسسن غيرهسسا(‬
‫أي يجب التعيين لجل أن تتميز عن غيرها مسسن بقيسسة الصسسلوات‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يكفسسي‬
‫إلسسخ( تفريسسع علسسى مفهسسوم وجسسوب التعيسسن‪ .‬وقسسوله‪ :‬نيسسة فسسرض السسوقت أي المطلسسق‬
‫الصادق بكل الوقات‪) .‬قوله‪ :‬ولو كانت إلخ( غاية فسسي وجسسوب مسسا ذكسسر مسسن قصسسد‬
‫الفعل والتعيين‪ .‬وهي للتعميم‪ ،‬أي يجسب مسسا ذكسسر فسي الصسلة مطلقسسا‪ ،‬سسواء كسسانت‬
‫فرضا أو نفل غير مطلق‪ ،‬وهو المقيد بوقت أو سبب‪) .‬قوله‪ :‬كالرواتب( المراد بها‬
‫سنن الصلوات الخمسسس‪ ،‬القبليسسة والبعديسة المؤكسسدة وغيسسر المؤكسسدة‪) .‬قسسوله‪ :‬والسسسنن‬
‫المؤقتة( معطوف على الرواتب‪ ،‬وهو يفيد أن الرواتب ليسسست مسسن السسسنن المؤقتسة‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ .‬ويمكن أن يقال إنه من عطف العسسام علسسى الخسساص‪ ،‬إذ السسسنن المؤقتسسة‬
‫صادقة بالرواتب وبغيرها‪ ،‬كالضسسحى والعيسسدين‪) .‬قسسوله‪ :‬أو ذات السسسبب( معطسسوف‬
‫على المؤقتة‪ ،‬أي أو السنن ذات السسسبب كالكسسسوفين والستسسسقاء‪ .‬قسسال فسسي النهايسسة‪:‬‬
‫ويسنثنى مسسن ذي السسسبب تحيسسة المسسسجد‪ ،‬وركعتسسا الوضسسوء والحسسرام والسسستخارة‬
‫والطواف‪ ،‬وصلة الحاجة‪ ،‬وسنة السسزوال‪ ،‬وصسسلة الغفلسسة بيسسن المغسسرب والعشسساء‪،‬‬
‫والصلة في بيته إذا أراد الخروج للسفر‪ ،‬والمسافر إذا نزل منسسزل وأراد مفسسارقته‪،‬‬
‫لحصول المقصود بكل صسلة‪ .‬والتحقيسق فسي هسذا المقسام عسدم السستثناء‪ ،‬لن هسذا‬
‫المفعول ليس عين ذلك المقيد‪ ،‬وإنما هو نفل مطلق حصل به‬

‫] ‪[ 150‬‬
‫مقصود ذلك المقيد‪ .‬ا‍ه بحذف‪ .‬وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬حصل به مقصود‬
‫ذلك‪ :‬كشعل البقعة في حسسق داخسسل المسسسجد‪ ،‬وإيقسساع صسسلة بعسسد الوضسسوء فسسي حسسق‬
‫المتوضئ‪ .‬وأشار بقوله المقصود إلى أن المطلوب نفسه لم يحصل‪ ،‬فل يقال صسسلى‬
‫تحية المسجد مثل‪ ،‬وإنما يقال صلى صلة حصل بها المقصود مسسن تحيسسة المسسسجد‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وعبارة ابن حجر تفيد الستثناء‪ ،‬ونصها‪ :‬نعم‪ ،‬مسسا تنسسدرج فسسي غيرهسسا ل يجسسب‬
‫تعيينها بالنسبة لسقوط طلبها بل لحيازة ثوابها‪ ،‬كتحية مسجد وسنة إحرام واستخارة‬
‫ووضوء وطواف‪) .‬قوله‪ :‬بالضافة إلى ما يعينها( عبارة التحفسة‪ :‬وتعيينهسسا إمسا بمسا‬
‫اشتهر به كالتراويح والضحى والوتر‪ ،‬سواء الواحدة والزائدة عليها‪ .‬أو بالضسسافة‪،‬‬
‫كعيد الفطر وخسوف القمر‪ ،‬وسنة الظهر القبلية ‪ -‬وإن قدمها ‪ -‬أو البعدية‪ .‬وكذا كل‬
‫ما له راتبة قبلية وبعدية‪ ،‬ول نظر إلى أن البعدية لم يدخل وقتها‪ ،‬كما ل نظر لسسذلك‬
‫في العيسسد إذ الضسسحى أو الفطسسر المحسسترز عنسسه لسسم يسسدخل وقتسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسسنة‬
‫الظهر( تمثيل للرواتب‪) .‬قوله‪ :‬القبلية أو البعدية( هو محل التعيين‪ ،‬ول ينافيه قسسوله‬
‫بالضسسافة‪ ،‬لن المسسراد بهسسا اللغويسة‪ ،‬وهسسي النسسبة والتعلسق‪) .‬قسوله‪ :‬وإن لسم يسسؤخر‬
‫القبلية( أي عن الفرض‪ .‬والغاية للرد على بعض المتأخرين حيث قسسال‪ :‬إن لسسم يكسسن‬
‫صلى الفرض ل يحتاج لنية القبلية لن البعدية لم يسسدخل وقتهسسا‪ ،‬فل يشسستبه مسسا نسسواه‬
‫بغيره‪ .‬قال في النهاية‪ ،‬مع زيادة من ع ش‪ :‬ووجه ‪ -‬أي اشتراط ‪ -‬التعيين ولو قبسسل‬
‫الفرض بأن تعيينها إنما يحصل بذلك‪ ،‬أي بتعيين القبلية والبعديسسة‪ ،‬لشسستراكهما فسسي‬
‫السم والوقت‪ ،‬كما يجب تعيين الظهر لئل يلتبس بالعصر‪ ،‬وكما يجسسب تعييسسن عيسسد‬
‫الفطر لئل يلتبس بالضحى‪ ،‬ولن الوقت ل يعين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ومثلهسسا( أي الظهسسر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كل صلة إلخ أي كالمغرب والعشاء‪ ،‬لن لكسسل قبليسة وبعديسة‪ ،‬فيجسسب فيهمسسا‬
‫التعيين بالقبلية والبعديسسة‪ ،‬بخلف الصسسبح والعصسسر فإنهمسسا ليسسس لهمسسا إل قبليسسة فل‬
‫يجب فيها التعيين‪) .‬قوله‪ :‬وكعيد( معطسسوف علسسى كسسسنة الظهسسر‪ ،‬وهسسو ومسسا عطسسف‬
‫عليه تمثيل للسنن المؤقتة‪ .‬وقوله‪ :‬الضحى أو الكبر هو محسسل التعييسسن‪ ،‬ومثلسسه مسسا‬
‫بعده‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي صلة العيد( أي لعدم التعيين‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وما بحثسسه ابسسن‬
‫عبد السلم من أنسسه ينبغسسي فسسي صسسلة العيسسد أن ل يجسسب التعسسرض لكسسونه فطسسرا أو‬
‫نحرا‪ ،‬لنهما مستويان في جميع الصفات‪ ،‬فيلتحسسق بالكفسسارة‪ .‬رد بسسأن الصسسلة آكسسد‪،‬‬
‫فإنها عبادة بدنية ل تدخلها النيابسة ول يجسسوز تقسديمها علسى وقسست وجوبهسا‪ ،‬بخلف‬
‫الكفارة‪) .‬قوله‪ :‬والوتر( معطوف على عيد الضحى‪ .‬وقد علمت من عبسسارة التحفسسة‬
‫المارة أن هذا وما بعده من القسم الذي حصل التعيين فيه بمسسا اشسستهر ل بالضسسافة‪.‬‬
‫خلفا لما هو صسسريح كلم الشسسارح‪) .‬قسسوله‪ :‬سسسواء الواحسسدة والسسزائدة عليهسسا( أي ل‬
‫فرق في كون التعين في صلة الوتر ليتحقق بما اشسستهر‪ ،‬وهسسو السسوتر بيسسن الواحسسدة‬
‫والزائدة عليها‪) .‬قوله‪ :‬ويكفي نية السسوتر( عبسسارة المغنسسى‪ :‬السسوتر صسسلة مسسستقلة فل‬
‫يضاف إلى العشاء‪ ،‬فإن أوتر بواحدة أو بأكثر ووصل نوى الوتر‪ ،‬وإن فصل نسسوى‬
‫بالواحدة الوتر‪ .‬ويتخير في غيرها بين نية صلة الليل ومقدمة الوتر وسسسنته‪ ،‬وهسسي‬
‫أولى‪ ،‬أو ركعتين من الوتر على الصح‪ .‬قال السنوي‪ :‬ومحل ذلك إذا نوى عسسددا‪،‬‬
‫فإن لم ينو فهل يلغو ليهسامه أو يصسح‪ .‬ويحمسل علسى ركعسة لنسه المستيقن أو ثلث‬
‫لنها أفضل كنية الصلة‪ ،‬فإنها تنعقد ركعتين مع صسسحة الركعسسة أو إحسسدى عشسسرة‪،‬‬
‫لن الوتر له غايسسة فحملسست حالسسة الطلق عليهسسا بخلف الصسسلة ؟ فيسسه نظسسر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والظاهر ‪ -‬كما قال شيخنا ‪ -‬أنه يصح‪ ،‬ويحمل على ما يريده من ركعة إلسسى إحسسدى‬
‫عشرة وترا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬من غير عدد أي من غير تقييد بعدد كثلث فسأكثر‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫ويحمل على ما يريده( أي من الركعة إلى إحدى عشرة‪ ،‬حال كسسون ذلسسك بسسالوتر ل‬
‫بالشسسفع‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يكفسسي فيسسه( أي فسسي السسوتر‪ .‬وقسسوله‪ :‬نيسسة سسسنة العشسساء أي لعسسدم‬
‫التعيين‪ ،‬لما علمت أنه صلة مستقلة فل يضاف إلسسى العشسساء‪ .‬نعسسم‪ ،‬إن قسسال‪ :‬نسسويت‬
‫وتر سنة العشاء‪ ،‬صح لحصسسول التعييسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬والتراويسسح والضسسحى( معطوفسسان‬
‫على عيد الضحى أيضا‪) .‬قوله‪ :‬وكاستسقاء( معطسسوف علسسى قسسوله‪ :‬كسسسنة الظهسسر‪.‬‬
‫وهو وما عطف عليه‬

‫] ‪[ 151‬‬
‫تمثيل لسذات السسبب‪) .‬قسوله‪ :‬أمسا النفسل المطلسق( محسترز قسوله‪ :‬غيسر مطلسق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما في ركعتي التحية إلخ( الكاف للتنظير ل للتمثيل للنفل المطلق‪ .‬أي يكفي‬
‫في النفل المطلق نية فعل الصلة‪ ،‬كما يكفي ذلك في ركعتي التحية إلخ‪ .‬وقد مر ما‬
‫يؤيده ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وكذا صلة الوابين( أي ومثل ركعسستي التحيسسة صسسلة الوابيسسن‪،‬‬
‫فل يحتاج إلى تعيين‪ .‬وهي ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬عشرون ركعسسة بيسسن المغسسرب والعشسساء‪.‬‬
‫ورويت‪ :‬ستا‪ ،‬وأربعا‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وهما القسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬والسسذي جسسزم بسسه شسسيخنا فسسي‬
‫فتاويه( عبارتها بعد كلم طويل‪ :‬بل ينوي بهما سنة الغفلة أو سنة صسسلة الوابيسسن‪،‬‬
‫فإن أطلق وقعتسسا نافلسسة مطلقسسة فل يثسساب عليهمسسا إل مسسن حيسسث مطلسسق الصسسلة دون‬
‫خصوصها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أنسسه ل بسسد فيهسسا( أي فسسي صسسلة الوابيسسن‪ .‬أي فسسي حصسسول‬
‫خصوص ثوابها‪) .‬وقوله‪ :‬كالضحى( ليس فسسي عبسسارة الفتسساوي‪ ،‬لكسسن تشسسبيه صسسلة‬
‫الوابين بها لسسه وجسسه‪ ،‬وذلسسك لن كل منهمسسا مسسن السسسنن المؤقتسسة‪ ،‬بخلف تشسسبيهها‬
‫بتحية المسجد فليس له وجه‪ ،‬لن تحية المسجد من ذات السبب وصلة الوابين من‬
‫المؤقتسسة كمسسا علمسست‪) .‬قسسوله‪ :‬وتجسسب نيسسة فسسرض( أي ملحظتسسه وقصسسده‪ .‬فيلحسسظ‬
‫ويقصد كون الصسسلة فرضسسا‪ .‬قسسال السسسيوطي فسسي الشسسباه والنظسسائر‪ :‬العبسسادات فسسي‬
‫التعرض للفرضية على أربعة أقسسسام‪ :‬مسسا يشسسترط فيسسه بل خلف‪ ،‬وهسسو الكفسسارات‪.‬‬
‫وما ل يشترط فيه بل خلف‪ ،‬وهسسو الحسسج والعمسسرة والجماعسسات‪ .‬ومسسا يشسسترط فيسسه‬
‫على الصح‪ ،‬وهو الغسل والصلة والزكاة بلفظ الصدقة‪ .‬وما ل يشسسترط فيسسه علسسى‬
‫الصح وهو الوضوء والصوم والزكاة بلفظها والخطبسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو كفايسسة أو‬
‫نذرا( غاية أولى لوجوب نية الفرض‪ .‬أي تجب نية الفرض‪ ،‬ولو كان فرض كفايسسة‬
‫أو كان نذرا‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان الناوي صبيا( غاية ثانيسسة لوجسسوب مسسا ذكسسر‪ .‬وخسسالف‬
‫الجمال الرملي واعتمد عدم اشتراط نية الفرضية فسسي حقسسه‪ ،‬وعللسسه بوقسسوع صسسلته‬
‫نفل‪ ،‬فكيف ينوي الفرضية ؟ واعتمد ابن حجر الشسستراط‪ ،‬وقسسال‪ :‬المسسراد بسسالفرض‬
‫في حقه صورته‪ ،‬أو حقيقته في الصل ل في حقه‪ .‬ويؤيد ذلك أنه ل بسسد مسسن القيسسام‬
‫في صلته وإن كانت نفل‪) .‬قوله‪ :‬ليتميز عسسن النفسسل( تعليسسل لوجسسوب نيسة الفسسرض‪.‬‬
‫قال الكردي‪ :‬أي لن قصد الفعل والتعيين مسن حيسث هسو موجسود ‪ -‬إن فسي النفسل ‪-‬‬
‫فزيد فسسي الفسرض نيسة الفرضسسية ليحصسسل لسه تمييسز عسن النفسسل ورتبسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كأصلي فرض الظهر( أي كأن يقصد بقلبه ذلك وإن لم ينطق به‪ .‬وهذا المثال جامع‬
‫للثلثة‪ :‬قصد الفعل‪ ،‬والتعيين‪ ،‬ونية الفرضية‪ .‬ومثله أصلي الظهسسر فرضسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أو فسسرض الجمعسسة( أي‪ :‬أو كأصسسلي فسسرض الجمعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن أدرك المسسام فسسي‬
‫تشهدها( أي ينوي فرض الجمعة وإن أدرك المام في التشهد‪ ،‬ويتمها حينئذ ظهرا‪.‬‬
‫وفيه اللغز المشهور وهو‪ :‬نوى ول صلى‪ ،‬وصلى ول نوى‪ .‬أي‪ :‬نسوى الجمعسة ول‬
‫صلها‪ ،‬وصلى الظهر ول نواها‪) .‬قوله‪ :‬وسن في النية إضافة إلى ال س تعسسالى( أي‬
‫استحضارها في ذهنه‪ .‬والمراد بهسسا الضسسافة اللغويسسة‪ ،‬وهسسي السسسناد‪ .‬أي يسسسن أن‬
‫يسند ما نواه إلى ال تعالى‪ ،‬أي يلحظ ذلك‪ .‬وإنما لم تجب الضافة لنها في الواقع‬
‫ل تكون إل ل تعالى‪) .‬قوله‪ :‬وليتحقق معنى الخلص( تعليل ثان لسسسنية الضسسافة‪.‬‬
‫وجعله في المغني تعليل لوجوب الضسسافة‪ ،‬وعبسسارته‪ :‬وقيسسل‪ :‬تجسسب ليتحقسسق معنسسى‬
‫الخلص‪ .‬ومثله في النهاية‪ ،‬والكل صحيح لن تحقق معنى الخلص‪ ،‬كما يصلح‬
‫أن يكون تعليل لوجوبها يصلح أن يكسسون تعليل لسسسنيتها‪ .‬والخلص كمسسا ورد فسسي‬
‫الخبر‪ :‬العمل ل وحده‪ .‬والكامل منه إفراد الحق تعالى في الطاعة بالقصد‪ .‬ومراتبه‬
‫ثلث‪ :‬عليا‪ ،‬وهي أن يعمل ل وحده امتثال لمره وقياما بحق عبسسوديته‪ .‬ووسسسطى‪،‬‬
‫وهي أن يعمل لثواب الخرة‪ .‬ودنيا‪ ،‬وهي أن يعمل للكرام في الدنيا والسلمة مسسن‬
‫آفاتها‪ .‬وما عدا ذلك رياء وإن تفاوتت أفراده‪ .‬قال الشيخ زين الدين ‪ -‬جد المؤلسسف ‪-‬‬
‫في هداية الذكياء‪:‬‬

‫] ‪[ 152‬‬
‫أخلص وذا أن ل تريد بطاعة * * إل التقرب من إلهك ذي الكل قال الغزالي‪:‬‬
‫وعلمة الخلص أن يكون الخاطر يألف العمل في الخلوة كما يألفه فسسي المل‪ ،‬ول‬
‫يكون حضور الغير هو السبب في حضور الخاطر‪ ،‬كما ل يكسسون حضسسور البهيمسسة‬
‫سببا في ذلك‪ .‬فما دام يفرق فسسي أحسسواله بيسسن مشسساهدة إنسسسان ومشسساهدة بهيمسسة فهسسو‬
‫خارج عن صفوة الخلص‪ ،‬مدنس الباطن بالشرك الخفي من الرياء‪ ،‬وهذا الشرك‬
‫أخفى في قلب ابن آدم من دبيب النملسسة السسسوداء فسسي الليلسسة الظلمسساء علسسى الصسسخرة‬
‫الصماء‪ .‬وقد ورد في الخلص آيات كسسثيرة وأحسساديث شسسهيرة‪ ،‬فمسسن اليسسات قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين( * ومسسن الحسساديث مسسا رواه‬
‫الدارقطني‪ :‬أخلصوا أعمالكم ل فإن ال ل يقبسسل إل مسسا خلسسص لسسه‪ .‬وابسسن المبسسارك‪:‬‬
‫طوبى للمخلصين‪ ،‬أولئك مصابيح الهدى‪ ،‬تنجلي عنهم كل فتنسسة ظلمسساء‪ .‬رزقنسسا الس‬
‫الخلص والنجاة حين ل مناص‪ ،‬وجعلنا من عباده الصالحين‪ ،‬بجسساه سسسيدنا محمسسد‬
‫أفضل الخلق أجمعين‪ .‬آميسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬وتعسسرض لداء أو قضسساء( أي وسسسن تعسسرض‬
‫لذلك‪ ،‬ولو في النفل‪ ،‬لتمتاز عسسن غيرهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يجسسب( أي التعسسرض‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وإن كان عليسسه فائتسسة مماثلسسة للمسسؤداة أي أو للمقضسسية‪ .‬وتنصسسرف حينئذ للمسسؤداة أو‬
‫للسابقة من المقضيات‪ .‬أفاده في التحفة‪ .‬قال سم‪ :‬لو أعاد المكتوبة في وقتها جماعة‬
‫أو منفردا حيث يطلب إعادتها كذلك‪ ،‬ولم ينو أداء ول قضاء‪ ،‬وعليسسه فائتسسة‪ ،‬ونسسوى‬
‫ما يصلح للداء والقضاء ولم يتعرض لواحد منهما‪ ،‬فهسسل يقسسع فعلسسه إعسسادة والفائتسسة‬
‫باقية بحالها ؟ أو يقع عن الفائتة ؟ فيه نظر‪ .‬وقسسد يرجسسح الول أن السسوقت للعسسادة‪،‬‬
‫وقسسد يرجسسح الثسساني وجسسوب الفائتسسة دون العسسادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬خلفسسا لمسسا اعتمسسده‬
‫الذرعي( أي من وجوب التعرض إذا كان عليه فائتة مماثلة للمؤداة‪ ،‬لجل التميز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل صح صحة الداء بنية القضاء( كأن قال‪ :‬نسسويت أصسسلي فسسرض الظهسسر‬
‫قضاء‪ ،‬ظانا خروج الوقت مثل فتبين بعد الصلة بقاؤه‪ ،‬فتصح صسسلته وتقسسع أداء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعكسه( وهو صحة القضسساء بنيسسة الداء‪ ،‬كسسأن قسسال‪ :‬أصسسلي فسسرض الظهسسر‬
‫أداء‪ ،‬ظانا بقاء الوقت فتبين خروجه‪ ،‬فتصح صلته وتقسسع قضسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬إن عسسذر‬
‫بنحو غيم( كأن ظن خروج وقتها فنواها قضسساء فتسسبين بقسساؤه‪ ،‬أو ظسن بقسساءه فنواهسسا‬
‫أداء فتبين خروجه‪ ،‬فعلى كل تصح الصلة‪ .‬ومثله ما إذا قصسسد المعنسسى اللغسسوي‪ ،‬إذ‬
‫كل يطلق على الخر لغة‪ ،‬تقول‪ :‬قضيت الدين وأديته‪ ،‬بمعنى واحد‪ .‬قال ال تعالى‪:‬‬
‫* )فإذا قضيتم مناسككم( * أي أديتم إياها‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وأخسسذ البسسارزي مسسن هسسذا‬
‫أن من مكث بمحل عشرين سنة يصلي الصبح لظنه دخول وقته ثم بان خطسسؤه‪ ،‬لسسم‬
‫يلزمه إل قضاء واحدة‪ ،‬لن صلة كل يوم تقع عما قبله إذ ل يشترط نيسسة القضسساء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل بطلت( أي وإن لم يعذر بما ذكر‪ .‬أي ولسسم يقصسسد المعنسسى اللغسسوي‪ ،‬بسسأن‬
‫نوى الداء عن القضاء وعكسسسه عامسسدا عالمسسا‪ ،‬لسسم تصسسح صسسلته لتلعبسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتعرض لستقبال وعدد ركعات( أي وسن تعسسرض لمسسا ذكسسر‪ ،‬كسسأن يقسسول‪ :‬أصسسلي‬
‫فرض الظهر أربع ركعات مستقبل ل تعالى‪) .‬قوله‪ :‬للخسسروج مسسن خلف إلسسخ( أي‬
‫ولتمتاز عن غيرها بالنسبة لعدد الركعات‪ .‬فإن عين عددا أو أخطأ فيه عمدا بطلسست‬
‫لنه نوى غير الواقع‪) .‬قوله‪ :‬وسن نطسسق بمنسسوي( أي ول يجسسب‪ ،‬فلسسو نسسوى الظهسسر‬
‫بقلبه وجرى على لسانه العصر لم يضر‪ ،‬إذ العبرة بمسا فسي القلسسب‪) .‬قسسوله‪ :‬ليسساعد‬
‫اللسان القلب( أي ولنه أبعد من الوسواس‪ .‬وقوله‪ :‬وخروجا من خلف مسسن أوجبسسه‬
‫أي النطق بالمنوي‪ .‬قال ع ش‪ :‬هنا وفي سائر ما يعتسسبر فيسسه النيسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫شك إلخ( سيصرح بهذه المسألة في باب مبطلت الصلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬هسسل أتسسى بكمسسال‬
‫النيسسة أي بتمامهسسا‪ .‬أي شسسك هسسل كمسسل النيسسة ؟ أي أتسسى بجميسسع أجزائهسسا مسسن القصسسد‬
‫والتعيين ونية الفرضية ؟ أم ل ؟ ومثله ما لو شك في أصل النية‪،‬‬

‫] ‪[ 153‬‬
‫هل أتى بها أم ل ؟ )قوله‪ :‬أو هل نوى ظهرا أو عصرا( أي أو شك هل نسسوى‬
‫ذلك أم ل ؟ وفيه أن الشك فيما ذكسسر ممسسا ينسسدرج تحسست الشسسك فسسي كمسسال النيسسة‪ ،‬فل‬
‫حاجة إليه‪ .‬إل أن يقال إنه من ذكر الخاص بعد العام‪) .‬قوله‪ :‬فسسإن ذكسسر( أي تسسذكر‪.‬‬
‫وهو جواب لو‪ .‬وقوله‪ :‬بعسسد طسسول زمسسان أي عرفسسا‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬وطسسوله بسسأن يسسسع‬
‫ركنا‪ ،‬وقصره بأن ل يسعه‪ .‬كأن خطر له خسساطر وزال سسريعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو بعسسد‬
‫إتيانه بركن( أي أو ذكر بعد ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬ولو قوليا أي ل فسرق فسي الركسن بيسن أن‬
‫يكون فعليا كالعتدال‪ ،‬أو قوليا كالفاتحة‪ .‬وبعض الركن القولي ككله إن طسسال زمسسن‬
‫الشك‪ ،‬كما سيصرح به هناك أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أو قبلهمسسا فل( أي أو ذكسسر قبسسل طسسول‬
‫الزمن أو إتيانه بركن‪ ،‬فل تبطل صلته‪ .‬واعلم أن الصلة تبطسسل بسسالتلفظ بالمشسسيئة‬
‫في النية‪ ،‬أو بنيتها إن قصد التعليق أو أطلسسق للمنافسساة‪ ،‬وبنيسسة الخسسروج مسسن الصسسلة‬
‫وبالتردد فيه‪ .‬ول تبطل بنية الصلة ودفع الغريم‪ ،‬أو حصول دينار فيما إذا قيل له‪:‬‬
‫صل ولك دينسسار‪ .‬بخلف نيسة فسسرض ونفسسل ل ينسسدرج فيسسه‪ ،‬للتشسسريك بيسسن عبسسادتين‬
‫مقصسودتين‪) .‬قسوله‪ :‬وثانيهسا( أي ثساني أركسان الصسلة‪) .‬قسوله‪ :‬تكسبير تحسرم( قسال‬
‫البجيرمي‪ :‬وفي البحر وجه أنها ‪ -‬أي تكبيرة الحرام ‪ -‬شرط لنه ل يدخل إل بعسسد‬
‫تمامها‪ ،‬فليست داخل الماهية‪ .‬ثم أجاب بأنه بفراغه منها يتسسبين دخسسوله فسسي الصسسلة‬
‫من أولها‪) .‬قوله‪ :‬للخبر المتفق عليه‪ :‬إذا قمت إلى الصلة فكبر(‪ .‬تمامه‪ :‬ثم اقرأ مسسا‬
‫تيسر معك من القرآن‪ ،‬ثم اركع حتى تطمئن راكعا‪ ،‬ثم ارفع حتى تعتسسدل قائمسسا‪ ،‬ثسسم‬
‫اسجد حتى تطمئن ساجدا‪ ،‬ثم ارفع حتى تطمئن جالسا‪ ،‬ثسسم افعسسل ذلسسك فسسي صسسلتك‬
‫كلهسسا‪ .‬رواه الشسسيخان‪ .‬وورد أيضسسا‪ :‬مفتسساح الصسسلة الوضسسوء‪ ،‬وتحريمهسسا التكسسبير‪،‬‬
‫وتحليلها التسليم‪) .‬قوله‪ :‬سمي بذلك( أي سمي التكبير بتكبير التحرم‪) .‬قوله‪ :‬به( أي‬
‫بتكبير التحرم‪) .‬قوله‪ :‬ما كان حلل لسسه( أي للمصسسلي‪ .‬وقسسوله‪ :‬قبلسسه أي قبسسل تكسسبير‬
‫التحرم‪ .‬وقوله‪ :‬من مفسدات الصلة بيان لما‪ ،‬وهي كالكل والشرب والكلم ونحسسو‬
‫ذلك مما يأتي‪) .‬قوله‪ :‬وجعل( أي تكسسبير التحسسرم‪) .‬قسسوله‪ :‬معنسساه( أي التكسسبير‪ ،‬وهسسو‬
‫اتصاف ال سبحانه وتعالى بالكبرياء والعظمة‪) .‬وقوله‪ :‬الدال( من دللة الكل علسسى‬
‫بعض أجسسزائه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسن تهيسسأ لخسسدمته( الموصسسول واقسسع علسسى البسساري سسبحانه‪،‬‬
‫والضمير المستتر في الفعل عائد على المصلي‪ ،‬والضمير المضاف إليه عائد علسسى‬
‫الموصول وهو الرابط‪) .‬قوله‪ :‬حتى تتم إلخ( الظهر أن حتى تفريعية والفعل بعدها‬
‫مرفوع‪ .‬أي فتتم له الهيبة والخشوع‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم إلخ( أي من أجل أنه إنما جعل‬
‫فاتحة الصلة ليستحضر إلسسخ‪ .‬وقسسوله‪ :‬زيسسد فسسي تكسسراره أي التكسسبير‪) .‬قسسوله‪ :‬ليسسدوم‬
‫استصسسحاب ذينسسك( أي الهيبسسة والخشسسوع‪ ،‬إذ ل روح ول كمسسال للصسسلة بسسدونهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مقرونا به( منصوب على الحسسال مسسن تكسسبير المخصسسص بالضسسافة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫النية نائب فاعله‪ ،‬والمراد بها النية المشتملة على جميسسع مسسا يعتسسبر فيهسسا‪ ،‬مسسن قصسسد‬
‫الفعل أو والتعيين‪ ،‬أو والفرضية والقصر فسسي حسق المسسسافر‪ ،‬والمامسسة والمأموميسة‬
‫في الجملة‪ .‬وذلك بأن يستحضر قبيل التكبير فسسي ذهنسسه ذات الصسسلة تفصسسيل‪ ،‬ومسسا‬
‫يجب التعرض له من صفاتها‪ ،‬ثم يقصد فعسل ذلسك المعلسوم‪ ،‬ويجعسل قصسده مقارنسا‬
‫للتكسسبير مسسن ابتسسدائه إلسسى انتهسسائه‪ .‬ومسسا ذكسسر هسسو الستحضسسار الحقيقسسي والمقارنسسة‬
‫الحقيقية‪ .‬ونازع في هذا إمام الحرمين وقال أنه ل تحسسويه القسسدرة البشسسرية‪ .‬واختسسار‬
‫الكتفاء بالستحضار العرفي والمقارنة العرفية‪ ،‬وذلك بأن يستحضر في ذهنه هيئة‬
‫الصلة إجمال مع ما يجب التعرض له ممسسا مسر‪ ،‬ويقرنسه بجسسزء مسن التكسسبير‪ .‬قسسال‬
‫العلمة البجيرمي‪ :‬وهو المعتمد‪ .‬كما قرره شيخنا ح ف‪ ،‬وهو عن شسسيخه الخليفسسي‪،‬‬
‫وهو عن شيخه الشسسيخ منصسسور الطسسوخي‪ ،‬وهسسو عسسن شسسيخه الشسسوبري‪ ،‬وهسسو عسسن‬
‫شيخه الرملي الصغير‪ ،‬وهو عن شيخ السلم‪ .‬قال‪ :‬وكسسان الشسسيخ الطسسوخي يقسسول‪:‬‬
‫هو مذهب‬

‫] ‪[ 154‬‬
‫الشافعي‪ .‬قسسال بعضسسهم‪ :‬واحسسذر أن يسسستفزك الشسسيطان بشسسؤم الوسسسواس‪ ،‬فسسإذا‬
‫عرض لك بطلب المحال أو ما ليس في طوقك له قوة بحال فمل عما قالوه للتسهيل‬
‫الذي قال به الغزالي وإمامه الجليل‪ ،‬واختاره فسسي المجمسسوع والتنقيسسح‪ ،‬وذلسسك لقسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج( * ا‍ه‪ .‬وما أحسن قول ابن العماد في‬
‫منظومته‪ :‬ولم يجعل ال في ذا الدين من حرج * * لطفسسا وجسسودا علسسى أحيسسا خليقتسسه‬
‫وما التنطع إل نزغة وردت * * من مكر إبليس فاحذر سوء فتنتسسه إن تسسستمع قسسوله‬
‫فيما يوسوسه * * أو نصح رأي له ترجع بخيبته القصد خير وخير المر أوسطه *‬
‫* دع التعمق واحذر داء نكبته )قوله‪ :‬لن التكبير إلخ( تعليل لوجسسوب اقسستران النيسسة‬
‫بالتكبير‪) .‬وقوله‪ :‬أول أركان الصلة( يرد عليه أن أولها هو النيسسة ل التكسسبير‪ .‬ولسسو‬
‫قال‪ :‬لنه أول أعمال الصلة الظاهرة لكان أولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬فتجسسب مقارنتهسسا إلسسخ( ل‬
‫حاجة إليه إذ هو عين المعلل‪) .‬قوله‪ :‬بل ل بد( بل هنا للنتقال ل للبطسسال‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فيها( أي في النية‪ ،‬وهو متعلق بمعتبر‪ .‬وقوله‪ :‬مما مر أي من قصد الفعل والتعييسسن‬
‫والفرضية‪ .‬وقوله‪ :‬وغيره أي غير ما مر‪) .‬قوله‪ :‬كالقصر إلخ( تمثيل للغير‪) .‬قوله‪:‬‬
‫في الجمعة( قيد في المامية والمأمومية‪ ،‬ومثل الجمعة المعادة والمنسسذورة جماعسسة‪،‬‬
‫كما في الكردي‪) .‬قوله‪ :‬في غيرها( أي الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬مع ابتدائه( الظسسرف متعلسسق‬
‫بيستحضسسر‪ ،‬والضسسمير يعسسود علسسى التكسسبير‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم يسسستمر( معطسسوف علسسى‬
‫يستحضر‪ ،‬فالفعل منصوب‪) .‬قوله‪ :‬لذلك كله( أي لذلك المستحضسسر فسسي ذهنسسه‪ ،‬ول‬
‫يكفي التوزيع بأن يبتدئ ذلك مع ابتدائه وينهيه مع انتهائه‪ ،‬لما يلزم عليسسه مسسن خلسسو‬
‫معظم التكبير عن تمام النية‪) .‬قوله‪ :‬يكفي قرنها بأوله( أي التكبير‪ ،‬لن استصحابها‬
‫دواما ل يجب ذكرا‪ .‬ورد بأن النعقاد يحتاط له‪ .‬اه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬عند العوام( أي ل‬
‫عنسسد الخسسواص‪ ،‬فسسإنهم رضسسي السس عنهسسم يوسسسع لهسسم الزمسسان‪ ،‬فلهسسم قسسدرة علسسى‬
‫الستحضار الحقيقي والمقارنة الحقيقية‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬عند العوام‪،‬‬
‫هسسل هسسو متعلسسق بالكتفسساء ؟ أي يكفسسي للعسسوام المقارنسسة العرفيسسة ؟ أو بالعرفيسسة‪ ،‬أي‬
‫العرفية عنسسد العسسوام ؟ وحينئذ مسسا المسسراد بهسسم ؟ وقسسد أسسسقط هسسذه الكلمسسة فسسي شسسرح‬
‫المنهج‪ .‬فليحرر‪ .‬شوبري‪ .‬أقول‪ :‬الظاهر أنه يصح تعلقه بكسسل منهمسسا‪ .‬وعلسسى الول‬
‫فسسالمراد بسسالعوام العسساميون‪ ،‬وعلسسى الثسساني فسسالمراد بهسسم عامسسة النسساس‪ ،‬والثسساني هسسو‬
‫المعتمد‪ .‬فليتأمل‪ .‬مدابغي على التحرير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بحيث يعد مستحضسسرا للصسسلة(‬
‫مرتبط بمحذوف تقديره‪ :‬ويكفي الستحضار العرفي أيضا بحيث إلخ‪ .‬فالحيثية بيان‬
‫للستحضار العرفسسي ل للمقارنسسة العرفيسسة‪ .‬لن المقارنسسة العرفيسسة معناهسسا أن يوجسسد‬
‫اقترانها عند أي جزء‪ ،‬ول يضر عزوبها بعد‪ .‬والستحضار الحقيقي أن يستحضسسر‬
‫جميع الركان تفصيل‪ .‬والمقارنة الحقيقية أن يستحضر الركسسان مسسن أول التكسسبيرة‬
‫إلى آخرها كما مر‪) .‬قوله‪ :‬إنه الحق( أي ما اختاره المام هو الحسسق‪ ،‬أي الصسسواب‬
‫السسذي ل يجسسوز غيسسره‪ .‬ومقتضسساه عسسدم الكتفسساء بالستحضسسار الحقيقسسي والمقارنسسة‬
‫الحقيقية مطلقا وليس مرادا‪) .‬قوله‪ :‬في الوسواس المذموم( هو ناشئ مسسن خبسسل فسسي‬
‫العقل أو جهل في الدين‪ .‬فإن قلت هذا مناف لقول بعضهم أن الوسوسة ل تكسون إل‬
‫للكاملين‪ .‬قلت‪ :‬ل منافاة‪ ،‬لن الول محمول على من يسترسل فسسي الوسسسواس حسستى‬
‫يكاد ل تتم له عبادة‪ ،‬والثاني محمول على من يجاهد الشيطان فسسي وسوسسسته ليثسساب‬
‫الثواب الكامل‪.‬‬

‫] ‪[ 155‬‬
‫قال جرير بن عبيدة العدوي‪ :‬شكوت إلى العلء بن زياد ما أجسسد فسسي صسسدري‬
‫من الوسوسة‪ ،‬فقال‪ :‬إنما مثل ذلك البيت الذي تمر فيه اللصوص فإن كان فيسسه شسسئ‬
‫عالجوه وإل مضوا وتركسسوه‪ .‬يعنسسي أن القلسسب إذا اشسستغل بسسذكر الس تعسسالى ل يبقسسى‬
‫للشيطان عليه سبيل‪ ،‬ولكنه يكثر فيه الوسوسة وقسست فتسسوره عسسن السسذكر ليلهيسسه عسسن‬
‫ذكر ال‪ .‬فالعبد مبتلى بالشيطان على كل حال ل يفارقه ولكنسسه يخنسسس إذا ذكسسر ال س‬
‫تعالى‪ .‬قال قيس بن الحجاج‪ :‬قال لي شيطاني‪ :‬دخلت فيك وأنسسا مثسسل الجسسزور‪ ،‬وأنسسا‬
‫اليوم مثل العصفور‪ .‬فقلت‪ :‬لم ذلسسك ؟ قسسال‪ :‬لنسسك تسسذيبني بكتسساب الس تعسسالى‪ .‬وقسسال‬
‫عثمان بن العاصي رضي ال عنه‪ :‬يا رسول ال الشيطان حال بيني وبيسسن صسسلتي‬
‫وقراءتي‪ .‬فقال‪ :‬ذلك شيطان يقال له خنزب‪ ،‬إذا أحسسته فتعوذ بال منه واتفل على‬
‫يسارك ثلثا‪ .‬قال‪ :‬ففعلت ذلك فأذهبه ال عنسسي‪ .‬فمسن كسسثرت وسوسسسته فسسي الصسسلة‬
‫فليستعذ بال من الشيطان‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من شيطان الوسوسسسة خنسسزب‬
‫ثلث مرات‪ ،‬فإن ال يذهبه‪ .‬وكان الستاذ أبو الحسن الشاذلي يعلم أصحابه ما يدفع‬
‫الوسواس والخواطر الرديئة‪ ،‬فكان يقول لهم‪ :‬مسسن أحسسس بسسذلك فليضسسع يسسده اليمنسسى‬
‫على صدره ويقول‪ :‬سبحان الملك القدوس الخلق الفعال‪ ،‬سبع مرات‪ .‬ثم يقول‪ :‬إن‬
‫يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الس بعزيسسز‪ .‬ويقسسول ذلسسك المصسسلي قبسسل‬
‫الحرام‪ .‬وفي الخبر‪ :‬إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان‪ ،‬فاستعيذوا بال منه‪ ،‬فسسإنه‬
‫يأتي إلى المتوضئ فيقول له‪ :‬ما أسبغت وضوءك‪ ،‬ما غسسسلت وجهسسك‪ ،‬مسسا مسسسحت‬
‫رأسك‪ ،‬ويذكره بأشياء يكون فعلها‪ .‬فمن نابه شئ من ذلك فليستعذ بال من الولهان‪،‬‬
‫فإن ال يصرفه عنه‪ .‬وقال بعض العلمسساء‪ :‬يسسستحب قسسول ل إلسسه إل الس لمسسن ابتلسسي‬
‫بالوسوسة في الوضوء والصلة وشبههما‪ ،‬فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس ‪ -‬أي‬
‫تأخر ‪ .-‬ويعيد ل إله إل ال لنه رأس الذكر‪ .‬وقال السيد الجليل أحمد بسسن الجسسوزي‬
‫أبي الحواري‪ :‬شكوت إلى أبي سليمان الداراني ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬الوسوسة فقسسال‪:‬‬
‫إذا أردت أن ينقطع عنك‪ ،‬فأي وقت أحسست فافرح‪ ،‬فإذا فرحسست بسسه انقطسسع عنسسك‪.‬‬
‫فإنه ليس شئ أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن‪ ،‬فإذا اغتممت بسسه زادك‪ .‬قسسال‬
‫الشيخ محيي الدين النووي‪ :‬وهذا ما قاله بعض العلماء أن الوسواس إنمسسا يبتلسسى بسسه‬
‫من كمل إيمانه‪ ،‬فسسإن اللسسص ل يقصسسد بيتسسا خرابسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمسسي بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويتعين فيه( أي في التكبير‪ ،‬لنه المأثور من فعله عليه الصلة والسلم‪ ،‬مسسع خسسبر‪:‬‬
‫صلوا كما رأيتموني أصسسلي‪ .‬أي علمتمسسوني‪ .‬وقسسوله‪ :‬علسسى القسسادر أي علسسى النطسسق‬
‫بالتكبير بالعربية‪ .‬وخرج به العاجز عما ذكر فإنه يترجم وجوبا بأي لغسسة شسساء‪ .‬ول‬
‫يعدل عنه لذكر أو غيره‪ ،‬ويحب تعلمه لنفسه ونحو طفلسسه‪ ،‬ولسسو بالسسسفر وإن طسسال‪،‬‬
‫إن قدر‪ .‬ويؤخر الصلة عن أول الوقت للتعلم إن رجاه حتى ل يبقسسى إل مسسا يسسسعها‬
‫بمقدماتها‪ ،‬فحينئذ يجب فعلها بحسب حاله‪ ،‬ول يعيد إل فيما فرط في تعلمسسه‪ .‬واعلسسم‬
‫أنه يشترط لتكبيرة الحرام عشرون شسرطا‪ ،‬نظمهسسا بعضسسهم فقسسال‪ :‬شسسروط لتكسسبير‬
‫سماعك أن تقم * * وبالعربي تقديمك ال أول ونطق بأكبر ل تمسسد لهمسسزة * * كبسساء‬
‫بل تشديدها وكذا الول على اللفات السبع فسسي ال س ل تسسزد كسسواو ول تبسسدل لحسسرف‬
‫تأصل دخول لوقت واقتران بنية * * وفي قدوة أخسسر وللقبلسسة اجعل وصسسارفا اعسسدم‬
‫واقطعن همز أكبر * * لقد كملت عشرون تعدادها انجل وقسسوله فسسي النظسسم‪ :‬ل تمسسد‬
‫لهمزة‪ .‬أي من ال وأكسسبر‪ ،‬فتحتسسه شسسرطان‪ .‬وقسسوله كسواو‪ ،‬أي قبسسل لفسسظ الجللسسة أو‬
‫بعده‪ ،‬وقبل أكبر‪ ،‬فتحته شرطان أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬لفسسظ( فاعسسل يتعيسسن‪ ،‬وهسسو مضسساف‬
‫لجملة ال أكبر‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( وهو ما مر‪) .‬قوله‪ :‬أو الس الكسسبر( معطسسوف علسسى‬
‫ال أكبر‪ .‬ولو قال‪ :‬ويكفي ال الكبر لكان أولى‪ .‬وعبسسارة المغنسسى مسسع الصسسل‪ :‬ول‬
‫تضر زيادة ل تمنع السم ‪ -‬أي اسم التكبير ‪ -‬كال الكبر بزيادة اللف واللم‪ ،‬لنه‬
‫لفظ يدل على التكبير وعلى زيادة مبالغة في التعظيم‪ ،‬وهسسو الشسسعار بالتخصسسيص‪.‬‬
‫وكذا ل يضر ال أكبر وأجل‪ ،‬وال الجليل أكبر‪ ،‬في الصسسح‪ .‬وكسسذا كسسل صسسفة مسسن‬
‫صفاته تعالى إذا لم يطل بها الفصل‪ ،‬كقوله ال عزوجل أكبر‪ ،‬لبقاء النظم والمعنى‪،‬‬
‫بخلف ما لو تخلل غير صفاته تعالى‬

‫] ‪[ 156‬‬
‫كقوله‪ :‬ال هو الكبر أو طالت صفاته كال الذي ل إله إل هو الملسسك القسسدوس‬
‫أكبر‪ .‬ا‍ه بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي أكبر ال( أي بتقديم الخبر على المبتسسدأ‪ .‬فسإن أتسى‬
‫بلفظ أكبر ثانيا‪ .‬كأن قال‪ :‬أكبر ال أكبر‪ ،‬فإن قصد عند لفظ الجللسسة البتسسداء صسسح‪،‬‬
‫وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬ول ال كبير( أي ول يكفي ال كبير‪ ،‬لفوات معنسسى التفضسسيل وهسسو‬
‫التعظيم‪ .‬وقوله‪ :‬أو أعظم أي ول يكفي ال أعظم‪ ،‬لنه ل يسمى تكبيرا‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫الرحمن أكبر( أي ول يكفي الرحمن أكبر‪ ،‬لفوات لفظ الجللسسة‪ ،‬ول يكفسسي بسسالولى‬
‫الرحمسسن أجسسل أو أعظسسم‪ ،‬لفسسوات اللفظيسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬ويضسسر إخلل بحسسرف( المسسراد‬
‫بالخلل عدم التيان به على ما ينبغي‪ ،‬بأن لم يأت به أصل‪ ،‬أو أتى بسسه مسسن غيسسر‬
‫مخرجه‪ ،‬وهذا في غير اللثغ‪ ،‬أما هو فل يضر في حقه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬فإن قيسسل‪:‬‬
‫لم اختص انعقادها بلفظ التكبير دون لفظ التعظيم ؟‪ .‬قلنا‪ :‬إنما اختسص بسه لن لفظسه‬
‫يدل على القدم والتعظيم على وجه المبالغة‪ ،‬ولهسسذا قسسال )ص(‪ :‬سسسبحان الس نصسسف‬
‫الميزان‪ ،‬والحمد ل تمل الميزان‪ ،‬وال أكبر مل ء ما بين السموات والرض‪ .‬وقال‬
‫)ص( ‪ -‬حكاية عن ال عزوجل ‪ :-‬الكبرياء ردائي‪ ،‬والعظمة إزاري‪ ،‬فمن نسسازعني‬
‫في شئ منهما قصمته ول أبالي‪ .‬استعار للكبرياء الرداء وللعظمسسة الزار‪ ،‬والسسرداء‬
‫أشرف من الزار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وزيادة إلخ( أي ويضسسر زيسسادة‪ ،‬فهسسو معطسسوف علسسى‬
‫إخلل‪ .‬وخرج ‍ب قوله‪ :‬يغير المعنى ما ل يغيره‪ ،‬كال الكبر‪ .‬فزيادة أل فيه ل تغير‬
‫المعنى بل تقويه بإفادة الحصر كما مر‪ .‬وكذا ل يضر ما مر من الس الجليسسل أكسسبر‪،‬‬
‫أو ال عزوجل أكبر‪ ،‬لبقاء النظم والمعنى‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسد همسسزة السس( هسسو ومسسا بعسسده‬
‫تمثيل لزيادة الحرف الذي يغيسسر المعنسسى‪ ،‬وذلسسك لنسسه يصسسير بسسه اسسستفهاما‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وكألف بعد الباء( أي فهو يغير المعنى أيضا لنه يصير بذلك جمع كبر ‪ -‬بفتح أوله‬
‫‪ -‬وهو طبل له وجه واحد‪) .‬قوله‪ :‬وزيادة واو قبل الجللة( بسسالرفع‪ ،‬معطسسوف علسسى‬
‫إخلل‪ ،‬وبالجر معطوف على مد‪ .‬ولو حذف لفظ زيادة ‪ -‬كما حذفها من الذي قبلهسسا‬
‫‪ -‬لكان أولى‪ ،‬وذلك بأن يقول‪ :‬وال أكبر‪ ،‬فيضر لفادة الواو العطف‪ ،‬ولم يتقدم هنا‬
‫ما يعطف عليه‪) .‬قوله‪ :‬وتخليسسل واو سسساكنة( بسسالرفع‪ ،‬معطسسوف علسسى إخلل‪ .‬وهسسذا‬
‫مما يؤيد الحتمال الول فيما قبلسسه‪ .‬وعبسسارة التحفسسة‪ :‬يضسسر زيسسادة واو سسساكنة لنسسه‬
‫يصير جمع له‪ ،‬أو متحركة بين الكلمتين كمتحركة قبلهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا زيسسادة‬
‫مد إلخ( أي وكذا يضر زيادة مد اللف الكائنة بين اللم والهاء إلى حد ل يقسسول بسسه‬
‫أحد من القراء‪ .‬قال ع ش‪ :‬وغاية مقدار ما نقل عنهم ‪ -‬علسسى مسسا نقلسسه ابسسن حجسسر ‪-‬‬
‫سبع ألفات‪ ،‬وتقدر كل ألف بحركتين‪ ،‬وهو على التقريسسب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬بيسن كلمسستيه(‬
‫أي التكبير‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الوقفة اليسيرة‪ .‬وقوله‪ :‬سكتة التنفس قسسال فسسي التحفسسة‪:‬‬
‫وبحث الذرعي أنه ل يضر ما زاد عليها لنحو عي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول ضم الراء( أي‬
‫ول يضر ضم الراء من أكبر‪ .‬وأما ما روي التكسسبير جسسزم فل أصسسل لسسه‪ ،‬وبفسسرض‬
‫صحته فمعناه عدم التردد فيه‪ .‬فل يصح مع التعليق‪) .‬قوله‪ :‬لو كبر مسسرات( المسسراد‬
‫بالجمع ما فوق الواحد‪ ،‬فيصدق بالثنين فأكثر‪) .‬قوله‪ :‬ناويا الفتتاح بكسسل( أي بكسسل‬
‫مرة‪) .‬قوله‪ :‬دخل فيها( أي في الصلة‪) .‬قوله‪ :‬لنه لما دخل بالولى إلخ( تأمل هذه‬
‫العلة فإنها عين المعلل أو فرد من أفراده‪ .‬فلو قال ‪ -‬كما في شسسرح السسروض ‪ :-‬لن‬
‫من افتتح صلة ثم نوى افتتاح صلة بطلت صلته‪ ،‬أو اقتصر علسسى العلسسة الثانيسسة‪.‬‬
‫وأظهر ضمير بها كأن قال‪ :‬لن نية الفتتاح بالثانية إلخ لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬لن نية‬
‫الفتتسساح بهسسا متضسسمنة لقطسسع الولسسى( أي ويصسسير ذلسسك صسسارفا عسسن السسدخول بهسسا‬
‫لضعفها عن تحصيل أمرين‪ :‬الخروج والدخول معا‪ .‬فيخرج بالشفاع لذلك‪ .‬هذا إن‬
‫لم ينو بين كل تكبيرتين خروجا أو افتتاحا‪ ،‬وإل فيخرج بالنية ويدخل بالتكبير‪ .‬وفي‬
‫] ‪[ 157‬‬
‫النهاية ما نصه‪ :‬ولو شك في أنه أحسسرم أو ل‪ ،‬فسسأحرم قبسسل أن ينسسوي الخسسروج‬
‫من الصلة لم تنعقد‪ ،‬لنا نشك في هذه النية أنها شفع أو وتر‪ ،‬فل تنعقد الصلة مسسع‬
‫الشك‪ .‬وهذا من الفروع النفيسسسة‪ .‬ولسسو اقتسسدى بإمسسام فكسسبر ثسسم كسسبر‪ ،‬فهسسل يجسسوز لسسه‬
‫القتداء به‪ ،‬حمل على أنه قطسسع النيسسة ونسسوى الخسسروج مسسن الولسسى ؟ أو يمنتسسع لن‬
‫الصل عدم قطعه للنية الولى ؟ يحتمل أن يكون على الخلف‪ .‬فيما لو تنحنسسح فسسي‬
‫أثناء صلته‪ ،‬فإنه يحمله على السهو‪ ،‬ول يقطع الصلة في الصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن‬
‫إلخ( مفهوم قوله ناويا الفتتاح بكل‪ .‬وقوله‪ :‬لم ينو ذلك أي الفتتاح بكل تكبيره‪ ،‬بأن‬
‫نوى الفتتاح بالولى فقط‪ ،‬وما عداها لم ينو به شيئا‪) .‬قوله‪ :‬ول تخلل مبطل( الواو‬
‫للحال‪ ،‬أي والحال أنه لم يتخلل بين التكبيرات مبطل للصلة‪ .‬فإن تخلل ذلك لم يكن‬
‫ما بعد الولى ذكرا بل هو تكبير التحرم والولى باطلة‪) .‬قوله‪ :‬كإعادة إلسسخ( تمثيسسل‬
‫للمبطل‪ .‬واندرج تحت الكاف ما مر من نية الخروج أو الفتتاح بين كسل تكسبيرتين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فما بعد الولى( أي من الثانية والثالثة‪ ،‬وهكسسذا‪ .‬وقسسوله‪ :‬ذكسسر ل يسسؤثر أي ل‬
‫يضر في صحة الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ويجب إسماعه( المصدر مضاف إلسسى مفعسسوله بعسسد‬
‫حسسذف الفاعسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬أي التكسسبير أي جميسسع حروفسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬نفسسسه مفعسسول ثسسان‬
‫لسماع‪) .‬قوله‪ :‬إن كان صحيح السمع( قيد لشتراط السماع‪ ،‬وخرج به مسسا إذا لسسم‬
‫يكن صحيح السمع‪ ،‬بأن كان أصم‪ ،‬فل يجب عليسسه ذلسسك‪ ،‬بسسل يجسسب عليسسه أن يرفسسع‬
‫صوته بقدر ما يسمعه لسسو كسسان صسسحيح السسسمع‪ .‬وقسوله‪ :‬ول عسسارض أي مسسانع مسن‬
‫السماع موجود‪ ،‬فلو كان هناك عارض لم يجب عليه السماع ولكن يجب عليه مسسا‬
‫مر‪) .‬وقوله‪ :‬من نحو لغط( بيان للعارض‪ ،‬واللغط ارتفاع الصوات‪) .‬قوله‪ :‬كسائر‬
‫ركن قولي( الكاف للتنظير‪ ،‬أي مثل باقي الركان القولية‪ ،‬فإنه يجب فيها السماع‪.‬‬
‫وكان الولى التعبير بصيغة الجمع ل بالمفرد لنه نكرة في سياق الثبات‪ ،‬وهي ل‬
‫تعم حينئذ‪ .‬وقوله‪ :‬من الفاتحة إلخ بيان للمضاف أو المضاف إليه‪) .‬قسسوله‪ :‬المنسسدوب‬
‫القسسولي( أي كالسسسورة والتشسسهد الول والتسسسبيحات‪ ،‬وغيسسر ذلسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬لحصسسول‬
‫السنة( متعلق بيعتبر‪ ،‬أي يعتبر ذلك لجل حصسسول السسسنة‪ ،‬فلسسو لسسم يسسسمعه نفسسه ل‬
‫تحصل له السنة‪) .‬قوله‪ :‬وسن جسسزم رائه( أي ول يجسسب‪ ،‬ومسسن قسسال بسسه فقسسد غلسسط‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خروجا من خلف من أوجبه( متمسكا بالحسسديث المسسار‪ ،‬وقسسد علمسست مسسا مسر‬
‫فيه‪) .‬قوله‪ :‬وجهر به( أي وسن جهر بالتكبير‪ .‬وقوله‪ :‬لمام وكذا مبلغ احتيسسج إليسسه‪،‬‬
‫لكسسن إن نويسسا السسذكر أو والسسسماع وإل بطلسست صسسلتهما‪ .‬وخسسرج بالمسسام والمبلسسغ‬
‫غيرهما‪ ،‬كالمنفرد والمأموم‪ ،‬فل يجهران به بل يأتيان به سرا‪) .‬قوله‪ :‬ورفع كفيسسه(‬
‫أي وسن رفع كفيه‪ ،‬لحديث ابن عمر رضي ال عنهما‪ :‬أنسسه )ص( كسسان يرفسسع يسسديه‬
‫حذو منكبيه إذا افتتح الصلة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وحكمته ‪ -‬كمسسا قسسال الشسسافعي رضسسي‬
‫الس عنسسه ‪ -‬إعظسسام إجلل الس تعسسالى‪ ،‬ورجسساء ثسسوابه‪ ،‬والقتسسداء بنسسبيه محمسسد عليسسه‬
‫الصلة والسلم‪ .‬ووجه العظام ما تضمنه الجمع بيسن مسا يمكنسه مسن انعقساد القلسب‬
‫على كبريائه تعالى وعظمته‪ ،‬والترجمة عنه باللسان‪ ،‬وإظهار ما يمكن إظهسساره بسسه‬
‫من الركان‪ .‬وقيل‪ :‬للشارة إلى توحيده‪ .‬وقيل‪ :‬ليسراه مسن ل يسسمع تكسبيره فيقتسدي‬
‫به‪ .‬وقيل‪ :‬إشارة إلى طسسرح مسسا سسسوى الس والقبسسال بكلسسه علسسى صسسلته‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫إحداهما( أي أو رفع إحدى كفيه‪ .‬وقوله‪ :‬إن تعسر رفع الخسسرى أي بشسسلل ونحسسوه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بكشف( كان الولى أن يقول وكونهما مكشوفتين‪ ،‬لنسه سسنة مسستقلة‪ .‬ومثلسه‬
‫يقال في قوله‪ :‬ومع تفريق أصابعهما‪ ،‬وقوله‪ :‬حذو منكبيه‪ .‬لن كل واحد منهما سنة‬
‫مستقلة‪) .‬قوله‪ :‬أي مع كشفهما( أشسار بسه إلسى أن البساء بمعنسى مسع‪) .‬قسوله‪ :‬ويكسره‬
‫خلفه( ضميره راجع للكشف لنه أقسسرب مسسذكور‪ ،‬ويحتمسسل رجسسوعه للمسسذكور مسن‬
‫الرفع والكشف وهو أولى‪ .‬ويكره أيضا ترك التفريق وتسسرك كسسل سسسنة طلبسست منسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومع تفريق( معطوف على قوله‪ :‬مع كشفهما‪ .‬وقوله‪ :‬أصسسابعهما أي الكفيسسن‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬تفريقا وسطا أي ليكسسون لكسسل عضسسو اسسستقلل بالعبسسادة‪ .‬ويسسسن عنسسد م ر أن‬
‫يميسسل أطرافهمسسا نحسسو القبلسسة‪ ،‬ول يسسسن عنسسد حجسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬حسسذو( ظسسرف متعلسسق‬
‫بمحذوف حال من‬

‫] ‪[ 158‬‬
‫رفسسع‪ ،‬أي حسسال كسسونه منهيسسا حسسذاء منكسسبيه‪ .‬وقسسوله‪ :‬أي مقابسسل تفسسسير لحسسذو‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬منكبيه( المنكب مجمع عظم العضد والكتف‪ .‬والعضد ما بيسسن المرفسسق إلسسى‬
‫الكتسسف‪) .‬قسسوله‪ :‬بحيسسث إلسسخ( تصسسوير لكسسونه حسسذو منكسسبيه‪ .‬وعبسسارة الخطيسسب‪ :‬قسسال‬
‫النووي في شرح مسلم‪ :‬معنى حذو منكبيه أن تحاذي أطراف أصابعه‪ ،‬إلخ‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫أطراف أصابعه فاعل تحاذي‪ ،‬والمراد بها غير البهامين من بقية الصابع‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫أعلى أذنيه مفعوله‪) .‬قوله‪ :‬وإبهاماه إلخ( أي ويحاذي إبهاماه شحمتي أذنيسسه‪ ،‬أي مسسا‬
‫لن منهما‪) .‬قوله‪ :‬وراحتاه منكسسبيه( أي وتحسساذي راحتسساه ‪ -‬أي ظهرهمسسا ‪ -‬منكسسبيه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية الرفع حذو منكبيه‪ ،‬وهو مسسا رواه ابسسن عمسسر‪ :‬أنسسه )ص(‬
‫كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلة‪) .‬قوله‪ :‬وهذه الكيفيسسة( أي الرفسسع حسسذو‬
‫منكبيه بحيث يحاذي إلخ‪ ،‬مع الكشف وتفريق الصابع‪ .‬قوله‪ :‬بأن يقرنه به تصسسوير‬
‫لكون الرفع مع قيوده مصاحبا لجميع التكسسبير‪ .‬والضسسمير الول البسسارز يعسسود علسسى‬
‫الرفع‪ ،‬والضمير في به للتكبير‪ .‬وقسسوله‪ :‬ابتسسداء راجسسع للرفسسع والتكسسبير‪ .‬أي ويقسسرن‬
‫ابتداء الرفع بابتداء التكبير‪ .‬وقسسوله‪ :‬وينهيهمسسا أي الرفسسع والتكسسبير معسسا‪ .‬بسسأن يفسسرغ‬
‫منهما جميعا‪ .‬واستحباب انتهائهما معا هو المعتمد‪ .‬وقيل‪ :‬ل ندب في النتهاء معسسا‪،‬‬
‫بل إن فرغ منهما معا فذاك‪ ،‬أو من أحدهما قبل تمام الخر أتم الخر‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسع‬
‫ركوع( معطوف على مع تحرم‪ ،‬أي وتسن هذه الكيفية أيضا مع ركوع‪ .‬لكن هنا ل‬
‫يسن انتهاء التكبير مع انتهاء الرفع‪ ،‬بل يسن مد التكبير إلى تمام النحناء‪ ،‬كمسا فسي‬
‫التحفة‪) .‬قوله‪ :‬للتباع السسوارد مسسن طسسرق كسسثيرة( دليسسل لكونهسسا تسسسن مسسع الركسسوع‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬كما صح عنه )ص( من طسسرق كسسثيرة‪ ،‬ونقلسسه البخسساري عسسن سسسبعة‬
‫عشر صحابيا‪ ،‬وغيره عن أضعاف ذلك‪ .‬بل لم يصح عن واحد منهسسم عسسدم الرفسسع‪،‬‬
‫ومن ثم أوجبه بعض أصحابنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ورفع منه( بالجر‪ ،‬معطوف على تحسسرم‪،‬‬
‫أي وتسن هذه الكيفية مع رفع من الركوع للعتدال‪ .‬والكمل أن يكون ابتسسداء رفسسع‬
‫اليدين مع ابتداء رفع رأسه‪ ،‬ويسسستمر إلسسى انتهسسائه ثسسم يرسسسلهما‪) .‬قسسوله‪ :‬ورفسسع مسسن‬
‫تشهد أول( أي وتسن هذه الكيفية أيضا عند ارتفاعه من التشهد الول‪ ،‬أي انتصسسابه‬
‫منه‪ .‬وانظر متى يكون ابتداء رفع اليسسدين‪ ،‬هسسل هسسو عنسسد ابتسسداء الرفسسع مسسن التشسسهد‬
‫الول ؟ أو بعد وصوله إلى حسسد أقسسل الركسسوع ؟ والظسساهر الثسساني‪ ،‬وإن كسسان ظسساهر‬
‫عبارته الول‪ ،‬لنه في ابتداء رفعه منه يكون معتمدا عليهما‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬للتبسساع‬
‫فيهما( أي في الرفع من الركوع والرفع من التشهد الول‪) .‬قسسوله‪ :‬ووضسسعهما إلسسخ(‬
‫بالرفع‪ ،‬معطوف علسسى جسسزم رائه‪ ،‬أي وسسسن وضسسع الكفيسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬تحسست صسسدره‬
‫وفوق سرته( أي مائل إلى جهسسة يسسساره‪ ،‬لن القلسسب فيهسسا‪ .‬والحكمسسة فسسي وضسسعهما‬
‫كذلك أن يكونا على أشرف العضسساء‪ ،‬وهسسو القلسسب‪ ،‬لحفسسظ اليمسسان فيسسه‪ ،‬فسسإن مسسن‬
‫احتفظ علسسى شسسئ جمسسع يسسديه عليسسه‪ .‬ا‍ه ش ق‪) .‬قسسوله‪ :‬للتبسساع( وهسسو مسسا رواه ابسسن‬
‫خزيمة في صحيحه‪ ،‬عن وائل بن حجر‪ ،‬أنه قال‪ :‬صسسليت مسسع النسسبي )ص( فوضسسع‬
‫يده اليمنى على يده اليسرى تحت صدره‪ .‬قوله‪ :‬آخذا بيمينه حسسال مسسن فاعسسل وضسسع‬
‫المحذوف‪ ،‬أي وضع المصلي كفيه تحت صدره إلخ‪ ،‬حال كسسونه آخسسذا بيمينسسه ‪ -‬أي‬
‫ببطنها ‪ -‬كوع يساره ‪ -‬أي وبعض ساعدها‪ .‬وبعسسض رسسسغها ‪ -‬وهسسذا هسو الفضسسل‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يتخير بين بسسسط أصسسابع اليمنسسى فسسي عسسرض المفصسسل وبيسسن نشسسرها صسسوب‬
‫الساعد‪ .‬والحكمة في ذلك تسكين اليدين‪ .‬وقيل‪ :‬حفظ اليمان فسسي قلبسه‪ ،‬علسسى العسادة‬
‫فيمن أراد حفظ شئ نفيس‪ .‬والكوع ‪ -‬كما تقدم ‪ :-‬هو العظم السسذي يلسسي أصسسل إبهسسام‬
‫اليد‪ .‬والكرسوع‪ :‬هو الذي يلي الخنصر‪ .‬والرسغ‪ :‬هو مسسا بينهمسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وردهمسسا(‬
‫أي الكفين‪ ،‬بعد رفعهما‪ .‬وقوله‪ :‬إلسسى تحسست الصسسدر متعلسسق بسسرد‪) .‬قسسوله‪ :‬أولسسى مسسن‬
‫إرسالهما إلخ( أي لما في ذلك من زيادة الحركة‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬بل صرح‬
‫البغوي بكراهة الرسال‪ ،‬لكنه محمول على من لم يأمن العبث‪ .‬وقوله‪ :‬ثسسم اسسستئناق‬
‫هو بالجر معطوف على إرسالهما‪) .‬قوله‪ :‬ينبغي أن ينظر إلخ(‬

‫] ‪[ 159‬‬
‫أي لحتمال أن يكون فيه نجاسة أو نحوها تمنعه السسسجود‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬وقسسوله‪:‬‬
‫قبل الرفع( أي رفع يديه حسسذو منكسسبيه‪ .‬وقسسوله‪ :‬والتكسسبير أي تكسسبير التحسسرم‪ .‬ويسسسن‬
‫للمصلي أن ينظر موضع سجوده في جميع صلته لنسسه أقسسرب للخشسسوع‪ .‬واسسستثنى‬
‫الماوردي الكعبة فقال إنه ينظر إليها‪ .‬وهو ضعيف‪ ،‬والمعتمد عدم الستثناء‪ .‬ويسن‬
‫للعمى ومن في ظلمة أن تكون حالته حالة الناظر لمحل سسسجوده‪) .‬قسسوله‪ :‬وثالثهسسا(‬
‫أي ثالث أركان الصلة‪) .‬قوله‪ :‬قيام قادر( هو أفضل الركان لشتماله على أفضسسل‬
‫الذكار وهو القرآن‪ ،‬ثم السجود لحديث‪ :‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهسسو سسساجد‪.‬‬
‫ثم الركوع‪ ،‬ثم بسساقي الركسسان‪ .‬ويسسن أن يفسرق بيسن قسسدميه بشسبر‪ ،‬ويكسره أن يقسسدم‬
‫إحدى رجليه على الخسسرى وأن يلصسسق قسسدميه‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي‪ .‬وقسسوله‪ :‬عليسسه متعلسسق‬
‫بقادر‪ .،‬وضميره يعود على القيسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬بنفسسسه( متعلسسق بقسسادر أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫بغيره( أي من معين‪ ،‬ولو بأجرة فاضلة عما يعتبر في الفطسسرة‪ ،‬أو عكسسازة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫في فرض( متعلق بقيام‪ .‬وخرج به النفل‪ ،‬وسيصسسرح بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو منسسذورا( أي‬
‫ولو كان ذلك الفسسرض منسذورا أو معسادا فيجسب فيسه القيسسام‪) .‬قسوله‪ :‬ويحصسسل القيسام‬
‫بنصب فقار ظهره( أي لن اسم القيام ل يوجد إل معسسه‪ ،‬فل يضسسر إطسسراق السسرأس‬
‫بل يسن‪) .‬قوله‪ :‬التي هي مفاصله( أي الظهر‪) .‬قوله‪ :‬ولو باستناد إلسسخ( أي يحصسسل‬
‫القيام بما ذكر ولو مع استناد المصلي لشئ لسو زال ذلسك الشسسئ المسستند إليسه لسسسقط‬
‫المصلي‪ ،‬بخلف ما لو كان بحيث يرفع قدميه إن شسساء‪ ،‬فل يصسسح‪ ،‬لنسسه ل يسسسمى‬
‫قائما بل هو معلق نفسه حينئذ‪ .‬فقوله‪ :‬بحيث الحيثية للتقييد‪ ،‬وفاعل زال يعسسود علسسى‬
‫الشسسئ‪ ،‬وفاعسسل سسقط يعسسود علسسى المصسلي‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسره السستناد( أي المسسذكور‪.‬‬
‫وحمل حيث ل ضرورة إليه‪) .‬قوله‪ :‬بانحناء( معطوف على بنصب‪ ،‬أي ل يحصسسل‬
‫القيام بانحناء إلخ‪ .‬ول يحصسسل أيضسسا إن مسسال علسسى جنبسسه بحيسسث يخسسرج عسسن سسسنن‬
‫القيام‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان أقرب إلى أقل الركوع خرج به ما إذا كان أقرب إلسسى القيسسام‪،‬‬
‫أو استوى المران‪ ،‬فل يضر‪ .‬وقوله‪ :‬إن لم يعجز عن تمام النتصسساب أي لكسسبر أو‬
‫مرض أو غير ذلك‪ .‬فإن عجز عنه لسسذلك‪ ،‬فعسسل مسسا أمكنسسه وجوبسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ولعسساجز‬
‫إلخ( مفهوم قوله‪ :‬قادر عليه‪) .‬قوله‪ :‬بأن لحقه إلخ( تصوير للمشسسقة‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسه أي‬
‫بالقيام‪ .‬وقوله‪ :‬بحيث ل تحتمل عادة تصوير لشدة المشقة‪) .‬قسسوله‪ :‬وضسسبطها المسسام‬
‫إلخ( عبارة النهاية‪ :‬قال الرافعي‪ :‬ول نعني بالعجز ‪ -‬أي عن القيسسام ‪ -‬عسسدم المكسسان‬
‫فقط‪ ،‬بل فسسي معنسساه خسسوف الهلك أو الغسسرق‪ ،‬أو زيسسادة المسسرض‪ ،‬أو لحسسوق مشسسقة‬
‫شديدة‪ ،‬أو دوران الرأس في حق راكب السفينة‪ ،‬كما تقدم بعض ذلك‪ .‬قال في زيادة‬
‫الروضسسة‪ :‬السسذي اختسساره المسسام فسسي ضسسبط العجسسز أن تلحقسسه مشسسقة شسسديدة تسسذهب‬
‫خشوعه‪ .‬لكنه قال في المجموع‪ :‬أن المذهب خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأجاب الوالد ‪ -‬رحمسسه ال س‬
‫تعالى ‪ -‬بأن إذهاب الخشوع ينشأ عن مشقة شديدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬صسسلة قاعسسدا( مبتسسدأ‬
‫مؤخر خبره الجار والمجرور قبلسسه‪ .‬وإذا صسسلى كمسسا ذكسسر فل إعسسادة عليسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كراكب سفينة خاف إلخ( تمثيسسل للعسساجز عسسن القيسسام‪ .‬أي فيصسسلي قاعسسدا وإن أمكنسسه‬
‫الصسسلة قائمسا علسى الرض‪ .‬كمسا فسي الكفايسسة‪ .‬ولعسل محلسه إذا شسق الخسسروج إلسسى‬
‫الرض أو فوت مصلحة السفر‪ .‬ا‍ه سم‪) .‬قوله‪ :‬وسلس( بكسر اللم‪ ،‬اسم فاعل‪ ،‬أي‬
‫فله‪ ،‬بل عليه ‪ -‬كما في النوار ‪ -‬أن يصلي قاعدا‪ ،‬لكن بالشرط السسذي ذكسسره‪ .‬ومثسسل‬
‫السلس من بعينه ماء وقال له الطبيب إن صليت مسسستلقيا أمكنسست مسسداواتك‪ ،‬فسسإن لسسه‬
‫ترك القيام ‪ -‬على الصح ‪ -‬من غير إعادة‪) .‬قوله‪ :‬وينحني القاعد( أي العساجز عسن‬
‫القيام‪ ،‬ومثله‬

‫] ‪[ 160‬‬
‫المتنفل قاعدا‪ .‬وقوله‪ :‬بحيث تحاذي إلخ تصسسوير للنحنسساء‪ .‬أي ينحنسسي انحنسساء‬
‫مصورا بحالة هي أن تحاذي إلخ‪ .‬وهذا أقسسل الركسسوع‪ ،‬وأمسسا أكملسسه فهسسو أن تحسساذي‬
‫جبهته موضع سجوده‪) .‬قوله‪ :‬يجوز لمريض( فاعل الفعل قوله بعد‪ :‬الصلة معهسسم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أمكنه القيام( أي في جميع الصلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسو انفسسرد أي لسسو صسسلى منفسسردا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل‪ :‬إن صلى إلخ( أي ل يمكنه القيام إن صلى فسسي جماعسسة‪ ،‬ل إن جلسسس فسسي‬
‫بعضها‪) .‬قوله‪ :‬الصلة معهم( أي مع الجماعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع الجلسسوس فسسي بعضسسها(‬
‫إنما جوز لجل تحصيل فضيلة الجماعة‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬وكسسأن وجهسسه أن عسسذره‬
‫اقتضى مسامحته بتحصيل الفضائل‪ ،‬فاندفع قول جمع‪ :‬ل يجوز لسسه ذلسسك لن القيسسام‬
‫آكد من الجماعسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بتحصسسيل أي بسسسبب تحصسسيل الفضسسائل‪ ،‬أي لجلهسسا‪.‬‬
‫فجوز له القعود في بعض الصلة لتحصيل فضيلة الجماعة‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫كان الفضل النفسراد( أي ليسأتي بهسا كلهسا مسن قيسام‪) .‬قسوله‪ :‬وكسذا إلسخ( أي ومثسل‬
‫المريض المذكور الشخص الذي إذا قرأ إلخ‪ .‬وعبارة التحفسسة‪ :‬ومسسن ثسسم لسسو كسسان إذا‬
‫قرأ الفاتحة فقط إلخ‪) .‬قوله‪ :‬أو والسورة( أي أو قرأ الفاتحة والسسسورة معسسا‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫قعد فيها أي السورة‪) .‬قوله‪ :‬جاز له قراءتها( أي السورة‪ .‬قال سم فيه‪ :‬حيث لم يقسسل‬
‫جاز له الصلة مع القعود تصريح بأنه إنمسسا يقعسسد عنسسد العجسسز ل مطلقسسا‪ ،‬فسسإذا كسسان‬
‫يقدر على القيام إلى قدر الفاتحة ثم يعجز قدر السورة قام إلى تمسسام الفاتحسسة ثسسم قعسسد‬
‫حال قراءة السورة‪ ،‬ثم قام للركوع‪ .‬وهكسسذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن كسسان الفضسسل تركهسسا(‬
‫أي السورة‪) .‬قوله‪ :‬الفتراش( هو أن يجلس الشخص علسى كعسب اليسسرى‪ ،‬جساعل‬
‫ظهرها للرض‪ ،‬وينصب قسسدمه اليمنسسى ويضسسع بسسالرض أطسسراف أصسسابعها لجهسسة‬
‫القبلة‪ .‬وإنما كان أفضسسل لنسه قعسسود عبسسادة‪ ،‬ولنسسه قعسود ل يعقبسسه سسلم‪ .‬قسسوله‪ :‬ثسم‬
‫التربع هو أن يجلس على وركيه‪ ،‬ويضع رجله اليمنى تحسست فخسسذه اليسسسر ورجلسسه‬
‫اليسرى تحت فخذه اليمن‪ .‬وفي القاموس‪ :‬تربع فسي جلوسسه‪ :‬خلف جسثى وأقعسى‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ثم التورك هو كالفتراش‪ ،‬إل أن المصلي يخرج يساره على هيئتها فسسي‬
‫الفتراش من جهة يمينه ويلصق وركه بالرض‪) .‬قوله‪ :‬فإن عجز إلخ( الصل في‬
‫ذلك خبر البخاري‪ :‬أنه )ص( قال لعمران بن حصين رضي ال عنهما وعنا بهما ‪-‬‬
‫وكانت به بواسير ‪ :-‬صل قائما‪ ،‬فإن لم تستطع فقاعدا‪ ،‬فإن لم تستطع فعلسسى جنسسب‪.‬‬
‫زاد النسائي‪ :‬فإن لم تستطع فمسسستلقيا‪ ،‬ل يكلسسف الس نفسسسا إل وسسسعها‪) .‬قسسوله‪ :‬علسسى‬
‫جنبه( أي ال يمسسن‪ ،‬بسسدليل مسسا سيصسسرح بسسه مسسن أنسسه علسسى اليسسسر مكسسروه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫مستقبل( حال من فاعل صلى‪ .‬وقوله‪ :‬بوجهه ل يرد ما مر مسسن أنسسه بالصسسدر‪ ،‬لن‬
‫محله في القائم أو القاعد‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬وفي وجوب استقبالها بسسالوجه هنسسا‪ ،‬دون‬
‫القيام والقعود‪ ،‬نظر‪ ،‬وقياسهما عدم وجسسوبه‪ ،‬إذ ل فسسارق بينهمسسا لمكسسان السسستقبال‬
‫بالمقدم دونه‪ ،‬وتسميته مع ذلك مستقبل في الكل بمقدم بدنه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومقدم بدنه(‬
‫المراد به الصدر‪) .‬قوله‪ :‬ويكره( أي الضطجاع‪ .‬وقوله‪ :‬بل عذر فسسإن وجسسد عسسذر‬
‫لم يمكنه من الضطجاع على اليمسسن اضسسطجع علسسى اليسسسر‪ ،‬بل كراهسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فمستلقيا( معطوف على مضجطعا‪ ،‬أي فإن عجز عن‬

‫] ‪[ 161‬‬
‫الصلة مضطجعا صلى مستلقيا على ظهره‪) .‬قوله‪ :‬وأخمصاه( هو بفتح الميم‬
‫أشهر من ضمها وكسرها‪ ،‬وبتثليسسث الهمسسزة أيضسسا‪ :‬وهمسسا المنخفسسض مسسن القسسدمين‪،‬‬
‫وهسسو بيسسان للفضسسل‪ ،‬فل يضسسر إخراجهمسسا عنهسسا ‪ -‬أي القبلسسة ‪ -‬لنسسه ل يمنسسع اسسسم‬
‫الستلقاء‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أن يضع إلسسخ( قسسال فسسي التحفسسة‪ .‬إل أن يكسسون‬
‫داخل الكعبة‪ ،‬وهي مسقوفة أو بأعلها مسسا يصسسح اسسستقباله‪ ،‬أي فل يجسسب أن يضسسع‬
‫ذلك‪ .‬وله في داخلها أن يصلي منكبا على وجهه ولو مع قدرته على السسستلقاء فيمسسا‬
‫يظهسسر‪ ،‬لسسستواء الكيفيسستين فسسي حقسسه حينئذ‪ ،‬وإن كسسان السسستلقاء أولسسى‪ .‬ا‍ه بزيسسادة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يومئ إلى صوب القبلة( أي ويجسسب أن يسومئ برأسسه إلسى جهسة القبلسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬راجعا وساجدا الولى للركوع والسسسجود لن اليمسساء بسسالرأس لهمسسا‪ ،‬تأمسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبالسجود إلخ( أي واليماء بالسسسجود أخفسسض‪ ،‬فهسسو متعلسسق بمحسسذوف واقسسع‬
‫مبتسسدأ خسسبره أخفسسض‪) .‬قسسوله‪ :‬إن عجسسز عنهمسسا( أي يجسسب أن يسسومئ إن عجسسز عسسن‬
‫التيان بالركوع والسجود‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ثم إن أطاق الركوع والسجود أتى بهما‪،‬‬
‫وإل أومسسأ لهمسسا برأسسسه‪ .‬ويقسسرب جبهتسسه مسسن الرض مسسا أمكنسسه‪ ،‬ويجعسسل السسسجود‬
‫أخفض‪) .‬قوله‪ :‬أومأ بأجفانه( ول يجب فيه إيماء للسجود أخفض‪ ،‬بخلفه فيما مسسر‪،‬‬
‫لظهور التمييز بينهما في اليماء بالرأس دون الطرف‪) .‬قوله‪ :‬فسسإن عجسسز( أي عسسن‬
‫اليماء بالجفان‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ثم إن عجز عن اليماء بطرفه صسسلى بقلبسسه‪ ،‬بسسأن‬
‫يجري أركانها وسننها على قلبه‪ ،‬قولية كانت أو فعلية‪ ،‬إن عجز عسسن النطسسق أيضسسا‬
‫بأن يمثل نفسه قائما وقارئا وراكعا لنه الممكسسن‪ ،‬ول إعسسادة عليسسه‪ .‬والقسسول بنسسدرته‬
‫ممنسسوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أجسسرى أفعسسال الصسسلة علسسى قلبسسه( أي وأقوالهسسا إن عجسسز عسسن‬
‫النطق‪ ،‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬فل تسقط عنه إلخ( وعن المام أبسسي حنيفسسة ومالسسك‪ :‬أنسسه‬
‫إن عجز عن اليماء برأسه سقطت عنسسه الصسسلة‪ .‬قسسال المسسام مالسسك‪ :‬فل يعيسسد بعسسد‬
‫ذلك‪ .‬اه‍ بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وإنما أخروا القيام إلخ( عبارة المغنسسي‪ :‬فسسإن قيسسل لسسم أخسسر‬
‫القيام عن النية والتكبير مسسع أنسسه مقسسدم عليهمسسا ؟ أجيسسب بأنهمسسا ركنسسان فسسي الصسسلة‬
‫مطلقا‪ ،‬وهو ركن في الفرضية فقط‪ ،‬فلذا قدما عليسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬عسسن سسسابقيه( همسسا‬
‫النيسسة وتكسسبيره الحسسرام‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع تقسسدمه أي القيسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬لنهمسسا( أي سسسابقيه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي القيام‪ .‬وقوله‪ :‬ركن في الفريضة أي فانحطت رتبته عنهما‪) .‬قوله‪:‬‬
‫كمتنفل( الكاف للتنظير‪ ،‬أي إن العاجز عن القيام كمصلي النافلة‪) .‬قوله‪ :‬فيجوز لسسه‬
‫أن يصلي النفل قاعدا( أي ولو نحو عيد‪ ،‬وذلك لخبر البخاري‪ :‬من صلى قائما فهسسو‬
‫أفضل‪ ،‬ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم‪ ،‬ومن صلى نائما ‪ -‬أي مضسسطجعا ‪-‬‬
‫فله نصف أجر القاعد‪ .‬وللجماع‪ ،‬ولن النفل يكثر‪ ،‬فاشتراط القيام فيسسه يسسؤدي إلسسى‬
‫الحرج أو السسترك‪ .‬ومحسسل نقصسسان أجسسر القاعسسد والمضسسطجع‪ :‬عنسسد القسسدرة‪ ،‬وإل لسسم‬
‫ينقص من أجرهما شئ‪ .‬وفي غير نبينا )ص(‪ ،‬إذ مسسن خصائصسسه أن تطسسوعه غيسسر‬
‫قائم كهو قائما لنه مأمون الكسسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ومضسسطجعا( والفضسسل أن يكسسون علسسى‬
‫شقه اليمن‪ ،‬فإن اضطجع على اليسر جاز‪ ،‬مع الكراهة حيسسث ل عسسذر‪ ،‬كمسسا مسسر‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يصح النفل من اضسسطجاع لمسسا فيسسه مسسن انمحسساق صسسورة الصسسلة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويلزم المضطجع إلخ( وقيل‪ :‬يومئ بهما‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسا مسستلقيا( أي أمسسا التنفسسل حسسال‬
‫كسسونه مسسستلقيا علسسى ظهسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يصسسح( أي السسستلقاء‪ ،‬وإن أتسسم ركسسوعه‬
‫وسسسجوده‪ ،‬لعسسدم وروده‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي المجمسسوع إلسسخ( قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬ولسسو أراد‬
‫عشرين ركعة قاعدا وعشرا قائما ففيه احتمالن في الجسسواهر‪ .‬وأفسستى بعضسسهم بسسأن‬
‫العشرين أفضل لما فيها من زيادة الركوع وغيره‪ .‬ويحتمل خلفه‬

‫] ‪[ 162‬‬
‫لنها أكمل‪ .‬وظاهر الحديث الستواء‪ ،‬والمعتمد ‪ -‬كما أفسستى بسسه الوالسسد رحمسسه‬
‫ال ‪ -‬تفضيل العشر من قيام عليها لنها أشق‪ .‬فقد قال الزركشي في قواعده‪ :‬صسسلة‬
‫ركعتين من قيام أفضل من أربع مسسن قعسسود‪ .‬ويؤيسسده حسسديث‪ :‬أفضسسل الصسسلة طسسول‬
‫القنوت أي القيام‪ .‬وصورة المسألة ما إذا استوى الزمان‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب‬
‫ع ش ما نصه‪ .‬قوله‪ :‬من قيام عليها‪ :‬أي على العشرين من قعود‪ ،‬أما لو كانت الكل‬
‫من قيام‪ ،‬واستوى زمن العشسسر والعشسسرين‪ ،‬فالعشسسرون أفضسسل لمسسا فيهسسا مسسن زيسسادة‬
‫الركوعات والسجودات‪ ،‬مع اشسستراك الكسسل فسسي القيسسام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي الروضسسة‪:‬‬
‫تطويل السجود أفضسل( أي لحسديث‪ :‬أقسرب مسا يكسون العبسد مسن ربسه وهسو سساجد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ورابعها( أي رابسسع أركسسان الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسراءة فاتحسسة( أي فسسي الفسسرض‬
‫والنفسسل‪ ،‬للمنفسسرد وغيسسره‪ ،‬فسسي السسسرية والجهريسسة‪ ،‬حفظسسا أو تلقينسسا أو نظسسرا فسسي‬
‫مصحف‪ .‬وقوله‪ :‬في قيامها أي أو بدله‪ ،‬وهو القعود‪) .‬قسسوله‪ :‬لخسسبر الشسيخين( دليسسل‬
‫لوجوب القراءة‪) .‬قوله‪ :‬ل صلة( أي صحيحة‪ ،‬لن نفسسي الصسسحة أقسسرب إلسسى نفسسي‬
‫الحقيقة من نفي الكمال‪ .‬وروي أيضا‪ :‬ل تجزئ صلة ل يقرأ فيها بفاتحسسة الكتسساب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي في كل ركعة( وهذا يعلم من خبر المسئ صلته‪ ،‬في قسسوله عليسسه السسسلم‬
‫له‪ :‬إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن‪ ،‬ثم اصنع ذلك في كل ركعسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إل ركعة مسبوق( أي حقيقة أو حكما‪ .‬كبطسسء القسسراءة أو الحركسسة‪ ،‬ومسسن زحسسم عسسن‬
‫السجود‪ ،‬أو أنسي أنه في الصلة‪ ،‬أو شك بعد ركوع إمامه وقبل ركوعه في قسسراءة‬
‫الفاتحة وتخلف لقراءتها‪ ،‬فإنه يغتفر له ثلثة أركان طويلسسة‪ .‬فسسإذا قرأهسسا ولسسم يسسسبق‬
‫بأكثر من ذلسسك‪ ،‬ومشسسى علسسى نظسسم صسسلته‪ ،‬ثسسم قسسام فوجسسد المسسام راكعسسا أو هاويسسا‬
‫للركوع‪ ،‬ركع معه‪ ،‬وسقطت عنه الفاتحة‪ .‬وكسسون مسسا ذكسسر فسسي معنسسى المسسسبوق إذا‬
‫فسر بالذي لم يدرك مع المام زمنا يسع الفاتحة في الركعة الولسسى‪ ،‬وأمسسا إذا فسسسر‬
‫بمن لم يدرك مع المام زمنا يسع الفاتحة فسسي أي ركعسسة فتكسسون هسسذه الصسسورة منسسه‬
‫حقيقية‪ .‬ا‍ه بجيرمي بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬فل تجب عليه فيها( أي ل تجب الفاتحة عليسسه‬
‫في الركعة التي سبق فيها أي أنه ل يستقر وجوبها عليه لتحمل المام لها عنه‪ ،‬وإل‬
‫فهي وجبت عليه ثم سقطت عنه‪) .‬قوله‪ :‬حيث لم يدرك إلخ( الولى أن يقول‪ :‬وهسسو‬
‫الذي لم يدرك إلخ‪ .‬لن ما ذكره هسسو ضسسابط المسسسبوق ل قيسسده‪ ،‬كمسسا تفيسسده الحيثيسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من قيام المام متعلق بيدرك‪) .‬قوله‪ :‬ولو في كل الركعات( غايسسة لقسسوله‪ :‬فل‬
‫تجب عليه إلخ‪ .‬أي ل تجب الفاتحسسة عليسسه إذا سسسبق‪ ،‬ولسسو سسسبق فسسي كسسل الركعسسات‪.‬‬
‫ويحتمل أنه غاية لقوله‪ :‬لم يدرك زمنا إلخ‪ .‬أي لم يدرك ذلك ولو في كل الركعسسات‪.‬‬
‫والول أظهر‪) .‬قوله‪ :‬لسبقه إلخ( علة لتصور عدم وجوبها عليه في كسسل الركعسسات‪.‬‬
‫وإضافة سبق إلى الضمير من إضافة المصدر لمفعوله بعسسد حسسذف الفاعسسل إن أعيسد‬
‫الضمير للمأموم‪ ،‬أي لسبق المام إياه بالفاتحسسة‪ .‬أو مسسن إضسسافة المصسسدر لفسساعله إن‬
‫أعيد للمام‪ ،‬ويقدر له مفعول يعسسود علسسى المسسأموم‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي الولسسى أي الركعسسة‬
‫الولى‪) .‬قوله‪ :‬وتخلف المأموم( أي ولتخلف المأموم‪ ،‬أي في غير الولسسى‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫عنه أي عن إمسامه‪) .‬وقسوله‪ :‬بزحمسة( أي بسسبب زحمسسة عسن السسجد‪ ،‬وهسسو متعلسسق‬
‫بتخلف‪) .‬قوله‪ :‬أو نسيان( أي للصلة أو للقراءة‪ ،‬كما يدل عليه إطلقه‪ .‬أي فيتخلف‬
‫لقراءتها ويغتفر له ثلثة أركان طويلة كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬فلم يقم من السجود( أي بعد‬
‫أن جرى على نظسسم صسسلة نفسسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي كسسل ممسسا بعسسدها أي الولسسى‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫المتطهر( خرج به المحدث فليس أهل للتحمل‪ .‬فلسسو تسسبين للمسسسبوق أن المسسام كسسان‬
‫محدثا قبل القدوة يجب عليه أن يأتي بركعة‪ .‬وقوله‪ :‬في غير الركعسسة السزائدة خسسرج‬
‫به ما إذا تبين للمسبوق أن الركعسسة السستي اقتسسدى بسه فيهسسا زائدة‪ ،‬فسسإنه ل تسسسقط عنسه‬
‫الفاتحة ويجب أن يسسأتي بركعسة‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو تسسأخر مسسبوق ولسسم يشسستغل بسسسنة( أي‬
‫كدعاء الفتتاح‪ ،‬فإن اشتغل بها فسيأتي للشارح بيان حكمه في باب صلة الجماعة‪.‬‬
‫وحاصله أنه يجب عليه أن يقرأ من الفاتحة بقدر ما‬

‫] ‪[ 163‬‬
‫قرأه من السنة‪ ،‬فإن قرأه وأدرك المام في الركوع فقد أدرك الركعة‪ ،‬فسسإن لسسم‬
‫يدركه فيه فاتته الركعة ول يركع‪ ،‬لنه ل يحسب له بسسل يتسسابعه فسسي هسسويه للسسسجود‬
‫وإل بطلت صسسلته‪) .‬قسسوله‪ :‬لغسست ركعتسسه( أي لن شسسرط عسسدم إلغائهسسا إدراكسسه فسسي‬
‫الركوع‪) .‬قوله‪ :‬مع بسملة( متعلق بمحذوف‪ ،‬صفة لفاتحسسة‪ .‬أي قسسراءة فاتحسسة كائنسسة‬
‫مع البسملة‪ .‬والمصاحبة فيه من مصاحبة الكل لبعسسض أجسسزائه‪ ،‬بنسساء علسسى مسسا مسسر‬
‫ذكره من أنها آيسة‪) .‬قسسوله‪ :‬فإنهسسا آيسة منهسسا( أي حكمسسا ل اعتقسسادا‪ ،‬فل يجسسب اعتقسساد‬
‫كونها آية منها‪ ،‬وكذا من غيرها‪ ،‬بل لو جحد ذلك ل يكفر‪ .‬وأمسسا اعتقسساد كونهسسا مسسن‬
‫القرآن من حيث هو فواجب يكفر جاحده‪) .‬قوله‪ :‬لنه )ص( إلخ( وصح أيضا قسسوله‬
‫)ص(‪ :‬إذا قرأتم بالفاتحة فاقرؤا بسم ال س الرحمسسن الرحيسسم فإنهسسا أم القسسرآن والسسسبع‬
‫المثاني‪ ،‬وبسم ال الرحمن الرحيم إحدى آياتها‪ .‬وصح أيضسسا عسسن أنسسس‪ :‬بينسسا النسسبي‬
‫)ص( ذات يسسوم بيسسن أظهرنسسا إذ أغفسسى إغفسساءة ثسسم رفسسع رأسسسه متبسسسما‪ .‬فقلنسسا‪ :‬مسسا‬
‫أضحكك يا رسول ال ؟ قال‪ :‬أنزلت علي آنفا سورة‪ .‬فقرأ بسم ال الرحمسسن الرحيسسم‬
‫إنا أعطيناك الكوثر‪ .‬إلى آخرها‪) .‬قوله‪ :‬وكذا من كل سورة( أي وكذلك هي آية من‬
‫كل سورة‪ ،‬لحديث أنس المار‪ ،‬ولن الصحابة أجمعسسوا علسسى إثباتهسسا فسسي المصسسحف‬
‫بخطه في أوائل السور سوى براءة‪ .‬فلو لم تكن قرآنا لما أجازوا ذلك لكسسونه يحمسسل‬
‫على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا‪ .‬ولو كانت للفصل لثبتت أول براءة ولم تثبت أول‬
‫الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬غير براءة أما هي فليست البسسسملة آيسة منهسسا‪ .‬وتكسسره أولهسسا‪ .‬وتسسسن‬
‫أثناءها‪ ،‬عند م ر‪ .‬وعند حجر تحرم أولها وتكره أثناءهسسا‪ .‬أي لن المقسسام ل يناسسسب‬
‫الرحمة لنها نزلت بالسيف‪) .‬قوله‪ :‬مسسع تشسسديدات( معطسسوف علسسى مسسع بسسسملة‪ .‬أي‬
‫وقراءة فاتحة كائنة مع تشديدات أي مع مراعاتها والتيان بها‪ .‬وقوله‪ :‬فيها أي فسسي‬
‫الفاتحة المشتملة على البسملة‪ .‬ولو قسسال فيهمسسا بضسسمير التثنيسة العسسائد علسسى الفاتحسسة‬
‫والبسملة لكان أولى‪ ،‬لفصسله فيمسا سسبق البسسملة منهسا‪ ،‬فيسوهم عسود الضسمير علسى‬
‫الفاتحة دون البسملة‪ ،‬وليس كذلك‪ .‬وكذا يقال فيما بعد‪ .‬وإنمسسا وجسسب مراعسساته لنسسه‬
‫هيئات لحروفها المشسددة‪ ،‬فوجوبهسا شسامل لهيئاتهسا‪) .‬قسوله‪ :‬وهسي( أي التشسديدات‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أربع عشرة في البسملة منها ثلث‪ ،‬وفي السورة إحدى عشسسرة‪) .‬قسسوله‪ :‬لن‬
‫الحرف المشدد إلخ( علة لمقدر‪ ،‬أي فتجب عليه رعايتها وعدم الخلل بشئ منهسسا‪،‬‬
‫لن الحرف المشدد بحرفين‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬لنه حرفان أولهما ساكن‪ .‬وقوله‪ :‬فإذا‬
‫خفف أي الحرف المشدد‪ .‬وقوله‪ :‬بطسسل منهسسا أي مسسن الفاتحسسة‪ ،‬حسسرف‪ .‬أي وبطلسست‬
‫صلته إن غير المعنى وعلم وتعمد‪ ،‬كتخفيسسف إيسساك‪ ،‬كمسسا سسسيأتي قريبسسا‪ .‬واعلسسم أن‬
‫واجبات الفاتحسسة عشسسرة‪ :‬الول‪ :‬جميسسع آياتهسسا‪ .‬الثسساني‪ :‬وقوعهسسا كلهسسا فسسي القيسسام إن‬
‫وجب‪ .‬الثالث‪ :‬عدم الصارف‪ .‬فلو نوى بها نحو ولى وجبت إعادتها‪ ،‬بخلف ما لسسو‬
‫شرك‪ .‬الرابع‪ :‬أن تكون قراءتها بحيث يسسسمع جميسسع حسسر وفهسسا‪ .‬لسسو لسسم يكسسن مسسانع‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬كونها بالعربية‪ ،‬فل يعدل عنها‪ .‬السادس‪ :‬مراعسساة التشسسديدات‪ ،‬فلسسو خفسسف‬
‫مشددا من الربع عشرة لم تصح قراءته لتلك الكلمة‪ .‬السابع‪ :‬رعايسة حروفهسسا‪ ،‬فلسسو‬
‫أسقط منها حرفا‪ ،‬ولو همزة قطع‪ ،‬وجبت إعادة الكلمة التي هو منها وما بعدها قبسسل‬
‫طسسول الفصسسل وركسسوع وإل بطلسست صسسلته‪ .‬الثسسامن‪ :‬عسسدم اللحسسن المغيسسر للمعنسسى‪.‬‬
‫التاسع‪ :‬الموالة في الفاتحة‪ ،‬وكذا في التشهد‪ .‬العاشر‪ :‬ترتيب الفاتحة‪ ،‬بأن يأتي بهسسا‬
‫على نظمها المعروف‪ .‬فلو قدم كلمة أو آية‪ ،‬نظر‪ ،‬فإن غير المعنى أو أبطله بطلسست‬
‫صلته إن علم وتعمد‪ ،‬وإل فقراءته‪) .‬قوله‪ :‬ومع رعاية حروف( أي بأن يسسأتي بهسسا‬
‫كلها‪ ،‬ويخسسرج كسسل حسسرف مسن مخرجسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي الحسسروف‪ ،‬أي عسددها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على قراءة إلخ( أي وعلى إسقاط التشديدات‪ .‬وقوله‪ :‬مسسائة وواحسسد وأربعسسون‬
‫حرفا قال في التحفة‪ :‬تنبيه‪ .‬ما ذكر من أن حروفهسسا بسسدون تشسسديداتها وبقسسراءة ملسسك‬
‫بل ألف‪ ،‬مائة وواحد وأربعون‪ ،‬هو ما جسسرى عليسسه السسسنوي وغيسسره‪ .‬وهسسو مبنسسي‬
‫على أن ما حذف رسما ل يحسب في العد‪ .‬وبيانه أن الحروف الملفوظ بها ولو فسسي‬
‫حالة كألفات الوصل مائة وسبعة‬

‫] ‪[ 164‬‬
‫وأربعون‪ .‬وقد اتفق الرسم على حذف ست ألفات‪ :‬ألسسف اسسسم‪ ،‬وألسسف بعسسد ل م‬
‫الجللة مرتين‪ ،‬وبعد ميم الرحمن مرتيسسن‪ ،‬وبعسسد عيسسن العسسالمين‪ .‬فالبسساقي مسسا ذكسسره‬
‫السنوي‪ ،‬وخالفه شيخنا في شرح البهجة الصغير فقال ‪ -‬بعد ذكر أنها مائة وواحسسد‬
‫وأربعون ‪ :-‬هذا ما ذكره السنوي وغيره‪ ،‬وتبعهسسم فسسي الصسسل‪ .‬والحسسق أنهسسا مسسائة‬
‫وثمانية وثلثون‪ ،‬بالبتداء بألفات الوصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكأنه نظر إلى أن ألف صسسراط فسسي‬
‫الموضعين واللف بعد ضاد الضالين محذوفة رسما‪ .‬لكسسن هسسذا قسسول ضسسعيف إلسسخ‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهي مع تشديداتها( أي ومع قراءة ملك بدون ألف‪) .‬قسسوله‪ :‬ومخارجهسسا(‬
‫أي ومع رعاية مخارجها‪ :‬وذلك بأن يخرج كل حرف من مخرجه‪ .‬ول حاجسسة إلسسى‬
‫ذكر هذا للستغناء عنه برعاية الحروف إذ هي تستلزمه‪ ،‬فلذلك أسقطه في المنهاج‬
‫والمنهج والسسروض‪ .‬نعسسم‪ ،‬ذكسسره فسسي الرشسسارد لكسسن مسسع إسسسقاط رعايسسة الحسسروف‪.‬‬
‫والحاصل أن أحدهما يغنسي عسن الخسر‪) .‬قسوله‪ :‬فلسو أبسدل قسادر إلسخ( مفسرع علسى‬
‫مفهسسوم رعايسسة الحسسروف ومخارجهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أو مسسن أمكنسسه( أي أو عسساجز أمكنسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حرف بآخر( مفعول أبدل‪ ،‬وذلك كأن أبدل ذال الذين بالدال المهملة‪ ،‬أو بسسدل‬
‫السين من نستعين بالثاء المثلثة‪) .‬قوله‪ :‬ولو ضادا بظاء( الغاية للسرد علسى مسن قسال‬
‫بصحة ذلك لعسر التمييز بين الحرفين على كثير من الناس لقرب المخرج‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أو لحن إلخ( هو في حيز التفريع وليس هناك ما يتفرع عليه‪ ،‬ولعله مفرع على قيسسد‬
‫ملحظ في المتن تقديره‪ :‬ومع الحتراز عن اللحن‪) .‬قوله‪ :‬يغير المعنى( المراد بسسه‬
‫نقل الكلمة من معنى إلى معنى آخر‪ ،‬كضم تاء أنعمت أو كسرها‪ ،‬أو نقلهسسا إلسسى مسسا‬
‫ليس لسسه معنسسى كالسسدين بالسسدال بسسدل السسذال‪ .‬وخسسرج بسسه مسسا ل يغيسسر كالعسسالمون بسسدل‬
‫العالمين‪ ،‬والحمد ل بضم الهاء‪ ،‬ونعبد بفتح الدال وكسر الباء والنسسون‪ ،‬وكالصسسراط‬
‫بضم الصاد‪ ،‬فل تبطل الصلة بذلك مع القدرة والعلم والتعمد‪ .‬وخالف بعضسسهم فسسي‬
‫المثال الول وحكم بالبطلن مع التعمد‪ .‬وعليه فيفرق بينسسه وبيسسن غيسسره بسسأنه صسسار‬
‫كلمة أجنبية وفيه إبدال حسسرف بسسآخر‪) .‬قسسوله‪ :‬ل ضسسمها( أي الكسساف‪ ،‬فسسإنه ل يغيسسر‬
‫المعنى‪) .‬قوله‪ :‬فإن تعمد ذلك وعلم تحريمه( كل من اسسسم الشسسارة والضسسمير يعسسود‬
‫على المذكور من البسدال واللحسن‪ .‬وقسوله‪ :‬بطلست صسلته ظساهره مطلقسا‪ ،‬ولسو لسم‬
‫يتغير المعنى في صورة البدال‪ .‬وفسسي فتسسح الجسسواد تقييسسد بطلن الصسسلة بسسالمغير‪،‬‬
‫ونص عبارته‪ :‬فإن خفف القادر‪ ،‬أو العاجز المقصر‪ ،‬مشسسددا أو أبسسدل حرفسسا بسسآخر‪،‬‬
‫كضاد بظاء وذال الذين المعجمة بالمهملة‪ ،‬خلفا للزركشي ومن تبعه‪ ،‬أو لحن لحنا‬
‫يغير المعنى كضسسم تسساء أنعمسست أو كسسسرها‪ ،‬فسسإن تعمسسد ذلسسك وعلسسم تحريمسسه بطلسست‬
‫صلته في المغيسسر للمعنسسى‪ ،‬وقراءتسسه فسسي البسسدال السسذي لسسم يغيسسر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل‬
‫فقراءته( أي وإن يعلم ولم يتعمد ذلك فتبطل قراءته‪ ،‬أي لتلك الكلمة‪ .‬وفي ع ش مسسا‬
‫نصه‪ :‬فرع‪ :‬حيث بطلت القراءة دون الصلة فمتى ركسسع عمسسدا قبسسل إعسسادة القسسراءة‬
‫على الصواب بطلت صلته كما هو ظاهر‪ ،‬فليتأمسسل‪ .‬سسسم علسسى منهسسج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬إن أعاده( أي ما قرأه باللحن أو البدال‪ .‬وتأمل هذا الستدراك فإنه ل محل له‬
‫هنا‪ ،‬فالولى التعبير بفاء التفريع بدل أداة الستدراك‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وإل فقراءتسسه‬
‫لتلك فل يبني عليها إل إن قصر الفصل‪ ،‬ويسجد للسسسهو فيمسسا إذا تغيسسر المعنسسى بمسسا‬
‫سها بسه مثل‪ ،‬لن مسا أبطسسل عمسده يسسسجد لسسهوه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسوله‪ :‬كمسل عليهسا أي تمسم‬
‫الفاتحة بانيا على قراءته المعادة على الصسسواب‪ .‬والحاصسسل‪ :‬أنسسه إذا بطسسل مسسا قسسرأه‬
‫وأعاده على الصواب‪ ،‬فإن كان قبل طول الفصسسل بسسأن تسسذكر أو علسسم حسسال وأعسساده‬
‫حال‪ ،‬يجوز أن يبني عليه‪ ،‬ويكمل الفاتحة‪ ،‬ول يجب عليه استئنافها من أولهسسا‪ ،‬وإل‬
‫فيجب عليه لفقد الموالة الواجبة‪) .‬قوله‪ :‬أما عاجز إلخ( هو مقابل قسسوله‪ :‬قسسادر‪ ،‬مسع‬
‫قوله‪ :‬أمكنه التعلم‪ .‬وقوله‪ :‬مطلقا أي سواء كان متعمدا عالما أم ل‪ .‬ويشكل عليه أنه‬
‫ل يظهر الوصف بالتعمد وضده إل إذا كان قادرا على الصواب فخالف وتعمد غير‬
‫الصواب‪ .‬وفي‬

‫] ‪[ 165‬‬
‫التحفة‪ :‬أما عاجز فيجزئه قطعا‪ .‬ومثله في النهاية‪ .‬وهسو أولسسى‪ ،‬تأمسسل‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وكذا لحن إلخ( أي وكذا ل تبطسسل قسسراءة لحسسن فيهسسا لحنسسا ل يغيسسر المعنسسى‪ .‬وهسسذا‬
‫مقابل قوله‪ :‬لحنا يغير المعنى‪) .‬قسسوله‪ :‬لكنسه إن تعمسد( أي اللحسسن‪ .‬وقسوله‪ :‬حسرم أي‬
‫اللحن‪) .‬قوله‪ :‬وإل كره( أي وإن لم يتعمده لم يحرم بل يكره‪ ،‬وفي الكراهة مع عدم‬
‫التعمسسد نظسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬ووقسسع خلف إلسسخ( عبسسارة فتسسح الجسسواد‪ :‬ووقسسع خلف بيسسن‬
‫المتقدمين والمتأخرين في الهمد ل بالهاء‪ ،‬وفي النطسسق بالقسساف مسسترددة بينهسسا وبيسسن‬
‫الكاف‪ .‬والوجه أن فيه تفصيل يصرح به قسول المجمسسوع عسن الجسسويني وأقسره‪ ،‬لسو‬
‫أخرج بعض الحروف من غير مخرجسسه كنسسستعين بتسساء تشسسبه السسدال‪ ،‬والصسسراط ل‬
‫بصاد محضة ول بسين محضة بينهما‪ ،‬فإن كسسان ل يمكنسسه التعلسسم صسسحت صسسلته‪،‬‬
‫وإن أمكنه وجب وتلزمسه إعسسادة كسسل الصسسلة فسسي زمسسن التفريسسط‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويجسسري هسسذا‬
‫التفصسسيل فسسي سسسائر أنسسواع البسسدال‪ .‬انتهسست‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسالبطلن فيهمسسا( أي ببطلن‬
‫الصلة في النطق بالهمد ل بالهاء‪ ،‬وبالقاف المترددة‪) .‬قوله‪ :‬لكن جزم بالصحة في‬
‫الثانية( وهي النطسسق بالقسساف المسسترددة لكسسن مسسع الكراهسسة‪ ،‬كمسسا فسسي النهايسسة‪ .‬ووجسسه‬
‫الصحة أن ذلك ليس بإبدال حرف بآخر بل هسسي قسساف غيسسر خالصسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬وفسسي‬
‫الولى وهي النطق بالهمد ل‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسأن قسسرأ ال رحمسسن بفسسك الدغسسام( قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬ول نظر لكون أل لما ظهرت خلفسست الشسسدة فلسسم يحسسذف شسسيئا لن ظهورهسسا‬
‫لحن فلم يمكن قيامه مقامها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( نفي لمجموع قسسوله‪ :‬عامسسدا عالمسسا‪ .‬أي‬
‫وإن انتفى كونه عامدا عالمسسا بسسأن كسسان ناسسسيا جسساهل معنسساه‪ ،‬أو متعمسسدا جسساهل‪ ،‬أو‬
‫عالما غير متعمد‪ ،‬فهو صادق بثلث صور‪) .‬قوله‪ :‬كفر( قال سم‪ :‬ينبغسسي إن اعتقسسد‬
‫المعنى حينئذ بخلف مسن اعتقسد خلفسه وقصسد الكسذب‪ ،‬فليراجسع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬لنسه‬
‫ضوء الشمس( أي لن معناه بسالتخفيف مسا ذكسر‪) .‬قسوله‪ :‬سسجد للسسهو( أي لن مسا‬
‫أبطل عمده يسن السجود لسهوه‪) .‬قوله‪ :‬ولو شدد مخففا( أي حرفا مخففا‪ ،‬كأن نطق‬
‫بكاف إيسساك مشسسددة صسسح ذلسسك الحسسرف السسذي شسسدده‪ ،‬أي أجسسزأه لكسسن مسسع السسساءة‪.‬‬
‫وعبارة النهاية‪ :‬ولو شسدد مخففسسا أسسساء وأجسسزأه‪ ،‬كمسسا ذكسسره المسساوردي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كوقفة لطيفة( أي فإن الكلمة تصح معها وتجزئه ويحرم تعمسدها‪ .‬وفسسي فتسح الجسواد‬
‫ما نصه‪ :‬وفي المجموع عسسن الجسسويني‪ :‬تحسسرم وقفسسة لطيفسسة بيسسن السسسين والتسساء مسسن‬
‫نستعين‪ ،‬وبه يعلم أنه يلزم قسسارئ الفاتحسسة وغيرهسسا التيسسان بمسسا أجمسسع القسسراء علسسى‬
‫وجوبه‪ ،‬من مد وإدغام وغيرهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الكردي‪ :‬ووجسسه ذلسسك أن الحسسرف ينقطسسع‬
‫عن الحرف بذلك‪ ،‬والكلمة عن الكلمة‪ ،‬والكلمسة الواحسدة ل تحتمسل القطسسع والفصسسل‬
‫والوقف في أثنائها‪ ،‬وإنما القدر الجائز من الترتيل أن يخرج الحرف من مخرجه ثم‬
‫ينتقل إلى الذي بعده متصل بل وقفة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومع رعايسسة مسسوالة( أي للتبسساع‪،‬‬
‫مسسع خسسبر‪ :‬صسسلوا كمسسا رأيتمسسوني أصسسلي‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن يسسأتي إلسسخ( تصسسوير لرعايسسة‬
‫الموالة‪ .‬وقوله‪ :‬على الولء أي التتابع‪) .‬قوله‪ :‬بأن ل يفصل إلسسخ( تصسسوير للسسولء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بين شئ منها أي من الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬وما بعسسده أي بعسسد ذلسسك الشسسئ‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بأكثر من سسكتة التنفسسس أو العسسي( أمسسا إذا كسسان بقسسدرهما فل يضسسر‪ ،‬ومثلهمسسا غلبسسة‬
‫سعال وعطاس وإن طال‪) .‬قوله‪ :‬فيعيسسد إلسسخ( مفسسرع علسسى مفهسسوم رعايسسة المسسوالة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بتخلل ذكر أجنبي( لو اقتصر على أجنسسبي لكسسان أولسسى ليشسسمل الجنسسبي مسسن‬
‫غير الذكر‪ ،‬وليظهر قوله فسسي المقابسسل وسسسجود‪) .‬قسسوله‪ :‬ل يتعلسسق بالصسسلة( تفسسسير‬
‫للجنبي‪ .‬وقوله‪ :‬فيها أي الفاتحة‪ ،‬وهو متعلسسق بتخلسسل‪) .‬قسوله‪ :‬وإن قسسل( أي السسذكر‪.‬‬
‫وهو غاية لوجوب العادة بتخلل الذكر‬

‫] ‪[ 166‬‬
‫المذكور‪) .‬قوله‪ :‬كبعض إلخ( تمثيل للذكر السسذي قسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن غيرهسسا( أي‬
‫الفاتحة‪ .‬أما إذا كان منهسسا فسسسيأتي بيسسانه قريبسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وكحمسسد عسساطس( أي قسسوله‪:‬‬
‫الحمد ل في أثناء الفاتحة‪ ،‬فإنه يقطعها ويجب عليه إعادتها‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن سسسن إلسسخ(‬
‫يعني أن حمد العاطس يقطع الموالة‪ ،‬وإن كان يسسن الحمسد فسي الصسلة كمسا يسسن‬
‫خارجها‪) .‬قوله‪ :‬لشعاره( أي تحلل الذكر‪ ،‬وهو علة للعادة‪ .‬وعبارة الرملسسي‪ :‬لن‬
‫ذلسسك ليسسس مختصسسا بهسسا لمصسسلحتها فكسسان مشسسعرا بسسالعراض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ل يعيسسد‬
‫الفاتحة إلخ( مقابل قوله‪ :‬بتخلل ذكر أجنبي‪ .‬لكن ل يظهسسر التقابسسل بالنسسسبة للسسسجود‬
‫لنه ليسس مسن السذكر‪) .‬قسوله‪ :‬لتلوة إمسامه( متعلسق بسسجود‪) .‬قسوله‪ :‬معسه( أي مسع‬
‫إمامه‪ ،‬وهو متعلق بسجود أيضا‪ .‬وخرج به ما إذا لم يسجد إمامه لها فل يسجد هو‪،‬‬
‫وإل بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬لقراءة إمامه الفاتحة( هو راجع للتأمين‪) .‬وقسسوله‪ :‬أو آيسسة‬
‫السجدة( راجع لسجود التلوة‪) :‬وقوله‪ :‬أو الية إلسسخ( راجسسع للبسساقي‪) .‬وقسسوله‪ :‬السستي‬
‫يسن فيها ما ذكر( أي سؤال الرحمة‪ ،‬إلخ‪ .‬والية التي يسن فيها سؤال الرحمة مثسسل‬
‫قوله تعالى‪) * :‬ويغفر لكم وال غفسسور رحيسسم( * فيسسسأل الرحمسسة بقسسوله‪ :‬رب اغفسسر‬
‫وارحم وأنت خير الراحمين‪ .‬والتي يسن فيهسسا السسستعاذة مسن العسسذاب مثسسل قسسوله‪* :‬‬
‫)ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين( * فيسأل الستعاذة بقسسوله‪ :‬رب إنسسي أعسسوذ‬
‫بك من العذاب‪ .‬والتي يسن فيهسسا قسسوله‪ :‬بلسسى‪ ،‬وأنسسا علسسى ذلسسك مسن الشسساهدين‪ ،‬قسسوله‬
‫تعالى‪) * :‬أليس ال بأحكم الحاكمين( *‪) .‬قوله‪ :‬لكل إلخ( متعلق بيسن‪ .‬أي يسسسن مسسا‬
‫ذكر في آية الرحمسة أو العسذاب لكسل مسن القسارئ والسسامع‪ ،‬حسال كسون كسل منهمسا‬
‫مأموما أو غير مأموم‪ .‬والتصريح بما ذكر هنسسا يفيسسد أن سسسجود التلوة والتسسأمين ل‬
‫يسنان لكل ممن ذكر‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل يسنان له أيضا‪ .‬نعم‪ ،‬نقل البجيرمسسي عسسن ع‬
‫ش أنسسه ل يسسسن التسسأمين لغيسسر قسسراءة نفسسسه أو إمسسامه‪ ،‬سسسواء كسسان فسسي الصسسلة أو‬
‫خارجها‪ .‬فلو حذف ما ذكر أو عمم لكان أولى‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي صسسلة وخارجهسسا السسواو‬
‫بمعنى أو‪ ،‬أي حال كون كل منهما في صلة أو خارجها‪ .‬ول حاجسسة إلسسى هسسذا بعسسد‬
‫قوله‪ :‬أو غيسسره‪ .‬أي المسسأموم‪ ،‬لنسه صسسادق بالمسسام والمنفسسرد وغيرهمسسا‪ ،‬ول يكسسون‬
‫الغير إل خارج الصلة‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬فلو قسسرأ المصسسلي إلسسخ( الولسسى تقسسديمه علسسى‬
‫قوله‪ :‬ل يعيسسد الفاتحسسة إلسسخ‪ ،‬لنسسه تفريسسع علسسى قسسوله‪ :‬فيعيسسد بتخلسسل ذكسسر أجنسسبي‪ ،‬إذ‬
‫الصلة عليسسه )ص( حينئذ ‪ -‬علسسى مسسا جسسرى عليسسه الشسسارح ‪ -‬مسسن السسذكر الجنسسبي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو سمع( أي المصلي‪ .‬ولو قدم هذا الفعل علسسى المصسسلي لغنسسى عسسن تكسسرر‬
‫لفظ آية‪) .‬قوله‪ :‬لم تندب الصلة عليه( أي النبي )ص(‪ ،‬وعليه فتقطع الموالة‪ .‬وفي‬
‫العباب ما نصه‪ :‬لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد )ص( ندب له الصلة عليه فسسي‬
‫القرب بالضمير كصلى ال عليه وسسسلم‪ ،‬ل‪ :‬اللهسسم صسسل علسسى محمسسد‪ .‬للخلف فسسي‬
‫بطلن الصلة بنقل ركن قولي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقله سم عنه‪ ،‬وسلطان عسسن النسسوار‪ ،‬وأقسسراه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بشرى الكريم‪ .‬وعبارة النوار‪ :‬قال العجلي في شرحه‪ :‬وإذا قسسرأ آيسسة فيهسسا اسسسم‬
‫محمد )ص( استحب أن يصلي عليه‪ .‬وفي فتساوى صسساحب الروضسسة أنسه ل يصسلي‬
‫عليسسه‪ .‬والول أقسسرب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعلسسى نسسدبها ل تقطسسع المسسوالة إذ هسسي مسسن قبيسسل سسسؤال‬
‫الرحمسة عنسد سسماع آيتهسا‪ ،‬كمسا فسي ع ش‪ ،‬ونسص عبسارته‪ :‬قسوله‪ :‬وسسؤاله رحمسة‬
‫واستعاذة من عذاب‪ ،‬ومنه الصلة على النبي )ص( عند قسسراءة مسسا فيسسه اسسسمه فيمسسا‬
‫يظهر بناء على استحباب ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول بفتح عليه( أي ل يعيد الفاتحة بفتحسسه‬
‫على إمامه‪ .‬والمراد بفتحه عليه تلقينه الذي توقف فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬إذا توقسسف فيهسسا( أي‬
‫إذا تردد المام في القراءة‪ ،‬ولو غير الفاتحة‪ .‬وهذا قيد خسسرج بسسه مسسا إذا لسسم يتوقسسف‬
‫ففتح عليه فتنقطع الموالة‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قسسوله‪ :‬بقصسسد القسسراءة( الجسسار والمجسسرور‬
‫متعلق بفتح‪ .‬وقوله‪ :‬ولو مع‬

‫] ‪[ 167‬‬
‫الفتح أي ل فرق فسسي قصسسد القسسراءة بيسن أن يقصسسدها وحسسدها أو يقصسسدها مسسع‬
‫الفتح‪ .‬وخرج به ما إذا قصد الفتح فقط أو أطلق‪ ،‬فإنه يبطل الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ومحله(‬
‫أي الفتح عليه عند توقفه إن سكت ‪ -‬أي المام ‪ -‬وذلك لن معنى الفتح تلقيسسن اليسسة‬
‫التي توقف فيها فل يرد عليه ما دام يرددها‪ .‬وقسوله‪ :‬وإل أي وإل يسسكت بسأن كسان‬
‫يرددها فل يفتح عليه‪ ،‬فإن فتح عليسسه حينئذ قطسسع المسسوالة ووجبسست إعسسادة الفاتحسسة‪،‬‬
‫لنه غير مطلوب حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬وتقديم إلخ( مبتدأ خبره جملة يقطعهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬قبسسل‬
‫الفتح( أي قبل أن يفتح على إمامه‪) .‬قوله‪ :‬يقطعها( أي الموالة‪ .‬وقسسوله‪ :‬لنسسه حينئذ‬
‫أي لن قول سبحان ال حين إذ قدم على الفتح بمعنسسى تنبسسه‪ ،‬أي يفيسسد هسسذا المعنسسى‪،‬‬
‫ول بد أن يقصد الذكر أو والتنبيه وإل بطلت صلته‪ ،‬كمسسا تقسسدم فسسي الفتسسح‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويعيد الفاتحة بتخلل إلخ( لو قدم هذا وذكره بعد قوله بتخلل ذكر أجنبي لكان أولسسى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬طال أي عرفا‪ .‬ومثل الطويسل القصسير إن قصسد بسه قطسع القسراءة‪ ،‬لقستران‬
‫الفعل بنية القطع‪ .‬قال ابن رسسلن‪ :‬وبالسسكوت انقطعست إن كسثرا أو قسل مسع قصسد‬
‫لقطع ما قسرا )قسوله‪ :‬بحيسث زاد إلسخ( تصسوير للسسكوت الطويسل‪) .‬قسوله‪ :‬بل عسذر‬
‫فيهمسسا( أي فسسي تخلسل السذكر الجنسسبي وتخلسل السسسكوت الطويسل‪) .‬قسسوله‪ :‬مسن جهسسل‬
‫وسسسهو( بيسسان للعسسذر‪ ،‬ومثلهمسسا العسسي أو تسسذكر آيسسة‪ ،‬لكسسن هسسذان خاصسسان بالسسسكوت‬
‫الطويل‪ .‬وكان الولى له زيادتهما لنه سيذكر الثاني في التفريسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو كسسان‬
‫إلخ( تفريع على مفهوم بل عذر‪ .‬وقسسوله‪ :‬تخلسسل اسسسم كسسان‪ .‬وقسسوله‪ :‬سسسهوا‪ ،‬خبرهسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو كان السكوت لتذكر آية( عبارة المغنى‪ :‬ويستثنى ما لسسو نسسسي آيسسة فسسسكت‬
‫طويل لتذكرها فإنه ل يؤثر‪ .‬كما قاله القاضي وغيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يضسسر( جسسواب‬
‫لو‪ ،‬أي فل يقطع الموالة‪) .‬قوله‪ :‬كما لو كسسرر آيسسة منهسسا( أي مسسن الفاتحسسة‪ ،‬فسسإنه ل‬
‫يضر‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي محلهسسا صسسفة ليسة‪ ،‬أي كسسرر آيسة موصسسوفة بكونهسسا فسسي محلهسسا‪.‬‬
‫ومراده بذلك أنه كرر الية التي انتهت قراءته إليها‪ ،‬كأن وصل إلى قوله‪) * :‬اهدنا‬
‫الصراط المستقيم( * وصار يكررها‪ .‬وعبارة فتح الجواد‪ :‬ول يؤثر تكرير آية منها‬
‫إن كرر ما هو فيه أو ما قبله واستصحب‪ ،‬فيبني علسى الوجسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬أو عساد‬
‫إلخ( مفهوم قوله‪ :‬في محلها‪ .‬وفصل فيه بين أن يكسسون قسسد اسسستمر فل يضسسر‪ ،‬أو لسسم‬
‫يستمر فيضر‪) .‬قوله‪ :‬واستمر( أي على القراءة مسسن الموضسسع السسذي عسساد إليسسه إلسسى‬
‫تمام السورة‪ ،‬بخلف ما إذا لم يستمر بأن وصسسل إلسسى * )أنعمسست عليهسسم( * فقسسرأ *‬
‫)مالك يوم الدين( * فقط‪ ،‬ثسم رجسع إلسى مسا انتهسى إليسه أول فسإنه يضسر‪ ،‬ويسستأنف‬
‫الفاتحة من أولها‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قال في التتمة‪ :‬إذا ردد آية مسسن الفاتحسسة‪،‬‬
‫فإن ردد الية التي هو في تلوتها وتل الباقي فالقراءة صسسحيحة‪ ،‬وإن أعسساد بعسسض‬
‫اليات التي فرغ من تلوتها‪ ،‬مثسسل أن وصسسل إلسسى قسسوله‪) * :‬صسسراط السسذين أنعمسست‬
‫عليهم( * فعاد إلى قوله‪) * :‬مالك يوم الدين( * إن أعاد القراءة مسسن الموضسسع السسذي‬
‫عاد إليه على الوجه المذكور كانت القراءة محسوبة‪ ،‬وإن أعاد قراءة هذه اليسسة ثسسم‬
‫عاد إلى الموضع الذي انتهى إليه لم تحسب له القراءة وعليه الستنئاف‪) .‬قوله‪ :‬لسسو‬
‫شك في أثناء الفاتحة( أي بأن قرأ نصف الفاتحة ثم شك في أنه هسسل بسسسمل أم ل ؟‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فأتمها أي الفاتحة‪ ،‬ولم يقرأ البسملة‪ .‬وقوله‪ :‬أعاد كلها على الوجه أي أعسساد‬
‫الفاتحة كلها لتقصسسيره بمسسا قسسرأه مسسع الشسسك فصسسار كسسأنه أجنسسبي‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪ .‬وخسسالف‬
‫السنوي وقال‪ :‬يجب عليه إعادة ما قرأه على الشك فقط لسستئنافها‪ .‬وجسزم بسه فسسي‬
‫المغني‪،‬‬

‫] ‪[ 168‬‬
‫وعبارته‪ :‬ولو قرأ نصف الفاتحة مثل وشك هل أتسسى بالبسسملة ؟ ثسم ذكسر بعسد‬
‫الفراغ أنه أتى بها‪ ،‬أعاما قرأه بعد الشك فقسسط‪ .‬كمسسا قسساله البغسسوي واعتمسسده شسسيخي‪،‬‬
‫خلفا لبن سريج القائل بوجوب الستئناف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول أثر لشك( أي ل ضسسرر‬
‫فيه‪) .‬قوله‪ :‬من الفاتحة( متعلق بمحسسذوف‪ ،‬صسسفة لحسسرف ومسسا بعسسده‪) .‬قسسوله‪ :‬أو آيسسة‬
‫الخ( أي أو شك في تسسرك آيسسة أو أكسسثر‪ .‬وقسسوله‪ :‬منهسسا أي مسسن الفاتحسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬بعسسد‬
‫تمامها( متعلسسق بشسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬لن الظسساهر إلسسخ( قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬ولن الشسسك فسسي‬
‫حروفها يكثر لكثرتها فعفي عنه للمشقة‪ ،‬فاكتفي فيها بغلبة الظن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬حينئذ‬
‫أي حين إذ وقع الشك بعد تمامها‪ .‬وقوله‪ :‬مضيها أي الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬تامة حال مسسن‬
‫المضاف إليه‪) .‬قوله‪ :‬واستأنف( أي الفاتحة من أولها‪ ،‬لكن محله ‪ -‬كما هو ظاهر ‪-‬‬
‫إن طال زمن الشك‪ ،‬أو وقع الشك في ترك حرف مبهم‪ .‬فسسإن وقسسع الشسسك فسسي تسسرك‬
‫حرف معين ولم يطل زمنه أعاده فقط وبنى عليه‪) .‬قوله‪ :‬إن شك فيه( أي في تسسرك‬
‫حرف أو آية‪ .‬وقوله‪ :‬قبله متعلق بشك‪) .‬قوله‪ :‬كما لو شك هل قرأها أو ل( أي كمسسا‬
‫لو شك في أصسسل قراءتهسسا فسإنه يجسسب عليسه التيسسان بهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬لن الصسل عسدم‬
‫قراءتها( ل يظهر علة إل لقوله كما لو شك إلسسخ‪ ،‬إل أن يقسسال المسسراد عسسدم قراءتهسسا‬
‫كل أو بعضا‪ ،‬فيظهر أن تكون علة لما قبله أيضا‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬وكالفاتحة في ذلك(‬
‫أي في التفصيل المذكور بيسسن أن يكسون الشسسك فسسي أصسسل الركسسن أو فسسي صسسفة مسسن‬
‫صفاته‪ .‬وإذا كان في صفة فل يخلسسو إمسسا أن يكسسون قبسسل التمسسام فيسسؤثر‪ ،‬أو بعسسده فل‬
‫يؤثر‪ .‬وقوله‪ :‬سائر الركان أي فيقال فيها ‪ -‬إن وقسسع الشسسك فسسي صسسفة مسسن صسسفاتها‬
‫بعدم تمام الركن ‪ :-‬ل يؤثر‪ ،‬وإن وقع قبل التمسسام أثسسر‪ .‬وأتسى بهسسا كمسا لسو شسك فسسي‬
‫أصلها‪ .‬وخالف الجمال الرملي في النهايسسة فسسي بقيسسة الركسسان غيسسر التشسسهد‪ ،‬ونسسص‬
‫عبارته‪ :‬والوجه إلحاق التشهد بها في ذلك قبسل تمامهسا ‪ -‬كمسسا قسساله الزركشسي ‪ -‬ل‬
‫سائر الركان فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ل سائر الركسسان أي فيضسر الشسك عنسده فسسي‬
‫صفتها مطلقا قبل الفراغ منها وبعسسده‪ ،‬ويجسسب عليسسه إعادتهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو شسسك فسسي‬
‫أصل السجود إلخ( تفريع على كون سائر الركان كالفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬أو بعسسده( أي أو‬
‫شك بعد السجود‪ .‬وقوله‪ :‬في نحو وضع اليد أي من سائر العضاء السبعة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لم يلزمه شئ أي ل يجب عليه العادة‪) .‬قوله‪ :‬ولو قرأها( أي الفاتحسسة‪ ،‬حسسال كسسونه‬
‫غافل‪ .‬وقوله‪ :‬ففطن أي انتبه من غفلته‪ .‬وقوله‪ :‬ولم يسستيقن قراءتهسسا أي عسسن قسسرب‪.‬‬
‫فإن تيقن عن قرب قراءتها ل يلزمه الستئناف‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب السسترتيب إلسسخ( فلسسو‬
‫تركه بأن قدم كلمة أو آية‪ ،‬نظر‪ ،‬فإن غير المعنى أو أبطلسسه بطلسست صسسلته إن علسسم‬
‫وتعمد‪ ،‬وإل فقراءته‪ ،‬وإن لم يغير المعنى ولم يبطله‪ ،‬لم يعتد بما قدمه مطلقا‪ ،‬وكسسذا‬
‫بما أخره‪ ،‬إن قصسد بسه عنسد الشسروع فيسه التكميسل علسى مسا قسدمه‪ .‬وإل بسأن قصسد‬
‫الستئناف أو أطلق‪ ،‬كمل عليه إن لم يطل الفصل‪ .‬قال الكردي‪ :‬والحاصل أنه تارة‬
‫يبني‪ .‬وتارة يستأنف‪ ،‬وتارة تبطسسل صسسلته‪ .‬فيبنسسي فسسي صسسورتين‪ :‬إذا سسسها بتسسأخير‬
‫النصسسف الول‪ ،‬ولسسم يطسسل الفصسسل بيسسن فراغسسه مسسن النصسسف الول وشسسروعه فسسي‬
‫النصف الثاني‪ .‬وفيما إذا تعمسد تسأخير النصسف الول ولسم يقصسسد التكميسسل بسه علسى‬
‫النصف الثاني الذي بدأ به أول‪ ،‬ولم يطل الفصل عمدا بيسسن فراغسسه وإرادة التكميسسل‬
‫عليه‪ ،‬ولم يغير المعنى‪ .‬ويستأنف الفاتحة إن انتفى شرط من هذه الشسسروط الثلثسسة‪،‬‬
‫وتبطل صلته إن تعمد وغير المعنى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن يأتي إلسسخ( تصسسوير للسسترتيب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل في التشهد إلخ( أي ل يجب الترتيب في التشهد‪ ،‬بل يجوز عسسدمه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ما لم يخل فاعله ضمير يعود على معلوم من المقام‪ ،‬أي مسسا لسسم يخسسل عسسدم السسترتيب‬
‫بالمعنى‪ .‬فإن أخل به‪ ،‬كأن قدم جزء الجملة على جزء آخر منها‪ ،‬بأن قال أن ل إله‬
‫أشهد إل ال‪ ،‬وجب الترتيب وبطلت صلته بتعمد تركه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ول يجسسب‬
‫الترتيب بشرط أن ل يغير معناه‪ ،‬وإل بطلت‬

‫] ‪[ 169‬‬
‫صلته إن تعمده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لكن يشترط فيه( أي التشهد‪ .‬والولى حسسذف أداة‬
‫الستدراك إذ ل محل له هنا‪ ،‬إل أن يقال أتى به لدفع ما عسى أن يقال‪ .‬كمسسا أنسسه ل‬
‫يشترط الترتيب‪ ،‬كذلك ل تشترط المسسوالة ورعايسسة التشسسديدات‪ ،‬إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن‬
‫جهل جميع الفاتحة إلخ( عبارة التحفة مسسع الصسسل‪ ،‬فسسإن جهسسل الفاتحسسة كلهسسا ‪ -‬بسسأن‬
‫عجز عنها في الوقت‪ ،‬لنحو ضيقة أو بلدة أو عدم معلم أو مصسسحف‪ ،‬ولسسو عاريسسة‬
‫أو بأجرة مثل وجدها فاضلة عما يعتبر في الفطرة ‪ -‬فسبع آيات يسسأتي بهسسا إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول قراءتها( أي ولم يمكنه قراءتهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي نحسسو مصسسحف أي كلسسوح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لزمه قراءة سبع آيسسات( أي إن أحسسنها‪ .‬وذلسسك لن هسذا العسسدد مراعسسى فيهسا‬
‫بنص قوله تعالى‪) * :‬ولقد آتيناك سبعا من المثاني( * فراعيناه في بدلها‪ .‬نعم‪ ،‬تسسسن‬
‫ثامنة لتحصل السسورة‪) .‬وقسوله‪ :‬ولسو متفرقسة( أي ليسست علسى ترتيسب المصسحف‪.‬‬
‫والغاية للرد علسسى الرافعسسي القسسائل باشسستراط التسسوالي فيهسسا‪ ،‬أي كونهسسا علسسى ترتيسسب‬
‫المصسسحف إن أمكسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬ل ينقسسص حروفهسسا( أي السسسبع اليسسات‪ .‬قسسال ع ش‪:‬‬
‫وينبغي الكتفاء بظنه في كون ما أتى به قدر حسسروف الفاتحسسة‪ ،‬كمسسا اكتفسسي بسسه فسسي‬
‫كون وقوفه قدرها لمشقة عدد ما يأتي به من الحروف‪ ،‬بل قد يتعذر على كثير‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهي( أي حروف الفاتحة إلخ‪ ،‬ول حاجة إلى هسذا لعلمسه ممسا سسبق‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫ولو قدر على بعض الفاتحة كرره( محل هذا إن لم يحسن للباقي بسسدل‪ ،‬فسسإن أحسسسنه‬
‫أتى بما قدر عليه من الفاتحة فسسي محلسه‪ ،‬ويبسسدل البساقي مسن القسسرآن‪ .‬فسسإن كسان أول‬
‫الفاتحة قدمه على البدل‪ ،‬أو الخر قدم البدل عليه‪ ،‬أو بينهما قدم من البدل بقسسدر مسسا‬
‫لم يحسنه‪ ،‬ثم يأتي بما يحسنه من الفاتحة ثم يبدل الباقي‪ .‬وعبارة الروض وشسسرحه‪:‬‬
‫ولو عرف بعض الفاتحة فقط وعرف لبعضها الخر بدل أتى ببسسدل البعسسض الخسسر‬
‫في موضعه‪ ،‬فيجب الترتيب بين ما يعرفسسه منهسسا والبسسدل‪ ،‬حسستى يقسسدم بسسدل النصسسف‬
‫الول على الثاني‪ .‬ولو عرف مع الذكر آية من غيرهسا ‪ -‬أي الفاتحسة ‪ -‬ولسم يعسرف‬
‫شيئا منها‪ ،‬أتى بها ثم أتى بالذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يقسسدر علسسى بسسدل إلسسخ( أي فسسإن‬
‫عجز عن بدل الفاتحة من القرآن لزمه قراءة سبعة أنواع من ذكر‪ ،‬ليقسسوم كسسل نسسوع‬
‫مكان كل آية‪ ،‬ولما في صحيح ابن حبان ‪ -‬وإن ضعف ‪ :-‬أن رجل جاء إلسسى النسسبي‬
‫)ص( فقال‪ :‬يا رسول الس إنسسي ل أسسستطيع أتعلسسم القسسرآن‪ ،‬فعلمنسسي مسسا يجزينسسي مسسن‬
‫القرآن ‪ -‬وفي لفسسظ السسدارقطني‪ :‬مسسا يجزينسسي فسسي صسسلتي ‪ -‬قسسال‪ :‬قسسل سسسبحان السس‪،‬‬
‫والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكسسبر‪ ،‬ول حسسول ول قسسوة إل بسسال‪ .‬أشسسار فيسسه إلسسى‬
‫السبعة بذكر خمسة منها‪ ،‬ولعله لسم يسذكر لسه الخريسن لن الظساهر حفظسه للبسسملة‬
‫وشئ من الدعاء‪ .‬ا‍ه تحفة‪ .‬وقوله‪ :‬كذلك أي ل ينقص حروفه عن حروف الفاتحسسة‪.‬‬
‫قال في بشرى الكريم‪ :‬ومثال السبعة النواع من السسذكر‪ :‬سسسبحان السس‪ ،‬والحمسسد لسس‪،‬‬
‫ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬ول حسسول ول قسسوة إل بسسال العلسسي العظيسسم‪ .‬فهسسذه خمسسسة‬
‫أنواع‪ .‬وما شاء ال كان نوع‪ ،‬وما لسسم يشسسأ لسسم يكسسن نسسوع‪ .‬فهسسذه سسسبعة أنسسواع‪ .‬لكسسن‬
‫حروفها لم تبلغ قدر الفاتحة‪ ،‬فيزيد ما يبلغ قدرها ولو بتكريرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فوقوف‬
‫بقدرها( أي فإن لم يقدر على الذكر أيضسسا لزمسسه وقسسوف بقسسدر الفاتحسسة‪ ،‬أي بالنسسسبة‬
‫للوسسط المعتسدل فسي ظنسه‪ .‬وذلسك لن القسراءة والوقسوف كانسا واجسبين‪ ،‬فسإذا تعسذر‬
‫أحدهما بقي الخر‪ .‬ويسن له الوقوف بقدر السورة‪) .‬قوله‪ :‬وسن إلخ( لما فسسرغ مسسن‬
‫شروط الفاتحة شرع يتكلم على سننها‪ ،‬وهي أربع‪ :‬اثنان قبلها‪ ،‬وهما دعاء الفتتسساح‬
‫والتعوذ‪ .‬واثنان بعدها‪ ،‬وهما التأمين والسورة‪) .‬قوله‪ :‬بعد تحرم( إنمسسا آثسسر التعسسبير‬
‫ببعد‪ ،‬على التعبير بعقب‪ ،‬للتنبيه على أنه لو سكت بعد التحرم طويل لسسم يفسست عليسسه‬
‫دعاء الفتتاح‪) .‬قوله‪ :‬بفرض أو نفل( متعلق بتحرم‪) .‬قوله‪ :‬ما عدا صلة الجنسسازة(‬
‫أي فل يسن لها ذلك طالبا للتخفيف‪ .‬قسسال ابسسن العمسساد‪ :‬ويتجسسه فيمسسا لسسو صسسلى علسسى‬
‫غائب أو قبر أن يأتي بالفتتاح‪ ،‬لنتفاء المعنى الذي شرع له التخفيسسف‪ ،‬وقياسسسه أن‬
‫يأتي بالسورة أيضا‪ .‬ويحتمل خلفه فيهما نظرا للصل‪ .‬ا‍ه شرح السسروض‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫افتتاح( نائب فاعل سن‪.‬‬

‫] ‪[ 170‬‬
‫)قوله‪ :‬أي دعاؤه( أفاد به أن في الكلم حذف مضاف تقديره ما ذكر‪ ،‬والمراد‬
‫دعاء يفتتح به الصلة‪ .‬وقال الجهوري في تسميته‪ :‬دعاء تجوز‪ ،‬لن الدعاء طلسسب‬
‫وهذا ل طلب فيه‪ ،‬وإنما هسسو إخبسسار‪ .‬فسسسمي دعسساء باعتبسسار أنسسه يجسسازى عليسسه كمسسا‬
‫يجازى على الدعاء‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال الحفناوي‪ :‬سسسمي دعسساء باعتبسسار آخسسره‪ ،‬وهسسو‪ :‬اللهسسم‬
‫باعد بيني وبين خطاياي‪ ،‬إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬إن أمسسن فسسوت السسوقت( أي بحسسث لسسو اشسستغل‬
‫بدعاء الفتتاح ل تخرج الصلة عن وقتها‪ ،‬فسإن خساف فسوت السوقت لسو اشستغل بسه‬
‫تركه‪ .‬والحاصل أن دعاء الفتتاح إنما يسن بشروط خمسسسة مصسسرح بهسسا كلهسسا فسسي‬
‫كلمه‪ :‬أن يكون في غير صلة الجنسازة‪ ،‬وأن ل يخساف فسوت وقست الداء‪ ،‬وأن ل‬
‫يخاف المأموم فوت بعض الفاتحة‪ ،‬وأن ل يدرك المام في غيسسر القيسسام فلسسو أدركسسه‬
‫في العتدال لم يفتتح ‪ -‬كما في شرح الرملسسي ‪ -‬وأن ل يشسسرع المصسسلي مطلقسسا فسسي‬
‫التعوذ أو القراءة‪) .‬قوله‪ :‬وغلب على ظن إلسسخ( فسسإن لسسم يغلسسب علسسى ظنسسه مسسا ذكسسر‬
‫تركه‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يشرع إلخ( أي سن الفتتاح مدة عدم شروع في تعوذ أو قراءة‪.‬‬
‫فإن شرع في ذلك فات عليه‪ ،‬فل يندب له العود إليه لفوات محله‪) .‬قوله‪ :‬أو يجلسسس‬
‫إلخ( معطوف على يشرع‪ .‬أي وما لم يجلس مأموم مع إمامه‪ .‬فإن جلس معسسه‪ ،‬بسسأن‬
‫كان مسبوقا وأدركه في التشسسهد فل يسسسن التيسسان بسسه إذا قسسام وأراد قسسراءة الفاتحسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن أمن مع تأمينه( أي يسن الفتتاح له وإن أمن مع تأمين إمامه‪ ،‬بأن فسسرغ‬
‫المام من الفاتحة عقب تحرمه فأمن معه‪ ،‬فهو غاية لسنيه التيسسان بسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن‬
‫خاف ‪ -‬أي المأموم ‪ -‬فوت سورة‪ ،‬غاية ثانية لها أيضا‪) .‬قوله‪ :‬حيث تسن( أالسورة‬
‫له‪ ،‬بأن كان ل يسمع قراءة إمامه‪ .‬وأتى بهذا القيد لتظهر الغاية‪ ،‬وذلك لنه حيث لم‬
‫تسن له السورة فل يقال في حقه وإن خاف فوتها‪) .‬قوله‪ :‬لن إدراك الفتتسساح إلسسخ(‬
‫علة لسنية الفتتاح مع خوفه فوات السورة‪ .‬أي يسن له ذلك وإن خاف فواتهسسا‪ ،‬لن‬
‫إدراك الفتتاح أمر محقق‪ ،‬وفوات السورة أمسسر موهسسوم‪ ،‬ول يسسترك المحقسسق لجسسل‬
‫الموهوم‪) .‬قوله‪ :‬وقد ل يقسسع( أي فسسوات السسسورة‪) .‬قسوله‪ :‬وورد فيسسه( أي فسسي دعسساء‬
‫الفتتسساح‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو‪ :‬وجهسست وجهسسي( أي أقبلسست بسسوجهي‪ ،‬وقيسسل‪ :‬أي قصسسدت‬
‫بعبادتي‪ .‬وقوله‪ :‬أي ذاتي تفسير لوجهي‪ .‬فسسالمراد منسسه السسذات علسسى طريسسق المجسساز‬
‫المرسل من ذكر الجزء وإرادة الكل‪ ،‬وإنما كنى عنها بالوجه إشارة إلى أنسسه ينبغسسي‬
‫أن يكون كله وجها مقبل على ربه‪ ،‬ل يلتفت لغيره فسسي جسسزء منهسسا ‪ -‬أي الصسسلة ‪-‬‬
‫ويجتهد في تحصيل الصدق خوفسا مسن الكسذب فسي هسذا المقسام‪ .‬وقسوله‪ :‬للسذي فطسر‬
‫السموات والرض أي أبدعهما على غير مثال سبق‪ .‬وقوله‪ :‬مسسسلما أي منقسسادا إلسسى‬
‫الوامر والنواهي‪) .‬قوله‪ :‬ونسكي( أي عبادتي‪ .‬فهو من عطف العام على الخسساص‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ومحياي ومماتي أي إحيائي وإماتتي‪) .‬قوله‪ :‬وأنا من المسسلمين( فسي روايسة‬
‫للبيهقي‪ :‬وأنا أول المسلمين‪ ،‬كما هو نظم القرآن‪ .‬وكان )ص( يقسسول بمسسا فيهسسا تسسارة‬
‫لنه أول مسلمي هسسذه المسة‪ ،‬ول يقولهسسا غيسسره إل إن قصسسد التلوة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسن‬
‫لمأموم يسمع قراءة إمامه( خرج به ما إذا لم يسمع فل يسن له السراع به‪ ،‬لكن إن‬
‫غلب على ظنه أنه يدرك‬

‫] ‪[ 171‬‬
‫المام في الركوع إذا لم يسرع بسسه‪ ،‬كمسسا هسسو ظسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬السسسراع( نسسائب‬
‫فاعل يسن‪ .‬وقسوله‪ :‬بسه أي بسدعاء الفتتساح‪) .‬قسوله وإمسام محصسورين( أي جماعسة‬
‫محصورين‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والمراد بالمحصورين من ل يصلي وراءه غيرهم ولو‬
‫ألفا‪ ،‬كما قاله شيخنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعليه‪ ،‬فكان الولى ذكر قوله بعد‪ :‬ولم يطرأ غيرهم‪ ،‬بعسد‬
‫قوله‪ :‬محصورين‪ .‬ويكون كالتفسير له‪) .‬قوله‪ :‬غير أرقاء ول نساء متزوجسسات( أي‬
‫ول مستأجرين أجارة عين على عمل ناجز‪ ،‬فإن كانوا أرقاء أو نساء أو متزوجسسات‬
‫أو مستأجرين اشترط إذن السيد والزوج والمستأجر‪) .‬قوله‪ :‬رضوا بالتطويل لفظسسا(‬
‫أي عند ابن حجر‪ .‬وعنسسد م ر‪ :‬لفظسسا‪ ،‬أو سسسكوتا إذا علسسم رضسساهم‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن قسسل‬
‫حضوره( أي الغير‪ .‬وعبسسارة الرملسي‪ :‬وقسل حضسوره‪ .‬وهسي تفيسسد التقييسد‪ ،‬وعبسسارة‬
‫المؤلف تفيد التعميم‪) .‬قوله‪ :‬ولم يكن المسجد مطروقا( فسسإن كسسان مطروقسسا نسسدب لسسه‬
‫القتصار على ما مر‪ .‬وكذلك إذا فقد قيد مسن القيسسود السسسابقة‪) .‬قسوله‪ :‬مسا ورد إلسخ(‬
‫مفعسسول يزيسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬ومنسسه( أي ممسسا ورد‪) .‬قسسوله‪ :‬اللهسسم نقنسسي مسسن خطايسساك( أي‬
‫طهرني منها بأن تزيلها عني‪ .‬وقسسوله‪ :‬كمسسا ينقسى الثسوب أي يطهسسر‪) .‬قسوله‪ :‬والثلسج‬
‫والبرد( أي بعد إذابتهما وصيرورتهما ماء‪ .‬وأتسسى بهمسسا بعسسد المسساء تأكيسسدا للطهسسارة‬
‫ومبالغة فيها‪) .‬قوله‪ :‬وتكبير صلة عيد( الولى أن يقول‪ :‬ومثلسسه تكسسبير صسلة عيسد‬
‫إن أتى به‪ ،‬وذلك لن عبارته توهم أنه تقدم منه التصسسريح بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬يسسسن تعسسوذ(‬
‫اعلم أن التعوذ بعد دعاء الفتتاح سنة بالتفاق‪ ،‬وهو مقدمة للقراءة‪ .‬قال ال تعسسالى‪:‬‬
‫* )فإذا قرأت القرآفاستعذ بال من الشيطان الرجيم( * معناه عنسسد جمسساهير العلمسساء‪:‬‬
‫إذا أردت القسسراءة فاسسستعذ‪ .‬واللفسسظ المختسسار فسسي التعسسوذ‪ :‬أعسسوذ بسسال مسسن الشسسيطان‬
‫الرجيم‪ .‬وجاء‪ :‬أعوذ بال السميع العليم مسسن الشسسيطان الرجيسسم‪ .‬ول بسسأس بسه‪ ،‬ولكسن‬
‫المشهور المختار هو الول‪ .‬وروينا في سنن أبسسي دواد والترمسسذي والنسسسائي وابسسن‬
‫ماجة والبيهقي وغيرها‪ ،‬أن النبي )ص( قال قبل القراءة في الصلة‪ :‬أعوذ بال مسسن‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬من نفخه ونفثه وهمزه‪ .‬وفي رواية‪ :‬أعوذ بال السسسيمع العليسسم مسسن‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬من همزه ونفخه ونفثه‪ .‬وجاء في تفسيره فسسي الحسسديث‪ ،‬أن همسسزه‬
‫الموتة‪ ،‬وهي الجنسسون‪ .‬ونفخسسه الكسسبر‪ .‬ونفثسسه الشسسعر‪ .‬ا‍ه مسسن أذكسسار النسسووي‪ .‬ومسسن‬
‫لطائف الستعاذة أن قوله‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم إقسسرار مسسن العبسسد بسسالعجز‬
‫والضعف‪ ،‬واعتراف بقدرة الباري عز وجل‪ ،‬وأنسسه الغنسسي القسسادر علسسى دفسسع جميسسع‬
‫المضرات والفات‪ .‬واعتراف أيضا بأن الشيطان عدو مبين‪ .‬ففي الستعاذة التجسساء‬
‫إلى ال تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغوي الفسساجر‪ ،‬وأنسسه ل يقسسدر علسسى‬
‫دفعه عن العبد إل ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬ولو فسسي صسسلة الجنسسازة( غايسسة لسسسنية التعسسوذ‪.‬‬
‫وسن فيها دون الفتتاح لقصره فل يفوت به التخفيف المطلسسوب فيهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬سسسرا‬
‫ولو في الجهرية( أي يسن قراءتسسه بالسسر ولسسو كسانت الصسلة جهريسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫جلس مع إمامه( أي فيما إذا اقتدى به وهو في التشهد فإنه يجلس معه‪ ،‬ومع ذلك إذا‬
‫قام وأراد أن يقرأ الفاتحة سن له التعوذ‪ ،‬ول يسقط عنه‪ ،‬بخلف دعاء الفتتاح فإنه‬
‫يسقط عنه بالجلوس كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬كل ركعة( منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬أي فسسي‬
‫كل ركعة‪ ،‬وهو متعلق بتعوذ‪) .‬قوله‪ :‬مسسا لسسم يشسسرع فسسي قسسراءة( أي ومسسا لسسم يضسسق‬
‫الوقت بحيث يخرج بعض الصلة عنه لو أتى به‪ ،‬وما لم‬

‫] ‪[ 172‬‬
‫يغلب على ظنه عدم إدراك الفاتحة قبل ركسسوع المسسام‪ .‬فسسإن شسسرع فسسي قسسراءة‬
‫ولو البسملة‪ ،‬أو ضسساق السسوقت‪ ،‬أو غلسسب علسسى ظنسسه عسسدم إدراك الفاتحسسة‪ ،‬لسسم يسسسن‬
‫التعوذ‪) .‬قوله‪ :‬ولو سهوا( أي ولو كان شروعه سهوا فإنه ل يسن التعوذ‪ .‬وكتسسب ع‬
‫ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬ولو سهوا‪ :‬خرج به ما لو سبق لسانه فل يفوت‪ ،‬وكذا يطلسسب إذا‬
‫تعسسوذ قاصسسدا القسسراءة ثسسم أعسسرض عنهسسا بسسسماع قسسراءة المسسام حيسسث طسسال الفصسسل‬
‫باستماعه لقراءة إمامه‪ ،‬بخلف ما لو قصر الفصل فل يأتي به‪ .‬وكذا يعيده لو سجد‬
‫مع إمامه للتلوة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو في الولى آكد( أي التعوذ في الركعة الولى آكد‬
‫للتفاق عليها‪ .‬قال النووي في الذكا‪ :‬واعلم أن التعوذ مستحب في الركعسسة الولسسى‬
‫بالتفاق‪ ،‬فإن لم يتعوذ في الولى أتى به في الثانية‪ ،‬فإن لم يفعسل ففيمسا بعسدها‪ .‬فلسو‬
‫تعوذ في الولسسى هسسل يسسستحب فسسي الثانيسسة ؟ فيسسه وجهسسان لصسسحابنا‪ ،‬أصسسحهما أنسه‬
‫يستحب‪ ،‬لكنه في الولى آكد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره تركه( أي التعوذ فسسي الولسسى وفسسي‬
‫غيرها‪) .‬قوله‪ :‬ويسن وقف على رأس إلسسخ( وذلسسك لمسسا صسسح‪ :‬أنسسه صسسلى الس عليسسه‬
‫وسلم كان يقطع قراءته آية آية يقول‪) * :‬بسسسم ال س الرحمسسن الرحيسسم( * ثسسم يقسسف‪* ،‬‬
‫)الحمد ل رب العالمين( * ثم يقف‪) * ،‬الرحمسن الرحيسم( * ثسم يقسف‪) .‬قسوله‪ :‬حستى‬
‫على آخر البسملة( غاية لسنية الوقف على ما ذكر‪ ،‬وهي للرد‪ .‬وقوله‪ :‬خلفا لجمسسع‬
‫أي قائلين إنه يسن وصل البسملة بالحمدلة‪ ،‬للمام وغيره‪ .‬وتعجب منه في التحفسسة‪،‬‬
‫للحسسديث السسسابق‪) .‬قسسوله‪ :‬منهسسا( متعلسسق بمحسسذوف‪ ،‬صسسفة ليسسة‪ .‬أي آيسسة كائنسسة مسسن‬
‫الفاتحسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن تعلقسست( أي اليسسة‪ .‬وهسسي غايسسة لسسنية الوقسسف علسسى مسسا ذكسسر‪.‬‬
‫والمراد بالتعلق التعلق المعنوي‪ ،‬وهو مطلق الرتبسساط‪ .‬واليسسة السستي لهسسا تعلسسق بمسسا‬
‫بعدها هي‪) * :‬اهدنا الصسسراط المسسستقيم( * فسسإن مسسا بعسسدها بيسسان للصسسراط المسسستقيم‬
‫منها‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هسو مسا مسر‪) .‬قسوله‪ :‬لنسه ليسس بوقسف( أي لتعلقسه بمسا بعسده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول منتهى آية( أي رأسها‪ .‬وخسسرج بسسه مثسسل * )أهسسدنا الصسسراط المسسستقيم( *‬
‫فإنه وإن كانت متعلقا بما بعده ‪ -‬كما علمت ‪ -‬إل أنسسه رأس آيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن وقسسف‬
‫على هذا( أي على * )أنعمت عليهم( * )قوله‪ :‬لم يسسسن العسسادة مسسن أول اليسسة( أي‬
‫من قوله‪) * :‬صراط السسذين( * إلسسخ‪ .‬وعبسسارة ع ش‪ :‬فلسسو وقسسف عليسسه لسسم يضسسر فسسي‬
‫صلته‪ ،‬والولى عدم إعسادة مسا وقسف عليسه والبتسداء بمسسا بعسده‪ .‬لن ذلسك وإن لسم‬
‫يحسن في عرف القراء إل أن تركه يؤدي إلى تكرير بعسسض الركسسن القسسولي‪ ،‬وهسسو‬
‫مبطل في قول‪ ،‬فتركه أولسسى‪ ،‬خروجسسا مسسن الخلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن تسسأمين( أي‬
‫لقارئهسسا فسسي الصسسلة وخارجهسسا‪ .‬واختسسص بالفاتحسسة لشسسرفها واشسستمالها علسسى دعسساء‬
‫فناسب أن يسأل ال إجابته‪) .‬قوله‪ :‬والمد( أي أو القصر‪ .‬وحكي التشديد مع القصسسر‬
‫أو المد‪ ،‬ومعناها حينئذ‪ :‬قاصدين‪ .‬فتبطل الصسسلة مسسا لسسم يسسرد قاصسسدين إليسسك وأنسست‬
‫أكرم من أن تخيب من قصدك‪ ،‬فل تبطل‪ ،‬لتضمنه الدعاء‪ .‬ولو لم يقصد شيئا أصل‬
‫بطلت‪ ،‬كما صرح به في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬وحسن زيادة رب العسسالمين( أي بعسسد آميسسن‬
‫لقارئها أيضا‪ .‬وعبارة الروض‪ :‬ويستحب لقارئها أن يقسسول آميسسن‪ ،‬وحسسسن أن يزيسسد‬
‫رب العالمين‪) .‬قوله‪ :‬عقبها( ظرف متعلق بتأمين‪) .‬قوله‪ :‬ولو خارج الصلة( غايسة‬
‫لقوله‪ :‬ويسن تأمين‪ .‬قوله‪ :‬بعد سكتة لطيفة أي بقدر سبحان ال‪ ،‬وهو متعلق بتسسأمين‬
‫أيضا‪ .‬ول يقال إن بين قوله‪ :‬عقبها‪ ،‬وقوله‪ :‬بعسسد سسسكتة لطيفسسة‪ ،‬تنافيسسا ظسساهرا‪ ،‬لنسسا‬
‫نقول‪ :‬المراد بالعقب أن ل يتخلل بينهما لفظ غير‪ :‬رب اغفر لي‪ .‬ويقال‪ :‬إن تعقيسسب‬
‫كل شئ بحسبه‪ ،‬كما في م ر‪ .‬واشتراط عدم تخلل اللفظ ل ينافي سسن تخلسسل السسسكتة‬
‫المذكورة‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يتلفسظ بشسئ( مسا مصسدرية لفظيسة متعلقسة بتسأمين‪ ،‬أي يسسن‬
‫تأمين مدة عدم تلفظه بشئ‪ ،‬وهذا هو معنى قوله عقبها بناء على المراد السابق‪ .‬فلو‬
‫اقتصر‬

‫] ‪[ 173‬‬
‫أحدهما لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬سسسوى رب اغفسسر لسسي( أي أنسسه يسسستثنى مسسن التلفسسظ‬
‫بشئ التلفظ برب اغفر لي‪ ،‬فإنه ل يضر للخبر الحسن‪ :‬أنه )ص( قال عقسسب * )ول‬
‫الضالين( *‪ :‬رب اغفر لي‪ .‬وقسال ع ش‪ :‬وينبغسي أنسه لسو زاد علسى ذلسك‪ :‬ولوالسدي‬
‫ولجميع المسلمين‪ .‬لم يضر أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وانظر هل الذي يقول ما ذكر القسارئ فقسط ؟‬
‫أو كل من القارئ والسامع ؟ والذي يظهر لي الول‪ ،‬بدليل قوله في الحسسديث المسسار‬
‫قال عقب‪) * :‬ول الضالين( * أي قال عقب قراءتسسه * )ول الضسسالين( *‪ ،‬فليراجسسع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسن الجهر به( أي بالتأمين‪ .‬وقوله‪ :‬في الجهرية إلخ الحاصل أن المصسسلي‬
‫مطلقا ‪ -‬مأموما أو غيره ‪ -‬يجهر به إن طلب منه الجهسسر‪ ،‬ويسسسر بسسه إن طلسسب منسسه‬
‫السرار‪ .‬أمام المام فلخبر‪ :‬أنه )ص( كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته‬
‫فقال‪ :‬آمين يمسسد بهسسا صسسوته‪ .‬وأمسسا المسسأموم فلمسسا رواه ابسسن حبسسان عسسن عطسساء قسسال‪:‬‬
‫أدركت مسسائتين مسسن الصسسحابة إذا قسسال المسسام * )ول الضسسالين( * رفعسسوا أصسسواتهم‬
‫بآمين‪ .‬وصح عنه أن الزبير أمن من ورائه‪ ،‬حتى أن للمسسسجد للجسسة ‪ -‬وهسسي بالفتسسح‬
‫والتشديد ‪ -‬اختلط الصوات‪ .‬وأما المنفسسرد فبالقيسساس علسسى المسسأموم‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن‬
‫لمأموم في الجهرية( أي المشروع فيها الجهر‪ ،‬وخسرج بهسسا السسسرية فل يسسؤمن معسه‬
‫فيها‪) .‬قوله‪ :‬إن سمع قراءته( أي قراءة إمامه‪ .‬قسسال فسسي بشسسرى الكريسسم‪ :‬ولسسو سسسمع‬
‫جملة مفيدة من قسسراءة إمسسامه كفسسى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لخسسبر الشسسيخين إلسسخ( أي وخبرهمسسا‬
‫أيضا‪ :‬إذا قال أحدكم آمين وقالت الملئكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الخرى‬
‫غفر له ما تقدم من ذنبه‪) .‬فائدة( روي عسسن عائشسسة رضسسي الس عنهسسا ‪ -‬مرفوعسسا ‪:-‬‬
‫حسدنا اليهود على القبلة التي هدينا إليها وضلوا عنها‪ ،‬وعلى الجمعة‪ ،‬وعلسسى قولنسسا‬
‫خلف المام آمين‪) .‬قوله‪ :‬أي أراد التأمين( إنمسسا فسسسر بمسسا ذكسسر لتحقسسق المصسساحبة‪.‬‬
‫ويوضحه خبر الشيخين‪ :‬إذا قال المام * )غير المغضسسوب عليهسسم ول الضسسالين( *‬
‫فقولوا‪ :‬آمين‪ .‬وفسره بعضهم بقوله‪ :‬أي إذا دخل وقت التأمين فأمنوا‪ ،‬وهسسو أحسسسن‪،‬‬
‫ليشمل ما إذا لم يؤمن المام بالفعسسل أو أخسسره عسسن وقتسسه المشسسروع فيسسه‪ ،‬فسسإنه يسسسن‬
‫للمأموم التأمين في الحالتين‪) .‬قوله‪ :‬فإنه من وافق إلخ( أي ومعلوم من حديث آخسسر‬
‫أن الملئكة تؤمن مسسع تسسأمين المسسام‪ ،‬فيكسسون التعليسسل منتجسسا للمسسدعي‪ .‬قسسال الجمسسال‬
‫الرملي‪ :‬والمراد‪ :‬الموافقة في الزمن‪ .‬وقيل‪ :‬فسسي الصسسفات‪ ،‬مسسن الخلص وغيسسره‪.‬‬
‫والمراد بالملئكة‪ :‬الحفظة‪ .‬وقيسسل غيرهسسم‪ ،‬لخسسبر‪ :‬فوافسسق قسسوله قسسول أهسسل السسسماء‪.‬‬
‫وأجاب الول بأنه إذا قالها الحفظة قالها من فسسوقهم حسستى تنتهسسي إلسسى السسسماء‪ .‬ولسسو‬
‫قيل‪ :‬بأنهم الحفظة وسائر الملئكة لكان أقرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غفر له ما تقدم من ذنبه(‬
‫أي من الصغائر‪ .‬وإن قال ابن السسسبكي فسسي الشسسباه والنظسسائر أنسسه يشسسمل الصسسغائر‬
‫والكبائر‪ .‬ا‍ه م ر‪) .‬قوله‪ :‬وليس لنا ما يسن إلخ( أي وليسسس لنسسا فسسي الصسسلة فعسسل أو‬
‫قول تطلب فيه المقارنة إل هذا‪ ،‬أي التأمين‪ .‬وفي المغني‪ :‬قسسال فسسي المجمسسوع‪ :‬ولسسو‬
‫قسسرأ معسسه وفرغسسا معسسا كفسسى تسسأمين واحسسد‪ .‬أو فسسرغ قبلسسه ‪ -‬قسسال البغسسوي ‪ -‬ينتظسسره‪.‬‬
‫والمختار أو الصواب أنه يؤمن لنفسه ثم للمتابعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإذا لسسم يتفسسق لسسه( أي‬
‫للمأموم‪ .‬وقوله‪ :‬موافقته أي المام فسسي التسسأمين‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسسن( أي المسسأموم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫عقب تأمينه أي المام‪ .‬ويؤخذ من قوله‪ :‬عقب‪ ،‬أنه لو طال الفصل ل يؤمن‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وإن أخسسر إمسسامه( إن شسسرطية‪ ،‬وجوابهسسا أمسسن إلسسخ‪ .‬ومفعسسول الفعسسل محسسذوف‪ ،‬أي‬
‫التأمين‪ .‬وأما المذكور فهو نائب فاعل المسنون‪ .‬وقوله‪ :‬أمن المأموم جهرا أي قبله‪،‬‬
‫ول‬

‫] ‪[ 174‬‬
‫ينتظره اعتبارا بالمشروع‪ .‬ومثله إذا لم يؤمن المام أصل فيؤمن المسسأموم ول‬
‫يتركه‪) .‬قوله بمعنى استجب( سينه ليست للطلب‪ .‬وإنما هي مؤكدة‪ ،‬ومعناها‪ :‬أجب‪.‬‬
‫ا‍ه شها ب على البيضاوي‪) .‬فائدة( في تهذيب النووي حكاية أقوال كثيرة في آمين‪،‬‬
‫من أحسنها قول وهب بن منبه‪ :‬آمين أربعة أحرف‪ ،‬يخلق ال تعالى من كل حسسرف‬
‫لملكا يقول‪ :‬اللهم اغفر لمن يقول آمين‪ .‬ا‍ه خطيب‪) .‬قوله‪ :‬ويسسسكن( أي لفسسظ آميسسن‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عند الوقف خرج به عنسسد الوصسسل بمسسا بعسسده فيفتسسح‪) .‬قسسوله‪ :‬يسسسن للمسسام أن‬
‫يسكت( أي بعد آمين‪ .‬والمراد بالسكوت عدم الجهر ل السسسكوت عسسن القسسراءة‪ ،‬وإن‬
‫كان هو ظاهر العبارة‪ ،‬إذ المطلوب من المام الشستغال بالسذكر والقسراءة ل حقيقسة‬
‫السكوت‪ .‬وقوله‪ :‬في الجهرية خرج به السرية فل يسكت فيها‪) .‬قوله‪ :‬إن علسسم إلسسخ(‬
‫قيد في سنية السكوت‪ .‬أي يسن السكوت إن علم المام أن المأموم يقرأ الفاتحسسة فسسي‬
‫هذه السكتة‪ ،‬فإن علم أنه ل يقرؤها فيها لسسم يسسسن لسسه السسسكوت‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن يشسستغل‬
‫إلخ( أي ويسن أن يشتغل المام إلخ‪) .‬قوله‪ :‬أو قراءة( أي سسسرا‪ .‬قسسوله‪ :‬وهسسي أولسسى‬
‫أي والقسسراءة أولسسى مسسن السسدعاء‪) .‬قسسوله‪ :‬وحينئذ فيظهسسر إلسسخ( أي حيسسن إذا اشسستغل‬
‫بالقراءة فيظهر مراعاة الترتيب والمسسوالة بيسسن القسسراءة المشسستغل بهاسسسرا وبيسسن مسسا‬
‫يقرؤه جهسسرا بعسسد هسسذه القسسراءة‪ ،‬وذلسسك لن السسسنة القسسراءة علسسى ترتيسسب المصسسحف‬
‫وموالته‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي فيقرأ مثل بعض السورة التي يريد قراءتها سرا في زمسسن‬
‫قراءة المأمومين ثم يكملها جهرا‪ .‬وفي الركعة الثانيسسة يقسسرأ ممسسا يلسسي السسسورة السستي‬
‫قرأها في الولى سرا قدر زمن قراءة المأمومين ثم يكملها جهرا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬يسسسن‬
‫سكتة لطيفة إلخ( عد من السكتات المطلوبة خمسا وبقي عليه واحدة‪ ،‬وهسسي مسسا بيسسن‬
‫الفاتحة وآمين‪ ،‬وقد مرت‪ .‬فجملة السكتات ست‪) .‬قوله‪ :‬وبيسسن آخرهسسا( أي السسسورة‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬وبينسسه وبيسسن التعسسوذ( أي وبيسسن دعسساء الفتتسساح والتعسسوذ‪) .‬قسسوله‪ :‬وبينسسه( أي‬
‫التعوذ‪) .‬قوله‪ :‬وسن آية( أي في سرية وجهرية‪ ،‬لمسسام ومنفسسرد‪ ،‬كمسسأموم لسسم يسسسمع‬
‫في غير صلة فاقد الطهورين إذا كان جنبا أو نحوه لحرمتها عليه‪ ،‬وصلة الجنازة‬
‫لكراهتها فيها‪ ،‬وذلك للخبار الصحيحة في ذلسسك‪ ،‬ولسسم تجسسب للحسسديث الصسسحيح‪ :‬أم‬
‫القرآن عوض من غيرها‪ ،‬وليسس غيرهسا عوضسا منهسا‪ .‬ا‍ه تحفسة‪) .‬قسوله‪ :‬والولسى‬
‫ثلث( أي ثلث آيات‪ .‬قال الكردي‪ :‬علله في المغنى وغيره بقوله‪ :‬لجسسل أن يكسسون‬
‫قدر أقصر سورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا ل يوافسسق المعتمسسد أن البسسسملة آيسسة مسسن كسسل سسسورة‪ ،‬إل‬
‫لقالوا‪ :‬الولى أربع آيات‪ .‬فحرره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن لمن قرأها( أي الية‪ .‬والبسسسملة‬
‫نائب فاعل يسن‪) .‬قوله‪ :‬نص عليه( أي على سنيتها أثناء السورة‪) .‬قسسوله‪ :‬ويحصسسل‬
‫أصل السنة بتكرير سورة واحسسدة( أي ولسو حفسظ غيرهسسا‪ .‬وقسوله فسي الركعستين أي‬
‫الوليين‪) .‬قوله‪ :‬وبإعادة الفاتحة( أي ويحصل أصل السسسنة بإعسسادة الفاتحسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إن لم يحفسسظ غيرهسسا( أي غيسسر الفاتحسسة‪ .‬فسسإن حفسسظ غيرهسسا ل يحصسسل أصسسل السسسنة‬
‫بإعادتهسا لن الشسئ الواحسد ل يسؤدي بسه فرضسا ونفل‪ ،‬ولئل يشسبه تكريسر الركسن‪.‬‬
‫وكتب سم ما نصه‪ :‬قسسوله‪ :‬غيرهسسا‪ :‬هسسو شسسامل للسسذكر والسسدعاء فلينظسسر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وبقراءة البسملة( أي ويحصل أصل السنة بقراءة البسملة‪) .‬قوله‪ :‬ل بقصد أنها التي‬
‫هي أول الفاتحة( فإن‬

‫] ‪[ 175‬‬
‫كان بقصد ذلك لم تحصل به السنة‪ ،‬بل تبطل بسسه الصسسلة إن قلنسسا بسسأن تكريسسر‬
‫بعض الركن القولي مبطل‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬قال الكردي‪ :‬وقياس ما تقدم في البسملة‪ ،‬أنسسه‬
‫لو قال‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬ولم يقصد الذي في الفاتحة‪ ،‬ويحصل له بذلك أصل‬
‫السنة‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسورة كاملة( مبتدأ خبره أفضل من بعسسض طويلسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حيث لم يسرد البعسض( أي عسن النسبي )ص(‪ .‬ويسرد يقسرأ بفتسح اليساء وكسسر‬
‫الراء‪ ،‬من الورود‪ .‬وقوله‪ :‬كما في التراويح‪ .‬تمثيل لما ورد فيه البعض‪ ،‬وذلسسك لن‬
‫السنة فيها القيام بجميع القرآن‪ .‬ومثلها سنة الصبح‪ ،‬فإنه ورد فيها قراءة آيسسة البقسسرة‬
‫وآية آل عمران‪) .‬قوله‪ :‬أفضل( أي من حيث التباع الذي قد يربو ثوابه على زيادة‬
‫الحروف‪ ،‬نظير صلة ظهر يوم النحر للحاج بمنى دون مسسسجد مكسسة فسسي حسسق مسسن‬
‫نزل إليه لطواف الفاضة‪ ،‬إذ التباع‪ .‬ثم يربو على زيادة المضاعفة‪ .‬ولن البتداء‬
‫بها والوقف على آخرها صحيحان بالقطع‪ ،‬بخلفهما في بعض السسسورة‪ ،‬فإنهمسسا قسسد‬
‫يخفيان‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن طسسال( أي وإن كسسان بعسسض السسسورة أطسسول مسسن السسسورة فإنهسسا‬
‫أفضل‪ .‬قال سم‪ :‬المعتمد أنه إنما هي أفضل من قدرها مسسن طويلسسة‪ .‬ا‍ه م ر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويكره تركها( أي الية‪ .‬ومحله في غير صلة الجنسسازة لكراهتهسسا فيهسسا‪ ،‬وفسسي غيسسر‬
‫صلة فاقد الطهورين إذا كان جنبا لحرمتها عليه كما مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وخسسرج ببعسسدها(‬
‫أي وخرج بقراءة الية بعد الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬ما لو قدمها أي في الية‪ .‬وقوله‪ :‬عليهسسا‬
‫أي الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬فل تحسب( أي الية المقدمسسة‪ ،‬لنسسه خلف مسسا ورد فسسي السسسنة‪.‬‬
‫ويعيسسدها بعسسدها إأراد تحصسسيل السسسنة‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل يكسسره ذلسسك( أي التقسسديم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وينبغي( ظاهر قوله بعد‪ :‬ومقتضى كلم إلخ‪ ،‬أن المسسراد مسسن النبغسساء السسستحباب‪،‬‬
‫ومقتضاه صحة صلته إذا قرأ ولحن لحنا يغيسسر المعنسسى‪ .‬وفيسسه نظسسر‪ ،‬إذ هسسو حينئذ‬
‫كلم أجنبي‪ ،‬وهو مبطل للصلة مع التعمد والعلسسم‪ ،‬كمسسا هسسو مقتضسسى قسسوله التسسي‪:‬‬
‫لنه يتكلم بما ليس بقرآن‪ .‬وصريح التحفة ونصها‪ :‬متى خفف مشسسددا‪ ،‬أو لحسسن‪ ،‬أو‬
‫أبدل حرفا بآخر ولم يكن البدال قسسراءة شسساذة‪ ،‬أو تسسرك السسترتيب ‪ -‬سسسواء كسسان فسسي‬
‫الفاتحة أو في السورة ‪ -‬فإن غير المعنى وعلم وتعمد بطلسست صسسلته‪ ،‬وإل فقراءتسسه‬
‫لتلك الكلمة‪ .‬ا‍ه بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬من يلحسسن( فاعسسل يقسسرأ‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيسسه أي فسسي غيسسر‬
‫الفاتحة من السورة‪) .‬قوله‪ :‬وإن عجز عن التعلم( أي ينبغي عدم القراءة‪ ،‬ولسسو كسسان‬
‫عاجزا عن التعلم لبلدته أو لكبر سسنه‪) .‬قسوله‪ :‬لنسه( أي القسسارئ مسع اللحسسن‪ .‬وهسسو‬
‫تعليل لقسسوله‪ :‬ينبغسي إلسسخ‪) .‬قسوله‪ :‬بمسا ليسسس بقسرآن( أي لن الملحسسون ليسسس بقسرآن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل ضرورة( متعلق بيتكلسسم‪ .‬أي يتكلسسم بسسذلك مسسن غيسسر احتيسساج إليسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتسسرك السسسورة جسسائز( كالتعليسسل لعسسدم ضسسرورة‪ .‬فكسسأنه قسسال‪ :‬وإنمسسا لسسم تكسسن هنسساك‬
‫ضرورة إليه لن ترك السورة جائز من أصله‪) .‬قوله‪ :‬ومقتضى كلم المام( وهسسو‬
‫أيضا مقتضى كلم ابن حجر كمسسا علمسست‪ .‬وقسسوله‪ :‬الحرمسسة أي حرمسسة قسسراءة غيسسر‬
‫الفاتحة على من يلحن فيه لحنا يغير المعنى‪) .‬قسسوله‪ :‬وتسسسن( أي اليسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي‬
‫الركعتين الوليين( أي ولو من متنفل أحرم بأكثر مسن ركعستين‪ ،‬وذلسك للتبساع فسسي‬
‫المكتوبات‪ ،‬وقيس بها غيرها‪) .‬قوله‪ :‬ول تسن في الخيرتين( أي في الرباعية‪ ،‬ول‬
‫في الخيرة في الثلثية‪ .‬وأما قراءته )ص( لها في غير الوليين فهي لبيان الجواز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بأن لم يدرك الوليين مع إمامه( تصوير للمسبوق‪ ،‬وأفاد به أن المراد به مسسا‬
‫ذكر ل من ل يدرك مع المام زمنا يسع الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬فيقرؤها( أي الية‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫فمن باقي صلته أي في الثالثة والرابعة‪ .‬ونقل عن شرح العباب أنه يكرر السسسورة‬
‫مرتين في ثالثة المغرب‪ .‬ح ل‪ .‬أي بأن أدرك المام في الثالثة ولم يتمكن من قراءة‬
‫السورة معه فيها‪ ،‬وتركها في ثانيته أيضا‪ ،‬فإنه يسن له قسسراءة سسسورتين فسسي ثسسالثته‪.‬‬
‫كما قالوا في صبح يوم الجمعة‪ :‬لو ترك * )الم تنزيل( * فسسي الولسسى فسسإنه يسسسن لسسه‬
‫قراءتها مع * )هل أتى( * في الثانية‪ .‬ا‍ه‬

‫] ‪[ 176‬‬
‫بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬إذا تسسداركه( أي وقسست تسسدارك البسساقي‪ .‬فسسإذا مجسسردة عسسن‬
‫الشرطية‪) .‬قوله‪ :‬ولم يكن قرأها فيما أدركه( الواو للحال‪ ،‬وهو قيد لقسسوله فيقرؤهسسا‪.‬‬
‫فإن قرأها فيسسه ‪ -‬بسسأن كسسان سسسريع القسسراءة والمسسام بطيئهسسا ‪ -‬فل يقرؤهسسا فسسي بسساقي‬
‫صلته‪ .‬وفي شرح المهذب أن المدار على إمكسسان القسسراءة وعسسدمها‪ ،‬فمسستى أمكنسست‬
‫القراءة ولم يقرأ‪ ،‬ل يقرأ في الباقي‪ ،‬لنه مقصر بترك القسسراءة‪ .‬وفسسي كلم الشسسهاب‬
‫عميرة‪ :‬لو تركها عمدا في الوليين فالظاهر تداركها في الخيرتيسسن‪ .‬واعتمسسد ح ف‬
‫كلم شرح المهذب‪ ،‬وهو الذي اقتصر عليه زي‪ .‬ا‍ه بجيرمي بتصسرف‪) .‬قسوله‪ :‬مسا‬
‫لم تسقط عنه( مرتبط بيقرؤها‪ .‬فيقرأ الية مدة عدم سقوطها عنه‪ ،‬فإن سسسقطت عنسسه‬
‫لكونه مسبوقا فيما أدركه فل يقرؤها في باقي صسسلته‪ .‬ولسسو قسسال‪ :‬ولسسم تسسسقط عنسسه‪،‬‬
‫عطفسا علسى ولسم يكسن إلسسخ‪ ،‬لكسسان أولسسى‪) .‬قسوله‪ :‬لن المسسام إذا تحمسسل إلسسخ( تعليسل‬
‫لشتراط عدم سقوطها عنه‪ .‬ونظر فيه الشيخ عميرة بأن المام ل تسسسن لسسه السسسورة‬
‫في الخيرتين فكيف يتحملها عن المأموم ؟ وأجاب ح ل‪ :‬بأن سقوطها عنسه لسسقوط‬
‫متبوعها‪ ،‬وهو الفاتحة‪ ،‬ل لتحمل المام لها عنه‪ .‬وهذا الجواب واضح في سسسقوطها‬
‫في الولسسى السستي سسسبق فيهسسا‪ .‬ومسسا صسسورة سسسقوطها فسسي الركعسستين الولييسسن معسسا ؟‬
‫وصورها بعضهم بما إذا اقتدى بالمام في الثالثة وكان مسبوقا ‪ -‬أي لم يدرك زمنسسا‬
‫يسع قراءة الفاتحة ‪ -‬للوسسط المعتسدل ‪ -‬ثسم ركسع مسع إمسامه‪ ،‬ثسم حصسل لسه عسذر ‪-‬‬
‫كزحمة مثل ‪ -‬ثم تمكن من السجود فسجد‪ .‬وقسسام مسسن سسسجوده فوجسسد المسسام راكعسسا‪،‬‬
‫فيجب عليه أن يركع معه وسقطت عنه الفاتحسسة فسسي الركعسستين‪ ،‬فكسسذلك تسسسقط عنسسه‬
‫السورة تبعا‪ .‬ا‍ه بجيرمي ملخصا‪) .‬قوله‪ :‬ويسسسن أن يطسسول إلسسخ( أي للتبسساع‪ ،‬ولن‬
‫النشاط فيها أكثر‪ ،‬فخفف في غيرها حذرا من الملل‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يرد نص بتطويل‬
‫الثانية( وذلك كما في مسألة الزحام‪ ،‬فإنه يسن للمام تطويسسل الثانيسسة ليلحقسسه منتظسسر‬
‫السجود‪ ،‬وكما في سبح وهل أتاك‪ ،‬في صلة الجمعة والعيد‪ ،‬وكما فسسي صسسلة ذات‬
‫الرقاع للمام‪ ،‬فيستحب لسه التخفيسف فسي الولسى والتطويسل فسي الثانيسة حستى تسأتي‬
‫الفرقسسة الثانيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن يقسسرأ إلسسخ( أي ويسسسن أن يقسسرأ‪) .‬قسسوله‪ :‬علسسى ترتيسسب‬
‫المصحف( أي بأن يقرأ الفلسسق ثسسم قسسل أعسسوذ بسسرب النسساس‪ ،‬فلسسو عكسسس كسسان خلف‬
‫الولى‪ .‬وقوله‪ :‬وعلى التوالي قال ع ش‪ :‬فلسسو تركسسه‪ ،‬كسسأن قسسرأ فسسي الولسسى الهمسسزة‬
‫والثانية ليلف قريش‪ ،‬كان خلف الولى‪ ،‬مع أنه علسسى ترتيسسب المصسسحف‪ .‬ومنسسه‬
‫يعلم أن ما يفعل الن في صلة التروايح من قراءة ألهاكم ثم سورة الخلص إلسسخ‪،‬‬
‫خلف الولى أيضا لترك الموالة وتكرير سورة الخلص‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ما لسسم تكسسن‬
‫التي تليها أطول( فإن كانت أطول كالنفسسال وبسسراءة لسسم يكسسن تركسسه خلف الولسسى‪،‬‬
‫لئل تطول الثانيسسة علسسى الولسسى‪ ،‬وهسسو خلف السسسنة‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل قسسرب الول( أي‬
‫فيقرأ الفلق‪ .‬وقال البجيرمي‪ :‬المعتمد أنه يقرأ في الثانية بعض سورة الفلق أقسل مسن‬
‫سورة الخلص‪ ،‬جمعا بين الترتيب وتطويل الولى على الثانية‪) .‬قوله‪ :‬وإنما تسن‬
‫قراءة الية( دخول على المتن‪) .‬قوله‪ :‬وغير مأموم سمع قراءة إمسامه( أمسسا هسو فل‬
‫يقرأ بل يستمع لقسسراءة إمسسامه‪ ،‬لقسسوله تعسالى‪) * :‬وإذا قسرئ القسسرآن فاسسستمعوا لسسه( *‬
‫اليسسة‪ .‬وقسسوله )ص(‪ :‬إذا كنتسسم خلفسسي فل تقسسرؤا إل بسسأم القسسرآن‪ .‬حسسسن صسسحيح‪.‬‬
‫والستماع مستحب‪ .‬وقيل‪ :‬واجب‪ .‬وجزم به الفارقي في فسسوائد المهسسذب‪ .‬ا‍ه مغنسسي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في الجهرية( متعلق بسمع‪ ،‬ومقتضاه أنه إذا سسسمع قسسراءة إمسسامه فسسي السسسرية‬
‫بسسأن جهسسر بهسسا‪ ،‬قسسرأ ول يسسستمع‪ .‬وهسسو مسسا صسسححه فسسي الشسسرح الصسسغير اعتبسسارا‬
‫بالمشروع‪ .‬لكن الذي فسي الروضسسة ‪ -‬اقتضساء والمجمسوع تصسسريحا ‪ -‬اعتبسسار فعسسل‬
‫المام‪ ،‬فعليه ل يقرأ بل يستمع‪ .‬أفسساده فسسي التحفسسة‪) :‬قسسوله‪ :‬فتكسسره لسسه( أي للمسسأموم‪،‬‬
‫وذلك للنهي عن قراءتها خلفه‪) .‬قوله‪ :‬وقيل تحرم( قال في التحفسسة‪ :‬واخسستير إن آذى‬
‫غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أما مأموم إلخ( مفهوم قوله‪ :‬سمع إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬لم يسمعها أو سسسمع‬
‫صوتا‬

‫] ‪[ 177‬‬
‫ل يميز حروفه أي لبعده‪ ،‬أو لكونه به صمم وإن قرب‪) .‬قوله‪ :‬لكسن يسسن لسسه(‬
‫أي للمأموم المذكور‪ .‬ول محسسل لهسذا السسستدراك هنسسا لن شسسرطه تقسسديم كلم يسسوهم‬
‫ثبوت شئ أو نفيه‪ ،‬ول إيهام في الكلم المتقدم‪ ،‬إذ هو في قسسراءة اليسسة بعسسد الفاتحسسة‬
‫والستدراك في قراءة الفاتحة‪ .‬فلو حذف أداة الستدراك وقدم مسسا بعسسده وذكسسره فسسي‬
‫الفرع الذي قبيل الفسسائدة‪ ،‬بسسأن يقسسول‪ :‬ويسسسن للمسسأموم السسذي لسسم يسسسمع قسسراءة إمسسامه‬
‫الفاتحة تأخير إلخ‪ ،‬لكان أولى‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬كما في أوليي السرية( أي كما يسن لسسه‬
‫في أوليي السسرية‪ .‬وقسوله‪ :‬تسأخير نسائب فاعسل يسسن‪) .‬قسوله‪ :‬إن ظسن إدراكهسا( أي‬
‫الفاتحة‪ .‬فلو ظن أو علم أنه ل يمكنه قراءة الفاتحة بعد تأمينه مع إمسسامه سسسن لسسه أن‬
‫يقرأها معه‪ .‬ول يجب‪ ،‬كما في بشرى الكريسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬وحينئذ يشسستغل( أي حيسسن إذ‬
‫أخر فاتحته عن فاتحة المام يشتغل بالسسدعاء مسسدة قسسراءة المسسام الفاتحسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل‬
‫القسراءة أي ل يشستغل بقسراءة قسرآن غيسر الفاتحسة‪ ،‬قسال فسي التحفسة‪ :‬لكراهسة تقسديم‬
‫السورة على الفاتحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يكره الشروع فيها( أي في الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬قبله أي‬
‫المسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬للخلف فسسي العتسسداد بهسسا( أي بالفاتحسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬حينئذ أي حيسسن إذ‬
‫شرع فيها قبله‪ .‬وظاهره عدم العتداد بها إذا شرع قبلسسه‪ ،‬ولسسو تسسأخر فسسراغ فسساتحته‬
‫عن المام‪ .‬فانظره‪) .‬قوله‪ :‬ولجريان قسسول بسسالبطلن( أي بطلن الصسسلة‪ .‬وظسساهره‬
‫البطلن ولو أعادها بعد‪ .‬وهو خلف ما في المنهاج‪ ،‬ونصه مع التحفسسة‪ :‬ولسسو سسسبق‬
‫إمامه بالتحرم لم تنعقد صسسلته‪ ،‬أو بالفاتحسسة أو التشسسهد بسسأن فسسرغ مسسن أحسسدهما قبسسل‬
‫شروع المام فيه لم يضسسره‪ ،‬ويجسسزئه التيسسان بسسه فسسي غيسسر محلسسه مسسن غيسسر فحسسش‬
‫مخالفة‪ .‬وقيل‪ :‬تجب إعادته مع فعل المام أو بعده‪ ،‬وهو الولى‪ .‬فإن لم يعده بطلت‬
‫لن فعله مترتب على فعله فل يعتد بما يسبقه به‪ .‬ويسسسن مراعسساة هسسذا الخلف‪ ،‬بسسل‬
‫يسن ولو في أوليي السرية تأخير جميع فاتحته عن فاتحسسة المسسام إن ظسسن أنسسه يقسسرأ‬
‫السورة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيأتي للشارح في مبحث القدوة نظير ما فيهما‪ ،‬ونص عبارته هناك‪:‬‬
‫وإن سبقه بالفاتحة أو التشهد‪ ،‬بأن فرغ من أحدهما قبل شروع المام فيه‪ ،‬لم يضر‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬تجب العادة مع فعل المام أو بعده‪ ،‬وهو أولى‪ .‬فعليسسه‪ :‬إن لسسم يعسسده بطلسست‪،‬‬
‫ويسسن مراعساة هسذا الخلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬يسسن إلسخ( نسائب الفاعسل أن يشستغل إلسخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في الثالثة أو الرابعة( أي في الركعة الثالثة أو الركعة الرابعة‪) .‬قوله‪ :‬أو من‬
‫التشهد( معطوف على مسسن الفاتحسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬قبسسل المسسام( متعلسسق بفسسرغ‪) .‬قسسوله‪ :‬أن‬
‫يشتغل بدعاء( قال سم‪ :‬الذي أفتى به شيخنا الشهاب الرملي‪ ،‬فيما إذا فسسرغ المسسأموم‬
‫من التشهد الول قبل المام‪ ،‬أنه يسن له التيسان بالصسلة علسى الل وتوابعهسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فيهما أي في الثالثة أو الرابعة‪ ،‬وفي التشهد الول‪) .‬قسوله‪ :‬أو قسراءة( أي أو‬
‫يشتغل بقراءة‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي الولسسى أي الثالثسسة أو الرابعسسة بعسسد الفسسراغ مسن فاتحتهسسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وهي أولى أي القراءة فيها أولى من الدعاء‪) .‬قوله‪ :‬ويسسن للحاضسسر( سسواء‬
‫كان منفسسردا أو إمامسسا لمحصسسورين وغيرهسم‪ ،‬لن مسسا ورد يسسأتي بسسه وإن طسسال ولسسم‬
‫يرضوا به‪ .‬وخرج بالحاضر المسافر‪ ،‬وسيذكر ما يسن قراءتسسه لسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬سسسورة‬
‫الجمعة والمنافقون أي لما صح عنسسه )ص( أنسسه كسسان يقسسرأ فسسي عشسساء ليلسسة الجمعسسة‬
‫بالجمعة والمنافقون‪ ،‬وفسسي مغربهسسا بالكسسافرون والخلص‪) .‬وقسسوله‪ :‬وفسسي صسسبحها‬
‫إلخ( أي ويسن في صبحها ما ذكر‪ .‬لما روي عن أبي هريرة رضي الس عنسسه قسسال‪:‬‬
‫كان النبي )ص( يقرأ في الفجر يوم الجمعة‪) * :‬الم تنزيسسل( * فسسي الركعسسة الولسسى‪،‬‬
‫وفي الركعة الثانية‪) * :‬هل أتى( * وتسن المداومة عليهما‪ .‬والقول بسسأنه يسسترك ذلسسك‬
‫في بعض الحيان ‪ -‬لئل يعتقد العامة وجسسوبه ‪ -‬مخسسالف للسسوارد‪ ،‬ويلسسزم عليسه تسرك‬
‫أكثر السنن‪ .‬وقوله‪ :‬إذا اتسع الوقت فإن ضاق الوقت أتى بسورتين قصيرتين‪ ،‬كمسسا‬
‫سيذكره‪ .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 178‬‬
‫الم تنزيل بضم اللم ‪ -‬على الحكاية ‪ -‬نائب فاعسسل يسسسن المقسسدر‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي‬
‫مغربها إلسسخ( أي ويسسن فسسي مغسسرب الجمعسسة الكسسافرون والخلص‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن‬
‫قراءتهما( أي الكافرون والخلص‪) .‬وقوله‪ :‬للمسافر( قال في التحفة لحسسديث فيسسه‪،‬‬
‫وإن كان ضعيفا‪ .‬وورد أيضا أنه )ص( صلى في صبح السسسفر بسسالمعوذتين‪ .‬وعليسسه‬
‫فيصير المسافر مخيرا بين ما في الحديثين‪ ،‬بل قضية كسسون الحسسديث الثسساني أقسسوى‪،‬‬
‫وإيثارهم التخفيف للمسافر في سائر قراءته‪ ،‬أن المعوذتين أولسسى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتسسب ع ش‬
‫ما نصه‪ ،‬قوله‪ :‬للمسافر‪ ،‬هو شامل لما لو كان سائرا أو نازل ليس متهيئا فسسي وقسست‬
‫الصلة للسسسير ول متوقعسسا لسسه‪ .‬ولسسو قيسسل‪ :‬إذا كسسان نسسازل كمسسا ذكسسر‪ ،‬ل يطلسسب منسسه‬
‫خصوص هاتين السورتين لطمئنانه في نفسسسه‪ .‬لسسم يبعسسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي ركعسستي‬
‫الفجر( أي ويسن قراءتهما في ركعتي الفجر‪ ،‬أي سنته‪ .‬وسيذكر الشارح في فصسسل‬
‫صلة النفل أنه ورد أيضا * )ألم نشرح( * و * )وألم تر( *‪ .‬وقوله‪ :‬والمغسسرب إلسسخ‬
‫أي وركعتي المغرب‪ .‬إلخ )قوله‪ :‬للتباع في الكل( دليل لسنيتهما في صبح الجمعسسة‬
‫وغيرها للمسافر‪ ،‬وفي ركعتي الفجر وما عطف عليه‪) .‬تنسسبيه( يسسسن قسسراءة قصسسار‬
‫المفصل في المغرب‪ ،‬وطواله في الصبح‪ ،‬وقريب من الطوال في الظهر وأوسسساطه‬
‫في العصر والعشاء‪ .‬والحكمة فيما ذكر‪ :‬أن وقت الصبح طويل وصسسلته ركعتسسان‪،‬‬
‫فناسب تطويلها‪ .‬ووقت المغرب ضيق فناسب فيه القصار‪ .‬وأوقات الظهر والعصر‬
‫والعشاء طويلة‪ ،‬ولكن الصلوات طويلة أيضا‪ ،‬فلما تعارضا رتب عليه التوسسسط فسسي‬
‫غير الظهر وفيها قريب من الطوال‪ .‬واختلف في طواله وأوساطه‪ ،‬فقال ابن معسسن‪:‬‬
‫مسن الحجسرات إلسى عسم‪ .‬ومنهسا إلسى والضسحى أوسساطه‪ ،‬ومنهسا إلسى آخسر القسرآن‬
‫قصاره‪ .‬وجرى عليسسه المحلسسى‪ ،‬وم ر فسسي شسسرح البهجسسة ووالسسده فسسي شسسرح البهجسسة‬
‫ووالده في شرح الزبد‪ ،‬واقتصر عليه في التحفة لكن مع التبري منه‪ ،‬فقال‪ :‬على ما‬
‫اشسستهر‪ .‬وإل صسسح أن طسسواله كقسساف والمرسسسلت‪ ،‬وأوسسساطه كالجمعسسة‪ ،‬وقصسساره‬
‫كالعصر والخلص‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬وعبارة بعضهم تعرف الطسسوال مسسن‬
‫غيرها بالمقايسة‪ ،‬فالحديد وقد سمع مثل طوال‪ ،‬والطسسور مثل قريسسب مسسن الطسسوال‪،‬‬
‫ومن تبارك إلى الضحى أوساطه‪ ،‬ومن الضحى إلى آخسسره قصسساره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو‬
‫ترك إحدى المعينتين( أي إحدى السورتين المعينتين بالنص‪) .‬قوله‪ :‬أتسسى بهمسسا( أي‬
‫بالمعينتين معا‪ ،‬وإن كان يلزم عليه تطويل الثانية على الولى‪ .‬فإذا ترك في الركعة‬
‫الولى السجدة أتى بها‪ ،‬وبهسل أتسسى فسي الركعسسة الثانيسة‪ ،‬لئل تخلسو صسلته عنهمسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو قرأ في الولى إلخ( أي كسأن قسرأ فيهسا هسل أتسى‪ ،‬فيقسرأ حينئذ فسي الثانيسة‬
‫السجدة‪ ،‬لما مر‪) .‬قوله‪ :‬قطعها( أي غير المعينة‪ .‬وقوله‪ :‬وقرأ المعينسسة أي محافظسسة‬
‫علسسى السسوارد‪) .‬قسسوله‪ :‬وعنسسد ضسسيق وقسست( متعلسسق بأفضسسل بعسسده‪ .‬وقسسوله‪ :‬سسسورتان‬
‫قصيرتان أفضل هذا عسن ابسسن حجسسر‪ ،‬وعنسسد م ر بعضسسهما أفضسسل‪ ،‬وعبسسارته‪ :‬ولسسو‬
‫ضاق الوقت عن قسراءة جميعهسا‪ ،‬قسرأ مسا أمكسن منهسا ولسو آيسة السسجدة‪ ،‬وكسذا فسي‬
‫الخرى يقرأ ما أمكنسه مسن هسل أتسى‪ ،‬فسإن قسرأ غيسر ذلسك كسان تاركسا للسسنة‪ .‬قساله‬
‫الفارقي وغيره‪ ،‬وهو المعتمد وإن نوزع فيه‪ .‬انتهت‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للفسسارقي( عبسسارة‬
‫المغني‪ :‬قال الفارقي‪ :‬ولو ضاق الوقت عنهما أتى بالممكن‪ ،‬ولو آية السجدة وبعض‬
‫هسسل أتسسى علسسى النسسسان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬إل إحسسدى المعينسستين( أي كسسسبح مثل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫قرأها( أي إحدى المعينتين‪) .‬قوله‪ :‬ويبدل الخرى( أي كهل أتاك‪) .‬قوله‪ :‬وإن فسساته‬
‫الولء( أي كأن كان يحفظ بدل هسسل أتسساك‪ ،‬والشسسمس‪ ،‬قرأهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬مثل( مرتبسسط‬
‫بصبح الجمعة‪ .‬أي وكأن اقتدى به في ثانية صلة‬

‫] ‪[ 179‬‬
‫الجمعة وسمع قراءة المام هل أتاك فسسإنه يقسسرأ فسسي ثانيسسة نفسسسه سسسبح‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فيقرأ في ثانيته( أي الركعة الثانية له‪) .‬قوله‪ :‬إذا قام( أي للثانية‪) .‬قوله‪ :‬السسم تنزيسسل(‬
‫مفعول يقرأ‪) .‬قوله‪ :‬كما أفتى به( أي بالمذكور من قراءة الم تنزيل في ثانيته إذا قام‬
‫بعد سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬وتبعه شيخنا في فتاويه( عبارته‪ :‬سئل عمسن اقتسسدى بسه فسي‬
‫ثانية صبح الجمعة‪ ،‬هل يقرأ إذا قام لثانيته ألم تنزيل ؟ أو هسسل أتسسى ؟ أو غيرهمسسا ؟‬
‫فأجاب بقوله‪ :‬يؤخذ حكم هذا من قولهم‪ :‬لو ترك سسسورة الجمعسسة أو سسسبح فسسي أولسسى‬
‫الجمعة عمدا أو سهوا أو جهل‪ ،‬وقسسرأ بسسدلها المنسسافقين أو الغاشسسية‪ ،‬قسسرأ الجمعسسة أو‬
‫سبح في الثانية‪ ،‬ول يعيد المنافقين أو الغاشية كي ل تخلو صلته عنهمسسا‪ .‬ول نظسسر‬
‫لتطويل الثانية علسسى الولسسى‪ ،‬لن محلسسه فيمسسا لسسم يسسرد الشسسرع بخلفسسه كمسسا هنسسا‪ ،‬إذ‬
‫المنافقون والغاشية أطول من الجمعة وسبح‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقضية هذا أنه إن قرأ فسسي أوله ‪-‬‬
‫التي مع المام بأن لم يسمع قراءته ‪ -‬هل أتى‪ ،‬قرأ فسسي ثسانيته ألسم تنزيسسل‪ ،‬ول يعيسد‬
‫هل أتى‪ ،‬ولو سمع قراءة المام في أوله ‪ -‬أعني المأموم ‪ -‬فهو كقراءته‪ .‬فسسإن كسسان‬
‫المام قرأ هل أتسسى قسسرأ المسسأموم فسسي ثسسانيته ألسسم تنزيسسل‪ ،‬وإن كسسان قسسرأ غيرهسسا قسسرأ‬
‫المأموم ألم تنزيل وهل أتى لن قراءة المام التي يسمعها المسسأموم بمنزلسسة قراءتسسه‪.‬‬
‫فإن أدركه في ركوع الثانية فكما لو لسم يقسرأ شسيئا فيقسرأ ألسم تنزيسسل وهسل أتسسى فسي‬
‫الثانية‪ ،‬أخذا من قسولهم كيل تخلسسو صسسلته عنهمسا‪ .‬هسذا مسسا يظهسسر مسن كلمهسم‪ .‬ا‍ه‬
‫بحذف‪) .‬قوله‪ :‬لكن قضية كلمه في شرح المنهاج إلخ( عبارته‪ :‬فسسإن تسسرك ألسسم فسسي‬
‫الولى أتى بهما في الثانية‪ ،‬أو قرأ هل أتى في الولى قرأ ألم في الثانية‪ ،‬لئل تخلسسو‬
‫صلته عنهمسا‪ ،‬انتهست‪ .‬وإذا تسأملت علتسه مسع قسولهم أن السسامع كالقسارئ‪ ،‬وجسدت‬
‫قضية كلمه‪ ،‬هو ما أفتى به الكمال الرداد وتبعه فيه ابن حجر في فتاويه‪ ،‬مسسن أنسسه‬
‫يقرأ في ثانيته السجدة‪ ،‬لن سسسماعه لقسسراءة المسسام هسسل أتسسى بمنزلسسة قراءتسسه إياهسسا‪،‬‬
‫فيبقى عليه قراءة السسسجدة‪ ،‬فيقرؤهسسا فسسي ثسسانيته إذا قسسام‪ ،‬لئل تخلسسو صسسلته عنهمسسا‪.‬‬
‫تأمل‪) .‬قوله‪ :‬وإذا قرأ المام غيرها( أي غير هل أتى فسسي الثانيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬قرأهمسسا(‬
‫أي السسسجدة وهسل أتسسى فسي ثسسانيته‪ ،‬لعسدم سسماعهما مسن المسسام حستى يكسسون بمنزلسة‬
‫القراءة‪) .‬قوله‪ :‬وإن أدرك المام في ركوع إلخ( تأمل هذا مع ما سبق من أن محسسل‬
‫تداركه للسورة في بسساقي صسسلته إذا لسسم تسسسقط عنسسه الفاتحسسة‪ ،‬لن المسسام إذا تحمسسل‬
‫الفاتحة فالسورة أولى‪ ،‬وإذا أدركه في الركوع فقد سقطت عنه الفاتحة‪ ،‬فمقتضاه أن‬
‫السورة كذلك‪ .‬ول يقرأ إل سورة الركعة الثانيسسة إذا تسسداركها‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا أفسستى بسسه‬
‫شيخنا( قد علمته‪) .‬قوله‪ :‬يسن الجهر( أي ولسسو خسساف الريسساء‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬والحكمسسة‬
‫في الجهر في موضعه‪ :‬أنه لما كسان الليسسل محسل الخلسسوة ويطيسب فيسه السسمر شسرع‬
‫الجهر فيه طلبا للذة مناجسساة العبسسد لربسسه‪ ،‬وخسسص بسسالوليين لنشسساط المصسسلي فيهمسسا‪.‬‬
‫والنهسسار لمسسا كسسان محسسل الشسسواغل والختلط بالنسساس‪ ،‬طلسسب فيسسه السسسرار لعسسدم‬
‫صسسلحيته للتفسسرغ للمناجسساة‪ .‬وألحسسق الصسسبح بالصسسلة الليليسسة لن وقتسسه ليسسس محل‬
‫للشواغل‪) .‬قوله‪ :‬في صبح( متعلسسق بسسالجهر‪) .‬قسسوله‪ :‬وأوليسسي العشسساءين( أي ويسسن‬
‫الجهر في الركعتين الوليين من المغرب والعشاء‪ ،‬دون الركعة الثالثة من المغرب‬
‫والخيرتين من العشاء‪ ،‬فإنه يسر فيها‪ .‬فإن قيسسل‪ :‬هل طلسسب الجهسر فيهسسا لنهسا مسن‬
‫الصلة الليلية ؟‪ .‬أجيب‪ :‬بأن ذلك رحمة لضعفاء المة‪ ،‬لن تجلي الس علسسى قلسسوبهم‬
‫بالعظمة يزداد شيئا فشيئا فيكون في آخر الصلة أثقل منه في أولهسسا‪ ،‬ولسسذلك خفسسف‬
‫في آخرها ما لم يخفف في أولها‪ .‬ولو ترك الجهر في أولتي ما ذكر لم يتداركه فسسي‬
‫الباقي‪ ،‬لن السنة فيه السرار‪ .‬ففي الجهر تغيير صفته‪ ،‬بخلف ما لو ترك السورة‬
‫في الوليين يتداركها في الباقي لعدم تغيير صفته‪) .‬قوله‪ :‬وفيما يقضي بين إلخ( أي‬
‫ولو كانت الصلة سرية‪ .‬وأما فيما يقتضي بعد طلوع الشمس فيسر فيه‪ ،‬ولو كسسانت‬
‫جهريسسة‪ .‬وذلسسك لن العسسبرة بسسوقت القضسساء ل الداء علسسى المعتمسسد‪ .‬إل فسسي صسسلة‬
‫العيدين فإنه يجهر بها مطلقسسا عمل بأصسسل أن القضسساء يحكسسى الداء‪ ،‬ولن الشسسرع‬
‫ورد بالجهر فيها في محل السرار‪ ،‬فيستصحب‪) .‬قوله‪ :‬وفي‬

‫] ‪[ 180‬‬
‫العيدين( أي ويسن الجهر في صلة العيدين‪) .‬قوله‪ :‬قال شسسيخنا‪ :‬ولسسو قضسساء(‬
‫أي يجهر في صلة العيدين ولو كانت قضاء‪ ،‬لمسسا علمسست آنفسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬والتراويسسح(‬
‫أي ويسن الجهر فسسي التراويسسح‪) .‬قسسوله‪ :‬ووتسسر رمضسسان( أو يسسسن الجهسسر فسسي وتسسر‬
‫رمضان‪ ،‬ولو لمنفرد‪ ،‬وإن لم يسأت بالتروايسح‪) .‬قسوله‪ :‬وخسسوف القمسر( أي ويسسن‬
‫الجهر في خسوف القمر‪ ،‬بخلف كسوف الشمس فيسن السرار فيها‪ .‬ويسن الجهر‬
‫أيضا في صلة الستسقاء‪ ،‬سواء كانت ليل أو نهارا‪ ،‬وفي ركعتي الطسسواف ليل أو‬
‫وقت الصبح‪) .‬قوله‪ :‬ويكره للمأموم إلخ( مفهوم قسسوله‪ :‬لغيسسر مسسأموم‪) .‬قسسوله‪ :‬للنهسسي‬
‫عنه( أي عسسن الجهسسر خلسسف المسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يجهسسر مصسسل وغيسسره( أي كقسسارئ‬
‫وواعظ ومدرس‪) .‬قوله‪ :‬إن شوش على نحو نائم أو مصل( لفظ نحسسو‪ ،‬مسسسلط علسسى‬
‫المعطوف والمعطوف عليه‪ ،‬ونحو الثاني‪ ،‬الطسسائف والقسسارئ والسسواعظ والمسسدرس‪.‬‬
‫وانظر ما نحو النائم‪ .‬ويمكن أن يقال نحوه المتفكسسر فسسي آلء الس وعظمتسسه‪ ،‬بجسسامع‬
‫الستغراق في كسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيكسسره أي التشسسويش علسسى مسسن ذكسسر‪ .‬وقضسسية عبسسارته‬
‫كراهة الجهر إذا حصل التشويش ولو في الفرائض‪ ،‬وليس كذلك لن ما طلسسب فيسسه‬
‫الجهر ‪ -‬كالعشاء ‪ -‬ل يترك فيه الجهر لما ذكر‪ ،‬لنه مطلوب لسسذاته فل يسسترك لهسسذا‬
‫العسسارض‪ .‬أفسساده ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬مطلقسسا( أي سسسواء شسسوش عليسسه أو ل‪) .‬قسسوله‪ :‬لن‬
‫المسجد إلخ( هذه العلة تخصص المنع من الجهر مطلقا بما إذا كان المصلي يصسلي‬
‫في المسجد ل في غيره‪) .‬قوله‪ :‬ويتوسط بيسن الجهسر والسسرار( أي إن لسم يشسوش‬
‫على نائم أو نحو مصل‪ ،‬ولم يخف رياء‪ ،‬فإن شوش أو خاف ريسساء أسسسر‪ .‬واختلفسسوا‬
‫في تفسير التوسط فقيسسل‪ :‬هسسو أن يجهسسر تسسارة ويسسسر أخسسرى‪ ،‬وهسسو الحسسسن‪ .‬وقسسال‬
‫بعضهم‪ :‬حد الجهر أن يسمع من يليه‪ ،‬والسرار أن يسمع نفسسسه‪ ،‬والتوسسسط يعسسرف‬
‫بالمقايسة بينهما‪ .‬كما أشار إليه قوله تعالى‪) * :‬ول تجهر بصسسلتك ول تخسسافت بهسسا‬
‫وابتغ بين ذلك سبيل( *‪) .‬واعلم( أن محل مسسا ذكسسر مسسن الجهسسر والتوسسسط فسسي حسسق‬
‫الرجسسل‪ ،‬أمسسا المسسرأة والخنسسثى فيسسسران إن كسسان هنسساك أجنسسبي‪ ،‬وإل كانسسا كالرجسسل‪،‬‬
‫فيجهران ويتوسطان‪ ،‬ويكسسون جهرهمسسا دون جهسسر الرجسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬تكسسبير فسسي كسسل‬
‫خفض( أي لركوع أو سجود‪ .‬وقوله‪ :‬ورفع أي من السجود‪ ،‬أو مسسن التشسسهد الول‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬يسن كل ركعة خمس تكبيرات‪ .‬قال ناصر الدين‪ :‬الحكمة في مشسسروعية‬
‫التكبير في الخفض والرفسسع أن المكلسسف أمسسر بالنيسسة أول الصسسلة مقرونسسة بسسالتكبير‪،‬‬
‫وكان من حقه أن يصحب النية إلى آخر الصلة‪ .‬فسسأمر أن يجسسدد العهسسد فسسي أثنائهسسا‬
‫بالتكبير الذي هو شعار النية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل في رفع من ركوع( أي ل يسن التكسسبير‬
‫في رفع رأسه من الركوع‪ ،‬ولو لثاني قيام كسوف‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل يرفسسع منسسه( أي مسسن‬
‫الركوع‪) .‬قوله‪ :‬قائل سمع ال لمن حمده( أي حسسال كسسونه قسسائل ذلسسك‪ ،‬ويكسسون عنسسد‬
‫ابتداء الرفع من الركوع‪ .‬وأما عند انتصابه فيسن ربنا لك الحمد‪ .‬والسبب فسسي سسسن‬
‫سمع ال لمن حمده‪ :‬أن الصديق رضي ال عنه مسسا فسساتته صسسلة خلسسف رسسسول الس‬
‫)ص( قط‪ ،‬فجاء يوما وقت صسلة العصسر فظسن أنسه فساتته مسع رسسول الس )ص(‪،‬‬
‫فاغتم بذلك وهرول ودخل المسجد فوجده )ص( مكسسبرا فسسي الركسسوع‪ ،‬فقسسال‪ :‬الحمسسد‬
‫ل‪ .‬وكبر خلفه )ص(‪ .‬فنزل جبريل والنبي )ص( في الركوع‪ ،‬فقال يا محمد‪ ،‬سسسمع‬
‫ال لمن حمده‪ .‬وفي رواية‪ :‬اجعلوها في صلتكم‪ .‬فقال‪:‬‬

‫] ‪[ 181‬‬
‫عند الرفع من الركوع‪ - ،‬وكان قبل ذلك يركع بالتكبير ويرفسع بسه ‪ -‬فصسارت‬
‫سنة من ذلك الوقت ببركة الصديق رضي ال عنه‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وسن مسسده(‬
‫أي مد لم لفظ الجللة فيه‪ ،‬للتباع‪ ،‬ولئل يخلو جزء من صلته عن الذكر‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫أي التكبير تفسير للضمير‪ .‬ومثله‪ :‬سمع ال لمن حمده‪ .‬فيمسسده إلسسى النتصسساب‪ .‬ولسسو‬
‫قال أي الذكر لشملها‪) .‬قوله‪ :‬إلى المنتقل إليه( أي إلى الركن السسذي ينتقسسل الشسسخص‬
‫إليه‪) .‬قوله‪ :‬وإن فصل بجلسة الستراحة( أي يسن المد إلى ما ذكر‪ ،‬وإن فصل بين‬
‫الركن المنتقسسل عنسسه والركسسن المنتقسسل إليسسه بجلسسسة السسستراحة‪ .‬قسسال الكسسردي‪ :‬وفسسي‬
‫السنى والمغني‪ :‬ل نظر إلى طول المد‪ .‬وكذلك أطلق الشسسارح فسسي شسسروح العبسساب‬
‫والرشاد‪ ،‬وشيخ السلم في شرح البهجة‪ ،‬والشهاب الرملي في شرح الزبد‪ ،‬وسسسم‬
‫العبادي في شرح أبي شجاع‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لكن بحيث ل يتجاوز سبع ألفات إلخ‪،‬‬
‫فيحمل ذلسسك الطلق علسسى هسسذا التقييسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسالتحرم( أي كمسسا يسسسن جهسسر فسسي‬
‫التكبير للتحرم‪) .‬قوله‪ :‬لمام( متعلق بجهر‪ ،‬أي سسسن جهسسر بسسه لمسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا‬
‫مبلغ( أي ويسن جهر لمبلغ أيضسسا كالمسسام‪ .‬فاسسسم الفاعسسل يقسسرأ بسسالجر عطسسف علسسى‬
‫إمام‪ ،‬والجار والمجرور قبله حال منه مقدمة عليه‪ .‬ويصح قراءته بالرفع علسسى أنسسه‬
‫مبتدأ مؤخر‪ ،‬والجار والمجرور خبر مقدم‪) .‬وقوله‪ :‬احتيج إليه( أي إلى المبلغ‪ .‬بأن‬
‫لم يسمع المأمومون صوت المام‪) .‬قوله‪ :‬لكن إلخ( كالتقييد لسنية الجهر بسسه للمسسام‬
‫والمبلغ‪ .‬وقوله‪ :‬إن نوى الذكر أي فقط‪ .‬وقوله‪ :‬أو والسماع أي أو نوى السسذكر مسسع‬
‫السماع‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن نوى السماع فقسسط‪ ،‬أو لسسم ينسسو شسسيئا‪ .‬وقسسوله‪ :‬بطلسست‬
‫صلته لن عروض القرينة أخرجه عن موضوع السسذكر إلسسى أن صسسيره مسسن قبيسسل‬
‫كلم الناس‪) .‬قوله‪ :‬قال بعضهم إلخ( من كلم شيخه في شرح المنهسساج‪ ،‬خلفسسا لمسسا‬
‫توهمه العبارة‪ .‬ونص كلمه‪ :‬بل قال بعضهم أن التبليغ بدعة منكسسرة باتفسساق الئمسسة‬
‫الربعة حيث بلسسغ المسسأمومين صسسوت المسسام‪ ،‬لن السسسنة فسسي حقسسه حينئذ أن يتسسوله‬
‫بنفسه‪ .‬ومراده بكونه بدعة منكرة أنه مكروه‪ ،‬خلفا لمن وهم فيه فأخسسذ منسسه أنسسه ل‬
‫يجوز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي الجهر به( أي بالتكبير‪ .‬وقوله‪ :‬لغيره أي المسسام‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن‬
‫منفرد بيان للغير‪ .‬وقسسوله‪ :‬ومسسأموم أي غيسسر مبلسسغ احتيسسج إليسسه‪ ،‬كمسسا علسسم ممسسا مسسر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخامسها( أي خامس أركان الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬ركوع أي لقسسوله تعسسالى‪) * :‬يسسا‬
‫أيهسسا السسذين آمنسسوا اركعسسوا( * اليسسة‪ ،‬ولخسسبر المسسسئ صسسلته‪ .‬وهسسو لغسسة‪ :‬النحنسساء‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬انحناء خاص‪ ،‬وهو ما ذكره بقوله‪ :‬بانحناء بحيث إلخ‪ .‬وقيسسل‪ :‬معنسساه لغسسة‪:‬‬
‫الخضوع‪ .‬وهو من خصائص هذه المة‪ ،‬فسسإن المسم السسسابقة لسسم يكسسن فسسي صسسلتهم‬
‫ركوع‪ .‬وأما قوله تعالى‪) * :‬واركعي مع الراكعين( * فمعناه‪ :‬صلي مسسع المصسسلين‪.‬‬
‫من باب إطلق اسم الجزء علسسى الكسسل‪ .‬كسسذا قيسسل‪ .‬ونظسسر فيسسه بسسأنه إذا لسسم يكسسن فسسي‬
‫صلتهم ركوع فكيسسف يقسسال بسسأنه مسسن إطلق الجسسزء وإرادة الكسسل مسسع أنسسه لسسم يكسسن‬
‫الركوع جزءا من صلتهم ؟ فالحسن التأويل بأن المراد‪ :‬اخضعي مع الخاضعين‪،‬‬
‫كما هو المعنى اللغسسوي علسسى القسسول الثسساني‪) .‬قسسوله‪ :‬بانحنسساء( أي ويتحقسسق الركسسوع‬
‫بانحناء‪ ،‬أي خالص عن النخناس‪ ،‬وهسسو أن يخفسسض عجيزتسسه ويرفسسع أعله ويقسسدم‬
‫صدره‪ ،‬وإل بطلت وقوله‪ :‬بحيث تنال إلخ أي يقينا‪ .‬قال فسسي النهايسسة‪ :‬فلسسو شسسك هسسل‬
‫انحنى قدرا تصل به راحتاه ركبسستيه لزمتسسه إعسسادة الركسسوع لن الصسسل عسسدمه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهما( أي الراحتان‪) .‬قوله‪ :‬من الكفين( بيسسان لمسسا‪) .‬قسوله‪ :‬فل يكفسسي( تفريسسع‬
‫على تعريف الراحتين بما ذكر‪ .‬قال فسسي المغنسسي‪ :‬وظسساهر تعسسبيره بالراحسسة ‪ -‬وهسسي‬
‫بطن الكف ‪ -‬أنه‬

‫] ‪[ 182‬‬
‫ل يكتفي بالصابع‪ .‬وهو كذلك‪ ،‬وإن كسان مقتضسى كلم التنسبيه الكتفساء بهسا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ركبتيه مفعسسول تنسسال‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو أراد وضسسعهما( أي الراحسستين‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫عليهما أي الركبتين‪ .‬وجواب لو محذوف‪ ،‬أي لوصلتا‪ .‬وأتى بذلك لئل يتوهم أنه ل‬
‫بد من وضعهما بالفعل‪) .‬قوله‪ :‬عند اعتدال الخلقة( متعلق بتنال‪ ،‬أي تنال مسسع كسسونه‬
‫معتدل الخلقة‪ ،‬فإن لم يكن معتدل الخلقة‪ ،‬كأن كان قصير اليسسدين أو طويلهمسسا‪ ،‬قسسدر‬
‫معتدل‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬فل نظر لبلوغ راحتي طويل اليدين‪ ،‬ول أصابع معتسسدلهما‪،‬‬
‫وإن نظر فيه السنوي‪ ،‬ول لعدم بلوغ راحتي القصير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬هذا( أي انحناؤه‬
‫بحيث إلخ‪ .‬هو أقل الركوع‪ :‬أي وأما أكمله فما ذكره بعد بقوله‪ :‬وسسسن فسسي الركسسوع‬
‫تسوية إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن فسسي الركسسوع إلسسخ( بيسسان لكمسسل الركسسوع‪ ،‬وكسسان النسسسب‬
‫للشارح أن يقول بعده‪ :‬وهذا أكمل الركوع‪) .‬قوله‪ :‬تسوية ظهر وعنسسق( أي ورأس‪.‬‬
‫والضافة من إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل‪ ،‬أي تسسسوية الراكسسع ظهسسره‬
‫وعنقه ورأسه‪ ،‬سواء كان ذكرا أو أنثى أو خنثى‪ ،‬وهذا في ركوع القائم‪ .‬أما القاعسسد‬
‫فأقل الركوع في حقه محاذاة جبهته ما أمام ركبتيه‪ ،‬وأكمله محاذاتها محل سسسجوده‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بأن يمدهما تصوير للتسوية وبيان لضابطها‪ .‬وقوله‪ :‬كالصفيحة الواحسسدة أي‬
‫كاللوح الواحد الذي ل اعوجاج فيه‪) .‬قوله‪ :‬وأخذ ركبتيه( أي وسن أخذ ركبتيه‪ ،‬أي‬
‫قبضسسهما بالفعسسل‪ ،‬للتبسساع‪ .‬والقطسسع يرسسسل يسسديه إن كسسان مقطوعهمسسا‪ ،‬أو يرسسسل‬
‫إحداهما إن كان مقطوع واحدة‪ .‬ومثل القطع قصير اليسسدين‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع نصسسبهما(‬
‫أي الركبتين‪ ،‬ويلزم من نصبهما نصب ساقيه وفخذيه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والظسساهر أن‬
‫في تعبيره بنصب الركبتين تسمحا لن الركبة ل تتصف بالنتصاب وإنمسسا يتصسسف‬
‫به الفخذ والساق‪ ،‬لن الركبة موصل طرفي الفخذ والساق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتفريقهمسسا(‬
‫أي قدر شبر‪) .‬قوله‪ :‬بكفيه( متعلق بأخسسذ‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع كشسسفهما( أي الكفيسسن‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتفرقة أصابعهما( أي لجهة القبلة لنها أشرف الجهات‪ .‬قال ابن النقيسسب‪ :‬ولسسم أفهسسم‬
‫معناه‪ .‬قال الولي العراقي‪ :‬احترز بذلك عن أن يوجه أصابعه إلى غيسسر جهسسة القبلسسة‬
‫من يمنة أو يسرة‪ .‬ا‍ه مغنى‪ .‬وقوله‪ :‬تفريقا وسسطا قسسال ع ش‪ :‬واعتسبر فسسي التفريسق‬
‫كونه وسطا لئل يخرج بعض الصسسابع عسن القبلسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسول سسسبحان( أي‬
‫وسن في الركوع قول إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬العظيم أي الكامسسل ذاتسسا وصسسفات‪ .‬وأمسسا الجليسسل‪:‬‬
‫فهو الكامل صفات‪ .‬والكبير‪ :‬الكامل ذاتا‪ .‬قاله الفخسسر السسرازي‪ .‬وقسسوله‪ :‬وبحمسسده أي‬
‫وسبحته حال كوني متلبسا بحمسسده‪ .‬فسسالواو للعطسسف أو زائدة‪) .‬قسسوله‪ :‬وأقسسل التسسسبيح‬
‫فيه( أي الركوع‪ .‬يعني أن أصل السنة فيه يحصسسل بمسسرة‪ .‬وأدنسسى الكمسال ثلث‪ ،‬ثسم‬
‫خمس‪ ،‬ثم سبع‪ ،‬ثم تسع‪ ،‬ثم إحدى عشرة وهسسو الكمسسل للمنفسسرد وإمسسام محصسسورين‬
‫بشرطهم‪ .‬أما إمام غيرهم فل يزيد علسسى الثلث‪ ،‬أي يكسسره لسسه ذلسسك للتخفيسسف علسسى‬
‫المقتسسدين‪ .‬كسسذا فسسي شسسرح الرملسسي )قسسوله‪ :‬ويزيسسد مسسن مسسر( أي المنفسسرد‪ ،‬وإمسسام‬
‫محصورين بشرطهم‪) .‬قوله‪ :‬لسسك ركعسست إلسسخ( قسسدم الظسسرف فسسي الثلث الول لن‬
‫فيها ردا على المشركين حيث كانوا يعبدون معه غيره‪ ،‬وأخره في قوله‪ :‬خشع لسسك‪،‬‬
‫لن الخشوع ليس من العبادات التي ينسبونها إلى غيره حتى يرد عليهم فيهسسا‪ .‬ا‍ه ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬خشع إلخ( قال البجيرمي‪ :‬يقول ذلك وإن لم يكن متصفا بذلك لنه متعبد‬
‫به‪ .‬وفاقا ‍ل م ر‪ .‬وقسسال حجسسر‪ :‬ينبغسسي أن يتحسسرى الخشسسوع عنسسد ذلسسك وإل يكسسن لئل‬
‫يكون كاذبا ما لم يرد أنه بصورة من هو كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومخسسي( فسسي المصسسباح‪:‬‬
‫المخ‪ :‬الودك الذي في العظم‪ .‬وخالص كل شئ مخسسه‪ .‬وقسسد يسسسمى السسدماغ مخسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وما استقلت به( أي حملته‪ .‬وهو مسسن ذكسسر الكسسل بعسسد الجسسزء‪ .‬وقسسوله‪ :‬قسسدمى‬
‫مفرد مضاف ل مثنى‪ ،‬وإلقال قدماي‪ .‬ول يقال إن اللف تقلب ياء عند هسسذيل‪ ،‬فهسسو‬
‫مثنى والياء مشددة‪ ،‬لنا نقول ذاك خاص بالمقصور عندهم‪ .‬كما قال ابن مالك‪.‬‬

‫] ‪[ 183‬‬
‫وألفا سلم وفي المقصور عن هذيل انقلبها ياء حسن وقوله‪ :‬أي جميع جسدي‬
‫بيان لما هو مراد من قوله‪ :‬وما استقلت به قدمي‪ .‬وقوله‪ :‬ل رب العالمين بسسدل مسسن‬
‫قوله‪ :‬لك‪ .‬أو خبر عن ما في قوله‪ :‬وما استقلت‪ .‬وهو أولسسى‪ ،‬لمسسا يلسسزم علسسى الول‬
‫من إبدال الظاهر من الضمير من غير إفادة إحاطسسة أو بعسسض أو اشسستمال‪ ،‬وهسسو ل‬
‫يصح‪ .‬كما قال في الخلصة‪ :‬ومن ضمير الحاضر الظساهر ل تبسدله إل مسا إحاطسة‬
‫جل أو اقتضى بعضا أو اشتمال )قوله‪ :‬ويسن فيسسه وفسسي السسسجود إلسسخ( قسسال ع ش‪:‬‬
‫وينبغي أن يكون ذلك قبل الدعاء لنه أنسب بالتسبيح‪ ،‬وأن يقوله ثلثسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولو اقتصر إلخ( أي ولو أراد القتصار على واحسسد منهمسسا فالتسسسبيح أولسسى‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وثلث تسبيحات( مبتدأ خبره أفضل‪) .‬قوله‪ :‬مع اللهم إلخ( أي مع التيان بما ذكسسر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أفضل من زيادة إلخ أي لن فيه جمعسسا بيسسن سسسنتين‪ ،‬بخلف مسسا لسسو اقتصسسر‬
‫على الكمل‪) .‬قوله‪ :‬والمبالغة إلخ( أي وتكره المبالغة في خفض رأسه عن ظهسسره‪،‬‬
‫وهذا مفهوم التسوية المسارة‪ .‬وقسوله‪ :‬فيسه أي فسي الركسوع‪) .‬قسوله‪ :‬ويسسسن لسذكر أن‬
‫يجسسافي مرفقيسسه إلسسخ( أي أن يرفسسع مرفقيسسه عسسن جنسسبيه‪ ،‬وبطنسسه عسسن فخسسذيه‪ ،‬وذلسسك‬
‫للتباع‪ .‬ويستثنى العاري فالفضل له الضم‪) .‬قوله‪ :‬ولغيره إلخ( أي ويسن لغيسسره ‪-‬‬
‫أي الذكر ‪ -‬من امرأة وخنثى‪ :‬الضم‪ ،‬وذلك لنه أستر لها وأحوط له‪) .‬قسسوله‪ :‬يجسسب‬
‫أن ل يقصد بالهوي للركوع غيسسره( أي غيسسر الركسسوع‪ ،‬بسسأن يهسسوي بقصسسد الركسسوع‬
‫وحده أو مع غيره‪ ،‬أو ل بقصد شئ‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو هسسوي لسسسجود تلوة( أي أو لقتسسل‬
‫نحو حية‪) .‬قوله‪ :‬فلما بلغ( أي وصل حد الركوع ولسسو أقلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬جعلسسه ركوعسسا(‬
‫أي قصد أن يجعل هذا الحد الذي انتهى إليه عن الركوع السسواجب عليسه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم‬
‫يكف( جواب لو‪ ،‬أي لم يغن عن الركوع لوجسسود الصسسارف‪ .‬واختلسسف فيمسسا لسسو قسسرأ‬
‫إمامه آية سجدة ثم ركع عقبها‪ ،‬فظن المأموم أنسه هسوي لسسجدة التلوة فهسوى لسذلك‬
‫معه‪ ،‬فرآه لم يسجد فوقف عن السجود‪ .‬فقال الجمال الرملي‪ :‬القرب أنه يحسب لسسه‬
‫هذا عن الركوع‪ ،‬ويغتفر ذلك للمتابعة‪ .‬وقسسال ابسسن حجسسر‪ :‬رجسسح شسسيخنا زكريسسا أنسسه‬
‫يعود للقيام ثم يركسسع‪ .‬وهسسو أوجسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬بسسل يلزمسه إلسخ( إضسسراب انتقسسالي ل‬
‫إبطالي‪ .‬وقوله‪ :‬أن ينتصب أي أن يرجع لما كان عليه مسسن قيسام أو جلسسوس‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫كنظيره( أي الركوع‪ .‬أي فيشترط فيه ما اشترط في الركسسوع مسسن أنسسه ل يقصسسد بسسه‬
‫غيره‪ .‬وقوله‪ :‬من العتدال إلخ بيان لذلك النظير‪ ،‬أي فلو رفسسع رأسسسه مسسن الركسسوع‬
‫فزعا من شئ‪ ،‬لم يكف عن العتدال لوجود الصارف‪ ،‬أو سقط من العتسسدال علسسى‬
‫وجهه لم يكف عن السجود لما ذكر‪ .‬أو رفع رأسه مسسن السسسجود فزعسسا مسسن شسسئ لسسم‬
‫يكسسف عسسن الجلسسوس لمسسا ذكسسر أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسو شسسك غيسسر مسسأموم( أي مسسن إمسسام‬
‫ومنفرد‪ ،‬أما المأموم فإنه يأتي بعد سلم المسسام بركعسسة ول يعسسود لسسه‪ ،‬كمسسا سسسيذكره‬
‫فيما إذا شك فسي إتمسسام العتسدال‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسو سسساجد( أي شسك فسي حسال سسجوده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬هل ركع( أي أو ل‪) .‬قوله‪ :‬لزمه النتصاب فورا( فإن مكسسث ليتسسذكر بطلسست‬
‫صلته‪ .‬كما يأتي في نظيره في العتدال‪) .‬قوله‪ :‬ثم الركوع( أي ثم بعد النتصسساب‬
‫يلزمه الركوع‪) .‬قوله‪ :‬ول يجوز له القيام راكعا( أي‬

‫] ‪[ 184‬‬
‫ل يجوز له أن ينتصب إلى حد الركوع فقط‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وإنما لسسم يحسسسب‬
‫هويه عن الركوع لنه صرف هويه المستحق للركوع إلى أجنبي عنه فسسي الجملسسة‪،‬‬
‫إذ ل يلزم من السجود من قيام وجود هوى الركوع‪ .‬ا‍ه بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وسادسها(‬
‫أي أركان الصلة‪) .‬قسسوله‪ :‬اعتسدال( أي لقسسوله )ص(‪ :‬ثسسم ارفسسع حسستى تعتسسدل قائمسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو في نفل‪ ،‬على المعتمد( مقابله يقول‪ :‬ل يجب العتدال في النافلة‪ .‬ومثلسسه‬
‫فيها الجلوس بين السجدتين‪) .‬قوله‪ :‬ويتحقق( أي العتدال شرعا بما ذكر‪ ،‬أما لغسسة‪:‬‬
‫فهو الستقامة والمماثلة ونحوهما‪) .‬قوله‪ :‬بأن يعود إلخ( تصوير لعوده لبدء وقسسوله‪:‬‬
‫لما كان عليه قبل ركوعه يؤخذ منه أنه لو صلى نفل قاعدا مع القدرة‪ ،‬فركسسع وهسسو‬
‫قائم واعتدل وهو جالس‪ ،‬لم يكف لنه لم يعد لما كان عليه قبسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬قائمسسا كسسان‬
‫أو قاعدا( الولى أن يقول بدله‪ :‬من قيام أو قعود‪ .‬ويكون بيانا لما‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو شسسك‬
‫في إتمامه( أي العتدال‪ ،‬أي بأن شك بعسسد السسسجود هسسل اطمسسأن فيسسه أم ل ؟ فيجسسب‬
‫عليه حينئذ العود‪ .‬حال‪) .‬قوله‪ :‬والمأموم إلخ( محترز قوله غير المأموم‪) .‬قوله‪ :‬أي‬
‫تقبل منه حمده( فالمراد سمعه سماع قبول ل رد‪ ،‬ويكون بمعنى الدعاء‪ ،‬كسأنه قيسل‪:‬‬
‫اللهم تقبل حمدنا‪ .‬فاندفع ما يقال إن سماع ال مقطوع به فل فائدة فسسي الخبسسار بسسه‪.‬‬
‫ا‍ه بجيرمي‪) .‬وقسسوله‪ :‬والجهسسر بسسه( أي ويسسسن الجهسسر بسسسمع الس لمسسن حمسسده‪ ،‬لكسسن‬
‫بالشرط السابق‪ ،‬وهو نية الذكر وحسسده أو مسسع السسسماع‪) .‬قسسوله‪ :‬ومبلسسغ( أي احتيسسج‬
‫إليه‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي ما ذكر من سمع ال إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬ذكر انتقال أي وهو‬
‫يسن فيه الجهر لمن ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وأن يقول إلخ( أي ويسن أن يقسسول بعسسد انتصسساب‪:‬‬
‫ربنا لك الحمد‪ .‬وهو أفضل الصيغ‪ .‬ويندب أن يزيد‪ :‬حمدا كثيرا طيبسسا مباركسسا فيسسه‪،‬‬
‫لما روي عن رفاعة بن رافع قال‪ :‬كنا نصسسلي وراء النسسبي )ص(‪ ،‬فلمسسا رفسسع رأسسه‬
‫من الركعة قال‪ :‬سمع ال لمن حمده‪ .‬فقال رجل وراءه‪ :‬ربنا لك الحمد‪ ،‬حمدا كسسثيرا‬
‫طيبا مباركا فيه‪ .‬فلما انصرف قال‪ :‬من المتكلم آنفا ؟ قال‪ :‬أنسسا‪ .‬قسسال‪ :‬رأيسست بضسسعة‬
‫وثلثين يبتدرونها أيهم يكتبها أول‪ .‬وفي رواية‪ :‬يتسابق إليهسسا ثلثسسون ملكسسا يكتبسسون‬
‫ثوابها لقائلها‪) .‬قوله‪ :‬ومل ء ما شئت من شئ بعد( أي ومسسل ء شسسئ شسسئت أن تمله‬
‫بعد السموات والرض‪ ،‬أي غيرهما‪ .‬وقوله‪ :‬كالكرسي والعرش تمثيل له‪ .‬وقد ورد‬
‫أن‪ :‬السموات بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في أرض فلة‪ ،‬وكذا كسسل سسسماء بالنسسسبة‬
‫للخسسرى‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسل ء بسسالرفع صسسفة( أي للحمسسد‪ .‬يصسسح أن يكسسون خسسبر مبتسسدأ‬
‫محسسذوف‪ .‬وقسسوله‪ :‬ومسسل ء بالنصسب حسال أي مسن الحمسسد أيضسسا‪ .‬وفيسه أنسه معرفسة‪،‬‬
‫والحال ل تكون إل نكرة غالبا‪ .‬وأيضا مل ء مصدر‪ ،‬ومجيئه حال سماعي‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أي مالئا( التفسير به على أنه حسسال وعلسسى أنسسه صسسفة‪ ،‬يقسسال‪ :‬مسسالئ بسسالرفع‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بتقدير كونه حسما( هذا جواب عما يقسسال‪ :‬الحمسسد مسسن المعسساني‪ ،‬فكيسسف يكسسون مسسالئا‬
‫للسموات والرض ؟ وحاصل الجواب أنه يقدر كونه جسما‪ .‬قال القليسسوبي‪ :‬أي مسسن‬
‫نور‪ .‬كما أن السيآت تقدر جسما من ظلمة‪ .‬ول بد من ذلك التقسسدير علسسى أنسسه صسسفة‬
‫أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمعنى عليه‪ :‬نثني عليك ثناء لو كسسان مجسسسما لمل السسسموات والرض‬
‫وما بعدهما‪) .‬قوله‪ :‬وأن يزيد من مر( أي المنفرد وإمسسام قسسوم محصسسورين‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أهل الثناء والمجد( أي يا أهل المدح والعظمة‪ ،‬فهو منصسسوب علسسى النسسداء‪ .‬ويصسسح‬
‫أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي أنسست أهسسل الثنسساء والمجسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬أحسسق مسسا قسسال‬
‫العبد( هو مبتدأ خبره قوله‪ :‬ل مانع لما أعطيت‪ .‬وجملة‪ :‬وكلنا لك عبد‪ ،‬اعتراضية‪.‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬ويحتمل‪ ،‬كما قاله ابن الصلح‪ ،‬كون أحق خبرا لما قبله وهو ربنا‬

‫] ‪[ 185‬‬
‫لك الحمد إلخ‪ .‬أي هذا الكلم أحق إلسسخ‪ .‬يعنسسي أنسسه خسسبر لمبتسسدأ محسسذوف يسسدل‬
‫عليه ما قبله‪) .‬قوله‪ :‬ل مانع( بترك التنوين فيه‪ ،‬وفسي معطسي بعسده‪ ،‬مسع أنهمسا مسن‬
‫قبيسسل الشسسبيه بالمضسساف لنهمسسا عسساملن فيمسسا بعسسدهما‪ ،‬وهسسو مشسسكل علسسى مسسذهب‬
‫البصريين الموجبين تنوين الشبيه بالمضاف‪ .‬وقد يجاب بمنع عملهمسسا فيمسسا بعسسدهما‬
‫ويقدر له عامل‪ .‬أي ل مانع يمنع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي يعطي لمسسا منعسست‪ .‬واللم‬
‫فيهما زائدة للتقوية‪ ،‬وعليه يكونان مبنيان على الفتح‪ .‬والمعنى على كل‪ :‬أنه ل أحسسد‬
‫يمنع الشئ الذي أعطيته يا ال لحد من عبيدك‪ ،‬ول أحد يعطسسي الشسسئ السسذي منعتسه‬
‫من أحد من عبيدك‪ - .‬وهذا مقتبس من قوله تعالى‪) * :‬ما يفتح ال للناس من رحمة‬
‫فل ممسك لها وما يمسك فل مرسسسل لسسه مسسن بعسسده( *‪ .‬وينبغسسي للعبسسد أن ل يحجبسسه‬
‫المنع والعطاء عن موله‪ ،‬لقول ابن عطساء رضسي الس عنسه‪ :‬ربمسا أعطسساك فمنعسسك‬
‫وربمسسا منعسسك فأعطسساك‪ .‬أي ربمسسا أعطسساك شسسيئا مسسن السسدنيا ولسسذتها فمنعسسك التوفيسسق‬
‫بطاعته والقبال عليه والفهم عنه‪ ،‬وربما منعك من الول فأعطسساك الثسساني‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ول ينفع ذا الجد( بفتح الجيم في الموضعين‪ ،‬بمعنى الغنى والحظ أو النسب‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫منك أي عندك‪ .‬وقوله‪ :‬الجد فاعل ينفع‪ .‬والمعنى‪ :‬ل ينفع صاحب الغنى أو الحظ أو‬
‫النسب ذلك‪ ،‬وإنما ينفعه عندك رضاك عنه‪ .‬وروي بالكسر فيهما‪ ،‬بمعنى الجتهاد‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن فاعل ينفع ضمير مستتر يعود على العطاء المفهوم من معطي‪ ،‬وذا الجسسد‬
‫منادى حذف منه ياء النسسداء‪ ،‬ومنسسك الجسسد مبتسسدأ أو خسسبر‪ .‬والمعنسسى عليسسه‪ :‬ول ينفسسع‬
‫عطاؤه لو أعطى كما ل يضر منعه يا صاحب الجد‪ ،‬أي الغنى‪ ،‬الجد كسسائن منسسك ل‬
‫من غيرك‪) .‬قوله‪ :‬وسن قنوت بصبح( أي لما صسح أنسه )ص( مسا زال يقنست حستى‬
‫فارق الدنيا‪ .‬والقنوت لغة‪ :‬الدعاء بخير أو شر‪ .‬وشسسرعا‪ :‬ذكسسر مخصسسوص مشسستمل‬
‫على دعاء وثناء‪) .‬قوله‪ :‬أي في اعتدال إلخ( أفاد به أن البسساء بمعنسسى فسسي‪ ،‬وأن فسسي‬
‫الكلم حذفا تقديره ما ذكر‪ .‬وإنمسسا اختسسص القنسسوت بالصسسبح لشسسرفها‪ ،‬مسسع قصسسرها‪،‬‬
‫فكانت بالزيادة أليق‪ ،‬ولنها خاتمة الصلوات التي صلها جبريل بالنبي )ص( عنسسد‬
‫البيت‪ ،‬والدعاء يستحب في الخواتيم‪ .‬وإنما اختسسص باعتسسداله لمسسا صسسح ‪ -‬مسسن أكسسثر‬
‫الطرق ‪ -‬أنه )ص( فعله للنازلة بعد الركوع‪ ،‬فقسنا عليه هذا‪ .‬وجاء بسسسند حسسن أن‬
‫أبا بكر وعمر وعثمان ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬كسسانوا يفعلسسونه بعسسد الركسسوع‪ .‬فلسسو قنسست‬
‫شافعي قبله لم يجزه ويسجد للسسسهو‪) .‬قسسوله‪ :‬بعسسد السسذكر الراتسسب( متعلسسق بقنسسوت أو‬
‫بسن‪) .‬قوله‪ :‬وهو إلى من شئ بعد( أي الذكر الراتب من سمع ال لمسسن حمسسده ربنسسا‬
‫لك الحمد إلسسى مسسن شسسئ بعسسد‪ ،‬ففسسي الكلم حسسذف معلسسوم مسسن المقسسام‪ .‬قسسال الكسسردي‪:‬‬
‫واعتمد هذا في التحفة وشرحي الرشاد‪ ،‬واعتمد في اليعاب أنه ل يزيد على سمع‬
‫ال لمن حمده ربنا لك الحمد‪ .‬وقال الجمال الرملسسي فسسي النهايسسة‪ :‬يمكسسن حمسسل الول‬
‫على المنفرد وإمام من مر‪ ،‬والثاني على خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبه يجمسسع بيسسن الكلميسسن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واعتدال إلخ( معطوف على بصبح‪ ،‬أي وسن قنوت في اعتدال إلخ‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫آخره بل تنوين مضاف لوتر‪ ،‬وهو أيضا مضاف إلى نصسسف‪ .‬وقسسوله‪ :‬أخيسسر صسسفة‬
‫للنصف‪) .‬وقوله‪ :‬من مضسسان( صسسفة ثانيسسة لسسه‪ ،‬أو متعلسسق بسسأخير‪) .‬قسسوله‪ :‬للتبسساع(‬
‫راجع لقنوت الصبح وما بعده‪) .‬قوله‪ :‬ويكره( أي القنوت‪) .‬قوله‪ :‬كبقيسسة السسسنة( أي‬
‫ككراهته فسسي اعتسدال آخسسر السسوتر بقيسة السسسنة‪ ،‬ول يحسسرم وإن طسسال‪ .‬ول تبطسسل بسه‬
‫الصلة عند ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬وبسسسائر مكتوبسسة( أي وسسسن أيضسسا القنسسوت فسسي بسساقي‬
‫المكتوبات‪ ،‬لما صح أنه )ص( قنت شهرا يسسدعو علسسى قسساتلي أصسسحابه القسسراء بسسبئر‬
‫معونة‪ .‬ويقاس بالعدو غيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي اعتسسدال الركعسسة الخيسسرة( متعلسسق بقنسسوت‬
‫مقدرا‪) .‬قوله‪ :‬ولو مسبوقا( غاية لسنيته في الركعة الخيرة‪ .‬وقوله‪ :‬قنت مسسع إمسسامه‬
‫صفة لمسبوقا‪) .‬قوله‪ :‬لنازلة( أي لرفعها‪ ،‬ولو لغير من نزلت به‪ ،‬فيسن لهل ناحية‬
‫لم تنزل بهم فعل ذلك لمن نزلت به‪ .‬ا‍ه‬

‫] ‪[ 186‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ولسو واحسسدا( غايسة لمقسدر‪ ،‬أي أو بعضسهم ولسسو كسان واحسسدا‪.‬‬
‫وعبارة المنهسسج القسسويم‪ :‬نزلسست بالمسسسلمين أو بعضسسهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬كأسسسر العسسالم أو‬
‫الشجاع( تمثيل للمتعدي نفعه الذي نزلت به النازلة‪) .‬قوله‪ :‬وذلسسك( أي سسسنية قنسسوت‬
‫النازلة‪ .‬وقوله للتباع هو ما مر قريبا‪) .‬قوله‪ :‬وسواء فيها( أي النازلة‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو‬
‫من عدو مسلم( غاية لمقدر‪ ،‬أي من كل عدو ولو من عدو مسسسلم‪) .‬قسسوله‪ :‬والقحسسط(‬
‫هو احتباس المطر‪ ،‬والوباء هو كثرة الموت من غير طاعون‪ ،‬وبعضهم فسسسره بسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخرج بالمكتوبة النفل( أي وصلة الجنازة‪) .‬قوله‪ :‬ولو عيدا( أي ولسسو كسسان‬
‫النفل عيدا‪ ،‬أي ونحوه من كل مسسا تسسسن فيسسه الجماعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يسسسن( أي قنسسوت‬
‫النازلة‪ .‬أي‪ :‬ول يكره‪ ،‬كما نص عليسسه فسسي التحفسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬أمسسا غيسسر المكتوبسسات‪،‬‬
‫فالجنازة يكره فيها مطلقا لبنائها على التخفيف‪ ،‬والمنذورة والنافلسسة السستي تسسسن فيهسسا‬
‫الجماعة وغيرهما ل يسن فيها‪ ،‬ثم إن قنت فيها لنازلسسة لسسم يكسسره‪ ،‬وإل كسسره‪ .‬وقسسول‬
‫جمع‪ :‬يحرم‪ ،‬وتبطسسل فسسي النازلسسة‪ .‬ضسسعيف‪ ،‬وكسسذا قسسول بعضسسهم‪ :‬تبطسسل إن أطسسال‪.‬‬
‫لطلقهم كراهة القنوت في الفرائض وغيرها لغير النازلة‪ ،‬المقتضسسى أنسسه ل فسسرق‬
‫بين طويله وقصيره‪) .‬قوله‪ :‬رافعا يديه( حال من محسسذوف معلسسوم مسسن المقسسام وهسسو‬
‫القانت‪ .‬أي حال كونه رافعا يديه ‪ -‬أي إلى جهسسة السسسماء ‪ -‬مكشسسوفتين‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫حال الثناء( غاية لسنية رفع يديه حذو منكبيه‪ ،‬أي يسن رفعهما ولو في حسسال إتيسسانه‬
‫بالثناء‪ ،‬وهو قوله‪ :‬فإنك تقتضي إلخ‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية رفع اليدين‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وحيث دعا إلخ( حيث ظرف متعلق بجعل بعده‪ .‬وقوله‪ :‬لتحصيل شئ متعلق بسسدعا‪،‬‬
‫واللم فيه بمعنى الباء‪ ،‬أي طلب من ال تحصيل شئ‪ .‬والمراد بالشئ ما كان خيرا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كسسدفع بلء إلسسخ يحتمسسل أنسسه تنظيسسر‪ ،‬ويحتمسسل أنسسه تمثيسسل للشسسئ السسذي طلسسب‬
‫تحصيله‪ .‬وقوله‪ :‬في بقية عمره أي في المستقبل‪) .‬قوله جعل بطن إلخ( أي سسسن لسسه‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو لرفع بلء وقع به( اللم بمعنى الباء أيضا‪ ،‬أي وحيث طلب من الس‬
‫رفع بلء حل به بالفعل‪ .‬وقوله‪ :‬جعل ظهرهما إليها أي يسن له ذلسسك‪ .‬وقضسسيته أنسسه‬
‫يجعل ظهرهما إلى السماء عند قوله‪ :‬وقنا شر ما قضيت‪ .‬وهسو كسذلك عنسد الجمسال‬
‫الرملي‪ ،‬وأفتى والده بأنه ل يسن ذلك لن الحركة في الصلة ليسسست مطلوبسسة‪ .‬ورد‬
‫بأن محله فيما لم يرد‪ ،‬وقد ورد ما ذكر‪ .‬والحكمة في جعل ظهرهما إليها عنسسد ذلسسك‬
‫أن القاصد دفع شئ يدفعه بظهور يديه‪ ،‬بخلف القاصد حصسسول شسسئ فسسإنه يحصسسله‬
‫ببطونهما‪) .‬قوله‪ :‬ويكره الرفع لخطيب حالسسة السسدعاء( مثلسسه فسسي فتسسح الجسسواد‪ ،‬وزاد‬
‫فيه‪ :‬ول يسسن مسسح السوجه وغيسره بعسد القنسوت‪ .‬بسل قسال جمسع‪ :‬يكسره مسسح نحسو‬
‫الصدر‪ .‬ولعل ما ذكر من كراهة الرفع له فسي غيسر خطبسة الستسسقاء‪ ،‬أمساهي فقسد‬
‫صرحوا بسنية ذلك له‪) .‬قوله‪ :‬بنحو إلخ( متعلسسق بقنسسوت‪) .‬قسسوله‪ :‬اللهسسم اهسسدني( أي‬
‫دلني دللة موصولة إلى المقصود‪ .‬وقوله‪ :‬وعسسافني أي مسسن محسسن السسدنيا والخسسرة‪،‬‬
‫فيمسسن عسسافيته مسسن ذلسسك‪ .‬وقسسوله‪ :‬وتسسولني أي قربنسسي إليسسك‪ ،‬أو انصسسرني فسسي جميسسع‬
‫أحوالي‪ ،‬فيمن توليته‪ ،‬أي قربته أو نصرته‪) .‬قوله‪ :‬أي معهم( أشار به إلى أن في ‪-‬‬
‫الداخلة على الفعال الثلثة ‪ -‬بمعنى مع‪ ،‬ويحتمسل أنهسا باقيسة علسى معناهسا وتجعسل‬
‫متعلقة بمحذوف‪ .‬والتقدير‪ :‬اهدني يا ال واجعلني مندرجا فيمن هسسديت‪ ،‬وكسسذا يقسسال‬
‫في الثنين بعده‪) .‬قوله‪ :‬ل ندرج في سلكهم( أي لدخل في طريقتهم )قوله‪ :‬وبسسارك‬
‫لي فيما أعطيت( أي أنزل يا ال البركة ‪ -‬وهي الخيسسر اللهسسي ‪ -‬فيمسسا أعطيتسسه لسسي‪.‬‬
‫وفي هنا على حقيقتها‪) .‬قوله‪ :‬وقني شر مسسا قضسسيت( أي القضسساء أو المقضسسي‪ ،‬فمسسا‬
‫على الول مصدرية‪ ،‬وعلى الثاني موصولة‪ .‬والمراد‪ :‬قني أي احفظني مما يترتب‬
‫على القضاء أو المقضي من الشر الذي هو السخط والتضجر‪ .‬وإل فالقضاء بمعنى‬
‫الرادة الزلية‪ ،‬والمقضي الذي تعلقست إرادة الس بوجسوده ل يمكسن الوقايسة منهمسا‪.‬‬
‫ولذلك قال بعض العارفين‪ :‬اللهم ل نسألك دفسسع مسسا تريسسد ولكسسن نسسسألك التأييسسد فيمسسا‬
‫تريد‪.‬‬
‫] ‪[ 187‬‬
‫واعلم أنه يجب الرضا بالقضاء مطلقا‪ ،‬لنه حسسسن بكسسل حسسال‪ .‬وأمسسا المقضسسي‬
‫فإن كان واجبا أو مندوبا فكذلك‪ ،‬وإن كان مباحا أبيح‪ ،‬وإن كان حرامسسا أو مكروهسسا‬
‫حرم‪ ،‬وإن كان من ملئمات النفوس أو منفراتها سن الرضا بسسه‪ .‬ا‍ه بشسسرى الكريسسم‬
‫بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬فإنك تقضي ول يقضسسى عليسسك( أي تحكسسم علسسى جميسسع الخلسسق ول‬
‫يحكم أحد عليك‪ .‬وهذا أول الثناء‪ ،‬وما تقدم كله دعاء‪ .‬وقوله‪ :‬وإنه ل يذل بفتح الياء‬
‫وكسر الذال‪ ،‬وفي رواية‪ :‬بضم الياء وفتح الذال‪ ،‬والمعنسسى‪ :‬ل يحصسسل لمسسن واليتسسه‬
‫ذل من أحد‪ .‬ا‍ه بجيرمي بتصرف‪ .‬ومفسساده جريسسان السسوجهين فسسي يعسسز‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫يعز من عاديت( أي ل تحصل عسسزة لمسسن عسساديته وأبعسسدته عسسن رحمتسسك وغضسسبت‬
‫عليه‪) .‬فائدة( سئل السيوطي‪ :‬هگل هو بكسسسر العيسسن أو فتحهسسا أو ضسسمها ؟ فأجسساب‬
‫بقوله‪ :‬هو بكسر العين مع فتح الياء‪ ،‬بل خلف بين العلماء من أهل الحديث واللغسسة‬
‫والتصريف‪ .‬قال‪ :‬وألفت في ذلك مؤلفا‪ .‬قال‪ :‬وقلت في آخره نظمسسا‪ :‬يسسا قسسارئا كتسسب‬
‫الداب كسسن يقظسسا وحسسرر الفسسرق فسسي الفعسسال تحريسسرا عسسز المضسساعف يسسأتي فسسي‬
‫مضارعه تثليث عين بفرق جاء مشهورا فما كقل وضد الذل مع عظسسم كسسذا كرمسست‬
‫علينا جسساء مكسسورا ومسسا كعسسز علينسسا الحسسال أي صسسعبت فافتسسح مضسسارعه إن كنسست‬
‫نحريرا وهذه الخمسة الفعال لزمة واضمم مضارع فعل ليسسس مقصسسورا عسسززت‬
‫زيدا بمعنى قد غلبت كذا أعنته فكل ذا جاء مأثورا وقل إذا كنسست فسسي ذكسسر القنسسوت‬
‫ول يعز يا رب مسسن عسساديت مكسسسورا واشسسكر لهسسل علسسوم الشسسرع أن شسسرحوا لسسك‬
‫الصواب وأبدوا فيه تذكيرا )قوله‪ :‬تباركت ربنا وتعاليت( أي تزايسسد خيسسرك وبسسرك‪،‬‬
‫وارتفعت عما ل يليق بك‪) .‬قوله‪ :‬فلك الحمسسد علسسى مسسا قضسسيت( أي علسسى قضسسائك‪،‬‬
‫فالحمد عليه ثناء بجميل أو على مقضيك ومنه جميل كالعافية والخصسسب والطاعسسة‪.‬‬
‫والحمد عليه ظاهر لنه ثناء بجميل ومنه غير جميسسل كسساللم والمعاصسسي‪ .‬والحمسسد‬
‫عليه غير ظاهر ؟ ويجاب بأن جميع مقضياته بسسالنظر إليسسه سسسبحانه وتعسسالى جميلسسة‬
‫وحسنة قطعا لنه ل يصدر عنه إل الجميل‪ ،‬وإنما يكون شرا بإضافته إلينا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أستغفرك وأتوب إليك( أي أطلب منك يا ال غفران السسذنوب والتوبسسة منهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتسن آخره الصلة إلخ( أي حتى لجمع بين هذا القنوت وقنوت سيدنا عمسسر جعلهسسا‬
‫آخرهما ل أول ول وسطا‪ .‬ول يشكل على التأخير قسسوله )ص(‪ :‬ل تجعلسسوني كقسسدح‬
‫الراكب‪ ،‬إجعلوني في أول كل دعاء وآخره‪ .‬لنه محمسسول علسسى غيسسر السسوارد‪ ،‬ومسسا‬
‫هنا من الوارد‪ .‬وقوله‪ :‬كقدح الراكب‪ ،‬أي ل تجعلوني خلسف ظهسوركم ل تسذكروني‬
‫إل عند حاجتكم‪ ،‬كما أن الراكب ل يتذكر قدحه الذي خلف ظهسسره إل عنسسد عطشسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول تسن( أي الصلة وما عطف عليها‪ .‬والولى‪ :‬ول يسنان‪ ،‬بضمير التثنية‬
‫العائد على الصلة والسلم‪ .‬وقوله‪ :‬أوله أي القنوت‪) .‬قوله‪ :‬ويزيد فيه( أي القنوت‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من مر أي المنفرد وإمام محصورين بشرطهم‪) .‬قوله‪ :‬قنوت عمسسر( مفعسسول‬
‫يزيد‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي قنوت عمر‪) .‬قوله‪ :‬اللهم إنا نستعينك إلخ( السين والتسساء فسسي‬
‫الفعسسال الثلثسسة للطلسسب‪ .‬والمعنسسى‪ :‬نطلسسب منسسك يسسا الس العسسون والمغفسسرة والهدايسسة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ونسسؤمن بسسك( أي نصسسدق‪ .‬وقسسوله‪ :‬ونتوكسسل أي نعتمسسد ونظهسسر العجسسز لسسك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ونثني عليك الخير كله أي الثناء الخير‪ ،‬فيكون مفعول مطلقا‪ ،‬أو بالخير‬

‫] ‪[ 188‬‬
‫فيكسسون منصسسوبا بنسسزع الخسسافض‪ .‬والمسسراد إنشسساء الثنسساء علسسى السس بقسسدر‬
‫الستطاعة‪ ،‬لن الشخص ل يقدر أيثني عليسسه بكسسل خيسسر تفصسسيل‪ .‬وقسسوله‪ :‬نشسسكرك‬
‫المراد بالشكر ضد الكفر بدليل المقابلسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬ول نكفسسرك أي ل نجحسسدك نعمتسسك‬
‫بعدم الشكر عليها‪ .‬وقوله‪ :‬ونخلع أي نسسترك‪ .‬فعطسسف مسسا بعسسده عليسسه للتفسسسير‪ .‬وفسسي‬
‫التعبير به إشارة إلى أن الكافر كالنعل التي تخلع من الرجلين‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن يفجسسرك‬
‫أي يخالفك بالمعاصي‪ .‬وقوله‪ :‬وإليك نسعى أي إلى طاعتك نسسسعى‪ .‬وقسسوله‪ :‬ونحفسسد‬
‫بضم النون وفتحها مع كسر الفاء‪ ،‬وفسره بقوله‪ :‬أي نسرع‪ .‬قسسال سسسم‪ :‬سسسئل الجلل‬
‫السيوطي عن قوله فيه‪ :‬ونحفد‪ .‬هل هو بالمهملة أو بالمعجمسة ؟ فأجساب بقسوله‪ :‬هسو‬
‫بالمهملة‪ .‬وألفت في ذلك كتابا إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬إن عسسذابك الجسسد أي الحسسق‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بالكفار( متعلق بما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ملحق( بكسسسر الحسساء‪ ،‬أي لحسسق‪ .‬أو فتحهسسا علسسى‬
‫معنى أن ال يلحقه بهم‪ .‬وبقي من قنوت سيدنا عمر‪ :‬اللهم عذب الكفرة والمشسسركين‬
‫الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أوليساءك‪ .‬اللهسم اغفسر للمسؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين والمسلمات‪ ،‬وأصلح ذات بينهم‪ ،‬وألف بين قلسسوبهم‪ ،‬واجعسسل‬
‫في قلوبهم اليمان والحكمة‪ ،‬وثبتهم على ملة رسسولك‪ ،‬وأوزعهسم أن يوفسوا بعهسدك‬
‫الذي عاهدتهم عليسه‪ ،‬وانصسسرهم علسى عسسدوك وعسسدوهم‪ .‬إلسسه الحسسق واجعلنسسا منهسم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬المذكور أول( أي وهو‪ :‬اللهم اهدني إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ثابتسسا( أي واردا عسسن النسسبي‬
‫)ص(‪ .‬أي بخلف قنوت سيدنا عمر‪ ،‬فإنه من مخترعسساته وليسسس ثابتسسا عنسسه )ص(‪،‬‬
‫)قوله‪ :‬قدم( أي القنوت المذكور أول‪ .‬وقوله‪ :‬على هذا أي على قنسسوت سسسيدنا عمسسر‬
‫رضي ال عنه‪) .‬قوله‪ :‬فمن ثم( أي ومن أجل ثبسسوت الول دون الثسساني‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو‬
‫أراد أحدهما( أي قنوت النبي أو قنوت عمر‪) .‬قوله‪ :‬اقتصر على الول( أي قنسسوت‬
‫النبي )ص(‪) .‬قوله‪ :‬ول يتعين( أي للقنوت المطلسسوب منسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬كلمسسات القنسسوت‬
‫أي السابقة‪ .‬ومحل عدم تعينها ما لم يشرع فيها‪ ،‬وإل تعينت لداء القنسسوت‪ .‬ويسسسجد‬
‫للسهو لترك شئ منها أو لبدال كلمة بأخرى‪ .‬كما سيأتي في فصسسل سسسجود السسسهو‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيجزئ عنها( أي عن كلمات القنوت السابقة‪) .‬قوله‪ :‬آية تضمنت دعسساء( أي‬
‫وثناء‪ ،‬كما سيذكره‪ ،‬وذلك كقوله تعالى‪) * :‬ربنا اغفسسر لنسسا ولخواننسسا السسذين سسسبقونا‬
‫باليمان ول تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيسسم( * )قسسوله‪ :‬إن‬
‫قصده( أي السدعاء وحسده‪ ،‬بخلف مسا إذا لسم يقصسده فل يجسزئ‪ ،‬بسل يكسره التيسان‬
‫بالية مع قصد القرآن وذلسسك لكراهسسة القسسراءة فسسي غيسسر القيسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا دعسساء‬
‫محض( أي وكذلك يجزئ عن كلمات القنوت دعاء محض‪ .‬وفي سم ما نصسسه‪ :‬قسسال‬
‫في العباب‪ :‬وتحصل سنة القنوت بكل دعاء‪ .‬قال في شرحه‪ :‬ولو بغير مسسأثور‪ .‬كمسسا‬
‫في المجموع عن الماوردي‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وفي إطلقه نظر‪ ،‬ويظهر أنسه ل يكفسي‬
‫السسدعاء المحسسض‪ ،‬ول سسسيما بسسأمور السسدنيا فقسسط‪ ،‬بسسل ل بسسد مسسن تمجيسسد ودعسساء‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والوجه الول‪ ،‬فيكفي الدعاء فقط‪ ،‬لكن بسأمور الخسرة أو أمسور السدنيا‪ .‬ا‍ه مسا فسي‬
‫شرح العباب‪ .‬وقد وافق الذرعي شيخنا الشهاب الرملي حيث أفتى بسسأنه ل بسسد فسسي‬
‫بدل القنوت أن يكون دعاء وثناء‪ ،‬وقضية إطلقه اعتبار ذلك أيضسسا فسسي اليسسة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ :‬ويشترط في بدله أن يكون دعسساء وثنسساء‪ .‬كمسسا قسساله البرهسسان البجسسوري‬
‫وأفتى به الوالد رحمه ال تعالى‪) :‬قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬والسذي إلسسخ( عبسسارته بعسسد قسول‬
‫الصل‪ :‬وشرع القنوت في سائر المكتوبات النازلة‪ .‬قال بعضهم‪ :‬وليسسس المسسراد بسسه‬
‫هنا ما مر في الصبح‪ ،‬لنه لم يسرد فسي النازلسة‪ ،‬وإنمسا السوارد السدعاء برفعهسا فهسو‬
‫المراد هنا‪ .‬قال‪ :‬ول يجمع بينه وبين الدعاء برفعها لئل يطول العتدال‪ ،‬وهو‬

‫] ‪[ 189‬‬
‫مبطل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظاهر المتن وغيره خلف ذلك‪ ،‬بل هسسو صسسريح‪ ،‬إذ المعرفسسة إذا‬
‫أعيدت بلفظها كانت عين الولى غالبا‪ .‬وقوله‪ :‬وهو مبطل خلف المنقول‪ ،‬فقد قسسال‬
‫القاضي‪ :‬لو طول القنوت المشروع زائدا على العادة كره‪ ،‬وفي البطلن احتمسسالن‪.‬‬
‫وقطع المتولي وغيره بعدمه‪ ،‬لن المحل محل الذكر والدعاء‪ .‬ثم قال‪ :‬إذا تقرر هذا‬
‫فالذي يتجه أنه يأتي يقنوت الصبح ثم يختم بسؤال رفع تلك النازلسسة‪ ،‬لسسه فسسإن كسسانت‬
‫جدبا دعا ببعض ما ورد في أدعية الستسقاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجهر به‪ ،‬أي القنوت( ل‬
‫فرق فيه بين قنوت الصبح وغيره‪ ،‬من قنوت النازلة وقنوت آخر الوتر مسسن نصسسف‬
‫رمضان‪) .‬قوله‪ :‬إمام( فاعل جهر‪) .‬قوله‪ :‬ولو في السرية( أي يجهر به مطلقا‪ ،‬فسسي‬
‫الصلة الجهرية والسرية ‪ -‬كما في قنوت النازلة ‪ -‬في الظهر والعصر‪ .‬ويجهر بسسه‬
‫أيضا في المؤداة والمقضية‪) .‬قوله‪ :‬ل مسسأموم( أي ل يجهسسر بسسه مسسأموم‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسم‬
‫يسمعه أي قنوت إمامه‪) .‬قوله‪ :‬ومنفرد( أي ول يجهر بسسه منفسسرد‪) .‬قسسوله‪ :‬فيسسسران(‬
‫أي المأموم الذي لم يسمع والمنفرد‪ ،‬وهو مفرع على مفهوم ما قبله‪ .‬وقسسوله‪ :‬مطلقسسا‬
‫أي سواء كانت الصسسلة سسسرية أو جهريسسة‪ ،‬وسسواء كسسان فسسي قنسسوت الصسسبح أو فسسي‬
‫غيره‪ .‬وذكرته من التعميم‪ ،‬هو مقتضى كلم الشارح وكلم شيخه في التحفة أيضا‪،‬‬
‫لكن صرح في النهاية بأنه يسن الجهر بقنوت النازلة مطلقسسا للمسسام والمنفسسرد‪ ،‬ولسسو‬
‫سرية‪ .‬وقال‪ :‬كما أفتى به الوالد رحمسسه الس تعسسالى‪ .‬وفسسرق ع ش بينسسه وبيسسن قنسسوت‬
‫الصبح بشدة الحاجة لرفع البلء الحاصل‪ ،‬فطلب الجهر إظهارا لتلك الشدة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأمن( بفتح الهمزة وتشديد الميسسم المفتوحسسة‪ ،‬فعسسل مسساض فسساعله مسسا بعسسده‪ .‬قسسال فسسي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ويؤمن المأموم للدعاء كما كانت الصسسحابة يؤمنسسون خلسسف النسسبي‬
‫)ص( في ذلسسك‪ .‬رواه أبسسو داود بإسسسناد حسسسن صسسحيح‪ ،‬ويجهسسر بسسه كمسسا فسسي تسسأمين‬
‫القراءة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للدعاء( متعلق بأمن‪ .‬وسيذكر مقابله بقسسوله‪ :‬أمسسا الثنسساء‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫منه أي من القنوت‪) .‬قسوله‪ :‬ومسن السسدعاء( أي ل مسن الثنسساء‪ .‬وقسسوله‪ :‬الصسسلة علسى‬
‫النبي )ص( إذ معناها طلب زيادة الرحمة للنبي عليه الصلة والسلم‪ ،‬وهسسو دعسساء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيؤمن لها( أي للصلة عليه‪ .‬وقوله‪ :‬على الوجه أي المعتمد عنسسد حجسسر وم‬
‫ر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقول الشارح‪ :‬يشارك ‪ -‬أي يصلي على النبي ‪ -‬مسسع المسسام وإن‬
‫كانت دعاء‪ ،‬للخبر الصحيح‪ :‬رغم أنف من ذكرت عنده فلسسم يصسسل علسسي‪ .‬يسسرد بسسأن‬
‫التأمين في معنى الصلة عليه مع أنسسه الليسسق بالمسسأموم لنسسه تسسابع للسسداعي‪ ،‬فناسسسبه‬
‫التأمين على دعائه‪ ،‬قياسا على بقية القنوت‪ .‬ا‍ه بزيادة‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬وفسسي‬
‫شرح البهجة للجمال الرملي‪ :‬ويتخير في الصلة على النسسبي )ص( بيسسن إتيسسانه بهسسا‬
‫وبين تأمينه‪ ،‬ولو جمع بينهما فهو أحب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا فيه العمل بالرأيين‪ ،‬فلعلسسه أولسسى‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أما الثنساء( مقابسل قسوله‪ :‬للسدعاء‪ ،‬كمسا علمست‪) .‬قسوله‪ :‬وهسو( أي الثنساء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فإنك تقضي إلى آخسسره‪ .‬ظسساهره دخسسول نسسستغفرك ونتسسوب إليسسك فسسي الثنسساء‪،‬‬
‫فسسانظره‪) .‬قسسوله‪ :‬فيقسسول سسسرا( أي أو يقسسول‪ :‬أشسسهد‪ ،‬أو‪ :‬بلسسى وأنسسا علسسى ذلسسك مسسن‬
‫الشاهدين‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬أو يستمع‪ .‬والول أولى‪ .‬ا‍ه شسسرح بافضسسل لحجسسر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أما مأموم إلخ( مقابل قوله‪ :‬مأموم سمع‪ .‬وقوله‪ :‬لم يسمعه إلخ أي لسرار إمامه‪ ،‬أو‬
‫لنحو بعد أو صمم‪) .‬قوله‪ :‬للنهي عن تخصيص نفسه بالدعاء( أي في خبر الترمذي‬
‫وهو‪ :‬ل يؤم عبد قوما فيخسسص نفسسسه بسسدعوة دونهسسم‪ ،‬فسسإن فعسسل فقسسد خسسانهم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فيقول المام إلخ( مفرع على مفهوم كراهة التخصيص‪) .‬قوله‪ :‬بلفظ الجمع( متعلسسق‬
‫بيقول‪ ،‬والمراد‪ :‬اللفظ الدال على جماعة كنا‪ ،‬فإنها تدل على متعسسدد كمسسا تسسدل علسسى‬
‫المعظم نفسه‪ ،‬وليس المراد الجمع الصطلحي كمسسا هسسو ظسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬وقضسسيته(‬
‫أي النهي المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬كذلك أي يكره التخصيص فيهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ويتعيسن حملسه(‬
‫أي النهي‪ .‬وقوله‪ :‬على ما لم يرد إلخ أي على غير الوارد عنه )ص( بلفسسظ الفسسراد‬
‫إذا كان إماما‪ ،‬أما الوارد فيه الفراد كرب اغفسسر لسسي وارحمنسسي إلسسخ وكسساللهم نقنسسي‬
‫اللهم اغسلني ‪ -‬الدعاء المعروف ‪ -‬إذا كثر‬

‫] ‪[ 190‬‬
‫في الصلة فل يكره‪ .‬وقسوله‪ :‬وهسو إمسام السواو للحسال‪ ،‬والضسمير يعسود عليسه‬
‫)ص(‪ .‬وقوله‪ :‬بلفظ الفسسراد متعلسسق بيسسرد‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو كسسثير( أي السسوارد بسسالفراد‬
‫كثير‪) .‬قوله‪ :‬قال بعض الحفسساظ‪ :‬إن أدعيتسسه كلهسسا( أي إن أدعيسسة النسسبي )ص( كلهسسا‬
‫بلفظ الفراد‪ ،‬والمراد غير القنوت‪ ،‬بسسدليل العلسسة بعسسده‪ .‬وقسسد صسسرح بسسه فسسي بشسسرى‬
‫الكريم‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم إلخ( أي ومسسن أجسسل أن أدعيتسسه كلهسسا وردت بلفسسظ الفسسراد ‪-‬‬
‫على ما قاله بعض الحفاظ ‪ -‬جرى بعضهم على اختصاص الجمسسع بسسالقنوت‪ ،‬جمعسسا‬
‫بين كلمهم وبين خبر الترمذي المتقدم‪ .‬وفرق هذا البعض بين القنوت وغيره‪ ،‬بسسأن‬
‫كل المصلين مأمورون بالدعاء إل في القنوت فإن المأموم مأمور بالتأمين فقط‪ .‬قال‬
‫الكردي‪ :‬وقد ورد الجمع في القنوت في رواية صحيحة للبيهقي حملت على المام‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬والذي يتجه ويجتمع به كلمهم والخبر‪ ،‬أنه حيسسث اخسسترع‬
‫دعوة كره الفراد‪ ،‬وهذا هو محمل النهي‪ ،‬وحيث أتى بمأثورا تبع لفظه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وسابعها( أي سابع أركان الصلة‪) .‬قوله‪ :‬سجود إلسسخ( أي للكتسساب والسسسنة وإجمسساع‬
‫الئمة‪ .‬وكرر دون غيره لنه أبلغ في التواضع‪ ،‬ولنه لمسسا ترقسسى فقسسام ثسسم ركسسع ثسسم‬
‫سجد وأتى بنهاية الخدمة أذن له في الجلوس‪ ،‬فسسسجد ثانيسسا شسسكرا علسسى استخلصسسه‬
‫إياه‪ ،‬ولن الشارع لما أمر بالدعاء فيه وأخبر بأنه حقيق بالجابة سسسجد ثانيسسا شسسكرا‬
‫على إجابته تعالى لما طلبه‪ ،‬كما هو المعتاد فيمن سأل ملكا شيئا فأجسسابه‪ .‬ذكسسر ذلسسك‬
‫القفال‪ .‬وجعل المصنف السجدتين ركنا واحدا‪ ،‬هو ما صححه في البيسسان‪ .‬والموافسسق‬
‫لما يأتي في مبحث التقدم والتأخر أنهما ركنسسان‪ ،‬وهسسو مسسا صسسححه فسسي البسسسيط‪ .‬ا‍ه‬
‫تحفة‪ .‬وقال الجمال الرملي‪ :‬إنما عدا ركنا واحدا لكونهما متحدين‪ ،‬كما عد بعضسسهم‬
‫الطمأنينة في محالها الربعة ركنا واحدا لذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬فإن قلت‪ :‬يخالف هذا‬
‫عدهما في شروط القدوة ركنين في مسألة الزحمة ومسألة التقدم والتسسأخر‪ .‬قلسست‪ :‬ل‬
‫مخالفة‪ ،‬لن المدار ثم على ما يظهر به فحش المخالفة‪ ،‬وهي تظهر بنحسسو الجلسسوس‬
‫وسجدة واحدة‪ ،‬فعدا ركنين ثم‪ ،‬والمدار على التحاد في الصورة فعدا ركنا واحسسدا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬والسسسجود لغسسة‪ :‬التطسسامن والميسسل‪ .‬وقيسسل‪ :‬الخضسسوع والتسسذلل‪ .‬وشسرعا‪ :‬مباشسسرة‬
‫بعض جبهة المصسسلي مسسا يصسسلي عليسسه مسسن أرض أو غيرهسسا‪ .‬ول بسسد لصسسحته مسسن‬
‫شروط سبعة‪ :‬الطمأنينة‪ ،‬وأن ل يقصد به غيسسره‪ ،‬وأن تسسستقر العضسساء كلهسسا دفعسسة‬
‫واحسسدة‪ ،‬والتحامسسل علسسى الجبهسسة‪ ،‬والتنكيسسس‪ ،‬وكشسسف الجبهسسة‪ ،‬وأن ل يسسسجد علسسى‬
‫متصل يتحرك بحركته‪) .‬قوله‪ :‬كل ركعة( منصوب بإسسسقاط الخسسافض‪ ،‬أي فسسي كسسل‬
‫ركعة‪) .‬قوله‪ :‬على غير محمول( متعلسق بسسجود‪ .‬وقسوله‪ :‬لسه أي للمصسلي‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وإن تحرك( أي غير المحمول له‪ .‬والغاية للتعميم‪ ،‬أي يسجد على غير محمول لسسه‪.‬‬
‫ول فرق فيه بين أن يتحرك بحركته أو ل‪) .‬قوله‪ :‬ولو نحو سرير( لسسو قسسال‪ :‬كنحسسو‬
‫سرير‪ ،‬تمثيل لغيره المحمول المتحرك بحركتسسه لكسسان أولسسى لنسسه ل معنسسى للغايسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه ليس بمحمول له( تعليل لمحذوف‪ ،‬أي وإنما اكتفى بالسسسجود علسسى نحسسو‬
‫السرير المتحرك بحركته لنه ليسس بمحمسول لسه‪ .‬والمسؤثر إنمسا هسو المحمسول لسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما إذا سجد إلخ( أي فل يضر لنه في حكم المنفصل‪) .‬قوله‪ :‬على محمسسول‬
‫يتحرك بحركته( أي بالفعل ل بالقوة‪ ،‬كما في التحفة‪ .‬ووافقها الخطيسسب فسسي المغنسسي‬
‫فقال‪ :‬لو صلى من قعود فلم يتحرك بحركته‪ ،‬ولو صلى من قيام لتحرك‪ ،‬لسم يضسسر‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إنه لم ير من تعرض له‪ .‬والجمال الرملي خالف فقال‪ :‬لو صلى قاعدا وسسسجد‬
‫على متصل به ل يتحرك بحركته إل إذا صلى قائما‪ ،‬لسسم يجسسزه السسسجود عليسسه لنسسه‬
‫كالجزء منه‪ .‬كما أفتى الوالد رحمه ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬فل يصح( أي السسسجود‪ ،‬لنسسه‬
‫كالجزء منه‪ ،‬وكل ما كان كذلك ضر‪) .‬قوله‪ :‬فإن سجد عليه إلخ(‬

‫] ‪[ 191‬‬
‫مرتب على عدم صحته‪ ،‬والنسب والخصر أن يقسسول بعسد قسوله‪ :‬فل يصسسح‪،‬‬
‫وتبطسسل الصسسلة إن تعمسسد وعلسسم تحريمسسه‪ ،‬وإل أعسساد السسسجود فقسسط‪) .‬قسسوله‪ :‬بطلسست‬
‫الصلة( في ع ش ما نصه‪ :‬ل يبعد أن يختص البطلن بما إذا رفع رأسه قبل إزالة‬
‫ما يتحرك بحركته من تحت جبهته‪ ،‬حتى لو أزاله ثم رفع بعد الطمأنينسسة لسسم تبطسسل‪،‬‬
‫وحصل السجود‪ .‬فتأمل‪ .‬ا‍ه سم علسسى المنهسسج‪ .‬وينبغسسي أن محسسل ذلسسك مسسا لسسم يقصسسد‬
‫ابتسسداء أنسسه يسسسجد عليسسه ول يرفعسسه‪ ،‬فسسإن قصسسد ذلسسك بطلسست صسسلته بمجسسرد هسسويه‬
‫للسجود‪ ،‬قياسا على ما إذا عزم أن يأتي بثلث خطوات متواليسسات ثسسم شسسرع‪ ،‬فإنهسسا‬
‫تبطل بمجرد ذلك لنه شسروع فسي المبطسل‪ .‬ونقسل بالسدرس عسن الشسيخ حمسدان مسا‬
‫يوافق ذلك فراجعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصح( أي السجود‪ .‬وقوله‪ :‬على يد غيره أي لنهسا‬
‫غير محمولة له‪) .‬قوله‪ :‬وعلى نحو منديل بيده( أي ويصح السجود على نحو منديل‬
‫كائن بيده‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قال ع ش‪ :‬سواء ربطه بيده أم ل‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكن قسسال‬
‫بعض مشايخنا أن الربط يضر لنه أشد اتصال من وضع شاله على كتفه‪ .‬واعتمسسد‬
‫شيخنا ح ف الول‪ ،‬لنه وإن ربطه بيده ل يراد بسسه السسدوام كسسالملبوس‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخسسرج‬
‫بكونه بيده ما إذا كان على عمامته أو على عنقه فإنه يضر السجود عليسسه‪ .‬كمسسا فسسي‬
‫النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬ويصح السجود على نحو عود أو منديل بيده ‪ -‬كما في المجموع ‪-‬‬
‫ويفارق ما مر ‪ -‬أي طرف كمه أو عمامته ‪ -‬بأن اتصال الثياب به نسبتها إليه أكسسثر‬
‫لستقرارها وطسسول مسسدتها‪ ،‬بخلف هسسذا‪ ،‬وليسسس مثلسسه المنسسديل السسذي علسسى عمسسامته‬
‫والملقى على عاتقه‪ ،‬لنه ملبوس له بخلف ما في يده‪ ،‬فإنه كالمنفصل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لنه في حكم المنفصل( تعليل لصحة السجود على نحسسو منسسديل‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو سسسجد‬
‫على شئ( أي كورق‪ .‬وقوله‪ :‬فالتصق بجبهته قال ع ش‪ :‬ومنه السستراب‪ ،‬حيسسث منسسع‬
‫مباشرة جميع الجبهة محل السجود‪) .‬قوله‪ :‬صح( أي السجود‪) .‬قوله‪ :‬ووجب إزالته‬
‫للسجود الثاني( فلو لم يزله لم يصح‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬فلسسو رآه ملتصسسقا بجبهتسسه‬
‫ولم يدر في أي السجدات التصق‪ ،‬فعن القاضي‪ :‬أنه إن رآه بعد السجدة الخيرة من‬
‫الركعة الخيرة وجوز أن التصاقه فيما قبلها أخذ بالسوأ‪ ،‬فإن جوز أنه في السسسجدة‬
‫الولى من الركعة الولى قدر أنه فيها‪ ،‬ليكون الحاصل له ركعة إل سجدة‪ ،‬أو فيمسسا‬
‫قبله قدره فيليكون الحاصل له ركعة بغير سجود‪ ،‬أو بعد فراغ الصلة‪ .‬فإن احتمسسل‬
‫طروه بعد فالصل مضيها على الصحة‪ ،‬وإل فإن قرب الفصل بنسسى وأخسذ بالسسوأ‬
‫كما تقدم‪ ،‬وإل استأنف‪ .‬ا‍ه سم‪ .‬أي وإن احتمل أنه التصق فسسي السسسجدة الخيسسرة لسسم‬
‫يعد شيئا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مع تنكيس( متعلق بمحذوف‪ ،‬صسسفة لسسسجود‪ .‬أي سسسجود كسسائن‬
‫مع تنكيس‪ .‬ولو لم يتمكن منه إل بوضع نحو وسادة وجب إن حصل منه التنكيسسس‪،‬‬
‫وإل سن ول يجب لعدم حصول مقصود السجود حينئذ‪ .‬ا‍ه نهاية‪) .‬قوله‪ :‬بأن ترتفع‬
‫إلخ( تصوير للتنكيس‪) .‬قوله‪ :‬على رأسه ومنكبيه( قضسسيته أنسه ل يشسترط الرتفسساع‬
‫على اليدين‪ .‬لكن في التحفة ما نصه‪) :‬تنبيه( اليدان من العسسالي كمسسا علسسم مسسن حسسد‬
‫السافل‪ ،‬وحينئذ فيجب رفعها على اليدين أيضسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو انعكسسس( أي بسسأن‬
‫ارتفع رأسه ومنكباه على عجيزته وما حولهسا‪ .‬وقسوله‪ :‬أو تسسساويا أي العجيسسزة ومسا‬
‫عطف عليها‪ ،‬والرأس وما عطف عليه‪) .‬قوله‪ :‬لم يجزئه( أي في النعكسساس قطعسسا‪،‬‬
‫وفي المساواة على الصح‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬قال الجمال الرملي‪ :‬نعم‪ ،‬لو كسسان فسسي سسسفينة‬
‫ولم يتمكن من ارتفاع ذلك لميلها صلى على حسسسب حسساله‪ ،‬ووجبسست عليسسه العسسادة‪،‬‬
‫لندرته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن كان إلخ( استدراك على عدم الجسسزاء‪ .‬وهسسو يفيسسد تقييسسد‬
‫ما فسسي المتسسن بالقسسادر‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل يمكنسسه معهسسا أي مسسع العلسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬إل كسسذلك أي‬
‫منعكسا أو متساويا‪) .‬قوله‪ :‬أجزأه( أي ول إعادة عليه وإن شفي بعسسد ذلسسك‪ .‬وينبغسسي‬
‫أن مراده بقوله‪ :‬ل يمكنه‪ ،‬أن يكون فيه مشقة شديدة‪ ،‬وإن لم تبح السستيمم‪ ،‬أخسسذا ممسسا‬
‫تقسسدم فسسي العصسسابة‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬بوضسسع جبهتسسه( متعلسسق بسسسجود‪ ،‬والبسساء فيسسه‬
‫للتصوير‪ ،‬ول بد من تقدير متعلق له أي على ما مر‪ .‬ولو قدم هسسذا ومسسا بعسسده علسسى‬
‫قوله‪ :‬على غير محمول‪ ،‬لستغنى عن تقديره‪ .‬قال ابسسن العربسسي‪ :‬لمسسا جعسسل الس لنسسا‬
‫الرض ذلول نمشي في مناكبها‪ ،‬فهي تحت أقدامنا نطؤها وهو غايسسة الذلسسة‪ ،‬أمرنسسا‬
‫ال أن نضع‬

‫] ‪[ 192‬‬
‫أشرف ما عنسسدنا وهسسو السسوجه‪ ،‬وأن نمرغسسه عليهسسا‪ ،‬جسسبرا لنكسسسارها بوضسسع‬
‫الشريف عليها الذي هو وجه العبد‪ ،‬فانجبر كسرها‪ .‬ولذا كان العبد أقرب فسسي حالسسة‬
‫السجود من سائر أحوال الصسسلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬بكشسسف( متعلسسق بمحسسذوف حسسال مسسن‬
‫بعض‪ ،‬أي حال كون ذلك البعض متلبسا بكشسسفه‪ .‬واعتسسبر كشسسف الجبهسسة دون بقيسسة‬
‫العضسساء لسسسهولته فيهسسا دون البقيسسة‪ ،‬ولحصسسول مقصسسود السسسجود ‪ -‬وهسسو غايسسة‬
‫التواضع ‪ -‬بكشفها‪ ،‬ولحديث خباب بسسن الرت‪ :‬شسسكونا إلسسى رسسسول الس )ص( حسسر‬
‫الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يزل شكوانا‪ .‬فلو لم تجب مباشسسرة المصسسلي بالجبهسسة‬
‫لرشدهم إلى سترها‪) .‬قوله‪ :‬أي مع كشف( أفاد به أن الباء بمعنى مع‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن‬
‫كسسان عليهسسا( أي علسسى بعسسض الجبهسسة‪ .‬وأنسسث الضسسمير ‪ -‬مسسع أن مرجعسسه مسسذكر ‪-‬‬
‫لكتسابه التأنيث من المضاف إليه‪ ،‬وهذا مفهوم قوله بكشف‪) .‬قوله‪ :‬كعصابة( مثال‬
‫للحائل‪) .‬قوله‪ :‬لسسم يصسسح( أي السسسجود‪) .‬قسسوله‪ :‬إل أن يكسسون( أي الحسسائل‪) .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لجراحة( أي لجلها‪) .‬قوله‪ :‬وشق عليه إزالته( أي الحائل‪) .‬قوله‪ :‬مشقة شديدة( قال‬
‫البجيرمي‪ :‬ويظهر ضبطها بما يبيح ترك القيام وإن لم تبح التيمم‪ .‬قاله فسسي المسسداد‪.‬‬
‫وفي التحفة‪ :‬تقييدها بما يبيح التيمم‪ .‬شوبري‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬فيصسسح( أي السسسجود‪ ،‬ول‬
‫إعادة عليه إل إن كان تحته نجس غير معفسسو عنسسه‪ .‬ا‍ه ح ل‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسع تحامسسل(‬
‫معطوف على بكشف‪ .‬والمناسب أن يقول‪ :‬وبتحامل‪ ،‬بالباء وإن كسسانت بمعنسسى مسسع‪،‬‬
‫وذلك لخبر‪ :‬إذا سجدت فمكسسن جبهتسسك مسسن الرض ول تنقسسر نقسسرا‪) .‬قسسوله‪ :‬بجبهتسسه‬
‫فقط( أي فل يجب بغيرها من بقية العضاء‪ ،‬كما سيصرح به‪ .‬خلفا لشيخ السلم‬
‫في شرح منهجه حيث قال بوجوب التحامل في الجميسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬علسسى مصسسله( أي‬
‫محل سسسجوده‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن ينسساله إلسسخ( تصسسوير للتحامسسل‪ .‬ومعنسسى الثقسسل‪ :‬أن يكسسون‬
‫يتحامل بحيث لو فرض أنه سجد على قطن أو نحوه ل نوك‪) .‬قوله‪ :‬خلفسسا للمسسام(‬
‫أي القائل بعدم وجسسوب التحامسسل‪ .‬وعبسسارة شسسرح السسروض‪ :‬واكتفسسى المسسام بإرخسساء‬
‫رأسه‪ ،‬قال بل هو أقرب إلى هيئة التواضع من تكلف التحامل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ووضسسع‬
‫بعض ركبتيه( معطوف على وضع بعض جبهته‪ ،‬وذلك لخبر الشسسيخين‪ :‬أمسسرت أن‬
‫أسجد على سبعة أعظم‪ :‬الجبهة‪ ،‬واليدين‪ ،‬والركبسستين‪ ،‬وأطسسراف القسسدمين‪ .‬قسسال فسسي‬
‫فتح الجسسواد‪ :‬واكتفسسى ببعسسض كسسل وإن كسسره‪ ،‬لصسسدق اسسسم السسسجود بسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وبعض بطن كفيه( معطوف هو وما بعده على وضع بعسسض جبهتسسه أيضسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫من الراحة إلخ( بيان لبطن كفيه‪) .‬قوله‪ :‬دون ما عدا ذلك( مرتبسط بجميسسع مسا قبلسسه‪،‬‬
‫خلفا لما يوهمه ظساهر العبسسارة مسن رجسسوعه للخيسسر فقسسط‪ .‬أي أن السواجب وضسع‬
‫بعض الجبهة وبعض الركبتين وبعض بطسسن الكفيسسن وبعسسض بطسن أصسسابع القسسدمين‬
‫دون غيرها من بقية السسرأس‪ ،‬وحسسرف الكسسف وأطسسراف الصسسابع والجسسبين والنسسف‬
‫والخد‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو قطعسست أصسسابع إلسسخ( عبسسارة النهايسسة‪ :‬ولسسو تعسسذر شسسئ مسسن هسسذه‬
‫العضاء سقط الفرض بالنسبة إليه‪ .‬فلو قطعت يده من الزند لم يجسسب وضسسعه‪ ،‬ول‬
‫وضع رجل قطعت أصسسابعها‪ ،‬لفسسوات محسسل الفسسرض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن بطنهمسسا( أي‬
‫القدمين‪) .‬قوله‪ :‬لم يجسسب( أي وضسسع شسئ مسسن بطنهمسسا‪ ،‬لفسسوات محسسل الفسسرض كمسسا‬
‫علمت‪) .‬قوله‪ :‬كما اقتضاه أي عدم الوجوب‪) .‬قوله‪ :‬ول يجسسب التحامسسل عليهسسا( أي‬
‫على هذه العضاء‪ ،‬غير الجبهة‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ول يجب التحامل عليها‪ ،‬بل يسن‬
‫‪ -‬كمسسا تصسسرح بسسه عبسسارة التحقيسسق والمجمسسوع والروضسسة ‪ -‬بخلف الجبهسسة‪ ،‬لنهسسا‬
‫المقصود العظم‪ ،‬كما يجب كشفها واليماء بهسسا وتقريبهسسا مسسن الرض عنسسد تعسسذر‬
‫وضعها‪ ،‬دون البقية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ككشف غير الركبتين( أي كما أنه يسن كشف غير‬
‫الركبتين‪ ،‬وأمسسا الركبتسسان فيكسسره كشسسفهما لنسسه يفضسسي إلسسى كشسسف العسسورة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ووضع أنف( أي على محل سجوده مكشسسوفا‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل يتأكسسد( اضسسراب انتقسسالي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لخبر صحيح( دليل‬

‫] ‪[ 193‬‬
‫لسنية وضع النف‪ ،‬وهذا الخبر رواه أبو داود‪ .‬قال في المغني‪ :‬وإنما لم يجب‬
‫وضع النسسف كالجبهسسة‪ ،‬مسسع أن خسسبر‪ :‬أمسسرت أن أسسسجد علسسى سسسبعة أعظسسم ظسساهره‬
‫الوجوب‪ ،‬للخبار الصحيحة المقتصرة على الجبهسسة‪ .‬قسسالوا‪ :‬وتحمسسل أخبسسار النسسف‬
‫على النسسدب‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن ثسم إلسسخ( أي ومسسن أجسسل ورود خسسبر صسسحيح فيسسه اخسستير‬
‫وجوبه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن وضع الركبتين أول( أي قبل وضع الكفين والجبهة‪ ،‬والسسسنية‬
‫فيه وفيما بعده من حيث الترتيب‪ ،‬فل ينافي أن وضع هذه العضاء واجب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫متفرقين( حال من الركبتين‪ .‬وينبغسسي أن يكسسون ذلسسك فسسي الرجسسل غيسسر العسساري‪ .‬اه‍‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬قدر شبر( صفة لمصدر محذوف‪ ،‬أي تفريقا قد شبر‪ ،‬أو حال مسسن‬
‫مصدر الوصف‪ ،‬أي حال كسون ذلسك التفريسق قسدر شسبر‪ .‬والمسراد بالشسبر‪ :‬الوسسط‬
‫المعتدل‪) .‬قوله‪ :‬ثم كفيه( أي ثم وضع كفيه‪) .‬قوله‪ :‬حذو منكبيه( حسسال مسسن الكفيسسن‪،‬‬
‫أي حال كونهما محاذيين لمنكبيه‪ .‬أو ظرف لغو متعلق بوضع‪ ،‬أي وضع كفيسسه فسسي‬
‫محل محاذ لمنكبيه‪) .‬قوله‪ :‬رافعا ذراعيه( حال مسن فاعسل المصسدر المقسدر‪ ،‬أي ثسم‬
‫وضع الساجد كفيه حسسال كسسونه رافعسسا إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬وناشسسرا( أي ل قابضسسا‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫مضمومة أي ل مفرجة‪) .‬قوله‪ :‬ثم جبهته وأنفه( بالجر‪ ،‬عطسسف علسسى كفيسسه‪ .‬أي ثسسم‬
‫وضع جبهته وأنفه‪ .‬وقسوله‪ :‬معسا خسالف الغزالسي فسي المعيسة المسذكورة وقسال‪ :‬همسا‬
‫كعضو واحد يقسدم أيهمسا شساء‪) .‬قسوله‪ :‬وتفريسق قسدميه( معطسوف علسى وضسع‪ ،‬أي‬
‫ويسسسن تفريسسق قسسدميه قسسدر شسسبر‪ .‬وقسسوله‪ :‬ونصسسبهما أي القسسدمين‪) .‬قسسوله‪ :‬موجهسسا‬
‫أصسسابعهما( أي حسسال كسسونه موجهسسا أصسسابعهما‪ ،‬أي ظهورهمسسا‪ ،‬للقبلسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإبرازهما( أي ويسن إبراز القدمين‪ .‬أي إخراجهما مسن ذيلسه‪ .‬قسسال البجيرمسي‪ :‬هسو‬
‫واضح في غير المرأة والخنثى لن ذلك مبطسسل لصسسلتهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن فتسسح‬
‫عينيه حالة السجود( الذي صرحوا به أنه يسن إدامة النظر إلى موضع سجوده فسسي‬
‫جميع صلته‪ ،‬وعللوه بأن جمع النظر في موضع أقرب إلسسى الخشسسوع‪ .‬وأنسسه يكسسره‬
‫تغميض عينيه وعللوه بأن اليهود تفعله‪ ،‬وأنه لم ينقل فعله عن النبي )ص( ول عسسن‬
‫أحد من الصحابة رضي ال عنهم أجمعين‪ .‬إذا تقرر هذا تعلم أن قوله حالة السجود‬
‫ليس بقيد بل مثله جميع الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ويكسسره مخالفسسة السسترتيب المسسذكور( أي مسسن‬
‫وضع الركبتين ثم الكفين ثم الجبهة والنسسف‪ .‬وخسسالف المالكيسسة فسسي الوليسسن فقسسالوا‪:‬‬
‫يضع يديه أول ثم ركبتيه‪ .‬نص عليه ش ق‪) .‬قوله‪ :‬وقول سبحان ربي العلسسى( أي‬
‫وسن أن يقول في سجوده‪ :‬سبحان إلخ‪ .‬لما صح عن عقبة بسسن عسسامر أنسسه قسسال‪ :‬لمسسا‬
‫نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال )ص(‪ :‬اجعلوها في ركوعكم‪ .‬ولما نزلسست‪ :‬سسسبح‬
‫اسسسم ربسسك العلسسى‪ ،‬قسسال‪ :‬اجعلوهسسا فسسي سسسجودكم‪ .‬قسسال الخطيسسب‪ :‬والحكمسسة فسسي‬
‫اختصاص العظيم بالركوع‪ ،‬والعلسسى بالسسسجود ‪ -‬كمسسا فسسي المهمسسات ‪ :-‬أن العلسسى‬
‫أفعل تفضيل‪ ،‬والسسجود فسي غايسة التواضسع لمسا فيسه مسن وضسع الجبهسة الستي هسي‬
‫أشرف العضاء على مواطئ القدام‪ ،‬ولهذا كان أفضل من الركوع‪ ،‬فجعسسل البلسسغ‬
‫مع البلغ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬فجعل البلغ‪ ،‬وهو العلى‪ .‬مسسع البلسسغ‪ ،‬وهسسو السسسجود‪ .‬ومسسن‬
‫الحكمة أيضا للتخصيص أنسسه لمسسا ورد‪ :‬أقسسرب مسسا يكسسون إلسسخ‪ .‬فربمسسا يتسسوهم قسسرب‬
‫المسافة‪ ،‬فسن فيه سبحان ربي العلى ليكون أبلغ فسسي التنزيسسه عسسن قسسرب المسسسافة‪.‬‬
‫وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قال البرماوي‪ :‬ومن دوام على تسسرك التسسبيح فسي الركسسوع‬
‫والسجود سقطت شهادته‪ .‬ومذهب المام أحمد أن من تركه عامسسدا بطلسست صسسلته‪،‬‬
‫فإن كان ناسيا جبر بسجود السسسهو‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويزيسسد مسسن مسسر( أي المنفسسرد وإمسسام‬
‫محصورين بشرطهم‪) .‬قوله‪ :‬اللهم إلخ( مفعول يزيد‪) .‬قوله‪ :‬لك سجدت( قدم الجسسار‬
‫والمجرور لفادة الختصاص‪ .‬ولو قال‪ :‬سجدت ل في طاعة ال لم تبطسل صسلته‪.‬‬
‫وكذا لو قال‪ :‬سجد الفاني للباقي‪ .‬لسسم يضسسر علسسى المعتمسسد‪ ،‬لن المقصسسود بسسه الثنسساء‬
‫على ال‪ ،‬خلفا لمن قال بالضسسرر لنسه خسسبر‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬ومحسسل عسسدم الضسسرر إذا‬
‫قصسسد بسسه الثنسساء‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬وبسسك آمنسست( أي آمنسست وصسسدقت‬
‫وأذعنت بك يا ال ل بغيرك‪.‬‬

‫] ‪[ 194‬‬
‫)قوله‪ :‬ولسسك أسسسلمت( أي انقسسدت لسسك يسسا السس‪ ،‬أو فوضسست أمسسري إليسسك ل إلسسى‬
‫غيرك‪) .‬قوله‪ :‬سسسجد وجهسسي( أي وكسسل بسسدني‪ .‬وخسسص السسوجه بالسسذكر لنسسه أشسسرف‬
‫أعضاء الساجد‪ ،‬وفيه بهاؤه وتعظيمه‪ ،‬فإذا خضع وجهه فقد خضع بسساقي جسسوارحه‪.‬‬
‫أو من باب إطلق الجزء وإرادة الكل‪ ،‬على طريق المجسساز المرسسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬للسسذي‬
‫خلقه( أي أوجده من العدم وصوره على هذه الصسسورة العجيبسسة‪ ،‬بسسأن جعسسل لسسه فمسسا‬
‫وعينين وأنفا وأذنين ورأسا ويدين وبطنا ورجلين‪ ،‬إلسسى غيسسر ذلسسك‪ .‬وحينئذ فعطسسف‬
‫التصوير على الخلق مغاير‪) .‬قوله‪ :‬وشسسق سسسمعه وبصسسره( أي منفسسذهما‪ ،‬إذ السسسمع‬
‫والبصر من المعاني ل يتصسسور فيهمسسا شسق‪ .‬ويسسسن أن يزيسد بعسسده‪ :‬بحسسوله وقسوته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تبارك ال( أي تعالى ال في صفاته وأفعاله‪ ،‬وتكسساثر خيسسره‪ .‬فسسالتبرك‪ :‬العلسسو‬
‫والنماء‪ .‬وقوله‪ :‬أحسن الخسسالقين أي المصسسورين‪ .‬وإل فسسالخلق‪ :‬وهسسو الخسسراج مسسن‬
‫العسسدم إلسسى الوجسسود‪ ،‬ل يشسساركه فيسسه أحسسد‪ .‬وأفعسسل التفضسسيل ليسسس علسسى بسسابه‪ ،‬لن‬
‫المصورين ليس فيهم حسن من حيث تصويرهم‪ ،‬لنهم يعذبون عليه‪) .‬قوله‪ :‬ويسسسن‬
‫إكثار الدعاء فيه( أي في السجود‪ ،‬لخبر‪ :‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهو سسساجد‪،‬‬
‫فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم‪) .‬قوله‪ :‬وممسسا ورد فيسسه( أي السسسجود‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫اللهسسم إنسسي أعسسوذ برضسساك مسسن سسسخطك( أي أعتصسسم وألتجسسئ برضسساك مسسن حلسسول‬
‫سسسخطك بسسي‪ .‬والمسسراد‪ :‬أسسستعين برضسساك علسسى دفسسع ذلسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬وبمعافاتسسك مسسن‬
‫عقوبتك( أي وأعوذ بمعافاتك أو عفوك مسن حلسول عقوبتسك بسي‪ .‬والمسراد‪ :‬أسستعين‬
‫بذلك على دفع غضبك‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قوله‪ :‬ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علسسى‬
‫نفسك( أنت توكيد للكساف فيكسون فسي محسل جسر‪ ،‬عمل بقسول ابسن مالسك‪ :‬ومضسمر‬
‫الرفع الذي قد انفصل أكد به كل ضمير اتصسسل والكسساف بمعنسسى مثسسل‪ ،‬وهسسي صسسفة‬
‫لثناء‪ .‬وما مصدرية مؤولة مع مدخولها بمصسسدر‪ .‬والمعنسسى‪ :‬ل أقسسدر علسسى إحصسساء‬
‫ثناء عليك مثل ثنائك على نفسك‪ ،‬وإذا كان ل يقدر على إحصائه فل يطيقه‪ .‬وكتسسب‬
‫بعضسسهم‪ :‬ل أحصسسى ثنسساء عليسسك‪ :‬أي ل أطيسسق ثنسساء‪ ،‬أو ل أضسسبط ثنسساء عليسسك‪ ،‬فل‬
‫يطيقه‪ .‬وكتب بعضهم‪ :‬ل أحصى ثناء عليك‪ :‬أي ل أطيسسق ثنسساء‪ ،‬أو ل أضسسبط ثنسساء‬
‫عليك‪ ،‬بمعنى ل أقدر على ثناء عليك‪ .‬والتنوين للتنويسسع‪ ،‬أي نوعسسا مخصوصسسا مسسن‬
‫الثناء‪ ،‬وهو الذي يليق بك‪ .‬وما ‪ -‬في كمسسا ‪ -‬مصسسدرية‪ ،‬أي كثنسسائك علسسى نفسسسك‪ .‬أو‬
‫موصولة‪ ،‬أي ثناء مثل الذي أثنيت به علسسى نفسسسك فسسي كسسونه قطعيسسا تفصسسيليا غيسسر‬
‫متناه‪ .‬أو موصوفة‪ ،‬أي مثسسل ثنسساء أثنيسست بسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬دقسسة وجلسسه( بكسسسر السسدال‬
‫والجيم‪ ،‬أي دقيقه وجليله‪ .‬أي حقيره وعظيمسه‪ .‬وهسو كالتأكيسد لمسا قبلسه‪ ،‬وإل فقسوله‬
‫كله يشمل جميسع ذلسك‪ ،‬ومثلسه يقسال فيمسا بعسده‪) .‬قسوله‪ :‬قسال فسي الروضسة‪ :‬تطويسل‬
‫السجود إلخ( قد نص على هذا قبيل الرابع من الركسسان فهسسو مكسسرر معسسه‪ ،‬فسسالولى‬
‫القتصار على أحدهما‪) .‬قوله‪ :‬وثامنها‪ :‬جلسسوس( أي ثسسامن الركسسان جلسسوس‪ ،‬لخسسبر‬
‫المسسسئ صسسلته‪ .‬وأقسسل الجلسسوس أن يسسستوي جالسسسا‪ ،‬وأكملسسه أن يسسأتي فيسسه بالسسدعاء‬
‫المشروع فيه‪ ،‬وهو‪ :‬رب اغفسر لسسي إلسسخ‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو فسسي نفسل( غايسة فسسي وجسوب‬
‫الجلوس‪ ،‬وهي للرد‪ .‬وقوله‪ :‬على المعتمد مقابله يقول‪ :‬ل يجب في النفل‪ .‬وقال أبسسو‬
‫حنيفسسة‪ :‬يكفسسي أن يرفسسع رأسسسه مسسن الرض أدنسسى رفسسع كحسسد السسسيف‪ .‬لكسسن فسسي‬
‫الصحيحين‪ :‬أنه )ص( كان إذا رفع رأسه لسسم يسسسجد حسستى يسسستوي جالسسسا‪ .‬ففيسسه رد‬
‫على أبي حنيفة رضي ال عنه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب أن ل يقصسسد برفعسسه إلسسخ( أي أن ل‬
‫يقصد برفع رأسه من السجود غير الجلوس‪ ،‬بأن يقصد الجلوس‬

‫] ‪[ 195‬‬
‫ولو مع غيره‪ ،‬أو يطلق كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬فلو رفع إلخ( مفرع علسسى مفهسسوم مسسا‬
‫قبله‪ ،‬أي فلو قصد غير الجلوس بأن رفع رأسه فزعا إلخ لم يجز عنه‪ ،‬بيجسسب عليسسه‬
‫العود إلى السجود ثم يرفع رأسه للجلوس‪) .‬قوله‪ :‬فزعا( يجوز فيه فتح الزاي علسسى‬
‫أنه مفعول لجله‪ ،‬ويجوز كسرها على أنه حال‪ .‬ا‍ه م ر‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬إن الفتسسح‬
‫هو المتعين‪ ،‬فإن المضر الرفع لجل الفزع وحده‪ ،‬ل الرفع المقارن للفزع من غير‬
‫قصد الرفع لجله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يضر إدامة إلسسخ( المناسسسب ذكسسر هسسذا بعسسد قسسوله‪:‬‬
‫واضسسعا كفيسسه علسسى فخسسذيه‪) .‬قسسوله‪ :‬إلسسى السسسجدة الثانيسسة( مقسسابله محسسذوف‪ ،‬أي مسسن‬
‫السجدة الولى إلى السجدة الثانية‪ .‬فيكسسون فسسي حسسال الجلسسوس واضسسعا يسسديه حسسواليه‬
‫علسسى الرض‪ .‬وعبسسارة السسروض‪ :‬وتركهمسسا علسسى الرض حسسواليه كإرسسسالهما فسسي‬
‫القيام‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي وهو ل بأس به إن أرسلهما بل عبث‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لمن وهم فيه( أي‬
‫فقال إن ادامتهمسسا علسسى الرض تبطسسل الصسسلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يطسسوله( أي‬
‫الجلوس بين السجدتين‪) .‬وقوله‪ :‬ول اعتدال( أي ول يطول اعتدال‪) .‬قوله‪ :‬لنهمسسا(‬
‫أي الجلوس والعتدال‪ .‬وقوله‪ :‬غير مقصودين لذاتهما قال الكردي‪ :‬ومن قال أنهمسسا‬
‫مقصودان في أنفسهما أراد أنهما ل بسسد مسسن وجسسود صسسورتهما للفصسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل‬
‫شرعا للفصل( أي فالعتدال شرع للفصل بين الركوع والسجود‪ ،‬والجلسسوس شسسرع‬
‫للفصل بين السجدتين‪) .‬قوله‪ :‬فكانا( أي الجلوس والعتدال‪) .‬وقوله‪ :‬قصسسيرين( أي‬
‫ركنين قصيرين‪ .‬قال الكردي‪ :‬وهذا هو المعتمسسد‪ ،‬وإن صسسحح فسسي التحقيسسق هنسسا أن‬
‫الجلوس بين السجدتين ركن طويل‪ .‬وعزاه في المجموع إلى الكثرين‪ .‬وسسسبقه إليسسه‬
‫المام‪ ،‬وكذا العتدال ركن طويل أيضا‪ .‬على ما اختاره النسسووي مسسن حيسسث السسدليل‬
‫في كثير من كتبه‪ ،‬لصحة الحسساديث لتطسسويله‪ .‬فيجسسوز تطسسويله بسسذكر غيسسر الفاتحسسة‬
‫والتشهد ل سكوت ول بأحسسدهما‪ .‬بسسل قسسال الذرعسسي وغيسسره أن تطسسويله مطلقسسا هسسو‬
‫الصحيح مذهبا أيضا‪ ،‬بل هو الصواب‪ .‬وأطالوا فيه‪ ،‬ونقلوه عن النص وغيسسره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن طول أحدهما( أي العتدال أو الجلوس‪) .‬قوله‪ :‬فوق إلخ( صفة لمصسسدر‬
‫محذوف‪ ،‬أي طوله تطويل زائدا على ذكره المشسسروع فيسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬قسسدر منصسسوب‬
‫بإسقاط الخافض‪ ،‬متعلق بطول‪ .‬أي طوله بقسسدر الفاتحسسة فسسي العتسسدال‪ ،‬سسسواء كسسان‬
‫بسكوت أو بذكر غير مشروع‪ .‬أما هو كتسبيح في صلة التسابيح فل يضر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وأقل التشهد( أي وبقدر أقل التشهد‪) .‬قوله‪ :‬عامدا عالمسسا( حسسالن مسسن فاعسسل طسسول‪،‬‬
‫أي طولهما حال كونه عامدا عالما‪ ،‬فإن كان ناسيا أو جاهل فل تبطل صلته ولكن‬
‫يسجد للسهو‪ ،‬كما سيأتي في بابه‪) .‬قوله‪ :‬بطلسست صسسلته( جسسواب إن‪ .‬وفسسي حاشسسية‬
‫الباجوري‪ :‬تبطل إل في محل طلب فيه التطويسسل‪ ،‬كاعتسسدال الركعسسة الخيسسرة‪ ،‬لنسسه‬
‫طلب فيه التطويل في الجملة بالقنوت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسسسن( أي للتبسساع‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا‬
‫في تشهد أخير( أي وكذا سن في تشسسهد أخيسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬إن تعقبسسه سسسجود سسسهو قيسسد‪.‬‬
‫وخرج به ما إذا لم يتعقبه ما ذكر‪ ،‬فيسن فيه التورك كما سيذكره‪) .‬قسسوله‪ :‬افسستراش(‬
‫وإنما سن في المذكورات لما مر‪ ،‬ولنه جلسسوس يعقبسسه حركسسة فكسسان الفسستراش فيسسه‬
‫أول‪ .‬سمي بذلك لنه جعسسل رجلسسه كسسالفراش لسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن يجلسسس إلسسخ( تصسسوير‬
‫للفتراش المسنون‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( تصوير لمحذوف‪ ،‬أي ويضجعها بحيث يلسسي‬
‫ظهرها الرض‪ .‬وعبارة التحفة مع الصسسل‪ :‬ويسسسن الفسستراش فيجلسسس علسسى كعسسب‬
‫يسسسراه بعسسد أن يضسسجعها بحيسسث يلسسي ظهرهسسا الرض‪ ،‬وينصسسب يمنسساه ‪ -‬أي قسسدمه‬
‫اليمنى ‪ -‬ويضسسع أطسسراف بطسسون أصسسابعها منهسسا علسسى الرض متوجهسسا للقبلسسة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والكعب‪ :‬العظم الناتئ عند مفصل الساق والقدم‪ ،‬ولكل رجل كعبان‪) .‬قوله‪ :‬واضسسعا‬
‫كفيه على فخذيه( حال من اسم الفاعل المأخوذ من المصدر‪ ،‬أي حال كون‬

‫] ‪[ 196‬‬
‫المفترش واضعا‪ .‬إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬قريبا مسسن ركبسستيه منصسسوب بإسسسقاط الخسسافض‪،‬‬
‫وهو متعلق بواضعا‪ .‬أي واضعا كفيه في محل قريب من ركبتيه‪ .‬والحكمة في ذلك‬
‫منع يديه من العبث‪ ،‬وأن هذه الهيئة أقرب إلى التواضع‪) .‬قسسوله‪ :‬بحيسسث تسسسامتهما(‬
‫الباء للملبسة‪ ،‬وهسسي متعلقسسة بمحسسذوف حسسال مسسن مصسسدر واضسسعا‪ ،‬أي حسسال كسسون‬
‫الوضسسع المسسذكور متلبسسسا بحالسسة هسسي أن تسسسامت ‪ -‬أي تحسساذي ‪ -‬رؤوس الصسسابع‬
‫الركبتين‪) .‬قوله‪ :‬ناشرا أصابعه( أي ل قابضا لها‪ ،‬وهو حال ثانية مرادفة مما جسساء‬
‫منه واضعا‪ ،‬أو حال متداخلة من الضمير المستتر فسسي واضسسعا‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسائل إلسسخ(‬
‫حال ثالثة مرادفة أو متداخلة على ما مر‪) .‬قسسوله‪ :‬واجسسبرني( أي أغننسسي‪ ،‬مسسن جسسبر‬
‫ال مصيبته أي رد عليه ما ذهب منه أو عوضه عنه‪ ،‬وأصله من جبر الكسسسر‪ .‬كسسذا‬
‫في النهاية‪ .‬وفي الصحاح‪ :‬الجسسبر أن يغنسى الرجسسل مسسن فقسسر أو يصسسلح عظمسه مسسن‬
‫كسر‪ .‬ا‍ه زي‪) .‬قوله‪ :‬وارزقني( أي من خزائن فضلك‪ ،‬ما قسمته لوليائك‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وعافني( أي ادفع عني كل ما أكره من بلء السسدنيا والخسسرة‪ .‬زاد الغزالسسي‪ :‬واعسسف‬
‫عني‪ .‬وزاد المتولي أيضا‪ :‬رب هب لي قلبا تقيا نقيا من الشرك‪ ،‬بريسسا ل كسسافرا ول‬
‫شقيا‪) .‬قوله‪ :‬وسن جلسة استراحة( أي جلسة خفيفة لجل الستراحة‪ ،‬وهي فاصلة‪،‬‬
‫وليست من الولى ول من الثانية‪ .‬وقبل‪ :‬مسن الولسسى‪ ،‬وقيسسل‪ :‬مسن الثانيسة‪ .‬قسسال فسي‬
‫شرح السسروض‪ :‬وفسسائدة الخلف تظهسسر فسسي التعليسسق علسسى ركعسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬بقسسدر‬
‫الجلوس بين السجدتين( فإن زاد على ذلك كره‪ ،‬إذ هي من السنن التي أقلها أكملها‪،‬‬
‫كسكتات الصلة‪ .‬فإن بلغت ما يبطل في الجلوس بين السجدتين بطلت صسسلته عنسسد‬
‫حجر‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬وحاصل ما اعتمده الشارح فيهسسا أنهسسا كسسالجلوس بيسسن‬
‫السجدتين‪ ،‬فإذا طولها زائدا على الذكر المطلوب في الجلوس بيسسن السسسجدتين بقسسدر‬
‫أقل التشهد بطلت صلته‪ .‬وأقر شيخ السسسلم المتسسولي علسسى كراهسسة تطويلهسسا علسسى‬
‫الجلوس بين السجدتين في شسسرح البهجسسة والسسروض‪ .‬وأفسستى الشسسهاب الرملسسي بعسسدم‬
‫البطال أيضا‪ ،‬وتبعه الخطيب في شرحي التنسسبيه والمنهسساج‪ ،‬والجمسسال الرملسسي فسسي‬
‫النهاية‪ ،‬وغيرهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية جلسة السسستراحة‪ .‬قسسال فسسي شسسرح‬
‫الروض‪ :‬وأمسسا خسسبر وائل بسسن حجسسر‪ :‬أنسسه )ص( كسسان إذا رفسسع رأسسسه مسسن السسسجود‬
‫استوى قائما‪ .‬فغريب‪ ،‬أو محمول على بيان الجواز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو فسسي نفسسل( قسسال‬
‫في التحفة بعده‪ :‬وإن كسسان قويسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهمسسا غايتسسان فسسي السسسنية‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن تركهسسا‬
‫المام( غايسسة أيضسسا فيهسسا‪ ،‬أي تسسسن جلسسة السسستراحة وإن تركهسسا المسسام‪ ،‬فيتخلسسف‬
‫المأموم لجلها ندبا‪ .‬قال في شسسرح السسروض‪ :‬فلسسو تركهسسا ‪ -‬أي جلسسسة السسستراحة ‪-‬‬
‫المام فأتى بها المأموم لم يضر تخلفه لنه يسسسير‪ ،‬وبسسه فسسارق مسسا لسسو تسسرك التشسسهد‬
‫الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لم يضر بل يسن‪ ،‬كما قاله ابن النقيب وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫خلفا لشيخنا( راجع للغاية الخيرة‪ .‬وعبارة فتح الجواد له‪ :‬ويكسسره تخلسسف المسسأموم‬
‫لجلها‪ ،‬ويحرم إن فوتت بعض الفاتحسة‪ .‬كمسا بحثسه الذرعسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبسارة المنهسج‬
‫القويم له أيضسسا‪ ،‬قسسال الذرعسسي‪ :‬وقسسد تحسسرم إن فسسوتت بعسسض الفاتحسسة لكسسونه بطسسئ‬
‫النهضة أو القراءة والمام سريعها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب الكسسردي مسسا نصسسه‪ :‬قسسوله‪ :‬إن فسسوتت‬
‫إلخ‪ ،‬نقله في المداد عن الذرعي وأقره‪ .‬وفي فتح الجواد على ما بحثه الذرعسسي‪،‬‬
‫وفي شرح العباب‪ :‬فيه نظر‪ ،‬بل الوجه عدم المنع مطلقسسا‪ ،‬وأنسسه يسسأتي فسسي متخلسسف‬
‫لها ما يجئ في التخلف لفتتاح أو تعوذ أو لتمسسام التشسسهد الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لقيسسام(‬
‫متعلسسق بسسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬أي لجلسسه( أفسساد بسسه أن اللم للتعليسسل‪ ،‬أي لجسسل قصسسد القيسسام‬
‫وإرادته‪ .‬وإن خالف المشروع فتسن في محل التشهد الول عند تركسسه ول تسسسن إذا‬
‫تشهد )قوله‪ :‬عن سجود( متعلق بقيام‪ .‬وعن بمعنى من‪ ،‬أي قيام من سسسجود‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لغير تلوة( أما سجود التلوة فل تسن جلسة الستراحة للقيام منه لنها لم ترد فيه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسن اعتمسساد علسسى بطسسن كفيسسه إلسسخ( وذلسسك لنسسه أعسسون علسسى القيسسام وأشسسبه‬
‫بالتواضع‪ ،‬مع ثبوته عنه )ص(‪ .‬فقد ثبت‪ :‬أنه كان يقوم كقيام العاجز‪ .‬وفسسي روايسسة‪:‬‬
‫العاجن‪) .‬قوله‪ :‬وتاسعها( أي تاسع أركسسان الصسلة‪) .‬قسوله‪ :‬طمأنينسة فسي كسسل( إنمسا‬
‫عدها ركنا واحدا في محالها الربعة‬

‫] ‪[ 197‬‬
‫لتجانسها‪ ،‬كما عدو السجدتين ركنا لذلك‪) .‬قوله‪ :‬من الركوع إلسسخ( بيسسان لكسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو كانا في نفل( ضمير التثنية راجع للجلوس والعتسسدال‪ .‬وخصسسهما ‪ -‬مسسع‬
‫أن الطمأنينسسة ركسسن مسسن ركسسوع النفسسل وسسسجوده أيضسسا ‪ -‬لن الخلف إنمسسا هسسو فسسي‬
‫طمأنينة الجلسوس والعتسدال فسي النفسل كهمسا نفسسهما‪ ،‬وأمسا الركسوع والسسجود فل‬
‫خلف فيهمسسا‪ ،‬ول فسسي طمأنينتهمسسا أصسسل‪ ،‬فل يحتاجسسان إلسسى التخصسسيص‪ .‬وعبسسارة‬
‫التحفة‪ :‬ويجب العتدال والجلوس بين السجدتين‪ ،‬والطمأنينة فيهما‪ ،‬ولو فسسي النفسسل‪.‬‬
‫كمسسا فسسي التحقيسسق وغيسسره‪ .‬فاقتضسساء بعسسض كتبسسه عسسدم وجسسوب ذينسسك‪ ،‬فضسسل عسسن‬
‫طمأنينتهما‪ ،‬غير مراد أو ضعيف خلفا لجسسزم النسسوار ومسسن تبعسه بسسذلك القتضسساء‬
‫غفلة عن التصريح المذكور في التحقيق كما تقرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتسسب سسسم مسسا نصسسه‪ :‬قسسوله‬
‫غفلسسة إلسسخ‪ .‬الجسسزم بالغفلسسة ينبغسسي أن يكسون غفلسسة‪ ،‬فسسإنه يجسسوز أن يكونسسوا اختسساروا‬
‫القتضاء على الصريح مع الطلع عليه‪ ،‬لنحو ظهور القتضاء عندهم‪ .‬وقد تقسسدم‬
‫القتضاء على الصريح في مواضع في كلم الشيخين وغيرهما كمسسا ل يخفسسى‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خلفا للنوار( عبارته‪ :‬لو ترك العتدال والجلوس بين السجدتين في النافلسسة‬
‫لم تبطل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمتها تعلم أنها راجعة لصل العتسسدال والجلسسوس لطمأنينتهمسسا‪،‬‬
‫خلفا لظاهر الشارح‪ .‬نعم‪ ،‬يقال إنسسه يعلسسم عسسدم قسسوله بسسالبطلن إن تسسرك الطمأنينسسة‬
‫بالولى‪ ،‬فلعل مراد الشارح ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وضابطها( أي الطمأنينة‪) .‬قوله‪ :‬أن تستقر‬
‫أعضسساؤه( أي تسسسكن مسسن حركسسة الهسسوي‪ ،‬وهسسذا بمعنسسى قسسولهم‪ :‬هسسي سسسكون بيسسن‬
‫حركتين‪ ،‬أي حركة الهوي للركوع مثل وحركة الرفع منه‪) .‬قسسوله‪ :‬بحيسسث ينفصسسل‬
‫إلخ( تصوير للستقرار‪ ،‬أي تستقر استقرارا مصورا بحالة هسسي أن ينفصسسل الركسسن‬
‫الذي انتقل إليه عن الركن السسذي انتقسسل عنسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وعاشسسرها( أي عاشسسر أركسسان‬
‫الصلة‪) .‬قوله‪ :‬تشهد أخير( هو فسسي الصسسل اسسسم للشسسهادتين فقسسط‪ ،‬ثسسم أطلسسق علسسى‬
‫التشهد المعروف لشتماله على الشهادتين‪ ،‬فهو من إطلق اسم الجسسزء علسسى الكسسل‪.‬‬
‫ويدل على فرضيته خبر ابن مسعود‪ :‬كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد‪ :‬السسسلم‬
‫على ال قبل عباده‪ .‬السلم على جبريل‪ ،‬السلم علسسى ميكائيسسل‪ .‬السسسلم علسسى فلن‪.‬‬
‫فقال )ص(‪ :‬ل تقولوا السلم على ال‪ ،‬فإن ال هو السسسلم‪ .‬ولكسسن قولسسوا‪ :‬التحيسسات‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬فالتعبير بالفرض في قسسوله‪ :‬قبسسل أن يفسسرض‪ .‬والمسسر فسسي قسسوله‪ :‬ولكسن قولسسوا‪.‬‬
‫ظاهران في الوجوب‪) .‬قوله‪ :‬وأقله إلخ( أمسسا أكملسسه فأشسسار إليسسه بقسسوله‪ :‬ويسسسن لكسسل‬
‫زيادة المباركات إلخ‪) .‬قوله‪ :‬التحيات لسس( أي مسسستحقة لسس‪ .‬والتحيسسات جمسسع تحيسسة‪.‬‬
‫وهي ما يحيا به من قول أو فعل‪ .‬وجمعت لن كملسسك كسسان لسسه تحيسسة معروفسسة يحيسسا‬
‫بها‪ .‬فملك العرب كانت رعيتسسه تحييسسه بسسأنعم صسسباحا قبسسل السسسلم‪ ،‬وبعسسده بالسسسلم‬
‫عليكم‪ .‬وملسسك الكاسسسرة كسسانت رعيتسسه تحييسسه بالسسسجود لسسه وتقبيسسل الرض‪ ،‬وملسسك‬
‫الفرس كانت رعيته تحييه بطرح اليد على الرض قدامه ثم تقبيلها‪ ،‬وملسسك الحبشسسة‬
‫كانت رعيته تحييه بوضسسع اليسسدين علسسى الصسسدر مسسع السسسكينة‪ ،‬وملسسك السسروم كسسانت‬
‫رعيته تحييه بكشف الرأس وتنكيسه‪ ،‬وملك النوبة كانت رعيته تحييه بجعل اليسسدين‬
‫على الوجه‪ ،‬وملك حميسسر كسسانت رعيتسسه تحييسسه باليمسساء بالسسدعاء بالصسسابع‪ ،‬وملسسك‬
‫اليمامة كانت رعيته تحييه بوضع اليد على كتفه‪ .‬والقصد من ذلسسك الثنسساء علسسى الس‬
‫بأنه مالك لجميع التحيسسات الصسسادرة عسسن الخلسسق للملسسوك‪) .‬قسسوله سسسلم عليسسك( قسسال‬
‫الكردي في اليعاب للشارح‪ :‬وخوطب )ص( كأنه إشارة إلى أنه تعسسالى يكشسسف لسسه‬
‫عن المصلين من أمتسه حستى يكسون كالحاضسر معهسم‪ ،‬ليشسهد لهسم بأفضسل أعمسالهم‬
‫وليكون تذكر حضوره سببا لمزيد الخشوع والحضور‪ .‬ثم رأيسست الغزالسسي قسسال فسسي‬
‫الحيسساء‪ :‬قبسسل قولسسك السسسلم عليسسك أيهسسا النسسبي أحضسسر شخصسسه الكريسسم فسسي قلبسسك‪،‬‬
‫وليصدق أملك في أنه يبلغه ويرد عليك ما هو أوفسسى منسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ورحمسسة الس‬
‫وبركسساته( أي عليسسك‪ .‬ومعنسسى وبركسساته‪ :‬خيراتسسه‪ .‬لن معنسسى البركسسة الخيسسر اللهسسي‬
‫فالشئ‪) .‬قوله‪ :‬سلم علينا( الضمير للحاضرين‪ ،‬مسن إمسام ومسسأموم وملئكسة وإنسس‬
‫وجن‪ ،‬أو لجميع المة‪ .‬وقوله‪ :‬وعلى عباد الس الصسسالحين أي القسسائمين بحقسسوق الس‬
‫وحقوق عباده‪ .‬لن الصالح هو القائم بحقوق ال وحقسسوق العبسساد‪ .‬وقسسال البيضسساوي‪:‬‬
‫هو الذي صرف عمره فسسي طاعسة السس‪ ،‬ومسساله فسسي مرضسساته‪ ،‬وهسو نسساظر للصسسالح‬
‫الكامل‪ .‬فل ينافي أن من صرف مدة عمره في عمل‬

‫] ‪[ 198‬‬
‫المعاصي ثم تاب توبة صحيحة وسلك طريق السلوك وقام بخدمة ملك الملوك‬
‫يسمى صالحا‪) .‬قوله‪ :‬أشهد أن ل إله إل السس( أي أقسسر وأذعسسن بسسأنه ل معبسسود بحسسق‬
‫ممكن إل السس‪ .‬ويتعيسسن لفسسظ أشسسهد‪ ،‬فل يقسسوم غيسسره مقسسامه لن الشسسارع تعبسسدنا بسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وأن محمسسدا رسسسول الس الولسسى ذكسسر السسسيادة‪ ،‬لن الفضسسل سسسلوك الدب‪.‬‬
‫وحسسديث‪ :‬ل تسسسودوني فسسي صسسلتكم‪ .‬باطسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن لكسسل( أي مسسن المسسام‬
‫والمنفسسرد والمسسأموم‪ .‬وهسسذا شسسروع فسسي بيسسان أكمسسل التشسسهد‪ ،‬وقسسد ورد فيسسه أخبسسار‬
‫صحيحة‪ .‬فقد روي أنه )ص(‪ :‬لما جاوز سدرة المنتهى ليلة السراء غشيته سسسحابة‬
‫من نور‪ ،‬فيها من اللوان ما شاء ال‪ .‬فوقف جبريل ولم يسر معه‪ ،‬فقسسال لسسه )ص(‪:‬‬
‫أتتركني أسير منفردا ؟ فقال لسسه جبريسسل‪ :‬ومسسا منسسا إل لسسه مقسسام معلسسوم‪ .‬فقسسال النسسبي‬
‫)ص(‪ :‬سر معي ولو خطوة‪ .‬فسار معه خطوة فكاد أن يحسسترق مسسن النسسور والجلل‬
‫والهيبة‪ ،‬وصغر وذاب حتى صار قدر العصفور‪ ،‬فأشار على النبي بأن يسسسلم علسسى‬
‫ربسسه إذا وصسسل مكسسان الخطسساب‪ .‬فلمسسا وصسسل النسسبي إليسسه قسسال‪ :‬التحيسسات المباركسسات‬
‫الصلوات الطيبات ل‪ .‬فقال ال تعالى‪ :‬السلم عليك أيها النبي ورحمة ال وبركسساته‪.‬‬
‫فأحب النبي أن يكون لعباد ال الصالحين نصيب من هذا المقام‪ ،‬فقال‪ :‬السلم علينسسا‬
‫وعلى عباد ال الصالحين‪ .‬فقال جميع أهل السموات‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشسسهد‬
‫أن محمدا رسول ال‪ .‬قوله‪ :‬المباركات أي الناميات‪ .‬أي الشياء السستي تنمسسو وتزيسسد‪.‬‬
‫وقسسوله‪ :‬الصسسلوات أي الخمسسس‪ .‬وقيسسل‪ :‬مطلسسق الصسسلوات‪ .‬والطيبسسات‪ :‬أي العمسسال‬
‫الصسسالحة‪) .‬فسسائدة( ذكسسر الفشسسني فسسي شسسرح الربعيسسن أن فسسي الجنسسة شسسجرة اسسسمها‬
‫التحيات‪ ،‬وعليها طائر اسمه المباركسسات‪ ،‬وتحتهسسا عيسسن اسسسمها الطيبسسات‪ ،‬فسسإذا قسسال‬
‫العبد ذلك في كل صلة نزل ذلك الطائر من فوق الشجرة وانغمسس فسي تلسك العيسن‬
‫ثم خرج منها وهو ينفض أجنحته فيتقطر الماء من عليه‪ ،‬فيخلق ال مسسن كسسل قطسسرة‬
‫ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة‪) .‬قوله‪ :‬وأشهد الثاني( معطوف على مدخول زيادة‪،‬‬
‫أي ويسسسن زيسسادة أشسسهد الثسساني أي السسداخل علسسى وأن محمسسدا رسسسول السس‪ .‬وعليسسه‪،‬‬
‫فالمناسب أن يقول‪ :‬وأشهد في الثاني‪ ،‬بزيسسادة فسسي الظرفيسسة‪ .‬ويحتمسسل أنسسه معطسسوف‬
‫على زيادة‪ ،‬أي ويسن أشهد الثاني‪ ،‬وهو المناسب للمعطوف السسذي بعسسده‪ .‬لكسسن يسسرد‬
‫عليه أنه يقتضي أنه تقدم منه ذكره‪ ،‬مع أنه ليسسس كسسذلك‪ .‬إل أن يقسسال إن أل الداخلسسة‬
‫على الثاني للعهد الذهني‪ ،‬أي المعروف عندهم‪) .‬قوله‪ :‬وتعريف السسسلم( معطسسوف‬
‫على زيادة‪ ،‬أي ويسن تعريف السلم لكثرته في الخبار‪ .‬وكلم الشافعي‪ :‬ولزيسسادته‬
‫وموافقته سلم التحلل‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وتعريف السلم أفضل ‪ -‬كما قال المصسسنف‬
‫‪ -‬من تنكيره‪ .‬وصحح الرافعي أنهما سواء‪ .‬وقيل‪ :‬تنكيره أفضل‪ .‬ا‍ه بحذف‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ل البسملة قبله( أي ل تسن البسملة قبل التشسسهد لعسسدم ثبوتهسسا‪ .‬وعبسسارة المغنسسي‪ :‬ول‬
‫يسن في أول التشهد بسم ال على الصسسح‪ ،‬والحسسديث فيسه ضسسعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬ول‬
‫يجوز إبدال لفظ من هذا القسل( أي مسن اللفساظ الثابتسة فسي أقسل التشسهد‪ ،‬ولسو أتسى‬
‫بالكمل‪ ،‬اقتصارا على الوارد‪) .‬قوله‪ :‬ولو بمرادفه( غاية لمقدر‪ ،‬أي بلفظ آخر ولو‬
‫كان مرادفسسا لسه‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسالنبي بالرسسسول( أي كإبسسدال النسسبي بالرسسول‪ ،‬فسسي قسسوله‪:‬‬
‫السلم عليك أيها النبي‪ ،‬وهو من البدال بالمرادف‪ ،‬بناء على أنهما مترادفسسان‪ .‬وإل‬
‫فهو من البدال بالخص منه‪ ،‬إذ الرسول أخسص مسن النسبي علسسى الصسح‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وعكسه أي وإبدال الرسول بالنبي في قوله‪ :‬وأشهد أن محمدا رسول السس‪ .‬وإنمسسا لسسم‬
‫يجزئ ذلك لن الرسالة أخص من النبوة على الصح‪ ،‬فل يلزم من كونه نبيا كونه‬
‫رسول‪ ،‬فيحتاج للتنصيص على كونه رسول ليظهر فضله على مسسن ليسسس لسسه مقسسام‬
‫الرسالة مسسن النسسبيين‪) .‬قسسوله‪ :‬ومحمسسد بأحمسسد( أي وإبسسدال محمسسد بأحمسسد‪ ،‬وهسسذا مسسن‬
‫البدال بسسالمرادف ل غيسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وغيسسره( أي وكغيسسر ذلسسك‪ ،‬فهسسو معطسسوف علسسى‬
‫مدخول الكاف‪ ،‬وذلك كإبدال أشسسهد بسسأعلم فل يجسسزئ‪ ،‬لن الشسسارع تعبسسدنا بسسالولى‬
‫ويحتمل أنه معطوف على أحمد‪ ،‬أي وإبدال محمد بغير أحمد من بقية أسماء النبي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويكفي وأن محمدا عبده ورسوله( أي بزيسسادة عبسسده‪ ،‬والتيسسان بالضسسمير فسسي‬
‫رسوله بدل السم الظاهر‪) .‬قوله‪ :‬ل وأن محمدا رسوله( أي ل يكفي‬

‫] ‪[ 199‬‬
‫بالضمير مع إسقاط عبده‪ ،‬لنه لم يرد وليس فيسسه مسسا مقسسام يقسسوم زيسسادة العبسسد‪،‬‬
‫بخلف وأن محمدا رسول ال فإنه يكفي وإن لم يرد‪ ،‬لنسسه ورد إسسسقاط لفسسظ أشسسهد‪.‬‬
‫والضافة للظاهر تقوم مقام زيادة عبد‪ ،‬كذا في التحفة‪ .‬وخالف الرملسسي فجسسوز وأن‬
‫محمدا رسوله‪ .‬والحاصل‪ :‬يكفي وأن محمدا رسول ال‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسسسوله‪.‬‬
‫وأما وأن محمدا رسوله ففيه خلف‪ .‬وذكر الواو بين الشهادتين ل بد منه‪ ،‬وإنما لسسم‬
‫يجب في الذان لنه طلب فيه إفراد كل كلمة بنفسسس‪ ،‬وذلسسك يناسسسب تسسرك العطسسف‪.‬‬
‫وتركها في القامة ل يضر إلحاقا لها بأصلها وهو الذان‪) .‬قوله‪ :‬ويجب أن يراعي‬
‫هنا( أي في التشهد‪ ،‬كما في الفاتحة‪ .‬وقوله‪ :‬التشسسديدات فسسي المسسداد نقل عسسن افتسساء‬
‫الرافعي‪ :‬من خفف تشديد التحيات بطلسست صسسلته‪ .‬ا‍ه كسسردي‪) .‬قسسوله‪ :‬وعسسدم إبسسدال‬
‫حرف بآخر( أي ويجب عدم إبدال حرف بحرف آخر‪ ،‬وهذا يغنسسي عنسسه قسسوله‪ :‬ول‬
‫يجوز إبدال لفظ إلخ إذ اللفظ صادق بالحرف الواحد‪) .‬قسسوله‪ :‬والمسسوالة( أي بسسأن ل‬
‫يفصل بين كلماتها بأكثر من سكتة التنفس‪ .‬نعم‪ ،‬يغتفر زيادة الكريم بعد أيها النسسبي‪،‬‬
‫وزيادة يا قبله‪ ،‬وزيادة والملئكة المقربين بعد الصالحين‪ ،‬وزيسسادة وحسسده ل شسسريك‬
‫له بعد إل ال‪ .‬ويجب في التشسسهد أيضسسا أن يسسسمع نفسسسه‪ ،‬وأن يكسسون بالعربيسسة عنسسد‬
‫القدرة عليها ولو بالتعلم‪ ،‬وعدم الصارف‪ .‬وعبارة النسسوار‪ :‬وشسسرط التشسسهد رعايسسة‬
‫الكلمات والحروف والتشديدات‪ ،‬والعراب المخل ‪ -‬أي تركه ‪ -‬والموالة‪ ،‬واللفاظ‬
‫المخصوصة‪ ،‬وإسماع النفس كالفاتحة والقراءة قاعدا‪ ،‬ولسسو قسسرأ ترجمتسسه بلغسسة مسسن‬
‫لغات العرب أو بالعجمية قسسادرا علسى التعلسسم بطلست صسسلته‪ ،‬كالصسلة علسى النسسبي‬
‫)ص(‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪) .‬قوله‪ :‬ل الترتيب( أي ل يجب الترتيب بالقيسد السذي ذكسره‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إن لم يخل بالمعنى( فاعل الفعل يعود على معلوم من السياق‪ ،‬أي إن لم يخسسل تسسرك‬
‫الترتيب‪ ،‬كأن قال‪ :‬السلم عليك أيها النبي التحيات ل السلم علينا وعلى عبسساد ال س‬
‫الصسسالحين‪ .‬فسسإن أخسسل بسسالمعنى لسسم يصسسح وتبطسسل بسسه الصسسلة إن تعمسسد‪ ،‬كسسأن قسسال‪:‬‬
‫التحيسسات عليسسك السسسلم لسس‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسو أظهسسر إلسسخ( تفريسسع علسسى وجسسوب مراعسساة‬
‫التشديدات‪) .‬قوله‪ :‬أبطل لتركه شدة( أي إن لم يعده علسى الصسواب بسل اسستمر إلسى‬
‫السلم‪ ،‬ول نظر لكون النون لما ظهسسرت خلفسست الشسدة لن فسي ذلسسك تسرك شسدة أو‬
‫إبدال حرف بآخر‪ ،‬وهو مبطل إن غير المعنى‪ ،‬بل وإن لم يتغير المعنسسى كمسسا هنسسا‪.‬‬
‫كذا في التحفة والنهاية‪ .‬ونازع سم في البطال من القادر وقال‪ :‬لنسسه ل يزيسسد علسسى‬
‫اللحن الذي ل يغير المعنى‪ ،‬سيما وقد جوز بعسض القسسراء الظهسسار فسسي مثسسل ذلسسك‪.‬‬
‫قال ابن الجزري في أحكسسام النسسون السسساكنة والتنسسوين‪ ،‬وخيسسر السسبزي بيسسن الظهسسار‬
‫والدغسسام فيهمسسا ‪ -‬أي النسسون والتنسسوين ‪ -‬عنسسدهما‪ ،‬أي عنسسد اللم والسسراء إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما لو ترك إدغام دال محمد في راء رسول ال( أي فإنه يبطل لتركه شسسدة‪،‬‬
‫ويأتي فيه ما مر‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ينبغي أنه يغتفر ذلك للعوام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز في‬
‫النبي الهمسسز والتشسسديد( أي فهسسو مخيسسر بيسسن التيسسان بسسالول أو بالثسساني‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫تركهما معا وصل ووقفا على المعتمد‪ ،‬خلفسسا للزيسسادي القسسائل بجسسوازه وقفسسا‪ ،‬وهسسو‬
‫ضعيف‪) .‬قوله‪ :‬وحادي عشرها( أي أركسسان الصسسلة‪ .‬وهسسذا السستركيب ونحسسوه يقسسرأ‬
‫بفتح الجزأين لنه مركب‪ ،‬وهو إذا أضيف يبقسسى بنسساؤه‪ ،‬ويجسسوز كسسسر السسراء علسسى‬
‫العراب‪ ،‬لكنه قليل‪ .‬قال ابن مالك‪ :‬وإن أضيف عدد مركب يبقسسى البنسسا وعجسسز قسسد‬
‫يعرب )قوله‪ :‬صلة على النبي )ص( بعده( أي لقوله تعالى‪) * :‬يا أيها السسذين آمنسسوا‬
‫صلوا عليه( * فدل ذلك على الوجوب‪ ،‬لن المر للوجوب‪ .‬وقد أجمع العلماء علسسى‬
‫أنها ل تجب في غير الصلة‪ ،‬وللخبار الصحيحة في ذلك‪ ،‬منها حديث‪ :‬أمرنسسا الس‬
‫أن نصلي عليك‪ ،‬فكيف نصلي عليك إذا صسسلينا عليسسك فسسي صسسلتنا ؟ فقسسال‪ :‬قولسسوا‪:‬‬
‫اللهم صل على محمد وآله‪ .‬ومنه‪ ،‬قسسوله )ص(‪ :‬إذا صسسلى أحسسدكم فليبسسدأ بحمسسد ربسسه‬
‫والثناء عليه‪ ،‬وليصل على النبي )ص(‪ ،‬وليدع بما شاء‪ .‬والمناسب لها مسسن الصسسلة‬
‫آخرها‪ ،‬ووجه المناسبة أن المصلي قد قارب الفراغ مسسن مناجسساة الحسسق فسسالتفت إلسسى‬
‫سيد الخلق فخاطبه بالسلم عليسسه‪ ،‬فناسسسب أن يصسسلي عليسسه بعسسده‪ ،‬أن الصسسلة عليسسه‬
‫دعاء‪ ،‬والدعاء بالخواتيم أليق‪ .‬والولى أن يستدل على كونها بعد‬

‫] ‪[ 200‬‬
‫التشهد بما أخرجه الحاكم بسند قوي عن ابن مسعود قسسال‪ :‬يتشسسهد الرجسسل‪ ،‬ثسسم‬
‫يصلي على النبي )ص(‪ ،‬ثم يدعو لنفسه‪) .‬قوله‪ :‬أي بعد تشهد أخير( أي بعسسد تشسسهد‬
‫يعقبه سلم‪ ،‬وإن لم يكن للصلة تشهد أول‪ .‬فقوله‪ :‬أخير المفيد تقسسدم أول ليسسس بقيسسد‬
‫بل هو جري على الغالب من أن للصلة تشسسهدين‪) .‬قسسوله‪ :‬فل تجسسزئ( أي الصسسلة‬
‫على النبي )ص( قبله‪ ،‬أي التشهد‪ ،‬لنه ل بد من الترتيب بينها وبين التشهد‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وأقلها( أي أقل الصلة الواجبة‪ .‬وسيذكر أكملها‪) .‬قوله‪ :‬اللهم صل إلخ( ل يقال‪ :‬لسسم‬
‫يأت بما في آية صلوا عليه‪ ،‬إذ فيها السلم‪ .‬ولم يأت به لنا نقسسول قسسد حصسسل بقسسوله‬
‫السلم عليك إلى آخره‪) .‬قوله‪ :‬أي ارحمسسه إلسسخ( تفسسسير لمعنسسى الصسسلة‪ .‬ول يقسسال‪:‬‬
‫الرحمة حاصلة له عليه الصلة والسلم فطلبها طلب لمسسا هسسو حاصسسل‪ .‬لنسسا نقسسول‪:‬‬
‫المقصود بصلتنا عليه )ص( طلب رحمة لم تكن حاصلة له‪ ،‬فإنه ما مسسن وقسست إل‬
‫وهناك نوع من رحمة لم يحصل له‪ ،‬فل يزال يترقى في الكمالت إلى مسسا ل نهايسسة‬
‫له‪ .‬فهو )ص( ينتفع بصلتنا عليه على الصحيح‪ .‬لكن ل ينبغي للمصسسلي أن يقصسسد‬
‫ذلك‪ ،‬بل يقصد أنه مفتقر له عليه الصلة والسلم‪ ،‬وأنه يتوسل به إلى ربه فسسي نيسسل‬
‫مطلوبة‪ ،‬لنه الواسطة العظمى في إيصسسال النعسسم إلينسسا‪ .‬وقسسد تقسسدم فسسي أول الكتسساب‬
‫نحوه‪) .‬قوله‪ :‬أو صلى ال( أي أو يقول‪ :‬صلى ال‪ .‬فهو مخير بيسسن التيسسان بصسسيغة‬
‫المر أو بالماضي‪) .‬قوله‪ :‬على محمد إلخ( تنازعه كسسل مسسن صسسل وصسسلى‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫دون أحمسسد( فل يجسسزئ التيسسان بسسه لعسسدم وروده‪ .‬وكسسذلك ل يجسسزئ )ص( أو علسسى‬
‫الحاشر‪ ،‬أو العاقب‪ ،‬أو البشير‪ ،‬أو النذير‪ .‬وإنما أجزأت دون عليه في الخطبة لنها‬
‫أوسع من الصلة‪ .‬واعلم أنه يشترط في الصلة على النسسبي )ص( شسسروط التشسسهد‪،‬‬
‫مسسن رعايسسة الكلمسسات والحسسروف‪ ،‬ورعايسسة التشسسديدات‪ ،‬وإسسسماع نفسسسه‪ ،‬وكونهسسا‬
‫بالعربية‪) .‬قوله‪ :‬وسن في تشهد أخير( المراد به مسسا مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل‪ :‬يجسسب( أي‬
‫التيان بالصلة على الل فيسسه‪ ،‬وهسسو علسسى القسسول القسسديم لمامنسسا رضسسي الس عنسسه‪.‬‬
‫واستدل له بقسسوله )ص( فسسي الحسسديث السسسابق‪ :‬قولسسوا اللهسسم صسسل علسسى محمسسد وآلسسه‬
‫والمر يقتضي الوجوب‪ .‬وللمام الشافعي رضي ال عنه‪ :‬يا أهل بيسست رسسسول الس‬
‫حبكم فرض من ال في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكسسم‬
‫ل صلة له فقوله‪ :‬ل صلة لسسه‪ .‬يحتمسل أن المسسراد صسسحيحة‪ ،‬فيكسسون موافقسسا للقسول‬
‫القديم بوجوب الصلة على الل‪ ،‬ويحتمل أن المراد ل صلة كاملة‪ ،‬فيوافق أظهسسر‬
‫قوليه وهو الجديد‪) .‬قوله‪ :‬صلة على آلسسه( نسسائب فاعسسل سسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬فيحصسسل أقسسل‬
‫الصسسلة علسسى الل إلسسخ( أي ويحصسسل الكمسسل بمسسا يسسأتي فسسي الصسسلة البراهيميسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بزيادة وآله( أي زيادة هذا اللفسسظ‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسع أقسسل الصسسلة( الولسسى التعسسبير‬
‫بعلى بدل مع‪) .‬قوله‪ :‬ل في الول( أي ل تسن الصلة على الل فسسي التشسسهد الول‬
‫لما ذكره‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬لو فرغ المأموم من التشهد الول والصلة علسسى النسبي‬
‫)ص قبل فراغ إمام سن له التيان بالصلة على الل وتوابعها‪ .‬كما أفتى به شسسيخنا‬
‫الشهاب الرملي‪) .‬قوله‪ :‬لبنائه( أي التشهد الول على التخفيف‪ .‬أي والملئم له عدم‬
‫التيان بالصلة على الل فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولن فيهسسا( أي فسسي الصسسلة علسسى الل فسسي‬
‫التشهد الول‪ .‬وقوله‪ :‬على قول مرتبط بركن قولي‪ ،‬أي كونها ركنسسا قوليسسا قيسسل بسه‪،‬‬
‫فعليه إذا أتى بها في التشهد الول صدق عليه أنه نقل ركنسسا قوليسسا‪ ،‬أي أتسسى بسسه فسسي‬
‫غير محله‪ .‬وقوله‪ :‬وهو مبطل على قول‪ ،‬أي نقسسل الركسسن القسسولي مبطسسل فسسي قسسول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واختير مقابله( أي الصح‪ ،‬وهي أنها تسن في الول‪) .‬قوله‪ :‬لصحة أحاديث‬
‫فيه( أي في المقابل‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أكملها( أي الصلة على‬

‫] ‪[ 201‬‬
‫النبي وعلى آله‪ .‬ولو قال‪ :‬أكملهما‪ ،‬بضمير التثنيسسة العسسائد علسسى الصسسلة علسسى‬
‫النبي والصلة على الل‪ ،‬لكان أنسب بعبارته‪ .‬إذ فيها فضل الصلة على الل عسسن‬
‫الصلة على النبي‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬قال في اليعاب‪ :‬ومحل ندب هذا الكمل‬
‫لمنفرد وإمام راضين بشرطهم‪ ،‬وإل اقتصر على القل‪ .‬كما بحثه الجويني وغيسسره‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو اللهم صل على محمد وعلى آل محمسسد‪ ،‬كمسسا صسسليت علسسى إبراهيسسم‬
‫وعلى آل إبراهيم إلخ( قال في شرح البهجة الكبير ما نصه‪ :‬وفسسي الذكسسار وغيسسره‪:‬‬
‫الفضل أن يقول‪ :‬اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النسسبي المسسي وعلسسى‬
‫آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ .‬وبارك علسسى‬
‫محمد النبي المي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى‬
‫آل إبراهيم‪ .‬في العالمين إنك حميد مجيد‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬وإنما خص إبراهيم بالسسذكر لن‬
‫الرحمة والبركة لم يجتمعا في القسسرآن لنسسبي غيسسره‪ .‬قسسال الس تعسسالى‪) * :‬رحمسسة الس‬
‫وبركاته عليكم أهل البيت( * وآل سيدنا محمد بنو هاشسسم وبنسسو المطلسسب‪ ،‬وقسسد تقسسدم‬
‫الكلم عليه‪ .‬وآل سيدنا إبراهيسسم إسسسماعيل وإسسسحاق وأولدهمسسا‪ ،‬وكسسل النبيسساء بعسسد‬
‫إبراهيم من ولد إسحاق إل نبينا )ص( فمن ولده إسماعيل‪ .‬وقد استشكل التشبيه فسسي‬
‫هذه الصيغة بأن سيدنا محمسسدا أفضسسل مسسن سسسيدنا إبراهيسسم فتكسسون الصسسلة والبركسسة‬
‫المطلوبتان أفضل وأعظم من الصلة والبركة الحاصلتين لبراهيم‪ ،‬فكيف شسسبه مسسا‬
‫يتعلق بالنبي بما يتعلق بإبراهيم ؟ مع أن المشبه به يكون أعلى من المشبه‪ .‬وأجيسسب‬
‫عن ذلسسك بأجوبسسة‪ ،‬منهسسا‪ :‬أن التشسسبيه مسسن حيسسث الكميسسة أي العسسدد‪ ،‬دون الكيفيسسة أي‬
‫القدر‪ .‬ومنها‪ :‬أن التشسسبيه راجسسع للل فقسسط‪ ،‬ول يشسسكل أن آل النسسبي ليسسسوا بأنبيسساء‪،‬‬
‫فكيف يساوون آل إبراهيم وهم أنبياء‪ .‬مع أن غير النبياء ل يساوونهم مطلقا‪ ،‬لنسسه‬
‫ل مانع من مساواة آل النبي وإن كسانوا غيسر أنبيساء لل إبراهيسم وإن كسانوا أنبيساء‪،‬‬
‫بطريسسق التبعيسسة لسسه )ص(‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي العسسالمين ‪ -‬علسسى الروايسسة الثانيسسة ‪ -‬متعلسسق‬
‫بمحذوف‪ ،‬أي وأدم ذلك فيهم‪ .‬ومعنى حميد‪ :‬محمود‪ .‬ومعنى مجيد‪ :‬ماجد‪ ،‬وهو مسسن‬
‫كمل شرفا وعلما‪) .‬قوله‪ :‬ول بأس بزيادة إلسسخ( بسسل هسسي الولسسى كمسسا يقسسدم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وسن في تشهد أخير( الولى حذف الجار والمجرور والقتصار على قوله بعسسد مسسا‬
‫ذكر كله إذ هو صادق بالتشهد والصلة على النسسبي وآلسه‪ ،‬اللهسم إل أن يحمسل علسى‬
‫الجلوس على طريق المجاز المرسل من ذكسسر الحسال وإرادة المحسل‪ .‬وقسوله‪ :‬دعسساء‬
‫أي بما شاء‪ ،‬من ديني أو دنيوي‪ ،‬كاللهم ارزقني جارية حسناء لخبر‪ :‬إذا قعد أحدكم‬
‫في الصلة فليقل التحيات ل‪ ،‬إلخ‪ ،‬ثم ليتخير من المسألة ما شاء أو مسسا أحسسب‪ .‬رواه‬
‫مسسسلم‪ .‬وروى البخسساري‪ :‬ثسسم ليتخيسسر مسسن السسدعاء أعجبسسه إليسسه فيسسدعو بسسه‪ .‬ا‍ه شسسرح‬
‫الرملي‪ .‬وقوله‪ :‬بعد ما ذكر كله أي من التشهد الخير والصلة على النبي والصلة‬
‫على الل‪ ،‬سواء أتى بالكمل منها أو بالقل كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬وأما التشهد الول(‬
‫مقابل قوله في التشهد الخير‪ .‬ولو اقتصر على ما مر لقسال هنسا‪ :‬أمسا التشسهد الول‬
‫فيكره الدعاء بعده‪ ،‬وكان هو الولى‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويلحق به ‪ -‬أي التشسسهد الول‬
‫‪ -‬كل تشهد غير محسوب للمسسأموم‪ ،‬بسسل هسسذا داخسسل فسسي الول لن المسسراد بسسه غيسسر‬
‫الخير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيسسدعو حينئذ( أي حيسسن إذ فسسرغ‪ .‬والمناسسسب لمسسا قبلسسه فل يكسسره‬
‫الدعاء بعده حينئذ‪ .‬وتقدم عن سم أنه إذا فرغ قبل إمسسامه يسسسن لسسه التيسسانه بالصسسلة‬
‫على الل وتوابعها‪ ،‬فل تغفل‪) .‬قوله‪ :‬ومأثوره أفضل( أي المنقول عن النبي )ص(‬
‫أفضل من غيره‪ ،‬لنه )ص( هو المحيط بساللئق بكسل محسل بخلف غيسره‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وآكده( أي المأثور ما أوجبه بعض العلماء‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬في شسسرح مسسسلم‬
‫للنووي قوله‪ :‬أن رسول ال )ص( كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم‬

‫] ‪[ 202‬‬
‫السورة من القرآن‪ ،‬وأن طاوسا رحمه ال تعالى أمر ابنه بإعادة الصلة حيسسن‬
‫لم يدع بهذا الدعاء فيها‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وظسساهر كلم طسساوس أنحمسسل المسسر بسسه علسسى‬
‫الوجوب‪ ،‬فأوجب إعادة الصلة لفواته‪ .‬وجمهسسور العلمسساء علسسى أنسسه مسسستحب ليسسس‬
‫بواجب‪ ،‬ولعل طاوسا أراد تأديب ابنه وتأكيد هذا الدعاء عنده‪ ،‬ل أنه يعتقد وجوبه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ونقل القول بالوجوب عن ابن حزم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو اللهم إلسسخ( أي الكسسد السسذي‬
‫أوجبه بعض العلماء هو ما ذكر‪ ،‬وذلك لمسسا رواه أبسسو هريسسرة‪ :‬إذا فسسرغ أحسسدكم مسسن‬
‫التشهد الخير فليتعوذ بال من أربع‪ :‬من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنسسه‬
‫المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال‪) .‬قوله‪ :‬ومسسن فتنسسة المحيسسا والممسسات( أي‬
‫الحياة والمسسوت‪ .‬قسسال القليسسوبي‪ :‬وفتنسسة المحيسسا بالسسدنيا والشسسهوات ونحوهمسسا‪ ،‬كسسترك‬
‫العبادات‪ .‬وفتنة الممات بنحسسو مسسا عنسسد الحتضسسار أو فتنسسة القسسبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسال ع ش‪:‬‬
‫يحتمل أن المراد بفتنة الممات الفتنة التي تحصل عند الحتضار‪ ،‬وإضافتها للممات‬
‫لتصالها به‪ .‬أو أن المراد بها مسسا يحصسسل بعسسد المسسوت‪ ،‬كالفتنسسة السستي تحصسسل عنسسد‬
‫سؤال الملكين‪ .‬وهذا أظهسسر‪ ،‬لن مسسا يحصسسل عنسسد المسسوت شسسملته فتنسسة المحيسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن فتنة المسيح الدجال( بالحاء المهملة‪ ،‬لنه يمسسسح الرض كلهسسا إل مكسسة‬
‫والمدينة وبيت المقدس‪ .‬وبالخاء المعجمة‪ ،‬لنه ممسسسوخ العيسسن‪ .‬والسسدجال‪ :‬الكسسذاب‪.‬‬
‫من الدجل‪ ،‬وهو التغطية‪ ،‬لنه يغطي الحق بالباطل‪ .‬ومسسن خسسبره مسسا قيسسل أنسسه يسسأتي‬
‫والناس في ضيق عظيم‪ ،‬ومعه جبلن واحد من لحسسم وآخسسر مسسن خسسبز‪ ،‬ومعسسه جنسسة‬
‫ونار‪ ،‬ومعه ملكان واحد علسى يمينسه وآخسر عسن يسساره‪ ،‬فيقسول‪ :‬أنسا ربكسم‪ .‬فيقسول‬
‫الملك الذي عن يمينه‪ :‬كذبت‪ .‬فيجيبه الخر الذي عسسن شسسماله‪ :‬صسسدقت‪ .‬ولسسم يسسسمع‬
‫أحد إل قول الملك الذي عن شماله‪ :‬صسدقت‪ .‬وهسذه فتنسة عظيمسة أعاذنسا الس منهسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويكره تركه( ظاهر العبارة أن الضمير راجع لهذا الكد فقط‪ ،‬ومقتضسساه أنسسه‬
‫يكره تركه وإن أتى بدعاء غيره‪ .‬وصريح التحفة أنه يكره ترك الدعاء مطلقا‪ ،‬هسسذا‬
‫وغيره‪ ،‬ونصها مع الصل‪ :‬وكذا الدعاء بعده ‪ -‬أي بعسسد مسسا ذكسسر كلسه ‪ -‬سسسنة‪ ،‬ولسو‬
‫للمام‪ ،‬للمر به في الحاديث الصحيحة‪ .‬بل يكره تركه للخلف في وجوب بعضه‬
‫التي‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو قدمه وذكره قبل قوله‪ :‬وأما التشهد الول‪ ،‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬ومنسسه(‬
‫أي المأثور‪) .‬قوله‪ :‬اللهم اغفر لي ما قدمت( أي ما تقدم منسسي مسسن السسذنوب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وما أخرت( أي ما يقسسع مسن السسذنوب آخسسرا‪ ،‬فسساغفر لسسي إيسساه عنسسد وقسسوعه‪ .‬وهسذا ل‬
‫استحالة فيه لنه طلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع‪ ،‬وإنما المستحيل طلسسب المغفسسرة‬
‫الن لما سيقع‪ ،‬وهذا ليس مرادا‪ .‬وقوله‪ :‬وما أسرفت أي جاوزت بسسه الحسسد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أنت المقدم( أي الذي تقدم الشياء وتضعها في مواضسسعها‪) .‬قسسوله‪ :‬وأنسست المسسؤخر(‬
‫أي الذي تؤخر الشياء إلى مكانها‪ .‬فهو سبحانه وتعالى يضع الشسسياء فسسي محالهسسا‪،‬‬
‫فمن استحق التقديم قدمه‪ ،‬ومن استحق التأخير أخره‪) .‬قوله‪ :‬رواهما( أي السسدعاءين‬
‫المذكورين‪) .‬قوله‪ :‬ومنه أيضا اللهم إلخ( أي ومن المأثور أيضا‪ :‬اللهسسم إنسسي ظلمسست‬
‫نفسي ‪ -‬أي أسأت إليها ‪ -‬بمخالفتك وطاعة عدونا وعدوك‪ ،‬وفيه اعتراف على نفسه‬
‫بالذنب والندم على ذلك‪) .‬قوله‪ :‬مغفرة من عنسسدك( أي ل يقتضسسيها سسسبب مسسن العبسسد‬
‫من العمل ونحوه‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن ينقص دعسساء المسسام إلسسخ( قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬بل الفضل أن ينقص عن ذلك ‪ -‬كما في الروضة وغيرها ‪ -‬لنه تبع لهمسسا‪،‬‬
‫فإن ساواهما كره‪ .‬أما المأموم فهو تابع لمامه‪ ،‬وأما المنفرد فقضسسية كلم الشسسيخين‬
‫أنه كالمام‪ .‬لكن أطال المتأخرون في أن المذهب أنسسه يطيسسل مسسا شسساء مسسا لسسم يخسسف‬
‫وقوعه في سهو‪ .‬ومثله إمام من مسسرأى محصسسورين رضسسوا بالتطويسسل‪ .‬وظسساهر أن‬
‫محل الخلف فيمن لم يسن له‬

‫] ‪[ 203‬‬
‫انتظار‪ ،‬نحو داخل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال فسسي فتسسح الجسسواد‪ :‬ويسسسن الجمسسع بينهسسا‪ ،‬أي هسسذه‬
‫الدعية المأثورة هنا وفي غيره‪ .‬نعم‪ ،‬يسن لغير المنفرد أن يكسسون السسدعاء هنسسا أقسسل‬
‫من أقل التشهد والصلة‪ ،‬فإن زاد لم يضر‪ ،‬إل أن يكون إمامسسا فيكسسره لسسه التطويسسل‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا إلخ( لعله في غيسسر التحفسسة وفتسسح الجسسواد مسسن بقيسسة كتبسسه‪ ،‬أمسسا‬
‫فيهما فلم يذكره‪) .‬قوله‪ :‬وثاني عشرها( أي أركان الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬قعسسود لهمسسا إنمسسا‬
‫وجب لنسسه محلهمسسا‪ ،‬فيتبعهمسسا فسسي الوجسسوب‪) .‬قسسوله‪ :‬أي للتشسسهد والصسسلة( تفسسسير‬
‫لضسسمير لهمسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا للسسسلم( أي وكسسذا يجسسب القعسسود للسسسلم‪ ،‬أي التسسسليمة‬
‫الولى‪) .‬قوله‪ :‬وسن تورك فيه( أي ولو لمن يصلي مسسن جلسسوس‪ .‬ومثلسسه الفسستراش‬
‫في محله‪) .‬قوله‪ :‬أي في قعود التشهد الخير( قال الشسسوبري‪ :‬ومثلسسه سسسجود التلوة‬
‫والشكر خارج الصلة‪ ،‬فالسنة فيهما أن يجلس متوركا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو مسسا يعقبسسه‬
‫سلم( أي التشهد الخير هو الذي يعقبه سلم وإن لم يسسسبقه تشسسهد أول‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫يتسسورك مسسسبوق( أي لن تشسسهده لسسم يعقبسسه سسسلم‪ ،‬بسسل يفسسترش لن الفسستراش هيئة‬
‫المسسستوفز‪ ،‬فيسسن فسي كسسل جلسوس تعقبسسه حركسة لنهسا أسسسهل عنسه‪ ،‬والتسورك هيئة‬
‫المستقر‪) .‬قوله‪ :‬ول من يسجد لسهو( أي ول يتورك من عليه سجود سهو ولم يسسرد‬
‫تركه بأن أراد فعله أو أطلق‪ ،‬بل يفترش‪ .‬فإن قصد تركه تورك‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي‬
‫التورك‪ .‬وقوله‪ :‬كالفتراش أي في الهيئة‪) .‬قوله‪ :‬لكن يخرج إلخ( أتى بسسه دفعسسا لمسسا‬
‫يوهمه التشبيه من اتحادهما مطلقسسا‪ .‬أي ‪ -‬لكسسن فسسي الفسستراش ‪ -‬يجلسسس علسسى كعسسب‬
‫يسراه‪ ،‬وفي التورك يجلس على وركه اليسسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬ويلصسسق( بضسسم اليسساء‪ ،‬مسسن‬
‫ألصق‪ .‬وقوله‪ :‬وركه بفتح فكسر‪ ،‬أي أليته‪ .‬والمراد اليسسسرى‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسالرض أي‬
‫بمقره‪ .‬أي وينصب رجله اليمنى واضعا أطراف أصابعها بالرض متوجهة للقبلسسة‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬ووضسسع يسديه( أي وسسسن وضسسع يسديه‪ ،‬أي كفيسسه الراحسسة وبطسسون الصسسابع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في قعود تشهديه( أي الول والخيسسر‪ .‬وكعقودهمسسا غيسسره مسسن بقيسسة جلسسسات‬
‫الصلة‪ .‬ولو قال‪ :‬في جميع جلسات الصلة لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬على طرف ركبتيه(‬
‫متعلق بوضع‪ ،‬وفيه أنه إذا وضع يديه عليسسه لسسزم زيسسادة الصسسابع عليسسه‪ ،‬وحينئذ ل‬
‫يصح قوله بعد بحيث إلخ‪ .‬ويمكن أن يقسسال‪ :‬إن المسسراد علسسى قسسرب طسسرف ركبسستيه‪،‬‬
‫فيكون في الكلم مضاف مقدر‪ .‬وعبارة غيره‪ :‬وضسسع يسسديه قريبسسا مسسن ركسسبيته‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهي ظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( الباء للملبسسسة‪ ،‬وهسسي متعلقسسة بمحسسذوف حسسال مسسن‬
‫يسسديه‪ .‬أي حسسال كونهمسسا ملتبسسستين بحالسسة‪ ،‬هسسي مسسسامته رؤوس أصسسابعهما لطسسرف‬
‫الركبة‪) .‬قوله‪ :‬ناشرا إلخ( حال من فاعل المصدر المقسسدر‪ ،‬أي حسسال كسسون الواضسسع‬
‫يديه ناشرا أصابع يسراه‪ .‬وسيأتي مقابله‪) .‬قوله‪ :‬مع ضم لهسسا( أي جمسسع للصسسابع‪،‬‬
‫ول يفرق بينها‪) .‬قوله‪ :‬وقابضا أصابع يمناه( قال ش ق‪ :‬أي بعد وضعها منشسسورة‪،‬‬
‫ل معه ول قبله على المعتمسسد‪ ،‬خلفسسا لظسساهر كلم بعضسسهم مسسن أن القبسسض مقسسارن‬
‫للوضسسع‪ .‬فسسالواو فسسي عبسسارة المنهسسج وغيسسره للبعديسسة ل للمعيسسة‪ ،‬ولعسسل فسسي تسسأخير‬
‫المصنف القبض عن الوضع إشارة إلى ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل المسسسبحة( إنمسسا سسسميت‬
‫مسبحة لنها يشار بها للتوحيد والتنزيه عسسن الشسسريك‪ ،‬وخصصسست بسسذلك لتصسسالها‬
‫بنياط القلب أي العرق الذي فيه‪ ،‬فكأنها سبب لحضوره‪ .‬وتسمى أيضا سسسبابة‪ ،‬لنسسه‬
‫يشار بها عند السسسب والمخاصسسمة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي المسسسبحة‪ .‬وقسسوله‪ :‬السستي تلسسي‬
‫البهسسام أي الصسسبع السستي محلهسسا بعسسد البهسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬فيرسسسلها( أي ينشسسرها ول‬
‫يقبضها‪ .‬وهو تفريع على الستثناء‪) .‬قوله‪ :‬وسسسن رفعهسسا( هسسو خسساص بهسسذا المحسسل‬
‫تعبدا فل يقاس به غيره‪ ،‬كما سيذكره الشارح‪ .‬فما يفعل بعسسد الوضسسوء وعنسسد رؤيسسة‬
‫الجنازة ل أصل له‪) .‬قوله‪ :‬مع إمالتها قليل( أي لئل تخرج عن سمت القبلة‪) .‬قوله‪:‬‬
‫عند همزة إل‬

‫] ‪[ 204‬‬
‫ال( متعلق برفعها عند البتداء بالهمزة من ذلك لنه حال إثبات الوحدانية لسس‬
‫تعالى‪ .‬ويكون قاصدا بذلك أن المعبود واحد‪ ،‬ليجمع في توحيده بين اعتقسساده وقسسوله‬
‫وفعله‪ .‬قال ابن رسلن‪ :‬وعند إل ال فالمهلله ارفع لتوحيد السسذي صسسليت لسسه وتكسسره‬
‫الشارة بغير المسبحة وإن قطعت‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية رفعها عنسسد مسسا ذكسسر‬
‫)قوله‪ :‬وإدامته( أي وسن إدامته‪ ،‬أي استمراره‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يضسسعها( أي المسسسبحة‪،‬‬
‫وهو تفريع على مفهوم الدامة‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل تبقسسى مرفوعسسة( اضسسراب انتقسسالي‪ ،‬ول‬
‫حاجة إليه‪ ،‬فلو حذفه لكان أولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬إلسسى القيسسام( متعلسسق بتبقسسى أو بسسإدامته فسسي‬
‫المتن‪ .‬والمراد إلى الشروع في القيام‪ ،‬كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬أو السلم( قال ع ش‪:‬‬
‫هسسل المسسراد بسسه تمسسام التسسسليمتين ؟ أو تمسسام التسسسليمة الولسسى لنسسه يخسسرج بهسسا مسسن‬
‫الصلة ؟ أو ل ؟ فيه نظر‪ ،‬والقرب الول‪ ،‬لن الثانية من توابع الصلة‪ ،‬ومن ثسسم‬
‫لو أحدث بعد الولى حرم التيان بالثانية‪ .‬لكن في حجر ما نصه‪ :‬ول يضسسعها إلسسى‬
‫آخر التشهد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة فسسي أنسسه يضسسعها حيسسث تسسم التشسسهد قبسسل شسسروعه فسسي‬
‫التسليمة الولى‪ .‬ويمكن رد ما قاله الشارح إلى ما قاله حجر بجعل السلم في كلم‬
‫الشارح خارجا بناء على الرجح من أن الغاية غيسسر داخلسسة فسسي المغيسسا‪ ،‬وإنمسسا سسسن‬
‫استمرار ذلك إلى ما ذكر لن الواخر والغايات هي التي عليها المدار‪ ،‬فطلب منسسه‬
‫إدامة استحضار التوحيد والخلص حتى يفارق آخر صلته لتكسسون خاتمتهسسا علسسى‬
‫أتم الحوال‪ .‬وهذا هسسو المعنسسى السسذي رفعسست لجلسسه‪ .‬ا‍ه ش ق‪) .‬قسسوله‪ :‬بجنبهسسا( أي‬
‫المسبحة‪ .‬والمراد به طرفها من تحت‪) .‬قوله‪ :‬بأن يضع إلخ( تصوير لقبض البهام‬
‫بجنبها‪ .‬وقوله‪ :‬عند أسفلها أي المسبحة‪ .‬والظرف متعلق بمحذوف حال مسسن حسسرف‬
‫الراحة بعده‪) .‬وقوله‪ :‬على حرف الراحة( متعلق بيضع‪ ،‬أي يضع ذلك على حسسرف‬
‫الراحة حسال كسونه كائنسا عنسسد أسسسفلها‪) .‬قسوله‪ :‬كعاقسسد ثلثسة وخمسسين( خسبر لمبتسسدأ‬
‫محذوف‪ ،‬أي وهو ‪ -‬أي الواضع إبهامه على ما ذكر ‪ -‬كائن كعاقسسد إلسسخ‪ .‬أو متعلسسق‬
‫بمحذوف حال من ضمير يضع‪ ،‬أي يضع ذلك حال كونه كعاقسسد إلسسخ‪ ،‬وهسذا أولسسى‪،‬‬
‫وإنما كانت هذه الكيفية ثلثا وخمسين لن في البهام والمسبحة خمسسس عقسسد‪ ،‬وكسسل‬
‫عقسسدة بعشسسرة فسسذلك خمسسسون‪ ،‬والصسسابع المقبوضسسة ثلثسسة‪ .‬وهسسذه طريقسسة لبعسسض‬
‫الحساب‪ ،‬وأكثرهم يسمونها تسعة وخمسين بجعل الصابع المقبوضسسة تسسسعة نظسسرا‬
‫إلى عقدها‪ .‬فالخلف إنما هو في المقبوضة أهي ثلثة أو تسعة ؟‪ .‬وفي الكسردي مسا‬
‫نصه‪ :‬فائدة في كيفية العدد بالكف والصابع المشار إلى بعضه بقولهم‪ :‬كعاقد ثلثسسة‬
‫وخمسسين‪ .‬كمسا نقسل عسن بعسض كتسب المالكيسة قسالوا‪ :‬إن الواحسد يكنسى عنسه بضسم‬
‫الخنصر ل قرب باطن الكف منه‪ ،‬والثنين بضم البنصر معها كذلك‪ ،‬والثلثة بضم‬
‫الوسطى معها كذلك والربعة برفع الخنصر عنهما‪ ،‬والخمسسسة برفسسع البنصسسر معسسه‬
‫مع بقاء الوسطى‪ ،‬والستة بضم البنصر وحده‪ ،‬والسبعة بضم الخنصسسر وحسسده علسسى‬
‫لحمة البهام‪ ،‬والثمانية بضم البنصسسر معسسه كسسذلك‪ ،‬والتسسسعة بضسسم الوسسسطى معهمسسا‬
‫كذلك‪ ،‬والعشرة بجعل السبابة على نصف البهام‪ ،‬والعشرين بمدهما معا‪ ،‬والثلثين‬
‫بلصوق طرفي السبابة والبهام‪ ،‬والربعين بمد البهام بجسانب السسبابة‪ ،‬والخمسسين‬
‫بعطف البهام كأنها راكعة‪ ،‬والستين بتحليق السبابة فوق البهام‪ ،‬والسبعين بوضسسع‬
‫طرف البهام على النملسسة الوسسسطى مسسن السسسبابة مسسع عطسسف السسسبابة عليهسسا قليل‪،‬‬
‫والثمانين بوضع طرف السبابة على ظهر البهام‪ ،‬والتسسسعين بعطسسف السسسبابة حسستى‬
‫تلتقي مع الكف وضم البهام إليها‪ ،‬والمائة بفتسح اليسد كلهسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو وضسع‬
‫اليمنى( أي كفسسه اليمنسسى‪ .‬وقسسوله‪ :‬علسسى غيسسر الركبسسة أي غيسسر قسسرب الركبسسة‪ .‬وإنمسسا‬
‫احتجنا لتقدير هذا المضسساف لمسسا علمسست ممسسا مسسر أن الوضسسع إنمسسا هسسو علسسى الفخسسذ‬
‫مسامته رؤوس الصابع طرف الركبة‪ ،‬وذلك الغيسسر كسسالرض أو فخسسذه بعيسسدا عسسن‬
‫ركبتيه‪) .‬وقوله‪ :‬يشير بسبابتها( أي اليمنى‪ .‬وقوله‪ :‬حينئذ أي حيسسن إذ قسسال‪ :‬إل السس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يسن‬

‫] ‪[ 205‬‬
‫رفعها( أي السبابة‪ ،‬لعدم وروده في غير التشهد‪) .‬قوله‪ :‬وسن نظسسر إليهسسا( أي‬
‫ويستمر ذلك إلى السلم أو القيام‪ .‬وهذا مسستثنى مسن قسولهم يسسن إدامسة نظسره إلسسى‬
‫موضع سجوده‪) .‬قوله‪ :‬أي قصر النظر إلى المسبحة( أي ل يجاوز نظره المسبحة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حال رفعها( منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬متعلق بنظر في المتن‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫مستورة( غاية لسنية النظر‪) .‬قوله‪ :‬بنحوكم( أي كمنسسديل‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا قسسال شسسيخنا(‬
‫مرتبط بالغاية‪ .‬وعبارته‪ :‬نعم‪ ،‬السنة أن يقصسسر نظسسره علسسى مسسسبحته عنسسد رفعهسسا ‪-‬‬
‫ولو مستورة ‪ -‬في التشهد‪ ،‬لخسسبر صسسحيح فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وثسسالث عشسسرها( أي أركسسان‬
‫الصلة‪) .‬قوله‪ :‬تسليمة أولى( لخبر مسلم‪ :‬تحريمهسسا التكسسبير وتحليلهسسا التسسسليم‪ .‬قسسال‬
‫القفال في المحاسن‪ :‬في السلم معنى‪ ،‬وهو أنه كان مشغول عسسن النسساس‪ ،‬وقسد أقبسسل‬
‫عليهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أنه يشترط في السلم عشرة شسسروط‪ :‬الول‪ :‬التعريسسف بسساللف‬
‫واللم‪ ،‬فل يكفي سلم عليكم بالتنوين‪ ،‬ول سلمي عليكم‪ ،‬ول سلم ال عليكم‪ ،‬بسسل‬
‫تبطسسل بسسذلك إذا تعمسسد وعلسسم‪ .‬والثسساني‪ :‬كسساف الخطسساب‪ .‬فل يكفسسي السسسلم عليسسه‪ ،‬أو‬
‫عليهما‪ ،‬أو عليهم‪ ،‬أو عليها‪ ،‬أو عليهن‪ .‬والثالث‪ :‬وصل إحدى كلمتيه بالخرى‪ .‬فلو‬
‫فصل بينهما بكلم لم يصح‪ .‬نعم‪ ،‬يصح السلم الحسن أو التام عليكم‪ .‬والرابع‪ :‬ميسسم‬
‫الجمع‪ .‬فل يكفي نحو السلم عليك أو عليه‪ ،‬بل تبطل به الصلة ‪ -‬إن تعمد وعلسسم ‪-‬‬
‫في صسسورة الخطسساب ل فسسي صسسورة الغيبسسة لنسسه دعسساء ل خطسساب فيسسه‪ .‬والخسسامس‪:‬‬
‫الموالة‪ .‬فلو لم يوال بأن سكت سكوتا طويل أو قصيرا قصد به القطسسع ضسسر‪ .‬كمسسا‬
‫في الفاتحة‪ .‬السادس‪ :‬كونه مستقبل للقبلة بصدره‪ .‬فلو تحسسول بسسه عسسن القبلسسة ضسسر‪،‬‬
‫بخلف اللتفات بالوجه فإنه ل يضر‪ ،‬بل يسن أن يلتفت به فسي الولسسى يمينسا حسستى‬
‫يرى خده اليمن‪ ،‬وفي الثانية يسارا حتى يسسرى خسسده اليسسسر‪ .‬وسسسيذكره فسسي قسسوله‪:‬‬
‫ومع اللتفات فيهما حتى يرى خده إلخ‪ .‬والسسسابع‪ :‬أن ل يقصسسد بسسه الخسسبر فقسسط‪ .‬بسسل‬
‫يقصد به التحلل فقط أو مع الخبر أو يطلق‪ ،‬فلو قصد به الخبر لسسم يصسسح‪ .‬والثسسامن‪:‬‬
‫أن يأتي به من جلوس‪ .‬والتاسع‪ :‬أن يسمع به نفسسسه حيسسث ل مسسانع‪ .‬والعاشسسر‪ :‬أن ل‬
‫يزيد أو ينقص ما يغير المعنى‪ .‬وعسسدها بعضسسهم تسسسعة ونظمهسسا فسسي قسسوله‪ :‬شسسروط‬
‫تسليم تحليل الصلة إذا أردتها تسعة صسسحت بغيسسر مسسراش عسسرف وخسساطب وصسسل‬
‫واجمع ووال وكن مستقبل ثم ل تقصد به الخبرا واجلس واسمع به نفسا فإن كملسست‬
‫تلك الشروط وتمت كان معتبرا قوله‪ :‬وأقلها السلم عليكم( فل يجوز إسقاط حسسرف‬
‫من هذا القل ول إبدال حرف بغيره‪ .‬نعسسم‪ ،‬إن قسسال‪ :‬السسسلم وقصسسد بسسه السسسلم كفسسى‬
‫على المعتمد‪ ،‬وإن كان يطلق على الصلح كما في قوله تعالى‪) * :‬وإن جنحوا للسلم‬
‫فاجنح لها( *‬

‫] ‪[ 206‬‬
‫ويجوز‪ :‬والسلم عليكم‪ ،‬بالواو‪ ،‬لنه سسسبقه مسسا يصسسلح للعطسسف عليسسه‪ ،‬بخلف‬
‫التكبير‪ .‬ويجزئ‪ :‬عليكم السلم‪ ،‬مع الكراهة‪ .‬كما نقله في المجموع عن النسسص‪ ،‬فل‬
‫يشترط ترتيب كلمتيه لتأديسسة المعنسسى ولسو مسسن غيسسر ترتيسسب‪ ،‬وهسسو‪ :‬المسسان عليكسم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬للتباع( دليل وجسسوب التسسسليمة الولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره‪ :‬عليكسسم السسسلم( أي‬
‫بتقديم الخبر‪ ،‬ومع الكراهة هو مجزئ لنه بمعنى ما ورد‪) .‬قوله‪ :‬ول يجزئ سسسلم‬
‫عليكم( أي لعدم وروده‪ ،‬بخلفسسه فسي قسسوله‪ :‬سسلم عليسسك أيهسا النسبي‪ ،‬وقسوله‪ :‬سسلم‬
‫علينا‪ ،‬لوروده فيسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ول سسلم الس أو سسلمي عليكسسم( أي ول يجسسزئ ذلسك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل تبطل الصلة( أي به‪ ،‬وهو اضراب انتقسالي راجسسع للصسسيغ الثلثسة قبلسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما في شرح الرشاد لشيخنا( عبارته‪ :‬ل سلم عليكم‪ ،‬بالتنكير‪ ،‬فل يجسسزئ‬
‫بل تبطل به الصلة‪ ،‬وأجزأ في التشهد لوروده فيسسه‪ .‬والتنسسوين ل يقسسوم مقسسام أل فسسي‬
‫العموم والتعريف وغيره‪ .‬ومثله السلم عليكسسم ‪ -‬بكسسسر السسسين ‪ -‬لنسسه يسسأتي بمعنسسى‬
‫الصلح‪ .‬نعم‪ ،‬إن نوى به السلم لم يبعد إجزاؤه‪ ،‬ولنسه يسأتي بمعنسساه‪ .‬ويبطسسل أيضسا‬
‫تعمد‪ :‬سلم‪ ،‬أو سسلم الس عليكسم‪ ،‬أو عليسك‪ ،‬أو عليكمسسا‪ ،‬لنسه خطسساب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وسن تسليمة ثانية( أي للتباع‪ .‬رواه مسلم‪ .‬قال ق ل‪ :‬وهي من ملحقات الصلة‪ ،‬ل‬
‫من الصلة على المعتمد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن تركها إمسسامه( أي فتسسسن للمسسأموم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتحرم إن عرض إلخ( أي ول تبطل صلته لفراغها بالولى‪ ،‬وإنما حرمت الثانيسسة‬
‫حينئذ لنه انتقل إلى حالة ل تقبل فيها الصلة فل تقبل فيها توابعها‪) .‬قسوله‪ :‬كحسدث‬
‫إلخ( تمثيل للمنافي‪) .‬قوله‪ :‬وخروج وقت جمعة( أي بخلف وقت غيرهسسا مسسن بقيسسة‬
‫الصلوات‪ ،‬فل تحرم لو خرج الوقت‪ .‬والفرق أن الجمعة يشسسترط فيهسسا بقسساء السسوقت‬
‫من أولها إلى آخرها‪ ،‬بخلف غيرها‪) .‬قوله‪ :‬ووجود عار سترة( فيه نظر‪ ،‬لنه لسسو‬
‫استتر أتى بسسالمطلوب‪ ،‬ول تحسسرم إل أن يقسسال المسسراد‪ :‬وجسسد سسسترة ولسسم يسسستتر بهسسا‬
‫فتحريمها حينئذ واضح‪ ،‬كما في سم‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن يقرن إلسسخ( هسسذا بيسسان لكمسسل‬
‫السسسلم‪ ،‬فهسسو مقابسسل قسسوله‪ :‬وأقلهسسا السسسلم عليكسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬كل مسسن التسسسليمتين( أي‬
‫المتقدمتين‪ ،‬وهي الولى والثانية‪) .‬قسسوله‪ :‬برحمسسة السس( متعلسسق بيقسسرن‪) .‬وقسسوله‪ :‬أي‬
‫معها( بيان لمعنى الباء بالنظر للمتن وبالنظر للفعل الذي دخل به وهو يقرن‪ ،‬فالباء‬
‫على معناها إذ هو يتعدى بها‪) .‬قوله‪ :‬دون وبركاته( أي فل يقر كل من التسسسليمتين‬
‫بها‪ .‬وقوله‪ :‬على المنقول في غير الجنازة أي أما فيها فتسن زيادته‪ .‬وكتسسب سسسم مسسا‬
‫نصه‪ :‬قوله إل في الجنازة‪ ،‬كذا قيل‪ .‬ويؤخذ من قول المصنف في الجنسسائز كغيرهسسا‬
‫عدم زيادة وبركاته فيها أيضا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لكن اختير ندبها( أي لكن اختسسار بعضسسهم‬
‫ندب وبركاته في غير الجنازة أيضا‪ .‬وهو استدراك دفع به ما يتوهم من قوله‪ :‬على‬
‫المنقول‪ ،‬أنه متفق عليه‪ .‬وحكى السبكي فيها ثلثسسة أوجسسه‪ ،‬أشسسهرها‪ :‬ل تسسسن ثانيهسسا‬
‫تسن ثالثها‪ ،‬تسن في الولى دون الثانية‪) .‬قسوله‪ :‬لثبوتهسا( أي لفظسة وبركسساته‪ .‬وهسسو‬
‫علة الختيار‪ .‬وقوله‪ :‬من عسسدة طسسرق أي مسسن طسسرق عديسسدة‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسع التفسسات(‬
‫معطوف على برحمة ال‪ .‬والولى التعبير بالباء كما مر في نظيسسره‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيهمسسا‬
‫أي في التسليمتين‪) .‬قوله‪ :‬حتى يرى( بالبناء للمجهول‪ ،‬وهو غاية لللتفات‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫خده اليمن أي فقط‪ ،‬ول يشترط رؤية خديه‪ .‬وعبارة شرح مسلم‪ :‬ويلتفسست فسسي كسسل‬
‫تسليمة حتى يرى من عن جانبه خده‪ .‬وهسسذا هسسو الصسسحيح‪ .‬وقسسال بعسسض أصسسحابنا‪:‬‬
‫حتى يرى خديه من عن جانبه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬في الولى( أي التسليمة الولسسى‪ :‬وهسسو‬
‫متعلق بيرى‪ .‬وقوله‪ :‬واليسر في الثانية أي وحتى يرى خسسده اليسسسر فسسي التسسسليمة‬
‫الثانية‪) .‬قوله‪ :‬يسن لكل من المام إلخ( أي لخبر علي رضي الس عنسسه‪ :‬كسسان النسسبي‬
‫)ص( يصلي قبل العصر أربع‬

‫] ‪[ 207‬‬
‫ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملئكة المقربين ومن معهم من المسسسلمين‬
‫والمؤمنين وخبر سمرة‪ :‬أمرنا رسول ال )ص( أن نرد علسسى المسسام‪ ،‬وأن نتحسساب‪،‬‬
‫وأن يسلم بعضنا على بعض‪ .‬رواه أبو داود وغيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬أن ينسسوي السسسلم( أي‬
‫ابتداءه‪ .‬وأما نية الرد فقط فقد ذكرها بقوله‪ :‬وللمسسأموم أن ينسسوي السرد‪ ،‬إلسخ‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫على من التفت هو( أي على شخص التفت هسسو‪ .‬أي كسسل ممسسن ذكسسر إليسسه ‪ -‬أي إلسسى‬
‫ذلك الشخص ‪ -‬ولو غير مصل‪ .‬ومع ذلك ل يجب علسسى غيسسر المصسسلي السسرد عليسسه‬
‫وإن علم أنه قصده بالسلم‪ ،‬كما في ع ش‪ .‬وقوله‪ :‬ممن إلخ بيان لمن‪ ،‬أو بسسدل منسسه‬
‫بدل بعض من كل‪ .‬وقوله‪ :‬عسسن يمينسسه أي يميسسن كسسل ممسسن ذكسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬بالتسسسليمة‬
‫الولى متعلق بينوي المذكور‪ .‬أو بعامل البدل علسسى جعسسل الجسسار والمجسسرور بسسدل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعن يساره بالتسليمة الثانية( أي ويسن أن ينوي السلم على من التفت إليسسه‬
‫ممن عن يساره بالتسليمة الثانية‪ .‬وقوله‪ :‬من ملئكة إلخ بيان لمن الثانية أو الولى‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وبأيتهما شسساء إلسسخ( أي وينسسوي السسسلم بمسسا شسساءه مسسن التسسسليمة الولسسى أو‬
‫الثانية على من كان خلفسسه أو كسسان أمسسامه‪ .‬وأي هنسسا وفيمسسا بعسسده موصسسولة‪ ،‬صسسلتها‬
‫الفعل بعدها‪ ،‬وعائدها محذوف‪) .‬قوله‪ :‬وبالولى أفضل( أي ونية السسسلم علسسى مسسن‬
‫ذكر بالتسليمة الولى أفضل من الثانية‪) .‬قسسوله‪ :‬وللمسسأموم إلسسخ( أي ويسسسن للمسسأموم‬
‫إلخ‪ ،‬معطوف على لكل‪) .‬قوله‪ :‬بأي سلميه( متعلق بينسسوي‪ ،‬والضسسمير يعسسود علسسى‬
‫المسسأموم‪ .‬وقسسوله‪ :‬شسساء صسسلة‪ ،‬أي والعسسائد إليهسسا محسسذوف‪ ،‬أي بالسسذي شسساءه مسسن‬
‫السلمين‪) .‬قوله‪ :‬إن كان( أي المأموم‪ .‬وقوله‪ :‬خلفه أي المام‪) .‬قسسوله‪ :‬وبالثانيسسة إن‬
‫كان عن يمينه( أي وينوي الرد على المام بالتسسسليمة الثانيسسة إن كسسان المسسأموم عسسن‬
‫يمين المام‪) .‬قوله‪ :‬وبالولى إلخ( أي وينوي الرد عليسسه بالتسسسليمة الولسسى إن كسسان‬
‫المأموم عن يساره‪ .‬قال في المغني‪ :‬فإن قيل‪ :‬كيف ينوي من على يسار المام الرد‬
‫عليه بالولى ؟ مع أن الرد إنما يكون بعد السلم‪ ،‬والمام إنمسسا ينسسوي السسسلم علسسى‬
‫من عن يساره بالثانية‪ ،‬فكيف يرد عليه ؟ أجيب بأن هذا مبني على أن المأموم إنمسسا‬
‫يسلم الولى بعد فراغ المام من التسليمتين‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬ويسسسن أن ينسسوي‬
‫إلخ( ذكره أول مجمل ثم فصله بقوله‪ :‬فينويه إلسخ ليكسون أوقسع فسسي النفسس‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫فينويه( أي الرد‪ .‬وقوله‪ :‬من على إلخ فاعل ينوي‪ .‬وقسسوله‪ :‬المسسسلم بكسسسر اللم‪ ،‬أي‬
‫على الراد‪ .‬وقوله‪ :‬بالتسليمة الثانية متعلق بينوي أي تسليمة الراد الثانية‪ .‬وذلك لن‬
‫المسلم ينوي ابتداء السلم بالولى فيكسسون السسرد بالثانيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن علسسى يسسساره‬
‫بالولى( أي وينوي الرد من على يسار المسلم بالولى‪) .‬قوله‪ :‬ومسسن خلفسسه وأمسسامه‬
‫إلخ( أي وينوي الرد من كان خلف المسلم أو أمامه‪ ،‬بأيهمسسا شسساء‪ .‬ومحلسسه‪ :‬إذا تقسسدم‬
‫سسسلم المسسسلم علسسى مسسن كسسان خلفسسه أو أمسسامه‪ ،‬وإل فل ينسسوي السسرد عليسسه‪ .‬كمسسا فسسي‬
‫البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وبسسالولى أولسى( أي ونيسة السرد ممسن كسان خلسسف أو أمسسام تكسون‬
‫بالولى أولى‪) .‬تنبيه( قال سم‪ :‬هل يشترط مع نية السلم أو الرد فيما ذكر على من‬
‫ذكر نية سلم الصلة ؟ حتى لو نوى مجسسرد السسسلم أو السسرد ضسسر للصسسارف‪ .‬وقسسد‬
‫قالوا‪ :‬يشترط فقد الصارف أو ل يشسسترط‪ ،‬فيكسسون هسسذا مسسستثنى مسسن اشسستراط قصسسد‬
‫الصارف لوروده‪ .‬فيه نظر‪ ،‬ولعل الوجه الول‪ ،‬ول يقال هذا مأمور به فل يحتاج‬
‫لفقد الصارف لن نحو التسبيح لمن نابه شئ والفتح على المام مأمور به‪ ،‬مسسع أنسسه‬
‫لو قصد فيه مجسسرد التفهيسسم ضسسر وبطلسست صسسلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسروع( أي خمسسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يسن نية الخروج من الصلة بالتسليمة الولى( أي عنسسد ابتسسدائها‪ .‬فسسإن نسسوى‬
‫قبلها بطلت صلته‪ ،‬أو مع الثانية‪ ،‬أو أثناء الولى فسساتته الثانيسسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫خروجا من الخلف في وجوبها( أي نية‬

‫] ‪[ 208‬‬
‫الخروج‪ .‬والقائل بسه هسو ابسسن سسريج وغيسره‪) .‬قسوله‪ :‬وأن يسدرج السسسلم( أي‬
‫ويسن أن يدرجه ‪ -‬أي يسرع بسسه ‪ -‬ول يمسسده‪ .‬فمسسا يفعلسسه المبلغسسون مسسن مسسده خلف‬
‫الولى‪) .‬قوله‪ :‬وأن يبتدئه( أي ويسن أن يبتدئ السسسلم‪ ،‬أي الول والثسساني‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫مستقبل إلخ( أي حال كونه مستقبل بوجهه القبلة‪ ،‬وأما بالصدر فهو واجب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأن يسلم المأموم( أي ويسن ذلك‪ .‬وقسسوله‪ :‬تسسسليمتي المسسام أي بعسسد فراغسسه منهمسسا‪،‬‬
‫ولو قارنه جاز كبقية الركسسان إل تكسسبيرة الحسسرام‪ ،‬لكسسن المقارنسسة مكروهسسة مفوتسسة‬
‫لفضيلة الجماعة فيما قارن فقط‪) .‬قوله‪ :‬ورابع عشرها( أي أركان الصسسلة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ترتيب( قال ع ش ق‪ :‬وعده من الركان إن كان بمعنى الجسسزاء صسسحيح‪ ،‬لنسسه إن‬
‫فسر بجعل كل شئ في مرتبته فهو من الفعال‪ ،‬أو بوقوع كل شئ في مرتبتسسه فهسسو‬
‫صورة للصلة‪ ،‬وصورة الشئ جسسزء منسسه‪ ،‬فل تغليسسب علسسى كل المريسن فسسي عسده‬
‫منها بذلك المعنى‪ ،‬خلفا لمسسا قسسال بعضسسهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬بيسسن أركانهسسا( أي الصسسلة‪.‬‬
‫وخسسرج بسه السسترتيب بيسن سسننها كالفتتسساح والتعسوذ فسإنه ليسسس بركسن كمسا سسيذكره‬
‫الشارح‪) .‬قوله‪ :‬كما ذكر( أي على الوجه الذي ذكر في عد الركان‪ .‬ويسسستثنى منسسه‬
‫النية مع تكبيرة الحرام فل يجب السترتيب بينهمسا‪ ،‬بسل تجسب مقارنسة النيسة لتكسبيرة‬
‫الحرام‪ .‬وكذا جعلهما مع القراءة فسسي القيسسام‪ ،‬وكسسذلك التشسسهد والصسسلة علسسى النسسبي‬
‫)ص( مع الجلوس‪ .‬وقال في النهايسسة‪ :‬ويمكسسن أن يقسسال بيسسن النيسسة وتكسسبيرة الحسسرام‬
‫والقيسسام والقسسراءة والجلسسوس والتشسسهد ترتيسسب‪ ،‬لكسسن باعتبسسار البتسسداء ل باعتبسسار‬
‫النتهسساء‪ ،‬لنسسه ل بسسد مسسن تقسسديم القيسسام علسسى القسسراءة‪ ،‬والجلسسوس علسسى التشسسهد‪،‬‬
‫واستحضار النية قبيل التكبير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن تعمد الخلل إلخ( مفرع على مفهوم‬
‫وجوب الترتيب‪) .‬قوله‪ :‬بتقديم ركن فعلي( بدل من الجار والمجسسرور قبلسسه‪ ،‬ويصسسح‬
‫جعله متعلقا بالخلل وتجعل الباء سببية فرارا من تعلق حرفسسي جسسر بمعنسسى واحسسد‬
‫بعامل واحد‪ .‬أي تعمد الخلل بسسه بسسسبب تقسسديم ركسسن فعلسسي‪ ،‬أي ولسسو علسسى قسسولي‪.‬‬
‫والحاصل أن المصلي إما أن يقدم فعليسسا علسسى فعلسسي أو علسسى قسسولي‪ ،‬أو قوليسسا علسسى‬
‫قسسولي أو علسسى فعلسسي‪ ،‬والولن مبطلن لنهمسسا يخرمسسان هيئة الصسسلة‪ ،‬بخلف‬
‫الخيرين إذا كان القولي المتقدم غير السلم لنهما ل يخرمان هيئتها‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسأن‬
‫سجد قبل الركوع( مثال لتقديم ركسسن فعلسسي مثلسسه‪ ،‬ومثسسال تقسسديمه علسسى قسسولي تقسسديم‬
‫الركوع على القراءة‪) .‬قوله‪ :‬بطلسست صسسلته( جسسواب أن‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسسا تقسسديم الركسسن‬
‫القولي( أي على فعلي أو قولي‪ ،‬كتقديم التشهد على السسسجود‪ ،‬والصسسلة علسسى النسسبي‬
‫)ص( على التشهد‪ .‬وقوله‪ :‬فل يضر أي وإن كان عامدا عالما‪ ،‬لكن ل يعتد بالمقسسدم‬
‫فيعيده في محله‪ ،‬ول يسجد للسهو في تقديم الصلة على النبي )ص( علسسى التشسسهد‪.‬‬
‫وقسسوله‪ :‬إل السسسلم أي أمسسا هسسو فتقسسديمه علسسى محلسسه عمسسدا مبطسسل للصسسلة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والترتيب بين السنن( أي بعضها مع بعض‪ ،‬كدعاء الفتتاح والتعوذ‪ ،‬أو بينها وبيسسن‬
‫الركان كالفاتحة والسورة‪ .‬وقوله‪ :‬شرط للعتداد بسنيتها أي ل في صحة الصلة‪،‬‬
‫فإذا قدم المتأخر ل يعتد به فيما إذا قدم السنة على الفرض بسسل يعيسده فسي محلسسه‪ ،‬أو‬
‫يفوت المتأخر فيما إذا قدم السنة على السنة‪) .‬قوله‪ :‬ولو سسسها إلسسخ( الولسسى التعسسبير‬
‫بفاء التفريع بدل الواو إذ المقام له‪ ،‬وهو مقابل لمحسسذوف بينسسه الشسسارح بقسسوله‪ :‬فسسإن‬
‫تعمد إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬غير مأموم أي وهسسو المسسام والمنفسسرد‪ .‬أمسسا المسسأموم فيتسسابع إمسسامه‬
‫ويأتي بركعة بعد سلمه‪ ،‬كما سيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬في الترتيب( أي في الخلل به‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بترك ركن( متعلق بسها‪) .‬قوله‪ :‬كأن سجد إلسسخ( تمثيسسل للسسسهو بسسترك ركسسن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لغا ما فعله( جواب لو أي لغا جميع ما أتى به من الركان لوقوعه في غيسسر‬
‫محله‪) .‬قوله‪ :‬حتى يأتي‬

‫] ‪[ 209‬‬
‫بالمتروك( غاية في إلغاء ما أتى به‪ .‬أي ويستمر إلغاء ما أتى به إلى أن يسسأتي‬
‫بالمتروك‪ ،‬فإذا أتى به انقطع اللغاء ويحسب له جميسسع مسسا أتسسى بسسه مسسن بعسسد تإيسسانه‬
‫بالمتروك‪) .‬قوله‪ :‬فإن تذكر( أي غير المأموم المتروك‪ .‬والتذكر ليس بقيد‪ ،‬بل مثلسسه‬
‫الشك فيه كما سيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬قبل بلوغ مثله( أي وقبل وصوله إلى ركسسن مثسسل‬
‫المتروك من ركعة أخرى‪ .‬وقوله‪ :‬أتى به أي بعسسد تسسذكره فسسورا وجوبسسا وإل بطلسست‬
‫صلته‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يتذكر ذلك قبل بلوغ مثله بأن تذكره بعسسده‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫فسيأتي بيانه أي قريبا‪ ،‬في قوله‪ :‬وإن لم يتذكر حتى فعل مثله إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬أو شسسك(‬
‫معطوف على سها‪ .‬وقوله‪ :‬أي غير المأموم أما هسسو فل يسسأتي بسه‪ ،‬بسسل يتسسابع المسسام‬
‫ويأتي بعد سلمه بركعة‪ ،‬كالذي مر‪) .‬قوله‪ :‬في ركن( متعلق بشك‪ .‬أي شك فيه بعد‬
‫تلبسه بآخر‪) .‬قوله‪ :‬أتى به فورا وجوبا( وفي ع ش مسا نصسه‪ :‬وعلسسى هسذا لسسو كسان‬
‫الشاك إماما فعاد بعد ركوع المأمومين معه أو سجودهم‪ ،‬فهل ينتظرون فسسي الركسسن‬
‫الذي عاد منه المام وإن كان قصيرا كسسالجلوس بيسسن السسسجدتين ؟ أو يعسسودون معسسه‬
‫حمل على أنه لم يقرأ الفاتحة ؟ أو تتعين نية المفارقسسة ؟ فيسسه نظسسر‪ ،‬ول يبعسسد الول‬
‫حمل لسسه علسسى أنسسه عسساد سسساهيا‪ ،‬لكسسن ينبغسسي إذا عسساد والمسسأموم فسسي الجلسسوس بيسسن‬
‫السجدتين أن يسجد وينتظسسره فسسي السسسجود حسسذرا مسسن تطويسسل الركسسن القصسسير‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن كان الشك إلخ( قيد للتيان بالمشكوك فيه‪) .‬قوله‪ :‬أي وإن لم يتسسذكر إلسسخ(‬
‫مقتضى هذا الحل أن قوله أول‪ :‬فإن تذكر قبل بلوغ مثله إلخ‪ ،‬من المتن وفي النسخ‬
‫التي بأيدينا هو من الشرح‪ .‬وعلى ما فيها فالمناسب في الحل أن يقول‪ :‬وإن لم يشك‬
‫إلخ‪ .‬ول بد على حله من تقدير مفهوم قسسوله‪ :‬إن كسسان الشسسك قبسسل فعسسل مثلسسه‪ ،‬زيسسادة‬
‫على قوله‪ :‬أي وإن لم يتذكر‪ ،‬وهو‪ :‬أو لم يشك حتى فعسسل مثلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬أجسسزأه( أي‬
‫مثسسل المسستروك‪ .‬أي أو المشسسكوك فيسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬عسسن مسستروكه أي أو المشسسكوك فيسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولغسا مسا بينهمسا( أي لسم يحسسسب مسسا أتسى بسه مسن الركسسان بيسن المستروك أو‬
‫المشكوك فيه وبين المثل الذي أتى به من ركعة أخسسرى‪) .‬قسسوله‪ :‬هسسذا كلسسه إلسسخ( أي‬
‫هذا التفصيل كله بين ما لو تذكر أو شك قبل بلوغ مثله فيأتي به‪ ،‬وبين مسسا لسسو كسسان‬
‫ذلك بعده فل يأتي به‪ ،‬بل يجزئه إن علسسم عيسسن الركسسن المسستروك ‪ -‬أي أو المشسسكوك‬
‫فيه ‪ -‬كركسوع أو سسسجود‪ ،‬وعلسسم محلسسه ككسسونه مسن الركعسسة الولسسى أو الثانيسسة مثل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن جهل عينه إلخ( مفهوم قوله‪ :‬إن علم عين المتروك‪ .‬وسكت عسسن مفهسسوم‬
‫قوله‪ :‬وعلسسم محلسسه‪ ،‬وهسو مسسا إذا جهسسل محلسسه وعلسسم عينسسه‪ .‬وحاصسسله أنسسه يأخسسذ فيسسه‬
‫بالحوط‪ ،‬فإذا علم أنه ترك سجدة ولم يعلم أهي من الركعة الخيسسرة أم مسسن غيرهسسا‬
‫جعلها منه وأتى بركعة‪ ،‬أو علم ترك سسجدتين وجهسل محلهمسا أتسى بركعستين‪ ،‬فسإنه‬
‫يقدر أنه ترك سجدة من الولى وسجدة من الثانية فيجبران بالثانية والرابعسسة ويلغسسو‬
‫باقيهما‪ .‬وعلى هذا فقس‪) .‬قسسوله‪ :‬وجسسوز أنسسه( أي المسستروك‪ ،‬ومثلسسه المشسسكوك فيسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بطلت صلته( جواب إن‪) .‬قوله‪ :‬ولم يشترط( أي فسسي البطلن‪ .‬وقسسوله‪ :‬هنسسا‬
‫أي في هذه المسألة‪ ،‬وهي ما إذا جوز أنه النيسسة أو تكسبيرة الحسرام بعسد تيقسن تسسرك‬
‫ركن وجهل عينسسه‪ .‬والحسستراز بلفسسظ هنسسا عمسسا إذا شسسك ابتسسداء فسسي النيسسة أو تكسسبيرة‬
‫الحرام فإنه مبطل للصلة بشرط مضي ركن أو طسول فصسل‪ ،‬كمسا تقسدم‪ .‬والفسرق‬
‫هنا تيقن ترك انضسم لتجسويز مسا ذكسر‪ ،‬وهسو أقسوى مسن مجسرد الشسك فسي النيسة أو‬
‫التكبيرة وكتب سم ما نصه‪ :‬قسسوله‪ :‬ولسسم يشسسترط هنسسا طسسول‪ ،‬هسسذا يفيسسد البطلن وإن‬
‫تذكر في الحال أن المتروك غيرهما‪ ،‬فتلراجع المسألة فإن الظاهر أن هسسذا ممنسسوع‪،‬‬
‫بل يشترط هنا الطول أو مضي ركن أيضا‪ .‬وقد ذكرت ما قسساله ‍ل‪ :‬م ر فسسأنكره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو أنه السلم( أي أو جوز أن المتروك السلم‪) .‬قسوله‪ :‬يسسسلم( أي ول يسسجد‬
‫للسهو لفوات محله بالسلم المأتي به‪ ،‬كما في التحفة‪ .‬وقوله‪ :‬وإن طال الفصل قسسال‬
‫في شرح الروض‪ :‬فيما يظهر لن غايته أنه سكوت طويل‪ ،‬وتعمسسد طسسول السسسكوت‬
‫ل يضر‪ ،‬كما مر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو أنه غيرهما( أي أو جوز أن المتروك وغيسسر النيسسة‬
‫أو تكبيرة الحرام والسلم‪ ،‬فثنى الضمير باعتبار عد النيسسة وتكسسبيرة الحسسرام شسسيئا‬
‫واحدا وعد السلم شيئا واحدا‪ .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 210‬‬
‫أخذا بالسوأ أي بالحوط‪ .‬فلو تيقن ترك شئ من الركان وجوز أنه سجدة أو‬
‫سجدتان‪ ،‬أخذ بالحوط وجعله سسسجدتين‪ .‬وهكسسذا‪) .‬قسسوله‪ :‬وبنسسى علسسى مسسا فعلسسه( أي‬
‫وبنى صلته على ما أتى به من الركان‪ .‬فإن كان في حالسسة سسسجوده مثل جسسوز أن‬
‫المتروك الفاتحة‪ ،‬قسسام وأتسسى بهسسا وبنسسى صسسلته عليهسسا‪ ،‬أي تمسسم صسسلته بانيسسا علسسى‬
‫الفاتحة بأن يركع ويعتدل‪ .‬وهكذا‪) .‬قوله‪ :‬وتدارك الباقي( معطوف على أجسسزأه‪ .‬أي‬
‫أجزأه ذلك المثل وتدارك الباقي من صلته لنه ألغسسى مسسا بينهمسسا‪ .‬ويسسسن أن يسسسجد‬
‫للسهو آخرها لن ما أبطل عمده يسسسجد لسسسهوه‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم‪ ،‬إلسسخ( اسسستدراك علسسى‬
‫قوله‪ :‬أجزأه‪ .‬أي محل الجزاء بالمثل عن المتروك إن كان ذلك المثل من الصسسلة‪.‬‬
‫فإن لم يكن من الصلة‪ ،‬كأن ترك السجدة الخيرة وقسسام وقسسرأ آيسسة السسسجدة وسسسجد‪،‬‬
‫فإنه ل يجزئه سجود التلوة عن المتروك لنه ليس مما تشمله الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسم‬
‫يجزئه أي سجود التلوة عن المتروك‪) .‬قوله‪ :‬أما المأموم إلخ( مقابل قوله فيما تقدم‬
‫غير مأموم‪ .‬والتفصيل الذي ذكره فيه مخصوص بما إذا كان المتروك الفاتحة‪ ،‬أمسسا‬
‫إذا كان غيرها من بقية الركان فل يتأتى فيه بل يتسابع المسام فيمسا هسو فيسه ويسأتي‬
‫بعد سلمه بركعة‪ ،‬كمسسا مسسر التنسسبيه عليسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬فيقرؤهسسا( أي يتخلسسف لقراءتهسسا‪،‬‬
‫ويغتفر له ثلثة أركان طويلة كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬وبعسسد ركوعهمسسا( أي وإذا علسسم أو‬
‫شك في ذلك بعد ركوعه وركوع إمامه‪ .‬وقوله‪ :‬لم يعسسد بفتسسح اليسساء مسسن عسساد‪ ،‬وهسسو‬
‫جواب الشسسرط المقسسدر‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسرع‪ :‬سسسن دخسسول صسسلة إلسسخ( قسسال حجسسة السسسلم‬
‫الغزالي‪ :‬واعلم أن تخصيص الصلة من الشسوائب والعلسل‪ ،‬وإخلصسها لس تعسالى‪،‬‬
‫وأداءها بالشروط الظاهرة والباطنة من خشوع وغيره‪ ،‬سبب لحصول أنوار القلب‪،‬‬
‫وتلك النسسوار مفاتيسسح علسسوم المكاشسسفة‪ .‬فأوليسساء الس المكاشسسفون بملكسسوت السسسموات‬
‫والرض وأسسسرار الربوبيسسة إنمسسا يكاشسسفون فسسي الصسسلة‪ ،‬ل سسسيما فسسي السسسجود‪ ،‬إذ‬
‫يتقرب العبد من ربه عزوجل بالسجود‪ .‬ولذلك قسسال تعسسالى‪) * :‬واسسسجد واقسسترب( *‬
‫فليحذر النسان مما يفسدها ويحبطها‪ ،‬فإنها إذا فسدت فسدت جميع العمال‪ ،‬إذ هي‬
‫كالرأس للجسد‪ .‬وورد أنها عرس الموحدين‪ ،‬لنه يجتمع فيها أنواع العبادة‪ ،‬كما أن‬
‫العرس يجتمع فيه أنواع الطعام‪ .‬فإذا صسسلى العبسسد ركعسستين يقسسول السس‪ :‬عبسسدي‪ ،‬مسسع‬
‫ضسسعفك أتيتنسسي بسسألوان العبسسادة قيامسسا وركوعسسا وسسسجودا وقسسراءة وتحميسسدا وتهليل‬
‫وتكبيرا وسلما‪ ،‬فأنا مع جللتي وعظمتي ل يجمل مني أن أمنعك جنة فيهسسا ألسسوان‬
‫النعيم‪ .‬أوجبت لك الجنة بنعيمها كما عبدتني بألوان العبسسادة‪ ،‬وأكرمسسك برؤيسستي كمسسا‬
‫عرفتني بالوحدانية‪ .‬فإني لطيف أقبل عذرك وأقبل الخير منك برحمسستي‪ ،‬فسسإني أجسسد‬
‫من أعذبه من الكفار وأنت ل تجد إلها غيري يغفر سيئاتك‪ .‬عنسسدي لسسك بكسسل ركعسسة‬
‫قصر في الجنة وحوراء‪ ،‬وبكل سسسجدة نظسسرة إلسسى وجهسسي‪ .‬وهسسذا ل يكسسون إل لمسسن‬
‫أخلص فيها ل وحده‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال بعض العارفين‪ :‬ينبغي لمسسن أراد الصسسلة الكاملسسة أن‬
‫يستعد لها قبل دخول الوقت بالوضوء‪ ،‬وإذا دخل السسوقت صسسلى السسسنة الراتبسسة‪ ،‬لن‬
‫العبد ربما تشعب باطنه وتفرق همه ‪ -‬من نحو المخالطة وأمسسر المعسساش ‪ -‬فتحصسسل‬
‫له كدورة‪ .‬فإذا قدم السنة زال ذلسسك‪ ،‬ثسسم يجسسدد التوبسسة عنسسد الفريضسسة مسسن كسسل ذنسسب‬
‫عملسسه‪ ،‬ومسسن السسذنوب عامسسة وخاصسسة‪ ،‬ويسسستقبل القبلسسة بظسساهره والحضسسرة اللهيسسة‬
‫بباطنه‪ ،‬ويقرأ قل أعوذ برب الناس‪ ،‬ثم يرفسع يسديه ويستحضسر فسي تحرمسه عظمسة‬
‫الله وكبرياءه‪ ،‬ويعلم أن معنى أكبر أنسه أكسبر مسن أن يتعساظمه شسئ أو يكسون فسي‬
‫جنب عظمته‪ ،‬وليس معناه أنه أكبر مما سواه من المخلوقين إذ ليس له مشابه‪.‬‬

‫] ‪[ 211‬‬
‫وفي العوارف‪ :‬سئل أبو سعيد الخراز‪ :‬كيف الدخول في الصسسلة ؟ فقسسال‪ :‬هسسو‬
‫أن تقبل عليه تعالى كإقبالك عليه يوم القيامة‪ ،‬ووقوفسسك بيسسن يسسديه ليسسس بينسسك وبينسسه‬
‫ترجمان‪ ،‬وهو مقبل عليك وأنت تناجيه‪ .‬قال فسسي الربعيسسن‪ :‬الصسسل مسسا معنسساه‪ :‬ول‬
‫تقل ال أكبر إل وفي قلبك ليس أكبر منه‪ .‬ول تقل وجهت وجهي إل وقلبسسك متسسوجه‬
‫بكله إليه تعالى ومعرض عن غيره‪ .‬ول تقل الحمد ل إل وقلبك طافح بشكر نعمتسسه‬
‫عليسسك‪ ،‬فسسرح بسسه‪ .‬ول تقسسل إيسساك نعبسسد وإيسساك نسسستعين إل وأنسست مستشسسعر ضسسعفك‬
‫وعجزك‪ ،‬فإنه ليس إليك ول إلى غيرك من المر شئ‪ .‬وكسسذلك فسسي جميسسع الذكسسار‬
‫والعمال‪ .‬روي عنه عليه السلم أنه قال‪ :‬يقول ال عزوجل‪ :‬قسمت الصسسلة بينسسي‬
‫وبين عبدي نصفين‪ ،‬فإذا قال‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬قسسال ال س عزوجسسل‪ :‬مجسسدني‬
‫عبدي‪ .‬فإذا قال‪ :‬الحمد ل رب العسسالمين‪ .‬قسسال‪ :‬حمسسدني عبسسدي‪ .‬فسسإذا قسسال‪ :‬الرحمسسن‬
‫الرحيم‪ .‬قال‪ :‬أثنى علي عبدي‪ .‬فإذا قال‪ :‬مالك يوم الدين‪ .‬قسسال‪ :‬فسسوض إلسسي عبسسدي‪.‬‬
‫فإذا قال‪ :‬إياك نعبد وإياك نسسستعين‪ .‬قسسال‪ :‬هسسذا بينسسي وبيسسن عبسسدي‪ .‬فسسإذا قسسال‪ :‬اهسسدنا‬
‫الصراط المسستقيم‪ .‬قسال‪ :‬هسذا لعبسدي‪ ،‬ولعبسدي مسا سسأل‪) .‬قسوله‪ :‬بنشساط( أي بهمسة‬
‫ورغبة‪) .‬قوله‪ :‬ذم تاركيه( أي النشاط‪) .‬قوله‪ :‬بقوله إلسسخ( متعلسسق بسسذم‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإذا‬
‫قاموا أي المنافقون‪ .‬وقوله‪ :‬قاموا كسالى أي متثاقلين‪ .‬وأنشد أبسسو حيسسان فسسي ذم مسسن‬
‫ينتمي إلى الفلسفة‪ :‬وما انتسبوا إلى السلم إل لصون دمائهم أن ل تسسسال فيسسأتون‬
‫المناكر في نشاط ويأتون الصلة وهم كسالى )قوله‪ :‬والكسل‪ :‬الفتور والتسسواني( أي‬
‫وهو ضسسد النشسساط‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسراغ قلسسب( بسسالجر‪ ،‬معطسسوف علسسى نشسساط‪ .‬أي خلسسوه‬
‫وتجرده‪ .‬وقوله‪ :‬من الشواغل أي الدنيوية‪ ،‬لن ذلك أدعى لتحصسسيل الغسسرض‪ .‬فسسإذا‬
‫كانت صلته كذلك انفتح له فيهسسا مسسن المعسسارف مسسا يقصسسر عنسسه فهسسم كسسل عسسارف‪،‬‬
‫ولذلك قال عليه السلم‪ :‬وجعلت قرة عيني في الصلة‪ .‬ومثل هسسذه هسسي السستي تنهسسى‬
‫عن الفحشاء والمنكر‪ .‬ا‍ه م ر‪ .‬وفي المغني‪ :‬قال القاضي‪ :‬يكره أن يفكر في صلته‬
‫في أمر دنيوي أو مسألة فقهية‪ ،‬أما التفكر في أمر الخسسرة فل بسسأس بسسه‪ ،‬وأمسسا فيمسسا‬
‫يقرؤه فمستحب‪) .‬فائدة( فيها بشرى‪ ،‬روى ابن حبان في صحيحه‪ ،‬من حسسديث عبسسد‬
‫ال بن عمرو مرفوعا‪ ،‬أن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فوضعت علسسى رأسسسه‪ ،‬أو‬
‫على عاتقه‪ ،‬فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه‪ ،‬أي حتى ل يبقى منهسسا شسسئ إن شسساء‬
‫ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي فسسراغ القلسسب‪ .‬وقسسوله‪ :‬أقسسرب إلسسى الخشسسوع أي إلسسى‬
‫تحصيله‪) .‬قوله‪ :‬وسن فيها خشوع( اختلفت آراء العلماء فيه‪ ،‬فذهب بعضهم إلى أنه‬
‫غسسض البصسسر وخفسسض الصسسوت‪ ،‬ومحلسسه القلسسب‪ .‬وعسسن علسسي‪ :‬أن ل يلتفسست يمينسسا‬
‫وشمال‪ .‬وعن ابن جبير‪ :‬أن ل يعرف من علسسى يمينسسه ول مسن علسسى يسسساره‪ .‬وعسسن‬
‫عمرو بن دينسسار‪ :‬هسسو السسسكون وحسسسن الهيئة‪ .‬وعسسن ابسسن سسسيرين‪ :‬هسسو أن ل ترفسسع‬
‫بصرك عن موضع سجودك‪ .‬وعن عطاء‪ :‬هسسو أن ل تعبسسث بشسسئ مسسن جسسسدك فسسي‬
‫الصلة‪ .‬وقيل‪ :‬هو جمع الهمة والعراض عماسوى الصلة‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬وقسسد‬
‫اختلفوا هل الخشوع من أعمال الجوارح كالسكون ؟ أو من أعمال القلوب كالخوف‬
‫؟ أو هو عبارة عن المجموع على أقوال للعلمسساء ؟ ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن ل يحضسسر فيسسه‬
‫إلخ( تصوير للخشوع بالقلب‪) .‬قوله‪ :‬غير ما هسسو فيسه( أي غيسسر مسسا هسسو متلبسسس بسه‬
‫وبصدده‪ ،‬من الصلة وما تشسستمل عليسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن تعلسسق بسسالخرة أي وإن تعلسسق‬
‫ذلك الغير بالخرة‪ ،‬كذكر الجنة والنار وغيرهما من الحوال السسسنية السستي ل تعلسسق‬
‫لها بذلك المقام‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهذا قد يشكل عليه استحباب كثرة السسدعاء فسسي السسسجود‬
‫والركوع والستغفار وطلب الرحمة إذا مر بآية استغفار أو رحمة‪ ،‬والستجارة من‬
‫العذاب إذا مر بآية عذاب‪ ،‬إلى غير ذلك مما يحمل على طلب الدعاء في‬
‫] ‪[ 212‬‬
‫صلته‪ ،‬فإن ذلك فسرع عسن التفكسسر فسسي غيسر مسسا هسو فيسه‪ ،‬ول سسيما إذا كسان‬
‫السسدعاء بطلسسب أمسسر دنيسسوي‪ ،‬اللهسسم إل أن يقسسال إن هسسذا نشسسأ مسسن التسسسبيح والسسدعاء‬
‫المطلوبين في صلته أو القراءة فليس أجنبيا عما هو فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي الحياء‪ :‬واعلسسم‬
‫أن من مكايده ‪ -‬أي الشيطان ‪ -‬أن يشسسغلك فسسي صسسلتك بسسذكر الخسسرة وتسسدبير فعسسل‬
‫الخيرات ليمنعك عن فهم ما تقرأ‪ .‬فاعلم أن كل ما يشغلك عسن فهسسم معسساني قراءتسسك‬
‫فهسسو وسسسواس‪ .‬فسسإن حركسسة اللسسسان غيسسر مقصسسودة بسسل المقصسسود معانيهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وجوارحه( أي وخشوع بجوارحه‪ .‬وقوله‪ :‬بسسأن ل يعبسسث بأحسسدها تصسسوير للخشسسوع‬
‫بالجوارح‪) .‬قوله‪ :‬وذلك لثناء ال تعالى إلخ( أي وإنما كان الخشسسوع سسسنة لثنسساء الس‬
‫تعالى على فاعلي الخشوع‪ ،‬أي المتصفين به‪ .‬ولقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬ما مسسن‬
‫عبد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبسسل عليهمسسا بقلبسسه ووجهسسه إل‬
‫وقد أوجب ال له الجنة‪) .‬قوله‪ :‬ولنتفاء ثواب الصلة بانتفائه( أي الخشوع‪) .‬قوله‪:‬‬
‫كما دلت عليه( أي على انتفاء مسسا ذكسسر‪ .‬وقسسوله‪ :‬الحسساديث الصسسحيحة سسسيأتي بيسسان‬
‫بعضها‪) .‬قوله‪ :‬ولن لنا وجها اختاره جمع أنه شسسرط للصسسحة( قسسال حجسسة السسسلم‬
‫الغزالي في بيان اشتراط الخشوع والحضور‪ :‬اعلم أن أدلسسة ذلسسك كسسثيرة‪ .‬فمسسن ذلسسك‬
‫قوله تعسسالى‪) * :‬وأقسسم الصسسلة لسسذكري( * وظسساهر المسسر الوجسسوب‪ ،‬والغفلسسة تضسساد‬
‫الذكر‪ .‬فمن غفل في جميع صلته كيف يكون مقيما للصلة لذكره‪ .‬وقوله تعسسالى‪* :‬‬
‫)ول تكن من الغافلين( * فهي وظاهره التحريم‪ .‬وقوله‪ .‬عزوجسسل‪) * :‬حسستى تعلمسسوا‬
‫ما تقولون( * تعليل لنهي السكران‪ .‬وهو مطسسرد فسسي الغافسسل المسسستغرق بالوسسسواس‬
‫وأفكار الدنيا‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬إنما الصسسلة تمسسكن وتواضسسع‪ .‬حصسسر بسساللف واللم‪.‬‬
‫وكلمة إنما للتحقيق والتوكيد‪ .‬قوله )ص(‪ :‬من لم تنهه صلته عن الفحشاء والمنكسسر‬
‫لم يزدد من ال إل بعدا‪ .‬وصلة الغافل ل تمنع من الفحشاء والمنكسسر‪ .‬وقسسال )ص(‪:‬‬
‫كم من قائم حظه من صلته التعب والنصب‪ .‬وما أراد به إل الغافسسل‪ .‬وقسسال )ص(‪:‬‬
‫ليسسس للعبسسد مسسن صسسلته إل مسسا عقسسل منهسسا‪ .‬والتحقيسسق فيسسه أن المصسسلي منسساج ربسسه‬
‫عزوجل‪ ،‬كمورد به الخبر‪ .‬والكلم مع الغفلة ليس بمناجاة ألبتة‪ .‬وأطسسال الكلم فسسي‬
‫الستدلل على ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬فإن قلت إن حكمت ببطلن الصسسلة وجعلسست حضسسور‬
‫القلب شرطا في صحتها خالفت إجماع الفقهاء‪ ،‬فإنهم لم يشترطوا إل حضور القلب‬
‫عند التكبير‪ .‬فاعلم أنه قد تقدم في كتاب العلسسم أن الفقهسساء ل يتصسسرفون فسسي البسساطن‬
‫ول يشقون عن القلوب ول في طريق الخرة‪ ،‬بل يبنون ظسساهر أحكسسام السسدين علسسى‬
‫ظاهر أعمال الجوارح‪ .‬على أنه ل يمكن أن يدعي الجماع‪ ،‬فقد نقل عسسن بشسسر بسسن‬
‫الحارث فيما رواه عنه أبو طالب المكي عن سفيان الثوري أنه قال‪ :‬مسسن لسسم يخشسسع‬
‫فسدت صلته‪ .‬وروي عن الحسن أنه قال‪ :‬كسسل صسسلة ل يحضسسر فيهسسا القلسسب فهسسي‬
‫إلى العقوبة أسرع‪ .‬وعن معاذ بن جبل‪ :‬من عرف من علسسى يمينسسه وشسسماله متعمسسدا‬
‫وهو في الصلة فل صلة له‪ .‬وروي أيضا مسندا‪ ،‬قال رسول ال )ص(‪ :‬إن العبسسد‬
‫ليصلي الصلة ل يكتب له سدسها ول عشرها‪ ،‬وإنمسسا يكتسسب للعبسسد مسسن صسسلته مسسا‬
‫عقل منها‪ .‬وهذا لو نقسل عسن غيسره لجعسل مسذهبا فكيسف ل يتمسسك بسه‪ ،‬وقسال عبسد‬
‫الواحد بن زيد أجمعت العلماء على أنه ليسسس للعبسسد مسسن صسسلته إل مسسا عقسسل منهسسا‪،‬‬
‫فجعله إجماعا‪ .‬وما نقل من هذا الجنس عن الفقهاء المتورعين وعن علماء الخسسرة‬
‫أكثر من أن يحصى‪ .‬والحق الرجوع إلى أدلة الشرع‪ ،‬والخبار والثار ظاهرة في‬
‫هذا الشرط‪ ،‬إل أن مقام الفتوى في التكليف الظاهر يتقدر بقسسدر قصسسور الخلسسق‪ ،‬فل‬
‫يمكن أن يشترط على الناس إحضار القلب في جميع الصلة فسسإن ذلسسك يعجسسز عنسسه‬
‫كل‬

‫] ‪[ 213‬‬
‫البشر إل القلين وإذا لم يمكن اشتراط الستيعاب للضرورة فل مرد له إل أن‬
‫يشترط منه ما ينطلق عليه السم‪ ،‬ولسسو فسسي اللحظسسة الواحسسدة‪ ،‬وأولسسى اللحظسسات بسسه‬
‫لحظة التكبير‪ ،‬فاقتصرنا على التكليف بذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومما يحصل الخشوع إلخ(‬
‫أي ومما يقتضي الخشوع ويكون سببا فيه‪ ،‬استحضاره أنه بين يسسدي ملسسك الملسسوك‪.‬‬
‫ومما يحصله أيضا‪ :‬الهمة‪ .‬قال حجة السلم‪ :‬اعلم أن حضور القلسسب سسسببه الهمسسة‪،‬‬
‫فإن قلبك تابع لهمتك فل يحضر إل فيما يهمك‪ .‬ومهما أهمك أمر حضر القلسسب فيسسه‬
‫شاء أم أبى‪ ،‬فهو مجبول على ذلك ومسخر فيه‪ .‬والقلب إذا لم يحضر في الصلة لم‬
‫يكن متعطل بل جائل فيما الهمة مصروفة إليه من أمور الدنيا‪ .‬فل حيلسسة ول علج‬
‫لحضار القلب إل بصرف الهمة إلى الصلة‪ ،‬والهمة ل تتصرف إليها ما لم يتسسبين‬
‫أن الغرض المطلوب منوط بهسسا‪ .‬وذلسسك هسسو اليمسسان والتصسسديق بسسأن الخسسرة خيسسر‬
‫وأبقى وأن الصلة وسسسيلة إليهسسا‪ .‬فسسإذا أضسسيف هسسذا إلسسى حقيقسسة العلسسم بحقسسارة السسدنيا‬
‫ومهماتها‪ ،‬حصل من مجموعها حضور القلب في الصلة‪ .‬وبمثل هذه العلة يحضر‬
‫قلبك إذا حضرت بين يدي بعض الكابر ممن ل يقدر على مضرتك ومنفعتك‪ ،‬فإذا‬
‫كان ل يحضر عند المناجسساة مسسع ملسسك الملسسوك السسذي بيسسده الملسسك والملكسسوت والنفسسع‬
‫والضر فل تظنن أن له سببا سوى ضعف اليمان‪ ،‬فاجتهد الن في تقويسسة اليمسسان‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬ول در العلمة الفقيه إسماعيل المقري رحمه ال تعسالى حيسث قسسال‪ :‬تصسسلي‬
‫بل قلب صلة بمثلها يكون الفتى مستوجبا للعقوبة تظل وقد أتممتها غير عالم تزيسسد‬
‫احتياطا ركعة بعد ركعة فويلك تدري من تناجيه معرضا وبين يدي من تنحني غير‬
‫مخبت تخاطبه إياك نعبد مقبل على غيره فيهسسا لغيسسر ضسسرورة ولسسو رد مسسن ناجسساك‬
‫للغير طرفه تميزت من غلسسط عليسسه وغيسسرة أمسسا تسسستحي مسسن مالسسك الملسسك أن يسسرى‬
‫صدودك عنه يا قليل المروءة إلهي اهدنا فيمن هديت وخذ بنا إلسسى الحسسق نهجسسا فسسي‬
‫سواء الطريقة )وقوله‪ :‬استحضاره( أي المصلي‪ .‬وقوله‪ :‬أنه بيسسن يسسدي إلسسخ أي أنسسه‬
‫قائم بين يدي ملك الملوك الذي يعلسسم السسسر‪ ،‬أي مسسا يسسسرونه‪ ،‬وأخفسسى منسسه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫يناجيه أي يكلمه ويخاطبه‪ .‬والجملة في محل نصب حسسال مسسن اسسسم أن أو خسسبر بعسد‬
‫خبر لها‪) .‬قوله‪ :‬وأنه ربما إلخ( أي استحضاره أن ال سبحانه وتعسسالى ربمسسا تجلسسى‬
‫عليه‪ ،‬أي على من ترك الخشوع بصفة القهر‪ ،‬فيعاقبه ويسسرد عليسسه صسسلته‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتدبر قراءة( أي وسن تدبر القراءة‪ .‬وقوله‪ :‬أي تأمل معانيها أي إجمال ل تفصسسيل‬
‫كما هو ظاهر‪ ،‬لنه يشغله عما هو بصدده‪ .‬ويسن ترتيلها أيضا‪ ،‬وهو التسسأني فيهسسا‪.‬‬
‫فإفراط السسسراع مكسسروه‪ ،‬وحسسرف الترتيسسل أفضسسل مسن حرفسسي غيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسال‬
‫تعالى‪) * :‬أفل يتدبرون القرآن( *( قال في حاشية الجمل على الجللين‪ :‬هسسو إنكسسار‬
‫واسسستقباح لعسسدم تسسدبرهم القسسرآن‪ ،‬وإعراضسسهم عسسن التأمسسل فيمسسا فيسسه مسسن موجبسسات‬
‫اليمان‪ .‬وتدبر الشئ تأمله والنظر في أدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه‪ ،‬ثسسم‬
‫استعمل في كل تفكر ونظر‪ .‬والفاء للعطف على مقدر‪ ،‬أي أيعرضسسون عسسن القسسرآن‬
‫فل يتأملون فيه ؟‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولن به إلخ( اسم أن‪ ،‬ضمير الشأن محذوفا‪ ،‬وضمير‬
‫به يعود على‬

‫] ‪[ 214‬‬
‫التسسدبر‪ .‬وقسسوله‪ :‬مقصسسود الخشسسوع الضسسافة للبيسسان‪ ،‬أي مقصسسود للصسسلة هسسو‬
‫الخشوع‪) .‬قوله‪ :‬وتدبر ذكر( أي وسن تدبر ذكر كتسبيح ودعاء‪) .‬قوله‪ :‬قياسا علسسى‬
‫القراءة( قال في المغني‪ :‬وقد يفهم من هذا أن من قال‪ :‬سسبحان الس مثل غسسافل عسن‬
‫مدلوله‪ ،‬وهو التنزيه‪ ،‬يحصل له ثواب ما يقوله‪ .‬وهو كذلك‪ ،‬وإن قال السسنوي فيسسه‬
‫نظر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسن إدامة نظر محل سجوده( أي بأن يبتسسدئ النظسسر إلسسى موضسسع‬
‫سجوده من ابتداء التحرم‪ ،‬ويديمه إلسسى آخسسر صسسلته‪ ،‬إل فيمسسا يسسستثنى‪ .‬وينبغسسي أن‬
‫يقدم النظر على ابتداء التحرم ليتسأتى لسه تحقسق النظسر مسن ابتسداء التحسرم‪ .‬وخسص‬
‫موضع السجود لنه أشرف وأسهل‪) .‬قسسوله‪ :‬لن ذلسسك( أي إدامسسة النظسسر إلسسى محسسل‬
‫سجوده‪ .‬وقوله‪ :‬أقرب إلى الخشوع أي إلى تحصيله‪ ،‬كما مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو أعمسسى(‬
‫أي وسن إدامة نظره ولو كان أعمى‪ .‬والمراد بنظره موضعه‪ ،‬إذ ل نظر للعمسسى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن كان عند الكعبة إلخ( الغاية للرد على من استثنى الكعبة فقال أنسسه ينظسسر‬
‫إليها‪ .‬وفي المغني‪ ،‬وعن جماعة‪ :‬أن المصلي في المسجد الحرام ينظر إلى الكعبسسة‪.‬‬
‫لكن صوب البلقيني أنه كغيره‪ .‬وقال السنوي‪ :‬إن استحباب نظسسره إلسسى الكعبسسة فسسي‬
‫الصسسلة وجسسه ضسسعيف‪) .‬قسسوله‪ :‬أو فسسي الظلمسسة( أي وسسسن إدامسسة النظسسر وإن كسسان‬
‫المصلي في الظلمة‪) .‬قوله‪ :‬أو في صلة الجنازة( أي وسن ذلك وإن كان في صلة‬
‫الجنازة‪ .‬وهذه الغاية للسسرد علسسى مسسن اسسستثنى صسسلة الجنسسازة فقسسال‪ :‬أنسسه ينظسسر إلسسى‬
‫الميت‪ .‬قال الجمال الرملي في النهاية‪ :‬واستثنى بعضسهم أيضسسا مسا لسسو صسلى خلسف‬
‫ظهر نبي فنظره إلى ظهره أولى من نظره لموضسسع سسسجوده‪ ،‬ومسسا لسسو صسسلى علسسى‬
‫جنازة فإنه ينظر إلى الميت‪ .‬ولعله مأخوذ من كلم الماوردي القائل بسسأنه لسسو صسسلى‬
‫في الكعبة نظر إليها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله‪ :‬ولعله‪ ،‬أي السسستثناء‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسأخوذ‬
‫أي وهو مرجوح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم‪ ،‬إلسسخ( اسسستدراك علسسى سسنية إدامسة النظسسر محسسل‬
‫سجوده‪ ،‬وهذا قد مر ذكره قريبا‪) .‬قوله‪ :‬وليكره تغميسض عينيسه( أي لنسه لسسم يسرد‬
‫فيسسه نهسسي‪ :‬قسسال ع ش‪ :‬لكنسسه خلف الولسسى‪ ،‬وقسسد يجسسب التغميسسض إذا كسسان العرايسسا‬
‫صفوفا‪ ،‬وقد يسن كأن صلى لحائط مزوق ونحوه مما يشوش فكسسره‪ .‬قسساله العسسز بسسن‬
‫عبد السلم‪ .‬ا‍ه م ر‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يخف( أي من التغميض ضررا‪ ،‬فإن خسسافه كسسره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يكره للمصلي( أي مطلقا إماما أو مأموما أو منفردا‪) .‬قسسوله‪ :‬السسذكر( بسسالجر‪،‬‬
‫بدل مما قبله‪) .‬قوله‪ :‬وغيره( أي وغير الذكر من أنثى أو خنثى‪) .‬قوله‪ :‬قال شسسيخنا‬
‫إلخ( عبارته مع الصسسل‪ :‬قلسست يكسسره للمصسسلي السسذكر وغيسسره تسسرك شسسئ مسسن سسسنن‬
‫الصلة‪ .‬وفي عمومه نظر‪ ،‬والذي يتجه تخصيصه بما ورد فيه نهسسي أو خلف فسسي‬
‫الوجوب فإنه يفيد كراهة الترك‪ ،‬كمسسا صسسرحوا بسسه فسسي غسسسل الجمعسسة وغيسسره‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وعبارته على بافضل‪ :‬قسسال النسسووي‪ :‬ويكسسره تسسرك سسسنة مسسن سسسنن الصسسلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي‬
‫فينبغي العتناء بسننها‪ ،‬لن الكراهسسة تنسسافي الثسسواب أو تبطلسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتسسب العلمسسة‬
‫الكردي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬قد تنافي الثواب‪ .‬كأن المراد إذا قارنت العمل أو تبطله‪ ،‬أي‬
‫إذا طرأت عليه‪ .‬وأشار بقد إلى أنها قد ل تنافيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وفي عمومه نظسسر‪ ،‬أي‬
‫وفي عموم ما ذكر من كراهة الترك لكل السنن‪ ،‬أي جعل ذلك عاما في كل السنن‪،‬‬
‫نظر‪ .‬ووجهه أنه ل يلزم من طلب الشئ كراهة تركه‪ ،‬بسسل بعضسسه مكسسروه وبعضسسه‬
‫خلف الولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬والسسذي يتجسسه تخصيصسسه( أي مسسا ذكسسر مسسن كراهسسة السسترك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بما ورد فيه نهي إن أوقعت مسسا علسسى تسسرك‪ ،‬أي تسسرك ورد فيسسه نهسسي أشسسكل‬
‫عليه قوله‪ ،‬أو خلف في الوجوب‪ ،‬إذ الترك ليس فيه ذلسسك وإن أوقعسست علسسى سسسنن‬
‫أشكل أن السنن لم يرد فيها نهي‪ .‬والسسذي يظهسسر الثسساني‪ ،‬ويكسسون ضسسمير فيسسه عسسائدا‬
‫على ما بتقدير مضاف بالنسبة للول‪ ،‬وأما بالنسبة للثاني فل تقسسدير‪ ،‬أي سسسنن ورد‬
‫في تركها نهي وورد فيها نفسها خلف في الوجوب‪ .‬والسسسنة السستي ورد فسسي تركهسسا‬
‫نهي مثل النظر إلى محل سجوده‪ ،‬فقد ورد‪ :‬مسسا بسسال أقسسوام يرفعسسون أبصسسارهم إلسسى‬
‫السماء في‬

‫] ‪[ 215‬‬
‫صلتهم‪ ،‬لينتهن عن ذلك أو لتخطفسسن أبصسسارهم‪ .‬والسسسنة السستي قيسسل بوجوبهسسا‬
‫مثل الصلة على الل في التشهد الخير‪ ،‬والسنة التي لم يسسرد فسسي تركهسسا نهسسي ول‬
‫قيل بوجوبها‪ ،‬مثل رفع اليدين حذو منكبيه‪ ،‬فهذه تركها خلف الولى‪) .‬قوله‪ :‬وسن‬
‫ذكر ودعاء( عطف الدعاء على الذكر من عطف الخاص على العام‪ .‬كما يدل لذلك‬
‫قول ابن حجر في خطبسسة متسسن المنهسساج عنسسد قسسول المصسسنف‪ :‬مسسن الذكسسار‪ .‬ونسسص‬
‫عبارته‪ :‬جمع ذكر‪ ،‬وهو لغة‪ :‬كل مذكور‪ .‬وشرعا‪ :‬قول سسسيق لثنسساء أو دعسساء‪ .‬وقسسد‬
‫يستعمل شرعا لكل قول يثاب قائله‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلم أن المأثور منهمسسا أولسسى مسسن غيسسره‪،‬‬
‫وهو كثير يضيق نطاق الحصر عنه‪ ،‬فينبغسسي أن يعتنسسى بسسه لمزيسسد بركتسسه وظهسسور‬
‫غلبة رجاء استجابته ببركته )ص(‪ .‬فمن ذلك‪ :‬أستغفر ال ثلثسسا‪ ،‬اللهسسم أنسست السسسلم‬
‫ومنك السلم تباركت وتعاليت يا ذا الجلل والكرام‪ .‬اللهم ل مانع لما أعطيسست ول‬
‫معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجسسد منسسك الجسسد‪ .‬اللهسسم أعنسسي علسسى ذكسسرك وشسسكرك‬
‫وحسن عبادتك‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬ولسسه الحمسسد‪ ،‬وهسسو علسسى‬
‫كل شئ قسدير‪ .‬ل إلسه إل الس ول نعبسد إل إيساه‪ ،‬لسه النعمسة ولسه الفضسل ولسه الثنساء‬
‫الحسن‪ .‬ل إله إل ال مخلصين له الدين وله كره الكافرون‪ .‬سبحان من ل يعلم قدره‬
‫غيره ول يبلغ الواصفون صفته‪ .‬سبحان ربي العلسسي العلسسى الوهسساب‪ .‬ثسسم‪ :‬سسسبحان‬
‫ال‪ ،‬ثلثا وثلثين‪ ،‬والحمد ل مثلها‪ ،‬وال أكبر مثلهسا‪ .‬وقسال‪ :‬تمسام المسائة ل إلسه إل‬
‫ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير‪ .‬ثسسم‬
‫يدعو بعد ذلك بالجوامع الكوامل‪ ،‬وهي‪ :‬اللهم إني أسألك موجبات رحمتسسك وعسسزائم‬
‫مغفرتك‪ ،‬والسلمة من كل إثم‪ ،‬والغنيمة مسسن كسسل بسسر‪ ،‬والفسسوز بالجنسسة والنجسساة مسسن‬
‫النار‪ .‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬وأعوذ بك من العجسسز والكسسسل‪ ،‬وأعسسوذ‬
‫بك من الجبن والبخل والفشل‪ ،‬ومن غلبة الدين وقهر الرجال‪ .‬اللهسم إنسي أعسوذ بسك‬
‫من جهد البلء‪ ،‬ودرك الشقاء‪ ،‬وسوء القضاء‪ ،‬وشسسماتة العسسداء‪ .‬اللهسسم إنسسي أسسسألك‬
‫العافية في الدنيا والخرة‪ .‬اللهم أحسن عاقبتنا في المور كلهسسا‪ ،‬وأجرنسسا مسسن خسسزي‬
‫الدنيا وعذاب الخرة‪ .‬اللهم ارزقني طيبا واستعملني صسالحا‪ .‬اللهسم ألهمنسي رشسدي‬
‫وأعذني من شر نفسي‪ .‬اللهم إني أسسسألك ك الهسسدى والتقسسى والعفسساف والغنسسى‪ .‬اللهسسم‬
‫كما حسنت خلقي فحسن خلقي‪ .‬اللهسسم اجعسسل سسسريرتي خيسسرا مسسن علنيسستي واجعسسل‬
‫علنيتي صالحة‪ .‬اللهم إني أسألك علمسسا نافعسسا‪ ،‬وأسسسألك رزقسسا طيبسسا‪ ،‬وأسسسألك عمل‬
‫متقبل‪ .‬اللهم اجعل خيسسر عمسسري آخسسره‪ ،‬وخيسسر عملسسي خسسواتمه‪ ،‬وخيسسر أيسسامي يسسوم‬
‫لقسسائك‪ .‬اللهسم أرنسي الحسسق حقسسا وارزقنسي اتبسساعه‪ ،‬وأرنسي الباطسسل بسساطل وارزقنسي‬
‫اجتنابه‪ .‬اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا‪ .‬اللهسسم ربنسسا آتنسسا فسسي السسدنيا حسسسنة وفسسي‬
‫الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪ .‬وينبغي للداعي أن يراعي شروط الدعاء وآدابسسه مسسا‬
‫أمكنه‪ .‬وسيذكر الشسسارح قريبسسا بعضسسا مسسن ذلسسك‪) .‬فسسائدة قسسال النسسووي فسسي الذكسسار‪.‬‬
‫وروينا في كتاب ابن السني عن أنس رضسسي الس عنسسه‪ :‬كسسان رسسسول ال س )ص( إذا‬
‫قضى صلته مسح وجهسسه بيسسده اليمنسسى‪ .‬ثسسم قسسال‪ :‬أشسسهد أن ل إلسسه إل هسسو الرحمسسن‬
‫الرحيم‪ .‬اللهم أذهب عني الهم والحزن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي رواية‪ :‬بسم ال الذي ل إله إل هسسو‬
‫الرحمسسن الرحيسسم‪ ،‬اللهسسم أذهسسب‪ ...‬إلسسخ‪) .‬فسسائدة( أخسسرى‪ ،‬ذكسسر الشسسيخ عبسسد الوهسساب‬
‫الشعراني رضي ال تعالى عنه‪ ،‬في كتابه المسمى بالدللة على ال عز وجل‪ ،‬عسسن‬
‫سيدنا أبي العباس الخضر عن نبينا عليه وعلى سسسائر النبيسساء والمرسسسلين السسسلم‪،‬‬
‫أنه قال‪ :‬سألت أربعة وعشرين ألف نبي عن استعمال شئ يأمن العبد بسسه مسسن سسسلب‬
‫اليمان‪ ،‬فلم يجبني أحد منهم حتى اجتمعت بمحمسسد )ص(‪ ،‬فسسسألته عسسن ذلسسك فقسسال‪:‬‬
‫حتى أسأل جبريل عليه السلم‪ .‬فسأله عسسن ذلسسك فقسسال‪ :‬حسستى أسسسأل رب الغسسزة عسسن‬
‫ذلك‪ .‬فسأل رب العزة عسسن ذلسسك‪ ،‬فقسسال الس عزوجسسل‪ :‬مسسن واظسسب علسسى قسسراءة آيسسة‬
‫الكرسي وآمن الرسول‪ ،‬إلى آخر السورة‪ ،‬وشهد ال إلى قسسوله السسسلم‪ ،‬وقسسل اللهسسم‬
‫مالك الملك إلى قوله بغير حسسساب‪ ،‬وسسسورة الخلص والمعسسوذتين والفاتحسسة عقسسب‬
‫كل صلة‪ ،‬أمن من سلب اليمسسان‪) .‬وقسسوله‪ :‬سسسرا( منصسسوب بإسسسقاط الخسسافض‪ ،‬أي‬
‫بالسر‪ ،‬وهو ضد الجهر‪ .‬وقوله‪ :‬عقبها أي الصلة‪ .‬أفهم التعبير‬

‫] ‪[ 216‬‬
‫بالعقبية أنهما يقدمان على النافلة راتبة كانت أو غيرها‪ ،‬وأنه لو قدمها عليهما‬
‫فاتا عليه‪ .‬وسيذكر خلفه‪ .‬وعبارة ع ش‪ :‬وفسسي سسسم علسسى المنهسسج‪ :‬السسسنة أن يكسسون‬
‫الذكر والدعاء قبل التيان بالنوافل بعدها‪ ،‬راتبة كسسانت أو غيرهسسا‪ .‬شسسرح السسروض‪:‬‬
‫أي فلو أتسسى بسسه بعسسد الراتبسسة فهسسل يحصسسل أو ل ؟ فيسسه تسسردد نقلسسه الزيسسادي‪ .‬أقسسول‪:‬‬
‫والقرب الثاني لطول الفصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬والقسسرب الثسساني‪ .‬سسسيأتي عسسن سسسم علسسى‬
‫حجر أن الفضل تقديم الذكر والدعاء على الراتبة‪ ،‬فيفيد أنه لو قسدمها عليهمسسا كسان‬
‫التقديم مفضول مع حصولهما‪) .‬قوله‪ :‬أي يسن إلخ( تفسير مراد لقوله سرا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بهما( أي بالذكر والدعاء‪) .‬قوله‪ :‬لم يرد إلخ( في محل جر‪ ،‬صسسفة لمسسام‪ ،‬فسسإن أراد‬
‫ذلك جهر بهما‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغي جريان ذلك في كل دعاء وذكسسر فهسسم مسسن غيسسره‬
‫أنه يريد تعلمهما‪ ،‬مأموما كان أو غيره‪ ،‬من الدعية الواردة أو غيرها‪ ،‬ولو دنيويا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬تعليم الحاضرين أي الذكر والدعاء‪) .‬وقوله‪ :‬ول تسسأمينهم( أي ولسسم يسسرد‬
‫تأمين الحاضرين لدعائه‪) .‬قوله‪ :‬وورد فيهما( أي في فضلهما والحث عليهمسسا ‪ -‬أي‬
‫مطلقا ‪ -‬عقب الصلة وغيره‪ .‬وقوله‪ :‬أحاديث كثيرة من جملة ما ورد في الدعاء ما‬
‫رواه الحاكم عن علي رضي ال عنه‪ ،‬أن النبي )ص( قسسال‪ :‬السسدعاء سسسلح المسسؤمن‬
‫وعماد الدين ونسسور السسسموات والرض‪ .‬وروي عسسن عائشسسة رضسسي الس عنهسسا أنسسه‬
‫)ص( قال‪ :‬إن البلء لينزل فيتلقسساه السسدعاء فيعتلجسسان إلسسى يسسوم القيامسسة‪ .‬وروى ابسسن‬
‫ماجة عن أبي هريرة‪ :‬من لم يسأل ال يغضب عليه‪ .‬ومن جملة مسا ورد فسي السسذكر‬
‫قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬من سبح ال دبر كسسل صسسلة ثلثسسا وثلثيسسن‪ ،‬وحمسسد الس‬
‫ثلثا وثلثين‪ ،‬وكبر ال ثلثا وثلثين‪ .‬ثم قسسال‪ :‬تمسسام المسسائة ل إلسسه إل الس وحسسده ل‬
‫شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير‪ .‬غفرت خطايسساه‬
‫وإن كانت مثل زبد البحر‪) .‬قوله‪ :‬وروى الترمسذي إلسسخ( هسذا ممسسا ورد فسي السسدعاء‬
‫والحديث الذي بعده في الذكر‪ ،‬وهو متضمن لبعسسض الداب‪) .‬قسسوله‪ :‬جسسوف الليسسل(‬
‫منصوب على الظرفية بمقدر‪ ،‬أي الدعاء في جوف الليل أسمع‪ .‬ويجوز رفعه علسسى‬
‫أنه خبر مبتسسدأ محسسذوف‪ ،‬أي هسسو جسسوف الليسسل‪ .‬وعليسسه فيقسسدر فسسي السسسؤال مضسساف‬
‫محذوف أي‪ :‬أي وقت الدعاء أسمع ؟ قال‪ :‬جوف الليل‪ .‬وقوله‪ :‬ودبر معطوف على‬
‫جوف‪ .‬ويجري فيه الحتمسسالن فسسي سسسابقه‪) .‬قسوله‪ :‬أشسسرفنتا علسسى واد( أي اطلعنسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬اربعسسوا علسسى أنفسسسكم( هسسو بفتسسح البسساء‪ ،‬ومعنسساه‪ :‬ارفقسسوا بأنفسسسكم واخفضسسوا‬
‫أصواتكم‪) .‬قوله‪ :‬إنه( أي ال عزوجسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬احتسسج بسسه( أي اسسستدل بهسسذا الخسسبر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬للسسسرار أي لنسسدبه‪) .‬قسسوله‪ :‬أختسسار( هسسو بصسسيغة المضسسارع‪ ،‬مقسسول القسسول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬للمام والمأموم( أي المنفرد‪) .‬قوله‪ :‬أن يذكر ال تعسسالى( المسسراد بالسسذكر مسسا‬
‫يشمل الدعاء‪) .‬قوله‪ :‬إل أن يكون إماما إلخ( استثناء من قوله‪ :‬ويخفيا الذكر‪ .‬واسسسم‬
‫يكون يعود على أحد المذكورين وهو المام‪ ،‬ويحتمسسل عسسوده علسسى السسذاكر المفهسسوم‬
‫من الذكر‪ .‬ولو حذف أن يكون وقال‪ :‬إل المام إلخ لكان أولسسى‪) .‬وقسسوله‪ :‬أن يتعلسسم(‬
‫بالبناء للمجهول‪) .‬وقوله‪ :‬منه( نائب فاعله‪ ،‬أي أن يتعلسسم الحاضسسرون منسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فإن ال يقول إلخ( دليل الختيار‪) .‬قوله‪ :‬ول تخافت بها( يقسسال‪ :‬خفسست الصسسوت مسسن‬
‫بابي‬

‫] ‪[ 217‬‬
‫ضرب وجلس إذا سكن‪ .‬ويعسسدى بالبسساء فيقسسال‪ :‬خفسست الرجسسل بصسسوته‪ ،‬إذا لسسم‬
‫يرفعه‪ .‬وخافت بقراءته مخافتة إذا لم يرفع صوته بها‪ ،‬وخفسست السسزرع ونحسسوه فهسسو‬
‫خافت‪ .‬ا‍ه‪ .‬مصباح ومختار‪) .‬قسسوله‪ :‬يعنسسي والس أعلسسم بالسسدعاء( أي أن المسسراد مسسن‬
‫الصلة الدعاء‪ ،‬وهذا القول لعائشة رضي ال عنهسسا‪ .‬وقسسال ابسسن عبسساس رضسسي الس‬
‫عنهما‪ :‬المراد بالصلة القراءة فيها‪ .‬وقال‪ :‬نزلت ورسول الس )ص( مختسف بمكسة‪،‬‬
‫وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بسسالقرآن فسسإذا سسسمعه المشسسركون سسسبوا القسسرآن‬
‫ومن أنزله ومن جاء به‪ .‬فقال ال تعالى لنبيه )ص(‪) * :‬ول تجهسسر بصسسلتك( * أي‬
‫بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن‪) * ،‬ول تخافت بهسسا( * عسسن أصسسحابك فل‬
‫تسمعهم * )وابتغ بين ذلسسك سسسبيل( * زاد فسسي روايسسة‪ :‬أي أسسسمعهم ول تجهسسر حسستى‬
‫يأخذوا عنك القرآن‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي الجهسسر بهمسسا( أي بالسسذكر والسسدعاء‪) .‬قسسوله‪ :‬بحيسسث‬
‫يحصل إلخ( تصوير للمبالغة‪) .‬قوله‪ :‬يسن افتتاح السسدعاء إلسسخ( قسسد نظسسم ابسسن العمسساد‬
‫آداب الدعاء في قوله‪ :‬واجلس إلى قبلة بالحمد مبتسسدئا وبالصسسلة علسى المختسسار مسسن‬
‫رسل وامدد يديك وسل فال ذو كرم واطلب كثيرا وقل يا منجسسح المسسل ببسسسط كسسف‬
‫خذ القوال ثالثها عند البلء بظهر الكف وابتهل برفع كسسف أم الطسسراق قسسد ذكسسروا‬
‫قولين أقواهما رفع بل حول إن السما قبلة الداعين فاعن بهاكمسسا دعسسا سسسادة فسساختره‬
‫وانتحل وقوله‪ :‬بالحمد لس والصسسلة إلسسخ قسسال فسسي الذكسسار‪ :‬وينسسافي سسسنن أبسسي داود‬
‫والترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيسسد رضسسي الس عنسسه‪ ،‬قسسال‪ :‬سسسمع رسسسول الس‬
‫)ص( رجل يدعو في صلته لم يمجد ال تعالى ولو يصل على النبي )ص(‪ ،‬فقسسال‬
‫رسول ال )ص(‪ :‬عجل هذا‪ .‬ثم دعسساه فقسسال لسسه‪ ،‬أو لغيسسره‪ :‬إذا صسسلى أحسسدكم فليبسسدأ‬
‫بتمجيد ربه سبحانه والثناء عليه‪ ،‬ثسم يصسلي علسى النسبي )ص(‪ ،‬ثسم يسدعو بعسد بمسا‬
‫شاء‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬وروينا في كتاب عمر بن الخطاب رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬إن السسدعاء موقسسوف بيسسن السسسماء والرض‪ ،‬ل يصسسعد منسسه شسسئ حسستى‬
‫يصلى على نبيك )ص(‪ .‬ا‍ه‪ .‬وينبغي أن يتحرى مجامع الحمد‪ ،‬وأفضلها‪ :‬الحمسسد ل س‬
‫رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه علسسى كحسسال‪ ،‬حمسسدا يسوافي نعمسسه ويكسسافئ‬
‫مزيده‪ .‬يا ربنا لسسك الحمسسد كمسسا ينبغسسي لجلل وجهسسك وعظيسسم سسلطانك‪ ،‬سسبحانك ل‬
‫نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسسك‪ .‬ومجسامع الصسلة علسى النسبي )ص(‬
‫وأفضلها صلة التشهد‪ ،‬لكن ل سلم فيها فيزيسسد آخرهسسا‪ :‬وسسسلم تسسسليما كسسثيرا طيبسسا‬
‫مباركا فيه‪) .‬قوله‪ :‬والختم بهما( أي بالحمد ل والصسسلة علسسى النسسبي )ص(‪ .‬ويسسسن‬
‫أيضا الختم بربنا تقبل منا إنسسك أنسست السسسميع العليسسم‪ ،‬وتسسب علينسسا إنسسك أنسست التسسواب‬
‫الرحيم‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسسسلم علسسى المرسسسلين‪ ،‬والحمسسد لس‬
‫رب العالمين‪) .‬قوله‪ :‬وبآمين( أي وسن الختم بآمين أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وتسسأمين مسسأموم(‬
‫أي وسن تأمين مأموم سمع دعاء إمامه‪ ،‬فإن لم يسمعه دعا بنفسه‪) .‬قوله‪ :‬وإن حفظ‬
‫ذلك( أي وسن له التأمين وإن حفظ الدعاء‪) .‬قوله‪ :‬ورفع يديه( أي وسسن رفسع يسسديه‬
‫عند الدعاء‪ .‬ولو فقدت إحدى يديه أو كان علسسة رفسسع الخسسرى‪) .‬قسسوله‪ :‬الطسساهرتين(‬
‫خرج بهما المتنجستان فإنه يكره رفعهما ولو بحائل‪) .‬وقسسوله‪ :‬حسسذو منكسسبيه( أي إل‬
‫إذا اشتد المر فإنه يجاوز المنكب‪ .‬قال الكردي‪ :‬وفسي شسسرح العبسساب للشسسارح‪ :‬قسسال‬
‫الحليمي‪ :‬وغاية الرفع حذو المنكبين‪ .‬وقال الغزالسي‪ :‬حسستى يسرى بيسساض إبطيسه‪ .‬ثسسم‬
‫قال في اليعاب‪:‬‬

‫] ‪[ 218‬‬
‫وينبغي حمل الثاني على ما إذا اشتد المسسر‪ .‬ويؤيسسده مسسا فسسي مسسسلم مسسن رفعسسه‬
‫)ص( يديه في الستسقاء حتى رؤي بياض إبطيه‪ .‬وحكمة الرفسسع إلسسى السسسماء أنهسسا‬
‫قبلة الدعاء‪ ،‬ومهبط الرزق والسسوحي والرحمسسة والبركسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬ومسسح السسوجه‬
‫بهمسسا( أي وسسسن مسسسح السسوجه بيسسديه‪ ،‬أي كفيسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بعسسده أي السسدعاء‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫واستقبال القبلة( أي وسن استقبال القبلسسة‪ ،‬أي للتبسساع‪) .‬قسسوله‪ :‬إن كسسان( أي السسداعي‬
‫الذي فرغ من صلته‪) .‬قوله‪ :‬السسذي هسسو( أي القيسسام‪ .‬وقسسوله‪ :‬أفضسسل لسسه أي للمسسام‪.‬‬
‫ومحل ذلك إذا لم يكن خلفه نساء‪ .‬وقال ابن العماد‪ :‬إن جلوسه فسسي المحسسراب حسسرام‬
‫لنه أفضل بقعة في المسجد‪ ،‬فجلوسه هو أو غيره فيه يمنع الناس من الصلة فيسسه‪،‬‬
‫ول يكون إمام المصلين فيشوش عليهم‪ .‬وزيفه ابسسن حجسسر فسسي شسسرح العبسساب بمنسسع‬
‫كسسون المحسسراب أفضسسل‪ ،‬وبسسأن للمسسام حقسسا فيسسه حسستى يفسسرع مسسن السسدعاء والسسذكر‬
‫المطلوبين عقبها‪) .‬قوله‪ :‬فالفضل جعل يمينه إلى المأمومين( أي في غير محسسراب‬
‫المسجد النبوي‪ ،‬أمسسا هسسو فيجعسسل يمينسسه إليسسه تأدبسسا معسسه )ص(‪ .‬هسسذا معتمسسد الجمسسال‬
‫الرملي‪ ،‬وأما معتمد ابن حجر فهو يجعل يمينه إلى المأمومين وإن كان في المسسسجد‬
‫النبوي‪ .‬قال‪ :‬كما اقتضاه إطلقهم‪ .‬ويؤيده أن الخلفاء الراشسسدين ومسسن بعسسدهم كسسانوا‬
‫يصلون بمحرابه )ص( ولم يعسسرف عسسن أحسسد منهسسم خلف مسسا عسسرف منسسه‪ ،‬فبحسسث‬
‫استثنائه فيه نظر وإن كان له وجه وجيه‪ ،‬ل سيما مع رعاية أن سلوك الدب أولسسى‬
‫من امتثال المر‪ .‬واستثناه الدميري مسسع الكعبسسة المشسسرفة فقسسال‪ :‬إنسسه يسسستقبلها وقسست‬
‫الدعاء‪ .‬وقد نظم ذلك فقال‪ :‬وسن للمسسام أن يلتفتسسا بعسد الصسسلة لسسدعاء ثبتسسا ويجعسسل‬
‫المحراب عن يساره إل تجاه البيت في أستاره ففي دعائه له يستقبل وعنسسه للمسسأموم‬
‫ل ينتقل وإن يكن في مسجد المدينة فليجعلسسن محرابسسه يمينسسه لكسسي يكسسون فسسي السسدعا‬
‫مستقبل خير شفيع ونبي أرسل )قوله‪ :‬ولوفي الدعاء( أي الفضل جعسسل يمينسسه إلسسخ‬
‫ولو في حالة الدعاء‪) .‬قوله‪ :‬وانصرافه( أي المسسام مسسن مصسسله السسذي هسسو أفضسسل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل ينافي إلخ فيه أنه ل يتم هذا إل لو عبر كغيره ببعسسدها بسسدل عقبهسسا‪ ،‬إل إن‬
‫يقال إنه في كل شئ بحسبه‪ .‬والمراد بالعقبية هنا أن ل يتكلم بعد الصسسلة بغيرهمسسا‪،‬‬
‫وإن قام من مصله وجلس في غيره‪ .‬وقسسوله‪ :‬السسذي ينصسسرف إليسسه أي السسذي ينتقسسل‬
‫إليه‪ .‬ومقتضى هذا أن جميع الذكار في سائر الوقات يقرؤهسسا فسسي المحسسل المنتقسسل‬
‫إليه‪ .‬ثم رأيت في سم ما نصه‪ :‬ينبغي أن يستثنى من ذلك الذكار التي طلب التيان‬
‫بها قبل تحوله‪ .‬ثم رأيته في شرح العباب قال‪ :‬نعم‪ ،‬يستثنى من ذلسسك ‪ -‬أعنسسي قيسسامه‬
‫بعد سسلمه ‪ -‬الصسسبح‪ ،‬لمسسا صسسح‪ :‬كسسان )ص( إذا صسسلى الصسسبح جلسسس حسستى تطلسسع‬
‫الشمس‪ .‬واستدل في الخادم بخبر‪ :‬من قال دبر صلة الفجر‪ ،‬وهو ثان رجله‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له‪ .‬الحديث السابق‪ ،‬قال‪ :‬ففيه تصريح بأنه يسسأتي بهسذا السسذكر‬
‫قبل أن يحول رجليسسه‪ .‬ويسسأتي مثلسسه فسسي المغسسرب والعصسسر لسسورود ذلسسك فيهمسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يفوت( أي الذكر‪ ،‬بفعل الراتبة فيه‪ ،‬أنه ل يتسسم ذلسسك إل لسسو عسسبر ببعسسدها‬
‫بدل عقبها‪ ،‬كما علمت‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬على أنه يؤخذ من قوله بعدها أنسسه ل يفسسوت‬
‫بفعل الراتبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بفعل الراتبة قال سسم‪ :‬ظساهره وإن طولهسا‪ ،‬وفيسه نظسر إذا‬
‫فحش التطويل بحيث صار ل يصدق على الذكر أنه بعد الصلة‪ .‬وقد يقسسال وقسسوعه‬
‫بعد توابعها وإن طسسالت ل يخرجسسه عسسن كسونه بعسسدها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإنمسسا الفسسائت بسه‬
‫كماله( يفيد أن الفضل تقديم الذكر والدعاء علسسى الراتبسسة‪ .‬ا‍ه سسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬وقضسسية‬
‫كلمهم( أي الفقهاء‪) .‬قوله‪ :‬ونظر فيه( أي في حصسسول الثسسواب مسسع جهسسل المعنسسى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول‬

‫] ‪[ 219‬‬
‫يأتي هذا( أي التنظير المذكور‪) .‬قوله‪ :‬للتعبد بلفظه( أي القرآن‪) .‬قوله‪ :‬فأثيب‬
‫قارئه( أي القرآن‪) .‬قسسوله‪ :‬بخلف السسذكر( خسسبر لمبتسسدأ محسسذوف‪ ،‬أي وهسسذا بخلف‬
‫الذكر‪) .‬قوله‪ :‬ل بسد إلسسخ( الولسى زيسسادة فساء التفريسع‪ .‬وقسوله‪ :‬أن يعرفسه أي معنسى‬
‫الذكر‪) .‬قوله‪ :‬ولو بوجه( أي بأن يعرف أن في التسبيح والتحميد ونحوهمسسا تعظيمسسا‬
‫ل وثناء عليه‪) .‬قوله‪ :‬انتهى( لعله زائد من النساخ‪ ،‬أو مؤخر من تقديم‪ ،‬لن عبسسارة‬
‫شيخه انتهت عند قوله‪ :‬ل غير‪) .‬قوله‪ :‬ويندب أن ينتقل( أي المصلي مطلقا‪ ،‬سسسواء‬
‫كان إماما أو مأموما أو منفردا‪) .‬قوله‪ :‬لفرض أو نفسسل( أي لجسسل صسسلة فسسرض أو‬
‫نفل‪ .‬وقوله‪ :‬من موضع صلته متعلق بينتقل‪ .‬أي يندب أن ينتقل من الموضع الذي‬
‫صلى فيه إلى موضع آخر يريد أن يصلي فيه فرضا أو نفل‪ .‬ويكره ملزمة المكان‬
‫الواحد لغير المام في المحراب‪ ،‬أما هو فل يكره له‪ ،‬خلفسسا للسسسيوطي حيسسث قسسال‪:‬‬
‫إنها بدعة مفوتة فضيلة الجماعة له ولمن ائتسم بسه‪) .‬قسوله‪ :‬ليشسهد لسه الموضسع( أي‬
‫الذي صلى فيه ثانيا كالموضع الذي صلى في أول‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ليشهد له‪ ،‬ولمسسا‬
‫فيه من إحياء البقاع بالعبادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حيث لم تعارضه( الظسسرف متعلسسق بينسدب‪،‬‬
‫والضمير البارز يعود على مصسسدره‪ .‬أي ينسسدب النتقسسال حيسسث لسسم يعسسارض النسسدب‬
‫تحصيل فضيلة‪ ،‬نحو الصسف الول كسالقرب مسن المسام‪ ،‬فسإن عارضسه ذلسك تسرك‬
‫النتقال‪ ،‬ومثله ما لو عارضسسه مشسسقة خسسرق الصسسفوف‪ .‬قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬واسسستثنى‬
‫بعض المتأخرين بحثا من انتقاله ما إذا قعد مكانه يذكر ال تعالى بعد صلة الصبح‬
‫إلى أن تطلع الشمس لن ذلك كحجة وعمرة‪ .‬رواه الترمذي عسسن أنسسس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فصل( أي للنهي ‪ -‬في مسلم ‪ -‬عن وصل صلة بصلة إل بعسسد كلم أو خسسروج‪ .‬اه‍‬
‫تحفة‪ .‬أي من محل صلته الولى‪ .‬وقوله‪ :‬بكلم إنسان انظر‪ :‬هل هسسو قيسسد أو ليسسس‬
‫بقيد ؟ بل مثله كلم ال والذكر‪ .‬ثم رأيسست ع ش فسسي بسساب صسسلة النفسسل فسسي مبحسسث‬
‫الضطجاع‪ ،‬كتب على قول النهاية‪ :‬أو فصل بنحو كلم‪ ،‬ما نصه‪ :‬ولسسو مسسن السسذكر‬
‫أو القرآن‪ ،‬لن المقصود منه تمييز الصلة التي فرغ منها مسن الصسلة الستي شسرع‬
‫فيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووافقه على ذلك ش ق‪ .‬ومقتضاه أن كلم النسان هنا ليس بقيد‪ ،‬بل مثلسسه‬
‫الذكر أو القرآن‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬والنفل( أي والنتقال للنفل إلى بيته أفضل‪ ،‬ولو عبر‬
‫به لكان أولى‪ .‬وعبارة المنهاج مع المغني‪ :‬وأفضله‪ ،‬أي النتقال للنفسسل مسسن موضسسع‬
‫صلته إلى بيته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لغير المعتكف( لسسو أخسسره مسسع المسسستثنيات لكسسان أولسسى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في بيته( متعلسق بالنفسسل أو بمسسا بعسده‪ .‬وقسوله‪ :‬أفضسسل أي لخسبر الصسحيحين‪:‬‬
‫صلوا أيها الناس في بيوتكم‪ ،‬فإن أفضل الصلة صلة المرء في بيته‪ ،‬إل المكتوبة‪.‬‬
‫ولخبر مسلم‪ :‬إذا قضى أحدكم صلته في مسجده فليجعل لبيته من صسسلته فسسإن الس‬
‫جاعل في بيته من صلته‪ ،‬خيرا‪ .‬ولكونه في البيت أبعد عن الرياء‪) .‬قوله‪ :‬إن أمن‬
‫فوته( أي النفل‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬إن لم يخف بتسسأخيره للسسبيت فسسوت وقسست أو تهاونسسا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهي أولى من عبارة الشارح‪ ،‬لن التهاون ينشسسأ عنسسه الفسسوات فيكسسون عيسسن مسسا‬
‫قبله‪) .‬قوله‪ :‬إل في نافلة المبكر للجمعة( أي فإنها ليست أفضل في السسبيت‪ ،‬بسسل هسسي‬
‫فسسي المسسسجد أفضسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو مسسا سسسن فسسي الجماعسسة أي كالتراويسسح والستسسسقاء‬
‫والكسوفين والعيدين‪ ،‬فهذه فعلها في المسجد أفضل‪ .‬وقوله‪ :‬أو ورد في المسسسجد أي‬
‫وإل السنة التي ورد فعلها في المسجد‪ ،‬كالضحى أي وكركعتي إحسسرام بميقسسات فيسسه‬
‫مسجد‪ ،‬وركعتي الطواف فيه‪ .‬وقد نظم جميع المسسستثنيات مسن أفضسسلية الصسسلة فسسي‬
‫البيت العلمة الشيخ منصور الطبلوي فقال‪ :‬صلة نفل في البيوت أفضل إل السستي‬
‫جماعة تحصل‬

‫] ‪[ 220‬‬
‫وسنة الحرام والطواف ونفل جالس للعتكاف ونحو علمه لحيسسا البقعسسة كسسذا‬
‫الضحى ونفل يوم الجمعة وخائف الفوات بالتأخر وقادم ومنشئ للسسسفر ولسسستخارة‬
‫وللقبلية لمغرب ول كذا البعديه وقوله‪ :‬ونفل يوم الجمعة المراد به سنته القبلية‪ ،‬أمسسا‬
‫البعدية فصلتها في البيت أفضل‪ .‬كما صسسرح بسسه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن يكسسون انتقسسال‬
‫إلخ( معطوف على نائب فاعل يندب‪ ،‬أي ويندب أن يكون انتقال المأموم بعد انتقال‬
‫إمامه أي فيمكث في مصله حتى يقوم المام منه‪ ،‬ويكره لسسه النصسسراف قبسسل ذلسسك‬
‫حيث ل عذر‪) .‬قوله‪ :‬وندب لمصل( أي لمريد الصلة‪ ،‬ولو صسلة جنسازة‪ .‬وينبغسي‬
‫أن يعد النعش ساترا إن قرب منه‪ ،‬فإن بعد منه اعتبر لحرمة المسسرور أمسسامه سسسترة‬
‫بالشروط‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قوله‪ :‬توجه لنحو جدار( نائب فاعل نسسدب‪) .‬قسسوله‪ :‬أو عمسسود(‬
‫معطوف على جدار‪ ،‬وهو ممسسا انسسدرج تحسست نحسسو‪ ،‬ولسسو أخسسره عسسن البيسسان وجعلسسه‬
‫تمثيل له لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬من كل شاخص( بيان لنحو الجسسدار‪ ،‬وهسسذا البيسسان أعسسم‬
‫من المبين إذا ل يختص بنحو الجدار بل نحسسو العصسسا كسسذلك‪ .‬فلسسو أخسسره عسسن قسسوله‬
‫فلنحو عصا‪ ،‬وجعله بيانا لهما لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وما بينه( أي الشسساخص‪ .‬والولسسى‬
‫حذف ما‪ .‬وقوله‪ :‬وبين عقب المصلي قال الكردي‪ :‬مثله من أحسرم بسسجود تلوة أو‬
‫شكر‪ .‬وقوله‪ :‬ثلثة أذرع فأقسسل قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬وهسسل تحسسسب الثلثسسة مسسن رؤوس‬
‫الصابع أو من العقب ؟ فيه احتمالن‪ ،‬والوجسسه الول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجسسزم حجسسر بالثسساني‪،‬‬
‫وما ذكر إذا كان المصلي قائما‪ .‬أما إذا كان جالسسسا فينبغسسي أن يكسسون مسسن الليسستين‪.‬‬
‫كذا فسي ع ش‪) .‬قسوله‪ :‬ثسم إن عجسز عنسه( أي نحسو الجسدار‪ .‬والمسراد بسالعجز عسدم‬
‫السهولة‪ .‬كما في البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فلنحسسو عصسسا( أي فنسسدب لسسه تسسوجه لنحسسو ذلسسك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كمتاع تمثيل لنحو العصا‪ .‬والمراد يجمعه ويجعله كالسسسترة‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن لسسم‬
‫يجده( أي نحو العصا‪ .‬وقوله‪ :‬ندب بسط مصلى أي فرشسسه‪ ،‬ومصسسلى يقسسرأ بصسسيغة‬
‫اسم المفعول‪) .‬قوله‪ :‬كسجادة( هو بفتح السين‪ .‬ا‍ه شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن عجسسز‬
‫عنه( أي عن المصلى‪ ،‬خط أمامه خطا‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وكلمسسه كالصسسل‪،‬‬
‫والمنهاج يقتضي التخيير بينهما‪ ،‬أي بين المصلى والخط‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي ثلثسسة أذرع(‬
‫ل معنى للظرفية إذا المراد ‪ -‬كما هو ظاهر العبارة ‪ -‬أن الخسسط يكسسون ثلثسة أذرع‪،‬‬
‫فالولى حذف في‪ .‬ويكون قسسوله ثلثسسة أذرع بسسدل مسسن خطسسا‪ .‬ثسسم إن الثلث الذرع‬
‫ليست بقيد‪ ،‬فيكفي أقل منها‪ ،‬وإن تخصيصه بالخط ليس بظاهر‪ ،‬بل مثلسه المصسسلى‪.‬‬
‫ولو أخسسره عسسن قسسوله وهسسو أولسسى لصسسح رجسسوعه لجميسسع مسسا قبلسسه مسسن نحسسو العصسسا‬
‫والمصلى والخط‪ ،‬وتحسب هذه الثلثة الذرع فأقل من رؤوس الصسسابع أو العقسسب‬
‫على ما مر إلى أعلى الخط الذي من جهسسة القبلسسة‪ .‬ومثلسسه المصسسلى ‪ -‬أي السسسجادة ‪-‬‬
‫كما نص عليه البجيرمي وعبارته‪ :‬يعني أننا نحسب الثلثة أذرع التي بين المصلي‬
‫والمصلى‪ ،‬أو الخسسط مسسن رؤوس الصسسابع إلسسى آخسسر السسسجادة مثل‪ ،‬حسستى لسسو كسسان‬
‫فارشها تحته كفت‪ ،‬لأننا نحسبها من رؤوس الصابع إلى أولها‪ .‬فلو وضعها قدامه‬
‫وكان بينه وبين أولها ثلثة أذرع لم يكف‪ ،‬كما قرره شيخنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬عرضسسا أو‬
‫طول( عبارة الروض‪ :‬طول‪ .‬وقال في شرحه‪ :‬ل عرضا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو أولسسى(‬
‫أي كون الخط طول أولى من كونه عرضا‪) .‬قسوله‪ :‬لخسبر أبسي دواد( تعليسل لقسوله‪:‬‬
‫ندب إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ثم ل يضره مسسا مسسر أمسسامه( أي فسسي كمسسال ثسسوابه‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬وقسسال‬
‫الشوبري‪ :‬أي في إذهابه خشوعه‪ .‬وقوله‪ :‬ما مسسر‪ ،‬لسسم يقسسل‪ :‬مسسن مسسر‪ ،‬لنسسه شسسيطان‬
‫فأشبه غير العاقل‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسس بسسالخط( أي علسسى الخسسط الكسسائن فسسي‬
‫الخبر‪) .‬قوله‪ :‬وقدم على الخط( أي قدم المصلى على الخط فسسي السسترتيب‪ .‬والقيسساس‬
‫أن يقدم الخط عليه لكون المصلى‬

‫] ‪[ 221‬‬
‫مقيسا عليه‪ .‬وقوله‪ :‬لنه أي المصلى‪ .‬وقوله‪ :‬أظهر في المراد أي مسسن الخسسط‪.‬‬
‫وذلك المراد هسسو منسسع مسسرور النسساس عليسسه السسذي هسسو سسسبب فسسي التشسسويش‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والترتيب المذكور( أي من تقسسديم نحسسو الجسسدار‪ ،‬ثسسم نحسسو العصسسا‪ ،‬ثسسم المصسسلى‪ ،‬ثسسم‬
‫الخط‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لما يوهمه كلم ابن المقري( أي من عدم ندب الترتيب‪ ،‬ونسسص‬
‫عبارته‪ :‬وجاز‪ ،‬بل ندب‪ ،‬لمصل دنا ثلثة أذرع من شاخص أو مصلى أو خط دفسسع‬
‫مسسار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬فمسستى عسسدل( أي المصسسلي‪ .‬وهسسو مفسسرع علسسى اشسستراط السسترتيب‬
‫المذكور في أداء سنية التوجه إلى السترة‪ .‬وقوله‪ :‬عن رتبة إلسسى مسسا دونهسسا أي كسسأن‬
‫ترك التوجه لنحو الجدار وغرز عصسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع القسسدرة عليهسسا أي علسسى الرتبسسة‬
‫التي عدل عنها‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬قال في اليعسساب‪ :‬لسسو رآه مسسستترا بسسالدون‪،‬‬
‫وشك في قدرته على ما فوقه‪ ،‬حرم المرور فيمسسا يظهسسر إلسسخ‪ .‬ونحسسوه فسسي المسسداد‪.‬‬
‫وقال الشوبري‪ :‬وهو قريب إن قامت قرينة عليه أو لم تقسسم قرينسسة علسسى خلفسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كانت( أي الرتبة الثانية التي عسدل إليهسا‪ .‬وقسوله‪ :‬كالعسدم أي فل تحصسل لسه‬
‫سنة الستتار‪ ،‬ول يحرم المرور بين يديه‪) .‬قوله‪ :‬ويسسسن أن ل يجعسسل إلسسخ( وحينئذ‬
‫يحتاج إلى الجواب عما تقدم في الخبر‪ ،‬وهو‪ :‬إذا صلى أحدكم فليجعسسل أمسسام وجهسسه‬
‫شيئا‪ .‬اه‍ ح ل‪ .‬إل أن يقال المراد بالمام ما قابل الخلف‪ ،‬فيصدق بجعلها عن يمينسسه‬
‫أو شماله‪ .‬والولى أن تكون على اليسار لن الشيطان يأتي من جهتها‪ .‬وقال ع ش‪:‬‬
‫الولى عن يمينه لشرف اليمين‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وكل صسسف سسسترة لمسسن خلفسسه(‬
‫خالف في ذلك م ر‪ ،‬وقال‪ :‬الوجه أن بعض الصفوف ل يكون سسسترة لبعسسض‪ ،‬كمسسا‬
‫هو ظاهر كلمهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن قسسرب منسسه( أي بحيسسث يكسسون بيسسن الصسسفين ثلثسسة‬
‫أذرع فأقل‪) .‬قوله‪ :‬قال البغوي إلخ( لسسم يتعسسرض لسسه فسسي التحفسسة والنهايسسة والسسسنى‬
‫وشرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬سسسترة مسسن خلفسسه( وانظسسر هسسل المسسراد جميسسع مسسن خلفسسه مسسن‬
‫المسسأمومين ؟ أو الصسسف السسذي يليسسه فقسسط ؟ الظسساهر الثسساني‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسو تعارضسست‬
‫السترة والقرب من المام( يعني أنه لو قرب من المسسام ل يتسسسير لسسه السسسترة‪ ،‬وإذا‬
‫بعد عنسسه تيسسسرت لسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو الصسسف الول أي أو تعارضسست السسسترة والصسسف‬
‫الول‪ ،‬وكان الولى أن يقول‪ :‬أو والصف بزيادة الواو كما هو ظسساهر‪ .‬وهسسي ثابتسسة‬
‫في الكردي نقل عن التحفة‪) .‬قوله‪ :‬فما السسذي يقسدم( أي هسسل السسسترة مسسع البعسسد عسسن‬
‫المام أو مع كونه في غير الصف الول أو القرب من المام أو الصسسف الول مسسع‬
‫عدم السترة ؟ )قوله‪ :‬كسسل محتمسسل( فيحتمسسل الول‪ ،‬ويحتمسسل الثسساني‪ ،‬إذا كسسل منهمسسا‬
‫مطلوب‪) .‬قوله‪ :‬وظاهر إلخ( مبتدأ خبره قوله تقديم نحو الصف الول‪) .‬قوله‪ :‬يقسسدم‬
‫الصف الول( مقول قولهم‪) .‬قوله‪ :‬في مسجده( المسسراد بسسه هنسسا مسسا كسسان فسسي عهسسده‬
‫)ص( وما زيد عليه بدليل الغاية‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان( أي الصسسف الول‪ .‬وقسسوله‪ :‬ارج‬
‫مسجده المختص بالمضاعفة أي مضسساعفة الثسسواب‪ ،‬وذلسسك لنهسسا مختصسسة بمسسسجده‬
‫الذي كان في زمنه‪ ،‬لقوله عليه السسسلم‪ :‬صسسلة فسسي مسسسجدي هسسذا أفضسسل مسسن ألسسف‬
‫صلة فيما عداه إل المسجد الحرام‪ .‬الحديث‪ .‬فاسم الشارة‬

‫] ‪[ 222‬‬
‫يخصص المضاعفة بما كان في زمنسسه‪ ،‬وأمسسا السسزائد عليسسه فل مضسساعفة فيسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬نحو الصف الول هو القرب من المام‪) .‬قوله‪ :‬وإذا صسسلى إلسسى شسئ منهسسا(‬
‫أي من الجدار فالعصا فالمصلى فالخط‪) .‬قوله‪ :‬فيسن له إلخ( وإنمسسا لسسم يجسسب علسسى‬
‫خلف القياس احتراما للصلة‪ ،‬لن وضعها عدم العبث ما أمكن‪ ،‬وتوفير الخشوع‪،‬‬
‫والدفع ولو من غيره قد ينافيه‪ .‬ا‍ه تحفة‪ .‬وقوله‪ :‬ولغيره أي غيسسر المصسسلي المتسسوجه‬
‫للسترة المذكورة‪ .‬وشمل الغير من هو في صلة وخارجها‪ ،‬وقيسسده ابسسن حجسسر بمسسن‬
‫ليس في صلة‪ .‬وقال ع ش‪ :‬ومفهومه ‪ -‬أي القيسسد المسسذكور ‪ -‬أن مسسن فسسي صسسلة ل‬
‫يسن له ذلك‪ .‬لكن قضية قول الشارح في كف الشعر وغيره‪ ،‬ويسن لمسسن رآه كسسذلك‬
‫ولو مصليا آخر إلخ‪ ،‬خلفه‪ .‬اللهسسم إل أن يقسسال إن دفسسع المسسار فيسسه حركسسات‪ ،‬فربمسسا‬
‫يشوش خشوعه بخلف حل الثوب ونحوه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬دفع مار أي للخبر الصحيح‪:‬‬
‫إذا صلى أحدكم إلى شئ ستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه‪ ،‬فإن‬
‫أبى فليقاتله‪ ،‬فإنما هو شيطان‪ .‬أي معسه شسيطان‪ ،‬أو هسو شسيطان‪ .‬قسال فسي النهايسسة‪:‬‬
‫ويدفع بالتدريج كالصائل‪ ،‬وإن أدى دفعه إلى قتله‪ .‬ومحله إذا لم يسأت بأفعسال كسثيرة‬
‫وإل بطلت‪ .‬وعليه يحمل قولهم‪ :‬ول يحل المشي إليه لدفعه لمسسره )ص( بسسذلك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬المستوفية للشروط وهي أن يكون طول ارتفاعها ثلثي ذراع‪ ،‬وأن يكون مسسا‬
‫بينه وبين السترة ثلثة أذرع‪ ،‬وأن تكون على السسترتيب المتقسسدم‪) .‬قسوله‪ :‬وقسد تعسدى‬
‫بمروره لكونه مكلفا( هكذا في التحفة‪ ،‬واعتمد م ر أنه ل فرق بين المكلسسف وغيسسره‬
‫لن هذا من باب دفع الصائل‪ ،‬وهسسو يسسدفع مطلقسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويحسسرم المسسرور( أي‬
‫على المكلف العالم‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬لو يعلم المسسار بيسسن يسدي المصسلي مساذا عليسه مسن‬
‫الثم لكان أن يقف أربعين خريفا خيرا له من أن يمر بين يديه‪) .‬قوله‪ :‬حين يسن له‬
‫الدفع( وذلك بأن وجدت شروط السترة‪ ،‬فإن لم توجد حرم الدفع‪ ،‬كما صرح به فسسي‬
‫التحفة‪ .‬وقيد الحرمة سم بما إذا حصل منه أذية‪ ،‬وإل بأن خف وسومح به عسسادة لسسم‬
‫يحرم‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يقصر( أي المصلي‪ .‬وهو قيد لحرمسسة المسسرور وقسسوله‪ :‬بوقسسوف‬
‫بيان للتقصير‪ ،‬فالباء للتصوير أي ويتصور التقصير بوقوفه في الطريق ‪ -‬أي محل‬
‫مرور الناس ‪ -‬أو في صف مع وجود فرجة في صف آخر أمامه‪) .‬قسسوله‪ :‬فلسسداخل(‬
‫أي محل الصلة‪) .‬قوله‪ :‬خرق الصفوف( أي لتقصيرهم بعدم سدها المفوت لفضيلة‬
‫الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬وإن كثرت أي الصفوف‪ .‬وقوله‪ :‬حتى يسسسدها أي الفرجسسة‪ .‬وحسستى‬
‫هنا تعليلية‪ ،‬أي لجل أن يسدها‪) .‬قوله‪ :‬وكره فيها إلخ( شروع في بيسان مكروهسات‬
‫الصلة‪) .‬قوله‪ :‬التفات بوجهه( أي يمينا أو شمال‪ .‬وخرج به مسسا إذا التفسست بصسسدره‬
‫وحوله عن القبلة فإنها تبطل‪ ،‬وتبطل أيضا إذا قصد اللتفات بوجهه اللعب‪ ،‬كذا في‬
‫م ر وحجر‪) .‬قوله‪ :‬وقيل يحرم( أي اللتفات‪) .‬قوله‪ :‬واختير( أي هسسذا القيسسل‪ .‬وفسسي‬
‫المغني‪ :‬وقال الذرعي‪ :‬والمختار أنه إن تعمد مع علمه بالخبر حرم‪ ،‬بسسل تبطسسل إن‬
‫فعله لعبا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح إلخ( مرتبط بالمتن‪ ،‬فهو دليل الكراهة‪ .‬وصسسح‬
‫أيضا أن عائشة رضي ال عنها سألت رسول ال )ص( عن اللتفات فسسي الصسسلة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هو اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وقوله اختلس‪:‬‬
‫أي سبب اختلس‪ ،‬أي اختطاف يختطفه الشيطان من ثواب صلة العبد‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫يكره لحاجة( محترز قوله بل حاجة‪ .‬وذلك لنه )ص( كان في سفر فأرسسسل فارسسسا‬
‫في الشعب من أجل الحرس‪ ،‬فجعل يصلي وهو يلتفت إلى الشعب‪ .‬ا‍ه نهاية‪) .‬قوله‪:‬‬
‫كما ل يكره مجرد لمح العين( أي لنه ليس فيه التفات‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وخرج بما‬
‫ذكر اللمح بالعين دون اللتفات فإنه ل بأس به‪ .‬ففي صحيح ابسسن حبسسان مسسن حسسديث‬
‫على بن شيبان‬

‫] ‪[ 223‬‬
‫قال‪ :‬قدمنا على النبي )ص( وصلينا معسسه‪ ،‬فلمسسح بمسسؤخر عينيسسه رجل ل يقيسسم‬
‫صلبه في الركوع والسجود‪ ،‬فقال‪ :‬ل صلة لمن ل يقيسسم صسسلبه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ونظسسر‬
‫نحو سماء( أي وكره نظره إلى نحو السماء‪ ،‬ولو بدون رفسسع رأسسسه‪ ،‬وعكسسسه وهسسو‬
‫رفع رأسه بسدون نظسر كسذلك علسى مسا بحثسه الشسوبري‪ ،‬فيشسمل العمسى كمسا قساله‬
‫البرماوي‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬مما يلهي( أي يشغل عن الصسسلة‪ ،‬وهسسو بيسسان لنحسسو‬
‫سماء‪) .‬قسسوله‪ :‬كثسسوب لسسه أعلم( أي خطسسوط‪ .‬وهسسو مثسسال لمسسا يلهسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬لخسسبر‬
‫البخاري( دليل لكراهة النظر إلى السماء فقط‪) .‬قوله‪ :‬ما بال أقوام( أي مسا حسالهم ؟‬
‫وأبهسسم الرافسسع لئل ينكسسسر خسساطره‪ ،‬لن النصسسيحة علسسى رؤوس الشسسهاد فضسسيحة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فاشتد أي قوي قول النبي في ذلك‪ ،‬أي في رفع البصر‪ ،‬أي فسسي النكسسار فسسي‬
‫ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬لينتهن جسسواب قسسسم محسذوف‪ ،‬وهسو مرفسسوع بسالنون المحذوفسة لتسسوالي‬
‫المثال‪ .‬والصل وال لينتهونن‪) .‬وقوله‪ :‬عن ذلك( أي عن رفع البصر إلى السسسماء‬
‫في الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬أو لتخطفن أبصارهم بضم الفوقية وفتح الفاء مبنيا للمفعول وأو‬
‫للتخيير‪ ،‬تهديدا لهم‪ .‬وهو خبر بمعنى المر‪ .‬والمعنسسى‪ :‬ليكسسونن منهسسم النتهسساء عسسن‬
‫رفع البصر إلى السماء أو خطسسف البصسسار عنسسد رفعهسسا مسسن الس تعسسالى‪ .‬أمسسا رفسسع‬
‫البصر إلسسى السسسماء فسسي غيسسر الصسسلة لسسدعاء ونحسسوه فجسسوزه الكسسثرون‪ ،‬كمسسا قسساله‬
‫القاضي عياض‪ ،‬لن السماء قبلة الدعاء‪ ،‬كالكعبة قبلة الصلة‪ .‬وكرهه آخسسرون‪ .‬اه‍‬
‫شرح البخاري شيخ السلم ع ش بزيادة‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن ثسسم كرهسست إلسسخ( أي ومسسن‬
‫أجل ورود الخبر المذكور دليل لكراهة النظر إلى السماء كرهت أيضا إلخ‪ ،‬بجامع‬
‫اللهاء عن الصلة في كل‪ .‬وكان الولى والنسب أن يقول كعادته‪ :‬ويقاس بما فسسي‬
‫الخبر ما في معناه من كل ما يلهي‪ .‬وذلسسك لنسسه قسسد نسسص علسسى كراهسسة النظسسر إلسسى‬
‫السماء وإلى نحوها من كل ما يلهي كالثوب المخطط‪ .‬والخبر الذي سسساقه ل يصسسلح‬
‫دليل إل لكراهة النظر إلى السماء ول يصلح دليل لغيره‪ ،‬وساق في شسسرح المنهسسج‬
‫والمغنى والنهاية حديث عائشسسة دليل لكراهسسة النظسسر لنحوهسسا بعسسد أن سسساقوا الخسسبر‬
‫الذي ساقه الشارح دليل لكراهة رفع البصر إلى السسماء‪ .‬وحسديث عائشسة هسو‪ :‬أنسه‬
‫)ص( كان يصلي وعليه خميصة ذات أعلم‪ ،‬فلما فسسرغ قسسال‪ :‬ألهتنسسي هسسذه‪ ،‬اذهبسسوا‬
‫بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانيته‪ .‬قوله‪ :‬في مخطط أي ثوب فيسسه خطسسوط‪ ،‬سسسواء‬
‫كانت تصاوير أو غيرها‪ .‬وقوله‪ :‬أو إليه أي بأن يكون أمامه ثوب فيه ذلك‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫أو عليه كسجادة وقوله‪ :‬لنه يخل بالخشوع علة للمعلل مع علته‪ ،‬أي وإنمسسا كرهسست‬
‫في مخطط للخبر المذكور لنه يخل بالخشوع‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وزعم عدم التأثر به‬
‫حماقة‪ ،‬فقد صح أنه )ص( مع كمسساله السسذي ل يسسداني‪ ،‬لمسسا صسسلى فسسي خميصسسة لهسسا‬
‫أعلم نزعها وقال‪ :‬ألهتني أعلم هذه‪ .‬وفي روايسسة‪ :‬كسسادت أن تفتننسسي أعلمهسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫قال العلمة الكردي‪ :‬وظسساهر أن محسسل ذلسسك فسسي البصسسير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وبصسسق فسسي‬
‫صلته إلخ( أي وكره بصق إلخ‪ ،‬وهو بالصاد والسين والزاي‪ .‬ومحسسل الكراهسسة إذا‬
‫كان في غير المسجد‪ ،‬أما فيه فيحرم‪ .‬فإذا كان فيه وأراد أن يبصق فليكن في ثوب‪،‬‬
‫وليكن عن يساره‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ومحل ما تقرر في غير المسسسجد‪ ،‬فسسإن كسسان فيسسه‬
‫بصق في ثوبه في الجانب اليسر وحك بعضه ببعض‪ ،‬ول يبصق فيه فسسإنه حسسرام‪.‬‬
‫كما صرح به في المجموع والتحقيق لخبر‪ :‬البصاق في المسسسجد خطيئة‪ ،‬وكفارتهسسا‬
‫دفنها‪ .‬ويجب النكار على فاعله‪ .‬ويحصل الغرض ولو بدفنها في ترابسسه أو رملسسه‪،‬‬
‫بخلف المبلط فدلكها فيه ليس بدفن بل زيادة في تقديره‪ .‬ويسن تطييب محله‪ .‬وإنما‬
‫لم تجب إزالته منه ‪ -‬مع كسسون البصسساق محرمسسا فيسسه ‪ -‬للختلف فسسي تحريمسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ويحصل الغرض أي وهو كفارتها‪ .‬ا‍ه ع ش‪ .‬وسنقل الشارح عن حجر ذلك‬
‫أيضا‪ ،‬لكن قيده ببقاء جرم البصاق‪) .‬قوله‪ :‬وكذا خارجهسسا( أي وكسسذا يكسسره البصسسق‬
‫أماما خارج الصلة‪) .‬قوله‪ :‬أماما( بفتح الهمزة‪ ،‬ظرف متعلق ببصسسق‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫لم يكن من هو خارجها مستقبل( تبع في هذه الغاية شيخه ابسسن حجسسر‪ ،‬وهسسو خلف‬
‫ما عليه الرملي فإنه قيد ذلك بما إذا كان مستقبل إكراما للقبلة‪ .‬ونقله أيضا سسسم عسسن‬
‫شرح البهجة لشسسيخ السسسلم‪ ،‬ونصسسه‪ :‬وظسساهر أن محسسل كراهسسة ذلسسك ‪ -‬أي البصسسق‬
‫أمامه ‪ -‬على قول النووي ‪ -‬أي وهو الكراهة خارجها ‪ -‬إذا كان‬

‫] ‪[ 224‬‬
‫متوجها إلى القبلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما أطلقه النووي( عبارة منهسساجه‪ :‬وأن يبصسسق‬
‫قبل وجهه أو عن يمينه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويمينا( معطوف على أماما‪) .‬قسسوله‪ :‬ل يسسسارا(‬
‫أي ل يكره البصق لجهة اليسار‪ .‬قال الجمال الرملي‪ :‬ومحسل ذلسك كمسا قساله بعسض‬
‫المتأخرين في غير مسجده )ص(‪ ،‬أما فيه فبصاقه عن يمينه أولى لن النسسبي )ص(‬
‫عن يساره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬فبصاقه عن يمينه أي في ثوب عن جهة يمينه‪ ،‬ل في أرض‬
‫المسجد فإنه حرام كما علمت‪ .‬وتردد حجر في التحفسسة فسسي اسسستثناء مسسسجده )ص(‪،‬‬
‫ونص عبارته‪ :‬أو عن يمينه ولو في مسجده )ص(‪ ،‬على ما اقتضاه إطلقهسسم‪ ،‬لكسسن‬
‫بحث بعضهم استثناءه‪ .‬وقد يؤيسده الول أن امتثسسال المسسر خيسر مسسن سسلوك الدب‪،‬‬
‫على قول‪ .‬فالنهي أولى لنه يشدد فيه دون المر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الشسسيخين( دليسسل‬
‫لكراهة البصق أماما ويمينا ل يسارا في خصوص الصلة‪) .‬قوله‪ :‬فإنه يناجي ربه(‬
‫مأخوذ من المناجاة‪ ،‬وهي بحسسب الصسل المسساررة بيسسن اثنيسن‪ ،‬والمسسراد بهسا هنسسا‬
‫المخاطبة‪ .‬أي فإنما يخاطب ربه‪) .‬قوله‪ :‬فل يبزقن إلسسخ( أي وإذا كسسان ينسساجي ربسسه‬
‫فل ينبغي أن يبزق أمامه ول عن يمينه‪ ،‬بل يكون على أحسن الحالت وأكملها مسسن‬
‫إخلص القلب وحضوره وتفريغسه لسسذكر السس‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل عسسن يسسساره إلسسخ( عبسسارة‬
‫المغنى‪ :‬فل يبزقن بين يديه ول عن يمينه‪ .‬زاد البخاري‪ :‬فإن عن يمينه ملكا‪ ،‬ولكن‬
‫عن يساره أو تحت قدمه‪ .‬انتهى‪ .‬وظاهرها أن ما ذكره الشارح مسن قسوله‪ :‬بسل عسن‬
‫يساره إلى قوله‪ :‬وهو أولى‪ ،‬ليس من الحديث‪ .‬ولعلسسه سسسرى لسسه مسسن عبسسارة التحفسسة‬
‫المرتبطة بالمتن‪ ،‬فانظرها‪ .‬وعبارة مختصر ابن أبي جمرة‪ :‬عسسن أنسسس رضسسي ال س‬
‫عنه أن النبي )ص( رأى نخامسسة فسسي القبلسسة فحكهسسا بيسسده‪ ،‬ورؤي منسسه كراهيسسة ‪ -‬أو‬
‫رؤي كراهيته لذلك وشدته عليه‪ .‬وقال‪ :‬إن أحدكم إذا قام يصلي فإنمسسا ينسساجي ربسسه‪،‬‬
‫أو ربه بينه وبين القبلة‪ ،‬فل يبزقن في قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدمه‪ .‬ثم أخسسذ‬
‫طرف ردائه فبزق فيه ورد بعضه على بعسسض‪ ،‬وقسسال‪ :‬أو يفعسسل هكسسذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وهو أولى( أي البصق في ثوب من جهة يساره أولى من البصق ل فسسي ثسسوب عسسن‬
‫اليسار أو تحت القدم‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬ول بعد فسسي مراعسساة إلسسخ( عبسسارة التحفسسة‪:‬‬
‫ول بعد في مراعاة ملك اليمين دون ملسسك اليسسسار‪ ،‬إظهسسارا لشسسرف الول‪ .‬وقضسسية‬
‫كلمهم أن الطائف يراعي ملك اليمين دون الكعبة وهسسو محتمسسل‪ .‬نعسسم إن أمكنسسه أن‬
‫يطأطئ رأسه ويبصق ل إلى اليمين ول إلى اليسار فهو الولى‪ ،‬وكسسذا فسسي مسسسجده‬
‫)ص(‪ .‬ولو كان على يساره فقط إنسان بصق عن يمينه إذا لم يمكنه مسسا ذكسسر‪ ،‬كمسسا‬
‫هو ظاهر‪ .‬سواء من بالمسجد وغيره‪ ،‬لن البصاق إنما يحرم فيه إن بقي جرمسسه ل‬
‫إن استهلك في نحو ماء مضمضة وأصاب جزءا من أجزائه دون هوائه‪ ،‬سواء من‬
‫به وخارجه‪ ،‬إذ الملحظ التقدير وهو منتسسف فيسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬أن يطسساطئ رأسسسه أي‬
‫يرخي رأسه ويميلسسه‪ .‬والظسساهر أن الطأطسسأة المسسذكورة اعتبرهسسا لجسسل أن ل يكسسون‬
‫البصاق قبل وجهه فإنه مكروه عنده‪ ،‬ولو إلى غير جهة القبلة‪ ،‬ولجل أن يتيسر له‬
‫البصاق تحت قدمه إن أراده‪ .‬وقوله‪ :‬ويبصق ل إلى اليمين ول إلسسى اليسسسار أي بسسل‬
‫تحت قدمه‪ ،‬أو في منديل بيده‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ولم يراع ملك اليسار لن الصلة أم‬
‫الحسنات البدنية‪ ،‬فإذا دخل فيها تنحى عنه ملك اليسار إلى فراغه منها إلى محسسل ل‬
‫يصيبه شئ من ذلك‪ ،‬فالبصاق حينئذ إنما يقع على القرين وهو الشيطان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسسذه‬
‫الحكمة ل تظهر في البصاق خارج الصسلة فسإن ملسك اليسسار لسم يتنسح عنسه حينئذ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإنما يحرم البصاق في المسجد إلخ( ليس لفسسظ التحفسسة كمسسا يعلسسم مسسن لفظهسسا‬
‫السابق‪ ،‬فالشارح رحمه ال تصرف فيها بمسسا ل ينبغسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬ل إن اسسستهلك( أي‬
‫البصاق‪ ،‬في نحو ماء مضمضمة‪ .‬أي فل يحرم مج الماء المستهلك فيه البصاق في‬
‫المسجد لذهاب جرمه‪) .‬قوله‪ :‬وأصاب جزءا( معطسسوف علسسى بقسسي جرمسسه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫من أجزائه أي المسجد‪) .‬قوله‪ :‬دون هوائه( أي فل يحسرم البصساق فيسه إلسى خسارج‬
‫المسجد‪ ،‬أو في نحو ثوب‪ ،‬سواء كان الفاعل داخله أم خارجه‪ .‬لن الملحظ التقدير‪،‬‬

‫] ‪[ 225‬‬
‫كالفصد في إناء أو قمامة به‪ ،‬وإن لم يكن ثم حاجسسة‪ .‬ومسسا زعمسسه بعضسسهم مسسن‬
‫حرمته في هوائه وإن لم يصب شيئا من أجزأئه‪ ،‬وأن الفصد مقيد بالحاجة إليه فيه‪،‬‬
‫مردود‪) .‬قوله‪ :‬ودون تراب إلخ( معطوف على دون هوائه‪ ،‬أي فل يحسسرم البصسساق‬
‫فيه‪ .‬قال سم‪ :‬ينبغي إل إذا كان يبقى هو أو أثره ويتأذى به المصسسلون والمعتكفسسون‪،‬‬
‫ولو بنحو إصابة أثوابهم أو أبدانهم‪ ،‬واستقذار ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسم يسسدخل فسسي وقفسسه‬
‫فإن دخل فيه حرم لنه صار من أجزاء المسجد‪) .‬قوله‪ :‬قيل‪ :‬ودون حصسسره( حكسساه‬
‫بقيل تبعا لحجر‪ ،‬وجسسزم بسسه فسسي النهايسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬ول يحسسرم البصسسق علسسى حصسسر‬
‫المسجد إن أمن وصول شئ منه له حيث البصاق في المسجد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فورا مسسن‬
‫جهة تقديرها( أي من جهة أن في البصاق فيها تقديرا لها مع أنها كفاية حق للغيسسر‪.‬‬
‫وهو المالك لها إن وضعها في المسجد لمن يصلي عليها من غير وقف‪ ،‬ومن ينتفع‬
‫بالصلة عليها إن كانت موقوفة للصسسلة‪ .‬أفسساده ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬يجسسب إخسسراج نجسسس‬
‫منه( أي من المسجد‪) .‬قوله‪ :‬فورا عينيا إلخ( أي فإن أخر حرم عليسسه‪ ،‬فلسسو علسسم بسسه‬
‫غيره صارت فرض كفاية عليهما‪ ،‬ثم إن أزالهسسا الول سسسقط الحسسرج‪ .‬وينبغسسي دفسسع‬
‫الثم عنه من أصله‪ ،‬على نظير ما تقدم في البصاق‪ .‬أو أزالها الثسساني سسسقط الحسسرج‬
‫ولم تنقطع حرمة التأخير عن الول إذ لم يحصل منه ما يكفرهسسا‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن أرصد لزالته( أي أعد وهيئ لزالة النجس منه‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن يقسسوم بهسسا نسسائب‬
‫فاعل أرصد‪ .‬وضمير بهسا يعسود علسى الزالسة‪ .‬وقسوله‪ :‬بمعلسوم أي بسأجرة‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫ويحرم بول فيه( أي في المسجد‪ .‬وقوله‪ :‬ولو في نحو طشسست أي لمسسا فسسي ذلسسك مسسن‬
‫الزدراء بالمسجد‪ ،‬ولنه ربما يقع منه شئ فيه‪) .‬قوله‪ :‬وإدخسسال نعسسل متنجسسسة( أي‬
‫ويحرم إدخال نعل متنجسة في المسجد‪ .‬وقوله‪ :‬لم يأمن التلسسويث قيسسد للحرمسسة‪ ،‬فسسإن‬
‫أمن تلويثها المسجد لم يحرم إدخالها‪) .‬قوله‪ :‬ورمي نحو قملة فيه( أي ويحرم رمي‬
‫نحو قملة‪ ،‬كبرغوث وبسسق وبعسسوض‪ ،‬فسسي المسسسجد إذا كسسانت ميتسسة لنجاسسستها حينئذ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقتلها في أرضه( أي ويحرم قتل القملسسة‪ ،‬أي ونحوهسسا‪ ،‬فسسي أرض المسسسجد‪،‬‬
‫أي لن فيه قصسده بالمسستقذر‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن قسسل دمهسا( غايسة للحرمسسة‪) .‬قسوله‪ :‬وأمسسا‬
‫إلقاؤها أو دفنها( أي القملة‪ ،‬أي ونحوها‪ .‬ويصح عود الضمير على نحوها‪ .‬وتأنيث‬
‫الضمير لكتسساب المضساف إيساه مسن المضساف إليسه وقسوله‪ :‬فيسه أي فسي المسسجد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬حية حال من المضاف إليه إلقاء ودفن‪ .‬وساغ ذلسسك لوجسسود شسسرطه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فظاهر فتاوى إلخ( عبارة التحفة‪ :‬وأمسسا إلقاؤهسسا أو دفنهسسا فيسسه حيسسة‪ ،‬فظسساهر فتسساوي‬
‫المصنف حله‪ .‬ويؤيده مسا جساء عسن أبسي أمامسة وابسن مسسعود ومجاهسد أنهسم كسانوا‬
‫يقتلون في المسجد ويدفنون القمل في حصاه‪ .‬وظاهر كلم الجسسواهر تحريمسسه‪ ،‬وبسسه‬
‫صرح ابن يسونس‪ ،‬ويؤيسسده الحسديث الصسحيح‪ :‬إذا وجسسد أحسدكم القملسسة فسسي المسسجد‬
‫فليصرها في ثوبه حتى يخسسرج مسسن المسسسجد‪ .‬والول أوجسسه مسسدركا لن موتهسسا فيسسه‬
‫وإيذاءها غير متيقن‪ ،‬بل ول غسسالب‪ .‬ول يقسسال رميهسسا فيسسه تعسذيب لهسسا لنهسسا تعيسسش‬
‫بالتراب‪ .‬مع أن فيه مصلحة كدفنها‪ ،‬وهسسي المسسن مسسن توقسسع إيسسذائها لسسو تركسست بل‬
‫رمي أو بل دفن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبه صرح( أي بالتحريم صسسرح‪ ،‬إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره‬
‫فصد وحجامة فيه( أي في المسجد‪) .‬وقوله‪ :‬بإناء( أي حال كونهما واقعين في إناء‪.‬‬
‫فالباء بمعنى في‪ ،‬والجار والمجرور حال من كل مما قبله‪ ،‬وصسسح ذلسسك علسسى قسسول‬
‫مسسن يجيسسز مجسسئ الحسسال مسسن النكسسرة‪ ،‬ويصسسح أن يكسسون بسسدل اشسستمال مسسن الجسسار‬
‫والمجرور قبله‪ .‬ولو قدمه على الجار والمجرور قبله لكان أولى‪ ،‬وعليه يكون قوله‬
‫فيه صفة لناء‪ ،‬ومحل الكراهة إذا أمن التلويث والحرام‪ .‬والفرق بين البسسول حيسسث‬
‫حرم في المسجد ولو في إناء‪ ،‬وبين الفصد والحجامة حيث كرها‪ ،‬أن السسدماء أخسسف‬
‫من البول‪ ،‬بدليل العفو عنها في محلها وإن كثرت إذا لم تكسسن بفعلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ورفسسع‬
‫صوت( أي ويكره رفع الصوت فيه‪،‬‬

‫] ‪[ 226‬‬
‫ومحله ما لم يشوش على المصلين‪ ،‬وإل حسسرم‪) .‬قسسوله‪ :‬نحسسو بيسسع( أي ويكسسره‬
‫نحو بيع كسلم وقراض‪ ،‬وذلك لقوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪ :‬إذا رأيتسسم مسسن يسسبيع أو‬
‫يبتاع فسي المسسجد فقولسوا‪ :‬ل أربسح الس تجارتسك‪ .‬وإذا رأيتسم مسن ينشسد فيسه ضسالة‬
‫فقولوا‪ :‬ل رد ال عليك‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪) .‬قوله‪ :‬وعمل صناعة فيسسه( أي‬
‫ويكره عمل صناعة في المسجد‪ ،‬كخياطة وتجارة‪ .‬قال في الروض وشسسرحه‪ :‬وكسسذا‬
‫يكره عمل صناعة فيه ‪ -‬أي في المسجد ‪ -‬إن كثر‪ .‬كمسسا ذكسسره فسسي العتكسساف‪ ،‬هسسذا‬
‫كله‪ ،‬إذا لم تكن خسيسة تزري بالمسجد‪ ،‬ولم يتخذ حانوتسسا يقصسسد فيسسه بالعمسسل‪ ،‬وإل‬
‫فيحرم‪ .‬ذكره ابسسن عبسسد السسسلم فسسي فتسساويه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وكشسسف رأس ومنكسسب( أي‬
‫وكره كشف رأس ومنكب‪ ،‬لن السنة التجمل في صلته بتغطيسسة رأسسسه وبسسدنه كمسسا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬واضطباع( بالرفع‪ ،‬عطفسسا علسسى كشسسف‪ .‬أي وكسسره اضسسطباع‪ ،‬وهسسو أن‬
‫يجعل وسط ردائه تحت منكبه اليمن وطرفيه على عاتقه اليسر‪ .‬وإنمسسا كسسره لنسسه‬
‫أدب أهل الشطارة‪ ،‬والمطلوب فيها الخشوع‪) .‬قوله‪ :‬ولو من فوق القميص( أي ولو‬
‫كان الضبطاع من فوق القميص فإنه يكره‪ .‬قال ع ش‪ :‬ولسسو كسسان لغيسسر رجسسل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقال في التحفة‪ :‬ويسن لمن رآه كذلك أن يحله حيث ل فتنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سسسم‪ :‬فلسسو حلسسه‬
‫فسقط منه شئ وضاع أو تلف ضمنه‪ ،‬كما أفتى بسسذلك شسسيخنا الشسسهاب الرملسسي‪ :‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قال الغزالي في الحياء‪ :‬ل يرد إلخ( أي فلو رده كره لنسسه ينسسافي الخشسسوع‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أي إل لعسسذر أي كشسسدة حسسر أو بسسرد‪ ،‬أو خسسوف ضسسياع لسسو تركسسه ملقسسى فسسي‬
‫الرض‪) .‬قوله‪ :‬ومثله( أي الرداء‪ .‬وقسسوله‪ :‬ونحوهسسا أي نحسسو العمامسسة‪ ،‬كالطيلسسسان‬
‫والطاقية‪) .‬قوله‪ :‬وكره صلة بمدافعة حدث( أي غلبتسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬كبسسول إلسسخ( تمثيسسل‬
‫للحدث‪ ،‬والكسساف هنسسا استقصسسائية‪) .‬قسسوله‪ :‬للخسسبر التسسي( وهسسو‪ :‬ل صسسلة بحضسسرة‬
‫طعام‪ ،‬ول صلة وهو يدافعه الخبثان‪) .‬قوله‪ :‬ولنها( أي مدافعسسة الحسسدث‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫تخل بالخشوع أي تنقص الخشوع‪) .‬قوله‪ :‬بل قال جمع إلسسخ( عبسسارة المغنسسي‪ :‬ونقسسل‬
‫عن القاضي حسين أنه قال‪ :‬إذا انتهى به مدافعة الخبثين إلى أن يذهب خشوعه لسسم‬
‫تصح صلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن ذهب( أي الخشوع‪ .‬وقوله‪ :‬بها أي بالمدافعسسة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بطلت أي الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ويسن له تفريغ نفسه( أي مسن الحسسدث‪ .‬ومحلسسه كمسسا يعلسسم‬
‫من قوله التي ول تأخيره إلخ‪ .‬إن كان الوقت متسعا‪ ،‬فإن ضاق وجبت الصلة مسع‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وليس له الخروج إلخ( أي ل يجوز له ذلك‪ .‬ومحله مسسا لسم يظسن بكتمسه‬
‫ضررا يبيح له التيمم‪ ،‬وإل فله الخروج منه‪ ،‬وله تأخيره عن الوقت‪ ،‬كما في التحفة‬
‫والنهاية‪ .‬وقوله‪ :‬من الفرض خرج به النفل فل يحرم الخروج منه‪ ،‬وإن نسسذر إتمسسام‬
‫كل نفل دخل فيه لن وجوب التمام ل يلحقه بالفرض‪ ،‬وينبغي كراهتسسه عنسسد طسسرو‬
‫ذلك‪ .‬أفاده ع ش‪) .‬قوله‪ :‬ول تسسأخيره إلسسخ( أي وليسسس لسسه تسسأخير الفسسرض إذا ضسساق‬
‫وقته بأن لم يبق منه إل ما يسع الفرض فقط‪ ،‬ومحله أيضا إن لم يظن بكتمه ضررا‬
‫يبيح له التيمم‪ ،‬وإل فله ذلك‪) .‬قوله‪ :‬والعبرة في كراهة ذلك( أي الصسسلة بمسسدافعته‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بوجودها أي المدافعة‪) .‬قوله‪ :‬أن يلحسسق بسسه( أي بوجودهسسا عنسسد التحسسرم فسسي‬
‫الكراهة‪ .‬وقوله‪ :‬ما لو عرضست أي مدافعسة الحسسدث‪ .‬وقسوله‪ :‬فزالست أي بسسرده لهسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتكره بحضرة طعام أو شراب( قال فسسي النهايسسة‪ :‬وتوقسسان النفسسس فسسي غيبسسة‬
‫الطعام بمنزلة حضوره إن رجي حضوره عن قرب‪ ،‬كما قيد به فسسي الكفايسسة‪ ،‬وهسسو‬
‫مأخوذ من كلم ابن دقيق العيد‪ .‬وتعبير المصنف بالتوق يفهم أنه يأكل ما يزول بسسه‬
‫ذلك‪ ،‬لكن الذي جرى عليه في شرح مسلم في العذار المرخصة في ترك الجماعة‬
‫أنه يأكل حاجته بكمالها‪ ،‬وهو القرب‪ ،‬ومحسسل ذلسسك حيسسث كسسان السسوقت متسسسعا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يشتاق إليه( أي‬

‫] ‪[ 227‬‬
‫وإن لم يشتد جوعه ول عطشه فيما يظهر‪ ،‬أخذا مما ذكروه في الفاكهة‪ .‬ونقسسل‬
‫عن بعسسض أهسسل العصسسر التقييسسد بالشسسديدين‪ ،‬فاحسسذره‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬أي كاملسسة(‬
‫يجوز نصبه صفة لصلة باعتبار المحل‪ ،‬ورفعسسه صسسفة لهسسا قبسسل دخسسول ل وقسسوله‪:‬‬
‫بحضرة طعام خبر‪ .‬وقوله‪ :‬ول صلة وهو يدافعه خبر ل محذوف‪ ،‬والواو للحسسال‪.‬‬
‫أي ل صلة كاملة حال مدافعة الخبسسثين‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسره صسسلة فسسي طريسسق بنيسسان(‬
‫الضافة على معنى في أي طريق في البنيان‪ ،‬أي العمسسران‪ .‬وإنمسسا كسسره فيسه للنهسسي‬
‫عن الصلة في قارعة الطريسسق وهسسي أعله‪ .‬وقيسسل‪ :‬صسسدره‪ .‬وقيسسل‪ :‬مسسا بسسرز منسسه‪.‬‬
‫والكل متقارب‪ ،‬والمراد بها نفس الطريق‪ ،‬ولشغال القلب بمرور الناس فيهسسا‪ .‬وبسسه‬
‫يعلم أن مدار الكراهة على كثرة مرور الناس‪ ،‬ومدار عدمها على عدم كثرة مرور‬
‫الناس‪ ،‬سواء كان في بنيان أو في غيره‪ ،‬وسسسواء كسسان طريقسسا أو غيسسره كالمطسساف‪.‬‬
‫فقسسوله‪ :‬ل بريسسة ضسسعيف‪ ،‬أو جسسري علسسى الغسسالب‪ .‬وعبسسارة حجسسر‪ :‬والطريسسق فسسي‬
‫صحراء أو بنيان وقت مرور الناس به كالمطاف لنه يشغله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وموضسسع‬
‫مكس( أي وكره صلة في موضسسع مكسسس‪ ،‬أي محسسل أخسسذ المعشسسرات‪ ،‬وذلسسك لنسسه‬
‫مأوى الشياطين‪ .‬ومثله كل محل معصية كموضع الخمر والقمار‪) .‬قوله‪ :‬وبمقسسبرة(‬
‫أي وكره صلة في مقسسبرة ‪ -‬بتثليسسث البسساء ‪ -‬ول فسسرق فيهسسا بيسسن الجديسسدة والقديمسة‪.‬‬
‫وعلة الكراهة محاذاته للنجاسة‪ ،‬فلو انتفت المحاذاة انتفت الكراهة‪ .‬ومنه يؤخذ عدم‬
‫الكراهة في مقبرة النبياء والشهداء لنهم أحياء فسسي قبسسورهم فليسسس يحصسسل لبسسدنهم‬
‫صديد ول شئ من النجاسة أبدا‪ .‬واعترض ذلك بأنه يؤدي إلى اتخاذها مساجد‪ ،‬وقد‬
‫نهى )ص( عنه بقوله‪ :‬لعن ال اليهسسود والنصسسارى‪ ،‬اتخسسذوا قبسسور أنبيسسائهم مسسساجد‪.‬‬
‫وأجيب بأن المنهي عنه قصد استقبالها للتبرك ونحوه‪ ،‬كمسسا سسسيذكره قريبسسا‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫إن لم يتحقق نبشها أي لطهارتها حينئذ‪ .‬فإن تحقق نبشها لم تصح الصلة أصسسل إن‬
‫لم يفرش عليها طاهر كسجادة‪ ،‬وإل صحت مع الكراهة‪) .‬قوله‪ :‬سسسواء صسسلى إلسسخ(‬
‫تعميم في الكراهسة‪ .‬وقسوله‪ :‬أم عليسه أي أم صسلى فسوق القسبر‪ .‬والكراهسة حينئذ مسن‬
‫جهتين‪ :‬محاذاة النجاسة‪ ،‬والوقوف على القبر‪) .‬قوله‪ :‬وتحرم الصلة( أي مع كونها‬
‫صحيحة‪ .‬وقوله‪ :‬لقبر نبي أي مستقبل فيها قبر نبي‪ .‬وقوله‪ :‬أو نحو ولسسي أي كعسسالم‬
‫وشهيد‪) .‬وقوله‪ :‬تبركا أو إعظاما( قيد في الحرمة‪ .‬أي إنما تحرم بقصسسد التسسبرك أو‬
‫العظام لذلك القبر‪ ،‬فلو لم يقصد ذلك بل وافق في صلته أن أمامه قبر نبي‪ ،‬كمسسن‬
‫يصلي خلف قبر النبي )ص( من الغاوات وغيرهم‪ ،‬فل حرمة ول كراهة‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وبحث الزين العراقي‪ ،‬إلخ( عبارة الكردي‪ .‬وفي التحفة‪ :‬لو دفن ميت بمسسسجد كسسان‬
‫كذلك‪ ،‬يعني تكره الصلة‪ .‬ونقل ما يخالفه في المداد عسن الزيسسن العراقسسي‪ ،‬وأقسسره‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكأنه اغتفر محاذاة النجاسة حينئذ لسبق حرمة المسجد‪ ،‬وإل لزم تنفير النسساس‬
‫منه‪) .‬قوله‪ :‬وفي أرض مغصوبة( هو معطوف على لقبر نبي‪ ،‬أي وتحسسرم الصسسلة‬
‫فيها‪) .‬قوله‪ :‬كما في ثسسوب مغصسسوب( أي فإنهسسا تحسسرم فيسه مسسع صسسحتها بل ثسسواب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا إن شك إلخ( أي وكذلك تحرم مع صحتها بل ثواب إن شسسك هسسل مالسسك‬
‫الرض أو الثوب يرضى بذلك أم ل ؟ فقوله‪ :‬مالكه الضمير يعود على المسسذكورين‬
‫من الرض والثوب‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل إن ظنسسه أي الرضسسا‪ ،‬فل تحسسرم‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسو ضسساق‬
‫الوقت( أي بأن لم يبق منسسه إل مسسا يسسسعها‪) .‬قسسوله‪ :‬أحسسرم ماشسسيا( أي كالهسسارب مسسن‬
‫حريق‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي وجوبا‪ .‬وظاهره أنه ل يفعلها باليمسساء فسسي هسسذه الحالسسة‪ ،‬ول‬
‫يكلف عدم إطالة القسسراءة‪ ،‬وهسسو ظسساهر‪ ،‬لن هسسذه صسسفة صسسلة شسسدة الخسسوف‪ .‬وقسسد‬
‫جوزناها له للتخلص من المعصية والمحافظة على فعل الصلة في وقتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي‬
‫سم ما نصه‪ :‬قال في شرح العباب‪ :‬قال ‪ -‬يعنسي الذرعسي ‪ -‬وهسذا إن صسح فينبغسي‬
‫وجسسوب العسسادة لتقصسسيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ورجحسسه الغزالسسي( أي بسسأن المنسسع الشسسرعي‬
‫كالحسي‪ .‬وأيده بتصريح القاضي به في ستر‬

‫] ‪[ 228‬‬
‫العورة‪ .‬وفيه نظر‪ .‬ا‍ه تحفة‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في آخر بسساب صسسلة شسسدة‬
‫الخوف‪) .‬قوله‪ :‬صلة شدة الخوف( وهسسي أن يصسسلي كيسسف شسساء‪ ،‬راكبسسا أو ماشسسيا‪،‬‬
‫مستقبل أو غير مستقبل‪) .‬قوله‪ :‬وأنه يلزمه الترك( أي ترك الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬حسستى‬
‫يخرج منها أي إلى أن يخرج من الرض المغصوبة‪) .‬قوله‪ :‬كما له تركها إلخ( أي‬
‫كما أنه يجوز له ترك الصلة لجل تخليص ماله لو أخذ منه‪) .‬قوله‪ :‬بل أولسسى( أي‬
‫بسسل تركهسسا فسسي الرض المغصسسوبة أولسسى مسسن تركهسسا لتخليسسص مسساله‪ ،‬لن الول‬
‫للتخليص من المعصية بخلف الثاني‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومن ثم صسسرح بعضسسهم بسسأن‬
‫من رأى حيوانا محترما يقصده ظالم‪ ،‬أي ول يخشى منه قتال أو نحسوه‪ ،‬أو يغسسرق‪،‬‬
‫لزمه تخليصسه وتأخيرهسسا وإبطالهسسا إن كسان فيهسسا‪ ،‬أو مسسال جساز لسه ذلسسك وكسره لسه‬
‫تركها‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( بقي من مكروهات الصلة أمور منها‪ :‬القعسساء‪ ،‬وهسسو أن يجلسسس‬
‫كالكلب‪ .‬بأن تكون أليتاه مع يديه في الرض وينصب سسساقيه‪ .‬ومنهسسا‪ :‬كسسف شسسعره‬
‫أو ثوبه بل حاجة‪ ،‬لنه )ص( أمر بأن ل يكفهما ليسسسجدا معسسه‪ .‬ووضسسع يسسديه علسسى‬
‫فمه بل حاجة‪ ،‬للنهي عنه‪ ،‬أما إذا كان لحاجة كالتثسساؤب فسسسنة‪ ،‬لخسسبر صسسحيح فيسسه‪.‬‬
‫والصلة خلف أقلف وموسوس وولد زنا‪ ،‬وافتراش السبع فسسي السسسجود‪ ،‬والسسسراع‬
‫بسسأن يقتصسر علسى أقسل السسواجب‪ ،‬والتلثسسم للرجسل والتنقسسب لغيسره‪ .‬وقسد نظسم معظسم‬
‫المكروهات ابن رسلن في زبده بقوله‪ :‬مكروهها بكسسف ثسسوب أو شسسعر * * ورفعسسه‬
‫إلى السسماء بالبصسر ووضسعه يسدا علسى خاصسرته * * ومسسح تسرب وحصسى عسن‬
‫جبهته وحطه اليدين في الكمام * * في حالة السجود والحرام والنقر فسسي السسسجود‬
‫كالغراب * * وجلسة القعاء كالكلب تكون أليتاه مع يديه * * بالرض لكن ناصبا‬
‫ساقيه واللتفات ل لحاجسة لسه * * والبصسق لليميسن أو للقبلسه والس سسبحانه وتعسالى‬
‫أعلم‪ .‬فصل فسسي أبعسساض الصسسلة أي فسسي بيسسان السسسنن السستي تجسسبر بالسسسجود‪ .‬وإنمسسا‬
‫سميت أبعاضا لنها لما تأكدت بالجبر أشبهت البعض الحقيقسي‪ ،‬كمسا سسيذكره‪ .‬وقسد‬
‫نظمها ابن رسلن في قسسوله‪ :‬أبعاضسسها تشسسهد إذ تبتسسديه * * ثسسم القعسسود وصسسلة الس‬
‫فيهش على النبي وآله في الخر * * ثم القنوت وقيام القادر في العتدال الثسسان مسسن‬
‫صبح وفي * * وتر لشهر الصوم إن ينتصف )قوله‪ :‬ومقتضسسي( بكسسسر الضسساد‪ ،‬أي‬
‫سببه‪ .‬وهو مفرد مضاف فيعم أسبابه الخمسة وهي‪ :‬ترك بعسسض‪ ،‬وسسسهو مسسا يبطسسل‬
‫عمده فقط‪ ،‬ونقل قولي غير مبطل‪ ،‬والشك فسسي تسسرك بعسسض معيسسن هسسل فعلسسه أم ل‪،‬‬
‫وإيقاع الفعل مع الشك في زيادته‪ .‬وقوله‪ :‬سسسجود السسسهو الضسسافة فيسسه مسسن إضسسافة‬
‫المسبب إلى السبب‪ ،‬أي سسسجود سسسببه السسسهو‪ .‬وهسسذا جسسري علسسى الغسسالب‪ ،‬وإل فقسسد‬
‫يكون سببه عمدا‪ .‬وقد صسسار الن حقيقسسة عرفيسسة لجسسبر الخلسسل الواقسسع فسسي الصسسلة‪،‬‬
‫سواء كان سهوا أو عمدا‪ .‬قسسال سسسم علسسى حجسسر‪ :‬هسسو ‪ -‬أعنسسى السسسهو ‪ -‬جسسائز علسسى‬
‫النبياء بخلف النسيان لنه نقص‪ .‬وما فسسي الخبسسار مسسن نسسسبة النسسسيان إليسسه عليسسه‬
‫أفضل الصلة والسلم فالمراد بالنسيان فيه السهو‪ .‬وفي شرح المواقف‪ :‬الفرق بيسسن‬
‫السهو والنسيان أن الول زوال الصورة‬

‫] ‪[ 229‬‬
‫عن المدركة مع بقائها في الحافظة‪ ،‬والنسيان زوالها عنهما معسسا‪ .‬فيحتسساج فسسي‬
‫حصولها إلى سبب جديد‪ .‬ا‍ه‪ .‬فإن قيل‪ :‬كيف سسسها )ص( مسسع أنسسه ل يقسسع السسسهو إل‬
‫من القلب الغافل اللهي ؟ أجيب بأنه غاب عن كل ما سوى السس‪ ،‬فسسسها عسسن غيسسره‬
‫تعالى واشتغل بتعظيم ال فقط‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬يا سسسائلي عسسن رسسسول ال س‬
‫كيف سها * * والسهو من كل قلب غافل لهي قد غاب عن كل شئ سره فسها * *‬
‫عما سوى ال فالتعظيم ل )قسسوله‪ :‬تسسسن سسسجدتان( أي إل لمسسام جمسسع كسسثير يخشسسى‬
‫التشويش عليهم بعدم سجودهم معه‪ ،‬وإنما لم تجسسب لنسسه ينسسوب عسسن المسسسنون دون‬
‫المفروض‪ ،‬والبدل إما كمبدله أو أخسسف منسسه‪ ،‬وأمسسا قسسوله )ص(‪ :‬فليسسسجد سسسجدتين‪.‬‬
‫فمصروف عن الوجوب لظاهر الخبر التي‪ :‬وإنمسسا وجسسب جسسبران الحسج لنسه بسدل‬
‫عن واجب فكان واجبا‪) .‬قوله‪ :‬وإن كثر السهو( أي تعدد‪ ،‬سواء كان فسسي فسسرض أو‬
‫نافلة‪ ،‬ما عدا صلة الجنازة فل يسسسن فيهسسا‪ ،‬بسسل إن فعلسسه فيهسسا عامسسدا عالمسسا بطلسست‬
‫صلته‪ .‬وشمل ذلك ما لو سها في سجدة التلوة خارج الصسسلة فيسسسجد للسسسهو‪ ،‬ول‬
‫مانع من جبران الشئ بأكثر منه‪ .‬ومثلهسسا سسسجدة الشسسكر‪) .‬قسسوله‪ :‬وهمسسا( أي سسسجدتا‬
‫السهو‪ .‬وقوله‪ :‬بينهما أي السجدتين‪) .‬قوله‪ :‬كسجود إلخ( لسسو قسسال كسسسجدتي الصسسلة‬
‫والجلوس بينهما لكان أخصر‪) .‬قوله‪ :‬واجباتها الثلثة( المقام للضمار‪ .‬فالولى في‬
‫واجباتها وهي الطمأنينة‪ ،‬وأن يسجد على سبعة أعظسسم‪ ،‬وأن يسسستقر جالسسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ومندوباتها( أي الثلثة‪ .‬وقوله‪ :‬السابقة صفة لكل من الواجبات والمندوبات‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫كالذكر فيها( تمثيل للمندوبات‪ .‬أي كالذكر الوارد في الثلثة‪ ،‬مسسن التسسسبيحات ورب‬
‫اغفر لي وارحمني واجبرني وعسسافني واعسسف عنسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل يقسسول( أي بسسدل‬
‫السسذكر السسوارد‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيهمسسا أي فسسي السسسجدتين فقسسط‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي التسسسبيح‬
‫المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬لئق بالحال أي مناسب لحال السسساهي‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬لكسسن‪ ،‬إن‬
‫سسسسها ل إن تعمسسسد‪ ،‬لن اللئق حينئذ السسسستغفار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسسوله‪ :‬وتجسسسب نيسسسة إلسسسخ(‬
‫كالستدراك من التشبيه السابق‪ ،‬لن مقتضاه عدم وجوبها‪ ،‬وهي واجبة على المام‬
‫والمنفرد دون المأموم‪ .‬كما صرح به فسسي التحفسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬وقضسسية التشسسبيه أنسسه ل‬
‫تجب نية سجود السسسهو‪ ،‬وهسسو قيسساس عسسدم وجسسوب نيسسة سسسجدة التلوة‪ ،‬لكسسن السسوجه‬
‫الفرق‪ ،‬فإن سببها القراءة المطلوبة في الصلة فشملتها نيتها ابتداء من هذه الحيثية‪.‬‬
‫وأما سجود السهو فليس سببه مطلوبا فيها‪ ،‬وإنما هو منهسسي عنسسه‪ ،‬فلسسم تشسسمله نيتهسسا‬
‫ابتداء فوجبت‪ ،‬أي على المام والمنفرد دون المسسأموم كمسسا هسسو واضسسح‪ ،‬لن أفعسساله‬
‫تنصرف لمحض المتابعة بل نية منه‪ .‬وقد أمر أنه يلزمه موافقته فيه وإن لم يعرف‬
‫سهوه‪ ،‬فكيف تتصور نيتسسه لسسه حينئذ‪ .‬ا‍ه بحسسذف‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن يقصسسده( أي السسسجود‬
‫بقلبه‪ ،‬ول يجوز له أن يتلفظ بما قصده‪ ،‬فلو تلفظ به بطلسست صسسلته‪ .‬كمسسا اسسستوجهه‬
‫في التحفة والنهاية وعلله بعدم الضطرار إليه‪ .‬وقوله‪ :‬عن السهو أي وعمسسا تعمسسده‬
‫من الترك‪ .‬وقسسوله‪ :‬عنسسد شسسروعه فيسسه يعنسسي أن النيسسة تجسسب مقارنتهسسا للشسسروع فسسي‬
‫السجود إذ ل تكبير فيه للتحرم حتى يجب قرنها به‪) .‬قسوله‪ :‬لسترك بعسض( أي يقينسا‬
‫كما يدل عليه قوله التي ولشسسك فيسسه‪ .‬وإنمسسا سسسن السسسجود حينئذ لن البعسساض مسسن‬
‫الشعائر الظاهرة المختص طلبها بالصلة‪) .‬قوله‪ :‬ولو عمدا( الغاية للسسرد علسسى مسسن‬
‫يقول بعدم سجوده حين إذ تركه عمدا لتقصيره بتفويته السسسنة علسسى نفسسسه‪ .‬قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬وردوا هذا القيل بأن خلل العمد أكثر فكان إلى الجسبر أحسوج‪ ،‬كالقتسل العمسد‬
‫بالنسبة إلى الكفارة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن سسسجد إلسسخ( مفهسسوم قسسوله لسسترك بعسسض‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لسسترك غيسسر بعسسض أي مسسن الهيسسآت‪ ،‬كتسسسبيحات الركسسوع والسسسجود‪ ،‬وتكسسبيرات‬
‫النتقالت‪ ،‬وقراءة السورة والتعوذ ودعاء الفتتاح‪ .‬وقوله‪ :‬عالما عامدا خرج به ما‬
‫إذا سسجد جساهل بعسدم سسنية السسسجود لسسترك الهيسسآت‪ ،‬أو ناسسيا ذلسك‪ ،‬فسإنه ل تبطسل‬
‫صلته‪ ،‬لكن يحصل بهذا السجود خلسسل فسسي الصسسلة فيجسسبره بسسسجود آخسسر‪ ،‬لنسه ل‬
‫يجبر نفسه وإنما يجبر ما قبله وما بعده وما فيه‪ .‬وصسورة جسسبره لمسا قبلسه أن يتكلسم‬
‫كلما قليل ناسيا ثم يسجد‪ .‬وصورة جبره لما بعده أن يسجد‬

‫] ‪[ 230‬‬
‫للسهو السابق ثم يتكلم بكلم قليل ناسيا‪ .‬وصسسورة جسسبره لمسسا يحصسسل فيسسه مسسن‬
‫السهو أن يسجد له ثم يتكلم فيه بكلم قليل ناسسسيا فل يسسسجد ثانيسسا لنسسه ل يسسأمن مسسن‬
‫وقوع مثل ذلك في السجود الثاني‪ ،‬وهكذا فيتسلسل‪ .‬وكذلك لو سسسجد ثلث سسسجدات‬
‫ناسيا فل يسجد ثانيا للتعليل المذكور‪ .‬وهذه المسألة هي التي سأل عنها أبسسو يوسسسف‬
‫صاحب أبي حنيفة الكسائي إمام أهل الكوفة حين ادعى أن من تبحر في علم اهتدى‬
‫به إلى سائر العلوم‪ ،‬فقال له أبو يوسف‪ :‬أنت إمام فسسي النحسسو والدب‪ ،‬فهسسل تهتسسدي‬
‫إلى الفقه ؟ فقال‪ :‬سل ما شئت‪ .‬فقال‪ :‬لو سجد سجود السهو ثلثا هسسل يسسسجد ثانيسسا ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬لن المصغر ل يصغر‪ .‬وتوجيهه أن المصغر زيسسد فيسسه حسسرف التصسسغير‪،‬‬
‫كدريهم في درهسسم‪ ،‬ونصسوا علسى أن المصسغر ل يصسسغر ثانيسا‪ .‬ومعلسسوم أن سسسجود‬
‫السهو سجدتان فإذا زيد فيه سجدة فقد أشسسبه المصسسغر فسسي الزيسسادة‪ ،‬فيمتنسسع السسسجود‬
‫ثانيا كما يمتنع التصغير ثانيا‪) .‬قوله‪ :‬وهو تشهد أول( أي ذلسسك البعسسض السسذي يسسسن‬
‫السجود لتركه تشهد أول‪ ،‬وذلك لنه )ص( تركه ناسيا وسجد للسهو قبسسل أن يسسسلم‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬أي السسواجب إلسسخ( تفسسسير مسسراد‪ ،‬أي أن المسسراد بالتشسسهد الول هنسسا ألفسساظه‬
‫الواجبة في التشهد الخير‪ ،‬وهي التحيات ل‪ ،‬سسسلم عليسسك أيهسسا النسسبي ورحمسسة الس‬
‫وبركاته‪ ،‬سلم علينا وعلى عباد ال الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال س وأن محمسسدا‬
‫رسول ال‪ .‬فلو ترك من هسذه شسسيئا سسسجد للسسهو‪ ،‬ولسو تسسرك ممسسا زاد علسى هسسذه ل‬
‫يسجد له‪) .‬قوله‪ :‬أو بعضه( أي بعض الواجب‪ .‬وقسسوله‪ :‬ولسسو كلمسسة كسسالواو مسسن وأن‬
‫محمسسدا‪ ،‬إلسسخ‪) .‬قسوله‪ :‬وقعسوده( أي التشسهد‪ ،‬فهسسو بعسسض مسن البعساض قياسسسا علسى‬
‫التشهد‪) .‬قوله‪ :‬وصورة تركه وحده إلخ( ذكر ذلك ليدفع به ما قد يقال إنه ل يحتسساج‬
‫لعد القعود للتشهد من البعاض‪ ،‬إذ يلزم من ترك القعود ترك التشسسهد‪ ،‬إذ ل يجسسزئ‬
‫في غيره‪ .‬ومثله قيام القنوت‪ .‬وحاصل الدفع أنه ل يلزم ذلك بسسل قسسد يتصسسور طلسسب‬
‫السجود لجل ترك قعود التشهد‪ ،‬أو قيام القنوت وحده فيما إذا لم يحسسسن التشسسهد أو‬
‫القنوت‪ ،‬فيسن في حقه حينئذ أن يجلسسس ويقسسف بقسسدرهما‪ .‬فسسإن فعسسل ذلسسك لسسم يسسسجد‬
‫للسهو‪ ،‬وإل سجد لترك القيام أو الجلوس وحده‪ .‬وقوله‪ :‬كقيسسام القنسسوت أي كصسسورة‬
‫تسسرك قيسسام القنسسوت وحسسده‪ .‬وقسسوله‪ :‬أي ل يحسسسنهما أي التشسسهد والقنسسوت‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بقدرهما( أي التشهد والقنوت‪) .‬قوله‪ :‬فإذا ترك أحدهما( أي الجلوس فسسي التشسسهد أو‬
‫القيسسام فسسي القنسسوت‪) .‬قسسوله‪ :‬وقنسسوت راتسسب( معطسسوف علسسى تشسسهد أول‪ ،‬فهسسو مسسن‬
‫البعاض‪) .‬قوله‪ :‬أو بعضه( أي بعض القنوت‪ ،‬ولو حرفا واحسسدا كالفسساء فسسي فإنسسك‪،‬‬
‫والواو في وأنه‪ .‬فإن قلسست إن كلمسسات القنسسوت ليسسست متعينسسة بحيسسث لسسو أبسسدلها بآيسسة‬
‫لكفى‪ .‬قلت‪ :‬إنه بشروعه في القنوت يتعين لداء السنة ما لم يعسسدل إلسسى بسسدله‪ ،‬ولن‬
‫ذكر الوارد على نوع من الخلسسل يحتسساج إلسسى الجسسبر‪ ،‬بخلف مسسا يسسأتي بسسه مسسن قبسسل‬
‫نفسسسه‪ ،‬فسسإن قليلسسه ككسسثيرة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي القنسسوت الراتسسب‪) .‬قسسوله‪ :‬دون قنسسوت‬
‫النازلة( مفهوم قوله‪ :‬راتب‪ .‬وإنما لم يسسسن السسسجود لسستركه لنسسه سسسنة عارضسسة فسسي‬
‫الصلة يزول بزوال تلك النازلة‪ ،‬فلم يتأكسسد شسسأنه بسسالجبر‪ .‬ا‍ه م ر‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسامه(‬
‫أي القنوت‪ ،‬فهو من البعاض تبعا لسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسجد تسسارك القنسسوت تبعسسا لمسسامه‬
‫الحنفي( مقتضاه أنه لو أتى المأموم به وأدرك المسسام فسسي السسسجود ل يسسسجد وليسسس‬
‫كذلك بل يسجد أيضا لترك إمامه له‪ .‬ومثله ما لو اقتسسدى شسسافعي بحنفسسي فسسي إحسسدى‬
‫الخمس فإنه يسجد للسهو لترك إمسسامه الصسسلة علسسى النسسبي فسسي التشسسهد الول لنهسسا‬
‫عنده منهي عنها‪ .‬وقوله‪ :‬أو لقتدائه فسسي صسسبح إلسسخ أي ويسسسجد تسسارك القنسسوت فسسي‬
‫صبح لقتدائه بمصلي السنة‪ .‬ومقتضاه أنه لو تمكن من القنوت وأتسسى بسسه ل يسسسجد‪،‬‬
‫وهو كذلك لن المام ل قنوت عليه في هذه الصسسورة فلسسم يوجسسد منسسه خلسسل يتطسسرق‬
‫للمأموم‪ ،‬بخلفه في الصورة الولى فإنه عليه باعتبار اعتقاد المأموم‪ .‬وقوله‪ :‬علسسى‬
‫الوجه فيهما أي يسجد تارك القنوت‬

‫] ‪[ 231‬‬
‫على الوجه في الصورتين‪ .‬وهذا ما جرى عليه م ر‪ .‬وصرح ابن حجسسر فسسي‬
‫فتح الجواد في الصورة الثانية بعدم السجود‪ ،‬وعلله بأن المام يتحمله ول خلسسل فسسي‬
‫صلته‪ .‬وكلمه في التحفة محتمل‪ ،‬والمتبادر من عبارته عدم السجود مطلقا سسسواء‬
‫ترك القنوت أو أتى به‪ .‬ولفظ التحفة‪ :‬ولو اقتدى شافعي بحنفي فسسي الصسسبح وأمكنسسه‬
‫أن يأتي به ويلحقه في السجدة الولى فعله‪ ،‬وإل فل‪ .‬وعلى كل يسسسجد للسسسهو علسسى‬
‫المنقول المعتمد بعد سلم إمامه‪ ،‬لنه بتركه له لحقه سهوه في اعتقاده‪ ،‬بخلفسسه فسسي‬
‫نحو سنة الصبح إذ ل قنوت يتوجه على المام في اعتقاد المأموم فلسسم يحصسسل منسسه‬
‫ما ينزل منزلة السهو‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬بخلفه في نحو سنة الصبح‪ ،‬يحتمل أن‬
‫معناه أنه ل سجود هنا مطلقا‪ ،‬وهو المتبادر من عبارته‪ .‬وكأن وجهه أنه إذا أتى به‬
‫بأن أمكنه مع التيسسان بسسه إدراك المسسام فسسي السسسجدة الولسسى فواضسسح‪ ،‬وإل فالمسسام‬
‫يتحمله‪ ،‬ول خلل في صلة المام لعدم مشروعية القنوت له‪ ،‬ويحتمل أن معناه أنسسه‬
‫إذا أتى به فل سجود لعدم الخلل في صلته بالتيسسان بسسه‪ ،‬وفسسي صسسلة المسسام بعسسدم‬
‫مشروعيته له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وصلة على النبي إلخ( معطسسوف علسسى تشسسهد أول‪ ،‬فهسسي‬
‫من البعاض‪ .‬والمراد الواجب منها في التشهد الخيسسر‪ ،‬أخسسذا ممسسا مسسر فسسي التشسسهد‬
‫الول‪ .‬وإنما سن السجود بتركها لنها ذكر يجب التيان به في الخير فسجد لتركه‬
‫فسسي الول‪ .‬وقيسس بسه القنسسوت والجلسسوس لهسسا فسسي التشسهد‪ .‬والقيسام لهسسا فسسي القنسوت‬
‫كالقعود للتشهد الول والقيام للقنوت‪ ،‬فيكونان من البعسساض‪) .‬قسسوله‪ :‬وصسسلة علسسى‬
‫آل( أي فهي من البعاض‪ ،‬ومثلها القيام لها في القنسسوت والجلسسوس لهسسا فسسي التشسسهد‬
‫الخير‪ ،‬فهمسسا مسن البعسساض أيضسا‪) .‬قسوله‪ :‬وقنسوت( أي وبعسد قنسسوت‪ .‬فهسو بسسالجر‬
‫معطوف على تشهد أخير‪) .‬قوله‪ :‬وصورة السسسجود لسسترك الصسسلة علسسى الل إلسسخ(‬
‫دفع به استشكال تصوره بسسأنه إن علسم تركهسسا قبسسل السسسلم أتسسى بهسسا‪ ،‬إذ محلهسسا قبسسل‬
‫السلم كسجود السهو‪ ،‬أو علم تركها بعد السلم فات محل السجود‪ .‬كما نسسص عليسسه‬
‫ع ش‪ ،‬وعبسسارته‪ :‬وجسسه تصسسويره بسسذلك كمسسا وافسسق عليسسه م ر‪ :‬أنسسه تركسسه هسسو ‪ -‬أي‬
‫المأموم ‪ -‬فإن كان عمدا أتى به ول سجود‪ ،‬أو سهوا فإن تذكره قبل السلم فكسسذلك‪،‬‬
‫وإن سلم قبل تذكره فل جائز أن يعود إليه‪ ،‬لنا لم نرهسسم جسسوزوا العسسود لسسسنة غيسسر‬
‫سجود السهو‪ .‬ول أن يعود إلى السجود السهو عنه لنه إذا عسساد صسسار فسسي الصسسلة‬
‫فينبغي أن يأتي بالمتروك‪ ،‬ول يتأتى السجود لتركه‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه سسسم علسسى المنهسسج‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لقربها بالجبر( أي بسببه‪ .‬فالباء سببية‪ .‬وقوله‪ :‬بالسجود قسسال البجيرمسسي‪:‬‬
‫لعل الولى حسذفه كمسا صسنع م ر‪ ،‬لن الجسامع مطلسق الجسبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذلسك لن جسبر‬
‫الركسسان بالتسسدارك وجسسبر البعسساض بالسسسجود‪ ،‬فسساختلف المجبسسور بسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن‬
‫الركان متعلق بقربها‪ ،‬وهي أبعاض للصلة حقيقسسة‪) .‬قسوله‪ :‬ولشسسك إلسسخ( معطسسوف‬
‫على لترك بعض‪ ،‬أي تسن سجدتان لشك في ترك‪ ...‬إلخ‪ .‬وقسسوله‪ :‬ممسسا مسسر أي مسسن‬
‫التشهد الول وقعوده‪ ،‬والقنوت وقيامه‪ ،‬ونحسو ذلسك‪ .‬وقسوله‪ :‬معيسن كسالقنوت أي أو‬
‫التشهد‪ .‬فإذا شك هل أتى بالقنوت أو ل ؟ أو هل أتى بالتشسسهد أو ل ؟ سسسجد للسسسهو‪،‬‬
‫لن الصل عدم الفعل‪ .‬وخرج بالمعين المبهم‪ ،‬وهو صسسادق بثلث صسسور‪ :‬بمسسا إذا‬
‫تيقن ترك بعض وشك هل هو القنوت أم ل‪ ،‬وبما إذا شك هل أتى بجيمع البعسساض‬
‫أم ل‪ ،‬وبما إذا شك في ترك مندوب وشسسك هسسل هسسو مسسن البعسساض أو مسسن الهيسسآت‪.‬‬
‫ومفاده أنه ل يسجد فيها كلها‪ ،‬وليس كذلك‪ .‬بل يسجد في الصورة الولى بالتفسساق‪،‬‬
‫لعلمه بمقتضى السجود فيها‪ .‬ول‬

‫] ‪[ 232‬‬
‫يسجد في الصورة الثالثة بالتفسساق‪ ،‬وأمسسا الصسسورة الثانيسسة ففيهسسا خلف‪ ،‬فقيسسل‬
‫بالسسسجود وقيسسل بعسسدمه‪ .‬انظسسر ع ش والبجيرمسسي علسسى شسسرح المنهسسج‪) .‬قسسوله‪ :‬لن‬
‫الصل عدم فعله( علة لسنية السجود عند الشك في تسسرك بعسسض‪) .‬قسسوله ولسسو نسسسي‬
‫منفرد أو إمسسام( جعلسسه الفاعسسل مسسا ذكسسر ل يلقسسي قسسوله التسسي ول إن عسساد مأمومسسا‪،‬‬
‫لنحلل المعنى عليه‪ ،‬ول إن عاد منفرد أو إمام مأموما‪ .‬ول معنسسى لسسه‪ ،‬فالمناسسسب‬
‫أن يجعله المصلي مطلقا‪ ،‬أو يقول فيما يأتي‪ ،‬أما المسسأموم إلسسخ‪ ،‬ليصسسير مقسسابل لسسه‪،‬‬
‫فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬بعضسا( مفعسول نسسي‪ .‬وقسوله‪ :‬كتشسهد إلسخ تمثيسل لسه‪) .‬قسوله‪ :‬وتلبسس‬
‫بفرض( أي بأن وصل إلى حد يجزئه في القيام أو في السجود‪) .‬قوله‪ :‬من قيام( أي‬
‫انتصاب‪ .‬وهو بيان للفرض المتلبس به‪ .‬وفي البجيرمسسي مسسا نصسه‪ :‬قسسال الشسسوبري‪:‬‬
‫قوله‪ :‬من قيام‪ ،‬أي أو بدله‪ .‬كأن شرع في القراءة من يصلي قاعدا في الثالثة فتبطل‬
‫صلته بالعود للتشهد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يجز له( أي لمن نسي بعضا‪ ،‬وهو جسسواب لسسو‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬العود إليه أي إلى ذلك البعض المنسي‪ .‬وإنما لسسم يجسسز العسسود لمسسا صسسح مسسن‬
‫الخبار‪ ،‬ولتلبسه بفرض فعلي يقطعسسه لجسسل سسسنة‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن عسساد لسسه( أي لسسذلك‬
‫البعض المنسي‪ .‬وقوله‪ :‬بعد انتصاب أي بالنسبة للتشهد‪ .‬وقوله‪ :‬أو وضع جبهته أي‬
‫بالنسبة للقنوت‪ .‬وقوله‪ :‬بتحريمه أي العسسود‪) .‬قسسوله‪ :‬لقطعسسه فرضسسا لنفسسل( أي لجسسل‬
‫نفل‪ .‬أي ولنه زاد فعل من غير عذر‪ ،‬وهو مخل بهيئة الصلة‪) .‬قسسوله‪ :‬ل إن عسساد‬
‫له إلخ( أي ل تبطل إن عاد لذلك البعض جاهل تحريمه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن كسسان مخالطسسا‬
‫لنا( أي ل تبطل بعوده إذا كان جاهل‪ ،‬وإن لم يكن معذورا بأن كان مخالطا لنا‪ ،‬أي‬
‫لعلمائنا‪ .‬أي أو لم يكن قريسسب عهسسد بالسسسلم‪) .‬قسسوله‪ :‬لن هسسذا( أي بطلن الصسسلة‬
‫بالعود المذكور‪ ،‬وهو تعليسسل للغايسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬ممسسا يخفسسى علسسى العسسوام أي لنسسه مسسن‬
‫الدقائق‪ .‬قال ح ل‪ :‬ول نظر لكونهم مقصرين بترك التعلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسذا ناسسسيا(‬
‫أي وكسسذلك ل تبطسسل إن عسساد ناسسسيا أنسسه فسسي الصسسلة‪ ،‬أي أو ناسسسيا حرمسسة عسسوده‪،‬‬
‫واستشكل عوده للتشهد أو للقنوت مع نسيانه للصلة‪ ،‬لن يلزم من عوده للتشسسهد أو‬
‫للقنوت تذكر أنه فيها‪ ،‬لن كل منهما ل يكون إل فيهسسا‪ .‬وأجيسسب بسسأن المسسراد بعسسوده‬
‫للتشهد أو القنوت عوده لمحلهما‪ ،‬وهو ممكن مع نسيان أنه فيهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬فل تبطسسل‬
‫لعذره( أي بالجهل أو بالنسيان‪) .‬قوله‪ :‬ويلزمه العود إلخ( أي أنه إذا عاد جسساهل أو‬
‫ناسيا للتشهد أو للقنوت‪ .‬ثم تذكر فيهما‪ ،‬أو علم أن العود حرام‪ ،‬يجب عليه فورا أن‬
‫يرجع لما كسسان عليسسه قبسسل العسسود ناسسسيا أو جسساهل‪ ،‬وهسسو القيسسام فسسي صسسورة التشسسهد‬
‫والسجود في صورة القنوت‪ .‬وكتب البجيرمي ما نصسسه‪ :‬قسسوله‪ :‬ويلزمسسه العسسود‪ ،‬أي‬
‫فورا‪ .‬أي لما كان عليه قبل العود ناسيا‪ ،‬ومقتضاه أنه يعود للسسسجود وإن اطمسسأن أو‬
‫ل‪ ،‬مع أنه يلزم عليه تكرير الركن الفعلسسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن يسسسجد( مرتبسسط‬
‫بقوله ل إن عاد له جاهل‪ ،‬أي يسجد للسهو فيما إذا عاد جسساهل‪ .‬ومثلسسه مسسا إذا كسسان‬
‫ناسيا‪) .‬قوله‪ :‬لزيادة قعود إلخ( أي وهي ممسسا يبطسسل عمسسده‪ ،‬فيسسسن السسسجود لسسسهوه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو اعتدال أي انتصاب للقنوت‪) .‬وقوله‪ :‬في غير محله( أي لن محل القعود‬
‫قبل القيام‪ ،‬فلما قام زال محله‪ .‬ومحسل القنسوت قبسسل السسجود فلمسسا سسسجد زال محلسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول إن عاد مأموما( أي ول تبطل إن عسساد مأمومسسا‪ .‬وقسسد علمسست مسسا فيسسه فل‬
‫تغفل‪) .‬قوله‪ :‬فل تبطل صلته إذا انتصب أو سجد وحده‪ ،‬إلخ( حاصل الكلم عليسسه‬
‫أن المأموم إذا ترك التشهد وحسسده وانتصسسب أو تسسرك القنسسوت وسسسجد ثسسم عسساد لسسه ل‬
‫تبطل صلته‪ ،‬بل يتعين عليه العود إن كان انتصابه أو سجوده نسيانا لمتابعة المام‬
‫لنها فرض‪ ،‬وهي آكد من تلبسه بالفرض‪ .‬وإن كان عمسسدا ل يتعيسسن عليسه ذلسسك بسسل‬
‫يسن‪ .‬والفرق بين العامد والناسي أن الول له غسسرض صسسحيح بانتقسساله مسسن واجسسب‬
‫إلى واجب فاعتد بفعله وخير بين العود وعدمه‪ .‬بخلف الثسساني فسسإن فعلسسه وقسسع مسسن‬
‫غير قصد فكأنه لم يفعل شيئا‪ .‬فإن ترك المسسام التشسسهد وانتصسسب قائمسسا يجسسب علسسى‬
‫المأموم أن ينتصب معه وإل بطلت صلته لفحسسش المخالفسسة‪ ،‬فسسإن عسساد المسسام بعسسد‬
‫انتصابه لم تجز‬

‫] ‪[ 233‬‬
‫موافقته لنه إما عامد فصلته باطلة‪ ،‬أو ساه وهو ل يجوز موافقته‪ .‬بسسل يقسسوم‬
‫المأموم إن لم يكن قد قام فورا وينتظره قائما حمل لعوده على السهو أو الجهسسل‪ ،‬أو‬
‫يفارقه وهي أولى‪ ،‬أو ترك القنوت ل يجب على المأموم أن يتركه بل له أن يتخلف‬
‫ليقنت إذا علم أنه يلحقه في السجدة الولسى‪ .‬والفسرق بيسن القنسوت والتشسهد أنسه فسي‬
‫الول لم يحدث في تخلفه وقوفا لم يفعله إمامه‪ ،‬بخلفه في الثاني فإنه أحدث جلوسا‬
‫للتشهد لم يفعله إمامه‪) .‬قوله‪ :‬سهوا( مرتبط بكل من قوله انتصب وقسوله‪ :‬أو سسجد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل عليسسه( أي بسسل يجسسب عليسسه‪ ،‬إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬لوجسسوب متابعسسة المسسام( تعليسسل‬
‫لوجوب العسسود علسسى المسسأموم الناسسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬بطلسست صسسلته إن لسسم ينسسو مفسسارقته(‬
‫مفهومه أنه إن نواها ولسسم يعسسد ل تبطسسل صسسلته مطلقسسا‪ ،‬سسسواء كسسان فسسي التشسسهد أو‬
‫القنوت‪ ،‬كما هو سياق كلمه‪ .‬فإنه عام فيهما‪ ،‬وحينئذ يخالف ما سسسينقله عسسن شسسيخه‬
‫بالنسبة للقنوت مسن أنسه يعسود وإن نسوى المفارقسة‪ .‬ويمكسن أن يخسص هسذا المفهسوم‬
‫بالتشهد‪ ،‬والمفهوم إذا كان فيه تفصيل ل اعتراض عليه‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا تعمسسد ذلسسك(‬
‫أي النتصاب أو السجود‪ ،‬وهو مقابل قوله‪ :‬سهوا وقوله‪ :‬فل يلزمه العسسود‪ ،‬أي لمسسا‬
‫تعمد تركه من التشهد أو القنوت‪ .‬وقد علمت الفرق بين العامسسد والسسساهي فتنبسسه لسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل يسن( أي العسسود‪ ،‬والضسسراب انتقسسالي‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسه أي لمسسن تعمسسد تركسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما إذا ركع مثل قبل إمامه( أي فإنه يسن له العسسود إذا تعمسسد الركسسوع قبلسسه‪.‬‬
‫فالكاف للتنظير في سنية العود في هذه الحالسسة‪ .‬أمسسا إذا ركسسع قبلسسه ناسسسيا فل يلزمسسه‬
‫العود ول يسن منه بل يتخير‪) .‬قوله‪ :‬ولو لسم يعلسم السساهي( أي ولسو لسم يتسذكر أنسه‬
‫ترك التشهد حتى قام إمامه منه لم يعد له‪ .‬قسسال سسسم‪ :‬فسسإن عسساد عامسسدا عالمسسا بطلسست‬
‫صلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولم يحسب ما قرأه( أي من الفاتحسسة‪ ،‬فيجسسب عليسسه إعسسادته‪ .‬قسسال‬
‫سم‪ :‬جزم بذلك في شرح الروض‪ ،‬واعتمده م ر‪ .‬وخرج مسسن تعمسسد القيسسام‪ ،‬فظسساهره‬
‫أنه يحسب له ما قرأه قبل إمامه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبذلك يعلم( أي بعسسدم حسسسبان مسسا قسسرأه‬
‫قبل قيام المام يعلم‪ ،‬إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬فيلزمه العود للعتدال مفسسرع علسسى عسدم العتسداد‬
‫بما فعله‪ .‬والمراد لزوم العود عليه مطلقا ولو فارق المام موضع القنوت‪ .‬فإن قلت‬
‫إن هذا يخالف قولهم‪ :‬ولو لم يعلم الساهي حتى قام إمامه من التشهد لسسم يعسسد‪ .‬قلسست‪:‬‬
‫يفرق بأن ما نحن فيه المخالفة فيه أفحش فلم يعتد بفعلسه مطلقسا‪ ،‬بخلف قيسامه قبلسه‬
‫وهو في التشهد‪ ،‬فلم يلزمه العود إل حيث لم يقسم المسسام‪ .‬وقسوله‪ :‬وإن فسسارق المسسام‬
‫أي أو بطلت صلته‪ ،‬كما في سم‪ .‬والمعتمد عند الرملي أنه يجب عليه العود إذا لسسم‬
‫ينو المفارقة‪ .‬ول فرق في ذلك بين التشهد والقنوت‪ .‬قال الكسسردي‪ :‬وكلم المجمسسوع‬
‫والتحقيق والجسسواهر يؤيسسد كلم الرملسسي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أخسسذا مسسن قسسولهم إلسسخ( مرتبسسط‬
‫بالغاية‪ .‬وقوله‪ :‬لو ظن أي المسبوق‪ .‬فضميره يعود على معلسسوم مسسن المقسسام‪ ،‬ومثلسسه‬
‫ضمير الفعلين بعده‪ .‬وقوله‪ :‬أنه أي المام‪) .‬وقسسوله‪ :‬لزمسسه( جسسواب لسسو‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫يسقط( أي القعود‪ .‬وهو محل الخذ‪ .‬وقوله‪ :‬وإن جازت أي نية المفارقة‪ ،‬ولكنهسسا ل‬
‫تفيده شيئا‪) .‬قوله‪ :‬لن قيامه إلخ( علة للزوم القعود عليه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومسسن‬
‫أجل أن قيامه وقع لغوا وأن القعود لزم لسسه‪ .‬وقسوله‪ :‬لسو أتسسم أي المسسبوق‪ ،‬صسلته‬
‫ولم يعد للقعود حال كونه جاهل لغا جميع ما أتى به فيعيسسده‪ ،‬ويسسسجد للسسسهو لكسسونه‬
‫فعسسل مسسا يبطسسل عمسسده‪) .‬قسسوله‪ :‬وفيمسسا إذا لسسم يفسسارقه( مرتبسسط بقسسوله‪ :‬فيلزمسسه العسسود‬
‫للعتدال وإن فارق المام‪ .‬وهو تقييد له فكأنه قال‪ :‬ومحل لزوم العود إليسه فيمسسا إذا‬
‫لم ينو المفارقة إذا لم يتذكر أو يعلم وإمامه فيما بعد السسجدة الولسى‪ ،‬وإل فل يعسود‬
‫بل يتابع ويأتي بركعة‪ .‬وحاصل مفاد كلمه أنه إذا فارق المام يلزمه العود مطلقا‪،‬‬
‫سواء تذكر أو علم‪ ،‬وإمامه في القنوت أو في السجدة‬

‫] ‪[ 234‬‬
‫الولى أو الثانية‪ .‬وإذا لم يفارقه يعود إذا كان المام في القنوت أو في السجدة‬
‫الولى‪ ،‬وإل فل يعود‪) .‬قوله‪ :‬إن تذكر أو علم( أي ترك القنوت‪ .‬وقوله‪ :‬وإمامه في‬
‫القنوت أي والحال أن إمامه في القنوت‪ .‬فالواو للحال‪) .‬قوله‪ :‬فواضح( خسسبر مقسسدم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أنه يعود إليه مبتدأ مؤخر‪ ،‬والجملة جواب إن الشرطية‪) .‬قوله‪ :‬أو وهسسو فسسي‬
‫السجدة الولسى( أي أو إن تسذكر أو علسم وإمسامه فسي السسجدة الولسى‪) .‬قسوله‪ :‬عساد‬
‫للعتدال( جواب إن المقدرة‪ .‬وكان الخصر والولى أن يقول فكذلك‪ ،‬أي واضسسح‪،‬‬
‫أنه يعود إليه‪ .‬وقوله‪ :‬وسجد مسع المسسام أي لمسسا تقسسرر مسن إلغساء مسسا فعلسسه ناسسسيا أو‬
‫جسساهل‪) .‬قسسوله‪ :‬أو فيمسسا بعسسدها( أي أو إن تسسذكر أو علسسم وإمسسامه فيمسسا بعسسد السسسجدة‬
‫الولى من الجلوس والثانية‪) .‬قوله‪ :‬فالذي يظهر أنه يتابعه إلخ( قال في التحفة‪ :‬ول‬
‫يمكن هنا من العود للعتدال لفحش المخالفة حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬انتهى( لو أخره عن‬
‫قول القاضي المذكور بعده لكان أولى‪ ،‬لن قول القاضي مذكور في شرح المنهاج‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قال القاضي‪ :‬ومما ل خلف فيه إلخ( أي بناء على الحمل التسسي فسسي عبسسارة‬
‫سم التي سأنقلها عنه‪) .‬قسوله‪ :‬ظانسا( حسسال مسن فاعسل رفسع‪ .‬وقسوله‪ :‬أنسه أي المسسام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأتى( أي المأموم‪ .‬وقوله‪ :‬بالثانية أي السجدة الثانية‪ .‬وقوله‪ :‬ظانسسا أن المسسام‬
‫المقام للضمار‪ ،‬فلو قال أنه لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬ثم بان إلخ( أي ثم تسسبين للمسسأموم أن‬
‫المام في السجدة الولى‪) .‬قوله‪ :‬لم يحسب له( أي للمأموم‪ .‬وهو جواب لو‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫جلوسه ول سجدته الثانية أي فيكونان لغيين‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويوجه إلغاء مسسا أتسسى‬
‫به هنا مع أنه ليس فيه فحش مخالفة فسسإن فيسسه فحشسسا مسسن جهسسة أخسسرى وهسسي تقسسدمه‬
‫بركن وبعض آخر‪ ،‬بخلفه في مسألة الركسسوع ومسسا قبلهسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي سسسم مسسا نصسسه‪:‬‬
‫سيأتي أن الصحيح أن التقسسدم بركنيسسن هسسو أن ينفصسسل عنهمسسا والمسسام فيمسسا قبلهمسسا‪.‬‬
‫وحينئذ فمفهوم الكلم أنه إذا لم ينفصل عنهما بأن تلبس بالثاني منهما والمسسام فيمسسا‬
‫قبل الول ل تبطل صلته عند التعمد ويعتد له بهما وإن لم يعدهما‪ .‬فالموافق لسسذلك‬
‫في مسألة القاضي المذكورة أنه إن بان الحال له بعد رفع رأسه من السسسجدة الثانيسسة‬
‫والمام في الولى‪ ،‬فإن عاد إلى المسسام أدرك الركعسة‪ ،‬وإن لسم يعسد سسهوا أو جهل‬
‫أتى بعد سلم المام بركعة‪ .‬وإن بان له الحال قبل رفعه من السسسجدة الثانيسسة‪ ،‬وعسساد‬
‫إلى المام أو استمر في الثانية إلى أن أدركه المام فيهسسا‪ ،‬أو رفسسع رأسسسه منهسسا بعسسد‬
‫رفع المام مسسن الولسسى‪ ،‬بحيسسث لسسم يحصسسل سسسبقه بركنيسسن فقسسد أدرك هسسذه الركعسسة‪.‬‬
‫ويمكن حمل كلم القاضي على ذلك بأن يريد أنه بان له ذلك بعد رفعسسه مسسن الثانيسسة‬
‫ولم يعد إلى المام في الولى إلى أن وصسسل إليسسه‪ ،‬بخلف كلم الشسسارح لتصسسريحه‬
‫باللغاء في التقديم بركن وبعض ركسسن‪ .‬ا‍ه بحسسذف‪) .‬قسسوله‪ :‬ويتسسابع المسسام( أي فسسي‬
‫الجلوس والسجدة الثانية‪) .‬قوله‪ :‬أي فإن لم يعلم إلخ( مقابسسل قسسوله‪ :‬ثسسم بسسان أنسسه فسسي‬
‫الولى‪) .‬قوله‪ :‬بذلك( أي بما ذكر من رفع رأسسسه مسسن السسسجدة الولسسى قبسسل إمسسامه‪،‬‬
‫وإتيانه بالسجدة الثانية وإمامه في الولى‪ .‬وقوله‪ :‬إل والمام إلخ استثناء من عمسسوم‬
‫الحوال‪ .‬أي لم يعلم به في حال من الحوال إل في حال كون المسسام فسسي القيسسام أو‬
‫في جلوس التشهد‪) .‬قوله‪ :‬أتى بركعة بعد سلم المام( قال سم‪ :‬فإن قلت‪ :‬هل جسساز‬
‫له المشي على نظم صلته لنه معسذور بظنسه المسذكور‪ ،‬وقسد تخلسف بركنيسن لعسدم‬
‫العتداد بما فعله‪ ،‬فهو بمنزلة المتخلف نسيانا بركنين‪ ،‬وحكمه جسسواز المشسسي علسسى‬
‫نظم صلته ما لم يسبق بأكثر من ثلثة أركان‪ .‬قلت‪ :‬ليس هذا متخلفا بل هسسو متقسسدم‬
‫بركنين‪ ،‬وحكمه عدم العتداد له بهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بقولي وتلبس بفرض( أي‬
‫في قوله أول في المتن‪ :‬ولو نسي بعضا وتلبسسس بفسسرض‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسا إذا إلسسخ فاعسسل‬
‫خرج‪ .‬وقوله‪ :‬لم يتلبس به أي بالفرض‪ .‬قال ع ش‪ :‬بأن لم يصسسر إلسسى القيسسام أقسسرب‬
‫منه إلى الركوع في مسألة التشهد‪ ،‬ولم يضع العضاء السسسبعة فسسي مسسسألة القنسسوت‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬غير مأموم فاعل الفعل‪ .‬والمناسب لما مر عنه أن يقول هنا في بيان الفاعسسل‬
‫كل من المام والمنفرد‪ ،‬وخرج به‬

‫] ‪[ 235‬‬
‫المأموم فيجب عليه العود ولو تلبس بفرض كما مر‪) .‬قوله‪ :‬فيعسسود إلسسخ( بيسسان‬
‫لحكم ما إذا لم يتلبس به‪ .‬وقوله‪ :‬الناسي أي للتشهد أو للقنوت‪ .‬وقوله‪ :‬ندبا محلسسه إذا‬
‫لم يشوش المام بعوده على المأمومين‪ ،‬وإل فالولى له عدم العود‪ ،‬كما قيل به فسسي‬
‫سجود التلوة‪ .‬أفاده ح ل‪) .‬قوله‪ :‬قبل النتصاب( متعلق بيعود‪ .‬ول حاجسسة إليسسه‪ ،‬إذ‬
‫قوله فيعود مرتبط بما إذا لم يتلبس بفرض‪ .‬وقوله‪ :‬أو وضع الجبهة أي وقبل وضع‬
‫الجبهة‪ .‬أي ووضع بقية العضاء السبعة‪ .‬وعبارة التحفسسة والنهايسسة مسسع الصسسل‪ :‬أو‬
‫ذكره قبله‪ .‬أي قبل تمام سجوده‪ ،‬بأن لم يكمسسل وضسسع العضسساء السسسبعة بشسسروطها‪.‬‬
‫ومثله في المغنى‪ ،‬ونص عبارته مع الصل‪ :‬أو قبلسه بسأن لسسم يضسع جميسع أعضسساء‬
‫السجود حتى لو وضع الجبهة فقط‪ ،‬أو مع بعض أعضائه‪ ،‬عاد ‪ -‬أي جاز له العسسود‬
‫‪ -‬لعدم التلبس بالفرض‪ .‬وإن كان ظاهر كلم ابن المقري أنه لو وضع الجبهسسة فقسسط‬
‫أنه ل يعود‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسسسجد للسسسهو إن قسسارب القيسسام( أي لنسسه فعسسل فعل يبطسسل‬
‫عمده وهو النهوض مع العود فالسجود لهمسسا ل للنهسسوض وحسسده لنسسه غيسسر مبطسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو بلغ حد الركسسوع إلسسخ( أي ويسسسجد للسسسهو إن بلسسغ حسسد الركسسوع‪ ،‬أي أقلسسه‪.‬‬
‫وذلك لنه زاد ركوعا سهوا وتعمد الوصول إليه‪ ،‬ثم العود مبطل بخلف مسسا إذا لسسم‬
‫يبلغه فل يسجد‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعمسسد إلسسخ( مفهسسوم قسسوله فسسي المتسسن‪ :‬ولسسو نسسسي‪ .‬وكسسان‬
‫المناسب أن يقول‪ :‬وخرج بقولي نسي إلسسخ‪ .‬ويكسسون علسسى اللسسف والنشسسر المشسسوش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن قارب أو بلغ( أي غير المأموم من إمام أو منفرد‪ .‬أما إذا لم يقارب أو لسسم‬
‫يبلغ ما ذكر فل تبطل صلته‪) .‬قوله‪ :‬ما مسسر( تنسسازعه كسسل مسسن قسسارب وبلسسغ‪ ،‬وهسسو‬
‫القيام في صورة التشهد‪ ،‬أو الركوع في صورة القنوت‪ .‬وقوله‪ :‬بخلف المأموم أي‬
‫فل يبطل عوده بسسل يسسسن كمسسا مسسر‪ .‬واعلسسم أن حاصسسل مسسا أفسساده كلمسسه ممسسا يتعلسسق‬
‫بالتشهد والقنوت من الحكام عند تركهما‪ :‬أن التارك لهما إمسسا أن يكسسون مسسستقل أو‬
‫ل‪ .‬فإن كان الول ‪ -‬وأعني بسسه المسسام والمنفسسرد ‪ -‬فإمسسا أن يكسسون السسترك نسسسيانا أو‬
‫عمدا‪ ،‬فإن كان نسيانا وتلبس بفرض فل يجوز له العود بعده‪ ،‬فإن عاد عامدا عالما‬
‫بطلت صلته‪ ،‬وإن كان ناسسسيا أو جسساهل فل تبطسسل ولكسسن يسسسجد للسسسهو‪ .‬وإن كسسان‬
‫الترك عمدا فل يجوز له العود أيضا‪ ،‬سواء تلبس بفسسرض أو ل‪ ،‬ولكسسن قسسارب حسسد‬
‫القيام أو بلغ حد الركوع‪ ،‬فإن عاد عالما عامسسدا بطلسست صسسلته‪ ،‬وإل فل‪ .‬وإن كسسان‬
‫الثاني ‪ -‬وأعني به المأموم ‪ -‬فل يخلو أيضا تركه إما أن يكون نسيانا أو عمدا‪ .‬فسسإن‬
‫كان الول فيجب عليه العود‪ ،‬فإن لم يعد بطلسست صسسلته‪ .‬ومحسسل وجسسوب العسسود إذا‬
‫تذكر أو علم وإمامه في التشهد في مسألة التشهد‪ ،‬فإن لم يتذكر أو يعلسسم إل والمسسام‬
‫قائم ل يعود‪ ،‬ولكن يجب عليه إعادة ما قرأه‪ .‬وفي مسألة القنوت يجسسب عليسه العسسود‬
‫إن تذكر أو علم وإمامه في القنوت أو في السجدة الولى‪ ،‬فإن تذكر أو علم وإمسسامه‬
‫بعدها وجب عليه متابعته ويأتي بركعة بعد السسسلم‪ .‬وإن كسسان عمسسدا ل يجسسب عليسسه‬
‫العود بل يسن له كما إذا ركع قبل إمامه‪) .‬قوله‪ :‬ولنقسسل إلسسخ( معطسسوف علسسى لسسترك‬
‫بعض‪ ،‬أي وتسن سجدتان لنقل مطلوب قولي‪ ،‬عمدا كان ذلك النقل أو سهوا‪ ،‬لتركه‬
‫التحفظ المأمور به‪ .‬ويكسسون هسسذا مسسستثنى مسسن قسسولهم‪ :‬مسسا ل يبطسسل عمسسده ل يسسسجد‬
‫لسهوه‪) .‬قوله‪ :‬نقله( فاعل بمبطل‪) .‬وقوله‪ :‬إلى غير محلسسه( إمسسا متعلسسق بسسه أو بنقسسل‬
‫في المتن‪) .‬قوله‪ :‬ولو سهوا( غاية لسنية السسسجود لنقسسل مسسا ذكسسر‪ .‬أي يسسسن السسسجود‬
‫لسسذلك مطلقسا‪ ،‬عمسدا كسان ذلسسك النقسل أو سسهوا‪) .‬قسوله‪ :‬ركنسا كسان إلسسخ( تعميسسم فسي‬
‫المطلوب القولي‪ .‬والحاصل أن المطلوب القولي المنقسسول عسسن محلسسه إمسسا أن يكسسون‬
‫ركنا أو بعضا أو هيئة‪ .‬فالركن يسجد لنقله مطلقسسا‪ ،‬ومثلسسه البعسسض إن كسسان تشسسهدا‪،‬‬
‫فإن كان قنوتا فإن نقله بنيته سجد أو بقصد السسذكر فل‪ .‬والهيئة إن كسسانت تسسسبيحا ل‬
‫يسجد لنقلها‬

‫] ‪[ 236‬‬
‫عند م ر والخطيب‪ ،‬ويسسسجد لهسسا عنسسد ابسسن حجسسر وشسسيخ السسسلم‪ .‬وإن كسسانت‬
‫الهيئة السورة سجد لنقلهسسا عنسسد الجميسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬كفاتحسسة وتشسسهد( تمثيسسل للركسسن أي‬
‫كنقلهما إلى غير محلهما‪ ،‬وهسسو غيسسر القيسسام فسسي الول وغيسسر الجلسسوس فسسي الثسساني‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو بعض أحدهما( أفاد به أنه ل فرق في الركن المنقول إلى غير محلسسه بيسسن‬
‫كله أو بعضه‪) .‬قوله‪ :‬أو غير ركن( معطوف على قوله ركنا‪ .‬وقوله‪ :‬كسورة تمثيل‬
‫لغير الركن‪ .‬وقوله‪ :‬إلى غير القيام متعلق بمحذوف‪ ،‬أي منقولة إلى غير القيسسام مسن‬
‫ركوع أو اعتدال أو سجود فإن نقل السورة إلى ما قبل الفاتحة لسسم يسسسجد لن القيسسام‬
‫محلها في الجملة‪ .‬وقياسه أنه لو صلى على النبي )ص( قبسسل التشسسهد لسسم يسسسجد لن‬
‫القعود محلها في الجملة‪ .‬قال السنوي‪ :‬وقياسه السجود للتسبيح في القيام‪ .‬والمعتمد‬
‫عند الشهاب الرملي عدم السجود‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬وقد يوجه بسسأن جميسسع الصسسلة قابلسسة‬
‫للتسبيح غير منهي عنه في شئ منها‪ ،‬بخلف القراءة ونحوها فإنه منهي عنهسسا فسسي‬
‫غير محلها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقنوت( أي كل أو بعضا‪ ،‬ولو كلمة منه‪ .‬وقد علمت أنسسه ل‬
‫بد من نيته‪) .‬وقوله‪ :‬إلى ما قبل الركوع( متعلسسق بمحسسذوف كالسسذي قبلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫بعده إلخ( أي أو قنوت منقول إلى ما بعد الركوع في السسوتر‪ ،‬غيسسر نصسسف رمضسسان‬
‫الخير‪ ،‬بناء على الصحيح أنه مختص بوتر نصف رمضان الخير‪ .‬فإذا قنسست فسسي‬
‫غيره سجد لسهوه ولعمده ول تبطل به الصلة‪ ،‬لكن إذا لم يطسسل بسسه العتسسدال‪ .‬وإل‬
‫بطلت عند م ر‪ .‬وتقدم عن ابن حجسسر عسدم البطلن‪ .‬ومثسل السسوتر فسسي غيسسر نصسف‬
‫رمضان بقية الصلوات كالظهر فيسجد له‪ ،‬كما في سم‪) .‬قوله‪ :‬أما نقل الفعلسسي إلسسخ(‬
‫المناسب لما بعده أن يقول‪ :‬وخرج بقولي قولي الفعلي‪ ،‬وبقولي غير مبطل ما يبطل‬
‫إلخ‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬وخرج بما ذكر نقل الفعلسسي والسسسلم وتكسسبيرة الحسسرام‪،‬‬
‫فمبطل‪ .‬وفارق نقل الفعلسسي نقسسل القسسولي غيسسر مسسا ذكسسر‪ ،‬بسسأنه ل يغيسسر هيئة الصسسلة‬
‫بخلف نقسسل الفعلسسي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسا يبطسسل( فاعسسل خسسرج‪) .‬قسسوله‪ :‬كالسسسلم وتكسسبير‬
‫التحرم( تمثيل للمبطل‪ .‬أي فنقلهما إلى غير محلهما مبطل‪ .‬وفي سسسم‪ :‬لسسو أتسسى بسسه ‪-‬‬
‫أي بالسلم ‪ -‬سهوا سجد للسهو كما هو ظاهر مأخوذ مما يأتي فيما لسسو سسسلم المسسام‬
‫فسلم معه المسبوق سهوا‪ .‬ومثله ما لو أتى بتكبيرة الحرام بنيتسسه إذ عمسسدها مبطسسل‪،‬‬
‫فيسجد لسهوها على القاعدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن كبر بقصده( أي التحرم‪ ،‬وهسسو قيسد فسي‬
‫التكبير‪ .‬وأما السلم فيبطل وإن لم يقصده‪ ،‬لما فيه من الخطاب‪ .‬فلو قصسسد بسسالتكبير‬
‫الذكر لم تبطل‪) .‬قوله‪ :‬ولسهو ما يبطل عمده( معطوف على لترك أيضا‪ .‬أي وتسن‬
‫سجدتان لسهو ما يبطل عمده‪ ،‬أي للتيان بما يبطل عمده سهوا‪ .‬ويستثنى منه ما لو‬
‫حول المتنفل دابته عن القبلة سهوا وردها فورا فل يسجد عند حجسر‪ ،‬مسع أن عمسده‬
‫مبطل لكن خفف عنه لمشقة السفر مع عدم تقصيره‪ .‬وما لو سسسها فسسسجد للسسسهو ثسسم‬
‫سها قبل سلمه فإنه ل يسجد للسهو إذ سجود السسهو يجسبر مسا قبلسه ومسا بعسده ومسا‬
‫فيه‪ ،‬كما مر‪ ،‬ل نفسه‪ .‬كأن ظن سهوا فسسسجد فبسسان أن ل سسسهو فيسسسجد ثانيسسا لسسسهوه‬
‫بالسجود‪ .‬وقوله‪ :‬ل هو عبارة غيره‪ :‬دون سهوه‪ .‬وهي أولى‪) .‬قوله‪ :‬كتطويل ركسسن‬
‫قصير( تمثيل لما يبطل عمده‪ .‬وضابط التطويل أن يزيسسد علسسى قسسدر ذكسسر العتسسدال‬
‫المشروع فيه في تلك الصلة بالنسبة للوسط المعتدل ل لحال المصسسلي فيمسسا يظهسسر‬
‫قدر الفاتحة ذاكرا كان أو ساكتا‪ ،‬وعلى قدر ذكر الجلوس بين السسسجدتين المشسسروع‬
‫فيسسه‪ ،‬كسسذلك قسسدر التشسسهد السسواجب‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وقليسسل كلم( أي كسسالكلمتين‬
‫والثلث‪ .‬وفي الصوم من التحفة أنهم ضبطوا القليل بثلث أو أربع‪ .‬وتضبط الكلمة‬
‫بالعرف ل بما ضبطها به النحسساة واللغويسسون‪ .‬ا‍ه كسسردي‪) .‬قسسوله‪ :‬وأكسسل( أي وقليسسل‬
‫أكل‪ .‬وهو بضم الهمزة لن المراد المأكول‪ ،‬ول يصح فتحها على إرادة الفعسسل‪ ،‬أي‬
‫المضغ‪ .‬لن القليل منه وهو ما دون الثلث ل يبطسسل الصسسلة وإن تعمسسده‪ .‬والمسسراد‬
‫هنا ما يبطل عمده دون سهوه‪) .‬قوله‪ :‬وزيادة ركن فعلسسي( معطسسوف علسسى تطويسسل‪،‬‬
‫أي وكزيادة ركن فعلي كسجود أو ركوع‪ ،‬فيسجد لسهوه لن تعمسسده مبطسسل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لنه )ص( إلخ( دليل لسنية السجود لسهوه بزيادة ركن فعلي‪ .‬وهو متفق عليه‪ .‬وفي‬
‫الكردي ما نصه‪ :‬هذا دليل على أن زيادة الركعة سهوا ل تبطل الصسسلة وإن أبطسسل‬
‫عمدها‪ ،‬وأنه يسجد لسهوها‪ .‬فقيس عليها زيادة كل ما يبطل عمده دون‬

‫] ‪[ 237‬‬
‫سهوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقيس به( أي بما في الحديث‪ .‬وقوله‪ :‬غيره أي من كسسل مسسا‬
‫يبطسسل عمسسده ل سسسهوه‪) .‬قسسوله‪ :‬وخسسرج بمسسا يبطسسل عمسسده إلسسخ( المناسسسب أن يكسسون‬
‫الخراج للصورة الولى بقوله‪ :‬ل هو‪ .‬أي السهو‪ .‬وللصورة الثانية بقوله‪ :‬ما يبطل‬
‫عمده‪ .‬فلو قال‪ :‬وخرج بما يبطل عمده ل هو‪ ،‬ويكون الخراج علسى التوزيسسع لكسان‬
‫أولى‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬وخرج بمسسا يبطسسل عمسسده مسسا ل يبطسسل عمسسده‪ ،‬كالتفسسات‬
‫وخطوتين‪ ،‬فل يسجد لسهوه ول لعمده لعدم ورود السجود له‪ .‬وخرج بلفظ ما يبطل‬
‫عمده وسهوه ككلم كثير إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ .‬وقوله‪ :‬أيضا أي كما يبطسسل عمسسده‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ككلم كثير أي أو أكل كثير أو فعل كثير‪ ،‬فل سجود في ذلك لنه ليسسس فسسي‬
‫صلة‪) .‬قوله‪ :‬وما ل يبطل إلخ( أي وخسرج مسا ل يبطسل سسهوه ول عمسده‪ .‬وقسوله‪:‬‬
‫كالفعل القليل أي كخطوتين‪ .‬وقوله‪ :‬واللتفات أي بالوجه كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬فل‬
‫يسجد لسهوه ول لعمسسده( أي لعسسدم ورود السسسجود لسسه‪ ،‬ولن عمسسده فسسي محسسل العفسسو‬
‫فسهوه أولى‪ .‬ا‍ه مغنى‪) .‬قوله‪ :‬ولشك فيما صله إلخ( معطسسوف علسسى لسسترك بعسسض‬
‫أيضا‪ .‬أي وتسن سسسجدتان لشسسك فيمسسا صسسله إلسسخ‪ .‬والسسواو فسسي هسسذا وفيمسسا قبلسسه مسسن‬
‫المعطوفات بمعنى أو كما هو ظاهر‪ .‬وإنما سن السجود لذلك لخسسبر مسسسلم‪ :‬إذا شسسك‬
‫أحدكم في صلته فلم يدر أصلى ثلثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما اسسستيقن‬
‫ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم‪ .‬فإن كان صلى خمسسسا شسسفعن لسسه صسسلته‪ ،‬وإن كسسان‬
‫صلى تماما لربع كانتا ترغيما للشيطان‪ .‬ومعنى شفعن له صلته‪ :‬ردتها السجدتان‬
‫مع الجلوس بينهما لربع لجبرهما خلل الزيادة كالنقص‪ ،‬ل أنهما صيراها ستا‪ .‬وقد‬
‫أشار في الخبر إلى أن سبب السجود هنا التردد فسسي الزيسسادة لنهسسا إن كسسانت واقعسسة‬
‫فظاهر‪ ،‬وإل فوجود الستردد يضسعف النيسة ويحسوج للجسبر‪ ،‬ولهسذا يسسجد‪ ،‬وإن زال‬
‫تردده قبل سلمه‪ .‬أفاده في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬واحتمل زيادة( أي بالنسبة للركعسسة السستي‬
‫يريد أن يأتي بها‪ ،‬كما ستعرفه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي ما صله مع الشك‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان‬
‫زائدا أي باعتبار الواقع‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإل فللسستردد إلسسخ أي وإن لسسم يكسسن زائدا فالسسسجود‬
‫يكون لتردده الموجب لضعف النية‪ ،‬وذلك لنه حال التردد ل يكون جازما بأنه مسسن‬
‫الصلة وهذا خلل فيسجد لجبره‪) .‬قوله‪ :‬فلسسو شسسك أصسسلى إلسسخ( أي شسسك أهسسذا السسذي‬
‫صليته ثلثا وهي ‪ -‬أي الركعة ‪ -‬التي يأتي بها رابعة‪ ،‬أو أربعة وهسسي خامسسسة ؟ ا‍ه‬
‫ح ل‪ .‬وأشار بهذا إلى أن قوله‪ :‬واحتمل زيادة‪ ،‬أي بالنسبة للركعسسة السستي يسسأتي بهسسا‪،‬‬
‫وإل فقبل التيان بها ل يحتمل ما صله للزيادة‪ ،‬لن كل من الثالثة والرابعسسة ل بسسد‬
‫منسسه‪ .‬اه‍ بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن زال شسسكه قبسسل سسسلمه( هسسو غايسسة لسسسنية السسسجود‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بأن تذكر إلخ تصوير لزوال الشك‪ .‬أي بأن تيقسسن أن الركعسسة السستي أتسسى بهسسا‬
‫رابعة‪) .‬قوله‪ :‬للتردد فسسي زيادتهسا( أي يسسسجد للسسهو وإن زال مسا ذكسسر للستردد فسسي‬
‫زيادتهسسا‪ ،‬أي حسسال القيسام لهسسا‪ ،‬فقسد أتسسى بسزائد علسى تقسسدير دون تقسدير‪) .‬قسسوله‪ :‬ول‬
‫يرجع( أي الشاك‪ .‬وقوله‪ :‬في فعلهسسا أي الركعسسة السستي شسسك فيهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬إلسسى ظنسسه‬
‫متعلق بيرجع‪) .‬قوله‪ :‬ول إلى قول غيره( أي ول يرجع إلى قول غيره‪) .‬وقوله‪ :‬أو‬
‫فعله( أي الغير‪) .‬قوله‪ :‬وإن كانوا( أي غيسسره‪ .‬والولسسى وإن كسسان بسسإفراد الضسسمير‪،‬‬
‫وهو غاية لعدم الرجوع‪ .‬ول يرد على هذا مراجعسسة النسسبي )ص( الصسسحابة وعسسوده‬
‫للصلة في خبر ذي اليدين لنه ليس من باب الرجوع إلسسى قسسول غيسسره‪ ،‬وإنمسسا هسسو‬
‫محمول على تذكره بعد مراجعته‪ ،‬أو أنهم بلغوا عدد التسواتر‪) .‬قسوله‪ :‬مسا لسم يبلغسوا‬
‫عدد التواتر( أي فإن بلغوا عدده بحيث يحصل العلسسم الضسسروري بسسأنه فعلهسسا رجسسع‬
‫لقولهم لحصسسول اليقيسسن لسسه‪ ،‬لن العمسسل بخلف هسسذا العلسسم تلعسسب‪ .‬كمسسا ذكسسر ذلسسك‬
‫الزركشي‪ ،‬وأفتى به الوالسد رحمسه الس تعسالى‪ .‬ويلحسسق بمسا ذكسسر مسا لسو صسسلى فسسي‬
‫جماعة وصلوا إلى هذا الحد فيكتفي بفعلهم فيما يظهر‪ .‬لكن أفستى الوالسد رحمسه الس‬
‫بخلفه‪ ،‬ووجهه أن الفعل ل يدل بوضسسعه‪ .‬ا‍ه نهايسسة‪ .‬وجسزم ابسن حجسسر فسي التحفسسة‬
‫بالكتفاء بفعلهم‪ ،‬ومثله الخطيسسب فسسي القنسساع والمغنسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬وأمسسا مسسا ل يحتمسسل‬
‫زيادة( محترز قوله‪ :‬واحتمل‬

‫] ‪[ 238‬‬
‫زيادة‪) .‬قوله‪ :‬فتذكر قبل القيام إلخ( يؤخذ منه تقييد الشاك المار بما إذا اسسستمر‬
‫إلى أن قام للرابعة‪ .‬والحاصل أنه إذا كان التذكر في الركعة التي شك فيهسسا قبسسل أن‬
‫ينتقل إلى غيرها ل سجود‪ .‬وأما إذا تذكر بعد القيام لركعسسة أخسسرى غيسسر السستي شسسك‬
‫فيها فإنه يسجد‪) .‬قوله‪ :‬لن ما فعله إلخ( علسسة لعسسدم السسسجود‪ .‬وقسسوله‪ :‬منهسسا أي مسسن‬
‫الرباعية‪ .‬وقوله‪ :‬مع التردد أي مع الشك‪) .‬قوله‪ :‬ل بسسد منسسه بكسسل تقسسدير( أي سسسواء‬
‫قدر أنها ثالثة أو قدر أنها رابعة‪ ،‬فل تردد هنا في الزيسسادة حسستى يسسسجد لسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فإن تذكر بعد القيام لها( أي للرابعة‪ .‬وهو مقابل قوله‪ :‬قبل القيسسام‪ .‬وهسسذا يغنسسي عنسسه‬
‫قوله السابق‪ :‬وإن زال شكه قبسل سسلمه بسسأن تسذكر إلسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬لسستردده إلسسخ( علسة‬
‫للسجود‪) .‬قوله‪ :‬في زيادتها( متعلق بالتردد‪ .‬أي للتردد في زيادتها حال القيسسام‪ ،‬فقسسد‬
‫أتى وقته بزائد على تقدير دون تقدير‪ ،‬وهو الذي أضعف النية وأحوج إلسسى الجسسبر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬سن للمأموم سجدتان إلخ( لما أنهسسى الكلم علسسى سسنية السسجود لجسسبر الخلسسل‬
‫الحاصل في صلة نفسه شرع يتكلم علسى سسنيته لجسبر الخلسل الحاصسل فسي صسلة‬
‫إمامه لتطرقسسه منسسه إليسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسسهو إمسسام( أي أو عمسسده‪ .‬وقسسوله‪ :‬متطهسسر خسسرج‬
‫المحدث بأن اقتدى به ولم يعلم أنه محدث‪ ،‬وسها في صلته فل يسجد لسسسهوه إذ ل‬
‫قدوة في الحقيقة‪ .‬قال في المغنى‪ :‬فإن قيسسل‪ :‬الصسسلة خلسسف المحسسدث صسسلة جماعسسة‬
‫على المنصوص المشهور حتى ل يجسسب عنسسد ظهسسوره فسسي الجمعسسة إعادتهسسا إذا تسسم‬
‫العدد بغيره‪ .‬أجيب‪ :‬بأن كونها جماعسسة ل يقتضسسي لحسسوق السسسهو‪ ،‬لن لحسسوقه تسسابع‬
‫لمطلسسوبيته مسسن المسسام‪ ،‬وهسسي منتفيسسة لن صسسلة المحسسدث لبطلنهسسا ل يطلسسب منسسه‬
‫جبرها‪ ،‬فكسسذا صسسلة المسسؤتم بسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإمسسامه( أي إمسسام المسسام‪ ،‬فهسسو بسسالجر‬
‫معطوف على إمام وضميره يعود عليه‪ .‬وصورة ذلك أن يكسسون قسسد اقتسسدى مسسسبوق‬
‫بمن سها‪ ،‬فلما قام المسبوق ليتم صلته اقتدى به آخر‪ ،‬وهكسسذا فالخلسسل يتطسسرق مسسن‬
‫المام الول إلى من اقتدى به‪ ،‬وإلى من اقتدى بمن اقتدى به‪ ،‬وهكسسذا‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫كان سهوه قبل قدوته( غاية لسنية السجود للمأموم‪ ،‬أي يسسسن لسسه السسسجود ولسسو كسسان‬
‫سهو المسسام وجسسد قبسسل اقتسسدائه بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن فسسارقه( غايسسة ثانيسسة لهسسا‪ .‬أي يسسسجد‬
‫المأموم وإن نوى مفارقة المام‪) .‬قوله‪ :‬أو بطلت صلة المام( أي كأن أحدث قبسسل‬
‫إتمامه وبعد وقوع السهو منه‪) .‬قوله‪ :‬بعد وقوع السهو منه( ظرف متعلق بكسسل مسسن‬
‫فارق وبطلت‪) .‬قوله‪ :‬أو ترك المام السسسجود( غايسسة ثالثسسة‪ .‬أي يسسسجد المسسأموم وإن‬
‫ترك إمامه السجود‪) .‬قوله‪ :‬جبرا للخلسسل إلسسخ( علسسة لسسسنية السسسجود للمسسأموم مطلقسسا‪.‬‬
‫قوله‪ :‬الحاصل أي من المام‪ .‬وقوله‪ :‬في صلته أي المام‪ ،‬أي ويتطسسرق للمسسأموم‪،‬‬
‫ويحتمل عوده على المأموم‪ .‬أي الحاصل في صلة المأموم بطريق السراية له مسسن‬
‫المسسام‪ .‬وقضسية التعليسسل المسسذكور أنسه لسو اقتسسدى بسه بعسد سسجوده للسسسهو لسم يسسجد‬
‫المسبوق آخر صلته إذ لسسم يبسسق خلسسل فسسي صسسلة المسسام يتطسسرق لصسسلة المسسأموم‪.‬‬
‫فانظره‪ .‬ثم رأيت في ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬ويلحقه سهو إمامه‪ .‬ظسساهره ولسسو اقتسسدى‬
‫به بعد فعل المام للسجود‪ ،‬ويحتمل خلفه‪ ،‬وهسسو القسسرب لنسسه لسسم يبسسق فسسي صسسلة‬
‫المام خلل حين اقتدى به‪ .‬لكن في فتسساوى الشسارح أنسه سسئل عمسا لسو سسسجد للسسسهو‬
‫فاقتدى به شخص قبل شروعه في السلم من الصلة‪ ،‬هل يسجد آخسسر صسسلة نفسسسه‬
‫للخلل المتطرق له من صلة المام أم ل ؟ فأجاب أنه يندب له السجود آخر صلته‬
‫لتطرق الخلل من صلة إمامه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويتأمل قوله‪ :‬لتطرق الخلل‪ ،‬فإن الخلل انجبقبسسل‬
‫اقتدائه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيسجد بعد سلم المسسام( أي فيمسسا لسسو تسسرك المسسام السسسجود فهسسو‬
‫مرتبط بالغاية الخيسسرة‪) .‬قسسوله‪ :‬وعنسسد سسسجوده( أي المسسام المتطهسسر‪ .‬وظسساهره أنسسه‬
‫يسجد عند سجوده مطلقا سواء فرغ من تشهده أم ل‪ .‬وسيصرح بهذا قريبا‪ ،‬وسننقل‬
‫ما يؤيده وما يخالفه هناك‪ .‬وقوله‪ :‬يلزم المسسسبوق إلسسخ أي لخسسبر‪ :‬إنمسسا جعسسل المسسام‬
‫ليؤتم به‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يعرف أنه سها( أي يوافقه وإن لم يعرف سهوه‪ ،‬حمل على‬
‫أنه سها‪) .‬قوله‪ :‬وإل بطلت صلته( أي وإن لم يتابعه بطلت صلته‪ .‬أي بمجرد‬

‫] ‪[ 239‬‬
‫سجود المام إذا قصد عدم السجود‪ ،‬وإل فتبطسسل بتخلفسسه بركنيسسن‪ ،‬كسسأن هسسوى‬
‫المام للسجدة الثانية فإن تخلف لعذر كزحمة لم تبطل‪ ،‬فإن زال عسذره والمسسام فسي‬
‫السجدة الثانية سجد فورا حتما‪ ،‬أو بعدها فسسإن كسسان موافقسسا سسسجد لنسسه يسسستقر عليسسه‬
‫بسجود المام‪ ،‬أو مسبوقا فات هذا السجود عليه لنسسه لمحسسض المتابعسسة وقسسد فسساتت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويعيده( أي السجود‪) .‬قوله‪ :‬ل لسهوه( معطوف على قوله لسهو إمام‪ .‬أي ل‬
‫يسن السجود للمأموم للسهو الحاصل مسسن نفسسسه حسسال القتسسداء لقسسوله )ص(‪ :‬المسسام‬
‫ضامن‪ .‬رواه أبودواد وصححه ابن حبان‪ .‬قال الماوردي‪ :‬يريد بالضمان وال أعلسسم‬
‫أنه يتحمل سهو المأموم‪ ،‬ولن معاوية شمت العاطس خلف النبي )ص( ولسسم يسسسجد‬
‫ول أمره )ص( بالسجود‪) .‬قوله‪ :‬أي سهو المأموم إلخ( أفاد بهذا التفسسير أن مرجسسع‬
‫الضمير في سهوه معلوم من المقام‪ ،‬وهو المأموم‪ .‬ل ما يتوهم من المتن مسسن عسسوده‬
‫على المام لعدم صحته‪) .‬قسسوله‪ :‬حسسال القسسدوة( أي الحسسسية‪ ،‬كسسأن سسسها عسسن التشسسهد‬
‫الول‪ .‬أو الحكمية‪ ،‬كأن سهت الفرقة الثانية في ثانيتها من صسسلة ذات الرقسساع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫مغني‪ ،‬وقوله في ثانيتها‪ :‬أي بأن فرقهم فرقتين وصلى بفرقة ركعة مسسن الثنائيسسة ثسسم‬
‫تتم لنفسها‪ ،‬ثم تجئ الخرى فيصلي بها الركعة الباقية وينتظرها فسسي التشسسهد لتسسسلم‬
‫معه‪ ،‬فهي مقتدية به حكمسا فسي الركعسة الثانيسة‪) .‬قسوله‪ :‬خلسف إمسام( ظسرف متعلسق‬
‫بسهو‪ ،‬وهو يغني عن قول الشسسارح حسسال القسسدوة‪ ،‬فلسسو حسسذفه أو أخسسره عنسسه وجعلسسه‬
‫تفسيرا له لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬فيتحمله إلخ( مفسسرع علسسى مفهسسوم قسسوله ل لسسسهوه‪ .‬أي‬
‫يتحمل سهوه عنه المام‪ .‬قال ع ش‪ :‬فيصير المأموم كأنه فعله حستى ل ينقسص شسئ‬
‫من ثوابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد نظم بعضهم الشياء التي يتحملها عنه المام فقال‪ :‬تحمل المسسام‬
‫عن مأموم في تسعة تأتيك في المنظسوم قيسامه فاتحسسة مسع جهسسر كسذاك سسورة لسسذات‬
‫الجهر تشهد أول مع قعود فاتهما المام مع سجود إذا سسسها المسسأموم حسسال القتسسدا أو‬
‫كان في ثانية قد اقتدى تحمل المسسام عنسسه أو ل تشسسهدا كسسذا قنوتسسا حمل وقسسوله‪ :‬مسسع‬
‫سجود‪ :‬أي للتلوة‪ .‬كأن قرأ المأموم آية سجدة فل يسجد لها بل يتحملها عنه المام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬المتطهر( أي عن الحدثين وعسسن الخبسسث‪) .‬قسسوله‪ :‬ل المحسسدث إلسسخ( تصسسريح‬
‫بمفهوم المتطهر‪ ،‬أي ل يتحمل المسسام المحسسدث وذو خبسسث خفسسي لنسسه ل قسسدوة فسسي‬
‫الحقيقة‪ ،‬وإنما أثيب على الجماعة خلفهما لوجود صسسورتها‪ ،‬إذ يغتفسسر فسسي الفضسسائل‬
‫ما ل يغتفر في غيرها كالتحمل المستدعي لقوة الرابطة‪ .‬وقد مر عن المغنسسى نحسسوه‬
‫فل تغفل‪ .‬والخبث الخفى هو النجاسة الحكمية‪ ،‬والظاهر هو العينيسسة‪ ،‬ول فسسرق فسسي‬
‫ذلك بين العمى والبصير‪) .‬قسوله‪ :‬بخلف سسهوه بعسد سسلم المسام( محسترز قسسوله‬
‫خلف إمام‪ ،‬أو قوله حال القسسدوة‪ .‬ومثسسل السسسهو بعسسد القسسدوة سسسهوه قبسسل القسسدوة‪ ،‬كمسسا‬
‫اعتمده في التحفة والنهاية والمغنى‪ .‬وإنما لحقه سهو إمامه ولو قبل القسسدوة بسسه لنسسه‬
‫عهد تعدي الخلل من صلة المام إلى المأموم‪ ،‬كأن كان المام أميا فيتطرق بطلن‬
‫صلته إلى صلة المسسأموم‪ ،‬دون عكسسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يتحملسسه( أي ل يتحمسسل سسسهوه‬
‫المام فيسجد آخر صلة نفسه‪ .‬وقوله‪ :‬لنقضاء القدوة أي انتهائها‪ ،‬وهو علسسة لعسسدم‬
‫التحمل‪) .‬قوله‪ :‬ولو ظن إلخ( الولى التفريع بالفاء لقتضاء المقام له‪) .‬قوله‪ :‬فسلم(‬
‫أي المأموم قبل إمامه‪ ،‬بناء على الظن المذكور‪) .‬قوله‪ :‬فبان خلف ظنه( أي ظهسسر‬
‫للمأموم خلف ظنه‪ ،‬وهو أن المام لم يسلم‪) .‬قوله‪ :‬سسسلم( جسسواب لسسو‪ .‬وقسسوله‪ :‬معسسه‬
‫أي أو بعده‪ ،‬وهو أولى‪ .‬والسلم المذكور واجب لعدم العتداد بالسلم الول لتقدمه‬
‫على سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬ول سسجود( أي لسسلمه الول وإن أبطسسل عمسسده‪ .‬كمسسا لسسو‬
‫نسي نحو الركوع‪ ،‬فإنه يأتي بعد سلم المسسام بركعسة‪ ،‬ول يسسسجد سسواء تسذكر قبسسل‬
‫سلمه أم بعده‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 240‬‬
‫لنه( أي سلمه المسذكور‪) .‬وقسوله‪ :‬سسهو فسي حسال القسدوة( أي فيتحملسه عنسه‬
‫المام‪) .‬قوله‪ :‬لو تذكر المأموم( خرج به غيره من إمام أو منفرد‪ .‬وتقدم حكمسسه فسسي‬
‫مبحث الترتيب‪ ،‬ول بأس بإعادته هنسسا‪ .‬وحاصسسله أنسسه إن تسسذكر تسسرك ركسسن قبسسل أن‬
‫يأتي به أتى به فورا وجوبا‪ ،‬وإن تذكره بعسسد التيسسان بمثلسسه أجسسزأه ذلسسك المثسسل عسسن‬
‫متروكه ولغا ما بينهما‪) .‬قوله‪ :‬في تشهده( أي في جلوس تشهد‪ ،‬أو هو ليس بقيد بل‬
‫مثله ما إذا تذكره قبله أو بعده‪) .‬قسوله‪ :‬تسسرك ركسن( أي كركسوع وسسسجدة‪ ،‬لكسن مسن‬
‫غير الركعة الخيرة‪ .‬أما إذا تذكر ترك سجدة منها فيأتي بها ويعيسد تشسهده‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫غير نية وتكسبيرة( أمسا همسا فتسذكره تسرك أحسدهما‪ ،‬أو شسكه فيسه أو فسي شسرط مسن‬
‫شروطه إذا طال الشك‪ ،‬أو مضى معه ركن يبطل الصلة‪) .‬قوله‪ :‬أو شسسك فيسسه( أي‬
‫في ترك ركن غير ما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬أتى بعد سسلم إمسامه بركعسة( أي ول يجسوز لسه‬
‫العود لتداركه‪ ،‬لما فيه من ترك المتابعة الواجبة‪) .‬قوله‪ :‬ول يسجد فسسي التسسذكر( أي‬
‫ول يسجد للسهو في صورة التذكر‪ .‬وقوله‪ :‬لوقوع سهوه حسسال القسسدوة أي وإذا كسسان‬
‫كذلك يتحمله عنه المام فل يسجد‪) .‬قوله‪ :‬بخلف الشك إلخ( أي بخلفه في صورة‬
‫الشك‪ ،‬فإنه يسجد بعد التيان بركعة‪ .‬قال الرشيدي في حاشية النهاية‪ :‬والحاصل أنه‬
‫إذا ذكر في صلب الصلة تسرك ركسن غيسر مسا مسر تسداركه بعسد سسلم المسام‪ ،‬ول‬
‫سجود عليه لوقسوع سسببه السذي هسو السسسهو وزوالسسه حسال القسدوة بالتسذكر‪ ،‬فيتحملسه‬
‫المام‪ .‬بخلف ما لو شك في ذلك واستمر شكه إلى انقطاع القسسدوة فسسإنه يسسسجد بعسسد‬
‫التدارك لهذا الشك المستمر معه بعد القدوة لعدم تحمل المام لسسه‪ ،‬لنسسه إنمسسا يتحمسسل‬
‫الواقسسع حسسال القسسدوة‪ .‬وإيضسساحه أن أول الشسسك الواقسسع حسسال القسسدوة تحملسسه المسسام‪،‬‬
‫والسجود إنما هو لهذه الحصة الواقعة منه بعد القدوة‪ ،‬وإن كان ابتسسداؤها وقسسع حسسال‬
‫القدوة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لفعله إلخ علة للسجود‪ .‬أي أنه يسجد لنه فعل أمسسرا زائدا بتقسسدير‬
‫بعد انقضاء القدوة‪ .‬والمام إنما يتحمل ما وقع حال القدوة‪ .‬وقوله‪ :‬بعدها أي القدوة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬زائدا مفعول المصدر المضاف لفاعله‪ .‬وذلك الزائد هسسو الركعسسة السستي يسسأتي‬
‫بها‪ .‬وقوله‪ :‬بتقدير أي احتمال‪ .‬أي أن الزيادة محتملسسة‪ ،‬لن تسسرك الركسسن المقتضسسي‬
‫للتيان بالركعة مشكوك فيه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم إلسسخ( أي ومسسن أجسسل أن سسسبب سسسجوده‬
‫في صورة الشسسك المسسذكور كسسونه فعسسل بعسسد القسسدوة زائدا بتقسسدير‪ ،‬يسسسجد بعسسد إتيسسانه‬
‫بركعة فيما لو شسسك فسسي أنسسه هسسل أدرك ركسسوع المسسام أو ل‪ .‬أو فسسي أنسسه هسسل أدرك‬
‫الصلة مع المام كاملة أو ناقصة ركعة‪ .‬وذلك لفعله بعد القدوة أمسسرا زائدا بتقسسدير‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أتى بركعة( أي وجوبا‪ .‬وقوله‪ :‬وسجد فيها أي ندبا‪) .‬قوله‪ :‬لوجود شكه إلخ(‬
‫علة للسجود‪ .‬وقوله‪ :‬المقتضي للسجود الولى تسسأخيره عسسن الظسسرف لن المقتضسسي‬
‫للسجود كونه بعد القدوة‪ ،‬ل مطلقا‪ .‬وقوله‪ :‬بعد القدوة متعلق بوجسسود‪ .‬وقسسوله‪ :‬أيضسسا‬
‫أي كوجسسود الشسسك حسسال القسسدوة‪ .‬ويحتمسسل أن المسسراد كوجسسوده بعسسدها فسسي الصسسورة‬
‫المتقدمة على قوله‪ :‬ومن ثم‪) .‬قوله‪ :‬ويفوت سجود السهو إن سسسلم عمسسدا( أي ذاكسسرا‬
‫لمقتضى السجود‪ ،‬عالما بسسأن محلسسه قبسسل السسسلم‪ ،‬لفسسوات محلسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وإن قسسرب‬
‫الفصسسل أي لعسسدم عسسذره‪) .‬قسسوله‪ :‬أو سسسهوا( أي أو سسسلم سسسهوا‪ ،‬أي ناسسسيا لمقتضسسى‬
‫سجود السهو‪ .‬ومثله كما في النهاية ما لسسو سسسلم جسساهل بسسأنه عليسسه ثسسم علسسم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وطال عرفا أي وطسال الفصسل بيسن سسلمه وتسذكره‪ ،‬وهسو قيسد لفسواته فسي صسورة‬
‫السهو‪ ،‬وإنما فاته حينئذ لتعذر البناء بسالطول‪ ،‬كمسا لسو مشسى علسى نجاسسة‪ ،‬أو أتسى‬
‫بفعل أو كلم كثير‪) .‬قوله‪ :‬وإذا سجد إلخ( مرتبط بمحذوف هو مفهوم قسسوله‪ :‬وطسسال‬
‫عرفسسا‪ ،‬تقسسديره‪ :‬وإذا سسسلم سسسهوا وقصسسر الفصسسل بيسسن السسسلم‪ ،‬وتسسذكر السسترك‪ ،‬ولسسم‬
‫يعرض عنه بعد التذكر‪ ،‬يندب له العود للسجود‪ .‬وإذا عاد وسجد ‪ -‬أي مكسسن جبهتسسه‬
‫في الرض ‪ -‬صار عائدا إلى الصلة‪ .‬أي بان أنه لم يخرج منها‪ .‬لستحالة حقيقسسة‪:‬‬
‫الخروج منها ثم العود إليها‪ ،‬فيحتاج لسلم ثان‪ ،‬وتبطل بطرو مناف حينئذ‪ ،‬كحسسدث‬
‫بعد العود‪ ،‬وتصير الجمعة ظهرا إن خرج وقتها بعد العود‪) .‬قوله‪ :‬وإذا عاد‬

‫] ‪[ 241‬‬
‫المام( أي بعسسد أن سسسلم ناسسسيا أن عليسسه مقتضسسى سسسجود السسسهو‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسزم‬
‫المأموم الساهي العود أي لزم المأموم الذي سلم معه ناسيا أن يعود مع المسسام‪ .‬قسسال‬
‫في شرح الروض‪ :‬لموافقته له في السلم ناسسسيا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومحسسل لسسزوم العسسود حيسسث لسسم‬
‫يوجد منه ما ينافي السسجود‪ ،‬كحسدث أو نيسة إقامسسة‪ ،‬وهسو قاصسسر‪ .‬وخسرج بالسساهي‬
‫العامد‪ ،‬فإنه إذا عاد المام لم يوافقه لقطعه القدوة بسلمه عمدا‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل بطلسست‬
‫صلته( أي وإن لم يعد مع المام بطلت صسسلته للسسزوم المتابعسسة لمسسامه فسسي ذلسسك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إن تعمسسد وعلسسم قيسسد فسسي البطلن‪ .‬أي ومحسسل البطلن إن كسسان متعمسسدا عسسدم‬
‫العود عالما بوجوبه عليه‪ ،‬وإل فل بطلن‪ .‬ومحل البطلن أيضسسا مسسا لسسم يعلسسم خطسسأ‬
‫إمامه في العود‪ ،‬وما لم ينو مفارقته قبل تخلف مبطل‪ .‬وإل فل بطلن‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫قام المسبوق( أي بعد أن سلم إمامه نسيانا‪ .‬وقوله‪ :‬ليتم أي صسسلته‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيلزمسسه‬
‫العود أي يلزم المسبوق أن يعسسود إلسسى الجلسسوس ليسسسجد مسع إمسسامه‪ .‬وقسسوله‪ :‬لمتابعسسة‬
‫إمامه أي لجلها‪ .‬وقسوله‪ :‬إذا عساد أي المسام‪) .‬قسوله‪ :‬بعسد فسراغ المسأموم الموافسق(‬
‫خرج بسسه المسسسبوق‪ ،‬فيتسسابع إمسسامه مطلقسسا فسسرغ أو لسسم يفسسرغ‪ ،‬لن تشسسهده هسسذا غيسسر‬
‫محسوب له ول يحب عليه إتمامه‪ ،‬بدليل أنه لو سلم إمامه قبل أن يتمسه لسه أن يقسوم‬
‫قبله ويأتي بما عليه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن أقسسل التشسسهد( أي مسسع الصسسلة علسسى النسسبي )ص(‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وافقه وجوبا في السجود( فإن تخلف يأتي فيه ما مر‪) .‬قوله‪ :‬أو قبل أقله( أي‬
‫أو سجد المام قبل أن يفرع من أقل تشهده‪ .‬وقوله‪ :‬تابعه إلخ في الكردي مسا نصسه‪:‬‬
‫قوله‪ :‬يلزم المأموم متابعته‪ .‬استثنى الشارح في اليعاب من ذلسسك مسسسألة‪ ،‬وهسسي لسسو‬
‫سجد المام قبل فراغ المأموم الموافق من أقل التشهد والصلة على النبي )ص( لسسم‬
‫تلزمه متابعته‪ .‬قال‪ :‬بل ل يجوز‪ .‬كما ل يخفى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخالفه في التحفسسة فقسسال‪ :‬تسسابعه‬
‫وجوبا‪ ،‬ثم يتم تشهده‪ .‬وعليه فهل يعيد السجود ؟ رأيان‪ :‬قضية الخادم‪ :‬نعسسم‪ .‬والسسذي‬
‫يتجه أنه ل يعيد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪ .‬وفي نهاية الجمسسال الرملسسي ‪ -‬بعسسد كلم التحفسسة السسذي‬
‫أفتى به الوالد ‪ :-‬أنه يجب عليه إتمسسام كلمسسات التشسسهد الواجبسسة ثسسم يسسسجد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي‬
‫البجيرمي‪ ،‬ومحل سجوده معه إن كان المأموم فرغ من التشهد والصلة على النبي‬
‫)ص( الواجبة‪ ،‬وإل لم تجز له متابعته‪ ،‬ويتعيسسن عليسسه السسسجود فسسي هسسذه بعسسد فسسراغ‬
‫تشهده‪ ،‬ولو بعد سلم المسسام‪ .‬كمسسا اعتمسسده شسسيخنا م ر‪ .‬فسسإن سسسلم مسسن غيسسر سسسجود‬
‫بطلت صلته‪ .‬ق ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ثم يتم تشهده( أي كما لو سجد إمامه للتلوة وهسسو‬
‫في الفاتحة فإنه يسجد معه ثم يتم فاتحته‪ .‬ول فرق بين هذه الصورة والسستي قبلهسسا ل‬
‫في هذا‪ .‬فلو جمع بين الصورتين ثم استثنى هذا من الصورة الثانية‪ ،‬كسسأن قسسال بعسسد‬
‫قوله‪ :‬من أقل التشهد أو قبله‪ ،‬وافقه وجوبا‪ ،‬لكن يتم تشهده في الثاني‪ .‬لكان أخصر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو شك( المراد بالشك هنا وفي معظم أبسسواب الفقسسه‪ :‬مطلسسق السستردد الشسسامل‬
‫للوهم والظن‪ ،‬ولو مع الغلبة‪ .‬وليس المراد خصوص الشك المصسسطلح عليسسه‪ ،‬وهسسو‬
‫التردد بين أمرين على السواء‪ .‬وقوله‪ :‬بعد سلم أي لم يحصل بعسسده عسسود للصسسلة‪.‬‬
‫فإن شك بعد سلم حصل بعده عود للصلة‪ ،‬كأن سلم ناسيا لسسسجود السسسهو ثسسم عسساد‬
‫عن قرب‪ .‬وشك في ترك ركن لزمه تداركه‪ ،‬لنه بسسان بعسسوده أن الشسسك فسسي صسسلب‬
‫الصلة‪ .‬وبذلك يلغز ويقال‪ :‬لنا سنة عاد لها فلزمه فرض‪ .‬وخرج بكون الشسسك وقسسع‬
‫بعد السلم ما إذا وقع قبل السلم‪ ،‬وقد مر بيان حكمه مفصل‪ .‬وحاصله أنه إن كان‬
‫في ترك ركن لم يأت بمثله أتى به‪ ،‬وإل أجزأه عن المتروك ولغا ما بينهما وتدارك‬
‫الباقي وسجد للسهو فيهما‪ .‬هذا إن كان غير المأموم‪ ،‬فإن كسسان مأمومسسا أتسسى بركعسسة‬
‫بعد سلم إمامه إن كان المتروك غير السجدة الخيرة من الركعة الخيسسرة‪ .‬وخسسرج‬
‫به أيضا ما إذا وقع في السلم نفسه‪ ،‬فيجب تداركه ولو بعد طول الفصل ما لم يأت‬
‫بمبطل‪.‬‬

‫] ‪[ 242‬‬
‫)قوله‪ :‬في إخلل شرط( أي تركه كالطهارة والشك فيها صادق‪ ،‬بمسسا إذا تيقسسن‬
‫وجود الطهارة وشسسك فسسي رافعهسسا‪ ،‬وبمسسا إذا تيقسسن وجسود الحسسدث وشسسك فسسي وجسود‬
‫الطهارة بعدها‪ .‬ل يقال إن الصل فيما إذا تيقن الحدث بقاؤه‪ ،‬لنا نقول محله ما لسسم‬
‫يوجد معارض له كما هنا‪ ،‬فإن هذا الصسسل قسسد عارضسسه أن الصسسل أنسسه لسسم يسسدخل‬
‫الصلة إل بطهارة‪ ،‬لكن يمتنع عليه استئناف صلة أخرى بهذه الطهارة ومن الشك‬
‫في الطهارة بعد السلم‪ .‬كما في سم‪ ،‬الشك في نية الطهارة بعده لنسسه ل يزيسسد علسسى‬
‫الشسسك بعسسده فسسي نفسسس الطهسسارة فل يسسؤثر فسسي صسسحة الصسسلة‪ ،‬وإن أثسسر الشسسك بعسسد‬
‫الطهارة في نيتها بالنسبة للطهارة‪ ،‬حتى ل يجوز له افتتاح صلة بها‪ .‬وما ذكر فسسي‬
‫الشرط هو المعتمد عند ابن حجر وم ر والخطيب‪ .‬وعبارة المغني لسه‪ :‬وقسد اختلسف‬
‫فيه ‪ -‬أي في الشرط ‪ -‬فقال في المجموع‪ :‬في موضع لو شك هل كان متطهرا أم ل‬
‫أنه يؤثر‪ ،‬فارقا بأن الشك في الركن يكثر بخلفه في الطهر‪ ،‬وبأن الشك في الركسسن‬
‫حصل بعد تيقن النعقاد‪ .‬والصل الستمرار على الصحة‪ ،‬بخلفه في الطهر‪ ،‬فإنه‬
‫شك في النعقسساد‪ ،‬والصسسل عسسدمه‪ .‬ومقتضسسى هسسذا الفسسرق أن تكسسون الشسسروط كلهسسا‬
‫كذلك‪ .‬وقال في الخادم‪ :‬وهو فسسرق حسسسن‪ .‬لكسسن المنقسسول عسسدم الفسسرق مطلقسسا‪ ،‬وهسسو‬
‫المتجه‪ .‬وعلله بالمشقة‪ ،‬وهسسذا هسسو المعتمسسد كمسسا هسسو ظسساهر كلم ابسسن المقسسري‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬أو ترك فرض( أي أو شك بعسسد السسلم فسسي تسرك فسسرض‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫غير نية( صفة لفرض‪) .‬قوله‪ :‬لم يؤثر( جواب لو‪ .‬أي لم يضر في صحة الصسسلة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي بأن أثر فيها‪) .‬قسوله‪ :‬لعسسر وشسق( أي المسر علسى النساس‪ ،‬لكسثرة‬
‫عروض الشك في ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ولن الظاهر إلخ( انظر المعطوف عليه‪ ،‬فلو حسذف‬
‫الواو وقدمه على قوله وإل إلخ لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬أما الشسك فسي النيسة إلسخ( مفهسوم‬
‫قوله‪ :‬غير نية وتكسبير تحسرم‪) .‬قسوله‪ :‬فيسؤثر علسى المعتمسد( أي فيضسر فسي صسحة‬
‫الصلة لشكه في أصل النعقاد من غير أصل يعتمده‪ ،‬فتلزمه العادة مسسا لسسم يتسسذكر‬
‫أنه أتى بهما‪ ،‬ولو بعد طول الزمان‪ .‬وإنما لم يضر الشك بعد فراغ الصوم في نيتسسه‬
‫لمشقة العادة فيه‪ ،‬ولنه يغتفر في النية فيه ما لم يغتفر فيهسسا هنسسا‪ .‬ومسسن الشسسك فسسي‬
‫النية ما لو شك هل نسوى فرضسا أو نفل‪ ،‬ل الشسك فسي نيسة القسدوة فسي غيسر جمعسة‬
‫ومعادة ومجموعة مطر‪) .‬قوله‪ :‬خلفسسا لمسسن أطسسال فسسي عسسدم الفسسرق( أي بيسسن النيسسة‬
‫وتكبيرة الحرام وبين بقية الركان‪) .‬قوله‪ :‬ما لو تيقن ترك فرض( سسسكت عمسسا إذا‬
‫تيقن ترك شرط لوضوح حكمسه‪ ،‬وهسو أنسه يسسأتي بسه ويسسستأنف الصسلة لتسبين عسدم‬
‫صحتها‪) .‬قوله‪ :‬فيجب البناء( أي على ما فعله من الصلة‪ .‬وفي وجوب البناء نظسسر‬
‫لجسسواز اسسستئناف الصسسلة مسسن أولهسسا‪ .‬وعبسسارة السسروض ليسسس فيهسسا لفسسظ الوجسسوب‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬فلو تذكر بعده ‪ -‬أي السلم ‪ -‬أنه ترك ركنا بنى على مسسا فعلسسه إن لسسم يطسسل‬
‫الفصل ولم يطأ نجاسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في المغني‪ .‬وقوله‪ :‬مسسا لسسم يطسسل الفصسسل أي بيسسن‬
‫سلمه وتذكر الترك‪ ،‬فإن طال الفصل بينهما استأنف الصلة من أولهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو‬
‫يطأ نجسا أي وما لم يطأ نجاسة بعد سلمه‪ .‬ول بد أن تكون غير معفو عنهسسا‪ ،‬فسسإن‬
‫وطئها استأنف الصلة أيضا‪) .‬قوله‪ :‬وإن استدبر القبلة أو تكلم أو مشى قليل( غايسة‬
‫لوجوب البناء‪ .‬أي يجب وإن كان قد استدبر القبلة أو تكلم قليل أو مشى‪ ،‬كسسذلك فل‬
‫تؤثر هذه المور في صحت البناء‪ ،‬وتفارق وطئ النجاسة باحتمالها في الصلة في‬
‫الجملة )قوله‪ :‬وإن خرج من المسجد( أي فل يسسؤثر أيضسسا إذا كسسانت الفعسسال قليلسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إلى العرف( أي فما عده العرف طويل فهو طويسسل‪ ،‬ومسسا عسسده قصسسيرا فهسسو‬
‫قصير‪) .‬قوله‪ :‬في خبر ذي اليدين( وهو ما رواه أبو هريرة قال‪ :‬صسلى بنسا رسسول‬
‫ال )ص( الظهر أو العصر فسلم من ركعتين‪ ،‬ثم أتى خشسسبة بالمسسسجد واتكسسأ عليهسسا‬
‫كأنه غضبان‪ ،‬فقال له ذو اليدين‪ :‬أقصرت الصلة أم نسسسيت يسسا رسسسول ال س ؟ فقسسال‬
‫لصحابه‪ :‬أحق ما يقول ذو اليدين ؟‪ .‬قالوا‪ :‬نعم‪ .‬فصلى‬
‫] ‪[ 243‬‬
‫ركعتين أخريين‪ ،‬ثم سجد سجدتين‪) .‬قوله‪ :‬والطول بما زاد عليسسه( أي ويعتسسبر‬
‫الطول بما زاد على هذا القدر المنقول‪) .‬قسسوله‪ :‬والمنقسسول فسسي الخسسبر( أي خسسبر ذي‬
‫اليدين‪ .‬ووقوله‪ :‬أنه أي النبي )ص(‪) .‬قوله‪ :‬وراجسسع ذا اليسسدين( المناسسسب‪ :‬وراجعسسه‬
‫ذو اليدين‪) .‬قوله‪ :‬عن البويطي( بضم البساء وفتسح السواو‪ ،‬وسسكون اليساء‪ ،‬وهسو أبسو‬
‫يعقوب يوسف بن يحيى القرشي البويطي‪ ،‬من بويط قرية مسسن قسسرى صسسعيد مصسسر‬
‫الدنى‪ ،‬وكان خليفة للشافعي رضي ال عنسسه بعسسده‪ .‬قسسال الشسسافعي‪ :‬ليسسس أحسسد أحسسق‬
‫بمجلسي من أبي يعقوب‪ .‬وكان كثير الصيام وقراءة القرآن‪ ،‬وكسسان ابسسن أبسسي الليسسث‬
‫السمرقندي قاضي مصر فحسده‪ ،‬فسعى بسسه إلسسى الواثسسق أيسسام المحنسسة بسسالقول بخلسسق‬
‫القرآن‪ .‬فأمر بحمله إلى بغسداد‪ ،‬فحمسسل إليهسسا علسسى بغسسل مغلسسول‪ ،‬وجلسسس علسسى تلسسك‬
‫الحالة إلى أن مات ببغداد سنة إحدى وثلثين ومائتين‪ .‬ا‍ه‪ .‬سبكي‪) .‬قسسوله‪ :‬وبسسه( أي‬
‫بما حكاه الرافعي‪) .‬قوله‪ :‬وعن أبي هريرة( لعله غير الصحابي المشهور‪ ،‬فانظره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قدر الصسسلة السستي كسسان فيهسسا( أي سسسواء كسسانت ثنائيسسة أو ثلثيسسة أو رباعيسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قاعدة إلخ( هذه القاعدة تجري في سائر أبواب الفقه‪) .‬قوله‪ :‬وهي أن ما شك‬
‫إلخ( عبارة الروض‪ :‬ما كان الصل وجوده أو عدمه وشككنا في تغيره‪ ،‬رجعنا إلى‬
‫الصل واطرحنا الشك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يرجع به( أي بما شك في تغيره‪) .‬قوله‪ :‬وجسسودا‬
‫كان( أي ذلك الصل‪ ،‬كمسسا إذا تيقسسن وجسسود الطهسسارة وشسسك فسسي رافعهسسا فسسإنه يأخسسذ‬
‫بالطهارة لن الصل وجودها‪ .‬وقوله‪ :‬أو عدما أي أو كان ذلك الصل عسسدما‪ ،‬كمسسا‬
‫إذا تيقن عدم الطهارة وشك في وجودها‪ ،‬فإنه يأخسسذ بالعسسدم لنسسه الصسسل‪ .‬وكمسسا إذا‬
‫شك‪ :‬هل أتى بالقنوت أو ل‪ ،‬فإنه يسجد للسهو لن الصل عدم التيان به‪ .‬أو شسسك‪:‬‬
‫هل سسسجد السسسجدة الثانيسسة أو ل فسسإنه يسسأتي بهسسا‪ ،‬لن الصسسل عسدمها‪ .‬وهكسسذا فقسسس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كمعدوم( خبر مقدم‪ .‬وقوله‪ :‬مشكوك فيه مبتدأ مسسؤخر‪ .‬أي أن المشسسكوك فيسسه‬
‫كالمعدوم‪ ،‬فل يعتبر بل يرجع فيه إلى الصل‪ .‬قال فسسي فتسسح الجسسواد‪ :‬ويسسستثنى مسسن‬
‫ذلك الصل‪ :‬الشك في ترك ركن غيسر نيسة وتحسرم بعسد السسسلم‪ ،‬فسسإنه ل يسؤثر لن‬
‫الظسساهر وقسسوعه ‪ -‬أي السسسلم ‪ -‬عسسن تمسسام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬تتمسسة( أي فسسي بيسسان سسسجود‬
‫التلوة‪) .‬قوله‪ :‬تسن سجدة التلوة إلخ( أي للجماع على طلبهسسا‪ ،‬ولخسسبر مسسسلم أنسسه‬
‫)ص( قال‪ :‬إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكسسي ويقسسول‪ :‬يسسا ويلسستى‪،‬‬
‫أمر ابن آدم بالسجود فله الجنة‪ ،‬وأمرت بالسجود فعصسسيت فلسسي النسسار‪ .‬ولخسسبر ابسسن‬
‫عمر رضي ال عنهما‪ :‬أنسسه )ص( كسسان يقسسرأ علينسسا القسسرآن فسسإذا مسسر بالسسسجدة كسسبر‬
‫وسجد وسجدنا معه رواه أبودواد والحاكم‪ .‬وإنما لم تجسسب عنسسدنا لنسه )ص( تركهسسا‬
‫في سجدة والنجم‪ .‬متفق عليه‪ .‬وصح عن ابن عمر رضي ال عنهما التصريح بعدم‬
‫وجوبها على المنبر‪ ،‬وهذا منه في هذا الموطن العظيم مسسع سسسكوت الصسسحابة دليسسل‬
‫إجمسساعهم‪ .‬وأمسسا ذمسسه تعسسالى مسسن لسسم يسسسجد بقسسوله‪) * :‬وإذا قسسرئ عليهسسم القسسرآن ل‬
‫يسجدون( * فوارد في الكفار بسسدليل مسسا قبلسسه ومسسا بعسسده‪ .‬واعلسسم أن سسسجدات التلوة‬
‫أربع عشرة سجدة‪ :‬سجدتان فسسي الحسسج‪ ،‬وثلث فسسي المفصسسل فسسي النجسسم والنشسسقاق‬
‫واقرأ‪ ،‬والبقية في العراف والرعد والنحل والسراء ومريم والفرقان والنمل وألسسم‬
‫تنزيل وحم السجدة‪ .‬واحتج لذلك خبر أبي دواد بإسناد حسن‪ ،‬عن عمرو بن العاص‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬أقرأني رسول ال )ص( خمس عشرة سجدة في‬

‫] ‪[ 244‬‬
‫القرآن‪ ،‬منها ثلث في المفصل‪ ،‬وفسسي الحسسج سسسجدتان‪ ،‬ومنهسسا سسسجدة ص‪ .‬إل‬
‫أنها ليست من سجدات التلوة وإنما هي سسجدة شسكر لس تعسالى‪ .‬ينسوي بهسا سسسجود‬
‫الشكر على توبة سيدنا دواد عليه الصلة والسلم مسسن خلف الولسسى السسذي ارتكبسسه‬
‫مما ل يليق بكمال شأنه‪ .‬ومحال هذه السجدات معروفة‪ ،‬لكن اختلف في أربع منها‪:‬‬
‫إحداها‪ :‬سجدة النحل‪ ،‬فالصح أنهسسا عنسسد قسسوله‪) * :‬ويفعلسسون مسسا يسسؤمرون( * وقسسال‬
‫المارودي‪ :‬إنها عند قوله‪) * :‬وهم ل يستكبرون( * وهو ضسسعيف‪ .‬وثانيتهسسا‪ :‬سسسجدة‬
‫النمل فالصح أنها عند قوله‪) * :‬ال ل إله إل هو رب العرش العظيم( * وقيل‪ :‬إنها‬
‫عند قوله‪) * :‬ويعلم ما تخفون وما تعلنون( *‪ .‬وثالثتها‪ :‬سجدة حم فصلت‪ ،‬فالصسسح‬
‫أنها عند قوله‪) * :‬وهم ل يسأمون( * وقيل‪ :‬عند قوله‪) * :‬إن كنتم إيسساه تعبسسدون( *‪.‬‬
‫ورابعتها‪ :‬سجدة النشقاق‪ ،‬فالصح أنها عنسسد قسسوله‪) * :‬ل يسسسجدون( * وقيسسل‪ :‬إنهسسا‬
‫في آخر السورة‪) .‬قوله‪ :‬لقارئ( قال في التحفة‪ :‬ولسسو صسسبيا وامسسرأ‪ ،‬ومحسسدثا تطهسسر‬
‫على قسسرب‪ ،‬وخطيسسب أمكنسسه بل كلفسسة علسسى منسسبره أو أسسسفله إن قسسرب الفصسسل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وسامع( أي سواء قصد السماع أم ل‪ .‬لكن تتأكد للقاصد له بسسسجود القسسارئ‬
‫للتفاق على استحبابه في هذه الحالسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬جميسسع آيسسة سسسجدة( تنسسازعه السسسمان‬
‫قبله‪ ،‬فلو قرأهسسا إل حرفسسا واحسسدا حسسرم السسسجود‪ .‬ويشسسترط أيضسسا أن تكسسون القسسراءة‬
‫مشروعة بأن ل تكون محرمة ول مكروهة لذاتها‪ ،‬كقراءة جنب مسسسلم آيسسة السسسجدة‬
‫بقصدها‪ ،‬ولو مع نحو الذكر‪ .‬وكقراءتها في غير القيام من الصلة‪ .‬وأن تكسسون مسسن‬
‫قارئ واحد وفي زمان واحد عرفا‪ ،‬وأن ل تكون فسسي غيسسر صسسلة الجنسسازة‪ ،‬وأن ل‬
‫يطول فصل عرفا بين آخر الية والسجود‪ .‬وإن كان القسسارئ مصسسليا اشسسترط أيضسسا‬
‫أن ل يكسسون مأمومسسا‪ ،‬وأن ل يقصسسد بقراءتسسه السسسجود‪ ،‬كمسسا يسسأتي‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسجد‬
‫مصل( أي إماما أو منفردا‪ .‬وقوله‪ :‬لقراءته أي لقراءة نفسه فقط‪ .‬فل يسسسجد لقسسراءة‬
‫غيره‪ .‬قال في المغنى‪ :‬فإن فعل عامدا عالما بالتحريم بطلت صلته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬إل‬
‫مأموما( استثناء متصل من مطلق مصل‪) .‬قوله‪ :‬فيسسسجد هسسو( أي المسسأموم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لسجدة إمامه أي فقط فل يسجد لقراءة نفسه ول لقسراءة غيسره ول لقسراءة إمسامه إذا‬
‫لم يسجد‪ ،‬فلو خالف وسجد لذلك عامدا عالما بالتحريم بطلسست صسسلته‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسإن‬
‫سجد إمامه إلخ( مفرع على قوله‪ :‬فيسجد هو إلخ‪ .‬وأفاد بهذا التفريع وجوب سسسجود‬
‫المأموم إذا سجد إمامه للمتابعة‪) .‬قوله‪ :‬وتخلف هسسو( أي المسسأموم عنسسه‪ ،‬أي المسسام‪.‬‬
‫أي لسسم يسسسجد مسسع إمسسامه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو سسسجد( أي شسسرع فسسي السسسجود بسسأن هسسوى‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬وقوله‪ :‬هو أي المأموم‪ .‬وقوله‪ :‬دونه أي المام‪) .‬قوله‪ :‬بطلت صسسلته( أي‬
‫عند التعمد والعلسم بسسالتحريم‪ .‬كمسسا فسسي شسرح السروض‪ ،‬لمسا فسي ذلسسك مسن المخالفسسة‬
‫الفاحشة‪ .‬وكتب البجيرمسي مسا نصسسه‪ :‬قسوله‪ :‬بطلسست‪ .‬أي إذا رفسع المسام رأسسه مسن‬
‫السجود في الولى‪ ،‬إل إذا ترك السجود قصسسدا‪ ،‬فبمجسسرد الهسسوى للسسسجود‪ .‬ا‍ه ز ي‬
‫وع ش‪ .‬وعبارة الشوبري‪ :‬قوله‪ :‬وتخلف إن كان قاصدا عدم السجود بطلسست بهسسوى‬
‫المام‪ ،‬وإل برفع المام رأسه من السجود‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو لسسم يعلسسم المسسأموم إلسسخ(‬
‫تقييد لقوله‪ :‬وتخلف إلخ‪ ،‬بالتعمد وبالعلم‪ .‬وقوله‪ :‬وسجوده الضسسمير فيسسه وفيمسسا بعسسده‬
‫يعود على المام‪) .‬قوله‪ :‬لم تبطل صلته( أي المأموم‪ ،‬وهو جواب لسو‪) .‬قسوله‪ :‬ول‬
‫يسجد( قال‬

‫] ‪[ 245‬‬
‫البجيرمي‪ :‬فإن سجد عالما عامدا بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬بل ينتظر( أي إمسسامه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قائما حال من فاعل الفعل المستتر‪) .‬قوله‪ :‬أو قهسسوى( عطسف الظسسرف علسى‬
‫لفظ بعد يوجب ركاكة في التقدير‪ ،‬فالولى جعله متعلقا بفعسسل مقسسدر ويكسسون عطفسسه‬
‫على ما قبله من عطف الجمل‪ .‬والتقدير‪ :‬ولو علم قبل رفع رأس المام من السجود‬
‫هوى المأموم للسجود مع إمامه‪) .‬قوله‪ :‬فإذا رفع( أي المام )وقسسوله‪ :‬قبسسل سسسجوده(‬
‫أي المأموم )قوله‪ :‬رفع معه( أي رفع المأموم رأسه مع المام‪ .‬والمراد‪ :‬رجسسع إلسسى‬
‫الحالة التي كان عليها قبل الهوى مسسن قيسسام أو جلسسو س‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يسسسجد( أي ول‬
‫يتمم الهوي للسجود وحده‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬إل أن يفسسارقه‪ ،‬وهسسو فسسراق بعسسذر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله فسسي النهايسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬تسسأخير السسسجود إلسسى فراغسسه( أي مسسن الصسسلة‪ .‬قسسال فسسي‬
‫النهاية‪ :‬ومحله إذا قصر الفصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أما إذا طال فل يطلسسب تسسأخيره بسسل‬
‫يسسسجد وإن أدى إلسسى التشسسويش المسسذكور‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسسي التحفسسة‪ :‬واعسسترض‪ ،‬أي نسسدب‬
‫التأخير بما صح أنه )ص( سجد في الظهر للتلوة‪ .‬ويجاب بأنه كان يسسسمعهم اليسسة‬
‫فيها أحيانا‪ ،‬فلعله أسمعهم آيتها مع قلتهم فأمن عليهم التشويش‪ ،‬أو قصد بيان جسسواز‬
‫ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل بحيث ندب تأخيره إلسسخ( عبسسارة النهايسسة‪ :‬ويؤخسسذ مسسن التعليسسل ‪-‬‬
‫أعني قوله‪ :‬لئل يشوش ‪ -‬أن الجهريسسة كسسذلك إذا بعسسد بعسض المسسأمومين عسسن إمسسامه‬
‫بحيث ل يسمع قراءته ول يشاهد أفعاله‪ ،‬أو أخفى جهره‪ ،‬أو وجد حائل أو صمم أو‬
‫نحوها‪ ،‬وهو ظاهر من جهة المعنى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في الجوامع العظام( متعلق بما بعد‬
‫بل‪ ،‬كما هو صريح عبارة التحفة‪ .‬ولسسم يقيسسد بسسه فسسي النهايسسة كمسسا يعلسسم مسسن عبسسارته‬
‫السابقة‪) .‬قوله‪ :‬لنه يخلط على المأمومين( علة لسنية التأخير فسي الصسورتين‪ .‬قسال‬
‫في النهاية‪ :‬ولو تركه المام سن للمأموم بعد السلم إن قصر الفصل لمسسا يسسأتي مسسن‬
‫فواتها بطوله‪ ،‬ولو مع العذر‪ ،‬لنها ل تقضى علسسى الصسسح‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ومثلسسه فسسي التحفسسة‬
‫والمغنى‪) .‬قوله‪ :‬ولو قرأ( أي المصلي غير المأموم من إمام أو منفرد‪ .‬وقوله‪ :‬آيتها‬
‫أي السجدة‪) .‬قوله‪ :‬بأن بلغ أقل الركوع( قال سم‪ :‬قسال فسي شسرح السروض‪ :‬فلسسو لسم‬
‫يبلغ حد الراكع جاز‪ .‬ا‍ه‪ .‬فانظر هل يسجد من ذلك الحد ؟ أو يعود للقيام ثم يسجد ؟‬
‫والسابق إلى الفهم منه الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم بدا له السجود( أي ثم بعد وصسسوله إلسسى‬
‫أقل الركوع طرأ له أن يتمسسم الهسسوي إلسسى أن يصسسل إلسسى حسسد السسسجود ويجعلسسه عسسن‬
‫سجود التلوة‪) .‬قوله‪ :‬لفوات محله( أي المحل الذي يشرع السجود منه‪ ،‬وهو القيسسام‬
‫وما قاربه‪ .‬وعلله في شرح الروض بأن فيه رجوعا مسسن فسسرض إلسسى سسسنة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولو هوي للسجود( أي لجل سجود التلوة‪) .‬قوله‪ :‬صسسرفه( أي الهسسوي وقسسوله‪ :‬لسسه‬
‫أي للركوع‪) .‬قوله‪ :‬لم يكفه( أي هويه للسجود‪ .‬وقوله‪ :‬عنه أي عن الركسوع‪ .‬وذلسك‬
‫لنسسه صسسارف‪) .‬قسسوله‪ :‬وفروضسسها( أي سسسجدة التلوة‪ .‬وقسسد تعسسرض للفسسروض ولسسم‬
‫يتعرض للشروط‪ ،‬وهي كشروط الصلة من نحو الطهسسارة والسسستر والتسسوجه للقبلسسة‬
‫ودخول الوقت‪ .‬وهو بالفراغ من آيتها‪ .‬وقوله‪ :‬لغير مصل أمسسا المصسسلي إذا أراد أن‬
‫يسجد فليسجد من غير نية وتكبير تحسرم وسسلم‪ .‬وينسدب لسه أن يكسبر للهسوي إليهسا‬
‫والرفع منها‪ ،‬ول يندب له رفسسع اليسسدين عنسسد تكسسبيره للهسسوي والرفسسع بسسل يكسسره‪ ،‬ول‬
‫تندب جلسة الستراحة بعسدها‪ .‬وقيسل‪ :‬إن النيسة واجبسة مسن غيسر تلفسظ بهسا لن نيسة‬
‫الصسسلة ل تشسسملها‪) .‬قسسوله‪ :‬نيسسة سسسجود التلوة( هسسو ومسسا عطسسف عليسسه خسسبر عسسن‬
‫فروضها‪ ،‬وأفادت إضافة سجود للتلوة أنه ل يكفسسي نيسة السسجود فقسسط‪ .‬واسسستوجهه‬
‫البجيرمسسي ثسسم قسسال‪ :‬وانظسسر هسسل معنسسى وجسسوب نيسسة السسسجود للتلوة نيسسة السسسجود‬
‫لخصوص الية ؟ كأن ينوي السجود لتلوة الية المخصوصة‪ .‬أو معناه نية التلوة‬
‫من غير تعرض لخصسسوص اليسسة ؟ قيسساس وجسسوب التعييسسن فسسي النفسسل ذي السسوقت‪.‬‬
‫والسبب ذلك وهو قريسب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسوله‪ :‬ذلسك أي التعسرض لخصسوص اليسة‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وتكبير تحرم( قال في النهاية‪ :‬ول يسن له أن يقوم ليكبر من قيسسام لعسدم ثبسوت شسئ‬
‫فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي فإذا قام كان مباحا كما يقتضيه قوله‪ :‬ل يسن دون‬

‫] ‪[ 246‬‬
‫سسسن أن ل يقسسوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسجود كسسسجود الصسسلة( أي فسسي واجبسساته‬
‫ومندوباته ل في عدده‪ ،‬فإن سجدة التلوة واحدة بخلف سجود الصلة فسسإنه اثنسسان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسلم( أي كسسسلم الصسسلة‪ ،‬قياسسسا علسسى التحسسرم‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬وقضسسية‬
‫كلمهم أن الجلوس للسلم ركن‪ ،‬وهو بعيد‪ ،‬لنه ل يجسسب لتشسسهد النافلسسة وسسسلمها‪،‬‬
‫بل يجوز مع الضطجاع‪ ،‬فهذا أولى‪ .‬نعم‪ ،‬هو سنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله فسسي النهايسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويقول فيها( أي في سجدة التلوة‪ ،‬سواء كان في الصلة أو خارجها‪ .‬قال في شرح‬
‫المنهج‪ :‬ويسن أن يقول أيضا‪ :‬اللهم اكتب لي بها عندك أجسسرا‪ ،‬واجعلهسسا لسسي عنسسدك‬
‫ذخرا‪ ،‬وضع عني بها وزرا‪ ،‬واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود‪ .‬رواه الترمذي‬
‫وغيره بإسناد حسن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬كما قبلتها‪ :‬أي السجدة‪ ،‬ل بقيد كونها سسسجدة تلوة‪.‬‬
‫كما في ع ش‪ .‬أو المعنى‪ :‬كما قبلت نوعها‪ .‬وإل فالتي قبلها من داود هي خصوص‬
‫سجدة الشكر‪ .‬ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬تحرم القراءة بقصد السجود( أي في غيسسر صسسبح‬
‫يوم الجمعة بألم تنزيل‪ ،‬وإل فل تحرم‪ .‬فإن قرأ فيها بغير ألم تنزيل بقصد السسسجود‪،‬‬
‫وسجد عامسدا عالمسا‪ ،‬بطلست صسلته عنسد م ر‪ .‬ول تبطسل عنسد حجسر‪ ،‬لنهسا محسل‬
‫السجود في الجملة‪ .‬وقوله‪ :‬في صلة أو وقت مكروه خرج بسسذلك مسسا إذا قرأهسسا فسسي‬
‫غير هذين المحلين بقصد السجود فقط فإنه ل يحرم‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وإنما لسسم يسسؤثر‬
‫قصد السجود فقط خارج الصلة والوقت المكروه لنه قصد عبادة ل مانع منها هنا‬
‫بخلفه ثمسسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتبطسسل الصسسلة بسه( أي بالسسسجود بالفعسسل ومحلسسه إن كسسان‬
‫عامدا عالما لنه زاد فيها ما هو من جنس بعض الركسسان تعسسديا‪) .‬قسسوله‪ :‬بخلفهسسا(‬
‫أي القراءة بقصد السجود مع غيره من مندوبات القراءة أو الصلة‪ ،‬فسسإنه ل حرمسسة‬
‫ول بطلن لمشروعية القراءة والسجود حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬فل كراهة مطلقسسا( أي سسسواء‬
‫كان ذلك فسسي السوقت المكسسروه أو الصسلة أو ل‪) .‬قسوله‪ :‬ول يحسل التقسرب إلسسى الس‬
‫تعالى بسجدة( أي فهسسو حسسرام‪ .‬قسسال فسسي شسرح السسروض‪ .‬كمسسا يحسسرم بركسسوع مفسسرد‬
‫ونحوه لنه بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة إل ما استثنى‪) .‬قسسوله‪ :‬بل سسسبب( أمسسا بالسسسبب‬
‫فل تحرم بل تسن‪ ،‬وذلك السبب كالتلوة‪ .‬وقسسد تقسسدم الكلم علسسى سسسجود التلوة‪ ،‬أو‬
‫هجوم نعمة كحدوث ولد أو جاه‪ ،‬أو قسسدوم غسسائب‪ ،‬أو نصسسر علسسى عسسدو‪ ،‬أو انسسدفاع‬
‫نقمة كنجاة من غرق حرق‪ ،‬ل لستمرارها لن ذلك يؤدي إلى استغراق العمر فسسي‬
‫السجود‪ .‬لذلك شكر الس تعسسالى علسسى مسسا أعطسساه مسسن النعسسم أو دفسسع عنسسه مسسن النقسسم‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬تستحب سجدة الشكر لذلك خارج الصلة ول تدخل الصلة إذ ل تتعلسسق‬
‫بها‪ ،‬فإن سجدها في الصلة عامسسدا عالمسسا بسسالتحريم بطلسست صسسلته‪ .‬والصسسل فيهسسا‬
‫خبر‪ :‬سألت ربي وشفعت لمتي‪ ،‬فأعطساني ثلسسث أمسستي‪ ،‬فسسجدت لربسي شسكرا‪ ،‬ثسم‬
‫رفعت رأسي فسألت ربي لمسستي فأعطسساني ثلسسث أمسستي‪ ،‬فسسسجدت شسسكرا لربسسي‪ .‬ثسسم‬
‫رفعت رأسي فسألت ربي لمسستي‪ ،‬فأعطسساني الثلسسث الخسسر‪ ،‬فسسسجدت شسسكرا لربسسي‪.‬‬
‫رواه أبو داود بإسناد حسن‪ .‬وروى البيهقي بإسناد صحيح أنه )ص( سجد لما جسساءه‬
‫كتاب علي رضي ال عنه من اليمن بإسلم همسسدان‪ .‬وتسسستحب أيضسسا لرؤيسسة مبتلسسى‬
‫ببلية‪ ،‬من زمانة ونحوها‪ ،‬للتباع وشكر ال تعالى علسسى السسسلمة‪ .‬أو لرؤيسسة مبتلسسى‬
‫بمعصية يجاهر بها‪ ،‬لن المصيبة في الدين أشد منها في الدنيا‪ ،‬ويظهرها للعاصسسي‬
‫تعييرا أو لعله يتسسوب‪ ،‬ل للمبتلسسى لئل يتسسأذى‪) .‬قسسوله‪ :‬حسسرام اتفاقسسا( قسسال فسسي شسسرح‬
‫الروض‪ :‬ولو إلى القبلة‪ ،‬أو قصده ل تعالى‪ .‬وفي بعض صوره ما يقتضسسي الكفسسر‪،‬‬
‫عافانا ال تعالى من ذلك‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬وخروا له سسسجدا( * منسسسوخ أو مسسؤول‪،‬‬
‫وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 247‬‬
‫فصل في مبطلت الصلة وهي إمسسا فقسسد شسسرط مسسن شسسروط الصسسلة‪ ،‬أو فقسسد‬
‫ركن من أركانها‪ .‬كما قال ابن رسلن‪ :‬ويبطل الصلة تسسرك ركسسن أو فسسوات شسسرط‬
‫من شروط قد مضوا )قوله‪ :‬تبطل الصلة( أي ولو كانت جنسسازة أو سسسجدة تلوة أو‬
‫شكر‪) .‬قوله‪ :‬فرضها( بدل مسسن الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬ل صسسوم واعتكسساف( أي ل يبطسسل‬
‫صوم واعتكاف بما ذكره‪ ،‬ومثلهما الوضوء والنسك‪ .‬والفرق أن الصلة أضيق بابا‬
‫من الربعة‪) .‬قوله‪ :‬بنية قطعها( أي حال‪ ،‬أو بعد مضي ركسن‪ ،‬ولسسو بسالخروج إلسسى‬
‫صلة أخرى وذلك لمنافاة ذلسسك للجسسزم بالنيسسة المشسسروط دوامسسه فيهسسا‪ ،‬وخسسرج بنيسسة‬
‫قطعهسسا نيسسة الفعسسل المبطسسل‪ ،‬فل تبطسسل بهسسا حسستى يشسسرع فسسي ذلسسك المنسسوي‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتعليقه( الواو بمعنى أو‪ ،‬ومدخولها يحتمل أن يكون معطوفا على قطعها المضسساف‬
‫إليه والضمير فيه يعسسود عليسسه‪ ،‬والتقسسدير‪ :‬وتبطسسل الصسسلة بنيسسة تعليسسق القطسسع علسسى‬
‫حصول شئ‪ ،‬كمسسا إذا نسسوى‪ :‬إن جسساء فلن قطعسست صسسلتي‪ .‬ويحتمسسل عطفسسه علسسى‬
‫المضاف ‪ -‬أعني نية ‪ -‬والتقدير‪ :‬وتبطل بتعليقه وهسسو صسسادق بمسسا إذا كسسان بقلبسسه أو‬
‫باللفظ‪ .‬والول أولى لن الكلم هنا في البطال من حيث التعلق ل من حيث اللفظ‪،‬‬
‫لنه من هذه الحيثية سيأتي الكلم عليه‪ .‬وقوله‪ :‬بحصول شسسئ أي ولسسو لسسم يحصسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو محال عاديا( أي ولسو كسسان الشسئ المعلسسق عليسه محسال عاديسسا‪ ،‬كصسعود‬
‫السماء وعدم قطع السكين‪ .‬وخرج بالعادي العقلسسي‪ ،‬كسسالجمع بيسسن الضسسدين‪ ،‬فتعليسسق‬
‫القطسسع بحصسسوله ل يبطسسل‪ .‬والفسسرق بينهمسسا أن الول ينسسافي الجسسزم بالنيسسة لمكسسان‬
‫وقسوعه‪ ،‬بخلف الثساني‪ .‬قسال الكسردي‪ :‬واعلسم أن المحسال قسسمان‪ :‬لسذاته‪ ،‬ولغيسره‪،‬‬
‫فالمحال لسذاته هسو الممتنسع عسادة وعقل‪ ،‬كسالجمع بيسن السسواد والبيساض‪ .‬والمحسال‬
‫لغيره قسمان‪ :‬ممتنسسع عسسادة ل عقل‪ ،‬كالمشسسي مسسن الزمسسن والطيسسران مسسن النسسسان‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬الممتنع عقل ل عادة كاليمان ممن علم ال أنه ل يؤمن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتسسردد‬
‫فيه( معطوف على نية قطعهسسا‪ .‬أي وتبطسسل الصسسلة بسستردد فسسي القطسسع‪ .‬قسسال ش ق‪:‬‬
‫وكسسالتردد فسسي قطعهسسا السستردد فسسي السسستمرار فيهسسا‪ ،‬فتبطسسل حسسال لمنافسساته الجسسزم‬
‫المشروط دوامه كاليمان والمراد بالتردد أن يطرأ شك منسساقض للجسسزم‪ ،‬ول عسسبرة‬
‫بما يجري في الفكر‪ ،‬فإن ذلك مما يبتلى به الموسوسون‪ ،‬بل يقسسع فسسي اليمسسان بسسال‬
‫تعالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول مؤاخذة( أي ل ضرر في ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬بوسواس قهري وهسسو‬
‫الذي يطرق الفكر بل اختيار‪ .‬قال في اليعاب‪ :‬بأن وقع في فكره أنه لسسو تسسردد فسسي‬
‫الصلة ما حكمه فل مؤاخذة به قطعا‪ ،‬وبه يعلم الفرق بيسسن الوسوسسسة والشسسك‪ .‬فهسسو‬
‫أن يعدم اليقين‪ ،‬وهي أن يستمر اليقين ولكنه يصسسور فسسي نفسسسه تقسسدير السستردد‪ .‬ولسسو‬
‫كان كيف يكون المر فهو من الهاجس التسسي‪ .‬وكسسذا فسسي اليمسسان بسسال تعسسالى‪ ،‬لن‬
‫ذلسسك ممسسا يبتلسسى بسسه الموسوسسسون‪ ،‬فالمؤاخسسذة بسسه مسسن الحسسرج‪ .‬ا‍ه كسسردي‪) :‬قسسوله‪:‬‬
‫كاليمان( أي بال تعالى‪ .‬وهو بكسسر الهمسسزة‪ .‬يعنسي كمسا أنسه ل يؤاخسسذ بالوسسواس‬
‫القهري في اليمان بال‪ .‬وقوله‪ :‬وغيره أي غير اليمان من بقيسة العبسسادات‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫بفعسسل كسثير( أي وتبطسل الصسسلة بصسسدور فعسل كسسثير منسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬يقينسسا منصسسوب‬
‫بإسقاط الخافض‪ ،‬أو علسى الحسسال‪ .‬وهسو قيسد فسسي الكسثرة المقتضسسية للبطلن‪ .‬أي أن‬
‫كثرة الفعل ل بد أن تكون يقينية وإل فل بطلن‪ .‬والحاصل ذكر للفعل المبطل سسستة‬
‫شروط‪ :‬أن‬

‫] ‪[ 248‬‬
‫يكون كثيرا‪ ،‬وأن تكون كثرته بيقين‪ ،‬وأن يكون من غيسسر جنسسس أفعالهسسا‪ ،‬وأن‬
‫يصدر من العالم بالتحريم‪ ،‬وأن يكسون ولء‪ ،‬وأن ل يكسون فسي شسدة الخسوف ونفسل‬
‫السفر‪) .‬قوله‪ :‬من غير جنس أفعالها( متعلق بمحذوف‪ ،‬صسسفة لفعسسل‪ .‬أي فعسسل كسسائن‬
‫من غير جنس أفعالها‪ ،‬كالمشي والضرب‪ .‬فإذا كان من جنسها ففيسسه تفصسسيل‪ ،‬وهسسو‬
‫أنه إن كان عمدا بطلت‪ ،‬ولو كان فعل واحدا كزيادة الركوع عمدا‪ .‬وإن كان سسسهوا‬
‫فل تبطل‪ ،‬وإن زاد على الثلثة كزيادة ركعة سسسهوا‪ .‬وسسسيذكر فسسي أواخسسر الفصسسل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن صدر( أي ذلك الفعل الكثير‪ .‬وقوله‪ :‬ممن علم تحريمه أي من مصل علم‬
‫تحريم الفعل الكثير في الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬أو جهله هو مفهوم العلم‪ .‬وقوله‪ :‬ولسسم يعسسذر‬
‫أي في جهله‪ ،‬بسسأن يكسون بيسسن أظهسسر العلمسساء وبعيسسد عهسسد بالسسسلم‪ .‬وهسسو قيسسد فسسي‬
‫الجهل‪ ،‬وخرج به المعسسذور فل يبطسسل فعلسسه الكسسثير‪) .‬قسسوله‪ :‬حسسال كسسونه( أي الفعسسل‬
‫الكثير‪ .‬وأفاد به أن ولء منصوب على الحال‪ ،‬ثم أنه يحتمسسل أنسسه حسسال مسسن ضسسمير‬
‫كثير المستتر لنه صفة مشبهة‪ ،‬ويحتمل أن حال من فعل وسوغ مجسسئ الحسسال منسسه‬
‫مع أنه نكرة وصسسفه بكسسثير بعسسده‪) .‬قسسوله‪ :‬عرفسسا( منصسسوب بإسسسقاط الخسسافض وهسسو‬
‫مرتبط بقوله‪ :‬كثير‪ .‬يعني أن المعتبر فسسي الكسسثرة العسسرف‪ .‬فمسسا يعسسده العسسرف كسسثيرا‬
‫كثلث خطوات ضر‪ ،‬وما يعده العرف قليل كخلع الخسسف‪ ،‬ولبسسس الثسسوب الخفيسسف‪،‬‬
‫وكإلقاء نحو القملسسة‪ ،‬وكخطسسوتين وضسسربتين‪ ،‬لسسم يضسسر‪ .‬ويصسسح أن يكسسون مرتبطسسا‬
‫بقوله‪ :‬ولء بناء على أن المعتبر فيه العرف‪ .‬لكسسن يحتسساج حينئذ إلسسى تقسسدير نظيسسره‬
‫في الول‪ .‬وفي متن المنهج تقديمه على قوله ولء‪ ،‬وهو أولى‪) .‬قوله‪ :‬في غير شدة‬
‫الخوف ونفل السفر( أي وتبطل الصلة بفعل كثير في غير مسسا ذكسسر أي وفسسي غيسسر‬
‫صيال نحو حية عليه‪ .‬فالفعال الكثيرة في ذلك ل تبطل لشدة الحاجة إليهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫بخلف القليل( محترز قسوله كسثير‪ .‬أي بخلف الفعسسل القليسل فل يبطسسل‪ ،‬لنسه عليسه‬
‫الصلة والسلم فعل القليل وأذن فيه‪ .‬فخلع نعليه في الصلة ووضعهما عن يساره‪،‬‬
‫وغمز رجل عائشسسة فسسي السسسجود‪ ،‬وأشسسار بسسرد السسسلم‪ ،‬وأمسسر بقتسسل السسسودين فسسي‬
‫الصلة الحية والعقرب‪ ،‬وأمر بدفع المار‪ ،‬وأذن في تسوية الحصى‪ .‬ولن المصسسلي‬
‫يعسر عليه السكون على هيئة واحدة في زمان طويل‪ ،‬ول بد مسسن رعايسسة التعظيسسم‪،‬‬
‫فعفي عن القليل الذي ل يخل به دون الكثير‪ .‬ومحل عدم البطلن بالفعسسل القليسسل إن‬
‫لم يقصد به اللعب وإل أبطل‪) .‬قوله‪ :‬كخطوتين( تمثيل للقليسل‪) .‬قسوله‪ :‬وإن اتسسعتا(‬
‫أي الخطوتان‪ .‬وخالف الخطيب في المغنسسى والقنسساع وقيسسدهما بالمتوسسسطتين‪ .‬وهسسو‬
‫تابع في ذلك إمام الحرمين‪ ،.‬فإنه قال‪ :‬ل أنكسسر البطلن بتسسوالي خطسسوتين واسسسعتين‬
‫جدا فإنهما يوازيان الثلث عرفسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬حيسسث ل وثبسسة( قيسسد فسسي الغايسسة‪ ،‬فسسإن‬
‫وجدت الوثبة أبطلتا من جهتها‪ .‬قال ع ش‪ :‬ما لم يكن فزعا من نحسسو حيسسة‪ ،‬وإل فل‬
‫تبطل لعذره‪) .‬قوله‪ :‬والضربتين( معطوف على خطوتين‪ ،‬فهو تمثيل للقليسسل أيضسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لو قصد إلخ( تقييد لجعسل الخطسوتين والضسربتين مسن القليسل وأنهمسا ل‬
‫يبطلن فكأنه قال‪ :‬كسسل ذلسسك مسسا لسسم يقصسسد مسسن أول المسسر ثلث خطسسوات أو ثلث‬
‫ضربات متواليات‪ ،‬فإن قصد ذلك بطلت صسسلته بمجسسرد شسسروعه فسسي واحسسدة لنسسه‬
‫قصد المبطل وشرع فيه‪ ،‬أما لو نواه مسسن غيسسر شسسروع فل بطلن‪) .‬قسسوله‪ :‬والكسسثير‬
‫المتفرق( محترز قوله ولء‪ ،‬وهو بالجر معطوف على القليسسل‪ .‬أي وبخلف الكسسثير‬
‫المتفرق فإنه ل يبطل‪ ،‬لنه عليه الصلة والسلم صلى وهو حامل أمامة‪ ،‬فكسسان إذا‬
‫سجد وضعها وإذا قام حملها‪) .‬قوله‪ :‬بحيث يعسسد إلسسخ( الحيثيسسة للتقييسسد‪ ،‬أي أن محسسل‬
‫عدم تأثير الفعل الكثير المتفرق إذا كان يعد عرفا‪ ،‬أن كل فعل منقطع عما قبله فيعد‬
‫الثاني منقطعا عن الول‪ ،‬والثالث منقطعا عن الثسساني‪ ،‬فسسإن لسسم يعسسد كمسسا ذكسسر أثسسر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وحد البغوي أي ضسبطه للمتفسرق‪ .‬وهسو مبتسدأ خسبره ضسعيف‪ .‬وقسوله‪ :‬بسأن‬
‫يكون بينهما أي بين كل فعسسل ومسسا بعسسده‪ .‬وضسسبطه بعضسسهم أيضسسا بسسأن يطمئن بيسسن‬
‫الفعلين‪ ،‬وهو ضعيف أيضا‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان الفعل الكثير سهوا( أي فإنه يبطل لن‬
‫الحاجة ل تدعو إليه‪ ،‬أما لو دعت الحاجة إليه كصسلة شسدة الخسسوف فل يبطسل كمسسا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬والكثير( أفاد به أن الجار والمجرور‬

‫] ‪[ 249‬‬
‫بعده خبر لمبتدأ محذوف تقديره ما ذكر‪) .‬قسسوله‪ :‬كثلث مضسسغات وخطسسوات(‬
‫ل يشترط في الثلث أن تكون من جنس واحد‪ ،‬بل إذا كانت من جنسسسين كخطسسوتين‬
‫وضربة أو من ثلثة كخطوة وضسسربة وخلسسع نعسسل‪ ،‬أبطلسست الصسسلة أيضسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫توالت( أي الثلث‪ .‬وضابط التوالي يعلم مسسن ضسسابط التفريسسق السسسابق‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫كانت( أي الثلث‪ .‬وهي غاية في البطلن بالثلث‪ .‬وقوله‪ :‬مغتفرة صفة كاشسسفة‪ ،‬إذ‬
‫الخطوة ل تكون إل مغتفرة‪ .‬إل أن يقال احترز به عن الخطوة المصسسحوبة بالوثبسسة‬
‫فإنهسسا تكسسون مؤسسسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وكتحريسسك رأسسسه ويسسديه( أي لن المجمسسوع ثلث‬
‫حركات‪ ،‬وهي ل يشترط فيها أن تكون مسسن عضسسو واحسسد‪ .‬بسسل مثلسسه إذا كسسانت مسسن‬
‫عضوين أو من ثلثة أعضاء‪) .‬قوله‪ :‬ولو معا( غايسسة فسسي البطلن بتحريسسك السسرأس‬
‫واليدين‪ .‬أي أنها تبطل بذلك‪ ،‬سسسواء وقسسع تحريكهسسا فسسي آن واحسسد أو علسسى التسسوالي‪.‬‬
‫وفي الكردي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬ولو معا‪ .‬ينبغي التنبيه لذلك عند رفع اليدين للتحرم أو‬
‫الركوع أو العتدال‪ ،‬فإن ظاهر هذا بطلن صلته إذا تحرك رأسه حينئذ‪ .‬ورأيسست‬
‫في فتاوي الشارح ما نصسسه‪ :‬قسسد صسسرحوا بسسأن تصسسفيق المسسرأة فسسي الصسسلة‪ ،‬ودفسسع‬
‫المصلي للمار بين يديه‪ ،‬ل يجسسوز أن يكسون بثلث مسسرات متواليسسات ‪ -‬مسسع كونهمسسا‬
‫مندوبين ‪ -‬فيؤخذ منه البطلن فيما لو تحرك حركتين في الصلة ثم عقبهما بحركسسة‬
‫أخرى مسنونة‪ .‬وهسسو ظسساهر لن الثلث ل تغتفسسر فسسي الصسسلة لنسسسيان ونحسسوه مسسع‬
‫العذر‪ ،‬فأولى في هذه الصسورة‪ .‬إلسى آخسر مسا فسي فتسساويه‪ .‬وفيسه مسن الحسسرج مسا ل‬
‫يخفى‪ .‬لكن اغتفر الجمال الرملي تسسوالي التصسسفيق والرفسسع فسسي صسسلة العيسسد‪ ،‬وهسسذا‬
‫يقتضي أن الحركة المطلوبة ل تعد في المبطل‪ .‬ونقل عن أبسسي مخرمسسة مسسا يسسوافقه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله والخطوة بفتح الخاء المسسرة( أي أن الخطسسوة إذا كسسانت بفتسسح الخسساء يكسسون‬
‫معناها المرة‪ ،‬وأمسسا إذا كسسانت بضسسمها يكسسون معناهسسا مسسا بيسسن القسسدمين‪ .‬والول هسسو‬
‫المسسراد هنسسا‪ ،‬والثسساني هسسو المسسراد فسسي صسسلة المسسسافر‪ .‬كمسسا نسسص عليسسه فسسي شسسرح‬
‫الروض‪ ،‬وعبارته‪ :‬والخطوة بفتح الخاء المرة الواحدة‪ ،‬وهي المراد هنسسا‪ .‬وبضسسمها‬
‫ما بين القدمين‪ ،‬وهو المراد في صلة المسسافر‪) .‬قسوله‪ :‬وهسسي( أي الخطسوة بمعنسسى‬
‫المرة‪ .‬وقوله‪ :‬هنا انظر ما فائدة التقييد به‪ ،‬فإن قيل إنسه للحستراز عنهسا فسي صسلة‬
‫المسافر فل يصح‪ ،‬لنها هناك بضم الخاء وهسي هنسا مقيسدة بالفتسح ‪ -‬كمسا يعلسم مسن‬
‫عبارة شرح الروض السابقة ‪ -‬فكان الولى أن يقدم لفظ هنا على قسسوله بفتسسح الخسساء‬
‫ليكون له فائدة‪ .‬وهي الحتراز عنها في باب صسسلة المسسسافر كمسسا علمسست‪ .‬وعبسسارة‬
‫التحفة‪ :‬والخطوة بفتح الخاء المرة‪ ،‬وبضمها ما بيسسد القسسدمين‪ .‬وقضسسية تفسسسير الفتسسح‬
‫الشهر هنا بالمرة‪ .‬وقولهم‪ :‬إن الثاني ليس مرادا هنا حصولها بمجسسرد نقسسل الرجسسل‬
‫لمام أو غيره‪ ،‬فإذا نقسل الخسرى حسسبت أخسرى وهكسذا‪ .‬وهسو محتمسل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسي‬
‫ظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬لمام( بفتح الهمزة‪ ،‬أي قدام‪) .‬قوله‪ :‬أو غيسسره( أي غيسسر المسسام مسسن‬
‫خلف ويمين وشمال‪) .‬قوله‪ :‬فإن نقل معهسسا الخسسرى( أي نقسسل الرجسسل الخسسرى مسسع‬
‫الرجل الولى‪ .‬ولفظ معها ساقط من عبارة التحفة المارة‪ ،‬وهو أولى‪ ،‬لن المعية ل‬
‫تناسب الغاية بعدها‪ ،‬وليهامها ما سنذكره قريبا‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو بل تعساقب( المناسسب‬
‫ولسسو مسسع التعسساقب‪ ،‬أي التسسوالي‪ .‬لنسسه يسسؤتى فسسي الغايسسة بسسالطرف البعيسسد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فخطوتان( قال في التحفة‪ :‬ومما يؤيده جعلهم حركة اليدين على التعسساقب أو المعيسسة‬
‫مرتين مختلفتين‪ ،‬فكذا الرجلن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما اعتمده شسسيخنا فسسي شسسرح المنهسساج(‬
‫اعتمسسده أيضسسا فسسي النهايسسة‪ ،‬ونسسص عبارتهسسا‪ .‬واضسسطرب المتسسأخرون فسسي تعريسسف‬
‫الخطوة‪ .‬والذي أفتى به الوالد رحمه ال أنها عبارة عسسن نقسسل رجسسل واحسسدة إلسسى أي‬
‫جهة كانت‪ .‬فإن نقل الخرى عدت ثانية‪ ،‬سواء أساوى بهسا الولسى أم قسدمها عليهسا‬
‫أم أخرها عنها‪ ،‬إذ المعتبر تعدد الفعسسل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن السسذي جسسزم بسسه فسسي شسسرح‬
‫الرشاد( عبارته‪ :‬والخطوة بفتح الخاء وبضسسمها‪ :‬مسسا بيسسن القسسدمين‪ .‬وهسسي هنسسا نقسسل‬
‫رجل مع نقل الخرى إلى محاذاتها‪ .‬كما بينته في الصل‪ .‬أما نقل كل على التعاقب‬
‫إلى جهة التقدم علسسى الخسسرى أو التسسأخر عنهسسا فخطوتسسان بل شسسك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلسسه فسسي‬
‫شرحه على مختصر بافضل‪ ،‬ونسسص عبسسارته‪ :‬والخطسسوة بفتسسح الخسساء المسسرة‪ ،‬وهسسي‬
‫المرادة هنا إذ هي عبارة عن نقل رجل واحدة فقط‪ .‬حسستى يكسون نقسسل الخسسرى إلسسى‬
‫أبعد عنها أو أقرب خطوة أخرى‪ ،‬بخلف‬

‫] ‪[ 250‬‬
‫نقلها إلى مساواتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن نقل رجل مع نقل الخرى( ليس المسسراد أن‬
‫ينقل الرجلين في آن واحد وإن كانت المعية توهمه‪ ،‬لنسسه ل يتصسسور ذلسسك إل علسسى‬
‫هيئة الوثبة المبطلة للصلة بل المراد أنسسه ينقسسل إحسسدى رجليسسه أول وينقسسل الخسسرى‬
‫إلى محاذاتها من غير تراخ‪ .‬فالمعية في مطلق النقل‪) .‬قوله‪ :‬فسسإن نقسل كل( أي مسن‬
‫غير محاذاة لتغاير هذه الصورة السابقة‪ ،‬وكما هسسو صسسريح عبسسارة شسسرح الرشسساد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬على التعاقب أي التوالي‪ .‬ومثله بالولى ما إذا كان النقل على غير التعاقب‪.‬‬
‫والحاصل أن الذي اعتمده ابن حجر في التحفة‪ ،‬والشهاب الرملسي وابنسه والخطيسب‬
‫وغيرهم‪ ،‬أن نقل الرجل الخرى خطوة ثانية‪ ،‬سسسواء نقلسست إلسسى محسساذاة الولسسى أو‬
‫إلى أبعد منها أو أقرب‪ .‬والذي اعتمده ابن حجر في شرحي الرشاد وشرح بافضل‬
‫أن نقل الرجل الخرى إلى محاذاة الولى مع التوالي ليس خطوة ثانية‪ ،‬بل هو مسسع‬
‫النقل الول خطوة واحدة‪ ،‬وإن لم يكن إلى محسساذاة الول أو كسسان ولكسسن ليسسس علسسى‬
‫التوالي فخطوة ثانية‪ .‬واختلف أيضا فيما لو رفع الرجل لجهة العلو ثم لجهة السفل‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬يعد ذلك خطوة واحدة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وهو المعتمد‪ .‬وقال سم‪ :‬ينبغي أن يعسسد‬
‫ذلك خطوتين‪) .‬قوله‪ :‬ولو شك في فعل أقليل إلخ( هو محترز قوله فيمسسا تقسسدم يقينسسا‪.‬‬
‫وكان المناسب ذكره قبل الغاية التي في المتن‪ ،‬ويكون بلفسسظ‪ :‬وبخلف مسسا لسسو شسسك‬
‫إلخ‪ ،‬كبقية المحترازت‪ .‬وقسوله‪ :‬فل بطلن أي لن الصسسل اسسستمرار الصسسلة علسى‬
‫الصحة‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬وقيل‪ :‬تبطل الصلة به‪ .‬وقيل‪ :‬يوقسسف إلسسى بيسسان الحسسال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتبطل بالوثبة( أي النطة‪ .‬ولم يقيدها بالفاحشة لنها ل تكون إل كسسذلك‪ .‬قسسال‬
‫في فتح الجواد‪ :‬لما فيها من النحناء المخرج عن حسسد القيسسام‪ ،‬بخلف مسسا ل يخسسرج‬
‫عن حده‪ .‬وكأن من قيد بالفاحشة احترز عن هذه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويلحق بالوثبسسة حركسسة جميسسع‬
‫البدن فتبطل الصلة بهسسا‪ ،‬كمسسا أفسستى بسسه الشسسهاب الرملسسي‪ .‬وفسسي ع ش‪ :‬وليسسس مسسن‬
‫حركة جميع البدن ما لو مشى خطوتين‪ .‬قال م ر في فتاويه ما حاصله‪ :‬وليسسس مسسن‬
‫الوثبة ما لو حمله إنسان فل تبطل صلته بذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظاهره وإن طال حمله‪ .‬وهسسو‬
‫ظاهر حيث استمرت الشروط موجودة من اسسستقبال القبلسسة وغيسسر ذلسسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإن لم تتعدد( أي الوثبسسة‪ ،‬وهسسي غايسسة للبطلن‪) .‬قسسوله‪ :‬ل تبطسسل بحركسسات خفيفسسة(‬
‫معطوف على قوله‪ :‬تبطل الصلة بنية قطعها‪ .‬وهو كالتقييد للبطلن بالفعل الكسسثير‪.‬‬
‫فكأنه قال‪ :‬ومحل البطلن بذلك إن كان بعضو ثقيل كاليد والرجل‪ ،‬فإن كان بعضسسو‬
‫خفيف كما لو حرك أصابعه في سبحة من غير تحريك كفه ولسسو مسسرارا متعسسددة فل‬
‫بطلن‪ ،‬إذ ل يخل بهيئة الخشوع والتعظيم‪ ،‬فأشبه الفعل القليل‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن كسسثرت‬
‫وتوالت( أي الحركات الخفيفة‪) .‬قوله‪ :‬بل تكره( قال في السسروض‪ :‬والولسسى تركسسه‪،‬‬
‫أي ترك ما ذكر من الحركات الخفيفة‪ .‬قال في شرحه‪ :‬قال في المجموع‪ :‬ول يقسسال‬
‫مكروه لكن جزم في التحقيسسق بكراهتسسه‪ ،‬وهسسو غريسسب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬كتحريسسك أصسسبع‬
‫إلخ( تمثيل لما يحصل بسسه الحركسسات الخفيفسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي حسسك أي أو حسسل أو عقسسد‬
‫)قوله‪ :‬مع قرار كفه( أي استقرارها وعدم تحريكها‪ ،‬وسيأتي حكم تحريكها‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أو جفن أي أو تحريك جفن‪ ،‬ومثله يقدر فيما بعسسده‪) .‬قسسوله‪ :‬لنهسسا( أي المسسذكورات‪،‬‬
‫من الجفن والشفة والذكر واللسان‪ .‬وقوله‪ :‬تابعة أي فل يضر تحريكها مع اسسستقرار‬
‫محالها وعدم تحريكها‪) .‬قوله‪ :‬كالصابع( أي فإنها تابعة لمحلها‪ ،‬وهسسو الكسف‪ .‬ولسو‬
‫حذفه وجعل ضمير أنها يعود على الصابع وما بعدها لكان أخصر‪) .‬قوله‪ :‬ولسسذلك‬
‫بحسسث( أي ولكسسون العلسسة فسسي عسسدم البطلن بتحريسسك المسسذكورات تبعيتهسسا لمحالهسسا‬
‫المستقرة‪ ،‬بحث بعضهم أنه لو حرك لسانه مع تحويله عن محله ثلث مرات بطلت‬
‫صلته‪ ،‬وذلك لعدم تبعيته حينئذ لمحله‪ .‬وقوله‪ :‬إن كانت أي حركة اللسسسان‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫مع تحويله عن محله أي إخراجه عن محله الذي هو الفم‪ .‬وقوله‪ :‬أبطسسل ثلث منهسسا‬
‫أي من الحركات‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في التحفة‪ .‬وأما فسسي شسسرح بافضسسل وفتسسح‬
‫الجسسواد فسسأطلق عسسدم البطلن‪ .‬قسسال الكسسردي‪ :‬وظسساهر إطلقسسه أنسسه ل فسسرق بيسسن أن‬
‫يخرجه إلى خارج الفم أو يحركه داخله‪.‬‬

‫] ‪[ 251‬‬
‫واعتمده الشهاب الرملي وولده‪ .‬قسسال‪ :‬وإن كسسثر‪ ،‬خلفسسا للبلقينسسي فسسي اليعسساب‬
‫للشارح‪ .‬يمكن الجمع بسالفرق بيسن مجسرد التحريسك فل بطلن بسه مطلقسا‪ ،‬وهسو مسا‬
‫قالوه‪ .‬وبين إخراجه إلى خارج الفم فتبطل بإخراجه إلى خارج الفسسم وتحركسسه ثلث‬
‫حركات لفحش حركته حينئذ وعليه يحمل كلم البلقيني‪ .‬ا‍ه ملخصا بمعنسساه‪ .‬انتهسسى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وهو أي البحث المذكور‪ ،‬محتمل‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بالصسسابع الكسسف( لسسو أخسسذ‬
‫محترز القيد الذي ذكره في الشرح‪ ،‬وهو مع قرار كفه‪ ،‬بأن قال‪ :‬وخرج بقولي مسسع‬
‫قرار كفه ما إذا حركها مع الكف فيبطل ثلث منها‪ ،‬لكان أنسب‪) .‬قسسوله‪ :‬فتحريكهسسا‬
‫ثلثا ولء مبطل( وقيل‪ :‬ل يبطل‪ ،‬لن أكثر البدن ساكن‪ .‬كما فسسي الكسسردي‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫إل أن يكسون بسه( أي بالمصسلي‪ ،‬وهسو اسستثناء مسن بطلنهسا بتحريسك الكسف ثلثسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل يصبر معه عادة أي ل يطيق الصبر مع ذلك الجرب على عدم الحك‪ .‬أي‬
‫ولم يكن له حالة يخلو فيها من هذا الحك زمنا يسع الصلة قبل ضسسيق السسوقت‪ ،‬فسسإن‬
‫كان وجب عليه انتظاره‪ .‬كما في سسسم‪ .‬وقسسوله‪ :‬علسسى عسسدم الحسسك أي بالصسسابع مسسع‬
‫تحريسسك الكسسف‪) .‬قسسوله‪ :‬فل تبطسسل( أي الصسسلة‪ .‬وهسسو تصسسريح بسسالمفهوم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫للضرورة أي الحاجة إلى ذلك الحك‪ ،‬وهو علة عدم البطلن‪) .‬قسسوله‪ :‬ويؤخسسذ منسسه(‬
‫أي من تعليلهم عدم البطلن بتحريك الكف ثلثا‪ ،‬إذا كان بسسه جسسرب ل يصسسير معسسه‬
‫على عسدم الحسك بالضسسرورة‪) .‬قسسوله‪ :‬بحركسسة اضسطرارية( أي كحركسة المرتعسسش‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ينشأ عنها أي الحركة المذكورة‪ .‬وقوله‪ :‬عمل كثير أي ثلث حركات فأكثر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬سومح فيه أي في العمل الكثير للضرورة‪ .‬والجملة المسسذكورة خسسبر إن بنسساء‬
‫على جعل من موصولة‪ ،‬فإن جعلت شرطية وجعل اسسسم إن ضسسمير الشسسأن محسسذوفا‬
‫كانت الجملة جواب الشرط‪ .‬وكتب ع ش قوله‪ :‬سومح فيه‪ .‬أي حيسسث لسسم يخسسل منسسه‬
‫زمن يسع الصلة‪ ،‬قياسا على ما تقدم في السعال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإمرار اليسسد إلسسخ( أي‬
‫ذهابها‪ .‬ولو عبر به لكان أنسب بمقابله‪ .‬وقوله‪ :‬وردها أي رجوعهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬علسسى‬
‫التوالي أي على التصال‪ .‬وخرج به مسسا إذا لسسم يكسسن كسسذلك‪ ،‬فل يعسسد ذلسسك مسسرة بسسل‬
‫مرتين‪ .‬وقوله‪ :‬بالحك متعلق بكسسل مسسن المصسسدرين قبلسسه‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسرة واحسسدة خسسبر‬
‫عنهما‪) .‬قوله‪ :‬وكذا رفعهسسا عسن صسسدره( أي أو غيسسره مسسن كسسل موضسسع كسسانت اليسسد‬
‫عليه‪ .‬والتقييد به ساقط من عبارة التحفة‪) .‬قوله‪ :‬على موضع الحك( قيد ل بد منسسه‪،‬‬
‫كما يستفاد من عبارة التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬ووضعها لكن على موضع الحك‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقوله‪:‬‬
‫لكن إلخ‪ ،‬يفيد ذلك‪) .‬قسسوله‪ :‬أي إن اتصسسل إلسسخ( قيسسد فسسي حسسسبان ذلسسك مسسرة واحسسدة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل فكل مرة( أي وإن لم يكن ذلك على التوالي فسسي الصسسورة الولسسى‪ ،‬ولسسم‬
‫يتصل أحدهما بالخر في الثانية‪ ،‬عد الذهاب مرة والرد مرة ثانية‪ .‬وكذا الرفع عسسن‬
‫الصدر مرة والوضسع علسى موضسع الحسك مسرة ثانيسة‪ .‬ولسو حسذف قسوله أول علسى‬
‫التسسوالي‪ ،‬واسسستغنى عنسسه بقسسوله أي إن اتصسسل إلسسخ‪ ،‬أو حسسذف هسسذا واسسستغنى بسسذاك‪،‬‬
‫ويستفاد التقييد بالتوالي في الصورة الثانية مسن قسسوله‪ :‬وكسذا‪ ،‬لكسان أولسى وأخصسسر‪.‬‬
‫ولم يصرح في التحفة بالثاني‪ ،‬ول فسسي فتسسح الجسسواد بسسالول‪ .‬ونسسص عبسسارة الثسساني‪:‬‬
‫وذهابها ورجوعها ووضعها ورفعها حركة واحدة‪ .‬أي إن اتصسسل أحسسدهما بسسالخر‪،‬‬
‫وإل فكل مرة فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وبنطق( معطوف على قوله‪ :‬بنيسسة قطعهسسا‪ .‬أي‬
‫وتبطل الصلة أيضا بالنطق‪ ،‬لخبر مسلم عن زيد بن أرقسسم‪ :‬كنسسا نتكلسسم فسسي الصسسلة‬
‫حتى نزلت‪) * :‬وقوموا ل قانتين( * فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلم‪ .‬ولمسسا روي‬
‫عن معاوية بن الحكم السلمي قال‪ :‬بينا أنا أصلي مع رسول ال إذ عطس رجل مسسن‬
‫القوم‪ ،‬فقلت له‪ :‬يرحمك ال‪ .‬فرماني القوم بأبصارهم‪ ،‬فقلت‪ :‬واثكل أماه‪ ،‬ما شسسأنكم‬
‫تنظرون إلي ؟ فجعلسسوا يضسسربون بأيسسديهم علسسى أفخسساذهم‪ .‬فلمسسا رأيتهسسم يصسسمتونني‬
‫سكت‪ .‬فلما صلى النبي )ص( قال‪ :‬إن هذه الصلة ل يصلح فيها‬

‫] ‪[ 252‬‬
‫شئ من كلم الناس‪ .‬ا‍ه شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬عمدا( حال من فاعل المصسسدر‬
‫المحذوف‪ .‬أي بنطقسه حسال كسونه عمسدا‪ ،‬أي عامسدا‪ .‬ول بسد أيضسا أن يكسون عالمسا‬
‫بالتحريم وبأنه في الصلة‪ ،‬فإن لم يكن متعمدا أو لم يكن عالما بسسذلك فل بطلن إن‬
‫كان ما أتى به قليل عرفا كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬ولسسو بسسإكراه( أي تبطسسل بسسالنطق ولسو‬
‫صدر منه بإكراه‪ ،‬لندرة الكراه في الصلة بذلك‪) .‬قسسوله‪ :‬بحرفيسسن( متعلسسق بنطسسق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن تواليا( قيد في البطلن بالنطق بسسالحرفين‪ ،‬أي تبطسسل بسسذلك بشسسرط تسسوالي‬
‫الحرفين‪ ،‬سواء أفهما أم ل‪ .‬لن الحرفين من جنسسس الكلم‪ ،‬وهسسو يقسسع علسسى المفهسسم‬
‫وغيره‪ ،‬وتخصيصه بالمفهم اصطلح للنحسساة‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن غيسسر قسسرآن إلسسخ( الجسسار‬
‫والمجرور متعلق بمحذوف صفة لحرفين‪ ،‬أو حسسال مسسن ضسسمير تواليسسا‪ .‬أي حرفيسسن‬
‫كائنين من غير إلخ‪ ،‬أو حالة كونهما من غير إلخ‪ .‬واندرج فسسي غيسسر مسسا ذكسسر كلم‬
‫البشر والحديث القدسي‪ ،‬والمنسوخ لفظه‪ ،‬وكتب ال المنزلسة علسى النبيساء‪ ،‬فيبطسل‬
‫النطق بحرفين منها ما لم يكن من السسذكر أو السسدعاء‪) .‬قسسوله‪ :‬وذكسسر( قسسال الكسسردي‪:‬‬
‫بحث في المداد أنه مسسا نسدب الشسسارع إلسسى التعبسسد بلفظسه‪ ،‬والسسدعاء أنسه مسسا تضسسمن‬
‫حصول شئ وإن لم يكن اللفظ نصا فيه‪ ،‬كقوله‪ :‬كم أحسنت إلي وأسأت‪ ،‬وقوله‪ :‬أنسسا‬
‫المذنب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول بد من تقييد الذكر بغير المحرم ليخرج ما لو أتى بألفسساظ ل يعسسرف‬
‫معناها ولم يضعها العارفون‪ .‬ومن تقييد الدعاء بذلك أيضا ليخرج ما لو دعسسا علسسى‬
‫إنسان بغير حق‪ ،‬وما لو دعا بقوله‪ :‬اللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم‪ .‬فتبطل بذلك‬
‫الصلة مطلقا لنه محرم‪) .‬قوله‪ :‬لم يقصد بها( أي بالقرآن والذكر والدعاء‪ ،‬مجسسرد‬
‫التفهيم فإن قصد بها ذلك بطلت صلته‪ ،‬لن عروض القرينة أخرجه عن موضسسعه‬
‫من القراءة والذكر والدعاء إلى أن صيره من كلم الناس‪) .‬قوله‪ :‬فإن قصد القسسراءة‬
‫أو الذكر وحده( أي أو الدعاء )قسوله‪ :‬أو مسع التنسسبيه( معطسوف علسى وحسسده‪ ،‬أي أو‬
‫قصد القسسراءة أو السسذكر مسسع التنسسبيه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم تبطسسل( أي لبقسساء مسسا تكلسسم بسسه علسسى‬
‫موضوعه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا إن أطلق( أي وكسسذلك ل تبطسسل إن لسسم يقصسسد شسسيئا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫على ما قاله جمع متقدمون( تبرأ منه بتعبيره بعلى لكونه ضعيفا جسسدا‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن‬
‫الذي في التحقيق والدقائق( هما للمام النووي‪ .‬وساق فسسي المغنسسي عبسسارة السسدقائق‪،‬‬
‫ونصه‪ :‬قال فسسي السسدقائق‪ :‬يفهسسم مسسن قسسول المنهسساج أربسسع مسسسائل‪ :‬إحسسداها‪ :‬إذا قصسسد‬
‫القراءة‪ .‬الثانية‪ :‬إذا قصد القراءة والعلم‪ .‬الثالثة‪ :‬إذا قصسسد العلم فقسسط‪ .‬الرابعسسة‪:‬‬
‫أن ل يقصد شيئا‪ .‬ففي الولى والثانية ل تبطل‪ ،‬وفي الثالثة والرابعة تبطسسل‪ .‬وتفهسسم‬
‫الرابعة من قوله وإل بطلت‪ ،‬كما تفهم منه الثالثة‪ .‬وهذه الرابعة لم يذكرها المحرر‪،‬‬
‫وهي نفيسة ل يستغنى عن بيانها‪ .‬وسبق مثلها فسي قسول المنهساج‪ :‬وتحسل أذكساره ل‬
‫بقصد قرآن‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬البطلن( قال في النهاية‪ :‬لن القرينة متى وجدت صرفته‬
‫إليها ما لم ينو صرفه عنهسسا‪ .‬وفسسي حالسة الطلق لسسم ينسسو شسيئا فسأثرت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وهو( أي الذي في التحقيق والدقائق من البطلن في حالة الطلق المعتمد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتأتي هذه الصور الربعة( وهي قصد الفتح فقسسط‪ ،‬وقصسسد السسذكر أو القسسراءة فقسسط‪،‬‬
‫وقصدهما معا‪ ،‬والطلق‪ .‬فتبطل في الولى بل خلف‪ ،‬وتصح في الثانية والثالثسسة‬
‫شس ك‬ ‫بل خلف‪ ،‬ويجري الخلف في الرابعة‪ .‬وبقي صورة خامسسسة وهسسي‪ :‬مسسا إذا ‍‬
‫فسسي الحالسسة المبطلسسة‪ .‬كسسأن شسسك هسسل قصسسد بسسذلك تفهيمسسا أو قسسراءة أو أطلسسق أول ؟‬
‫والوجسه فيهسسا عسدم البطلن‪ ،‬لنسا تحققنسا النعقسساد وشسككنا فسي المبطسل‪ ،‬والصسل‬
‫عدمه‪) .‬قوله‪ :‬بالقرآن أو الذكر( أي أو الدعاء‪ .‬ويتصور فيما إذا أرتج علسسى المسسام‬
‫في القنوت ووقف عند نحو قسسوله‪ :‬وتولنسسا فيمسسن تسسوليت‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي الجهسسر إلسسخ(‬
‫معطوف على في الفتح‪ .‬أي وتأتي أيضا هذه الربعسسة فسسي الجهسسر بتكسسبير النتقسسال‪.‬‬
‫فإن قصد الذكر وحسسده أو مسسع العلم صسسحت الصسسلة‪ ،‬وإن قصسسد العلم فقسسط أو‬
‫أطلق بطلت‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬في فتاوى م ر‪ :‬ل بد من النيسسة‪ ،‬أي نيسسة السسذكر‬
‫وحده‪ ،‬أو مع العلم في كل واحسسدة فسسإن أطلسسق بطلسست صسسلته‪ .‬قسسال القليسسوبي فسسي‬
‫حواشي المحلي‪ :‬اكتفى الخطيب بقصد ذلك في جميع الصلة عنسسد أول تكسسبيرة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وجرى سم العبادي في شرحه على‬

‫] ‪[ 253‬‬
‫مختصر أبي شجاع على صحة صلة نحو المبلغ‪ ،‬والفاتح على المسسام بقصسسد‬
‫التبليغ والفتح فقط‪ ،‬للجهل بامتناع ذلك‪ .‬وإن علم امتناع جنس الكلم‪ ،‬وإن لم يقرب‬
‫عهده بالسلم ول نشأ بعيدا عن العلمسساء‪ .‬وذكسسر نحسسوه فسسي حواشسسي شسسرح المنهسسج‬
‫أيضسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو ظهسسرا( أي الحرفسسان‪ .‬وهسسو غايسسة للبطلن‪ .‬ومثسسل ظهسسور‬
‫الحرفين ظهور الحرف المفهم فيه‪ ،‬لن الكل مبطل من غير تنحنح‪ ،‬فمعه كذلك إذا‬
‫ل مزية للتنحنح ونحوه على عدمه‪ .‬والولى تأخير هذه الغاية عسسن قسسوله‪ :‬أو بنطسسق‬
‫بحرف مفهسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬لغيسسر تعسسذر إلسسخ( الجسسار والمجسسرور متعلسسق بمحسسذوف صسسفة‬
‫لتنحنح‪ ،‬أي تنحنح صادر منه لغير تعسسذر قسسراءة واجبسسة بسسأن لسسم يوجسسد هنسساك تعسسذر‬
‫لقراءة مطلقا‪ ،‬أو وجد تعذر لها وهي مسسسنونة‪ ،‬فهاتسسان صسسورتان منسسدرجتان تحسست‬
‫منطوق قوله‪ :‬لغير إلخ‪ .‬وبقي صورة المفهوم وهي ما إذا صدر منه لتعسسذر القسسراءة‬
‫الواجبة‪ ،‬وتبطل الصلة في الوليين ل في الثالثسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬كفاتحسسة( تمثيسسل للقسسراءة‬
‫الوجبة‪ .‬والكاف استقصائية‪ ،‬إذ المراد بالقراءة الواجبة قراءة خصوص ما كان مسسن‬
‫القرآن وهو هنا الفاتحة‪ .‬ويدل على هذا قوله بعد‪ :‬ومثلها إلخ‪ .‬ثم ظهر صحة كونها‬
‫تمثيلية أيضا أن لوحظ أنه قد يعجز عن الفاتحة لنه ينتقل حينئذ إلى سبع آيات مسسن‬
‫القرآن بدلها فتكون الكاف أدخلسست هسذه الصسورة‪) .‬قسوله‪ :‬ومثلهسسا( أي مثسسل القسراءة‬
‫الواجبة‪) .‬وقوله‪ :‬كل واجب قولي( أي في الصلة‪) .‬قسسوله‪ :‬كتشسسهد أخيسسر( أي أقلسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وصلة فيه أي صلة على النسسبي )ص( فسسي التشسسهد الخيسسر‪ .‬والمسسراد أقلهسسا‬
‫أيضا‪) .‬قسسوله‪ :‬فل تبطسسل إلسسخ( مفسسرع علسسى مفهسسوم قسسوله‪ :‬لغيسسر تعسسذر إلسسخ‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بظهور حرفين أي أو حسرف مفهسم كمسا علمست‪ .‬وفسي فتسح الجسواد‪ :‬ويتجسه اغتفسار‬
‫الزيادة عليهما‪ ،‬أي الحرفين‪ ،‬حيث سمى الجميع قليل عرفا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬فسسي تنحنسسح‬
‫أي وإن كثر وظهر بكل واحدة حرفان فأكثر‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي بسسالمعنى‪ .‬وقسسوله‪ :‬لتعسسذر‬
‫ركن قولي المناسب أي يقول‪ :‬لتعسسذر مسسا ذكسسر‪ ،‬أي مسسن القسسراءة الواجبسسة ومسسا كسسان‬
‫مثلها‪ .‬والمراد بالتعذر أن ل تمكنه القراءة مع عسسدم التنحنسسح‪) .‬قسسوله‪ :‬أو ظهسسرا فسسي‬
‫نحوه( معطوف على الغايسة قبلسه‪ ،‬أي وتبطسل الصسلة أيضسا بسالنطق بحرفيسن ولسو‬
‫ظهرا في نحو التنحنح‪ .‬وقسسوله‪ :‬كسسسعال إلسسخ تمثيسسل لنحسسو التنحنسسح‪ .‬ومحسسل البطلن‬
‫بظهور الحرفين في المذكورات إذا لم تغلب عليه‪ ،‬وإل فل بطلن إن كانت يسيرة‪،‬‬
‫كما سيأتي قريبا‪ .‬وقوله‪ :‬وبكاء أي ولو من خوف الخرة‪ .‬ومثله النين والنفخ ولسسو‬
‫من النف إن تصور‪ .‬وقوله‪ :‬وضسسحك خسسرج بسسه التبسسسم فل يبطسسل الصسسلة لنسسه ل‬
‫يظهر معه حروف‪ .‬ولن النبي )ص( تبسم فيهسسا‪ ،‬فلمسسا سسسلم قسسال‪ :‬مسسر بسسي ميكائيسسل‬
‫فضحك لي فتبسمت له‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بقولي لغير تعذر إلخ( ل يخفى عسسدم مناسسسبة‬
‫الخراج بما ذكر‪ ،‬لن هذه الصورة المخرجسسة ممسسا انسسدرجت تحسست لفسسظ غيسسر كمسسا‬
‫علمت‪ ،‬فل حاجة لخراجها‪ .‬نعم‪ ،‬لو قال في المتن‪ :‬ول تبطل بظهسسور حرفيسسن فسسي‬
‫تنحنح لتعذر قراءة واجبة لكان ما ذكره مناسسسبا‪ ،‬إل أنسسه يسسسقط منسسه لفسسظ غيسسر بسسأن‬
‫يقول‪ :‬وخرج بقولي لتعذر إلخ‪ .‬إذا علمت ذلك فكان حقسسه أن يقسسول‪ :‬وخسسرج بقسسولي‬
‫لغير تعذر إلخ ما إذا ظهر حرفان فسي تنحنسسح لتعسذر قسراءة واجبسة فإنهسسا ل تبطسل‪.‬‬
‫ويحذف قوله سابقا فل تبطل بظهور حرفين إلخ‪ .‬وعبارة المنهج‪ :‬ول تبطل بتنحنح‬
‫لتعذر ركن قولي‪ .‬وقال في شرحه‪ :‬ل لتعذر غيسره كجهسسر إلسخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهسي ظسساهرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كالسورة إلخ( تمثيل المسنونة‪ .‬وقوله‪ :‬أو الجهر ظسساهره أنسسه معطسسوف علسسى‬
‫السورة‪ ،‬فيكسسون تمسثيل للقسسراءة‪ .‬وهسو ل يصسح إذ الجهسسر صسفة القسسراءة ل نفسسسها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فتبطل( أي لنه ل ضرورة إلى التنحنح لجلها‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لكن‬
‫المتجه في المهمات جواز التنحنح للجهر بأذكار النتقسسال عنسسد الحاجسسة إلسسى إسسسماع‬
‫المأمومين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووافقة ابن حجسسر فسسي السسستثناء المسسذكور‪ ،‬وخسسالفه الخطيسسب وم ر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبحث الزركشي إلخ( اسسستوجهه فسسي التحفسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬والوجسسه فسسي صسسائم‬
‫نزلت نخامة لحد الظاهر من فمه واحتاج في إخراجها لنحسسو حرفيسسن اغتفسسار‪ ،‬ذلسسك‬
‫لن قليسسل الكلم يغتفسسر فيهسسا ‪ -‬أي الصسسلة ‪ -‬لعسسذار ل يغتفسسر فسسي نظيرهسسا نسسزول‬
‫المفطر للجوف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تبطل صومه( أي لو بلعها‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا(‬

‫] ‪[ 254‬‬
‫أي في فتح الجواد‪ .‬وقال أيضا فيه‪ :‬وبحث الذرعي جوازه عند تزاحم البلغسسم‬
‫بحلقسسه إذا خشسسي أن ينخنسسق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬ويتجسسه جسسوازه أي التنحنسسح الظسساهر معسسه‬
‫حرفان‪) .‬قسوله‪ :‬تبطسسل صسسلته( أي لسسو دخلست إلسسى جسسوفه‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسأن تزلست( أي‬
‫النخامة من رأسه‪ .‬وهو تصوير لبطلن الصلة بها لو وصلت إلسسى جسسوفه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لحد الظاهر هو مخرج الحاء المهملة‪ .‬وقيل‪ :‬الخاء المعجمة‪ .‬وقوله‪ :‬ولسسم يمكنسسه أي‬
‫المصلي‪ .‬وقوله‪ :‬إخراجها أي النخامة من حد الظسساهر‪ .‬وقسسوله‪ :‬إل بسسه أي بالتنحنسسح‬
‫الظاهر معه حرفان‪) .‬قوله‪ :‬ولو تنحنح إمامه( قال ع ش‪ :‬أي ولو مخالفا‪ ،‬لنسسه إمسسا‬
‫ناس وهسسو منسسه ل يضسسر‪ ،‬أو عامسسد فكسسذلك‪ .‬لن فعسسل المخسسالف السسذي ل يبطسسل فسسي‬
‫اعتقاده ينزل منزلة السهو‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فبان( أي ظهر مسسن إمسسامه‪) .‬قسسوله‪ :‬لسسم يجسسب‬
‫مفارقته( أي لم يجب على المأموم أن ينوي المفارقة‪) .‬قوله‪ :‬لن الظاهر إلخ( علسسة‬
‫عدم الوجوب‪ .‬ولو قال‪ :‬لحتمال عسذره لن الظساهر إلسخ‪ .‬لكسان أنسسب بقسوله بعسد‪:‬‬
‫على عدم عذره‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬حمل له على العذر‪ ،‬لن الظاهر إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫تحرزه أي المام‪) .‬قوله‪ :‬نعم إلخ( تقييد لعدم وجوب نية المفارقسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬إن دلسست‬
‫قرينة حاله على عدم عذره( أي بأن كان شأن هذا المام التقصير في الصلة وفعل‬
‫المبطلت كثيرا‪) .‬قوله‪ :‬وجبت مفارقته( أي علسسى المسسأموم‪ .‬فسسإن لسسم يفسسارقه بطلسست‬
‫صلته‪) .‬قوله‪ :‬ولو ابتلي شخص بنحو سعال دائم( دخل تحت نحو السعال العطاس‬
‫والبكاء والضحك‪ .‬فلو ابتلي بذلك على الدوام بحيسسث ل يقسسدر علسسى دفعسسه ول يخلسسو‬
‫عنه زمنا يسع الصلة عفي عنه‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( تصوير لدوام السسسعال‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لم يخسل زمسن إلسخ قسال ع ش‪ :‬فسإن خل مسن السوقت زمسن يسسعها بطلست بعسروض‬
‫السعال الكثير فيها‪ ،‬والقياس أنه إن خل من السعال أول الوقت‪ ،‬وغلسسب علسسى ظنسسه‬
‫حصوله في بقيته‪ ،‬بحيث ل يخلو منه ما يسع الصلة وجبست المبسادرة للفعسل‪ .‬وأنسه‬
‫إن غلب على ظنه السلمة منسسه فسسي وقسست يسسسع الصسسلة قبسسل خسسروج وقتهسسا وجسسب‬
‫انتظاره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا إلخ( جواب لو‪ ،‬ونص عبسارته‪ :‬فالسسذي يظهسسر العفسو‬
‫عنه ول قضاء عليه لو شفي‪ .‬نظير ما يأتي فيمن به حكة ل يصبر معها على عسسدم‬
‫الحك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في الخطيب والنهاية‪ .‬وقوله‪ :‬العفو عنه أي عن السعال السسدائم فسسي‬
‫الصلة‪) .‬قسسوله‪ :‬ول قضسساء( عبسسارة النهايسسة‪ :‬ول إعسسادة عليسسه‪ .‬وهسسي أولسسى لشسسمول‬
‫العادة لما لو شفي في الوقت أو خارجه‪ ،‬بخلف القضاء فسسإنه خسساص بالثسساني‪ ،‬إل‬
‫أن يحمل على اللغوي‪) .‬قوله‪ :‬أو بنطق إلخ( معطوف على قوله‪ :‬وبنطسسق بحرفيسسن‪.‬‬
‫وقد علمت أنه كان الولى تقديم هذا على الغاية وتأخير الغاية عنه لترجع الغاية لسسه‬
‫أيضا‪ .‬وقوله‪ :‬بحرف مفهم قسسال سسسم‪ :‬ظسساهره وإن أطلسسق‪ ،‬فلسسم يقصسسد المعنسسى السسذي‬
‫باعتباره صار مفهما ول غيره‪ .‬وقد يقال قصسسد ذلسسك المعنسسى لزم لشسسرط البطلن‪،‬‬
‫وهو التعمد وعلم التحريم‪ .‬ولو قصد بالحرف المفهم السسذي ل يفهسسم كسسأن نطسسق بسسف‬
‫قاصدا به أول حرفي لفظة في‪ ،‬فيحتمل أنه ل يضر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ك‪ :‬ق إلسسخ( أمثلسسة‬
‫للحرف المفهم‪ .‬وإنما بطلت الصلة بالنطق بهسسا لن كسسل واحسسد منهسسا كلم تسسام لغسسة‬
‫وعرفا‪ ،‬إذ هو فعل أمر وفاعله مستتر فيه‪ .‬والول مأخوذ من الوقاية‪ ،‬والثسساني مسسن‬
‫الوعي‪ ،‬والثالث من الوفاء‪) .‬قوله‪ :‬أو بحرف ممدود( معطوف على بحسسرف مفهسسم‪.‬‬
‫أي وتبطل بنطقه بحرف ممدود وإن لم يفهم نحو آومحل البطلن ‪ -‬كما في ع ش ‪-‬‬
‫إن أتى بحرف ممدود من غير القرآن‪ ،‬بخلف ما لسسو زاد مسسدة علسسى حسسرف قرآنسسي‬
‫ولم يغير المعنى فإنه ل يبطسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬لن الممسسدود إلسسخ( علسسة البطلن‪ .‬وقيسسل‪ :‬ل‬
‫تبطل به لن المدة قد تتفق لشباع الحركة ول تعد حرفا‪) .‬قوله‪ :‬ول تبطل الصسسلة‬
‫بتلفظه( أي المصلي‪ .‬وقوله‪ :‬بالعربية إلخ ذكر خمسة شروط لعسسدم البطلن‪ ،‬وهسسي‪:‬‬
‫أن يكسون مسا تلفسظ بسه بالعربيسة‪ ،‬وأن يكسسون قربسة‪ ،‬وأن يخلسسو عسن التعليسسق‪ ،‬وعسن‬
‫الخطاب المضر‪ ،‬وأن تتوقف القربة على اللفظ‪ .‬فلو‬

‫] ‪[ 255‬‬
‫فقد واحد منها ‪ -‬بأن كان بغير العربية أو كان ليس قربة‪ ،‬أو كان لم يخل عسسن‬
‫التعليق أو الخطاب‪ ،‬أو كانت القربة لم تتوقف على التلفظ بها ‪ ،-‬بطلت الصلة بسسه‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬محله في الول كما في التحفة والنهاية إذا لم يكن المترجم عنه واردا‪ ،‬أو كان‬
‫واردا ولكنه يحسن العربية‪) .‬قوله‪ :‬كنذر( أي لنه مناجاة ل فهو من جنسسس السسدعاء‬
‫إل ما علق منه‪ .‬قال في فتسسح الجسسواد‪ :‬وألحسسق السسسنوي بسسه ‪ -‬أي بالنسسذر ‪ -‬الوصسسية‬
‫والصدقة وسائر القرب المنجزة‪ .‬وتبعه المصنف‪ ،‬واعترضه جمسسع بمسسا رددتسسه فسسي‬
‫الصل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وليس مثله( أي المذكور مسسن النسسذر والعتسسق فسسي عسسدم البطلن‪.‬‬
‫والمناسب التعبير بفاء التفريع لن المقام يقتضيه‪ .‬وقوله‪ :‬بنية صوم أو اعتكاف أي‬
‫أو نحوهما من كل ما ل يتوقف على التلفظ بالنية‪ ،‬كالنسسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬لنهسسا( أي نيسسة‬
‫الصوم وما عطف عليه‪ ،‬وهو علة انتفاء المثلية‪ .‬وقسسوله‪ :‬ل تتوقسسف علسسى اللفسسظ أي‬
‫لنهما يحصلن بالنية القلبية‪) .‬وقوله‪ :‬فلم تحتج( أي النية إليه‪ ،‬أي اللفظ‪ .‬ول حاجة‬
‫إلى هذا التفريع لن عدم التوقف يستلزم عسسدم الحتيسساج‪) .‬قسسوله‪ :‬ول بسسدعاء جسسائز(‬
‫عطف على بقربة‪ ،‬من عطف الخاص على العام‪ ،‬إذ القربة تشسسمل السسدعاء‪ ،‬أي ول‬
‫تبطل بتلفظه بالعربية بدعاء جائز‪ .‬وخرج به غير الجائز‪ ،‬وقد مر بيانه‪ ،‬فتبطل بسسه‬
‫الصلة‪ .‬وفي فتاوي الرملي جواز اللهم ارزقني جارية أو زوجة فرجهسسا قسسدر كسسذا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولسو لغيسره( أي ولسو كسان السدعاء ليسس لنفسسه بسل لغيسره فسإنه ل يبطسل‬
‫الصلة‪ ،‬فالغاية لعدم البطلن‪) .‬قوله‪ :‬بل تعليق ول خطاب( صسسفة لكسسل مسسن قسسوله‪:‬‬
‫بقربة‪ .‬وقوله‪ :‬ول بدعاء‪ .‬ولسسو قسسدمهما الشسسارح وذكرهمسسا بعسسد قسسوله‪ :‬تسسوقفت علسسى‬
‫اللفظ‪ ،‬وحذف لفظ‪ :‬ل‪ ،‬من قوله‪ :‬ول بدعاء‪ ،‬كأن قال‪ :‬بقربة توقفت علسسى اللفسسظ بل‬
‫تعليق ول خطاب كنذر وعتق‪ ،‬ثم قال عطفا عليهما‪ ،‬ودعاء‪ ،‬لكان أخصسسر وأولسسى‪،‬‬
‫لتنضم الشروط إلى بعضها‪ ،‬ولسلمته من إيهام المغايرة المستفاد من عطف قسسوله‪:‬‬
‫ول بدعاء على بقربة‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬لمخلسسوق( أي غيسسر النسسبي )ص(‪ ،‬كمسسا سسسينص‬
‫عليه‪ .‬وقوله‪ :‬فيهما أي في القربة والدعاء‪) .‬قوله‪ :‬فتبطل( أي الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬بهمسسا‬
‫أي بالقربة والدعاء‪) .‬قوله‪ :‬عند التعليق( ل معنى للعندية‪ ،‬فكان عليه أن يقول‪ :‬مسسع‬
‫التعليق‪ .‬ومثله يقال في قوله‪ :‬وكذا عند خطاب إلخ‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬فعلى عتق رقبسسة(‬
‫أي أ فعبسسدي حسسر‪ ،‬والول تمثيسسل لتعليسسق النسسذر‪ ،‬ومسسا ذكرتسسه تمثيسسل لتعليسسق العتسسق‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو اللهم اغفر لي إلخ تمثيل الدعاء بالمشيئة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا عنسسد خطسساب إلسسخ(‬
‫أي وكذلك تبطل الصلة بالنذر إذا كانا مشتملين علسسى خطسساب مخلسسوق غيسسر النسسبي‬
‫)ص( من إنس وجن وملك وغيرهم‪ ،‬كقوله لغيره‪ :‬سبحان ربي وربك‪ .‬أو لعبده‪ :‬ل‬
‫علي أن أعتقك‪) .‬قوله‪ :‬ولو عند سماعه لذكره( هكذا فسسي التحفسسة‪ ،‬والسسذي يظهسسر أن‬
‫هذه الغاية مرتبطة بمحذوف هو مفهوم قوله غير النبي )ص(‪ ،‬تقديره‪ :‬أمسسا خطسساب‬
‫مخلسسوق هسسو النسسبي )ص( فل يبطسسل الصسسلة‪ ،‬ولسسو كسسان ذلسسك الخطسساب عنسسد سسسماع‬
‫المصسسلي لسسذكره‪ ،‬أي النسسبي )ص(‪ ،‬كسسأن سسمع إنسسسانا يقسسول‪ :‬قسسال النسسبي كسسذا‪ ،‬فقسسال‬
‫المصلي‪ :‬صلى ال وسلم عليك يا رسول الس‪ .‬ويسدل علسى ذلسك عبسارة حجسر علسى‬
‫بافضل‪ ،‬ونصها‪ :‬ول يبطل خطاب ال وخطاب رسوله )ص( ولو في غير التشسسهد‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وكتسسب الكسسردي‪ :‬قسسوله‪ :‬ولسسو فسسي غيسسر التشسسهد‪ ،‬هسسذا هسسو المعتمسسد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونسسازع‬
‫الذرعي في عدم بطلنها بخطاب النبي )ص( في غير التشهد‪ .‬وقسسال‪ :‬إن الرجسسح‬
‫بطلنها به من العالم لمنعه من ذلك‪ .‬وفي إلحاقه بما في التشهد نظسسر‪ ،‬لنسسه خطسساب‬
‫غيسسر مشسسروع‪ .‬ورده فسسي المغنسسى وقسسال‪ :‬إن الوجسسه عسسدم البطلن إلحاقسسا بمسسا فسسي‬
‫التشسسهد‪ .‬ونسسص عبسسارته‪ :‬أمسسا خطسساب الخسسالق كإيسساك نعبسسد‪ ،‬وخطسساب النسسبي )ص(‬
‫كالسلم عليك‪ ،‬في التشهد فل تبطل به‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وقضيته أنه لو سسسمع بسسذكره‬
‫)ص( فقسال‪ :‬السسسلم عليسسك‪ ،‬أو الصسلة عليسك يسسا رسسول الس‪ ،‬أو نحسسوه‪ ،‬لسم تبطسل‬
‫صلته‪ .‬ويشبه أن يكون الرجح بطلنها من العالم لمنعه من ذلك‪ .‬وفي إلحاقه بمسسا‬
‫في التشهد نظر لنه خطاب غير مشروع‪ .‬ا‍ه‪ .‬والوجه عدم البطلن إلحاقا بما فسسي‬
‫التشهد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في شرح الروض‪ ،‬ونصسسه بعسسد أن سسساق كلم الذرعسسي السسسابق‬
‫وفي قوله‪ :‬ويشبه أن يكون الرجح بطلنها إلخ‪ ،‬وقفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتقدم عن الشارح‬
‫] ‪[ 256‬‬
‫في مبحث الفاتحة أنه لو قرأ المصلي آية‪ ،‬أو سمع آية‪ ،‬فيها اسم محمسسد )ص(‬
‫لم تندب الصلة عليه‪ .‬وتقدم فيما كتبته عليه أن العجلي قال باستحباب الصلة عليه‬
‫عند قراءة آية فيها اسم محمد )ص(‪ .‬فارجع إليه إن شئت‪) .‬قوله‪ :‬نحو نسسذرت لسسك(‬
‫تمثيل للقربة المشتملة على الخطاب‪ .‬ومثله أعتقتك يا عبدي‪ .‬وقوله‪ :‬أو رحمسسك الس‬
‫تمثيل للدعاء المشتمل على الخطاب‪ .‬وقوله‪ :‬ولسسو لميسست أي ولسسو قسسال‪ :‬رحمسسك الس‬
‫لميت‪ ،‬فإنها تبطل‪ .‬والغاية للرد على المستثني لهذه الصورة من البطلن بالخطاب‪.‬‬
‫واسسستثنى مسسسائل غيرهسسا أيضسسا ذكرهسسا فسسي شسسرح السسروض‪ ،‬وعبسسارته‪ :‬واسسستثنى‬
‫الزركشي وغيره مسائل‪ ،‬إحداها دعاء فيه خطاب لمسسا ل يعقسسل‪ ،‬كقسسوله‪ :‬يسسا أرض‪،‬‬
‫ربي وربك ال‪ ،‬أعوذ بال من شرك وشر ما فيك وشسسر مسسا دب عليسسك‪ .‬وكقسسوله إذا‬
‫رأى الهلل‪ :‬آمنت بالذي خلقك ربي وربسسك السس‪ .‬ثانيتهسسا‪ :‬إذا أحسسس بالشسسيطان فسسإنه‬
‫يستحب أن يخاطبه بقوله ألعنك بلعنة ال‪ ،‬أعوذ بال منك‪ .‬لنه )ص( قال ذلسسك فسسي‬
‫الصلة‪ .‬ثالثتها‪ :‬لو خاطب الميت في الصلة عليه فقسسال‪ :‬رحمسسك السس‪ ،‬عافسساك السس‪،‬‬
‫غفر ال لك‪ .‬لنه ل يعد خطابا‪ ،‬ولهذا لو قال لمرأته‪ :‬إن كلمت زيسسدا فسسأنت طسسالق‬
‫فكلمته ميتا لم تطلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وساق في المغنى أيضا هسسذه المسسسائل المسسستثناة‪ ،‬ثسسم قسسال‪:‬‬
‫والمعتمد خلف مسسا ذكسسر مسسن السسستثناء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن لمصسسل( مثلسسه المسسؤذن‬
‫والمقيم‪ ،‬فسسالرد منهسسم سسسنة‪ ،‬وإن كسسان السسسلم عليهسسم غيسسر منسسدوب‪ ،‬وذلسسك للتبسساع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬سلم عليه( الجار والمجرور نائب فاعل سلم والضمير يعسسود علسسى المصسسلي‪.‬‬
‫أي سلم غيره عليه‪ .‬وقوله‪ :‬الرد نائب فاعل يسن‪) .‬وقوله‪ :‬بالشارة( متعلسسق بسسالرد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬باليد متعلق بالشارة‪) .‬وقوله‪ :‬ولو ناطقا( أي ولو كان المصلي الراد ناطقا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم بعد إلخ( ظاهر صنيعه هنا أنه يجمسسع بيسسن السسرد بالشسسارة والسسرد بسساللفظ‪،‬‬
‫وسيأتي عنه في باب الجهاد أنه إن لم يسسرد بالشسسارة فسسي الصسسلة يسسرد بعسسد الفسسراغ‬
‫باللفظ‪ .‬وعبارته هناك‪ :‬ويسن الرد لمن في الحمام وملسسب بسساللفظ‪ ،‬ولمصسسل ومسسؤذن‬
‫ومقيسسم بالشسسارة‪ ،‬وإل فبعسسد الفسسراغ‪ ،‬أي وإن قسسرب الفصسسل‪ ،‬ول يجسسب عليهسسم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وصنيع التحفة يؤيد الول فانظره‪) .‬قوله‪ :‬باللفظ( متعلق بمحسسذوف كسسالظرف السسذي‬
‫قبله‪ ،‬تقديره يرد‪ ،‬أن يرد بعد الفراغ باللفظ‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز الرد( أي من المصسسلي‪،‬‬
‫لنتفسساء الخطسساب فيسسه‪) .‬وقسسوله‪ :‬بقسسوله( أي المصسسلي‪) .‬وقسسوله‪ :‬وعليسسه السسسلم( أي‬
‫بضمير الغيبة‪) .‬وقوله‪ :‬كالتشميت برحمة ال( أي كما أنسه يجسسوز للمصسسلي تشسسميت‬
‫العاطس برحمه ال‪ ،‬أي بضمير الغيبة‪) .‬قوله‪ :‬ولغيسسر مصسسل إلسسخ( معطسسوف علسسى‬
‫قوله لمصل سلم عليسه‪ .‬أي ويسسن لغيسسر مصسسل رد إلسخ‪ .‬وإنمسسا لسسم يجسب لن سسلم‬
‫المصلي إنما ينصرف للتحليل دون التأمين المقصود من السلم الواجب رده‪ ،‬ولنه‬
‫حين سلم غير متأهل لخطاب غير ال تعسسالى حسستى يلسزم السسرد عليسه‪) .‬قسوله‪ :‬ولمسن‬
‫عطس إلخ( معطوف أيضا على لمصل‪ .‬أي ويسن لمن عطس في الصلة أن يحمد‬
‫ال تعالى ويسمع نفسه‪ .‬قال ع ش‪ :‬لكن إذا وقع ذلك في الفاتحة قطسسع المسسوالة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي التحفة ما نصه‪ :‬وبحث ندب تشميت مصل عطس وحمد جهرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سسسم‪:‬‬
‫هل يسن له أي المصلي إجابة هذا التشميت بل خلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬ل تبطسل بيسسير‬
‫نحو تنحنح( أي من ضحك وسعال وعطاس‪ ،‬وإن ظهسسر بسسه حرفسسان‪ ،‬ولسسو مسسن كسسل‬
‫نفخة‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬وقوله‪ :‬عرفا( مرتبط بقوله‪ :‬يسير‪ .‬أي أن العبرة في كونه يسسسيرا‬
‫أي قليل العرف‪ .‬والمراد أن ما يظهر فسسي نحسسو التنحنسسح مسسن الحسسروف يشسسترط أن‬
‫يكون قليل في العرف‪ .‬فالقلة ومثلها الكثرة ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬راجعسسان لسسذلك‪ ،‬ل لنحسسو‬
‫التنحنح‪ .‬إذ مجرد الصوت ل يضر مطلقا‪ .‬أفاده سسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬لغلبسسة عليسسه( أي قهسسر‬
‫منه‪ .‬قال القليوبي‪ :‬المراد من الغلبة عدم قدرته علسسى دفعسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخسسرج بهسسا مسسا لسسو‬
‫قصد التنحنح ونحوه‪ ،‬كأن تعمد السعال لمسا يجسده فسي صسدره فحصسل منسه حرفسان‬
‫مثل من مرة‪ ،‬أو ثلث حركات متواليسسة‪ ،‬فتبطسسل الصسسلة بسسه‪ .‬وهسسذا خصوصسسا فسسي‬
‫شربة التنباك كثيرا‪ .‬كذا في بشسسرى الكريسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬ول بيسسسير إلسسخ( أي ول تبطسسل‬
‫بكلم يسير في العرف‪ .‬فإضافة يسير إلى ما بعده مسسن إضسسافة الصسسفة للموصسسوف‪،‬‬
‫وذلك ست‬

‫] ‪[ 257‬‬
‫كلمات عرفية فأقل‪ ،‬أخذا من حديث ذي اليدين حيث قال‪ :‬أقصرت الصسسلة أم‬
‫نسيت ؟ مع قوله‪ :‬بل بعض ذلك قد كان يجعل‪ ،‬أم نسيت كلمسة واحسدة عرفسا‪ ،‬وكسذا‬
‫قد كان‪ .‬ومنه أيضا ما صدر من النبي )ص(‪ ،‬فإنه قسسال كسسل ذلسسك لسسم يكسسن‪ ،‬والتفسست‬
‫للصحابة عند قول ذي اليسسدين‪ .‬بسسل بعسسض ذلسسك قسسد كسسان‪ ،‬فقسسال‪ :‬أحسسق مسسا يقسسول ذو‬
‫اليدين‪ .‬فقالوا‪ :‬نعم‪ .‬ومجموع ذلسسك سسست كلمسسات عرفيسسة‪ .‬فقسسول الشسسارح‪ :‬كسسالكلمتين‬
‫والثلث‪ ،‬ليس بقيد‪ .‬ثم رأيت سم كتب على قول ابن حجر‪ :‬كسسالكلمتين والثلث‪ ،‬مسسا‬
‫نصه‪ :‬ينبغي أن مما يغتفر القدر الواقع في خبر ذي اليدين‪) .‬قوله‪ :‬قال شسيخنا إلسخ(‬
‫عبارته‪ .‬ويظهر ضبط الكلمة هنا بالعرف بدليل تعبيرهم ثم بحرف وهنا بكلمة‪ ،‬ول‬
‫تضبط الكلمة عند النحسساة ول عنسد اللغسسويين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬بسسسهو( متعلسسق بمحسسذوف‪،‬‬
‫حال من يسير كلم‪ .‬أي حال كونه كائنا بسسسهو‪) .‬قسسوله‪ :‬أي مسسع سسسهوه( أفسساد بسسه أن‬
‫الباء بمعنى مع‪) .‬وقوله‪ :‬عن كونه( أي نفس المصلي‪) .‬قوله‪ :‬بسسأنه نسسسي أنسسه فيهسسا(‬
‫تصوير لسهوه أنه فيها‪ .‬ول حاجة إليسسه‪ .‬واحسسترز بسسذلك عمسسا إذا نسسسي تحريمسسه فل‬
‫يعذر‪) .‬قوله‪ :‬لنه )ص( إلخ( دليل لعدم البطلن بيسير الكلم سهوا‪) .‬قوله‪ :‬معتقسسدا‬
‫الفراغ( هو وما بعده بيان لوجه الدللة‪ .‬وفي المغنى ما نصه‪ :‬وجه الدللة أنه تكلسسم‬
‫معتقدا أنه ليس في الصلة‪ ،‬وهم تكلموا مجوزين النسخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي القسطلني شرح‬
‫البخاري‪ :‬وإنما بنى عليه الصسسلة والسسسلم علسسى الركعسستين بعسسد أن تكلسسم لنسسه كسسان‬
‫ساهيا لظنه عليه الصلة والسلم أنه خارج الصلة‪ ،‬والكلم سهوا ل يقطعها خلفا‬
‫للحنيفة‪ .‬وأما كلم ذي اليدين والصحابة فلنهم لم يكونوا على اليقين من البقسساء فسسي‬
‫الصلة لتجويزهم نسخ الصلة من الربع إلى الركعتين‪ .‬وتعقب بسسأنهم تكلمسسوا بعسسد‬
‫قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬لم تقصر‪ .‬أو أن كلمهسسم كسسان خطابسسا لسسه عليسسه الصسسلة‬
‫والسلم‪ ،‬وهو غير مبطل عند قوم‪ .‬أو أنهم لم يقع منهسسم كلم إنمسسا أشسساروا إليسسه أي‬
‫نعم‪ .‬كما في سنن أبي داود بإسناد صسسحيح‪ ،‬بلفسسظ‪ :‬أومسسؤا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬وأن كلمهسسم‬
‫معطوف على قوله فلنهم لم يكونوا‪ ،‬وليس معطوفسسا علسسى مسسا بعسسد تعقسسب كمسسا هسسو‬
‫ظسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬وأجسسابوه( أي أجسساب الصسسحابة النسسبي )ص(‪ .‬وقسسوله‪ :‬بسسه أي بقليسسل‬
‫الكلم‪ .‬وقوله‪ :‬مجوزين النسخ أي نسخ الرباعية إلى الركعتين‪) .‬قوله‪ :‬ثم بنى هسسو(‬
‫أي النسسبي )ص(‪) .‬وقسسوله‪ :‬وهسسم( أي الصسسحابة‪ .‬وقسسوله‪ :‬عليهسسا أي علسسى الصسسلة‪.‬‬
‫والولى عليهما‪ ،‬بضمير التثنية العائد على الركعتين‪ .‬قوله‪ :‬ولو ظسسن أي المصسسلي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بطلنها أي الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬فتكلم كثيرا أي بعد الكلم اليسسسير الصسسادر منسسه‬
‫سهوا‪ ،‬وخرج ما إذا تكلم بعده بكلم يسير فإنه يعذر ول تبطل صلته‪ .‬لكن قسسال ع‬
‫ش‪ :‬محل عدم البطلن حيث لم يحصل من مجموع الكلمين كلم كثير متوال وإل‬
‫بطلت صلته لنه ل يتقاعد عن الكلم الكسسثير سسسهوا‪ .‬وقسسوله‪ :‬لسسم يعسسذر أي فتبطسسل‬
‫صلته‪ ،‬وذلك لن الكثير يبطسسل مطلقسسا‪ ،‬عمسسدا أو سسسهوا‪) .‬قسسوله‪ :‬وكلم بسسسهو( أي‬
‫يسير كلم مصحوب بسسهو‪ .‬وقسوله‪ :‬كثيرهمسسا فاعسسل خسسرج‪ ،‬والضسمير يعسسود علسسى‬
‫التنحنح والكلم‪) .‬قوله‪ :‬فتبطسسل( أي الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬بكثرتهمسسا أي بكسسثرة التنحنسسح‬
‫لغلبته‪ ،‬وكثرة الكلم سهوا‪ .‬والكثرة في الول إنما هي باعتبسسار مسسا يظهسسر فيسسه مسسن‬
‫الحروف‪ ،‬لن مجرد الصوت ل يضر مطلقا كمسسا مسسر‪ .‬وفسسي البجيرمسسي مسسا نصسسه‪:‬‬
‫وحاصل تقرير المسألة كما يؤخذ من شرح م وغيره أنه يعسذر فسي التنحنسح اليسسير‬
‫ونحوه للغلبة‪ ،‬وإن ظهر حرفان‪ .‬ويعذر في التنحنسسح فقسسط لتعسسذر ركسسن قسسولي‪ ،‬وإن‬
‫كثر التنحنح والحروف‪ .‬ول يعذر في تنحنح ونحسسوه لغلبسسة إن كسسثر التنحنسسح ونحسسوه‬
‫وكثرت الحروف لن ذلك يقطع نظم الصسسلة وهيئتهسسا‪ .‬هكسسذا يجسسب أن يفهسسم‪ .‬وأيسسد‬
‫ذلك بعض مشايخنا بقوله‪ :‬سمعت ذلك من ح ل‪ .‬ا‍ه بزيسسادة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو مسسع غلبسسة‬
‫وسسسهو( هسسذه الغايسسة تسسستدعي ركاكسسة فسسي الكلم‪ ،‬إذ ضسسمير بكثرتهمسسا يعسسود علسسى‬
‫التنحنح المقيد بالغلبة‪ ،‬وعلى الكلم المقيد بالسهو‪ ،‬فيكون الحل هكذا‪ :‬فتبطل بكسسثرة‬
‫التنحنسسح لغلبسسة ولسسو مسسع غلبسسة‪ ،‬وبكسسثرة الكلم سسسهوا ولسسو سسسهوا‪ .‬إل أن يسسدعي أن‬
‫الضمير يعود عليهما بقطع النظر عن قيديهما فل ركاكة لكنسسه بعيسسد‪ .‬وبالجملسسة فلسسو‬
‫حذفها لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬وغيره( أي غير المذكورين مسسن الغلبسسة والسسسهو‪ ،‬وذلسسك‬
‫كسبق اللسان والجهل بالتحريم‪) .‬قوله‪ :‬أو مع سبق لسان( معطوف‬

‫] ‪[ 258‬‬
‫على بسهو‪ .‬والولى كما تقدم غيسر مسرة التعسبير بالبساء فيسه وفيمسا بعسده‪ ،‬وإن‬
‫كانت بمعنى مع‪ .‬وقوله‪ :‬إليه أي إلى الكلم اليسسسير‪) .‬قسسوله‪ :‬أو مسسع جهسسل تحريمسسه(‬
‫معطسسوف علسسى بسسسهو أيضسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬أي الكلم تفسسسير لضسسمير تحريمسسه‪ .‬والمسسراد‬
‫تحريم الكلم مطلقا‪ ،‬ما أتى به وغيره‪ .‬أما تحريم ما أتى به فقط فسسسيذكره‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫فيها أي في الصلة‪) .‬قوله‪ :‬لقرب إسلم( أي لن معاوية بن الحكم رضي الس عنسسه‬
‫تكلم جاهل بذلك‪ ،‬ومضى في صلته بحضرته )ص(‪ .‬وهو مع ما بعده قيد في عدم‬
‫البطلن مع جهسسل التحريسم‪ .‬أي أن محسل ذلسك إذا عسذر فسي جهلسسه بسأن قسسرب إلسسخ‪،‬‬
‫بخلف ما لو بعسسد إسسسلمه وقسسرب مسسن العلمسساء فتبطسسل صسسلته لعسسدم عسسذره بسسسبب‬
‫تقصيره بترك التعلم‪ .‬واعلم أن أعذار الجاهل من باب التخفيف ل من حيث جهلسسه‪،‬‬
‫وإل كان الجهل خيرا من العلسسم إذا كسسان يحسسط عسسن العبسسد أعبسساء التكليسسف أي ثقلسسه‪،‬‬
‫ويريح قلبه عن ضروب التعنيف‪ .‬مع أنه ل عذر للعبد في جهله بالحكم بعد التبليسسغ‬
‫والتمكين‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان بين المسلمين( أي وإن كان نشأ بيسسن المسسسلمين‪ .‬والغايسسة‬
‫للرد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وبحث الذرعي أن من نشأ بيننا ثسسم أسسسلم ل يعسسذر وإن قسسرب‬
‫إسلمه لنه ل يخفى عليسسه أمسسر ديننسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويؤخسسذ مسسن علتسه أن الكلم فسسي مخسسالط‬
‫قضسست العسادة فيسه بسأنه ل يخفسى عليسه ذلسسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو بعسسد إلسخ( هسو بصسسيغة‬
‫المصدر‪ ،‬معطوف على قرب‪ ،‬أي أو لعبسد عنهسم‪ .‬قسال فسي التحفسة‪ :‬ويظهسر ضسبط‬
‫البعد بما ل يجد مؤنة يجب بذلها في الحج توصله إليه‪ .‬ويحتمسل أن مسا هنسا أضسيق‬
‫لنسسه واجسسب فسسوري أصسسالة‪ ،‬بخلف الحسسج‪ .‬وعليسسه فل يمنسسع الوجسسوب إل المسسر‬
‫الضروري ل غير‪ ،‬فيلزمه مشي أطاقه وإن بعد‪ ،‬ول يكون نحو دين مؤجسسل عسسذرا‬
‫له‪ ،‬ويكلف بيع نحو قنه السذي ل يضسطر إليسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمسراد بالعلمساء هنسا العسالمون‬
‫بذلك الحكم المجهول‪ ،‬وإن لم يكونوا علماء عرفا‪ .‬فقول الشسسارح‪ :‬أي عمسسن يعسسرف‬
‫ذلك‪ ،‬بيان للمراد بالعلماء هنا‪) .‬قوله‪ :‬ولو سسسلم ناسسسيا( أي لشسسئ مسسن صسسلته‪ ،‬كسسأن‬
‫سلم من ركعتين ظانا كمال صلته‪) .‬وقوله‪ :‬ثم تكلم عامدا( أي بناء على ظسسن أنهسسا‬
‫كملت‪ .‬وقوله‪ :‬أي يسيرا ل حاجسسة للفسسظ أي فسسالولى حسسذفها‪) .‬قسسوله‪ :‬أو جهسسل إلسسخ(‬
‫معطوف على سلم ناسيا‪ .‬وقوله‪ :‬تحريم مسسا أتسسى بسسه أي مسسن الكلم اليسسسير‪ .‬وخسسرج‬
‫بجهله تحريم ذلك ما لو علمه وجهسل كسونه مبطل فتبطسسل بسه‪ .‬كمسا لسو علسم تحريسسم‬
‫شرب الخمر دون إيجابه الحد فسسإنه يحسسد‪ ،‬إذ كسسان حقسسه بعسسد العلسسم بسسالتحريم الكسسف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مع علمه بتحريم جنس الكلم( قال سم على حجر‪ :‬يؤخسسذ مسسن ذلسسك بسسالولى‬
‫صحة صلة نحو المبلغ والفاتح بقصد التبليغ‪ ،‬والفتح فقط الجاهل بامتناع ذلسسك وإن‬
‫علم امتناع جنس الكلم‪ .‬فتسأمله‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثسم إن فسي الكلم مضسافين محسذوفين‪ ،‬أي مسع‬
‫علمه بتحري بعسسض أفسسراد جنسسس الكلم‪ ،‬وبسسه ينسسدفع مسسا استشسسكله بعضسسهم مسسن أن‬
‫الجنس ل تحقق له إل في ضمن أفراده‪ .‬فكيف يتصسسور جهلسسه بتحريسسم مسسا أتسسى مسسع‬
‫علمه بذلك ؟ ويمكن أن يندفع أيضا بأن المسسراد بسسالجنس الحقيقسسة فسسي ضسسمن بعسسض‬
‫مبهم‪) .‬قوله‪ :‬أو كون التنحنح مبطل( معطوف على تحريم ما أتى بسسه‪ ،‬أي أو جهسسل‬
‫كون التنحنح مبطل‪ ،‬أي وإن كان مخالطا للمسسسلمين‪ ،‬كمسا فسي الكسسردي‪) .‬قسوله‪ :‬لسم‬
‫تبطل( أي الصلة‪ ،‬وهو جسواب لسو‪) .‬قسوله‪ :‬لخفساء ذلسك علسى العسوام( تعليسل لعسدم‬
‫البطلن‪ .‬وظاهر صنيعه أنه تعليسل لسه بالنسسبة للمسسائل الثلث‪ ،‬أعنسي مسا لسو سسلم‬
‫ناسيا‪ ،‬وما لو جهل تحريم ما أتى به‪ ،‬وما لو جهسسل كسسون التنحنسسح مبطل‪ .‬وأن اسسسم‬
‫الشارة فيه راجع للمذكور منها كلها‪ ،‬وذلك ل يصح‪ .‬أمسسا بالنسسسبة للمسسسألة الولسسى‬
‫فواضح‪ ،‬إذ ليس فيها جهل أصل حتى يعلل ما تضمنته بخفسسائه علسسى العسسوام‪ .‬وكسسذا‬
‫بالنسبة للمسألة الثانيسة‪ ،‬فيتعيسسن أن يكسسون تعليل لسسه بالنسسبة للمسسسألة الخيسرة فقسط‪،‬‬
‫وعليه يكون اسم الشارة راجعا لمجموع ما تقدم منها‪ .‬نعم إن كان ما أتسسى بسسه ممسسا‬
‫يجهلسسه أكسسثر العسسوام‪ ،‬وجرينسسا علسسى عسسدم اشسستراط قربسسه مسسن السسسلم أو بعسسده عسسن‬
‫العلماء‪ ،‬حينئذ فإنه يصح بالنسبة للمسألة‬

‫] ‪[ 259‬‬
‫الثانية أيضا‪ .‬وكتب الكردي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬وكالجاهل من جهل تحريم ما أتى‬
‫به إلخ‪ ،‬قضيته اشتراط كونه قريب عهد بالسلم‪ ،‬أو نشأ بعيدا عسسن العلمسساء‪ ،‬وهسسو‬
‫كذلك في بعض نسخ شرح الروض‪ .‬ويصرح به كلم شرح المنهسسج‪ .‬وظسساهر كلم‬
‫أصل الروضة عدم اشتراط ذلك‪ .‬وبحث في التحفة الجمع بينهما بحمل الثاني علسسى‬
‫أن يكون ما أتى به مما يجهله أكثر العوام فيعذر مطلقا‪ ،‬والول على أن يكون ممسسا‬
‫يعرفه أكثرهم فل يعذر إل بأحد الشرطين المتقدمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬واقتصر في المغنى علسسى‬
‫المسسسألة الخيسسرة‪ ،‬وعللهسسا بالتعليسسل المسسذكور‪ .‬ونسسص عبسسارته‪ :‬لسسو جهسسل بطلنهسسا‬
‫بالتنحنح مع علمه تحريم الكلم فمعذور لخفاء حكمه على العوام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذلسسك مؤيسسدا‬
‫لما قلناه‪ ،‬فتفطن‪) .‬قوله‪ :‬وتبطل بمفطسسر وصسسل لجسسوفه( أي لشسسدة منافسساته لهسسا‪ ،‬لن‬
‫ذلك يشعر بالعراض عنها‪ .‬وتبطل بسسذلك ولسسو بل حركسسة فسسم إذ هسسي وحسسدها فعسسل‬
‫يبطل كثيره‪) .‬قوله‪ :‬وإن قل( أي المفطر‪ ،‬كسمسمة‪ ،‬وكأن نكش أذنسه بشسسئ فوصسسل‬
‫باطنها فتبطل الصسسلة بسسه‪ .‬والغايسسة للسسرد علسسى القسسائل بعسسدم بطلنهسسا القليسسل كسسسائر‬
‫الفعال القليلة‪) .‬قوله‪ :‬وأكل( بضم الهمزة بمعنى مأكول‪ ،‬وعطفسسه علسسى مفطسسر مسسن‬
‫عطف المغاير إن نظر للقيد‪ ،‬أعني قوله سهوا‪ .‬فإن لم ينظسسر إليسسه كسسان مسسن عطسسف‬
‫الخاص على العام‪ .‬وفي البجيرمي قال ع ش‪ :‬ول يضر عطفسسه علسسى المفطسسر لنسسه‬
‫يضر‪ ،‬وإن لم يكن مفطرا فل يستفاد منه‪ ،‬فتعين ذكسسره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقسسوله‪ :‬سسسهوا( أي أو‬
‫جهل بتحريمه‪ ،‬ولو عذر فيه‪) .‬وقوله‪ :‬وإن لم يبطل به الصسسوم( السسواو للحسسال‪ ،‬وإن‬
‫زائدة‪ .‬أي والحسسال أن الصسسوم ل يبطسسل بسسه‪ .‬والفسسرق أن للصسسلة حالسسة تسسذكر بهسسا‪،‬‬
‫بخلف الصوم‪) .‬قوله‪ :‬فلو ابتلع إلخ( تفريع على بطلنهسسا بمفطسسر )وقسسوله‪ :‬نخامسسة(‬
‫هي الفضلة الغليظة يلفظها الشخص من فيه‪ ،‬ويقال لها أيضا نخاعة بالعين‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫نزلت من رأسه( أي وأمكنه مجها ولم يفعل‪ .‬ونزولها من الرأس ليس بقيد‪ ،‬بل مثله‬
‫ما لسو طلعست مسن جسوفه ووصسلت لحسد الظساهر )وقسوله‪ :‬مسن فمسه( حسال مسن حسد‬
‫الظاهر‪) .‬قوله‪ :‬أو ريقا متنجسا( معطوف على نخامسسة‪ .‬أي أو ابتلسسع ريقسسا متنجسسسا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بنحو دم لثته( متعلق بمتنجسا‪ .‬واندرج تحت نحسو القسئ وأكسل شسئ نجسس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن ابيض( هو بتشديد الضاد‪ ،‬فعل ماض‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر يعود على‬
‫الريق‪ .‬وفي بعض نسخ الخط‪ :‬وإن كان أبيض‪ .‬وعليه يحتمل أن يكون وصفا خسسبر‬
‫كان‪ ،‬وأن يكون فعل والجملة خبر‪) .‬قوله‪ :‬أو متغيرا( معطسسوف علسسى متنجسسسا‪ .‬أي‬
‫أو ابتلع ريقا متغيرا‪) .‬وقوله‪ :‬بحمرة نحو تنبل( أي أو بسواد نحو قهوة‪ ،‬أو خضرة‬
‫نحو قات‪ .‬واستقرب ع ش عسسدم بطلنهسسا بتغيسسره بسسسواد القهسسوة‪ ،‬وقياسسسه يقسسال فسسي‬
‫المتغير بحمرة وخضرة ما مر‪ .‬ونص عبارته‪ :‬مجرد الطعم الباقي من أثسسر الطعسسام‬
‫ل أثر له لنتفاء وصول العين إلى جوفه‪ ،‬وليس مثل ذلك الثسسر البسساقي بعسسد شسسرب‬
‫القهوة مما يغير لونه أو طعمه فيضر ابتلعه‪ ،‬لن تغير لونه يسسدل علسسى أنسسه عينسسا‪،‬‬
‫ويحتمل أن يقال بعدم الضرر لن مجرد اللون يجوز أن يكسسون اكتسسسبه الريسسق مسسن‬
‫مجاورته السود مثل‪ .‬وهذا هو القرب أخذا مما قالوه فسسي طهسسارة المسساء إذا تغيسسر‬
‫بمجاور‪ .‬ا‍ه ببعض تغيير‪) .‬قوله‪ :‬بطلت( جواب لو‪ .‬وإنمسسا بطلسست بسذلك للقاعسسدة أن‬
‫كل ما أبطل الصوم أبطسسل الصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسسا الكسسل القليسسل( مفهسسوم قسسوله كسسثير‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يتقيد( أي القليل بنحو سمسمة‪ ،‬بل المعتبر العرف‪ .‬فما يعده العرف قليل‬
‫فهو قليل وما يعده كثيرا فهو كسسثير‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسن نسساس( متعلسسق بمحسسذوف خسسال مسسن‬
‫الكل‪ ،‬أي حال كونه واقعا من ناس إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬أو جاهسسل معسسذور( أي بسسأن قسسرب‬
‫عهده بالسلم‪ ،‬أو نشأ ببادية بعيسسدة عسسن العلمسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن مغلسسوب( معطسسوف‬
‫على من ناس‪ .‬والمراد به المقهور على وصسسوله للجسسوف‪ .‬وقسسوله‪ :‬كسسأن نزلسست إلسسخ‬
‫تمثيل له‪ .‬وقوله‪ :‬لحد الظاهر هو مخرج الخاء عند النووي‪ ،‬والحسساء عنسسد الرافعسسي‪.‬‬
‫ا‍ه بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وعجز عن مجها( أي بأن لم يمكنه إمساكها وقذفها‪ .‬قال ع ش‪:‬‬
‫أو أمكنه ونسي كونه في الصلة‪ ،‬أو جهل تحريم ابتلعها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو‬

‫] ‪[ 260‬‬
‫جرى إلخ( معطسوف علسسى نزلسست‪ .‬أي وكسسأن جسرى ريقسسه بالطعسام السسذي بيسن‬
‫أسنانه إلى جوفه قهرا عنه‪) .‬قوله‪ :‬وقسسد عجسسز عسسن تمييسسزه( أي تمييسسز الطعسسام مسسن‬
‫الريق‪ ،‬أو المراد به فصله من فمه‪ .‬وقوله‪ :‬ومجه عطفه على مسسا قبلسسه مغسساير علسسى‬
‫الول ومرادف على الثاني‪ .‬وخرج بذلك ما إذا أمكنه ذلك وبلعه فإنه يضر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وتبطل بزيادة إلخ( أي وبتقديمه على غيره أيضا لتلعبه‪ ،‬ولنه يخل بنظم الصلة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ركن إلخ ذكر للبطلن أربعة قيود‪ :‬كون ما زاده ركنا‪ ،‬وكون الركسسن فعليسسا‪،‬‬
‫وكونه عمدا‪ ،‬ولغير المتابعة‪ .‬وبقي عليه قيود ثلثة‪ :‬أن ل يكون جلوسا خفيفا عهسسد‬
‫في الصلة‪ ،‬وهذا يستفاد مسسن قسوله‪ :‬ويغتفسسر القعسسود اليسسسير إلسسخ‪ .‬وأن يكسون عالمسسا‬
‫بالتحريم‪ ،‬وهذا يستفاد من ذكر محترزه بقوله‪ :‬أو جهل عسذر بسه‪ ،‬ولعلسه سسسقط مسن‬
‫النساخ‪ .‬وأن يكون ما أتى به أول معتدا به‪ ،‬وخرج بهذا الخير ما لو سجد على مسسا‬
‫يتحسسرك بحركتسسه ثسسم رفسسع وسسسجد ثانيسسا فسسإنه ل يضسسر لعسسدم العتسسداد بسسالول‪ .‬قسسال‬
‫البجيرمي‪ :‬وينبغي أن محل عدم الضرر فيه إذا لم يطسسل زمسسن سسسجوده علسسى ذلسسك‪،‬‬
‫وإل ضر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬عمدا( حال من زيادة‪ .‬أي حال كون تلك الزيادة وقعت عمدا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لغير متابعة( متعلق بزيادة‪ ،‬أو متعلق بمحسسذوف حسسال منهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬كزيسسادة‬
‫ركوع إلخ( قال ع ش‪ :‬مفهومه أنه لسسو انحنسسى إلسسى حسسد ل تجسسزئه فيسسه القسسراءة بسسأن‬
‫صار إلى الركوع أقرب منه للقيام عدم البطلن لنه ل يسمى ركوعسا‪ .‬ولعلسه غيسر‬
‫مراد‪ ،‬وأنه متى انحنى حتى خرج عن حد القيام عامدا عالما بطلت صلته‪ ،‬ولو لم‬
‫يصل إلى حد الركوع‪ ،‬لتلعبه‪ .‬ومثله يقال في السجود‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن لسسم يطمئن‬
‫فيه( أي في المذكور من الركوع والسسسجود‪ ،‬والغايسسة للبطلن بسسذلك‪) .‬قسسوله‪ :‬ومنسسه(‬
‫أي ومن المبطل‪ .‬وقوله‪ :‬أن ينحني إلخ خالف الرملي وغيره في كون هذا النحنسساء‬
‫مبطل‪ ،‬كما في الكردي‪ .‬ونص عبارته‪ :‬رأيت في فتاوي الجمال الرملسسي‪ :‬ل تبطسسل‬
‫صلته بذلك إل إن قصد به زيادة ركوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال القليوبي‪ :‬ل يضسسر وجسسوده‪ ،‬أي‬
‫صورة الركوع في توركه وافتراشه في التشهد‪ ،‬خلفا لبسسن حجسسر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬أي‬
‫صورة الركوع أي للمصلي جالسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو لتحصسسيل تسسوركه أو افتراشسسه( أي‬
‫تبطل بالنحناء المذكور‪ ،‬ولو كان صادرا منه لجل تحصيل إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬المنسسدوب‬
‫صسسفة لكسسل مسسن تسسوركه أو افتراشسسه‪ .‬وإفسسراد الصسسفة لكسسون العطسسف بسسأو‪ .‬والتسسورك‬
‫المندوب يكون في تشهد يعقبه سلم‪ ،‬والفتراش المنسسدوب يكسسون فسسي تشسسهل يعقبسسه‬
‫ذلك كما مر‪) .‬قوله‪ :‬لن المبطل إلخ( علة لبطلنها بسسه إذا كسسان لتحصسسيل مسسا ذكسسر‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬ول ينافي ذلك ما يأتي في النحناء لقتل نحو الحية‪ ،‬لن ذاك لخشية‬
‫ضرره صار بمنزلة الضروري‪ .‬وسيأتي اغتفسسار الكسسثير الضسسروري‪ ،‬فسسأولى هسسذا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويغتفر القعود( قال م ر‪ :‬وإنما اغتفر لن هذه الجلسة عهدت في الصلة‬
‫غير ركن بخلف نحو الركوع لم يعهد فيها إل ركنا‪ ،‬فكان تأثيره في تغيير نظمهسسا‬
‫أشد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في فتح الجواد والمغنى‪ .‬وقوله‪ :‬اليسير هو ما يسع الذكر الوارد في‬
‫الجلوس بين السجدتين ودون أقل التشهد‪ .‬فقوله‪ :‬بقسسدر جلسسسة السسستراحة بيسسان لسسه‪،‬‬
‫فهو خبر لمبتدأ محذوف‪ .‬أي وهو بقدر إلخ‪ .‬ولو صرح بسسه أو قسسال بسسأن كسسان بقسسدر‬
‫إلخ لكان أولى‪ ،‬ليهام عبارته أنه قيد ل بيان‪ ،‬مع أنه ليسسس كسسذلك‪ .‬وعبسسارة التحفسسة‪:‬‬
‫كأن كان بقدر إلخ‪ ،‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬قبل السجود( متعلق بمحذوف حال من‬
‫القعود‪ ،‬أي حال كون القعود واقعا منه قبل السجود‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬بعد هويه وقبل‬
‫سجوده‪ ،‬أو عقب سجود تلوة أو سسلم إمسسام فسي غيسسر محسل جلوسسه‪ ،‬بخلفسه قبسسل‬
‫الركوع مثل‪ ،‬فإنه بمجرده‪ ،‬بل بمجرد خروجه عسسن حسسد القيسسام فسسي الفسسرض تبطسسل‬
‫وإن لسسم يقسسم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بخلفسسه أي تعمسسد الجلسسوس‪ .‬ا‍ه سسسم‪) .‬قسسوله‪ :‬وبعسسد سسسجدة‬
‫التلوة( أي عقبها‪ .‬والولى التعبير بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وبعسسد سسسلم إمسسام إلسسخ( أي ويغتفسسر‬
‫القعود اليسير لمسبوق بعسسد سسسلم إمسسامه فسسي غيسسر محسسل تشسسهده الول‪ ،‬فسسإن طسسوله‬
‫بطلت صلته‪ .‬وقوله‪ :‬في غير محل تشهده قيد في الخير‪ ،‬وهو‬

‫] ‪[ 261‬‬
‫متعلق بالقعود اليسير‪ ،‬كما يعلم من الحل السابق‪ .‬وخسسرج بسسه مسسا إذا قعسسد بعسسد‬
‫سلم إمامه فسي محسل تشسهد فيغتفسر مطلقسا‪ ،‬ول يتقيسد بيسسير ول كسثير‪ .‬نعسم يكسره‬
‫تطويله‪ ،‬كما نص عليه في النهاية قبيل باب شروط الصلة‪ ،‬ونصها‪ :‬أمسسا المسسسبوق‬
‫فيلزمه أن يقوم عقب تسليمتيه فورا إن لم يكن جلوسه مع المام محل تشسسهده‪ ،‬فسسإن‬
‫مكث عامدا عالما بسسالتحريم قسسدرا زائدا علسسى جلسسة السسستراحة بطلسست صسسلته‪ ،‬أو‬
‫ناسيا أو جاهل فل‪ ،‬فإن كسان محسسل تشسهده لسم يلزمسه ذلسسك لكسن يكسسره تطسويله‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما وقوع الزيادة إلخ( شروع في أخذ محسترزات القيسود السسابقة علسى اللسف‬
‫والنشر المشوش‪ .‬ولو قال كعادته‪ :‬وخرج بقولي كذا إلخ‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وقوله‪ :‬سسسهوا‬
‫حال من الزيادة‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومن ذلك ما لو سمع المأموم وهو قائم تكبيرا فظن أنه‬
‫إمامه فرفسسع يسديه للهسسوي وحسسرك رأسسه للركسسوع ثسسم تسسبين لسسه الصسسواب فكسسف عسسن‬
‫الركوع فل تبطل صلته‪ ،‬لن ذلك في حكم النسيان‪ .‬ومن ذلك ما لو تعددت الئمة‬
‫بالمسجد فسمع المأموم تكبيرا فظنه تكبير إمامه فتابعه‪ ،‬ثسسم تسسبين لسسه خلفسسه فيرجسسع‬
‫إلى إمامه‪ ،‬ول يضره ما فعله للمتابعة لعذره فيسسه‪ ،‬وإن كسسثر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬عسسذر بسسه(‬
‫أي بالجهل بأن كان قريب عهد بالسلم أو بعد عسسن العلمسساء كمسسا مسسر‪ .‬وذلسسك لنسسه‬
‫حينئذ كالنسيان‪) .‬قوله‪ :‬فل يضر( جواب أما‪ .‬وذلك لنه )ص( صلى الظهر خمسسسا‬
‫ولم يعسسد الصسسلة بسسل سسسجد للسسسهو‪) .‬قسسوله‪ :‬كزيسسادة إلسسخ( الكسساف للتنظيسسر فسسي عسسدم‬
‫الضرر‪ ،‬وهذا محسسترز قسسوله‪ :‬سسسنة ركسسن‪ .‬وقسسوله‪ :‬مضسساف لمسسا بعسسده وهسسي للبيسسان‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬نحو رفع اليسسدين انظسسر مسسا انسسدرج تحسست نحسسو‪ ،‬فسسإن كسسان المسسراد بسسه جلسسسة‬
‫الستراحة بعد سجدة التلوة أو قبل السجود فقد تقدمت‪ ،‬فسسالولى حسسذف لفسسظ نحسسو‪.‬‬
‫ومحل عدم الضرر برفع اليدين ‪ -‬كمسسا فسسي سسسم ‪ -‬إذا لسسم يكسسثر ويتسسوال‪ ،‬وإل ضسسر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في غير محله متعلق بزيادة ومحل الرفع عند التحرم‪ ،‬وعند الركوع‪ ،‬وعنسسد‬
‫العتدال‪ ،‬وعند القيام من التشهد الول‪ .‬كمسسا مسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬أو ركسسن قسسولي( محسسترز‬
‫قوله‪ :‬فعلي‪ .‬وهو معطوف على سنة‪ .‬أي وكزيادة ركن قولي‪ .‬والمسسراد بسسه مسسا عسسدا‬
‫تكبيرة الحرام والسلم‪ ،‬أما هما فزيادتهما مبطلة‪) .‬قوله‪ :‬أو فعلي للمتابعسسة( أي أو‬
‫زيادة ركن فعلي لجل متابعة إمامه‪) .‬قوله‪ :‬كأن ركع إلخ( أي وكأن رفع المصسسلي‬
‫منفردا رأسه من الركوع فاقتدى بمن لم يركع ثم أعاد الركوع معه فإنه ل تبطل به‬
‫صلته‪ .‬وقوله‪ :‬ثم عاد إليسسه أي إلسسى إمسسامه ليركسسع معسسه أو يسسسجد‪ .‬والعسسود سسسنة إن‬
‫صدر منه ذلك على سبيل العمد‪ ،‬فإن صدر منه على سبيل السهو تخيسسر بيسسن العسسود‬
‫وعدمه كما مسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وتبطسل باعتقسساد إلسسخ( يشسسترط لبطلن الصسلة فسسي الركسن‬
‫الفعلي ثلثة شروط‪ .‬أن يعتقده أو يظنه نفل‪ ،‬وأن يفعله على هذا العتقاد أو الظن‪،‬‬
‫وأن يكون ذلك اعتقاد الشخص نفسه‪ .‬فل يبطل صلة المسسأموم اعتقسساد إمسسامه‪ .‬وفسسي‬
‫الركن القولي يزاد شرط رابع وهو‪ :‬شروعه في فعلي بعده‪ .‬أما لو أعاده فسي محلسه‬
‫ل بينة نفل فل بطلن‪ ،‬كما في فتح الجواد‪ .‬ا‍ه‪ .‬كردي‪ .‬وقوله‪ :‬معين لبيان الواقع ل‬
‫للحتراز‪ ،‬إذ ل يتصور اعتقاد أو ظن فرض مبهسسم نفل‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن فروضسسها أي‬
‫الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪ :‬نفل مفعسسول لكسسل مسسن اعتقسساد ومسسن ظسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬لتلعبسسه( علسسة‬
‫البطلن‪) .‬قوله‪ :‬ل إن اعتقد إلخ( أي ل تبطل إن اعتقد‪ .‬وقوله‪ :‬العامي هسسو مسسن لسسم‬
‫يحصل من الفقه شسسيئا يهتسدي بسسه إلسسى البسساقي‪ .‬وقيسسل‪ :‬المسسراد بسسه هنسسا مسن لسسم يميسسز‬
‫فرائض صلته من سننها‪ ،‬والعالم من يميز ذلك‪ .‬وقيل‪ :‬هو من يشتغل بسسالعلم زمنسسا‬
‫تقضي العادة بأن يميز فيه بيسسن الفسسرض والنفسسل‪ ،‬وبالعسسالم مسسن اشسستغل بسسالعلم زمنسسا‬
‫تقضي العادة فيه بأن يميز الفسسرض والنفسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬نفل مسسن أفعالهسسا‪ ،‬أي الصسسلة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فرضا مفعول ثان لعتقد‪) .‬قوله‪ :‬أو علم إلخ( معطوف على اعتقسسد‪ ،‬وفاعسسل‬
‫الفعل يعود على العامي‪ .‬أي ول تبطل إن علم العامي أن في الصلة فرضسسا ونفل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ولم يميز بينهما أي بين الفرض والنفل‪ .‬والجملة حال من فاعل علم‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ول قصد إلخ( معطوف على ولم يميز‪ ،‬فهسسو حسسال ثانيسسة إذ المعطسسوف علسسى الحسسال‬
‫حال‪ .‬قوله‪ :‬ول إن اعتقد إلخ أي ول تبطل إن اعتقد العامي أن أفعال الصسسلة كلهسسا‬
‫فروض‪ .‬ومثل العامي في هذه الصورة العالم على‬

‫] ‪[ 262‬‬
‫الوجه‪ ،‬كما تقدم للشارح في أواخر شروط الصسسلة‪ .‬وعلسسل عسسدم البطلن مسسن‬
‫العالم في هذه الصورة ‪ -‬في الفتح ‪ -‬بأنه ليس فيها أكسسثر مسسن أنسسه أدى سسسنة باعتقسساد‬
‫الفرض‪ ،‬وذلك ل يؤثر‪) .‬قوله‪ :‬ومن المبطل أيضا حسسدث إلسسخ( لسسو قسال فسي المنهسسج‬
‫عروض مناف لها لكان أولى‪ ،‬ليشمل كل ما يبطلهسسا مسسن انتهسساء مسسدة الخسسف والسسرد‬
‫واستدبار القبلة وغيذلك‪) .‬قوله‪ :‬ولو بل قصد( أي ولو خرج منه الحدث بغير قصد‬
‫فإنه يبطل الصلة للخبر الصحيح‪ :‬إذا فسا أحدكم فسسي صسسلته فلينصسسرف وليتوضسسأ‬
‫وليعد صلته‪) .‬قوله‪ :‬واتصال نجسسس( أي ومسن المبطسسل أيضسسا اتصسسال نجسس ‪ -‬أي‬
‫بالمصلى ‪ -‬بدنا وثوبا ومكانا‪ .‬وخسسرج بالتصسسال المحسساذاة فل يضسسر نجسسس يحسساذيه‬
‫لعدم ملقاته له‪ ،‬فصار كما لو صلى على بساط طرفه نجس فإن صلته صسسحيحة‪،‬‬
‫وإن عد ذلك مصله‪ .‬وخرج بالجار والمجرور الذي زدته اتصاله بمسسا هسسو متصسسل‬
‫بالمصلي‪ ،‬فإن فيه تفصيل مر‪ ،‬وحاصله أنسسه إن كسسان مسسع حمسسل لسسذلك بطلسست‪ ،‬وإل‬
‫فل‪ .‬كما لو وضع أصبعه على حجر تحته نجاسسسة ونحاهسسا بسسه مسسن غيسسر حمسسل لسسه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل يعفى عنه خسسرج بسسه المعفسسو عنسسه‪ ،‬كسسذرق الطيسسور فسسي المكسسان بالشسسروط‬
‫المارة من عموم البلوى‪ ،‬وعدم تعمد الصلة عليه‪ ،‬وعدم وجود رطوبة‪) .‬قسسوله‪ :‬إن‬
‫دفعه حال( أي إل إن دفع المصلي النجس عنه حال فإنه ل بطلن‪ .‬وصسسورة دفعسسه‬
‫حال أن يلقي الثوب فيما إذا كان النجس رطبا‪ ،‬وأن ينفضه فيما إذا كان يابسسسا‪ .‬ول‬
‫يجوز له أن ينحيهسا بيسده أو كمسه أو بعسود علسى أصسح السوجهين‪ ،‬فسإن فعسل بطلست‬
‫صلته‪ .‬وفي ابن قاسم صورة إلقاء الثوب فسسي الرطسسب أن يسسدفع الثسسوب مسسن مكسسان‬
‫طاهر منه إلى أن يسقط‪ ،‬ول يرفعه بيده ول يقبضسسه بيسسده ويجسسره‪ .‬وصسسورة نفضسسه‬
‫في اليابس أن يميل محل النجاسة حتى تسقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وانكشاف عورة( أي ومن‬
‫المبطل انكشاف عورة المصلي‪) .‬قوله‪ :‬إل إن كشسسفها إلسسخ( أي فل بطلن‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫ريح أي أو حيوان أو آدمي غير مميز‪ ،‬أما المميز فيؤثر كشسسفه لهسسا‪ ،‬وذلسسك لن لسسه‬
‫قصدا فيبعد إلحاقه بالريح‪ .‬بخلف غير المميز فإنه لما لم يكن له قصد أمكن إلحاقه‬
‫به‪ .‬كذا في ع ش‪) .‬قوله‪ :‬وتسسرك ركسسن عمسسدا( أي ومسسن المبطسسل أيضسسا تسسرك ركسسن‬
‫عمدا‪ ،‬ولو قوليا‪ ،‬لما مر من إخلله بنظم الصلة‪ .‬وخرج بقوله عمسسدا السسترك سسسهوا‬
‫فل يبطل لعذره‪ ،‬وإنما يتداركه إن لم يفعل مثله من ركعسسة أخسسرى‪ ،‬وإل قسسام مقسسامه‬
‫ولغا ما بينهما وأتى بركعة كما تقدم غير مسسرة‪) .‬قسسوله‪ :‬وشسسك فسسي نيسسة التحسسرم( أي‬
‫ومن المبطل أيضا شك المصلي في نية التحرم‪ ،‬كأن شك هل نسسوى أو ل ؟ والشسسك‬
‫فسسي التحسسرم كالشسسك فسسي النيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬أو شسسرط لهسسا( أي أو شسسك فسسي شسسرط للنيسسة‬
‫فيبطلها‪ .‬وشروطها ثلثة‪ ،‬نظمهسسا بعضسسهم فسسي قسسوله‪ :‬يسسا سسسائلي عسسن شسسروط النيسسة‬
‫القصد والتعيين والفرضية وقد مسسر ذلسسك‪ .‬فلسسو شسسك هسسل عيسسن أو ل ؟ أو هسسل نسسوى‬
‫الفرض أو ل ؟ ضر ذلك بالقيود التية‪) .‬قوله‪ :‬مع مضي إلخ( قيسسد لبطلن الصسسلة‬
‫بالشك في النية أو شرطها‪ .‬فلو فقد بأن تذكر التيان بما شك فيسسه قبسسل مضسسي ركسسن‬
‫وقبل طول زمن فل بطلن‪ .‬وقوله‪ :‬ركن قسسولي أي كالفاتحسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬أو فعلسسي أي‬
‫كالعتدال‪) .‬قوله‪ :‬أو طسسول زمسسن( أي أو مسسع طسسول زمسسن الشسسك‪ .‬قسسال الشسسرقاوي‪:‬‬
‫وطوله بأن يسع ركنا‪ ،‬وقصره بأن ل يسعه‪ ،‬كأن خطر له خاطر فزال سسسريعا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبعض القولي إلخ( أي ومضي بعض الركن القولي كمضي كلسسه فتبطسسل بسسه‬
‫الصلة‪ ،‬لكن إن طال زمن الشك أو لم يطل‪ ،‬ولكنه لم يعد ما قرأه فيه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسم‬
‫يعد ما قرأه فيه( أي في زمن الشك القصير‪ .‬قال فسسي فتسح الجسسواد‪ :‬وقسسول ابسن عبسد‬
‫السلم‪ :‬يعتد بما قرأ مع الشك‪ .‬ضعيف‪ .‬ا‍ه‪ .‬والحاصل أن الصلة تبطل إذا شك في‬
‫النية أو في شرطها بأحد ثلثة أشياء‪ .‬بمضي ركن مطلقا‪ ،‬أو طول زمن وإن لم يتم‬
‫معه ركن‪ ،‬أو لم يعد ما قرأه في حالة الشك وإن لم يطسسل الزمسسن ولسسم يمسسض ركسسن‪.‬‬
‫وتصح فيما إذا تذكر قبل إتيانه بركن‪ .‬أو قبل طول الزمن‪ ،‬وأعاد ما قرأه في حالسسة‬
‫الشك‪ ،‬لكثرة عروض مثل ذلك‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 263‬‬
‫عدل رواية( الفرق بينه وبين عسسدل الشسسهادة‪ :‬أن الول شسسامل للعبسسد والمسسرأة‪،‬‬
‫بخلف الثاني فإنه خاص بالحر الذكر‪) .‬قوله‪ :‬بنحو نجسسس( أي كحسسدث‪) .‬قسسوله‪ :‬أو‬
‫كشف عورة( عطف على نحو‪ ،‬أي أو أخبره عسدل بكشسف عسورته‪ .‬وقسوله‪ :‬مبطسل‬
‫صفة لكل من النجس وكشف العورة‪ .‬واحترز بسسه عسسن النجسسس غيسسر المبطسسل وهسسو‬
‫المعفو عنه‪ ،‬وعن كشف العورة غير المبطل كأن كشفها الريح فسسترها حسال‪ ،‬فسإنه‬
‫ل فائدة في الخبار به وقبسسوله‪) .‬قسسوله‪ :‬أو بنحسسو كلم مبطسسل( معطسسوف علسسى نحسسو‬
‫نجس أيضا‪ .‬أو أخبره عدل بكلم مبطل ونحوه‪ ،‬كالنطق بحرفيسسن أو حسسرف مفهسسم‪،‬‬
‫وكالفعل المبطل‪ .‬وقوله‪ :‬فل أي فل يلزمه قبوله‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والفرق ‪ -‬أي بيسسن‬
‫نحو الكلم ونحو النجس ‪ :-‬أن فعل نفسه ل يرجع فيه لغيره‪ ،‬وينبغي أن محله فيمسسا‬
‫ل يبطل سسهوه‪ ،‬لحتمسال أن مسا وقسع منسه سسهو‪ .‬أمسا هسو كالفعسل أو الكلم الكسثير‬
‫فينبغي قبوله فيه لنه حينئذ كالنجس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ونسسدب لمنفسسرد( أي بشسسروط يعلسسم‬
‫معظمها من كلمه‪ :‬الول‪ :‬أن يكون منفردا‪ ،‬فلو كان في جماعة ل يجوز لسسه قلبهسسا‬
‫نفل والدخول في جماعة أخرى‪ .‬أما لو نقل نفسه إلى الخرى مسسن غيسسر قلسسب فسسإنه‬
‫يجوز من غير كراهة إن كان بعذر‪ ،‬وإل كره‪ .‬كما سيصرح بسسه فسسي فصسسل صسسلة‬
‫الجماعة‪ .‬الثاني‪ :‬أن يرى جماعة يصلي معهم‪ ،‬فلو لم يرها حرم القلب‪ .‬الثسسالث‪ :‬أن‬
‫تكون الجماعة مشروعة‪ ،‬أي مطلوبة‪ .‬فلو لم تكسسن مشسسروعة‪ ،‬كمسسا لسسو كسسان يصسسلي‬
‫الظهر فوجمن يصلي العصر فل يجوز له القلب‪ ،‬كما ذكره في المجمسسوع‪ .‬الرابسسع‪:‬‬
‫أن ل يكون المام ممن يكره القتداء بسسه لبدعسسة أو غيرهسسا‪ ،‬كمخالفسسة فسسي المسسذهب‪،‬‬
‫فإن كان كذلك لم يندب القلب بل يكره‪ .‬الخامس‪ :‬أن يكون في ثلثية أو رباعية‪ .‬فلو‬
‫كان في ثنائية لم يندب القلب بل يباح‪ .‬السادس‪ :‬أن ل يقسسوم لثالثسسة‪ ،‬فلسسو قسسام لهسسا لسسم‬
‫يندب القلب بل يباح كالذي قبله‪ .‬السابع‪ :‬أن يتسع الوقت بأن يتحقق إتمامها فيسسه لسسو‬
‫استأنفها‪ ،‬فإن علم وقوع بعضها خارجة‪ ،‬أو شك فسسي ذلسسك‪ ،‬حسسرم القلسسب‪ .‬فعلسسم ممسسا‬
‫تقرر أن القلب تعتريه الحكام الخمسة ما عدا الوجسسوب‪) .‬قسسوله‪ :‬ل الفسسائت( مفهسسوم‬
‫الحاضر‪ .‬فلو كان يصلي فائتة والجماعة القائمة حاضرة أو فائتة ليسسست مسسن جنسسس‬
‫التي يصليها حرم القلب‪ ،‬فسإن كسانت مسن جنسسها كظهسر خلسف ظهسر لسم ينسدب بسل‬
‫يجوز‪ .‬كذا في الروض وشرحه‪) .‬قوله‪ :‬نفل مطلقا( أي غير معيسسن‪ .‬فلسسو قلبهسسا نفل‬
‫معينا كركعتي الضحى لم يصح‪) .‬قوله‪ :‬ويسلم من ركعتين( هذا يفيد اشسستراط كسسون‬
‫الصلة ثلثية أو رباعيسسة‪ ،‬إذ ل يتصسسور السسسلم مسسن ركعسستين إل إذا كسسانت كسسذلك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إذا لم إلخ( متعلق بيقلب‪ ،‬وهو قيد ل بد منه كمسسا علمسست‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم يسسدخل(‬
‫معطوف على يسسسلم‪) .‬قسسوله‪ :‬نعسسم‪ ،‬إن خشسسي إلسسخ( تقييسسد لنسسدب القلسسب والسسسلم مسسن‬
‫ركعتين‪ .‬فكأنه قال‪ :‬محل ذلك إذا لم يخف فوت الجماعة التي رآهسسا لسسو قلسسب وسسسلم‬
‫من ركعتين‪ ،‬فإن خاف ذلسسك لسسم يفعسسل بسسل يقطعهسسا ويصسسليها مسسع الجماعسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وبحث البلقيني أنه يسلم( أي بعد قلبها نفل‪ .‬وقوله‪ :‬ولو من ركعة وعليه‬

‫] ‪[ 264‬‬
‫ل يشترط أن تكون ثلثية أو رباعية‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا قام لثالثة إلخ( محسسترز إذا‬
‫لم يقم لثالثة‪) .‬قوله‪ :‬أتمها ندبا( فلو خالف وقلبها نفل وسسسلم لسسم ينسسدب ولكنسسه يجسسوز‬
‫كما مر‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يخش فوت الجماعة( فإن خشي فوتهسسا قطعهسسا واسسستأنفها مسسع‬
‫الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬ثم يدخل في الجماعة( معطوف على جملة أتمها‪) .‬تتمسسة( لسسو كسسان‬
‫يصلي الفائتة وخاف فوت الحاضرة قلبها نفل وجوبا واشتغل بالحاضرة‪ .‬ولسو كسسان‬
‫يصلي في النافلة وخاف فوت الجماعة قطعها ندبا‪ .‬نعم‪ ،‬إن رجا جماعة غيرها تقام‬
‫عن قرب‪ ،‬والسسوقت متسسسع‪ ،‬فسسالولى إتمسسام نسسافلته ثسم يصسسلي الفريضسسة معهسسا‪ .‬والس‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 265‬‬
‫فصل في الذان والقامة أي في بيان حكمهمسسا وشسسروطهما وسسسننهما‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫هما لغة‪ :‬العلم( فيه أن الذ فقسسط لغسسة‪ :‬العلم‪ .‬قسسال تعسسالى‪) * :‬وأذن فسسي النسساس‬
‫بالحج( * أي أعلمهم به‪ .‬وأما القامة فهي لغة‪ :‬مصدر أقام‪ ،‬أي حصل القيام‪ .‬فهمسسا‬
‫مختلفان لغة‪ ،‬كما في التحفسسة والنهايسسة والمغنسى‪ .‬فكسسان الولسى أن يزيسد‪ .‬وتحصسيل‬
‫القيام‪ .‬ويكون على التوزيع الول للول والثاني للثاني‪ .‬ثسسم رأيسست فسسي فتسسح الجسسواد‬
‫مثل ما ذكره الشارح فلعله تبعه في ذلك‪ .‬ولكن اليراد باق ويكسسون عليهمسسا‪ .‬واعلسسم‬
‫أن الذان والقامة من خصوصيات هسسذه المسسة‪ ،‬كمسسا قسسال السسسيوطي‪ .‬وشسسرعا فسسي‬
‫السنة الولى من الهجرة‪ ،‬كما في ع ش‪ .‬وهما مجمسسع عليهمسسا‪ .‬والذان أفضسسل مسسن‬
‫القامة وإن ضمت إليها المامة على الراجسسح‪ .‬فسسإن قيسسل‪ :‬إنسسه )ص( كسسان يسسؤم ولسسم‬
‫يؤذن‪ .‬أجيب‪ :‬بأنه عليه السسسلم كسسان مشسسغول بمسسا هسسو أهسسم‪ ،‬أو أنسسه لسسو أذن لسسوجب‬
‫الحضور على كل من سسسمعه‪ .‬وإنمسسا كسسان الذان أفضسسل مسسن المامسسة لنسسه ورد أن‬
‫المؤذن أمين والمام ضمين‪ ،‬والمين أشرف‪ .‬وسسسيأتي الكلم علسسى ذلسسك‪ .‬واختلفسسوا‬
‫في كيفيسسة مشسسروعيتهما‪ ،‬فقيسسل‪ :‬فرضسسا كفايسسة لنهمسسا مسسن الشسسعائر الظسساهرة‪ ،‬وفسسي‬
‫تركهما تهاون بالدين‪ ،‬وعليسه فيقاتسل أهسل بلسد تركوهمسا‪ .‬والصسح أنهسسا سسنة عيسن‬
‫للمنفرد وكفاية للجماعة‪ ،‬كالتسمية عند الكسسل وعنسسد الجمسساع‪ ،‬والتضسسحية مسسن أهسسل‬
‫بيت‪ ،‬وابتداء سلم‪ ،‬وتشميت عاطس‪ ،‬وما يفعل بالميت من المندوب‪ .‬وقد نظم سنن‬
‫الكفاية بعضهم بقسسوله‪ :‬أذان وتشسسميت وفعسسل بميسست إذا كسسان منسسدوبا وللكسسل بسسسمل‬
‫وأضحية مسسن أهسسل بيسست تعددواوبسسدء سسسلم والقامسسة فسساعقل فسسذي سسسبعة إن جابهسسا‬
‫البعض يكتفي ويسقط لسسوم عسسن سسسواه تكمل )قسسوله‪ :‬وشسسرعا( معطسسوف علسسى لغسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ما عرف من اللفاظ المشهورة وهي‪ :‬ال أكبر ال أكبر‪ ،‬إلخ‪ .‬وهي كما قسسال‬
‫القاضسسي عيسساض‪ :‬كلمسسات جامعسسة لعقيسسدة اليمسسان‪ ،‬مشسستملة علسسى نسسوعيه العقليسسة‬
‫والسمعية‪ ،‬فأولها فيه إثبات ذاته تعالى وما تستحقه من الكمال‪ ،‬بقوله‪ :‬ال أكبر‪ .‬أي‬
‫أعظم من كل شئ‪ .‬ثم الشهادة بالوحدانية له تعسسالى بقسسوله‪ :‬أشسسهد أن ل إلسسه إل السس‪،‬‬
‫وبالرسالة لسيدنا محمد )ص( بقوله‪ :‬أشسسهد أن محمسسدا رسسسول السس‪ .‬ثسسم السسدعاء إلسسى‬
‫الصلة بقوله‪ :‬حي على الصلة‪ .‬أي أقبلوا عليها ول تكسلوا عنها‪ ،‬فحسسي اسسسم فعسسل‬
‫أمر بمعنى أقبلوا‪ .‬ثسم السدعاء إلسى الفلح بقسوله‪ :‬حسي علسى الفلح‪ .‬أي أقبلسوا علسى‬
‫سبب الفلح وهو الفوز والظفر بالمقصود‪ ،‬وسببه هو الصلة‪ .‬فهسسو تأكيسسد لمسسا قبلسسه‬
‫بعد تأكيسسد وتكريسسر بعسسد تكريسسر‪ ،‬وفيسسه إشسسعار بسسأمور الخسسرة مسسن البعسسث والجسسزاء‬
‫لتضمن الفلح لذلك‪ .‬ثم كرر التكبير لمسا فيسه مسن التعظيسم لسه تعسالى‪ ،‬وختسم بكلمسة‬
‫التوحيد لن مدار المر عليه‪ ،‬جعلنا الس وأحبتنسسا عنسد المسوت نسساطقين بهسسا عسالمين‬
‫بمعناها‪ .‬وقوله‪ :‬فيهما أي في الذان والقامة‪.‬‬

‫] ‪[ 266‬‬
‫واعلسسم أنسسه اختلسسف فسسي الذان هسسل شسسرع للعلم بسسدخول السسوقت ؟ أو شسسرع‬
‫للعلم بالصلة المكتوبة ؟ على قولين للمام الشافعي رضسسي الس عنسسه‪ ،‬والراجسسح‬
‫الثاني‪ ،‬وأما الول فهسسو مرجسسوح‪ ،‬وينبنسسي علسسى القسسولين أنسسه ل يسسؤذن للفائتسسة علسسى‬
‫المرجوح لن وقتها قد فات‪ ،‬ويسسؤذن لهسسا علسسى الراجسسح لن الذان حسسق للصسسلة ل‬
‫للوقت‪) .‬قوله‪ :‬والصل فيهما( أي الدليل علسسى مشسسروعية الذان والقامسسة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫الجماع إلخ هكذا في التحفة‪ .‬والذي في النهاية والمغنى والسنى الصل فيهما قبل‬
‫الجماع‪ ،‬قوله تعالى‪) * :‬إذا نودي للصلة من يوم الجمعة( * وقوله تعالى‪) * :‬وإذا‬
‫ناديتم إلى الصسسلة( * ومسسا صسسح مسسن قسسوله )ص(‪ :‬إذا أقيمسست الصسسلة فليسسؤذن لكسسم‬
‫أحدكم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬المسبوق صفة للجماع‪ .‬وقوله‪ :‬برؤيسسة عبسسد الس إلسسخ فسسإن قيسسل‪:‬‬
‫رؤية المنام ل يثبت بها حكم‪ .‬أجيب بأنه ليس مستندا لذان الرؤيا فقسسط‪ ،‬بسسل وافقهسسا‬
‫نزول الوحي‪ .‬فالحكم ثبست بسه ل بهسا‪ .‬ويؤيسده روايسة عبسد السرازق وأبسي داود فسي‬
‫المراسيل‪ ،‬من طريق عبيد بن عمير الليثي‪ ،‬أحد كبسار التسابعين‪ ،‬أن عمسر لمسا رأى‬
‫الذان جاء ليخبر النبي )ص فوجد الوحي قد ورد بسسذلك‪ ،‬فمسسا راعسسه إل أذان بلل‪،‬‬
‫فقال له النسبي )ص(‪ :‬سسبقك بسذلك السسوحي‪) .‬قسوله‪ :‬ليلسسة تشسساوروا( الظسرف متعلسق‬
‫برؤية‪ ،‬وواو الجماعة عائد على النبي )ص( ومن معه من الصسسحابة‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيمسسا‬
‫يجمع الناس أي في المر الذي يكون سببا لجمع الناس للصسسلة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي‬
‫رؤية الذان من حيث هسسي‪ ،‬بقطسسع النظسسر عسسن كونهسسا صسسدرت مسسن عبسسد السس‪ ،‬وإل‬
‫لحصل ركة بقوله بعد عن عبد ال‪) .‬قسسوله‪ :‬لمسسا أمسسر النسسبي )ص(( أي بعسسد اتفسساقهم‬
‫عليه‪ .‬وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬لما أمر النبي )ص( إلخ‪ .‬عبارة حجسسر تفيسد عسدم‬
‫أمره )ص(‪ ،‬ويوافقه ما في سيرة الشامي حيث قال‪ :‬اهتم )ص( كيف يجمسسع النسساس‬
‫للصلة‪ ،‬فاستشار الناس فقيل‪ :‬انصب راية‪ .‬ولم يعجبه ذلك‪ ،‬فذكر لسسه القنسسع ‪ -‬وهسسو‬
‫البوق ‪ -‬فقال‪ :‬هو من أمر اليهود‪ .‬فذكر له الناقوس فقال‪ :‬هسسو مسسن أمسسر النصسسارى‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬لو رفعنا نارا ؟‪ .‬فقال‪ :‬ذاك للمجوس‪ .‬فقال عمر‪ :‬أو ل تبعثسسون رجل ينسسادي‬
‫بالصلة ؟ فقال )ص(‪ :‬يا بلل قم فناد بالصلة‪ .‬قال النووي‪ :‬هذا النسسداء دعسساء إلسسى‬
‫الصلة غيالذان‪ ،‬كأن شرع قبل الذان‪ .‬قال الحافظ ابن حجر‪ :‬وكسسان السسذي ينسسادي‬
‫به بلل‪ :‬الصلة جامعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو كما ترى مشتمل على النهي عن الناقوس والمر‬
‫بالسسذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬بالنسساقوس( قسسال فسسي المصسسباح‪ :‬هسسو خشسسبة طويلسسة يضسسربها‬
‫النصارى إعلما للدخول في صلتهم‪) .‬قوله‪ :‬يعمل( أي يصنع‪) .‬قوله‪ :‬ليضرب به‬
‫للناس( عبارة غيره‪ :‬ليضرب به الناس‪ ،‬بحذف لم الجر‪ .‬وعليها يكون الناس فاعل‬
‫يضرب‪ ،‬وعلى عبارة شارحنا يكون الفعل مبنيا للمجهول‪ ،‬وبه نائب فاعل‪ ،‬وللناس‬
‫متعلسسق بالفعسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬لجمسسع الصسسلة أي لجتمسساع النسساس لهسسا‪ .‬فالضسسافة لدنسسى‬
‫ملبسة‪ .‬والجار والمجرور إما بدل مسسن الجسسار والمجسسرور قبلسسه أو متعلسسق بالفعسسل‪،‬‬
‫وتجعل اللم للتعليل‪ ،‬وبه يندفع ما يقال إنه يلزم عليه تعلق حرفي جر بمعنى واحسسد‬
‫بعامل واحد‪ .‬وهسسو ل يصسح‪ .‬وحاصسل السسدفع أن الحرفيسسن ليسسا بمعنسسى واحسد‪ ،‬لن‬
‫الثاني للتعليل والول للتعدية‪) .‬قوله‪ :‬طاف إلخ( جواب لما‪ .‬وقوله‪ :‬وأنا نائم الجملة‬
‫حالية‪ ،‬وهي معترضة بين الفعل وفاعله وهو رجل‪) .‬قسسوله‪ :‬فقسسال( أي الرجسسل لعبسسد‬
‫ال‪ .‬وقوله‪ :‬وما تصسسنع بسسه أي بالنسساقوس‪) .‬قسسوله‪ :‬ثسسم اسسستأخر( أي الرجسسل‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فقال( أي النبي )ص(‪ .‬وقوله‪ :‬إنها أي رؤيتك يا عبد ال‪ .‬وقسسوله‪ :‬حسسق أي صسسادقة‪.‬‬
‫وهو بالرفع صفة لرؤيا أو بالجر على أنه‬

‫] ‪[ 267‬‬
‫مضاف إليه ما قبله‪ ،‬وهي من إضافة الموصوف للصفة‪) .‬قوله‪ :‬فألق عليه ما‬
‫رأيت( أي لقنه ما رأيته منامك‪) .‬قوله فليؤذن به( أي فليؤذن بلل بما رأيسست‪ .‬وفسسي‬
‫ع ش مسسا نصسسه‪ :‬ذكسسر بعضسسهم فسسي مناسسسبة اختصاصسسه ‪ -‬أي بلل ‪ -‬بسسالذان دون‬
‫غيره‪ ،‬كونه لما عذب ليرجع عن السلم فلم يرجع وجعل يقول‪ :‬أحد أحد‪ .‬جسسوزي‬
‫بوليسسة الذان المشسستمل علسسى التوحيسسد فسسي ابتسسدائه وانتهسسائه‪ .‬ا‍ه حواشسسي المسسواهب‬
‫لشيخنا الشوبري‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي بلل‪ .‬وقوله‪ :‬أندى صوتا منك أي أرفع وأعلسسى‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬أحسن وأعذب‪ .‬وقيل‪ :‬أبعد‪) .‬قوله‪ :‬فقمسست مسسع بلل( أي فسسامتثلت أمسسر النسسبي‬
‫)ص( إلخ‪ ،‬وقمت مع بلل‪ .‬وقوله‪ :‬فجعلت ألقيه أي ما رأيته‪ .‬وقوله‪ :‬عليه أي على‬
‫بلل‪) .‬قوله‪ :‬فيؤذن( أبلل‪) .‬فائدة( لم يؤذن بلل لحد بعسسد النسسبي )ص( غيسسر مسسرة‬
‫لعمر حين دخل الشام فبكى النساس بكساء شسديدا‪ .‬وقيسل‪ :‬إنسه أذن لبسي بكسر إلسى أن‬
‫مات‪ ،‬ولم يؤذن لعمر‪ .‬وقيل‪ :‬إنه كان في الشام فرأى النبي )ص( يقول له‪ :‬مسسا هسسذه‬
‫الجفوة يا بلل ؟ أما آن لك أن تزورني‪ .‬فشد علسسى راحلتسسه إلسسى أن أتسسى قسسبر النسسبي‬
‫)ص( وجعل يبكي ويمرغ وجهه عليه‪ ،‬ثم اشتهى عليه الحسن والحسسسين أن يسسسمعا‬
‫أذانه فأذن في محله الذي كان يؤذن فيسسه مسسن سسسطح المسسسجد‪ .‬فمسسا رؤي بعسسد مسسوته‬
‫)ص( أكثر باكيا ول باكية من ذلك اليوم‪ .‬وروي أنه لم يؤذن لحد بعد النبي )ص(‬
‫إل هذه المرة‪ ،‬وأنها بطلب من الصحابة رضوان ال عليهسسم أجمعيسسن‪ ،‬وأنسسه لسسم يتسسم‬
‫الذان لما غلبه من البكاء والوجد‪) .‬قوله‪ :‬فسسسمع ذلسسك( أي الذان السسذي ألقسسي علسسى‬
‫بلل رضي الس عنسه‪) .‬قسوله‪ :‬لقسسد رأيست مثسل مسسا رأى( أي بعسد مسسا أخسسبر بالرؤيسسا‬
‫المتقدمة‪ ،‬فل يقال من أين عرف ذلسسك‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسسوله‪ :‬فقسسال )ص(‪ :‬فللسسه الحمسسد(‬
‫في رواية‪ :‬سبقك به الوحي‪ .‬وبها يندفع اليراد السابق بأن الحكام ل تثبت بالرؤيا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قيل‪ :‬رآها( أي رؤيا عبسسد الس المشسسهورة‪ .‬قسسال فسسي التحفسسة‪ :‬فسسي روايسسة‪ :‬أنسسه‬
‫)ص( سمى تلك الرؤيسسة وحيسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬وقسد يسسسن إلسخ( قسسد للتحقيسق ل للتقليسل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لغير الصلة أي كما يسن لها‪) .‬قسسوله‪ :‬كمسسا فسسي أذن المهمسسوم( أي لن همسسه‬
‫يزول بالذان‪ ،‬ولو لم يزل بمرة طلب تكريره‪ .‬وكسسذا يقسسال فسسي السسذي بعسسده‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫والمصروع( أي من الجن‪ .‬فإذا أذن في أذنه يزول عنه صرعه ويذهب عنه الجسسن‪.‬‬
‫)فائدة( من الشنواني ومما جرب لحرق الجسسن أن يسؤذن فسسي أذن المصسسروع سسسبعا‪،‬‬
‫ويقرأ الفاتحة سبعا‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬والسسسماء والطسسارق‪ ،‬وآخسسر سسسورة‬
‫الحشر من * )لو أنزلنا هذا القرآن( * إلى آخرها‪ ،‬وآخر سورة الصافات من قسسوله‪:‬‬
‫* )فإذا نزل بساحتهم( * إلى آخرها‪ .‬وإذا قرئت آية الكرسي سبعا علسسى مسساء ورش‬
‫به وجه المصروع فإنه يفيق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والغضبان‪ ،‬ومن ساء خلقسه( أي لمسا ورد‪:‬‬
‫من ساء خلقه من إنسان أو بهيمة فإنه يؤذن في أذنه‪) .‬قوله‪ :‬وعندد تغسسول الغيلن(‬
‫أي تصور مردة الجن والشياطين بصور مختلفة بتلوة أسماء يعرفونها هسسم‪ ،‬وإنمسسا‬
‫سن الذان عند ذلك لنه يدفع الس شسسرهم بسسه‪ ،‬لن الشسسيطان إذا سسسمع الذان أدبسسر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهسو والقامسة إلسخ( أي ويسسن الذان والقامسة فسي أذنسي المولسود‪ ،‬ويكسون‬
‫الذان في اليمنى والقامة في اليسرى‪ .‬وذلك لما قيل‪ :‬إن من فعل به ذلك لم تضره‬
‫أم الصبيان‪ ،‬أي التابعة من الجن‪ ،‬وليكون أول ما يقرع سمعه حال دخوله في الدنيا‬
‫الذكر‪ .‬ويشترط في المؤذن أن يكون ذكرا مسلما‪،‬‬

‫] ‪[ 268‬‬
‫وفي المولود أن يكون ولسسد مسسسلم‪ ،‬لن الذان مسسن جملسسة أحكسسام السسدنيا وأولد‬
‫الكفار معاملون معاملة آبائهم فيها وإن ولدوا على الفطرة‪ .‬واعلم أنه ل يسن الذان‬
‫عند دخول القبر‪ ،‬خلفا لمن قال بنسبته قياسا لخروجه من الدنيا على دخسسوله فيهسسا‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬ورددته في شرح العباب‪ ،‬لكن إذا وافق إنزاله القبر أذان خفف عنسسه‬
‫في السؤال‪) .‬قوله‪ :‬وخلف المسافر( أي ويسن الذان والقامة أيضا خلف المسافر‪،‬‬
‫لورود حديث صحيح فيه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أقول‪ :‬وينبغي أن محل ذلك مسسا لسسم يكسسن سسسفر‬
‫معصية‪ ،‬فإن كان كذلك لم يسن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يسن على الكفاية( هسسذا ل يناسسسب قسسوله‬
‫بعد‪ :‬ولو منفردا‪ ،‬لنه يقتضي أن يكون سنة كفايسسة فسسي حقسسه‪ ،‬وليسسس كسسذلك لنسسه ل‬
‫معنى له‪ ،‬ولما تقدم مسن أنهمسا سسنتا عيسن فسي حقسه‪ .‬فكسان عليسه أن يزيسد‪ :‬أو علسى‬
‫العين‪ ،‬أو يحذف قوله‪ :‬ولو منفردا‪) .‬قوله‪ :‬ويحصل بفعل البعسسض( الولسسى التعسسبير‬
‫بفاء التفريسع لن المقسام يقتضسيه‪ ،‬أي ويحصسل المسذكور مسن الذان والقامسة ‪ -‬أي‬
‫سنيتهما ‪ -‬بفعل البعض‪ ،‬كابتداء السلم من جماعة‪ .‬وأقل ما تحصسسل بسسه السسسنة فسسي‬
‫الذان بالنسبة لهل البلد أن ينتشر في جميعها‪ ،‬حتى إذا كسسانت كسسبيرة أذن فسسي كسسل‬
‫جانب واحد‪ ،‬فإن أذن واحد في جانب فقط لم تحصل السسسنة إل لهسسل ذلسسك الجسسانب‬
‫دون غيرهم‪) .‬قوله‪ :‬أذان( نائب فاعل يسن‪) .‬قوله‪ :‬لخسسبر الصسسحيحين( دليسسل لسسسنية‬
‫ما ذكر على الكفاية‪ ،‬لكن يحمسسل المسسر فيسسه علسسى النسسدب بسسدليل الجمسساع‪ ،‬كمسسا فسسي‬
‫القسطلني‪ ،‬ونصه‪ :‬واستدل به على وجوب الذان‪ ،‬لكسسن الجمسساع صسسارف للمسسر‬
‫عن الوجوب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وساق الخبر المذكور في التحفة دليل علسسى القسسول بأنهمسسا فسسرض‬
‫كفاية‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬فليؤذن‪ .‬المر يدل على الوجوب‪ .‬وقوله‪ :‬لكم أحسسدكم‪ :‬علسسى‬
‫الكفاية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا حضرت الصلة إلخ( أتى بمحل الستدلل من الحديث‪ ،‬وقسسد‬
‫ذكره في البخاري بتمامه‪ ،‬وهو‪ :‬حدثنا معلى بن أسد قال‪ :‬حدثنا وهيب‪ ،‬عن أيوب‪،‬‬
‫عن أبي قلبة‪ ،‬عن مالك بن الحويرث‪ :‬أتيت النبي )ص( في نفر من قسسومي فأقمنسسا‬
‫عنده عشرين ليلة‪ ،‬وكان رحيما رفيقسسا‪ ،‬فلمسسا رأى شسسوقنا إلسسى أهلينسسا قسسال‪ :‬ارجعسسوا‬
‫فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا‪ ،‬فإذا حضرت الصسسلة فليسسؤذن لكسسن أحسسدكم وليسسؤمكم‬
‫أكبركم‪ .‬وقوله‪ :‬فليؤذن استعمل الذان فيما يشمل القامة‪ ،‬أو تركها للعلم بهسسا‪ .‬ا‍ه ع‬
‫ش‪) .‬قوله‪ :‬لذكر( متعلق بيسن‪ ،‬وهو قيد بالنسبة للذان ل القامة‪ ،‬لما سيصرح بسسه‬
‫قريبا أنها سنة للنثى‪ ،‬ول بسسد مسسن كسسونه مسسسلما‪ .‬وإن نصسسبه المسسام للذان اشسسترط‬
‫تكليفه وأمانته ومعرفته بالوقت‪ ،‬لن ذلك ولية فاشترط كونه من أهلها‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫صبيا( أي مميزا‪ ،‬فل يصحان من غيره كمجنون وصسسبي غيسسر مميسسز وسسسكران إل‬
‫في أول نشوته‪) .‬قوله‪ :‬ومنفردا( أي يسن الذان والقامة للذكر‪ ،‬ولو صلى منفردا‪.‬‬
‫أي من غير جماعة‪ ،‬سواء كسسان بعمسسران أو صسسحراء‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن سسسمع أذانسسا مسسن‬
‫غيره( غاية ثانية لسنية الذان فقط‪ .‬وكان المناسب أن يزيد بعد قوله‪ .‬أذانا وإقامسسة‪،‬‬
‫لتكون الغاية لهما معا‪ .‬أي يسن الذان لذكر‪ ،‬ولو سمع أذانا من غيره‪ ،‬لكسسن بشسسرط‬
‫أن ل يكون مدعوا به‪ ،‬فإن كان مدعوا به بأن سسسمعه مسسن مكسسان وأراد الصسسلة فيسسه‬
‫وصلى مع أهله بالفعل فل يندب له الذان حينئذ‪ .‬وقد اسسستفيد الشسسرط المسسذكور مسسن‬
‫قوله بعد‪ :‬نعم‪ ،‬إن سمع إلخ‪ .‬فهو تقييد للغاية المذكورة‪ .‬وفي سم‪ :‬إذا وجد الذان لسسم‬
‫يسن لمن هو مدعو به إل إن أراد إعلم غيره‪ ،‬أو انقضى حكم الذان بأن لم يصل‬
‫معهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لما في شرح مسلم( أي مسسن أنسسه إذا سسسمع أذان الجماعسسة ل‬
‫يشرع له الذان‪ .‬وفي النهاية‪ :‬ما في شسسرح مسسسلم يحمسسل علسسى مسسا إذا أراد الصسسلة‬
‫معهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي وصلى معهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن سمع إلخ( قد علمت أنه‬
‫تقييد لقوله وإن سمع أذانا من غيره‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬محل سنيته إن سسسمع أذان الغيسسر إذا‬
‫لم يبلغه أذان الجماعة ولم يرد الصلة معهم‪ ،‬فإن بلغه ذلك وأرادها لسم يسسن الذان‬
‫له‪ .‬وقوله‪ :‬وأراد الصلة معهم أي وصلى بالفعل‪ ،‬كما مر‪ .‬وأما لو أراد‬

‫] ‪[ 269‬‬
‫ذلك لكن لم يتفق له أن يصلي معهم‪ ،‬بأن حضر محل الصلة بعسسد انقضسسائها‪،‬‬
‫سن له الذان‪ .‬وقوله‪ :‬لم يسن أي الذان‪ .‬وهو جواب إن‪ .‬وقوله‪ :‬لسسه أي لمسسن سسسمع‬
‫ذلك وأراد الصلة‪) .‬قسسوله‪ :‬لمكتوبسسة( متعلسسق بكسسل مسن الذان والقامسسة علسسى سسبيل‬
‫التنازع‪ ،‬أي يسن الذان لمكتوبة والقامة لها‪ .‬قال سم على حجر‪ :‬هسسل المسسراد ولسسو‬
‫أصالة فتدخل المعادة ؟‪ .‬وعلى هذا فيتجه أن محل الذان لها ما لم تفعل عقسسب فعسسل‬
‫الفرض‪ ،‬وإل كفى أذانه عن أذانه‪ ،‬كما في الفائتة والحاضسسرة وصسسلتي الجمسسع‪ ،‬أو‬
‫ل‪ .‬وتدخل المعادة في النفل الذي تسن له الجماعة‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬الصلة جامعسسة‪ .‬فيسسه‬
‫نظر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو فائتة( الغاية للسسرد علسسى الجديسسد القسسائل بعسسدم سسسنية الذان لهسسا‬
‫لزوال الوقت‪ .‬قال فسسي المنهسساج‪ :‬ويقسسي للفائتسسة ول يسسؤذن فسسي الجديسسد‪ .‬قلسست‪ :‬القسسديم‬
‫أظهر‪ ،‬وال أعلم‪ .‬ودليل القديم ما ثبت في خبر مسلم أنه )ص( نام وهسسو وأصسسحابه‬
‫عن صلة الصبح في الوادي حتى طلعت الشمس‪ ،‬ثم لمسسا انتبهسسوا أمرهسسم بالنتقسسال‬
‫منه لن فيه شيطانا‪ .‬فسسساروا حسستى ارتفعسست الشسسمس‪ ،‬ثسسم نسسزل فتوضسسأ وأمسسر بلل‬
‫بالذان‪ ،‬وصلى ركعتي الفجسسر ثسسم الصسسبح‪) .‬قسسوله‪ :‬دون غيرهسسا( أي المكتوبسسة‪ ،‬فل‬
‫يسن الذان والقامة له بسسل يكرهسسان لعسسدم ورودهمسسا فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬كالسسسنن وصسسلة‬
‫الجنسسازة والمنسسذورة( أمثلسسة لغيسسر المكتوبسسة‪ ،‬وهسسذا بنسساء علسسى أن المسسراد بالمكتوبسسة‬
‫المفروضة في اليسسوم والليلسسة‪ .‬أمسسا إن أريسسد بهسسا المفروضسسة مطلقسسا فصسسلة الجنسسازة‬
‫والمنذورة يكونان داخلين فيهما‪ ،‬فل بد من زيادة قيدين لخراجهما‪ ،‬وهما‪ :‬أصسسالة‪،‬‬
‫وعلسسى العيسسان‪ .‬فخسسرج بسسالول المنسسذورة‪ ،‬وبالثسساني صسسلة الجنسسازة‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو‬
‫اقتصر( أي أراد القتصار على أحدهما‪ .‬إمسسا الذان وإمسسا القامسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسالذان‬
‫أولى به أي بالقتصار‪) .‬قوله‪ :‬ويسسن أذانسسان لصسسبح( المناسسسب تسسأخيره عسسن قسسوله‪:‬‬
‫ووقت لغير أذان صبح‪ .‬وكما يسن الذانسسان يسسسن مؤذنسسان يسسؤذن واحسسد قبسسل الفجسسر‬
‫وآخر بعده‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬إن بلل يسسؤذن بليسسل‪ ،‬فكلسسوا واشسسربوا حسستى تسسسمعوا‬
‫آذان ابن أم مكتوم‪) .‬قوله‪ :‬فإن اقتصر( أي أريد القتصار‪ .‬وقوله‪ :‬فالولى بعده أي‬
‫فالولى القتصار على ما بعد الفجر‪ .‬قال ع ش‪ :‬يؤخذ من هذا أن ما يقع للمسسؤذنين‬
‫في رمضان من تقديم الذان على الفجر كاف في أداء السسسنة‪ ،‬لكنسسه خلف الولسسى‪.‬‬
‫وقد يقال ملحظة منع الناس من الوقوع فيما يؤدي إلسسى الفطسسر‪ ،‬إل إن أخسسر الذان‬
‫إلى الفجر مانع من كونه خلف الولى ل يقال‪ ،‬لكنه يؤدي إلى مفسدة أخرى وهسسي‬
‫صلتهم قبل الفجر‪ ،‬لنا نقول‪ :‬علمهم باطراد العسسادة بسسالذان قبسسل الفجسسر مسسانع مسسن‬
‫ذلك‪ ،‬وحامل على تحري تسأخير الصسلة لستيقن دخسول السوقت أو ظنسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وأذانان للجمعة( معطسسوف علسسى قسسوله‪ :‬أذانسسان لصسسبح ‪ -‬أي ويسسسن أذانسسان للجمعسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أحدهما أي أحد الذانين‪ .‬وقوله‪ :‬والخر الذي قبله إنما أحسسدثه المناسسسب فسسي‬
‫التعبير أن يقول‪ :‬والخر قبله‪ ،‬وهذا إنما أحدثه إلخ‪ ،‬فيحذف اسم الموصسسول ويزيسسد‬
‫اسم الشارة بعد الظرف‪ .‬وفي البخاري‪ :‬كسسان الذان علسسى عهسسد رسسسول الس )ص(‬
‫وأبي بكر وعمر حين يجلس المام على المنبر‪ ،‬فلمسا كسثر النساس فسي عهسد عثمسان‬
‫أمرهم بأذان آخر على الزوراء‪ ،‬واستقر المسسر علسسى هسسذا‪ .‬وقسسوله‪ :‬فاسسستحبابه عنسسد‬
‫الحاجة تفريع على كون سيدنا عثمان أحدثه لما كثر الناس‪ .‬وقوله‪ :‬وكأن توقف إلخ‬
‫تمثيل للحاجة‪ .‬وقوله‪ :‬حضورهم أي النساس للجمعسة‪ .‬وقسوله‪ :‬عليسه متعلسسق بتوقسسف‪،‬‬
‫وضميره يعود على الذان الخر المحدث‪ .‬وقوله‪ :‬وإل إلخ أي وإن لم توجد حاجسسة‬
‫إليه فل يكون مستحبا‪ ،‬لن القتصار علسسى التبسساع أفضسسل‪ .‬ول يخفسسى فسسي العبسسارة‬
‫المذكورة من عدم السبك ومسن اقتضسائها سسنية أذانيسن للجمعسة‪ .‬والسذي يصسرح بسه‬
‫كلمهم أنها ل يسن لها إل أذان واحد‪ ،‬وهو الذي عند طلوع الخطيب المنسسبر‪ .‬وأمسسا‬
‫الثاني فلم يصرح أحد بسنيته‪ ،‬بل المصرح بسسه أنسه أحسسدثه عثمسسان لمسسا كسسثر النسساس‪.‬‬
‫وغاية ما يستفاد منه أنه مباح ل سنة‪ .‬وأنا أسرد ذلك بعض مسسا اطلعسست عليسسه ممسسن‬
‫عباراتهم‪ .‬فعبارة فتح الجواد مع الصسل‪ :‬وسسن لهسسا ‪ -‬أي الصسسبح وحسدها ‪ -‬أذانسان‬
‫ولو من واحسسد‪ ،‬أذانسسان قبسسل الفجسسر وآخسسر بعسسده للتبسساع‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقسسوله‪ :‬وحسسدها‪ .‬أي ل‬
‫غيرها من بقية‬

‫] ‪[ 270‬‬
‫الصلوات‪ ،‬الجمعة وغيرها‪ .‬وعبارة التحفة فسسي بسساب الجمعسسة بعسسد كلم‪ :‬وأمسسا‬
‫الذان الذي قبله على المنارة فأحدثه عثمان رضي ال عنه ‪ -‬وقيل‪ :‬معاوية رضسسي‬
‫ال عنسسه ‪ -‬لمسسا كسسثر النسساس‪ .‬ومسسن ثسسم كسسان القتصسسار علسسى التبسساع أفضسسل‪ ،‬أي إل‬
‫لحاجة‪ ،‬كأن توقف حضورهم علسسى مسسا بالمنسسائر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬إل لحاجسسة‪ .‬أي فليسسس‬
‫حينئذ القتصار على التباع أفضل‪ ،‬بل يأتي بالذان الخر المحدث للحاجسسة‪ .‬وفسسي‬
‫شرح الروض ‪ -‬بعد أن نقل حديث البخاري السابق ‪ -‬ما نصه‪ :‬قال في الم‪ :‬وأيهما‬
‫كان فالمر السسذي علسسى عهسسده )ص( أحسسب إلسسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبالجملسسة فسسالولى والخصسسر‬
‫للشارح أن يقسسول‪ :‬بخلف الجمعسسة فليسسس لهسسا إل أذان واحسسد بعسسد صسسعود الخطيسسب‬
‫المنسسبر‪ .‬وأمسا الذان السذي قبلسسه فإنمسا أحسدثه سسيدنا عثمسسان رضسي الس عنسه لجسل‬
‫الحاجة‪ ،‬واستقر المر عليسسه‪ .‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن أن يسسؤذن للولسسى فقسسط إلسسخ( أي‬
‫للتباع‪ ،‬ولن ولء ما عسسدا الولسسى صسسيره كسسالجزء منهسسا‪ ،‬فسساكتفى لهسسا كلهسسا بسسأذان‬
‫واحد‪ .‬وبه يندفع استشكال بعضهم بأن المرجح في المذهب أن الذان حق للفريضة‬
‫فكان مقتضاه طلبه لكل فريضة‪ .‬واعلم أن حاصل مسسا يفهسسم مسسن كلمسسه أن الصسسلة‬
‫أربعة أقسام يؤتى فيه بسسالذان والقامسسة‪ ،‬وهسسو الخمسسس‪ .‬وقسسم يقسسام لسسه فقسسط‪ ،‬وهسسو‬
‫الصلوات المتوالية غير الولى‪ .‬وقس ل يؤتى فيه بهما‪ ،‬لكن ينادى له بنحو الصلة‬
‫جامعة‪ ،‬وهو العيد‪ ،‬ونحوه مما سيأتي‪ .‬وقسم ل ينادى له أيضا‪ ،‬وهسسو النسسذر والنفسسل‬
‫وصلة الجنازة‪ .‬وقوله‪ :‬من صلوات توالت خرج به ما إذا كانت متفرقة‪ .‬فإن طسسال‬
‫فصل بين كل عرفا أذن لكل‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهل يضر في الموالة رواتسسب الفسسرائض‬
‫أم ل ؟ فيسسه نظسسر‪ .‬ويؤخسسذ مسسن كلم ابسسن حجسسر أن الفصسسل بسسالرواتب ل يضسسر فسسي‬
‫الموالة لنها مندوبسسة‪ .‬ا‍ه بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬كفسسوائت( أي قضسساها متواليسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وصلتي جمع( أي تقديما أو تأخيرا‪) .‬قوله‪ :‬وفائتة وحاضرة( أي فيكفي أذان واحد‬
‫لهما‪ ،‬سواء قدم الفائتة على الحاضرة أو قدم الحاضرة عليها‪ ،‬لكن بشسسرط التسسوالي‪،‬‬
‫وبشرط أن يكون شرع في الذان بعد دخول وقت الحاضسرة‪ .‬وقسسد صسرح بالشسرط‬
‫الثاني بعد‪ :‬ويعلم الشرط الول من قوله‪ :‬توالت‪ .‬فلسسو والسسى بيسسن فائتسسة ومسسؤداة أذن‬
‫لولهما‪ ،‬إل أن يقدم الفائتة ثم بعد الذان لها يدخل وقت المؤداة فيؤذن لهسسا أيضسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬دخل وقتها( أي الحاضرة‪ .‬وقسسوله‪ :‬قبسسل شسسروعه فسسي الذان فسسإن شسسرع فسسي‬
‫الذان قبل دخول وقسست الحاضسسرة فل يكفسسي أذان واحسسد بسسل يسسؤذن لكسسل‪ ،‬كمسسا مسسر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويقيم لكل( أي من الصلوات‪ .‬وقوله‪ :‬للتباع أي وهسسو أنسسه )ص( جمسسع بيسسن‬
‫المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان وإقامتين‪ .‬رواه الشيخان من رواية جسسابر‪ .‬ويقسساس‬
‫بما فيه الفسسوائت السستي والهسسا والفائتسسة والحاضسسرة‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن إقامسسة لنسسثى( أي‬
‫لنفسسسها وللنسسساء‪ ،‬ل للرجسسال والخنسساثى‪ .‬ول يسسسن لهسسا الذان مطلقسسا‪ .‬والفسسرق بيسسن‬
‫القامة وبينه ‪ -‬كما في شرح المنهج ‪ :-‬أنها لستنهاض الحاضسسرين فل تحتسساج إلسسى‬
‫رفع الصوت‪ .‬والذان لعلم الغائبين فيحتاج فيه إلسسى الرفسسع‪ .‬والمسسرأة يخسساف مسسن‬
‫رفع صوتها الفتنة‪ ،‬وألحق بها الخنسسثى‪) .‬قسسوله‪ :‬سسسرا( هسسذا إن لسسم تقسسم للنسسساء‪ ،‬فسسإن‬
‫أقامت لهن ترفع صوتها بقدر ما يسمعن إن لم يكن هناك غير محرم‪ .‬قال فسسي فتسسح‬
‫الجواد‪ :‬وتقيم المرأة للنساء إن لم يسمع غير المحرم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخنسسثى( معطسسوف‬
‫على أنثى‪ .‬أي وسن إقامة الخنثى لنفسه أو للنساء‪ ،‬ل للرجال ول لمثله‪) .‬قوله‪ :‬فإن‬
‫أذنت للنساء( مفرع على محسسذوف مفهسسوم ممسسا قبلسسه‪ ،‬تقسسديره‪ :‬أمسسا الذان فل ينسسدب‬
‫للمرأة مطلقا‪ ،‬فإن أذنت إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬للنساء‪ .‬خرج الرجال والخناثى‪ .‬فلو أذنت لهما‬
‫لم يصح أذانها وأثمت لحرمة نظرهما إليهسسا‪ .‬قسسال الجمسسال الرملسسي فسسي النهايسسة‪ :‬ول‬
‫يشكل حرمسسة أذانهسسا بجسسواز غنائهسسا مسسع اسسستماع الرجسسل‪ ،‬لن الغنسساء يكسسره للرجسسل‬
‫استماعه وإن أمن الفتنة‪ ،‬والذان يستحب له استماعه‪ ،‬فلو جوزناه للمرأة لدى إلى‬
‫أن يسسؤمر الرجسسل باسسستماع مسسا يخشسسى منسسه الفتنسسة‪ ،‬وهسسو ممتنسسع‪ ،‬ولن فيسسه تشسسبيها‬
‫بالرجال‪ .‬بخلف الغناء فسسإنه مسسن شسسعار النسسساء‪ .‬ولن الغنسساء ليسسس بعبسسادة والذان‬
‫عبادة‪ ،‬والمرأة ليسسست مسسن أهلهسسا فيحسسرم عليهسسا تعاطيهسسا كمسسا يحسسرم عليهسسا تعسساطي‬
‫العبادة الفاسدة‪ .‬ولنه يستحب النظر إلى المؤذن حالسة أذانسه‪ ،‬فلسو اسستحببناه للمسرأة‬
‫لمر السامع بالنظر إليها‪ ،‬وهذا مخسسالف لمقصسسود الشسسارع‪ .‬ولن الغنسساء منهسسا إنمسسا‬
‫يباح للجانب الذين يؤمن افتتانهم‬

‫] ‪[ 271‬‬
‫بصوتها‪ ،‬والذان مشروع لغير معين فل يحكم بسسالمن مسسن الفتتسسان‪ ،‬فمنعسست‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬سرا إلخ عبارة فتح الوهاب‪ :‬بقدر ما يسمعن‪ ،‬لم يكره‪ ،‬وكسسان ذكسسر‬
‫ال أو فوقه كره بل حرم إن كان ثم أجنبي‪ .‬ا‍ه‪ .‬فعلم أن المراد بقوله‪ :‬سسسرا قسسدر مسسا‬
‫يسمعن‪ ،‬والجهر ما زاد على ذلك‪ .‬وقوله‪ :‬لم يكره أي وكان ذكر السس‪ ،‬فتثسساب عليسسه‬
‫من هذه الحيثية ل من حيسسث أنسه أذان‪ .‬إذا علمسست ذلسسك‪ ،‬فقسسوله‪ :‬لسسم يكسسره‪ ،‬ل ينسسافي‬
‫قولهم‪ :‬ل يندب لها الذان مطلقا‪ .‬لن قولهم المذكور من حيث كسسونه أذانسسا‪ ،‬وأيضسسا‬
‫هو مع عدم الكراهة مباح ل مندوب‪ ،‬فل تنافي‪ .‬وقد صرح بالباحة ابن حجسسر فسسي‬
‫شرحه علسسى بافضسسل وفسسي المسسداد‪) .‬قسسوله‪ :‬أو جهسسرا حسسرم( أي فسسإن أذنسست للنسسساء‬
‫جهرا‪ ،‬أي فوق ما يسمعن‪ ،‬حرم‪ .‬وقيد الحرمة في شرح الروض وفي المغنى وفي‬
‫التحفة‪ ،‬بما إذا كان هناك أجنبي يسمع‪ .‬ونقل البجيرمي عن م ر مسسا نصسسه‪ :‬المعتمسسد‬
‫الحرمة‪ ،‬وإن لم يكن هناك أجنبي‪ .‬لن رفع الصسسوت بسسالذان مسسن وظيفسسة الرجسسال‪،‬‬
‫ففي رفع صوتها به تشبه بالرجال‪ ،‬وهو حرام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله وينسسادى( أي نسسدبا‪ .‬وفسسي‬
‫سم‪ :‬هل يسن إجابة ذلك ‪ -‬أي النداء ‪ ،-‬ل يبعد سنها بل حول ول قسسوة إل بسسال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لجماعة قيد‪ .‬وقوله‪ :‬مشسسروعة أي مطلوبسسة‪ ،‬قيسسد ثسسان‪ .‬وقسسوله‪ :‬فسسي نفسسل قيسسد‬
‫ثالث‪ .‬فجملة ما ذكره لندب النداء ثلثسسة قيسود‪ ،‬وسسسيذكر الشسسارح مفاهيمهسسا‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫كعيد إلخ( تمثيل للنفل الذي تشرع له الجماعسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وتراويسسح( أي سسسواء فعلسست‬
‫عقب العشاء أم ل‪) .‬قوله‪ :‬ووتر أفرد عنها( أي عن التراويسسح‪ ،‬فسسأن لسسم يفسسرد عنهسسا‬
‫بأن صلي عقبها فل يندب له النداء‪ ،‬لن النداء للتراويح نداء له حينئذ‪ .‬قال سم‪ :‬وقد‬
‫يقال هذا ظاهر إن كان قوله‪ :‬الصلة جامعة بمنزلة الذان‪ .‬فإن كان بمنزلة القامة‬
‫فقد يتجه أنه ل فرق بين تراخي فعلسسه عنهسسا وعسدمه‪ .‬وقيسساس كسونه بمنزلسة القامسسة‬
‫التيان به لكل ركعتين من التراويح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكسوف( أي للشمس أو للقمر‪ ،‬أي‬
‫واستسقاء‪) .‬قوله‪ :‬الصسسلة جامعسسة( حاصسسل مسسا قيسسل فسسي هسسذين الجزأيسسن مسسن جهسسة‬
‫العراب أنه يجوز نصبهما ورفعهما‪ ،‬ورفع أحدهما ونصسسب الخسسر‪ .‬فعلسسى الول‪:‬‬
‫يكسسون نصسسب الجسسزء الول علسسى الغسسراء بفعسسل محسسذوف جسسوازا‪ ،‬والثسساني علسسى‬
‫الحالية‪ .‬أي احضروا الصلة أو الزموها حال كونها جامعسسة‪ .‬وعلسسى الثسساني‪ :‬يكسسون‬
‫رفعهما على البتداء والخبر‪ .‬وعلى الثالث‪ :‬إن كان المرفوع هو الجزء الول فهسسو‬
‫مبتدأ‪ ،‬والخبر محذوف‪ ،‬أو خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي هذه الصسسلة‪ ،‬أو الصسلة هسذه‪،‬‬
‫وإن كان الجزء الثاني‪ ،‬فهو خبر لمبتدأ محذوف ل غير‪ .‬أي هسسي جامعسسة‪ .‬ونصسسب‬
‫الخر على الغراء إن كسسان الجسسزء الول‪ ،‬وعلسسى الحاليسسة إن كسسان الجسسزء الثسساني‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بنصبه إغراء( أي بدال الغراء‪ ،‬والغراء تنبيه المخاطب على أمر محمود‬
‫ليفعله‪ ،‬كقوله‪ :‬أخاك أخاك‪ ،‬أي الزمه‪) .‬قوله‪ :‬ورفعسسه مبتسسدأ( أي وبرفعسسه علسسى أنسسه‬
‫مبتدأ‪ ،‬أي أو خبر محذوف كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬جامعة( معنى ذلك أنهسسا تجمسسع النسساس‪،‬‬
‫أو ذات جماعة‪) .‬قوله‪ :‬بنصبه حال( أي يقرأ بنصبه علسسى أنسسه حسسال‪) .‬قسسوله‪ :‬خسسبرا‬
‫للمذكور( أي وهو الصلة‪ ،‬على رفعها‪ .‬ول يتعين ذلسسك بسسل يجسسوز أن يكسسون خسسبرا‬
‫لمحذوف كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬ويجسسزئ إلسسخ( أي فسسي أداء أصسسل السسسنة‪ .‬وإل فسسالول‬
‫أفضل لوروده عن الشارع‪) .‬وقوله‪ :‬الصلة الصلة( أي أو الصلة فقسسط‪ ،‬علسسى مسسا‬
‫يفيده كلم المنهج‪ ،‬والصلة رحمكم ال‪) .‬قوله‪ :‬وهلموا إلى الصسسلة( أي احضسسروا‬
‫إليها‪) .‬قوله‪ :‬ويكره حي على الصلة( أي عند ابن حجر‪ ،‬وأما عنسسد م ر فل يكسسره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وينبغسسي نسدبه( أي النسسداء بمسسا ذكسر‪ .‬وفسسي البجيرمسي مسا نصسسه‪ :‬وانظسسر هسل‬
‫يشترط فيه شروط المؤذن لن نائب عن الذان والقامة‪ ،‬فيكون المنسسادي المسسذكور‬
‫ذكرا مثل‪ .‬أو ل يشترط ذلك‪ .‬فليراجع‪ .‬شوبري‪) .‬وقوله‪ :‬عند دخسسول السسوقت وعنسسد‬
‫الصلة( أي فيكون النداء مرتين‪ .‬وفي ع ش‪ :‬والمعتمد أنه ل يقسسال إل مسسرة واحسسدة‬
‫بدل عن القامة‪ ،‬كما يدل عليه كلم الذكار للنسسووي رملسسي‪ .‬ا‍ه‪ .‬زيسسادي هسسذا‪ .‬وقسسد‬
‫يقال في جعلهم إياه بدل عن القامة نظر‪ ،‬فإنه لو كان بدل عنها لشرع للمنفرد‪ ،‬بل‬
‫الظاهر أنه ذكر شرع لهذه الصلة استنهاضا للحاضرين وليس بدل عسسن شسسئ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخرج بقولي لجماعة ما ل يسن فيه الجماعة( هسسذا خسسرج بقسسوله مشسسروعة‪.‬‬
‫وقوله بعد‪ :‬وما فعل فرادى خرج بقوله المذكور‪ .‬فكان الولى‬
‫] ‪[ 272‬‬
‫أن يقول‪ :‬وخرج بقولي لجماعة ما فعل فرادى‪ ،‬وبمشروعة مسسا ل تشسسرع فيسسه‬
‫الجماعة مثل الضحى‪ .‬فل يندب النداء فيما ذكر‪ .‬تأمل‪) .‬قسسوله‪ :‬وبنفسسل( أي وخسسرج‬
‫بنفل‪ .‬وقوله‪ :‬منذورة وصلة جنازة قال في المغنى‪ :‬أما غير الجنازة فظسساهر‪ ،‬وأمسسا‬
‫الجنسسازة فلن المشسسيعين لهسسا حاضسسرون فل حاجسسة للعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلسسه فسسي التحفسسة‬
‫والنهاية‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويؤخذ منه ‪ -‬أي من التعليل المذكور ‪ -‬أن المشيعين لو كسسثروا‬
‫ولم يعلموا وقت تقدم المام للصلة سن ذلك لهم‪ ،‬ول بعد فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويؤخذ منه أيضا‬
‫‪ -‬كما في الكردي ‪ :-‬أنه لو لم يكن معهسسا أحسسد‪ ،‬أو زادوا بالنسسداء‪ ،‬سسسن النسسداء حينئذ‬
‫لمصلحة الميت‪ .‬ومحل عدم ندب النداء في المنذورة إذا لم تطلب فيها الجماعة قبل‬
‫نذرها‪ ،‬كالضحى‪ .‬وإل بقي حكمها على ما كانت فيندب النداء‪) .‬قوله‪ :‬وشرط فيهما‬
‫إلخ( ذكر أربعة شروط‪ ،‬وهي‪ :‬الترتيب‪ ،‬والولء‪ ،‬والجهر لجماعة‪ ،‬ودخول الوقت‪.‬‬
‫وبقي من الشروط‪ :‬السلم‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والذكورة بالنسبة للذان‪ .‬وتقدم أن منصسسوب‬
‫المام يشترط فيه التكليف والمانة ومعرفة الوقت‪ .‬وقد نظسسم معظمهسسا ابسسن رسسسلن‬
‫في قوله‪ :‬شرطهما الولء ترتيب ظهر * * وفسسي مسسؤذن مميسسز ذكسسر أسسسلم والمسسؤذن‬
‫المرتب * * معرفة الوقات ل المحتسب )قوله‪ :‬للتباع( ولن ترك السسترتيب يسسوهم‬
‫اللعب ويخل بالعلم‪) .‬قوله‪ :‬فإن عكس( أي بأن قسسدم النصسسف الثسساني علسسى الول‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لم يصح أي ما عكسه من الذان والقامة‪) .‬قوله‪ :‬وله البناء إلسسخ( أي يجسسوز‬
‫للمؤذن أو المقيم إن عكس أن يبني على ما انتظم من الذان والقامسسة‪ ،‬فيبنسسي علسسى‬
‫النصسسف الول السسذي أخسسره ويتمسسم الذان أو القامسسة‪ ،‬والسسستئناف أفضسسل‪ ،‬ومحسسل‬
‫جواز البناء ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬حيث لم يطل الفصل بين الول وما ينبني عليسسه وإل‬
‫لم يجز )قوله‪ :‬ولو ترك بعضهما( أي بعض الذان والقامة‪) .‬وقسسوله‪ :‬أتسسى بسسه( أي‬
‫المتروك‪ .‬ومحله أيضا حيث لم يطسسل الفصسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسع إعسسادة مسسا بعسسده أي بعسسد‬
‫المتروك‪) .‬قوله‪ :‬وولء( أي وشرط ولء‪ .‬فل يفصل بينهما بسكوت طويل أو كلم‬
‫طويل للتباع‪ ،‬ولن تركه يخل بالعلم‪ .‬فلو تركه ولو ناسيا بطل‪ .‬ويشترط أيضسسا‬
‫أن ل يطول الفصل عرفا بين القامة والصلة‪ ،‬ول يشسسترط لهمسسا نيسسة‪ ،‬بسسل الشسسرط‬
‫عدم الصارف‪ .‬فلو ظن أنه يؤذن أو يقيم للظهسسر فكسسانت العصسسر صسسح‪ .‬أفسساده ح ل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬نعم‪ ،‬ل يضر إلخ استدراك على اشتراط الولء المسسوهم عسسدم جسسواز الفصسسل‬
‫مطلقا‪ .‬وقوله‪ :‬يسير كلم( أي كلم يسير‪) .‬وقوله‪ :‬وسسسكوت( بسسالجر‪ ،‬عطسسف علسسى‬
‫كلم‪ .‬أي ول يضر يسير سكوت‪ .‬ومثله يسير نوم أو إغماء أو جنون‪ ،‬لعسسدم إخلل‬
‫ذلك به‪ .‬ويسن أن يستأنف الذان والقامة في غير الولين‪ ،‬أعني الكلم والسسسكوت‬
‫اليسيرين‪ .‬أما فيهما فيسن أن يستأنف القامة فقط‪ ،‬لنها لقربها من الصلة وتأكدها‬
‫لم يسامح فيها بفاصسسل البتسسة‪ ،‬بخلف الذان‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن أن يحمسسد( أي كسسل مسن‬
‫المؤذن والمقيم‪ .‬وقوله‪ :‬سرا أي بقلبه‪ .‬وقسسوله‪ :‬إذا عطسسس بفتسسح الطسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن‬
‫يؤخر إلخ( أي ويسن أن يؤخر رد السلم‪ .‬وسيذكر الشارح في باب الجهاد أنه يرد‬
‫بالشارة في حالة الذان أو القامة‪ .‬فإن لسسم يسسرد بهسسا رد بعسسد الفسسراغ بسساللفظ إن لسسم‬
‫يطل الفصل‪ .‬وقوله‪ :‬وتشميت العاطس أي ويسن أن يؤخر المؤذن أو المقيم تشميت‬
‫من عطس‪ .‬وقوله‪ :‬إلسسى الفسسراغ متعلسسق بيسسؤخر‪ .‬أي ويسسسن أن يسسؤخر مسسا ذكسسر إلسسى‬
‫الفراغ من الذان أو القامة‪ ،‬إذ السنة أن ل يتكلم أثناءهما ولسسو لمصسسلحة‪ .‬قسسال فسسي‬
‫النهاية‪ :‬وإن طال الفصل‪ ،‬كما هو مقتضى كلمهسسم‪ .‬ووجهسسه أنسسه لمسسا كسسان معسسذورا‬
‫سومح له في التدارك مع طسسوله لعسسدم تقصسسيره بسسوجه‪ ،‬فسسإن لسسم يسسؤخر ذلسسك للفسسراغ‬
‫فخلف السنة‪ ،‬كالتكلم ولو لمصلحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وإن طال الفصل‪ .‬مثلسسه فسسي شسسرح‬
‫ابن حجر على بافضل‪ .‬ونظر شيخ السلم في السنى فيه‪ ،‬وعبارته‪ :‬وظاهره أنسسه‬
‫ل فرق بين طول‬

‫] ‪[ 273‬‬
‫الفصل وقصره‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو أيضا خلف ما جرى عليه الشسارح مسن‬
‫التقييد بعدم الطسسول كمسسا علمسست كلمسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وجهسسر( أي وشسسرط جهسسر للحسسديث‬
‫التي‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬فل يجزئ السرار ولو ببعضه‪ ،‬ما عدا الترجيع لفسسوات‬
‫العلم‪ ،‬ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬فينبغي أي يجب‪ ،‬كما عبر بسسه فسسي فتسسح الجسسواد‪ .‬وقسسوله‪ :‬إسسسماع‬
‫واحد أي بالفعل‪ ،‬وأما الباقون فيكفي إسماعهم بالقوة بحيث لو أصغوا لسمعوا‪ .‬قسسال‬
‫ش ق‪ :‬هذا بالنسبة لصل السسسنة‪ ،‬أمسسا كمالهسسا فل يحصسسل إل بسسسماع كلهسسم بالفعسسل‪.‬‬
‫ومحل هذا في غير ما يحصل به الشعار‪ ،‬أما هو فشرطه أن يظهر في البلسسد بحيسسث‬
‫يبلغ جميعهسسم بالفعسل‪ .‬فيكفسسي فسي القريسسة الصسغيرة فسي موضسسع‪ ،‬وفسسي الكسبيرة فسسي‬
‫مواضع‪ ،‬بحيث يظهر الشعار بها‪ .‬فلو أذن واحد في جانب فقط حصسسلت السسسنة فيسسه‬
‫دون غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقسسوله‪ :‬جميسسع كلمسساته( أي المسسذكور مسسن الذان والقامسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فيكفيه لسماع نفسسه فقسط( أي لن الغسرض منسه السذكر ل العلم‪ .‬ا‍ه فتسح الجسواد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ووقت( أي وشرط فيهما وقت‪ ،‬وهو في القامة عند إرادة فعل الصسسلة أداء‬
‫أو قضاء‪ ،‬وفي الذان المضروب لها شرعا‪ ،‬فيصح فسسي أي جسسزء منسسه‪ .‬والفضسسل‬
‫وقسسوعه فسسي وقسست الختيسسار‪) .‬وقسسوله‪ :‬أي دخسسوله( أفسساد بسسه أن فسسي الكلم مضسسافا‬
‫محذوفا‪ ،‬والمراد دخوله ولو بحسب الواقع‪ .‬فإذا هجم وأذن جاهل بدخوله وصسسادفه‬
‫أجزأ‪ ،‬والفرق بينه وبين التيمم والصلة حيث ل يصحان حينئذ‪ ،‬وإن تبين وقوعهما‬
‫في الوقت توقفهما على نية‪ ،‬بخلفه‪ .‬ومثسسل الصسسلة خطبسسة الجمعسسة علسسى المعتمسسد‪،‬‬
‫لنها قائمة مقام ما يتوقف على نية‪ ،‬إذ هي في مقام ركعتين‪) .‬قوله‪ :‬لن ذلسسك إلسسخ(‬
‫علة لشتراط دخول السوقت فيهمسا‪ .‬واسسم الشسارة عسائد علسى المسذكور مسن الذان‬
‫القامة‪) .‬وقوله‪ :‬للعلم( أي بالصلة‪ ،‬أو بالوقت‪ ،‬على الخلف المسسار‪ .‬ول معنسسى‬
‫للعلم قبل دخول وقتها‪) .‬قوله‪ :‬فل يجوز إلخ( تفريع على اشتراط الوقت‪ .‬أي فل‬
‫يجوز كل من الذان والقامة ول يصح قبل دخول الوقت‪ ،‬أي للتلبس بعبادة فاسدة‪،‬‬
‫ولنه قد يؤدي إلى التلبيس على غيره‪ ،‬ويكون صسسغيرة ل كسسبيرة‪ .‬ومثسسل وقوعهمسسا‬
‫قبله وقوعهما بعده‪ ،‬فل يجوز إن كانت الصلة فعلت فسسي السسوقت‪) .‬قسسوله‪ :‬أمسسا أذان‬
‫الصبح إلخ( محترز قوله‪ :‬لغير أذان الصبح‪ .‬وخرج بالذان القامة‪ ،‬فإنها ل تصسسح‬
‫قبل الوقت ولو للصبح‪ .‬وقوله‪ :‬فيصح من نصف ليل أي شسستاء كسسان أو صسسيفا‪ ،‬لمسسا‬
‫صح أنه )ص( قال‪ :‬إن بلل يؤذن بليل فكلوا واشربوا حسستى يسسؤذن ابسسن أم مكتسسوم‪.‬‬
‫وحكمته أن الفجر يدخل وفي الناس الجنسسب والنسسائم فجسساز بسسل نسسدب تقسسديمه ليتهيسسؤا‬
‫لدراك فضيلة أول الوقت‪ .‬وفي ش ق ما نصه‪ :‬قال سسسم‪ :‬لسسو فسساتت صسسلة الصسسبح‬
‫وأرادوا قضسساءها فهسسل يسسسن تعسسدد الذان لن القضسساء يحكسسي الداء‪ ،‬ولهسسذا يسسسن‬
‫التثسسويب فسسي الذان فسسي القضسساء ؟ أو ل لن الذان لمعنسسى‪ ،‬كتهيسسؤ النسساس لصسسلة‬
‫الصبح‪ ،‬وقد فات بخسروج وقتسه‪ ،‬ويفسسارق التثسسويب بسسأنه جسسزء مسن الذان‪ ،‬والتعسدد‬
‫خارج عنه ؟ فيه نظر‪ .‬فإن قلنا بالول فقياسه أنه لو ترك الذان حسستى طلسسع الفجسسر‬
‫أن يطلب تعدده‪ ،‬وإل فما الفرق ؟ فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسن تثسسويب( أي لمسسا صسسح‪:‬‬
‫أن بلل أذن للصبح فقيل له‪ :‬إن النبي )ص( نسسائم‪ .‬فقسسال‪ :‬السسسلم عليسسك أيهسسا النسسبي‬
‫ورحمة ال وبركاته‪ ،‬الصلة خير من النوم‪ .‬فقال )ص(‪ :‬اجعله في تأذينك للصسسبح‪.‬‬
‫والتثويب مأخوذ من ثاب إذا رجع‪ ،‬لن المؤذن دعا إلى الصلة بالحيعلتين‪ ،‬ثم عاد‬
‫فدعا إليها بذلك‪ .‬وخص بالصبح لما يعرض للنائم من التكاسل بسبب النوم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫لذاني صبح جرت عادة أهل مكة بتخصيصه بالذان الثسساني ليحصسسل التمييسسز بينسسه‬
‫وبين الول‪) .‬قوله‪ :‬الصلة خير من النوم( فيه أنه ل مشاركة بين الصسسلة والنسسوم‪،‬‬
‫لنه مباح وهي عبسسادة‪ ،‬إل أن يقسسال إنسسه قسسد يكسسون عبسسادة كمسسا إذا كسسان وسسسيلة إلسسى‬
‫تحصيل طاعة أو ترك معصية‪ ،‬أو لنه راحة في الدنيا والصلة راحة في الخرة‪،‬‬
‫والراحة في الخسسرة أفضسسل‪ .‬أو أن فسسي الكلم حسسذفا‪ ،‬أي اليقظسسة للصسسلة خيسسر مسسن‬
‫راحة النوم‪ .‬فالمفاضلة بين اليقظة والراحة ل بين الصلة والنوم‪ .‬وينسسدب أن يقسسول‬
‫مرتين في نحو الليلة ذات المطر أل صلوا في رحالكم‪ .‬ومسسن سسسمع ذلسسك يجيبسسه بل‬
‫حول ول قوة إل بال‪ .‬قياسا على الحيعلتين‪ ،‬بجامع الطلب في كسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬ويثسسوب‬
‫لذان فائتة صسسبح( أي فسسي كسسل مسن أذانسسي الصسسبح‪ ،‬ويسسوالي بيسسن أذانيسه‪ .‬ا‍ه ع ش‪.‬‬
‫)قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 274‬‬
‫وكره( أي التثويب‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬من أحدث في أمرنا هسسذا مسسا ليسسس منسسه‬
‫فهو رد‪) .‬قوله‪ :‬وترجيع( معطوف علسسى تثسسويب‪ ،‬أي وسسسن ترجيسسع‪ ،‬وهسسو مختسسص‬
‫بالذان كالتثويب‪ .‬قال في الذكار‪ :‬والترجيع عنسسدنا سسسنة‪ ،‬وهسسو أنسسه إذا قسسال بعسسالي‬
‫صوته‪ :‬ال أكبر ال أكبر الس أكسسبر الس أكسسبر‪ ،‬قسسال سسسرا بحيسسث يسسسمع نفسسسه ومسسن‬
‫بقربه‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال أشسسهد أن ل إلسسه إل السس‪ ،‬أشسسهد أن محمسسدا رسسسول الس‬
‫أشهد أن محمدا رسول ال‪ .‬ثم يعود إلى الجهر وإعلء الصوت فيقول‪ :‬أشسسهد أن ل‬
‫إله إل ال أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن محمدا رسول ال أشهد أن محمدا رسول‬
‫ال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن يأتي إلخ( تصوير للترجيع‪ .‬واختلف في السسذي يسسسمى بسسالترجيع‬
‫هل الذي يقوله سرا أو الذي يقوله جهرا أو هما معا ؟ فقسسال بعضسسهم بسسالول‪ ،‬وهسسو‬
‫مقتضى التصوير المذكور‪ .‬وقيل بالثسساني‪ ،‬وقيسسل بالثسسالث‪) .‬قسسوله‪ :‬أي بحيسسث يسسسمع‬
‫إلخ( تصوير مراد للسر‪ .‬وعبارة المغنى‪ :‬والمراد بالسرار بهما ‪ -‬أي بالشهادتين ‪-‬‬
‫أي يسمع من بقربه أو أهل المسسسجد‪ ،‬أي أو نحسسوه‪ ،‬إن كسسان واقفسسا عليهسسم والمسسسجد‬
‫متوسط الخطة‪ .‬كما صححه ابن الرفعة ونقله عن النص وغيره وهذا تفسير مسسراد‪،‬‬
‫وإل فحقيقة السرار هو أن يسمع نفسه‪ ،‬لنه ضد الجهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليسسل‬
‫لسنية السسترجيع‪ ،‬وهسو أنسه )ص( علمسه لبسسي محسذورة‪) .‬قسوله‪ :‬ويصسح بسدونه( أي‬
‫ويصح الذان بدون الترجيع‪ ،‬لنه سنة فيه ل شرط‪ ،‬ومثله التثويب‪) .‬قسسوله‪ :‬وجعسسل‬
‫مسبحتيه إلخ( معطوف على تثويب‪ .‬أي وسن جعسسل مسسسبحتيه ‪ -‬أي طرفهمسسا ‪ -‬فسسي‬
‫صماخية ‪ -‬أي خرقي أذنيه ‪ -‬لمسسا صسسح مسن فعسسل بلل ذلسسك بحضسسرة النسسبي )ص(‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه أجمع للصوت( أي لنه أبلغ في رفع الصوت المطلوب فسسي الذان‪ .‬أي‬
‫ولنه يستدل به الصم والبعيد‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقضسسيتهما أنسسه ل يسسسن لمسسن يسسؤذن‬
‫لنفسه بخفض الصوت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا‪ :‬إن أراد( أي ل يسن الجعل المسسذكور‬
‫إن أراد رفع الصوت به‪ ،‬أي بالذان‪ .‬والقيد المذكور ليسس مسذكورا فسي التحفسة ول‬
‫في فتح الجواد فلعله في غيرهما من بقية كتبه‪) .‬قوله‪ :‬وإن تعذرت يد( أي جعل يد‪.‬‬
‫والمراد بتعذر ذلك تعذر جعل كل أصبع من أصسسابعها المسسسبحة وغيرهسسا مسسن بقيسسة‬
‫الصابع‪ ،‬بدليل ما بعده‪ ،‬لقيام علة باليد كنحو شلل‪) .‬قوله‪ :‬جعسسل الخسسرى( أي اليسسد‬
‫الخرى‪ ،‬والمراد مسبحتها كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬أو سسسبابة( أي أو لسسم تتعسسذر اليسسد‪،‬‬
‫أي كل أصابعها بل السبابة فقط‪ .‬وقوله‪ :‬جعل غيرها أي غير السسسبابة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن‬
‫بقية الصابع بيان للغير‪ .‬قال ع ش‪ :‬قضيته استواؤها في حصول السنة بكل منهسسا‪،‬‬
‫وأنه لو فقدت أصابعه الكل لم يضع الكف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن فيهمسسا إلسسخ( أي لخسسبر‬
‫الصحيحين‪ :‬يا بلل قم فناد‪ .‬فيكرهسسان للقاعسسد وللمضسسطجع أشسسد كراهسسة‪ ،‬وللراكسسب‬
‫المقيم بخلف المسافر‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن يسسؤذن علسسى موضسسع عسسال( أي وسسسن أن يسسؤذن‬
‫على ذلك لنه أبلغ في العلم‪ .‬وخرج بالذان القامة‪ ،‬فل تسن على موضسسع عسسال‬
‫إل لحاجة ككبر المسجد‪) .‬قوله‪ :‬ولو لم يكن للمسجد منارة( هسسذا مرتبسسط بمحسسذوف‪،‬‬
‫وهو أنه يسن أن يكون على منارة المسجد‪ ،‬فلسسو لسسم إلسسخ‪) .‬قسسوله‪ :‬سسسن بسسسطحه( أي‬
‫المسجد‪ .‬وقوله‪ :‬ثم ببابه أي ثم إذا لم يكن له سطح سن أن يكون على باب المسجد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬واستقبال للقبلة( أي وسن فيهمسسا اسسستقبال القبلسسة‪ ،‬أي لنهسسا أشسسرف الجهسسات‪،‬‬
‫ولن توجهها هو المنقول سلفا وخلفا‪ .‬وفي بشرى الكريم ما نصه‪ :‬قسسال الطفيحسسي‪:‬‬
‫قال م ر‪ :‬وعلم من سن التوجه حسسال الذان أنسسه ل يسسدور علسسى مسسا يسسؤذن عليسسه مسسن‬
‫منارة أو غيرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقل سم عن م ر أنه ل يسدور‪ ،‬فسإن دار كفسى إن سسمع آخسسره‬
‫مسسن سسسمع أولسسه‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬والراجسسح كراهسسة السسدوران مطلقسسا‪ ،‬كسسبرت البلسسد أو‬
‫صغرت‪ ،‬وإذا لم يسمع من بالجانب الخر سن أن يؤذن فيه‪ .‬ا‍ه شسسيخنا ع ش‪ .‬لكسسن‬
‫كتب ب ج على شرح المنهج ما نصه‪ :‬قسوله‪ :‬وتسوجه للقبلسة‪ .‬إن لسم يحتسج لغيرهسا‪،‬‬
‫وإل كمنار وسط البلد فيدور حولهسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وكسسره تركسسه( أي السسستقبال‪ ،‬لنسسه‬
‫مخالف للمنقول سلفا وخلفا‪) .‬قوله‪ :‬وتحويل وجهه(‬

‫] ‪[ 275‬‬
‫أي وسن تحويل وجهه‪ ،‬أي المذكور من المؤذن والمقيم‪ ،‬لن بلل كان يفعسسل‬
‫ذلك في الذان‪ .‬وقيس به القامة‪ ،‬واختص بالحيعلتين لنهما خطاب آدمي‪ ،‬كالسلم‬
‫من الصلة‪ ،‬بخلف غيرهما فإنه ذكر ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬ل الصدر( عبارة النهايسسة‪:‬‬
‫ويسن أن يلتفت في الذان والقامة بوجهه ل بصدره‪ ،‬من غير أن ينتقل عن محله‪،‬‬
‫ولو على منارة‪ ،‬محافظسسة علسسى السسستقبال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬فيهمسسا( أي الذان والقامسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يمينا( منصوب بنزع الخافض‪ ،‬وهو متعلسق بتحويسسل‪ .‬أي تحسسويله إلسسى جهسة‬
‫اليمين‪ .‬وقوله‪ :‬مرة حال من تحويسسل‪ ،‬أو ظسسرف متعلسسق بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي حسسي علسسى‬
‫الصلة( متعلق بتحويل‪ ،‬أو بدل بعض من فيهما‪ .‬وقوله‪ :‬في المرتين بدل من الجار‬
‫والمجرور قبله‪ ،‬أو متعلق بتحويل‪ .‬وهذا في الذان‪ ،‬أما القامة فليس فيهسسا إل مسسرة‬
‫واحدة‪) .‬قوله‪ :‬وشسسمال( معطسوف علسسى يمينسسا‪ .‬أي ويسسسن تحويسسل وجهسسه إلسسى جهسسة‬
‫الشمال‪ .‬وقوله‪ :‬مرة حال من تحويل المقسسدر‪ ،‬أو ظسسرف متعلسسق بسسه‪ ،‬كمسسا فسسي السسذي‬
‫قبله‪) .‬قوله‪ :‬في حي على الفلح( متعلق بتحويل المقدر‪ ،‬أو بسسدل مسسن مقسسدر أيضسسا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في المرتين بدل مما قبله‪ ،‬أو متعلق بتحويل المقدر‪ .‬ويقال فيه أيضا ما مر‪،‬‬
‫من أن هذا في الذان‪ ،‬أما القامة فليس فيها إل مرة واحدة‪ .‬ولسسو زاد الشسسارح هنسسا‪:‬‬
‫وفيما مر‪ ،‬بعد قوله‪ :‬في المرتين أو في المرة الواحدة‪ ،‬لكان أولى‪ .‬وعبسسارة المنهسسج‬
‫وشرحه‪ :‬وأن يلتفت بعنقه فيهما يمينا مرة في حي علسى الصسلة مرتيسن فسسي الذان‬
‫ومرة في القامة‪ ،‬وشمال مرة فسسي حسسي علسسى الفلح كسسذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو لذان‬
‫الخطبسسة إلسسخ( غايسسة لسسسنية التحويسسل المسسذكور‪ .‬أي يسسسن تحويسسل وجهسسه ولسسو لذان‬
‫الخطبة‪ .‬وقوله‪ :‬أو لمن يؤذن لنفسه أي ويسن التحويل ولو لمن يسسؤذن لنفسسسه‪ .‬لنسسه‬
‫قد يسمعه من ل يعلم به وقد يريد الصلة معه‪ ،‬فمظنة فائدة التحويل موجسسودة‪ .‬فسسإن‬
‫كان بمحل يقطع بعدم إتيان الغير له فيه لم يحسول بسسل يتسوجه للقبلسة فسي كسسل أذانسه‪.‬‬
‫ويسسسن التحويسل المسذكور فسسي الذان لتغسسول الغيلن‪ ،‬لنسه أبلسسغ فسسي العلم وأدفسسع‬
‫لشرهم بزيادة العلم‪ ،‬ولذا يسن فيه رفع الصوت‪ .‬أما الذان فسسي أذن المولسسود فل‬
‫يطلب فيه رفع ول التفات لعدم فائدته‪ .‬أفاده ش ق‪) .‬قوله‪ :‬ول يلتفسست فسسي التثسسويب(‬
‫قسسال الكسسردي‪ :‬ارتضسساه شسسيخ السسسلم فسسي السسسنى‪ ،‬والخطيسسب فسسي شسسرح التنسسبيه‪،‬‬
‫والمغني والشارح في المداد‪ ،‬والجمال الرملي في النهاية‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وفسسي التحفسسة‪:‬‬
‫قال ابن عجيل‪ :‬ل‪ .‬وغيره‪ :‬نعم‪ .‬إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬على نزاع أي خلف‪ .‬وقوله‪ :‬فيسسه‬
‫أي فسسي عسسدم اللتفسسات‪ .‬ووجسه النسسزاع أن التثسسويب فسسي المعنسسى دعسساء إلسسى الصسسلة‬
‫كالحيعلتين‪ ،‬واللتفات فيهما مطلوب‪ ،‬فكذلك هو يطلب فيه ذلك‪) .‬قسسوله‪ :‬يسسسن رفسسع‬
‫الصوت بالذان لمنفرد( أي لما روى البخاري عن عبسسد الس بسسن عبسسد الرحمسسن بسسن‬
‫صعصعة‪ ،‬أن أبا سسسعيد الخسسدري رضسسي الس عنسسه قسسال لسسه‪ :‬إنسسي أراك تحسسب الغنسسم‬
‫والبادية‪ ،‬فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلة فارفع صوتك بالنداء‪ ،‬فإنه ل‬
‫يسمع مدى صوت المؤذن جن ول إنس ول شئ إل شهد له يوم القيامة‪ .‬سمعته من‬
‫رسول ال )ص(‪ .‬أي سمعت جميع ما قلتسسه لسسك بخطسساب مسسن النسسبي )ص(‪ .‬ومحسسل‬
‫سنية رفع الصوت به في غير مصلى أقيمت فيه جماعة وذهبسسوا‪ .‬ويؤخسسذ ذلسسك مسسن‬
‫قوله بعد‪ :‬وخفضه به إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬فوق ما يسمع نفسه أما بقدر ما يسسسمع نفسسسه فهسسو‬
‫شرط‪) .‬قسوله‪ :‬ولمسن يسؤذن لجماعسة إلسخ( أي ويسسن لمسن يسؤذن لجماعسة أن يرفسع‬
‫صوته فوق ما يسمع واحدا منهم‪ ،‬أما بقدر ما يسمع واحدا منهم فقط فهو شرط كما‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬وأن يبالغ كل إلخ( أن ويسن أي يبالغ كل من المنفرد ومن أذن لجماعسسة‬
‫في الجهر بالذان‪ .‬قال في النهاية‪ :‬مسسا لسسم يجهسسد نفسسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والحاصسسل‪ :‬يحصسسل لسسه‬
‫أصل السنة بمجرد الرفع فوق ما يسمع نفسه‪ .‬أو واحدا من المصلين‪ .‬وكمال السسسنة‬
‫بالرفع طاقته‪ .‬وقوله‪ :‬للمر به أي برفع الصوت في الخبر المتقدم في قوله‪ :‬فسسارفع‬
‫صوتك إلخ‪ .‬فهو تعليسسل لسسسنية رفسسع الصسسوت للمسسؤذن لنفسسسه أو لجماعسسة‪ ،‬ل لسسسنية‬
‫المبالغة إذ لم‬

‫] ‪[ 276‬‬
‫يؤمر بها في الخبر المذكور‪ .‬نعم‪ ،‬تؤخذ سنيتها مسسن قسسوله فيسسه‪ :‬فسسإنه ل يسسسمع‬
‫إلخ‪ .‬تأمسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وخفضسسه بسسه( أي ويسسسن خفسسض الصسسوت بسسالذان لئل يسسوهمهم‬
‫دخسسول وقسست صسسلة أخسسرى أو يشسسككهم فسسي وقسست الولسسى‪ ،‬ل سسسيما فسسي الغيسسم‪،‬‬
‫فيحضرون مرة ثانية‪ ،‬وفيه مشقة شديدة‪ .‬وقوله‪ :‬في مصلى متعلسسق بمحسسذوف حسسال‬
‫من ضمير به العائد على الذان‪ ،‬أي حال كونه في مصلى‪ ،‬مسسسجدا كسسان أو غيسسره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أقيمت فيه جماعسة( ليسسس بقيسد‪ ،‬بسل مثلسه مسسا لسو صسسلوا فيسه فسرادى‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وانصرفوا( هكذا قيد بسسه فسسي التحفسسة‪ ،‬ولسسم يقيسد بسسه فسسي النهايسسة‪ ،‬وقسسال فيهسسا‪ :‬وقسسول‬
‫الروضة‪ ،‬كأصلها‪ :‬وانصرفوا‪ ،‬مثال ل قيد‪ .‬فلو لم ينصرفوا فالحكم كذلك‪ ،‬لنسسه إن‬
‫طال الزمن بين الذانين توهم السامعون دخسسول وقسست صسسلة أخسسرى‪ ،‬وإل توهمسسوا‬
‫وقوع صلتهم قبل الوقت‪ ،‬ل سسيما فسي يسوم الغيسم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬وترتيلسه( معطسوف‬
‫على رفع الصوت‪ :‬والضمير فيسسه يعسسود علسسى الذان‪ .‬أي ويسسسن ترتيسسل الذان‪ .‬أي‬
‫التأني فيه بأن يأتي بكلماته مبينة‪ .‬وقوله‪ :‬وإدراج القامة أي ويسسسن إدراج القامسسة‪،‬‬
‫أي السسسراع فيهسسا‪ .‬وذلسسك للمسسر بهمسسا‪ ،‬ولن الذان للغسسائبين‪ ،‬فالترتيسسل فيسسه أبلسسغ‪.‬‬
‫والقامة للحاضرين فالدراج فيهسسا أشسسبه‪ ،‬ولسسذا كسسانت أخفسسض منسسه صسسوتا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتسكين إلخ( أي ويسن تسكين راء التكبيرة الولى من الذان‪ ،‬ومثلها راء التكسسبيرة‬
‫الثانية‪ ،‬بل أولى‪ ،‬لنسسه يسسسن الوقسسف عليهسسا‪ .‬قسسال الكسسردي‪ :‬وعبسسارة المسسداد‪ :‬السسسنة‬
‫تسكين راء التكبيرة الثانية‪ ،‬وكذا الولى‪ ،‬فإن لم يفعل ضم أو فتسسح إلسسخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فإن لم يفعل( أي التسكين‪ .‬وقوله‪ :‬فالفصسسح الضسسم أي أفصسسح مسسن الفتسسح‪ .‬قسسال ابسسن‬
‫هشام في مغنيه‪ :‬قال جماعة منهسسم المسسبرد‪ :‬حركسسة راء أكسسبر ‪ -‬أي الولسسى ‪ -‬فتحسسة‪:‬‬
‫وأنه وصل بنية الوقف‪ .‬ثم اختلفوا فقيل‪ :‬هي حركة الساكنين‪ ،‬وهسسي حركسسة الهمسسزة‬
‫نقلسست‪ .‬وهسسذا خسسروج عسسن الظسساهر لغيسسر داع‪ ،‬والصسسواب أن حركسسة السسراء ضسسمة‬
‫إعراب‪ .‬ا‍ه‪ .‬والحاصل أن الوقف أولى لنه المروي‪ ،‬ثم الرفع وإن الرفع أولى مسسن‬
‫الفتح لنه حركة العراب الصلية‪ ،‬فالتيسسان بسسه أولسسى مسسن اجتلب حركسسة أخسسرى‬
‫للتقاء الساكنين‪ ،‬وإن كان جائزا‪ .‬ول ينافي الول أنه يندب قرن كل تكسسبيرتين فسسي‬
‫صوت لنه يوجد مع الوقف على الراء الولى بسسسكتة لطيفسسة جسسدا‪) .‬قسسوله‪ :‬وإدغسسام‬
‫إلخ( أي ويسن إدغام دال محمد في راء رسول ال‪ .‬وقسسوله‪ :‬لن تركسسه أي الدغسسام‬
‫المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬من اللحن الخفي ولهذا لو تركه في التشهد أبطل الصلة‪ ،‬كما مسسر‬
‫في الركن العاشر من أركان الصلة‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي النطسسق بهسساء الصسسلة( أي فسسي‬
‫الحيعلتين وفي كلمة القامة‪ .‬قال حجر في فتح الجواد‪ :‬وليحسسترز مسسن أغلط تبطسسل‬
‫الذان‪ ،‬بل يكفر متعمد بعضها‪ ،‬كمد باء أكبر وهمزتسه‪ ،‬وهمسزة أشسهد‪ ،‬وألسف ألس‪،‬‬
‫وعدم النطق بهاء الصلة‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬ويحرم تلحينه إن أدى لتغيير معنى أو إيهسسام‬
‫محذور‪ ،‬ول يضر زيادة ل تشتبه بسسالذان‪ ،‬ول الس الكسسبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكرهسسان(‬
‫أي الذان والقامة‪ .‬وقوله‪ :‬من محدث أي غير فاقد الطهورين‪ .‬وإنما كره للمحسسدث‬
‫لخبر الترمذي‪ :‬ل يؤذن إل متوضئ‪ .‬وقيس بالذان القامة‪ ،‬والكراهسسة للجنسسب أشسد‬
‫منها للمحدث‪ ،‬لغلظ الجنابة‪ .‬وهي في إقامة منهما أغلظ منها في أذانهما لقربها مسسن‬
‫الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬وفاسق أي لنه ل يؤمن أن يأتي بهمسسا فسسي غيسسر السسوقت‪ ،‬والصسسبي‬
‫مثله‪) .‬قوله‪ :‬ول يصح نصبه( الضمير يعود علسى المسسذكور مسسن الفاسسسق والصسسبي‪،‬‬
‫وإن كان صنيعه يقتضي أنه عائد على الفاسق فقسسط‪ .‬ولسسو قسسال‪ :‬نصسسبهما ‪ -‬بضسسمير‬
‫التثنية ‪ -‬لكان أولى‪ .‬والمعنى‪ :‬ل يصح للمام أن ينصب للذان الفاسسسق ‪ -‬كالصسسبي‬
‫‪ -‬لما مر من اشتراط التكليف والمانة في منصوب المام‪) .‬قوله‪ :‬وهما( أي الذان‬
‫والقامة‪ .‬أي مجموعهما أفضل‪ ،‬أي لنه علمة على الوقت‪ ،‬فهو أكسسثر نفعسسا منهسسا‪،‬‬
‫ولما صح من قوله )ص(‪ :‬لو يعلسسم النساس مسا فسي النسسداء والصسسف الول لسستهموا‬
‫عليه‪ .‬أي اقترعوا‪ .‬وقوله‪ :‬إن خيار عباد ال الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم‬
‫والظلة لذكر ال تعالى‪ .‬وقوله‪ :‬المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة‪ .‬أي أكثر رجاء‪،‬‬
‫لن راجي الشئ يمد عنقسسه‪ .‬وقيسسل بكسسسر الهمسسزة‪ ،‬أي إسسسراعا إلسسى الجنسسة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫المام ضامن والمؤذن مؤتمن‪ .‬اللهم أرشد الئمة واغفر للمسسؤذنين‪ .‬والمانسسة أعلسسى‬
‫من الضمان‪ ،‬والمغفرة أعلى مسسن الرشسساد‪ ،‬وخسسبر‪ :‬المسسؤذن يغفسسر لسسه مسسدى صسسوته‬
‫ويشهد له كل رطب ويابس‪ .‬قال في المغنى‪ :‬فإن قيل‪ :‬كيف فضل المصسسنف الذان‬
‫مع موافقته للرافعي على تصحيحه‬

‫] ‪[ 277‬‬
‫أنه سسنة وتصسسحيحه فرضسية الجماعسسة‪ ،‬إذ يلسزم مسن ذلسسك تفضسيل سسنة علسسى‬
‫فرض‪ ،‬وإنما يرجحه ‪ -‬أي الذان ‪ -‬عليها من يقول بسنيتها‪ .‬أجيب بأنه ل مانع مسسن‬
‫تفضيل سنة على فرض‪ .‬فقد فضسسل ابتسسداء السسسلم علسسى الجسسواب‪ ،‬وإبسسراء المعسسسر‬
‫على إنظاره‪ ،‬مع أن الول فيهما سنة والثاني واجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن أحسسن قسول(‬
‫أي ل أحد أحسن قول ممن دعا إلى ال بالتوحيد‪) .‬قوله‪ :‬قالت عائشة إلخ( قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬ول ينافيه قسسول ابسسن عبسساس‪ :‬هسسو النسسبي )ص(‪ ،‬لنسسه الحسسسن مطلقسسا‪ ،‬وهسسو‬
‫الحسن بعده‪ .‬ول كون الية مكية‪ ،‬والذان إنما شرع بعد الهجرة في المدينة‪ ،‬لنسسه‬
‫ل مسسانع مسسن أن المكسسي يشسسير إلسسى فضسسل مسسا يشسسرع بعسسد‪ .‬ا‍ه بزيسسادة‪) .‬قسسوله‪ :‬هسسم‬
‫المؤذنون( أي أن المراد بمن دعا إلى ال المؤذنون‪ .‬وفسسي حاشسسية الجمسسل مسسا نصسسه‬
‫في الخازن‪ :‬وللدعوة إلى ال مراتب‪ ،‬الولى‪ :‬دعوة النبياء عليهم الصلة والسسسلم‬
‫إلى ال تعالى بالمعجزات وبالحجسسج والسسبراهين وبالسسسيف‪ ،‬وهسسذه المرتبسسة لسسم تتفسسق‬
‫لغير النبياء‪ .‬المرتبة الثانية‪ :‬دعوة العلماء إلى ال تعالى بالحجسسج والسسبراهين فقسسط‪.‬‬
‫المرتبسسة الثالثسسة‪ :‬دعسسوة المجاهسسدين إلسسى الس بالسسسيف‪ ،‬فهسسم يجاهسسدون الكفسسار حسستى‬
‫يدخلوهم في دين ال وطاعته‪ .‬المرتبة الرابعسسة‪ :‬دعسسوة المسسؤذنين إلسسى الصسسلة‪ ،‬فهسم‬
‫أيضا دعاة إلى ال‪ ،‬أي إلى طاعته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقيل هي( أي المام أفضسسل منهمسسا‪،‬‬
‫أي الذان والقامة‪ .‬وذلك لقسوله )ص(‪ :‬ليسؤذن لكسم أحسسدكم وليسؤمكم أكسبركم‪ .‬رواه‬
‫الشيخان‪ .‬ولن النبي )ص( والخلفاء الراشسسدين واظبسسوا علسسى المامسسة دون الذان‪،‬‬
‫وإن كان )ص( قد أذن في السفر راكبا‪ ،‬ولن القيام بالشسسئ أولسى مسن السسدعاء إليسسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفضلت( أي المامسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن أحسسدهما أي الذان والقامسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬بل‬
‫نسسزاع( أي خلف‪ .‬وفيسسه أن العلمسسة الجمسسال الرملسسي خسسالف‪ ،‬وعبسسارته بعسسد كلم‪:‬‬
‫وسواء انضم إليه ‪ -‬أي الذان ‪ -‬القامة أم ل‪ ،‬خلفا للمصنف في نكت التنسسبيه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله الخطيب‪ ،‬ونص عبسارته‪ :‬تنسبيه الذان وحسده أفضسل مسن المامسة‪ .‬وقيسل‪ :‬إن‬
‫الذان مع القامة أفضل من المامة‪ .‬وصسسحح النسسووي هسسذا فسسي نكتسسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبسسارة‬
‫التحفة مسع الصسسل‪ :‬قلسست‪ :‬الصسح أنسسه ‪ -‬أي الذان ‪ -‬مسسع القامسة‪ ،‬ل وحسده ‪ -‬كمسا‬
‫اعتمده‪ ،‬خلفا لمن نازع فيه ‪ -‬أفضل‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬خلفا لمن نسسازع فيسسه‪.‬‬
‫يثبت النزاع‪ .‬فلو عبر به الشسسارح لكسسان أولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسن لسسسامعهما( أي الذان‬
‫والقامة‪ .‬قال ع ش‪ :‬هو شامل للذان للصسسلة ولغيرهسسا‪ ،‬كسسالذان فسسي أذن المولسسود‬
‫وخلف المسافر‪ .‬ويوافقه عموم حديث‪ :‬إذا سمعتم المؤذن إلخ‪ .‬فإن المتبادر أن اللم‬
‫فيه للستغراق‪ ،‬فكأنه قيل‪ :‬إذا سمعتم أي مؤذن‪ ،‬سواء أذن للصلة أو لغيرها‪ .‬لكسسن‬
‫نقسسل عسسن م ر أنسسه ل يجيسسب إل أذان الصسسلة‪ .‬وعليسسه فسساللم فسسي قسسوله‪ :‬إذا سسسمعتم‬
‫المؤذن‪ ،‬للعهد‪ .‬فليراجع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬فليراجسسع‪ .‬فسسي سسسم‪ :‬فسسرع‪ .‬ل تسسسن إجابسسة أذان‬
‫نحو الولدة وتغول الغيلن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬سماعا يميز الحروف( أي ولو في البعض‪،‬‬
‫بدليل قوله بعد‪ :‬ولو سمع بعض الذان أجسساب فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل( أي وإن لسسم يسسسمع‬
‫سماعا يميز الحسسروف‪) .‬وقسسوله‪ :‬لسسم يعتسسد بسسسماعه( أي فل يسسسن لسسه أن يقسسول مثسسل‬
‫قولهما‪) .‬قوله‪ :‬كما قال شيخنا آخرا( هو الذي في التحفة‪ .‬والذي في شرح بافضسسل‪.‬‬
‫وفتح الجواد‪ ،‬وكذلك اليعاب والمداد‪ ،‬خلفسسه‪ .‬وهسو أنسه يجيسسب ولسو لسسم يسسمع إل‬
‫مجرد الصوت من غير أن يميز حروفه‪ .‬فلبن حجسسر قسسولن‪ :‬القسسول الول مسسا فسسي‬
‫غير التحفة من كتبه‪ ،‬والقول الخر ما فيها‪) .‬قوله‪ :‬أن يقول إلخ( لخسسبر الطسسبراني‪:‬‬
‫إن المرأة إذا أجابت الذان أو القامة كان لها بكل حرف ألف ألف درجة‪ ،‬وللرجل‬
‫ضعف ذلك‪ .‬ا‍ه شرح حجر‪ .‬ولخبر مسلم‪ :‬إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثسسل مسا يقسول‪،‬‬
‫ثم صلوا علي‪ .‬ويؤخذ مسسن قسسوله‪ :‬فقولسسوا‪ .‬أن يسسأتي بكسسل كلمسسة عقسسب فراغسسه منهسسا‪.‬‬
‫وأخذوا من قوله‪ :‬مثل ما يقول ولم يقل‪ :‬مثل ما تسسسمعون‪ .‬أنسسه يجيسسب فسسي السسترجيع‬
‫وإن لم يسمعه‪) .‬قوله‪ :‬ولو غير‬

‫] ‪[ 278‬‬
‫متوضئ( أي يسن للسامع أن يقول مثل قولهمسسا‪ ،‬ولسو كسان ذلسسك السسسامع غيسسر‬
‫متوضئ بأن كان محدثا حدثا أصغر‪ .‬وقوله‪ :‬أو جنبا أو حائضا أي ولسسو كسسان جنبسسا‬
‫أو حائضا فإنه يسن له أن يقول مثل قولهمسسا‪ .‬قسسال سسسم‪ :‬قضسسيته عسسدم كراهسسة إجابسسة‬
‫المحدث والجنب والحائض‪ ،‬ويشكل عليه كراهسة الذان لهسم‪ .‬وفسرق شسيخ السسلم‬
‫بأن المؤذن والمقيم مقصران حيث لم يتطهرا عنسسد مراقبتهمسسا السسوقت‪ ،‬والمجيسسب ل‬
‫تقصير منه لن إجابته تابعة لذان غيره‪ ،‬وهو ل يعلم غالبا وقت أذانه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في‬
‫شرح العباب‪ :‬وهو حسن متجسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬خلفسسا للسسسبكي فيهمسسا( أي فسسي الجنسسب‬
‫والحائض‪ ،‬فإنه قال‪ :‬ل يجيبان‪ ،‬لخبر‪ :‬كرهت أن أذكسسر الس تعسسالى إل علسسى طهسسر‪.‬‬
‫ولخبر‪ :‬كان عليه السلم يسسذكر الس علسسى كسسل أحيسسانه إل لجنابسسة‪ .‬وهمسسا صسسحيحان‪.‬‬
‫ووافقة ولده التاج في الجنب لمكسسان طهسسره حسسال‪ ،‬ل الحسسائض لتعسسذر طهرهسسا مسسع‬
‫طول أمسسد حسسدثها‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬أو مسسستنجيا( معطسسوف علسسى جنبسسا‪ ،‬أي ويسسسن‬
‫للسامع أن يقول مثل قولهما ولو كسسان فسسي حسسال اسسستنجائه‪ .‬ومحلسسه إذا اسسستنجى فسسي‬
‫غير نحو بيت الخلء‪ ،‬وإل فل يسن ذلك‪ ،‬لن الذكر بمحل النجاسة مكروه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫مثل قولهما( مفعول مطلق ليقول‪ .‬أي يقول قول مثل المؤذن والمقيم‪ ،‬وفي سم‪ :‬قال‬
‫في العباب‪ :‬ولو ثنى حنفي القامة أجيب مثنى‪ .‬قال في شرحه‪ :‬كمسسا نقلسسه الذرعسسي‬
‫عن ابن كج‪ ،‬لنه هو الذي يقيم‪ ،‬فأدير المر على ما يأتي به‪ .‬ثم أبدى احتمسسال أنسسه‬
‫ل يجيب في الزيادة‪ ،‬أي أنه قال في توجيه هذا الحتمال‪ :‬وكمسسا لسسو زاد فسسي الذان‬
‫تكبيرا أو غيره فإن الظاهر أنه ل يتابعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويجاب بأنهسسا سسسنة فسسي اعتقسساد التسسي‬
‫إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يلحنا( أي المؤذن والمقيم‪ ،‬فإن لحنا لحنسسا يغيسسر المعنسسى‪ ،‬كمسسد‬
‫همزة أكبر ونحوهما مما مر في الغلط التي تقع للمؤذنين‪ ،‬ل تسن إجابتهما‪ .‬قسسال‬
‫في بشرى الكريم‪ :‬ولو كان المؤذن يغير معنسسى بعسسض كلمسساته فيظهسسر أنسسه ل تسسسن‬
‫إجابته‪ .‬لكن نقل سم عن العباب وشرحه سن إجابته‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقد يتوقف فيه بل فسسي‬
‫إجزائه‪ ،‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيأتي بكل كلمة إلخ( تفريسسع علسسى أنسسه يسسسن للسسسامع أن‬
‫يقول مثل قولهما‪ :‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬عقب كل كلمة‪ .‬مثله المغنى وغيره‪.‬‬
‫قال في التحفة‪ :‬هو الفضل‪ ،‬فلو سكت حتى فرغ كل الذان ثسسم أجسساب قبسسل فاصسسل‬
‫طويل عرفا كفى في أصسسل سسسنة الجابسسة كمسسا هسسو ظسساهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونحسسوه فسسي المسسداد‬
‫وغيره‪ .‬نعم‪ ،‬قد يقال إن غفران الذنوب ودخول الجنة التييسسن فسسي كلمسسه نقل عسسن‬
‫خبر مسلم يتوقفان على الجابة عقب كل كلمسسة‪ ،‬إذ السسذي فيسسه‪ :‬إذا قسسال المسسؤذن الس‬
‫أكبر ال أكبر‪ ،‬فقال أحدكم‪ :‬ال أكبر ال أكبر‪ .‬ثم قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل السس‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال‪ .‬الحديث ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬عقسسب فراغسه‪ ،‬أي المسذكور مسن المسسؤذن‬
‫والمقيم‪ .‬وأفهمت العقبية أنه ل يتقدم عليسسه ول يتسسأخر ول يقسسارن‪ .‬وقسسوله‪ :‬منهسسا أي‬
‫الكلمة‪) .‬قوله‪ :‬حتى في السسترجيع( أي فيسسأتي بسسه عقسسب فسسراغ المسسؤذن منسسه‪ ،‬وإن لسسم‬
‫يسمعه‪ ،‬تبعا لما سمعه‪) .‬قوله‪ :‬أجاب فيه وفيما لم يسمعه( أي سن أن يجيب المؤذن‬
‫في البعض الذي سمعه والبعض الذي لم يسسسمعه‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬سسسواء مسسا سسسمعه مسسن‬
‫الول أو الخر‪ .‬وفي الكردي قال في المداد‪ :‬مبتدئا مسن أولسه وإن كسسان مسسا سسمعه‬
‫آخره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو ترتب المؤذنون أي أذن واحد بعد واحد‪ .‬وقوله‪ :‬أجسساب الكسسل‬
‫قال العز بن عبد السلم‪ :‬إن إجابة الول أفضل إل أذاني الصبح فل أفضسسلية فيهمسسا‬
‫لتقدم الول ووقوع الثاني في السسوقت‪ ،‬وإل أذانسسي الجمعسسة لتقسسدم الول ومشسسروعية‬
‫الثاني في زمنه عليه الصلة والسلم‪ .‬وخرج بقسسوله‪ :‬ترتسسب مسسا إذا أذنسسوا معسسا فسسإنه‬
‫تكفي إجابة واحدة‪ .‬كذا في فتح الجواد‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬ومما عمت بسسه البلسسوى مسسا‬
‫إذا أذن المؤذنون واختلطت أصواتهم على السامع وصار بعضهم يسبق بعضا‪ .‬وقد‬
‫قال بعضهم‪ :‬ل يستحب إجابة هؤلء‪ .‬والذي أفتى به الشيخ عز السسدين أنسسه يسسستحب‬
‫إجابتهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬قوله‪ :‬يستحب إجابتهم أي إجابة واحدة‪ .‬ويتحقق ذلك بأن‬
‫يتأخر بكل كلمة حتى يغلب على ظنه أنهسم أتسوا بهسا بحيسث تقسع إجسابته متسأخرة أو‬
‫مقارنة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعد صلته( أي أنه تسن الجابة له ولو بعد أن صلى‪ ،‬كسسأن‬
‫سمع أذان بعضهم فصلى‪ ،‬ثم سسسمع أذان البسساقي أجسسابه أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ويكسسره تسسرك‬
‫إجابة الول( أي المؤذن الول‪ ،‬لن‬

‫] ‪[ 279‬‬
‫إجابته متأكدة‪ .‬ومفهومه أنه ل يكسسره تسسرك إجابسسة غيسسر الول‪) .‬قسسوله‪ :‬ويقطسسع‬
‫إلخ( أي إذا كان السامع يقرأ ويذكر أو يدعو سن له الجابة وقطسسع مسسا هسسو مشسستغل‬
‫به‪ ،‬ولو كان المصلي يقرأ الفاتحة فأجابه قطع موالتهسسا ووجسسب عليسه أن يسستأنفها‪.‬‬
‫ولو سمع المؤذن وهو فسسي الطسسواف أجسسابه فيسسه‪ .‬كمسسا قسساله المسساوردي‪) .‬فسسائدة( قسسال‬
‫القطب الشعراني في العهود المحمدية‪ :‬أخذ علينا العهد العام مسن رسسول الس )ص(‬
‫أن نجيب المؤذن بما ورد في السنة‪ ،‬ول نتلهى عنه قط بكلم لغسسو ول غيسسره أدبسسا‬
‫مع الشارع )ص(‪ .‬فإن لكل سنة وقتا يخصها‪ ،‬فلجابة المؤذن وقت‪ ،‬وللعلسسم وقسست‪،‬‬
‫وللتسبيح وقت‪ ،‬ولتلوة القرآن وقت‪ .‬كما أنه ليس للعبسسد أن يجعسسل موضسسع الفاتحسسة‬
‫استغفارا‪ ،‬ول موضع الركوع والسجود قسسراءة‪ ،‬ول موضسسع التشسسهد غيسسره‪ .‬وهكسسذا‬
‫فافهم‪ .‬وهذا العهد يبخل به كثير من طلبة العلم فضل عن غيرهسسم‪ ،‬فيسستركون إجابسسة‬
‫المؤذن‪ ،‬بل ربما تركوا صلة الجماعة حتى يخرج الناس منهسا وهسم يطسالعون فسي‬
‫علم نحو أو أصول أو فقه‪ ،‬ويقولون‪ :‬العلم مقدم مطلقسسا‪ ،‬وليسسس كسسذلك فسسإن المسسسألة‬
‫فيها تفصيل‪ ،‬فما كل علم يكون مقدما في ذلك الوقت على صلة الجماعسسة كمسسا هسسو‬
‫معسروف عنسد كسل مسن شسم رائحسة مراتسب الوامسر الشسرعية‪ .‬وكسان سسيدي علسي‬
‫الخواص رحمه ال تعالى إذا سمع المؤذن يقول‪ :‬حسسي علسى الصسسلة‪ .‬يرتعسسد ويكسساد‬
‫يذوب من هيبة ال عزوجل‪ ،‬ويجيب المؤذن بحضور قلب وخشوع تام‪ ،‬رضي ال س‬
‫تعالى عنه‪ .‬فاعلم ذلك وال يتولى هداك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتكره( أي الجابة وهسسذا تقييسسد‬
‫لقوله‪ :‬وسن لسامعهما‪ .‬فكأنه قال‪ :‬ومحل سنية ذلك له ما لسم يكسن فسي حسال سسماعه‬
‫مجامعا أو قاضي حاجة‪ ،‬فإن كان كذلك ل يسن ذلك بل يكره‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل يجيبسسان(‬
‫أي المجامع وقاضي الحاجة‪ .‬وقوله‪ :‬بعد الفسسراغ أي مسسن الجمسساع وقضسساء الحاجسسة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كمصل فيه حوالة على مجهول لنه لم يذكر فيما مر حكم المصلي‪ ،‬وذكسسره‬
‫في التحفة‪ ،‬فلعله سقط هنا من النساخ‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وتكره لمن في صلة إل الحيعلسسة‬
‫أو التثويب أو صدقت‪ ،‬فإنه يبطلهسسا إن علسم وتعمسسد‪ .‬ولمجسسامع وقاضسسي حاجسسة‪ ،‬بسسل‬
‫يجيبان بعد الفراغ كمصل إن قرب الفصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬إن قرب الفصسسل قيسسد لسسسنية‬
‫الجابة بعد ما ذكر‪ ،‬فإن طسال لسسم تسسستحب الجابسسة للمسسذكورين‪ ،‬مسن المجسامع ومسا‬
‫بعده‪ .‬قال في المغني وفارق هذا تكبير العيد المشروع عقب الصلة‪ ،‬حيث يتسسدارك‬
‫وإن طال الفصل بأن الجابة تنقطع مع الطول بخلف التكسسبير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ل لمسسن‬
‫بحمام( أي ول تكره الجابة لمن سمع الذان وهو بحمسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬ومسسن بسسدنه إلسسخ(‬
‫أي ول تكره الجابة أيضا لمن بدنه نجس ما عدا فمه‪ ،‬فإن كان فمسسه نجسسسا كرهسست‬
‫له الجابة قبل تطهيره‪ ،‬فسسإذا طهسسره أجسساب إن قسسرب الفصسسل‪ ،‬علسى قيسساس مسسا مسسر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن وجد( أي من بدنه نجس‪ ،‬وهو غاية لعدم كراهة الجابة لسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬إل‬
‫في حيعلت( استثناء من قوله‪ :‬مثل قولهما‪ .‬والمراد بالجمع ما فوق الواحد إذ ليسسس‬
‫هناك إل حيعلتان فقط‪ ،‬وهما حي على الصلة وحي على الفلح‪ .‬وعبارة المنهسساج‪:‬‬
‫إل في حيعلتيه‪ ،‬بالتثنية‪) .‬قوله‪ :‬فيحوقسسل( أي أربسسع مسسرات فسسي الذان ومرتيسسن فسسي‬
‫القامة‪ ،‬وإنما سنت الحوقلة لقوله في خبر مسلم‪ :‬وإذا قال حي على الصلة‪ .‬قال‪- :‬‬
‫أي سامعه ‪ -‬ل حول ول قوة إل بال‪ .‬وإذا قال‪ :‬حي على الفلح‪ .‬ل حسسول ول قسسوة‬
‫إل بال‪ .‬ولما في الخبر الصحيح‪ :‬من قال ذلك مخلصا من قلبه دخل الجنسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫أي يقول فيهسسا( قسسال فسسي النهايسسة‪ :‬يقسسول ذلسسك بسسدل كسسل منهمسسا للخسسبر السسسابق‪ ،‬ولن‬
‫الحيعلتين دعاء إلى الصلة‪ .‬فل يليق بغير المؤذن‪ ،‬إذ لو قسساله السسسامع لكسسان النسساس‬
‫كلهم دعاة‪ .‬فمن المجيب ؟‪ .‬فيسن للمجيب ذلك لنه تفويض محض إلى ال س تعسسالى‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ونقل الكردي عن اليعاب أنه يطلب التيسسان بهمسسا مسسن السسسامع أيضسسا لكسسن مسسع‬
‫الحوقلة‪ .‬فانظره‪) .‬قسوله‪ :‬إل بسه( أي بسال‪) .‬قسوله‪ :‬ول قسوة علسى طساعته( منهسا مسا‬
‫دعوتني يا ال إليه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 280‬‬
‫ويصدق( الولى أن يقول‪ :‬وإل في التثويب فيصدق‪) .‬قوله‪ :‬أي يقول‪ :‬صدقت‬
‫وبررت( بكسر الراء الولى‪ ،‬وحكي فتحها‪ .‬زاد في العباب‪ :‬وبالحق نطقت‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫يقول‪ :‬صدق رسول ال )ص(‪) .‬قوله‪ :‬وسن لكل من مؤذن إلخ( وذلك لخسبر مسسلم‪:‬‬
‫إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول‪ ،‬ثم صسسل علسسي فسسإنه مسسن صسسلى علسسي صسسلة‬
‫واحدة صلى ال عليه وسلم بها عشرا‪ ،‬ثم اسألوا الس لسسي الوسسسيلة فإنهسسا منزلسسة فسسي‬
‫الجنة ل تنبغي إل لعبد من عباد ال‪ ،‬وأرجو أن أكسسون أنسسا هسسو‪ ،‬فمسسن سسسأل الس لسسي‬
‫الوسيلة حلت له الشفاعة‪ .‬أي غشيته ونالته‪ .‬وحكمة سؤال ذلك ‪ -‬مسسع كسسونه واجسسب‬
‫الوقوع بوعد ال تعالى ‪ -‬إظهسسار شسسرفه وعظسسم منزلتسسه‪) .‬قسوله‪ :‬بعسسد فراغهمسسا( أي‬
‫الذان والقامة‪) .‬قوله‪ :‬أي بعد فراغ إلخ( أشار بهذا إلى سنية الصلة والسلم بعسسد‬
‫تمام كل واحد منهما بالقيسد التسي‪ ،‬ل بعسد تمسام مجموعهمسا مطلقسا كمسا يتسوهم مسن‬
‫الضافة‪) .‬قوله‪ :‬إن طال فصل بينهما( أي بين الذان والقامة‪ .‬ولم أر هذا القيد في‬
‫التحفة والنهاية وفتح الجواد والسسسنى وشسسرح المنهسسج والمغنسسى والقنسساع‪ ،‬فسسانظره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يطل الفصل بينهما بأن قرب‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيكفسسي لهمسسا أي بعسسد‬
‫القامة‪ .‬وقوله‪ :‬دعاء واحد المسسراد بسسه الصسسلة والسسسلم لنهمسسا دعسساء‪ ،‬ويحتمسسل أن‬
‫المراد به ما يشملهما ويشمل الدعاء التي‪ ،‬وهو بعيد‪ .‬ولو قال‪ :‬فيكفي لهمسسا صسسلة‬
‫واحدة وسلم واحد‪ ،‬لكان أنسب‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسل منهسسم( أي المسسؤذن والمقيسسم والسسسامع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬التامسة( أي السسالمة مسن تطسرق الخلسل إليهسا لشسستمالها علسسى معظسسم شسرائع‬
‫السلم‪ .‬وقوله‪ :‬الصسسلة القائمسسة أي السستي سسستقام قريبسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬والفضسسيلة( عطسسف‬
‫تفسير‪ ،‬أو أعم‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬الذي( منصسسوب بسسدل ممسسا قبلسسه‪ ،‬أو بتقسسدير أعنسسي‪ ،‬أو‬
‫مرفوع خبرا لمبتدأ محذوف‪ .‬ا‍ه شرح المنهج‪ .‬وقوله‪ :‬وعدته أي بقولسسك‪) * :‬عسسسى‬
‫أن يبعثك ربك مقاما محمودا( *‪) .‬قوله‪ :‬بعد أذان المغرب( أي وبعد إجابسسة المسسؤذن‬
‫والصلة على النبي )ص(‪ ،‬وكل من هذه سنة مسسستقلة فل يتوقسسف طلسسب شسسئ منهسسا‬
‫على فعل غيره‪ .‬ويسن أن يقسسول أيضسسا بعسسد أذان الصسسبح‪ :‬اللهسسم هسسذا إقبسسال نهسسارك‬
‫وإدبار ليلك‪ ،‬إلخ‪ .‬قال ع ش‪ :‬وإنما خسسص المغسسرب والصسسبح بسسذلك لكسسون المغسسرب‬
‫خاتمة عمل النهسسار والصسسبح خاتمسسة عمسسل الليسسل ومقدمسسة عمسسل النهسسار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأصوات دعاتك( أي وهذه أصوات دعاتسسك‪ ،‬وهسسي بضسسم السسدال جمسسع داع‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وتسن الصلة إلسسخ( أي غيسسر الصسسلة والسسسلم بعسسد فسسراغ الذان‪) .‬قسسوله‪ :‬إنهسسا( أي‬
‫الصلة على النبي )ص(‪ .‬وقوله‪ :‬قبلهما أي الذان والقامة‪) .‬قوله‪ :‬ول يسن محمسسد‬
‫رسول ال بعدهما( أي الذان والقامة‪ ،‬بأن يقول بعسسد ل إلسسه إل ال س فيهمسسا‪ .‬محمسسد‬
‫رسول ال‪.‬‬

‫] ‪[ 281‬‬
‫)قوله‪ :‬ما بين الصلتين( أي ما يقع بينهما من الذنوب‪) .‬قسسوله‪ :‬أفسستى البلقينسسي‬
‫إلخ( ول تعارض إجابة الذان وذكسسر الوضسسوء‪ ،‬بسسأن فسسرغ منسسه وسسسمع الذان‪ ،‬بسسدأ‬
‫بذكر الوضوء لنه للعبادة التي باشرها وفرغ منها‪ .‬ا‍ه سم‪) .‬قوله‪ :‬بسسأنه يسسأتي إلسسخ(‬
‫متعلق بأفتى‪ .‬وقوله‪ :‬لنه للعبادة التي فسسرغ منهسسا أي وباشسسرها‪ ،‬وهسسي مقدمسسة علسسى‬
‫العبادة المباشر لها غيره‪) .‬قوله‪ :‬قال( أي البلقيني‪) .‬قوله‪ :‬وحسن أن يأتي بشسسهادتي‬
‫الوضوء( أي وهما‪ :‬أشهد أن ل إله إل الس وحسسده ل شسسريك لسسه‪ ،‬وأشسسهد أن محمسسدا‬
‫عبده ورسوله‪) .‬قوله‪ :‬ثم بدعاء الذان( أي بعد الشهادتين يأتي بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬لتعلقسسه(‬
‫أي دعاء الذان‪ ،‬بالنبي )ص(‪ .‬أي ومسسا كسسان متعلقسسا بسسه )ص( مقسسدم علسسى مسسا كسسان‬
‫متعلقا به نفسه‪ .‬وقوله‪ :‬ثم بالدعاء لنفسه أي الذي بعد الوضوء‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم اجعلنسسي‬
‫من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الصالحين‪) .‬فسسوائد( ذكسسر‬
‫في هامش مقامات الحريري ما نصه‪ :‬من قسسال حيسسن يسسسمع المسسؤذن مرحبسسا بالقسسائل‬
‫عدل‪ ،‬مرحبا بالصلة أهل‪ .‬كتب الس لسسه ألسسف ألسسف حسسسنة‪ ،‬ومحسسا عنسسه ألفسسي ألسسف‬
‫سيئة‪ ،‬ورفع له ألفي ألف درجة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي الشنواني ما نصسسه‪ :‬مسسن قسسال حيسسن يسسسمع‬
‫قول المؤذن‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال‪ :‬مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بسسن عبسسد‬
‫ال )ص(‪ .‬ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعسسم ولسم يرمسسد أبسسدا‪ .‬وذكسسر أبسو‬
‫محمد بن سبع في شفاء الصدور‪ :‬وأن من قال إذا فرغ المؤذن من أذانسسه‪ :‬ل إلسسه إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬كل شئ هالك إل وجهه‪ .‬اللهسسم أنسست السسذي مننسست علسسي بهسذه‬
‫الشهادة وما شهدتها إل لك‪ ،‬ول يقبلها مني غيرك‪ ،‬فاجعلها لي قربة عندك وحجابسسا‬
‫من نارك‪ ،‬واغفر لي ولوالدي ولكل مؤمن ومؤمنسسة برحمتسسك‪ ،‬إنسسك علسسى كسسل شسسئ‬
‫قدير‪ .‬أدخله ال الجنة بغير حساب‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 282‬‬
‫فصل في صلة النفل أي في بيان حكمها‪ ،‬وبيان مسسا هسسو مؤكسسد منهسسا وغيسسره‪.‬‬
‫وما يسن له الجماعة مسسن ذلسسك ومسسا ل يسسن‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي النفسسل‪ .‬وقسسوله لغسسة‪:‬‬
‫الزيسسادة‪ .‬قسسال الس تعسسالى‪) * :‬ويعقسسوب نافلسسة( * أي زيسسادة علسسى المطلسسوب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وشرعا إلخ( سمي المعنى الشرعي به لنفله‪ ،‬أي زيادته على مسسا فرضسه الس علينسا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ما يثاب إلخ( قال ابن رسلن في زبده‪ :‬والسنة المثاب من قد فعله * * ولسسم‬
‫يعاقب امرؤ إن أهمله وهذا التعريف هو معنسسى قسولهم‪ :‬هسو مسسا رجسسح الشسرع فعلسه‬
‫على تركه وجوز تركه‪) .‬قوله‪ :‬ويعبر عنه( أي عما يثاب إلخ‪ .‬وجملة ما ذكره مسسن‬
‫اللفسساظ المترادفسسة علسسى معنسسى واحسسد خمسسسة‪ ،‬ومثلهسسا الحسسسان‪ .‬والولسسى‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫التطوع‪ :‬ما ينشئه النسان بنفسه‪ .‬والسنة ما واظب عليسسه النسسبي )ص(‪ ،‬والمسسستحب‬
‫ما فعله أحيانا‪ ،‬أو أمر به‪) .‬قوله‪ :‬وثواب الفرض يفضله( أي النفل‪ .‬والمراد يفضله‬
‫من حيث ذاته‪ ،‬فل ينافيه أن المندوب قد يفضله ‪ -‬كما في إبراء المعسر وإنظسساره ‪-‬‬
‫وابتسسداء السسسلم ورده‪ ،‬لن ذلسسك لعسسارض وهسسو اشسستمال المنسسدوب علسسى مصسسلحة‬
‫السسواجب‪ ،‬وزيسسادة‪ ،‬إذ بسسالبراء زاد النظسسار وبالبتسسداء حصسسل أمسسن أكسسثر ممسسا فسسي‬
‫الجسسواب‪) .‬قسسوله‪ :‬وشسسرع( أي النفسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬ليكمسسل إلسسخ أي للخسسبر الصسسحيح‪ :‬إن‬
‫فريضة الصلة والزكاة وغيرهما إذا لم تتم تكمل بالتطوع‪ .‬ولخبر ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما قال‪ :‬قال رسسسول الس )ص(‪ :‬أول مسسا افسسترض الس علسسى أمسستي الصسسلوات‬
‫الخمسسس‪ ،‬وأول مسسا يرفسسع مسسن أعمسسالهم الصسسلوات الخمسسس‪ ،‬وأول مسسا يسسسألون مسسن‬
‫أعمالهم الصلوات الخمسس‪ .‬فمسن كسان ضسيع شسيئا منهسا يقسول الس تبسارك وتعسالى‪:‬‬
‫انظروا هل تجدون لعبسدي نافلسة مسن صسلة تتمسون بهسا مسا نقسص مسن الفريضسة ؟‬
‫وانظروا في صيام عبدي شهر رمضسسان‪ ،‬فسسإن كسسان ضسسيع شسسيئا منسسه فسسانظروا هسسل‬
‫تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام ؟ وانظسسروا فسسي زكسساة‬
‫عبدي‪ ،‬فإن كان ضيع شيئا منها فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمسسون‬
‫بها ما نقص من الزكاة ؟ فيؤخذ ذلك على فرائض السس‪ ،‬وذلسسك برحمسسة الس وعسسدله‪.‬‬
‫فإن وجد فضل وضع في ميزانه‪ ،‬وقيل له ادخل الجنة مسسسرورا‪ .‬وإن لسسم يوجسسد لسسه‬
‫شئ من ذلك أمرت به الزبانية تأخذه بيديه ورجليه ثم يقذف به في النسسار‪ .‬وفسسي سسسم‬
‫ما نصه‪ :‬عبارة العباب‪ :‬وإذا انتقص فرض كمل من نفله‪ ،‬وكذا بسساقي العمسسال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬نفله‪ .‬قد يشمل غير سنن ذلك الفرض من النوافل‪ ،‬ويوافقه مسسا فسسي الحسسديث‪:‬‬
‫فإن انتقص من فريضته شيئا قسسال السسرب سسسبحانه‪ :‬انظسسروا هسسل لعبسسدي مسسن تطسسوع‬
‫فيكمل به ما انتقص من الفريضة ؟‪ .‬ا‍ه‪ .‬بل قد يشسسمل هسسذا تطوعسسا ليسسس مسسن جنسسس‬
‫الفريضة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬نقص الفرائض‪ .‬أي الخلل الواقع فيها‪ ،‬كسسترك خشسسوع وتسسدبر‬
‫قراءة‪) .‬قوله‪ :‬بل وليقوم إلخ( يعني أنه إذا ترك‬

‫] ‪[ 283‬‬
‫فريضة من الفرائض لعذر ومات قبل قضائها قسام النفسل مقامهسسا‪ ،‬ويكسسون كسسل‬
‫سبعين منه بركعة منها‪ .‬كما في ش ق‪ .‬وقوله‪ :‬ل فسسي السسدنيا أمسسا فيهسسا فسسإذا تسسذكرها‬
‫يجب عليه قضسساؤها‪ ،‬ول يقسسوم النفسسل مقامهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬مقسسام مسسا تسسرك منهسسا أي مسسن‬
‫الفرائض‪ .‬أي ومات قبل تذكرها‪) .‬قوله‪ :‬كما نص عليه( أي على قيامه في الخسسرة‬
‫مقام ما ترك منها‪) .‬قوله‪ :‬والصلة أفضسسل إلسسخ( وذلسسك لقسسول الس تعسسالى‪) * :‬وأمسسر‬
‫أهلك بالصلة واصطبر عليها( * الية‪ .‬ولقوله )ص(‪ :‬ما افسسترض الس علسسى العبسساد‬
‫بعد التوحيد شيئا أحب إليه من الصلة‪ .‬ولو كان شئ أحب منها لتعبسسد بسسه ملئكتسسه‪،‬‬
‫فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد‪ .‬ولخسسبر الصسسحيحين‪ :‬أي العمسسال أفضسسل ؟ فقسسال‪:‬‬
‫الصلة لوقتها‪ .‬وقوله عليسسه الصسسلة والسسسلم‪ :‬اسسستقيموا واعلمسسوا أن خيسسر أعمسسالكم‬
‫الصلة‪ .‬ولنها تجمع من القرب ما تفرق في غيرها‪ ،‬من ذكر ال س تعسسالى ورسسسوله‬
‫والقراءة والتسبيح واللبس والستقبال والطهارة والسترة وترك الكل والكلم وغير‬
‫ذلك‪ ،‬مع اختصاصها بالركوع والسجود وغيرهما‪ .‬وقوله‪ :‬عبادات البدن خسرج بهسا‬
‫عبادات القلب‪ ،‬فإنهسسا أفضسسل مسسن الصسسلة‪ ،‬وذلسسك كاليمسسان والمعرفسسة والتفكسسر فسسي‬
‫مصنوعات ال تعالى التي يستدل بها على كمال قدرته‪ ،‬والصبر وهو حبس النفسسس‬
‫على الطاعة ومنعها عن المعصسسية‪ ،‬والتوكسسل وهسسو التفسسويض إلسسى الس فسسي المسور‬
‫كلها‪ ،‬والعراض عما في أيسسدي النسساس‪ ،‬والرضسسا والخسسوف والرجسساء‪ ،‬ومحبسسة الس‬
‫ومحبة رسوله وأهل بيته‪ ،‬والتوبة والتطهر من الرذائل‪ .‬وأفضلها اليمسسان‪ .‬ورأيسست‬
‫في هامش فتح الجسسواد مسسا نصسسه‪ :‬قسسال الفسسارقي‪ :‬وهسسذا ‪ -‬أي قسسوله عبسسادات البسسدن ‪-‬‬
‫احسستراز مسسن عبسسادات المسسال‪ ،‬فإنهسسا أفضسسل مسن عبسسادات البسسدن علسى مسسا وردت بسه‬
‫الخبار‪ ،‬ولن نفعها يتعدى إلى الغير ونفع عبادات البدن قاصر على العابسسد‪ ،‬ونفسسع‬
‫العباد أفضل الطاعات‪ ،‬ولهذا قرن )ص( بين نفع العباد وبين اليمان بسسال‪ ،‬وسسسوى‬
‫بين الشرك بال وبن ظلم العباد فقال عليه السلم‪ :‬ليس بعد اليمان أفضسسل مسسن نفسسع‬
‫العباد‪ ،‬وليس بعد الشرك بال أعظم من ظلم العباد‪ .‬ا‍ه‪ .‬من فوائد المهذب لبن أبسسي‬
‫عصسسرون‪ .‬انتهسسى‪ .‬والظسساهر أن المسسراد بعبسسادات المسسال مسسا يعسسم الصسسدقة الواجبسسة‬
‫كالزكاة‪ ،‬والمستحبة‪ .‬لكن قول الشسسارح التسسي‪ ،‬وقيسسل‪ :‬أفضسسلها الزكسساة‪ .‬يقتضسسي أن‬
‫الزكاة من عبادات البدن‪ ،‬لن أفعل التفضسسيل بعسسض مسسن المضسساف إليسسه‪ .‬ثسسم رأيسست‬
‫القسطلني نسسص علسسى أن الزكسساة مسسن العبسسادات الماليسسة‪ ،‬وعبسسارته فيمسسا كتبسه علسسى‬
‫حديث‪ :‬بني السلم على خمس إلخ‪ :‬ووجسه الحصسر فسي الخمسسة أن العبسادات إمسا‬
‫قولية أو غيرها‪ ،‬الولى‪ :‬الشهادتان‪ .‬والثانية‪ :‬إما تركية أو فعلية‪ ،‬الولسسى‪ :‬الصسسوم‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬إما بدنية أو مالية‪ ،‬الولى الصلة‪ ،‬والثانية الزكاة‪ ،‬أو مركبة منهما‪ .‬وهسسي‬
‫الحج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعلى ما قاله الفسسارقي تكسسون الزكسساة أفضسسل مطلقسسا‪ ،‬فتسسدبر‪ .‬وقسسوله‪ :‬بعسسد‬
‫الشهادتين منه تعلم أن المراد بالعبادات البدنية ما يشمل اللسانية‪ .‬ا‍ه كردي‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ففرضها( أي الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬أفضل الفروض أي من سائر العبادات البدنية‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ونفلها أفضل النوافل( ل يرد حفظ غير الفاتحة من القرآن والشتغال بسسالعلم‪ ،‬حيسسث‬
‫نص الشافعي على أنهمسا أفضسل مسن صسلة التطسوع لنهمسا فسرض كفايسة‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫ويليها( أي الصلة‪ ،‬في الفضيلة‪) .‬قوله‪ :‬على مسسا جسسزم بسسه( أي بسسالترتيب المسسذكور‬
‫بعضهم‪ .‬وقيل أن السسذي يلسسي الصسسلة الزكسساة‪ ،‬ثسسم الصسسوم‪ ،‬ثسسم الحسسج‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل‬
‫أفضلها( أي عبادات البدن وهذا مقابل قوله‪ :‬والصلة أفضل عبادات البدن‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وقيل الصوم( أي أفضلها‪ ،‬لخبر الصحيحن‪ :‬كل عمل ابن آدم له إل الصوم فإنه لي‬
‫وأنا أجزي به‪ .‬وإنما اختص الصوم به سبحانه وتعالى لنه لم يتقرب لحد بسسالجوع‬
‫والعطش إل ل تعالى‪ ،‬ولنه مظنسسة الخلص لخفسسائه‪ ،‬دون سسسائر العبسسادات‪ .‬فإنهسسا‬
‫أعمال ظاهرة يطلع عليها فيكون الرياء أغلسسب فيهسسا‪ .‬وقيسسل إن كسسان بمكسسة فالصسسلة‬
‫أفضل‪ ،‬أو بالمدينة فالصوم أفضل‪) .‬قوله‪ :‬وقيل الحج( أي أفضسسلها‪ ،‬لشسستماله علسسى‬
‫المال والبدن‪ ،‬ولنا دعينا إليه ونحن في الصلب‪ .‬كما أخسسذ علينسسا العهسسد باليمسسان‬
‫حينئذ‪ .‬ولن الحسسج يجمسسع معسساني العبسسادات كلهسسا‪ .‬فمسسن حسسج فكأنمسسا صسسام وصسسلى‬
‫واعتكف وزكى ورابط في سبيل ال وغزا‪ .‬كما قسساله الحليمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل غيسسر‬
‫ذلك( منه ما قاله بعضهم أن الجهاد أفضل‪ ،‬ومنه ما قاله في الحياء‪.‬‬

‫] ‪[ 284‬‬
‫العبادات تختلف أفضليتها باختلف أحوالها وفاعليها‪ ،‬فل يصح إطلق القسسول‬
‫بأفضلية بعضها على بعض‪ ،‬كما ل يصح إطلق القول بأن الخبر أفضل من الماء‪،‬‬
‫فإن ذلك مخصوص بالجائع والمسساء أفضسسل للعطشسسان‪ ،‬فسسإن اجتمعسسا نظسسر للغلسسب‪.‬‬
‫فتصدق الغني الشديد البخل بدرهم أفضل من قيام ليلة وصيام ثلثة أيام لما فيه مسن‬
‫دفع حب الدنيا‪ ،‬والصوم لمن استحوذت عليه شهوته من الكل والشرب أفضل مسسن‬
‫غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والخلف في الكثار إلخ( أي أن الخلف بين كسسون الصسسلة مثل‬
‫أفضسسل أو الصسسوم مثل أفضسسل مفسسروض فيمسسا إذا أراد مثل أن يكسسثر مسسن الصسسوم‬
‫ويقتصر على الكد من الصلة أو العكس‪ .‬فهل الفضسسل الول أو الثسساني ؟‪ .‬فمنهسسم‬
‫من جنح إلى الول‪ ،‬ومنهم من جنح إلى الثاني‪ ،‬وأنت خبير بأن ما ذكسسره ل يظهسسر‬
‫إل بين الصلة والصوم‪ ،‬أما بينهما وبين غيرهما من الزكسساة والحسسج فل يظهسسر‪ ،‬إذ‬
‫الزكاة ليس فيها آكد وغيره حتى يصح أن يقال يكثر من الصلة مثل مع القتصار‬
‫على الكد من الزكاة‪ ،‬أو يكثر مسسن الزكسساة مسسع القتصسسار علسسى الكسسد مسسن الصسسلة‬
‫مثل‪ .‬ومثلها الحج‪ ،‬ويدل عليه اقتصاره على الصوم والصلة في قوله‪ :‬وإل فصوم‬
‫يوم أفضل من ركعتين‪ .‬ثم رأيت عبارة الدميري صريحة فيما قلنسساه‪ ،‬ونصسسها‪ :‬قسسال‬
‫المصنف‪ :‬وليس المراد من قولهم‪ :‬الصلة أفضسسل مسسن الصسسوم‪ ،‬أن صسسلة ركعسستين‬
‫أفضل من صوم أيام أو يوم‪ ،‬فإن صوم يوم أفضل من ركعتين‪ ،‬وإنما معناه أن مسسن‬
‫أمكنه الستكثار من الصوم ومن الصلة وأراد أن يستكثر من أحدهما ويقتصر من‬
‫الخر على المتأكد منه فهذا محل الخلف‪ ،‬والصسسحيح تفضسسيل جنسسس الصسسلة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثلها عبارة شرح الروض فانظرها‪ .‬نعم‪ ،‬يتجه أن يقال بالنسبة للنسك لسسو أراد أن‬
‫يصرف الزمن الذي يريد أن يشتغل فيه بالنسك تطوعا في الصلة أو الصوم‪ ،‬فهسسل‬
‫الفضل ذلك أو الفضل اشتغاله بالنسسسك مسسع اقتصسساره علسى الكسسد مسسن الصسسلة أو‬
‫الصوم ؟‪ .‬فعلى أنهما أفضل منه كان الشتغال بهما أفضل‪ ،‬وعلى أنه أفضل منهما‬
‫كان الشتغال به أفضل‪ .‬بقي ما إذا تساوى الصوم والصلة في الكثرة فمقتضى مسسا‬
‫تقدم أن هذه الصورة ليست محل الخلف وأن الصلة أفضسسل مسسن الصسسوم‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫مع القتصار على الكد قال سم‪ :‬ومنه الرواتب غير المؤكدة‪ ،‬ومن ثم عسسبر بالكسسد‬
‫دون المؤكد‪ ،‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإل فصوم إلخ( أي وإن لم يكن الخلف مفروضا‬
‫في الكثار من أحدهما مع القتصار على الكد من الخر‪ ،‬بأن جعسسل بيسسن الصسسلة‬
‫من حيث هي والصوم من حيث هو فل يصسسح‪ ،‬لن صسسوم يسسوم أفضسسل مسسن صسسلة‬
‫ركعسستين بل شسسك‪) .‬قسسوله‪ :‬وصسسلة النفسسل قسسسمان( أي ذات قسسسمين‪ ،‬وإل لسسم يصسسح‬
‫الخبار‪) .‬قوله‪ :‬قسم ل تسن له جماعة( أي دائما وأبسدا بسأن لسم تسسن لسه أصسل‪ ،‬أو‬
‫تسن في بعض الوقات كالوتر في رمضان‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ولو صسسلى جماعسسة لسسم‬
‫يكره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقل ع ش عسسن سسسم أنسسه يثسساب عليهسسا‪ .‬وقسسال ح ل‪ :‬ل يثسساب عليهسسا‪ .‬قسسال‬
‫البجيرمي‪ :‬واعتمد شسسيخنا ح ف كلم ح ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسالرواتب( تمثيسسل للسسذي ل‬
‫تسسسن فيسسه جماعسسة‪ ،‬أي وكسسالوتر وصسسلة الضسسحى وتحيسسة المسسسجد‪ .‬وقسسوله‪ :‬التابعسسة‬
‫للفرائض أي في المشروعية‪ ،‬فيشمل القبليسسة والبعديسسة‪ ،‬فهسسي تابعسسة لهسسا فسسي الطلسسب‬
‫حضرا وسفرا‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الرواتب‪) .‬قوله‪ :‬آنفسا( بمسد الهمسزة بمعنسسى الزمسن‬
‫الذي يقرب منك‪ .‬سواء كان سابقا أو لحقا‪ ،‬كما نص عليه ش ق فسسي بسساب الغسسسل‪،‬‬
‫وعبارته‪ :‬وآنفا بمد الهمزة بمعنى قريبا‪ ،‬وتطلق على السابق واللحق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبسسارة‬
‫القاموس‪ :‬وقال‪ :‬آنفا كصاحب وكتف‪ ،‬وقرئ بهما‪ ،‬أي مذ ساعة‪ ،‬أي في أول وقسست‬
‫يقرب منها‪ .‬انتهت‪ .‬وقوله في أول وقت يقرب منها سواء كان ماضسسيا أو مسسستقبل‪،‬‬
‫فل ينافي ما مر‪) .‬قوله‪ :‬الثابتة في السنن( أي سنن أبي داود والنسسسائي وابسسن ماجسسة‬
‫والترمذي‪ ،‬وقد نظمهم بعضهم في قوله‪ :‬أعني أبا داود ثم الترمذي * * كذا النسائي‬
‫وابن ماجة فاحتذي )قوله‪ :‬أربسسع ركعسسات قبسسل عصسسر( أي لخسسبر‪ :‬رحسسم الس امسسرءا‬
‫صلى قبل العصر أربعا وله جمعها بإحرام واحد‪ ،‬وسلم كذلك بتشسسهد أو تشسسهدين‪.‬‬
‫وفصلها بإحرامين وسلمين‪ ،‬وهو الفضل‪) .‬قسسوله‪ :‬وأربسسع قبسسل ظهسسر إلسسخ( وذلسسك‬
‫لخبر‪:‬‬

‫] ‪[ 285‬‬
‫من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعسدها حرمسه الس علسسى النسار‪.‬‬
‫رواه الترمذي وصححه‪ ،‬وله هنا أيضا ما مر من جمعها بسلم واحد وفصسلها‪ ،‬ول‬
‫بد هنا من نية القبلية والبعدية‪ ،‬ككل صلة لها قبلية وبعديسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وركعتسسان بعسسد‬
‫مغرب( أي لخبر‪ :‬من صلى بعد المغرب ركعسستين قبسسل أن يتكلسسم كتبتسسا فسسي علييسسن‪.‬‬
‫ويسن أن يقرأ فيهمسسا بسسورتي الكسافرون والخلص‪) .‬قسوله‪ :‬ونسسدب وصسلهما( أي‬
‫ركعتي المغرب به لضيق وقته‪ ،‬ولخبر‪ :‬عجلوا الركعتين بعسسد المغسسرب لترفعسسا مسسع‬
‫العمسسل‪ .‬ونسسدب تطويلهمسسا حسستى ينصسسرف أهسسل المسسسجد‪ ،‬ومحسسل نسسدب الكسسافرون‬
‫والخلص فيهما حيث لسسم يسسرد تطويلهمسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬ول يفسسوت فضسسيلة الوصسسل( أي‬
‫وصل ركعتي المغرب به‪ .‬وقسسوله‪ :‬بإتيسسانه متعلسسق بيفسسوت‪ ،‬والمصسسدر مضسساف إلسسى‬
‫فاعله‪ .‬وقوله‪ :‬قبلهما أي الركعتين‪ .‬وقوله‪ :‬السسذكر المسسأثور مفعسسول المصسسدر‪ .‬وتقسسدم‬
‫في أواخر صفة الصلة عن سم أن الفضل تقديم السسذكر والسسدعاء علسسى الراتبسسة فل‬
‫تغفل‪ .‬وقوله‪ :‬بعد المكتوبة متعلق بالمأثور‪) .‬قوله‪ :‬بعد عشاء ركعتسان خفيفتسان( أي‬
‫لما رواه الشيخان عن محمد بن المنكدر قال‪ :‬صليت مع النسسبي )ص( ركعسستين بعسسد‬
‫العشاء‪) .‬قوله‪ :‬وقبلهما( أي قبل المغرب وقبل العشاء‪ ،‬وذلسسك لحسسديث عبسسد ال س بسسن‬
‫مغفل رضي ال عنه أن النبي )ص( قال‪ :‬بيسسن كسسل أذانيسسن صسسلة‪ ،‬بيسسن كسسل أذانيسسن‬
‫صلة‪ ،‬بين كسسل أذانيسسن صسسلة‪ .‬قسسال فسسي الثالثسسة‪ :‬لمسسن شسساء رواه البخسساري ومسسسلم‪.‬‬
‫والمراد بالذانين الذان والقامة‪ ،‬باتفسساق العلمسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬إن لسسم يشسستغل بهمسسا( أي‬
‫بالركعتين قبلهما‪ .‬وهذا تقييد لكونه يصليهما قبلهما‪ .‬أي محل كونه يصلي الركعتين‬
‫قبل المغرب وقبل العشاء إن لم يكن إذا صلهما يشسستغل بهمسسا عسسن إجابسسة المسسؤذن‪،‬‬
‫فإن كان يشتغل بهما عنها لو صلهما أجاب المؤذن ثم بعد الفسسراغ مسسن الجابسسة إن‬
‫كان هناك زمن يسعهما فعلهما قبل الصلة‪ ،‬وإل أخرهما عنها‪ .‬فقوله‪ :‬فإن كان إلخ‬
‫مفرع على مفهوم النفي قبله‪ ،‬وهو أنه إن اشتغل بهما تركهما وأجاب المسؤذن‪ ،‬فسسإن‬
‫كان بين إلخ‪) .‬قوله‪ :‬روكعتان قبل صبح( أي لخسسبر مسسلم‪ :‬ركعتسا الفجسر خيسسر مسن‬
‫الدنيا وما فيهسسا‪ .‬ولخسسبر السسبيهقي‪ :‬ل يحسسافظ علسسى ركعسستي الفجسسر إل أواب قسسال فسسي‬
‫النهاية‪ :‬وله في النية كيفيات سنة الصبح سنة الفجر سنة البرد سنة الوسطى ‪ -‬على‬
‫القول بأنها الوسطى ‪ -‬سنة الغداة‪ .‬وله أن يحذف لفظ السنة ويضيف فيقول‪ :‬ركعتي‬
‫الصبح وركعتي الفجر وركعتي البرد وركعتي الوسسسطى وركعسستي الغسسداة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسسال‬
‫بعضهم‪ :‬معناه أن الناس عنسسد قيسسامهم مسسن نسسومهم يبتسسدرون إلسسى معاشسسهم وكسسسبهم‪،‬‬
‫فأعلمهم أنها خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬فضل عما عساه يحصسسل لكسسم‪ ،‬فل تتركوهمسسا‬
‫وتشغلوا به‪) .‬قوله‪ :‬ويسن تخفيفهما( أي لما رواه ابن السني عسسن والسسد أبسسي المليسسح‪:‬‬
‫أن رسول ال )ص( صلى ركعتين خفيفتين‪ ،‬ثم سمعته يقول وهو جالس‪ :‬اللهم رب‬
‫جبريل وإسرافيل وميكائيل ومحمد النبي )ص( أعوذ بسسك مسسن النسسار‪ .‬ثلث مسسرات‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقراءة الكافرون والخلص فيهما( أي السورة الولسسى فسسي الركعسسة الولسسى‬
‫والثانية في الثانية‪) .‬قوله‪ :‬لخبر مسلم وغيره( من الغير ما رواه البيهقي عن عائشة‬
‫رضي ال عنها‪ :‬نعم السورتان همسسا تقسسرآن فسسي الركعسستين قبسسل الفجسسر‪ ،‬قسسل يسسا أيهسسا‬
‫الكسسافرون‪ ،‬وقسسل هسسو الس أحسسد‪) .‬قسسوله‪ :‬وورد أيضسسا فيهمسسا( أي فسسي الركعسستين قبسسل‬
‫الصبح‪ ،‬وورد أيضا فيهما آية البقرة وهي قوله تعالى‪) * :‬قولوا آمنا بال وما أنسسزل‬
‫إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والسباط وما أوتي موسسسى‬
‫وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ل نفرق بين أحد منهسسم ونحسسن لسسه مسسسلمون( *‪.‬‬
‫وآية آل عمران‪ ،‬وهي قوله تعالى‪) * :‬قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننسا‬
‫وبينكم أل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا ول يتخذ بعضنا أربابسسا مسسن دون الس فسسإن‬
‫تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون( * )قوله‪ :‬وأن مسن داوم علسسى قراءتهمسا( أي‪ :‬ألسسم‬
‫نشرح وألم تر‪ .‬وقوله فيهما‪ :‬أي في‬

‫] ‪[ 286‬‬
‫الركعتين وقوله‪ :‬زالت عنه علة البواسير وقيل‪ :‬إن من دوام عليهمسسا فيهمسسا ل‬
‫يرى شرا ذلك اليوم أصل‪ .‬ولذا قيل‪ :‬من صلهما بألم وألم لم يصبه في ذلسسك اليسسوم‬
‫ألم‪ .‬وقال الغزالي في كتاب وسائل الحاجات‪ :‬بلغنا عسن غيسسر واحسد مسن الصسسالحين‬
‫من أرباب القلوب‪ .‬أن من قرأ في ركعتي الفجر ألم نشرح لك وألم تر قصرت عنه‬
‫يد كل عدو‪ ،‬ولم يجعل لهم عليه سبيل‪ .‬وهذا صسسحيح مجسسرب بل شسسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فيسن الجمع فيهما( أي في ركعتي الصسسبح‪ .‬وقسوله‪ :‬بينهسن أي بيسن السسور الربسسع‪.‬‬
‫وذلسسك بسسأن يقسسرأ فسسي الركعسسة الولسسى ألسسم نشسسرح والكسسافرون‪ ،‬وفسسي الثانيسسة ألسسم تسسر‬
‫والخلص‪ .‬ويزيد عليهن أيضا اليتين المتقدمتين‪ ،‬فيقدم آية البقرة على ألم نشسسرح‬
‫في الولى وآية آل عمران على ألم تر في الثانيسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬ليتحقسسق التيسسان بسالوارد‬
‫أي ليحصل العمل بالوارد كله‪) .‬قوله‪ :‬أخذا مما قاله النووي( يعني أن سسسنية الجمسسع‬
‫بين السور فيهما مأخوذة ‪ -‬أي مقيسة ‪ -‬على ما قاله النووي في‪ :‬إني ظلمسست نفسسسي‬
‫ظلما كثيرا كبيرا‪ .‬وحاصله أنه ورد ظلما كسسثيرا بالثسساء المثلثسسة‪ ،‬وورد ظلمسسا كسسبيرا‬
‫بالباء الموحدة‪ .‬فقال النووي رضي ال عنه‪ :‬يسن الجمسسع بينهمسسا ليتحقسسق السسوارد‪- ،‬‬
‫أي كله ‪ -‬فكذلك هنا يسن الجمع بين السور ليتحقق السسوارد كلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسم يكسسن(‬
‫عطف على فيسن‪ .‬وقوله‪ :‬بذلك أي الجمع‪ .‬وهذا جواب عن سؤال وارد على سسسنية‬
‫الجمع‪ ،‬وحاصله‪ :‬كيف يسن الجمسسع مسسع أن تخفيفهمسسا سسسنة ؟ وحاصسسل الجسسواب أن‬
‫المراد بتخفيفهما عدم تطويلهما على الوارد‪ ،‬فبالتيان بسسالوارد ل يكسون مطسول بسسل‬
‫مخففا لهما‪) .‬قوله‪ :‬ويندب الضطجاع( وذلك لقوله )ص(‪ :‬إذا صلى أحدكم ركعتي‬
‫الفجر فليضطجع على يمينه‪ .‬رواه أبو داود والترمسذي بأسسانيد صسحيحة‪ .‬ويحصسل‬
‫بأي كيفية كان‪ ،‬والولسى كسونه علسى الهيئة السستي يكسون عليهسا فسسي القسبر‪ .‬قسسال فسسي‬
‫النهاية‪ :‬ولعل من حكمته أنسه يتسذكر بسذلك ضسجعة القسبر حستى يسستفرغ وسسعه فسي‬
‫العمال الصالحة يتهيأ لذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بينهمسسا أي بيسسن الركعسستين وبيسسن الفسسرض‪.‬‬
‫ويسن أن يقول في اضطجاعه‪ :‬اللهم رب جبريل وميكائيل وإسسسرافيل محمسسد )ص(‬
‫أجرني من النار‪ ،‬ثلثا‪ .‬وفي رسالة الصدق والتحقيق لمن أراد أن يسير بسير أهسسل‬
‫الطريق‪ ،‬للشسسيخ أحمسسد الجنيسسدي‪ ،‬مسسا نصسسه‪ :‬وأن يقسسول فسسي اضسسطجاعه‪ :‬اللهسسم رب‬
‫جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيسسل وحملسسة العسسرش ومحمسسد )ص( أجرنسسي مسسن‬
‫النار‪ .‬ويقول‪ :‬اللهم أجرني من النار سبعا‪ ،‬اللهم أدخلني الجنة سبعا‪ .‬ويقول‪ :‬الموت‬
‫الموت‪ ،‬اللهم كما حكمت علسسي بسسالموت أن تكفينسسي شسسر سسسكرات المسسوت‪ .‬ويسسسكت‬
‫سكتة لطيفسسة يتسسذكر فيهسسا أنسسه فسسي القسسبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظسساهر مسسا ذكسسر أنسسه يقسسول ذلسسك بعسسد‬
‫الضطجاع‪ ،‬لكن الذي في الحصن الحصين وغيره كالذكار أنسسه يقسسول‪ :‬اللهسسم رب‬
‫جبريل إلخ‪ ،‬وهو جالس‪ ،‬ثم يضطجع على شقه اليمن‪ .‬ويؤيد ما فيه الحديث المسسار‬
‫عن ابن السني‪) .‬فائدة( لتثبيت اليمان مجربة عن كثير من العسسارفين بسسإعلم النسسبي‬
‫)ص( وأمره بذلك في المنام بين سنة الصبح والفريضة‪ :‬يا حسسي يسسا قيسسوم ل إلسسه إل‬
‫أنت‪ ،‬أربعين مرة‪ .‬وعن الترمذي الحكيم قال‪ :‬رأيت ال في المنام مرارا فقلسست لسسه‪:‬‬
‫يا رب إني أخاف زوال اليمان‪ .‬فأمرني بهذا السسدعاء بيسسن سسسنة الصسسبح والفريضسسة‬
‫إحدى وأربعين مرة‪ .‬وهو هذا‪ :‬يا حسي يسا قيسوم يسا بسديع السسموات والرض‪ ،‬يسا ذا‬
‫الجلل والكرام‪ ،‬يا ال ل إله إل أنت‪ ،‬أسألك أن تحيي قلبي بنور معرفتسسك‪ ،‬يسسا الس‬
‫يا ال يا ال‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪) .‬فائدة أخرى( وردت عن النبي )ص( في أحسساديث‬
‫صحيحة كثيرة‪ ،‬أمر بها بعض أصحابه لتوسعة الرزق‪ ،‬قال بعض العارفين‪ :‬وهسسي‬
‫مجربة لبسط الرزق الظاهر والباطن‪ ،‬وهي هذه‪ :‬ل إله إل ال الملك الحق المسسبين‪،‬‬
‫كل يوم مائة مرة‪ .‬سبحان ال وبحمده‪ ،‬سسسبحان الس العظيسسم‪ ،‬أسسستغفر السس‪ ،‬كسسل يسسوم‬
‫مائة مرة‪ .‬واستحسن كثير من الشياخ أن تكون بين سنة‬

‫] ‪[ 287‬‬
‫الصبح والفريضة‪ ،‬فإن فاتت في ذلك فبعد صلة الصبح وقبل طلوع الشمس‪،‬‬
‫فإن فاتت في ذلك فعند الزوال‪ .‬فل ينبغي للعبد أن يخلي يومه عنها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬إن‬
‫لم يؤخرهما عنه( ظاهر صنيعه أنه قيد لنسسدب الضسسطجاع‪ ،‬أي ينسسدب الضسسطجاع‬
‫بين السنة وبين الفرض إن لم يؤخرها عنه‪ ،‬فيفيد أنه إذا أخر السنة عن الفسسرض ل‬
‫يندب الضطجاع‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل يندب الضطجاع مطلقا‪ ،‬قدمها عليه أو أخرهسسا‬
‫عنه‪ .‬كما صرح بذلك في التحفة والنهاية‪ ،‬وعبارتهما بعد ذكرهما سنية الضطجاع‬
‫بينهما وبين الفرض‪ :‬ويأتي هذا في المقضية‪ ،‬وفيما لو أخر سنة الصبح عنها‪ ،‬كمسسا‬
‫هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن جعله قيدا لكون الضطجاع بينهما وبيسسن الفسسرض‪ ،‬أي محسسل‬
‫كونه يكون كذلك إن لم يؤخرهما عنه‪ ،‬فإن أخرهما اضطجع بعد أن يصسسليهما معسسا‬
‫ل بينهما‪ .‬وعبارة ش ق صسسريحة فيسسه‪ ،‬ونصسسها‪ :‬قسسوله‪ :‬بينهمسسا‪ .‬محسسل ذلسسك إذا قسسدم‬
‫السنة على الفرض‪ ،‬فإن أخرها اضطجع بعد أن يصليهما معسسا‪ ،‬ل بينهمسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكسسن‬
‫استظهر ع ش أنه إذا أخر السنة يضطجع بينها وبين الفرض ل بعد السسسنة‪ ،‬ونسسص‬
‫عبارته‪ :‬قوله‪ :‬ويأتي‪ ،‬إلخ‪ .‬قضيته أنه إذا أخر سنة الصبح ندب له الضطجاع بعسسد‬
‫السنة‪ ،‬ل بين الفرض وبينها‪ .‬والظاهر خلفه‪ ،‬لن الغرض من الضطجاع الفصل‬
‫بين الصلتين‪ ،‬كما يشعر به قوله‪ ،‬فإن لم يرد ذلك فصل بينهما إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعلسسى مسسا‬
‫ذكره ع ش‪ :‬لو لم يذكر الشارح القيد المذكور لشملت عبسسارته الصسسورة المسسذكورة‪،‬‬
‫وذلك لن كونه بينهما وبين الفرض صادق بتقديم السسسنة علسسى الفسسرض وبتأخيرهسسا‬
‫عنه‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬ولو غير متهجد( غايسسة فسسي نسسدب الضسسطجاع‪) .‬قسسوله‪ :‬والولسسى‬
‫كونه( أي الضطجاع‪ .‬وقوله‪ :‬على الشق اليمن أي كهيئته السستي يكسسون عليهسسا فسسي‬
‫القبر‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يرد ذلك( أي الضطجاع‪ ،‬وهو مقابسسل لمحسسذوف‪ ،‬أي‬
‫ويندب الضطجاع إن أراده‪ ،‬فإن لم يرده إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬فصل بنحو كلم قسسال ع ش‪:‬‬
‫ظاهره ولو من الذكر أو القرآن‪ ،‬لن المقصود منه تمييسز الصسلة الستي فسرغ منهسا‬
‫من الصلة التي شرع فيهسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أو تحسسول( بصسسيغة الماضسسي عطسسف علسسى‬
‫فصسسل‪ .‬ويحتمسسل قراءتسسه بصسسيغة المصسسدر عطسسف علسسى بنحسسو كلم‪ ،‬أي أو فصسسل‬
‫بتحول ‪ -‬أي انتقال ‪ -‬من المكان الذي صلى فيه السنة إلى مكان آخر‪) .‬قوله‪ :‬يجوز‬
‫تأخير الرواتب القبلية عسن الفسسرض( وعليسسه يجسسوز عنسسد م ر أن يجمسسع بينهسسا وبيسن‬
‫البعدية بسلم واحد‪ .‬ونظر فيه فسسي التحفسسة‪ ،‬ونصسسها‪ :‬وبحسسث بعضسسهم أنسسه لسسو أخسسر‬
‫القبلية إلى ما بعد الفرض جاز له جمعها مع البعدية بسلم واحسسد‪ .‬فيسسه نظسسر ظسساهر‬
‫لختلف النية‪ .‬ا‍ه بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وتكون أداء( أي لن وقتها يدخل بدخول وقسست‬
‫الفرض ويمتد بامتداده‪ ،‬فمتى فعلها فيه فهي أداء‪ ،‬سواء فعلها قبله أو بعسسده‪ .‬بخلف‬
‫الرواتب البعدية ولو وتسسرا‪ ،‬فسسإن وقتهسسا إنمسسا يسسدخل بفعسسل الفسسرض‪ ،‬وقسسد أشسسار ابسسن‬
‫رسلن في زبده إلى هذه المسألة والتي بعدها بقوله‪ :‬وجاز تأخير مقدم أدا * * ولسسم‬
‫يجز لما يؤخر ابتدا ويخرج النوعان جمعا بانقضا * * ما وقت الشرع لما قد فرضا‬
‫)قوله‪ :‬وقد تسسسن( أي تسسأخير الرواتسسب القبليسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسأن حضسسر( أي إلسسى محسسل‬
‫الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬بحيث لسسو إلسسخ( تصسسوير لقسسرب القامسسة‪ .‬أي قربسست قربسسا مصسسورا‬
‫بحيث لو اشتغل بالسنة لفاته تحرم المام‪) .‬قوله‪ :‬فيكسسره الشسسروع( أي عنسسد القامسسة‬
‫أو قربهسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬فيهسسا أي فسسي الرواتسسب القبليسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬ل تقسسديم البعديسسة عليسسه(‬
‫معطسسوف علسسى تسسأخير الرواتسسب‪ ،‬أي ل يجسسوز تقسسديمها علسسى الفسسرض‪ ،‬وذلسسك لن‬
‫صحتها مشروطة بفعل الفرض‪ ،‬ولو قضاء ولسسو تقسسديما فيمسسن يجمسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬لعسسدم‬
‫دخول وقتها( أي لنه إنما يدخل بفعل الفرض‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بعد خروج السسوقت( أي‬
‫وكذلك ل يجوز تقديم البعدية‬

‫] ‪[ 288‬‬
‫عليه إذا خرج وقته وأراد أن يقضيه فيجب فعلها بعد قضائه لما علمسست‪ .‬ولسسذا‬
‫يلغز فيقال‪ :‬لنا صلة خرج وقتها ولم يدخل‪ ،‬وهي الراتبة المتأخرة إذا خسسرج وقسست‬
‫الفرض‪) .‬قوله‪ :‬والمؤكد من الرواتب عشسسر( أي بنسساء علسسى عسسدم عسسد السسوتر منهسسا‪،‬‬
‫نظرا إلى أنه ل يصح أن ينوي فيه سنة العشاء‪ .‬وعده في المنهج منهسسا‪ ،‬نظسسرا إلسسى‬
‫توقف فعله على فعلها‪ .‬وعليه فتزيد الرواتب المؤكدة علسسى عشسسر‪ .‬وخسسرج بالمؤكسسد‬
‫منها غيره‪ ،‬هو اثنا عشرة ركعة‪ :‬ركعتان قبل الظهر‪ ،‬وركعتسسان بعسسده‪ ،‬وأربسسع قبسسل‬
‫العصر‪ ،‬وركعتان قبل المغرب‪ ،‬وركعتان قبل العشاء‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي المؤكد مسسن‬
‫الرواتب‪) .‬قوله‪ :‬وظهر( بالجر عطف على صبح‪ .‬أي وقبل ظهسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وبعسسده(‬
‫أي وركعتان بعد ظهسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وبعسسد مغسسرب( أي وركعتسسان بعسسد مغسسرب‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وعشاء أي وبعد عشاء‪) .‬قوله‪ :‬ويسن وتر( بكسر الواو وفتحها‪) .‬قوله‪ :‬أي صلته(‬
‫أشار به إلى مضاف محذوف‪ ،‬ول حاجة إليه لنه أشهر الوتر في الصسسلة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫بعد العشاء أي وقبل طلوع الفجر‪ ،‬كما سيصرح به فسسي بيسسان وقتسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬لخسسبر‪:‬‬
‫الوتر حق على كل مسلم(‪ .‬دليل لسنية الوتر‪ .‬وتمام الخبر المسسذكور‪ :‬فمسسن أحسسب أن‬
‫يسوتر بخمسسس فليفعسل‪ ،‬أو بثلث فليفعسل‪ ،‬أو بواحسسدة فليفعسل‪ .‬رواه أبسو داود بإسسسناد‬
‫صحيح‪ .‬وصححه الحاكم‪ ،‬وهو واجب عند أبي حنيفة رضي ال س عنسسه‪ .‬والصسسارف‬
‫عسسن وجسسوبه عنسسدنا قسسوله تعسسالى‪) * :‬والصسسلة الوسسسطى( * إذ لسسو وجسسب لسسم يكسسن‬
‫للصلوات وسطى‪ .‬وقوله )ص( لمعاذ لما بعثه إلى اليمن‪ :‬فسسأعلمهم أن ال س افسسترض‬
‫عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي السسوتر‪ ،‬أفضسسل‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫للخلف في وجوبه أي وللخبر السابق وغيره من الخبار‪ ،‬كخبر‪ :‬أوتسسروا فسسإن ال س‬
‫وتر يحب الوتر‪) .‬قوله‪ :‬وأقله ركعسسة( أي لخسسبر مسسسلم مسن حسسديث ابسن عمسسر وابسسن‬
‫عباس‪ :‬الوتر ركعة من آخر الليل‪ .‬وفي الكفاية عسسن أبسسي الطيسسب أنسسه يكسسره التيسسان‬
‫بركعة‪ ،‬وفيه وقفة إذ ل نهي‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني‪ .‬وفسسي الشسسرقاوي‪ :‬القتصسسار عليهسسا خلف‬
‫الولى‪ ،‬والمداومة عليها مكروهة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يتقدمها نفل( الغاية للرد علسسى‬
‫من يشترط لجواز اليتار بركعة سبق نفل بعد العشاء‪ ،‬وإن لم يكن من سننها‪ ،‬لتقسسع‬
‫هي موترة لذلك النفل‪ .‬والقائل بالول يرده بسسأنه يكفسسي كونهسسا وتسسرا فسسي نفسسسها‪ ،‬أو‬
‫موترة لما قبلها‪ ،‬ولو فرضا‪ .‬كما فسسي التحفسسة والنهايسسة‪ .‬وقسسوله‪ :‬مسسن سسسنة إلسسخ بيسسان‬
‫للنفل‪) .‬قوله‪ :‬وأدنى الكمال إلخ( أي أن الكمال في الوتر لسسه مراتسسب‪ ،‬وأدناهسسا ثلث‬
‫ثم خمس ثم سبع ثم تسع‪ .‬فكل مرتبة أعلى من الستي قبلهسسا وأدنسسى مسن الستي بعسسدها‪.‬‬
‫والصل في ذلك خسسبر‪ :‬أوتسسروا بخمسسس أو سسسبع أو تسسسع أو إحسسدى عشسسرة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأكثره إحدى عشرة( للخسسبر المتفسسق عليسسه عسسن عائشسسة رضسسي الس عنهسسا‪ :‬مسسا كسسان‬
‫رسول ال )ص( يزيد في رمضان ول في غيره على إحدى عشسسرة ركعسسة‪ .‬وقيسسل‪:‬‬
‫أكثره ثلث عشرة‪ ،‬للخبر الصحيح عن أم سلمة رضسسي الس عنهسسا‪ :‬أنسسه )ص( كسسان‬
‫يوتر بثلث عشرة‪ .‬لكسسن حمسسل علسسى أنهسسا حسسسبت سسسنة العشسساء‪) .‬قسسوله‪ :‬فل يجسسوز‬
‫الزيادة إلخ( فلو زاد على الحدى عشرة بنية الوتر لم يصح الكل فسسي الوصسسل‪ ،‬ول‬
‫الحرام الخير في الفصل إن علم وتعمد وإل صحت نفل مطلقا‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإنما يفعل الوتر أوتارا( أي ثلثا فخمسا فسبعا فتسعا فإحدى عشرة‪ .‬ول حاجة إلى‬
‫ذكر الشارح هذا لنه قد علم من قوله‪ :‬وأقله ركعة‪ .‬وقوله‪ :‬قال فسسي المجمسسوع إلسسخ‪.‬‬
‫ولعله سرى له من عبارة الرشاد وشرحه‪ ،‬ونصهما‪ :‬فسسوتر مسسن ركعسسة إلسسى إحسسدى‬
‫عشرة‪ .‬وإنما يفعل أوتارا ثلثا‪ ،‬وهي أدنى الكمال‪ ،‬فخمسا فسبعا فتسعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ولم ينو عددا( أي بأن قال‪ :‬نويت الوتر‪ ،‬وأطلق‪) .‬قوله‪ :‬صح( أي إحرامسسه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫واقتصر على ما شاء منه( أي من الوتر‪ .‬أي فإن شاء أن يقتصسسر علسسى واحسسدة فلسسه‬
‫ذلك‪ ،‬وإن شاء أن يقتصسسر علسسى ثلث فلسسه ذلسسك‪ ،‬وهكسسذا‪ .‬وقسسال سسسم‪ :‬السسذي اعتمسسده‬
‫شيخنا الشهاب الرملي أن إحرامه ينحط على ثلث‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬إلحسساقه( أي السسوتر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من أن له( أي للموتر‪) .‬قوله‪ :‬توهمه( الجملة خبر كأن‪) .‬وقوله‪ :‬من‬

‫] ‪[ 289‬‬
‫ذلك( أي من قولهم‪ :‬لو أحرم بالوتر ولم ينو عددا‪ ،‬له أن يقتصر على ما شاء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وهو غلط أي التوهم المذكور غلط صريح‪ ،‬لن الصورة السسسابقة مفروضسسة‬
‫فيما إذا لم ينو عددا‪ ،‬وصورة البعسسض فرضسسها فيمسسا إذا نسسوى عسسددا‪ ،‬وبينهمسسا بسسون‬
‫كبير‪) .‬قوله‪ :‬وقوله( أي هذا البعض‪ .‬وهو مبتدأ خبره وهم‪ .‬وهو بفتح الهاء مصدر‬
‫وهم‪ ،‬كغلط وزنا ومعنى‪ .‬وأمسسا السسوهم بإسسسكان الهسساء‪ ،‬فمصسسدر وهمسست فسسي الشسسئ‪،‬‬
‫بالفتح‪ ،‬من باب وعد‪ ،‬إذا سبق إلسسى قلبسسك وأنسست تريسسد غيسسره‪ .‬أفسساده فسسي المصسسباح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما يؤخذ منه ذلك( أي أنه إذا نوى عددا له أن يزيد وينقص‪) .‬قوله‪ :‬ويجسسري‬
‫ذلك إلخ( اسم الشارة يعود على عدم جواز الزيسسادة والنقسسص فيمسسا إذا نسسوى عسسددا‪.‬‬
‫المفهوم من الحكم على ما بحثه بعضهم في الوتر من إلحسساقه بالنفسسل المطلسسق‪ ،‬وأنسسه‬
‫إذا نوى عددا فله أن يزيد أو ينقص عنه بأنه غلط صسسريح والحاصسسل أنسسه إذا نسسوى‬
‫عددا في الوتر فليس له أن يزيد عنه أو ينقص‪ ،‬ومثلسسه مسسا إذا نسسوى عسسددا فسسي سسسنة‬
‫الظهر بأن قال‪ :‬نويت سنة الظهر الربع‪ ،‬فليس له أن ينقص عنه‪ .‬ويقاس عليسسه مسسا‬
‫إذا نوى ركعتين فليس له أن يزيد عليهما‪ .‬وفي حواشي التحفة للسيد عمر البصري‬
‫ما نصه‪ :‬وهل له أن ينوي بغير عدد ثم يفعل ركعتين أو أربعا ؟ مقتضى ما مر في‬
‫الوتر‪ .‬نعم‪ ،‬وليس ببعيد‪ .‬وال أعلم‪ .‬ثم رأيت المحشي قسسال‪ :‬فسسرع‪ :‬يجسسوز أن يطلسسق‬
‫فسسي سسسنة الظهسسر المتقدمسسة مثل‪ ،‬ويتخيسسر بيسسن ركعسستين أو أربسسع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬بنيسسة‬
‫الوصل ل فائدة فيسسه بعسسد قسسوله‪ :‬أحسسرم بسسسنة الظهسسر الربسسع‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن نسسواه( أي‬
‫الفصل قبل النقص‪ ،‬أي قبل أن يسلم بالفعل‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لمن وهم فيه( أي فيما إذا‬
‫أحرم بسنة الظهر الربع فقال أنه يجوز السلم مسسن ركعسستين‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسوز لمسسن‬
‫زاد( أي في الوتر‪) .‬قوله‪ :‬الفصل بين كل ركعتين( قال سم‪ :‬هذا هو الفضسسل‪ ،‬ولسسو‬
‫صلى كل أربع بتسليم واحد‪ ،‬أو ستا بتسليم واحد‪ ،‬جاز‪ .‬كما اعتمده شسسيخنا الشسسهاب‬
‫الرملي خلفا لبعض المتأخرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهسسو( أي الفصسسل‪ .‬وقسسوله‪ :‬أفضسسل مسسن‬
‫الوصل أي إذا استوى العددان‪ ،‬وإل فالحدى عشرة مثل وصسسل أفضسسل مسسن ثلث‬
‫مثل فصل‪ .‬وقد يكون الوصل أفضل مع التساوي فيما إذا لسم يسسع السسوقت إل ثلثسا‬
‫موصولة فهي أفضل من ثلث مفصولة‪ ،‬لن في صحة قضاء النوافل خلفا‪ .‬وإنما‬
‫كان الفصل أفضل لن أحاديثه أكثر‪ ،‬كما في المجموع‪ .‬منهسسا الخسسبر المتفسسق عليسسه‪:‬‬
‫كان )ص( يصلي فيما بين أن يفسسرغ مسسن صسسلة العشسساء إلسسى الفجسسر إحسسدى عشسسرة‬
‫ركعة‪ ،‬يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة‪ .‬ولنه أكثر عمل‪ ،‬والمسانع لسه المسوجب‬
‫للوصل مخالف للسنة الصحيحة فل يراعي خلفسسه‪ .‬ومسسن ثسم كسره بعسض أصسسحابنا‬
‫الوصل‪ ،‬وقال غير واحد منهم أنه مفسد للصلة للنهي الصسسحيح عسسن تشسسبيه صسسلة‬
‫الوتر بالمغرب‪ ،‬وحينئذ فل يمكن وقوع الوتر متفقا علسسى صسسحته أصسسل‪ .‬ا‍ه تحفسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بتشهد( أي في الخيرة‪ .‬وقدمه على مسسا بعسسده لنسسه أفضسسل منسسه لمسسا فيسسه مسسن‬
‫التشبيه بالمغرب‪ .‬وقوله‪ :‬أو بتشهدين في الركعتين الخيرتين‪ .‬أي على هيئة صسسلة‬
‫المغرب‪) .‬قوله‪ :‬ول يجوز الوصل بأكثر من تشسسهدين( أي لعسسدم وروده‪ .‬وكسسذلك ل‬
‫يجوز فعل أولهما قبل الخيرتين‪) .‬قوله‪ :‬والوصل خلف الولسسى فيمسسا عسسدا الثلث‬
‫إلسسخ( السسذي يظهسسر مسسن صسسنيعه أن المسسراد أن الوصسسل فسسي غيسسر الثلث مسسن بقيسسة‬
‫الركعات خلف الولى‪ ،‬وأن الوصل فسي الثلث الركعسات مكسروه‪ ،‬سسواء صسلها‬
‫فقط أو صلى أكثر منها‪ ،‬وهذا هو مقتضى التشبيه بصلة المغرب‪ ،‬لكن فسسي بعسسض‬
‫العبارات ما يدل على أن الوصل مكروه إذا أتى بثلث ركعات فقط‪ ،‬فإن أتى بأكثر‬
‫فخلف الولسسى‪ .‬ومسن ذلسسك عبسسارة السسستاذ أبسسي الحسسسن البكسسري‪ ،‬ونصسسها‪ :‬ويكسسره‬
‫الوصل عند التيان بثلث ركعات‪ ،‬فإن زاد ووصسسل فخلف الولسسى‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلسسم(‬
‫أن ضابط الوصل والفصل ‪ -‬كما في بشرى الكريم وغيره ‪ -‬أن كل إحسسرام جمعسست‬
‫فيه الركعة الخيرة مع‬

‫] ‪[ 290‬‬
‫ما قبلها وصل‪ ،‬وإن فصل فيمسسا قبلهسسا بسسأن سسسلم مسسن كسسل ركعسستين مثل‪ .‬وكسسل‬
‫إحرام فصل فيسسه الركعسسة الخيسسرة عمسسا قبلهسسا فصسسل‪ ،‬وعليسسه فينبسسض السسوتر فصسسل‬
‫ووصل‪ ،‬فلو صلى عشرا بإحرام ففضل لفصلها عن الركعة الخيرة‪) .‬قوله‪ :‬للنهسسي‬
‫عنه( أي عن الوصل‪) .‬وقوله‪ :‬في خبر‪ :‬ول تشبهوا السسوتر بصسسلة المغسسرب(‪ .‬قسسال‬
‫ش ق‪ :‬ل يقال التشبيه ل يظهر إل فيما إذا أوتر بثلث ركعسات‪ ،‬فسإن أوتسر بخمسس‬
‫أو سبع مثل فل تشسسبيه‪ .‬لنسا نقسول هسسو موجسسود أيضسا مسن حيسسث التيسسان بتشسهدين‬
‫أحدهما قبل الخيرة والخر بعدها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن لمن أوتر بثلث أن يقرأ إلسسخ(‬
‫أي لما رواه النسائي وابن ماجة‪ :‬سئلت عائشة رضي ال عنها بأي شئ كسسان يسسوتر‬
‫رسول ال )ص( ؟ قالت‪ :‬كان يقرأ في الولى بسبح اسم ربك العلى‪ ،‬وفسسي الثانيسسة‬
‫بقل يا أيها الكافرون‪ ،‬وفي الثالثة بقسسل هسو الس أحسسد والمعسسوذتين‪ .‬وفسسي فتسساوى ابسسن‬
‫حجر ما نصه‪ :‬سئل رضي ال عنه عمن نسي قراءة سبح وقل يأيها الكسسافرون فسسي‬
‫الوتر‪ ،‬فهل يقرؤه إذا تذكر في الثالثة فيمسسا إذا أوتسسر بثلث ركعسسات أو ل ؟ فأجسساب‬
‫بقوله‪ :‬إن وصلها فالقياس أنه يتدارك في الثالثة‪ ،‬نظير مسا لسو تسرك سسورتي أولستي‬
‫المغرب‪ ،‬فإن القياس كما بينته في شرح العباب أنه يتداركهما فسسي ثالثتهسا‪ ،‬وأمسسا إذا‬
‫فصلها فالظاهر أنه ل تدارك‪ .‬ويفرق بأن الولى صارت الثلثة فيها صسسلة واحسسدة‬
‫فلحق بعضها نقص بعض فشرع فيها التدارك جبرا لسسذلك النقسسص‪ .‬بخلف الثانيسسة‪،‬‬
‫فإن الثالثة بالفصل صارت كأجنبية عن الوليين فلم يشرع تدارك فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فلو أوتر بأكثر من ثلث( أي كخمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة‪) .‬قوله‪ :‬فيسن‬
‫له ذلك( أي المذكور من قراءة سبح في الولسسى والكسسافرون فسسي الثانيسسة والخلص‬
‫والمعوذتين في الثالثة‪) .‬قوله‪ :‬إن فصل( قيد في السنية‪ .‬والفعل يقرأ بالبناء للفاعسسل‪،‬‬
‫ومفعوله محذوف‪ ،‬أي الثلثة الخيرة‪ .‬وفي بعسسض نسسسخ الخسسط‪ :‬إن فصسسلها )قسسوله‪:‬‬
‫وإل فل( أي وإن لم يفصلها عما قبلها فل يقرأ ذلسسك فسسي الثلثسسة الخيسسرة لئل يلسسزم‬
‫خلوما قبلها عن السورة‪ ،‬أو تطويلها علسى مسا قبلهسا‪ ،‬أو القسراءة علسى غيسر ترتيسب‬
‫المصحف أو على غير تواليه‪ ،‬وكل ذلك خلف السنة‪ .‬قال في التحفسة‪ :‬نعسم‪ ،‬يمكسن‬
‫أن يقسسرأ فيمسسا لسسو أوتسسر بخمسسس مثل‪ :‬المطففيسسن والنشسسقاق فسسي الولسسى‪ ،‬والسسبروج‬
‫والطارق في الثانية‪ ،‬وحينئذ ل يلزم شئ من ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأطلق في النهايسسة قسسراءة مسسا‬
‫ذكر في الثلثة الخيرة‪ ،‬ونصها‪ :‬ويسن لمن أوتسسر بثلث أن يقسسرأ فسسي الولسسى بعسسد‬
‫الفاتحة العلى‪ ،‬وفي الثانية الكافرون‪ ،‬وفسسي الثالثسة الخلص ثسم الفلسق ثسم النسساس‪،‬‬
‫مرة مرة‪ .‬ولو أوتر بأكثر من ثلث قرأ في الثلثة الخيرة ما ذكر فيما يظهسسر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وظساهره وإن وصسسلها بمسا قبلهسا‪ .‬ومثلهسسا المغنسسي‪) .‬قسوله‪ :‬ولمسن أوتسسر بسأكثر إلسسخ(‬
‫معطوف على لمن أوتر بثلث‪ .‬أي ويسن لمن أوتر بأكثر من ثلث أن يقرأ سسسورة‬
‫الخلص في أولييسه‪ ،‬وعبسارة إرشساد العبساد للمؤلسف ليسس فيهسا التقييسد بسأكثر مسن‬
‫ثلث‪ ،‬ونصها‪ :‬ويسن أن يقرأ في كسسل مسسن أولسستي السسوتر الخلص‪ .‬ا‍ه‪ .‬وانظسسر إذا‬
‫قرأ ذلك في الوليين ما يقرؤه فيما بعدهما من بقية الركعات ؟ فإن كسسان يقسسرأ سسسبح‬
‫وما بعدها نافاه قوله أول‪ ،‬وإل فل‪ .‬وإن كان يقرأ المعوذتين فهما في ركعتين‪ ،‬فمسسا‬
‫يقرأ في الخامسة مثل ؟ وانظر أيضا‪ :‬هل سنية قراءة الخلص مقيدة بما إذا عجز‬
‫عسسن غيرهسسا أو مطلقسسا ؟ فسسإني لسسم أر هسسذه المسسسألة منصوصسسا عليهسسا فسسي الذكسسار‬
‫والحياء ول في الكتب التي بأيدينا من التحفة والنهاية والسنى والمغنسسى وغيرهسسا‪،‬‬
‫فلتراجع‪ .‬ثم رأيت في المسلك القريب ما نصه‪ :‬ويصلي الوتر إحدى عشرة ركعسسة‪،‬‬
‫يقرأ في كل ركعتين مقرأين أو ثلثة أو أقل أو أكثر‪ ،‬إن كان حافظسا للقسرآن يبتسدئ‬
‫مسن أولسسه إلسى أن يختمسسه‪ ،‬وإن لسم يحفسسظ قسرأ مسا يحفظسه كالسسجدة ويسس والسسدخان‬
‫والواقعة وتبارك الملك‪ ،‬وإل كرر من الخلص ما تيسسسر عشسسرا أو أقسسل أو أكسسثر‪،‬‬
‫حسب النشاط والهمة‪ .‬هذا في الثمان الركعات‪ ،‬وأما الثلث الخيسسرة فل يقسسرأ فيهسسا‬
‫إل ما ورد‪ ،‬وهو سبح اسسسم ربسسك العلسسى والخلص والمعسسوذتين والكسسافرون‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وإل كرر من الخلص صسريح فسي أنسه ل يقسرأ الخلص إل عنسد العجسز‬
‫عن غير ها‪ .‬وقوله‪ :‬وأما الثلث الخيرة إلخ ظاهره ولو وصلها بما قبلهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأن يقول إلخ( أي ويسن أن يقول بعد الوتر ثلثا‪ :‬سبحان الملك القدوس‪ .‬لمسسا رواه‬
‫أبو داود‬

‫] ‪[ 291‬‬
‫والترمذي عن أبي بن كعب قال‪ :‬كان رسول ال )ص( إذا سلم في الوتر قسسال‬
‫سبحان الملك القدوس‪ ،‬ثلث مرات يرفع في الثالثة صوته‪ .‬وفسسي الحيسساء‪ :‬يسسستحب‬
‫بعد التسليم من الوتر أن يقول‪ :‬سبحان الملك القدوس رب الملئكة والروح‪ ،‬جللسست‬
‫السموات والرض بالعظمة والجبروت‪ ،‬وتعززت بالقدرة‪ ،‬وقهرت العباد بسسالموت‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ثم يقول إلخ أي لما رواه أبو داود والترمذي‪ ،‬عن علي رضي ال س عنسسه‪ :‬أن‬
‫رسول ال )ص( كان يقول في آخر وتره‪ :‬اللهسسم إنسسي أعسسوذ برضسساك إلسسخ‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫وبك منك أي وأستجير بك من غضبك‪) .‬قوله‪ :‬ووقت الوتر كالتروايسسح إلسسخ( وذلسسك‬
‫لنقل الخلف عن السلف‪ .‬وروى أبسسو داود وغيسسره خسسبر‪ :‬إن الس أمسسدكم بصسسلة هسسي‬
‫خير لكم من حمر النعم‪ ،‬وهي الوتر‪ ،‬فجعلها لكم من العشاء إلى طلوع الفجر‪ .‬قسسال‬
‫المحاملي‪ :‬ووقته المختار إلسى نصسف الليسل‪ .‬ا‍ه‪ .‬شسرح السروض‪) .‬قسوله‪ :‬ولسو بعسد‬
‫المغسسرب إلسسخ( أي إن وقتسسه يكسسون بعسسد صسسلة العشسساء‪ ،‬ولسسو صسسلى بعسسد أن صسسلى‬
‫المغرب فيما إذا جمعها مسسع المغسسرب جمسسع تقسسديم‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬وظسساهره وإن صسسار‬
‫مقيما قبل فعله وبعد فعل العشاء‪ ،‬كأن وصلت سفينته دار إقامته بعسسد فعسسل العشسساء‪،‬‬
‫أو نوى القامة‪ .‬لكن نقل عن العباب أنه ل يفعله فسسي هسسذه الحالسسة بسسل يسؤخره حسستى‬
‫يدخل وقته الحقيقي‪ .‬وهسسو ظسساهر لن كسسونه فسسي وقسست العشسساء انتفسسى بالقامسسة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وطلوع الفجر( معطوف على صلة العشاء‪ ،‬أي أن وقت السسوتر بيسسن صسسلة‬
‫العشاء وطلوع الفجر‪ ،‬أي يمتد من بعدها إلى طلوع الفجر‪ ،‬أي الصادق )قوله‪ :‬ولو‬
‫خرج الوقت( أي وقت الوتر المذكور‪ ،‬بأن طلع الفجر الصادق وهو لم يصل الوتر‬
‫ول العشاء‪ .‬وقوله‪ :‬لم يجز قضاؤها أي صلة الوتر‪ .‬وقسسوله‪ :‬قبسسل العشسساء أي السستي‬
‫فاتته‪ .‬وذلك لما علمت أن وقت الوتر إنما يدخل بعد فعل العشاء‪ ،‬فهو متوقف عليسسه‬
‫قضاء كالداء‪ .‬وقوله‪ :‬كالرواتب البعدية أي نظير الرواتب البعدية‪ ،‬فإنها ‪ -‬كما مسسر‬
‫‪ -‬ل يجوز تقديمها على الفرض فيما إذا فاتت مع الفرض وأراد قضسساءهما‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫خلفا لما رجحه بعضهم( أي من أنه لسسو خسسرج السسوقت يجسسوز قضسساؤه قبسسل العشسساء‬
‫كالرواتب البعدية‪ .‬قال في التحفة‪ :‬قصرا للتبعية على الوقت‪ ،‬هو كالتحكم‪ ،‬بسسل هسسي‬
‫موجودة خارجة أيضا‪ .‬إذ القضاء يحكي الداء‪ ،‬فالوجه أنه ل يجوز تقديم شئ من‬
‫ذلك على الفرض في القضاء كالداء‪ .‬ثسم رأيست ابسن عجيسل رجسح هسذا أيضسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قصرا للتبعية على الوقت‪ .‬معناه أن الوتر مثل إنما يكون تابعا لفعل العشسساء‬
‫إذا كان الوقت باقيا‪ ،‬فإن خرج الوقت زالت التبعية‪) .‬قوله‪ :‬ولو بان بطلن عشسسائه(‬
‫أي كأن تذكر ترك ركن منها بعد فعل الوتر أو فعل التروايح‪) .‬قسسوله‪ :‬وقسسع( أي مسسا‬
‫صله من الوتر والتروايح وقوله‪ :‬نفل مطلقا قال في شرح الروض‪ :‬كما لسسو صسسلى‬
‫الظهر قبل الزوال غالطسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬يسسسن لمسسن وثسسق بيقظتسسه( أي أمسسن مسسن نفسسسه أن‬
‫يستيقظ بأن اعتادها‪ .‬واليقظة بفتح القاف‪ ،‬كما في شسسرح المنهسسج‪ .‬وقسسوله‪ :‬بنفسسسه أو‬
‫غيره متعلق بيقظته‪ .‬أي ل فرق فيها بين أن تحصل له بنفسه أو بغيسسره‪) .‬قسسوله‪ :‬أن‬
‫يؤخر الوتر كله( المصدر المؤول نائب فاعل يسن‪ ،‬أي يسن لمن ذكر تأخير السسوتر‬
‫إلى آخر الليل‪ .‬قال في الحياء‪ :‬وليوتر قبل النوم إن لم يكن عادته للقيام‪ .‬فقسسال أبسسو‬
‫هريرة رضي ال عنه‪ :‬أوصسساني رسسسول ال س )ص( أن ل أنسسام إل علسسى وتسسر‪ .‬وإن‬
‫كان معتادا صلة الليل فالتأخير أفضل‪ ،‬قسسال )ص(‪ :‬صسسلة الليسسل مثنسسى مثنسسى فسسإذا‬
‫خفت الصبح فأوتر بركعة‪ .‬وقالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬أوتسسر رسسسول الس )ص(‬
‫أول الليل وأوسطه وآخره‪ ،‬وانتهى وتره إلى السحر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ل التروايسسح أي ل‬
‫يسن لمن وثق بيقظتسه أن يسؤخر التروايسح‪ ،‬بسل السسسنة أن يقسدمها‪) .‬قسوله‪ :‬عسن أول‬
‫الليل( متعلق بيؤخر‪ ،‬أي يؤخره عن أول الليل إلى آخره‪) .‬قوله‪ :‬وإن‬

‫] ‪[ 292‬‬
‫فاتت إلخ( غاية لسنية تأخيره‪ .‬وقوله‪ :‬فيه أي في الوتر‪ .‬وقوله‪ :‬بالتأخير البسساء‬
‫سببية متعلق بفاتت‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الشيخين إلخ( دليل لسنية تسسأخيره إلسسخ‪ .‬ولسسو أخسسره‬
‫عن قوله‪ :‬وتأخيره إلخ‪ ،‬وجعلسسه دليل لسسه لكسسان أولسسى‪) .‬قسسوله‪ :‬وتسسأخيره عسسن صسسلة‬
‫الليل( معطوف على أن يؤخر‪ ،‬أي ويسن تأخيره عن صلة ليل من نحسسو راتبسسة أو‬
‫تراويح أو تهجد‪ ،‬وهو صلة بعد النوم أو فائتة أراد قضاءها ليل‪) .‬قوله‪ :‬ولمسسن لسسم‬
‫يثق بها( أي باليقظة‪ .‬وقوله‪ :‬أن يعجله أي لخسسبر مسسسلم‪ :‬مسسن خسساف أن ل يقسسوم مسسن‬
‫آخر الليل فليوتر أوله‪ ،‬ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل‪) .‬قوله‪ :‬ول يندب‬
‫إعادته( أي ل تطلب إعادته‪ ،‬فإن أعاده بنية الوتر عامدا عالما حرم عليه ذلك‪ ،‬ولسسم‬
‫ينعقد لخبر‪ :‬ل وتران في ليلة‪ .‬ا‍ه نهاية‪ .‬ومثله في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬ثسسم إن فعسسل إلسسخ(‬
‫أي ثم إن أخره وفعله بعد النوم حصل له بالوتر سنة التهجد‪ ،‬لما مر من أن التهجسسد‬
‫هو الصلة بعد النوم‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان وترا( أي وإن لسسم يفعلسسه بعسسد النسسوم بسسل فعلسسه‬
‫قبله كان وترا ل تهجدا‪ ،‬فليس كل وتر تهجدا كعكسه‪ ،‬فبينهما العمسسوم والخصسسوص‬
‫الوجهي‪ ،‬فيجتمعان في صلة بعد النوم بنية الوتر‪ ،‬وينفرد الوتر بصلة قبل النسسوم‪،‬‬
‫والتهجد بصلة بعده من غير نيسسة السسوتر‪) .‬قسسوله‪ :‬وقيسسل الولسسى إلسسخ( مقابسسل للقسسول‬
‫بالتفصيل بين الوثوق باليقظة وعدمه‪) .‬قوله‪ :‬مطلقسسا( أي سسسواء وثسسق بيقظتسسه أم ل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم يقوم( أي من النسسوم‪) .‬قسسوله‪ :‬لقسسول أبسسي هريسسرة إلسسخ( دليسسل لكسسون الولسسى‬
‫اليتار قبل النوم‪) .‬قوله‪ :‬أمرني رسول ال )ص( إلسخ( السذي فسي السسنى والمغنسى‬
‫والحياء ومختصر ابن أبي جمرة‪ :‬أوصاني خليلي )ص( بثلث‪ :‬صسيام ثلثسة أيسام‬
‫من كل شهر‪ ،‬وركعتي الضسسحى‪ ،‬وأن أوتسسر قبسسل أن أنسسام‪ .‬فلعسسل مسسا ذكسسره الشسسارح‬
‫رواية بالمعنى‪ .‬وحملوا الخبر المذكور على من لسم يثسق بيقظتسه آخسر الليسل‪ ،‬جمعسا‬
‫بيسسن الخبسسار‪ .‬قسسال بعضسسهم‪ :‬ويمكسسن حملسسه أيضسسا علسسى النومسسة الثانيسسة آخسسر الليسسل‬
‫المأخوذة من قوله )ص(‪ :‬أفضل القيام قيام داود‪ .‬كان ينام نصف الليل ويقسسوم ثلثسسه‪،‬‬
‫وينام سدسه‪ .‬أي فقوله أن أوتر قبل أن أنام‪ ،‬أي النومة الثانية ل الولى‪) .‬قوله‪ :‬وقد‬
‫كان أبو بكر رضي ال عنسسه إلسسخ( شسسروع فسسي بيسسان اختلف الصسسحابة رضسسي الس‬
‫عنهم في تقديمه قبل النوم وتأخيره بعسده‪ .‬فسسأبو بكسر رضسسي الس عنسه عمسل بسسالول‬
‫وتبعه جمع من الصحابة وغيرهم‪ ،‬وسيدنا عمر رضي ال عنه عمل بالثاني وتبعسسه‬
‫جمع من الصحابة وغيرهم‪ ،‬ولكل وجهة‪) .‬قوله‪ :‬فترافعا( أي سيدنا أبو بكر وسيدنا‬
‫عمر رضي ال عنهما‪) .‬قوله‪ :‬فقال( أي النبي )ص(‪ .‬وقوله‪ :‬هسسذا إلسسخ أي فأقرهمسسا‬
‫النبي )ص( وصوب فعل كل منهما‪ .‬وقال مشيرا لبسسي بكسسر‪ :‬هسسذا أخسسذ بسسالحزم أي‬
‫بالحتياط والتقان‪ ،‬ومشيرا إلسسى سسسيدنا عمسسر‪ :‬هسسذا أخسسذ بسسالقوة‪ .‬قسسال فسسي الحيسساء‪:‬‬
‫فالكياس يأخذون أوقاتهم من أول الليل‪ ،‬والقوياء مسسن آخسسره‪ .‬والحسسزم التقسسديم لسسه‪،‬‬
‫فإنه ربما ل يسستيقظ أو يثقسل عليسه القيسام‪ ،‬إل إذا صسار ذلسك عسادة لسه فسآخر الليسسل‬
‫أفضل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فليستا( أي‬

‫] ‪[ 293‬‬
‫الركعتان من السنة‪ ،‬أي سنة )ص( وطريقته‪ ،‬وعليه فلو صلهما مع الوتر لم‬
‫يصح وتره أصل إن أحرم بالجميع دفعة واحدة وكان عالما عامسسدا‪ ،‬وإل انعقسسد نفل‬
‫مطلقا‪ .‬فإن سلم من كل ركعتين صح‪ ،‬مسسا عسسدا الحسسرام السسسادس فسسإنه ل يصسسح إن‬
‫كان عامدا عالما‪ ،‬وإل صح نفل مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬كمسسا صسسرح بسسه( أي بكونهمسسا ليسسستا‬
‫من السنة‪ .‬وقوله‪ :‬الجوجري والشيخ زكريسا لسم يصسرح الشسيخ زكريسا فسي السسنى‬
‫وشرح المنهج بأنهما ليستا من السنة‪ ،‬بل السسذي صسسرح بسسه فيهمسسا أنسسه لسسو زاد علسسى‬
‫الحدى عشرة لم يجز ولم يصح‪ ،‬ثم نقل القول بأن أكثر الوتر ثلث عشرة ركعسسة‪.‬‬
‫ونص عبارة السنى‪ :‬فلو زاد عليها لم يجز ولم يصح وتره بأن أحرم بالجميع دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬فإن سلم من ثنستين صسح إل الحسرام السسادس فل يصسح وتسرا‪ ،‬ثسم إن علسم‬
‫المنع وتعمد فالقياس البطلن‪ ،‬وإل وقسسع نفل مطلقسسا كسسإحرامه قبسسل السسزوال غالطسسا‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬أكثر الوتر ثلث عشرة ركعة‪ ،‬وفيسسه أخبسسار صسسحيحة تأولهسسا الكسسثرون بسسأن‬
‫ركعتين منها سنة العشاء‪ .‬قال النووي‪ :‬وهسسو تأويسسل ضسسعيف مضسساد للخبسسار‪ .‬قسسال‬
‫السبكي‪ :‬وأنا أقطع بحل اليتار بذلك وصسسحته‪ ،‬لكسسن أحسسب الختصسسار علسسى إحسسدى‬
‫عشرة فأقل لنه غالب أحواله )ص(‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكسسن أن يقسسال المسسراد صسسرح بمسسا يفيسسد‬
‫ذلك‪ ،‬ول شك أن ما ذكره يفيسسد أنهمسسا ليسسستا مسسن السسسنة‪ ،‬أو صسسرح بسسذلك فسسي غيسسر‬
‫السنى وشرح المنهج من بقية كتبه‪ .‬وقوله‪ :‬وفيه أخبار صحيحة‪ .‬أورد بعضها فسسي‬
‫الحياء‪ ،‬ونصه‪ :‬جاء في الخبر‪ :‬أنه )ص( كان يصسسلي بعسد السسوتر ركعستين جالسسا‪.‬‬
‫وفي بعضها‪ :‬متربعا‪ .‬وفسسي بعسسض الخبسسار‪ :‬إذا أراد أن يسسدخل فراشسسه زحسسف إليسسه‬
‫وصلى فوقه ركعتين قبل أن يرقد‪ ،‬يقرأ فيهما إذا زلزلسست الرض وسسسورة التكسساثر‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ :‬قل يا أيها الكافرون‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال( أي النووي في المجمسسوع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬سنية ذلك( أي ما ذكر من الركعتين بعد السسوتر‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسدعو( أي النسساس‪،‬‬
‫فمفعول الفعل محذوف‪ .‬وقوله‪ :‬لجهالته اللم تعليلية متعلقة بيعتقد أو بتغتر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويسن الضحى( بضم الضاد والمد أو القصر‪ ،‬أي الصسسلة المفعوليسسة فسسي الضسسحى‪.‬‬
‫وهو اسم لول النهار‪ ،‬فسميت الصلة باسم وقت فعلها‪ .‬قال القطب الغوث الحسسبيب‬
‫عبد ال الحداد فسي النصسائح‪ :‬ومسن السسنة المحافظسة علسى صسلة الضسحى‪ ،‬وأقلهسا‬
‫ركعتان‪ ،‬وأكثرها ثمان ركعات‪ .‬وقيل‪ :‬اثنتا عشرة‪ .‬وفضلها كبير‪ ،‬ووقتها الفضسسل‬
‫أن تصلى عند مضي قريب مسن ربسع النهسار‪ .‬قسال عليسه السسلم‪ :‬يصسبح علسى كسل‬
‫سلمى من أحدكم صدقة‪ ،‬وكل تسبيحة صسسدقة‪ ،‬وكسسل تحميسسدة صسسدقة‪ ،‬وكسسل تهليلسسة‬
‫صدقة‪ ،‬وكل تكبيرة صدقة‪ ،‬وأمسسر بسسالمعروف صسسدقة‪ ،‬ونهسسي عسسن المنكسسر صسسدقة‪.‬‬
‫يجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى‪ .‬وقال عليه السسسلم‪ :‬مسسن حسسافظ علسسى‬
‫شفعة الضحى غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر‪ .‬والشسسفعة هسسي الركعتسسان‪،‬‬
‫والسلمى هو المفصل‪ ،‬وفي كل إنسان ثلثمائة وسسستون مفصسسل بعسسدد أيسسام السسسنة‪.‬‬
‫وتسمى صلة الضحى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لقسسوله تعسسالى‪) * :‬يسسسجن بالعشسسي والشسسراق( *‬
‫ساقه دليل لسنية صلة الضحى‪ ،‬وهو ل يتم إل إن أريد بالتسبيح الصسسلة الحقيقسسة‪،‬‬
‫وهو خلف ما في الجلل‪ ،‬ونصه‪) * :‬يسبحن( * أي الجبال بتسسسبيحه‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فسسإذا‬
‫سبح داود أجابته بالتسبيح‪ .‬ثسسم قسسال‪ :‬بالعشسسي‪ ،‬أي وقسست صسسلة العشسساء‪ .‬والشسسراق‬
‫وقت الصلة الضحى‪ ،‬وهو أن تطلع الشمس ويتناهى ضوؤها‪ .‬ا‍ه‪ .‬فهو صريح في‬
‫أن المراد بالتسبيح حقيقته ل الصلة‪ ،‬فل يتم دليل لمسسا نحسسن فيسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬قسسال ابسسن‬
‫عباس‪ :‬صلة الشراق صلة الضحى( هو المعتمد‪ .‬وقيل غيرها‪ .‬قال فسسي العبسساب‪:‬‬
‫ركعتسسا الشسسراق غيسسر الضسسحى‪ ،‬ووقتهسسا عنسسد الرتفسساع‪ .‬ا‍ه ش ق‪) .‬قسسوله‪ :‬روى‬
‫الشسسيخان إلسسخ( مؤيسسد لمسسا مسسر آنفسسا مسسن أن مسسا سسساقه أول روايسسة بسسالمعنى‪ .‬وروى‬
‫الطبراني عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ :‬أن في الجنة بابا يقسسال لسسه الضسسحى‪ ،‬فسسإذا‬
‫كان يوم القيامة نادى مناد‪ :‬أين الذين كانوا يديمون على صلة الضحى ؟ هذا بابكم‬
‫فادخلوه برحمة ال‪ .‬وروى الديلمي عن عبد ال بن جراد‪ :‬المنافق ل يصسلي صسلة‬
‫الضحى‪ ،‬ول يقرأ قل يا أيها الكافرون‪ .‬ا‍ه إرشاد العباد للمؤلف‪) .‬قوله‪ :‬صيام ثلثة‬
‫أيام( بجر صيام بدل من ثلث‪ .‬وقوله‪ :‬وركعتي الضحى(‬

‫] ‪[ 294‬‬
‫عطف على صيام‪ .‬أي أوصاني بصلة ركعتي الضحى‪ .‬زاد المام أحمد‪ :‬في‬
‫كل يوم‪ .‬وقوله‪ :‬وأن أوتر‪ ،‬معطوف على صيام أيضا‪ .‬أي أوصسساني بصسسلة السسوتر‬
‫قبل أن أنام‪ .‬قال الشنواني‪ :‬وليست هسسذه الوصسسية خاصسسة بسسأبي هريسسرة‪ ،‬فقسسد وردت‬
‫وصيته عليه الصسسلة والسسسلم بسسالثلث أيضسسا لبسسي ذر كمسسا عنسسد النسسسائي‪ ،‬ولبسسي‬
‫الدرادء كما عند مسلم‪ .‬وقيل في تخصيص الثلث للثلثة لكونهم فقراء ل مال لهم‪،‬‬
‫فوصاهم بما يليق بهم وهو الصوم والصلة‪ ،‬وهما من أشرف العبادات البدنية‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬صلى سبحة الضحى( هي بضم السين‪ ،‬تطلسسق علسسى خسسرزات تعسسد للتسسسبيح‪،‬‬
‫وعلى الدعاء وصلة التطوع‪ .‬وبالفتح على ثياب مسسن جلسسود‪ ،‬وفسسرس للنسسبي )ص(‪،‬‬
‫وغير ذلسك‪ .‬ا‍ه قساموس بتصسرف‪) .‬قسوله‪ :‬ثمساني ركعسسات( مفعسسول مطلسسق لصسلى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأقلها( أي صلة الضحى‪ .‬وقوله‪ :‬ركعتان أي لحسسديث أبسسي هريسرة السسسابق‪.‬‬
‫وحديث‪ :‬يصسسبح علسسى كسسل سسسلمى إلسسخ المسسار أيضسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وأكثرهسسا( أي صسسلة‬
‫الضحى‪ .‬وقوله‪ :‬ثمان أي ثمان ركعات( وهو منقوص كقاض‪ ،‬فهو مرفسسوع بضسسمة‬
‫مقدرة على الياء المحذوفسسة للتقسساء السسساكنين‪ .‬وقيسسل‪ :‬مرفسسوع بضسسمة ظسساهرة علسسى‬
‫النون‪ ،‬كما في قول الشاعر‪ :‬لها ثنايا أربع حسان * * وأربسسع فثغرهسسا ثمسسان )قسسوله‪:‬‬
‫وعليه الكسسثرون( أي وعلسسى أن أكثرهسسا ثمسسان جسسرى الكسسثرون‪ ،‬واعتمسسده الجمسسال‬
‫الرملي‪ ،‬قال‪ :‬وأفتى به الوالد رحمه ال‪) .‬قوله‪ :‬فتحرم الزيادة عليها( أي الثمان‪ ،‬ثم‬
‫إن أحرم بالجميع دفعة واحدة بطل الجميع‪ ،‬أو سلم من كسسل ركعسستين بطسسل الحسسرام‬
‫الخسر فقسط‪ ،‬ومحسل البطلن فسي الصسورتين إن علسم المنسع وتعمسده وإل وقسع نفل‬
‫مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬وهي أفضسسلها إلسسخ( أي أن الثمسسان أفضسسلها ل أكثرهسسا‪ ،‬أمسسا هسسو فثنتسسا‬
‫عشرة‪ ،‬وهو معتمد ابن حجر كشيخ السلم‪ ،‬وذلك لخبر أبسي ذر رضسي الس عنسه‪:‬‬
‫قال النبي )ص(‪ :‬إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين‪ ،‬أو أربعسسا كتبسست‬
‫من المحسنين‪ ،‬أو ستا كتبت من القانتين‪ ،‬أو ثمانيا كتبت من الفائزين‪ ،‬أو عشسسرا لسسم‬
‫يكتسب عليسك ذلسك اليسوم ذنسب‪ ،‬أو ثنستي عشسرة بنسى الس لسك بيتسا فسي الجنسة‪ .‬رواه‬
‫البيهقي‪ .‬وقد نظم الشيخ عبد السلم بن عبد الملك ما تضمنه هذا الحديث فسي قسوله‪:‬‬
‫صلة الضحى يا صاح سعد لمن يدري * * فبادر إليها يا لك ال من حر ففيها عسسن‬
‫المختار ست فضائل * * فخذ عددا قد جاءنا عسسن أبسسي ذر فثنتسسان منهسسا ليسسس تكتسسب‬
‫غافل * * وأربع تدعى مخبتا يا أبا عمرو وست هداك ال تكتب قانتا * * ثمان بهسسا‬
‫فوز المصلي لدى الحشر وتمحى ذنوب اليوم بالعشر فاصطبر * * وإن جئت ثنسستي‬
‫عشرة فزت بالقصسر فيسسا رب وفقنسا لنعمسل صسسالحا * * ويسسا رب فارزقنسا مجساورة‬
‫البدر محمد الهادي وصل عليه ما * * حدا نحوه الحسسادي وأصسسحابه الغسسر قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬ما ذكر من أن الثمان أفضل من اثنتي عشرة ل ينافي قاعدة أن كل ما كسسثر‬
‫وشق كان أفضل‪ ،‬لخبر مسلم‪ :‬أنه )ص( قال لعائشة‪ ،‬أجرك على قدر نصبك‪ .‬وفي‬
‫رواية‪ :‬نفقتك لنها أغلبية لتصسسريحهم بسسأن العمسسل القليسسل يفضسسل العمسسل الكسسثير فسسي‬
‫صورة‪ ،‬كالقصر أفضل من التمام بشروطه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على ما في الروضة( هي‬
‫للنووي‪ .‬وقوله‪ :‬وأصلها هو للرافعي‪ ،‬ويسمى العزيز شرح الوجيز‪) .‬قوله‪ :‬فيجسسوز‬
‫الزيادة عليها( أي على الثمان‪ ،‬وهو مفرع على كسسون الثمسسان أفضسسل فقسسط ل أكسسثر‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بنيتهسا أي الضسحى‪ .‬وقسوله‪ :‬إلسى ثنستي عشسرة متعلسق بالزيسادة‪ .‬إي وتنتهسي‬
‫الزيادة إلى اثنتي عشرة‪) .‬قوله‪ :‬ويندب أن يسلم من كل ركعتين( أي لخبر أم هسسانئ‬
‫قالت‪ :‬صلى النبي )ص( سبحة الضحى ثمان ركعات‪ ،‬يسلم من كسسل ركعسستين‪ .‬ولسسو‬
‫جمع بين الثمان أو الثنتي عشرة بإحرام واحد جاز‪) .‬قوله‪ :‬ووقتها(‬
‫] ‪[ 295‬‬
‫أي صلة الضحى‪ .‬وقوله‪ :‬مسسن ارتفسساع الشسسمس أي ابتسسداء وقتهسسا مسسن ارتفسساع‬
‫إلخ‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬وقيل‪ :‬من الطلوع‪ .‬ويسن أن تؤخر إلى الرتفاع‪ .‬وعلى هذا‬
‫القول فل يسسؤثر فيهسسا وقسست الكراهسسة لنهسسا صسساحبة وقسست‪ .‬أفسساده ق ل‪) .‬قسسوله‪ :‬إلسسى‬
‫الزوال( متعلق بما تعلق بسسه الجسسار والمجسسرور قبلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬والختيسسار فعلهسسا عنسسد‬
‫مضي ربع النهار( أي ليكسسون فسسي كسسل ربسسع مسسن النهسسار صسسلة‪ ،‬ففسسي الربسسع الول‬
‫الصبح‪ ،‬وفي الثسساني الضسسحى‪ ،‬وفسسي الثسسالث الظهسسر‪ ،‬وفسسي الرابسسع العصسسر‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لحديث صحيح فيه( أي فسسي أن وقتهسسا المختسسار إذا مضسسى ربسسع النهسسار‪ ،‬وهسسو قسسوله‬
‫)ص(‪ :‬صلة الوابين ‪ -‬أي صلة الضحى ‪ -‬حين ترمض الفصال ‪ -‬أي تبرك مسسن‬
‫شدة الحر ‪ -‬في خفافها‪) .‬قوله‪ :‬فإن ترادفت إلخ( يعني إذا تعارضت فضيلة التسسأخير‬
‫وفضيلة أدائها في المسجد‪ ،‬بأن كان إذا أخرها لم يمكنه أن يفعلها في المسسسجد‪ ،‬وإذا‬
‫فعلها في المسجد لم يمكن تأخيرها‪ ،‬فهل يؤخرها من غير أن يفعلها في المسسسجد أو‬
‫يقدمها مع فعلها في المسجد ؟ فقال الشارح‪ :‬الولى تأخيرهسسا ليسسدرك فضسسيلتها‪ ،‬لن‬
‫الفضيلة المتعلقة بالوقت أولى بالمراعاة من الفضيلة المتعلقة بالمكان‪) .‬قوله‪ :‬إن لسسم‬
‫يؤخرها( قيد في أدائها في المسجد‪ .‬ولو قال مع عدم تأخيرها لكسسان أنسسسب‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فالولى إلخ( جواب الشرط‪) .‬قوله‪ :‬وإن فات به( أي بالتأخير‪ .‬ول معنى للغاية لن‬
‫موضوع المسألة أنه تعارض تأخيرها من غير فعلها في المسجد وتقديمها مع فعلها‬
‫في المسجد‪ .‬ويمكن جعل الواو للحال‪ ،‬وما بعدها جملة حالية‪ .‬أي والحال أنه يفوت‬
‫بسبب تأخيرها فعلها في المسجد‪) .‬قوله‪ :‬لن الفضيلة إلخ( تعليل للولويسسة‪ .‬وقسسوله‪:‬‬
‫المتعلقة بالوقت وهي هنسا تأخيرهسا إلسى ربسع النهسار‪ .‬وقسوله‪ :‬أولسى بالمراعساة مسن‬
‫المتعلقة بالمكان وهي هنا فعلها في المسجد‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن يقرأ إلخ( في حواشي‬
‫الخطيب‪ ،‬ذكر الجلل السيوطي أن الفضل أن يقرأ فسسي الركعسسة الولسسى منهسسا بعسسد‬
‫الفاتحة سورة والشمس بتمامها‪ ،‬وفي الثانية الفاتحة وسورة والضحى للمناسبة ولما‬
‫ورد في ذلك‪ .‬وتبعه ابسسن حجسسر‪ .‬لكسن السسذي ذهسسب إليسسه م ر واعتمسسده أنسسه يقسسرأ فسسي‬
‫الولى الكافرون‪ ،‬والثانية الخلص‪ ،‬ويفعل ذلك في كل ركعتين منها‪ .‬قسسال‪ :‬وهمسسا‬
‫أفضل في ذلك من الشمس والضحى وإن وردتا أيضا‪ ،‬إذ السورة الولى تعدل ربع‬
‫القرآن والثانية ثلث القرآن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعلى هذا فالجمع بين القسسولين أولسسى بسسأن يقسسرأ فسسي‬
‫الولى سسسورة والشسسمس والكسسافرون‪ ،‬وفسسي الثانيسسة والضسسحى والخلص‪ ،‬ثسم بسساقي‬
‫الركعسسات يقتصسسر علسسى الكسسافرون والخلص‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصسسا‪) .‬فسسائدة( إذا فسسرغ مسسن‬
‫صسسلتها دعسسا بهسسذا السسدعاء‪ ،‬وهسسو‪ :‬اللهسسم إن الضسسحاء ضسسحاؤك‪ ،‬والبهسساء بهسساؤك‪،‬‬
‫والجمال جمالك‪ ،‬والقوة قوتك‪ ،‬والقدرة قدرتك‪ ،‬والعصمة عصسسمتك‪ .‬اللهسسم إن كسسان‬
‫رزقي في السماء فأنزله‪ ،‬وإن كان في الرض فأخرجه‪ ،‬وإن كسسان معسسسرا فيسسسره‪،‬‬
‫وإن كان حرامسسا فطهسسره‪ ،‬وإن كسسان بعيسسدا فقربسسه‪ ،‬بحسسق ضسسحائك وبهسسائك وجمالسسك‬
‫وقوتك وقدرتك آتني ما آتيت عبادك الصالحين‪ .‬قال في المسلك القريسسب‪ :‬ويضسسيف‬
‫إليه‪ :‬اللهم بك أصاول وبك أحاول وبك أقاتسسل‪ .‬ثسسم يقسسول‪ :‬رب اغفسسر لسسي وارحمنسسي‬
‫وتب علي إنك أنت التواب الرحيم‪ .‬مائة مرة أو أربعين مرة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للغزالسسي‬
‫ومن تبعه( أي في قولهم أنها غيرها‪ .‬ومما ينبني عليه أنهسا تحصسل حينئذ بركعستين‬
‫فقط‪ ،‬ول تتقيد بالعدد السسذي لصسسلة الضسسحى‪ ،‬وأيضسسا تفسسوت بمضسسي وقسست شسسروق‬
‫الشمس وارتفاعها‪ ،‬ول تمتد للزوال‪) .‬قوله‪ :‬ويسن ركعتا تحية( أي ركعتان للتحيسسة‬
‫للمسجد‪ ،‬أي تعظيمه‪ ،‬إذ التحية شرعا مسسا يحصسسل بسسه التعظيسسم‪ ،‬فعل كسسان أو قسسول‪.‬‬
‫والمراد‬

‫] ‪[ 296‬‬
‫تعظيم رب المسجد‪ ،‬إذ لو قصد تعظيمه بهسسا لسسم تنعقسسد‪ ،‬إذ المسسسجد مسسن حيسسث‬
‫ذاته ل يقصد بالعبادة شرعا وإنما يقصد ليقاع العبادة فيه ل تعالى‪ ،‬لكن ل تشترط‬
‫ملحظة المضاف وهو رب‪ ،‬بل لسسو أطلسسق صسسح‪) .‬فسسائدة( قسسال السسسنوي‪ :‬التحيسسات‬
‫أربع‪ :‬تحية المسسسجد بالصسسلة‪ ،‬والسسبيت صسسح بسسالطواف‪ ،‬والحسسرم بسسالحرام‪ ،‬ومنسسى‬
‫بالرمي‪ .‬وزيد عليه تحية عرفة بالوقوف‪ ،‬وتحية لقاء المسلم بالسلم‪) .‬قوله‪ :‬لسسداخل‬
‫مسسجد( أي خسسالص‪ ،‬عنسسد حجسر‪ .‬ول يشسترط ذلسك عنسد م ر‪ .‬فلسسو كسان مشساعا أي‬
‫بعضه مسجد وبعضه غيره‪ ،‬وإن قل البعض الذي جعسسل مسسسجدا‪ ،‬تسسسن التحيسسة فيسسه‬
‫عنده‪ .‬والمراد بالمسجد غير المسجد الحرام‪ ،‬أما هو فإن كان داخلسسه يريسسد الطسسواف‬
‫سن له الطواف‪ ،‬وهو تحية البيت‪ .‬فإن صلى ركعتي الطواف حصلت تحية المسجد‬
‫بهما أيضا‪ ،‬كما يفيده قوله بعد‪ :‬ولمريد طواف إلخ‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن تكسسرر دخسسوله( أي‬
‫ولو مع تقارب ما بين الدخولين‪ ،‬أو كان معتكفا وخرج ثم دخل‪ ،‬سواء قلنا اعتكسسافه‬
‫باق أم ل‪ ،‬لوجود الدخول منه‪) .‬قوله‪ :‬أو لم يرد الجلوس( أي تسن التحية له‪ ،‬سواء‬
‫أراد الجلوس أم ل‪ .‬كما يسن لداخل مكة الحرام سواء أراد القامة بها أم ل‪ .‬وذلك‬
‫لن العلة فيها تعظيم المسجد وإقامسسة الشسسعار‪) .‬قسسوله‪ :‬خلفسسا للشسسيخ نصسسر( مرتبسسط‬
‫بالغاية الثانية‪ ،‬وهسسو منصسسوب علسسى الحاليسسة مسسن مجمسسوع الكلم السسسابق‪ .‬أي تسسسن‬
‫التحية وإن لم يرد الجلوس حال كون ذلك مخالفا للشسسيخ نصسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬وتبعسسه( أي‬
‫الشيخ نصر‪) .‬وقوله‪ :‬في شرحي المنهج والتحرير( عبارة شرح المنهج مع الصل‬
‫وكتحية مسجد غير المسجد الحرام لداخله متطهرا مريدا الجلوس فيه لم يشتغل بهسسا‬
‫عن الجماعة ولم يخف فوت راتبة‪ ،‬وإن تكرر دخوله عن قرب‪ .‬لوجود المقتضسسي‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وعبارة شرح التحرير مع الصل ومنه تحية المسسسجد لسسداخله إن أراد الجلسسوس‬
‫فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بقوله( متعلق بخلفا‪ ،‬والباء بمعنى في‪ ،‬والضمير يعود على الشسسيخ‬
‫نصر‪ .‬أي خلفا للشيخ نصر ومن تابعه في تقييد سنية التحية لداخل المسجد بما إذا‬
‫أراد الجلوس فيه‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الشيخين( علة لقوله ويسن ركعتسسا تحيسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬فل‬
‫يجلس حتى يصلي ركعتين( هذا يؤيسد مسا قساله الشسيخ نصسر‪ .‬قسال الزركشسي‪ :‬لكسن‬
‫الظاهر أن التقييد بذلك خرج مخسرج الغسالب‪ ،‬وأن المسر بسذلك معلسق علسى مطلسق‬
‫الدخول‪ ،‬تعظيما للبقعة وإقامة للشسسعار‪ .‬ا‍ه شسسرح السسروض‪) .‬قسسوله‪ :‬وتفسسوت التحيسسة‬
‫بالجلوس( أي متمكنا مستوفزا كعلى قدميه ومعرضا عنها ل يستريح قليل ثسسم يقسسوم‬
‫لها‪) .‬وقوله‪ :‬الطويل( قال العلمة الكردي‪ :‬هل طوله بمقدار ركعتين بأقل مجسسزئ‪،‬‬
‫حرره فإنه غير بعيد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا القصير( أي وكذا تفسسوت بسسالجلوس القصسسير‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن لم يسه أو يجهل( قيد في فواتها بالجلوس القصير‪ .‬أي فإن جلسسس قصسسيرا‬
‫سسساهيا أو جسساهل أنهسسا تفسسوت بسسه تنسسدب لسسه التحيسسة ول تفسسوت بسسه‪ ،‬وذلسسك لخسسبر‬
‫الصحيحين‪ :‬أنه )ص( قال ‪ -‬وهو قاعد على المنبر يوم الجمعة ‪ -‬لسسسليك الغطفسساني‬
‫لما قعد قبل أن يصلي‪ :‬قم فاركع ركعتين‪) .‬قوله‪ :‬ويلحق بهما( أي بالسهو والجهسسل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ما لو احتاج للشرب( أي لعطشه‪) .‬وقوله‪ :‬فيقعد لسسه( أي للشسسرب‪ ،‬لكراهتسسه‬
‫للقائم‪ .‬وخالف م ر في النهاية فجرى على الفسسوات بجلوسسسه للشسسرب‪ .‬وفسسي التحفسسة‪:‬‬
‫ولو دخل المسجد محدثا وجلس للوضوء فاتت التحية به لتقصيره مع عدم احتيسساجه‬
‫للجلوس‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ثم يأتي بها أي بالتحيسسة بعسد الشسسرب جالسسسا‪) .‬قسوله‪ :‬ل بطسول‬
‫قيام( أي ل تفوت به‪ .‬قال سم‪ :‬اعتمد شيخنا الشهاب الرملي الفوات إذا طال القيسسام‪.‬‬
‫كما في نظائره‪ ،‬كما لو طال الفصل بين قراءة آية سجدة وسجودها‪ ،‬أو بين السسسلم‬
‫سسسهوا مسسن سسسجود السسسهو وتسسذكره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪) :‬أو إعسسراض عنهسسا( أي ول تفسسوت‬
‫بالعراض عنها‪ ،‬لكن بشرط القيام‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ول بقيام وإن طال أو أعسسرض‬
‫عنها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي أولى من عبارة شارحنا كمسسا هسسو ظسساهر‪) .‬قسسوله‪ :‬ولمسسن أحسسرم بهسسا‬
‫قائما إلخ( أي ويجوز لمن أحرم بالتحية حال كونه قائما أن يقعد ل تمامهسسا قسسال فسي‬
‫التحفة‪ :‬لن المحذور الجلوس في غير الصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وله نيتها‬

‫] ‪[ 297‬‬
‫جالسا حيث جلس ليأتي بها‪ ،‬كما في النهاية‪ ،‬إذ ليس لنا نافلة يجب التحرم بها‬
‫قائما‪) .‬قوله‪ :‬وكره تركها( أي التحية‪ ،‬للخبر السابق‪ .‬وقوله‪ :‬من غير عذر أمسسا بسسه‪،‬‬
‫كأن كان مريضا أو خطيبا دخل وقت الخطبة أو مريد طواف‪ ،‬فل يكسسره لسسه تركهسسا‬
‫بل يكره له فعلها في الخيرة )قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن قرب إلخ( استدراك من كراهة الترك‪.‬‬
‫وفيسسه أنسسه إذا انتظسسره قائمسسا فل تسسرك لنسسدراجها فسسي الفسسرض‪ ،‬فل معنسسى حينئذ‬
‫للستدراك‪ .‬وقوله‪ :‬قيسام مكتوبسة أي وإن كسان قسد صسسلها جماعسة أو فسرادى علسسى‬
‫الوجه‪ .‬ا‍ه تحفة‪ .‬وقوله‪ :‬انتظره قائمسسا أي انتظسسر قيسام المكتوبسة حسسال كسونه قائمسسا‪،‬‬
‫وتندرج التحية حينئذ في المكتوبة‪ .‬فإن صلها حينئذ أو جلسسس كسسره‪ .‬قسسال الكسسردي‪:‬‬
‫وجرى في المداد على أن الداخل لو كان صلى المكتوبسسة جماعسسة ل كراهسسة‪ ،‬لكسسن‬
‫الولى له الشتغال بالجماعة ل بالتحية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بحدث( أي ولسسو كسسان عسسدم‬
‫التمكن بسبب الحدث‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغي أن محل الكتفاء بذلك ‪ -‬أي بقوله سسسبحان‬
‫الس إلسسخ ‪ -‬حيسسث لسسم يتيسسسر لسسه الوضسسوء فيسسه قبسسل طسسول الفصسسل‪ ،‬وإل فل تحصسسل‬
‫لتقصيره بترك الوضوء مع تيسره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فيسسه( أي فسسي المسسسجد‪ :‬ول بسسد مسسن‬
‫تقييده بكونه مع غير الجلوس‪) .‬قوله‪ :‬أن يقول سبحان ال والحمد ل إلسسخ( قسسال فسسي‬
‫التحفة‪ :‬لنها الطيبات والباقيات الصالحات وصلة الحيوانات والجمسسادات‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسسال‬
‫الكسردي‪ :‬وأقسول كسأن وجسه المناسسبة أن السداخل حيسث لسم يتمكسن مسن فعسل صسلة‬
‫الدميين فل ينزل رتبة عن الحيوانات والجمسسادات‪ ،‬فليصسسل صسسلتها‪ .‬وفسسي التحفسسة‬
‫والنهاية وغيرهما أنها تعدل صلة ركعتين‪ .‬وفي حواشي المحلى للشهاب القليسسوبي‬
‫ما نصه‪) :‬فرع(‪ :‬يقوم مقام السجود للتلوة أو الشكر ما يقسسوم مقسسام التحيسسة لمسسن لسسم‬
‫يرد فعلها ولو متطهرا‪ ،‬وهو سبحان ال إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وتكره إلسسخ( ويحسسرم الشسستغال‬
‫بها عن فرض ضاق وقته فيعتريها من الحكام الخمسة الندب والكراهة والحرمسسة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬دخل وقت الخطبة( أي بشرط التمكن منها‪ ،‬كما في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬ولمريسسد‬
‫طواف( أي وتكره لمريد طواف‪ ،‬لكن بشسسرط التمكسسن منسسه ‪ -‬كمسسا فسسي السسذي قبلسسه ‪-‬‬
‫وذلك لحصولها بركعتيه‪ .‬قال سم‪ :‬ولو بدأ بالتحية في هسسذه الحالسسة فينبغسسي انعقادهسسا‬
‫لنها مطلوبة منه في الجملة‪ .‬غاية المر أنسسه طلسسب منسسه تقسسديم الطسسواف لحصسسولها‬
‫بسنته‪ ،‬ولو بدأ بالطواف كما هو الفضل‪ ،‬ثم نوى بسالركعتين بعسده التحيسة‪ ،‬فينبغسي‬
‫صحة ذلك‪ ،‬ويندرج فيهما سنة الطواف‪ ،‬لن التحية لم تسقط بالطواف بل انسسدرجت‬
‫فسسي ركعسستيه‪ ،‬فجسساز أن ينسسوي خصوصسسها وينسسدرج فيهسسا سسسنة الطسسواف‪) .‬قسسوله‪ :‬ل‬
‫لمدرس( أي ل تكره لمسسدرس‪) .‬وقسسوله‪ :‬خلفسسا لبعضسسهم( هسسو الزركشسسي‪ ،‬نقل عسسن‬
‫بعض مشايخه‪ .‬فجرى على أنه كالخطيب بجامع التشسسوف إليسسه‪ ،‬وهسسو ضسسعيف لن‬
‫كلم مقدمة شرح المهذب مصسسرح بخلفسسه‪ ،‬وعبسسارته‪ :‬وإذا وصسسل مجلسسس السسدرس‬
‫صلى ركعتين‪ ،‬فإن كان مسجدا تأكد الحسسث علسى الصسسلة‪ .‬انتهست‪) .‬قسوله‪ :‬وركعتسسا‬
‫اسسستخارة( أي ويسسسن ركعتسسان للسسستخارة‪ ،‬أي طلسسب الخيسسر فيمسسا يريسسد أن يفعلسسه‪.‬‬
‫ومعناها في الخيسر السسستخارة فسسي تعييسن وقتسه‪ .‬ويكررهسسا إلسسى أن ينشسسرح صسسدره‬
‫لشئ‪ ،‬ثم يمضي فيما انشرح له صدره‪ .‬فإن لسسم ينشسسرح أخسسر إن أمكسسن‪ ،‬وإل شسسرع‬
‫فيما تيسر‪ ،‬ففيه الخير إن شاء ال تعالى‪ .‬قال في الحيسساء‪ :‬فمسسن هسسم بسسأمر وكسسان ل‬
‫يدري عاقبته‪ ،‬ول يعرف أن الخير في تركه أو في القدام عليه‪ ،‬فقسسد أمسسره رسسسول‬
‫ال )ص( بأن يصلي ركعتين‪ ،‬يقرأ في الولى فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكسسافرون‪،‬‬
‫وفي الثانية الفاتحة وقل هسسو الس أحسسد‪ .‬فسسإذا فسسرغ دعسسا وقسسال‪ :‬اللهسسم إنسسي أسسستخيرك‬
‫بعلمك‪ ،‬وأستقدرك بقدرتك‪ ،‬وأسألك من فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقسسدر ول أقسسدر وتعلسسم‬
‫ول أعلم‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪ .‬اللهم إن كنت تعلم أن هذا المر خير لي‪ ،‬فسسي دينسسي‬
‫ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله‪ ،‬فقدره لي وبارك لي فيه‪ ،‬ثسسم يسسسره لسسي‪ .‬وإن‬
‫كنت تعلم أن هذا المر شر لي‪ ،‬في دينسسي ودنيسساي وعاقبسسة أمسسري وعسساجله وآجلسسه‪،‬‬
‫فاصرفني عنه واصرفه عني‪ ،‬واقدر لي الخير أينما كان‪ ،‬إنك على كل شسسئ قسسدير‪.‬‬
‫رواه جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬كان رسسسول الس )ص( يعلمنسسا السسستخارة فسسي المسسور‬
‫كلهسسا‪ .‬كمسسا يعلمنسسا السسسورة مسسن القسسرآن‪ .‬وقسسال )ص(‪ :‬إذا هسسم أحسسدكم بسسأمر فليصسسل‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم ليسم المر ويدعو ‪ -‬بما ذكرناه ‪ -‬وقال بعض العلماء‪ :‬من أعطى أربعا‬
‫لم يمنع أربعا‪ ،‬من‬

‫] ‪[ 298‬‬
‫أعطى الشكر لم يمنع المزيد‪ ،‬ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول‪ ،‬ومن أعطسسى‬
‫الستخارة لم يمنع الخيسسرة‪ ،‬ومسسن أعطسسى المشسسورة لسسم يمنسسع الصسسواب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وإحرام( بالجر‪ ،‬عطفا على استخارة‪ .‬أي وتسسن ركعتسان للحسسرام‪ ،‬ويكونسسان قبلسه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وطواف( بالجر‪ ،‬عطف على استخارة أيضسسا‪ .‬أي ويسسسن ركعتسسان للطسسواف‪،‬‬
‫ويكونان بعده‪) .‬قسسوله‪ :‬ووضسسوء( بسسالجر‪ ،‬عطسسف أيضسسا علسسى اسسستخارة‪ .‬أي وتسسسن‬
‫ركعتان للوضوء‪ ،‬ويكونان بعسسده أيضسسا بحيسسث تنسسسبان إليسسه عرفسسا‪ ،‬فتفوتسسان بطسسول‬
‫الفصل عرفا على الوجه‪ ،‬وعند بعضهم بالعراض‪ .‬وبعضهم بجفسساف العضسساء‪.‬‬
‫وقيل بالحدث كما مر عن الشارح في مبحث الوضسسوء‪ ،‬وإنمسسا سسنتا بعسده‪ .‬قسسال فسسي‬
‫الحياء‪ :‬لن الوضوء قربة‪ ،‬ومقصودها الصلة‪ ،‬والحداث عارضة‪ .‬فربمسسا يطسسرأ‬
‫الحدث قبل صلة فينتقض الوضوء ويضيع السعي‪ ،‬فالمبادرة إلى ركعسستين اسسستيفاء‬
‫لمقصود الوضوء قبسسل الفسسوات‪ .‬وعسسرف ذلسسك بحسسديث بلل‪ ،‬إذ قسسال )ص(‪ :‬دخلسست‬
‫الجنة فرأيت بلل فيها‪ ،‬فقلت لبلل‪ :‬بم سبقتني إلى الجنسسة ؟‪ .‬فقسسال بلل‪ :‬ل أعسسرف‬
‫شيئا إل أني ل أحدث وضوءا إل أصلي عقبه ركعسستين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وتتسسأدى ركعتسسا‬
‫التحية إلخ( أي تحصل بذلك لنها سنن غير مقصودة‪ ،‬بخلف نية سنة مقصودة مع‬
‫مثلها أو فرض فل يصح‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬ينبغسسي أن محسسل ذلسسك ‪ -‬أي حصسسول ركعسستي‬
‫التحية وغيرها بركعتين ‪ -‬حيسسث لسسم ينسسذرها‪ ،‬وإل فل بسسد مسسن فعلهسسا مسسستقلة‪ ،‬لنهسسا‬
‫بالنذر صارت مقصودة فل يجمع بينهسسا وبيسسن فسسرض ول نفسسل‪ ،‬ول تحصسسل بواحسسد‬
‫منهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬وما بعسسدها( الولسسى ومسسا بعسسدهما بضسسمير التثنيسسة‪ ،‬وهسسو ركعتسسا‬
‫الستخارة والحرام والطسواف والوضسوء‪) .‬وقسوله‪ :‬بركعستين( متعلسق بتتسأدى‪ ،‬فل‬
‫تتسسأدى بأقسسل منهمسسا‪ ،‬ول بصسسلة جنسسازة‪ ،‬ول بسسسجدتي تلوة وشسسكر‪) .‬وقسسوله‪ :‬مسسن‬
‫فرض أو نفل آخر( بيان لما قبله‪) .‬قوله‪ :‬وإن لسسم ينوهسسا معسسه( غايسسة لتأديسسة ركعسستي‬
‫التحية وما بعدهما بما ذكر‪ ،‬أي تتأدى بذلك سواء نوى التحية وما بعدها مع ذلك أم‬
‫ل‪) .‬قوله‪ :‬أي يسقط إلخ( تفسير لقوله وتتأدى إلخ‪ .‬والمراد يسقط ما ذكسسر مسسن غيسسر‬
‫نيتها‪ .‬وقوله‪ :‬طلبها أي المذكورات من ركعتي التحيسسة ومسسا بعسدها‪) .‬وقسسوله‪ :‬بسسذلك(‬
‫أي بالركعتين فأكثر‪ .‬وقوله‪ :‬أمسا حصسول ثوابهسا أي المسذكورات‪ .‬وقسوله‪ :‬فسالوجه‬
‫توقفه أي حصول الثواب على النية‪) .‬قوله‪ :‬لخبر‪ :‬إنما العمال بالنيات(‪ .‬قسسال سسسم‪:‬‬
‫قد يقال هذا الحديث يشكل على حصسسولها بغيرهسسا إذا لسسم ينوهسسا‪ ،‬ويجسساب بسسأن مفسساد‬
‫الحديث توقف العمل على النية أعم من نيتسسه بخصوصسسه‪ .‬وقسسد حصسسلت النيسسة ههنسسا‬
‫وإن لم يكن المنوي خصوص التحية‪ .‬فتدبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬واعتمسسده شسسيخنا( عبسسارته‪:‬‬
‫أما حصول ثوابها فالوجه توقفه على النية لحديث‪ :‬إنما العمال بالنيات‪ .‬وزعسسم أن‬
‫الشسسارع أقسسام فعسسل غيرهسسا مقسسام فعلهسسا فيحصسسل وإن لسسم تنسسو بعيسسد‪ ،‬وإن قيسسل كلم‬
‫المجموع يقتضيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لكن ظاهر إلسسخ( جسسرى عليسسه م ر والخطيسسب‪ ،‬ومحسسل‬
‫الخلف إذا لم ينو عدمها‪ ،‬وإل فل يحصل له فضلها‪ ،‬بل ل يسقط عنه طلبها اتفاقسسا‬
‫لوجود الصارف‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي حصول ثوابها وإن لم ينوها‪) .‬قوله‪ :‬ويقسسرأ نسسدبا‬
‫إلخ( قال الحبيب طاهر بن حسين باعلوي فسي المسسلك القريسب‪ :‬ويقسرأ فسي الولسى‬
‫منهما بعد الفاتحة‪) * .‬ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا ال واستغفر لهم‬
‫الرسول لوجدوا ال توابا رحيما( * ويقول‪ :‬أستغفر الس‪ ،‬ثلثسا‪ .‬ثسم يقسرأ الكسافرون‪.‬‬
‫وفي الثانية بعد الفاتحة * )ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثسسم يسسستغفر الس يجسسد الس‬
‫غفورا رحيما( * ويقول‪ :‬أستغفر ال‪ ،‬ثلثا‪ .‬ثم يقرأ الخلص‪ ،‬فإذا فسسرغ قسسال‪ :‬ال س‬
‫أكبر عشرا‪ .‬الحمد ل عشرا‪ ،‬ل إله إل ال عشرا‪ ،‬أستغفر ال س عشسسرا‪ ،‬سسسبحان ال س‬
‫وبحمده عشرا‪ ،‬سبحان الملك القدوس عشرا‪ ،‬اللهسسم إن أعسسوذ بسسك مسسن ضسسيق السسدنيا‬
‫وضيق يوم القيامة عشسسرا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقسوله‪ :‬فسي أولسسى ركعستي الوضسسوء( قسسد ذكسسر فسي‬
‫فصل في صفة الصلة بيان ما يقرؤه في‬

‫] ‪[ 299‬‬
‫البقية‪ ،‬وهو الكافرون في أولهسسا والخلص فسسي ثانيتهسسا‪ .‬وذكسسر بعضسسهم أنسسه‬
‫يقرأ في الستخارة ما ذكر‪ ،‬أو يقرأ فسسي الركعسسة الولسسى * )وربسسك يخلسسق مسسا يشسساء‬
‫ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان ال وتعسسالى عمسسا يشسسركون وربسسك يعلسسم مسسا تكسسن‬
‫صدورهم وما يعلنون( * وفي الثانية * )وما كان لمسسؤمن ول مؤمنسسة إذا قضسسى الس‬
‫ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهسسم ومسسن يعسسص الس ورسسسوله فقسسد ضسسل‬
‫ضلل مبينا( *‪) .‬قوله‪ :‬ومنه صلة الوابيسسن( أي ومسسن القسسسم الول السسذي ل تسسسن‬
‫فيه الجماعسسة صسسلة الوابيسسن‪ ،‬أي الراجعيسسن إلسسى الس فسسي أوقسسات الغفلسسة‪ .‬قسسال فسسي‬
‫النصسائح الدينيسة‪ :‬ومسن المسستحب المتأكسد إحيساء مسا بيسن العشساءين بصسلة‪ ،‬وهسو‬
‫الفضل‪ ،‬أو تلوة قرآن‪ ،‬أو ذكر ال تعالى من تسسسبيح أو تهليسسل أو نحسسو ذلسسك‪ .‬قسسال‬
‫النبي عليه السلم‪ :‬من صلى بعد المغرب ست ركعات ل يفصل بينهن بكلم عسسدلن‬
‫لسسه عبسسادة اثنسستي عشسسرة سسسنة‪ .‬وورد أيضسسا‪ :‬أن مسسن صسسلى بيسسن المغسسرب والعشسساء‬
‫عشرين ركعة بنى ال له بيتا في الجنة‪ .‬وبالجملة فهذا الوقت مسسن أشسسرف الوقسسات‬
‫وأفضلها‪ ،‬فتتأكد عمسسارته بوظسسائف الطاعسسات ومجانبسسة الغفلت والبطسسالت‪ .‬وورد‬
‫كراهة النوم قبل صلة العشاء فاحذر منه‪ ،‬وهو من عادة اليهود‪ .‬وفي الحديث‪ :‬من‬
‫نام قبل صلة العشاء الخسسرة فل أنسسام الس عينيسسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ورويسست( أي صسسلة‬
‫الوابين‪) .‬قوله‪ :‬وركعتين( أي ورويسست ركعسستين‪) .‬فسسائدة( قسسال الفشسسني‪ :‬قسسال النسسبي‬
‫)ص(‪ :‬من أحب أن يحفظ ال عليه إيمانه فليصل ركعتين بعسسد سسنة المغسسرب‪ ،‬يقسسرأ‬
‫في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو ال أحد ست مسسرات والمعسسوذتين مسسرة مسسرة‪ .‬اه‍‬
‫وقال في المسلك‪ :‬فإذا سلم رفع يديه وقال بحضور قلب‪ :‬اللهم إني أستودعك إيماني‬
‫في حياتي وعند مماتي وبعد مماتي‪ ،‬فاحفظه علي إنك على كسسل شسسئ قسسدير‪ ،‬ثلثسسا‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬وتتسسأدى إلسسخ( أي تحصسسل صسسلة الوابيسسن بفسسوائت وغيرهسسا مسسن الفسسرائض‬
‫المؤداة والنوافل‪ ،‬وهذا بناء على أنها كتحية المسجد‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لشيخنا( أي في‬
‫فتاويه‪ ،‬كما صرح به في أول فصل في صفة الصلة‪ ،‬وعبارته هناك‪ :‬وكذا صسسلة‬
‫الوابين‪ ،‬على مسسا قسال شسيخنا ابسن زيساد والعلمسسة السسيوطي رحمهمسسا الس تعسالى‪،‬‬
‫والذي جزم به شيخنا في فتاويه أنه ل بد فيها من التعيين كالضحى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسد نقلسست‬
‫بعض عبارة الفتاوي هناك فارجع إليه إن شئت‪) .‬قسسوله‪ :‬وصسسلة التسسسبيح( بسسالرفع‪.‬‬
‫عطف على صلة الوابين أي ومنه صلة التسبيح‪ .‬قال في الحياء‪ :‬وهذه الصسسلة‬
‫مأثورة على وجهها‪ ،‬ول تختص بوقت ول بسسسبب‪ .‬ويسسستحب أن ل يخلسسو السسسبوع‬
‫عنها مرة واحدة‪ ،‬أو الشهر مرة‪ ،‬فقد روى عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫أنه )ص( قال للعباس بن عبد المطلب‪ :‬أل أعطيك ؟ أل أمنحسسك ؟ أل أحبسسوك بشسسئ‬
‫إذا أنت فعلته غفر ال لك ذنبك أوله وآخسسره‪ ،‬قسسديمه وحسسديثه‪ ،‬خطسسأه وعمسسده‪ ،‬سسسره‬
‫وعلنيته ؟ تصلي أربع ركعسات تقسرأ فسي كسل ركعسة فاتحسة الكتساب وسسورة‪ ،‬فسإذا‬
‫فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم تقول‪ :‬سبحان ال والحمد ل ول إله إل‬
‫ال وال أكبر‪ ،‬خمس عشرة مرة‪ ،‬ثم تركسسع فتقولهسسا وأنسست راكسسع عشسسر مسسرات‪ ،‬ثسسم‬
‫ترفع من الركوع فتقولها قائما عشرا‪ ،‬ثم تسجد فتقولها عشرا‪ ،‬ثم ترفع من السسسجود‬
‫فتقولها جالسا عشرا‪ ،‬ثم تسجد فتقولها وأنسست سسساجد عشسسرا‪ ،‬ثسسم ترفسسع مسسن السسسجود‬
‫فتقولها عشرا‪ ،‬فذلك خمس وسبعون في كل ركعة‪ .‬تفعل ذلك في أربع ركعسسات‪ .‬إن‬
‫استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل‪ ،‬فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة‪ ،‬فإن‬
‫لم تفعل ففي كل شهر مرة‪ ،‬فإن لم تفعل ففسسي السسسنة مسسرة‪ .‬وفسسي روايسسة أخسسرى أنسسه‬
‫يقسسول فسي أول الصسلة‪ :‬سسبحانك اللهسم وبحمسسدك‪ ،‬وتبسارك اسسمك‪ ،‬وتعسسالى جسسدك‪،‬‬
‫وتقدست‬

‫] ‪[ 300‬‬
‫أسماؤك‪ ،‬ول إله غيرك‪ .‬ثم يسبح خمس عشرة تسسسبيحة قبسسل القسسراءة وعشسسرا‬
‫بعد القراءة‪ ،‬والباقي كما سبق عشرا عشرا‪ ،‬ول يسبح بعسد السسسجود الخيسر قاعسسدا‪.‬‬
‫وهذا هو الحسن‪ ،‬وهسو اختيسار ابسن المبسسارك‪ .‬والمجمسوع مسن الروايسستين ثلثمسائة‬
‫تسبيحة‪ ،‬فإن صلها نهارا فبتسليمة واحدة‪ ،‬وإن صلها ليل فبتسسسليمتين أحسسسن‪ ،‬إذ‬
‫ورد أن صلة الليل مثنى مثنى‪ .‬وإن زاد بعد التسسسبيح قسسوله‪ :‬ول حسسول ول قسسوة إل‬
‫بال العلي العظيم فهو حسن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال السيوطي رحمه الس تعسسالى فسسي كتساب الكلسسم‬
‫الطيسسب والعمسسل الصسسالح‪ ،‬كيفيسسة صسسلة التسسسبيح‪ :‬أربسسع ركعسسات يقسسرأ فيهسسا ألهسساكم‬
‫والعصر والكافرون والخلص‪ ،‬وبعد ذلك‪ :‬سبحان ال والحمسسد لس ول إلسسه إل الس‬
‫وال أكبر خمس عشرة مرة في القيام‪ ،‬وعشرا فسسي الركسسوع والعتسسدال والسسسجدتين‬
‫والجلوس بينهما والستراحة والتشهد ‪ -‬ترمذي ‪ -‬أو يضم إليها ل حول ول قسسوة إل‬
‫بال‪ ،‬وبعدها قبل السلم‪ :‬اللهم إني أسألك توفيق أهل الهسدى‪ ،‬وأعمسال أهسل اليقيسن‪،‬‬
‫ومناصحة أهل التوبة‪ ،‬وعزم أهل الصبر‪ ،‬وجد أهل الخشية‪ ،‬وطلب أهسسل الرغبسسة‪،‬‬
‫وتعبسسد أهسسل السسورع‪ ،‬وعرفسسان أهسسل العلسسم‪ ،‬حسستى أخافسسك‪ .‬اللهسسم إنسسي أسسسألك مخافسسة‬
‫تحجزنسسي عسسن معاصسسيك حسستى أعمسسل بطاعتسسك عمل أسسستحق بسسه رضسساك‪ ،‬وحسستى‬
‫أناصحك بالتوبة خوفا منك‪ ،‬وحتى أخلص لك النصيحة حيسساء منسسك‪ ،‬وحسستى أتوكسسل‬
‫عليسك فسي المسور حسسن ظسن بسك‪ .‬سسبحان خسالق النسار‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفسي روايسة‪ :‬النسور‪.‬‬
‫وظاهره أنه ل يكرر الدعاء‪ ،‬ولو قيل بالتكرار لكان حسسسنا‪ .‬ثسسم قسسوله‪ :‬وبعسسدها قبسسل‬
‫السلم إلخ ينبغي أن المراد أنسسه يقسسول مسسرة إن صسسلها بسسإحرام واحسسد‪ ،‬ومرتيسسن إن‬
‫صلى كسل ركعستين بسإحرام‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قسوله‪ :‬وهسي( أي صسلة التسسبيح‪) .‬وقسوله‪:‬‬
‫أربع ركعات بتسليمة أو تسليمتين( قد تقدم في كلم الغزالسسي أنسسه إن صسسلها نهسسارا‬
‫فبتسليمة واحدة‪ ،‬وإن صلها ليل فبتسليمتين‪ .‬وقال النسسووي فسسي الذكسسار‪ ،‬عسسن ابسن‬
‫المبارك‪ :‬فإن صلها ليل فأحب إلي أن يسلم من كسسل ركعسستين‪ ،‬وإن صسسلها نهسسارا‬
‫فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعلى أنها بتسليمة واحسسدة لسسه أن يفعلهسسا بتشسسهد‬
‫واحد‪ ،‬وله أن يفعلها بتشهدين كصلة الظهر‪) .‬قوله‪ :‬وحسسديثها( أي الحسسديث السسوارد‬
‫في صلة التسبيح‪ ،‬وهو ما مر عسسن ابسسن عبسساس رضسسي الس عنهمسسا‪ .‬وقسسوله‪ :‬لكسسثرة‬
‫طرقه أي رواياته‪) .‬قوله‪ :‬وفيها( أي صلة التسبيح‪) .‬وقسوله‪ :‬ثسواب ل يتنساهى( أي‬
‫ليس له نهاية‪ ،‬وهو كناية عن كثرته‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي من أجل أن حديثها حسسسن‬
‫وأن ثوابها ل يتناهى‪) .‬قوله‪ :‬إل متهاون بالسسدين( أي مسسستخف بسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويقسسول(‬
‫أي مصليها‪) .‬وقوله‪ :‬في كل ركعة منها( أي مسسن الربسسع الركعسسات‪) .‬قسسوله‪ :‬خسسسمة‬
‫عشسسر( بسسدل بعسسض مسسن خمسسسة وسسسبعين‪) .‬قسسوله‪ :‬بعسسد القسسراءة( أي قسسراءة الفاتحسسة‬
‫والسورة‪ ،‬والظرف متعلق بمحذوف حال من خمسة عشر‪ ،‬أو متعلق بيقول مقسسدرا‪.‬‬
‫)قسسوله‪ :‬وعشسسرا( معطسسوف علسسى خمسسسة عشسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬فسسي كسسل مسسن إلسسخ( متعلسسق‬
‫بمحذوف صفة لعشرا‪ ،‬أو حال على قول‪ ،‬أو متعلق بيقول مقدرا‪ .‬قسسوله‪ :‬بينهمسسا أي‬
‫السجودين‪) .‬قوله‪ :‬بعد الذكر( متعلق بما تعلق به ما قبله‪) .‬وقوله‪ :‬السسوارد فيهسسا( أي‬
‫في الركوع وما بعده‪) .‬قوله‪ :‬وجلسة السسستراحة( معطسسوف علسسى الركسسوع‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫ويكبر عند ابتدائها( أي جلسة الستراحة‪ .‬والمراد أنه ينهي التكبير الذكر شرع فيسسه‬
‫عند رفع رأسه من السجدة الثانية بابتداء جلسة الستراحة لنه يريد أن يسبح فيهسسا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬دون القيام منها( أي ول يكبر عند القيسسام منهسسا‪ .‬والمسسراد أنسه ل يشسسرع فسسي‬
‫التكبير عند القيام من جلسة الستراحة‪ ،‬لن التكبير إنما يشرع عند رفع رأسسسه مسسن‬
‫السجدة بل يقوم ساكتا‪) .‬قوله‪ :‬ويأتي بها( أي بالتسبيحات العشر‪) .‬وقوله‪ :‬في محسسل‬
‫التشهد( هو الجلوس‪ .‬وقوله‪ :‬قبله أي قبل التشهد‪ .‬وهو ظرف متعلق بيسسأتي‪ ،‬وكسسونه‬
‫قبلسسه ليسسس بشسسرط فيجسسوز بعسسده‪ ،‬لكسسن الول أقسسرب كمسسا نسسص عليسسه فسسي التحفسسة‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬تنبيه‪ :‬هل يتخير في جلسة التشهد بين كون التسبيح قبلسسه أو بعسسده ؟ كهسسو‬
‫في القيام أو ل يكون إل قبله كما يصسسرح بسسه كلمهسسم ؟ ويفسسرق بسسأنه إذا جعسسل قبسسل‬
‫الفاتحة يمكنه نقل ما في الجلسة الخيرة‪ ،‬بخلفه هنا‪ .‬كل محتمل‪ ،‬والقرب‬

‫] ‪[ 301‬‬
‫الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز جعل الخمسة عشسسر( أي السستي يقولهسسا بعسسد القسسراءة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قبل القراءة أي قراءة الفاتحة والسسسورة‪) .‬قسسوله‪ :‬وحينئذ( أي حيسسن إذ جعلهسسا‬
‫قبل القراءة‪) .‬وقوله‪ :‬يكون عشسسر السسستراحة بعسسد القسسراءة( أي يجعسسل العشسسر السستي‬
‫يقرؤها في جلسة الستراحة بعد القراءة ول يأتي بها في جلسة السسستراحة‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫لم يجز العود إليه( أي إلى الركوع ليأتي بتسبيحاته‪) .‬قوله‪ :‬ول فعلها في العتسسدال(‬
‫أي ولم يجز فعل التسسسبيحات المتروكسسة فسسي العتسسدال‪) .‬قسسوله‪ :‬لنسسه( أي العتسسدال‪.‬‬
‫وهو علة لعدم جواز فعلها في العتدال‪) .‬وقوله‪ :‬ركسسن قصسسير( أي وهسسو ل يجسسوز‬
‫الزيادة فيه على ما ورد‪) .‬قسسوله‪ :‬بسسل يسسأتي بهسسا( أي بتسسسبيحات الركسسوع المتروكسسة‪،‬‬
‫والضسسراب انتقسسالي‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬وبقسسي مسسا لسسو تسسرك التسسسبيح كلسسه أو بعضسسه ولسسم‬
‫يتداركه‪ ،‬هل تبطل به صلته أو ل ؟ وإذا لم تبطل فهسسل يثسساب عليهسسا ثسسواب صسسلة‬
‫التسبيح أو النفل المطلق ؟ فيه نظر‪ ،‬والقرب أنه إن ترك بعض التسبيح حصل لسسه‬
‫أصل سنتها‪ ،‬وإن ترك الكل وقعسست لسسه نفل مطلقسسا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬ويسسسن أن ل يخلسسي‬
‫السبوع منها( أي من صلة التسبيح‪) .‬وقسسوله‪ :‬أو الشسسهر( أي أو السسسنة أو العمسسر‪،‬‬
‫كما ورد في حديثها‪) .‬تنبيه( سئل ابن حجر رضي ال عنه عن صلة التسبيح‪ ،‬هسسل‬
‫هي من النوافل المطلقسة ؟ أو مسن المقيسسدة بسساليوم أو الجمعسة أو الشسسهر أو السسنة أو‬
‫العمر ؟ وإذا قلتم أنها من النوافل المقيدة‪ ،‬هل يكون قضاؤها مستحبا وتكرارها فسسي‬
‫اليوم أو الليلة غير مستحب أم ل ؟ وإذا قلتم أنهسسا مسسن النوافسسل المطلقسسة‪ ،‬هسسل يكسسون‬
‫قضاؤها غير مستحب وتكرارهسسا فسسي اليسسوم والليلسسة مسسستحب أم ل ؟ وهسسل التسسسبيح‬
‫فرض أو بعض أو هيئة ؟‪ .‬فأجاب رضي ال عنه‪ :‬الذي يظهر من كلمهم أنها مسسن‬
‫النفل المطلق‪ ،‬فتحرم في وقت الكراهة‪ .‬ووجه كونها من المطلق أنه السسذي ل يتقيسسد‬
‫بوقت ول سبب‪ ،‬وهذه كذلك‪ ،‬لندبها كل وقت من ليل أو نهار ‪ -‬كما صسسرحوا بسسه ‪-‬‬
‫ما عدا وقت الكراهة لحرمتها فيه‪ .‬كما تقرر وعلم من كونها مطلقة أنها ل تقضسسى‪،‬‬
‫لنها ليس لها وقت محدود حتى يتصور خروجها عنه وتفعسسل خسسارجه‪ ،‬وأنسسه يسسسن‬
‫تكرارها ولو مسسرات متعسسددة فسسي سسساعة واحسسدة‪ .‬والتسسسبيحات فيهسسا هيئة كتكسسبيرات‬
‫العيدين‪ ،‬بل أولى‪ ،‬فل يسجد لترك شئ منها‪ ،‬ولو نواها ولم يسسسبح فالظسساهر صسسحة‬
‫صسسلته بشسسرط أن ل يطسسول العتسسدال ول الجلسسوس بيسسن السسسجدتين ول جلسسسة‬
‫الستراحة‪ ،‬إذ الصح المنقول أن تطويل جلسة الستراحة مبطل‪ ،‬كما حررتسسه فسسي‬
‫شرح العبسساب وغيسسره‪ .‬وإنمسسا اشسسترطت أن ل يطسول هسذه الثلثسسة لنسه إنمسسا اغتفسسر‬
‫تطويلها بالتسبيح الوارد‪ .‬فحيث لم يسسأت بسسه امتنسسع التطويسسل وصسسارت نافلسسة مطلقسسة‬
‫بحالها‪ ،‬لكنها ل تسمى صلة التسبيح‪ .‬ا‍ه‪ ،‬من الفتاوي بتصسسرف‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسو( أي‬
‫القسم الثاني الذي تسن فيه الجماعة‪) .‬وقوله‪ :‬صلة العيدين( هي مسسن خصوصسسيات‬
‫هذه المة‪ ،‬ومثلهسسا صسسلة الستسسسقاء‪ ،‬وصسسلة الكسسسوفين‪ .‬وأول عيسسد صسسلة النسسبي‬
‫)ص( عيد الفطر في السنة الثانيسسة مسسن الهجسسرة‪ ،‬وكسسذلك عيسسد الضسسحى شسسرع فسسي‬
‫السنة المذكورة‪ ،‬وصلة عيد الضحى أفضل من صلة الفطر لثبوتها بنص القرآن‬
‫وهسسو قسسوله تعسسالى‪) * :‬فصسسل لربسسك وانحسسر( * أي صسسل صسسلة الضسسحى وانحسسر‬
‫الضحية‪ .‬والعيد مأخوذ من العود لتكرره وعوده كل عام‪ ،‬أو لن ال تعسسالى يعسسود‬
‫على عباده فيه بالسرور‪ .‬قال في التحاف‪ :‬وإنما كان يوم العيد مسسن رمضسسان عيسسدا‬
‫لجميع هذه المة إشارة لكثرة العتق قبله‪ ،‬كما أن يوم النحر هو العيد الكسسبر لكسسثرة‬
‫العتق في يوم عرفة قبله‪ ،‬إذ ل يسسرى أكسسثر عتقسسا منسسه‪ ،‬فمسسن أعتسسق قبلسسه فهسسو السسذي‬
‫بالنسسسبة إليسسه عيسسد‪ ،‬ومسسن ل فهسسو فسسي غايسسة البعسساد والوعيسسد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬أي العيسسد‬
‫الكبر( هو عيد الضحى‪) .‬وقوله‪ :‬والصغر( هو عيد الفطسسر‪) .‬قسسوله‪ :‬بيسسن طلسسوع‬
‫شمس وزوالها(‬

‫] ‪[ 302‬‬
‫خبر لمبتدأ محذوف‪ .‬أي ووقتها بين طلوع الشمس وزوالها‪ ،‬أي الزمسسن السسذي‬
‫بين ذلك‪ .‬ويكفي طلوع جزء من الشسسمس لكسسن يسسن تأخيرهسسا حسستى ترتفسسع الشسسمس‬
‫كرمح‪ ،‬للتباع وللخسسروج مسسن خلف مسسن قسسال ل يسسدخل وقتهسسا إل بالرتفسساع فهسسي‬
‫مستثناة من سن فعل العبادة في أول الوقت‪ ،‬ولسسو فعلهسسا فقيسسل خلف الولسسى‪ ،‬وهسسو‬
‫المعتمد‪ .‬وقال شيخ السلم أنه مكروه‪ ،‬وهسو ضسسعيف‪ .‬ويسسن البكسسور لغيسسر المسسام‬
‫ليأخذ مجلسه وينتظر الصلة‪ ،‬وأما المام فيحضر وقست الصسلة‪ .‬ويسسن أن يعجسسل‬
‫الحضور في الضحى ليتسع وقت التضحية‪ ،‬ويؤخره قليل في الفطسسر ليتسسسع وقسست‬
‫صدقة الفطر قبل الصلة‪ .‬ولو ارتفعسست الشسسمس لسسم يكسسره النفسسل قبسسل الصسسلة لغيسسر‬
‫المام‪ ،‬وأما بعدها فإن لم يسمع الخطبة فكذلك وإل كره‪ ،‬لنسسه يكسسون معرضسسا عسسن‬
‫الخطيب بالكليسسة‪ .‬وأمسسا المسسام فيكسسره لسسه النفسسل قبلهسسا وبعسسدها لمخسسالفته فعلسسه )ص(‬
‫ولشتغاله بغير الهم‪ .‬ويسن قضاؤها إن فاتت لنسه يسسن قضسساء النفسل المسؤقت إن‬
‫خرج وقته‪ .‬نعم‪ ،‬إن شسسهدوا بعسسد الغسسروب أو عسسدلوا بعسسده برؤيسسة الهلل فسسي الليلسسة‬
‫الماضية صليت من الغد أداء لتقصيرهم في تأخير الشهادة أو التعديل‪) .‬قوله‪ :‬وهي‬
‫ركعتان( أي بالجمسساع‪ .‬وهسسي كسسسائر الصسسلوات فسسي الركسسان والشسسروط والسسسنن‪.‬‬
‫وأقلها ركعتان كسنة الوضوء‪ ،‬وأكملهسسا ركعتسسان بسسالتكبير التسسي‪ .‬ويجسسب فسسي نيتهسسا‬
‫التعيين من كونها صلة عيد فطر أو صلة أضحى‪ ،‬في كسسل مسسن أدائهسسا وقضسسائها‪.‬‬
‫ويسن أن يقرأ فيها بعد الفاتحة في الولى ق وفي الثانية اقتربت‪ ،‬أو سبح اسم ربسسك‬
‫العلى في الولى والغاشية في الثانية‪ ،‬جهرا‪) .‬قوله‪ :‬ويكبر ندبا( أي مسسع الجهريسسة‬
‫وإن كان مأموما‪ ،‬ولو في قضائها‪ .‬وليس التكبير المذكورر فرضا ول بعضا‪ ،‬وإنما‬
‫هسسو هيئة كسسالتعوذ ودعسساء الفتتسساح فل يسسسجد لسستركه‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسو مقضسسية( سسسواء‬
‫قضاها في يوم العيد أو في غيره‪ ،‬لن القضاء يحكي الداء‪ .‬وقال العجلي‪ :‬ل تسسسن‬
‫فيها لنها شعار للوقت وقد فات‪ ،‬فالغاية للرد عليه‪) .‬قوله‪ :‬بعسسد افتتسساح( أي دعسسائه‪،‬‬
‫وهو متعلق بيكبر‪) .‬وقوله‪ :‬سبعا( مفعول مطلق ليكبر‪ ،‬أو تكبيرات سسسبعا‪ ،‬أي غيسسر‬
‫تكسسبيرتي الحسسرام والركسسوع‪ .‬وقسسوله‪ :‬وفسسي الثانيسسة خمسسسا أي غيسسر تكسسبيرتي القيسسام‬
‫والركوع‪ .‬ولو نقص إمامه التكبيرات تابعه ندبا‪ ،‬فلسسو اقتسسدى بحنفسسي كسسبر ثلثسسا‪ ،‬أو‬
‫مالكي كبر ستا‪ ،‬تابعه ولسسم يسسزد عليسسه‪ .‬ويسسستحب بيسسن كسسل ثنسستين منهسسا سسسبحان الس‬
‫والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر‪) .‬قوله‪ :‬قبل تعوذ( متعلق بيكبر‪ .‬ولو قسسال وقبسسل‬
‫تعوذ‪ ،‬بزيادة الواو‪ ،‬عطفا على بعد افتتاح لكان أولى‪ .‬وكونه قبل العسسوذ ليسسس بقيسسد‪،‬‬
‫وإنما هو مطلوب‪ .‬فلو تعوذ قبل التكسسبير ولسسو عمسسدا كسسبر بعسسده ول يفسسوت بسسالتعوذ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيهما( أي في الركعة الولى والركعة الثانية‪) .‬قوله‪ :‬رافعا يديه( حسسال مسسن‬
‫فاعل يكبر‪ ،‬أي يكبر حال كونه رافعا يديه حذو منكبيه‪ .‬ولو والى الرفع مع مسسوالة‬
‫التكبير لم تبطل صلته‪ ،‬وإن لزم هذه العمال الكثيرة‪ ،‬لن هذا مطلوب فل يضر‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لو اقتدى بحنفي ووالى الرفع مع التكسسبير تبعسسا لمسسامه الحنفسسي بطلسست صسسلته‬
‫على المعتمد‪ ،‬لنه عمل كثير في غير محله عندنا‪ ،‬لن التكبير عندهم بعسسد القسسراءة‬
‫في الركعة الثانية‪ ،‬وأما في الولى فقبل القراءة كما هو عندنا‪ .‬وقيسسل ل تبطسسل لنسسه‬
‫مطلوب في الجملة‪ ،‬فسساغتفر ولسو فسسي غيسسر محلسسه‪) .‬قسسوله‪ :‬مسسا لسسم يشسسرع( أي يسسن‬
‫التكبير ما لم يشسسرع فسسي القسسراءة‪ .‬فسسإن شسسرع فيهسسا قبسسل التكسسبيرات فسسإن كسسانت تلسسك‬
‫القراءة التعوذ أو السور قبل الفاتحة لم تفت‪ .‬وإن كانت الفاتحة فاتت لفسسوات محلهسسا‬
‫فل يسن العود إليها‪ ،‬فإن عاد إليها قبل الركسسوع عامسسدا عالمسسا ل تبطسسل صسسلته‪ ،‬أو‬
‫بعد الركوع بأن ارتفع ليأتي بها بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬ول يتدارك في الثانية( الفعل‬
‫مبني للمجهول‪ ،‬ونائب فاعله ضمير يعود على التكبير‪ ،‬أي ل يؤتي به مع تكبيرات‬
‫الركعة الثانية‪ .‬وهذا معتمد ابن حجر‪ .‬وجزم الرملي على سنية تداركها فسسي الثانيسسة‬
‫مع تكبيرها قياسا على قراءة الجمعة في الركعة الولى من صلة الجمعة‪ ،‬فسسإنه إذا‬
‫تركها فيها سن له أن يقرأها في الثانية مع المنافقين‪) .‬قوله‪ :‬وفي ليلتهمسسا( معطسوف‬
‫على قوله في أولى‪ ،‬أي ويسن أن يكبر في ليلسسة عيسسد الفطسسر وليلسسة عيسسد الضسسحى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬من غروب الشمس أي أن ابتداء التكسسبير مسسن حينئذ )وقسسوله‪ :‬إلسسى أن يحسسرم‬
‫المام( أي إلى أن ينطق بالراء من التحرم‪ .‬وهذا في حق من صسسلى جماعسسة‪ ،‬وأمسسا‬
‫من صلى منفردا فالعبرة في حقه بإحرامه‪ .‬فإن لم يصل أصل فقيل يستمر في حقسسه‬
‫إلى الزوال‪ .‬وقيل إلى أول وقت يطلب من المام الدخول للصلة فيه‪.‬‬

‫] ‪[ 303‬‬
‫ويسسسن أن يكسسون ذلسسك التكسسبير فسسي الطسسرق والمنسسازل والمسسساجد والسسسواق‬
‫وغيرها‪ ،‬ماشيا وراكبا وقاعسسدا ومضسسطجعا فسسي جميسسع الحسسوال إل فسسي نحسسو بيسست‬
‫الخلء‪ ،‬ودليله في الول قوله تعالى‪) * :‬ولتكملوا العدة( * أي عدة صسسوم رمضسسان‬
‫* )ولتكبروا ال( * أي عند إكمالها‪ .‬وفي الثاني القيسساس علسسى الول‪ .‬وهسسذا التكسسبير‬
‫يسمى مرسل ومطلقا إذ ل يتقيد بصلة ول نحوها‪ .‬وما ذكر لغيسر الحساج‪ ،‬أمسا هسو‬
‫فل يكبر هذا التكبير لن التلبية شعاره‪) .‬قوله‪ :‬مسسع رفسسع صسسوت( أي لغيسسر المسسرأة‪،‬‬
‫أما هي فل ترفع صوتها مع غير محارمهسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬وعقسسب كسسل صسسلة( معطسسوف‬
‫على قوله في أولى أيضا‪ .‬أي ويسسسن أن يكسسبر أيضسسا عقسسب كسسل صسسلة‪ ،‬أي فرضسسا‬
‫كانت أو نفل‪ ،‬أداء أو قضاء‪ .‬وهذا التكبير يسمى مقيدا‪ ،‬وهو خاص بعيد الضحى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من صبح عرفة( متعلق بيكبر المقدر‪ ،‬أي ويكبر عقب كل صسلة مسن عقسب‬
‫فعل صبح يوم عرفه‪ .‬وقسسوله‪ :‬إلسسى عصسسر آخسسر أيسسام التشسسريق أي إلسسى عقسسب فعسسل‬
‫عصر آخرها‪ .‬وهذا معتمد ابن حجر‪ .‬واعتمد م ر أنه يدخل بفجسسر يسسوم عرفسسة وإن‬
‫لم يصل الصبح‪ ،‬وينتهي بغروب آخر أيسسام التشسسريق‪ .‬وعلسسى كسسل يكسسبر بعسسد صسسلة‬
‫العصر آخر أيام التشريق‪ ،‬وينتهي به عند ابسسن حجسسر‪ ،‬وعنسسد م ر بسسالغروب‪ .‬وهسسذا‬
‫لغير الحاج‪ ،‬أما هو فيكبر من ظهر يوم النحر إلسى صسبح آخسسر أيسسام التشسسريق‪ ،‬لن‬
‫أول صلة يصليها بعد تحلله الظهسسر وآخسر صسلة يصسسليها بمنسسى قبسل نفسسره الثساني‬
‫الصبح‪ ،‬وهذا معتمد ابن حجر تبعا للنووي‪ .‬واعتمد م ر أن العبرة بالتحلسسل تقسسدم أو‬
‫تأخر‪ ،‬فمتى تحلل كسبر‪ .‬وكتسب الرشسيدي علسى قسول المنهساج‪ :‬ويختسم بصسسبح آخسر‬
‫التشريق‪ .‬ما نصه‪ :‬هذا من حيث كونه حاجا كما يؤخذ من العلة‪ ،‬وإل فمن المعلسسوم‬
‫أنه بعد ذلك كغيره فيطلب منه التكبير المطلوب من كل أحد إلى الغروب‪ ،‬فتنبه له‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وصيغة التكبير المحبوبة‪ :‬ال أكبر ال أكبر ال أكبر ول الحمد‪ .‬واستحسن فسسي‬
‫الم أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة‪ :‬ال أكبر كبيرا والحمد ل كثيرا وسبحان الس بكسسرة‬
‫وأصيل‪ ،‬ل إلسسه إل الس وحسسده‪ ،‬صسسدق وعسسده‪ ،‬ونصسسر عبسسده‪ ،‬وأعسسز جنسسده‪ ،‬وهسسزم‬
‫الحزاب وحده‪ .‬ل إله إل ال وال أكبر‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي عشسسر ذي الحجسسة( معطسسوف‬
‫على في أولى أيضا‪ .‬أي ويكبر ندبا في عشر ذي الحجة‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬ويسسذكروا‬
‫اسم ال في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة النعام( * قال في الذكار‪ :‬قسسال‬
‫ابن عباس والشافعي والجمهور‪ :‬هي أيام العشر‪) .‬قوله‪ :‬أو يسمع صوتها( معطوف‬
‫علسسى يسسرى‪ ،‬أي أو يكسسبر حيسسن يسسسمع صسسوت النعسسام‪) .‬قسسوله‪ :‬وصسسلة الكسسسوفين(‬
‫معطسسوف علسسى صسسلة العيسسدين‪ .‬أي وهسسو صسسلة الكسسسوفين‪ ،‬أي كسسسوف الشسسمس‬
‫وكسوف القمر‪ .‬ويعبر عنهما فسسي قسسول بالخسسسوفين‪ ،‬وفسسي آخسسر بالكسسسوف للشسسمس‬
‫والخسوف للقمر‪ ،‬وهو أشهر‪ .‬وهي من السنن المؤكدة‪ ،‬للخبار الصحيحة في ذلك‪.‬‬
‫منها قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬إن الشمس والقمر آيتان من آيسسات الس ل ينخسسسفان‬
‫لموت أحد ول لحياته‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر ال والصلة‪ .‬قسسال ذلسسك لمسسا‬
‫مات ولده سيدنا إبراهيم وكسفت الشمس‪ ،‬فقال النسساس‪ :‬إنمسسا كسسسفت لمسسوته‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وأقلها ركعتان كسنة الظهر( فلو نواها كسنة الظهر ثم عن له بعد الحرام أن يزيسسد‬
‫ركوعا في كل ركعة لم يجز‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬برمسساوي بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وأدنسسى‬
‫كمالها زيسادة قيسسام( ويجسب قسراءة الفاتحسة فسسي القيسام السسزائد‪) .‬قسوله‪ :‬والكمسل( أي‬
‫وأعلى الكمال ما ذكر‪ ،‬فتلخص أن لها ثلث كيفيات‪) .‬قوله‪ :‬أن يقسسرأ بعسسد الفاتحسسة(‬
‫أي وسوابقها من الفتتاح والتعوذ‪) .‬وقوله‪ :‬البقرة( هي أفضل لمن يحسنها‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫أو قدرها( أي قدر البقرة من القرآن‪ .‬وفي الحياء ما نصسسه‪ :‬فيقسسرأ فسسي الولسسى مسسن‬
‫قيام الركعة الولى الفاتحة والبقرة‪ ،‬وفي الثانيسسة الفاتحسسة وآل عمسسران‪ ،‬وفسسي الثالثسسة‬
‫الفاتحة وسورة النساء‪ ،‬وفسسي الرابعسسة الفاتحسسة وسسسورة المسسائدة‪ ،‬أو مقسسدار ذلسسك مسسن‬
‫القرآن من حيث أراد‪ .‬ولو اقتصر على الفاتحسسة فسسي كسسل قيسسام أجسسزأه‪ ،‬ولسسو اقتصسسر‬
‫على سور قصار فل بأس‪ .‬ومقصود التطويسسل دوام الصسسلة إلسسى النجلء‪ .‬ويسسسبح‬
‫في الركوع الول قسدر مسائة آيسة‪ ،‬وفسي الثساني قسدر ثمسانين آيسة‪ ،‬وفسي الثسالث قسدر‬
‫سبعين‪ ،‬وفي الرابع قدر خمسين‪ .‬ولكن السجود على قدر الركوع في كل ركعة‪.‬‬

‫] ‪[ 304‬‬
‫)تتمة( اعلم أن الشارح اقتصسر علسى بيسسان كيفيسة صسلة الكسسسوفين ولسسم يسبين‬
‫وقتها‪ :‬وبيانه أنسسه مسسن ابتسسداء الكسسسوف إلسسى تمسسام النجلء‪ ،‬فتفسسوت صسسلة كسسسوف‬
‫الشمس بالنجلء للمنكسف وبغروبها كاسفة‪ ،‬فل يشرع فيها بعده‪ .‬وأمسا لسو حصسل‬
‫غروبهسسا كاسسسفة فسسي أثنسساء الصسسلة أتمهسسا وتفسسوت صسسلة خسسسوف القمسسر بسسالنجلء‬
‫وبطلوع الشمس ل بطلوع الفجر‪ ،‬لن ما بعد الفجر ملحق بالليل‪) .‬قوله‪ :‬بخطبتين(‬
‫متعلق بمحذوف حال من كل من صلة العيدين وصلة الكسوفين‪ ،‬أي تسسسن صسسلة‬
‫العيسسدين وصسسلة الكسسسوفين حسسال كونهمسسا مصسسحوبتين بخطبسستين بعسسدهما‪ ،‬وهمسسا‬
‫كخطبسستي الجمعسسة فسسي أركانهمسسا‪ ،‬أمسسا شسسروط خطبسستي الجمعسسة ‪ -‬كالقيسسام فيهمسسا‪،‬‬
‫والجلوس بينهما‪ ،‬والطهارة والستر ‪ -‬فل تشترط هنا‪ .‬نعم‪ ،‬يعتبر من الشروط لداء‬
‫السنة السماع والسماع‪ ،‬وكون الخطبة عربيسسة‪ ،‬ويسسسن أن يعلمهسسم فسسي خطبسسة عيسسد‬
‫الفطر أحكام زكسساة الفطسر‪ ،‬وفسسي عيسد الضسسحى أحكسام الضسحية‪ .‬ويسسن أن يسأمر‬
‫الناس في خطبة الكسوفين بالتوبة من الذنوب‪ ،‬وبفعل الخير من صدقة وعتق ونحو‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أي معهما( أفاد به أن الباء بمعنى مع‪) .‬قوله‪ :‬بعسسدهما( أي بعسسد صسسلة‬
‫العيدين وبعد صلة الكسوفين‪ ،‬والظرف متعلق بمحذوف صفة لخطبسستين‪ ،‬واحسسترز‬
‫به عما لو قدمتا على الصلة فإنه ل يعتد بهما‪ ،‬كالسسسنة الراتبسسة البعديسسة لسسو قسسدمت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي يسن خطبتان إلخ( أفاد بهذا التفسسسير أن الخطبسستين بعسسدهما سسسنة مسسستقلة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو في غد( أي ولو كان فعلها في الغد‪ ،‬وذلك فيما إذا شسسهدوا بعسسد الغسسروب‬
‫برؤية الهلل الليلة الماضية فإنها تصلى أداء من الغد كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬والكسوفين(‬
‫معطوف على العيدين‪ ،‬أي وبعد فعل صسلة الكسسوفين‪) .‬قسوله‪ :‬ل الكسسوف( أي ل‬
‫يفتتح أولى خطبتي الكسوف بما ذكسسر‪ ،‬أي ول الثانيسسة أيضسسا‪ .‬ولسسو أخسسره عسن قسسوله‬
‫والثانية بسبع ولء لكان أولى‪ ،‬وظاهر سياقه أنه ل يبدله بالتسسسبيح ول بالسسستغفار‪.‬‬
‫وفي ع‪ :‬وهل يحسسسن أن يسسأتي بسسدله بالسسستغفار قياسسسا علسسى الستسسسقاء أم ل ؟ فيسسه‬
‫نظسسر‪ ،‬والقسسرب الول‪ ،‬لن صسسلته مبنيسسة علسسى التضسسرع‪ ،‬والحسسث علسسى التوبسسة‬
‫والسسستغفار مسسن أسسسباب الحمسسل علسسى ذلسسك‪ .‬وعبسسارة الناشسسري‪ :‬يحسسسن أن يسسأتي‬
‫بالستغفار إل أنه لم يرد فيه نص‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بتسع تكبيرات( متعلق بيفتتح‪) .‬قوله‪:‬‬
‫والثانية( أي ويفتتح ثانية الخطبتين بسبع تكبيرات‪) .‬وقوله‪ :‬ولء( حال من كل مسسن‬
‫التسع التكبيرات ومن السبع‪) .‬قوله‪ :‬ويبنغي أن يفصل( أي الخطيسسب‪ .‬وفسسي شسسروح‬
‫الزبد ما نصه‪ :‬ولو فصل بينهما بالحمد والتهليل والثناء جاز‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكثر منه‬
‫في فصول الخطبة( أي وينبغي أن يكثر الخطيب من التكبير فسسي فواصسسل الخطبسسة‪،‬‬
‫أي رؤوس سجعاتها‪) .‬قوله‪ :‬قاله( أي ما ذكر من الفصل بينهمسسا بسسالتكبير والكثسسار‬
‫منه في الفصسسول‪) .‬قسسوله‪ :‬ول تسسسن هسسذه التكسسبيرات للحاضسسرين( أي بسسل يسسسن لهسسم‬
‫استماع ذلك من الخطيب‪) .‬قوله‪ :‬وصلة استسقاء( الصل فيها التباع‪ ،‬واستأنسسسوا‬
‫لهسسا بقسسوله تعسسالى‪) * :‬وإذ استسسسقى موسسسى لقسسومه( * وإنمسسا كسسان هسسذا استئناسسسا ل‬
‫استدلل‪ ،‬لن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا على الراجح‪ ،‬وإن ورد فسسي شسسرعنا مسسا‬
‫يقرره‪ .‬والستسقاء معناه لغة‪ :‬طلب السسقيا مطلقسسا مسن الس أو مسن غيسسره‪ .‬وشسرعا‪:‬‬
‫طلب سقيا العباد من ال عند حاجتهم إليه‪ .‬قال حجة السلم الغزالي في بيان صلة‬
‫الستسقاء‪ :‬فإذا غارت النهار وانقطعت المطار‪ ،‬أو انهارت قناة‪ ،‬فيستحب للمسسام‬
‫أن يأمر النسساس أول بصسسيام ثلثسسة أيسسام‪ ،‬ومسسا أطسساقوا مسسن الصسسدقة‪ ،‬والخسسروج مسسن‬
‫المظالم‪ ،‬والتوبة من المعاصي‪ ،‬ثم يخرج بهم في اليوم الرابع وبالعجائز والصسسبيان‬
‫متنظفين في ثياب بذلة واستكانة متواضعين‪ ،‬بخلف‬

‫] ‪[ 305‬‬
‫العيد‪ .‬وقيل يستحب إخراج الدواب لمشاركتها في الحاجة‪ ،‬ولقوله )ص(‪ :‬لول‬
‫صبيان رضع ومشايخ ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا‪ .‬ولو خسسرج أهسسل‬
‫الذمة أيضا متميزين لم يمنعوا‪ ،‬فسسإذا اجتمعسسوا فسسي المصسسلى الواسسسع مسسن الصسسحراء‬
‫نودي‪ :‬الصلة جامعة‪ .‬فصلى بهم المام ركعتين مثل صلة العيسسد بغيسسر تكسسبير‪ ،‬ثسسم‬
‫يخطب خطبتين وبينهما جلسة خفيفة‪ ،‬وليكسسن السسستغفار معظسسم الخطبسستين‪ .‬وينبغسسي‬
‫في وسط الخطبة الثانية أن يستدبر النسساس ويسسستقبل القبلسسة‪ ،‬ويحسسول رداءه فسسي هسذه‬
‫الساعة تفاؤل بتحويل الحال‪ .‬هكذا فعل رسول ال )ص(‪ .‬فيجعسسل أعله أسسسفله ومسسا‬
‫علسسى اليميسسن علسسى الشسسمال ومسسا علسسى الشسسمال علسسى اليميسسن‪ ،‬وكسسذلك يفعسسل النسساس‪،‬‬
‫ويدعون في هذه الساعة سرا‪ ،‬ثم يستقبلهم فيختم الخطبة ويدعون وأرديتهسسم محولسسة‬
‫كما هي حتى ينزعوها مسستى نزعسسوا الثيسساب‪ ،‬ويقسسول فسسي السسدعاء‪ :‬اللهسسم إنسسك أمرنسسا‬
‫بدعائك ووعدتنا إجابتك‪ ،‬فقد دعوناك كما أمرتنسسا فأجبنسسا كمسسا وعسسدتنا‪ .‬اللهسسم فسسامنن‬
‫علينا بمغفرة ما قارفنا وإجابتك في سقيانا وسسسعة أرزاقنسسا‪ .‬ول بسسأس بالسسدعاء أدبسسار‬
‫الصلوات في اليام الثلثة قبل الخروج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬في صدر العبارة بغيسسر تكسسبير‪،‬‬
‫لعله رأي له‪ ،‬أو بيان لغير الكمل في صلة الستسقاء‪ ،‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬عنسسد الحاجسسة‬
‫للماء( خرج بذلك ما لو لم تكن حاجسسة فل تجسسوز صسسلة الستسسسقاء بسسل ول تصسسح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لفقده( أي الماء‪) .‬وقوله‪ :‬أو ملوحته( أي بحيث ل يشرب‪) .‬وقسسوله‪ :‬أو قلتسسه(‬
‫أي المسساء‪) .‬وقسسوله‪ :‬ل يكفسسي( أي أهسسل البلسسدة أو القريسسة‪) .‬قسسوله‪ :‬وهسسي( أي صسسلة‬
‫الستسقاء‪) .‬وقوله‪ :‬كصلة العيد( أي في الركان وغيرها‪ ،‬فيكبر بعد افتتسساحه قبسسل‬
‫التعوذ والقراءة سبعا في الولى وخمسا في الثانيسسة‪ ،‬ويرفسسع يسسديه عنسد كسسل تكسسبيرة‪،‬‬
‫ويقف بين كل تكبيرة كآية معتدلة‪ ،‬ويقرأ فسسي الولسسى جهسسرا سسسورة ق وفسسي الثانيسسة‬
‫اقتربت ‪ -‬في الصح ‪ ،-‬أو يقرأ في الولى سبح وفي الثانية الغاشية ‪ -‬لوروده بسند‬
‫ضعيف ‪ -‬ول تختص صلة الستقساء بركعتين بل تجوز الزيسسادة عليهمسسا‪ ،‬بخلف‬
‫العيد‪ .‬ول بوقت العيد في الصح‪ ،‬بل يجوز فعلها متى شاء ولو فسي وقست الكراهسة‬
‫على الصح‪ ،‬لنها ذات سبب فدارت معه‪ ،‬كصلة الكسسسوف‪) .‬قسسوله‪ :‬لكسسن يسسستغفر‬
‫الخطيب( لعل في العبارة سقطا من النساخ قبله‪ ،‬وهو‪ :‬يخطب كالعيد‪ .‬وعبارة متسسن‬
‫المنهاج‪ :‬وهي ركعتان كالعيسد ‪ -‬إلسسى أن قسال ‪ -‬ويخطسب كالعيسد‪ ،‬لكسن يسسستغفر الس‬
‫تعالى بدل التكبير‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن أن يقال ل سقط‪ ،‬والخطبة تفهم من التشبيه‪ .‬أي وهي‬
‫كصلة العيد في الركان والسنن وفي سنية خطبتين بعدها‪) .‬وقسسوله‪ :‬بسسدل التكسسبير(‬
‫يعلم منه أنه يستغفر الس فسسي أولهمسسا تسسسعا وفسسي ثانيتهمسسا سسسبعا‪ ،‬والولسسى أن يقسسول‬
‫أستغفر ال الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتسسوب إليسسه‪ .‬وإنمسسا سسسن السسستغفار هنسسا‬
‫لنسه أليسق بالحسال‪ ،‬ولخسبر الترمسذي وغيسره‪ :‬مسن قساله غفسر لسه وإن كسان فسر مسن‬
‫الزحف‪ .‬وينبغي أن يكثر منه ومن قوله تعالى‪) * :‬استغفروا ربكسسم إنسسه كسسان غفسسارا‬
‫يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكسسم جنسسات ويجعسسل لكسسم‬
‫أنهارا( * )قوله‪ :‬ويستقبل القبلة حالة الدعاء إلخ( عبارة المنهاج‪ :‬ويدعو في الخطبة‬
‫الولى ويقول اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجلل سحا طبقا دائمسسا‪.‬‬
‫اللهم اسقنا الغيسسث ول تجعلنسا مسن القسسانطين‪ ،‬اللهسسم إنسسا نسستغفرك إنسك كنسست غفسسارا‬
‫فأرسل السماء علينا مدرارا‪ .‬ويستقبل القبلة بعسسد صسسدر الخطبسسة الثانيسسة ويبسسالغ فسسي‬
‫الدعاء سرا وجهرا ويحول رداءه عند استقباله فيجعل يمينه يساره وعكسه وينكسسسه‬
‫‪ -‬في الجديد ‪ -‬فيجعل أعله أسفله وعكسه‪ ،‬ويحول الناس مثلسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قسوله‪ :‬أي نحسو‬
‫ثلثها تفسير مراد للصدر‪ .‬قال في النهاية‪ :‬فإن استقبل للدعاء في الولى لم يعده فسسي‬
‫الثانية‪ .‬ا‍ه‪) .‬تنبيه( ما ذكره من كيفية صلة الستسقاء هو أكمل كيفيات الستسقاء‪،‬‬
‫وثانيتها ‪ -‬وهي أدناهسا ‪ -‬مجسرد السسدعاء‪ .‬وثالثتهسسا ‪ -‬وهسي أوسسطها ‪ -‬السسدعاء خلسسف‬
‫الصلوات ولو نفل‪ ،‬وفي نحو خطبة الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬وصلة التراويح( الصل فيهسسا‬
‫ما روى الشيخان‪ :‬أنه )ص( خرج من جوف الليل ليالي من رمضان وصلى في‬

‫] ‪[ 306‬‬
‫المسجد وصلى الناس بصلته فيها‪ ،‬وتكاثروا فلم يخرج لهم في الرابعة وقسسال‬
‫لهم صبيحتها‪ :‬خشيت أن تفرض عليكم صلة الليل فتعجزوا عنهسسا‪ .‬وروى السسبيهقي‬
‫بإسناد صحيح أنهم يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضسسي الس عنسسه فسسي شسهر‬
‫رمضان بعشرين ركعة‪ .‬وروى مالك في الموطأ بثلث وعشسسرين‪ .‬وجمسسع السسبيهقي‬
‫بينهما بأنهم كانوا يوترون بثلث‪ .‬واستشكل قوله )ص(‪ :‬خشيت أن تفرض عليكسسم‪.‬‬
‫بقوله تعالى في ليلة السراء‪ :‬هسسن خمسسس والثسسواب خمسسسون‪ ،‬ل يبسسدل القسسول لسسدي‪.‬‬
‫وأجيب بأجوبة أحسنها أن ذلسسك فسسي كسسل يسسوم وليلسسة فل ينسسافي فرضسسية غيرهسسا فسسي‬
‫السنة‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي صلة التراويسسح‪) .‬وقسسوله‪ :‬عشسسرون ركعسسة( أي لغيسسر أهسسل‬
‫المدينة على مشرفها أفضل الصلة وأزكى السلم‪ ،‬أما هم فلهم فعلها ستا وثلثيسسن‪،‬‬
‫وإن كان اقتصارهم على العشرين أفضل‪ ،‬ول يجوز لغيرهم ذلك‪ ،‬وإنمسا فعسل أهسل‬
‫المدينة هسذا لنهسم أرادوا مسساواة أهسل مكسة‪ ،‬فسإنهم كسانوا يطوفسون سسبعا بيسن كسل‬
‫ترويحتين‪ ،‬فجعل أهل المدينة مكان كسسل سسسبع أربسسع ركعسسات‪ .‬قسسال السسسيوطي‪ :‬ومسسا‬
‫كانوا يطوفون بعد الخامسة‪ ،‬وإنما خص أهل المدينة بسسذلك لن لهسسم شسسرفا بهجرتسسه‬
‫)ص( ومدفنه‪) .‬قسسوله‪ :‬بعشسسر تسسسليمات( أي وجوبسسا‪ ،‬لنهسسا وردت هكسسذا‪ ،‬وأشسسبهت‬
‫الفرائض بطلب الجماعة فيها‪ ،‬فل تغير عما وردت عليه‪) .‬قوله‪ :‬فسسي كسسل ليلسسة( أي‬
‫بعد صلة العشاء‪ ،‬ولو مجموعة مع المغسسرب جمسسع تقسسديم‪) .‬قسسوله‪ :‬ويجسسب التسسسليم(‬
‫الولى التعبير بفاء التفريع‪ ،‬إذ المقام يقتضيه لنه مفرع على قوله بعشر تسسسليمات‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلو صلى أربعسسا منهسسا( أي أو أكسسثر‪) .‬وقسسوله‪ :‬لسسم تصسسح( أي أصسسل إن كسسان‬
‫عامدا عالما‪ ،‬وإل صحت له نفل مطلقا‪) .‬قسوله‪ :‬بخلف سسسنة الظهسسر إلسسخ( أي فسسإنه‬
‫يجوز جمع الربع القبلية أو البعدية بتحريسسم واحسسد وسسسلم واحسسد‪ ،‬وكسسذلك الضسسحى‬
‫يجوز أن يجمع فيه بين ركعاته كلها بتحرم واحد وسلم واحد‪ .‬وقد تقدم أنه لو أخر‬
‫القبلية ل يجوز له جمعها مع البعدية بسلم واحسسد‪ ،‬علسسى معتمسسد ابسسن حجسسر‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫لعل بحث الجواز مبني على الضعيف أنه ل تجب نيسسة القبليسسة ول البعديسسة‪ .‬ويجسسوز‬
‫ذلسسك علسسى معتمسسد م ر‪) .‬قسسوله‪ :‬وينسسوي بهسسا التروايسسح إلسسخ( أي وينسسوي فسسي صسسلة‬
‫التروايح‪ ،‬أو ينوي قيام رمضان‪ ،‬وأفاد بذلك أنه ل بد من التعيين في النية‪ .‬وظسساهر‬
‫كلمه أنه ل يشسسترط التعسسرض للعسسدد فيهسسا‪ ،‬وهسسو المعتمسسد‪ ،‬لن التعسسرض للعسسدد ل‬
‫يجب‪ .‬كما لو قال‪ :‬أصسلي الظهسر أو العصسر‪) .‬قسوله‪ :‬وفعلهسا أول السوقت( قسد بيسن‬
‫وقتها في قوله في مبحث الوتر‪ :‬ووقت الوتر كالتروايح بين صلة العشسساء وطلسسوع‬
‫الفجر‪ .‬فل يعترض بأنه كان المناسب أن يقول أول ووقتها كذا ثم يقول وفعلها أول‬
‫إلخ‪) .‬قوله‪ :‬أفضسسل إلسسخ( فسسي بشسسرى الكريسسم خلفسسه‪ ،‬ونسص عبسسارته‪ :‬قسسال عميسسرة‪:‬‬
‫وفعلها ‪ -‬أي التروايح ‪ -‬عقب العشاء أول الوقت مسسن بسسدع الكسسسالى‪ .‬وفسسي المسسداد‪:‬‬
‫ووقتها المختار يدخل بربع الليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو تعارض فعلها مع العشاء أول الوقت‪ ،‬أو‬
‫في جوف الليل بعد نوم‪ ،‬قدمتا لكراهة النوم قبل العشاء‪) .‬قوله‪ :‬أثنسساءه( أي السسوقت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بعد النوم( متعلق بفعلها أثناءه‪ ،‬ومقتضى التقييسسد بسسه أن فعلهسسا أول السسوقت ل‬
‫يكون أفضسسل مسسن فعلهسسا أثنسساءه مسسع عسسدم النسسوم‪ ،‬فسسانظره‪) .‬قسوله‪ :‬خلفسسا لمسسا وهمسسه‬
‫الحليمي( أي من أن فعلها أثناءه بعد النسسوم أفضسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬وسسسميت( أي العشسسرون‬
‫ركعسسة السستي يصسسليها فسسي رمضسسان‪) .‬وقسسوله‪ :‬لنهسسم( أي الصسسحابة‪) .‬قسسوله‪ :‬كسسانوا‬
‫يستريحون لطول قيامهم( يؤخذ من التعليل المذكور أنه ينبغي طول القيسسام بسسالقراءة‬
‫مع الحضور والخشوع‪ ،‬خلفا لما يعتاده كثيرون في زماننا من تخفيفها ويتفاخرون‬
‫بذلك‪ ،‬قال قطب الرشاد سيدنا عبد ال بن علوي الحداد في النصائح‪ :‬وليحسسذر مسسن‬
‫التخفيف المفرط الذي يعتاده كثير مسسن الجهلسسة فسسي صسسلتهم للتراويسسح‪ ،‬حسستى ربمسسا‬
‫يقعسسون بسسببه فسي الخلل بشسسئ مسن الواجبسات مثسل تسسرك الطمأنينسة فسسي الركسوع‬
‫والسجود‪ ،‬وترك قراءة الفاتحة على الوجه الذي ل بسد منسه بسسبب العجلسة‪ ،‬فيصسير‬
‫أحدهم عند ال ل هو صلى ففاز بالثواب ول هو ترك فاعترف بالتقصير وسلم مسسن‬
‫العجاب‪ .‬وهذه وما أشبهها من أعظم مكايد الشسسيطان لهسسل اليمسسان‪ ،‬يبطسسل عمسسل‬
‫العامل منهم عمله مع فعله للعمل‪ ،‬فاحذروا من‬
‫] ‪[ 307‬‬
‫ذلك وتنبهوا له معاشر الخوان‪ .‬وإذا صليتم التروايح وغيرها مسسن الصسسلوات‬
‫فأتموا القيسسام والقسسراءة والركسسوع والسسسجود والخشسسوع والحضسسور وسسسائر الركسسان‬
‫والداب‪ ،‬ول تجعلوا للشيطان عليكم سلطانا فإنه ليس له سلطان علسسى السسذين آمنسسوا‬
‫وعلى ربهم يتوكلون فكونوا منهم‪ ،‬إنما سلطانه على السسذين يتولسسونه والسسذين هسسم بسسه‬
‫مشركون فل تكونوا منهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بعد كل تسليمتين( متعلق بيستريحون‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وسر العشرين( أي الحكمة فيها‪) .‬قوله‪ :‬في غير رمضان( الجار والمجرور متعلسسق‬
‫بمحذوف حال من عشر‪ ،‬لن نعت النكرة إذا تقدم عليها يعسسرب حسسال منهسسا‪ ،‬أي أن‬
‫الرواتب عشر ركعات حال كونها كائنة في غير رمضسسان‪ .‬ويصسسح أن يكسسون حسسال‬
‫من الرواتب‪ ،‬والمراد أنها عشر في غير رمضان مثل رمضان‪) .‬قوله‪ :‬فضسسوعفت‬
‫فيه( أي في رمضان‪ .‬واعترض بأن التضعيف أن يزاد على الشئ مثله فيقتضي أن‬
‫التراويح عشر ركعات‪ ،‬لنه إذا زيد على العشر ركعات المؤكسسدات مثلهسسا صسسارت‬
‫عشرين‪ ،‬عشرة منها هي المؤكدة من الرواتسسب‪ ،‬والعشسسرة الخسسرى هسسي التروايسسح‪.‬‬
‫وأجيب ‪ -‬كما في سم ‪ -‬بأن المعنى‪ :‬فزيد قدرها وضعفه‪ ،‬ل فزيد عليها قدرها فقط‪،‬‬
‫لنه ليس كذلك‪ .‬أي زيد قدر الرواتب العشرة‪ ،‬وضعف هسسذا القسسدر السسزائد أي مثلسسه‬
‫وهو عشرة‪ ،‬فيصير الجميع ثلثين ركعسسة‪ ،‬الرواتسسب عشسسرة‪ ،‬والتراويسسح عشسسرون‪.‬‬
‫وهذا كما ترى مبني على أن ضسسعف الشسسئ مثلسسه‪ ،‬أمسسا إذا قيسسل إن ضسسعفه مثله فل‬
‫تأويل‪ ،‬وهذا الخير هو المشهور‪ ،‬كما في ع ش‪ .‬وفي الرشسسيدي مسسا نصسسه‪ :‬فقسسوله‪:‬‬
‫فضوعفت‪ ،‬أي وجعلت بتضعيفها زيادة في رمضان‪ .‬وإل فالرواتب مطلوبة أيضا‪،‬‬
‫وأنه مبني على أن ضعف الشئ مثله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتكرير قسسل هسسو ال س أحسسد‪ ،‬إلسسى‪:‬‬
‫كما أفتى به شيخنا( عبارة الفتاوي له‪ :‬سئل ‪ -‬رضي الس عنسسه ومتسسع بحيسساته ‪ :-‬فسسي‬
‫تكرير سورة الخلص في التراويح هل يسن ؟ وإذا قلتم ل‪ ،‬فهل يكره أم ل ؟ وقسسد‬
‫رأيت في المعلمات لبن شهبة أن تكرير سورة الخلص في التراويح ثلثا كرهها‬
‫بعض السلف‪ ،‬قال لمخالفتها المعهود عمن تقدم‪ ،‬ولنها فسسي المصسسحف مسسرة فلتكسسن‬
‫في التلوة مرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬فهل كلمه مقرر معتمد أم ل ؟ بينوا ذلك وأوضحوه ل عدمكم‬
‫المسلمون‪ .‬فأجاب فسح ال في مدته‪ :‬تكرير قراءة سسسورة الخلص أو غيرهسسا فسسي‬
‫ركعة أو في كل ركعة من التراويح ليس بسنة‪ ،‬ول يقال مكروه على قواعسسدنا لنسسه‬
‫لم يرد فيه نهي مخصوص‪ .‬وقد أفتى ابن عبد السلم وابن الصسسلح وغيرهمسسا بسسأن‬
‫قراءة القدر في التراويح ‪ -‬وهو التجزئة المعروفة ‪ -‬بحيث يختم القرآن جميعسسه فسسي‬
‫الشهر أولى من سورة قصيرة‪ .‬وعللوه بأن السنة القيام فيها بجميع القرآن‪ .‬واقتضاه‬
‫كلم المجموع‪ ،‬واعتمد ذلك السنوي وغيره‪ .‬قال الزركشي وغيسسره‪ :‬ويقسساس بسسذلك‬
‫كل ما ورد فيه المر ببعض معين‪ ،‬كآية البقرة وآل عمران فسسي سسسنة الصسسبح إلسسخ‪،‬‬
‫انتهت‪ .‬وإذا تأملت العبارة المذكورة تعلم ما في قوله كما أفتى به شيخنا‪ ،‬فإنها ليس‬
‫فيها التقييد بقوله في الركعات الخيسسرة‪ ،‬ول التقييسسد بسسسورة الخلص‪ ،‬وليسسس فيهسسا‬
‫قوله بدعسسة غيسسر حسسسنة‪ ،‬بسسل السسذي فيهسسا أن قسسراءة القسسرآن فسسي جميسسع الشسسهر أولسسى‬
‫وأفضل‪ ،‬وأن تكرير سورة الخلص أو غيرها في ركعة مسسا خلف الولسسى فقسسط‪،‬‬
‫وليس بسنة ول بمكروه‪ .‬إل أن يقال أفتى بذلك في فتوى لم تقيد فسسي الفتسساوى‪ .‬لكسسن‬
‫عبسسارة السسروض مصسسرحة بمسسا فسسي الفتسساوى‪ ،‬إل أنسسه قيسسد فيهسسا بسسسورة الخلص‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬وفعلها بالقرآن في جميع الشسسهر أفضسسل مسسن تكريسسر سسسورة الخلص‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثلها عبارة النهاية والمغني‪ .‬والحاصل الذي يظهر من كلمهسسم أن السسوارد قسسراءة‬
‫القرآن كله بالتجزئة المعلومة‪ ،‬فهو الولى والفضل‪ ،‬وأن غير ذلسسك خلف الولسسى‬
‫والفضل‪ ،‬سواء قرأ سورة الخلص أو غيرها‪ ،‬في كل الركعات أو فسسي بعضسسها‪،‬‬
‫الخير منها أو الول‪ ،‬وسواء كررها ثلث أو ل‪ .‬فما يعتاده أهل مكة من قراءة قل‬
‫هو ال أحد في الركعات الخيرة‪ ،‬وقسراءة ألهساكم إلسى المسسد فسي الركعسات الول‪،‬‬
‫خلف الفضل‪ .‬وكذلك ما يعتاده بعضهم مسسن قسسراءة جسسزء كامسسل فسسي سسست عشسسرة‬
‫ركعة وتكرير قل هو ال أحد في الباقي‪ .‬ثم رأيت عبسسارة بعسسض المتسسأخرين ناطقسسة‬
‫بما قلناه‪ ،‬ونصها‪ :‬وفعلها بالقرآن في جميسسع الشسسهر بسسأن يقسسرأ فيهسسا كسسل ليلسسة جسسزءا‬
‫أفضل من تكرير سورة الرحمن أو هل أتى على النسسان أو سسورة الخلص بعسد‬
‫كل سورة من التكاثر إلى‬

‫] ‪[ 308‬‬
‫المسد كما اعتاده أهل مصسسر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومعلسسوم أن محسسل ذلسسك كلسسه إذا كسسان يحفسسظ‬
‫القرآن كله أو يحفظ بعضه‪ .‬ويقرأ على ترتيب المصحف مع التوالي‪ ،‬فإن لم يحفسسظ‬
‫إل سورة واحدة فقط‪ ،‬الخلص أو غيرها‪ ،‬أتى بما حفظه ويبعد فسسي حقسسه أن يقسسال‬
‫أنه خلف الفضسسل والولسسى‪ ،‬فتسسدبر‪) .‬قسوله‪ :‬ويسسن التهجسسد( هسو لغسة‪ :‬رفسسع النسوم‬
‫بالتكلف‪ .‬واصطلحا‪ :‬ما ذكره الشارح‪) .‬قوله‪ :‬فتهجسسد بسه نافلسسة لسسك( قسسال بعضسسهم‪:‬‬
‫الباء للظرفية‪ ،‬أي فتهجد فيه‪ .‬وفي التفسير‪ :‬فتهجد به‪ ،‬أي صل به‪ ،‬أي بالقرآن‪ ،‬أي‬
‫اقرأه في صسسلتك فريضسسة نافلسسة لسسك‪ ،‬أي زائدة علسسى الصسسلوات الخمسسس‪ .‬كمسسا فسسي‬
‫الجلل‪ .‬فنافلة صسسفة لموصسسوف محسسذوف واقسسع مفعسسول لتهجسسد وهسسو فريضسسة‪ ،‬لن‬
‫التهجد كان واجبسسا فسسي صسسدر السسسلم‪ .‬ا‍ه بجيرمسسي‪) .‬قسسوله‪ :‬وورد فسسي فضسسله( أي‬
‫التهجد‪) .‬وقوله‪ :‬أحاديث كثيرة(‪ ،‬منها‪ :‬قوله عليه الصلة والسسسلم‪ :‬أفضسسل الصسسلة‬
‫بعد المكتوبة صلة الليل‪ .‬وقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬عليكم بقيسسام الليسسل فسسإنه دأب‬
‫الصالحين قبلكم‪ ،‬وقربة لكم‪ ،‬ومكفرة للسيئات‪ ،‬ومنهاة عن الثم‪ ،‬ومطردة للداء عن‬
‫الجسد ومنها قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬أيها الناس أفشوا السلم‪ ،‬وأطعموا الطعام‪،‬‬
‫وصلوا الرحام‪ ،‬وصلوا بالليل والناس نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم‪ .‬ومنها قسسوله عليسسه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬يحشسسر النسساس فسسي صسسعيد واحسسد‪ ،‬فينسسادي منسساد‪ :‬أيسسن السسذين كسسانت‬
‫تتجسسافى جنسسوبهم عسسن المضسساجع ؟ فيقومسسون ‪ -‬وهسسم قليسسل ‪ -‬فيسسدخلون الجنسسة بغيسسر‬
‫حساب‪ .‬وروي أن الجنيد رؤي في النوم‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما فعل ال بك فقال‪ :‬طاحت تلك‬
‫الشارات وغابت تلك العبارات‪ ،‬وفنيت تلك العلوم ونفدت تلك الرسوم‪ ،‬ومسسا نفعنسسا‬
‫إل ركيعات كنا نركعها عنسسد السسسحر‪ .‬ومعنسسى طسساحت تلسسك الشسسارات‪ :‬أن إشسساراته‬
‫التي يشير بها للناس هلكت فلم يجد ثوابها‪ .‬ومعنى غابت تلك العبارات‪ :‬أن عباراته‬
‫التي يعبر بها للمريدين تلشت واضمحلت فلم يجد ثوابها أيضا‪ .‬ومعنى فنيسست تلسسك‬
‫العلوم‪ :‬أن العلوم التي يعلمها للتلمذة انعدمت فلم يجد ثوابهسا أيضسا‪ .‬ومعنسى نفسدت‬
‫تلك الرسوم‪ :‬أن الرسوم التي يرسمها للمبتدئين فرغت فلم يجد لهسسا ثوابهسسا‪ .‬ومعنسسى‬
‫وما نفعنا إلخ‪ :‬أنه وجد ثوابها‪ .‬والمقصود من ذلك أن هذه المور لم يجسسد لهسسا ثوابسسا‬
‫لقترانها في الغالب بالرياء ونحوه‪ ،‬إل الركيعات المسسذكورة للخلص فيهسسا‪ .‬وإنمسسا‬
‫قال رضي ال عنه ذلك حثا على التهجد وبيانا لشرفه‪ ،‬وإل فيبعد على مثله اقسستران‬
‫عمله برياء أو نحوه مع كونه سيد الصوفية‪ .‬قسسال القطسسب الغسسوث الحسسبيب عبسسد الس‬
‫الحداد في نصائحه‪ :‬واعلم أن قيام الليل من أثقسسل شسسئ علسسى النفسسس‪ ،‬ول سسسيما بعسسد‬
‫النوم‪ .‬وإنما يصير خفيفا بالعتياد والمداومة والصبر علسسى المشسسقة والمجاهسسدة فسسي‬
‫أول المر‪ ،‬ثم بعد ذلك ينفتح باب النس بال تعالى وحلوة المناجاة له ولسسذة الخلسسو‬
‫به عزوجل‪ ،‬وعند ذلك ل يشبع النسان من القيام فضسسل عسسن أن يسسستثقله أو يكسسسل‬
‫عنه‪ .‬كما وقع ذلك للصالحين من عباد ال حتى قال قائلهم‪ :‬إن كان أهسسل الجنسسة فسسي‬
‫مثل ما نحن فيه بالليل إنهم لفي عيش طيب‪ .‬وقال آخر‪ :‬منذ أربعين سنة مسسا غمنسسي‬
‫شئ إل طلوع الفجر‪ .‬وقال آخر‪ :‬أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهسسو فسسي لهسسوهم‪.‬‬
‫وقال آخر‪ :‬لول قيام الليسسل وملقسساة الخسسوان فسسي الس مسسا أحببسست البقسساء فسسي السسدنيا‪.‬‬
‫وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة‪ .‬وقد صلى خلئق منهم الفجسسر بوضسسوء العشسساء‪،‬‬
‫رضي ال عنهم‪ .‬أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده‪ .‬فعليك رحمك ال س بقيسسام الليسسل‬
‫وبالمحافظة عليه وبالسسستكثار منسسه‪ ،‬وكسسن مسسن عبسساد الرحمسسن السسذين يمشسسون علسسى‬
‫الرض هونسسا وإذا خسساطبهم الجسساهلون قسسالوا سسسلما‪ ،‬والسسذين يسسبيتون لربهسسم سسسجدا‬
‫وقياما‪ .‬واتصف ببقية أوصافهم التي وصفهم ال بها فسسي هسسذه اليسسات إلسسى آخرهسسا‪.‬‬
‫وإن عجزت عن الكثير من القيام بالليل فل تعجز عن القليل منه‪ ،‬قال ال تعسسالى‪* :‬‬
‫)فاقرءوا ما تيسر من القرآن( * أي في القيام من الليل‪ .‬وقسسال عليسسه السسسلم‪ :‬عليكسسم‬
‫بقيام الليل ولو ركعة وما أحسن وأجمل الذي يقرأ القرآن‬

‫] ‪[ 309‬‬
‫الكريم بالغيب أن يقرأ كل ليلة في قيامه بالليل شيئا منه‪ ،‬ويقرأه على التدريسسج‬
‫من أول القرآن إلى آخره‪ ،‬حتى تكون له في قيام الليل ختمة إما في كل شهر أو في‬
‫كل أربعين أو أقل من ذلك أو أكثر‪ ،‬على حسب النشساط والهمسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسوله‪ :‬وكسره‬
‫لمعتاده تركه( أي التهجد‪ ،‬وذلك لقوله )ص( لعبد ال بن عمرو بن العاصي رضسسي‬
‫ال عنه‪ :‬يا عبد ال ل تكن مثل فلن‪ ،‬كان يقوم الليل ثم تركه‪ .‬وحكى اليسسافعي عسسن‬
‫الشيخ أبي بكر الضرير قال‪ :‬كان في جواري شاب حسن يصوم النهار ول يفطسسر‪،‬‬
‫ويقوم الليل ول ينام‪ ،‬فجسساءني يومسسا وقسسال‪ :‬يسسا أسسستاذ إنسسي نمسست عسسن وردي الليلسسة‪،‬‬
‫فرأيت كأن محرابي قد انشق‪ ،‬وكأني بجوار قد خرجن من المحسسراب لسسم أر أحسسسن‬
‫وجها منهن‪ ،‬وإذا فيهن واحدة شوهاء فوهاء لسسم أر أقبسسح منهسسا منظسسرا‪ ،‬فقلسست‪ :‬لمسسن‬
‫أنتن ؟ ولمن هذه ؟ فقلن‪ :‬نحن لياليك التي مضين‪ ،‬وهذه ليلسة نومسسك‪ ،‬ولسو مسست فسسي‬
‫ليلتك هذه لكانت هذه حظك‪ .‬فشهق شهقة وخر ميتا‪ ،‬رحمة ال س عليسسه‪ .‬وحكسسي عسسن‬
‫بعض الصالحين أنه قال‪ :‬رأيت سفيان الثوري في النوم بعد مسسوته فقلسست لسسه‪ :‬كيسسف‬
‫حالك يا أبا سعيد ؟ فأعرض عني وقسسال‪ :‬ليسسس هسسذا زمسسان الكنسسى‪ .‬فقلسست لسسه‪ :‬كيسسف‬
‫حالك يا سفيان ؟ فأنشأ يقول‪ :‬نظسرت إلسى ربسي عيانسا فقسال لسي * * هنيئا رضسائي‬
‫عنك يا ابن سعيد لقد كنسست قوامسسا إذ الليسسل قسسد دجسا * * بعسبرة مشستاق وقلسب عميسسد‬
‫فدونك فاختر أي قصر تريده * * وزرني فإني عنك غير بعيد )قوله‪ :‬ويتأكسسد أن ل‬
‫يخل إلخ( أي أن ل يتركها‪ .‬ا‍ه ع ش‪) .‬قوله‪ :‬لعظم فضل ذلك( أي الصلة في الليل‬
‫بعد النوم‪) .‬قوله‪ :‬ول حد لعدد ركعاته( أي ل تعييسسن لعسسدد ركعسسات التهجسسد‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫وقيل حدها( أي ركعاته‪) .‬قوله‪ :‬وأن يكثر فيسسه( أي ويتأكسسد أن يكسسثر فسسي الليسسل مسسن‬
‫الدعاء والستغفار‪ ،‬لخبر مسلم‪ :‬إن في الليل ساعة ل يوافقها رجل مسلم يسسسأل ال س‬
‫تعالى خيرا من السدنيا والخسرة إل أعطساه إيساه‪ .‬وذلسك كسل ليلسة‪ ،‬ولن الليسل محلسه‬
‫الغفلة‪) .‬قوله‪ :‬ونصفه( أي الليل‪) .‬وقوله‪ :‬آكد( أي بالدعاء فيسه والسستغفار‪) .‬قسوله‪:‬‬
‫وأفضله عند السسحر( أي وأفضسل مسا ذكسر مسن السدعاء والسستغفار أن يكسون عنسد‬
‫السحر‪) .‬وقوله‪ :‬لقوله تعالى إلخ( أي وللخبر الصسسحيح‪ :‬ينسسزل ربنسسا تبسسارك وتعسسالى‬
‫كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الخير فيقول‪ :‬مسسن يسسدعوني فأسسستجيب‬
‫له ؟ ومن يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟‪ .‬ومعنى ينسسزل‪ :‬ينسسزل أمسسره‬
‫أو ملئكته أو رحمته‪ ،‬أو هو كناية عن مزيسسد القسسرب المعنسسوي‪) .‬قسسوله‪ :‬وأن يسسوقظ‬
‫إلسسخ( أي ويتأكسسد أن يسسوقظ مسسن يطمسسع فسسي تهجسسده ليتهجسسد معسسه‪ ،‬لقسسوله تعسسالى‪* :‬‬
‫)وتعاونوا على البر والتقوى( * ولخبر المسسام أحمسسد وأبسسي داود‪ ،‬عسسن أبسسي هريسسرة‬
‫رضي ال عنه‪ :‬رحم ال رجل قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت‪ ،‬فسسإن أبسست‬
‫نضح في وجهها الماء‪ .‬رحم ال امسسرأة قسسامت مسسن الليسسل فصسسلت وأيقضسست زوجهسسا‬
‫فصلى‪ ،‬فإن أبى نضسحت فسسي وجهسه المساء‪ .‬ولخسسبر أبسي داود والنسسائي‪ ،‬عسن أبسي‬
‫هريرة‪ :‬إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ أهله وصليا ركعسستين كتبسسا مسسن السسذاكرين‬
‫ال كثيرا والذاكرات‪ .‬وإذا تأكسسد اليقسساظ للتهجسسد فللراتبسسة أولسسى‪ ،‬ل سسسيما إن ضسساق‬
‫وقتها‪ .‬وعن عائشة رضي ال عنها‪ :‬كان النبي )ص( يصلي صلته من الليسسل وأنسسا‬
‫معترضة بين يديه‪ ،‬فسسإذا بقسسي السسوتر أيقظنسسي فسسأوترت‪) .‬قسسوله‪ :‬وينسسدب قضسساء نفسسل‬
‫مؤقت( وذلك لعموم خبر‪ :‬من نام عن صسسلة أو نسسسيها فليصسسلها إذا ذكرهسسا‪ .‬ولنسسه‬
‫)ص( قضى بعد الشمس ركعتي الفجر‪ ،‬وبعد العصر الركعتين اللسستين بعسسد الظهسسر‪.‬‬
‫رواهما مسلم وغيره‪ .‬ولخبر أبسسي داود بإسسسناد حسسسن‪ :‬مسسن نسسام عسسن وتسسره أو سسسنته‬
‫فليصل إذا ذكره‪ .‬ا‍ه شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ل ذي‬

‫] ‪[ 310‬‬
‫سبب( أي ل يندب قضاء نفل ذي سبب‪ ،‬وذلك لن فعله لعسسارض السسسبب وقسسد‬
‫زال فل يقضى‪ .‬وقوله‪ :‬ككسوف هو تمثيل لسسذي السسسبب علسسى تقسسديره مضسساف‪ ،‬أي‬
‫صلته‪ .‬ويحتمل أن يكون تمثيل للسبب نفسه‪ ،‬لكن يعكر عليه ما بعسسده فإنهمسسا لسسذي‬
‫السبب‪ .‬ومثلها صلة الستسقاء‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬وسنها فيما لو سقوا قبلها إنمسسا‬
‫هو لطلب الستزادة ل للقضاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ندب له قضاؤه( أي لئل تميل نفسه إلسسى‬
‫الدعة والرفاهية‪) .‬قوله‪ :‬وكذا غير الصلة( أي وكذلك ينسسدب قضسساء السسورد الفسسائت‬
‫من غير الصلة لما قدمنا‪) .‬قوله‪ :‬ول حصر للنفل المطلق( هسسو مسسا ل يتقيسسد بسسوقت‬
‫ول سبب‪ ،‬وذلك لقوله )ص(‪ :‬الصلة خير موضوع استكثر منها أو أقسسل رواه ابسسن‬
‫حبسسان والحسساكم فسسي صسسحيحيهما‪) .‬قسسوله‪ :‬ولسسه( أي للمنتفسسل نفل مطلقسسا‪) .‬قسسوله‪ :‬أن‬
‫يقتصر على ركعة( قسسال ع ش‪ :‬بسسأن ينويهسسا أو يطلسسق فسسي نيتسسه ثسم يسسسلم منهسسا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل كراهة( عبارة الروض وشرحه‪ :‬وفي كراهة القتصار على ركعسسة فيمسسا‬
‫لو أحرم مطلقا وجهان‪ ،‬أحدهما‪ :‬نعم‪ .‬بناء على القول بسسأنه إذا نسذر صسسلة ل تكفيسسه‬
‫ركعة‪ .‬والثاني‪ :‬ل‪ .‬بل قال في المطلب السذي يظهسر اسستحبابه‪ :‬خروجسا مسن خلف‬
‫بعسسض أصسسحابنا‪ ،‬وإن لسسم يخسسرج مسسن خلف أبسسي حنيفسسة مسسن أنسسه يلسسزم بالشسسروع‬
‫ركعتان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن نوى فوق ركعة( مقابل لمحسسذوف‪ ،‬أي لسسه القتصسسار علسسى‬
‫ركعة إن نواها وأطلق‪ ،‬فإن نوى فوق ركعة ‪ -‬أي نوى عددا فسسوق ركعسسة ‪ -‬فلسسه أن‬
‫يتشهد بل سلم في كل ركعتين‪ ،‬وهو أفضل‪ ،‬كالرباعية‪ ،‬وفي كل ثلث وكل أربسسع‬
‫أو أكثر‪ ،‬لن ذلك معهود في الفرائض فسسي الجملسسة‪ .‬فسسإن قلسست‪ :‬عهسسد التشسسهد عقسسب‬
‫الثانية كالصبح‪ ،‬وعقب الثلثيسسة كسسالمغرب‪ ،‬وعقسسب الرابعسسة كالعصسسر‪ ،‬وأمسسا عقسسب‬
‫الخامسة فلم يعهد ! قلت‪ :‬ذلك مدفوع بقولهم‪ :‬في الجملة‪ .‬وأفهسسم قسسول الشسسارح‪ :‬فلسسه‬
‫أن يتشهد‪ :‬أن له القتصسار علسسى تشسهد واحسسد آخسر صسلته‪ ،‬وهسسو كسذلك‪ .‬لنسه لسسو‬
‫اقتصر عليه في الفريضة لجاز‪ .‬وهذا التشهد ركن كسائر التشسسهدات الخيسسرة‪ ،‬فسسإن‬
‫أتى بتشهدين قرأ السورة فيما قبل التشهد الول‪ ،‬أو بتشسسهد واحسسد قرأهسسا فسسي جميسسع‬
‫الركعات‪ .‬وأفهم أيضا قوله‪ :‬في كل ركعتين‪ :‬أنه ل يجوز له التشهد من غيسسر سسسلم‬
‫في كل ركعة‪ ،‬وهو كذلك إذ لم يعهد له نظير أصل‪ .‬وقوله‪ :‬في كل ركعتين أي بعد‬
‫كل ركعتين‪ .‬ومثله يقال فيما بعده كما هسسو ظسساهر‪ .‬قسسال ع ش‪ :‬ول يشسسترط تسسساوي‬
‫العداد قبل كل تشهد‪ ،‬فله أن يصلي ركعتين ويتشهد‪ ،‬ثم ثلثسسا ويتشسسهد‪ ،‬ثسسم أربعسسا‪.‬‬
‫وهكذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نوى قدرا( أي عددا معينا‪ .‬ولو حذفه وقال وله زيادة ونقص‪.‬‬
‫عطفا على قوله فله التشهد‪ ،‬لكان أولى‪ .‬لن العطف يقتضسسي أن نيتسسه قسسدرا مغسسايرا‬
‫لنيته فوق ركعة‪ ،‬مع أنه عينه ثم ظهر أنه ليس عينه بل هو أعم منه‪ ،‬لن نيته قدرا‬
‫صادق بركعة وبأكثر‪ ،‬بخلف نيته فوق ركعسسة فسسإنه خسساص بمسسا زاد عليهسسا‪ .‬فتنبسسه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬إن نويا( أي الزيادة والنقص‪ .‬وقوله‪ :‬قبلهما أي للزيادة والنقص‪ ،‬وهو على‬
‫التوزيع‪ .‬أي نوى الزيادة قبل التيان بها‪ ،‬ونسسوى النقسسص قبسسل أن يشسسرع فيسسه‪ ،‬كسسأن‬
‫نوى ركعتين ثم قبل السلم نوى الزيادة فقسسام وأتسسى بهسسا‪ ،‬أو نسسوى أربعسسا عنسسد رفسسع‬
‫رأسه من السجدة الثانية نوى القتصار على ركعتين‪ ،‬فإنه يصسسح ذلسسك‪ ،‬بخلف مسسا‬
‫لو فعل الزيادة قبسسل أن ينويهسسا أو فعسسل النقسسص قبسسل أن ينسسويه فسسإنه يبطسسل الصسسلة‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ :‬فإن نوى أربعا وسلم من ركعسستين أو مسسن ركعسسة‪ ،‬أو قسسام‬
‫إلى خامسة عامدا قبل تغيير النية‪ ،‬بطلت صسلته لمخسالفته مسا نسواه بغيسر نيسة‪ ،‬لن‬
‫الزيادة صلة ثانية فتحتاج إلى نية‪ .‬ولهذا لو كسسان المصسسلي متيممسسا ورأى المسساء لسسم‬
‫يجز له الزيادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬وإل بطلسست صسسلته( أي وإن لسسم ينوهمسسا قبلهمسسا بطلسست‬
‫صلته‪ ،‬أي إن كان عامدا عالما‪) .‬قوله‪ :‬فلو نسوى ركعسستين إلسسخ( تفريسسع علسى قسوله‬
‫وإل بطلت صلته‪ .‬وهو كالتقييد له‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬محل البطلن إذا فعل‬

‫] ‪[ 311‬‬
‫ذلك عمدا‪ ،‬فإن كان سهوا بسأن قسام مسن نسوى ركعستين لثالثسة سسهوا فل تبطسل‬
‫صلته‪ ،‬لكن يجب عليه عند التذكر أن يقعد‪ ،‬ثم إن شاء الزيادة نواها وقام‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ثم تذكر( أي أنه لم ينو إل ركعتين‪ ،‬وأن قيامه هذا سهو‪) .‬وقوله‪ :‬فيقعد وجوبسسا( أي‬
‫لن ما أتى به وقع لغوا‪) .‬وقوله‪ :‬إن شاء( مفعسسوله محسسذوف‪ ،‬أي شسساء الزيسسادة قبسسل‬
‫قيامه‪) .‬وقوله‪ :‬ثم يسجد للسهو آخر صلته( لنه أتى بما يبطسسل عمسده‪) .‬قسسوله‪ :‬وإن‬
‫لم يشأ( أي الزيادة‪) .‬وقوله‪ :‬قعد( أي دام على قعوده‪ .‬ولو حذفه واقتصر على قسسوله‬
‫تشهد وما بعده لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬ويسن للمتنفل( أي نفل مطلقا‪ .‬ولسسو قسسال كمسسا فسسي‬
‫الروض‪ :‬والفضل له أن يسلم إلخ لكان أولى‪ ،‬لنسسه مرتبسسط بقسسوله ولسسه أن يقتصسسر‬
‫إلخ‪ .‬وليفيد الفضلية‪) .‬وقوله‪ :‬أن يسلم من كل ركعتين( قال في التحفة‪ :‬بأن ينويهما‬
‫ابتداء أو يقتصر عليهما فيما إذا أطلق أو نوى أكثر منهما بشرط تغييسسر النيسسة‪ ،‬لكسسن‬
‫في هذه تردد‪ ،‬إذ ل يبعد أن يقال بقاؤه على منسسويه أولسسى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قسسوله‪ :‬مثنسسى مثنسسى(‬
‫أي اثنان اثنان‪ .‬والثساني تأكيسسد لسدفع تسسوهم إرادة اثنيسسن فقسط‪ .‬ا‍ه ق ل‪) .‬قسسوله‪ :‬وفسسي‬
‫رواية صحيحة والنهسسار( أي زيسسادة علسسى الليسسل‪) .‬قسسوله‪ :‬إطالسسة القيسسام( أي فسسي كسسل‬
‫الصلوات‪) .‬وقوله‪ :‬أفضل من تكثير الركعات( أي للخبر الصسسحيح‪ :‬أفضسسل الصسسلة‬
‫طول القنوت‪ ،‬أي القيام‪ .‬ولن ذكره القرآن‪ ،‬وهو أفضل من ذكر غيره‪ .‬فلسسو صسسلى‬
‫شخص عشرا وأطال قيامها‪ ،‬وصلى آخر عشسسرين فسسي ذلسسك الزمسسن‪ ،‬كسسانت العشسسر‬
‫أفضل‪ .‬وقيل إن العشرين أفضل‪ .‬ويرجحه قاعدة أن الفرض أفضل من النفسسل‪ ،‬وأن‬
‫ما يتجزأ من الواجب يقع القدر المجزئ منه فرضا‪ ،‬ومسسا عسداه نفل‪ .‬وهسسي كلهسسا أو‬
‫غالبها يقع واجبا بخلف العشر‪ .‬أفاده ابن حجر وباعشن في شرحي بافضل‪ .‬وتقدم‬
‫عن ع ش في مبحث ركن القيام أن العشرين أفضل‪ ،‬ونص عبسسارته بعسسد كلم‪ :‬أمسسا‬
‫لو كانت الكل من قيام‪ ،‬واستوى زمن العشر والعشرين‪ ،‬فالعشرون أفضل لما فيهسسا‬
‫من زيادة الركوعات والسجودات مع اشتراك الكل في القيام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقسسال( أي‬
‫النووي‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في المجموع‪) .‬قوله‪ :‬أفضل النفل عيد أكبر فأصغر( أفسساد‬
‫أن العيدين أفضل ممسسا بعسسدهما وذلسسك لشسسبههما الفسسرض فسسي نسسدب الجماعسسة وتعيسسن‬
‫السسوقت‪ ،‬وللخلف فسسي أنهمسسا فرضسسا كفايسسة‪ .‬وأمسسا خسسبر مسسسلم‪ :‬أفضسسل صسسلة بعسسد‬
‫الفريضة صلة الليل فمحمول على النفل المطلق‪ .‬وأفاد أيضا أن العيد الكبر وهسسو‬
‫عيد الضحى‪ ،‬أفضل من العيد الصغر‪ .‬قال فسسي شسسرح السسروض‪ :‬وعسسن ابسسن عبسسد‬
‫السلم أن عيد الفطر أفضل‪ .‬وكأنه أخذه من تفضيلهم تكبيره على تكبير الضسسحى‪،‬‬
‫لنه منصوص عليه بقوله تعالى‪) * :‬ولتكملوا العدة ولتكبروا ال على ما هسسداكم( *‬
‫قال الزركشي‪ :‬لكن الرجح في النظر ترجيح عيد الضحى‪ ،‬لنه فسسي شسسهر حسسرام‬
‫وفيه نسسكان‪ ،‬الحسج والضسحية‪ .‬وقيسسل لن عشسره أفضسل مسن العشسسر الخيسر مسن‬
‫رمضان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فكسسسوف إلسسخ( أي ثسسم يتلسسو العيسسدين فسسي الفضسسلية الكسسسوفان‪،‬‬
‫وذلك للتفاق على مشروعيتهما‪ ،‬بخلف الستسقاء فإن أبا حنيفسسة ينكسسره‪) .‬وقسسوله‪:‬‬
‫فخسوف( أي ثم يتلو الكسوف الخسوف‪ ،‬وإنما كان الول أفضسسل مسسن الثسساني لتقسسدم‬
‫الشمس على القمر في القسرآن‪ ،‬ولن النتفساع بهسا أكسثر مسن النتفساع بسه‪) .‬وقسوله‪:‬‬
‫فاستسقاء( أي ثم يتلو الكسوفين في الفضيلة الستسقاء‪ ،‬لتأكد طلسسب الجماعسسة فيهسسا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فوتر( أي ثم يتلو الستسقاء فيها السسوتر‪ ،‬لنسسه قيسسل بوجسسوبه‪) .‬قسسوله‪ :‬فركعتسسا‬
‫فجر( أي ثم يتلو الوتر فيها ركعتا الصسسبح‪ ،‬أي سسسنته‪ ،‬لمسسا صسسح مسسن شسسدة مثسسابرته‬
‫)ص( عليهما أكثر من غيرهما‪ .‬ومن قوله‪ :‬إنهما خير من السسدنيا ومسسا فيهسسا‪) .‬قسسوله‪:‬‬
‫فبقية الرواتب( أي ثم يتلو ما ذكر بقية الرواتب‪ ،‬الصلة القبلية والبعدية‪ ،‬لمسسواظبته‬
‫)ص( عليها‪) .‬قوله‪ :‬فجميعها فسسي مرتبسسة واحسسدة( أي أن الرواتسسب الباقيسسة كلهسسا فسسي‬
‫مرتبة‬

‫] ‪[ 312‬‬
‫واحدة‪ .‬ولو قال وهي ‪ -‬أي البقية ‪ -‬في مرتبسسة واحسسدة لكسسان أولسسى‪ ،‬إذ عبسسارته‬
‫توهم أن ضمير جميعها يعود على الرواتب ل على البقية‪) .‬قوله‪ :‬فالتراويح( أي ثم‬
‫يتلو بقية الرواتب التراويح‪ ،‬لمشروعية الجماعة فيها‪) .‬قوله‪ :‬فالضحى( أي ثم يتلسسو‬
‫التراويح الضحى‪ ،‬لشبهها بالفرض في تعيين الوقت‪) .‬قوله‪ :‬فركعتسسا الطسسواف إلسسخ(‬
‫أي ثم يتلو الضحى ركعتا الطواف والتحيسسة والحسسرام‪ ،‬وظسساهر عبسسارته أن الثلثسسة‬
‫في مرتبة واحسدة‪ ،‬وليسس كسذلك‪ ،‬بسل ركعتسا الطسواف أفضسل مسن ركعستي الحسرام‬
‫والتحية للخلف في وجوبهما‪ ،‬وركعتسسا التحيسسة أفضسسل مسسن ركعسستي الحسسرام أيضسسا‬
‫لتقدم سببهما وهسو دخسول المسسجد‪ .‬فلسو قسال كالسذي قبلسه فركعتسا الطسواف فالتحيسة‬
‫فالحرام لكان أولى‪ ،‬لكون الفاء تفيد الترتيب بينها في الفضلية‪) .‬قوله‪ :‬فالوضوء(‬
‫أي ثم يتلو الجميع سنة الوضوء‪ .‬وسكت عن النفل المطلق‪ ،‬وهو يتلو سنة الوضوء‬
‫كما صرح به في التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬فائدة‪ :‬أما الصلة المعروفة ليلسة الرغسسائب‬
‫إلخ( قال المؤلف في إرشاد العباد‪ :‬ومن البسسدع المذمومسسة السستي يسسأثم فاعلهسسا ويجسسب‬
‫على ولة المر منع فاعلها‪ :‬صلة الرغائب اثنتا عشرة ركعسسة بيسسن العشسساءين ليلسسة‬
‫أول جمعة من رجب‪ .‬وصلة ليلة نصف شعبان مسسائة ركعسسة‪ ،‬وصسسلة آخسسر جمعسسة‬
‫من رمضان سسبعة عشسر ركعسة‪ ،‬بنيسة قضسساء الصسلوات الخمسس الستي لسم يقضسسها‪.‬‬
‫وصسسلة يسسوم عاشسسوراء أربسسع ركعسسات أو أكسسثر‪ .‬وصسسلة السسسبوع‪ ،‬أمسسا أحاديثهسسا‬
‫فموضوعة باطلة‪ ،‬ول تغتر بمن ذكرهسسا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وممسسن ذكرهسسا الغزالسسي فسسي الحيسساء‪،‬‬
‫ونص عبارته‪ :‬أما صلة رجب فقد روي بإسناد عن رسول ال )ص( أنه قسسال‪ :‬مسسا‬
‫من أحد يصوم أول خميس من رجب‪ ،‬ثسسم يصسسلي فيمسسا بيسسن العشسساء والعتمسسة اثنسستي‬
‫عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة‪ ،‬يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة‬
‫وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلث مرات وقل هو ال أحد اثنتي عشرة‪ ،‬فسسإذا فسسرغ مسسن‬
‫صلته صلى علي سبعين مرة‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم صل على النبي المي وعلسى آلسه‪ .‬ثسم‬
‫يسجد ويقول في سجوده‪ ،‬سبعين مرة‪ :‬سبوح قدوس رب الملئكة والروح‪ .‬ثم يرفع‬
‫رأسه ويقول سبعين مرة‪ :‬رب اغفر وارحسسم وتجسساوز عمسسا تعلسسم‪ ،‬فإنسسك أنسست العلسسي‬
‫العظم‪ .‬ثم يسجد سجدة أخرى ويقول فيها مثل ما قال في السجدة الولى‪ .‬ثم يسسسأل‬
‫حاجته في سجوده‪ ،‬فإنها تقضى‪ .‬قال رسول ال )ص(‪ :‬ل يصلي أحد هسسذه الصسسلة‬
‫إل غفر له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وورق‬
‫الشجار‪ ،‬ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار‪ .‬فهسسذه‬
‫صلة مستحبة‪ ،‬وإنما أوردناها في هذا القسم لنها تتكرر بتكرر السسسنين‪ ،‬وإن كسسان‬
‫ل تبلغ رتبتها رتبة صلة التراويح وصلة العيدين‪ ،‬لن هذه الصلة نقلهسسا الحسساد‪.‬‬
‫ولكن رأيست أهسل القسدس بسأجمعهم يواظبسون عليهسا ول يسسمحون بتركهسا فسأحببت‬
‫إيرادها‪ .‬وأما صلة شعبان فهي أن يصلي في ليلة الخامس عشر منه مسسائة ركعسسة‪،‬‬
‫كل ركعتين بتسليمة‪ ،‬يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة قل هسسو الس أحسسد إحسسدى عشسسرة‬
‫مرة‪ .‬وإن شاء صلى عشر ركعات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة قسسل هسسو ال س أحسسد‬
‫مائة مرة‪ ،‬فهذه أيضا مروية في جملة الصلوات‪ ،‬كان السلف يصسسلون هسذه الصسسلة‬
‫ويسمونها صلة الخير‪ ،‬ويجتمعون فيها‪ ،‬وربما صلوها جماعة‪ .‬وروي عن الحسن‬
‫البصري رحمه ال أنه قال‪ :‬حدثني ثلثون من أصحاب النبي )ص( أن مسسن صسسلى‬
‫هذه الصلة في هذه الليلة نظر ال تعالى إليه سبعين نظرة‪ ،‬وقضسسى لسسه بكسسل نظسسرة‬
‫سبعين حاجة أدناها المغفرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال العلمة الكردي‪ :‬واختلف العلماء فيهسا‪ ،‬فمنهسم‬
‫من قال لها طرق إذا اجتمعت وصل الحديث إلى حد يعلم به فسسي فضسسائل العمسسال‪.‬‬
‫ومنهم من حكم على حديثها بالوضع‪ ،‬ومنهم النووي‪ ،‬وتبعه الشارح في كتبسسه‪ .‬وقسسد‬
‫أفرد الشارح الكلم على ذلك في تأليف مستقل سماه اليضاح والبيان فيما جاء فسسي‬
‫ليلة الرغائب والنصف من شعبان‪ .‬وقد أشبع الكلم فيه على ذلك‪ ،‬فراجعسسه منسسه إن‬
‫أردته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فبدعة قبيحة( في الذكار ما نصه‪ :‬ذكر الشيخ المسسام أبسسو محمسسد‬
‫بن عبد السلم رحمه ال‪ .‬في كتابه القواعد‪ ،‬أن البدع علسسى خمسسسة أقسسسام‪ :‬واجبسسة‪،‬‬
‫ومحرمة‪ ،‬ومكروهة‪ ،‬ومستحبة‪ ،‬ومباحة‪ .‬قال‪ :‬ومن أمثلة البدع المباحة‬

‫] ‪[ 313‬‬
‫المصافحة عقب الصبح والعصر‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقسسوله‪ :‬واجبسسة‪ .‬مسسن أمثلتهسسا‬
‫تدوين القرآن والشرائع إذا خيف عليها الضياع‪ .‬فإن التبليغ لمن بعسسدنا مسسن القسسرون‬
‫واجب إجماعا‪ ،‬وإهماله حرام إجماعا‪ .‬وقوله‪ :‬ومحرمة‪ .‬من أمثلتهسسا المحسسدثات مسسن‬
‫المظالم كالمكوس‪ .‬وقوله‪ :‬ومكروهة‪ .‬من أمثلتها زخرفة المساجد‪ ،‬وتخصيص ليلسسة‬
‫الجمعة بقيام‪ .‬وقوله‪ :‬ومستحبة‪ .‬من أمثلتها فعسسل صسسلة التراويسسح بالجماعسسة‪ ،‬وبنسساء‬
‫الربط والمدارس‪ ،‬وكل إحسسان لسسم يعهسد فسي العصسسر الول‪ .‬وقسوله‪ :‬ومباحسسة‪ .‬مسن‬
‫أمثلتها ما ذكره‪ .‬وقال ابن حجر في فتح المبين‪ ،‬في شسرح قسوله )ص(‪ :‬مسن أحسدث‬
‫في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‪ ،‬ما نصه‪ :‬قال الشافعي رضي ال عنه‪ :‬ما أحدث‬
‫وخالف كتابا أو سنة أو إجماعا أو أثرا فهو البدعة الضالة‪ ،‬ومسسا أحسسدث مسسن الخيسسر‬
‫ولم يخالف شيئا من ذلك فهو البدعة المحمودة‪ .‬والحاصسسل أن البسسدع الحسسسنة متفسسق‬
‫على ندبها‪ ،‬وهي ما وافق شيئا مما مر‪ ،‬ولم يلزم من فعله محسسذور شسسرعي‪ .‬ومنهسسا‬
‫ما هو فرض كفاية‪ ،‬كتصنيف العلوم‪ .‬قال المام أبو شامة شيخ المصنف رحمه ال‬
‫تعالى‪ :‬ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل في كل عام في اليسسوم الموافسسق ليسسوم‬
‫مولده )ص(‪ :‬من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور‪ ،‬فسإن ذلسسك مسسع مسا‬
‫فيه من الحسان إلى الفقراء يشعر بمحبة النبي )ص( وتعظيمسسه وجللتسسه فسسي قلسسب‬
‫فاعل ذلك‪ ،‬وشكر ال تعالى على ما من به مسسن إيجسساد رسسسوله السسذي أرسسسله رحمسسة‬
‫للعالمين )ص(‪ .‬وأن البدع السيئة‪ ،‬وهي ما خالف شيئا من ذلك صريحا أو التزاما‪،‬‬
‫قد تنتهي إلى ما يوجب التحريم تارة والكراهسسة أخسسرى‪ ،‬وإلسسى مسسا يظسسن أنسسه طاعسسة‬
‫وقربة‪ .‬فمن الول النتماء إلى جماعة يزعمون التصوف ويخسالفون مسا كسان عليسه‬
‫مشايخ الطريق من الزهد والورع وسائر الكمالت المشهورة عنهسسم‪ ،‬بسسل كسسثير مسسن‬
‫أولئك إباحية ل يحرمون حراما‪ ،‬لتلبيس الشيطان عليهم أحسسوالهم الشسسنيعة القبيحسسة‪،‬‬
‫فهم باسم الكفرة أو الفسق أحق منهسسم باسسسم التصسسوف أو الفقسسر‪ .‬ومنسسه الصسسلة ليلسسة‬
‫الرغائب أول جمعة من رجب‪ ،‬وليلة النصف من شعبان‪ .‬ومنه الوقوف ليلة عرفسسة‬
‫أو المشعر الحرام‪ ،‬والجتماع ليالي الختوم آخر رمضان‪ ،‬ونصب المنابر والخطب‬
‫عليها‪ ،‬فيكره ما لم يكن فيه اختلط الرجال بالنساء بأن تتضام أجسامهم‪ .‬فإنه حرام‬
‫وفسق‪ .‬قيل‪ :‬ومن البدع صوم رجب‪ ،‬وليس كذلك بل هو سنة فاضلة‪ ،‬كما بينته في‬
‫الفتاوي وبسطت الكلم عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه‬
‫المرجع والمآب‪ .‬وقد تم تحرير الجزء الول من الحاشية المباركة بحمد ال وعونه‬
‫وحسن توفيقه‪ ،‬يوم الحد المبارك في التاسع والعشسسرين مسسن شسسهر ذي القعسسدة عسسام‬
‫ثمانية وتسعين بعد اللف والمائتين‪ ،‬على يسسد مؤلفهسسا راجسسي الغفسسران مسسن ربسسه ذي‬
‫العطا أبي بكر ابن المرحوم محمد شطا الدمياطي الشسسافعي‪ ،‬غفسسر الس لسسه ولوالسسديه‬
‫ولمشايخه ولمحبيه ولجميع المسلمين‪ .‬المشعر الحرام‪ ،‬والجتماع ليالي الختوم آخر‬
‫رمضان‪ ،‬ونصب المنابر والخطب عليهسسا‪ ،‬فيكسسره مسسا لسسم يكسسن فيسسه اختلط الرجسسال‬
‫بالنساء بأن تتضام أجسسسامهم‪ .‬فسسإنه حسسرام وفسسسق‪ .‬قيسسل‪ :‬ومسسن البسسدع صسسوم رجسسب‪،‬‬
‫وليس كذلك بل هو سنة فاضلة‪ ،‬كمسسا بينتسسه فسسي الفتسساوي وبسسسطت الكلم عليسسه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بحذف‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب‪ .‬وقسسد تسسم تحريسسر‬
‫الجزء الول من الحاشسسية المباركسسة بحمسسد الس وعسسونه وحسسسن تسسوفيقه‪ ،‬يسسوم الحسسد‬
‫المبارك في التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة عسسام ثمانيسسة وتسسسعين بعسسد اللسسف‬
‫والمائتين‪ ،‬على يد مؤلفها راجي الغفران من ربه ذي العطا أبي بكر ابسسن المرحسسوم‬
‫محمد شطا الدمياطي الشافعي‪ ،‬غفسر الس لسه ولوالسديه ولمشسايخه ولمحسبيه ولجميسع‬
‫المسلمين‪ .‬وأرجو ال الكريم المنان بجاه سسسيدنا محمسسد سسسيد ولسسد عسسدنان أن يرزقنسسا‬
‫رضاه‪ ،‬وأن يصحح منا ما أفسدناه‪ ،‬وأن يمن علينا بقربه‪ ،‬وأن يتحفنا بحقائق حبسسه‪،‬‬
‫وأن ل يجعل أعمالنا حسرة علينا وندامة‪ .‬وأن يجعلنا مع ساداتنا في أعلى فراديسسس‬
‫الكرامة‪ .‬وأن يعيننا على التمام كما أعاننا على البتداء‪ .‬فإنه مجيب الدعاء‪ ،‬ل يسسرد‬
‫مسن قصسده واعتمسد عليسه‪ ،‬ول مسن عسول فسي جميسع أمسوره عليسه‪ .‬ولسذة الخلسو بسه‬
‫عزوجل‪ ،‬وعند ذلك ل يشبع النسان من القيام فضل عن أن يستثقله أو يكسل عنه‪.‬‬
‫كما وقع ذلك للصالحين من عباد ال حتى قال قائلهم‪ :‬إن كان أهل الجنة في مثل ما‬
‫نحن فيه بالليل إنهم لفي عيش طيب‪ .‬وقال آخر‪ :‬منذ أربعين سنة ما غمنسسي شسسئ إل‬
‫طلوع الفجر‪ .‬وقال آخر‪ :‬أهل الليل في ليلهم ألسسذ مسن أهسسل اللهسسو فسسي لهسسوهم‪ .‬وقسسال‬
‫آخر‪ :‬لول قيام الليل وملقاة الخوان في ال ما أحببت البقاء فسسي السسدنيا‪ .‬وأخبسسارهم‬
‫في ذلك كثيرة مشهورة‪ .‬وقد صلى خلئق منهم الفجر بوضوء العشاء‪ ،‬رضسسي ال س‬
‫عنهم‪ .‬أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده‪ .‬فعليك رحمك ال بقيام الليل وبالمحافظسسة‬
‫عليه وبالستكثار منه‪ ،‬وكن من عباد الرحمن الذين يمشون على الرض هونا وإذا‬
‫خاطبهم الجاهلون قالوا سلما‪ ،‬والذين يبيتون لربهسسم سسسجدا وقيامسسا‪ .‬واتصسسف ببقيسسة‬
‫أوصافهم التي وصفهم ال بها في هذه اليات إلى آخرها‪ .‬وإن عجسسزت عسسن الكسسثير‬
‫من القيام بالليل فل تعجز عن القليل منه‪ ،‬قال ال تعالى‪) * :‬فسساقرءوا مسسا تيسسسر مسسن‬
‫القرآن( * أي في القيام من الليل‪ .‬وقال عليه السلم‪ :‬عليكسسم بقيسسام الليسسل ولسسو ركعسسة‬
‫وما أحسن وأجمل الذي يقرأ القرآن الكريم بالغيب أن يقرأ كل ليلة في قيسامه بالليسسل‬
‫شيئا منه‪ ،‬ويقرأه على التدريج من أول القرآن إلى آخسسره‪ ،‬حسستى تكسسون لسسه فسسي قيسسام‬
‫الليل ختمة إما في كل شهر أو في كل أربعين أو أقل من ذلك أو أكثر‪ ،‬على حسسسب‬
‫النشاط والهمة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

You might also like