You are on page 1of 568

‫إعانة الطالبين‬

‫البكري الدمياطي ج ‪2‬‬

‫]‪[1‬‬
‫حاشية اعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشهور بالسيد البكري ابن السيد محمد‬
‫شطا الدمياطي‬

‫]‪[3‬‬
‫حاشية اعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشهور بالسيد البكري ابن السيد محمد‬
‫شطا الدمياطي على حل الفاظ فتح المعين قره المعين لشرح قره العين بمهمات الدين‬
‫لزين الدين بن عبد العزيز المليبارى الفنانى‬

‫]‪[5‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم فصل في صععلة الجماعععة )‪ (1‬أي فعي بيععان معا يتعلععق‬
‫بالصععلة مععن حيععث الجماعععة‪ ،‬مععن‪ :‬شععروطها‪ ،‬وآدابهععا‪ ،‬ومكروهاتهععا‪ ،‬ومسععقطاتها‪،‬‬
‫وحقيقة الجماعة هنا‪ :‬الرتباط الحاصل بين المام والمأموم‪ ،‬ولععو واحععدا‪ ،‬وهععي مععن‬
‫خصائص هذه المععة‪ ،‬كالجمعععة والعيععدين‪ ،‬والكسععوفين‪ ،‬والستسععقاء‪ .‬قععال المنععاوي‪:‬‬
‫وحكمة مشروعيتها‪ :‬قيام نظام اللفة بين المصلين‪ ،‬ولذا شرعت المساجد في المحععال‬
‫ليحصل التعاهد باللقاء في أوقات الصلة بيعن الجيعران‪ ،‬ولنعه قعد يعلعم الجاهعل معن‬
‫العالم ما يجهله من أحكامها‪ ،‬ولن مراتب النععاس متفاوتععة فععي العبععادة‪ ،‬فتعععود بركععة‬
‫الكامل على الناقص‪ ،‬فتكمل صلة الجميع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد ورد في فضععلها أحععاديث كععثيرة‪،‬‬
‫منها‪ :‬الخبر المتفق عليه التي‪ ،‬ومنها‪ :‬ما رواه الطبراني عععن أنععس‪ :‬مععن مشععى إلععى‬
‫صلة مكتوبة في الجماعة‪ :‬فهي كحجة‪ ،‬ومن مشى إلى الصلة تطوع‪ :‬فهععي كعمععرة‬
‫نافلة‪ .‬ومنها‪ :‬ما رواه الترمذي عن أنس أيضا‪ :‬مععن صعلى أربعيعن يومععا فععي جماععة‬
‫يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان‪ ،‬بععراءة مععن النععار‪ ،‬وبععراءة مععن النفععاق‪ .‬وفععي‬
‫)المنح السنية على الوصية المتبولية( للقطب الشعععراني مععا نصععه‪ :‬وقععد كععان السععلف‬
‫يعدون فوات صلة الجماعة مصيبة‪ .‬وقد وقع أن بعضهم خرج إلى حائط له ‪ -‬يعنععي‬
‫حديقة نخل ‪ -‬فرجععع وقععد صععلى النععاس صععلة العصععر‪ ،‬فقععال‪ :‬إنععا لع فععاتتني صععلة‬
‫الجماعة أشهدكم علي أن حائطي على المسععاكين صععدقة‪ .‬وفععاتت عبععد الع بععن عمععر‬
‫رضي ال عنهما صلة العشاء في الجماعة‪ ،‬فصلى تلك الليلة حتى طلع الفجر جععبرا‬
‫لما فاته من صلة العشاء في الجماعة‪ .‬وعن عبيد ال بن عمر القواريري رحمه العع‬
‫تعالى قال‪ :‬لم تكن تفوتني صلة في الجماعة‪ ،‬فنزل بي ضععيف‪ ،‬فشععغلت بسععببه عععن‬
‫صلة العشععاء فععي المسععجد‪ ،‬فخرجععت أطلععب المسععجد لصععلي فيععه مععع النععاس‪ ،‬فععإذا‬
‫المساجد كلها قد‬

‫)‪ (1‬ورد عن الرسول صلى الع عليعه وسعلم كعثير معن الحعاديث فعي فضعل صعلة‬
‫الجماعة والحث عليها وبيان فضلها " عن أبي سععيد الخععدرى انععه سعمع رسعول الع‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول " صلة الجماعة تفضل صلة الفذ بسبع وعشععرين درجععة‬
‫" أخرجه البخاري في صحيحه الحديث رقم ‪ 646‬ط دار الفكععر‪ .‬وعععن عبععد الع بععن‬
‫عمر رضى ال عنهما ان رسول ال صلى ال عليه وسععلم قععال الحععديث الععذي تقععدم‪،‬‬
‫رواه البخاري الحديث رقم ‪ 645‬ط دار الفكر وعن أبي هريرة رضى ال عنععه عععن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال " صلة الجميع تژيد على صععلته فععي بيتععه وصععلته‬
‫في سوقه خمسا وعشرين درجة فان أحدكم المسجد كععان فععي صععلة مععا كععانت تحبععه‬
‫وتصلي يعنى عليه الملئكة ما دام فص مجلسه الذى يصلى فيه اللهم اغفر له‪ ،‬اللهععم‬
‫اغفر له‪ ،‬اللهم ارحمه‪ ،‬ما لم يحدث فيه " اخرجه الخاري في صععحيحه الحععديث رقععم‬
‫‪ 477‬ط دار الفكر‪ .‬وعن أبى هريرة رضى ال عنه قال قععال رسععول الع صععلى الع‬
‫عليه " صلة في الجماعة تضعف ف‍ئ صلته في بيته الحديث " أخرجه البخعاري فعي‬
‫صحيحه الحديث رقم ‪647‬‬

‫]‪[6‬‬
‫صلى أهلها وغلقت‪ ،‬فرجعت إلى بيتي وأنا حزين على فوات صععلة الجماعععة‪،‬‬
‫الجماعة تزيد على صلة الفذ سبعا وعشرين‪ .‬فصليت العشاء سععبعا وعشععرين مععرة‪،‬‬
‫ثم نمت‪ ،‬فرأيتني في المنام على فرس مع قوم على خيععل‪ ،‬وهععم أمععامي وأنععا أركععض‬
‫فرسي خلفهم فل ألحقهم‪ ،‬فالتفت إلي واحد منهم وقععال‪ :‬تتعععب فرسععك فلسععت تلحقنععا‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ولم يا أخي ؟ قال‪ :‬لنا صلينا العشعاء فعي الجماععة‪ ،‬وأنعت قعد صعليت وحعدك‬
‫فاستيقظت وأنا مهموم حزين‪ .‬وقال بعض السلف‪ :‬ما فاتت أحععدا صععلة الجماعععة إل‬
‫بذنب أصابه‪ .‬وقد كانوا يعزون أنفسهم سبعة أيععام إذا فععاتت أحععدهم صععلة الجماعععة‪،‬‬
‫وقيل ركعة‪ ،‬ويعزون أنفسهم ثلثة أيام إذا فاتتهم التكععبيرة الولععى مععع المععام‪ ،‬فععاعلم‬
‫ذلك يا أخي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرعت( أي الجماعة‪ .‬وقععوله‪ :‬بالمدينععة أي ل بمكععة‪ ،‬لقهععر‬
‫الصحابة بها‪ .‬وفي المغنى ما نصه‪ :‬مكث )ص( معدة مقعامه بمكعة ثلث عشعرة سعنة‬
‫يصلي بغير جماعععة‪ ،‬لن الصععحابة رضععي الع عنهععم كععانوا مقهععورين يصععلون فععي‬
‫بيوتهم‪ ،‬فلما هاجر إلى المدينة أقام الجماعة وواظب عليهععا‪ ،‬وانعقععد الجمععاع عليهععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬واستشكل ذلك بصلته )ص( والصععحابة صععبيحة السععراء جماعععة مععع جبريععل‪،‬‬
‫وبصععلته )ص( بعلععي وبخديجععة‪ ،‬فكععان أول فعلهععا بمكععة‪ ،‬وكععان يصععلي بهععا )ص(‬
‫جماعة‪ .‬وأجيب بأن المراد يصلي بغير جماعة‪ ،‬أي ظاهرة أو مع المواظبععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وأقلها( أي الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬إمام ومأموم هذا مأخوذ معن قعوله )ص(‪ :‬الجماععة إمعام‬
‫ومأموم‪ .‬أي سواء كان الرجل مع ولده أو زوجته أو رقيقه‪ .‬قال ابن الرفعععة‪ :‬ل يقععال‬
‫المشهور من مذهب المام الشافعي رضي ال عنعه أن أقععل الجمععع ثلث‪ ،‬لنععا نقعول‬
‫الحكم هنا على الثنين بالجماعة أمر شرعي مأخذه التوقيف‪ .‬وأقل الجمع ثلثة بحث‬
‫لغوي مأخذه اللسان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إن محل كون أقلها ما ذكر‪ :‬في غير جماعة الجمعة‪ ،‬أمععا‬
‫هي‪ :‬فل بد فيها من أربعين‪) .‬قوله‪ :‬ثم في صبحها( أي ثم الجماعة في صبح الجمعععة‬
‫أفضل‪ ،‬لخبر‪ :‬ما من صلة أفضل معن صعلة الفجعر يعوم الجمععة فعي جماععة‪ ،‬ومعا‬
‫أحسب من شععهدها منكععم إل مغفععورا لععه‪ .‬رواه الطععبراني وصععححه‪ .‬وفععي سععم علععى‬
‫المنهج‪ :‬ول يبعد أن كل من عشاء الجمعة ومغربها وعصرها جماعة آكد من عشععاء‬
‫ومغرب وعصر غيرها ‪ -‬على قياس ما قيل في صبحها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثععم الصععبح( أي‬
‫في سائر اليام‪ ،‬وذلك لن الجماعة فيه أشق منها في بقية الصلوات‪ ،‬وللخععبر التععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم العشاء( أي لنها أشق بعد الصبح‪ ،‬ولما رواه مسلم‪ :‬من صلى العشععاء فععي‬
‫جماعة فكأنما قام نصف الليل‪ ،‬ومن صلى الصبح في جماعة فكأنمععا قععام الليععل كلععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم العصر( أي لنها الصلة الوسطى عند الجمهور‪) .‬قوله‪ :‬صععلة الجماعععة(‬
‫أي الصلة من حيث الجماعة‪ ،‬وبما ذكر اندفع ما قيل إن الصلة واجبة مطلقا‪ ،‬سواء‬
‫وقعت في جماعة أم ل‪ ،‬فل يصح الخبار بأنها سنة‪ ..‬وحاصل الدفع أن المععراد أنهععا‬
‫سنة من حيث الجماعة‪ ،‬ل من حيث ذاتها‪) .‬قوله‪ :‬فععي أداء مكتوبععة( سععيذكر محععترز‬
‫قوله في أداء‪ ،‬وقوله‪ :‬مكتوبة‪ .‬وإنما قيععد بالثععاني‪ ،‬مععع أن الجماعععة تسععن فععي غيرهععا‬
‫أيضا كالعيدين‪ ،‬والتروايح‪ ،‬لجل الخلف الذي سيذكره‪ ،‬فإنه ل يجرى إل فيها‪ .‬وأما‬
‫في غيرها فهي سنة بالتفاق‪) .‬قوله‪ :‬ل جمعة( أما الجماعة فيهععا ففععرض عيععن‪ ،‬كمععا‬
‫يعلم من بابها‪) .‬قوله‪ :‬سععنة( أي سععنة عيععن حععتى علععى النسععاء‪ ،‬إل أنهععا ل تتأكععد فععي‬
‫حقهن كتأكدها على الرجال‪ ،‬كما سععيأتي‪) .‬قععوله‪ :‬للخععبر المتفععق عليععه( دليععل للسععنية‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من صلة الفذ( بالفاء والذال المعجمعة‪ ،‬أي المنفعرد‪) .‬قعوله‪ :‬بسععبع وعشعرين(‬
‫في رواية‪ :‬بخمس وعشرين‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬ول منافععاة‪ ،‬لن القليععل ل ينفععي‬
‫الكثير‪ ،‬أي الخبار بالقليععل ل ينععافي الخبععار بععالكثير‪ ،‬أو أنععه أخععبر أول بالقليععل‪ .‬ثعم‬
‫أخبره ال بزيادة الفضل فأخبر بهععا‪ ،‬أو أن ذلععك يختلععف بععاختلف أحععوال المصععلين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬درجة( قال ابن دقيق العيد‪ :‬الظهر أن المراد بالدرجة الصلة‪ ،‬لنه‬

‫]‪[7‬‬
‫ورد كذلك في بعض الروايععات‪ .‬وفععي بعضععها التعععبير بالضعععف‪ ،‬وهععو مشعععر‬
‫بذلك أيضا‪) .‬قوله‪ :‬تقتضعي الندبيعة فقعط( أي ول تقتضعي الفرضعية‪) .‬قعوله‪ :‬وحكمعة‬
‫السبع والعشرين إلخ( قععال فععي النهايععة‪ :‬وحكمععة كونهععا سععبعا وعشععرين ‪ -‬كمععا أفععاده‬
‫السراج البلقيني ‪ -‬أن الجماعة ثلثة‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالهععا‪ ،‬فقععد حصععل لكععل واحععد‬
‫عشرة‪ ،‬فالجملة ثلثون‪ ،‬لكل واحد رأس ماله واحد‪ ،‬يبقى تسعععة‪ ،‬تضععرب فععي ثلثععة‬
‫بسبع وعشرين‪ ،‬وربنا جل وعل يعطي كععل إنسععان مععا للجماعععة‪ ،‬فصععار لكععل واحععد‬
‫سبعة وعشرون‪ .‬وحكمة أن أقععل الجماعععة اثنععان‪ :‬أن ربنععا جععل وعل يعطيهمععا بمنععه‬
‫وكرمه ما يعطي الثلثة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن فيها( أي فععي الجماعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬فععوائد تزيععد‬
‫على صلة الفذ( وهي تعيين السباب المقتضية للدرجات إجابة المؤذن بنيععة الصععلة‬
‫في جماعة‪ ،‬والتبكير إليها في أول العوقت‪ ،‬والمشعي إلعى المسعجد بالسعكينة‪ ،‬ودخعول‬
‫المسععجد داعيععا‪ ،‬وصععلة التحيععة عنععد دخععوله‪ ،‬كععل ذلععك بنيععة الصععلة فععي الجماعععة‪.‬‬
‫وانتظار الجماعة‪ ،‬وصلة الملئكة عليه وشهادتهم له‪ ،‬وإجابة القامة والسععلمة مععن‬
‫الشيطان حين يفر عند القامة‪ ،‬والوقوف منتظرا إحرام المام‪ ،‬وإدراك تكبيرة المام‬
‫معه‪ ،‬وتسوية الصفوف وسد فرجها‪ ،‬وجواب المام عند قوله‪ :‬سمع ال ع لمععن حمععده‪،‬‬
‫والمن من السهو غالبا‪ ،‬وتنبيه المععام إذا سععها‪ ،‬وحصععول الخشععوع‪ ،‬والسععلمة ممععا‬
‫يلهععي غالبععا‪ ،‬وتحسععين الهيئة غالبععا‪ ،‬واحتفععاف الملئكععة بععه‪ ،‬والتععدرب علععى تجويععد‬
‫القععرآن‪ ،‬وتعلععم الركععان والبعععاض‪ ،‬وإظهععار شعععار السععلم‪ ،‬وإرغععام الشععيطان‬
‫بالجتماع على العبادة‪ ،‬والتعاون على الطاعة‪ ،‬ونشاط المتكاسل‪ ،‬والسلمة من صفة‬
‫النفاق‪ ،‬ومن إساءة الظن به أنه ترك الصلة‪ ،‬ونية رد السلم على المععام‪ ،‬والنتفععاع‬
‫باجتماعهم على الدعاء والذكر‪ ،‬وعود بركة الكامل على الناقص‪ ،‬وقيعام نظععام اللفعة‬
‫بين الجيران‪ ،‬وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات‪ .‬فهذه خمس وعشرون خصععلة‪،‬‬
‫ورد في كل منها أمر أو ترغيب‪ .‬وبقي أمران يختصان بالجهرية‪ ،‬وهمععا‪ :‬النصععات‬
‫عند قراءة المام والستماع لها‪ ،‬والتأمين عند تأمينه ليوافععق تععأمين الملئكععة‪ .‬وبهععذا‬
‫يترجح أن رواية السبع تختععص بالجهريععة‪ .‬أفععاده فععي الكععردي نقل عععن الحععافظ ابععن‬
‫حجر‪) .‬قعوله‪ :‬وخععرج بعالداء القضعاء( أي فل تسعن فيعه الجماععة‪) .‬قعوله‪ :‬نععم‪ ،‬إن‬
‫اتفقت مقضية المام والمأموم( تقييد لعدم سنية الجماعة في القضاء‪ ،‬والمععراد باتفععاق‬
‫ذلك‪ :‬اتفاق شخصه كظهر وظهر‪ ،‬ل ظهر وعصر أو عشاء‪ ،‬لنهما مختلفان شخصا‬
‫وإن اتفقا عددا‪) .‬وقوله‪ :‬سععنت الجماعععة( أي لمععا فععي الصععحيحين‪ :‬أنععه )ص( صععلى‬
‫بالصحابة جماعة حين فاتتهم في الععوادي‪) .‬قععوله‪ :‬وإل( أي وإن لععم تتفععق مقضععيتهما‬
‫شخصا فهي خلف الولى ول تكره‪) .‬قوله‪ :‬كأداء خلف إلخ( الكاف للتنظيععر فععي أن‬
‫الجماعة فععي ذلععك خلف الولععى‪) .‬قععوله‪ :‬المنععذورة( أي إل إن كععانت الجماعععة فيهععا‬
‫مندوبة قبل النذر ‪ -‬كالعيد ‪ -‬فتستمر على سنيتها‪ ،‬وتحب الجماعة فيهععا إذا نععذرها‪ .‬اه‍‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬والنافلة( أي التي ل تسن الجماعة فيها كالرواتب والضحى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫قال النووي إلخ( مقابل قوله سنة‪ ،‬ودليله خبر‪ :‬ما من ثلثة فععي قريععة أو بععدو ل تقععام‬
‫فيهععا الجماعععة إل اسععتحوذ عليهععم الشععيطان أي غلععب‪ .‬رواه ابععن حبععان وغيععره‬
‫وصححوه‪ ،‬ففي الحديث الوعيد على ترك الجماعة‪ .‬ودل قوله‪ :‬ل تقام فيهعم الجماععة‬
‫على أنها فرض كفاية‪ ،‬ولو كانت فرض عين لقال‪ :‬ل يقيمون‪ .‬وقععوله‪ :‬فععرض كفايععة‬
‫أي في الركعة الولى فقط‪ ،‬ل في جميع الصلة وفرض الكفاية هععو عبععارة عععن كععل‬
‫مهم يقصد حصوله من المكلف من غير نظر بالذات إلى فاعله‪ ،‬فخرج فرض العين‪،‬‬
‫فإنه منظور فيه بالذات إلى فاعله‪ ،‬حيث قصد حصوله من كل مكلف‪ ،‬ولم يكتف فيععه‬
‫بقيام غيره به عنه‪ .‬ا‍ه بجيرمعي‪) .‬قعوله‪ :‬للرجعال إلعخ( خعرج بهعم النسعاء والخنعاثى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬البععالغين خععرج بهععم الصععبيان‪ .‬وقععوله‪ :‬الحععرار خععرج بهععم الرقععاء‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫المقيمين خرج بهم المسافرون‪ .‬وقوله‪ :‬في المؤداة خعرج بهعا معا ععداها‪ .‬وزيعد علعى‬
‫ذلك شرطان‪ :‬أن يكونوا مستورين‪ ،‬وأن يكونوا غير معذورين‪ .‬وخععرج بععذلك العععراة‬
‫والمعذورون بشئ من أعذار الجماعة‪.‬‬

‫]‪[8‬‬
‫ففي الجميع ليسععت الجماعععة فععرض كفايععة‪) .‬قععوله‪ :‬بحيععث يظهععر شعععارها( أي‬
‫الجماعة‪ .‬والجار والمجرور متعلق بمحععذوف‪ ،‬أي ويحصععل فععرض الكفايععة بحيععث ‪-‬‬
‫أي بحالة هي ‪ -‬ظهور الشعار‪ .‬وفي التحفة‪ :‬الشعار‪ ،‬بفتح أوله وكسره لغة‪ :‬العلمععة‪،‬‬
‫والمراد به هنا ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬ظهور أجل علمات اليمان وهي الصلة‪ ،‬بظهور‬
‫أجل صفاتها الظاهرة‪ ،‬وهي الجماعة ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بمحل إقامتها أي الجماعة‪ .‬ويختلف‬
‫ظهور الشعار فيه باختلفه كبرا وصغرا‪ .‬ففي القريععة الصععغيرة عرفععا يكفععي إقامتهععا‬
‫في محل‪ ،‬وفي الكبيرة والبلد تقام في محال بحيث يمكن قاصدها أن يدركها من غيععر‬
‫كععثير تعععب‪ .‬والمععدار علععى ظهععور الشعععار ولععو بطائفععة قليلععة‪ ،‬ول يشععترط إقامتهععا‬
‫بجمهورهم‪ ،‬فإن أقاموها في السواق أو فععي الععبيوت وإن ظهععر بهععا الشعععار‪ ،‬أو فععي‬
‫غيرهما ولم يظهععر‪ ،‬أثععم الكععل‪ ،‬وقوتلععوا‪) .‬قععوله‪ :‬وقيععل إنهععا فععرض عيععن( أي لخععبر‬
‫الشيخين‪ :‬ولقد هممت أن آمر بالصلة فتقام‪ ،‬ثم آمر رجل فيصلي بالناس‪ ،‬ثم انطلععق‬
‫معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم ل يشهدون الصلة فأحرق عليهععم بيععوتهم‬
‫بالنار‪ .‬ورد بأنه ورد فععي قععوم منععافقين يتخلفععون ععن الجماعععة ول يصععلون‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقيل شرط لصحة الصععلة( فععي النهايععة مععا نصععه‪ :‬وعلععى القععول بأنهععا فععرض عيععن‬
‫فليست شرطا في صحة الصلة‪ ،‬كما في المجموع ا‍ه‪ .‬وعليعه يكعون القعول المعذكور‬
‫مفاده غير مفاد القول بأنها فرض عين‪) .‬قععوله‪ :‬ول يتأكععد النععدب للنسععاء إلععخ( وذلععك‬
‫لمزية الرجال عليهن‪ ،‬قال تعالى‪) * :‬وللرجال عليهن درجة( * )‪ (1‬وهذا جععار علععى‬
‫القول بأنها سنة للرجال‪ .‬ولو قدمه على قوله قال النووي‪ :‬كان أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬فلععذلك(‬
‫أي لما ذكر من عدم تأكدها لهن كتأكدها لهم‪ ،‬بل تأكدها فععي حقهععم أكععثر مععن تأكععدها‬
‫في حقهن‪ .‬وقوله‪ :‬يكره تركها أي الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬لهن أي للرجععال‪ .‬وقععوله‪ :‬ل لهععن‬
‫أي ل للنساء‪) .‬قوله‪ :‬والجماعة في مكتوبة لذكر بمسجد أفضل( وذلك لخبر‪ :‬صلوا ‪-‬‬
‫أيها الناس ‪ -‬في بيوتكم‪ ،‬فإن أفضل الصلة صععلة المععرء فععي بيتععه إل المكتوبععة‪ .‬أي‬
‫فهي في المسجد أفضل لنه مشتمل علععى الشععرف‪ ،‬وكععثرة الجماعععة غالبععا‪ ،‬وإظهععار‬
‫الشعار‪ .‬وخرج بالذكر المرأة‪ ،‬فإن الجماعة لها في الععبيت أفضععل منهععا فععي المسعجد‪،‬‬
‫لخبر‪ :‬ل تمنعععوا نسععاءكم المسععجد‪ ،‬وبيععوتهن خيععر لهععن‪ .‬نعععم‪ ،‬يكععره لععذوات الهيئات‬
‫حضور المسجد مع الرجال‪ ،‬لما في الصحيحين‪ :‬عععن عائشععة رضععي الع عنهععا أنهععا‬
‫قالت‪ :‬لو أن رسول ال )ص( رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نسععاء‬
‫بني إسرائيل ولما في ذلععك مععن خععوف الفتنععة‪ .‬وعبععارة شععرح م ر‪ :‬ويكععره لهععا ‪ -‬أي‬
‫للمرأة ‪ -‬حضور جماعة المسعجد إن كععانت مشعتهاة ‪ -‬ولعو فععي ثيعاب بذلعة ‪ -‬أو غيعر‬
‫مشتهاة ‪ -‬وبها شئ من الزينة أو الريح الطيب‪ .‬وللمام أو نائبه منعهن حينئذ‪ ،‬كما له‬
‫منع من تناول ذا ريح كريععه معن دخععول المسععجد‪ .‬ويحععرم عليهععن بغيععر إذن ولععي أو‬
‫حليل أو سيد أوهما في أمة متزوجة‪ ،‬ومع خشية فتنة منها أو عليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعععم‪،‬‬
‫إن وجدت( أي الجماعة‪ .‬وقعوله‪ :‬فعي بيتعه فقعط أي معن غيععر وجودهععا فععي المسعجد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فهو أفضل أي فالبيت أفضل من المسجد‪ .‬والمراد أن الصلة مع الجماعة في‬
‫البيت أفضل من الصلة في المسععجد مععع النفععراد‪ ،‬وذلععك لخععبر‪ :‬صععلة الرجععل مععع‬
‫الرجل أزكى من صلته وحده‪ ،‬وصلته مع الرجلين أزكى من صععلته مععع الرجععل‪،‬‬
‫وما كان أكثر فهو أحب إلى ال تعالى‪ .‬رواه ابن حبان وصححوه‪ ،‬ولما يععأتي مععن أن‬
‫الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أفضل من الفضيلة المتعلقة بمكانها أو زمانهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكذا لو كانت إلععخ( أي وكععذلك الجماعععة فععي الععبيت أفضععل إذا كععانت فيععه أكععثر مععن‬
‫الجماعة في المسجد‪ ،‬للخبر المتقدم‪ .‬ويستثنى من ذلك المساجد الثلثة‪ ،‬فععإن الجماعععة‬
‫فيها ‪ -‬ولو قلت ‪ -‬أفضل‪ ،‬بل قال المتولي‪ :‬إن النفراد فيهععا أفضععل مععن الجماعععة فععي‬
‫غيرها‪) .‬قوله‪ :‬على ما اعتمده إلخ( راجع لما بعد كععذا‪) .‬قععوله‪ :‬والوجععه خلفععه( أي‬
‫خلف ما اعتمده الذرعي‪ ،‬وهو أنها في المسجد ولعو قلععت‪ ،‬أفضععل منهععا فععي العبيت‬
‫وإن كثرت‪،‬‬

‫البقرة‪228 :‬‬

‫]‪[9‬‬
‫وذلك لن مصلحة طلبها في المسجد تربعو علعى مصعلحة وجودهعا فعي العبيت‪،‬‬
‫ولن اعتناء الشارع بإحياء المساجد أكثر‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعارضت فضعيلة الصعلة فعي‬
‫المسجد والحضور خارجه( المتبععادر مععن السععياق أن المععراد مععن الحضععور حضععور‬
‫الجماعة خارج المسجد‪ ،‬فيكون المعنى‪ :‬تعارضت فضيلة المسجد وحضور الجماعععة‬
‫خارجه‪ ،‬فإن صلى في المسجد تكون من غير جماعة ولكنعه يحعوز فضعيلة المسعجد‪،‬‬
‫وإن صععلى خععارجه يحععوز فضععيلة الجماعععة ولكنععه تفععوته فضععيلة المسععجد‪ ،‬فالمقععدم‬
‫حضور الجماعة‪ .‬ويرد عليه أن هذا قد علم من قعوله‪ :‬نععم إن وجعدت فعي بيتعه فقععط‬
‫فهو أفضل‪ ،‬ويحتمل على بععد أن المععراد حضععور القلععب‪ .‬وتفعرض المسععألة فيمعا إذا‬
‫كععانت صععلته فععي الععبيت وفععي المسععجد بالجماعععة‪ ،‬ولكنعه إذا صععلى فععي المسععجد ل‬
‫يحصل له حضور وخشوع‪ ،‬وإذا صلى في البيت يكون بالحضور والخشوع‪ ،‬فالمقدم‬
‫الصععلة فععي غيععر المسععجد مععع الحضععور‪ ،‬وإن فععاتته فضععيلة المسععجد‪ ،‬لن الفضععيلة‬
‫المتعلقة بالعبادة ‪ -‬وهو الحضععور ‪ -‬أولععى مععن المتعلقععة بالمكععان ‪ -‬وهععو الصععلة فععي‬
‫المسجد ‪ .-‬ولكن يرد على هذا أنه سيأتي التنبيه عليه في قوله‪ :‬ولو تعارض الخشوع‬
‫والجماعة فهي أولى‪ ،‬إل أن يقال أن ما سيأتي مفععروض فيمععا إذا تعارضععت الصععلة‬
‫منفردا مع الخشوع والصلة جماعععة بععدونه‪ .‬تأمععل‪) .‬قععوله‪ :‬والمتعلقععة بزمانهععا أولععى‬
‫إلخ( كما إذا تعارضت عليه صلة الضحى في المسجد أول النهار‪ ،‬وصلتها خععارج‬
‫المسجد قريب ربع النهار‪ ،‬فالمقدم الصلة خارجه ‪ -‬كما تقدم ‪) -‬قععوله‪ :‬وتسععن إعععادة‬
‫إلخ( أي لنه )ص( صلى الصبح فرأى رجلين لم يصعليا مععه‪ ،‬فقععال‪ :‬معا منعكمعا أن‬
‫تصليا معنا ؟ قال‪ :‬صلينا في رحالنا‪ ،‬فقال‪ :‬إذا صليتما في رحالكما ثععم أتيتمععا مسععجد‬
‫جماعة فصععلياها معهعم‪ ،‬فإنهععا لكمعا نافلععة‪ .‬وقعد جععاء رجعل بععد صعلة العصعر إلعى‬
‫المسجد‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬من يتصدق على هذا فيصلي معه ؟‪ .‬فصععلى معععه رجععل‪.‬‬
‫رواهما الترمذي وحسنهما‪ .‬وقوله‪ :‬صليتما‪ ،‬يصدق بالنفراد والجماعة‪) .‬تنععبيه( قععال‬
‫في المغنى‪ :‬المراد بالعادة‪ ،‬العادة اللغوية‪ ،‬ل الصلحية‪ .‬وهي الععتي سععبقت بععأداء‬
‫مختل‪ ،‬أي بععترك ركععن أو شععرط‪) .‬قععوله‪ :‬المكتوبععة( أي علععى العيععان‪ ،‬وخععرج بهععا‬
‫المنذورة‪ ،‬فل تسن إعادتها‪ ،‬ول تنعقد لو أعيدت‪ ،‬لعدم سععن الجماعععة فيهععا‪ .‬نعععم‪ ،‬لععو‬
‫نذر صلة تسن الجماعة فيها ‪ -‬كتراويح ‪ -‬سنت إعادتها‪ .‬وخرج صععلة الجنععازة‪ ،‬فل‬
‫تسن إعادتها‪ ،‬فإن أعيدت انعقدت نفل مطلقا‪ .‬وقولهم في صلة الجنازة ل يتنفل بهععا‪:‬‬
‫المراد ل يؤتى بها على جهة التنفل ابتداء من غير ميت‪ ،‬وخرج أيضا النافلة الععتي ل‬
‫تسن الجماعة فيها‪ .‬أما ما تسن فيها فتسن إعادتها‪ ،‬ولو وترا‪ ،‬خلفا لمر‪ ،‬فععإن الععوتر‬
‫عنده ل تصح إعادته‪ .‬ودخل في المكتوبة صلة الجمعة‪ ،‬فمقتضاه أنها تسن إعادتهععا‪.‬‬
‫ومحله عند جواز تعددها‪ ،‬بأن عسر اجتماعهم فعي مكعان واحعد‪ ،‬أو عنعد انتقعاله لبلعد‬
‫أخرى رآهم يصععلونها‪ ،‬خلفععا لمعن منععع ذلععك‪ ،‬وإل فل تعععاد لنهععا ل تقععام مععرة بعععد‬
‫أخرى‪) .‬قوله‪ :‬بشرط أن تكون في الوقت( أي بأن يععدرك فععي وقتهععا ركعععة‪ .‬فععالمراد‬
‫وقت الداء‪ ،‬ولو وقت الكراهة‪ .‬فلو خرج الوقت ل تسن إعادتهععا قطععا‪ .‬وقعوله‪ :‬وأن‬
‫ل تزاد في إعادتها على مرة هذا في غير صلة الستسقاء‪ ،‬أما هي فتطلععب إعادتهععا‬
‫أكثر من مرة إلى أن يسقيهم ال من فضله‪ .‬وحاصل مععا ذكععره صععراحة مععن شععروط‬
‫سن العادة ثلثة‪ :‬كونها في الوقت‪ ،‬وعدم زيادتها على مرة‪ ،‬وسيذكر الثععالث‪ ،‬وهععو‬
‫نية الفرضععية‪ .‬وبقععي مععن الشععروط‪ :‬كععون المعععادة مععؤداة ل مقضععية‪ .‬وكععون الولععى‬
‫صحيحة وإن لم تغن عن القضاء كمتيمم لبرد‪ .‬فلو تععذكر خلل فععي الولععى لععم تصععح‬
‫المعادة‪ ،‬أي لم تقع عن الولى‪ ،‬بععل تجععب العععادة‪ ،‬وأن تقععع جماعععة مععن أولهععا إلععى‬
‫آخرها عند م ر‪ ،‬فل يكفي وقوع بعضها في جماعة‪ ،‬حتى لععو أخعرج نفسعه فيهععا معن‬
‫القدوة‪ ،‬أو سبقه المام ببعض الركعات‪ ،‬لم تصح‪ .‬وقضية ذلك أنه لو وافق المام من‬
‫أولها وتأخر سلمه عن المام بحيث يعد منقطعا عنه بطلت‪ ،‬ولو رأى جماعة وشك‪:‬‬
‫هل هم في الولى أو الثانية مثل ؟ امتنعععت العععادة معهععم‪ .‬واكتفععى ابععن حجععر فيهععا‬
‫بركعة كالجمعة وحصول ثواب الجماعععة ولععو عنععد التحععرم‪ ،‬فلععو أحععرم منفععردا عععن‬
‫الصف لم‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫تصح‪ ،‬وأن ل تكون في شدة الخععوف‪ ،‬وأن تكععون الجماعععة مطلوبععة فععي حقععه‪،‬‬
‫بخلف نحو العاري‪ ،‬فإنها ل تنعقد منه‪ .‬وأن ل تكون إعادتها للخروج مععن الخلف‪،‬‬
‫فإن كانت إعادتها لذلك تنعقد منه‪ ،‬إل أنها ليست العادة الشرعية المرادة هنا‪ ،‬وذلععك‬
‫كما لو مسح الشافعي بعض رأسه وصلى‪ ،‬أو صلى في الحمععام‪ ،‬أو بعععد سععيلن الععدم‬
‫من بدنه‪ ،‬فصلته باطلة عند مالك في الولى‪ ،‬وعند أحمد في الثانيععة‪ ،‬وعنععد الحنفععي‬
‫في الثالثة‪ ،‬فتسن إعادتها فععي الحععوال الثلثععة بعععد وضععوئه علععى مععذهب المخععالف‪،‬‬
‫خروجا من الخلف‪ ،‬ولو منفردا‪ ،‬ول تسمى إعععادة بععالمعنى المععراد هنععا‪ .‬وأن تكععون‬
‫من قيام للقادر عليه‪ ،‬فل تصح صلة قاعد قععادر علععى القيععام‪ .‬وأن ينععوي المععام فععي‬
‫المعادة المامة ‪ -‬كما فععي الجمعععة ‪ -‬وقععد نظععم معظععم ذلععك بعضععهم فععي قععوله‪ :‬ثمععان‬
‫شروط للمعادة قد أتت * * فصحة الولى نية الفرض أول وينوي إمامة إعادة مرة *‬
‫* ومكتوبة‪ ،‬ثم القيام فحصل جماعتها فيها جميعا‪ ،‬ووقتهععا * * ولععو ركعععة فيععه فكععن‬
‫متأمل ونفي انفراد الشعخص ععن صععف جنسعه * * فقعد زاده بععض المشععايخ فعانقل‬
‫وقال العلمة الكردي‪ :‬ومما ينسب لشععيخنا العلمععة الشععيخ عبععد الوهععاب الطنععدتائي ا‬
‫لمصري قوله‪ :‬شرط المعادة أن تكون جماعة * * في وقتها والشخص أهل تنفععل مععع‬
‫صحة الولى وقصد فريضة * * تنوي بها صفة المعاد الول فضل الجماعة سععادس‬
‫وغيره * * قيل ونفل مثل فرض فاجعل كالعيد‪ ،‬ل نحو الكسوف فل تعد * * وجنازة‬
‫لو كررت لم تهمل ومع المعادة إن يعد بعدية * * تقبل ول وتر إن صح فعول ومععتى‬
‫رأيت الخلف بين أئمة * * في صحة الولى أعد بتجمل لو كنت فردا بعد وقت أدائها‬
‫* * فاتبع فقيها في صلتك تعدل وقوله‪ :‬خلفا لشيخ شيوخنا أبي الحسععن البكععري أي‬
‫في قوله أنها تعاد من غير حصر ما لععم يخععرج الععوقت‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو صععليت الولععى‬
‫جماعة( غاية في سنية العادة‪ ،‬وهي للرد‪) .‬قوله‪ :‬مع آخر( الظععرف متعلععق بإعععادة‪،‬‬
‫أي تسن إعادة المكتوبة مع شخص آخر‪ ،‬ويشترط فيه أن يري جواز العادة‪ ،‬وأن ل‬
‫يكون ممن يكره القتداء به‪ ،‬فل تصح العادة خلف الفاسق‪ ،‬والمبتدع‪ ،‬ومعتقد سععنية‬
‫بعض الركان‪) .‬قوله‪ :‬ولو واحدا( أي ولو كان ذلععك الخععر واحععدا‪ .‬وفيععه أن الخععر‬
‫وصف للمفرد المذكر‪ ،‬فينحل المعنى ولو كان ذلك الواحععد الخععر واحععدا‪ ،‬ول معنععى‬
‫له‪ .‬ولو قال ‪ -‬كما في المنهج ‪ -‬بدل قوله مع آخر‪ :‬مع غيره‪ ،‬ثم قال ولو واحدا‪ :‬لكان‬
‫أولى وأنسب‪ .‬والمعنى أنه تسن العادة معع واحعد أو معع جماععة‪ ،‬ويشعترط فيهعا أن‬
‫تكون غير مكروهة‪ ،‬فلو كانت الجماعععة مكروهععة ‪ -‬كمععا إذا كععانت فععي مسععجد غيععر‬
‫مطروق له إمام راتب بغيععر إذنععه ‪ -‬فتحععرم العععادة معهععم‪ ،‬ول تنعقععد‪) .‬قععوله‪ :‬إمامععا‬
‫كان( أي ذلك المعيد‪) .‬قوله‪ :‬في الولى أو الثانية( الجار والمجرور متعلق بمحععذوف‬
‫صفة لكعل معن إمامعا ومأمومعا‪ ،‬والمعراد بعالولى العتي صعلها أول‪ ،‬وبالثانيعة العتي‬
‫صلها ثانيا‪) .‬قوله‪ :‬بنية فرض( متعلق بإعادة‪ ،‬أي تسن العادة بشععرط نيععة الفععرض‬
‫في المعادة‪ ،‬وذلك لنه إنما أعادها لينال ثواب الجماعة في فععرض‪ ،‬وإنمععا ينععال ذلععك‬
‫إذا نوى الفرض‪) .‬قوله‪ :‬وإن وقعععت نفل( غايععة فععي اشععتراط نيععة الفرضععية‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فينوي إعادة الصلة المفروضة( هععو جععواب عععن سععؤال مقععدر تقععديره‪ :‬كيععف ينععوي‬
‫الفعرض معع أنهعا تقعع نفل ؟ وحاصعل الجعواب أن المعراد أنعه ينعوي إععادة الصعلة‬
‫المفروضة لجل أن ل تكون نفل مبتدأ‪ ،‬أي لم يسععبق لعه اتصععاف بالفرضععية‪ ،‬وليععس‬
‫المراد إعادتها‬

‫] ‪[ 11‬‬
‫فرضا‪ .‬وعبارة المغنى‪ :‬واستشكله المام بأنه كيف ينععوي الفرضععية مععع القطععع‬
‫بأن الثانية ليست فرضا ؟ قال‪ :‬بل الوجه أنععه ينععوي الظهععر أو العصععر ول يتعععرض‬
‫للفرضية‪ ،‬ويكون ظهره نفل كظهر الصبي وأجاب عنه السبكي بأن المراد أنه ينععوي‬
‫إعادة الصلة المفروضة حتى ل تكون نفل مبتدأ‪ ،‬ل إعادتها فرضا‪ .‬وقععال الععرازي‪:‬‬
‫ينوي ما هو فرض على المكلف‪ ،‬ل الفرض عليه ‪ -‬كما في صلة الصععبي ‪ -‬ورجععح‬
‫في الروضة ما اختاره المام‪ .‬وجمع شيخي بين ما في الكتاب وما في الروضععة بععأن‬
‫ما في الكتاب إنما هععو لجععل محععل الخلف وهععو‪ :‬هععل فرضععه الولععى أو الثانيععة أو‬
‫يحتسب ال إليه مععا شععاء منهمععا ؟ ومععا فععي الروضععة علععى القععول الصععحيح وهععو أن‬
‫فرضه الولى والثانيععة نفععل فل يشععترط فيهععا نيععة الفرضععية‪ ،‬وهععذا جمععع حسععن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والفرض الولى( لخبر‪ :‬إذا صليتما المار‪ ،‬ولسقوط الخطاب بها‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫إلخ( الولى فلو ‪ -‬بفعاء التفريعع ‪ -‬لن المقعام يقتضعيه‪ .‬وقعوله‪ :‬بعأن فسعاد الولعى أي‬
‫باختلل شرط فيها أو ركن‪ .‬وقوله‪ :‬لم تجزئه الثانية‪ ،‬أي لنها نفععل محععض‪ ،‬وهععو ل‬
‫يقوم مقام الفرض‪) .‬قوله‪ :‬على مععا اعتمععده إلععخ( أي أن عععدم الجععزاء بالثانيععة مبنععي‬
‫على ما اعتمده النعووي‪ ،‬وتبععه شعيخنا‪ ،‬وعبععارة شعيخنا فععي التحفعة‪ :‬ولعو بععان فسععاد‬
‫الولى لم تجععزئه الثانيعة علععى المنقعول المعتمعد عنعد المصعنف فعي رؤوس المسعائل‬
‫وكثيرين‪ .‬وقال الغزالي‪ :‬تجزئه‪ .‬وتبعه ابن العماد‪ ،‬وتبعه شيخنا في منهجععه‪ ،‬غععافلين‬
‫عن بنائه على رأيه أن الفرض أحدهما‪ ،‬كذا قيل‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬بل الوجه البطلن علعى‬
‫القولين‪ .‬أما على الثاني فواضح‪ ،‬لنه صرفها عن ذلك بنية غير الفرض‪ ،‬وكذا علععى‬
‫الول‪ ،‬لنه ينوي به غير حقيقة الفرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬كذا قيل ممن قععال بععه‪ :‬الخطيععب‬
‫في مغنيه‪ ،‬وعبارته‪ :‬ولو تذكر ‪ -‬على الجديد ‪ -‬خلل في الولى وجبت العععادة‪ .‬كمععا‬
‫نقله المصنف في رؤوس المسائل عن القاضي أبي الطيب وأقععره‪ ،‬معلل بععأن الثانيععة‬
‫تطوع محض‪ .‬وما أفتى به الغزالي وترجاه السبكي‪ ،‬من عدم وجوب العادة‪ ،‬يحمععل‬
‫على أن الفرض أحدهما‪ ،‬ل بعينععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا لمععا قععاله إلععخ( أي مععن إجععزاء‬
‫الثانية‪ .‬وقوله‪ :‬أي إذا نوي بالثانيععة الفععرض أي أن الجععزاء‪ :‬محلععه إذا نععوي بالثانيععة‬
‫الفرض‪ ،‬وقععد علمععت تنظيععر ابععن حجععر فيععه‪ ،‬فل تغفععل‪) ،‬قععوله‪ :‬وهععي( أي الصععلة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بجمع كثير أي مع جمع كثير‪ ،‬فالباء بمعنى مع‪ .‬وقععوله‪ :‬أفضععل أي للمصععلي‪،‬‬
‫سواء كان في المساجد أو غيرها‪ ،‬فالصلة مع الجمع الكثير في المساجد أفضل منهععا‬
‫مع الجمع القليل فيها‪ ،‬وكذا الصععلة فععي الععبيوت مععع الجمععع الكععثير أفضععل منهععا مععع‬
‫الجمع القليل‪ .‬نعم‪ ،‬الجماعة في المساجد الثلثععة أفضععل مطلقععا ‪ -‬كمععا تقععدم ‪ -‬وقععوله‪:‬‬
‫منها أي من الصلة نفسها‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح( دليل الفضلية‪) .‬قععوله‪ :‬ومععا كععان‬
‫إلخ( هذا عجز الحديث‪ ،‬وقد تقدم ذكره بتمامه‪ ،‬ومععا‪ :‬موصععوله‪ ،‬مبتععدأ‪ ،‬وهععي واقعععة‬
‫على جمع‪ .‬وجملة فهو أحب إلى ال‪ ،‬خبر المبتدأ‪ ،‬أي والجمع الكععثير أحععب إلععى ال ع‬
‫من الجمع القليل‪) .‬قوله‪ :‬إل لنحو بدعة إمامه( استثناء مععن محععذوف‪ ،‬أي أن الصععلة‬
‫مع الجمع الكعثير أفضعل فععي كعل حععال إل حالعة كعون إمعام الجمععع الكعثير ذا بدععة‪،‬‬
‫والمراد بها التي لم يكفر مرتكبها ‪ -‬كالمجسمة ‪ -‬أي القائلين بععأنه تعععالى جسععم‪ ،‬علععى‬
‫المعتمد‪ ،‬فإن كفر بها ‪ -‬كمنكر البعث والحشر للجسام‪ ،‬وعلم ال تعالى بالجزئيععات ‪-‬‬
‫فل تصح القدوة خلفه‪) .‬قوله‪ :‬أي الكثير( تفسععير للضععمير‪) .‬قععوله‪ :‬كرافضععي( تمثيععل‬
‫لذي البدعععة‪ ،‬ومثلععه الشععيعي‪ ،‬والزيععدي‪ .‬قععال الكععردي‪ :‬الرافضععة والشععيعة والزيديععة‬
‫متقاربون‪ .‬قال في المواقععف‪ :‬الشععيعة‪ :‬اثنععان وعشععرون فرقععة يكفععر بعضععهم بعضععا‪،‬‬
‫أصولهم ثلث فرق‪ :‬غلة‪ ،‬وزيدية‪ ،‬وإمامية‪ .‬أما الغلة فثمانية عشععر‪ .‬ثععم قععال‪ :‬وأمععا‬
‫الزيديععة فثلث فععرق‪ :‬الجاروديععة إلععخ‪ .‬والزيديععة منسععوبون إلععى زيععد بععن علععي زيععن‬
‫العابدين بن الحسين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولععو بمجععرد التهمععة( غايععة فععي الفاسععق‪ ،‬أي لنععه ل‬
‫فرق في الفاسق بين أن يكون فسقه متحققا أو متهما به‪ .‬وقيد فععي التحفععة التهمععة بععأن‬
‫يكون لها نوع قوة‪ ،‬وقال‪ :‬كما هو واضح‪) .‬قوله‪ :‬فالقل جماعة( تفريع علععى مفهععوم‬
‫الستثناء‪ ،‬وهو صفة لموصوف محذوف‪ ،‬أي فالمام أو الصلة‬

‫] ‪[ 12‬‬
‫أو المسجد القل جماعععة أفضععل‪ .‬والمناسععب للمتععن أن يقععول‪ :‬فهععي مععع الجمععع‬
‫القليل الذي إمامه غير مبتدع أفضل‪ .‬وقوله‪ :‬بل النفراد الذي اعتمده الجمال الرملععي‬
‫أن الصلة خلف الفاسق والمخالف ونحوهما أفضل من النفراد‪ ،‬وتحصل له فضععيلة‬
‫الجماعة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬والكراهة ل تنفععي الفضععيلة والثععواب لختلف الجهععة‪ ،‬وإن‬
‫توقف في ذلك الزيادي‪ ،‬بل الحرمة ل تنفي الفضيلة‪ ،‬كالصلة فععي أرض مغصععوبة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬أفضل خبر كل من‪ :‬فالقل‪ ،‬والنفراد‪) .‬قوله‪ :‬كذا قاله إلخ( مرتبععط بقععوله‬
‫بل النفراد‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬بل النفراد في الولى أفضل‪ .‬كما قاله الرويععاني‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لو كان إلخ( أي وكذلك الصلة مععع القععل جماعععة‪ ،‬بععل مععع النفععراد‬
‫أفضل منها مع الكثر جماعة‪ ،‬إذا كان إمام الكثر ل يعتقد وجوب بعض الركععان ‪-‬‬
‫كالحنفي ‪ -‬فإنه ل يعتقد وجوب البسملة‪ .‬وقععوله‪ :‬أو الشععروط أي أو ل يعتقععد وجععوب‬
‫بعض الشروط عندنا‪ ،‬كاستقبال عين القبلة عند الحنفي‪ ،‬فإنه ليس بشرط‪ ،‬بل الشععرط‬
‫عنده استقبال الجهة‪ ،‬وكسععتر مععا بيععن السععرة والركبععة عنععد المععام أحمععد‪ ،‬فععإنه ليععس‬
‫بشرط‪ ،‬بل الشرط عنده ستر السوأتين فقط‪) .‬قوله‪ :‬وإن أتى بها( أي ببعض الركععان‬
‫والشروط‪ .‬وإنما أنث الضمير مع كون مرجعه مذكرا لكتسابه التأنيث من المضععاف‬
‫إليه‪ ،‬ومع ذلك فععالولى التععذكير‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه( أي إمععام الجمععع الكععثير غيععر المعتقععد‬
‫وجوب بعض الركان أو بعض الشعروط‪ .‬وهعو تعليعل لفضعلية الصعلة معع الجمعع‬
‫القليل‪ ،‬بل مع النفراد إذا كععان المعام للجمعع الكعثير أتعى بعذلك البععض غيعر معتقععد‬
‫وجوبه‪ .‬وقوله‪ :‬يقصد بها أي بذلك البعض‪ ،‬ويأتي فيه ما مر‪) .‬قوله‪ :‬وهو مبطل( أي‬
‫قصد النفلية في الفرض مبطل‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬ومن ثم أبطل القتداء بععه مطلقععا‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬وجوزه الكثر رعاية لمصلحة الجماعة‪ ،‬واكتفاء بوجود صععورتها ‪-‬‬
‫وإل لم يصح اقتداء بمخالف‪ ،‬وتعطلت الجماعات‪ .‬ومثلععه فععي النهايععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫كون القليل( بالجر عطف على نحو‪ ،‬أي أو إل لكون الجمع القليل فععي مسععجد مععتيقن‬
‫حل أرضه‪ ،‬والجمع الكععثير فععي مسععجد ليععس كععذلك‪ .‬وقععوله‪ :‬أو مععال بععانيه ‪ -‬بععالجر‪،‬‬
‫معطععوف علععى أرضععه‪ ،‬أي أو مععتيقن حععل مععال مععن بنععاه‪) .‬قععوله‪ :‬أو تعطععل مسععجد(‬
‫معطوف على نحو‪ ،‬أي أو إل لتعطل مسجد قريععب أو بعيعد لععو لععم يحضععر هععو فيعه‪،‬‬
‫فمتى كان يلزم على الذهاب لكثير الجمع تعطيل قليل الجمععع صععلى فيععه‪ ،‬سععواء كععان‬
‫قريبا منه أو بعيدا‪ .‬ومحععل ذلععك إذا سععمع أذانعه‪ ،‬وإل فل عععبرة بتعطلععه‪ .‬ح ل‪ .‬وقععال‬
‫عميععرة‪ :‬لععو كععان بجععواره مسععجدان واسععتويا فععي الجماعععة راعععى القععرب‪ .‬وبحععث‬
‫السنوي العكس‪ ،‬لكثرة الخطا‪ ،‬أو التساوي للتعارض‪ ،‬وهو أن للقريب حق الجععوار‪،‬‬
‫والبعيد فيه أجر بكثرة الخطا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬وقععوله‪ :‬منهععا متعلععق بتعطععل‪ .‬والمناسععب‬
‫للمتن أن يقول‪ :‬منه‪ ،‬بتذكير الضمير العائد على الجمع‪ .‬وقوله‪ :‬بغيبته متعلععق بتعطععل‬
‫أيضا‪ ،‬والباء سببية‪) .‬قوله‪ :‬لكععونه إمععامه أو يحضععر النععاس بحضععوره( علععة لتعطلععه‬
‫بغيبته‪ ،‬فإن لععم يتعطععل بععذلك‪ ،‬بععأن لععم يكععن إمامععا‪ ،‬أو لععم يحضععر بحضععوره النععاس‪،‬‬
‫فالذهاب لمسجد كثير الجماعة أولى‪) .‬قوله‪ :‬فقليل الجمع إلخ( تفريع على مفهوم قوله‬
‫أو كون القليل إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬في ذلك أي فيما ذكر من المسععجد المععتيقن حععل أرضععه أو‬
‫مال بانيه ومن المسجد الذي يتعطل لو لم يحضععر‪ .‬وقععوله‪ :‬لععه أفضععل مععن كععثيره أي‬
‫الجمع‪ .‬وقوله‪ :‬في غيره أي غير مععا ذكععر مععن المسععجد المععتيقن حععل أرضععه أو مععال‬
‫الباني له‪ ،‬ومن المسجد الذي يتعطل لو لم يحضر بأن كان المسجد مشععكوكا فععي حععل‬
‫أرضه أو مال الباني له‪ .‬بأن يعلم أن المتولي عليه ظالم‪ ،‬فإن تيقععن أن محععل الصععلة‬
‫بعينه حرام حرمت الصلة فيه ‪ -‬كما مر ‪ -‬وبأن لم يتعطل لو لععم يحضعر‪) .‬قعوله‪ :‬أن‬
‫النفراد بالمتعطععل إلععخ( أي أن الصععلة منفععردا فععي المسععجد المتعطععل بسععبب غيبتععه‬
‫أفضل من الصلة مع الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬والوجه خلفه وهو أن الصلة مع الجماعععة‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان إمام إلخ( هذا أيضا مستثنى من‬

‫] ‪[ 13‬‬
‫كون الصعلة معع الجمععع الكعثير أفضععل‪ .‬وقعوله‪ :‬أولعى بالمامععة أي أحعق بهععا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لنحو علم متعلق بقوله أولى‪ .‬ونحو العلم ما يععأتي فععي صععفات الئمععة‪ :‬ككععونه‬
‫أورع‪ ،‬أو أقععرأ‪ ،‬أو أقععدم فععي السععلم‪ .‬وقععوله‪ :‬كععان الحضععور أي حضععور الصععلة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عنده أي عند إمععام الجمععع القليععل‪ .‬وقععوله‪ :‬أولععى أي مععن الحضععور عنععد إمععام‬
‫الجمع الكثير‪ .‬ويستثنى أيضا من ذلك ما لو كان قليل الجمع يبادر إمامه بالصلة فععي‬
‫الوقت المحبوب فإن الصلة معه أولى‪ ،‬وما لو كان إمام الجمع الكثير سريع القععراءة‬
‫والمأموم بطيئها ل يدرك معه الفاتحة ويدركها مع إمام الجمع القليل فإن الصلة معه‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعارض الخشوع والجماعععة( يعنععي لععو صععلى منفععردا خشععع‪ ،‬ولععو‬
‫صلى مع جماعة لم يخشع‪ .‬وقوله‪ :‬فهي أي الجماعة‪ ،‬أي حضورها من غير خشوع‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أولى أي من الصلة منفردا مع الخشوع‪) .‬قوله‪ :‬كما أطبقوا عليه( الظاهر أن‬
‫الكاف تعليلية بمعنى اللم‪ ،‬أي لما اتفق الفقهاء عليه من أن فرض الكفاية أفضل مععن‬
‫السنة والجماعة من فروض الكفاية‪ .‬وقوله‪ :‬حيث قالوا إلخ بيان لما أطبقوا عليه‪ .‬ولو‬
‫قال لما أطبقوا عليه من أن فرض الكفاية أفضععل مععن السععنة لكععان أوضععح وأخصععر‪.‬‬
‫وقال في التحفة بعده‪ :‬وأيضا فالخلف في كونها فرض عين وكونهععا شععرطا لصععحة‬
‫الصلة أقوى منه فععي شععرطية الخشععوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععوله‪ :‬وأفععتى الغزالععي إلععخ صععرح فععي‬
‫التحفة بعد أن نقل عنه الفتاء المذكور بأنه رأى لععه إفتععاء آخععر فيمععن لزم الرياضععة‬
‫في الخلوة حتى صارت طاععاته تتفععرق عليعه بالجتمععاع بععأنه رجعل مغععرور‪ ،‬إذ مععا‬
‫يحصل له في الجماعة من الفوائد أعظم من خشوعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لمععن ل يخشععع مععع‬
‫الجماعة في أكثر صلته( لم يقيد به في المغنى‪ ،‬وعبارته‪ :‬وأفتى الغزالي أنه لو كان‬
‫إذا صلى منفردا خشع ولو صلى في جماعة لعم يخشعع فعالنفراد أفضعل‪ ،‬وتبععه ابعن‬
‫عبد السلم‪ .‬قال الزركشي‪ :‬والمختار‪ ،‬بل الصواب‪ ،‬خلف ما قاله‪ ،‬وهععو كمععا قععال‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومثله شرح الععروض‪) .‬قععوله‪ :‬قععال شععيخنا إلععخ( لععم أره فععي التحفععة ول فععي فتععح‬
‫الجواد‪ ،‬بل الذي صرح به في فتح الجواد خلفه‪ ،‬وهو أنه لو فاته الخشوع فيها رأسا‬
‫تكون الجماعة أولى‪ .‬وعبارته وأفتى الغزالي أول وابن عبد السلم بأولويععة النفععراد‬
‫لمن ل يخشع مع الجماعة في أكثر صلته‪ ،‬وهو حقيق بتصويب خلفععه الععذي سععلكه‬
‫الذرععي والزركشعي وأطععال فيعه‪ ،‬بععل الوجعه أنعه لععو فعاته فيهععا معن أصععله تكعون‬
‫الجماعة أولى‪ ،‬لنها أكثر منه‪ ،‬إذ هعي فععرض عيععن أو شعرط للصععحة عنعد جماععة‪،‬‬
‫وشعار السلم قائم بها أكثر منه‪ ،‬فلتكن مراعاته أحق‪ ،‬ولو فتعح ذلعك لتركهعا النعاس‬
‫واحتجوا‪ ،‬ل سيما جهلة الصوفية‪ ،‬بأنهم ل يحصل لهم معهععا خشععوع‪ ،‬فتسععقط عنهععم‪،‬‬
‫فععوجب سععد هععذا البععاب عنهععم بالكليععة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬وهععو أي إفتععاء الغزالععي بأولويععة‬
‫النفراد‪ .‬وقوله‪ :‬كذلك أي صحيح‪ ،‬كما أفتى به‪ .‬لكن إن فععات الخشععوع فععي جميعهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أولى مطلقا( أي سواء فات الخشوع مع الجماعة في جميعهععا أو فععي بعضععها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إنما يععأتي( الجملععة خععبر المبتععدأ وهععو إفتععاء‪ .‬وقععوله‪ :‬أن الجماعععة سععنة مقععول‬
‫القول‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعارض إلخ( هذا من جملععة مععا اسععتثنى مععن قععولهم الجمععع الكععثير‬
‫أفضل‪) .‬قوله‪ :‬وعدم سماعه( معطوف على فضيلة‪ ،‬فهو بالرفع‪) .‬قععوله‪ :‬كععان الول(‬
‫أي سماع القرآن من المام مع قلة الجماعة‪ .‬وقوله‪ :‬أفضل أي مععن عععدم سععماعه مععع‬
‫كثرتها‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز لمنفرد إلخ( ل يناسب ذكره هنا لنه من متعلقات نيععة القععدوة‪،‬‬
‫فلو أخره وذكره عند قوله وشرط القدوة نية اقتداء أو جماعة مع تحرم لكععان أنسععب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أثناء صلته( أي صععلة نفسععه‪ ،‬بععأن صععلى ركعععتين ثععم نعوى القععدوة بالمععام‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬وإن اختلفععت ركعتهمععا( أي المععام والمععأموم‪ ،‬كععأن كععان المععام فععي الولععى‬
‫والمأموم في الثانية‪) .‬قوله‪ :‬لكن‬

‫] ‪[ 14‬‬
‫يكره( أي ول يحصل له فضل الجماعة حتى فيما أدركه مععع المععام‪ .‬ا‍ه‪ .‬شععرح‬
‫الرملي‪) .‬وقوله‪ :‬ذلك( أي نية القتداء في الثناء‪) .‬قوله‪ :‬له( أي للمنفرد الععذي شععرع‬
‫فععي صععلته حععال كععونه منفععردا‪) .‬قععوله‪ :‬دون مععأموم خععرج مععن الجماعععة( أي بنيععة‬
‫المفارقة‪) .‬وقوله‪ :‬لنحو حدث إمامه( أي وقعد علمعه‪ .‬وانعدرج تحعت نحعو كعل مبطعل‬
‫عرض للمام‪ ،‬فتلزمه المفارقة إذا علمه‪ ،‬كما سيصععرح بععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإذا اقتععدى( أي‬
‫المنفرد‪ .‬وقوله‪ :‬في الثناء أي أثناء صلته‪) .‬قوله‪ :‬لزمه موافقععة المععام( أي الجععري‬
‫على نظم صلته‪) .‬قوله‪ :‬ثععم إن فععرغ( أي المععام مععن صععلته‪ .‬وقععوله‪ :‬أول أي قبععل‬
‫فراغ المأموم‪ ،‬بأن أتى بركعة منفردا واقتدى بالمععام وهععو فععي الركعععة الثالثععة مثل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أتم أي المأموم‪ ،‬صلته كمسبوق‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يفععرغ المععام أول‪،‬‬
‫بل فرغ المأموم أول‪ .‬وقوله‪ :‬فانتظاره أفضل أي من المفارقة‪ ،‬أي ليسلم معه‪ .‬قال ع‬
‫ش‪ :‬وإنما كان النتظار أفضل نظرا لبقاء صورة الجماعععة‪ ،‬وقععد نهععي عععن الخععروج‬
‫من العبادة‪ ،‬وإن انتفى ثواب الجماعة بالقتداء المععذكور‪ ،‬لنععه مععن القععدوة فععي خلل‬
‫الصلة‪ ،‬لكن يحصل له فضيلة في الجملة بربط صلته بصلة المام‪ ،‬فكان انتظععاره‬
‫أفضل ليحوز الفضيلة بمجرد الربط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتجوز المفارقة( هذا كلم مسععتأنف‬
‫وليس مرتبطا بقوله وإل فانتظاره أفضل‪ ،‬لن المفارقععة فيععه جععائزة بل كراهععة‪ ،‬كمععا‬
‫صرح به في شرح المنهج‪ .‬والمعنى‪ :‬يجوز للمأموم أن ينععوي المفارقععة بقلبععه‪ ،‬ولكععن‬
‫مع الكراهة إن لم يكن عذر‪ ،‬ومحععل جععواز المفارقععة‪ :‬فععي غيععر الركعععة الولععى مععن‬
‫الجمعة في حق الربعين‪ ،‬لن الجماعة فيها شرط‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬ولو ترتب علععى‬
‫خروجه من الجماعة تعطيلها وقلنا أنها فرض كفايععة اتجععه عععدم الخععروج منهععا‪ ،‬لن‬
‫فرض الكفاية إذا انحصر في شخص تعين عليه‪) .‬قوله‪ :‬فتفوت( أي المفارقعة فضعيلة‬
‫الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬والمفارقة بعععذر( هععو مبتععدأ خععبره قععوله ل تفععوت فضععيلتها‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كمرخص ترك جماعة( خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي وذلك بعذر كمرخص ترك جماعة‪،‬‬
‫وهو كمرض‪ ،‬ومدافعة حدث‪ ،‬وخوف من ظالم على نفس أو مال أو غيرهما‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وتركه( أي المام‪ ،‬وهو بالجر معطوف على مرخص‪ .‬وقوله‪ :‬سنة مقصودة قال فععي‬
‫التحفة‪ :‬الذي يظهععر فععي ضععبط المقصععودة أنهععا مععا جععبرت بسععجود السععهو‪ ،‬أو قععوي‬
‫الخلف في وجوبها‪ ،‬أو وردت الدلة بعظم فضلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال البجيرمععي‪ :‬وممععا قععوي‬
‫الخلف في وجوبه التسبيحات‪ ،‬وليس مثلها تكبير النتقععالت ول جلسععة السععتراحة‪،‬‬
‫ول رفع اليدين من قيام التشهد الول‪ ،‬لعدم التفععويت فيععه علععى المععأموم‪ ،‬لنععه يمكنععه‬
‫التيععان بععه وإن تركععه إمععامه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتطععويله( بععالجر معطععوف أيضععا علععى‬
‫مرخععص‪ ،‬أي وكتطويععل المععام‪) .‬قععوله‪ :‬بالمععأموم ضعععف( أي والحععال أن بالمععأموم‬
‫ضعفا أو شغل‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولو خفيفا بأن يذهب خشوعه فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقععد تجععب المفارقععة( أي بالنيععة القلبيععة إزالععة للقععدوة الصععورية‪ .‬ومحععل وجععوب نيععة‬
‫المفارقة حيث بقي المام على صورة المصلين‪ ،‬أمعا لعو تعرك الصعلة وانصعرف أو‬
‫جلس على غير هيئة المصلين أو مات لم يحتععج لنيععة المفارقععة‪) .‬قععوله‪ :‬كععأن عععرض‬
‫مبطل لصلة إمععامه( وذلععك كحععدث‪ ،‬أو تنحنععح‪ ،‬أو ضععحك‪ ،‬أو كلم مبطععل‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫فيلزمه أي المأموم نيتها‪ ،‬أي المفارقة‪) .‬قععوله‪ :‬وإل بطلععت( أي وإن لععم ينععو المفارقععة‬
‫فورا بطلت صلته‪ .‬وقوله‪ :‬وإن لم يتابعه أي في ركععن مععن أركععان الصععلة‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫اتفاقا راجع لقوله بطلت‪ ،‬أي بطلت اتفاقا‪) .‬قععوله‪ :‬وتععدرك جماعععة( اعلععم أن القسععام‬
‫الناشئة من القدوة أربعععة‪ :‬إدراك فضععيلة الجماعععة‪ ،‬وإدراك الجمعععة‪ ،‬وإدراك فضععيلة‬
‫التحرم‪ ،‬وإدراك الركعة‪ .‬وتستفاد من كلمه‪) .‬قوله‪ :‬في غير جمعة( قععال البجيرمععي‪:‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬ل يخفى أن هذا القيد ومفهومه المذكور بعده‪ ،‬وهو قوله أمععا الجمعععة إلععخ‬
‫غيععر مسععتقيم‪ ،‬لن الكلم فععي إدراك الجماعععة‪ ،‬وإن لععم تععدرك الجمعععة‪ .‬فتأمععل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي فضيلتها( بيان لمعنى إدراك الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يسلم إمام( ما‬

‫] ‪[ 15‬‬
‫مصدرية ظرفية‪ ،‬أي تدرك مدة عدم سلم المام‪ ،‬وهذا هععو الصععحيح‪ ،‬ومقععابله‬
‫أنها ل تدرك إل بإدراك ركعة‪) .‬قوله‪ :‬أي لم ينطق بميم عليكم( تفسير مراد لما قبله‪،‬‬
‫وهذا هو ما جرى عليه شيخه ابن حجر‪ ،‬واعتمد م ر ‪ -‬تبعا لوالده ‪ -‬أن المراد ما لععم‬
‫يشرع المام في التسليمة الولى‪ ،‬فعلى الول‪ :‬إذا شرع في التحرم بعد شروع المام‬
‫في السلم وأتمه قبل النطق بالميم‪ ،‬صح اقتداؤه وأدرك الفضيلة‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬تنعقد‬
‫فرادى‪ ،‬وقيععل‪ :‬ل تنعقععد أصععل‪) .‬قععوله‪ :‬وإن لععم يقعععد( أي المععأموم‪ .‬وقععوله‪ :‬معععه أي‬
‫المام‪ ،‬أي يدرك فضيلة الجماعة باقتدائه به قبل السلم وإن لعم يجلعس مععه‪ .‬وقعوله‪:‬‬
‫بأن سلم أي المام‪ ،‬وهو تصععوير لعععدم قعععوده معععه‪ .‬قععال ع ش‪ :‬ويحععرم عليععه حينئذ‬
‫القعود‪ ،‬لنععه كععان للمتابعععة وقععد فععاتت بسععلم المععام‪ ،‬فععإن قعععد عامععدا عالمععا بطلععت‬
‫صلته‪ ،‬وإن كان ناسيا أو جاهل لم تبطل‪ .‬ويجب عليعه القيعام فعورا إذا علعم ويسعجد‬
‫للسهو في آخر صلته‪ ،‬لنه فعل ما يبطل عمده‪ .‬ا‍ه بتصرف‪ .‬وقععوله‪ :‬عقععب تحرمععه‬
‫أي المأموم‪ ،‬فإن لم يسلم المام عقب تحرمه قعد وجوبا‪ ،‬فإن لم يقعد عامدا عالما بأن‬
‫اسععمتر قائمععا إلععى أن سععلم‪ ،‬بطلععت صععلته‪ ،‬لمععا فيععه مععن المخالفععة الفاحشععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لدراكه ركنا( علعة لدراك الجماععة معا لعم يسعلم إلعخ‪ ،‬أي وإنمعا أدرك الجماععة إذا‬
‫اقتدى به قبل السلم لدراكه ركنا مع المام‪ ،‬وهو تكععبيرة الحععرام‪ .‬قععال البجيرمععي‪:‬‬
‫فيه أنه أدرك ركنين‪ ،‬وهما النية‪ ،‬والتكبيرة‪ ،‬إل أن يراد بالركن الجنععس‪ ،‬أو أن النيععة‬
‫لما كانت مقارنة للتكبير عدهما ركنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬لدراكه معه ما يعتد له بععه‬
‫من النيععة وتكععبيرة الحععرام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فيحصععل لععه إلععخ( تفريععع علععى كععونه يععدرك‬
‫الجماعة ما لم يسلم المام‪ ،‬وهذا يغني عنه قوله أول أي فضيلتها‪ ،‬إل أن يقال أتى به‬
‫للسععتدراك بعععده‪ .‬وقععوله‪ :‬جميععع ثوابهععا وفضععلها همععا بمعنععى واحععد‪ ،‬وهععو السععبع‬
‫والعشرون‪ ،‬أو الخمس والعشرون‪ .‬وقوله‪ :‬لكنه دون فضل إلخ أي كيفا ل عععددا‪ ،‬فل‬
‫ينافي ما قبله‪ .‬وفي النهاية‪ :‬ومعنى إدراكها حصول أصل ثوابهععا‪ .‬وأمععا كمععاله‪ :‬فإنمععا‬
‫يحصل بإدراكها مع المام من أولها إلى آخرها‪ ،‬ولهذا قالوا لععو أمكنععه إدراك بعععض‬
‫جماعة ورجا إقامة جماعة أخرى فانتظارها أفضل‪ ،‬ليحصل له كمال فضيلتها تامععة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وأما كماله أي كيفا‪ ،‬كما علمت‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن أدرك إلععخ( هععو ممععا شععمله‬
‫قوله وتدرك جماعة ما لم يسلم‪ ،‬لن المراد تدرك الجماعة بإدراك جزء مععن الصععلة‬
‫مع المام من أولها أو أثنائها‪ ،‬بأن بطلت صلة المام عقب اقتدائه‪ ،‬أو فععارقه بعععذر‪.‬‬
‫أو من آخرها بأن اقتدى به قبيل السلم‪) .‬قعوله‪ :‬أمعا الجمععة إلعخ( مفهعوم قعوله غيعر‬
‫جمعة‪ .‬وقوله‪ :‬فل تدرك إل بركععة قعال ع ش‪ :‬وعليعه فلعو أدرك المعام بععد ركعوع‬
‫الثانية صحت قدوته‪ ،‬وحصلت فضععيلة الجماعععة‪ ،‬وإن فععاتته الجمعععة وصععلى ظهععرا‪.‬‬
‫فقوله أو ل في غير الجمعة‪ ،‬لعل مراده أن الجمعة ل تدرك بما ذكر من القتععداء بععه‬
‫قبيل السلم‪ ،‬ل أن فضععيلة الجماعععة ل تحصععل لععه‪ .‬وإن كععان ذلععك هععو الظععاهر مععن‬
‫عبارته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬لعل مععراده إلععخ‪ :‬يععدفع بععه اعععتراض البجيرمععي السععابق‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويسن لجمع حضروا إلخ( عبارة المغني‪) :‬فرع( دخععل جماعععة المسععجد والمععام فععي‬
‫التشهد الخير ؟ فعند القاضي حسين يستحب لهم القتداء به‪ ،‬ول يععؤخرون الصععلة‪.‬‬
‫وجزم المتولي بخلفه‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬بل الفضل للشخص ‪ -‬إذا سبق ببعض الصععلة‬
‫في الجماعة‪ ،‬ورجا جماعة أخرى يدرك معها الصلة جميعهععا فععي الععوقت ‪ -‬التععأخير‬
‫ليدركها بتمامها معها‪ .‬وهذا إذا اقتصر على صلة واحدة‪ ،‬وإل فالفضععل أن يصععليها‬
‫مع هؤلء‪ ،‬ثم يعيدها مع الخرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن يصبروا( قال في فتح الجععواد‪ :‬وإن‬
‫خععرج وقععت الختيععار‪ ،‬علععى الوجععه‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى أن يسععلم( أي المععام‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم‬
‫يحرموا( أي ثم بعد السلم يحرم الععذين حضععروا‪) .‬قععوله‪ :‬مععا لععم يضععق الععوقت( قيععد‬
‫لسنية الصبر‪ ،‬أي محل سنية ذلك إذا لم يضق الععوقت‪ ،‬فععإن ضععاق الععوقت بصععبرهم‪،‬‬
‫بأن يخرج جميع الصلة أو بعضها به عن الوقت‪ ،‬فل يسععن لهععم الصععبر‪ ،‬بععل يحععرم‬
‫حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لمن سبق إلععخ( أي وكععذلك يسععن لمععن سععبق ببعععض الصععلة بععأن‬
‫أدرك جماعة ل من أولها‪ ،‬ورجا جماعة‬

‫] ‪[ 16‬‬
‫أخرى‪ ،‬أن يصبر إلى أن يسلم ويصلي مع الخرى‪ .‬وقععوله‪ :‬ورجععا جماعععة أي‬
‫غلب على ظنه وجودهم‪ ،‬وكانوا مساوين لهذه الجماعة في جميع ما مععر‪ ،‬فمععتى كععان‬
‫في هذه صفة مما يقدم بها الجمع القليل كانت أولععى‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتععح الجععواد‪ .‬وقععوله‪ :‬كععانت‬
‫أولى أي من الجماعة الخرى‪) .‬قوله‪ :‬لكن قال شيخنا إلخ( مرتبععط بقععوله وكععذا لمععن‬
‫سبق إلخ‪ ،‬وقوله‪ :‬إن محله أي محل كونه يسن لمععن سععبق ورجععا جماعععة‪ ،‬أن يصععبر‬
‫ليصلي معهم‪ .‬وقوله‪ :‬مععا لععم يفععت بانتظععارهم أي الجماعععة الخععرى‪ .‬والضععافة مععن‬
‫إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل‪ ،‬أي بانتظاره إياهم‪ .‬فإن فات ذلك فععالولى‬
‫القتداء بالولى‪) .‬قععوله‪ :‬سععواء فععي ذلععك( أي فععي تقييععد سععنية النتظععار بعععدم فععوات‬
‫فضيلة أول الوقت أو وقت الختيار‪ .‬وقوله‪ :‬الرجاء واليقين أي رجاء جماعة أخععرى‬
‫أو تيقنها‪) .‬قوله‪ :‬وأفتى بعضهم بأنه لو قصدها( أي الجماعة‪ ،‬فلم يدركها‪ .‬كأن خععرج‬
‫من بيته مثل ليصلي مع الجماعة في المسعجد‪ ،‬فلمعا وصععل المسعجد وجععدهم قععد أتعوا‬
‫صلتهم‪ .‬وقوله‪ :‬كتب إلخ قال في التحفة والنهاية بعده‪ :‬وهو ظععاهر دليل ل نقل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لحديث فيه( أي لورود حديث فيما ذكر من كتابععة الجععر لمععن قصععد الجماعععة‬
‫ولم يدركها‪ ،‬وهو ما رواه أبودواد بإسناد حسن‪ :‬من توضأ فأحسععن وضععوءه ثععم راح‬
‫فوجد الناس قد صلوا أعطاه ال عزوجل مثل أجر من صلها أو حضرها‪ ،‬ل ينقص‬
‫ذلك من أجرهم شيئا‪) .‬قوله‪ :‬وتدرك فضيلة تحرم إلخ( لو تعارض فععي حقععه الصععف‬
‫الول وتكبيرة الحرام مع المام‪ ،‬قدم الصف الول‪ ،‬أو الصععف الول وآخععر ركعععة‬
‫مع المام‪ ،‬قدم آخر ركعة ‪ -‬عند الزيادي ‪ -‬والصف الول عند الرملي الكبير‪ .‬ا‍ه ش‬
‫ق‪ .‬وسيأتي في الشرح التصريح بما قاله الزيادي‪) .‬قوله‪ :‬بحضوره( متعلععق بتععدرك‪،‬‬
‫والضافة فيه مععن إضععافة المصععدر لفععاعله‪ .‬وقععوله‪ :‬التحععرم أي تحععرم المععام‪ ،‬وهععو‬
‫مفعول حضور‪) .‬قوله‪ :‬واشتغال به( بالجر عطف على حضوره‪ ،‬أي وتدرك فضععيلة‬
‫التحرم بحضوره تحرم المام واشتغاله بالتحرم عقب تحرم المعام لخعبر‪ :‬إنمعا جععل‬
‫المام ليؤتم به‪ ،‬فإذا كععبر فكععبروا‪ .‬والفععاء للتعقيععب‪) .‬قععوله‪ :‬مععن غيععر تععراخ( متعلععق‬
‫باشتغاله‪ ،‬ول حاجة إليه بعد قوله عقب‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يحضععره( أي فععإن لععم يحضععر‬
‫المأموم تحرم المام‪ .‬وقعوله‪ :‬أو تراخعى أي أو حضعر تحعرم المعام‪ ،‬لكعن لعم يحعرم‬
‫عقب تحرمه بل تأخر عنه‪ .‬وقوله‪ :‬فضيلته أي التحرم‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬يغتفععر لععه إلععخ(‬
‫استثناء من اشتراط العقبية‪ .‬وقوله‪ :‬وسوسة خفيفة وهي التي ل يععؤدي الشععتغال بهععا‬
‫إلى فوات ركنين فعليين‪ ،‬ولو طويل وقصيرا من الوسط المعتععدل‪ ،‬وإل كععانت ثقيلععة‪.‬‬
‫هكذا ذكره الحلبي وع ش في حواشي المنهج‪ .‬والمعتمد ما ذكره في حواشي الرملععي‬
‫من أنها ما ل يطول الزمان بها عرفا‪ ،‬حععتى لععو أدت الوسوسععة إلععى فععوات القيععام أو‬
‫معظمه‪ ،‬فاتت بها فضيلة التحرم‪) .‬قوله‪ :‬فضيلة مسععتقلة( أي غيععر فضععيلة الجماعععة‪،‬‬
‫فيندب الحرص على إدراكها‪) .‬قوله‪ :‬لكونه( أي التحععرم‪ .‬وقععوله‪ :‬صععفوة الصععلة أي‬
‫لما ورد‪ :‬إن لكل شئ صفوة‪ ،‬وصفوة الصلة التكبيرة الولى‪ ،‬فحافظوا عليها‪ .‬وإنمععا‬
‫كانت صفوة الصلة ‪ -‬أي خالصها ‪ -‬لن النعقعاد يتوقععف عليهعا علععى النيعة‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫ولن ملزمه( أي تحرم المام‪) .‬قوله‪ :‬كما في الحديث( وهو‪ :‬من صععلى لع أربعيععن‬
‫يوما في جماعة يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان‪ ،‬براءة من النار‪ ،‬وبراءة مععن‬
‫النفاق‪ .‬وهذا الحديث ‪ -‬كما في النهاية ‪ -‬منقطع‪ ،‬غير أنه معن الفضعائل العتي يتسعامح‬
‫فيها‪) .‬قوله‪ :‬وقيل‪ :‬يحصل إلخ( مقابعل قعوله وتعدرك بحضعوره إلعخ‪) .‬قعوله‪ :‬بعإدراك‬
‫بعض القيام( أي لنه محل التحععرم‪ .‬وقيععل‪ :‬تحصععل بععإدراك أول ركععوع‪ ،‬لن حكمععه‬
‫حكم القيام‪ .‬ومحل ما ذكر من الوجهين ‪ -‬كما في التحفة والنهاية ‪ -‬فيمن لم‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫يحضر إحرام المام‪ ،‬وإل بأن حضعره وأخعر‪ ،‬فعاتته عليهمعا أيضعا‪ ،‬وإن أدرك‬
‫الركعة‪) .‬قوله‪ :‬ويندب ترك السراع( أي في المشي ليععدرك تكععبيرة الحععرام‪ ،‬وذلععك‬
‫لخبر‪ :‬إذا أقيمت الصلة فل تأتوها تسعون‪ ،‬وأتوها تمشون وعليكم السكينة والوقععار‪،‬‬
‫فما أدركتم فصلوا‪ ،‬وما فاتكم فأتموا‪ .‬قال ع ش‪ :‬وفععي فضععل الع تعععالى حيععث قصععد‬
‫امتثال أمر الشارع بالتأني أن يثيبه على ذلك قععدر فضععيلة التحععرم أو فوقهععا‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫وإن خاف أي لو لم يسرع‪ ،‬وهو غاية لندب ترك السراع‪) .‬قوله‪ :‬وكذا الجماعة( أي‬
‫وكذلك يندب ترك السراع وإن خععاف فععوت الجماعععة‪ .‬وقععوله‪ :‬علععى الصععح مقابلععة‬
‫يقول إذا خاف فوتها ندب له السراع‪) .‬قععوله‪ :‬إل فععي الجمعععة فيجععب( أي السععراع‪.‬‬
‫والمناسب أن يقول إل في الجمعة فل يندب تععرك السععراع بععل يجععب‪ .‬وفععي النهايععة‪:‬‬
‫فععإن ضععاق الععوقت وخشععي فععواته إل بععه أسععرع كمععا لععو خشععي فععوات الجمعععة‪ .‬قععال‬
‫الذرعي‪ :‬ولو امتد الععوقت وكععانت ل تقععوم إل بععه‪ ،‬ولععو لععم يسععرع لتعطلععت‪ ،‬أسععرع‬
‫أيضا‪ .‬وكتععب ع ش‪ :‬قععوله أسععرع أي وجوبععا‪ ،‬وقعوله‪ :‬وكععانت أي الصععلوات‪ .‬وقععوله‬
‫أسرع أيضا أي وجوبا‪) .‬قوله‪ :‬ويسن لمام ومنفرد انتظعار إلعخ( أي بشعروط تسععة‪،‬‬
‫ذكر معظمها‪ :‬أن يكون النتظار في الركوع أو التشهد الخير‪ ،‬وأن ل يخشععى فععوت‬
‫الععوقت‪ ،‬وأن يكععون الععذي ينتظععره داخععل محععل الصععلة دون مععن هععو خارجهععا‪ ،‬وأن‬
‫ينتظره ل تعالى ل لتودد ونحوه وإل كره‪ ،‬وأن ل يبععالغ فععي النتظععار‪ ،‬وأن ل يميععز‬
‫بين الداخلين‪ ،‬وأن يظن أن يقتدي به ذلك الداخل‪ ،‬وأن يظن أنععه يععرى إدراك الركعععة‬
‫بالركوع‪ ،‬وأن يظن أن يأتي بالحرام على الوجه المطلوب من كونه في القيععام‪ .‬فععإن‬
‫اختل شرط من هذه الشروط كره النتظار‪ .‬نص عليه فععي التحفععة‪ .‬وفصععل الخطيععب‬
‫في مغنيه‪ ،‬فقال‪ :‬إن خالف في اشتراط الركوع والتشهد‪ ،‬بأن انتظر في غيرهععا كععره‪،‬‬
‫وإن خالف في غير ذلك فخلف الولى ل مكعروه‪ .‬قعال‪ :‬نبعه علعى ذلعك شعيخي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بالمعنى‪) .‬قوله‪ :‬داخل( أي متلبس بالدخول وشارع فيه بالفعل‪ .‬وخرج به ما لو أحس‬
‫المام به قبل شروعه في الدخول فل يسن له النتظار‪ .‬وقوله‪ :‬محل الصلة أي وإن‬
‫اتسع جدا‪ ،‬إذا كان مسجدا أو بناء‪ .‬فإن كان فضاء فل بد أن يقرب من الصف الخععر‬
‫عرفا إن تعددت الصفوف‪) .‬قوله‪ :‬مريد القتداء به( حال مععن داخععل أو مععن الضععمير‬
‫المستتر فيه‪ ،‬أي حال كونه مريدا القتداء بالمععام‪ ،‬أي بحسععب ظنععه بععأن عععرف مععن‬
‫عادته ذلك‪ ،‬فإن لم يرد القتداء به بحسب ذلك لم يسن له انتظاره‪) .‬قوله‪ :‬في الركوع‬
‫والتشهد الخير( الجار والمجرور متعلق بانتظار‪ .‬وإنمعا سعن فعي الول إعانعة علعى‬
‫إدراك الركعة‪ ،‬وفي الثاني إعانععة علععى إدراك الجماعععة‪ .‬ومحععل سععنية النتظععار فععي‬
‫الركععوع إذا لععم يكععن الركععوع الثععاني مععن صععلة الكسععوف‪ ،‬وإل فل ينتظععر فيععه لن‬
‫الركعة ل تحصل بإدراكه‪ .‬وقوله‪ :‬ل تعالى متعلق بانتظار‪ .‬ومعنععى كععونه ل ع تعععالى‬
‫أن ل يكون له غرض في النتظار إل إدراك الركعة أو الفضيلة‪) .‬قوله‪ :‬بل تطويل(‬
‫متعلق بانتظار أيضا‪ .‬والمراد به أنه لو وزع على القيام والركوع والسععجود ونحوهععا‬
‫من أفعال الصلة لعد كل منها طويل فععي عععرف النععاس‪ ،‬وهععذا القيععد بالنسععبة للمععام‬
‫فقط‪ .‬أما المنفرد فل يكره التطويل في حقععه مطلقععا‪ ،‬بععل ينتظععره‪ ،‬ولععو مععع التطويععل‪،‬‬
‫لنتفاء المشقة على المأمومين المعلل بها كراهة التطويل‪ .‬كععذا فععي التحفععة وغيرهععا‪.‬‬
‫وفي سم ما نصه‪ :‬ل يبعد أنه ‪ -‬أي المنفرد ‪ -‬ينتظر أيضا غير الداخل‪ ،‬ولو مععع نحععو‬
‫تطويل لتحصل الجماعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعليه فيكون قوله داخل محععل الصععلة قيععد فععي المععام‬
‫فقط أيضا‪ ،‬ولو اقتصر الشارح ‪ -‬كغيره ‪ -‬على المام في قوله ويسن لمععام ومنفععرد‪،‬‬
‫لكان أولى‪ .‬فتدبر‪ .‬ولو انتظر المام واحدا بل مبالغة وجاء آخر وانتظره كعذلك ‪ -‬أي‬
‫بل مبالغة ‪ -‬وكان مجموع النتظارين فيه مبالغة‪ :‬فإنه يكره بل شك كمععا فععي التحفععة‬
‫والنهاية وغيرهما‪ .‬وقوله‪ :‬وتمييز أي وبل تمييز بين الداخلين‪ ،‬بل يسععوي بينهععم فععي‬
‫النتظار‪ ،‬فإن ميز‪ ،‬ولو لعلم‪ ،‬أو شرف‪ ،‬أو أبوه‪ ،‬كره ذلك‪ .‬وفي البجيرمععي مانصععه‪:‬‬
‫وانظر ما صورة النتظار ل مع التمييز لنه متى ميز لم يكن النتظار ل‪ .‬وذكر في‬
‫الروضة أن النتظار لغير الع هعو التمييعز‪ ،‬فليحعرر‪ .‬ح ل‪ .‬ويمكعن أن يكعون أصعل‬
‫النتظار ل لكنه انتظر زيدا مثل لخصاله الحميدة‪ .‬ولععم ينتظععر عمععرا مثل لفقععد تلععك‬
‫الخصال فيه‪ ،‬فالنتظار ل وجد مع التمييز‪ .‬أل ترى أنه إذا كان يتصدق ل ع ويعطععي‬
‫زيدا لكونه فقيرا ولم يعط عمرا لكونه غنيا فوجد هنا التمييز مع كون‬

‫] ‪[ 18‬‬
‫التصدق ل ؟ شيخنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو لنحععو علععم( غايععة للتمييععز المنفععي‪ ،‬أي ل‬
‫يميز ولو كان لجل نحو علم كشرف وأبععوة وأخععوة‪ ،‬فععإنه ل يسععن النتظععار‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكذا في السععجدة الثانيععة إلععخ( أي وكععذلك يسععن النتظععار فععي السععجدة الثانيععة ليلحععق‬
‫الموافق المتخلف لتمام فاتحته‪ ،‬إعانة له على إدراك الركعععة‪) .‬قععوله‪ :‬ل خععارج عععن‬
‫محلهععا( بععالجر عطععف علععى قععوله داخععل‪ ،‬أي ل يسععن لععه انتظععار خععارج عععن محععل‬
‫الصلة‪ ،‬لنه إلى الن لم يثبت له حق‪ .‬وهذا محترز قوله داخععل محععل الصععلة‪ .‬ولععم‬
‫يأت إل بهذا المحترز فقط‪ ،‬وكان الولى له أن يأتي بجميع المحععترزات‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫داخل يعتاد إلخ( هذا ليس محترز الشئ من القيود المادة وإنما هو اسععتثناء مععن سععنية‬
‫النتظار‪ ،‬فكان الولى أن يأتي بصيغة الستدراك بععأن يقععول‪ :‬نعععم‪ ،‬لععو كععان الععداخل‬
‫يعتاد إلخ‪ .‬واستثنى في المعنى صععورا منهععا هععذه الصععورة‪ ،‬وعبععارته‪ :‬ويسععتثنى مععن‬
‫استحباب النتظار صور‪ ،‬منها إذا خشععي خععروج الععوقت بالنتظععار‪ ،‬ومنهععا إذا كععان‬
‫الداخل ل يعتقعد إدراك الركععة أو فضععيلة الجماععة بعإدراك معا ذكعر إذ ل فععائدة فعي‬
‫النتظار‪ ،‬ومنها إذا كان الداخل‪ ،‬يعتاد البطء وتأخير التحرم إلى الركععوع‪ ،‬ومنهععا إذا‬
‫كان صلة المأموم تجب عليه إعادتها‪ ،‬كفاقد الطهورين‪ ،‬بناء على أن صلة المحدث‬
‫فععي جماعععة كل جماعععة‪ .‬والمتجععه فععي هععذه اسععتحباب انتظععاره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتععأخير‬
‫الحرام( الواو بمعنى أو‪ ،‬أي أو لم يعتد البطعء‪ ،‬أي فعي المشعي‪ ،‬ولكعن يعتعاد تعأخير‬
‫الحرام إلععى الركععوع‪) .‬قععوله‪ :‬بععل يسععن عععدمه( أي النتظععار‪ ،‬والضععراب انتقععالي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬زجرا له أي نهيا عما اعتاده من البطء أو تأخير الحرام إلى الركوع‪ .‬قععال ع‬
‫ش‪ :‬ينبغي أنه لو لم يفد ذلك معه ل ينتظره أيضععا‪ ،‬لئل يكععون انتظععاره سععببا لتهععاون‬
‫غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬قال الفوراني‪ :‬يحرم إلخ عبارة التحفة‪ :‬فإن ميععز بعضععهم ولععو لنحععو‬
‫علم‪ ،‬أو شرف‪ ،‬أو أبوة‪ ،‬أو انتظرهم كلهععم ل لع بععل للتععودد‪ ،‬كععره‪ .‬وقععال الفععوراني‪:‬‬
‫يحرم للتععودد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمعت ذلعك تعلععم أن فعي عبعارة الشععارح سعقطا معن النسعاخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسن للمام تخفيف الصلة( وذلك لخبر‪ :‬إذا أم أحععدكم النععاس فليخفععف‪ ،‬فععإن‬
‫فيهم الضعيف‪ ،‬والسقيم‪ ،‬وذا الحاجة‪ .‬وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطل مععا شععاء‪ .‬وخععبر‬
‫أنس رضي ال عنه قال‪ :‬ما صعليت خلععف أحععد قعط أخععف صععلة ول أتعم معن النععبي‬
‫)ص(‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬رب إمععام عععديم ذوق * قععد أم بالنععاس وهععو مجحععف‬
‫خالف في ذاك قول طه‪ * * :‬من أم بالناس فليخفف )قوله‪ :‬مع فعل أبعععاض وهيئات(‬
‫أي أن التخفيف المسنون ل يكون بععترك البعععاض والهيئات‪ ،‬بععل يكععون مععع فعلهمععا‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬بحيععث ل يقتصععر( هععذا تصععوير للتخفيععف المطلععوب‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى القععل(‬
‫كتسبيحة واحدة‪ .‬وقوله‪ :‬ول يستوفي الكمل كالحدى عشرة تسبيحة‪ ،‬بل يأتي بععأدنى‬
‫الكمال كثلث تسبيحات‪ .‬ويستثنى ما ورد بخصوصعه ك‍ آلعم السعجدة‪ ،‬وهعل أتعى فعي‬
‫صبح يوم الجمعة فيأتي بهما‪ .‬وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله ول يستوفي الكمل‪ ..‬لعلععه‬
‫غير مراد بالنسبة للبعاض‪ ،‬فإنه ل يعترك شعيئا معن التشعهد الول ول معن القنعوت‪،‬‬
‫ول من الصععلة علععى النععبي )ص( فيععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬إل أن رضععي إلععخ( أي لفظععا أو‬
‫سكوتا مع علمه برضاهم عند م ر‪ .‬وعند ابن حجر‪ :‬ل بد من اللفعظ ول يكتفعي عنعده‬
‫بالسكوت‪) .‬وقوله‪ :‬محصععورون( هععذا صععادق بكععون المحصععورين الراضععين بعععض‬
‫الجملة الغير المحصورة‪ ،‬فيفيد حينئذ أنه إن رضي قوم محصورون من جماعة غير‬
‫محصورين‪ ،‬راعى المحصورين وطول‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬فل بد من تخصيصهم بكونهم‬
‫ليس هناك غيرهم‪ .‬وزاد في التحفة لفظ جميع‪ ،‬بعد قععول المتععن إل أن يرضععى‪ ،‬لععدفع‬
‫هذا اليهام‪ .‬وزاد أيضععا قيععودا أخععر‪ ،‬وعبععارته مععع الصععل‪ ..‬إل أن يرضععى الجميععع‬
‫بتطويله باللفظ ل بالسكوت‪ ،‬وهم محصورون بمسجد‬

‫] ‪[ 19‬‬
‫غير مطروق لم يطرأ غيرهم‪ ،‬ول تعلق بعينهم حععق كععأجراء عيععن علععى عمععل‬
‫ناجز‪ ،‬وأرقاء‪ ،‬ومتزوجات ‪ -‬كما مر ‪ -‬فيندب لععه التطويععل‪ ،‬كمععا فععي المجمععوع عععن‬
‫جمع‪ .‬واعتمده جمع متأخرون‪ ،‬وعليعه تحمععل الخبععار الصععحيحة فععي تطععويله )ص(‬
‫أحيانا‪ .‬أما إذا انتفى شرط مما ذكر فيكره له التطويل‪ ،‬وإن أذن ذو الحق السععابق فععي‬
‫الجماعة‪ ،‬لن الذن فيها ل يسععتلزم الذن فععي التطويععل‪ ،‬فاحتيععج للنععص عليععه‪ .‬نعععم‪،‬‬
‫أفتى ابن الصلح فيما إذا لم يرضى واحد أو اثنان أو نحوهما لعذر بأنه يراعععي فععي‬
‫نحو مععرة ل أكععثر رعايععة لحععق الراضععين‪ ،‬لئل يفععوت حقهععم بواحععد‪ ،‬أي مثل‪ .‬وفععي‬
‫المجموع أنه حسن متعين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬وكره لععه تطويععل( أي إل إن‬
‫رضي به محصورون‪ ،‬كما يؤخذ مما قبله‪) .‬قوله‪ :‬وإن قصد لحععوق آخريععن( أي لمععا‬
‫في ذلك من ضرر الحاضرين مع تقصير من لم يحضر بعدم المبادرة‪ .‬وأشار بالغاية‬
‫المذكورة إلى أن الكراهة ل تختص بقصد لحوق الخرين بل هي ثابتة مطلقععا إل أن‬
‫رضي المحصورون‪ ،‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬ولو رأى مصل( أي مطلقا منفردا‪ ،‬أو إمامععا‪،‬‬
‫أو مأموما‪) .‬قوله‪ :‬خفف( جواب لو‪ .‬وانظر‪ :‬هل المراد بالتخفيف هنععا مععا مععر‪ ،‬وهععو‬
‫أن ل يقتصر على القل ول يستوفي الكمل ؟ أو المراد به القتصار على الواجبات‬
‫فقط‪) .‬قوله‪ :‬وهل يلععزم أم ل ؟( أي وهععل يلزمععه التخفيععف أم ل ؟ وفععي بعععض نسععخ‬
‫الخط‪ :‬وهل يلزمه القطع أم ل ؟ وهذا هو الموافق لما في التحفععة والنهايععة‪ .‬لكععن يععرد‬
‫عليععه شععيآن‪ :‬الول عععدم ملءمتععه لمععا قبلععه‪ ،‬خصوصععا علععى مععا فععي ع ش مععن أن‬
‫التخفيف مندوب‪ ،‬لنه إذا كان التخفيف مندوبا فمثله بالولى القطع فيكون منععدوبا بل‬
‫تردد‪ .‬الثاني أن تععردده فععي لععزوم القطععع ينععافيه كلمععه بعععد‪ ،‬حيععث جععزم فيععه بلععزوم‬
‫البطال إن كان في الصلة‪ .‬ويمكن دفع الول بحمل التخفيف على الوجوب ل علععى‬
‫الندب‪ ،‬كما قال ع ش‪ :‬وأما الثاني فل يندفع أصل‪ .‬تأمل‪) .‬وقوله‪ :‬والععذي يتجععه أنععه(‬
‫أي أن التخفيف أو القطع على ما مر‪) .‬وقوله‪ :‬يلزمه إلخ( قال ع ش‪ :‬هل محله إذا لم‬
‫يمكنه إنقاذه إذا صلى‪ ،‬كشدة الخوف ؟ أو يجعب القطعع وإن أمكنعه ذلععك ؟ فيعه نظعر‪.‬‬
‫ول يبعد الول قياسا على ما قالوه فيمن خطف نعلعه فعي الصعلة‪) .‬وقعوله‪ :‬ويجعوز(‬
‫أي التخفيف أو القطع علعى مععا مععر‪ .‬قععال ع ش‪ :‬قضععية التعععبير بععالجواز ععدم سععنه‪،‬‬
‫والقرب خلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن رأى( أي سواء كان مصليا أو غيره‪ .‬وهذه المسععألة‬
‫لم يذكرها في التحفة ول في النهايععة هنععا‪ ،‬فلععو أسععقطها الشععارح لععم يععرد عليععه الشععئ‬
‫الثاني المار‪ .‬ثم رأيته في التحفة في باب صلة شدة الخوف نقلها عن بعضهم‪ .‬ونص‬
‫عبارته هناك‪ ،‬وفي الجيلي‪ :‬لععو ضععاق الععوقت وهععو بععأرض مغصععوبة أحععرم ماشععيا‪،‬‬
‫كهرب من حريععق‪ .‬وفيععه نظععر‪ .‬والععذي يتجععه أنععه ل تجععوز لععه صععلتها صععلة شععدة‬
‫الخوف‪ ،‬ومن ثم صرح بعضهم بععأن مععن رأى حيوانععا محترمععا يقصععده ظععالم أي ول‬
‫يخشى منه قتععال أو نحععوه أو يغععرق‪ ،‬لزمععه تخليصععه‪ ،‬وتأخيرهععا أو إبطالهععا إن كععان‬
‫فيها‪ ،‬أو مال جاز له ذلك‪ ،‬وكره له تركه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحععذف‪ .‬إذا علمععت ذلععك تعلععم أن ضععم‬
‫الشارح هذه المسألة لما هنا موجب للتنافي وعدم اللتئام بين المسععائل‪ ،‬فكععان الولععى‬
‫عدم ذكرها هنا‪) .‬قوله‪ :‬حيوانا محترما( المراد بالمحترم ما يحرم قتله‪ ،‬وبغيره مععا ل‬
‫يحرم قتله كمرتد‪ ،‬وزان محصن‪ ،‬وتارك الصلة‪ .‬والكلب ثلثة أقسام‪ :‬عقععور‪ ،‬وهععذا‬
‫ل خلف في عدم احترامه‪ .‬والثاني محترم بل خلف‪ ،‬وهو ما فيه نفع مععن صععيد أو‬
‫حراسة‪ .‬والثالث ما فيه خلف‪ ،‬وهو ما ل نفع فيه ول ضرر‪ .‬والمعتمد عند م ر أنععه‬
‫محترم يحرم قتله‪) .‬قوله‪ :‬أو مععال( معطععوف علععى حيوانععا‪ .‬أي أو رأى مععال يقصععده‬
‫ظالم أو يغرق‪) .‬وقوله‪ :‬جاز له ذلك( أي التخليص وتأخير الصلة أو‬

‫] ‪[ 20‬‬
‫إبطالها إن كان فيها‪) .‬قوله‪ :‬وكره له( أي لمن رأى مال‪) .‬وقوله‪ :‬تركه( أي مععا‬
‫ذكر من التخليص وما بعده‪) .‬قوله‪ :‬وكره ابتداء نفل( أي كراهععة تنزيععه لمععن أراد أن‬
‫يصلي مع الجماعة‪ ،‬وذلك للخبر الصحيح‪ :‬إذا أقيمت الصلة فل صلة إل المكتوبععة‪.‬‬
‫ومثل النفل الطواف كما في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬بعد شروع إلخ( وكذا عند قرب شروعه‬
‫فيها إن أراد الصلة‪) ،‬قوله‪ :‬ولو بغيععر إذن المععام( أي يكععره ذلععك‪ ،‬ولععو كععان المقيععم‬
‫شرع في القامة بغير إذن إمامه‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان فيه إلخ( اسم كان يعود على معلوم‬
‫من المقام‪ ،‬وهو مريد الجماعة‪ ،‬وضمير فيه يعود على النفل‪ ،‬وفي الكلم حذف الواو‬
‫مع ما عطفت‪ ،‬أي فإن كان من ذكر متلبسا بالنفل وشرع المقيم في القامعة‪) .‬وقعوله‪:‬‬
‫أتمه( أي ندبا‪ ،‬سواء الراتبة والمطلقة‪ ،‬إذا نوى عععددا‪ ،‬فععإن لععم ينععوه اتجععه القتصععار‬
‫علععى ركعععتين‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفععة‪) .‬قععوله‪ :‬إن لععم يخععش بإتمععامه( أي النفععل‪) .‬وقععوله‪ :‬فععوت‬
‫جماعة( أي بسلم المععام‪) .‬قعوله‪ :‬وإل( أي وإل لععم يخععش بععأن خشععي بإتمععامه فععوت‬
‫جماعة بأن سلم المام قبل فراغه من النفل‪) .‬وقوله‪ :‬قطعععة( أي النفععل‪ ،‬لن الجماعععة‬
‫أولى منعه‪) .‬وقعوله‪ :‬نعدبا( أي فعي غيعر الجمععة‪ .‬أمعا فيهعا‪ :‬فقطععة واجعب لدراكهعا‬
‫بإدراك ركوعها الثاني‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬ودخل فيها( أي في الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬مععا لععم‬
‫يرج جماعة أخرى( أي محل نععدب قطعععه مععا لععم يغلععب علععى ظنععه تحصععيل جماعععة‬
‫أخرى‪ ،‬وإل فل يندب‪ ،‬بل يتمه‪) .‬قوله‪ :‬وتدرك ركعة لمسععبوق( وهععو مععن لععم يععدرك‬
‫زمنا يسع الفاتحة مع المام‪) .‬قوله‪ :‬راكعا( حال من المععام‪) .‬قععوله‪ :‬بععأمرين( متعلععق‬
‫بتدرك‪ ،‬أي تععدرك الركعععة بععأمرين‪ ،‬أي مجموعهمععا‪ .‬وهمععا تكععبيرة الحععرام وإدراك‬
‫ركوع المام‪ ،‬وذلك لقوله عليععه السععلم‪ :‬مععن أدرك ركعععة مععن الصععلة قبععل أن يقيععم‬
‫المام صلبه فقد أدركها‪) .‬قوله‪ :‬بتكبيرة الحرام( بععدل بعععض مععن الجععار والمجععرور‬
‫قبله‪ ،‬وهذه التكبيرة واجبة في القيام أو بدله‪) .‬قوله‪ :‬ثم أخععرى لهععوي( أي ثععم تكععبيرة‬
‫أخرى للهوي‪ ،‬وهذه التكبيرة مندوبة‪ ،‬لن الركععوع محسععوب لععه‪ ،‬فنععدب لععه التكععبير‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن اقتصر على تكبيرة( أي فإن أراد القتصار على تكبيرة‪) .‬وقوله‪ :‬اشععترط‬
‫أن يأتي بها الحرام( أي اشترط أن يقصد بها تكبيرة الحرام فقط‪) .‬قوله‪ :‬وأن يتمهعا‬
‫إلخ( أي واشترط أن يتم هذه التكبيرة إلخ‪ ،‬فهو شرط ثان‪) .‬قوله‪ :‬قبل أن يصععير إلععى‬
‫أقل الركوع( صادق بما إذا أتمهععا وهععو قريععب مععن الركععوع‪ ،‬فيفيععد أنععه حينئذ يععدرك‬
‫الركعة‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل يشترط في إدراك الركعة أن يتمها‪ ،‬وهو إلععى القيععام أقععرب‬
‫منه إلى أقل الركوع ‪ -‬كمععا صععرح بععذلك فععي التحفععة والنهايععة ‪ .-‬ثععم رأيععت فععي فتععح‬
‫الجواد ما نصه‪ :‬قبل أن يصير أقرب إلى الركوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل لفظة أقععرب سععاقطة مععن‬
‫الناسخ‪ ،‬وبقي ما إذا صار بينهما على السواء‪ .‬فمقتضععى عبععارة الفتععح أنععه ل يضععر‪،‬‬
‫ومقتضى عبارة التحفة والنهاية أنه يضر‪) .‬قوله‪ :‬وإل إلخ( أي وإن لم يتمها قبل إلخ‪،‬‬
‫بأن أتمها بعد أن صار إلى أقل الركععوع‪ .‬وقععد علمععت مععا فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬لععم تنعقععد( أي‬
‫أصل‪ ،‬ل فرضا ول نفل‪) .‬قوله‪ :‬إل لجاهععل( أي بععأنه يشععترط تمععام تكععبيرته قبععل أن‬
‫يصير أقرب إلى الركوع‪) .‬قوله‪ :‬فتنعقد له نفل( الظاهر من كلمهم أنها ل تنعقد منه‬
‫أيضا‪ ،‬كما في البجيرمي‪ ،‬ونععص عبععارته‪ :‬فععإن أتمهععا أو بعضععها وهععو إلععى الركععوع‬
‫أقرب‪ ،‬أو إليهما على حد سواء‪ ،‬لم تنعقععد لعه فرضعا ول نفل‪ .‬وظعاهر كلمهعم‪ :‬ولععو‬
‫جاهل‪ ،‬وهو مما تعم به البلوى ويقع كثيرا للعوام‪ .‬وفععي شععرح الرشععاد‪ :‬وتنعقععد نفل‬
‫للجاهل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف إلخ( شروع في مفاهيم قوله أن يععأتي بهععا الحععرام فقععط‪،‬‬
‫فالول والثالث مفهوم قوله يأتي بها لحرام‪ ،‬والثاني مفهوم قوله فقط‪) .‬قوله‪ :‬لخلوها‬
‫عن التحرم( تعليل لمحذوف‪ ،‬أي فل تنعقد لخلوها عن التحرم‪) .‬قوله‪ :‬أو مع التحرم(‬
‫أي أو نوى الركوع مع التحرم‪) .‬قوله‪ :‬للتشريك( أي فل تنعقععد للتشععريك بيععن فععرض‬
‫وسععنة مقصععودة‪ ،‬فأشععبه نيععة الظهععر وسععنته‪) .‬قععوله‪ :‬أو أطلععق( أي لععم ينععو شععيئا‪ ،‬ل‬
‫الحرام ول الركوع‪ ،‬ومثله ما لو نوى أحدهما مبهمععا‪ .‬زاد فععي التحفعة‪ :‬معا لعو شعك‪:‬‬
‫أنوى بها التحرم‬

‫] ‪[ 21‬‬
‫وحده أم ل ؟ قال في فتح الجواد‪ :‬وفي هذه الحوال ل تنعقععد فرضععا مطلقععا ول‬
‫نفل إل لجاهل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال سم‪ :‬والنظر قععوي جععدا فععي نحععو نيععة الركععوع وحععده كمععا ل‬
‫يخفععى‪ ،‬بععل يجععب أن ل يكععون هععذا مععرادا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لتعععارض إلععخ( أي فل تنعقععد‬
‫لتعععارض قرينععتين‪ ،‬وهمععا الفتتععاح والهععوي‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬لن قرينععة الفتتععاح‬
‫تصرفها إليه‪ ،‬وقرينة الهوي تصرفها إليه‪ ،‬فاحتيععج لقصععد صععارف عنهمععا وهععو نيععة‬
‫التحرم فقط لتعارضهما‪ .‬وبه يرد استشكال السنوي له بأن قصععد الركععن ل يشععترط‪،‬‬
‫لن محله حيث ل صارف‪ ،‬وهنا صارف كما علمت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فوجبت نية التحرم(‬
‫أي بالتكبيرة‪) .‬وقعوله‪ :‬لتمتععاز( أي تكعبيرة التحععرم‪) .‬وقعوله‪ :‬عمعا عارضععها( متعلععق‬
‫بتمتاز‪ ،‬والضمير البارز عائد على تكبيرة التحرم‪) .‬وقوله‪ :‬من تكععبيرة الهععوى( بيععان‬
‫لما‪) .‬قوله‪ :‬وبإدراك ركوع( معطوف على تكععبيرة الحععرام‪) .‬وقععوله‪ :‬محسععوب( أي‬
‫بأن يكون متطهرا في ركعة أصلية غير الثاني في الكسوف‪ .‬ا‍ه‪ .‬كردي‪) .‬قععوله‪ :‬وإن‬
‫قصر المأموم( غاية في إدراك الركعة بما ذكر‪ ،‬أي يدرك المسبوق الركعة بما ذكر‪،‬‬
‫وإن قصععر إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬إل وهععو( أي المععام راكععع‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج بععالركوع( أي‬
‫بإدراك المام في الركععوع‪) .‬وقععوله‪ :‬غيععره( أي غيععر الركععوع‪) .‬وقععوله‪ :‬كالعتععدال(‬
‫تمثيل للغير‪) .‬قوله‪ :‬وبالمحسوب( أي وخرج بالركوع المحسوب‪) .‬وقوله‪ :‬غيره( أي‬
‫غير المحسوب له‪) .‬وقوله‪ :‬كركوع محدث( أي أو متنجس‪ .‬قال الكردي‪ :‬ولو أحععدث‬
‫المام في اعتداله أدرك الركعة‪ ،‬كما في المغنععى والنهايععة‪ ،‬بععل فععي شععرحي الرشععاد‬
‫والعباب‪ :‬أنه إذا أحدث المام بعد أن اطمأن معه المععأموم يكععون مععدركا للركعععة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬ومن ركعة زائدة( معطععوف علععى محععدث‪ ،‬أي وكركععوع مععن فععي‬
‫ركعة زائدة قام إليها سهوا‪ .‬ومثلععه الركععوع الثععاني مععن صععلة الكسععوفين‪ ،‬لنععه تععابع‬
‫للركععوع الول‪ ،‬فل يععدرك الركعععة إذا أدركععه‪) .‬قععوله‪ :‬أنععه يشععترط( أي فععي إدراك‬
‫الركعة‪ ،‬والمصدر المؤول من أن والفعععل فاعععل وقععع‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يكععن( أي المععأموم‬
‫المقتدي به وهو راكع‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه( أي الصععبي‪) :‬قععوله‪ :‬تععام( صععفة ثانيععة لركععوع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بأن يطمئن( أي المأموم‪ .‬وهو تصعوير الركعوع التعام العذي أدركعه المسعبوق‪،‬‬
‫ودخول على المتن ‪ -‬أعني قوله يقينا ‪) .-‬قوله‪ :‬وهو( أي أقل الركوع بلععوغ إلععخ‪ .‬أي‬
‫مع اعتدال الخلقة‪) .‬قععوله‪ :‬يقينععا( منصععوب بإسععقاط الخععافض‪ ،‬أي يطمئن مععع المععام‬
‫بيقين‪ ،‬بأن يرى البصير المام‪ ،‬والعمى يضع يده على ظهر المام أو يسمع تسععبيح‬
‫المام‪ ،‬فل يكفي الظن‪ ،‬ول سماع صوت المبلغ‪ .‬وكتععب العلمععة الكععردي مععا نصععه‪:‬‬
‫قوله إل بيقين‪ :‬هذا منقول المذهب‪ .‬وقال سم في حواشي التحفة‪ ،‬نفل عن بحث م ر‪،‬‬
‫أنه يكفي العتقاد الجازم‪ .‬وعبارة القليوبي على الجلل‪ ..‬ومثععل اليقيععن ظععن ل تععردد‬
‫معه‪ ،‬كما هو ظاهر في نحو بعيد أو أعمى‪ .‬واعتمده شععيخنا الرملععي‪ .‬ونظععر العلمععة‬
‫المنل إبراهيععم الكععوراني فععي منقععول المععذهب بمععا بينتععه فععي الصععل‪ ،‬وكععذلك نظععر‬
‫الزركشي‪ ،‬ول يسع الناس إل هذا‪ ،‬وإل لزم أن المقتدي بالمام في الركوع مع البعععد‬
‫ل يكون مدركا للركعة مطلقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد وقفععت علععى سعؤال وجعواب فععي ذلععك لبعععض‬
‫المحققين‪ .‬وصورة السؤال )سئل( رضي ال عنه عن المسععبوق إذا أدرك المععام فععي‬
‫الركوع ولم يره لمانع‪ ،‬هععل تحسععب لععه تلععك الركعععة أم ل‪) .‬وصععورة الجععواب( قععال‬
‫الزركشي في الخادم‪ .‬عند قول الشارح‪ .‬ولو شك في إدراك الحد المعتععبر‪ ،‬مععا نصععه‪:‬‬
‫فإن غلب على ظنه شئ اتبع‪ .‬ا‍ه‪ .‬فعليه‪ :‬إن غلب على ظنه إدراك الحععد المعتععبر مععن‬
‫الركوع مع المام تحسب له تلك الركعة‪ ،‬وإل فل‪ .‬وأطععال فععي الجععواب‪ .‬ونظععر فععي‬
‫قول التحفة ل بد من أن يكون ذلك يكفي يقينا‪ ،‬فل يكفي الشك ول الظن‪،‬‬

‫] ‪[ 22‬‬
‫بل ول غلبة الظن‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬ويزيد ما قلناه تأييدا قوله تعععالى‪) * :‬ومععا جعععل‬
‫عليكم في الدين من حرج( * وإلزام من ل يرى المام تيقن الدراك فيه حععرج كععبير‬
‫منفي في الدين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلو لم يطمئن إلععخ( أي بععأن لععم يطمئن أصععل‪ ،‬أو اطمععأن‬
‫بعد ارتفاع المام من أقل الركوع‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي الركوع‪) .‬قوله‪ :‬أو شك إلخ( هذا‬
‫مفهوم قوله يقينا‪ ،‬وما قبله مفهوم قوله قبل ارتفاع المام‪) .‬قععوله‪ :‬فل يععدرك الركعععة(‬
‫جواب لو‪ .‬أي فيجب عليعه حينئذ أن يععأتي بعععد سعلم المععام بركعععة‪) .‬قعوله‪ :‬ويسععجد‬
‫الشاك للسهو( عبععارة المععداد‪ :‬وحيععث أتععى الشععاك بالركعععة بععد سععلم المععام يسععجد‬
‫للسهو‪ .‬كمععا اسععتظهره فععي المجمععوع‪ ،‬وعللععه بععأنه شععاك بعععد سععلم المععام فععي عععدد‬
‫ركعاته‪ ،‬فل يتحمل عنعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وبحعث السعنوي وجعوب ركعوع إلعخ( صعورة‬
‫المسألة‪ :‬أن يضيق الوقت‪ ،‬ويجد مصليا راكعا‪ ،‬ولو اقتدى به يدرك ركعة في الععوقت‬
‫ولو لم يقتد به‪ ،‬بل صلى منفععردا‪ ،‬ل يععدركها فيععه‪ ،‬فيجععب عليععه حينئذ أن يقتععدي بععه‪،‬‬
‫لجل إدراك ركعة فععي الععوقت‪) .‬فقععوله‪ :‬وجععوب ركععوع( فععي العبععارة اختصععار‪ ،‬أي‬
‫وجوب القتداء بالمام الراكع‪ ،‬والركوع معه لجل إدراك ركعة في الوقت‪ .‬وعبععارة‬
‫التحفة والنهايعة‪ :‬ولعو ضعاق العوقت وأمكنعه إدراك ركععة بعإدراك ركوعهعا معع معن‬
‫يتحمل عنه الفاتحة لزمععه القتععداء بععه‪ ،‬كمععا هععو ظععاهر‪ .‬انتهععت‪) .‬قععوله‪ :‬ويكععبر نععدبا‬
‫مسبوق( أي موافقة لمامه في التكبير وإن لم يحسب لععه ذلععك الفعععل‪) .‬وقععوله‪ :‬انتقععل‬
‫معه( الجملة صفة مسبوق‪ ،‬وضمير معه يعود علععى المععام‪) .‬قععوله‪ :‬لنتقععاله( متعلععق‬
‫بيكبر‪ .‬واللم تعليلية‪) .‬قوله‪ :‬فلو أدركه( أي أدرك المععأموم المععام‪) .‬وقععوله‪ :‬معتععدل(‬
‫حال من الضمير البارز‪) .‬قوله‪ :‬كبر للهوي( أي للمتابعة‪) .‬قوله‪ :‬وما بعععده( أي ومععا‬
‫بعد الهوي من الركان‪) .‬قوله‪ :‬أو ساجدا( معطوف على معتدل‪ ،‬أي أو أدرك المععام‬
‫حال كونه ساجدا‪) .‬قوله‪ :‬غير سجدة تلوة( أما هي فيكبر لها للمتابعة لنها محسععوبة‬
‫له‪ ،‬كما قال الذرعي‪ .‬قععال فععي التحفععة بعععد نقلععه كلم الذرعععي‪ :‬وفععي كععون التلوة‬
‫محسوبة له نظر ظاهر‪ ،‬إذ من الواضح أنه إنما يفعلها للمتابعة‪ ،‬فحينئذ الذي يتجه أنه‬
‫ل يكبر للنتقال إليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لعم يكعبر للهعوي إليعه( أي السعجود‪ ،‬وذلعك لنعه لعم‬
‫يتابعه فعي الهععوي ول هعو محسعوب لعه‪ .‬وعبعارة الععروض وشععرحه‪ :‬لععو أدركعه فعي‬
‫السجود الول أو الثاني أو الجلوس بينهما أو التشهد الول والخير لععم يكععبر للهععوي‬
‫إليه‪ ،‬لنه لم يتابعه فيه ول هو محسوب له‪ ،‬بخلف انتقعاله مععه بعععد ذلعك معن ركععن‬
‫إلى آخر‪ ،‬وبخلف الركوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويوافقه( أي ويوافق المأموم المام‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫في ذكر ما أدركه( أي في ذكر الفعل الذي أدرك المام فيعه‪ ،‬سعواء كعان ذلعك العذكر‬
‫واجبا أو مندوبا‪) .‬وقوله‪ :‬من تحميععد إلععخ( بيععان لععذكر‪ ،‬ل لمععا‪ .‬وكتععب البجيرمععي مععا‬
‫نصه‪ :‬قوله من تحميد‪ :‬أي في العتدال‪ ،‬وهو قوله‪ :‬ربنا لععك الحمععد‪ ،‬ول يقععول سععمع‬
‫ال لمن حمده‪ .‬كما أفاده شععيخنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتسععبيح( أي فععي الركععوع والسععجودين‪،‬‬
‫)قوله‪ :‬وتشهد( قال في التحفة‪ :‬واعترض ندب الموافقععة فععي التشععهد بععأن فيععه تكريععر‬
‫ركن قولي‪ ،‬وفععي إبطععاله خلف‪ .‬ويععرد بشععذوذه أو منععع جريععانه هنععا‪ ،‬لنععه لصععورة‬
‫المتابعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ودعاء( أي حتى عقب التشعهد والصعلة علعى النعبي )ص(‪ ،‬لن‬
‫الصلة ل سكوت فيها‪) .‬قوله‪ :‬وكذا صععلة علععى الل( أي وكععذا يععوافقه فععي الصععلة‬
‫على الل‪) .‬قوله‪ :‬ولو في تشهد المأموم لول( أي يعوافقه المعأموم فعي الصعلة علعى‬
‫الل ولو كان في تشهده الول‪ .‬وخالف م ر ذلك وقيد الموافقة فيهععا بمععا إذا كععان فععي‬
‫غير محل تشهده‪ ،‬فخرج به ما إذا كان في محعل تشعهده بعأن كعان تشعهدا أول لعه فل‬
‫يأتي بالصلة على الل‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وهو‬

‫)‪ (1‬الحج‪78 :‬‬

‫] ‪[ 23‬‬
‫ظاهر‪ ،‬لخراجه التشهد الول عما طلب فيه‪ ،‬وليس هو حينئذ لمجرد المتابعععة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قاله شيخنا( أي في التحفة‪ ،‬وقال فيها‪ :‬ول نظر لعدم نععدبها فيععه لمععا تقععرر‬
‫أن ملحظ الموافقة رعايععة المتابعععة ل حععال المععأموم‪) .‬قععوله‪ :‬ويكععبر مسععبوق للقيععام(‪.‬‬
‫الواو من المتن‪ ،‬فأدخلها الشارح على مقدر معلوم مما قبله هو متعلق الظععرف بعععده‪،‬‬
‫أي ويسن للمسبوق أن يكبر إذا أراد أن يأتي بما عليه عند قيععامه بعععد سععلمي المععام‬
‫إن كان إلخ‪) .‬قوله‪ :‬بعد سلميه( أي المام‪) .‬قوله‪ :‬إن كان إلخ( قيد في نععدب التكععبير‬
‫للقيام بعد سلم المام‪ .‬وقوله‪ :‬المحل الذي جلس أي المأموم‪ .‬وقوله‪ :‬معه أي المععام‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فيه أي في المحل‪) .‬قوله‪ :‬موضع جلوسه( أي المأموم‪) .‬قععوله‪ :‬لععو انفععرد( أي‬
‫لو صلى منفردا‪) .‬قوله‪ :‬كأن أدركه إلخ( الكاف استقصائية‪ ،‬ولو أتععى ببععاء التصععوير‬
‫لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وإل لم يكبر( أي وإن لم يكن موضععع جلوسععه لععو انفععرد لععم يكععبر‬
‫للقيام‪ ،‬كأن أدركه في ثانية أو رابعة رباعية‪ ،‬أو ثالثة ثلثية‪ ،‬وذلععك لنععه ليععس محععل‬
‫تكبيرة‪ ،‬وليس فيه موافقة لمامه‪) .‬قوله‪ :‬ويرفع يديه إلخ( يعني يرفع المسععبوق نععدبا‪،‬‬
‫عند قيام المام من تشهده الول تبعا في ذلعك‪ .‬ومقتضعى التعليعل بالتبعيعة أنعه لعو لعم‬
‫يأت به المام ل يأتي هو به‪ .‬لكن نقل ع ش عن حجر أنه يععأتي بععه ولععو لععم يععأت بععه‬
‫إمامه‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكن إلخ( الواو للحال‪ ،‬وإن زائدة‪ ،‬لن التبعية لمامه فععي‬
‫الرفع ل تكون إل إذا لم يكن محل تشهده‪ .‬أي يرفع يععديه تبعععا فععي حععال أنععه لععم يكععن‬
‫المحل الذي قام منه المأموم محل تشهده‪ ،‬كأن اقتدى بالمام في ركعته الثانية‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يتورك( أي ل يسن للمسبوق أن يتورك‪ ،‬وإنما أتى به لدفع ما يتوهم من مععوافقته‬
‫أيضا في كيفية الجلوس‪ .‬وتقدم معنى التورك وهو أن يخرج يسععراه معن جهعة يمنعاه‪،‬‬
‫ويلصق وركه بالرض‪ .‬وقوله‪ :‬في غير تشهده أي تشهد نفسه‪ .‬وقوله‪ :‬الخير هو ما‬
‫يعقبه سلم‪ ،‬كما تقدم )قوله‪ :‬ويسععن لععه( أي للمسععبوق‪ .‬وهععذا ليععس مكععررا مععع قععوله‬
‫سابقا‪ :‬ويكبر مسبوق للقيام بعد سلميه‪ ،‬لن ذلك في سنية التكبير للقيام بعد سععلميه‪،‬‬
‫وهذا في سنية القيام بعد ذلك‪ .‬فتنبععه‪ .‬وقععوله‪ :‬أن ل يقععوم إل بعععد تسععليمتي المععام أي‬
‫فيسن له انتظار سلمه الثعاني‪ ،‬لنعه معن لواحعق الصعلة‪ ،‬وهعذا هعو محعل انصعباب‬
‫السنية‪ .‬أما انتظار سلمة الول فهو واجب كما يستفاد معن قعوله بععد‪ :‬ول يقعوم قبعل‬
‫سلم إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وحرم مكث بعد تسليمتيه( أي فيجب عليه القيام فورا‪ .‬قال الكردي‪:‬‬
‫المخل بالفورية ما يبطل في الجلوس بين السجدتين‪ ،‬وهو الزيادة علععى الععوارد فيهمععا‬
‫بقدر أقل التشهد‪ ،‬هذا عند الشارح‪ ،‬وعند الجمال الرملي على طمأنينة الصلة‪ ،‬فمتى‬
‫مكث بعد تسليمتي المام زائدا على ذلك بطلت صلته عنده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬إن لععم يكععن‬
‫محل جلوسه( أي لو كان منفردا‪ ،‬فإن مكث في محل جلوسه لو كان منفردا جاز وإن‬
‫طال‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬ول يقوم قبل سلم المام( أي ول يجععوز أن يقععوم قبععل سعلم‬
‫المام ول معه‪ ،‬كما صرح به في شععرح البهجععة حيععث قععال‪ :‬ويجععوز أن يقععوم عقععب‬
‫الولى‪ ،‬فإن قام قبل تمامها عامعدا بطلعت صععلته‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وظعاهره ولععو عاميععا‪.‬‬
‫وينبغي خلفه حيث جهل التحريم‪ ،‬لما تقدم من أنه لو قام قبععل سععلم المععام سععهوا ل‬
‫تبطل صلته‪ ،‬لكن ل يعتد بما فعله‪ ،‬فيجلس وجوبا ثم يقععوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن تعمععده(‬
‫أي تعمد القيام قبل سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬بل نية مفارقة( خرج به ما لو نععوى المفارقععة‬
‫ثم قام فل تبطل صلته‪) .‬قوله‪ :‬بطلت( أي صلته‪ .‬ول يقال‪ :‬كيف تبطل مع أنه إنمععا‬
‫سبق بركن فقط‪ ،‬وهو ل يبطل ؟ لنا نقول هنا قد تمععت الصععلة بمععا وقععع السععبق بععه‬
‫وهو السلم‪ .‬ومحل عدم البطلن إذا وقع السبق قبل التمععام‪) .‬قععوله‪ :‬والمععراد مفارقععة‬
‫إلخ( أي والمراد بالقيام المخل مفارقة حد القعود‪ ،‬ل النتصاب قائما‪ .‬قععال سععم‪ :‬يقععال‬
‫ينبغي البطلن بمجرد الخذ في النهوض وإن لم يفارقه حد القعود‪ ،‬لنععه شععروع فععي‬
‫المبطل وهو مبطل كما لو قصد ثلث فعلت متوالية‪ ،‬فإن مجرد الشروع في الولى‬
‫مبطل‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن سها‬

‫] ‪[ 24‬‬
‫إلخ( الولى التعبير بالواو‪ ،‬لن ما دخلت عليه مقابل قوله فإن تعمده‪ ،‬ل مفععرع‬
‫عليه حتى يعبر بالفاء‪ .‬والمراد أنه قام قبل السععلم سععاهيا أنععه فععي الصععلة أو جععاهل‬
‫تحريم قيامه قبل السلم‪) .‬قوله‪ :‬لم يعتد بجميع ما أتى به( أي من الركان‪ .‬والمناسب‬
‫في الجواب أن يقول‪ :‬وجب عليه الجلوس ول يعتد إلخ‪) .‬قوله‪ :‬حتى يجلس( قال سم‪:‬‬
‫أي وإن سلم المام قبل أن يجلس‪ ،‬وإذا جلس قبل سلم المام وكععان موضععع جلوسععه‬
‫كما هو الفرض لم يجب قيامه فورا بعد سلم المام كمععا لععو لعم يقععم‪ ،‬وكعذا إذا جلعس‬
‫بعد سلم المام فيما يظهر‪ ،‬لن قيامه لغو‪ ،‬فكأنه باق في الجلوس‪ ،‬وهو لو بقععي فععي‬
‫الجلوس لم يلزمه القيام فورا بعد سلم المام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومتى علم( أي أو تذكر أنه‬
‫قام قبل سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬بطلت صلته( أي لعدم التيان بالجلوس الععواجب عليععه‪.‬‬
‫ا‍ه ع ش‪) .‬قوله‪ :‬وبه فارق( أي وبلععزوم جلوسععه المفهععوم مععن قععوله حععتى يجلععس ثععم‬
‫قيامه فارق من قام إلخ‪ ،‬وذلك لنه ل يلزم الجلععوس والقيععام حععتى ل يعتععد بمععا قععرأه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه ل يلزمه العود إليه( أي إلى التشهد‪) .‬قععوله‪ :‬وشععرط لقععدوة( أي لصععحتها‬
‫المستلزمة صحة الصلة‪ .‬وقوله‪ :‬شروط أي سععبعة‪ ،‬نظمهععا ابععن عبععد السععلم بقععوله‪:‬‬
‫وسبعة شروط القتداء‪ * * :‬نية‪ ،‬قدوة بل امتراء كذا اجتمععاع لهمععا فععي الموقععف * *‬
‫مع المساواة أو التخلف وعلم مأموم بالنتقال * * توافق النظمين فععي الفعععال توافععق‬
‫المام فععي السععنة إن * * كععان بخلفععه تفععاحش يبععن تتععابع المععام فيمععا فعل * * تععأخر‬
‫المأموم عنه أول ونظمها بعضععهم فععي بيععتين فقععال‪ :‬وافععق النظععم وتععابع واعلمععن * *‬
‫أفعال متبوع مكععان يجمعععن واحععذر لخلععف فععاحش تععأخرا * * فععي موقععف مععع نيععة ‪-‬‬
‫فحررا )قوله‪ :‬منها نية اقتعداء( أي نيعة المعأموم القتعداء‪ ،‬وذكعر خمعس كيفيعات لنيعة‬
‫القدوة‪ .‬وإنما اشععترطت النيععة لصععحة القععدوة لنهععا عمععل‪ ،‬فععافتقرت للنيععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫جماعة( أي أو نية جماعة‪ ،‬ويصح للمام نيتها أيضا‪ ،‬فيكععون معناهععا فععي حقععه غيععر‬
‫معناها في حق المأموم‪ .‬ول يضر ذلك في حالة الطلق لنها تنزل في كل علععى مععا‬
‫يليق به‪ ،‬لن قرائن الحوال قد تخصص النيات‪) .‬قوله‪ :‬أو ائتمام( أي أو نيعة ائتمعام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بالمام( متعلق بكل من القتداء والجماعة والئتمام‪ .‬قال‬

‫] ‪[ 25‬‬
‫الكردي‪ :‬ذكر في اليعاب في اشتراط ذلك خلفا طويل اعتمد منه الكتفاء بنية‬
‫الئتمام أو القتداء أو الجماعة‪ ،‬وهو كععذلك فععي شععرحي الرشععاد والتحفععة والنهايععة‪.‬‬
‫واعتمد الخطيب في المغني خلفععه‪ ،‬فقععال‪ :‬ل يكفععي كمععا قععاله الذرعععي‪ ،‬إطلق نيععة‬
‫القتداء من غير إضافة إلى المععام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬الحاضععر أي الععذي وصععفه هععذا فععي‬
‫الواقع‪ ،‬ل أنه ملحوظ في نيته‪ ،‬فل ينافي أنه ل يجععب تعييععن المععام باسععمه أو صععفته‬
‫التي منها الحاضر‪) .‬قوله‪ :‬أو الصلة معه( بالجر معطععوف علععى اقتععداء‪ ،‬أي أو نيععة‬
‫الصلة معه‪ ،‬أي مع المام‪) .‬قوله‪ :‬أو كونه مأموما( أي أو نية كونه مأموما‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫مع تحرم( الظرف متعلق بمحذوف حال مععن نيععة اقتععداء‪ ،‬أي حععال كونهععا كائنععة مععع‬
‫التحرم‪ .‬قال سم‪ :‬ينبغي النعقاد إذا نوى في أثناء التكععبيرة أو آخرهععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أي‬
‫يجب أن تكون إلخ( هذا إن أراد القتداء به ابتععداء‪ ،‬فل ينععافي مععا مععر أنععه لععو صععلى‬
‫منفردا ثم نوى القدوة فععي أثنععاء صععلته جععاز‪ .‬وقععوله‪ :‬مقترنععة مععع التحععرم المناسععب‬
‫مقترنععة بععالتحرم‪ ،‬بالبععاء بععدل مععع‪ ،‬ثععم إن وجععوب القععتران بالنسععبة للجمعععة لجععل‬
‫انعقادها‪ ،‬لن الجماعة شرط فيها‪ ،‬وبالنسبة لغيرها لجل تحصععيل فضععيلة الجماعععة‪،‬‬
‫كما يفيده كلمه بعد‪) .‬قوله‪ :‬وإذا لم تقترن إلععخ( المناسععب التعععبير بالفععاء‪ ،‬لن المقععام‬
‫يفيد التفريع‪ .‬وقوله‪ :‬نية نحو القتداء أي كالجماعة والئتمام‪ .‬وقوله‪ :‬بععالتحرم متعلععق‬
‫بتقععترن‪) .‬قععوله‪ :‬لععم تنعقععد الجمعععة( مثلهععا المعععادة والمجموعععة بععالمطر والمنععذورة‬
‫جماعتها لشتراط الجماعععة فيهععا‪) .‬قعوله‪ :‬لشعتراط الجماعععة فيهععا( أي فععي الجمعععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتنعقد( الولى وينعقد بياء الغيبة‪) .‬وقععوله‪ :‬غيرهععا( أي الجمعععة‪) .‬قععوله‪ :‬فلععو‬
‫ترك هذه النية( أي تحقق عدم التيان بها‪ ،‬ولو لنسيان أو جهل‪ .‬ا‍ه‪ .‬برماوي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أو شك فيها( أي في هذه النية‪ .‬وفي هذه الحالة هو منفرد‪ ،‬فليس لععه المتابعععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتابع إلخ( هذا في غير الجمعة‪ ،‬أما فيهععا فيععؤثر الشععك إن طععال زمنععه وإن لععم يتععابع‬
‫ومضى معه ركن‪ ،‬كما لو شك فععي أصععل النيععة‪ .‬وقععوله‪ :‬مصععليا مفعععول تععابع‪ ،‬وهععو‬
‫صادق بمن كان إماما لجماعة وبغيره‪) .‬قوله‪ :‬في فعل( أي ولععو بالشععروع فيععه‪ ،‬كمععا‬
‫يفيده قوله بعد‪ :‬كأن هوى إلخ‪) :‬قوله‪ :‬أو في سلم( معطوف على فععي فعععل‪ ،‬أي بععأن‬
‫وقف سلمه على سلم غيره من غير نية قدوة‪ .‬وخرج بالسععلم غيععره مععن القععوال‪،‬‬
‫فل تضر المتابعة فيه‪) .‬قوله‪ :‬بأن قصد ذلك( أي تعمد ما ذكر من المتابعععة فععي فعععل‬
‫أو سلم‪ ،‬والجار والمجرور حال من فاعل تابع‪ ،‬أي تععابع حععال كععونه متلبسععا بقصععد‬
‫المتابعة‪ ،‬فلو تابع اتفاقا ل يضر‪ ،‬وقال ع ش‪ :‬هو تصوير للمتابعة‪) .‬قععوله‪ :‬مععن غيععر‬
‫اقتداء به( متعلق بقصد‪) .‬قوله‪ :‬وطال عرفا انتظععاره لععه( أي لمععا ذكععر مععن الفعععل أو‬
‫السلم لجل أن يتبعه فيه‪ .‬وخرج به ما إذا تابعه من غير انتظار أو بعد انتظار لكنه‬
‫غير طويععل فل يضععر‪ ،‬ومثلععه إذا طععال ولكنععه لععم يتععابعه‪ .‬والتقييععد فععي مسععألة الشععك‬
‫بالطول والمتابعة هو المعتمد ‪ -‬كما في التحفة والنهاية والمغني ‪ -‬خلفععا لجمععع منهععم‬
‫السنوي‪ ،‬والذرعي‪ ،‬والزركشي ‪ -‬جعلععوا الشععك فععي نيععة القععدوة كالشععك فععي أصععل‬
‫النية‪ ،‬فأبطلوا الصععلة بالطويععل وإن لععم يتععابع‪ ،‬وباليسععير حيععث تععابع‪) .‬قععوله‪ :‬بطلععت‬
‫صلته( أي لنه متلعب لكونه وقفها على صععلة غيععره بل رابععط بينهمععا‪ .‬قععال فععي‬
‫النهايععة‪ :‬هععل البطلن عععام فععي العععالم بععالمنع والجاهععل أو مختععص بالعععالم ؟ قععال‬
‫الذرعي‪ :‬لم أر فيه شيئا‪ ،‬وهو محتمل‪ ،‬والقرب أنه يعذر‪ .‬لكن قال في الوسععيط‪ :‬إن‬
‫الشبه عدم الفرق‪ .‬وهو الوجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ونية إمامة( مبتدأ‪ ،‬خععبره سععنة‪ .‬قععال فععي‬
‫الزبد‪ :‬ونية المأموم أول تجب * * وللمام غير جمعة ندب قال في التحفة‪ :‬ووقتهععا ‪-‬‬
‫أي نية المامة‪ ،‬عند التحرم‪ ،‬وما قيل إنها ل تصح معه ‪ -‬لنه حينئذ غير إمام ‪ -‬قععال‬
‫الذرعي‪ :‬غريب‪ ،‬ويبطله وجوبها على المععام فععي الجمعععة عنععد التحععرم‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫جماعة( قد تقدم أنها صالحة له‪ ،‬كما‬

‫] ‪[ 26‬‬
‫هي صالحة للمأموم والتعيين بالقرائن‪) .‬قوله‪ :‬سنة لمععام( أي ولععو كععان راتبععا‪.‬‬
‫وفي البجيرمي‪ :‬وإذا لم ينو المام المامة استحق الجعل المشروط له‪ ،‬لنه لم يشرط‬
‫عليه نية المامة‪ ،‬وإنما الشرط ربط صلة المأمومين بصلته‪ ،‬وتحصل لهععم فضععيلة‬
‫الجماعة‪ ،‬ويتحمل السهو وقعراءة المعأمومين علعى المعتمعد‪ .‬وصعرح بعه سعم‪ ،‬خلفعا‬
‫للشبراملسععي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي غيععر جمعععة( سععيأتي محععترزه‪) .‬قععوله‪ :‬لينععال فضععل‬
‫الجماعة( أي ليحوز ثواب الجماعة‪ ،‬وهععو تعليععل لسععنية نيععة المامععة للمععام‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتصح نيتها( أي المامة‪) .‬قوله‪ :‬إن وثق بالجماعة( قيد لصحة نيتها إذا لم يكن خلفه‬
‫أحد‪ ،‬ومفاده أنه إذا لم يثق بها ل تصح نيته للمامة‪ ،‬فإن نوى بطلععت‪ ،‬لتلعبععه‪ .‬وبععه‬
‫صرح سم‪ ،‬وعبارته‪) :‬فرع( المتبادر من كلمهم أن من نوى المامععة وهععو يعلععم أن‬
‫ل أحد يريد القتداء به لم تنعقد صلته‪ ،‬لتلعبه‪ ،‬وأنه ل أثععر لمجععرد احتمععال اقتععداء‬
‫جني أو ملك به‪ .‬نعم‪ ،‬إن ظن ذلك لم يبعد جواز نيععة المامععة أو طلبهععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫على الوجه( مقابله أنها لم تصح‪ ،‬وإن وثق بالجماععة‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه سيصعير إمامعا(‬
‫تعليل لصحة نية المامة إذا لم يكن خلفه أحد‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم ينو( أي المامععة أصععل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬دونه( أي المام‪ ،‬أي فل يحصل له فضل الجماعة‪ ،‬إذ ليععس للمععرء مععن عملععه‬
‫إل ما نوى‪) .‬قوله‪ :‬وإن نواه( أي ما ذكر من المامة أو الجماعة‪ .‬والولععى أن يقععول‬
‫نواها بضمير المؤنث‪) .‬قوله‪ :‬في الثناء( أي أثناء الصلة‪) .‬قوله‪ :‬حصل لععه الفضععل‬
‫من حينئذ( أي من حين النية‪ .‬فإن قلت‪ :‬مر أن من أدرك الجماعة في التشععهد الخيععر‬
‫حصل له فضلها كلها فما الفرق ؟‪ .‬قلت‪ :‬انعطاف النية على مععا بعععدها هععو المعهععود‪،‬‬
‫بخلف عكسه‪ ،‬ويرد عليه الصوم‪ ،‬فإنه إذا نواه في النفععل قبععل الععزوال تنعطععف نيتععه‬
‫على ما قبله‪ .‬ويمكن الفرق بأن الصلة يمكن فيها التجععزي‪ ،‬أي يقععع بعضععها جماعععة‬
‫وبعضها فرادى‪ ،‬بخلف الصععوم‪) .‬فععإن قلععت(‪ :‬نيععة المععأموم الجماعععة فععي الثنععاء ل‬
‫يجوز بها الفضيلة‪ ،‬بل هي مكروهة‪ .‬فما الفععرق بينععه وبيععن المععام‪ .‬قلععت‪ :‬الفععرق أن‬
‫المام مستقل في الحالتين‪ ،‬والمأموم كان مستقل وصار تابعا‪ ،‬فانحطت رتبته‪ ،‬فكععره‬
‫في حقه ذلعك‪) .‬قعوله‪ :‬أمعا فعي الجمععة فتلزمعه معع التحعرم( أي فتلزمعه نيعة المامعة‬
‫مقترنة بالتحرم‪ ،‬فلو تركها معه لم تصح جمعتععه‪ ،‬سععواء كععان مععن الربعيععن أو زائدا‬
‫عليهم‪ ،‬وإن لم يكن من أهل وجوبها‪ .‬نعم‪ ،‬إن لم يكن من أهععل الوجععوب ونععوى غيععر‬
‫الجمعة لم تجب عليه نية المامععة‪ .‬ومثععل الجمعععة‪ :‬المعععادة‪ ،‬والمجموعععة جمععع تقععديم‬
‫بالمطر‪ ،‬فتلزمه نية المامة فيهما‪ .‬وقال في النهاية‪ :‬ومثلها في ذلك المنذورة جماعععة‬
‫إذا صلى فيها إماما‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي فتلزمه فيها نية المامة‪ ،‬فلو لم ينوهععا ل تنعقععد‪ .‬وقععال ع‬
‫ش‪ :‬فيه نظر‪ ،‬لنه لو صلها منفعردا انعقعدت‪ ،‬وأثعم بععدم فععل معا العتزمه‪ .‬فالقيعاس‬
‫انعقادها حيث لم ينو المامة فرادى‪ ،‬لن ترك نية المامة ل يزيد على فعلها منفععردا‬
‫ابتداء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومنها( أي من شروط صحة القدوة‪) .‬وقوله‪ :‬عدم تقدم إلخ( أي لما‬
‫صح من قوله )ص(‪ :‬إنما جعل المام ليؤتم به الئتمام‪ :‬التبععاع‪ .‬والمتقععدم غيععر تععابع‬
‫فإن تقدم عليه ‪ -‬بما سيأتي في غير صلة شدة الخوف ‪ -‬في جعزء معن صعلته بشعئ‬
‫مما ذكر لم تصععح صعلته‪ .‬وفعي الكععردي معا نصعه‪ :‬فعي اليعععاب بحعث بعضعهم أن‬
‫الجاهل يغتفر له التقدم‪ ،‬لنه عذر بأعظم من هذا‪ ،‬وإنما يتجه في معععذور لبعععد محلععه‬
‫أو قرب إسععلمه‪ .‬وعليعه‪ ،‬فالناسععي مثلععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونقلععه الشعوبري فععي حواشععي المنهععج‪،‬‬
‫والهاتفي في حواشي التحفة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫] ‪[ 27‬‬
‫)قوله‪ :‬بعقب( هععو معا يصععيب الرض معن معؤخر القعدم‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن تقععدمت‬
‫أصابعه( أي أن الشرط عدم تقدمه بالعقب فقط‪ ،‬سععواء تقععدمت الصععابع أو تععأخرت‪،‬‬
‫فإنه ل يضر ذلك‪ .‬وذلك لن فحش التقدم إنما يظهر بالعقب‪ .‬قال في التحفععة‪ :‬فل أثععر‬
‫لتقدم أصابع المأموم مع تأخر عقبه ول للتقدم ببعض العقب المعتمد علععى جميعععه إن‬
‫تصور فيما يظهر ترجيحه من خلف‪ .‬حكاه ابن الرفعة عن القاضي‪ .‬وعلععل الصععحة‬
‫بأنها مخالفعة ل تظهعر‪ ،‬فأشعبهت المخالفعة اليسعيرة فعي الفععال‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعتبعار التقعدم‬
‫المضر بالعقب هو في حق القائم‪ ،‬وكذا الراكع‪ .‬أما القاعد فبألييه‪ .‬والمضطجع بجنبععه‬
‫وفي المستلقي احتمالن‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬العبرة فيه بالعقب‪ .‬وقعال غيععره برأسعه‪ .‬قععال‬
‫في التحفة‪ :‬ومحل ما ذكر في العقب وما بعده إن اعتمد عليه‪ ،‬فإن اعتمد علععى غيععره‬
‫وحده‪ ،‬كأصابع القائم وركبة القاعد‪ ،‬اعتععبر مععا اعتمععد عليععه علععى الوجععه‪ .‬حععتى لععو‬
‫صلى قائما معتمدا على خشبتين تحت أبطه فصارت رجله معلقععتين فععي الهععواء‪ ،‬أو‬
‫مما ستين للرض من غير اعتماد بأن لم يمكنه غير هععذه الهيئة‪ ،‬اعتععبرت الخشععبتان‬
‫فيما يظهر‪ .‬ويتردد النظر في مصلوب اقتدى بغيره‪ ،‬لنه ل اعتماد له على شععئ‪ ،‬إل‬
‫أن يقال اعتماده في الحقيقة على منكبيه‪ ،‬لنهما الحاملن له‪ .‬فليعتبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أمععا‬
‫الشك إلخ( هذا محترز قوله يقينا‪) .‬قوله‪ :‬لكنهععا مكروهععة( أي كراهععة مفوتععة لفضععيلة‬
‫الجماعة فيما ساواه فيه فقط‪ .‬وكذا يقال في كل مكروه مععن حيععث الجماعععة‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة ‪ -‬كالنهاية ‪ -‬الفائت هنا فيما إذا ساواه في البعض السبعة والعشععرون فععي ذلععك‬
‫البعض العذي وقععت فيعه المسعاواة‪ .‬لكعن قعال السعيد عمعر البصعري أن أراد فضعيلة‬
‫السبعة والعشرين‪ ،‬من حيث ذلك المندوب الذي فوته فواضح‪ ،‬أو مطلقا فعدم التيععان‬
‫بفضيلة ل يخل بفضيلة ما أتى به‪ .‬وسبقه إلى ذلك سم والطبلوي‪ .‬ويجري ذلععك فععي‬
‫غيره من المكروهات التية وغيرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بشرى الكريم‪) .‬قوله‪ :‬ونعدب وقعوف ذكعر(‬
‫التعبير بالوقوف هنا وفيما سيأتي للغالب‪ ،‬فلو لم يصل واقفا كان الحكم كذلك‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لم يخضر غيره( خرج به ما إذا حضر غيره معه إلى الصف‪ ،‬فينععدب لهمععا الوقععوف‬
‫معا خلفه‪ .‬وسيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬عن يمين المام( متعلق بوقوف‪ .‬قال الكردي‪ :‬رأيت‬
‫في شرح البخاري للقسطلني مععا نصععه‪ :‬وقععال أحمععد‪ :‬مععن وقععف علععى يسععار المععام‬
‫بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬وإل سن( أي وإن لم يقف على يمينه بععأن وقععف علععى يسععاره‪،‬‬
‫سن للمام تحويله من غير فعل كثير‪ .‬وعبارة المغنى‪ :‬فإن وقف عن يساره أو خلفععه‬
‫سن له أن يندار مع اجتناب الفعال الكثيرة‪ ،‬فععإن لععم يفعععل‪ ،‬قععال فععي المجمععوع‪ :‬سععن‬
‫للمام تحويله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬فإن خالف ذلك كره‪ ،‬وفاتته فضيلة الجماعة‪ .‬كمععا أفععتى‬
‫به شيخنا الرملي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬للتبععاع دليععل لنععدب وقععوف الععذكر عععن يمينععه‪ ،‬ولنععدب‬
‫التحويل‪ .‬وذلك ما رواه الشيخان عععن ابععن عبععاس رضععي الع عنهمععا قععال‪ :‬بععت عنععد‬
‫خالتي ميمونة‪ ،‬فقام النبي )ص( يصلي من الليععل‪ ،‬فقمععت عععن يسععاره‪ ،‬فأخععذ برأسععي‬
‫فحولني عن يمينه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ويؤخذ منه أنه لو فعععل أحععد مععن المقتععدين خلف‬
‫السنة استحب للمام إرشاده إليها بيده أو غيرها‪ ،‬إن وثق منه بالمتثال‪ .‬ول يبعععد أن‬
‫يكون المأموم مثله في الرشاد المذكور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬متأخرا( حال من ذكر‪ ،‬أي حععال‬
‫كونه متأخرا عن المام‪ ،‬وهو سنة مسعتقلة‪) .‬وقعوله‪ :‬قليل( صعفة لمصعدر محعذوف‪،‬‬
‫أي تأخر قليل‪ ،‬وهو سنة أيضا‪ .‬فهاتان سنتان‪ ،‬فكان الولى أن يقععول‪ :‬ويسععن تععأخره‬
‫عنه‪ ،‬وكونه قليل‪) .‬قوله‪ :‬بأن تتأخر أصابعه( تصوير للقلة‪ .‬وهذا هو ما فععي التحفععة‪.‬‬
‫وصوره في اليعاب بخروجه عن المحاذاة‪ ،‬وفي فتح الجواد بععأن ل يزيععد مععا بينهمععا‬
‫على ثلثة أذرع‪ .‬قععال‪ :‬ويحتمععل ضععبطه بععالعرف‪ .‬ومحععل سععنية التععأخر هنععا‪ ،‬وفيمععا‬
‫سيأتي‪ ،‬إذا كان المام مستورا‪ ،‬فإذا كان عاريا وكان المأموم بصيرا في ضععوء وقفععا‬
‫متحععاذيين‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج بالععذكر النععثى( أي والخنععثى‪) .‬قععوله‪ :‬فتقععف( أي النععثى‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬خلفه أي المام‪) .‬وقوله‪ :‬مع مزيد تأخر( ظاهره ولو زاد على ثلثة أذرع‪.‬‬

‫] ‪[ 28‬‬
‫ثم رأيت في فتاوي ابن حجر ما يفيد ذلك‪ ،‬ونص عبارتها‪ :‬سئل ‪ -‬نفع ال ع بععه ‪-‬‬
‫عن قولهم‪ :‬يستحب أن ل يزيد ما بين المام والمأمومين على ثلثة أذرع‪ ،‬فلععو تععرك‬
‫هذا المستحب هل يكععون مكروهععا ؟ كمععا لععو سععاواه فععي الموقععف وتفععوت بععه فضععيلة‬
‫الجماعة أم ل تفوت ؟ وكذلك لو صف صفا ثانيا قبل إكمال الول‪ ،‬هععل يكععون كععذلك‬
‫مكروها تفوت به فضيلة الجماعة أم ل ؟ فأجاب بقععوله‪ :‬كععل مععا ذكععر مكععروه مفععوت‬
‫لفضيلة الجماعة‪ .‬فقد قال القاضي وغيره‪ ،‬وجزم به في المجموع‪ ،‬السنة التي ل يزيد‬
‫ما بين المام ومن خلفه من الرجال على ثلثة أذرع تقريبا‪ ،‬كما بين كل صفين‪ .‬أمععا‬
‫النساء فيسن لهن التخلف كثيرا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬فإن جاء ذكر آخر( أي بعد اقتداء‬
‫الجائي أول بالمام‪) .‬قوله‪ :‬أحرم عن يساره( أي المام‪ .‬هعذا إن كععان بيسععاره محععل‪،‬‬
‫وإل أحرم خلفه ثم تأخر عنه من هو على اليمين‪) .‬قوله‪ :‬ثم بعععد إحرامععه تععأخرا( أي‬
‫أو تقدم المام‪ ،‬والتأخر أفضل‪ ،‬فإن لم يمكن إل أحدهما فعل‪ ،‬وأصل ذلك خبر مسععلم‬
‫عن جابر رضي ال عنه‪ :‬قمت عن يسار رسول الع )ص( فععأدارني عععن يمينععه‪ ،‬ثععم‬
‫جاء جبار بن صخر فأقامه عن يساره‪ ،‬فأخذ بأيدينا جميعا فععدفعنا حععتى أقامنععا خلفععه‪.‬‬
‫وخرج بقوله بعد إحرامه‪ ،‬ما إذا تأخر من على يمين المام قبل إحرام الثاني‪ .‬وبقول‬
‫تأخرا‪ :‬ما إذا لم يتأخرا‪ .‬وبقوله في قيام أو ركوع‪ :‬ما إذا تععأخرا فعي غيعر ذلععك‪ .‬ففعي‬
‫الجميع يكره ذلك‪ ،‬ويفوت به فضل الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬ووقععوف رجليععن جععاءآ معععا( أي‬
‫ونععدب وقععوف رجليععن حضععرا ابتععداء‪ ،‬أي أو مرتبععا‪ .‬ولععو قععال ذكريععن لكععان أولععى‪،‬‬
‫لشمولهما الصبيين والرجل والصبي‪) .‬وقوله‪ :‬خلفه( ظرف متعلق بوقععوف‪ .‬وكععذا إذا‬
‫حضرت المرأة وحدها أو النسوة وحدهن فإنها تقععوم‪ ،‬أو يقمععن خلفععه‪ ،‬ل عععن اليميععن‬
‫ول عن اليسار‪ .‬ولو حضر ذكر وامرأة قام الذكر عن يمينه‪ ،‬والمرأة خلف الذكر‪ .‬أو‬
‫ذكران وامرأة صفا خلفه‪ ،‬والمرأة خلفهما‪ .‬أو ذكر وامرأة وخنثى‪ ،‬وقععف الععذكر عععن‬
‫يمينه‪ ،‬والخنثى خلفهما‪ ،‬والمرأة خلف الخنثى‪) .‬قوله‪ :‬وندب وقععوف فععي صععف أول(‬
‫قال القطب الغوث سيدنا الحعبيب عبعد الع الحعداد فعي نصعائحه‪ :‬ومعن المتأكععد الععذي‬
‫ينبغي العتناء به‪ ،‬والحرص عليه‪ ،‬الملزمة للصف الول‪ ،‬والمداومة على الوقوف‬
‫فيه‪ ،‬لقوله عليه السلم‪ :‬إن ال وملئكته يصلون على الصفوف المقدمة‪ .‬ولقوله عليه‬
‫السلم‪ :‬لو يعلم الناس ما في الذان والصف الول‪ ،‬ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه‬
‫لستهموا‪ .‬ومعنى الستهام‪ :‬القتراع‪ .‬ويحتاج من يقصععد الصععلة فععي الصععف الول‬
‫لفضله إلى المبادرة قبل ازدحام الناس وسبقهم إلى الصف الول‪ ،‬فإنه مهما تأخر ثععم‬
‫أتععى وقععد سععبقوه ربمععا يتخطععى رقععابهم فيععؤذيهم‪ ،‬وذلععك محظععور‪ ،‬ومععن خشععي ذلععك‬
‫فصلته في غير الصف الول أولى به‪ ،‬ثم يلوم نفسه على تأخره حتى يسععبقه النععاس‬
‫إلى أوائل الصفوف‪ .‬وفي الحديث‪ :‬ل يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم ال ع تعععالى‪.‬‬
‫ومن السنن المهملة المغفول عنها تسعوية الصعفوف والعتراص فيهععا‪ ،‬وقعد كعان عليعه‬
‫الصلة والسلم يتولى فعل ذلك بنفسه‪ ،‬ويكثر التحريععض عليععه والمععر بععه‪ ،‬ويقععول‪:‬‬
‫لتسون صفوفكم أو ليخالفن ال بين قلعوبكم‪ .‬ويقعول‪ :‬إنعي لرى الشعياطين تعدخل فعي‬
‫خلل الصفوف‪ .‬يعنععي بهععا‪ :‬الفععرج الععتي تكععون فيهععا‪ .‬فيسععتحب إلصععاق المنععاكب مععع‬
‫التسوية‪ ،‬بحيث ل يكون أحععد متقععدما علععى أحععد ول متععأخرا عنععه‪ ،‬فععذلك هععو السععنة‪.‬‬
‫ويتأكد العتناء بذلك‪ ،‬والمر به من الئمة‪ ،‬وهم به أولى معن غيرهععم معن المسعلمين‬
‫فإنهم أعوان على البر والتقوى‪ ،‬وبععذلك أمععروا‪ ،‬قععال تعععالى‪) * :‬وتععاونوا علععى العبر‬
‫والتقوى‪ ،‬ول تعاونوا على الثم والعدوان( * فعليك ‪ -‬رحمعك الع تعععالى ‪ -‬بالمبععادرة‬
‫إلى الصف الول‪ ،‬وعليك بععرص الصععفوف وتسععويتها مععا اسععتطعت‪ ،‬فععإن هعذه سععنة‬
‫مثبتة من سنن رسول ال )ص(‪ ،‬من أحياها كان معه في الجنة‪ ،‬كما ورد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المائدة‪) 2 :‬‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫وقال في الروض وشعرحه‪ :‬ويسععتحب قبعل التكععبير للحععرام أن يععأمرهم المعام‬
‫بتسععوية الصععفوف‪ ،‬كععأن يقععول‪ :‬اسععتووا رحمكععم العع‪ ،‬أو سععووا صععفوفكم‪ ،‬لخععبر‬
‫الصحيحين‪ :‬اعتعدلوا فعي صعفوفكم وتراصعوا‪ ،‬فعإني أراكعم معن ورائي‪ .‬قعال أنعس ‪-‬‬
‫رواية ‪ -‬فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه‪ ،‬وقععدمه بقععدمه‪ .‬ولخععبر مسععلم‪:‬‬
‫كان يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح‪ .‬وأن يلتفت لذلك يمينععا وشععمال لنععه أبلععغ‬
‫في العلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو ما يلي المام( أي الصف الول هععو الععذي يلععي المععام‪،‬‬
‫أي الذي لم يحل بينه وبين المام صف آخر معن المصعلين‪ .‬وإذا صعلى المعام خلعف‬
‫المقام في المسجد الحرام واستدار المصلون حول الكعبة‪ ،‬فالصععف الول ‪ -‬فععي غيععر‬
‫جهة المام ‪ -‬ما اتصل بالصف الذي وراء المام‪ ،‬ل ما قرب مععن الكعبععة ‪ -‬كمععا فععي‬
‫فتح الجواد ‪ -‬ونص عبارته‪ :‬والصف الول في غير جهة المععام مععا اتصععل بالصععف‬
‫الذي وراء المام‪ ،‬ل ما قرب للكعبة‪ ،‬كما بينتععه ثععم‪ .‬أي فععي الصععل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلععه فععي‬
‫النهاية ونصها‪ :‬ويسن أن يقععف المعام خلعف المقعام للتبععاع‪ .‬والصعف الول صععادق‬
‫على المستدير حول الكعبة المتصل بما وراء المام‪ ،‬وعلى من في غيععر جهتععه وهععو‬
‫أقرب إلى الكعبة منه‪ ،‬حيث لم يفصل بينه وبين المام صف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب ع ش ‪ -‬مععا‬
‫نصه‪ :‬قوله حيث لم يفصل بينه وبين المام‪ :‬المتبادر أن الضععمير راجععع لقععوله وهععو‬
‫أقرب إلى الكعبة منه‪ ،‬وهو يقتضي أنه لو وقف صععف خلععف القععرب وكععان متصععل‬
‫بمن وقف خلف المام‪ ،‬كان الول المتصل بالمام‪ .‬لكن في حاشية سعم علععى المنهعج‬
‫معا يخعالفه‪ ،‬وعبعارته‪) :‬فعرع( أفعتى شعيخنا الرملعي‪ ،‬كمعا نقلعه م ر‪ ،‬بمعا حاصعله أن‬
‫الصف الول في المصلين حول الكعبة هو المتقععدم‪ ،‬وإن كععان أقععرب فععي غيععر جهععة‬
‫المام‪ ،‬أخذا من قولهم‪ :‬الصف الول هو الذي يلي المام‪ ،‬لن معناه الذي ل واسععطة‬
‫بينعه وبينعه‪ ،‬أي ليععس قعدامه صعف آخععر بينعه وبيعن المعام‪ .‬وعلععى هعذا فععإذا اتصععل‬
‫المصلون بمن خلف المام الواقف خلف المقععام وامتععدوا خلفععه فععي حاشععية المطععاف‪،‬‬
‫ووقف صف بين الركنين اليمانيين قدام من في الحاشية من هذه الحلقة الموازين لمن‬
‫بين الركنين‪ ،‬كان الصف الول من بيعن الركنيععن‪ ،‬ل المععوازين لمعا بينهمععا معن هعذه‬
‫الحلقة‪ ،‬فيكون بعض الحلقة صفا أول‪ ،‬وهم من خلف المام فععي جهتععه‪ ،‬دونععه بقيتهععا‬
‫في الجهات إذا تقدم عليهم غيرهم‪ .‬وفي حفظي أن الزركشععي ذكععر مععا يخععالف ذلععك‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي كلم شيخنا الزيادي ما نصه‪ :‬والصف الول حينئذ في غير جهة المععام مععا‬
‫اتصل بالصف الول الذي وراءه‪ ،‬ل ما قارب الكعبة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا هو القرب الموافععق‬
‫للمتبععادر المععذكور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن تخللععه منععبر( أي حيععث كععان مععن بجععانب المنععبر‬
‫محاذيا لمن خلف المام‪ ،‬بحيث لععو أزيععل ووقععف موضعععه شععخص مثل صععار الكععل‬
‫صفا واحدا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪ .‬والغاية للرد على من يقول أن تخلل نحو المنبر يقطع الصف‬
‫الول‪ ،‬كما يستفاد من فتاوي ابن حجر‪ ،‬ونص عبارتها‪) .‬سئل( رضعي الع عنعه بمعا‬
‫صورته‪ :‬ما ضابط الصف الول ؟ وهععل يقطعععه تخلععل نحععو منععبر أو ل ؟ )فأجععاب(‬
‫بقوله‪ :‬قال في الحيععاء‪ :‬إن المنععبر يقطععع الصععف الول‪ ،‬وغلطععه النععووي فععي شععرح‬
‫مسلم‪ ،‬وبيعن أن الصععف الول الممععدوح هععو الععذي يلععي المععام‪ ،‬سعواء كععان صععاحبه‬
‫متقدما أم متأخرا‪ ،‬وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم ل‪ .‬ثم قععال‪ :‬وهععذا هععو الصععحيح‬
‫الذي يقتضيه ظواهر الحاديث‪ ،‬وصرح به الجمهور‪ ،‬ثم نقل فيه قول‪ :‬إنه الذي يلععي‬
‫المام من غير أن يتخلله نحو مقصورة‪ ،‬وقول آخر إنه الذي سبق إلى المسععجد‪ ،‬وإن‬
‫صلى في صف متأخر‪ ،‬وغلطهما‪ .‬وقد يؤخذ مععن قععوله أم متععأخرا‪ :‬أنععه لععو بقععي فععي‬
‫الصععف الول فرجعة كععان المقابعل لهععا معن الصععف الثععاني أو الثعالث مثل صععفا أول‬
‫بالنسبة لمن بعده‪ ،‬وهو قريب إن تعذر عليه الذهاب إليها‪ ،‬وإل فوقوفه دونها مكروه‪،‬‬
‫إذ يكره الوقوف في صف قبل إكمال الذي أمامه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 30‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم ما يليه( أي ثععم ينععدب الوقععوف فيمععا يلععي الصععف الول‪) .‬واعلععم( أن‬
‫أفضععلية الول فععالول تكععون للرجععال والصععبيان‪ ،‬وإن كععان ثععم غيرهععم‪ ،‬وللخنععاثى‬
‫الخلععص‪ ،‬أو مععع النسععاء وللنسععاء الخلععص‪ ،‬بخلف النسععاء مععع الععذكور أو الخنععاثى‪،‬‬
‫فالفضل لهن التأخر‪ ،‬وكذا الخناثى مع الذكور‪ .‬وأصل ذلك خبر مسلم‪ :‬خير صفوف‬
‫الرجال أولها‪ ،‬وشععرها آخرهععا‪ .‬وخيععر صععفوف النسععاء ‪ -‬أي مععع غيرهععن ‪ -‬آخرهععا‪،‬‬
‫وشرها أولها‪) .‬قوله‪ :‬وأفضل كل صععف يمينععه( أي مععا كععان علععى يمينععه‪ ،‬وذلععك لمععا‬
‫روي عن أبي هريرة‪ :‬الرحمة تنزل على المام‪ ،‬ثم مععن علععى يمينععه الول‪ ،‬فععالول‪.‬‬
‫وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله وأفضل كل صف يمينه‪ :‬لعله بالنسبة ليساره‪ ،‬ل لمععن خلععف‬
‫المام‪ .‬وعبارة العباب وشرحه‪ :‬والوقوف بقرب المععام فععي صععف أفضععل مععن البعععد‬
‫عنه فيه‪ ،‬وعن يمين المام وإن بعد عنه‪ ،‬أفضل من الوقععوف عععن يسععاره وإن قععرب‬
‫منه‪ .‬ومحاذاته‪ ،‬بأن يتوسطوه ويكتنفوه من جععانبيه أفضععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو تععرادف(‬
‫أي تعارض‪) .‬وقوله‪ :‬يمين المععام( أي الوقععوف عععن يميععن المععام فععي غيععر الصععف‬
‫الول‪) .‬وقوله‪ :‬والصف الول( أي الوقوف فيه في غير يمين المععام‪) .‬وقععوله‪ :‬قععدم(‬
‫أي الصف الول‪) .‬قوله‪ :‬ويمينه إلخ( أي فلو تعارض الوقععوف فععي يميععن المععام مععع‬
‫البعد عنه‪ ،‬والوقوف في يسععاره مععع القععرب منععه‪ ،‬قععدم الول‪ ،‬وإن كععان مععن باليسععار‬
‫يسمع المام ويرى أفعاله‪) .‬قوله‪ :‬وإدراك الصف الول إلخ( يعني لو تعععارض عليععه‬
‫إدراك الصف الول وإدراك ركوع غير الركععة الخيعرة‪ ،‬فعإن ذهعب للصعف الول‬
‫يفوته ركوع ذلك‪ ،‬وإن وقف في غير الصف الول أدركه‪ ،‬فععالولى لععه الععذهاب إلععى‬
‫الصف الول ليحوز فضله‪) .‬قوله‪ :‬فإن فوتها إلععخ( أي فععوت الركعععة الخيععرة قصععد‬
‫الصف الول‪ ،‬بأن كان لو ذهب إلى الصععف الول رفععع المععام رأسعه مععن الركععوع‪،‬‬
‫ولو لم يذهب إليه‪ ،‬أدرك ركععوع المععام فععي الركعععة الخيععرة‪) .‬قععوله‪ :‬فإدراكهععا( أي‬
‫الركعة الخيرة‪) .‬وقوله‪ :‬أولى من الصف الول( تقدم عن الرملععي الكععبير أن إدراك‬
‫الصف أولى‪) .‬قوله‪ :‬وكره لمأموم انفععراد إلععخ( أي ابتععداء ودوامععا ‪ -‬كمععا فععي ح ل ‪-‬‬
‫وتفوت به فضيلة الجماعة‪ .‬قال م ر في شرحه‪ ،‬وحجر وسم‪ :‬إن الصفوف المتقطعععة‬
‫تفوت عليهم فضيلة الجماعة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال م ر في الفتععاوي‪ ،‬تبعععا للشععرف المنععاوي‪ ،‬إن‬
‫الفائت عليهم‪ :‬فضيلة الصفوف‪ ،‬ل فضيلة الجماعععة‪ .‬ومععال ع ش إلععى مععا فععي شععرح‬
‫الرملي‪ ،‬لنه إذا تعارض ما فيه وغيره قدم ما في الشرح ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قععوله‪ :‬الععذي‬
‫من جنسه( أي المأموم‪ ،‬كأن كععان رجل وأهععل الصععف كلهععم رجععال‪ ،‬أو أنععثى وأهععل‬
‫الصف كلهم إناث‪ ،‬أو خنثى وأهل الصف كلهم خناثى‪ .‬وخرج بالجنس غيره‪ .‬كامرأة‬
‫وليس هناك نساء‪ ،‬أو خنثى وليس هناك خناثى‪ ،‬فل كراهة بل يندب‪) .‬قوله‪ :‬إن وجععد‬
‫فيه( ‪ -‬أي الصف ‪ -‬سعة‪ ،‬بأن كان لو دخل في الصف وسعه‪ ،‬من غير إلحععاق مشععقة‬
‫لغيره‪ ،‬وإن لم تكن فيه فرجة فإن لم يجد السعة أحرم‪ ،‬ثم بعده جععر إليععه شخصععا مععن‬
‫الصف ليصطف معه‪ ،‬خروجا من الخلف‪ ،‬ولما رواه الطععبراني عععن وابصععة‪ :‬أيهععا‬
‫المصلي وحده‪ ،‬أل وصععلت إلععى الصععف فععدخلت معهععم ؟ أو جععررت إليععك رجل إن‬
‫ضاق بك المكعان فقعام معععك ؟ أععد صععلتك فععإنه ل صعلة لعك‪) .‬وقععوله‪ :‬أععد إلععخ(‬
‫محمول على الندب‪ ،‬وسن لمجروره مساعدته بموافقته‪ ،‬فيقف معه صفا لينععال فضععل‬
‫المعاونة على البر والتقوى‪ .‬وظاهر أنه ل يجر أحدا من الصف إذا كان اثنيععن‪ ،‬لنععه‬
‫يصير أحدهما منفردا‪) .‬والحاصل( شروط الجر أربعة‪ :‬أن يكون الجر بعععد إحرامععه‪.‬‬
‫وأن يجوز موافقته‪ ،‬وإل امتنع خوف الفتنععة‪ ،‬وأن يكععون حععرا‪ ،‬لئل يععدخل غيععره فععي‬
‫ضمانه بالستيلء عليه‪ .‬وأن ل يكون الصف اثنين‪ .‬وقد نظمهععا )‪ (1‬بعضععهم بقععوله‪:‬‬
‫لقد سن جر الحر من صف عدة * * يري الوفق فاعلم في قيام قد احرما‬

‫لقد وقد نظمها أي مع زيادة شرط وهو ان يكون في القيام ا‍ه مؤلف‬

‫] ‪[ 31‬‬
‫وقوله قد أحرما‪ :‬بنقل همزة أحرم للدال‪) .‬قوله‪ :‬بل يدخله( أي الصف الذي فيععه‬
‫سعة‪ .‬ولو وجدها وبينه وبينها صفوف كثيرة خرق جميعها ليدخل تلك الفرجة‪ ،‬لنهم‬
‫مقصرون بتركها‪ ،‬ولكراهة الصلة لكل من تأخر عن صفها‪ .‬وبهذا يعلععم ضعععف مععا‬
‫قيل من عدم فوت الفضيلة هنا على المتأخرين‪ .‬نعم‪ ،‬إن كععان تععأخرهم لعععذر‪ ،‬كععوقت‬
‫الحععر بالمسععجد الحععرام‪ ،‬فل كراهععة‪ ،‬ول تقصععير كمععا هععو ظععاهر‪ .‬كععذا فععي التحفععة‬
‫والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬وشروع في صف إلخ( أي وكره شروع في صف قبل إتمام الصععف‬
‫الذي أمامه‪) .‬وسئل( الشهاب ابن حجر عما عم البتلء به في المسجد الحععرام‪ .‬وهعو‬
‫أنه ل يتم فيه غير صف الحاشية ‪ -‬أي حاشية المطاف ‪ -‬على أنه إنما يتم فععي بعععض‬
‫الفروض ل كلها‪ ،‬وأكثر الناس يتخلفون عن الصف الول أو الثاني مععع نقصععه فهععل‬
‫يكره ذلك وتفوت به فضيلة الجماعة أو ل ؟‪) .‬فأجاب( رضععي الع عنععه‪ :‬نعععم‪ ،‬يكععره‬
‫ذلععك للحععاديث التيعة فيععه‪ ،‬وتفععوت بععه فضععيلة الجماعععة‪ ،‬ل بركتهععا المانعععة لتسععلط‬
‫الشيطان ووسوسته‪ ،‬ول صورتها المسقطة لفرض الكفاية أو العين في الجمعة‪ .‬فعلععم‬
‫أنه ل يلزم من سععقوط فضععيلتها سععقوط صععورتها‪ ،‬خلفععا لكععثيرين وهمععوا فيععه‪ .‬وقععد‬
‫صرح في شرح المهذب بكراهة ذلك‪ ،‬لنعه خعالف فيعه فعاعله المتابععة المندوبعة فعي‬
‫المكان ونحوه‪ .‬وسبقه الصحاب إلى ذلك حيث قالوا‪ :‬يكره إنشاء صف من قبل إتمام‬
‫ما قبله‪ ،‬وصرحوا بأن كل مكروه من حيث الجماعة يكون مبطل لفضيلتها‪ ،‬أي التي‬
‫هي سبع وعشرون درجة‪ .‬وقد ورد خبر‪ :‬من وصل صفا وصله ال‪ ،‬ومن قطع صفا‬
‫قطعععه الع تعععالى‪ .‬أي عععن الخيععر والكمععال‪ .‬وأخععذ منععه ابععن حععزم‪ :‬بطلن الصععلة‪.‬‬
‫والبخاري أن فاعل ذلك يأثم‪ .‬ورد بأن غيرهما حكععى الجمععاع علععى عععدم الوجععوب‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ملخصا من هامش على شرح المنهج بخط العلمة الشععيخ محمععد صععالح الرئيععس‬
‫المكي‪ ،‬رحمه ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬ووقوف الذكر الفرد عععن يسععاره( أي ويكععره وقععوف‬
‫الذكر الفرد عن يسار المام‪ .‬وهذا محترز قوله عن يمين المام‪ ،‬وكععذا قععوله ووراءه‬
‫ومحاذيا له‪) .‬قوله‪ :‬ومحاذيا له( أي مسعاويا‪) .‬قععوله‪ :‬ومتعأخرا كععثيرا( أي بعأن يكعون‬
‫زائدا على ثلثة أذرع‪ .‬وهذا محترز قوله متأخرا قليل‪) .‬قععوله‪ :‬وكععل هععذه( أي وكععل‬
‫واحدة من هذه الصور‪ ،‬وهي النفراد عن الصف‪ ،‬والشروع في صف قبل إتمععام مععا‬
‫قبله‪ ،‬ووقوف الذكر الفرد عن يساره أو وراءه أو محاذيا له أو متأخرا كثيرا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫تفوت فضيلة الجماعة( أي التي هي سبع وعشرون درجة‪ ،‬أو خمس وعشععرون‪ .‬ول‬
‫تغفل عما سبق لك من أن المراد فوات ذلك الجزء الذي حصل فيه ذلععك المكععروه‪ ،‬ل‬
‫في كل الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن ل يزيد إلخ( فلععو زيععد علععى ذلععك كععره للععداخلين أن‬
‫يصطفوا مععع المتععأخرين‪ ،‬فععإن فعلععوا لععم يحصععلوا فضععيلة الجماعععة‪ ،‬أخععذا مععن قععول‬
‫القاضي‪ :‬لو كان بين المام ومععن خلفععه أكععثر مععن ثلثعة أذرع فقععد ضععيعوا حقععوقهم‪،‬‬
‫فللداخلين الصطفاف بينهما‪ ،‬وإل كره لهم‪ .‬أفاده في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬والول والمععام(‬
‫أي ويسن أن ل يزيد ما بين الصف الول والمام‪) .‬قوله‪ :‬ويقععف إلععخ( أي ويسععن إذا‬
‫تعددت أصناف المععأمومين أن يقععف خلفععه الرجععال‪ ،‬ولععو أرقععاء‪ ،‬ثععم بعععده ‪ -‬إن كمععل‬
‫صفهم ‪ -‬الصبيان‪ ،‬ثم بعدهم ‪ -‬وإن لم يكمل صفهم ‪ -‬النساء‪ .‬وذلععك للخععبر الصععحيح‪:‬‬
‫ليليني منكم أولو الحلم والنهعي ‪ -‬أي البعالغون الععاقلون ‪ -‬ثعم العذين يلعونهم‪ .‬ثلثعا‪.‬‬
‫ومتى خولععف الععترتيب المععذكور كععره‪) .‬تنععبيه( النسععوة إذا صععلين جماعععة تقععف نععدبا‬
‫إمععامتهن وسععطهن‪ ،‬لنععه أسععتر لهععا‪ .‬ومثلهععن العععراة البصععراء‪ ،‬فيقععف إمععامهم غيععر‬
‫المستور وسطهم‪ ،‬ويقفون صفا واحدا إن أمكن‪ ،‬لئل ينظر بعضهم إلى عورة أحد‪.‬‬

‫] ‪[ 32‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يؤخر الصععبيان للبععالغين( أي إذا حضععر الصععبيان أول وسععبقوا إلععى‬
‫الصف الول‪ ،‬ثم حضر البالغون‪ ،‬فل ينحى الصعبيان لجلهعم‪ ،‬لنهعم حينئذ أحعق بعه‬
‫منهم‪) .‬وقوله‪ :‬لتحاد جنسهم( أي أن جنس الصبيان والبالغين واحد‪ ،‬وهو الذكوريععة‪.‬‬
‫وأفهم التعليل المذكور أن النساء لو سبقن للصععف الول ثععم حضععر غيرهععن يععؤخرن‬
‫لجله‪ ،‬وذلك لعدم اتحععاد الجنععس‪ .‬وانظععر إذا أحرمععن ثععم بعععده حضععر غيرهععن‪ ،‬هععل‬
‫يؤخرن بعد الحرام أو ل ؟‪ .‬ثم رأيععت ع ش اسععتقرب الول وقععال‪ :‬حيععث لععم يععترب‬
‫على تأخرهن أفعال مبطلة‪) .‬قوله‪ :‬ومنها( أي ومن شروط صحة القدوة‪) .‬قوله‪ :‬علععم‬
‫بانتقال إمام( أي علم المأموم بانتقال إمامه‪ .‬وأراد بالعلم ما يشمل الظععن‪ ،‬بععدليل قععوله‬
‫أو صوت مبلغ‪) .‬قعوله‪ :‬برؤيعة لعه( متعلععق بعلعم‪ ،‬أي أن علمعه بعذلك يحصععل برؤيعة‬
‫إمامه‪) .‬قوله‪ :‬أو لبعععض صععف( أي أو رؤيععة لبعععض صععف مععن يمينععه أو يسععاره أو‬
‫أمامه‪) .‬قوله‪ :‬أو سماع لصوته( معطععوف علععى رؤيععة‪ ،‬أي أو يحصععل علمععه بسععماع‬
‫لصوت إمامه‪) .‬قوله‪ :‬أو صوت مبلععغ( أي أو سععماع صععوت مبلععغ‪ ،‬أي وإن لععم يكععن‬
‫مصليا‪) .‬وقوله‪ :‬ثقة( قال في النهاية‪ :‬المراد بالثقة هنا عدل الرواية‪ ،‬إذ غيره ل يقبععل‬
‫إخباره‪ .‬ثم قال‪ :‬ولو ذهب المبلغ في أثناء صلته لزمته نية المفارقة‪ ،‬أي إن لععم يععرج‬
‫عوده قبل مضي ما يسع ركنين في ظنه فيما يظهر‪ .‬فلو لم يكن ثم ثقة وجهل المأموم‬
‫أفعال إمامه الظاهرة‪ ،‬كالركوع والسجود‪ ،‬لم تصح صععلته‪ ،‬فيقضععي لتعععذر المتابعععة‬
‫حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومنها( أي ومن شروط صحة القدوة‪) .‬وقوله‪ :‬اجتماعهما( حاصععل‬
‫الكلم على ما يتعلق بهذا الشرط‪ ،‬أن لجتماعهمععا أربععع حععالت‪ .‬الحالععة الولععى‪ :‬أن‬
‫يجتمعا في مسجد‪ .‬الحالة الثانيععة‪ :‬أن يجتمعععا فععي غيععره‪ ،‬وهععذه تحتهععا أربععع صععور‪،‬‬
‫وذلك لنهما إما أن يجتمعا في فضاء‪ ،‬أو في بناء‪ ،‬أو يكون المام في بنعاء والمعأموم‬
‫في فضاء‪ ،‬أو بالعكس‪ .‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون المام في المسجد‪ ،‬والمأموم خععارجه‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬بعكععس هععذه‪ .‬ففععي الولععى يصععح القتععداء مطلقععا وإن بعععدت المسععافة‬
‫بينهما‪ ،‬وحالت أبنية واختلفت‪ ،‬كأن كان المام في سطح أو بئر‪ ،‬والمععأموم فععي غيععر‬
‫ذلك‪ .‬لكن يشترط فيها أن تكون نافذة إلععى المسععجد نفععوذا ل يمنععع السععتطراق عععادة‪،‬‬
‫كأن كان في البئر مرقى يتوصل به إلى المام من غير مشقة‪ .‬ول يشععترط هنععا عععدم‬
‫الزورار والنعطاف‪ ،‬ول يكفي الستطراق من فرجة في أعلععى البنععاء‪ ،‬لن المععدار‬
‫على الستطراق العادي‪ .‬ول يضر غلععق أبوابهععا‪ ،‬ولععو ضععاع مفتععاح الغلععق‪ ،‬بخلف‬
‫التسمير‪ ،‬فيضر‪ .‬وعلم أنه يضر الشباك الكائن في جدار المسجد‪ ،‬فل تصععح الصععلة‬
‫من خلفه‪ ،‬لنه يمنع الستطراق عادة‪ .‬وخععالف السععنوي فقععال‪ :‬ل يضععر‪ ،‬لن جععدار‬
‫المسجد منه‪ .‬وهو ضعيف‪ ،‬لكن محل الضرر في الشباك‪ ،‬إذا لم يكن الجدار الذي هو‬
‫فيععه متصععل ببععاب المسععجد‪ ،‬ويمكععن الوصععول منععه إلععى المععام مععن غيععر ازورار‬
‫وانعطاف‪ .‬فإن كان كذلك فل يضر‪ .‬وقال ح ل‪ :‬متى كان متصل بما ذكععر ل يضععر‪،‬‬
‫سواء وجد ازورار وانعطاف أو ل‪ .‬وفي الصورة الولى مععن الحالععة الثانيععة يشععترط‬
‫لصحة القدوة قرب المسافة بأن ل يزيد ما بينهما على ثلثمععائة ذراع‪ .‬وفععي الصععور‬
‫الثلث منها يشترط ‪ -‬زيادة على ذلك ‪ -‬عدم حائل يمنععع مععرورا أو رؤيععة أو وقععوف‬
‫واحد حذاء منفععذ فععي الحععائل إن وجععد‪ .‬ويشععترط ‪ -‬فععي الواقععف ‪ -‬أن يععرى المععام أو‬
‫بعض من يقتدي به‪ .‬وحكم هذا الوقف حكم المععام بالنسععبة لمععن خلفععه‪ ،‬فل يحرمععون‬
‫قبله‪ ،‬ول يسلمون قبله‪ .‬وعند م ر‪ :‬يشترط أن يكون ممن يصح القتداء به‪ ،‬فإن حععال‬
‫ما يمنع ذلك أو لم يقف واحد حذاء منفذ فيه بطلت القدوة‪.‬‬

‫] ‪[ 33‬‬
‫وفي الحالة الثالثة والرابعة يشععترط فيهمععا أيضععا مععا ذكععر‪ ،‬معن قععرب المسععافة‪،‬‬
‫وعدم الحائل‪ ،‬أو وقوف واحد حذاء المنفذ‪ .‬وقد أشععار إلععى هععذه الحععوال وشععروطها‬
‫بعضهم في قوله‪ :‬والشرط في المام والمأموم‪ * * :‬الجتماع‪ ،‬فاحفظن مفهععومي وأن‬
‫يكونا في محل الموقف * * مجتمعين يا أخي فععاعرف وإن يكععن بمسععجد فأطلقععا‪* * ،‬‬
‫ول تقيده بشرط مطلقععا وإن يكععن كععل بغيععر المسععجد * * أو فيععه شععخص منهمععا فقيععد‬
‫بشرط قرب‪ ،‬وانتفاء الحائل * * فاعلم تكن بالعلم خير فاضل وذرع حد القرب حيععث‬
‫يعتبر * * هنا ثلث من مئين تختبر وقوله وإن يكن بمسجد‪ :‬ا سم يكن يعود على كل‬
‫من المام والمأموم‪ ،‬بدليل ما بعده‪) .‬قوله‪ :‬بمكان( أي في مكععان‪ .‬فالبععاء بمعنععى فععي‪.‬‬
‫والمراد ما يشمل المسجد وغيره‪ ،‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬كما عهععد إلععخ( الكععاف للتعليععل‪،‬‬
‫وما واقعة على الجتماع المذكور‪ ،‬أي لما عهد عليه الجماعات في العصر الماضععية‬
‫من اجتماع المام والمأموم في مكان واحد‪ ،‬أي ومبنى العبادات على رعاية التبععاع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن كانا إلخ( شروع فيما يتعلق بالشرط المععذكور مععن الحععوال الععتي ذكرتهععا‬
‫سابقا‪ ،‬فالفاء تفريعية‪) .‬وقوله‪ :‬بمسجد( أي أو مسععاجد متلصععقة تنافععذت أبوابهععا وإن‬
‫كانت مغلقة غير مسمرة‪ ،‬أو انفرد كل مسجد بإمام ومععؤذن وجماعععة‪) .‬قععوله‪ :‬ومنععه(‬
‫أي ومن المسجد‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الرحبة‪) .‬وقوله‪ :‬ما خرج عنه( أي المسععجد‪ .‬قععال‬
‫العلمة الكردي‪ :‬اختلف فيها ابن عبد السلم وابن الصلح‪ ،‬فقال الول‪ :‬هي ما كععان‬
‫خارجه محجرا عليه لجله‪ .‬وقال ابن الصلح‪ :‬هععي صععحن المسععجد‪ .‬وطععال النععزاع‬
‫بينهما‪ ،‬وصنف كل منهما تصنيفا‪ .‬والصواب ما قاله ابن عبد السلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي فتاوي‬
‫ابن حجر ما نصه‪) :‬سئل( رضي ال عنه‪ :‬ما حقيقة رحبة المسجد ؟ وما الفرق بينها‬
‫وبين حريمه ؟ وهل لكل حكم المسععجد ؟ )فأجععاب( بقععوله‪ :‬قععال فععي المجمععوع‪ :‬ومععن‬
‫المهم بيان حقيقة هذه الرحبة‪ .‬ثم نقل عن صاحب الشامل والبيان أنها ما كان مضععافا‬
‫إلى المسجد محجرا عليه لجله‪ ،‬وأنها منه‪ ،‬وأن صاحب البيان وغيره نقلوا عن نص‬
‫الشععافعي ‪ -‬رضععي الع عنععه ‪ -‬وغيععره صععحة العتكععاف فيهععا‪ .‬قععال النععووي‪ :‬واتفععق‬
‫الصحاب على أن المأموم لو صلى فيها مقتديا بإمام المسجد صح‪ ،‬وإن حععال بينهمععا‬
‫حائل يمنع الستطراق‪ ،‬لنها منه‪ ،‬وليسععت توجععد لكععل مسععجد‪ .‬وصععورتها‪ :‬أن يقععف‬
‫النسان بقعة محدودة مسجدا‪ ،‬ثم يترك منها قطعة أمام الباب‪ ،‬فإن لععم يععترك شععيئا لععم‬
‫يكن له رحبة‪ ،‬وكان له حريم‪ .‬أما لو وقف دارا محفوفة بالدور مسجدا فهذا ل رحبععة‬
‫له ول حريم‪ ،‬بخلف ما إذا كععان بجانبهععا مععوات‪ ،‬فععإنه يتصععور أن يكععون لععه رحبععة‬
‫وحريم‪ ،‬ويجب على الناظر تمييزها منه‪ ،‬فإن لها حكم المسجد دونه‪ ،‬وهو مععا يحتععاج‬
‫إليه لطرح القمامات والزبل ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬لكن حجر( أي حععوط عليععه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫لجله( أي لجل المسجد‪ ،‬أي اتساعه‪) .‬قوله‪ :‬سواء أعلم إلخ( تعميم في كون الرحبععة‬
‫من المسجد‪ ،‬أي ل فرق في كونها منه بين أن يعلم وقفيتهععا أو يجهععل‪) .‬وقععوله‪ :‬عمل‬
‫بالظاهر( علة‬

‫] ‪[ 34‬‬
‫في إثبات كونها منه مع جهل وقفيتها‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي الظععاهر التحععويط‪ ،‬أي‬
‫عليها‪) .‬قوله‪ :‬لكن ما لم يتيقن إلخ( مرتبط بقوله ورحبته‪ ،‬أي من المسععجد رحبتععه إذا‬
‫لم يتيقن حدوثها بعد المسجد وأنها غير مسجد‪ ،‬فإن تيقن ذلك فهي ليست من المسجد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأنها غير مسجد( قال السيد عمععر البصععري فععي حاشععية التحفععة‪ :‬التعععبير بععأو‬
‫أولى‪ .‬فتأمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولعل وجهه أن الواو لكونها موضوعة للجمع تقتضي أنه ل بد فععي‬
‫عد الرحبة من المسجد من عدم مجموع شيئين‪ ،‬وهما تيقن الحدوث بعده‪ ،‬وتيقن أنهععا‬
‫غير مسجد‪ ،‬مع أنه يكفي في ذلك عدم أحدهما‪ .‬فمتى لم يععتيقن الحععدوث بعععده‪ ،‬أو لععم‬
‫يتيقن أنها غير مسجد‪ ،‬فهي من المسجد‪ .‬ومععتى مععا تيقععن أحععدهما‪ ،‬فهععي ليسععت منععه‪.‬‬
‫وعدم تيقن غيععر المسععجدية صععادق بمععا إذا تيقنععت المسععجدية وبمععا إذا جهععل الحععال‪،‬‬
‫وكذلك عدم تيقن الحععدوث صععادق بمععا إذا تيقععن غيععره وبمععا إذا جهععل الحععال‪ .‬تأمععل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل حريمه( معطوف على جداره‪ ،‬أي وليس من المسجد حريم المسجد‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وهو( أي الحريم‪) .‬وقععوله‪ :‬اتصععل بععه( أي بالمسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬كانصععباب إلععخ( تمثيععل‬
‫للمصلحة العائد على المسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬ووضععع نعععال( أي فععي الحريععم‪) .‬قععوله‪ :‬صععح‬
‫القتداء( جعواب فعإن كانعا‪) .‬قعوله‪ :‬وإن زادت إلعخ( غايعة لصععحة القتععداء‪) .‬وقعوله‪:‬‬
‫بينهما( أي المام والمأموم‪) .‬قوله‪ :‬أو اختلفت البنية( أي كبئر وسطح ومنارة‪ .‬وهنععا‬
‫قيد ساقط يعلم من قوله بعد بخلف إلخ وهو‪ :‬وكانت نافذة إلععى المسععجد نفععوذا يمكععن‬
‫الستطراق منه عادة‪ .‬وقد صرح به فععي المنهععج‪ ،‬وعبععارته‪ :‬فععإن كانععا بمسععجد صععح‬
‫القتداء‪ ،‬وإن حالت أبنية نافذة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكان على الشارح التصريح به‪ ،‬كغيععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بخلف من ببناء فيه( أي المسجد‪) .‬وقوله‪ :‬ل ينفذ بابه( أي البناء‪) .‬وقععوله‪ :‬إليععه( أي‬
‫المسجد‪) .‬قوله‪ :‬بعأن سعمر( أي البعاب‪ .‬وهعو تصعوير لععدم النفعوذ‪ ،‬وإنمعا صعور بعه‬
‫ليخرج ما لو أغلق فإنه ل يضععركما علمععت‪ .‬قععال السععيد عمععر البصععري فععي فتععاويه‪:‬‬
‫الفرق بين التسمير والغلق في القدوة‪ :‬أن التسععمير أن يضععرب مسععمار علععى بععاب‬
‫المقصععورة‪ .‬والغلق منععع المععرور بقفععل أو نحععوه‪ .‬فالتسععمير يخععرج المععوقفين عععن‬
‫كونهما مكانا واحدا‪ ،‬وهو مدار صععحة القععدوة‪ ،‬بخلف الغلق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو كععان‬
‫سطحا( انظر هو معطوف على أي شئ قبله ؟ فإن كان على متعلق الجار والمجرور‬
‫الواقع صلة الموصول انحل المعنى‪ ،‬وبخلف من كان سطحا‪ ،‬ول معنععى لععه‪ ،‬إل أن‬
‫يجعل سطحا منصوبا بإسقاط الخافض‪ ،‬أي بسطح‪ .‬وإن كان معطوفا على الموصول‬
‫وصلته انحل المعنى‪ ،‬وبخلف كان إلخ‪ ،‬ول معنى له أيضا‪ .‬وإن كان معطوفععا علععى‬
‫سمر الواقع تصويرا للبناء الذي ل ينفذ بععابه إليععه‪ ،‬صععح ذلععك‪ ،‬إل أنععه يععرد عليععه أن‬
‫سععطح المسععجد ليععس مععن جملععة البنععاء الكععائن فيععه‪ .‬إذا علمععت ذلععك‪ ،‬فكععان الولععى‬
‫والخصر أن يقول‪ :‬أو بسطح‪ ،‬ويكون معطوفا على ببناء‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬ل مرقى له(‬
‫أي للسطح منه‪ .‬أي المسجد‪ ،‬وإن كان له مرقى من خارجه‪ .‬ولو كعان لعه مرقعى معن‬
‫المسجد وزال في أثناء الصلة ضععر‪ ،‬كمععا قععاله القليععوبي‪) .‬قعوله‪ :‬حينئذ( أي حيععن إذ‬
‫كان ببناء ل منفذ له إليه‪ ،‬أو كان بسطح ل مرقى له إليه‪) .‬قوله‪ :‬كمععا لععو وقععف إلععخ(‬
‫الكاف للتنظير في عدم صحة القدوة لعدم الجتمعاع‪ .‬قعال العلمعة الكعردي‪ :‬هعذا هعو‬
‫المعتمد في ذلك‪ .‬وقد أفرد الكلم عليه السععيد السععمهودي بالتععأليف وأطععال فععي بيععانه‪.‬‬
‫وفي فتاوي السيد عمر البصععري كلم طويععل فيععه‪ .‬حاصععله‪ :‬أنععه يجععوز تقليععد القععائل‬
‫بالجواز مع ضعفه‪ :‬فيصلي في الشبابيك التي بجوار المسجد الحععرام‪ ،‬وكععذلك مسععجد‬
‫المدينة وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال في التحفة‪ :‬وبحث السنوي أن هعذا فعي غيعر شعباك بجعدار‬
‫المسجد‪ .‬وإل كالمدارس التي بجدار المساجد الثلثة صحت صلة الواقف فيهععا‪ ،‬لن‬
‫جدار المسجد منه‪ ،‬والحيلولة فيه ل تضععر‪ .‬رده جمععع‪ ،‬وإن انتصععر لععه آخععرون بععأن‬
‫شرط البنية في المسجد تنافذ أبوابها ‪ -‬على مععا مععر ‪ -‬فغايععة جععداره أن يكععون كبنععاء‬
‫فيه‪ ،‬فالصواب أنه ل بد من وجود باب أو خوخة فيه يستطرق منه إليععه مععن غيععر أن‬
‫يزور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يصل إليععه( أي المععام‪) .‬وقععوله‪ :‬إل بععازورار أو انعطععاف( أو‬
‫بمعنى الواو‪ ،‬ولو عبر بها لكان أولى‪ .‬والعطف من عطف‬

‫] ‪[ 35‬‬
‫أحد المترادفين على الخر‪ ،‬فإن وصل إليه ل بذلك صحت صلته‪ ،‬لكن بشرط‬
‫أن يكون في الجدار باب أو خوخة يتوصععل منععه للمععام‪ ،‬كمععا يعلععم ذلععك مععن عبععارة‬
‫التحفة المتقدمة‪) .‬قوله‪ :‬بأن إلخ( تصععوير للزورار أو النعطعاف‪) .‬وقعوله‪ :‬ينحعرف‬
‫عن جهة القبلعة( أي بحيعث تكعون خلعف ظهعره‪ ،‬بخلف معا إذا كعانت ععن يمينعه أو‬
‫يساره فإنه ل يضر‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان أحدهما( أي إماما أو مأموما‪) .‬وقوله‪ :‬والخععر(‬
‫أي إماما أو مأموما أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬خععارجه( أي المسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن ل يزيععد إلععخ(‬
‫تصوير لقرب المسافة‪) .‬وقوله‪ :‬ما بينهما( أي بين الذي في المسجد وبين الخر الذي‬
‫خارجه‪) .‬وقوله‪ :‬على ثلثمائة ذراع( هي معتبرة من طرف المسجد الذي يلي من هو‬
‫خارجه إن كان المام فيه والمأموم خارجه‪ ،‬أو من طرفععه الععذي يلععي المععام إن كععان‬
‫المأموم فيه والمععام خععارجه‪) .‬وقععوله‪ :‬تقريبععا( أي ل تحديععدا‪ .‬فل تضععر زيععادة غيععر‬
‫متفاحشة كثلثة أذرع وما قاربها‪) .‬قوله‪ :‬عدم حائل( نائب فاعععل شععرط‪ .‬والمععراد أن‬
‫يعدم ابتداء‪ ،‬فلو طرأ في أثنائها وعلم بانتقالت المام ولم يكن بفعله لم يضر‪ .‬أفاده م‬
‫ر‪ ،‬ونقله ابن قاسم عن شرح العباب‪ .‬ونص الثععاني‪ :‬قععال فععي شععرح العبععاب‪ ،‬ورجععح‬
‫الذرعي‪ :‬أنه لو بني بين المام والمأموم حعائل فعي أثنعاء الصعلة يمنعع السعتطراق‬
‫والمشاهدة لم يضر‪ ،‬وإن اقتضى إطلق المنهاج وغيره خلفه‪ .‬وظععاهر ممععا مععر أن‬
‫محله ما إذا لم يكن البناء بأمره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يمنع مععرور أو رؤيععة( سععيذكر محععترزه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو وقوف واحد( معطوف على عدم حائل‪ ،‬أي فإن وجععد حععائل شععرط وقععوف‬
‫واحد حذاء المنفذ‪ ،‬ول يتصور هذا إل في أحد قسمي الحائل‪ ،‬وهععو مععا يمنععع الرؤيععة‬
‫فقط‪ .‬وأما لعو كعان يمنعع المعرور فل يكعون فيعه منفعذ‪) .‬وقعوله‪ :‬فعي الحعائل( متعلعق‬
‫بمحذوف صفة لمنفذ‪ ،‬أي كائن في الحائل‪) .‬وقوله‪ :‬إن كان( أي إن وجد ذلك المنفععذ‪،‬‬
‫ول يوجد إل فيما يمنع الرؤية كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬كما إذا كانععا( أي المععام والمععأموم‪.‬‬
‫والكاف للتنظير‪) .‬قوله‪ :‬كصحن( قال في المصباح‪ :‬صحن الععدار وسععطها ا‍ه‪ .‬ولعلععه‬
‫هو المسمى بعالمجلس عنعد أهعل الحرميعن‪) .‬وقعوله‪ :‬وصعفة( وهعي خلف الصعحن‪،‬‬
‫وتكون أمامه‪ ،‬أو عن يمينه أو شماله‪) .‬قوله‪ :‬أو كان أحدهما( أي المععأموم أو المععام‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والخر( أي المأموم أو المععام أيضععا‪) .‬وقععوله‪ :‬بفضععاء( هععو مععا ليععس بنععاء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيشترط أيضا( أي كما يشترط فيما إذا كان أحدهما بمسععجد والخععر خععارجه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬هنا( أي فيما إذا كان ببناءين أو أحدهما به والخععر فععي فضععاء‪) .‬وقععوله‪ :‬مععا‬
‫مر( أي من قرب المسافة وعدم الحائل‪ ،‬أو وقوف واحد حذاء منفذ فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن‬
‫حال ما يمنع( أي حائل يمنع مرورا‪) .‬وقوله‪ :‬كشباك( تمثيل لما يمنع المرور‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أو رؤية( أي أو حال ما يمنع رؤية‪) .‬وقوله‪ :‬كباب مردود( تمثيل له‪) .‬قععوله‪ :‬وإن لععم‬
‫تغلق ضبته( غاية في تأثير الباب المععردود‪ ،‬أي أنععه يععؤثر فععي صععحة القععدوة مطلقععا‪،‬‬
‫سواء أغلقت ضبته أم ل‪ ،‬فالمضر هنا مجرد الرد‪ ،‬سواء وجد غلق أو تسععمير أم ل‪،‬‬
‫بخلف البنية الكائنة في المساجد فإنه ل يضععر فيهععا إل التسععمير‪ ،‬والفععرق أنهععا فيعه‬
‫كبناء واحد‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬لمنعه( أي الباب المردود المشاهدة‪ ،‬أي مشععاهدة المععام‪.‬‬
‫وهععو تعليععل لكععون البععاب المععردود يععؤثر فععي صععحة القععدوة‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن لععم يمنععع‬
‫الستطراق( أي الوصول للمام‪ ،‬وهذا إذا لم يغلعق البعاب‪) .‬قعوله‪ :‬ومثلعه( أي البعاب‬
‫المردود‪ ،‬فععي الضععرر‪) .‬وقععوله‪ :‬السععتر( بكسععر السععين‪ ،‬اسععم للشععئ الععذي يسععتر بععه‪،‬‬
‫وبالفتح‪ ،‬اسم للفعل‪) .‬وقوله‪ :‬المرخى( أي بيععن المععام والمععأموم‪) .‬قععوله‪ :‬أو لععم يقععف‬
‫أحد( معطوف علععى جملععة حععال مععا يمنععع إلععخ‪ ،‬أي أو لععم يحععل مععا يمنععع المععرور أو‬
‫الرؤية‪ ،‬بأن حال ما ل يمنع ذلك ولكن لم يقف أحد حذاء منفذ في ذلك الحائل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لم يصح القتداء( جواب إن‪) .‬قوله‪ :‬فيهما( أي فععي صععورة مععا إذا حععال مععا يمنععع مععا‬
‫ذكر‪ ،‬وصورة ما إذا لم يقف واحد حععذاء المنفععذ‪) .‬قععوله‪ :‬وإذا وقععف واحععد إلععخ( قععال‬
‫الكردي‪ :‬قال الحلبي‪ :‬ل بد أن يكون هذا الواقف يصل إلى المام من غير ازورار‬
‫] ‪[ 36‬‬
‫وانعطاف‪ ،‬أي بحيث ل يستدبر القبلععة بععأن تكععون خلععف ظهععره‪ ،‬بخلف مععا إذا‬
‫كانت عن يمينه أو يساره فإنه ل يضر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال أيضععا‪ :‬بقععي الكلم فععي المععراد مععن‬
‫وقوف الرابطة في المسجد حذاء المنفذ‪ ،‬أي مقابله‪ ،‬هل المععراد منععه أن يكععون المنفععذ‬
‫أمامه أو عن يمينه أو يساره أو ل فرق ؟ ظاهر التحفععة والنهايععة وغيرهمععا‪ :‬الثععالث‪.‬‬
‫وظاهر كلم غير واحد يفيد أن محل كلمهععم فيمععا إذا كععان المنفععذ أمععام الواقععف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حتى يرى المام( أي ليرى المام‪ ،‬فحتى تعليلية بمعنى اللم‪ ،‬وقضيته‪ :‬أنه لو‬
‫علم بانتقالت المام ولم يره ول أحدا ممن معه‪ ،‬كأن سمع صععوت المبلععغ‪ ،‬ل يكفععي‪،‬‬
‫وهو كذلك‪ .‬وعبارة شرح العباب‪ :‬ويشترط في هذا الواقف قبالة المنفذ أن يكون يرى‬
‫المام أو واحدا ممن معه في بنائه‪ .‬ا‍ه‪ .‬أفاده سم‪ .‬قعال البجيرمعي‪ :‬قعال شعيخنا ح ف‪:‬‬
‫ومقتضاه اشتراط كون الرابطة بصيرا‪ ،‬وأنه إذا كان في ظلمة بحيث تمنعه من رؤية‬
‫المام أو أحد ممن معه في مكانه‪ ،‬لم يصح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعض من معه فععي بنععائه(‬
‫أي أو يرى بعض من يصلي مع المام من المأمومين‪ ،‬حالة كون ذلك البعععض كائنععا‬
‫فععي البنعاء الععذي يصعلي فيعه المعام‪ .‬فعالظرف متعلععق بمحععذوف صعلة معن‪ ،‬والجعار‬
‫والمجععرور متعلععق بمحععذوف حععال مععن بعععض‪) .‬قععوله‪ :‬فحينئذ إلععخ( جععواب إذا‪،‬‬
‫والصععواب حععذف حينئذ والقتصععار علععى مععا بعععده‪ ،‬لن إثبععاته يععورث ركاكععة فععي‬
‫العبارة‪ ،‬إذ التقدير عليه‪ :‬تصح صلة من بالمكان الخععر إذا وقععف واحععد حععذاء منفععذ‬
‫حين إذ وقف واحد إلخ‪ ،‬وإنما كان التقدير ما ذكععر لن إذا منصععوبة بجوابهععا‪ .‬فتنبععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تبعا لهذا المشاهد( أي للمام أو بعععض مععن معععه‪ ،‬فهععو بصععيغة اسععم الفاعععل‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون بصيغة اسم المفعول‪ .‬وعلى كل فععالمراد بععه الواقععف حععذاء المنفععذ‪.‬‬
‫فالول‪ :‬باعتبار أنه هو مشاهد للمععام أو مععن معععه‪ .‬والثععاني‪ :‬باعتبععار أن المععأمومين‬
‫الذين في بنائه يشاهدونه‪) .‬قوله‪ :‬فهو( أي هذا المشاهد‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي حقهععم( أي مععن‬
‫بالمكان الخر‪) .‬قوله‪ :‬حتى ل يجوز إلخ( حععتى تفريعيعة والفعععل بعععدها مرفععوع‪ ،‬أي‬
‫وإذا كان كالمام فل يجوز التقدم إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ول بأس بالتقدم عليه في الفعال( علععل‬
‫ذلك في التحفة بكونه ليس بإمام حقيقة‪ ،‬قال‪ :‬ومن ثععم اتجععه جععواز كععونه امععرأة‪ ،‬وإن‬
‫كان من خلفه رجال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقياسه‪ :‬جواز كععونه أميععا‪ ،‬أو ممععن يلزمععه القضععاء كمقيععم‪،‬‬
‫ومتيمم‪ .‬وخالف الجمال الرملععي‪ :‬فاعتمععد أنععه يضععر التقععدم بالفعععال كالمععام‪ ،‬وعععدم‬
‫جواز كونه امرأة لغير النسععاء‪ .‬وقياسععه عععدم الكتفععاء بععالمي ومععن يلزمععه القضععاء‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬ول يضععرهم بطلن صععلته( أي ل يضععر المععأمومين الععذين بالمكععان الخععر‬
‫بطلن صلة هذا المشاهد الواقف حذاء المنفذ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬فيتمونها خلععف المععام‬
‫إن علموا بانتقالته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كرد الريح الباب( الكاف للتنظيععر فععي عععدم الضععرر‪.‬‬
‫وخرج بالريح ما لو رده هو‪ ،‬فإنه يضر‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪) :‬فرع( المعتمد أنععه إذا‬
‫رد الباب في الثناء بواسطة ريح أو غيره امتنع القتععداء وإن علععم انتقععالت المععام‪،‬‬
‫لتقصيره بعدم إحكام فتحه‪ ،‬بخلف ما لو زالت الرابطة في الثناء بحدث أو غيره ل‬
‫يمنع بقاء القتداء‪ ،‬بشرط العلم بالنتقالت‪ .‬ا‍ه سم على منهج وقوله‪ :‬أو غيره ظاهره‬
‫ولو كان عاقل‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أثناءها( أي الصلة وخععرج بععه مععا لععو رده ابتععداء‪ ،‬فععإنه‬
‫يضر‪ .‬وهذا مؤيد لما مر‪) .‬قوله‪ :‬لنععه يغتفععر إلععخ( تعليععل لعععدم الضععرر فععي صععورة‬
‫بطلن صععلة المشععاهد ورد الريععح البععاب‪) .‬قععوله‪ :‬لععو وقععف أحععدهما( أي المععام أو‬
‫المأموم‪) .‬وقوله‪ :‬في علو( بضم العين وكسرها‪ ،‬مع سكون اللم‪) .‬قوله‪ :‬والخر( أي‬
‫وقف الخر إماما أو مأموما‪) .‬وقوله‪ :‬فعي سعفل( بضعم السعين وكسعرها‪ ،‬معع سعكون‬
‫الفععاء‪) .‬قععوله‪ :‬اشععتراط عععدم الحيلولععة( أي اشععتراط أن ل يوجععد حععائل بينهمععا يمنععع‬
‫الستطراق إلى المععام عععادة‪ .‬ويشععترط أيضععا القععرب‪ ،‬بععأن ل يزيعد مععا بينهمععا علععى‬
‫ثلثمععائة ذراع إن كانععا ‪ -‬أو أحععدهما ‪ -‬فععي غيععر المسععجد‪ ،‬وإل فل يشععترط‪ .‬قععال فععي‬
‫المغني‪:‬‬

‫] ‪[ 37‬‬
‫وينبغي أن تعتبر المسافة من السافل إلى قدم العالي‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ل محاذاة إلخ(‬
‫معطوف على عدم الحيلولة‪ ،‬أي ل يشترط محععاذاة قععدم العلععى رأس السععفل‪ .‬وهععذا‬
‫هو طريقة العراقيين‪ ،‬وهععي المعتمععدة‪ .‬وطريقععة المععراوزة الشععتراط‪ ،‬وهععي ضعععيفة‬
‫ومعنى المحاذاة عليها‪ :‬أنه لو مشععى السععفل جهععة العلععى معع فععرض اعتععدال قععامته‬
‫أصاب رأس السععفل قععدميه مثل‪ ،‬وليععس المععراد كععونه لععو سععقط العلععى سععقط علععى‬
‫السعفل‪ .‬والخلف فععي غيعر المسععجد‪ ،‬أمععا هعو فليسععت المحععاذاة بشعرط فيعه‪ ،‬باتفعاق‬
‫الطريقتين‪ ،‬فقوله وإن كانا في غير المسجد‪ :‬الغاية للرد على من شععرط المحععاذاة فععي‬
‫غيره‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لجمع متأخرين( أي شرطوا ذلك في غير المسجد‪ ،‬كما علمععت‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬ويكععره إلععخ( أي للنهععي عععن ارتفععاع المععام عععن المععأموم‪ .‬أخرجععه أبععو داود‬
‫والحاكم‪ ،‬وللقياس عليه في العكس‪) .‬وقوله‪ :‬ارتفاع أحدهما على الخععر( أي ارتفاعععا‬
‫يظهر حسا‪ ،‬وإن قل‪ ،‬حيث عده العرف ارتفاعا‪ ،‬وما نقل عن الشيخ أبي حامد أن قلة‬
‫الرتفاع ل تؤثر يظهر حمله علععى مععا تقععرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايععة‪ .‬ومثلععه فععي التحفععة‪ .‬ومحععل‬
‫الكراهة‪ ..‬إذا أمكن وقوفهما على مستو‪ ،‬وإل بأن كان موضع الصلة موضوعا على‬
‫هيئة فيها ارتفاع وانخفاض فل كراهة‪ .‬قال الكردي‪ :‬وفي فتاوي الجمال الرملععي‪ :‬إذا‬
‫ضاق الصف الول عن الستواء يكون الصف الثاني الخالي عن الرتفاع أولععى مععع‬
‫الصف الول من الرتفاع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل حاجة( متعلق بارتفاع‪ ،‬أي يكره الرتفععاع‬
‫إذا لم توجد حاجة‪ ،‬فإن وجدت حاجة كتعليم المام المأمومين صفة الصععلة‪ ،‬وكتبليععغ‬
‫المأموم تكبير المام‪ ،‬فل يكععره‪ ،‬بععل ينععدب‪) .‬قععوله‪ :‬ومنهععا( أي ومععن شععروط صععحة‬
‫القدوة‪) .‬وقوله‪ :‬موافقة في سنن( أي أن يوافق المأموم المام فعي فعععل أو تععرك سعنن‬
‫تفحش مخالفة المأموم فيها له‪ ،‬فإن فعلها المععام وافقععه فععي فعلهععا‪ ،‬وإن تركهععا وافقععه‬
‫فيععه‪) .‬وقععوله‪ :‬فعل أو تركععا( تمييععز لكععل مععن موافقععة ومخالفععة‪ ،‬أو منصععوب بنععزع‬
‫الخافض‪ ،‬أي الموافقة أو المخالفة في السنن من جهة الفعععل أو الععترك‪ ،‬أو بالفعععل أو‬
‫الترك‪) .‬قوله‪ :‬فتبطل إلخ( مفرع على مفهوم الشععرط المععذكور‪) .‬وقععوله‪ :‬مخالفععة فععي‬
‫سنة( أي تفحش المخالفة بها‪) .‬قوله‪ :‬كسجدة إلخ( تمثيل للسععنة الععتي تفحععش المخالفععة‬
‫بها‪) .‬قوله‪ :‬فعلها المام وتركها المأموم( أي أو فعلهععا المععأموم عامعدا عالمععا وتركهععا‬
‫المام‪) .‬قوله‪ :‬عامدا عالما( أي تركها حععال كععونه عامععدا عالمععا بععالتحريم‪ ،‬فععإن كععان‬
‫ناسيا أو جاهل فل تبطل‪ ،‬لعذره‪) .‬قوله‪ :‬وتشهد أول فعله المام وتركععه المععأموم( أي‬
‫على تفصيل فيه مر في سجود السهو‪ .‬وحاصله‪ :‬أن المأموم إن تركه سهوا أو جهل‪،‬‬
‫ثم تذكر أو علم قبل انتصاب المام ولم يعد تبطل صلته‪ ،‬وإن تركه عامععدا عالمععا ل‬
‫تبطل صلته‪ ،‬بل يسن له العود‪) .‬قوله‪ :‬أو تركه المام( أي تركه كله وفعله المأموم‪.‬‬
‫فإن ترك بعضه فللمأموم أن يتخلف لتمامه ‪ -‬كما سيذكره ‪ -‬قععال فععي النهايععة‪ :‬وقععول‬
‫جماعة‪ :‬إن تخلفه لتمام التشهد مطلوب فيكععون كععالموافق هععو الوجععه إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫الجهععوري‪ :‬وحينئذ إذا كمععل تشععهده وأدرك زمنععا خلععف المععام ل يسععع الفاتحععة‪ ،‬أو‬
‫أدركه راكعا‪ ،‬وجب عليه أن يقرأ الفاتحة‪ ،‬ويغتفر له التخلععف بثلثععة أركععان طويلععة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وشرط ابن حجر في شرح الرشاد‪ ،‬لجواز التخلععف لتمععامه‪ ،‬أن ل يتخلععف عععن‬
‫المام بركنين فعليين متواليين‪ ،‬بأن يفرغ المام منهما وهو فيما قبلهما‪) .‬قوله‪ :‬عامدا‬
‫عالما( راجع للصورة الثانية فقط‪ .‬أي فعله المأموم حال كونه عامدا عالما بععالتحريم‪،‬‬
‫فإن فعله ناسيا أو جاهل فل تبطل‪) .‬قوله‪ :‬وإن لحقه على القرب( غاية فععي البطلن‪،‬‬
‫أي تبطل بفعله وإن لحق إمعامه علععى القعرب‪ .‬وهعي للععرد علعى يمعن يقععول ل تبطععل‬
‫حينئذ‪) .‬قععوله‪ :‬حيععث لععم يجلععس المععام للسععتراحة( متعلععق بمقععدر‪ ،‬أي تبطععل بفعععل‬
‫المأموم له حيث لم يجلس المام لذلك‪ ،‬وسيذكر قريبا مفهعومه‪) .‬قععوله‪ :‬لعععدو لععه ععن‬
‫إلخ( تعليل لبطلنها في جميع الصور‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا لم‬

‫] ‪[ 38‬‬
‫تفحش المخالفة( محترز قوله تفحش مخالفععة فيهععا‪) .‬قععوله‪ :‬كقنععوت إلععخ( تمثيععل‬
‫للسنة التي ل تفحش المخالفة فيها‪ ،‬ومثلعه جلسعة السعتراحة‪ ،‬فل يضعر التيعان بهعا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في سجدته الولى( قد تقدم أنه إن علم أنه يدرك المععام فيهععا سععن لععه التخلععف‬
‫للتيان به‪ ،‬وإن علم أنه ل يتم قنععوته إل بعععد جلععوس المععام بيععن السععجدتين كععره لععه‬
‫التخلف‪ ،‬وإن علم أنه ل يتمه إل بعد هعويه للسعجدة الثانيعة حعرم عليعه التخلعف‪ ،‬فعإن‬
‫تخلف لذلك ولم يهو للولى إل بعد هوي المام للسجدة الثانية بطلت صلته‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وفارق( أي القنوت التشهد الول‪ ،‬أي حيث قلنععا ببطلن صععلة المععأموم بععالتخلف لععه‬
‫وإن أدرك المام في القيام‪) .‬وقوله‪ :‬بأنه( أي المأموم فيه‪ ،‬أي التشهد‪) .‬وقوله‪ :‬وهذا(‬
‫أي المتخلف للقنوت‪) .‬قوله‪ :‬ما كان فيه المام( أي وهو العتدال‪) .‬قوله‪ :‬فل فحععش(‬
‫أي بتخلفه للقنوت‪) .‬قوله‪ :‬وكذا ل يضر إلخ( لو قال ‪ -‬كمععا فععي التحفععة ‪ -‬ومععن ثععم ل‬
‫يضر إلخ لكان أسبك‪) .‬قععوله‪ :‬إن جلععس إمععامه للسععتراحة( خععالف فععي ذلععك الرملععي‬
‫والخطيب‪ ،‬فقال‪ :‬إن تخلف المام لجلسة الستراحة ل يبيعح للمعأموم التخلعف للتشعهد‬
‫الول‪) .‬قوله‪ :‬وإل إلخ( أي وإن لم يجلس المام للستراحة لم يجز التيععان بالتشععهد‪،‬‬
‫وأبطل ذلك التيان صلة العالم العامد‪ ،‬ل الجاهل ول الناسي‪ .‬وهذا قد علم من قععوله‬
‫أو تركه المام وفعله المأموم عامدا عالما‪ .‬إل أن يقال ذكره لجل تقييده بالقيد بعععده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما لم ينو مفارقته( قيد في البطلن‪) .‬وقععوله‪ :‬وهععو فععراق( أي المفارقععة لجععل‬
‫إتيانه بالتشهد الذي تركه المام فععراق أي مفارقععة بعععذر فل تفععوته فضععيلة الجماعععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيكون( أي الفراق لذلك‪) .‬وقوله‪ :‬أولى( أي من المتابعععة مععع تركععه التشععهد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإذا لم يفرغ المأموم منه( أي التشهد‪) .‬وقوله‪ :‬جاز له( أي للمععأموم‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بل ندب( أي التخلف‪) .‬قوله‪ :‬إن علم إلخ( قيد في الندبيععة‪ .‬وخععرج بععه مععا إذا لععم يعلععم‬
‫ذلك‪ ،‬فل يندب له‪ ،‬بل يباح له‪ ،‬ويغتفر له ثلثة أركععان علععى مععر‪) .‬قععوله‪ :‬ل التخلععف‬
‫لتمام سورة( أي ل يندب التخلف له‪ ،‬بل يكره‪) .‬قععوله‪ :‬إذا لععم يلحععق إلععخ( أي إذا لععم‬
‫يعلم أنه يلحق المام في الركوع إذا تخلف للتيان بالسورة‪ ،‬فإن علم ذلك فل كراهة‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬ومنهععا( أي ومععن شععروط صععحة القععدوة‪) .‬قععوله‪ :‬عععدم تخلععف إلععخ( أي أن ل‬
‫يتخلف المأموم عن إمامه بركنين إلخ‪) .‬وقععوله‪ :‬فعلييععن( سععيذكر محترزهمععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫متواليين( خرج به ما إذا تخلف بركنيععن غيععر متععواليين كركععوع وسععجود فل يضععر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تامين( تمام الركن يكون بشروعه فيما بعده‪ .‬وخرج به ما إذا تخلف بركنيععن‬
‫غير تامين‪ ،‬بأن يكون لم ينتقل المام من الركن الثاني فإنه ل يضععر‪ .‬وعلععم مععن هععذا‬
‫أن المأموم لو طول العتدال بما ل يبطله حتى سجد المام وجلس بين السععجدتين ثععم‬
‫لحقه ل يضر‪ ،‬لنه لم يتخلف عنه بركنين تععامين‪ .‬ول يشعكل علععى هعذا مععا لعو سععجد‬
‫المام للتلوة وفرغ منه والمأموم قععائم فععإن صععلته تبطععل وإن أتععى بععه‪ ،‬مععع أنععه لععم‬
‫يتخلف عنه بركنيععن تععامين‪ ،‬لن سععجود التلوة لمععا كععان يوجععد خععارج الصععلة كععان‬
‫كالفعل الجنبي‪ ،‬ففحشت المخالفة‪ ،‬بخلف ما هو من أجععزاء الصععلة فععإنه ل تفحععش‬
‫المخالفة به إل إن تعدد‪ .‬أفاده في التحفة‪) :‬قوله‪ :‬بل عذر( متعلق بتخلف‪ .‬وخععرج بععه‬
‫ما إذا وجد عذر‪ ،‬فإنه ل يضر تخلفه بركنين‪ ،‬بل يغتفر له ثلثة أركععان طويلععة‪ ،‬كمععا‬
‫سيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬مععع تعمعد وعلععم( ل حاجعة إليعه بععد قععوله بل ععذر‪ ،‬لن العععذر‬
‫صادق بالنسععيان والجهععل وغيرهمععا مععن العععذار التيععة‪ ،‬إل أن يخععص العععذر بغيععر‬
‫النسيان والجهل من بقية العذار‪) .‬قعوله‪ :‬وإن لعم يكونعا طعويلين( صعاد بمعا إذا كانعا‬
‫قصيرين‪ ،‬أو طويل وقصيرا‪ .‬والول غير مراد‪ ،‬لعدم تصوره‬
‫] ‪[ 39‬‬
‫والغاية لبطلن التخلف بهما‪ ،‬ولو أخرها عن المفهوم لكععان أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن‬
‫تخلف بهما إلخ( مفهوم قوله عععدم تخلععف إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬بطلععت صععلته( أي إن كععان‬
‫التخلف بل عذر‪ ،‬كما يعلم مما قبلععه‪) .‬قععوله‪ :‬لفحععش المخالفععة( علععة البطلن‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫كأن ركع إلخ( تمثيل للتخلف بركنين فعلييععن تععامين‪) .‬قععوله‪ :‬أي زال مععن حععد القيععام(‬
‫تفسير مراد للهوي إلى السجود‪ ،‬فإن لم يزل من حد القيام بأن كععان أقععرب للقيععام مععن‬
‫أقل الركوع‪ ،‬أو كان إليهما على حد سواء‪ ،‬فل يضر‪ ،‬لنه لم يخععرج مععن حععد القيععام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخرج بالفعليين القوليان( أي كالتشهد الخير والصلة على النبي )ص( فيععه‪.‬‬
‫)وقععوله‪ :‬أو القععولي والفعلععي( أي كالفاتحععة والركععوع‪) .‬قععوله‪ :‬وعععدم تخلععف إلععخ(‬
‫معطوف على عدم تخلف السابق‪ .‬أي ومن الشروط أيضا‪ :‬ععدم تخلععف المععأموم ععن‬
‫إمامه إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬معهما( أي مع التعمععد والعلععم‪ .‬ويقععال فيععه مععا مععر أيضععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بأكثر من ثلثة أركان طويلة( قال في النهاية‪ :‬المراد بالكثر أن يكون السععبق بثلثععة‬
‫والمام في الرابع‪ ،‬كأن تخلف بالركوع أو السجدتين والقيام‪ ،‬والمام في القيام‪ ،‬فهععذه‬
‫ثلثة أركان طويلة‪ .‬فلو كان السبق بأربعة أركان والمام فععي الخععامس‪ ،‬كععأن تخلععف‬
‫بالركوع والسجدتين والقيام‪ ،‬والمام حينئذ في الركوع‪ ،‬بطلععت صععلته‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويععوافقه‬
‫تصوير شارحنا التي‪) .‬قوله‪ :‬فل يحسب منهععا إلععخ( أي ل يعععد العتععدال والجلععوس‬
‫بين السجدتين من الركان الطويلععة‪ ،‬لنهمععا ركنععان قصععيران‪) .‬قععوله‪ :‬بععذر أوجبععه(‬
‫متعلق بتخلف‪) .‬واعلم( أن العذار التي توجب التخلف كثيرة‪ :‬منها أن يكون المأموم‬
‫بطئ القراءة لعجز خلقي ل لوسوسة‪ ،‬والمام معتدلها‪ ،‬وأن يعلم أو يشك قبل ركوعه‬
‫وبعد ركوع إمامه أنه ترك الفاتحة‪ ،‬وأن يكون المأموم لم يقرأها منتظرا سكتة إمععامه‬
‫عقبها فركع المام عقب قراءتععه الفاتحععة‪ ،‬وأن يكععون المععأموم موافقععا واشععتغل بسععنه‬
‫كدعاء الفتتععاح والتعععوذ‪ ،‬وأن يطععول السععجدة الخيععرة عمععدا أو سعهوا‪ ،‬وأن يتخلععف‬
‫لكمععال التشععهد الول أو يكععون قععد نععام فيععه متمكنععا‪ ،‬وأن يشععك هععل هععو مسععبوق أو‬
‫موافق ؟ فيعطى حكم الموافق المعذور ويتخلف لقراءة الفاتحة‪ ،‬وأن يكععون نسععي أنععه‬
‫في الصلة ولم يتذكر إل والمام راكع أو قريب منععه‪ ،‬أو يكععون سععمع تكععبيرة المععام‬
‫بعد الركعة الثانية فظنها تكبيرة التشهد فإذا هععي تكععبيرة قيععام فجلععس وتشععهد‪ ،‬ثععم قععام‬
‫فرأى المام راكعا‪ .‬وقد ذكر الشارح بعضها‪ .‬ومما ينسب للشيخ العزيزي‪ :‬إن رمععت‬
‫ضبطا للذي شرعا عذر * * حتى له ثلث أركان غفر‪ :‬من في قراءة لعجزه بطععئ *‬
‫* أو شك إن قرا ومن لها نسي وصف موافقععا لسععنة عععدل * * ومععن لسععكتة انتظععاره‬
‫حصل من نام في تشهد أو اختلط * * عليه تكبير المام مععا انضععبط كععذا الععذي يكمععل‬
‫التشهدا * * بعد إمام قام منه قاصدا والخلف في أواخر المسععائل * * محقععق فل تكععن‬
‫بغافل وقوله‪ :‬والخلف في أواخر المسائل‪ ،‬وهي ثلثة‪ :‬من نام في تشهده الول ممكنا‬
‫مقعده بمقره فما انتبه من نومه إل وإمامه راكع‪ ،‬ومن سمع تكبير إمععامه للقيععام فظنععه‬
‫لجلوس التشهد فجلس له وكبر إمامه للركوع فظنه للقيععام معن التشعهد الول ثعم علععى‬
‫أنه للركوع‪ .‬ففي هاتين المسألتين جرى الخلف بين العلمتين ابععن حجععر‪ ،‬والشععمس‬
‫الرملي‪ ،‬فقال الول‪ :‬هو مسبوق‪ ،‬فيلزمه أن يقرأ مععن الفاتحععة مععا تمكععن منهععا‪ .‬وقععال‬
‫الثاني‪ :‬هو موافق‪ ،‬يغتفر له ثلثة أركان طويلة‪ .‬والمسألة الثالثة‪ :‬من مكعث بععد قيعام‬
‫إمامه لكمال التشهد الول‪ ،‬فل انتصب وجد إمامه راكعععا أو قععارب أن يركععع‪ .‬فقععال‬
‫الرملي‪ :‬هو موافق‪ ،‬يغتفر له ما مر من الركان‪ .‬وقال حجر‪ :‬هو كالموافق المتخلف‬
‫لغير عذر‪ ،‬فإن أتم فاتحته قبل هوي‬

‫] ‪[ 40‬‬
‫المام للسجدة أدرك الركعة‪ ،‬وإن لم يتمها قبععل الهععوي نععوى المفارقععة‪ ،‬وجععرى‬
‫على نظم صلة نفسععه‪ ،‬فععإن خععالف بطلععت صععلته‪ .‬وزيععد مسععألة رابعععة جععرى فيهععا‬
‫الخلف‪ ،‬وهي‪ :‬ما لو نسي كونه مقتديا وهو في السجود مثل‪ ،‬ثعم تععذكر فلععم يقععم مععن‬
‫سجدته إل والمام راكع أو قارب أن يركع‪ ،‬فقال الرملي‪ :‬هو كموافق‪ .‬وعنععد حجععر‪:‬‬
‫كالمسبوق‪ .‬ومسألة خامسة‪ ،‬وهي‪ :‬ما لو شك هل أدرك زمنا يسع الفاتحة أم ؟ فجرى‬
‫في التحفة على أنه يلزمه الحتياط فيتخلف ل تمامها ول يدرك الركعة إل إن أدركععه‬
‫في الركوع‪ ،‬فلو أتمها والمام آخذ في الهوي للسجود لزمه المتابعة ويأتي بعععد سععلم‬
‫المام بركعة‪ ،‬ولو لم يتم حتى هوي المام للسععجود لزمععه نيععة المفارقععة‪ ،‬وإل بطلععت‬
‫صلته‪ .‬والععذي جععرى عليععه الرملععي ومثلععه الخطيععب‪ ،‬أنععه كععالموافق‪ ،‬فيجععري علععى‬
‫ترتيب صلة نفسه ويدرك الركعة‪ ،‬ما لم يسبق بأكثر مععن ثلثعة أركععان طويلعة‪ .‬وبععه‬
‫أفتى الشهاب الرملي‪ ،‬وظاهر المداد يميل إليه‪) .‬قوله‪ :‬كإسععراع إمععام قععراءة( تمثيععل‬
‫للعذر‪ .‬والمراد بالسراع‪ :‬العتدال‪ ،‬فععإطلق السععراع عليععه لنععه فععي مقابلععة البطععء‬
‫الحاصل للمأموم‪ .‬وأما لو أسرع المام حقيقة بأن لم يععدرك معععه المععأموم زمنععا يسععع‬
‫الفاتحة للمعتدل فإنه يجب على المأموم أن يركععع مععع المععام ويتركهععا لتحمععل المععام‬
‫لها‪ ،‬ولو في جميع الركعات‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع‪ .‬ش‪) .‬قععوله‪ :‬أو الحركععات( انظععر علععى أي شععئ‬
‫يعطف ؟ فإن يعطف على قععوله ‪ -‬فععي الشععرح ‪ -‬القععراءة‪ ،‬ويكععون المعنععى‪ :‬والمععأموم‬
‫بطئ في القراءة أو فععي الحركععات‪ ،‬فل يناسععب أن يكععون مقععابل لسععراع المععام فععي‬
‫القراءة‪ .‬وإن يعطف على قوله ‪ -‬في المتن ‪ -‬قراءة‪ ،‬ويكععون المعنععى‪ :‬وكإسععراع إمععام‬
‫قراءة‪ ،‬أو الحركات‪ ،‬فل يناسب أن يكون مقابل له بطء المأموم في القراءة‪ .‬ثم ظهععر‬
‫صحة العطف على كل منهما‪ ،‬لكن بتقدير مقابل يناسبه‪ ،‬فإن عطف على القراءة فععي‬
‫الشرح قدر في المتن أو حركة‪ ،‬وإن عطف على قراءة في المتن قدر فععي الشععرح أو‬
‫الحركة‪ .‬والمعنى علععى الول‪ :‬وكإسععراع إمععام قععراءة أو حركععة والمععأموم بطععئ فععي‬
‫القراءة أو في الحركات‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬وكإسراع إمععام قععراءة أو الحركععات والمععأموم‬
‫بطئ في القراءة أو الحركات‪ ،‬وإنما احتيج إلى ذلععك لن إسععراع المععام فععي الحركععة‬
‫مع بطء المأموم فيها عذر مستقل‪ .‬وبالجملة فلو أسععقطه الشععارح لكععان أولععى‪ ،‬بععل إن‬
‫نظرت إلى قوله بعد‪ :‬فيلزم المأموم في الصور المذكورة إلخ‪ ،‬كان متعينا كما سععتقف‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬وانتظار إلخ( معطوف على إسراع‪ ،‬أي وكانتظار مأموم سععكتة إمععامه‪،‬‬
‫فهو عذر مستقل‪) .‬قوله‪ :‬ليقرأ( أي المأموم‪) .‬وقوله‪ :‬فيها( أي السكتة‪) .‬قوله‪ :‬فركععع(‬
‫أي المام عقبها‪ ،‬أي عقب قراءته الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬وسهوه( أي وكسهوه ‪ -‬أي المأموم‬
‫‪ -‬عن الفاتحة‪ ،‬فهو معطوف على إسراع‪) .‬قوله‪ :‬وشكه( أي وكشععكه ‪ -‬أي المععأموم ‪-‬‬
‫هل قرأها أم ل ؟ )وقوله‪ :‬قبل ركوعه( أي المأموم‪) .‬قوله‪ :‬أما التخلف لوسوسة إلخ(‬
‫مفهوم قوله ل لوسوسة‪) .‬قوله‪ :‬فليس بعععذر( أي فيجععب عليععه حينئذ أن يقععرأ الفاتحععة‬
‫ول يسقط منها شئ‪ ،‬فإذا تخلف لكمالها فله ذلك إلى قععرب فععراق المععام مععن الركععن‬
‫الثاني‪ ،‬فحينئذ يلزمه نية المفارقة إن بقععي عليععه شععئ منهععا‪ ،‬لبطلن صععلته بشععروع‬
‫المام فيما بعده‪) .‬قوله‪ :‬أن يأتي فيه( أي ذي الوسوسة‪) .‬قوله‪ :‬ما في بطععئ الحركععة(‬
‫أي ما ذكروه في بطئ الحركة‪ ،‬ول بد من تقععدير مضععاف فععي كلمععه‪ ،‬أي نظيععر مععا‬
‫ذكروه فيه‪ ،‬وذلك أن بطئ الحركة ل يتخلف لتمام الفاتحة‪ ،‬وإنما يتخلععف لتمععام مععا‬
‫عليه من الفعال‪ ،‬ويغتفر له ثلثة أركان طويلععة‪ .‬وأمععا ذو الوسوسععة فيتخلععف لتمععام‬
‫الفاتحة‪ ،‬ويغتفر له ثلثة أركععان طويلععة‪ ،‬فهععو يععأتي فيععه نظيععر مععا ذكععروه فععي بطععئ‬
‫الحركة في مطلععق التخلععف والغتفععار المععذكور‪ ،‬ول يععأتي فيععه عينععه‪) .‬قععوله‪ :‬فيلععزم‬
‫المأموم في الصور المذكورة( أي غير بطئ الحركة‪ .‬وذلك لما علمت أن‬

‫] ‪[ 41‬‬
‫بطئ الحركة ل يلزمه التخلف لتمام الفاتحة‪ ،‬بععل هععو كععالمزحوم عععن السععجود‬
‫يتخلف لتمام ما عليه من الفعال‪ ،‬ويغتفر له ثلثة أركان طويلة‪ .‬فإذا أتى بمععا عليععه‬
‫ووجد المعام راكععا سعقطت عنعه الفاتحعة‪ ،‬لنعه فعي حكعم المسعبوق‪) .‬وقعوله‪ :‬إتمعام‬
‫الفاتحة( أي والمشي على ترتيب صلة نفسه‪) .‬والحاصل( يلزم المأموم فععي الصععور‬
‫المذكورة وغيرها مما يشبهها‪ ،‬تمام الفاتحة‪ ،‬ويغتفر له ثلثة أركان طويلة‪ ،‬فإن فرغ‬
‫من الفاتحة قبل أن يتلبس المام بالرابع ‪ -‬ولو صععورة‪ :‬كالتشععهد الول ‪ -‬مشععى علععى‬
‫نظم صلة نفسه‪ ،‬فيركع‪ ،‬ويعتدل‪ ،‬ويسجد السجودين‪ .‬فإذا فععرغ مععن ذلععك وقععام‪ :‬فععإن‬
‫وجد المام راكعا ركع معه‪ ،‬وسقطت عنه الفاتحة‪ .‬وإن وجده في القيام قبل أن يركع‬
‫وقف معه‪ ،‬فإن أدرك معه زمنا يسع الفاتحة‪ ،‬فهو موافق‪ ،‬فيجب عليه إتمععام الفاتحععة‪.‬‬
‫وإن لم يدرك زمنا يسع الفاتحة فهو مسبوق يقععرأ مععا أمكنععه مععن الفاتحععة‪ .‬وإن وجععده‬
‫فيما بعد الركوع وافقه فيما هععو فيععه‪ ،‬وتععدارك بعععد سععلم المععام مععا فععاته‪ .‬وإن فععرغ‬
‫المأموم من فاتحته بعد تلبس المام بالرابع بأن وصععل إلععى حععد تجععزئ فيععه القععراءة‪،‬‬
‫بأن انتصب قائما أو استقر جالسا‪ ،‬فهو مخير بين المتابعة للمععام وبعععد السععلم يععأتي‬
‫بركعة‪ ،‬وبين نية المفارقة ويمشي على نظم صلة نفسعه‪ .‬فعإن انتقعل المعام للخعامس‬
‫ولم يتابع ولم ينو المفارقة بطلت صلته‪ .‬وكذا تبطل أيضا فيمععا إذا مشععى علععى نظععم‬
‫صلة نفسه من غير نية المفارقة بعععد تلبععس المععام بععالرابع‪) .‬قععوله‪ :‬وإن تخلععف مععع‬
‫عذر( مقابل قوله‪ :‬وعدم تخلف إلخ‪ .‬ويوجد في بعض نسععخ الخععط )وإل( بععأن تخلععف‬
‫مع عذر إلخ‪ ،‬وهو أولى‪ ،‬لن قوله فليوافق عليه جواب إن الشرطية المدغمععة فععي ل‬
‫النافية‪ ،‬وعلى ما في غالب النسخ ل يكون بينه وبين ما قبلععه ارتبععاط‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن ل‬
‫يفرغ من الفاتحة( تصوير للتخلف بأكثر من ثلثة أركععان‪) .‬وقععوله‪ :‬إل والمععام قععائم‬
‫إلخ( فل عبرة بشروعه في النتصاب للقيام أو الجلوس‪ ،‬بل ل بد مععن أن يسععتقر فععي‬
‫أحدهما‪ ،‬إذ ل يصدق عليه أنه سبق بالكثر إل حينئذ‪ ،‬لن ما قبلععه مقدمععة للركععن‪ ،‬ل‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فليوافق( جواب إن الشرطية المدغمة في ل النافيععة ‪ -‬علععى‬
‫ما في بعض نسخ الخط ‪ -‬أو جواب إن الشرطية التي قدرها الشععارح ‪ -‬علععى مععا فععي‬
‫غالب النسخ ‪ -‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬في الركن الرابععع( متعلععق بيوافععق‪ ،‬أي يععوافقه فععي‬
‫الركن الرابع الذي هو القيام أو الجلوس للتشهد‪ .‬والموافقة تكون بالقصد إن كععان فععي‬
‫القيام وبالفعل إن كان في التشهد‪ .‬ويعتد له بما قرأه من الفاتحة في الولى‪ ،‬ويلغي ما‬
‫قرأه منها في الثانية بسبب فراقه حد القائم‪ .‬هكذا يستفاد من سم‪ .‬وعبععارته‪ :‬أقععول‪ :‬إذا‬
‫قعد وهو في القيام فقعد معه كما هو الواجب عليه ثم قام للركعة الخرى‪ :‬فهععل يبنععي‬
‫على ما قرأه من الفاتحة في الركعععة السععابقة ؟ الععوجه أنععه ل يجععوز البنععاء‪ ،‬لنقطععاع‬
‫قراءته بمفارقة ذلك القيام إلى قيام آخر من ركعة أخرى‪ ،‬بخلف ما لععو سععجد لتلوة‬
‫في أثناء الفاتحة‪ ،،‬كأن تابع إمامه فيها لرجععوعه بععد السععجود إلععى قيععام تلععك الركععة‬
‫بعينه‪ .‬وأما مسألة ما لو قام وهو في القيععام‪ :‬فل يبعععد حينئذ بنععاؤه علععى قراءتععه لعععدم‬
‫مفارقته حين قيامه‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويترك ترتيب نفسععه( أي وجوبععا‪ .‬وإذا تركععه‬
‫وتابع إمامه فيما هو فيه‪ ،‬ثم ركع المام قبل أن يكمل هو الفاتحة‪ ،‬تخلف لكمالها‪ ،‬ما‬
‫لم يسبق بأكثر من ثلثة أركان أيضععا‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم يتععدارك إلععخ( أي فهععو كالمسععبوق‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن لم يوافقه إلخ( مفهوم قوله فليوافق‪) .‬قوله‪ :‬ولم ينو المفارقععة( هععذا يفيععد أن‬
‫عند قول المصنف فليوافق‪ ،‬سقطا من النساخ‪ ،‬وهععو أو ينععو المفارقععة‪) .‬قععوله‪ :‬بطلععت‬
‫صلته( أي لفحش المخالفة بسعيه على نظم صلة نفسه‪) .‬قوله‪ :‬إن علم( أي وجععوب‬
‫المتابعة‪ .‬وهذا مكرر مع قوله أول مع علمه بوجععوب المتابعععة‪ .‬فالصععواب القتصععار‬
‫على أحدهما‪) .‬وقوله‪ :‬وتعمد( أي عدم المتابعة‪ ،‬فإن تركهععا جععاهل أو ناسععيا وجععرى‬
‫على نظم صلة نفسه‬

‫] ‪[ 42‬‬
‫ل تبطل صلته‪ ،‬لكن ل يعتد بما أتى به علعى ترتيععب نفسعه‪ ،‬فل يعتعد لععه بتلععك‬
‫الركعة‪ ،‬كما في فتح الجواد‪ ،‬وعبارته‪ :‬فإن خالفه جهل منه بوجوب المتابعععة لغععا مععا‬
‫يأتي به على ترتيب نفسه‪ ،‬فل يعتد لععه بتلععك الركعععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن ركععع المععأموم‬
‫إلخ( هذا مقابل قوله وشكه فيها قبل ركوعه‪) .‬وقوله‪ :‬مع المام( خرج به ما إذا ركع‬
‫قبله فشك‪ ،‬فإنه يلزمه العود‪ ،‬كما في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬فشك هل قرأ الفاتحة( أي أو لععم‬
‫يقرأها ؟ فالمقابل محذوف‪) .‬قوله‪ :‬أو تذكر( أي تيقن‪) .‬قوله‪ :‬لععم يجععز لععه العععود( أي‬
‫لقراءتهععا‪ ،‬لفععوات محلهععا بععالركوع‪) .‬قععوله‪ :‬وتععدارك بعععد سععلم المععام ركعععة( قععال‬
‫الزركشي‪ :‬فلو تذكر في قيام الثانية أنه كان قد قرأها حسبت له تلععك الركعععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإل فل( أي وإن لم يعد عالما عامدا بأن عاد جاهل أو ناسيا فل تبطل صلته‪ ،‬لكععن‬
‫ل يدرك هذه الركعععة‪ ،‬وإن قععرأ الفاتحععة بعععد عععوده‪ .‬كععذا فععي سععم‪) .‬قععوله‪ :‬فلععو تيقععن‬
‫القراءة( هذا محترز قوله فشك هل قرأ إلخ‪ .‬وعبارة فتح الجواد‪ :‬وخرج بهل قععرأ مععا‬
‫لو تيقن القراءة وشععك فععي إكمالهععا‪ ،‬فععإنه ل يععؤثر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو اشععتغل مسععبوق(‬
‫)اعلم( أن حاصل مسألة المسبوق أنه إذا ركع المام وهو فععي الفاتحععة‪ ،‬فععإن لععم يكععن‬
‫اشتغل بافتتاح أو تعوذ‪ ،‬وجب عليه أن يركع معه‪ ،‬فإن ركع معه أدرك الركعععة‪ ،‬وإن‬
‫فاته ركوع المام فععاتته الركعععة‪ ،‬ول تبطععل صععلته إل إذا تخلععف بركنيععن مععن غيععر‬
‫عذر‪ .‬وأما إذا اشتغل بافتتاح أو تعوذ فيجعب عليعه إذا ركعع المعام أن يتخلعف ويقعرأ‬
‫بقدر ما فوته‪ ،‬فإن خالف وركععع معععه عمععدا بطلععت صععلته وإن لععم يركععع معععه‪ ،‬بععل‬
‫تخلف‪ ،‬فإن أتى بما يجب عليه وأدرك المععام فععي الركععوع أدرك الركعععة‪ ،‬فععإن رفععع‬
‫المام من الركوع قبل ركوعه فاتته الركعة‪ ،‬فإن هوى المام للسجود وكمل ما فععوته‬
‫وافقه فيه‪ ،‬وإل فارقه وجوبا‪) .‬قوله‪ :‬وهو من لم يدرك من قيام المام إلخ( أي سععواء‬
‫كان قيام الركعة الولى أو غيرها‪ ،‬ويتصععور كعونه مسعبوقا فعي كععل الركععات لنحععو‬
‫زحمة أو بطء حركة‪ .‬ومنععه بالنسععبة للركعععة الثانيععة مثل الموافععق المنععذور إذا مشععى‬
‫على نظم صلته فما انتصب إل وإمامه راكع أو قارب الركوع كما مر‪ .‬ويقع لكععثير‬
‫من الئمة أنهم يسععرعون القععراءة فل يمكععن المععأموم بعععد قيععامه مععن السععجود قععراءة‬
‫الفاتحة بتمامها قبل ركوع المام‪ ،‬فيركع معه‪ ،‬وتحسب له الركعة‪ ،‬ولو وقع لععه ذلععك‬
‫في جميع الركعات‪ ،‬لنه مسبوق‪ .‬فلو تخلف لتمام الفاتحة حتى رفع المام رأسه من‬
‫الركوع‪ ،‬أو ركع معه ولم يطمئن قبل ارتفاع إمامه ععن أقعل الركعوع فععاتته الركععة‪،‬‬
‫فيتبع المام فيما هو فيه‪ ،‬ويأتي بركعة بعد سلم المام‪ ،‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬بالنسبة إلى‬
‫القراءة المعتدلة( أي ل بالنسبة لقراءته ول لقراءة إمامه‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬ونحوها النهايععة‪،‬‬
‫وفي فتاوي ابن حجر ما نصه‪) :‬سئل( رحمه ال تعالى عن تعريف المسبوق بمن لععم‬
‫يدرك زمنا يسع الفاتحة‪ :‬هل ذلك بقراءة نفسه ؟ أم بقراءة معتدلععة إذا كععان هععو بطععئ‬
‫القراءة ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬الذي اعتمده الزركشي في المسبوق‪ ،‬والموافععق‪ ،‬أن العععبرة‬
‫بحال الشخص نفسه في السرعة والبطء‪ .‬والذي رجحتعه فعي شعرح الرشعاد‪ ،‬وبينتعه‬
‫في غيره‪ ،‬أن العبرة بالوسط المعتعدل‪ ،‬لنعه العذي يتصعور عليعه قعولهم‪ :‬أن الموافعق‬
‫بطئ القراءة يتخلف لتمام الفاتحة‪ ،‬ما لم يسبق بأكثر من ثلثععة أركععان طويلععة‪ ،‬ولععو‬
‫اعتبروا قراءة نفسه لكان مسبوقا‪ ،‬وهععو ل يجععوز لععه التخلععف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي‬
‫المسبوق‪) .‬وقوله‪ :‬ضد الموافق( أي فهو الذي يدرك قدرا يسععع الفاتحععة بالنسععبة إلععى‬
‫القراءة المعتدلة‪) .‬قوله‪ :‬ولو شك هل أدرك إلخ( قد تقدم أن هذه المسألة جرى الخلف‬
‫فيها بين حجر وم ر‪ ،‬فل تغفل‪ .‬وشارحنا جار علععى مععا جععرى عليععه الول‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫ول يدرك( أي الشاك في ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ول يدرك( أي الشاك في ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬ما لععم‬
‫يدركه في الركوع( ما مصدرية ظرفية‪ ،‬أي ل يدرك الركعة مععدة عععدم إدراك إمععامه‬
‫في الركوع‪ ،‬فإن أدركه فيه أدرك الركعة‪) .‬قوله‪ :‬بسنة( متعلق باشععتغل‪ ،‬والسععنة فععي‬
‫حقه أن ل يشتغل بسنة‪ ،‬بل يشتغل بالفاتحة‪ ،‬إل أن يظن إدراكها مععع اشععتغاله بالسععنة‬
‫فيأتي بها ثم بالفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬كتعوذ إلخ( تمثيل للسنة‪.‬‬

‫] ‪[ 43‬‬
‫)قوله‪ :‬أو لم يشتغل بشئ( معطوف على جملة ولععو اشععتغل‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن سععكت‬
‫إلخ( تصوير لعدم اشتغاله بشئ‪) .‬قوله‪ :‬وهو عالم إلععخ( الجملعة واقععة حعال معن كععل‬
‫فاعل اشتغل وفاعل لم يشتغل بشععئ‪ ،‬أي اشععتغل مسععبوق بسععنة والحععال أنععه عععالم أن‬
‫واجبه الشتغال بالفاتحة‪ ،‬أو لععم يشععتغل والحععال أنععه عععالم أن واجبععه ذلععك‪ ،‬وسععيذكر‬
‫محترزه بقوله‪ :‬أما إذا جهل أن واجبه ذلك إلخ‪) .‬قوله‪ :‬أو استمع قراءة المام( يحتمل‬
‫عطفه على اشتغل فيكون قسما ثالثا‪ ،‬ويحتمععل عطفععه علععى سععكت فيكععون مععن أفععراد‬
‫القسم الثاني‪ ،‬وهععو سععاقط مععن التحفععة والنهايععة والمغنععي‪ ،‬وهععو أولععى‪ ،‬لن السععكوت‬
‫يشمله‪ ،‬إذ هو تارة يكون مع استماع‪ ،‬وتععارة يكععون بععدونه‪) .‬قععوله‪ :‬قععرأ وجوبععا إلععخ(‬
‫جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬قبل رفعه من سجوده( الذي في التحفة‪ :‬قبل سجوده‪ ،‬وهو المتعين‪،‬‬
‫كما يستفاد من مقابل الوجه التي قريب‪ .‬ولعل لفظ )رفعه ومععن( زيععد مععن النسععاخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على الوجه( أي خلفا لما في شرح الرملععي عععن الفععارقي أن صععورة تخلفععه‬
‫للقراءة أن يظن أنه يظن أنه يدرك المام قبل سجوده‪ ،‬وإل فيتععابعه قطعععا‪ ،‬ول يقععرأ‪.‬‬
‫وذكر مثله الروياني في حليته‪ ،‬والغزالي في إحيائه‪ ،‬ولكنه مخالف لنععص الم‪ ،‬علععى‬
‫أن صورتها أن يظن أنه يدرك المععام فععي ركععوعه وإل فيفععارقه‪ ،‬ويتععم صععلته‪ .‬نبععه‬
‫على ذلك الذرعي‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬لكن يتجه لزوم المفارقة لععه عنععد عععدم ظنععه ذلععك‪،‬‬
‫فإن لم يفعل أثم‪ ،‬ولكن ل تبطل صلته حععتى يصععير متخلفععا بركنيععن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلععه فععي‬
‫شرح الروض والمغني‪) .‬قوله‪ :‬قدرها( أي السنة‪ ،‬وهو مفعول قععرأ‪) .‬قععوله‪ :‬حروفععا(‬
‫تمييز‪) .‬قوله‪ :‬في ظنه( متعلق بقدرها‪ ،‬أي قدرها بحسععب ظنععه‪ ،‬وهععذا هععو مععا جععرى‬
‫عليه في التحفة والنهاية‪ ،‬والذي في فتح الجواد أنه يجب أن يعد أو يحتاط ا‍ه‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫ل بد من اليقين في القععدر المععذكور‪) .‬قععوله‪ :‬أو قععدر زمععن( بالنصععب معطععوف علععى‬
‫قدرها‪ ،‬أي أو قرأ قدر زمن‪) ،‬وقوله‪ :‬من سكوته( من بمعنى اللم‪ ،‬أي لسكوته‪ .‬ولععو‬
‫حذف لفظ )من( لكان أولعى‪ .‬والمناسعب لقعوله أو اسعتمع‪ :‬أن يزيعد هنعا‪ :‬أو اسعتماعه‬
‫لقراءة إمامه‪) .‬قوله‪ :‬لتقصيره إلععخ( تعليععل لوجععوب قععراءة القععدر المععذكور‪ .‬قععال فععي‬
‫شرح العروض‪ :‬قعال الذرععى‪ :‬وقضعية التعليعل بمعا ذكعر‪ ،‬أنعه إذا ظعن إدراكعه فعي‬
‫الركععوع فعأتى بالفتتعاح والتععوذ فركععع المعام علععى خلف العععادة بعأن قععرأ الفاتحععة‬
‫وأعرض عن السنة التي قبلها والتي بعدها يركع مععه وإن لععم يكععن قععرأ مععن الفاتحععة‬
‫شععيئا‪ .‬ومقتضععى إطلق الشععيخين وغيرهمععا أنععه ل فععرق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععذا المقتضععى هععو‬
‫المعتمد‪ ،‬لبقاء محل القراءة‪ ،‬ول نسلم أن تقصيره بما ذكر منتف في ذلععك‪ ،‬ول عععبرة‬
‫بالظن البين خطؤه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ل فععرق( أي بيععن ظنععه إدراك الفاتحععة وعععدمه‪ .‬قععال‬
‫سم‪ :‬أقول ينبغي أن المراد بالمقتضععى المععذكور‪ ،‬أي مقتضععى كلم الشععيخين‪ ،‬أنععه إذا‬
‫كان الزمن الذي أدركه يسع جميع الفاتحة تخلف لها‪ ،‬كبطء القراءة‪ ،‬أو بعضها لزمه‬
‫التخلف لقراءة قدره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعذر( معطوف على قرأ‪) .‬قوله‪ :‬من تخلععف لسععنة(‬
‫أي لقراءة قدر السنة من الفاتحة‪ .‬وإنما قدرت مععا ذكععر لن التخلععف ل للسععنة‪ ،‬وإنمععا‬
‫هو للقراءة المذكورة‪ .‬وكان المناسب في الحععل أن يقععول‪ :‬وعععذر المسععبوق المتخلععف‬
‫لقراءة قدر ما ذكر مععن السعنة الععتي اشععتغل بهععا ومععن السعكوت ومععن اسععتماع قععراءة‬
‫المام‪) .‬قوله‪ :‬كبطء القراءة( متعلق بمحععذوف صععفة لمصععدر عععذر‪ ،‬أي عععذر عععذرا‬
‫كالعذر ببطء القراءة‪ .‬والكاف للتنظير‪ ،‬أي فيغتفر له ثلثة أركان طويلة‪) .‬قوله‪ :‬على‬
‫ما قاله الشيخان( أي عذر من ذكر على ما قاله الشيخان‪ .‬فالجععار والمجععرور متعلععق‬
‫بعذر‪) .‬قوله‪ ،‬لوجوب التخلف( علة للعذر‪) .‬قوله‪ :‬فيتخلف إلخ( هععذا مقتضععى العععذر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما لم يسبق إلخ( أي يتخلف للقراءة‪ ،‬ثم يجري على نظععم صععلة نفسععه‪ ،‬مععا لععم‬
‫يسبق بذلك‪ ،‬فإن سبق وافق المام وجوبا فيما هعو فيععه‪ ،‬وأتععى بعععد السععلم بركعععة أو‬
‫نوى المفارقة‪ ،‬كما مععر‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا لمععا اعتمععده جمععع محققععون( منهععم‪ :‬المتععولي‪،‬‬
‫والقاضي‪) .‬وقوله‪ :‬من كونه( بيان لما‪ ،‬وضميره يعععود علععى المتخلععف للقععراءة الععتي‬
‫عليه‪) .‬وقوله‪ :‬غير معذور( أي فل يغتفر له ثلثة‬

‫] ‪[ 44‬‬
‫أركان طويلة‪) .‬قوله‪ :‬لتقصيره إلععخ( علععه لمععا اعتمععده جمععع‪) .‬وقععوله‪ :‬بالعععدول‬
‫المذكور( أي وهو العدول عن فععرض إلععى سعنة‪) .‬قعوله‪ :‬وجعزم بعه( أي بمعا اعتمعده‬
‫الجمع المحققون‪) .‬وقوله‪ :‬في شععرح المنهععاج( عبععارته‪ :‬وعلععى الول ‪ -‬يعنععي وعلععى‬
‫لزوم قراءة قدر السنة ‪ -‬متى ركع قبل وفاء ما لزمه بطلععت صععلته‪ ،‬إن علععم وتعمععد‬
‫كما هو ظاهر‪ .‬وإل لم يعتد بما فعله‪ ،‬ومتى ركع المام وهو متخلف لمععا لزمععه وقععام‬
‫من الركوع فاتته الركعة‪ ،‬بناء على أنه متخلف بغير عذر‪ .‬ومن عبر بعذره فعبععارته‬
‫مؤولة‪ .‬ثم إذا فرغ قبععل هععوي المععام للسععجود وافقععه ول يركععع‪ ،‬وإل بطلععت إن علععم‬
‫وتعمد‪ ،‬وإن لم يفرغ وقد أراد المام الهعوي للسعجود فقعد تععارض فعي حقعه وجعوب‬
‫وفاء ما لزمه‪ ،‬وبطلن صلته بهععوي المععام للسععجود‪ ،‬لمععا تقععرر أنععه متخلععف بغيععر‬
‫عذر‪ ،‬فل مخلص لععه عععن هععذين إل نيععة المفارقععة‪ ،‬فتتعيععن عليععه‪ ،‬حععذرا مععن بطلن‬
‫صلته عند عدمها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعض حذف‪ .‬وإذا تأملت العبارة المذكورة تعلم أن شيخه لععم‬
‫يجزم بأنه غير معذور‪ ،‬وإنما رتب حكما ذكره على القول بععأنه غيععر معععذور بقععوله‪:‬‬
‫ومتى ركع المام وهو متخلف‪ ...‬إلى أن قال‪ :‬بناء على أنه متخلف بغير عذر‪ .‬وهععذا‬
‫ل يفيد جزمه بذلك‪ .‬نعم‪ ،‬ظاهر العبارة يقتضي ترجيحه على ما سععواه‪ .‬فتنبععه )قععوله‪:‬‬
‫ثم قال( أي شيخه‪ ،‬أي فععي شععرح المنهععاج‪) .‬قععوله‪ :‬فعبععارته مؤولععة( أي بععأن المععراد‬
‫بعذره‪ :‬عدم الكراهة وعدم البطلن بتخلفه أقل من ركنين قطعععا‪ .‬بخلف غيععره‪ ،‬فععإن‬
‫تخلفه بركن‪ :‬قيل مبطل‪ ،‬وقيل مكروه‪ ،‬وليس المراد به أنه يعذر في سععائر الحععوال‪،‬‬
‫حتى أنه لو تخلف عن المعام بثلثعة أركعان طويلعة سععى خلفعه ولعم تبطعل صعلته‪.‬‬
‫)والحاصل( من قال بعذره أراد ما ذكر‪ ،‬ومن قال بعدمه أراد أنه ل يغتفععر لععه ثلثععة‬
‫أركان طويلة‪) .‬قوله‪ :‬وعليه( أي على ما اعتمععده جمععع محققععون مععن كععون المتخلععف‬
‫لقراءة قدر السنة التي اشتغل بها غير معذور‪ .‬ول يخفى أن عبارته توهم أن من هنععا‬
‫إلى قوله قال شيخنا في شرح الرشاد كلم شيخه في شععرح المنهععاج‪ ،‬وليععس كععذلك‪،‬‬
‫كما يعلم من عبارته السابقة‪ ،‬بل هي عبارة شيخه في شرح الرشععاد‪ ،‬فكععان عليععه أن‬
‫ينص على ذلك‪) .‬والحاصل( من تأمل عبارته المذكورة وجعدها غيعر حسعنة السعبك‪،‬‬
‫بل هي موهمة خلف المراد‪ .‬والسبب في ذلك أنه أدخل بعض العبارات فععي بعععض‪.‬‬
‫فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يدرك المام في الركوع إلخ( مقابله محذوف‪ ،‬وهو إن أدركه فيععه‬
‫أدرك الركعة‪) .‬قوله‪ :‬ول يركع إلخ( يعني إذا قرأ القدر الواجب عليه من الفاتحة بعد‬
‫أن رفع المام رأسه من الركوع فل يمشي على نظععم صععلة نفسععه ويركععع ويعتععدل‪،‬‬
‫لعدم العتداد بذلك‪ ،‬فل فائدة فيه‪ ،‬بععل يتعابع المععام فععي الهعوي للسععجود‪ ،‬ويعأتي بععد‬
‫سلم المام بركعة‪ ،‬فإن لم يفعل ذلك‪ ،‬بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬وإل بطلت صععلته( أي‬
‫وإن لم يتابع إمامه في الهوي للسجود بل ركع بطلت صلته‪) .‬قوله‪ :‬إن علعم وتعمعد(‬
‫قيدان‪ ،‬فإن لم يعلم ويتعمد ذلك ل تبطل صلته‪ ،‬لكن ل يعتد بما فعلععه‪ ،‬فيععأتي بركعععة‬
‫بعد سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬ثم قال( أي شيخه في فتح الجواد‪ ،‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬والععذي‬
‫يتجه إلخ( انظره مع قوله وعليه أنه إلخ‪ .‬هل مفادهمععا واحععد‪ ،‬أو بينهمععا فععرق ؟ فععإن‬
‫كان الول ‪ -‬وهو الظاهر ‪ -‬لزم التكرار‪ ،‬وإن كان الثععاني‪ :‬فل يظهععر الفععرق‪ ،‬إل إذا‬
‫حمل قوله بل يتابعه في هويه على الطلق‪ ،‬أي أنه يتععابعه مطلقععا‪ ،‬سععواء فععرغ مععن‬
‫قراءة القدر الذي عليه‪ ،‬أم لععم يفععرغ منععه‪ .‬ثععم رأيععت الشععارح أسععقط مععن عبععارة فتععح‬
‫الجواد ‪ -‬قبل قوله والذي يتجه إلخ ‪ -‬كلما يترتب ذلك عليععه‪ .‬وعبععارته ‪ -‬بعععد كلم ‪-‬‬
‫وعليه‪ :‬فإذا لم يععدركه إل فععي هععويه للسععجود وجبععت متععابعته ول يركععع‪ ،‬وإل بطلععت‬
‫صلته إن علم وتعمد‪ .‬وإنما يتخلف المتدارك إن ظععن أنععه يععدركه قبععل سععجوده‪ ،‬وإل‬
‫تابعه‪ ،‬وهو ما قاله جمع‪ .‬وإن ظن أنه يدركه فععي ركععوعه وإل فععارقه‪ ،‬وهععو مععا فععي‬
‫الم‪ .‬والذي يتجه‪ :‬أنه يتخلف لقراءة ما لزمه حتى يريد المععام الهععوي للسععجود‪ ،‬فععإن‬
‫كمله وافقه فيه‪ ،‬وإل فارقه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 45‬‬
‫فقوله‪ :‬والذي يتجه أنه يتخلف‪ :‬أي مطلقا‪ ،‬سواء ظن أنه يدركه قبععل سععجوده أو‬
‫قبل ركوعه‪ ،‬أم لم يظن ذلك‪ .‬فتأمل )قوله‪ :‬فإن كمل( أي ما لزمه من القععراءة )قعوله‪:‬‬
‫وافقه فيه( أي وافق المأموم إمامه في الهوي للسععجود )قععوله‪ :‬ول يركععع( أي ويععترك‬
‫الموافقة )قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يوافقه فيه‪ ،‬بل ركععع )قععوله‪ :‬بطلععت صععلته إن علععم‬
‫وتعمد( فإن لم يعلم ذلك ولم يتعمده ل تبطل صلته‪ ،‬ولكن ل يعتد بمععا أتععى بععه‪ ،‬كمععا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬وإل فارقه بالنية( أي وإن لم يكمعل معا لزمعه معن القعراءة نعوى المفارقعة‬
‫وجوبا‪ ،‬لما مر عن ابن حجر من أنه تعارض عليه وجععوب وفععاء مععا لزمعه‪ ،‬وبطلن‬
‫صلته بهوي إمامه للسجود‪ ،‬فل مخلص لععه إل نيععة المفارقععة‪ ،‬فععإن لععم ينوهععا بطلععت‬
‫صلته‪) .‬قوله‪ :‬الول( وهو ما عليه الشيخان من أنه يعذر‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا ركع بععدون‬
‫قراءة قععدرها( مقابععل قعوله‪ :‬قععرأ قععدرها‪) .‬قععوله‪ :‬فتبطععل صععلته( أي إن كععان عامععدا‬
‫عالما‪ ،‬وإل لم يعتد بما فعله‪ ،‬أي فيأتي بركعة بعد سلم المام‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وفي شرح المنهاج له( أي لشيخه‪ .‬وهذا قول مقابل لقععوله‪ :‬قععرأ وجوبععا‪) .‬والحاصععل(‬
‫أن هناك قولين ‪ -‬فيمن اشتغل بسنة ‪ -‬أحععدهما‪ :‬إنععه يجععب عليععه أن يقععرأ مععن الفاتحععة‬
‫بقدر ما قرأه من السنة‪ ،‬واختلف فيه‪ ،‬فقيل إنه يعذر في تخلفه لذلك ويغتفععر لععه ثلثععة‬
‫أركان طويلة‪ ،‬وقيل ل يعععذر‪ ،‬وهععو المعتمععد‪ .‬وثانيهمععا‪ :‬أنععه ل يلزمععه أن يقععرأ بقععدر‬
‫السنة‪ ،‬بل إذا ركع المام ركع معه‪ ،‬لحععديث‪ :‬إذا ركععع المععام فععاركعوا‪ .‬فتسععقط عنععه‬
‫الفاتحة عنه أو بقيتها‪ ،‬كالمسبوق‪) .‬قوله‪ :‬واختير( أي ما نقل عععن معظععم الصععحاب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما إذا جهل أن واجبه ذلك( أي الشتغال بالفاتحة‪ .‬وهععذا محععترز قععوله‪ :‬وهععو‬
‫عالم بأن واجبععه الفاتحععة‪) .‬قععوله‪ :‬فهععو( أي الجاهععل بمععا ذكععر‪) .‬وقععوله‪ :‬بتخلفععه إلععخ(‬
‫الظاهر أن الباء للملبسة متعلقة بمحذوف حال من المبتدأ ‪ -‬علععى رأي سععيبويه ‪ -‬أي‬
‫فهو حال كونه متلبسا بتخلفه لمععا لزمععه مععن قععراءة قععدر السععنة مععن الفاتحععة‪ :‬متخلععف‬
‫بعذر‪ ،‬وذلك العذر هو جهله بأن الواجب عليه أن يشععتغل بالفاتحععة‪ .‬قععال سععم‪ :‬قضععية‬
‫هذا أنه كبطئ القراءة‪ ،‬مع أنه فرضه فععي المسععبوق والمسععبوق ل يععدرك الركعععة إل‬
‫بالركوع مع المام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال الرشيدي‪ :‬أقول يحتمل أن يكون هذا ‪ -‬أي ما ذكععر مععن‬
‫أنه كبطئ القراءة ‪ -‬هو مراد القاضي‪ ،‬فيكون مخصصا لقولهم‪ :‬إن المسبوق ل يدرك‬
‫الركعععة إل بععالركوع مععع المععام‪ ،‬فيكععون محلععه ‪ -‬فععي العععالم ‪ -‬بععأن واجبععه القععراءة‪.‬‬
‫ويحتمل ‪ -‬وهو القرب واقتصععر عليععه شععيخنا فععي الحاشععية ‪ :-‬أن مععراد القاضععي أن‬
‫صلته ل تبطل بتخلفه إلى ما ذكر فيكون محل بطلنها بهوي المام للسععجود‪ ،‬إذ لععم‬
‫يفارقه في غير هذه الصورة‪ ،‬لكن تفوته الركعة‪ .‬وليس معنى كونه متخلفا بعععذر أنععه‬
‫يعطى حكم المعذور من كل وجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قاله القاضي( أي قال مععا ذكععر معن أنععه‬
‫إن جهل ذلك إلخ )قوله‪ :‬وخرج بالمسبوق الموافععق( هععو مععن أدرك مععع المععام زمنععا‬
‫يسع الفاتحة‪ ،‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي الموافععق‪) .‬قععوله‪ :‬لشععتغاله بسععنة( علععة لعععدم‬
‫التمام‪ ،‬أي لم يتععم الفاتحعة لجعل كعونه اشععتغل بسعنة ثعم ركععع إمعامه‪) .‬قعوله‪ :‬كعدعاء‬
‫افتتاح( أي أو تعوذ‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يظن إدراك الفاتحععة( غايععة لعععذره بععذلك‪ ،‬أي أنععه‬
‫يعذر إذا ركع إمامه قبل أن يتم الفاتحة لكونه قد اشتغل بالسنة‪ ،‬وإن كععان اشععتغل بهععا‬
‫وهو لم يظن‬

‫] ‪[ 46‬‬
‫إدراك الفاتحة‪ .‬ولععو أخععر الغايععة عععن قععوله يكععون كبطععئ القععراءة لكععان أولععى‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬وظاهر كلمهم هنا عذره وإن لم يندب له دعاء الفتتاح‪ ،‬بأن ظن أنه‬
‫ل يدرك الفاتحة لو اشتغل به‪ ،‬وحينئذ يشكل بما مر في تععارك الفاتحععة متعمععدا حيععث‬
‫إنه ل يعذر بذلك‪ ،‬إل أن يفرق بأن له هنا نوع شبهة لشتغاله بصععورة سععنة‪ ،‬بخلف‬
‫ما مر‪ .‬ويشكل أيضا بما يأتي في المسبوق أن سبب عدم عععذره كععونه اشععتغل بالسععنة‬
‫عن الفرض‪ ،‬إل أن يفرق بأن المسبوق يتحمل عنه المام‪ ،‬فععاحتيط لععه بععأن ل يكععون‬
‫صرف شيئا لغير الفرض‪ ،‬والموافق ل يتحمل عنه‪ ،‬فعععذر للتخلععف لكمععال الفاتحععة‪،‬‬
‫وإن قصر بصرفه بعض الزمن لغيرها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬يكون إلععخ( جععواب إذا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيما مر( أي من أنه يعذر ويغتفر له ثلثة أركان طويلة‪) .‬قععوله‪ :‬وسععبقه إلععخ(‬
‫لما أنهى الكلم على بيان حكم من يتخلف عن المام شرع يتكلم على بيان حكععم مععن‬
‫تقدم عليه‪ ،‬فذكر أنه إن تقدم عليه بركنيععن فعلييععن عامععدا عالمععا بطلععت صععلته‪ ،‬وإن‬
‫تقدم عليه بركن فعلي فقععط حععرم‪ ،‬ول تبطععل صععلته‪ .‬ثععم إن سععبق‪ :‬مصععدر مضععاف‬
‫لفاعله واقع مبتدأ‪ ،‬خبره مبطل‪ ،‬وكان الولى والملئم لما قبله أن يقععول وعععدم سععبقه‬
‫إلخ‪ ،‬ويحذف لفظ مبطل‪ ،‬وذلك ليفيد صراحة أن من شروط صععحة القععدوة عععدم ذلععك‬
‫أيضا‪) .‬قوله‪ :‬على إمام( متعلق بسبقه‪ ،‬وعداه بعلى لكونه بمعنى التقدم‪ ،‬وهععو يتعععدى‬
‫بنفسه‪ ،‬وبعلى‪) .‬قوله‪ :‬عامدا عالما( حالن من فاعل المصععدر‪ .‬وسعيذكر محترزهمععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بتمام ركنين( متعلق بسبق‪ ،‬أي عععدم سععبقه بركنيععن فعلييععن تععامين‪ .‬ول بععد أن‬
‫يكونا متواليين‪ .‬فخرج بالفعليين القوليان‪ ،‬كالتشهد الخير والصلة على النععبي )ص(‬
‫فيه‪ .‬والقععولي والفعلععي‪ :‬كالفاتحععة‪ ،‬والركععوع‪ .‬وخععرج بالتععامين التقععدم بركعن وبعععض‬
‫ركن‪ ،‬وبالمتواليين غيرهما‪ ،‬فل ضرر في جميع ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكونا طععويلين(‬
‫أي أنه يضر التقدم بركنين فعليين‪ ،‬سععواء كانععا طععويلين كالسععجدة الثانيععة والقيععام‪ ،‬أو‬
‫طويل وقصيرا كالركوع‪ ،‬والعتععدال‪ .‬والغايععة تشععمل القصععيرين‪ ،‬لكنععه غيععر مععراد‪،‬‬
‫لعدم تصورهما‪) .‬قوله‪ :‬لفحش المخالفة( علة للبطلن بالتقععدم بهمععا‪) .‬قععوله‪ :‬وصععورة‬
‫إلخ( هذه الصورة المعتمدة عند شععيخ السععلم والخطيععب وم ر‪ ،‬قياسععا علععى التخلععف‬
‫عن المام بهمعا‪ ،‬فعإن صعورته ‪ -‬كمعا تقعدم ‪ -‬أن يركعع المعام قبلعه ويعتعدل ويهعوي‬
‫للسجود‪ ،‬وهو متلبس بالقيام‪) .‬قوله‪ :‬وأن يركععع إلععخ( هععذه صععورة ثانيععة للتقععدم علععى‬
‫المام بهما‪ .‬قال الكردي‪ :‬رجح هععذه الصععورة ابععن حجععر فععي شععرحه علععى الرشععاد‬
‫والعباب‪ ،‬وفي السنى هو الولى )‪ (1‬وأوردهما ‪ -‬أي الصورتين ‪ -‬معععا فععي التحفععة‬
‫ولم يرجح منهما شيئا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويفارق التقدم حينئذ ما تقدم في التخلف بأن التقدم أفحععش‪،‬‬
‫فأبطل بركنين ولو على التعاقب‪) .‬قوله‪ :‬فلععم يجتمععع( أي المععأموم‪) .‬وقععوله معععه( أي‬
‫المام )قوله‪ :‬ولو سبق( أي المأموم المام بهما‪ ،‬أي بركنين‪) .‬قععوله‪ :‬سععهوا أو جهل(‬
‫أي حال كونه ساهيا أي ناسيا أنه مقتد‪ ،‬أو حال كونه جاهل بالتحريم‪ .‬وكتععب سععم مععا‬
‫نصه‪ :‬قوله سهوا أو جهل‪ :‬فيه إشارة إلى أنه يجب العود إلى المام عند زوال السهو‬
‫والجهل‪ ،‬وهو قريب‪ ،‬ويوجه بأن فععي السععبق بهمععا فحععش المخالفععة‪ ،‬ولهععذا عللععوا بعه‬
‫البطلن عند التعمد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يضر( أي ل يبطععل الصععلة‪) .‬قععوله‪ ،‬لكععن ل يعتععد‬
‫له( أي للمأموم‪) .‬وقوله بهما( أي بالركنين اللذين سععبق المععام بهمععا سععهوا أو جهل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإذا لم يعد إلخ( تفريع على عدم العتداد له بهما‪ ،‬وكان المناسب فععي التفريععع‬
‫أن يقول فيجب عليه‬

‫)‪) (1‬وقوله‪ :‬وفي السنى هو الولى( أي أن هذا التصوير هو الولى‪ ،‬بفتععح الهمععزة‬
‫وسكون الواو ز وعباراته مع الروض‪ :‬ومثله العراقيون بأن يركع قبله‪ ،‬فلما أراد أن‬
‫يركع رفع‪ ،‬فلما أراد أن يرفع سجد‪ ،‬وهو مخالف لمععا سععبق فععي التخلععف‪ ،‬فيجععوز أن‬
‫يستويا‪ ،‬وأن يختص هذا بالتقدم لفحش المخالفة‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬لنععه أفحععش أ‍ه‪ .‬وهععذا‬
‫ل ينافى ما تقدم من أن الصورة الولى المعتدة عن شيخ السلم‪ ،‬لن ما جرى عليه‬
‫في السنى ضعيف‪ .‬فتنبه‪ ،‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 47‬‬
‫العود‪ ،‬ثم يرتب عليه قوله فإذا لم يعد إلخ‪ .‬فتنبه‪) .‬وقوله للتيان بهمععا( أي عنععد‬
‫زوال سهوه أو جهله‪) .‬وقوله سهوا أو جهل( حالن من فاعل يعععد‪) .‬قععوله‪ :‬وإل( أي‬
‫وإن لم يكن عدم العود لسهوه أو جهله‪ ،‬بععل كععان مععن عمععد أو علععم‪ ،‬بطلععت صععلته‪،‬‬
‫فتجب عليه إعادتها‪) .‬قوله‪ :‬وسبقه( أي المأموم‪ .‬وهو مصدر مضاف لفععاعله‪ ،‬كالععذي‬
‫قبله‪ .‬وكان الملئم لما قبله أن يقول‪ :‬بخلف سعبقه بركعن‪ ،‬فعإنه غيعر مبطعل‪ ،‬إل أنعه‬
‫حرام‪ .‬وذلك لنه مفهوم قوله بركنين‪) .‬وقوله عليععه( أي علععى المععام‪) .‬قععوله‪ :‬عامععدا‬
‫عالما( حالن من فاعل المصدر‪) .‬قوله‪ :‬بتمام ركن( يفهم منه أن التقدم ببعض ركععن‬
‫كأن ركع قبل المام ولحقه المام في الركوع‪ ،‬ل يحرم‪ ،‬وإنما يكره‪ .‬وهو كذلك عنععد‬
‫ابن حجر‪ .‬والذي في المغني والنهاية أن السبق ببعض ركععن كالسععبق بععه تامععا‪ ،‬أخععذا‬
‫من الحديث التي‪) .‬وقوله فعلي( خرج القولي‪ ،‬ففيه تفصيل‪ .‬فإن كان تكبيرة الحرام‬
‫أو السلم أبطل الصلة‪ ،‬وإن كان الفاتحة أو التشهد فل يبطل ول يحرم‪) .‬قوله‪ :‬كععأن‬
‫ركع إلخ( تمثيل للسبق بتمام ركن فعلي‪) .‬قععوله‪ :‬حععرام( أي لخععبر السععلم‪ :‬ل تبععادروا‬
‫المام إذا كبر فكبروا‪ ،‬وإذا ركع فاركعو‪ .‬وفي رواية صحيحة رواهععا الشععيخان‪ :‬أمععا‬
‫يخشى الذي يرفع رأسه قبل رأس المام أن يحول الع رأسععه رأس حمععار‪ ،‬أو يجعععل‬
‫صورته صورة حمار ؟‪ .‬ومعنى ذلك أن يجعل ال رأسه على صورة رأس الحمععار‪،‬‬
‫ويبقى بدنه بدن إنسان أو يمسخ صورته كلهععا فيجعععل جميععع بععدنه بععدن حمععار‪ .‬وفيععه‬
‫دليل على جواز المسخ ‪ -‬أعاذنا ال منه ‪ -‬وهو ل يكععون إل مععن شععدة الغضععب‪ .‬قععال‬
‫الكردي‪ :‬وقد وقع ذلك في الدنيا‪) .‬قوله‪ :‬بخلف التخلف به( أي بتمام ركن‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فإنه مكروه( أي علععى الصععح‪ .‬ومقععابله أنهععا تبطععل بععالتخلف بركععن أيضععا‪ .‬وعبععارة‬
‫المنهاج مع شرح م ر‪ :‬وإن تخلف بركن‪ ،‬بأن فرغ المام منه والمأموم فيما قبله‪ ،‬لععم‬
‫تبطل في الصح‪ .‬والثاني تبطل‪ ،‬لما فيه من المخالفة من غير عذر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن‬
‫تقدم( أي على إمامه‪) .‬وقوله‪ :‬سععن لععه العععود( أي إلععى إمععامه‪) .‬وقععوله إن تعمععد( أي‬
‫التقدم بركن )قوله‪ :‬وإل تخير( أي وإن لم يكن تقدمه عمدا‪ ،‬بأن كان سهوا‪ ،‬تخير بين‬
‫العود للركن الذي سبق المام منعه‪ ،‬كمععا قبععل الركععوع فععي المثععال الععذي ذكععره وبيععن‬
‫الدوام ‪ -‬أي البقاء ‪ -‬في الركن الذي هو فيه‪ ،‬كاعتدال في المثال المععذكور‪ ،‬ول ينتقععل‬
‫عنه حتى يلحقه المام فيه‪ .‬وإنما سن العود للعامد جبرا لما فععاته‪ ،‬وخيععر غيععره لعععدم‬
‫تقصيره‪ .‬قال سم في حواشي التحفة‪ :‬فإذا عاد إليه‪ ،‬هل يلغو الركععن الععذي أتعى بعه أو‬
‫ل‪ ،‬بل هو محسوب له‪ ،‬وركوعه مع المام لمحض المتابعة‪ ،‬حتى لعو رفعع منعه قبعل‬
‫أن يطمئن المأموم لم يلزم الطمأنينة ؟ فيه نظر‪) .‬فإن قلت(‪ :‬إذا عاد إلى المام صععار‬
‫هذا اعتدال‪ ،‬ويلزمه تطويله‪) .‬قلت(‪ :‬ل نسلم أنه اعتدال له‪ ،‬بل هو موافقة للمام فععي‬
‫قيععامه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ومقععارنته( هععو مبتععدأ‪ .‬والمناسععب أن يكععون مععن إضععافة المصععدر‬
‫لفعاعله‪ ،‬وإن كعانت المقارنعة مفاعلعة فهعي معن الجعانبين‪) .‬قعوله‪ :‬فعي أفععال( متعلعق‬
‫بمقارنته‪) .‬قوله‪ :‬وكذا أقوال( أي ومثل الفعال القوال‪ ،‬في كراهة المقارنة‪ .‬وفععي ع‬
‫ش‪ :‬قال بعضهم‪ :‬إن المقارنععة فععي الفعععال مكروهععة تفععوت فضععيلة الجماعععة لفحععش‬
‫المخالفععة‪ ،‬بخلف المقارنععة فععي القععوال‪ .‬فليراجععع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬غيععر تحععرم( سععيأتي‬
‫محترزه )قوله‪ :‬مكروهععة( قععال البجيرمععي‪ :‬وقيععل خلف الولععى ومحععل الخلف‪ :‬إذا‬
‫قصد ذلك‪ ،‬دون ما إذا وقع اتفاقا ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬وهعل الجاهعل بكراهتهعا كمعن لعم‬
‫يقصدها لعذره ؟ قياس كلمهم ‪ -‬في غير هذا المحل ‪ -‬أنه مثلععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬كتخلععف‬
‫عنه( أي ككراهععة التخلععف عنععه بركععن )قععوله‪ :‬وتقععدم عليععه( أي وكتقععدم عليععه‪ ،‬فهععو‬
‫معطوف على تخلف‪) .‬وقوله‪ :‬بابتدائه( أي الركن )قوله‪ :‬وعند تعمد أحد هذه الثلثة(‬
‫هي‪ :‬المقارنة‪ .‬والتخلف عنه بركن‪ .‬والتقدم عليه بابتداء الركن‪ ،‬بعأن يشعرع فيعه قبعل‬
‫شروع المام )قوله‪ :‬تفوته فضيلة الجماعة( أي في الجزء الذي قارنته الكراهة فقععط‪،‬‬
‫فإذا قععارنته فععي الركععوع مثل فععاته سععبعة وعشععرون ركوعععا‪ .‬قععال فععي فتععح الجععواد‪:‬‬
‫والوجه اختصاص الفوات بما صحبته الكراهة فقط‪ ،‬وأن الفععائت أصععل الثععواب لن‬
‫الكراهة لذات الجماعة‪ ،‬ل لمر‬

‫] ‪[ 48‬‬
‫خارج‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬فيسقط إثم تركها( أي على القول بأن الجماعة واجبععة‪ ،‬إمععا‬
‫على العين أو الكفاية‪) .‬وقوله‪ :‬أو كراهته( معطععوف علععى إثععم‪ ،‬أي أو يسععقط كراهععة‬
‫تركها‪ ،‬أي على القول بأنها سنة مؤكدة‪) .‬قوله‪ :‬فقول جمع( مبتدأ‪ ،‬خبره وهم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫حتى يصير( أي من انتقى عنه فضيلة الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬ل تصععح لععه الجمعععة( عطفععه‬
‫على ما قبله من عطف اللزم على الملزوم‪ ،‬وذلك لن الجماعة شععرط فععي الجمعععة‪،‬‬
‫فإذا صار كالمنفرد بطلت الجمعة لنتفاء شرطها‪) .‬قوله‪ :‬ويجري ذلععك( أي مععا ذكععر‬
‫من تفويت فضيلة الجماعععة فقععط‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي كععل مكععروه مععن حيععث الجماعععة( أي‬
‫متعلق بذات الجماعة‪ ،‬وخرج به المكروه ل من حيث الجماععة‪ ،‬وهعو العذي يتصعور‬
‫وجوده مع غيرها‪ ،‬كالصلة حاقنا أو حازقا أو رافعا بصععره إلععى السععماء‪ ،‬فل يفععوت‬
‫فضيلتها‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم يتصور وجوده( أي المكروه في غيرهععا‪ ،‬أي الجماعععة‪ .‬وهععو‬
‫تصوير لكون الكراهة من حيث الجماعة‪) .‬قععوله‪ :‬فالسععنة للمععأموم إلععخ( مفععرع علععى‬
‫كون المقارنة والتخلف بركن والتقدم بابتدائه‪ :‬مكروهات‪) .‬قععوله‪ :‬ويتقععدم( أي ابتععداء‬
‫فعل المأموم‪) .‬وقوله‪ :‬على فراغه( أي المععام منععه‪ ،‬أي الفعععل‪) .‬قععوله‪ :‬والكمععل مععن‬
‫هذا( أي مما ذكر من أن السنة تأخر ابتداء فعله عن ابتداء فعععل المععام وتقععدمه علععى‬
‫فراغه منه‪) .‬قوله‪ :‬ول يشرع( أي المأموم‪ .‬وهذا عين مععا قبلعه‪ .‬تأمععل‪ .‬ثعم رأيتعه فععي‬
‫التحفة عبر بالفاء التي للتفريع بدل الواو‪ .‬وهو أولى‪) .‬قوله‪ :‬حتى يصل المام لحقيقة‬
‫المنتقل إليه( أي لحقيقة الركن الذي انتقل إليه‪ .‬قال سم‪ :‬قضيته أنه يطلب من المأموم‬
‫أن ل يخرج عععن العتععدال حععتى يتلبععس المععام بالسععجود وقععد يتوقععف فيععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫الكععردي‪ :‬وأقعول ل توقعف‪ ،‬فقعد بينععت فععي الصعل مععا يصعرح بعذلك مععن الحعاديث‬
‫الصحيحة‪ ،‬نعم‪ ،‬رأيت في شرح مسلم استثناء ما إذا علم من حععاله أنععه لععو أخععر إلععى‬
‫هذا الحد لرفع المام قبل سجوده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو ظاهر‪ .‬ولعله وجه توقعف سعم فيمععا ذكعر‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فل يهوي( أي المأموم‪ ،‬وهععو مفععرع علععى الكمععل المععذكور‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى‬
‫المسجد( أي مكان السجود‪ ،‬فهععو مصعدر ميمعي )‪ (1‬أريععد منعه المكععان‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫قارنه بالتحرم( هذا محترز قوله غير تحرم‪ ،‬ومثل المقارنة‪ :‬ما لو شك هل قارنه فيه‬
‫أو ل ؟ وطال زمن الشك‪ ،‬ومضى ركن مع الشك‪ .‬أما إذا لععم يطععل ولععم يمععض ركععن‬
‫معععه بععل زال عععن قععرب فل يضععر‪) .‬وقععوله‪ :‬أو تععبين إلععخ( أي أو اعتقععد أن تحرمععه‬
‫متأخر عنه ثم تبين له خلف ذلك )وقوله‪ :‬لم تنعقد صلته( أي إن نوى القتععداء مععع‬
‫تحرمه‪ .‬أما لو أحرم منفردا ثم اقتدى به في خلل صلته صحت قععدوته‪ ،‬وإن كععانت‬
‫تكبيرته متقدمة على تكبيرة المام أو مقارنة له‪) .‬قوله‪ :‬ول بأس بإعععادته( أي المععام‬
‫‪ -‬التكبير ‪ -‬يعني إذا أعاد المام التكبير سرا بعد إحرام المأمومين‪ ،‬لكونه تبين له فقد‬
‫شرط من شروطه مثل‪ ،‬فل ضرر عليهم بذلك‪ ،‬لكن إذا أعععاده وهععم لععم يشععروا بععه‪،‬‬
‫وإل بطلت صلتهم لتبين تقدم تحرمهم على تحرمه‪ .‬وعبارة البجيرمي ‪ -‬بعد كلم ‪:-‬‬
‫وكذا لو كبر عقب تكبير إمامه ثم كبر إمامه ثانيا خفية لشكه في تكبيره مثل ولم يعلم‬
‫المأموم به لم يضر على أصح الوجهين‪ ،‬وهو المعتمععد‪ ،‬كمععا فععي ق ل علععى الجلل‪،‬‬
‫وح ل وش م ر ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول بالمقارنععة فععي السععلم( أي ول بععأس بالمقارنععة فيععه‪،‬‬
‫لكنها تكره وتفوت فضيلة الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬وإن سععبقه( أي وإن سععبق المععأموم المععام‬
‫)قوله‪ :‬بأن فرغ(‬

‫)‪ (1‬قوله‪ :‬فهو مصدر ميمي( أي وتكسر عينه سماعا‪ ،‬والقياس فتحها‪ .‬وعند سععيبويه‬
‫هو بفتح الجيم لغير‪ ،‬إذا اريد منه موضع السجود ز ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 49‬‬
‫أي المأموم‪ ،‬وهو تصعوير لسعبقه بأحعدهما‪) .‬وقعوله‪ :‬فيعه( أي فعي أحععدهما معن‬
‫التشهد أو الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬لم يضر( جواب أن‪ ،‬وذلك لتيععانه بععه فععي محلععه مععن غيععر‬
‫فحش مخالفة‪) .‬قوله‪ :‬وقيل تجب العادة( أي إعادة ما قرأه من الفاتحة أو التشهد قبل‬
‫المام‪) .‬قوله‪ :‬وهو أولى( أي إعادته بعد فعل المام أولى منها مع فعله‪ .‬قال سم‪ :‬كذا‬
‫قال ر م‪ .‬وهو يفيد سن تععأخر جميععع تشعهد المععأموم عععن جميععع تشععهد المععام‪ ،‬ولعلعه‬
‫خاص بالخير وإل أشكل‪ .‬إذ كيف يطلب التأخير بالول المقتضي للتخلف عععن قيععام‬
‫المام إلخ ؟ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فعليه( أي على القول بوجوب العادة‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يعده( أي‬
‫ما سبق به مععن الفاتحععة أو التشععهد‪) .‬قععوله‪ :‬بطلععت( أي لن فعلععه مععترتب علععى فعععل‬
‫المام‪ ،‬فل يعتد بما سبقه به‪) .‬قوله‪ :‬ويسن مرعاة هذا الخلف( أي فيسن لعه إععادته‪.‬‬
‫قال في التحفة‪) :‬فإن قلت(‪ .‬لم قدمتم رعاية هذا الخلف على خلف البطلن بتكريععر‬
‫القععولي ؟ )قلععت(‪ :‬لن هععذا الخلف أقععوى‪ .‬والقاعععدة ‪ -‬أخععذا مععن كلمهععم ‪ -‬أنععه إذا‬
‫تعارض خلفان قدم أقواهما‪ ،‬وهذا كذلك لن حديث فل تختلفوا عليه يؤيده‪ .‬وتكريععر‬
‫القولي ل نعلم له حديثا يؤيععده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا يسععن إلععخ( الكععاف للتنظيععر‪ .‬وعبععارة‬
‫التحفة‪ :‬بل يسن‪ ،‬بالضراب النتقالي‪) .‬قععوله‪ :‬تععأخير جميععع فععاتحته( قععال ع ش‪ :‬أي‬
‫وجميع تشهده أيضا‪ ،‬فلو قارنه فقضية قولهم إن تععرك المسعتحب مكعروه كراهعة هعذا‬
‫وإنه مفوت لفضيلة الجماعة ‪ -‬فيما قارن فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو فععي أوليععي السععرية( أي‬
‫يسععن التععأخير‪ ،‬ولععو كععان فععي أوليععي الصععلة السععرية كععالظهر‪) .‬قععوله‪ :‬إن ظععن( أي‬
‫المأموم‪ ،‬أنه‪ ،‬أي إمامه‪ .‬وهو قيد في سنية تأخير الفاتحة مطلقا في الجهرية والسرية‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو علم إلخ( مفهوم قوله إن ظن‪ ،‬وكان المناسب أن يقععول‪ :‬وإل بععأن علععم أن‬
‫إمامه إلخ‪) .‬قوله‪ :‬لزمه أن يقرأها( قال فعي التحفعة‪ :‬وفيعه نظعر ظعاهر‪ ،‬إل أن يكعون‬
‫المراد أنه متى أراد البقاء على متابعته‪ ،‬وعلععم مععن نفسععه أنععه بعععد ركععوعه ل يمكنععه‬
‫قراءتها إل وقد سبقه بأكثر من ركنين‪ ،‬يتحتم عليه قراءتها معه‪ ،‬لنه لو سعكت عنهععا‬
‫إلى أن ركع يكون متخلفا بغير عععذره لتقصععيره‪ ،‬بخلف نحععو منتظععر سععكتة المععام‪،‬‬
‫لنه لم يعلم من حال المام شيئا‪ ،‬فعلم أن محل ندب تأخير فاتحته إن رجععا أن إمععامه‬
‫يسكت بعد الفاتحة قدرا يسعها أو يقرأ سورة تسعها‪ ،‬وأن محععل نععدب سععكوت المععام‬
‫إذا لم يعلم أن المأموم قرأها معه ول يرى قراءتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يصععح قععدوة إلععخ(‬
‫شروع في بيان ما يقتضي بطلن القدوة‪) .‬قوله‪ :‬بمععن اعتقععد بطلن صععلته( المععراد‬
‫بالعتقاد‪ :‬الظن القععوي‪ ،‬وليععس المععراد مععا اصععطلح عليععه الصععوليون‪ ،‬وهععو الجععزم‬
‫المطابق للواقع‪ ،‬ولم يبرز الضمير مع أن الصلة جرت علععى غيععر مععن هععي لععه‪ ،‬لن‬
‫فاعل اعتقد يعود على المأموم‪ ،‬جريا على طريقة الكوفيين المجوزين ذلعك عنعد أمعن‬
‫اللبس‪) .‬قوله‪ :‬بأن ارتكب( أي المام‪ ،‬وهو تصوير للبطلن‪) .‬قعوله‪ :‬كشععافعي اقتععدى‬
‫بحنفي( تمثيل لمن ارتكب مبطل في اعتقاد المعأموم‪) .‬فعإن قيعل( فكيعف صعح اقتعداء‬
‫الشافعي المتم بالحنفي القاصر في محل ل يجوز للشافعي القصر فيه ؟ وذلك فيما لو‬
‫كانا مسافرين ‪ -‬أي الشافعي والحنفي ‪ -‬ونويا إقامة أربعة أيام بموضع يصلح للقامة‬
‫وقصععر الحنفععي مععع أن الشععافعي يععرى بطلن صععلة الحنفععي أيضععا ؟ )أجيععب( بععأن‬
‫الشافعي يجوز القصر فعي الجملععة‪ ،‬أي بخلف الحععدث‪ ،‬فعإنه ل يجععوز الصعلة مععه‬
‫أصل‪ ،‬ويرد على هذا فاقد الطهورين‪ ،‬ويجاب بأن هععذا حالععة ضععرورة‪) .‬قععوله‪ :‬دون‬
‫ما إذا اقتصد( أي الحنفي‪ ،‬فإنه ل يضر اقتداء الشععافعي بعه‪ .‬قعال فععي النهايعة‪ :‬صععور‬
‫المسععألة صععاحب الخععواطر السععريعة بمععا إذا نسععي المععام كععونه مقتصععدا‪ ،‬أي وعلععم‬
‫المأموم بذلك‪ ،‬لتكون نيته جازمة في اعتقاده‪ ،‬بخلف ما إذا علمه ‪ -‬أي المام ‪ -‬لنععه‬
‫متلعب عندنا أيضا لعدم جزمه بالنية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ورد ذلك في التحفة بما حاصله‪ :‬إن كونه‬
‫متلعبا عندنا ممنوع‪ ،‬إذ غاية أمره أنه حال النية عالم بمبطل عنده‪ ،‬وعلمه به مععؤثر‬
‫في جزمه عنده‪ ،‬ل عنععدنا‪ ،‬فتععأمله‪ .‬وأيضععا فالمععدار هنععا علععى وجععود صععورة صععلة‬
‫صععحيحة عنععدنا‪ ،‬وإل لععم يصععح القتععداء بمخععالف مطلقععا ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نظععرا لعتقععاد‬
‫المقتدي( أي في المس وفي الفصد‪ ،‬فهو تعليل لمحذوف مرتبط بكل‬
‫] ‪[ 50‬‬
‫منهما‪ ،‬أي ل يصح اقتداء الشافعي بحنفي مععس فرجععه نظععرا لعتقععاد المقتععدي‪،‬‬
‫ويصح اقتداؤه بمن افتصد نظرا لذلك أيضا‪) .‬قععوله‪ :‬لن المععام إلععخ( علععة للعلععة مععع‬
‫المعلل‪ .‬أي وإنما إذا نظر لعتقاد المقتدي تبطل في صورة المس وتصح في صععورة‬
‫الفصد‪ ،‬لن المام محدث عنده بالمس دون الفصد‪) .‬وقوله‪ :‬فيتعذر إلخ( مفععرع علععى‬
‫كون المام محدثا عنده‪) .‬وقوله‪ :‬لنه( أي المام‪ ،‬وهو علععة للتعععذر‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععده(‬
‫أي المقتدي‪) .‬قوله‪ :‬ولعو شععك شعافعي إلعخ( خععرج بالشعك مععا إذا تيقععن تركعه لبعععض‬
‫الواجبات كالبسملة بأن سمعه يصل تكبيرة التحرم أو القيام بالحمد ل‪ ،‬فإنه يععؤثر فععي‬
‫صحة القتداء به‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ولو ترك المام البسملة لم تصح قدوة الشافعي به‪،‬‬
‫ولو كان المقتدى به المام العظم أو نائبه‪ .‬كما نقله عن تصحيح الكععثرين‪ ،‬وقطععع‬
‫به جماعة‪ ،‬وهو المعتمد‪ .‬وإن نقل عن الحليمي والدوني الصععحة خلفععه واستحسععناه‪.‬‬
‫وتعليل الجواز بخوف الفتنة ممنوع‪ ،‬فقد ل يعلم المام بعدم اقتدائه أو مفععارقته‪ ،‬كععأن‬
‫يكون في الصف الخير مثل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬الصحة خلفه أو خلف المام العظم‪ ،‬وبها‬
‫قال في التحفة أيضا‪) .‬قوله‪ :‬لم يؤثر في صحة القتداء به( قال سم‪ :‬ظاهره وإن علععم‬
‫الشافعي أنه ل يطلب عند ذلك المخالف توقي ذلك الخلف‪ ،‬وليس بعيدا لحتمععال أن‬
‫يأتي بها احتياطا‪ ،‬وإن لم يطلب عنده توقي الخلف فيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال ع ش‪ :‬لععو أخععبره‬
‫بعد الصلة بترك شئ من الواجبععات فهععل يععؤثر ذلععك وتجععب العععادة أو ل ؟ للحكععم‬
‫بمضي الصلة على الصحة ؟ فيه نظععر‪ .‬والقععرب الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬تحسععينا للظععن‬
‫به( أي بالمام‪ :‬قال في الروض وشرحه‪ :‬ومحافظة على الكمععال عنععده‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫في توقي الخلف( متعلعق بتحسعينا‪ ،‬أي يحسعن الشعافعي الظعن بالمخعالف فعي تعوقي‬
‫الخلف‪ ،‬أي مراعاته‪ ،‬بأن يأتي بما هو واجب عند المخالف لتصععح صععلته وصععلة‬
‫المأمومين على مذهبه ومذهب المخالف‪ .‬وفي البجيرمععي مععا نصععه‪) :‬سععئل( الشععهاب‬
‫الرملي عن إمام مسجد يصلي بعموم الناس بأن كان راتبا هل يجب عليععه أن يراعععي‬
‫الخلف أو ل ويقتصر على مذهبه ؟ )فأجععاب( بععأنه يجععب عليععه رعايععة الخلف ا‍ه‪.‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬أما لو قرر إمام للحنفية مثل فل يلزمه ذلععك‪ .‬وهععو قضععية إفتععاء م ر‪ .‬ثععم‬
‫قال شيخنا بعد ذلععك‪ :‬إذا كععان يصععلي خلفععه شعافعي‪ ،‬ينبغعي وجععوب رعايععة الخلف‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وفيه ما فيه‪ ،‬إذ هو مقيععد بإمامععة علععى مععذهب معيععن ول يلععزم المععام تصععحيح‬
‫صلة الغير ا ‍ه‪ .‬ا ج‪ .‬ا ‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬فل يضعر ععدم إلعخ( الولعى التععبير بعالواو‪ .‬لن‬
‫الفاء ليس لها محل هنععا‪ ،‬إذ المقععام ل يقتضععي التفريععع‪ .‬وعبععارة ع ش‪ :‬بقععي أن يقععال‬
‫سلمنا أنه أتى به لكن على اعتقاد السنية ومن اعتقعد بفعرض معيعن نفل كعان ضعارا‪،‬‬
‫كما تقدم‪ .‬وأشار الشيخ في شعرح الععروض إلععى دفععه بقععوله‪ :‬ول يضععر ععدم اعتقععاد‬
‫الوجوب إلخ )وحاصله( أن اعتقاد عدم الوجوب إنما يؤثر إذا لم يكن مععذهبا للمعتقعد‪،‬‬
‫وإل بأن كان مذهبا له لم يؤثر‪ ،‬ويكتفي منه بمجرد التيععان بععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لو قام إمامه لزيادة( أي على صلته‪) .‬قععوله‪ :‬كخامسععة( تمثيععل للزيععادة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫سهوا( أي ولو قام حال كونه ساهيا بأن صلته قد كملت‪) .‬قوله‪ :‬لم يجز له متععابعته(‬
‫أي لم يجز للمأموم أن يتابعه في الركعة الزائدة‪ ،‬فإن تععابعه بطلععت صععلته لتلعبععه‪،‬‬
‫ومحله إن كان المأموم عالمععا بالزيععادة‪ ،‬فععإن كععان جععاهل بهععا وتععابعه فيهععا لععم تبطععل‬
‫صلته‪ ،‬وحسبت له تلك الركعة إذا كان مسبوقا لعذره‪ ،‬وإن لم تحسب للمام‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ولو مسبوقا أو شاكا( غاية في عدم جواز المتابعة له‪ ،‬أي ولو كان المأموم مسبوقا أو‬
‫شاكا في ركعة‪ ،‬فإنه ل تجععوز لععه المتابعععة‪) .‬قععوله‪ :‬بععل يفععارقه( أي ينععوي المفارقععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ويسلم( أي بعد أن يتشهد‪ .‬ومحل هذا إذا لم يكن مسبوقا‪ .‬أو شاكا في الركععة‬
‫ركعة‪ ،‬فإن كان كذلك‪ :‬قام بعد نيته المفارقة للتيان بما عليه‪ ،‬كما هو ظاهر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أو ينتظره( أي أو ينتظر المععام فععي التشععهد‪) .‬قععوله‪ :‬علععى المعتمععد( متعلععق بينتظععر‪.‬‬
‫ومقابله يقول‪ :‬ل يجوز له النتظار‪ ،‬كما نص عليه ابن حجععر فععي فتععاويه‪ .‬وعبارتهععا‬
‫بعد كلم‪:‬‬

‫] ‪[ 51‬‬
‫قال الزركشي كالسنوي نقل عن المجموع في الجنائز‪ :‬ول يجوز له انتظععاره‪،‬‬
‫بل يسلم‪ ،‬فإنه في انتظاره مقيم على متابعته فيما يعتقده مخطئا فيععه‪ .‬والمعتمععد خلف‬
‫ما قاله إلخ ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول قدوة بمقتد( أي ول يصح قدوة بمقتد حال قععدوته لسععتحالة‬
‫اجتماع كونه تابعا متبوعا‪ ،‬وما في الصحيحين من أن الناس اقتدوا بععأبي بكععر خلععف‬
‫النبي )ص(‪ ،‬محمول على أنهم كانوا مقتدين به )ص( وأبو بكر يسمعهم التكبير‪ ،‬كما‬
‫في الصحيحين أيضا‪) .‬قوله‪ :‬ولو احتمععال( أي شععكا‪ ،‬وهععو منصععوب علععى أنععه خععبر‬
‫لكان محذوفا بتأويله باسم الفاعل‪ ،‬أي ول يصح قدوته بمقتديا‪ ،‬ولو كان مريععد القععدوة‬
‫شاكا في كونه مقتديا بأن تردد في كونه إماما أو مأموما‪ ،‬كععأن رأى رجليععن يصععليان‬
‫جماعة‪ ،‬وشك أيهما المام ؟ قال ح ل‪ :‬فعإن ظنعه أحعدهما بالجتهعاد عمعل باجتهعاده‪.‬‬
‫واعترض بأن شرط الجتهاد أن يكون للعلمة فيععه مجععال‪ ،‬ول مجععال لهععا هنععا‪ ،‬لن‬
‫مدار المأمومية على النية ل غير‪ ،‬وهي ل يطلع عليها‪ .‬وأجيععب بععأن للقععرائن مععدخل‬
‫في النية‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن بان إماما( أي ل تصح القدوة فيما إذا شك في أنه مقتععد أو‬
‫ل ؟ ولو تبين له بععد ذلععك أنعه إمععام‪ .‬وصعورة ذلععك‪ ،‬فيمععا إذا اقتععدى بأحعد شخصععين‬
‫متساويين في الموقف معتقدا أن من اقتدى به هو المام‪ ،‬ثم بعد ذلك طرأ له شك فععي‬
‫كونه إماما أو مأموما‪ ،‬فل تصح القدوة به‪ ،‬ولو تبين له بعد ذلك أنه إمام‪ .‬لكععن محلععه‬
‫‪ -‬كما في سم ‪ -‬ما إذا طال زمن التردد‪ ،‬أو مضى معه ركن )قوله‪ :‬كععأن سععلم المععام‬
‫إلخ( تمثيععل لمععن انقطعععت قععدوته‪) .‬وقععوله‪ :‬فقععام مسععبوق( أي ليععأتي بمععا بقععي عليععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فاقتدى به( أي بالمسبوق بعد قيامه للتيان بما عليععه‪) .‬قععوله‪ :‬صععحت( محععل‬
‫الصحة في هذه الصورة وفي الثانية التي بعدها في غير الجمعة‪ ،‬أمععا فيهععا فل تصعح‬
‫القدوة في الصورتين عند الجمال الرملي‪ ،‬وفي الصورة الثانيععة عنعد ابعن حجععر‪ .‬أمععا‬
‫في الصورة الولى فتصح عنده‪ ،‬لكعن مععع الكراهععة‪ ،‬أفععاده الكععردي )قععوله‪ :‬لكععن مععع‬
‫الكراهة( ظاهره أنه مرتبط بالصععورة الثانيععة‪ ،‬وهععو أيضععا ظععاهر عبععارة شععيخه فععي‬
‫التحفة‪ ،‬وظاهر عبارة النهاية أنه مرتبط بالصورتين‪ ،‬كما نبه عليه ع ش‪ ،‬وعبععارته‪:‬‬
‫قععوله لكععن مععع الكراهععة‪ ،‬ظععاهر فععي الصععورتين‪ ،‬وعليععه‪ :‬فل ثععواب فيهععا مععن حيععث‬
‫الجماعة‪ .‬وفي ابن حجر التصريح برجوعه للثانية فقط والكراهة‪ ،‬خروجا من خلف‬
‫من أبطلها‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬ول قدوة قععارئ( أي ول تصععح قععدوة قععارئ‪) .‬قععوله‪ :‬بععأمي(‬
‫نسبة للم‪ ،‬كأنه على حععالته الععتي ولععد عليهععا‪ ،‬وهععو لغععة مععن ل يقععرأ ول يكتععب‪ ،‬ثععم‬
‫اسععتعمل فيمععا ذكععره الشععارح مجععازا‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي المععي‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن يخععل‬
‫بالفاتحة( أي ل يحسن حروف الفاتحة‪ .‬قال سععم‪ :‬وخععرج نحععو التشععهد فلمععن ل يخععل‬
‫بذلك فيه القتداء بمن يخل بعذلك فيعه‪ .‬م ر‪ .‬ويفعرق بعأن معن شعأن المعام أن يتحمعل‬
‫الفاتحة‪ ،‬والمخل ل يصلح للتحمل‪ ،‬وليس مععن شععأنه تحمععل التشععهد‪ .‬وممععا يععدل علععى‬
‫التشهد أوسع‪ :‬أنه ل يشترط فيه الترتيب‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪ .‬وفععي حاشععية البرمععاوي أن هععذا غيععر‬
‫مستقيم‪ ،‬لما تقدم أن الخلل ببعض الشععدات فععي التشععهد مخععل أيضععا‪ ،‬أي فل تصععح‬
‫صلته حينئذ‪ ،‬ول إمامته‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعضها( بععالجر‪ ،‬عطععف علععى الفاتحععة‪ .‬أو‬
‫يخل ببعض الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬ولو بحرف منها(‪ .‬غاية فعي البعععض‪ .‬أي ولعو كععان ذلعك‬
‫البعض الذي يخل به حرفا واحدا‪) .‬قوله‪ :‬بععأن يعجععز إلععخ( تصععوير للخلل بحععرف‬
‫منها‪) .‬وقوله‪ :‬أو عن إخراجه ععن مخرجعه( أي أو يعجعز ععن إخعراج الحععرف معن‬
‫مخرجه‪ .‬وانظر ما الفرق بينه وبين ما قبله ؟ فإنه إذا عجز عنه بالكلية فقد عجز عن‬
‫إخراجه من مخرجه‪ ،‬ومثله العكس‪ ،‬فحينئذ يغني أحدهما عععن الخععر‪ .‬وفععي النهايععة‪:‬‬
‫القتصار على الثاني‪ .‬ويمكن أن يفرق بينهما بععأن المععراد بعجععزه عنععه بالكليععة أن ل‬
‫يستطيع النطق به ول ببدله في محله‪ .‬والمراد بعجزه عن إخراجععه مععن مخرجععه‪ :‬أن‬
‫ل يستطيع النطق به من مخرجه مع إتيانه ببدله في محله‪ ،‬كأن يقول المتقيععم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أو عن أصل تشديدة( أي أو يعجز عن أصل تشديده‪ ،‬وعطفه على ما قبله من عطف‬
‫المغاير‪ ،‬لن التشديدة هيئة للحرف‪ ،‬وليست بحرف‪ ،‬فليععس العطععف هنععا مععن عطععف‬
‫الخاص على العام‪ ،‬وذلك كتخفيف إيععاك ولععو أحسععن أصععل التشععديدة وتعععذرت عليععه‬
‫المبالغة صحت القدوة به مع الكراهة‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يمكنه التعلم( غاية في عدم‬

‫] ‪[ 52‬‬
‫صحة اقتداء القارئ به‪ ،‬أي ل تصح القدوة به مطلقعا سعواء أمكنعه التعلعم أم ل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول علم بحاله( أي وإن لم يعلم القارئ بحاله‪ ،‬فهعي غايعة ثانيعة‪ .‬قععال سعم‪ :‬فل‬
‫تنعقد للجاهل بحاله‪ .‬فل بد من القضاء‪ ،‬وإن لم يبن الحال إل بعععد‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪ .‬ويععرد علععى‬
‫هذه الغاية‪ :‬أن عدم العلم بحاله صادق بما إذا كان مترددا في كونه أميا أو ل ؟ فيفيععد‬
‫عدم صحة القدوة به في هذه الحالة‪ ،‬فينافي حينئذ ما سيصععرح بعه مععن صععحة القععدوة‬
‫في هذه الحالة‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي المي‪ ،‬وهععو علععة لعععدم صععحة القتععداء بععالمي‪ ،‬أي‬
‫وإنما لم تصح القدوة به‪ ،‬لنه ل يصلح لتحمل القراءة عنه إذا كععان مسععبقا‪ ،‬أي ومععن‬
‫شععأن المععام تحملهععا‪ .‬وعبعارة شعرح المنهعج‪ :‬لن المعام بصععدد تحمعل القععراءة ععن‬
‫المسبوق‪ ،‬فإذا لم يحسنها لم يصلح للتحمل‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬عنه( أي المأموم )وقوله‪ :‬لو‬
‫أدركه راكعا( أي لو أدرك المأموم المام حال كونه راكعععا‪) .‬قععوله‪ :‬ويصععح القتععداء‬
‫بمن يجوز( من واقعة على إمام‪ ،‬ويجوز يحتمل قراءته بتشديد الواو مععع ضععم اليععاء‪،‬‬
‫ويحتمل قراءته بتخفيفها مع فتح الياء‪ ،‬والمعنععى علععى الول‪ :‬ويصععح القتععداء بإمععام‬
‫يجوز المأموم القارئ كونه أميا‪ .‬وعلى الثاني بإمام يحتمل كععونه أميععا‪) .‬قععوله‪ :‬إل إذا‬
‫لم يجهر في جهريه( أي فل يصح القتداء به‪ .‬فجععواب إذا محععذوف‪) .‬وقععوله‪ :‬فيلععزم‬
‫مفارقته( تفريع على الجواب المحذوف‪ ،‬ويحتمل أن يكععون هععو الجععواب ول حععذف‪،‬‬
‫والول أنسب‪ .‬وإنما لزمت مفارقته حينئذ لن الظععاهر مععن حععاله أنععه لععو كععان قععارئا‬
‫لجهر بها‪ ،‬وهذا ما في التحفة‪ .‬والذي يستفاد من النهايععة أنععه ل تلزمععه المفارقععة‪ ،‬بععل‬
‫يتابعه إلى أن يسلم‪ ،‬ثععم بعععده إن أخععبر المععام أنععه أسععر ناسععي‪ ،‬أو لجععواز السععرار‪،‬‬
‫وصدقه المأموم‪ ،‬فل تلزمه العادة بععل تسععتحب‪ ،‬ويلزمععه البحععث عععن حععاله أمععا فععي‬
‫السرية فل إعادة عليعه عمل بالظععاهر‪ ،‬ول يلزمععه البحععث عععن حععاله‪ ،‬كمععا ل يلزمععه‬
‫البحث عن طهارة المععام‪ ،‬واعتمععد ذلععك سععم‪ .‬وعبععارته‪ .‬قععوله فتلزمععه مفععارقته إلععخ‪:‬‬
‫المعتمد أنه ل تلزم مفارقته‪ ،‬وأنه إذا اسععتمر ‪ -‬ولععو مععع العلععم‪ :‬خلفععا لتقييععد السععبكي‬
‫بالجهل‪ :‬حتى سلم ‪ -‬لزمه الععادة‪ ،‬معا لعم يبعن أنعه قعارئ‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن اسعتمر‬
‫جاهل إلخ( مفرع على ما قبل الستثناء‪ ،‬يعني إذا اقتدى بمن جععوز كععونه أميععا‪ ،‬فععإن‬
‫استمر جاهل بحال إمامه حتى سلم بأن كانت الصلة سععرية‪ ،‬لزمتععه العععادة‪ ،‬مععا لععم‬
‫يتبين للمأموم أن المام قارئ‪ ،‬فإن تبين له ذلك لم تلزمه العادة‪) .‬قوله‪ :‬ومحل عععدم‬
‫صحة إلخ( الولى تأخير هذا وذكره قبيل قوله وكره اقتععداء بنحععو تأتععاء إلععخ‪ .‬فتنبععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن لم يستو المام إلخ( فإن استويا في ذلك صحت القدوة ولو فععي الجمعععة‪ ،‬إذ‬
‫كلهما حينئذ أمي‪ ،‬فاستويا في النقص‪ ،‬كالمرأتين‪ .‬قال في المداد‪ :‬ولو اتفق أربعون‬
‫أميا في المعجوز عنه فتصح إمامة أحدهم‪ ،‬بل تلزمهععم الجمعععة حينئذ‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫في الحرف المعجوز عنه( أي في عينه‪ .‬ول فرق بين أن يتفقا في كيفية العجز بععذلك‬
‫الحرف‪ ،‬كما لو أبدل المام والمقتعدي بعه الععراء غينععا‪ ،‬ويختلفععا فيهعا‪ ،‬كمعا لعو أبععدلها‬
‫أحدهما عينا والخر لما‪) .‬قوله‪ :‬بأن أحسنه إلخ( تصوير لعدم استوائهما في الحرف‬
‫المعجوز عنه‪) .‬وقوله‪ :‬أو أحسن كل منهما( أي من المام والمأموم )وقوله‪ :‬غير مععا‬
‫أحسنه الخععر( أي كععأن أحسععن المععام الععراء ولععم يحسععن السععين‪ ،‬والمععأموم بععالعكس‬
‫)قوله‪ :‬ومنه أرت( أي ومن المي أرت‪ ،‬وهو بالتاء المثناة‪) .‬وقوله‪ :‬يدغم إلخ( بيععان‬
‫لمعنى الرت‪ :‬أي الرت هو الذي يدغم إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي غيععر محلععه( أي الدغععام‬
‫المفهوم من يدغم‪) .‬وقوله‪ :‬بإبدال( متعلق بيدغم‪ ،‬أي يدغم مع إبععدال الحععرف المععدغم‬
‫بآخر‪ ،‬كأن يقول المتقيم بإبدال السين تاء وإدغامها في التععاء‪ .‬وخععرج بععه مععا إذا كععان‬
‫يدغم فقط‪ ،‬كتشديد لم أو كاف مالك فل يضععر ول يسععمى هععذا أرت‪) .‬قععوله‪ :‬وألثععغ(‬
‫معطوف على أرت‪ ،‬أي ومن المي‪ ،‬ألثغ‪ ،‬وهععو بالثععاء المثلثععة‪) .‬وقععوله‪ :‬يبععدل إلععخ(‬
‫بيان لمعنى اللثغ‪ .‬ول فرق في البدال المذكور بين أن يكون مععع إدغععام أو ل‪ ،‬فهععو‬
‫أعم مما قبله‪ .‬وقيل هو الذي يبدل من غير إدغام‪ .‬فعليه يكون مغععايرا‪ .‬وخععرج بقععوله‬
‫يبدل إلخ‪ :‬ما إذا لم يبدل حرفا بآخر‪ ،‬بأن كانت لثغته يسيرة لم تمنععع أصععل مخرجععه‪،‬‬
‫وإن كان غير صاف‪ ،‬فل يؤثر‪.‬‬

‫] ‪[ 53‬‬
‫وحكى الروياني عن ابن غانم مقرئ ابن سريج قال‪ :‬انتهى ابن سريج إلى هععذه‬
‫المسألة فقال‪ :‬ل تصح إمامة اللثغ‪ ،‬وكععان لثغتععه يسععيرة‪ ،‬وفععي مثلهععا‪ ،‬فاسععتحييت أن‬
‫أقول له‪ :‬هل تصح إمامتععك ؟ فقلععت لععه‪ :‬هععل تصععح إمععامتي ؟ قععال‪ :‬وإمععامتي أيضععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن أمكنه التعلم( ل يظهر لععه ارتبععاط بمععا قبلععه إل بتكلععف‪ .‬أي وإذا لععم تصععح‬
‫القدوة بالمي‪ ،‬فهل تصح صلة نفسه أو ل ؟ في ذلك تفصيل‪ ،‬وهو مععا ذكععره بقععوله‪:‬‬
‫فإن أمكنه إلخ‪ .‬وكان الولى والسععبك أن يقععول‪ :‬وكمععا ل تصععح القععدوة بععه ل تصععح‬
‫صلته‪ ،‬إن أمكنه التعلم ولععم يتعلععم‪ ،‬وإل صععحت‪ .‬تفطععن )قععوله‪ :‬وكععره اقتععداء بنحععو‬
‫تأتاء( أي في الفاتحة وغيرها‪) .‬وقوله‪ :‬وفأفاء( أي في غير الفاتحععة‪ ،‬إذ ل فععاء فيهععا‪.‬‬
‫والتأتاء‪ :‬هو الذي يكرر التاء‪ .‬والفأفاء‪ :‬هو الذي يكرر الفاء‪ .‬ومثلهما‪ :‬الوأواء‪ ،‬وهععو‬
‫الذي يكرر الواو‪ .‬وإنمععا كععره القتععداء بمععن ذكععر لزيععادته حرفععا‪ ،‬ونفععرة الطبععع عععن‬
‫سماعه‪ .‬وإنما صحت القدوة بهم‪ ،‬لعذرهم في تلك الزيادة‪) .‬قوله‪ :‬ولحن بما ل يغيععر‬
‫معنى( أي وكره اقتداء بلحن بما ل يغير المعنى‪ .‬ويحرم تعمععده مععع صععحة الصععلة‬
‫والقدوة‪) .‬والحاصل( أن اللحن حرام على العامد العالم القادر مطلقا‪ ،‬وأن ما ل يغيععر‬
‫المعنى ل يضر في صحة الصلة والقعدوة مطلقعا‪ ،‬وأمعا معا يغيعر المعنعى ففعي غيعر‬
‫الفاتحة ل يضر فيهما إل إن كان عامدا عالما قادرا‪ ،‬وأما في الفاتحة فإن قدر وأمكنه‬
‫التعلم ضر فيهما‪ ،‬وإل فكأمي‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬كضم هاء ل( أي وكضم صععاد‬
‫الصراط وهاء اهدنا‪ ،‬وإن لم تسمه النحاة لحنا )قوله‪ :‬فإن لحن لحنا يغير المعنى إلخ(‬
‫مقابل قوله بما ل يغير معنى‪ .‬والمراد بتغيير المعنى أن ينقل معنى الكلمة إلى معنععى‬
‫آخر‪ ،‬كضم تاء أنعمت وكسرها‪ ،‬أو يصيرها ل معنى لها أصل كالزين بالزاي‪ .‬أفاده‬
‫البجيرمي‪) .‬وقوله‪ :‬في الفاتحة( أي أو بععدلها‪ .‬وسععيذكر مقععابله بقععوله أو فععي غيرهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أبطل( أي لحنه المغير للمعنى‪) .‬وقوله‪ :‬صلة إلععخ( أي والقععدوة بععه بععالولى‪،‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أمكنه التعلم( وزمن المكان من وقت إسلمه فيمن طرأ إسلمه كما قاله‬
‫البغوي‪ ،‬ومن التمييز في غيره على الوجه‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪ .‬تحفة‪ ،‬وقال م ر‪ :‬الوجععه خلفععه‪،‬‬
‫لما يلزم عليه من تكليفه بها قبععل بلععوغه‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه ليععس بقععرآن( أي لن الحععرف‬
‫الملحون لحنا يغير المعنى ليس بقرآن‪ ،‬أي والتكلم بما ليس بقرآن يبطععل الصععلة مععع‬
‫العلم والتعمد‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬نعم إن ضاق الوقت( أي على من أمكنه التعلم وتركه‪.‬‬
‫قال ع ش‪ :‬ومفهعومه أنعه ل يصعلي معا دام العوقت واسععا‪ ،‬وظعاهره وإن أيعس ممعن‬
‫يعلمه‪ ،‬وقياس ما في التيمم من أن فاقد الطهععورين إن لععم يععرج المععاء صععلى فععي أول‬
‫الوقت أنه هنا بقرآن‪ ،‬أي التعلعم وتركعه‪ .‬قععال ع ش‪ :‬ومفهعومه أنعه ل يصعلي معا دام‬
‫الوقت واسعععا‪ ،‬وظععاهره وإن أيععس ممععن يعلمععه‪ ،‬وقيععاس مععا فععي الععتيمم مععن أن فاقععد‬
‫الطهورين إن لم يرج الماء صلى في أول الوقت أنه هنا كذلك‪ ،‬إل أن يفرق بععأن فقععد‬
‫الطهورين من أصله ل اختيار للمكلف فيه‪ ،‬بخلف ترك التعلم‪ ،‬فإن المكلف منسوب‬
‫فيه إلى تقصير لحصول التفويت من جهته‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬وأعاد( أي الصلة )وقععوله‪:‬‬
‫لتقصيره( أي بتركه التعلم )قوله‪ :‬ويظهر أنعه( أي اللحعن العذي ضعاق عليعه العوقت‬
‫وصلى لحرمته‪) .‬قوله‪ :‬ل يأتي بتلك الكلمة( أي الععتي يلحععن فيهععا لحنععا بغيععر المعنععى‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي تلك الكلمة‪ ،‬وذكر الضمير مراعاة للخععبر‪) .‬قععوله‪ :‬فلععم تتوقععف إلععخ(‬
‫تفريع على العلة‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ كععانت غيععر قععرآن‪) .‬وقععوله‪ :‬عليهععا( أي‬
‫على تلك الكلمة‪ ،‬أي على التيان بها‪) .‬قوله‪ :‬بععل تعمععدها( أي تلععك الكلمععة‪ ،‬أي تعمععد‬
‫التيان بها‪) .‬وقوله‪ :‬ولو من مثل هذا( أي اللحعن العذي ضعاق عليعه العوقت وصعلى‬
‫لحرمته‪) .‬قوله‪ :‬أو في غيرها( عطف على قوله في الفاتحة‪ ،‬أي أو‬

‫] ‪[ 54‬‬
‫إن لحن لحنا يغير المعنععى فععي غيععر الفاتحععة‪ .‬أي وغيععر بععدلها‪) .‬قععوله‪ :‬صععحت‬
‫صلته( جواب إن المقدرة‪) .‬قععوله‪ :‬إل إذا قععدر( أي علععى النطععق بععه علععى الصععواب‬
‫وعلم ‪ -‬أي التحريم ‪ -‬وتعمد ‪ -‬أي اللحن ‪ -‬أي فل تصح حينئذ صلته ول القععدوة بعه‪.‬‬
‫ومثل تعمده اللحن‪ :‬ما إذا سبق إليه لسانه ولم يعده علععى الصععواب‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه( أي‬
‫الملحون‪ ،‬وهو تعليل لمحذوف‪ ،‬أي فل تصح صلة اللحععن فععي غيععر الفاتحععة‪ ،‬لنععه‬
‫كلم أجنبي‪) .‬وقوله‪ :‬حينئذ( أي حين إذ قدر وعلم وتعمد‪ .‬ومفاده أنه إذا لم يقعدر ولععم‬
‫يعلم ولم يتعمد ليس كلما أجنبيا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو كلم أجنبي مطلقا‪ ،‬قععدر وعلععم‬
‫وتعمد أو ل‪ .‬فالولى أن يقول بدل هذه العلة لنه حينئذ غير مغتفر‪ ،‬بخلف ما إذا لم‬
‫يقدر ولم يعلم ولم يتعمد‪ ،‬فإنه مغتفر‪ ،‬لن الكلم اليسير يغتفر في الصلة مععع الجهععل‬
‫والنسيان‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وحيث بطلععت صععلته هنععا( أي فععي غيععر الفاتحععة‪ ،‬كععأن قععرأ‬
‫ورسوله من قوله تعالى * )أن ال برئ من المشععركين ورسععوله( * بععالجر‪) ،‬وقععوله‪:‬‬
‫يبطل القتداء به( يرد عليه أن بطلن القتداء به قد علم من قوله إل إذا قدر إلععخ‪ ،‬إذ‬
‫المراد فل تصح صلته ول القدوة به‪ ،‬إل أن يقال صرح بما هو معلوم للتقييد بقوله‪:‬‬
‫لكن للعالم بحاله‪ ،‬ومع ذلك فالخصر والنسب أن يقول‪ :‬وحيععث بطلععت القععدوة هنععا‪،‬‬
‫فهو للعالم بحاله‪) .‬قوله‪ :‬لكن للعالم بحعاله( أمععا إذا لعم يعلعم بحعاله فتصععح قعدوته بعه‪،‬‬
‫ويفرق بينه وبين المي ‪ -‬حيث بطل اقتداء الجاهل به ‪ -‬بأن هذا يعسر الطلع على‬
‫حاله قبل القدوة‪) .‬قوله‪ :‬واختار السبكي( ضعععيف‪ .‬ع ش‪ .‬وهععذا مقابععل قععوله صععحت‬
‫صلته والقدوة به إل إذا قدر إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ليس إلخ( مقول قول المام‪) ،‬وقوله‪ :‬لهععذا(‬
‫أي اللحن في غير الفاتحة‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي اللحن المذكور‪ ،‬وهو تعليل لقوله ليععس‬
‫لهذا إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬بل ضرورة( أي بل حاجة إلى التكلم به‪) .‬قوله‪ :‬من البطلن( بيان‬
‫لما‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي سواء قدر على النطق به على الصواب أو عجز عنععه‪ .‬وأمععا‬
‫النسيان أو الجهل فل يقتضي البطلن عنده أيضا إل مع الكثرة‪ ،‬أفاده سم )قوله‪ :‬ولععو‬
‫اقتدى بمن ظنه أهل للمامة( خرج به ما إذا ظنه ليس أهل لهععا‪ ،‬فل تنعقععد صععلته‪،‬‬
‫وإن تبين أن ل خلل‪ ،‬لعععدم صععحة القععدوة فععي الظععاهر‪ ،‬للععتردد عنععدها‪) .‬قععوله‪ :‬فبععان‬
‫خلفه( أي ظهر له خلف ما ظنه‪) .‬قوله‪ :‬كأن ظنه إلخ( تمثيل لمععن ظنععه أهل فبععان‬
‫خلفه‪) .‬وقوله‪ :‬قارئا( أي أو مسلما أو ليععس زنععديقا‪ ،‬أو كععبر للحععرام‪ ،‬أو لععم يسععجد‬
‫على كمه الذي يتحرك بحركته‪) .‬قوله‪ :‬فبان أميا( أي أو كافرا أو زنديقا‪ ،‬أو لم يكععبر‬
‫للحرام أو لم يسجد ساجدا على كمه الذي يتحرك بحركتععه‪) .‬تنععبيه( وقععع خلف فععي‬
‫بان ‪ -‬فقيل هي من أخوات كععان‪ ،‬والمنصععوب بعععدها خبرهععا‪ .‬وقيععل إنهععا ليسععت مععن‬
‫أخوات كان‪ ،‬والمنصوب بعدها إما تمييز محول عن الفاعل‪ ،‬أي بععان أميتععه أو كفععره‬
‫أو زندقته مثل‪ ،‬أو منصوب على الحال‪ .‬ورد السيوطي كونها من أخععوات كععان بععأن‬
‫أخععوات كععان محصععورة معععدودة‪ ،‬ولععم يععذكر أحععد أن بععان منهععا‪ .‬وقععال‪ :‬المتجععه أن‬
‫المنصععوب بعععدها تميععز محععول عععن الفاعععل‪ ،‬كطععاب زيععد نفسععا‪) .‬قععوله‪ :‬أعععاد( أي‬
‫المقتدي‪ ،‬وهو جواب لو‪ ،‬ومحل العادة إن بان بعد الفراغ من الصلة‪ ،‬فإن بععان فععي‬
‫أثنائها وجب استئنافها‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪) :‬قاعععدة( كععل مععا يععوجب العععادة إذا‬
‫طرأ في الثناء أو ظهر أوجب الستئناف‪ ،‬ول يجععوز السععتمرار مععع نيععة المفارقععة‪.‬‬
‫وكل ما ل يوجب العادة مما يمنع صحة القتداء ابتداء عند العلم إذا طرأ في الثناء‬
‫أو ظهععر ل يععوجب السععتئناف‪ ،‬ويجععوز السععتمرار مععع نيععة المفارقععة‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لتقصيره بترك البحث( صريحه أنه يجب البحث‬

‫] ‪[ 55‬‬
‫على المأموم عن حال المام قبل اقتدائه‪ ،‬وليععس كععذلك علععى الصععح‪ ،‬فلععو قععال‬
‫لكون المام ليس من أهل المامه لذاته لكان أولععى‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي )وقععوله‪ :‬فععي ذلععك(‬
‫أي فععي كععونه أهل أو ل ؟ )قععوله‪ :‬ل إن اقتععدى( أي ل يعيععدها إن اقتععدى إلععخ‪ ،‬وهععو‬
‫استدراك من وجوب العادة إذا ظنه أهل ثم بان خلفه‪) .‬وقوله‪ :‬بمن ظنععه متطهععرا(‬
‫أي أو ناويا أو عاجزا عن ستر العورة‪) .‬قوله‪ :‬فبان ذا حعدث( أي أو أنعه لعم ينعو‪ ،‬أو‬
‫أنه كان قادرا على ستر العورة‪) .‬قوله‪ :‬أو ذا خبث خفي( أي أو بععان ذا خبععث خفععي‪،‬‬
‫وسيذكر ضابط الخفي وضده‪) .‬قوله‪ :‬ولو في جمعة( أي ولو بان كذلك في جمعه فل‬
‫تجب العادة‪) .‬وقوله‪ :‬إن زاد( أي المام‪ ،‬وهو قيد في عدم وجععوب العععادة بالنسععبة‬
‫للجمعة‪ .‬وخرج به ما إذا كان تمععام الربعيعن‪ ،‬فتجععب العععادة‪ ،‬لتععبين بطلن صععلته‬
‫ببطلن صلة المام‪ ،‬لعدم استكمال العدد‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان المععام عالمععا( أي بحععدث‬
‫نفسه أو بالخبث الذي فيه‪ ،‬وهي غاية ثانية لعدم وجوب العادة‪) .‬قوله‪ :‬لنتقععاء إلععخ(‬
‫تعليل لعدم وجوب العادة‪) .‬قوله‪ :‬إذ ل أمارة إلعخ( علعة للعلعة‪ ،‬والمعارة هنعا‪ ،‬بفتعح‬
‫الهمزة‪ ،‬وهي العلمة‪ ،‬وأما بكسرها‪ :‬فهي الولية كما في المصباح‪) .‬وقوله‪ :‬عليهما(‬
‫أي الحدث والخبث الخفي‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي من أجل انتفاء التقصير منه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫حصععل لععه( أي للمقتععدي‪) .‬وقععوله‪ :‬فضععل الجماعععة( هععو سععبع وعشععرون أو خمععس‬
‫وعشرون درجة‪) .‬قوله‪ :‬أما إذ أبان( أي المام‪) .‬وقوله‪ :‬ذا خبث ظاهر( هو محععترز‬
‫قوله خفي‪) .‬فائدة( يجب على المام إذا كانت النجاسععة ظععاهرة إخبععار المععأموم بععذلك‬
‫ليعيد صلته‪ ،‬أخذا من قولهم‪ :‬لو رأى على ثععوب مصععل نجاسعة وجععب إخبععاره بهععا‪،‬‬
‫وإن لم يكن آثما‪ .‬ومن قولهم‪ :‬لو رأى صبيا يزني بصبية وجب منعععه مععن ذلععك‪ ،‬لن‬
‫النهي عن المنكر ل يتوقععف علععى علععم مععن أريععد نهيععه‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬فيلزمععه‬
‫العادة( أي فيلزم المأموم العادة‪ ،‬ولو لم ير ذلك الخبث الظاهر‪ ،‬لوجود حععائل بيععن‬
‫المام والمأموم‪ ،‬أو ظلمه‪ ،‬أو بعد عععن المععام‪ ،‬أو اشععتغال بالصععلة‪ ،‬أو كععون المععام‬
‫صلى قائما والمأموم صلى جالسا لعجزه‪ ،‬ففي جميع هذه الصور تلزمه العععادة عنععد‬
‫ابن حجر والرملي‪ ،‬وخالف الروياني في الصورة الخيععرة‪ ،‬فقععال‪ :‬ل تلزمععه العععادة‬
‫فيها لعدم تقصيره‪ ،‬لكون فرضه الجلععوس‪) .‬قععوله‪ :‬علععى غيععر العمععى( المناسععب أن‬
‫يقععول إن كععان غيععر أعمععى ‪ -‬كمععا هععو ظععاهر‪ .‬وخععرج بععه العمععى‪ ،‬فل تجععب عليععه‬
‫العادة‪ ،‬لعدم تقصيره‪ .‬قال الكردي‪ :‬وفي اليعاب للشارح مثل العمى ‪ -‬فيما يظهععر‬
‫‪ -‬ما لو كان في ظلمة شديدة لمنعها أهلية التأمل والتخرق في سعتر الععورة‪ ،‬كعالخبث‬
‫فيما ذكر من التفصيل فيما يظهر‪ .‬ا ‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الخبث الظاهر‪) .‬وقععوله‪ :‬مععا‬
‫بظاهر الثوب( أي الذي يكون بظاهر الثوب‪) .‬وقوله‪ :‬وإن حال بين المععام والمععأموم‬
‫حائل( أي أن الخبث الظاهر هو ما كان بظاهر الثععوب ولععم يععره المععأموم‪ ،‬بععأن حععال‬
‫حائل بينهما كجدار‪ .‬ومثل الحائل ما مر آنفا‪) .‬قوله‪ :‬والوجه في ضبطه( أي الخبععث‬
‫الظاهر‪ .‬وهذا الضبط للنوار‪ ،‬ولعل وجه أوجهية هععذا الضععبط‪ :‬شععمول الخفععي عليعه‬
‫للخبث الحكمي الكائن على ظهر الثوب‪ ،‬وذلك لنه لو تأمله المأموم ل يراه‪ ،‬بخلفععه‬
‫على الضبط الول‪ ،‬فإنه ل يشمله‪ ،‬بل يدخله في الظاهر مع أنه ليس منه‪ ،‬بل هو من‬
‫الخفععي‪) .‬وقععوله‪ :‬أن يكععون( أي الخبععث الظععاهر‪) .‬وقععوله‪ :‬بحيععث لععو تععأمله( البععاء‬
‫للملبسة‪ ،‬أي يكون متلبسا بحالععة‪ ،‬وهععي لععو تععأمله إلععخ‪) .‬وأعلععم( أن هععذا الضععبط ل‬
‫ينافي الضبط الذي نقله القليوبي عن شيخه الزيادي والرملععي‪ ،‬ونقلععه البجيرمععي عععن‬
‫الشوبري من أن الظاهرة هي العينيععة‪ ،‬والخفيععة هععي الحكميععة‪ ،‬بععل هععو متبععادر منععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬رآه( أي أدركه بإحدى الحواس‪ ،‬ولو بالشم‪ ،‬ليشمل العمى‪ ،‬وإن حال بينهما‬
‫حائل‪ .‬ا ‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬والخفي بخلفه( وهععو الععذي لععو تععأمله المععأموم لععم يععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مطلقا( أي سواء كان الخبععث الععذي تععبين فععي المععام ظععاهرا أو خفيععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وصح اقتداء إلخ( وذلك لصحة صلتهم من غير إعادة‪) .‬وقععوله‪ :‬بسععلس( هععو بكسععر‬
‫اللم‪.‬‬

‫] ‪[ 56‬‬
‫)قوله‪ :‬وقائم بقاعد( أي وصح اقتداء قععائم بقاعععد‪ ،‬لخععبر البخععاري‪ :‬عععن عائشععة‬
‫رضي ال عنها‪ :‬أنه )ص( صلى في مرض مععوته قاعععدا‪ ،‬وأبععو بكععر والنععاس قيامععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬متوضئ بمتيمم( أي وصح اقتداء متوضئ بمععتيمم‪) .‬وقععوله‪ :‬ل تلزمععه إعععادة(‬
‫قيد في صحة القدوة بمتيمم‪ .‬وخرج بععه مععن تلزمععه العععادة كمععتيمم فععي محععل يغلععب‬
‫وجود الماء فيه‪ ،‬فل تصح القععدوة بععه‪ ،‬لعععدم كمععال حععاله‪) .‬تنععبيه( تصععح أيضععا قععدوة‬
‫الكامل بالصبي‪ ،‬لن عمرو بن سلمة ‪ -‬بكسر اللم ‪ -‬كان يؤم قومه على عهد رسول‬
‫ال )ص( وهو ابن ست أو سبع سنين ‪ -‬كما رواه البخاري‪ .‬وبالعبد‪ ،‬وإن كان صبيا‪،‬‬
‫لن صلته معتد بها‪ ،‬ولن ذكوان ‪ -‬مولى عائشة ‪ -‬كان يؤمها‪ .‬وتصععح أيضععا قععدوة‬
‫البصير بالعمى‪ ،‬كعكسه‪ ،‬لتعارض فضيلتهما‪ ،‬لن العمى ل ينظر مععا يشععغله فهععو‬
‫أخشع‪ ،‬والبصير ينظر الخبث فهو أحفظ‪) .‬قوله‪ :‬وكره اقتداء إلخ( المناسععب لمععا قبلععه‬
‫أن يقول‪ :‬وصح اقتداء بفاسععق ومبتععدع‪ ،‬لكععن مععع الكراهععة‪) .‬وقععوله‪ :‬ومبتععدع( أي ل‬
‫نكفره ببدعته‪ ،‬كالمعتزلي‪ ،‬وهو القائل بخلق القرآن أو عدم الرؤيععة‪ .‬والقععدري‪ ،‬وهععو‬
‫القائل بخلق العبد أفعاله الختيارية‪ .‬والجهمي‪ ،‬وهو القائل بمذهب جهععم بععن صععفوان‬
‫الترمذي‪ ،‬وهو أنه ل قدرة للعبد بالكلية‪ .‬والمرجئ‪ ،‬وهو القائل بالرجاء‪ ،‬وهو أنه ل‬
‫يضر مع اليمان معصية‪ .‬والرافضي‪ ،‬وهو القائل بأن عليا ‪ -‬كرم ال وجهععه ‪ -‬أسععر‬
‫إليه النبي )ص( بالخلفة‪ ،‬وأنه أولى مععن غيععره‪ .‬أمععا الععذي نكفععره ببععدعته فل تصععح‬
‫القدوة به أصل‪ ،‬وذلك كالمجسمة‪ ،‬وهم القائلون بأن ال جسم كالجسام تعالى ال عن‬
‫ذلععك كالفلسععفة‪ ،‬وهععم منكععرو حععدوث العععالم‪ ،‬وعلمععه تعععالى بالجزئيععات‪ ،‬والبعععث‬
‫للجسام‪ .‬وهذه الثلثة هععي أصععل كفرهععم‪ .‬ونظمهععا بعضععهم فععي قععوله‪ :‬بثلثععة‪ :‬كفععر‬
‫الفلسفة العدا * * إذ أنكروهععا وهععي قطعععا مثبتععه علععم بجععزئي‪ ،‬حععدوث عععوالم‪* * ،‬‬
‫حشر لجساد وكانت ميته )قوله‪ :‬كرافضي( تمثيل للمبتدع‪ ،‬ل تنظير‪) .‬قوله‪ :‬وإن لععم‬
‫يوجد أحد سواهما( أي يكره القتداء بهما وإن لم يوجد إلخ‪ ،‬وذلك للخلف في صحة‬
‫القتداء بهما لعدم أمانتهمععا‪ ،‬فقععد ل يحصععل منهمععا محافظععة علععى بعععض الواجبععات‪،‬‬
‫ولقوله )ص(‪ :‬إن سركم أن تقبل صلتكم فليؤمكم خيععاركم‪ ،‬فععإنهم وفععدكم فيمععا بينكععم‬
‫وبين ربكم‪ .‬وإنما صحت الصلة خلفهما ‪ -‬على المعتمد ‪ -‬لما روى الشيخان‪ :‬أن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما كان يصلي خلف الحجاج‪ .‬قال الشافعي ‪ -‬رضععي ال ع عنععه ‪:-‬‬
‫وكفى به فاسقا‪) .‬وقوله‪ :‬ما لم يخش فتنة( أي مععا لععم يخععش المععأموم إن لععم يععأتم بهمععا‬
‫فتنة‪ ،‬كأن يكون المام الفاسق‪ ،‬أو المبتدع واليا ظالما‪) .‬قوله‪ :‬وقيل ل يصح القتععداء‬
‫بهما( أي الفاسق والمبتدع‪) .‬قوله‪ :‬وكره أيضا اقتداء بموسوس( هو الذي يقدر ما لععم‬
‫يكن كائنا ثم يحكم بحصوله من غير دليل ظاهر‪ ،‬كأن يتوهم وقوع نجاسععة بثععوبه ثععم‬
‫يحكم بوجودها من غير ذلك‪ ،‬وإنما كره القتععداء خلفععه لنععه يشععك فععي أفعععال نفسععه‪.‬‬
‫)وسععئل( ابععن حجععر عععن القتععداء بالموسععوس هععل يصععح أم ل ؟ وعععن الفععرق بيععن‬
‫الوسوسة والشك ؟ )فأجاب( بأن الصلة خلفه صحيحة إل أنها مكروهععة‪ ،‬لنععه يشععك‬
‫في أفعال نفسه‪ .‬والفرق بين الوسوسة والشك‪ ،‬أن الشك يكععون بعلمععة‪ ،‬كععترك ثيععاب‬
‫من عادته مباشرة النجاسة‪ ،‬والحتياط هنا مطلععوب‪ ،‬بخلف الوسوسععة‪ ،‬فإنهععا الحكععم‬
‫بالنجاسة من غير علمة‪ ،‬بأن لععم يعععارض الصععل شععئ‪ ،‬كععإرادة غسععل ثععوب جديععد‬
‫اشتراه احتياطا‪ ،‬وذلك من البدع‪ .‬كما صرح به النووي في شرح المهذب‪ .‬فالحتيععاط‬
‫حينئذ ترك هذا الحتياط‪ .‬ا ‍ه‪ .‬من الفتاوي ملخصا‪) .‬قععوله‪ :‬وأقلععف( أي وكععره أيضععا‬
‫اقتداء بأقلف‪ ،‬وهو الذي لم يختن‪ ،‬سواء ما قبل البلوغ ومععا بعععده‪ ،‬لنععه قععد ل يحععافظ‬
‫على ما يشترط لصحة صلته‪ ،‬فضل عن إمامته‪ ،‬وهععو غسععل جميععع مععا يصععل إليععه‬
‫البول مما تحت قلفته‪ ،‬لنها لما كانت واجبة الزالة كان ما تحتها فععي حكععم الظععاهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل بولد الزنا( أي ل يكعره القتععداء بولعد الزنععا‪ .‬قعال شعيخ السععلم فعي شعرح‬
‫التحرير‪ :‬وإن عده الصل في المكععروه‪ .‬وكتععب محشععيه مععا نصععه‪ :‬كلم الصععل هععو‬
‫المعتمد في ولد الزنا ومن ل يعععرف لععه أب‪ ،‬لكععن بشععرط أن يكععون القتععداء بععه مععن‬
‫ابتداء الصلة‪ ،‬ولم يكن المقتدي مثله‪ .‬وعبععارة الرملععي‪ :‬وأطلععق جماعععة كراهععة ولععد‬
‫الزنا ومن ل يعرف أبوه‪ ،‬وهي مصورة بكون ذلك في ابتداء الصلة ولم تساوي‬

‫] ‪[ 57‬‬
‫المأموم‪ ،‬فإن ساواه أو وجده قد أحرم واقتدى بععه فل بععأس‪ .‬ا‍ه‪ .‬لكععن بحععث فععي‬
‫التفصيل المذكور بأن من كره القتداء به ل فرق بين أن يقتدي بععه مععن هععو مثلععه أو‬
‫غيره‪ ،‬ول بين البتداء والنتهاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لكنعه( القتععداء بولععد الزنععا‪ ،‬ومثلععه ولععد‬
‫الملعنة‪ ،‬ومن ل يعرف له أب كاللقيط‪) .‬وقوله‪ :‬خلف الولى( أي لغير مثله وغير‬
‫من وجده قد أحرم‪ ،‬أما لمثله أو لمن وجده قد أحرم فل بأس بذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪) .‬قوله‪:‬‬
‫واختار السبكي ومن تبعه انتفاء الكراهة( أي كراهة القتععداء بمععن ذكععر مععن الفاسععق‬
‫ومن بعده‪) .‬قوله‪ :‬إذا تعذرت الجماعة( أي إقامتها‪ .‬وقوله‪ :‬إل خلف مععن تكععره خلفععه‬
‫أي فإنهععا حينئذ ل تتعععذر‪) .‬قععوله‪ :‬بععل هععي( أي الجماعععة خلععف مععن تكععره خلفععه‪،‬‬
‫والضراب انتقالي‪ .‬وقوله‪ :‬أفضل قال سم‪ :‬بععذلك أفععتى شععيخنا الشععهاب الرملععي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وجزم شيخنا( عبارته‪ :‬ولو تعذرت إل خلعف معن يكعره القتعداء بعه لعم تنتعف‬
‫الكراهة‪ ،‬كما شععمله كلمهععم‪ ،‬ول نظععر لدامععة تعطلهععا لسععقوط فرضععها حينئذ‪ .‬وبمععا‬
‫تقععرر علععم ضعععف اختيععار السععبكي ومععن تبعععه‪ :‬أن الصععلة خلععف هععؤلء‪ ،‬ومنهععم‬
‫المخالف‪ ،‬أفضل من النفراد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأنها( أي الكراهة‪) .‬وقوله‪ :‬ل تزول حينئذ(‬
‫أي حين إذ تعذرت الجماعة إل خلف من تكره خلفه‪) .‬قوله‪ :‬ما قاله السبكي( أي مععن‬
‫انتفاء الكراهة حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي فععي بيععان العععذار المرخصععة لععترك الجماعععة‬
‫حتى تنتفي الكراهة‪ ،‬حيث سنت‪ ،‬والثم‪ :‬حيث وجبت‪ ،‬والصل فيها خبر ابععن حيععان‬
‫والحاكم في صحيحيهما‪ :‬من سمع النداء فلم يأته فل صععلة لععه ‪ -‬أي كاملععة ‪ -‬إل مععن‬
‫عذر وهي على قسمين‪ :‬عامة‪ :‬كالمطر‪ ،‬والريح‪ ،‬وشدة الحر‪ ،‬وشدة البرد‪ .‬وخاصععة‪:‬‬
‫كشععدة نعععاس‪ ،‬ومععرض يشععق‪ ،‬وتمريععض قريععب‪ .‬قععوله‪ :‬وعععذر الجماعععة هععو مفععرد‬
‫مضاف لمعرفة‪ ،‬فيعم جميع العذار التي ذكرها‪ .‬وقوله‪ :‬كالجمعة ومتعلععق بمحععذوف‬
‫حال من الجماعة أي حال كونها كالجمعععة‪ .‬أي فأعععذارهما متحععدة‪ .‬وكععان الولععى أن‬
‫يعد أول أعذار الجماعة ثم يقول‪ :‬وأعذار الجمعة هي أعذار الجماعة‪ ،‬أي مما يمكععن‬
‫مجيئه في الجمعة كما سيأتي التنبيه عليه في بابها‪) .‬قوله‪ :‬مطر( هو وما عطف عليه‬
‫خبر عذر‪ ،‬ول فرق فيععه بيععن أن يكععون ليل أو نهععارا‪ .‬ومثععل المطععر الثلععج‪ ،‬والععبرد‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يبل ثوبه قال في اليعاب ولو كان عنده ما يمنع بلله كلباد لم ينتف عنعه كعونه‬
‫عذرا فيما يظهر‪ ،‬لن المشقة مع ذلك موجودة‪ ،‬ويحتمل خلفععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬كععردي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫للخبر الصحيح( دليل لكون المطر عذرا‪ ،‬ولفظ الخبر‪ :‬روى أبو داود والنسائي وابن‬
‫ماجه عن ابن أبي المليح عن أبيه قال‪ :‬كنا مع النععبي )ص( زمععن الحديبيععة‪ ،‬فأصععابنا‬
‫مطر لم يبل أسفل نعالنا‪ ،‬فنادى منادي رسول ال )ص(‪ :‬صلوا فععي رحععالكم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بخلف إلخ( محترز قوله يبل ثوبه‪) .‬قوله‪ :‬ما ل يبله( أي الثوب‪ ،‬بععأن كععان خفيفععا أو‬
‫كان يمشي في ركن‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬قطعر المعاء إلعخ( اسعتدراك معن ععدم ععدما ل يبعل‬
‫الثوب عذرا‪ .‬يعني أن تقاطر الماء من السقوف بعد فراغ المطر يعد عذرا‪ ،‬وإن كان‬
‫ل يبل الثوب‪ ،‬وذلك لغلبة نجاسته أو استقذاره‪) .‬وقوله‪ :‬من سقوف الطريععق( أي مععن‬
‫السقوف التي في طريق مريععد الجماعععة‪ ،‬فالضععافة لدنععى ملبسععة‪) .‬قععوله‪ :‬ووحععل(‬
‫معطوف على مطر‪ ،‬وهو بفتح الحعاء‪ ،‬وإسعكانها لغعة رديئة‪ ،‬وإنمعا كعان ععذرا لنعه‬
‫أشق من المطر‪) .‬وقوله‪ :‬لم يأمن إلخ( يفيد أنعه يشععترط فيعه أن يكعون شعديدا‪ .‬فعليعه‪:‬‬
‫غير الشديد ل يكون عذرا‪ .‬وقد صرح بالقيد المذكور في المنهاج ‪ -‬وهو المعتمد عند‬
‫شيخ السلم والرملي والخطيب ‪ -‬وعبارة الخير مع الصل‪ :‬وكذا وحل شديد علععى‬
‫الصحيح‪ ،‬ليل كان أو نهارا‪ ،‬لنه أشق من المطر‪ ،‬بخلف الخفيف منه‪ .‬والشديد هععو‬
‫الذي ل يأمن معه التلويث‪ ،‬كما جزم به في الكفاية‪ ،‬لكن ترك في المجموع‬

‫] ‪[ 58‬‬
‫والتحقيععق التقييععد بالشععديد‪ ،‬ومقتضععاه أنععه ل فععرق بينععه وبيععن الخفيععف‪ .‬قععال‬
‫الذرعي‪ :‬وهو الصحيح‪ ،‬والحاديث دالة عليه‪ .‬وجرى على التقييد ابن المقععري فععي‬
‫روضه تبعا لصله‪ .‬وينبغي اعتماده‪) .‬فععإن قيععل( حععديث ابععن حبععان المتقععدم أصععابهم‬
‫مطر لم يبل أسفل نعالهم‪ ،‬ونادى منادي رسول ال )ص(‪ :‬صلوا في رحالكم )أجيب(‬
‫بأن النداء في الحديث كان للمطر كما مر‪ ،‬والكلم في الوحل بل مطر‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫معه( أي الوحل‪) .‬وقوله‪ :‬التلوث( أي لسفل الرجل‪ .‬قععال ش ق‪ :‬وكالرجععل‪ :‬الثععوب‪،‬‬
‫ل النعععل‪ ،‬لن أقععل شععئ يلععوثه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬بالمشععي( البععاء سععببية متعلقععة بتلععوث‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيه( أي في الوحل‪) .‬وقوله‪ :‬أو الزلق( معطوف على التلوث‪ ،‬أي أو لم يأمن‬
‫من الزلق بالمشي فيه‪) .‬قععوله‪ :‬وحععر شععديد( معطععوف علععى مطععر أيضععا‪ .‬وقيععده فععي‬
‫التحفععة وغيرهعا بكععون الععوقت ظهععرا‪ .‬والعذي اعتمعده الجمععال الرملعي ‪ -‬فعي النهايععة‬
‫وغيرها ‪ -‬عدم التقييد به‪ ،‬فهو عنده عذر مطلقععا‪) .‬قععوله‪ :‬وإن وجععد ظل يمشععي فيععه(‬
‫غاية لعد الحر عذرا‪ .‬وكتب عليها سم ما نصعه‪ :‬أقعول ل يخفعى علعى متأمعل أن هعذا‬
‫الكلم مما ل وجه فيه‪ ،‬وذلك لن من البديهي أن الحر إنما يكون عذرا إذا حصل بععه‬
‫التأذي‪ ،‬فإذا وجد ظل يمشي فيه‪ ،‬فإن كان ذلععك الظععل دافعععا للتععأذي بععالحر فل وجععه‬
‫حينئذ‪ ،‬لكون الحر عععذرا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وبععرد شععديد( معطععوف علععى مطععر أيضععا‪ ،‬أي‬
‫وعذر الجماعة برد شديد‪ .‬ول فرق فيه بين أن يكون ليل أو نهارا‪ ،‬وأن يكون مألوفا‬
‫في ذلك المحل أو غير مألوف إذ المدار على ما يحصل به التععأذي والمشععقة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وظلمة شديدة بالليل( أي أو وقت الصبح كما في التحفة والنهاية ‪ -‬وإنما كععانت عععذرا‬
‫فيه ‪ -‬دون النهار ‪ -‬لعظم مشقتها فيه‪) .‬قوله‪ :‬ومشقة مرض( من إضععافة الصععفة إلععى‬
‫الموصوف‪ .‬أي والمععرض الععذي يشععق معععه الحضععور مشععقة تسععلبه كمععال الخشععوع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم تبح الجلوس في الفرض( غاية في كون مشقة المرض عذرا‪ ،‬أي أنهععا‬
‫تعد ععذرا‪ ،‬وإن كعانت ل تبيعح لعه الجلعوس فعي صعلة الفعرض‪) .‬وقعوله‪ :‬ل صعداع‬
‫يسير( بالرفع‪ ،‬معطوف على مشععقة‪ ،‬وهععو محترزهععا‪ .‬وعبععارة النهايععة‪ :‬أمععا الخفيععف‬
‫كصداع يسععير وحمععى خفيفععة فليععس بعععذر‪ ،‬لنععه ل يسععمى مرضععا‪) .‬قععوله‪ :‬ومدافعععة‬
‫حدث( بالرفع‪ ،‬معطوف أيضععا علععى مطععر‪ ،‬أي وعععذر الجماعععة مدافعععة حععدث ‪ -‬أي‬
‫غلبته ‪ .-‬ومحل كون المدافعة عذرا في ترك الجماعة‪ :‬إن لم يتمكن مععن تفريععغ نفسععه‬
‫والتطهر قبل فوت الجماعة‪ ،‬فإن تمكن من ذلك ولعم يفعلعه ل تكعون ععذرا فععي ذلعك‪.‬‬
‫ومثلهععا‪ :‬مدافعععة كععل خععارج مععن الجععوف‪ ،‬كغلبععة القععئ‪ ،‬ودم القععروح‪ ،‬وكععل مشععوش‬
‫للخشوع‪) .‬قوله‪ :‬من بول إلخ( بيان للحدث‪ .‬فالمراد بالحدث هنا‪ :‬مععا يخعرج معن أحععد‬
‫السبيلين‪) .‬قوله‪ :‬فتكره الصلة معها( أي المدافعة‪ ،‬أي وإذا كرهت الصلة فالجماعععة‬
‫أولى‪ .‬والصل في ذلك خبر مسلم‪ :‬ل صلة بحضرة طعام‪ ،‬ول صععلة وهععو يععدافعه‬
‫الخبثععان أي البععول والغععائط‪) .‬قععوله‪ :‬وإن خععاف إلععخ( غايعة فععي الكراهععة‪ ،‬أي تكععره‬
‫الصععلة مععع المدافعععة المععذكورة‪ .‬وإن خععاف أن الجماعععة تفععوته لععو فععرغ نفسععه مععن‬
‫الحدث‪ ،‬فالسنة في حقه أن يتخلف عن الجماعععة ليفععرغ نفسععه‪) .‬قععوله‪ :‬وحععدوثها( أي‬
‫المدافعة‪) .‬وقوله‪ :‬في الفرض( أي فععي أثنععاء الصععلة المفروضععة‪) .‬وقعوله‪ :‬ل يجععوز‬
‫قطعه( أي الفرض‪ ،‬أي فيحرم عليه ذلك‪ .‬نعم‪ ،‬إن اشععتد الحععال وخععاف ضععررا يبيععح‬
‫التيمم بكتمه إلى تمام الصلة فله القطع‪ ،‬بل قد يجب‪) .‬قوله‪ :‬ومحل ما ذكر في هععذه(‬
‫انظر على أي شئ‪ ،‬ما واقعة ؟ وعلى أي شئ يعود اسم الشارة ؟ والذي يظهععر مععن‬
‫سياقه أن ما واقعة على كون مدافعة الحدث عذرا في ترك الجماعععة‪ ،‬واسععم الشععارة‬
‫يعود على المدافعة المذكورة‪ ،‬أو على البول والغائط والريح‪ .‬والتقعدير‪ :‬ومحعل كعون‬
‫مدافعة الحدث من البول والغائط والريح ععذرا فعي هععذه‪ ،‬أي المدافععة المععذكورة‪ ،‬أو‬
‫البول‪ ،‬والغائط والريح‪ .‬وفي ذلك ركاكة ل تخفى‪ .‬ولو جعلت مععا واقعععة علععى العععذر‬
‫من حيث هو‪ ،‬واسم الشارة يعود على المدافعة صح ذلك‪ ،‬والتقععدير‪ :‬ومحععل العععذر‪،‬‬
‫أي كونه يععذر فعي هعذه المدافععة‪ :‬أي بهعا‪ .‬لصعح ذلعك‪ ،‬إل أنعه بعيعد‪ .‬فكعان الولعى‬
‫والخصر أن يحذف قوله في هذه وعبارة الفتح مععع الصععل وإنمععا يكععون ذلععك ‪ -‬أي‬
‫الحقن وما عطف عليه ‪ -‬عذرا بسعة أي مع سعة وقت لتفريغ نفسه من ذلك وللصلة‬
‫كاملة‬

‫] ‪[ 59‬‬
‫فيه‪ ،‬وإل لزمته الصلة مععه‪ ،‬ول كراهععة إل أن يخشععى معن كتمعه مبيععح تيمععم‪.‬‬
‫ويجري التقييد بسعة في أكثر العذار‪ .‬ويسن أن يتخلف عن الجماعععة ليفععرغ نفسععه‪،‬‬
‫بل يكره له الصلة مع الحقن‪ ،‬وإن خاف فوت الجماعة لو فرغ‪ ،‬كما صرح به جمع‪.‬‬
‫وما اقتضاه صنيعه أن الجماعة عنعد ضعيق العوقت ل تسعقط‪ ،‬اقتضعاه كلم الشعيخين‬
‫وغيرهما‪ ،‬لنتفاء كراهععة الصععلة معععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬إن اتسععع الععوقت( أي‬
‫وقت الصلة‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( تصوير لتساع الوقت‪) .‬وقوله‪ :‬لععو فعرغ نفسعه( أي‬
‫من البول أو الغائط أو الريح‪) .‬قوله‪ :‬وإل حرم التأخير لذلك( أي وإن لم يتسع الوقت‬
‫حرم تأخير الصلة لذلك‪ ،‬أي لتفريغ نفسه‪ ،‬بل يصلي معها من غير كراهة‪ ،‬محافظة‬
‫على حرمة الوقت‪ .‬لكن محل الحرمة ما لععم يخععش مععن كتععم ذلععك ضععررا‪ ،‬وإل فععرغ‬
‫نفسه‪ ،‬وإن خشي خروج الوقت‪) .‬قععوله‪ :‬وفقععد لبععاس لئق بععه( معطععوف أيضععا علععى‬
‫مطر‪ ،‬أي وعذر الجماعة فقد لباس يليق به‪ ،‬بأن لم يجد لباسععا أصععل‪ ،‬أو وجععده لكنععه‬
‫غير لئق به لبسععه‪ .‬وإنمععا كععان ذلععك عععذرا فععي تععرك الجماعععة لن عليععه مشععقة فععي‬
‫خروجه كذلك‪ .‬قال الكردي في المداد والنهاية‪ :‬يظهر أن العجز عن مركوب لمن ل‬
‫يليق به المشي كالعجز عن لباس لئق‪ :‬ا‍ه‪ .‬زاد في العباب‪ :‬ويؤخذ مععن ذلععك أنععه لععو‬
‫كان بمحل الجماعة من ل تليق به مجالسته أو من يتأذى بحضوره كان عععذرا‪ ،‬وهععو‬
‫محتمل‪ .‬ويحتمل أنه غير عذر هنا مطلقا‪ .‬ويفرق بينه وبيععن فقععد اللبععاس اللئق‪ .‬بععأن‬
‫فقده يخل بالمروءة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا الحتمال أوجه من الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن وجععد سععاتر‬
‫العورة( غاية في كون فقد اللئق عذرا‪ ،‬أي يعذر بفقد اللئق به‪ ،‬وإن وجد مععا يسععتر‬
‫عورته‪ ،‬أي أو وجد ما يستر بدنه إل رأسه مثل‪ ،‬لن عليه مشقة في خروجه كععذلك‪،‬‬
‫كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وسير رفقة( معطععوف علععى مطععر أيضععا‪ ،‬أي وعععذر الجماعععة سععير‬
‫رفقعة‪ ،‬أي يريعد السعفر معهعم ويخعاف معن التخلعف للجماععة علعى نفسعه أو معاله أو‬
‫يستوحش فقط للمشقة في التخلف عنهم‪) .‬قوله‪ :‬لمريد سفر مباح( أي وإن قصر‪ ،‬ولو‬
‫سفر نزهة‪ ،‬ل السفر لمجرد رؤية البلد‪) .‬قوله‪ :‬وإن أمن( أي في السفر وحععده علععى‬
‫نفسه أو ماله‪ ،‬وهو غاية لكون سير الرفقة عذرا في تععرك الجماعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬لمشععقة‬
‫استيحاشه( أي فيما إذا أمن‪ .‬والضافة للبيان‪ ،‬أي لمشقة وهي استيحاشه‪ .‬أي حصول‬
‫وحشة تحصل له بسبب سيره وحده‪) .‬قععوله‪ :‬وخععوف ظععالم( بععالرفع‪ ،‬معطععوف علععى‬
‫مطر أيضا‪ ،‬أي وعذر الجماعة خوف ظعالم‪ ،‬أي خعوف منعه‪ .‬فالضعافة علعى معنعى‬
‫من‪ ،‬وذكر ظالم مثال‪ ،‬ل قيد‪ ،‬إذ الخوف على خبزه فععي التنععور‪ ،‬وطععبيخه فععي القععدر‬
‫على النار‪ ،‬ول متعهد يخلفععه عععذر‪ .‬قععال الزركشععي‪ :‬هععذا إذا لععم يقصععد بععذلك إسععقاط‬
‫الجماعة‪ ،‬وإل فليس بعذر‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى معصععوم( خععرج بععه الحربععي‪ ،‬والمرتععدي‪،‬‬
‫والزاني المحصن‪ ،‬وتارك الصلة أموالهم‪ ،‬فالخوف عليهم ليس عععذرا‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن‬
‫عرض( بيان للمعصوم‪ ،‬وهو بكسر العين‪ ،‬محل المدح والذم‪ ،‬ويصور الخوف عليععه‬
‫معن ظععالم‪ ،‬بمععا إذا كععان يقعذفه لعو خععرج للجماعععة‪) .‬قععوله‪ :‬وخععوف معن حبعس إلععخ(‬
‫معطوف على مطر أيضا‪ .‬أي وعذر الجماعة خوف من حبععس إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬غريععم‬
‫معسر( بتنوين غريم وجعل ما بعده وصععفا لععه إن أريععد منععه المععدين‪ .‬وبععترك تنععوينه‬
‫مضافا إلى ما بعده إن أريد منععه الععدائن‪ .‬وعلععى الول يكععون إضععافة حبععس إليععه مععن‬
‫إضععافة المصععدر لمفعععوله‪ .‬والمعنععى عليععه‪ :‬وخععوف مععن أن يحبععس الععدائن غريمععه‬
‫المعسر‪ .‬وعلى الثاني تكون الضععافة مععن إضععافة المصععدر لفععاعله‪ ،‬والمعنععى عليععه‪:‬‬
‫وخوف من أن يحبس الغريم مدينه المعسر‪ .‬ويوجد فععي بعععض نسععخ الخععط‪ :‬وخععوف‬
‫من حبس غريم لمعسر‪ ،‬بزيادة لم الجععر‪ .‬وهععو يؤيععد الثععاني‪ .‬ولععو قععال وخععوف مععن‬
‫حبس غريم له وهو معسر‪ .‬لكان أنسب بما قبلعه وأولعى‪ .‬إذ عبعارته فيهعا إظهعار فعي‬
‫مقام الضمار‪ ،‬وذلك لن فاعل الخوف مقععدر‪ ،‬أي وخعوفه‪ ،‬أي مريععد الجماعععة‪ ،‬معن‬
‫حبس غريم‪ .‬فالمناسب لذلك أن يأتي بالضمير‪ ،‬بأن يقول بعده له‪ ،‬ثم يأتي بالقيد وهو‬
‫قوله وهو معسر‪ .‬وعبارة المنهج مع شرحه‪ :‬وخوف من ملزمة أو حبس غريم لععه‪،‬‬
‫وبه ‪ -‬أي بالخائف ‪ -‬إعسار يعسر عليه إثبععاته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععي ظععاهرة‪) .‬قععوله‪ :‬وحضععور‬
‫مريض( بالرفع معطوف أيضا على مطر‪ ،‬أي وعذر الجماعة حضور مريععض‪ ،‬ول‬
‫فرق فيه بين أن يكون فاسقا أو‬

‫] ‪[ 60‬‬
‫ل‪ ،‬فيسن القيام بخدمته من حيث المععرض‪ ،‬ل مععن حيععث الفسععق‪ .‬كمععا قيععل فععي‬
‫إيناس الضيف أنه يسن من حيث كونه ضيفا‪ ،‬ل من حيث كونه فاسقا‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم‬
‫يكن نحو قريب( أي أن حضور المريض الذي ل متعهد لععه عععذر مطلقععا سععواء كععان‬
‫نحععو قريععب كععزوج‪ ،‬وصععديق‪ ،‬وصععهر‪ ،‬ومملععوك‪ ،‬وأسععتاذ‪ ،‬وعتععق‪ ،‬ومعتععق أم ل‬
‫كأجنبي‪) .‬قوله‪ :‬بل متعهد له( الجار‪ ،‬والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمريض‪ ،‬ولو‬
‫قدمه علعى الغايعة لكعان أولعى‪ .‬إذ الغايعة إنمعا هعي بالنسعبة لعه‪) .‬قعوله‪ :‬أو كعان إلعخ(‬
‫المناسب أو وكان‪ ،‬بزيادة واو العطف ‪ -‬كما صرح بهععا فععي المنهععج ‪ -‬أي أو بمتعهععد‬
‫وكان نحو قريب محتضععرا أو لععم يكععن محتضععرا ولكععن يععأنس المريععض بحضععوره‪.‬‬
‫)والحاصل( أن هذا المريض إذا لم يكن له متعهد يطعمه ويسقيه ويقععوم بمععا يحتععاجه‬
‫فحضور الشخص عنده عذر في ترك الجماعة مطلقا‪ ،‬سعواء كعان نحععو قريعب أم ل‪.‬‬
‫وإذا كان له متعهد‪ :‬فإن كان المريض نحو قريب محتضرا أو يأنس بععه يكععون عععذرا‬
‫أيضا‪ ،‬وإن لم يكن كذلك بأن كان غير نحععو قريععب‪ ،‬أو كععان ولععم يكععن محتضععرا ول‬
‫يأنس بالحاضر فل يكون عذرا‪) .‬قوله‪ :‬لكن يأنس( أي نحو القريب غيععر المحتضععر‪.‬‬
‫)وقوله به( أي بالحاضر‪) .‬قوله‪ :‬وغلبة نعاس( بالرفع معطوف أيضا على مطر‪ ،‬أي‬
‫وعذر الجماعة غلبة نعاس‪ ،‬ومثلها بالولى غلبة النععوم‪ ،‬والمععراد بهععا أن يعجععز عععن‬
‫دفع ما ذكر من النعاس والنوم من الصلة‪ .‬وخععرج بالغلبععة مجععرد النعععاس والسععنة ‪-‬‬
‫بكسر السين ‪ -‬وهما ما يتقدم النععوم مععن الفتععور‪ ،‬فليسععا بعععذر‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععد انتظععاره‬
‫للجماعة( الظرف متعلق بمحععذوف صععفة لغلبععة‪ ،‬أي غلبععة حاصععلة لععه عنععد انتظععاره‬
‫للجماعة‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬وعند عزمه على الذهاب إليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشععدة إلععخ(‬
‫بعالرفع معطعوف علعى مطعر أيضعا‪ ،‬أي وععذر الجماععة شعدة جعوع وعطعش‪ ،‬لكعن‬
‫بحضععرة مععأكول أو مشععروب يشععتاقه وقعد اتسعع الععوقت‪ ،‬للخعبر الصععحيح‪ :‬ل صععلة‬
‫بحضرة طععام‪ .‬وقريعب الحضعور كالحاضعر‪ ،‬فيبعدأ بالكعل أو الشعرب‪ ،‬فيأكعل لقمعا‬
‫يكسر بها شدة الجوع‪ ،‬إل أن يكون الطعام ممععا يتنععاول مععرة واحععدة‪ ،‬كسععويق ولبععن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعمى( بالرفع معطوف على مطر أيضا‪ ،‬أي وعععذر الجماعععة عمععى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫حيث إلخ( قيد في كون العمى عذرا‪ ،‬أي محععل كععونه عععذرا إذا لععم يجععد قععائدا بععأجرة‬
‫المثل‪ ،‬أي وكان قادرا عليها‪ ،‬وهي فاضلة عما يعتبر في الفطرة‪ .‬فإن وجد قععائدا بمععا‬
‫ذكر فل يكون العمى عذرا في ترك الجماعة‪) .‬قوله‪ :‬وإن أحسن( أي العمى‪ ،‬وهععي‬
‫غاية في كون العمى عذرا‪ .‬أي أنه يعد عذرا وإن كان يحسن المشي بالعصععا‪ ،‬وذلععك‬
‫لنه قد تحدث له وهدة يقع فيها فيتضرر بذلك‪) .‬تتمععة( بقععي مععن العععذار أكععل منتععن‬
‫كبصل‪ ،‬أو ثوم‪ ،‬أو كراث‪ ،‬وكذا فجل في حق من يتجشأ منه‪ ،‬نئ أو مطبوخ بقععي لععه‬
‫ريح يؤذي‪ ،‬لما صح معن قععوله )ص(‪ :‬معن أكعل بصعل أو ثومععا أو كراثعا فل يقربعن‬
‫المساجد وليقعد في بيته‪ ،‬فععإن الملئكععة تتععأذى ممععا يتععأذى منععه بنععو آدم قععال جععابر ‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ -‬ما أراه يعني إل نيئه‪ .‬زاد الطبراني‪ :‬أو فجل‪ .‬ومثععل ذلععك كععل مععن‬
‫ببدنه أو ثوبه ريح خبيث‪ .‬وإن عذر كذي بخعر‪ ،‬أو صعنان مسعتحكم‪ ،‬وحرفعة خبيثعة‪.‬‬
‫وإنما يكون ما ذكر عذرا إذا لم يسهل إزالته بغسععل أو معالجععة‪ ،‬فععإن سععهلت لععم يكععن‬
‫عذرا‪ .‬وزلزلة‪ ،‬وسمن مفرط‪ ،‬واشتغال بتجهيععز ميععت‪ ،‬وحملعه‪ ،‬ودفنععه‪ ،‬ووجععود معن‬
‫يؤذيه في طريقه ‪ -‬ولو بنحو شتم ‪ -‬ما لم يمكن دفعه من غير مشقة‪ ،‬وتطويععل المععام‬
‫على المشروع‪ ،‬وتركه سنة مقصودة‪ ،‬وكونه سريع القراءة والمأموم بطيئهععا‪ ،‬أو مععن‬
‫يكره القتداء به‪ ،‬وكونه يخشى الفتتان به لفرط جمععاله‪ ،‬وهععو أمععرد‪ ،‬أو يخشععى هععو‬
‫افتتانا ممن هو كذلك‪ .‬وقد نظم ابن رسلن معظععم العععذار فععي قععوله‪ :‬وعععذر تركهععا‬
‫وجمعة مطر * * ووحل وشدة البرد وحر ومرض وعطش وجععوع * * قععد ظهععرا أو‬
‫غلب الهجوع مع اتساع وقتها وعري * * وأكل ذي الريح الكريه ني‬

‫] ‪[ 61‬‬
‫)قوله تنبيه( أي في بيان حكم هذه العذار‪) .‬قوله‪ :‬إن هذه العذار( أي ونحوها‬
‫مما مر‪) .‬قوله‪ :‬تمنع إلخ( محل كونها تمنع ما ذكر إذا لم يتأت له إقامة الجماعععة فععي‬
‫بيته‪ ،‬وإل فل يسععقط عنععه طلبهععا‪ ،‬لكراهععة انفععراده‪ ،‬وإن حصععل بغيععره شعععارها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫نهاية‪) .‬وقوله‪ :‬كراهة تركها( أي الجماعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬حيععث سععنت( أي حيععث قلنععا إن‬
‫الجماعة سنة‪) .‬قوله‪ :‬وإثمه( بالنصب‪ ،‬معطوف على كراهة‪ ،‬أي وتمنععع إثععم الععترك‪.‬‬
‫)وقععوله‪ :‬حيععث وجبععت( أي حيععث قلنععا إن الجماعععة واجبععة‪) .‬والحاصععل( العععذار‬
‫المذكورة تسقط الحرمة على القول بالفرضية‪ ،‬والكراهة على القول بالسععنية‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ول تحصل فضيلة الجماعة( أي لمن تركهععا بعععذر‪) .‬قععوله‪ :‬واختععار غيععره( أي غيععر‬
‫النععووي‪) .‬قععوله‪ :‬مععا عليععه إلععخ( مفعععول اختععار‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن حصععولها( أي فضععيلة‬
‫الجماعة‪ ،‬وهو بيان لما‪) .‬وقوله‪ :‬إن قصدها لول العذر( قيد في حصول الفضيلة لععه‪،‬‬
‫أي أنهععا تحصععل لععه إن قصععد فعلهععا لععول العععذر موجععود‪ .‬وظععاهره أنهععا تحصععل لععه‬
‫الفضيلة كفضيلة من صلى جماعة‪ .‬وفي البجيرمععي أن الععذي يحصععل لععه دون فضععل‬
‫من يفعلها‪ .‬وفيععه أيضععا الجمععع بيععن القععولين‪ .‬وعبععارته‪ :‬وقيععل بععل يحصععل لععه فضععل‬
‫الجماعة‪ ،‬لكن دون فضل من فعلها‪ ،‬أي حيث قصد فعلها لععول العععذر‪ .‬وقععرر شععيخنا‬
‫زي اعتماده‪ ،‬ونقل شيخنا م ر أن بعضهم حمل القول بعدم حصول فضلها علععى مععن‬
‫تعاطى سبب العذر‪ ،‬كأكل البصل‪ ،‬ووضع الخبز في التنور‪ .‬والقول بحصول فضععلها‬
‫على غيره كالمطر والمرض‪ .‬قال‪ :‬وهو جمععع ل بععأس بععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬والحاصععل( أن مععن‬
‫رخص له ترك الجماععة حصعلت لعه فضعيلتها‪ ،‬وحينئذ يقعال‪ :‬لنعا منفعرد يحصعل لعه‬
‫فضيلة الجماعععة‪ .‬وحينئذ تقبعل شعهادة معن داوم علعى تركهععا لععذر‪ ،‬وإذا أمعر المععام‬
‫الناس بالجماعة ل تجععب علععى مععن ذكععر لقيععام العععذر‪ .‬ا‍ه ح ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬قععال فععي‬
‫المجموع‪ :‬يستحب إلخ( الولى ذكره في باب الجمعة‪ ،‬وإن كععان لععه مناسععبة هنععا مععن‬
‫جهة أن أعذار الجمعة كأعذار الجماعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬لخععبر أبععي داود وغيععره( قععال فععي‬
‫الزواجر‪ :‬أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم‪ :‬من ترك الجمعععة مععن‬
‫غير عذر فليتصدق بدينار‪ ،‬فإن لم يجد فنصف دينار وفي رواية للبيهقي‪ :‬بععدرهم‪ ،‬أو‬
‫نصف درهم‪ ،‬أو صاع‪ ،‬أو مد‪ .‬وفي أخرى لبن مععاجه مرسععله‪ :‬أو صععاع حنطععة‪ ،‬أو‬
‫نصف صاع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه تعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 62‬‬
‫)فصل فععي صععلة الجمعععة( أي فععي بيععان شععرائط وجوبهععا‪ ،‬وشعرائط صععحتها‪،‬‬
‫وبيان آدبها‪ .‬وهي من خصائص هذه المة‪ ،‬وليست ظهرا مقصععورا وإن كععان وقتهععا‬
‫وقته وتتدارك به‪ ،‬بل صلة مستقلة لنه ل يغني عنها‪ ،‬ولقعول سعيدنا عمعر ‪ -‬رضعي‬
‫ال عنه ‪ :-‬الجمعة ركعتان تمام غير قصر‪ ،‬على لسان نبيكم )ص( ‪ -‬وقععد خععاب مععن‬
‫افععترى‪ .‬رواه المععام أحمععد وغيععره‪ .‬وميععم الجمعععة‪ :‬تضععم‪ ،‬وتسععكن‪ ،‬وتفتععح‪ ،‬وحكععي‬
‫كسرها‪ .‬وجمعها‪ :‬جمعات‪ .‬وهععذه اللغععات فععي اسععم اليععوم‪ .‬وأمععا اسععم السععبوع‪ ،‬فهععو‬
‫بالسكون‪ ،‬ل غير‪) .‬قوله‪ :‬هي فرض عين( أي لقول ال تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنوا‬
‫إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال ع وذروا الععبيع( *‪ .‬وجععه الدللععة‬
‫أن المععراد بالععذكر فيهععا الصععلة مجععازا‪ ،‬وقيععل‪ :‬الخطبععة‪ ،‬فععأمر بالسعععي‪ .‬وظععاهره‬
‫الوجوب‪ ،‬وإذا وجب السعي وجب ما يسعى إليه‪ .‬ونهى عععن الععبيع‪ ،‬وهععو مبععاح‪ ،‬ول‬
‫ينهى عن فعل المباح إل لفعل واجب‪ ،‬ولقول النبي )ص(‪ :‬رواح الجمعة واجب على‬
‫كل محتلم‪ .‬وقوله عليه السلم‪ :‬الجمعععة حععق واجععب علععى كععل مسععلم فععي جماعععة إل‬
‫أربعة‪ :‬عبد مملوك‪ ،‬أو امرأة‪ ،‬أو صبي‪ ،‬أو مريض‪) .‬قوله‪ :‬عنععد اجتمععاع شععرائطها(‬
‫أي شععرائط وجوبهععا‪ ،‬مععن الععذكورة‪ ،‬والحريععة‪ ،‬والصععحة‪ ،‬والسععتيطان‪ .‬وشععرائط‬
‫صحتها‪ ،‬من كونها تقام في البلد‪ ،‬ووقوعها بععأربعين‪ ،‬وغيععر ذلععك ممععا يععأتي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وفرضععت بمكععة( أي ليلععة السععراء‪ ،‬وعععورض هععذا بقععول الحععافظ ابععن حجععر‪ :‬دلععت‬
‫الحاديث الصحيحة على أن الجمعة فرضععت بالمدينععة‪ .‬ويمكععن حمععل قععوله فرضععت‬
‫بالمدينة على معنى أنه استقدر وجوبها عليهم فيها‪ ،‬لزوال العذر الذي كان قائما بهععم‪.‬‬
‫)والحاصل( أنها طلب فعلها بمكة لكن لم يوجد فيهععا شععرائط الوجععوب‪ .‬ووجععدت فععي‬
‫المدينة‪ ،‬فكأنهم لم يخاطبوا بهععا إل فيهععا‪ .‬أفععاده ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬ولععم تقععم( أي الجمعععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بها( أي بمكة‪) .‬وقوله‪ :‬لفقد العععدد( أي اسععتكمال العععدد الععذي هععو شععرط فععي‬
‫وجوبها‪) .‬قوله‪ :‬أو لن شعارها الظهار( فيه نظر‪ ،‬لن هذا أل يسععقط الجمعععة ا‪‍ .‬ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وكان إلخ( الجملة حالية‪ ،‬وهي من تتمععة التعليععل‪) .‬وقععوله‪ :‬مسععتخفيا‬
‫فيها( أي في مكة‪) .‬قوله‪ :‬بالمدينة( أي بجهععة المدينععة‪ ،‬أو أن المدينععة تطلععق علععى مععا‬
‫قرب منها‪ ،‬وإل نافى في قوله بقرية على ميل معن المدينععة‪) .‬قععوله‪ :‬بقريععة( بععدل معن‬
‫قوله بالمدينة‪ .،‬ويقال لهذه القرية نقيع الخضععمات لبنععي بياضععة بطععن مععن النصععار‪،‬‬
‫وكانوا‬

‫] ‪[ 63‬‬
‫أربعين‪ .‬وعبارة الدميري‪ :‬وأول جمعة صليت بالمدينة جمعععة أقامهععا أسعععد بععن‬
‫زرارة في بني بياضة بنقيع الخضمات‪ ،‬وكععان النععبي )ص( أنفععذ مصعععب بععن عميععر‬
‫أميرا على المدينة‪ ،‬وأمره أن يقيم الجمعة‪ ،‬فنزل على أسعد‪ ،‬وكععان )ص( جعلععه مععن‬
‫النقباء الثني عشععر‪ ،‬فععأخبره بععأمر الجمعععة‪ ،‬وأمععره أن يتععولى الصععلة بنفسععه‪ .‬وفععي‬
‫البخاري عن ابن عباس‪ :‬أن أول جمعععة جمعععت بعععد جمعععة فععي مسععجد النععبي )ص(‬
‫جمعة بجواثي قرية من قرى البحرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي القسطلني علععى البخععاري فععي بععاب‬
‫الجمعة في القرى والمدن ما نصه‪ :‬جمعت ‪ -‬بضععم الجيعم وتشعديد الميعم المكسععورة ‪-‬‬
‫في السلم بعد جمعة جمعت فععي مسععجد رسععول الع )ص( ‪ -‬أي فععي المدينععة ‪ -‬فععي‬
‫مسجد عبد القيس بجواثي ‪ -‬بضم الجيم‪ ،‬وتخفيف الواو‪ ،‬وقد تهمععز‪ ،‬ثععم مثلثععه خفيفععة‬
‫مفتوحة مقصورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وصلتها أفضل الصلوات( ويومهععا أيضععا أفضععل أيععام‬
‫السبوع‪ ،‬وخير يوم طلعت فيه الشمس‪ ،‬يعتق ال فيه سعتمائة ألعف ععتيق معن النعار‪.‬‬
‫من مات فيه كتب له أجر شهيد‪ ،‬ووقي فتنة النار‪ .‬قععال سععيدنا القطععب الغععوث سععيدي‬
‫الحبيب عبد ال بن علوي الحداد‪) :‬واعلم( أسعدك ال أن يوم الجمعة سيد اليام‪ ،‬ولععه‬
‫شرف عند ال العظيم‪ ،‬وفيه خلق ال آدم عليه السلم‪ ،‬وفيه يقيم السععاعة‪ ،‬وفيععه يععأذن‬
‫لهل الجنة في زيارته‪ ،‬والملئكة تسمي يوم الجمعة يوم المزيععد لكععثرة مععا يفتععح الع‬
‫فيه من أبواب الرحمة‪ ،‬ويفيض من الفضل‪ ،‬ويبسط من الخير‪ .‬وفي هذا اليععوم سععاعة‬
‫شريفة يستجاب فيها الدعاء مطلقععا‪ ،‬وهععي مبهمععة فععي جميععع اليععوم‪ ،‬كمععا قععاله المععام‬
‫الغزالي ‪ -‬رحمه الع ‪ -‬وغيععره‪ .‬فعليععك فععي هععذا اليععوم بملزمععة العمععال الصععالحة‪،‬‬
‫والوظائف الدينية‪ ،‬ول تجعل لععك شععغل بغيرهععا إل أن يكععون شععغل ضععروريا ل بععد‬
‫منه‪ ،‬فعإن هعذا اليعوم للخعرة خصوصعا‪ ،‬وكفعى بشعغل بقيعة اليعام بعأمر العدنيا غبنعا‬
‫وإضاعة‪ .‬وكان ينبغي للمؤمن أن يجعل جميع أيامه ولياليه مستغرقة بالعمل لخرته‪،‬‬
‫فإذا لم يتيسر ذلك وعوقته عنه أشغال دنياه فل أقل له من التفرغ في هذا اليوم لمور‬
‫الخرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسميت بذلك( أي سععميت الصععلة بععذلك‪ ،‬أي الجمعععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫لن آدم اجتمع فيها( أي الجمعععة‪ ،‬أي يومهععا‪ .‬وهععذه العلععة لتسععمية اليععوم بالجمعععة‪ ،‬ل‬
‫لتسمية الصلة بذلك‪ ،‬مع أن الكلم فيها‪ ،‬إل أن يقال أن المراد من الصععلة ‪ -‬بالنسععبة‬
‫لهععذه العلعة ‪ -‬اليععوم‪ ،‬علعى سعبيل المجععاز المرسعل معن إطلق الحععال وإرادة المحعل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من مزدلفة( أي فيها‪ ،‬فمن بمعنى في‪ ،‬والجار والمجرور بدل مععن قععوله فيهععا‪.‬‬
‫وفي البجيرمي‪ :‬في عرفة بدل من مزدلفة‪) .‬قوله‪ :‬فلععذلك سععميت جمعععا( أي فلسععكون‬
‫آدم اجتمع مع حواء فععي مزدلفععة سععميت مزدلفععة جمعععا بفتععح فسععكون‪) .‬قععوله‪ :‬تجععب‬
‫جمعة( أي عينا‪ ،‬وقيل كفاية‪) .‬قععوله‪ :‬علععى كععل مكلععف( ومثلععه ‪ -‬كمععا تقععدم أول بععاب‬
‫الصلة ‪ -‬متعد بمزيل عقله‪ ،‬فتلزمه الجمعة كغيرها‪ ،‬فيقضيها ظهرا‪ ،‬وإن كععان غيععر‬
‫مكلف‪) .‬وقوله‪ :‬أي بالغ عاقل( بيان للمكلععف‪ .‬وخععرج بهمععا الصععبي‪ ،‬والمجنععون‪ ،‬فل‬
‫تجععب عليهمععا كغيرهععا مععن الصععلوات‪) .‬قععوله‪ :‬ذكععر( أي واضععح الععذكورة‪ ،‬بععدليل‬
‫المحترز‪) .‬وقوله‪ :‬حر( أي كامل الحرية‪ ،‬بدليل المحترز أيضا‪) .‬قوله‪ :‬فل تلزم على‬
‫أنثى وخنثى( على زائدة‪ ،‬وما بعدها مفعول الفععل‪ ،‬أو أصعلية‪ ،‬ويضعمن تلعزم معنعى‬
‫فعل يتعععدى بعلععى‪ :‬كتجععب‪ .‬ثععم رأيععت فععي بعععض نسععخ الخععط‪ :‬فل تجععب علععى أنععثى‬
‫وخنثى‪ ،‬وهو أولى‪) .‬قوله‪ :‬ومن به رق( أي ول تلزم من به رق‪ ،‬وإن قل‪ ،‬ول فععرق‬
‫فيه بين أن يكون بينه وبين سيده مهايأة ووقعت الجمعة في نوبته أو ل‪ ،‬لكن يسععتحب‬
‫لمالك القن أن يأذن له في حضورها‪) .‬قوله‪ :‬وإن كوتب( أي ل تلزم من بععه رق وإن‬
‫كان مكاتبا لنه قن ما بقي عليه درهم‪ .‬والغاية للرد علععى مععن أوجبهععا عليععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لنقصه( أي من ذكر من النعثى والخنعثى‪ ،‬ومعن بعه رق‪ ،‬فهعو تعليعل لقعوله فل تلعزم‬
‫المسلط على من ذكر‪) .‬قوله‪ :‬متوطن( فيه أن الستيطان من شروط الصععحة‪ ،‬ل مععن‬
‫شروط الوجوب الذي الكلم فيه‪ ،‬فكان الولى إسقاطه‪ ،‬والقتصععار علععى المقيععم‪ ،‬ثععم‬
‫يذكر قيد الستيطان في شروط الصعحة‪) .‬وقعوله‪ :‬بمحعل الجمععة( أي محعل إقامتهعا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ل يسافر إلخ( بيان لمعنى المتوطن‪ ،‬يعنععي أن المتععوطن هععو الععذي ل يسععافر‬
‫صيفا ول‬

‫] ‪[ 64‬‬
‫شتاء من محل إقامتها إل لحاجة‪ .‬وسيذكر الشارح حكم من له مسععكنان ببلععدين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كتجارة وزيارة( تمثيل للحاجة‪) .‬قوله‪ :‬غيععر معععذور( صععفة لمكلععف‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بنحو مرض( متعلق بمعذور‪) .‬قوله‪ :‬من العذار إلععخ( بيععان لنحععو مععرض‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫التي مرت في الجماعة( أي مما يمكن مجيئه في الجمعة‪ ،‬فإن الريععح بالليععل ل يمكععن‬
‫أن يكون عذرا هنا‪ .‬والجوع فإنه يبعد أن يكون عذرا في تركها‪ .‬وتوقف السبكي فععي‬
‫قياس الجمعة على غيرها وقال‪ :‬كيف يلحق فرض العين بما هو سنة أو فرض كفاية‬
‫؟ بل ينبغي أن كل ما ساوت مشقته مشقة المرض يكون عععذرا قياسععا علععى المععرض‬
‫المنصوص‪ ،‬وما ل فل‪ ،‬إل بععدليل‪ .‬لكععن قععال ابععن عبععاس‪ :‬الجمعععة كالجماعععة‪ ،‬وهععو‬
‫مستند الصحاب‪) .‬قوله‪ :‬فل تلزم إلخ( مفرع على مفهوم قوله غير معذور‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫على مريض( أي ونحوه من كل معذور‪ ،‬ويقال فيه ما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يحضر بعد‬
‫الزوال( أي بأن لم يحضر أصل محل إقامتها‪ ،‬أو حصر قبل الزوال‪ ،‬فله النصراف‬
‫من محل إقامتها‪ ،‬فإن حضر بعد الزوال يحرم انصرافه‪ ،‬لن المععانع فععي حقععه مشععقة‬
‫الحضور‪ ،‬وبععه زال المععانع‪ ،‬إل أن يريععد ضععرره بانتظععاره لفعلهععا ولععم تقععم الصععلة‪،‬‬
‫فيجوز انصععرافه حينئذ‪) .‬قععوله‪ :‬وتنعقعد بمععذور( يعنعي إذا تكلععف الحضعور وصععلى‬
‫الجمعة تنعقد به‪ ،‬لكن إن استكمل شروط النعقاد‪) .‬واعلم( أن الناس في الجمعة سععتة‬
‫أقسام‪ :‬أولها‪ :‬من تجب عليه‪ ،‬وتنعقد به‪ ،‬وتصح منه‪ ،‬وهو من تععوفرت فيععه الشععروط‬
‫كلها‪ .‬وثانيها‪ :‬من تجب عليه‪ ،‬ول تنعقد به‪ ،‬وتصح منه‪ ،‬وهو المقيم غير المستوطن‪،‬‬
‫ومن سمع نداء الجمعة‪ ،‬وهو ليس بمحلها‪ .‬وثالثها‪ :‬من تجب عليه‪ ،‬ول تنعقد به‪ ،‬ول‬
‫تصح منه‪ ،‬وهو المرتد‪ ،‬فتجب عليه‪ ،‬بمعنى أننا نقول لععه أسععلم وصععل الجمعععة‪ ،‬وإل‬
‫فل تصح منه‪ ،‬ول تنعقد به‪ ،‬وهو باق بحاله‪ .‬ورابعها‪ :‬من ل تجععب عليععه‪ ،‬ول تنعقععد‬
‫به‪ ،‬ول تصح منه‪ ،‬وهو الكافر الصلي‪ ،‬وغير المميز من صغير‪ ،‬ومجنون ومغمععى‬
‫عليه‪ ،‬وسكران عند عدم التعدي‪ .‬وخامسها‪ :‬من ل تجب عليه‪ ،‬ول تنعقععد بععه وتصععح‬
‫منه‪ ،‬وهععو الصععبي المميععز‪ ،‬والرقيععق‪ ،‬وغيععر الععذكر مععن نسععاء وخنععاثى‪ ،‬والمسععافر‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬من ل تجب عليه وتنعقد به‪ ،‬وتصح منه‪ ،‬وهععو المريععض ونحععوه ممععن لععه‬
‫عذر معن العععذار المرخصععة فععي تععرك الجماعععة‪) .‬قععوله‪ :‬وتجععب علععى مقيععم بمحععل‬
‫إقامتها( أي ناو القامة فيه مدة مطلقة أو أربعة أيام بلياليها‪ ،‬ولو أقيمعت الجمععة قبعل‬
‫تمام الربعة أيام‪ ،‬أو ماكث أربعة أيام بلياليها وأقيمت الجمعة بعدها ولو من غير نية‬
‫القامة‪ ،‬فقوله بعد‪ :‬كمن أقام بمحل جمعة إلععخ‪ :‬تمثيععل للمقيععم بالنسععبة للثععاني‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهو على عزم العود إلى وطنه( خرج به ما لععو عععزم عععدم العععود إلععى وطنععه‪ ،‬فععإنه‬
‫يصير متوطنعا‪) .‬قعوله‪ :‬لعو بععد معدة طويلعة( أي ولعو كعان عزمعه بععد معدة طويلعة‪،‬‬
‫كعشرين سنة أو أكثر‪ ،‬فإنه يكون مقيما‪ ،‬ول يكون متوطنا بذلك‪) .‬قوله‪ :‬وعلععى مقيععم‬
‫إلخ( أي وتجب على مقيم إلخ لخبر أبي داود‪ :‬الجمعة على من سمع النععداء‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫متوطن( الولى حذفه‪ ،‬لن التوطن ليس بشععرط‪ ،‬فمععتى أقععام بمحععل يسععمع منععه نععداء‬
‫الجمعة وجبت عليه‪،‬‬

‫] ‪[ 65‬‬
‫سواء توطن فيه أم ل‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬مقيم بمحلهععا‪ ،‬أو بمععا يسععمع منععه النععداء‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومثلها النهاية‪ .‬ويمكن أن يقال إنه قيد به لجل السععتدراك التععي‪) .‬قععوله‪ :‬يسععمع‬
‫منه( أي من المحل الذي أقام فيه‪ .‬والمراد من طرفه الذي يليععه‪) .‬وقععوله‪ :‬النععداء( أي‬
‫الذان الكائن من الواقف بطرف بلد الجمعة‪ ،‬والمعتبر سععماع واحععد فععأكثر مععن ذلععك‬
‫المحل بالقوة‪ ،‬مع اعتدال الصوت‪ ،‬واستواء المكان‪ ،‬وعدم المانع من هواء أو شععجر‪،‬‬
‫مثل‪) .‬قوله‪ :‬ول يبلغ أهله( أي ذلك المحل الذي يسمع منه النداء‪ ،‬فععإن بلغععوا ذلععك ل‬
‫يجب عليهم الذهاب إلى محل النداء‪ ،‬بل يحعرم عليهعم‪ ،‬فيلزمهعم إقامتهعا فعي محلهعم‪،‬‬
‫لئل يتعطل عن الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬فتلزمهما( أي المقيععم غيععر المتععوطن بمحععل الجمعععة‪،‬‬
‫والمقيم المتوطن في محل يسمع منه النداء‪ .‬ول حاجة إلى هذا التفريع لنه عين قوله‬
‫وتجب على مقيم إلخ‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬ولكن ل تنعقد الجمعععة( اسععتدراك علععى المتععن أو‬
‫على قوله فتلزمهما‪) .‬قوله‪ :‬أي بمقيم إلخ( تفسير لضمير به‪) .‬قوله‪ :‬ول بمتوطن( أي‬
‫ول تنعقد بمتوطن في محل خارج محععل إقامععة الجمعععة‪ ،‬وهععذا هععو الحامععل لععه علععى‬
‫التقييد فيما سبق بمتوطن‪ ،‬كما مر التنبيه عليه‪) .‬قوله‪ :‬وإن وجبت( أي الجمعة‪ .‬وهذه‬
‫الغايععة تععورث ركاكععة فععي العبععارة‪ ،‬إذ قععوله ولكععن ل تنعقععد‪ :‬اسععتدراك مععن وجوبهععا‬
‫عليهما‪ .‬فيكون التقدير‪ :‬تجب الجمعة على المقيم المتععوطن بمحععل يسععمع منععه النععداء‪،‬‬
‫ولكن ل تنعقد به‪ ،‬وإن وجبت عليه بسماعه النداء‪ ،‬فالولى إسقاطها‪ .‬فتنبععه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫منها( متعلق بمحذوف حال من النععداء‪ ،‬أي حععال كععون النععداء كائنععا مععن بلععد القامععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول بمن به رق( معطوف على الجار والمجرور قبلععه‪ ،‬أي ول تنعقععد الجمعععة‬
‫بمن به رق‪ ،‬ومقتضى العطف أن ما ذكر داخل في حيز الستدراك من وجوبها على‬
‫المقيم والمتوطن السابقين‪ ،‬وهو ل يصح‪ ،‬كما هو ظاهر‪ .‬ولو حععذف أداة السععتدراك‬
‫فيما مر أو قال هنا ومن به رق كذلك لكان أولى‪ .‬فتأمععل‪) :‬وقععوله‪ :‬وصععبا( معطععوف‬
‫علععى رق‪ ،‬أي ول تنعقععد بمععن بععه صععبا‪ ،‬ومثععل الرقيععق والصععبي‪ ،‬النععثى والخنععثى‪،‬‬
‫والمسافر‪ ،‬والمقيم بمحل ل يسمع منه النععداء‪ ،‬فل تنعقععد بهععم الجمعععة‪ ،‬وتصععح منهععم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل تصح( أي الجمعة‪ .‬والضراب انتقععالي‪) .‬وقععوله‪ :‬منهععم( الصععواب منهمععا‪،‬‬
‫أي ممن به رق ومن به صبا‪ ،‬ول يقال أن ضمير الجمع عائد على جميع من مر من‬
‫المقيععم‪ ،‬والمتععوطن‪ ،‬ومععن بععه رق‪ ،‬ومععن بععه صععبا لن الوليععن قععد صععرح بوجوبهععا‬
‫عليهما‪ ،‬ويعلم منه صحتها منهما‪) .‬قوله‪ :‬لكععن ينبغععي إلععخ( أي يجععب وهععو اسععتدراك‬
‫صوري من كونها تصح منهم‪) .‬وقوله‪ :‬تأخر إحرامهم( ضمير الجمع هنا في محلععه‪،‬‬
‫لنه عائد على المقيم‪ ،‬والمتوطن‪ ،‬ومن به رق ومن به صبا‪) .‬قوله‪ :‬على ما اشترطه‬
‫إلخ( أي أن انبغاء تأخر إحرامهم مبني على ما اشترطه جمع محققون‪ ،‬كابن الرفعة‪،‬‬
‫والسنوي‪ ،‬وشيخ السلم‪ ،‬من تقدم إحرام من تنعقد به على من ل تنعقد بععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن خالف فيه( أي فيما اشترطه بعضهم كثيرون‪ ،‬وهذا هو الراجععح عنععد ابععن حجععر‬
‫والخطيب والرملي‪ .‬وعبارة الفتح‪ :‬قال جمع‪ :‬ول بد مععن تقععدم إحععرام مععن تنعقععد بهععم‬
‫لتصح لغيرهم‪ ،‬لنهم تبععع‪ ،‬ورده آخععرون‪ ،‬وأطععالوا فيععه‪ .‬وهععو الوجععه‪ :‬ا‍ه‪ .‬وعبععارة‬
‫المغنى‪ :‬وهل يشترط تقدم إحرام من تنعقد بهم الجمعة لتصح لغيرهم لنه تبع أو ل ؟‬
‫اشترط البغوي ذلك‪ .‬ونقله في الكفاية عن القاضي‪ .‬والراجععح صععحة تقععدم إحرامهععم‪،‬‬
‫كمععا اقتضععاه إطلق كلم الصععحاب‪ ،‬ورجحععه جماعععة مععن المتععأخرين كععالبلقيني‬
‫والزركشي‪ ،‬بل صوبه وأفتى بعه شععيخي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبععارة النهايععة‪ :‬ول يشععترط لصععحتها‬
‫تقدم إحرام أربعين ممن تنعقد بهم على إحرام الناقصين‪ ،‬كمعا أفعتى بعه الوالععد رحمععه‬
‫ال ع تعععالى‪ ،‬واقتضععاه كلم الصععحاب‪ ،‬ورجحععه جماعععة مععن المتععأخرين كععالبلقيني‬
‫والزركشي‪ ،‬بل صوبه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشعرط لصعحة الجمععة( أي انعقادهعا‪ .‬والشعروط‬
‫المععارة إنمععا هععي للوجععوب‪) .‬قععوله‪ :‬مععع شععروط غيرهععا( أي غيععر الجمعععة مععن بقيععة‬
‫الصلوات‪ ،‬كالطهارة‪ ،‬وستر العورة‪ .‬واستقبال القبلععة‪ ،‬ودخععول الععوقت‪) .‬قعوله‪ :‬سععتة(‬
‫نائب فاعل شرط‪ ،‬وفيه أن المعدود خمسة‪ ،‬إل أن يكون عد قوله‪ :‬ومععن شععروطها أن‬
‫ل يسبقها بتحرم إلخ‪ .‬سادسا‪ ،‬لكن كان ينبغي له‬

‫] ‪[ 66‬‬
‫أن يقول‪ :‬وسادسها أن إلخ‪ .‬وفي نسخة‪ :‬خمسة‪ ،‬وهععي موافقععة للعععد‪ ،‬ل الواقععع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أحدها( أي الشععروط السععتة‪) .‬وقععوله‪ :‬وقوعهععا جماعععة( أي لنهععا لععم تقععع فععي‬
‫عصر النبي )ص( والخلفاء الراشدين إل كذلك‪) .‬قوله‪ :‬بنية إمامة( متعلععق بمحععذوف‬
‫صفة لجماعة‪ .‬أي جماعة مصحوبة بنية المام المامة‪ ،‬لن نية المامة فععي الجمعععة‬
‫واجبة على المام لتحصل له الجماعة‪ ،‬فإن لم ينوها بطلت جمعته‪ ،‬وكذا تبطل جمعة‬
‫المععأمومين خلفععه إن لععم يكععن المععام زائدا علععى الربعيععن‪ ،‬لعععدم تمععام العععدد ببطلن‬
‫صلته‪ ،‬فإن كان زائدا على الربعين لم تبطل جمعتهم‪ ،‬كما لو بان أنه لم ينو أصل‪،‬‬
‫وأنه محدث‪ ،‬كما مر التنبيه عليه في مبحث القدوة‪) .‬قععوله‪ :‬واقتععداء( أي ونيععة اقتععداء‬
‫من المأمومين‪) .‬قوله‪ :‬مقترنة( بالنصب‪ ،‬حال مععن نيععة‪ :‬أي حععال كععون النيععة مقترنععة‬
‫بععالتحرم‪ .‬وبععالجر‪ ،‬صععفة لهععا‪) .‬قععوله‪ :‬فععي الركعععة الولععى( أي للمععأموم‪ ،‬والجععار‬
‫والمجرور متعلععق بوقوعهععا‪) .‬قععوله‪ :‬فل تصععح إلععخ( مفهععوم قععوله جماعععة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بالعدد( أي مع استكمال العدد‪) .‬وقوله‪ :‬فرادى( حال من العدد‪ .‬أي فل تصح الجمعععة‬
‫بالعدد‪ ،‬أي بأربعين حال كونهم منفردين‪ ،‬أي لععم يصععلو جماعععة‪) .‬قععوله‪ :‬ول تشععترط‬
‫الجماعة في الركعة الثانية( تصريح بمفهوم قوله فععي الركعععة الولععى‪ ،‬وهععذا بخلف‬
‫العدد‪ ،‬فإنه شرط في جميعها كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬فلو صلى المام( مفرع علععى عععدم‬
‫اشتراط الجماعة في الركعععة الثانيععة‪) .‬وقععوله‪ :‬بععالربعين( أفععاد أن المععام زائد علععى‬
‫الربعين‪ ،‬وهو متعين بالنسبة لما إذا أحدث‪ ،‬لما سيذكره أنه يشععترط بقععاء العععدد إلععى‬
‫السلم‪) .‬قوله‪ :‬ثم أحدث( أي المععام‪) .‬قععوله‪ :‬بععل فععارقوه( أي ولععو بل عععذر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أجزأتهم الجمعة( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يشترط إلخ( استدراك من قععوله ول تشععترط‬
‫الجماعة في الركعة الثانية‪ ،‬أو من قوله أجزأتهم الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬بقاء العععدد( المععراد‬
‫بقاؤه مستكمل لشروط الصحة‪ ،‬بحيث ل تبطل صلة واحد مععن الربعيععن بحععدث أو‬
‫غيره‪) .‬وقوله‪ :‬حتى لو أحدث إلخ( تفريع علعى أنعه يشعترط بقعاء الععدد‪) .‬قعوله‪ :‬قبعل‬
‫سلمه( أي قبل سلم نفسه‪ .‬وانظر‪ :‬هل هذا القيد لععه مفهعوم أول ؟ والظعاهر الثعاني‪،‬‬
‫لنه إذا أحدث بعد سلمه وقبل سلم من عداه‪ ،‬صدق عليه أن العدد لم يبق‪ .‬ثم رأيت‬
‫هذا القيد ساقطا من عبارة الفتح‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬ونصها‪ :‬ومتى أحععدث منهععم واحععد لععم‬
‫تصح جمعة الباقين‪ .‬وبه يلغز فيقال‪ :‬جمع بطلت صلتهم بحدث غيرهم‪ ،‬مع أنه ليس‬
‫بإمام لهم‪ ،‬ول مؤتم بأحدهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بطلت جمعة الكل( أي وإن كان المحدث هععو‬
‫الخععر‪ ،‬وإن ذهععب الولععون إلععى أمععاكنهم‪ ،‬فيلزمهععم إعادتهععا جمعععة إن أمكععن‪ ،‬وإل‬
‫فظهرا‪ - ،‬كما في البجيرمي ‪ -‬ول يشكل على ذلك أنه لععو بععان الربعععون أو بعضععهم‬
‫محدثين صععحت جمعععة المععام‪ ،‬والمتطهععر منهععم تبعععا‪ ،‬لنععه هنععاك لععم يتععبين إل بعععد‬
‫السلم‪ ،‬فوجدت صورة العدد إلى السلم‪ ،‬فلم يؤثر تبين الحدث الرافع له‪ ،‬بخلف ما‬
‫هنععا‪ ،‬فععإن خععروج أحععد الربعيععن قبععل سععلم الكععل بطععل صععورة العععدد قبععل السععلم‪،‬‬
‫فاستحال القول بالصحة هنا‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو أدرك المسععبوق ركععوع الثانيععة( أي ركععوع‬
‫المام في الركعة الثانية‪) .‬قوله‪ :‬واستمر معه إلعى أن سعلم( أي واسععتمر المعأموم مععع‬
‫المام إلى أن سلم‪ ،‬فلو فارقه أو بطلت صلة المام لععم يععدرك الجمعععة‪ .‬وهععذا معتمععد‬
‫ابن حجر تبعا لظاهر تعبير الشيخين‪ .‬والذي اعتمده الجمال الرملععي والخطيععب وسععم‬
‫وغيرهم‪ :‬أنه ل يشترط استمراره معه إلى السلم‪ ،‬بل متى أدرك ركوع المام أدرك‬
‫الجمعة‪ ،‬ولو نعوى المفارقعة وبطلعت صعلة المعام‪) .‬قعوله‪ :‬أتعى( أي المعأموم‪ ،‬وهعو‬
‫جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬جهرا( منصععوب بإسععقاط الخععافض‪ ،‬أي بععالجهر فععي قراءتهععا‪ ،‬أو‬
‫على الحالية من فاعل أتى بتأويله باسم الفاعل‪ ،‬أي حال كونه جاهرا في قراءته‪ .‬وبه‬
‫يلغز ويقال‪ :‬لنا منفععرد يصععلي بعععد الععزوال الصععلة المفروضععة يجهععر فيهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتمت جمعته( أي للخبر الصحيح‪ :‬من أدرك ركعة من الجمعة فليصل إليهععا أخععرى‪.‬‬
‫وفي رواية صحيحة‪ :‬من أدرك من صلة الجمعة ركعة فقد أدرك الصععلة‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪:‬‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫وتحصل الجمعة أيضا بإدراك ركعة أولى معه‪ ،‬وإن فععارقه بعععدها‪ ،‬لمععا مععر أن‬
‫الجماعة ل تجب إل فععي الركعععة الولععى‪ ،‬وبععإدراك ركعععة معععه‪ ،‬وإن لععم تكععن أولععى‬
‫المام ول ثانيته‪ ،‬بأن قام لزائده‪ ،‬ولو عامدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن صحت جمعة المععام( أي‬
‫بأن كان متطهرا‪ .‬وخرج به ما إذا لم تصح بأن محدثا أو ذا خبث‪ ،‬فل تتم له جمعته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا من اقتدى به( أي وكععذلك تتععم جمعععة معن اقتععدى بالمسععبوق بعععد انقطععاع‬
‫قدوته في ركوع ركعته الثانية إن صحت جمعته‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬لععو أراد آخععر‬
‫أن يقتدي به في ركعته الثانية ليدرك الجمعة جععاز‪ .‬كمععا فععي البيععان عععن أبععي حامععد‪،‬‬
‫وجرى عليه الريمي وابن كبن وغيرهما‪ .‬قال بعضهم‪ :‬وعليه‪ ،‬لو أحرم خلععف الثععاني‬
‫عند قيامه لثععانيته آخععر وخلععف الثععالث آخععر وهكععذا‪ ،‬حصععلت الجمعععة للكععل‪ ،‬ونععازع‬
‫بعضععهم أولئك بععأن الععذي اقتضععاه كلم الشععيخين وصععرح بععه غيرهمععا أنعه ل يجععوز‬
‫القتداء بالمسبوق المذكور‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفيه نظر‪ .‬وليس هنا فوات العدد في الثانية‪ ،‬وإل لععم‬
‫تصح للمسبوق نفسه‪ ،‬بل العدد موجععود حكمععا‪ ،‬لن صععلته كمععن اقتععدى بععه‪ ،‬وهكععذا‬
‫تابعة للولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي الكردي‪ :‬وخالف الجمال الرملي فععأفتى بانقلبهععا ظهععرا‪ .‬قععال‬
‫القليوبي‪ :‬إن كانوا جاهلين‪ ،‬وإل لم ينعقد إحرامهععم مععن أصععله‪ .‬وهععو الععوجه الععوجيه‪.‬‬
‫قال‪ :‬بل أوجه منه عدم انعقاد إحرامهم مطلقععا‪ .‬فتععأمله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتجععب علععى مععن‬
‫جاء إلخ( أي إن كععان ممععن تجععب عليععه الجمعععة‪ ،‬وإل بععأن كععان مسععافرا أو عبععدا أو‬
‫نحوهما ممن ل تلزمععه الجمعععة‪ ،‬فينععوي ذلععك اسععتحبابا‪ .‬وعليععه يحمععل كلم الععروض‬
‫والنوار‪ ،‬حيث عبر الول بالستحباب‪ ،‬والثاني بالوجوب‪ .‬شويري‪ .‬بجيرمي‪ .‬وإنمععا‬
‫وجبت نيععة الجمعععة موافقععة للمععام‪ ،‬ولن اليععأس منهععا ل يحصععل إل بالسععلم‪ ،‬إذ قععد‬
‫يتذكر المام ترك ركن فيتععداركه بالتيععان بركعععة فيععدرك المسععبوق الجمعععة‪ .‬وبععذلك‬
‫يلغز ويقال‪ :‬نوى ول صلى‪ ،‬وصلى ول نوى‪ .‬وجوابه ما ذكر‪ ،‬فإنه نوى الجمعة ولم‬
‫يصلها‪ ،‬وصلى ظهرا ولم ينوها‪) .‬قوله‪ :‬وإن كانت إلخ( الواو للحععال‪ ،‬وإن زائدة‪ ،‬أي‬
‫والحال أن الظهر هي التي تلزمه‪ .‬ول يصح جعل ذلععك غايععة‪ ،‬إذ ل معنععى لهععا‪ .‬ولععو‬
‫صلها ظهرا‪ ،‬ثععم أدرك جماععة يصعلون الجمعععة لزمعه أن يصععليها معهعم‪ .‬كمععا فععي‬
‫النهاية‪) .‬قوله‪ :‬وقيل تجععوز نيعة الظهععر( هععذا مقابععل الصععح‪) .‬قععوله‪ :‬وأفععتى بعه( أي‬
‫بجواز نية الظهر‪) .‬قوله‪ :‬وأطال( أي البلقيني‪) .‬وقوله‪ :‬الكلم فيه( أي في السععتدلل‬
‫على الجواز‪ .‬قال في النهايععة‪ :‬ومحععل الخلف فيمععن علععم حععال المععام‪ .‬وإل بععأن رآه‬
‫قائما ولم يعلم هل هو معتدل أو في القيام ؟ فينوي الجمعة جزما‪) .‬قوله‪ :‬وثانيهععا( أي‬
‫ثاني شروط صحة الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬وقوعها بأربعين( أي لخبر ابن مسعود رضي ال‬
‫عنه‪ :‬أنه )ص( جمع بالمدينة وكانوا أربعين رجل‪ .‬ولقوله )ص(‪ :‬إذا اجتمع أربعععون‬
‫فعليهم الجمعة‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬ل جمعة إل في أربعين‪ .‬وحكمعة هععذا العععدد أنععه مقععدار‬
‫زمن بعث النبيعاء عليهعم الصعلة والسعلم‪ ،‬وأنعه مقعدار زمعن ميقعات موسعى عليعه‬
‫السععلم‪ ،‬وأنعه ‪ -‬كمعا قيعل ‪ -‬مقععدار ععدد لعم يجتمععع مثلعه إل وفيهعم ولععي الع تعععالى‪.‬‬
‫واشتراط وقوعها بهذا العععدد قععول معن أربععة عشعر قعول فععي الععدد الععذي تنعقعد بعه‬
‫الجمعة‪ .‬ثانيها‪ :‬أنها تصح من الواحد‪ ،‬رواه ابن حزم‪ :‬ثالثها‪ :‬اثنععان كالجماعععة‪ ،‬وهععو‬
‫قول النخعععي‪ ،‬وأهعل الظعاهر‪ .‬رابعهعا‪ :‬ثلثعة مععع المعام‪ ،‬عنععد أبعي حنيفععة‪ ،‬وسعفيان‬
‫الثوري ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ .-‬خامسها‪ :‬اثنان معع المعام عنعد أبعي يوسعف‪ ،‬ومحمعد‪،‬‬
‫والليث‪ .‬سادسها‪ :‬سبعة عند عكرمة‪ .‬سابعها‪ :‬ستة عند ربيعة‪ .‬ثامنها‪ :‬اثنا عشععر عنععد‬
‫ربيعة أيضا في رواية‪ ،‬ومالك رضي ال عنه‪ .‬تاسعها‪ :‬مثله غير المام عند إسحاق‪،‬‬
‫عاشرها‪ :‬عشرون في رواية ابن حبيب عن مالك‪ .‬حادي عشرها‪ :‬ثلثون كذلك‪.‬‬

‫] ‪[ 68‬‬
‫ثاني عشرها‪ :‬خمسون عند أحمد‪ ،‬في رواية‪ ،‬وحكيت عن عمر بن عبد العزيععز‬
‫رضي ال عنه‪ .‬ثالث عشرها‪ :‬ثمععانون‪ ،‬حكععاه المععازري‪ .‬رابععع عشعرها‪ :‬جمععع كععثير‬
‫بغيعر حصعر‪) .‬قعوله‪ :‬تنعقعد بهعم الجمععة( أي حعال كعون الربعيعن ممعن تنعقعد بهعم‬
‫الجمعة‪ ،‬بأن كانوا مكلفين ذكورا أحرارا مستوطنين‪) .‬قوله‪ :‬ولو مرضى( هذه الغاية‬
‫كالتي بعدها‪ ،‬للرد علععى القععائل بعععدم انعقادهععا مععن المرضععى‪ ،‬وبععأنه ل بععد أن يكععون‬
‫المام غير الربعين‪ .‬وعبارة المنهععاج مععع المغنععي‪ :‬والصععحيح مععن قععولين‪ :‬انعقادهععا‬
‫بالمرضى‪ ،‬لنهم كاملون‪ ،‬وعدم الوجععوب عليهععم تخفيععف‪ .‬والثععاني ل‪ ،‬كالمسععافرين‪.‬‬
‫والصحيح‪ ،‬من قولين أيضا‪ ،‬أن المام ل يشترط كععونه فععوق أربعيععن إذا كععان بصععفة‬
‫الكمععال‪ ،‬لطلق الحععديث المتقععدم ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو كععانوا( أي الحاضععرون لقامععة‬
‫الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬قصر في التعلعم( أي بعأن أمكنعه وتركعه‪) .‬قعوله‪ :‬فينقصعون( أي وإذا‬
‫بطلت صلته نقص العدد الذي هو شرط لصععحة الجمعععة‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا إذا لععم يقصععر‬
‫المي في التعلم( أي بععأن لععم يجععد مععن يعلمععه أو عجععز عنععه لبلدتععه‪) .‬قععوله‪ :‬فتصععح‬
‫الجمعة به( أي لعدم بطلن صلته حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬كما جزم بععه شععيخنا( عبععارة شععرح‬
‫الرشاد له ولو كانوا أربعين فقععط وفيهععم أمععي قصععر فععي التعلععم لععم تصععح جمعتهععم‪،‬‬
‫لبطلن صلته‪ ،‬فينقصون‪ ،‬فإن لععم يقصععر والمععام قععارئ صععحت جمعتهععم‪ ،‬كمععا لععو‬
‫كانوا أميين في درجة واحدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تبعا لما جزم به شيخه فععي شععرح الععروض(‬
‫عبارته مع الصععل‪ :‬ل بععأربعين وفيهععم أمععي واحععد أو أكععثر‪ ،‬لرتبععاط صععحة صععلة‬
‫بعضهم ببعض‪ .‬فصار كاقتداء القععارئ بععالمي‪ .‬نقلعه الذرععي ععن فتععاوي البغعوي‪.‬‬
‫وظاهر أن محله‪ ،‬إذا قصر المي في التعلم‪ ،‬وإل فتصح الجمعة إن كان المام قارئا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم قال( أي شيخه‪ .‬وقوله في شرح المنهاج‪ ،‬عبععارته‪ :‬فلععو كععانوا قععراء إل‬
‫واحدا منهم فععإنه أمععي‪ ،‬لععم تنعقععد بهععم الجمعععة‪ ،‬كمععا أفععتى بععه البغععوي‪ ،‬لن الجماعععة‬
‫المشروطة هنا للصحة صيرت بينهما ارتباطا كالرتباط بين صلة المام والمععأموم‪،‬‬
‫فصار كاقتداء قارئ بأمي‪ .‬وبه يعلم أنه ل فرق هنا بين أن يقصععر المععي فععي التعلععم‬
‫وأن ل‪ ،‬وأن الفععرق بينهمععا غيععر قععوي‪ ،‬لمععا تقععرر مععن الرتبععاط المععذكور علععى أن‬
‫المقصر ل يحسب من العدد‪ ،‬لنه إن أمكنه التعلم قبل خروج الوقت فصععلته باطلععة‪،‬‬
‫وإل فالعادة لزمة له‪ ،‬ومن لزمتععه ل يحسععب مععن العععدد‪ ،‬كمععا مععر آنفععا‪ ،‬فل تصععح‬
‫إرادته هنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل فرق هنا( أي في عععدم صععحة الجمعععة إذا كععان فيهععم أمععي‪،‬‬
‫واحترز به عن غير الجمعة من الصلوات فإنه يفصل فيععه بيععن أن يقصععر فل يصععح‬
‫منه‪ ،‬وبين أن ل يقصر فيصح منه‪) .‬قوله‪ :‬الفععرق بينهمععا( أي بيععن المقصععر وغيععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو نقصوا( أي نقص الربعون‪ ،‬بأن نوى أحدهم المفارقة‪ ،‬أو بطلت صععلته‬
‫بخروج حدث منه‪ .‬هذا إذا كان النقص في الركعة الولى‪ ،‬وأما إذا كععان فععي الركعععة‬
‫الثانية فل بد أن يكون بالبطلن‪ ،‬أما بنية المفارقة فل يضر لما مر أن الجماعة شرط‬
‫في الركعة الولععى فقععط‪) .‬قععوله‪ :‬بطلععت( أي الجمعععة فقععط إن تعععذر اسععتئناف جمعععة‬
‫أخرى فيجب الظهر بناء على ما صلوه منها‪ ،‬وبطلععت الصععلة مععن أصععلها إن أمكععن‬
‫استئناف جمعة أخرى‪ .‬ومحل بطلنهعا‪ :‬حيعث لعم يكمعل الععدد قبعل النقعص‪ ،‬وإل فل‬
‫تبطل‪ ،‬وإن لعم يكعن المكمعل لعه سعمع الخطبعة‪ ،‬وحيعث كعان النقعص بععد الرفعع معن‬
‫الركوع‪ .‬أما لو كان قبله فإن عاد واقتدى بالمام قبل ركوعه‪ ،‬أو فيه وقد قرأ الفاتحععة‬
‫واطمأن مع المام استمرت جمعتهم‪ .‬وعبارة زي‪ :‬قوله ولو نقصوا فيهععا إلعخ‪ :‬شعامل‬
‫لما لو نقصوا في الركعة الولى أو الثانية‪ ،‬وشععامل لمععا إذا عععادوا فععورا أو ل‪ ،‬وهععو‬
‫كذلك‪ ،‬إل فععي الركعععة الولععى‪ ،‬فععإنهم إذا عععادوا فعورا وكععان قبععل الركععوع وأدركععوا‬
‫الفاتحة واطمأنوا قبل رفع المام رأسه عن أقل الركوع صحت جمعتهم ا‍ه‪ .‬ملخصععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو في خطبععة( أي أو نقصععوا فععي خطبععة‪ ،‬فالجععار والمجععرور معطععوف علععى‬
‫الجار والمجرور قبله‪) .‬قوله‪ :‬لم يحسب إلخ( جواب لو المقدرة‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 69‬‬
‫ركن( أي من الخطبة‪) .‬وقوله‪ :‬فعل( أي ذلك الركن‪) .‬وقوله‪ :‬حال بعضهم( أي‬
‫نقص الذين نقصوا‪) .‬قوله‪ :‬لعدم سماعهم( أي الذين نقصوا‪ .‬والسععماع واجععب‪ ،‬لقععوله‬
‫تعالى‪) * :‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا( * إذ المراد به الخطبععة‪ ،‬كمععا قععاله‬
‫أكثر المفسرين‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي للركن المفعول حال غيبتهم‪) .‬قوله‪ :‬فععإن عععادوا( أي‬
‫عاد الذين نقصوا إلى الخطبة‪ ،‬وهو تفريععع علععى عععدم حسععبان الركععن المفعععول حععال‬
‫نقصهم‪) .‬وقععوله‪ :‬قريبععا عرفععا( أي أن المعتععبر فععي القععرب العععرف‪ .‬قععال البجيرمععي‪:‬‬
‫وضبطه الرافعي بما بين صلتي الجمععع‪ ،‬وهععو دون ركعععتين بععأخف ممكعن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫جاز البناء على ما مضى( أي قبل نقصهم‪ ،‬ول بد من إعععادة مععا فعععل حععال نقصععهم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل وجب الستئناف( أي وإن لم يعععودوا عععن قععرب‪ ،‬بععل بعععد طععول الفصععل‬
‫عرفا‪ ،‬وجب استئناف الخطبة‪ ،‬وإن حصل النقص بعذر‪ .‬وضبطوا طول الفصععل بمععا‬
‫يسع ركعتين بأخف ممكن‪) .‬وقوله‪ :‬كنقصهم بين الخطبععة والصععلة( أي فععإنهم إن لععم‬
‫يعععودوا قريبععا عرفععا وجععب السععتئناف‪) .‬وقععوله‪ :‬لنتفععاء المععوالة( علععة لوجععوب‬
‫الستئناف‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( أي في الصورتين‪ ،‬هما نقصهم في أثناء الخطبة ونقصععهم‬
‫بينها وبين الصلة‪) .‬قوله‪ :‬فرع إلخ( هذا الفععرع مرتععب علععى اشععتراط التععوطن‪ .‬ولععو‬
‫قدمه وذكره في مبحث قوله متوطن لكان أنسب‪) .‬قوله‪ :‬مععن لععه مسععكنان ببلععدين( أي‬
‫كأهل القاهرة الذين يسكنون تارة بها‪ ،‬وأخرى بمصر القديم‪ ،‬أو ببولق‪ .‬وفي فتععاوي‬
‫شيخنا الشهاب الرملي‪ :‬لو كان له زوجتان‪ ،‬كل واحدة منهما فععي بلععدة يقيععم عنععد كععل‬
‫يوما مثل‪ ،‬انعقدت به في البلدة التي إقامته بها أكثر دون الخععرى‪ .‬فععإن اسععتويا فيهععا‬
‫انعقدت في البلدة التي ماله فيها أكثر‪ ،‬دون الخرى‪ .‬فععإن اسععتويا فيهععا اعتععبرت نيتععه‬
‫في المستقبل‪ .‬فإن لم يكن له نية اعتبر الموضع الذي هو فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفيهععا أيضععا فيمععن‬
‫سكن بزوجته في مصر مثل‪ ،‬وبأخرى في الخانكاه مثل‪ ،‬وله زراعععة بينهمععا‪ ،‬ويقيععم‬
‫في الزراعة غالب نهاره‪ ،‬ويبيت عند كل منهما ليلة فععي غععالب أحععواله‪ ،‬أنععه يصععدق‬
‫عليه أنه متوطن في كل منهما‪ ،‬حتى يحرم عليه سفره يوم الجمعة بعد الفجععر لمكععان‬
‫تفوته به‪ ،‬إل لخوف ضرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪) .‬قوله‪ :‬فالعبرة بما كثرعت فيععه إقععامته( مععا هنععا‬
‫وفي جميع ما يأتي‪ ،‬يصح وقوعها على المسكن وعلى البلععد‪ ،‬أي فععالعبرة فععي انعقععاد‬
‫الجمعة بالشخص بالبلد أو المسكن الذي كثر إقامته فيه‪) .‬وقوله‪ :‬فيما فيه أهله وماله(‬
‫أي فإن استوت إقامته فيهما فالعبرة بالذي فيععه أهلععه ومععاله‪) .‬قععوله‪ :‬وإن كععان بواحععد‬
‫أهل( أي وإن كان له في بلد‪) .‬وقوله‪ :‬وبآخر مال( أي وكععان لععه فععي بلععد آخععر مععال‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيمعا فيعه أهلعه( أي فعالعبرة بالبلعد العذي فيعه أهلعه‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن اسعتويا( أي‬
‫البلدان‪ ،‬أو المسكنان‪) .‬وقععوله‪ :‬فعي الكععل( أي فععي كعل مععا مععر‪ ،‬بععأن اسععتوت القامعة‬
‫فيهما‪ ،‬أو كان له في كل واحد منهما أهل ومال‪ ،‬أو في كععل واحععد أهععل فقععط أو مععال‬
‫فقط‪) .‬وقوله‪ :‬فبالمحل إلخ( أي فالعبرة بالمحل الذي هو فيه حال إقامة الجمعة فتنعقد‬
‫الجمعة به‪) .‬قوله‪ :‬ول تنعقد الجمعة بأقل من أربعين( محترز قععوله بععأربعين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫خلفا لبي حنيفة( أي في عدم اشتراط الربعين‪) .‬قوله‪ :‬فتنعقد( أي الجمعة‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫عنععده( أي أبععي حنيفععة‪) .‬وقععوله‪ :‬بأربعععة( أي مععع المععام‪) .‬وقععوله‪ :‬ولععو عبيععدا أو‬
‫مسافرين( أي ولو كانت الربعة عبيدا أو مسافرين فإنها تنعقد عنده بهم‪ ،‬فل يشععترط‬
‫عنده الحرية ول الستطيان‪ .‬نعم‪ ،‬يشترط عنده إذن السلطان فععي إقامتهعا‪ ،‬وأن يكعون‬
‫محلهععا مصععرا‪ ،‬كمععا سيصععرح بععه‪) .‬قععوله‪ :‬ول يشععترط عنععدنا إذن السععلطان( عبععارة‬
‫الععروض وشععرحه‪ :‬ول يشععترط حضععور السععلطان الجمعععة ول إذنععه فيهععا ‪ -‬كسععائر‬
‫العبادات ‪ -‬لكن يستحب استئذانه فيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة ش ق‪) :‬واعلععم( أن إقامععة الجمعععة‬
‫ل تتوقف على إذن‬

‫] ‪[ 70‬‬
‫المععام أو نععائبه ‪ -‬باتفععاق الئمععة الثلثععة خلفععا لبععي حنيفععة ‪ -‬وعععن الشععافعي‬
‫والصحاب‪ ،‬أنه يندب استئذانه فيها خشية الفتنة‪ ،‬وخروجا من الخلف‪ .‬أمععا تعععددها‪:‬‬
‫فل بد فيه من الذن‪ ،‬لنه محل اجتهاد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬ول كعون محلهععا مصعرا( أي ول‬
‫يشععترط كععون محلهععا مصععرا‪ .‬وسععيأتى محععل اجتهععاده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول كععون محلهععا‬
‫مصرا( أي ول يشترط كون محلها مصرا‪ .‬وسيأتي بيانه‪) :‬قوله‪ :‬خلفا له فيهما( أي‬
‫خلفا للمام أبي حينفة في إذن السلطان لقامتها وكون محلهععا مصععرا‪ ،‬فيشععترطهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقد أجاز جمع من العلماء( أي غير المام الشافعي )‪ .(1‬وقد علمت اختلفهم‬
‫في تعيين العدد الذي تنعقد به الجمعة‪) .‬قعوله‪ :‬وهعو قعوي( أي القعول بعالجواز قعوي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإذا قلدوا( أي فلععو لععم يقلععدوا ل تنعقععد الجمعععة‪ .‬وقععال بعضععهم‪ :‬اعلععم أن أمععر‬
‫الجمعة عظيم‪ ،‬وهي نعمة جسيمة امتعن الع بهعا علعى عبعاده‪ .‬فهعي معن خصائصعنا‪،‬‬
‫جعلها ال محط رحمته‪ ،‬ومطهرة لثام السبوع‪ .‬ولشععدة اعتنععاء السععلف الصععالح بهععا‬
‫كانوا يبكرون لها على السرج‪ .‬فاحذر أن تتهاون بها مسافرا أو مقيما‪ ،‬ولو مع دوهن‬
‫أربعين بتقليد‪ ،‬وال يهدي معن يشععاء إلععى صععرط مسععتقيم‪) .‬قعوله‪ :‬أي جميعهعم( بيعان‬
‫للواو‪ ،‬والذي يظهر عدم اشععتراط تقليعد جميعهععم إذا كعان المقلععد ‪ -‬بفتععح اللم ‪ -‬يقعول‬
‫باكتفائه في الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬من قال( مفعول قلدوا‪) .‬وقععوله‪ :‬هععذه المقالععة( وهععي أنهععا‬
‫تنعقد بدون الربعين‪) .‬قوله‪ :‬فإنهم يصلون الجمعة( المناسب أن يقول‪ :‬يجوز تقليدهم‬
‫إياه وتصح جمعتهم‪) .‬قوله‪ :‬وإن احتاطوا( أي هععؤلء المقلععدون )قععوله‪ :‬فصععلوا إلععخ(‬
‫بيان للحتياط‪) .‬وقوله‪ :‬الجمعة( أي تقليععدا‪) .‬وقععوله‪ :‬ثععم الظهععر( أي ثعم بعععد الجمعععة‬
‫صلوا الظهر علععى معذهبهم‪) .‬قععوله‪ :‬كععان حسععنا( جععواب إن‪ ،‬واسععم كععان يعععود علععى‬
‫الحتيععاط المفهععوم مععن احتععاطوا‪) .‬قععوله‪ :‬وثالثهععا( أي ثععالث شععروط صععحة الجمعععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وقوعها( أي الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬بمحععل معععدود مععن البلععد( المععراد بالبلععد‪ :‬أبنيععة‬
‫أوطان المجمعين‪ ،‬سواء كانت بلدا أو قرية أو مصععرا‪ ،‬وهععو مععا فيععه حععاكم شععرعي‪،‬‬
‫وحاكم شرطي‪ ،‬وأسواق للمعاملة‪ .‬والبلد‪ :‬ما فيه بععض ذلعك‪ .‬والقريعة معا خلعت ععن‬
‫ذلك كله‪ .‬ول فرق في البنيععة بيععن أن تكععون بحجععر‪ ،‬أو خشععب‪ ،‬أو قصععب‪ ،‬أو نحععو‬
‫ذلك‪ .‬ومثل البنية‪ :‬الغيران والسراديب في نحو الجبل‪ ،‬ول فرق في المحل الذي تقام‬
‫فيه الجمعة بين أن يكون مسجدا‪ ،‬أو ساحة مسقفة‪ ،‬أو فضاء معععدودا مععن البلععد‪ ،‬ولععو‬
‫انهدمت البنية وأقام أهلها عازمين على عمارتها صحت الجمعة استصععحابا للصععل‬
‫ول تنعقد في غير بناء إل في هذه الصورة‪ ،‬بخلف ما لععو نزلععوا مكانععا وأقععاموا فيععه‬
‫ليعمروه قرية‪ ،‬فل تصح جمعتهم فيه قبل البناء‪ ،‬استصحابا للصل أيضا‪ .‬ول تصععح‬
‫من أهل خيام بمحلهم‪ ،‬لنهم على هيئة المستوفزين‪ ،‬ولن قبعائل الععرب كعانوا حعول‬
‫المدينة‪ ،‬ولم يععأمرهم )ص( بحضععورها‪ .‬نعععم‪ ،‬لععو كععانوا يسععمعون النععداء مععن محلهععا‬
‫لزمتهم فيه‪ ،‬تبعا لهله‪) .‬قوله‪ :‬ولو بفضاء( أي ولو كان‬

‫)‪) (1‬قععوله‪ :‬اي غيععر المععام الشععافعي( أي باعتبععار مععذهبه الجديععد‪ ،‬فل ينععافي أن لععه‬
‫قولين قديمين في العدد أيضا‪ ،‬أحگهما أقلهععم أربعععة‪ ،‬حكععاه عنععه صععاحب التلخيععص‪،‬‬
‫وحكاه شرح المهذب واختاره من أصحابه المزنعي‪ ،‬كمعا نقلعه الذرععى فعي القعوت‪،‬‬
‫وكفى به سلفا في ترجيحه‪ ،‬فإنه من كبار أصحاب الشافعي ورواة كتبه الجديدة‪ .‬وقععد‬
‫رجحه أيضا أبو بكر بن المنذر في الشراف‪ ،‬كما نقلععه النععووي فععي شععرح المهععذب‪.‬‬
‫ثانى القولين اثنا عشر‪ .‬وهل يجوز تقليد أحد هذين القولين الجععواب‪ :‬نعععم‪ .‬فععانه قععول‬
‫للمام‪ ،‬نصره بعض أصحابه ورجحه‪ ،‬وقولهم القديم ل يعمل به‪ :‬محله ما لم يعضده‬
‫الصحاب ويرجحوه‪ ،‬وإل صار راجحا مععن هععذه الحيثيععة‪ ،،‬وان كععان مرجوحععا مععن‬
‫حيث نسبته للمام‪ .‬وقال السيوطي‪ :‬كثيرا ما يقول أصحابنا بتقليد أبي حنيفة في هععذه‬
‫المسألة‪ ،‬إذ هو قول للشافعي قام الدليل على رجحععانه‪ .‬ا‍ه ز وحينئذ تقليععد أحععد هععذين‬
‫القولين أولى من تقليد أبي حنيفة‪ .‬فتنبه‪ .‬وقد ألفت رسالة تتعلععق بجععواز العمععل القععديم‬
‫للمام الشافعي ‪ -‬رضى ال عنه ‪ -‬في صحة الجمعة بأربعععة‪ ،‬وبغيععر ذلععك‪ .‬فانظرهععا‬
‫إن شئت‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 71‬‬
‫وقوعها بفضاء‪ ،‬وهو من ذكر الخاص بعد العام‪ ،‬ولو حذف البععاء وجعلععه غايعة‬
‫للمحل لكان أولى‪ ،‬أي ولو كان ذلك المحل فضاء‪) .‬قوله‪ :‬بأن كان إلخ( تصععوير لعععد‬
‫المحل الذي تقام فيه الجمعة من البلد‪ ،‬أي ويتصور عده منها بأن يكععون فععي محععل ل‬
‫تقصر فيه الصلة‪ ،‬ويحتمل أن يكون تصويرا لعد الفضععاء منهععا‪ ،‬أي ويتصععور عععده‬
‫منها بأن يكون إلخ‪ .‬واسم كان على الول يعود على المحل‪ ،‬وعلى الثاني يعود علععى‬
‫الفضاء‪ .‬ويرد على الثاني‪ :‬أنه ل معنى لكون الفضاء في محل‪ ،‬إذ هو عينععه‪ .‬وكععذلك‬
‫يرد على الول إن فسر المحل العائد عليه اسععم كععان بالفضععاء‪ .‬فلععو حععذف قععوله فععي‬
‫محل‪ ،‬وقال بأن كان ل تقصر فيه الصلة لكان أولى وأخصر‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يتصععل‬
‫بالبنية( أي فالضابط في المحل المعدود من البلد ما ذكععر‪ ،‬وهععو أن ل يكععون بحيععث‬
‫تقصر فيه الصلة قبل مجاوزته‪ ،‬سواء اتصل بالبنية وانفصل عنها‪ .‬وفي المغنى ما‬
‫نصه‪ :‬قال الذرعي‪ :‬وأكثر أهععل القععرى يععؤخرون المسععجد عععن جععدار القريععة قليل‪،‬‬
‫صيانة له عن نجاسععة البهععائم‪ ،‬وعععدم انعقععاد الجمعععة فيععه بعيععد‪ .‬وقععول القاضععي أبععي‬
‫الطيب‪ :‬قال أصحابنا‪ :‬لو بنى أهل البلد مسجدهم خارجها لععم يجععز لهععم إقامععة لجمعععة‬
‫فيه لنفصاله ععن البنعاء‪ ،‬محمعول علعى انفصعال ل يععد بعه معن القريعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫بخلف محل غير معدود منها( أي فإنه ل يصععح وقععوع الجمعععة فيععه‪ ،‬وهععذا محععترز‬
‫قوله‪ :‬بمحل معدود منهععا‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي غيععر المعععدود‪ .‬وقععوله مععا يجععوز السععفر‬
‫القصر منه‪ :‬ما واقعة علععى المحععل‪ ،‬والفعععل مبنععي للفاعععل‪ ،‬وواوه مشععددة مكسععورة‪،‬‬
‫والسفر فاعله‪ ،‬والقصر مفعول أي أن المحل غير المعدود من البلد‪ ،‬ضععابطه أنععه لععو‬
‫سافر يجوز للمسافر أن يقصر منه‪) .‬قوله‪ :‬فعرع‪ ،‬لعو كعان فعي قريعة إلعخ( سعئل ابعن‬
‫حجر ‪ -‬رحمه ال تعالى ‪ -‬عن بيت واحد فيه أربعععون متوطنععون بصععفة مععن تلزمهععم‬
‫الجمعة‪ ،‬فهل يلزمهم إقامتها أول ؟ فأجاب بقوله‪ :‬أفععتى جمععع يمنيععون بعععدم الوجععوب‬
‫أخذا من قولهم‪ :‬الشرط أن تقام بين البنية‪ ،‬ول أبنية هنا‪ ،‬وقياسععا علععى أهععل الخيععام‪.‬‬
‫وأفتى آخرون بوجوبها عليهم‪ ،‬وهذا هو الوجه‪ .‬ا‍ه‪ .‬معن الفتععاوي‪) .‬وقعوله‪ :‬أربعععون‬
‫كاملون( بأن كانوا أحرارا ذكورا بالغين ععاقلين متعوطنين‪) .‬قعوله‪ :‬لزمتهعم الجمععة(‬
‫أي لطلق الدلة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬خلفا لبي حنيفة‪) .‬قوله‪ :‬بل يحرم إلعخ( إضعراب‬
‫انتقالي‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويجععب علععى الحععاكم منعهععم مععن ذلععك‪ ،‬ول يكععون قصععدهم الععبيع‬
‫والشراء في المصر عذرا في تركهم الجمعة في بلدتهم‪ ،‬إل إذا ترتب عليه فساد شععئ‬
‫من أموالهم‪ ،‬أو احتاجوا إلى ما يصرفونه في نفقة ذلك اليوم الضرورية‪ ،‬ول يكلفعون‬
‫القتراض‪ .‬ا‪‍ .‬ه‪) .‬قوله‪ :‬والذهاب( بالرفع‪ ،‬معطوف على تعطيل‪ ،‬أي ويحععرم عليهععم‬
‫الذهاب إلى الجمعة‪ .‬قال سم‪ :‬ظاهره وإن كان الذهاب قبل الفجر‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقد يستدل‬
‫على جواز الذهاب قبععل الفجععر ‪ -‬وإن تعطلععت الجمعععة ‪ -‬بعععدم الخطععاب قبععل الفجععر‪.‬‬
‫ويجاب‪ :‬بأن المراد أنه ليس لهم الذهاب والستمرار إلى فواتها‪ ،‬بل يلزمهم العود في‬
‫وقتها لفعلها‪ .‬وقد مال م ر بعد البحث معععه إلععى امتنععاع الععذهاب قبععل الفجععر بععالمعنى‬
‫المذكور )قوله وإن سمعوا( غاية في الحرمة‪) .‬وقوله‪ :‬النداء( أي نداء البلد الخععرى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قال ابن الرفعة( هذا مقابععل المعتمععد‪ ،‬وعلععى القععولين تسععقط عنهععم الجمعععة لععو‬
‫فعلوا ذلك‪ .‬إذ الساءة على القول الول ل تنافي الصحة‪) .‬قوله‪ :‬من مصر( يفيد أنهم‬
‫إذا سمعوه من بلد أو قرية ل يخيرون عنده‪) .‬وقوله‪ :‬فهم مخيرون بيععن أن يحضععروا‬
‫البلد( يفيد أن المصر ليس بقيد‪ ،‬إل أن يراد بالبلد خصوص المصر‪ .‬فانظره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإذا حضروا( أي أهل القريععة‪) .‬قعوله‪ :‬ل يكمععل بهععم العععدد( أي إذا نقععص ععدد أهععل‬
‫البلد‪ .‬وذلك لعدم استيطانهم‪ ،‬وهذا مبني على القولين‪) .‬قوله‪ :‬وإذا لم يكععن فععي القريععة‬
‫جمع تنعقد بهم الجمعة( النفي مسلط على القيد وهععو تنعقععد‪ ،‬أي وإذا كععان فععي القريععة‬
‫جمع ل تنعقد‬

‫] ‪[ 72‬‬
‫بهم‪ ،‬بأن يكونوا أقل من أربعين‪ ،‬أو كانوا أربعين لكن بعضهم ليععس مسععتوطنا‪،‬‬
‫أو امتنع من حضورها‪ ،‬كما يفيد هذا الغاية بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بامتناع بعضهم منهععا(‬
‫أي ولو انتفى انعقاد الجمعة بالجمع الذي في القرية بسبب امتناع بعض من تنعقععد بععه‬
‫من الجمعة‪ ،‬بأن يكون العدد المعتبر ل يكمل إل به‪ .‬قععال سععم‪ :‬وتوقععف فععي ذلععك م ر‬
‫وجوز ما هععو الطلق معن أنعه حيععث كعان فيهعم جمععع تصععح بعه الجمعععة ثعم تركعوا‬
‫إقامتها‪ :‬لم يلزم من أرادها السعي إلى القرية التي يسمع نداءها‪ ،‬لنه معذور في هععذه‬
‫الحالة لنه ببلد الجمعة‪ ،‬والمانع من غيره‪ .‬بخلف ما إذا لم يكن فيهم جمع تصععح بععه‬
‫الجمعة‪ ،‬لن كل أحد في هذه الحالة مطالب بالسعي إلى ما يسععمع نععداءه‪ ،‬وهععو محععل‬
‫جمعته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يلزمهم السعي إلخ( جواب إذا‪ ،‬وذلك لقوله )ص(‪ :‬من سمع النداء‬
‫فلم يأته فل صلة لععه‪ ،‬إل مععن عععذر‪ .‬وقععوله )ص(‪ :‬الجمعععة علععى مععن سععمع النععداء‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬يسمعون( أي ولو بالقوة‪) .‬وقوله‪ :‬من جانبه( أي من طععرف البلععد الععذي يلععي‬
‫السامع‪) .‬وقوله‪ :‬النداء( أي نداء شخص صيت عرفا يؤذن كعادته فععي علععو الصععوت‬
‫وهو واقف بمستو‪ ،‬ولو تقديرا مع سكون الريح‪ ،‬لنها تارة تعين على السععمع‪ ،‬وتععارة‬
‫تمنعه‪ ،‬وسكون الصوت لنه يمنع وصول النداء‪ ،‬واعتبر ما ذكر من الشععروط‪ ،‬لنععه‬
‫عند وجودها ل مشقة عليه في الحضور‪ ،‬بخلفه عند فقععدها‪ ،‬أو فقععد بعضععها‪ .‬وأفهععم‬
‫قولنا بمستو ولو تقديرا‪ :‬أنه لو علمت قرية سمعوا النداء‪ ،‬ولو استوت لم يسععمعوا‪ ،‬أو‬
‫انخفضت فلم يسمعوا ولو اسععتوت لسععمعوا‪ :‬وجبععت فععي الثانيععة‪ ،‬دون الولععى لتقععدير‬
‫الستواء‪) .‬قوله‪ :‬مواضع متقاربة( أي قرى متقاربة‪) .‬قوله‪ :‬وتميز كل باسم( أي بأن‬
‫يكون لكل موضع اسم مخصوص‪) .‬قععوله‪ :‬فلكععل حكمععه( أي فلكععل موضععع مععن هععذه‬
‫المواضع حكم مختص به‪ ،‬فإن كان كل موضع مشتمل على أربعين كععاملين لزمتهععم‬
‫الجمعة وإل فل تلزمهم‪ ،‬وإن كان لو اجتمعوا كلهم في موضع واحد يبلغون أربعين‪،‬‬
‫وإن سمع أهل كل موضع نداء الخر‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬إنمععا‬
‫يتجه ذلك( أي كون كل موضع له حكم مستقل‪) .‬قوله‪ :‬إن عد كععل مععع ذلععك( أي مععع‬
‫تميز كل باسم قرية مستقلة‪ ،‬فإن لم يعد كل مع ذلك قرية مستقلة كالمواضع‪ ،‬المتعددة‬
‫بمكة المسماة بالحواير‪ ،‬فإن كل موضع له اسم مخصوص كالشبيكة والشامية‪ ،‬فليععس‬
‫لكل حكم مخصوص‪ ،‬بل الكل حكمه حكم موضع واحد وعيارة فتاوي‪ .‬ولم يقيعد ابععن‬
‫حجر في فتاويه بهذا القيد‪ ،‬ونص عبارته‪) .‬سعئل( رحمعه الع تععالى ععن بلعد تسعمى‬
‫راون بها ثلث قرى مفصولة مختصة كل قرية باسم وصفة بين كععل قريععة أقععل مععن‬
‫خمسين ذراعا فبنوا مسجد لقامة الجمعة في خطة أبنية أوطان المجمعين فصلوا فيه‬
‫مدة طويلة‪ ،‬فحصل بينهم مقاتلة فانفردت قرية من الثلثة بجمعة‪ ،‬وأهل القريتين بنوا‬
‫مسجدا ثانيا بجمعة أخرى‪ .‬فهل يلزمهم أن يجتمعععوا بجمعععة واحععدة وتبطععل الخععرى‬
‫بوجود المان بينهم أو ل ؟ )فأجاب( نفع ال به‪ :‬حيث كانت القرى المععذكورة يتمععايز‬
‫بعضها عن بعض‪ ،‬وكان في كل قرية أربعون من أهل الجمعععة‪ ،‬خرجععوا عععن عهععدة‬
‫الواجب‪ ،‬وصحت جمعتهم‪ ،‬سواء المتقدمة والمتأخرة إلخ‪) .‬قوله‪ :‬لو أكععره السععلطان(‬
‫مثله نائبه‪) .‬قوله‪ :‬أهل قريععة( أي أو أهععل بلععد‪) .‬قععوله‪ :‬أن ينتقلععوا( المصععدر المععؤول‬
‫مجرور بعلى مقدرة متعلقة بأكره‪ ،‬أي أكرههم على النتقال‪) .‬وقععوله‪ :‬منهععا( أي مععن‬
‫قريتهم‪) .‬قوله‪ :‬ويبنوا( معطعوف علعى ينتقلعوا‪ ،‬أي وأكرههعم علعى أن يبنعوا‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫فسكنوا فيه( مرتب علععى محععذوف‪ ،‬أي فععامتثلوا أمععره وانتقلععوا إلععى الموضععع الخععر‬
‫وبنوا فيه وسعكنوا وهعم مكرهعون‪) .‬قعوله‪ :‬وقصعدهم العععود( أي والحعال أن قصععدهم‬
‫العود‪ ،‬فالجملة حال من واو سكنوا‪) .‬قوله‪ :‬إلععى البلععد الول( المناسععب أن يقععول إلععى‬
‫قريتهم‪ ،‬كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬إذا إلخ( متعلق بالعود‪) .‬قوله‪ :‬ل تلزمهععم الجمعععة( أي‬
‫في الموضع المنقول‬

‫] ‪[ 73‬‬
‫إليه‪ .‬وهذا جواب لو‪ .‬قال ع ش‪ :‬لو سمعوا النداء من قرية أخرى وجععب عليهععم‬
‫السعي إليها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل ل تصح منهم( أي ل تنعقد منهم لو أقاموها فععي الموضععع‬
‫الذي انتقلوا إليه‪ .‬والضراب انتقالي‪) .‬قوله‪ :‬لعدم الستطيان( أي في الموضععع الععذي‬
‫انتقلوا إليه‪ ،‬وهذا تعليل لعدم الصععحة بمعنععى النعقععاد‪) ،‬قععوله‪ :‬ورابعهععا( أي شععروط‬
‫صحة الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬وقوعهععا فععي وقععت ظهععر( أي بععأن يبقععى منععه مععا يسععها مععع‬
‫الخطبتين‪ ،‬وذلك للتباع‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬وعليه جرى الخلفاء الراشدون فمن بعععدهم‪.‬‬
‫قال في المغني‪ :‬وقال المام أحمععد بجوازهععا قبععل الععزوال‪ ،‬ويعدل لنععا أنععه )ص( كععان‬
‫يصلي الجمعة حين تزول الشمس رواه البخاري‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فلو ضععاق الععوقت عنهععا‬
‫وعن خطبتيها( أي عن أقل مجزئ من خطبتيها وركعتيها‪ ،‬بأن لم يبععق منععه مععا يسععع‬
‫ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬أو شك( أي قبل الحرام‪) .‬وقوله‪ :‬فععي ذلععك( أي فععي ضععيق الععوقت أي‬
‫شك هل بقي وقت يسعهما أم ل ؟ )قوله‪ :‬صلوا ظهرا( أي وأحرمععوا بهععا‪ ،‬فل يصععح‬
‫إحرامهم بالجمعة لفوات الوقت‪ ،‬ولو علق فععي صععورة الشععك فتععوى الجمعععة إن بقععي‬
‫الوقت‪ ،‬وإل فالظهر فبان بقاؤه صععحت نيتععه‪ ،‬ول يضععر هععذا التعليععق‪ ،‬لسععتناده إلععى‬
‫أصل بقاء الوقت‪ ،‬كما لو نععوى صععوم غععد ليلععة الثلثيععن مععن رمضععان إن كععان منععه‪.‬‬
‫وخالف فيه ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬ولو خرج الوقت يقينا أو ظنا( قافععل البجيرمععي‪ :‬عبععارة‬
‫ابن شرف‪ :‬فإن خرج الوقت‪ ،‬أي يقينا ل ظنا‪ ،‬حتى لععو ظععن أن الععوقت ل يسعععها لععم‬
‫تنقلب ظهرا إل بعد خروجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهم فيها( الجملة حال من فاعععل خععرج‪ ،‬أي‬
‫خرج وقتها‪ ،‬والحال أنهم في أثناء الصععلة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو قبيععل السععلم( أي ولععو كععان‬
‫خروج الوقت حصل قبيععل السععلم‪ ،‬أي التسععليمة الولععى‪ ،‬أي أو عنععدها‪) .‬قععوله‪ :‬وإن‬
‫كان ذلك( أي الخروج أي العلم به‪) .‬وقوله‪ :‬بإخبار عدل( أي وألحععق بالعععدل الفاسععق‬
‫إذا وقع في القلب صدقة‪) .‬قععوله‪ :‬وجععب الظهععر بنععاء علععى مععا مضععى( أي وجععب أن‬
‫يتموها ظهرا حال كونهم باقين على ما فعلوا منها‪ ،‬ول يعيدونها من أولهععا‪ .‬وإتمامهععا‬
‫ظهرا بناء متحتم لنهما صلتا وقت واحععد‪ ،‬فععوجب بنععاء أطولهمععا علععى أقصععرهما‪،‬‬
‫كصلة الحضععر مععع السععفر‪ ،‬ول يجععوز السعتئناف‪ ،‬لنعه يععؤدي إلععى إخععراج بعععض‬
‫الصلة عن الوقت مع القدرة علععى إيقاعهععا فيععه‪ .‬وكتععب سعم مععا نصععه‪ :‬قععوله‪ :‬وجععب‬
‫الظهر بناء‪ .‬ينبغي تصوير المسألة بما إذا أحرم بها في وقت يسعها‪ ،‬لكنه طول حتى‬
‫خرج الوقت‪ ،‬أما لو أحرم بها في وقت ل يسعها جاهل بعأنه ل يسععها‪ :‬فععالوجه ععدم‬
‫انعقادها جمعة‪ .‬وهل تنعقد ظهرا أو نفل مطلقا ؟ فيه نظر‪ .‬والثاني أوجه‪ ،‬لنه أحععرم‬
‫بها في وقت ل يقبلهعا‪ ،‬فهععو كمععا لععو أحعرم قبعل الععوقت جعاهل‪ .‬فليتأمععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وفاتت الجمعة( أي لمتناع البتداء بها بعد خروج وقتها‪ ،‬ففععاتت بفععواته كالحععج‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما لو شك( أي وهم في أثناء الصلة‪ .‬وهععذا محععترز قععوله يقينععا‬
‫أو ظنععا‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي خروجععه( أي الععوقت‪) .‬وقععوله‪ :‬لن الصععل بقععاؤه( تعليععل‬
‫المحذوف‪ ،‬أي فل يضر‪ ،‬لن الصل بقاء الوقت‪ .‬أي ولنعه يغتفعر فعي العدوام معا ل‬
‫يغتفر في البتداء‪ .‬وبه فارق الشك قبل الحرام‪ ،‬فإنه يضععر‪ ،‬كمععا مععر‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن‬
‫شروطها( أي صحة الجمعة‪ .‬وهذا هو الشرط السادس كما مر التنبيه عليععه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫أن ل يسبقها بتحرم ول يقارنها( الفعلن تنازعا قععوله جمعععة‪ .‬والعععبرة بتمععام التحععرم‬
‫وهو الراء من أكبر‪ .‬فلو سبقها به جمعة‪ .‬صحت الجمعة السابقة لجتمعاع شعرائطها‪،‬‬
‫واللحقة باطلة‪ ،‬فيجب أن تصلى ظهرا‪ .‬أو قارنها جمعة أخرى يقينععا أو شععكا بطلععت‬
‫الجمعتععان‪ ،‬لن إبطععال إحععداهما ليععس بععأولى مععن الخععرى‪ ،‬فععوجب إبطالهمععا‪ .‬ولن‬
‫الصل في صورة الشك عدم جمعة مجزئة‪ .‬ويجععب حينئذ اسععتئنافها جمعععة إن وسععع‬
‫الوقت‪ ،‬وإل وجب أن يصلوا ظهرا‪ ،‬فععإن سععبقت إحععداهما والتبسععت بععالخرى‪ ،‬كععأن‬
‫سمع مريضان أو مسععافران خععارج المسععجد تكععبيرتين مثل فععأخبرا بععذلك ولععم يعرفععا‬
‫المتقدمة ممن وقعت‪ ،‬صلوا كلهم ظهرا‪) .‬والحاصل( لهذه المسألة خمسة أحوال‬

‫] ‪[ 74‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يقعا معا‪ ،‬فيبطلن‪ ،‬فيجب أن يجتمعوا أو يعيدوها جمعة عنععد‬
‫اتساع الوقت‪ .‬الحالة الثانية‪ :‬أن يقعا مرتبا‪ ،‬فالسابقة هي الصحيحة‪ ،‬واللحقة باطلععة‪،‬‬
‫فيجب على أهلها صلة الظهر‪ .‬الحالة الثالثععة‪ :‬أن يشععك فععي السععبق والمعيععة‪ ،‬فيجععب‬
‫عليهم أن يجتمعوا أو يعيدوها جمعة عند اتساع الوقت‪ ،‬لن الصل عدم وقوع جمعة‬
‫مجزئة في حق كل منهم‪ .‬الحالة الرابعة‪ :‬أن يعلم السبق ولم تعلم عين السابقة‪ ،‬فيجب‬
‫عليهم الظهر‪ ،‬لنه ل سبيل إلى إعادة الجمعة مع تيقن وقوع جمعة صحيحة في نفس‬
‫المر‪ .‬لكن لما كانت الطائفة التي صحت جمعتها غير معلومة وجب عليهععم الظهععر‪.‬‬
‫الحالععة الخامسععة‪ :‬أن يعلععم السععبق‪ ،‬وتعلععم عيععن السععابقة‪ ،‬لكععن نسععيت‪ ،‬وهععي كالحالععة‬
‫الرابععة‪) .‬وقعوله‪ :‬بمحلهعا( متعلعق بمحعذوف صعفة جمععة أي جمععة تقعام فعي محعل‬
‫الجمعة الخرى‪ .‬ول فرق في المحل المذكور بين أن يكون بلدة أو مصععرا أو قريععة‪.‬‬
‫)لطيفة( سئل الشيخ الرملي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬عن رجل قال‪ :‬أنتععم يععا شععافعية خععالفتم الع‬
‫ورسوله‪ ،‬لن ال تعالى فرض خمس صلوات‪ ،‬وأنتم تصععلون سععتا بإعععادتكم الجمعععة‬
‫ظهرا‪ ،‬فماذا يترتب عليه في ذلك ؟ )فأجاب( بأن هذا الرجل كاذب فاجر جاهل‪ .‬فععإن‬
‫اعتقد في الشافعية أنهععم يوجبععون سععت صععلوات بأصععل الشععرع كفععر‪ ،‬وأجععري عليععه‬
‫أحكام المرتدين‪ ،‬وإل استحق التعزير اللئق بحاله‪ ،‬الرادع له ولمثععاله عععن ارتكععاب‬
‫مثل قبيح أفعاله‪ .‬ونحن ل نقول بوجعوب سعت صعلوات بأصعل الشعرع‪ ،‬وإنمعا تجعب‬
‫إعادة الظهر إذا لم يعلم تقدم جمعة صحيحة‪ ،‬إذ الشرط عندنا أن ل تتعدد في البلد إل‬
‫بحسب الحاجة‪ ،‬ومعلوم لكل أحد أن هناك فععوق الحاجععة‪ ،‬وحينئذ مععن لععم يعلععم وقععوع‬
‫جمعته من العدد المعتبر وجبت عليه الظهر‪ ،‬وكان كأنه لععم يصععل جمعععة‪ ،‬ومععا انتقععد‬
‫أحد على أحد من الئمة إل مقته ال تعالى ‪ -‬رضوان ال ع عليهععم أجمعيععن ‪) .-‬قععوله‪:‬‬
‫إل إن كثر أهله( أي أهععل ذلععك المحععل‪) .‬قععوله‪ :‬وعسععر اجتمععاعهم إلععخ( هععذا ضععابط‬
‫الكثرة‪ ،‬أي كثروا بحيث يعسر اجتماعهم‪ ،‬أي اجتماع من يحضرون بالفعل عند سععم‪،‬‬
‫ولو كانوا أرقاء وصبيانا ونساء‪ ،‬حععتى لععو كععانوا ثمععانين مثل وعسععر اجتمععاعهم فععي‬
‫مكان واحد بسبب واحد منهم فقط‪ ،‬بأن سهل اجتماع ما عدا واحد جاز التعدد‪ .‬والذي‬
‫استوجهه ابن حجر‪ :‬أن العبرة في العسر بمن يغلب فعلهعم لهعا‪ ،‬سعواء لزمتهعم أم ل‪،‬‬
‫حضروا بالفعل أم ل‪ .‬وقيل‪ :‬العبرة بأهل البلد كلهم‪ .‬وهذا هو ظاهر عبععارة الشععارح‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬العبرة بالذين تنعقد بهم الجمعععة‪ .‬وكلهمععا بعيععد‪ ،‬كمععا نععص عليععه فععي التحفععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بمكان واحد منه( أي من محل الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬ولو غير مسجد( أي ولععو كععان‬
‫ذلك المكان غير مسععجد‪ .‬وأفععاد بهععذه الغايععة أنععه ل يشععترط فععي المكععان الععذي يعسععر‬
‫اجتماعهم فيه أن يكون مسجدا‪ ،‬بل الشرط أنه ل يكون في البلد محل يسعععهم للصععلة‬
‫فيه ولو كان فضاء‪ ،‬فمتى كان في البلعد محعل يسععهم امتنعع التععدد‪ .‬قعال البجيرمعي‪:‬‬
‫ويعلم من هذا أن غالب ما يقع من التعدد غير محتاج إليه‪ ،‬إذ كععل بلععد ل يخلععو غالبععا‬
‫عن محل يسع الناس‪ ،‬ولو نحو خرابة‪ ،‬وحريم البلد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من غير لحوق مؤذ(‬
‫متعلق باجتماعهم‪ ،‬أي اجتماعهم من غير لحوق مؤذ متعسر‪ .‬وعبارة غيععره‪ :‬وعسععر‬
‫اجتماعهم بأن لم يكن في محل الجمعة موضع يسعهم بل مشقة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي‬
‫ذلك المكان الذي يجتمعون فيه‪) .‬قوله‪ :‬كحر وبععرد شععديدين( تمثيععل للمععؤذي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فيجوز إلخ( جواب إن الشرطية‪ ،‬وإنما جاز ذلك حيععن إذ عسععر الجتمععاع فععي مكععان‬
‫واحد‪ ،‬لن الشافعي ‪ -‬رضي ال تعالى عنه ‪ -‬دخل بغداد وأهلها يقيمون بها جمعتين‪،‬‬
‫وقيل ثلثا‪ ،‬فلم ينكر عليهم‪ ،‬فحمله الكثرون على عسععر الجتمععاع‪ .‬وقععال الرويععاني‪:‬‬
‫ول يحتمل مذهب الشافعي غيره‪ .‬وقال الصيمري‪ ،‬وبه أفعتى المزنععي بمصعر‪ :‬ولكعن‬
‫ظاهر النص منع التعدد مطلقا‪ .‬وعليععه اقتصععر الشععيخ أبععو حامععد ومتععابعوه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫تعددها للحاجة( فإن كان التعععدد زائدا علععى الحاجععة فتصععح السععابقات إلععى أن تنتهععي‬
‫الحاجة ثم تبطل الزائدات‪ .‬ومن شععك أنععه مععن الوليععن‪ ،‬أو مععن الخريععن‪ ،‬أو فععي أن‬
‫التعدد لحاجة أول‪ ،‬لزمته إعادة الجمعة‪) .‬وقععوله‪ :‬بحسععبها( أي بقععدرها‪ ،‬أي الحاجععة‪.‬‬
‫)قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 75‬‬
‫ل يصح ظهر من ل عذر قبل سلم المام( أي من الجمعة‪ .‬ولو بعد رفعععه مععن‬
‫ركوع الثانية لتوجه فرضها عليه بناء على الصععح أنهععا الفععرض الصععلي‪ ،‬وليسععت‬
‫بدل عن الظهر‪ .‬وبعد سلم المععام يلزمععه فعععل الظهععر علععى الفععور‪ ،‬وإن كععانت أداء‬
‫لعصيانه بتفويت الجمعة‪ ،‬فأشبه عصيانه بخروج الوقت‪ .‬وخععرج بقععوله مععن ل عععذر‬
‫له‪ ،‬من له عذر‪ ،‬فيصعح لعه ذلععك قبععل سعلم المعام‪ .‬وتسعن الجماععة فعي ظهعره مععع‬
‫الخفاء إن خفي العذر‪ ،‬لئل يتهم بالرغبععة ععن صععلة المععام أو صعلة الجمععة‪ .‬أمععا‬
‫ظاهر العذر كالمرأة‪ ،‬فيسن لها الظهار‪ ،‬لنتفاء التهمععة‪ ،‬ولععو صععلى الظهععر ثععم زال‬
‫عذره وأمكنته الجمعة لم تلزمه‪ ،‬بل تسععن لععه‪ ،‬إل إن كععان خنععثى واتضععح بالععذكورة‪،‬‬
‫فتلزمه‪) .‬قوله‪ :‬فإن صلها جاهل( أي بعدم صحتها قبل سلم المام‪) .‬قوله‪ :‬انعقععدت‬
‫نفل( أي ووجب عليه فعلها ظهرا فورا‪ .‬كمععا مععر‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو تركهععا أهععل بلععد( أي‬
‫ترك الجمعة أهل بلد‪ ،‬والحال أنها تلزمهم لستكمالهم شروطها‪) .‬قوله‪ :‬لم يصععح( أي‬
‫ظهرهم لتوجه فرض الجمعة عليهم‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬مععا لععم يضععق الععوقت إلععخ( فععإن‬
‫ضاق عن ذلك صح ظهرهم‪ ،‬ليأسهم من الجمعة حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬وإن علععم معن ععادتهم‬
‫إلخ( ل يظهر ارتباطه بما قبله‪ .‬وعبارة التحفة‪) :‬تنبيه( أربعون كاملون ببلد علععم مععن‬
‫عادتهم أنهم ل يقيمون الجمعة‪ .‬فهل لمن تلزمه إذا علم ذلك أن يصلي الظهر وإن لععم‬
‫ييأس من الجمعة ؟ قال بعضهم‪ :‬نعم‪ ،‬إذ ل أثر للمتوقع‪ .‬وفيه نظر‪ .‬بل الذي يتجه ل‪،‬‬
‫لنها الواجب أصالة المخاطب بها يقنيا فل يخرج عنه إل باليأس يقينععا‪ ،‬إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا‬
‫علمت ذلك تعلم أن قوله وإن علم إلععخ‪ ،‬كلم مسععتأنف‪ ،‬وأن فععي العبععارة سععقطا‪ ،‬ولععو‬
‫أسقطها من أصلها ‪ -‬كما في الفتح ‪ -‬لكان أولى‪ .‬وعبارته‪ :‬ولو تركها أهل بلد وصلوا‬
‫الظهر لم يصح‪ ،‬إل أن ضاق الوقت عن أقل واجب الخطبتين والركعتين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وخامسها( أي شروط صحة الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬بععد خطبععتين( متعلعق بوقوعهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بعد زوال( متعلق بمحذوف صفة لخطبتين‪ ،‬أي واقعععتين بعععد زوال‪) .‬قععوله‪ :‬لمععا فععي‬
‫الصحيحين إلخ( دليل لشععتراط وقوعهععا بعععدهما‪ .‬وورد أيضععا عععن ابععن عمععر‪ :‬كععان‬
‫رسول ال )ص( يخطب يوم الجمعة خطبععتين‪ ،‬يجلععس بينهمععا وكونهمععا قبععل الصععلة‬
‫بالجماع مع خبر‪ :‬صلوا كما رأيتموني أصلي‪ .‬ولم يصل )ص( إل بعدهما‪ .‬قال فععي‬
‫المجموع‪ :‬ثبتت صلته )ص( بعد خطبتين‪ ،‬وكانتا فععي صععدر السععلم بعععد الصععلة‪،‬‬
‫فقدم دحية الكلبي بتجارة من الشام والنععبي )ص( يخطععب للجمعععة‪ ،‬وكععانوا يسععتقبلون‬
‫العير بالطبل والتصفيق‪ ،‬فانفضوا إلى ذلك وتركوا النبي )ص( قائما‪ ،‬ولم يبععق منهععم‬
‫إل اثنا عشر ‪ -‬وقيل ثمانية‪ ،‬وقيل أربعععون ‪ -‬فقععال‪ :‬والععذي نفسععي بيععده لععو انصععرفوا‬
‫جميعا لضرم الع عليهععم الععوادي نععارا‪ .‬ونزلععت اليععة‪) * :‬وإذا رأوا تجععارة أو لهععوا‬
‫انفضوا إليها وتركععوك قائمععا( * )‪ (1‬اليععة‪ :‬وخععص مرجععع الضععمير بالتجععارة لنهععا‬
‫المقصودة‪ ،‬وقيل في الية حعذف‪ ،‬والتقعدير‪ :‬أو لهععوا انفضعوا إليععه‪ .‬وحعولت الخطبعة‬
‫حينئذ‪) .‬فائدة( جملة الخطب المشروعة عشرة‪ :‬خطبة الجمعة‪ ،‬وخطبععة عيععد الفطععر‪،‬‬
‫وخطبة عيد الضحى‪ ،‬وخطبة الكسوف للشععمس‪ ،‬وخطبععة الخسععوف للقمععر‪ ،‬وخطبععة‬
‫الستسقاء‪ .‬وأربع في الحج‪ :‬إحداهما بمكة في يوم السابع من ذي الحجة المسمى يوم‬
‫الزينة ثانيتها بنمرة في يوم التاسع المسمى يوم عرفة ثالثتها بمنى فععي اليععوم العاشععر‬
‫المسمى يوم النحر‪،‬‬

‫الجمعة‪11 :‬‬

‫] ‪[ 76‬‬
‫رابعتها بمنى في الثاني عشر المسمى يوم النفر الول‪ .‬وكلهعا بععد الصعلة‪ ،‬إل‬
‫خطبتي الجمعة وعرفة فقبلها‪ .‬وما عدا خطبة الستسقاء‪ ،‬فتجوز قبل الصلة وبعدها‪،‬‬
‫وكلها ثنتان‪ ،‬إل الثلثة الباقية في الحج‪ ،‬ففرادى‪ .‬وقععد نظمهععا بعضععهم فععي قععوله‪ :‬يععا‬
‫سائلي عن خطب مشروعة * * فتلك عشرة أتت مجموعة لجمعة حتمععا وللكسععوف *‬
‫* سنت‪ ،‬وللعيدين كالخسوف كذاك لستسقائهم من جدب * * وأربع في الحج إذ تلبي‬
‫ووقت أولهن من ذي الحجة * * بسابع وفعلها بمكة وتلوها خطبتهععم بنمععره * * فععي‬
‫التاسع الموسوم يوم عرفه وفي منى في عاشر اليام * * وذاك يوم النحععر والطعععام‬
‫وفي منى تزاد في الثاني عشر * * في يوم نفر أول لمن نفر وكلها بعد الصلة تفعععل‬
‫* * إل التي لجمعة تحصل فقبلها كذا التي بعرفه * * في تاسع الحجععة يععا مععن عرفععه‬
‫وما عدا خطبة الستسقاء * * فقبل أو بعد على السواء وكلها ثنتان تأتي غير مععا * *‬
‫في الحج فالفراد فيها التزما واستثن منها خطبة المعععرف‪ * * :‬فهععي تثنععى مثععل تلععك‬
‫فاعرف ويسن في الخطبتين كونهمعا علعى منعبر‪ ،‬فعإن لعم يكعن فعلعى مرتفعع‪ .‬ويسعن‬
‫للخطيب أن يسلم على من عند المنبر أو المرتفع‪ ،‬وأن يقبل عليهععم‪ ،‬إذا صعععد المنععبر‬
‫أو نحوه وانتهى إلى الدرجة الععتي تسععمى بالمسععتراح‪ ،‬وأن يسععلم عليهععم‪ ،‬ثععم يجلععس‪،‬‬
‫فيؤذن واحد ‪ -‬للتباع ‪ -‬في الجميع‪ .‬ويسن أن تكون الخطبععة فصععيحة‪ ،‬جزلععة‪ ،‬قريبعة‬
‫للفهم‪ ،‬ل مبتذلة‪ ،‬ركيكة‪ ،‬ول غريبة وحشية إذ ل ينتفععع بهععا أكععثر النععاس‪ ،‬متوسععطة‪،‬‬
‫لن الطول يمل‪ ،‬والقصر يخل‪ .‬ول ينافي ذلك خبر مسععلم أطيلععوا الصععلة وأقصععروا‬
‫الخطبة لن المراد قصرها بالنسععبة للصععلة‪ ،‬مععع كونععا متوسععطة فععي نفسععها‪ ،‬وأن ل‬
‫يلتفت في شئ منها بل يسععتمر مقبل عليهععم إلععى فراغهععا‪) .‬قععوله‪ :‬بأركانهمععا( متعلععق‬
‫بمحذوف صفة لخطبتين أيضعا‪ ،‬والبعاء بمعنعى معع‪ ،‬كمعا يسعتفاد معن تفسعيره التعي‪.‬‬
‫والمصاحبة من مصاحبة الكل لبعض أجععزائه‪ ،‬إذ الخطبتععان اسععم للركععان‪ ،‬ومععا زاد‬
‫عليهععا مععن الداب والمععواعظ‪) .‬قععوله‪ :‬أي يشععترط إلععخ( أفععاد بهععذا التفسععير أن بععاء‬
‫بأركانهما بمعنى مع‪ ،‬ولو قال أي مع التيان بأركانهمععا لكععان أخصععر‪) .‬قععوله‪ :‬وهععي‬
‫خمسة( أي أركانها خمسة أي إجمال‪ ،‬وإل فهي ثمانية تفصيل‪ ،‬لتكععرر الثلثععة الول‬
‫فيهما‪ .‬وقد نظمها بعضهم في قوله‪ :‬وخطبة أركانها قد تعلم * * خمس تعد ‪ -‬يععا أخععي‬
‫‪ -‬وتفهم حمد اللعه‪ ،‬والصعلة الثعاني * * علعى نعبي جعاء بعالقرآن وصعية‪ ،‬ثعم العدعا‬
‫للمؤمنين * * وآية من الكتاب المستبين )قوله‪ :‬أحدها( أي الخمسة‪) .‬وقوله‪ :‬حمد ال(‬
‫أي ولععو فععي ضععمن آيععة‪ ،‬كمععا فععي قععوله تعععالى‪) * :‬الحمععد لع الععذي خلععق السععموات‬
‫والرض وجعل الظلمات والنور( * )‪ (1‬حيث قصععد الحمععد فقععط‪ ،‬فععإن قصععد قععراءة‬
‫الية‪ ،‬أو قصدهما معا‪ ،‬أو أطلق‪ ،‬كفت عن قراءة الية‪ ،‬ول تكفي عنها وعععن الحمععد‬
‫فيما لو قصدهما معا‪ ،‬لن الشئ ل يؤدى به فرضان مقصودان‪.‬‬

‫‪ :‬النعام ‪1‬‬

‫] ‪[ 77‬‬
‫ويجري هذا التفصيل فيما لو أتى بآية تتضمن الوصية بالتقوى‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها(‬
‫أي أركان الخطبتين‪) .‬وقوله‪ :‬صلة على النبي )ص(( أي لن الخطبة عبادة افتقرت‬
‫إلى ذكر ال تعالى‪ ،‬فافتقرت إلى ذكر رسول ال )ص(‪ ،‬ولما في دلئل النبوة للبيهقي‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬أن النبي )ص( قال‪ :‬قال ال تععالى‪ :‬جعلعت أمتععك‬
‫ل تجوز عليهععم خطبععة حععتى يشععهدوا أنععك عبععدي ورسععولي‪) .‬قععوله‪ :‬بلفظهمععا( وهععو‬
‫متعين‪ ،‬لكن من حيث المادة‪ ،‬وإن لم تكن مصدرا‪ ،‬فشمل المشتق‪ ،‬نحو أنا حامععد لعع‪،‬‬
‫وأحمد ال‪ ،‬وأنا مصل على النبي )ص(‪ ،‬أو أصلي علععى رسععول العع‪ .‬ولفععظ الجللععة‬
‫متعين ول يتعين لفظ محمد‪ ،‬كما يستفاد من كلمه‪ .‬وإنما تعين لفظ الجللة دون لفععظ‬
‫محمد‪ ،‬لن لفظ الجللة له مزيعة علععى سععائر أسععمائه تعععالى‪ ،‬لختصاصععه بعه تعععالى‬
‫اختصاصا تاما‪ .‬ويفهم منه عند ذكععره سععائر صععفات الكمععال‪ ،‬ول كععذلك لفععظ محمععد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كالحمد ل إلخ( تمثيل للفظ الحمد‪ ،‬لكن باعتبععار المععادة‪ ،‬وإل لععم يصععح المثععال‬
‫الثاني‪) .‬قوله‪ :‬فل يكفي‪ :‬الشكر ل( أي لعدم التيان بلفظ الحمد‪ ،‬وإن كان مرادفا لععه‪.‬‬
‫)وقععوله‪ :‬ول الحمععد للرحمععن( أي مععن غيععر إضععافته للفععظ الجللععة المشععروطة‪ ،‬كمععا‬
‫علمت‪) .‬قوله‪ :‬وكاللهم صل إلخ( تمثيل للفظ الصلة‪ ،‬لكن باعتبار المعادة أيضعا‪ ،‬كمعا‬
‫علمت‪) .‬قوله‪ :‬أو نحوه( أي ما ذكر من بقية أسماء النععبي )ص(‪ :‬كالبشععير‪ ،‬والنععذير‪.‬‬
‫وتقدم أنه يتعين فععي الصععلة علععى النععبي )ص( فععي التشععهد الخيععر لفععظ محمععد‪ ،‬ول‬
‫يجزئ غيره من بقية أسمائه )ص(‪ .‬والفرق أن الخطبة أوسع بابا من الصلة‪) .‬قوله‪:‬‬
‫فل يكفي اللهم سلم إلخ( أي لعدم التيان بلفظ الصلة‪) .‬قععوله‪ :‬ول صععلى الع عليععه ‪-‬‬
‫بالضمير ‪ (-‬أي ول يكفي صلى ال عليه‪ ،‬بالتيان بالضمير بدل السم الظاهر‪ ،‬قياسا‬
‫على التشهد‪) .‬قوله‪ :‬وإن تقدم إلخ( غاية في عدم الكتفاء بالضمير‪ .‬أي ل يكفي ذلك‪،‬‬
‫وإن تقدم للنبي )ص( في الكلم ذكر‪ ،‬أي اسم يرجع إليه الضمير‪) .‬قوله‪ :‬كما صععرح‬
‫به( أي بعدم الكتفاء بالضمير‪) .‬قوله‪ :‬في ذلك( أي في التيان بالضمير فععي الصععلة‬
‫على النبي )ص( في الخطبة‪) .‬قوله‪ :‬فل تغععتر بمععا تجععده مسععطورا( أي مععن التيععان‬
‫بالضمير‪) .‬قوله‪ :‬على خلف إلععخ( أي حععال كععون الععذي تجععده مسععطورا كائنععا علععى‬
‫خلف ما عليه محققععو المتععأخرين مععن ععدم الكتفععاء بالضععمير‪) .‬قعوله‪ :‬وثالثهععا( أي‬
‫أركان الخطبتين‪) .‬قوله‪ :‬وصية بتقوى ال( فل يكفي التحععذير مععن الععدنيا وغرورهععا‪،‬‬
‫بل ل بد من الحث على الطاعة‪ ،‬والزجععر عععن المعصععية‪ .‬كمععا سععيذكره‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يتعين لفظها( أي الوصية بالتقوى‪ ،‬لن الغععرض الععوعظ‪ ،‬والحمععل علععى طاعععة العع‪،‬‬
‫فيكفي ما دل على الموعظة‪ ،‬طععويل كععان أو قصععيرا‪ ،‬كععأطيعوا العع‪ ،‬وراقبععوه‪ .‬وفععي‬
‫المغني مععا نصععه‪) :‬تنععبيه( قععوله‪ :‬ول يتعيععن لفظهععا‪ :‬يحتمععل أن مععراده ل يتعيععن لفععظ‬
‫الوصية‪ ،‬وهو عبارة الروضة‪ ،‬فيكون لفظ التقوى ل بد منه‪ ،‬وهذا أقععرب إلعى لفظعه‪.‬‬
‫ويحتمل أن مععراده ول يتعيععن واحععد مععن اللفظيععن‪ ،‬ل الوصععية ول التقععوى‪ ،‬وهععو مععا‬
‫قععررت بععه كلمععه‪ ،‬تبعععا للشععارح‪ .‬وجععزم السععنوي باحتمععال الول‪ ،‬ففسععر بععه لفععظ‬
‫المصنف‪ .‬قال بعض المتأخرين‪ :‬ويمكن أن يكون مراده ما في الروضععة‪ :‬أن الخلف‬
‫في لفظ الوصية‪ ،‬ول يجب لفظ التقوى قطعا‪ .‬ويؤيده ما نقله عن المام وأقععراه‪ ،‬أنععه‬
‫يكفي أن يقول أطيعوا ال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول تطويلهععا( أي ول يتعيععن طععول الكلم فععي‬
‫الوصية‪ ،‬بل يكفي ما يدل على الموعظة‪ ،‬طويل كان أو قصيرا‪ ،‬كما علمت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بل يكفي إلخ( الضراب انتقالي‪ ،‬والمناسب أن يقول فيكفي إلخ‪ ،‬لن المقععام للتفريععع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مما فيه حث إلخ( بيان لنحو أطيعوا ال‪.‬‬

‫] ‪[ 78‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو زجز إلخ( التعبير يفيد أنه ل يشترط الجمع بين الحث علععى الطاعععة‬
‫والزجر عن المعصية‪ ،‬بل يكفععي أحععدهما‪ ،‬وهعو كععذلك‪ .‬كمععا صععرح بععه فععي التحفععة‪،‬‬
‫وعلله بلزوم أحدهما للخر‪) .‬قوله‪ :‬لنها المقصود من الخطبة( علة ليجاب الوصية‬
‫بالتقوى‪ ،‬وكان الولى أن يقدمها على قوله‪ :‬ول يتعين لفظها‪ ،‬كما في التحفة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فل يكفي إلخ( مفرع على اشتراط الوصية بالتقوى‪ ،‬وإنما لعم يكععف ذلعك لنعه معلععوم‬
‫حتى عند الكافر‪) .‬وقوله‪ :‬وذكر الموت( بالجر معطوف على التحذير‪ ،‬أي ول يكفععي‬
‫مجرد ذكر الموت‪) .‬وقوله‪ :‬وما فيه( معطوف على الموت‪ ،‬وضمير فيه يعود عليععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قال ابن الرفعة يكفي فيها( أي الوصية بالتقوى‪) .‬وقوله‪ :‬مععا إلععخ( أي صععيغت‬
‫اشتملت على المر بالستعداد للموت‪ ،‬بأن يقععال‪ :‬اسععتعدوا أو تععأهبوا للمععوت‪ .‬وذلععك‬
‫لن الستعداد له إنمعا يكعون بفععل الطاعععات وتععرك المحرمععات‪ ،‬فععالمر بعه يسعتلزم‬
‫الحث على طاعة ال والزجر عن معصععية العع‪ ،‬بخلف ذكععر المععوت‪ ،‬ومععا فيععه مععن‬
‫الفظاعة واللم‪ ،‬فإنه ل يكفي فيهععا‪ ،‬لنععه ل يفيععد حثععا علععى الطاعععة‪ ،‬ول زجععرا عععن‬
‫المعصية‪) .‬واعلم( أن التقوى عبارة عن امتثال أوامر الع تعععالى‪ ،‬واجتنععاب نعواهيه‪،‬‬
‫ظاهرا وباطنا‪ ،‬مع استشعار التعظيم لعع‪ ،‬والهيبععة والخشععية والرهبععة مععن العع‪ ،‬وهععي‬
‫وصية ال رب العالمين للولين والخريععن‪ .‬قععال الع تعععالى‪) * :‬ولقععد وصععينا الععذين‬
‫أوتوا الكتاب من قبلكم وإيععاكم أن اتقععوا العع( * )‪ (1‬فمععا مععن خيععر عاجععل ول آجععل‪،‬‬
‫ظاهر ول باطن‪ ،‬إل والتقوى سبيل موصل إليه ووسيلة مبلغة له‪ .‬وما من شر عاجل‬
‫ول آجل‪ ،‬ظاهر ول باطن إل والتقوى حعرز حريععز وحصععن حصعين للسععلمة منعه‪،‬‬
‫والنجاة من ضرره‪ .‬وكم علق ال العظيم في كتابه العزيز علععى التقععوى مععن خيععرات‬
‫عظيمععة وسعععادات جسععيمة‪ ،‬رزقنععا ال ع التقععوى والسععتقامة‪ ،‬وأعاذنععا مععن موجبععات‬
‫الندامة‪ ،‬بجاه سيدنا محمد )ص( المظلل بالغمامة‪) .‬قوله‪ :‬ويشععترط أن يععأتي إلععخ( أي‬
‫لن كل خطبة مستقلة ومنفصلة‪) .‬وقوله‪ :‬بكل مععن الركععان الثلثععة( وهععي الحمدلععة‪،‬‬
‫والصلة على النبي )ص(‪ ،‬والوصية بالتقوى‪) .‬وقوله‪ :‬فيهما( متعلق بيأتي‪) .‬وينععدب‬
‫أن يرتب الخطيععب الععخ( وإنمععا لععم يجععب لحصععول المقصععود بععدونه وقععال بععالوجوب‬
‫الرافعي والماوردي وقوله وما بعدها أي وما بعد الركان الثلثة من القراءة والدعاء‬
‫)قععوله بععأن يععأتي الععخ( تصععوير للععترتيب )قععوله أو ل( لععو حععذفه مععا ضععره )قععوله‪:‬‬
‫فبالقراءة( أي فيأتي بالقراءة‪ ،‬ولو حذف البععاء هنععا وفيمععا بعععد لكععان أخصععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ورابعها( أي أركان الخطبتين‪) .‬قوله‪ :‬قراءة آية( أي سواء كانت وعدا‪ ،‬أم وعيععدا‪ ،‬أم‬
‫حكما‪ ،‬أم قصة‪ .‬ومثلها بعض آية طويلة ‪ -‬على ما قاله المام واعتمده م ر ‪ -‬وخععالف‬
‫في التحفة ‪ -‬فقال‪ :‬ل يكتفي ببعض آية وإن طال‪) .‬وقوله‪ :‬مفهمة( أي معنى مقصععودا‬
‫كالوعد والوعيد‪ .‬وخرج به ثم نظر أو ثم عبس لعععدم الفهععام‪ ،‬وإنمععا اشععترط الفهععام‬
‫هنا‪ ،‬لن المقصود الوعظ‪ ،‬بخلف العاجز عن الفاتحة‪ :‬ل يشترط فععي التيععان ببععدلها‬
‫الفهام‪ ،‬بل إذا حفظ آية غير مفهمة ‪ -‬ولععو منسععوخة الحكععم فقععط دون التلوة ‪ -‬كفععت‬
‫قراءتها‪ .‬وفي سم‪ :‬هل تجزئ الية مع لحن يغير المعنى ؟ فيه نظر‪ .‬وقععد يتجععه عععدم‬
‫الجزاء‪ ،‬والتفصيل بين عاجز انحصر المر فيه وغيره ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في إحداهما( أي‬
‫لثبوت أصل القراءة من غير تعيين محلها‪ ،‬فدل على الكتفععاء بهععا فععي إحععداهما‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وفي الولى أولى( أي وكون قراءة الية فععي الخطبععة الولععى‪ ،‬أي بعععد‬
‫فراغها‪ ،‬أولى من كونها في الخطبة الثانية‪ ،‬لتكون في‬

‫)‪ (1‬النساء‪131 :‬‬

‫] ‪[ 79‬‬
‫مقابلة الدعاء للمؤمنين في الثانية‪) .‬قوله‪ :‬وتسن بعد فراغها إلخ( أي وتسن بعععد‬
‫فراغ الخطبة قراءة سورة ق وصنيعه يقتضي أن قععراءة ق تسععن زيععادة علععى اليععة‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل هي بدل عن الية‪ ،‬كما نص عليه ع ش‪ .‬وعبارة الروض وشععرحه‪:‬‬
‫ويستحب قراءة ق في الخطبة الولى‪ ،‬للتبعاع‪ .‬رواه مسععلم‪ .‬ولشعتمالها علعى أنععواع‬
‫المواعظ‪ .‬قال البندنيجي‪ :‬فإن أبى قرأ‪) * :‬يا أيها الذين آمنععوا اتقععوا الع وقولععوا قععول‬
‫سديدا( * )‪ (1‬الية‪ .‬قععال الذرعععي‪ :‬وتكععون القععراءة بعععد فععراغ الولععى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫للتباع( رواه مسلم‪ .‬قال في شرحه‪ :‬فيه دليل على ندب قراءتها أو بعضها في خطبة‬
‫كععل جمعععة‪ ،‬ول يشععترط رضععا الحاضععرين‪ ،‬كمععا لععم يشععترطوه فععي قععراءة الجمعععة‪،‬‬
‫والمنافقين في الصلة‪ ،‬وإن كانت السعنة التخفيعف‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايعة‪) .‬قعوله‪ :‬وخامسعها( أي‬
‫أركان الخطبتين‪) .‬قوله‪ :‬دعاء أخروي( فل يكفي الدنيوي‪ ،‬ولو لععم يحفععظ الخععروي‪،‬‬
‫وقال الطفيحي‪ :‬إن الدنيوي يكفي‪ ،‬حيث لم يحفظ الخروي‪ ،‬قياسا على ما تقععدم فععي‬
‫العجز عن الفاتحة‪ ،‬بل ما هنا أولى‪) .‬قوله‪ :‬للمؤمنين( أي خصوصا كالحاضرين‪ ،‬أو‬
‫عموما ولو لجميع المسلمين‪ ،‬مععا لععم يععرد جميععع ذنععوبهم‪ ،‬وإل امتنععع لوجععوب اعتقععاد‬
‫دخول طائفة من عصاة المععؤمنين النععار‪ ،‬ومععا ذكععر ينععافيه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن لععم يتعععرض‬
‫للمؤمنات( أي يكفي الدعاء للمؤمنين‪ ،‬وإن لم يصعرح بالمؤمنعات‪ ،‬وذلعك لن المعراد‬
‫بهم الجنس الشامل لهن‪ .‬وكتب ابن قاسم ما نصه‪ :‬قوله لن المععراد الجنععس‪ .‬الظععاهر‬
‫أن المراد بيان الكمل‪ ،‬وأنه يجوز إرادة الذكور فقط‪ ،‬وإن حضر النععاث‪ .‬ثععم رأيععت‬
‫ما في الحاشية الخرى وهو وجععوب الععدعاء للمؤمنععات أيضععا‪ ،‬لكععن إن كععان شععرطا‬
‫لصحة الخطبة خالف قولهم يكفي تخصيصه بالسامعين‪ ،‬فإنه شامل لمععا إذا تمحضععوا‬
‫ذكورا‪ .‬فليحرر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للذرعي( أي في قوله يجب التعرض لهععن أيضععا‪.‬‬
‫وفي سم ما نصه‪ :‬قال في شرح العباب‪ :‬قال الذرعي‪ :‬وظاهر نص المختصععر يفهععم‬
‫إيجابه لهما‪ ،‬أي إيجاب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات‪ .‬وجرى عليه كععثيرون وعععددهم‪.‬‬
‫ثم أخذ مععن بعععض العبععارات أنععه يجععب التعععرض للمؤمنععات‪ ،‬وإن لععم يحضععرن‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو بقوله رحمهم ال( أي أن الدعاء الععواجب يكتفععي فيععه بععأي صععيغة كععانت‪،‬‬
‫ولو بقوله رحمكم ال‪ ،‬إذ القصد مععا يقعع عليعه اسعم الععدعاء‪ .‬وعبعارة التحفععة‪ :‬ويكفععي‬
‫تخصيصه بالسامعين‪ .‬كرحمكم ال وظاهر أنه ل يكفي تخصيصععه بالغععائبين‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي‬
‫كرحمهم ال تعالى‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا( هععو ومععا بعععده متعلععق بمحععذوف‪ ،‬أي وكععذا يكفععي‬
‫الدعاء بنحو‪ :‬اللهععم أجرنععا مععن النععار‪) .‬وقععوله‪ :‬إن قصععد تخصععيص الحاضععرين( أي‬
‫بقوله اللهم أجرنا من النار‪ .‬فهو قيد له‪ ،‬وإنما أتى به لن لفظ نا فيععة مشععترك‪ ،‬يطلععق‬
‫على الواحد المعظم نفسه‪ ،‬وعلى المتعدد‪ ،‬فإذا لحظ به الحاضرين أجزأ‪ ،‬وإن لحععظ‬
‫به نفسه فقط ل يجزئ‪ ،‬لنه ل بد من أن يقصد بدعائه أربعيعن فعأكثر‪ ،‬فلعو قصعد بعه‬
‫دون أربعين‪ :‬ل يكفي كما لو قصد به الغائبين‪ ،‬كأن قال‪ :‬رحمهم ال‪ ،‬كما مععر‪ .‬وفععي‬
‫سم‪ :‬لو خص بالدعاء أربعين من الحاضرين فينبغي الجزاء‪ .‬وعليععه‪ :‬فلععو انصععرفوا‬
‫من غيعر صعلة وهنعاك أربععون سعامعون‪ ،‬فهعل تصعح إقامعة الجمععة بهعم ؟ ينبغعي‬
‫الصحة‪ ،‬لن الخطبة صحت‪ ،‬ول يضر انصععراف المخصوصععين بالععدعاء مععن غيععر‬
‫صلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي خطبععة ثانيعة( متعلععق بمحععذوف صععفة لععدعاء‪) .‬قععوله‪ :‬لتبععاع‬
‫السلف والخلف( دليل لوجوب الدعاء في الخطبة الثانية‪ .‬قال ش ق‪ :‬والمراد بالسلف‪:‬‬
‫الصحابة‪ ،‬وبالخلف‪ :‬من بعدهم من التابعين‪ ،‬وتابعيهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والدعاء للسععلطان(‬
‫مبتدأ‪ ،‬خبره ل يسن‪) .‬وقوله‪ :‬بخصوصععه( أي بعينعه‪ ،‬كععاللهم ارحععم مولنععا السععلطان‬
‫عبد الحميد‪ .‬وخرج بخصوصه ما إذا دعععا لععه بخصوصععه‪ ،‬بععل مععع غيععره‪ ،‬كالععدعاء‬
‫لئمة المسلمين‪ ،‬وولة أمورهم وهو منهم‪ ،‬فإنه يسن كما سيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬إل مععع‬
‫خشية فتنة( أي خوفها‪ ،‬ول يشترط فيه غلبة الظن‪ ،‬بل يكفععي أصععله‪) .‬قععوله‪ :‬فيجععب(‬
‫أي الدعاء له بخصوصه‪ .‬والمناسب أن يقول‪ :‬فيسن‪ .‬ثم يضرب عنه‬

‫)‪ (1‬الحزاب ‪70‬‬

‫] ‪[ 80‬‬
‫إضرابا انتقاليا ويقول‪ :‬بععل يجععب‪) .‬قععوله‪ :‬ومععع عععدمها( أي الفتنععة‪) .‬وقععوله‪ :‬ل‬
‫بأس به( يستفاد منه أنه مباح‪ .‬كعذا فعي البجيرمعي‪ ،‬وش ق‪ .‬وقعال سعم‪ :‬إنعه معع ذلعك‬
‫مكروه‪) .‬قوله‪ :‬حيث ل مجارفة( أي مبالغة وخروجا عن الحد‪ ،‬كالعادل المعطى كععل‬
‫ذي حق حقه‪ ،‬الذي ل يظلععم‪ ،‬فععإن وجععدت المجازفععة يكععون مكروهععا‪ ،‬إن كععان أصععل‬
‫الوصف فيه‪ ،‬وإل حرم‪ ،‬كما يسععتفاد مععن قععوله بعععد‪ :‬ول يجععوز إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬وصععفه‬
‫بصفة كاذبة( أي كالسلطان الغازي‪ ،‬والحال أنه لم يغز أصل‪) .‬قععوله‪ :‬إل لضععرورة(‬
‫أي إل إذا لم يصفه بتلك الصفة الكاذبة يحصل به ضرر‪ ،‬أي أو تحدث فتنععة‪ ،‬فيكععون‬
‫ل بأس به‪) .‬والحاصل( ل بأس بالدعاء للسلطان بعينه‪ ،‬بل مجازفة‪ .‬أما معها فيكره‪،‬‬
‫إذا كان أصل الوصف فيه‪ ،‬وإل حرم إن لم يترتب على عدم التيان به محذور‪ ،‬وإل‬
‫فل بأس به‪ .‬لكن يستعمل التورية فيه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن الدعاء لولة الصحابة قطعععا( أي‬
‫على التعيين أو على الجمال‪ .‬وقول الشافعي ‪ -‬رضي الع عنععه ‪ -‬ل يععدعو الخطيععب‬
‫في الخطبة لحد بعينه‪ ،‬يخص بغير الصحابة‪ .‬وفي فتاوي ابن حجر مععا نصععه‪ :‬وأمععا‬
‫حكم الترضي عن الصحابة في الخطبة فل بأس به‪ ،‬سواء أذكر أفاضلهم بأسععمائهم ‪-‬‬
‫كما هو المعروف الن ‪ -‬أم أجملهم‪ .‬وأما قععول الشععافعي ل يععدعو فععي الخطبععة لحععد‬
‫بعينه فإن فعل ذلك كرهته فيحمل على ذكر من ل فائدة في ذكره‪ ،‬كالععدعاء للسععلطان‬
‫مع المجازفععة فععي وصععفه بل ضععرورة‪ ،‬بخلف مععا إذا لععم يجععازف‪ ،‬لن أبععا موسععى‬
‫الشعري ‪ -‬رضي ال عنععه ‪ -‬دعععا فععي خطبتععه لعمععر رضععي الع عنععه‪ ،‬فععأنكر عليععه‬
‫البداءة بعمر قبل البداءة بأبي بكر‪ ،‬ورفع ذلك إلى عمر‪ ،‬فقال للمنكر‪ :‬أنت أزكى منه‬
‫وأرشد‪ .‬وأخرج أبو نعيم وابن عبععاس ‪ -‬رضععي الع عنهمععا ‪ -‬كععان يقععول علععى منععبر‬
‫البصرة‪ :‬اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليععا أهععل الحععق أميععر المععؤمنين‪ .‬وأمععا التععأمين‬
‫على ذلك جهرا فالولى تركه لنه يمنع الستماع‪ ،‬ويشوش على الحاضرين من غير‬
‫ضرورة ول حاجة إليه‪ .‬وأما معا أطبعق النععاس عليعه معن التععأمين جهععرا ‪ -‬سعيما مععع‬
‫المبالغة ‪ -‬فهو من البدع القبيحععة المذمومععة‪ ،‬فينبغععي تركععه ا‍ه‪ .‬بجععذف‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا‬
‫لولة المسلمين( أي وكذا يسن الدعاء لهم‪ ،‬أي لبقيتهم‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬ل تشغلوا قلوبكم‬
‫بسب الملوك‪ ،‬ولكن تقربوا إلى ال تعالى بالدعاء لهم‪ ،‬يعطف ال قلوبهم عليكم‪ .‬رواه‬
‫البخاري عن عائشة‪ .‬وقال الحسن البصري ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬لو علمت لععي دعععوة‬
‫مستجابة لخصصت بها السلطان‪ ،‬فإن خيره عام‪ ،‬وخير غيره خععاص‪) .‬قععوله‪ :‬وذكععر‬
‫المناقب( أي ذكر مناقب العولة‪ ،‬أي صعفاتهم الحسععنة‪) .‬وقعوله‪ :‬ل يقطعع الععولء( أي‬
‫الذي يشترط بين الركععان‪ ،‬وبينهععا وبيععن الصععلة‪) .‬قععوله‪ :‬مععا لععم يعععد بععه( أي بععذكر‬
‫المناقب معرضا‪ ،‬فإن عد به معرضا عنها يكون قاطعا للولء‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي التوسععط‬
‫يشترط أن ل يطيله( أي الدعاء المعلوم من المقام‪ ،‬وصرح به في التحفععة وعبارتهععا‪.‬‬
‫وصرح القاضي ‪ -‬في الدعاء لولة المر ‪ -‬بأن محله ما لم يقطع نظم الخطبة عرفععا‪،‬‬
‫وفي التوسط يشترط أن ل يطيله إطالة تقطع الموالة‪ ،‬كما يفعلععه كععثير مععن الخطبععاء‬
‫الجهال‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إطالة تقطععع المععوالة( وهععي الععتي تكععون بمقععدار ركعععتين بأقععل‬
‫مجزئ ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬وحينئذ يستأنف أركانها‪) .‬قوله‪ :‬ول شك في تععرك فععرض مععن‬
‫الخطبة( أي الولى أو الثانية‪) .‬وقوله‪ :‬بعد إلعخ( متعلعق بشعك‪) .‬وقعوله‪ :‬فراغهعا( أي‬
‫الخطبة‪ .‬والمراد الثانية‪ ،‬فلو شك في الجلععوس بينهمععا أو فععي أثنععاء الثانيععة بععأنه تععرك‬
‫ركنا من الولى أثر‪ .‬قال ع ش‪ :‬لو علم ترك ركن ولم يدر هل هو من الولى أو من‬
‫الثانية‪ ،‬هل يجب إعادتها أم إعادة الثانية فقط ؟ فيععه نظععر‪ .‬والقععرب أنععه يجلععس‪ ،‬ثععم‬
‫يأتي بالخطبة الثانية إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يؤثر كما ل يؤثر الشك إلععخ( قععال سععم‪ :‬قيععاس‬
‫ما ذكر أيضا تأثير الشك في أثنائها‪ ،‬وأنه ل يرجح لقول غيععره‪ ،‬وإن كععثر إل إن بلععغ‬
‫حد التواتر‪ ،‬وهذا ظاهر في الخطيععب‪ .‬فلععو شععك الربعععون ‪ -‬أو بعضععهم ‪ -‬فععي تععرك‬
‫الخطيب شيئا من فروضها في أثنائها فهل يؤثر ؟ فيه نظر‪ .‬وظععاهر صععنيعهم أنععه ل‬
‫يؤثر الخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬‬

‫] ‪[ 81‬‬
‫قوله‪ :‬وشرط فيهما إلخ( لمععا فععرغ مععن بيععان أركععان الخطبععتين شععرع فععي بيععان‬
‫شروطهما‪ ،‬وهي اثنا عشر‪ ،‬ذكر منها سبعة‪ :‬السماع‪ ،‬وكونها عربيععة‪ ،‬وقيععام قععادر‪،‬‬
‫وطهر وستر‪ ،‬وجلوس بينهما‪ ،‬وولء‪ .‬وبقي منها خمسة لم يععذكرها‪ ،‬وهععي‪ :‬السععماع‪،‬‬
‫وكون الخطيب ذكرا‪ ،‬ووقوعها في خطة أبنيععة‪ ،‬وكونهععا بعععد الععزوال‪ ،‬وقبععل صععلة‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال أن الشرطين الخيرين يعلمان ضمنا من قععوله وقوعهععا بعععد خطبععتين‬
‫بعد زوال‪ ،‬وأن الشرط الول ‪ -‬وهو السماع ‪ -‬لزم للسماع‪ ،‬إذ المراد منه السماع‬
‫بالفعل‪ ،‬ول حاجة لعدة شرطا مستقل‪ .‬ولكن يبقى عليه عدم ععده الشععرطين البععاقيين‪،‬‬
‫إل أن يقال أنه يلزم من جعهلما شرطين لصحة الجمعععة أن يكونععا شععرطين للخطبععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إسماع أربعين( أي بأن يرفع الخطيب صععوته بأركانهمععا حععتى يسععمعها تسعععة‬
‫وثلثون غيره كععاملون‪ ،‬فل بععد مععن السععماع والسععماع بالفعععل‪ ،‬ل بععالقوة‪ ،‬عنععد ابععن‬
‫حجر‪ .‬وخالف الجمال الرملي ‪ -‬تبعا لوالده ‪ -‬فقال‪ :‬يكفي السماع والسععماع بععالقوة ل‬
‫بالفعل‪ ،‬قال إذ لو كان سماعهم واجبا لكان النصات متحتما‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومعنى قوله بالقوة‪:‬‬
‫أن يكون الخطيب يرفع صوته بحيث لو أصغوا إليه لسمعوا فعليه‪ ،‬لو وجععد عععارض‬
‫لغط‪ ،‬أو اشتغل بعضهم عن السماع بتحدث مع جليسه ل يععؤثر‪ ،‬وعلععى الول يععؤثر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أي تسعة وثلثين سواه( تفسير للربعيععن‪ ،‬أي أن المععراد مععن الربعيععن الععذي‬
‫يجب إسماعهم تسعة وثلثون غير نفسه‪ ،‬فيكون هو متمم الربعيععن‪ ،‬ل زائدا عليهععم‪.‬‬
‫ومفهوم ذلك أنه يجب إسماعه نفسععه أيضععا كالتسعععة والثلثيعن‪ .‬وهععذا قععول ضعععيف‪.‬‬
‫والمعتمد أنه ل يجععب إسععماع نفسععه‪ .‬وجععزم بععه فععي التحفععة‪ ،‬وعبارتهععا مععع الصععل‪:‬‬
‫وإسماع أربعين ‪ -‬أي تسعة وثلثين ‪ -‬وهو ل يشترط إسماعه ول سععماعه‪ ،‬لنععه وإن‬
‫كان أصم يفهم ما يقول‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو حذف لفظ سواه لكان أولى‪ ،‬ليكععون جاريععا علععى مععا‬
‫جرى عليه شيخه‪ ،‬وعليه يكون التفسير تفسععير مععراد للربعيععن‪ ،‬ويكععون فععي تعععبيره‬
‫بالربعين تسمح الجمعة قوله فمن تنعقد بهم الجمعة( بيان للربعين‪) .‬قوله‪ :‬الركان(‬
‫مفعول ثان لسماع‪) .‬قوله‪ :‬ل جميع الخطبة( أي ل يشترط إسماعهم جميععع الخطبععة‪،‬‬
‫فلو أسر في غير الركان صحت الخطبة‪ ،‬فالسععماع ليعس شعرطا‪ ،‬إل فععي الركعان‪.‬‬
‫ومثله سائر الشروط‪ ،‬فهي إنما تعتبر في الركعان خاصعة‪ .‬فلعو انكشعفت ععورته‪ ،‬أو‬
‫جلس في غير الركان لم يؤثر‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( عبارته‪ :‬ويعتبر على الصح عند‬
‫الشيخين وغيرهما سماعهم لها بالفعل‪ ،‬ل بالقوة‪ ،‬فل تجب الجمعة على أربعين إلععخ‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك تعلم أن الشارح أسقط من العبارة المذكورة فاء التفريع وما يتفرع‬
‫عليه‪) .‬قوله‪ :‬ل تجب الجمعة على أربعين إلخ( أي لفقدهم شرطا من شروط الخطبة‪،‬‬
‫وهو السماع‪ .‬وكما ل تجب عليهم ل تنعقد بهم‪ ،‬لما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬بعضععهم أصععم( أي‬
‫غير الخطيب‪ ،‬لما علمت أن المعتمد أنه ل يشترط إسماع نفسه‪ ،‬لنه يفهععم معا يقععول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول تصح( فاعله يعود على الجمعة‪ ،‬وإنما لم تصح لعدم صحة الخطبععة‪ ،‬لفقععد‬
‫شرط من شروطها‪ ،‬وهو السماع بالفعل‪ .‬ويحتمل عود الفاعععل علععى الخطبععة‪ .‬ويلععزم‬
‫عن عدم صحتها عدم صحة الجمعة‪ ،‬لكن عليه يلزم الظهار في مقععام الضععمار فععي‬
‫قوله بعد‪ :‬يمنع سماع ركن الخطبععة‪) .‬قععوله‪ :‬مععع وجععود لغععط( هععو بفتحععتين‪ ،‬اختلط‬
‫الصوات مع رفعها‪) .‬وقوله‪ :‬يمنع( أي ذلك اللغط‪) .‬وقوله‪ :‬مع سماع ركن الخطبععة(‬
‫أي سماعهم ركنا من أركانها‪) .‬قوله‪ :‬على المعتمد فيهما( أي فععي الصععورتين‪ ،‬وهمععا‬
‫عدم وجوبها علععى أربعيععن بعضععهم أصععم‪ ،‬لكععن غيععر الخطيععب‪ ،‬كمععا علمععت‪ .‬وعععدم‬
‫صحتها مع وجود لغط يمنع سماع ركن من أركان الخطبة‪) .‬قععوله‪ :‬وإن خععالف فيععه(‬
‫أي في اعتبار السععماع بالفعععل المعلععوم مععن عبععارة التحفععة المععارة آنفععا‪) .‬وقععوله‪ :‬فلععم‬
‫يشترطوا إل الحضور( أي حضععورهم موضععع الخطبععة‪ ،‬أي وإن لععم يسععمعوا بالفعععل‬
‫لبعد‪ ،‬أو نوم‪ ،‬أو لغط‪) .‬قوله‪ :‬وعليععه( أي علععى اشععتراط الحضععور فقععط‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يشترط إلخ( مرتبط بالمتن‪) .‬وقععوله‪ :‬كععونهم( أي الربعيععن الععذين يسععمعون الخطبععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بمحل الصلة( فلو كانوا خارج المسجد والخطيب فيه وسععمعوا الخطبععة مععن‬
‫خارجة كفى‪.‬‬

‫] ‪[ 82‬‬
‫)قوله‪ :‬ول فهمهم لما يسمعونه( أي ول يشترط ذلك‪ ،‬كما ل يشترط فهم الفاتحة‬
‫في الصلة‪ ،‬ول يشترط أيضا طهرهععم‪ ،‬ول سععترهم‪) .‬قععوله‪ :‬وشععرط فيهمععا( أي فععي‬
‫الخطبتين‪ .‬والمراد أركانهما‪ ،‬كما في التحفة‪ ،‬وعبارتها مع الصل‪ :‬ويشترط كونها ‪-‬‬
‫أي الركان ‪ -‬دون ما عداها عربية إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله دون ما عداها‪:‬‬
‫يفيد أن كون ما عدا الركان من توابعها بغير العربيععة ل يكععون مانعععا مععن المععوالة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويفرق بينه وبيععن السععكوت بععأن فععي السععكوت إعراضععا عععن الخطبععة‬
‫بالكلية‪ ،‬بخلف غير العربي‪ ،‬فإن فيه وعظا في الجملة‪ ،‬فل يخععرج بععذلك عععن كععونه‬
‫في الخطبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لتباع السلف والخلف( تعليل لشتراط كونهمععا بالعربيععة‪ ،‬أي‬
‫شععرط ذلععك لتبععاع السععلف والخلععف‪ ،‬أي لوجععوب اتبععاعهم أو المععراد لفعععل السععلف‬
‫والخلف المتبع‪ ،‬فهو على تقدير مضاف فقط على الول‪ ،‬ومع تأويل المصدر بمعنععى‬
‫اسم المفعول على الثاني‪ .‬وإنما احتيج إلى ذلك لجل أن تصح العلة‪ .‬ومر أن السععلف‬
‫هم الصحابة‪ ،‬وعم الخلف من عداهم‪ .‬وذكر في النهاية العلة المذكورة‪ ،‬وزاد‪ :‬ولنها‬
‫ذكر مفروض‪ ،‬فاشترط فيهعا ذلععك‪ ،‬كتكععبيرة الحععرام‪) .‬قععوله‪ :‬وفائدتهععا إلععخ( مرتبععط‬
‫بمحذوف ملحظ بعد قوله عربية‪ .‬أي وشعرط فيهعا عربيعة‪ ،‬وإن كععانوا كلهعم عجمععا‪.‬‬
‫وفائدتها حينئذ مع عدم معرفتهم لها علمهم بأن ما يقوله الخطيب وعظا‪) .‬وقوله‪ :‬فععي‬
‫الجملة( أي بالجمال‪ ،‬وإن لم يعلم عين الموعععوظ بععه‪) .‬قععوله‪ :‬قععاله القاضععي( عبععارة‬
‫النهاية وأجاب القاضي عن سؤال‪ :‬ما فائدة الخطبة بالعربية إذا لم يعرفها القوم ؟ بأن‬
‫فائدتها العلم بالوعظ من حيث الجملة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يمكن إلخ( هذا استدراك من‬
‫اشتراط العربية‪ .‬وصرح في التحفععة ‪ -‬قبععل إن الشععرطية ‪ -‬بععأداة السععتدراك‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫قبل ضيق الوقت( متعلق بتعلم‪ ،‬وذلك بأن لم يمكن تعلمهععا أصععل لبلدتهععم‪ ،‬أو أمكععن‬
‫لكن بعد ضيق الوقت بأن لم يبععق منععه إل مقععدار مععا يسععع الصععلة والخطبععة‪ ،‬فععالنفي‬
‫راجع للمقيد مع قيده‪ ،‬أو إلى القيد فقط‪) .‬قوله‪ :‬خطب إلخ( هذا ظاهر بالنسبة لما عععدا‬
‫الية من الركان‪ .‬أما هي ففيه نظر‪ ،‬لمععا تقععرر فععي بععاب الصععلة مععن أن القععرآن ل‬
‫يترجم عنه‪ .‬فلينظر ماذا يفعل حينئذ ؟‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪) .‬وقوله‪ :‬بلسانهم( أي بلغتهععم‪ ،‬ومفععاده‬
‫أنه ل يخطب بلغته‪ ،‬وهو خلف ما في النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬خطب واحد منهم بلغتعه وإن‬
‫لععم يعرفهععا القععوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهععا المغنععي‪) .‬قععوله‪ :‬وإن أمكععن تعلمهععا( أي تعلععم الخطبععة‬
‫بالعربية قبل ضيق الوقت‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي ولو بالسفر إلعى معا فعوق مسعافة القصعر ‪-‬‬
‫كما يعلم مما تقدم في تكبيرة الحرام ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وجب( أي تعلمها‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى‬
‫كل على الكفاية( أي على سبيل فرض الكفاية‪ ،‬فيكفي في تعلمهععا واحععد‪ ،‬فععإن مضععت‬
‫مدة إمكان تعلم واحد منهم ولععم يتعلععم عصععوا كلهععم‪ ،‬ول جمعععة عليهععم‪ ،‬بععل يصععلون‬
‫ظهرا‪) .‬قوله‪ :‬وقيام قادر( معطوف على إسماع أربعين‪ ،‬أي وشرط فيهما قيام قععادر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عليه( متعلق بقادر‪ ،‬أي قادر على القيام‪ ،‬فععإن عجععز عنععه خطععب قاعععدا‪ ،‬ثععم‬
‫مضطجعا ‪ -‬كالصلة ‪ -‬ويصح القتداء به‪ ،‬وإن لم يقل ل أسععتطيع‪ ،‬لن الظععاهر أنععه‬
‫فعل ذلك لعجزه‪ ،‬والولى له أن يستنيب‪ ،‬فإن بان أنه كان قادرا فل يؤثر‪ ،‬كإمام بععان‬
‫محدثا‪) .‬قوله‪ :‬وطهر( معطوف على إسماع أيضا‪ .‬أي وشرط فيهما طهر‪ ،‬فلو أحدث‬
‫في الخطبة استأنفها‪ ،‬وإن سبقه الحدث وقصر الفصل‪ ،‬لنها عبادة واحدة‪ ،‬فل تععؤدى‬
‫بطهارتين كالصلة‪ ،‬ومن ثم لو أحدث بعد الخطبة وقبل الصلة وتطهر عن قرب لععم‬
‫يضر‪ ،‬لنها مع الصلة عبادتان مستقلتان كما في الجمع بيععن الصععلتين ولععو أحععدث‬
‫في أثناء الخطبة واستخلف من حضر‪ ،‬جاز للثاني البناء على خطبععة الول‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫من حدث( متعلق بطهر‪) .‬قععوله‪ :‬وعععن نجععس غيععر معفععو عنععه( معطععوف علععى مععن‬
‫حدث‪ .‬وعن بمعنى من‪ .‬أي وطهر من نجاسععة غيععر معفععو عنهععا‪ .‬أمععا المعفععو عنهععا‪،‬‬
‫كقليل دم أجنبي‪ ،‬وكدم براغيث‪ ،‬وغيععر ذلععك ‪ -‬ممععا مععر فععي مبحععث النجاسععات ‪ -‬فل‬
‫تضر‪) .‬قوله‪ :‬في ثوبه إلخ( متعلق بمحذوف‪ ،‬صفة ثانية لنجس‪ ،‬أي نجععس كععائن فععي‬
‫ثوبه إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬وبععدنه ومكععانه( الععواو فيهمععا بمعنععى أو ‪ -‬مععانعه الخلععو ‪ -‬والمععراد‬
‫بالمكان‪ :‬المنبر مثل‪ ،‬فل تصح‬

‫] ‪[ 83‬‬
‫الخطبععة معع قبعض حرفععه وعليعه نجاسععة تحعت يعده ‪ -‬كعذرق الطيععر‪ ،‬وكالعععاج‬
‫الملصوق على المنابر ‪ -‬قال البجيرمي‪ :‬والمعتمد الصحة إذا كععان فععي جععانب المنععبر‬
‫نجاسة ليست تحت يد القابض‪ ،‬سواء كان المنعبر ينجعر بجعره أم ل‪ ،‬لن علعوه عليعه‬
‫مانع من جره عادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكذا يشترط طهارة كل ما يتصل به كسيف وعكازة‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وستر للعورة( أي وشرط فيهمععا سععتر للعععورة للتبععاع‪ ،‬وكمععا فععي الصععلة‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬وإن قلنا بالصح أنها ‪ -‬أي الخطبة ‪ -‬ليست بدل عن ركعتين لنه )ص( كععان‬
‫يصلي عقب الخطبة‪ .‬فالظاهر أنه كان يخطب وهو متطهععر مسععتور‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال ع ش‪:‬‬
‫وهل يعتبر ذلك في الركان وغيرهعا‪ ،‬حعتى لعو انكشعفت ععورته فعي غيعر الركعان‬
‫بطلت خطبته أول ؟ فيه نظر‪ .‬والقرب الثععاني‪ .‬ومثلععه‪ :‬مععا لععو أحععدث بيععن الركععان‬
‫وأتى مع حدثه بشئ من توابع الخطبة‪ ،‬ثم استخلف عن قرب‪ ،‬فل يضععر فععي خطبتععه‬
‫ما أتى به من غير الركان مع الحدث‪ ،‬فجميع الشروط الععتي ذكرهععا إنمععا تعتععبر فععي‬
‫الركان خاصة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط جلوس إلخ( المناسب فيه وفي قوله المار وشععرط‬
‫فيهما عربية‪ :‬أن ل يظهر العامل‪ ،‬أو يظهره في جميععع المعععاطيف‪) .‬وقععوله‪ :‬بينهمععا(‬
‫أي الخطبتين‪ ،‬وذلك للتباع‪ .‬رواه مسلم‪ .‬فلو تركه لم تصععح خطبتععه‪ ،‬ولععو سععهوا‪ ،‬إذ‬
‫الشروط يضر الخلل بها‪ ،‬ولو مع السهو‪ .‬قال سم‪ :‬وظاهر أنععه ل يكفععي عنععه نحععو‬
‫الضطجاع‪ ،‬ويؤيده التباع‪) .‬فععإن قيععل( مععا الحكمععة فععي جعععل القيععام والجلععوس هنععا‬
‫شرطين‪ ،‬وفي الصلة ركنين ؟ )أجيب( بعأن الخطبعة ليسعت إل العذكر والعوعظ‪ ،‬ول‬
‫ريب أن القيام والجلوس ليسا بجزأين منها‪ ،‬بخلف الصلة فإنها جملة أعمال‪ ،‬وهععي‬
‫كما تكون أذكارا تكون غير أذكار‪ .‬وخالف الئمة الثلثة ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬في عد‬
‫الجلوس شرطا‪ ،‬وقالوا إنه ليس بشرط‪) .‬قوله‪ :‬بطمععأنيته( أي مععع طمأنينععة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فيه( أي الجلوس‪) .‬قوله‪ :‬وسن أن يكععون( أي الجلععوس‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يقرأهععا فيععه( أي‬
‫وسن أن يقرأ سورة الخلص في الجلوس المذكور‪) .‬قوله‪ :‬ومن خطب قاعدا لعذر(‬
‫أي أو قائما لم يقدر على الجلوس‪) .‬قوله‪ :‬فصل إلخ( جعواب معن الشععرطية‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بينهما( أي الخطبتين‪) .‬وقوله‪ :‬بسكتة( أي فععوق سععكتة التنفععس والعععي‪ .‬وعبععارة سععم‪:‬‬
‫قوله بسكته‪ :‬قال في شرح العبععاب‪ :‬ليحصعل الفصععل‪ .‬ويؤخعذ منعه أنعه يشعترط أدنعى‬
‫زيادة في السكوت على سكتة التنفس والعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وفي الجواهر‪ :‬لو لم يجلععس(‬
‫أي الخطيب بين الخطبتين‪ .‬وعبارة شرح العباب‪ :‬ولو وصلهما حسبتا واحععدة‪ .‬وهععي‬
‫أولى‪ ،‬لصدقها بما إذا خطب قاعدا لعذر ولم يفصل بينهما بسكتة فإنها تحسب واحدة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويأتي بثالثة( أي باعتبععار الصععورة‪ ،‬وإل فهععي الثانيععة‪ ،‬لن الععتي كععانت ثانيععة‬
‫صارت بعضا من الولى‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قععوله‪ :‬وولء( أي وشععرط ولء للتبععاع‪ ،‬ولن‬
‫له أثرا ظاهرا في استمالة القلوب‪) .‬وقوله‪ :‬بينهما( أي بين الخطبععة الولععى والخطبععة‬
‫الثانيععة‪) .‬وقععوله‪ :‬وبيععن أركانهمععا( أي وشععرط ولء بيععن أركععان كععل مععن الخطبععتين‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وبينهما وبيععن الصععلة( أي وشععرط ولء بيععن مجمععوع الخطبععتين والصععلة‪.‬‬
‫)والحاصل( الولء معتبر في ثلثة مواضع‪ :‬الول بين الخطبتين‪ ،‬فل يطيععل الفصععل‬
‫بينهما‪ .‬والثاني بين أركانهما‪ .‬والثععالث بينهمععا وبيععن الصععلة‪ .‬فل يطيععل الفصععل بيععن‬
‫الثانية منهما وبين الصلة‪) .‬قوله‪ :‬أن ل يفصل( أي الخطيب‪ ،‬وهععو تصععوير للععولء‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬طويل( صفة لموصوف محذوف منصوب على المفعولية المطلقععة‪ ،‬أو علععى‬
‫أنه بإسقاط الخافض‪ ،‬أي فصل طويل‪ ،‬أو بفاصل طويل‪ .‬ول بد أن يكون ل تعلق له‬
‫بالخطبة‪ ،‬فإن فصل بما له تعلق بها لم يضععر‪ ،‬فل يقطععع المععوالة الععوعظ وإن طععال‪،‬‬
‫وكذا قراءة وإن طالت حيث تضمنت وعظا‪ ،‬خلفا لمن أطلععق القطعع بهعا فععإنه غفلعة‬
‫عن كونه )ص( كان يقرأ في خطبته ق كما تقدم‪) .‬وقوله‪ :‬عرفا( أي في العععرف‪ ،‬أي‬
‫أن المعتبر في ضابط الطول العرف‪) .‬قععوله‪ :‬وسععيأتي( أي فععي تتمععة يجععوز لمسععافر‬
‫إلخ‪ ،‬وفيه أنه لم يصرح بما ذكر فيما يأتي‪ ،‬كما يعلم بالوقوف على عبععارته ونصععها‪:‬‬
‫وولء عرفا‪ ،‬فل يضر فصل يسير بأن كان دون قدر ركعتين إل أن يقععال أن المععراد‬
‫بطريق المفهوم‪ ،‬فل إشكال‪ ،‬لنه يفهم أنه يضععر الفصععل بقععدر ركعععتين‪) .‬قعوله‪ :‬بيععن‬
‫المجموعتين( أي الصلتين المجموعتين جمع تقديم‪) .‬وقوله‪ :‬بفعل ركعتين( خبر أن‪.‬‬
‫أي كائن بفعل ركعتين‪.‬‬

‫] ‪[ 84‬‬
‫)وقععوله‪ :‬بععل بأقععل مجععزئ( إضععراب انتقععالي‪ ،‬أي بععل يحصععل اختلل المععوالة‬
‫بركعتين بأقل مجزئ‪ ،‬بأن يقتصر فيهما على الركان‪ .‬ويوجد في بعض نسععخ الخععط‬
‫إسقاط بل‪ ،‬وهو الموافق لما في التحفة‪ ،‬فهو أولى‪) .‬قوله‪ :‬فل يبعد الضععبط بهععذا( أي‬
‫بما سيأتي من أن الموالة تختععل ‪ -‬أي تنقطععع ‪ -‬بفعععل ركعععتين‪) .‬قععوله‪ :‬هنععا( أي فععي‬
‫الخطبة‪) .‬والحاصل( الذي يخل فععي المجوعععتين يخععل هنععا‪ ،‬والععذي ل يخععل هنععاك ل‬
‫يخل هنا‪ ،‬وذلك لنهم صرحوا بأن الخطبة والصلة مشبهتان بصلتي الجمع‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ويكون بيانا للعرف( أي ويكون الضبط بهذا بيانا للعرف في عبارة من عععبر بععه‪ ،‬أي‬
‫فالمراد بالطول في العرف‪ ،‬أن يكون بمقدار ركعتين‪) .‬قوله‪ :‬وسن إلخ( لما فرغ مععن‬
‫بيان ما ل بعد منعه فعي الجمععة شعرع فعي بيعان معا يطلعب لهعا معن الداب‪) .‬وقعوله‪:‬‬
‫لمريدها( أي لمريد حضورها‪ ،‬وإن لم تلزمه‪ ،‬بأن كان امععرأة‪ ،‬أو رقيقععا‪ ،‬أو مسععافرا‪.‬‬
‫وقيل يسن الغسل لكل أحد‪ ،‬وإن لم يرد الحضور‪) .‬قععوله‪ :‬غسععل( أي لخععبر‪ :‬إذا جععاء‬
‫أحدكم الجمعة فليغتسل وخبر‪ :‬مععن أتععى الجمعععة ‪ -‬مععن الرجععال والنسععاء ‪ -‬فليغتسععل‪،‬‬
‫ومن لم يأتها فليس عليه غسل‪ .‬وخبر غسل الجمعععة واجععب علععى كععل محتلععم‪ ،‬وحععق‬
‫على كل مسلم أن يغتسل فععي كععل سععبعة أيععام يومععا‪ .‬زاد النسععائي‪ :‬هععو يععوم الجمعععة‪.‬‬
‫وصرف هذه الحاديث من الوجوب خبر‪ :‬من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمععت‪ ،‬ومععن‬
‫اغتسل فالغسل أفضل‪ .‬رواه الترمذي وحسعنة وقعوله فيهعا‪ :‬أي فبالسعنة أخعذ‪ .‬أي بمعا‬
‫جوزته من الوضوء مقتصرا عليه‪ .‬ونعمت الخصلة أو الفعلة‪ ،‬والغسل معها أفضععل‪.‬‬
‫وخبر‪ :‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬ثم أتى الجمعة فدنا‪ ،‬واستمع‪ ،‬وأنصععت‪ ،‬غفععر لععه‬
‫ما بينه وبين الجمعة‪ ،‬وزيادة ثلثععة أيععام‪ .‬وفععي الصععحيحين‪ :‬أن عثمععان دخععل وعمععر‬
‫يخطب فقال‪ :‬ما بال رجال يتأخرون عن النداء ؟ فقال عثمان‪ :‬يا أمير المععؤمنين‪ ،‬مععا‬
‫زدت حين سمعت النععداء أن توضععأت ثععم جئت‪ .‬فقععال عمععر‪ :‬والوضععوء أيضععا ؟ ألععم‬
‫تسمعوا رسول ال )ص( يقول‪ :‬إذا جععاء أحععدكم الجمعععة فليغتسععل‪) .‬فععائدة( عععن ابععن‬
‫عمر وأنس بععن مالععك ‪ -‬رضععي الع عنهععم ‪ -‬قععال‪ :‬قععال رسععول الع )ص(‪ :‬إن تحععت‬
‫العرش مدينة ‪ -‬وقال القرطبي في تفسععيره سععبعين مدينععة ‪ -‬مثععل الععدنيا سععبعين مععرة‪،‬‬
‫مملوءة من الملئكة كلهم يقولون‪ :‬اللهم اغفر لمن اغتسل يوم الجمعة وأتععى الجمعععة‪.‬‬
‫وقال )ص(‪ :‬إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايععا مععن أصععول الشعععر اسععتلل‪ .‬رواه‬
‫الطبراني‪) .‬قوله‪ :‬بتعميم إلخ( تصوير للغسل بأقل مجزئ‪ ،‬وأكملععه مععا مععر بيععانه فععي‬
‫مبحث الغسل‪ ،‬وينوي به غسل الجمعة‪ ،‬فيضيفه إلى سببه كسائر الغسال المسععنونة‪،‬‬
‫ويندب الوضوء له كسائرها‪ ،‬ويطلب الععتيمم بععدل عععن هععذا الوضععوء‪ ،‬إن عجععز عععن‬
‫مائه‪) .‬قوله‪ :‬فإن عجز( أي عن الماء‪ ،‬حسععا أو شععرعا‪) .‬وقععوله‪ :‬سععن تيمععم( أي بععدل‬
‫الغسل‪ .‬ويكفي تيمم واحد عنه وعععن الوضععوء المطلععوب قبععل الغسععل إن نواهمععا بععه‪.‬‬
‫وإنما قام التيمم مقام الغسل لن المقصود منه العبادة والنظافة‪ ،‬فإذا فععاتت هععذه بقيععت‬
‫العبادة‪ .‬وتوقف حجر في كراهععة تركععه‪ .‬لكععن قععال ع ش‪ :‬القععرب الكراهععة‪ ،‬إعطععاء‬
‫للبدل حكم المبدل منه‪) .‬قوله‪ :‬بنية الغسل( ظاهر صععنيعه أنععه متعلععق بععتيمم‪ .‬أي سععن‬
‫تيمم بنية الغسل‪ ،‬أي أنه بدل عن غسل‪ ،‬فيقول‪ :‬نويت التيمم بدل عن غسععل الجمعععة‪،‬‬
‫ول يكفي نويت التيمم عن الغسل لعععدم ذكععر السععبب ‪ -‬كسععائر الغسععال المسععنونة ‪.-‬‬
‫ويكفي‪ :‬نويت التيمم لطهر الجمعة‪ ،‬أو للجمعة‪ ،‬أو للصععلة‪ ،‬أو عععن غسععل الجمعععة ‪-‬‬
‫وإن لم يلحظ البدلية ‪ -‬ويحتمل تعلقه به وبقوله وسن غسل‪ ،‬أي وسن غسععل للجمعععة‬
‫بنيته‪ ،‬وهذا هو القرب‪) .‬قوله‪ :‬بعد طلوع فجععر( الظععرف متعلععق بغسععل‪ ،‬وهععو بيععان‬
‫لوقت الغسل‪ .‬أي وقت الغسل كائن بعد طلوع فجر‪ ،‬أي صادق‪ ،‬فل يجزئ قبله‪ ،‬لن‬
‫الخبار علقتععه بععاليوم‪ ،‬كقععوله )ص(‪ :‬مععن اغتسععل يععوم الجمعععة ثععم راح فععي السععاعة‬
‫الولى‪ .‬الحديث‪ .‬وقيل وقته من نصف الليل‪ ،‬كالعيد‪ ،‬والفرق ظاهر‪ ،‬لبقععاء أثععره إلععى‬
‫صلة العيد‪ ،‬لقرب الزمن‪ ،‬ول كذلك الجمعععة‪ .‬ويخععرج الععوقت المععذكور باليععأس مععن‬
‫فعلها‪ ،‬ويحصععل بععالفراغ مععن الصععلة‪ ،‬ل قبلععه‪ ،‬لحتمععال نسععيان المععام ركنععا منهععا‪،‬‬
‫فيتداركه‪ ،‬فيدرك معه الجمعة بإدراك ركعة منها‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي إلخ( الولى تععأخيره‬
‫عن قوله وآكدها غسل الجمعة ويستغني عن قوله بعد وكذا إلخ‪ .‬والظععاهر أن المععراد‬
‫بالنبغاء الوجوب‪.‬‬

‫] ‪[ 85‬‬
‫)قوله‪ :‬خشي منه مفطرا( أي خععاف معن الغسععل مفطعرا‪ ،‬بعأن يسعبق المعاء إلععى‬
‫جوفه فيفطر به‪) .‬وقوله‪ :‬تركه( أي الغسععل‪ ،‬وهععو فاعععل ينبغععي‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا سععائر‬
‫الغسال المسنونة( أي وكذلك ينبغي تركها للصععائم إذا خشععي منهععا مفطععرا‪ .‬وخععرج‬
‫بالغسال المسنونة الغسال الواجبععة‪ ،‬فل يتركهععا إذا خشععي منهععا ذلععك‪ .‬فلععو اغتسععل‬
‫وسبقه الماء إلى جوفه‪ ،‬ل يفطر‪ ،‬بخلفععه فععي الغسععال المسععنونة‪ ،‬فععإنه يفطععر‪ ،‬كمععا‬
‫سيصرح به في بععاب الصععوم‪) .‬قععوله‪ :‬وقربععه مععن ذهععابه إليهععا أفضععل( أي أن قععرب‬
‫الغسل من الذهاب إلى الجمعة أفضععل‪ ،‬أي مععن الغسععل بعععد طلععوع الفجععر‪ ،‬وإن كععان‬
‫يحصل به أصل السنة‪ ،‬لنه أبلغ في المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫تعارض الغسل والتبكير( أي إلى الجمعة‪ ،‬بأن كان لو اغتسل فات التبكير‪ ،‬ولععو بكععر‬
‫فات الغسعل‪) .‬قعوله‪ :‬فمراععاة الغسعل أولعى( أي معن التبكيعر‪ ،‬لكعن محلعه حيعث معن‬
‫الفوات‪ ،‬وقيل‪ :‬إن كان بجسععده ريععح كريهععة اغتسععل‪ ،‬وإل بكععر‪) .‬قععوله‪ :‬للخلف فععي‬
‫وجوبه( أي الغسل‪ ،‬ولتعدي نفعه للغير‪ ،‬بخلف التبكير‪ ،‬ول يبطله حدث ول جنابععة‪.‬‬
‫سم‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثععم‪ ،‬كععره تركععه( أي ومععن أجععل أن فععي وجععوبه خلفععا كععره تركععه‪،‬‬
‫مراعاة له‪) .‬قوله‪ :‬ومن الغسال المسنونة إلخ( ذكرها هنا اسععتطرادا‪ ،‬وأفععاد التعععبير‬
‫بمن أنه قد بقيت عليه أغسال أخر مسنونة وهي غسل المجنون‪ ،‬والمغمععى عليععه‪ ،‬إذا‬
‫أفاقا ولم يتحقق منهما نحو إنععزال ممععا يععوجب الغسععل‪ ،‬وإل وجععب عليهمععا‪ .‬والغسععل‬
‫لدخول الحرم‪ ،‬ولحلق العانة‪ ،‬ولبلععوغ الصعبي بالسعن‪ ،‬وينعوي المغتسعل فعي جميعهععا‬
‫أسبابها‪ ،‬إل الغسععل مععن جنععون أو إغمععاء فينععوي بععه رفععع الجنابععة‪ ،‬لقععول الشععافعي ‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ :-‬قل من جن أو أغمي عليه إل وأنزل‪ .‬فينوي ذلك احتياطا‪ ،‬ويغتفععر‬
‫عدم جزمه بالنية‪) .‬وقوله‪ :‬إل وأنزل( هو ظاهر في البالغين‪ ،‬فإن كانا صبيين‪ ،‬فنقععل‬
‫عن الرملي أنهما كذلك لحتمال أنه أولج فيهما‪ ،‬وقيععل إنهمععا ينويععان السععبب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫غسعل العيعدين( أي عيعد الفطعر‪ ،‬وعيعد الضعحى‪ .‬وهعو سعنة لكعل أحعد‪ ،‬سعواء أراد‬
‫الحضور أم ل‪ ،‬وسواء كان حرا أو عبعدا‪ ،‬بالغعا أو صعبيا‪ ،‬وذلعك لنعه يعراد للزينعة‪.‬‬
‫ويدخل وقته بنصف الليل‪ .‬والفضل فعله بعد الفجر‪ .‬ويخرج بالغروب‪ ،‬لنه للزينععة‪،‬‬
‫وهي في اليوم كله‪ ،‬ل للصلة‪ ،‬وإل لنتهعى بععالزوال‪) .‬قععوله‪ :‬والكسعوفين( معطعوف‬
‫على العيدين‪ ،‬أي وغسل الكسوفين‪ ،‬أي لصلة الكسوفين‪ :‬كسوف الشمس‪ ،‬وخسععوف‬
‫القمر‪ .‬ول يتقيد بحضور الجماعة‪ ،‬بل إذا صلى منفردا سععن لععه‪ .‬ويععدخل وقتععه بععأول‬
‫التغير‪ ،‬ويخعرج بعالنجلء‪) .‬قعوله‪ :‬والستسعقاء( معطعوف أيضعا علععى العيعدين‪ ،‬أي‬
‫وغسل الستسقاء‪ ،‬أي لصلة الستسقاء‪ .‬ول يتقيد بحضور الجماعععة أيضععا‪ .‬ويععدخل‬
‫وقته لمن يريد الصلة منفردا بإرادة الصلة ولمن يريدها جماعة باجتماع الناس لها‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬وأغسععال الحععج( أي ومععن الغسععال المسععنونة أغسععال الحععج‪ ،‬وهععي الغسععل‬
‫للحععرام‪ ،‬وللوقععوف بعرفععة‪ ،‬وللوقععوف بمزدلفععة‪ ،‬ولرمععي الجمععار الثلث فععي أيععام‬
‫التشععريق الثلث‪ .‬ول يسععن الغسععل لرمععي جمععرة العقبععة لقربععه مععن غسععل الوقععوف‬
‫بمزدلفة‪ ،‬ولهذا ل يسن لكل جمرة‪) .‬قوله‪ :‬وغسل غاسل الميت( معطوف أيضا علععى‬
‫غسل العيدين‪ ،‬أي ومن الغسال المسنونة‪ :‬الغسل لمن غسل ميتا‪ ،‬سواء كععان الميععت‬
‫مسلما أم كافرا‪ ،‬وسواء كان الغاسل طاهرا أم ل‪ ،‬كحائض‪ ،‬وذلععك لقععوله )ص(‪ :‬مععن‬
‫غسععل ميتععا فليغتسععل‪ ،‬ومععن حملععه فليتوضععأ‪ .‬رواه الترمععذي وحسععنه‪ .‬ومثععل الغسععل‪:‬‬
‫التيمم‪ ،‬فيسن لمن يممه الغسل‪ ،‬لنه مس جسدا خاليا عن الروح‪ ،‬فيحصل له ضعف‪،‬‬
‫والماء يقويه‪ .‬ويدخل وقته بالفراغ من غسل الميت‪ ،‬ويخرج بالعراض عنه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫والغسل للعتكاف( معطوف أيضا على غسل العيععدين‪ ،‬أي مععن الغسععال المسععنونة‪:‬‬
‫الغسععل للعتكععاف فععي المسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬ولكععل ليلععة مععن رمضععان( معطععوف علععى‬
‫العتكاف‪ ،‬أي ومن الغسال المسنونة‪ :‬الغسل لكل ليلة من رمضان‪ .‬قال في النهاية‪:‬‬
‫وقيععده الذرعععي بمععن يحضععر الجماعععة‪ ،‬والوجععه الخععذ بععإطلقهم ا‍ه‪ .‬قععال ع ش‪:‬‬
‫ويدخل وقت الغسل بالغروب‪ ،‬ويخرج بطلععوع الفجععر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومععن الغسععال المسععنونة‬
‫أيضا‪ :‬الغسل لكععل مجمععع مععن مجععامع الخيععر‪ ،‬كمجععالس الععوعظ‪ ،‬والععذكر‪ ،‬والتعليععم‪،‬‬
‫والتعلم‪ .‬ول يسن للجتمععاع للصععلوات الخمععس‪ ،‬وإن كععان مععن مجععامع الخيععر‪ ،‬لشععدة‬
‫الحرج‬

‫] ‪[ 86‬‬
‫والمشقة ‪ -‬كما في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬ولحجامععة( معطععوف علععى للعتكععاف أيضععا‪،‬‬
‫أي ومن الغسال المسععنونة‪ :‬الغسععل للحجامععة‪ ،‬أي بعععدها‪ .‬ومثلهععا الفصععد‪ .‬ولععو قععال‬
‫ولنحو حجامة لكان أولى‪ .‬والحكمة في سن الغسل لذلك أنعه يضععف البعدن‪ ،‬والغسعل‬
‫يشععده ويقععويه‪) .‬قععوله‪ :‬ولتغيععر الجسععد( معطععوف أيضععا علععى للعتكععاف‪ ،‬أي ومععن‬
‫الغسال المسنونة‪ :‬الغسل عند تغير الجسد‪ ،‬إزالععة للرائحععة الكريهععة‪) .‬قععوله‪ :‬وغسععل‬
‫إلخ( معطوف أيضا على غسل العيدين‪ ،‬أي ومن الغسععال المسععنونة‪ :‬الغسععل للكععافر‬
‫بعد إسلمه‪ .‬وتسميته كافرا بعده باعتبار ما كان‪ .‬ولو قال والغسل لسلم كععافر لسععلم‬
‫من ارتكاب التجوز‪ .‬ووقته يدخل بالسلم‪ ،‬ويفوت بطول الزمن أو بالعراض عنه‪.‬‬
‫وشمل الكافر إذا أسلم‪ :‬المرتد‪ .‬ول فرق بين من أسلم استقلل‪ ،‬ومن أسلم تبعععا لحععد‬
‫أصوله‪ .‬أو للسابي‪ ،‬فيأمره الولي بالغسععل إن كععان مميععزا‪ ،‬وإل غسععله‪ .‬وكععذا السععابي‬
‫المسلم‪ ،‬يأمر مسبيه بذلك‪ .‬ويسن له ‪ -‬ولو أنثى ‪ -‬إزالة شعره قبل الغسل إن لم يحدث‬
‫في كفره حدثا أكبر‪ ،‬وإل فبعده‪ .‬ويستثنى من ذلك نحععو لحيععة رجععل ‪ -‬كحععاجب ‪ -‬فل‬
‫يسن إزالته‪ .‬ول يسن حلق الرأس إل في الكافر إذا أسلم‪ ،‬وفي المولود‪ ،‬وفي النسععك‪.‬‬
‫وقد حلق )ص( رأسه أربع مرات في النسك‪ ،‬الولى في عمرة الحديبية‪ .‬والثانية فععي‬
‫عمرة القضاء‪ .‬والثالثة في الجعرانة‪ .‬والرابعة في حجة الوداع‪ .‬كما نقل عععن الحععافظ‬
‫السخاوي‪ .‬وحلق الرأس في غير ذلك مباح‪ ،‬وقيل‪ :‬بدعة حسنة‪) .‬قوله‪ :‬للمر به( أي‬
‫أمر النبي )ص( قيس بن عاصم بالغسل لما أسلم‪ .‬رواه الترمذي وحسنة‪ ،‬وابن حبعان‬
‫وصححه‪) .‬قوله‪ :‬ولم يجب( أي الغسل‪ .‬فالمر به محمععول علععى النععدب‪) .‬قععوله‪ :‬لن‬
‫كثيرين أسلموا( أي ولن السلم ترك معصية‪ ،‬فلععم يجععب معععه غسععل‪ ،‬كالتوبععة مععن‬
‫سائر المعاصي‪ ،‬فإنه ل يجب لها غسل‪ ،‬بل يسن‪) .‬قوله‪ :‬وهذا إلخ( أي مععا ذكععر مععن‬
‫سععنية الغسععل للسععلم‪ ،‬محلععه إذا لععم يعععرض لععه فععي حععال كفععره مععا يععوجب الغسععل‬
‫كالجنابة‪ ،‬والحيض‪ ،‬والنفاس‪ ،‬كأن بلغ بالسن وأسلم عقععب بلععوغه‪) .‬وقععوله‪ :‬وإل( أي‬
‫بأن عرض له ذلك في حال كفره وجب الغسل‪ .‬وظاهر صنيعه أنععه ل يطلععب الغسععل‬
‫المندوب مع الغسععل الععواجب عنععد الجنابععة أو الحيععض‪ ،‬وليععس كععذلك‪ ،‬فيجتمععع عليععه‬
‫غسلن‪ :‬أحدهما مندوب‪ ،‬والخر واجب‪ .‬ويحصلن بغسل واحد إن نواهما بععه‪ ،‬فععإن‬
‫نوى أحدهما حصل فقط‪ ،‬فل تكفي نية الواجب عن المنععدوب‪ ،‬ول عكسععه‪ ،‬وإنمععا لععم‬
‫يسقط عنه غسل نحو الجنابة بالسلم كالصلة لقلة المشقة فيه بعدم تعدده‪ ،‬بخلفهععا‪،‬‬
‫فإن شأنها ذلك‪ ،‬حتى لععو أسععلم وعليعه نحعو صععلة واحعدة لععم يعؤمر بقضعائها‪ .‬فقععوله‬
‫تعالى‪) * :‬قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قععد سععلف( * )‪ (1‬محمععول علععى مععا‬
‫يشق قضاؤه‪ ،‬ولن إيجاب الغسل عليه ليس مؤاخذة له بما وجب فععي كفععره‪ ،‬بععل بمععا‬
‫هو حاصل في السعلم‪ ،‬وهعو كعونه جنبععا‪) .‬قععوله‪ :‬إن اغتسعل فععي الكفعر( غايعة فعي‬
‫وجوب الغسل‪) .‬وقوله‪ :‬لبطلن نيته( أي الواقعة حععال كفععره‪ ،‬إذ شععرط العتععداد بهععا‬
‫السلم‪) .‬قوله‪ :‬وآكدها غسل الجمعة( أي وآكد الغسال غسععل الجمعععة‪ ،‬وذلععك لنععه‬
‫قيل بوجوبه‪ ،‬مع كثرة أحاديثه الصحيحة‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم مععن غسععل الميععت( أي ثععم يلععي‬
‫غسل الجمعة‪ ،‬الغسل من غسل الميت‪ .‬وتقديم غسل الجمعة عليععه هععو القععول القععديم‪،‬‬
‫والجديد بالعكس‪ ،‬ولكن رجح الول‪ ،‬كما نص عليه فععي المنهععاج‪ ،‬وعبععارته‪ :‬وآكععدها‬
‫غسل غاسل الميت‪ ،‬ثععم الجمعععة‪ ،‬وعكسععه القععديم‪ ،‬قلععت‪ :‬القععديم هنععا أظهععر‪ ،‬ورجحععه‬
‫الكثرون‪ ،‬وأحاديثه صحيحة كثيرة‪ ،‬وليس للجديد حديث صحيح‪ .‬وال أعلععم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثععم‬
‫يلي غسل الميت ما كثرت أحاديثه‪ ،‬فما اختلف في وجوبه‪ ،‬فما صح حديثه‪ ،‬فما كععان‬
‫نفعه متعديا أو أكثر‪ .‬وكذا يقال في مسنونين دليلهمععا ضعععيف‪ ،‬فيقععدم منهمععا مععا نفعععه‬
‫أكثر‪ ،‬وهذا الترتيب هو المعتمد‪ .‬ومن فوائد ذلك أنه لو أوصى بماء لولى النععاس بععه‬
‫قدم من يستعمله للكد‪ ،‬فالكععد‪) .‬قععوله‪ :‬يسععن قضععاء غسععل الجمعععة كسععائر الغسععال‬
‫المسنونة( أي إذا فاتت عليه‪ .‬قال ع ش‪ :‬وانظر بم‬

‫)‪ (1‬النفال‪38 :‬‬

‫] ‪[ 87‬‬
‫يحصععل الفععوات للغسععل مععن غسععل الميععت ونحععوه ؟ ثععم رأيععت بهععامش نسععخة‬
‫صحيحة من الزيادي ما نصه‪ :‬نقل شععيخنا الزيععادي أن شخصععا مععن أهععل العلععم سععأل‬
‫شيخه الطندتائي عما يخرج به غسل العيد ؟ فأجاب بععأنه يخععرج بععاليوم‪ ،‬وأمععا غسععل‬
‫الجمعة فبفوات الجمعة‪ .‬ونقل شعيخنا المعذكور ععن بععض مشعايخه أن غسعل غاسععل‬
‫الميت ينقضي بنية العععراض عنععه‪ ،‬أو بطععول الفصععل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععد يقععال فععي المجنععون‬
‫والمغمى عليه إنما يفوت الغسل في حقهما بعروض مععا يعوجب الغسععل كجنابععة‪ ،‬فععإن‬
‫حكمة طلب غسلهما احتمال الجنابة‪ ،‬وهو موجود‪ ،‬وإن طال زمنه ا‍ه‪ .‬وما تقرر مععن‬
‫قضاء ما ذكر هو ما جرى عليه شيخه حجر‪ .‬وقععال م ر‪ :‬ل يقضععى‪ ،‬وعبععارته‪ :‬ولععو‬
‫فاتت هذه الغسال لم تقض‪ ،‬وسئل السبكي ‪ -‬رحمه ال تعالى ‪ -‬هل تقضى الغسععال‬
‫المسنونة ؟ فقال‪ :‬لم أر فيهعا نقل‪ ،‬والظعاهر ل‪ ،‬لنهعا إن كعانت للعوقت فقعد فعات‪ ،‬أو‬
‫للسععبب فقععد زال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإنمععا طلععب قضععاؤه( أي الغسععل مععن حيععث هععو غسععل‬
‫الجمعة أو غيرها‪ .‬ولو قال قضاؤها بتأنيث الضمير العععائد إلععى الغسععال كلهععا لكععان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي من طلب منه الغسل‪) .‬قوله‪ :‬أنه يقضي( أي أن الغسععل يطلععب‬
‫قضاؤه إذا فاته‪) .‬قوله‪ :‬دوام( أي من طلب منه‪ ،‬وهو جععواب إذا‪) .‬قعوله‪ :‬علعى أدائه(‬
‫أي الغسل‪) .‬قوله‪ :‬وبكور( معطوف على غسل‪ ،‬أي وسن بكععور‪ ،‬وهععو مصععدر بكععر‬
‫بالتخفيف‪ :‬كعقد‪ .‬قال ابن مالك‪ :‬وفعععل اللزم مثععل قعععد * * الععه فعععول بععاطراد كغععدا‬
‫ومعناه السراع إلى المصلى من أول النهار‪ ،‬ويطلق أيضا على السراع إلععى الشععئ‬
‫في أي وقت كان‪ .‬قال في المصباح‪ :‬بكر إلى الشئ بكورا‪ ،‬مععن بععاب قعععد أسععرع أي‬
‫وقت كان‪ ،‬وبكر تبكيرا مثله‪ ،‬وأبكر بكورا فعل ذلك بكرة‪ .‬قال ابن فارس‪ .‬وقال أبععو‬
‫زيد في كتاب المصادر‪ :‬بكر بكورا‪ ،‬وغدا غدوا هذان معن أول النهععار‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصعا‪.‬‬
‫وفي سم‪ :‬لو بكر أحد مكرها على التبكير لم يحصل له فضل التبكير فيما يظهر‪ ،‬فلععو‬
‫زال الكراه حسب له من حينئذ إن قصد القامة لجل الجمعة فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لغير خطيب( أما هو‪ :‬فيسن لععه التععأخير إلععى وقععت الخطبععة‪ ،‬كمععا سععيذكره‪ .‬قععال فععي‬
‫النهايععة‪ :‬ويلحععق بععه سععلس البععول ونحععوه‪ ،‬فل ينععدب لععه التبكيععر‪ ،‬وإطلقععه يقتضععي‬
‫استحباب التبكير للعجوز إذا استحببنا حضورها‪ ،‬وكععذا الخنععثى الععذي هععو فععي معنععى‬
‫العجوز‪ .‬وهو متجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إلى المصععلى( متعلععق ببكععور‪ .‬ول فععرق فيعه بيعن أن‬
‫يكون مسجدا أو غيره‪) .‬قوله‪ :‬من طلوع الفجر( متعلعق ببكعور أيضعا‪ .‬قعال سعم‪ :‬فلعو‬
‫جاء قبل الفجر لم يثب على ما قبله ثواب التبكير للجمعة فيما يظهععر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لمععا‬
‫في الخبر الصحيح إلخ( دليل لسنية البكور‪ ،‬والخبر المععذكور مععروي بععالمعنى‪ ،‬وهععو‬
‫في المغني وشرح الروض‪ ،‬ولفظه‪ :‬علععى بععاب مععن أبععواب المسععجد ملئكععة يكتبععون‬
‫الول فالول‪ ،‬ومن اغتسل يوم الجمعععة غسععل الجنابععة‪ ،‬ثععم راح فععي السععاعة الولععى‬
‫فكأنما قرب بعدنه‪ ،‬ومعن راح فعي السعاعة الثانيعة فكأنمعا قعرب بقعرة‪ ،‬ومعن راح فعي‬
‫الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقععرن‪ ،‬ومععن راح فععي السععاعة الرابعععة فكأنمععا قععرب‬
‫دجاجة‪ ،‬ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة‪ .‬فإذا خرج المام حضرت‬
‫الملئكة يسمعون الذكر‪ .‬وفي رواية صحيحة‪ :‬وفعي الرابععة دجاجعة‪ ،‬وفعي الخامسعة‬
‫عصفورا‪ ،‬في السادسة بيضة‪ .‬وفي أخرى صحيحة أيضا‪ :‬وفععي الرابعععة بطععة‪ ،‬وفععي‬
‫الخامسة دجاجة‪ ،‬وفي السادسة بيضة والمراد من ذلك‪ :‬أن له ثواب بدنععة يتقععرب بهععا‬
‫إلى ال تعالى‪ ،‬وهكذا يقال فيما بعده‪) .‬قوله‪ :‬أن للجائي إلخ( بدل من الخبر الصحيح‪،‬‬
‫بدل كل من كل‪) .‬قوله‪ :‬بعد اغتسععاله( متعلععق بالجععائي‪ .‬قععال سععم‪ :‬قضععية هععذا التقييععد‬
‫الععوارد فععي الحععديث‪ :‬توقععف حصععول البدنععة أو غيرهععا علععى كععون المجععئ مسععبوقا‬
‫بالغتسال‪ ،‬والثواب أمر توقيفي‪ ،‬فيتوقف على الوجه الذي ورد عليععه‪) .‬فععرع( دخععل‬
‫المسجد في الساعة الولى‪ ،‬ثم خرج وعاد إليه في السععاعة الثانيععة مثل فهععل لععه بدنععة‬
‫وبقرة ؟ الوجه‪ :‬ل بل خروجه ينافي استحقاق البدنة بكمالها‪ ،‬بل ينبغي عدم حصولها‬
‫لمن خرج بل عذر‪ ،‬لن المتبادر أنها لمن دخل واستمر‪.‬‬

‫] ‪[ 88‬‬
‫ولو حصل له لزم أن يكون من غاب ثم رجع‪ ،‬أكمل ممععن لععم يغععب‪ ،‬ول يقععوله‬
‫أحد‪ ،‬خصوصا إن طالت غيبته‪ ،‬كأن دخل في أول السععاعة الولععى‪ ،‬وعععاد فععي آخععر‬
‫الساعة الثانية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غسل الجنانة( مفعول مطلق لغتسال‪) .‬قوله‪ :‬أي كغسععلها(‬
‫أي فهو تشبيه بليغ‪ ،‬ويدل عليه عدوله إليه عن قوله ومن اغتسل من الجنابععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقيععل حقيقععة( أي أنععه اغتسععل مععن الجنابععة حقيقععة‪ .‬وحكععاه بقيععل لضعععفه‪ ،‬لقتضععائه‬
‫تخصيص الثواب بمن جامع‪ ،‬وهو خلف المقصود‪) .‬قوله‪ :‬بأن يكون جامع( تصوير‬
‫لكون الغسل من الجنابة حقيقة فععي الخععبر‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه يسععن( أي الجمععاع‪ .‬قععال فععي‬
‫المداد‪ :‬لتسكن نفسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو تعليل لكونه حقيقععة‪) .‬وقععوله‪ :‬ليلععة الجمعععة أو يومهععا(‬
‫قال البجيرمي‪ :‬ظاهره استواؤهما‪ ،‬لكن ظاهر الحديث أنه يومها أفضل‪ .‬ويععوجه بععأن‬
‫القصد منه أصالة‪ :‬كف بصره عما يراه فيشتغل قلبه‪ .‬كما في حجععر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي‬
‫الساعة الولى( متعلق بالجائي‪) .‬وقععوله‪ :‬بدنعة( اسعم أن معؤخر‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي الثانيعة‬
‫بقرة( أي وأن للجععائي فععي السععاعة الثانيععة بقععرة‪ ،‬وهععي تطلععق علععى الععذكر والنععثى‪،‬‬
‫وتاؤها للوحدة‪) .‬قوله‪ :‬وفي الثالثععة كبشععا أقععرن( أي وأن للجععائي فععي السععاعة الثالثععة‬
‫كبشا أقرن‪ ،‬أي عظيم القرون‪) .‬قوله‪ :‬والرابعة دجاجة( أي وأن للجععائي فععي السععاعة‬
‫الرابعة دجاجة‪ ،‬وهي بتثليث الدال‪ ،‬والفتح أفصععح‪) .‬قععوله‪ :‬والخامسععة عصععفورا( أي‬
‫وأن للجععائي فععي السععاعة الخامسععة عصععفورا‪) .‬واعلععم( أن المعتععبر فععي أسععنان تلععك‬
‫الحيوانات الكمال عرفا‪ .‬كما في البرماوي‪) .‬قوله‪ :‬والسادسة بيضعة( أي وأن للجعائي‬
‫في الساعة السادسة بيضة‪ .‬وهذا على ما في بعض الروايات أن القسععام سععتة‪ ،‬وفععي‬
‫بعضها القسام خمسة‪ ،‬كرواية‪ :‬من راح في الساعة الولى فكأنما قععرب بدنععة‪ ،‬ومععن‬
‫راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة‪ ،‬ومن راح فععي السععاعة الثالثععة فكأنمععا قععرب‬
‫كبشا أقرن‪ ،‬ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة‪ ،‬ومن راح فععي السععاعة‬
‫الخامسة فكأنما قرب بيضة‪) .‬قوله‪ :‬والمراد إلخ( يعني أن المراد بالساعات المذكورة‬
‫أن ما بين طلوع الفجر وخروج الخطيععب ينقسععم سععتة أجععزاء متسععاوية علععى مععا فععي‬
‫بعض الروايات أو خمسة أجزاء على ما في البعععض الخععر‪ .‬ويؤيععد مععا ذكععر الخععبر‬
‫الصحيح‪ ،‬وهو‪ :‬يوم الجمعة ثنتا عشر ساعة‪ .‬إذ مقتضاه أن يومها ل يختلف‪ ،‬فلتحمل‬
‫كل ساعة على مقدار سدس ما بين الفجر والزوال‪ ،‬ومن جاء أول سععاعة أو وسععطها‬
‫أو آخرها يشععتركون فععي أصععل البدنععة مثل‪ ،‬لكنهععم يتفععاوتون فععي كمالهععا‪ .‬وهععذا هععو‬
‫المعتمد‪ .‬قال في النهاية وفي أصل الروضة ليس المراد مععن السععاعات الفلكيععة وهععي‬
‫الربع والعشععرون بععل ترتيععب درجععات السععابقين علعى مععن يليهععم فععي الفضععيلة‪ ،‬لئل‬
‫يستوي فيها رجلن جاءآ في طرفي ساعة‪ ،‬ولئل يختلف في اليوم الشاتي والصائف‪،‬‬
‫إذ ل يبلغ ما بين الفجر والزوال في كثير من أيععام الشععتاء سععت سععاعات‪ .‬فعليععه‪ :‬كععل‬
‫داخععل بالنسععبة لمععا بعععده كععالمقرب بدنععة‪ ،‬وإلععى مععن قبلععه بدرجععة كععالمقرب بقععرة‪،‬‬
‫وبدرجتين كالمقرب كبشا‪ ،‬وبثلث كالمقرب دجاجة‪ ،‬وبععأربع كععالمقرب بيضععة‪ .‬لكععن‬
‫قال في شرحي المهذب ومسلم‪ :‬بل المععراد الفلكيععة‪ ،‬لكععن بدنععة الول أكمععل مععن بدنععة‬
‫الخير‪ ،‬وبدنة المتوسط متوسطة‪ ،‬كما في درجات صععلة الجماعععة القليلععة والكععثيرة‪.‬‬
‫فعليه‪ :‬المراد بساعات النهار الفلكية اثنتا عشرة ساعة زمانية صيفا أو شتاء‪ ،‬وإن لععم‬
‫تساو الفلكية‪ ،‬فالعبرة بخمس ساعات منها أو ست‪ ،‬وهو المعول عليععه‪ ،‬طععال الزمععان‬
‫أو قصر‪ .‬كما أشار إليه القاضي‪ .‬وهععو أحسععن مععن قععول الغزالععي‪ :‬اخععر الولععى إلععى‬
‫طلوع الشمس‪ ،‬والثانية ارتفاعها‪ ،‬والثالثة انبساطها حععتى ترمععض القععدام‪ ،‬والرابعععة‬
‫والخامسة الزوال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أما المام( المناسب‪ :‬أما الخطيععب‪ ،‬لنععه محععترز قععوله‬
‫لغير خطيب‪) .‬وقوله‪ :‬فيسن له التأخير إلى وقت الخطبة( قال ويسن الذهاب إلععخ‪ ،‬أي‬
‫للخبر الصحيح‪ :‬من غسل يوم الجمعة واغتسل‪ ،‬وبكععر وابتكععر‪ ،‬ومشععى ولععم يركععب‪،‬‬
‫ودنا من المام‪ ،‬واستمع ولم يلغ‪ ،‬كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها‪.‬‬
‫ومعنى غسل‪ :‬قيل‪ :‬جامع حليلته‪ ،‬فألجأها إلى الغسل‪ ،‬وقيل غسل ثيابه وغسل رأسععه‪.‬‬
‫ومعنى بكر بععالتخفيف‪ :‬خععرج مععن بيتععه بععاكرا‪ .‬وبالتشععديد‪ :‬أتععى الصععلة أول وقتهععا‪.‬‬
‫ومعنى ابتكر‪ :‬أدرك أول‬

‫] ‪[ 89‬‬
‫الخطبة‪) .‬وقوله‪ :‬إلى المصلى( بفتح اللم المشددة‪ ،‬أي موضع الصلة‪ ،‬مسععجدا‬
‫أو غيره‪) .‬وقوله‪ :‬في طريق طويل( متعلععق بالععذهاب‪ ،‬ومحلععه إن أمععن الفععوات‪ ،‬وإل‬
‫فيذهب في طريق قصير‪) .‬وقوله‪ :‬ماشيا( حععال مععن فاعععل الععذهاب المقععدر‪ ،‬أي يسعن‬
‫ذهابه حال كونه ماشيا‪ ،‬ومحله إن قدر عليه وإل ركب‪) .‬وقوله‪ :‬بسكينة( هععي التععأني‬
‫فععي المشععي والحركععات واجتنععاب العبععث‪ ،‬وحسععن الهيئة‪ ،‬كغععض البصععر‪ ،‬وخفععض‬
‫الصوت‪ ،‬وعدم اللتفات‪ .‬ويطلب ذلك أيضا للراكععب علععى دابتععه‪ ،‬وإنمععا سععنت لخععبر‬
‫الشيخين‪ :‬إذا أتيتم الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون‪ ،‬وأتوها وعليكم السكينة فععإن قيععل‪:‬‬
‫قال تعالى‪) * :‬إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال( * )‪ (1‬فظععاهره‬
‫أن السعي مطلوب‪ .‬أجيب بأن معناه‪ :‬امضوا‪ .‬لن السعي يطلق على المضععي وعلععى‬
‫العدو‪ ،‬فبينت السنة المراد به‪) .‬قوله‪ :‬والرجععوع فععي طريععق آخععر قصععير( أي ويسععن‬
‫الرجوع في طريق آخر قصير‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويتخير فيه بيععن الركععوب والمشععي ‪-‬‬
‫كما يأتي في العيد ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا في كل عبادة( أي وكذا يسن الذهاب في طريق‬
‫طويععل ماشععيا بسععكينة والرجععوع فععي طريععق آخععر قصععير‪ ،‬فععي كععل عبععادة‪ ،‬كالعيععد‪،‬‬
‫والجنازة‪ ،‬وعيادة المريض‪ .‬ويستثنى منها النسك‪ ،‬فإن الركوب فيه أفضل‪ ،‬كما يععأتي‬
‫في بابه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره عدو( بفتح فسكون‪ ،‬وهو المشي بسععرعة‪ ،‬وهععو محععترز قععوله‬
‫بسكينة‪) .‬قوله‪ :‬إل لضيق وقت( بحيث لو مشععى بسعكينة لعم يعدرك الصعلة كلهعا فعي‬
‫الوقت‪) .‬وقوله‪ :‬فيجب( أي العدو‪ .‬والمناسععب أن يقععول فل يكععره‪ ،‬بععل يجععب‪ .‬ومحععل‬
‫الوجوب إذا أطاق العدو‪ .‬وقال سم‪ :‬بقي مععا إذا لععم يععدرك جماعععة بقيععة الصععلوات إل‬
‫بالسعي‪ .‬وفي شرح الروض في باب الجماعة‪ ،‬بععد أن قععرر أنعه يمشععي بسععكينة وإن‬
‫خشي فوات تكبيرة الحرام‪ ،‬مععا نصععه‪ :‬أمععا لععو خععاف فععوات الجماعععة‪ .‬فقضععية كلم‬
‫الرافعي وغيره‪ :‬أنه يسعرع‪ .‬وبعه صعرح الفعارقي بحثعا‪ ،‬وتبععه ابعن أبعي عصعرون‪.‬‬
‫والمنقول خلفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما ذكععره فععي شععرح الععروض قععد مععر عععن شععارحنا أيضععا فععي‬
‫الجماعة ‪ -‬في مبحث إدراك فضيلة التحرم ‪ -‬وعبععارته‪ :‬وينععدب تععرك السععراع‪ ،‬وإن‬
‫خاف فوت التحرم‪ .‬وكذا الجماعة ‪ -‬على الصح ‪ -‬إل فععي الجمعععة فيجععب طععاقته إن‬
‫رجععا إدراك التحععرم قبععل سععلم المععام‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬إذا لععم يععدركها إل بععه( قيععد فععي‬
‫الوجوب‪ ،‬أي يجب إذا لم يدرك الجمعة‪ ،‬ومثلها بقية الصلوات‪ ،‬إل بالعدو‪ .‬ول حاجة‬
‫إلى ذكر القيد المذكور‪ ،‬إذ الوجوب مفرع على ضيق الوقت فتنبعه‪ .‬وفعي ع ش‪ :‬ولعو‬
‫توقعف إدراك الجمععة علعى السععي قبعل الفجعر لعم يجعب‪ ،‬كمعا هعو ظعاهر وصعريح‬
‫كلمهم‪ ،‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتزين بأحسن ثيابه( أي وسن تزين بما ذكععر‪ ،‬لخععبر ابععن حبععان‪:‬‬
‫من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه‪ ،‬ومس مععن طيععب كععان عنععده‪ ،‬ثععم أتععى‬
‫الجمعة ولم يتخط أعناق الناس ثم صلى ما كتبه الع لععه‪ ،‬ثععم أنصععت إذا خععرج إمععامه‬
‫حتى يفرغ من صلته‪ ،‬كانت كفارة لما بينها وبين الجمعععة الععتي قبلهععا‪ .‬وممععا يعععزى‬
‫المام الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه‪ :‬حسن ثيابك ما استطعت فإنها * * زين الرجال بهععا‬
‫تعز وتكرم ودع التخشن في الثياب تواضعا * * فال يعلم ما تسر وتكتم فجديد ثوبععك‬
‫ل يضرك بعد أن * * تخشى الله‪ ،‬وتتقي ما يحرم ورثيت ثوبك ل يزيدك رفعة * *‬
‫عند الله‪ ،‬وأنت عبد مجرم )قععوله‪ :‬وأفضععلها البيععض( أي أفضععل الثيععاب البيععض‪،‬‬
‫لخبر الترمذي‪ :‬البسوا من ثيابكم البياض‪ ،‬فإنها من خير ثيابكم‪ ،‬وكفنوا فيهععا موتععاكم‪.‬‬
‫ويسن أن تكون جديدة‪ ،‬فإن لم تكععن جديععدة فقريبععة منهععا‪ .‬ويسععن أن يزيععد المععام فععي‬
‫حسن الهيئة‪ ،‬للتباع ولنه منظور إليه‪ .‬والكمل أن تكون ثيابه كلها ‪ -‬حععتى العمامععة‬
‫‪ -‬بيضاء‪ ،‬فإن لم تكعن كلهعا فأعلهعا‪ .‬ويطلعب ذلعك ‪ -‬حعتى فعي غيعر يعوم الجمععة ‪-‬‬
‫لطلق الخبر المذكور‪ .‬نعم‪ ،‬المعتبر في العيد الغلى في الثمن‪ ،‬لنه يوم زينة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الجمعة ‪9‬‬


‫] ‪[ 90‬‬
‫قال سعم‪ :‬بقعي معا لعو كعان يعوم الجمععة يعوم عيعد‪ ،‬فهعل يراععى الجمععة فيقعدم‬
‫البيض‪ ،‬أو العيععد فععالغلى‪ ،‬أو يراعععي الجمعععة وقععت إقامتهععا فيقععدم البيععض حينئذ‪،‬‬
‫والعيد في بقية اليوم فيقدم الغلى فيها ؟ لكن قد يشكل على هذا الخر أن قضية قوله‬
‫في كل زمن أنه إن روعيت الجمعة روعيععت فععي جميععع اليععوم‪ ،‬وقععد يرجععح مراعععاة‬
‫العيد مطلقا أن الزينة فيه آكد منها في الجمعة‪ ،‬ولهذا سن الغسل وغيره فيه لكل أحععد‬
‫وإن لم يحضر‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬فائدة( قال في شرح الروض‪ :‬وينبغي طي الثيععاب‪ ،‬فقععد‬
‫روى الطبراني بأسانيد ضعاف خبر‪ :‬أطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها فإن الشيطان‬
‫إذا وجد الثوب مطويا لم يلبسه‪ ،‬وإذا وجعده منشعورا لبسعه‪ .‬وخعبر‪ :‬إذا طعويتم ثيعابكم‬
‫فاذكروا اسم ال ل يلبسها الجن بالليل وأنتم بالنهععار فتبلععى سععريعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويلععي‬
‫البيض( أي في الفضيلة‪) .‬وقوله‪ :‬ما صبغ قبل نسجه( أي بأن صبغ أول غزلععه‪ ،‬ثععم‬
‫نسج بعده‪) .‬قوله‪ :‬قال شععيخنا( عبععارة التحفععة‪ :‬ويلععي البيععض مععا صععبغ قبععل نسععجه‪،‬‬
‫ويكععره مععا صععبغ بعععده‪ ،‬لنععه )ص( لععم يلبسععه‪ .‬كععذا ذكععره جمععع متقععدمون‪ ،‬واعتمععده‬
‫المتأخرون‪ .‬وفيه نظعر‪ .‬فععإن إطلق الصععحابة للبسعه )ص( المصععبوغ علعى اختلف‬
‫ألوانه يدل على أنه ل فرق‪ ،‬وفي حديث ‪ -‬اختلف فععي ضعععفه ‪ -‬أنععه )ص( أتععي لععه ‪-‬‬
‫بعد غسله ‪ -‬بملحفة مصععبوغة بععالورس‪ ،‬فععالتحف بهععا‪ .‬قععال راويععة قيععس بععن سعععد ‪-‬‬
‫رضي الع عنهمعا ‪ :-‬وكعأني أنظعر أثعر العورس علعى عكنعه‪ .‬وهعذا ظعاهر فعي أنهعا‬
‫مصبوغة بعد النسج‪ .‬بل يأتي قبيل العيد أنه )ص( كان يصععبغ ثيععابه بععالورس‪ ،‬حععتى‬
‫عمامته‪ .‬وهذا صريح فيما ذكرته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا تأملتها تعلم أن شيخه لم يجععزم بالكراهععة‪،‬‬
‫بل نقلها عن قوم‪ ،‬وهو لم يرتضها‪ ،‬لنه نظر فيها‪ ،‬إل أن يقال أنه جزم بها في غيععر‬
‫التحفة‪ ،‬ثم رأيته في الفتح جزم بها‪ .‬وعبارته‪ :‬وما صبغ غزله قبعل النسعج أولعى ممعا‬
‫صبغ بعده‪ ،‬بل هذا مكروه ا‍ه‪ .‬وعليه‪ :‬فل إشكال‪ ،‬إل أنه يبقى عليه أن ما غيابه وهو‬
‫ولو بغير الحمرة ليس ثابتا في العبارة المذكورة‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم التزين إلخ( أي على‬
‫الذكر البالغ والخنععثى‪ ،‬لقععوله )ص(‪ :‬ل تلبسععوا الحريععر ول الععديباج‪ .‬وقععول حذيفععة ‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ -‬نهانا رسول ال )ص( عن لبس الحرير والديباج‪ ،‬وأن نجلس عليععه‬
‫ويروي أنه )ص( أخذ في يمينه قطعة حرير‪ ،‬وفي شماله قطعة ذهععب‪ ،‬وقععال‪ :‬هععذان‬
‫حرام علعى ذكعور أمعتي‪ ،‬حعل لنعاثهم‪ .‬وحكمعة التحريعم أنعه معع معا فيعه معن معنعى‬
‫الخيلء‪ ،‬يورث رفاهية‪ ،‬وزينة‪ ،‬وإبداء زي يليق بالنساء دون شهامة الرجال والتشبه‬
‫بالنساء حرام كعكسه‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهو من الكبائر‪) .‬واعلم( أن الفقهاء ترجموا للباس‬
‫بباب مستقل‪ ،‬ومعظمهم ذكره عقب صلة شدة الخوف‪ ،‬اقتداء بالشافعي ‪ -‬رضي ال ع‬
‫عنه ‪ -‬وبعضهم ذكره عقب الجمعة وبعضهم ذكره في العيد‪ .‬لكل وجهه‪ ،‬والمؤلععف ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬اختار ذكره في باب الجمعة‪ ،‬لن المناسبة في ذكره فيه أتم من ذكره في‬
‫غيره‪ ،‬إل أنه فاتته الترجمة له ولعله للختصار‪) .‬قوله‪ :‬بالحرير( أي باستعماله‪ ،‬ولو‬
‫بنحو افتراش وتستر وغيرهما‪ ،‬مما يعد اسععتعمال عرفععا‪ ،‬ل مشععية عليعه‪ ،‬فل يحعرم‪،‬‬
‫لنه لمفارقته له حال ل يعد مستعمل له عرفا‪ .‬ومثله ‪ -‬كما فععي سععم ‪ :-‬مععا لععو أدخععل‬
‫يده تحت ناموسية مفتوحة مثل‪ ،‬وأخرج كوزا من داخلها فشرب منععه‪ ،‬ثععم أدخععل يععده‬
‫فوضعه تحتها‪ .‬ويحرم لبس ما ظهععارته وبطععانته غيععر حريععر وفععي وسععطه حريععر ‪-‬‬
‫كاللحاف ‪ -‬إل أن خيطا عليه فل يحععرم لنععه بالخياطععة عليععه صععار كالحشععو وحشععو‬
‫الحرير جائز‪ .‬ويحرم الجلوس تحت سحابة أو خيمة أو ناموسية من حريععر‪ ،‬ويحععرم‬
‫على الرجل النوم في ناموسععية الحريععر‪ ،‬ولععو مععع المععرأة‪ ،‬وكععذلك دخععوله معهععا فععي‬
‫الثععوب الحريععر الععذي تلبسععه‪ ،‬بخلف مععا إذا عل عليهععا معن غيععر دخععول فل يحععرم‪.‬‬
‫ويحرم كتابة الرجل عليه‪ ،‬ولو لصداق امرأة‪ ،‬ونقش عليه‪ ،‬وستر جعدار بعه كمعا يقعع‬
‫فععي أيعام الزينعة والفععرح‪ .‬نعععم‪ ،‬إن أكرههعم الحععاكم علعى الزينعة فل يحعرم لعععذرهم‪،‬‬
‫ويحرم التفرج عليها‪ ،‬ويحععرم إلباسععه للععدواب‪ ،‬لنععه لمحععض الزينععة‪ ،‬بخلف إلباسععه‬
‫للصبي والمجنون‪ ،‬فيجوز‪ ،‬فإنه لغرض النتفاع‪.‬‬

‫] ‪[ 91‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو قزا( الغاية للرد على القول بأنه يحل‪ ،‬لنه ل يقصد للزينععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهو نوع منه( أي القز نوع من الحرير‪ ،‬فهو أعم منه ومن البريسم‪ .‬وذلك لن القز‬
‫ما قطعته الدودة وخرجت منه حية‪ ،‬والبريسم ما ماتت فيه‪ ،‬والحرير يعمهما‪ ،‬خلفا‬
‫لما وقع في بعض الحواشي‪ ،‬من أن الحرير اسم لما ماتت في الدودة وحل عنهععا بعععد‬
‫الموت‪ ،‬لنه عليه يصير القز مباينا له‪ ،‬ل نوعا منه‪) .‬وقوله‪ :‬كمد اللععون( أي متغيععر‬
‫اللون‪ ،‬ليس بصاف‪) .‬قوله‪ :‬وما أكثره إلخ( معطوف على الحرير‪ ،‬أي ويحرم التزين‬
‫بما أكععثره مععن الحريععر‪) .‬وقععوله‪ :‬وزنععا ل ظهععورا( منصععوبان علععى التمييععز‪ ،‬أي أن‬
‫العبرة في الكثرة بالوزن ل بعالظهور‪ ،‬فععالثوب العذي أكععثره حريعر بععالوزن ل يحعرم‬
‫استعماله‪ ،‬وإن لم يظهر الحرير فيه‪ ،‬والذي حريره أقععل بععالوزن ل يحععرم اسععتعماله‪،‬‬
‫ولو ظهر الحرير فيه‪) .‬قوله‪ :‬ل ما أقله منه( أي ل يحرم ما أقله من الحريععر وأكععثره‬
‫من غيره‪ ،‬والمراد وزنا‪ ،‬كالععذي قبلععه‪) .‬قععوله‪ :‬ول مععا اسععتوى فيععه المععران( أي ول‬
‫يحرم استعمال ما استوى فيه الحرير وغيره‪ ،‬أي وزنععا لنععه ل يسععمى ثععوب حريععر‪.‬‬
‫والصل الحل‪ .‬وصح عن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬إنما نهى النبي )ص( عن‬
‫الثوب المصمت‪ .‬أي الخالص‪ ،‬فأما العلم ‪ -‬أي الطععراز ‪ -‬ونحععوه وسععدي الثععوب‪ ،‬فل‬
‫بأس به‪) .‬قوله‪ :‬ولو شك في الكثر( أي في أن الكثر الحريععر أو غيععره ؟ ومثلععه مععا‬
‫لو شك في استوائهما‪) .‬وقوله‪ :‬فالصل الحل( خالف فيه م ر‪ ،‬عبارته‪ :‬ولو شععك فععي‬
‫كثرة الحرير أو غيره أو استوائهما حرم جزم به في النوار‪ .‬ويفرق بينه وبيععن عععدم‬
‫تحريععم المضعبب إذا شعك فعي كععثرة الضعبة بالعمععل بالصععل فيهمععا‪ ،‬إذ الصعل حعل‬
‫استعمال الناء قبل تضبيبه‪ ،‬والصل تحريم الحرير لغيععر المععرأة‪) .‬قععوله‪ :‬فععرع( أي‬
‫في بيان صور مستثناة من حرمة استعمال الحرير‪) .‬قععوله‪ :‬يحععل الحريععر لقتععال( أي‬
‫جائز‪ ،‬سواء فاجأه القتال أم ل‪ .‬وعبارة سم‪ :‬قال في التنععبيه‪ :‬ويجععوز للمحععارب لبععس‬
‫الديباج الثخين الذي ل يقوم غيره مقامه في دفع السلح‪ ،‬ولبس المنسععوج بالععذهب إذا‬
‫فاجأته الحععرب ولععم يجععد غيععره‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال ابععن النقيععب فععي شععرحه‪ :‬قععوله‪ :‬إذا فاجععأته‬
‫الحرب ولم يجد غيره‪ :‬شرط في المنسوج بالذهب‪ ،‬وهل هو شرط في الديباج الثخين‬
‫؟ قيل‪ :‬نعم‪ :‬والصح أنه ل يشترط فيه ذلك‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬إن لم يجد غيره( أي الحريععر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو لم يقم مقامه( أي أو وجد غيره ولكنه لم يقم مقام الحرير في دفع السلح‪،‬‬
‫وخرج به ما إذا وجد ما يقوم مقامه في ذلك‪ ،‬فيحرم عليه لبسه‪) .‬قععوله‪ :‬وصععحح فععي‬
‫الكفاية إلخ( قال الجمال الرملي‪ :‬والوجه خلفه‪ ،‬أخذا بظاهر كلمهععم‪ .‬وفععرق ع ش‬
‫بينه وبين تحلية السيف‪ ،‬بأن التحلية مستهلكة غير مستقلة‪ ،‬وفي اللععة المنفصععلة عععن‬
‫البدن‪ ،‬بخلف التزين بالحرير فيهما‪) .‬وقوله‪ :‬يجوز القباء( مقول قول جمع‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫وغيره( أي غير القباء من الحرير‪ ،‬كما هعو الفعرض‪ .‬والقبعاء‪ :‬الثعوب المشعقوق معن‬
‫أمام‪ ،‬كالجبة المعهودة‪) .‬وقوله‪ :‬ممععا يصععلح للقتععال( بيععان لغيععر القبععاء‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن‬
‫وجد غيره( أي غير الحرير‪ ،‬وهو غاية ليجوز‪) .‬وقوله‪ :‬إرهابا للكفار( علة الجععواز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كتحلية السيف بفضععة( أي فإنهععا جععائزة‪ .‬ومثععل السععيف‪ ،‬سععائر آلت الحععرب‪.‬‬
‫وعبارة الفتح مع الصل‪ :‬وجاز للرجل تحليععة آلععة حععرب بل سععرف‪ ،‬بععأن ل يجععاوز‬
‫المعتاد‪ ،‬كسيف‪ ،‬ورمح‪ ،‬وطرف سهم‪ ،‬ومنطقعة‪ ،‬وخععف‪ ،‬ودرع‪ ،‬وجوشععن‪ ،‬وبيضعة‪،‬‬
‫بفضة للتباع‪ ،‬ل بذهب‪ ،‬والخبر المبيح له‪ ،‬ضعفه ابن القطان‪ ،‬وإن حسنه الترمععذي‪،‬‬
‫ل تحلية نحو سرج‪ ،‬ولجام‪ ،‬وركاب‪ ،‬وبرة ناقة‪ ،‬وقلدة دابة‪ ،‬وسكين خدمة‪ ،‬ومقلمة‪،‬‬
‫ومقراض‪ ،‬ولو بفضة‪ ،‬لنها غير ملبوسععة للراكععب‪ ،‬كععالواني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولحاجععة(‬
‫معطوف على القتال‪ ،‬من عطععف العععام علععى الخععاص‪ ،‬إذ مععن جملععة الحاجععة القتععال‪.‬‬
‫وعبارة الرشاد‪ :‬وجاز لحاجة كقتال‪ ،‬وحكة‪ ،‬وقمل‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمععراد بالحاجععة‪ :‬مععا يعععدم‬
‫الضععرورة‪ ،‬كحععر وبععرد مضععرين‪ ،‬فيجععوز اسععتعماله فيهمععا بلبععس وغيععره‪ ،‬بحسععب‬
‫الضرورة‪) .‬قوله‪ :‬كجرب( بفتح الجيم والراء‪ ،‬ومما جرب له أن يطلى بالحناء‬

‫] ‪[ 92‬‬
‫والسمن القديم‪ .‬ا‍ه‪ .‬برماوي‪) .‬قوله‪ :‬إن آذاه غيره( أي غير لبس الحريععر‪ ،‬وهععو‬
‫قيد لجواز لبسه للجععرب‪) .‬قععوله‪ :‬أو كععان فيععه نفععع( أي أو لععم يععؤذه غيععره إل أن فععي‬
‫الحرير نفعا ل يوجد في غيره‪) .‬قوله‪ :‬وقمل( معطوف على جرب‪ .‬أي وكقمل‪ ،‬فهععو‬
‫مثال ثان للحاجة‪) .‬وقوله‪ :‬لم يندفع بغيره( قيد في حل لبس الحريععر للقمععل‪ ،‬أي يحععل‬
‫لبسه إذا كان فيه قمل ل يندفع إل به‪ ،‬والصل فيه وفيما قبلععه مععا رواه الشععيخان مععن‬
‫أنه )ص( رخص لعبد الرحمن بن عوف‪ ،‬والزبير بن العوام في لبععس الحريععر لحكععة‬
‫كانت بهما‪ ،‬وأنه رخص لهمععا لمععا شعكوا إليععه القمععل فععي قمععص الحريععر‪ .‬وذلععك لن‬
‫الحرير خاصيته أن ل يقمل‪ .‬وممعا جعرب لعدفع القمعل أن يطلعى خيعط معن الصعوف‬
‫بالزئبق‪ ،‬ويجعععل فععي عنقععه كالسععبحة‪) .‬قععوله‪ :‬ول مععرأة( معطععوف علععى القتععال‪ ،‬أي‬
‫ويحل استعماله لمرأة باللبس والفرش وغيرهما‪ ،‬لما مععر فععي الحععديث‪ :‬حععل لنععاثهم‬
‫ولن تزيين المرأة بذلك يدعو إلى الميل إليها ووطئها‪ ،‬فيؤدي إلى مععا طلبععه الشععارع‬
‫مععن كععثرة النسععل‪ .‬وقععوله‪ :‬ولععو بععافتراش الغايععة للععرد علععى المخععالف القععائل بحرمععة‬
‫افتراشععها إيععاه للسععرف والخيلء‪ ،‬بخلف اللبععس فععإنه يزينهععا للحليععل‪) .‬قععوله‪ :‬ل لععه(‬
‫الضمير يعود على الرجل المعلوم من المقام‪ ،‬أي ول يحل للرجل‪ .‬وفيه أن التصريح‬
‫بهذا ل حاجة إليه‪ ،‬لن الحرمة المذكورة بقوله ويحرم التزين‪ ،‬إنما هعي عليعه وعلععى‬
‫الخنثى كما علمت فكان المناسب حعذفه‪ ،‬والتصعريح بمعا زدتعه هنعاك معن قعولي‪ :‬أي‬
‫الععذكر البععالغ والخنععثى‪) .‬قععوله‪ :‬بل حععائل( يحتمععل ارتبععاطه بالغايععة فيكععون متعلقععا‬
‫بمحذوف صفة لفتراش‪ .‬ويحتمل ارتباطه بععالنفي بالنسععبة للفععتراش‪ ،‬وهععو القععرب‬
‫من صنيعه‪ ،‬أي ل يحل الحرير للرجل بل حائل فيما إذا فرشه تحته‪ .‬أمععا مععع وجععود‬
‫الحائل فيحل له‪ ،‬فلو فرش رجل ‪ -‬ومثله الخنثى ‪ -‬علععى الفععراش الحريععر شععيئا غيععر‬
‫حرير ‪ -‬ولو خفيفا مهلهل النسج ‪ -‬وجلس فوقه جاز‪ ،‬كما يجععوز جلوسععه علععى مخععدة‬
‫محشوة بحرير‪ ،‬وعلى نجاسة بينه وبينها حائل‪ ،‬حيث لم تلق شيئا من بدن المصععلي‬
‫وثيابه‪ ،‬وكما يجوز الجلوس عليه مع الحائل يجوز الستناد إليه معععه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععل‬
‫منه( أي الحريععر‪) .‬وقععوله‪ :‬حععتى للرجععل غايععة فععي الحععل( أي ويحععل مطلقععا للرجععل‬
‫وغيره‪) .‬وقوله‪ :‬خيط السبحة( قال الزيادي‪ :‬وينبغي أن يلحق به خيط السكين‪ ،‬وخيط‬
‫المفتاح‪ .‬وقال القليوبي‪ :‬يحل خيط مصحف‪ ،‬وخيط ميزان وقنديل‪ ،‬ونحو تكععة لبععاس‪.‬‬
‫ونقل عن شيخنا الزيععادي حععل منععديل فععراش الزوجععة للرجععل‪ .‬قععال‪ :‬وفيععه نظععر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫كععردي‪) :‬قععوله‪ :‬والععدراهم( أي وكيععس الععدراهم‪ .‬وقععوله‪ :‬وغطععاء العمامععة أي ويحععل‬
‫غطاء العمامة‪ .‬واعتمد م ر وأتبععاعه فيععه وفععي كيععس الععدراهم الحرمععة‪ .‬وقععال ع ش‪:‬‬
‫محل الحرمة في استعمال غطاء العمامة‪ .‬إذا كععان هععو المسععتعمل لععه‪ ،‬أمععا لععو كععانت‬
‫زوجته مثل هي التي تباشر ذلك‪ ،‬فهل يحرم لنها مستعملة له فيما ليس لبسا لهععا ول‬
‫افتراشععا أم ل ؟ فيعه نظععر‪ .‬والقععرب الول‪ ،‬لنهععا إنمععا اسععتعملته لخدمعة الرجععل‪ ،‬ل‬
‫لنفسها‪) .‬قوله‪ :‬وعلم الرمح( قال في القاموس‪ :‬العلم محركة‪ :‬الحبل الطويل‪ ،‬والراية‪،‬‬
‫وما يعقد على الرمح‪ ،‬وسيد القوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬والثالث هو المراد هنا‪) .‬قوله‪ :‬ل الشرابة التي‬
‫برأس السبحة( أي ل تحل الشرابة‪ .‬وعبارة بعضهم‪ :‬وفي شراريبها تردد‪ ،‬فقيل تحل‬
‫مطلقا‪ ،‬وقيل تحرم مطلقا‪ ،‬والمعتمد التفصيل‪ ،‬فإن كععانت مععن أصععل خيطهععا جععازت‪،‬‬
‫وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬ويجب لرجل لبسععه إلععخ( أي يجععب علععى الرجععل أن يلبععس الحريععر‪،‬‬
‫حيث لم يجد ساترا للعورة غيره للحاجة‪ ،‬فإن وجده حرم لبسه‪ .‬وفي ع ش مععا نصععه‪:‬‬
‫)فرع( إذا اتزر ولم يجد ما يرتدي بععه ويتعمععم مععن غيععر الحريععر ؟ قععال أبععو شععكيل‪:‬‬
‫الجواب أنه ل يبعد أن يرخص له في الرتداء أو التعمم بععه إذا لععم يجععد غيععره وكععان‬
‫تركه يزري بمنصبه‪ ،‬فإن خرج مععتزرا مقتصععرا علععى ذلععك نظععر‪ :‬فععإن قصععد بععذلك‬
‫القتداء بالسلف وترك اللتفات إلى ما يزري بالمنصب لم تسقط بععذلك مروءتععه‪ ،‬بععل‬
‫يكون فاعل للفضل‪ ،‬وإن لعم يقصعد ذلعك بعل فععل ذلعك انخلععا وتهاونعا بعالمروءة‬
‫سقطت مروءته‪ .‬كذا في الناشري بأبسط من هذا‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم على منهج‪ .‬ومن ذلك يؤخذ‬
‫أن لبس الفقيه القادر على التجمل بالثياب التي جرت بها عادة أمثاله ثيابععا دونهععا فععي‬
‫الصفة والهيئة‪ ،‬إن كان لهضم النفس والقتداء بالسلف الصالحين لععم يخعل بمروءتعه‪،‬‬
‫وإن كان لغير ذلك أخل بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومنه‪ :‬مععا لععو تععرك ذلععك معلل بععأن حععاله معععروف‪،‬‬
‫وأنه ل يزيد مقامه عند الناس باللبس ول ينقص‪ .‬بعدمه‪ ،‬وإنما كان هذا مخل لمنافاته‬
‫منصب الفقهاء‪ ،‬فكأنه استهزأ بنفس الفقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ساتر العورة(‬

‫] ‪[ 93‬‬
‫مفعول ليجد‪ ،‬وهو يطلب مفعول واحدا‪ ،‬لنه من وجد بمعنععى أصععاب‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫غيره( أي الحرير‪ ،‬وهو بععدل مععن سععاتر‪) .‬وقععوله‪ :‬حععتى فععي الخلععوة( غايععة لوجععوب‬
‫اللبععس‪) .‬قععوله‪ :‬إل المزعفععر( أي المصععبوغ بععالزعفران فيحععرم‪ ،‬لن حكمععه حكععم‬
‫الحرير‪ ،‬حتى لو صبغ به أكثر الثعوب حعرم‪ .‬قعال الكعردي‪ :‬وفعي المعداد‪ :‬والقعرب‬
‫تحريم ما زاد على أربع أصابع‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬إن صبغ السدي أو اللحمة بنحو زعفععران‬
‫اتجععه أن يعأتي فيعه تفصععيل المركععب السعابق فععي الحريعر‪ .‬وفعي النهايععة‪ :‬الوجعه أن‬
‫المرجع في ذلك العرف‪ ،‬فإن صح إطلق المزعفععر عليععه حععرم‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثععل‬
‫المزعفر في الحرمة‪ :‬المعصفر‪ ،‬للخبار الدالة على ذلك‪ ،‬ولنه من زي النساء‪ .‬قععال‬
‫في شرح الروض‪ :‬وقول الشافعي يحرم على الرجععل المزعفععر دون المعصععفر‪ .‬قععال‬
‫البيهقي فيه‪ :‬الصواب تحريم المعصفر عليه أيضا‪ ،‬للخبار الصحيحة التي لععو بلغععت‬
‫الشافعي لقال بها‪ ،‬وقععد أوصععى بالعمععل بالحععديث الصععحيح‪ .‬ذكععر ذلععك فععي الروضععة‬
‫وغيرهعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفعي التحفعة‪ :‬قعال الزركشعي ععن العبيهقي‪ :‬وللشعافعي نعص بحرمتعه‪،‬‬
‫فيحمل على ما بعد النسج‪ ،‬والول على ما قبلععه‪ ،‬وبععه تجتمععع الحععاديث الدالععة علععى‬
‫حله‪ ،‬والدالة على حرمته‪ ،‬ويرد بمخالفته لطلقهم الصريح في الحرمة مطلقععا‪ ،‬ولععه‬
‫وجه وجيه‪ ،‬وهو أن المصبوغ بالعصفر مععن لبععاس النسععاء المخصععوص بهععن فحععرم‬
‫للتشععبه بهععن‪ ،‬كمععا أن المزعفععر كععذلك‪ ،‬وإنمععا جععرى الخلف فععي المعصععفر دون‬
‫المزعفر‪ ،‬لن الخيلء والتشبه فيه أكثر منهما في المعصععفر‪ .‬واختلععف فععي الععورس‪،‬‬
‫فعألحقه جمعع متقعدمون بعالزعفران‪ ،‬واععترض بعأن قضعية كلم الكعثرين حلعه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولبس الثوب المتنجس( معطوف على لبس الثوب المصبوغ‪ ،‬أي ويجوز لبس‬
‫الثوب المتنجس‪ ،‬أي ولو بغير معفو عنه‪ ،‬لن تكليف اسععتدامة طهععارة الملبععوس ممععا‬
‫يشق‪ ،‬خصوصا على الفقير‪ ،‬وبالليل‪ ،‬لن نجاسته عارضة سععهلة الزالععة‪ .‬ومععع حععل‬
‫لبسه يحرم المكث به في المسجد من غيعر حاجععة إليععه ‪ -‬كمعا بحثععه الذرعععي ‪ -‬لنعه‬
‫يجب تنزيه المسجد عن النجس‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ويستثنى من ذلك ‪ -‬أي من حل لبسه‬
‫‪ -‬ما لو كان الوقت صائفا بحيث يعرق فيتنجس بدنه ويحتاج إلععى غسععله للصععلة مععع‬
‫تعذر الماء‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬مع تعذر الماء‪ .‬قال سم‪ :‬الفرق بين ما أفهمه من الجواز حيث‬
‫لم يتعذر الماء والمنع‪ ،‬إذا كان بدنه مترطبععا بغيععر العععرق شععدة البتلء بععالعرق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في غير نحو الصلة( متعلق بيجوز المقدر‪ .‬أي يجوز لبس ذلك في غير نحععو‬
‫الصلة كالطواف والخطبة‪ ،‬أما لبسه في نحععو ذلععك فيحععرم‪ .‬وهععذا إن كععانت الصععلة‬
‫مفروضة‪ ،‬ومثلها الطواف‪ ،‬ولبسه بعد الشروع فيه‪ .‬فإن كان مععا ذكععر نفل فل يحععرم‬
‫لجواز قطعه‪ ،‬أو لبسه قبل الشععروع فيععه سععواء كععان فرضععا أو نفل واسععتمر فيععه فل‬
‫حرمه من جهة لبسه‪ ،‬وإنما الحرمة من جهة تلبسه بعبادة فاسدة‪ ،‬أو اسععتمراره فيهععا‪.‬‬
‫أفاده في النهاية‪) .‬قوله‪ :‬حيث ل رطوبة( قيد في الجععواز‪ ،‬أي يجععوز حيععث لععم توجععد‬
‫رطوبة‪ ،‬أي في الثوب أو البدن‪ ،‬فإن وجدت حرم لحرمة التلطيخ بالنجاسة‪) .‬قوله‪ :‬ل‬
‫جلد ميتة( بالجر معطوف على الثوب المتنجس‪ ،‬أي ل يجوز لبس جلععد ميتععة‪ ،‬سععواء‬
‫كانت ميتة كلب‪ ،‬أو خنزير‪ ،‬أو غير ذلك‪ .‬وعبارة التحفععة مععع الصععل‪ :‬ل جلععد كلععب‬
‫وخنزير‪ .‬وفرع أحدهما فل يحععل لبسععه لغلععظ نجاسععته إل لضععرورة كفجععأة قتععال‪ ،‬أو‬
‫خوف نحو برد ولم يجد غيره‪ ،‬نظير ما مر في الحرير‪ .‬وخرج بلبسععه اسععتعماله فععي‬
‫غيععره‪ ،‬كافتراشععه‪ ،‬فيحععل قطعععا ‪ -‬كمععا فععي النععوار ‪ -‬وإن قععال الزركشععي المععذهب‬
‫المنصوص أنه ل ينتفع بشئ منهما‪ .‬وكذا جلد الميتة غيرهمععا فيحععرم لبسعه فععي حععال‬
‫الختيار ‪ -‬في الصح ‪ -‬لنجاسة عينه‪ ،‬مع ما عليه من التعبد باجتناب النجععس لقامععة‬
‫العبادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بل ضرورة( متعلق بيجوز المقدر‪ ،‬واحترز بعه عمعا إذا وجعدت‬
‫ضرورة‪ ،‬كخوف على نحو عضو من نحو شدة برد‪ ،‬وكفجأة حرب ولم يجد ما يقععوم‬
‫مقامه‪ ،‬فيجوز لبسععه وإلباسععه‪ ،‬كأكععل الميتععة للمضععطر‪) .‬قععوله‪ :‬كععافتراش جلععد سععبع(‬
‫الكاف للتنظير في عدم الجواز‪ ،‬لكن قيده في التحفة بما إذا كان به شعععر‪ .‬وعبارتهععا‪:‬‬
‫ويحرم نحو جلوس على جلد سبع كنمر وفهد به شعر‪ ،‬وإن جعل إلى الرض ‪ -‬على‬
‫الوجه ‪ -‬لنععه مععن شععأن المتكععبرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويؤخععذ مععن العلععة أن الحرمععة ل مععن جهععة‬
‫النجاسة‪ ،‬فل ينافي حينئذ ما مر عنه قريبا مععن أن افععتراش جلععد الكلععب والخنزيععر ل‬
‫يحرم‪) .‬قوله‪ :‬وله إطعام ميتة( أي يجوز للشخص إطعام ميتة‪) .‬وقععوله‪ :‬لنحععو طيععر(‬
‫أي من كل حيوان طاهر أو نجس‪ ،‬ككلب‪ ،‬وخنزير‪) .‬قوله‪ :‬ل كافر( أي ل يجوز‬

‫] ‪[ 94‬‬
‫إطعامها لكافر‪ ،‬أي وصبي غير مميز‪ ،‬كما ل يجوز إطعامهععا للمسععلم وللصععبي‬
‫المميز‪ .‬ولو قال لدمي ولو كععافرا لكععان أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬ومتنجععس لدابععة( أي ويجععوز‬
‫إطعام طعام متنجس ولو بمغلظ لدابة‪ .‬ولو جمع بين هذا وما قبلععه وقععال‪ :‬ولععه إطعععام‬
‫ميتة ومتنجس لدابة لكععان أخصععر وأولععى‪ ،‬ليهععام عبععارته أن نحععو الطيععر ليععس مععن‬
‫الدواب‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬ويدل له قوله تعالى‪) * :‬والع خلععق كععل دابععة معن مععاء( * قععال‬
‫المفسرون‪ :‬الدابة كل ما دب على الرض من الحيوان‪ ،‬وكمععا يجععوز إطعععام الععدواب‬
‫ذلك يجوز إسقاؤها الماء المتنجس‪) .‬قوله‪ :‬ويحل مع الكراهة استعمال العاج( عبععارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ولو كان النجس مشط عاج جافا فإنه يحععرم اسععتعماله‪ .‬والتصععريح‬
‫بهذا من زيادته على الروض أخذه من كلم الرافعي في الكلم علععى وصععل الشعععر‪،‬‬
‫ومن كلم السنوي هنا‪ ،‬فإنه رد به قول النووي فععي مجمععوعه المشععهور للصععحاب‬
‫أن استعمال العاج في الرأس واللحية حيث ل رطوبععة يكععره‪ ،‬ول يحععرم‪ ،‬فقععال‪ :‬ومععا‬
‫قاله غريب ووهم عجيب‪ ،‬فإن هذا التفصيل إنما ذكره الصحاب في وضع الشئ في‬
‫الناء منه ‪ -‬أي العاج ‪ -‬فالتبس عليععه ذلععك بالسععتعمال فععي البععدن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومععا قععال هععو‬
‫الغريععب‪ ،‬والععوهم العجيععب‪ ،‬فقععد نععص علععى التفصععيل المععذكور فععي المشععط والنععاء‪:‬‬
‫الشافعي في البويطي‪ ،‬وجزم به جمع منهععم القاضععي أبععو الطيععب‪ ،‬والشععيخ أبععو علععي‬
‫الطبري‪ ،‬والماوردي‪ ،‬وكأنهم استثنوا العاج لشدة جفافه مع ظهور رونقه‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال ع‬
‫ش‪ :‬وينبغي جواز حمله لقصد استعماله عند الحتياج إليه‪ ،‬ومعلوم أن محل ذلك فععي‬
‫غير الصلة ونحوها‪ ،‬أما فيهما فل يجوز‪ ،‬لوجوب اجتناب النجاسة فيهما في الثععوب‬
‫والبدن والمكان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المصباح‪ :‬والعاج أنياب الفيل‪ ،‬قال الليث‪ :‬ول يسععمى غيععر‬
‫الناب عاجا‪ ،‬والعاج ظهر السلحفاة البحرية‪ .‬وعليه يحمل أنععه كععان لفاطمععة ‪ -‬رضععي‬
‫ال عنها ‪ -‬سوار مععن عععاج‪ .‬ول يجععوز حملععه علععى أنيععاب الفيلععة‪ ،‬لن أنيابهععا ميتععة‪،‬‬
‫بخلف السلحفاة‪ .‬والحديث حجة لمن يقول بالطهارة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في الرأس واللحيععة(‬
‫يفيد أنه لو استعمله في غيرهما من بقية البدن حرم‪) .‬قوله‪ :‬حيث ل رطوبععة( ظععرف‬
‫متعلق بيحل‪ ،‬أي يحل ذلك حيث ل رطوبة موجودة‪ ،‬أي فععي الععرأس واللحيععة أو فععي‬
‫العاج‪ .‬فإن وجدت الرطوبة حرم‪ ،‬لتلطخ الرأس واللحية حينئذ بالنجاسة‪ ،‬وهو حععرام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإسععراج بمتنجععس( معطععوف علععى اسععتعمال العععاج‪ ،‬أي ويحععل مععع الكراهععة‬
‫إسراج بمتنجس‪ ،‬لنه )ص( سئل عن الفأرة تقع في السمن الذائب‪ ،‬فقال‪ :‬استصععبحوا‬
‫به أو قال‪ :‬انتفعوا بععه‪ .‬رواه الطحععاوي ووثععق رواتععه‪ .‬وحينئذ يجععوز إصععلح الفتيلععة‬
‫بإصبعه‪ ،‬ويعفى عما أصابه منه لقتله‪) .‬قوله‪ :‬بغير مغلظ( متعلق بمتنجس‪ ،‬أي بععدهن‬
‫متنجس بنجاسة غير مغلظة‪ ،‬وهي نجاسة الكلب والخنزير‪ .‬فععإن كععان متنجسععا بععه ل‬
‫يحل السراج به لغلظ نجاسته‪ ،‬ويحل السععراج أيضععا بععدهن نجععس‪ ،‬كععدهن الميتععة ‪-‬‬
‫غير دهن الكلب والخنزير ‪ -‬أما هعو فل يحعل لغلظعه‪) .‬قعوله‪ :‬إل فعي مسعجد( أي إل‬
‫السراج به في مسجد‪ ،‬فإنه يحرم مطلقا‪ ،‬انفصل منه دخعان معؤثر فعي نحعو حيطعانه‬
‫ولو قليل أم ل‪ ،‬لحرمة إدخال النجاسة فيه لشرفه‪ .‬نعم‪ ،‬إن لم يوجد ما يوقد به غيره‪،‬‬
‫واضطر إليه‪ .‬اتجه جوازه للضرورة بشرط مععن تلععويث المسععجد بععه‪ .‬ومثععل المسععجد‬
‫الموقوف‪ ،‬فيحرم السراج فيه بالنجس‪ ،‬بشرط تلويثه به‪ ،‬فإن لم يحصععل منععه تلععويث‬
‫جاز‪ ،‬وأما ملك الغير‪ ،‬كالدار المستأجرة والمعارة‪ ،‬إن أدى السععراج بععه إلععى تنجععس‬
‫شئ منه بما ل يعفى عنه‪ ،‬أو بما ينقص قيمته أو أجرته بأن طال زمنععه بحيععث يعلععق‬
‫الدخان بالسقف أو الجدران حرم‪ ،‬وإل فل يحرم‪ .‬ويجوز تنجيسه بما جرت العادة به‬
‫كتربية الدجاج‪ ،‬والحمام‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وكذا الموقوف‪) .‬قوله‪ :‬وإن قل دخانه( غاية في‬
‫حرمة السراج بالمتنجس في المسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا لجمععع( أي قععالوا بعععدم حرمععة‬
‫السراج به في المسجد‪ ،‬وعللععوا ذلععك بقلعة الععدخان‪) .‬قععوله‪ :‬وتسععميد أرض( بععالرفع‪.‬‬
‫معطوف على استعمال العاج أيضا‪ ،‬أي ويحل مععع الكراهععة تسععميد أرض‪ ،‬أي جعععل‬
‫سماد أي سرجين بها‪ ،‬للحاجة إليه‪) .‬وقوله‪ :‬بنجس( متعلق بتسععميد‪ ،‬ول حاجععة إليععه‪،‬‬
‫لنه مستفاد من لفظ تسميد‪ ،‬هكذا في شرح الروض والفتح‪ .‬ثم رأيععت فععي المصععباح‪:‬‬
‫أن السماد ما يصلح به الزرع من تراب وسرجين‪ ،‬وعليه‪ :‬فيكععون قععوله بنجععس قيععدا‬
‫لخراج التراب‪ ،‬فإنه ل كراهعة فيعه‪ .‬وعبعارته‪ :‬السعماد‪ ،‬وزان سعلم‪ ،‬معا يصعلح بعه‬
‫الزرع من تراب وسرجين‪ .‬وسمدت الرض تسميدا‪ :‬أصلحتها بالسماد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 95‬‬
‫ل اقتناء كلب( أي ل يحل اقتناؤه‪) .‬وقوله‪ :‬إل لصععيد أو حفععظ مععال( أي فيحععل‪،‬‬
‫وذلك لما صح أنه )ص( قال‪ :‬من اقتنى كلبا‪ ،‬إل كلب ماشععية أو ضععاربا‪ ،‬نقععص مععن‬
‫أجره كل يوم قيراطان‪ .‬وفي رواية عن ابن عمر أنه قال‪ :‬قال )ص(‪ :‬من اتخذ كلبععا‪،‬‬
‫إل كلب زرع‪ ،‬أو غنم‪ ،‬أو صيد‪ ،‬ينقص من أجره كل يوم قيراط‪) .‬قوله‪ :‬ويكعره ولعو‬
‫لمرأة إلخ( المناسب تقديم هذا على قوله‪ :‬ويجوز لبس الثوب المصبوغ‪ .‬إلخ‪) .‬قوله‪:‬‬
‫غير الكعبة( أما هي‪ ،‬فيحل تزيينها حتى بالحرير إن خل عن نقد‪ ،‬ومثلها قبره )ص(‬
‫وسائر النبياء‪ ،‬لفعل السلف والخلف‪) .‬قوله‪ :‬كمشهد صالح( أي كقععبره‪ ،‬وهععو تمثيععل‬
‫لغير الكعبة‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬قعال سعم علعى منهعج‪ :‬اعتمعد م ر أن سعتر تعوابيت‬
‫الصبيان والنسعاء والمجعانين وقبعورهم بعالحرير جعائز كعالتكفين‪ ،‬بعل أولعى‪ ،‬بخلف‬
‫توابيت الصالحين من الذكور البالغين العاقلين‪ ،‬فإنه يحرم سترها بععالحرير‪ .‬ثععم قععال‪:‬‬
‫ثم وقع منه الميل لحرمة ستر قبور النساء بالحرير‪ ،‬ووافق على جواز تغطية محارة‬
‫المرأة‪) .‬فرع( هل يجوز الدخول بين سعتر الكعبعة وجعدارها لنحعو العدعاء ؟ ل يبععد‬
‫جواز ذلك‪ ،‬لنه ليس استعمال‪ ،‬وهو دخول لحاجععة‪ .‬وهععل يجععوز اللتصععاق لسععترها‬
‫من خارج فععي نحععو الملععتزم ؟ فيععه نظععر‪ ،‬فليحععرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬وهععو دخععول لحاجععة‬
‫)أقول(‪ :‬قد تمنع الحاجة فيما ذكر‪ ،‬ويقال بالحرمة‪ ،‬لن الععدعاء ليععس خاصععا بععدخوله‬
‫تحت سترها‪ ،‬ويفرق بين هععذا وبيععن جععواز اللتصععاق لسععترها مععن خععارج فععي نحععو‬
‫الملتزم‪ ،‬بأن الملتزم ونحوه مطلوب فيه أدعية مخصوصة‪ .‬وقوله‪ :‬فيه نظععر فليحععرر‬
‫‪ -‬الظاهر الجواز‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬بغير حرير( متعلق بتزيين‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم(‬
‫أي الععتزيين‪) .‬وقععوله‪ :‬بععه( أي بععالحرير‪ .‬زاد فععي النهايععة‪ :‬والصععور‪ ،‬وعلععل الحرمععة‬
‫بعموم الخبار‪) .‬قوله‪ :‬وتعمم( معطوف على غسل‪ ،‬أي وسن لمريدها تعمععم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لخبر‪ :‬إن ال وملئكته إلخ( أي ولخبر‪ :‬صععلة بعمامععة أفضععل مععن خمععس وعشععرين‬
‫بغير عمامة‪ ،‬وجمعة بعمامة أفضل من سبعين بغير عمامة وعن علععي ‪ -‬رضععي ال ع‬
‫عنه ‪ :-‬العمائم تيجان العرب‪ .‬وكانت عمائم الملئكععة يععوم بععدر بيضععاء‪ ،‬ويععوم حنيععن‬
‫حمراء‪) .‬قوله‪ :‬ويسن( أي التعميم‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وتسععن العمامععة للصععلة‪ ،‬ولقصععد‬
‫التجمل‪ ،‬للحاديث الكععثيرة فيهععا‪ ،‬واشععتداد ضعععف كععثير منهععا يجععبره كععثرة طرقهععا‪،‬‬
‫وزعععم وضععع كععثير منهععا تسععاهل‪ ،‬كمععا هععو عععادة ابععن الجععوزي هنععا‪ ،‬والحععاكم فععي‬
‫التصحيح ‪ -‬أل تععرى إلععى حععديث‪ :‬اعتمععوا تععزدادوا حلمععا‪ .‬حيععث حكععم ابععن الجععوزي‬
‫بوضعه‪ ،‬والحاكم بصحته‪ ،‬استرواحا منهما علععى عادتهمععا ؟ وتحصععل السععنة بكونهععا‬
‫على الرأس أو نحو قلنسوة تحتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وورد في حديث ضعيف إلخ( قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬لكنه شديد الضعععف‪ ،‬وهععو وحععده ل يحتععج بععه ول فععي فضععائل العمععال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وينبغي ضبط طولها وعرضها إلخ( هذا تقييد لما يدل عليه الحععديث الصععحيح‬
‫من أفضلية كبرها‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬محله إن كان الكععبر يليععق بععه‪ ،‬وإل فليفعععل اللئق بععه‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬لم تكن عمامته )ص( كبيرة يؤذي الععرأس حملهععا‪ ،‬ول صععغيرة تقصععر‬
‫عن وقاية الرأس من نحعو حعر أو بعرد‪ ،‬بعل كعانت وسعطا بيعن ذلعك‪ ،‬وخيعر المعور‬
‫الوسط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن زاد فيها( أي العمامة على ذلك‪ ،‬أي على ما يليق بععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كره( أي الزائد‪ .‬وفي فتاوي ابن حجر ما نصه‪) :‬سئل( هل العمامة الكبيرة والتي بل‬
‫عذبة مكروهة أو ل ؟ )فأجاب(‪ :‬إن كان كبرها لعذر‪ ،‬كبرد ونحوه‪ ،‬أو لكععون كبرهععا‬
‫من شعار علماء تلك الناحية وهو منهم‪ ،‬ول يعرف ويقتدى بقوله ويمتثل أمره إل إن‬
‫كان عليه شعارهم‪ ،‬فل كراهة في كبرها‪ ،‬بل هو حينئذ بقصد العذر سععنة أو واجععب‪،‬‬
‫لن التوقي عن الفات والمهالك مندوب‪ ،‬بل واجب إن انحصر ذلك التوقي فععي شععئ‬
‫بعينه‪ ،‬ولن اتخاذ شعار العلماء لمن هو منهم وتوقفت معرفة كععونه منهععم علععى ذلععك‬
‫سنة مؤكدة‪ ،‬لنا مأمورون بنشر العلم‪ ،‬وهداية الضعالين‪ ،‬وإرشععاد المسترشعدين إلعخ‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتنحرم مروءة فقيه بلبس عمامة سوقي ل تليق إلخ( ومثل العمامة غيرها‬
‫من سائر الثياب‪ ،‬فتنخرم مروءة فقيه يلبس ثياب سعوقي‪ ،‬وكععذا عكسعه‪ .‬وكتععب ع ش‬
‫على قول م ر‪ :‬نعم‪ ،‬ما صار شعارا للعلماء يندب لهم لبسه ليعرفوا ما‬

‫] ‪[ 96‬‬
‫نصه‪ ،‬أي ويحرم على غيرهم التشبيه بهم فيه ليلحقوا بهم‪ .‬وعبارة طب في ليلة‬
‫النصف‪ .‬وبحث الزركشي أنه يحرم على غير الصععالح العتزيي بعه إن غعر بعه غيععره‬
‫حتى يظن صلحه فيعطيععه‪ ،‬قععال بعضععهم‪ :‬وهععو ظععاهر‪ ،‬إن قصععد بععه هععذا التغريععر‪.‬‬
‫فليتأمل‪ .‬ومثله من تزيا بزي العالم‪ ،‬وقد كثر في زماننا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬قععال الحفععاظ‪ :‬لععم‬
‫يتحرر إلخ( قال حجر‪ :‬وما وقع للطبري من أن طولها نحو سععبعة أذرع‪ ،‬ولغيععره أن‬
‫طولها سبعة أذرع في عرض ذراع‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬لكن ذكر النووي أنه كان له )ص(‬
‫عمامة قصيرة‪ ،‬وكانت سعتة أذرع‪ ،‬وعمامعة طويلعة وكعانت اثنعي عشعر ذراععا‪ .‬ول‬
‫يسن تحنيك العمامععة عنععد الشععافعية‪ ،‬وهععو تحععديق الرقبععة ومععا تحععت الحنععك واللحيععة‬
‫ببعض العمامععة‪ .‬واختععار بعععض الحفععاظ مععا عليععه كععثيرون‪ ،‬أنععه يسععن‪ .‬وأطععالوا فععي‬
‫الستدلل له بما رد عليهم‪) .‬قوله‪ :‬فعل العذبة( هي اسم لقطعة من القماش تغرز فععي‬
‫مؤخر العمامة‪ .‬وينبغي أن يقوم مقامها إرخاء جزء معن طععرف العمامععة مععن محلهععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قوله‪ :‬وتركها( أي وله ترك العذبة‪) .‬قوله‪ :‬ل كراهة في واحد منهما( أي‬
‫الفعل والترك‪) .‬قوله‪ :‬زاد النووي( أي علة عدم الكراهة‪ ،‬وهي لنه إلخ‪) .‬قوله‪ :‬لكععن‬
‫قد ورد إلخ( استدراك مما يفيده قول الشيخين فله فعل‪ .‬إلخ‪ .‬من أن ذلك جائز جععوازا‬
‫مستوي الطرفين‪ .‬وأفاد به أن المراد بالجواز ما يشمل الندب‪ .‬وعبارة التحفععة‪ :‬وجععاء‬
‫في العذبة أحاديث كثيرة‪ ،‬منها صععحيح‪ ،‬ومنهععا حسععن‪ ،‬ناصععة علععى فعلععه )ص( لهععا‬
‫لنفسه ولجماعة من أصحابه وعلى أمره بها‪ ،‬ولجل هذا تعيععن تأويععل قععول الشععيخين‬
‫وغيرهما من تعمم فله إلخ‪ :‬بأن المراد من فعل العذبة الجواز الشامل للنععدب‪ .‬وتركععه‬
‫)ص( لها في بعض الحيان إنمععا يعدل علععى ععدم وجوبهععا‪ ،‬أو ععدم تأكععد نعدبها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أحاديث صحيحة( منها معا روى ععن نعافع ابعن عمعر‪ :‬كعان النعبي )ص( إذا‬
‫اعتم سدل عمامته بين كتفيه‪ .‬أي إذا لف عمامته على رأسه أرخى طرفها بين كتفيه‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬وكأن حكمة سنها‪ :‬ما فيها من تحسين الهيئة‪) .‬قعوله‪ :‬وقعد صععرحوا( أي‬
‫الفقهاء‪) .‬وقوله‪ :‬بأن أصلها( أي العذبة‪ ،‬بقطع النظر عن كيفية إرسالها‪ ،‬هل من جهة‬
‫اليمين أو اليسار أو بين الكتفين ؟ وهذا يفيد أنه لم يرد في كيفية إرسععالها شععئ‪ .‬وفععي‬
‫التحفة خلفه‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وقد استدلوا بكونه )ص( أرسععلها بيععن الكتفيععن تععارة‪ ،‬وإلععى‬
‫الجانب اليمن أخرى‪ ،‬على أن كل منهما سنة‪ ،‬وهذا تصريح منهم بأن أصععلها سععنة‪،‬‬
‫لن السنية في إرسالها إذا أخذت من فعله )ص( له‪ ،‬فأولى أن تؤخذ سنية أصلها مععن‬
‫فعله لها‪ ،‬وأمره بهذا متكررا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإرسالها( أي العذبععة‪) .‬وقععوله‪ :‬أفضععل( أي‬
‫لن حديث الول أصح‪) .‬وقععوله‪ :‬منعه( أي مععن إرسععالها‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى اليمعن( أي‬
‫الجانب اليمن‪) .‬قوله‪ :‬ول أصل في اختيار إلععخ( أي ول دليععل علععى اختيععار إرسععال‬
‫العذبة على الشق اليسععر‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬وأمععا إرسععال الصععوفية لهععا مععن الجععانب‬
‫اليسر لكونه جانب القلب‪ ،‬فتذكر تفريغه مما سوى ربه‪ ،‬فهو شئ استحسععنوه والظعن‬
‫بهم أنهم لم يبلغهم في ذلك سنة‪ ،‬فكانوا معذورين‪ .‬وأما بعد أن بلغتهم السنة فل عععذر‬
‫لهم في مخالفتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأقل معا ورد فععي طولهععا( أي العذبعة‪ .‬قععال فععي النهايعة‪:‬‬
‫ويحرم إطالتها طول فاحشا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقيد في التحفة حرمة إفحععاش الطععول بمععا إذا قصععد‬
‫الخيلء‪ ،‬وقال‪ :‬فإن لم يقصععد كععره‪) .‬قععوله‪ :‬عليععك إلععخ( هععو اسععم فعععل بمعنععى الععزم‪،‬‬
‫والمصدر المؤول مفعوله‪ ،‬أي الزم التعمم قائما‪ ،‬والتسرول قاعدا‪ .‬ومما ينسب لسيدنا‬
‫علي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬ما تسبتسمكت قط‪ ،‬ول تر بعلبنت قط‪ ،‬ول تعمقعععددت قععط‪،‬‬
‫ول تسععرولقمت قععط‪ .‬أي مععا أكلععت السععمك يععوم السععبت قععط‪ ،‬ول شععربت اللبععن يععوم‬
‫الربعاء قط‪ ،‬ول تعممت قاعدا قط‪ ،‬ول تسرولت قائما قط‪) .‬قوله‪ :‬ويكععره أن يمشععي‬
‫في نعل واحدة( أي أو نحوها‪ ،‬كخف واحد‪ .‬وذلك لخبر الصحيحين‪ :‬ل يمشي أحععدكم‬
‫في النعل الواحدة‪ ،‬لينعلهما جميعا‪ ،‬أو ليخلعهما جميعا‪ .‬وفي رواية لمسععلم‪ :‬إذا انقطععع‬
‫شسع نعل أحدكم فل يمشي في الخرى حتى يصلحها‪ .‬والمعنى فيه‬

‫] ‪[ 97‬‬
‫أن مشيه يختل بذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬لما فيه من ترك العدل بين الرجلين‪ ،‬والعدل مأمور‬
‫به‪ .‬وقيس بالنعل نحوها‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ولبسععها قائمععا( أي ويكععره لبسععها‬
‫قائما للنهععي الصععحيح عنععه‪ ،‬خععوف انقلبععه‪ .‬ويؤخععذ منععه أن المععداس المعروفععة الن‬
‫ونحوهععا ل يكععره فيهععا ذلععك‪ ،‬إذ ل يخععاف منععه انقلب‪ .‬ويسععن أن يبععدأ بيمينععه لبسععا‪.‬‬
‫ويسععاره خلعععا‪ ،‬وأن يخلععع نحععو نعليععه إذا جلععس‪ ،‬وأن يجعلهمععا وراءه أو بجنبععه‪ ،‬إل‬
‫لعذر‪ ،‬كخوف عليهما‪ ،‬وذلك لخبر ابن عبععاس ‪ -‬رضععي الع عنهمععا ‪ :-‬مععن السععنة إذا‬
‫جلس الرجل أن يخلععع نعليععه فيجعلهمععا لجنبععه‪ .‬رواه أبععو داود بإسععناد حسععن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتعليق جرس فيهععا( أي ويكععره تعليععق جععرس فععي النعععل‪ ،‬أي ولععو كععان النعععل لععدفع‬
‫الهوام‪ .‬كما يكره استصحابه مطلقا‪ ،‬لما ورد أن ملئكة الرحمة ل تصععحب مععن كععان‬
‫معه ذلك‪ ،‬فإن كان مع غيره‪ ،‬وعجز عن إزالته‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم إني أبرأ إليك ممععا فعععل‬
‫هؤلء‪ ،‬فل تحرمني صحبة ملئكتك‪ ،‬وبركتهم‪ .‬لععم يحرمهمععا‪ .‬وكععذا مععن أنكععر بقلبععه‬
‫عند عدم تمكنه من القول‪ .‬كما استظهره العلمععة ابععن حجععر‪) .‬قععوله‪ :‬ولمععن قعععد فععي‬
‫مكان إلخ( أي ويكره لمن قعد في مكان أن يفععارقه قبععل أن يععذكر الع فيععه‪ ،‬لمععا روي‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬ما مععن قععوم يقومععون‬
‫من مجلس ل يذكرون ال تعالى فيه إل قاموا عن مثل جيفة حمار‪ ،‬وكان لهم حسرة‪.‬‬
‫وعنه أيضا‪ ،‬عن رسول ال )ص(‪ ،‬قال‪ :‬من قعد مقعدا لم يذكر ال تعالى فيعه‪ ،‬كععانت‬
‫عليه من ال ترة‪ .‬وهي بكسر التاء وتخفيف الراء‪ .‬ومعناه نقص‪ ،‬وقيل‪ :‬تبعة‪ ،‬وقيععل‪:‬‬
‫حسرة‪ .‬وعنه أيضا‪ ،‬عن النبي )ص(‪ ،‬قال‪ :‬ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الع تعععالى‬
‫ولم يصلوا على نبيهم فيه إل كان عليهم ترة‪ ،‬فإن شععاء عععذبهم‪ ،‬وإن شععاء غفععر لهععم‪.‬‬
‫وعنه أيضا‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬من جلس في مجلس فكععثر فيععه لغطععه‪ ،‬فقععال‬
‫قبععل أن يقععوم مععن مجلسعه ذلععك‪ :‬سععبحانك اللهععم وبحمععدك‪ ،‬أشععهد أن ل إلععه إل أنععت‪،‬‬
‫أستغفرك وأتوب إليك‪ .‬إل غفر له ما كان في مجلسه ذلك‪ .‬وفعي حليعة الوليعاء‪ ،‬ععن‬
‫علي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬من أحععب أن يكتععال بالمكيععال الوفععى‪ ،‬فليقععل فععي آخععر‬
‫مجلسه‪ ،‬أو حين يقوم‪ :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم علععى المرسععلين‪،‬‬
‫والحمععد لع رب الععالمين‪) .‬قعوله‪ :‬وتطيععب( معطعوف علعى غسعل‪ ،‬أي وسعن لمريعد‬
‫الجمعة تطيب‪ ،‬أي استعمال الطيب‪) .‬قوله‪ :‬لغير صععائم( أي غيععر محععرم‪ .‬أمععا الول‬
‫فيكره له استعمال الطيب‪ .‬وأما الثاني فيحععرم‪ .‬وهعذا التفصععيل فعي حععق العذكر‪ .‬وأمععا‬
‫المرأة والخنثى فيكره لهما الطيب عند إرادتهمععا حضععور الجمعععة مطلقععا‪ ،‬كمععا يكععره‬
‫لهما الزينة ومفاخر الثياب عندما ذكر‪ .‬نعم‪ ،‬يسن لهما قطع الرائحة الكريهة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لمععا فععي الخععبر الصععحيح( أي ولقععول الشععافعي ‪ -‬رضععي ال ع عنععه ‪ -‬التععي‪) :‬قععوله‪:‬‬
‫والتطيب بالمسك أفضل( قال في الفتح‪ :‬وأفضععل منععه المخلععوط بمععاء الععورد‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وندب تزين بإزالة ظفر إلخ( للخبار التية‪) .‬قوله‪ :‬ل إحععداهما( أي ل ينععدب الععتزين‬
‫بإزالة ظفر من إحداهما‪) .‬قوله‪ :‬فيكععره( جععواب شععرط مقععدر‪ ،‬أي أمععا الععتزين بإزالععة‬
‫الظفر من إحداهما فيكره‪ ،‬إن لم يكن هناك عذر‪) .‬قوله‪ :‬وشعر نحو إبطععه( معطععوف‬
‫على ظفر‪ ،‬أي وندب تزين بإزالة شعر نحو إبطه‪ .‬والمراد بنحو ذلك‪ :‬ما عدا الععرأس‬
‫‪ -‬كأنفه ‪ -‬أما هو فل يندب إزالة شعرة إل في النسك‪ ،‬وفي المولود في سابع ولدتععه‪،‬‬
‫وفي الكافر إذا أسلم وأما في غير ذلك فهو مباح‪ ،‬إل إن تععأذى ببقععاء شعععره‪ ،‬أو شععق‬
‫عليه تعهده‪ ،‬فيندب‪ .‬قال ع ش‪ :‬وكذا يندب إذا صار تركه مخل بالمروءة‪ .‬وينبغي له‬
‫إذا أراد الجمع بين الحلق والغسل يوم الجمعة‪ ،‬أن يؤخر الحلععق عععن الغسععل إذا كععان‬
‫عليه جنابة ليزيل الغسل أثرها عن الشعر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعانته( إن جعلت اسما للنابت‬
‫‪ -‬كما هو الشهر ‪ -‬فهي معطوفة على شعر‪ ،‬وإن جعلت اسما للمنبت فهععي معطوفععة‬
‫على نحو إبطه‪ .‬وعلى كل‪ ،‬هو من عطععف الخععاص علععى العععام‪) .‬قععوله‪ :‬لغيععر مريععد‬
‫التضحية( متعلق بندب‪ ،‬أي ندب التزين لغير مريد التضحية‪) .‬وقوله‪ :‬في عشر ذي‬

‫] ‪[ 98‬‬
‫الحجة( ظاهر صنيعه أنه متعلق بمريد‪ ،‬وهو ل يصح‪ ،‬كما هو ظععاهر‪ ،‬فيتعيععن‬
‫أن يكون متعلقا بمحذوف‪ ،‬هو مفهوم قوله لغير مريد التضحية أي أما هو‪ ،‬فيكععره لععه‬
‫التزين بذلك في عشر ذي الحجة‪ .‬ويدل على ذلك تصريحه به في مبحععث الضععحية‪،‬‬
‫وعبارته هناك‪ :‬وكره لمريدها إزالة نحو شعره في عشر ذي الحجة‪ ،‬وأيععام التشععريق‬
‫حتى يضحي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولو صرح به هنا لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وذلععك( أي نععدب الععتزين بمععا‬
‫ذكر‪ ،‬للتباع‪ ،‬والولى تأخيره عععن قععوله بعععده وبقععص إلععخ‪ ،‬ليكععون دليل لععه أيضععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبقص شاربه( معطعوف علعى بإزالعة‪ ،‬أي ونعدب تزيعن بقعص شعاربه‪ ،‬وهعو‬
‫المراد بالحفاء المأمور به فععي خععبر الصععحيحين‪ ،‬ويكععره استئصععاله وحلقععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإزالععة ريععح كريععه( بععالرفع معطععوف علععى تزيععن‪ ،‬أي ونععدب إزالععة إلععخ‪ .‬وبععالجر‪،‬‬
‫معطوف على إزالة‪ ،‬أي وندب تزين بإزالة ريح كريععه‪ ،‬أي بالمععاء أو غيععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والمعتمد في كيفية تقليم إلخ( يعني أن المعتمد في إزالة الظفار مخالفتها‪ ،‬لمععا روي‪:‬‬
‫من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينه رمدا‪) .‬وقوله‪ :‬أن يبتععدئ بمسعبحة يمينعه إلعخ(‬
‫وقيل يبدأ بخنصر اليمنى‪ ،‬ثم الوسطى‪ ،‬ثم البهام‪ ،‬ثم البنصر‪ ،‬ثععم السععبابة‪ ،‬ثععم إبهععام‬
‫اليسععرى‪ ،‬ثععم الوسععطى‪ ،‬ثععم الخنصععر‪ ،‬ثععم السععبابة‪ ،‬ثععم البنصععر‪) .‬قععوله‪ :‬والرجليععن(‬
‫معطوف على اليدين‪ ،‬أي والمعتمد في كيفيععة تقليععم الرجليععن‪) .‬قععوله‪ :‬وينبغععي البععدار‬
‫بغسل محل القلم( وذلك لن الحك به قبل الغسل يخشى منععه الععبرص‪) .‬قععوله‪ :‬ويسععن‬
‫فعل ذلك( أي التزين بما ذكر‪ .‬والولى‪ ،‬ويسن ذلك‪ ،‬بحذف لفظ‪ :‬فعععل‪) .‬وقععوله‪ :‬يععوم‬
‫الخميس أو بكرة الجمعة( أي لورود كل‪ .‬قال السيوطي في رسالته المسماة )بالسفار‬
‫عن قلم الظفار( ما نصه‪ :‬أخرج البزار والطبراني في الوسط‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن‬
‫رسول ال )ص( كان يقلم أظفععاره‪ ،‬ويقععص شعاربه يعوم الجمععة قبععل أن يخعرج إلععى‬
‫الصلة‪ .‬وأخرج الطبراني عن عائشة ‪ -‬رضي ال عنععه ‪ -‬أن النععبي )ص( قععال‪ :‬مععن‬
‫قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء في مثلها وأخرج البيهقي في سعننه‪ ،‬ععن نععافع‬
‫أن عبد ال بن عمر كان يقلم أظفععاره‪ ،‬ويقععص شععاربه فععي كععل جمعععة‪ .‬وأخععرج عبععد‬
‫الرازق عن سفيان الثععوري أنععه كععان يقلععم أظفععاره يععوم الخميععس‪ ،‬فقيععل لععه غععدا يععوم‬
‫الجمعة‪ .‬فقال‪ :‬السنة ل تؤخر‪ .‬وأخرج الديلمي في مسند الفردوس‪ ،‬عععن أبععي هريععرة‬
‫مرفوعا‪ :‬من أراد أن يأمن الفقر‪ ،‬وشكاية العمى‪ ،‬والبرص‪ ،‬والجنون‪ ،‬فليقلععم أظفععاره‬
‫يوم الخميس بعد العصر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النهاية‪ :‬قال في النوار‪ :‬ويستحب قلم الظفار فععي‬
‫كل عشرة أيام‪ ،‬وحلق العانة كل أربعين يوما‪ .‬وهذا جري على الغالب‪ .‬والمعتبر فععي‬
‫ذلك أنه مؤقت بطولها عادة‪ .‬ويختلف حينئذ باختلف الشخاص والحععوال‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫ابن حجر‪ :‬وقد اشتهر على ألسنة الناس في ذلك وأيامه أشعار منسوبة لبعض الئمة‪،‬‬
‫وكلها زور وكذب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬أشعععار‪ ،‬منهععا قععول بعضععهم‪ :‬فععي قععص الظفععار يععوم‬
‫السبت آكلة * * تبدو‪ ،‬وفيما يليه تذهب الععبركه وعععالم فاضععل يبععدو بتلوهمععا * * وإن‬
‫يكن بالثلثا فاحذر الهلكه ويورث السوء في الخلق رابعها * * وفي الخميس غنععى‬
‫يأتي لمن سلكه والعلم والحلم زيدا في عروبتهععا * * عععن النععبي روينععا فععاقتفوا نسععكه‬
‫)قوله‪ :‬وكره المحب الطبري نتععف إلععخ( عبععارة ع ش‪ :‬وكععره المحععب الطععبري نتععف‬
‫النف‪ .‬قال‪ :‬بل يقصه‪ ،‬لحديث فيه‪ ،‬قيل‪ :‬بل في حديث‪ :‬إن في بقائه أمانا من الجذام‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وينبغي أن محله‪ :‬ما لم يحصععل منعه تشعويه‪ ،‬وإل فينعدب قصععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬قععال‬
‫الشافعي إلخ( المناسب تقديم هذا وذكره بعد قوله وتطيب‪ ،‬أو بعععد قععوله كإزالععة ريععح‬
‫كريه ووسخ‪ ،‬أو تأخير قوله وإزالة إلخ وتقديم قوله والمعتمد في كيفية تقليم إلى قوله‬
‫لحديث فيه عليه‪) .‬وقوله‪ :‬قل همه( الفرق بين‬
‫] ‪[ 99‬‬
‫الهم والغم‪ ،‬كما قاله الحليمي‪ :‬أن الهم ينشأ عنه النوم‪ ،‬والغععم ينشععأ عنععه عععدمه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وسن إنصات( أي على الجديد‪ ،‬والقععديم يععوجبه‪ ،‬ويحععرم الكلم‪.‬‬
‫ومحل الخلف‪ :‬في كلم ل يتعلق به غرض مهدم ناجز‪ ،‬فإن تعلق به ذلك ‪ -‬كمععا لععو‬
‫رأى أعمى يقع في بئر ‪ -‬لم يكن حراما قطعا‪ ،‬بل قد يجب عليععه ذلععك‪ ،‬لكععن يسععتحب‬
‫أن يقتصر على الشارة إن أغنت عن الكلم‪) .‬قوله‪ :‬أي سكوت مععع إصعغاء( تفسعير‬
‫للنصات‪ ،‬والصغاء هو إلقاء السمع إلى الخطيب‪ ،‬فإذا انفك السكوت عن الصععغاء‬
‫فل يسمى إنصاتا‪) .‬قوله‪ :‬الخطبة( متعلق بإنصات‪ ،‬أي وسن إنصععات لخطبععة‪ ،‬لقععوله‬
‫تعالى‪) * :‬وإذا قرئ القرآن( * أي الخطبة * )فاستمعوا له وأنصتوا( *‪) .‬قوله‪ :‬ويسن‬
‫ذلك( أي النصات‪ .‬والولى والخصععر حععذف هععذا‪ ،‬والقتصععار علععى الغايععة بعععده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم يسمع الخطبة( غاية في السنية‪ ،‬وأفهمت أن ندب النصععات ل يختععص‬
‫بالربعين‪ ،‬بل سائر الحاضرين فيععه سععواء‪ .‬قععال الكععردي‪ :‬قععال فععي اليعععاب تجععويز‬
‫الكلم هنا ل ينافي ما مر من وجوب استماع أربعين للخطبة‪ ،‬وأن ذلك شرط لصعحة‬
‫الصلة‪ ،‬وبيانه‪ :‬أن الواجب إنمععا هععو اسععتماع الركععان فقععط‪ ،‬فلععو تكلععم الكععل إل فععي‬
‫الركان جاز عندنا‪ ،‬وإن تكلم واحد من الربعين بحيث انتفى سماعه لبعض الركان‬
‫أثم‪ ،‬ل من حيث الكلم‪ ،‬بل من حيث تفويته الشرط الذي هو سماع كل الركان إلععخ‪.‬‬
‫وسبق عن م ر أن الشرط إنما هو السععماع بععالقوة‪ ،‬ل بالفعععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬إلععخ(‬
‫إلخ‪ .‬وسبق عن م ر أن الشرط إنما هععو السععماع بععالقوة‪ ،‬ل بالفعععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪،‬‬
‫إلخ( استدراك من سنية النصات بالنسبة لحد شقي الغاية المفهمة أن غير النصات‬
‫ل يسن‪ ،‬وأفاد به أن هذا المفهوم ليس مرادا‪ ،‬بل الولى له في هذه الحالععة مععا ذكععره‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬أن يشععتغل بععالتلوة والععذكر( قععال ع ش‪ :‬بععل ينبغععي أن يقععال أن الفضععل لععه‬
‫اشتغاله بالصلة على النبي )ص( مقدما على التلوة‪ ،‬لغير سععورة الكهععف‪ ،‬والععذكر‪،‬‬
‫لنها شعار اليوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬سععرا( أي بحيععث ل يشععوش علععى الحاضععرين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويكره الكلم( أي الظاهر الية السابقة‪ ،‬وخبر مسلم‪ :‬إذا قلت لصاحبك أنصت ‪ -‬يععوم‬
‫الجمعة ‪ -‬والمام يخطب‪ ،‬فقععد لغعوت‪) .‬قعوله‪ :‬ول يحععرم( أي الكلم‪ ،‬للخبعار الدالععة‬
‫على جوازه‪ ،‬كخبر الصععحيحين‪ .‬عععن أنععس ‪ -‬رضععي الع عنععه ‪ :-‬بينمععا النععبي )ص(‬
‫يخطب يوم جمعة قام أعرابي‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هلك المال‪ ،‬وجععاع العيععال‪ ،‬فععادع‬
‫ال لنا‪ .‬فرفع يديه ودعا‪ .‬وخبر البيهقي بسند صحيح‪ ،‬عن أنس ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬أن‬
‫رجل دخل والنبي )ص( يخطب يوم الجمعة‪ ،‬فقال‪ :‬متى الساعة ؟ فأومععأ النععاس إليععه‬
‫بالسكوت‪ ،‬فلم يقبل‪ ،‬وأعاد الكلم‪ ،‬فقاله له النبي )ص(‪ :‬ما أعععددت لهععا ؟ قععال‪ :‬حععب‬
‫ال ورسوله‪ .‬قال‪ :‬إنك مع من أحببت‪ .‬وجعه الدللععة أنععه عليعه السععلم لععم ينكععر عليعه‬
‫الكلم‪ ،‬ولم يبين له وجوب السععكوت‪ .‬وبععه يعلععم أن المععر للنععدب فععي‪) * :‬وإذا قععرئ‬
‫القرآن فاستمعوا له وأنصتوا( * )‪ (1‬بناء علععى أنععه الخطبععة‪ ،‬وأن المععراد بععاللغو فععي‬
‫خبر مسلم‪ :‬إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والمام يخطب‪ ،‬فقد لغععوت‪ ،‬مخالفععة‬
‫السنة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للئمة الثلثة( أي حيث قععالوا بحرمتععه‪) .‬فععائدة( لععو كلععم شععافعي‬
‫مالكيا وقت الخطبة‪ ،‬فهل يحرم عليه‪ ،‬كمععا لععو لعععب الشععافعي مععع الحنفععي الشععطرنج‬
‫لعانته لععه علععى المعصععية أو ل ؟ القععرب عععدم الحرمععة‪ .‬ويفععرق بينهمععا بععأن لعععب‬
‫الشطرنج لما لم يتأت إل منهما كان الشافعي كالملجئ له‪ ،‬بخلفععه فععي مسععألتنا‪ ،‬فععإنه‬
‫حيث أجابه المالكي وتكلم معه كان باختياره لتمكنه من أنه ل يجيبه‪ .‬ويؤخذ منععه أنععه‬
‫لو كان إذا لم يجبه لحصل له منه ضرر‪ ،‬لكون الشععافعي المكلععم أميععرا أو ذا سععطوة‪،‬‬
‫يحرم عليه‪ ،‬لكن ل من جهة الكلم‪ ،‬بل من جهة الكععراه علععى المعصععية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حالة الخطبة( متعلق بيكره‪ .‬والمراد حال ذكر أركانهععا‪ ،‬بععدليل قععوله بعععد‪ :‬ول‬
‫حال الدعاء للملوك‪) .‬قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪204 :‬‬

‫] ‪[ 100‬‬
‫ل قبلها إلخ( أي ل يكععره الكلم قبععل الخطبععة‪ .‬قععال فععي النهايععة‪ :‬لنعه قبععل ذلععك‬
‫يحتاج إلى الكلم غالبا‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعد الجلوس على المنبر( غاية في عععدم الكراهععة‬
‫قبلها‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وهذا بخلف الصلة‪ ،‬فإنها تحرم بمجرد جلوسعه علعى المنععبر‪،‬‬
‫وإن لم يشرع في الخطبة‪ ،‬وإن علم أنه يفرغ من الصععلة ويععدرك أول الخطبععة‪ .‬كمععا‬
‫اعتمده م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفرق أن قطع الكلم هين‪ ،‬بخلف الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ول بعععدها( أي‬
‫ول يكره الكلم بعدها‪ ،‬أي بعد تمام الخطبة‪) .‬قوله‪ :‬ول بين الخطبتين( أي ول يكععره‬
‫بين الخطبتين‪) .‬قوله‪ :‬ول حال الدعاء للملوك( أي ول يكره حال الدعاء للملععوك‪ ،‬أي‬
‫لنه ليس من الركان‪ .‬ومثل الدعاء لهم‪ :‬الترضي عن الصععحابة‪) .‬قععوله‪ :‬ول لععداخل‬
‫مسجد إلخ( أي ول يكره الكلم لداخل المسجد في أثناء الخطبة إل إن اتخذ لععه مكانععا‬
‫واستقر فيه جلس أول فإنه يكره‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ويباح الكلم للععداخل فععي‬
‫أثنائها ما لم يجلس‪ ،‬يعني ما لم يتخذ له مكانا ويسععتقر فيعه‪ ،‬والتقييععد بعالجلوس جععري‬
‫على الغالب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره للداخل السلم( أي على المسععتمع‪ .‬قععال ع ش‪ :‬ومثلععه‬
‫الخطيب‪ .‬وينبغي أن ل يعععد نسععيانه لمععا هععو فيععه عععذرا فععي وجععوب الععرد عليععه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ويستثنى الخطيب‪ ،‬فل يكره له السلم‪) .‬قوله‪ :‬وإن لععم يأخععذ لنفسععه مكانععا( غايععة فععي‬
‫الكراهة‪) .‬قوله‪ :‬لشتغال إلخ( علة للكراهة‪ ،‬والشتغال يكععون بالسععتماع للخطبععة إن‬
‫كان المسلم عليه من السامعين‪ ،‬وبقراءة الخطبة إن كان هو الخطيب‪) .‬وقوله‪ :‬المسلم‬
‫عليهم( يقرأ بصيغة المبني للمفعول‪ ،‬والجار والمجرور نائب فاعله‪) .‬قوله‪ :‬فإن سلم(‬
‫أي الععداخل‪) .‬قععوله‪ :‬لزمهععم الععرد( أي وإن كععره السععلم‪ ،‬لن كراهتععه ليسععت ذاتيععة‪،‬‬
‫بخلفه علععى نحعو قاضععي الحاجععة‪ ،‬فععإن الكراهعة فيعه ذاتيعة‪ .‬ولعذلك ل يلزمعه الععرد‪.‬‬
‫وعبارة النهاية‪ :‬وإنما لم يجب الرد على نحو قاضي الحاجة‪ ،‬لن الخطاب منه ومعععه‬
‫سفه وقلة مروءة‪ ،‬فل يلئمه الععرد‪ ،‬بخلفععه هنععا‪ ،‬فععإنه يلئمععة‪ ،‬لن عععدم مشععروعيته‬
‫لعارض‪ ،‬ل لذاته‪ ،‬بخلفععه ثععم‪ ،‬فل إشععكال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخععالف الغزالععي فععي وجععوب الععرد‪،‬‬
‫وعبارته‪ :‬ول يسلم من دخل والخطيب يخطب‪ ،‬فإن سلم لم يستحق جوابا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ويسن تشميت الععاطس( أي إذا عطعس حعال الخطبعة‪ .‬ولسعنية التشعميت شعروط‪ ،‬أن‬
‫يحمد ال تعالى العاطس‪ ،‬وأن ل يزيد على الثلث‪ ،‬وأن ل يكون بسبب‪ .‬ففي صحيح‬
‫مسلم‪ :‬عن أبي موسى الشعري ‪ -‬رضي ال عنععه ‪ -‬قععال‪ :‬سععمعت رسععول الع )ص(‬
‫يقول‪ :‬إذا عطس أحدكم فحمد ال تعالى فشمتوه‪ ،‬فإن لم يحمد ال فل تشععمتوه‪ .‬وروي‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعت رسععول ال ع )ص( يقععول‪ :‬إذا عطععس‬
‫أحدكم فليشمته جليسه‪ ،‬وإن زاد على ثلث فهو مزكععوم‪ ،‬ول يشععمت بعععد ثلث‪ .‬قععال‬
‫النووي في الذكار‪ :‬واختلف العلماء فيه‪ ،‬فقال ابن العربي المالكي‪ :‬قيل يقععال لععه فععي‬
‫الثالثة إنك مزكوم‪ .‬قال‪ :‬والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعععد هععذا‪ ،‬لن هععذا الععذي‬
‫بك زكام ومرض‪ ،‬ل خفة العطاس‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما لم يكره التشميت ‪ -‬كسائر الكلم ‪ -‬لن‬
‫سببه قهري‪) .‬قوله‪ :‬والرد عليه( الضععمير يعععود علععى المشععمت بصععيغة اسععم الفاعععل‬
‫المفهوم من تشميت‪ ،‬وإن كان ظاهر صنيعه أنه يعود على العاطس‪ ،‬أي ويسععن الععرد‬
‫من العاطس على المشمت بأن يقول العاطس للمشمت ‪ -‬بعد قوله لععه يرحمععك ال ع ‪،-‬‬
‫يهديكم ال ويصلح بالكم‪ .‬قال النووي في الذكار‪ :‬وروينا في صععحيح البخععاري عععن‬
‫أبي هريرة عن النبي )ص(‪ ،‬قال‪ :‬إذا عطس أحدكم فليقل الحمد ل‪ ،‬وليقل له أخوة أو‬
‫صاحبه‪ :‬يرحمك ال‪ ،‬فإذا قال له يرحمك ال‪ ،‬فليقععل‪ :‬يهععديكم الع ويصععلح بععالكم‪ .‬أي‬
‫شأنكم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ورفع الصوت( أي ويسن رفع الصوت حال الخطبة‪) .‬وقوله‪ :‬مععن‬
‫غير مبالغة( أما معها فيكره‪) .‬قوله‪ :‬بالصلة إلخ( متعلق برفع الصوت‪) .‬قععوله‪ :‬عنععد‬
‫ذكر إلخ( متعلق بيسن المقدر‪) .‬وقوله‪ :‬اسمه( أي النععبي )ص(‪) .‬وسععئل( ابععن حجععر‪:‬‬
‫هل يجوز للحاضرين والمؤذنين إذا سمعوا اسم النبي )ص( أن يصلوا عليه جهرا أو‬
‫ل ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬أما حكم الصلة عليه )ص(‪ ،‬عند سماع ذكره برفع الصوت من‬
‫غير مبالغة‪ ،‬فهو أنه جائز بل كراهة‪ ،‬بل هو‬

‫] ‪[ 101‬‬
‫سنة‪ .‬وعبارة العباب وشعرحي لعه‪ :‬قعال النعووي وغيعره‪ :‬ول يكعره أيضعا رفعع‬
‫الصوت بل مبالغة في الصلة على النبي )ص( إذا قرأ الخطيب‪) * :‬إن ال وملئكته‬
‫يصلون على النبي( * )‪ (1‬الية‪ .‬ونقل الروياني ذلك عن الصحاب‪ ،‬فقال‪ :‬إنه يكون‬
‫كالتشميت‪ ،‬لنععه كل سععنة‪ .‬فقععول القاضععي أبععي الطيععب يكععره لنععه يقطععع السععتماع‪،‬‬
‫ضعيف‪ .‬بل صوب الزركشي خلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قععال شععيخنا( لعلععه فععي غيععر التحفععة‬
‫وفتح الجواد والفتاوي من بقية كتبه‪ .‬نعم‪ ،‬العبارة التي نقلتها عن الفتاوي ‪ -‬عند قععول‬
‫الشارح‪ :‬ويسن الدعاء لولة الصحابة ‪ -‬فيها حكم التأمين معن السعامعين‪ ،‬وفيهعا حكعم‬
‫ترضي الخطيب عنهم‪ .‬وأما ترضي السامعين المراد هنا فلم يععذكر فيهععا‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يبعد ندب الترضي عععن الصععحابة( أي ترضععي السععامعين عنهععم عنععد ذكععر الخطيععب‬
‫أسماءهم‪) .‬قوله‪ :‬بل رفع صوت( متعلفق بندب‪ .‬أما مع رفع الصوت فل ينععدب‪ ،‬لن‬
‫فيه تشويشا )قوله‪ :‬وكذا التأمين إلخ( أي وكذا ل يبعععد نعدب التععأمين بل رفععع صععوت‬
‫لععدعاء الخطيععب‪) .‬قععوله‪ :‬وتكععره تحريمععا( أي كراهععة تحريععم‪ ،‬فهععو منصععوب علععى‬
‫المفعولية المطلقة على حذف مضاف‪ ،‬وفيه أنه عععبر فععي التحفععة بالحرمععة‪ ،‬ونصععها‪:‬‬
‫ويحرم إجماعا صلة فرض إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبين كراهة التحريم والحرمة فععرق‪ ،‬وإن كععان‬
‫كل منهما يقتضي الثم‪ ،‬وذلك الفرق هو أن كراهة التحريععم‪ :‬مععا ثبتععت بععدليل يحتمععل‬
‫التأويل‪ ،‬والحرمة‪ :‬ما ثبتت بدليل قطعي‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬ولو لمن لم تلزمه الجمعة( أي‬
‫تكره تحريما مطلقا على من لزمته الجمعة وعلى من لععم تلزمعه‪ ،‬بععأن يكععون عبعدا أو‬
‫مسافرا‪ ،‬أو امرأة‪ .‬لكن الكراهة محصورة فيمن لم تطلب منه تحية المسجد‪ .‬بأن كععان‬
‫جالسا وأراد أن يصلي‪) :‬قوله‪ :‬بعد جلوس الخطيب( أما قبله ‪ -‬ولو بعد صعوده علععى‬
‫المنبر ‪ -‬فل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يسععمع الخطبععة( غايععة فععي كراهععة التحريععم‪ .‬وإنمععا‬
‫كرهت تحريما على من لم يسمع لشتغاله بصععورة عبععادة‪ ،‬ومععن ثععم فععارقت الصععلة‬
‫الكلم بععأن الشععتغال بععه ل يعععد إعراضععا عنععه بالكليععة‪ ،‬وأيضععا فمععن شععأن المصععلي‬
‫العراض عما سوى صلته‪ ،‬فإنه قد يفوته بها سماع أول الخطبة‪ ،‬بل لو أمن فععوات‬
‫ذلك كان ممتنعا أيضا‪ .‬وقد يؤخذ من ذلك أن الطواف ليس كالصلة هنا‪ .‬ويمنععع مععن‬
‫سجدة التلوة والشكر‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايعة‪ .‬وقععوله‪ :‬أن الطععواف ليععس كالصععلة‪ :‬جععزم بعه فععي‬
‫التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬ويمنع إلخ( جعلهما في التحفة كالطواف‪ ،‬فل يمنع منهما‪ ،‬وعبارتهععا‪:‬‬
‫ل طواف وسجدة تلوة وشكر‪) .‬قوله‪ :‬صلة فرض( نائب فاعععل تكععره‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫فائتة إلخ( غاية في الكراهة‪ ،‬أي تكره تحريما صلة الفرض‪ ،‬ولو كانت فائتة تذكرها‬
‫حال جلوس الخطيب على المنبر‪) .‬قوله‪ :‬وإن لزمته فورا( غاية في الفائتععة‪ ،‬أي ولععو‬
‫كانت الفائتة لزمته فورا‪ ،‬أي لزمه قضاؤها فورا‪ ،‬بأن فاتته من غير عذر‪ ،‬فإنه يكره‬
‫تحريما قضاؤها حينئذ‪ .‬قال ع ش‪ :‬فل يفعله‪ ،‬وإن خرج من المسجد عاد إليععه بسععبب‬
‫فعله فيما يظهر ‪ -‬أخذا مما قالوه فيما لو دخل المسجد في الوقععات المكروهععة بقصععد‬
‫التحية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نفل( بالجر‪ ،‬معطوف على فرض‪) .‬قوله‪ :‬ولو في حال الدعاء(‬
‫غاية في الكراهة أيضا‪) .‬والحاصل( أنها تستمر إلى فراغ الخطبة وتوابعهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والوجه أنها ل تنعقد( عبارة المغنى‪ :‬وإذا حرمت لم تنعقد ‪ -‬كما قععاله البلقينععي ‪ -‬لن‬
‫الوقت ليس لها‪ ،‬وكالصلة في الوقات الخمسة المكروهة‪ ،‬بل أولى‪ ،‬للجمععاع علععى‬
‫تحريمها هنا‪ ،‬كما مر بخلفها ثم‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفرق حينئذ بينهععا وبيععن الصععلة فععي المكععان‬
‫المغصوب ‪ -‬حيث انعقدت مع أنها تحرم ‪ :-‬أن النهي هنا لذات الصلة‪ ،‬وهناك لمر‬
‫خارج‪ ،‬وهو شغل ملك الغير من غيععر إذنععه‪) .‬قععوله‪ :‬كالصععلة بععالوقت المكععروه( أي‬
‫فإنها ل تنعقد فيه‪) .‬وقوله‪ :‬بل أولى( أي بل عدم انعقادها بعد جلععوس الخطيععب علععى‬
‫المنععبر أولععى مععن عععدم انعقادهععا فيععه‪ ،‬وذلععك لعراضععه عمععا هععو مععأمور بععه‪ ،‬وهععو‬
‫النصات للخطيب‪) .‬قوله‪ :‬يقتصر الخ( تصوير للتخفيف‪) .‬وقوله‪ :‬على أقل مجععزئ(‬
‫هو التيان بالواجبات فقط‪ ،‬كما سيصرح به قريبا‪ .‬واعتمد في النهاية أن‬

‫)‪ (1‬الحزاب‪56 :‬‬

‫] ‪[ 102‬‬
‫المراد بالتخفيف ترك التطويل عرفا‪ ،‬وعبارتها‪ :‬والمععراد بععالتخفيف فيمععا ذكععر‪،‬‬
‫القتصار على الواجبات‪ .‬قال الزركشي‪ :‬ل السراع‪ .‬قال‪ :‬ويدل له ما ذكروه أنه إذا‬
‫ضاق الوقت وأراد الوضوء‪ ،‬اقتصر علععى الواجبععات‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفيععه نظععر‪ .‬والفععرق بينععه‬
‫وبين ما استدل به واضعح‪ ،‬وحينئذ فععالوجه أن المعراد بعه تعرك التطويعل عرفععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫فعليه إن طول عرفا بطلت وإل فل‪ .‬وعلى الول إن زاد على الواجبات بطلععت‪ ،‬وإل‬
‫فل‪) .‬قوله‪ :‬عند جلوسه( متعلق بتخفيفها‪ ،‬أو متعلق بصلة من‪) .‬فرع( قال سم‪ :‬ينبغي‬
‫فيما لو ابتدأ فريضة قبل جلوس المام فجلس في أثنائها‪ ،‬أنه إن كعان البعاقي ركععتين‬
‫جاز له فعلهما‪ ،‬ولزمه تخفيفهما‪ .‬أو أكثر‪ ،‬امتنع فعلععه‪ ،‬وعليععه قطعهععا‪ ،‬أو قلبهععا نفل‪،‬‬
‫والقتصار على ركعتين‪ ،‬مع لزوم تخفيفها‪ .‬ولو أراد بعض الجالسين فريضة ثنائية‪،‬‬
‫فخرج من المسجد ثم دخله بقصد التوصل لفعل تلك الفريضععة‪ ،‬فينبغععي امتنععاع ذلععك‪،‬‬
‫كما لو دخل المسجد وقت الكراهة بقصد التحية فقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ولو أراد إلخ( تقععدم‬
‫عن ع ش ما يؤيده‪) .‬قععوله‪ :‬وكععره( أي تنزيهععا‪) .‬وقععوله‪ :‬لععداخل( أي محععل الصععلة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تحية( نائب فاعل كره‪) .‬وقوله‪ :‬فوتت تكبيرة الحععرام( أي غلععب علععى ظنععه‬
‫ذلك‪ ،‬بأن دخل والصلة قد أقيمت أو قرب قيامها‪ ،‬فحينئذ يتركهععا‪ ،‬ويقععف حععتى تقععام‬
‫الصلة‪ ،‬ول يقعد لئل يجلس في المسجد قبل التحيععة‪) .‬قععوله‪ :‬وإل فل تكععره( أي وإن‬
‫لم تفوت عليه ذلك‪ ،‬أي لم يغلب على ظنه ذلك‪ ،‬لم تكره‪) .‬قوله‪ :‬بل تسععن( أي التحيععة‬
‫بنيتها‪ ،‬وهو الولى‪ .‬أو راتبة الجمعة القبلية إن لععم يكععن صععلها‪ .‬وحينئذ الولععى نيععة‬
‫التحية معها‪ ،‬فععإن أراد القتصععار فععالولى ‪ -‬فيمععا يظهععر ‪ -‬نيععة التحيععة‪ ،‬لنهععا تفععوت‬
‫بفواتها بالكلية إذا لم تنععو‪ ،‬بخلف الراتبععة القبليععة للععداخل‪ .‬فععإن نععوى أكععثر منهمععا أو‬
‫صلة أخرى بقدرهما لم تنعقد‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفععة‪) .‬قعوله‪ :‬لكعن يلزمعه تخفيفهععا( وذلععك لخعبر‬
‫مسلم‪ :‬جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة والنبي )ص( يخطب‪ ،‬فجلس‪ ،‬فقال يععا سععليك‪،‬‬
‫قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما‪ .‬ثم قال‪ :‬إذا جاء أحدكم يوم الجمعععة والمععام يخطععب‬
‫فليركع ركعتين وليتجوز فيهما‪ .‬وقوله‪ :‬قم فاركع‪ :‬إنما أمره بععذلك لنععه جلععس جععاهل‬
‫بطلب التحية منه‪ ،‬فلم تفت بذلك‪) .‬قوله‪ :‬وكعره احتبعاء( قععال الكعردي هعو ‪ -‬كمععا فعي‬
‫اليعاب ‪ -‬أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو يديه أو غيرهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ابن زياد‬
‫اليمني‪ :‬إذا كان يعلم من نفسه عادة أن الحتباء يزيد في نشاطه فل بأس به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهو‬
‫وجيه‪ ،‬وإن لم أره في كلمهم‪ .‬ويحمل النهي عنه والقول بكراهته على من يجلعب لعه‬
‫الفتور والنوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬للنهي عنه( أي في خععبر أبععي داود والترمععذي‪ ،‬ععن مععاذ‬
‫بن أنس‪ ،‬قال‪ :‬نهى رسول ال )ص( عن الحبوة يوم الجمعة والمام يخطب‪ .‬قال فععي‬
‫شععرح الععروض‪ :‬وحكمتععه ‪ -‬أي النهععي عنهععا ‪ -‬أنععه يجلععب النععوم‪ ،‬فيعععرض طهععارته‬
‫للنقض‪ ،‬ويمنعع السعتماع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وكتععب أوراق حالتهععا( أي وكععره كتععب أوراق‬
‫حالة الخطبة‪ ،‬وتسمى الحفائظ‪ .‬قال في التحفة‪ :‬كتابة الحفائظ آخر جمعة من رمضان‬
‫بدعة منكرة ‪ -‬كما قاله القمولي ‪ -‬لما فيها من تفويت سماع الخطبة‪ ،‬والوقت الشريف‬
‫فيما لم يحفظ عمن يقتدي به‪ ،‬ومن اللفظ المجهععول‪ ،‬وهععو كعسععلهون‪ ،‬أي وقععدم جععزم‬
‫أئمتنا وغيرهم بحرمة كتابة وقراءة الكلمات العجمية التي ل يعرف معناهععا‪ .‬وقععول‬
‫بعضهم أنها حية محيطة بالعرش رأسها على ذنبها‪ ،‬ل يعول عليه‪ ،‬لن مثععل ذلععك ل‬
‫مدخل للرأي فيه‪ ،‬فل يقبل منه إل ما ثبععت ععن معصعوم علعى أنهععا بهعذا المعنعى‪ ،‬ل‬
‫تلئم ما قبلها في الحفيظة‪ ،‬وهو ل آلء إل آلؤك يا ال كعسلهون‪ ،‬بل هذا اللفععظ فععي‬
‫غاية اليهام‪ .‬ومن ثععم قيععل أنهععا اسععم صععنم أدخلهععا ملحععد علععى جهلععة العععوام‪ ،‬وكععأن‬
‫بعضهم أراد دفع ذلععك اليهععام‪ ،‬فععزاد بعععد الجللععة‪ :‬محيعط بععه علمععك كعسععلهون‪ ،‬أي‬
‫كإحاطة تلك الحية بالعرش‪ ،‬وهو غفلة عما تقرر أن هذا ل يقبل فيه إل ما صح عععن‬
‫معصوم‪ ،‬وأقبح معن ذلععك‪ :‬معا اعتيععد فعي بععض البلد معن صعلة الخميععس فععي هعذه‬
‫الجمعة عقب صلتها‪ ،‬زاعمين أنها تكفر صععلوات العععام أو العمععر المتروكععة‪ ،‬وذلععك‬
‫حععرام‪ ،‬أو كفععر‪ ،‬لوجععوه ل تخفععى ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بععل وإن كتععب فيهععا( أي فععي الوراق‪.‬‬
‫والضراب انتقالي‪) .‬وقوله‪ :‬نحو أسماء سريانية( اندرج تحت نحو السماء العبرانية‬
‫ونحوها من كل ما يجهل معناه‪) .‬وقوله‪ :‬حرم(‬

‫] ‪[ 103‬‬
‫أي كتععب ذلععك‪ ،‬والفعععل جععواب إن‪) .‬قععوله‪ :‬وسععن قععراءة سععورة كهععف( حكمععة‬
‫تخصيصها من بين سور القرآن‪ ،‬أن ال تعالى ذكر فيهععا يععوم القيامععة‪ ،‬ويععوم الجمعععة‬
‫يشبهها‪ ،‬لما فيه من اجتماع الخلق‪ ،‬ولن القيامة تقوم يوم الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬يوم الجمعة‬
‫وليلتها( )سئل( الشعمس الرملععي عمعن قععرأ نصعف الكهعف ليل ونصععفها نهععارا‪ ،‬هعل‬
‫يحصععل لععه الثععواب المخصععوص أو ل ؟ )فأجععاب( بععأنه ل يحصععل لععه الثععواب‬
‫المخصوص‪ ،‬وإنما يحصل له أصل الثواب‪ .‬ا‍ه‪ .‬من الفتاوى‪) :‬قوله‪ :‬لحععاديث فيهععا(‬
‫دليل لسنية قراءة سورة الكهف‪ ،‬أي وسن قراءتها لععورود أحععاديث فيهععا‪ .‬منهععا‪ :‬قععوله‬
‫)ص(‪ :‬من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين‪ .‬ومنها‪ :‬معن قرأهعا‬
‫ليلتها أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق‪ .‬قال الغزالي في الحيعاء‪ :‬وليقعرأ‬
‫سورة الكهف خاصة‪ ،‬فقد روي عن ابن عباس وأبي هريرة ‪ -‬رضي الع عنهععم ‪ -‬أن‬
‫من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة‪ ،‬أو يوم الجمعة‪ ،‬أعطي نورا من حيث يقرأها إلععى‬
‫مكة‪ ،‬وغفر له إلى يوم الجمعة الخرى‪ ،‬وفضل ثلثة أيام‪ ،‬وصلى عليه سبعون ألف‬
‫ملك حتى يصبح‪ .‬وعوفي من الداء‪ ،‬والدبيلة‪ ،‬وذات الجنب‪ ،‬والبرص والجذام‪ ،‬وفتنة‬
‫الععدجال‪) .‬قععوله‪ :‬وقراءتهععا( أي سععورة الكهععف‪) .‬وقععوله‪ :‬آكععد( أي مععن قراءتهععا ليل‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬وأوله( أي النهععار‪) .‬وقععوله‪ :‬بعععد الصععبح( متعلععق بمحععذوف خععبر أوله‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬أن قراءة سورة الكهف بعد الصبح أفضل من قراءتها بقية النهار‪ ،‬مسارعة‬
‫للخير ما أمكن‪ .‬وفي المغني‪ :‬والظععاهر أن المبععادرة إلععى قراءتهععا أول النهععار أولععى‪،‬‬
‫مسارعة وأمنا من الهمال‪ .‬وقيل‪ :‬قبل طلوع الشمس‪ .‬وقيل‪ :‬بعد العصر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وأن يكثر منهععا( أي ويسععن أن يكععثر معن قعراءة سعورة الكهععف‪ ،‬وأقعل الكثععار ثلث‬
‫مرات‪ ،‬كما في حواشي المحلى‪ ،‬وحواشععي المنهععج‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن سععائر القععرآن( أي‬
‫وسن أن يكثر من سائر القرآن قال المؤلف في )إرشعاد العبععاد( أخععرج الععدارمي ععن‬
‫مكحول‪ :‬من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملئكة إلععى الليععل‪ .‬وهععو‬
‫عن كعب‪ :‬اقرؤا سورة هود يععوم الجمعععة والطععبراني عععن أبععي أمععامه‪ :‬مععن قععرأ حععم‬
‫الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى ال له بيتا في الجنة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬فيهمععا( أي‬
‫في ليلة الجمعة ويومها‪) .‬قوله‪ :‬ويكره الجهر بقعراءة الكهعف( لعم يععبر هنعا بالسعورة‬
‫للرشاد للرد على من شذ فكره ذكر ذلععك معن غيععر سععورة‪) .‬قععوله‪ :‬وغيععره( الولععى‬
‫وغيرها‪ ،‬لن المراد من الكهف السورة‪) .‬قوله‪ :‬إن حصل به( أي بالجهر‪ .‬وهععو قيععد‬
‫في الكراهة‪) .‬قوله‪ :‬أو نائم( قال سم‪ :‬ظاهره ولو في المسجد وقت إقامة المفروضععة‪.‬‬
‫وفيه نظر‪ ،‬لنه مقصر بالنوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ينبغي حرمة الجهر بععالقراءة فععي المسععجد(‬
‫أي بحضرة المصلين فيه‪ .‬وعبارة الشارح في )باب الصلة(‪ :‬وبحععث بعضععهم المنععع‬
‫من الجهر بقرآن أو غيره بحضرة المصلي مطلقا‪ ،‬أي شوش عليه أول‪ ،‬لن المسجد‬
‫وقف على المصلي‪ ،‬أي أصعالة ‪ -‬دون الوععاظ والقعراء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وحمعل( بالبنعاء‬
‫للفاعل‪ ،‬وفاعله يعود على شععيخه‪ ،‬إن كععان هععذا الحمععل موجععودا فععي شععرح العبععاب‪،‬‬
‫وبالبنععاء للمجهععول ونععائب فععاعله كلم النععووي‪ ،‬إن لععم يكععن موجععودا فيععه‪ .‬فععانظره‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بالكراهة( متعلق بكلم معنى تكلم‪ ،‬أي حمععل تكلمععه بالكراهععة أي قععوله بهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على ما إذا خف التأذى( متعلق بحمل‪ ،‬وهذا يخالف الطلق المار في العبارة‬
‫المارة آنفا إن كانت الواو في قوله بعد‪ :‬وعلى كون إلععخ بمعنععى أو ‪ -‬كمععا هععو ظععاهر‬
‫صنيعه ‪ -‬فإن كانت باقية على معناها فل مخالفة‪ ،‬لنه يصير المحمول عليه مجمععوع‬
‫شيئين‪ :‬خفة التأذي‪ ،‬وكون القراءة في غير المسجد‪) .‬قوله‪ :‬وإكثار صلة على النععبي‬
‫)ص(( قال الحلبي في حواشي المنهج‪ :‬قال أبو طالب المكي‪ :‬أقل إكثار الصلة عليه‬
‫)ص( ثلثمائة مرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للخبار الصحيحة المرة بذلك( منهععا‪ :‬إن مععن أفضععل‬
‫أيامكم يوم الجمعة‪ ،‬فعأكثروا علعي معن الصعلة فيعه‪ ،‬فعإن صعلتكم معروضعة علعي‪.‬‬
‫وخبر‪ :‬أكثروا علي من الصلة ليلة الجمعة ويوم الجمعة‪ ،‬فأكثروا علععي مععن الصععلة‬
‫ليلة الجمعة‪ ،‬ويوم الجمعة‪ ،‬فمن صلى علي صلة صلى ال ع عليععه بهععا عشععرا‪ .‬وفععي‬
‫الحياء ما نصه‪ :‬يستحب أن يكثر الصلة على‬

‫] ‪[ 104‬‬
‫رسول ال )ص( في هذا اليوم‪ ،‬فقد قال )ص(‪ :‬من صلى علي في يععوم الجمعععة‬
‫ثمانين مرة غفر ال له ذنوب ثمانين سنة‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬كيععف الصععلة عليععك ؟‬
‫قال‪ :‬تقول‪ :‬اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي المي‪ .‬وتعقععد واحععدة‪.‬‬
‫وإن قلت‪ :‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلة تكون لك رضاء ولحقععه أداء‪،‬‬
‫وأعطه الوسيلة‪ ،‬وابعثه المقام الذي وعدته‪ ،‬واجزه عنا ما هو أهله‪ ،‬واجزه أفضل ما‬
‫جزيت نبيا عن أمته‪ ،‬وصل عليه وعلععى جميععع إخععوانه مععن النععبيين والصععالحين‪ ،‬يععا‬
‫أرحم الراحمين‪ .‬تقول هذا سبع مرات‪ .‬فقد قيععل‪ :‬مععن قالهععا فععي سععبع جمععع‪ ،‬فععي كععل‬
‫جمعععة سععبع مععرات‪ ،‬وجبععت لععه شععفاعته )ص(‪ .‬وإن أراد أن يزيععد أتععى بالصععلة‬
‫المأثورة‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اجعل فضائل صلواتك‪ ،‬ونععوامي بركاتععك‪ ،‬وشععرائف زكواتععك‪،‬‬
‫ورأفتععك‪ ،‬ورحمتععك‪ ،‬وتحيتععك‪ ،‬علععى محمععد سععيد المرسععلين‪ ،‬وإمععام المتقيععن‪ ،‬وخععاتم‬
‫النبيين‪ ،‬ورسول رب العالمين‪ ،‬قائد الخير‪ ،‬وفاتح البر‪ ،‬ونبي الرحمععة‪ ،‬وسععيد المععة‪.‬‬
‫اللهم ابعثه مقاما محمودا تزلف به قربه‪ ،‬وتقربه عينه‪ ،‬يغبطه به الولون والخرون‪.‬‬
‫اللهععم اعطععه الفضععل والفضععيلة والشععرف والوسععيلة‪ ،‬والدرجععة الرفيعععة‪ ،‬والمنزلععة‬
‫الشامخة المنيفة‪ .‬اللهم أعط محمععدا سععؤاله‪ ،‬وبلغععه مععأموله واجعلععه أول شععافع‪ ،‬وأول‬
‫مشفع‪ ،‬اللهم عظم برهانه‪ ،‬وثقععل ميزانععه‪ ،‬وأبلععج حجتععه‪ ،‬وارفععع فععي أعلععى المقربيععن‬
‫درجته‪ .‬اللهم احشرنا في زمرته‪ ،‬واجعلنا من أهل شفاعته‪ ،‬وأحينا على سنته‪ ،‬وتوفنا‬
‫على ملته‪ ،‬وأوردنا حوضه‪ ،‬واسقنا بكأسه‪ ،‬غيععر خزايعا ول نعادمين‪ ،‬ول شعاكين ول‬
‫مبدلين‪ ،‬ول فاتنين ول مفتونين‪ ،‬آمين يا رب العالمين‪ .‬وعلى الجملة‪ ،‬فكل ما أتى بععه‬
‫من ألفاظ الصلة‪ ،‬ولو بالمشهورة في التشهد‪ ،‬كععان مصععليا‪ .‬وينبغععي أن يضععيف إليعه‬
‫الستغفار‪ ،‬فإن ذلك أيضا مستحب في هذا اليوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا‪) .‬قععوله‪ :‬فالكثععار منهععا‬
‫أفضل من إكثار ذكر أو قرآن( يعني أن الكثار من الصلة على النبي )ص( في ليلة‬
‫الجمعععة ويومهععا أفضععل مععن الكثععار بغيرهععا مععن الععذكر والقععراءة‪) .‬وقععوله‪ :‬لععم يععرد‬
‫بخصوصه( فاعل الفعل يعود على الحد الدائر من الععذكر أو القععرآن‪ ،‬أو يعععود علععى‬
‫المذكور منهما‪ ،‬أي لم يرد كل من الذكر والقرآن عن النععبي )ص( بخصوصععه‪ ،‬فععإن‬
‫ورد فيه ذلك بخصوصه‪ ،‬كقراءة الكهف‪ ،‬والتسععبيح عقععب الصععلوات‪ ،‬فالشععتغال بععه‬
‫أفضل من الشتغال بالصلة على النبي )ص(‪) .‬قوله‪ :‬ودعاء( بالجر معطععوف علععى‬
‫صلة‪ ،‬أي وسن إكثار دعاء إلخ‪) .‬قوله‪ :‬رجاء إلخ( علة لسععنية الكثععار مععن الععدعاء‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ساعة الجابة( أي أن الدعاء فيها يستجاب ويقع مععا دعععا بععه حععال يقينععا‪ ،‬فل‬
‫ينافي أن كل دعاء مستجاب‪ .‬وهي مععن خصععائص هععذه المععة‪ .‬ا‍ه‪ .‬برمععاوي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وأرجاها( أي سععاعة الجابععة‪ ،‬أي أقربهععا رجععاء‪ ،‬أي حصععول‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن جلععوس‬
‫الخطيب إلى آخر الصلة( قال سم‪ :‬ل يخفى أنه من حين جلوس الخطيب إلععى فععراغ‬
‫الصلة يتفاوت باختلف الخطباء‪ ،‬إذ يتقدم بعضهم‪ ،‬ويتأخر بعضهم‪ ،‬بل يتفاوت فععي‬
‫حق الخطيب الواحد‪ ،‬إذ يتقدم في بعض الجمع ويتأخر في بععض‪ ،‬فهعل تلعك السععاعة‬
‫متعددة فهي في حق كل خطيب ما بين جلوسه إلى آخععر الصععلة‪ ،‬وتختلععف فععي حععق‬
‫الخطيب الواحد أيضا باعتبار تقدم جلوسه وتأخره ؟ فيه نظر‪ .‬وظاهر الخبر التعععدد‪،‬‬
‫ول مانع منه‪ .‬ثم رأيت الشارح سئل عن ذلك‪ ،‬فأجاب بقوله‪ :‬لم يزل فععي نفسععي ذلععك‬
‫منذ سنين‪ ،‬حتى رأيت الناشري نقل عن بعضهم أنعه قعال‪ :‬يلععزم علععى ذلعك أن تكععون‬
‫ساعة الجابة في حق جماععة غيرهعا فعي حعق آخريعن‪ ،‬وهعو غلعط ظعاهر‪ ،‬وسعكت‬
‫عليه‪ .‬وفيه نظر‪ .‬ومن ثم قال بعض المتأخرين سععاعة الجابععة فععي حععق كععل خطيععب‬
‫وسامعيه ما بين أن يجلس إلى أن تنقضي الصلة‪ ،‬كما صععح فععي الحععديث‪ ،‬فل دخععل‬
‫للعقل في ذلك بعد صحة النقل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الشارح في شرح العباب‪ :‬وقد سععئل البلقينععي‪:‬‬
‫كيف يدعو حال الخطبة وهعو معأمور بالنصععات ؟ )فأجععاب( بععأنه ليععس معن شعروط‬
‫الدعاء التلفظ‪ ،‬بل استحضاره بقلبه كاف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد يقال ليس المقصععود مععن النصععات‬
‫إل ملحظة معنى الخطبععة‪ ،‬والشععتغال بالععدعاء بععالقلب بمععا يفععوت ذلععك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهي لحظة لطيفة( أي أن ساعة الجابة لحظععة لطيفععة‪ ،‬وأفععاد بهععذا أنععه ليععس المععراد‬
‫بقولهم فيها وأرجاها من جلوس إلعخ‪ ،‬أن سعاعة الجابعة مسعتغرقة لمعا بيعن الجلعوس‬
‫وآخر الصلة‪ ،‬بل المراد أنهععا ل تخععرج عععن هعذا الععوقت‪ ،‬فإنهععا لحظععة لطيفععة‪ .‬ففععي‬
‫الصحيحين‪ ،‬عند ذكره إياها وأشار بيده يقللها‪.‬‬

‫] ‪[ 105‬‬
‫)قوله‪ :‬وصح أنها آخر ساعة بعد العصر( هذا ل يعارض ما تقدم من أنهععا مععن‬
‫جلوس الخطيب إلى آخر الصلة لنه يحتمل أنها منتقلة‪ ،‬تكون يوما في وقععت ويومععا‬
‫في وقت آخر‪ .‬وعبارة شرح المنهج‪ :‬وأما خبر‪ :‬يوم الجمعة ثنتععا عشععرة سععاعة‪ ،‬فيععه‬
‫ساعة ل يوجد فيها مسلم يسأل ال شعيئا إل أعطعاه إيععاه‪ ،‬فالتمسعوها آخععر سععاعة بععد‬
‫العصر‪ .‬فيحتمل أن هذه الساعة منتقلة تكون يوما في وقت‪ ،‬ويوما في آخر‪ ،‬كما هععو‬
‫المختار في ليلة القدر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وقوله منتقلة‪ :‬ضعيف‪ ،‬والمعتمد أنها تلععزم‬
‫وقتا بعينعه‪ .‬كمعا أن المعتمعد فعي ليلعة القعدر أنهعا تلعزم ليلعة بعينهعا‪ .‬فقعوله‪ :‬كمعا هعو‬
‫المختار‪ ،‬ضعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وفي ليلتها( معطوف علععى فععي يومهععا أي وسععن إكثععار‬
‫دعاء في ليلتها‪) .‬قوله‪ :‬لما جاء( أي ورد‪) .‬وقوله‪ :‬أنه( أي الشععافعي‪) .‬وقععوله‪ :‬بلغععه(‬
‫أي عن النبي )ص(‪ .‬فهو مرفوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش )قوله‪ :‬وسن إكثار فعل الخير فيهما( أي‬
‫في يوم الجمعة وليلتها‪ ،‬لما أخرجه ابن زنجوية عن ابن المسيب بععن رافععع قععال‪ :‬مععن‬
‫عمل خيرا في يوم الجمعة ضعف له بعشععرة أضعععاف فععي سععائر اليععام‪ ،‬ومععن عمععل‬
‫شرا فمثل ذلك ا‍ه‪ .‬إرشاد العباد‪ .‬ويقاس باليوم‪ :‬الليلة‪ ،‬إذ ل فععرق‪) .‬قععوله‪ :‬كالصععدقة(‬
‫تمثيل لفعل الخير‪ .‬قال فععي الحيععاء‪ :‬الصععدقة مسععتحبة فععي هعذا اليععوم خاصععة‪ ،‬فإنهععا‬
‫تتضاعف‪ ،‬إل على من سأل والمام يخطب وكان يتكلم في كلم المام فهذا مكععروه‪.‬‬
‫قععال كعععب الحبععار‪ :‬مععن شععهد الجمعععة ثععم انصععرف فتصععدق بشععيئين مختلفيععن مععن‬
‫الصدقة‪ ،‬ثم رجع فركع ركعععتين يتععم ركوعهمععا وسععجودهما وخشععوعهما‪ ،‬ثععم يقععول‪:‬‬
‫اللهم إني أسألك باسمك باسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وباسمك الذي ل إلععه إل هععو الحععي‬
‫القيوم الذي ل تأخذه سنة ول نوم‪ .‬لم يسأل الع تعععالى شععيئا إل أعطععاه‪ .‬وقععال بعععض‬
‫السلف‪ :‬من أطعم مسكينا يوم الجمعة‪ ،‬ثم غدا وابتكر ولم يؤذ أحدا ثم قال حيععن يسععلم‬
‫المام‪ :‬بسم ال الرحمان الحي القيوم‪ .‬أسألك أن تغفر لععي‪ ،‬وترحمنععي‪ ،‬وتعععافيني معن‬
‫النار‪ .‬ثم دعا بما بدا له‪ ،‬استجيب له‪) .‬وقععوله‪ :‬وغيرهععا( أي غيععر الصععدقة‪ ،‬كععالوقف‬
‫وإماطة الذى عن الطريق‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .،‬وزيارة مريض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يشتغل( المصدر المؤول معطوف على إكثععار‪ ،‬أي وسععن الشععتغال إلععخ‪،‬‬
‫ول حاجة إلى ذكر هذا‪ ،‬لنععه يعلععم ممععا قبلععه‪ ،‬إذ فعععل الخيععر شععامل للقععراءة والععذكر‬
‫ونحوهما‪ .‬وقد صرح أول بأن الكثار من الصلة على النبي )ص( أفضل من إكثععار‬
‫ذكر أو قرآن لم يرد بخصوصه‪) .‬قوله‪ :‬في طريقه( أي إلى المسجد‪ .‬قال في المغني‪:‬‬
‫والمختار كما قال المصنف في تبيانه ‪ -‬أن القراءة في الطريق جععائزة غيععر مكروهععة‬
‫إذا لم يلته صاحبها‪ ،‬فععإن التهععى عنهععا كرهععت‪ .‬قععال الذرعععي‪ :‬ولعععل الحععوط تععرك‬
‫القراءة فيها‪ ،‬فقد كرهها بعض السلف فيه‪ .‬ول سيما في مواضع الرحمععة الغفلععة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وحضوره( أي وفي حضوره‪ .‬والمراد أن يشتغل في وقععت انتظععار الصععلة‪.‬‬
‫)وقعوله‪ :‬محععل الصععلة( ظعرف متعلعق بحضععوره‪) .‬قعوله‪ :‬بقععراءة( متعلعق بيشعتغل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأفضله( أي الذكر‪) .‬قوله‪ :‬قبععل الخطبععة( متعلععق بحضععور‪ ،‬فكععان الولععى أن‬
‫يذكره بعده ‪ -‬كما في المغني والنهاية ‪ -‬قال في الروض وشععرحه‪ :‬وليشععتغل ‪ -‬نععدبا ‪-‬‬
‫من حضر قبل الخطبة بالذكر‪ ،‬والتلوة‪ ،‬والصلة على النبي )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا‬
‫حالة الخطبة( أي وكذا يسن أن يشتغل بما ذكر إذا حضر حالة الخطبة ولععم يسععمعها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما مر( أي قريبععا فععي قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬الولععى لغيععر السععامع أن يشععتغل بععالتلوة‬
‫والذكر سرا‪) .‬قوله‪ :‬للخبار المرغبة( تعليععل لسععنية الكثععار مععن فعععل الخيععر وسععنية‬
‫الشتغال‪) .‬وقوله‪ :‬في ذلك( أي المذكور من إكثار فعل الخير والشتغال بما ذكر من‬
‫القراءة‪ ،‬والذكر والصلة على النبي )ص(‪ .‬وقد علمت بعضا من الخبار الواردة في‬
‫ذلك‪ .‬فل تغفل‪) .‬والحاصل( ينبغععي أن يجعععل يععوم الجمعععة للخععرة‪ ،‬فكيععف فيععه عععن‬
‫جميع أشغال الدنيا‪ ،‬ويكثر فيه الوراد فعل الخير‪ ،‬كما هو عادة السععلف‪) .‬قععوله‪ :‬وأن‬
‫يقرأ إلخ( معطوف على إكثار أيضا‪ .‬أي وسن أن يقرأ‪) .‬قوله‪ :‬قبععل أن يثنععي رجليععه(‬
‫أي قبل أن يصرفهما عن الهيئة التي سلم عليها ويردهما إلى هيئة أخرى‪ .‬فهععو بفتععح‬
‫الياء من ثنى‪ :‬كرمى‪ .‬قال في‬

‫] ‪[ 106‬‬
‫المصباح‪ :‬ثنيت الشئ أثنيه ثنيا‪ ،‬من باب رمى‪ :‬إذا عطفته‪ ،‬ورددته‪ .‬وثنيته عن‬
‫مراده‪ :‬إذا صرفته عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬الفاتحة إلخ( مفعول يقرأ‪) .‬قععوله‪ :‬سععبعا‬
‫سبعا( حال من القراءة المأخوذة من يقععرأ‪ ،‬أو نععائب عععن المفعععول المطلععق‪ .‬أي يقععرأ‬
‫ذلك حال كون قراءة كل واحدة من السور المذكورة مكررة سبعا سبعا‪ ،‬أو يقرأ ذلععك‬
‫قراءة سبعا سبعا‪) .‬قوله‪ :‬لما ورد أن من قرأها( أي الفاتحة ومععا بعععدها‪ .‬وورد أيضععا‬
‫أن من قرأها حفظ ال له دينه ودنيععاه وأهلععه وولععده‪ .‬وورد أيضععا )‪ (1‬عععن عائشععة ‪-‬‬
‫رضي ال عنها ‪ -‬قالت‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬من قرأ بعد صلة الجمعة * )قععل هععو‬
‫ال أحد( * و * )قل أعوذ برب الفلق( * و * )قل أعوذ بععرب النععاس( * سععبع مععرات‬
‫أعاذه ال بها من السوء إلى الجمعة الخرى‪ .‬وقال ابن مسعود ‪ -‬رضععي ال ع عنععه ‪:-‬‬
‫من قال بعد قراءة ما تقدم‪ :‬اللهم يا غني يا حميد‪ ،‬يا مبدئ يا معيد‪ ،‬يا رحيم يععا ودود‪،‬‬
‫اغنني بفضلك عمن سواك‪ ،‬وبحللك عن حرامععك‪ .‬أغنععاه العع‪ ،‬ورزقععه مععن حيععث ل‬
‫يحتسب‪ .‬وقال أنس ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬من قال يوم الجمعة سبعين مرة‪ :‬اللهم اغنني‬
‫بفضلك عمن سواك‪ ،‬وبحللك عن حرامععك‪ .‬لععم يمععر عليععه جمعتععان حععتى يغنيععه الع‬
‫تعالى‪) .‬فوائد( الولى‪ :‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬عن النبي )ص( أنه قال‪:‬‬
‫من قال بعدما تقضى الجمعة سبحان ال العظيم وبحمده‪ .‬مائة مرة‪ ،‬غفر ال لععه مععائة‬
‫ألف ذنعب‪ ،‬ولوالعديه أربععة وعشعرين ألعف ذنعب‪ .‬الثانيعة‪ :‬ععن سعيدي عبعد الوهعاب‬
‫الشعراني ‪ -‬نفعنا ال به ‪ -‬أن من واظب على قراءة هذين البيتين في كل يوم جمعععة‪،‬‬
‫توفاه ال على السلم من غير شك‪ ،‬وهما‪ :‬إلهي لست للفععردوس أهل * * ول أقععوى‬
‫على نار الجحيم فهب لي توبة‪ ،‬واغفر ذنوبي * * فإنك غافر الذنب العظيم ونقل عن‬
‫بعضهم أنها تقرأ خمس مرات بعد الجمعة‪ ..‬الثالثة‪ :‬عن عراك بن مالك‪ ،‬أنه كععان إذا‬
‫صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم أجبت دعوتك‪ ،‬وصليت‬
‫فريضتك‪ ،‬وانتشرت كما أمرتني‪ ،‬فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين‪ ،‬وقد قلت‬
‫وقولك الحق * )يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكععر‬
‫ال وذروا البيع‪ ،‬ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمععون‪ .‬فععإذا قضععيت الصععلة فانتشععروا فععي‬
‫الرض وابتغوا من فضل ال‪ ،‬واذكروا ال كثيرا لعلكم تفلحععون( *‪) .‬تنععبيه( وجععدت‬
‫في هامش حاشية الكردي ما نصه‪ :‬ذكر ع ش في حاشيته على م ر أنه ينبغععي تقععديم‬
‫المسبعات المذكورة على الذكر الوارد عقب الصلة‪ ،‬لحث الشارع على طلب الفععور‬
‫فيها‪ ،‬ولكن في ظني أن في )شرح المناوي على الربعين( أنه يقدم التسبيح وما معععه‬
‫عليها‪ ،‬وينبغي أيضا أن يقععدم المسععبعات علععى تكععبير العيععد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬علععى تكععبير‬
‫العيد‪ :‬أي التكبير المقيد في عيد الضحى‪) .‬قوله‪ :‬مهمة‪ ،‬يسن أن يقرأها( أي الفاتحة‪،‬‬
‫والخلص‪ ،‬والمعوذتين‪) .‬وقوله‪ :‬وآيععة الكرسععي( بالنصععب‪ ،‬معطععوف علععى مفعععول‬
‫يقرأ‪) .‬قوله‪ :‬وشهد ال( أي ويقرأ آية شهد ال‪ ،‬وهي‪) * :‬شهد ال ع أنععه ل إلععه إل هععو‬
‫والملئكة وأولوا العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيععز الحكيععم )‪) .* (2‬قععوله‪ :‬بعععد‬
‫كل مكتوبة( متعلق بيقعرأ‪) .‬قعوله‪ :‬وحيعن يعأوى( معطعوف علعى الظععرف قبلعه‪ ،‬فهعو‬
‫متعلق بما تعلق به‪ ،‬أي ويسن أن يقرأ معا ذكععر حيعن يععأوي علعى فراشعه‪ ،‬أي يسعتقر‬
‫لجل النوم‪) .‬قوله‪ :‬مع‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬ورود أيضا( هذه الرواية بإسقاط الفاتحة الروايععة ذكرهععا الشععارح‪ ،‬فإنهععا‬
‫بإثباتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف )‪ (2‬الجمعة‪10 - 9 :‬‬

‫] ‪[ 107‬‬
‫أواخر إلخ( متعلق بيقرأ المقدر‪ ،‬أي يقرؤها مع قععراءة أواخععر البقععرة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫والكععافرون( معطععوف علععى أواخععر‪ ،‬أي ومععع قععراءة الكععافرون‪ ،‬وأثبععت الععواو فيععه‬
‫للحكاية‪) .‬قوله‪ :‬ويقرأ خواتيم الحشر( أي ويسن أن يقرأ خواتيم الحشر‪ ،‬وهي‪) * :‬لعو‬
‫أنزلنا هذا القرآن على جبععل لرأيتععه خاشعععا متصععدعا مععن خشععية العع‪ ،‬وتلععك المثععال‬
‫نضربها للناس لعلهم‪ ،‬يتفكرون‪ ،‬هو ال الذي ل إلععه إل هععو‪ ،‬عععالم الغيععب والشععهادة‪،‬‬
‫هععو الرحمععن الرحيععم‪ .‬هععو الع الععذي ل إلععه إل هععو‪ ،‬الملععك القععدوس السععلم المععؤمن‬
‫المهيمن العزيز الجبار المتكبر‪ ،‬سبحان الع عمععا يشععركون‪ .‬هععو الع الخععالق البععارئ‬
‫المصور‪ ،‬له السماء الحسععنى‪ ،‬يسععبح لععه مععا فععي السععموات والرض‪ ،‬وهععو الغزيععز‬
‫الحكيم( * )‪) (1‬وقوله‪ :‬وأول غافر‪ ،‬إلخ( هو‪) * :‬حم تنزيل الكتععاب مععن ال ع العزيععز‬
‫العليم‪ ،‬غععافر الععذنب وقابععل التععوب‪ ،‬شععديد العقععاب‪ ،‬ذي الطعول‪ ،‬ل إلععه إل هععو‪ ،‬إليععه‬
‫المصير( )‪) * (2‬وقوله‪ :‬أفحسبتم( أي ويقععرأ آيععة أفحسععبتم‪ ،‬وهععي‪) * :‬أفحسععبتم أنمععا‬
‫خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العععرش‬
‫الكريم ومن يدع مع ال إلها آخر ل برهان له به فإنما حسععابه عنععد ربععه إنععه ل يفلععح‬
‫الكععافرون وقععل رب اغفععر وارحععم وأنععت خيععر الراحميععن( * )‪) .(3‬قععوله‪ :‬صععباحا‬
‫ومساء( متعلق بقوله ويقرأ خععواتيم إلععخ‪ .‬أي ويقععرأ خععواتيم إلععخ‪ .‬أي ويقععرأ ذلععك فععي‬
‫الصباح والمساء‪) .‬وقوله‪ :‬مععع أذكارهمععا( أي الصععباح والمسععاء‪ .‬أي ويقععرأ مععا ذكععر‬
‫زيادة على أذكارهما‪ ،‬وقد عقد لها المؤلف في )إرشاد العباد( بابا مسقل‪ ،‬فععانظره إن‬
‫شئت‪) .‬قوله‪ :‬وأن يواظب كل يوم إلخ( أي ويسن أن يواظب كل يوم‪) .‬قععوله‪ :‬وعلععى‬
‫الخلص إلخ( أي ويسن أن يواظب ‪ -‬مع ما ذكر ‪ -‬علعى الخلص كعل يعوم معائتي‬
‫مرة‪) .‬وقوله‪ :‬والفجر( أي ويواظب على الخلص مع * )والفجر وليععال عشععر( * )‬
‫‪ (4‬في عشر ذي الحجة‪) .‬قوله‪ :‬ويس( أي ويسععن أن يقععرأ يععس‪ ،‬لخععبر‪ :‬اقععرؤا علععى‬
‫موتاكم يس‪ .‬رواه أبو داود‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ .‬وقال‪ :‬المراد به من حضره الموت‪،‬‬
‫يعني مقدماته‪ ،‬لن الميت ل يقرأ عليععه‪ .‬وفععي رباعيععات أبععي بكععر الشععافعي‪ :‬مععا مععن‬
‫مريض يقرأ عند يس إل مات ريانا‪ ،‬وأدخل قععبره ريانععا‪ ،‬وحشععر يعوم القيامععة ريانععا‪.‬‬
‫قال الجاربردي‪ :‬ولعل الحكمة في قراءتها أن أحعوال القيامعة والبععث معذكورة فيهعا‪،‬‬
‫فإذا قرئت عليه تجدد له ذكر تلك الحوال‪) .‬وقوله‪ :‬والرعد( أي ويسن أن يقرأ عنععده‬
‫الرعععد أي لقععول جععابر بععن زيععد‪ :‬فإنهععا تهععون عليععه خععروج الععروح‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععد‬
‫المحتضر( متعلق بيقرأ المقدر‪) .‬قوله‪ :‬ووردت في كلها أحاديث غير موضعوعة( قعد‬
‫استوعبها المام النووي في أذكععاره‪ ،‬فليراجعهععا مععن شععاء‪) .‬تنععبيه( ينبغععي للعاقععل أن‬
‫يععواظب علععى الذكععار النبوبععة الععواردة عععن خيععر البريععة‪ ،‬المشععروعة بعععد المكتوبععة‬
‫وغيرها من جميع الحعوال‪ ،‬فععإن معن أفضععل حععال العبعد حععال ذكععره رب العععالمين‪،‬‬
‫واشتغاله بالذكار الواردة عن رسول ال ع )ص( سععيد المرسععلين‪ ،‬فمععن أراد الطلع‬
‫على ذلك فعليه )بالمسلك القريب لكععل سععالك منيععب( تععأليف العععالم النحريععر المععاهر‪،‬‬
‫الجععامع بيععن علمععي البععاطن والظععاهر‪ ،‬سععيدنا الحععبيب طععاهر بععن حسععين بععن طععاهر‬
‫باعلوى‪ ،‬فإنه كتاب حوي من نفائس الذكار‪ ،‬وجلئل الدعية والوراد ما يشرق بععه‬
‫قلععب القععارئ‪ ،‬ويسععلك بععه سععبيل الرشععاد‪ .‬كيععف ل وقععد اسععتوعب جملععة مععن الوراد‬
‫وأحزاب السادة البرار ما يستوعب به السععالك آنععاء الليععل وأطععراف النهععار ؟ فبععادر‬
‫أيها السالك‪ ،‬الطالب طريق الخرة‪ ،‬إلى تحصيله‪ ،‬وشمر عن ساعد الجتهاد بالعمععل‬
‫بمععا فيععه وسععلوك سععبيله‪ ،‬تفععز إن شععاء ال ع تعععالى بمععا ترجععو‪ ،‬ومععن غععوائل النفععس‬
‫والشيطان وظلمات غيهما بنوره تنجو‪ .‬وفقنا ال للعمل بما فيععه‪ .‬وأعاذنععا مععن العجععز‬
‫والكسل عن مواظبته‪ ،‬بجاه سيدنا محمد )ص( وآله وصحبه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحشر‪ (2) .24 - 23 - 22 - 21 ،‬غافر‪ (3) .3 - 2 - 1 :‬المؤمنون‪115 :‬‬


‫‪ (4) .118 - 117 - 116 -‬الفجر‪1 :‬‬

‫] ‪[ 108‬‬
‫)قوله‪ :‬وحرم تخط( قال في الحياء لما ورد فيه مععن الوعيععد الشععديد‪ ،‬وهععو أنععه‬
‫يجعل جسرا يوم القيامعة يتخطعاه النعاس‪ .‬وروى ابعن جريعج مرسعل‪ :‬أن رسعول الع‬
‫)ص( بينما هو يخطب يععوم الجمعععة إذ رأى رجل يتخطععى رقععاب النععاس حععتى تقععدم‬
‫فجلس فلما قضى النبي )ص(‪ ،‬عارض الرجل حتى لقيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا فلن مععا منعععك أن‬
‫تجمع اليوم معنا ؟ قال‪ :‬يا نبي ال قد جمعت معكم فقال النبي )ص(‪ :‬ألم نرك تتخطى‬
‫رقاب الناس ؟ أشار به إلى أنه أحبط عمله‪ .‬وفي حديث مسند أنعه قعال‪ :‬معا منععك أن‬
‫تصلي معنا ؟ قال‪ :‬أو لم ترني يا رسول ال ؟ فقال )ص(‪ :‬رأيتك تأنيت وآذيععت ‪ -‬أي‬
‫تأخرت عن البكور وآذيت الحضور ‪ .-‬ومهما كان الصععف الول متروكععا خاليععا فلععه‬
‫أن يتخطى رقاب الناس لنهم ضيعوا حقهم‪ ،‬وتركوا موضععع الفضععيلة‪ .‬قععال الحسععن‪:‬‬
‫تخطوا رقاب الناس الذين يقعدون على أبععواب الجوامععع يععوم الجمعععة فععإنه ل حرمععة‬
‫لهم‪ ،‬وإذا لم يكن في المسجد إل من يصلي فينبغي أن ل يسلم‪ ،‬لنه تكليف جواب في‬
‫غير محله‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬رقاب الناس( أي قريبا منها‪ ،‬وهو المناكب‪ .‬والمراد بالرقاب‬
‫الجنس‪ ،‬فيشمل تخطي رقبة أو رقبتين‪ .‬قععال ع ش‪ :‬ويؤخععذ مععن التعععبير بالرقععاب أن‬
‫المراد بععالتخطي‪ :‬أن يرفععع رجلععه بحيععث يحععاذي فععي تخطيعه أعلععى منكععب الجععالس‪.‬‬
‫وعليعه‪ :‬فمعا يقعع معن المعرور بيعن النعاس ليصعل إلعى نحعو الصعف الول ليعس معن‬
‫التخطي‪ ،‬بل من خرق الصفوف‪ ،‬إن لم يكن ثم فععرج فععي الصععفوف يمشععي فيهععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومن التخطي المحرم مععا جععرت بععه العععادة مععن التخطععي لتفرقععة الجععزاء‪ ،‬أو تبخيععر‬
‫المسجد‪ ،‬أو سقي الماء‪ ،‬أو السؤال لمن يقرأ في المسجد‪) .‬قوله‪ :‬للحاديث الصععحيحة‬
‫فيه( أي في حرمة التخطععي‪ ،‬أي الدالععة علععى حرمتععه‪ ،‬لمععا فيهععا مععن الوعيععد الشععديد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والجزم بالحرمة إلعخ( ضعععيف‪) .‬قعوله‪ :‬واختارهعا( أي الحرمععة‪) .‬قعوله‪ :‬لكعن‬
‫قضية إلخ( معتمد‪) .‬وقوله‪ :‬الكراهة( أي التنزيهية‪ .‬قال ع ش‪ :‬قععال سععم‪ :‬علععى منهععج‬
‫)فإن قلت(‪ :‬ما وجه ترجيح الكراهة علععى الحرمععة‪ ،‬مععع أن اليععذاء حععرام‪ ،‬وقععد قععال‬
‫)ص(‪ :‬اجلس فقد آذيت‪) ...‬قلت(‪ :‬ليس كل إيذاء حراما‪ ،‬وللمتخطي هنا غرض‪ ،‬فععإن‬
‫التقدم أفضل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل لمن إلخ( أي ل يحععرم التخطععي لمععن وجععد إلععخ‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فرجة( بضم الفاء وفتحها‪ ،‬قععال البرمععاوي‪ :‬وهععي خلء ظععاهر‪ ،‬أقلععه مععا يسععع واقفععا‪.‬‬
‫وخرج بها السعععة‪ ،‬فل يتخطععى إليهععا مطلقععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فلععه( أي لمععن وجععد فرجععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تخطي صف واحد أو اثنين( أي رجل أو رجلين‪ ،‬ولععو مععن صععف واحععد‪ ،‬ل‬
‫أكثر منهما‪ .‬ومثال تخطي الرجل فقط‪ ،‬ما إذا كان في آخر الصف بجنب الحائط فععإن‬
‫زاد على الصفين ورجا أن يتقدموا إليها إذا أقيمت الصلة‪ ،‬كره لكثرة الذى‪ ،‬فإن لععم‬
‫يرج ذلك فل كراهة‪ ،‬وإن كثرت الصععفوف‪ .‬وكععذلك إذا قععامت الصععلة ولععم يسععدوها‬
‫فيخرقها وإن كثرت‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬وحاصععل المعتمععد أنععه إذا وجععد فرجععة ل يكععره‬
‫التخطي مطلقا أي سواء كانت قريبة أو بعيدة رجا تقدم أحد إليها أم ل‪ .‬وأما اسحباب‬
‫تركه فإذا وجد موضعا اسحب ذلك‪ ،‬وإل فإن رجا انسدادها فكذلك‪ ،‬وإل فل يسععتحب‬
‫تركها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول لمام( معطوف على لمن وجد فرجعة‪ ،‬أي ول يحعرم التخطعي‬
‫لمام لضطراره إليه‪) .‬وقوله‪ :‬لم يجد طريقا إلى المحراب( أي أو المنبر‪ ،‬فإن وجععد‬
‫طريقا يبلغ بها بدون التخطي كره‪) .‬قوله‪ :‬ول لغيره( معطوف أيضا على لمن وجععد‪،‬‬
‫أي ول يحععرم التخطععي لغيععر المععام‪) .‬وقععوله‪ :‬إذا أذنععوا( أي الحاضععرون‪ .‬قععال فععي‬
‫المغني‪ :‬ول يكره لهم الذن والرضا بإدخالهم الضرر على أنفسهم‪ ،‬لكن يلزمهععم مععن‬
‫جهة أخععرى‪ ،‬وهععو أن اليثععار بععالقرب مكععروه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬فيععه( أي فععي التخطععي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ل حياء( خرج به ما إذا أذنوا له حياء منه‪ ،‬فيحرم التخطي‪ ،‬أو يكره‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول لمعظم( معطوف أيضا على لمععن وجععد‪ .‬أي ول يحععرم التخطععي لمعظععم‪ ،‬أي فععي‬
‫النفوس‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقيده الذرعي بمن ظهر صلحه ووليته ليتبرك الناس به‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ألف موضعا( قال ع ش‪ :‬أي أو لم يألف‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 109‬‬
‫)واعلم( أن الذي ذكره الشععارح مععن الصععور المسععتثناة مععن حرمععة التخطععي أو‬
‫كراهته على القولين أربع صععور‪ ،‬وبقععي منهععا‪ :‬إذا سععبق الصععبيان أو العبيععد أو غيععر‬
‫المسععتوطنين إلععى الجععامع‪ ،‬فععإنه يجععب علععى الكععاملين إذا حضععروا التخطععي لسععماع‬
‫الخطبة إذا كانوا ل يسمعونها مععع البعععد‪ .‬ومنهععا‪ :‬مععا إذا كععان الجالسععون عبيععدا لععذلك‬
‫المتخطي أو أولدا له‪ ،‬ولهذا‪ ،‬يجععوز أن يبعععث عبععده ليأخععذ لععه موضعععا فععي الصععف‬
‫الول‪ ،‬فإذا حضر السيد تأخر العبد‪ .‬قاله ابن العماد‪ .‬ومنها‪ :‬ما إذا جلس الشخص في‬
‫طريق الناس‪) .‬قوله‪ :‬ويكره تخطي المجتمعين لغير الصلة( الظاهر أن كراهععة ذلععك‬
‫مبنية على القول بكراهة تخطي المجتمعين للصلة‪ .‬أما على القول بالحرمععة فيحععرم‪.‬‬
‫ويؤيده التصريح بلفظ أيضا بعد قوله لغير الصلة في عبارة الفتععح‪ ،‬ونصععها‪ :‬ويكععره‬
‫تخطي المجتمعين لغير الصععلة أيضععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقععوله أيضععا‪ :‬أي ككراهععة ذلععك للصععلة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم أن يقيم إلخ( لخبر الصحيحين‪ :‬ل يقيعم الرجعل الرجعل معن مجلسعه ثعم‬
‫يجلس فيه‪ ،‬ولكن يقول تفسحوا وتوسعوا‪ ،‬فإن قام الجالس باختياره وأجلس غيععره فل‬
‫كراهة على الغيععر‪ .‬ومحععل الحرمععة فععي الول ‪ -‬كمععا فععي ع ش ‪ -‬حيععث كععانوا كلهععم‬
‫ينتظرون الصلة ‪ -‬كما هو الفرض ‪ -‬أما ما جرت به العادة من إقامععة الجالسععين فععي‬
‫موضع الصف الععذين قععد صعلوا جماععة إذا حضععرت جماععة بععدهم وأرادوا فعلهععا‪:‬‬
‫فالظاهر أنعه ل كراهعة فيعه ول حرمعة‪ ،‬لن الجععالس ثعم مقصععر باسعتمرار الجلعوس‬
‫المؤدي لتفويت الفضيلة على غيره‪) .‬قوله‪ :‬ويكره إيثار غيره( أي ويكععره لمععن سععبق‬
‫في مكان من الصف الول مثل أن يقوم منه ويجلس غيره فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬إل أن انتقععل‬
‫لمثله( أي إل إن انتقل المععؤثر لمكععان مثععل المكععان الععذي آثععر بععه‪ ،‬فل يكععره اليثععار‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو أقرب منه إلى المععام( أي أو إل إن انتقععل لمكععان أقععرب إلععى المععام مععن‬
‫المكان الذي آثر به‪ ،‬فل يكره‪ .‬فإن انتقل لمكان أبعد مععن الععذي آثععر بععه كععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكععذا اليثععار بسععائر القععرب( أي وكععذلك يكععره اليثععار بهععا‪ ،‬وأمععا قععوله تعععالى‪* :‬‬
‫)ويؤثرون على أنفسهم( * )‪ (1‬فالمراد اليثار في حظوظ النفس‪ .‬نعم‪ ،‬إن آثععر قععارئا‬
‫أو عالما ليعلم المام أو يرد عليعه إذا غلععط‪ ،‬فععالمتجه أنععه ل كراهععة‪ ،‬لكعونه مصععلحة‬
‫عامة‪) :‬قوله‪ :‬وله تنحية إلخ( مرتبط بقوله فله بل كراهععة تخطععي إلععخ‪ .‬يعنععي أن مععن‬
‫وجد فرجة أمامه‪ ،‬له تخطي صف أو صفين لجل سدها‪ ،‬وله تنحية سععجادة فععي تلععك‬
‫الفرجة لغيره‪ ،‬لتعديه بفرش سجادته مع غيبته‪ .‬وفي البجيرمي ما نصععه‪ :‬ومععا جععرت‬
‫به العادة من فرش السجادات بالروضة ونحوها ‪ -‬من الفجر‪ ،‬أو طلوع الشمس ‪ -‬قبل‬
‫حضور أصحابها مع تأخيرهم إلى الخطبة أو ما يقاربها‪ :‬ل بعد في كراهتععه‪ ،‬بععل قععد‬
‫يقال بتحريمه‪ ،‬لما فيه من تحجيععر المسععجد مععن غيععر فععائدة ‪ -‬كمععا فععي شععرح م ر ‪.-‬‬
‫وعبارة البرماوي‪ :‬ويكره بعث سجادة ونحوها‪ ،‬لما فيه من التحجيععر مععع ععدم إحيععاء‬
‫البقعة‪ ،‬خصوصا في الروضة الشريفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظععاهر عبععارة ح ل أن البعععث المععذكور‬
‫حرام‪ .‬ونصها‪ :‬ول يجوز أن يبعث من يفرش له نحو سجادة لما فيه إلخ‪ .‬وقول م ر‪:‬‬
‫بل قععد يقععال بتحريمععه‪ ،‬أي تحريععم الفععرش فععي الروضععة‪ .‬قععال ع ش عليععه‪ :‬هععذا هععو‬
‫المعتمد ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بنحو رجلعه( متعلعق بتنحيعة أي ولعه تنحيتهعا ‪ -‬أي دفعهعا ‪ -‬بنحعو‬
‫رجله من غير رفع لها‪ ،‬واندرج تحت نحو يععده وعصععاه‪) .‬قععوله‪ :‬والصععلة( بععالرفع‪،‬‬
‫عطفا على تنحية‪) .‬وقوله‪ :‬في محلها( أي السجادة‪ ،‬فلو صلى عليها حرم بغير رضععا‬
‫صاحبها‪) .‬قوله‪ :‬ول يرفعها( أي يحملها ثم يلقيهعا فعي مكعان آخعر )قعوله‪ :‬ولعو بغيعر‬
‫يده( كرجله )وقوله‪ :‬لدخولها في ضمانه( أي لو رفعها ولو قال لئل تدخل في ضمانه‬
‫لكان أولى‪ .‬وسيذكر الشارح في )باب الوقف( هذه المسععألة بأبسععط ممععا هنععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وحرم على من تلزمه الجمعة نحو مبايعة( أي لقوله تعالى‪) * :‬يا أيها الذين آمنععوا إذا‬
‫نودي للصلة من يوم‬

‫)‪ (1‬الحشر‪9 :‬‬

‫] ‪[ 110‬‬
‫الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال وذروا البيع( *‪ (1) .‬فورد النص في الععبيع‪ ،‬وقيععس‬
‫عليه غيره‪ .‬ومحل الحرمة‪ ،‬في حق من جلعس لععه‪ :‬فعي غيعر الجععامع‪ ،‬أمععا معن سعمع‬
‫النداء فقام قاصدا الجمعة‪ ،‬فباع في طريقعه أو قععد فعي الجعامع وبعاع‪ ،‬فعإنه ل يحعرم‬
‫عليععه‪ .‬لكععن الععبيع فععي المسععجد مكععروه‪ ،‬ومحلهععا أيضععا‪ ،‬إن كععان عالمععا بععالنهي‪ ،‬ول‬
‫ضرورة كبيعه للمضطر ما يأكله‪ ،‬وبيعع كفعن لميعت خيعف تغيعره بالتعأخير‪ ،‬وإل فل‬
‫حرمة‪ ،‬وإن فاتت الجمعة‪ .‬وخرج بقوله من تلزمه الجمعة‪ :‬من ل تلزمععه‪ ،‬فل حرمععة‬
‫عليه‪ ،‬ول كراهة‪ .‬لكن إذا تبايع مع من هو مثلعه‪ .‬أمعا إذا تبعايع معع معن تلزمعه حععرم‬
‫عليه أيضا‪ ،‬لعانته على الحرام‪ .‬وقيل‪ :‬كره له ذلك‪) .‬قوله‪ :‬كاشتغال بصنعة( تمثيععل‬
‫لنحو مبايعة‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وهععل الشععتغال بالعبععادة ‪ -‬كالكتابععة ‪ -‬كالشععتغال بنحععو‬
‫البيع ؟ مقتضى كلمهم‪ :‬نعم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أي فيحرم خارج المسععجد‪ ،‬ويكععره فيععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بعد شروع( متعلق بحرم‪) .‬وقوله‪ :‬في أذان خطبة( أي الذان الععذي بيععن يععدي‬
‫الخطيب‪ ،‬وقيد الذان بما ذكر لنه الذي كان في عهععده )ص(‪ ،‬فانصععرف النععداء فععي‬
‫الية إليه‪) .‬قوله‪ :‬فإن عقععد( أي مععن حععرم عليععه العقععد‪ .‬بيعععا كععان أو غيععره‪ .‬وعبععارة‬
‫المغنى مع الصل‪ :‬فإن باع من حرم عليه البيع صح بيعه‪ ،‬وكععذا سععائر عقععوده‪ ،‬لن‬
‫النهي لمعنى خارج عن العقعد‪ ،‬أي وهعو التشععاغل ععن صعلتها‪ ،‬فلععم يمنعع الصععحة‪،‬‬
‫كالصععلة فععي الععدار المغصععوبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويكععره( أي نحععو مبايعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬قبععل‬
‫الذان( أي الذي بين يدي الخطيب‪ ،‬وإن كان بعد الذان الول‪) .‬وقوله‪ :‬بعد العزوال(‬
‫متعلق بيكره‪ ،‬أو متعلق بمحذوف حال من نائب فاعله‪ .‬وإنما كعره ذلعك بععده لعدخول‬
‫وقت الوجوب‪ .‬نعم‪ ،‬إن فحش تععأخير الجمعععة عععن الععزوال فل كراهععة‪ ،‬وخععرج ببعععد‬
‫الزوال ما إذا وقع ذلك قبله‪ ،‬فل يكره‪ ،‬وهذا محمول على من لم يلزمه السعععي قبلععه‪،‬‬
‫وإل فيحرم عليه من وقت وجوبه عليه‪) .‬قوله‪ :‬وحرم علععى مععن تلزمععه إلععخ( أي لمععا‬
‫صح أن من سافر يوم الجمعة بعد الفجر دعا عليه ملكععاه‪ ،‬فيقععولن‪ :‬ل نجععاه الع مععن‬
‫سفره‪ ،‬ول أعانه على قضاء حععاجته‪) .‬حكععي( ابععن أبععي شععيبة عععن مجاهععد‪ :‬أن قومععا‬
‫خرجوا في سفر حين حضرت الجمعة‪ ،‬فاضطرم عليهم خباؤهم نارا‪ ،‬مععن غيععر نععار‬
‫يرونها‪) .‬قوله‪ :‬سفر( فاعل حرم‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وخععرج بععه النععوم قبععل الععزوال‪ ،‬فل‬
‫يحرم‪ ،‬وإن علم فوات الجمعة به‪ .‬كما اعتمده شععيخنا م ر لنععه ليععس مععن شععأن النععوم‬
‫الفوات‪ .‬وخالفه غيره ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وخالفه غيععره‪ .‬أي فيمععا إذا علععم فععوات الجمعععة بععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تفوت به الجمعة( أي بحسب ظنه‪ ،‬وخرج به ما إذا لم تفت به‪ ،‬بأن غلب على‬
‫ظنه إدراكها في مقصده أو طريقه‪ ،‬فل يحرم لحصول المقصود‪ ،‬وهو إدراكهععا‪ .‬قععال‬
‫سم‪ :‬ولو تبين خلف ظنه بعد سفره فل إثم‪ ،‬والسفر غيععر معصععية‪ ،‬كمععا هععو ظععاهر‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفي التحفة‪ :‬وقيده ‪ -‬أي عدم الحرمة ‪ -‬فيمععا إذا لععم تفععت عليععه صععاحب التعجيععز‬
‫بحثا بما إذا لم تبطل بسفره جمعة بلده‪ ،‬بأن كان تمام الربعين‪ .‬وكأنه أخععذه ممععا مععر‬
‫آنفا من حرمة تعطيل بلدهم عنهععا‪ .‬لكععن الفععرق واضععح‪ ،‬فععإن هععؤلء معطلععون بغيععر‬
‫حاجة‪ ،‬بخلف المسافر‪ ،‬فإن فرض أن سفره لغيععر حاجععة اتجععه مععا قععاله‪ ،‬وإن تمكععن‬
‫منها في طريقعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬كعأن ظعن إلعخ( تمثيعل للسعفر العذي تفعوت بعه الجمععة‪،‬‬
‫والولى بأن ظن بباء التصوير‪) .‬وقوله‪ :‬ل يدركها( أي الجمعة‪) .‬وقوله‪ :‬في طريقه(‬
‫أي بأن لم يكن فيه محل تقام فيه الجمعععة‪) .‬وقععوله‪ :‬أو مقصععده( أي وطنععه أو غيععره‪،‬‬
‫بأن ظن أنه إذا وصله يجد الجمعة قد صليت‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان السفر طاعة( غاية في‬
‫الحرمة‪ ،‬وهي للرد على القديم الذي يخص حرمة السفر قبل الزوال بالمباح‪ ،‬ويجعل‬
‫سفر الطاعة قبل العزوال جعائزا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمعي‪) .‬وقعوله‪ :‬منعدوبا أو واجبعا( المناسعب‬
‫مندوبة أو واجبة‪ ،‬ليكون تعميما فععي الطاعععة‪ .‬والمندوبععة‪ :‬كزيععارة قععبر النععبي )ص(‪.‬‬
‫والواجبة‪ :‬كالحج‪) .‬قوله‪ :‬بعد فجرها( متعلق بحرم‪ ،‬أو بمحذوف صععفة لسععفر‪ ،‬وإنمععا‬
‫حرم من بعد الفجر‪ ،‬مع أن وقت الوجوب إنما يدخل بععالزوال‪ ،‬لن الجمعععة مرتبطععة‬
‫باليوم‪ ،‬ولذا وجب السعي إليهععا قبععل الععزوال علععى بعيععد الععدار‪) .‬قععوله‪ :‬أي فجععر يععوم‬
‫الجمعة( أفاد بهذا التفسير أن إضافة فجر لضععمير الجمعععة لدنععى ملبسععة‪ ،‬إذ الفجععر‬
‫ليومها‪ ،‬ل لها‪ ،‬لكن لما كانت تقع في اليوم نسب إليهعا معا ينسعب إليعه‪) .‬قععوله‪ :‬إل إن‬
‫خشي إلخ(‬

‫)‪ (1‬الجمعة‪9 :‬‬

‫] ‪[ 111‬‬
‫استثناء من حرمة السفر بعد الفجر أي وحرم بعده‪ ،‬إل إذا خاف من عدم سععفره‬
‫حصول ضرر له‪ ،‬فل يحرم حينئذ‪) .‬وقوله‪ :‬كانقطاعه إلخ( تمثيععل للضععرر‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫عن الرفقة( أي الذي يخشى الضرر بمفععارقتهم‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وليععس مععن التضععرر مععا‬
‫جرت به العادة من أن النسان قد يقصد السفر في وقععت مخصععوص لمععر ل يفععوت‬
‫بفوات ذلك الوقت‪ .‬ا‍ه‪ .‬قعال البجيرمعي‪ :‬كالعذين يريعدون السعفر لزيعارة سعيدي أحمعد‬
‫البدوي في أيام مولده في يوم الجمعة مع رفقة‪ ،‬وكانوا يجععدون رفقععة أخععر مسععافرين‬
‫في غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويستثنى من الحرمععة أيضععا مععا لععو احتععاج إلععى السععفر لدراك وقععوف‬
‫عرفة‪ ،‬أو لنقاذ نحو مال أو أسير‪ ،‬فيجوز له السفر ولو بعد الزوال‪ ،‬بل يجب لنقععاذ‬
‫أسير أو نحوه‪ ،‬كقطع الفرض لذلك‪) .‬قوله‪ :‬إن كان غير سفر معصية( قيععد فععي عععدم‬
‫الحرمة‪ ،‬وسيذكر قريبا محترزه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره السععفر ليلععة الجمعععة( فععي فتععاوي ابععن‬
‫حجر ما نصه‪) :‬سئل( رضي الع عنععه ‪ -‬هععل يكععره السععفر ليلععة الجمعععة ؟ )فأجععاب(‬
‫بقوله‪ :‬مقتضى قول الغزالي في الخلصة‪ :‬من سافر ليلتها دعا عليه ملكاه‪ .‬الكراهععة‪،‬‬
‫وهو متجه إن قصد بذلك الفرار عن الجمعة‪ ،‬قياسا علعى بيعع النصعاب الزكعوي قبعل‬
‫الحول‪ ،‬إل أن يفرق بأن الحول ثم سبب للوجوب‪ ،‬وانعقد في حقه‪ ،‬بخلفه هنا‪ .‬وكأن‬
‫هذا مدرك قوله بعضهم‪ :‬لم أر لحد من الصحاب مععا يقتضععي الكراهععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫دعا عليه ملكاه( أي قال‪ :‬ل نجاه ال من سععفره‪ ،‬ول أعععانه علععى قضععاء حععاجته‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما المسافر لمعصععية( محععترز قععوله إن كععان غيععر سععفر معصععية‪ .‬والمناسععب‬
‫تقديمه على قوله ويكره ليلتها‪ .‬والتعبير بقوله‪ :‬أما سععفر المعصععية‪) .‬قععوله‪ :‬فل تسععقط‬
‫عنه الجمعة( المناسب فيحرم عليه السفر‪ ،‬ول تسقط عنه الجمعة‪) .‬قععوله‪ :‬مطلقععا( أي‬
‫سواء خشي من عدم سفره ضررا أم ل‪ ،‬وذلك لنه فععي حكععم المقيععم‪) .‬قععوله‪ :‬وحيععث‬
‫حرم عليه السفر هنا( أي بأن سافر بعد فجر يوم الجمعة ولم تمكنععه فععي طريقععه ولععم‬
‫يتضرر بتخلفه‪) .‬وقوله‪ :‬لم يترخص( أي برخص السفر من القصر والجمععع والتنقععل‬
‫إلى جهة مقصدة‪) .‬وقوله‪ :‬ما لم تفت الجمعة( قيد في عدم الترخص‪ ،‬أي لم يععترخص‬
‫مدة عدم فوات الجمعة بأن يبقى وقت يسعععها وخطبتهععا‪ .‬فععإن فععاتت الجمعععة بخععروج‬
‫وقتها أو باليأس منها‪ ،‬ترخص من حين الفععوات‪) .‬قععوله‪ :‬فيحسععب ابتععداء سععفره إلععخ(‬
‫مفرع على مفهوم القيد‪ ،‬أي فإن فاتت فيحسب ابتداء سفره مععن وقععت فوتهععا‪ ،‬لنتهععاء‬
‫سبب المعصية‪ .‬قال سم‪ :‬ينبغي إذا وصععل لمحعل لعو رجععع منعه لععم يعدركها أن ينعقعد‬
‫سفره من الن‪ ،‬وإن كانت إلى ذلك الوقت لم تفعل في محلها‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( لم يتعععرض‬
‫المؤلف لمسألة الستخلف‪ ،‬ول بد من التعرض لها تتميما للفائدة‪ ،‬فأقول‪) :‬اعلععم( أن‬
‫المام إذا خرج من المامة بنحو تأخر عن المقتدين‪ ،‬أو من الصلة بحععدث أو غيععره‬
‫فخلفه غيره جاز‪ ،‬سواء استخلف نفسه أو استخلفه المام‪ ،‬أو القععوم‪ ،‬أو بعضععهم‪ ،‬لن‬
‫الصلة بإمامين بالتعاقب جائزة‪ .‬كما في قصة أبي بكر مع النبي )ص( فععي مرضععه‪،‬‬
‫حيث كان يصلي أبو بكر إماما بالناس في مععرض النععبي )ص(‪ ،‬فععأحس النععبي )ص(‬
‫بالخفة في بدنه يوما‪ ،‬فدخل يصلي وأبو بكر محرم بالناس‪ ،‬فتععأخر أبععو بكععر وقععدمه‪،‬‬
‫واقتدى به بعد خروجه من المامة‪ .‬وحاصل ما يتعلعق بهعذه المسعألة أن السعتخلف‬
‫إما أن يكون في الجمعة‪ ،‬وإما أن يكون في غيرها‪ .‬فععالول‪ :‬إمععا أن يكععون فععي أثنععاء‬
‫الخطبة‪ ،‬أو بينها وبين الصلة‪ ،‬أو في الصلة‪ .‬فإن كان الول‪ :‬اشترط سماع الخليفة‬
‫ما مضى من أركانها‪ ،‬وإن كان الثاني‪ :‬اشترط سماع الخليفة جميع أركانها‪ ،‬إذ من لم‬
‫يسمع ليس من أهل الجمعة‪ ،‬وإنما يصير معن أهلهعا إذا دخععل فعي الصععلة‪ .‬وإن كععان‬
‫الثالث‪ :‬فهو على ثلثة أقسام‪ :‬أحدها‪ :‬أن يقع الستخلف قبععل أن يقتععدي الخليفععة بععه‪،‬‬
‫وهذا ل يصح مطلقا‪ ،‬لحتياج المقتدين إلى تجديد نية‬

‫] ‪[ 112‬‬
‫القدوة به المؤدي إلى إنشاء جمعة بعد أخرى‪ .‬ثانيها‪ :‬أن يقع بعععد القععدوة أو فععي‬
‫ركوعها وهنا يصبح وتحصععل الجمعععة لععه ولهععم ثالثهععا‪ :‬أن يقععع بعععد ركععوع الركعععة‬
‫الولى‪ ،‬ولو في اعتداله‪ ،‬وهععذا يحععرم عليععه‪ ،‬لنععه يفععوت بععذلك الجمعععة علععى نفسععه‪،‬‬
‫فيجب أن يتقدم غيره ممن أدركه في الركوع أو قبله‪ .‬ومع ذلك لععو تقععدم هععو صععحت‬
‫الجمعة لهم‪ ،‬ل له‪ .‬ووقع خلف بين المتأخرين‪ :‬فيما إذا أدرك الخليفة ركععوع الثانيععة‬
‫وسجدتيها‪ ،‬أو استخلف فععي التشعهد ؟ فقععال ابعن حجعر‪ :‬ل يعدرك الجمعععة‪ ،‬بععل يتمهعا‬
‫ظهرا‪ ،‬وقال شيخ السلم والخطيب والرملي‪ :‬يدرك الجمعة‪ ،‬فيأتي بركعة ثععم يسععلم‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬وهو ما إذا وقععع السععتخلف فععي غيععر الجمعععة‪ ،‬يجععوز مطلقععا‪ ،‬سععواء كععان‬
‫الخليفة مقتديا بالمام قبل أن تبطل صلته أم ل‪ ،‬لكنهم يحتاجون لنية القتداء بععه فععي‬
‫الثانية إن خالف المام في ترتيب صلته‪ ،‬بأن اسعتخلف فععي الثانيععة أو فعي الخيععرة‪،‬‬
‫فإن لم يخالفه في ذلك‪ ،‬بأن استخلف في الولى أو في ثالثععة الرباعيععة‪ ،‬فل يحتععاجون‬
‫لنية القتداء‪ ،‬أما في الولى‪ ،‬وهي ما إذا كععان مقتععديا بععه قبععل أن تبطععل صععلته‪ ،‬فل‬
‫يحتاجون لنية القتداء مطلقا‪ ،‬لنه تلزمه مراعاة نظم صلة المام باقتدائه به‪ .‬ثععم إن‬
‫كان عالما بنظم صلة المام فذاك‪ ،‬وإل فيراقب من خلفه‪ .‬فإذا هموا بالقيام قععام‪ ،‬وإل‬
‫قعد‪ .‬وفي الرباعية إذا هموا بالقعود قعد‪ ،‬وتشهد معهم‪ ،‬ثم يقوم‪ ،‬فإذا قاموا معععه علععم‬
‫أنها ثانيتهم‪ ،‬وإل علم أنها آخرتهم‪ .‬ثم إنه إنما يجوز السععتخلف إن وقععع عععن قععرب‬
‫بعد بطلن صلة المام‪ ،‬بأن لم ينفردوا بعده بركن قولي‪ ،‬أو فعلععي‪ ،‬أو يمععض زمععن‬
‫يمكن وقوع ذلك فيه‪ ،‬وإل امتنع في الجمعة مطلقا وامتنع في غيرها بغير تجديععد نيععة‬
‫القتداء منهم به‪ .‬ولو انفرد بعض المقتدين بركن دون بعض احتاج الول لتجديد نيععة‬
‫القتداء‪ ،‬دون الثعاني‪ .‬هعذا فعي غيعر الجمععة‪ .‬فعإن كعان فيهعا وكعان غيعر المنفرديعن‬
‫بععالركن أربعيععن‪ ،‬بقيععت الجمعععة‪ ،‬وإل بطلععت إن كععان النفععراد بععالركن فععي الركعععة‬
‫الولى‪ .‬فإن كان في الثانية بقيت الجمعة أيضا‪) .‬فروع( لععو أراد المععام أن يسععتخلف‬
‫قبل خروجه من المامة أو من الصلة‪ :‬ل يجوز‪ ،‬ولععو بطلععت صععلة الخليفععة‪ ،‬فتقععدم‬
‫ثالث فأخرج نفسه مما مر فتقدم رابع وهكذا‪ ،‬جاز‪ .‬ويشترط في كل منهم مععا يشععترط‬
‫في الخليفة الول‪ .‬ويراعي الكل نظم صلة المام الول‪ .‬ولو توضأ الول‪ ،‬ثم اقتدى‬
‫بخليفته‪ ،‬فأحدث الخليفة‪ ،‬ثم تقدم هو‪ :‬جاز‪ .‬والكلم على مسألة الستخلف مما أفععرد‬
‫بالتأليف‪ .‬وفي هذا القدر كفاية‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪) .‬قوله‪ :‬تتمععة( أي فععي بيععان‬
‫كيفية صلة المسافر‪ ،‬من حيث القصععر والجمععع‪ .‬وقععد أفردهععا الفقهععاء ببععاب مسععتقل‪.‬‬
‫ويذكرونه عقب الجماعة وقبل الجمعة‪) .‬واعلم( أي الصل في القصر قبععل الجمععاع‬
‫قوله تعالى‪) * :‬وإذا ضربتم فععي الرض( * )‪ (1‬أي سعافرتم فيهععا‪ ،‬ومثلهعا البحعر‪* :‬‬
‫)فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة( * )‪ (1‬قال يعلى بععن أميععة ‪ -‬رضععي ال ع‬
‫عنه ‪ -‬قلت لعمر بن الخطاب ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬إنما قال تعالى‪) * :‬إن خفتععم( * )‪(1‬‬
‫وقد أمن الناس‪ .‬فقال‪ :‬عجبت مما عجبت منه‪ ،‬فسألت رسول ال )ص( فقععال‪ :‬صععدقة‬
‫تصدق ال بها عليكم‪ ،‬فاقبلوا صععدقته‪ .‬رواه مسععلم‪ .‬وروى ابععن أبععي شععيبة‪ :‬إن خيععار‬
‫أمتي من شهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال‪ ،‬والذين إذا أحسنوا استبشععروا‪،‬‬
‫وإذا أساؤا استغفروا‪ ،‬وإذا سافروا قصروا‪ .‬والصععل فععي الجمععع مععا رواه الشععيخان‪،‬‬
‫عن أبن عمر‪ ،‬أنعه عليعه الصعلة والسعلم كعان إذا عجعل السعير جمعع بيعن المغعرب‬
‫والعشاء ورويا أيضا عن معاذ قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال ع )ص( عععام تبععوك‪ ،‬وكععان‬
‫يجمع بين الظهععر والعصععر‪ ،‬والمغععرب والعشععاء‪ .‬ورويععا أيضععا عععن أنععس أنععه عليععه‬
‫الصلة والسلم كان يجمع بين الظهر والعصر في السفر‪ .‬وشرع القصععر فععي السععنة‬
‫الرابعة من الهجرة ‪ -‬كما قاله ابن الثير ‪ -‬وقيععل فععي السععنة الثانيععة فععي ربيععع الثععاني‬
‫منها‪.‬‬
‫)‪ (1‬النساء‪.101 :‬‬

‫] ‪[ 113‬‬
‫وشرع الجمع في السنة التاسعة من الهجرة فععي غععزوة تبععوك ‪ -‬اسععم مكععان فععي‬
‫طرف الشام ‪ -‬وهي آخر غزواته عليه الصلة والسععلم‪) .‬قععوله‪ :‬يجععوز لمسععافر( أي‬
‫تخفيفا عليه لما يلحقه من مشقة السفر الحاصلة فيععه مععن الركععوب والمشععي مععع اللععم‬
‫الناشئ من ترك المععألوف معن الععوطن وغيععره‪ .‬وأشعععر تعععبيره بععالجواز أن الفضععل‬
‫التمام‪ .‬نعععم‪ ،‬إن بلععغ سععفره ثلث مراحععل ولععم يختلععف فععي جععواز قصععره فالفضععل‬
‫القصر للتبععاع‪ ،‬وخروجععا مععن خلف أبععي حنيفععة ‪ -‬رضععي الع عنععه ‪ -‬فععإنه يععوجب‬
‫القصر حينئذ‪ .‬وخرج بقولنعا ولعم يختلعف فعي جعواز قصعره‪ :‬معن اختلعف فعي جعواز‬
‫قصره‪ ،‬كملح يسععافر فععي البحععر ومععه عيععاله فععي سععفينة‪ ،‬ومععن يعديم السععفر مطلقععا‬
‫كالساعي فإن التمام أفضل له‪ ،‬خروجا من خلف من أوجبه‪ ،‬كالمععام أحمععد رضععي‬
‫ال عنه‪ .‬وروعععي مععذهبه دون مععذهب أبععي حنيفععة فععي ذلععك لمععوافقته الصععل‪ ،‬وهععو‬
‫التمام‪ .‬ثم إنه أورد على التعبير بالجواز أنه قد يجعب القصعر فيمعا لعو أخعر الصعلة‬
‫إلى أن بقي مععن وقتهععا مععا ل يسعععها إل مقصععورة لنععه لععو أتمهععا للععزم إخععرا بعععض‬
‫الصلة عن وقتها مع تمكنه من إيقاعها في الععوقت‪ .‬وقععد يجععب القصععر والجمععع معععا‬
‫فيما لو أخر الظهر إلى وقعت العصعر بنيعة الجمعع‪ ،‬ولععم يصعل حععتى بقععي معن وقعت‬
‫العصر ما يسع أربع ركعات‪ .‬وأجيب بأن المراد بالجواز‪ .‬مععا قابععل المتنععاع فيشععمل‬
‫الوجوب‪) .‬قوله‪ :‬سفرا طويل( هذا أحد شروط القصر والجمع‪ ،‬وهو ثمانية وأربعون‬
‫ميل هاشععمية‪ .‬وذلععك لن ابنععي عمععر وعبععاس ‪ -‬رضععي ال ع عنهععم ‪ -‬كانععا يقصععران‬
‫ويفطران في أربعة برد‪ ،‬ول يعرف مخععالف لهمععا‪ .‬ومثلععه ل يكععون إل عععن توقيععف‪.‬‬
‫والبريد أربعة فراسخ‪ ،‬والفرسخ ثلثة أميال‪ ،‬والميععل أربعععة آلف خطععوة‪ ،‬والخطععوة‬
‫ثلثة أقدام‪ ،‬والقدمان ذراع‪ ،‬والذراع أربعة وعشرون إصبعا معترضععات‪ ،‬والصععبع‬
‫ست شعيرات معتدلت معترضات‪ ،‬والشعيرة ست شعرات من شعر البرذون‪ .‬وهععذا‬
‫تحديد لمسافة القصر بالمساحة‪ .‬وأما تحديدها بالزمان فهو سععير يععومين معتععدلين‪ ،‬أو‬
‫ليلتين معتدلتين‪ ،‬أو يوم وليلة وإن لم يعتدل‪ ،‬بسير الثقال‪ ،‬وهي البعل المحملعة‪ ،‬معع‬
‫اعتبار النزول المعتاد للكل‪ ،‬والشععرب‪ ،‬والصععلة‪ ،‬والسععتراحة‪ .‬وقععد نظععم بعضععهم‬
‫ضابط مسافة القصر بالتحديد الول في قوله‪ :‬مسافة القصر احفظوهععا واسععمعوا * *‬
‫هي أربع من قيس برد تذرع ثم البريد من الفراسخ أربععع * * ولفرسععخ فثلث أميععال‬
‫ضعوا والميل ألف أي من الباعات قل * * والباع أربع أذرع فتتبعوا ثععم الععذراع مععن‬
‫الصابع أربع * * من بعدها العشرون ثم الصعبع سعت شععيرات فبطعن شععيرة * *‬
‫منها إلى ظهر لخرى توضع ثم الشعيرة ست شعرات كذا * * مععن شعععر بغععل ليععس‬
‫من ذا مدفع )قوله‪ :‬قصر رباعية( هي الظهر والعصر والعشاء‪ ،‬وخععرج بهععا الثنائيععة‬
‫والثلثية فل يقصران‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وأما خبر مسلم‪ :‬فرضت الصلة فععي الخععوف‬
‫ركعة فمحمول علععى أنععه يصععليها فيععه مععع المععام‪ ،‬وينفععرد بععالخرى‪ .‬إذ الصععبح لععو‬
‫قصرت لم تكن شعفعا‪ ،‬وخرجعت ععن موضعوعها‪ .‬والمغععرب ل يمكعن قصعرها إلععى‬
‫ركعتين‪ ،‬لنها ل تكون إل وترا‪ ،‬ول إلى ركعة‪ ،‬لخروجها بذلك عن باقي الصلوات‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ول بد أن تكون الرباعيععة مكتوبععة أصععالة‪ ،‬فلععو كععانت نافلععة أو منععذورة ل يصععح‬
‫قصرها‪ .‬وأمععا المعععادة‪ ،‬فلععه قصععرها إن قصععر أصععلها وصععلها خلععف مععن يصععليها‬
‫مقصورة‪ ،‬أو صلها إماما‪ ،‬سواء صععلى الولععى جماعععة أو فععرادى‪) .‬قععوله‪ :‬مععؤداة(‬
‫دخل فيها ما لو سافر وقد بقي من الوقت ما يسع ركعة‪ ،‬فإنه‬

‫] ‪[ 114‬‬
‫يقصرها‪ ،‬سواء شرع فيها في الوقت وهو ظاهر‪ ،‬لكونها مؤداة‪ ،‬أم صلها بعععد‬
‫خروج الوقت لنها فائتة سفر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قععوله‪ :‬وفائتععة سععفر( الععواو بمعنععى أو‪،‬‬
‫ومدخولها معطوف على مععؤادة مضععاف إلععى لفععظ سععفر المضععاف إلععى قصععر‪ .‬وفيععه‬
‫متعلق بمقدر داخل على فائتة‪ ،‬وضميره يعود على سفر القصر‪ .‬والمعنععى‪ :‬أن قصععر‬
‫الصلة الرباعية التي فاتتة في سفر القصر جائز في سفر القصر‪ .‬أما فائتععة الحضععر‬
‫فل يجوز قصرها في السفر‪ .‬وكذلك فائتة السفر ل يجوز قصرها فععي الحضععر‪ .‬ولععو‬
‫شك في أنها فائتة سفر أو حضر قضاها تامة احتياطا‪ ،‬ولن الصل التمععام‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وجمع إلخ( معطوف على قصر‪ ،‬أي ويجععوز لمسععافر سععفرا طععويل جمععع العصععرين‬
‫والمغربين ‪ -‬أي ضم إحدى الصلتين للخرى في وقت واحععدة منهمععا ‪ -‬سععواء كانتععا‬
‫تامتين‪ ،‬أو مقصورتين‪ ،‬أو إحداهما تامة والخرى مقصورة‪ .‬وفي البجيرمععي‪ :‬وعنععد‬
‫المالكية يجوز الجمع فععي السععفر القصععير‪ .‬أمععا عنععدنا فل جمععع فععي قصععير‪ ،‬وجمعععه‬
‫)ص( في عرفة ومزدلفة لنه كان مستديما فععي سععفره الطويععل إذ لععم يقععم قبلهمععا ول‬
‫بعدهما أربعة أيام‪ ،‬فالجمع للسفر‪ ،‬وعند المام أبي حنيفة للنسك‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬تقديما(‬
‫أي في وقت الولى لغير المتحيرة‪ ،‬لن شرطه ظن صحة الولى ‪ -‬كما يأتي ‪ -‬وهععو‬
‫منتف فيها‪ .‬وألحق بها كل من تلزمه العادة‪ .‬وفيه نظر ظاهر‪ ،‬لن الولى مععع ذلععك‬
‫صحيحة فل مانع‪ ،‬وكالظهر‪ :‬الجمعة في هذا‪ ،‬فيمتنع علععى المتحيععرة أن تجمععع بينهععا‬
‫وبين العصر جمع تقديم‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة بزيادة‪) .‬وقوله‪ :‬وتأخيرا( أي في وقت الثانية‪ .‬ولو‬
‫للمتحيرة‪ ،‬فيجوز جمعها جمع تأخير‪ .‬قال ع ش‪ :‬والفرق بيععن الجمعيععن‪ :‬أنععه يشععترط‬
‫لجمع التقديم ظن صحة الولى‪ ،‬وهو منتععف فعي المتحيععرة‪ ،‬بخلف التعأخير‪ ،‬فعإنه ل‬
‫يشترط ظنه ذلك فجاز‪ ،‬وإن أمكن وقوع الولى مع التععأخير فععي زمععن الحيععض‪ ،‬مععع‬
‫احتمال أن تقع فععي الطهععر‪ :‬لععو فعلتهععا فععي وقتهععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويسععتثنى الجمعععة‪ ،‬فل يجععوز‬
‫جمعها تأخيرا‪ ،‬لنها ل يتأتى تأخرها عن وقتها‪) .‬قوله‪ :‬بفراق سور( متعلق بيجععوز‪:‬‬
‫يعني أنه ل يجوز ما ذكر من القصر والجمع إل بفراق سور خاص بتلك البلععدة الععتي‬
‫سافر منها إن كان‪ ،‬لن ابتداء السفر إنمععا يكععون بمجععاوزته‪ ،‬فععإن لععم يكععن لهععا سععور‬
‫أصل‪ ،‬أو كان لكن ليس خاصععا بهعا‪ ،‬كقععرى متفاصععلة جمعهعا سعور واحععد‪ ،‬فابتععداؤه‬
‫بمجاوزة الخندق إن كان‪ ،‬فإن لععم يكععن فععالقنطرة إن كععانت‪ ،‬فععإن لععم تكععن فععالعمران‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن احتوى إلخ( غاية في اشتراط فراق السور‪ ،‬لجواز ما ذكر‪ ،‬أي ل بد مععن‬
‫فراق السور إن احتوى ‪ -‬أي أحاط ‪ -‬ذلك السور بخراب ومزارع‪ ،‬بأن تكون داخلععة‪.‬‬
‫وذلك لن ما في داخل السور معدود من نفس البلععد‪ ،‬محسععوب مععن موضععع القامععة‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ويحصل ابتداء السفر من بلد له سعور بمفارقعة سعور البلععد‬
‫المختص به‪ ،‬ولو لصقة من خارجه بنيان ‪ -‬أي عمران ‪ -‬أو مقععابر أو احتععوى علععى‬
‫خراب ومزارع فتكفي مفارقة ما ذكر‪ ،‬لن ما كان خارجه ‪ -‬كععالولين ‪ -‬ل يعععد مععن‬
‫البلد‪ ،‬بخلف ما كان داخله‪ ،‬كالخرين‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحععذف‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو جمععع قريعتين إلعخ(‬
‫المناسب لتعبيرة أول بالبلد أن يقول‪ :‬ولو جمع بلدين‪ .‬وهذا مفهععوم قععوله خععاص ببلععد‬
‫سفر‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬وإن جمع السور بلدين متقاربين فلكل منهمععا حكمععه‪،‬‬
‫فل يشترط مجاوزة السور كما فهم أيضا من قوله فيما مر سور البلد المختععص بععه ‪-‬‬
‫كما مرت الشارة إليه ‪ -‬والقريتان فععي ذلععك كالبلععدين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فبنيععان( معطععوف‬
‫على قوله سور‪ ،‬أي ويجوز لمسافر ما ذكر مععن القصععر والجمععع بفععراق بنيععان ‪ -‬أي‬
‫عمران ‪ -‬إن لم يكن للبلد التي سافر منها سور‪ ،‬فإن لم يكن هناك بنيان فبفراق حلة ‪-‬‬
‫بكسر الحاء ‪ -‬إن سافر من خيام حي‪ ،‬وهي بيوت مجتمعة أو متفرقة‪ ،‬بحيععث يجتمععع‬
‫أهلها للسمر في ناد واحععد‪ ،‬ويسععتعير بعضععهم مععن بععض‪ .‬ويععدخل فععي الحلععة عرفععا‪:‬‬
‫مرافقها‪ ،‬كمعاطن إبل‪ ،‬وملعب صبيان ومطرح رماد‪ ،‬فل بد مععن مجاوزتهععا‪ .‬ول بععد‬
‫أيضا من مجاوزة عععرض واد إن سععافر فععي عرضعه‪ ،‬ومجععاوزة مهبعط إن كععان فععي‬
‫ربوة‪ ،‬ومجاوزة مصعد إن كان في وهععدة‪ ،‬إن اعتععدلت الثلثععة‪ ،‬فععإن أفرطععت سعععتها‬
‫اكتفى بمجاوزة الحلة عرفا‪ .‬وما تقرر من أنه ل بد من مجاوزة السور‪ ،‬أو العمععران‪،‬‬
‫أو الحلة‪ ،‬هو في سفر البر‪ ،‬ومثلععه سعفر البحعر المنفصععل سعاحله ععن العمعران‪ .‬أمعا‬
‫المتصل ساحله بالعمران عرفا‪ .‬فإذا سافر فيه وأراد أن يترخص‬

‫] ‪[ 115‬‬
‫بالقصر والجمع ونحوهما‪ ،‬فل يجوز إل بخروجه من البلد‪ ،‬وجععري السععفينة أو‬
‫جري زورقها إليها آخر مرة‪ ،‬وإل فمتى ما كان الزورق يذهب ويعععود فل يععترخص‬
‫من به‪ ،‬وإذا جرى الزورق آخر مرة إلى السفينة جععاز الععترخص لمععن بععه‪ ،‬ولععو قبععل‬
‫وصوله إلى السفينة ولمن بهععا أيضععا‪ .‬وقيععد فععي التحفععة وفععي شععرح بأفضععل‪ :‬اعتبععار‬
‫جري السفينة أو الزورق ببلد ل سور لها‪ .‬قال الكردي‪ :‬وهو احتمعال للسعنى‪ .‬وقعال‬
‫الخطيب‪ :‬هو أوجعه‪ .‬وعلعى هععذا فالسعاحل الععذي لعه سعور‪ :‬الععبرة بمجععاوزة سعوره‪.‬‬
‫والذي فيه عمران من غير سور‪ :‬العبرة فيه بجري السفينة أو الزورق‪ .‬وفي شرحي‬
‫الرشاد‪ :‬أنه ل فرق في ذلك بين السور والعمعران‪ ،‬فل بعد معن ركععوب السعفينة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن تخلله( أي البنيان‪ .‬وهو غاية في اشتراط فراق البينان‪ ،‬أي يشترط فراقه‪.‬‬
‫وإن وجد في خلله ‪ -‬أي وسطه ‪ -‬خراب أو نهر أو ميععدان‪ :‬فععالعبرة فععي أول السععفر‬
‫بمجاوزة البنيان‪ ،‬ل بمجاوزة ما ذكر‪ ،‬لنه معدود من البنيععان محسععوب مععن موضععع‬
‫القامععة‪) .‬قععوله‪ :‬ول يشععترط مجععاوزة بسععاتين( أي ول مععزارع ول خععراب هجععر‬
‫بالتحويط على العامر أو زرع أو اندرس بأن ذهبت أصععول حيطععانه‪ ،‬وذلععك لن مععا‬
‫ذكر ليس محل إقامععة‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن حععوطت( أي البسععاتين‪ ،‬أي حععوط عليهععا بسععور‬
‫مثل‪) .‬وقوله‪ :‬واتصلت( أي البساتين‪ .‬قال في الروض وشععرحه‪ :‬ولععو كععانت متصععلة‬
‫بالبلد وفيها دور يسكنها ملكها‪ ،‬ولو أحيانا ‪ -‬أي في بعععض فصععول السععنة ‪ -‬اشععترط‬
‫مجاوزتهععا‪ .‬هععذا مععا فععي الروضععة‪ ،‬كالشععرحين‪ .‬وأطلععق المنهععاج ‪ -‬كأصععله ‪ -‬عععدم‬
‫اشتراطها‪ .‬وقال في المجموع بعد نقله الول عن الرافعي‪ :‬وفيه نظععر‪ .‬ولععم يتعععرض‬
‫لعه الجمهعور‪ .‬والظعاهر أنعه ل يشعترط مجاوزتهعا‪ ،‬لنهعا ليسعت معن البلعد‪ .‬قعال فعي‬
‫المهمععات‪ :‬وبععه الفتععوى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬والقريتععان إن اتصععلتا( أي ولععو بعععد أن كانتععا‬
‫منفصلتين‪) .‬وقوله‪ :‬كقرية( أي فيشترط مجاوزتهما معا‪ ،‬لكن إن لم يكن بينهما سور‪،‬‬
‫وإل اعتبر مجاوزته فقط‪ .‬قال سععم‪ :‬والحاصععل مععن مسععألة القريععتين أنهمععا إن اتصععل‬
‫بنيانهما ولم يكن بينهما سععور‪ ،‬اشععترط مجاوزتهمععا‪ .‬وإن كععان بينهمععا سععور‪ ،‬اشععترط‬
‫مجاوزته فقط‪ ،‬وإن اتصل البنيان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن اختلفتععا( أي القريتععان‪ .‬وهععو غايععة‬
‫في كون حكمهما حكم القرية الواحدة‪) .‬قوله‪ :‬فلو انفصلتا( أي القريتععان‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫يسيرا( أي ولو كان ذراعا‪ .‬كما في اليعاب نقل عن المجموع عن صاحب الحععاوي‪.‬‬
‫واعتمد في التحفة والنهاية الضبط بالعرف‪ ،‬وأن قول الماوردي جععري علععى الغععالب‬
‫ا‍ه‪ .‬كردي‪) .‬قوله‪ :‬كفى إلخ( جواب فلو )وقوله‪ :‬مجاوزة قرية المسععافر( أي فقععط ول‬
‫يشععترط مجععاوزته القريععتين )قععوله‪ :‬ل المسععافر إلععخ( معطععوف علععى المسععافر سععفرا‬
‫طويل‪ ،‬ومحترزه أنه ل يجوز القصر والجمع لمسععافر سععفرا قصععيرا‪ .‬وهععو مععا بينععة‬
‫بقوله‪ :‬لم يبلغ سفره إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬مسيرة يوم وليلة( أي أربعة وعشرين سععاعة ذهابععا‬
‫فقط‪) .‬وقوله‪ :‬بسير الثقال( المععراد بالثقععال‪ :‬البععل المحملععة بالثقععال‪ ،‬أي الحمععال‪،‬‬
‫على سبيل المجاز المرسل‪ .‬والعلقة المجاورة‪) .‬قععوله‪ :‬مععع النععزول المعتععاد( متعلععق‬
‫بمحذوف حال من سير‪ ،‬أي حععال كععونه مصععاحبا للنععزول المعتععاد‪) .‬قععوله‪ :‬ول لبععق‬
‫إلخ( هو وما بعده من أفراد محرز قيد محععذوف كععان الولععى التصععريح بععه وهععو أن‬
‫يكون سفره غير معصية فاحترز به عما إذا كان معصية بأن يكون أنشأه معصية من‬
‫أوله‪ ،‬ويسمى حينئذ عاصيا بالسفر‪ .‬وذلك كعبد آبق مععن سععيده‪ ،‬وكمععدين موسععر حععل‬
‫الدين الذي عليععه قبععل سععفره ولععم يععف بععه‪ ،‬وكمسععافر لقطععع الطريععق‪ .‬أو يكععون قلبععه‬
‫معصية بعد أن أنشععأه طاععة‪ ،‬بعأن قطععع الطريعق‪ ،‬أو أبععق معن سعيده‪ ،‬ويسعمى حينئذ‬
‫عاصيا بالسفر في السفر‪ .‬فإن تاب الول ‪ -‬وهو العاصي بالسفر ‪ -‬فأول سععفره محععل‬
‫توبته‪ ،‬فإن كان الباقي طويل في الرخصة التي يشترط فيها طععول السععفر ‪ -‬كالقصععر‬
‫والجمع ‪ -‬أو قصيرا في الرخصة التي ل يشترط فيها ذلك ‪ -‬كأكل الميتة للمضععطر ‪-‬‬
‫ترخص‪ ،‬وإن كان الباقي قصيرا فععي الرخصععة الععتي يشععترط فيهععا طععول السععفر‪ ،‬لععم‬
‫يترخص‪ .‬وأما الثاني ‪ -‬وهو العاصي بالسفر في السفر ‪ -‬فععإن تععاب ترخععص مطلقععا‪،‬‬
‫وإن كان الباقي قصيرا اعتبارا بأوله وآخره‪ .‬وألحق بسفر المعصية سععفر مععن أتعععب‬
‫نفسه أو دابته بالركض بل غرض شرعي‪ ،‬وإن كان‬

‫] ‪[ 116‬‬
‫سفره لطاعة‪ .‬وبقي قسم ثالث‪ ،‬وهو العاصي في السفر‪ ،‬وهو من سععافر لطاعععة‬
‫بقصد الحج مثل‪ ،‬فارتكب معصية في طريقه ‪ -‬كأن زنى‪ ،‬أو شرب الخمر ‪ -‬مع بقاء‬
‫قصده الشئ الذي أنشأ السفر لجله‪ .‬وهذا ل يمنع من الترخص مطلقععا‪) .‬والحاصععل(‬
‫أن العاصي ثلثة أقسام الول‪ :‬العاصي بالسفر‪ ،‬وهععو الععذي أنشععأ معصععية‪ .‬والثععاني‪:‬‬
‫العاصي بالسفر في السفر‪ ،‬وهو الذي قلبه معصية بعععد أن أنشععأه طاعععة‪ ،‬كععأن جعلععه‬
‫لقطع الطريق ونأى عن الطاعة الععتي قصععدها‪ .‬والثععالث‪ :‬العاصععي فععي السععفر‪ ،‬وهععو‬
‫الذي يسافر بقصد الطاعععة وعصععى فععي أثنععائه مععع اسععتمرار الطاعععة الععتي قصععدها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومسافر إلخ( معطوف على آبععق‪ ،‬وسععفره هععذا معصععية‪ ،‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫قادر عليه( أي علععى وفععائه‪) .‬قععوله‪ :‬ول لمععن سععافر لمجععرد رؤيععة البلد( هععذا أيضععا‬
‫محترز قيد محذوف كان الولى ذكره‪ ،‬وهو أن يكون سفره لغرض صحيح كزيععارة‪،‬‬
‫وتجارة‪ ،‬وحج‪) .‬قوله‪ :‬وينتهي السفر إلععخ( لمععا بيععن المحععل الععذي يصععير مسععافرا إذا‬
‫وصل إليه وهو خارج السور أو البنيان‪ ،‬شرع يبين المحل الذي إذا وصل إليه ينقطع‬
‫سفره‪ .‬وحاصل ما يقال فيه أنه رجع بعد سفره من مسععافة القصععر إلععى وطنععه انتهععى‬
‫سفره بمجرد وصول السور إن كان‪ ،‬سواء نوى القامة به أم ل‪ ،‬كان لععه فيععه حاجععة‬
‫أم ل‪ .‬وأما إذا رجع إلى غير وطنه‪ ،‬ولم يكععن لععه حاجععة‪ ،‬ونععوى قبععل الوصععول إليععه‬
‫إقامة مطلقا أو أربعة أيام صحاح‪ ،‬وكان وقت النية ماكثا مستقل‪ ،‬انتهى سفره بمجرد‬
‫وصول السور أيضا‪ .‬أما إذا لم ينعو أصعل‪ ،‬أو نععوى إقامععة أقععل معن أربععة أيععام‪ ،‬فل‬
‫ينتهي سفره بوصول السععور‪ ،‬وإنمععا ينتهععي بإقامععة أربعععة أيععام صععحاح‪ ،‬غيععر يععومي‬
‫الدخول والخروج‪ .‬وأما إذا كان له حاجة‪ ،‬فإن لم يتوقع انقضاءها قبل أربعة أيام‪ ،‬بل‬
‫جزم بأنها ل تقضى إل بعد الربعة‪ ،‬انتهى سفره بمجرد المكععث والسععتقرار‪ ،‬سععواء‬
‫نوى القامة بعد الوصول أم ل‪ .‬فإن توقع انقضاءها كل يعوم‪ ،‬لععم ينتععه سععفره إل بععد‬
‫ثمانية عشر يوما صحاحا‪ .‬هذا كله إذا رجععع بعععد وصععوله إلععى مسععافة القصععر‪ ،‬فععإن‬
‫رجع قبل وصوله إلى مسافة القصععر لحاجععة كتطهععر وأخععذ متععاع‪ ،‬أو نععوى الرجععوع‬
‫وهو مستقل ماكث‪ ،‬فإن كان إلى وطنععه‪ :‬انتهععى سععفره بابتععداء رجععوعه أو نيتععه‪ .‬وإن‬
‫كان إلى غير وطنه‪ :‬ل ينتهي سفره‪ ،‬بل يترخص وإن دخل البلد‪ ،‬فإن رجع قبل ذلععك‬
‫ل لحاجة‪ ،‬بل للقامة‪ :‬انقطع سفره برجععوعه مطلقععا إلععى وطنععه‪ ،‬أو إلععى غيععره‪ .‬وقععد‬
‫حرر العلمة الكردي مسألة ما ينتهي به السفر بتحرير لم يسبق إلى مثلععه‪ ،‬ول بععأس‬
‫بذكره هنا تتميما للفائدة‪ ،‬فنص عبارته‪ :‬ظهر للفقير في ضععبط أطععراف هععذه المسععألة‬
‫أن تقول أن السفر ينقطع بعد استجماع شروطه بأحد خمسععة أشععياء‪ :‬الول‪ :‬بوصععوله‬
‫إلى مبدأ سفره من سور أو غيره وإن لم يدخله‪ ،‬وفيه مسألتان‪ :‬إحداهما أن يرجع من‬
‫مسافة القصر إلى وطنه‪ ،‬وقيععده فععي التحفععة بالمسععتقبل‪ ،‬ولععم يقيععده بععذلك فععي النهايععة‬
‫وغيرها‪ .‬الثانية‪ :‬أن يرجع من مسافة القصر إلععى غيععر وطنععه‪ ،‬فينقطععع بععذلك أيضععا‪،‬‬
‫لكن بشرط قصد إقامة مطلقة أو أربعة أيام كوامل‪ .‬الثاني‪ :‬انقطاعه بمجععرد شععروعه‬
‫في الرجوع إلى ما سافر منه‪ ،‬وفيه مسألتان‪ :‬إحععداهما رجععوعه إلععى وطنععه مععن دون‬
‫مسافة القصر‪ .‬الثانية‪ :‬إلى غير وطنه من دون مسافة القصر بزيادة شرط‪ ،‬وهععو نيععة‬
‫القامة السابقة‪ .‬الثالث‪ :‬بمجرد نية الرجوع وإن لععم يرجععع وفيععه مسععألتان‪ :‬إحععداهما‪:‬‬
‫إلى وطنه‪ ،‬ولو من سفر طويععل‪ ،‬بشععرط أن يكععون مسععتقل ماكثععا‪ .‬الثانيععة‪ :‬إلععى غيععر‬
‫وطنه‪ ،‬فينقطع بزيادة شرط‪ ،‬وهو نية القامععة السععابقة فيمععا نععوى الرجععوع إليععه‪ .‬فععإن‬
‫سافر من محل نيته فسفر جديد‪ ،‬والتردد فععي الرجععوع كععالجزم بعه‪ .‬الرابععع‪ :‬انقطععاعه‬
‫بنية إقامة المدة السابقة بموضع غير الععذي سععافر منععه‪ ،‬وفيععه مسععألتان‪ :‬إحععداهما‪ :‬أن‬
‫ينوي القامة المؤثرة بموضع قبل وصوله إليه‪ ،‬فينقطع سفره بوصوله إليه بشرط أن‬
‫يكون مستقل‪ ،‬الثانية‪ :‬نيتها بموضع عند أو بعد وصوله إليه‪ ،‬فينقطععع بزيععادة شععرط‪،‬‬
‫وهو كونه ماكثا عند النية‪.‬‬

‫] ‪[ 117‬‬
‫الخامس‪ :‬انقطاعه بالقامة دون غيرها‪ ،‬وفيه مسألتان‪ :‬إحععداهما‪ :‬انقطععاعه بنيععة‬
‫إقامة أربعة أيام كوامل غير يومي الدخول والخروج‪ .‬ثانيهما‪ :‬انقطاعه بإقامة ثمانيععة‬
‫عشر يوما صحاحا‪ ،‬وذلك فيما إذا توقع قضاء وطره قبل مضي أربععة أيععام كوامععل‪،‬‬
‫ثم توقع ذلك قبل مضيها‪ ،‬وهكذا إلى أن مضت المدة المذكورة‪ .‬فتلخععص أن إنقضععاء‬
‫السفر بواحد من الخمسة المذكورة‪ ،‬وفي كل واحد منها مسألتان‪ ،‬فهي عشر مسععائل‪،‬‬
‫وكل ثانية من مسألتين تزيد على أولهما بشرط واحد‪ ،‬وهذا لم أقف على من ضبطه‬
‫كذلك‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان مارا به( أي بوطنه في سفره‪ ،‬كأن خععرج منععه‬
‫ثم رجع مععن بعيعد قاصععدا المععرور بععه معن غيععر إقامععة‪) .‬قععوله‪ :‬وإلععى موضععع آخععر(‬
‫معطوف على إلى وطنععه‪ ،‬أي وينتهععي سععفره بعععوده إلععى موضععع آخععر غيععر وطنععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ونوى إقامته به( أي وكان مستقل‪ ،‬فل بد في انتهاء سفره بعوده إلى الموضع‬
‫الخر من هذين القيدين نية القامة به‪ ،‬سواء نواها قبل بلوغه ذلك الموضع أو بعععده‪.‬‬
‫وكونه مستقل‪ ،‬وهو غير الزوجة والقن‪ .‬فإن لم ينو القامة به ل ينتهي سفره بمجععرد‬
‫وصوله ذلك الموضع الخر‪ ،‬بل ينتهععي بإقامععة أربعععة أيععام بالفعععل‪ ،‬أو نععوى القامععة‬
‫ولكنه غير مستقل كقن وزوجة‪ ،‬فل أثر لنيته المخالفععة لنيععة متبععوعه‪ .‬قععال سععم‪ :‬لكععن‬
‫يبعد أنه لو نوى القامة ماكثا‪ ،‬وهو قادر على المخالفة وصععمم علععى قصععد المخالفععة‬
‫أثرت نيته‪) .‬وقععوله‪ :‬مطلقععا( أي مععن غيععر تقييععد بزمععن‪ ،‬ل بأربعععة أيععام‪ ،‬ول بععأكثر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو أربعة أيام( أي أو نوى القامة أربعة أيام صحاح‪ ،‬أي غير يععومي الععدخول‬
‫والخروج‪ ،‬لن في الول الحط‪ ،‬وفي الثععاني الترحععال‪ ،‬وهمععا مععن أشععغال السععفر فل‬
‫يعتبران‪ .‬قال في التحفة‪ :‬تنبيه‪ :‬يقع لكثير من الحجاج أنهم يدخلون مكة قبععل الوقععوف‬
‫بنحو يوم ناوين القامة بمكة بعد رجوعهم من منععى أربعععة أيععام فععأكثر‪ ،‬فهععل ينقطععع‬
‫سفرهم بمجرد وصولهم لمكة نظرا لنيععة القامععة بهععا ‪ -‬ولععو فععي الثنععاء ‪ -‬أو يسععتمر‬
‫سفرهم إلى عودهم إليها من منى‪ ،‬لنه من جملة مقصدهم ؟ فلععم تععؤثر نيتهععم القامععة‬
‫القصيرة قبله ول الطويلة إل عند الشروع فيها وهععي إنمععا تكععون بعععد رجععوعهم مععن‬
‫منى ووصولهم مكة ؟ للنظر فيه مجال‪ ،‬وكلمهم محتمل‪ ،‬والثاني أقرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أو علم( معطوف على ونوى إقامته به‪ ،‬فهو راجع للموضع الخر‪ ،‬أي وينتهي سفره‬
‫بوصوله إلى موضع آخر‪ ،‬وقد علم أن إربه ‪ -‬بكسر أولعه وسعكون ثعانيه وبفتحهمعا ‪-‬‬
‫أي حاجته‪) .‬وقوله‪ :‬ل ينقضي فيها( أي الربعة اليام بأن علم بقاءه مععدة تزيععد علععى‬
‫أربعة أيام صحاح‪ ،‬وذلك لبعده عن هيئة المسافرين‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن كان إلععخ( ل محععل‬
‫لثم هنا‪ ،‬بععل الولععى والمناسععب التفريععع‪ ،‬بععأن يقععول‪ :‬فععإن كععان إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬يرجععو‬
‫حصوله( أي الرب من حين وصوله ذلك الموضع الخر‪) .‬وقوله‪ :‬كل وقت( مععراده‬
‫مدة ل تقطع السفر كيوم ويومين‪) .‬وقوله‪ :‬قصر ثمانيعة عشععر يومععا( أي غيعر يعومي‬
‫الدخول والخروج‪ ،‬لنه )ص( أقامها بعد فتععح مكععة لحععرب هععوازن يقصععر الصععلة‪،‬‬
‫ومثل القصر ‪ -‬عل المنقول المعتمد ‪ -‬سائر رخص السفر‪) .‬قوله‪ :‬وشععرط إلععخ( ذكععر‬
‫للقصر أربعة شروط‪ ،‬وذكر فيما تقدم شرطين له وللجمع‪ ،‬لكن ل بعنععوان الشععرطية‪،‬‬
‫وهما‪ :‬كونه طويل‪ ،‬ومجععاوزة السععور أو البنيععان‪ .‬وبقععي عليععه أربعععة شععروط‪ :‬كععون‬
‫السفر مباحا‪ ،‬وكونه لغرض صحيح‪ ،‬وكون المسافر قاصدا محل معلومععا مععن حيععث‬
‫المسافة بأن يعلم أن مسافته مرحلتان فأكثر سواء كان معينا ‪ -‬كمكة ‪ -‬أو غيععر معيععن‬
‫‪ -‬كالحجاز‪ ،‬وكونه عالما بجواز القصر‪ ،‬فلو قصر جاهل بذلك لم يصح لتلعبه‪ .‬وقد‬
‫ذكر محترز الشرطين الولين من هذه الربعة‪ ،‬كمععا سععبق التنععبيه عليعه‪) .‬قععوله‪ :‬نيعة‬
‫قصر( أي كأن يقول‪ :‬نويت أصلي الظهر مقصورة‪ ،‬ومثل ذلععك مععا لععو نععوى الظهععر‬
‫مثل ركعتين‪ ،‬وإن لم ينو ترخصا‪ ،‬وما لعو قعال أؤدي صعلة السعفر‪ ،‬فلعو لعم ينعو معا‬
‫ذكر‪ ،‬بأن نوى التمام أو أطلق‪ :‬أتم لونه المنوي في الولععى‪ ،‬والصععل فععي الثانيععة‪.‬‬
‫وكذا لو شك هل نوى القصر أو التمام ؟ فيجب عليه التمام‪ ،‬وإن تذكر عععن قععرب‪،‬‬
‫لتأدي جزء من الصلة حال التردد‪) .‬وقوله‪ :‬في تحرم( أي مع التحرم‪ ،‬كأصل النية‪،‬‬
‫فلو نواه بعد الحرام لم ينفعه‪ ،‬فيجب التمام‪) .‬قوله‪ :‬وعععدم اقتععداء ولععو لحظععة بمتععم(‬
‫فإن اقتدى به في جزء من صلته ‪ -‬كأن أدركه آخععر صععلته ‪ -‬لزمععه التمععام‪ ،‬لخععبر‬
‫المام أحمد عن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬سئل ما بال المسافر يصلي ركعععتين‬
‫إذا انفرد‪ ،‬وأربعا إذا ائتم بمقيم ؟‬

‫] ‪[ 118‬‬
‫فقال‪ :‬تلك السنة‪ ،‬ولو اقتدى بمسافر وشك فعي نيتعه القصعر فنعوى هعو القصعر‪،‬‬
‫جاز له القصر إن بان المام قاصرا لن الظاهر من حال المسافر القصععر‪ .‬فععإن بععان‬
‫أنه متم أو لم يتبين حاله لزمه التمام ولو علق نية القصر على نية المععام‪ ،‬كععأن قععال‬
‫إن قصر قصرت وإل أتممعت‪ ،‬جعاز لعه القصعر إن قصعر المعام‪ ،‬لن هعذا تصعريح‬
‫بالواقع‪ ،‬ولزمه التمام إن أتععم المععام‪ ،‬أو لععم يظهععر مععا نععواه المععام‪ ،‬فيلزمععه التمععام‬
‫احتياطا‪) .‬قوله‪ :‬تحرز عن منافيها( أي نية القصر كنية التمام والتردد في أنه يقصر‬
‫أو يتم ؟ فلو نوى التمام بعد نيععة القصععر‪ ،‬أو تععردد فععي أنععه يقتصععر أو يتععم بعععد نيععة‬
‫القصر معع الحعرام‪ ،‬أتعم‪) .‬وقعوله‪ :‬دوامعا( ظعرف متعلعق بتحعرز‪ ،‬أي التحعرز ععن‬
‫منافيها في دوام الصلة‪) .‬قوله‪ :‬ودوام سفره إلخ( فلو انتهت به سفينته إلععى مععا يقطععع‬
‫ترخصه‪ ،‬أو شك هل بلغته‪ ،‬أو نوى القامة المنافية للترخص‪ ،‬أو شك في نيتها‪ ،‬أتم‪،‬‬
‫لزوال تحقق الرخصة‪) .‬قوله‪ :‬ولجمع إلخ( معطوف على القصععر‪ ،‬أي وشععرط لجمععع‬
‫التقديم نية جمع إلخ‪ .‬وذكععر لععه ثلثععة شععروط‪ ،‬وبقععي عليععه شععرط رابععع‪ ،‬وهععو‪ :‬دوام‬
‫السفر إلى عقد الثانية فقط‪ ،‬بأن يحرم بها‪ ،‬فل يشترط دوامه إلى إتمامها‪ .‬فلو أقام في‬
‫أثناء الثانية لم يضر‪ ،‬أو قيل عقدها ضر‪ .‬وخامس‪ :‬وهو كون السفر لغرض صحيح‪.‬‬
‫وسادس‪ :‬وهو كون المسافر قاصدا محل معلوما‪ .‬وسععابع‪ :‬وهععو كععونه عالمععا بجععواز‬
‫الجمع‪ .‬وهذه الثلثة تشترط أيضا في جمع التأخير‪ .‬وثامن‪ :‬وهو ظنه صععحة الولععى‬
‫لتخرج صلة المتحيرة كما مر‪ .‬وتاسع‪ :‬وهو بقاء وقت الولى يقينا إلى تمام الثانيععة‪،‬‬
‫فإن خرج أثناء الثانية‪ ،‬أو شك في خروجه بطلت لبطلن الجمععع‪ .‬قععال الكععردي‪ :‬ولععم‬
‫يرتض ابن حجر هذا الشرط‪ .‬وقوله‪ :‬في الولى‪ :‬أي في الصلة الولى‪) .‬فإن قلت(‪:‬‬
‫كان المناسب أن تكعون نيعة الجمععع فعي أول الثانيععة لكونهعا فععي غيعر وقتهعا‪ ،‬ويؤيععده‬
‫تعليلهم اشتراط نية الجمع بقولهم ليتميز التقدير المشروع عن التقديم‪ ،‬سهوا أو عبثععا‪،‬‬
‫لن التقديم إنما هو للثانية‪) .‬أجيب( بأن الجمع ضم الثانية للولى‪ ،‬ول يحصل الضععم‬
‫المذكور إل بنية الجمع في الولى‪ ،‬ليصير الصلتان كصلة واحدة‪ .‬فتععدبر‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫ولو مع التحلععل منهععا( أي تكفععي نيععة الجمععع ولععو مععع السععلم مععن الولععى‪ ،‬لحصععول‬
‫الغرض‪ ،‬وهععو تمييععز التقععديم المشععروع عععن التقععديم سععهوا أو عبثععا‪ ،‬بععذلك‪ .‬والغايععة‬
‫المذكورة للرد على الضعيف القائل بأنه يتعين وقوع النية في تحععرم الولععى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وترتيب( معطوف على نية‪ ،‬أي وشرط لجمع تقععديم ترتيععب‪ ،‬بععأن يبععدأ بععالولى‪ ،‬لن‬
‫الوقت لها والثانية تابعة‪ ،‬فل تتقدم على متبوعها‪ ،‬ولو قدم الولى وبان فسادها فسدت‬
‫الثانية‪) .‬قوله‪ :‬وولء( معطعوف علععى نيعة أيضععا‪ ،‬أي وشعرط لجمعع تقعديم ولء بيعن‬
‫الصلتين‪ ،‬لما روى الشيخان‪ :‬أنه أ )ص( لما جمع بنمرة بين الصلتين وإلى بينهمععا‬
‫وترك الرواتب بينهما‪ ،‬وأقام للصععلة بينهمععا‪ .‬ولن الجمععع يجعلهمععا كصععلة واحععدة‪،‬‬
‫فوجبت الموالة كركعات الصععلة‪) .‬وقععوله‪ :‬عرفععا( أي المعتععبر فععي الععولء العععرف‪.‬‬
‫وضبطوه بأن ل يفصل بينهما بما يسع ركعتين بأخف ممكن‪ ،‬فععإن فصععل بينهمععا بمععا‬
‫يسع ذلك ضر ووجب تأخير الثانية إلى وقتهععا المعتععاد‪ ،‬فتضععر الصععلة بينهمععا‪ ،‬ولععو‬
‫راتبة‪ .‬فإذا أراد أن يصلي رواتععب الصععلوات صععلى القبليععة ثععم الفرضععين‪ ،‬ثععم بعديععة‬
‫الولى ثم قبلية الثانية ثم بعديتها‪ ،‬ولو جمعهما ثم علعم بعععد فراغهمععا تععرك ركععن معن‬
‫الولى‪ ،‬أعادهما وجوبا‪ ،‬لبطلن الولى بترك الركن منها مععع تعععذر التععدارك بطععول‬
‫الفصل‪ ،‬وبطلن الثانية لفقد الترتيب‪ .‬أو علم بعد ذلك ترك ركن من الثانية ولم يطععل‬
‫الفصل بين سلمه منها وتذكره تداركه‪ ،‬وصحت الصلتان‪ .‬وإن طال الفصل بطلععت‬
‫الثانية أعادها في وقتها الصلي لمتناع الجمع بفقد الولء بتخلل الباطلة‪ ،‬ولو لم يعلم‬
‫أن الترك من الولى أو من الثانيععة أعادهمععا وجوبععا بل جمععع تقععديم بععأن يصععلي كععل‬
‫واحدة في وقتها‪ ،‬أو يجمعهما جمع تأخير‪ .‬أما وجوب إعادتهمععا فلحتمععال أن الععترك‬
‫من الولى فتكونان باطلتين‪ ،‬وأما امتناع جمع التقديم فلحتمال أن الترك من الثانيععة‪،‬‬
‫فتكععون الولععى صععحيحة والثانيععة باطلععة‪ ،‬فيطععول الفصععل بالثانيععة الباطلععة وبععالولى‬
‫المعادة بين الولى الصحيحة والثانيععة المعععادة‪ .‬فتنبععه‪) .‬قععوله‪ :‬فل يضععر إلععخ( مفععرع‬
‫على الولء في العرف‪) .‬وقوله‪ :‬فصل يسير( أي ولو لغير مصلحة الصععلة‪ ،‬وخععرج‬
‫به الطويل فيضر ولعو بععذر كسعهو‪ ،‬وإغمععاء‪) .‬قعوله‪ :‬بععأن كعان دون قععدر ركعععتين(‬
‫تصوير للفصل اليسير‪ ،‬فهو أن ينقص عما يسع ركعععتين بععأخف ممكععن علععى الععوجه‬
‫المعتاد‪ ،‬فل يضر‬

‫] ‪[ 119‬‬
‫الفصل بوضوء ولو مجددا‪ ،‬وتيمععم‪ ،‬وطلععب للمععاء خفيععف‪ ،‬وزمععن أذان وإن لععم‬
‫يكن مطلوبا‪ ،‬وزمن إقامة على الوسط المعتدل في ذلك‪ ،‬حتى لو فصل بمجموع ذلععك‬
‫لم يضر حيث لم يطل الفصل‪) .‬قوله‪ :‬ولتأخير إلخ( معطوف أيضا علععى القصععر‪ ،‬أي‬
‫وشرط لجمع تأخير إلخ‪ .‬وذكر له شرطين‪ ،‬وتقدم التنبيه على أن شععروطا ثلثععة مععن‬
‫شروط جمع التقديم تجري فيععه أيضععا‪ ،‬ول يشععترط فيععه الععولء ول الععترتيب ول نيععة‬
‫الجمع في الصلة الولى كما تشترط في جمع التقديم‪ ،‬ولكن تسن‪) .‬وقوله‪ :‬نية جمع(‬
‫أي نية إيقاعها مجموعة جمعع تعأخير‪ .‬واشعترط ذلعك ليتميعز التعأخير المشعروع ععن‬
‫التأخير تعديا‪ ،‬ول يكفي نية التأخير فقط من غير أن يقصد إيقاعها مع الصلة الثانية‬
‫كما يؤخذ ذلك من إضافة نية إلى جمع‪) .‬وقول‪ :‬في وقععت الولععى( متعلععق بمحععذوف‬
‫صفة لنية‪ ،‬أي نية جمع كائنة في وقت الصلة الولى التي يريد تأخيرهععا‪ .‬فلععو نععوى‬
‫ذلك قبل دخول وقتها أو لم ينو أصل‪ ،‬عصعى‪ ،‬وكععانت قضععاء‪) .‬قعوله‪ :‬معا بقعي قععدر‬
‫ركعة( ما مصدرية ظرفية متعلقة بنية‪ ،‬أي ينوي ذلك مدة بقاء زمن يسع قدر ركعة‪،‬‬
‫أي يكفي وقوع النية في وقت الولى إذا بقععي مععن الععوقت مععا يسععع ركعععة‪ ،‬لكععن هععذا‬
‫بالنسبة لوقوعهععا أداء‪ ،‬ل للجععواز‪ ،‬فععإذا نععوى فععي وقععت الولععى تأخيرهععا إلععى وقععت‬
‫الثانية‪ ،‬وكان الباقي من وقت الولى ما يسع ركعععة أو أكععثر ولكععن ل يسععع جميعهععا‪،‬‬
‫تكون الولى أداء‪ ،‬لكنه يأثم بتأخير النية إلى ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وبقاء سععفر إلععخ( معطععوف‬
‫على نية جمععع‪ .‬أي وشععرط لجمععع تععأخير دوام السععفر إلععى تمععام الثانيععة سععواء كععانت‬
‫صاحبة الوقت ‪ -‬بأن رتب بين الصلتين‪ ،‬كأن قدم الظهر على العصععر ‪ -‬أو لععم تكععن‬
‫صاحبة الوقت ‪ -‬بأن لم يرتب بينهما‪ ،‬كأن قدم العصر التي هي صاحبة الععوقت علععى‬
‫الظهر ‪ .-‬فلو لم يدم سفره إلى ذلك‪ :‬كأن نوى القامة في أثناء الثانية صارت التابعععة‬
‫‪ -‬وهي المؤخرة عن وقتها ‪ -‬قضاء ل إثم فيه‪ ،‬لنها تابعة لصاحبة الععوقت فععي الداء‬
‫للعذر‪ ،‬وقد زال العذر‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ .‬والفرق بين جمع التقععديم حيععث اكتفععى فيععه‬
‫بدوام السفر إلى عقد الثانية‪ ،‬وجمع التأخير حيث لم يكتف فيه بذلك‪ ،‬بععل اشععترط فيععه‬
‫دوامه إلى تمام الثانية‪ ،‬أن وقت الولععى ليععس وقتععا للثانيععة‪ ،‬إل فععي السععفر فتنصععرف‬
‫للسفر بأدنى صارف‪ .‬وأما وقت الثانية فتصععح فيعه الولععى لعععذر السععفر وغيععره‪ .‬فل‬
‫تنصععرف إلععى السععفر إل إذا وجععد السععفر فيهمععا‪ .‬وخععالف فععي المجمععوع فععي صععورة‬
‫الترتيب‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أقام في أثناء الثانية‪ ،‬أي صاحبة الوقت‪ ،‬ينبغي أن تكععون الولععى‪،‬‬
‫أي المؤخرة‪ ،‬أداء بل خلف‪ ،‬وهذا ضعيف مخالف لطلقهم‪ .‬وخالف السبكي وتبعه‬
‫السنوي في صورة عدم الترتيب حيث قال‪ :‬وتعليلهم وقععوع الولععى قضععاء‪ ،‬بكونهععا‬
‫تابعة للثانية في الداء للعذر‪ ،‬وقد زال العذر قبل إتمامها منطبق على تقععديم الولععى‪،‬‬
‫فلو عكس وأقام في أثناء التابعة كانت أداء‪ ،‬لنه لم يزل العذر قبل تمععام الثانيععة الععتي‬
‫هي صاحبة الوقت‪ ،‬بل وجد العذر في جميعها وفي أول التابعة‪ ،‬وهذا ضعيف أيضا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فرع إلخ( شروع في جععواز الجمععع بععالمرض بعععد أن تمععم الكلم علععى جععواز‬
‫الجمع بالسفر‪) .‬قوله‪ :‬يجوز الجمع بالمرض( أي لما صععح أنععه )ص( جمععع بالمدينععة‬
‫من غير خوف ول مطر‪) .‬قوله‪ :‬تقديما وتأخيرا( أي جمع تقديم وجمع تأخير‪) .‬قوله‪:‬‬
‫على المختار( أي عند النووي وغيره‪ ،‬وهو مذهب المام أحمد‪ ،‬قال ابن رسلن فععي‬
‫زبده‪ :‬في مرض قول جلي وقوي * * اختاره أحمد ويحيى النععووي قععال الفشععني فععي‬
‫شر حه‪ :‬ولكعن المشعهور ‪ -‬أي فعي المععذهب ‪ -‬أنععه ل يجمععع بمعرض‪ ،‬ول ريعح‪ ،‬ول‬
‫ظلمة‪ ،‬ول خوف‪ ،‬ول وحل‪ ،‬ول نحوها‪ ،‬لنه لم ينقل‪ ،‬ولخععبر المععواقيت فل يخععالف‬
‫إل بصعععريح‪ .‬ا‍ه‪) .‬وحكعععى( فعععي المجمعععوع ععععن جماععععة معععن أصعععحابنا جعععوازه‬
‫بالمذكورات‪ ،‬وقال‪ :‬وهو قوي جدا في المرض والوحل‪ .‬واختاره في الروضععة‪ ،‬لكععن‬
‫فرضه في المرض‪ .‬وجرى عليعه ابععن المقعري‪ .‬وفععي الكعردي مععا نصعه‪ :‬ول يجععوز‬
‫الجمع بنحو وحل ومرض على المشهور في المذهب‪ ،‬لكن المختار من حيث‬

‫] ‪[ 120‬‬
‫الدليل جوازه بععالمرض عنععد النععووي وغيععره‪ ،‬وهععو مععذهب المععام أحمععد‪ .‬قععال‬
‫الذرعي‪ :‬ورأيته في غاية الختصار من قول الشافعي للمزني‪ ،‬وذكر عبارته‪ .‬وقال‬
‫السنوي‪ :‬قد ظفرت بنقله عن الشافعي‪ .‬قال الزركشي‪ :‬فإن ثبت له نص بععالمنع كععان‬
‫له في المسألة قولن‪ ،‬وإل فهذا مذهبه‪ ،‬ويؤيده أنه )ص( أمععر سععهلة وحمنععة بععالجمع‬
‫لجل الستحاضة‪ ،‬وهي نوع مرض‪ .‬قععال القليععوبي ‪ -‬بعععد نقلععه عععن الذرعععي‪ ،‬أنععه‬
‫المفتى به ‪ -‬ما نصه‪ :‬وبه يعلم جواز عمل الشخص به لنفسه‪ .‬وعليه فل بد من وجود‬
‫المرض حالة الحرام بهما‪ ،‬وعند سلمه معن الولعى وبينهمعا‪ ،‬كمعا فعي المطعر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وهو واضح‪ ،‬خلفا لما وقع للعناني من عععدم جععواز تقليععده‪ ،‬لن ذاك اختيععار مععا هععو‬
‫خارج عن المذهب‪ .‬وأمععا هععذا فهععو منصععوص للشععافعي‪ ،‬كمععا صععرحوا بععه‪ .‬والقععول‬
‫الضعيف في المذهب‪ :‬يجوز تقليده للعمل به‪ ،‬ل للفتوى مع الطلق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬مععن‬
‫عدم جواز تقليده‪ .‬جزم به في فتح الجواد‪ ،‬وعبارته‪ :‬وواضح أنه يتعين على من أراد‬
‫فعله تقليد أحمد دون المختارين‪ ،‬لنهم ل يقلدون‪ ،‬ودون القععول الغيععر المشععهور‪ ،‬لن‬
‫ما ضعفه المجتهد من أقواله ل يقلد فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويراعي( أي المريععض‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫الرفق( أي السهل على نفسه‪ ،‬من التقديم أو التأخير‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن كعان إلعخ( تفريعع‬
‫على مراعاة الرفق‪) .‬قوله‪ :‬كأن كان يحم( تمثيععل لزيععادة المععرض‪ ،‬فأصععل المععرض‬
‫موجود في وقت الولى ووقت الثانية‪ ،‬لكن يحم ‪ -‬زيادة على المرض الكائن به ‪ -‬في‬
‫وقت الثانية‪) .‬قوله‪ :‬وقت الثانية( متعلق بكل من يزداد‪ ،‬ومن يحم‪) .‬قوله‪ :‬قععدمها( أي‬
‫الثانيععة‪ ،‬أي جمعهععا مععع الولععى جمععع تقععديم‪) .‬وقععوله‪ :‬بشععروط جمععع التقععديم( هععي‪:‬‬
‫الترتيب‪ ،‬والولء‪ ،‬ونية الجمع في الولى‪ .‬ويشترط أيضععا وجععود المععرض إلععى عقععد‬
‫الثانية‪ ،‬كما يشترط في السفر دوامه‪ ،‬إلى ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو وقت الولى( معطوف على‬
‫وقت الثانية‪ ،‬أي أو كان يزداد مرضه وقت الثانية‪ ،‬كأن كان يحم فيه‪) .‬قوله‪ :‬أخرها(‬
‫أي الولى‪ ،‬وهو جواب أن المقدرة‪) .‬قوله‪ :‬بنية الجمععع( متعلععق بأخرهععا‪ ،‬أي أخرهععا‬
‫بنية إيقاعها مجموعة جمع تأخير‪) .‬وقوله‪ :‬في وقت الولععى( متعلععق بنيععة‪ .‬أي ينععوي‬
‫ذلك في وقت الولى‪ ،‬ولو بقى منه قدر ركعة‪ ،‬كما مر في التععأخير للسععفر‪ .‬ويشععترط‬
‫هنا بدل الشرط الثاني في التأخير للسفر دوام المرض إلى تمامهما‪ .‬ولو قال بشععروط‬
‫جمع التأخير بدل قوله بنية الجمع لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬وضبط جمع متأخرون المرض‬
‫هنا( أي في مبحث الجمع‪ .‬ولعله احترز به عن ضبطه في غيععر ذلععك‪ ،‬فهععو مععا أبععاح‬
‫التيمم‪) .‬قوله‪ :‬ما يشق معه فعل كل فرض( أما ما ل يشق معه ذلععك‪ ،‬كصععداع يسععير‬
‫وحمى خفيفة‪ ،‬فل يجوز الجمع معه‪) .‬قوله‪ :‬كمشقة المشي في المطر( أي يشععق معععه‬
‫ذلك مشقة كمشقة المشي في المطر‪ ،‬وهي الععتي يععذهب معهععا الخشععوع فععي الصععلة‪،‬‬
‫وإن لم تبح له الجلوس في الفرض‪) .‬قععوله‪ :‬بحيععث إلععخ( تصععوير لمشععقة المشععي فععي‬
‫المطر‪ ،‬أي وتتصور المشقة التي تحصل له من المشي في المطر بابتلل ثوبه منهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقال آخرون( أي في ضبط المرض هنا‪) .‬قوله‪ :‬ل بععد مععن مشععقة إلععخ( أي ل‬
‫بد في المرض المجوز للجمع من أن يحصل منه مشقة ظاهرة‪) .‬وقعوله‪ :‬زيعادة علعى‬
‫ذلك( أي على كونه يحصل له مشقة عند فعل كل فرض‪ ،‬كمشععقة المطععر وهععي الععتي‬
‫تذهب الخشوع كما علمت‪) .‬وقوله‪ :‬بحيث تبيح الجلوس في الفرض( تصوير للمشععقة‬
‫الظاهرة‪ ،‬أي أن المشقة الظاهرة مصورة بإباحة الجلوس معها فععي الفععرض‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهو( أي قول الخرين في ضبط المرض الوجه‪ .‬قال الكردي‪ :‬ونحوه في اليعاب‪.‬‬

‫] ‪[ 121‬‬
‫قال‪ :‬ولو ضبط المرض بالمبيح للفطععر لكععان لععه وجععه ظععاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجععرى فععي‬
‫شرحي الرشاد على الول‪ ،‬بل قال فععي المععداد‪ :‬ول يصععح ضععبطه بغيععر ذلععك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)تتمة( كما يجوز الجمع بالمرض يجوز بالمطر‪ ،‬لكن تقديما فقط‪ ،‬ولو للمقيععم‪ ،‬وذلععك‬
‫لما صح أنه )ص( جمع بالمدينة الظهر والعصر‪ ،‬والمغرب والعشاء من غير خععوف‬
‫ول سفر‪ .‬قال الشافعي ومالك ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬أرى ذلععك بعالمطر‪ .‬ويؤيعده جمعع‬
‫ابن عباس وابعن عمععر ‪ -‬رضععي الع عنهععم ‪ -‬بعه‪ .‬ويشععترط لععه شعروط جمععع التقععديم‬
‫السابقة‪ ،‬ويزاد عليها وجود المطر عند الحرام بالولى وعند التحلععل منهععا‪ ،‬ودوامععه‬
‫إلى الحرام بالثانية‪ ،‬وأن يصلي مريد الجمع جماعة في مكان مسجد أو غيععره‪ ،‬بعيععد‬
‫عن باب دارد‪ ،‬بحيث يتأذى بالمطر في طريقه‪ ،‬بحيث يبل الثوب‪ .‬أما إذا صلى ولععو‬
‫جماعة ببيته أو بمحل الجماعة القريب‪ ،‬بحيث ل يتأذى في طريقه بالمطر‪ ،‬أو مشععى‬
‫في كن‪ ،‬أو صلى منفععردا ولععو فععي محععل الجماعععة‪ ،‬فل يجععوز لععه أن يجمععع‪ ،‬لنتفععاء‬
‫التأذي‪ :‬نعم‪ ،‬للمام إذا كان راتبا أو يلزم من عدم إمامته تعطيل الجماعععة‪ ،‬أن يجمععع‬
‫بالمأمومين وإن لم يتأذ به‪ .‬وقد نظم ذلك ابن رسععلن فععي زبععده فععي قععوله‪ :‬وجععاز أن‬
‫يجمع بين العصرين * * في وقت إحدى ذين كالعشاءين كما يجوز الجمع للمقيععم * *‬
‫لمطر لكن مع التقديم إن مطرت عند ابتداء البادية * * وختمها وفي ابتداء الثانية لمن‬
‫يصلي مع جماعة إذا * * جامن بعيد مسجدا نال الذى )قوله‪ :‬خاتمة إلخ( ذكرها هنا‬
‫مع أنها تتعلق بجميع أبواب الفقععه‪ ،‬تعجيل للفععائدة‪) .‬قععوله‪ :‬قععال شععيخنا( أي فععي بععاب‬
‫القضاء‪ .‬ولو أخر هذه الخاتمة وذكرها ‪ -‬كشيخه ‪ -‬في باب القضاء مععع بيععان شععروط‬
‫التقليد لكان أنسب‪ .‬وعبارة شيخه هناك‪ :‬ومن أدى عبادة مختلفا في صحتها من غيععر‬
‫تقليد للقائل بها لزمه إعادتها‪ ،‬لن إقدامه على فعلها عبث‪ .‬وبه يعلععم أنععه حععال تلبسععه‬
‫بها عالم بفسادها‪ ،‬إذ ل يكون عابثا إل حينئذ‪ .‬فخرج من مععس فرجععه فنسععى وصععلى‪،‬‬
‫فله تقليد أبي حنيفة في إسقاط القضاء‪ ،‬إن كان مذهبه صحة صلته‪ ،‬مععع عععدم تقليععده‬
‫عندها‪ ،‬وإل فهو عابث عنده أيضا‪ .‬وكذا لمن أقدم معتقدا صععحتها علععى مععذهبه جهل‬
‫وقد عذر به‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬فله تقليد أبي حنيفة‪ ،‬قال سم‪ :‬وهو صريح فععي جععواز التقليععد‬
‫بعد الفعل‪ .‬وقوله‪ :‬إن كان مذهبه‪ .‬إلععخ‪ .‬قععال سعم‪ :‬أيضععا فيععه نظععر‪ .‬وقععوله‪ :‬وإل فهعو‬
‫عابث‪ ،‬قال سم‪ :‬هذا ممنوع‪) .‬قععوله‪ :‬عبععادة مختلفععا فععي صععحتها( أي كععالجمع للنسععك‬
‫بالنسبة لمن سفره قصععير‪ ،‬كععالمكي‪ ،‬فهعو مختلععف فيعه‪ ،‬فالمععام أبععو حنيفععة‪ :‬يجععوزه‪،‬‬
‫والمام الشافعي‪ :‬يمنعه‪ ،‬فإذا جمع الشافعي من غير تقليد للمام أبي حنيفة فععي ذلععك‪،‬‬
‫لزمه إعادتها‪) .‬قوله‪ :‬من غير تقليد للقائل بها( متعلق بأدى‪ ،‬أي أدى عبادة مععن غيععر‬
‫أن يقلد القائل بصحتها‪ ،‬فإن قلده ولو بعد الفعل‪ ،‬كما تقدم آنفا عععن سععم‪ ،‬صععحت‪ ،‬ول‬
‫يلزمه إعادتها‪) .‬قوله‪ :‬لن إقععدامه( أي المععؤدي للعبععادة مععع علمعه بعععدم صععحتها فععي‬
‫مذهبه‪ ،‬وعدم تقليده من يقول بها‪) .‬وقوله‪ :‬عبث( أي لعب وعمل ما ل فائدة فيه‪ .‬كما‬
‫في المصباح‪ ،‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 122‬‬
‫فصل )في الصلة على الميت( )فصععل فععي الصععلة علعى الميععت( هععذا الفصععل‬
‫معقود لبيان ما يتعلق بالميت‪ ،‬من غسله‪ ،‬وتكفينه‪ ،‬والصلة عليه‪ ،‬ودفنه‪ .‬فقوله‪) :‬في‬
‫الصلة على الميت( أي وغيرها أيضا مما ذكر‪ ،‬وكان عليه أن يذكره بين الفععروض‬
‫والمعاملت‪ ،‬أو عند الجهاد‪ ،‬لنه من فععروض الكفايععة‪ .‬لكععن لمععا كععان أهععم مععا يفعععل‬
‫بالميت‪ :‬الصلة‪ ،‬ذكر عقبها‪) .‬واعلم( أنه يتأكععد علععى كععل مكلععف أن يكععثر مععن ذكععر‬
‫الموت‪ ،‬وذلك لنه أزجر عن المعصية‪ ،‬وأدعى إلى الطاعة‪ ،‬ولخبر‪ :‬أكثروا من ذكر‬
‫هادم اللذات‪ .‬يعني الموت‪ .‬صححه ابن حبان والحاكم‪ ،‬وقعال إنعه علعى شعرط مسعلم‪،‬‬
‫وزاد النسائي‪ :‬فإنه ما ذكر في كثير إل قلله‪ ،‬ول قليل إل كثره‪ .‬أي كععثير مععن الععدنيا‪،‬‬
‫وقليل من العمل‪ .‬وهادم اللذات ‪ -‬بالذال المعجمععة ‪ -‬ومعنععاه‪ :‬القعاطع‪ ،‬وأمععا بالمهملععة‪:‬‬
‫فمعنععاه المزيععل للشععئ مععن أصععله‪ .‬وروى الترمععذي بإسععناد حسععن أنععه )ص( قععال‬
‫لصحابه‪ :‬استحيوا من ال حق الحياء‪ .‬قالوا إنا نسععتحيي ‪ -‬يعا نعبي الع ‪ -‬والحمععد لع‬
‫قال‪ :‬ليس كذلك‪ ،‬ولكن من اسععتحيا معن الع حععق الحيعاء فليحفععظ العرأس ومععا وععى‪،‬‬
‫وليحفظ البطن وما حوى‪ ،‬وليذكر الموت والبلى‪ .‬ومن أراد الخرة ترك زينعة الحيععاة‬
‫الدنيا‪ .‬ومن فعل ذلك فقد استحيا من ال حق الحياء‪ .‬والمراد من قوله‪ :‬وما وعععى أي‬
‫ما اشتمل عليه من السمع والبصر واللسان‪ .‬ومن قوله‪ :‬وليحفظ البطن وما حععوى مععا‬
‫يشععمل القلععب والفععرج‪ .‬والمععراد بحفععظ البطععن أن يصععونه عععن الحععرام مععن المطعععم‬
‫والمشرب‪ .‬ويستحب الكثار من ذكر هذا الحديث‪ ،‬كما قاله الشيخ أبو حامد الغزالي‪،‬‬
‫ويندب له أن يستعد للموت بالتوبة‪ ،‬وهي ترك الذنب‪ ،‬والنععدم عليععه‪ ،‬وتصععميمه علععى‬
‫أن ل يعود إليه‪ ،‬وخروج عن مظلمععة قععدر عليهععا بنحععو تحللععه ممععن اغتععابه أو سععبه‪.‬‬
‫وصح‪ :‬أنه )ص( أبصر جماعة يحفرون قبرا‪ ،‬فبكى حتى بل الثرى بعدموعه‪ ،‬وقعال‪:‬‬
‫إخواني‪ ،‬لمثل هذا فأعدوا‪ .‬أي تأهبوا للموت واتخذوه عدة‪ .‬ومحل ندب التوبععة إذا لععم‬
‫يعلم أن ما عليععه مقتععض للتوبععة‪ ،‬أمععا إذا علععم أن مععا عليععه ذلععك فهععي واجبععة فععورا ‪-‬‬
‫بالجماع ‪ -‬والموت مفارقة الروح للبدن‪ .‬واختلف في حقيقة الروح‪ ،‬فقال أكععثر أهععل‬
‫السنة والجماعة الولى أن نمسك المقععال عنهععا ونكععف عععن البحععث فيهععا‪ ،‬وأنهععا ممععا‬
‫استأثر ال بعلمه ولم يطلع عليه أحدا مععن خلقععه‪ .‬وإليععه أشععار ابععن رسععلن فععي زبععده‬
‫بقوله‪ :‬والروح ما أخععبر عنهععا المجتععبى * * فنمسععك المقععال عنهععا أدبععا أي أن حقيقععة‬
‫الروح ‪ -‬وهي النفس ‪ -‬لم يخععبر عنهععا المصععطفى )ص(‪ ،‬مععع أنععه سععئل عنهععا‪ ،‬لعععدم‬
‫نزول المر ببيانها‪ .‬قال تعالى‪) * :‬ويسألونك عن الروح‪ .‬قل الروح من أمر ربي( *‬
‫)‪ (1‬فنمسك المقال عنها أدبا مع المصطفى )ص(‪ ،‬ول نعبر عنها بأكثر مععن موجععود‬
‫يحيا به النسان‪ .‬كما قال الجنيد‪ :‬الروح شئ استأثر ال بعلمععه ولععم يطلععع عليععه أحععدا‬
‫من خلقه‪ .‬والخائضون فيها اختلفوا على أكثر من ألف قول‪ .‬فقال جمهور المتكلميععن‪:‬‬
‫هي جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباك الماء‬

‫)‪ (1‬السراء‪85 :‬‬

‫] ‪[ 123‬‬
‫بالعود الخضر‪ ،‬وهو باق ل يفنى عند أهل السنة‪ .‬وقوله تعالى‪) * :‬ال ع يتععوفى‬
‫النفس حين موتها( * تقديره حين موت أجسادها‪ .‬وعنععد جمععع منهععم‪ :‬عععرض‪ ،‬وهععو‬
‫الحياة التي صار البدن بوجودها حيا‪ .‬وأما الصوفية والفلسفة فليسععت عنععدهم جسععما‬
‫ول عرضا‪ ،‬بل هو جوهر مجرد غيععر متحيععز‪ ،‬يتعلععق بالبععدن تعلععق التععدبير‪ ،‬وليععس‬
‫داخل فيه ول خارجا عنه‪) .‬واعلم( أن الرواح على خمسععة أقسععام‪ :‬أرواح النبيععاء‪،‬‬
‫وأرواح الشهداء‪ ،‬وأرواح المطيعين‪ ،‬وأرواح العصاة من المؤمنين‪ ،‬وأرواح الكفععار‪.‬‬
‫فأمععا أرواح النبيععاء‪ :‬فتخععرج عععن أجسععادها‪ ،‬وتصععير علععى صععورتها مثععل المسععك‬
‫والكافور‪ ،‬وتكون في الجنة‪ ،‬تأكععل‪ ،‬وتتنعععم‪ ،‬وتععأوي بالليععل إلععى قناديععل معلقععة تحععت‬
‫العرش‪ .‬وأرواح الشهداء‪ :‬إذا خرجت من أجسادها فإن ال يجعلها في أجواف طيععور‬
‫خضر تدور بها في أنهار الجنة‪ ،‬وتأكل من ثمارها‪ ،‬وتشرب من مائهععا‪ ،‬وتععأوي إلععى‬
‫قناديل من ذهب معلقة فععي ظععل العععرش‪ ،‬هكععذا قععال رسععول الع )ص(‪ .‬وأمععا أرواح‬
‫المطيعين من المؤمنين‪ :‬فهي في ريععاض الجنععة‪ ،‬ل تأكععل ول تتنعععم‪ ،‬لكععن تنظععر فععي‬
‫الجنة فقط‪ .‬وأما أرواح العصاة من المؤمنين‪ :‬فبين السماء والرض في الهواء‪ .‬وأمععا‬
‫أرواح الكفععار‪ :‬فهععي فععي أجععواف طيععور سععود فععي سععجين‪ ،‬وسععجين تحععت الرض‬
‫السابعة‪ ،‬وهي متصلة بأجسادها‪ ،‬فتعذب أرواحها‪ ،‬فيتألم بذلك الجسد‪ .‬كالشععمس‪ :‬فععي‬
‫السماء الرابعة‪ ،‬ونورهعا فعي الرض‪ ،‬كمععا أن أرواح المعؤمنين فعي علييعن‪ ،‬متنعمعة‬
‫ونورها متصل بالجثة‪) .‬قوله‪ :‬وشرعت بالمدينة( عبارة التحفععة‪ :‬تنععبيه‪ .‬هععل شععرعت‬
‫صلة الجنازة بمكة أو لم تشرع إل بالمدينة ؟ لم أر في ذلك تصريحا‪ .‬وظاهر حديث‬
‫أنه )ص( صلى على قبر البراء بن معرور لما قدم المدينة وكان مات قبل قدومه لها‬
‫بشهر‪ ،‬كما قاله ابن إسحق وغيره‪ .‬وما في الصابة عن الواقدي وأقره أن الصلة لم‬
‫تكن شرعت يوم موت خديجة ‪ -‬رضي ال عنهععا ‪ -‬وموتهععا بعععد النبععوة بعشععر سععنين‬
‫على الصح ‪ -‬أنهععا لععم تشععرع بمكععة‪ ،‬بععل بالمدينععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬ومععا فععي الصععابة(‬
‫معطوف على لفظ حديث‪ .‬وقوله‪ :‬أنها لم تشرع‪ :‬خبر المبتدأ الععذي هععو لفععظ‪ :‬ظععاهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقيل هي من خصائص هذه المة( نظر فيه في التحفة ونصها‪ :‬وفيه ما بينتععه‬
‫في شرح العبعاب‪ ،‬ومعن جملتعه الحعديث العذي رواه جماععة معن طعرق تفيعد حسعنه‪،‬‬
‫وصححه الحاكم‪ :‬أنه )ص( قال‪ :‬كان آدم رجل أشعر طوال كأنه نخلة سععحوق‪ ،‬فلمععا‬
‫حضره الموت نزلععت الملئكععة بحنععوطه وكفنععه مععن الجنععة‪ ،‬فلمععا مععات عليععه السععلم‬
‫غسلوه بالماء والسدر ثلثا‪ ،‬وجعلوا في الثالثة كافورا وكفنععوه فععي وتععر مععن الثيععاب‪،‬‬
‫وحفروا له لحدا‪ ،‬وصلوا عليه‪ ،‬وقالوا لولده‪ :‬هذه سنة ولد آدم من بعده‪ .‬وفي روايععة‪،‬‬
‫أنهم قالوا‪ :‬يا بني آدم‪ ،‬هذه سنتكم من بعده‪ ،‬فكذاكم فععافعلوا‪ .‬وبهععذا يتععبين أن الغسععل‪،‬‬
‫والتكفين‪ ،‬والصععلة‪ ،‬والععدفن‪ ،‬والسععدر‪ ،‬والحنععوط‪ ،‬والكععافور‪ ،‬والععوتر‪ ،‬واللحععد‪ ،‬مععن‬
‫الشرائع القديمة‪ ،‬وأنه ل خصوصية لشرعنا بشئ من ذلععك‪ .‬فععإن صععح مععا يععدل علععى‬
‫الخصوصية تعين حمله على أنععه بالنسععبة لنحععو التكععبير والكيفيعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬صععلة‬
‫الميت( أي الصلة على الميت‪) .‬قوله‪ :‬أي الميععت المسععلم( خععرج بععه الكععافر‪ ،‬فتحععرم‬
‫الصلة عليه مطلقا‪ .‬وأما غسععله فيجععوز مطلقععا‪ .‬وأمععا تكفينععه ودفنععه فيجبععان إن كععان‬
‫ذميا‪ ،‬أو مؤمنا‪ ،‬أو معاهدا‪ ،‬بخلف الحربي‪ ،‬والمرتد‪) .‬قوله‪ :‬غير الشهيد( أي وغيععر‬
‫السقط في بعض أحواله‪ .‬أما الشهيد‪ :‬فتحرم الصلة عليه‪ ،‬كغسله‪ .‬وأما تكفينععه ودفنععه‬
‫فيجبععان‪ .‬وأمععا السععقط فلععه أحععوال‪ :‬فتععارة تعلععم حيععاته فيجععب فيععه الربعععة‪ :‬الغسععل‪،‬‬
‫والتكفين‪ ،‬والصلة عليه‪ ،‬والدفن‪ .‬وتععارة يظهععر خلقععه‪ :‬فيجععب فيععه مععا عععدا الصععلة‪.‬‬
‫وتارة‬
‫] ‪[ 124‬‬
‫ل يظهععر خلقععه‪ :‬فل يجععب فيععه شعئ‪ .‬لكععن يسععن سعتره بخرقععة ودفنعه‪ .‬والمععراد‬
‫بالشهيد ‪ -‬فيما تقدم ‪ -‬شهيد المعركة‪ ،‬سواء كان شهيدا في الععدنيا والخععرة‪ ،‬وهععو معن‬
‫قاتل لعلء كلمة ال‪ .‬أو كان شهيدا في الدنيا فقط‪ ،‬وهو من قاتل للغنيمععة مثل‪ .‬وأمععا‬
‫شهيد الخرة فقط‪ :‬فهو كغير الشهيد‪ ،‬فيغسل‪ ،‬ويكفن‪ ،‬ويصلى عليه‪ ،‬ويدفن‪ .‬وأقسامه‬
‫كثيرة‪ ،‬فمنها الميتععة طلقععا‪ ،‬ولععو كععانت حععامل مععن زنععا‪ ،‬والميععت غريقععا وإن عصععى‬
‫بركوب البحر‪ ،‬والميت هععديما‪ ،‬أو حريقععا أو غريبععا وإن عصععى بالغربععة‪ ،‬والمقتععول‬
‫ظلما ولو هيئة‪ ،‬كأن استحق شخص حز رقبته فقده نصفين‪ ،‬والميت بععالبطن‪ ،‬أو فععي‬
‫زمن الطاعون‪ ،‬ولو بغير‪ ،‬لكن كان صابرا محتسبا‪ ،‬أو بعده‪ :‬وكان في زمنععه كععذلك‪.‬‬
‫والميت في طلب العلم ولو على فراشه‪ ،‬والميت عشقا ولو لمن لم يبح وطؤه كععأمرد‪،‬‬
‫بشرط العفة‪ ،‬حتى عن النظر‪ ،‬بحيث لو اختلى بمحبوبه لم يتجععاوز الشععرع‪ .‬وبشععرط‬
‫الكتمان حتى عن معشوقه‪ .‬وأما خبر‪ :‬إذا أحب أحدكم أخععاه فليخععبره‪ ،‬فمحمععول علععى‬
‫غير العشق‪ .‬وما أحسن قععول بعضععهم‪ :‬كفععى المحععبين فععي الععدنيا عععذابهم * * تععال ل‬
‫عذبتهم بعدها سقر بل جنة الخلد مععأوام مزخرفععة * * ينعمععون بهععا حقععا بمععا صععبروا‬
‫فكيف ل‪ ،‬وهم حبوا وقد كتموا * * مع العفاف ؟ بهذا يشهد الخبر يأووا قصورا‪ ،‬وما‬
‫وفوا منازلهم * * حتى يروا ال‪ ،‬في ذا جاءنا الثر )قوله‪ :‬فرض كفاية( أي على من‬
‫علم بموته من قريب أو غيره‪ ،‬أو لم يعلم به لكنه قصر في البحث عنه بحيععث ينسععب‬
‫إلى تقصير‪ ،‬كأن يكون الميت جاره‪ ،‬فإن فعله أحد منا ولو غير مكلف سقط الحععرج‪،‬‬
‫وإل أثم الجميع‪) .‬قوله‪ :‬للجماع( دليل عليه أنه )‪ (1‬فرض كفاية‪ .‬وظاهره أنععه دليععل‬
‫لذلك حتى بالنسبة للغسل‪ ،‬ويرد عليه أن الخلف مشعهور جعدا عنعد المالكيععة بالنسععبة‬
‫له‪ ،‬حتى أن القرطبي رجح في شرح مسلم أنعه سعنة‪ ،‬ولكعن الجمهعور علعى وجعوبه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كغسله( أي فهو فرض كفاية‪) .‬قوله‪ :‬ولو غريقا( غاية في كون الغسل فععرض‬
‫كفاية‪ ،‬أي هو فرض كفاية‪ ،‬ولو كان الميعت غريقعا فعي البحعر أو غيعره‪ .‬وهعي للعرد‬
‫على القائل بأن الغريق ل يجب غسله )قععوله‪ :‬لنععا( أي معاشععر المكلفيععن‪ ،‬وهععو علععة‬
‫لكون غسل الغريق فرض كفاية‪ .‬وحاصلها أننا ل نكتفي باغتسال الغريق فععي البحععر‬
‫أو غيره‪ ،‬لنا مخاطبون بغسل الميت مطلقا‪ ،‬ول يسقط عنا الطلب إل بفعلنععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن شاهدنا الملئكة تغسله( غاية لمفهععوم مععا قبلععه‪ ،‬أي فل يسععقط عنععا الطلععب بفعععل‬
‫غيرنا‪ ،‬وإن شاهدنا الملئكة تغسععله فل بععد مععن إعععادة غسععله‪ .‬قععال سععم‪ :‬وينبغععي فععي‬
‫صلة الملئكة ما قيل في غسلهم إياه‪ ،‬بخلف التكفين والدفن‪ ،‬فيجزئ معن الملئكعة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وظاهر أن الحمل كالدفن‪ ،‬بل أولى كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما اكتفععى بععذلك منهععم‬
‫لن المقصود الستر والمواراة‪ ،‬وقد حصل‪ .‬بخلف الغسل والصععلة‪ ،‬فععإن المقصععود‬
‫منهما التعبد بفعلنا مع النظافة في الغسل‪ .‬واختلف في تغسيل الجن‪ ،‬فذهب ابن حجععر‬
‫إلى عدم الكتفاء بتغسيلهم‪ .‬وذهب الرملي إلععى الكتفععاء بععذلك‪ .‬قععال سععم‪) :‬فععرع( لععو‬
‫غسل الميت نفسه كرامة‪ ،‬فهل يكفي ؟ ل يبعد أن يكفي‪ .‬ول يقال المخاطب بععالفرض‬
‫غيره‪ ،‬لجواز أنه إنما خوطب بذلك غيره لعجععزه‪ ،‬فععإذا أتععى بععه كرامععة كفععى‪) .‬فععرع‬
‫آخر( لو مات إنسان موتا حقيقيا‪ ،‬وجهز‪ ،‬ثععم أحيععي حيععاة حقيقيععة‪ ،‬ثععم مععات‪ ،‬فععالوجه‬
‫الذي ل شك فيه أنه يحب له تجهيز آخر‪ ،‬خلفا لمن توهمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪:‬‬
‫وفي فتاوي حجر الحديثية ما حاصله أن ما من أحيي بعد الموت الحقيقي‪ ،‬بأن أخععبر‬
‫به معصوم‪ ،‬تثبت له جميع أحكام الموتى‪ ،‬من قسععمة تركتععه‪ ،‬ونكععاح زوجتععه‪ ،‬ونحععو‬
‫ذلك‪ ،‬وأن الحياة الثانية ل يعول عليها‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫)قوله‪ :‬على أنه( أي المذكور من الصلة والغسل‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 125‬‬
‫لن ذلك تشريع لما لم يرد هو ول نظيره‪ ،‬بل ول مععا يقععاربه‪ ،‬وتشععريع مععا هععو‬
‫كذلك ممتنع بل شك‪ .‬ا‍ه‪ .‬أي وعليه‪ :‬فمن مات بعد الحياة الثانية ل يغسععل ول يصععلى‬
‫عليه‪ ،‬وإنما تجب مواراته فقط‪ .‬وأما إذا لم يتحقق موته حكمنا بأنه إنما كان به غشي‬
‫أو نحوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكفعي غسعل كعافر( أي للميعت‪ .‬وذلعك لحصعول المقصعود معن‬
‫غسله‪ ،‬وهو النظافة‪ ،‬وإن لم يكن أهل للنية‪ ،‬لن نية الغاسل ل تشترط على الصععح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحصل أقله( أي الغسل‪ ،‬ولو لنحو جنب‪) .‬قوله‪ :‬بتعميم بدنه بالماء( أي لنععه‬
‫هو الواجب في الحي‪ ،‬فالميت أولى به‪) .‬قوله‪ :‬حتى ما تحت قلفة القلععف( غايععة فععي‬
‫البدن الذي يجب تعميمه بالماء‪ ،‬أي فيجب إيصال الماء إلى إلى ما تحت قلفه القلععف‬
‫فل بد من فسخها ليمكن غسل ما تحتها ويجب أيضا إيصال الماء إلى مععا يظهععر مععن‬
‫فرج الثيب عند جلوسها على قدميها لقضاء حاجتهعا‪ ،‬كعالحي فعي ذلعك‪) .‬قعوله‪ :‬علعى‬
‫الصح( لم أر هذا الخلف في المنهاج والمنهج وشععروحهما وحواشععيهما‪ ،‬فلعلععه فععي‬
‫غير الكتب الععتي بأيععدينا‪) .‬قععوله‪ :‬قععال العبععادي إلععخ( لعععل هععذا بيععان لمقابععل الصععح‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وبعض الحنفية( معطوف على العبادي‪) .‬وقوله‪ :‬ل يجب إلخ( مقععول القععول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فعلى المرجح( المناسب‪ :‬فعلى الصح‪) .‬قوله‪ :‬بأنها إلععخ( البععاء سععببية متعلقععة‬
‫بتعذر‪ ،‬أي لو تعذر غسل ما تحععت القلفععة بسععبب أنهععا ل تتقلععص‪ ،‬أي ل تنكشععف ول‬
‫تنفسععخ إل بجععرح‪ ،‬يمععم عمععا تحتهععا‪ .‬أي وصععلى عليععه‪ ،‬وإن كععان مععا تحتهععا نجسععا‪،‬‬
‫للضرورة‪ .‬وهذا ما قاله ابن حجر‪ .‬وقال الرملي‪ :‬إن كان ما تحتها طاهرا ييمم عنععه‪،‬‬
‫وإن كان نجسا فل ييمعم‪ ،‬ويعدفن بل صعلة عليعه‪ ،‬لن شعرط العتيمم إزالعة النجاسعة‪،‬‬
‫وينبغي تقليد الول‪ ،‬لن في دفنه بل صلة عدم احترام الميت‪ .‬وعلى كل من القولين‬
‫يحرم قطع قلفة الميت‪ ،‬وإن عصي بتأخيره‪) .‬قوله‪ :‬وأكملععه تثليثععه( هععذا مقابععل قععوله‬
‫ويحصل أقله إلخ‪) .‬واعلم( أن المؤلف لم يسععتوف بيععان الكمععل‪ .‬وحاصععله أن يغسععل‬
‫في خلوة ل يدخلها إل الغاسل ومن يعينه‪ ،‬وولي الميععت ‪ -‬وهعو أقععرب الورثععة ‪ -‬وأن‬
‫يكون في قميص بال لنه أستر له‪ ،‬وعلى مرتفع ‪ -‬كلوح ‪ -‬وهو المسمى بالدكععة‪ ،‬لئل‬
‫يصيبه الرشاش‪ ،‬وأن يكون بماء مالععح‪ ،‬لن المععاء العععذب يسععرع إليععه البلء‪ .‬بععارد‪،‬‬
‫لنعه يشعد البعدن‪ ،‬إل لحاجعة كعبرد ووسعخ‪ ،‬فيسععخن قليل‪ .‬وأن يجلسعه الغاسعل علعى‬
‫المرتفع برفق مائل قليل إلى ورائه‪ ،‬ويضع يمينه على كتفه‪ ،‬وإبهامه في نقععره قفععاه‪،‬‬
‫لئل تميل رأسه‪ ،‬ويسند ظهره بركبته اليمنى‪ ،‬ويمر يده اليسععرى علععى بطنععه بتحامععل‬
‫يسير‪ ،‬مع التكرار ‪ -‬ليخرج ما فيه من الفضلة ‪ -‬ثم يضجعه على قفاه‪ ،‬ويغسل بخرقة‬
‫ملفوفة على يساره ‪ -‬سوأتيه ثم يلقيها ويلف خرقة أخرى على يععده بعععد غسععلها بمععاء‬
‫ونحو أشنان‪ ،‬وينظف أسنانه ومنخريه‪ ،‬ثم يوضؤه ‪ -‬كععالحي ‪ -‬بنيععة ثععم يغسععل رأسععه‬
‫فلحيته بنحو سدر‪ ،‬ويسرح شعرهما ‪ -‬إن تلبد ‪ -‬بمشط واسععع السععنان‪ ،‬برفععق‪ ،‬ويععرد‬
‫المنتتف من شعرهما إليه ‪ -‬ندبا ‪ -‬في الكفن‪ ،‬أو القبر‪ .‬وأما دفنه ‪ -‬ولو في غير القععبر‬
‫‪ -‬فواجب‪ :‬كالساقط من الحي إذا مات عقبه‪ ،‬ثععم يغسععل شعقه اليمعن‪ ،‬ثععم اليسععر‪ ،‬ثعم‬
‫يحرفه إلى شقه اليسر‪ ،‬فيغسل شقه اليمن مما يلي قفاه‪ ،‬ثم يحرفه إلى شقه اليمععن‪،‬‬
‫فيغسل اليسر كذلك‪ ،‬مستعينا في ذلك كله بنحو سدر‪ ،‬ثم يزيله بماء من فرقه ‪ -‬بفتععح‬
‫الفاء‪ ،‬وسععكون الععراء ‪ -‬وهععو كمععا فسععره فععي القععاموس‪ :‬الطريععق فععي شعععر الععرأس‪،‬‬
‫والمراد بتلك الطريق‪ :‬المحل البيض في وسط الرأس المنحدر عنععه الشعععر فععي كععل‬
‫من الجانبين‪ .‬ويصح قراءته من فوقه ‪ -‬بفاء وواو ‪ -‬إلى قععدمه‪ ،‬ثععم يعمععه كععذلك بمععاء‬
‫قراح ‪ -‬أي خالص ‪ -‬لكن فيه قليل كافور‪ .‬فهععذه الغسععلت الثلث غسععلة واحععدة‪ ،‬لن‬
‫العبرة إنما هي بالتي بالماء القراح‪ .‬ويسن ثانية وثالثة كذلك‪ ،‬فالمجموع تسع ‪ -‬قائمععة‬
‫من ضرب ثلث فععي ثلث‪ ،‬لن الغسععلت الثلث مشععتملة علععى ثلث‪ ،‬لكععن العععبرة‬
‫بالثلث التي بالماء القراح‪ .‬ويندب أن ل ينظر الغاسل ‪ -‬من غيععر عععورته ‪ -‬إل قععدر‬
‫الحاجة‪ .‬أما عورته فيحرم النظر إليها‪ ،‬ويندب أن يغطي وجهه بخرقة‪.‬‬

‫] ‪[ 126‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يكون( أي غسل الميت‪) .‬وقوله‪ :‬في خلوة( أي في موضع حال عن‬
‫غير الغاسل‪ ،‬معينه‪ ،‬والولي‪ .‬والولى أن يكون تحت سقف ليس فيه نحععو كععوة يطلععع‬
‫عليه منها‪ ،‬وذلك لن الحي إذا أراد أن يغتسل يحععرص علععى ذلععك‪ ،‬ولنععه قععد يكععون‬
‫ببدنه ما يكره الطلع عليه‪) .‬قوله‪ :‬وقميص( أي وأن يكون في قميععص‪ ،‬لنععه أسععتر‬
‫له‪ ،‬وأليق‪ ،‬والولى أن يكون القميص باليا بحيث ل يمنع وصول الماء إليععه‪ .‬ويععدخل‬
‫الغاسل يده في كمه إن كان واسعععا ويغسععله مععن تحتععه‪ ،‬وإن كععان ضععيقا فتععق رؤوس‬
‫الدخاريص وأدخل يده في موضع الفتق‪ ،‬فإن لم يوجد القميص أو لم يتأت غسععله فيععه‬
‫ستر منه ما بين السرة والركبة‪) .‬قوله‪ :‬وعلى مرتفع( معطععوف علععى فععي خلععوة‪ ،‬أي‬
‫وأن يكون غسععله علععى مرتفععع ‪ -‬كلععوح ‪ -‬لئل يصععيبه رشععاش‪ ،‬وليكععن مسععتلقيا عليععه‬
‫كاستلقاء المحتضر‪ ،‬لكونه أمكن لغسله‪ .‬ومحل رأسه أعلى لينحدر الماء عنه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بماء بارد( متعلق بمحذوف خبر ليكون بعد خبر‪ ،‬أي والكمععل فععي الغسععل أن يكععون‬
‫حاصل بماء بارد‪ .‬ويصح جعله حال مععن اسععم يكععون‪ ،‬وإنمععا كععان الكمععل أن يكععون‬
‫بذلك لنه يشد البدن‪ ،‬بخلف المسخن فإنه يرخيععه‪) .‬قععوله‪ :‬إل لحاجععة( أي فل يكععون‬
‫أكمل عند وجودها‪) .‬وقوله‪ :‬كوسخ وبرد( تمثيل للحاجة‪) .‬قوله‪ :‬فالمسخن إلخ( تفريع‬
‫علععى مفهععوم السععتثناء‪) .‬وقععوله‪ :‬حينئذ( أي حيععن إذ وجععدت الحاجععة إلععى المسععخن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أولى( أي من الماء البارد‪ .‬والولى أن ل يبالغ فعي تسععخينه لئل يسعرع إليععه‬
‫الفساد‪) .‬قوله‪ :‬والمالح أولى من العععذب( أي وغسععله بالمععاء المالععح أولععى مععن غسععله‬
‫بالماء العذب‪ ،‬أي الحالي‪ .‬وفي شرح الروض‪ :‬قال الصيمري‪ :‬والمالععح البععارد أحععب‬
‫من الحار العذب‪ ،‬قال ‪ -‬أعني الزركشي ‪ :-‬ول ينبغي أن يغسل الميععت بمععاء زمععزم‪،‬‬
‫للخلف في نجاسععته بععالموت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويبععادر بغسععله( أي نععدبا إن لععم يخععش مععن‬
‫تأخير الغسل انفجار للميت‪ ،‬وإل فوجوبا كما هو ظاهر‪ .‬وذلك لمره )ص( بالتعجيل‬
‫بالميت‪ ،‬وعلله بأنه‪ :‬ل ينبغي لجيفة مععؤمن أن تحبععس بيععن ظهرانععي أهلععه‪ .‬رواه أبععو‬
‫داود‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قععوله‪ :‬ومععتى شععك( المناسععب‪ :‬فععإن لععم يتقيععن مععوته‪) .‬قععوله‪ :‬وجععب‬
‫تأخيره( أي الغسل‪ .‬وقال ع ش‪ :‬ينبغي أن الذي يجب تأخيره هو الععدفن‪ ،‬دون الغسععل‬
‫والتكفين‪ ،‬فإنهما بتقدير حياته ل ضرورة فيهما‪ .‬نعم‪ ،‬إن خيععف منهمععا ضععرر بتقععدير‬
‫حياته امتنع فعلهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إلعى اليقيعن( أي إلعى أن يتقيعن معوته‪) .‬قعوله‪ :‬بتغيعر‬
‫ريح( الباء سببية متعلقة باليقين‪ ،‬أي اليقين الحاصل بسبب تغير ريح الميت‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ونحوه( أي نحععو التغيععر‪ ،‬كتهععري لحمععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععذكرهم( أي الفقهععاء‪ ،‬تفريععع علععى‬
‫مفهععوم اشععتراط ظهعور التغيععر‪ ،‬ونحععوه فعي الععتيقن‪) .‬وقعوله‪ :‬العلمعات الكععثيرة( أي‬
‫كاسععترخاء قععدم‪ ،‬وامتععداد جلععدة وجععه‪ ،‬وميععل أنععف‪ ،‬وانخلع كععف‪) .‬وقععوله‪ :‬لععه( أي‬
‫للموت‪) .‬قوله‪ :‬إنما تفيد( أي العلمات الكثيرة‪ .‬والولى يفيعد ‪ -‬بيعاء الغيبعة ‪ -‬ويكعون‬
‫الفاعل ضميرا يعود على ذكر‪ ،‬ويكون هو الرابط بين المبتدأ والخععبر‪) .‬قععوله‪ :‬حيععث‬
‫لم يكن هناك( أي في الموت شك‪ ،‬فإن كععان فل تنفععع تلععك العلمععات‪ ،‬بععل ل بععد ممععا‬
‫يزيل ذلك الشك كظهور التغير‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬تأييدا لكون العلمات ل تفيد إذا كععان‬
‫شك‪ ،‬وقد قال الطباء إن كثيرين ممن يموتون بالسكتة ظععاهرا‪ ،‬يعدفنون أحيعاء‪ ،‬لنعه‬
‫يعز إدراك الموت الحقيقي بها‪ ،‬إل على أفاضل الطباء‪ ،‬وحينئذ فيتعين فيها التععأخير‬
‫إلى اليقين بظهور نحو التغير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو خععرج منععه( أي مععن الميععت‪ ،‬ولععو مععن‬
‫السبيلين‪) .‬قوله‪ :‬ولم ينقض الطهر( أي لم يبطله‪) .‬قوله‪ :‬بل تجب إزالته( أي النجععس‬
‫الخارج‪) .‬وقوله‪ :‬فقط( أي من غير إعععادة غسععله‪ ،‬وذلععك لسععقوط الفععرض بمععا وجععد‪،‬‬
‫وحصول النظافة بإزالة الخارج‪) .‬قوله‪ :‬إن خرج قبل التكفيععن ل بعععده( هكععذا عبععارة‬
‫شعيخه فععي فتعح الجعواد‪ ،‬إل أنعه أحالهعا فيعه علعى إفتععاء البغععوي‪ ،‬وجععزم فعي التحفععة‬
‫بوجوبها أيضا بعد التكفين‪ ،‬ونصها مع الصععل‪ :‬ولععو خععرج بعععده ‪ -‬أي الغسععل ‪ -‬أي‬
‫وقبل الدراج في الكفن ‪ -‬نجس ‪ -‬ولو من الفرج ‪ -‬وجب إزالته تنظيفععا لععه فقععط‪ ،‬لن‬
‫الفرض‬

‫] ‪[ 127‬‬
‫قد سقط بما وجد‪ .‬وعليه ل يجب بخروج منيه الطاهر شععئ‪ .‬وقيععل‪ :‬يجععب ذلععك‬
‫مع الغسل إن خرج من الفرج القبععل أو الععدبر‪ ،‬لنععه يتضععمن الطهععر‪ ،‬وطهععر الميععت‬
‫غسل كل بدنه‪ .‬وقيل‪ :‬يجب مع ذلك الوضوء‪ ،‬كالحي‪ ،‬أما ما خععرج مععن غيععر الفععرج‬
‫أو بعد الدراج في الكفن فل يجب غير إزالته من بععدنه وكفنعه قطعععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلععه فععي‬
‫النهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬أما بعد التكفين فيجزم بغسل النجاسععة فقععط‪ .‬ومععا فععي المهمععات عععن‬
‫فتاوى البغوي أنه ل يجب غسلها أيضا إذا كانت بعد التكفين‪ ،‬مردود‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سععم‬
‫ما نصعه‪ :‬قعوله وجعب إزالتعه‪ .‬هعذا واضععح قبعل الصععلة لتوقفهعا علعى الطهععارة معن‬
‫النجععس‪ ،‬فلععو خععرج بعععد الصععلة‪ ،‬هععل تجععب إزالتععه أو ل ؟ فيععه نظععر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب‬
‫البجيرمي قوله‪ :‬وجب إزالته‪ .‬أي إن كععان قبععل الصععلة‪ ،‬وإل فتنععدب‪ ،‬لنععه آيععل إلععى‬
‫النفجار‪ .‬وعند م ر وجوبه بعد الصلة أيضا‪ .‬ولم يرتضه شيخنا زي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ق ل‪ .‬ولو‬
‫لم يمكن قطع الخارج منه صح غسله‪ ،‬وصحت الصلة عليه‪ ،‬لن غعايته أنعه كعالحي‬
‫السلس‪ ،‬وهو تصح صلته‪ ،‬وكذا الصععلة عليععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن تعععذر غسععله لفقععد‬
‫ماء( أي حسا أو شرعا‪) .‬قوله‪ :‬أو لغيره( أي فقد ماء‪) .‬قوله‪ :‬كاحتراق( تمثيل للغير‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو غسل( أي فيما إذا احعترق‪) .‬قعوله‪ :‬يمعم وجوبعا( وتنعدب النيعة فعي العتيمم‬
‫كالغسل‪ ،‬وقيل تجب‪ ،‬لنه طهارة ضعيفة فيتقوى بها‪ .‬ويشترط أن ل يكون على بدنه‬
‫نجاسة‪ ،‬لن شرطه تقدم إزالتها‪ ،‬فإن كان عليه نجاسة وتعذرت إزالتهععا ‪ -‬كععالقلف ‪-‬‬
‫دفن بل صلة عليه ‪ -‬على ما اعتمده م ر ‪ .-‬ويصح أن ييمم ويصععلى عليععه فععي هععذه‬
‫الحالة ‪ -‬على معتمد ابن حجر ‪ -‬ويجب غسل باقي بدنه‪ ،‬ما عععدا محععل القلفععة‪ ،‬إن لععم‬
‫يمكن فسععخها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬فععرع( أي فععي بيععان مععن يغسععل الميععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫الرجل( أي الذكر‪ ،‬ولو كان غير بالغ‪) .‬قععوله‪ :‬أولععى بغسععل الرجععل( أي أحععق بغسععل‬
‫الرجل‪ ،‬فيقدم وجوبا على المرأة الجنبية‪ ،‬وندبا على المحرم‪ .‬وفي سم مععا نصععه فععي‬
‫الناشري تنبيه آخر‪ :‬إذا حرمنا النظر إلى المرد إلحاقععا لععه بععالمرأة‪ ،‬فالقيععاس امتنععاع‬
‫تغسيل الرجل له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمرأة أولى بغسل المرأة( أي فتقدم المرأة وجوبا على‬
‫الرجال الجانب‪ ،‬وندبا على الرجال المحارم‪) .‬قوله‪ :‬وله غسل حليلععة( أي مععن تحععل‬
‫له من زوجة أو أمه‪ ،‬ولكن رتبته بعد المرأة الجنبية‪ .‬وهععذا كالسععتدراك علععى قععوله‬
‫والمرأة أولى بالمرأة ومعا بععده‪ ،‬أعنعي قعوله ولزوجعه إلعخ‪ ،‬كالسعتدراك علعى قعوله‬
‫والرجل أولى بالرجل‪) .‬قوله‪ :‬ولزوجه( أي غير رجعية وغير معتده عععن شععبهه وأن‬
‫حل نظرها التعلق الحق فيها باجنبي‪) .‬وقوله‪ :‬ل أمه( أن الزوجة المة ل يجععوز لهععا‬
‫أن تغسل زوجها‪ ،‬وليس كذلك‪ .‬نعم‪ ،‬هي ل حق لها في ولية الغسل يقتضي تقععديمها‬
‫على غيرها‪ ،‬وكونها ل حق لها ل ينافي جوازه لهععا‪ ،‬وهععو سععاقط معن عبععارة التحفععة‬
‫والنهاية‪ ،‬ونصها‪ :‬وهي ‪ -‬أي الزوجة ‪ -‬تغسل زوجها‪ .‬قال ع ش‪ :‬ظاهره ولععو كععانت‬
‫أمة‪ ،‬وهو ظاهر‪ ،‬ول ينافي هذا ما يأتي له من أنها ل حق لها في وليعة الغسععل‪ .‬لن‬
‫الكلم هنا في الجواز‪ .‬ا‍ه‪ .‬نعم‪ ،‬ليس للمة أن تغسل سيدها‪ ،‬ولععو كععانت مكاتبععة أو أم‬
‫ولععد‪ ،‬وذلععك لنتقالهععا للورثععة أو عتقهععا‪ ،‬بخلف الزوجععة‪ ،‬لبقععاء آثععار الزوجيععة بعععد‬
‫الموت‪) .‬وقوله‪ :‬ولو نكحت غيره( غاية في جواز غسل الزوجة‪ ،‬أي يجوز لهععا ولععو‬
‫تزوجت غير زوجها الذي مات‪ .‬ويتصور ذلك بمععا إذا وضعععت الحمععل عقععب مععوت‬
‫زوجها فتزوجت آخر قبعل غسعل زوجهعا الميعت‪ ،‬وإنمعا جعاز لهعا ذلعك لبقعاء حقعوق‬
‫الزوجية‪) .‬قوله‪ :‬بل مس( متعلععق بغسععل الول والثعاني‪ ،‬أي لعه غسعلها معن غيععر أن‬
‫يمسها‪ ،‬ولها غسله من غير أن تمسه‪ .‬وذلك لئل ينتقض وضوء الغاسل المطلوب له‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بل يلف خرقة( أي بل يغسل كل الخر مع لف خرقة على يععده‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن‬
‫خالف( أي كل منهما ولم يلف على يده خرقععة صععح الغسععل‪ ،‬وذلععك لن اللععف وعععدم‬
‫المس مندوبان‪) .‬قوله‪ :‬فإن لعم يحضععر( أي لععم يوجععد أحععد يغسععل الميتعة الجنبيعة إل‬
‫رجل أجنبي‪ .‬قال ع ش‪ :‬ضابط فقد الغاسل أن يكون فععي محععل ل يجععب طلععب المععاء‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقيد ابن حجر الرجل بكونه واضحا‪ .‬قال سععم‪ :‬ومفهععومه أن الخنععثى ‪ -‬ولععو‬
‫كبيرا ‪ -‬إذا لم يوجد إل هو‪ ،‬يغسل الرجل والمععرأة الجنععبيين‪ ،‬ولععم يصععرح بععه‪ .‬وقععد‬
‫يوجه بالقياس على عكسععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو أجنبيععة فععي الرجععل( أي أو لععم يحضععر إل‬
‫امرأة أجنبية‪،‬‬

‫] ‪[ 128‬‬
‫والميت رجل )قععوله‪ :‬يمععم الميععت( أي الععذي هععو المععرأة فععي الصععورة الولععى‪،‬‬
‫والرجل في الصورة الثانية‪ ،‬إلحاقا لفقد الغاسعل بفقعد المعاء‪ .‬إذ الغسعل متععذر شعرعا‬
‫لتععوقفه علععى النظععر أو المععس المحععرم‪ .‬ويؤخععذ منععه أنععه لععو كععان فععي ثيععاب سععابغة‪،‬‬
‫وبحضرة نهر مثل‪ ،‬وأمكن غمسه به ليصل الماء لكل بدنه من غيععر مععس ول نظععر‪،‬‬
‫وجب‪ ،‬وهو ظاهر‪ .‬والوجه ‪ -‬كما أفاده الشيخ ‪ -‬أنععه يزيععل النجاسععة‪ ،‬لن إزالتهععا ل‬
‫بدل لها‪ ،‬بخلف الغسل‪ ،‬ولن التيمم ل يصح قبل إزالتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهاية‪ .‬بزيعادة‪ .‬وخععالفه‬
‫ابن حجر في إزالعة النجاسعة فقعال‪ :‬ييمعم وإن كعان علعى بعدنه خبعث‪ ،‬ويعوجه بتععذر‬
‫إزالته‪ .‬ومحل توقف صحة التيمم‪ ،‬أي والصععلة التععي فععي المسععائل المنثععورة‪ ،‬علععى‬
‫إزالة النجس إن أمكنت‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إلخ( استدراك من وجععوب تيمععم الميععت إذا كععان‬
‫الغاسل أجنبيا منه أو أجنبية‪ ،‬والقصد به التقييد‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬ومحل وجوب الععتيمم‪ :‬إذا‬
‫حضر أجنبي أو أجنبية‪ ،‬إن كان الميت كبيرا‪ ،‬وإل غسله‪) .‬وقوله‪ :‬لهما غسععل إلععخ(‬
‫أي يجوز لكل من الجنبي والجنبية تغسيل من ل يشتهى لحل النظر والمس له‪ .‬قال‬
‫الخطيب في مغنيعه‪ :‬والحنعثى الكعبير المشععكل يغسععله المحعارم منهمعا‪ ،‬فعإن ؟ فقعدوا‪،‬‬
‫غسععله الرجععال والنسععاء‪ ،‬للحاجععة واستصععحابا بععالحكم الصععغر‪ .‬كمععا صععححه فععي‬
‫المجمععوع‪ ،‬ونقلععه عععن اتفععاق الصععحاب‪ ،‬خلفععا لمععا جععرى عليععه ابععن المقععري تبعععا‬
‫لمقتضى أصله من أنه ييمم ويغسل فععوق ثععوب‪ ،‬ويحتععاط الغاسععل فععي غععض البصععر‬
‫والمس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأولى الرجال إلخ( هذا تفصيل للولوية السابقة في قععوله الرجععل‬
‫أولى بغسل الرجل‪ ،‬يعني أن أولى الرجال بالرجل إذا اجتمع في غسله من أقاربه من‬
‫يصلح لغسله أولهم بالصلة عليه‪ ،‬أي فيقدم عصبة النسب‪ ،‬ويقدم منهعم أب‪ ،‬فنععائبه‪،‬‬
‫فععأبوه‪ ،‬ثععم ابععن‪ ،‬فععابنه‪ ،‬ثععم أخ لبععوين‪ ،‬فلب‪ ،‬ثععم ابنهمععا‪ ،‬ثععم العععم كععذلك‪ ،‬ثععم سععائر‬
‫العصبات‪ ،‬فبعد عصبة النسععب يقععدم عصععبة الععولء‪ ،‬فععالوالي‪ ،‬فععذوو الرحععام‪ .‬ومععن‬
‫قدمهم على الوالي‪ :‬حمل على ما إذا لم ينتظم بين المال‪ ،‬فالرجال الجانب فالزوجععة‪،‬‬
‫فالنساء المحارم‪ .‬وما ذكر من الترتيب أغلبي‪ .‬فل يرد أن الفقععه ببععاب الغسععل أولععى‬
‫من القرب‪ ،‬والسن والفقيه ‪ -‬ولو أجنبيا ‪ -‬أولى مععن غيععر فقيععه ‪ -‬ولععو قريبععا عكععس‬
‫الصلة على ما يأتي فيها‪ ،‬لن القصد هنا إحسان الغسععل‪ ،‬والفقععه والفقيععه أولععى بععه‪.‬‬
‫وثم الدعاء ونحو السن‪ ،‬والقرب أرق‪ ،‬فدعاؤه أقرب للجابة ولم يععبين مععن الولععى‬
‫بغسل المرأة‪ .‬وحاصله أن الولى بذلك إذا اجتمع من يصلح له النسععاء‪ ،‬لكععن الولععى‬
‫منهن ذات المحرمية‪ ،‬وهي من لو فرضت ذكرا حععرم تناكحهمععا‪ ،‬وتقععدم نحععو العمععة‬
‫على نحو الخالة‪ ،‬فإن لم تكن ذات محرمية قدمت القربى فالقربى‪ ،‬ثم ذات الولء‪ ،‬ثععم‬
‫محارم الرضاع‪ ،‬ثم محارم المصاهرة‪ ،‬ثم الجنبيات ثععم الععزوج‪ ،‬ثععم رجععال المحععارم‬
‫بترتيبهم التي في الصلة‪ .‬وشرط المقدم الحرية‪ ،‬والتحععاد فععي الععدين‪ ،‬وعععدم القتععل‬
‫المانع للرث‪ ،‬وعدم العداوة‪ ،‬والصبا‪ ،‬والفسق‪ .‬قال فععي التحفععة‪ :‬وقضععية كلمهمععا ‪-‬‬
‫بل صريحه ‪ -‬وجوب الترتيب المذكور‪ .‬ثم قال‪ :‬لكن أطال جمع متأخرون فععي نععدبه‪،‬‬
‫وأنه المذهب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتكفينه( بععالجر معطععوف علععى غسععله‪ ،‬أي وكتكفينععه‪ ،‬فهععو‬
‫فرض كفاية أيضا‪) .‬قوله‪ :‬بساتر عورة( قال ش ق‪ :‬هذا ضعيف‪ .‬والمعتمد أنععه ل بععد‬
‫من ستر جميع البدن‪ ،‬سواء كفن من مععاله أو مععن مععال غيععره‪ ،‬وسععواء كععان ذكععرا أو‬
‫أنثى‪ ،‬حرا أو رقيقا‪ ،‬لنقطاع الرق بالموت‪ .‬فل يختلف بالذكورة والنوثة‪ .‬وأما قعوله‬
‫في شرح المنهج‪ :‬فيختلف قدره بالذكورة والنوثععة‪ ،‬أي فيكععون للععذكر سععاتر مععا بيععن‬
‫سرته وركبته‪ ،‬وللنثى ساتر جميع بدنها‪ ،‬فمبني على الضعيف الذي مشى عليعه هنعا‬
‫أيضا‪ ،‬لكن إن كفن من تركته ولم يوص بإسقاط ما زاد على ثوب واحد وجععب ثلث‬
‫لفائف تعم كععل واحععدة جميععع البععدن‪ ،‬وإن كععان عليععه ديععن مسععتغرق‪ ،‬حيععث لععم يمنععع‬
‫الغرماء ما زاد علععى الواحععد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬مختلفععة( صععفة لعععورة‪) .‬وقععوله‪ :‬بالععذكورة‬
‫والنوثة( أي فيجب ستر ما بين السرة والركبععة فععي الععذكر‪ ،‬وسععتر جميععع البععدن فععي‬
‫النععثى‪) .‬قععوله‪ :‬دون الععرق والحريععة( أي ل تختلععف العععورة بععالرق والحريععة‪ ،‬ولععو‬
‫اختلفت بهما للحقت المة بالرجل‪ ،‬فتكون عورتها مععا بيععن سعرتها وركبتهععا‪ ،‬وليععس‬
‫كذلك‪ ،‬لنقطاع الرق بالموت‪ ،‬فتكون في حكم الحرة‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 129‬‬
‫فيجب إلخ( تفريع علععى الختلف بالععذكورة والنوثعة‪) .‬وقععوله‪ :‬مععا يسععتر غيععر‬
‫الوجه والكفين( أي وهو جميع بدنها‪) .‬قوله‪ :‬لن حق ل تعالى( أي لن ساتر العورة‬
‫حق ل تعالى‪ ،‬قياسا على الحي‪ .‬قال الكردي‪ :‬حاصل ما اعتمده الشارح فعي كتبعه أن‬
‫الكفن ينقسم على أربعة أقسام‪ :‬حق الع تعععالى‪ :‬وهععو سععاتر العععورة‪ ،‬وهععذا ل يجععوز‬
‫لحد إسقاطه مطلقا‪ .‬وحععق الميععت‪ :‬وهععو سععاتر بقيععة البععدن‪ ،‬فهععذا للميععت أن يوصععي‬
‫بإسععقاطه دون غيععره‪ .‬وحععق الغرمععاء‪ :‬وهععو الثععاني والثععالث‪ ،‬فهععذا للغرمععاء عنععد‬
‫الستغراق إسقاطه ولمنع منه دون الورثة‪ .‬وحق الورثععة‪ :‬وهععو الععزائد علععى الثلث‪،‬‬
‫فللورثة إسقاطه والمنع منه‪ .‬ووافق الجمال الرملي على هذه القسام إل الثاني منهععا‪،‬‬
‫فاعتمد أن فيه حقين‪ ،‬حقا ل تعالى‪ ،‬وحقا للميت‪ .‬فإذا أسقط الميت حقه بقععي حععق الع‬
‫تعالى‪ ،‬فليس لحد عنده إسقاط شئ من سابغ جميع البععدن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وقععال آخععرون‬
‫إلخ( معتمد‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وقال آخرون‪ :‬يجب سعتر جميعع البعدن إل رأس المحعرم‬
‫ووجه المحرمة‪ ،‬لحق ال تعالى‪ ،‬كما يأتي عن المجموع‪ ،‬ويصرح به قععول المهععذب‪:‬‬
‫إن ساتر العورة فقط ل يسمى كفنا‪ ،‬أي والواجب التكفين فععوجب الكععل للخععروج عععن‬
‫هذا الواجب الذي هو لحق ال تعالى‪ .‬وأطال جمع متأخرون في النتصار له‪ .‬وعلععى‬
‫الول‪ :‬يؤخععذ مععن قععول المجمععوع عععن المععاوردي وغيععره‪ ،‬ولععو قععال الغرمععاء يكفععن‬
‫بساترها‪ ،‬والورثة بسابع‪ ،‬كفن في السابع اتفاقا‪ :‬أن الععزائد علععى سععاترها مععن السععابع‬
‫حق مؤكد للميت لم يسقطه‪ ،‬فقدم به على الغرماء كالورثععة‪ ،‬فيععأثمون بمنعععه‪ ،‬وإن لععم‬
‫يكن واجبعا فعي التكفيعن‪ ،‬وهعذا مسعتثنى لمعا تقعرر معن تأكعد أمعره لقعوة الخلف فعي‬
‫وجوبه‪ ،‬وإل فقد جزم المععاوردي بععأن للغرمععاء منععع مععا يصععرف فععي المسععتحب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو رجل( أي ولععو كععان الميععت رجل‪) .‬قععوله‪ :‬وللغريععم إلععخ( أي الععذي دينععه‬
‫مستغرق للتركة‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ولو كان عليه دين مسععتغرق فقععال الغرمععاء‪ :‬يكفععن‬
‫في ثوب‪ .‬والورثة‪ :‬في ثلثة‪ .‬أجيب الغرماء في الصح لنه إلى بععراءة ذمتععه أحععوج‬
‫منه إلى زيععادة السععتر‪ .‬قععال فععي المجمععوع‪ :‬ولععو قععال الغرمععاء يكفععن بسععاتر العععورة‪،‬‬
‫والورثة بساتر جميع البدن‪ ،‬نقل صاحب الحاوي وغيره‪ ،‬التفععاق علععى سععاتر جميععع‬
‫البدن‪ .‬ولو اتفقعت الغرمعاء والورثعة علعى ثلثعة‪ ،‬جعاز بل خلف‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقعوله‪ :‬منعع‬
‫الزائد على سععاتر كععل البععدن( أي سععواء قلنععا إن الععواجب سععتر العععورة فقععط‪ ،‬أم قلنععا‬
‫الواجب ستر جميع البدن‪ .‬وذلك لن الميت أحوج إلى براءة ذمتععه مععن التجمععل الععذي‬
‫منه الزيادة على ثوب يعم جميع البدن ‪ -‬كما علمت ‪ -‬وخرج بالغريم‪ ،‬الوارث‪ .‬فليس‬
‫له المنع من ذلك‪ ،‬حيث لم يوص الميت بثوب‪ ،‬لنه ليس في الصرف للوارث منفعععة‬
‫تعود للميت‪ ،‬بخلف الغريم‪) .‬قوله‪ :‬ل الزائد على ساتر العورة( أي ليععس للغريععم أن‬
‫يمنع الزائد على ساتر العورة‪ .‬وهذا ظاهر على القول بأن الواجب ستر جميع البدن‪.‬‬
‫أم على القول بأن الواجب ستر العورة فقط‪ :‬فيكون مستثنى مععن قععولهم للغرمععاء منععع‬
‫ما يصرف للمستحب‪) .‬وقوله‪ :‬لتأكد أمره( أي الزائد بسبب قوة الخلف في وجععوبه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وكونه إلخ( أي ولكون الزائد حقا للميت بالنسبة للغرماء‪ ،‬أي وأما بالنسبة ل‬
‫تعالى‪ ،‬فحقه ساتر العورة فقط‪ .‬وما ذكر من التعليلين مبني علععى القععول الول‪ ،‬وهععو‬
‫أن الواجب ستر العورة أما على القول الثاني وهو أن الواجب ستر جميع البدن فعععدم‬
‫صحة منع الغريم لذلك الزائد ظاهر كما علمت‪ ،‬لكونه منععع العواجب وهععو ل يجععوز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأكمله( أي الكفن‪ ،‬أي الفضل فيه‪) .‬قوله‪ :‬للذكر( أي ولععو صععبيا أو محرمععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثلثة( أي لخبر عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ :-‬كفن رسول ال ع )ص( فععي ثلثععة‬
‫أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة‪ .‬رواه الشععيخان‪) .‬وقععوله‪ :‬يعععم كععل‬
‫منها البدن( أي ما عدا رأس المحرم‪ ،‬ووجه المحرمععة‪) .‬قععوله‪ :‬وجععاز( أي مععن غيععر‬
‫كراهة‪) .‬وقوله‪ :‬أن يزاد تحتها( أي الثلثة‪ ،‬وذلك لن عبد ال بن عمععر كفععن ابنععا لععه‬
‫في خمسة أثواب‪ :‬قميص‪ ،‬وعمامة‪ ،‬وثلث لفائف‪ .‬قععال فععي النهايععة‪ :‬نعععم‪ ،‬هععي ‪ -‬أي‬
‫الزيادة على الثلث ‪ -‬خلف الولى ‪ -‬كما في المجموع ‪ -‬لنه )ص( كفععن فععي ثلثعة‬
‫أثواب ليس فيها قميص ول عمامة‪.‬‬

‫] ‪[ 130‬‬
‫ومحل جواز الزيادة على ذلك‪ :‬إذا كععان الورثععة أهل للتععبرع ورضععوا بععه‪ ،‬فععإن‬
‫كععان فيهعم صععغير أو مجنعون أو محجعور عليعه بسعفه أو غععائب‪ :‬فل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قميص( أي ساتر لجميع البدن‪ .‬قال في بشرى الكريم‪ :‬وإطلقهم يقتضى أنععه‬
‫كقميص الحي‪ ،‬بل صرح به الشرقاوي وغيره‪ ،‬فما اعتيد فععي جهتنععا مععن جعلععه إلععى‬
‫نصف الساق وبل أكمام‪ :‬منكر شععديد التحريععم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وللثنععى( معطععوف علععى‬
‫الذكر‪ ،‬أي وأكمله للنثى ‪ -‬ومثلها الخنععثى ‪ -‬إزار‪ ،‬فقميععص‪ ،‬فخمععار‪ ،‬فلفافتععان‪ ،‬لنععه‬
‫عليه الصلة والسلم كفن فيها ابنته أم كلثوم‪ .‬وفي ع ش‪ :‬قال الشافعي ‪ -‬رضععي ال ع‬
‫عنععه ‪ -‬ويشععد علععى صععدر المععرأة ثععوب‪ ،‬لئل تضععطرب ثععدياها عنععد الحمععل فتنتشععر‬
‫الكفان‪ .‬قال الئمة‪ :‬وهذا ثوب سادس ليس من الكفان‪ ،‬يشد فوقها‪ ،‬ويحل عنهععا فععي‬
‫القبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬هذا كله ‪ -‬أي ما ذكر من أن الفضل للرجل ثلثة‪ ،‬ويجوز‬
‫رابع وخامس‪ ،‬وللنثى خمسة‪ ،‬حيث ل دين وكفععن مععن مععاله‪ ،‬وإل وجععب القتصععار‬
‫على ثوب ساتر لكل البدن إن طلبه غريم مسععتغرق‪ ،‬أو كفععن ممععن تلزمععه نفقتععه ولععم‬
‫يتبرع بالزائد‪ ،‬أو من بيت المال‪ ،‬أو وقف الكفان‪ ،‬أو من مال الموسرين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‬
‫ويكفن الميت( أي ذكرا كان أو أنثى‪) .‬وقوله‪ :‬بما له لبسه حيا( أي بما يجوز له لبسه‬
‫في حال الحياة من غير حاجة‪ ،‬فل يكفن بالحرير من لبسه لحكة أو قمل ومععات فيععه‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لو استشهد فيه من لبسه لذلك أو غيره من أنواع الحاجة المبيحة للبسه كفن فيه‪،‬‬
‫لن السنة تكفينه فععي ثيععابه الععتي استشععهد فيهععا‪ ،‬ل سععيما إذا تلطخععت بعدمه‪ .‬قععال فععي‬
‫النهاية‪ ،‬كما أفتى به الوالد‪ ،‬تبعا للذرعي‪ :‬ويقدم المتنجس على الطاهر الحريععر عنععد‬
‫ابن حجر‪ ،‬تبعا لشيخ السلم‪ ،‬واعتمد في المغني والنهايععة وسععم تقععديم الحريععر علععى‬
‫المتنجس‪ .‬وانظر على الول بالنسبة للصلة‪ ،‬هل يصععلي عليععه مكشععوف العععورة ثععم‬
‫يكفن بالمتنجس‪ ،‬أو يستر بالحرير عند الصلة عليه ثم ينزع منه ويكفن في المتنجس‬
‫؟ والقياس على الحي الثاني‪ :‬إن قلنا يشترط في الميت ما يشترط في المصععلي الحععي‬
‫من الطهارة وستر العورة وغير ذلك‪ ،‬وإن قلنا ل يشععترط ذلععك‪ ،‬فلععه كععل مععن الثععاني‬
‫والول‪ .‬وفرض المسألة أنه وجد طاهر حرير‪ ،‬ومتنجس غير حرير‪ ،‬فععإن لععم يوجععد‬
‫إل المتنجس‪ ،‬فيصلى عليه عاريا‪ ،‬ثم يكفن‪ ،‬إذ ل تصح مع النجاسععة‪) .‬قععوله‪ :‬فيجععوز‬
‫حريععر ومزعفععر إلععخ( تفريععع علععى بمععا لععه لبسععه‪) .‬وقععوله‪ :‬للمععرأة والصععبي( أي‬
‫والمجنون‪ ،‬وذلك لنه يجوز لهم لبسه وهم أحياء فبعععد المععوت كععذلك‪ .‬وخععرج بععذلك‪:‬‬
‫الرجععل والخنععثى‪ ،‬فل يععدفنان فيهمععا إذا وجعد غيرهمععا‪) .‬قععوله‪ :‬مععع الكراهععة( متعلعق‬
‫بيجوز‪) .‬قوله‪ :‬ومحل تجهيزه( أي الميت‪ .‬والمراد بالتجهيز‪ :‬المؤن‪ ،‬كأجرة التغسيل‪،‬‬
‫وثمن الماء والكفن‪ ،‬وأجرة الحفر‪ ،‬والحمل‪) .‬وقوله‪ :‬التركة( أي إذا لععم يتعلععق بعينهععا‬
‫حق لزم‪ ،‬كرهن‪ ،‬وزكاة‪ .‬وإل قدم على التجهيز‪ .‬كما سععيأتي فععي الفععرائض‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫إل زوجة( أي غير ناشزة‪) .‬وقوله‪ :‬وخادمها( أي المملوك لهععا أو المسععتأجر بالنفقععة‪،‬‬
‫فإن كان مستأجرا بالجرة لم يجب تجهيزه علععى الععزوج‪ ،‬لنععه ليععس لععه إل الجععرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فعلى زوج غني( خبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬أي فتجهيزهمععا علععى زوج غنععي‪ ،‬فععإن‬
‫كان معسرا جهزت من أصل تركتهععا‪ ،‬ل مععن خصععوص نصععيبه منهععا‪ ،‬كمععا اقتضععاه‬
‫كلمهم‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬بل من نصيبه منها إن ورث‪ ،‬لنه صار موسرا به‪ ،‬وإل فمن‬
‫أصل تركتها مقدما على الدين‪ ،‬وهو متجه من حيث المعنى‪ .‬وإذا كفنت منهععا أو مععن‬
‫غيرها لم يبق دينا عليه‪ ،‬للسقوط عنه بإعساره‪ .‬ويظهر ضبط المعسر بمن ليس عنده‬
‫فاضل عما يترك للمفلس‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬قال سععم‪ :‬ويحتمععل الضععبط بععالفطرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬فعليععه‪.‬‬
‫ويكون الموسر‪ :‬هو من ملك زيادة على كفايععة يععوم وليلععة مععا يصععرفه فععي التجهيععز‪.‬‬
‫والمعسر‪ :‬هو الذي ل يملك ذلك‪) .‬قوله‪ :‬عليه نفقتهمععا( الجملععة مععن المبتععدأ أو الخععبر‬
‫صفة لزوج‪ ،‬أي زوج واجب عليه نفقتهما‪ .‬وخرج به‪ :‬ما إذا لم تجععب عليععه نفقتهمععا‪،‬‬
‫كأن كانت الزوجة صغيرة أو ناشزة‪ ،‬وكان الخادم مكععترى بععأجرة‪ ،‬فل يلععزم الععزوج‬
‫تجهيزهما‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يكن له تركة( مقابل لمحعذوف‪ ،‬أي هععذا إن كعان لععه تركعة‪،‬‬
‫فإن لم يكن إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬فعلى من عليه نفقته( أي فععالتجهيز واجععب علععى مععن وجععب‬
‫عليه نفقة ذلك الميت في حال حياته‪ .‬وهذا باعتبععار الغععالب‪ ،‬وإل فقععد يجععب التجهيععز‬
‫علععى مععن ل تلزمععه نفقتععه‪ ،‬كتجهيععز الولععد الكععبير المعسععر‪ ،‬فععإنه واجععب علععى أبيععه‪،‬‬
‫وكتجهيز المكاتب‪ ،‬فإنه واجب على سيده‪ ،‬مع أنهما ل يلزمهما نفقتهما حيين‪ .‬وقععد ل‬
‫يجب على من عليه نفقته حيا‪ ،‬كزوجة الب‪ ،‬فإنه ل يلزم البن‬

‫] ‪[ 131‬‬
‫تجهيزها وإن لزمته نفقتها‪) .‬قوله‪ :‬من قريب( بيان لمن‪ ،‬والمراد بعه الصععل أو‬
‫الفرع‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ولو مععات معن لزمععه تجهيععز غيععره بعععد مععوته وقبععل تجهيععزه‬
‫وتركته ل تفي إل بتجهيز أحدهما فقط‪ ،‬قدم الثععاني علععى الوجععه‪ ،‬لتععبين عجععزه عععن‬
‫تجهيز غيره‪ .‬وأفعتى بعه الشعهاب م ر‪ ،‬كمعا ذكعر ذلعك ولعده فعي شعرحه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫وسيد( أي فيما إذا مات رقيقة‪ ،‬ولو مكاتبا‪ ،‬وأم ولد‪ .‬وأمععا البعععض فععإن لععم تكععن بينععه‬
‫وبين سيده مهايأه‪ ،‬فمععؤن التجهيععز يكععون منهععا علععى سععيده بقععدر مععا فيععه مععن الععرق‪،‬‬
‫والباقي من تركة المبعض‪ .‬وقال ع ش‪ :‬على السعيد نصعف لفافعة فقعط‪ ،‬لن العواجب‬
‫عليه ‪ -‬بقطع النظر عن التبعيض ‪ -‬لفافة واحدة‪ .‬وفععي مععال المبعععض لفافععة ونصععف‪،‬‬
‫فيكمل له لفافتان‪ ،‬فيكفن فيهما‪ ،‬ول يزاد ثالثة من ماله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإن كان بينه وبيععن سععيده‬
‫مهايأة‪ ،‬فمؤن التجهيز على ذي النوبععة‪ .‬فلععو لععم يعلععم مععوته فععي أي نوبععة‪ ،‬فينبغععي أن‬
‫يكون كل مهايأة‪ .‬فعلى سيده بقدر ما فيه من الرق‪ ،‬والباقي من تركته‪) .‬قععوله‪ :‬فعلععى‬
‫بيت المال( أي فإن لم يكن للميت من تلزمه نفقته فتجهيععزه علععى بيععت المععال‪ ،‬كنفقتععه‬
‫في حال الحياة‪ .‬قال في الروض وشرحه‪ :‬ول يلزم بيععت المععال ول القريععب إل ثعوب‬
‫واحد‪ ،‬لتأدى الواجب به‪ ،‬بل ل تجوز الزيادة عليه من بيت المال‪ ،‬وكععذا إن كفععن بمععا‬
‫وقف للتكفين‪ ،‬أو كان من مياسير المسلمين‪ ،‬ا‍ه‪ .‬ومر نظيره عن ابععن حجععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فعلى مياسير المسلمين( أي فإن لم يكن بيت مال‪ ،‬فتجهيععزه علععى مياسععير المسععلمين‪.‬‬
‫قال سم‪ :‬ظاهره ول محجورين فعلى أوليععائهم الخععراج‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمععراد بالموسععر‪ :‬مععن‬
‫يملععك كفايععة سععنة لممععونه‪ ،‬وإن طلععب واحععد منهععم تعيععن عليععه‪ ،‬لئل يتواكلععوا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم التكفين في جلد( أي لنه مرد بععه‪) .‬وقععوله‪ :‬إن وجععد غيععره(‬
‫أي ولو كان حريرا فيقدم على الجلد‪) .‬قوله‪ :‬وكذا الطيععن إلععخ( أي يحععرم التكفيععن بععه‬
‫مع وجود غيره‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يوجد ثوب( المناسب‪ :‬فإن لم يوجد غيره‪ ،‬لنعه مقابععل‬
‫قوله‪ :‬إن وجد غيره‪) .‬قوله‪ :‬فيمععا اسععتظهره شععيخنا( عبععارته‪ :‬ويحععرم فععي جلععد وجععد‬
‫غيره‪ ،‬لنه مزر به‪ ،‬وكععذا الطيععن‪ ،‬والحشععيش‪ ،‬فععإن لععم يوجععد ثععوب وجععب جلععد‪ ،‬ثععم‬
‫حشيش‪ ،‬ثم طين‪ ،‬فيما يظهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله فيما يظهععر‪ :‬هععو ظععاهر‪ ،‬وقضععيته‬
‫وجوب تعميمه بنحو الطين لوجوب التعميم في الكفععن‪ .‬ولععو لععم يوجععد إل حععب‪ ،‬فهععل‬
‫يجب التكفين فيه بإدخال الميت فيه لنه ساتر ؟ فيه نظر‪ ،‬ول يبعععد الوجععوب‪ .‬قععال م‬
‫ر‪ :‬ويتجه تقديم نحو الحناء المعجون على الطين‪ ،‬لن التطيين مع وجوده إزراء بععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم كتابة شئ من القرآن إلخ( في فتاوى ابن حجر ما نصه‪) :‬سئل( رضي‬
‫ال عنه عن كتابة العهد على الكفن‪ ،‬وهو ل إله إل ال وال أكبر‪ .‬ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الملك ولععه الحمععد‪ .‬ل إلععه إل العع‪ .‬ول حععول ول قععوة إل بععال العلععي‬
‫العظيم‪ .‬وقيععل إنععه اللهععم فععاطر السععموات والرض‪ ،‬عععالم الغيععب والشععهادة الرحمععن‬
‫الرحيم‪ ،‬إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬إني أشعهد أنعك أنعت الع ل إلععه إل أنععت‬
‫وحدك ل شريك لك‪ ،‬وأن محمدا عبدك ورسولك )ص(‪ ،‬فل تكلني إلى نفسععي‪ ،‬فإنععك‬
‫إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر‪ ،‬وتبعدني من الخير‪ ،‬وإني ل أثق إل برحمتععك‪،‬‬
‫فاجعل لي عهدا عندك توفنيه يوم القيامة‪ ،‬إنك ل تخلف الميعاد‪ .‬هععل يجععوز ؟ ولععذلك‬
‫أصل أم ل ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬نقل بعضهم عن نوادر الصول للترمذي ما يقتضي أن‬
‫هذا الدعاء له أصل‪ ،‬وأن الفقيه ابن عجيل كان يأمر به‪ ،‬ثم أفتى بجواز كتععابته قياسععا‬
‫على كتابة ال في نعم الزكاة‪ .‬وأقره بعضععهم بععأنه قيععل بطلععب فعلععه لغععرض صععحيح‬
‫مقصود‪ ،‬فأبيح‪ ،‬وإن علم أنه يصيبه نجاسة‪ .‬وفيه نظر‪ .‬وقد أفتى ابن الصلح بأنه ل‬
‫يجوز أن يكتب على الكفن يس والكهف ونحوهما‪ ،‬خوفا من صععديد الميععت‪ ،‬وسععيلن‬
‫ما فيه‪ .‬وقياسه على ما في نعععم الصععدقة ممنععوع‪ ،‬لن القصععد ثععم التمييععز ل التععبرك‪،‬‬
‫وهنععا القصععد التععبرك‪ ،‬فالسععماء المعظمععة باقيععة علععى حالهععا‪ ،‬فل يجععوز تعريضععها‬
‫للنجاسة‪ .‬والقول بأنه قيل بطلب فعله إلخ‪ ،‬مردود‪ ،‬لن مثل ذلععك ل يحتععج بععه‪ ،‬وإنمععا‬
‫كانت تظهر الحجة لو صح عن النبي )ص( طلععب ذلععك‪ ،‬وليععس كععذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫اسماء ال تعالى( أي وكل اسم معظم كأسماء الملئكة والنبياء‪) .‬وقوله‪ :‬على الكفن(‬
‫متعلععق بكتععابه‪) .‬قععوله‪ :‬ول بععأس( أي ل إثععم‪) .‬وقععوله‪ :‬بكتابععة( أي شععئ مععن القععرآن‬
‫ونحوه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي الريق ل يثبت‪ ،‬فل تثبت النقوش المكتوبة به‪) .‬قعوله‪ :‬وأفعتى‬
‫ابن الصلح بحرمة ستر الجنازة بحرير( ومثله كل‬

‫] ‪[ 132‬‬
‫ما المقصود به الزينة‪) .‬قوله‪ :‬وخالفه الجلل البلقيني( قال ابن قاسم‪ :‬هععو الععذي‬
‫اعتمده م ر‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬فجععوز الحريععر فيهععا( أي لن سععتر سععريرها يعععد اسععتعمال‬
‫متعلقا ببدنها‪ ،‬وهو جائز لها‪ ،‬فمهما جاز لها فعله في حياتها جاز فعله لها بعد موتها‪،‬‬
‫حتى يجوز تحليتهععا بنحععو حلعي العذهب ودفنعه معهععا‪ ،‬حيعث رضعي الورثعة‪ ،‬وكعانوا‬
‫كاملين‪ ،‬ول يقال إنه تضييع مال لنه تضييع لغرض‪ ،‬وهو إكععرام الميععت وتعظيمععه‪،‬‬
‫وتضييع المال وإتلفه لغرض جائز‪ .‬م ر‪ .‬سم‪) .‬قوله‪ :‬مع أن القياس( أي على حرمة‬
‫تزيين بيتها الول‪ ،‬وهو الحرمة‪) .‬تنبيه( يسن كون الكفن أبيععض‪ ،‬لخععبر‪ :‬البسععوا مععن‬
‫ثيابكم البياض‪ ،‬فإنهم من خير ثيابكم‪ ،‬وكفنوا فيها موتاكم‪ .‬رواه الترمذي وقال‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪ .‬وكونه مغسول‪ :‬لنه للصديد‪ ،‬والحي أحق بالجديد‪ ،‬كما قاله أبو بكر رضععي‬
‫ال عنه‪ .‬رواه البخاري‪ .‬وتكره المغالة فيه‪ ،‬لخععبر‪ :‬ل تغععالوا فععي الكفععن‪ ،‬فععإنه يبلععى‬
‫سريعا‪ .‬ومحل كراهة المغالة إذا لم يكعن بععض الورثعة محجعور عليعه أو غائبعا‪ ،‬أو‬
‫الميت مفلسا‪ ،‬وإل حرمت‪ .‬قععاله م ر‪ .‬وانظععر هعذا مععن قعوله عليعه الصعلة والسعلم‪:‬‬
‫أحسنوا أكفان موتاكم فإن الموتى تتباهى بأكفانهم‪ .‬فإنه يقتضي أنععه ل يبلععى‪ .‬وأجيععب‬
‫بأن المباهاة‪ :‬إما قبل البلء‪ ،‬أو بعد إعادتها‪ .‬أفععاده البجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬ودفنععه( بععالجر‬
‫معطوف على غسله‪ ،‬أي وكدفنه‪ .‬فهو فععرض كفايععة‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي حفععرة تمنععع إلععخ(‬
‫وذلك لن حكمة الدفن صونه عن انتهاك جسععمه‪ ،‬وانتشععار رائحتععه المسععتلزم للتععأذي‬
‫بها‪ ،‬واستقذار جيفته‪ ،‬فاشترطت حفرة تمنعهما‪ .‬قال سم‪ :‬الحفرة المذكورة صادقة مع‬
‫بنائها‪ ،‬فحيث منعت ما ذكر كفت‪ ،‬فالفساقي إن كانت بناء في حفر كفت إن منعت مععا‬
‫ذكر‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بعد طمها( متعلق بتمنع‪ .‬والطم‪ :‬رد التراب إليها‪ .‬قععال فععي‬
‫المصباح‪ :‬طممت البئر وغيرها بالتراب طما‪ ،‬من باب قتل‪ ،‬ملتها حتى استوت مععع‬
‫الرض‪ .‬وطمها التراب‪ :‬فعل بها ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي ظهورها( أفاد بتقدير المضاف‬
‫أن نفس الرائحة ل سعبيل إلععى منعهععا‪ ،‬وأن الممنععوع ظهورهععا فقععط‪) .‬قععوله‪ :‬وسععبعا(‬
‫معطوف على رائحة‪ ،‬أي وتمنع سبعا‪) .‬قوله‪ :‬أي نبشه لها( أفاد بتقععدير المضععاف أن‬
‫المععراد بمنععع الحفععرة للسععبع منعهععا نبععش السععبع لهععا‪) .‬وقععوله‪ :‬فيأكععل( بالنصععب بععأن‬
‫مضمرة‪ ،‬معطوف على نبشه على حد‪ :‬ولبععس عبععاءة وتقععر عينععي وهععو مععن عطععف‬
‫المسبب على سببه‪ ،‬أي تمنع النبععش الععذي يتسععبب عنععه أكلععه للميععت‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج‬
‫بحفرة وضعه بوجه الرض( أي فل يكفي‪ ،‬لنه ليس بدفن‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وفععي حكمععه‬
‫حفرة ل تمنع ما مر إذا وضع فيها ثم بني عليه ما يمنععع ذينععك‪ ،‬أي الرائحععة والسعبع‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويبنى عليه( أي على الميت‪ ،‬أي حواليه‪ .‬والفعععل منصععوب بععأن مضععمرة‬
‫معطوف على وضع‪ ،‬على حد ما مر آنفا‪ .‬ومثل البناء عليه ‪ -‬بالولى ‪ -‬مععا لععو سععتر‬
‫بكثير نحو تراب أو حجارة‪) .‬وقوله‪ :‬ما يمنع ذينك( أي الرائحة والسبع‪) .‬قوله‪ :‬حيث‬
‫لم يتعذر الحفر( متعلق بمحععذوف‪ ،‬أي فل يكفععي ذلععك‪ ،‬حيععث لععم يتعععذر الحفععر‪ ،‬بععأن‬
‫أمكن‪ ،‬فإن تعذر‪ ،‬كأن كانت الرض خوارة أو ينبع منها مععاء يفسععد الميععت وأكفععانه‪،‬‬
‫جاز ذلك‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬من مات إلخ( انظر هو مرتبط بأي شئ ؟ وظاهر صنيعه أنععه‬
‫مرتبط بالقيد‪ ،‬أعني حيث لم يتعذر الحفر‪ ،‬ول معنى له‪ .‬فكععان الولععى أن يبععدل ذلععك‬
‫بقوله فإن تعذر الحفر كفى‪ ،‬كما لو مات بسفينة إلخ‪ ،‬وتكون الكععاف للتنظيععر وعبععارة‬
‫ابن حجر على بافضل ‪ -‬وخرج بالحفرة‪ :‬ما وضع على وجه‪ :‬الرض وبنى عليه ما‬
‫يمنعهما‪ ،‬فانه ل يكفي‪ ،‬إل إن تعذر الحفر‪ ،‬كما لو مععات بسععفينة الععخ‪ .‬ا‍ه وهععي نععص‬
‫فيما ذكرناه ثم ظهر صحة جعله مرتبطا بقول المتن‬
‫] ‪[ 133‬‬
‫ودفنه في حفرة أي أن محل اشتراط الحفععرة مععا لععم يمععت فععي سععفينة‪ ،‬وإل فععإن‬
‫تعذر دفنه في البر لبعده عن الساحل أو قربه منععه‪ ،‬ولكععن بععه مععانع كسععبع‪ ،‬ألقععي فععي‬
‫البحر‪ ،‬بعد غسله‪ ،‬وتكفينه‪ ،‬والصلة عليه‪ .‬لكن كان عليه أن يؤخره عن قوله وبتمنع‬
‫ذينك إلخ‪) .‬قوله‪ :‬جاز إلقاؤه في البحر( فيه نظر‪ ،‬لنه إذا تعذر البر يجب إلقاؤه فيععه‪.‬‬
‫وعبارة البجيرمي‪ :‬يجب فيمن مات في سفينة وتعععذر دفنععه فععي الععبر أن يوضععع بعععد‬
‫الصلة عليه بين لوحين مثل‪ ،‬ويرمى في البحر‪ .‬وإن ثقل بحجر ليصععل إلععى القععرار‬
‫فهععو أولععى‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكععن أن يجععاب بععأن المععراد بععالجواز مععا قابععل المتنععاع‪ ،‬فيصععدق‬
‫بالوجوب‪) .‬قوله‪ :‬ليرسب( بضم السين‪ ،‬أي ينزل في قعر البحر‪) .‬قوله‪ :‬وإل فل( أي‬
‫وإن لم يتعذر فل يجوز إلقاؤه في البحر‪) .‬قوله‪ :‬وإل فل( أي وإن لم يتعذر فل يجوز‬
‫إلقاؤه في البحر‪) .‬قوله‪ :‬وبتمنع ذينك( معطوف على بحفعرة‪ ،‬أي وخعرج بقعوله تمنعع‬
‫الرائحة والسبع‪) .‬وقوله‪ :‬ما يمنع( فاعل خرج المقدر‪) .‬وقوله‪ :‬أحدهما( أي السععبع أو‬
‫الرائحة‪) .‬قوله‪ :‬كأن اعتادت إلخ( مثال لما يمنععع الرائحععة فقععط‪ ،‬ولععم يمثععل لمععا يمنععع‬
‫السبع فقط‪ .‬وذلك كالفساقي‪ :‬فإنها ل تمنع الرائحة‪ ،‬وإن كععانت تمنععع السععبع‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬وهي بيوت تحت الرض‪ .‬وقد قطع ابن الصلح والسبكي وغيرهمععا بحرمععة‬
‫الدفن فيها‪ ،‬مع ما فيها من اختلط الرجال بالنساء‪ ،‬وإدخال ميت على ميت قبععل بلء‬
‫الول‪ .‬ومنعهععا للسععبع واضععح وعععدمه للرائحععة مشععاهد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬الحفععر( مفعععول‬
‫اعتادت‪) .‬وقوله‪ :‬ععن موتعاه( متعلعق بعالحفر‪ ،‬وضعميره يععود علعى المحعل‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫فيجععب إلععخ( مفععرع علععى مععا إذا اعتععادت السععباع الحفععر‪) .‬قععوله‪ :‬بحيععث إلععخ( البععاء‬
‫للتصوير‪ .‬أي بناء مصورا بحالة وهععي منعععه وصععول السععباع إلععى الميععت‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬فإن لم يمنعها البناء ‪ -‬كبعض النواحي ‪ -‬وجب صندوق‪ .‬كما يعلم ممععا يععأتي‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأكمله إلخ( أفاد به إن ما مر أقله‪ ،‬وكان الولى التصريح به هناك‪ ،‬يعني‬
‫أن الكمل في القبر أن يكون واسعا‪ ،‬لقوله )ص( فععي قتلععى أحععد‪ :‬أحفععروا‪ ،‬وأوسعععوا‬
‫وأعمقوا‪ .‬والتوسعة هي أن يزاد فعي طعوله وعرضععه‪ .‬قعال ع ش‪ :‬وينبغعي أن يكعون‬
‫ذلك مقدار ما يسع من ينزل القبر ومن يدفنه‪ ،‬ل أزيد من ذلك‪ ،‬لن فيه تحجيرا على‬
‫الناس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في عمق إلخ( الذي يظهر أن فعي بمعنعى مععع‪ ،‬وإضععافة عمعق لمعا‬
‫بعععده لدنععى ملبسععة‪ ،‬أي والكمععل أن يكععون واسعععا‪ ،‬مععع عمععق قععدره أربعععة أذرع‬
‫ونصف‪ .‬وعبارة التحفة مع الصل‪ :‬ويندب أن يوسع بأن يزاد فععي طععوله وعرضععه‪،‬‬
‫ويعمق‪ ،‬للخبر الصحيح في قتلعى أحعد إلعخ‪ ،‬وأن يكعون التعميعق قامعة لرجعل معتعدل‬
‫وبسطه بأن يقوم فيه ويبسط يده مرتفعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬تنبيه( الكمل أيضا في القبر أن يكععون‬
‫لحدا‪ ،‬وهو أن يحفر في جانب القبر من أسفل قدر ما يسع الميت‪ ،‬لكن هذا إن صلبت‬
‫الرض‪ ،‬أما لو كانت رخوة فالفضل الشق‪ ،‬وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر‪ ،‬ويبنععى‬
‫جانباه بلبن وغيره‪ ،‬ويجعل الميعت بينهمعا‪) .‬قعوله‪ :‬ويجعب إضعجاعه( أي الميعت فعي‬
‫القععبر علععى شععقه اليمععن‪) .‬وقععوله‪ :‬للقبلععة( أي تنععزيل لععه منزلععة المصععلي‪ ،‬فععإن دفععن‬
‫مسععتدبرا أو مسععتلقيا نبععش حتمععا‪ ،‬إن لععم يتغيععر‪ ،‬وإل فل ينبععش‪ .‬ويؤخععذ مععن التعليععل‬
‫المذكور عدم وجوب الستقبال في الكافر‪ ،‬فيجوز استقباله واسععتدباره‪ .‬نعععم‪ ،‬الكععافرة‬
‫التي في بطنها جنين مسععلم‪ ،‬نفخععت فيععه الععروح‪ ،‬ولععم تععرج حيععاته‪ ،‬يجععب اسععتدبارها‬
‫للقبلة‪ ،‬ليكون الجنين مستقبل القبلة‪ ،‬لن وجه الجنين إلى ظهر أمه‪ .‬وتدفن هذه المرأة‬
‫بين مقابر المسلمين والكفار‪ ،‬لئل يدفن المسلم في مقابر الكفار‪ ،‬وعكسه‪ .‬فإن لم تنفععخ‬
‫فيه الروح‪ :‬لم يجب الستدبار في أمععه‪ ،‬لنععه ل يجععب اسععتقباله حينئذ‪ .‬نعععم‪ ،‬اسععتقباله‬
‫أولى‪ .‬فإن رجيت حياته لم يجز دفنه معها‪ ،‬بل يجب شق جوفها وإخراجه منه ‪ -‬ولععو‬
‫مسلمة ‪ -‬ومن الغلط أن يقال‪ :‬يوضع نحععو حجععر علععى بطنهععا ليمععوت‪ ،‬فععإن فيععه قتل‬
‫للجنين‪) .‬قوله‪ :‬ويندب الفضاء إلخ( أي يندب إلصاق خده اليمن بععالتراب‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بعد تنحية الكفن عنه( أي بعد إزالة‬

‫] ‪[ 134‬‬
‫الكفن عن خعده‪) .‬وقعوله‪ :‬إلععى نحععو تعراب( متعلععق بإفضعاء ودخععل تحععت نحععو‬
‫الحجر واللبن‪) .‬وقوله‪ :‬مبالغة إلخ( تعليل لندب الفضععاء المععذكور‪ .‬ومععا أحسعن قععول‬
‫بعضهم‪ :‬فكيف يلهو بعيش أو يلذ بععه * * مععن الععتراب علععى خععديه مجعععول ؟ )قععوله‪:‬‬
‫ورفع رأسه إلخ( أي ويندب رفع رأسععه‪) .‬وقععوله‪ :‬بنحععو لبنععة( أي طععاهرة‪ .‬واللبنععة ‪-‬‬
‫كسر الباء ‪ -‬واحدة اللبن ‪ -‬بكسرها أيضا ‪ -‬مععا يعمعل معن الطيععن‪ ،‬ويبنعى بعه‪ .‬ودخععل‬
‫تحت نحو كوم تراب وحجر‪) .‬قوله‪ :‬وكره صندوق( أي جعل الميت فيه‪ ،‬لنه ينععافي‬
‫الستكانة والذل المقصودين من وضعه في التراب‪ ،‬ولن في إضععاعة مععال‪ .‬وعبععارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ويكره صندوق ‪ -‬أي جعل الميت فيه ‪ -‬ول تنفذ وصيته بذلك‪ ،‬فععإن‬
‫احتيج إلى الصندوق لنداوة ونحوها ‪ -‬كرخاوة فععي الرض ‪ -‬فل كراهععة‪ ،‬وهععو ‪ -‬أي‬
‫الصندوق المحتاج إليه من رأس المال ‪ -‬كالكفن‪ ،‬ولنه من مصالح دفنه الواجب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ملخصا‪) .‬قوله‪ :‬فيجب( أي الصندوق‪ .‬وهو مفرع على الستثناء‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم دفنه‬
‫بل شئ يمنع وقوع التراب عليه( أي فيجب سد القبر بما يمنع وقوع التراب عليه من‬
‫نحو لبن‪ .‬وما ذكر من وجوب السد وحرمة عدمه هو ما عليه جمععع‪ .‬وظععاهر عبععارة‬
‫المنهاج‪ :‬ندب السد‪ ،‬وجواز إهالة التراب عليه من غير سد‪ .‬كما نبه عليه في التحفة‪،‬‬
‫وعبارتها مع الصل‪ :‬ويسد فتح اللحد بلبن‪ ،‬بأن يبنى به ثم يسععد مععا بينععه مععن الفععرج‬
‫بنحو كسر لبن اتباعا لما فعل به )ص(‪ ،‬ولنععه أبلععغ فععي صععيانة الميععت عععن النبععش‪،‬‬
‫ومنع التراب والهوام‪ .‬وكاللبن في ذلك غيره‪ .‬وآثره لنه المأثور كما تقععرر‪ ،‬وظععاهر‬
‫صنيع المتن‪ :‬أن أصل سد اللحد مندوب‪ ،‬كسابقه ولحقه‪ ،‬فتجوز إهالة الععتراب عليععه‬
‫من غير سد‪ ،‬وبه صرح غير واحد‪ .‬لكن بحث غيععر واحععد وجععوب السععد عليععه‪ ،‬كمععا‬
‫عليه الجماع الفعلي من زمنععه )ص( إلععى الن‪ ،‬فتحععرم تلععك الهالععة‪ ،‬لمععا فيهععا مععن‬
‫الزراء وهتك الحرمة‪ ،‬وإذا حرموا ما دون ذلععك‪ ،‬ككبععه علععى وجهععه‪ ،‬وحملععه علععى‬
‫هيئة مزرية‪ ،‬فهذا أولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يحرم دفن اثنين من جنسين بقبر( المراد بالجنس‬
‫هنا وفيما بعده‪ ،‬الجنس العرفي‪ ،‬وهو ما يشمل النعوع والصعنف‪ .‬وحاصعل معا يتعلعق‬
‫بهذه المسألة أن الذي جرى عليه المؤلف ‪ -‬تبعا لشيخه ابن حجر‪ ،‬التابع لشيخه شععيخ‬
‫السلم ‪ -‬أن الثنين إذا اتحدا نوعا كرجلين أو امرأتين‪ ،‬أو اختلفععا فيععه وكععان بينهمععا‬
‫محرمية أو زوجية أو سيدية‪ ،‬كره دفنهما معا‪ .‬فإن اختلفا ولم يكن بينهما ما مر حععرم‬
‫ذلك‪ .‬والذي جرى عليعه م ر‪ :‬الحرمععة مطلقععا‪ ،‬اتحععد الجنعس أو اختلععف‪ ،‬كعان بينهمعا‬
‫محرمية أو ل‪ .‬وذلك لن العلة في منع الجمع التعأذى‪ ،‬ل الشعهوة‪ .‬فإنهعا قعد انقطععت‬
‫بالموت‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يكن بينهما( أي الثنين‪) .‬قععوله‪ :‬ومععع أحععدهما‪ :‬كععره( أي ومععع‬
‫وجود المحرمية أو الزوجية يكره دفنهما في قبر واحد‪) .‬قوله‪ :‬كجمععع متحععدي جنععس‬
‫فيه( أي كما أنه يكره دفن جمع متحدي جنس في قبر واحد‪) .‬قوله‪ :‬بل حاجة( متعلق‬
‫بكل من يحرم وكره‪ ،‬أي محل الحرمة أو الكراهة إن لم يكن حاجععة‪ ،‬وإل فل حرمععة‬
‫ول كراهة‪ ،‬كأن كثر الموتى وعسر إفراد كل بقبر‪ ،‬أو لم يوجد إل كفععن واحععد‪ ،‬لنععه‬
‫)ص( كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب‪ ،‬ويقدم أقرأهمععا للقبلععة‪ ،‬ويجعععل‬
‫بينهما حاجز تراب‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم أيضا( أي كما يحرم دفععن اثنيععن معععا ابتععداء‪ .‬قععال‬
‫في النهاية‪ :‬عللوه ‪ -‬أي حرمة الدخال ‪ -‬بهتك حرمته‪ .‬ويؤخذ منه عععدم حرمععة نبععش‬
‫قبر له لحدان مثل لدفن شخص في اللحد الثاني‪ ،‬إن لم تظهععر لععه رائحععة‪ ،‬إذ ل هتععك‬
‫للول فيه‪ .‬وهو ظاهر‪ ،‬وإن لم يتعرضوا له‪ ،‬فيمععا أعلععم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن اتحععدا( أي‬
‫الميت الذي في القبر‪ ،‬والميت المدخل عليه‪) .‬قوله‪ :‬قبل بلء جميعه( متعلععق بيحععرم‪،‬‬
‫أي يحرم الدخال المذكور قبل بلء جميععع الميععت الععذي فععي القععبر‪ .‬قععال سععم‪ :‬وأفهععم‬
‫جواز النبش‪ ،‬بعد بلء جميعه‪ .‬ويستثنى قبر عالم مشععهور‪ ،‬أو ولععي مشععهور‪ ،‬فيمتنععع‬
‫نبشععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويرجععع فيععه( أي فععي البلء‪ ،‬أي مععدته‪) .‬وقععوله‪ :‬لهععل الخععبرة‬
‫بالرض( أي لهل المعرفة بقدر المدة التي يبلى فيها الميت في أرضهم‪) .‬قوله‪ :‬ولعو‬
‫وجد‬

‫] ‪[ 135‬‬
‫بعض عظمه( أي الميت الذي في القبر‪) .‬وقعوله‪ :‬قبعل تمعام الحفعر( أي قبعل أن‬
‫يكمل حفر القبر‪) .‬قوله‪ :‬وجب رد ترابععه( أي ويحععرم تكميععل الحفععر والععدفن فيععه لمععا‬
‫يلزم عليه من الدخال المحرم‪ .‬وهذا إذا لم يحتج إلى الدفن في ذلك القععبر‪ ،‬بععأن كععثر‬
‫الموتى‪ ،‬وإل فل بأس بذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو بعده( أي أو وجد عظمه‪ ،‬بعد تمام الحفععر‪ ،‬فل‬
‫يجب رد التراب‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز الدفن معه( أي مع العظم لكن بعد تنحيته عن محله‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬أو بعده نحاه ودفن الخر‪ .‬فععإن ضععاق بععأن لععم يمكععن دفنععه إل عليععه‪،‬‬
‫فظاهر قولهم نحاه حرمة الدفن هنا‪ ،‬حيث ل حاجة‪ ،‬ليس ببعيد‪ ،‬لن اليذاء هنا أشععد‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يكره الدفن ليل( أي سواء تحرى الدفن فيه أم ل‪ ،‬لما صععح أنععه )ص(‬
‫فعله‪ ،‬وكذا الخلفاء الراشدون‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للحسن البصري( أي فإن الدفن ليل عنده‬
‫مكععروه تنزيهععا متمسععكا بظععاهر خععبر ابععن مععاجه‪ :‬ل تععدفنوا موتععاكم بالليععل‪ ،‬إل أن‬
‫تضطروا‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬وفي الخصائص ودفن بالليل‪ ،‬وذلععك ‪ -‬أي الععدفن‬
‫ليل ‪ -‬في حق غيره مكروه تنزيها عنععد الحسععن البصععري‪ ،‬تمسععكا بظععاهر خععبر ابععن‬
‫مععاجه بسععند فيععه ضعععف ل تععدفنوا موتععاكم بالليععل‪ ،‬إل أن تضععطروا أي بالععدفن ليل‪،‬‬
‫لخوف انفجار الميت وتغيره‪ .‬وخلف الولى عند سائر العلماء‪ ،‬وتععأولوا الخععبر بععأن‬
‫النهي كان أول‪ ،‬ثم رخص‪ .‬ا‍ه‪ .‬مناوي‪) .‬قوله‪ :‬والنهار أفضل( أفعععل التفضععيل علععى‬
‫غير بابه‪ ،‬أي فاضل‪ ،‬وذلك لنه هععو المنععدوب‪ ،‬بخلف الععدفن ليل‪ ،‬فليععس بمنععدوب‪،‬‬
‫حتى أنه يكون فاضل‪ .‬ومحل كون الدفن فيه فاضل إذا لم يخش بالتأخير إليععه تغيععر‪،‬‬
‫وإل حرم‪) .‬قوله‪ :‬ويرفع القبر قدر شبر( أي ليعرف فيععزار ويحععترم‪ .‬وصععح أن قععبر‬
‫)ص( رفع نحو شبر‪) .‬قوله‪ :‬وتسطيحه أولى معن تسععنيمه( لمعا صعح معن القاسععم بعن‬
‫محمد‪ :‬أن عمته عائشة ‪ -‬رضي ال عنهم ‪ -‬كشفت له عن قبره )ص( وقبر صاحبيه‪،‬‬
‫فإذا هي مسطحة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمععراء‪ .‬وروايععة البخععاري‪ :‬أنععه مسععنم‪.‬‬
‫حملها البيهقي على أن تسععنيمه حععادث‪ ،‬لمععا سعقط جععداره‪ ،‬وأصععلح زمعن الوليععد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫تحفععة‪ .‬والتسععطيح‪ :‬جعععل القععبر مسعطحا‪ ،‬أي مسععتويا لععه سعطح‪ .‬قععال فععي المصععباح‪:‬‬
‫سطحت القبر تسطيحا‪ :‬جعلت أعله كالسطح‪ .‬وأصل السطح‪ :‬البسععط‪ .‬ا‍ه‪ .‬والتسععنيم‪:‬‬
‫جعله مسنما‪ ،‬أي مرتفعععا علععى هيئة سععنام البعيععر‪ .‬قععال فععي المصععباح‪ :‬سععنمت القععبر‬
‫تسنيما‪ :‬إذا رفعته عن الرض كالسنام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويندب لمن على شععفير القععبر( أي‬
‫لمن هو واقف على طععرف القععبر‪) .‬قععوله‪ :‬أن يحععثي( أي بعععد سععد اللحععد‪ ،‬وإن كععانت‬
‫المقبرة منبوشة وهناك رطوبة‪ ،‬لنه مطلوب‪) .‬قععوله‪ :‬ثلث حثيععات( أي مععن تععراب‪،‬‬
‫ويكون الحثي بيديه من قبل رأس الميت‪ ،‬لنه )ص( حثى من قبل رأس الميت ثلثععا‪.‬‬
‫رواه البيهقي وغيره بإسناد جيد‪ .‬قال ع ش‪ :‬وينبغي الكتفاء بععذلك مععرة واحععدة‪ ،‬وإن‬
‫تعدد المدفنون‪) .‬قوله‪ :‬قائل( حال من فاعل يحثي‪) .‬قوله‪ :‬منها خلقناكم( ويزيععد علععى‬
‫ذلك‪ :‬اللهم لقنه عند المسألة حجته‪) .‬وقوله‪ :‬ومع الثانية وفيهععا نعيععدكم( ويزيععد عليععه‪:‬‬
‫اللهم افتح أبواب السماء لروحه‪) .‬وقوله‪ :‬ومععع الثالثععة ومنهععا نخرجكععم تععارة أخععرى(‬
‫ويزيد عليه‪ :‬اللهم جاف الرض عن جنبيه‪) .‬فائدة( عن المام تقي الدين‪ ،‬عن والععده‪،‬‬
‫عن الفقيه أبي عبد ال محمد الحافظ أن رسعول الع )ص( قعال‪ :‬معن أخعذ معن تعراب‬
‫القبر حال الدفن بيده ‪ -‬أي حال إرادته ‪ -‬وقرأ عليه * )إنععا أنزلنععاه فععي ليلععة القععدر( *‬
‫سبع مرات‪ ،‬وجعله مع الميععت فععي كفنععه أو قععبره‪ ،‬لععم يعععذب ذلععك الميععت فععي القععبر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مهمة‪ :‬يسن وضع جريدة إلخ( ويسن أيضا وضععع حجععر أو خشععبة عنععد رأس‬
‫الميت‪ ،‬لنه )ص( وضع عند رأس‬

‫] ‪[ 136‬‬
‫عثمان بن مظعون صخرة‪ ،‬وقال‪ :‬أتعلم بها قبر أخي لدفععن فيععه مععن مععات مععن‬
‫أهلي‪ .‬ورش القبر بالماء لئل ينسفه الريح‪ ،‬ولنه )ص( فعل ذلك بقععبر ابنععه إبراهيععم‪.‬‬
‫رواه الشافعي‪ ،‬وبقبر سعد رواه ابن ماجه‪ ،‬وأمر به في قبر عثمان بن مظعععون رواه‬
‫الترمذي‪ .‬وسعد هذا هو ابن معاذ‪ .‬ويسععتحب أن يكععون المععاء طععاهرا طهععورا بععاردا‪،‬‬
‫تفاؤل بأن ال تعععالى يععبرد مضععجعه‪ .‬ويكععره رشععه بمععاء ورد ونحععوه‪ ،‬لنععه إسععراف‬
‫وإضاعة مال‪ .‬قال الذرعي‪ :‬والظاهر كراة رشه بالنجس‪ ،‬أو تحريمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬من شرح‬
‫الروض‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هو ما رواه ابن حبان عن أبي هريرة ‪ -‬رضععي ال ع عنععه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬كنا نمشي مع رسول ال )ص( فمررنا على قبرين‪ ،‬فقام‪ ،‬فقمنا معه‪ ،‬فجعل لونه‬
‫يتغير حتى رعد كم قميصه‪ ،‬فقلنا‪ :‬مالك يا رسول ال ؟ فقال‪ :‬أما تسمعون ما أسمع ؟‬
‫فقلنا‪ :‬وما ذاك يا نبي ال ؟ قال‪ :‬هذان رجلن يعذبان فععي قبورهمععا عععذابا شععديدا فععي‬
‫ذنب هين ‪ -‬أي في ظنهما‪ ،‬أو هين عليهما اجتنابه ‪ -‬قلنا‪ :‬فبم ذاك ؟ قال‪ :‬كان أحدهما‬
‫ل يتنزه من البول‪ ،‬وكان الخر يؤذي النععاس بلسععانه‪ ،‬ويمشععي بينهععم بالنميمععة‪ .‬فععدعا‬
‫بجريدتين ‪ -‬من جرائد النخل ‪ -‬فجعل في كل قععبر واحععدة‪ .‬قلنععا يععا رسععول العع‪ :‬وهععل‬
‫ينفعهم ذلك ؟ قال‪ :‬نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبععتين‪) .‬قععوله‪ :‬ولنععه إلععخ( معطععوف‬
‫على للتبععاع‪) .‬وقععوله‪ :‬يخفععف عنععه( أي عععن الميععت‪) .‬وقععوله‪ :‬ببركععة تسععبيحها( أي‬
‫الجريدة الخضراء‪ ،‬وفيععه أن اليابسععة لهععا تسععبيح أيضععا‪ ،‬بنععص‪) * :‬وإن مععن شععئ إل‬
‫يسععبح بحمععده( * فل معنععى لتخصععيص ذلععك بالخضععراء‪ ،‬إل أن يقععال إن تسععبيح‬
‫الخضراء أكمل من تسبيح اليابسة‪ ،‬لما في تلك من نوع حياة‪) .‬قوله‪ :‬وقيععس بهععا( أي‬
‫بالجريدة الخضراء‪) .‬وقوله‪ :‬ما اعتيد من طرح نحو الريحان الرطععب( انععدرج تحععت‬
‫نحو كل شئ رطب‪ ،‬كعروق الجزر‪ ،‬وورق الخس واللفت‪ .‬وفي فتاوى ابن حجر مععا‬
‫نصه‪ :‬استنبط العلماء من غرس الجريدتين على القبر‪ :‬غععرس الشععجار والريععاحين‪،‬‬
‫ولم يبينوا كيفيته‪ .‬لكن في الصحيح أنه غرس في كل قبر واحععدة‪ ،‬فشععمل القععبر كلععه‪،‬‬
‫فيحصل المقصود بأي محل منه‪ .‬نعععم‪ ،‬أخععرج عبععد بععن حميععد فععي مسععنده أنععه )ص(‬
‫وضع الجريدة على القبر عند رأس الميت‪ .‬ا‍ه‪ .‬وينبغي إبدال ما ذكععر ‪ -‬مععن الجريععدة‬
‫الخضراء‪ ،‬ومن الرياحين ‪ -‬كلما يبس‪ :‬لتحصل له بركة مزيععد تسععبيحه‪ ،‬وذكععره كمععا‬
‫في الحديث‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم أخذ شئ منهمععا( أي مععن الجريععدة الخضععراء‪ ،‬ومععن نحععو‬
‫الريحان الرطب‪ .‬وظاهره أنه يحرم ذلك مطلقا‪ ،‬أي على مالكه وغيره‪ .‬وفي النهايععة‪:‬‬
‫ويمتنع على غير مالكه أخذه من على القبر قبل يبسه‪ ،‬فقيد ذلك بغيعر مععالكه‪ .‬وفصعل‬
‫ابن قاسم بين أن يكون قليل كخوصععة أو خوصععتين‪ ،‬فل يجععوز لمععالكه أخععذه‪ ،‬لتعلععق‬
‫حق الميت به‪ ،‬وأن يكون كثيرا فيجوز له أخذه‪) .‬قععوله‪ :‬لمععا فععي أخععذ الولععى( وهععي‬
‫الجريدة الخضراء‪) .‬وقوله‪ :‬من تفويت حظ الميععت( أي منفعتععه‪ ،‬وهععو التخفيععف عنععه‬
‫ببركة تسبيحها‪) .‬قوله‪ :‬وفي الثانية( أي ولما في أخذ الثانية‪ .‬والولى حذف لفظ فععي‪،‬‬
‫أو زيادة لفظ أخعذ‪ ،‬بععدها‪ ،‬ومعراده بالثانيعة‪ :‬خصعوص الريحعان‪ ،‬لن الملئكعة إنمعا‬
‫ترتاح به فقط‪ ،‬ل الريحان ونحوه‪ :‬وإن كععان ظععاهر صععنيعه ‪ -‬لمععا علمععت ‪ -‬أن نحععو‬
‫الريحان الرطععب صععادق بكععل شععئ رطععب‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن تفععويت حععق الميععت( بيععان‬
‫المقدرة‪) .‬وقوله‪ :‬بارتياح الملئكة( الباء سببية متعلقة بمحذوف صفة لحق‪ ،‬أي الحق‬
‫الحاصل للميت بسبب ارتياح الملئكة‪ .‬ولو أبدل لفظ الرتياح بالرتفاع لكععان أنسععب‬
‫بقوله بعد النازلين لعذلك‪ ،‬أي للرتيعاح بالريحعان الرطعب‪ .‬ولكعن عليعه يكعون الجعار‬
‫والمجرور متعلقا بتفويت‪ .‬ثعم رأيعت فعي هعامش فتعح الجعواد التصعريح بمعا قررتعه‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬هعل يجعوز أخعذ الريحعان العذي يوضعع علعى كعثير معن القبعور أم ل ؟ سعئل‬
‫العلمة تقي الدين عمر بععن محمععد الفععتى ‪ -‬تلميععذ المقععري رحمهمععا الع تعععالى ‪ -‬فلععم‬
‫ينكره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال شيخ السلم العلمة ابن زياد ‪ -‬نفع ال بععه ‪ -‬الععذي أراه المنععع‪ ،‬لمععا‬
‫فيه من تفويت حق الميت بارتفاع الملئكة النازلين لذلك‪ .‬ومثله فيما يظهر مععن وجععد‬
‫جريدة خضراء على قبر معروف‪ ،‬لتفععويت حععظ الميععت‪ ،‬لمععا تقععرر عععن رسععول الع‬
‫)ص( فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكره بناء له( أي في باطن الرض‪) .‬قوله‪ :‬أو عليه(‬

‫] ‪[ 137‬‬
‫أي وكره بناء على القبر‪ ،‬أي فوقه‪ .‬والمراد‪ :‬في حريمععه أو خععارجه‪ .‬ول فععرق‬
‫فيه بين قبة أو بيععت‪ ،‬أو مسععجد‪ ،‬أو غيععر ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬لصععحة النهععي عنععه( أي عععن‬
‫البناء‪ .‬وهو ما رواه مسلم‪ ،‬قال‪ :‬نهى رسول ال )ص( أن يجصععص القععبر وأن يبنععى‬
‫عليه‪ .‬زاد وأن يقعد عليه الترمذي‪ :‬وأن يكتب عليه‪ ،‬وأن يوطععأ عليععه‪ .‬وقععال‪ :‬حععديث‬
‫حسن صحيح‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح البهجة‪) .‬قوله‪ :‬بل حاجععة( متعلععق ببنععاء‪ ،‬وخععرج بععه مععا إذا‬
‫كانت حاجة فل يكره‪) .‬قوله‪ :‬كخوف نبش إلخ( تمثيل للحاجة‪) .‬قوله‪ :‬ومحععل كراهععة‬
‫البناء( أي لنفس القبر أو عليه‪) .‬قوله‪ :‬إذا كان( أي البناء‪) .‬وقوله‪ :‬بملكه( أي البععاني‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن كان بناء نفس القبر إلخ( الولعى والخصعر أن يقعول‪ :‬وإل بعأن كعان فعي‬
‫مسبلة إلخ‪) .‬قوله‪ :‬بغير حاجة مما مر( وهو خوف نبش‪ ،‬أو حفر سبع‪ ،‬أو هدم سععيل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو نحععو قبععة( معطععوف علععى نفععس القععبر‪ ،‬أي أو بنععاء نحععو قبععة علععى القععبر‪،‬‬
‫كتحويط عليه‪ ،‬وبناء المسجد أو دار‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهععل مععن البنععاء مععا اعتيععد مععن‬
‫جعل أربعة أحجار مربعة محيطة بالقبر مع لصق رأس كل منها برأس الخر بجص‬
‫محكم أو ل‪ ،‬لنه ل يسمى بنععاء عرفععا ؟ والععذي يتجععه الول‪ ،‬لن العلععة السععابقة مععن‬
‫التأبيد موجودة فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬ل يبعد أن يستثنى عليه ما لو كععان جعععل الحجععار‬
‫المذكورة لحفظععه مععن النبععش والععدفن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال البجيرمععي‪ :‬واسععتثنى بعضععهم قبععور‬
‫النبيععاء والشععهداء والصععالحين ونحععوهم‪ .‬برمععاوي‪ .‬وعبععارة الرحمععاني‪ .‬نعععم‪ ،‬قبععور‬
‫الصالحين يجوز بناؤهععا ولععو بقيععة لحيععاء الزيععارة والتععبرك‪ .‬قععال الحلععبي‪ :‬ولععو فععي‬
‫مسبلة‪ ،‬وأفتى به‪ ،‬وقد أمر به الشيخ الزيادي مع وليته‪ ،‬وكل ذلك لم يرتضععه شععيخنا‬
‫الشوبري‪ ،‬وقال‪ :‬الحق خلفه‪ .‬وقد أفتى العز بن عبد السلم بهدم ما في القرافععة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬بمسععبلة( خععبر كععان‪ ،‬أي كائنععا بمقععبرة مسععبلة للععدفن فيهععا‪) .‬قععوله‪ :‬وهععي( أي‬
‫المسبلة‪) .‬قوله‪ :‬عرف أصلها( من كونها كععانت مملوكععة فسععبلت‪ ،‬أو مواتععا وجعلوهععا‬
‫مقبرة‪) .‬قوله‪ :‬ومسبلها( أي واقفها‪) .‬قععوله‪ :‬أم ل( أي أم لععم يعععرف أصععلها ومسععبلها‪،‬‬
‫بأن جهل ذلك‪) .‬قوله‪ :‬أو موقوفة( معطوف على مسبلة‪ ،‬واعترض بأن الموقوفة هي‬
‫المسبلة وعكسه‪ .‬ويرد بأن تعريفها ‪ -‬أي المسبلة ‪ -‬يععدخل مواتععا اعتععادوا الععدفن فيععه‪،‬‬
‫فهذا يسمى مسبل ل موقوفا‪ .‬والعطف من عطف الخاص علععى الععام‪) .‬قعوله‪ :‬حعرم(‬
‫جععواب الشععرط‪ .‬قععال سععم‪ :‬ل يبعععد أن مثععل البنععاء مععا لععو جعععل عليععه دارة خشععب ‪-‬‬
‫كمقصورة ‪ -‬لوجععود العلععة أيضععا‪ .‬فليتأمععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععدم جوبععا( أي والهععادم لععه‬
‫الحاكم أي يجب على الحاكم هدمه دون الحاد‪ .‬وقال ابن حجر‪ :‬ويبنغي أن لكل أحععد‬
‫هدم ذلك‪ ،‬ما لم يخش منه مفسععدة‪ ،‬فيتعيععن الرفععع للمععام‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه‬
‫يتأبد( أي لن البناء يستمر بعد بلء الميت‪ ،‬فيحرم النععاس تلععك البقعععة‪) .‬قععوله‪ :‬ففيععه(‬
‫أي البناء بسبب تأبيده‪) .‬قوله‪ :‬بما ل غرض( أي شرعي‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( ضميره يعود‬
‫على ما الواقعة على بناء‪) .‬قوله‪ :‬وإذا هععدم( أي البنععاء‪) .‬قععوله‪ :‬أو يخلععى بينهمععا( أي‬
‫بين الحجارة وأهلها‪) .‬قوله‪ :‬وإل فمال ضائع( أي وإن لم يعرفععوا‪ ،‬فهععو مععال ضععائع‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وحكمه معروف( وهو أن المر فيه لبيت المال إن انتظم‪ ،‬فإن لم ينتظم‪ ،‬فهو‬
‫لصلحاء المسلمين‪ ،‬يصععرفونه فععي وجعوه الخيعر‪ .‬وفععي فتعاوى ابعن حجععر معا نصععه‪:‬‬
‫)سئل( رضي ال عنه ‪ -‬هل يجوز لحد الخذ من حجارة القبور لسد فتح ولبناء قععبر‬
‫أم ل ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬إن علم مالك تلك الحجار فواضح أنععه ل يجععوز الخععذ منهععا‬
‫إل برضاه إن كان رشيدا‪ ،‬وإن جهل‪ ،‬فإن رجى ظهوره لم يجز أخذ شععئ منهععا‪ ،‬وإن‬
‫أيس من ظهوره فهي من جملة أموال بيت المال‪ ،‬فلمن له فيه حق الخععذ منهععا بقععدر‬
‫حقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا بلعي( هعو بفتعح فكسعر‪ ،‬بمعنعى أفنتعه الرض‪) .‬قعوله‪ :‬وأععرض‬
‫ورثته عن الحجارة( أي المبني بها قبر مورثهم‪) .‬قوله‪ :‬جاز‬

‫] ‪[ 138‬‬
‫الدفن( جععواب إذا‪) .‬وقععوله‪ :‬مععع بقائهععا( أي الحجععارة‪) .‬قععوله‪ :‬إذا جععرت العععادة‬
‫بالعراض عنها( فإن لم تجر العادة بعه ل يجععوز العدفن معع بقائهعا‪) .‬قعوله‪ :‬كمععا فعي‬
‫السنابل( أي سنابل الحصادين‪ ،‬فإنه يجععوز أخععذها إذا اعتععاد أهلهععا العععراض عنهععا‪.‬‬
‫ومثلها برادة الحدادين‪ ،‬كما سععيأتي توضععيحه فععي فصععل اللقطععة‪) .‬قععوله‪ :‬كععره وطععئ‬
‫عليه( أي مشى عليه برجله‪) .‬قال في المصباح‪ :‬وطئته برجلي أطععؤه‪ ،‬وطععأ‪ :‬علععوته‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومثله بالولى الجلوس‪ ،‬وفي معناهما الستناد إليه‪ ،‬والتكاء عليه‪ .‬والحكمععة فععي‬
‫ذلك توقير الميت واحترامه‪ .‬وخرج بقوله عليه الوطئ‪ :‬علععى مععا بيععن المقععابر ‪ -‬ولععو‬
‫بالنعل ‪ -‬فل يكره‪ .‬كما نص عليه في المغنى وعبارته‪ :‬ول يكره المشعي بيعن المقعابر‬
‫بالنعل على المشهور‪ ،‬ولقععوله )ص(‪ :‬إنععه يسععمع خفععق نعععالهم‪ .‬ومععا ورد مععن المععر‬
‫بإلقاء السبتيتين في أبي داود والنسائي بإسناد حسن‪ ،‬يحتمل أن يكون لنععه مععن لبععاس‬
‫المترفهين‪ ،‬أو أنععه كععان فيهمععا نجاسععة‪ .‬والنعععال السععبتية ‪ -‬بكسععر السععين ‪ -‬المدبوغععة‬
‫بالقرط‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أي على قبر مسلم( خرج بععه قععبر الكععافر‪ ،‬فل كراهععة فيععه لعععدم‬
‫احترامه‪ .‬قال م ر‪ :‬والظاهر أنه ل حرمة لقبر الذمي فععي نفسععه‪ ،‬لكععن ينبغععي اجتنععابه‬
‫لجل كف الذى عن أحيائهم إذا وجدوا‪ .‬ول شععك فععي كراهععة المكععث فععي مقععابرهم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولو مهععدرا( أي كتععارك الصععلة‪ ،‬وزان محصععن‪) .‬قععوله‪ :‬قبععل بلء( متعلععق‬
‫بوطئ‪ ،‬أي يكره الوطئ عليه إن كععان قبععل بلء الميععت‪ ،‬أمععا بععده‪ ،‬بععأن مضععت مععدة‬
‫يتيقن فيها أنه لم يبق من الميت شئ فععي القععبر‪ ،‬فل يكععره‪) .‬قععوله‪ :‬إل لضععرورة( أي‬
‫يكره ذلك عند عدم الحاجة‪ ،‬فإن وجدت فل كراهة‪) .‬قوله‪ :‬كأن لم يصععل إلععخ( تمثيععل‬
‫للضرورة‪) .‬وقوله‪ :‬بدونه( أي الوطئ‪) .‬قوله‪ :‬وكعذا مععا يريعد زيععارته( أي وكعذلك ل‬
‫يكره ما ذكر إذا لم يمكنه الوصول إلى قبر ميت يريد زيارته إل بععه‪ ،‬ولععو كععان ذلععك‬
‫الميت غير قريب له‪ .‬ومثله ما إذا لم يتمكن من الدفن إل به‪ ،‬فل يكره‪) .‬قوله‪ :‬وجزم‬
‫شرح مسلم( مبتدأ خبره جملة يرده‪) .‬وقوله‪ :‬لخبر فيه( أي لخبر يدل علععى التحريععم‪،‬‬
‫وهو أنه )ص( قال‪ :‬لن يجلس أحدكم على جمععرة فتحععرق ثيععابه فتخلععص إلععى جلععده‬
‫خير له من أن يجلس على قبر‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا بينتععه( أي هععذا المععراد‪) .‬وقععوله‪ :‬روايععة‬
‫أخرى( أي رواها ابن وهب في مسععنده بلفععظ‪ :‬ومععن جلععس علععى قععبر يبععول عليععه أو‬
‫يتغوط‪) .‬قوله‪ :‬ونبش وجوبا إلععخ( شععروع فععي بيععان حكععم النبععش بعععد الععدفن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لغسل( متعلق بنبش‪ ،‬أي يجب لجل غسل تداركا للععواجب‪) .‬قععوله‪ :‬أو الععتيمم( أي أو‬
‫لتيمم‪ ،‬لكن بشرطه‪ .‬وهو فقد الماء أو الغاسل‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن تغير( أي الميت‪ ،‬وهععو‬
‫استدراك من وجوب النبش بعد الدفن‪) .‬قوله‪ :‬ولعو بنتعن( أي ولعو كعان التغيعر بنتعن‪،‬‬
‫ول يشترط التقطع‪) .‬قوله‪ :‬حرم( أي نبشه لععذلك لمععا فيععه مععن هتععك الحرمععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولجل إلخ( معطوف على الغسل‪) .‬وقععوله‪ :‬مععال غيععر( بالضععافة‪ ،‬أي ونبععش أيضععا‬
‫وجوبا لجل تحصيل مال الغيععر ليصععل لحقععه‪ ،‬وإن تغيععر وإن غععرم الورثععة مثلععه أو‬
‫قيمته‪) .‬قوله‪ :‬كأن دفن في ثوب إلخ( تمثيل لنبشه لجل مال الغيععر‪) .‬قععوله‪ :‬إن طلععب‬
‫المالك( أي ذلك الثوب أو الرض‪ .‬فالمفعول محذوف‪ .‬ويكره له ذلك ‪ -‬كما نقععل عععن‬
‫النص ‪ -‬ويسن في حقه الترك‪) .‬قوله‪ :‬ووجد ما يكفععن أو يععدفن فيععه( أي ووجععد ثععوب‬
‫يكفععن فيععه غيععر الثععوب المغصععوب‪ ،‬أو أرض يععدفن فيهععا غيععر الرض المغصععوبة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل لم يجز( أو وإن لم يطلب المالك ذلك ولم يوجد ما يكفن فيه‪ ،‬أو يدفن فيععه‬
‫غيععر ذلععك الثععوب أو الرض المغصععوبين لععم يجععز النبععش‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وععدم طلععب‬
‫المالك ذلك شامل لما لو سكت عن الطلب ولم يصععرح بالمسععامحة‪ ،‬فيحععرم إخراجععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بالمعنى‪) .‬قوله‪ :‬أو سععقط فيععه( معطععوف علععى دفععن‪ ،‬أي وكععأن سععقط فععي القععبر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬متمول( قال في‬

‫] ‪[ 139‬‬
‫التحفة‪ :‬ولو من التركة وإن قل‪ ،‬وتغير الميت‪ ،‬مععا لععم يسععامح مععالكه أيضععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم يطلبه مالكه( غاية فععي وجععوب النبععش عنععد سععقوط متمععول‪ ،‬أي يجععب‬
‫النبش لجل إخراج المتمول‪ ،‬وإن لم يطلبه مالكه‪ ،‬لن فععي إبقععائه فععي القععبر إضععاعة‬
‫مال‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وقيده ‪ -‬أي وجععوب النبععش ‪ -‬فععي المهععذب‪ :‬بطلبععه لععه‪ .‬قععال فععي‬
‫المجموع‪ :‬ولم يوافقوه عليه‪ .‬ولو بلع مال غيره وطلبه مالكه ولم يضمن بدله أحد من‬
‫ورثته أو غيرهم ‪ -‬كما نقله في الروضة عن صععاحب العععدة‪ ،‬وهععو المعتمععد ‪ -‬نبععش‪،‬‬
‫وشدق جوفه‪ ،‬وأخرج منه‪ ،‬ودفع لمالكه‪ .‬فإن ابتلععع مععال نفسععه فل ينبععش‪ ،‬ول يشععق‪،‬‬
‫لستهلكه له حال حياته‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ل للتكفين( معطوف على الغسل‪ ،‬أي ل‬
‫ينبش لجل التكفين‪ .‬وذلك لن الغرض منه الستر‪ .‬وقععد حصععل بععالتراب مععع مععا فععي‬
‫نبشه من هتك الحرمة‪) .‬وقععوله‪ :‬ول للصععلة( أي ول ينبععش لجععل الصععلة عليععه إن‬
‫دفن بغير صلة‪ ،‬لنها تسقط بالصسلة على القبر‪) .‬قععوله‪ :‬بعععد إهالعة الععتراب عليعه(‬
‫راجععع للصععورتين‪ ،‬فهععو متعلععق بالفعععل المقععدر‪ ،‬أي ل ينبععش لمععا ذكععر مععن التكفيععن‬
‫والصلة بعد إهالة التراب عليه‪ ،‬أي جعل الععتراب عليعه‪ ،‬فععإن لععم يهععل الععتراب عليععه‬
‫جاز إخراجه لما ذكر‪ ،‬لعدم انتهاك الحرمة حينئذ‪) .‬والحاصل( يحرم نبش الميت بعد‬
‫دفنه إل لضرورة‪ ،‬وهي كالصععور المععارة‪ .‬وبقععي صععور للضععرورة المجععوزة للنبععش‬
‫غير ما ذكره المؤلف‪ ،‬منها‪ :‬ما لو بشععر إنسععان بمولععود‪ ،‬فقععال إن كععان ذكععرا فعبععدي‬
‫حر‪ ،‬أو أنثى‪ ،‬فأمتي حرة‪ ،‬ودفن المولود قبل العلم بحاله‪ ،‬فينبععش‪ ،‬ليعلععم مععن وجععدت‬
‫صفته‪ .‬أو قال‪ :‬إن ولعدت ذكعرا فعأنت طعالق طلقعة‪ ،‬أو أنعثى فطلقعتين‪ ،‬فولعدت ميتعا‪،‬‬
‫ودفن‪ ،‬وجهل حاله فالصح ‪ -‬في الزوائد ‪ -‬نبشه‪ .‬أو ادعععى شععخص علععى ميععت بعععد‬
‫دفنه أته امرأتععه‪ ،‬وأن هعذا الولععد ولعده منهعا‪ ،‬وطلعب إرثعه منهعا‪ .‬وادععت امعرأة أنععه‬
‫زوجها‪ ،‬وأن هذا ولدها منه‪ ،‬وطلبت إرثها منه‪ ،‬وأقام كل بينه‪ ،‬فإنه ينبش‪ ،‬فإن وجععد‬
‫خنثى‪ :‬قدمت بينة الرجل‪ .‬أو لحق الميت سيل أو نداوة‪ ،‬فينبش لنقله‪ .‬وقد نظم بعععض‬
‫تلك الصور الفقيه محمد بن عبد الولي بن جعمان في قوله‪ :‬يحرم نبش الميت إل فععي‬
‫صور * * فهاكها منظومة ثنتي عشر من لم يغسل والذي قد بليععا * * أي صععار تربععا‬
‫وكذا إن ووريا في أرض أو ثوب كلهما غصععب * * أو بععالع مععال سععواه وطلععب أو‬
‫خاتم ونحوه قد وقعا * * في القبر أو لقبلة ما أضجعا أو يدفن الكافر في أرض الحرم‬
‫* * أو يتداعى اثنان ميتا يطم أو يلحق الميت سيل أو ندى * * أو من علععى صععورته‬
‫قد شهدا أو جوفها فيه جنيععن يرتجععى * * حيععاته فععواجب أن يخرجععا أو قععال إن كععان‬
‫جنينها ذكر * * فطلقة والضعف للنثى استقر فيدفن المولود قبل العلم * * بحاله هذا‬
‫تمام النظم والحمععد لع وصععلى دائمععا * * علععى النععبي أحمععد وسععلما والل والصععحب‬
‫جميعا ما همى * * غيث ولح البرق في جوالسععما )قععوله‪ :‬فععي بطنهععا جنيععن( أي لععم‬
‫ترج حياته‪ ،‬بأن لم يبلغ ستة أشهر‪ .‬وإنما قيدنا بذلك لجل الغاية بعده‪ ،‬لنععه ل يععترك‬
‫الدفن‪ .‬وهو في بطن أمه إلى أن يتحقق موته إل في هذه الحالة‪ .‬أمععا إذا رجععي حيععاته‬
‫بقول القوابل لبلوغه ستة أشهر فأكثر‪ ،‬فيجب شق جوفها قبل الدفن ول يؤخر الععدفن‪،‬‬
‫ويترك في بطن أمه حتى يموت‪ ،‬فإن دفنت قبل الشععق وجععب النبععش والشععق‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويجب شق جوفها إلخ( أي لن مصلحة إخراجه أعظعم معن مفسعدة انتهعاك حرمتهعا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والنبش له( أي للشق‪) .‬قوله‪ :‬إن رجي حياته( أي الجنيععن‪ ،‬وهععو قيععد لوجععوب‬
‫الشق والنبش له‪) .‬وقوله‪ :‬بقول القوابل( متعلق برجي‪.‬‬

‫] ‪[ 140‬‬
‫)وقوله‪ :‬لبلوغه إلخ( متعلق برجى أيضا‪) .‬قوله‪ :‬فععإن لععم يععرج حيععاته( أي لعععدم‬
‫بلوغه ستة أشهر‪) .‬قوله‪ :‬حرم الشععق( أي النبععش لجلععه إذا دفنععت قبععل تحقععق مععوته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لكن يؤخر الدفن حتى يموت( قععال ع ش‪ :‬أي ولععو تغيععرت‪ ،‬لئل يععدفن الحمععل‬
‫حيا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما ذكر( أي في المتن بقوله‪ :‬حتى يتحقععق مععوته‪) .‬قععوله‪ :‬ومععا قيععل(‬
‫متبدأ‪ ،‬خبره غلط فاحش‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬وقول التنبيه ترك عليععه شععئ حععتى يمععوت‪،‬‬
‫ضعيف‪ ،‬بل غلط فاحش‪ .‬فليحذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش قوله‪ :‬غلععط فععاحش‪ ،‬ومععع ذلععك ل‬
‫ضمان فيه مطلقا‪ ،‬بلغ ستة أشهر أو ل لعدم تيقن حياته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وووري إلخ( لمععا‬
‫أنهى الكلم على ما يتعلق بععالميت الكععبير‪ ،‬شععرع فععي بيععان حكععم السععقط‪) .‬قععوله‪ :‬أي‬
‫ستر( تفسير لو ووري‪) .‬قوله‪ :‬سقط( نائب فاعل ووري‪ ،‬وهععو بتثليععث السععين‪ ،‬الولععد‬
‫النازل قبل تمام أشهره‪ ،‬فهو مأخوذ من السقوط بمعنععى النععزول‪ .‬قععال فععي المصععباح‪:‬‬
‫السقط‪ :‬الولد ‪ -‬ذكرا كان أو أنثى ‪ -‬يسقط قبل تمامه وهو مستبين الخلق‪ .‬يقععال‪ :‬سععقط‬
‫الولد من بطن أمه سقوطا‪ ،‬فهو سقط‪ .‬والتثليث لغة‪ .‬ول يقال وقع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ودفععن(‬
‫معطععوف علععى ووري‪) .‬قععوله‪ :‬وجوبععا( مرتبععط بكععل مععن ووري ودفععن‪ ،‬أي ووري‬
‫وجوبا ودفن وجوبا‪ .‬وحاصل ما أفاده كلمه فيععه‪ :‬أنععه إذا انفصععل قبععل أربعععة أشععهر‬
‫يكفن ويعدفن وجوبععا‪ ،‬وإن انفصععل بعععد أربعععة أشععهر فععإن لععم يختلععج ولعم يصععح بعععد‬
‫انفصاله غسل‪ ،‬وكفن ودفن وجوبا‪ ،‬من غير صلة عليععه‪ .‬وإن اختلععج أو اسععتهل بعععد‬
‫ذلك يغسل‪ ،‬ويكفن‪ ،‬ويصلى عليه‪ ،‬ويدفن وجوبا‪ .‬والذي ذكععره غيععره أنععه فععي الحالععة‬
‫الولى ل يجب شئ‪ ،‬وإنمعا ينعدب السعتر والعدفن‪ .‬وعبعارة فتعح الجعواد معع الصعل‪:‬‬
‫ووري أي ستر بخرقة سقط‪ ،‬بتثليث أوله‪ .‬ودفن وجوبا فيهمععا إن وجععب غسععله‪ ،‬وإل‬
‫فندبا خلفا لما يوهمه كلمه‪ .‬وخرج به العلقة والمضغة‪ ،‬فيدفنان ندبا من غير سععتر‪.‬‬
‫وعلم من قولي وإل فندبا أن محل ندب ذينك ما إذا انفصل لدون أربعععة أشععهر‪ ،‬لنععه‬
‫حينئذ ل يجب غسله‪ .‬كما أفاده قوله‪ .‬وإذا انفصععل لربعععة أشععهر أي مععائة وعشععرين‬
‫يوما‪ ،‬حد نفخ الروح فيه‪ ،‬غسل‪ ،‬وكفن‪ ،‬ودفن وجوبعا مطلقعا‪ .‬ثعم لعه حعالن‪ :‬فعإن لعم‬
‫تظهر أمارة الحياة بنحو اختلج‪ ،‬لم تجز الصلة‪ ،‬أو ظهععرت كععأن اختلععج أو تحععرك‬
‫بعد انفصاله صلى عليه‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬السقط يصلى عليععه‪ .‬وإناطععة مععا مععر بالربعععة‬
‫ودونها جري على الغععالب مععن ظهععور خلععق الدمععي عنععدها‪ ،‬وإل فععالعبرة إنمععا هععي‬
‫بظهور خلقععه وعععدم ظهععوره‪ .‬فعلععم أنععه إن علمععت حيععاته أو ظهععرت أمارتهععا وجععب‬
‫الجميع‪ ،‬وإل وجب ما عدا الصلة إن ظهر خلقه‪ ،‬وإل سن ستره ودفنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبععارة‬
‫النهاية‪ :‬واعلم أن للسقط أحوال‪ :‬حاصلها أنععه إن لععم يظهععر فيععه خلععق آدمععي ل يجععب‬
‫شئ‪ .‬نعم‪ ،‬يسن ستره بخرقة ودفنه‪ .‬وإن ظهر فيه خلقه ولم تظهععر فيععه أمععارة الحيععاة‬
‫وجب فيه ما سوى الصلة‪ ،‬أما هي فممتنعة ‪ -‬كما مر ‪ -‬فإن ظهععر فيععه أمععارة الحيععاة‬
‫فكععالكبير‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلعه فععي التحفععة والمغنععى‪ .‬إذا علمععت ذلععك تعلععم أن مععا جععرى عليعه‬
‫المؤلف في الحالة الولى طريقة ضعيفة‪) .‬قععوله‪ :‬كطفععل كععافر( أي تبعععا لبععويه‪ :‬أي‬
‫فيجب ستره ودفنه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب غسلهما( أي السعقط والطفععل الكععافر العذي نطعق‬
‫بالشععهادتين‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج بالسععقط العلقععة والمضععغة( أي لنهمععا ل يسععميان ولععدا‪.‬‬
‫والسقط هو الولد إلخ ‪ -‬كما مر ‪) -‬قوله‪ :‬فيععدفنان( أي العلقععة والمضععغة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫انفصل بعد أربعة أشهر( أي ولم يختلج أو يستهل بقرينة ما بعده سواء نزل بعد تمععام‬
‫أشهره أو قبله‪ ،‬على ما ذهب إليه ابن حجر‪ ،‬وذهب الجمال الرملععي وأتبععاعه وكععذلك‬
‫الخطيب الشربيني‪ ،‬إلى أن النازل بعد تمام ستة أشهر ليس بسقط‪ ،‬فيجب فيه ما يجب‬
‫في الكبير‪ ،‬سواء علمت حياته أم ل‪ .‬ونقله في النهاية عن‬

‫] ‪[ 141‬‬
‫إفتاء والده‪ ،‬وعليه تعريف السقط المار‪) .‬قوله‪ :‬غسل‪ ،‬وكفن‪ ،‬ودفن وجوبععا( أي‬
‫ول يصلى عليه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وفارقت الصلة غيرها بأنها أضيق منه‪ ،‬لما مر أن‬
‫الذمي يغسل ويكفن ويعدفن ول يصعلى عليعه‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن اختلعج( أي المنفصعل بععد‬
‫أربعة أشععهر‪ .‬والختلج‪ :‬التحععرك‪) .‬وقععوله‪ :‬أو اسععتهل( السععتهلل‪ :‬رفععع الصععوت‪،‬‬
‫الذي هو الصياح عند أهل اللغة‪ .‬والختلج والستهلل ليسععا بقيعد‪ ،‬بعل المععدار علععى‬
‫العلم بحياته بأمارة مطلقععا‪ ،‬سععواء كععانت ممععا ذكععر مععن الختلج‪ ،‬أو السععتهلل‪ ،‬أو‬
‫غيرهما كالتنفس‪) .‬قوله‪ :‬بعد انفصاله( قال الكردي‪ :‬قيد في الختلج فقط‪ ،‬وأما نحععو‬
‫الصياح‪ :‬فهو يفيد يقين الحياة‪ ،‬وإن كععان قبععل تمععام النفصععال بالنسععبة لنحععو الصععلة‬
‫عليه‪ ،‬لنه أمارة ظهورها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬صلى عليه( أي زيادة على ما مععر مععن الغسععل‬
‫والتكفيععن والععدفن‪) .‬وقععوله‪ :‬وجوبععا( أي لحتمععال حيععاته بهععذه المععارة الدالععة عليهععا‪،‬‬
‫وللحتياط‪) .‬قوله‪ :‬وأركانها إلخ( قد نظمها بعضهم في قوله‪ :‬إذا رمت أركان الصلة‬
‫لميععت * * فسععبعة تععأتي فععي النظععام بل امععترا‪ :‬فنيتععه‪ ،‬ثععم القيععام لقععادر‪ * * ،‬وأربععع‬
‫تكبيرات‪ ،‬فاسمع وقررا وفاتحة‪ ،‬ثم الصلة على النبي * * كذاك دعا للميت حقا كمععا‬
‫ترى وسابعها التسليم يا خير سععامع * * وذا نظععم عبععد الع يععا عععالم الععورى هععو ابععن‬
‫المناوي‪ ،‬وهو نجل لحمد * * فيرجععو الععدعا ممععن لععذلك قععد قععرا )قععوله‪ :‬أحععدها( أي‬
‫السبعة‪) .‬قوله‪ :‬نية كغيرها( أي كنية غير صلة الجنازة‪ ،‬من الصععلوات المفروضععة‪،‬‬
‫ل مطلقععا لئل شععمل النفععل المطلععق‪ ،‬وهععو يكفععي فيععه مطلععق القصععد للفعععل فل يصععح‬
‫التشبيه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم وجب إلخ( أي ومن أجل أن نيتها كغيرها وجب فيها ما يجب‬
‫في نية سائر الفروض‪) .‬قوله‪ :‬من نحو اقترانها إلععخ( بيععان لمععا يجععب فععي نيععة سععائر‬
‫الفععروض‪ .‬وانععدرج تحععت نحععو القصععد والتعييععن‪) .‬والحاصععل( شععروط نيععة الفععرض‬
‫الثلثة تشترط في نية صلة الجنازة‪ ،‬وهي‪ :‬القصد‪ ،‬والتعييععن لصععلة الجنععازة‪ ،‬ونيععة‬
‫الفرضية‪ .‬ويسن أيضا فيها مععا يسععن فععي غيرهععا‪ :‬كالضععافة إلععى الع تعععالى‪ ،‬وذكععر‬
‫الستقبال‪ ،‬والعدد‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يقل فععرض كفايععة( غايععة لمقععدر مرتبععط بععالتعرض‬
‫للفرضية‪ ،‬أي يكفي مطلق التعرض للفرضية‪ ،‬وإن لم يقل فرض كفاية‪ .‬كما يكفي نية‬
‫الفرض في إحدى الخمس‪ ،‬وإن لم يقل فرض عين‪ .‬وقيل‪ :‬يشترط نية فرض الكفاية‪،‬‬
‫تعرضا لكمال وصفها‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب تعيين الميت( أي مطلقا‪ ،‬غائبععا أو حاضععرا‪،‬‬
‫فإن عين الميت وأخطأ كأن صلى على زيععد‪ ،‬أو علععى الكععبير‪ ،‬أو الععذكر مععن أولده‪،‬‬
‫فبان عمرا‪ ،‬أو الصغير أو النثى‪ ،‬بطلت صععلته‪ ،‬هععذا إن لععم يشععر‪ ،‬فععإن أشععار إليععه‬
‫صحت صلته تغليبا للشارة‪ ،‬ويلغو تعيينه‪) .‬قوله‪ :‬بل الواجب أدنععى مميععز( أي بععل‬
‫الواجب في تعيينه أن يميز عن غيره بأدنى مميععز‪) .‬قععوله‪ :‬فيكفععي إلععخ( تفريععع علععى‬
‫أدنى مميز‪) .‬قوله‪ :‬على هذا الميت( أي أو على من صلى عليه المععام‪ ،‬أو علععى مععن‬
‫حضععر مععن أمععوات المسععلمين‪) .‬قععوله‪ :‬قععال جمععع يجععب تعييععن الميععت إلععخ( ووجهععه‬
‫الصبحي بأنه ل بد في كل يوم من الموت فععي أقطععار الرض وهععم غععائبون فل بععد‬
‫من تعيين الذي يصلي عليه منهم‪ .‬ورده في التحفة فقال‪ :‬واستثناء جمع الغائب فل بد‬
‫من تعيينه بالقلب‪ .‬أي باسمه ونسبه‪ ،‬وإل كان استثناؤهم فاسدا يرده تصععريح البغععوي‬
‫الذي جزم به النوار وغيره‪ ،‬بأنه يكفي فيه أن يقول‪ :‬علععى مععن صععلى عليععه المععام‪،‬‬
‫وإن لم يعرفه‪ .‬ويؤيده ‪ -‬بل يصرح به ‪ -‬قععول جمععع‪ ،‬واعتمععده فععي المجمععوع‪ ،‬وتبعععه‬
‫أكثر المتأخرين‪ ،‬بأنه لو صلى على من مععات اليععوم فععي أقطععار الرض ممععن تصععح‬
‫الصلة عليه‪ ،‬جاز‪ ،‬بل ندب‪ .‬قال في المجموع‪ :‬لن معرفععة أعيععان المععوتى وعععددهم‬
‫ليست شرطا‪،‬‬

‫] ‪[ 142‬‬
‫ومععن ثععم عععبر الزركشععي بقععوله‪ :‬وإن لععم يعععرف عععددهم‪ ،‬ول أشخاصععهم‪ ،‬ول‬
‫أسماءهم‪ .‬فالوجه أنه ل فرق بينه وبين الحاضر‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو اسمه( يفيد أنععه يكفععي‬
‫التعيين باسمه فقط‪ ،‬أو نسبه فقط‪ .‬وصريح عبارة التحفة المارة آنفا يقضي أنععه يجمععع‬
‫بينهما‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها( أي السبعة الركان‪) .‬قوله‪ :‬قيام( إنما وجب فيها لنهععا فععرض‬
‫كالخمس‪ ،‬وإلحاقهععا بالنفععل فععي الععتيمم ل يلعزم منعه ذلعك هنععا‪ ،‬لن القيععام هعو المقعوم‬
‫لصورتها‪ ،‬ففي عدمه محو لصورتها بالكلية‪) .‬قوله‪ :‬لقادر عليه( أي على القيام‪ .‬وفي‬
‫المغنععي‪ :‬وقيععل‪ :‬يجععوز القعععود مععع القععدرة ‪ -‬كالنوافععل ‪ -‬لنهععا ليسععت مععن الفععرائض‬
‫العيان‪ .‬وقيل‪ :‬إن تعينت وجععب القيععام‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فالعععاجز إلععخ( محععترز‬
‫قوله لقادر عليه‪) .‬وقوله‪ :‬يقعد( أي إن قدر على القعود‪) .‬وقوله‪ :‬ثم يضطجع( أي إن‬
‫لم يقدر على القعود والضطجاع يكون على جنبه اليمن‪ ،‬ثم اليسر‪ ،‬فإن عجز عععن‬
‫الضطجاع استلقى علعى ظهععره‪ ،‬فعإن عجععز أومعأ برأسعه إلععى الركععان‪ ،‬فععإن عجعز‬
‫أجرى الركان على قلبه‪ ،‬كما مر في مبحث القيام في باب الصلة‪) .‬قععوله‪ :‬وثالثهععا(‬
‫أي السبعة الركان‪) .‬قوله‪ :‬مع تكبيرة التحرم( أي فهي أحد الربع‪) .‬قععوله‪ :‬للتبععاع(‬
‫هو ما رواه الشيخان عن ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ :-‬أنه )ص( صلى على قععبر‬
‫بعدما دفن‪ ،‬فكبر عليه أربعا‪) .‬قوله‪ :‬فإن خمععس( أي أتععى بخمععس تكععبيرات‪ .‬وعبععارة‬
‫التحفعة معع الصعل‪ :‬فعإن خمعس أو سعدس مثل عمعدا ولعم يعتقعد البطلن‪ ،‬لعم تبطعل‬
‫صلته في الصح‪ ،‬وإن نوى بتكبيرة الركنية‪ ،‬وذلك لثبوته في صحيح مسععلم‪ ،‬ولنععه‬
‫ذكر وزيادته ولو ركنا ل تضر‪ ،‬كتكرير الفاتحة بقصد الركنية‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولععو خمععس مثل‬
‫إمامه يندب للمأموم أن ل يتابعه‪ ،‬لن ما فعلعه غيعر مشعروع عنعد معن يعتعد بعه‪ ،‬بعل‬
‫يسلم‪ ،‬أو ينتظره ليسلم معه‪ ،‬وهو الفضل‪ ،‬لتأكد المتابعععة‪ .‬وفععي ع ش مععا نصععه‪ :‬لععو‬
‫زاد المام وكان المأموم مسبوقا فأتى بالذكار الواجبععة فععي التكععبيرات الععزائدة‪ ،‬كععأن‬
‫أدرك المام بعد الخامسة فقرأ‪ ،‬ثم لما كبر المام السادسة كبرهععا معععه وصععلى علععى‬
‫النبي )ص(‪ ،‬ثم لما كبر السابعة كبرها معه ثم دعا للميت‪ ،‬ثم لما كبر الثامنععة كبرهععا‬
‫معه وسلم معه‪ ،‬هل يحسب له ذلعك وتصععح صعلته‪ ،‬سعواء علعم أنهعا زائدة أو جهعل‬
‫ذلك‪ ،‬ويفرق بينها وبيععن بقيععة الصععلوات حيععث تحسععب الركعععة الععزائدة للمسععبوق إذا‬
‫أدرك القراءة فيها وكان جاهل‪ ،‬بخلف ما إذا كان عالمععا بزيادتهععا بععأن هععذه الزيععادة‬
‫هنا جائزة للمام مع علمه وتعمده‪ ،‬بخلفها هناك‪ ،‬أو يتقيد الجععواز هنععا بالجهععل كمععا‬
‫هناك ؟ فيه نظر‪ .‬فليحععرر‪ .‬ومععال م ر للول‪ .‬فليحععرر‪ .‬ا‍ه‪ .‬سعم علععى منهعج‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويسن رفع يديه إلخ( أي وإن اقتدى بمن ل يرى الرفع‪ ،‬كالحنفي فيما يظهر‪ ،‬لن مععا‬
‫كان مسنونا عندنا ل يترك‪ ،‬للخروج من الخلف وكذا لو اقتدى به الحنفي‪ ،‬أي للعلععة‬
‫المذكورة‪ .‬فلو ترك الرفع كان خلف الولى‪ ،‬على ما هو الصل في ترك السنة‪ ،‬إل‬
‫ما نصو فيه على الكراهة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) :‬قوله‪ :‬ووضعععها إلععخ( أي ويسععن وضععع يععديه‬
‫تحت صدره كغيرها مععن الصععلوات‪) .‬قععوله‪ :‬ورابعهععا( أي السععبعة الركععان‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فاتحة( أي قراءتها‪ ،‬لخبر‪ :‬ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب‪ .‬ولخععبر البخععاري‪ :‬أن‬
‫ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬قرأ بها في صلة الجنازة‪ ،‬وقال‪ :‬لتعلموا أنها سععنة ‪-‬‬
‫أي طريقة شرعية ‪ -‬وهي واجبة‪) .‬قوله‪ :‬فبدلها( أي فإن عجز عن الفاتحة قععرأ بععدلها‬
‫من القرآن‪ ،‬ثم الذكر‪) .‬قوله‪ :‬فوقوف بقععدرها( أي فععإن عجععز عععن البععدل وقععف بقععدر‬
‫الفاتحة‪ .‬قال سم‪ :‬انظر هل يجري نظير ذلك في الععدعاء للميععت‪ ،‬حععتى إذا لععم يحسععنه‬
‫وجب بدله‪ ،‬فالوقوف بقدره‪ ،‬وعلى هذا فالمراد ببدله قراءة أو ذكر مععن غيععر ترتيععب‬
‫بينهمععا أو معيععة ؟ فيععه نظععر‪ ،‬والمتجععه الجريععان‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال ع ش‪ :‬والمععراد بالععدعاء‬
‫المعجوز عنه ما يصدق عليه اسم الدعاء‪ ،‬ومنه‪ :‬اللهم اغفر له أو ارحمه‪ ،‬فحيث قدر‬
‫على ذلك أتى به‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمعتمععد أنهععا( أي الفاتحععة‪) .‬وقععوله‪ :‬تجععزئ بعععد غيععر‬
‫الولى( أي بعد غير التكبيرة الولععى معن الثانيععة ومععا بعععدها‪ .‬قععال سعم‪ :‬فيععه أمععران‪:‬‬
‫الول‪ :‬أنه شامل لما إذا أتى بها بعد الرابعة أو بعد زيادة تكبيرات كثيرة‪ ،‬وهو ظاهر‬
‫الثاني‪ :‬أنه ل فرق في أجزائها بعد غير الولععى بيععن المسععبوق والموافععق‪ ،‬فللمسععبوق‬
‫الذي لم يدرك إل ما يسع بعضها‪ ،‬سواء شرع فيععه أو ل‪ ،‬تأخيرهععا لمععا بعععد الولععى‪،‬‬
‫ويحتمل‬

‫] ‪[ 143‬‬
‫أنه ل يجب إل قدر ما أدركه لنه الععذي خععوطب بععه أصععالة ولعععل هععذا أوجععه‪.‬‬
‫ولكن إذا أخرها يتجه أن تجععب بكمالهععا‪ ،‬لنهععا فععي غيععر محلهععا ل تكععون إل كاملععة‪،‬‬
‫بخلف ما لو أراد فعلها في محلها فكبر المام الثانية قبل أن يأتي بقدر ما أدركععه‪ .‬ل‬
‫يلزمه زيادة عليه‪ ،‬كمععا لععو ركععع إمععام بقيععة الصععلوات ل يلععزم المسععبوق إل قععدر مععا‬
‫أدركععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا للحععاوي( اسععم كتععاب للمععاوردي‪) .‬قععوله‪ :‬كععالمحرر( هععو‬
‫للرافعي‪ ،‬وهو أصل المنهاج‪) .‬قوله‪ :‬وإن لزم عليه إلخ( غاية في الجزاء أي تجععزئ‬
‫القراءة بعد غير التكبيرة الولى‪ ،‬وإن لزم على إجزائهعا بععده جمعع ركنيعن‪ ،‬الفاتحعة‬
‫ونحو الصلة على النبي )ص( في تكبيرة واحدة‪) .‬قوله‪ :‬وخلو الولى عن ذكععر( أي‬
‫ولزم عليه خلو التكبيرة الولى عن ذكر‪ ،‬أي قراءة‪) .‬قععوله‪ :‬ويسععن إسععرار( أي ولععو‬
‫ليل‪ ،‬لما صح عن أبي أمامة أنه من السنة‪) .‬قوله‪ :‬بغير التكععبيرات والسععلم( أي مععن‬
‫الفاتحة‪ ،‬والصلة على النبي )ص(‪ ،‬والدعاء للميت‪) .‬قوله‪ :‬وتعوذ( بالرفع‪ ،‬معطوف‬
‫على إسرار‪ .‬أي ويسن تعوذ‪ ،‬لكونه سنة للقراءة فاستحب‪ ،‬كالتأمين‪ .‬ويسر بععه قياسععا‬
‫على سائر الصلوات‪) .‬قوله‪ :‬وترك افتتاح وسورة( أي ويسن تركهما لطولهما‪ .‬وفععي‬
‫البجيرمي‪ :‬ينبغي أن المأموم إذا فرغ من الفاتحععة قبعل إمعامه تسععن لعه السعورة لنهعا‬
‫أولى من وقوفه سععاكنا‪ ،‬قععاله فععي اليعععاب‪ .‬قععال الشععيخ‪ :‬أي ومععن الععدعاء للميععت‪ ،‬إذ‬
‫الولى ليست محل طلب الدعاء له‪ .‬تأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل علعى غعائب أو قعبر( أي إل‬
‫في الصلة على ميت غائب عن البلد أو ميت في قبر فيأتي بهما فيها‪ ،‬لنتفاء المعنى‬
‫الذي شرع له التخفيف‪ ،‬وهو خوف نحو التغير‪ .‬والمعتمد عند الجمال الرملي ‪ -‬تبعععا‬
‫لوالده والخطيب ‪ -‬عدم الستثناء‪ ،‬فل يسن التيان بهمععا مطلقععا عنععدهما‪ .‬واضععطرب‬
‫كلم ابن حجر في التحفة‪ ،‬ففي هذا الباب ذكر الستثناء المذكور‪ ،‬وفي بععاب الصععلة‬
‫لم يذكر‪ ،‬بل صرح بالتعميم‪ ،‬وعبارته هناك مع الصععل‪ :‬ويسععن ‪ -‬وقيععل يجععب بعععدم‬
‫التحرم بفرض أو نفل ما عدا صلة الجنازة‪ ،‬ولو على غائب أو قبر‪ ،‬على الوجععه ‪-‬‬
‫دعاء الفتتاح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخامسها( أي السبعة الركععان‪) .‬قععوله‪ :‬صععلة علععى النععبي‬
‫)ص(( وذلك لفعل السلف والخلف‪ ،‬ولقوله عليه الصعلة والسعلم‪ :‬ل صعلة لمعن لععم‬
‫يصل علي فيها‪ ،‬ولنه أرجععى للجابععة‪) .‬قععوله‪ :‬بعععد تكععبيرة ثانيععة( متعلععق بمحععذوف‬
‫صععفة لصععلة‪) .‬قععوله‪ :‬أي عقبهععا( أفععاد بععه أن المععراد بالبعديععة‪ :‬العقبيععة‪) .‬قععوله‪ :‬فل‬
‫تجزئ( أي الصلة في غير الثانية‪ ،‬بل تتعين‪ ،‬لما مر فيها‪ ،‬وإنما لععم تتعيبععن الفاتحععة‬
‫فععي الولععى وتعينععت الصععلة فععي الثانيععة والععدعاء فععي الثالثععة‪ ،‬لن القصععد بالصععلة‬
‫الشفاعة والدعاء للميت‪ ،‬والصلة علععى النععبي )ص( وسععيلة لقبععوله‪ ،‬ومععن ثععم‪ :‬سععن‪،‬‬
‫الحمد قبلها ‪ -‬كما يأتي ‪ -‬فتعين محلهمععا الععواردان فيععه عععن السععلف والخلععف إشعععارا‬
‫بذلك‪ ،‬بخلف الفاتحة فلم يتعين لها محل‪ ،‬بل يجوز خلو الولى عنها وانضمامها إلى‬
‫واحدة من الثلث إشعارا أيضا بأن القراءة دخيلة في هذه الصلة‪ ،‬ومععن ثععم لععم تسععن‬
‫فيها لسورة‪ ،‬أفععاده فععي التحفععة‪) :‬قععوله‪ :‬وينععدب ضععم السععلم إلععخ( عبععارة التحفععة مععع‬
‫الصل‪ :‬والصحيح أن الصععلة علعى الل ل تجععب كغيرهععا‪ ،‬بععل أولعى‪ ،‬لبنائهععا علعى‬
‫التخفيف‪ .‬نعم تسن‪ ،‬وظاهر أن كيفية صلة التشععهد السععابقة أفضععل هنععا أيضععا‪ ،‬وأنععه‬
‫يندب ضم السلم للصلة ‪ -‬كما أفهمه قولهم‪ .‬ثم إنما لم يحتج إليه لتقدمه فععي التشععهد‪،‬‬
‫وهنا لم يتقدم‪ ،‬فليسن خروجا من الكراهة‪ .‬ويفارق السععورة بععأنه ل حععد لكمالهععا‪ ،‬فلععو‬
‫ندبت لدت إلى ترك المبادرة المتأكععدة‪ ،‬بخلف هععذا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬ثععم أي فععي مبحععث‬
‫الصلة على الل في أركان الصلة‪ .‬وقوله لتقدمه‪ :‬أي السععلم‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي التشععهد‪:‬‬
‫أي في قوله السلم عليك أيها النبي‪) .‬قوله‪ :‬والدعاء( بالرفع معطععوف علععى ضععم أي‬
‫ويندب الععدعاء لمعن ذكععر‪) .‬وقععوله‪ :‬عقبهععا( أي الصععلة علععى النععبي )ص(‪) ،‬وقععوله‪:‬‬
‫والحمد قبلها( بالرفع أيضا‪ .‬عطف على ضم‪ .‬أي ويندب الحمد قبععل الصععلة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وسادسها( أي السبعة الركان‪) .‬قوله‪ :‬دعععاء لميععت( أي لنععه المقصععود العظععم مععن‬
‫الصلة‪ ،‬وما قبله مقدمة له‪ .‬ويكفي في الدعاء ما ينطلق عليه السم‪ ،‬ول بد أن يكععون‬
‫بأخروي‪ ،‬كاللهم اغفر له‪ ،‬أو اللهم ارحمه‪ ،‬أو اللهم الطف‬

‫] ‪[ 144‬‬
‫به‪ .‬فل يكفي الدعاء بدنيوي‪ ،‬إل أن يؤل إلى أخروي‪ :‬كاللهم اقض دينه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫بخصوصه( أي الميت‪ ،‬لقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬إذا صليتم على الميت فأخلصععوا‬
‫له الدعاء‪ .‬فل يكفي الدعاء للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬وإن كان يندرج فيهم‪ ،‬وقيععل‪ :‬يكفعي‬
‫ويندرج فيهم‪ .‬وقيل‪ :‬ل يجب الدعاء مطلقا‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو طفل( أي فععإنه ل يععدعى لععه‬
‫بخصوصه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لنه وإن قطع له بالجنة تزيد مرتبتععه فيهععا بالععدعاء لععه ‪-‬‬
‫كالنبياء‪ ،‬صلوات ال وسلمه عليهم أجمعين ‪ .-‬ثم رأيت الذرعي قال‪ :‬يستثنى غير‬
‫المكلف‪ ،‬فالشبه عدم الدعاء له‪ .‬وهو عجيب منه ثم رأيت الغععزي نقلععه عنععه وتعقبععه‬
‫بأنه باطل‪ ،‬وهو كمععا قععال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب البجيرمععي‪ :‬قععوله باطععل إن حمععل علععى إخلء‬
‫التكبيرة الثالثة من الععدعاء لععه أو لوالععديه فهععو باطععل‪ ،‬لن الصععلة تبطععل بعذلك‪ .‬وإن‬
‫حمل على أنه ل يتعين الععدعاء للصععغير‪ ،‬بععل يجععوز أن يععدعى لععه أو لوالععديه‪ ،‬فليععس‬
‫بباطل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بعد ثالثة( متعلععق بععدعاء‪ ،‬أي الععدعاء يكععون بعععد التكععبيرة الثالثععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يجزئ( أي الدعاء‪) .‬وقوله‪ :‬بعد غيرها( أي الثالثة‪) .‬وقوله‪ :‬قطعا( أي بل‬
‫خلف‪ .‬قال في المجموع‪ :‬وليس لتخصيص ذلك إل مجرد التباع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسععن‬
‫أن يكثر من الدعاء له( أي للميت‪ .‬ومحلععه حيععث لععم يخععش تغيععر الميععت‪ ،‬وإل وجععب‬
‫القتصععار علععى الععواجب‪) .‬قععوله‪ :‬ومععأثوره( أي الععدعاء‪ ،‬أي الععوارد منععه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫أفضل( أي من غير المأثور‪) .‬وقوله‪ :‬وأوله( أي المأثور‪) .‬قوله‪ :‬وهععو( أي مععا رواه‬
‫مسلم‪) .‬قوله‪ :‬اللهم اغفر له( )واعلم( أن الدعاء بالمغفرة ل يستلزم وجععود ذنععب‪ ،‬بععل‬
‫قد يكون بزيادة درجات القرب‪ ،‬كما يشير إليه استغفاره )ص( في اليوم والليلععة مععائة‬
‫مرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬واعف عنه( أي ما صدر منه‪) .‬فإن قلت(‪ :‬ما الفرق بيععن‬
‫العفو والمغفرة ؟ )فالجواب( أن بين مفهوميهما بحسب الوضععع عمومععا وخصوصععا‪،‬‬
‫فإن المغفععرة مععن الغفععر‪ ،‬وهععو السععتر‪ .‬والعفععو المحععو‪ ،‬ول يلععزم مععن السععتر المحععو‪،‬‬
‫وعكسه‪ .‬كأن يحاسبه بذنب على رؤس الشهاد‪ ،‬ثم يعفععو عنععه‪ ،‬أو يسععتره‪ ،‬ويجععازيه‬
‫عليه‪ .‬أما بالنظر لكرم ال فهو إذا سعتر عفععا‪ .‬فبينهمعا عمععوم وخصععوص مطلععق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬وقععوله‪ :‬عععافه( أي اعطععه مععن النعععم مععا يصععير بععه كالصععحيح فععي الععدنيا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وأكرم نزله( أي أعظععم مععا يهيععأ لععه فععي الخععرة مععن النعيععم‪ .‬وفععي المختععار‪:‬‬
‫والنزل بوزن القفل‪ .‬ما يهيأ للنزيل‪ .‬والجمع‪ :‬النععزال‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي المصععباح‪ :‬والنععزل‪،‬‬
‫بضمتين‪ :‬طعام النزيل الذي يهيأ له‪ .‬وفععي التنزيععل‪ :‬هععذا نزلهععم يععوم الععدين ا‍ه ع ش‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ووسع مدخله( مصدر ميمععي بمعنععى المكععان‪ ،‬أي قععبره‪ ،‬ويوسععع لععه بقععدر مععد‬
‫البصر إن لم يكن غريبا‪ ،‬وإل فمععن محععل دفنععه إلععى وطنععه‪ .‬والقععبر إمععا روضععة مععن‬
‫رياض الجنة أو حفععرة معن حفععر النعار‪) .‬قعوله‪ :‬واغسععله( أي الميععت‪) .‬قعوله‪ :‬والثلعج‬
‫والعبرد( ذكرهمعا تأكيعدا ومبالغعة فعي الطهعارة لنهمعا معا أن مقطعوران علعى أصعل‬
‫خلقتهما لم يستعمل ولم تنلهمععا اليععدي‪ ،‬ول خاضععتهما الرجععل‪ ،‬كسععائر الميععاه الععتي‬
‫خالطها التراب‪ ،‬وجرت في النهار‪ ،‬وجمعت في الحياض‪) .‬قوله‪ :‬ونقععه( أي طهععره‪.‬‬
‫وهذه الجملة كالتفسععير لمعا قبلهعا‪ ،‬إذ المععراد معن غسعله بالمعاء تطهيعره معن الخطايعا‬
‫والذنوب‪) .‬قععوله‪ :‬وأبععدله دارا خيععرا مععن داره( وهععي الجنععة‪ .‬قععال تعععالى‪) * :‬وللععدار‬
‫الخرة خير للذين يتقون( * وقال تعالى‪) * :‬والخرة خير وأبقععى( *‪) .‬وقععوله‪ :‬وأهل‬
‫إلخ( سيذكر المراد بإبدال من ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وأعذه من عذاب القبر( أي احفظععه وآمنععه‬
‫منه‪) .‬قوله‪ :‬وفتنته( أي القبر‪ .‬وهي في الصل المتحان والختبار‪ ،‬والمراد بها هنععا‬
‫سؤال الملكين الفتانين‪ .‬والحفظ منها يكون بإعانته على التثبيت فععي الجععواب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويز يد عليه( أي على الدعاء المار‪ .‬ومحله حيث لم يخش تغيععر الميععت بالتيععان بععه‪،‬‬
‫وإل اقتصر على الول‪) .‬قوله‪ :‬اللهعم اغفعر لحينعا وميتنعا إلعخ( أي وشعاهدنا وغائبنعا‬
‫وصغيرنا وكبيرنا‪ ،‬وذكرنا وأنثانا‪ .‬اللهم من أحييته منا‬

‫] ‪[ 145‬‬
‫فأحيه على السلم‪ ،‬ومن توفيته منا فتوفه على اليمان‪ .‬اللهم ل تحرمنا أجععره‪،‬‬
‫ول تضلنا بعده‪) .‬قوله‪ :‬ويقول في الطفل( أي الذي أبواه مسلمان‪) .‬وقععوله‪ :‬مععع هععذا(‬
‫أي الثاني‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم اغفر لحينا وميتنعا إلعخ‪ .‬وظعاهر صععنيعه يقتضعي أنععه ل يععأتي‬
‫بععالول ‪ -‬أعنععي اللهععم اغفععر لععه وارحمععه ‪ -‬وحينئذ يعارضععه قععوله أول دعععاء لميععت‬
‫بخصوصه ولو طفل مع قوله التي قال شيخنا إلخ‪ ،‬فإنهما صريحان في أنه ل يكفععي‬
‫ذلك‪ .‬ويمكن أن يقال إن المراد بقوله مع هذا‪ ،‬أي زيادة على الععدعاء لععه بخصوصععه‪.‬‬
‫كأن يقول قبيل قوله اللهم اجعله فرطا إلخ‪ :‬اللهععم اغفععر لعه وارحمعه‪ .‬وهعذا كلعه بنعاء‬
‫على ما جرى عليه المؤلف تبعا لشيخه ابن حجر‪ .‬أما على مععا جععرى عليععه الخطيععب‬
‫والرملي فيكفي‪ :‬اللهم اجعله فرطععا إلععخ‪ .‬ول يشععترط عنععدهما الععدعاء لععه بخصوصععه‬
‫صراحة‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬فرطا لبويه( أي سابقا مهيئا لمصالحهما في الخرة‪ ،‬ومن ثععم‬
‫قال )ص(‪ :‬أنا فرطكم على الحوض وسواء مات في حياتهما‪ ،‬أم بعععدهما‪ ،‬أم بينهمععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وسلفا وذخرا( أي سابقا عليهما مذخرا لهما‪ .‬فشبه تقدمه لهمععا بشععئ‬
‫نفيس يكون أمامهما مذخرا إلى وقععت حاجتهمععا لععه بشععفاعته لهمععا ‪ -‬كمععا صععح ذلععك‪.‬‬
‫)فائدة( يقرأ الذخر هنا بالذال المعجمة‪ ،‬لن الفصح أن ما كععان مععؤخرا فععي الخععرة‬
‫يقرأ بالذال المعجمة‪ ،‬وما كان في الدنيا يقرأ بالدال المهملة‪ .‬ومن الثاني قععوله تعععالى‪:‬‬
‫* )وما تدخرون في بيوتكم( * ومن الول قول الشاعر‪ :‬وإذا افتقرت إلى الععذخائر لععم‬
‫تجد * * ذخرا يكون كصالح العمال )قععوله‪ :‬وعظععة واعتبععارا( أي واعظععا ومعتععبرا‬
‫يتعظان ويعتبران به حتى يحملهما ذلك على صععالح العمععال‪) .‬قععوله‪ :‬وثقععل بععه( أي‬
‫بالطفل‪ .‬والمراد بثواب الصبر على فقده أو الرضا عليه‪) .‬قوله‪ :‬وأفرغ الصبر علععى‬
‫قلوبهما( أي أبويه‪ .‬وهذا كاللذين قبله ل يتعأتى إل فعي الحييعن‪ .‬وقعد ورد فعي الصعبر‬
‫بموت الولد فضل كثير‪ .‬منه ما ذكره ابن حبان في صحيحه‪ :‬إذا مات ولعد العبعد قععال‬
‫ال تعالى لملئكته‪ :‬قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ .‬فيقععول‪ :‬قبضععتم ثمععرة فععؤاده ؟‬
‫فيقولون‪ :‬نعم‪ .‬فيقول‪ :‬ماذا قال ؟ فيقولون‪ :‬حمدك واسترجع‪ .‬فيقول ال ع تعععالى‪ :‬ابنععوا‬
‫لعبدي بيتا في الجنة‪ ،‬وسععموه بيععت الحمععد والسععترجاع‪ .‬وورد‪ :‬ل يمععوت لحععد مععن‬
‫المسلمين ثلثة من الولد فتمسه النار إل تحلة القسم‪ .‬أي * )وإن منكععم إل واردهععا( *‬
‫الية‪ .‬والمختار أنه المرور على الصراط‪ .‬وقعد ورد أن الولعد يشعفع لبعويه‪ ،‬ويعوجه‬
‫بأنه لما لم يكن عليه ذنب أشبه العلماء والشهداء‪ ،‬فإن لهم حظععا فععي الشععفاعة‪ ،‬فليكععن‬
‫هذا أولى‪ .‬لكن صح‪ :‬كل غلم مرتهن بعقيقته‪ .‬الحديث‪ .‬وفسره أحمد وغيره بأن مععن‬
‫لم يعق عليه لم يشفع لوالديه‪ .‬واستحسنه الخطابي فقال‪ :‬لمععن يرجععو شععفاعة ولععده أن‬
‫يعق عنه ولو بعد مععوته‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصععا‪ .‬معن شععرح العبععاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بيجرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫تفتنهما بعده‪ ،‬ول تحرمهما أجره( قال في التحفة‪ :‬وإتيان هذا في الميععتين صععحيح‪ ،‬إذ‬
‫الفتنة يكنى بها عن العذاب‪ .‬وذلك لورود المر بالدعاء لبويه بالعافية والرحمة‪ ،‬ول‬
‫يضر ضعف سنده‪ ،‬لنه في الفضائل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬إذ الفتنة يكنى بها عن العذاب‪ .‬قععال‬
‫سم‪ :‬لينظر حينئذ معنى بعععده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬مغنيععا عععن الععدعاء لععه( أي للطفععل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لنه( أي قوله‪ :‬اللهم اجعله فرطا إلخ‪) .‬قوله‪ :‬دعاء باللزم( أي دعاء للطفل بععاللزم‪.‬‬
‫وذلك لنه يلزم من الدعاء بجعله فرطا إلخ‪ ،‬أي سابقا مهيئا لمصععالحهما الععدعاء بععأن‬
‫ال يرفع قدر هذا الطفل ويشرفه ويرحمه‪ ،‬وذلععك لنععه ل يكععون الطفععل كععذلك إل إن‬
‫كععان شععريفا عنععد العع‪ ،‬عظيععم القععدر‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو ل يكفععي( أي الععدعاء بععاللزم‪ ،‬ل‬
‫بالصراحة‪ ،‬ل يغني عن‬

‫] ‪[ 146‬‬
‫الدعاء له بالخصوص‪ .‬وخالف م ر فقال‪ :‬يكفي الطفل هذا الدعاء‪ ،‬ول يعارضه‬
‫قولهم ل بد من الدعاء للميت بخصوصه ‪ -‬كما مر ‪ -‬لثبوت هذا بععالنص بخصوصععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومثله الخطيب‪) .‬قوله‪ :‬لنه إلخ( علة لعدم الكتفاء بالدعاء باللزم‪) .‬قوله‪ :‬إذا لععم‬
‫يكف الدعاء له( أي للطفل‪) .‬وقوله‪ :‬بالعموم( أي كقوله اللهم اغفععر لحينععا وميتنععا‪ ،‬أو‬
‫كقوله اللهم اغفر لجميععع أمععوات المسععلمين‪) .‬وقععوله‪ :‬الشععامل كععل فععرد( أي الصععادق‬
‫بالطفل وغيره‪) .‬قوله‪ :‬فأولى هذا( أي عدم الكتفاء بالدعاء باللزم‪ .‬قال سم‪ :‬قد تمنع‬
‫الولوية‪ ،‬بل المساواة‪ ،‬لن العموم لععم يتعيععن لتنععاوله‪ ،‬لحتمععال التخصععيص‪ ،‬بخلف‬
‫هذا‪ .‬فليتأمل‪ .‬ول يخفى أن قول المصنف التي‪ :‬ويقول في الطفل مع هذا الثاني‪ .‬إلخ‬
‫إن لععم يكععن صععريحا‪ ،‬كععان ظععاهرا فععي الكتفععاء بععذلك‪ .‬فتععأمله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويععؤنث‬
‫الضمائر في النثى( كأن يقول‪ :‬اللهععم اغفععر لهعا وارحمهعا إلعخ‪ ،‬اللهعم اجعلهعا فرطععا‬
‫لبويها‪ .‬إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ويجوز تذكيرها( أي الضمائر في النثى‪) .‬وقوله‪ :‬بإرادة الميععت‬
‫أو الشععخص( يعنععي أنععه إذا ذكععر الضععمير وكععان الميععت أنععثى‪ ،‬جععاز ذلععك بتأويلهععا‬
‫بالشخص أو بالميت‪ .‬أي اللهم اغفر له‪ ،‬أي هذا الميت‪ ،‬أو الشخص‪ ،‬أي أو الحاضر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويقول في ولد الزنا إلخ( أي لنععه ل ينسععب إلععى أب‪ ،‬وإنمععا ينسععب إلععى أمععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والمراد بالبدال إلخ( أي في قوله وأبدله‪ .‬وعبارة التحفععة‪ :‬وظععاهر أن المععراد‬
‫بالبدال في الهل والزوجة‪ ،‬إبدال الوصاف ل الذوات‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬ألحقنععا بهععم‬
‫ذرياتهم( * )‪ (1‬ولخبر الطبراني وغيره‪ :‬إن نساء الجنة من نسععاء الععدنيا أفضععل مععن‬
‫الحور العين‪ .‬ثم رأيت شيخنا‪ ،‬قال‪ :‬وقوله وزوجا خيرا من زوجة‪ :‬لمن ل زوجة لععه‬
‫‪ -‬يصدق بتقديرها له أن لو كانت لعه‪ .‬وكعذا فعي المزوجعة‪ ،‬إذ قيعل إنهعا لزوجهعا فعي‬
‫الدنيا يراد بإبدالها زوجا خيرا من زوجها ما يعم إبدال الذوات وإبععدال الصععفات‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وإرادة إبدال الذات مع فرض أنها لزوجها في الدنيا فيه نظر‪ .‬وكذا قوله إذ قيل كيعف‬
‫وقد صح الخبر بعه‪ .‬وهعو‪ :‬إن المعرأة لخعر أزواجهعا روتعه أم العدرداء لمعاويعة لمعا‬
‫خطبها بعد موت أبي الععدرداء‪ .‬ويؤخععذ منععه أنعه فيمععن مععات وهععي فععي عصععمته ولعم‬
‫تتزوج بعده‪ ،‬فإن لم تكن في عصمة أحدهم عند موته احتمل القول بأنها تخير‪ ،‬وأنهععا‬
‫للثاني‪ .‬ولو مات أحدهم وهي في عصمته‪ ،‬ثم تزوجت وطلقععت ثععم مععاتت‪ ،‬فهععل هععي‬
‫للول أو الثععاني ؟ ظععاهر الحععديث أنهععا للثععاني‪ .‬وقضععية المععدرك أنهععا للول‪ ،‬وأن‬
‫الحديث محمول على ما إذا مات الخر وهي فععي عصععمته‪ .‬وفععي حععديث رواه جمععع‬
‫لكنه ضعيف‪ :‬المرأة منا ربما يكون لها زوجان في الدنيا فتمععوت ويموتععان ويععدخلن‬
‫الجنة‪ ،‬ليهما هي ؟ قال‪ :‬لحسنهما خلقا كان عندها في الدنيا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب السععيد عمععر‬
‫البصري ما نصه‪ :‬قوله وظاهر أن المراد بالبدال إلخ‪ :‬قد يقععال مععا يععأتي فععي إلحععاق‬
‫الذرية والزوجة إنما هو في الجنة‪ ،‬والغرض الن الدعاء له بما يزيععل الوحشععة عنععه‬
‫عقب الموت في عالم البرزخ بالتمتع بنحو الحور ومصاحبة الملععك‪ ،‬كمععا ورد ثبعوت‬
‫ذلك للخبار‪ .‬فل مانع أن يراد بالبعدال البععدال فععي العذوات فقعط‪ ،‬ويحمعل علععى معا‬
‫تقرر فيها وفي الصفات‪ ،‬فيشمل ما في الجنة أيضا‪ .‬فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسابعها( أي‬
‫السبعة‪ .‬الركان‪) .‬قوله‪ :‬سلم كغيرها( أي كسلم غير صلة الجنازة مععن الصععلوات‬
‫في الكيفية‪ ،‬كاللتفات في التسليمة الولى على يمينه‪ ،‬وفي الثانية على اليسععار‪ .‬وفععي‬
‫العدد‪ ،‬ككونه تسليمتين‪) .‬قوله‪ :‬بعد‬

‫)‪ (1‬الطور‪.21 :‬‬


‫] ‪[ 147‬‬
‫رابعة( أي بعد التكبيرة الرابعة‪ .‬والظرف متعلق بمحذوف صفة السلم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ول يجب في هذه( أي التكبيرة الرابعة‪ ،‬أي بعدها‪) .‬قوله‪ :‬ذكر( فاعععل يجععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫غير السلم( صفة لذكر‪) .‬قوله‪ :‬لكن يسن إلخ( استدراك من نفي وجععوب ذكععر غيععره‬
‫الموهم عدم سنيته أيضا‪) .‬قععوله‪ :‬اللهععم ل تحرمنععا( بفتععح التععاء وضععمها‪ ،‬مععن حرمععه‬
‫وأحرمه‪ ،‬والولى أفصح‪) .‬قوله‪ :‬أي أجر الصععلة عليععه( أفععاد بععه أن بيععن أجععر ومععا‬
‫أضيف إليه ‪ -‬وهو ضمير الميت ‪ -‬مضافا محذوفا ومتعلقة )قوله‪ :‬واغفر لنا وله( أي‬
‫ولععو كعان طفل لن المغفعرة ل تسعتدعي سعبق ذنعب‪ ،‬ول بعأس بزيععادة‪ ،‬وللمسعلمين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو تخلف( أي المقتدي‪) .‬قوله‪ :‬بل عذر( يفيد أن التخلف بتكبيرة مع العععذر ‪-‬‬
‫كنسععيان‪ ،‬وبطععء قععراءة‪ ،‬وعععدم سععماع تكععبير‪ ،‬وجهععل ‪ -‬يعععذر بععه ل يبطععل‪ ،‬بخلف‬
‫التخلف بتكبيرتين‪ ،‬ول يتحقق التخلف بذلك إل إذا شرع في الرابعة وهو في الولي‪،‬‬
‫فإنه يبطل‪ ،‬وهذا ما جرى عليه الجمال الرملي‪ .‬وجرى شيخ المؤلف حجر على عدم‬
‫البطلن مطلقا‪ ،‬قال‪ :‬لنععه لععو تخلععف بجميععع الركعععات ناسععيا لععم يضععر‪ ،‬فهععذا أولععى‪.‬‬
‫وعبارته‪ :‬أما إذا تخلف بعذر كنسيان‪ ،‬وبطء قراءة‪ ،‬وعدم سعماع تكععبير‪ ،‬وكعذا جهععل‬
‫عذر به ‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬فل بطلن‪ ،‬فيراعي نظم صلة نفسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حععتى شععرع‬
‫إمامه في أخرى( في تكبيرة أخرى‪ ،‬بأن شرع المام في الثالثة والمأموم في الولى‪،‬‬
‫أو شرع في الرابعة والمأموم في الثانية‪ .‬وأفهم قوله في أخرى عدم بطلنها‪ ،‬فيما لو‬
‫لم يكبر الرابعة حتى سلم المام‪ .‬وهو كذلك عند م ر‪ .‬وعبارة التحفععة‪ :‬وخععرج بحععتى‬
‫كبر‪ :‬ما لو تخلف بالرابعة حتى سلم‪ .‬لكن قال البارزي‪ :‬تبطل أيضا‪ .‬وأقره السععنوي‬
‫وغيره لتصععريح التعليععل المععذكور بعأن الرابععة كركععة‪ ،‬ودععوى المهمعات أن ععدم‬
‫وجوب ذكر فيها ينفي كونها كركعة ممنوعة إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله التعليل المذكور‪ .‬هو مععا‬
‫سأصرح به قريبا‪) .‬وقوله‪ :‬بطلت صلته( جععواب لععو‪ ،‬وذلععك لن المتابعععة ل تظهععر‬
‫في هذه الصلة إل بالتكبيرات‪ ،‬فيكون التخلف بهععا فاحشععا‪ ،‬كععالتخلف بركعععة )قععوله‪:‬‬
‫ولو كبر إمامه( أي المسبوق‪ .‬والولى إظهاره هنا‪ ،‬وإضماره فيما بعععد‪) .‬قععوله‪ :‬قبععل‬
‫قراءة المسبوق الفاتحة( أي كلها أو بعضها‪) .‬قوله‪ :‬تابعه( أي تعابع المسعبوق المعام‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬في تكبيره( أي في التكبير الذي تلبس به المام‪) .‬قوله‪ :‬سقطت القراءة عنعه(‬
‫أي كلها أو بعضها أيضا‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهذا إنمععا يععأتي علععى تعيععن الفاتحععة عقععب‬
‫الولى‪ ،‬كذا قيل‪ .‬وقد يقال‪ :‬بل يأتي على ما صععححه المصععنف أيضععا‪ ،‬لنهععا وإن لععم‬
‫تتعين لها هي منصععرفة إليهععا‪ ،‬إل أن يصععرفها عنهععا بتأخيرهععا إلععى غيرهععا‪ ،‬فجععرى‬
‫السقوط نظرا لذلك الصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم‪ :‬لو أحرم قاصدا تأخير الفاتحة إلععى مععا بعععد‬
‫الولى‪ ،‬فكبر المام أخرى قبل مضي زمن يمكن فيه قععراءة شععئ مععن الفاتحععة‪ ،‬فهععل‬
‫تسقط عنه الفاتحة لنه مسبوق حقيقة ول اعتبار بقصده تأخيرها بعد عدم تمكنععه مععن‬
‫شئ منها ؟ أو ل‪ ،‬لن قصد تأخيرها‪ ،‬صرفها عن هذا المحل ؟ فيه نظر‪ .‬وكذا يقععال‪:‬‬
‫لو تمكن بعد إحرامه من قراءة بعضها فقط‪ ،‬فهل يؤثر قصد تأخيرهععا سععواء قععرأ مععا‬
‫تمكن منه أو ل ؟ أو كيف الحال ؟ فيه نظر‪ .‬فليتأمععل فيععه‪ ،‬فععإنه ل يبعععد السععقوط فععي‬
‫الولى‪ ،‬ول اعتبار بقصده المذكور‪ .‬وكذا في الثانية حيث قرأ مععا تمكععن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإذا سلم المام تدارك المسبوق( قال البجيرمي‪ :‬المراد به مععن لععم يوافععق المععام مععن‬
‫أول الصلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ما بقي عليه( أي من التكبيرات‪) .‬وقعوله‪ :‬معع الذكعار( أي‬
‫أذكار تلك التكبيرات‪ ،‬وجوبا في الواجب‪ ،‬وندبا في المندوب‪ .‬وفععي قععول‪ :‬ل تشععترط‬
‫الذكار‪ ،‬فيعأتي بهععا نسعقا‪ ،‬لن الجنعازة ترفععع حينئذ‪ .‬قعال فعي التحفععة‪ :‬وجععوابه ‪ -‬أي‬
‫التعليل ‪ -‬أنه يسن إبقاؤها حتى يتم المقتدون‪ ،‬وأنه ل يضر رفعها والمشععي بهععا‪ .‬قبععل‬
‫إحرام المصلى وبعده‪ ،‬وإن حولت عن القبلة‪ ،‬ما لم يزد ما بينهما على ثلثمائة ذراع‪،‬‬
‫أو يحل بينهما حائل مضر في غير المسجد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويقدم في المامة( لمععا أنهععى‬
‫الكلم على أركان الصلة شعرع يتكلععم علعى معن هعو الولععى والحعق بالمامععة معن‬
‫القارب‪) .‬قوله‪ :‬ولو امرأة( أي ولو كان الميت امععرأة‪) .‬قععوله‪ :‬أب إلععخ( )واعلععم( أن‬
‫من ذكر يقدم على غيره‪ ،‬ولو السلطان أو إمام‬

‫] ‪[ 148‬‬
‫المسجد‪ ،‬ولو أوصى الميت بتقديمه‪ ،‬وذلك لنها حقه‪ .‬وما ورد معن أن أبعا بكععر‬
‫وصى أن يصلي عليه عمر فصلى‪ ،‬وأن عمر وصى أن يصلي عليه صهيب فصلى‪،‬‬
‫وأن عائشة وصت أن يصلي عليها أبو هريععرة فصععلى‪ ،‬وأن ابععن مسعععود وصععى أن‬
‫يصععلي عليععه الزبيععر فصععلى‪ .‬ووقععع لجماعععة مععن الصععحابة ذلععك‪ ،‬محمععول علععى أن‬
‫أولياءهم أجازوا الوصية‪ ،‬وهذا هو الجديد عندنا‪ .‬أمععا القععديم‪ :‬فيقععدم الععوالي‪ ،‬ثععم إمععام‬
‫المسجد‪ ،‬ثم الولي ‪ -‬كسائر الصلوات ‪ -‬وهععو مععذهب الئمععة الثلثععة‪ .‬والفععرق ‪ -‬علععى‬
‫الجديد ‪ -‬أن المقصود من الصلة علععى الجنععازة هععو الععدعاء للميععت‪ ،‬ودعععاء القريععب‬
‫أقرب إلى الجابة لتألمه وانكسار قلبه‪ .‬ومحل الخلف‪ :‬إذا لم يخش الفتنة من الوالي‪،‬‬
‫وإل قدم قطعا‪ .‬ولو غاب الولي القرب قدم الولي البعد‪ ،‬سواء كانت غيبته قريبة أو‬
‫بعيده‪) .‬قوله‪ :‬أو نائبه( أي نائب الب‪ ،‬فيقدم على غيره مععن القععارب‪ ،‬وكععذلك نععائب‬
‫كل ممن بعد الب يقدم على غيره ممن لععه السععتحقاق‪) .‬قععوله‪ :‬فععأبوه( أي الب‪ ،‬أي‬
‫فإن فقد الب ونائبه‪ ،‬قدم أبو الب‪ ،‬أي وإن عل‪) .‬قوله‪ :‬ثععم ابععن فععابنه( أي فععإن فقععد‬
‫ممن ذكر قدم ابن الميت‪ ،‬ثم ابنه وإن سفل‪) .‬قوله‪ :‬ثم أخ لبوين( أي ثععم إذا فقععد مععن‬
‫ذكر يقدم الخ الشقيق‪) .‬قوله‪ :‬فلب( أي فإذا فقععد الخ الشععقيق قععدم الخ الب‪ ،‬وأمععا‬
‫الخ للم فهو هنععا مععن ذوي الرحععام‪ ،‬فل يقععدم هنععا علععى مععن بععد الخ‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم‬
‫ابنهما( أي ابن الخ لبوين‪ ،‬وابععن الخ لب‪ ،‬ويقععدم الول علععى الثععاني لن كل فععي‬
‫مرتبععة أبيعه‪) .‬قععوله‪ :‬ثعم العععم كعذلك( أي لبعوين أو لب‪ ،‬ويقععدم الول علععى الثععاني‪:‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم سائر العصبات( أي من النسب‪ ،‬ويرتبن أيضا‪ ،‬فيقدم ابن العععم لبععوين‪ ،‬ثععم‬
‫لب‪ ،‬ثم عم الب‪ ،‬ثم ابن عمه‪ ،‬ثم عم الجد‪ ،‬ثم ابن عمه‪ .‬وهكععذا‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم معتععق(‬
‫أي ذكر‪ ،‬لن المرأة ل حق لها في المامة‪ .‬وأسقط الشارح مرتبة قبل ذوي الرحام‪،‬‬
‫وهععم عصععبة المعتععق‪ .‬ويقععدم منهععا عصععبته النسععبية‪ ،‬ثععم معتععق المعتععق‪ ،‬ثععم عصععبته‬
‫النسبية‪ .‬وهكذا‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم ذو رحععم( ويقععدم القعرب فعالقرب منعه‪ ،‬فيقعدم أبعو الم‪،‬‬
‫فالخال‪ ،‬فالعم للم‪ .‬نعم‪ ،‬الخ للم يقدم على الخال ويتأخر عن أبي الم‪ .‬ويوجه بععأنه‬
‫وإن كان وارثا لكنه يدلي بالم فقط‪ ،‬فقدم عليه من هو أقوى في الدلء بها‪ ،‬وهو أبو‬
‫الم‪ .‬ولو اجتمع اثنان في درجة‪ ،‬كابنين‪ ،‬أو أخوين‪ ،‬أو ابني عم وليععس أحععدهما أخععا‬
‫لم‪ ،‬وكل أهل للمامة‪ .‬فالسععن فععي السععلم‪ :‬العععدل أولععى مععن الفقععه‪ ،‬ونحععوه‪ ،‬لن‬
‫القصد الدعاء‪ ،‬ودعاء السن أقرب للجابة‪ .‬وأسععقط مرتبععة السععلطان‪ ،‬وفيهععا خلف‪،‬‬
‫فجرى ابن حجر والرملي والخطيب وغيرهم على أنهععا قبععل ذوي الرحععام‪ ،‬لكععن إن‬
‫انتظم بيت المال‪ .‬وجرى غيرهم على أنها بعد ذوي الرحام‪ .‬وفي سم مععا نصععه‪ :‬مععا‬
‫ذكره من تقديم السلطان على ذوي الرحام جزم به في الروض من زيادته‪ .‬قععال فععي‬
‫شرحه وبه صرح الصيمري والمتولي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجزم بذلك في شرح المنهععج‪ .‬لكعن ذكعر‬
‫الذرعي في القوت أن تقديم السلطان على ذوي الرحععام طريقعة المععراوزة‪ ،‬وتبعهعم‬
‫الشيخان‪ ،‬وأن طريقة العراقيين عكسه‪ .‬وذكر منهم الصيمري والمتولي‪ .‬واختارهععا ‪-‬‬
‫أعني ‪ -‬الذرعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم زوج( أي فهو مقدم على الجانب‪ .‬وعبععارة النهايععة‪:‬‬
‫وأشعر سكوت المصنف عن الزوج أنه ل مدخل له فععي الصععلة علععى المععرأة‪ ،‬وهععو‬
‫كذلك‪ ،‬بخلف الغسل والتكفين والدفن‪ ،‬ول للمعرأة أيضعا‪ .‬ومحعل ذلعك‪ :‬إذا وجعد معع‬
‫الزوج غير الجانب‪ .‬ومع المرأة ذكععر‪ ،‬وإل فععالزوج مقععدم علععى الجععانب‪ ،‬والمععرأة‬
‫تصلي وتقدم بترتيب الذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط لها( أي لصحتها‪) .‬قععوله‪ :‬مععع شععروط‬
‫سائر الصلوات( أي مما يتأتى مجيئه هنا‪ ،‬كسععتر وطهععارة واسععتقبال‪ ،‬بخلف دخعول‬
‫الوقت‪ ،‬أي ومع شروط القدوة أيضا‪ :‬من نيععة القععدوة‪ ،‬وعععدم تقععدمه علععى المععام فععي‬
‫الموقف‪ ،‬وعدم حائل بينهما يمنع مرورا أو رؤية‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وظاهر أنه يكععره‪،‬‬
‫ويسن كل ما مر لهما ‪ -‬أي للصلة وللقدرة ‪ -‬مما يتأتى مجيئه هنا أيضا‪ .‬نعععم‪ ،‬بحععث‬
‫بعضهم أنه يسن هنا النظر للجنازة‪ .‬وبعضععهم النظععر لمحععل السععجود‪ .‬ولععو فععرض ‪-‬‬
‫أخذا من بحث البلقيني ‪ -‬ذلك في العمععى والمصععلي فععي ظلمععة‪ ،‬وهععذا هععو الوجععه‪،‬‬
‫وذلك لنها صلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تقدم طهره( نائب فاعل شرط‪ .‬وذلك لنه المنقعول ععن‬
‫النبي )ص(‪ .‬أي ولن الصلة على الميت كصلة نفسه‪ .‬وقول ابن جرير ‪ -‬كالشعبي‬
‫‪ -‬تصح بل طهارة رد بأنه خارق للجماع‪ .‬وكما يشترط تقدم طهععره‪ ،‬يشععترط أيضععا‬
‫تقدم طهر ما اتصل به‪ ،‬كصلة الحي‪ ،‬فيضر نجاسععة ببعدنه أو كفنعه أو برجععل نعشععه‬
‫وهو مربوط به ول يضر نجاسة القبر ونحو دم ‪ -‬من مقتول مثل ‪ -‬لم ينقطع‪) .‬قوله‪:‬‬
‫] ‪[ 149‬‬
‫بماء( متعلق بطهر‪) .‬وقوله‪ :‬فتراب( أي إن لم يجد الماء‪ .‬قععال سععم‪ :‬انظععر فاقععد‬
‫الطهورين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فإن وقع( أي الشخص الحي‪ ،‬وهو تفريععع علععى اشععتراط تقععدم‬
‫طهره‪) .‬قوله‪ :‬بحفرة( أي فيها‪) .‬قوله‪ :‬أو بحر( أي أو وقع فععي بحععر‪) .‬قععوله‪ :‬وتعععذر‬
‫إخراجه( أي بعد أن مات فععي الحفععرة أو البحععر‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يصععل عليععه( أي لفععوات‬
‫الشرط‪ .‬قال سم‪ :‬ويؤخذ منه أنه ل يصلي على فاقد الطهععورين الميععت‪) .‬قععوله‪ :‬علععى‬
‫المعتمد( مقابله يقول‪ :‬ل وجه لترك الصلة عليه‪ ،‬لن الميسور ل يسععقط بالمعسععور‪،‬‬
‫لما صح‪ :‬وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما اسععتطعتم‪ ،‬ولن المقصععود مععن هععذه الصععلة‬
‫الدعاء أو الشفاعة للميت‪ .‬وجزم الدارمي وغيره أن من تعذر غسله صلي عليه‪ .‬قععال‬
‫الدارمي‪ :‬وإل لزم أن من أحرق فصار رمادا‪ ،‬أو أكله سبع‪ ،‬لم يصل عليه‪ ،‬ول أعلععم‬
‫أحدا من أصحابنا قال بععذلك‪ :‬وبسععط الذرعععي الكلم فععي المسععألة‪ .‬والقلععب إلععى هععذا‬
‫أميل‪ .‬لكن الذي تلقيناه عن مشايخنا ما في المتن‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغني ببعععض تصععرف‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وأن ل يتقدم إلخ( معطوف علععى تقععدم طهععره‪ ،‬أي وشععرط عععدم تقععدم المصععلي علععى‬
‫الميععت اتباعععا لمععا جععرى عليععه الولععون‪ ،‬ولن الميععت كالمععام‪ .‬وهععذا هععو المععذهب‪.‬‬
‫ومقابله يقول‪ :‬يجوز تقدم المصلي على الميععت‪ ،‬لن الميععت ليععس بإمععام متبععوع حععتى‬
‫يتعين تقديمه‪ ،‬بل هو كعبد جاء معه جماعة ليستغفروا له عند موله‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان‬
‫حاضرا( أي عند المصلي‪ ،‬ل في البلد‪ ،‬لما سيذكره من أنها ل تصح علععى ميععت فععي‬
‫البلد غائب عن مجلس المصلي‪) .‬قوله‪ :‬ولو فعي قعبر( أي ولعو كععان الميعت الحاضععر‬
‫كائنا في قبر‪ ،‬فيشترط عدم تقدم المصلي عليه‪ .‬وعبارة المنهاج مع المغني‪ :‬ويشععترط‬
‫أن ل يتقدم على الجنازة الحاضرة إذا صلي عليها‪ ،‬وأن ل يتقدم على القبر إذا صععلي‬
‫عليه على المذهب فيهمععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا الميععت الغععائب( أي عععن البلععد‪) .‬قععوله‪ :‬فل‬
‫يضر فيععه( أي الغععائب عععن البلععد‪) .‬وقععوله‪ :‬كععونه وراء المصععلي( أي خلععف ظهععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسععن جعععل صععفوفهم( أي المصععلين علععى الميععت‪) .‬وقععوله‪ :‬ثلثععة( قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬أي حيث كان المصلون ستة فأكثر‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومفهومه أن ما دون السععتة ل‬
‫يطلب منه ذلك‪ ،‬فلو حضر مع المام اثنان أو ثلثعة وقفععوا خلفععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال سعم بععد‬
‫كلم‪ :‬فإن كانوا خمسة فقط‪ ،‬فهل يقف الزائد علععى المععام ‪ -‬وهععو الربعععة ‪ -‬صععفين‪،‬‬
‫لنه أقرب إلى العدد الذي طلبععه الشععارع وهععو الثلثععة الصععفوف‪ ،‬ولنهععم يصععيرون‬
‫ثلثة صفوف بالمام ؟ أو صفا واحدا لعدم ما طلبه الشععارع مععن الصععفوف الثلثععة ؟‬
‫فيععه نظععر‪ .‬والول غيععر بعيععد‪ ،‬بععل هععو وجيععه‪ .‬وفععي البجيرمععي‪ :‬بقععي مععا لععو كععان‬
‫الحاضرون ثلثة فقط بالمام‪ .‬وينبغي أن يقف واحد خلف المام‪ ،‬والخععر وراء مععن‬
‫هو خلف المام‪ .‬ويحتمل أن يقف اثنان خلف المععام‪ ،‬فيكععون المععام صععفا‪ ،‬والثنععان‬
‫صفا‪ ،‬وسقط الصف الثالث لتعذره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬وهنععا ‪ -‬أي فععي صععلة‬
‫الميت ‪ -‬فضيلة الصععف الول وفضععيلة غيععره سععواء بخلف بقيععة الصععلوات‪ .‬النععص‬
‫على كثرة الصفوف هنا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح إلخ( دليل لسنية جعععل الصععفوف‬
‫ثلثة‪) .‬قوله‪ :‬من صلى عليه ثلثة صفوف فقد أوجب( أي استحق المغفرة‪ ،‬والمراد‪:‬‬
‫قد غفر له بالفعل‪ ،‬كما في رواية‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والمقصود منع النقص عععن الثلثععة‬
‫ل الزيعادة عليهعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬أي غفعر لعه تفسعير معراد ل وجعب‪) .‬قعوله‪ :‬ول ينعدب‬
‫تأخيرها( أي الصلة على الميت‪) .‬وقوله‪ :‬لزيادة المصلين( أي كثرتهم‪ ،‬وذلك لخبر‪:‬‬
‫أسرعوا بالجنازة‪) .‬وقوله‪ :‬إل لولي( أي إل لجل حضور ولي الميت ليصععلي عليععه‪،‬‬
‫فإنه تؤخر الصلة له‪ ،‬لكونه هو المستحق للمامة‪ .‬لكن محله إذا رجي حضوره ععن‬
‫قععرب وأمععن مععن التغيععر‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬وعععبر فععي الروضععة بل بععأس بععذلك‪ ،‬أي‬
‫بالتأخير له‪.‬‬

‫] ‪[ 150‬‬
‫وقضيته أن التأخير له ليس بواجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬واختععار بعععض المحققيععن إلععخ(‬
‫مقابل لقوله‪ :‬ول يندب تأخيرها إلخ‪ .‬وعبارة التحفة مع الصععل‪ :‬ول تععؤخر ‪ -‬أي ول‬
‫ينععدب التععأخير ‪ -‬لزيععادة مصععلين ‪ -‬أي كععثرتهم ‪ -‬وإن نععازع فيععه السععبكي‪ ،‬واختععار ‪-‬‬
‫وتبعه الذرعي والزركشي وغيرهما ‪ -‬أنه إذا لم يخش تغيره‪ :‬ينبغي انتظار مععائة أو‬
‫أربعين رجي حضورهم قريبا‪ ،‬للحديث‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي ع ش‪ :‬جععرت العععادة الن بععأنهم ل‬
‫يصلون على الميت بعد دفنه‪ ،‬فل يبعد أن يقال‪ :‬يسن انتظارهم‪ ،‬لما فيه من المصلحة‬
‫للميععت‪ ،‬حيععث غلععب علععى الظععن أنهععم ل يصععلون علععى القععبر‪ ،‬ويمكععن حمععل كلم‬
‫الزركشععي عليععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬للحععديث وفععي مسععلم إلععخ( صععنيعه يقتضععي أن المععراد‬
‫بالحديث غير الحديث الذي ذكره بعده‪ .‬وصنيع التحفة يقتضي أنه هو‪ ،‬لنه ذكر أول‬
‫ما في مسلم‪ ،‬ثم بعد ذلك أحال عليعه وقعال للحعديث‪ ،‬يعنععي المتقعدم ذكععره‪ .‬ولعععل فععي‬
‫العبارة سقطا من النساخ‪ ،‬وهو لفظ وهو ما‪ ،‬أو أن المراد بالحديث حديث آخععر غيععر‬
‫حديث مسلم‪ .‬فلينظر‪) .‬قوله‪ :‬ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغععون مععائة‬
‫إلخ( قال في التحفة‪ :‬وفيه ‪ -‬أي مسلم ‪ -‬مثل ذلك في الربعيععن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبععارة المغنععي‪:‬‬
‫وفي مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه كععان يععؤخر الصععلة للربعيععن‪ .‬قيععل‪:‬‬
‫وحكمته‪ :‬أنه لم يجتمع أربعون إل كان ل فيهم ولي‪ .‬وحكمة المائة كععالربعين ‪ -‬كمععا‬
‫يؤخععذ مععن الحععديث المتقععدم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو صععلي عليععه( أي علععى الميععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فحضر من لم يصل( أي فحضر شخص لم يصل على الميت‪) .‬قوله‪ :‬ندب له الصلة‬
‫عليه( أي يندب لمن حضععر أن يصعلي علععى الميعت‪) .‬قعوله‪ :‬وتقعع فرضعا( أي وتقعع‬
‫صلته فرضا‪ ،‬ولو على القبر‪ ،‬كمن صلى أول‪ .‬إذ ليس فعل بعضععهم أولععى بوصععف‬
‫الفرضية مععن بعععض‪ ،‬وإن أسععقط الول الحععرج‪ .‬ول يقععال‪ :‬كيععف تقععع صععلة الثععاني‬
‫فرضا‪ ،‬مع أنه لو تركها لم يأثم‪ ،‬لنه قد يكون الشئ غير فرض‪ ،‬فإذا دخل فيه صععار‬
‫فرضا ‪ -‬كالحج ممن قد حج‪ ،‬وإحدى خصال كفارة اليميععن ‪ .-‬وقعولهم فععرض الكفايععة‬
‫يسقط بفعل واحد‪ :‬معناه يسقط الثم به‪ .‬ولو فعلععه غيععره‪ :‬وقععع فرضععا أيضععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فينويه( أي الفرض‪) .‬قوله‪ :‬ويثاب ثوابه( أي ويثاب كما يثاب علععى الفععرض‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والفضل له( أي لمن حضر‪) .‬قوله‪ :‬فعلها( أي الصلة‪) .‬وقوله‪ :‬بعد الدفن( أي وبعد‬
‫وجوب الصلة عليه من الذين حضروا أول‪ ،‬كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( وهو ما‬
‫روي أنه )ص( صلى على قبور جماعة‪ .‬ومعلوم أنهم إنما دفنوا بعد الصععلة عليهععم‪.‬‬
‫ومن هذا أخذ جمع أنه يسن تأخيرها عليه إلى بعد الدفن‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬ول ينععدب‬
‫إلخ( قال ع ش‪ :‬فتكون مباحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إعادتها مععع جماعععة( وبععالولى عععدم نععدب‬
‫إعادتها منفردا‪ .‬وإنما لم تندب إعادتها لن المعاد نفل‪ ،‬وهذه ل يتنفل بها‪ ،‬لعدم ورود‬
‫ذلك شرعا‪ .‬وقيل‪ :‬تنععدب لععه العععادة‪ ،‬كغيرهععا‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن أعادهععا وقعععت نفل( أي‬
‫ووجب لها نية الفرضية‪ .‬قال في النهايععة‪ :‬وهععذه خارجععة عععن القيععاس‪ ،‬إذ الصععلة ل‬
‫تنعقد حيث لم تكن مطلوبة‪ ،‬ويوجه انعقادها بعأن المقصعود معن الصعلة علعى الميعت‬
‫الشفاعة والدعاء‪ ،‬وقد ل تقبل الولى وتقبل الثانية‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬وقععال بعضععهم إلععخ(‬
‫مقابل لما يفهم مععن التعععبير بعععدم النععدب‪ ،‬وهععو الباحععة ‪ -‬كمععا مععر آنفععا عععن ع ش ‪-‬‬
‫وصنيعه يقتضي أن قول بعضهم المذكور ضعيف‪ .‬وعبارة شرح الععروض تفهععم أنععه‬
‫معتمد‪ ،‬ونصها‪ :‬قال في المهمات‪ :‬وفي التعبير بقععوله ول تسععتحب إعادتهععا‪ :‬قصععور‪،‬‬
‫فععإن العععادة خلف الولععى‪ .‬ول يلععزم مععن نفععي السععتحباب أولويععة الععترك‪ ،‬لجععواز‬
‫التساوي‪ .‬ولهذا عبر في المجموع بقوله ل يستحب له العادة‪ ،‬بل يستحب له تركهععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتصح الصلة على ميت غائب( أي وإن قربت المسافة ولم يكن في جهة‬
‫القبلععة‪ ،‬خلفععا لبععي حنيفععة ومالععك‪ .‬قععال الزركشععي‪ :‬لنععه )ص( أخععبر النععاس وهععو‬
‫بالمدينة‪ .‬بموت النجاشي في اليوم الذي مععات فيععه وهععو بالحبشععة‪ ،‬وصععلى عليععه هععو‬
‫وأصحابه‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وذلك في رجب سنة تسع‪ .‬قال ابن القطان‪ :‬لكنها‬

‫] ‪[ 151‬‬
‫ل تسععقط الفععرض عععن الحاضععرين‪ .‬قععال الزركشععي‪ :‬ووجهععه أن فيععه ازدراء‬
‫وتهاونا بععالميت‪ ،‬لكععن القععرب السععقوط‪ ،‬لحصععول الفععرض‪ .‬وظععاهر أن محلععه ‪ -‬أي‬
‫السقوط ‪ -‬إذا علم بها الحاضرون‪ ،‬ول بد ‪ -‬في صحة الصلة على الغائب ‪ -‬أن يعلععم‬
‫‪ -‬أو يظن ‪ -‬أنه قد غسل‪ ،‬وإل لم تصح‪ .‬نعععم‪ :‬إن علععق النيععة علععى غسععله‪ ،‬بععأن نععوى‬
‫الصلة إن كان غسل‪ ،‬فينبغي أن تصح ‪ -‬كما هو أحد احتمالين للذرعي‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنععي‬
‫بزيادة‪) .‬قوله‪ :‬عن بلد( ليس بقيد‪ ،‬على ما سننقله عععن سععم قريبععا‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن يكععون‬
‫إلخ( تصوير لغيبته عن البلد‪ .‬وقوله بحيث إلخ‪ :‬تصوير للبعيد عن البلد‪ .‬أي أن البعيد‬
‫مصور بأنه هو الذي ل ينسب إلى البلد عرفا‪ ،‬بأن يكون فوق حد القرب ‪ -‬كما يؤخذ‬
‫من ضبط القرب التي‪) .‬قوله‪ :‬أخذا من قول الزركشي إلخ( قال في النهاية‪ :‬وعبارته‬
‫من كان خارج السور إن كان أهله يستعير بعضهم من بعض‪ .‬لم تجععز الصععلة علععى‬
‫من هو داخل السور للخارج‪ ،‬ول العكس‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬القريب منه( أي السععور‪ .‬قععال‬
‫في التحفة‪ :‬ويؤخذ من كلم السععنوي ضععبط القععرب هنععا بمععا يجععب الطلععب منععه فععي‬
‫التيمم‪ .‬وهو متجه إن أريد به حد الغوث‪ ،‬ل القععرب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ل علععى غععائب عععن‬
‫مجلسه فيها( أي ل تصح الصلة على ميت غائب عن مجلس من يريد الصلة عليه‪،‬‬
‫وهو حاضر في البلد‪ ،‬وإن كبرت البلد‪ ،‬لتيسر حضوره‪ .‬وشبهوه بالقضععاء علععى مععن‬
‫بالبلد مع إمكان حضوره‪ .‬وفي سم خلفه‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬المتجه أن المعتععبر المشععقة‬
‫وعدمها‪ .‬فحيث شق الحضور ‪ -‬ولو فععي البلععد لكبرهععا ونحععو ‪ -‬صععحت‪ ،‬وحيععث ل ‪-‬‬
‫ولععو خععارج السععور ‪ -‬لععم تصععح‪ .‬م ر‪ .‬والوجععه فععي القععرى المتقاربععة جععدرانها أنهععا‬
‫كالقرية الواحدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إلخ( استدراك من عدم صععحة الصععلة علععى غععائب‬
‫عن المجلس في البلد‪) .‬قوله‪ :‬جازت( أي الصلة‪) .‬وقععوله‪ :‬حينئذ( أي حيععن إذ تعععذر‬
‫الحضور لها‪) .‬وقوله‪ :‬على الوجه( أي عند الرملي‪ .‬وفي التحفة خلفععه‪ ،‬وعبارتهععا‪:‬‬
‫فل يصلى عليه وإن كبرت‪ .‬وعذر‪ :‬بنحو مرض‪ ،‬أو حبس‪ ،‬كما شععمله إطلقهععم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتصح على حاضر مدفون( أي بشرط أن ل يتقدم المصلي على القععبر ‪ -‬كمععا‬
‫مر ‪ .-‬قال ع ش‪ :‬ويسقط بها الفرض على المعتمد‪ .‬وظاهر إطلقهم أنه ل فععرق بيععن‬
‫المنبوشة وغيرها‪ ،‬وهو في المنبوشة مشععكل‪ ،‬للعلععم بنجاسععة مععا تحععت الميععت‪ .‬فلعععل‬
‫المراد غير المنبوشة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذكر ق ل خلفه‪ ،‬حيث قال‪ :‬نعم‪ ،‬ل يضر اتصال نجاسعة‬
‫به في القبر‪ ،‬لنه كانفجاره‪ ،‬وهو ل يمنع صحة الصلة عليععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولو بعد بلئه( غاية للصحة‪ ،‬وهي للرد على القائل بأنه يشترط بقاء شئ من الميععت‪.‬‬
‫ونظر فيه في التحفة بأن عجب الععذنب ل يفنععى‪ ،‬أي فبقععاء شعئ منعه أمععر ضعروري‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل تصح على قبر نبي( أي لخبر‪ :‬لعن ال اليهععود والنصععارى‪ ،‬اتخععذوا قبععور‬
‫أنبيائهم مساجد‪ .‬أي بصلتهم إليها‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ودللة هذا على المدعى إنما هععي‬
‫بطريععق القيععاس‪ ،‬لن اليهععود والنصععارى كععانوا يصععلون المكتوبععة لقبععور النبيععاء‪،‬‬
‫والمدعى هنا صلة الجنازة‪ .‬فتقاس على المكتوبععة الععتي ورد اللعععن فيهععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونظععر‬
‫في التحفة في دللة الحديث على المدعى‪ ،‬ووجهه الكردي بأن الدليل في الصلة إليه‬
‫‪ -‬كما فسروا به الحديث ‪ -‬والمععدعى هععو الصععلة عليععه‪ ،‬أي بععأن صععلى عليععه صععلة‬
‫الجنازة‪ .‬وفي قياس الصلة عليه على الصلة إليه نظر‪ .‬إذ في الصععلة إليععه التعظيععم‬
‫الذي ل يوجد في الصلة عليه‪ ،‬بدليل أنه يصلى علععى الفسععقة وغيرهععم ممععن يلحععظ‬
‫فيه التعظيم‪ .‬وأما المنعع معن الصعلة إليعه‪ ،‬فهعو خععاص بالنبيعاء‪ .‬والتعليععل المطعابق‬
‫للمععدعى أنععا لععم نكععن أهل للفععرض وقععت مععوتهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصععا‪ .‬وتقععدم ‪ -‬فععي مبحععث‬
‫مكروهات الصلة ‪ -‬أن الصلة لقععبر نععبي محرمععة‪ ،‬لكععن بقصععد التععبرك أو العظععام‬
‫لذلك القبر‪ .‬فلو لم يقصد ذلك‪ ،‬بل وافق في صلته أن أمامه قبر نععبي ‪ -‬كمععن يصععلي‬
‫خلف قبر النبي )ص( من الغاوات وغيرهم ‪ -‬فل حرمعة ول كراهعة‪) .‬قععوله‪ :‬لخععبر‬
‫الشيخين( ظاهره أنه دليل لعدم صحتها على قبر نبي‪ .‬ويحتمععل أنععه دليععل لععه وللول‬
‫أيضا الذي هو صحتها على قبر غير نبي‪ .‬وذلك لنه ثبت في الصحيحين الدليل لكل‬
‫منهما‪ ،‬وهو في الثاني الخبر المار‪ :‬لعن ال اليهود إلخ‪ ،‬وفي‬

‫] ‪[ 152‬‬
‫الول أنه )ص( صلى على قبر امرأة أو رجل كان يقم المسجد‪ ،‬لكن علععى هععذا‬
‫الحتمال يراد من لفظ خبر‪ ،‬متعدد‪ ،‬وهو جائز‪ ،‬لنه هنععا منفععرد مضععاف فيعععم‪ .‬ولععو‬
‫قال لخبري الشيخين‪ ،‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬من أهل فرضها وقت موته( متعلق بكل من‬
‫قوله‪ :‬تصح على ميت غائب‪ ،‬وقوله‪ :‬تصح على حاضععر مععدفون‪ .‬أي تصععح الصععلة‬
‫على الميت الغائب وعلى الحاضر المدفون‪ ،‬إن كان من يريععد الصععلة مععن أهععل أداء‬
‫فرضها وقت الموت بأن يكون حينئذ مسلما مكلفا طاهرا‪ ،‬لنه يؤدي فرضععا خععوطب‬
‫به‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة وفي سم ما نصعه‪ :‬عبعارة المنهعج وشعرحه‪ :‬وإنمعا تصعح الصعلة علعى‬
‫القبر والغائب عن البلد ممن كان من أهل فرضها وقععت مععوته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتلخععص منععه أن‬
‫صلة الصبي المميز صحيحة مسقطة للفععرض‪ ،‬ولععو مععع وجععود الرجععال فععي الميععت‬
‫الحاضر دون الغععائب‪ ،‬والقععبر وهعو مشععكل‪ .‬فليحععرر‪ ،‬فععرق واضععح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فل‬
‫تصح إلخ( مفرع على مفهوم قوله من أهل فرضها وقت موته‪ .‬أي فل تصععح صععلة‬
‫من كان كافرا عند الموت ثم أسلم بعده‪ ،‬أو كانت حائضا عند الموت ثم طهرت بعده‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬يومئذ( أي يوم الموت‪) .‬قوله‪ :‬كمن بلغ أو أفاق بعد الموت( الكاف للتنظيععر‪،‬‬
‫أي كما ل تصح ممن كان صغيرا عند الموت ثم بلغ بعده‪ ،‬أو كععان مجنونععا عنععده ثععم‬
‫أفاق من جنونه بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ولو قبل الغسل( غاية لعدم صحتها ممععن أبلععغ أو أفععاق‬
‫بعد الموت‪ .‬أي ل تصح الصلة ممععن ذكععر‪ ،‬ولععو كععان البلععوغ أو الفاقععة قبععل غسععل‬
‫الميت‪ .‬وما جرى عليه المؤلف ‪ -‬من عدم الصععحة بالنسععبة لمععا إذا بلععغ أو أفععاق قبععل‬
‫الغسل ‪ -‬ضعيف‪ .‬والمعتمد أنه تصععح الصععلة فععي هععذه الحالععة‪ .‬كمععا نععص عليععه فععي‬
‫النهاية‪ ،‬وعبارتها‪ :‬واعتبار الموت يقتضي أنه لو بلغ أو أفاق بعد الموت وقبل الغسل‬
‫لم يعتبر ذلك‪ ،‬والصواب خلفه‪ ،‬لنه لو لم يكن ثععم غيععره‪ ،‬لزمتععه الصععلة ‪ -‬اتفاقععا ‪-‬‬
‫وكذا لو كان ثم غيره فترك الجميع فإنهم يأثمون‪ .‬بل لو زال المانع بعد الغسل أو بعد‬
‫الصلة عليه وأدرك زمنا تمكن فيه الصلة‪ .‬كان كذلك‪ .‬وحينئذ فينبغععي الضععبط بمععن‬
‫كان من أهل فرضها وقت الدفن لئل يرد مععا قيععل‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلععه فععي السععنى والمغنععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما اقتضاه( أي ما ذكر من عدم صحتها ممن ذكععر ولععو قبععل الغسععل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وسقط الفرض فيها( أي صلة الجنازة‪) .‬وقوله‪ :‬بععذكر( أي واحععد‪ .‬وإنمععا سععقطت بععه‬
‫لحصول الفرض بصلته‪ ،‬ولن الجماعة ل تشترط فيها فكذا العدد كغيرها‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫ولو صبيا مميععزا( غايعة فعي سععقوط الفععرض بالععذكر‪ ،‬أي تسعقط بعه ولعو كععان صعبيا‬
‫مميزا‪ ،‬لنه من جنس الرجال‪ ،‬ولنه يصلح أن يكون إماما لهم‪ .‬وكون صلة الصبي‬
‫تقع نفل ل يؤثر‪ ،‬لنه قد يجزئ عن الفرض ‪ -‬كما لو بلغ فيها أو بعدها في الععوقت ‪-‬‬
‫ولحصول المقصود بصلته مع رجاء القبعول فيهععا أكعثر‪ .‬قععال البجيرمعي‪ :‬واعلععم أن‬
‫الصبي ل يكفي في أربعة من فروض الكفاية‪ ،‬وهي‪ :‬رد السلم‪ ،‬والجماعععة‪ ،‬وإحيععاء‬
‫الكعبععة بالحععج‪ ،‬وإحياؤهععا بععالعمرة‪ .‬ومععا عععدا ذلععك يكفععي فيععه الصععبي ‪ -‬كالجنععازة‪،‬‬
‫والجهاد‪ ،‬والمر بالمعروف‪ ،‬وسائر فروض الكفاية ‪ -‬ولععو مععع وجععود الكععاملين‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو مع وجود بالغ( غاية ثانيععة لسععقوط الفععرض‪ ،‬لكععن بالصععبي المميععز‪ .‬ولععو‬
‫حذف لفظ ولو ‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬بأن قعال ولعو صععبيا مميعزا معع وجعود بععالغ‪ ،‬لكعان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬وإن لععم يحفععظ الفاتحععة( غايععة ثالثععة لسععقوط الفععرض بالععذكر أي يسععقط‬
‫الفرض به ولو لم يحفظ الفاتحععة ول بعدلها‪) .‬وقععوله‪ :‬بعل وقععف يقعدرها( أي الفاتحععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو مع وجود من يحفظها( غاية في سقوط الفرض بمن ل يحفظها‪ .‬أي يسقط‬
‫الفرض به ولو مع وجود من يحفظها‪ .‬فهي غاية للغاية الثالثة‪ .‬قال ع ش‪ :‬لو كععان ل‬
‫يحسععن إل الفاتحععة فقععط‪ ،‬بععل الولععى أن يكررهععا أو ل ؟ فيععه نظععر‪ .‬والقععرب ‪ -‬بععل‬
‫المتعين ‪ -‬الول‪ ،‬لقيامها مقام الدعية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل بأنثى مععع وجععوده( أي ل يسععقط‬
‫الفرض بأنثى ‪ -‬ومثلها الخنثى ‪ -‬مع وجود ذكععر‪ .‬أي ولععو صععبيا مميععزا‪ ،‬وذلععك لنععه‬
‫أكمل منهما‪ ،‬ودعاؤه أقععرب إلععى الجابععة‪ ،‬ولن فععي ذلععك اسععتهانة بععالميت‪ .‬قععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬والوجه أن المراد بوجوده حضوره في محل الصلة على الميت‪ ،‬ل وجوده‬
‫مطلقععا‪ ،‬ول فععي دون مسععافة القصععر‪ .‬ل يقععال كيععف ل يسععقط بععالمرأة وهنععاك صععبي‬
‫مميز‪ ،‬مع أنها المخاطبة به دونه ؟ لنا نقول قد يخاطب الشخص بشئ ويتوقف فعلععه‬
‫على فعل شئ آخر‪ ،‬ل سيما‬

‫] ‪[ 153‬‬
‫فيما يسقط عنه الشئ بفعل غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬وخرج بقوله مع وجوده‪ ،‬ما إذا لم‬
‫يوجد ذكر‪ ،‬فإنها تجب عليها ويسقط الفرض بها‪) .‬قوله‪ :‬وتجععوز علععى جنععائز صععلة‬
‫واحدة( أي برضا أوليائهم ‪ -‬اتحدوا أو اختلفوا ‪ -‬وذلك لن أم كلثوم بنت سععيدنا علععي‬
‫بن أبي طالب ماتت هععي وولععدها زيععد بععن عمععر بععن الخطععاب ‪ -‬رضععي الع عنهععم ‪-‬‬
‫فصلي عليهما دفعة واحدة‪ ،‬وجعل الغلم مما يلي المام‪ ،‬وفي القول جماعة من كبار‬
‫الصحابة رضي ال عنهععم‪ ،‬فقععالوا‪ :‬هععذا هععو السععنة‪ .‬رواه أبععو داود والنسععائي بإسععناد‬
‫صحيح‪ ،‬كما قاله البيهقي‪ .‬وصلى ابن عمر رضي ال عنهما على تسع جنائز رجععال‬
‫ونساء‪ ،‬فجعل الرجال مما يلي المععام‪ ،‬والنسععاء ممععا يلععي القبلععة‪ .‬ولن الغععرض مععن‬
‫الصلة الدعاء والجمع فيه ممكن‪ .‬وإذا حضرت الجنائز دفعة واحدة‪ ،‬واتحد نععوعهم‪،‬‬
‫وفضلهم‪ ،‬أقرع بين الولياء ‪ -‬إن تنازعوا فيمن يقرب للمام ‪ -‬وإل قععدم مععن قععدموه‪.‬‬
‫فإن اختلف النوع قدم إليه الرجل‪ ،‬فالصبي‪ ،‬فالخنثى‪ ،‬فالمرأة‪ .‬أو اختلف الفضل‪ ،‬قعدم‬
‫الفضل‪ .‬والمعتبر فيه الورع‪ ،‬والخصال التي ترغب في الصلة عليه‪ ،‬ويغلععب علععى‬
‫الظن‪ ،‬قربه من رحمة ال‪ ،‬ل بالحرية والرق‪ ،‬لنقطاع الرق بالموت‪) .‬قوله‪ :‬فينوي(‬
‫أي مريد الصلة عليهم‪) .‬وقوله‪ :‬إجمال( أي بأن يقول‪ :‬أصلي علععى مععن حضععر مععن‬
‫أموات المسلمين‪ ،‬أو‪ :‬على من يصلي عليهم المام‪ .‬فلو عين وأخطأ‪ ،‬كأن صلى على‬
‫عشرة‪ ،‬فبانوا أحعد عشعر‪ .‬لعم تصعح‪ ،‬بخلف معا لعو صعلى علعى أحعد عشعر‪ ،‬فبعانوا‬
‫عشرة‪ ،‬فإنها تصح‪) .‬قوله‪ :‬وحعرم تأخيرهعا( أي الصعلة ععن العدفن‪ ،‬فيعأثم العدافنون‬
‫الراضون بذلك لوجععوب تقععديمها عليععه‪) .‬قععوله‪ :‬بععل يسععقط إلععخ( الضععراب انتقععالي‪،‬‬
‫والولى إسقاط لفظ بل‪ ،‬ويأتي بواو العطف بدلها‪ ،‬بأن يقول ويسقط الفرض بالصلة‬
‫على قبره إذا ارتكبت الحرمة ودفن قبل الصلة عليه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬فإن دفن قبلهععا‬
‫أثم كل من علم به ولو بعذر‪ ،‬وتسقط بالصلة على القععبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتحععرم صععلة‬
‫على كافر( أي بسائر أنواعه‪ ،‬حربيععا كععان أو ذميععا‪ ،‬أو معاهععدا‪ ،‬أو مسععتأمنا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لحرمة الدعاء له( أي للكافر‪) .‬وقوله‪ :‬بالمغفرة( أي والصلة تتضمن الدعاء لععه بهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قال تعالى إلخ( استدلل على حرمة الصلة عليه‪ .‬أما دليععل حرمععة الععدعاء لععه‬
‫بالمغفرة فقوله تعالى‪) * :‬إن ال ل يغفر أن يشرك بععه( *‪ .‬والسععبب فععي نععزول اليععة‬
‫الولى ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما‪ ،‬عن ابن عمر رضعي الع عنهمعا‪ ،‬قععال‪:‬‬
‫لما توفي عبد ال بن أبي بن سلول أتى ابنه ‪ -‬عبد الع ‪ -‬رسععول ال ع )ص( فسععأل أن‬
‫يعطيه قميصه ليكفنه فيه‪ ،‬فأعطاه‪ ،‬ثم سأله أن يصلي عليععه‪ ،‬فقععام رسععول الع )ص(‪،‬‬
‫فقام عمر فأخذ ثوبه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أتصلي عليه وقد نهاك ال أن تصععلي علععى‬
‫المنافقين ؟ فقال‪ :‬إن ال خيرني وقال‪) * :‬استغفر لهععم أو ل تسععتغفر لهععم إن تسععتغفر‬
‫لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم( * وسأزيد على السبعين‪ .‬فقععال إنععه منععافق‪ .‬فصععلى‬
‫عليه‪ ،‬فأنزل الع‪) * :‬ول تصعل علعى أحعد منهعم معات أبعدا( * اليعة‪ ،‬فعترك الصعلة‬
‫عليهم‪) .‬قوله‪ :‬ومنهم( أي من الكفار المعلومين مععن السععياق‪ .‬والولععى والخصععر أن‬
‫يقععول‪ :‬وطفععل الكععافر مثلععه‪ ،‬سععواء وصععف بالسععلم أم ل‪) .‬قععوله‪ :‬سععواء نطقععوا‬
‫بالشهادتين( أي لنه ل يحكم بإسلمهم بععالنطق بهمععا إل بعععد البلععوغ‪) .‬قععوله‪ :‬فتحععرم‬
‫الصلة عليهم( أي وإن قلنا إنهم من أهل الجنة‪ ،‬لنهععم مععع ذلععك يعععاملون فععي أحكععام‬
‫الدنيا ‪ -‬من الرث وغيره ‪ -‬معاملة الكفار‪ ،‬والصلة من أحكام الدنيا‪ ،‬خلفا لمن وهم‬
‫فيععه‪ .‬ويظهععر حععل الععدعاء لهععم بععالمغفرة‪ ،‬لنععه مععن أحكععام الخععرة‪ ،‬بخلف صععورة‬
‫الصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة بالمعنى‪) .‬واعلم( أنه اختلف في أطفال الكفار علععى أربعععة أقععوال‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬أنهم في الجنة‪ ،‬وعليه المحققون‪ .‬الثاني‪ :‬أنهم في النععار تبعععا لبععائهم‪ .‬الثععالث‪:‬‬
‫الوقوف‪ ،‬ويعبر عنه بأنهم تحت المشيئة‪ .‬الرابع‪ :‬أنهعم يجمعععون يعوم القيامععة وتؤجعج‬
‫لهم نار ويقال لهم ادخلوها‪ ،‬فيدخلها من كان في علم ال شقيا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪.‬‬
‫] ‪[ 154‬‬
‫)قوله‪ :‬على شهيد( أي وتحرم الصلة على الشهيد‪ ،‬لما صح أنه )ص( أمر فععي‬
‫قتلى أحد بدفنهم بدمائهم‪ ،‬ولم يغسلهم‪ ،‬ولم يصل عليهم‪ .‬وأما خععبر‪ :‬أنععه )ص( خععرج‬
‫فصلى على قتلى أحد صلته على الميت زاد البخاري بعد ثمان سنين فالمراد ‪ -‬كمععا‬
‫في المجموع ‪ -‬دعا لهععم كععدعائه للميععت‪ ،‬والجمععاع يععدل لععه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي لفععظ‬
‫شهيد‪) .‬قوله‪ :‬لنه مشهود لععه بالجنععة( بيععان الحكمععة كععون شععهيد بمعنععى مشععهود‪ .‬أي‬
‫وإنما كان كذلك لنه مشهود له بالجنة‪ .‬وقيل لنه يبعععث‪ ،‬ولععه شععاهد بقتلععه إذ يبعععث‪،‬‬
‫وجرحه يتفجر دما‪ .‬وقيل‪ :‬لن ملئكة الرحمة يشهدونه فيقبضون روحععه‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫فاعل( معطوف على مفعول‪ ،‬أي أو هو بوزن فعيل بمعنى فاعععل فهععو شععهيد بمعنععى‬
‫شاهد‪ .‬وقوله لن روحه إلخ‪ .‬بيان الحكمة كونه بمعنععى فاعععل‪ ،‬أي وإنمععا كععان كععذلك‬
‫لنه شاهد أي روحه تشهد الجنة قبل غيره‪) .‬قوله‪ :‬ويطلععق لفععظ الشععهيد إلععخ( الملئم‬
‫والخصر أن يعمم عند تعريف المتن للشهيد بأن يقول بعد قول المتن‪ :‬وهو من مات‬
‫في قتال كفار‪ ،‬سواء كان شهيدا في الدنيا والخرة ‪ -‬وهو من قاتععل لعلء كلمععة الع‬
‫تعالى ‪ -‬وشهيدا في الدنيا فقط ‪ -‬وهو من قاتل لنحو حميععة ‪ -‬ثععم يقععول‪ :‬وخععرج بععذلك‬
‫شهيد الخرة فقط ‪ -‬وهو من مات مقتععول ظلمععا ‪ -‬إلععخ‪ .‬وقععد تقععدم الكلم علععى أقسععام‬
‫الشهيد أول الباب‪ ،‬فل تغفل‪) .‬قوله‪ :‬لتكون كلمة الع إلععخ( المععراد بهععا كلمععة التوحيععد‬
‫والدعوة إلى السلم‪) .‬وقوله‪ :‬هي العليا( أي الظاهرة الغالبة‪ ،‬ول بعد أن ل يصعاحب‬
‫ذلك رياء ول غلول من غنيمة وغير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وعلععى مععن قاتععل لنحععو حميععة( أي‬
‫لقومه‪ ،‬ودخل تحت لنحو‪ :‬من قاتل للرياء‪ ،‬أو للغنيمة‪ ،‬أو نحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬فهو شهيد‬
‫الدنيا( أي فتجري عليه أحكام الشهادة الدنيوية‪ ،‬من كونه ل يغسععل ول يصععلى عليععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعلى مقتول( معطوف على من قاتععل الولععى‪ ،‬أي ويطلععق لفععظ الشععهيد علععى‬
‫مقتول‪) .‬وقوله‪ :‬ظلما( خرج به ما إذا كان مقتععول بحععق ‪ -‬كععأن كععان لقصععاص ‪ -‬فل‬
‫يكون شهيدا‪) .‬قوله‪ :‬وغريق( معطععوف علععى مقتععول‪ ،‬أي ويطلععق لفععظ الشععهيد علععى‬
‫غريق‪ ،‬أي مات غرقا فععي بحععر أو مععاء كععثير‪) .‬لطيفععة( حكععي أن شخصععا نععزل هععو‬
‫ومحبوبه يسبحان في البحر‪ ،‬فغرق محبوبه‪ ،‬فأشار إلى البحر وأنشد وقال‪ :‬ياماء‪ :‬لك‬
‫قد أتيت بضد ما * * قد قيل فيك مخبرا بعجيب ؟ ال أخععبر أن فيععك حياتنععا * * فلي‬
‫شئ مات فيك حبيبي ؟ فلما قال ذلك أحيععاه الع تعععالى‪ ،‬وطلععع لععه مععن البحععر )قععوله‪:‬‬
‫وحريق( أي ويطلق لفظ الشهيد على حريق‪ ،‬أي محععروق بالنععار‪) .‬قععوله‪ :‬ومبطععون(‬
‫أي ويطلق لفظ الشهيد على مبطععون‪) .‬قععوله‪ :‬أي مععن قتلععه بطنععه( أي داء فععي بطنععه‪،‬‬
‫وبينه بقوله‪ :‬كاستسقاء أو إسهال‪ ،‬فإنهما دآن في البطن يكونان سببا في الهلك غالبا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فهم( أي المقتول ظلما والغريق والحريق إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬الشععهداء فععي الخععرة‬
‫فقط( أي ل في الدنيا‪ ،‬فتجرى عليهم أحكام غير الشهيد‪ ،‬من الغسل‪ ،‬والصلة‪ ،‬وغير‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬كغسله( أي كتحريم غسله‪) .‬وقوله‪ :‬أي الشهيد( بيان لمرجع الضمير في‬
‫غسله‪ .‬وإنما أرجعه للشهيد ولم يرجعه للمذكور من الكافر والشهيد‪ ،‬لن غسل الول‬
‫ليس بحرام‪ ،‬بل هو جائز‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو جنبععا( أي يحععرم غسععله ولععو كععان جنبععا‪ ،‬لن‬
‫حنظلة بن الراهب قتل يوم أحد وهععو جنععب‪ ،‬ولععم يغلسععه النععبي )ص(‪ ،‬وقععال‪ :‬رأيععت‬
‫الملئكة تغسله‪ .‬رواه بن حبان والحاكم في صحيحهما‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه )ص( لعم يغسعل‬
‫قتلى أحد( ولما رواه المام أحمد أنه )ص( قال‪ :‬ل تغسلوهم‪ ،‬فععإن كععل جععرح أو كلععم‬
‫أو دم يفوح مسكا يوم القيامة‪ .‬وحكمة ذلك أيضا‪ :‬إبقاء أثر الشهادة عليهععم‪ ،‬والتعظيععم‬
‫لهم باستغنائهم عن التطهير‪ .‬وفي ذلك حععث علععى الجهعاد العذي جبلعت النفعوس علعى‬
‫الكراهة له والنفرة عنه لحبها البقاء في الدنيا‪) .‬فإن قيل( النبيععاء والمرسععلون أفضععل‬
‫من‬

‫] ‪[ 155‬‬
‫الشهداء‪ ،‬مع أنهم يغسلون‪ ،‬ويصلى عليهم ؟ )أجيب( بععأن الشععهادة فضععيلة تنععال‬
‫بالكتساب‪ ،‬فرغب الشارع فيها‪ ،‬ول كذلك النبوة والرسعالة‪ ،‬فإنمعا ليسعتا بمكتسعبتين‪.‬‬
‫قال البوصيري‪ :‬تبارك ال ما وحي بمكتسب * * ول نععبي علععى غيععب بمتهععم وقععال‬
‫اللقاني‪ :‬ولم تكن نبوة مكتسبة * * ولو رقى في الخير أعلى عقبه )قوله‪ :‬ويحرم إزالة‬
‫دم شهيد( أي لنا نهينا عن غسله‪ ،‬ولنه أثر عبادة‪ .‬وإنما لم تحرم إزالة الخلوف مععن‬
‫الصائم ‪ -‬مع أنه أثر عبادة ‪ -‬لنه هو المفوت على نفسه‪ ،‬بخلفه هنا‪ ،‬حتى لو فرض‬
‫أن غيره أزاله بغير إذنه حرم عليه ذلك‪ .‬والمراد بالععدم الععذي يحععرم إزالتععه‪ :‬الخععارج‬
‫من المقتول نفسه‪ ،‬بخلف ما لو طرأ عليه من غيععره‪ ،‬فععإنه يععزال ‪ -‬كالنجاسععة ‪ -‬ولععو‬
‫أدى إلى زوال دم الشهادة معه‪) .‬قوله‪ :‬وهععو مععن مععات إلععخ( أي الشععهيد الععذي يحععرم‬
‫غسله والصلة عليه هو من مات إلخ‪) .‬قوله‪ :‬في قتال كفععار( أي فععي حععال مقععاتلتهم‪.‬‬
‫)واعلم( أنه ذكر قيدين للشهيد‪ ،‬وهما‪ :‬كون الموت حال المقاتلة‪ ،‬وكونه بسبب القتال‪،‬‬
‫وبقي قيد ثالث‪ ،‬وهو‪ :‬أن يكون القتال حلله العلماء‪ .‬وخرج بالقيد الول من مات بعععد‬
‫المقاتلة‪ ،‬فإن فيه تفصيل سيذكره في قوله‪ :‬ول مععن مععات بعععد انقضععائه إلععخ‪ .‬وبالقيععد‬
‫الثاني من مات ل بسبب القتال ‪ -‬كأن مات فععي حععال المقاتلععة بمععرض أو فجععأة ‪ -‬أي‬
‫بغتة‪ .‬وبالقيد الثالث‪ :‬من مات في قتال محرم‪ ،‬كقتال المسلم ذميععا‪ ،‬فل يسععمى شععهيدا‪.‬‬
‫وقد ذكر المؤلف بعض أفراد هذه المحترزات‪ ،‬كمععا سععتعرفه‪) .‬قععوله‪ :‬قبععل انقضععائه(‬
‫أي القتال‪ ،‬ول حاجة إلى هذا القيد‪ ،‬لنه يغني عنه القيد الول‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وإن قتل‬
‫مدبرا( أي إن مات في المقاتلة يسمى شهيدا‪ ،‬وإن قتل حال كععونه مععدبرا عععن القتععال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بسببه( متعلق بمات‪ ،‬أي مات بسبب القتال‪ ،‬أي بسبب يحال عليععه القتععل‪ ،‬ولععو‬
‫احتمععال ‪ -‬كالمثععال الخيععر ‪ .-‬قععال ع ش‪ :‬ومنععه مععا قيععل إن الكفععار يتخععذون خديعععة‬
‫يتوصلون بها إلى قتل المسععلمين‪ ،‬فيتخععذون سععردابا تحععت الرض يملععؤنه بالبععارود‪،‬‬
‫فإذا مر به المسلمون أطلقوا النععار فيععه فخرجععت مععن محلهععا وأهلكععت المسععلمين‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كأن أصابه إلخ( تمثيل لمن مات في القتال بسببه‪ ،‬والولى التعميم بععأن يقععول‪:‬‬
‫سواء قتله كافر أو أصابه إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬سلح مسلم آخر( ظاهره أنه ل فرق في ذلععك‬
‫بين أن يقصد كافرا فيصيبه‪ ،‬أول‪ ،‬ول مانع منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬وقوله‪ :‬خطأ( خرج بععه‬
‫ما لو كان عمدا‪ ،‬فععإنه ل يسععمى المقتععول بععه شععهيدا‪ ،‬إل إن كععان المسععلم اسععتعان بععه‬
‫الكفار ‪ -‬كما سيذكره ‪) .-‬قوله‪ :‬أو قتله مسلم( معطوف على أصععابه‪ ،‬أي وكععأن قتلععه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬استعانوا أي الكفار‪ .‬وقوله به‪ .‬أي بالمسلم فمقتول المستعان به شهيد‪ ،‬لن هذا‬
‫قتال كفار‪ ،‬ول نظر إلى خصوص القاتل‪ ،‬فإن لم يسعتعينوا بعه ولعم يكعن خطعأ فليعس‬
‫بشهيد‪) .‬قوله‪ :‬أو تردي بععبئر( معطععوف علععى أصععابه أيضععا‪ .‬أي وكععأن تععردى ‪ -‬أي‬
‫سقط ‪ -‬المقاتل ببئر‪) .‬قوله‪ :‬أو جهل مععا مععات بععه( معطععوف أيضععا علععى أصععابه‪ .‬أي‬
‫وكأن جهل السبب الذي مات به‪ .‬ول يرد أن الممثل له من مات بسبب القتععال‪ ،‬وهععذا‬
‫فيععه الجهععل بالسععبب‪ ،‬فل يصععلح مثععال‪ ،‬لمععا علمععت أن المععراد بالسععبب لععو احتمععال‪.‬‬
‫ويتصور الجهل به بأن يصيبه سهم وشك في الرامي‪ :‬هل هععو مععن المسععلمين أو مععن‬
‫الكفار ؟ وعبارة التحفة‪ :‬أو انكشعف عنعه الحعرب وشعك أمعات بسعببها وغيعره ؟ لن‬
‫الظاهر موته بسببها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكن به أثر دم( راجع لجميععع المثلععة‪ ،‬يعنععي‬
‫أن من أصابه سلح مسلم خطأ فمات‪ ،‬أو قتله مسلم استعانوا به فمات‪ ،‬أو تردى ببئر‬
‫فمات‪ ،‬أو جهل سبب موته‪ ،‬يحكم عليه بالشهادة ‪ -‬سواء كان به أثععر دم أم ل ‪ -‬وذلععك‬
‫لن الظاهر موته بسبب الحرب‪) .‬فإن قيل( ينبغي‬

‫] ‪[ 156‬‬
‫أن يخرج ذلك على قولى الصل والغالب‪ ،‬إذ الصل عدم الشهادة‪ ،‬والغالب أن‬
‫من يموت بالمعترك أنه مات بسبب من أسباب القتل‪ .‬والقاعدة أنه يقدم الصععل علععى‬
‫الغالب‪) .‬أجيب( بأن السبب الظاهر يعمل به ويترك الصل‪ ،‬كما إذا رأينا ظبية تبول‬
‫في الماء ورأيناه متغيرا‪ ،‬فإنا نحكم بنجاسته‪ ،‬مع أن الصل طهععارة المععاء‪) :‬قععوله‪ :‬ل‬
‫أسير قتل صبرا( هذا خرج بقوله في قتال‪) .‬قععوله‪ :‬فععإنه( أي السععير‪) .‬وقععوله‪ :‬ليععس‬
‫بشهيد على الصح( أي الشهادة المخصوصة المرادة هنا‪) .‬قوله‪ :‬لن قتله إلخ( تعليل‬
‫لكونه ليس بشهيد‪) .‬وقوله‪ :‬بمقاتلععة( أي فععي حععال مقاتلععة‪) .‬قععوله‪ :‬ول مععن مععات بعععد‬
‫انقضائه( هذا خرج بقوله قبل انقضائه‪ ،‬ولو حذفه لخرج بقوله في قتععال أيضععا ‪ -‬كمععا‬
‫علمت‪) .‬قوله‪ :‬وقد بقي فيه حياة مستقرة( الجملة حالية‪ :‬أي مات بعد انقضععاء القتععال‪،‬‬
‫ولكن حال النقضاء كانت فيه حيعاة مسعتقرة‪ .‬والمعراد بهعا‪ :‬معا يوجعد معهعا الحركعة‬
‫الختيارية بقرائن وأمارات‪) .‬قوله‪ :‬وإن قطع بموته بعد( غاية لمقدر‪ ،‬أي فليععس مععن‬
‫مات بعد انقضائه إلخ بشهيد‪ ،‬وإن جزم بأنه يموت بعد انقضاء القتال‪ .‬قال الشوبري‪:‬‬
‫وينبغي أن يكععون شععهيدا فععي حكععم الخععرة‪ ،‬لنععه ل يتقاعععد عععن المبطععون والغريععق‬
‫ونحوهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬من جععرح( مععن‪ ،‬تعليليععة‪ ،‬فهععي بمعنععى اللم‪ ،‬أي قطععع بمععوته‬
‫لجل جععرح‪) .‬وقععوله‪ :‬بعه( أي بمععن مععات بعععد انقضععائه‪ .‬والجععار والمجععرور متعلععق‬
‫بمحذوف صفة لجرح‪) .‬قوله‪ :‬أما من إلخ( مفهوم قععوله وقععد بقععي فيععه حيععاة مسععتقرة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬حركة مذبوح هي التي ل يبقى معهععا سععمع‪ ،‬ول إبصععار‪ ،‬ول حركععة اختيععار‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فشعهيد جزمعا( أي فعي العدنيا‪ ،‬فل يغسعل ول يصعلى عليعه‪ .‬وأمعا فعي الخعرة‬
‫فبحسب قصده‪ ،‬فإن كععان قصععده إعل كلمععة العع‪ ،‬فكععذلك‪ ،‬وإل فل‪ .‬كمععا مععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والحياة المستقرة ما تجوز إلخ( يعني أن الحياة المستقرة هي حركععة اختياريععة تجععوز‬
‫أن يبقى معها يوما أو يومين ثم يمععوت‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى مععا قععاله النععووي والعمرانععي(‬
‫كالتبري من هذا الضابط‪ ،‬والمعتمد ما ذكرته آنفا‪ :‬من أنها حركة اختيارية توجد فيععه‬
‫عند انقضاء القتال‪ ،‬سواء قطع بموته بعد يوم أو يععومين‪ ،‬أم ل‪) ،‬قععوله‪ :‬ول مععن وقععع‬
‫بين كفار( أي وليس بشهيد من دخل بين كفار فهرب منهم ولععم يقععاتلهم‪ ،‬وهععذا أيضععا‬
‫خرج بقوله‪ :‬في قتال كفار‪) .‬وقوله‪ :‬لن ذلك إلخ(‪ .‬تعليل لمقععدر ‪ -‬أي فليععس بشععهيد‪،‬‬
‫لن قتله لم يقع في قتال‪) .‬قوله‪ :‬ول من قتله اغتيال إلخ( أي وليس بشهيد مسععلم قتلععه‬
‫كافر حربي على سبيل الغتيال والخديعععة‪ ،‬لنععه ليععس فععي قتععال‪ .‬وهععذا أيضععا خععرج‬
‫بقوله‪ :‬في قتال‪) .‬وقوله‪ :‬دخل بيننا( أي بين المسلمين‪) .‬قوله‪ :‬إن نعععم إلععخ( اسععتدراك‬
‫من الخير‪ ،‬ولو قال‪ :‬فإن قتله إلخ‪ ،‬لكان أولى‪ ،‬لنه محترز قعوله اغتيعال‪ ،‬فل معنعى‬
‫للستدراك منه‪) .‬وقععوله‪ :‬قتلععه عععن مقاتلععة( أي قتلععه الحربععي مععع مقاتلععة المسععلم لععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما نقله السيد السمهودي ععن الخعادم( نقلعه ع ش أيضعا ععن سعم‪ ،‬وعبعارته‪:‬‬
‫)فرع( قال في تجريد العباب‪ :‬لو دخل حربي بلد السععلم فقاتععل مسععلما فقتلععه‪ ،‬فهععو‬
‫شهيد قطعا‪ .‬ولو رمى مسلم إلى صيد فأصاب مسلما في حععال القتععال‪ ،‬فليععس بشععهيد‪.‬‬
‫قاله القاضي حسين‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم على منهج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكفن ندبا شهيد في ثيععابه( أي إذا‬
‫اعتيد لبسها غالبا‪ ،‬أما ما ل يعتاد لبسها كذلك ‪ -‬كدرع‪ ،‬وخف‪ ،‬وفروة‪ ،‬وجبة محشوة‬
‫‪ -‬فيندب نزعها منه ‪ -‬كسائر الموتى ‪ .-‬وهل تنزع ثيابه التي مات فيها عند الموت ثم‬
‫ترجع إليه ويكفن فيها كسائر الموتى أو ل ؟‪ ،‬ذهععب ابعن حجععر إلعى الثعاني‪ .‬ونقععل ع‬
‫ش‪ ،‬عن الزيادي أن المعتمد الول‪) .‬قععوله‪ :‬والملطخععة بالععدم أولععى( الولععى أن يععأتي‬
‫بصيغة التعميم بأن يقول‪ :‬سواء كانت ملطخة بالدم أم ل‪ .‬ثععم يقععول‪ :‬والملطخععة بالععدم‬
‫أولى‪ ،‬أي إذا مات في ثياب متعددة بعضععها ملطععخ بالععدم‪ ،‬وبعضععها غيععر ملطعخ بععه‪،‬‬
‫وأراد الععوارث أن ينععزع منععه بعععض الثيععاب ويكفنععه فععي بعضععها‪ ،‬فععالولى تكفينععه‬
‫بالملطخة‪ .‬قال في شرح البهجة‪ :‬وليس‬

‫] ‪[ 157‬‬
‫بواجب‪ ،‬فللوارث إبدالها ‪ -‬كسائر الموتى ‪ ،-‬وفارق الغسععل بإبقععاء أثععر الشععهادة‬
‫على البدن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( تعليل لكونه يكفن ندبا في ثيععابه‪ ،‬وهععو مععن رواه أبععو‬
‫داود بإسناد حسن عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬رمى رجل بسععهم فععي صععدره ‪ -‬أو حلقععه ‪ -‬فمععات‪،‬‬
‫فأدرج في ثيابه كما هو‪ ،‬ونحن مع النبي )ص(‪) .‬قوله‪ :‬ولو لم تكفه( أي لععو لععم تكفععه‬
‫ثيابه التي مات فيها‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم تستر كل بدنه( تصوير لما إذا لم تكفه‪ .‬والتصوير‬
‫المذكور مبني على المعتمد من أن الواجب ستر كل البدن‪ .‬أما على الضعععيف القععائل‬
‫بأن الواجب ستر العورة‪ ،‬فيصور عليه عدم الكتفاء بما إذا لم يستر العورة‪ .‬وهو ما‬
‫جرى عليه في الروض وشععرحه‪ ،‬ونصععهما‪ :‬فععإن لععم تكعف ثيععابه تمععم عليهععا نعدبا إن‬
‫سترت العورة‪ ،‬وإل فوجوبا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل في حرير لبسععه( أي ل يكفععن الشععهيد فععي‬
‫حرير لبسه‪) .‬وقوله‪ :‬لضرورة الحرب( أي لضرورة هي الحرب‪ ،‬فالضععافة للبيععان‪.‬‬
‫ومثلها‪ :‬ما لو لبسه للحكة أو للقمل‪ .‬وهذا ما جرى عليه ابن حجععر‪ ،‬وتقععدم عنععد قععوله‬
‫ويكفن الميت بما له لبسه حيا‪ :‬التفصععيل بيععن كععونه لبسععه لحاجععة فيكفععن فيععه‪ ،‬ولغيععر‬
‫حاجة فل يكفن‪ .‬ووافق عليه ابن قاسم‪ ،‬وعبارته‪ :‬والمتجه أن من استشهد وهو لبسه‬
‫لمسوغ‪ ،‬لم يجب نزععه‪ ،‬بعل يعدفن فيعه‪ ،‬لن دفعن الشعهيد فعي أثعوابه العتي قتعل فيهعا‬
‫مطلوب شرعا‪ ،‬بخلف من استشهد‪ ،‬وهو معتد بلبسه‪ ،‬فل عبرة بهذا اللبععس‪ ،‬فينععزع‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فينععزع( أي الحريععر‪ ،‬وهععو مفععرع علععى كععونه ل يكفععن فيععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويندب أن يلقن محتضر( أي بل إلحاح عليه‪ ،‬لئل يضجر‪ ،‬ول يقال له‪ :‬قل‪ .‬بل تذكر‬
‫بين يديه ليتدبر‪ ،‬أو يقال ذكر ال مبعارك فنعذكر الع جميععا‪ .‬ويسعن أن يكعون الملقعن‬
‫غير متهم بإرث أو عداوة أو حسد أو نحو ذلك‪ ،‬فإن يحضر غيره لقنه أشععفق الورثععة‬
‫ثم غيره‪ ،‬ول يترك التلقين حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬ولو مميزا( أي ليحصععل لععه الثععواب التععي‪.‬‬
‫وإنما لم يلقن في القععبر لمنععه مععن السععؤال‪ .‬وعبععارة شععرح البهجععة‪ :‬وكلمهععم يشععمل‬
‫الصبي والمجنون‪ ،‬فيسن تلقينهما‪ ،‬وهو قريب في المميععز‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال سععم‪ :‬وانظععر‪ :‬لععو‬
‫كان نبيا ؟ والوجه أنه ل محذور من جهة المعنى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬علععى الوجععه( متعلععق‬
‫بالغاية‪) .‬قوله‪ :‬الشهادة( مفعول ثان ليلقن‪) .‬قوله‪ :‬أي ل إلععه إل العع( تفسعير للشععهادة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فقط( أي من غير زيادة محمد رسول ال‪ .‬وسيذكر مقابله بقوله‪ :‬وقول جمععع‬
‫إلخ‪) .‬قوله‪ :‬لخبر إلخ( دليععل لنععدب تلقينععه مععا ذكععر‪) .‬قععوله‪ :‬أي مععن حضععره المععوت(‬
‫تفسير مراد للموات أي أن المراد بهم من قرب موته‪ ،‬فهو من باب تسمية الشئ بما‬
‫يؤول إليه‪ ،‬كقوله تعالى‪) * :‬إنععي أرانععي أعصععر خمععرا( * )‪) .(1‬وقععوله‪ :‬مععع الخععبر‬
‫الصحيح( رواه أبودواد بإسناد حسن‪) .‬قوله‪ :‬من كان آخر( يصح فيه الرفع علععى أنعه‬
‫اسم كان‪) .‬وقوله‪ :‬ل إله إل ال( خبرها‪ ،‬ويصح العكس‪) .‬قوله‪ :‬أي مع الفععائزين( أي‬
‫من ال بالرتب العلية‪ .‬والفوز هو النجععاة والظفععر مععع حصععول السععلمة‪) .‬قععوله‪ :‬وإل‬
‫إلخ( أي وإن لم يكن المراد بدخول الجنة مع الفائزين فل يصح‪ ،‬لن كل مسلم يععدخل‬
‫الجنة ولو لم يأت بالشهادة عنععد المععوت‪) .‬وقععوله‪ :‬يععدخلها( أي الجنععة‪) .‬وقعوله‪ :‬وبعععد‬
‫عذاب( أي إذا استحقه‪ ،‬بأن كان فاسقا‪) .‬وقوله‪ :‬وإن طال( أي العذاب‪) .‬قوله‪ :‬وقععول‬
‫جمع( مبتدأ‪ ،‬خبره مردود‪) .‬قوله‪ :‬يلقن محمد رسول ال( مقول قععول جمععع‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫أيضا( أي كما يلقن ل إله إل ال‪) .‬قوله‪ :‬لن القصد إلخ( تعليل لتلقينه محمععد رسععول‬
‫ال‪) .‬قوله‪ :‬إل بهما( أي بالكلمتين‪ ،‬وهما‪ :‬ل إلععه إل العع‪ ،‬محمععد رسععول العع‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بععأنه( أي مععن حضععره المععوت مسععلم‪) .‬قععوله‪ :‬وإنمععا القصععد( أي مععن تلقينععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ليحصل له‬

‫)‪ (1‬يوسف‪36 :‬‬

‫] ‪[ 158‬‬
‫ذلك الثواب( أي هو دخعول الجنعة معع الفعائزين‪) .‬قعوله‪ :‬وبحعث تلقينعه( مبتعدأ‪،‬‬
‫خبره مردود‪) .‬قوله‪ :‬الرفيق العلى( قال حجر فععي فتععاويه الحديثيععة‪ .‬قيععل هععو أعلععى‬
‫المنازل ‪ -‬كالوسيلة التي هي أعلى الجنععة ‪ -‬فمعنععاه‪ :‬أسععألك يععا الع أن تسععكنني أعلععى‬
‫مراتب الجنة‪ .‬وقيل معناه‪ :‬أريد لقاءك يا ال يا رفيق يا أعلععى‪ .‬والرفيععق مععن أسععمائه‬
‫تعالى‪ ،‬للحديث الصحيح‪ :‬إن ال رفيق‪ .‬فكأنه طلب لقاء العع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه‬
‫آخر ما تكلم إلخ( أي لن لفظ الرفيق العلى آخر كلمععه )ص(‪) .‬قععوله‪ :‬مععردود( أي‬
‫فلو أتى به لم يحصل سنة التلقين‪ ،‬ويظهر أنه ل كراهععة فيععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن‬
‫ذلك( أي تكلمه )ص( بالرفيق العلى‪) .‬وقععوله‪ :‬لععم يوجععد( أي السععبب‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي‬
‫غيره( أي النبي )ص(‪) .‬وقوله‪ :‬وهو إلخ( أي ذلك السععبب أن ال ع خيععر النععبي )ص(‬
‫بين بقائه في الدنيا وبين لحوقه بالرفيق العلى‪ ،‬فاختار الرفيق العلى‪) .‬قععوله‪ :‬وأمععا‬
‫الكافر إلخ( مقابل لقوله بأنه مسلم‪ .‬ولو قدمه عنده وقععال‪ :‬ومععن ثععم يلقنهععا الكععافر إلععخ‬
‫لكان أنسععب وأولععى‪ .‬وعبععارة شععرح الرملععي‪ :‬وقععول الطععبري ‪ -‬كجمععع ‪ -‬أن زيادتهععا‬
‫أولععى‪ ،‬لن المقصععود مععوته علععى السععلم‪ ،‬مععردود بععأن هععذا مسععلم‪ .‬ومععن ثععم بحععث‬
‫السنوي أنه لو كان كافرا لقن الشهادتين وأمر بهمعا‪ ،‬لخعبر الغلم اليهعودي‪ ،‬ويكعون‬
‫ذلك وجوبا ‪ -‬كما أفاده الوالعد رحمعه الع تععالى ‪ -‬إن رجعي إسععلمه‪ ،‬وإل فنععدبا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لخبر الغلم اليهودي‪ :‬وهو ما رواه البخاري عن أنس‪ .‬قال‪ :‬كان غلم يهودي‬
‫يخدم النبي )ص(‪ ،‬فمرض‪ ،‬فأتاه النبي )ص( يعوده‪ ،‬فقعد عند رأسه‪ ،‬فقال له‪ :‬أسععلم‪.‬‬
‫فنظر إلى أبيه وهو عنده‪ ،‬فقال له‪ :‬أطع أبا القاسعم‪ ،‬فأسعلم‪ .‬فخعرج النعبي )ص( وهعو‬
‫يقول‪ :‬الحمد ل الذي أنقذه من النار‪) .‬قوله‪ :‬فليلقنهما( أي كلمتي التوحيد‪) .‬وقوله‪ :‬مع‬
‫لفظ أشهد( أي مع تلقينه لفظ أشهد‪) .‬وقوله‪ :‬لوجوبه( أي لفظ أشععهد‪) .‬وقععوله‪ :‬أيضععا(‬
‫أي كوجوب كلمتي التوحيد‪) .‬وقوله‪ :‬على ما سيأتي فيه( أي على ما سيأتي فععي بععاب‬
‫الردة من الخلف في لفظ أشهد‪ ،‬هل يجب تكريره أو ل ؟ وعبارته في بععاب الععردة ‪-‬‬
‫أعاذنا ال منها ‪ -‬بعد كلم‪ :‬ويؤخذ من تكريره ‪ -‬أي الشافعي رضععي الع عنععه ‪ -‬لفععظ‬
‫أشهد‪ :‬أنه ل بد منه في صحة السلم‪ ،‬وهو ما يدل عليعه كلم الشععيخين فععي الكفععارة‬
‫وغيرها‪ ،‬لكن خالف فيه جمع‪ .‬وفي الحاديث مععا يععدل لكععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬إذ ل يصععير‬
‫إلخ( تعليل لوجوب تلقينهما مع لفظ أشهد‪) .‬وقوله‪ :‬إل بهما( أي بكلمععتي التوحيععد‪ .‬أي‬
‫النطق بهما‪) .‬قوله‪ :‬وأن يقف جماعة إلخ( معطوف على أن يلقن‪ ،‬أي ويندب أن يقف‬
‫جماعة إلخ‪ .‬والمناسب تععأخير هععذا وذكععره بعععد قععوله‪ .‬وتلقيععن بععالغ إلععخ‪ ،‬وإنمععا نعدب‬
‫وقوف جماعة بعد الدفن‪ ،‬لنه )ص( كان إذا فرغ من دفععن ميععت وقععف عليععه وقععال‪:‬‬
‫استغفروا لخيكم‪ ،‬وأسألوا له التثبيت‪ ،‬فإنه الن يسئل‪) .‬واعلم( أن السععؤال عععام لكععل‬
‫مكلف‪ ،‬ويكون بحسب لغته ‪ -‬على الصحيح ‪ -‬وقيل بالسرياني‪ .‬وهو ‪ -‬على القول بععه‬
‫‪ -‬أربع كلمات‪ ،‬الولى‪ :‬اتره‪ .‬الثانية‪ :‬اترح‪ .‬الثالثة‪ :‬كععاره‪ .‬الرابعععة‪ :‬سععالحين‪ .‬فمعنععى‬
‫الولى‪ :‬قم يا عبد ال إلى سؤال الملكين‪ .‬ومعنى الثانيعة‪ :‬فيعم كنعت ؟ ومعنعى الثالثعة‪:‬‬
‫من ربك وما دينك ؟ ومعنى الرابعة‪ :‬ما تقول في هذا الرجععل الععذي بعععث فيكععم وفععي‬
‫الخلق أجمعين ؟ وقد ورد أن حفظ هععذه الكلمععات دليععل علععى حسععن الخاتمععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ساعة( أي بقدر ذبح جزور وتفرقة لحمها‪) .‬وقوله‪ :‬يسألون لععه التثععبيت( كععأن يقولععوا‬
‫اللهم ثبته‪ .‬فلو أتوا بغير ذلك ‪ -‬كالذكر على القبر ‪ -‬لم يكونوا آتين بالسنة وإن حصععل‬
‫لهم ثواب على ذكرهم‪ .‬والسؤال المعذكور غيعر التلقيععن التععي‪ ،‬وذلعك لمعا روي ععن‬
‫عمرو بن العاص أنه قال‪ :‬إذا دفنتموني فأقيموا بعد ذلك حول قبري سععاعة‪ ،‬قععدر مععا‬
‫تنحر جزور ويفرق لحمها‪ ،‬حععتى أسععتأنس بكععم وأعلععم مععاذا أراجععع بععه رسععل ربععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتلقين بالغ( معطوف على أن يلقن أيضا‪ .‬أي وينععدب تلقيععن بععالغ إلععخ‪ ،‬وذلععك‬
‫لقوله تعالى‪) * :‬وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين( * )‪ (1‬وأحوج ما يكون العبععد إلععى‬
‫التذكير في هذه الحالة‪ .‬وخرج بالبالغ‬

‫)‪ (1‬الذاريات‪55 :‬‬

‫] ‪[ 159‬‬
‫الطفل‪ ،‬فل يسن تلقينه لنه ل يفتن في قبره‪ .‬ومثله المجنععون ‪ -‬إن لععم يسععبق لععه‬
‫تكليف وإل لقن ‪ -‬وعبارة النهاية‪ :‬ول يلقن طفل ‪ -‬ولو مراهقا ‪ -‬ومجنععون لععم يتقععدمه‬
‫تكليف ‪ -‬كما قيد به الذرعي ‪ -‬لعدم افتتانهما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو شععهيدا( الغايععة للععرد‪،‬‬
‫ول فرق بين شهيد المعركة وغيره‪ .‬وقال م ر‪ :‬استثنى بعضهم شععهيد المعركععة‪ ،‬كمععا‬
‫ل يصععلى عليععه‪ .‬وأفععتى بععه الوالععد رحمععه الع تعععالى‪ .‬والصععح أن النبيععاء ‪ -‬عليهععم‬
‫الصلة والسلم ‪ -‬ل يسألون‪ ،‬لن غير النبي يسئل عن النبي‪ ،‬فكيععف يسععأل هععو عععن‬
‫نفسه ؟‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬شهيد المعركة‪ :‬قال ع ش‪ :‬أي لنه ل يسأل‪ .‬وأفاد اقتصاره عليععه‬
‫أن غيره من الشهداء يسأل‪ .‬وعبارة الزيادي‪ :‬والسؤال في القبر عام لكن مكلف‪ ،‬ولو‬
‫شهيدا إل شعهيد المعركععة‪ .‬ويحمععل القععول بعععدم سعؤال الشععهداء ونحععوهم‪ ،‬ممععن ورد‬
‫الخععبر بععأنهم ل يسععألون‪ :‬علععى عععدم الفتنععة فععي القععبر‪ ،‬خلفععا للجلل السععيوطي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫واستدل القرطبي لعدم سؤال شهيد المعركة بخبر مسلم هل يفتن الشعهيد ؟ قعال‪ :‬كفعى‬
‫ببارقة السيوف على رأسه فتنة‪ .‬قال‪ :‬ومعناه أن السؤال في القبر إنما جعععل لمتحععان‬
‫المؤمن الصادق في إيمانه‪ ،‬وثبوته تحت بارقععة السععيوف أدل دليععل علععى صععدقه فععي‬
‫إيمانه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للزركشي( أي في قوله إن الشهيد ل يلقن لعععدم سععؤاله‪ .‬وانظععر‪:‬‬
‫هل الزركشي يخالف في الشععهيد مطلقععا أو فععي شععهيد المعركععة ؟‪) .‬قععوله‪ :‬بعععد إلععخ(‬
‫متعلق بتلقين‪ ،‬أي يندب التلقين بعد تمام دفنه‪ ،‬لخبر‪ :‬العبد إذا وضع في قععبره وتععولى‬
‫وذهب أصحابه حتى أنه ليسمع قرع نعالهم‪ ،‬أتاه ملكان‪ .‬الحععديث‪ .‬فتععأخير تلقينععه لمععا‬
‫بعد إهالة التراب‪ ،‬أقرب إلى حالة سؤاله‪) .‬قوله‪ :‬فيقعد رجل إلخ( بيان لكيفية التلقين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬يقول‪ :‬يا عبد ال إلخ( رواه الطبراني بلفظ‪ :‬إذا مات أحد من إخععوانكم فسععويتم‬
‫التراب على قبره‪ ،‬فليقم أحدكم علععى رأس قععبره‪ ،‬ثععم ليقععل‪ :‬يععا فلن ابععن فلنعة‪ ،‬فععإنه‬
‫يسمعه‪ .‬ثم يقول‪ :‬يا فلن ابن فلنة‪ ،‬فإنه يستوي قاعدا‪ .‬ثم يقول‪ :‬يععا فلن ابععن فلنععة‪،‬‬
‫فإنه يقول‪ :‬أرشدنا يرحمك ال ‪ -‬ولكن ل تشعرون ‪ -‬فليقل‪ :‬اذكر ما خرجت عليه من‬
‫الدنيا‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمععدا عبععده ورسععوله‪ ،‬وأنععك رضععيت بععال ربععا‬
‫وبالسلم دينا‪ ،‬وبمحمد نبيا‪ ،‬وبالقرآن إماما‪ .‬فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهمععا‬
‫بيد صاحبه ويقول‪ :‬انطلق بنا‪ ،‬ما يقعدنا عند من لقن حجته ؟ فقال رجل يا رسول ال‬
‫فإن لم يعرف أمه ؟ قال فينسبه إلى أمه حععواء‪ ،‬يقععول يععا فلن ابععن حععواء‪ .‬ا‍ه‪ .‬شععرح‬
‫الروض‪ .‬ورأيت في حاشية البرماوي على سم صيغة تلقين بأبسط مما هنا‪ ،‬ول بأس‬
‫بذكرها هنا تتميما للفائدة‪ ،‬وهي‪ :‬ويسن تلقينه بعد الدفن وتسععوية القععبر‪ ،‬فيجلععس عنععد‬
‫رأسه إنسان يقول‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬كل شئ هالك إل وجهه‪ ،‬له الحكم وإليععه‬
‫ترجعون‪ .‬كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬وإنما توفون أجوركم يوم القيامة‪ ،‬فمن زحععزح عععن‬
‫النار وأدخل الجنة فقد فاز‪ ،‬وما الحياة الدنيا إل متعاع الغعرور‪ .‬منهعا خلقنعاكم‪ ،‬وفيهعا‬
‫نعيدكم‪ ،‬ومنها نخرجكم تععارة أخععرى‪ .‬منهععا خلقنععاكم للجععر والثععواب‪ ،‬وفيهععا نعيععدكم‬
‫للدود والتراب‪ ،‬ومنها نخرجكم للعرض والحساب‪ .‬باسم ال وبال ومن ال وإلععى الع‬
‫وعلى ملة رسول ال )ص(‪ .‬هذا ما وععد الرحمعن وصعدق المرسعلون‪ .‬إن كعانت إل‬
‫صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون‪ .‬يا فلن ابن فلنة‪ ،‬أو يا عبد ال‪ ،‬يا ابن‬
‫أمة ال‪ :‬يرحمك ال ‪ -‬ذهبت عنك الدنيا وزينتها‪ ،‬وصرت الن في برزخ من بععرزخ‬
‫الخرة‪ ،‬فل تنس العهد الذي فارقتنا عليه في دار الدنيا وقدمت بععه إلععى دار الخععرة‪،‬‬
‫وهو شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا رسول ال‪ .‬فإذا جاءك الملكان الموكلن بك‬
‫وبأمثالك من أمة محمد )ص( فل يزعجاك ول يرعباك‪ ،‬واعلم أنهما خلععق مععن خلععق‬
‫ال تعالى ‪ -‬كما أنت خلعق معن خلقعه ‪ -‬فعإذا أتيعاك وأجلسعاك وسعألك وقعال لعك‪ :‬معا‬
‫ربك ؟ وما دينك ؟ وما نبيك ؟ وما اعتقادك ؟ وما الععذي مععت عليععه ؟ فقععل لهمععا‪ :‬الع‬
‫ربي‪ .‬فإذا سألك الثانية‪ ،‬فقل لهما‪ :‬ال ربي‪ .‬فإذا سألك الثالثة وهي الخاتمة الحسنى‬
‫فقل لهما بلسان طلق بل خوف ول فزع‪ :‬الع ربععي‪ ،‬والسععلم دينععي‪ ،‬ومحمععد نععبيي‪،‬‬
‫والقرآن‬

‫] ‪[ 160‬‬
‫إمامي‪ ،‬والكعبة قبلععتي‪ ،‬والصععلوات فريضععتي‪ ،‬والمسععلمون إخععواني‪ ،‬وإبراهيععم‬
‫الخليل أبي‪ ،‬وأنا عشت ومت على قول ل إله إل ال محمد رسول ال‪ .‬تمسك يا عبععد‬
‫ال بهذه الحجة‪ ،‬واعلم أنك مقيم بهذا البرزخ إلى يوم يبعثون‪ .‬فإذا قيععل لععك مععا تقععول‬
‫في هذا الرجل الذي بعث فيكم وفي الخلق أجمعيععن ؟ فقععل‪ :‬هععو محمععد )ص(‪ .‬جاءنععا‬
‫بالبينات من ربه فاتبعناه وآمنا به وصدقنا برسالته‪ .‬فإن تولوا فقععل حسععبي الع ل إلععه‬
‫إل هو‪ ،‬عليه توكلت‪ ،‬وهو رب العرش العظيم‪ .‬واعلععم يععا عبععد الع أن المععوت حععق‪،‬‬
‫وأن نزول القبر حق‪ ،‬وأن سؤال منكر ونكير فيه حق‪ ،‬وأن البعث حق‪ ،‬وأن الحساب‬
‫حق‪ ،‬وأن الميعزان حعق‪ ،‬وأن الصعراط حعق‪ ،‬وأن النعار حعق‪ ،‬وأن الجنعة حعق‪ ،‬وأن‬
‫الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬وأن ال يبعععث مععن فععي القبععور‪ .‬ونسععتودعك العع‪ .‬اللهععم يععا‬
‫أنيععس كععل وحيععد‪ ،‬ويععا حاضععرا ليععس يغيععب‪ ،‬آنععس وحععدتنا ووحععدته وارحععم غربتنععا‬
‫وغربته‪ ،‬ولقنه حجته ول تفتنا بعده‪ ،‬واغفر لنععا ولععه يععا رب العععالمين‪ .‬سععبحان ربععك‬
‫رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسععلم علععى المرسععلين‪ ،‬والحمععد لع رب العععالمين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويسن تكععراره( أي التلقيععن‪ .‬وعبععارة شععرح الععروض‪ :‬قععال الزركشععي‪ :‬قععال صععاحب‬
‫الستقصاء‪ :‬ويسن إعادة التلقين ثلثا‪ .‬قلت‪ :‬وهو قياس التلقين عنععد المععوت‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫القمولي‪ :‬قال العلماء ول يعارض التلقين قععوله تعععالى‪) * :‬ومععا أنععت بمسععمع معن فععي‬
‫القبور( * وقوله‪ :‬تعالى‪) * :‬إنععك ل تسععمع المععوتى( * لنععه )ص( نععادى أهععل القليععب‬
‫وأسمعهم‪ ،‬وقال‪ :‬ما أنتم بأسمع منهم لكنهم ل يستطيعون جوابا‪ .‬وقال فععي الميععت إنععه‬
‫يسمع قرع نعالكم‪ .‬وهذا يكون في وقت دون وقت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والولععى للحاضععرين(‬
‫أي تلقين الميت‪) .‬وقوله‪ :‬الوقوف( أي للحديث المار‪ ،‬وهععو أنععه )ص( كععان إذا فععرغ‬
‫من دفن الميت وقف عليه إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وللملقن القعود( أي والولى للملقن أن يقعد أي‬
‫لنه أقرب إلى إسماع الميت التلقين‪) .‬قوله‪ :‬ونداؤه بالم فيه( أي نداء الميت بأمه في‬
‫التلقين‪ .‬وهو مبتدأ‪ ،‬خبره جملة ل ينافي‪ .‬ول يقال إنه لم يناد بهعا فيعه‪ ،‬بعل نعودي بيعا‬
‫عبد ال‪ .‬وأما قوله ابن أمه العع‪ ،‬فليععس بنعداء‪ ،‬بعل بعدل‪ ،‬لنععا نقعول‪ :‬البعدل علععى نيعة‬
‫تكرار العامل‪ ،‬والتقدير يا ابن أمة ال‪) .‬قععوله‪ :‬أي إن عرفععت( أي التفسععيرية سععاقطة‬
‫من عبارة شيخه‪ ،‬وهو الولى‪ .‬ثم إن هذا يفيد أن الملقن يعين الم باسمها ‪ -‬كفاطمععة‪،‬‬
‫وصالحة ‪ -‬وإل فل فائدة في التقييعد بعه‪ ،‬لنعه معلعوم أن لكعل ميعت أمعا‪ .‬وقعوله‪ :‬فعي‬
‫صدر العبارة‪ :‬ويقول عبد ال ابن أمة ال‪ :‬يفيععد عععدم ذلععك‪ ،‬ويؤيععد الول قععول النععبي‬
‫)ص( في حديث الطبراني المععار‪ ،‬ثععم يقععول يععا فلن بععن فلنععة‪ ،‬فإنهمععا كنايتععان عععن‬
‫العلم‪ ،‬كزيد‪ ،‬وهند‪ .‬وقول الرجل فيه‪ :‬يا رسول‪ ،‬فإن لم يعرف أمه‪ .‬إلخ‪) .‬قععوله‪ :‬وإل‬
‫فبحواء( أي وإن لم تعرف‪ ،‬فيناديه بحواء بأن يقول‪ :‬يا عبد ال ابن حععواء‪) .‬قععوله‪ :‬ل‬
‫ينافي دعاء الناس يععوم القيامععة بآبععائهم( أي لقععوله تعععالى‪) * :‬ادعععوهم لبععائهم( * أي‬
‫للصلب‪ ،‬وانسععبوهم إليهععم‪ ،‬ول تععدعوهم إلععى غيرهععم‪) .‬قععوله‪ :‬لن كليهمععا( أي دعععاء‬
‫الميت بأمه في التلقين‪ ،‬ودعاء الناس بآبائهم يوم القيامة‪ .‬وقوله‪ :‬توقيف‪ .‬أي وارد من‬
‫الشارع‪ .‬وقوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬فاطر‪ (2) .22 :‬النمل‪ (3) .80 :‬الحزاب‪5 :‬‬

‫] ‪[ 161‬‬
‫ل مجال للرأي فيه‪ :‬أي ل دخل للعقل فيما هو توقيف‪) .‬قوله‪ :‬والظاهر أنه يبدل‬
‫العبد بالمة( بأن يقول‪ :‬يا أمة ال‪) .‬قوله‪ :‬ويؤنث الضمائر( أي في اذكر‪ ،‬بأن يقععول‪:‬‬
‫اذكري‪ .‬وفي خرجت‪ ،‬بأن يكسر تاء المخاطب‪ .‬وفي رضيت كععذلك‪) .‬قععوله‪ :‬انتهععى(‬
‫أي قول شيخه في فتح الجواد لكن بتصرف‪ .‬وعبارته‪ :‬وسععن تلقيععن مكلععف بعععد تمععام‬
‫الدفن المأثور‪ ،‬وهععو مشععهور‪ ،‬ونععداؤه بععالم فيععه إن عرفععت‪ ،‬وإل فبحععواء ‪ -‬كمععا دل‬
‫الحديث الذي استدلوا به لصل سنة التلقين ردا على مععن زعععم أنععه بدعععة‪ ،‬ثععم النععداء‬
‫بالم ل ينافي دعاء الناس يوم القيامة بآبائهم‪ ،‬لن كليهما توقيف ل مجال للرأي فيععه‪.‬‬
‫وحكمته أن هذه دار ستر‪ ،‬وتلك دار هتك‪ ،‬لظهور آثار العمال على عاملها إل على‬
‫من وقي ال‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ويندب زيارة قبور‪ ،‬لرجل( أي لخععبر‪ :‬كنععت نهيتكععم‬
‫عن زيارة القبور‪ ،‬فزوروها فإنها تذكركم الخرة‪ .‬وروي عنه )ص( أنه قال‪ :‬ما مععن‬
‫أحد يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليععه إل عرفععه‪ .‬ويتأكععد نععدب الزيععارة‬
‫في حق القارب‪ ،‬خصوصا البوين‪ ،‬ولو كانوا ببلد آخر غير البلد الذي هو فيه‪ ،‬فقععد‬
‫روى الحاكم عن أبي هريرة رضي ال عنه‪ :‬من زار قبر أبععويه أو أحععدهما فععي كععل‬
‫جمعة مرة غفر ال له‪ ،‬وكان بارا بوالديه‪ .‬وفي رواية‪ :‬من زار قبر والديه كل جمعة‬
‫أو أحدهما‪ ،‬فقرأ عنده يس والقعرآن الحكيعم‪ ،‬غفععر لعه بععدد ذلعك آيععة أو حرفعا‪ .‬وفعي‬
‫رواية‪ :‬من زار قبر والديه أو أحدهما كان كحجة‪ .‬وروي إن الرجل ل يمععوت والععداه‬
‫وهو عاق لهما فيدعو ال لهما من بعدهما فيكتبه ال من البارين‪ .‬فأفادت هذه الخبار‬
‫أن من زار قبر أبويه كان بارا لهما غير عاق ول مضععيع حقهمععا‪ .‬وكععان ابععن واسععع‬
‫يزور القبور يوم الجمعععة ويقععول‪ :‬بلغنععي أن المععوتى يعلمععون بزوارهععم يععوم الجمعععة‬
‫ويوما بعده‪ .‬وورد أيضا‪ :‬إن أرواح المؤمنين تأتي في كل ليلة إلى سماء الدنيا وتقععف‬
‫بحذاء بيوتها‪ ،‬وينادي كل واحد منها بصوت حزيععن ألععف مععرة‪ .‬يععا أهلععي‪ ،‬وأقععاربي‪،‬‬
‫وولدي‪ .‬يا من سععكنوا بيوتنععا‪ ،‬ولبسععوا ثيابنععا‪ ،‬واقتسععموا أموالنععا‪ .‬هععل منكععم مععن أحععد‬
‫يذكرنا ويتفكرنا في غربتنا ونحن في سجن طويل وحصن شديد ؟ فارحمونا يرحمكم‬
‫ال‪ ،‬ول تبخلوا علينا قبل أن تصيروا مثلنا‪ .‬يا عباد ال‪ :‬إن الفضععل الععذي فععي أيععديكم‬
‫كان في أيععدينا‪ ،‬وكنعا ل ننفععق منعه فعي سعبيل العع‪ ،‬وحسعابه ووبعاله علينعا‪ ،‬والمنفععة‬
‫لغيرنا‪ .‬فإن لم تنصرف ‪ -‬أي الرواح ‪ -‬بشئ‪ ،‬فتنصرف بالحسرة والحرمععان‪ .‬وورد‬
‫أيضا عن النبي )ص( أنه قال‪ :‬ما الميت في قبره إل كالغريق المغوث‪ .‬ينتظر دعععوة‬
‫تلحقه من ابنه أو أخيه أو صديق له‪ ،‬فإذا لحقته كانت أحب إليه معن العدنيا ومعا فيهعا‪.‬‬
‫ويسن أن يكون الزائر على طهارة‪ ،‬وفي سم مععا نصععه‪ :‬قععال فععي شععرح العبععاب‪ :‬ول‬
‫يسن السفر لقصد زيارة غير نبي أو عععالم أو صععالح‪ ،‬خروجععا مععن خلف مععن منعععه‬
‫كالجويني فإنه قال إن ذلك ل يجوز‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولم يبينوا أن الزائر يزور قائمععا أو قاعععدا ؟‬
‫ويحتمل أن يقال يفعل ما يليق لو كان الميت حيا‪ ،‬وقد يستدل للقيام مطلقععا أو للكععابر‬
‫بالقيام في زيارة النبي )ص(‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل لنثى( تصريح بالمفهوم‪ ،‬ومثلها الخنثى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فتكره( أي الزيارة‪ ،‬لنها مظنة لطلب بكائهن‪ ،‬ورفع أصواتهن‪ ،‬لما فيهن مععن‬
‫رقة القلب‪ ،‬وكثرة الجزع‪ ،‬وقلة احتمععال المصععائب‪ .‬وإنمععا لععم تحععرم لنععه )ص( مععر‬
‫بامرأة تبكي على قبر صبي لها‪ ،‬فقال لها‪ :‬اتقي ال واصبري متفق عليععه‪ .‬فلععو كععانت‬
‫الزيارة حراما لنهي عنها‪ .‬ولخبر عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬قلععت‪ :‬كيععف أقععول يععا‬
‫رسول الع ؟ ‪ -‬تعنععي إذا زرت القبععور ‪ .-‬قععال‪ :‬قععولي‪ :‬السععلم علععى أهععل الععدار مععن‬
‫المؤمنين والمسلمين‪ ،‬ويرحععم الع المسععتقدمين والمسععتأخرين‪ ،‬وإنععا إن شععاء الع بكععم‬
‫لحقون‪ .‬ومحل ذلك حيث لم يترتب على خروجها فتنععة‪ ،‬وإل فل شععك فععي التحريععم‪.‬‬
‫ويحمل على ذلك الخبر الصحيح‪ .‬لعن ال زوارات القبور‪.‬‬

‫] ‪[ 162‬‬
‫)قوله‪ :‬نعععم‪ ،‬يسععن لهععا زيععارة قععبر النععبي )ص(( أي لنهععا مععن أعظععم القربععات‬
‫للرجال والنساء‪) .‬قوله‪ :‬قال بعضهم( هو ابععن الرفعععة والقمععولي وغيرهمععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫وكععذا إلععخ( أي مثععل زيععارة قععبر النععبي )ص(‪ ،‬زيععارة سععائر قبععور النبيععاء والعلمععاء‬
‫والولياء‪ ،‬فتسن لهععا‪ .‬وفععي التحفععة مععا نصععه‪ :‬قععال الذرعععي إن صععح ‪ -‬أي مععا قععاله‬
‫بعضهم ‪ -‬فأقاربها أولى بالصلة مععن الصععالحين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وظععاهره أنععه ل يرتضععيه‪ .‬لكععن‬
‫ارتضاه غير واحد‪ ،‬بل جزموا به‪ .‬والحق في ذلععك أن يفصععل بيععن أن تععذهب لمشععهد‬
‫كذهابها للمسجد‪ ،‬فيشترط هنا ما مر‪ ،‬ثم من كونها عجععوز ليسععت متزينععة بطيععب ول‬
‫حلي ول ثوب زينة ‪ -‬كما في الجماعة ‪ -‬بل أولى‪ ،‬وأن تععذهب فععي نحععو هععودج ممععا‬
‫يستر شخصها عن الجانب‪ ،‬فيسن لها ‪ -‬ولو شابة ‪ -‬إذ ل خشية فتنة هنا‪ .‬ويفرق بين‬
‫نحو العلماء والقارب بأن القصد إظهار تعظيم نحو العلماء بإحياء مشاهدهم‪ ،‬وأيضا‬
‫فزوارهم يعود عليهم منهم مدد أخروي‪ ،‬ل ينكععره إل المحرومععون‪ ،‬بخلف الكععابر‪،‬‬
‫فاندفع قول الذرعي إن صح إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي النهاية‪ :‬والوجه عدم إلحععاق قععبر أبويهععا‬
‫وأخواتها وبقية أقاربها بذلك‪ ،‬أخذا من العلة‪ ،‬وإن بحععث ابععن قاضععي شععهبة اللحععاق‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن كما نص عليه أن يقرأ إلخ( أي لما ورد أن فمن زار قبر والععديه أو‬
‫أحدهما فقرأ عنده يس والقرآن الحكيم‪ ،‬غفر له بعدد ذلك آيععة أو حرفععا‪ .‬وعععن المععام‬
‫أحمععد بععن حنبععل أنععه قععال‪ :‬إذا دخلتععم المقععابر فععاقرأوا بفاتحععة الكتععاب والخلص‬
‫والمعوذتين‪ ،‬واجعلوا ثواب ذلك لهل المقابر‪ ،‬فإنه يصععل إليهععم‪ .‬فالختيععار أن يقععول‬
‫القارئ بعد فراغه‪ :‬اللم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلن‪) .‬وحكععى( بعععض أهععل العلععم‬
‫أن رجل رأى في المنام أهل القبور في بعض المقععابر قععد خرجععوا مععن قبععورهم إلععى‬
‫ظاهر المقبرة‪ ،‬وإذا بهم يلتقطععون شععيئا مععا يععدري مععا هععو‪ .‬قععال‪ :‬فتعجبععت مععن ذلععك‪،‬‬
‫ورأيت رجل منهم جالسا ل يلتقط معهم شععيئا‪ ،‬فععدنوت منععه وسععألته‪ :‬مععا الععذي يلتقععط‬
‫هؤلء ؟ فقال يلتقطون ما يهدي إليهم المسلمون من قراءة القرآن والصدقة والععدعاء‪.‬‬
‫فقال‪ :‬فقلت له‪ :‬فلم ل تلتقط أنت معهم ؟ قال أنا غني عن ذلك‪ .‬فقلععت‪ :‬بععأي شعئ أنععت‬
‫غني ؟ قععال بختمععة يقرؤهععا ويهععديها إلععى كععل يععوم ولععدي يععبيع الزلبيععة فععي السععوق‬
‫الفلني‪ .‬فلما استيقظت ذهبت إلى السوق حيث ذكر‪ ،‬فإذا شاب يبيع الزلبية‪ ،‬ويحرك‬
‫شفتيه‪ .‬فقلت‪ :‬بأي شئ تحرك شفتيك ؟ قال أقرأ القرآن وأهديه إلى والععدي فععي قععبره‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلبثت مدة من الزمان‪ ،‬ثم رأيععت المععوتى قععد خرجععوا مععن القبععور‪ ،‬وإذا بالرجععل‬
‫الذي كان يلتقط صار يلتقط‪ ،‬فاستيقظت وتعجبت من ذلععك‪ ،‬ثععم ذهبععت إلععى السعوق ل‬
‫تعرف خبر ولده فوجدته قد مات‪) .‬قوله‪ :‬من القععرآن( بيعان لمععا‪ ،‬مقعدم عليعه‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫فيدعو له( أي فعقب القراءة يسعن أن يععدعو للميععت رجععاء الجابععة‪ ،‬لن الععدعاء ينفععع‬
‫الميت‪ ،‬وهو عقب القراءة أقرب إلى الجابة‪ .‬وسيأتي ‪ -‬في باب الوصععية ‪ -‬كلم فععي‬
‫حصول ثواب الدعاء والقراءة للميت ‪ -‬إن شاء ال تعالى ‪) -‬وقععوله‪ :‬مسععتقبل للقبلععة(‬
‫حال من فاعل يدعو‪ ،‬أي يدعو حعال كعون العداعي مسعتقبل للقبلعة‪ .‬وعبعارة المغنعي‪:‬‬
‫وعند الدعاء يستقبل القبلة وإن قال الخراسانيون باستحباب استقبال وجععه الميععت‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسلم لزائر إلخ( أي ويندب سلم لزائر على أهل المقبرة‪ ،‬أي لما روي عععن‬
‫أبي هريرة‪ :‬قال أبو رزين‪ :‬يا رسعول الع‪ ،‬إن طريقعي علعى المعوتى‪ ،‬فهعل لعي كلم‬
‫أتكلم به إذا مععررت عليهععم ؟ قععال‪ :‬قععل السععلم عليكععم يععا أهععل القبععور مععن المسععلمين‬
‫والمؤمنين‪ .‬أنتم لنا سلف‪ ،‬ونحن لكم تبع‪ ،‬وإنا شاء ال بكم لحقون‪ .‬قععال أبععو رزيععن‪:‬‬
‫هل يسمعون ؟ قال‪ :‬يسمعون ول يستطيعون أن يجيبوا ‪ -‬أي جوابععا يسععمعه الحععي ‪.-‬‬
‫وقال‪ :‬يا أبا رزين‪ :‬أل ترضى أن ترد عليك بعددهم الملئكععة ؟‪) .‬قععوله‪ :‬عمومععا( أي‬
‫لجميع من فعي المقعبرة‪) .‬وقعوله‪ :‬ثعم خصوصعا( أي لمعن قصعد زيعارته معن أقعاربه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيقول إلخ(‬
‫] ‪[ 163‬‬
‫تفريغ على التيان بالسلم عموما‪ ،‬وما بعده على التيان بععه خصوصععا )قععوله‪:‬‬
‫ويقول عند قبر أبيه إلخ( قال سم‪ :‬عبارة العباب‪ :‬ويقول وهو قائم أو قاعد مقابل وجه‬
‫الميت‪ :‬السلم عليكم إلخ‪ .‬وفي شرحه عقب وهعو قعائم أو قاععد ‪ -‬كمعا فعي المجمعوع‬
‫عن الحافظ أبي موسى الصبهاني ‪ -‬قال‪ :‬كما أن الزائر في الحياة ربما زار قائما أو‬
‫قاعدا أو مارا‪ .‬وروي القيام من حديث جماعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أنهععم صععرحوا فععي بععاب‬
‫الحديث وغيره بأن قراءة القرآن جالسععا أفضععل‪ .‬وصععرح بععه المصععنف فععي التبيععان‪،‬‬
‫وقضععيته أن مععن أراد القععراءة عنععد القععبر سععن لععه الجلععوس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن أراد‬
‫القتصععار علععى أحععدهما( أي صععيغة العمععوم‪ ،‬أو صععيغة الخصععوص‪) .‬قععوله‪ :‬أتععى‬
‫بالثانية( أي الصععيغة الثانيععة‪ ،‬وهعي‪ :‬السععلم عليععك يععا والعدي مثل‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه( أي‬
‫الثانية‪ .‬والولى لنها بضمير المؤنث‪) .‬وقوله‪ :‬أخص بمقصوده( أي أكثر دللة على‬
‫مقصوده الذي‪ .‬هو زيارة نحو أبيه‪ ،‬بخلف الولى‪ ،‬فإنها تشمله وغيره‪ ،‬فهععي ليسععت‬
‫أدل على مقصوده‪) .‬قوله‪ :‬وذلك( أي ما ذكر من سنية السلم على أهععل المقععبرة مععن‬
‫حيث هو‪ ،‬لخبر مسلم إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬السععلم عليكععم إلععخ( زاد ابععن السععني عععن عائشععة‬
‫رضي ال عنها‪ :‬اللهم ل تحرمنا أجرهم‪ ،‬ول تفتنا بعدهم‪ .‬وأخرج ابن أبي شعيبة ععن‬
‫الحسن قال‪ :‬من دخل المقابر فقال‪ :‬اللهم رب الجساد الباليععة‪ ،‬والعظععام النخععرة الععتي‬
‫خرجت من الدنيا وهي بععك مؤمنععة‪ ،‬أدخععل عليهععا روحععا مععن عنععدك‪ ،‬وسععلما منععي‪.‬‬
‫استغفر له كل مؤمن مذ خلق ال آدم‪ .‬وأخرجه ابن أبي الدنيا بلفظ‪ .‬كتب ال لععه بعععدد‬
‫من مات من لدن آدم إلى أن تقعوم السععاعة حسعنات‪ .‬وأخععرج الععبيهقي ععن بشعير بعن‬
‫منصور قال‪ :‬كان رجل يختلف إلى الجبانة فيشهد الصلة على الجنععائز‪ ،‬فععإذا أمسععى‬
‫وقف على باب المقابر فقال‪ :‬آنس ال وحشتكم‪ ،‬ورحم ال غربتكم‪ ،‬وتجاوز ال ع عععن‬
‫سععيئاتكم‪ ،‬وقبععل الع حسععناتكم ‪ -‬ل يزيععد علععى هععؤلء الكلمععات ‪ .-‬قععال ذلععك الرجععل‪:‬‬
‫فأمسيت ذات ليلة فانصرفت إلى أهلي ولم آت المقععابر‪ ،‬فبينمععا أنععا نععائم إذا أنععا بخلععق‬
‫كثير جاؤني‪ ،‬قلت‪ :‬من أنتم ؟ وما حععاجتكم ؟ قععالوا‪ :‬نحععن أهععل المقععابر‪ .‬وقععد عودتنععا‬
‫منك هدية عند انصرافك إلى أهلك‪ .‬قلت‪ :‬وما هي ؟ قالوا‪ :‬الدعوات التي كنععت تععدعو‬
‫بها‪ .‬قلت‪ :‬فأنا أعود لذلك‪ .‬قال‪ :‬فما تركتها بعد‪) .‬قوله‪ :‬والستثناء للتبرك إلخ( جواب‬
‫عما يقال إن اللحوق بهم محقق‪ ،‬فل معنى للسعتثناء‪ .‬وحاصعل الجعواب أنعه أتعى بعه‬
‫للتبرك أو باعتبار الدفن في تلك البقعة‪ ،‬أو باعتبار الموت على السععلم‪ ،‬أي نلحقكععم‬
‫في هذه البقعة إن شاء ال تعالى‪ ،‬أو نلحقكم ونموت علععى السععلم إن شععاء العع‪ .‬قععال‬
‫في شرح الروض‪ :‬والصحيح أنه للتبرك‪ ،‬امتثال لقوله تعالى‪) * :‬ول تقولن لشئ إني‬
‫فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال( *‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فائدة( الولى أن يقععول فععوائد‪ ،‬بصععيغة‬
‫الجمع‪) .‬قوله‪ :‬أمن من عذاب القبر وفتنته( قال في التحفععة‪ :‬وأخععذ منععه أنععه ل يسععئل‪،‬‬
‫وإنما يتجه ذلك إن صح عنه )ص( أو عن صحابي‪ ،‬إذ مثله ل يقال من قبععل الععرأي‪.‬‬
‫ومععن ثععم قععال شععيخنا‪ :‬يسععأل مععن مععات برمضععان أو ليلععة الجمعععة ‪ -‬لعمععوم الدلععة‬
‫الصععحيحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفععرق بيععن فتنععة القععبر وعععذابه‪ ،‬أن الولععى تكععون بامتحععان الميععت‬
‫بالسؤال‪ .‬وأما العذاب فعام يكون ناشئا عععن عععدم جععواب السععؤال‪ ،‬ويكععون عععن غيععر‬
‫ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وأمن من ضغطه القبر( أي ضمته للميت‪ ،‬وهي أول ما يلقاه الميععت مععن‬
‫أهوال القبر‪ ،‬فهي قبل السؤال‪.‬‬

‫] ‪[ 164‬‬
‫وقد صرحت الروايات والثار بأن ضمة القبر عامة‪ ،‬للصالح وغيره‪ .‬وقد قععال‬
‫الشهاب ابن حجر‪ :‬قد جاءت الحاديث الكثيرة بضمة القبر‪ ،‬وأنه ل ينجو منها صالح‬
‫ول غيره‪ ،‬بل أخبر )ص( في سعد بن معاذ سيد الوس من النصار أنه اهتز لمععوته‬
‫عرش الرحمن استبشارا لقدوم روحه‪ ،‬وإعلمعا بعظيعم مرتبتعه‪ ،‬وأنعه لعم ينعج منهعا‪،‬‬
‫وأنه شيع جنازته سبعون ألف ملك‪ ،‬وأنه لو كان أحد بنحو منها لنجا منهععا هععذا العبععد‬
‫الصالح‪ .‬لكن الناس مختلفون فيها‪ ،‬قيل ضمة القبر‪ :‬التقاء جانبيه علععى جسععد الميععت‪.‬‬
‫قال الحكيم الترمذي‪ :‬ل نعلم أن للنبياء ‪ -‬صلوات ال وسلمه عليهععم أجمعيععن ‪ -‬فععي‬
‫القبر ضمة ول سؤال‪ ،‬لعصمتهم‪ .‬قيل هي للمطيع حنو‪ ،‬ولغيره ضمة سععخط‪ .‬ويععرده‬
‫ما ورد في سعد بن معاذ أنه ضغط في قبره ضغطة شعديدة بحيعث اختلفعت أضعلعه‬
‫فيها‪ ،‬وأن رسول ال )ص( سئل عن ذلك‪ ،‬فقال إنه كععان يقصععر فععي بعععض الطهععور‬
‫من البول‪ .‬وأن الضمة المذكورة تكون لكل أحد‪ ،‬حتى الطفال‪ .‬لكععن ذكععر أن فاطمععة‬
‫بنت أسد رضي ال عنها سلمت من هذه الضمة‪ ،‬وأن مععن قععرأ قععل هععو الع أحععد فععي‬
‫مرضه الذي يموت فيه كذلك ‪ -‬أي يسلم منهععا‪ ،‬وكععذا النبيععاء‪ .‬وحكمتهععا‪ :‬أن الرض‬
‫أمهم‪ ،‬ومنها خلقوا‪ ،‬فغابوا عنها الغيبة الطويلة‪ ،‬فلما ردوا إليها ضمتهم ضمة الوالععدة‬
‫التي غاب ولدها ثم قدم عليها‪ ،‬فمن كان مطيعععا لع ضععمته برفعق ورأفعة‪ ،‬ومعن كععان‬
‫عاصيا ضمته بعنف سخطا منها ل عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وجاوز الصراط على‬
‫أكف الملئكة( في رواية‪ .‬وحمله الملئكة بأجنحتها حتى يجيزونه من الصععراط إلععى‬
‫الجنة‪) .‬قوله‪ :‬ورود أيضا من قال إلخ( في إرشاد العباد للمؤلف‪ ،‬عععن أبععي هريععرة ‪-‬‬
‫رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬أل أخبرك بععأمر حععق مععن تكلععم بععه فععي‬
‫أول مضجعه عن مرضه نجاه ال معن النعار ؟ قلعت‪ :‬بلعى قعال‪ :‬ل إلعه إل الع يحيعي‬
‫ويميت وهو حي ل يموت‪ ،‬وسبحان ال رب العبعاد والبلد‪ ،‬والحمعد لع حمعدا كعثيرا‬
‫طيبا مباركا فيه علي كل حال‪ .‬ال أكععبر‪ .‬كبريععاء ربنععا وجللععه وقععدرته بكععل مكععان‪.‬‬
‫اللهم إن كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح مععن‬
‫سبقت لهم الحسنى‪ ،‬وأعذني كما أعذت أولئك الذي سبقت لهم منك الحسععنى‪ .‬إن مععت‬
‫في مرضك ذلك‪ ،‬فإلى رضععوان الع والجنععة‪ ،‬وإن كنععت قععد اقععترفت ذنوبععا تععاب الع‬
‫عليك‪ .‬وروي‪ .‬ما من ميت يقرأ عنده يس إل هون ال عليه‪ .‬ويسععتحب ‪ -‬إذا احتضععر‬
‫الميت ‪ -‬أن يقرأ عنده أيضا سورة الرعد فإن ذلك يخفف عععن الميععت سععكرة المععوت‪،‬‬
‫وإنه أهون لقبضه‪ ،‬وأيسر لشععأنه‪ .‬وذكععر جماعععة أن السععواك يسععهل خععروج الععروح‪،‬‬
‫لستياكه )ص( عند موته‪ .‬وروى أنس عن النبي )ص(‪ :‬معن أتعاه ملعك المعوت وهعو‬
‫على وضوء‪ ،‬أعطي الشععهادة‪ .‬نسععأل الع أن يمععن علينععا بالشععهادة‪ ،‬ويمنحنععا الحسععنى‬
‫وزيععادة‪ ،‬ويرزقنععا التقععوى والسععتقامة‪ ،‬بجععاه سععيدنا محمععد )ص( المظلععل بالغمامععة‪.‬‬
‫)خاتمة( نسأل ال حسن الختام ‪ -‬تسن تعزية المصاب‪ ،‬لما أخرجه الترمذي عععن ابععن‬
‫مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال‬

‫] ‪[ 165‬‬
‫رسول ال )ص(‪ :‬من عزى مصابا فله مثل أجره‪ .‬وأخرج الترمذي أيضععا عععن‬
‫أبي برزة‪ :‬من عزى ثكلى كسي بردا‪ .‬وأخععرج ابععن مععاجه والععبيهقي عععن عمععرو بععن‬
‫حزم‪ :‬ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إل كساه ال عزوجل مععن حلععل الكرامععة يععوم‬
‫القيامة‪ .‬وقد أرسل المام الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬إلى بعض أصععحابه يعزيععه فععي‬
‫ابن له قد مات بقوله‪ :‬إني معزيك ل إني على ثقة * * من الخلععود‪ ،‬ولكععن سععنة الععدين‬
‫فما المعزى بباق بعد ميته * * ول المعزي ولو عاشا إلى حين والتعزية‪ :‬هععي المععر‬
‫بالصبر‪ ،‬والحمل عليه بوعد الجر‪ ،‬والتحععذير معن الععوزر بععالجزع‪ ،‬والععدعاء للميععت‬
‫بالمغفرة وللحي بجبر المصيبة‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬أعظم ال أجرك‪ ،‬وأحسن عزاءك‪ ،‬وغفر‬
‫لميتععك‪ ،‬وجععبر معصععيتك‪ ،‬أو أخلععف عليععك‪ ،‬أو نحععو ذلععك‪ .‬وهععذا فععي تعزيععة المسععلم‬
‫بالمسلم‪ .‬وأما تعزيععة المسععلم بالكععافر فل يقععال فيهععا‪ :‬وغفععر لميتععك‪ ،‬لن الع ل يغفععر‬
‫الكفر‪ .‬وهي مستحبة قبل مضي ثلثة أيام من الموت‪ ،‬وتكره بعد مضععيها‪ .‬ويسععن أن‬
‫يعم بها جميع أهل الميت من صغير وكبير‪ ،‬ورجل وامععرأة‪ ،‬إل شععابة وأمععرد حسععنا‪،‬‬
‫فل يعزيهما إل محارمهما‪ ،‬وزوجهما‪ .‬ويكره ابتداء أجنبي لهما بالتعزية‪ ،‬بل الحرمة‬
‫أقرب‪ .‬ويكره لهل الميت الجلوس للتعزية‪ ،‬وصنع طعام يجمعون النععاس عليععه‪ ،‬لمععا‬
‫روى أحمد عن جرير بن عبد ال البجلي‪ ،‬قععال‪ :‬كنععا نعععد الجتمععاع إلععى أهععل الميععت‬
‫وصنعهم الطعام بعد دفنه من النياحة‪ ،‬ويستحب لجيران أهعل الميعت ‪ -‬ولعو أجعانب ‪-‬‬
‫ومعارفهم ‪ -‬وإن لم يكونوا جيرانا ‪ -‬وأقاربه الباعد ‪ -‬وإن كانوا بغير بلد الميت ‪ -‬أن‬
‫يصنعوا لهله طعاما يكفيهم يوما وليلة‪ ،‬وأن يلحوا عليهم في الكععل‪ .‬ويحععرم صععنعه‬
‫للنائحة‪ ،‬لنه إعانة على معصية‪ .‬وقد اطلعت على سؤال رفع لمفععاتي مكععة المشععرفة‬
‫فيما يفعله أهل الميت من الطعام‪ .‬وجواب منهم لذلك‪) .‬وصورتهما(‪ .‬ما قول المفععاتي‬
‫الكرام بالبلد الحرام دام نفعهم للنام مدى اليام‪ ،‬في العرف الخاص في بلدة لمن بهععا‬
‫مععن الشععخاص أن الشععخص إذا انتقععل إلععى دار الجععزاء‪ ،‬وحضععر معععارفه وجيرانععه‬
‫العزاء‪ ،‬جرى العرف بأنهم ينتظععرون الطعععام‪ ،‬ومععن غلبعة الحيععاء علععى أهععل الميععت‬
‫يتكلفون التكلف التام‪ ،‬ويهيئون لهم أطعمة عديدة‪ ،‬ويحضرونها لهم بالمشععقة الشععديدة‪.‬‬
‫فهل لو أراد رئيس الحكام ‪ -‬بما له من الرفق بالرعية‪ ،‬والشفقة على الهععالي ‪ -‬بمنععع‬
‫هذه القضية بالكلية ليعودوا إلى التمسك بالسنة السنية‪ ،‬المأثورة عن خير البرية وإلى‬
‫عليه ربه صلة وسلما‪ ،‬حيث قال‪ :‬اصنعوا لل جعفر طعاما يثاب علععى هععذا المنععع‬
‫المذكور ؟ أفيدوا بالجواب بما هو منقول ومسععطور‪) .‬الحمععد لع وحععده( وصععلى ال ع‬
‫وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والسالكين نهجهم بعده‪ .‬اللهم أسألك الهداية‬
‫للصواب‪ .‬نعم‪ ،‬ما يفعله الناس من الجتماع عند أهل الميت وصنع الطعام‪ ،‬من البدع‬
‫المنكرة التي يثاب على منعها والي المر‪ ،‬ثبت ال به قواعد الععدين وأيععد بععه السععلم‬
‫والمسلمين‪ .‬قال العلمة أحمد بن حجر في )تحفة المحتاج لشععرحك المنهععاج(‪ :‬ويسععن‬
‫لجيععران أهلععه ‪ -‬أي الميععت ‪ -‬تهيئة طعععام يشععبعهم يععومهم وليلتهععم‪ ،‬للخععبر الصععحيح‪.‬‬
‫اصنعوا لل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم‪ .‬ويلح عليهم في الكل ندبا‪ ،‬لنهم قععد‬
‫يتركونه حياء‪ ،‬أو لفرط جزع‪ .‬ويحرم تهيئه للنائحات لنه إعانة علععى معصععية‪ ،‬ومععا‬
‫اعتيد من جعل أهل الميت طعاما ليدعوا الناس إليه‪ ،‬بدعة مكروهة ‪ -‬كإجابتهم لذلك‪،‬‬
‫لما صح عن جرير رضععي الع عنعه‪ .‬كنععا نععد الجتمععاع إلععى أهععل الميععت وصععنعهم‬
‫الطعام بعد دفنه من النياحة‪ .‬ووجه عده من النياحععة مععا فيععه مععن شععدة الهتمععام بععأمر‬
‫الحزن‪ .‬ومن ثم كره اجتماع أهل الميت ليقصدوا بالعزاء‪ ،‬بل ينبغي أن ينصرفوا في‬
‫حوائجهم‪ ،‬فمن صادفهم عزاهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي حاشية العلمة الجمل علععى شععرح المنهععج‪:‬‬
‫ومن البدع المنكرة والمكروه فعلها‪ :‬ما يفعله الناس من الوحشة‬

‫] ‪[ 166‬‬
‫والجمع والربعين‪ ،‬بل كل ذلك حرام إن كان مععن مععال محجععور‪ ،‬أو مععن ميععت‬
‫عليه دين‪ ،‬أو يترتب عليه ضرر‪ ،‬أو نحو ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد قععال رسععول الع )ص( لبلل‬
‫بن الحرث رضي ال عنه‪ :‬يا بلل من أحيا سنة من سنتي قد أميتت من بعععدي‪ ،‬كععان‬
‫له من الجر مثل من عمل بها‪ ،‬ل ينقص من أجورهم شيئا‪ .‬ومن ابتدع بدعة ضللة‬
‫ل يرضاها ال ورسوله‪ ،‬كان عليه مثل من عمل بها‪ ،‬ل ينقععص معن أوزارهعم شعيئا‪.‬‬
‫وقال )ص(‪ :‬إن هذا الخيععر خععزائن‪ ،‬لتلععك الخععزائن مفاتيععح‪ ،‬فطععوبى لعبععد جعلععه الع‬
‫مفتاحا للخير‪ ،‬مغلقا للشر‪ .‬وويل لعبد جعله ال مفتاحا للشر‪ ،‬مغلقا للخير‪ .‬ول شك‬
‫أن منع الناس من هذه البدعة المنكرة فيه إحياء للسنة‪ ،‬وإماته للبدعة‪ ،‬وفتح لكثير من‬
‫أبواب الخير‪ ،‬وغلق لكثير من أبواب الشر‪ ،‬فإن النععاس يتكلفععون تكلفععا كععثيرا‪ ،‬يععؤدي‬
‫إلى أن يكون ذلك الصنع محرما‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬كتبه المرتجععي مععن ربععه‬
‫الغفععران‪ :‬أحمععد بععن زينععي دحلن ‪ -‬مفععتي الشععافعية بمكععة المحميععة ‪ -‬غفععر ال ع لععه‪،‬‬
‫ولوالديه‪ ،‬ومشايخه‪ ،‬والمسلمين‪) .‬الحمد ل( من ممد الكععون أسععتمد التوفيععق والعععون‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬يثاب والي المر ‪ -‬ضاعف ال له الجر‪ ،‬وأيده بتأييده ‪ -‬علععى منعهععم عععن تلععك‬
‫المور التي هي من البدع المستقبحة عند الجمهور‪ .‬قال في )رد المحتار تحععت قععول‬
‫الدار المختار( ما نصععه‪ :‬قععال فععي الفتععح‪ :‬ويسععتحب لجيععران أهععل الميععت‪ ،‬والقربععاء‬
‫الباعد‪ ،‬تهيئة طعام لهععم يشععبعهم يععومهم وليلتهععم‪ ،‬لقععوله )ص(‪ :‬اصععنعوا لل جعفععر‬
‫طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم‪ .‬حسنه الترمذي‪ ،‬وصححه الحاكم‪ .‬ولنه بر ومعععروف‪،‬‬
‫ويلح عليهم في الكل‪ ،‬لن الحزن يمنعهم مععن ذلععك‪ ،‬فيضعععفون حينئذ‪ .‬وقععال أيضععا‪:‬‬
‫ويكره الضيافة من الطعام من أهل الميت‪ ،‬لنه شرع في السرور‪ ،‬وهي بدعة‪ .‬روى‬
‫المام أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح‪ ،‬عن جرير بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬كنا نعد الجتماع‬
‫إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البزاز‪ :‬ويكره اتخاذ الطعام في‬
‫اليوم الول والثالث وبعد السبوع‪ ،‬ونقل الطعام إلى القبر في المواسععم إلععخ‪ .‬وتمععامه‬
‫فيه‪ ،‬فمن شاء فليراجع‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬كتبه خادم الشريعة والمنهاج‪ :‬عبد‬
‫الرحمن بن عبد ال سراج‪ ،‬الحنفي‪ ،‬مفتي مكة المكرمة ‪ -‬كان ال لهما حامدا مصععليا‬
‫مسلما‪ .‬وقد أجاب بنظير هذين الجوابين مفتي السادة المالكية‪ ،‬ومفتي السادة الحنابلة‪.‬‬
‫)واعلم( أنه ينععدب الصععبر علععى المصععائب‪ ،‬لمععا أخرجععه الشععيخان أن بنتععا لععه )ص(‬
‫أرسلت إليه تدعوه وتخععبره أن ابنهعا فعي المععوت‪ .‬فقععال )ص( للرسعول‪ :‬ارجعع إليهعا‬
‫فأخبرها أن ل ما أخذ‪ ،‬وله ما أعطى‪ ،‬وكل شئ عنده بأجل مسمى‪ .‬فمرها‪ :‬فلتصبر‪،‬‬
‫ولتحتسب‪ .‬وأخرج البخاري‪ :‬ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صععفيه مععن أهععل الععدنيا ثععم‬
‫احتسبه إل الجنة‪ .‬وفي حديث‪ :‬من أصيب بمصيبة‪ ،‬فليذكر مصيبته بي‪ ،‬فإنهععا أعظععم‬
‫المصائب‪ .‬ولذلك قال بعضهم‪ :‬اصبر لكل مصيبة وتجلد * * واعلم بععأن المععرء غيععر‬
‫مخلد واصبر كما صبر الكرام فإنها * * نوب تنوب اليوم تكشععف فععي غععد وإذا أتتععك‬
‫مصيبة تشجى بها * * فاذكر مصابك بالنبي محمد وقال آخر‪ :‬تذكرت لما فرق الدهر‬
‫بيننا * * فعزيت نفسي بالنبي محمد وقلت لها‪ :‬إن المنايا سبيلنا * * فمن لم يمععت فععي‬
‫يومه مات في غد وقال آخر‪ :‬مات خير الخلق من قد خصععه * * ربععه بالصععحب مععن‬
‫خير صحاب كل حي ذائق كأس الفنا * * هكذا المسطور في أم الكتاب‬

‫] ‪[ 167‬‬
‫أيهععا النععاس لكععم بالمصععطفى * * أسععوة‪ ،‬فععالموت يععدني للععذهاب فثقععوا بععال‪،‬‬
‫وارضوا‪ ،‬وخذوا * * ما قضى ال بصبر واحتساب قال المؤلف في )إرشععاد العبععاد(‪:‬‬
‫وكأن القاضي حسينا ‪ -‬من أكابر أئمتنا ‪ -‬أخذ من هذا قوله الععذي أقععروه عليععه‪ :‬يجععب‬
‫على كل مؤمن أن يكون حزنه على فراق النبي )ص( من الدنيا أكثر منه على فراق‬
‫أبويه‪ ،‬كما يجب عليه أن يكون )ص( أحب إليه مععن نفسععه‪ ،‬وأهلععه‪ ،‬ومععاله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي‬
‫حديث آخر‪ :‬إنما الصععبر عنععد الصععدمة الولععى‪ ،‬أي إنمععا يحمععد الصععبر عنععد مفاجععأة‬
‫المصيبة‪ ،‬وأما فيما بعد فيقع السلو طبعا‪ .‬ومن ثم قال بعضهم‪ :‬ينبغي للعاقل أن يفعععل‬
‫بنفسه أول أيام المصععيبة مععا يفعلععه الحمععق بعععد خمسععة أيععام‪ .‬وفععي حععديث آخععر‪ :‬إن‬
‫الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الجععر‪ .‬وورد‪ :‬مععن قععدم ثلثععة مععن الولععد لععم‬
‫يبلغوا الخنث‪ ،‬كانوا له حصنا من النار‪ .‬فقال أبو الدرداء ‪ -‬رضي ال عنععه ‪ .-‬قععدمت‬
‫اثنين‪ .‬قال‪ :‬واثنين‪ .‬قال آخر‪ :‬إني قععدمت واحععدا‪ .‬قععال‪ :‬وواحععدا‪ ،‬ولكععن ذلععك فععي أول‬
‫صدمة‪ .‬وفي حديث مسلم إن الطفال دعععاميص الجنععة ‪ -‬أي حجععاب أبوابهععا ‪ -‬يتلقععى‬
‫أحدهم أباه ‪ -‬أو قال أبويه ‪ -‬فيأخذه بثوبه ‪ -‬أو قال بيده ‪ -‬فل ينتهي حتى يدخله الجنة‪.‬‬
‫وفي خبر مسلم‪ :‬أنه مات ابن لبي طلحة من أم سليم‪ ،‬فقععالت‪ :‬ل يحععدثه إل أنععا‪ .‬فلمععا‬
‫جاء قربت إليه عشاءه‪ ،‬فأكل‪ ،‬وشرب‪ ،‬ثم تصنعت له أحسن ما كان تتصنع قبل ذلك‪،‬‬
‫فوقع بها‪ ،‬فلما رأته أنه قد شبع‪ ،‬وأصاب منها‪ ،‬قالت‪ :‬يا أبا طلحة أرأيت لععو أن قومععا‬
‫أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم‪ ،‬ألهم أن يمنعوهم ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قالت أم سليم‪:‬‬
‫فاحتسب ابنك‪ .‬فغضب‪ ،‬ثم انطلق إلى رسول ال )ص( فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬بارك ال لكمععا‬
‫في ليلتكما‪ .‬وروي أن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ،‬ضععحك عنععد دفععن ابنععه‪ ،‬فقيععل لععه‪:‬‬
‫أتضحك ؟ فقال‪ :‬أردت أن أرغم الشيطان‪ .‬وقال أبو علي الععرازي‪ :‬صععحبت الفضععيل‬
‫ثلثين سنة‪ ،‬ما رأيته ضاحكا‪ ،‬ول مبتسعما‪ ،‬ول مستبشععرا‪ ،‬إل يععوم مععات ابنعه علعي‪،‬‬
‫فقلت له في ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال أحب أمرا فععأحببته‪ .‬والخبععار والحكايععات الدالععة علععى‬
‫تأكد الصبر كثيرة شهيرة‪ ،‬ويتأكد لمن ابتلي بمصيبة ‪ -‬بميت‪ ،‬أو في نفسععه‪ ،‬أو أهلععه‪،‬‬
‫أو ماله‪ ،‬وإن خفت ‪ -‬أن يكثر * )إنا ل وإنا إليععه راجعععون( * )‪ (1‬اللهععم أجرنععي فععي‬
‫مصععيبتي‪ ،‬واخلععف علععي خيععرا منهععا‪ .‬لن الع تعععالى وعععد مععن قععال ذلععك * )عليهععم‬
‫صلوات من ربهم ورحمة( * )‪ (2‬وأنهم * )هم المهتدون( * ولخبر مسلم أن من قععال‬
‫ذلك آجره ال وأخلف له خيرا‪ .‬وقال ابن جبير‪ :‬لقد أعطيت هذه المععة عنععد المصععيبة‬
‫ما لم يعطه غيرهم‪) * :‬إنا لع وإنععا إليععه راجعععون( * ولععو أوتععوه لقععاله يعقععوب عليععه‬
‫السععلم‪ .‬ولععم يقععل يععا أسععفى علععى يوسععف‪ .‬جعلنععا الع مععن الصععابرين فععي الضععراء‪،‬‬
‫الشاكرين في السراء‪ .‬آمين‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .156 :‬البقرة‪.157 :‬‬

‫] ‪[ 168‬‬
‫باب الزكاة لمععا أنهععى الكلم علععى الركععن العظععم مععن أركععان السععلم ‪ -‬وهععو‬
‫الصلة ‪ -‬شرع يتكلم على الركن الثاني منها‪ ،‬وهععو الزكععاة‪ .‬والصععل فععي وجوبهععا ‪-‬‬
‫قبل الجماع ‪ -‬قععوله تعععالى‪) * :‬وآتععوا الزكععاة( *‪ .‬وأخبععار كخععبر بنععي السععلم علععى‬
‫خمس‪) .‬قوله‪ :‬هي لغة‪ :‬التطهير والنمععاء( يعنععي أن الزكععاة فععي اللغععة جععاءت بمعنععى‬
‫التطهير‪ ،‬وبمعنى النمو‪ .‬قال تعالى‪) * :‬قد أفلح من زكاها( * )‪ (1‬أي طهرها‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫زكعا العزرع إذا نمعا‪ .‬وجعاءت أيضعا فيهعا بمعنعى المعدح‪ ،‬قعال تععالى‪) * :‬فل تزكعوا‬
‫أنفسكم( * أي تمدحوها‪ .‬وبمعنى البركة‪ ،‬ويقال‪ :‬زكت النفقة‪ :‬إذا بورك فيها‪ .‬وبمعنى‬
‫كثير الخير‪ ،‬يقال‪ :‬فلن زاك‪ ،‬أي كثير الخير‪) .‬قعوله‪ :‬وشعرعا‪ :‬اسعم لمعا يخعرج( أي‬
‫لقدر يخرج إلخ‪ ،‬وسمي بذلك للمناسبة بينععه وبيععن المعععاني اللغويععة المععذكورة‪ ،‬وذلععك‬
‫لن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء الخذ لها‪ ،‬ولنها تطهععر مخرجهععا مععن الثععم‪،‬‬
‫وتمدحه حين تشهد له بصحة اليمان‪ .‬والقدر المخرج عن المال هو العشر فيما سقي‬
‫بما ل مؤنة فيه‪ ،‬أو نصفه فيما فيه مؤنة‪ ،‬أو ربعه في الذهب والفضععة و الخمععس فععي‬
‫الركاز‪ .‬أو ما ورد عن الشارع في الحيععوان‪ ،‬كبنععت مخععاض عععن خمععس وعشععرين‪.‬‬
‫والقدر المخرج عن البدن‪ ،‬وهو صاع‪) .‬وقوله‪ :‬عن مال( هو مععا سععيذكره بعععد بقععوله‬
‫النقدين إلخ‪ .‬وزكاة التجارة ترجع للنقد لنها تقععوم بععه‪ ،‬ثععم إن المععال المععذكور بعضععه‬
‫حولي وبعضه غير حععولي ‪ -‬كمععا سععتعرفه‪) .‬وقععوله‪ :‬أو بععدن( أي أو مععا يخععرج عععن‬
‫البدن‪ ،‬وهو صاع زكاة الفطر‪ .‬ول يشترط حععول لوجوبهععا عمععن ولععد قبععل الغععروب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬على الوجه التي( أي مععن وجععود الشععروط‪ ،‬وانتفععاء الموانععع‪ ،‬ونيععة الععدافع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفرضت زكاة المال في السنة الثانية( اختلف في أي شعهر منهععا‪ .‬والععذي قععال‬
‫شيخنا البابلي أن المشهور عن المحدثين أنها فرضت في شوال من السنة المععذكورة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬بعد صدقة الفطر( أي بعد فرض صععدقة الفطععر‪ ،‬لنهععا فرضععت‬
‫قبل العيد بيومين في السنة الثانية أيضا ‪ -‬كما في المواهب اللدنيععة‪) .‬قععوله‪ :‬ووجبععت(‬
‫أي زكاة المال‪) .‬قوله‪ :‬في ثمانية أصناف من المال( أي بعد النقدين صنفين‪ ،‬والنعام‬
‫ثلثة‪ ،‬وعروض التجارة داخلة في النقدين‪ ،‬لنها تقوم بهمععا ‪ -‬كمععا علمععت ‪ -‬وترجععع‬
‫هذه الثمانية إلى ضربين‪ :‬ما يتعلق بالقيمة ‪ -‬وهو زكاة التجارة ‪ -‬وما يتعلق‬

‫)‪ (1‬الشمس‪ (1) .9 :‬الزكاة فريضة وركن من أركعان العدين قعال تععالى‪) :‬خعذ معن‬
‫أموالهم صدقة( التوبة الية ‪ .103‬وقوله عزوجل‪) :‬وآتوا الزكاة( النسععاء اليععة ‪.76‬‬
‫وقول النبي صلى ال عليه وسلم " إن ال قد افترض عليهم صدقة في أمععوالهم تؤخععذ‬
‫من اغنيائهم‪ ،‬فترد في فقرائهم " متفق عليه‪ .‬وللحديث‪ " :‬بنععى السععلم علععى خمععس‪،‬‬
‫ومنها وإيتاء الزكاة " متفق عليه‬

‫] ‪[ 169‬‬
‫بالعين‪ :‬وهو ثلثة أنواع‪ :‬نبات‪ ،‬وجوهر النقدين‪ ،‬وحيوان‪) .‬قوله‪ :‬النقععدين إلععخ(‬
‫بدل من ثمانية أصناف‪) .‬وقوله‪ :‬والنعام( أي البل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪) .‬قوله‪ :‬والقوت(‬
‫أي من الحبوب‪ ،‬كبر‪ ،‬وشعععير‪ ،‬وأرز‪) .‬قععوله‪ :‬والتمععر‪ ،‬والعنععب( عععبر بعضععهم عععن‬
‫هذين وعن القوت بالنابت‪ ،‬فإنه يشمل الععزرع والنخععل والكععرم‪) .‬قععوله‪ :‬لثمانيععة إلععخ(‬
‫متعلق بوجبت‪ ،‬أي وجبت في ثمانية أصناف من المال‪ ،‬لثمانية أصععناف مععن النععاس‪،‬‬
‫وهععم المععذكورون فععي آيععة * )إنمععا الصععدقات للفقععراء( * إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬ويكفععر جاحععد‬
‫وجوبها( أي الزكاة‪ .‬ومحله أن أنكر وجوبها على الطلق‪ ،‬بأن أنكر أصلها من غير‬
‫نظر لفرادها‪ ،‬أو أنكر بعض أفرادها الجزئية المجمع عليه‪ ،‬بخلف المختلععف فيععه ‪-‬‬
‫كوجوبها في مال الصععبي والركععاز ‪ -‬فل يكفععر جاحععده‪) .‬قععوله‪ :‬ويقاتععل الممتنععع ععن‬
‫أدائها( أي الزكاة ‪ -‬كما فعل الصديق رضي ال عنه ‪ -‬وكما يقاتل الممتنع مععن الداء‬
‫يقاتل الممتنع مععن أخععذها‪ .‬وعبععارة ش ق‪ :‬ولععو امتنععع المسععتحقون معن أخععذها قععاتلهم‬
‫المام‪ ،‬لن قبولها فرض كفاية‪ ،‬فيقاتلون علعى ذلعك‪ ،‬لتعطيلهعم هعذا الشععار العظيعم‪،‬‬
‫كتعطيل الجماعة‪ ،‬بناء على أنها فرض كفايععة‪ ،‬بععل أولععى‪ .‬أفععاده الرملععي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتؤخذ( أي الزكاة‪) .‬وقععوله‪ :‬منععه( أي مععن الممتنععع‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن لععم يقاتععل( الولععى‬
‫تأخيره عن قوله قهرا‪) .‬وقوله‪ :‬قهرا( صفة لمصدر محذوف‪ ،‬أي تؤخععذ أخععذا قهععرا‪،‬‬
‫سواء قاتل الممتنع المام أم ل‪ .‬وفي البجيرمعي معا نصعه‪ :‬والحاصعل أن النعاس فيهعا‬
‫على ثلثة أقسام‪ :‬قسم يعتقد وجوبها ويؤديها‪ ،‬فيستحق الحمد‪ ،‬وفيه نزل قوله تعععالى‪:‬‬
‫* )خذ من أموالهم صدقة تطهرهم( * )‪ .(1‬وقسم يعتقد وجوبها ويمتنع من إخراجها‪،‬‬
‫فإن كان فععي قبضعة المععام أخععذها معن مععاله قهعرا‪ ،‬وإل قععاتله‪ ،‬كمعا فعلعت الصععحابة‬
‫رضوان ال عليهم بمانع الزكاة‪ .‬وقسم ل يعتقد وجوبها‪ ،‬فإن كان ممن يخفععى عليععه ‪-‬‬
‫لكونه قريب عهد بالسلم ‪ -‬عرفه أي الوجوب وينهى عن العععود‪ ،‬وإل حكععم بكفععره‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تجب إلخ( شروع في بيان شروط من تجب عليه زكاة الموال التي هععي‪:‬‬
‫النقدان‪ ،‬والنعام‪ ،‬والقوت‪ ،‬والتمر‪ ،‬والعنب‪ .‬وبدأ ببيان شروط من تجععب عليععه زكععاة‬
‫النقدين ‪ -‬لنهما أشرف من بقية الموال ‪ -‬إذ بهما قوام الدنيا‪ ،‬ونظععام أحععوال الخلععق‪،‬‬
‫لن حاجات الناس كثيرة‪ ،‬وكلها تقضى بهمععا‪ ،‬بخلف غيرهمععا مععن المععوال‪ .‬وذكععر‬
‫لمن تجب عليه زكاتهما خمسة شروط ‪ -‬متنا وشرحا ‪ -‬وهي‪ :‬إسلم‪ ،‬وحرية‪ ،‬وتعيععن‬
‫مالك‪ ،‬ونصاب وحعول‪ .‬وبقععي معن الشععروط‪ :‬قعوة الملععك‪ ،‬ويععبر عنعه بالملعك التعام‪،‬‬
‫ليخرج به ما ملكه المكاتب‪ ،‬فل زكاة فيه عليه‪ ،‬لضعف ملكه عععن احتمععال المواسععاة‪.‬‬
‫وتيقن وجود المالك‪ :‬فل زكاة في مال الحمل الموقوف له بإرث أو وصية‪ ،‬لعدم الثقة‬
‫بحياته‪ .‬ومعظم هذه الشروط يأتي في غيره ممن تجب عليه زكاة بقية الموال ‪ -‬كمععا‬
‫ستقف عليه‪) .‬قوله‪ :‬على كل مسلم( أي لقول الصديق رضي ال عنه في كتععابه‪ :‬هععذه‬
‫فريضة الصدقة التي فرض رسول ال )ص( على المسلمين‪ .‬رواه البخاري‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولو غير مكلف( غاية في المسلم‪ ،‬وهو الصبي والمجنون‪) .‬قععوله‪ :‬فعلععى الععولي إلععخ(‬
‫هذا بيان للمراد بلزومها على غير المكلف‪ ،‬يعني أن المراد بذلك أنها تلزم في مععاله‪،‬‬
‫ويلزم الععولي إخراجهععا منععه‪ ،‬فالمخععاطب بععالخراج الععولي‪ .‬قععال فععي النهايععة‪ :‬ومحععل‬
‫وجوب ذلك عليه في مال الصعبي والمجنعون‪ ،‬حيععث كعان ممعن يعتقعد وجوبهعا علعى‬
‫المععولى عليععه‪ ،‬فععإن كععان ل يععراه ‪ -‬كحنفععي ‪ -‬فل وجععوب‪ .‬والحتيععاط لععه أن يحسععب‬
‫زكاته‪ ،‬فإذا كمل أخبرهما بذلك‪ ،‬ول يخرجها‪ ،‬فيغرمه الحاكم‪ .‬قععاله القفععال‪ .‬وفرضععه‬
‫في الطفل ومثله المجنون ‪ -‬كما مر ‪ -‬والسفيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬فائدة( أجاب السععبكي عععن سععؤال‬
‫صورته‪ :‬كيف تخرج الزكاة من أموال اليتععام مععن الععدراهم المغشوشععة والغععش فيهععا‬
‫ملكهم ؟ بأن الغش إن كان يماثل أجرة الضرب والتخليص فيسامح به‪ ،‬وعمل النععاس‬
‫على الخراج منها‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنى‪.‬‬

‫)‪ (1‬التوبة‪60 :‬‬

‫] ‪[ 170‬‬
‫)ظريفة( للفخر الرازي‪ :‬طلبت من المليح زكاة حسن * * على صغر من السعن‬
‫البهي فقال‪ :‬وهل على مثلي زكاة * * على رأي العراقي الكمي ؟ فقلت‪ :‬الشافعي لنععا‬
‫إمععام * * يععرى أن الزكععاة علععى الصععبي فقععال‪ :‬اذهععب إذا واقبععض زكععاتي * * بقععول‬
‫الشافعي ‪ -‬من الولي وتممه التقي السبكي فقال‪ :‬فقلت له فععديتك مععن فقيععه * * أيطلععب‬
‫بالوفاء سوى الملي نصاب الحسن عندك ذو امتناع * * بخدك والقوام السمهري فععإن‬
‫أعطيتنععا طوعععا‪ ،‬وإل * * أخععذناه ‪ -‬بقععول الشععافعي )قععوله‪ :‬وخععرج بالمسععلم الكععافر‬
‫الصلي( احترز بالصلي عن المرتد‪ ،‬فععإن فيععه تفصععيل‪ ،‬وهععو أنععه إن ارتععد بعععد أن‬
‫وجبت الزكاة عليه‪ ،‬أخذت منععه مطلقععا‪ ،‬سععواء أسععلم أم ل‪ .‬وإن وجبععت عليععه بعععد أن‬
‫ارتد فتوقف كبقية أمواله‪ ،‬إن عاد إلى السلم لزمععه أداؤهععا‪ ،‬لتععبين ملكععه‪ .‬وإن مععات‬
‫مرتدا بان أن ل مععال لععه مععن حيععن الععردة ويكععون فيئا‪) .‬قععوله‪ :‬فل يلزمععه إخراجهععا(‬
‫بمعنى أنه ل يطالب بها في الدنيا‪ ،‬فل ينافي أنهععا تلزمععه معن حيععث إنععه يعععاقب علععى‬
‫تركها في الخرة‪ ،‬كبقية الفروع المتفق عليها‪) .‬قوله‪ :‬ولو بعد السلم( أي فل يلزمه‬
‫أن يخرجها لقوله تعالى‪) * :‬قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سععلف( * )‪.(1‬‬
‫وإنمععا لععم تسععقط الكفععارة بالسععلم لنهععا محععض مواسععاة‪ ،‬فينبغععي أن ل يتركهععا بعععد‬
‫السلم‪ ،‬بخلف الزكاة‪ ،‬فإنها وإن كان فيها مواساة‪ ،‬لكععن فيهععا شععائبة معاوضععة فععي‬
‫مقابلة ما نما من المال‪ .‬وأيضا‪ :‬فالكفارة شأنها ندرة الوقوع‪ ،‬فل يشق إخراجها لعععدم‬
‫كثرتها‪ ،‬بخلف الزكاة فإنها كثيرة الوقوع‪ ،‬فيشق إخراج ما استقر عليععه حععال كفععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حر( أي كله أو بعضه‪ ،‬فتجب الزكععاة عليععه‪ ،‬ولععو كععان مبعضععا ملععك ببعضععه‬
‫الحر نصابا‪) .‬وقوله‪ :‬معين( أي غير مبهععم‪ ،‬فل زكععاة فععي ريععع موقععوف علععى جهععة‬
‫عامة‪ ،‬ول في مال بيت المال‪ .‬ومن الول‪ :‬الموقععوف علععى إمععام المسععجد أو مععؤذنه‪،‬‬
‫لنه لم يرد به شخص معيعن‪ ،‬وإنمعا أريعد بعه كعل معن اتصعف بهعذا الوصعف ‪ -‬كمعا‬
‫سيذكره‪) :‬قوله‪ :‬فل تجب على رقيق( محترز حر‪) .‬وقوله‪ :‬لعععدم ملكععه( تعليععل لعععدم‬
‫الوجوب‪ ،‬فلو ملكه سيده مال لم يملكه‪ ،‬فيكون باقيا على ملععك سععيده‪ ،‬فتلزمععه زكععاته‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكذا المكععاتب( أي وكععذا ل تجععب علععى المكععاتب‪ ،‬ولععو كععانت الكتابععة فاسععدة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لضعف ملكه( أي عن احتمال المواساة‪ ،‬ولذا ل تلزمه نفقععة قريبععة‪ ،‬ول يععرث‬
‫ول يععورث‪) .‬قععوله‪ :‬ول تلععزم( أي الزكععاة‪ ،‬فععي مععال المكععاتب‪) .‬وقععوله‪ :‬سععيده( أي‬
‫المكاتب‪) .‬قوله‪ :‬لنعه( أي السععيد‪) .‬وقعوله‪ :‬غيععر مالععك( أي لمععال المكععاتب‪ .‬قععال فععي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬فإن زالت الكتابة لعجععز أو عتعق أو غيعره‪ ،‬انعقعد حععوله مععن حيعن‬
‫زوالها‪) .‬قوله‪ :‬في ذهب إلخ( متعلق بتجععب‪ .‬أي تجععب فععي ذهععب ومععا عطععف عليععه‪.‬‬
‫)والصل( في وجوبها فيهما ‪ -‬قبل الجماع ‪ -‬قوله تعالى‪) * :‬والذين يكنزون الععذهب‬
‫والفضة( * )‪ (1‬والكنز‪ :‬هو الععذي لععم تععؤد زكععاته‪ .‬ووجععه دللععة اليععة علععى وجععوب‬
‫الزكاة أنه توعد على عدم الزكاة بالعذاب‪ ،‬والوعيد على الشععئ يقتضععي النهععي عنععه‪،‬‬
‫فكأنه قال ل تتركوا الزكاة‪ .‬والنهي عن الشئ أمر بضده‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬أدوا الزكاة وهو‬
‫أمععر والمععر للوجععوب ول تجععب الزكععاة فععي سععائر الجععواهر ‪ -‬كععاللؤلؤ واليععاقوت‬
‫والفيروزج ‪ -‬لعدم ورود الزكععاة فيهععا‪ .‬ولنهععا معععدة للسععتعمال ‪ -‬كالماشععية العاملععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو غير مضروب( أي ولو كان الذهب غير مضروب‪ ،‬كسععبيكة ذهععب‪ ،‬فععإنه‬
‫تجب الزكاة فيه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) .38 :‬التوبة‪34 :‬‬

‫] ‪[ 171‬‬
‫خلفا لمن زعم اختصاصها( أي الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬بلععغ قععدر خالصععه( أي الععذهب‪،‬‬
‫فل زكاة في مغشوش حتى يبلغ خالصه ما ذكر‪ ،‬فتخعرج زكعاته خالصعا أو مغشوشعا‬
‫خالصه قدرها‪ ،‬لكن يتعين علععى الععوالي إخععراج الخععالص‪ ،‬حفظععا للنحععاس مثل علععى‬
‫المولى‪ .‬وتقدم عن السبكي سؤال في ذلك‪) .‬قععوله‪ :‬عشععرين مثقععال( أي لقععوله )ص(‪:‬‬
‫ليس في أقل مععن عشععرين دينععارا شععئ‪ ،‬وفععي عشععرين نصععف دينععار‪ .‬رواه أبععو داود‬
‫بإسناد صحيح‪) .‬قععوله‪ :‬بععوزن مكععة( أي ويعتععبر ذلععك بععوزن مكععة‪ ،‬للخععبر الصععحيح‪:‬‬
‫المكيال مكيال المدينة‪ ،‬والوزن وزن مكة‪) .‬قوله‪ :‬فلعو نقعص إلعخ( تفريعع علعى قعوله‬
‫تحديدا‪) .‬قععوله‪ :‬فل زكععاة( أي واجبععة فيععه‪) .‬وقععوله‪ :‬للشععك أي فععي النصععاب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والمثقال هو لم يتغير‪ ،‬جاهلية وإسلما‪) .‬قوله‪ :‬متوسطة( أي معتدلة لم تقشععر‪ ،‬وقطعع‬
‫مععن طرفيهععا مععا كععان دقيقععا رفيعععا‪) .‬قععوله‪ :‬ووزن نصععاب الععذهب بالشععرفي( نسععبه‬
‫للسلطان الشرف قايتباي‪ ،‬وليععس المععراد بععه مععن بنععى جععامع الشععرفية‪ ،‬وهععو خليععل‬
‫البرسبائي ‪ -‬بضم الباء والراء‪ ،‬وسكون السين‪ ،‬وبموحدة بعدها مدة ‪) .-‬قوله‪ :‬خمسععة‬
‫وعشرون( أي أشرفيا‪ ،‬وهو أقل وزنععا مععن الععدينار المعععروف الن‪) .‬قععوله‪ :‬والمععراد‬
‫بالشرفي‪ :‬القايتبايي( أي لنه الذي كان في زمن الشيخ زكريا‪ ،‬وبه يعلم نصععاب مععا‬
‫زاد على وزنه من المعاملة الحادثة الن‪ ،‬على أنه حدث أيضععا تغييععر فععي المثقععال ل‬
‫يوافق شيئا مما مر‪ .‬فليتنبه لذلك‪ .‬شرح م ر مع زيادة من الشوبري‪ .‬بجيرمععي‪ .‬وقععال‬
‫في حواشي القناع‪ :‬واعلم أن الذي تحععرر أن النصععاب فععي البنادقععة والفنادقععة سععبعة‬
‫وعشرون من كل منهما إل ثلثععا لن البنععدقي ثمانيععة عشععر قيراطععا‪ ،‬والمثقععال أربعععة‬
‫وعشرون قيراطا‪ ،‬والقيراط ثلث شعيرات‪ ،‬فكل ثلثة مثاقيل أربعة بنادقة‪ .‬والفندقي‬
‫كالبندقي في الوزن‪ ،‬لكنه ‪ -‬أي الفندقي ‪ -‬ليس سالما من الغش‪ ،‬وفي المحابيب خمسة‬
‫وثلثون محبوبا كاملة‪ .‬والدراهم المعروفة الن كل عشرة منها سبعة مثاقيل‪ ،‬فتكعون‬
‫الواقي الخمس مائتي درهم‪ .‬وقد كان في السابق درهم يقال له البغلي‪ ،‬وكععان ثمانيععة‬
‫دوانق‪ .‬ودرهم يقال له الطبري‪ ،‬أربعة دوانق‪ .‬فالدراهم مختلفة في الجاهلية‪ ،‬ثعم أخععذ‬
‫نصف كل منهما وهو ستة دوانععق‪ ،‬وجعععل درهمععا فععي زمععن عمععر وعبععد الملععك بععن‬
‫مروان‪ ،‬وأجمع عليه المسلمون‪ .‬قال الذرعي ‪ -‬كالسبكي ‪ -‬ويجب اعتقاد أنهععا كععانت‬
‫في زمنه )ص( وزمن الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويجب تأويل خلف ذلععك‪ .‬ا‍ه‪ .‬م ر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وفي فضة( معطوف على ذهب‪ ،‬أي وتجب في فضة‪ .‬وسمي الذهب ذهبا لنه يذهب‬
‫ول يبقى‪ .‬وسميت الفضة بذلك لنها تنفض ول تبقى‪ ،‬وسمي المضروب مععن الععذهب‬
‫دينارا‪ ،‬ومن الفضة درهما‪ ،‬لن الدينار آخععره نععار‪ ،‬والععدرهم آخععره هععم‪ ،‬والمععرء إن‬
‫أحبهما قلبه معذب بين الهم في الدنيا‪ ،‬والنار في الخرة‪ ،‬بسبب اكتسابهما مععن حععرام‬
‫أو عدم أداء زكاتهما‪ .‬وأنشد بعضهم في ذلك فقععال‪ :‬النععار آخععر دينععار نطقععت بععه * *‬
‫والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء بينهما ‪ -‬ما لم يكن ورعا ‪ -‬معععذب القلععب بيععن‬
‫الهم والنار )قوله‪ :‬بلغت مائتي درهم( وذلك لقوله )ص(‪ :‬ليس فيما دون خمععس أواق‬
‫من الورق صدقة‪ .‬والوقيعة أربعععون درهمعا بالنصعوص المشععهورة والجمععاع‪ .‬قععال‬
‫البجيرمي‪ :‬وقد حدث للناس ععرف آخععر‪ ،‬فجعلوهععا عبععارة ععن اثنععي عشععر درهمععا‪،‬‬
‫وعند الطيبي عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم‪ ،‬وبعضهم سمى هعذه الوقيعة‪ :‬أوقيعة‬
‫الطيبي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي ش ق‪ :‬وهي ‪ -‬أي المائتا درهم ‪ -‬ثمانيععة وعشععرون ريععال ونصععف‬
‫تقريبا‪ ،‬هذا إن كان في كل ريال درهمان من النحاس‪ ،‬فإن كان فيه درهم فقععط كععانت‬
‫خمسة وعشرين ريال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بوزن مكة( أي لما تقدم تقريبععا‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي‬
‫الدرهم‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬والمثقال لم يتغيعر جاهليعة ول إسعلما‪ :‬ثنتعان وسعبعون حبعة‬
‫شعير متوسطة لم تقشر‪ ،‬وقطع من طرفيها ما دق وطال‪.‬‬

‫] ‪[ 172‬‬
‫والدرهم اختلف وزنه جاهلية وإسلما‪ ،‬ثم استقر على أنه ستة دوانق‪ ،‬والععدانق‪:‬‬
‫ثمان حبات وخمسا حبة‪ ،‬فالدرهم خمسون حبة وخمسا حبة‪ ،‬والمثقععال درهععم وثلثععة‬
‫أسباع درهم‪ .‬فعلم أنه متى زيد على الدرهم ثلثة أسععباعه كععان مثقععال‪ ،‬ومععتى نقععص‬
‫من المثقال ثلثة أعشاره كان درهما‪ ،‬فكل عشرة دراهم سععبعة مثاقيععل‪ ،‬وكععل عشععرة‬
‫مثاقيل أربعة عشر درهما وسبعان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخمسا حبة( أي حبة شعير متوسععطة‬
‫‪ -‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬فالعشرة دراهم( الولى فعشرة الدراهم ‪ -‬بإدخال أل على الثاني ‪-‬‬
‫وذلك لن القاعدة أن العدد المضاف إذا أريد تعريف الجزء الخيععر‪ ،‬وهععو المضععاف‬
‫إليه‪ ،‬فيصير الول مضافا إلى معرفة‪ ،‬فيقال‪ :‬ثلثعة الثعواب‪ ،‬ومعائة العدرهم‪ ،‬وألعف‬
‫الدينار‪ .‬والعدد المركععب إذا أريععد تعريفععه‪ :‬يعععرف الجععزء الول فقععط‪ ،‬فيقععال‪ :‬الحععد‬
‫عشر درهما‪ .‬والعدد المعطعوف إذا أريعد تعريفعه‪ :‬يععرف هعو مععع المعطعوف عليعه‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬الحد والعشرون درهما‪ .‬وقد نظم هذه القاعدة العلمععة الجهععوري فععي قععوله‪:‬‬
‫وعددا تريد أن تعرفا * * فأن بجزأيععه صععلن إن عطفععا وإن يكععن مركبععا فععالول * *‬
‫وفى مضاف عكس هذا يفعل وخالف الكععوفي فععي الخيععر * * فعععرف الجزأيععن ‪ -‬يععا‬
‫سميري نعم‪ ،‬ذكر العلمععة الصععبان فععي حاشععية الشععموني عععن شععيخه أن منهععم فععي‬
‫التركيب الول من ل يضيف بل يعرف الول فقط‪ ،‬فيقول‪ :‬هذه الخمسة أثوابا‪ ،‬وخععذ‬
‫المائة درهما‪ ،‬ودع اللف دينارا‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل المؤلف جرى على ما ذكر‪ .‬فتنبه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ول وقص فيهما( أي ل عفو في الذهب والفضة‪ ،‬فالزائد على النصاب بحسععابه‪ ،‬ولععو‬
‫يسيرا‪ ،‬وذلك لمكان التجزي في ذلك بل ضرر‪ ،‬بخلفه في المواشي‪ ،‬فإنه لو حسب‬
‫الزائد على النصاب فيها لتضرر هو والفقراء بالمشععاركة فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬كالمعشععرات(‬
‫الكاف للتنظير في عدم العفو عن الزائد‪) .‬قوله‪ :‬فيجب( دخول علععى المتععن‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فععي العشععرين( أي مثقععال بالنسععبة للععذهب‪) .‬وقععوله‪ :‬والمععائتين( أي درهمععا بالنسععبة‬
‫للفضة‪) .‬قوله‪ :‬وفيما زاد على ذلك( الولى تأخيره عن فاعل الفعل وزيادة فبحسععابه‪،‬‬
‫بأن يقول‪ :‬وفيما زاد على ذلك فبحسابه‪) .‬وقوله‪ :‬ربععع عشععر( فاعععل يجععب‪ .‬والمععراد‬
‫ربع عشر العشرين في الول‪ ،‬وربع عشر المائتين في الثععاني‪ .‬وإذا كععان هنععاك زائد‬
‫فبحسابه‪ .‬فإذا كان عنده خمسة وعشرون مثقال‪ ،‬ففععي العشععرين نصععف مثقععال‪ ،‬وفععي‬
‫الخمسععة ثمععن مثقععال‪ ،‬فالجملععة خمسععة أثمععان مثقععال‪ ،‬لخععبر أبععي داود وغيععره بإسععناد‬
‫صحيح أو حسن‪ ،‬كما في المجمععوع‪ :‬ليععس فععي أقععل مععن عشععرين دينععارا شععئ‪ ،‬وفععي‬
‫عشرين نصف دينار‪ .‬ولقوله )ص(‪ :‬وفي الرقة ربععع العشععر‪) .‬قععوله‪ :‬ول يكمععل أحععد‬
‫النقدين بععالخر( أي ل يكمععل نصععاب أحععد النقععدين إذا نقععص عنععه مععن النقععد الخععر‪،‬‬
‫لختلف الجنس‪ ،‬كما في الحبوب‪ .‬فلو كانت عنده مائة درهم فضععة وعشععرة مثاقيععل‬
‫من الذهب ل زكاة عليه فيهمععا‪ ،‬ول يكمععل نقععص أحععدهما بععالخر‪ .‬وعبععارة الععروض‬
‫وشرحه‪ :‬فإن نقص النصاب ‪ -‬ولعو بععض حبعة‪ ،‬ولعو فعي بعععض المعوازين ‪ -‬أوراج‬
‫رواج التام‪ ،‬لم تجب فيه الزكاة‪ ،‬لعمععوم الخبععار‪ ،‬ول يكمععل نصععاب أحععدهما بععالخر‬
‫لختلف الجنس‪ ،‬كما ل يكمل التمر بالزبيب‪) .‬قوله‪ :‬ويكمل كل نوع إلخ( يعنععي أنععه‬
‫يكمل نوع بنوع آخر من جنس واحد‪ ،‬فإذا كان عنده من جنس الععذهب مثل نوعععان ‪-‬‬
‫كجيد وردئ‪ ،‬أو متوسط ‪ -‬وكععل منهمععا ينقععص عععن نصععاب‪ ،‬كمععل أحععدهما بععالخر‪،‬‬
‫ويؤخذ من كل نوع بالقسط إن سهل بأن قلت النواع‪ ،‬وإن شق ‪ -‬بععأن كععثرت ‪ -‬أخععذ‬
‫من الوسط‪ ،‬كما في المعشرات‪) .‬قوله‪ :‬ويجزئ جيد إلخ( أي يجزئ إخراج نوع جيععد‬
‫عن نوع ردئ بلغ نصابا‪ .‬والمراد بالجودة‪ :‬النعومععة ونحوهععا ‪ -‬كععاللين ‪ -‬وبععالرداءة‪:‬‬
‫الخشونة ونحوها ‪ -‬كاليبوسة ‪ -‬وإخراج نوع صحيح عن نوع مكسر‪) .‬قوله‪ :‬بل هععو(‬
‫أي إخراج الجيد عن الععردئ‪ ،‬والصععحيح عععن المكسععر‪ ،‬أفضععل‪ .‬أي لنععه زاد خيععرا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل عكسهما( أي ل يجزئ عكسهما‪ ،‬وهو إخراج‬

‫] ‪[ 173‬‬
‫الردئ عن الجيد‪ ،‬والمكسر عن الصحيح‪ .‬وإذا لم يجععزئ ذلععك‪ ،‬اسععترده المالععك‬
‫إن بين عند الدفع أنه عن ذلك المال‪ ،‬وإل فل يسععترده ‪ -‬كمععا لععو عجععل الزكععاة فتلععف‬
‫ماله قبل الحول وإذا جاز السترداد‪ .‬فإن بقي أخذه‪ ،‬وإل أخذ التفاوت‪ .‬فيقوم المخرج‬
‫بجنس آخر ليأخذ التفاوت منه‪ .‬ومحل عدم إجزاء المكسععر عععن الصععحيح إن نقصععت‬
‫قيمته عنه ‪ -‬كما هععو الغععالب ‪ -‬وإل اتجععه الجععزاء‪ .‬كمععا بحثععه فععي اليعععاب‪) :‬قععوله‪:‬‬
‫وخرج بالخالص المغشوش( هو المخلوط بما هو أدون منه‪) .‬قوله‪ :‬فل زكاة فيه( أي‬
‫المغشوش‪) .‬قوله‪ :‬حتى يبلغ خالصه نصابا( أي فحينئذ يخرج قدر الزكععاة خالصععا أو‬
‫مغشوشا خالصه قدر الزكاة‪ ،‬ويكون متطوعا بالنحاس‪) .‬قوله‪ :‬كما يجععب ربععع عشععر‬
‫إلخ( شروع في بيان زكاة عروض التجعارة‪ .‬والصعل فيهعا قعوله تععالى‪) * :‬يعا أيهعا‬
‫الذين آمنوا أنفقوا من طيبات مععا كسععبتم( * قععال مجاهععد‪ :‬نزلععت فععي التجععارة‪ .‬وقععوله‬
‫)ص(‪ :‬في البل صدقتها‪ ،‬وفي البقر صدقتها‪ ،‬وفي الغنم صدقتها‪ ،‬وفي البز صدقته‪.‬‬
‫والبز بباء موحدة مفتوحة وزاي معجمة مشععددة ‪ -‬يطلععق علععى الثيععاب المعععدة للععبيع‪،‬‬
‫وعلى السلح‪ .‬قاله الجوهري‪ .‬وزكاة العين غير واجبة في الثيععاب والسععلح‪ ،‬فتعيععن‬
‫الحمل على التجارة‪) .‬واعلم( أن لزكاة التجارة شروطا ستة ‪ -‬زيادة على ما مععر فععي‬
‫زكاة النقدين ‪ .-‬أحدهما‪ :‬أن يكون ملك ذلك المال بمعاوضة ولو غير محضععة‪ ،‬وذلععك‬
‫لن المعاوضة قسمان‪ :‬محضة‪ ،‬وهي ما تفسد بفساد مقابلها‪ ،‬كالبيع والشععراء‪ .‬وغيععر‬
‫محضة‪ ،‬وهي ما ل تفسد بفساد مقابلها كالنكاح‪ .‬ثانيها‪ :‬أن تقععترن نيععة التجععارة بحععال‬
‫المعاوضة في صلب العقد أو في مجلسه‪ ،‬وذلك لن المملوك بالمعاوضة قد يقصد به‬
‫التجارة‪ ،‬وقد يقصد به غيرها‪ ،‬فل بد من نية مميزة‪ ،‬إن لم يجععددها فعي كععل تصعرف‬
‫بعد الشععراء بجميععع رأس المععال‪ .‬ثالثهععا‪ :‬أن ل يقصععد بالمععال القنيععة‪ ،‬وهععي المسععاك‬
‫للنتفاع‪ .‬رابعهععا‪ :‬مضععي حععول مععن الملععك‪ .‬خامسععها‪ :‬أن ل ينععض جميعععه‪ ،‬أي مععال‬
‫التجارة من الجنس‪ ،‬ناقصا عن النصاب في أثناء الحول‪ ،‬فإن نض كععذلك ثععم اشععترى‬
‫به سلعة للتجارة‪ ،‬فابتداء الحول يكون من الشراء‪ .‬سادسها‪ :‬أن تبلغ قيمته آخر الحول‬
‫نصابا‪ ،‬وكذا إن بلغته دون نصاب ومعه ما يكمل به‪ ،‬كمععا لععو كععان معععه مععائة درهععم‬
‫فابتاع بخمسين منها وبلغ مال التجارة آخر الحول مائة وخمسين ‪ -‬فيضععم لمععا عنععده‪،‬‬
‫وتجععب زكععاة الجميععع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصععا مععن البجيرمععي‪) .‬وقععوله‪ :‬قيمععة العععرض( ‪ -‬بفتععح‬
‫العين‪ ،‬وسكون الراء ‪ -‬اسم لكل ما قابل النقدين من صععنوف المععوال‪ .‬ويطلععق أيضععا‬
‫على ما قابل الطول‪ .‬وبضم العين ما قابل النصل فععي السععهام‪ .‬وبكسععرها‪ :‬محععل الععذم‬
‫والمدح من النسان‪ .‬وبفتح العين والراء معا‪ .‬ما قابل الجوهر‪ .‬واحترز بقععوله قيمععة‪:‬‬
‫عن نفس العرض‪ ،‬فل يجوز إخراج زكاته منه‪) .‬واعلم( أن مال التجععارة يقععوم آخععر‬
‫الحول بما ملك به إن ملك بنقد ولو في ذمته‪ ،‬فإن ملك بغير نقععد ‪ -‬كعععرض‪ ،‬ونكععاح‪،‬‬
‫وخلع ‪ -‬فبغالب نقد البلد‪) .‬وقوله‪ :‬في معال تجعارة( متعلعق بيجعب‪ .‬ول يخفعى معا فعي‬
‫عبارته من الركاكة‪ .‬إذ العرض الذي يجب ربع عشر قيمتععه هععو مععال التجععارة‪ .‬ولععو‬
‫حذف لفظ العرض ولفظة‪ :‬في ‪ -‬لكععان أولععى وأخصععر‪ .‬والتجععارة‪ :‬هععي تقليععب المععال‬
‫المملوك بالمعاوضة بالنية ‪ -‬كشراء ‪ -‬سععواء كععان بعععرض أم نقععد أم ديععن ‪ -‬حععال‪ ،‬أم‬
‫مؤجل ‪ .-‬وخرج بذلك معا ملعك بغيعر معاوضعة كعإرث‪ ،‬فعإذا تعرك لعورثته ععروض‬
‫تجارة لم تجب عليهم زكاتها‪ ،‬وكهبة بل ثواب‪) .‬قوله‪ :‬بلغ النصاب في آخععر الحععول(‬
‫هذا‬

‫] ‪[ 174‬‬
‫مكرر مع قوله التي‪ :‬أما زكاة التجارة إلخ‪ ،‬فالولى‪ :‬القتصععار علععى أحععدهما‪:‬‬
‫إما هذا‪ ،‬وحذف ما سيأتي ‪ -‬وهو الولى ‪ -‬أو حععذف هععذا‪ ،‬وإثبععات مععا يععأتي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن ملكه إلخ( غاية في وجوب ربع عشر قيمة العرض‪ .‬أي يجب ذلك‪ ،‬وإن اشععتراه‬
‫بأقل من نصععاب‪) .‬قعوله‪ :‬ويضعم إلععخ( أي قياسعا علعى النتععاج معع المهععات‪ ،‬ولعسععر‬
‫المحافظععة علععى حععول كععل زيععادة مععع اضععطراب السععواق فععي كععل لحظععة ارتفاعععا‬
‫وانخفاضا‪ .‬وقوله‪ :‬الربعح الحاصعل فعي أثنعاء الحعول‪ ،‬أي بزيعادة فعي نفعس الععرض‬
‫كسمن الحيوان‪ ،‬أو بارتفاع السواق‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى الصععل( أي أصععل مععال التجععارة‪،‬‬
‫وهو متعلق بيضم‪) .‬وقوله‪ :‬في الحول( متعلق بيضم أيضا‪ ،‬أي يضم إليه في الحعول‪،‬‬
‫فيكون حول الربح والصل واحدا‪ ،‬ول يفرد الربح بحول جديد‪) .‬قععوله‪ :‬إن لععم ينععض‬
‫إلخ( قيد في الضم‪ .‬أي يضم إليه إن لم ينض بما يقوم به بأن لم ينض أصل‪ ،‬أو نض‬
‫بغير ما يقوم به‪ .‬ومعنى النض‪ :‬أن يصير ناضا دراهم أو دنانير‪ .‬ويفسر بالبيع بالنقد‬
‫الذي اشترى به تفسيرا باللزم‪ .‬قال أبو عبيدة‪ :‬إنما يسمون النقد ناضا إذا تحول بعععد‬
‫أن كان متاعا‪ ،‬لنه يقال ما نض منه شععئ‪ :‬أي مععا حصععل ‪ -‬كمععا فععي المصععباح‪ .‬فلععو‬
‫اشترى عرضا بمائتي درهم‪ ،‬فصارت قيمته فععي الحععول ‪ -‬ولععو قبععل آخععره بلحظععة ‪-‬‬
‫ثلثمائة‪ ،‬زكاة آخره‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا نض( أي بما يقوم به‪ :‬بأن اشترى عرضا للتجععارة‬
‫بمائتي درهم‪ ،‬وباعه بعد ستة أشهر بثلثمائة‪) .‬قوله‪ :‬بأن صار ذهبا أو فضة( تصوير‬
‫للنض‪ .‬وعبارة التحفة مع الصل‪ :‬ل إن نض ‪ -‬أي صار ناضا ذهبععا أو فضععة ‪ -‬مععن‬
‫جنس رأس المال النصاب )‪ ،(1‬وأمسكه إلى آخر الحول‪ ،‬أو اشترى به عرضععا قبععل‬
‫تمامه‪ ،‬فل يضم إلى الصل‪ ،‬بععل يزكععى الصععل بحععوله‪ ،‬ويفععرد الربععح بحععول ‪ -‬فععي‬
‫الظهر ‪ -‬ومثله أصله )‪ (2‬بأن يشتري عرضا بمائتي درهم‪ ،‬ويبيعه بعد سععتة أشععهر‬
‫بثلثمائة ويمسكها إلى تمام الحول‪ ،‬أو يشتري به عرضا يساوي ثلثمائة آخر الحول‪،‬‬
‫فيخرج آخره زكاة مائتين‪ ،‬فإذا مضععت سععتة أشععهر أخععرى‪ ،‬أخععرج عععن المععائة‪ ،‬لن‬
‫الربح متميز‪ ،‬فععاعتبر بنفسععه‪ .‬فعلععم أنععه لععو نععض بغيععر جنععس المععال‪ :‬فكععبيع عععرض‬
‫بعرض‪ ،‬فيضم الربح للصل‪ ،‬وكذا لععو كععان )‪ (3‬رأس المععال دون نصععاب ثععم نععض‬
‫بنصاب وأمسكه تمام حول الشراء‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وأمسكه إلى آخععر الحععول( أي‬
‫أو اشترى به عرضا قبل تمامه‪ ،‬فل يضم إلى الصل‪) .‬قععوله‪ :‬ويفععرد الربععح بحععول(‬
‫أي فإذا تم حععوله زكععاة‪ ،‬ول يقععال إن شععرط وجععوب الزكععاة النصععاب‪ ،‬والربععح ليععس‬
‫نصابا كامل‪ .‬لنا نقول إن الخععراج ليععس عنععه وحععده‪ ،‬بقطععع النظععر عمععا بيععده‪ ،‬بععل‬
‫المعتععبر فععي وجععوب الخععراج أن يضععمه لمععا عنععده‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬ويصععير‬
‫عرض التجارة( أي كله أو بعضه إن عينه‪ ،‬وإل لععم يععؤثر ‪ -‬علععى الوجععه ا‍ه‪ .‬حجععر‬
‫وفي المغني‪ :‬قال الماوردي‪ :‬ولو نوى ببعض عرض التجارة ولم يعينه‪ ،‬ففععي تععأثيره‬
‫وجهان ‪ :-‬أقربهما ‪ -‬كما قال شيخي ‪ -‬إنه يؤثر‪ ،‬ويرجععع فععي التعييععن إليععه‪ ،‬وإن قععال‬
‫بعععض المتععأخرين‪ :‬أقربهمععا المنععع‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬للقنيععة( ‪ -‬بكسععر القععاف‪ ،‬وضععمها ‪-‬‬
‫الحبععس للنتفععاع‪ .‬قععال ع ش‪ :‬ويصععدق فععي دعععواه ذلععك ‪ -‬وإن دلععت القرينععة ‪ -‬علععى‬
‫خلف ما ادعاه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي التحفة‪ :‬لو نوى القنية لستعمال المحرم ‪ -‬كلبس الحريععر ‪-‬‬
‫فهل تؤثر هذه النية ؟ قال المتولي‪ :‬فيه وجهان‪ :‬أصععلهما أن مععن عععزم علععى معصععية‬
‫وأصر‪ :‬هل يععأثم أو ل ؟ ا‍ه‪ .‬والظععاهر أن مععراده بأصععر‪ :‬صععمم‪ ،‬لن التصععميم‪ :‬هععو‬
‫الذي اختلف في أنه هل يوجب الثم أو ل ؟ والذي عليه المحققعون أنعه يعوجبه‪ .‬ومععع‬
‫ذلك‪ ،‬الذي يتجه ترجيحه أنه ل أثر لنيته هنا‪ ،‬وإن أثرت ثم‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬بنيتهععا( أي‬
‫القنية‪) .‬قوله‪ :‬فينقطع إلخ( مفرع على صيرورة عرض التجارة‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬النصاب( يأتي محترزه‪ .‬ا‍ه‪ .‬سععم‪) (2) .‬قععوله‪ :‬ومثلععه أصععله( أي الربععح‪،‬‬
‫وهو رأس المال‪ ،‬فل يضم إلى‪ ،‬بل يفرد بحول والربح بحول آخر‪ ،‬وهذا يغنععى عنععه‬
‫ما قبله‪ ،‬أ‍ه‪ .‬مولف‪) (3) .‬قوله‪ :‬وكذا لو كان إلعخ(‪ .‬قععال سعم‪ :‬انظععر هعذا مععع معا فععي‬
‫الروض وشرحه ‪ -‬كغيرهمععا ‪ -‬ممععا نصععه وإذا اشععترى عرضععا بعشععرة مععن الععدنانير‬
‫وباعه في أثناء الحول بعشرين منها ولم يشتر بها عرضعا‪ ،‬زكعى كل معن العشعرتين‬
‫لحوله بحكم الخلط إلخ‪ ،‬فإنه دل على أنه ل ضم هنا‪ .‬فليراجع‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 175‬‬
‫للقنيععة‪ ،‬أي وإذا انقطععع احتععاج إلععى تجديععد قصععد مقععارن للتصععرف‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل عكسه( معطوف على عرض التجارة‪ ،‬أي ل يصير عرض القنيععة للتجععارة‬
‫بنية التجارة‪ ،‬لن القنية‪ :‬الحبس للنتفاع‪ ،‬والنية محصلة له‪ .‬والتجارة‪ :‬التقليب بقصد‬
‫الرباح‪ ،‬والنية ل تحصله‪) .‬قوله‪ :‬ل يكفععر منكععر وجععوب زكععاة التجععارة( أي كمععا ل‬
‫يكفعر منكعر زكعاة الثمعار والعزروع فعي الرض الخراجيعة‪ ،‬والزكعاة فعي معال غيعر‬
‫المكلف‪ ،‬وذلك لختلف العلماء في وجوبها‪ ،‬ول يكفر إل منكر الزكاة المجمع عليها‬
‫‪ -‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬للخلف فيه( أي في وجوب زكاة مال التجععارة‪ ،‬أي لن المععام أبععا‬
‫حنيفة ل يقول بوجوب زكاة مععال التجععارة‪) .‬قععوله‪ :‬وشععرط لوجععوب الزكععاة إلععخ( أي‬
‫زيادة على ما مر من الشروط‪ ،‬وهذا الشععرط متضععمن لمريععن‪ :‬الحععول‪ ،‬والنصععاب‪.‬‬
‫ولو قال‪ :‬وشرط حول‪ ،‬ووجود نصاب من أول الحول إلى آخره‪ .‬لكان أولى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ل التجارة( أي ل مال التجارة‪ ،‬وإن ملك بأحد النقدين وكان التقويم بععه‪) .‬قععوله‪ :‬تمععام‬
‫نصاب( أي نصاب تام‪ ،‬فالضافة من إضافة الصفة للموصععوف‪) .‬وقععوله‪ :‬لهمععا( أي‬
‫الذهب والفضة‪) .‬وقوله‪ :‬كل الحول( ظرف متعلق بتمام‪) .‬قوله‪ :‬بععأن ل ينقععص إلععخ(‬
‫تصوير لتمام النصاب في كل الحول‪) .‬وقوله‪ :‬المال( المراد به الذهب والفضة‪ .‬ولععو‬
‫قال بأن ل ينقصععا ‪ -‬بععألف التثنيععة العععائدة إليهمععا ‪ -‬لكععان أولععى‪ ،‬إذ المقععام للضععمار‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عنه( أي النصاب‪) .‬قوله‪ :‬أما زكاة التجارة( محترز قوله ل التجارة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فل يشععترط فيهععا( أي فععي زكععاة التجععارة‪) .‬وقععوله‪ :‬تمععامه( أي النصععاب‪) .‬وقععوله‪ :‬ل‬
‫آخععره( أي الحععول ‪ -‬أي ل جميعععه‪ ،‬ول طرفيععه‪ .‬وذلععك لن العتبععار فيهععا بالقيمععة‪،‬‬
‫ويعسر مراعاة القيمة كل وقععت‪ ،‬لضععطراب السعععار انخفاضععا وارتفاعععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫لنه حالة الوجوب( تعليل لعتباره آخر الحععول‪ ،‬أي وإنمععا اعتععبر آخععر الحععول لنععه‬
‫وقت الوجوب‪ .‬فلو تم الحول وقيمة العرض دون النصاب وليس معععه يكملععه بععه مععن‬
‫جنععس مععا يقععوم بععه‪ ،‬فل تجععب الزكععاة فيععه‪ .‬ومحععل اعتبععار آخععر الحععول‪ :‬إن لععم تععرد‬
‫عروض التجارة في أثناء الحول إلى نقد تقوم به‪ ،‬بأن بقيت عنده‪ ،‬أو بيعععت بعععرض‬
‫آخر‪ ،‬أو بيعت بنقد ل تقوم به‪ ،‬فععإن ردت فععي أثنععائه إلععى النقععد المععذكور ‪ -‬فععإن كععان‬
‫نصابا دام الحععول‪ ،‬وإن نقععص عععن النصععاب انقطععع الحععول‪ ،‬لتحقععق نقععص النصععاب‬
‫حينئذ‪ .‬فلو اشترى عرضا آخر بعد ذلك ابتدئ حعول جديعد معن حيعن شعرائه‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫وينقطع الحول( أي حول زكاة الذهب والفضععة‪ ،‬ل التجععارة‪ ،‬بععدليل قععوله بمعاوضععة‪،‬‬
‫فإن هذا ل يأتي فيها ‪ -‬كما ستعرفه‪ .‬وأما زكاة التجارة فقد بين أنها ينقطع حولها بنية‬
‫القنية‪ ،‬ويعلم بالولى انقطاعه بزوال الملك بغير المعاوضة‪ .‬ولو أخر هذا وذكره بعد‬
‫بيان زكاة الماشية‪ ،‬لكان أولى‪ .‬إذ ما ذكره له تعلق بكل ما سععيأتي‪ .‬وعبععارة الرشععاد‬
‫مع شرحه‪ :‬وينقطع حول تجارة بنية قنية وينقطع حول غيرها ‪ -‬وهععو زكععاة العيععن ‪-‬‬
‫يتخلل زوال ملك في أثناء الحول بمعاوضة أو غيرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بتخلععل زوال ملععك‬
‫أثناءه( أي الحول‪) .‬وقوله‪ :‬بمعاوضة( أي في غير التجارة‪ ،‬أما هععي‪ :‬فل تضععر فيهععا‬
‫المعاوضة أثناء الحول‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيرها( أي غير المعاوضة ‪ -‬كهبة بل ثععواب‪ ،‬أو‬
‫موت فلو زال ملكه كله أو بعضه في الحول بععبيع أو غيععره انقطععع الحععول‪ ،‬فلععو عععاد‬
‫بشراء أو غيره استأنف الحول‪ ،‬لنقطاع الول بما فعله‪ ،‬فصار ملكا جديدا‪ ،‬فل بد له‬
‫من حول جديد‪ .‬ولو مات المالك في أثنععاء الحععول اسععتأنف الععوارث حععوله مععن وقععت‬
‫الموت‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لو ملك نصابا إلخ( اسععتدراك علععى انقطععاع الحععول بتخلععل زوال‬
‫الملك‪ ،‬وهو استدراك صوري ‪ -‬كما تفيده العلة‪) .‬قوله‪ :‬لم ينقطع الحول( أي بل يبني‬
‫على ما مضى من الستة أشهر‪ .‬قال في فتح الجواد‪ :‬صرح به الشيخ أبو حامد وجعله‬
‫أصل مقيسا عليه‪ .‬وجزم به الرافعي في زكاة التجارة أثناء تعليل‪ ،‬وتبعوه‪ .‬ونظر فيه‬
‫البلقيني ثم أجاب بأنا لما بنينا مع حصول بدل مخععالف ‪ -‬وهععو العععرض ‪ -‬فلن نبنععي‬
‫مع حصول بدل موافق ‪ -‬وهو بدل العرض ‪ -‬أولى‪ .‬قال‪ :‬ول يخرج هذا على مبادلععة‬
‫النقود لعدم القصد إليها في القرض‪ ،‬وإنما القصد بععه الرفععاق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وبععه يتضععح الععرد‬
‫على من زعم أن ذلك مفرع على الضعيف أن الزكاة تجب‬

‫] ‪[ 176‬‬
‫على الصيارفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذفه‪) .‬وقوله‪ :‬الرد على من زعم إلععخ( فععي حاشععية ش ق‬
‫ما يوافق من زعم ذلك‪ ،‬ونص عبعارته‪ :‬قعوله‪ :‬نععم إلعخ ‪ -‬هعذا اسعتدراك مبنعي علعى‬
‫ضعيف‪ ،‬والمعتمد وجععوب السععتئناف فععي حععق كععل مععن المقععترض والمقععرض‪ ،‬أمععا‬
‫الول فظاهر‪ ،‬لن النصاب لم يدخله في ملكه إل بقبضه‪ ،‬وإن لم يتصرف فيه‪ .‬وأمععا‬
‫الثاني‪ ،‬فلنه خرج عن ملكه بالقرض‪ .‬فتجب عليه الزكاة إذا تم الحول مععن القعرض‪،‬‬
‫بمعنععى أنهععا تسععتقر فععي ذمتععه‪ ،‬ول يجععب الخععراج إل إذا وجععب لععه النصععاب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن كععان( أي المقععترض مليععا‪ ،‬أي موسععرا‪) .‬وقععوله‪ :‬أو عععاد( أي‬
‫النصاب إليه‪ ،‬أي المقرض‪ ،‬فإن لم يكن مليا ولم يعد إليه النصاب استقرت الزكاة في‬
‫ذمته حتى يعود‪) .‬قوله‪ :‬أخرج الزكاة آخر الحول( فاعل الفعععل يعععود علععى القععرض‪،‬‬
‫فالزكاة في المال الذي أقرضه واجبة عليه‪ ،‬لن ملكه لععم يععزل بععالقرض رأسععا‪ ،‬لنععه‬
‫بقي بدله في ذمة المقترض‪ ،‬وكذلك تجب على المقترض إذا بقععي مععا اقترضععه عنععده‬
‫حول كامل من القرض‪) .‬قوله‪ :‬لن الملك إلخ( تعليل لعدم انقطععاع الحععول‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫لثبوت بدله( أي النصاب المقرض‪) .‬قعوله‪ :‬وكعره أن يزيعل ملكعه( أي تنزيهعا‪ ،‬وقيعل‬
‫تحريما‪ ،‬وأطالوا في النتصار له‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتح الجواد‪) .‬قوله‪ :‬ببيع( متعلق بيزيل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أو مبادلة( أي من جنس واحد كذهب بذهب‪ ،‬أو من جنس آخر كذهب بفضة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫عما تجب فيه الزكاة( متعلق بيزيل‪ ،‬أي يزيل ملكه عن المال الذي تجب فيععه الزكععاة‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬لحيلععة( متعلعق بكععره‪ ،‬واللم للتعليعل‪ ،‬أي وكععره ذلعك إذا كعان لجعل الحيلعة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بأن يقصد( تصوير لزوال الملععك للحيلععة‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه( أي زوال الملععك بهععذا‬
‫القصععد‪ ،‬وهععو تعليععل للكراهععة‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي الععوجيز يحععرم( أي زوال الملععك بقصععد‬
‫الفرار‪) .‬قوله‪ :‬ول يبرئ الذمة( أي زوال ملكه عنه لحيلة ل يبرئ ذمتععه عععن الزكععاة‬
‫باطنا‪ ،‬فتتعلق بذمته فيه‪ .‬وعبععارة المغنععى‪ :‬وقععال فععي الععوجيز‪ :‬يحععرم إذا قصععد بععذلك‬
‫الفرار من الزكاة‪ ،‬وزاد في الحياء‪ :‬أنه ل تععبرأ الذمععة فععي البععاطن‪ ،‬وأن أبععا يوسععف‬
‫كان يفعله‪ .‬ثم قال‪ :‬والعلععم علمععان‪ :‬ضععار ونععافع‪ .‬قععال‪ :‬وهععذا مععن العلععم الضععار‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بقصده( أي قصده بزوال الملك دفعع وجععوب الزكععاة ‪ -‬يعنعي إذا قصعد بععزوال‬
‫الملك عما تعلقت به الزكاة الدفع المذكور‪ :‬أثم ‪ -‬أي من جهة قصده ذلععك‪ ،‬وأمععا نفععس‬
‫الفعل‪ :‬فهو جائز‪ ،‬ل يتعلق به إثم‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا لععو قصععده إلععخ( محععترز قععوله لحيلععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل لحاجة( أي قصد زوال الملك لحاجة‪ ،‬أي ضرورة‪ ،‬كاحيتاجه إلععى بيععع مععا‬
‫تعلقت به الزكاة لينتفع بثمنه‪) .‬قوله‪ :‬أولها وللفرار( أي أو قصد ذلك للحاجة وللفععرار‬
‫معا‪ .‬قال في المغنى‪ .‬فإن قيل يشكل عدم الكراهة فيما إذا كان للحاجععة‪ ،‬وللفععرار بمععا‬
‫إذا اتخذ ضبة صغيرة لزينة وحاجة فإنه يكره‪ .‬أجيب بأن الضععبة فيهععا اتخععاذ‪ ،‬فقععوى‬
‫المنع‪ ،‬بخلف إزالة الملك‪ ،‬فإن فيها ترك اتخاذ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬تنبيه إلععخ( هععو‬
‫مما شمله قوله وينقطع بتخلل زوال ملك‪) .‬قععوله‪ :‬ل زكععاة علععى صععيرفي( أي لتخلععل‬
‫زوال الملك أثناء الحول‪) .‬قوله‪ :‬بادل إلخ( وكلما بععادل اسععتأنف الحععول‪ ،‬ولععذلك قععال‬
‫ابن سريج بشعر الصعيارفة أن ل زكعاة عليهعم‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو للتجعارة( أي ولعو كعانت‬
‫المبادلة ‪ -‬أي المعاوضة ‪ -‬بقصععد التجععارة فععإنه ل زكععاة عليععه‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬لن‬
‫التجارة في النقدين ضعيفة نادرة بالنسبة لغيرهما‪ ،‬والزكاة الواجبة زكاة عين‪ ،‬فغلبت‬
‫وأثر فيها انقطاع الحول‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بما في يده( هو وما قبله متعلقان ببادل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫من النقد( بيان لما‪) .‬وقوله‪ :‬غيره( مفعول بادل‪ ،‬أي بادل شخصا غيره‪) .‬وقوله‪ :‬مععن‬
‫جنسه( أي كذهب بذهب‪ ،‬أو فضة بفضة‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيره( أي غيععر جنسععه‪ ،‬بععأن ل‬
‫يكون كذلك‪ ،‬كععذهب بفضععة‪ ،‬أو عكسععه‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا ل زكععاة علععى وارث إلععخ( أي‬
‫لتخلل زوال الملك‬

‫] ‪[ 177‬‬
‫أيضععا‪ ،‬وانتقععاله مععن المععورث للععوارث فل بععد مععن نيععة مععن الععوارث مقرونععة‬
‫بتصرف‪ ،‬كبيع وغيره‪) .‬قوله‪ :‬فحينئذ إلععخ( أي فحيععن إذ تصععرف الععوارث فيهععا بنيععة‬
‫التجارة يستأنف الحول‪ ،‬فابتداؤه من حين التصرف المقععرون بالنيععة‪ ،‬ل مععن المععوت‪،‬‬
‫بخلف غير عععروض التجععارة‪ ،‬فععإنه يسععتأنف الحععول فيهععا مععن المععوت‪ ،‬لنهععا غيععر‬
‫محتاجة إلى نية‪) .‬قوله‪ :‬ول زكاة في حلي مبععاح( أي إن علمععه‪ .‬فععإن لععم يعلمععه‪ ،‬بععأن‬
‫ورثه ولم يعلمه حتى مضى حول‪ ،‬فتجب زكاته‪ ،‬لنه لم ينو إمساكه لستعمال مباح‪.‬‬
‫وخرج بقوله مباح‪ :‬غيره‪ ،‬وهو المحرم‪ :‬كحلي النساء اتخذه الرجل ليلبسه‪ ،‬وبالعكس‬
‫‪ -‬كما في السيف والمنطقة ‪ -‬فتجب الزكاة فيععه‪ .‬ومنععه الميععل للمععرأة وغيرهععا‪ ،‬إل إن‬
‫اتخذه شخص من ذهب أو فضععة لجلء عينععه‪ ،‬فهععو مبععاح فل زكععاة فيععه‪ .‬والمكععروه‪:‬‬
‫كضبة فضة كبيرة لحاجة‪ ،‬وصعغيرة لزينعة‪ .‬قععال فععي النهايعة‪ :‬ولععو اتخعذه لسعتعمال‬
‫محرم فاستعمله في المباح في وقت‪ ،‬وجبت فيععه الزكععاة‪ ،‬وإن عكععس‪ ،‬ففععي الوجععوب‬
‫احتمالن‪ ،‬أو جههما عدمه‪ ،‬نظرا لقصد البتداء‪ .‬فإن طرأ قصد محرم ابتدأ لها حول‬
‫من وقته‪ ،‬ولو اتخذه لهما وجبت قطعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعععدم وجععوب الزكععاة فععي الحلععي المبععاح‬
‫مذهبنا‪ ،‬وكذا عند مالك‪ ،‬ورواية مختارة عن أحمد‪ .‬وأما عند أبي حنيفة فتجب الزكاة‬
‫في الحلي مطلقا‪ ،‬أي سواء كان لرجل أو امرأة‪) .‬قوله‪ :‬ولو اتخذه الرجل إلععخ( غايععة‬
‫في عدم وجوب الزكاة في الحلي يعني ل زكاة في ؟ حلي مباح‪ ،‬سععواء اتخععذه امععرأة‬
‫أو رجل لم يقصد شيئا‪ ،‬ل لبسا ول غيعره‪ .‬ووجعه ععدم وجعوب الزكعاة فعي هعذه‪ ،‬أن‬
‫الزكاة إنما تجب في مال نام‪ ،‬والنقد غير نعام‪ ،‬وإنمعا ألحعق بالنعامي لتهيئه للخعراج‪،‬‬
‫وبالصياغة بطل تهيؤه له‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيععره( معطععوف علععى لبععس‪ .‬أي أو بل قصععد‬
‫غير اللبس‪) .‬قوله‪ :‬واتخذه لجارة إلخ( معطوف على الغاية‪ ،‬فهو غايعة أيضععا ثانيععة‪،‬‬
‫أي ول زكاة فيه‪ ،‬ولو اتخذه لجارة أو إعارة لمن يجوز لععه اسععتعماله‪ ،‬وهععو المععرأة‪.‬‬
‫ووجه عدم وجوب الزكاة في هذه أنه صار معدا لستعمال مباح‪ ،‬فأشبه العوامل مععن‬
‫النعم‪) .‬قوله‪ :‬إل إذا اتخذه بنية كنز( أي بأن اتخذه ليدخره ول يستعمله‪ ،‬ل في محععرم‬
‫ول غيره‪ ،‬كما لو دخره ليبيعه عند الحتياج إلى ثمنه‪ .‬ول فرق في هذه الصورة بين‬
‫الرجل والمرأة‪ .‬والفرق بينها وبين صورة ما لو لم يقصد شيئا أصل ‪ -‬لم تجععب فيهععا‬
‫الزكاة ‪ -‬أن قصد الكنز صارف لهيئة الصياغة عن الستعمال‪ ،‬فصار مسععتغنى عنععه‬
‫‪ -‬كالدراهم المضروبة‪) .‬قععوله‪ :‬فتجععب الزكععاة فيععه( مفععرع علععى مععا بعععد إل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫)فرع( الولى‪ :‬فععروع ‪ -‬بععالجمع‪) .‬قععوله‪ :‬يجععوز للرجععل( ومثلععه الخنععثى‪ ،‬بععل أولععى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بخاتم فضة( وهو الذي يلبس في الصبع‪ ،‬سواء ختم به الكتب أو ل‪ ،‬وأما مععا‬
‫يتخذ لختم الكتب من غير أن يصلح لن يلبس فل يجوز اتخاذه من ذهععب ول فضععة‪.‬‬
‫ومثل خاتم الفضة‪ :‬خاتم حديد‪ ،‬أو نحاس‪ ،‬أو رصاص‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬التمس ولو‬
‫خاتما من حديد‪ .‬وفي سنن أبي داود‪ :‬كان خاتمه )ص( من حديععد‪ ،‬عليععه فضععة‪ .‬وأمععا‬
‫خبر‪ :‬مالي أرى عليك حلية أهل النار لرجل وجده لبسا خععاتم حديععد‪ ،‬فهععو ضعععيف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل يسن( إضراب انتقالي‪ ،‬ولو قال من أول المر‪ :‬سن للرجل تختم إلخ‪ .‬لكان‬
‫أخصععر‪) .‬قععوله‪ :‬فععي خنصععر يمينععه( متعلععق بيسععن‪ ،‬ويصععح تعلقععه بيجععوز‪ .‬وخععرج‬
‫بالخنصر‪ :‬غيره‪ ،‬فيكره وضع الخاتم فيه‪ .‬وقيل يحععرم‪ .‬وعبععارة شععرح الععروض بعععد‬
‫كلم‪ :‬لو تختم في غير الخنصععر ‪ -‬ففععي حلععه وجهععان قععال الذرعععي قلععت‪ :‬أصععحهما‬
‫التحريم‪ ،‬للنهي عنه‪ ،‬ولما فيه من التشبيه بالنسععاء‪ .‬ا‍ه‪ .‬والععذي فععي شععرح مسععلم عععدم‬
‫التحريم‪ ،‬فعنه‪ :‬والسنة للرجل جعل خاتمه في الخنصر‪ ،‬لنه أبعد مععن المتهععان فيمععا‬
‫يتعاطى باليد‪ ،‬لكونه طرف‪ ،‬ولنعه ل يشعغل اليعد عمعا تتنعاوله معن أشعغالها‪ ،‬بخلف‬
‫غير الخنصر‪ .‬ويكره له جعله في الوسطى والسبابة‪ ،‬للحععديث‪ ،‬وهععي كراهععة تنزيععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية التختم بخاتم الفضة‪ ،‬وهو أنععه )ص( اتخععذ خاتمععا مععن‬
‫فضة‪) .‬قوله‪ :‬ولبسه في اليمين أفضل( أي ولبس الخاتم في خنصر اليمين أفضل مععن‬
‫لبسه في خنصره اليسار‪) .‬وسئل( ابععن حجععر‪ :‬هععل الفضععل لبععس الخععاتم بععاليمين أو‬
‫اليسار ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬ورد في أحاديث إيثععار اليميععن‪ ،‬وفعي أخععرى إيثععار اليسععار‪،‬‬
‫وقد بينتها وما يتعلق بها في شرح الشمايل للترمذي‪.‬‬

‫] ‪[ 178‬‬
‫)والحاصل( أن الفضل عندنا لبسه في اليميععن‪ ،‬للحععديث الصععحيح‪ :‬كععان يحععب‬
‫التيامن في شأنه كله أي مما هو من باب التكريم‪ .‬ول شك أن فععي التختععم تكريمععا أي‬
‫تكريم‪ ،‬فيكون في اليمين‪ .‬واعترض بعض الناس قول مالك ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬يكععره‬
‫في اليمين ويكون في اليسععار فععإنه يلععزم )‪ (1‬عليععه السععتنجاء بالخععاتم‪ ،‬مععع أن أكععثر‬
‫الخواتيم فيا نقش القرآن والذكار إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬من الفتععاوي‪) .‬قععوله‪ :‬مععن وجععوب نقصععه(‬
‫أي الخاتم‪ ،‬وهو بيان لما‪) .‬قوله‪ :‬للنهي عن اتخاذه مثقال( أي في صععحيح ابععن حبععان‬
‫وسنن أبي داود‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي )ص( قال للبععس الخععاتم الحديععد‪ :‬مععا لععي‬
‫أرى عليك حلية أهل النار ؟ فطرحه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬من أي شعئ أتخععذه ؟ قعال‪:‬‬
‫اتخععذه مععن ورق‪ ،‬ول تتمععه مثقععال‪) .‬قععوله‪ :‬وسععنده( أي الحععديث المتضععمن للنهععي‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬حسن( عبارة النهاية‪ :‬والخبر المذكور ضعفه المصنف فععي شععرحي المهععذب‬
‫ومسلم‪ .‬وقال النيسابوري‪ :‬إنه منكر‪ .‬واسعتغر بعه الترمعذي‪ ،‬وإن صععححه ابععن حبعان‬
‫وحسنه ابن حجر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فععالوجه أنععه( الضععمير يعععود علععى الخععاتم المبععاح‪ .‬أي‬
‫مقداره بدليل الستدراك بعده‪ ،‬ولوله لصح رجوعه للمنهي عنعه‪) .‬وقععوله‪ :‬ل يضععبط‬
‫بمثقال( المناسب أن يقول ل يضععبط بمثقععال( المناسععب أن يقععول ل يضعبط بأقععل معن‬
‫مثقال ول بأكثر‪) .‬قوله‪ :‬بل بما ل يعد إسرافا عرفا( أي بل يضبط مقداره بما ل يعععد‬
‫إسرافا في العرف‪ ،‬فما عده العرف إسرافا حرم سواء كان مثقال‪ ،‬أو أقععل‪ ،‬أو أكععثر‪،‬‬
‫وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا وعليه( أي على الضبط المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬فالعبرة بععرف‬
‫أمثال اللبس( أي في البلد التي هو فيها‪ .‬وعبارة المغنى‪ :‬وهو ‪ -‬أي العرف ‪ -‬عرف‬
‫تلك البلد‪ ،‬وعادة أمثاله فيها‪ ،‬فما خرج عن ذلك كان إسرافا ‪ -‬كمععا قععالوه فععي خلخععال‬
‫المرأة ‪ .-‬ا‍ه‪ .‬قال الكردي وفي المداد‪ :‬ينبغي أن العرف لو اختلف باختلف المحععال‬
‫أو الحرف ونحوهما‪ ،‬يقيد أهل كل محل أو حرفة بعرفة‪ ،‬وحينئذ لو انتقل بعض أهععل‬
‫بلد اعتيد أن خاتمهم مثقالن إلى بلد اعتيد فيها مثقال فقط‪ ،‬فهل العبرة ببلد المنتقل أو‬
‫بلد المنتقل إليه ؟ ثم ذكر ما يفيد أنه متردد في ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجوز تعععدده( أي‬
‫الخاتم لبسا‪ ،‬أما اتخاذا ليلبس واحععدا بعععد واحععد فجععائز‪ .‬كمععا صععرح بععه فععي التحفععة‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬وأل في الخععاتم للجنععس‪ ،‬فيصععدق بقععوله فععي الروضععة وأصععلها‪ :‬لععو اتخععذ‬
‫الرجل خواتيم كثيرة ليلبس الواحد منها بعد الواحد جاز‪ .‬وظععاهره جععواز التخععاذ‪ ،‬ل‬
‫اللبس‪ .‬واعتمده المحب الطبري‪ ،‬لكن صععوب السععنوي جععواز اتخععاذ خععاتمين فععأكثر‬
‫ليلبسها كلها معا‪ .‬ونقله عن الدرامي وغيره‪ ،‬ومنععع الصععيدلني أن يتخععذ فععي كععل يععد‬
‫زوجا‪ .‬وقضيته‪ :‬حل زوج بيد‪ ،‬وفرد بأخرى‪ .‬وبه صرح الخععوارزمي‪ .‬والععذي يتجععه‬
‫اعتمععاده كلم الروضععة الظعاهرة فعي حرمععة التععدد مطلقععا‪ ،‬لن الصعل فعي الفضعة‬
‫التحريم على الرجل‪ ،‬إل ما صح الذن فيعه‪ ،‬ولعم يصعح فععي الكعثر معن الواحععد‪ .‬ثعم‬
‫رأيت المحب علل بعذلك‪ ،‬وهعو ظعاهر جلعي‪ ،‬علعى أن التععدد صعار شععارا للحمقعاء‬
‫والنساء‪ ،‬فليحرم من هذه الجهة‪ ،‬حتى عند الدارمي وغيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لجمع‪،‬‬
‫حيث لم يعد إسرافا( أي خلفععا لجمععع جععوزوا التعععدد حيععث لععم يعععد إسععرافا‪ .‬فحيععث‪:‬‬
‫متعلقة بمحذوف‪ ،‬ويجوز تعلقها بخلفا‪ .‬وممععن اعتمععد جععواز التعععدد حينئذ‪ :‬الخطيععب‬
‫في مغنيه‪ ،‬وعبارته‪ :‬وتوحيد المصنف ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬الخاتم وجمع ما بعده‪ :‬قد يشعععر‬
‫بامتناع التعدد‪ ،‬اتخاذا ولبسا‪ ،‬وهو خلف ما في المحرر‪ .‬والذي ينبغععي اعتمععاده‪ :‬مععا‬
‫أفاده شيخي من أنه جائز‪ ،‬ما لم يؤد إلى سرف‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬ومثله في النهاية‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وتحليته( مصدر مضاف إلععى فععاعله العععائد علععى الرجععل‪ ،‬معطععوف علععى تختععم‪ ،‬أي‬
‫ويجوز للرجل أن يحلي آلة حرب‪ ،‬أي وإن كانت عنععد مععن لععم يحععارب‪ ،‬لن إغاظععة‬
‫الكفار ‪-‬‬

‫)‪) (1‬قععوله‪ :‬يلععزم إلععخ( ممنععوع للتصععريح بنععدب تحععويله إلععى اليميععن عنععد إرادة‬
‫الستنجاء‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫] ‪[ 179‬‬
‫ولو ممن بدارنا ‪ -‬حاصلة مطلقا‪ .‬وخرج بالرجل‪ :‬غيعره ‪ -‬معن امععرأة وخنعثى ‪-‬‬
‫فل يجوز له تحليلته آلة حرب بذهب ول فضة‪ ،‬وإن جععاز لععه المحاربععة بآلتهععا وبآلععة‬
‫حرب أوعيتها‪ :‬كعالقراب‪ ،‬وغمععد السعيف‪ ،‬فل يجعوز تحليتهععا‪ .‬وقععال سعم‪ :‬يحتمععل أن‬
‫غلف السيف كهو‪ ،‬والتحلية جعل عيععن النقععد فععي محععال متفرقععة مععع الحكععام حععتى‬
‫تصير كالجزء‪ ،‬ول مكان فصلها مع عدم ذهاب شئ من عينها فارقت التمعويه التعي‬
‫أنه حرام‪) .‬قعوله‪ :‬كسعيف إلعخ( أمثلعة للعة الحعرب‪) .‬قعوله‪ :‬وتعرس( بضعم فسعكون‪،‬‬
‫المسمى بالدرقة‪ ،‬وتتخذ من حديد وجلد ونحوهما‪ ،‬ليتقى بهععا المحععارب سععهام العععدو‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومنطقة( بكسر الميم‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي المنطقة‪) .‬وقوله‪ :‬ما يشد بهععا الوسععط(‬
‫أي كالسبتة‪ ،‬وتسمى الن بالحياصة‪ ،‬وجعلها من آلة الحرب لنها تنفع فيه من حيععث‬
‫كونها تمنع وصول السهم للبدن‪ ،‬فالمراد باللة ‪ -‬فيما مر ‪ -‬كل ما ينفع في الحععرب ‪-‬‬
‫كذا في البجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وسكين الحرب( أي التي تتخععذ للحععرب‪ ،‬كععالجردة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫دون سكين المهنة( أي دون السععكين الععتي تتخععذ للمهنععة ‪ -‬أي الخدمععة ‪ -‬كقطععع اللحععم‬
‫وغيره‪ .‬فل يجوز تحليتها‪) .‬قوله‪ :‬والمقلمة( هي بكسععر الميععم‪ ،‬وعععاء القلم‪ ،‬ثععم إنععه‬
‫يحتمل أنه معطوف على سكين المهنة أي ودون المقلمة‪ .‬ويحتمل عطفه على المهنععة‬
‫فيصير لفظ سكين مسلطا عليه‪ ،‬أي ودون سكين المقلمععة‪ ،‬وهععو المقشععط ‪ -‬كمععا نععص‬
‫عليه البجيرمي ‪ .-‬ويرد على هذا أن ع ش جعععل مععن سععكين المهنععة المقشععط‪ ،‬إل أن‬
‫يكون من ذكر الخاص بعد العام‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وأما سكين المهنة والمقلمة فيحععرم‬
‫تحليتهما على الرجل وغيره‪ ،‬كما يحرم عليهما تحلية المرآة والدواة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععي تؤيععد‬
‫الحتمععال الول‪) .‬قععوله‪ :‬بفضععة( متعلععق بتحليععة‪) .‬قععوله‪ :‬بل سععرف( متعلععق بيجععوز‬
‫المقدر‪ ،‬أو بتحلية‪ .‬أما التحلية مع السرف فتحرم‪ ،‬لما فيه من زيععادة الخيلء‪) .‬فععائدة(‬
‫السععرف مجععاوزة الحععد‪ ،‬ويقععال فععي النفقععة‪ :‬التبععذير‪ ،‬وهععو النفععاق فععي غيععر حععق‪.‬‬
‫فالمسرف‪ :‬المنفععق فععي معصععية‪ ،‬وإن قععل إنفععاقه‪ .‬وغيععره‪ :‬المنفععق فععي الطاعععة‪ ،‬وإن‬
‫أفرط‪ .‬قال ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬ليس في الحلل إسراف‪ ،‬وإنمععا السععرف فععي‬
‫ارتكععاب المعاصععي‪ .‬قععال الحسععن بععن سععهل‪ :‬ل سععرف فععي الخيععر‪ ،‬كمععا ل خيععر فععي‬
‫السرف‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ :‬الحلل ل يحتمل السرف‪ .‬وقال عبد الملك بععن مععروان‬
‫لعمر بن عبد العزيز حين زوجه ابنته‪ :‬ما نفقتك ؟ قععال الحسععنة بيععن السععيئتين ثععم تل‬
‫قوله تعالى‪) * :‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا( )‪ * (1‬اليععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لن‬
‫في ذلك( أي ما ذكععر مععن تحليععة آلععة الحععرب‪ ،‬وهععو تعليععل للجععواز‪) .‬وقععوله‪ :‬إرهابععا‬
‫للكفار( أي وإغاظة لهععم‪) .‬قعوله‪ :‬ل بعذهب( معطعوف علعى بفضععة‪ ،‬وهعو تصععريحك‬
‫بالمفهوم‪ ،‬أي ل يجوز له التحلية بذهب‪) .‬قععوله‪ :‬والخععبر المبيععح لععه( أي للععذهب‪ ،‬أي‬
‫التحلية به‪ .‬وذلك الخبر هو أن سيفه )ص( يوم الفتح كان عليه ذهب وفضة‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ضعفه ابن القطان إلخ( عبارة التحفة‪ :‬وخبر أن سععيفه )ص( إلععخ‪ :‬يحتمععل أنععه تمععويه‬
‫يسير بغير فعله )ص( قبل ملكه له‪ ،‬ووقائع الحوال الفعلية تسقط بمثل هذا‪ ،‬على أن‬
‫تحسين الترمذي لععه معععارض بتضعععيف ابععن القطععان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتحليتععه مصععحفا(‬
‫معطوف على تختم أيضا‪ ،‬أي ويجوز تحلية الرجل ‪ -‬وكذا غيره ‪ -‬مصحفا‪ .‬قال سععم‪:‬‬
‫وينبغي كما قاله الزركشي‪ :‬إلحاق اللوح المعد لكتابة القرآن بالمصحف في ذلععك‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شرح الرملي‪ .‬أقول‪ :‬ينبغي إلحاق التفسير ‪ -‬حيث حرم مسه ‪ -‬بالمصععحف‪ ،‬بععل علععى‬
‫قول الشارح ‪ -‬يعني ما فيعه قعرآن ‪ -‬ل فعرق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬أي معا فيعه القعرآن( تفسعير‬
‫مراد للمصحف‪ ،‬أي أن المراد به كل ما فيه قرآن‪ ،‬سواء كان كله أو بعضه‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ولو للتبرك( أي ولو كانت كتابة القرآن بقصد التبرك‪ ،‬كالتمائم‪ ،‬فععإنه يجععوز تحليتععه‪،‬‬
‫فل يشععترط أن تكععون للدراسععة‪) .‬قععوله‪ :‬كغلفععه( أي كتحليععة غلف المصععحف‪ ،‬أي‬
‫ظرفه المعد لعه‪ ،‬فإنهععا جعائزة‪ .‬وفععي البجيرمعي‪ :‬وكععذا كيسعه‪ ،‬وعلقتعه‪ ،‬وخيطعه‪ ،‬ل‬
‫كرسيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بفضة( متعلق بتحلية‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفرقان‪67 :‬‬

‫] ‪[ 180‬‬
‫)قوله‪ :‬وللمرأة تحليته بذهب( يعني أنه يجععوز للمععرأة تحليععة المصععحف بععذهب‪،‬‬
‫لعموم خبر أحل الذهب والحرير لناث أمتي‪ ،‬وحرم على ذكورها‪ .‬والطفل كععالمرأة‪.‬‬
‫وأما الخنثى فليس هنا مثلها‪ .‬بل مثل الرجل‪ ،‬فيحرم عليه ذلك‪) .‬قوله‪ :‬إكرامععا فيهمععا(‬
‫أي في التحلية بفضة من الرجل‪ ،‬وفي التحلية بذهب من المععرأة‪ ،‬وهععو علععة الجععواز‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكتبه بالذهب حسن( المناسب ذكره بعد قوله‪ :‬والتمويه حرام مطلقععا‪ ،‬ويجعلععه‬
‫كالستثناء منه‪ ،‬وذلك لنه الكتابة بالذهب إنمععا تكععون بععالتمويه‪ ،‬وإنمععا جععازت كتابععة‬
‫حروف القرآن به‪ ،‬وحرم في المكتوب عليه القرآن ونحوه كجلده‪ ،‬للفرق بينهما‪ ،‬بععأنه‬
‫يغتفر في إكرام حروف القرآن ما ل يغتفر في نحو ورقه وجلده‪ ،‬علععى أنععه ل يتععأتى‬
‫إكرامها إل بذلك‪ ،‬فكان مضطرا إليه‪ ،‬بخلف غيرها‪ ،‬فإنه يمكن إكرامه بالتحلية‪ ،‬فلم‬
‫يحتج للتمويه فيه رأسا‪) .‬قوله‪ :‬ل تحلية إلخ( معطوف علععي وتحليتععه مصععحفا‪ ،‬وهععو‬
‫مفهومه‪ ،‬أي ل يجوز تحلية كتاب غير المصحف‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬واخترز المصنف‬
‫بتحليععة المصععحف علععى تحليععة الكتععب‪ ،‬فل يجععوز تحليتهععا علععى المشععهور‪ .‬قععال فععي‬
‫الذخائر‪ :‬سواء فيه كتب الحععديث وغيرهععا‪ .‬ولععو حلععي المسععجد أو الكعبععة أو قناديلهععا‬
‫بعذهب أو فضعة حعرم‪ ،‬لنهعا ليسعت فعي معنعى المصعحف‪ ،‬ولن ذلعك لعم ينقعل ععن‬
‫السلف‪ ،‬فهو بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬إل ما استثني‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ولو بفضععة( غايععة‬
‫في عدم الجواز‪ ،‬أي ل تجوز تحلية كتاب غيره‪ ،‬ولو كانت بفضععة‪) .‬قععوله‪ :‬والتمععويه‬
‫حرام( أي فعععل التمععويه حععرام‪) .‬وقععوله‪ :‬مطلقععا( أي سععواء كععان فععي آلععة الحععرب أو‬
‫المصحف أو غيرهما‪ ،‬وسواء كان للمرأة أو للرجل بذهب أو فضععة‪ ،‬وسععواء حصععل‬
‫منه شئ بعالعرض علعى النعار أم ل‪) .‬فعإن قلعت( لعم حعرم بالنسعبة للمصعحف ونحعو‬
‫غلفه‪ ،‬مع أن العلة في جواز التحلية الكععرام وهععو حاصععل بكععل ؟ )قلععت( لكنعه فععي‬
‫التحلية لم يخلفه محظور‪ ،‬بخلفه في التمويه‪ ،‬لما في من إضاعة المععال‪ ،‬وإن حصععل‬
‫منه شئ‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن حصل منه( أي التمويه بمعنى المموه‪ ،‬وأفاد كلمععه أن حرمععة‬
‫التمويه مطلقا بالنسععبة لصععل الفعععل‪ ،‬وأمععا بععالنظر للسععتدامة فععإن حصععل منعه شععئ‬
‫بالعرض على النار حرمت‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وعبارة سم ‪ -‬في مبحث النية ‪ -‬قال في شرح‬
‫العباب‪ :‬وبما تقرر ‪ -‬من أن التفصيل إنما هو في الستدامة‪ ،‬وأن الفعل حععرام مطلقععا‬
‫‪ -‬يجمع بين ما قاله الشيخان هنا من حععل الممععوه بمععا ل يحصععل منععه شععئ ومععا قععاله‬
‫النووي في الزكاة واللباس واقتضاه كلم الرافعي من تحريمععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإل فل(‬
‫أي وإن لم يحصل منه شئ بالعرض فل تحرم استدامته‪) .‬قععوله‪ :‬وإن اتصععل بالبععدن(‬
‫أي ل تحرم استدامته‪ ،‬وإن اتصل المموه بالبدن‪) .‬قوله‪ :‬خلفععا لجمععع( مرتبععط بقععوله‬
‫والتمويه حرام‪ .‬أي خلفا لجمع نازعوا في حرمة التمعويه مطلقعا وجعوزوه فعي نحعو‬
‫المصحف‪ .‬وعبارة سم‪ :‬قوله حرمة التمويه هنا‪ :‬الوجه عدم الحرمة‪ ،‬وإضاعة المععال‬
‫لغرض‪ ،‬جائزة‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬هنا‪ :‬أي بالنسععبة للمصععحف‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععل الععذهب‬
‫والفضة( أي لبسهما‪ ،‬للحععديث المععار بالنسععبة للمععرأة‪ ،‬ولن الصععبي ليععس لععه شععهامة‬
‫تنافي خنوثة الذهب والفضة‪ ،‬بخلف الرجل‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬إجماعا( أي‬
‫يحل ذلك بالجماع‪) .‬قوله‪ :‬في نحو السوار( متعلق بمحعذوف حعال معن فاععل يحعل‪،‬‬
‫أي ويحلن حال كونهما متخذين في نحو السوار كالخاتم بالجماع‪) .‬واعلم( أن هععذه‬
‫الظرفية ‪ -‬كالتي بعدها ‪ -‬ل تخلو عن شئ‪ ،‬فكان الولى والخصععر أن يقععول‪ :‬ويحععل‬
‫نحو سوار من الذهب والفضة‪ ،‬إجماعا‪ ،‬والمنسوج بهما على الصعح‪ .‬فتنبعه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والخلخال( بفتح فسكون‪ ،‬كبلبال‪ :‬حلي يلبس في الساق‪) .‬قوله‪ :‬والنعل( مثله القبقععاب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والطوق( هو الذي يلبس في العنق‪) .‬قوله‪ :‬وعلى الصح( معطوف على قوله‬
‫إجماعععا‪ .‬أي ويحلن حععال كونهمععا متخععذين فععي المنسععوج‪ .‬بهمععا مععن الثيععاب علععى‬
‫الصح‪ ،‬لن ذلك من جنس الحلععي‪ .‬وخععرج بقععولي مععن الثيععاب‪ :‬الفععرش ‪ -‬كالسععجادة‬
‫المنسوجة بهما ‪ -‬فتحرم‪ ،‬لنها ل تدعو للجماع‪ ،‬كععالملبوس‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععل لهععن( أي‬
‫للنسوة‪ ،‬والولى لهما ‪ -‬أي للمرأة والصبي ‪ -‬لتقدم ذكرهمععا‪) .‬وقععوله‪ :‬التععاج( هععو مععا‬
‫يلبس على الرأس‪ ،‬وكان من‬

‫] ‪[ 181‬‬
‫الذهب أو الفضة‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يعتدنه( أي وإن لم تعتد النسوة لبسه‪ ،‬فإنه يحل‬
‫لهن‪ .‬وعبارة الععروض وشععرحه‪ .‬وكععذا يحععل لهععن التععاج إن تعععودنه‪ ،‬وإل فهعو لبععاس‬
‫عظماء الفرس‪ ،‬فيحرم‪ .‬وكأن معناه أنه يختلععف بعععادة أهععل النععواحي‪ ،‬فحيععث اعتععدنه‬
‫جاز‪ ،‬وحيث لم يعتدنه ل يجوز‪ ،‬حذرا من التشبه بالرجال‪ .‬وذكر مثله فععي المجمععوع‬
‫هنا وقال فيه ‪ -‬في باب ما يجععوز لبسععه ‪ -‬والمختععار‪ ،‬بععل الصععواب‪ ،‬حلععه مطلقععا‪ ،‬بل‬
‫ترديد‪ ،‬لعموم الخععبر‪ ،‬ولععدخوله فععي اسععم الحلععي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وقلدة( معطععوف علععى‬
‫التاج‪ ،‬أي ويحل لهن قلدة‪) .‬قوله‪ :‬فيها دنانير معراة( هي التي تجعل لهعا ععرى معن‬
‫ذهب أو فضة‪ ،‬وتعلق بها في خيط كالسبحة‪ ،‬فإنها ل زكاة فيها ‪ -‬كما سيذكره ‪ -‬لنها‬
‫صرفت بذلك عن جهة النقد إلى جهة أخرى‪) .‬وقععوله‪ :‬قطعععا( أي بل خلف‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكذا مثقوبة( أي ومثل المعراة في الحل‪ :‬المثقوبة‪ .‬قال في التحفة بعده علععى الصععح‬
‫في المجمععوع لععدخولها فععي اسعم الحلعي‪ ،‬وبعه رد السعنوي وغيععره معا فععي الروضعة‬
‫وغيرها من التحريم‪ ،‬بل زعم السنوي أنه غلط‪ ،‬لكنعه غلععط فيععه‪ .‬وممععا يؤيععد غلطععه‬
‫قوله‪ :‬تجب زكاتها لبقاء نقديتها‪ ،‬لنهععا لععم تخععرج بععالثقب‪ ،‬عنهععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬والععوجه أنععه ل‬
‫زكاة فيها‪ ،‬لما تقرر أنها من جملة الحلي‪ ،‬إل إن قيععل بكراهتهععا‪ ،‬وهععو القيععاس‪ ،‬لقععوة‬
‫الخلف في تحريمها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ :‬اعتمد م ر ما في الروضععة ‪ -‬أي مععن التحريععم ‪-‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول تجب الزكاة فيها( أي في المذكورات من السوار والخلخال وغيرهما‪.‬‬
‫وفي بعض نسخ الخط فيهما ‪ -‬بععالتثنيه ‪ -‬فيكععون راجعععا للععدنانير المعععراة والمثقوبععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أما مع السرف إلخ( محترز قوله بل سرف‪ .‬وقال ع ش‪ :‬المراد بالسععرف فععي‬
‫حق المرأة أن تفعله على مقدار ل يعد مثله زينة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفرق بين السراف والتبذير‪.‬‬
‫أن الول هو صرف الشئ فيما ينبغي زائدا على معا ينبغعي‪ ،‬والثعاني‪ :‬صعرف الشعئ‬
‫فيما ل ينبغي ‪ -‬كما قاله الكرماني على البخاري‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد تقععدم فععي فععائدة كلم أبسععط‬
‫مما هنا‪) .‬قوله‪ :‬فل يحل شئ من ذلك( أي مما ذكر من نحو السوار وما بعده‪) .‬قوله‪:‬‬
‫كخلخال إلخ( تمثيل للسرف‪) .‬وقوله‪ :‬وزن مجموع فرديته( أي لحداهما فقط‪ ،‬خلفا‬
‫لمععن وهععم فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬مائتععا مثقععال( قععال فععي التحفععة‪ :‬لععم يرتععض الذرعععي التقييععد‬
‫بالمائتين‪ ،‬بل اعتبر العادة‪ ،‬فقد تزيد وقد تنقص‪ .‬وبحث غيره أن السرف فععي خلخععال‬
‫الفضة أن يبلغ ألفي مثقال‪ ،‬وهو بعيد‪ ،‬بل ينبغي الكتفاء فيه بمععائتي مثقععال كالععذهب‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فتجب الزكاة فيه( أي في الخلخال جميعه‪ ،‬ل قدر السرف فقط‪) .‬تتمعة( لعم‬
‫يتعرض لبيان زكاة المعدن والركاز‪ .‬وحاصل ذلك أن ما استخرج من معادن الععذهب‬
‫أو الفضة يخرج منه إن بلغ نصابا بأربع العشر‪ ،‬لعموم خبر وفي الرقة ربع العشععر‪.‬‬
‫ولخبر الحاكم أنه )ص( أخذ من المعادن القبلية الصدقة‪ .‬ول يعتبر فيععه االحععول‪ ،‬بععل‬
‫يخرج حال‪ ،‬لنه إنما يعتبر للتمكن من تنمية المال‪ ،‬والمستخرج من معدن نمععاء فععي‬
‫نفسه‪ ،‬وإنما اعتبر النصاب لن ما دونه ل يحتمل المواساة ‪ -‬كما فععي سععائر المععوال‬
‫الزكوية ‪ -‬وما يوجد من الركاز ‪ -‬وهو دفين الجاهلية ‪ -‬ففيه الخمععس إن بلععغ نصععابا‪،‬‬
‫ول يعتبر الحول فيه‪ ،‬بل يخرج حال‪ ،‬كزكاة المعدن‪ ،‬ويصرف الخمس وربع العشععر‬
‫في القسمين مصرف الزكاة ‪ -‬على المعتمد‪) .‬قوله‪ :‬وتجب إلخ( لما أنهى الكلم علععى‬
‫ما يتعلق بزكاة النقدين والتجارة‪ ،‬شرع يتكلم على ما يتعلععق بزكععاة القععوت‪ ،‬والصععل‬
‫فيها قععوله تعععالى‪) * :‬وآتععوا حقععه يععوم حصععاده( * )‪ (1‬وقععوله تعععالى‪) * :‬أنفقععوا مععن‬
‫طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الرض( * )‪ (2‬فأوجب النفاق ممععا أخرجتععه‬
‫الرض‪ ،‬وهو الزكاة‪ ،‬لنه ل حق فيمععا أخرجتععه غيرهععا‪) .‬قععوله‪ :‬علععى مععن مععر( أي‬
‫المسلم الحر المعين‪) .‬قوله‪ :‬في قوت( أي مقتات‪ ،‬وهو ما يقععوم بععه البععدن غالبععا‪ ،‬لن‬
‫القتيات ضروري للحياة‪ ،‬فأوجب الشارع منه شيئا لرباب الضرورات‪ .‬وخععرج بععه‬
‫مععا يؤكععل تععداويا‪ ،‬أو تنعمععا‪ ،‬أو تأدمععا كععالزيتون‪ ،‬والزعفععران‪ ،‬والععورس‪ ،‬والخععوخ‪،‬‬
‫والمشمش‪ ،‬والتين‪ ،‬والجوز‪ ،‬واللوز‪ ،‬والتفاح ‪ -‬فل تجب الزكاة في شععئ منهععا‪ ،‬لنهععا‬
‫ل تستعمل للقتيات‪) .‬وقوله‪ :‬اختياري( أي يقتات في حالعة الختيعار‪ .‬وخعرج بعه معا‬
‫يقتات في حالة الضطرار ‪ -‬كحب حنظل‪،‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .141 :‬البقرة‪267 :‬‬

‫] ‪[ 182‬‬
‫وغاسول‪ ،‬وترمس ‪ -‬فل تجب الزكاة في شععئ منهععا‪) .‬قععوله‪ :‬مععن حبععوب( بيععان‬
‫لقوت‪) .‬قوله‪ :‬كبير إلخ( تمثيل للقوت من الحبوب‪ ،‬وذكر ثمانية أمثلة‪ .‬والععبر ‪ -‬بضععم‬
‫الموحدة ‪ -‬ويقال له قمح‪ .‬وحنظلة‪ :‬كععانت الحبععة منععه ‪ -‬حيععن نععزل مععن الجنععة ‪ -‬قععدر‬
‫بيضة النعامة‪ ،‬وألين من الزبد‪ ،‬وأطيععب مععن رائحععة المسععك‪ ،‬ثععم صععغرت فععي زمععن‬
‫فرعون‪ ،‬فصارت الحبة قدر بيضة الدجاجة‪ ،‬ثم صغرت حين قتل يحيى بععن زكريععا‪،‬‬
‫فصارت قدر بيضة الحمامة‪ ،‬ثم صغرت فصارت قدر البندقة‪ ،‬ثم قععدر الحمصععة‪ ،‬ثععم‬
‫صععارت إلععى مععا هععي عليععه الن‪ .‬فنسععأل ال ع أن ل تصععغر عنععه‪ .‬نقلععه ش ق عععن‬
‫الجهوري‪ .‬ومثل البر‪ :‬اللوبياء‪ ،‬والجلبان‪ ،‬والماش ‪ -‬وهو نوع مععن الجلبععان ‪ -‬وإنمععا‬
‫وجبت الزكاة في جميع ذلك لورود بعضها في الخبار‪ ،‬وألحق به الباقي‪ .‬وأمععا قععوله‬
‫)ص( لبي موسى الشعري ومعاذ بن جبل حين بعثهما إلى اليمن‪ :‬ل تأخذا الصععدقة‬
‫إل من هذه الربعة‪ :‬الشعير‪ ،‬والحنطة‪ ،‬والتمر‪ ،‬والزبيب‪ .‬فالحصر فيععه إضععافي‪ ،‬أي‬
‫بالنسبة إلى ما كان موجود عندهم‪ ،‬لخبر الحاكم‪ ،‬وقال صحيح السناد عن معععاذ أنععه‬
‫)ص( قال‪ :‬فيما سقت السماء والسععيل والبعععل‪ ،‬العشععر‪ .‬وفيمععا سععقي بالنضععح نصععف‬
‫العشر‪ .‬وإنما يكون ذلك في التمر والحنطة والحبوب‪ ،‬فأمععا القنععاء والبطيععخ والرمععان‬
‫والقصب فعفو ‪ -‬عفا رسععول الع )ص(‪) .‬قععوله‪ :‬وأرز( بفتععح الهمععزة‪ ،‬وضععم الععراء‪،‬‬
‫وتشديد الزاي ‪ -‬وهعو أشععهر لغعاته‪ .‬والشعائع علععى اللسعنة رز ‪ -‬بل همععزة ‪ -‬وتسعن‬
‫الصلة على النبي )ص( عند أكله‪ ،‬لنه خلق من نوره‪) .‬فعإن قيعل( إن الشعياء كلهعا‬
‫خلقت من نوره‪) .‬أجيب( بأنه خلق من نوره بل واسطة‪ ،‬وكل الشياء التي تنبت مععن‬
‫الرض فيها داء ودواء‪ ،‬إل الرز‪ :‬فإن فيه دواء‪ ،‬ول داء فيه‪) .‬قوله‪ :‬وحمص( بكسر‬
‫الحاء مع فتح الميم المشددة أو كسرها وما اشتهر على اللسنة من ضم الحاء وتشديد‬
‫الميععم المضععمومة فليععس بلغععة‪) .‬قععوله‪ :‬ودخععن( بضععم الععدال المهملععة وإسععكان الخععاء‬
‫المعجمة‪ :‬نوع من الذرة‪ ،‬إل أنه أصغر منها‪) .‬قوله‪ :‬وباقل( بالتشديد مع القصععر‪ ،‬أو‬
‫بععالتخفيف مععع المععد‪ :‬وهععي الفععول‪) .‬قععوله‪ :‬ودقسععة( قععال فععي القععاموس‪ :‬وهععي حععب‬
‫كالجاورش‪) .‬قوله‪ :‬وفي تمر‪ ،‬وعنععب( معطععوف علععى فععي قععوت‪ ،‬وصععنيعه يقتضععي‬
‫أنهما ليسا من القوت‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬فلو قال أول وهو من الحبوب كععبر إلععخ‪ ،‬ثععم قععال‬
‫ومن الثمار كتمر وعنب‪ ،‬لكان أولى‪ .‬ويحتمل أن قول الشارح مععن ثمععار مععؤخر مععن‬
‫النساخ‪ ،‬وأن الصل ومن ثمار في تمعر وعنعب‪ .‬وعبعارة المنهعاج تختعص بعالقوت ‪-‬‬
‫وهو من الثمار‪ :‬الرطب‪ ،‬والعنب‪ .‬ومن الحب‪ :‬الحنطة‪ ،‬والشعير‪ ،‬والرز‪ ،‬والعععدس‪.‬‬
‫وسععائر المقتععات اختيععارا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬منهمععا( أي مععن المععذكورين‪ :‬القععوت‪ ،‬والتمععر‬
‫والعنب‪) .‬وقوله‪ :‬خمسعة أوسععق( أي أقلعه ذلععك‪ ،‬ومعا زاد فبحسعابه‪ ،‬فل وقعص فيهعا‪.‬‬
‫والمراد أنها ل تجب فيما دون خمسة أوسق‪ ،‬لخبر الشععيخين‪ :‬ليععس فيمععا دون خمسععة‬
‫أوسق صدقة‪ .‬والوسق‪ :‬جمع وسق ‪ -‬بالفتح على الشععهر ‪ -‬مصععدر بمعنععى الجمععع‪،‬‬
‫قععال ال ع تعععالى‪) * :‬والليععل ومععا وسععق( * )‪ (1‬أي جمععع‪) .‬قععوله‪ :‬وهععي( أي خمسععة‬
‫الوسق‪) .‬وقوله‪ :‬ثلمععائة صععاع( أي لن الوسععق سععتون صععاعا فععإذا ضععربت خمسععة‬
‫الوسق في الستين صاعا كانت الجملة ثلثمائة صاع‪) .‬قوله‪ :‬والصععاع أربعععة أمععداد(‬
‫وإذا ضربت أربعة المداد في ثلثمائة الصاع صارت الجملة ألفا ومائتي مععد‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والمد رطل وثلث( أي بالبغدادي‪ ،‬وجملععة خمسععة الوسععق بالرطععال‪ :‬ألععف وسععتمائة‬
‫رطل‪ .‬وضبطت بالكيل المصري‪ :‬ستة أرادب وربعع أردب‪ .‬وقععال بععض المحققيععن‪:‬‬
‫النصاب الن بالكيل المصري أربعة أرادب وويبة‪ ،‬لن الكيل الن نقص عععدده عمععا‬
‫كان‪ ،‬بسبب ما يكال به الن‪ ،‬حتى صارت الرادب وويبة مقدار ستة الرادب وربع‬
‫الردب المقدرة نصابا سابقا‪ ،‬فالتفاوت بينهما إردبان وكيلة‪) .‬قوله‪ :‬منفععي( حععال مععن‬
‫فاعل بلغ بالنسبة للقععوت فقععط‪ ،‬وإن كععان صععنيعه يقتضععي رجععوعه لععه ولقسععيمه‪ ،‬أي‬
‫يعتبر في القوت بلوغه خمسة أوسق حال كععونه منقععى‪ ،‬أي مصععفى مععن تبنعه لنعه ل‬
‫يدخر فيه‪ ،‬ول يؤكل معه‪ ،‬ويغتفر قليععل ل يععؤثر فععي الكيععل‪ ،‬وحععال كععونه منقععى مععن‬
‫قشره الذي ل يؤكل معه‬

‫)‪ (1‬النشقاق‪17 :‬‬

‫] ‪[ 183‬‬
‫في الغالب‪ ،‬فإن كان يؤكل معه في الغالب ‪ -‬كذرة ‪ -‬فل يعتبر تنقيته منه فيدخل‬
‫قشره في الحساب وأما غير القوت فيعتبر بلوغه خمسععة أوسععق حععال كععونه تمععرا إن‬
‫تتمر الرطب‪ ،‬أو حال كونه زبيبا إن تزبب العنب‪ ،‬وإن لم يتتمر الول أو لععم يععتزبب‬
‫الثاني‪ :‬فيعتبر ذلك حال كونه رطبا أو عنبا‪ ،‬وتخرج الزكاة منهما في الحععال‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫واعلم أن الرز( ومثله العلس بفتحتين‪ ،‬وهو نوع من الحنطة‪ .‬قال فععي التحفععة‪ :‬وهعو‬
‫قوت نحو أهل صنعاء فععي كععل كمععام حبتععان وأكععثر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فتجععب( أي الزكععاة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فيه( أي في الرز‪ ،‬ومثله ما مر‪) .‬قوله‪ :‬وإن بلغ عشرة أوسععق( أي اعتبععارا‬
‫لقشرة الذي ادخاره فيه أصلح له وأبقى بالنصععف‪ ،‬وبعععد ذلععك لععه أن يخععرج الععواجب‬
‫عليه حال كونه في قشره‪ ،‬وله أن يخرجه خالصا ل قشر عليه‪) .‬قوله‪ :‬عشر للزكععاة(‬
‫انظر موقعه من العراب ؟ وظاهر صنيعه أنه مبتدأ‪ ،‬والجار والمجرور بعده خععبر‪.‬‬
‫أي عشر يخرج للزكاة‪ .‬ويرد عليه أن عشر نكععرة‪ ،‬ول يجععوز البتععداء بهععا‪ ،‬ويمكععن‬
‫على بعد جعل الجار والمجرور صفة له‪ ،‬ويكععون هععو المسععوغ وجملععة الشععرط بعععده‬
‫خبر المبتدأ‪ ،‬ولو قال ‪ -‬كسابقه ‪ -‬ويجععب فيمععا ذكععر عشععر إلععخ‪ ،‬أو أبقععى المتععن علععى‬
‫ظاهره‪ ،‬ولم يقدر عند قععوله وفععي قععوت المتعلععق وهععو تجععب‪ ،‬لكععان أولععى وأخصععر‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬يكون الجععار والمجععرور خععبرا مقععدما‪ .‬وقععوله عشععر‪ :‬مبتععدأ مععؤخرا‪ ،‬ويكععون‬
‫المعنى عليه‪ :‬والعشر واجب في القوت إن سقي بل مؤنة‪ .‬ثم ظهر صحة جعععل بععدل‬
‫من الضمير المستتر في تجب العائد على الزكاة‪ ،‬بناء على أنه ل يشععترط فععي البععدل‬
‫صحة إحلله محل المبدل منه‪ ،‬أما علععى اشععتراط ذلععك فل يصععح‪ ،‬لنعه يلزمععه عليعه‬
‫إسناد المبدوء بتاء الغيبة للسم الظاهر المذكر‪ ،‬وهو ل يجوز‪ .‬ومنع العلمة الصبان‬
‫‪ -‬في حاشية الشموني ‪ -‬إبدال الظاهر من ضمير الغيبة المستتر‪ ،‬وقال‪ :‬فل يقال هند‬
‫أعجبتني جمالها ‪ -‬على البدال‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬إن سقي( أي مععا ذكععر مععن القععوت ومععا‬
‫عطف عليه‪) .‬قوله‪ :‬بل مؤنة( أي بل مؤنة كثيرة‪ ،‬بأن لم يكن هناك مؤنة أصععل‪ ،‬أو‬
‫مؤنة قليلة‪ .‬ولو سقي بما فيه مؤنة وغيره وجب القسط من كل‪ ،‬باعتبار عيش الزرع‬
‫والثمر ونمائها‪ ،‬ل بأكثر المدتين‪ ،‬ول بعدد السقيات‪ .‬فلو كانت المدة من وقت الزرع‬
‫إلى وقت الدراك ثمانية أشهر‪ ،‬واحتيج في أربعة منها إلععى سععقيتين فسععقي بععالمطر‪،‬‬
‫وفي الربعة الخععرى إلععى سععقيتين فسععقي بالنضععح‪ ،‬وجععب ثلثععة أربععاع العشععر‪ ،‬أو‬
‫احتاج في ستة منها إلى سقيتين فسقي بماء السععماء‪ ،‬وفععي شععهرين إلععى ثلث سععقيات‬
‫فسقي بالنضح‪ ،‬وجب ثلثة أرباع العشر‪ ،‬وربع نصف العشر‪) .‬قوله‪ :‬كمطر( تمثيععل‬
‫لما كان بغير مؤنة‪ ،‬ومثله ماء انصب إليععه مععن جبععل‪ ،‬أو نهععر‪ ،‬أو عيععن‪) .‬قععوله‪ :‬أي‬
‫وإن سقي( الولى بأن سقي‪ ،‬بباء التصوير‪) .‬قوله‪ :‬كنضح( أي نقل المععاء مععن محلععه‬
‫إلى الزرع بحيوان أو غيره‪) .‬قوله‪ :‬فنصفه( أي فالواجب نصف العشر‪ .‬والصل فيه‬
‫‪ -‬وفيما قبله ‪ -‬خبر البخاري‪ :‬فيمععا سعقت السععماء أو العيععون أو كععان عثريععا‪ ،‬العشععر‪.‬‬
‫وفيما سقي بالنضح‪ ،‬نصف العشر‪) .‬قوله‪ :‬وسبب التفرقة( أي بين ما سععقي بل مؤنععة‬
‫حيث كان واجبه العشر‪ ،‬وما سقي بمؤنة حيث كان واجبه نصف العشر‪) .‬قوله‪ :‬ثقععل‬
‫المؤنة في هذا( أي فيما سقي بمؤنعة‪) .‬وقعوله‪ :‬وخفتهعا فعي الول( أي فيمعا سعقي بل‬
‫مؤنة‪ ،‬ول يقال إن بين خفتها وبين بل مؤنععة تنافيععا‪ ،‬لن خفتهععا تثبععت أصععل المؤنععة‪،‬‬
‫وبل مؤنة ينفيه‪ ،‬لنا نقول المراد من المؤنة المنفية الكععثيرة‪ ،‬وهععو يصععدق بوجودهععا‬
‫مع خفتها ‪ -‬كما علمت ‪ -‬ثم إن المراد بخفتها أن شأنها ذلك‪ ،‬وإل فقععد ل تكععون هنععاك‬
‫مؤنة أصل ‪ -‬كما علمت أيضا ‪) .-‬قععوله‪ :‬سعواء إلععخ( تعميععم فععي وجععوب الزكععاة فععي‬
‫القوت‪ ،‬وما عطف عليه‪ ،‬ولو قدمه على قوله عشر إلععخ لكععان أولععى‪) .‬وقععوله‪ :‬أزرع‬
‫ذلك قصدا( أي زرعه مالكه أو نائبه عمدا‪) .‬وقوله‪ :‬أم نبت اتفاقا( أي كأن وقع الحب‬
‫بنفسه من يد مالكه عند حمل الغلة مثل‪ ،‬أو بإلقاء نحو طير في أرضه‪ ،‬فنبت‪) .‬قوله‪:‬‬
‫كما في المجموع( أي كما ذكره فيه‪ ،‬وهو راجع للتعميم‪) .‬وقععوله‪ :‬حاكيععا( أي المععام‬
‫النووي‪ ،‬وهو حال من الضمير المستتر في متعلق الجععار والمجععرور‪) .‬وقععوله‪ :‬فيععه(‬
‫أي في المجموع أو في التعميم‪) .‬قوله‪ :‬وبه يعلم إلخ( أي بما حكاه في المجمععوع مععن‬
‫التفاق على التعميم المذكور‬

‫] ‪[ 184‬‬
‫يعلم إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ويشترط إلخ( مقول قول الشيخ زكريا‪ ،‬لكن بنوع تصرف فععي‬
‫عبارته‪ ،‬ونصها‪ :‬وشرط وجوبها أن يبلغ خمسة أوسق‪ ،‬وأن يزرعه مععالكه أو نععائبه‪،‬‬
‫فل زكاة فيما انزرع بنفسه أو زرعه غيععره بغيععر إذنععه‪ ،‬كنظيععره فععي سععوم الماشععية‪.‬‬
‫انتهت‪ .‬قال في التحفة ‪ -‬بعد أن سععاق العبععارة المععذكورة وضعععفها ‪ :-‬وفععي الروضععة‬
‫وأصلها ‪ -‬مععا حاصعله ‪ -‬أن معا تنععاثر معن حععب مملععوك بنحعو ريععح أو طيععر‪ ،‬زكعي‪.‬‬
‫وجرى عليه شراح التنبيه وغيرهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما نبت مععن زرع مملععوك بنفسععه‪ .‬زكععي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يفرق بين هذا والماشية بعأن لهعا نعوع اختيععار‪ ،‬فاحتيعج لصعارف عنعه‪ ،‬وهعو‬
‫قصد إسامتها‪ ،‬بخلفه هنا‪ .‬وأيضععا فنبععات القععوت بنفسععه نععادر‪ ،‬فععألحق بالغععالب‪ ،‬ول‬
‫كذلك في سوم الماشية‪ ،‬فاحتيج لقصد مخصص‪ ،‬ويظهر أن يلحق بالمملوك ما حملععه‬
‫سيل إلى أرضه مما يعرض عنه فنبت‪ ،‬وقصد تملكه بعععد النبععت أو قبلععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب‬
‫ش ق على قول التحرير المععار معا نصععه‪ :‬هعو قعول مرجععوح‪ ،‬والمعتمعد خلفعه‪ ،‬بعل‬
‫المعتبر تمام الملك وإن لم يباشر المالك ‪ -‬ول نائبه ‪ -‬زراعته‪ ،‬كأن وقع الحب بنفسععه‬
‫من يد مالكه عند حمل الغلة مثل‪ ،‬أو بإلقاء نحععو طيععر‪ .‬كععأن وقعععت العصععافير علععى‬
‫السنابل فتناثر الحب ونبععت‪ ،‬فتجععب الزكععاة فععي ذلععك إن بلععغ نصععابا‪ .‬وخععرج بالملععك‬
‫المذكور ما نبت من حب حمله السيل من دار الحرب إلى أرضنا غير المملوكة لحد‬
‫فل زكاة فيه‪ ،‬لنه فئ‪ ،‬والمالك غير معيعن‪ .‬أمعا لعو كععانت مملوكعة فيملكعه معن نبععت‬
‫بأرضععه‪ .‬ومثععل مععا حملععه السععيل إلععى الرض غيععر المملوكععة‪ :‬ثمععار النخععل المبععاح‬
‫بالصحراء‪ ،‬وما وقف من ثمار بستان أو حب قرية على المسععاجد والربععط والقنععاطر‬
‫والفقراء والمساكين‪ ،‬فل زكاة في شئ من ذلك‪ .‬ولو حمل الهواء أو الماء حبا مملوكا‬
‫فنبت بأرض ‪ -‬فإن أعرض عنه مالكه فهو لصاحب الرض‪ ،‬وعليعه زكعاته‪ ،‬وإن لعم‬
‫يعرض عنه فهو له‪ ،‬وعليععه زكععاته‪ ،‬وأجععره مثععل الرض لصععاحبها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يضم جنس إلى آخر( أي كضم الحنطة إلى الرز‪ ،‬أو التمر إلى العنب‪ .‬وهععذا مجمععع‬
‫عليه في التمر والزبيب‪ .‬ومقيس في نحو البر والشعير‪ .‬قال في التحفة‪ :‬يقع كثيرا أن‬
‫البر يختلط بالشعير‪ ،‬والذي يظهر أن الشعععير إن قععل ‪ -‬بحيععث لععو ميععز لععم يععؤثر فععي‬
‫النقص ‪ -‬لم يعتبر‪ ،‬فل يجزئ إخراج شعير‪ ،‬ول يععدخل فععي الحسععاب‪ ،‬وإل لععم يكمععل‬
‫أحدهما بالخر‪ .‬فما كمل نصابه أخععرج عنععه مععن غيععر المختلععط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بخلف‬
‫أنواع الجنس فتضم( أي فيضم نوع منه إلى نوع آخر منه‪ ،‬وذلك كتمر معقلي فيضععم‬
‫إلى برني‪ ،‬وكبر مصري فيضم إلى شامي‪ ،‬لتحاد السم‪ ،‬ويخععرج مععن كععل بقسععطه‪،‬‬
‫لنه ل مشقة فيه‪ ،‬فإن عسر التقسيط ‪ -‬لكثرة النواع ‪ -‬أخرج الوسط‪ .‬ل أعلها‪ ،‬ول‬
‫أدناها ‪ -‬رعاية للجانبين ‪ -‬فععإن تكلععف وأخععرج مععن كععل بقسععطه فهععو أفضععل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وزرعا العام يضمان( العام ليس بقيد‪ ،‬بل المدار على حصادهما في عام واحععد‪ ،‬ولععو‬
‫كانا زرعي عامين‪ .‬ولو قال والزرعان يضمان إن وقععع إلععخ‪ ،‬لكععان أولععى وأخصععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن وقع حصادهما في عام( أي بععأن يكععون بيععن حصععادي الول والثععاني دون‬
‫اثني عشر شهرا عربية‪ ،‬ول عبرة بابتداء الزرع‪ ،‬لن الحصاد هو المقصود‪ ،‬وعنده‬
‫يستقر الوجوب‪ .‬قال في المغني‪ :‬وهل المراد بالحصععاد أن يكععون بالفعععل أو بععالقوة ؟‬
‫قال الكمال ابن أبي شريف‪ :‬تعليلهم يرشد إلى الثاني‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمععة( لععم يتعععرض لععوقت‬
‫وجوب الزكاة في القوت وما عطف عليه‪ ،‬وحاصله أن وقته إذا بععدا صععلح الثمععر ‪-‬‬
‫ولو في بعضه ‪ -‬لنه حينئذ ثمرة كاملة‪ .‬وقبله بلح أو حصرم‪ .‬والمراد ببدو الصلح‪:‬‬
‫بلوغه صفة يطلب فيها غالبا‪ ،‬فعلمته في الثمر المتلون أخذه فععي حمعرة أو سعواد أو‬
‫صفرة‪ ،‬وفي غير المتلون ‪ -‬كالعنب البيض ‪ -‬لينه وتمويهه‪ ،‬وهو صععفاؤه‪ ،‬وجريععان‬
‫الماء فيه‪ .‬وإذا اشتد الحب ولو في البعض أيضا لنععه حينئذ قععوت‪ ،‬وقبلععه بقععل‪ .‬ومععع‬
‫وجوبها بما ذكر ل يجب الخراج إل بعد التصفية والجفاف فيما يجف‪ ،‬بل ل يجععزئ‬
‫قبلهما‪) .‬قوله‪ :‬فرع إلخ( هذا الفرع له تعلق بجميع الصناف التي تتعلق بهععا الزكععاة‪،‬‬
‫وهو محترز قول الشارح فيما مر معين‪ ،‬فكان الولى أن يقدمه هناك‪ ،‬أو يؤخره عن‬
‫بيان زكاة النعم‪ .‬فتنبه‪.‬‬

‫] ‪[ 185‬‬
‫)قععوله‪ :‬فععي مععال بيععت المععال( إضععافة مععال إلععى بيععت لدنععى ملبسععة‪ ،‬أي مععال‬
‫المسععلمين المحفععوظ فععي بيععت المععال‪) .‬قععوله‪ :‬ول فععي ريععع موقععوف( هععذا الععتركيب‬
‫إضافي‪ ،‬أي ل تجب الزكاة في ريع الشئ الموقوف‪ .‬والمراد بالريع‪ :‬ما يستخرج منه‬
‫من الفوائد‪) .‬وقعوله‪ :‬معن نخعل أو أرض( بيعان لموقعوف‪) .‬قعوله‪ :‬علعى جهعة عامعة(‬
‫متعلق بموقوف‪) .‬قوله‪ :‬كالفقراء إلخ( تمثيل للجهة العامة‪) .‬قوله‪ :‬لعدم تعيععن المالععك(‬
‫تعليل لعدم وجوب الزكاة فيما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وتجب( أي الزكاة‪) .‬قععوله‪ :‬فععي موقععوف(‬
‫أي ريع موقوف‪) .‬قوله‪ :‬على معين واحد( أي كزيععد‪) .‬قععوله‪ :‬فععي موقععوف( أي شععئ‬
‫موقوف من أرض أو نخل أو غيرهما‪) .‬قوله‪ :‬على إمام المسجد( أي من يصععلي فععي‬
‫هذا المسجد إماما‪) .‬قوله‪ :‬أو المدرس( أي في هذا المسجد مثل‪) .‬قوله‪ :‬بععأنه( متعلععق‬
‫بأفتى‪ ،‬وضميره يعود على من ذكر من المام والمععدرس‪) .‬قععوله‪ :‬يلزمععه زكععاته( أي‬
‫الموقوف‪ ،‬أي ريعه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( عبععارته‪ :‬وأفععتى بعضععهم فععي موقععوف علععى‬
‫إمام المسجد أو المدرس بأنه يلزمععه زكععاته كععالمعين‪ ،‬وفيععه نظععر ظععاهر‪ ،‬بععل الععوجه‬
‫خلفه‪ ،‬لن المقصود بذلك الجهعة‪ ،‬دون شععخص معيعن‪ .‬كمععا يعدل عليعه كلمهعم فععي‬
‫الوقف‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬لن المقصود بذلك‪ :‬الجهة( أي كل من اتصف بهذا الوصعف‪ ،‬ل‬
‫شخص معين‪) .‬قوله‪ :‬إن غلة الرض إلخ( مقول القول‪ ،‬والغلة هي الريع المار‪ ،‬وقد‬
‫علمتعه‪) .‬قعوله‪ :‬المملوكعة( بعالجر‪ ،‬صعفة للرض‪) .‬قعوله‪ :‬أو الموقوفعة علعى معيعن(‬
‫احترز به عن الموقوفة على غيعر معيعن‪ ،‬فعإنه ل تجعب فيعه الزكعاة ‪ -‬كمعا معر آنفعا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من مال مالكها( أي الرض‪ ،‬وهذا بالنسبة لما إذا كععانت مملوكععة‪) .‬وقععوله‪ :‬أو‬
‫الموقوف عليه( أي أو من مال الموقوف عليه‪ ،‬وهذا بالنسععبة لمععا إذا كععانت موقوفععة‪،‬‬
‫فكلمه على اللف والنشر المرتب‪) .‬قوله‪ :‬فتجب عليه( أي مععن ذكععر مععن المالععك‪ ،‬أو‬
‫الموقوف عليه المعين‪) .‬قوله‪ :‬فإن كان البععذر مععن مععال العامععل( أي الععذي يعمععل فععي‬
‫الرض ويزرعهععا‪) .‬قععوله‪ :‬وجوزنععا المخععابرة( أي وجرينععا علععى أنهععا جععائزة‪ ،‬أي‬
‫صحيحة‪ .‬وهذا ليس بقيد‪ ،‬بل لو جرينا على أنها فاسدة يكون الحكم كععذلك‪ ،‬لن فاسععد‬
‫الجارة كصحيحها‪ ،‬فتكون الزكاة واجبة علعى العامعل‪ ،‬لن العزرع ملعك لعه‪ ،‬وعليعه‬
‫لمالك الرض أجرتهععا فقععط‪ .‬وعبععارة الععروض وشععرحه‪ :‬وتجععب الزكععاة علععى مالععك‬
‫الثمار والحبوب‪ .‬وإن كععانت الرض مسععتأجرة أو ذات خععراج‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمخععابرة‪ :‬هععي‬
‫معاملة على أرض ببعض ما يخرج منها‪ ،‬والبذر من العامل ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬والمعتمد‬
‫فيها عدم الصحة‪ ،‬لقوله )ص(‪ :‬من لم يذر المخابرة‪ ،‬فليؤذن بحرب من ال ورسوله‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول شئ على صاحب الرض( أي ل زكاة عليه‪ ،‬سواء كان مالكععا أو موقوفععا‬
‫عليعه‪) .‬قعوله‪ :‬لن الحاصعل لعه إلعخ( أي لن الشعئ العذي يحصعل لصعاحب الرض‬
‫يأخذه مما استخرجته الرض أجرة أرضه‪ ،‬وهي ل زكاة فيها‪ .‬وفي فتاوي ابن حجر‬
‫ما نصه‪) :‬سئل( عمن أكرى مزرعة لحد على أن له شيئا معلوما من الغلة كل سنة‪،‬‬
‫فهل يجب عليه ‪ -‬إذا أخذ تلك الجرة ‪ -‬أن يؤدي زكاتها إذا بلغت نصعابا أو ل ؟ وإذا‬
‫كانت الجرة نقدا‪ ،‬ماذا حكمها ؟ )فأجاب( بقوله‪ :‬ل تلزمه زكاة الجرة إن كانت حبا‬
‫إل إذا كان للتجارة ووجدت فيععه شععروطها‪ ،‬ول تلزمععه زكاتهععا إذا كععانت نقععدا إل إن‬
‫مضى عليه حول من حين ملكهععا وهععي نصععاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬وحيععث كععان‬
‫البذر من صاحب الرض إلخ( هذه هي المزارعة‪ ،‬لنها معاملة علععى أرض ببعععض‬
‫ما يخرج منها‪ ،‬والبذر من المالك ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬والمعتمد فيهععا أيضععا عععدم الصععحة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأعطي منه شئ للعامععل( الفعععل مبنععي للمجهععول‪ ،‬وأسععند إلععى مفعععوله الثععاني‬
‫ومفعوله الول‬

‫] ‪[ 186‬‬
‫للعامل‪ ،‬واللم زائدة‪ .‬أي وأعطى المالك العامل في مقابلة عمله شيئا من البذر‪،‬‬
‫والمراد مما تخرجه الرض بعد بذرها ببذر المالك‪) .‬قوله‪ :‬ل شئ علععى العامععل( أي‬
‫ل زكاة عليه‪) .‬قوله‪ :‬لنه أجرة عمله( أي لن ما يأخذه مما استخرجته الرض إنمععا‬
‫هو أجرة عمله‪ ،‬وهي ل زكاة فيها‪) .‬قوله‪ :‬وتجب الزكاة لنبععات الرض المسععتأجرة(‬
‫مثلها الرض الخراجية‪ ،‬فتجب الزكاة فيها مع الخراج‪ .‬وعبارة الروض‪ :‬وتجب وإن‬
‫كانت الرض مستأجرة أو ذات خراج‪ .‬وقال في شرحه‪ :‬فتجب الزكاة مع الجععرة أو‬
‫الخراج‪ .‬ثم قال‪ :‬وأما خبر‪ :‬ل يجتمع عشر وخراج فععي أرض مسععلم فضعععيف‪ ،‬قععاله‬
‫في المجموع‪ ،‬وعبارة التحفة‪ :‬لععو أجععر الخراجيععة‪ ،‬فععالخراج علععى المالععك‪ ،‬ول يحععل‬
‫لمؤجر أرض أخذ أجرتها من حبها قبل أداء زكاته‪ ،‬فإن فعععل لععم يملععك قععدر الزكععاة‪،‬‬
‫فيؤخذ منه عشر ما بيده‪ ،‬أو نصفه‪ ،‬كما لو اشترى زكوبا لم تخرج زكاته‪ ،‬ولععو أخععذ‬
‫المام أو نائبه ‪ -‬كالقاضععي ‪ -‬الخععراج علععى أنععه بععدل مععن العشععر‪ ،‬فهععو كأخععذ القيمععة‬
‫بالجتهاد أو التقليد‪ ،‬والصح إجععزاؤه ‪ -‬أو ظلمععا‪ .‬لععم يجععز عنهععا‪ ،‬وإن نواهععا المالععك‬
‫وعلم المام بذلك‪ .‬وقول بعضهم يحتمل الجزاء‪ .‬يرد بأن الفرض أنععه قاصععد الظلععم‪،‬‬
‫وهذا صارف عنها‪ ،‬وقعولهم يجعوز دفعهعا لمعن ل يعلعم أنهعا زكعاة‪ ،‬لن الععبرة بنيعة‬
‫المالك‪ :‬محله عند عدم الصارف من الخذ‪ ،‬أما معه ‪ -‬كأن قصد بالخذ جهععة أخععرى‬
‫‪ -‬فل‪ ،‬وبهذا يعلم أن المكس ل يجزئ عن الزكاة إل إن أخععذه المععام أو نععائبه‪ ،‬علععى‬
‫أنه بدل عنها باجتهاد أو تقليد صحيح‪ ،‬ل مطلقا‪ ،‬خلفا لمن وهم فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بععدل‬
‫من العشر‪ :‬أي في الزكععاة‪ ،‬وقععوله‪ :‬كأخععذ القيمععة‪ :‬أي فععي الزكععاة فععي غيععر عععروض‬
‫التجارة‪) .‬وسئل( ابن حجر عن أخذ السلطان الجائر العشور المعهععودة فععي ذا الزمععن‬
‫باسم الزكاة ونوي به المأخوذ منه الزكاة‪ ،‬فهل يسقط به الغععرض أول فأجععاب بقععوله‪:‬‬
‫نعم يسقط بأخذه على الععوجه المععذكور فععرض الزكععاة عععن المععأخوذ منععه‪ ،‬لن المععام‬
‫الجائر كالعادل في الزكاة وغيرها‪ ،‬ويقع لبعض التجار ‪ -‬الذين ليس لهم كبير تقععوى‪،‬‬
‫ويغلععب عليهععم البخععل والخععزي ‪ -‬أنهععم يكععثرون السععئلة عمععا يأخععذه منهععم أعععوان‬
‫السلطين من الملوك‪ :‬هل يقع عنهم من الزكاة إذا نووها ؟ فنجيبهم بما هو المعروف‬
‫المقرر‪ .‬وبسط الكلم فيه بعض شراح الرشاد من أن ذلك ل يحسععب مععن زكععواتهم‪.‬‬
‫لن المام لم يأخذه باسم الزكاة‪ ،‬بل باسم الععذب عنهععم وعععن أمععوالهم‪ ،‬فهععو وأعععوانه‬
‫يعتقدون أن ذلك حق له في أموال التجار يستحق أخذه قهرا عليهم‪ ،‬ولو سععمع هععو أو‬
‫بعض أعوانه عن بعض التجار أنه يدفع ذلك لهم باسععم الزكععاة‪ :‬لمععا قبلععوا منععه ذلععك‪،‬‬
‫وأخذوه قهرا عليه على غير هذا الوجه‪ ،‬بل ربما آذوه وسبوه‪ ،‬والدفع للمام أو نععائبه‬
‫العام إنما يجزئ عن الزكاة حيث لم يمتنع المام أو نائبه من أخذه علععى هععذا الععوجه‪،‬‬
‫أو يأخذه بقصد مغاير له‪ ،‬فحينئذ ل يمكن حسبان ما أخذه عن الزكاة‪ .‬وبقي مانع آخر‬
‫من ذلك‪ ،‬وهو أن الدفع إلععى السععلطان غيععر ممكععن‪ ،‬وإنمععا يقععع الععدفع لنععائبه العععام أو‬
‫الخاص‪ ،‬والدفع للنائب العام‪ ...‬وهو الوزير العظم‪ ،‬أو نحوه ‪ -‬متعسرا أيضا‪ ،‬وإنما‬
‫الواقع والمتيسر الدفع إلى النائب الخاص‪ ،‬وهذا النائب الخاص ل يولونه علععى أخععذه‬
‫زكاة بوجه‪ ،‬وإنما يولونه على أخذ العشور‪ ،‬ومرادهم بها المكوس ‪ -‬كمععا هععو معلععوم‬
‫من أحوالهم‪ ،‬وعباراتهم‪ ،‬وعاداتهم ‪ -‬فمن أراد الععدفع إليهععم باسععم الزكععاة ولععم يععدفعها‬
‫لمام ول لنائبه فيها فكيف تجزئ عنه ؟ فليتأمل ذلك‪ ،‬وليشع لهععم‪ ،‬فععإن بعععض فسععقة‬
‫المتفقهة والتجعار ربمعا حسعبوا معا يؤخعذ منهعم معن المكعوس معن الزكعوات الواجبعة‬
‫عليهم‪ ،‬وما دروا أنها * )يحمى عليها في نار جهنععم‪ ،‬فتكععوى بهععا جبععاهم‪ ،‬وجنععوبهم‪،‬‬
‫وظهورهم( * وتقول لهم ملئكة العذاب * )هععذا مععا كنزتععم لنفسععكم فععذوقوا مععا كنتععم‬
‫تكنزون( *‪ .‬أعاذنا الع معن ذلععك وأمثععاله بمنععه وكرمععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ومؤنععة الحصععاد‬
‫والدياس على المالك( هذه المسألة مستقلة‪ ،‬وليست مرتبطة بمععا قبلهععا ‪ -‬أعنععي قععوله‪:‬‬
‫وتجععب الزكععاة لنبععات الرض المسععتأجرة وإن كععان هععو ظععاهر منعععه ووجععه عععدم‬
‫ارتباطها به أنه إن أريد بالمالك مالك الرض الذي هو المؤجر فل يصععح لنععه ليععس‬
‫عليه شئ أصل لنه مؤجر يستلم أجره أرضه فقط وإن أريد به مالععك ‪ ،-‬د‪ ،،‬الععزرع‬
‫الذي هو المستأجر‪ ،‬فل يصح اختصاص الحكم المذكور به‪ .‬وأيضا لو كععان هععذا هععو‬
‫المراد‪ ،‬لقال عليه بالضمير العائد على الزراع‪ .‬إذا علمت ذلك‪ ،‬فكان الولى للشععارح‬
‫أن يقدم هذه المسألة قبيل‬

‫)‪ (1‬التوبة‪35 :‬‬

‫] ‪[ 187‬‬
‫الفرع‪ ،‬أو يفصلها عما قبلها بترجمة مسععتقلة‪ ،‬كععأن يقععول‪ :‬فععرع إلععخ‪ .‬دفعععا لمععا‬
‫يوهمه صنيعه‪ .‬ومعنى ما ذكععر‪ :‬أن مؤنععة الحصععاد والدياسععة ‪ -‬ومثلهمععا مؤنععة جععذاذ‬
‫الثمر وتجفيفه ‪ -‬تكون من خالص مال المالك للزرع‪ ،‬سواء كان مالكا للرض أيضععا‬
‫أم ل ‪ -‬بأن كان مستأجرا لها ‪ -‬ل من مال الزكاة‪ .‬وكثيرا ما يخرجون ذلك من التمععر‬
‫أو الحب‪ ،‬ثم يزكون الباقي‪ ،‬وهو خطأ‪ ،‬ويععدل لمععا ذكرتععه عبععارة الععروض وشععرحه‪،‬‬
‫ونصها‪) :‬فرع( مؤنة الجفاف‪ ،‬والتصفية‪ ،‬والجذاذ‪ ،‬والععدياس والحمععل‪ ،‬وغيععر ذلععك ‪-‬‬
‫مما يحتاج إلععى مؤنععة ‪ -‬علععى المالععك‪ ،‬ل مععن مععال الزكععاة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهععا عبععارة شععرح‬
‫المنهج‪ ،‬والتحفة‪ ،‬والنهاية‪ ،‬والمغنى‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وتجب إلخ( شروع في بيان مقدار‬
‫نصاب النعم‪ .‬ما يجب إخراجه منه‪) .‬وقوله‪ :‬على من مر( أي المسععلم الحععر المعيععن‪.‬‬
‫وتضمن من الشروط ثلثة‪ ،‬وبقي منها أن تبلغ نصابا وأسامة مالك لهععا كععل الحععول‪،‬‬
‫ومضى حول في ملكه‪ ،‬وأن ل تكون عوامل‪) .‬قوله‪ :‬للزكععاة( متعلععق بتجععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫في كل خمس إبل‪ :‬شاة إلخ( بعدأ بالبعل لنهعا أشعرف أمعوال الععرب‪ .‬والصعل فيمعا‬
‫ذكره فيها ما رواه البخاري عن أنس رضي ال عنه‪ ،‬أن أبا بكر ‪ -‬رضي الع عنععه ‪-‬‬
‫كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين على الزكاة‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬هذه‬
‫فريضة الصدقة التي فرضها رسول ال )ص( علععى المسععلمين‪ ،‬والععتي أمععر الع بهععا‬
‫رسوله‪ ،‬فمععن سععئلها علععى وجههععا فليعطهععا‪ ،‬ومععن سععئل فوقهععا فل يعطععه‪ :‬فععي أربععع‬
‫وعشرين من البل‪ ،‬فما دونها الغنم في كل خمس‪ :‬شاة‪ ،‬فإذا بلغععت خمسععا وعشععرين‬
‫إلى خمس وثلثين‪ :‬ففيها بنت مخاض أنثى‪ ،‬فإن لم يكن فيها بنت مخاض فابن لبععون‬
‫ذكر‪ .‬فإذا بلغت ستا وثلثين إلى خمس وأربعين‪ :‬ففيها بنععت لبععون أنععثى‪ ،‬فععإذا بلغععت‬
‫ستا وأربعين إلى ستين‪ :‬ففيها حقه طروقة الجمل‪ .‬فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس‬
‫وسبعين‪ :‬ففيها جذعة‪ .‬فإذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين‪ ،‬ففيها بنتا لبون‪ .‬فععإذا بلغععت‬
‫إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة‪ ،‬ففي كل أربعين‪ :‬بنت لبون‪ ،‬وفي كل خمسين حقه‬
‫وقوله‪ :‬في الحديث ل يعطه أي الععزائد‪ ،‬بععل يعطععى الععواجب‪) .‬واعلععم( أن هععذا العععدد‬
‫تعبدي‪ ،‬ل يسأل عن حكمته‪ ،‬بل يتلقى عن الشارع بالقبول‪) .‬قوله‪ :‬جذعة ضأن( بعدل‬
‫من شاة‪) .‬وقوله‪ :‬لها سنة( أي تحديدية‪ ،‬لكن لو أجذعت مقدم أسنانها ‪ -‬أي أسععقطته ‪-‬‬
‫بعد ستة أشهر‪ ،‬أجزأت‪ .‬فععالول منععزل منزلععة البلععوغ بالسععن‪ ،‬والثععاني منععزل منزلععة‬
‫البلوغ بالحتلم‪) .‬وقوله‪ :‬أو ثنية معز( أو‪ :‬للتخيير‪ ،‬فهو مخير بين الجذعععة والثنيععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لها سععنتان( أي تحديععدا‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععزئ الععذكر إلععخ( أي لصععدق اسععم الشععاة‬
‫عليه‪ ،‬فإنها تطلق على الذكر والنثى‪ ،‬إذ تاؤها للوحععدة ل للتععأنيث‪ ،‬ولنهععا مععن غيععر‬
‫الجنس‪ ،‬وبه فارق منع إخراج الذكر عن الناث في الغنععم‪) .‬قععوله‪ :‬ل المريععض إلععخ(‬
‫أي ل يجزئ المريض إن كانت إبله صحاحا‪ ،‬أي سليمة‪ .‬ومقتضععى التقييععد بمععا ذكععر‬
‫أنه يجزئ المريض إن كانت إبله غير صحاح‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬والمعتمععد عععدم إجععزاء‬
‫المريض مطلقا ‪ -‬كما صرح به فععي التحفععة ‪ -‬ونصععها‪ :‬ويشععترط ‪ -‬كمععا صععححه فععي‬
‫المجمععوع‪ ،‬خلفععا لمععا قععد يقتضععي تصععحيحه كلم الروضععة وأصععلها ‪ -‬صععحة الشععاة‬
‫وكمالها‪ ،‬وإن كانت البل مريضة أو معيبة‪ ،‬لن الواجب هنا في الذمة‪ ،‬فلم يعتبر فيه‬
‫صفة المخرج عنه‪ ،‬بخلفه فيما يأتي بعد الفصل‪ .‬فإن لم يجععد صععحيحة فععرق قيمتهععا‬
‫دراهم ‪ -‬كمن فقد بنت المخاض مثل فلععم يجععدها‪ ،‬ول ابععن لبععون ول بععالثمن‪ ،‬فيفععرق‬
‫قيمتها للضرورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بخلفه فيما يأتي( أي وهععو أنععه ل تؤخععذ مريضععة ول‬
‫معيبة من الغنعم إل معن مثلهعا‪) .‬قعوله‪ :‬إلعى خمعس وعشعرين( متعلعق بمحعذوف‪ ،‬أي‬
‫ويستمر وجوب الشاة في كل خمس إبل إلى أن يبلغ عددها خمسا وعشرين‪ ،‬فإذا بلععغ‬
‫عددها ذلك وجب فيها بنت مخاض‪) .‬وقوله‪ :‬منها( أي البل‪) .‬قوله‪ :‬ففي عشععر إلععخ(‬
‫تفريع على ما قبله‪) .‬قوله‪ :‬وخمسة عشر‪ :‬ثلث( أي وفي خمسة عشععر‪ :‬ثلث شععياه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعشرين إلخ( أي وفي عشرين إلععى الخمععس والعشععرين أربععع شععياه‪ ،‬والغايععة‬
‫ليست داخلة‪) .‬قوله‪ :‬فإذا كملت( أي استكملت‪) .‬قععوله‪ :‬فينععت مخععاض( أي بنععت ناقععة‬
‫مخاض‪ .‬فإن عدمها فابن لبون‪ ،‬أو‬
‫] ‪[ 188‬‬
‫حق وإن كان أقل قيمة منها‪) .‬قوله‪ :‬لها سنة( أي أن بنت المخاض مععا كععان لهععا‬
‫سنة‪ ،‬أي وطعنت في الثانية‪ .‬وكذا يقععال فيمععا بعععد‪ ،‬لن السععنان المععذكورة تحديديععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬هي( أي بنت المخاض‪) .‬وقوله‪ :‬واجبها( أي الخمس والعشرين‪) .‬وقوله‪ :‬إلععى‬
‫ست وثلثين( أي ويستمر هذا الواجب فيها إلى أن يبلغ عددها ستا وثلثيععن‪ .‬والغايععة‬
‫ليست بداخلة‪) .‬قوله‪ :‬سميت( أي الناقة التي تخرج عن الخمععس والعشععرين‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بذلك( أي بنت مخععاض‪) .‬قععوله‪ :‬لن أمهععا آن( هععو بمععد الهمععزة‪ :‬مععن الوان‪ ،‬بمعنععى‬
‫الوقت‪ ،‬أي قرب‪) .‬وقوله‪ :‬أن تصير من المخاض( وعبارة الرملي لن لها أمهععا بعععد‬
‫سنة من ولدتها آن لها أن تحمل مرة أخرى‪ ،‬فتصير مععن المخععاض‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول يخععالف‬
‫كلم الشرح‪ ،‬لنها تسمى بهذا السم إل بعد بلوغ السنة‪) .‬قوله‪ :‬وفععي سععت وثلثيععن(‬
‫أي وتجب في ست وثلثين من البل‪) .‬وقوله‪ :‬إلى سععت وأربعيععن( أي ويسععتمر هععذا‬
‫الواجب ‪ -‬أعني بنت اللبون ‪ -‬إلى أن تبلغ ستا وأربعين )قععوله‪ :‬بنععت لبععون( أي بنععت‬
‫ناقة لبون‪ ،‬ول يؤخذ ابن اللبون‪ ،‬وألحق عنهعا عنعد فقعدها‪ .‬والفعرق بينهعا وبيعن بنعت‬
‫المخاض‪ :‬أن كل منهما يزيد على بنت المخععاض بقععوته علععى ورود المععاء والشععجر‪،‬‬
‫وامتناعه من صغار السباع بنفسه‪ ،‬ولم يزد بذلك على بنت اللبون لوجععود تلععك القععوة‬
‫فيهععا أيضععا‪ ،‬فلععم يجععزئ عنهععا‪) .‬قععوله‪ :‬سععميت( أي الناقععة الععتي تخععرج عععن السععت‬
‫والثلثين‪) .‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بنت اللبون‪) .‬قوله‪ :‬وفي ست وأربعين( أي وتجععب فععي‬
‫ست وأربعين‪) .‬وقوله‪ :‬حقه( ‪ -‬بكسر الحاء ‪ -‬ويجزئ عنهعا بنتععا لبععون‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي‬
‫إحدى وستين( أي وتجب في إحدى وستين من البل‪) .‬وقععوله‪ :‬جذعععة( ‪ -‬بفتحععتين ‪:-‬‬
‫ما قبل الثني‪ ،‬ويجزئ عنها حقتان‪ ،‬أو بنتا لبون‪ ،‬لجزائهما عما زاد‪) .‬قوله‪ :‬سميت(‬
‫أي الناقة التي تجزئ عن الحدى والستين‪) .‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بالجذعة‪) .‬قوله‪ :‬وفععي‬
‫ست وسبعين بنتا لبون( وهذا تعبدي‪ ،‬ل بالحساب‪ ،‬وإل فمقتضععى الحسععاب أن يجععب‬
‫في اثنين وسبعين بنتا لبون‪ ،‬لن بنععت اللبععون وجبعت فعي سععت وثلثيعن‪ ،‬فلعو اعتععبر‬
‫الحساب لوجب في اثنتين وسبعين‪ :‬بنتا لبون‪) .‬قوله‪ :‬في إحدى وتسعععين‪ :‬حقتععان( أي‬
‫تعبدا‪ ،‬ل بالحساب‪ ،‬كما في الذي قبله‪ ،‬وإل بأن اعتبر الحسععاب‪ ،‬لمععا وجبععت الحقتعان‬
‫إل في اثنتين وتسعين‪ ،‬ومثله يقععال فيمععا بعععد‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي مععائة وإحععدى وعشععرين‪:‬‬
‫ثلث بنات لبون( فإن نقصت الواحدة لم يحسب سوى الحقتين‪) .‬قوله‪ :‬ثم الواجب في‬
‫كل أربعين إلخ( ظععاهره يقتضععي أنععه مععتى زاد علععى مععائة وإحععدى وعشععرين ‪ -‬ولععو‬
‫واحدة ‪ -‬يتغير الواجب‪ ،‬ويكون في كل أربعين إلخ‪ .‬ويستقيم الحسععاب‪ .‬وليععس كععذلك‪،‬‬
‫بل إنما يتغير الواجب بزيادة تسع على المائة والحدي والعشععرين‪ ،‬ثععم بزيععادة عشععر‬
‫عشر‪ ،‬ويستقيم الحساب‪ .‬ففي مائة وثلثيععن‪ :‬حقععة وبنتععا لبععون‪ ،‬وفععي مععائة وأربعيععن‪:‬‬
‫حقتان وبنت لبعون‪ .‬وهكعذا‪) .‬قعوله‪ :‬ويجعب فعي ثلثيعن بقعرة إلعخ( شعروع فعي بيعان‬
‫نصععاب البقععر‪ .‬وأول النصععاب فيععه ثلثععون‪ .‬والبقععر شععامل للعععراب والجععواميس مععن‬
‫الذكور والناث‪ .‬والثور خاص بالذكر‪ .‬والصععل فيمععا ذكععره فيععه‪ :‬مععا رواه الترمععذي‬
‫وغيره‪ ،‬عن معاذ رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬بعثتي رسول ال ع )ص( إلععى اليمععن وأمرنععي‬
‫أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة‪ ،‬ومن كل ثلثين‪ :‬تبيعا‪ .‬وصععححه الحعاكم وغيعره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تبيع( لو أخرج تبيعة أجزأت ‪ -‬بطريق الولى ‪ -‬لنها أنفع من الذكر‪ ،‬لما فيها‬
‫من الدر والنسل‪ .‬وتبيع بمعنى تابع‪ ،‬كما يؤخععذ مععن قععوله لنععه يتبععع أمععه‪) .‬قععوله‪ :‬لععه‬
‫سنة( أي وطععن فعي الثانيعة‪) .‬قعوله‪ :‬سعمي( أي معا يخعرج ععن الثلثيعن معن البقعر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بذلك( أي بتبيع‪) .‬قوله‪ :‬لنه يتبع‬

‫] ‪[ 189‬‬
‫أمه( أي في المرعى‪ .‬ويجمع على أتبعة كرغيف وأرغفة‪) .‬قوله‪ :‬وفي أربعين‪:‬‬
‫مسنة( لو أخرج عن أربعين‪ ،‬تبيعين‪ ،‬أجزأ على الصحيح‪) .‬قوله‪ :‬سميت( أي البقرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بذلك( أي بمسنة‪) .‬قوله‪ :‬وفي ستين‪ :‬تبيعان( أي يجب في ستين بقرة‪ :‬تبيعان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم في كل ثلثين‪ :‬تبيع( أي ثم بعد الستين بزيادة عشرة عشرة يتغير الواجب‪،‬‬
‫ويكون في كل ثلثين‪ :‬تبيع‪ ،‬وفي كل أربعين‪ :‬مسنة‪) .‬قوله‪ :‬ويجب في أربعيعن غنمعا‬
‫إلخ( شروع في بيان نصاب الغنم‪ ،‬وأول نصابها أربعون‪ ،‬فل زكاة في أقل من ذلك‪،‬‬
‫ويصدق مخرجها في عددها إن كان ثقة‪ ،‬وإل عدت‪ ،‬والسهل عنععد مضععيق تمععر بععه‬
‫واحدة واحدة‪ ،‬وبيد كل من المالك والساعي ‪ -‬أو نائبهمعا ‪ -‬قضعيب‪ ،‬يشعيران بعه إلعى‬
‫كل واحدة‪ ،‬أو يصيبان به ظهرها‪ ،‬لن ذلك أبعد عن الغلط‪) .‬واعلم( أنععه يجععزئ فععي‬
‫الغنم نوع آخر‪ :‬كضأن عن معز‪ ،‬وعكسه‪ ،‬كما يجزئ أرحبية عععن مهريععة‪ ،‬وعكسععه‬
‫في البل وعراب عن جواميس وعكسه في البقر‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي مععائتين وواحععدة إلععى‬
‫ثلثمائة( صوابه إلى أربعمائة‪ ،‬إذ مععا بيععن المععائتين والواحععدة والربعمععائة‪ :‬وقععص ل‬
‫يتغير فيه الواجب‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬ثم في كل مائة‪ :‬شاة( أي لحديث أنس في ذلك‪ ،‬رواه‬
‫البخاري‪ .‬ونقل الشافعي أن أهل العلم ل يختلفون في ذلك‪ ،‬ولو تفرقت ماشععية المالععك‬
‫في أماكن‪ :‬فهي كالتي في مكان واحد‪ ،‬حتى لععو ملععك أربعيععن شععاة فععي بلععدين لزمتععه‬
‫الزكاة‪ ،‬ولو ملك ثمانين في بلدين‪ .‬وفععي كععل أربعععون ل يلزمععه إل شععاة واحععدة‪ ،‬وإن‬
‫بعدت المسافة بينهما‪ ،‬خلفا للمام أحمد‪ ،‬فإنه يلزمععه عنععده عنععد التباعععد شععاتان‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫مغنى‪) .‬قوله‪ :‬وما بين النصابين( أي في البل والبقر والغنم يسععمى وقصععا‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬أكثر ما يتصور من الوقص في البل تسعة وعشرون ما بين إحدى وتسعععين‬
‫ومائة وإحدى وعشرين‪ .‬وفي البقر‪ :‬تسع عشرة ما بين أربعيعن وسععتين‪ .‬وفععي الغنععم‪:‬‬
‫مائة وثمانية وتسعون ما بين مائتين وواحدة وأربعمائة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يؤخععذ خيععار(‬
‫لقععوله )ص(‪ :‬إيععاك وكععرائم أمععوالهم ولقععول عمععر ‪ -‬رضععي ال ع عنععه ‪ :-‬ول تؤخععذ‬
‫الكولععة‪ ،‬ول الربععى‪ ،‬ول المععاخض ‪ -‬أي الحامععل ‪ -‬ول فحععل الغنععم‪ .‬نعععم‪ :‬مععا كععانت‬
‫ماشيته كلها كذلك أخذ منها‪ ،‬إل الحوامل‪ ،‬فل يطععالب بحامععل منهععا‪) .‬قععوله‪ :‬كحامععل(‬
‫تمثيل لخيار‪) .‬وقوله‪ :‬ومسمنة( ‪ -‬بالجر ‪ -‬عطف على حامععل‪) .‬وقععوله‪ :‬للكععل( اللم‬
‫تعليلية‪ ،‬متعلقة بمسمنة‪) .‬قوله‪ :‬وربى( بضم الععراء وتشععديد البععاء الموحععدة والقصععر‪،‬‬
‫ووزنها فعلى‪ :‬بضم الول والقصر‪ ،‬وجمعهععا‪ :‬ربععات‪ ،‬ومكسععرها‪ :‬ربععاب ‪ -‬بالكسععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتجب الفطرة( لما أنهى الكلم على بيان زكاة الموال وشرائطها‪ ،‬شرع فععي‬
‫بيان زكاة البدان وشرائطها‪ ،‬فقال‪ :‬وتجب الفطرة‪ ،‬وهي بكسر الفاء‪ :‬الخلقة‪ ،‬قال ال‬
‫تعالى‪) * :‬فطرة ال التي فطر الناس عليهععا( *‪ .‬وتطلععق فععي اصععطلح الفقهععاء علععى‬
‫القععدر المخععرج عععن البععدن‪ ،‬ولععذلك فسععرها المؤلععف بععه‪ ،‬فقععال ‪ -‬أي زكععاة الفطععرة ‪-‬‬
‫والضافة فيه من إضافة الشئ إلى أحد سببيه‪ ،‬وهما إدراك جزء من شععوال‪ ،‬وإدراك‬
‫آخر جزء من رمضان‪ .‬والصععل فععي وجوبهععا‪ :‬خععبر ابععن عمععر رضععي الع عنهمععا‪:‬‬
‫فرض رسول ال )ص( زكاة الفطر من رمضععان علععى النععاس‪ :‬صععاعا مععن تمععر‪ ،‬أو‬
‫صاعا من شعير على كل حر أو عبد‪ ،‬ذكر أو أنثى‪ ،‬من المسلمين‪ .‬وخبر أبععي سعععيد‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬كنا نخرج زكاة الفطر إذا كان فينا رسول ال )ص( صاعا‬

‫)‪ (1‬الروم‪30 :‬‬

‫] ‪[ 190‬‬
‫من طعام‪ ،‬أو صاعا من تمر‪ ،‬أو صاعا مععن شعععير‪ ،‬أو صععاعا مععن زبيععب‪ .‬فل‬
‫أزال أخرجععه كمععا كنععت أخرجععه مععا عشععت‪ .‬رواهمععا الشععيخان‪) .‬قععوله‪ :‬سععميت( أي‬
‫الفطرة‪ ،‬بمعنى القدر المخرج عن البدن‪) .‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بزكاة الفطر‪) .‬قوله‪ :‬لن‬
‫وجوبهععا( أي الفطععرة بععالمعنى المععذكور‪) .‬وقععوله‪ :‬بععه( أي بععالفطر‪ .‬قععال ابععن قاسععم‪:‬‬
‫وجوبها به صادق مع كون الوجوب بغيره أيضا مععه‪ ،‬فهععو ل ينعافي كععون الوجععوب‬
‫بالجزءين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتسمى أيضا صدقة البدن‪ ،‬وزكاة البدان وزكاة الفطر ‪ -‬بمعنى القدر‬
‫المخرج ‪ -‬فالضافة بيانية‪ ،‬أو بمعنى الخلقة ‪ -‬فهي على معنى اللم ‪ -‬أي أنها تزكيععة‬
‫للنفس‪ ،‬أو تنمية لعملهعا‪) .‬قعوله‪ :‬وفرضعت( أي زكعاة الفطعر‪) .‬قعوله‪ :‬كرمضعان( أي‬
‫كصيام رمضان‪) .‬قوله‪ :‬فععي ثععاني سععني الهجععرة( لععم يععبين فععي أي يععوم فععي الشععهر‪.‬‬
‫وعبارة المواهب اللدنية‪ :‬وفرض زكاة الفطععر قبععل العيععد بيععومين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقول ابن اللبان إلخ( عبارة التحفة‪ :‬ونقل ابن المنذر الجماع على وجوبها‪ ،‬ومخالفعة‬
‫ابن اللبان فيه غلط صريح ‪ -‬كما في الروضععة‪) .‬قععوله‪ :‬قععال وكيععع( هععو شععيخ المععام‬
‫الشافعي رضي ال عنه‪ ،‬ومن كلم الشععافعي ‪ -‬رضععي الع عنععه‪ :‬شععكوت إلععى وكيععع‬
‫سوء حفظي * * فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور * * ونور العع‬
‫ل يهدى لعاصي )قععوله‪ :‬زكععاة الفطععر لشععهر رمضععان( أي بالنسععبة لشععهر رمضععان‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كسجدة السععهو للصععلة( أي بالنسععبة للصععلة‪) .‬قععوله‪ :‬تجععبر إلععخ( بيععان لععوجه‬
‫الشبه‪ ،‬فالجامع بينهما مطلق الجبر‪) .‬وقوله‪ :‬نقص الصوم( أي بالنسععبة لمععن يصععوم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويؤيده( أي يؤيد جبرها لنقص الصوم الذي قال به وكيع ما صلح إلخ‪ ،‬ويؤيده‬
‫أيضا خبر‪ :‬إن صوم رمضان معلق بين السماء والرض‪ ،‬ل يرفع إل بزكععاة الفطعر‪.‬‬
‫وهو كناية عن توقف تمام ثوابه‪ ،‬حتى تؤدى الزكاة‪ ،‬فل ينافي حصول أصل الثععواب‬
‫بدونها‪) .‬قوله‪ :‬على حر( متعلق بتجب‪ ،‬أي تجععب علععى حععر‪ ،‬وهععذا بيععان للمخععرج ‪-‬‬
‫بكسر الراء ‪ -‬فتجب عليه ولععو كععان كععافرا‪ ،‬ل عععن نفسععه‪ ،‬إذ ل طهععرة لععه‪ ،‬بععل عععن‬
‫ممونه المسلم كزوجته بأن أسلمت وتخلف‪ ،‬وتجزئ هنا بل نية لتعذرها مععن المععؤدى‬
‫عنه دائما‪ ،‬ومن المؤدي هنععا‪ ،‬فغلععب فيهععا سععد الحاجععة‪ .‬ا‍ه‪ .‬فتععح الجععواد‪) .‬قععوله‪ :‬فل‬
‫تلزم( أي ل تجب‪) .‬وقوله‪ :‬على رقيق( أي كله‪ ،‬فإن كان مبعضا ففيه تفصععيل‪ ،‬وهععو‬
‫أنه إن لم تكن مهايأة يلزمه من الفطرة عن نفسه قسطه بقدر ما فيه من الحريععة‪ ،‬وإن‬
‫كانت مهايأة لزمت من وقع زمن الوجوب في نوبته‪ ،‬إما هو وإمععا سععيده‪) .‬قععوله‪ :‬بععل‬
‫تلزم( أي زكاة الفطرة‪) .‬وقوله‪ :‬سيده( أي الرقيق‪) .‬وقوله‪ :‬عنه( أي ويخرجها عنععه‪،‬‬
‫أي الرقيق‪ ،‬فهو متعلق بمقدر‪) .‬قوله‪ :‬ول عن زوجته( معطوف على قوله عن نفسه‪،‬‬
‫وضععمير زوجتععه يعععود علععى الرقيععق‪) .‬قععوله‪ :‬بععل إن كععانت( أي زوجععة الرقيععق‪،‬‬
‫والضراب انتقالي‪) .‬قوله‪ :‬فعلى سيدها( أي فالزكاة واجبة على سععيدها‪) .‬قععوله‪ :‬وإل‬
‫فعليها( وإن لم تكن أمة بأن كانت حرة‪ ،‬فالزكاة واجبة عليها‪) .‬وقوله‪ :‬كما يععأتي( أي‬
‫فععي قعوله‪ :‬وعلعى الحععرة الغنيععة المزوجعة لعبعد‪ ،‬ل عليعه‪) .‬قعوله‪ :‬ول علععى مكععاتب(‬
‫معطوف على رقيق من عطف الخاص علعى العععام‪ ،‬لن المكععاتب قعن معا بقعي عليعه‬
‫درهم‪ ،‬أي ول تلععزم علععى مكععاتب‪ :‬ل عععن نفسععه‪ ،‬ول عععن زوجتععه‪) .‬قععوله‪ :‬لضعععف‬
‫ملكه( أي فهو ل يحتمل المواساة‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم( أي من أجل ضعف ملكه لم تلزمه‬
‫زكاة ماله‪) .‬قوله‪ :‬ولستقلله( أي بالتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬لم تلزمهم( أي الفطرة‪ ،‬سععيده‪،‬‬
‫ومحله إذا كانت الكتابة صحيحة‪ ،‬فإن كععانت فاسععدة لزمتععه قطعععا‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععه( أي‬
‫المكاتب‪) .‬قوله‪ :‬بغروب شمس ليلعة فطعر( لفعظ غعروب مضعاف إلعى شعمس‪ ،‬وهعي‬
‫مضافة لليلة‪ ،‬من إضافة الشئ إلى ملبسه‪ ،‬إذ الشمس إنما تضاف للنهار‪ ،‬ل لليل‪.‬‬

‫] ‪[ 191‬‬
‫ويصح تنعوين شعمس ونصعب ليلعة علعى الظرفيعة المتعلقعة بغعروب‪ ،‬أي تجعب‬
‫بغروب لشمس ليلة الفطر من رمضان‪ ،‬وذلك لضافتها إلى الفطر من رمضععان فععي‬
‫خبر الشيخين السابق‪ :‬فرض رسول ال )ص( زكاة الفطر مععن رمضععان‪ .‬إلععخ‪ .‬ولمععا‬
‫تقرر أنها طهرة للصائم‪ ،‬فكانت عنععد تمععام صععومه‪) .‬قععوله‪ :‬أي بععإدراك إلععخ( تفسععير‬
‫مراد لوجوبها بغروبها ليلة فطر من رمضان‪ ،‬أي أن المراد بععذلك إدراك آخععر جععزء‬
‫من رمضان وأول جزء معن شعوال‪ ،‬لن الوجعوب نشعأ معن الصععوم والفطععر‪ ،‬فأسععند‬
‫إليهما لئل يلزم التحكم‪ ،‬وهععذا بيععان لقععل مععا يتحقععق بععه السععبب الول‪ ،‬وإل فالسععبب‬
‫الول هععو رمضعان ‪ -‬كل أو بعضععا ‪ -‬أي القععدر المشععترك بيعن كلعه وبعضعه‪ ،‬بعدليل‬
‫قولهم‪ :‬له تعجيل الفطرة من أول رمضان لنعه لععو لعم يكعن كععذلك لكعان تقعديمها أول‬
‫رمضان تقديما على السببين‪ ،‬وهو ممتنع‪) .‬قوله‪ :‬فل تجب إلععخ( مفععرع علععى مفهععوم‬
‫قوله بغروب ليلة فطر‪ ،‬المفسر بإدراك الجزأين‪) .‬قوله‪ :‬بمععا حععدث( أي عمععا حععدث‪،‬‬
‫فالباء بمعنى عن‪) .‬قوله‪ :‬بعد الغروب( أي أو معه‪) .‬قععوله‪ :‬مععن ولععد إلععخ( بيععان لمععا‪،‬‬
‫وذلك بأن وضعت زوجتععه بعععد الغععروب أو معععه‪ ،‬فل زكععاة علععى أبيععه‪ ،‬لعععدم إدراك‬
‫البن الجزأين‪) .‬وقوله‪ :‬نكاح( أي بأن عقععد عليهععا بعععد الغععروب‪ ،‬أو معععه‪ ،‬فل تجععب‬
‫زكاتها عليه‪ ،‬لعدم إدراكها الجزأين عنده‪) .‬قوله‪ :‬وملك قن( بأن اشععترى عبععدا بعععدما‬
‫ذكر‪ ،‬أو معه‪ ،‬فل زكاة عليه ‪ -‬لما ذكر‪) .‬قععوله‪ :‬وغنععى( أي بععأن طععرأ الغنععى لععه‪ ،‬أو‬
‫لقريب تلزمه نفقته بعد معا ذكعر أو مععه‪) .‬قعوله‪ :‬ول تسعقط إلعخ( معطعوف علعى فل‬
‫تجب‪ ،‬فهو تفريع أيضا‪ ،‬لكن على منطوق ما مر‪) .‬وقوله‪ :‬بعده( أي الغععروب‪ ،‬وإنمععا‬
‫لم تسقط لدراكه الجزأين‪) .‬قوله‪ :‬من موت إلخ( بيان لما‪) .‬وقوله‪ :‬وعتععق( أي لعبععده‬
‫بعد الغروب‪ ،‬فل تسقط عن السيد زكاته لدراك العبد الجزأين وهععو فععي ملكععه‪ .‬ولععو‬
‫قال لعبده أنت حر مع آخر جزء من رمضان‪ ،‬وجبت على العبععد‪ ،‬لدراكععه الجزأيععن‬
‫وهو حر‪ ،‬بخلف ما لو قال أنت حر مع أول جععزء مععن ليلععة شععوال‪ :‬فل تجععب علععى‬
‫أحد‪) .‬قوله‪ :‬وطلق( أي بععأن طلععق زوجتععه بعععد الغععروب‪ ،‬فل تسععقط عنععه فطرتهععا‪،‬‬
‫لدراكها الجزأين وهي في ذمته‪) .‬قوله‪ :‬ومزيل ملك( أي بععبيع لعبععده أو عتععق لععه أو‬
‫موته‪ ،‬فهو من ذكر العام بعد الخاص‪) .‬قوله‪ :‬وقت أدائها إلععخ( فعإن أخرهععا ععن هعذا‬
‫الوقت كانت قضاء ‪ -‬كما سيذكره‪) .‬قععوله‪ :‬فيلععزم إلععخ( دخععول علععى المتععن‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫الحر المذكور( أي في قوله آنفا على حر‪) .‬وقععوله‪ :‬أن يؤديهععا( أي الفطععرة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫قبل غروب شمسه( أي يوم الفطر‪) .‬قوله عمن( متعلق بيؤديهععا‪ ،‬وهععذا بيععان للمععؤدى‬
‫عنه‪ ،‬ول يقال إن كلم المصنف قاصر على مععا إذا اختلععف المععؤدى والمععؤدي عنععه‪،‬‬
‫ولم يستفد منععه مععا إذا أراد أن يخععرج عععن نفسععه‪ ،‬لنععا نقععول إن مععن‪ :‬صععادقة بنفععس‬
‫المؤدى وبغيره‪ .‬نعم‪ ،‬يكون في العبارة إظهار في مقععام الضععمار بالنسععبة إليععه علععى‬
‫تفسير الشارح من بكل مسلم‪ ،‬إذا التقععدير عليععه‪ :‬فيلععزم الحععر أن يؤديهععا عععن المسععلم‬
‫الذي هو نفسه‪ .‬ول يخفى ما فيه‪ .‬ويوجد في بعض نسخ الخط‪ :‬وعمن تلزمه ‪ -‬بزيادة‬
‫واو العطف ‪ -‬وعليه‪ :‬فهو معطوف على مقدر‪ ،‬أي تجب الزكاة على حععر عععن نفسععه‬
‫وعمن تلزمه نفقته‪) .‬وقوله‪ :‬أي عن كعل مسعلم( أي ولعو كعان المخعرج كعافرا‪ ،‬لنهعا‬
‫تجب على الكافر عن رقيقه‪ ،‬وقريبه المسلمين‪ ،‬وزوجته بأن أسلمت وتخلععف هععو‪ ،‬ل‬
‫عن نفسه ‪ -‬كما تقدم ‪ -‬إذ ل طهرة له ‪ -‬وهذا في أصلي‪ .‬أما المرتد‪ ،‬فإن أسلم‪ :‬لزمته‬
‫عن نفسه وممونه‪ ،‬وإل فل‪) .‬وقوله‪ :‬يلزمه نفقته( أشععار بععذلك إلععى ضععابط مععن تلععزم‬
‫فطرته‪ ،‬وهو أن يقال كل من لزمته نفقته لزمتععه فطرتععه‪ ،‬واسععتثنى مععن منطععوق هععذا‬
‫الضابط مسائل‪ .‬منها‪ :‬العبد ل يلزمه فطرة زوجته ‪ -‬حرة كانت أو أمة ‪ -‬وإن وجبععت‬
‫عليه نفقتهما في كسبه ونحععوه‪ ،‬لنععه ليععس أهل لفطععرة نفسععه‪ ،‬فل يكععون أهل لفطععرة‬
‫غيره‪ .‬ومنها البن ‪ -‬ل يلزمه فطرة زوجععة أبيععه‪ ،‬أو مسععتولدته‪ ،‬وإن وجبععت نفقتهمععا‬
‫على البن لعسار الب‪ ،‬لن النفقة لزمععة للب مععع إعسععاره‪ ،‬فيتحملهععا عنععه ابنععه‪،‬‬
‫بخلف الفطرة‪ :‬فليست لزمة له مع إعسععاره‪ ،‬فل يتحملهععا عنععه ابنععه‪ .‬ويسععتثنى مععن‬
‫مفهومه‪ :‬المكاتب كتابة فاسدة‪ ،‬فل تلزم السيد نفقته‪ ،‬وتلزمه فطرته‪ .‬والمة المزوجععة‬
‫المسلمة لزوجها ليل ونهارا مع كونه عبدا ومعمرا‪ ،‬فل يلزم سععيدها نفقتهععا‪ ،‬ويلزمععه‬
‫فطرتها‪) .‬قوله‪ :‬بزوجته( الباء سببية متعلقة بتلزمه‪ ،‬فمدخول الباء وما عطف‬

‫] ‪[ 192‬‬
‫عليه‪ ،‬بيان لسععبب لععزوم النفقععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو قرابععة( المععراد بهععا قرابععة البععوة أو‬
‫النبععوة‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وهععل يثععاب المخععرج عنععه أو ل ؟ فيععه نظععر‪ .‬والقععرب الثععاني‪.‬‬
‫فليراجع ‪ -‬كما قيل به في الضحية من أن ثواب الضحية للمضععحي‪ ،‬ويسععقط بفعلععه‬
‫الطلب عن أهل البيت‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حيين الغروب( متعلق بتلزمه‪ ،‬أو بمحععذوف صععفة‬
‫لكل من زوجية وما بعدها‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو رجعيععة( غايععة لمععن تلزمععه نفقتععه‪ ،‬أي تجععب‬
‫الفطرة عمن تلزمه نفقته‪ ،‬ولو كان من تلزمه نفقته زوجععة رجعيععة‪ ،‬أي طلقهععا طلقععا‬
‫رجعيا ولم تنقض عدتها قبل غروب ليلة العيد‪) .‬قوله‪ :‬أو حامل بائنا( معطوف علععى‬
‫الغاية‪ ،‬فهو غاية أيضا لمن ذكر‪ ،‬أي تجب الفطرة عنه ولو كععان حععامل‪ ،‬وقععد طلقهععا‬
‫طلقا بائنا‪ .‬والمناسب تقديم بائنا وجعععل حععامل قيععدا لععه‪ ،‬بععأن يقععول أو بائنععا حععامل‪،‬‬
‫وخرج به‪ :‬ما إذا كععانت بائنععا غيععر حامععل‪ ،‬فل تجععب فطرتهععا عليععه‪ ،‬لسععقوط نفقتهععا‪.‬‬
‫وعبارة البجيرمي‪ :‬والبائن الحامل دون الحائل‪ ،‬أي لن النفقععة واجبععة لهععا دونهععا‪ ،‬إذ‬
‫وجود الحمل اقتضى وجوب النفقة‪ ،‬فيقتضي وجوب الفطععرة أيضععا‪ .‬وقععد يفععرق بععأن‬
‫النفقة لها مدخل في نحو الحمل وزيادته‪ ،‬ول كذلك الفطرة‪ ،‬أل أن يقال على بعععد لععو‬
‫لم يجب إخراج فطرة الحامل على الغير لوجبت عليها‪ ،‬وقد تخرج ما تحتاج إليه فععي‬
‫اليوم الذي يلي يوم الفطرة‪ ،‬ول تجد ما تقتات به في ذلك اليوم‪ ،‬فيحصل لها وهن في‬
‫بدنها‪ ،‬فيتعدى لحملها‪ ،‬فأوجبنا الفطرة خلوصا من ذلععك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو أمععة( غايععة‬
‫في الرجعية‪ ،‬وفي الحامل البائن‪ ،‬والمراد أنها أمة للغير وتزوجهعا‪ ،‬ثععم طلقهععا طلقععا‬
‫رجعيا أو بائنا وهي حامل منه‪ ،‬ففطرتها على زوجهععا‪ ،‬للععزوم نفقتهععا عليععه‪ ،‬ل علععى‬
‫سيدها‪) .‬قوله‪ :‬فيلزم( أي الزوج‪ ،‬فمفعوله محذوف‪) .‬وقوله‪ :‬فطرتهما( أي الرجعيععة‪،‬‬
‫والحامل البائن فاعله‪) .‬وقوله‪ :‬كنفقتهما( أي كوجوب نفقتهما عليه‪) .‬قععوله‪ :‬ول تجععب‬
‫عن زوجة ناشزة( في الكردي ما نصه‪ :‬قال في اليعاب‪ :‬ومثلها كل من ل نفقة لها ‪-‬‬
‫كغائبة ومحبوسة بدين وغير ممكنة‪ ،‬ولو لنحو صععغر‪ ،‬ومعتععدة عععن شععبهة ‪ -‬بخلف‬
‫نحو مريضة‪ ،‬لن المرض عذر عام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لسقوط نفقتها( أي بسععبب نشععوزها‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عنه( أي عن زوجها‪) .‬قوله‪ :‬بل تجب عليها( أي بل تجب فطرتها عليهععا‪ ،‬ل‬
‫عليه‪ .‬قال ش ق‪ :‬نعم‪ ،‬لو نشزت الزوجة وعادت قبل الغععروب‪ ،‬وجبععت لهععا فطرتهععا‬
‫عليه‪ .‬وإن لم تجب نفقتها‪ ،‬لنها حينئذ في طاعته‪ .‬وكذا لو حيل بينهععا وبيععن زوجهععا‪،‬‬
‫فيجب عليه فطرتها‪ ،‬دون نفقتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إن كععانت غنيعة( خعرج بعه معا إذا كعانت‬
‫معسرة‪ ،‬فل يجب عليها شئ‪) .‬قوله‪ :‬ول عن حرة( أي ول تجب الفطرة عععن زوجععة‬
‫حرة‪ .‬وخرج بها‪ :‬المة المزوجة‪ ،‬ففطرتها على سععيدها ‪ -‬كمععا سععيذكره ‪ -‬لن لععه أن‬
‫يسافر بها ويستخدمها‪ ،‬ولنه اجتمععع فيهععا شععيئان‪ :‬الملععك والزوجيععة‪ ،‬والملععك أقععوى‪،‬‬
‫ونقععض ذلععك بمععا إذا سععلمها ليل ونهععارا والععزوج موسععر‪ ،‬فععإن الفطععرة واجبععة علععى‬
‫الزوج‪ ،‬قول واحدا‪ .‬قال السبكي‪ :‬ويمكن الجواب عنه بأنها عند اليسار لم تسععقط عععن‬
‫السيد‪ ،‬بل تحملها الزوج عنه‪) .‬وقعوله‪ :‬غنيعة( مثلهعا الفقيعرة بعالولى‪) .‬وقعوله‪ :‬غيعر‬
‫ناشزة( خرج به الناشزة‪ ،‬ففطرتها عليها ‪ -‬كمععا تقععدم آنفععا‪) .‬قععوله‪ :‬تحععت معسععر( أي‬
‫زوج حر معسر وإنما قيدت بالحر ‪ -‬وإن كان الرقيعق معن المعسععرين ‪ -‬لن المؤلععف‬
‫جرى على أنها إذا كانت تحت رقيق يلزمها فطرة نفسها ‪ -‬كما سيذكره بقوله‪ :‬وعلععى‬
‫الحرة الغنية المزوجة لعبد إلخ ‪ -‬وهو ضعيف‪ ،‬كما ستعرفه‪) .‬قععوله‪ :‬فل تلععزم عليععه(‬
‫أي ل تجعب الفطعرة علعى زوجهعا المعسعر‪) .‬قعوله‪ :‬ول عليهعا( أي ول تجعب فطعرة‬
‫نفسها عليها‪ ،‬لكن يسععن لهععا أن تخرجهععا ععن نفسععها‪ ،‬وكععذا كععل مععن سععقطت فطرتععه‬
‫لتحمل الغير لها ‪ -‬يسن لععه أن يخععرج عععن نفسععه‪ ،‬إن لععم يخرجهععا المتحمععل‪ .‬وخععرج‬
‫بفطرتها فطرة غيرها ‪ -‬كأمتها وبعضها ‪ -‬فإنها تلزمه‪ .‬ولو كععان الععزوج حنيفععا يععري‬
‫وجوب فطرتها على نفسها وهي شافعية ترى الوجوب على الزوج‪ ،‬فل وجوب على‬
‫واحد منهما‪ ،‬لعدم اعتقاد كل أنها عليه‪ .‬قال الكردي‪ :‬وفي عكس ذلععك يتععوجه الطلععب‬
‫عليه عمل بعقيدته‪ ،‬وعليها عمل بعقيدتها‪ ،‬فأي واحد منهما أخرج عنها كفى‪ ،‬وسععقط‬
‫الطلب عن الخر‪ ،‬لكن الشافعي يوجب الخراج مععن غععالب قععوت البلععد‪ ،‬والحنفععي ل‬
‫يوجب ذلك‪ ،‬فإن كان الغعالب العبر‪ ،‬وأخعرج العزوج الشعافعي عنهعا بمقتضعى معذهبه‬
‫كفى‪ ،‬حتى عندها‪ .‬وإن أخرجت عن‬

‫] ‪[ 193‬‬
‫نفسها على مقتضى مذهبها‪ .‬فينظر في الذي أخرجته‪ ،‬فععإن كععان مععن التمععر‪ ،‬أو‬
‫الزبيب‪ ،‬أو الشعير‪ ،‬أو القيمة‪ ،‬أو غير ذلك ‪ -‬ما عدا البر ‪ -‬فل يكفي ذلعك فعي عقيعدة‬
‫الشععافعي‪ ،‬فيلزمععه أن يخععرج عنهععا بحسععب عقيععدته صععاعا مععن الععبر‪ .‬وإن أخرجععت‬
‫الزوجة عن نفسها من البر‪ ،‬فالواجب منه ‪ -‬عند الحنفية ‪ -‬نصف صاع‪ ،‬بخلف بقيععة‬
‫القععوات الععواجب منهععا عنععدهم صععاع‪ ،‬لكععن نصععف الصععاع عنععدهم أربعععة أرطععال‬
‫بالبغدادي‪ ،‬والواجب عند الشافعية صاع كامل من غالب قوت البلد‪ ،‬والصععاع عنععدهم‬
‫خمسة أرطال وثلث بالبغدادي‪ ،‬فإذا أخرجت الزوجة عن نفسا نصف صاع مععن الععبر‬
‫لزم الزوج الشافعي إخراج رطل وثلث بالبغدادي عنهععا‪ ،‬حععتى يكمععل الصععاع عنععده‪،‬‬
‫وهذا لم أقف علععى مععن نقحععه‪ ،‬وقععد أوضععحته فععي الصععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول عععن ولععد‬
‫صغير غني( معطوف على عن زوجة ناشزة‪ ،‬أي ل تجب عن ولد صغير على أبيه‪.‬‬
‫وخرج بالغني‪ :‬الفقير‪ ،‬ففطرته على أبيه‪ ،‬كما علم من قوله‪ :‬أو قرابة‪) .‬قوله‪ :‬فتجععب(‬
‫أي الزكععاة مععن مععاله‪ ،‬أي الولععد الصععغير‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن أخععرج الب عنععه( أي الولععد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من ماله( أي من مال نفسه‪ ،‬ل من مال الصغير‪) .‬وقوله‪ :‬جاز( أي إخراجه‪،‬‬
‫ووقع عن زكاته‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬وتسقط عن ولده الصغير الغني بإخراجه‬
‫لها عنه من مال نفسه‪ ،‬لن له ولية عليه‪ ،‬ويستقل بتمليكه‪ ،‬فيقدر كأنه ملكه ذلك‪ ،‬ثععم‬
‫تولى الداء عنه‪ .‬أما الوصي والقيم فل يخرجان عنه مععن مالهمععا إل بععإذن القاضععي‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ورجع( أي الب على مال الولد الصغير‪) .‬وقوله‪ :‬إن نوى الرجوع( أي‬
‫عند الخراج‪) .‬قوله‪ :‬وفطرة ولد الزنا على أمه( أي لنهعا يلزمهعا نفقتعه‪ .‬ومثلعه ولعد‬
‫الملعنة‪ ،‬ففطرته عليها‪ ،‬لوجوب نفقته عليها‪ .‬ولو اعترف الععزوج بعععد إخراجهععا لععم‬
‫ترجع عليه بها‪ ،‬كما ل ترجع عليه بالنفقة لكونه منفيا عنه حال الخراج ظاهرا‪ ،‬ولم‬
‫يثبت نسبه إل من حين استلحاقه‪ ،‬ولن ذلك منها على سععبيل المواسععاة‪ .‬وقضععية هععذا‬
‫أنه لو كان بإجبار حاكم رجععت‪ .‬أفعاده ش ق‪) .‬قعوله‪ :‬ول ععن ولعد كعبير( معطعوف‬
‫أيضا على عن زوجة ناشزة‪ ،‬أي ول تجب عن ولد كبير على أبيه‪ ،‬بععل تجععب عليععه‪،‬‬
‫فلو أخرجها عنه أبوه من ماله ل تسقط عنععه إل بععإذنه‪ ،‬لعععدم اسععتقلله‪) .‬قععوله‪ :‬قععادر‬
‫على كسب( أي أو عنده مال‪ ،‬ولو قال غني ‪ -‬كالذي قبلععه ‪ -‬لكععان أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫تجب الفطرة عن قن كافر( أي ول عن زوجة كافرة‪ ،‬ول عن قريععب كععافر‪ .‬وعبععارة‬
‫المنهاج مع التحفة‪ :‬لكن ل يلزم المسلم فطععرة العبععد والقريععب والزوجععة الكفععار‪ ،‬وإن‬
‫لزمه نفقتهم‪ ،‬لما مر‪ .‬ويظهر في قن سبي ‪ -‬ولععم يعلععم إسععلمه سععابيه ‪ -‬أنععه ل فطععرة‬
‫عنه في حال صغره‪ ،‬وكذا بعد بلوغه ‪ -‬إن لم يسلم ‪ -‬عمل بالصل‪ .‬بخلف مععن فععي‬
‫دارنا وشككنا في إسلمه‪ ،‬عمل بأن الغالب فيمن بدارنا السلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول عععن‬
‫مرتد إلخ( أي ول تجععب عععن مرتععد‪ ،‬قنععا كععان أو زوجععة‪ ،‬أو قريبععا‪ ،‬إل أن عععاد إلععى‬
‫السلم‪ .‬فزكاته قبله موقوفة‪) .‬قعوله‪ :‬وتلعزم علعى الععزوج( أي تجعب عليعه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فطرة خادمة الزوجة إلععخ( أي لنهععا حينئذ تلزمععه نفقتهععا‪ ،‬فلزمتععه فطرتهععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫وأخدمها( أي الزوجة‪) .‬وقععوله‪ :‬إياهععا( أي المععة‪ .‬ويجععوز العكععس‪ ،‬فيجعععل الضععمير‬
‫الول للمة‪ ،‬والثاني للزوجة‪ .‬والمراد أنه جعععل أمتهععا تخععدمها‪ .‬وفععي سعم مععا نصععه‪:‬‬
‫)فرع( حيث وجبت فطرة الخادمة‪ ،‬فينبغي أن محله ما لم يكن لها زوج موسععر‪ ،‬وإل‬
‫ففطرتها على زوجها‪ ،‬لنه الصل في وجوب فطرتها‪ ،‬فحيث أيسععر ففطرتهععا عليععه‪،‬‬
‫وإل فعلى زوج المخدومة‪ ،‬وإن وجبععت نفقتهععا علععى زوجهععا‪ ،‬لن النفقععة تجععب علععى‬
‫المعسر‪ ،‬بخلف الفطرة‪ ،‬وفي هذه الحالة لها نفقتان‪ :‬واحدة علععى زوجهععا بالزوجيععة‪،‬‬
‫والخععرى علععى زوج المخدومععة بالخععدام‪ ،‬ولهععا فطععرة‪ ،‬لن الفطععرة ل تتعععدد‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل مؤجرة( أي ل تلزمه فطرة الخادمة إن كانت أجنبية مؤجرة‪ ،‬أي ولو كانت‬
‫الجارة فاسدة لعدم وجوب نفقتها عليه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومثععل هععذا مععا يكععثر وقععوعه فععي‬
‫مصرنا وقراها من استئجار شخص لرعي دوابه مثل بشئ معين‪ ،‬فإنه ل فطععرة لععه‪،‬‬
‫لكونه مؤجرا إجارة إما صحيحة‪ ،‬أو فاسدة‪ ،‬بخلف ما لو استخدمه بالنفقة أو الكسوة‬
‫‪ -‬أي غير المقدرة ‪ -‬فتجب فطرته كخادم الزوجة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬ومععن صععحبتها إلععخ(‬
‫أي ول من صحبت زوجتعه لتخعدمها بنفقتهعا‪ ،‬لنهعا فعي معنعى المعؤجرة‪ ،‬فل يلزمعه‬
‫فطرتها‪ ،‬كما‬

‫] ‪[ 194‬‬
‫أن المؤجرة ل يلزمه فطرتها‪) .‬قوله‪ :‬ولو بإذنه( في النهايععة إسععقاط ولععو‪ ،‬وهععو‬
‫الولى‪ ،‬إذ الخلف إنما هو فيما إذا كان ذلك بإذنه‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى المعتمععد( أي عنععد‬
‫النووي‪ .‬واعتمد الرافعي في النفقات وجوب فطرتها‪ ،‬وجععزم بععه المتععولي‪ ،‬وقععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬والوجه حمل الول ‪ -‬أعني عدم الوجوب ‪ -‬على ما إذا كععان لهععا مقععدر مععن‬
‫النفقة ل تتععداه‪ ،‬والثعاني ‪ -‬أعنعي الوجعوب ‪ -‬علعى معا إذا لعم يكعن لهعا مقعدر وتأكعل‬
‫كفايتها كالماء‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وعلى السيد فطرة إلخ( أي وتجععب علععى السععيد‬
‫فطرة أمته المزوجة‪ ،‬لما مر أنه اجتمع فيها شيآن الزوجية والملك‪ ،‬وهو أقوى منهععا‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لمعسر( خرج به الموسر‪ ،‬ففطرتها عليه‪ ،‬ل على السيد‪ ،‬قول واحععدا‪ .‬وتقععدم‬
‫عن السبكي أنها لم تسقط عن السيد بل تحملها الزوج عنه‪) .‬قوله‪ :‬وعلى الحرة إلععخ(‬
‫أي وتجب الفطرة على الحرة الغنية المزوجة لعبد‪ .‬وما جرى عليه المؤلف مععن أنهععا‬
‫تلزمها‪ ،‬ضعيف‪ .‬والمعتمد ‪ -‬الذي صرح بععه النععووي فععي منهععاجه ‪ -‬أنهععا ل تلزمهععا‪.‬‬
‫ونص عبارته‪ :‬ولو أعسر الزوج ‪ -‬أو كان عبدا ‪ -‬فععالظهر أنععه يلععزم زوجتععه الحععرة‬
‫فطرتها‪ ،‬وكذا سيد المة‪) .‬قلت(‪ :‬الصح المنصوص‪ ،‬ل تلزم الحرة‪ .‬وال أعلععم‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ثم رأيته في شرح الروض نبه على ما نبهت عليه‪ ،‬وعبارته‪ :‬وما ذكععره كأصععله مععن‬
‫إنها تلزم زوجته الحرة ذكره في موضوع من المجمععوع مثلععه‪ ،‬وذكععر فععي آخععر منععه‬
‫كالمنهاج أنها ل تلزمها وهعو معا جعرى عليعه فعي الرشعاد وشعرحه‪ ،‬وهعو المعتمعد‪.‬‬
‫ومشيت عليه في شرح البهجة‪ ،‬وإن كان قد يفرق بين المعسر والعبد‪ :‬بأن الول أهل‬
‫للتحمل في الجملة‪ ،‬بخلف الثاني‪ :‬فوجبت فطععرة زوجتععه عليهععا‪ ،‬دون فطععرة زوجععة‬
‫الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل عليه( أي ل تجب على العبد‪ ،‬وإن أوجبنا نفقتها في كسبه‪ ،‬لنععه‬
‫ليس أهل لفطرة نفسه‪ ،‬فكيف يتحمل عن غيره ؟ )وقععوله‪ :‬ولععو غنيععا( محععل تأمععل إذ‬
‫مفاده أن العبد بملك ويوصف بالغنى‪ ،‬وليععس كععذلك‪ .‬نعععم‪ ،‬علععى القععديم يملععك بتمليععك‬
‫سيده ملكا ضعيفا‪ ،‬فلعل المؤلف جرى عليه‪ .‬وفي المغني ما نصه‪ :‬وعلى القديم يملك‬
‫بتمليك سيده ملكا ضعيفا‪ ،‬ومع ذلك ل زكاة عليه‪ ،‬ول على سيده‪ ،‬على الصععح‪ .‬فععإن‬
‫قلنا يملك بتمليك غير سيده‪ ،‬فل زكاة أيضا عليه‪ ،‬لضعف ملكه ‪ -‬كما مر ‪ -‬ول علععى‬
‫سيده لنه ليس له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو غاب الزوج( أي ولم يعترك لزوجتععه نفقعة‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫فللزوجة اقتراض نفقتها( أي بإذن القاضي‪ .‬فإذا حضر طالبته بوفاء ما اقترضته لنه‬
‫دين عليه‪) .‬قوله‪ :‬للضرورة( أي لتضررها بترك النفقععة بخلف الفطععرة‪) .‬وقععوله‪ :‬ل‬
‫فطرتها( أي ل يجوز اقتراض فطرتها‪) .‬وقوله‪ :‬لنععه المطععالب( أي لن الععزوج هععو‬
‫المخاطب بإخراجها‪) .‬وقوله‪ :‬وكذا بعضه( أي ومثل الزوجة ‪ -‬في جععواز القععتراض‬
‫للنفقة‪ :‬ل للفطرة ‪ -‬بعضه‪ :‬أي بعض الغائب أصله أو فرعه‪ ،‬فيجععوز لععه أن يقععترض‬
‫عليه للنفقة‪ ،‬ل للفطرة‪) .‬قوله‪ :‬وتجب الفطرة إلخ( دخول على المتن‪) .‬قوله‪ :‬على من‬
‫مر( أي على الحر‪) .‬وقوله‪ :‬عمن ذكر( أي عععن كععل مسععلم تلزمععه نفقتععه‪) .‬قععوله‪ :‬إن‬
‫فضل( أي زاد‪ .‬والمراد حال الوجوب‪ .‬فوجعود الفاضععل بععده ل يوجبهعا إتفاقعا‪ .‬لكعن‬
‫يندب أن يخرجها باقتراض أو نحوه وتقع واجبة‪ ،‬لن نعدب القعدام ل ينعافي الوقعوع‬
‫واجبا‪ ،‬كما يشهد له نظائره‪ .‬وعبارة المنهععج وشععرحه‪ :‬ول فطععرة علععى معسععر وقععت‬
‫الوجوب‪ ،‬وإن أيسر بعده‪ ،‬وهو من لم يفضععل عععن قععوته وقععوت ممععونه يععومه وليلتععه‬
‫إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬والفرق بين ما هنا وبين الكفارة ‪ -‬حيث تستقر في ذمته إذا عجز عنهععا ‪ -‬أن‬
‫اليسار هنا شرط للوجوب‪ ،‬وثععم للداء‪ ،‬وكععأن حكمتععه أن هععذه مواسععاة فخفععف فيهععا‪،‬‬
‫بخلف تلك‪) .‬قوله‪ :‬عن قوت ممون( لو عبر بالمؤنة ‪ -‬كما عبر بها فيما بعد ‪ -‬لكععان‬
‫أولى‪ ،‬لشمولها الملبس والمسكن وغيرهما‪ .‬ويستغنى بها حينئذ عن قوله التععي وعععن‬
‫ملبس إلخ‪) .‬وقععوله‪ :‬لععه( أي لمععن‪ ،‬وهععو الحععر‪) .‬قععوله‪ :‬تلزمععه مععؤنته( الجملععة صععفة‬
‫لممون‪) .‬وقوله‪ :‬من نفسععه( بيععان لممععون‪) .‬وقععوله‪ :‬وغيععره( أي مععن زوج‪ ،‬وقريععب‪،‬‬
‫ورقيق‪ ،‬وحيوان مملوك له‪) .‬قوله‪ :‬يوم عيد( متعلق بقععوت‪ ،‬أي قععوت فععي يععوم عيععد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وليلته( المراد بها المتأخرة عن يععومه ‪ -‬كمععا فععي النفقععات ‪ -‬وإنمععا لععم يعتععبر‬
‫زيادة على اليوم والليلة المذكورين لعدم ضبط ما وراءهما‪.‬‬

‫] ‪[ 195‬‬
‫)قوله‪ :‬وعن ملبس إلخ( معطوف على عن قوت‪ ،‬أي وإن فضل عن ملبس إلخ‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ومسكن( بفتععح الكععاف وكسععرها‪) .‬قععوله‪ :‬يحتععاج إليهمععا( فععي شععرح المنهععج‪:‬‬
‫يحتاجها ‪ -‬بضمير المؤنث العائد على الثلثة ‪ -‬وهو الصواب‪ .‬فشرط في الملبععس أن‬
‫يكون هععو أو ممععونه محتاجععا إليععه‪ ،‬وكععذلك المسععكن والخععادم‪ .‬والمععراد أنععه يحتاجهععا‬
‫مطلقا‪ ،‬ل في خصوص اليوم والليلة ‪ -‬كالقوت ‪ -‬بدليل أنه قيععد بععه فيععه‪ ،‬وأطلععق هنععا‪.‬‬
‫ويشترط في الثلثة المذكورة أن تكون لئقة به‪ ،‬فلو كانت نفيسععة ل تليععق بععه فيلزمععه‬
‫إبدالها بلئق ‪ -‬أن أمكن ‪ -‬وإخراج التفاوت‪) .‬قوله‪ :‬وعن دين على المعتمععد( أي عنععد‬
‫شيخ السلم وابن حجر‪ .‬والمعتمد عند الرملي والخطيب‪ :‬أن الععدين ل يمنععع وجععوب‬
‫الفطرة‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬ول يشترط كونه فاضل عن دينه ولععو لدمععي‪ .‬كمععا رجحععه‬
‫في المجموع‪ ،‬كالرافعي فعي الشعرح الصعغير‪ ،‬وجعزم بعه ابعن المقعري فعي روضعه‪:‬‬
‫واقتضاه قول الشافعي رضععي الع عنعه والصععحاب ‪ -‬لععو معات بععد أن هعل شعوال‪،‬‬
‫فالفطرة في ماله مقدمة على الديون‪ ،‬وبأن الدين ل يمنع الزكععاة‪ ،‬وبععأنه ل يمنععع نفقععة‬
‫الزوجة والقريب فل يمنع إيجاب الفطرة‪ ،‬ومععا فععرق بععه مععن أن زكععاة المععال متعلقععة‬
‫بعينه والنفقة ضرورية‪ ،‬بخلف الفطرة فيهما ل يجدي‪ ،‬فالمعتمد ما تقرر‪ ،‬وإن رجح‬
‫في الحاوي الصغير خلفه‪ ،‬وجزم به المصنف في نكته‪ ،‬ونقلععه عععن الصععحاب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو مؤجل( غاية في الدين الذي يشترط فضل مععا يخرجععه عنععه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن‬
‫رضي إلخ( غاية ثانية له‪ ،‬وهي تناسب الدين الحال‪ .‬أي ولععو رضععي صععاحب الععدين‬
‫الحال بالتأخير‪ ،‬أي تأخير قبضه ‪ -‬وكان عليععه أن يعععبر بععدل إن ‪ -‬بلععو ‪ -‬لن تعععبيره‬
‫يوهم أنه غاية في الغاية‪ ،‬وليععس كععذلك‪) .‬قععوله‪ :‬مععا يخرجععه فيهععا( فاعععل فضععل‪ ،‬ول‬
‫يخفى ما في عبارته من الظهار في مقام الضععمار‪ ،‬ومععن ظرفيعة الشععئ فععي نفسعه‪،‬‬
‫وذلك لن الفطرة في اصطلحهم عين ما يخرجه‪ ،‬فيكون التقععدير‪ :‬وتجععب الفطععرة ‪-‬‬
‫أي القعدر المخعرج ‪ -‬إن فضعل معا يخرجعه وهعذا معوجب للركاكعة‪ .‬فلعو قعال وتجعب‬
‫الفطرة إن فضلت إلخ‪ ،‬وحذف قوله مععا يخرجععه فيهععا‪ ،‬لكععان أخصععر وأولععى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهي إلخ( المناسب وهو‪ ،‬بضمير المععذكر العععائد علععى مععا يخرجععه الععذي هععو أقععرب‬
‫مذكور‪) .‬وقوله‪ :‬صاع( أي نبوي‪ .‬ومعياره موجود‪ ،‬وهو قد حعان بالكيعل المصعري‪،‬‬
‫وينبغي أن يزيد شيئا يسير الحتمال اشتماله على طين أو تبن أو نحو ذلك‪ .‬وقد ذكر‬
‫القفال الشاشي في محاسن الشريعة معنى لطيفا فععي إيجععاب الصععاع‪ ،‬وهععو أن النععاس‬
‫تمتنع غالبا من الكسب في العيد وثلثة أيام بعده‪ ،‬ول يجد الفقيععر مععن يسععتعمله فيهععا‪،‬‬
‫لنها أيام سرور وراحة عقب الصوم‪ .‬والذي يتحصل مععن الصععاع عنععد جعلععه خععبزا‬
‫ثمانية أرطال من الخبر‪ ،‬فإنه خمسة أرطال وثلث ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬ويضاف إليععه نحععو‬
‫الثلث من الماء‪ ،‬فيكفي المجموع الفقير في أربعة اليام‪ ،‬كل يععوم رطلن‪ .‬وفععي هععذه‬
‫الحكمة نظر‪ ،‬لن الصععاع ل يختععص بععه شععخص واحععد‪ ،‬بععل يجععب دفعععه للصععناف‬
‫الثمانية‪ .‬اللهم إل أن يقال إنه نظر لقول من يجوز دفعها الواحد‪ ،‬ولن ما ذكره ‪ -‬من‬
‫كونه يضاف إليه نحو الثلث من الماء ‪ -‬ل يظهر في نحو التمععر واللبععن‪ .‬اللهععم إل أن‬
‫يجاب بأن ذلك بالنظر للغالب‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي صاع‪) .‬قوله‪ :‬والمد رطل وثلث( أي‬
‫بغععدادي‪ ،‬وهععو عنععد الرافعععي‪ :‬مععائة وثلثععون درهمععا‪ ،‬وعنععد النععووي‪ :‬مععائة وثمانيععة‬
‫وعشععرون وأربعععة أسععباع درهععم‪ .‬والصععل فععي ذلععك‪ :‬الكيععل‪ .‬وإنمععا قععدر بععالوزن‬
‫استظهارا‪ ،‬وهذا فيما شأنه الكيل‪ ،‬ومنه اللبن‪ .‬أما ما ل يكال أصل ‪ -‬كععالقط والجبععن‬
‫إذا كان قطعا كبارا ‪ -‬فمعياره الععوزن ل غيععر ‪ -‬كمععا فععي الربععا ‪) -‬قععوله‪ :‬وقععدره( أي‬
‫المد‪) .‬وقوله‪ :‬بحفنه( بفتعح الحعاء‪ ،‬وسعكون الفععاء ‪ -‬قععال فععي المصعباح‪ :‬وهععي معل ء‬
‫الكفين والجمع حفنات‪ .‬مثل سجدة وسجدات‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بكفين إلخ( متعلق بمحذوف‬
‫صفة لحفنة ‪ -‬أي حفنة كائنععة بكفععي رجععل معتععدلين ‪ -‬فل يعتععبر صععغرهما جععدا‪ ،‬ول‬
‫كبرهما كذلك‪) .‬قوله‪ :‬عن كل واحد( متعلق بمحذوف صفة لصاع‪ ،‬أي صععاع واجععب‬
‫عن كل واحد‪ .‬وذكر هذا ‪ -‬مع أن قعوله المععار عمعن تلزمعه نفقتععه يغنععي عنعه ‪ -‬ليفيععد‬
‫تخصيص الصاع بواحد‪ ،‬ول يجزئ عن أكثر من واحد‪) .‬قوله‪ :‬من غالب قوت بلده(‬
‫متعلق بمحذوف صفة لصاع أيضا‪ .‬والمععراد بالغععالب‪ :‬غععالب قععوت السععنة‪ ،‬ل غععالب‬
‫قوت وقت الوجوب‪ ،‬فأهل الرياف الذين يقتاتون الذرة في غالب‬

‫] ‪[ 196‬‬
‫السنة‪ ،‬والقمح ليلة العيد ‪ -‬مثل ‪ -‬يجب عليهم الذرة‪ .‬وأهععل مصععر يجععب عليهععم‬
‫القمح‪ ،‬فإن غلب في بعض البلد جنس‪ ،‬وفي بعضععها جنععس آخععر‪ ،‬أجععزأ أدناهمععا فععي‬
‫ذلك الوقت‪) .‬قوله‪ :‬أي بلد المؤدى عنه( أي نفسه أو ممونه‪ ،‬ومحععل اعتبععار بلععده‪ :‬إن‬
‫كان قوته مجزئا‪ ،‬فإن لم يكن مجزئا اعتبر أقرب المحال إليععه‪ ،‬ويععدفع زكععاته لهلععه‪،‬‬
‫فإن كان بقربه محلن متساويان قربا‪ ،‬تخير بينهمععا‪) .‬قععوله‪ :‬فل تجععزئ( أي الزكععاة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من غير غالب قوته( أي بلد المععودى عنععه‪ ،‬وهععذا محععترز قععوله غععالب‪ .‬وفععي‬
‫بعض النسخ‪ :‬من غالب قوته ‪ -‬بحذف لفظ غير ‪ -‬وعليه‪ ،‬يكون محترز بلده‪ ،‬ويكععون‬
‫ضمير قوته عائدا على المؤدى عنه‪ ،‬وهذا هو الموافععق لعبععارة فتععح الجععواد‪ ،‬وشععرح‬
‫الروض‪ .‬ونص الولى‪ :‬فل تجزئ من غالب قوته أو قوت مععؤد أو بلععده‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونععص‬
‫الثانية مع الصل فالواجب غالب قوت بلد المؤدى عنه ل غالب قوت المععؤدى عنععه‪،‬‬
‫أو المؤدي‪ ،‬أو بلده‪ ،‬كثمن المبيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو قوت مؤد( معطوف علععى لفععظ غيععر‬
‫على النسخ التي بأيدينا وعلى قوته على ما في بعععض النسععخ‪ ،‬والمعنععى علععى الول‪:‬‬
‫ول تجزئ من قوت المؤدي ‪ -‬بكسر الدال ‪ .-‬والمعنعى علعى الثعاني‪ :‬ول تجعزئ معن‬
‫غالب قوت المؤدي ‪ -‬بكسرها أيضا ‪) .-‬وقوله‪ :‬أو بلععده( أي المععؤدي‪ ،‬وهععذا مععا قبلععه‬
‫محترز الضمير في قوت بلده العائد على المؤدى عنه‪) .‬قععوله‪ :‬لتشععوف النفععوس( أي‬
‫نفوس المستحقين‪ ،‬وهو علة لوجوب كون الصاع من غالب قعوت بلععد المععؤدى عنععه‪،‬‬
‫وعععدم إجععزاء غيععره‪ ،‬أي وإنمععا وجععب مععا ذكععر ولععم يجععزئ غيععره‪ ،‬لتشععوف نفععوس‬
‫المستحقين ‪ -‬أي انتظارها‪ ،‬وتطلعها لذلك ‪ -‬أي غالب قوت ما ذكر‪ ،‬ل لغيره‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ومن ثم( أي ومن أجل تشوف النفوس لذلك‪) .‬قوله‪ :‬وجب صرفها لفقععراء بلععد مععؤدى‬
‫عنه( أي إذا اختلف بلد المؤدى عنه ‪ -‬بفتح الدال ‪ -‬وبلد المؤدي ‪ -‬بكسرها ‪ -‬بأن كان‬
‫الرقيق أو الزوجة مثل ببلد‪ ،‬والسيد أو الزوج ببلد آخر‪ ،‬صرفت من غالب قععوت بلععد‬
‫الرقيق أو الزوجة على مستحقي بلععديهما‪ ،‬ل بلععد السععيد أو الععزوج‪ ،‬لتشععوف نفوسععهم‬
‫لذلك‪ .‬قال ع ش‪ :‬وهل يجب عليه التوكيل في زمن ‪ -‬بحيث يصل الخبر إلععى الوكيععل‬
‫فيه قبل مجئ وقت الوجوب ‪ -‬أم ل ؟ فيه نظر‪ .‬والقرب‪ :‬الثاني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬فععإن لعم‬
‫يعرف( أي المؤدى عنه‪ :‬أي بلده‪ .‬وهذا مقابل لمحذوف قيد لقوله وجب صرفها إلععخ‪،‬‬
‫وهو أن عرف‪) .‬قوله‪ :‬كأبق( أي لم يعلم محله الذي هو فيه‪ ،‬أمععا إذا علععم تعيععن قععول‬
‫واحدا ‪ -‬كما تقدم ‪ .-‬ودخل تحت الكاف‪ :‬منقطععع الخععبر ‪ -‬الععذي لععم يععدر محلععه ‪ -‬مععن‬
‫قريب أو زوجة‪) .‬قوله‪ :‬ففيه آراء( أي ففي وجععوب صععرف فطرتععه أقععوال‪) .‬واعلععم(‬
‫أنه في المنهاج أجرى الراء المذكورة فيمن انقطع خبره‪ ،‬وشارحنا أجراها فيمععن لععم‬
‫يعرف محله‪ .‬والظاهر أنهما متلزمان‪ ،‬فل خلف بين العبارتين‪ ،‬وذلك لنه يلزم مععن‬
‫عدم معرفة محله انقطاع خبره‪ ،‬وبالعكس‪) .‬قوله‪ :‬منها( أي من تلك الراء‪ ،‬وهذا هو‬
‫المعتمد‪) .‬قععوله‪ :‬إخراجهععا حععال( أي ليلععة العيععد ويععومه‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬واستشععكل‬
‫وجوبها حال بأنهعا تجعب لفقعراء بلعد المععؤدى عنعه‪ ،‬وذلعك متععذر‪ .‬وتععردد السععنوي‬
‫وغيره بين استثنائها‪ ،‬أي من اعتبار فقراء بلد المؤدى عنععه وإخراجهععا فععي آخععر بلععد‬
‫عهععد وصععوله إليععه‪ ،‬لن الصععل بقاؤهععا فيهععا وإعطاؤهععا للقاضععي‪ ،‬لن لععه نقلهععا‬
‫وتفرقتها‪ ،‬أي ما لم يفوض قبضها لغيره‪ .‬والذي يتجه في ذلك أنه يدفع الععبر للقاضععي‬
‫ليخرجه في أي محال وليته شاء‪ ،‬وتعين البر لجزائه هنا على كل تقدير‪ ،‬لمععا يععأتي‬
‫أنه يجزئ عن غيره‪ ،‬وغيره ل يجزئ عنه‪ ،‬فإن تحقق خروجه ‪ -‬أي المععؤدي عنععه ‪-‬‬
‫عن محل ولية القاضي فالمام‪ .‬فإن تحقق خروجه عن محل وليته أيضا بععأن تعععدد‬
‫المتغلبععون ولععم ينفععذ فععي كععل قطععر إل أمععر المتغلععب فيععه ‪ -‬فالععذي يظهععر أنععه يتعيععن‬
‫الستثناء للضرورة حينئذ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬منهععا( أي الراء‪) .‬وقععوله‪ :‬ل تجععب‬
‫إل إذا عاد( أي المؤدي عنه إلى بلد المؤدي ‪ -‬كزكاة المال الغائب ‪ -‬وأجاب صععاحب‬
‫الرأي الول بأن التأخير إنما جوز هناك للنماء‪ ،‬وهو غيععر معتععبر فععي زكععاة الفطععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفي قول إلخ( المناسب لما قبله أن يقول‪ :‬ومنها أنه إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬ل شععئ( أي‬
‫يجب مدة غيابه‪ ،‬لن الصل براءة الذمة‪ .‬نعم‪ ،‬يلزمه إذا عاد الخععراج لمععا مضععى ‪-‬‬
‫كذا قبل ‪ -‬تفريعا على الثالث‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬لنه يلزمه عليه اتحاده مع‬

‫] ‪[ 197‬‬
‫الثاني‪ ،‬إل أن يقال ظاهر كلمهم ‪ -‬بل صريحه ‪ -‬أنها على الثاني وجبت‪ .‬وإنما‬
‫جاز له التأخير إلى عوده رفقا به لحتمال موته‪ ،‬فعليه ‪ -‬لو أخرجها عنععه فععي غيبتععه‬
‫أجزأه لو ععاد‪ ،‬وأمعا علعى الثعالث‪ :‬فل يخعاطب بعالوجوب أصعل‪ ،‬معا دام غائبعا‪ ،‬فل‬
‫يجععزئ الخععراج حينئذ‪ .‬فععإن عععاد خععوطب بععالوجوب الن ‪ -‬للحععال‪ ،‬ولمععا مضععى ‪-‬‬
‫وحينئذ فععالفرق بيععن القععولين ظععاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفععة‪) .‬قععوله‪ :‬ل تجععزئ قيمععة( أي لصععاع‬
‫الفطرة بالتفاق عندنا‪ ،‬فيتعين إخراج الصاع من الحب أو غيره مععن القععوت الغععالب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول معيب( أي ول يجزئ إخراج صاع معيععب ‪ -‬بنحععو غععش‪ ،‬أو سععوس ‪ -‬أو‬
‫قدم غير طعمععه أو لععونه أو ريحععه‪ ،‬فيتعيععن إخععراج صععاع سععليم مععن العيععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ومسوس( بكسر الواو المشددة‪ ،‬وهو معطوف على معيب‪ ،‬من عطف الخععاص علععى‬
‫العام‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ومعيب ومنه مسوس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومبلول( أي ول يجزئ حععب‬
‫مبلععول بمععاء أو غيععره‪) .‬قععوله‪ :‬أي أل أن جععف( أي المبلععول ول حاجععة لععذكر أي‬
‫التفسيرية )قوله‪ :‬وعاد( أي بعد جفافه‪) .‬وقوله‪ :‬لصلحية الدخععار( الضععافة للبيععان‪،‬‬
‫أي صلحية هي الدخار والقتيات‪ ،‬فلو لم يعد لذلك ل يجععزئ إخراجععه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫اعتبار لقتيععاتهم المبلععول( مثلععه غيععره مععن كععل معيععب‪) .‬وقععوله‪ :‬إل إن فقععدوا غيععره‬
‫فيجوز( الذي في التحفة والنهاية والمغنى‪ :‬أنعه إذا لعم يوجعد فعي البلعد قعوت مجعزئ‪،‬‬
‫أخرج المجععزئ مععن غععالب قععوت أقععرب البلد إليععه‪ .‬وعبععارة التحفععة‪ :‬والععذي يوافععق‬
‫كلمهم أنه يلزمه إخراج السليم من غالب قععوت أقععرب المحععال إليهععم‪ ،‬وقعد صععرحوا‬
‫بأن ما ل يجزئ ل فرق بين أن يقتاتوه‪ ،‬وأن ل‪ ،‬ول نظر إلى مععا هععو مععن جنععس مععا‬
‫يقتات وغيره كالمخيض‪ ،‬لن قيام مانع الجزاء به صيره كأنه من غير الجنععس‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكتب سم‪ :‬قوله إخراج السليم‪ :‬لو فقد السليم من الدنيا‪ ،‬فهل يخرج مععن الموجععود‪ ،‬أو‬
‫ينتظر وجود السليم‪ ،‬أو يخرج القيمععة ؟ فيععه نظععر‪ .‬والثععاني قريععب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال ع ش‪:‬‬
‫توقف فيه ‪ -‬أي في كلم سم ‪ -‬شيخنا‪ ،‬وقال‪ :‬القرب الثالث‪ ،‬أخذا ممععا تقععدم فيمععا لععو‬
‫فقد الواجب من أسنان الزكععاة معن أنععه يخععرج القيمععة‪ ،‬ول يكلععف الصعععود عنععه‪ ،‬ول‬
‫النزول مع الجيران‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحرم تأخيرها( أي الفطرة‪ ،‬أي إخراجها‪ .‬وذلك لن‬
‫القصد إغناء المستحقين في يوم العيد‪ ،‬لكونه يوم سرور‪) .‬قوله‪ :‬بل عذر( فععإن وجععد‬
‫لم يحرم التأخير‪ .‬قال ع ش‪ :‬ليس من العذر هنا انتظار الحععوج‪) .‬قععوله‪ :‬كغيبععة مععال‬
‫إلخ( تمثيل للعذر‪ ،‬وظاهر كلمه أنه ل فرق في غيبة ماله بين أن تكون لمرحلتين أو‬
‫دونها‪ .‬وعبارة التحفة‪) :‬تنبيه( ظاهر قولهم هنا كغيبة مععال‪ :‬أن غيبتععه مطلقععا ل تمنععع‬
‫وجوبها‪ ،‬وفيه نظر ‪ -‬كإفتاء بعضهم أنهععا تمنعععه مطلقععا‪ ،‬أخععذا ممععا فععي المجمععوع أن‬
‫زكاة الفطر إذا عجز عنها وقت الوجوب ل تثبععت فععي الذمععة‪ .‬والععذي يتجععه فععي ذلععك‬
‫تفصيل يجتمع به أطراف كلمهم‪ ،‬وهو أن الغيبععة إن كععانت لععدون مرحلععتين لزمتععه‪،‬‬
‫لنه حينئذ كالحاضر‪ ،‬لكن ل يلزمه القتراض‪ ،‬بععل لععه التععأخير إلععى حضععور المععال‪.‬‬
‫وعلى هذا يحمل قولهم كغيبة مال أو لمرحلتين‪ ،‬فإن قلنا بما رجحه جمع متأخرون ‪-‬‬
‫أنه يمنع أخذ الزكععاة‪ ،‬لنععه غنععي ‪ -‬كععان كالقسععم الول‪ ،‬أو بمععا عليععه الشععيخان ‪ -‬أنععه‬
‫كالمعدوم فيأخذها ‪ -‬لم تلزمه الفطرة‪ ،‬لنه وقت وجوبها فقير معدم‪ ،‬ول نظر لقععدرته‬
‫على القتراض لمشقته ‪ -‬كمععا صععرحوا بععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو مسععتحق( معطععوف علععى‬
‫مال‪ ،‬أي وكغيبة مستحق‪) .‬قوله‪ :‬ويجب القضاء فورا( أي فيمععا إذا أخرهععا بل ععذر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لعصيانه( أي بتأخيرها‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومنععه يؤخععذ أنعه لععو لععم يعععص بعه ‪-‬‬
‫لنحععو نسععيان ‪ -‬ل يلزمععه الفععور‪ - ،‬وهععو ظععاهر ‪ -‬كنظععائره‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال سععم‪ :‬نعععم‪ ،‬إن‬
‫انحصر المستحقون وطالبوه وجب الفور‪ .‬كما لو طولب الموسععر بالععدين الحععال‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجععوز تعجيلهععا مععن أول رمضععان( أي لن السععبب الول ‪ -‬وهععو جععزء مععن‬
‫رمضان ‪ -‬غير معين‪ ،‬فجاز تعجيلها من أوله‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن ل تؤخر( أي الفطرة‬
‫‪ -‬أي إخراجها ‪ -‬عن صلة العيد‪ ،‬فالسعنة إخراجهعا قبعل صعلة العيعد للتبعاع‪ .‬وهعذا‬
‫جععرى علععى الغععالب مععن فعععل الصععلة أول النهععار‪ ،‬فععإن أخععرت اسععتحب الداء أول‬
‫النهار‪) .‬قوله‪ :‬بل يكره ذلك( أي تأخيرها عن صلة‬

‫] ‪[ 198‬‬
‫العيعد‪ .‬قعال فعي التحفعة‪ :‬للخلف القعوي فعي الحرمعة حينئذ‪ .‬وقعد صعرحوا بعأن‬
‫الخلف في الوجوب يقتضي كراهة الترك‪ ،‬فهو في الحرمة يقتضي كراهععة الفعععل‪ .‬ا‬
‫‍ه )قعوله‪ :‬نععم‪ ،‬يسعن إلعخ( اسعتدراك علعى كراهعة التعأخير‪) .‬والحاصعل( أن للفطعرة‬
‫خمسة أوقات‪ :‬وقت جواز‪ ،‬ووقععت وجععوب‪ ،‬ووقععت فضععيلة‪ ،‬ووقععت كراهععة‪ ،‬ووقععت‬
‫حرمة‪ .‬فوقت الجواز أول الشهر‪ .‬ووقت الوجوب إذا غربت الشمس‪ .‬ووقععت فضععيلة‬
‫قبل الخروج إلى الصلة‪ .‬ووقت كراهة إذا أخرها عععن صععلة العيععد ‪ -‬إل لعععذر مععن‬
‫انتظععار قريععب‪ ،‬أو أحععوج ‪ -‬ووقععت حرمععة إذا أخرهععا عععن يععوم العيععد ‪ -‬بل عععذر ‪-‬‬
‫)وقوله‪ :‬لنتظار نحو قريب أو جار( دخل تحت نحو الصديق‪ ،‬والصالح‪ ،‬والحععوج‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما لم تغرب الشمس( أي يسن تأخيرها مدة عدم إخراج وقتهععا‪ ،‬وهععو بغععروب‬
‫الشمس‪ .‬فإن خرج وقتها أثم بذلك‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬عبارة الناشععري لععو أخععر الداء‬
‫إلى قريب الغروب ‪ -‬بحيث يتضيق الوقت ‪ -‬فالقياس أنه يأثم بععذلك‪ .‬لنععه لععم يحصععل‬
‫الغناء عن الطلب في ذلععك اليععوم‪ ،‬إل أن يؤخرهععا لنتظععار قريععب أو جععار‪ ،‬فقيععاس‬
‫الزكاة أنه ل يأثم ما لم يخرج الوقت‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( من وجععد بعععض الععواجب عليععه قععدم‬
‫نفسه‪ ،‬لخبر الشيخين‪ :‬ابدأ بنفسك ثم بمععن تعععول‪ .‬وخععبر مسععلم‪ :‬ابععدأ بنفسععك فتصععدق‬
‫عليها‪ ،‬فإن فضل شئ فلهلك‪ ،‬فإن فضل شئ فلذي قرابتك‪ .‬ثععم زوجتععه ‪ -‬لن نفقتهععا‬
‫آكد ‪ -‬ثم ولده الصغير ‪ -‬لنه أعجز ونفقتععه منصوصععة مجمععع عليهععا ‪ -‬ثععم الب وإن‬
‫عل ‪ -‬لشرفه ‪ -‬ثم الم كذلك ‪ -‬لولدتها ‪ -‬ثم الولد الكبير الفقير‪ ،‬ثععم الرقععاء‪ .‬وفععي ع‬
‫ش ما نصه )فرع( خادم الزوجة ‪ -‬حيث وجبت فطرتها ‪ -‬يكون في أي مرتبة ينبغععي‬
‫أن يكون بعد الزوجة‪ ،‬وقبل سائر من عععداها‪ ،‬حععتى ولععده الصععغير ومععا بعععده‪ ،‬لنهععا‬
‫وجبت بسبب الزوجية المقدمة على سائر من عداها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 199‬‬
‫فصل في أداء الزكاة أي في بيعان حكعم الداء معن كعونه فوريعا أو ل‪ ،‬والمعراد‬
‫بالداء‪ :‬دفع الزكاة لمستحقيها‪ .‬وبالزكاة‪ :‬زكاة المال ‪ -‬كما قيد به في المنهج وغيره ‪-‬‬
‫لن غالب ما يأتي في هذا الفصل من الحكام يتعلععق بهععا‪) .‬قععوله‪ :‬يجععب أداؤهععا( أي‬
‫على من وجععدت فيععه الشععروط السععابقة‪) .‬قععوله‪ :‬وإن كععان إلععخ( غايععة فععي الوجععوب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬عليه( أي على من بيده نصععاب‪ ،‬وهععو مسععتكمل للشععروط المععارة‪ .‬فالضععمير‬
‫يعود على معلوم من السياق‪) .‬وقوله‪ :‬دين مستغرق( أي للنصاب الذي بيده‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫حال( ومثله المؤجل بالولى‪) .‬وقوله‪ :‬ل( متعلق بمحذوف صفة لدين‪ ،‬أي ديععن حععال‬
‫ثابت ل تعععالى‪ :‬ككفععارة ونععذر‪) .‬وقععوله‪ :‬أو لدمععي( أي كععالقرض‪) .‬قععوله‪ :‬فل يمنععع‬
‫الدين وجوب الزكاة( أي لطلق النصوص الموجبة لهععا‪ ،‬ولن مالععك النصععاب نافععذ‬
‫التصرف فيه‪ .‬والفرق بين زكاة المال ‪ -‬حيث إن الععدين ل يمنعهععا ‪ -‬وزكععاة الفطععر ‪-‬‬
‫حيث إن الدين يمنعهععا علعى المعتمععد عنععد ابعن حجععر‪ ،‬وشعيخ السعلم كمعا معر ‪ -‬أن‬
‫الولى متعلقة بعين المععال فلععم يصععح الععدين مانعععا لهععا لقوتهععا‪ .‬بخلف الثانيععة‪ ،‬فإنهععا‬
‫طهرة للبدن‪ ،‬والدين يقتضعي حبسعه بععد المعوت‪ .‬ول شعك أن رعايعة المخلعص ععن‬
‫الحبس مقدمة على رعاية المطهر‪) .‬وقوله‪ :‬فععي الظهععر( أي أظهععر القععوال‪ :‬ثانيهععا‬
‫يمنع مطلقا‪ .‬ثانيها يمنع في المال الباطن‪ ،‬وهو النقععد والعععرض‪ ،‬دون الظععاهر‪ ،‬وهععو‬
‫المواشي والزروع والثمار‪) .‬قوله‪ :‬فورا( أي لنه حق لزمه‪ ،‬وقدر على أدائه‪ ،‬ودلت‬
‫القرينة على طلبه‪ ،‬وهي حاجة الصناف‪ .‬نهاية‪) .‬قوله‪ :‬ولو في مال صبي ومجنون(‬
‫غاية للفورية‪ ،‬ل لصل الوجوب‪ .‬أي يجب إخراجها على الفور‪ ،‬ولو كانت فععي مععال‬
‫صبي ومجنون‪ .‬وبه يندفع ما يقال إن هذا مكرر مع قوله في أول الباب‪ :‬تجععب علععى‬
‫كل مسلم ولو غير مكلف‪ .‬وحاصل الدفع أن ما هنا مأخوذ غاية للفوريععة‪ ،‬ومععا هنععاك‬
‫مأخوذ غاية للوجععوب‪ .‬والمخععاطب بإخراجهععا الععولي‪ ،‬فععإن أخععر أثععم‪ ،‬ويلععزم المععولى‬
‫إخراجهععا إذا كمععل ‪ -‬كمععا نععص عليععه فععي التحفععة ‪ -‬وعبارتهععا‪ :‬ولععو أخرهععا المعتقععد‬
‫للوجوب أثم‪ ،‬ولزم المولى ‪ -‬ولو حنفيا فيمععا يظهععر ‪ -‬إخراجهععا إذا كمععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لحاجة المستحقين إليها( علة للفورية‪ :‬أي إنما وجبت على الفور لحتيععاج المسععتحقين‬
‫إليها‪ :‬أي فورا‪ .‬وكان الولى زيادته‪ ،‬وإن كععان معلومعا‪ .‬وعبعارة شعرح المنهعج‪ :‬لن‬
‫حاجة المستحقين إليها ناجزة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يتمكن من الداء( متعلق بيجب‪ ،‬وهو شرط‬
‫في أدائها على الفور‪ .‬أي إنما يجععب علععى الفععور إذا تمكععن منععه‪ ،‬وذلععك لن التكليععف‬
‫بدون التمكن تكليف بما ل يطاق‪ ،‬أو بمععا يشععق‪ .‬نعععم‪ ،‬أداء زكععاة الفطععر موسععع بليلععة‬
‫العيد ويومه ‪ -‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬فإن أخر( أي الداء‪ ،‬وهو مفهععوم قععوله فععورا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أثم( أي بتأخيره‪) .‬قوله‪ :‬وضمن( أي حق المستحقين‪ ،‬بعأن يعدفع معا كعان يعدفعه عنعد‬
‫وجود المال‪) .‬قوله‪ :‬إن تلف( أي المال‪) .‬قوله‪ :‬بعععده( أي التمكععن‪ ،‬وهععو متعلععق بكععل‬
‫من أخر وتلف‪ ،‬أي أخر بعد‬
‫] ‪[ 200‬‬
‫التمكن‪ ،‬وتلف بعده‪ .‬واحترز به عما إذا أخر لكونه غير متمكن‪ :‬فل يأثم به‪ ،‬أو‬
‫تلف المال وهو غير متمكن فل يضمن حق المستحقين‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬إلععخ( اسععتدراك‬
‫من قوله أثم‪) .‬قوله‪ :‬لنتظار قريب( أي ل تلزمه نفقته‪) .‬قوله‪ :‬لعم يعأثم( محلعه معا لعم‬
‫يشتد ضرر الحاضرين‪ ،‬وإل أثم بالتأخير‪ ،‬لن دفع ضررهم فرض‪ ،‬فل يجوز تركعه‬
‫لحيازة الفضيلة‪) .‬قوله‪ :‬لكنه لضمنه إن تلععف( أي بآفععة سععماوية‪) .‬قععوله‪ :‬كمععن أتلفععه(‬
‫الكاف للتنظير‪ ،‬أي نظير من أتلف المال الذي وجبت فيععه الزكععاة‪ ،‬فععإنه يضععمن حععق‬
‫المستحقين‪ ،‬سواء كان المتلف له المالك أم غيره‪ ،‬لكنه يلزم غيععره بععدل قععدر الزكععاة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو قصر إلخ( أي أو تلف بنفسه‪ ،‬لكنه قصععر فععي دفععع المتلععف عنععه فيضععمن‬
‫حق المستحقين أيضا‪ .‬وخرج بذلك ما إذا لم يقصر‪ ،‬فل يضمن ذلك سواء كان التلف‬
‫بعد الحول وقبل التمكن‪ ،‬أم قبله‪) .‬وقوله‪ :‬عنه( متعلق بدفع‪) .‬قوله‪ :‬كععأن وضعععه فععي‬
‫غير حرزه( تمثيل لتقصيره في دفع المتلف‪) .‬قوله‪ :‬بعد الحول( متعلق بكل من أتلف‬
‫ومن قصر‪) .‬قوله‪ :‬ويحصل التمكن( أي من الداء‪ ،‬وهو دخول علععى المتععن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بحضور مال( متعلق بيحصل‪) .‬قوله‪ :‬سائر( صفة ثانية لمال‪ .‬وإسناد السير إليه على‬
‫سبيل المجاز العقلي‪ .‬ومحل اشتراط حضوره ما لم يكن المال أو وكيله مسافرا معه‪،‬‬
‫وإل وجب الخراج في الحال‪) .‬قوله‪ :‬أو قار بمحل( أي ثابت فععي محععل‪ ،‬وهععو ضععد‬
‫السائر‪) .‬قوله‪ :‬عسر الوصول إليه( أي إلى ماله القار‪ ،‬والجملة صفة لقععار‪ .‬واحععترز‬
‫به عما إذا سهل الوصول إليه ‪ -‬بأن أمعن الطريعق ‪ -‬فعإنه يجعب عليعه أداء زكعاته إذا‬
‫مضى زمن يمكن أن يحضره فيه‪ ،‬وإن لم يحضره بالفعل فالمدار على القععدرة‪ .‬أفععاده‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬فعإن لعم يحضععر( أي المععال الغعائب‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يلزمعه( أي المالعك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬الداء من محل آخر( أي أداء الزكاة عن المال الغائب في موضع آخر غيععر‬
‫موضع المال‪ ،‬وإنما لم يلزم أداء الزكاة عنه لحتمال تلفه قبل وصوله إليععه‪ .‬قععال فععي‬
‫المغني‪ :‬نعم‪ ،‬إن مضى بعد تمام الحعول معدة يمكعن المضعي إلعى الغعائب فيهعا صعار‬
‫متمكنا ‪ -‬كما قاله السبكي ‪ -‬ويجب عليه العطاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن جوزنا نقل الزكاة(‬
‫غاية لعدم لزوم أداء الزكععاة فععي محععل آخععر‪ ،‬أي ل يلزمععه إذا لععم يحضععر ذلععك‪ ،‬وإن‬
‫جرينععا علععى القععول الضعععيف بجععواز نقععل الزكععاة‪) .‬قععوله‪ :‬وحضععور مسععتحقيها‪ :‬أي‬
‫الزكاة( أي مستحقي قبضها‪ ،‬وهم من تدفع له الزكاة مععن إمععام أو سععاع أو مسععتحقها‪،‬‬
‫ولععو فععي المععوال الباطنععة لسععتحالة العطععاء مععن غيععر قععابض‪ ،‬ول يكفععي حضععور‬
‫المستحقين وحدهم‪ ،‬حيث وجب الصرف إلى المام بأن طلبها من الموال الظععاهرة‪،‬‬
‫فل يحصععل التمكععن بععذلك‪ :‬نهايععة‪ .‬بتصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬أو بعضععهم( معطععوف علععى‬
‫مستحقيها‪ ،‬أي أو حضور بعض المستحقين‪ .‬قال ع ش‪ :‬ويكفععي فععي التملععك حضععور‬
‫ثلثة من كل صععنف وجععد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فهععو( أي مععن وجبععت عليععه الزكععاة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫متمكن( أي مععن الداء‪) .‬وقععوله‪ :‬بالنسععبة لحصععته( أي البعععض‪) .‬قععوله‪ :‬ضععمنها( أي‬
‫حصة البعض الحاضر‪) .‬قوله‪ :‬ومع فراغ( معطوف علععى بحضععور مععال‪ ،‬والولععى‪:‬‬
‫التعبير بالباء الجارة بدل مع‪ ،‬أي ويحصل التمكن بما ذكععر‪ ،‬وبخلععو المالععك مععن مهععم‬
‫ديني ‪ -‬كصلة ‪ -‬أو دنيععوي ‪ -‬كأكععل وحمععام ‪ -‬ويعتععبر مععا ذكععر كلععه بعععد جفععاف فععي‬
‫الثمار‪ ،‬وتنقيععة مععن نحععو تبععن فععي حععب‪ ،‬وتععراب فععي معععدن‪) .‬قععوله‪ :‬وحلععول ديععن(‬
‫معطوف على بحضور مال‪ .‬والواو بمعنى أو‪ ،‬أي ويحصل التمكن بحضور مال‪ ،‬أو‬
‫بحلول دين له على آخر‪) .‬قوله‪ :‬من نقد أو عرض تجارة( بيان للدين الذي تتعلععق بععه‬
‫الزكاة‪ .‬وخرج به المعشرات والسائمة‪ ،‬فل زكاة فيهما إذا كانتا دينا‪ ،‬وذلععك لن علععة‬
‫الزكاة في المعشرات‪ :‬الزهو في ملكه‪ ،‬ولم يوجد‪ .‬وفي الماشية‪ :‬السععوم والنمععاء‪ ،‬ول‬
‫سوم ول نماء فيما في الذمة‪ ،‬بخلف النقد‪ ،‬فإن علة الزكاة فيه النقدية‪ ،‬وهي حاصععلة‬
‫مطلقا في المعينة وفيما في الذمة‪ .‬وعبارة المنهاج مع شرح الرملي‪ :‬والععدين إن كععان‬
‫ماشية ل للتجارة ‪ -‬كأن أقرضه أربعين شاة‪ ،‬أو أسلم إليهععا فيهععا ومضععى عليعه حععول‬
‫قبل قبضه‪ ،‬أو كععان غيععر لزم كمععال كتابععة ‪ -‬فل زكععاة فيععه‪ ،‬لن السععوم فععي الولععى‬
‫شرط‪ ،‬وما في الذمة ل يتصف بالسوم‪ ،‬ولنها إنما تجب في‬

‫] ‪[ 201‬‬
‫مال نام‪ ،‬والماشية في الذمة ل تنمو‪ ،‬بخلف الدراهم‪ ،‬فععإن سععبب وجوبهععا فيهععا‬
‫كونها معدة للصرف‪ ،‬ول فععرق فعي ذلععك بيعن النقعد ومعا فععي الذمعة‪ .‬ومثعل الماشععية‪:‬‬
‫المعشر في الذمة‪ ،‬فل زكاة فيه‪ ،‬لن شرطها الزهو في ملكه‪ ،‬ولععم يوجععد‪ ،‬وأمععا ديععن‬
‫الكتابة فل زكاة فيه‪ ،‬إذ للعبد إسقاطه متى شاء بتعجيز نفسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قععوله‪ :‬مععع‬
‫قدرة على استيفائه( متعلق بمحذوف صفة لحلول‪ ،‬أي ويحصل التمكععن بحلععول كععائن‬
‫مع قدرة على استيفاء الدين‪) .‬قوله‪ :‬بأن كان( أي الععدين‪ ،‬وهععو تصععوير للقععدرة علععى‬
‫استيفاء الدين‪) .‬قوله‪ :‬على ملععئ( أي موسععر‪) .‬قععوله‪ :‬حاضععر( أي فععي البلععد‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫باذل( أي للدين الذي عليه‪ .‬وفي التحفة زيادة مقر‪ ،‬وهو المناسععب لععذكر مقععابله‪ ،‬هنععا‬
‫وهو جاحد‪ ،‬فكان الولى زيادته‪ ،‬وإن كان البذل يسععتلزم القععرار‪) .‬قععوله‪ :‬أو جاحععد(‬
‫أي للدين‪) .‬وقوله‪ :‬عليه بينة( الجملة صفة لجاحد‪ ،‬أي جاحععد موصععوف بكععونه عليععه‬
‫بينة‪ ،‬وهي شاهدان‪ ،‬أو شاهد ويمين‪) .‬قوله‪ :‬أو يعلمه القاضععي( أي أو لععم يكععن عليععه‬
‫بينة‪ ،‬لكن القاضي يعلم بأن عليه دينا لفلن المدعي‪ ،‬أي وقلنا يقضي القاضي بعلمععه‪،‬‬
‫وإل فل فائدة في علمه‪) .‬قوله‪ :‬أو قدر هو على خلصععه( أي أو لععم يكععن هنععاك بينععة‬
‫ولم يعلمه القاضي‪ ،‬ولكن الدائن له قدرة على خلص دينه‪ ،‬بأن يكون قويععا أو يمكنععه‬
‫الظفر بأخذ دينه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وقضية كلم جمععع أن مععن القععدرة مععا لععو تيسععر لععه‬
‫الظفر بقدره من غير ضرر‪ ،‬وهو متجه‪ ،‬وإن قيل إن المتبععادر مععن كلمهمععا خلفععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقال سم‪ .‬هذا ظاهر إن تيسر الظفر بقدره من جنسه‪ ،‬أما لو لم يتسععير للظفععر إل‬
‫بغير جنسه‪ ،‬فل يتجه الوجوب في الحال‪ ،‬إذ هو غير متمكن من حقه في الحال‪ ،‬لنه‬
‫ل يملك ما يأخذه ويمتنع عليه النتفاع به والتصرف فيه بغير بيعععه لتملععك قععدر حقععه‬
‫من ثمنه فل يصل إلى حقه إل بعد البيع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيجب إخراج الزكاة فعي الحعال(‬
‫مفرع على التمكن بحلول الدين‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يقبضه( أي الدين‪ .‬وهو غاية لوجوب‬
‫الخراج في الحال‪ ،‬وهي للرد‪ .‬وعبارة المغني مع الصععل‪ :‬وإن تيسععر أخععذه وجبععت‬
‫تزكيته في الحال‪ ،‬لنه مقدور على قبضه ‪ -‬كالمودع ‪ -‬وكلمه يفهععم أنععه يخععرج فععي‬
‫الحال‪ ،‬وإن لم يقبضه‪ ،‬وهو المعتمد المنصوص في المختصر‪ .‬وقيل ل‪ ،‬حتى يقبضه‬
‫فيزكيه لما مضى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي الدائن قادر على قبضه‪ ،‬أي الدين‪ .‬وهو تعليل‬
‫لوجوب إخراج زكاته حال‪ ،‬مع عدم قبضه من المدين‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا تعذر استيفاؤه(‬
‫أي الدين‪ ،‬وهو مفهوم قوله مع قدرة على استيفائه‪) .‬وقوله‪ :‬بإعسععار( متعلععق بتعععذر‪،‬‬
‫وهو محترز قوله ملئ‪) .‬وقوله‪ :‬أو مطل( محععترز بععاذل‪) .‬وقععوله‪ :‬أو غيبععة( محععترز‬
‫حاضر‪) .‬وقوله‪ :‬أو جحود ول بينعة( أي ولععم يعلمععه القاضعي ولععم يقعدر الععدائن علعى‬
‫خلصه‪ ،‬وهذا محترز قوله أو جاحد إلخ‪) .‬قوله‪ :‬فكمغصععوب( جععواب أمععا‪ ،‬أي فهععو‬
‫كمععال مغصععوب فععي حكمععه‪) .‬قععوله‪ :‬فل يلععزم إلععخ( تفريععع علععى التشععبيه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫الخراج( أي للزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬إل إن قبضه( أي الدين‪) .‬قوله‪ :‬وتجب الزكاة إلععخ( لععو‬
‫قدم هذا في الباب المار وذكره بعد الصععناف الععتي تجععب فيهععا الزكععاة ‪ -‬كالمنهععاج ‪-‬‬
‫لكان أنسب بقوله فكمغصوب‪ ،‬لن هذا حوالة‪ ،‬وهي تكون علععى شععئ متقععدم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وضال( أي ضائع لم يهتد إليه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ومنه ‪ -‬أي الضال ‪ :-‬الواقع في بحر‪،‬‬
‫والمدفون المنسي محله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكالضال‪ :‬المسروق‪ ،‬والمجحععود‪) .‬قععوله‪ :‬لكعن ل يجععب‬
‫دفعهععا( أي الزكععاة‪) .‬وقععوله‪ :‬إل بعععد تمكععن( أي مععن المععال المغصععوب أو الضععال‪.‬‬
‫)وقعوله‪ :‬بععوده إليعه( تصععوير للتمكعن‪ ،‬ومثعل الععود إذا كععان لعه بعه بينعة‪ ،‬أو يعلمعه‬
‫القاضي‪ ،‬أو يقدر هو على خلصه ‪ -‬كما مر فععي تصععوير التمكععن مععن الععدين ‪ :-‬وإذا‬
‫تمكن بمععا ذكععر يزكععي للحععوال الماضععية‪ ،‬بشععرط أن ل ينقععص النصععاب بمععا يجععب‬
‫إخراجه‪ ،‬فإذا كان نصابا فقط‪ ،‬وليس عنده من جنسه ما يعوض قدر الواجب لم تجب‬
‫زكععاة معا زاد علعى الحعول الول‪ .‬وإذا كععان المعال ماشعية اشعترط أن تكععون سععائمة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو أصدقها( أي أصدق الزوج زوجته‪) .‬وقوله‪ :‬نصاب( نقععد أي نصععاب نقععد‬
‫الذهب أو الفضة‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان في الذمة( أي وإن كان النصاب الذي أصدقها إيععاه‬
‫ليس بمعين‪ ،‬بل في ذمة الزوج‪ ،‬فإنه يلزمها زكاته‪.‬‬

‫] ‪[ 202‬‬
‫)قوله‪ :‬أو سائمة معينة( معطوف على نقد‪ .‬أي أو أصدقها نصاب سائمة معينة‪،‬‬
‫أي أو بعضه ووجدت خلطة معتبرة‪ .‬وخرج بالمعينة‪ ،‬التي في الذمة‪ ،‬فل زكاة فيهععا‪،‬‬
‫لنه يشترط في السائمة قصد السوم‪ ،‬ول سوم فيمععا فععي الذمععة بخلف صععداق النقععد‪:‬‬
‫تجب فيه الزكاة‪ ،‬وإن كان في الذمة‪ ،‬لعدم السوم فيه‪ .‬قال فععي التحفععة‪ :‬نعععم‪ ،‬المعشععر‬
‫كالسائمة‪ ،‬فإذا أصدقها شجرا أو زرعععا معينععا ‪ -‬فععإن وقععع الزهععو فععي ملكهععا لزمتهععا‬
‫زكاته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬زكته( أي زكت النصاب من النقد‪ ،‬والسائمة المعينة‪) .‬قوله‪ :‬إذا تم‬
‫حول من الصداق( أي وقصد السوم في السائمة‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم تقبضعه ول وطئهععا(‬
‫غاية في وجععوب الزكععاة فععورا‪ .‬أي تجععب الزكععاة عليهععا وإن لععم تقبععض الصععداق ول‬
‫وطئها الزوج‪ ،‬لنها تملكه ملكا تاما وإن كان ل يستقر إل بالععدخول أو القبععض‪ ،‬ولععو‬
‫طلقها قبل الدخول بها وبعد الحول رجع فععي نصععف الجميععع شععائعا إن أخععذ السععاعي‬
‫الزكاة من غير المعين المصدق أو لم يأخذ شيئا‪ .‬وإن طلقهععا قبععل الععدخول قبععل تمععام‬
‫الحول عاد إليه نصفها‪ ،‬ولزم كل منهما نصف شاة عند تمام حوله إن دامت الخلطة‪،‬‬
‫وإل فل زكاة على واحد منهما‪ ،‬لعدم تمام النصاب‪) .‬قوله‪ :‬الظهر أن الزكععاة تتعلععق‬
‫بالمال( أي الذي تجب الزكاة في عينه‪ ،‬فخرج مال التجارة‪ ،‬لن الزكاة تتعلق بقيمته‪،‬‬
‫ل بعينه‪ ،‬فيجوز بيعه ورهنه ‪ -‬كما سيذكره ‪) .-‬قوله‪ :‬تعلععق شععركة( عبععارة الععروض‬
‫وشرحه‪ :‬إذا حال الحول على غير مال التجارة تعلقت الزكاة بالعين‪ ،‬وصار الفقععراء‬
‫شركاءه ‪ -‬حتى في البل ‪ -‬بقيمة الشععاة‪ ،‬لن الععواجب يتبععع المععال فععي الصععفة‪ ،‬حععتى‬
‫يؤخذ من المراض مريضة‪ ،‬ومن الصحاح صحيحة ‪ -‬كما مر ‪ -‬ولنه لععو امتنععع مععن‬
‫الزكاة أخعذها المععام معن العيعن ‪ -‬كمععا يقسعم المعال المشععترك قهعرا إذا امتنعع بععض‬
‫الشركاء من القسمة‪ .‬وإنما جاز الداء من مععال آخععر‪ :‬لبنععاء الزكععاة علععى الرفععق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬وإنما جاز الخراج من غيره ‪ -‬على خلف قاعدة المشتركات ‪ -‬رفق‬
‫بالمالك‪ ،‬وتوسعه عليه‪ ،‬لكونها وجبت مواساة‪ ،‬فعلى هذا‪ :‬إن كععان الععواجب مععن غيععر‬
‫الجنس ‪ -‬كشاة في خمس إبل ‪ -‬ملك المستحقون منها بقدر الشاة‪ ،‬وإن كان من الجنس‬
‫‪ -‬كشاة من أربعين ‪ -‬فهل الواجب شائع‪ ،‬أي ربع عشر كل شععاة أم شععاة منهععا مبهمععة‬
‫وجهان الصح‪ :‬الول‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إنها( أي الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬تتعلق بالذمة( أي ذمة من‬
‫وجبت في ماله الزكاة كالفطرة‪) .‬وقوله‪ :‬ل بالعين( أي عين المال الذي وجبت الزكاة‬
‫فيه‪) .‬قوله‪ :‬فعلى الولى( هععو أنهععا تتعلععق بالمععال تعلععق شععركة‪ ،‬أي وعلععى الثععاني ل‬
‫يكون المستحق شريكا في المال بقدر العواجب‪ ،‬وهعو جعزء معن كعل شعاة فعي مسعألة‬
‫الشياة مثل‪ ،‬فحذف المقابل للعلم به‪) .‬قععوله‪ :‬ولععم يفرقععوا إلععخ( يعنععي أن الشععركة مععن‬
‫حيث هي لم يفرقوا في صحتها بين أن تكون في العيان‪ ،‬أو في الديون‪ .‬وقد علمععت‬
‫أن الزكاة تتعلق بالمال تعلق شركة‪ ،‬فل فرق حينئذ في ذلك المال المتعلقة بععه الزكععاة‬
‫بين أن يكون عينا‪ ،‬أو دينا‪ .‬ومراده بسياق هععذه العبععارة‪ :‬بيععان مععا يععترتب عليهععا مععن‬
‫الفوائد‪ ،‬وهو ما ذكره بقوله‪ :‬فل يجوز لرب الدين إلخ‪ .‬وعبارة شععرح الععروض‪ :‬قععال‬
‫السنوي‪ :‬ولم يفرقوا في الشركة بين العين والععدين‪ ،‬فيلععزم منععه أمععور‪ ،‬منهععا‪ :‬أنععه ل‬
‫يجوز لرب الدين أن يدعي بملك جميعععه‪ ،‬ول الحلععف عليععه‪ ،‬ول للشععهود أن يشععهدوا‬
‫به‪ ،‬بل طريق الدعوى والشهادة أن يقال إنه باق في ذمته‪ ،‬وإنععه يسععتحق قبضععه‪ ،‬لن‬
‫له ولية التفرقة في القدر الذي ملكه الفقراء‪ .‬قال غيره‪ :‬ومنها أن يقول لزوجتععه بعععد‬
‫مضععي حععول ‪ -‬أو أحععوال ‪ -‬إن أبرأتنععي مععن صععداقك فععأنت طععالق‪ .‬فتععبرئه‪ ،‬فل يقععع‬
‫الطلق حينئذ‪ ،‬لنه علق الطلق على البراءة من جميع الصععداق‪ ،‬ولععم يحصععل‪ ،‬لن‬
‫مقدار الزكاة ل يسقط بععالبراءة‪ ،‬فطريقهععا أن تعطععى الزكععاة‪ ،‬ثععم تععبرئه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبععارة‬
‫المغنى‪) :‬فائدة( قال السبكي‪ :‬إذا أوجبنا الزكعاة فعي العدين‪ ،‬وقلنعا تتعلعق بالمعال تعلعق‬
‫شركة‪ ،‬اقتضى أن يملك أرباب الصناف ربع‬

‫] ‪[ 203‬‬
‫عشر الدين في ذمة المدين‪ ،‬وذلك يجز إلععى أمععور كععثيرة واقععع فيهععا كععثير مععن‬
‫الناس ‪ -‬كالدعوى بالصداق‪ ،‬والديون ‪ -‬لن المدعي غير مالك للجميع‪ ،‬فكيعف يعدعي‬
‫به ؟ إل أن له القبض لجل أداء الزكاة فيحتاج إلى الحتراز عن ذلععك فععي الععدعوى‪،‬‬
‫وإذا حلف على عدم المسقط‪ :‬ينبغععي أن يحلععف أن ذلععك بععاق فععي ذمتععه إلععى حيععن لععم‬
‫يسقط‪ ،‬وأنه يستحق قبضه حين حلفه‪ ،‬ول يقول إنه باق له‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومن ذلععك أيضععا‪ :‬مععا‬
‫لو علق الطلق على البراء من صداقها‪ ،‬وقد مضى على ذلك أحوال‪ ،‬فأبرأته منععه‪،‬‬
‫فإنه ل يقع الطلق‪ ،‬لنها ل تملك البراء من جميعه‪ .‬وهي مسألة حسنة ؟ فتفطن لها‬
‫فإنها كثيرة الوقوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال( أي الرجل لزوجته‪) .‬وقوله‪ :‬إن أبرأتني مععن‬
‫صداقك( أي الذي وجبت فيه الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬لم تطلق( أي لعدم وجود الصععفة المعلععق‬
‫عليهعا‪ ،‬وهعي العبراءة معن جميععه‪ ،‬لتعلعق الزكعاة فيعه‪) .‬قعوله‪ :‬فطريقهعا( أي طريعق‬
‫البراءة لصحيحة المقتضية لصحة وقوع الطلق المعلق عليها‪ ،‬أي الحيلععة فععي ذلععك‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أن يعطيها( أي يعطي زوجته قدر الزكاة مما في ذمته مععن الصععداق لتعطيععه‬
‫المستحقين‪ ،‬أي أو توكله في العطاء منه لهم‪ .‬وفي بعض نسععخ الخععط‪ :‬أن تعطيهععا ‪-‬‬
‫بالتاء الفوقية ‪ -‬فيكون الضمير المستتر للزوجة‪ ،‬والبارز للزكاة‪) .‬قوله‪ :‬ويبطل الععبيع‬
‫إلخ( هذا مرتب على كون الزكاة متعلقععة بالمععال تعلععق شععركة‪ .‬وعبععارة المنهععاج مععع‬
‫التحفة‪ :‬فلو باعه ‪ -‬أي الجميع الذي تعلقت به قبععل إخراجهععا ‪ -‬فععالظهر ‪ -‬بنععاء علععى‬
‫الصح ‪ -‬أن تعلقها تعلق شركة بطلنععه فععي قععدرها ‪ -‬لن بيععع ملععك الغيععر مععن غيععر‬
‫مسوغ له باطل‪ ،‬فيرده المشتري على البائع وصحته في الباقي‪ ،‬فيتخير المشععتري إن‬
‫جهل‪ ،‬بناء على قولي تفريق الصفقة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬فإن فعل أحععدهما( أي الععبيع‬
‫أو الرهن‪) .‬وقوله‪ :‬صح( أي ما فعله من البيع أو الرهن‪) .‬وقوله‪ :‬ل في قدر الزكععاة(‬
‫أي ل يصح قدر الزكاة‪ ،‬وهذا مبني على جواز تفريق الصفقة ‪ -‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كسائر الموال المشتركة( أي فإنه يبطل البيع والرهن في حصععة الشععريك ويصععحان‬
‫في قدر حصته فقط‪ ،‬بناء على جععواز تفريععق الصععفقة أيضععا‪) .‬قععوله‪ :‬علععى الظهععر(‬
‫متعلق بقوله صح‪ .‬ل في قدر الزكاة‪ ،‬ومقابله‪ :‬ل يصح مطلقا‪ ،‬وهو مبنعي علعى ععدم‬
‫جواز تفريق الصعفقة‪ ،‬أو يصعح مطلقعا‪ .‬وعبعارة المنهعاج‪ :‬فلعو بعاعه قبعل إخراجهعا‪،‬‬
‫فالظهر بطلنه في قدرها وصحته في الباقي‪ .‬قال في المغنععي‪ :‬والثععاني بطلنععه فععي‬
‫الجميع‪ ،‬والثالث صحته في الجميع‪ ،‬والولن قول تفريععق الصععفقة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪،‬‬
‫يصح( أي ما ذكر من البيع والرهن في قدرها ‪ -‬أي الزكاة ‪ -‬أي كما يصععح فععي بقيععة‬
‫مال التجارة‪ ،‬وذلك لن متعلقها القيمة دون العيععن‪ ،‬وهععي ل تفععوت بععالبيع‪) .‬قععوله‪ :‬ل‬
‫الهبة( أي ل تصح الهبة فعي قعدر الزكعاة فعي معال التجعارة‪ ،‬فالهبعة كعبيع معا وجبعت‬
‫الزكاة في عينه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومثل الهبة‪ :‬كل مزيل للملك بل عوض ‪ -‬كالعتق ونحععوه‬
‫‪ ،-‬ولكن ينبغي سراية العتق للباقي‪ ،‬كما لو أعتق جزءا له من مشععترك‪ ،‬فععإنه يسععري‬
‫إلى حصة شريكه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تقدم الزكاة إلخ( يعني إذا اجتمع فععي تركععة حععق ال ع ‪-‬‬
‫كزكاة‪ ،‬وحج‪ ،‬وكفارة‪ ،‬ونذر‪ - ،‬وحق آدمي ‪ -‬كدين ‪ -‬قدم حق ال على حعق الدمعي‪،‬‬
‫للخبر الصحيح‪ :‬فدين ال أحق بالقضاء‪ .‬ولنها ‪ -‬مععا عععدا الحععج ‪ -‬تصععرف للدمععي‪،‬‬
‫ففيهععا حععق آدمععي مععع حععق الع تعععالى‪ .‬وقيععل‪ :‬يقععدم حععق الدمععي‪ ،‬لنععه مبنععي علععى‬
‫المضايقة‪ .‬وقيل يستويان‪ ،‬فيوزع المال عليهما‪) .‬قوله‪ :‬ونحوها( أي كحععج‪ ،‬وكفععارة‪،‬‬
‫ونذر‪) .‬قوله‪ :‬من تركة مديون( متعلق بتقدم‪ ،‬أي تقدم الزكاة ونحوها‪ ،‬أي استيفاؤهما‬
‫من تركة مديون على غيرهما من حقوق الدمي‪) .‬قوله‪ :‬ضاقت عن وفععاء مععا عليععه(‬
‫أي ضاقت التركة ولم تف بجيمع ما على الميت‪) .‬قوله‪ :‬حقوق الدمي وحقععوق العع(‬
‫بيان لما‪.‬‬

‫] ‪[ 204‬‬
‫)قععوله‪ :‬كالكفععارة إلععخ( تمثيععل لحقععوق الع تعععالى‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا إذا إلععخ( الكععاف‬
‫للتنظير‪ ،‬أي وذلك نظير ما إذا اجتمعتا ‪ -‬أي حقوق ال وحقوق الدمععي ‪ -‬علععى حععي‬
‫لم يحجر عليه‪ ،‬فإن الزكاة ونحوها تقدم في ماله الذي ضاق عنهما‪ .‬وخرج بقععوله لععم‬
‫يحجر عليه‪ :‬ما إذا حجر عليه‪ ،‬فإنه يقدم حق الدمي جزما‪ .‬وعبععارة التحفععة‪ :‬وخععرج‬
‫بتركة‪ :‬اجتماع ذلك على حي ضاق ماله‪ ،‬فإن لععم يحجعر عليعه قعدمت الزكعاة جزمعا‪،‬‬
‫وإل قدم حق الدمي جزما‪ ،‬ما لم تتعلععق هععي بععالعين‪ ،‬فتقععدم مطلقععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫اجتمعت فيها( أي في التركة‪) .‬قوله‪ :‬حقوق ال فقط( أي كزكاة‪ ،‬وكفارة‪) .‬قوله‪ :‬وإن‬
‫تعلقت( أي الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬بالعين( أي بعين المال‪ .‬والمراد بها ما قابععل الذمععة بععدليل‬
‫تصويره فدخل زكاة مال التجارة فإنها ‪ -‬وإن تعلقت بالقيمة ‪ -‬لكن ليسععت فععي الذمععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بأن بقي النصععاب( تصععوير لتعلقهععا بععالعين‪) .‬قععوله‪ :‬وإل( أي وإن لععم تتعلععق‬
‫بالعين‪ ،‬بل بالذمة‪) .‬وقوله‪ :‬بأن تلف( أي النصاب‪ .‬وهو تصوير لعدم تعلقهععا بععالعين‪.‬‬
‫ومعنى استوائهما‪ :‬أنه ل يقدم أحدهما على الخر‪) .‬قوله‪ :‬بعععد الوجععوب( أي وجععوب‬
‫الزكاة في النصاب بأن حال عليه الحول وهو موجععود‪) .‬وقععوله‪ :‬والتمكععن( أي وبعععد‬
‫التمكن‪ ،‬أي من أداء الزكاة‪ ،‬وهو يكون بما سبق ذكره‪ .‬وذكر الوجوب ل يغنععي عععن‬
‫ذكععر التمكععن‪ ،‬لن وجععوب الزكععاة بتمععام الحععول‪ ،‬وإن لععم يتمكععن مععن الداء‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫اسععتوت( أي الزكععاة‪) .‬وقععوله‪ :‬مععع غيرهععا( أي مععن حقععوق العع‪ ،‬كالكفععارة‪ ،‬والحععج‪،‬‬
‫والنذر‪) .‬قععوله‪ :‬فيععوزع( أي التركععة‪ .‬وذكععر الضععمير علععى تأويلهععا بالمععال‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫عليها( أي على الحقوق المتعلقة بال المجتمعة‪ .‬وفي نسخة فتوزع ‪ -‬بالتععاء الفوقيععة ‪-‬‬
‫عليهما ‪ -‬بضمير التثنية ‪ -‬فيكون عائدا على الزكاة علععى غيرهععا‪ .‬والمععراد بتوزيعهععا‬
‫عليهما‪ :‬تقسيمها بينهما بالقسط‪ ،‬فيدفع ما خص الزكاة لها‪ ،‬وما خععص الحععج لععه‪ .‬قععال‬
‫في النهاية وهذا عند المكان ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪ :‬أمععا إذا لععم يكععن التوزيععع‪ ،‬كععأن كععان مععا‬
‫يخععص الحععج قليل بحيععث ل يفععي بععه‪ ،‬فععإنه يصععرف للممكععن منهمععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال فععي‬
‫البجيرمي‪ :‬وحاصل ذلك أن قوله فيستويان‪ :‬أي في التعلق‪ ،‬أي ل يقدم أحععدهما علععى‬
‫الخر‪ ،‬وبعد ذلك يوزع المال الموجود على قععدرهما بالنسععبة‪ .‬فععإذا كععان قععدر الزكععاة‬
‫خمسة‪ ،‬والحج أجرته عشرة‪ ،‬فالمجموع خمسة عشر‪ ،‬فالزكاة ثلععث فيخصععها الثلععث‪،‬‬
‫والحج الثلثان‪ .‬وبعد ذلك ل شئ يجب في الزكععاة سععوى ذلععك‪ .‬وأمععا الحععج‪ :‬فععإن كععان‬
‫الذي خصه يفي بأجرته فظاهر‪ ،‬وإن كععان ل يفععي فيحفععظ إلععى أن يحصععل مععا يكملععه‬
‫ويحج به‪ ،‬ول يملكه الوارث‪ .‬هكذا قرر بعضهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وشرط له إلخ( أي زيادة‬
‫على الشروط المارة في وجوب الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬أي أداء الزكاة( تفسععير لضععمير لععه‪،‬‬
‫أي شرط لداء الزكاة‪ ،‬أي لدفع المال عن الزكععاة‪ .‬والمععراد‪ :‬لجععزاء ذلععك‪ ،‬ووقععوعه‬
‫الموقع‪) .‬قوله‪ :‬شرطان( يفيد أن النية شرط‪ ،‬مع أنها ركن في الزكاة‪ .‬وعبععارة شععرح‬
‫الروض‪ :‬وهي ركن ‪ -‬على قياس مععا فععي الصععلة وغيرهععا ‪ -‬فقععوله تشععترط نيععة أي‬
‫تجب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أحدهما نية( أي ما لم يمت المالك بعععد الحععول ويرثععه المسععتحقون‪،‬‬
‫فإنهم يأخذون بقدر الزكاة مما تركععه المععورث باسععم الزكععاة‪ ،‬ومععا بقععى باسععم الرث‪،‬‬
‫وسقطت النية‪ .‬ا‍ه‪ .‬م ر‪ .‬سم‪ .‬ولو شك في نية الزكاة بعععد دفعهععا ‪ -‬هععل يضععر أو ل ؟‬
‫والذي يظهر‪ :‬الثاني‪ .‬ول يشكل بالصلة‪ ،‬لنها عبادة بدنية‪ ،‬بخلف هذه‪ .‬وأيضا هذه‬
‫توسع في نيتها‪ ،‬لجواز تقععديمها وتفويضععها إلععى غيععر المزكععي ونحععو ذلععك‪ .‬فليتأمععل‪.‬‬
‫شوبري‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ل نطععق( يحتمععل أنععه مجععرور ومعطععوف علععى قلععب‪،‬‬
‫وأنه مرفوع معطوف على نية‪ ،‬لكن مع تقدير متعلق له‪ ،‬والتقدير على الول‪ :‬ل نيععة‬
‫بنطق‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬ول يشترط نطق بالنية‪ ،‬وهذا الثاني هو الملئم للمعنى‪ ،‬بخلف‬
‫الول فإنه ل معنى له‪ ،‬وذلك لن النية هي القصد‪ ،‬وهو ل يكون بالنطق‪ ،‬بل بالقلب‪.‬‬
‫وعبارة غيره‪ :‬ول يشععترط النطععق بالنيعة‪ ،‬ول يجععزئ النطعق وحعده ‪ -‬كمعا فعي غيعر‬
‫الزكاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كهذا زكاة مالي( تمثيل للنية‪ .‬ومثله هذا زكاتي ‪ -‬من غير أن يزيد‬
‫مالي ‪ -‬أو هذا زكاة ‪ -‬من غيععر إضععافة أصععل ‪ -‬والضععافة ليسععت شععرطا‪ ،‬وإن كععان‬
‫صنيعه حيث زاد لفظ‬
‫] ‪[ 205‬‬
‫مالي‪ .‬وغير المتن بحذف التنوين يفيد الشتراط‪) .‬قوله‪ :‬ولو بععدون فععرض( أي‬
‫تكفي هذه النيععة‪ ،‬ولععو مععن غيععر زيععادة فععرض فيهععا‪) .‬قععوله‪ :‬إذ ل تكععون إلععخ( تعليععل‬
‫للكتفاء بهذه النية من غير ذكر الفرض‪ .‬أي وإنما اكتفى بهععا‪ ،‬ولععم يحتععج إلععى قصععد‬
‫الفرضية كالصلة‪ ،‬لن الزكاة ل تقع إل فرضا‪ ،‬بخلف الصلة‪ ،‬فإنها لما كانت تقععع‬
‫فرضا وغيره احتاجت إلى ذلك للتمييز‪ .‬نعم‪ ،‬الفضل ذكر الفرضية‪ .‬معها )قععوله‪ :‬أو‬
‫صدقة مفروضة( مثله فرض الصدقة‪ ،‬إذ ل وجه للفرق بينهما‪ ،‬خلفا لبعن المقعري‪.‬‬
‫واحتجععاجه بشععموله لصععدقة الفطععر يععرده أن ذلععك ل يضععر‪ ،‬بععدليل إجععزاء الصععدقة‬
‫المفروضة‪ .‬وهذه زكاة مع وجود ذلك الشمول‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي هععذا فععرض‬
‫مالي( مثله في عدم الكتفاء‪ :‬هذا صدقة مععالي‪) .‬قععوله‪ :‬لصععدقة إلععخ( أي شععمول هععذا‬
‫فرض مالي للكفارة والنذر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬قيل هذا ظاهر إن كان عليه شئ من ذلك‬
‫غير الزكاة‪ .‬ويرد بأن القرائن الخارجية ل تخصص النية‪ ،‬فل عبرة بكون ذلك عليععه‬
‫أو ل‪ ،‬نظرا لصدق منويه بععالمراد وغيععره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول يجععب تعييععن المععال إلععخ(‬
‫يعني ل يجب تعيين المال المزكى فععي النيععة‪ ،‬بععأن يقععول فيهععا‪ :‬هععذا زكععاة غنمععي‪ ،‬أو‬
‫إبلي‪ ،‬أو بقري‪ ،‬لن الغرض ل يختلف به كالكفارات‪ ،‬فإنه ل يجب تعيينهععا بععأن يقيععد‬
‫بظهار أو غيره‪ .‬فلو أعتق من عليه كفارتان لقتل وظهار مثل رقبتين بنية كفارة ولععم‬
‫يعين‪ ،‬أجزأ عنهمععا‪ ،‬أو رقبععة كععذلك أجععزأت عععن إحععداهما مبهمععة‪ ،‬ولععه صععرفه إلععى‬
‫إحداهما‪ ،‬ويتعين ما صرفه إليه‪ ،‬فل يمكن من صرفها بعد ذلك للخععرى‪ ،‬ولععو تعععدد‬
‫عنده المال المتعلقة به الزكاة‪ .‬فكذلك ل يجب عليه أن يعين في النية المال الذي يريد‬
‫أن يخرج عنه‪ ،‬وذلك كأن كان عنده خمس إبل وأربعون شاة فأخرج شاة ناويا الزكاة‬
‫ولم يعين أجزأ‪ ،‬وإن ردد فقال‪ :‬هذه أو تلك فلو تلف أحدهما أو بععان تلفععه جعلهععا عععن‬
‫الباقي‪ .‬وكأن كان عنده من الدراهم نصاب حاضر‪ ،‬ونصعاب غععائب‪ .‬فععأخرج خمسعة‬
‫دراهم بنية الزكاة مطلقا‪ ،‬ثم بان تلف الغائب‪ ،‬فله جعل المخرج عن الحاضر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ولو عين إلخ( الولععى التفريععع‪ ،‬لن المقععام يقتضععيه‪ ،‬يعنععي لععو عيععن فععي نيتععه المععال‬
‫المخرج عنه‪ ،‬كأن عين في المثال الول الشاة عن الخمس البل‪ ،‬وفي المثععال الثععاني‬
‫الخمسة الدراهم عن الغائب‪ ،‬لم يقع ما أخرجه من زكاة المعين عععن غيععره‪ ،‬أي غيععر‬
‫ما عينه في النية‪) .‬قوله‪ :‬وإن بان المعين تالفا( غاية لعدم وقوعه عن غيره‪ .‬قععال فععي‬
‫الروض‪ :‬فإن بان ‪ -‬أي ماله الغائب ‪ -‬تالفا لم يقع‪ ،‬أي المؤدى عن غيره ولم يسععترد‪،‬‬
‫إل إن شرط السترداد‪ .‬قال في شرحه‪ :‬كأن قال هععذه زكععاة مععالي الغععائب‪ ،‬فععإن بععان‬
‫تالفا استرددته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنه لم ينو ذلك الغير( أي غير ما عينه في نيته‪ ،‬وهو علة‬
‫لعدم وقوعه عنه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثم إلخ( أي ومن أجل أن سبب عدم وقوعه عععن الغيععر‬
‫فيما مر كونه لم ينوه‪ ،‬ولو نوى أن هذا زكاة مالي الغععائب مثل‪ ،‬وإن كععان تالفععا فهععو‬
‫زكاة عن غيره‪ ،‬فبان تالفا فإنه يقع عن ذلك الغير‪ ،‬لنععه نععواه‪ .‬وعبععارة الععروض مععع‬
‫شرحه‪ :‬وإذا قال هذه زكاة عن المال الغائب‪ ،‬فإن كان تالفا فعن الحاضر‪ ،‬فبان تالفععا‪،‬‬
‫أجزأته عن الحاضر‪ ،‬كما تجزئه عن الغائب لو بقي‪ .‬ول يضر التردد في عين المال‬
‫بعد الجزم بكونه زكاة ماله‪ .‬ويخالف ما لو نوى الصلة عن فععرض الععوقت إن دخععل‬
‫الوقت‪ ،‬وإل فعن الغائب ‪ -‬حيث ل تجزئه ‪ -‬لعتبار التعيين في العبععادات البدنيععة‪ ،‬إذ‬
‫المر فيها أضيق‪ ،‬ولهذا ل يجوز فيهععا النيابععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بخلف مععا لععو قععال إلععخ(‬
‫عبارة الروض وشرحه‪ :‬بخلف ما لو قال هذه زكاة مالي الغائب‪ ،‬فإن كان تالفا فعن‬
‫الحاضر‪ ،‬أو صدقة‪ .‬فبان تالفا‪ ،‬ل يجزئ ععن الحاضععر‪ .‬كمععا ل يجععزئ ععن الغععائب‬
‫هذه زكاة مالي الغائب إن كان باقيا أو صدقة‪ ،‬لنه لم يجزم بقصد الفرض‪ .‬وإن قععال‬
‫هذه زكاة مالي الغائب‪ ،‬فإن كان تالفا فصدقة‪ ،‬فبععان تالفععا وقععع صععدقة‪ ،‬أو باقيععا وقععع‬
‫زكاة‪ .‬ولو قال‪ :‬هذه زكاة عن الحاضر أو الغععائب‪ ،‬أجععزأه عععن واحععد منهمععا‪ ،‬وعليععه‬
‫الخراج عن الخر‪ .‬ول يضععر الععتردد فععي عيععن المععال ‪ -‬كمععا مععر نظيععره‪ .‬والمععراد‬
‫بالغائب هنا‪ :‬الغائب عن مجلس المالك في البلد‪ ،‬أو الغائب عنها في بلد‬

‫] ‪[ 206‬‬
‫آخر‪ .‬وجوزنا النقل للزكاة‪ ،‬كأن يكعون مععاله ببلعد ل مسعتحق فيعه‪ ،‬وبلععد المالعك‬
‫أقرب البلد إليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬أو صدقة( معطوف على زكاة مالي‪) .‬وقوله‪،‬‬
‫لعدم الجزم إلخ( أي لكونه مترددا بين جعلها عن الفرض وجعلها صدقة‪) .‬قوله‪ :‬وإذا‬
‫قال‪ :‬فإن كان تالفا إلخ( أي قال هذا بعد قوله المار‪ :‬هععذا زكععاة مععالي الغععائب إن كععان‬
‫باقيا‪) .‬قوله‪ :‬فبان( أي ذلك المال الذي نوى جعل الزكععاة عنععه‪) .‬وقععوله‪ :‬أو باقيععا( أي‬
‫أو بان باقيا‪) .‬وقوله‪ :‬وقع( أي ما أخرجه عنه زكاة له‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو كعان عليعه زكعاة‬
‫وشك إلى قوله كما أفتى به شيخنا( الذي ارتضاه في التحفععة فععي نظيععر هععذه المسععألة‬
‫خلفه‪ ،‬وهو أنه إن لم يبن لععه شععئ وقععع عمععا فععي ذمتععه‪ ،‬وإن بععان ل يقععع‪ ،‬كوضععوء‬
‫الحتياط‪ .‬ونصها‪ :‬ولو أدى عن مال مورثه بفرض موته وارثه لععه ووجععوب الزكععاة‬
‫فيه‪ ،‬فبععان كعذلك‪ ،‬لعم يجععزئه‪ ،‬للععتردد فععي النيعة‪ ،‬معع أن الصععل ععدم الوجععوب عنعد‬
‫الخراج وأخذ منه بعضهم أن من شك في زكاة فععي ذمتععه‪ ،‬فععأخرج عنهععا إن كععانت‪،‬‬
‫وإل فمعجل عن زكاة تجارته مثل‪ ،‬لم يجزئه عما في ذمته‪ ،‬بان له الحععال أو ل‪ ،‬ول‬
‫عن تجارته لتردده في النية‪ ،‬ولعه السعترداد إن علعم القعابض الحعال‪ ،‬وإل فل ‪ -‬كمعا‬
‫يعلم مما يأتي ‪ -‬وقضية ما مر في وضوء الحتياط‪ :‬أن مععن شععك أن فععي ذمتععه زكععاة‬
‫فأخرجها أجزأته‪ ،‬إن لم يبععن الحععال عمععا فععي ذمتععه للضععرورة‪ ،‬وبععه يععرد قععوله ذلععك‬
‫البعض‪ :‬بان الحال أو ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجزئ إلخ( هذا محترز قوله‪ :‬أحععدهما نيععة‪،‬‬
‫والمراد أنععه لععو دفععع الزكععاة للمسعتحقين بل نيععة ل تقععع الموقععع‪ ،‬أي وعليععه الضععمان‬
‫للمستحقين‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ومن تصدق بماله ‪ -‬ولو بعد تمام الحول‪ ،‬ولععم‬
‫ينو الزكاة ‪ -‬لم تسقط زكاته‪ ،‬كما لو وهبه أو أتلفه‪ ،‬وكما لو كان عليععه صععلة فععرض‬
‫فصلى مائة صلة نافلة‪ ،‬فإنه ل تجزئ عن فرضه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل مقارنتها( معطععوف‬
‫على نية‪) .‬قععوله‪ :‬للععدفع( أي للمسععتحقين‪) .‬قععوله‪ :‬فل يشععترط ذلععك( أي مععا ذكععر مععن‬
‫مقارنتها له‪ .‬والنسب والخصر أن يقول‪ :‬فل تشترط بحذف اسم الشععارة‪ ،‬وبتععأنيث‬
‫الفعععل‪) .‬قععوله‪ :‬بععل تكفععي النيععة( أي نيععة الزكععاة‪) .‬وقععوله‪ :‬قبععل الداء( أي الععدفع‬
‫للمستحقين‪ ،‬وتعبيره أول بالدفع‪ ،‬وثانيا بالداء‪ ،‬للتفنن‪) .‬قوله‪ :‬وإن وجدت( أي النية‪،‬‬
‫وهو قيد في الكتفاء بها قبل الداء‪) .‬وقوله‪ :‬عنععد عععزل قععدر الزكععاة عععن المععال( أي‬
‫تمييزه عنه‪ ،‬وفصله منه‪) .‬قوله‪ :‬أو إعطاء وكيل( أي أو عند إعطاء وكيععل عنععه فععي‬
‫تفرقة الزكععاة علععى المسععتحقين‪ .‬ول يشععترط نيععة الوكيععل عنععد الصععرف للمسععتحقين‪،‬‬
‫لوجود النية من المخاطب بالزكاة مقارنة لفعله‪ ،‬إذ المال له‪ ،‬وبه فارق نية الحعج معن‬
‫النائب‪ ،‬لنه المباشر للعبادة‪) .‬قوله‪ :‬أو إمام( معطوف علععى وكيععل‪ ،‬أي وتكفععي النيععة‬
‫عند إعطاء إمام الزكاة‪ ،‬لن المام نائب المستحقين‪ ،‬فالدفع إليه كالععدفع إليهععم‪ ،‬ولهععذا‬
‫أجزأت وإن تلفت عنده‪ ،‬بخلف الوكيل‪ .‬قال في التحفة مع الصل‪ :‬والصح أن نيتعه‬
‫‪ -‬أي السلطان ‪ -‬تكفي عععن نيععة الممتنععع باطنععا‪ ،‬لنععه لمععا قهععر قععام غيععره مقععامه فععي‬
‫التفرقة‪ ،‬فكذا في وجوب النية‪ .‬ثم قال‪ :‬أفتى شارح الرشاد الكمال الرداد فيمن يعطي‬
‫المام أو نائبه المكس بنية الزكاة‪ ،‬فقال‪ :‬ل يجزئ ذلك أبدا ول يععبرأ عععن الزكععاة بععل‬
‫هي واجبة بحالها‪ ،‬لن المام إنما يأخذ ذلك منهم في مقابلة قيامه بسد الثغور‪ ،‬وقمععع‬
‫القطاع والمتلصصين عنهم وعن أموالهم‪ .‬وقد أوقع جمع ممععن ينسععب إلععى الفقهععاء ‪-‬‬
‫وهم باسم الجهل أحق ‪ -‬أهل الزكاة‪ ،‬ورخصوا لهم في ذلك فضلوا وأضلوا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععد‬
‫تقدم كلم عن الفتاوي أبسط من هذا‪ ،‬فارجع إليععه إن شعئت‪) .‬قعوله‪ :‬والفضععل لهمععا(‬
‫أي للوكيل والمام‪) .‬قوله‪ :‬أن ينويا( أي الزكاة‪ ،‬خروجا من الخلف‪) .‬وقوله‪ :‬أيضا(‬
‫أي كمععا ينععوي الموكععل أو الععدافع للمععام‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععد التفرقععة( أي تفرقععة الزكععاة‬
‫للمستحقين‪ ،‬والظرف متعلق بينويا‪) .‬قوله‪ :‬أو وجدت إلخ( أي وتكفي النية إن وجدت‬
‫بعد أحدهما‪ ،‬فهو معطوف على وجدت‪ ،‬بقطع النظر عن قوله قبل الداء‪ ،‬وإل‬

‫] ‪[ 207‬‬
‫لزم التكرار الموجب للركاكة‪ ،‬إذ الداء هو التفرقة‪ ،‬فيصععير التقععدير عليععه‪ ،‬بععل‬
‫تكفي النية قبل الداء إن وجدت بعد أحدهما‪ ،‬وقبل الداء‪) .‬قوله‪ :‬أي بعد عععزل إلععخ(‬
‫تفسععير للحععد‪) .‬قععوله‪ :‬أو التوكيععل( أي أو بعععد التوكيععل‪ ،‬وسععكت عععن وجودهععا بعععد‬
‫إعطائها للمام مراعاة للمتن‪ .‬ولو قال‪ :‬أو إعطاء وكيل أو إمام لوفى بجميع ما ذكره‬
‫متنا وشرحا‪ .‬قال في متن المنهاج‪ :‬ولو دفع إلى السلطان كفت النية عنده‪ .‬فإن لم ينععو‬
‫لم يجز‪ .‬وقال سم‪ :‬محله ما لم ينو بعد الدفع إليه وقبل صرفه‪ ،‬وإل أجزأ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقبل التفرقة( معطععوف علععى بعععد أحععدهما‪ ،‬أي أو وجععدت بعععده‪ .‬وقبععل التفرقععة‪ ،‬أي‬
‫تفرقة الزكاة وأدائها للمسععتحقين‪) .‬قععوله‪ :‬لعسععر اقترانهععا( أي النيععة‪ ،‬وهععو علععة لعععدم‬
‫اشتراط مقارنتها للدفع‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال لغيره إلخ( الولى التفريع‪ ،‬لنه مرتععب علععى‬
‫عدم وجعوب المقارنععة للععدفع‪ ،‬والكتفععاء بوجودهععا بعععد الععدفع للوكيععل وقبععل التفرقععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم نوى( أي المالك‪) .‬قوله‪ :‬قبل تصدقه( أي الوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بالمال‬
‫الذي دفعه للوكيعل للصععدقة‪) .‬قععوله‪ :‬أجععزأه ععن الزكععاة( أي لمععا مععر أن الععبرة بنيعة‬
‫الموكل‪ ،‬وأنها تجزئ بعد الدفع للوكيل وقبل التفرقة‪) .‬قوله‪ :‬ولو قال لخر إلععخ( هععذه‬
‫المسألة ل يظهر لها ارتباط هنععا‪ ،‬وسعاقها فعي التحفعة مؤيعدا بهععا كلمععا ذكعره قبلهععا‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬ولو أفرز قدرها بنيتها لم يتعين لهععا إل بقبععض المسععتحق لهععا بععإذن المالععك‪،‬‬
‫سواء زكاة المال والبدن‪ .‬وإنما تعينت الشاة المعينة للتضحية‪ ،‬لنه ل حق للفقراء ثععم‬
‫في غيرها‪ ،‬وهنا حق المستحقين شائع في المععال‪ ،‬لنهعم شععركاء بقععدرها‪ ،‬فلععم ينقطععع‬
‫حقهم إل بقبض معتبر‪ .‬وبه يرد جزم بعضهم بأنه لععو أفععرز قععدرها بنيتهععا كفععى أخععذ‬
‫المستحق لها من غير أن يدفعها إليه المالك‪ .‬ومما يرده أيضععا قععولهم لععو قععال لخععر‪:‬‬
‫اقبض ديني من فلن وهو لك زكاة‪ ،‬لم يكف‪ ،‬حتى ينوي هو بعد قبضه‪ ،‬ثم يععأذن لععه‬
‫في أخذها‪ .‬فقولهم‪ :‬ثم إلخ‪ :‬صععريح فععي أنععه ل يكفععي اسععتبداده بقبضععها‪ ،‬ويععوجه بععأن‬
‫للمالععك بعععد النيععة والعععزل أن يعطععي مععن شععاء ويحععرم مععن شععاء‪ ،‬وتجععويز اسععتبداد‬
‫المسععتحق يقطععع هعذه الوليعة فععامتنع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخععالفه م ر‪ :‬فقعال‪ :‬ولععو نعوى الزكعاة معع‬
‫الفراز فأخذها صبي أو كافر ودفعها لمستحقها‪ ،‬أو أخذها المستحق ثععم علععم المالععك‪،‬‬
‫أجزأه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يكعف( أي لعم يجعز ععن الزكعاة‪ ،‬وذلعك لمتنعاع اتحعاد القعابض‬
‫والمقبض على المعتمد‪) .‬وقوله‪ :‬حتى ينوي إلخ( أي فإنها تكفي لعدم اتحاد ذلك‪ ،‬لنه‬
‫وكله أول في القبض عنه فقط‪ ،‬ثم بعده صار وديععة فععي يععد الوكيععل‪ ،‬ثعم أذن لععه فععي‬
‫أخذها زكاة عنه‪) .‬وقوله‪ :‬هو( أي الدائن‪) .‬وقوله‪ :‬بعد قبضه( أي الدين مععن المععدين‪،‬‬
‫فالضافة من إضافة المصدر لمفعوله‪ .‬ويصح أن تكون من إضافة المصععدر لفععاعله‪،‬‬
‫والمفعول محذوف‪ ،‬أي بعد قبض الخر الدين من المدين‪) .‬وقععوله‪ :‬ثععم يععأذن( أي ثععم‬
‫بعععد نيتععه الكائنععة بعععد القبععض يععأذن لععذلك الخععر‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي أخععذها( أي الزكععاة‪.‬‬
‫والضافة لدنى ملبسة‪ ،‬أي في أخذ ما استلمه من الدين على أنه زكاة عنه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وأفتى بعضهم إلخ( هذا مرتبط بما يفهم من قوله بل تكفي عند عزل أو إعطاء وكيععل‬
‫من أنه ل بد من نية الموكل‪ ،‬ول تكفي نية الوكيععل‪ .‬قععال سععم فععي الناشععري نقل عععن‬
‫غيره ما يوافق هذا الفتاء‪ ،‬حيث قال‪ :‬إذا وكله ‪ -‬أي شخصا ‪ -‬في تفرقععة الزكععاة‪ ،‬أو‬
‫في إهداء الهدي‪ ،‬فقال‪ :‬زك‪ ،‬أو أهععد‪ ،‬لععي هععذا الهععدي‪ .‬فهععل يحتععاج إلععى تععوكيله فععي‬
‫النية ؟ قال الحرادي‪ :‬ل يحتاج إلععى ذلععك‪ ،‬بععل يزكععي ويهععدي الوكيععل‪ ،‬وينععوي‪ .‬لنععه‬
‫قوله‪ :‬زك‪ ،‬اهد‪ ،‬يقتضي التوكيل في النية‪ .‬وهععذا الععذي قععاله مقتضععى مععا فععي العزيععز‬
‫والروضة‪ ،‬من أنه لو قال رجل لغيره‪ :‬أد عني فطرتي‪ .‬ففعل‪ ،‬أجزأ‪ - .‬كمععا لععو قععال‪:‬‬
‫اقععض دينععي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأقععول‪ :‬كلم الشععيخين هنععا يقتضععي خلف ذلععك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أن‬
‫التوكيل المطلق( أي غير المقيد بالتفويض في النية بأن يقعول لعه وكلتعك فعي إخعراج‬
‫زكاتي من مالي وإعطائها للمستحقين‪ ،‬ول يتعرض للنية‪) .‬قوله‪ :‬يستلزم التوكيل فععي‬
‫نيتها( أي الزكاة‪ .‬وعليه‪ ،‬فل يحتاج لنية الموكل‪ ،‬بل يكفي لنية الوكيل‪) .‬قوله‪ :‬وفيععه(‬
‫أي إفتاء بعضهم من أن التوكيل يستلزم نيتها‪) .‬قوله‪ :‬بل المتجه إلععخ( صععرح بععه فععي‬
‫الروض‪ ،‬ونصه‪ :‬ولو دفع إلى المام بل نية‪ ،‬لم يجزه نية‬

‫] ‪[ 208‬‬
‫المام‪ ،‬كالوكيل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في شععرحه‪ :‬فععإنه ل تجععزئه نيتععه عععن الموكععل‪ ،‬حيععث‬
‫دفعها إليه بل نية‪ ،‬كما لو دفعها إلى المستحقين بنفسععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو تفويضععها( أي‬
‫النية للوكيل‪ ،‬بأن قال له‪ :‬وكلتك في دفع الزكاة‪ ،‬وفوضت لك نيتها‪ .‬وعبارة الععروض‬
‫وشرحه‪ :‬وله تفويض النية إلى وكيله في الداء إذا كععان أهل لهععا‪ ،‬لقععامته إيععاه مقععام‬
‫نفسه فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬قال المتولي وغيره إلخ( هذا استدراك على عععدم الكتفععاء بنيععة‬
‫الوكيععل‪ ،‬فكععأنه قععال‪ :‬ل تكفععي إل فععي هععذه المسععألة‪ ،‬فإنهععا تكفععي‪ ،‬بععل تتعيععن‪ .‬وكععان‬
‫المناسب زيادة أداة الستدراك كما في فتح الجواد‪ ،‬وعبارته‪ :‬نعم‪ ،‬تتعين نيععة الوكيععل‬
‫إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يتعين نية الوكيل( أي بأن يقصد أن ما يخرجه زكععاة مععوكله‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫إذا وقع الفرض( أي وهو القدر الذي يجب عليه في ماله‪) .‬وقوله‪ :‬بماله( الباء بمعنى‬
‫من‪ ،‬وضععميره يعععود علععى الوكيعل‪ ،‬أي معن مععال الوكيعل‪) .‬قعوله‪ :‬بعأن قععال لععه إلعخ(‬
‫تصوير لوقوع الفرض من مال الوكيل‪) .‬قوله‪ :‬لينصرف إلخ( علة لتعيين نية الوكيل‬
‫في هذه الصورة‪ ،‬أي وإنما تعينت نيته لينصرف فعل الوكيععل عععن الموكععل‪ ،‬أي ليقععع‬
‫أداؤه الزكاة من ماله عنه‪) .‬قوله‪ :‬وقوله له ذلك( أي قععوله الموكععل للوكيععل أد زكععاتي‬
‫من مالك )قوله‪ :‬متضمن للذن له( أي للوكيل‪) .‬وقوله‪ :‬في النية( أي نية الزكاة‪ ،‬وما‬
‫ذكر من أن القول المذكور يتضمن الذن فيها مؤيد للفتاء المار‪ .‬وقد علمت عن سم‬
‫أن كلم الشيخين يقتضي خلفه‪) .‬قوله‪ :‬وقال القفععال‪ :‬لععو قععال( أي مععن وجبععت عليععه‬
‫الزكععاة‪) .‬قععوله‪ :‬ففعععل( أي ذلععك الغيععر مععا أمععر بععه‪) .‬قععوله‪ :‬صععح( أي مععا فعلععه مععن‬
‫القتراض وأداء الزكاة عنه‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في فتح الجواد‪ ،‬وعبععارته‪ :‬وقععال‬
‫القفال إلى آخر ما ذكر الشارح‪ .‬ثم قال بعده‪ :‬ويفرق بين هذه وما قبلهععا بععأن القععرض‬
‫ثم ضمني‪ ،‬وهو ل يعتبر فيععه قبععض‪ ،‬فل اتحععاد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬ومععا قبلهععا‪ :‬هععي مسععألة‬
‫المتععولي‪) .‬قععوله‪ :‬بجععواز اتحععاد القععابض والمقبععض( أي بجععواز أن يكععون القععابض‬
‫والمقبض واحدا ‪ -‬كما هنا‪ ،‬فإن المقبض هو المقرض‪ ،‬وهععو أيضععا القععابض بطريععق‬
‫النيابة عن موكله في إخراج الزكاة عنه‪ .‬والجمهععور علععى منعععه‪ ،‬فعليععه ل يصععح مععا‬
‫فعله الوكيل من إقراضه‪ ،‬وأداء الزكاة عنه‪) .‬قعوله‪ :‬وجعاز لكعل معن الشعريكين إلعخ(‬
‫)اعلم( أن المؤلف تعرض لبيان حكم النصاب المشترك‪ ،‬ولم يتعرض لبيععان الشععركة‬
‫فيه وأقسامها وشروطها‪ ،‬وكان عليه أن يتعرض أول لذلك ‪ -‬كغيره ‪ -‬ثم يبين الحكم‪.‬‬
‫وقد أفرد الكلم على ذلك الفقهاء بترجمة مسععتقلة‪ ،‬وحاصععله أن الشععركة هنععا فععي أن‬
‫يكون المال الزكوي بين مالكين مثل‪ ،‬وتنقسم قسمين‪ :‬شركة شيوع‪ ،‬وشععركة جععوار‪،‬‬
‫ويعبر عن الولى بخلطة العيان‪ ،‬وعن الثانية بخلطة الوصععاف‪ .‬وضععابط الولععى‪:‬‬
‫أن ل يتميز مال أحد الشريكين عن مال الخر‪ ،‬بل يستحق كل منهما في جميع المال‬
‫جزءا شائعا‪ ،‬وذلك كأن ورث اثنان مثل نصابا‪ ،‬أو أوصي لهما بععه‪ ،‬أو وهععب لهمععا‪.‬‬
‫وضابط الثانية‪ :‬أن يتميز مال كل منهما عن الخر‪ ،‬فيزكى المالن في القسمين كمال‬
‫واحد‪ ،‬ويشترط فيهمعا كعون مجمعوع المعال نصعابا أو أقعل منعه‪ ،‬ولحعدهما نصعاب‪،‬‬
‫وكون المالين من جنس واحد‪ ،‬ل غنم مع بقر‪ ،‬وكون المالكين من أهل الزكاة‪ ،‬ودوام‬
‫الشركة كل الحول‪ .‬ويشترط في الثاني ‪ -‬بالنسبة للماشععية ‪ -‬أن يتحععد مشععرب ‪ -‬وهععو‬
‫موضع شرب الماشية ‪ -‬ومسرح ‪ -‬وهو الموضععع الععذي تجتمععع فيععه ‪ -‬ثععم تسععاق إلععى‬
‫المرعى‪ ،‬ومراح ‪ -‬بضم الميم ‪ -‬وهو مأواها ليل ‪ -‬وراع لها‪ ،‬وفحل‪ ،‬ومحلب ‪ -‬وهو‬
‫مكان الحلب بفتح اللم‪ .‬وبالنسبة للتمر والزرع‪ :‬أن يتحد ناطور ‪ -‬وهو حافظ الزرع‬
‫‪ -‬والشجر‪ ،‬وجريعن ‪ -‬وهععو موضععع تجفيععف الثمععر ‪ -‬وبيععدر ‪ -‬وهععو موضععع تصععفية‬
‫الحنطة ‪ -‬وبالنسبة للنقععد وعععروض تجععارة أن يتحععد دكععان‪ ،‬ومكععان حفععظ‪ ،‬وميععزان‪،‬‬
‫وكيال‪ ،‬ومكيال‪ ،‬ونقاد ‪ -‬وهو الصيرفي ‪ -‬ومناد ‪ -‬وهو الدلل ‪) .-‬قوله‪ :‬إخراج إلععخ(‬
‫أي سواء كان من نفس المال المخرج أو من غيره‪) .‬قععوله‪ :‬لذن إلععخ( تعليععل لجععواز‬
‫إخراج أحد الشريكين ذلك‪ .‬أي وإنما جععاز ذلععك لذن الشععارع فيععه‪ ،‬أي ولن المععالين‬
‫بالخلطة صارا كالمال الواحد‪ ،‬فيرجع حينئذ المخرج علععى شععريكه ببععدل مععا أخرجععه‬
‫عنه‪) .‬قوله‪ :‬وتكفي نية الدافع منهما( أي من‬

‫] ‪[ 209‬‬
‫الشريكين‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ولكل من الشريكين إخراج زكاة المشترك بغيععر إذن‬
‫الخر‪ .‬وقضيته ‪ -‬بل صريحه ‪ -‬أن نيععة أحععدهما تغنععي عععن الخععر‪ ،‬ول ينععافيه قععول‬
‫الرافعي‪ :‬كل حق يحتاج لنية ل ينوب فيه أحد إل بإذن‪ .‬لن محله في غير الخليطين‪،‬‬
‫لذن الشرع فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على الوجه( أي المعتمد‪ .‬ومقابله يقععول‪ :‬ليعس لحععدهما‬
‫النفراد بالخراج بل إذن الخر والنفراد بالنية‪) .‬قوله‪ :‬وجاز توكيل كافر وصععبي(‬
‫من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف الفاعل‪ ،‬أي وجاز توكيععل المالععك كععافرا أو‬
‫صبيا‪ ،‬أي مميزا‪ .‬ومثلهمععا السععفيه‪ .‬وعبععارة التحفععة مععع المنهععاج‪ :‬ولععه ‪ -‬إذا جععاز لععه‬
‫التفرقة بنفسه ‪ -‬التوكيل فيهععا لرشععيد‪ ،‬وكععذا لنحععو كععافر ومميععز وسععفيه‪ ،‬إن عيععن لععه‬
‫المدفوع له‪ .‬وأفهم قوله لععه‪ ،‬أن صععرفه بنفسععه أفضععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي إعطائهععا( أي‬
‫الزكاة‪ .‬وهو متعلق بتوكيل‪) .‬قععوله‪ :‬أي إن عيععن المععدفوع إليععه( يعنععي يجععوز توكيععل‬
‫المالك كافرا أو صبيا إن عين المالك لهما المستحق الذي تدفع الزكاة لععه‪ .‬وقععال سععم‪:‬‬
‫قضية ما يأتي عن فتوى شيخنا الشهاب الرملي ‪ -‬من أنه لو نوى عنععد الفععراز كفععى‬
‫أخذ المستحق ‪ -‬أنه يكفي أخذ المستحق معن نحععو الصعبي والكعافر‪ ،‬وإن لععم يعيعن لعه‬
‫المدفوع إليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل مطلقا( أي ل يجوز توكيل من ذكر مطلقععا‪ ،‬أي مععن غيععر‬
‫تعيين المدفوع إليه‪) .‬قوله‪ :‬ول تفويض النية إليهما( أي ول يجوز تفويض النيععة إلععى‬
‫الكافر والصبي‪ .‬والمراد من الصبي‪ :‬غير المميز‪ .‬كما في التحفة‪ ،‬وعبارتها‪ :‬ويجوز‬
‫تفويض النية للوكيل الهل‪ ،‬ل كافر‪ ،‬وصبي غير مميز‪ ،‬وقن‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومفهومهععا جععواز‬
‫تقويضها للمميز‪ ،‬قال سم‪ :‬لكن عبارة شرح الروض كالصريحة في عدم الجواز‪ ،‬أي‬
‫جواز تفويضها للمميز‪ .‬وعبارة البهجة وشرحها صريحة فعي ععدم الجععواز‪ .‬وعبعارة‬
‫العباب‪ :‬ولو وكل أهل في الدفع والنية جععاز‪ ،‬ونيتهمععا جميعععا أكمععل‪ .‬أو غيععر أهععل ‪-‬‬
‫ككافر‪ ،‬وصبي مميز‪ ،‬وعبد في إعطاء معين ل مطلقا ‪ -‬صح‪ ،‬واعتبرت نية الموكل‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهو كالصريح فيما ذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لعععدم الهليععة( أي أهليععة الكععافر والصععبي‪،‬‬
‫للنية‪ .‬وهو تعليل لعدم جواز تفويض النية لهما‪ ،‬وهو يؤيد مععا فععي شععرح البهجععة مععن‬
‫عدم جواز تفويض النية للمميز‪ ،‬لنه ليععس أهل لنيعة الععواجب‪) .‬قععوله‪ :‬وجععاز توكيععل‬
‫غيرهما( أي غير الكافر والصبي‪ ،‬وهو المسعلم المكلععف‪ ،‬أو المميعز ‪ -‬علععى معا معر‪.‬‬
‫وعبارة شععرح بأفضععل لبععن حجععر صععريحة فععي الول‪ ،‬ونصععها‪ :‬ويجععوز تفويضععها‬
‫للوكيل إن كان من أهلها‪ ،‬بأن يكون مسلما مكلفا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في العطاء( أي إعطاء‬
‫الزكاة للمستحقين‪ ،‬وهو متعلعق بتوكيععل‪) .‬وقعوله‪ :‬والنيعة( أي نيعة الزكعاة‪ ،‬وهعذا هعو‬
‫محل الفرق بين الكافر والصبي وبين غيرهمععا‪ .‬ويفععرق بينهمععا أيضععا بجععواز توكيععل‬
‫غيرهما مطلقا‪ ،‬عين له المدفوع له أو ل‪) .‬قوله‪ :‬وتجب نية الولي( أي للزكععاة‪ ،‬لنهععا‬
‫واجبة وقد تعذرت من المالك‪ ،‬فقععام بهععا وليععه‪ ،‬كععالخراج‪) .‬قععوله‪ :‬فععي مععال الصععبي‬
‫والمجنون( أي في إخراج زكاة مالهما‪ ،‬والسفيه مثلهمععا‪ ،‬فينععوي عنععه وليععه‪ .‬قععال فععي‬
‫شرح المنهج‪ :‬وظاهر أن الولي السفيه مع ذلك أن يفوض النيععة لععه كغيععره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي‬
‫التحفة‪ :‬قال السنوي‪ :‬والمغمى عليه قد يولى غيره عليه ‪ -‬كما هععو مععذكور فععي بععاب‬
‫الحجر ‪ -‬وحينئذ ينوي عنه الولي أيضععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن صععرف الععولي الزكععاة( أي‬
‫دفعها عن الصععبي والمجنععون للمسععتحقين‪) .‬وقععوله‪ :‬بل نيععة( أي مععن غيععر أن ينععوي‬
‫الزكاة مما صرفه لهم‪) .‬قوله‪ :‬ضمنها( أي مع عدم وقوعها الموقع‪ .‬وعبارة غيره‪ :‬لم‬
‫تجزئ ويضمنها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لتقصيره( أي بدفعها من غير نيععة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو دفعهععا(‬
‫أي الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬المزكي( هو المالك أو وليه‪) .‬قوله‪ :‬للمام( متعلععق بععدفعها‪ .‬ومثععل‬
‫المام نائبه‪ ،‬كالساعي‪) .‬قععوله‪ :‬بل نيعة( أي بل نيعة المزكععي الزكعاة‪) .‬قعوله‪ :‬ول إذن‬
‫منه( أي من المزكي له‪ ،‬أي المام فيها‪ ،‬أي النية‪ .‬قال سم‪ :‬مفهععومه الجععزاء إذا أذن‬
‫له في النية ونوى‪ ،‬وحينئذ فيحتمل أنه وكيل المالك في الدفع إلى المسععتحق‪ ،‬فل يععبرأ‬
‫المالك قبل الدفع للمستحق‪ ،‬إذ ل يظهععر صععحة كععونه نععائب المالععك ونععائب المسععتحق‬
‫أيضا حتى يصح قبضه‪ ،‬ويحتمل خلفعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬لعم تجعزئه نيتعه( أي لعم تجعزئ‬
‫المزكي نية المام الزكاة‪ ،‬لنه نائب المستحقين‪ .‬ولو دفع المزكي‬

‫] ‪[ 210‬‬
‫إليهم من غير نية لم تجزئه‪ ،‬فكذا نائبهم‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله لم يجزئ‪ :‬ينبغععي أنععه‬
‫لو نوى المالك بعد الدفع إليه أجزأ‪ ،‬إذا وصل للمستحقين بعد النيععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪،‬‬
‫تجزئ نية المام( قعال فعي فتعح الجعواد‪ :‬فعإن لعم ينعو ‪ -‬أي المعام ‪ -‬أثعم‪ ،‬لنعه حينئذ‬
‫كالولي‪ ،‬والممتنععع مقهععور‪ ،‬كععالمحجور عليععه‪ ،‬فيجععب رد المععأخوذ أو بععدله‪ ،‬والزكععاة‬
‫بحالها على من هي عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬عند أخذها( قال في شرح الروض ‪ -‬كما قععاله‬
‫البغوي والمتولي ‪ -‬ل عند الصرف إلى المستحقين‪ .‬كما بحثه ابن الستاذ‪ ،‬وجزم بععه‬
‫القمولي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما بحثه ابن الستاذ وجزم به القمولي هععو مععا اعتمععده شععيخنا الشععهاب‬
‫الرملي‪ ،‬وكتب بهامش شرح الروض أنه القياس‪ ،‬لنهم نزلععوا السععلطان فععي الممتنععع‬
‫منزلته‪ ،‬ولذا صحت نيته عند الخذ‪ ،‬فتصح عند الصرف أيضا‪ .‬ا‍ه‪ .‬سععم )قععوله‪ :‬وإن‬
‫لم ينو صاحب المال( غاية في إجزائها من المام‪ ،‬أي تجزئ منه مطلقا‪ ،‬سواء نععوى‬
‫صاحب المال أم ل‪ .‬وهي للرد على الضعيف القائل بأنها ل تجزئ نية المععام إذا لععم‬
‫ينععو صععاحب المععال لنتفععاء نيتععه المتعبععد بهععا‪ .‬وعبععارة المنهععاج مععع شععرح الرملععي‪:‬‬
‫والصح أن نيته ‪ -‬أي المام ‪ -‬تكفي في الجزاء‪ ،‬ظاهرا وباطنععا‪ ،‬لقيععامه مقععامه فععي‬
‫النية ‪ -‬كما في التفرقععة ‪ -‬وتكفععي نيتععه عنععد الخععذ أو التفرقععة‪ ،‬والثانيععة ل تكفععي‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وجاز للمالك إلخ( أي لما صععح أنععه )ص( رخععص فععي التعجيععل للعبععاس قبععل‬
‫الحول‪ ،‬ولن لوجوبها سببين‪ :‬الحول والنصاب‪ .‬ومععا لععه سععببان يجععوز تقععديمه علععى‬
‫أحدهما ‪ -‬كتقديم كفارة اليمين على الحنث ‪ -‬ويشترط في إجزاء المعجععل شععروط‪ :‬أن‬
‫يبقى المالك أهل للوجوب إلى آخر الحول‪ ،‬أو دخول شوال في تعجيععل الفطععرة‪ ،‬وأن‬
‫يبقى المال أيضا إلى آخره‪ ،‬فلو مات‪ ،‬أو تلف المال‪ ،‬أو خرج عن ملكه ولم يكن مال‬
‫التجارة‪ ،‬لم يقع المعجل زكاة‪ .‬وأن يكون القابض في آخر الحول مستحقا‪ ،‬فلععو مععات‪،‬‬
‫أو ارتد قبله‪ ،‬أو استغنى بغير المعجل‪ ،‬لم يحسب المدفوع إليه عن الزكععاة‪ ،‬لخروجععه‬
‫عن الهلية عند الوجوب‪ .‬وفععي إجعزاء المعجععل عنععد غيبعة المععال أو الخعذ ععن بلععد‬
‫الوجوب وقته خلف‪ ،‬فقال حجر‪ :‬ل يجزئه‪ ،‬لعدم الهلية وقت الوجعوب‪ .‬وقعال م ر‪:‬‬
‫يجزئه‪ ،‬وإذا لم يقع المعجل عن الزكععاة ‪ -‬لفقععد شععرط مععن الشععروط السععابقة ‪ -‬اسععترد‬
‫المالك‪ ،‬إن كان شرط السترداد إن عرض مانع‪ ،‬أو قال له عند الدفع هذه زكاة مالي‬
‫المعجلة‪ .‬فإن لم يشترط عليه ولم يعلمه القابض لععم يسععترد‪ ،‬ويكععون تطوعععا‪ ،‬لتفريععط‬
‫الدافع بسكوته‪) .‬وقوله‪ :‬دون الوالي( أما هو فل يجوز له التعجيل ععن معوليه‪ ،‬سعواء‬
‫الفطرة وغيرها‪ .‬نعم‪ ،‬إن عجل من ماله جاز‪ ،‬ول يرجع به علععى الصععبي‪ ،‬وإن نععوى‬
‫الرجوع‪ ،‬لنه إنما يرجع عليه فيما يصرفه عنعه عنعد الحتيععاج‪ .‬أفعاده ع ش‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫قبل تمام حول( أي وبعد انعقاده‪ ،‬بأن يملك النصععاب فععي غيععر التجععارة وتوجععد نيتهععا‬
‫مقارنة لول تصرف‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قععوله‪ :‬ل قبععل تمععام نصععاب( أي ل يجععوز تعجيلهععا‬
‫قبل تمام النصاب‪ ،‬وذلك لعدم انعقاد حولها حينئذ‪) .‬وقوله‪ :‬في غير التجارة( أما هععي‬
‫فيجوز تعجيل زكاتها قبل تمام النصاب فيها‪ ،‬وذلك لن انعقاد حولها ل يتوقععف علععى‬
‫تمام النصاب ‪ -‬كما تقععدم فععي مبحثهععا ‪ -‬فلععو اشععترى عرضععا لهععا ل يسععاوي مععائتين‪،‬‬
‫فعجل زكاة مائتين وحال الحول وهو يساويهما‪ ،‬أجععزأ المعجععل‪) .‬قععوله‪ :‬ول تعجيلهععا‬
‫لعامين( أي ول يجوز تعجيلها لهما‪ ،‬لن زكاة السععنة الثانيععة لععم ينعقععد حولهععا‪ ،‬فكععان‬
‫كالتعجيل قبل كمال النصاب‪ .‬ورواية أنععه )ص( تسععلف مععن العبععاس صععدقة عععامين‪:‬‬
‫مرسلة أو منقطعة‪ ،‬مع احتمالها أنه تسلف منه صدقة عامين مرتين‪ ،‬أو صدقة مععالين‬
‫لكل واحد حول منفرد‪ .‬وإذا عجل لعامين أجزأه ما يقع عن الول‪ .‬وقيده السبكي بمععا‬
‫إذا ميز واجب كل سنة‪ ،‬لن المجزئ شععاة معينععة‪ ،‬ل مشععاعة ول مبهمععة‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فععي الصععح( مقععابله يجععوز تعجيلهععا لهمععا‪ ،‬للحععديث المععار‪ .‬قععال فععي المغنععي‪:‬‬
‫وصحح هذا السنوي وغيره‪ ،‬وعزوه للنص‪ .‬وعلى هذا يشترط أن يبقى بعد التعجيل‬
‫نصاب‪ ،‬كتعجيل شاتين من ثنتين وأربعين شاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وله تعجيل إلخ( هععذا وقععد‬
‫تقدم في مبحث الفطععرة‪ ،‬فكععان المناسععب تقععديم هعذا علععى قعوله ول تعجيلهععا لعععامين‪،‬‬
‫ويأتي بما يدل على التشبيه‪ ،‬كأن يقول كما جاز له تعجيل الفطععرة‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن أول‬
‫رمضان( أي لنعقاد السبب الول‪ ،‬إذ هععي وجبععت بسععببين‪ :‬رمضععان‪ ،‬والفطععر منععه‪.‬‬
‫وقد وجد أحدهما‪ ،‬فجاز تقديمها على الخر ‪ -‬كما مر‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا فععي مععال التجععارة‬
‫إلخ( محترز قوله في غير التجارة‪.‬‬

‫] ‪[ 211‬‬
‫)قوله‪ :‬وينوي عند التعجيل( انظر ما المراد بذلك ؟ فإن كععان المععراد أنععه ينععوي‬
‫الزكاة عند التعجيل ‪ -‬أي العطاء للزكاة قبععل وقتهععا ‪ -‬فليععس بلزم‪ ،‬لن نيععة الزكععاة‬
‫المعجلة كغيرها‪ ،‬وقد تقدم أنه ل يشترط مقارنتها للعطعاء‪ ،‬بعل يكفعي وجودهعا عنعد‬
‫عععزل قععدر الزكععاة عععن المععال‪ ،‬أو إعطععاء وكيععل‪ .‬وإن كععان المععراد أنععه ينععوي نفععس‬
‫التعجيل‪ ،‬فل يصح وإن كان مثاله )‪ (1‬يدل عليعه‪ ،‬أمععا أول فلوجععود لفععظ عنععد‪ ،‬وأمععا‬
‫ثانيا فلم يشترط أحد لجزاء الزكاة المعجلة نية التعجيععل وإن كععان هععو وصععفا لزمععا‬
‫لخراج الزكاة قبل وقتها‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬وإذا لم يقع المعجل زكاة استرد‪ ،‬إن كععان‬
‫شرط السترداد إن عرض مانع‪ ،‬والصح أنه لو قال هذه زكاتي المعجلععة فقععط ‪ -‬أي‬
‫ولم يرد على ذلك ‪ -‬استرد‪ ،‬لنه عين الجهة‪ ،‬فإذا بطلت رجع‪ ،‬كالجرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيععادة‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ :‬متى عجل المالك أو المام دفع الزكاة‪ ،‬ولم يعلم الفقير أنععه‬
‫تعجيل‪ ،‬لم يسترد‪ ،‬فإن علم ذلك ‪ -‬ولو بقععول المالععك هععذه زكععاة معجلععة‪ ،‬وحععال عليععه‬
‫الحول وقد خرج الفقير أو المالك عن أهليععة الزكععاة ولععو بععإتلف مععاله‪ ،‬اسععترده‪ ،‬أي‬
‫المعجل‪ ،‬ولو لععم يشععترط الرجععوع للعلععم بالتعجيععل وقععد بطععل‪ ،‬وإن قععال هععذه زكععاتي‬
‫المعجلة‪ ،‬فإن لم تقع زكاة فهي نافلة‪ ،‬لم يسترد‪ .‬ولو اختلفا في علم التعجيل ‪ -‬أي فععي‬
‫علم القابض به ‪ -‬فالقول قول الفقير بيمينه‪ ،‬لنه الصل عدمه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإذا علمت‪ ،‬فكان‬
‫الولى للشارح أن يأتي بعبارة غير هذه العبارة التي أتى بها‪ ،‬بأن يقول مثل ويسترد‬
‫الزكاة المعجلة إن عرض سبب يقتضيه وعلم ذلك القابض‪ ،‬كأن قال لععه هععذه زكععاتي‬
‫المعجلة‪ ،‬وذلك لنه يفرق بين قوله هذه زكاتي فقط‪ ،‬وبين قوله هذه زكاتي المعجلععة‪.‬‬
‫فيسترد بالثانية ول يسترد بالولى‪ ،‬لتفريطه بترك ما يدل على التعجيععل فيهععا‪ .‬فتنبععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وحرم تأخيرها إلخ( هذه المسألة قد ذكرها الشارح بأبسط مما هنا‪ ،‬وليععس لهععا‬
‫تعلق بالتعجيل‪ ،‬فالولى إسقاطها‪) .‬قوله‪ :‬وضمن( أي قدر الزكععاة لمسععتحقيه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫إن تلف( أي المال الذي تعلقععت الزكععاة بععه‪) .‬قععوله‪ :‬بحضععور المععال( متعلععق بتمكععن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والمستحق( أي وحضور المستحق‪) .‬قوله‪ :‬أو أتلفه( أي أتلف المال المتعلقععة‬
‫به الزكاة‪ ،‬المالك أو غيره‪ .‬ومثله ما لو تلف بنفسه وقصر في دفع المتلف عنه ‪ -‬كمعا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬ولو قبل التمكن( أي ولععو حصععل التلف بعععد الحععول وقبععل التمكععن مععن‬
‫الداء‪ ،‬فإنه يضمن قدر الزكععاة للمسععتحقين‪) .‬قععوله‪ :‬وثانيهمععا( أي ثععاني شععرطي أداء‬
‫الزكاة‪ ،‬وقد أفرد الفقهاء هذا الشرط بترجمععة مسععتقلة‪ ،‬وقععالوا‪ ،‬بععاب قسععم الصععدقات‪.‬‬
‫واختلفععوا فعي وضعععه‪ ،‬فمنهععم معن وضععه هنعا ‪ -‬كعالمؤلف‪ ،‬والعروض‪ ،‬تبعععا للمعام‬
‫الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬في الم ‪ -‬ومنهم من وضعه بعد الوديعة وقبيععل النكععاح ‪-‬‬
‫كالمنهاج‪ ،‬تبعا للمام الشافعي في المختصر ‪ -‬ولكل وجهة‪ ،‬لكن وضعه هنععا أحسععن‪،‬‬
‫لتمام تعلقه بالزكاة‪) .‬قوله‪ :‬إعطاؤها( أي الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬يعنععي مععن وجععد إلععخ( أي أن‬
‫المراد بالمستحقين الصناف الثمانية المذكورون في اليععة‪ .‬ومحععل كععونهم ثمانيععة إذا‬
‫فرق المام‪ ،‬فإن فرق المالك فهم سبعة‪ ،‬وقد جمع بعضهم الثمانية في قععوله‪ :‬صععرفت‬
‫زكاة الحسن لم ل بدأت بي ؟ * * فإني أنا المحتاج لو كنععت تعععرف فقيععر‪ ،‬ومسععكين‪،‬‬
‫وغاز‪ ،‬وعامل‪ * * ،‬ورق‪ ،‬سبيل‪ ،‬غارم‪ ،‬ومؤلف )قوله‪ :‬في آية إنمععا الصععدقات إلععخ(‬
‫قد علم من الحصر بإنما‪ ،‬أنها ل تصرف لغيرهم‪ ،‬وهو مجمع عليه‪ ،‬وإنما‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬وإن كان مثاله( هو قولة‪ :‬كهذه زكاتي المعجلة‪ .‬ا‍ه مولف‪.‬‬

‫] ‪[ 212‬‬
‫الخلف في استيعابهم‪ ،‬أي فعندنا يجب اسععتيعابهم‪ ،‬وعنععد غيرنععا ل يجععب‪ .‬قععال‬
‫البجيرمي‪ :‬والمعنى عند الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬إنما تصرف لهؤلء ل لغيرهععم‪،‬‬
‫ول لبعضهم فقط‪ ،‬بل يجب استيعابهم‪ .‬والمعنى عنععد المععام مالععك وأبععي حنيفععة‪ :‬إنمععا‬
‫تصرف لهؤلء ل لغيرهم‪ ،‬وهذا يصدق بعدم استيعابهم‪ ،‬ويجوز دفعها لصنف منهم‪،‬‬
‫ول يجب التعميم‪ .‬وقال ابن حجر فععي شععرح العبععاب‪ :‬قععال الئمععة الثلثععة وكععثيرون‪:‬‬
‫يجوز صرفها إلى شخص واحععد مععن الصععناف‪ .‬قععال ابععن عجيععل )‪ (1‬اليمنععي ثلث‬
‫مسائل في الزكاة يفتى فيها على خلف المذهب‪ ،‬نقل الزكاة‪ ،‬ودفععع زكععاة واحععد إلععى‬
‫واحد‪ ،‬ودفعها إلى صنف واحد‪ .‬ا‪ .‬ج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للفقراء إلخ( أي مصروفة لهم‪ .‬وبدأ‬
‫بالفقراء لشدة حاجتهم‪ ،‬وإنما أضيف الصدقات للربعة الولى بلم الملك ‪ -‬أي نسبت‬
‫إليهم بواسطتها ‪ -‬وإلى الربعة الخيرة بفععي الظرفيععة‪ ،‬للشعععار بععإطلق الملععك فععي‬
‫الربعة الولى لما يأخذونه‪ ،‬وتقييععده فععي الربعععة الخيععرة بصععرف مععا أخععذوه فيمععا‬
‫أخذوه له‪ ،‬فإن لم يصرفوه فيه أو فضل منه شئ استرد منهم‪ .‬وإنما أعاد في الظرفيععة‬
‫ثانيا في سبيل ال وابن السبيل‪ ،‬إشارة إلى أن الوليععن مععن الربعععة الخيععرة يأخععذان‬
‫لغيرهما‪ ،‬والخيرين منها يأخذان لنفسععهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪ .‬ملخصععا‪) .‬قععوله‪ :‬والفقيععر‬
‫إلخ( شروع في تعريف الصناف على ترتيب الية الشريفة‪) .‬قوله‪ :‬من ليس له مععال‬
‫إلخ( أي بأن لم يكن عنده مال ول كسب أصل‪ ،‬أو كععان عنععده كسععب ل يليععق بععه‪ ،‬أو‬
‫كان له مال أو كسب يليق‪ ،‬لكن ل يقعععان موقعععا مععن كفععايته وكفايععة ممععونه‪ .‬فكلمععه‬
‫صععادق بثلث صععور‪ ،‬ول بععد فععي المععال والكسععب أن يكونععا حلليععن‪ ،‬فل عععبرة‬
‫بالحرامين ‪ -‬كالمكس وغيره من أنواع الظلم ‪ -‬وأفتى ابن الصععلح بععأن مععن فععي يععده‬
‫مال حرام وهو في سعة منه‪ ،‬يحل له أخذ الزكاة إذا تعذر عليه وجه إحلله‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫لئق( صفة لكسب‪ ،‬فل عبرة بغير اللئق‪ .‬ولذلك أفععتى الغزالععي بععأن أربععاب الععبيوت‬
‫الذين لم تجر عادتهم بالكسب يجوز لهم أخذ الزكاة‪) .‬قععوله‪ :‬يقععع موقعععا إلععخ( الجملععة‬
‫صفة لكل من مال ومن كسب‪ ،‬وكان الولى أن يقول يقعععان موقعععا ‪ -‬بععألف التثنيععة ‪-‬‬
‫لن عبارته توهم أنه صفة للخير فقط‪ .‬والمعنى أنه ليس عنده مععال يقععع موقعععا‪ ،‬ول‬
‫كسب يقع موقعا‪ ،‬أي يسدان مسدا‪ ،‬ويغنيان غنى‪ .‬قال في المصباح‪ :‬وقععع موقعععا مععن‬
‫كفايته‪ :‬أي أغنععى غنععى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذلععك كمععن يحتععاج إلععى عشععرة مثل‪ ،‬وعنععده مععال يبلععغ‬
‫النصف‪ ،‬أو يكتسب ما ل يبلغ ذلك‪ ،‬كأربعة أو ثلثة أو اثنيععن‪ .‬قععال الشععوبري‪ :‬نعععم‪،‬‬
‫يبقى النظر فيمععا لععو كععان عنععده صععغار ومماليععك وحيوانععات‪ ،‬فهععل نعتععبرهم بععالعمر‬
‫الغالب‪ ،‬إذ الصل بقاؤهم وبقعاء نفقتهعم عليعه‪ ،‬أو بقعدر معا يحتعاجه بعالنظر للطفعال‬
‫ببلوغهم‪ ،‬وإلى الرقاء بما بقي من أعمارهم الغالبة‪ ،‬وكذلك الحيوانععات ؟ للنظععر فععي‬
‫ذلك مجال‪ .‬وكلمهم يومئ إلى الول‪ ،‬لكن الثاني أقوى مدركا‪ ،‬فإن تعععذر العمععل بععه‬
‫تعين الول‪ .‬حجر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يمنع الفقر إلخ( كالفقر‪ :‬المسكنة‪ .‬فلو أخر هذا عن‬
‫تعريف المسكين وقال ول يمنع الفقر والمسكنة لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬مسكنه( أي الذي‬
‫يليق به‪ .‬قععال فعي التحفععة‪ :‬أي وإن اعتعاد السععكنى بعالجرة‪ ،‬بخلف مععا لعو نععزل فعي‬
‫موقوف يستحقه على الوجه فيهما‪ ،‬لن هذا كالملك‪ ،‬بخلف ذاك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وثيععابه‬
‫إلخ( أي ول يمنع الفقر أيضا ثيابه‪ ،‬ولو كانت للتجمل بها في بعض أيام‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬قال ابن عجيل إلخ( سئل شععيخنا وأسععتاذنا ‪ -‬أطععال الع بقععاءه ‪ -‬عععن نقععل‬
‫زكاة المال من أرض الجاوة إلى مكععة والميدينععة رجععاء ثععواب التصععدق علععى فقععراء‬
‫الحرمين‪ ،‬هل يوجد في مذهب الشعافعي قعول بجعواز نقلهعا فعي ذلعك ‍ئ فأجعاب ‪ -‬بمعا‬
‫صورته‪) .‬اعلم( ‪ -‬رحمك ال ‪ -‬إن مسألة نقل الزكاة فيها اختلف كثير بيععن العلمععاء‪،‬‬
‫والمشهور في مذهب الشافعي امتناع نقلها إذا وجد المستحقون لها في بلدها‪ .‬ومقابععل‬
‫المشهور جواز النقل‪ ،‬وهو مذهب المام أبى حنيفة ‪ -‬رضععى الع عنععه ‪ -‬وكععثير مععن‬
‫المجتهدين‪ ،‬منهم المام البخاري‪ ،‬فإنه نرجععم المسععألة بقععوله‪ :‬بععاب أخععذ الصععدقة مععن‬
‫الغنياء ‪ -‬وترد على الفقراء حيث كانوا‪ .‬قال شارحه القسطلنى‪ :‬ظاهره أن المولف‬
‫يختار جواز نقععل الزكععاة مععن بلععد المععال‪ .‬وهععو أيضععا مععذهب الحنفيععة والصععح عنععد‬
‫الشافعية والمالكية عدم الجععواز‪ :‬انتهععى‪ .‬وفععى المنهععاج والتحفععة للعلمععة ابععن حجععر‪:‬‬
‫والظهر منع نقل الزكاة‪ .‬وإن نقل مقبله أكثر العلماء‪ ،‬وانتصر له‪ .‬انتهى‪ .‬إذا تععأملت‬
‫ذلك ء علمت أن القول بالنقل يوجد في مذهب المام الشافعي‪ ،‬ويجوز تقليده‪ ،‬والعمل‬
‫بمقتضاه‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه مولف‬

‫] ‪[ 213‬‬
‫السنة‪ ،‬كالعيد والجمعة‪ .‬قال فععي التحفععة‪ :‬وإن تعععددت إن لقععت بععه أيضععا علععى‬
‫الوجه‪ ،‬خلفا لما يوهمه كلم السبكي‪ .‬ويؤخذ من ذلك صحة إفتاء بعضهم بأن حلي‬
‫المرأة اللئق بها المحتاجة للتزين به عادة ل يمنع فقرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكتععب( أي ول‬
‫يمنع الفقر أيضا كتب‪ ،‬وإن تعددت أنواعها‪ .‬فإن تعددت مععن نععوع واحععد بيععع مععا زاد‬
‫على واحد منها‪ ،‬إل إن كانت لنحو مدرس‪ ،‬واختلف حجمها‪ .‬وعبارة شععرح الرملععي‪:‬‬
‫ولو تكررت عنده كتب معن فعن واحععد بقيعت كلهعا لمعدرس‪ ،‬والمبسعوط لغيعره فيبععاع‬
‫الموجز‪ ،‬إل أن يكون فيه ما لبس في المبسوط فيما يظهر‪ .‬أو نسخ من كتاب‪ ،‬بقي له‬
‫الصح‪ ،‬ل الحسن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأما المصحف الشريف فيباع مطلقععا‪ ،‬لنععه تسععهل مراجعععة‬
‫حفظته‪ ،‬فلو كان بمحل ل حافظ فيه ترك له ‪ -‬كما في سم‪) .‬قوله‪ :‬يحتاجها( حال مععن‬
‫الثلثة قبله‪ :‬وهي المسكن‪ ،‬والثياب‪ ،‬والكتب‪ .‬ول يقال إن الخير نكرة وهي ل تجععئ‬
‫الحال منها‪ .‬لنا نقول عطفها على المعرفة سوغ ذلك‪ .‬وخرج مععا ل يحتععاج إليععه مععن‬
‫الثلثة‪ ،‬فإنه يمنع الفقر‪ ،‬فل يعطى من الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬وعبده إلخ( أي ول يمنععع الفقععر‬
‫عبده الذي يحتاج إليه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولععو لمروأتععه ‪ -‬أي منصععبه ‪ -‬لكععن إن اختلععت‬
‫مروأته بخدمته لنفسعه‪ ،‬أو شعقت عليعه مشعقة ل تحتمعل ععادة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقعوله‪ :‬للخدمعة(‬
‫خرج به المحتاج إليه للزراعة فإنه يمنع الفقر‪ .‬أفاده ش ق‪) .‬قوله‪ :‬وماله الغائب( أي‬
‫ول يمنع الفقر ماله الغائب‪ ،‬فيأخذ إلى أن يصل له‪ ،‬لنه معسر الن‪ ،‬لكععن بشععرط أن‬
‫ل يجد من يقرضه ما يكفيه إلى أن يصل ماله‪) .‬وقوله‪ :‬بمرحلتين( خععرج بعه الغعائب‬
‫إلععى دون مرحلععتين‪ ،‬فحكمععه كالمععال الحاضععر عنععده‪ ،‬فل يعطععى شععيئا‪) .‬وقععوله‪ :‬أو‬
‫الحاضر وقد حيل بينه وبينه( أي أو ماله الحاضر‪ ،‬والحال أنععه قععد حععال بيععن المالععك‬
‫وبين المال حائل‪ ،‬كسبع‪ ،‬أو ظالم‪ ،‬فيعطى حينئذ بالشرط المتقدم‪ .‬وبعضهم أدخل هذا‬
‫في الغائب‪ ،‬لنه غائب حكما‪ .‬فإن لععم يحععل بينععه وبينععه حععائل لععم يعععط شععيئا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والدين المؤجل( أي ول يمنع الفقر أيضا ديععن لععه علععى آخععر مؤجععل‪ ،‬فيعطععى حينئذ‪،‬‬
‫لكن بالشرط المار آنفا‪ .‬ول فرق فيه بين أن يحل قبل مضي زمععن مسععافة القصععر أو‬
‫ل‪ ،‬لن الدين لما كان معدوما لم يعتبر له زمن‪ ،‬بل أعطى إلععى حلععوله وقععدرته علععى‬
‫خلصه‪ ،‬بخلف المععال الغععائب‪ ،‬ففععرق فيععه بيععن قععرب المسععافة وبعععدها‪ .‬أفععاده م ر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والكسب إلخ( أي ول يمنع الفقر الكسب‪) .‬وقوله‪ :‬الذي ل يليق بععه( أي شععرعا‬
‫لحرمته‪ ،‬أو عرفا لخلله بمروءته‪ ،‬فهو حينئذ كالعدم‪ .‬فلو لععم يجععد مععن يسععتعمله إل‬
‫من ماله حرام‪ ،‬أو فيه شبهة قوية‪ ،‬أو كان من أرباب الععبيوت الععذين لععم تجععر عععادتهم‬
‫بالكسب وهو يخل بمروءته‪ ،‬كان له الخذ من الزكاة فيهما‪ ،‬وأما قععوله فععي الحيععاء‪:‬‬
‫إن ترك الشريف نحو النسععخ والخياطععة عنععد الحاجععة‪ ،‬حماقععة ورعونععة نفععس وأخععذه‬
‫الوساخ عند قدرته أذهب لمروءته ‪ -‬فمحمول على إرشادة للكمل من الكسب‪ .‬أفاده‬
‫الرملي‪) .‬قوله‪ :‬اللئق( بالنصب صفة لحلي‪) .‬قوله‪ :‬المحتاجة( بالنصب صععفة لحلععي‬
‫أيضا‪ .‬وعليه‪ ،‬فأل الموصولة واقعة على الحلي‪ ،‬وفاعععل الصععفة يعععود علععى المععرأة‪،‬‬
‫وضمير به يعود على أل‪ ،‬وهو الرابعط‪ .‬فالصعلة جعرت علعى غيعر معن هعي لعه‪ ،‬أي‬
‫الحلي الذي تحتاج المرأة للتزين به‪ .‬ويصح جععره صععفة للمععرأة‪ ،‬وعليععه‪ ،‬فععأل واقعععة‬
‫على المرأة‪ ،‬وفاعل الصفة يععود علععى أل‪ ،‬وضعمير بعه يععود علعى الحلععي‪ ،‬فالصععلة‬
‫جرت على من هي له‪ ،‬أي المرأة التي احتاجت للتزين بالحلي‪) .‬قوله‪ :‬ل يمنع فقرها‬
‫إلخ( فرض المسألة أنها غير مزوجة‪ ،‬وإل كانت مستغنية بنفقة الزوج‪ ،‬فل تأخذ مععن‬
‫الزكاة ‪ -‬كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬وصوبه شيخنا( أي صوب الفتاء المذكور شيخنا‪ .‬ومفاد‬
‫عبارته أن شيخه قال‪ :‬وهو الصععواب مثل‪ ،‬لن معنععى صععوبه‪ :‬حكععم بتصععوبيه‪ ،‬وقععد‬
‫تقدم نقل عبارته عند قول الشارح وثيابه ولم يكن ذلععك فيهععا‪ ،‬وإنمععا الععذي فيهععا ومنععه‬
‫يؤخذ إلخ‪ ،‬إل أن يقال إن قوله ذلك مع سععكوته عليععه وعععدم رده يقتضععي التصععويب‪.‬‬
‫فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬والمسكين‪ :‬من قدر على مال أو كسب( أي أو عليهما‪ ،‬فأو‪ :‬مانعععة خلععو‬
‫‪ -‬تجوز الجمع‪ ،‬ول بد أن يكون كل منهما حلل‪ ،‬وأن يكون الكسب لئقا ‪ -‬كما مععر‪.‬‬
‫)قوله‪:‬‬
‫] ‪[ 214‬‬
‫يقع( أي أحدهما المال أو الكسب‪ ،‬أو مجموعهما‪ .‬ومعنى كعونه يقعع موقععا معن‬
‫كفايته‪ :‬أنه يسد مسدا بحيث يبلغ النصف فأكثر‪ .‬قال ابن رسلن في زبده‪ :‬فقير العادم‬
‫والمسكين له * * ما يقععع الموقععع دون تكملععه )وقععوله‪ :‬ول يكفيععه( أي والحععال أنععه ل‬
‫يكفيه ما ذكر من المال أو الكسب أو مجموعهما‪ .‬وخععرج بععه مععن قععدر علععى مععال أو‬
‫كسب يكفيه‪ ،‬فإنه غنععي‪ ،‬ل يجععوز لععه أخععذ الزكععاة‪) .‬قععوله‪ :‬كمععن يحتععاج إلععخ( تمثيععل‬
‫للمسكين‪) .‬قوله‪ :‬وعنده ثمانية( أي أو يكتسب كل يوم ثمانية‪ .‬أو يكون مجموع المععال‬
‫والكسب كذلك‪ .‬ومثل الثمانية‪ :‬السبعة‪ ،‬والستة‪ ،‬والخمسة‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفيععه( الوليععى‬
‫ول تكفيه ‪ -‬بالتععاء ‪ -‬إذ فععاعله يعععود علععى الثمانيععة‪ ،‬وهععي مؤنثععة‪ .‬ولععو أسععقطه لكععان‬
‫أخصر‪ ،‬لنه معلوم من تعبيره بالحتياج إلى العشرة ومن جعله مثال للمسععكين الععذي‬
‫ضبطه بما مر‪) .‬وقوله‪ :‬الكفاية السابقة( وهي كفايته‪ ،‬وكفاية ممونة‪) .‬قوله‪ :‬وإن ملك‬
‫أكثر من نصاب( غاية لقوله والمسكين من قدر إلخ‪ .‬أي أن من قدر على ما ذكر مععن‬
‫غير كفاية يكون مسكينا‪ ،‬وإن ملك أكثر من نصععاب‪ .‬ومععن ثععم قععال فععي الحيععاء‪ :‬قععد‬
‫يملك ألفا وهو فقير‪ ،‬وقد ل يملك إل فأسا وحبل وهو غني‪ ،‬كالععذي يكتسععب كععل يععوم‬
‫كفايته‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪) :‬تنبيه( علم مما تقرر أن الفقير أسوأ حال من المسععكين‪.‬‬
‫وعكس أبو حنيفة‪ ،‬ورد بععأنه )ص( اسععتعاذ مععن الفقععر‪ ،‬وسععأل المسععكنة بقععوله‪ :‬اللهععم‬
‫أحيني مسكينا‪ ،‬الحديث‪ .‬ول رد فيه‪ ،‬لن الفقر المسععتعاذ منععه فقععر القلععب‪ ،‬والمسععكنة‬
‫المسؤولة سكونه وتواضعه وطمأنينته‪ .‬على أن حديثها ضعيف ومعععارض بمععا روي‬
‫أنه )ص( استعاذ منها‪ .‬لكن أجيب بأنه إنما استعاذ من فتنتها‪ ،‬كما اسععتعاذ مععن فتنععتي‬
‫الفقر والغنى دون وصفيهما لنهما تعاوراه‪ ،‬فكان خاتمه أمره غنيا بما أفاء ال عليه‪.‬‬
‫وإنما الذي يرد عليه ما نقله في المجموع عن خلئق من أهل اللغة مثل ما قلنععاه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)واعلم( أن ما ل يمنع الفقر مما تقدم ل يمنع المسكنة أيضا ‪ -‬كما مر التنععبيه عليععه ‪-‬‬
‫وممععا ل يمنعهمععا أيضععا‪ :‬اشععتغاله عععن كسععب يحسععنه بحفععظ القععرآن‪ ،‬أو بععالفقه‪ ،‬أو‬
‫بالتفسععير‪ ،‬أو الحععديث‪ .‬أو مععا كععان آلععة لععذلك وكععان يتععأتى منعه ذلععك فيعطععى ليتفععرغ‬
‫لتحصيله لعموم نفعه وتعديه‪ ،‬وكونه فرض كفايعة‪ .‬ومعن ثعم لعم يععط المتنفعل بنوافعل‬
‫العبادات وملزمة الخلوات‪ ،‬لن نفعععه قاصععر علععى نفسععه‪) .‬قععوله‪ :‬حععتى إلععخ( حععتى‬
‫تفريعيععة‪ ،‬أي فللمععام إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬أن يأخععذ زكععاته( أي المسععكين المالععك للنصععاب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ويدفعها إليه( أي إلععى ذلععك المسععكين الععذي أخععذ المععام منععه الزكععاة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فيعطى إلخ( الفاء واقعة في جواب شععرط مقععدر‪ ،‬أي إذا علمععت أن الفقيععر والمسععكين‬
‫من الصناف الثمانية فيعطى إلخ‪) .‬قوله‪ :‬كل منهمععا( أي الفقيععر والمسععكين‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫إن تعود تجارة( أي اعتاد وصلح لها‪) .‬وقوله‪ :‬رأس مال( مفعول ثان ليعطى‪) .‬قوله‪:‬‬
‫أو حرفة( أي أو تعود حرفة‪ ،‬فهو معطعوف علعى تجعارة‪) .‬وقعوله‪ :‬آلتهعا( أي يعطعى‬
‫آلتها ‪ -‬أي الحرفة‪ ،‬أي أو ثمنها‪) .‬قوله‪ :‬يعطى كفاية العمععر الغععالب( أي بقيتععه‪ ،‬وهععو‬
‫ستون سنة‪ ،‬وبعدها يعطى سنة سنة ‪ -‬كما في التحفة والنهاية ‪ -‬قععال الكععردي‪ :‬وليععس‬
‫المراد بإعطاء من ل يحسن ذلك إعطاء نقععد يكفيععه تلعك المععدة‪ ،‬لتعععذره‪ ،‬بعل ثمعن مععا‬
‫يكفيه دخله‪ ،‬فيستري لععه عقععارا‪ ،‬أو نحععو ماشععية ‪ -‬إن كععان مععن أهلهععا ‪ -‬يسععتغله‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وصدق مدعي فقر ومسكنة( مثله ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬مععدعي أنععه غععاز أو ضعععيف‬
‫السلم‪ ،‬أو أنه ابن السبيل‪) .‬قوله‪ :‬عجز عن كسب( معطوف على فقععر‪ ،‬أي وصععدق‬
‫مدعي عجز عن كسب‪) .‬وقوله‪ :‬ولو قويا جلدا( غاية في الخير‪ .‬وفي النهاية‪ :‬وقععول‬
‫الشارح وحاله يشهد بصدقه بأن كان شيخا كبيرا‪ ،‬أو زمنا‪ .‬جععرى علععى الغععالب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل يمين( متعلق بصدق‪ ،‬أي صدق مدعي‬

‫] ‪[ 215‬‬
‫ما ذكر من غير يمين‪ ،‬لما صععح أنععه )ص( أعطععى مععن سععأله الصععدقة بعععد أن‬
‫أعلمهما أنه ل حظ فيها لغني ول لقوي مكتسب‪ ،‬ولم يحلفهما‪ ،‬مع أنععه رآهمععا جلععدين‬
‫أي قععويين‪) .‬قععوله‪ :‬ل مععدعي تلععف مععال( معطععوف علععى مععدعي فقععر‪ .‬أي ل يصععدق‬
‫مدعي تلف مال ‪ -‬أي مطلقا سواء ادعى التلف بسبب ظاهر كحريق‪ ،‬أو خفي كسرقة‬
‫‪ -‬كما في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬عرف( الجملة صفة لمال‪ .‬أي ععرف أنعه لعه‪) .‬وقعوله‪ :‬بل‬
‫بينععة( أي ل يصععدق بل بينععة‪ ،‬لن الصععل بقععاء المععال‪ .‬والبينععة‪ :‬رجلن‪ ،‬أو رجععل‬
‫وامرأتان‪ ،‬ويغني عنها استفاضة بين الناس بأنه تلف‪ .‬ومثععل دعععوى التلععف فععي ذلععك‬
‫دعوى أنه عامل‪ ،‬أو مكاتب‪ ،‬أو غارم‪ ،‬أو مؤلف‪ ،‬وقععد عععرف بخلفععه‪) .‬والحاصععل(‬
‫أن من علم الدافع حاله من استحقاق وعععدمه عمععل بعلمععه‪ .‬ومععن لععم يعلععم حععاله‪ ،‬فععإن‬
‫ادعى فقرا‪ ،‬أو مسكنة‪ ،‬أو عجزا ععن كسعب‪ ،‬أو ضععف إسععلم‪ ،‬أو غعزوا‪ ،‬أو كعونه‬
‫ابن سبيل‪ ،‬صدق بل يمين‪ .‬وإن ادعى تلف مال معروف له‪ ،‬أو غرمععا‪ ،‬أو كتابععة‪ ،‬أو‬
‫أنه عامل‪ ،‬ل يصععدق إل ببينععة‪ ،‬أو استفاضععة‪ .‬ويصععدق دائن فععي الغععارم‪ ،‬وسععيد فععي‬
‫المكاتب ‪ -‬كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬والعامل( أي ولو غنيا‪ .‬وومحل استحقاقه من الزكاة إذا‬
‫أخرجها المام ولم يجعل له جعل من بيت المال‪ ،‬فإن فرقها المالك أو جعل المام له‬
‫ذلك سقط سعهمه‪ .‬وعبعارة الكعردي‪ :‬العامعل معن نصعبه المعام فعي أخعذ العمالعة معن‬
‫الصدقات‪ ،‬فلو استأجره معن بيععت المععال أو جععل لعه جعل لععم يأخعذ معن الزكعاة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كساع( تمثيل للعامععل‪ ،‬وكععان الملئم لمععا قبلععه والخصععر أن يععؤخر هععذا عععن‬
‫التعريف‪ ،‬كأن يقول والعامل هو من يبعثه إلععخ‪ .‬ثععم يقععول‪ :‬كسععاع‪ ،‬وقاسععم‪ ،‬وحاشععر‪،‬‬
‫وأشار بالكاف إلععى أن العامععل ل ينحصععر فيمععا ذكععره‪ ،‬إذ منععه‪ :‬الكععاتب‪ ،‬والحاسععب‪،‬‬
‫والحافظ‪ ،‬والجندي إن احتيععج إليعه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو معن يبعثعه المععام إلععخ( هعذا البعععث‬
‫واجب‪ .‬ويشترط في هععذا أن يكععون فقيهععا بمععا فععوض إليععه منهععا‪ ،‬وأن يكععون مسععلما‪،‬‬
‫مكلفا‪ ،‬حرا‪ ،‬عدل‪ ،‬سميعا‪ ،‬بصيرا‪ ،‬ذكرا‪ ،‬لنه نوع ولية‪) .‬قععوله‪ :‬وقاسععم( معطععوف‬
‫على ساع‪ ،‬وهو الذي يقسمها عل المستحقين‪) .‬وقوله‪ :‬وحاشر( معطوف على سععاع‪،‬‬
‫وهو الذي يجمع ذوي الموال أو والمستحقين‪) .‬قوله‪ :‬ل قاض( معطوف علععى سععاع‬
‫أيضا‪ ،‬أي ل كقاض ‪ -‬أي ووال ‪ -‬فل يعطيان من الزكاة لنهما وإن كانا مععن العمععال‬
‫لكن عملهما عام‪ ،‬بل يعطيععان معن خمععس الخمععس المرصععد للمصععالح العامععة‪ ،‬إن لععم‬
‫يتطوعععا بالعمععل‪) .‬قععوله‪ :‬والمؤلفععة( جمععع مؤلععف مععن التععأليف‪ ،‬وهععو جمععع القلععوب‪.‬‬
‫والمؤلفة أربعة أقسام‪ ،‬ذكر الشارح منها قسمين وبقععي عليععه قسععمان‪ ،‬أحععدهما‪ :‬مسععلم‬
‫مقيم بثغر من ثغورنا ليكفينا شر من يليه من الكفار‪ .‬وثانيهما‪ :‬مسلم يقاتععل أو يخععوف‬
‫مانع الزكاة حتى يحملها إلى المام‪ .‬فيعطيان‪ ،‬لكن بشرط أن يكون إعطاؤهما أسععهل‬
‫من بعث جيش‪ ،‬وبشرط الذكورة‪ ،‬وكون القاسم‪ ،‬المام‪ .‬وإنما تركهما لن الول فععي‬
‫معنععى العامععل‪ ،‬والثععاني فععي معنععى الغععازي‪ .‬واشععترط بعضععهم فععي إعطععاء المؤلفععة‬
‫احتياجنا إليهم‪ .‬وفيه نظر‪ ،‬بالنسبة للقسمين المذكورين في الشرح‪) .‬قععوله‪ :‬معن أسععلم(‬
‫من‪ :‬واقعة على متعدد حتى يصععح الحمععل‪ ،‬أي المؤلفععة جماعععة أسععلموا إلععخ‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ونيته ضعيفة( أي في أهل السلم بأن تكون عنده وحشة منهم‪ ،‬أو في السلم نفسه‪،‬‬
‫فيعطى ليتقوى إيمانه‪ ،‬أو لتزول وحشته‪) .‬قوله‪ :‬أو له شععرف( معطععوف علععى ونيتععه‬
‫ضعيفة‪ .‬أي أو من أسلم ونيته قوية‪ ،‬لكن له شرف يتوقع بسععبب إعطععائه إسععلم غيععر‬
‫من نظرائه فيعطى حينئذ لجل ذلك‪ .‬وهعذا القسعم ومعا قبلعه يعطيعان مطلقعا ‪ -‬ذكعورا‬
‫كععانوا أم ل‪ ،‬احتجنععا إليهععم أم ل‪ ،‬قسععم المععام أم ل‪) .‬قععوله‪ :‬والرقععاب( مبتععدأ‪ ،‬خععبره‬
‫المكاتبون‪ ،‬أي الرقاب في الية هم المكاتبون‪ .‬ومن المعلععوم أن الرقععاب جمععع رقبععة‪،‬‬
‫والمراد بها الذات‪ ،‬من إطلق الجزء وإرادة الكل‪) .‬وقوله‪ :‬كتابععة صععحيحة( أي ولععو‬
‫لنحو كافر‪ ،‬وهاشمي‪ ،‬ومطلبي‪ ،‬فيعطون ما يعينهم على العتععق إن لععم يكععن معهععم مععا‬
‫يفي بنجومهم‪ ،‬ولو‬

‫] ‪[ 216‬‬
‫بغيععر إذن سععاداتهم‪ ،‬أو قبعل حلععول النجععوم‪ .‬وخععرج بالكتابععة الصعحيحة الكتابععة‬
‫الفاسدة‪ ،‬فل يعطى المكاتب حينئذ شيئا‪ ،‬لنها غير لزمة رأسععا‪ .‬وأسععقط قيععدا صععرح‬
‫بمفهومه فيما سيأتي‪ ،‬وهو‪ :‬أن تكون الكتابة لغير المزكي‪ ،‬فإن كانت الكتابة للمزكععي‬
‫فل يعطى المكاتب من زكاته شيئا‪ ،‬لعود الفائدة إليه مععع كععونه ملكععه‪ ،‬فل يععرد مععا إذا‬
‫أعطى المزكي مدينه شيئا من زكاته فرده له عن دينه فإنه يصح‪ ،‬ما لم يشععرط عليععه‬
‫رده‪ ،‬لن المدين ليس ملكه‪) .‬قوله‪ :‬فيعطى المكععاتب( أي ولععو بغيععر إذن سععيده وقبععل‬
‫حلول النجوم‪) .‬قوله‪ :‬أو سيده إلخ( معطوف على المكاتب‪ ،‬أي أو يعطععى سعيده بععإذن‬
‫المكاتب فإن أعطى سيده بغير إذنععه ل يقععع زكععاة‪ ،‬ولكععن يقععع عععن ديععن المكععاتب فل‬
‫يطالبه سيده به‪ ،‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬فيعطون ‪ -‬أي المكاتبون ‪ -‬ولععو بغيععر إذن‬
‫سيدهم‪ .‬والتسليم لما يستحقه المكاتب أو الغارم التي بيانه إلى السيد أو الغريم‪ ،‬بععإذن‬
‫المكاتب والغارم أحوط وأفضل‪ ،‬وتسليمه إلى مععن ذكععر بغيععر الذن مععن المكععاتب أو‬
‫الغارم ل يقع زكاة‪ ،‬فل يسلم له إل بإذنهما‪ ،‬لنهما المستحقان‪ ،‬ولكن ينقضي دينهمععا‪،‬‬
‫لن من أدى دين غيره بغير إذنه‪ ،‬برئت ذمته‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬دينه( مفعععول ثععان‬
‫ليعطي‪ ،‬أي يعطى المكاتب أو سيده ما يفي بدينه‪) .‬قوله‪ :‬إن عجز( أي المكععاتب عععن‬
‫الوفاء أي وفاء الدين‪ .‬فإن لم يعجز عنه فل يعطى‪ ،‬لعععدم احتيععاجه‪) .‬قععوله‪ :‬وإن كععان‬
‫كسوبا( غاية في العطاء‪ ،‬أي يعطى المكاتب مطلقا‪ ،‬سواء كان قععادرا علععى الكسععب‬
‫أم ل‪ .‬وإنما لم يعط الفقير والمسكين القادران على الكسب ‪ -‬كما مععر ‪ -‬لن حاجتهمععا‬
‫تتحقق يوما بيوم‪ ،‬والكسوب يحصل كل يوم‪ ،‬وحاجة المكععاتب نععاجزة‪ ،‬لثبععوت الععدين‬
‫في ذمته‪ .‬والكسوب ل يدفعها عند حلول الجل دفعة‪ ،‬بل بالتدريج غالبا‪ ،‬فيعطععى مععا‬
‫يدفع حاجته الناجزة‪) .‬قوله‪ :‬ل من زكاة سيده( أي ل يعطى من زكاة سععيده‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫لبقائه( أي المكاتب‪ ،‬على ملك سيده‪ ،‬لنه قن ما بقي عليه درهم‪ ،‬والقععن ل يأخععذ مععن‬
‫زكاة سيده شيئا‪) .‬قوله‪ :‬والغارم( معن الغعرم‪ ،‬وهعو اللعزوم‪ ،‬لن العدائن يلعزم المعدين‬
‫حتى يقضيه دينه‪ .‬وهو ثلثة أنواع ذكرها الشارح‪ ،‬من استدان لنفسععه‪ ،‬ومععن اسععتدان‬
‫لصلح ذات البين‪ ،‬ومن استدان للضمان‪) .‬قوله‪ :‬من اسععتدان لنفسععه لغيععر معصععيه(‬
‫أي تداين لنفسه شيئا بقصد أن يصرفه في غير معصية‪ ،‬بأن يكون لطاعععة أو مبععاح‪،‬‬
‫وإن صرفه في معصية‪ .‬ويعرف قصد ذلك بقععرائن الحععوال‪ ،‬فععإن اسععتدان لمعصععية‬
‫ففيه تفصيل‪ .‬فإن صرفه فيهععا ولععم يتععب فل يعطععى شععيئا‪ ،‬وإن لععم يصععرفه فيهععا بععأن‬
‫صرفه في مبععاح‪ ،‬أو صععرفه فيهععا لكنععه تععاب وغلععب علععى الظععن صععدقه فععي تععوبته‪،‬‬
‫فيعطى‪ .‬فالمفهوم فيه تفصيل‪) .‬قععوله‪ :‬فيعطععى لععه( نععائب الفاعععل ضععمير يعععود علععى‬
‫الغارم‪ ،‬واللم زائدة‪ ،‬وما دخلت عليععه مفعععول ثععان‪ ،‬أي يعطععى الغععارم إيععاه ‪ -‬أي مععا‬
‫استدانه ‪ -‬وأفاده أنه لو أعطى من ماله شيئا ولععم يسععتدن لععم يعععط شععيئا‪ .‬وهععو كععذلك‪.‬‬
‫)قوله‪ ،‬إن عجز عن وفاء الدين( أي وحل الجل‪ ،‬فإن لم يعجز عن وفععاء الععدين بععأن‬
‫كان ما له يفي به‪ .‬أو لم يحل الجل‪ ،‬فل يعطى شيئا‪) .‬قوله‪ :‬وإن كععان كسععوبا( غايععة‬
‫في العطاء‪ ،‬أي يعطى الغارم وإن كان قادرا على الكسععب‪) .‬قععوله‪ :‬إذ الكسععب إلععخ(‬
‫تعليل لعطائه مععع قععدرته علععى الكسععب‪) .‬وقععوله‪ :‬ل يععدفع حععاجته إلععخ( أي ل يععدفع‬
‫احتياجه لوفاء الدين إذا حل لن حاجته لذلك ناجزة‪ ،‬والكسب إنما هو تععدريجي‪ .‬قععال‬
‫في التحفة‪ :‬ول يكلف كسوب الكسب هنا‪ ،‬لنه ل يقدر على قضاء دين منععه غالبععا إل‬
‫بتدريج‪ ،‬وفيه حرج شديد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن لم يكن إلخ( تفصيل لما أجمله أول بقوله‪:‬‬
‫فيعطى له إلخ‪) .‬قوله‪ :‬معه( أي من استدان لنفسععه‪) .‬قععوله‪ :‬أعطععى الكععل( أي كععل مععا‬
‫استدانه‪) .‬قوله‪ :‬إل( أي بأن كان معه شئ‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن كععان إلععخ( أي ففيععه تفصععيل‪،‬‬
‫وهو‪ :‬فإن كان إلخ‪) .‬قوله‪ :‬بحيث إلخ( أي متلبسا بحالة‪ :‬هي أنه لو قضععى دينععه إلععخ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مما معه( أي مما عنده مععن المععال‪) .‬قععوله‪ :‬تمسععكن( أي صععار مسععكينا‪ ،‬وهععو‬
‫جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬ترك إلععخ( جععواب إن‪) .‬وقععوله‪ :‬لععه( أي لمععن اسععتدان‪) .‬وقععوله‪ :‬مععا‬
‫يكفيه( نائب فاعل ترك‪) .‬قوله‪ :‬أي العمر الغالب( أي الكفاية السععابقة للعمععر الغععالب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما‬

‫] ‪[ 217‬‬
‫استظهره شيخنا( عبارته مع الصل‪ :‬والظهر اشتراط حاجته بأن يكون بحيععث‬
‫لو قضى دينه ممععا معععه تمسععكن ‪ -‬كمععا رجحععاه فععي الروضععة وأصععلها والمجمععوع ‪-‬‬
‫فيترك مما معه ما يكفيه‪ ،‬أي الكفاية السابقة للعمر الغالب ‪ -‬فيما يظهر ‪ -‬ثم إن فضل‬
‫معه شئ صرفه في دينه‪ ،‬وتمم له باقيه‪ ،‬وإل قضى عنه الكععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وأعطععى(‬
‫أي من ترك له من ماله ما يكفيه ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬باقي دينه( أي إن فضل بعععد تععرك‬
‫ما يكفيه العمر الغالب شععئ‪ ،‬وإل أعطععى الكععل ‪ -‬كمععا صععرح بععه شععيخه فععي العبععارة‬
‫المععارة‪) .‬قععوله‪ :‬أو لصععلح ذات الععبين( معطععوف علععى لنفسععه‪ ،‬أي أو مععن اسععتدان‬
‫لصلح الحال الكائن بين القوم المتنازعين‪ ،‬كأن خاف فتنة بين قبيلععتين تنازعتععا فععي‬
‫قتيل لععم يظهععر قععاتله‪ ،‬فتحمععل الديععة تسععكينا للفتنععة‪) .‬قععوله‪ :‬فيعطععى( أي مععن اسععتدان‬
‫للصلح‪) .‬قوله‪ :‬ما استدانه لذلك( أي لصلح ذات البين‪) .‬قوله‪ :‬ولو غنيا( لنه لععو‬
‫اعتبر الفقر لقلت الرغبة في هذه المكرمة‪) .‬قوله‪ :‬أما إذا لم يستدن إلخ( ومثله مععا لععو‬
‫استدان ووفى الدين من ماله‪ ،‬فل يعطى شيئا‪) .‬قوله‪ :‬ويعطى المستدين إلخ( أي لنععه‬
‫غارم‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ومنه ‪ -‬أي الغععارم ‪ -‬معن اسععتدان لنحععو عمععارة مسععجد وقععري‬
‫ضيف‪ .‬ثم اختلفوا فيه‪ ،‬فألحقه كثيرون بمن استدان لنفسه‪ ،‬ورجحععه جمععع متععأخرون‪،‬‬
‫أي فيعطى إن عجز عن وفاء الدين‪ .‬وآخرون بمععن اسععتدان لصععلح ذات الععبين‪ ،‬إل‬
‫إن غنى بنقد‪ ،‬أي ل بعقار‪ ،‬ورجحه بعضهم‪ .‬ولو رجح أنه ل أثعر لغنعاه بالنقعد أيضعا‬
‫حمل على هذه المكرمة العام نفعها لم يبعد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬وقوله‪ :‬لمصععلحة عامععة( أي‬
‫لجل مصلحة يعم نفعها المسلمين‪) .‬قوله‪ :‬كقري ضيف إلخ( أمثلة للمصععلحة العامععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعمارة نحو مسجد( أي إنشاء أو ترميما‪ ،‬فإن استدان لذلك أعطى‪ .‬ول يجوز‬
‫دفع الزكاة لبناء مسجد ابتداء ‪ -‬كما فععي الكععردي ‪ -‬وسععيذكره الشععارح قريبععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن غني( غاية في العطاء‪ .‬أي يعطى‪ ،‬وإن كان غنيا ‪ -‬أي مطلقا‪ ،‬بعقار أو بنقععد ‪-‬‬
‫وهي للرد على من يقول إنه ل يعطى إذا كان غنيا‪ ،‬وللرد على من يفصل بين غنععي‬
‫النقد فل يعطى‪ ،‬وبين غني العقار فيعطى ‪ -‬كما يعلم من عبارة التحفة المارة ‪ -‬ويعلم‬
‫أيضا من عبارة الروض وشععرحه ونصععها‪ :‬وفععي قععراء الضععيف‪ ،‬وعمععارة المسععجد‪،‬‬
‫وبناء القنطرة‪ ،‬وفك السير‪ ،‬ونحوها من المصلحة العامة‪ ،‬يعطى المسععتدين لهععا مععن‬
‫الزكاة عند العجز عن النقد‪ ،‬ل عن غيععره ‪ -‬كالعقععار ‪ -‬وعلععى هععذا جععرى المععاوردي‬
‫والروياني وغيرهما‪ .‬وقال السرخسي‪ :‬حكمه حكم ما استدانه لمصلحة نفسه إلخ‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو للضمان( يحتمل عطفه على لمصلحة عامة‪ ،‬ويحتمععل عطفععه علععى لنفسععه‪.‬‬
‫والتقدير على الثاني‪ :‬أو استدان للضمان‪ .‬وعلى الول‪ :‬ويعطععى المسععتدين للضععمان‪.‬‬
‫والقرب الملئم لجعل أقسععام الغععارم ثلثععة الثععاني‪ ،‬وإن كععان ظععاهر صععنيعه الول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن كان الضامن إلخ( بيان لحكم من استدان للضمان علععى الحتمععال الثععاني‪،‬‬
‫أو تفصيل لما أجمله على الحتمععال الول‪) .‬وقععوله‪ :‬والصععيل( هععو المععدين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أعطى الضامن من وفاءه( ويجوز إعطاؤه للصيل‪ ،‬بل هو أولى‪) .‬قوله‪ :‬أو الصيل‬
‫موسرا( أي أو كان الصيل موسرا‪) .‬وقوله‪ :‬دون الضامن( أي فععإنه معسععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أعطى( أي الضامن وفاء الدين‪) .‬قوله‪ :‬إن ضمن بل إذن( أي بععأن تععبرع بالضععمان‪،‬‬
‫فإن ضمنه بإذنه‪ ،‬ل يعطى شيئا‪ .‬والفرق بينهما‪ :‬أنه في الول إذا غرم ل يرجع على‬
‫الصيل‪ ،‬لن ضمانه من غير إذنه‪ .‬وفي الثععاني‪ :‬إذا غععرم يرجععع عليععه‪ ،‬لنععه بععإذنه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو عكسه( هو أن يكون الصيل معسععر‪ ،‬والضععامن موسععرا‪) .‬وقععوله‪ :‬أعطععى‬
‫الصيل( أي مععا يفععي بععدينه‪) .‬وقععوله‪ :‬ل الضععامن( أي لنععه موسععر‪ .‬وبقيععت صععورة‬
‫رابعة‪ ،‬وتؤخذ من كلمه‪ .‬وهي‪ :‬مععا إذا كانععا موسععرين فإنهمععا ل يعطيععان شععيئا‪ ،‬لن‬
‫الضامن إذا غعرم رجعع علعى الصعيل‪ ،‬لكعونه موسعرا‪ .‬وعبعارة البجيرمعي‪ :‬وخعرج‬
‫بأعسر‪ :‬ما إذا كانا موسرين‪ ،‬أو الضامن‪ ،‬فل يعطى‪ ،‬ولو بغير الذن في الول على‬
‫الوجه ‪ -‬كما في شرح الروض‪ .‬سم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإذا وفى( أي الضامن‪ ،‬وهععو بفتععح‬
‫الواو وتشديد الفاء وتخفيفها‪ .‬ومفعوله محذوف‪ ،‬أي الدين المضمون‪) .‬قوله‪ :‬لم يرجع‬
‫على الصيل( أي لنه لم يغرم من عنده شيئا حتى يرجع به‪ ،‬وهو إنما‬

‫] ‪[ 218‬‬
‫يرجع إذا غرم من عنده‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬وإذا قضى بععه دينععه لععم يرجععع‬
‫على الصععيل‪ ،‬وإن ضععمن بععإذنه‪ ،‬وإنمععا يرجععع إذا غععرم مععن عنععده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يصرف من الزكاة إلخ( هذا يعلم من قوله وإعطاؤها لمستحقيها‪ ،‬إذ ما ذكر من الكفن‬
‫وبناء مسجد ليس من مستحقيها‪ ،‬فلو أخره عن سائر الصناف‪ ،‬أو قدمه هناك‪ ،‬لكععان‬
‫أنسب‪ .‬ثم ظهر أن لذكره هنا مناسبة من حيث إنه كالمفهوم لقععوله ويعطععى المسععتدين‬
‫لمصلحة عامة‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬تصرف الزكاة لمن استدان للمصلحة العامة‪ ،‬ول تصرف‬
‫لها نفسها ابتداء‪ ،‬كأن يبني بها مسجدا‪ ،‬أو يجهععز بهععا المععوات‪ ،‬أو يفععك بهععا السععر‪.‬‬
‫فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬أو بناء مسجد( ل ينعافيه مععا معر فععي قعوله ويعطععى المسعتدين لمصعلحة‬
‫عامة إلخ‪ ،‬لن ذاك فيما إذا استدان لذلك‪ ،‬فيعطى ما استدانه من سهم الغارمين‪ ،‬وهذا‬
‫فيما إذا أراد ابتداء أن يعمر مسجدا بزكاة ماله‪ .‬وبينهما فرق‪) .‬قععوله‪ :‬يصععدق مععدعي‬
‫كتابة( هو العبد‪) .‬قوله‪ :‬أو غرم( أي أو مدعي غرم‪ .‬ولو لصععلح ذات العبين ‪ -‬كمععا‬
‫في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬بإخبار عدل( متعلق بيصدق‪ ،‬والكتفاء به هععو الراجععح‪ .‬وقيععل‪ :‬ل‬
‫بد من رجلين‪ ،‬أو رجل وامرأتين‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ويؤخذ من اكتفائهم بإخبار الغريععم‬
‫هنا وحده مع تهمته‪ :‬الكتفاء بإخبعار ثقعة ولعو ععدل روايعة ظعن صعدقة‪ .‬بعل القيعاس‬
‫الكتفاء بمن وقع في القلب صدقه‪ ،‬ولو فاسقا‪ .‬ثعم رأيعت فعي كلم الشعيخين معا يؤيعد‬
‫ذلك‪ .‬نعم‪ ،‬بحث الزركشععي فععي الغريععم والسععيد أن محععل الخلف‪ ،‬إذا وثععق بقولهمععا‪،‬‬
‫وغلب على الظن الصدق‪ .‬قال‪ :‬وإل لم يفد قطعا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها النهاية‪) .‬قوله‪ :‬وتصديق‬
‫إلععخ( بععالجر‪ ،‬عطععف علععى إخبععار عععدل‪ .‬والععواو بمعنععى أو‪ ،‬أي ويصععدق مععن ذكععر‬
‫بتصديق سيد بالنسبة للكتابة‪ ،‬وبتصديق رب الدين ‪ -‬أي صاحبه ‪ -‬بالنسبة للغرم‪ .‬قال‬
‫في التحفة‪ :‬ول نظععر لحتمعال التواطعؤ‪ ،‬لنعه خلف الغعالب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬أو اشعتهار‬
‫إلخ( بالجر أيضا عطف على إخبار عدل‪ ،‬أي ويصدق مععن ذكععر باشععتهار حععاله بيععن‬
‫الناس‪ ،‬أي اشتهر أنععه غععارم أو مكععاتب عنععد النععاس‪ ،‬ول بععد أن يكونععوا عععددا يععؤمن‬
‫تواطؤهم على الكذب‪ .‬قال الرافعي‪ :‬وقد يحصل ذلععك بثلثععة‪) .‬قععوله‪ :‬فععرع( الولععى‪:‬‬
‫فروع‪ ،‬لنه ذكر ثلثة‪ .‬الول‪ :‬من دفع إلخ‪ .‬الثاني‪ :‬ولو قال لغريمه إلخ‪ .‬الثالث‪ :‬ولععو‬
‫قال اكتل إلخ‪) .‬قوله‪ :‬لمدينه( هو من عليه الدين‪) .‬قوله‪ :‬بشرط إلخ( أي بأن قععال لععه‪:‬‬
‫هذه زكاتي أعطيها لععك بشععرط أن تردهععا إلععي عععن دينععي الععذي لععي عليععك‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫يردها( أي الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي لمن دفعع‪ ،‬وهععو المزكعي‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يجععز( بضعم‬
‫الياء وسكون الجيم‪ ،‬أي لم يجزه ما دفعه للمدين عن الزكاة‪ ،‬فهو مأخوذ من الجزاء‪.‬‬
‫ويحتمل أنه مأخوذ من الجواز‪ ،‬بقرينة قوله فيما بعد‪ :‬فععإن نويععا جععاز وصععح‪ .‬فيكععون‬
‫بفتح الياء وضم الجيم‪ ،‬أي لم يجععز دفعععه ذلععك للزكععاة بالشععرط المععذكور‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يصح قضاء الدين بها( أي الزكاة‪ ،‬لنها باقية على ملك المالك‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فإن نويا( أي الدائن والمدين‪) .‬وقوله‪ :‬ذلك( أي قضععاء الععدين‪) .‬وقعوله‪ :‬جععاز وصععح(‬
‫ضر التصريح به كععره إضععماره‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا إن وعععده المععدين( أي وكععذلك يجععوز‬
‫ويصح ما ذكر إن وعد المدين الدائن‪ ،‬بأن قاله له ادفع لي معن زكاتعك حعتى أقضعيك‬
‫دينك‪ ،‬ففعل‪ ،‬أجزأه عن الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬فل يلزمه( النسب ول يلزم ‪ -‬بععواو العطععف‬
‫‪ -‬لن الفاء توهم أن ما بعدها جواب إن قبلها‪) .‬وقععوله‪ :‬الوفععاء بالوعععد( هععو أن يععدفع‬
‫إليه ما أخذه من الزكاة عن دينععه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو قععال( أي الععدائن لغريمععه‪ ،‬أي المععدين‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم يجزئ( أي لم يجزئ ما جعلععه لععه عععن الزكععاة لتحععاد القععابض والمقبععض‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على الوجه( مقابله يجععزئ‪ ،‬كالوديعععة إذا كععانت عنععد مسععتحق للزكععاة فملكععه‬
‫المالك إياها زكاة‪ ،‬فإنه يجزى‪) .‬قوله‪ :‬إل إن قبضه إلخ( أي إل إن قبض الدائن دينععه‬
‫من المدين‪ ،‬ثم رده على مدينه بنية الزكاة‪ ،‬فإنه يجزئ عن الزكاة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو قععال(‬
‫أي لفقير عنده حنطة له وديعة‪) .‬وقوله‪ :‬اكتل( أي لنفسك‪.‬‬

‫] ‪[ 219‬‬
‫)وقوله‪ :‬من طعامي عندك( أي الموضوع عندك وديعة‪) .‬وقععوله‪ :‬كععذا( مفعععول‬
‫اكتل‪ ،‬وهو كناية عن صاع مثل‪) .‬وقوله‪ :‬ونوى به الزكاة( أي نعوى المالعك المزكعي‬
‫الزكاة‪ ،‬أي بالصاع الذي أمره باكتياله مما عنده‪) .‬قوله‪ :‬ففعل( أي المععأموم مععا أمععره‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬فهل يجزئ( أي يقع عععن الزكععاة‪) .‬قععوله‪ :‬وجهععان( أي فيععه وجهععان‪ :‬فقيععل‬
‫يجزئ‪ ،‬وقيل ل‪) .‬قوله‪ :‬وظاهر كلم شيخنا ترجيح عدم الجزاء( لم يتعرض شععيخه‬
‫في التحفة لهذه المسألة رأسا‪ .‬وفي فتح الجواد جزم بعدم الجزاء‪ ،‬وعبععارته‪ :‬أو قععال‬
‫لوديعه اكتل لنفسك من الوديعة التي تحت يدك صععاعا زكععاة‪ ،‬لععم يجععز أيضععا لنتفععاء‬
‫كيله له‪ ،‬وكيله لنفسه لغو‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلعل ما نقله الشارح عن شيخه من الترجيععح فععي غيععر‬
‫هذين الكتابين‪ .‬وجزم بعدم الجزاء أيضا في الروض‪ ،‬وعبارته مع شرحه‪ :‬ولو قععال‬
‫اكتل لنفسك مما أودعتك إياه صاعا ‪ -‬مثل ‪ -‬وخذه لك‪ ،‬ونوى به الزكاة ففعل‪ ،‬أو قال‬
‫جعلت ديني الذي عليك زكاة‪ ،‬لم يجزه‪ .‬أما في الولى‪ :‬فلنتفاء كيله له‪ ،‬وكيله لنفسعه‬
‫غير مقيس‪ .‬وأما في الثانية‪ :‬فلن ما ذكر فيها إبراء ل تمليك‪ ،‬وإقامته مقععامه إبععدال‪،‬‬
‫وهو ممتنع في الزكاة‪ .‬بخلف قوله للفقير‪ :‬خذ ما اكتلته لي بععأن وكلععه بقبععض صععاع‬
‫حنطة مثل فقبضه‪ ،‬أو بشرائه فاشتراه وقبضه‪ ،‬فقال له الموكععل خععذه لنفسععك‪ ،‬ونععواه‬
‫زكاة‪ ،‬فإنه مجزئ‪ ،‬لنه ل يحتاج إلى كيله لنفسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وسبيل ال( هععو‬
‫وضعا‪ :‬الطريق الموصل له تعالى‪ ،‬ثم كثر استعماله فععي الجهععاد لنععه سععبب الشععهادة‬
‫الموصلة ل تعالى‪ ،‬ثم أطلق على ما ذكر مجازا لنهم جاهدوا‪ ،‬ل في مقابععل‪ ،‬فكععانوا‬
‫أفضل من غيرهم‪) .‬قوله‪ :‬وهو القائم إلخ( الصواب إسقاط الواو‪ ،‬لن ما بعععدها خععبر‬
‫المبتدأ‪ ،‬وهي ل تدخل عليه‪) .‬قوله‪ :‬متطوعا( حال من القائم‪ ،‬أي حال كونه متطوعا‪،‬‬
‫أي ل سهم له في ديوان المرتزقة‪ .‬فإن كان له ذلك ل يعطى من الزكاة شيئا‪ ،‬بل مععن‬
‫الفئ‪ ،‬فإن لم يكن فئ‪ ،‬أو كان ومنعه المام‪ ،‬واضطررنا لهم في دفع شر الكفار‪ ،‬فإن‬
‫كان لهم مال لم تجب إعانتهم‪ ،‬أو فقراء لزم أغنياء المسلمين إعععانتهم مععن أمععوالهم ل‬
‫من الزكاة‪) .‬قوله‪ :‬ولو غنيا( غاية لمقدر‪ ،‬أي فيعطى ولو كان غنيععا‪ .‬ولععو أخععره عععن‬
‫الفعل بعده لكان أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬ويعطععى المجاهععد إلععخ( الولععى ويعطععى النفقععة إلععخ ‪-‬‬
‫بحذف لفظ المجاهد ‪ -‬إذ المقام للضمار‪ .‬والمعنى أن هذا القائم للجهاد يعطى كل مععا‬
‫يحتاجه لنفسه أو لممونه من نفقة وكسوة وغيرهما إذا حان وقت خروجه له‪ .‬وعبارة‬
‫المنهاج مع شرح الرملي‪ :‬ويعطععى الغععازي ‪ -‬إذا حععان وقععت خروجععه ‪ -‬قععدر حععاجته‬
‫اللئقة به وبممونه لنفقة وكسوة‪ ،‬ذاهبا وراجعا ومقيما هناك ‪ -‬أي في الثغر أو نحععوه‬
‫‪ -‬إلععى الفتععح‪ ،‬وإن طععالت القامععة‪ ،‬لن اسععمه ل يععزول بععذلك‪ ،‬بخلف السععفر لبععن‬
‫السبيل‪ .‬ويعطيه المام ‪ -‬ل المالك ‪ -‬فرسا إن كان ممن يقاتل فارسا‪ ،‬وسلحا وإن لععم‬
‫يكن بشراء‪ ،‬ويصير ذلك ‪ -‬أي الفرس والسلح ‪ -‬ملكا لععه إن أعطععى الثمععن فاشععترى‬
‫لنفسه أو دفعها لععه المععام ملكععا لععه إذا رآه‪ .‬بخلف مععا إذا اسععتأجرهما لععه‪ ،‬أو أعععاره‬
‫إياهما‪ ،‬لكونهما موقوفين عنده‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ذهابا وإيابا( أي وإقامة في الثغر‪،‬‬
‫أو نحوه ‪ -‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬وثمن آلة الحرب( أي ويعطى ثمن آلععة الحععرب‪ ،‬أي أو‬
‫نفس اللة‪ .‬ويعطى أيضا مركوبا إن لم يطق المشي‪ ،‬أو طال سفره‪ ،‬وما يحمععل زاده‬
‫ومتاعه إن لم يعتد مثله حملهما‪) .‬قوله‪ :‬وإبن السبيل( هو اسم جنس يطلععق لغععة علععى‬
‫المسافر ‪ -‬رجل أو امرأة‪ ،‬قليل أو كثيرا ‪ -‬ولم يأت في القرآن العظيم إل مفردا‪ ،‬لن‬
‫محل السفر محل الوحدة‪ ،‬وإنما قيل له ابن السبيل ‪ -‬أي الطريق ‪ -‬لكععونه ملزمععا لععه‬
‫كملزمة البن لبيه‪ ،‬فكأنه ابنه‪ .‬ومن هذا المعنى قيل للملزمين للدنيا المنهمكين في‬
‫تحصيلها‪ :‬أبناء الدنيا‪) .‬قوله‪ :‬وهو مسافر إلخ( الولى حذف الواو ‪ -‬كما مععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫مجتععاز ببلععد الزكععاة( أي مععار بهععا‪) .‬قععوله‪ :‬أو منشععئ سععفر( معطععوف علععى مجتععاز‪،‬‬
‫وإطلق ابن السبيل عليه مجاز‪ ،‬لععدليل هععو القيععاس علععى الول‪ ،‬بجععامع احتيععاج كععل‬
‫لهية السفر‪ .‬كذا في التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬مباح( يفيد أنه إذا كان السفر معصععية ل‬
‫يطلق على المسافر‪ :‬ابن السبيل‪ ،‬وليس كذلك‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬وابن السععبيل‪ :‬منشععئ‬
‫سععفر أو مجتععاز‪ ،‬وشععرطه ‪ -‬أي مععن جهععة العطععاء ل التسععمية ‪ -‬الحاجععة‪ ،‬وعععدم‬
‫المعصية‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيادة من شرحي م ر وحجر‪ .‬فقوله‬

‫] ‪[ 220‬‬
‫ل التسمية‪ :‬يفيد أنه يطلق عليه ابعن السععبيل‪) .‬قعوله‪ :‬منهععا( أي معن بلععد الزكعاة‪.‬‬
‫)قوله‪ ،‬ولو لنزهة( غاية لمقدر‪ ،‬أي فيعطى‪ ،‬ولو كان سععفره لنزهععه‪ ،‬أو كععان كسععوبا‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ :‬وهو من ينشئ سفرا مباحا من محل الزكععاة فيعطععى‪ ،‬ولععو‬
‫كسوبا‪ ،‬أو كان سفره لنزهة‪ ،‬لعموم الية‪) .‬قوله‪ :‬بخلف المسععافر لمعصععية( أي بععأن‬
‫عصععى بالسععفر‪ ،‬ل فيععه‪ ،‬فل يعطععى‪ ،‬لن القصععد بإعطععائه إعععانته‪ ،‬ول يعععان علععى‬
‫المعصية‪ .‬قال الكردي في اليعاب‪ :‬جعل بعضهم من سفر المعصية سععفره بل مععال‪،‬‬
‫مع أن له مال ببلده‪ ،‬فيحرم‪ ،‬لنه مع غناه يجعل نفسه كل على غيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬إل‬
‫إن تاب( أي فيعطى لبقية سفره‪) .‬قوله‪ :‬والمسافر لغير مقصععد صععحيح( أي وبخلف‬
‫المسافر لغير ذلك فل يعطى‪ ،‬لن إتعاب النفس والدابة بل غرض صحيح حرام‪ ،‬فل‬
‫يعان عليه بإعطائه‪) .‬وقوله‪ :‬كالهائم( تمثيل له‪ .‬قال الكردي‪ :‬ومثلععه المسععافر للكديععة‪،‬‬
‫وهي ‪ -‬بالضم والتحتية ‪ -‬ما جمع من طعام أو شراب‪ ،‬ثم اسععتعملت للععدروزة‪ ،‬وهععي‬
‫مطلق السؤال‪ .‬قال في اليعاب‪ :‬ول شك أن الذين يسافرون بهذا القصد ل مقصد لهم‬
‫معلوم غالبا‪ ،‬فهم حينئذ كالهائم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويعطى( أي ابن السععبيل‪) .‬وقععوله‪ :‬كفععايته‬
‫إلخ( ويعطى أيضا ما يحمله إن عجز عععن المشععي أو طععال سععفره‪ ،‬ومععا يحمععل عليععه‬
‫زاده ومتععاعه إن عجععز عععن حملهمععا‪) .‬قععوله‪ :‬أي جميعهععا( أي الكفايععة‪ .‬والمناسععب‬
‫جميعهما‪ ،‬بضمير التثنية العائد على كفايته وعلى كفاية ممونه‪) .‬قععوله‪ :‬ذهابععا وإيابععا(‬
‫هذا إن قصد الرجوع‪ ،‬فإن لم يقصده يعطى ذهابععا فقععط‪ .‬قععال فععي شععرح المنهععج‪ :‬ول‬
‫يعطى مؤنة إقامته الزائدة على مدة المسعافر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقعال فعي التحفعة‪ :‬وهعي ‪ -‬أي معدة‬
‫المسافر ‪ -‬أربعة أيام‪ ،‬ل ثمانية عشر يوما‪ ،‬لن شرطها قد ل يوجد‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعتمععد فععي‬
‫النهاية ‪ -‬تبعا لوالده ‪ -‬أنه إذا أقام لحاجة يتوقعها كل يععوم‪ ،‬يعطععى ثمانيععة عشععر يععوم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن لم يكن له( أي لبعن السععبيل وهععذا قيعد لكععونه يعطعى كفعايته ذهابععا وإيابععا‪،‬‬
‫وخرج به ما إذا كان له ذلك فإنه إنما يعطى القدر الذي يوصععله إلععى الموضععع الععذي‬
‫فيه مععاله‪ ،‬مععن الطريععق أو المقصععد‪ .‬وعبععارة الععروض وشععرحه‪) .‬فععرع( يعطععى ابععن‬
‫السبيل ما يكفيه في سفره ذهابا‪ ،‬وكذا إيابا‪ ،‬لقاصد الرجوع‪ ،‬إن لم يكن له في طريقععه‬
‫أو مقصده مال‪ ،‬أو ما يبلغه ماله إن كان له فيه مال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصدق فععي دعععوى‬
‫السعفر( أي إرادة السعفر‪) .‬وقعوله‪ :‬وكعذا فعي دععوى الغعزو( أي وكعذلك يصعدق فعي‬
‫دعوى إرادة الغزو ‪ -‬كما في حجر على بافضل ‪ -‬قال الكردي‪ :‬وخرج بإرادة غععزو‪،‬‬
‫وكذا إرادة سفر ابن السبيل‪ ،‬ما لو ادعيا نفس الغزو والسفر فإنهمععا ل يصععدقان‪ .‬قععال‬
‫في اليعاب‪ :‬لسهولة إقامة البينة عليهمععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بل يميععن( متعلععق بيصععدق‪ ،‬أي‬
‫يصدق بل يمين‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لنه لمر مستقل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسترد منه( أي ممن‬
‫ذكر من معدعي السععفر ومعدعى الغعزو‪) .‬وقعوله‪ :‬مععا أخعذه( نععائب فاعععل يسعترد‪ ،‬أي‬
‫يسترده إن بقي‪ ،‬وإل فبدله‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم يخرج( أي من ذكر‪ .‬بأن مضت‬
‫ثلثة أيام تقريبا ولم يترصد للخروج‪ ،‬ول انتظععر رفقععة‪ ،‬ول أهبععة ‪ -‬كمععا فععي التحفععة‬
‫والنهاية ‪ -‬وإن أعطي من ذكر‪ ،‬وخرج ثم رجعع‪ ،‬اسعترد فاضعل ابعن السعبيل مطلقعا‪،‬‬
‫وكذا فاضل الغازي بعد غزوه إن كان شيئا له وقع عرفا ولععم يقععتر علععى نفسععه‪ ،‬وإل‬
‫فل يسترد منه‪ .‬وفي التحفة‪ :‬يظهر أنه يقبل قوله في قدر الصرف‪ ،‬وأنه لو ادعى أنه‬
‫لم يعلم قدره صدق ولم يسترد منه شئ‪ ،‬ولو خرج الغازي ولم يغز ثم رجععع‪ ،‬اسععترد‬
‫ما أخذه‪ ،‬قال الماوردي‪ :‬لو وصل بلدهم ولم يقاتل لبعععد العععدو‪ ،‬لععم يسععترد منععه لن‬
‫القصععد السععتيلء علععى بلدهععم وقععد وجععد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬ول يعطععى أحععد‬
‫بوصفين( أي اجتمعا فيه‪ ،‬واستحق بهما الزكاة‪ ،‬كفقععر وغععرم‪ ،‬أو غععزو‪ .‬والمععراد‪ :‬ل‬
‫يعطى بهما من زكاة واحدة‪ .‬أما من زكاتين فيجوز أن يأخذ من واحععدة بصععفة‪ ،‬ومععن‬
‫الخرى بصفة أخرى‪ .‬كغاز هاشمي‪ ،‬فإنه يأخذ بهما من الفععئ‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬إن أخععذ‬
‫إلخ(‬

‫] ‪[ 221‬‬
‫هذا تقييد لما قبله‪ :‬أي محل امتناع الخذ بهما إن لم يتصرف في المععأخوذ أول‪،‬‬
‫وإل يمتنع ذلك‪ .‬وعبارة المنهاج مع التحفة‪ :‬ومن فيه صفتا استحقاق للزكععاة ‪ -‬كععالفقر‬
‫والغرم‪ ،‬أو الغزو ‪ -‬ويعطى من زكاة واحدة بأحدهما فقط‪ ،‬والخيرة إليه ‪ -‬في الظهر‬
‫‪ -‬لنه مقتضى العطف في الية‪ .‬نعععم‪ ،‬إن أخععذ بععالغرم أو الفقععر مثل‪ ،‬فأخععذه غريمععه‬
‫وبقي فقيرا أخذ بالفقر‪ ،‬وإن نازع فيه كععثيرون‪ .‬فععالممتنع إنمععا هععو الخععذ بهمععا دفعععة‬
‫واحدة‪ ،‬أو مرتبا قبل التصرف في المأخوذ‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬تنبيه( أي من حكععم‬
‫استيعاب الصناف والتسوية بينهم‪ ،‬وما يتبع ذلك‪ .‬وقد أفرده الفقهععاء بفصععل مسععتقل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو فرق المالك إلخ( خرج به المام‪ ،‬فإنه إذا فرق لم يسقط سهم العامل‪ .‬نعم‪،‬‬
‫إن جعل للعامل أجرة في بيععت المععال سععقط أيضععا‪) .‬والحاصععل( أنععه إن فععرق المععام‬
‫وجب عليه تعميم الصناف الثمانية بالزكععاة‪ .‬وإن فععرق المالععك أو نععائبه وجععب عليععه‬
‫تعميم سبعة أصناف‪ .‬ومحل وجوب التعميععم فععي الشععقين إن وجععدوا‪ ،‬وإل فمععن وجععد‬
‫منهم‪ ،‬حتى لو لم يوجد إل فقير واحد صرفت كلها له‪ .‬والمعدوم ل سهم له‪ ،‬قععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬قال ابن الصععلح ‪ -‬والموجععود الن أربعععة‪ :‬فقيععر‪ ،‬ومسععكين‪ ،‬وغععارم‪ ،‬وابععن‬
‫السبيل‪ .‬وإل مر ‪ -‬كما قال ‪ -‬في غالب البلد‪ ،‬فإن لم يوجععد أحععد منهععم حفظععت حععتى‬
‫يوجد بعضهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن انحصر المسععتحقون إلعخ( أي فععي البلعد‪ .‬ومحععل هععذا‬
‫فيما إذا كان المخرج للزكوات المالك‪ ،‬فإن كان المام فل يشععترط انحصععارهم فيهععا‪،‬‬
‫بل يجب عليه تعميمهم‪ ،‬وإن لم ينحصروا‪ .‬والمراد تعميم من وجععد فععي القليععم الععذي‬
‫يوجد فيه تفرقة الزكاة‪ ،‬ل تعميم جميععع المسععتحقين فععي الععدنيا‪ ،‬لتعععذره‪) .‬والحاصععل(‬
‫يجب على المام ‪ -‬إذا كان هو المخرج للزكوات ‪ -‬أربعععة أشععياء‪ :‬تعميععم الصععناف‪،‬‬
‫والتسوية بينهم‪ ،‬وتعميم آحاد كل صنف‪ ،‬والتسععوية بينهععم إن اسععتوت الحاجععات‪ .‬وإذا‬
‫كان المخرج المالك‪ :‬وجبت أيضا ‪ -‬ما عععدا التسععوية بيععن الحععاد ‪ -‬إل إن انحصععروا‬
‫في البلد ووفى المال بهم‪ ،‬فإنها تجب أيضا‪ .‬فإن أخل المالك أو المام ‪ -‬حيععث وجععب‬
‫عليه التعميم ‪ -‬بصنف‪ ،‬غرم له حصته‪ .‬لكن المام إنما يغععرم مععن الصععدقات‪ ،‬ل مععن‬
‫مال نفسه‪) .‬قعوله ‪ -‬أيضعا ‪ :-‬ثعم إن انحصعر المسعتحقون( أي فعي آحعاد يسعهل ععادة‬
‫ضبطهم‪ ،‬ومعرفة عددهم‪) .‬قوله‪ :‬ووفى بهم( أي بحاجععاتهم النععاجزة فيمععا يظهععر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وتحفة‪ .‬قال سم‪ :‬وانظر‪ :‬ما المراد بالناجزة ؟ قال ع ش‪ :‬ويحتمل أن المراد مؤنة يوم‬
‫وليلة‪ ،‬وكسوة فصل‪ ،‬أخذا مما يأتي في صدقة التطوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لزم تعميمهععم( أي‬
‫وإن زادوا على ثلثة من كل صنف‪ ،‬ول يجوز القتصار على ثلثة‪ ،‬إذ ل مشقة في‬
‫الستيعاب حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬وإل لم يجب( أي وإن لم ينحصععروا‪ ،‬أو انحصعروا لكعن لععم‬
‫يف المال بحاجتهم‪) .‬قوله‪ :‬ولم يندب( أي تعميمهم‪) .‬قععوله‪ :‬لكععن يلزمععه( أي المالععك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إعطاء ثلثة( أي فأكثر‪ ،‬وذلك لنهم ذكروا في الية بلفظ الجمع وأقلعة ثلثعة‪،‬‬
‫إل ابن السبيل فإنه ذكر فيها مفردا‪ ،‬لكن المراد به الجمع‪ .‬قال في النهاية‪ :‬نعم‪ ،‬يجوز‬
‫أن يكون العامل متحدا‪ ،‬حيث حصلت به الكفاية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكونوا إلخ( غاية‬
‫للزوم إعطاء ثلثة‪ ،‬أي يلزمه إعطاؤهم وإن لم يكونوا موجودين في بلد الزكاة وقععت‬
‫الوجوب‪ ،‬وإنما وجدوا عند العطاء‪) .‬قوله‪ :‬ومن المتوطنين( أي وإعطاء ثلثععة مععن‬
‫المتوطنين أولى من غيرهم‪) .‬فقوله‪ :‬أولعى( خععبر لمبتعدأ محععذوف‪ .‬وعبعارة العروض‬
‫وشععرحه‪ :‬وإذا لععم يجععب السععتيعاب يجععوز الععدفع للمسععتوطنين والغربععاء‪ ،‬ولكععن‬
‫المستوطنون أولى من الغرباء‪ ،‬لنهم جيععران‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو أعطععى( فععاعله يعععود‬
‫على المالك فقط‪ ،‬إذا الكلم فيه‪ ،‬وبدليل قوله بعد‪ :‬غرما لعه معن معاله‪ ،‬إذ المعام إنمعا‬
‫يغرم من مال الصدقات التي بيده ‪ -‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬اثنين من كل صنف( مثله مععا إذا‬
‫أعطععى واحععدا مععن صععنف‪ ،‬والثنععان موجععودان‪) .‬قععوله‪ :‬والثععالث( أي والحععال أن‬
‫الشخص الثالث من كل صنف موجود‪ ،‬فإن كان معدوما فسيذكر حكمه‪) .‬قوله‪ :‬لزمه‬
‫أقل متمول( قال في شرح الروض‪ :‬أي لنه لو أعطاه لععه ابتععداء خععرج عععن العهععدة‪،‬‬
‫فهو القدر الذي فرط فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غرما له( أي حال كون أقل المتمول غرما لذلك‬
‫الثالث‪ ،‬أو على جهة الغرم له‪ ،‬فهو منصوب‬

‫] ‪[ 222‬‬
‫على الحال أو التمييز‪) .‬وقوله‪ :‬من ماله( متعلععق بغرمععا‪ ،‬أي يغرمععه المالععك لععه‬
‫من مال نفسه‪ ،‬ل من الزكاة‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو فقعد بععض الثلثعة( أي معن بلعد الوجعوب‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬رد حصععته( أي ذلععك البعععض المفقععود‪) .‬قععوله‪ :‬علععى بععاقي صععنفه( أي علععى‬
‫الموجود منه‪) .‬وقوله‪ :‬إن احتاجه( الضمير المستتر يعود على باقي صععنفه‪ ،‬والبععارز‬
‫يعود على الحصة‪ ،‬وكععان الولععى تععأنيثه‪ ،‬لن الحصععة مؤنثععة‪ .‬والمعنععى يععرد حصععة‬
‫المفقود على الباقي إن احتاج إليها‪ ،‬بأن نقص نصيبه ععن كفععايته‪ .‬وعبععارة الععروض‪:‬‬
‫ومتى عدم بعضععهم أو فضععل عععن كفايععة بعضععهم شععئ رد أي نصععيبهم فععي الولععى‪،‬‬
‫والفاضل في الثانية ‪ -‬على الباقين‪ .‬قععال فععي شععرحه‪ :‬ومحلععه إذا نقععص نصععيبهم عععن‬
‫كفايتهم‪ ،‬وإل نقل عن ذلك البعض‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪ .‬ولععم يتعععرض المؤلععف لمععا إذا فقععد‬
‫الصناف أو بعضهم‪ .‬وحاصل الكلم عليه ‪ -‬كما في المنهج وشرحه ‪ -‬أنه إذا عدمت‬
‫الصناف أو فضل عنهم شئ‪ ،‬وجب نقلها‪ ،‬أو نقل الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلععد إلععى‬
‫مال المتصدق‪ .‬فإن عدم بعضهم‪ ،‬أو وجدوا كلهم‪ ،‬وفضل عن كفاية بعضهم شئ‪ ،‬رد‬
‫نصيب البعض المعدوم أو الفاضل على الباقين إن نقععص نصععيبهم عععن كفععايتهم‪ ،‬ول‬
‫ينقل إلى غيرهم‪ ،‬لنحصار الستحقاق فيهم‪ .‬فإن لععم ينقععص نصععيبهم‪ ،‬نقععل ذلععك إلععى‬
‫ذلك الصنف بأقرب بلعد‪) .‬قعوله‪ :‬وإل فعلعى بعاقي الصعناف( أي وإن لعم يحتعج ذلعك‬
‫البعض الباقي إلى حصة المفقود ردت على باقي الصععناف‪) .‬قععوله‪ :‬ويلععزم التسععوية‬
‫إلخ( أي سواء قسم المالك أم المام‪ ،‬وإن تفاوتت حاجاتهم‪ ،‬لن ذلك هو قضية الجمع‬
‫بينهم بواو التشريك‪ .‬ولو نقص سهم صنف عن كفععايتهم‪ ،‬وزاد سععهم صععنف آخععر رد‬
‫فاصل هذا على أولئك‪) .‬قوله‪ :‬ل التسوية بين آحاد الصنف( أي ل تجب التسوية بيععن‬
‫آحاد الصنف‪ ،‬فله أن يعطي الزكاة كلها لفقير‪ ،‬إل أقل متمول‪ ،‬فيعطيه لفقيرين‪ .‬وإنما‬
‫لععم تجععب لعععدم انضععباط الحاجععات الععتي مععن شععأنها التفععاوت‪ ،‬بخلف الصععناف‪،‬‬
‫فمحصورة‪ .‬وهذا محله إن قسم المالك‪ ،‬فإن قسم المام وكثر مععا عنععده‪ ،‬فععإن اسععتوت‬
‫حاجاتهم وجبت التسوية‪ ،‬وإل فيراعيها‪) .‬قوله‪ :‬بععل تنععدب( أي التسععوية بيععن الحععاد‪،‬‬
‫لكن إن استوت حاجاتهم‪ .‬فإن تفاوتت استحب التفاوت بقدرها‪) .‬قوله‪ :‬واختار جماعة‬
‫إلخ( هذا مقابل للقول بلزوم تعميمها للصناف‪ ،‬لن ذلعك ععام فعي زكعاة المعال وفعي‬
‫زكاة الفطرة‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ويجب استيعاب الصناف الثمانية بالزكععاة ‪-‬‬
‫إن أمكن ‪ -‬بأن فرقها المام ووجدوا كلهم‪ ،‬لظاهر الية‪ ،‬سواء زكاة الفطر وغيرهععا‪.‬‬
‫واختار جماعة من أصحابنا ‪ -‬منهم الصطخري ‪ -‬جواز صععرف الفطععرة إلععى ثلثععة‬
‫مساكين أو غيرهم من المستحقين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬لكن اختار جمع جععواز دفعهععا‬
‫لثلثة فقراء أو مساكين مثل‪ ،‬وآخرون جوازه لواحد‪ ،‬وأطال بعضععهم فععي النتصععار‬
‫له‪ .‬بل نقل الروياني عن الئمة الثلثة وآخرين أنه يجوز دفع زكاة المععال أيضععا إلععى‬
‫ثلثة من أهل السهمان‪ ،‬قال‪ :‬وهو الختيار‪ ،‬لتعذر العمل بمذهبنا‪ .‬ولو كععان الشععافعي‬
‫حيا لفتى به‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الكردي‪ :‬وفي فتاوى السيوطي الفقهية‪ :‬يجوز للشافعي أن يقلععد‬
‫بعض المذاهب في هذه المسألة‪ ،‬سواء عمل فيما تقدم بمذهبه أم ل‪ ،‬وسواء دعت إليه‬
‫ضرورة أم ل‪ ،‬خصوصا إن صرف زكاة الفطرة لقل من ثلثععة رأى فععي المععذهب‪،‬‬
‫فليس الخذ به خروجا عن المذهب بالكلية‪ ،‬بل أخععذ بأحععد القععولين أو الععوجهين فيععه‪،‬‬
‫وتقليد لمن رجحه من الصحاب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو كان كل صنف إلخ( عبارة الروض‬
‫وشععرحه‪ :‬ويسععتحقها ‪ -‬أي الزكععاة ‪ -‬العامععل بالعمععل‪ ،‬والصععناف بالقسععمة‪ .‬نعععم‪ ،‬إن‬
‫انحصر المستحقون في ثلثة فأقل‪ :‬استحقوها من وقت الوجوب‪ ،‬فل يضرهم حدوث‬
‫غنى أو غيبة لحدهم‪ ،‬بل حقه باق بحاله‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الكععردي‪ :‬وبحععث فععي التحفععة أنهععم‬
‫يملكون ما يكفيهم علععى قععدر حاجععاتهم‪ ،‬قععال‪ :‬ول ينععافيه مععا يععأتي مععن الكتفععاء بأقععل‬
‫متمول لحدهم‪ ،‬لن محله ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬حيث ل ملك إلخ‪ ،‬أي حيث زادوا علععى‬
‫ثلثة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو بعض الصناف إلخ( أي والبعض الخر ليس محصورا‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وقت الوجوب( ظرف متعلق بمحصورا بعده‪) .‬قععوله‪ :‬اسععتحقوها( واو الجمععع عععائدة‬
‫على الثلثة فأقل‬

‫] ‪[ 223‬‬
‫من كل صنف‪ .‬والضمير البارز عائد علععى الزكععاة‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي الولععى( هععي‬
‫صععورة انحصععار كععل الصععناف‪) .‬قععوله‪ :‬ومععا يخععص إلععخ( معطععوف علععى مفعععول‬
‫استحقوها‪ .‬والتقدير‪ :‬واستحقوا ما يخص المحصورين‪ .‬ول يخفى ما فيععه‪ ،‬إذ يفيععد أن‬
‫المستحقين غير المحصورين‪ ،‬مع أنهم عينهم‪ .‬وكان المناسب والخصر أن يقول‪ :‬أو‬
‫ما يخصهم منها في الثانية‪ ،‬وهععي صععورة انحصععار بعععض الصععناف‪ .‬والمعنععى‪ :‬أن‬
‫المحصععورين مععن الصععناف فععي الصععورة الثانيععة يسععتحقون مععا يخصععهم مععن وقععت‬
‫الوجوب‪ ،‬وأما غيرهم من بقية الصناف فل يستحق حصته إل بالقسمة‪) .‬والحاصل(‬
‫إن انحصر كل الصناف استحقوها مععن وقععت الوجععوب‪ ،‬وإن انحصععر البعععض دون‬
‫البعض فلكل حكمه‪ .‬نعم‪ ،‬العامل يملك بالعمل ‪ -‬كما مر ععن العروض ‪) .-‬قعوله‪ :‬معن‬
‫وقععت الوجععوب( متعلععق باسععتحقوها بالنسععبة للصععورتين‪ ،‬أي اسععتحقوها مععن وقععت‬
‫الوجوب‪ ،‬أي يملكونها من حينئذ ملكا مستقرا‪ ،‬وإن لم يقبضوها فلهععم التصععرف فيهععا‬
‫قبل قبضها إل بالستبدال عنها والبراء منها‪ ،‬وإن كان هو القيععاس‪ ،‬إذ الغععالب علععى‬
‫الزكاة‪ ،‬التعبد‪ .‬كذا في التحفة والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬فل يضر إلخ( مرتعب علعى اسعتحقاقهم‬
‫لها من وقت الوجوب‪ ،‬أي أنه إذا كان العبرة في ذلععك بععوقت الوجععوب فل يضععر مععا‬
‫يحدث بعده من غنى أو موت أو غيبة عن محل الوجععوب‪) .‬قععوله‪ :‬بععل حقععه( أي مععن‬
‫حدث له الغنى أو الموت بعد الوجوب‪) .‬وقوله‪ :‬باق بحععاله( أي ل يتغيععر بمععا حععدث‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيدفع نصيب إلخ( مفعرع علعى كعون الحعق باقيعا‪ ،‬أي فعإذا كعان باقيعا بالنسعبة‬
‫لحدوث الموت فيدفع نصيبه لوارثه‪ ،‬وإن كان غنيا‪) .‬وقوله‪ :‬وإن كععان هععو المزكععي(‬
‫أي وإن كان ذلك الوارث هو المزكي المالك‪ ،‬بأن كان الميت أخا استحق زكاة أخيه‪،‬‬
‫ثم مات وورثعه أخعوه المزكعي‪ ،‬فعإنه يسعتحق نصعيب أخيعه الميعت معن زكعاة نفسعه‪،‬‬
‫وحينئذ تسقط زكاته عنه‪ .‬والنية لسقوط الدفع عنه‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬ولو مععات‬
‫واحد منهم ؟ دفع نصيبه إلى وارثه‪ ،‬وقضيته أن المزكي لو كان وارثه أخععذ نصععيبه‪.‬‬
‫وعليعه‪ :‬فتسععقط النيععة لسععقوط الععدفع‪ ،‬لنعه ل يععدفع مععن نفسععه لنفسعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يشاركهم( معطوف على فل يضر إلخ‪ ،‬فهععو مرتععب أيضععا علععى اسععتحقاقهم لهععا‪ ،‬أي‬
‫وإذا استحقها هؤلء المحصورون ل يشاركهم من حععدث عليهععم بعععد وقععت الوجععوب‬
‫من الفقراء ونحوهم‪ ،‬لن الزكععاة قعد صععارت ملكععا لغيرهععم‪) .‬قععوله‪ :‬وقععت الوجععوب(‬
‫متعلق بغائب‪) .‬قوله‪ :‬فإن زادوا( الضمير يعود على معلوم من السععياق‪ ،‬أي فععإن زاد‬
‫المستحقون في كل الصناف أو بعضهم‪ .‬وهذا مقابل قوله‪ :‬محصورا في ثلثة فأقل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم يملكوا إل بالقسمة( قال الكردي‪ :‬قال القمولي في الجواهر‪ :‬فلو مععات واحععد‬
‫أو غاب أو أيسر بعد الوجوب وقبل القسمة‪ ،‬فل شئ له‪ .‬وإن قدم غريب أو افتقر من‬
‫كان غنيا يوم الوجوب‪ ،‬جاز الصرف إليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجوز لمالععك نقععل الزكععاة(‬
‫أي لخبر الصحيحين‪ :‬صدقة تؤخذ من أغنيائهم‪ ،‬فترد على فقرائهم‪ .‬ولمتداد أطمععاع‬
‫مستحقي كل محل إلى ما فيه من الزكاة‪ ،‬والنقل بوحشهم‪ ،‬وبه فارقت الكفارة والنععذر‬
‫والوصية والوقف على الفقراء‪ ،‬ما لم ينص الواقف فيه على غيععر النقععل‪ ،‬وإل فيتبععع‪.‬‬
‫وخرج بالمالك‪ ،‬المام‪ ،‬فيجوز له نقلها إلى محل عمله‪ ،‬ل خارجه‪ ،‬لن وليته عامة‪،‬‬
‫وله أن يأذن للمالك فيه‪) .‬قوله‪ :‬عن بلد المال( أي عن محععل المععال الععذي وجبععت فيععه‬
‫الزكاة‪ ،‬وهو الذي كان فيه عند وجوبها‪ .‬ويؤخذ من كون العبرة ببلد المال‪ :‬أن العبرة‬
‫في الدين ببلد المدين‪ .‬لكن قال بعضهم‪ :‬له صرف زكاته فععي أي محععل شععاء‪ ،‬لن مععا‬
‫في الذمة ليس له محل مخصوص‪ ،‬وهو المعتمععد‪ .‬وهععذا فععي زكععاة المععال‪ .‬أمععا زكععاة‬
‫الفطرة‪ :‬فالعبرة فيها ببلد المععؤدى عنععه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو إلععى مسععافة قريبععة( فععي حاشععية‬
‫الجمل ما نصه‪) :‬فععرع( مععا حععد المسععافة الععتي يمتنععع نقععل الزكععاة إليهععا ؟ فيععه تععردد‪،‬‬
‫والمتجه منه أن ضابطها في البلد ونحوه ما يجوز الععترخص ببلععوغه‪ .‬ثععم رأيععت ابععن‬
‫حجر مشى على ذلك في فتاويه‪ ،‬فحاصله أنه يمتنع نقلها إلى مكان يجوز فيه القصععر‬
‫ويجوز إلى ما ل يجوز فيه القصر ا‍ه‪ .‬سم وعبارة ح ل‪ :‬قوله إلى بلد آخععر‪ ،‬أي إلععى‬
‫محل تقصر فيه الصلة‪ ،‬وليس البلد الخر بقيد‪ ،‬لن المدار على نقلهععا لمحععل تقصععر‬
‫فيه الصلة‪ :‬فإذا خرج مصري إلى خارج باب السور ‪ -‬كباب النصر ‪-‬‬

‫] ‪[ 224‬‬
‫لحاجة آخر يوم مععن رمضععان‪ ،‬فغربععت عليععه الشععمس هنععاك‪ ،‬ثععم دخععل‪ ،‬وجععب‬
‫إخراج فطرته لفقراء خارج باب النصععر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي فتععاويه‪ :‬مشععى فععي التحفععة‬
‫على خلفه‪ ،‬ونصها مع الصل‪ :‬والظهر منع نقل الزكاة عن محل المؤدى عنه إلى‬
‫محل آخر به مستحق لتصرف إليه‪ ،‬ما لم يقرب منه‪ ،‬بأن ينسب إليه عرفا بحيث يعد‬
‫معه بلدا واحدا‪ ،‬وإن خرج عن سوره وعمرانععه‪ .‬وقععول الشععيخ أبععي حامععد‪ :‬ل يجععوز‬
‫لمن في البلد أن يدفع زكاته لمن هو خارج السور‪ ،‬لنه نقل للزكاة‪ .‬فيه حرج شععديد‪،‬‬
‫فالوجه ما ذكرته‪ ،‬لنه ليس فيه إفراط ول تفريععط‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪ .‬وفععي النهايععة‪ :‬وقععد‬
‫يجوز للمالك النقل فيما لو وقععع تشععقيص‪ ،‬كعشععرين شععاة ببلععد‪ ،‬وعشععرين بععآخر‪ ،‬فلعه‬
‫إخراج شاة بأحدهما ‪ -‬مع الكراهععة ‪ -‬وفيمععا لععو حععال الحععول بباديععة ل مسععتحق بهععا‪،‬‬
‫فيفرق الزكاة بأقرب محل إليه به مستحق‪ ،‬ولهل الخيام الذين ل قرار لهععم‪ :‬صععرفها‬
‫لمن معهم‪ ،‬ولو بعض صنف ‪ -‬كمن بسفينة في اللجة ‪ -‬فإن فقدوا‪ ،‬فلمن بأقرب محععل‬
‫إليهم عند تمام الحول‪ ،‬والحلل المتمايزة ‪ -‬بنحو مرعى وماء ‪ -‬كل حلة كبلععد‪ ،‬فيحععرم‬
‫النقل إليها‪ ،‬بخلف غير المتميزة‪ ،‬فله النقل إليها لمن بدون مسافة القصععر مععن محععل‬
‫الوجوب‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬ول تجزئ( أي الزكاة المنقولععة‪ ،‬أي ل تقععع الموقعع‪.‬‬
‫وأتى به بعد قوله ول يجوز إلخ‪ ،‬لنه ل يلععزم مععن عععدم الجععواز عععدم الجععزاء‪ ،‬فقععد‬
‫يحرم‪ ،‬وهو يجزئ‪ ،‬كالبيع بعد نداء الجمعة‪) .‬قعوله‪ :‬ول دفعع القيمعة( معطعوف علعى‬
‫نقل الزكاة‪ ،‬فيكون الفعل مسلطا عليه‪ ،‬لكن بقطع النظر عن متعلقه ‪ -‬أعنععي للمالععك ‪-‬‬
‫لن عدم الجواز هنا وفيما بعد‪ ،‬ل فرق فيه بين أن يكون المخععرج المععام أو المالععك‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬ل يجوز للمخرج ‪ -‬مطلقا ‪ -‬دفع القيمة عن الزكاة المتعلقة بالعيععان‪ ،‬وهععي‬
‫زكاة غير مال التجارة‪ ،‬ول يجزئ‪) .‬قوله‪ :‬ول دفع عينه( معطععوف أيضععا علععى نقععل‬
‫الزكاة‪ ،‬أي ول يجوز دفع العين في مال التجارة عن الزكاة‪ ،‬ول يجزئ‪ ،‬لن متعلقها‬
‫القيمة‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في مال التجارة‪) .‬قوله‪ :‬إلى صنف واحد( أي من الصناف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبه قال أبو حنيفة( أي بجواز صرفها إلى صنف واحد‪ .‬قال أبععو حنيفععة‪ :‬وقععد‬
‫تقدم لنا ‪ -‬في مبحث الشرط الثاني في أداء الزكاة عن ابن حجر فععي شععرح العبععاب ‪-‬‬
‫أن الئمة الثلثة ‪ -‬وكثيرين ‪ -‬يقولععون بجععواز صععرفها إلععى شععخص واحععد‪ .‬فععانظره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجوز عنده( أي أبي حنيفة رضي ال عنه‪ .‬وفي حاشية الجمل ‪ -‬بعععد كلم ‪-‬‬
‫ما نصه‪) :‬فائدة( المفتى به من مذهب المالكية ‪ -‬كما علم من مراجعة الثقععات منهععم ‪-‬‬
‫أن النقل يجوز لدون مسافة القصر مطلقا‪ ،‬أي سواء كان المنقول إليه أحوج من أهععل‬
‫بلد الزكاة أو ل‪ ،‬وسواء زكاة الفطععر والماشععية النععابت‪ .‬وأمععا نقلهععا إلععى فععوق مسععافة‬
‫القصر فل يجوز‪ ،‬إل إن كان المنقول إليه أحوج من أهل بلد الزكاة‪ ،‬وإل فل يجععوز‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهذا كله فيما إذا أخذها المالك بنفسه أو نائبه ودفعها لمععن هععو فععي غيععر محلهععا‪.‬‬
‫وأما إذا جاء من ليس من أهل محلها وأخذها في محلها فل يقععال فيععه نقععل‪ ،‬بععل الععذي‬
‫حضر في محلها صار من أهله ‪ -‬سواء حضر قبععل الحععول أو بعععده‪ ،‬وسععواء حضععر‬
‫لغرض غير أخذها‪ ،‬أو لغرض أخذها فقط ‪ -‬فيجوز دفعها له مطلقععا‪ ،‬أي سععواء جععاء‬
‫من دون مسافة القصر أو من فوقها‪ ،‬سواء كععان أحععوج مععن أهععل البلععد أم ل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولو أعطاها إلخ( شروع في بيان مفاهيم شروط الخذين للزكاة‪ ،‬بعضها ملحععوظ فععي‬
‫كلمععه ‪ -‬وهععو السععلم‪ ،‬والحريععة‪ ،‬وأن ل يكععون هاشععميا‪ ،‬ول مطلبيععا ‪ -‬وبعضععها‬
‫مصرح به‪ ،‬وهععو السععتحقاق المععأخوذ مععن قععوله ‪ -‬سععابقا ‪ -‬لمسععتحقيها‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫الفطرة( أي ولو كانت الزكاة الفطرة‪ ،‬فل يجوز إعطاؤها لمععن ذكععر‪) .‬قععوله‪ :‬لكععافر(‬
‫مفعول أول لعطى‪ ،‬واللم زائدة‪ ،‬والمفعول الثاني الهاء في أعطاها مقدم‪ ،‬ول فععرق‬
‫في الكافر بين أن يكون أصليا أو مرتدا‪) .‬قوله‪ :‬أو من به رق(‬

‫] ‪[ 225‬‬
‫أي أو من قام به رق‪) .‬وقوله‪ :‬ولو مبعضا( غاية لمن به رق‪ ،‬أي ل فرق فيمن‬
‫قام به الرق بين أن يكون كله رقيقا‪ ،‬أو بعضه رقيق وبعضه الخر حر‪) .‬قوله‪ :‬غير‬
‫مكاتب( أما هو‪ :‬فيأخذ ‪ -‬لدخوله في الية ‪ -‬إذ المععراد مععن الرقععاب فيهععا ‪ -‬كمععا مععر ‪-‬‬
‫المكاتبون كتابة صحيحة‪) .‬قععوله‪ :‬أو هاشععمي أو مطلععبي( أي أو أعطاهععا لهاشععمي أو‬
‫مطلبي‪ ،‬وهما من انتسب لهاشم والمطلب‪ ،‬وإن لم يكونا مععن الشععراف‪ ،‬كالمنسععوبين‬
‫للعباس عم النعبي )ص(‪ ،‬ويقعال لهعم العباسعية‪ ،‬وكالمنسعوبين لسعيدنا علعي معن غيعر‬
‫السععيدة فاطمععة كمحمععد بععن الحنفيععة وأولده‪ .‬وأمععا الشععراف فهععم مععن نسععبوا لسععيدنا‬
‫الحسن‪ ،‬أو سيدنا الحسين ‪ -‬على المشهور ‪ -‬فيكون آل البيت أعم من الشراف‪ .‬وفي‬
‫حاشية الجمل‪ :‬قوله وأن ل يكون هاشميا ول مطلبيا‪ ،‬أي منتسععبا إليهمععا أو لحععدهما‪،‬‬
‫فخرج أولد بناتهم من غيرهم‪ ،‬لنهم ل حق لهععم فععي خمععس الخمععس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫مولى لهما( أي للهاشمي والمطلبي‪ ،‬أي عبد لهما‪ .‬وعبارة المنهاج مععع التحفععة‪ :‬وكععذا‬
‫مولهم ‪ -‬في الصح ‪ -‬للخبر الصحيح‪ :‬مولى القععوم منهععم‪ .‬ويفععرق بينهععم وبيععن بنععي‬
‫أخواتهم ‪ -‬مع صحة حديث‪ :‬ابن أخت القوم منهععم‪ ،‬بععأن أولئك لمععا لععم يكععن لهععم آبععاء‬
‫وقبائل ينسبون إليهم غالبا‪ ،‬تمحضت نسبتهم لساداتهم‪ ،‬فحرم ما حععرم عليهععم‪ ،‬تحقيقععا‬
‫لشرف موالتهم‪ ،‬ولم يعطوا من الخمس لئل يساووهم في جميع شععرفهم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لم يقع( أي ما أعطاه لمن ذكر عن الزكاة‪ ،‬وهو جواب لو‪ ،‬وقدره الشارح للعلة بعده‪.‬‬
‫وكان الصواب عدم تقديره‪ ،‬وتأخير العلة بعععد قععوله لععم يجععزئ‪ ،‬لن تقععديره يقتضععي‬
‫وقوع الجواب الذي في المتن ضائعا‪ .‬فتنبععه‪) .‬قععوله‪ :‬لن شععرط الخععذ‪ :‬السععلم( أي‬
‫فل يجوز إعطاؤها لكافر‪ .‬نعم‪ ،‬يجوز استئجار كافر وعبد كيال أو حامل أو حافظ أو‬
‫نحوهم من سهم العامل‪ ،‬لنه أجرة ل زكاة‪ ،‬بخلف نحععو سععاع‪ ،‬وإن كععان مععا يأخععذه‬
‫أجرة‪ ،‬لنه ل أمانة له‪ .‬ويجععوز اسععتئجار ذوي القربععى والمرتزقععة مععن سععهم العامععل‬
‫لشئ مما ذكر‪ ،‬بخلف عمله فيه بل إجارة‪ ،‬لن فيما يأخذه حينئذ شائبة زكاة‪ ،‬وبهععذا‬
‫يخص عموم قوله وأن ل يكون هاشميا ول مطلبيا‪ .‬أفععاده فععي التحفععة‪) .‬قععوله‪ :‬وعععدم‬
‫كونه هاشميا ول مطلبيا( أي ول مولى لهم ‪ -‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وإن انقطع عنهم خمس‬
‫الخمس( قال في بشرى الكريم‪ :‬لكن ذهب جم غفير إلى جوازهععا لهععم إذا منعععوا ممععا‬
‫مر‪ ،‬وأن علة المنع مركبة من كونها أو ساخا‪ ،‬ومن استغنائهم ‪ -‬بمععا لهععم مععن خمععس‬
‫الخمس ‪ -‬كما في حديث الطبراني وغيره‪ ،‬حيث علل فيععه بقععوله‪ :‬إن لكععم فععي خمععس‬
‫الخمس ما يغنيكم‪ .‬وقد منعوا مما لهم من خمس الخمس‪ ،‬فلم يبق للمنع إل جزء علة‪،‬‬
‫وهو ل يقتضي التحريم‪ .‬لكن ينبغي للدافع إليهم أن يبين لهم أنها زكاة‪ ،‬فلربما يتورع‬
‫من دفعت إليهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهذا القععول هععو مععذهب المالكيععة‪ ،‬كمععا نقلععه فععي حاشععية الجمععل‬
‫عنهم‪ ،‬ونصها‪ :‬وعبارة الشيخ عبد الباقي الزرقاني على الشيخ خليل‪ :‬ثم المعتمد عدم‬
‫حرمة صدقة التطوع على آلععه‪ ،‬واختصععاص الحرمععة بععالفرض إن أعطععوا مععن بيععت‬
‫المال ما يستحقونه‪ ،‬وإل أعطوا منها إن أضر بهم الفقر ‪ -‬كما في الواقي ‪ -‬أو أبيحت‬
‫لهم الصدقة ‪ -‬كما فععي البععاجي ‪ -‬بععل العطععاء لهععم حينئذ أفضععل مععن غيرهععم‪ .‬وكلم‬
‫الباجي ظاهر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لخبر إن هذه إلخ( أي ولخبر الحاكم عن علععي بععن العبععاس‬
‫أنه سأل النبي )ص( أن يستعمله على الصدقة فقال‪ :‬مععا كنععت أسععتعملك علععى غسععالة‬
‫اليدي‪ .‬وخبر الطبراني أنه )ص( قععال‪ :‬ل أحععل لكععم ‪ -‬أهععل الععبيت ‪ -‬مععن الصععدقات‬
‫شيئا‪ ،‬ول غسالة اليدي‪ .‬إن لكم في خمس الخمععس مععا يكفيكععم ‪ -‬أو يغنيكععم ‪ -‬أي بععل‬
‫يغنيكم‪ .‬وقوله‪ :‬ول غسالة اليدي‪ .‬عطف علة على معلول‪ ،‬أي لنها غسععالة اليععدي‪،‬‬
‫وأنتم منزهون عنها‪ .‬والمراد التنفير عنهععا‪) .‬قععوله‪ :‬أي الزكععوات( تفسععير للصععدقات‪،‬‬
‫وأتى به لئل يتوهم أن المراد بالصدقات ما يشمل صدقة التطوع‪ ،‬مع أنها تحل لهعم ‪-‬‬
‫كما سيصرح به‪) .‬قوله‪ :‬إنما هي أوساخ الناس( أي لن بقاءها في المععوال يدنسععها‪،‬‬
‫كما يدنس الثوب الوسخ‪ .‬والوساخ جمع وسخ‪ ،‬وهو لغة‪ :‬ما يعلععو الثععوب غيععره مععن‬
‫قلة التعهد‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في التحفة‪ ،‬وعبارته‪ :‬وكالزكععاة‪ :‬كععل‬
‫واجب من النذر والكفارة‪ ،‬ومنها دمععاء النسععك‪ ،‬بخلف التطععوع‪ .‬وحععرم عليععه )ص(‬
‫الكل‪ ،‬لن مقامه أشرف‪،‬‬
‫] ‪[ 226‬‬
‫وحلت له الهدية‪ ،‬لنها شععأن الملععوك‪ ،‬بخلف الصععدقة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلععه فععي النهايععة‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬وكالزكاة‪ :‬كل واجب ‪ -‬كنذر‪ ،‬وكفارة ‪ -‬بناء على أنه يسععلك بالنععذر مسععلك‬
‫واجب الشرع على أوجه احتمالين كما يؤخذ ترجيح ذلك من إفتاء الوالععد بععأنه يحععرم‬
‫عليهم الضحية الواجبة والجععزء الععواجب مععن أضععحية التطععوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بخلف‬
‫التطوع والهدية( أي فإنهما يحلن‪ ،‬ومفاده حتى للنبي أيضا‪ ،‬مع أن التطععوع ل يحععل‬
‫له‪ ،‬وإنما يحل للععه فقععط ‪ -‬كمععا يعلععم مععن عبععارة التحفععة المععارة ‪ .-‬وفععي البجيرمععي‪:‬‬
‫والراجح من مذهبنا حرمة الصدقتين عليه )ص(‪ ،‬وحرمة صدقة الفرض دون النفععل‬
‫علععى آلععه‪ .‬وقععال النععووي‪ :‬ل تحععل الصععدقة لل محمععد ‪ -‬ل فرضععها ول نقلهععا ‪ -‬ول‬
‫لمععواليهم‪ :‬إن مععولى القععوم منهععم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أو غنععي( معطععوف علععى كععافر‪ ،‬أي أو‬
‫أعطاها لغني‪) .‬قوله‪ :‬وهو من له كفاية العمر الغالب( أي من عنده مال يكفيععه العمععر‬
‫الغالب بحيث لو وزع عليه لخص كل يوم ما يكفيه‪) .‬قوله‪ :‬وقيل من لععه إلععخ( مقابععل‬
‫الصععح‪) .‬قععوله‪ :‬أو الكسععب( معطععوف علععى كفايععة‪ ،‬أي ومععن لععه الكسععب‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫الحلل( قيد‪) .‬وقوله‪ :‬اللئق( قيد ثان‪ .‬وخرج بععالول‪ :‬مععا إذا كععان لععه كسععب حععرام‪،‬‬
‫كأن يصطنع آلة اللهو المحرمة‪ .‬وبالثاني‪ :‬غيععر اللئق بععه‪ .‬فل عععبرة بهمععا‪ ،‬ويعطععى‬
‫من الزكوات‪) .‬قوله‪ :‬أو مكفي إلخ( معطوف على كافر أيضا‪ ،‬أي أو أعطاها لمكفععي‬
‫بالنفقة‪ ،‬وهو إما قريب أو زوجة‪ .‬وفي إطلقه عليها تغليب‪ ،‬وإل فهي يقال لها مكفية‬
‫‪ -‬بالتأنيث ‪ -‬وذكر هذا بعد الغني من ذكر الخاص بعد العام‪ .‬إذ المكفععي غنععي أيضععا‪.‬‬
‫وعبارة البرماوي‪ :‬قوله‪ :‬ومن تلزم المزكي نفقته‪ .‬لو أسقطه لكان أولى‪ ،‬لن المكفععي‬
‫بنفقة غيره غني‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بنفقععة قريععب( أي واجبععة‪ .‬وهععي نفقععة الصععل لفرعععه‪،‬‬
‫وبالعكس‪ ،‬ونفقة الزوج لزوجته ‪ -‬كما يسععتفاد مععن البيععان بعععده ‪ .-‬وخععرج بهععا النفقععة‬
‫غير الواجبة‪ ،‬كنفقة الخ على أخته‪ ،‬فل تمنع الفقر والمسكنة‪) .‬قوله‪ :‬من أصععل إلععخ(‬
‫بيان للقريب‪) .‬قوله‪ :‬بخلف المكفي بنفقة متعبرع( هعذا ل يفهعم معن كلمعه‪ ،‬بعل ممعا‬
‫زدته هناك‪ ،‬وهو أن تكون النفقة واجبة‪ ،‬وذلك لن المتبرع بالنفقة يكون قريبا أيضععا‬
‫كالخ والعم‪) .‬قوله‪ :‬لم يجزئ ذلك( أي ما أعطاه للغني وللمكفي بالنفقة‪ .‬وقععد علمععت‬
‫أن هذا بتقدير الشارح جواب لو الشرطية‪ ،‬وهو لععم يقععع يكععون ضععائعا‪ .‬والمناسععب ‪-‬‬
‫كما هو عادته ‪ -‬أن يقدر أداة شرط قبيل قوله أو غني‪ ،‬يكون هذا جععوابه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫تتأدى( أي الزكاة بععذلك‪ ،‬أي العطععاء‪ ،‬أي ل تقععع بععذلك‪ .‬وهععو عيععن عععدم الجععزاء‪،‬‬
‫فالخصر حذفه‪) .‬قوله‪ :‬إن كان الدافع إلخ( قيد في عدم الجععزاء‪ ،‬أي ل يجععزئ ذلععك‬
‫عنها إن كان الدافع هو المالك‪ ،‬فإن كان المام برئ المالك بإعطائها لععه‪) .‬قعوله‪ :‬وإن‬
‫ظن استحقاقهم( غاية في عدم الجععزاء حيععن كععان الععدافع المالععك‪ ،‬أي ل تجععزئ وإن‬
‫ظن المالك استحقاق من أعطاهم‪) .‬قوله‪ :‬ثعم إن كعان إلعخ( المناسعب فعإن كعان إلعخ ‪-‬‬
‫بالتعبير بالفاء‪ ،‬بدل ثم ‪ -‬لنه مقابل قوله‪ :‬إن كان الدافع المالك‪) .‬قوله‪ :‬بععرئ المالععك(‬
‫أي بإعطائها للمام‪ ،‬ولكن ل يقع عن الزكاة بدليل قوله بل يسترد المععدفوع‪ .‬وعبععارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬وإن أعطى المام من ظنه مستحقا فبان غنيا لم يضمن‪ ،‬لنعه غيععر‬
‫مقصر‪ ،‬ويجزئ عن المالك‪ ،‬وإن لم يجعزئ ععن الزكعاة ‪ -‬كمعا نقلعه فعي المجمعوع ‪-‬‬
‫ولهذا يسترد ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬والجزاء عن المالك ليس مرتبا على بيان كون المععدفوع‬
‫إليه غنيا بل هو حاصل بقبض المام‪ ،‬لنه نائب المسععتحقين‪ ،‬بخلف إعطععاء المالععك‬
‫من ظنه مستحقا فبان غنيا فإنه ل يجزئ‪ .‬وكذا ل يضمن المععام ويجععزئ مععا دفعععه ‪-‬‬
‫دون ما دفعه المالك ‪ -‬إن بان المدفوع إليععه هاشععميا أو مطلبيععا أو عبععدا أو كععافرا‪ ،‬أو‬
‫أعطاه من سععهم الغععزاة أو العععاملين ظانععا أنععه رجععل فبععان امععرأة فيسععترد المععام فععي‬
‫الصور كلها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يضمن المام( أي ما أعطاه لمن ظنه مستحقا‪ ،‬لنه غير‬
‫مقصر‪) .‬قوله‪ :‬بل يسترد المععدفوع( أي إن بقععي‪ ،‬فععإن تلععف رجععع الععدافع عليععه ببععدله‬
‫ودفعه للمستحقين‪ .‬وإذا كان الخذ عبدا أو تلف عنععده تعلععق البععدل بععذمته‪ ،‬ل برقبتععه‪.‬‬
‫فإن تعذر على المام السترداد لععم يضععمن‪ ،‬إل أن يكععون قععد قصععر فيععه حععتى تعععذر‬
‫فيضمن‪ .‬أفاده في شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬وما استرده‬

‫] ‪[ 227‬‬
‫إلخ( أي والذي استرده المام من المدفوع إليععه أعطععاه للمسععتحقين‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا‬
‫من لم يكتف إلخ( مفهوم قوله أو مكفي بنفقة وعدم الكتفاء بنفقععة القريععب إمععا لكععونه‬
‫معمرا ل يكفيه ما يأخععذه منععه‪ ،‬أو موسععرا وهععو أكععول ل يكفيععه مععا وجععب لععه عليععه‪.‬‬
‫وعبارة التحفة‪ :‬وأفهم قوله المكفي‪ :‬أن الكلم في زوج موسععر‪ ،‬أمععا معسععر ل يكفععي‪.‬‬
‫فتأخذ تمام كفايتها بالفقر‪ ،‬ويؤخذ منه أن مععن ل يكفيهععا مععا وجععب لهععا علععى الموسععر‬
‫لكونها أكولة تأخذ تمام كفايتها بالفقر ‪ -‬ولو منه فيما يظهر ‪ -‬وأن الغائب زوجهععا ول‬
‫مال له‪ ،‬ثم تقدر على التوصل إليه وعجزت عن القععتراض‪ ،‬تأخععذ‪ ،‬وهععو متجععه‪ .‬ثععم‬
‫رأيت الغزالي والمصنف في فتاويه وغيرهما ذكروا ما يوافق ذلك من أن الععزوج أو‬
‫البعض لو أعسر أو غاب ولععم يععترك منفقععا ول مععال يمكععن الوصععول إليععه‪ ،‬أعطيععت‬
‫الزوجة‪ ،‬والقريب بالفقر أو المسكنة‪ ،‬والمعتدة التي لها النفقة كالتي في العصععمة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في النهاية‪ .‬وكتب الرشيدي على قولها من أن الزوج أو البعض لو أعسر إلخ‪،‬‬
‫ما نصه‪ :‬هو صريح في أن من أعسر زوجهععا بنفقتهععا تأخععذ مععن الزكععاة‪ ،‬وإن كععانت‬
‫متمكنة من الفسخ‪ .‬ولعل وجهه أن الفسخ ل يلزم منه استغناؤها‪ .‬وقضية ذلك أنععه لععو‬
‫ترتب عليه الستغناء ‪ -‬بأن كان لها قريب موسر تلزمععه نفقتهععا لععو فسععخت أنهععا ‪ -‬ل‬
‫تعطى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فيعطيه المنفق وغيره( أي تمام كفايته‪) .‬وقوله‪ :‬حتى بالفقر( غايععة‬
‫لمقدر ‪ -‬أي يعطيه بكل صفة يستحق بها الخععذ‪ ،‬حععتى بصععفة الفقععر‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععوز‬
‫للمكفي بها الخذ بغير المسكنة والفقر( أي بغير صفة الفقر وصفة المسكنة مععن بقيععة‬
‫الصفات‪ ،‬أما بهما فل يجوز‪ ،‬لنه ليس متصفا بهما‪ ،‬لغناه بنفقة قريبه عليععه‪ .‬وعبععارة‬
‫الروض وشرحه‪) :‬فرع( لو اكتفى إنسععان بنفقععة مععن تلزمععه نفقتععه لععم يعععط مععن سععهم‬
‫الفقراء والمساكين‪ ،‬لغناه حينئذ ‪ -‬كالمكتسب كل يوم قدر كفايته ‪ -‬وله الخذ من بععاقي‬
‫السهام إن كان من أهلها‪ ،‬حعتى يجعوز لعه الخعذ ممعن تلزمعه نفقتعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقعوله‪ :‬إن‬
‫وجد( أي ذلك الوصف الذي هو غير الفقر والمسكنة‪ ،‬كأن يكون غازيا‪ ،‬أو مسععافرا‪،‬‬
‫أو عامل‪ ،‬أو مؤلفعا‪ ،‬أو غارمعا‪ .‬نععم‪ ،‬المعرأة ل تكعون عاملعة ول غازيعة ‪ -‬كمعا فعي‬
‫الروضة ‪) .-‬وقوله‪ :‬فيه( أي في المكفعي‪) .‬قعوله‪ :‬حعتى ممعن تلزمعه نفقتعه( أي حعتى‬
‫يجوز له الخذ من الزوج أو القريب الذي تلزمه نفقته‪) .‬قوله‪ :‬ويندب للزوجة إعطاء‬
‫زوجها إلخ( أي لحديث البخاري‪ :‬عن زينب امعرأة عبععد الع بعن مسععود أنهعا قعالت‪:‬‬
‫كنت في المسجد فرأيت النبي )ص(‪ ،‬فقال‪ :‬تصدقن ولععو مععن حليكععن‪ .‬وكععانت زينععب‬
‫تنفق على عبد ال وأيتام في حجرها‪ ،‬فقالت لعبد ال‪ :‬سل رسول ال ع )ص(‪ :‬أيجععزئ‬
‫عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصدقة ؟ فقععال‪ :‬سععلي أنععت رسععول‬
‫ال ع )ص(‪ .‬فععانطلقت إلععى النععبي )ص(‪ ،‬فوجععدت امععرأة مععن النصععار علععى البععاب‪،‬‬
‫حاجتها مثل حاجتي‪ ،‬فمر علينا بلل‪ ،‬فقلنا‪ :‬سل النعبي )ص(‪ :‬أيجعزئ عنعي أن أنفعق‬
‫على زوجي وأيتام لي في حجري ؟ ‪ -‬وقلنا ل تخبر بنععا ‪ -‬فععدخل‪ ،‬فسععأله‪ ،‬فقععال‪ :‬مععن‬
‫هما ؟ قال‪ :‬زينب‪ .‬قال‪ :‬أي الزيانب ؟ قال‪ :‬امرأة عبد ال بن مسعود‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬ولهععا‬
‫أجران‪ :‬أجر القرابة‪ ،‬وأجر الصدقة‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا والععذي يظهععر إلععخ( لعلععه فععي‬
‫غير التحفة وفتح الجواد‪ .‬نعم‪ ،‬في عبارة التحفة المارة ‪ -‬نقل عن الغزالي والمصنف‬
‫في فتاويه ‪ -‬ما يفيد ذلك‪ ،‬حيث قال‪ :‬إن الزوج أو البعض لو أعسر أو غاب إلخ ‪ -‬أي‬
‫أو لم يعسر ‪ -‬بأن كان موسرا لكن غععاب‪) .‬وقععوله‪ :‬لععو امتنععع مععن النفععاق عليععه( أي‬
‫على قريبه الفقير‪) .‬وقوله‪ :‬وعجز( أي قريبععه الفقيععر‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععه( أي عععن قريبععه‬
‫الموسر‪ ،‬وهو متعلق بعجز‪ .‬أي عجز عن أخذ النفقة منععه‪) .‬وقععوله‪ :‬بالحععاكم( متعلععق‬
‫بعجز أيضا‪ .‬والمراد أنه رفع أمره إلى الحاكم وحكم عليه بإعطاء النفقععة‪ ،‬فلععم يمتثععل‬
‫أمر الحاكم بإعطائه‪ ،‬لكونه ذا شوكة‪) .‬قوله‪ :‬أعطي( جععواب لععو‪) .‬وقععوله‪ :‬حينئذ( أي‬
‫حين إذا امتنع من النفاق وعجز عنه بالحاكم‪ .‬ومفاده أنه لو لم يعجز عنه الحاكم بأن‬
‫لم يرفع أمره إليه أنه ل يعطى‪ .‬وفععي البجيرمععي ‪ -‬نقل عععن البرمععاوي ‪ -‬مععا يفيععد أن‬
‫الرفع للحاكم ليس بقيد في الخذ من الزكاة‪ .‬وعبارته‪ :‬ولو امتنع قريبععه مععن النفععاق‪،‬‬
‫واستحى من رفعه إلى الحاكم‪ ،‬كان له الخذ‪ ،‬لنه غير مكفي‪.‬‬

‫] ‪[ 228‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لتحقق فقره أو مسكنته( أي القريب الععذي امتنععع قريبععه الموسععر مععن‬
‫النفاق عليه‪ ،‬وهعو تعليععل لعطععائه معن الزكعاة‪) .‬وقععوله‪ :‬الن( أي آن المتنععاع معن‬
‫النفقة عليه ‪ -‬أي وقته‪) .‬قوله‪ :‬أفتى النووي إلخ( ساقه فععي التحفععة مرتبععا علععى شععرط‬
‫زائد على شروط الخذ المارة‪ ،‬وعبارتها ‪ -‬بعد قول المصنف وأن ل يكون هاشععميا‪،‬‬
‫ول مطلبيا ‪ -‬وأن ل يكون محجورا عليه‪ .‬ومععن ثععم أفععتى المصععنف إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهععا‬
‫النهاية‪ .‬فلو صنع المؤلف مثل صنعهما لكان أولى‪ .‬وذلك لن الذي بلغ ‪ -‬وهو تععارك‬
‫للصلة ‪ -‬هو غير رشيد‪ ،‬فهو محجور عليععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي بععالغ( أي مسععتحق للزكععاة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬تاركا للصلة( حال من الضمير المستتر فععي بععالغ أي بلععغ والحععال أنععه تععارك‬
‫للصلة‪ .‬وكان عليعه أن يزيعد‪ :‬أو مبعذرا لمعاله ‪ -‬كمعا صعرح بعه فعي مقعابله التعي ‪-‬‬
‫)وقوله‪ :‬كسل( خرج به معا إذا كعان جحعدا لوجوبهعا‪ ،‬فل يعطعى أصعل‪ ،‬ل هعو‪ ،‬ول‬
‫وليه‪ ،‬لنه يكفر بذلك‪ ،‬والكافر ليس من أهلها‪ ،‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬أنه ل يقبضها إلخ( أن‬
‫وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر مقعدر متعلعق بعأفتى‪ ،‬أي أفعتى بععدم‬
‫قبض أحد له إياها ما عدا وليه فإنه هو الذي يقبضها له‪ .‬وفي الكلم حذف‪ :‬أي أفععتى‬
‫بأنه يصح إعطاؤها لععه‪ ،‬ويقبضععها عنععه وليععه‪) .‬قععوله‪ :‬أي كصععبي ومجنععون( الكععاف‬
‫للتنظير‪ ،‬أي أن هذا نظير الصبي والمجنون في أنه يكون القابض عنهما وليهما‪ ،‬ولو‬
‫حذف أي التفسيرية لكعان أولعى‪) .‬قعوله‪ :‬فل تعطعى لعه( أي فل تعطعى الزكعاة للبعالغ‬
‫المذكور نفسه‪ ،‬لنه غير رشيد‪ ،‬فهو محجور عليه‪) .‬قوله‪ :‬وإن غاب وليه( غايعة فعي‬
‫عدم العطاء‪ ،‬وحينئذ تبقى حصته من الزكععاة إلععى أن يحضععر الغععائب ويسععتلم عنععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لمن زعمه( أي زعم العطاء لنفععس البععالغ المعذكور عنععد غيبعة الععولي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بخلف ما لو طرأ تركه لها( أي للصلة‪ ،‬وهذا مفهوم المقارنة المسععتفادة مععن‬
‫جعل تاركا حال ‪ -‬كما علمت ‪) .-‬وقوله‪ :‬أو تبذيره( أي أو طععرأ تبععذير البععالغ لمععاله‪،‬‬
‫وهذا مفهوم قيد محذوف ‪ -‬كما علمت ‪) .-‬وقوله‪ :‬ولم يحجر عليه( قيد في الثاني‪ ،‬أي‬
‫طرأ تبذيره‪ ،‬والحال أنه لم يحجر عليه‪ .‬فإن حجععر عليععه لععم يقبضععها هععو‪ ،‬بععل وليععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإنه يقبضها( أي فإن البالغ الذي طرأ عليه ما ذكر يقبض الزكاة بنفسععه‪ ،‬لنععه‬
‫حينئذ رشيد‪) .‬قوله‪ :‬يجوز دفعها( أي الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬لفاسق( أي غير تارك الصلة‪،‬‬
‫أما هو فل تدفع الزكاة له‪ ،‬بل لوليه ‪ -‬كما مر آنفا ‪ -‬وفي فتاوي ابن حجععر مععا نصععه‪:‬‬
‫)سئل( رحمععه الع ‪ -‬عععن الجبععابرة والرمععاة للبنععدق ونحععوه المتصععفين بصععفات أهععل‬
‫الزكاة‪ ،‬هل يعطون منها ؟ وهل يعطون مع ترك الحرفة اللئقة بهم أم ل ؟ )فأجاب(‬
‫رحمه ال تعالى‪ :‬بأن النووي وغيره صععرحوا بععأنه يجععوز إعطععاء الزكععاة للفسععقة‪- ،‬‬
‫كتاركي الصلة ‪ -‬إن وجد فيهم شعرط اسععتحقاقها‪ ،‬لكععن مععن بلععغ منهععم ليععس مصععلحا‬
‫لدينه وماله ل يجوز إعطاؤها لهم‪ ،‬بل لوليهم‪ .‬ثم تركهم الحرف اللئقععة بهععم إن كععان‬
‫لشتغالهم بما هو أهم ‪ -‬كقتال الكفار ‪ -‬أعطوا من الفععئ والغنيمععة‪ ،‬ل مععن الزكععاة‪ ،‬أو‬
‫كقتال البغاة جاز إعطاؤهم من الزكاة‪ ،‬وإن كععان لغيععر ذلععك ‪ -‬كاشععتغالهم بالمعاصععي‬
‫ومحاربة المسلمين ‪ -‬فل يجوز إعطاؤهم شيئا من الزكاة‪ .‬ومن أعطاهم منها شيئا لععم‬
‫تبرأ ذمته‪ ،‬ويجب على كل ذي قدرة منعه وزجره عن ذلك بيده ثم لسانه‪ .‬وال أعلععم‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل إن علم( أي الدافع‪) .‬وقوله‪ :‬أنه( أي الفاسق‪) .‬وقوله‪ :‬يسععتعين بهععا( أي‬
‫الزكاة‪) .‬وقوله‪ :‬على معصية( كشراء خمر بها‪) .‬قوله‪ :‬فيحرم( أي الدفع لععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن أجزأ( أي دفعها له‪ ،‬فتبرأ ذمة المالععك‪) .‬قعوله‪ :‬تتمعة فعي قسععمة الغنيمعة( أي فععي‬
‫بيان قسمة الغنيمععة‪ .‬أي وفععي بيععان قسععمة الفععئ أيضععا‪ .‬وقععد أفردهععا الفقهععاء بترجمععة‬
‫مستقلة‪ ،‬واختلفععوا فععي وضعععها‪ ،‬فبعضععهم وضعععها عقععب بععاب الوديععة‪ .‬وقبيععل قسععم‬
‫الصدقات‪ ،‬وبعضهم عقب كتاب السير‪ .‬والمؤلف لما ذكر قسععم الصععدقات هنععا‪ ،‬ذكععر‬
‫معه قسم الفئ والغنيمة‪ ،‬لما بينهما من المناسبة‪ ،‬لن كل يجمعه المام ويفرقه‪.‬‬

‫] ‪[ 229‬‬
‫والغنيمة‪ :‬فعيلة بمعنى مفعولة‪ ،‬من الغنم‪ ،‬وهو الربععح‪ .‬والفععئ‪ :‬مصععدر فععاء‪ :‬إذا‬
‫رجع‪ .‬ثم اسععتعمل فععي المععال المععأخوذ مععن الكفععار‪ .‬والمشععهور تغايرهمععا ‪ -‬كمععا هععو‬
‫صريح كلم الشارح ‪ -‬وقيل كل منهما يطلق على الخر إذا أفععرد‪ ،‬فععإن جمععع بينهمععا‬
‫افترقا ‪ -‬كالفقير والمسكين‪ .‬والصل فيهما آية‪) * :‬ما أفععاء ال ع علععى رسععوله( * )‪(1‬‬
‫وآية‪) * :‬واعلموا أنما غنمتم من شئ( * )‪ (2‬ولم تحل الغنائم لحد قبل السععلم‪ ،‬بععل‬
‫كانت النبياء إذا غنموا مال جمعوه‪ ،‬فتأتي نععار مععن السععماء تأخععذه‪ .‬ثععم أحلععت للنععبي‬
‫)ص(‪ ،‬وكانت في صدر السلم له خاصة‪ ،‬لنه كالمقاتلين‪ :‬كلهععم نصععرة وشععجاعة‪،‬‬
‫بل أعظم‪ ،‬ثم نسخ ذلك‪ ،‬واستقر المر على ما يععأتي‪) .‬قععوله‪ :‬مععا أخععذناه( أي معاشععر‬
‫المسلمين‪ ،‬وهو قيد أول خرج به ما أخذه الذميون من أهل الحرب‪ ،‬فإنه ليس بغنيمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من أهععل حععرب( متعلععق بأخععذناه‪ ،‬وهععو قيععد ثععان‪ ،‬خععرج بععه مععا أخععذناه مععن‬
‫الذميين‪ ،‬وما أخذناه ممن لم تبلغه الدعوة أصل‪ ،‬أو دعوة نبينععا‪ ،‬وكععان متمسععكا بععدين‬
‫حق‪ ،‬فهو ليس بغنيمة‪ ،‬ومالهم يرد إليهم‪ .‬وخرج به أيضععا‪ ،‬مععا أخععذناه مععن المرتععدين‬
‫فعإنه فعئ‪ ،‬وليعس بغنيمعة‪ .‬وقيعد بعضعهم أهعل الحعرب بكعونهم أصعليين‪ ،‬وأخعرج بعه‬
‫المرتدين‪ ،‬ول حاجة إليه‪ ،‬لن المععراد معن أهععل الحععرب مععن كععانوا أصععليين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫قهرا( صفة لموصوف محذوف‪ ،‬أي أخذا قهرا بأن كان بإيجععاف ‪ -‬أي إسععراع خيععل‪،‬‬
‫أو بغال‪ ،‬أو إبل‪ ،‬أو سفن ‪ -‬وهو قيد ثالث‪ ،‬خرج به ما أخذناه منهم صلحا فهععو فععئ ‪-‬‬
‫كما سيأتي ‪ -‬وأسقط قيدا رابعا وهععو‪ :‬أن يكععون المععال الععذي أخععذناه منهععم ملكععا لهععم‪.‬‬
‫وخرج به ما إذا لم يكن كذلك كأن أخذه أهل الحععرب مععن المسععلمين قهععرا ثععم أخععذناه‬
‫منهععم‪ ،‬فيجععب رده لمععالكه‪) .‬والحاصععل( أن الغنيمععة هععي مععال أو اختصععاص أخععذه‬
‫المسلمون من كفار أصليين حربيين مالكين له قهرا‪ ،‬أي بقتال أو إيجععاف لنحععو خيععل‬
‫أو إبل‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم نأخذه من أهل الحرب قهرا‪ ،‬بأن أخذناه من غيرهععم‪،‬‬
‫أو أخذناه منهم ل قهرا‪ .‬فالول‪ :‬كالجزية المأخوذة من الذميين‪ ،‬وكالمال المأخوذ مععن‬
‫المرتدين‪ .‬والثاني‪ :‬كالذي صالحونا عليه‪) .‬وقوله‪ :‬فهو فئ( أي فما أخذناه ممععن ذكععر‬
‫هو فئ‪ .‬والجملة جواب الشرط‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن الول( أي الغنيمععة‪) .‬قععوله‪ :‬مععا أخععذناه‬
‫إلخ( فيه أن التعريف السابق للغنيمععة ل يشععمل مععا ذكععر‪ ،‬لن المععراد بععالقهر مععا كععان‬
‫بقتال وإيجاف خيل أو إبل‪ ،‬وهذا ليس كذلك‪ .‬ويمكن أن يقال‪ :‬المراد بالقهر ما يشععمل‬
‫الحقيقي والتنزيلي‪ ،‬وهذا من الثاني‪ ،‬لنه لما خععاطر بنفسععه ودخععل دارهععم علععى هععذا‬
‫الوجه ينزل منزلة القهر بالقتال ونحوه‪) .‬وقوله‪ :‬من دارهم( أي الحربيين‪ ،‬وهو ليعس‬
‫بقيععد‪ ،‬فمثلععه مععا أخععذناه منهععم بععدارنا‪ ،‬حيععث ل أمععان لهععم‪) .‬وقععوله‪ :‬اختلسععا( هععو‬
‫الختطاف بسرعة على غفلة‪ ،‬سواء كان من حرز مثله أم ل‪) .‬وقوله‪ :‬أو سرقة( هي‬
‫لغة‪ :‬أخذ المال خفية‪ .‬وشرعا‪ :‬أخذه خفية من حرز مثله‪ .‬فهو أخععص مععن الختلس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬على الصح( متعلق بما تعلععق بععه قععوله ومععن الول‪ ،‬أي أن كععونه مععن الول‬
‫مبني على الصح‪ .‬قال في التحفة‪ :‬لن تغريره بنفسه قعائم مقعام القتعال‪ ،‬ومعن ثعم لعو‬
‫أخذ سوما ثم هرب أو جحده‪ :‬اختص به‪ .‬ويوجه بأنه لما لم يكن فيععه تغريععر لععم يكععن‬
‫في معنى الغنيمة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لغزالي إلخ( بيان لمقابل الصح‪) .‬قوله‪ :‬وإمععامه( أي‬
‫إمععام الغزالععي‪ .‬أي شععيخه ‪ -‬وهععو إمععام الحرميععن ‪) .-‬قععوله‪ :‬حيععث قععال( أي الغزالععي‬
‫والمام‪) .‬قوله‪ :‬إنه( أي ما أخذناه من دارهم اختلسا أو سععرقة‪) .‬قععوله‪ :‬بل تخميععس(‬
‫ذكره تأكيد‪ ،‬وإل فيعلم من كونه مختصا بالخذ أنه ل يخمس‪) .‬قوله‪ :‬الجماع عليععه(‬
‫أي على ما قاله من أنه مختص بالخذ‪) .‬قوله‪ :‬من الثاني( أي الفععئ‪) .‬قععوله‪ :‬جزيععة(‬
‫هي ما أخذت من أهل الذمة في مقابلععة كفنععا عععن قتععالهم‪ ،‬وإقرارهععم بععدارنا‪ .‬ومثلهععا‪:‬‬
‫الخراج‪ ،‬وهو ضرب على الرض‪ ،‬صالحونا على أنها لنا ويسععكنونها بشععئ معلععوم‪،‬‬
‫فهو حينئذ أجرة ل يسقط بإسلمهم‪.‬‬

‫الحشر‪ (2) .6 :‬النفال‪41 :‬‬

‫] ‪[ 230‬‬
‫)قوله‪ :‬وعشر تجارة( يعني ما أخذ من أهلها‪ ،‬سواء ساوى العشر أم ل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتركة مرتد( وكذا تركة كافر معصوم من ذمي ومعاهد ومؤمن إذا لم يكن له وارث‬
‫أصل‪ ،‬فإن كععان لععه وارث أخععذ مععاله‪ ،‬سععواء كععان مسععتغرقا أم ل‪ ،‬ويععرد علععى غيععر‬
‫المستغرق ‪ -‬كبنععت ‪ -‬لن الععرد ل يختععص بالمسععلمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪) .‬قععوله‪ :‬ويبععدأ( أي‬
‫وجوبا‪) .‬وقوله‪ :‬في الغنيمة( أي في حععال قسععمة الغنيمععة‪ ،‬أو مععن الغنيمععة‪ .‬ففععي‪ :‬إمععا‬
‫باقية على معناها‪ ،‬أو بمعنى من‪) .‬قوله‪ :‬بالسلب( بفتح اللم‪ ،‬هو لغة‪ :‬الختلس‪ .‬قال‬
‫في القاموس‪ :‬سلبه سلبا وسلبا‪ .‬اختلسه‪ .‬وشرعا‪ :‬أخذ ما يتعلق بقتيل كافر من ملبوس‬
‫ونحوه‪ .‬ويطلق شرعا أيضععا علععى نفععس المععأخوذ‪ ،‬وعليععه الشععارح حيععث قععال‪ :‬وهععو‬
‫ملبوس إلخ‪) .‬قوله‪ :‬للقاتل( متعلق بمحذوف معطوف علععى يبععدأ‪ ،‬أي ويعطععى للقاتععل‪،‬‬
‫لخبر الصحيحين‪ :‬من قتل قتيل فله سلبه والمراد بالقاتل‪ :‬كل من ركععب غععررا يكفععي‬
‫به شر كافر في حال الحرب‪ ،‬بأن يزيل قوته كأن يفقأ عينيه‪ ،‬أو يقطع يديه أو رجله‪،‬‬
‫أو يأسره ‪ -‬فالمراد به ما يعم الحقيقة والمجاز‪ .‬فلو رمى كافرا وهو في حصن أو في‬
‫صف المسلمين فل سلب لعه‪ ،‬لنعه لععم يرتكععب الغععرر بهجععومه علعى الكفععار‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫المسلم( خرج به الكافر‪ ،‬فل سلب له‪ ،‬ولععو ذميععا أذن لععه المععام‪ .‬وذكععر المؤلععف مععن‬
‫شروط استحقاق القاتل للسلب شرطا واحدا‪ ،‬وهو ما ذكر‪ ،‬وبقي شروط‪ ،‬وهي‪ :‬كعون‬
‫المقتول غير منهي عن قتله‪ ،‬كصععبي وامععرأة لععم يقععاتل‪ ،‬فععإن قععاتل اسععتحق سععلبهما‪.‬‬
‫وكونه غير عين ‪ -‬أي جاسوس ‪ -‬ول مخذل‪ .‬وكونه غير رقيق لكععافر‪ .‬وتقععدم شععرط‬
‫يؤخذ من تعريف القاتل‪ ،‬وهو ركوب غرر‪ :‬أي أمر مخوف‪) .‬قوله‪ :‬بل تخميس( هذا‬
‫علم من قوله للقاتل‪ ،‬فذكره تأكيد‪ ،‬وعدم تخميس السلب هو المشهور‪ ،‬للحديث المععار‪،‬‬
‫ومقابله أنه يخمععس‪ :‬فأربعععة أخماسععه للقاتععل‪ ،‬وخمسععه لهععل الفععئ‪ .‬أفععاده البجيرمععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي السلب‪) .‬قوله‪ :‬ملبوس القتيل( أي مععا شععأنه أن يلبسععه القتيععل‪ ،‬سععواء‬
‫كان لبسا له بالفعل أو كان قد نزعها وقاتل عريانا في البر أو البحر ‪ -‬على المعتمد‪.‬‬
‫وشمل الملبوس‪ :‬الثياب والخف‪) .‬قوله‪ :‬وسلحه( أي القتيل‪ .‬والمراد به آلة الحرب ‪-‬‬
‫كدرع‪ ،‬ورمح‪ ،‬وسيف ‪ -‬ولو تعددت من نوع كسععيفين فععأكثر‪ ،‬ورمحيععن فععأكثر فقععال‬
‫بعضهم‪ :‬يأخذ الجميع‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬ل يأخذه من كععل نععوع إل واحععدا وهععو المعتمععد‬
‫لكن يختار واحدا منها‪ ،‬ولذلك قالوا لو تعددت الجنعائب اختعار واحعدة منهعا‪ ،‬لن كعل‬
‫واحدة منها جنيبة من أزال منعته ‪ -‬أي قوته ‪ .-‬وهكذا كل ما تعدد من نوع واحد‪ ،‬أي‬
‫فيختار واحدا منها ‪ -‬على القول بأنه ل يأخذ مععن كععل نععوع إل واحععدا وهععو المعتمععد‪.‬‬
‫أفاده الباجوري‪) .‬قوله‪ :‬ومركوبه( أي ولو بالقوة‪ ،‬كأن قاتل راجل وعنانه بيده أو بيد‬
‫غلمه‪ ،‬والمراد به ما يشمل الفرس‪ ،‬والجمل‪ ،‬والحمار‪) .‬قوله‪ :‬وكذا سععوار إلععخ( أي‬
‫ومثل ما ذكر من الملبوس والسلح في كونه مععن السععلب مععا يععتزين بععه فععي الحععرب‬
‫لغاظة المسلمين من سوار‪ :‬أي لمرأة حربيعة قعاتلت‪ ،‬أو لرجعل‪ ،‬لنهعم ل يعتقعدون‬
‫تحريمه‪ ،‬وهو ما يجعل في اليد‪ .‬ومنطقة‪ :‬وهي ما يشد بها الوسععط‪ .‬وخععاتم‪ :‬وهععو مععا‬
‫يجعل في الصابع‪ .‬وطوق‪ :‬وهو ما يجعل في العنق‪) .‬قوله‪ :‬وبععالمؤن( عطععف علععى‬
‫بالسلب‪ .‬ولو عبر بثم بدل الواو لكان أولى‪ ،‬لن إخراجها بعد السلب‪ .‬والمراد أنه بعد‬
‫إخراج السلب من الغنيمة يخرج منها المؤن اللزمة ‪ -‬كمؤنة الحفعظ والنقعل‪ ،‬وأجعرة‬
‫الحمال والكيال والوزان‪ ،‬وغير ذلعك ممععا يصععرف فيهعا ‪ -‬ومحلععه إن لعم يكعن هنععاك‬
‫متطوع بها‪ ،‬وإل فل يجوز إخراجها منها‪) .‬قوله‪ :‬كأجرة حمال( ول بد أن تكون قدر‬
‫أجرة المثل ل أزيد منها‪ .‬قال في التحفععة‪ :‬ول يجععوز لععه إخراجهععا وثععم متطععوع‪ ،‬ول‬
‫بأكثر من أجرة المثععل لنععه كععولي اليععتيم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم يخمععس باقيهععا( أي ثععم بعععد‬
‫إخراج السلب والمؤن يخمس الباقي‪ ،‬أي يجعل خمسة أقسام متساوية‪ ،‬ويؤخععذ خمععس‬
‫رقاع‪ ،‬ويكتب على واحدة‪ :‬لع تعععالى ‪ -‬أو للمصععالح ‪ ،-‬وعلععى أربعععة‪ :‬للغععانمين‪ .‬ثععم‬
‫تدرج في بنادق متساوية من طين ‪ -‬أو شمع ‪ -‬ويخرج لكل خمععس رقعععة‪ ،‬فمععا خععرج‬
‫ل أو للمصالح جعل بين أهل الخمس على خمسة‪ ،‬ويقسم مال الغانمين قبل قسمة هذا‬
‫الخمس‪ ،‬لكن بعد إفرازه بقرعة ‪ -‬كما عرف‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح المنهععج بتصععرف‪ .‬والمتععولي‬
‫لذلك المام أو نائبه‪ .‬ولو غزت طائفععة ول أميععر فيهععم مععن جهععة المععام فحكمععوا فععي‬
‫القسمة واحدا أهل‪ ،‬صحت‪ ،‬وإل فل‪) .‬قوله‪ :‬ولو عقارا( أي ولو كانت‬

‫] ‪[ 231‬‬
‫الغنيمة عقارا‪ ،‬وإنما كان العقار هنا لهم‪ ،‬بخلفه في الفئ‪ ،‬فإن المام يتخير فيه‬
‫بين قسمته كالمنقول‪ ،‬ووقفه وبيععه وقسعمة غلتعه فعي الوقععف‪ ،‬وثمنعه فععي العبيع‪ ،‬لن‬
‫الغنيمة حصلت بكسبهم وفعلهم‪ ،‬فملكوها بشرطه‪ ،‬بخلف الفئ فإنه إحسان جاء إليهم‬
‫من خارج‪ ،‬فكانت الخيرة فيه إلى المام‪ .‬أفاده سم‪) .‬قوله‪ :‬لمن حضر الوقععة( الجعار‬
‫والمجععرور متعلععق بمحععذوف خععبر أربعععة‪ ،‬أي أربعععة الخمععاس تعطععى لمععن حضععر‬
‫الوقعة ‪ -‬أي شهدها‪ ،‬أي بنية القتال ‪ -‬وإن لععم يقاتععل‪ ،‬أو لععم يكععن بنيععة‪ ،‬ولكععن قاتععل ‪-‬‬
‫كأجير لحفظ أمتعة‪ ،‬وتاجر‪ ،‬ومحترف ‪ -‬لقولي أبي بكر وعمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪:-‬‬
‫إنما الغنيمة لمن شععهد الوقعععة‪ .‬ول مخععالف لهمععا مععن الصععحابة‪ ،‬ولن القصععد تهيععؤه‬
‫للجهاد‪ ،‬ولن الغالب أن الحضور يجر إليه‪ ،‬ولن فيععه تكععثير سععواد المسععلمين‪ .‬وفععي‬
‫معنى من حضر‪ :‬جاسوس‪ ،‬وكمين‪ ،‬ومعن أخععر ليحععرس العسععكر مععن هجععوم العععدو‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن لم يقاتل( أي تعطى لمن حضر الوقعة ولو لم يقاتل‪ ،‬لكن بشرط أن يكون‬
‫حضر بنية القتال ‪ -‬كما علمت ‪) .-‬قوله‪ :‬فما أحد( أي ممن حضر الوقعععة‪ .‬وهععذا مععن‬
‫جملة حديث ذكعره فعي فتعح الجعواد‪ ،‬وعبعارته‪ :‬وذلعك لقعوله )ص( ‪ -‬وقعد سعئل ععن‬
‫الغنيمة ‪ :-‬ل خمسها‪ ،‬وأربعة أخماسها للجيش‪ ،‬فما أحد أولععى بععه‪ .‬وقععوله‪ :‬أولععى بععه‪:‬‬
‫أي بما ذكر من أربعة الخماس‪) .‬قوله‪ :‬ل لمن لحقهم( ظاهره أنه معطوف على لمن‬
‫حضععر الوقعععة‪ ،‬وفيععه أنععه يصععير التقععدير ل أربعععة أخمععاس لمععن لحقهععم‪ ،‬أي ليسععت‬
‫الربعة الخماس ثابتة لمن لحقهم‪ ،‬وهو صادق بثبوت بعضها لهم‪ ،‬وليس كععذلك‪ :‬إذا‬
‫علمت هذا‪ ،‬فالولى جعل الجععار والمجععرور متعلقععا بمحععذوف مناسععب‪ ،‬والتقععدير‪ :‬ل‬
‫يسهم من أربعة الخماس لمععن لحععق مععن حضععرها بعععد انقضععائها‪ ،‬لن الغنيمععة إنمععا‬
‫تكون لمن شهد الوقعة‪ ،‬وهذا لم يشهدها‪ .‬وخرج بقوله بعد انقضائها‪ :‬ما إذا لحق قبععل‬
‫انقضائها‪ ،‬فيسهم له فيما غنم بعد لحوقه‪ ،‬ل فيما غنم قبله‪ .‬وعبارة التحرير‪ :‬دون من‬
‫لحقهععم بعععد انقضععائها ولععو قبععل جمععع المععال‪ ،‬فل شععئ لععه‪ .‬بخلف مععن لحقهععم قبععل‬
‫انقضائها‪ ،‬لكن ل شئ له فيما غنم قبل لحوقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو قبل جمع المععال( غايععة‬
‫لعدم إعطاء من لحق بعد النقضععاء‪) .‬قععوله‪ :‬ول لمععن مععات إلععخ( أي ول يسععهم لمععن‬
‫مات‪ ،‬فالجار والمجرور متعلق بمحعذوف أيضعا ‪ -‬كالعذي قبلعه ‪) .-‬وقعوله‪ :‬فعي أثنعاء‬
‫القتال قبل الحيازة( قيدان‪ .‬خرج بالول‪ :‬ما إذا معات بععد القتعال‪ ،‬ولعو قبععل الحيعازة‪،‬‬
‫فإنه يسهم له ويعطى لوارثه‪ .‬وخرج بالثععاني‪ :‬مععا إذا مععات فععي الثنععاء‪ ،‬وبعععد حيععازة‬
‫شئ‪ ،‬فععإنه يسععهم لععه منععه‪ .‬وعبععارة المنهععاج مععع شععرح م ر‪ :‬ولععو مععات بعضععهم بعععد‬
‫انقضائه فحقه لوارثه‪ .‬وكذا لو مات بعد النقضاء للقتال‪ ،‬وقبل الحيازة فععي الصععح‪،‬‬
‫لوجود المقتضي للتمليك‪ ،‬وهو انقضاء القتال‪ .‬ولو مات فععي أثنععاء القتععال قبععل حيععازة‬
‫شئ‪ ،‬فالمذهب أنه ل يشئ له‪ ،‬فل حق لوارثه في شئ‪ ،‬أو بعد حيازة شئ فله حصععته‬
‫منه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على المذهب( قال المحلى‪ :‬والطريق الثاني فيه قولن ‪ -‬أحدهما‪ :‬أنه‬
‫يسععتحق بحضععوره بععد الواقعععة‪ .‬والطريععق الثععالث إن حصععلت الحيععازة بعذلك القتععال‬
‫استحق‪ ،‬أو بقتال جديد فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( اعلم أنه يعطى من أربعة الخماس للفععارس ‪-‬‬
‫وهو المقاتل على فرس ‪ -‬ثلثة أسععهم‪ :‬سععهمان لفرسععه‪ ،‬وسععهم لععه‪ ،‬وللراجععل ‪ -‬وهععو‬
‫المقاتل على رجليععه ‪ -‬سعهم واحععد‪ ،‬لفعلععه )ص( يعوم خيعبر‪ .‬ول يعرد إعطعاؤه )ص(‬
‫سلمة بن الكوع سهمين في وقعة‪ ،‬لنه )ص( رأى منه خصوصية اقتضت ذلك‪ .‬ول‬
‫يعطى منها إل لمن استكملت فيه ستة شروط‪ :‬السلم‪ ،‬والبلععوغ‪ ،‬والعقععل‪ ،‬والحريععة‪،‬‬
‫والذكورية‪ ،‬والصحة‪ .‬فإن اختل شرط منها‪ - :‬بأن كان من حضر القتال صععغيرا‪ ،‬أو‬
‫مجنونا‪ ،‬أو رقيقا‪ ،‬أو أنثى‪ ،‬أو ذميا‪ ،‬أو زمنا ‪ -‬فل يعطى سهما كامل‪ ،‬بل يرضخ له‪.‬‬
‫والرضخ لغة‪ :‬العطاء القليل‪ .‬وشرعا‪ :‬شئ دون سهم‪ .‬ويجتهد المام في قدره بحسب‬
‫رأيعه‪ ،‬فيزيعد المقاتعل علعى غيعره‪ ،‬والكعثر قتعال علعى القعل قتعال‪ ،‬والفعارس علعى‬
‫الراجل‪ ،‬والمرأة التي تعداوي الجرحعى وتسععقي العطشعى علعى الععتي تحفععظ الرحعال‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأربعة أخماس الفعئ إلععخ( الولعى أن يسعتوفي الكلم علعى الغنيمععة ثعم ينتقعل‬
‫للفئ‪ ،‬وغير المؤلف أفرده بترجمة مستقلة‪) .‬قععوله‪ :‬للمرصععدين للجهععاد( أي المهيئيععن‬
‫المعدين له بتعيين المام لهم في دفتره ‪ -‬وهم المرتزقة ‪ -‬سموا‬

‫] ‪[ 232‬‬
‫بذلك لنهم أرصدوا أنفسهم للذب عععن ديععن العع‪ ،‬وطلبععوا الععرزق مععن مععال الع‬
‫تعالى‪ .‬وخرج بهم المتطوعة بععالغزو إذا نشععطوا فيعطععون مععن الزكععاة‪ ،‬ل مععن الفععئ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخمسها( أي الفئ والغنيمععة‪ ،‬أي الخمععس الخععامس منهمععا يخمععس‪ ،‬أي يجعععل‬
‫خمسة أسهم‪) .‬قوله‪ :‬سهم للمصالح( قال في التحفة‪ :‬وهذا السهم كععان لععه )ص( ينفععق‬
‫منه على نفسه وعياله‪ ،‬ويدخر منه مؤنة سنة‪ ،‬ويصرف الباقي في المصالح‪ .‬كذا قاله‬
‫الكثرون‪ ،‬قالوا‪ :‬وكان لععه الربعععة الخمععاس التيععة‪ ،‬فجملععة مععا كععان يأخععذه‪ :‬إحععدى‬
‫وعشرون مععن خمسععة وعشععرين‪ .‬قععال الرويععاني‪ :‬وكععان يصععرف العشععرين الععتي لععه‬
‫للمصالح‪ ،‬قيل وجوبا‪ ،‬وقيل ندبا‪ .‬وقععال الغزالععي وغيععره‪ :‬بععل كععان الفععئ كلععه لععه فععي‬
‫حياته‪ ،‬وإنما خمس بعد موته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كسد ثغر( أي شحنه بآلة الحععرب وبععالغزاة‪.‬‬
‫والثغر‪ :‬موضع الخوف من طععرف بلد المسععلمين الععتي تليهععا بلد المشععركين‪ .‬وفععي‬
‫المصباح‪ :‬الثغر‪ :‬من البلد الذي يخاف منه هجوم العععدو‪ ،‬فهععو كالثلمععة فععي الحععائط‪،‬‬
‫يخععاف هجععوم السععارق منهععا‪ .‬والجمععع علععى ثغععور‪ :‬مثععل فلععس وفلععوس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وعمارة حصن( أي كالقلعة‪ ،‬ويجمععع علععى حصععون‪) .‬وقععوله‪ :‬ومسععجد( أي وعمععارة‬
‫مسععجد‪) .‬قععوله‪ :‬وأرزاق القضععاة( أي قضععاة البلد‪ ،‬فيعطععون ولععو أغنيععاء‪ ،‬ل قضععاة‬
‫العسعكر ‪ -‬وهعم العذين يحكمعون لهعل الفعئ فعي مغزاهعم ‪ -‬فيرزقعون معن الخمعاس‬
‫الربعععة‪ ،‬ل مععن خمععس الخمععس‪) .‬قععوله‪ :‬والمشععتغلين بعلععوم الشععرع( أي وأرزاق‬
‫المشتغلين بما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬وآلتهععا( أي علععوم الشععرع‪ ،‬كععالنحو والصععرف‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والئمة والمؤذنين( أي أئمة المساجد ومؤذنيها‪ ،‬ومثلهم كل من يشتغل عن نحو كسبه‬
‫بمصالح المسلمين ‪ -‬كمن يشتغل بتجهيز الموتى‪ ،‬وحفر القبر ‪ -‬لعموم نفعهم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويعطعى( ‪ -‬بالبنععاء للمجهععول ‪ -‬هعؤلء‪ ،‬أي القضععاة ومععن ذكععر بعععدهم‪) .‬وقععوله‪ :‬مععع‬
‫الغنى( أي مع كونهم أغنياء‪) .‬قععوله‪ :‬مععا رآه المععام( مفعععول ثععان ليعطععى أي يعطععى‬
‫القدر الذي يراه المام للمصلحة‪ ،‬ويختلف بضيق المال وسعته‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععب تقععديم‬
‫إلخ( مقابل محذوف تقديره‪ ،‬ويعمم المام بهذا السهم كل الفراد إن وفى بهم‪ ،‬فإن لععم‬
‫يف‪ ،‬قدم الهم‪ ،‬فعالهم‪) .‬وقععوله‪ :‬ممععا ذكعر( أي معن المصععالح‪) .‬قعوله‪ :‬وأهمهعا( أي‬
‫المصالح‪) .‬وقوله‪ :‬الول( أي سد الثغور‪) .‬قوله‪ :‬ولو منع هععؤلء إلععخ( أي ولععو منععع‬
‫المام القضاة ومن ذكر بعدهم حقوقهم من بيت المال‪) .‬وقوله‪ :‬وأعطى أحععدهم منععه(‬
‫الفعل مبني للمجهول‪ ،‬وما بعده نائب فاعل‪ .‬أي وأعطى غير المععام أحععد المسععتحقين‬
‫من بيت المال‪ .‬ومثل العطاء أخذه بنفسه‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يزد على كفايته( فإن زاد فل‬
‫يجوز له أخذ الزائد‪ .‬ولو قال‪ :‬جاز له أخذه كفايته ل الزائد ‪ -‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬على‬
‫المعتمد( مقابله أقوال ‪ -‬القول الول منها‪ :‬ل يجوز له أخذ أصل‪ .‬ثانيها‪ :‬يأخععذ كفايععة‬
‫يوم بيوم‪ .‬ثالثها‪ :‬يأخذ كفاية سنة‪ .‬وعبعارة التحفعة‪) :‬فعائدة( منعع السعلطان المسعتحقين‬
‫حقوقهم من بيت المال‪ ،‬ففي الحياء‪ :‬قيل ل يجوز لحدهم أخذ شئ منه أصععل‪ ،‬لنععه‬
‫مشترك‪ ،‬ول يدري حصته منه‪ .‬وهذا غلو‪ .‬وقيل يأخذ كفايععة يععوم بيععوم‪ ،‬وقيععل كفايععة‬
‫سنة‪ ،‬وقيل ما يعطى إذا كان قدر حقععه والبععاقون مظلومععون‪ .‬وهععذا هععو القيععاس‪ ،‬لن‬
‫المال ليس مشتركا بين المسلمين‪ ،‬ومن ثم من مات وله فيععه حععق ل يسععتحقه وارثععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وخالفه ابن عبععد السععلم‪ :‬فمنععع الظفععر فععي المعوال العامععة لهععل السععلم ومععال‬
‫المجععانين واليتععام ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وسععهم للهاشععمي والمطلععبي( أي لبنععي هاشععم ولبنععي‬
‫المطلب‪ ،‬أي وبناتهم دون غيرهم من أبناء عبد مناف‪ ،‬وذلك لنه )ص( وضععع سععهم‬
‫ذوي القربى ‪ -‬الذي في الية ‪ -‬فيهم‪ ،‬دون بني عبد شمس ونوفل‪ ،‬مجيبععا عععن ذلععك ‪-‬‬
‫لما سألوه أن يعطيهم ‪ -‬بقوله‪ :‬نحن وبنععو المطلععب شععئ واحععد‪ .‬وشععبك بيععن أصععابعه‪.‬‬
‫رواه البخاري‪ .‬أي لم يفارقوا بني هاشم في‬
‫] ‪[ 233‬‬
‫نصرته )ص( جاهلية ول إسلما‪ ،‬حتى أنه لمععا بعععث بالرسععالة نصععروه وذبععوا‬
‫عنه‪ ،‬بخلف بني الخرين‪ ،‬بععل كععانوا يععؤذونه‪ .‬والعععبرة فععي النتسععاب بالنسععب إلععى‬
‫الباء‪ ،‬فل يعطععى أولد البنععات شعيئا‪ ،‬لنهعم ليسعوا معن الل‪ ،‬ولععذلك لععم يععط )ص(‬
‫الزبير وعثمان رضي ال عنهما‪ ،‬مع أن أميهما هاشميتان‪ .‬ومن بني المطلب‪ :‬إمامنععا‬
‫الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬فإنه مطلبي‪ ،‬والنبي )ص( هاشمي‪) .‬قوله‪ :‬للذكر منهمععا(‬
‫أي الهاشمي والمطلبي‪) .‬وقوله‪ :‬مثععل حععظ النععثيين( أي مثععل نصععيبهما ‪ -‬كععالرث ‪-‬‬
‫بجامع أنه استحقاق بقرابة الب‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو أغنيععاء( أي ولععو كععانوا أغنيععاء‪ ،‬فععإنهم‬
‫يعطون‪ ،‬وذلك لطلق الية‪ ،‬ولعطععائه )ص( العبععاس‪ ،‬وكععان غنيععا‪) .‬قععوله‪ :‬وسععهم‬
‫للفقراء اليتامى( المراد بالفقراء‪ :‬ما يشمل المسععاكين‪ ،‬لنهمععا إذا افترقععا اجتمعععا‪ ،‬وإذا‬
‫اجتمعا افترقا‪ .‬ول بد في ثبوت اليتم والسلم والفقر هنا من بينة‪ .‬وكذا في الهاشععمي‬
‫والمطلععبي‪ .‬واليععتيم‪ :‬هععو الععذي ل أب لععه‪ ،‬وإن كععان لععه جععد‪ ،‬ولععو لععم يكععن معن أولد‬
‫المرتزقة‪ .‬ويدخل فيه‪ :‬ولد الزنا‪ ،‬والمنفي‪ ،‬ل اللقيط ‪ -‬على الوجععه ‪ -‬لنععا لععم نتحقععق‬
‫فقد أبيه‪ ،‬على أنه غني بنفقته في بيععت المععال مثل‪ .‬وأمععا فاقععد الم فيقععال لععه منقطععع‪.‬‬
‫وفائدة ذكرهم ‪ -‬مع اندراجهم في المساكين ‪ -‬عدم حرمانهم‪ ،‬وإفرادهم بخمس كامععل‪.‬‬
‫كذا في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬وسهم للمسكين( المراد به ما يشمل الفقير‪ ،‬لمععا تقععدم‪ .‬والمععراد‬
‫به غير اليتيم‪ ،‬أمععا هععو فيعطععى مععن سععهم اليتععامى فقععط‪ .‬وعبععارة ش ق‪ :‬ولععو اجتمععع‬
‫وصفان في واحد أعطى بأحدهما‪ ،‬إل الغععزو مععع القرابععة‪ .‬نعععم‪ ،‬مععن اجتمععع فيععه يتععم‬
‫ومسكنة أعطي باليتم فقععط‪ ،‬لنععه وصععف لزم‪ ،‬والمسععكنة منفكععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وسععهم‬
‫لبن السبيل( هو خامس السهم الخمسة‪) .‬واعلععم( أنععه يشععترط فععي الجميععع السععلم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجب( أي على المام ‪ -‬أو نائبه ‪ -‬تعميم الصناف الربعة‪ ،‬وهععم بنععو هاشععم‬
‫والمطلب‪ ،‬والفقراء اليتععامي‪ ،‬والمسععاكين‪ ،‬وابععن السععبيل كمععا يجععب تعميععم الصععناف‬
‫يجب تعميم آحادهم‪) .‬قوله‪ :‬حاضرهم( أي في محل الفئ والغنيمة‪) .‬وقععوله‪ :‬وغععائبهم‬
‫عن المحل( أي محل الفئ والغنيمة‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬يجوز التفععاوت بيععن آحععاد الصععنف(‬
‫استدراك على وجوب التعميم بين الصناف‪) .‬وقوله‪ :‬غيعر ذوي القربعى( أي فعإنه ل‬
‫يجععوز التفععاوت بيععن آحععادهم‪ ،‬وذلععك لتحععاد القرابععة‪ ،‬وتفععاوت الحاجععة المعتععبرة فععي‬
‫غيرهم‪) .‬قوله‪ :‬ل بين الصناف( أي ل يجوز التفاوت بين الصععناف فععي العطععاء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو قل إلخ( لو أدخل أداة الستدراك عليه وحععذفها قبععل قععوله يجععوز التفععاوت‬
‫إلخ لكان أولى‪ ،‬إذ ل محل لها هناك‪ ،‬ولها محل هنا‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬بحيث لععو عععم( أي‬
‫عم المام أو نائبه به جميع المستحقين‪) .‬وقوله‪ :‬لم يسد مسدا( جععواب لععو الثانيععة‪ ،‬أي‬
‫لم يقع موقعا من حاجتهم‪) .‬قوله‪ :‬خص إلخ( جواب لو الولى‪) .‬وقوله‪ :‬بععه( أي بهععذا‬
‫الحاصل‪) .‬قعوله‪ :‬ول يععم( أي ل يعطيعه لجميععع المسعتحقين‪) .‬قعوله‪ :‬للضعرورة( أي‬
‫الحاجة‪ ،‬وهو علة لتخصيص الحوج به‪ ،‬وحينئذ تكون الحاجة مرجحة‪ ،‬وإن لم تكععن‬
‫معتبرة في الستحقاق‪ .‬لما مر من أنهم يعطون ولو أغنياء‪) .‬قوله‪ :‬ولو فقععد بعضععهم(‬
‫أي الصناف الربعة‪) .‬قوله‪ :‬وزع سععهمه علععى البععاقين( أي أعطععى نصععيبه موزعععا‬
‫على الباقين ‪ -‬كمععا فععي الزكععاة‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععوز عنععد الئمععة الثلثععة( أي المععام أبععي‬
‫حنيفة‪ ،‬والمام مالك‪ ،‬والمام أحمد ابن حنبل‪) .‬قوله‪ :‬صرف جميع خمععس الفععئ إلععى‬
‫المصالح( الذي في التحفة والنهاية والخطيب‪ :‬صرف جميععع الفععئ إلععى المصععالح‪ ،‬ل‬
‫خمسه فقط‪ .‬وعبارة الخيععر‪ :‬فيخمععس جميعععه ‪ -‬أي الفععئ ‪ -‬خمسععة أخمععاس متسععاوية‬
‫كالغنيمة‪ ،‬خلفا للئمة الثلثة‪ ،‬حيث قالوا ل يخمس‪ ،‬بل جميعععه لمصععالح المسععلمين‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬خلفا للئمة الثلثة‪ :‬كتب البجيرمي ما نصه‪ :‬حاصل مذهبهم أنععه يوضععع‬
‫جميعه في بيت المال‪ ،‬ويفرق على الخمسة المذكورين وعلى غيرهععم معن المصعالح‪،‬‬
‫ول يعطى للمرتزقة منه شئ‪ .‬وهععذا هععو المععراد بقععوله‪ :‬بععل يوضععع جميعععه لمصععالح‬
‫المسعععلمين‪ ،‬بخلف الغنيمعععة‪ ،‬فعععإن أربععععة أخماسعععها للغعععانمين‪ ،‬وخمسعععها للخمسعععة‬
‫المذكورين ‪ -‬كمذهبنا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب أيضا‪ :‬قوله‪ :‬لمصالح المسلمين‪ .‬أي‬

‫] ‪[ 234‬‬
‫ولله )ص(‪ ،‬ويبدأ بهععم نععدبا عنععدهم‪ ،‬لن خمععس الغنيمععة وجميععع الفععئ عنععدهم‬
‫يوضعان في بيت المال‪ ،‬ويصرف في مصالح المسلمين مما ذكر فععي اليععة‪ ،‬ومععا لععم‬
‫يذكر من تزويج العزب‪ ،‬ورزق العلماء‪ ،‬والمحتاجين‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويدل لنععا‬
‫‪ -‬أي على أن الفئ يخمس ‪ -‬القيععاس علععى الغنيمععة المخمسععة بععالنص‪ ،‬بجععامع أن كل‬
‫راجع إلينا من الكفار‪ ،‬واختلف السبب بالقتال وعععدمه ل يععؤثر‪ .‬ا‍ه‪ .‬بزيععادة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ول يصح شرط المععام‪ :‬معن أخعذ شعيئا فهعو لعه( أي ل يصععح أن يشععرط المععام قبععل‬
‫القسمة للمجاهدين أن من أخذ شيئا من الغنائم فهو له‪ .‬وذلك لن الغنيمة يشترك فيهععا‬
‫جميع أهل الوقعة‪ ،‬ل خاصة بالخذ‪ .‬قال ق ل‪ :‬ومععا نقععل أنععه )ص( فعلععه‪ ،‬لععم يثبععت‪.‬‬
‫وبفرض ثبوته‪ ،‬فالغنيمة كانت له‪ ،‬يتصرف فيها بما يراه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسععيذكر الشععارح هععذه‬
‫المسألة ‪ -‬في أواخر باب الجهاد‪ ،‬مرتبا على صحتها صحة وطئ السراري المجلوبة‬
‫من الروم والهند‪ .‬ول بأس بذكر عبارته هنا ‪ -‬تعجيل للفععائدة ‪ -‬ونصععها‪ :‬قععال شععيخنا‬
‫في شرح المنهاج‪ :‬قد كثر اختلف الناس وتأليفهم في السععراري والرقععاء المجلععوبين‬
‫من الروم والهند‪ ،‬وحاصل معتمد مذهبنا فيهم‪ :‬أن من لم يعلم كونه غنيمة لم تتخمععس‬
‫ولم تقسم‪ ،‬يحل شراؤه وسائر التصرفات فيه‪ ،‬لحتمال أن آسره البائع له أول حربععي‬
‫أو ذمي‪ ،‬فإنه ل يخمس عليه‪ .‬وهذا كثير‪ ،‬ل نادر‪ ،‬فإن تحقق أن آخععذه مسععلم ‪ -‬بنحععو‬
‫سرقة أو اختلس ‪ -‬لم يجز شععراؤه‪ ،‬إل علععى الععوجه الضعععيف أنععه ل يخمععس عليععه‪.‬‬
‫فقععول جمععع متقعدمين‪ :‬ظعاهر الكتععاب والسعنة والجمععاع علععى منعع وطعئ السعراري‬
‫المجلوبة من الروم والهند إل أن ينصب من يقسم الغنائم ول حيف يتعين حمله علععى‬
‫ما علم أن الغنائم له المسلمون وأنه لم يسبق من أميرهم قبل الغتنععام مععن أخععذ شععيئا‬
‫فهو له‪ ،‬لجوازه عند الئمة الثلثة‪ ،‬وفي قوله للشافعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وفي قوله‪ :‬يصععح(‬
‫أي شرط المام ما ذكر‪ .‬وعليه‪ ،‬فكل مععن أخععذ شععيئا اختععص بععه‪) .‬قعوله‪ :‬وعليعه( أي‬
‫على القول بالصحة‪) .‬قوله‪ :‬وعند أبي حنيفة ومالك يجوز إلخ( نقل المؤلف عن التاج‬
‫الفزاري ‪ -‬في باب الجهاد أيضا ‪ -‬أنه ل يلزم المام قسمة الغنائم ول تخميسععها‪ ،‬ولععه‬
‫أن يحرم بعض الغانمين‪ .‬ثم قال‪ :‬ورده النووي وغيره بأنه مخالف للجمععاع‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أن يفضل بعضا( أي يفضل بعض الصناف على بعض فععي العطععاء‪) .‬قععوله‪ :‬فععرع(‬
‫أي في بيان حكم الغنيمة قبل القسمة‪) .‬قوله‪ :‬مما غنموا( ليععس بقيععد‪ ،‬بععل مثلععه مععا إذا‬
‫دخل شخص دار حرب واختلس شيئا مععن أمععوالهم‪ ،‬فععإنه ل يسععتقل بععه‪ ،‬بععل يخمععس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قبل التخميس( ظرف متعلق بحصل‪ ،‬أي حصل قبل أن يخمس المام الغنيمة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬والقسمة الشرعية( أي وقبل القسمة الشرعية‪ ،‬وهي أن يعطي المام كععل ذي‬
‫حق حقه ‪ -‬على ما تقرر سابقا‪) .‬قوله‪ :‬ل يجوز إلخ( جواب لو‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي لمععن‬
‫حصل له ذلك‪) .‬وقوله‪ :‬التصرف( أي ببيع أو نحععوه ممععا يزيععل الملععك كالهبععة‪ .‬نعععم‪،‬‬
‫يجوز لهععم التصععرف بالكععل والشععرب ممععا حصععل لهععم‪ ،‬لكععن علعى وجععه الباحععة ‪-‬‬
‫كالضيف ‪ -‬كما صرح به المنهاج في كتاب السير‪ ،‬وعبارته مع التحفععة‪ :‬وللغععانمين ‪-‬‬
‫ولو أغنياء‪ ،‬وبغير إذن المام ‪ -‬التبسط‪ ،‬أي التوسع في الغينمة قبل القسمة‪ ،‬واختيععار‬
‫التملععك علععى سععبيل الباحععة ل الملععك‪ .‬فهععو مقصععور علععى انتفععاعه ‪ -‬كالضععيف ‪ -‬ل‬
‫يتصرف فيما قدم إليه إل بالكل‪ .‬نعم‪ ،‬له أن يضيف به من له التبسط وإقراضه بمثله‬
‫منه بأخذ ما يحتاجه‪ ،‬ل أكثر منه وإل أثم وضمنه‪ .‬كما لو أكل فوق الشبع سواء أخععذ‬
‫القوت وما يصلح به‪ ،‬كزيت‪ ،‬وسمن‪ ،‬ولحم‪ ،‬وشحم‪ ،‬لنفسه ل لنحو طيره‪ .‬وكل طعام‬
‫يعتععاد أكلععه وعلععف الععدواب تبنععا وشعععيرا أو نحوهمععا وذبععح حيععوان مععأكول للحمععه‪،‬‬
‫والصحيح جواز الفاكهة رطبا ويابسها‪ ،‬والحلوى‪ ،‬وأنه ل تجب قيمة المععذبوح‪ ،‬وأنععه‬
‫ل يختص الجواز بمحتاج إلى طعام وعلف‪ .‬وأن مععن رجععع إلععى دار السععلم ووجععد‬
‫حاجته بل عزة‪ ،‬ومعه بقية‪ ،‬لزمه ردهععا إلععى المغنععم‪ ،‬أي محععل اجتمععاع الغنععائم قبععل‬
‫قسمتها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي ما حصل له من الغنيمة‪) .‬قوله‪ :‬مشترك بينهععم(‬
‫أي بين الغانمين‪ ،‬ولو قال مشترك بينه وبين باقي المستحقين‪ ،‬لكععان أولععى‪ ،‬إذ الخععذ‬
‫عندنا واحد من‬

‫] ‪[ 235‬‬
‫الغانمين‪ ،‬فالمناسب أن يخص ما أخذه بالشتراك بينعه وبيعن غيعره‪ ،‬وإن كعانت‬
‫الغنيمة كلها مشتركة‪) .‬قوله‪ :‬والشريك ل يجوز إلخ( من جملة العلة‪ ،‬وهو يفيد أنه لو‬
‫أذن له المستحقون في أخذه قبل القسمة من المام يجوز له أخذه‪ ،‬وليععس كععذلك‪ .‬ولععو‬
‫أبدل العلة المذكورة من أصلها بقوله لنه قبعل القسعمة ل يملعك بالخععذ‪ .‬لكععان أولعى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويسن صدقة تطوع( لما أنهى الكلم علععى بيععان الصععدقة الواجبععة‪ ،‬شععرع فععي‬
‫بيان الصدقة المسنونة‪ ،‬فقال‪ :‬ويسن صدقة التطوع‪ .‬والمععراد بععالتطوع‪ :‬مععا زاد علععى‬
‫الفرض‪ ،‬ل المعنى المرادف للسنة‪ ،‬أي ويسن صدقة ما زاد على الفرض‪ .‬وبه يندفع‬
‫ما قيل‪ :‬ل تصح هذه الضافة‪ ،‬لن التطوع مرادف للسنة المفهومة من يسن‪ ،‬فيصير‬
‫التقدير‪ :‬ويسن صدقة السنة‪ ،‬ول معنى له‪) .‬لطيفة( قععال بعضععهم‪ :‬إن الصععدقة أربعععة‬
‫حروف‪ :‬صاد‪ ،‬ودال‪ ،‬وقاف‪ ،‬وهاء‪ ،‬فالصاد منها‪ :‬تصون صاحبها عن مكععاره الععدنيا‬
‫والخرة‪ .‬والدال منها‪ :‬تكون دليله على طريق الجنة غدا عنععد تحيععر الخلععق‪ .‬والقععاف‬
‫منها للقربة‪ ،‬تقرب صاحبها إلى ال تعععالى‪ .‬والهععاء منهععا‪ :‬للهدايععة‪ ،‬يهععدي الع تعععالى‬
‫صاحبها للعمال الصالحة ليستوجب بهععا رضععوانه الكععبر‪) .‬قععوله‪ :‬ليععة‪) * :‬مععن ذا‬
‫الذي يقععرض( * )‪ (1‬إلععخ( أي وليععة * )ومععا تنفقععوا مععن خيععر يععوف إليكععم وأنتععم ل‬
‫تظلمون( * )‪ (2‬وآية * )آمنوا بال ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه‪ ،‬فالذين‬
‫آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير( * )‪ (3‬قال فعي النصعائح‪ ،‬بععد ذكعر قعوله تععالى *‬
‫)فيضاعفه له وله أجر كريم( *‪ (4) :‬فاستشعر في نفسك هذا الجععر الععذي سععماه الع‬
‫كبيرا أو كريما‪ ،‬أي أجر هو ؟ وكذلك المضاعفة التي لم يحصرها ال بعدد في قوله‪:‬‬
‫* )فيضاعف له( * وفي آية أخرى‪) * :‬أضعافا كثيرة( *‪ ،‬فأطلق الكععثرة ولععم يجعلهععا‬
‫إلى حد فأي ترغيب من ال الجواد الكريععم يزيععد علععى هععذا الععترغيب ؟ فععأف لمععن ل‬
‫يعقل عن ال‪ ،‬ول يفهم في آياته حتى غلب عليه البخل لماله واستولى عليه الشح بمععا‬
‫عنده من فضل ال‪ ،‬حتى ربما ينتهي به ذلععك إلععى منععع الحقععوق الواجبععة فضععل عععن‬
‫التطوع بالصدقات‪ .‬فلو كان هذا فقيععرا ل يملععك قليل ول كععثيرا كععان ذلععك أجمععل بععه‬
‫وأحسن له‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وللحاديث الكثيرة الشهيرة( منها‪ :‬قوله )ص(‪ :‬كل امرئ فععي‬
‫ظل صدقته حتى يفصل بين الناس‪ .‬ومنها‪ :‬قوله عليه الصععلة والسععلم‪ :‬اتقععوا النععار‪،‬‬
‫ولو بشق تمرة‪ ،‬فإن لم تجععدوا فبكلمععة طيبععة‪ .‬وقععال عليععه الصععلة والسععلم‪ :‬الصععدقة‬
‫تطفى الخطيئة كما يطفئ الماء النار‪ .‬وقال عليه الصلة والسلم‪ :‬يحشععر النععاس يععوم‬
‫القيامة أعرى ما كانوا قط‪ ،‬وأعطش ما كانوا قط‪ ،‬وأنصب ما كانوا قط‪ ،‬فمن كسا ل‬
‫كساه ال‪ ،‬ومن أطعم ل أطعمععه الع )‪ ،(1‬ومععن سععقى لع سععقاه العع‪ .‬الحععديث‪ .‬وأراد‬
‫بقوله ل‪ .‬أن يفعل ذلك مخلصا لوجه ال‪ ،‬من غير رياء ول تصنع للنععاس‪ ،‬ول طلععب‬
‫محمدة منهم‪ .‬وقال عليه الصلة والسلم‪ :‬من أطعععم أخععاه حععتى يشععبعه‪ ،‬وسععقاه حععتى‬
‫يرويه‪ ،‬باعده ال من النار سبعة خنادق‪ ،‬مععا بيععن كععل خنععدقين خمسععمائة عععام‪ .‬وقععال‬
‫عليه الصلة والسلم‪ :‬ما من رجل يتصدق يوم أو ليلة إل حفظ أن يموت معن لدغعة‪،‬‬
‫أو هدمة‪ ،‬أو موت بغتة‪) .‬فععائدة( عععن ابععن عبععاس ‪ -‬رضععي الع عنهمععا ‪ -‬عععن النععبي‬
‫)ص(‪ :‬إن امرأة من بني إسرائيل كان لها زوج وكععان غائبععا‪ ،‬وكععان لععه أم‪ ،‬فععأولعت‬
‫بامرأة ابنها‪ ،‬فكرهتها‪ ،‬فكتبت كتابا على لسان ابنها إلى امرأة ابنها بفراقها‪ ،‬وكان لها‬
‫ابنان من زوجها‪ ،‬فلما انتهى ذلك إليها لحقت بأهلها مع ولديها‪ ،‬وكان لهم ملععك يكععره‬
‫إطعام المساكين‪ ،‬فمر بها مسكين ذات يوم وهععي علععى خبزهععا‪ ،‬فقععال‪ :‬أطعمينععي مععن‬
‫خبزك فقالت‪ :‬أما علمت أن الملك حرم إطعام المساكين ؟ قال‪ :‬بلععى ولكنععي هالععك إن‬
‫لم تطعميني أنت‪ .‬فرحمته وأطعمته قرصين‪ ،‬وقالت له‪ :‬ل تعلععم أحععدا أنععي أطعمتععك‪.‬‬
‫فانصرف بهما‪ ،‬فمر‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .245 :‬البقرة‪ (3) .272 :‬الحديد‪ (4) .7 :‬البقرة‪245 :‬‬

‫] ‪[ 236‬‬
‫بععالحرس ففتشععوه‪ ،‬وإذا بالقرصععين معععه‪ ،‬فقععالوا لععه‪ :‬مععن أيعن لععك هععذا ؟ فقععال‪:‬‬
‫أطعمتني فلنة‪ .‬فانصرفوا به إليها‪ ،‬فقالوا لها‪ :‬أنت أطعمته هذين القرصععين ؟ قععالت‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قالوا لها‪ :‬أو ما علمت أن الملك حرم إطعام المساكين ؟ قععالت‪ :‬بلععى‪ .‬قععالوا‪ :‬فمععا‬
‫حملك على ذلك ؟ قالت‪ :‬رحمتعه‪ ،‬ورجعوت أن يخفعي ذلععك‪ .‬فععذهبوا بهععا إلععى الملععك‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬هذه أطعمت هذا المسكين قرصين‪ .‬فقال لها‪ :‬أنت فعلععت ذلععك ؟ فقععالت‪ :‬نعععم‪.‬‬
‫فقال لها الملك‪ :‬أو ما كنت علمت أني حرمت إطعام المساكين ؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فمععا‬
‫حملك على هذا ؟ قالت‪ :‬رحمته‪ ،‬ورجوت أن يخفي ذلععك‪ ،‬وخفععت الع فيععه أن يهلععك‪.‬‬
‫فأمر بقطع يديها‪ ،‬فقطعتا‪ .‬وانصرفت إلى منزلها‪ ،‬وحملت ابنيها حتى انتهت إلى نهر‬
‫يجري‪ ،‬فقالت لحد ابنيها‪ :‬اسقني من هذا الماء‪ .‬فلما هبط الولد ليسقيها غرق‪ ،‬فقععالت‬
‫للخر‪ :‬أدرك أخاك يا بني‪ ،‬فنزل لينقذ أخاه‪ ،‬فغرق الخر‪ ،‬فبقيت وحدها‪ ،‬فأتاها آت‪،‬‬
‫فقال‪ ،‬يا أمة ال ما شأنك ههنا ؟ إني أرى حالك منكرا فقالت‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬دعني‪ ،‬فإن‬
‫ما بي شغلني عنك‪ .‬فقال‪ :‬أخبريني بحالك‪ .‬قال‪ :‬فقصت عليه القصة‪ ،‬وأخبرته بهلك‬
‫ولديها‪ ،‬فقال لها‪ :‬أيما أحععب إليععك ؟ أأرد إليععك يععديك ؟ أم أخععرج لععك ولععديك حييععن ؟‬
‫فقالت‪ :‬بل تخرج ولدي حيين‪ .‬فأخرجهما حيين‪ ،‬ثعم رد عليهعا يعديها‪ ،‬وقعال‪ :‬إنمعا أنعا‬
‫رسول ال إليك‪ .‬بعثني رحمة لك‪ ،‬فيداك بقرصين‪ ،‬وابناك ثوابا لععك مععن ال ع تعععالى‪،‬‬
‫برحمتك لذلك المسكين وصععبرك علععى مععا أصععابك‪ .‬واعلمععي أن زوجععك لععم يطلقععك‪،‬‬
‫فانصرفي إليه فهو في منزله‪ ،‬وقد ماتت أمه‪ .‬فانصرفت إلى منزلها‪ ،‬فوجععدت المععر‬
‫كما قيل لها‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬جعلت على لطفك المتكل * * وأعرضععت عععن‬
‫فكرتي والحيل وما دام لطفك لي لعم أخعف * * ععدوا إذا كعادني أو خعذل ولطفعك رد‬
‫الذي اختشى * * كما كشف الضر لما نزل ويا سيدي كم مضععيق فرجععت * * بلطععف‬
‫تيسره من عجل ملذي ببابك ل حلت عنه * * ويا ويععح مععن عنععه يومععا عععدل وقفععت‬
‫عليه بذل السؤال * * وما خاب بالباب من قد سأل )قوله‪ :‬وقد تجب( أي الصدقة‪ .‬أي‬
‫وقد يعرض لها ما يجعلها واجبة‪ ،‬وقد يعرض لها أيضا ما يجعلها حرامععا‪ ،‬كععأن علععم‬
‫أو ظن من الخذ أنه يصرفها في معصية‪ ،‬وكالذي سيذكره المؤلف‪) .‬قوله‪ :‬كأن يجد‬
‫مضطرا( إلخ تمثيل للصدقة الواجبة‪ ،‬وفيه أن المضطر ل يجب البععذل لععه إل بثمنععه‪،‬‬
‫فكيف يكون صدقة‪ .‬وعبارة التحفة ل يقال تجب للمضطر‪ ،‬لتصريحهم بععأنه ل يجععب‬
‫البذل له إل بثمنه ‪ -‬ولو في الذمة ‪ -‬لمن ل شئ معه‪ .‬نعم‪ ،‬من لم يتأهل لللتزام يمكن‬
‫جريان ذلك فيه‪ ،‬حيث لم ينو الرجوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهاية‪ .‬وكتب سم‪ :‬قععوله‪ :‬يمكععن‬
‫جريان ذلك‪ ،‬ما نصه‪ :‬فيه نظر دقيق‪ .‬فتأمله‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال الرشيدي‪ :‬وكأن وجه النظر أنه‬
‫صار بالقيد المذكور مخيرا بين الصدقة وبين دفعه بنيععة الرجععوع فلععم تجععب الصععدقة‬
‫عينا‪ ،‬فساوى المتأهل ومععن لععه ولععي حاضععر‪ ،‬إذ ل خفععاء أنععه مخيععر فيععه أيضععا بيععن‬
‫الصدقة وبين البذل بعوض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومعه ما يطعمععه( الععواو للحععال‪ .‬ومععا‪ :‬واقعععة‬
‫على طعام‪ .‬والفعل يقرأ بضعم أولعه وكسعر ثعالثه ‪ -‬معن أطععم‪ .‬والتقعدير‪ :‬والحعال أن‬
‫عنده طعاما يطعمه لذلك المضطر‪ ،‬فإن لم يكععن عنععده ذلععك ل يجععب عليععه التصععدق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فاضل عنه( منصوب على الحال من الضمير البارز في الفعععل العععائد علععى‬
‫ما الواقعة على طعام‪ .‬أي حال كون ذلععك الطعععام فاضععل عنععه‪ ،‬أي عععن طعععامه‪ .‬أي‬
‫وطعام ممونه حال‪ ،‬فإن لم يفضل عن ذ‍ل ك ل يجب التصدق بعه‪ .‬وفعي التحفععة ‪ -‬فععي‬
‫باب السير ‪ -‬ما نصه‪ :‬والحاصععل أنععه يجععب البععدل هنععا ‪ -‬أي للمحتععاجين ‪ -‬مععن غيععر‬
‫اضطرار بل بدل‪ ،‬ل مطلقا‪ ،‬بل مما زاد على كفاية سنة‪ ،‬وثععم ‪ -‬أي فععي المضععطر ‪-‬‬
‫يجب البذل بما لم يحتجعه حععال ولعو علععى فقيعر‪ ،‬لكعن بالبععدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫ويكره‬

‫] ‪[ 237‬‬
‫بردئ( أي يكره التصدق بردئ‪ ،‬كسوس‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬لن تنععالوا الععبر‬
‫حتى تنفقوا مما تحبون( * )‪ (1‬ومحل الكراهة إذا وجد غير الردئ‪ ،‬وإل فل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وليس منه إلخ( أي وليس من التصديق بردئ التصدق بالفلوس‪ ،‬والثوب الخلععق ‪ -‬أي‬
‫البالي ‪ -‬وذلك لن المراد بالردئ الردئ عرفا‪ ،‬وهذا ليس منه ‪ -‬كما في الكردي نقل‬
‫عن اليعاب ‪ -‬وعبارته في اليعاب القرب أن المراد‪ :‬الردئ عرفا‪ .‬قال‪ :‬ويؤيععده أن‬
‫التصدق بععالفلوس والثعوب الخلععق ليعس معن الععردئ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬ونحوهمعا( أي نحعو‬
‫الفلوس والثوب الخلق مععن الشععئ القليععل كاللقمععة واللقمععتين‪) .‬قععوله‪ :‬بععل ينبغععي أن ل‬
‫يأنف إلخ( أي لن ما قبله ال كثير‪ ،‬ولية * )فمن يعمععل مثقععال ذرة( * ولقععوله عليععه‬
‫السععلم‪ :‬ل تحقععرن مععن المعععروف شععيئا‪ ،‬ولععو أن تلقععى أخععاك بععوجه طلععق‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والتصدق بالماء أفضععل( لخععبر أبععي داود‪ .‬أي الصععدقة أفضععل ؟ قععال‪ :‬المععاء‪ ،‬وخععبر‬
‫الترمذي‪ :‬أيما مسلم سقى مسلما على ظمإ سقاه ال تعالى من الرحيق المختوم‪ .‬وخبر‬
‫الشيخين‪ :‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم‪:‬‬
‫رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابععن السععبيل‪ .‬ورجععل بععايع رجل ل يبععايعه إل‬
‫للدنيا فإن أعطاه ما يريععد وفععى لععه وإل لععم يععف لععه‪ .‬ورجععل سععاوم رجل بسععلعة بعععد‬
‫العصر فحلف بال لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها‪) .‬قوله‪ :‬حيث كععثر الحتيععاج إليععه(‬
‫أي إلى المعاء‪ ،‬وهععو تقييعد للفضعلية‪) .‬قعوله‪ :‬وإل( أي وإن لعم يكعثر الحتيععاج إليعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فالطعام( أي أفضل‪ ،‬لحاديث كثيرة واردة فيه‪ ،‬منها ما مر قريبا‪) .‬قوله‪ :‬ولععو‬
‫تعارض الصدقة حال والوقف إلخ( أي لو تعارض عليه كونه يتصدق بما عنده حععال‬
‫أو يفقه‪ ،‬فهل الفضل له الول أو الثاني ؟ في ذلك تفصيل‪ ،‬وهو ما ذكره بقوله‪ :‬فععإن‬
‫كان الوقت إلخ‪) .‬قوله‪ :‬فععالول( أي الصععدقة حععال‪) .‬وقععوله‪ :‬أولععى( أي مععن الوقععف‪،‬‬
‫للحاجة إليه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم يكن الوقت وقت حاجة وشدة‪) .‬وقععوله‪ :‬فالثععاني(‬
‫أي وهو الوقف‪ ،‬أولى‪) .‬قوله‪ :‬لكثرة جدواه( أي نفعه‪ ،‬وذلك لن الوقف عمععل دائم ل‬
‫ينقطع‪ ،‬للحديث المشهور‪) .‬قوله‪ :‬وأطلق ابن الرفعة( أي لععم يقيععد ذلععك بكععون الععوقت‬
‫وقت حاجة وشدة‪) .‬وقوله‪ :‬ترجيح الول( أي الصععدقة‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه( أي المتصععدق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قطععع حظععه مععن المتصععدق بععه( أي قطععع نصععيبه مععن المتصععدق بععه وعلقتععه‬
‫وانتسابه له حال‪ .‬بخلف الوقف‪ ،‬فإنه ‪ -‬وإن خرج عن ملكه ‪ -‬له تعلق وانتساب بععه‪،‬‬
‫ل سيما إن أوقفه على أولده وأقاربه‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي إلخ( دخول على المتن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أن ل يخلى كل يوم( يحتمل جعل كل يعوم مفععول بعه للفعععل‪) .‬وقععوله‪ :‬معن الصععدقة(‬
‫متعلق به‪ ،‬ويحتمل جعلععه ظرفععا‪ ،‬والصععدقة مفعععول بععه‪ ،‬ومععن زائدة‪ ،‬والمعنععى علععى‬
‫الول‪ :‬ينبغي أن ل يهمل كل يوم من الصدقة‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬ينبغععي أن ل يععترك فععي‬
‫كل يوم الصدقة‪) .‬وقوله‪ :‬من اليععام( متعلععق بمحععذوف صععفة مؤكععدة لكععل يععوم‪ ،‬ولععو‬
‫حذفه لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬بما تيسر( متعلق بالصدقة‪ .‬وهذا كله باعتبار حل الشععارح‪،‬‬
‫فإن نظر للمتن بحسب ذاته‪ ،‬كان كل يوم ظرفا متعلقا بصدقة‪ ،‬وكذا قععوله بمععا تيسععر‪.‬‬
‫فتفطن‪) .‬قوله‪ :‬وإعطاؤها سرا أفضل( أي لية‪) * :‬إن تبععدوا الصععدقات( * )‪ (1‬إلععخ‪،‬‬
‫ولنه )ص( عد من السبعة الذين يستظلون بالعرش‪ :‬من أخفى صععدقته حععتى ل تعلععم‬
‫شماله ما تنفق يمينه‪ .‬وتمام السعبعة‪ :‬إمعام ععادل‪ .‬وشعاب نشعأ فعي عبعادة الع تععالى‪.‬‬
‫ورجل قلبعه معلعق بالمسعاجد‪ .‬ورجلن تحابعا فعي الع‪ ،‬اجتمععا عليعه‪ ،‬وتفرقعا عليعه‪.‬‬
‫ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف العع‪ .‬ورجععل ذكععر ال ع خاليععا‬
‫ففاضت عيناه ‪ -‬وقد ورد أيضا أن ثواب صدقة السر يضععاعف علععى ثععواب الصععدقة‬
‫الظاهرة سبعين ضعفا‪ .‬وورد أيضا صدقة السر تطفئ غضب الرب‪ .‬وأي شئ أعظم‬
‫من غضبه‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪ (1) .92 :‬البقرة‪271 :‬‬


‫] ‪[ 238‬‬
‫سبحانه وتعالى ؟ وما أطفأته صدقة السر إل لعظمها عند ال ع سععبحانه وتعععالى‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن أظهرها المقتدى به ليقتدى به ولم يقصد نحو رياء ول تأذى بعه الخعذ‪ ،‬كعان‬
‫أفضل‪ .‬وجعل بعضهم من الصدقة الخفية‪ :‬أن يبيع مثل ما يسععاوي درهميععن بععدرهم‪.‬‬
‫)تنبيه( ليس المراد بالسر ما قابل الجهر فقط‪ ،‬بععل المععراد أن ل يعلععم غيععره بععأن هععذا‬
‫المدفوع صدقة‪ ،‬حتى لو دفع شخص دينارا مثل وأفهم مععن حضععره أنععه عععن قععرض‬
‫عليه أو عن ثمن مبيع مثل‪ ،‬كان من قبيل دفع الصدقة سرا‪ .‬ل يقال هذا ربما امتنععع‪،‬‬
‫لما فيه من الكذب‪ ،‬لنا نقعول‪ :‬هعذا فيعه مصعلحة‪ ،‬وهعي البععد ععن الريعاء أو نحعوه‪،‬‬
‫والكذب قعد يطلعب لحاجعة أو مصعلحة‪ ،‬بعل قعد يجعب لضعرورة اقتضعته‪ .‬أفعاده زي‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬أمععا الزكععاة( مقابععل قععوله وإعطاؤهععا‪ :‬أي الصععدقة المتطععوع بهععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فإظهارها أفضععل إجماعععا( أي للمععام مطلقععا‪ ،‬وكععذا للمالععك فععي المععوال الظععاهرة ‪-‬‬
‫كالنعم والنابت والمعععدن ‪ -‬أمععا الباطنععة ‪ -‬كالنقععدين ‪ -‬فالخفععاء فيهععا أفضععل‪ .‬وعبععارة‬
‫الروض وشرحه‪ :‬ويسععتحب للمالعك إظهععار إخعراج الزكعاة ‪ -‬كالصعلة المفروضعة ‪-‬‬
‫وليراه غيره فيعمل عمله‪ ،‬ولئل يساء الظن به‪ .‬وخصه الماوردي بالموال الظاهرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬أمععا الباطنععة فالخفععاء فيهععا أولععى ليععة * )إن تبععدوا الصععدقات( * وأمععا المععام‪،‬‬
‫فالظهععار لععه أفضععل‪ ،‬مطلقععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإعطاؤهععا برمضععان إلععخ( أي لخععبر‬
‫الصحيحين أنه )ص(‪ :‬كان أجود ما يكون في رمضان‪ ،‬ولخبر أبي داود‪ :‬أي الصدقة‬
‫أفضععل ؟ قععال‪ :‬فععي رمضععان‪ .‬ولنععه أفضععل الشععهور‪ ،‬ولن النععاس فيععه مشععغولون‬
‫بالطاعات‪ ،‬ول يتفرغون لمكاسبهم‪ ،‬فتكععون الحاجععة فيععه أشععد‪) .‬وقععوله‪ :‬ل سععيما فععي‬
‫عشره الواخر( أي خصوصا الصدقة في عشره الخير فإنهععا فيععه آكععد مععن أولععه أو‬
‫وسطه‪ ،‬لن فيه ليلة القدر‪ ،‬فهو أفضل مما عداه‪) .‬قوله‪ :‬ويتأكد( أي إعطاء الصععدقة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أيضا( أي كتأكده في رمضان‪) .‬وقوله‪ :‬في سائر الزمنة والمكنة الفاضععلة(‬
‫قال ابن حجر‪ :‬وليس المععراد أن معن أراد التصععدق فععي المفضععول يسععن تععأخيره إلععى‬
‫الفاضل‪ ،‬بل إنه إذا كان في الفاضععل تتأكععد لععه الصععدقة وكثرتهععا فيععه اغتنامععا لعظيععم‬
‫ثععوابه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتتأكععد أيضععا عنععد المهمععات مععن المععور ‪ -‬كغععزو وحععج ‪ -‬لنهععا أرجععى‬
‫لقضائها‪ ،‬ولية * )إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجععواكم صععدقة( * )‪ (1‬وعنععد‬
‫المرض‪ ،‬والكسوف والسفر‪) .‬قوله‪ :‬كعشر ذي الحجة إلخ( تمثيععل للزمنععة الفاضععلة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وكمكة والمدينة( تمثيل للمكنة الفاضععلة‪) .‬وإعطاؤهععا لقريععب إلععخ( أي لنعه‬
‫أولى به من غيره‪ ،‬والثواب في الصدقة عليه أعظم وأكثر‪ .‬قال النبي )ص(‪ :‬الصدقة‬
‫علععى القععارب صععدقة وصععلة‪ .‬وقععال عليععه الصععلة والسععلم‪ :‬المتعععدي فععي الصععدقة‬
‫كمانعها‪ .‬ومن التعدي أن تعطي صععدقاتك للجععانب والباعععد وأنععت تعلععم أن أقاربععك‬
‫وجيرانك أحوج إليها‪ .‬وأخرج الطبراني‪ :‬يا أمة محمد والذي بعثنععي بععالحق‪ ،‬ل يقبععل‬
‫ال صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلععى صععلته ويصععرفها إلععى غيرهععم‪ .‬والععذي‬
‫نفسي بيده‪ ،‬ل ينظر ال إليه يوم القيامة‪ .‬وهو أيضا‪ :‬ما من ذي رحععم يععأتي ذا رحمععة‬
‫فيسأله فضل أعطاه ال إياه فيبخل عليه‪ ،‬إل أخرج الع لععه مععن جهنععم حيععة يقععال لهععا‬
‫شجاع يتلمظ فيطوق بععه‪ .‬والتلمععظ‪ :‬تطعععم مععا يبقععى فععي الفععم معن آثععار الطعععام‪ .‬وفععي‬
‫الصحيحين‪ :‬أن امرأتين أتتا رسول ال )ص( فقالتا لبلل‪ :‬سل لنا رسول العع )ص(‪،‬‬
‫هل يجزئ أن نتصدق على أزواجنا ويتامى في حجورنا ؟ فقال‪ :‬نعععم‪ ،‬لهمععا أجععران‪:‬‬
‫أجر القرابة‪ ،‬وأجر الصدقة‪) .‬قوله‪ :‬ل تلزمه نفقته أولى( صنيعه يقتضي أن جملععة ل‬
‫تلزمععه نفقتععه صععفة لقريععب‪ ،‬وأن لفععظ أولععى خععبر إعطاؤهععا‪ ،‬وفيععه شععيآن‪ :‬الول أن‬
‫المصرح به في التحفة والنهاية وغيرهما عدم تقييد القريب بعدم لزوم نفقتععه‪ ،‬الثععاني‪:‬‬
‫أنه يصير قوله التي أفضل ضائعا‪ .‬فلعل في العبارة تحريفا من النساخ‪ ،‬وأن الصل‬
‫تلزمه نفقته أو ل‪ ،‬أي أو ل تلزمه ويكون قوله التي أفضل خبرا عن وإعطاؤها‪ .‬ثععم‬
‫وجدته في بعض نسخ الخععط الصععحيحة‪ ،‬فهععو المتعيععن‪ .‬فتنبععه‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم الععزوج أو‬
‫الزوجة( أي لخبر الصحيحين السابق في الزوج‪ ،‬وتقاس الزوجة به‪) .‬قوله‪ :‬ثععم غيععر‬
‫المحرم( أي ثم بعد القرب فالقرب من ذي الرحم‪ :‬المحرم‪ .‬وبعد الزوج والزوجععة‪:‬‬
‫غير المحرم من القارب‪ ،‬كأولد‬

‫)‪ (1‬المجادلة‪12 :‬‬

‫] ‪[ 239‬‬
‫العععم والخععال‪) .‬قعوله‪ :‬والرحعم( بعالرفع مبتععدأ‪ ،‬خععبره سعواء‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم محعرم‬
‫الرضاع إلخ( أي ثم بعد غير المحرم من أقارب النسب‪ ،‬المحرم من الرضاع‪ ،‬ثم من‬
‫المصععاهرة‪) .‬قععوله‪ :‬أفضععل( خععبر قععوله وإعطاؤهععا لقريععب‪ ،‬علععى مععا مععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وصرفها( أي إعطاؤها‪ ،‬ولم يعبر به تفننا في التعبير‪) .‬وقوله‪ :‬إلععى جععار أفضععل( أي‬
‫لحثه سبحانه وتعالى على الحسعان عليعه كحثعه علععى الحسعان للوالععدين فعي آيعة‪* :‬‬
‫)واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا( * ‪ -‬إلى أن قال ‪) * -‬والجار ذي القربععى‪ ،‬والجععار‬
‫الجنب( * )‪ (2‬والمراد من الجار ذي القربى‪ :‬القريب منك جواره‪ .‬وقيل‪ :‬هو مععن لععه‬
‫مع الجوار في الدار قرب في النسععب أو الععدين‪ .‬والمععراد بالجععار الجنععب‪ :‬أن يصععدق‬
‫عليه اسم الجوار مع كون داره بعيدة‪ .‬وفي الية دليل على تعميم الجيععران بالحسععان‬
‫إليهم‪ ،‬سواء كانت الديار متقاربة أو متباعدة‪ ،‬وعلى تقديم الجععار القريععب الععدار علععى‬
‫الجار البعيد الدار‪ .‬وفي البخاري‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال إن‬
‫لي جارين‪ ،‬فإلى أيهما أهدي ؟ فقععال‪ :‬إلععى أقربهمععا منععك بابععا‪) .‬قععوله‪ :‬فعلععم( أي مععن‬
‫قوله‪ :‬وصرفها بعد القريب‪) .‬قوله‪ :‬أن القريب( أي للمتصععدق‪) .‬قععوله‪ :‬البعيععد الععدار(‬
‫أي الذي داره بعيدة ععن دار المتصععدق‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي البلععد( متعلعق بمحععذوف صععفة‬
‫للبعيد‪ ،‬وهذا قيد ل بد منه‪ ،‬لكنه لم يعلم مما مر‪ .‬وخرج به ما إذا كععان خععارج البلععد ‪-‬‬
‫بحيععث يمتنععع نقععل الزكععاة إليععه ‪ -‬فالجععار حينئذ أفضععل منععه‪ .‬وعبععارة ابععن حجععر‪ :‬ثععم‬
‫الفضل تقديم الجار‪ ،‬فهو أولى حتى من القريب‪ ،‬لكععن بشععرط أن تكععون دار القريععب‬
‫بمحل ل يجوز نقل زكاة المتصدق إليعه‪ ،‬وإل قعدم علعى الجععار الجنععبي‪ ،‬وإن بععدت‬
‫داره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل يسععن التصععدق بمععا يحتععاجه( أصععل المتععن‪ :‬ل بمععا يحتععاجه‪ ،‬فهععو‬
‫معطععوف علععى بمععا تيسععر‪ ،‬وجملععة وإعطاؤهععا سععرا إلععخ معترضععة بيععن المعطععوف‬
‫والمعطوف عليه‪ .‬وقول الشارح‪ :‬يسن التصديق ‪ -‬بعد حرف العطف ‪ -‬لبيععان متعلععق‬
‫الجار والمجرور‪) .‬قوله‪ :‬بل يحرم إلخ( إضراب انتقععالي‪ ،‬وذلععك لمععا صععح مععن قععوله‬
‫)ص(‪ :‬كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول‪ .‬وإطعام النصععاري قععوت صععبيانه لمععن‬
‫نزل به ضيافة ل صدقة‪ .‬والضيافة لتأكععدها ووجوبهععا عنععد المععام أحمععد‪ ،‬ل يشععترط‬
‫فيها الفضل ععن العيععال‪) .‬قععوله‪ :‬لنفقععة ومؤنععة( كلهمععا مضععاف إلععى مععا بعععده‪ ،‬ولععو‬
‫اقتصر على الثاني لكان ولى‪ ،‬لشموله للنفقة‪) .‬وقوله‪ :‬من تلزمععه إلععخ( أي مععن نفسععه‬
‫وعياله لكن محل حرمة التصدق بما يحتاجه لنفسه إن لم يصبر علععى الضععاقة‪ ،‬وإل‬
‫فل حرمة‪ ،‬لن للمضطر أن يؤثر على نفسه مضطرا آخر مسلما‪ ،‬كما قععال تعععالى *‬
‫)ويؤثرون على أنفسهم‪ ،‬ولو كان بهم خصاصة( * )‪) (1‬وقوله‪ :‬نفقته( المناسععب لمععا‬
‫قبله أن يزيد بعده ومؤنته‪) .‬وقوله‪ :‬يومه وليلته( أي يوم التصدق وليلته‪ .‬وهذا بالنسبة‬
‫لغير الكسوة‪ ،‬أما هي فيعتبر فيها الفضل‪) .‬قوله‪ :‬أو لوفاء دينه( معطوف علععى لنفقععة‬
‫إلخ‪ .‬أي أو بما يحتاج إليه لوفاء دينه‪ ،‬أي الدين الذي عليه لغيره‪ .‬وإنما حرم التصدق‬
‫به لن أداء الدين واجعب لحعق آدمعي‪ ،‬فل يجعوز تفععويته‪ ،‬أو تععأخيره بسعبب التطععوع‬
‫بالصدقة‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يغلب على ظنه حصوله( أي وفاء الدين حال في الحال‪ ،‬وعند‬
‫الحلول في المؤجل‪ .‬فإن غلب على ظنه ذلك جاز التصدق به‪ ،‬بل قد يسععن‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬إن وجب أداؤه فورا لطلب صاحبه أو لعصيانه بسععببه‪ ،‬ولععم يعلععم رضععا‬
‫صاحبه بالتأخير‪ ،‬حرم التصدق قبل وفائه مطلقا ‪ -‬كما تحععرم صععلة النفععل علععى معن‬
‫عليه فرض فوري ‪) -‬وقوله‪ :‬من جهة أخععرى( أي غيععر المتصععدق بععه‪ .‬وفععي التحفععة‬
‫إسقاط لفظ أخرى‪ ،‬والقتصار على ظعاهرة‪ ،‬وهععو أولعى‪) .‬وقعوله‪ :‬ظععاهرة( أي كععأن‬
‫يكون له عقار يؤجر أو لعه ديععن علعى موسععر‪ .‬وخععرج بععه مععا إذا كععانت الجهععة غيععر‬
‫ظاهرة ‪ -‬بأن كانت متوهمة‪ ،‬كأن كان مترقبا من أحد أنه يعطيه قدرا يقضي به دينععه‬
‫صدقة ‪ -‬فإنه حينئذ يحععرم عليععه التصععدق بمععا عنععده‪) .‬قععوله‪ :‬لن الععواجب إلععخ( علععة‬
‫لحرمة التصدق بما يحتاج إليه‪ ،‬لمععا ذكععر‪ .‬أي ولقععوله عليععه الصععلة والسععلم المععار‪:‬‬
‫كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول‪ .‬رواه أبو داود بإسناد‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (1) .36 :‬الحشر‪9 :‬‬


‫] ‪[ 240‬‬
‫صحيح‪) .‬وقوله‪ :‬لسنة( هي الصدقة‪) .‬قوله‪ :‬وحيث حرمععت الصععدقة بشععئ( أي‬
‫بأن كان يتصدق بما يحتاجه‪ .‬لما مر‪) .‬قوله‪ :‬لم يملكه( أي الشئ الذي حععرم التصععدق‬
‫به‪) .‬وقوله‪ :‬للتصديق عليه( أي الشخص الذي تصدق عليه‪) .‬قوله‪ :‬على ما أفععتى بععه‬
‫شيخنا المحقق ابن زياد( أي وما ذكر من عدم ملععك المتصععدق عليععه للصععدقة‪ ،‬مبنععى‬
‫على ما أفتى به شيخنا المحقق ابن زياد‪) .‬قوله‪ :‬لكن الذي جزم بععه شععيخنا إلععخ( قععال‬
‫الكردي‪ :‬وألف فععي ذلععك مؤلفععا بسععيطا سعماه )قععرة العيععن ببيععان أن التععبرع ل يبطلععه‬
‫الدين( قال‪ :‬وألف ابن زياد اليمني فععي الععرد عليععه أربععع مصععنفات‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي‬
‫شرح المنهاج( عبارته‪ :‬ومع حرمة التصدق يملكه الخذ خلفا لكثيرين اغتروا بكلم‬
‫لبن الرفعة وغيره‪ ،‬وغفلوا ععن كلم الشععافعي والصعحاب‪ .‬ا‍ه‪ .‬والتقييعد بقععوله فعي‬
‫شرح المنهاج لخراج غيره من بقية مؤلفاته فإنه جرى فيها على ما جرى عليه ابععن‬
‫زياد‪ ،‬وحيث اختلف كلمعه فعي كتبعه فالمعتمعد معا فعي شعرح المنهعاج‪) .‬وقعوله‪ :‬أنعه‬
‫يملكه( أي أن المتصدق عليه يملكه المتصدق به‪) .‬قوله‪ :‬والمن بالصدقة( وهو تعععداد‬
‫النعم على المنعم عليعه‪ .‬وقعال الكعردي فيعه ‪ -‬أي المعن ‪ -‬أقعوال يظهرهعا أن يعذكرها‬
‫ويتحدث بها أن يستخدمه بالعطاء‪ ،‬أي يتكبر عليه لجل عطائه‪ ،‬واختار فععي الحيععاء‬
‫بعد حكاية هععذه القععوال‪ :‬أن حقيقععة المععن أن يععرى نفسععه محسععنا إليععه ومنعمععا عليععه‪.‬‬
‫وثمرتععه التحععدث بمععا أعطععاه‪ ،‬وإظهععاره‪ ،‬وطلععب المكافععأة منععه بالشععكر‪ ،‬والععدعاء‪،‬‬
‫والخدمة‪ ،‬والتوقير‪ ،‬والتعظيم‪ ،‬والقيام بالحقوق‪ ،‬والتقديم في المجلععس‪ ،‬والمتابعععة فععي‬
‫المور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حرام( لقوله تعالى‪) * :‬ل تبطلوا صدقاتكم بععالمن والذى( * )‪(1‬‬
‫ولخبر مسلم‪ :‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم‪ ،‬ولهم عععذاب‬
‫أليععم‪ .‬قععال أبععو ذر‪ :‬خععابوا وخسععروا‪ ،‬مععن هععم يععا رسععول الع ؟ قععال‪ :‬المسععبل إزاره‪،‬‬
‫والمنان‪ ،‬والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‪ .‬وما أحسن قععول بعضععهم‪ :‬وصععاحب سععلفت‬
‫منه إلي يد * * أبطععا عليععه مكافععأتي فعععاداني لمععا تيقععن أن الععدهر حععاولني * * أبععدى‬
‫الندامة مما كان أولني أفسدت بالمن ما قدمت من حسن * * ليس الكريععم إذا أعطععى‬
‫بمنان وقال سيدنا الحبيب عبد ال بن علوي الحداد في نصائحه الدينية‪ :‬وإياك والمععن‬
‫بالصدقة على الفقراء‪ ،‬فقد ورد فيه وعيد شديد‪ ،‬ول تطلب ممن تتصدق عليععه مكافععأة‬
‫على الصدقة بنفع منه لك أو خدمة أو تعظيم‪ ،‬فإن طلبت شيئا من ذلك علععى صععدقتك‬
‫كان حظك ونصيبك منها‪ .‬وقد كان السلف الصععالح يكععافئون الفقيععر علععى دعععائه لهععم‬
‫عند التصدق عليه بمثل دعائه مخافععة نقصععان الثععواب‪) .‬ويععروى( أن السععيدة عائشععة‬
‫رضي ال عنها كانت إذا تصععدقت علععى أحععد أرسععلت علععى أثععره رسععول يتبعععه إلععى‬
‫مسكنه ليتعرف‪ ،‬هل يدعو لها ؟ فتدعو له بمثععل دعععائه لئل يكععون دعععاؤه فععي مقابلععة‬
‫الصدقة فينقص أجرها‪ .‬وذلك غاية الحتياط‪ .‬وكذلك ل تطلععب مععن الفقيععر شععكرا ول‬
‫مدح‪ ،‬ول تذكر للناس الذي أعطيته فينقص بذلك أجععرك أو يععذهب رأسععا‪ ،‬ول تععترك‬
‫الصدقة مخافة الفقر أو نقصان المال‪ ،‬فقد قال عليه السلم‪ :‬ما نقص مال مععن صععدقة‬
‫والتصدق هو الذي يجلب الغنى والسعة‪ ،‬ويدفع القلععة والعيلععة‪ ،‬وتععرك التصععدق علععى‬
‫الضد من ذلك‪ ،‬يجلب الفقر ويذهب الغنى‪ .‬قال ال تعالى‪) * :‬وما أنفقتم من شئ فهععو‬
‫يخلفه وهو خير الرازقين( * )‪ (2‬وقال عليه الصععلة والسععلم ‪ -‬فععي فضععل التصععدق‬
‫والنفاق ‪ -‬عن ال تعالى‪ :‬ابن آدم أنفععق أنفععق عليععك‪ .‬وقععال عليععه السععلم‪ :‬مععا طلعععت‬
‫الشمس إل وعلى جنبيها ملكان‪ ،‬يقول‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .264 :‬سبأ‪39 :‬‬

‫] ‪[ 241‬‬
‫أحدهما‪ :‬اللهم أعط منفقععا خلفععا‪ .‬ويقععول الخععر‪ :‬اللهععم أعععط ممسععكا تلفععا‪ .‬قلععت‪:‬‬
‫ودعععاء الملئكععة مسععتجاب‪ ،‬ومععن أمسععك فلععم يتلععف مععاله التلععف الظععاهر فهععو تععالف‬
‫بالحقيقة‪ ،‬لقلة انتفاعه به في آخرته ودنياه‪ ،‬وذلك أعظععم مععن التلععف الععذي هععو ذهععاب‬
‫المال‪) .‬واعلم( أن التصدق بالقليل من المقل أفضل عند ال من التصدق بععالكثير مععن‬
‫المكثر‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم‪ :‬سبق درهم ألف درهم‪ .‬قيل له‪ :‬وكيف ذلك ؟ فقال‬
‫عليه الصلة والسلم‪ :‬رجل ل يملك إل درهمين تصدق بأحدهما‪ ،‬ورجل تصدق مععن‬
‫عرض معاله بعألف درهعم‪ ،‬فسعبق العدرهم اللعف‪ .‬أو كمعا قعال عليعه السعلم‪ .‬فصعار‬
‫الدرهم الواحد من المقل أفضل من اللف من المكثر ‪ -‬وهو صععاحب المععال الكععثير ‪-‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بزيادة‪) .‬قوله‪ :‬محبط للجر( أي مسقط لثواب الصدقة‪) .‬قععوله‪ :‬كععالذى( أي مععن‬
‫المتصدق للمتصدق عليه ‪ -‬كأن ينهععره أو يشععتمه ‪ -‬فهععو حععرام محبععط للجععر‪ ،‬لليععة‬
‫المارة‪) .‬قوله‪ :‬قال في المجموع إلخ( مثله في التحفععة والنهايععة‪) .‬قععوله‪ :‬يكععره الخععذ(‬
‫أي أخذ الصدقة‪ .‬ومثله المعاملة ببيع أو شراء‪) .‬قوله‪ :‬كالسلطان الجععائر( أي الظععالم‪.‬‬
‫ومثله من أكثر ماله من الربا‪) .‬قوله‪ :‬وتختلف الكراهة بقلة الشبهة وكثرتها( أي فععإن‬
‫كانت الشبهة في ماله أكثر من ععدمها ‪ -‬بعأن كعان أكعثر أمعواله معن الحعرام ‪ -‬كعانت‬
‫الكراهة أشد‪ ،‬وإل فهي كراهة غير شديدة‪) .‬قوله‪ :‬ول يحرم( أي الخذ وقععوله إل أن‬
‫إلخ‪ .‬أي فإنه يحرم وقوله إن هذا أي المأخوذ وقوله من الحرام أي الذي يمكن معرفة‬
‫أصحابه وفي التحفة‪ :‬ويجوز الخذ معن الحععرام بقصعد رده علعى مععالكه‪ ،‬إل إن كععان‬
‫مفتيا أو حاكما أو شاهدا فيلزمه التصريح بأنه إنما يأخذه للرد على مالكه‪ ،‬لئل يسععوء‬
‫اعتقاد النععاس فععي صععدقة ودينععه فيععردون فتيععاه وحكمععه وشععهادته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وقععول‬
‫الغزالي( مبتدأ خبره شاذ‪) .‬وقوله‪ :‬يحرم إلخ( مقول القول‪ .‬قال في التحفة بعده‪ :‬على‬
‫أنه ‪ -‬أي الغزالي في بسيطه ‪ -‬جرى على المذهب‪ ،‬فجعل الورع اجتناب معاملة مععن‬
‫أكثر ماله ربا‪ .‬قال‪ :‬وإنما لععم يحععرم ‪ -‬وإن غلععب علععى الظععن أنععه ربععا ‪ -‬لن الصععل‬
‫المعتمد في الملك اليد‪ ،‬ولم يثبت لنا فيه أصل آخر يعارضه‪ ،‬فاستصحب ولععم يبععال‬
‫بغلبة الظن‪ .‬ا‍ه‪) .‬خاتمة( نسأل ال حسن الختام‪ .‬تحل الصععدقة لغنععي بمععال أو كسععب‪،‬‬
‫ولو لذي قربى‪ ،‬غير النبي )ص(‪ .‬ولكن يستحب له التنزه عنها‪ ،‬ويكره لععه التعععرض‬
‫لخذها ويحرم عليه أخذها إن أظهر الفاقة‪ ،‬كأن يقول ليس عندي شئ‪ .‬وعليه حملععوا‬
‫خبر الذي مات من أهل الصفة وترك دينارين‪ ،‬فقال )ص( كيتان من نار‪ .‬وروى أبو‬
‫داود‪ :‬من سأل وعنده ما يغنيه‪ ،‬فإنما يستكثر من النار‪ .‬وينبغععي للفقيععر أن يتنععزه عععن‬
‫سؤال الناس‪ ،‬لما رواه الحاكم‪ :‬من يتكفل لي أن ل يسأل الناس شيئا أتكفل لععه الجنععة‪.‬‬
‫وروى المام أحمد‪ :‬من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسععد فععاقته‪ ،‬ومععن أنزلهععا بععال‬
‫أوشك ال له بالغنى‪ ،‬إما بموت آجععل أو غنعى عاجععل‪ .‬وروي أيضعا ععن أبعي ذر‪ :‬ل‬
‫تسأل الناس شيئا ول سوطك وإن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخععذه‪ .‬وروى الععبيهقي‪:‬‬
‫ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬ل تسععألن بنععي آدم‬
‫حاجة * * وسل الذي أبععوابه ل تحجععب الع يغضععب إن تركععت سعؤاله * * وبنعي آدم‬
‫حين يسعئل يغضعب )وقعال بعضعهم(‪ :‬ل تحملعن معن النعام * * عليعك إحسعانا ومنعه‬
‫واختر لنفسك حظها * * واصبر فإن الصبر جنه منن الرجال علععى القلععوب * * أشععد‬
‫من وقع السنه اللهم اجعلنا من المعتمععدين عليععك‪ ،‬المتععوجهين إليععك‪ ،‬المسععحنين إلععى‬
‫الخوان‪ ،‬الفائزين بالجنان‪ .‬آمين‪ .‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 242‬‬
‫بععاب الصععوم شععروع فععي الركععن الرابععع مععن أركععان السععلم‪) .‬قععوله‪ :‬هععو لغععة‬
‫المساك( أي عن المفطر‪ ،‬أو عن الكلم‪ ،‬أو غيرهما‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ -‬حكاية عععن‬
‫مريم ‪) * -‬إني نذرت للرحمن صوما( * )‪ (2‬أي إمساكا وسععكوتا عععن الكلم‪ .‬وقععول‬
‫العرب‪ :‬فرس صائم‪ :‬أي واقف‪ ،‬ممسك عن المشي‪ .‬قال النابغة الذبياني‪ :‬خيل صيام‪،‬‬
‫وخيل غير صائمة * * تحععت العجععاج‪ ،‬وأخععرى تعلععك اللجمععا أي خيععل ممسععكة عععن‬
‫السير والكر والفر‪ .‬وخيل غير صائمة‪ ،‬أي غير ممسكة عن ذلك‪ ،‬بل سائرة‪ .‬ومعنى‬
‫تعلك اللجما‪ :‬أي تمضغها‪ ،‬متهيئة للسير والكعر والفععر‪) .‬قععوله‪ :‬وشعرعا( مقابععل قععوله‬
‫لغة‪) .‬قوله‪ :‬إمساك عن مفطر( أي جنسه‪ ،‬كوصول العيععن جععوفه‪ ،‬والجمععاع‪ .‬ومعنععى‬
‫المساك عنه‪ :‬تركه‪ ،‬والكف عنه‪) .‬وقوله‪ :‬بشروطه التية( انظر ما المراد بها ؟ فإن‬
‫كان مراده بها ما ذكره بقوله على كل مكلف مطيق له‪ :‬فيرد عليه أنها في خصععوص‬
‫من يجب عليه صوم رمضان‪ ،‬والتعريف لمطلق صععوم‪ .‬وإن كععان مععراده بهععا النيععة‪:‬‬
‫فيرد عليه أنها فرض‪ ،‬كما قال‪ :‬وفرضه نية‪ .‬وأيضا‪ :‬لو سلم أن المععراد بععالفرض مععا‬
‫ل بد منه‪ ،‬فيشمل الشرط‪ ،‬فهي شرط واحد‪ ،‬ل شروط‪ .‬فالولى والخصر أن يقول ‪-‬‬
‫كغيره ‪ -‬وشرعا‪ :‬إمساك عن مفطر على وجععه مخصععوص‪ ،‬لن مععا ذكععر هعو حقيقععة‬
‫الصوم‪ ،‬والتعاريف تبين الحقائق‪ ،‬ويدخل تحت على وجععه مخصععوص‪ :‬النيععة ‪ -‬الععتي‬
‫هي الركن الثالث ‪ -‬وسائر الشروط والركان‪) .‬قععوله‪ :‬وفععرض( أي الصععوم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫في شعبان( قال ع ش‪ :‬لم يبين ‪ -‬كععابن حجععر ‪ -‬هععل كععان ذلععك فععي أولععه أو آخععره أو‬
‫وسطه فراجعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في السنة الثانية من الهجرة( أي فيكون )ص( صععام تسععع‬
‫رمضانات‪ ،‬لن مدة مقامه بالمدينة عشر سنين‪ ،‬والتسع كلها نواقص إل سععنة فكاملععة‬
‫‪ -‬على المعتمد ‪ .-‬والناقص‪ :‬كالكامل فععي الثععواب المرتععب علععى رمضععان‪ ،‬مععن غيععر‬
‫نظر ليامه‪ .‬أما ما يترتب على يوم الثلثين من ثواب واجبععه ومنععدوبه عنععد سععحوره‬
‫وفطوره‪ ،‬فهو زيادة يفوق الكامل بها النععاقص‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي الصععوم المفععروض‬
‫الذي هو صعوم رمضعان‪) .‬قعوله‪ :‬معن خصائصعنا( وعليعه فيحمعل التشعبيه فعي قعوله‬
‫تعالى‪) * :‬كما كتب علععى الععذين مععن قبلكععم( * )‪ (3‬علععى مطلععق الصععوم‪ ،‬دون قععدره‬
‫وزمنه‪ .‬وقيل إنه ليس من الخصوصيات‪ ،‬بحمل التشبيه علععى حقيقتعه‪ ،‬لنعه قيعل‪ :‬معا‬
‫من أمة إل وقد فرض عليهم رمضان‪ ،‬إل أنهم ضلوا عنه‪ .‬قععال الحسععن‪ :‬كععان صععوم‬
‫رمضان واجبا على اليهود‪ ،‬ولكنهم تركوه وصاموا بدله يومععا مععن السععنة‪ ،‬وهععو يععوم‬
‫عاشوراء‪ ،‬زعموا أنه يوم أغرق ال تعالى فيه فرعون‪ ،‬وكذبوا في ذلك الصادق‬

‫)‪ (1‬وقذد ثبت فرضيته بالكتاب والسنة وعليه اجمععاع المععة‪ ،‬لقععوله تعععالى‪) :‬يععا أيهععا‬
‫الذين آمنوا كتب عليكم الصيام( سورة البقرة الية‪ ،183 :‬وقوله تعععالى‪) :‬فمععن شععهد‬
‫منكم الشهر فليصمه( البقرة الية‪ 185 :‬وف‍ئ السنة أحاديث كثيرة منها‪ :‬حديث " بنععى‬
‫السلم على خمسى " ومنها‪ " :‬سععوم رمضععان )متفععق عليععه‪ (2) .‬مريععم‪(3) .26 :‬‬
‫البقرة‪183 :‬‬

‫] ‪[ 243‬‬
‫المصععدوق نبينععا محمععدا )ص(‪ .‬وواجبععا علععى النصععارى أيضععا لكنهععم بعععد أن‬
‫صععاموه زمنععا طععويل صععادفوا فيععه الحععر الشععديد‪ ،‬وكععان يشععق عليهععم فععي أسععفارهم‬
‫ومعايشهم‪ ،‬فاجتمع رأي علمائهم ورؤسائهم أن يجعلوه في فصل الربيع لععدم تغيعره‪،‬‬
‫وزادوا فيه عشرة أيام كفارة لما صنعوا‪ ،‬فصار أربعين‪ .‬ثم إن ملكا مرض فجعل ل ع‬
‫تعالى ‪ -‬إن هو برئ ‪ -‬أن يصوم أسبوعا‪ ،‬فععبرئ‪ ،‬فععزاده أسععبوعا‪ ،‬ثععم جععاء بعععد ذلععك‬
‫ملك‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذه الثلثة ؟ فأتم خمسععين ‪ -‬أي أنععه زاد الثلثععة باجتهععاد منععه ‪ -‬وهععذا‬
‫معنى قوله تعالى * )اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون العع( * )‪ (1‬والمعتمععد‬
‫الول‪ ،‬وهو أنه لم يجب خصوص رمضان إل على هذه المععة‪ ،‬وأمععا الععواجب علععى‬
‫المم السابقة فصوم آخر‪) .‬قوله‪ :‬ومن المعلعوم معن العدين بالضعرورة( أي وهعو معن‬
‫المعلوم من أدلة العدين علمعا يشعبه الضعروري‪ ،‬فيكفعر جاحعد وجعوبه‪) .‬قعوله‪ :‬يجعب‬
‫صوم شهر رمضان( الصل في وجععوبه قععوله تعععالى‪) * :‬يععا أيهععا الععذين آمنععوا كتععب‬
‫عليكم الصيام كما كتب على الذين مععن قبلكععم لعلكععم تتقععون‪ .‬أيامععا معععدودات( * )‪(2‬‬
‫واليام المعدودات أيام شعهر رمضعان‪ ،‬وجمعهعا جمعع قلعة ليهونهعا‪ ،‬وقعوله تععالى *‬
‫)فمن شهد منكم الشهر فليصمه( * )‪) .(3‬قوله‪ :‬بكمال شعبان ثلثيععن( متعلععق بيجععب‬
‫أي يجععب باسععتكمال شعععبان ثلثيععن يومععا إن لععم يععر هلل رمضععان‪ ،‬لقععوله )ص(‪:‬‬
‫صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غم عليكم فععأكملوا عععدة شعععبان ثلثيععن يومععا‪.‬‬
‫وفي التحفة‪ :‬قال الدارمي‪ :‬ومن رأى هلل شعبان ولم يثبت‪ .‬ثبت رمضان باستكماله‬
‫ثلثين من رؤيته‪ ،‬لكن بالنسبة لنفسه فقط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو رؤية عدل واحععد( معطععوف‬
‫على كمال‪ .‬أي ويجب صوم رمضان برؤية عدل واحد الهلل‪ ،‬لن ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما رآه‪ ،‬فأخبر رسول ال )ص(‪ ،‬فصام وأمر النععاس بصععيامه‪ .‬رواه أبععو داود‬
‫وصححه ابن حبان‪ .‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬جاء أعرابي إلى رسععول‬
‫ال )ص( فقال‪ :‬إني رأيت هلل رمضان‪ .‬فقال‪ :‬أتشهد أن ل إله إل الع ؟ قععال‪ :‬نععم‪.‬‬
‫قال‪ :‬تشهد أن محمدا رسول ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬يا بلل أذن فععي النععاس فليصععوموا‪.‬‬
‫صعححه ابعن حبعان والحعاكم‪ .‬والمعنعى فعي ثبعوته بالواحعد‪ :‬الحتيعاط للصعوم‪ ،‬ولن‬
‫الصوم عبادة بدنية‪ ،‬فيكفي فعي الخبععار بعدخول وقتهعا واحعد‪ ،‬والمعراد بالعععدل ععدل‬
‫الشهادة ل الرواية‪ ،‬فل يكفي عبد وامرأة وفاسق‪ ،‬لكن ل يشترط فيه العدالة الباطنععة‪،‬‬
‫وهي التي التي يرجع فيها إلى قول المزكين‪ ،‬بل يكفي كونه مستور ‪ -‬كما سععيذكره ‪-‬‬
‫وهو من ظاهره التقوى ولم يعدل‪ .‬قال في التحفعة‪ :‬ومحععل ثبععوته بععدل إنمععا هعو فععي‬
‫الصععوم وتععوابعه كالتراويععح والعتكععاف دون نحععو طلق علععق بععه‪ .‬نعععم‪ ،‬إن تعلععق‬
‫بالرائي عومل به‪ ،‬وكذا إن تأخر التعليق عن ثبوته بعدل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي مغنى الخطيب ما‬
‫نصه‪) :‬فرع( لو شععهد برؤيععة الهلل واحععد أو اثنععان واقتضععى الحسععاب عععدم إمكععان‬
‫رؤيته‪ .‬قال السبكي‪ :‬ل تقبل هذه الشهادة‪ ،‬لن الحساب قطعي والشهادة ظنية‪ ،‬والظن‬
‫ل يعارض القطع‪ .‬وأطال فععي بيععان رد هععذه الشععهادة‪ ،‬والمعتمععد قبولهععا‪ ،‬إذ ل عععبرة‬
‫بقول الحساب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفصل في التحفة فقال‪ :‬الذي يتجه أن الحساب إن اتفق أهله علععى‬
‫أن مقدماته قطعية وكان المخبرون منهم بذلك عدد التععواتر‪ ،‬ردت الشععهادة‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو مستورا( أي ولو كان ذلك العدل مسععتورا‪ ،‬وهععو الععذي لععم يعععرف لععه‬
‫مفسق ولم يزك‪ ،‬ويسمى هذا عدل ظاهرا‪ ،‬ول ينافي هذا ما مر من أنععه يشععترط فيععه‬
‫أن يكون عدل شععهادة‪ ،‬ل روايععة‪ ،‬لنهععم سععامحوا فععي ذلععك‪ ،‬كمععا سععامحوا فععي العععدد‬
‫احتياطععا‪) .‬قععوله‪ :‬هللععه( مفعععول رؤيععة‪) .‬وقععوله‪ :‬بعععد الغععروب( متعلععق برؤيععة‪ .‬أي‬
‫يشترط أن تكون الرؤية بعد الغروب‪ ،‬فل أثر لرؤيته نهععارا‪ .‬فلععو رؤي يععوم الثلثيععن‬
‫من شعبان ل نمسك‪ ،‬ولو رؤي يوم الثلثين من رمضععان ل نفطععر‪) .‬قععوله‪ :‬إذا شععهد‬
‫بها إلخ( هعذا شعرط بالنسععبة لثبععوته عمومععا‪ ،‬وأمععا بالنسععبة لنفسعه أو لمععن صععدقه فل‬
‫يشترط فيه ذلك كما هو ظاهر‪ .‬ولو قال ‪ -‬كما في المنهج وشععرحه ‪ -‬أو رؤيععة الهلل‬
‫في حق من رآه وإن كان فاسقا‪ ،‬أو ثبوتها في حق من لم يره بعدل شهادة‪ .‬لكان أولى‬
‫وأخصر‪) .‬وقوله‪ :‬عند القاضي( أي أو نائبه‪) .‬قوله‪ :‬ولععو مععع إطبععاق غيععم( المناسععب‬
‫جعله غاية لمقدر‪ .‬أي يثبععت الهلل بشععهادة عععدل عنععد القاضععي برؤيتععه‪ ،‬ولععو كععانت‬
‫السماء مطبقة بالغيم والمراد إطباق ل يحيل الرؤية عادة‪ ،‬وإل فل يثبت بها‪.‬‬

‫)‪ (1‬التوبة‪ (2) .31 :‬البقرة‪ (3) .184 - 183 :‬البقرة‪185 :‬‬

‫] ‪[ 244‬‬
‫)قوله‪ :‬بلفظ أشهد إلخ( متعلق بمحذوف‪ .‬أي والشهادة المجزئة تكون بلفظ أشععهد‬
‫أني رأيت الهلل‪ .‬خلفا لبن أبي الدم فإنه قال‪ :‬ل يكفي ذلك لنها شعهادة علعى فعععل‬
‫نفسه وهي ل تصعح‪ ،‬فل بعد عنعده معن أن يقعول أشععهد أن غعدا معن رمضعان‪ ،‬أو أن‬
‫الشهر هل‪) .‬قوله‪ :‬ول يكفي قوله أشهد أن غدا من رمضان( أي عنععد غيععر ابععن أبععي‬
‫الدم ‪ -‬كما علمت ‪ -‬وذلك لنه قد يعتقد دخوله بسبب ل يععوافقه عليععه المشععهود عنععده‪،‬‬
‫كأن يكون أخذه من حساب منازل القمععر‪ ،‬أو يكععون حنفيععا يععرى إيجععاب الصععوم ليلععة‬
‫الغيم‪ ،‬أو غير ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ول يقبل على شهادته( أي العدل الرائي‪ .‬أي إذا أريد أداء‬
‫الشهادة عنه عند القاضي‪ ،‬فل بد من عدلين يشهدان بأن فلنا يشهد أنععه رأى الهلل‪.‬‬
‫وعبارة الروض وشرحه‪ .‬ولو شهد اثنان علععى شععهادته ‪ -‬أي العععدل ‪ -‬صععح‪ ،‬بخلف‬
‫ما إذا شهد عليها واحد‪ .‬لما مر أن ذلك مععن بععاب الشععهادة‪ ،‬ل مععن بععاب الروايععة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي مغني الخطيب ما نصه‪ :‬وهل يثبت بالشهادة على الشهادة ؟ طريقععان‪ ،‬أصععحهما‬
‫القطع بثبوته ‪ -‬كالزكاة ‪ .-‬وقيل‪ :‬ل‪ ،‬كالحدود‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بثبوت رؤية هلل رمضان‬
‫إلخ( الجار والمجرور متعلق بقوله بعد يجب الصوم‪ ،‬وكذا قوله ومع قوله إلععخ‪ ،‬لنععه‬
‫معطوف على ثبوت‪ .‬والمعنى أنه يجب الصوم على جميع أهععل البلععد بثبععوت الرؤيععة‬
‫عند القاضي‪ ،‬مع قول القاضي‪ :‬ثبت عندي الهلل‪) .‬قوله‪ :‬كما مر( متعلععق بمحععذوف‬
‫حال من شهادة‪ ،‬أي حال كون الشهادة باللفظ المار‪ ،‬وهععو‪ :‬أشععهد أنععي رأيععت الهلل‪.‬‬
‫ولو قال بما مر ‪ -‬بالباء بدل الكععاف ‪ -‬لكععان أولععى‪ ،‬وعليععه‪ ،‬يكععون الجععار والمجععرور‬
‫متعلقا بشهادة‪) .‬قوله‪ :‬ومع قوله ثبت عندي( معطوف على بثبوت‪ ،‬ولو حععذف الععواو‬
‫لكان أولى‪ .‬أي وبثبوت هلل رمضان المصاحب لقول القاضي ثبت عنععدي‪ ،‬فععإن لععم‬
‫يقل ذلك القاضي ل يجب الصوم‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ول بد من نحو قوله‪ :‬ثبععت عنععدي‪،‬‬
‫أو حكمت بشهادته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم عليه‪ :‬هذا قد يدل على أن مجرد الشهادة بين يععدي‬
‫القاضي ل يوجب الصوم على مععن علععم بهععا‪ .‬نعععم‪ ،‬إن اعتقععد صععدق الشععاهد‪ .‬وجععب‬
‫عليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يجب الصوم على جميع أهل البلد( أي ولو بالنسعبة لمعن لعم يصعدق‬
‫برؤية العدل المذكور‪) .‬وقوله‪ :‬المرئي فيه( أي البلععد الععذي رؤي الهلل فيععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكالثبوت عند القاضي‪ :‬الخبر المتواتر إلخ( عبارة التحفة‪ :‬وكهذين ‪ -‬أي إكمععال ععدة‬
‫شعبان‪ ،‬والرؤية ‪ -‬الخبر المتواتر برؤيته‪ ،‬ولو من كفععار‪ ،‬لفععادته العلععم الضععروري‪،‬‬
‫وظن دخوله بالجتهاد ‪ -‬كما يأتي ‪ -‬أو بالمارة الظاهرة الدالة التي ل تتخلف عادة ‪-‬‬
‫كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر ‪ -‬ومخالفة جمع في هعذه غيععر صعحيحة‪ ،‬لنهعا أقعوى‬
‫من الجتهاد المصرح فيه بوجوب العمل به‪ ،‬ل قول منجم ‪ -‬وهو من يعتمععد النجععم ‪-‬‬
‫وحاسب ‪ -‬وهو من يعتمد منازل القمر وتقدير سيره ‪ -‬ول يجوز لحد تقليدهما‪ .‬نعم‪،‬‬
‫لهما العمل بعلمها‪ ،‬ولكن ل يجزئهما عن رمضان ‪ -‬كما صععححه فععي المجمععوع وإن‬
‫أطال جمع في رده ‪ -‬ول برؤية النبي )ص( في النوم قائل غععدا مععن رمضععان‪ ،‬لبعععد‬
‫ضبط الرائي‪ ،‬ل للشك في الرؤية‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬ولكن ل يجزئهما( الععذي جععرى عليععه‬
‫الشهاب الرملي وولده والطبلوي الكبير‪ :‬وجوب العمل بذلك‪ ،‬مععع الجععزاء‪ ،‬وكععذلك‬
‫من أخبراه وغلعب علعى ظنعه صعدقهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬كععر دي )قعوله‪ :‬وظعن دخعوله إلعخ( هععو‬
‫بالرفع معطوف على الخبر المتواتر‪ ،‬أي وكععالثبوت‪ :‬ظععن دخععول رمضععان بالمععارة‬
‫الظاهرة‪ .‬وعبارة النهاية‪ :‬ويضاف إلى الرؤية ‪ -‬كما قال الذرعععي ‪ -‬وإكمععال العععدد‪:‬‬
‫ظن دخوله بالجتهاد عند الشتباه على أهل ناحية حديث عهدهم بالسلم أو أسارى‪.‬‬
‫وهل المارة الظاهرة الدالة في حكم الرؤية مثل أن يرى أهل القرية القريبة من البلد‬
‫القناديل قد علقت ليلة الثلثين من شعبان بمنععائر المصععر كمععا هععو العععادة ؟ الظععاهر‪:‬‬
‫نعععم‪ ،‬وإن اقتضععى كلمهععم المنععع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬كرؤيععة القناديععل إلععخ( تمثيععل للمععارة‬
‫الظاهرة‪) .‬قوله‪ :‬ويلزم الفاسق إلخ( هذا كالتقييد لشتراط كون الرائي عععدل المسععتفاد‬
‫من قوله أو برؤية عدل‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬ومحععل اشععتراط العدالععة ‪ -‬أي عدالععة الشععهادة‪ ،‬ل‬
‫الرواية‪ ،‬كما علمت ‪ -‬في حق غير الرائي‪ ،‬أما هو‪ :‬فيجب عليه الصوم‪،‬‬

‫] ‪[ 245‬‬
‫وإن لم يكن عدل شهادة ‪ -‬كأن كان فاسقا أو امرأة أو عبدا ‪ -‬وفي حق غير مععن‬
‫أخبره وصدقه‪ ،‬أما هو‪ :‬فيجب عليععه الصععوم‪ ،‬ويعمععل بقععوله‪ ،‬لنععه صععدقه فععي ذلععك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬العمل برؤية نفسه( أي فيجب عليه الصوم‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا مععن اعتقععد إلععخ( أي‬
‫وكذلك يلزم من اعتقد صدق من ذكععر العمععل بإخبععاره‪) .‬وقععوله‪ :‬صععدق نحععو فاسععق(‬
‫المقام للضمار‪ ،‬فلو عبر به وقال‪ :‬وكذا من اعتقد صدقه‪ ،‬لكان أولععى‪ .‬ودخععل تحععت‬
‫نحو العبد والنثى‪ .‬قال سم‪ :‬هل يدخل في الفاسععق الكععافر حععتى لععو أخععبر مععن اعتقععد‬
‫صدقه لزمه ؟ يحتمل أنه كععذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععي إخبععاره( متعلععق بصععدق‪ ،‬وضععميره‬
‫يعود على نحو فاسق‪) .‬قوله‪ :‬وثبوتها( بالجر معطوف على رؤيععة نفسععه‪ :‬أي وكععذلك‬
‫يلزم من اعتقد صدق نحو فاسععق فععي إخبععاره بثبععوت الرؤيععة فععي بلععد متحععد مطلعععه‪:‬‬
‫العمل بإخباره ‪ -‬لما سيذكره قريبا من أنه إذا ثبت رؤية هلل رمضان فععي بلععد‪ ،‬لععزم‬
‫حكمه البلد القريب منه‪) .‬وقوله‪ :‬متحد مطلعه( أي موافعق مطلععه لمطلعع غيعر محعل‬
‫الرؤية‪ ،‬بأن يكون غروب الشمس والكواكب وطلوعها في البلدين فععي وقععت واحععد ‪-‬‬
‫كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬سواء أول رمضان وآخره( تعميم فيما قبل‪ ،‬وكذا وفيما بعده‪ ،‬وإن‬
‫كان ظاهر صنيعه يقتضعي رجعوعه للثعاني فقعط‪ .‬أي يلعزم الفاسعق ومعا بععده العمعل‬
‫برؤية نفسه ‪ -‬سواء كانت الرؤية لهلل رمضان‪ ،‬أو لهلل شوال ‪ -‬ويلزم أيضععا مععن‬
‫صدق من ذكر في إخباره برؤية نفسه أو بثبوتها في بلد متحد المطلع العمل بما ذكععر‬
‫‪ -‬سواء كان بالنسبة لهلل رمضان‪ ،‬أو لهلل شوال ‪ -‬فإذا رأى الفاسععق هلل شععوال‬
‫يجب عليه العمل برؤيته‪ ،‬ومثله من صدقه في ذلك‪ .‬قععال فععي فتععح الجععواد‪ :‬إذ المععدار‬
‫على حصول العتقاد الجازم‪ ،‬فمتى حصل أوله أو آخره بقول عدل أو غيره ‪ -‬وممععا‬
‫ذكر ونحوه ‪ -‬جاز العمل بقضيته‪ ،‬بل وجب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال الكععردي‪ :‬وفععي النهايععة إخبععار‬
‫العدل المععوجب للعتقععاد الجععازم بععدخول شععوال يععوجب الفطععر‪ .‬قععال سععم فععي شععرح‬
‫مختصر أبي شجاع‪ :‬وأمعا قعولهم ل يثبعت شعوال إل بشعهادة ععدلين‪ ،‬وأنعه معن بعاب‬
‫الشععهادة ل الرؤيععة‪ :‬فهععو فععي ثبععوته علععى العمععوم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬علععى الصععح( راجععع‬
‫للتعميم‪ ،‬ومقابله أنه ليس آخر رمضان كأوله فععي ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬والمعتمععد أن لععه( أي‬
‫للشخص‪) .‬وقوله‪ :‬بل عليه( أي يجب عليه‪) .‬قوله‪ :‬اعتماد العلمععات بععدخول شععوال(‬
‫أي كالقناديل ورمي المدافع‪ ،‬فيجععب عليععه الفطععر‪) .‬قععوله‪ :‬إذا حصععل لععه( أي للععرائي‬
‫للعلمات‪) .‬وقوله‪ :‬اعتقاد جازم بصعدقها( أي العلمعات‪ .‬فعإن لعم يحصعل لعه ذلعك ل‬
‫يجعوز لعه العمعل بهعا‪ .‬فالمعدار علعى حصعول العتقعاد الجعازم وععدمه‪) .‬قعوله‪ :‬وإذا‬
‫صاموا( أي أهل البلد‪) .‬قوله‪ :‬ولو برؤية عدل( غاية لثبععوت صععيامهم‪ .‬أي ولععو ثبععت‬
‫صيامهم برؤية عدل واحد ‪ -‬أو عدلين ‪ -‬أو بغير الرؤية‪ ،‬كأن كان باسععتكمال شعععبان‬
‫ثلثين يوما‪) .‬قوله‪ :‬أفطروا بعد ثلثين( )فإن قيل(‪ :‬يؤدي هذا إلى ثبوت شوال بقععول‬
‫واحد فيما إذا صمنا بعدل‪ ،‬وهو ل يصح‪) .‬أجيب( بأن الشئ قد يثبععت ضععمنا بطريععق‬
‫ل يثبت فيها مقصودا‪ ،‬كالنسب والرث ‪ -‬ل يثبتععان بالنسععاء‪ ،‬ويثبتععان ضععمنا للععولدة‬
‫الثابتة بهن‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يروا الهلل( أي بعد الثلثين‪) .‬قععوله‪ :‬ولععم يكععن غيععم( أي‬
‫وإن لم يكععن هنععاك غيععم‪ ،‬بععأن كععانت السععماء مصععحية‪ .‬وعبععارة المنهععاج‪ :‬وإن كععانت‬
‫السماء مصحية‪ .‬وكتب المحلى أشار بهذا إلى أن الخلف في حالتي الصحو والغيععم‪،‬‬
‫وأن بعضهم قال بالفطار في حالة الغيم‪ ،‬دون الصحو‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لكمععال العععدة( أي‬
‫عدة رمضان‪ ،‬وهي ثلثون يوما‪) .‬قوله‪ :‬بحجة شرعية( وهي شعهادة الععدل ونحوهعا‬
‫مما يثبت به رمضان‪) .‬قوله‪ :‬ولو صام بقول من يثق( أي بععه أي مععن اعتقععد صععدقه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ثم لم ير( بالبناء للمجهول‪ ،‬والهلل نائب فاعله‪) .‬قعوله‪ :‬معع الصعحو( أطلعق‬
‫في التحفة عدم الفطار ولم يقيده بالصحو‪ ،‬وقيده به في فتح الجواد‪ ،‬ومقتضى التقييعد‬
‫به أنه يفطر الحادي والثلثين ‪ -‬إن كان غيم‪ .‬وفي سم ‪ -‬بعد كلم ‪ -‬ما نصه‪ :‬فقد بان‬
‫لك ‪ -‬فيما لو صام بقول غير عدل يثق به ولم يععر الهلل بعععد الثلثيععن ‪ -‬أن الشععارح‬
‫استظهر في شرح الرشاد الكبير‬

‫] ‪[ 246‬‬
‫وجوب الصععوم مععع الصععحو‪ ،‬وترجععى أن يكععون أقععرب مععع الغيععم‪ ،‬وجععزم فععي‬
‫الصغير بوجوبه مع الصحو‪ ،‬وسكت عن الغيم‪ .‬واستوجه في شرح المنهععاج وجععوب‬
‫الصوم‪ ،‬وأطلق‪ ،‬فلم يقيد‪ ،‬ل بصحو ول بغيععم‪ ،‬واسععتوجه فععي شععرح العبععاب وجععوب‬
‫الفطر مطلقا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لم يجز له الفطر( أي لنا إنما صومناه احتياطععا‪ ،‬فل نفطععره‬
‫احتياطا‪ .‬وفارق العدل بأنه حجة شرعية فلزم العمل بآثارها‪ ،‬بخلف اعتقاد الصدق‪.‬‬
‫وعدم جواز الفطر هو ما جرى عليه ابن حجر‪ ،‬وجععرى الرملععي علععى خلفععه‪ ،‬وهععو‬
‫أنه يفطر‪ ،‬وعبارته‪ :‬ولو صام شخص بقول من يثق به ثلثيععن ولععم يععر الهلل‪ ،‬فععإنه‬
‫يفطر في أوجه احتمالين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو رجععع الشععاهد( أي العععدل‪ .‬وعبععارة التحفععة‪:‬‬
‫ول يقبل رجوع العدل بعد الشروع في الصوم‪) .‬قوله‪ :‬بعد شروعهم( أي أهععل البلععد‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬لععم يجععز لهععم الفطععر( قععال فععي النهايععة‪ :‬أي لن الشععروع فيععه بمنزلععة الحكععم‬
‫بالشهادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب ع ش‪ :‬يؤخذ من العلة أنه لو حكم بشهادته وجب الصوم‪ ،‬وإن لم‬
‫يشرعوا فيه‪ .‬وعبارة سم على منهج‪) :‬فرع( لو رجع العدل عن الشععهادة ‪ -‬فععإن كععان‬
‫بعد الحكم لم يؤثر‪ ،‬وكذا قبله وبعد الشروع‪ ،‬فععإن كععان قبععل الحكععم والشععروع جميعععا‬
‫امتنع العمل بشهادته م ر‪ .‬وإن كان رجوعه قبل الحكم وبعد الشروع ثم لم ير الهلل‬
‫بعد ثلثين والسماء مصحية‪ ،‬فهل نفطععر ؟ ظععاهر كلمهععم أنععا نفطععر‪ ،‬لنهععم جععوزوا‬
‫العتماد عليه‪ ،‬وجرى على ذلك م ر‪ ،‬وخالف شيخنا في إتحافه فمنع الفطر‪ ،‬لنا إنما‬
‫عولنا عليه مع رجوعه احتياطا‪ ،‬والحتياط عععدم الفطععر‪ ،‬حيععث لععم يععر الهلل ‪ -‬كمععا‬
‫ذكره‪ .‬ا‍ه‪ .‬والقلب إلى ما قعاله فعي التحععاف أميععل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وإذا ثبععت رؤيتعه( أي‬
‫الهلل‪ ،‬بعدل أو عدلين‪ ،‬ويؤخذ من التعبير بالثبوت أنه إذا أشيعت رؤيته في بلد ولععم‬
‫تثبت ل تثبت في البلدة القريبة إل لمن صدقه ‪ -‬كما فععي التحفععة ‪ -‬وعبارتهععا‪) :‬تنععبيه(‬
‫قضية قوله لزم إلخ أنه بمجرد رؤيته ببلد يلزم كل بلد قريبععة منععه الصععوم أو الفطععر‪،‬‬
‫لكن من الواضح أنه لو لم يثبت بالبلد الذي أشيعت رؤيتععه فيهععا ل يثبععت فععي القريبععة‬
‫منه‪ ،‬إل بالنسبة لمن صدق المخبر‪ ،‬وأنه إن ثبت فيها ثبت في القريبة‪ ،‬لكن ل بد مععن‬
‫طريق يعلم بها أهل البلد القريبععة ذلععك‪ ،‬فععإن كعان ثبععت بنحعو حكععم فل بعد معن اثنيععن‬
‫يشهدان عند حاكم القريبة بالحكم‪ ،‬ول يكفي واحد‪ ،‬وإن كععان المحكععوم بععه يكفععي فيععه‬
‫الواحد‪ ،‬لن المقصود إثباته الحكم بالصوم‪ ،‬ل الصوم‪ ،‬أو بنحو استفاضة فل بععد مععن‬
‫اثنين أيضا لذلك‪ .‬فإن لم يكن بالبلد معن يسعمع الشععهادة أو امتنعع لععم يثبععت عنعدهم إل‬
‫بالنسبة لمن صدق المخبر بأن أهل تلك البلد ثبت عندهم ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لزم حكمععه(‬
‫الضمير يعود على ثبوت المفهوم من ثبت‪ .‬أي لزم حكم ثبععوت الرؤيععة فععي بلععد البلععد‬
‫القريب إلخ‪ ،‬ويصح رجوع الضمير للبلد‪ ،‬لكن بتقدير مضععاف‪ ،‬أي حكععم أهععل البلععد‪،‬‬
‫أي الحكم الحاصل على أهل البلد بسبب ثبوت الرؤية منها‪ ،‬وذلك الحكم هو الصععوم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬البلد القريب‪ :‬بالنصب ‪ -‬مفعول لععزم‪ .‬وإنمعا لزمهعا ذلععك لن البلعدتين صععارتا‬
‫كبلدة واحدة‪) .‬قوله‪ :‬دون البعيد( أي لمععا رواه مسععلم عععن كريععب قععال‪ :‬رأيععت الهلل‬
‫بالشام‪ ،‬ثم قدمت المدينة‪ ،‬فقال ابن عبععاس‪ :‬مععتى رأيتععم الهلل ؟ قلععت‪ :‬ليلععة الجمعععة‪.‬‬
‫قال‪ :‬أنت رأيته ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ورآه الناس‪ ،‬وصاموا‪ ،‬وصام معاوية‪ .‬فقال‪ :‬لكنععا رأينععاه‬
‫ليلة السععبت‪ ،‬فل نععزال نصععوم حععتى نكمععل العععدة‪ .‬فقلععت‪ :‬أول تكتفععي برؤيعة معاويععة‬
‫وصععيامه ؟ قععال‪ :‬ل‪ .‬هكعذا أمرنععا رسعول الع )ص(‪) .‬قععوله‪ :‬ويثبععت البعععد بععاختلف‬
‫المطععالع( أي والقععرب باتحادهعا‪ .‬والمععراد بعه‪ :‬أن يكعون غعروب الشعمس والكععواكب‬
‫وطلوعها في المحلين فععي وقععت واحععد‪ .‬فععإن طلععع أو غععرب شعئ مععن ذلععك فععي أحععد‬
‫المحلين قبل الخر أو بعده فهو مختلف‪) .‬قوله‪ :‬على الصععح( مقععابله ل يعتععبر البعععد‬
‫باختلف المطالع‪ ،‬بل بمسافة القصر‪ .‬قال‪ :‬لن الشرع أناط بهعا كععثيرا معن الحكعام‪،‬‬
‫واعتبار المطالع يحوج إلى تحكيم المنجمين‪ ،‬وقواعد الشرع تأباه‪ .‬ورد بأن الهلل ل‬
‫تعلق له بمسععافة القصععر‪ ،‬ولن المنععاظر تختلععف بععاختلف المطععالع والعععروض‪ ،‬أي‬
‫عروض البلد ‪ -‬أي بعدها ‪ -‬عن خععط السععتواء‪ ،‬وتحكيععم المنجميععن إنمععا يضععر فععي‬
‫الصول‪ ،‬دون التوابع ‪ -‬كما هنا‪ ،‬كذا في التحفة‪ .‬وفععي البجيرمععي‪ :‬قععال ابععن المقععري‬
‫فععي تمشععيته‪ :‬واعتبععار مسععافة القصععر يععؤدي إلععى أن يجععب الفطععر علععى مععن بالبلععد‪،‬‬
‫والصوم على من هو خارجها‪ ،‬لوقوعهم في مسافة القصر‪ ،‬إذ هععي تحديععد‪ ،‬وإلععى أن‬
‫يكون من خرج من البلد لزمه المساك‪ ،‬ومن دخلها لزمه الفطر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمععراد‬
‫باختلفها أن يتباعد إلخ( وفي حاشية الكردي ما نصه‪ :‬معنى اختلف المطالع أن‬

‫] ‪[ 247‬‬
‫يكون طلوع الفجر أو الشععمس أو الكععواكب أو غروبهععا فععي محععل متقععدما علععى‬
‫مثله في محل آخر‪ ،‬أو متأخرا عنه‪ ،‬وذلععك مسععبب عععن اختلف عععروض البلد‪ .‬أي‬
‫بعدها عن خط الستواء وأطوالها‪ .‬أي بعدها عن ساحل البحر المحيط الغربي‪ ،‬فمتى‬
‫تسعاوى طعول البلعدين لعزم معن رؤيتعه فعي أحعدهما رؤيتعه فعي الخعر‪ ،‬وإن اختلعف‬
‫عرضهما‪ ،‬أو كان بينهما مسافة شهور‪ .‬ومععتى اختلععف طولهمععا امتنععع تسععاويهما فععي‬
‫الرؤية‪ ،‬ولزم من رؤيته في الشرق رؤيته في بلععد الغععرب‪ ،‬دون العكععس‪ ،‬فيلععزم مععن‬
‫رؤيته في مكة رؤيته في مصر‪ ،‬ول عكس‪ .‬قععال فععي المععداد والنهايععة‪ :‬ومععن ثععم لععو‬
‫مات متوارثان وأحدهما بالمشرق والخر بالمغرب كععل فععي وقععت زوال بلععده‪ ،‬ورث‬
‫الغربي الشرقي‪ ،‬لتأخر زوال بلده‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غالبا( خععرج بععه مععا كععان علععى خلف‬
‫الغالب‪ ،‬وهو أنه قد يتباعد المحلن‪ ،‬وتكون الرؤية في أحد البلدين مسععتلزمة للرؤيععة‬
‫في الخر‪ ،‬كالذي سيذكره من أنه إذا رؤي في البلد الشععرقي يععرى فععي الغربععي ‪ -‬فل‬
‫عبرة به‪ ،‬للختلف فيما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬التبريزي( بكسر أوله والراء وسكون الموحععدة‬
‫والتحتيععة وزاي‪ :‬نسععبة إلععى تععبريز‪ ،‬بلععدة بأذربيجععان‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬ل يمكععن‬
‫اختلفها إلخ( قال في التحفة‪ :‬وكان مستند ما ذكر‪ :‬الستقراء‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي أقععل مععن‬
‫أربعة وعشرين فرسخا( قععال ع ش ‪ -‬وقععدره ثلثععة أيععام‪ .‬لكععن يبقععى الكلم فععي مبععدأ‬
‫الثلثة بأي طريق يفرض حتى ل تختلف المطالع بعده ؟‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬علععى أنععه يلععزم‬
‫من الرؤية إلخ( أي كما في مكة المشرفة ومصر المحروسة‪ ،‬فإنه يلزم من رؤيته في‬
‫مكة رؤيته في مصر‪ ،‬ل عكسه‪) .‬قوله‪ :‬من غير عكس( وهو أنه ل يلزم مععن رؤيتععه‬
‫في البلد الغربي رؤيته في البلد الشرقي‪ ،‬وعلى هذا حديث كريب‪ ،‬فإن الشععام غربيععة‬
‫بالنسبة إلى المدينة‪ ،‬فل يلزم من رؤيته في الشام رؤيتععه فيهععا‪) .‬قععوله‪ :‬إذ الليععل إلععخ(‬
‫علععة الملزمععة‪) .‬وقععوله‪ :‬قبععل( أي قبععل دخععوله فععي البلد الغربيععة‪) .‬قععوله‪ :‬وقضععية‬
‫كلمهم( أي السبكي ومن تبععه‪ ،‬وهعو أنعه يلععزم معن رؤيتعه فعي الشععرقي رؤيتعه فععي‬
‫الغربععي‪) .‬قعوله‪ :‬أنعه( أي الهلل‪ .‬والمصعدر المعؤول معن أن واسعمها وخبرهععا خععبر‬
‫قضية‪) .‬وقوله‪ :‬في شرقي( أي بلد شرقي‪) .‬وقوله‪ :‬لزم كل غربي( أي كععل أهععل بلععد‬
‫غربي‪) .‬وقوله‪ :‬بالنسبة إليه( أي إلى الشرقي الذي رؤي الهلل فيه‪) .‬وقوله‪ :‬العمععل(‬
‫فاعل لزم‪) .‬قوله‪ :‬وإن اختلفعت المطعالع( قعال فعي التحفعة بععده‪ :‬وفيعه منافعاة لظعاهر‬
‫كلمهم‪ ،‬ويوجه كلمهم بأن اللزم إنما هو الوجود‪ ،‬ل الرؤية‪ ،‬إذ قد يمنع منها مانع‪،‬‬
‫والمدار عليها‪ ،‬ل على الوجود‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بأن اللزم‪ :‬أي لرؤيته فععي البلععد الشععرقي‬
‫إنما هو الوجود‪ ،‬أي وجود الهلل‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪) :‬فرع( ما حكم تعلععم اختلف‬
‫المطالع ؟ يتجه أن يكون كتعلم أدلة القبلة حتى يكون فرض عين في السععفر وفععرض‬
‫كفاية في الحضر‪ ،‬وفاقا لمر سم على منهج‪ ،‬والتعبير بالسععفر والحضععر جععرى علععى‬
‫الغالب‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمة( لو أثبت مخالف الهلل مع اختلف المطالع لزمنا العمل بمقتضى‬
‫إثباته‪ .‬ولو سافر عن محل الرؤية إلى محل يخالفه في المطلععع ولععم يععر أهلععه الهلل‪،‬‬
‫وافقهم في الصوم آخر الشهر‪ ،‬وإن أتم ثلثين فيمسععك معهععم‪ ،‬وإن كععان معيععدا‪ ،‬لنععه‬
‫صار منهم‪ .‬وكذا لو جرت سفينة صائم إلععى بلععد فوجععدهم معيععدين فععإنه يفطععر معهععم‬
‫لذلك‪ ،‬ول قضاء عليه‪ ،‬إل إن صام ثمانية وعشرين يوما‪ .‬وخرج بآخر الشهر مععا لععو‬
‫انتقل أول الشهر من محل رأوه فيه إلى محل لم يروه فيه‪ ،‬فل يفطر معهم ذلك اليععوم‬
‫‪ -‬كما في التحفة ‪ -‬قال سم‪ :‬والوجه التسوية بين الول والخععر‪ .‬وعليععه يلغععز ويقععال‪:‬‬
‫لنا شععخص رأى الهلل ليل‪ ،‬وأصععبح مفطععرا بل عععذر‪) .‬فععائدة( فععي مسععند الععدارمي‬
‫وصحيح ابن حبان أن النبي )ص( كان يقول عند رؤية الهلل‪ :‬ال أكبر‪ ،‬اللهععم أهلععه‬
‫علينا بالمن واليمان‪ ،‬والسلم والسلم‪ ،‬والتوفيق لمععا تحبععه وترضععاه‪ .‬ربنععا وربعك‬
‫ال‪ .‬وفي أبي داود‪ :‬كان يقول‪ :‬هلل خير ورشد ‪ -‬مرتين ‪ -‬آمنت بمن خلقععك ‪ -‬ثلث‬
‫مرات ‪ .-‬ويسن أن يقرأ بعد ذلك سورة تبارك‪ ،‬لثر فيه‪ ،‬ولنها المنجية‬

‫] ‪[ 248‬‬
‫الواقية‪ :‬قال السبكي‪ :‬وكأن ذلك لنها ثلثون آية بعدد أيام الشهر‪ ،‬ولن السكينة‬
‫تنزل عند قراءتها‪ .‬وكان )ص( يقرؤهععا عنععد النععوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنععى‪) .‬قععوله‪ :‬وإنمععا يجععب‬
‫صوم رمضان إلخ( تعرض لشرائط الوجوب‪ ،‬ولم يتعرض لشرائط الصععحة‪ ،‬مععع أن‬
‫إحداهما ل تغني عن الخرى‪ ،‬إذ ل يلزم من الصعحة الوجعوب‪ .‬أل تعرى أن الصعوم‬
‫يصح من الصبي ول يجب عليه ؟ ويجب على المرتد ول يصح منه ؟ فكان المناسب‬
‫أن يتعرض لشرائط الصحة أيضا وإن كان بعضها ‪ -‬كالنقاء ‪ -‬يمكععن انععدراجه تحععت‬
‫الطاقة بحملهععا علععى الحسععية والشععرعية ‪ -‬كمععا صععرح بععه الشععارح ‪ -‬وهععي أربعععة‪:‬‬
‫السلم بالفعل‪ ،‬والنقاء عن الحيض والنفاس‪ ،‬والعقل في جميععع النهععار‪ ،‬ووقععت قابععل‬
‫للصوم‪ .‬فمتى ارتد‪ ،‬أو نفسععت‪ ،‬أو ولععدت وإن لععم تععر دمععا‪ ،‬أو حاضععت‪ ،‬أو جععن فععي‬
‫لحظة مععن النهععار‪ :‬بطععل الصععوم ‪ -‬كالصععلة ول يضععر النععوم ‪ -‬وإن اسععتغرق جميععع‬
‫النهار ‪ -‬ول الغماء والسكر من غير تعد إن خل عنهما لحظععة مععن النهععار‪ ،‬بخلف‬
‫ما إذا لم يخل عنهما لحظة منه‪ ،‬فإن الصوم يبطل بهمععا‪ ،‬لنهمععا فععي السععتيلء علععى‬
‫العقل فوق النوم ودون الجنون‪ ،‬فإن قلنا إن المسععتغرق منهمععا ل يضععر كععالنوم‪ ،‬لععزم‬
‫إلحاق القوى بالضعف‪ .‬وإن قلنا إن اللحظة منهما ما تضععر كععالجنون‪ ،‬لععزم إلحععاق‬
‫الضعف بالقوى فتوسطنا وقلنا إن الخلو عنهما في لحظة كاف‪ .‬وخععرج بقولنععا مععن‬
‫غير تعد‪ :‬ما إذا حصل له بتعد‪ ،‬فإنه يأثم بهما‪ ،‬ويبطل صومه‪ ،‬ويلزمه القضععاء‪ ،‬وإن‬
‫كانا في لحظة من النهار‪) .‬قوله‪ :‬على كل مكلف( أي مسلم‪ ،‬ولو فيما مضى‪ ،‬فيشععمل‬
‫المرتد‪ ،‬فيجب عليه الصوم‪ ،‬بمعنى انعقاد سببه فععي حقععه‪ ،‬لوجععوب القضععاء عليععه إن‬
‫عاد للسلم‪) .‬قوله‪ :‬أي بالغ عاقل( تفسير مراد للمكلف‪) .‬قععوله‪ :‬مطيعق لعه( زاد فععي‬
‫شرح المنهج شرطين‪ ،‬وهما‪ :‬الصععحة‪ ،‬والقامععة‪ .‬واعععترض الول بععأن قيععد الطالععة‬
‫يغني عنه‪ ،‬لن المراد الطاقة حسا أو شرعا‪ ،‬فيخرج بهععا المريععض‪ ،‬إل أن يقععال إن‬
‫الطاقة تتحقق مع وجععود المشععقة‪ ،‬فحينئذ ل يخععرج المريععض بهععا‪ ،‬فيحتععاج إلععى قيععد‬
‫الصحة لخراجه‪) .‬قوله‪ :‬فل يجب على صععبي( أي وإن صععح منععه‪ ،‬إذ ل تلزم بيععن‬
‫الصععحة والوجععوب ‪ -‬كمععا معر ‪ -‬وهعذا محعترز قععوله بععالغ‪ :‬المنععدرج تحععت المكلعف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬مجنون( محترز قوله عاقععل ‪ -‬المنععدرج أيضععا تحععت المكلععف ‪ -‬ومحععل عععدم‬
‫وجوبه على المجنون ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬ما لم يتعد به‪ ،‬بأن أزال عقلععه بشععراب أو غيععره‬
‫عمدا‪ ،‬وإل وجب عليه ولزمه قضاؤه بعد الفاقة‪) .‬قوله‪ :‬ول على من ل يطيقه لكععبر‬
‫أو مرض( محترز الطاقة الحسية‪ ،‬وما بعععده محععترز الشععرعية‪) .‬وقععوله‪ :‬ل يرجععى‬
‫برؤه( هو ساقط من عبارة التحفة‪ ،‬وهو الولى‪ ،‬لن المريض مرضا يرجى برؤه ل‬
‫يجب عليه الصوم حالته‪ ،‬وإن وجب عليه القضعاء إذا تمكعن ‪ -‬كالحعائض والنفسعاء ‪-‬‬
‫إل أن يقال قيد به لجل قوله ويلزمه مد لكل يوم‪ ،‬لن لزومه إنما هو فيمععا ل يرجععى‬
‫بعرؤه‪ ،‬أمعا معا يرجعى بعرؤه فل يلزمعه مععه ذلعك‪ ،‬وإنمعا يلزمعه الصعوم قضعاء بععد‬
‫الصحة‪) .‬قوله‪ :‬ويلزمه( أي من ل يطيقه‪) .‬وقوله‪ :‬مد لكعل يععوم( أي لقععوله تععالى‪* :‬‬
‫)وعلى الععذين يطيقععونه فديععة طعععام مسععكين( * )‪ (1‬والمععراد ل يطيقععونه ‪ -‬بتقععدير ل‬
‫النافية ‪ -‬كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬ول على حائض ونفساء( أي ول يجب عليهمععا‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬ووجوب القضاء عليهما إنما هو بعأمر جديععد‪ .‬وقيععل وجععب عليهمعا ثعم سعقط‪.‬‬
‫وعليهما ينويان القضاء‪ ،‬ل الداء على الول‪ ،‬خلفا لبن الرفعععة‪ ،‬لنععه فعععل خععارج‬
‫وقته المقدر له شرعا‪ .‬أل ترى أن من اسععتغرق نععومه الععوقت ينععوي القضععاء وإن لععم‬
‫يخاطب بالداء ؟ وبما تقرر علم أن من عبر بوجوبه على نحو حائض ومغمى عليععه‬
‫وسكران‪ :‬مراده وجوب انعقاد سبب ليرتب عليهم القضاء‪ ،‬ل وجوب التكليععف‪ ،‬لعععدم‬
‫صلحيتهم للخطاب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنهما( أي الحععائض والنفسععاء‪) .‬وقععوله‪ :‬ل تطيقععان(‬
‫أي الصوم‪ ،‬فمفعوله محذوف‪) .‬وقوله‪ :‬شرعا( أي ل حسا‪ ،‬لنهما قععد يطيقععانه حسععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفرضه نية( أي‬

‫)‪ (1‬البقرة‪184 :‬‬

‫] ‪[ 249‬‬
‫لقوله )ص(‪ :‬إنما العمال بالنيات‪ .‬وذكععر مععن فععروض الصععوم فرضععا واحععدا‪،‬‬
‫وهو ما ذكر‪ ،‬وبقي عليه فرضان‪ ،‬وهما‪ :‬المساك عن مفطر‪ ،‬والصععائم‪ ،‬ول بععد فععي‬
‫النية من أن يستحضر حقيقة الصوم ‪ -‬التي هي المساك عن المفطر ‪ -‬جميععع النهععار‬
‫مع كونه عن رمضان مثل‪ ،‬ثم يقصعد إيقعاع هعذا المستحضععر‪) .‬قععوله‪ :‬بععالقلب( بيععان‬
‫لمحل النية‪) .‬قوله‪ :‬ول يشترط التلفظ بها( أي بالنية‪ ،‬كسععائر نيععات العبععادات‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بل يندب( أي التلفظ بها ليسععاعد اللسععان القلععب‪) .‬قععوله‪ :‬ول يجععزئ عنهععا( أي النيععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن قصد به( أي التسحر‪) .‬قوله‪ :‬ول المتناع إلععخ( معطععوف علععى التسععحر‪،‬‬
‫أي ول يجزئ عن النية المتناع من تناول مفطر‪ ،‬خوفا من طلوع الفجر‪) .‬قوله‪ :‬مععا‬
‫لم يخطر بباله الصوم بالصفات إلخ( قيد فعي ععدم الجعزاء‪ .‬أي محلعه معا لعم يخطعر‬
‫بباله الصوم بصفاته‪ ،‬وإل أجزأ ما ذكر من الصورتين‪ :‬أعني التسحر والمتنععاع مععن‬
‫تناول مفطر عنها‪) .‬واعلم( أن الصوم هو المساك عن المفطرات‪ ،‬وأن صفاته كونه‬
‫عن رمضان أو عن نذر أو كفارة مثل‪ .‬إذا علمت ذلععك‪ ،‬فتععأمله مععع الغايععة السععابقة ‪-‬‬
‫أعني قوله ولو قصعد بعه التقعوي علعى الصعوم ‪ -‬فعإن مجمعوع ذلعك يقتضعي تصعور‬
‫تسحره بقصد التقوي عليه مع عدم خطوره مععع صععفاته بالبععال‪ .‬وليععس كععذلك‪ ،‬وذلععك‬
‫لن الصععوم الععذي قصععد التقععوي عليععه بالتسععحر الظععاهر‪ :‬أن المععراد منععه الصععوم‬
‫الشرعي‪ ،‬الذي هو إمساك مخصوص بنية مخصوصة‪ ،‬فعإذا قصعد بالسعحور التقعوى‬
‫عليه‪ ،‬لزم خطوره بالبال بصفاته التي ل بد منهععا‪ ،‬وذلععك عيععن النيععة‪ .‬نعععم‪ ،‬إن حمععل‬
‫الصوم ‪ -‬الذي قصد التقععوى عليععه بمععا ذكععر ‪ -‬علععى مطلععق إمسععاك عععن المفطععرات‪،‬‬
‫تصور ذلك‪ ،‬وكان لذكر القيد المذكور بعد الغاية فائدة‪ .‬وبقي عليه أن صععريح كلمععه‬
‫أن مجرد خطور الصوم بباله مع التسحر أو المتناع من المفطر مجععزئ عععن النيععة‪.‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬لما صرحوا به في الصلة ‪ -‬وغيرها ‪ -‬من أنه ل بد في نيتها من قصععد‬
‫إيقاعها وفعلها‪ ،‬وأما مجرد الخطور من غير قصد اليقاع فغيععر مجععزئ‪ .‬ويمكععن أن‬
‫يقال‪ :‬إن المراد بقوله‪ :‬ما لم يخطر بباله الصععوم‪ :‬أي إيقععاعه‪ ،‬وفيععه أنععه إذا كععان هععو‬
‫المراد كان عين النية‪ ،‬ل مجزئا عنهععا ‪ -‬كمععا أفهمععه كلمععه ‪ .-‬وعبععارة الععروض مععع‬
‫شرحه‪ :‬ولو تسحر ليصععوم‪ ،‬أو شععرب لععدفن العطععش نهععارا‪ ،‬أو امتنععع مععن الكععل أو‬
‫الشععرب أو الجمععاع خععوف طلععوع الفجععر‪ ،‬فهععو نيععة ‪ -‬إن خطععر ببععاله صععوم فععرض‬
‫رمضان‪ ،‬لتضمن كل منها قصد الصوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪) .‬قعوله‪ :‬لكعل يعوم( متعلععق‬
‫بنية‪ .‬أي تجب النية لصوم كل يوم‪ ،‬وذلك لن الصوم كل يعوم عبعادة مسعتقلة‪ ،‬لتخلعل‬
‫ما يناقض الصوم بين اليومين ‪ -‬كالصلتين يتخللهما السععلم‪) .‬قعوله‪ :‬فلعو نععوى إلععخ(‬
‫مفرع على وجوب النية لكل يوم‪) .‬قوله‪ :‬صوم جميعه( أي رمضان‪) .‬قوله‪ :‬لم يكف(‬
‫أي ما نواه‪) .‬وقوله‪ :‬لغير اليوم الول( أما هو‪ ،‬فيكفي معا نعواه لعه فقعط‪) .‬قعوله‪ :‬لكعن‬
‫ينبغي ذلك( أي نية صوم جميعه أول ليلة منععه‪ (.‬قععوله‪ :‬ليحصععل إلععخ( علععة النبغععاء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الذي نسي النيعة فيعه( أي لعه‪ ،‬ففعي بمعنعى اللم‪) .‬وقعوله‪ :‬عنعد مالعك( متعلعق‬
‫بيحصل‪ .‬أي يحصل له ذلك عنده‪ ،‬لنه ل يشترط النية لكععل يعوم‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا تسععن(‬
‫أي النية‪) .‬وقوله‪ :‬له( أي الناسي تبييت النيععة‪) .‬وقععوله‪ :‬ليحصععل إلععخ( متعلععق بتسععن‪.‬‬
‫)وقعوله‪ :‬صععومه( أي اليععوم العذي نسعي النيعة لععه‪) .‬وقععوله‪ :‬عنعد أبععي حنيفعة( متعلعق‬
‫بيحصل‪) .‬قوله‪ :‬وواضح أن محله( أي حصول الصوم له بذلك‪) .‬وقوله‪ :‬إن قلععد( أي‬
‫المام مالكا في النية أول ليلة من رمضان‪ ،‬أو المام أبا حنيفععة فععي النيععة أول النهععار‬
‫إن نسيها ليل‪ ،‬فمفعوله محذوف‪) .‬قععوله‪ :‬وإل( أي وإن لععم يقلععد مععن ذكععر‪ ،‬بععل صععام‬
‫بالنية المذكورة في الصورة الولى والثانية من‬

‫] ‪[ 250‬‬
‫غير تقليععد‪) .‬وقععوله‪ :‬كععان متلبسععا بعبععادة فاسععدة( أي وهععو حععرام‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي‬
‫اعتقاده( متعلق بفاسدة ‪ -‬أي فاسدة في اعتقاد الناوي‪ ،‬وإن كانت صحيحة فععي اعتقععاد‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬وشرط لفرضه( سيأتي محترزه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو نععذرا إلععخ( أي ولععو كععان‬
‫الصوم المفروض نذرا أو كفارة أو صوم استسقاء‪ ،‬فإنه يشترط فيه ما ذكره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أمر به المام( راجع لصوم الستسقاء‪ ،‬وقيد به لنه ل يكون فرضا إل حينئذ‪) .‬قوله‪:‬‬
‫تبييت( نائب فاعل شرط‪ ،‬وإنما شرط لخبر من لم يبيت الصيام قبل الفجعر فل صعيام‬
‫له‪ ،‬أي صحيح ‪ -‬كما هو الصل في النفي من توجهه إلععى الحقيقععة‪ ،‬فل يقععع صععيامه‬
‫عن رمضان بل خلف‪ ،‬ول نفل ‪ -‬على الوجه ‪ -‬ولو معن جاهععل‪) .‬قععوله‪ :‬أي إيقععاع‬
‫النية إلخ( تفسير مراد للتبييت أي أن المراد بتبييتها‪ :‬إيقاعها ليل‪) .‬قوله‪ :‬أي فيما بين‬
‫غروب الشمس وطلوع الفجر( تفسير لليل أي أن المراد بالليل الذي تجزئ النية فيععه‬
‫ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر ‪ -‬سواء كععان مععن أولععه‪ ،‬أو آخععره‪ ،‬أو وسععطه ‪-‬‬
‫وهععذا هععو المعتمععد‪ .‬ومقععابله‪ :‬ل تكفععي فععي النصععف الول‪ ،‬بععل يشععترط إيقاعهععا فععي‬
‫النصف الخير‪ ،‬لنه قريععب معن العبععادة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو فععي صععوم المميععز( غايعة فععي‬
‫اشتراط التبييت نفل‪ .‬أي يشترط التبييت‪ ،‬ولو كان الناوي صبيا مميععزا‪ ،‬نظععرا لععذات‬
‫الصوم‪ ،‬وإن كان صومه يقع نفل‪ ،‬وليععس لنععا صععوم نفععل يشععترط فيععه ذلععك إل هععذا‪،‬‬
‫فيلغز به ويقال‪ :‬لنا صوم نفل يشععترط فيععه تععبييت النيععة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو شععك إلععخ( هععذا‬
‫مأخوذ من اشتراط التبييت‪ ،‬إذ هو يفهم أنه ل بد من اليقين فيععه‪ ،‬فلععو شععك لععم تصععح‪.‬‬
‫)واعلم( أن الشارح ذكر مسألتين متغععايرتين فععي الحكععم‪ ،‬الولععى‪ :‬أنععه لععو شععك‪ :‬هععل‬
‫وقعت نيته قبل الفجر أو بعده ؟ لم تصح ‪ -‬أي النية ‪ .-‬والثانية‪ :‬أنه لو نععوى ثععم شععك‪:‬‬
‫هل طلع الفجر أو ل ؟ فإنها تصح‪ .‬وفرق سم بين المسععألتين‪ :‬بععأن الشععك فععي الولعى‬
‫واقع حال النية‪ ،‬وفي الثانية بعدها‪ .‬قال‪ :‬والتردد حال النية يمنع الجزم المعتبر فيهععا‪،‬‬
‫فلذلك لم تصح‪ ،‬بخلفه في الثانية‪ ،‬فإنه لم يمنع الجزم المعتبر حالتها‪ ،‬فلذلك صععحت‪.‬‬
‫وفي حاشية السيد عمر البصري ‪ -‬بعد أن استظهر عدم الفرق بين المسععألتين ‪ -‬فععرق‬
‫غير هذا‪ ،‬وحاصله‪ :‬أن الشك في الصورة الولى حصل له بعد تحقق طلععوع الفجععر‪،‬‬
‫وفي الصورة الثانية حصل له قبل تحققه‪ ،‬فهو فيها شاك في النية‪ ،‬وشععاك فععي طلععوع‬
‫الفجر أيضا‪ ،‬فلذلك صحت في هذه‪ ،‬ولم تصح في تلك‪ .‬وعبارته‪ :‬قوله‪ :‬ولو شك هععل‬
‫وقعت نيته قبل الفجر أو بعده ؟ إلخ ‪ -‬قد يقال كل من نيته وطلوع الفجععر حععادث فععي‬
‫كل المسألتين‪ ،‬فما وجه ترجيح الصل في إحداهما للنية وفي الثانية لطلععوع الفجععر ؟‬
‫بل يتوقف في التغاير بين المسألتين تغايرا حقيقيا يؤدي إلى التخالف في الحكععم‪ ،‬فععإن‬
‫الذي يظهر‪ :‬التلزم بين التصعويرين‪ ،‬والع أعلعم‪ .‬وكتعب ‪ -‬قعدس سعره ‪ -‬ويمكعن أن‬
‫يقال‪ :‬الصورة الولى مفروضة فيما إذا طرأ له شك بعععد تحقععق طلععوع الفجععر ‪ -‬هععل‬
‫وقعت نيته قبله أو بعده ؟ والثانية مفروضة فيما إذا نوى ثم حصل له الشك المععذكور‬
‫مع الشك في طلوع الفجر‪ ،‬فإن استمر هذا الشك إلى ما يتحقق الطلععوع صععارت مععن‬
‫أفراد الولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل عدم وقوعهععا( أي النيععة ليل‪ ،‬وهععو تعليععل لعععدم‬
‫الصحة‪) .‬قوله‪ :‬إذ الصل إلخ( علة للعلععة‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي كععل حععادث( هععو هنععا النيععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬تقديره بأقرب زمن( أي فرض وقوعه في أقرب زمن‪ ،‬وهو هنا وقوعها بعد‬
‫طلوع الفجر‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما لو نوى ثم شك‪ :‬هل طلع الفجر ؟( أي هل كان طالعا‬
‫عند النية أو ل ؟ ا‍ه‪ .‬سععم‪) .‬قععوله‪ :‬لن الصععل عععدم طلععوعه( علععة لمقععدر‪ :‬أي فإنهععا‬
‫تصح‪ ،‬لن الصل عدم طلوع الفجر حال النية‪) .‬قوله‪ :‬الصل المذكور( أي وهو أنه‬
‫في كل حادث تقديره بأقرب زمن‪ ،‬والحادث هنا طلععوع الفجععر‪ ،‬وحصععوله بعععد النيععة‬
‫أقرب من حصوله وقتها‪.‬‬

‫] ‪[ 251‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يبطلها( أي النيعة‪) .‬وقعوله‪ :‬نحعو أكعل وجمعاع( أي معن كعل مفطعر‪،‬‬
‫كجنون أو نفاس‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬ل الردة‪ ،‬لنها تزيل التأهل للعبععادة بكععل وجععه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بعدها( أي بعد النية‪ ،‬وهو ظرف متعلق بمحذوف صفة لنحو أكععل وجمععاع ‪-‬‬
‫أي كائن بعد النية ‪ .-‬قععال سععم‪ :‬ينبغععي أو معهععا‪ ،‬لن ذلععك ل ينافيهععا‪) .‬وقععوله‪ :‬وقبععل‬
‫الفجر( أي وأما بعده فإنه يبطلها ‪ -‬كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ :‬لو قطعهععا إلععخ( يعنععي‬
‫لو رفععض النيععة قبععل الفجععر احتععاج لتجديععدها ‪ -‬بل خلف ‪ -‬بخلفععه بعععد الفجععر‪ ،‬فل‬
‫يضر‪ .‬وعبارة البجيرمي‪ :‬نعم تضر الردة ليل أو نهارا‪ ،‬وكذا يضر رفض النيععة ليل‬
‫ل نهارا‪ ،‬فل بد من تجديدها بعد السلم والرفض‪ ،‬ومنه ‪ -‬أي الرفض ‪ -‬ما لو نععوى‬
‫النتقال من صوم إلى آخر‪ ،‬كما لو نعوى صععوم قضعاء ععن رمضعان ثعم ععن لعه أن‬
‫يجعله عن كفارة مثل‪ ،‬فإن ذلك يكون رفضا للنية الولى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتعيين لمنوي(‬
‫معطوف على تبييت‪ .‬أي وشرط لفرضه تعيين لمنوي‪ :‬أي ولو من الصعبي المميعز ‪-‬‬
‫كما نبه عليه السيد عمر البصععري ‪ -‬والمععراد بععالتعيين المشععترك‪ :‬التعييععن مععن حيععث‬
‫الجنس ‪ -‬كالكفارة‪ ،‬وإن لم يعين نوعها‪ :‬كفارة ظهار‪ ،‬أو يمين‪ ،‬وكصوم النذر وإن لم‬
‫يعين نوعه‪ :‬كنذر تبرر أو لجاج‪ ،‬وكالقضاء عن رمضان‪ ،‬وإن لم يعين رمضان سنة‬
‫بخصوصها ‪ -‬وإنما وجب التعيين في الفرض لنه عبادة مضععافة إلععى وقععت‪ ،‬فععوجب‬
‫التعيين في نيتها ‪ -‬كالصلوات الخمس ‪ .-‬وعبارة ق ل‪ :‬قععوله‪ :‬وتعيينععه أي مععن حيععث‬
‫الجنس ل من حيث النوع ول الزمن‪ ،‬فيكفي نية الكفارة لمععن عليععه كفععارات ا‍ه‪ .‬وقععد‬
‫أفاد ما ذكر الشارح بالغاية بعد‪ ،‬وهي وإن لم يعين سببها‪ ،‬وبالسععتدراك بعععدها وهععو‬
‫نعم من عليه إلخ‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله في الفرض‪ :‬الولى إسقاطه‪ ،‬إذ ذكره يععورث ركاكععة‪،‬‬
‫وذلك لن التقدير‪ :‬وشرط لفرضه تعيين لمنوي في الفرض‪) .‬قععوله‪ :‬كرمضععان إلععخ(‬
‫تمثيل لما يحصل به التعيين‪ ،‬ويصح جعلععه تمعثيل للفععرض‪ ،‬وهععو أولععى‪ ،‬لئل يصععير‬
‫التصوير بعده ضائعا‪) .‬قوله‪ :‬بأن ينوي إلخ( تصوير لما يحصل به التبييت والتعيين‪،‬‬
‫فقوله‪ :‬كل ليلة وغدا‪ :‬مثال للتبييت‪) .‬وقوله‪ :‬عن رمضان إلخ( مثععال للتعييععن‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن لم يعين سببها( أي الكفارة‪ ،‬وهععو غايععة لحصععول التعييععن بقصععد الكفععارة‪ ،‬أي ل‬
‫فرق في حصول ذلك به‪ ،‬بين أن يعين سبب الكفارة ‪ -‬من ظهار أو يمين أو جمععاع ‪-‬‬
‫أو ل‪ .‬قال في التحفة‪ :‬فإن عين وأخطأ لم يجزئ‪) .‬قوله‪ :‬فلو نوى الصوم إلخ( تفريععع‬
‫على مفهوم اشتراط التعيين‪) .‬وقوله‪ :‬لععم يكععف( أي مععا نعواه لعععدم التعييععن‪ ،‬لنععه فععي‬
‫الولى يحتمل رمضان وغيره‪ ،‬وفي الثانية يحتمل القضاء والداء‪ .‬قععال فععي التحفععة‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬لو تيقن أن عليه صوم يوم وشك ‪ -‬أهو قضعاء‪ ،‬أو نعذر‪ ،‬أو كفعارة ؟ أجعزأه نيعة‬
‫الصوم الواجب‪ .‬وإن كان مترددا للضرورة ولم يلزمه الكععل ‪ -‬كمععن شععك فععي واحععدة‬
‫من الخمس ‪ -‬لن الصل بقاء وجوب كل منها‪ ،‬وهنا الصل براءة الذمة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬من عليه إلخ( اسععتدراك علععى اشععتراط التعييععن‪ ،‬وإنمععا يظهععر إذا حمععل التعييععن‬
‫المشترط على العم من التعيين‪ ،‬من حيث الجنس‪ ،‬أو من حيث النوع‪ .‬أمععا إذا حمععل‬
‫على المراد المار الذي حملته عليه ‪ -‬وهو من حيث الجنس فقط ‪ -‬فل اسععتدراك‪ ،‬لن‬
‫التعيين من حيث الجنس حاصل في هذه الصورة‪) .‬وقععوله‪ :‬أو نععذر( بععالرفع‪ ،‬عطععف‬
‫على قضاء‪ .‬أي أو عليه نذر‪ :‬أي صععومه‪) .‬وقععوله‪ :‬أو كفععارة( بععالرفع‪ ،‬عطععف علععى‬
‫قضاء أيضا‪ .‬أي أو عليه كفعارة ‪ -‬أي صعومها‪) .‬وقعوله‪ :‬معن جهعات مختلفعة( راجعع‬
‫للنذر والكفارة‪ ،‬والمراد بهععا ‪ -‬بالنسععبة للول ‪ -‬كععونه عععن تععبرر أو لجععاج‪ ،‬وبالنسععبة‬
‫للثاني‪ :‬كونه عن ظهعار أو جمعاع أو يميععن‪) .‬وقععوله‪ :‬لععم يشعترط التعييعن( أي تعييعن‬
‫قضاء‪ ،‬أي الرمضانين في الولى‪ ،‬وتعيين النوع فيما بعدها‪) .‬قوله‪ :‬لتحععاد الجنععس(‬
‫علة لعدم اشتراط التعيين‪ .‬أي أنه في الجميع‪ :‬الجنس واحد‪ ،‬وهو مطلق رمضععان‪ ،‬أو‬
‫مطلق نذر‪ ،‬أو مطلق كفارة‪ .‬وهو كععاف فععي التعييععن ‪ -‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪ :‬واحععترز‬
‫باشتراط التبييت في الفرض( المناسب أن يقععول واحععترز بقععوله لفرضععه‪ :‬مععن حيععث‬
‫اشتراط التبييت فيه عن النفل‪،‬‬

‫] ‪[ 252‬‬
‫لن المحترز به هو الفرض‪ .‬ل اشتراط التبييت فيه‪ .‬فتأمل‪) .‬قوله‪ :‬فتصح فيععه(‬
‫أي النفل‪) .‬وقوله‪ :‬ولو مؤقتا( أي ولو كان النفععل مؤقتععا‪ ،‬كعرفععة وعاشععوراء‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫النية( فاعل تصح‪) .‬قوله‪ :‬قبل الزوال( متعلق بتصح أو بالنية‪ .‬وفي اليعاب للشافعي‬
‫قول جديد‪ :‬أنه تصح نية النفل قبل الغروب‪ .‬قال‪ :‬فمن تركهععا قبععل الععزوال ينبغععي لععه‬
‫بالشرط الذي ذكرناه ‪ -‬وهو تقليد في ذلك ‪ -‬أن ينويها بعععده‪ ،‬ليحععوز ثععوابه علععى هععذا‬
‫القول‪ ،‬بناء على جواز تقليععده‪ .‬ا‍ه‪ .‬كععردي‪ .‬ول بععد مععن اجتمععاع شععرائط الصععوم مععن‬
‫الفجر‪ ،‬للحكم عليه بأنه صائم من أول النهار‪ ،‬حتى يثاب علععى جميعععه‪ ،‬إذ صععومه ل‬
‫يتبعض‪) .‬قوله‪ :‬للخععبر الصععحيح( هععو مععا رواه الععدارقطني‪ :‬عععن عائشععة رضععي الع‬
‫عنها‪ ،‬قالت‪ :‬دخل علي رسول ال )ص( ذات يوم‪ ،‬فقال‪ :‬هل عندكم شععئ ؟ قلععت‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإني إذا أصوم‪ .‬قالت‪ :‬ودخل علي يوما آخر‪ ،‬فقععال‪ :‬أعنععدكم شععئ ؟ قلععت‪ :‬نعععم‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا أفطر‪ ،‬وإن كنت فرضت الصوم أي شرعت فيععه وأكععدته‪) .‬قععوله‪ :‬وبععالتعيين‬
‫إلخ( معطععوف علععى التععبييت‪) .‬وقععوله‪ :‬النفععل( منصععوب بنععزع الخععافض وهععو عععن‪،‬‬
‫والتقدير‪ :‬واحترز باشتراط التعيين في الفرض عععن النفععل‪ .‬وكععان المناسععب أن يقععول‬
‫هنا أيضا‪ :‬واحترز بقولي في الفععرض مععن حيععث اشععتراط التعييععن فععي الفععرض عععن‬
‫النفل‪ ،‬لن المحترز به هو الفرض‪ ،‬ل اشتراط التعيين‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله‪ :‬أيضععا‪ ،‬أي كمععا‬
‫احععترز باشععتراط التععبييت فععي الفععرض عععن النفععل‪ .‬وقععوله‪ :‬فيصععح‪ :‬أي النفععل ‪ -‬أي‬
‫صومه‪ .‬وقوله‪ :‬ولو مؤقتا‪ :‬غاية في صحة الصوم في النفل بنية مطلقععة‪ ،‬أي ل فععرق‬
‫في ذلك بين أن يكون مؤقتا ‪ -‬كصوم الثنين‪ ،‬والخميس‪ ،‬وعرفة‪ ،‬وعاشععوراء‪ ،‬وأيععام‬
‫البيض ‪ -‬أو ل‪ :‬كأن يكون ذا سبب ‪ -‬كصععوم الستسععقاء ‪ -‬بغيععر أمععر المععام‪ ،‬أو نفل‬
‫مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬بنية مطلقة( متعلق بيصععح‪ ،‬فيكفععي فععي نيععة صععوم يععوم عرفععة مثل أن‬
‫يقول‪ :‬نويت الصوم‪) .‬قوله‪ :‬كمعا اعتمعده غيعر واحعد( أي اعتمعد صعحة صعوم النفعل‬
‫المؤقت بنية مطلقة‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬في السععنى ‪ -‬ونحععوه الخطيععب الشععربيني‬
‫والجمال الرملي ‪ -‬الصوم في اليام المتأكد صومها منصرف إليها‪ ،‬بععل لععو نععوى بععه‬
‫غيرها حصلت إلخ‪ :‬زاد في اليعاب ومن ثم أفتى البارزي بأنه لععو صععام فيععه قضععاء‬
‫أو نحوه حصل‪ ،‬نواه معه أو ل‪ .‬وذكر غيره أن مثل ذلك ما لو اتفق في يععوم راتبععان‬
‫كعرفة يوم الخميس‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكلم التحفة كالمتردد في ذلععك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم بحععث فععي‬
‫المجموع إلخ( هذا إنما يتم له إن ثبت أن الصوم في اليام المععذكورة مقصعود لععذاتها‪.‬‬
‫والمعتمد‪ :‬كما يؤخذ من عبارة الكردي المارة آنفا ‪ -‬أن القصد وجود صوم فيها‪ .‬فهي‬
‫كالتحية‪ ،‬فإن نوى التطوع أيضا حصل‪ ،‬وإل سقط الطلب عنه‪ ،‬وبهذا فععارق رواتععب‬
‫الصععلوات‪) .‬قععوله‪ :‬كعرفععة ومععا معهععا( أي ومععا يععذكر معهععا عنععد تعععداد الرواتععب ‪-‬‬
‫كعاشورا‪ ،‬وسععتة مععن شععوال‪ ،‬واليععام الععبيض‪ ،‬واليععام السععود ‪) .-‬قععوله‪ :‬فل يحصععل‬
‫غيرها( أي من قضاء أو كفارة‪) .‬وقوله‪ :‬معها( أي الرواتب‪) .‬وقوله‪ :‬وإن نععوى( أي‬
‫غير الرواتعب‪) .‬قععوله‪ :‬بععل مقتضعى القيعاس( أي علعى رواتععب الصععلة‪) .‬وقععوله‪ :‬أن‬
‫نيتهما( أي الرواتععب وغيرهععا‪ ،‬كععأن نععوى صععوم عرفععة وقضععاء أو كفععارة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫مبطلة( أي لن الراتب ل يندرج في غيره‪ ،‬فإذا جمعه مع غيره لععم يصععح‪ ،‬للتشععريك‬
‫بين مقصودين‪) .‬قوله‪ :‬كما لو نوى الظهر وسنته( أي فععإن ذلععك مبطععل‪ ،‬وقععد علمععت‬
‫الفرق ‪ -‬فل تغفل‪) .‬قوله‪ :‬فأقل النية المجزئة إلخ( تفريععع علععى مععا علععم مععن اشععتراط‬
‫التبييت والتعيين فقط‪ ،‬وهو أنه ل يشترط غيرهما كالفرضية والداء‪ ،‬والضافة إلععى‬
‫ال تعالى‪) .‬قوله‪ :‬ولو بدون الفرض( غاية للجزاء‪ .‬أي أنها تجزئ‪ ،‬ولو كانت غيععر‬
‫مقرونة بالفرض‪ .‬ولو حذف لفظ ‪ -‬ولو ‪ -‬واقتصر على بعدون الفععرض‪ ،‬لكعان أولععى‪،‬‬
‫لن القل المجزئ الذي صرح به ليس مقرونا بالفرضية ‪ -‬فكيععف يجعععل غايععة لععه ؟‬
‫فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬على المعتمد( مرتبط بالغايععة‪ ،‬أي أن النيععة المععذكورة تجععزئ مععن غيععر‬
‫تعرض للفرضية ‪ -‬علععى المعتمععد ‪) .-‬وقععوله‪ :‬كمععا صععححه( الضععمير البععارز راجععع‬
‫للجزاء المذكور‪ ،‬ل للمعتمد‪ ،‬وإن كان هو ظععاهر صععنيعه‪ ،‬لنععه ل معنععى لتصععحيح‬
‫المعتمد‪ .‬ولو حذف الفعل وقال كما في المجموع لكان‬

‫] ‪[ 253‬‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬لن صععوم إلععخ( علععة لعععدم وجععوب قصععد الفرضععية المفهععوم مععن‬
‫الغاية‪ ،‬أي وإنما لم يجب ذلك لن صععوم رمضععان مععن البععالغ ل يقععع إل فرضععا‪ ،‬فل‬
‫فائدة للتعرض لها‪ ،‬بخلف الصلة‪ ،‬فإنها لما كانت تقع نفل فيما إذا أعيععدت‪ ،‬اشععترط‬
‫فيها نية الفرضية لتتميز عن المعادة‪ .‬قال السنوي‪ :‬ول يرد اشتراط نيتها في المعادة‬
‫أيضععا ‪ -‬كمععا مععر ‪ -‬لن ذاك لمحاكععاة فعلععه أو ل‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ - :‬وعلععى مععا فععي‬
‫المجموع ‪ -‬لو نوى ولم يتعرض للفرضية ثم بلغ قبل الفجر‪ :‬لم يلزمه التعععرض لهععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومقتضى كلم إلخ( مقابل المعتمد‪) .‬وقوله‪ :‬والمنهععاج( أي وكلم المنهععاج‬
‫وعبععارته‪ :‬وفععي الداء والفرضععية والضععافة إلععى الع تعععالى‪ ،‬الخلف المععذكور فععي‬
‫الصلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والذي تقدم في الصلة عدم اشتراط ما عدا الفرضية‪) .‬وقععوله‪ :‬وجععوبه(‬
‫أي الفرض ‪ -‬أي قصده‪) .‬قوله‪ :‬أو بل غد( معطوف على بدون الفععرض‪ ،‬فهععو غايععة‬
‫أيضا لجزاء النية المذكورة‪ .‬أي تجزئ‪ ،‬ولو لم يتعرض فيها للغععد‪) .‬قععوله‪ :‬لن لفععظ‬
‫الغد إلخ( تعليل لعدم وجوب التعععرض للغععد المفهععوم مععن الغايععة أيضععا‪ .‬أي وإنمععا لععم‬
‫يجب التعرض للغد‪ ،‬لن لفظ إلخ‪ .‬ومحل العلة قععوله‪ :‬وهععو فععي الحقيقععة إلععخ‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫اشتهر في كلمهعم( أي الصععحاب‪) .‬وقعوله‪ :‬فععي تفسععير التعييعن( أي فععي تصعويره‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬صورته أن يقول نويت صوم غد من رمضان‪ .‬قال فعي حاشعية الجمعل‪ :‬وهعذا‬
‫التصععوير فععي الحقيقعة تصععوير للتععبييت‪ ،‬فللتعبييت صععورتان أن يقعول‪ :‬نعويت صعوم‬
‫رمضان‪ ،‬أو نويت صوم غد من رمضان‪ .‬فانتقل نظرهععم لحععدى صععورتي التععبيت‪،‬‬
‫فجعلوها صورة للتعيين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو في الحقيقة ليس من حد التعيين( أي أن لفظ‬
‫الغد في الحقيقة ليس داخل في حد التعيين‪ :‬أي ل يتوقععف التعييععن عليععه بخصوصععه‪.‬‬
‫قال في شرح المنهج‪ :‬وإنما وقع ذلك من نظرهم إلى التبييت‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال البجيرمععي‪ :‬أي‬
‫وإنما وقع لفظ الغد في تفسير التعيين مععن نظرهععم إلععى التععبييت لن التععبييت مصععور‬
‫بصورتين ‪ -‬إحداهما‪ :‬أن يقول ليل‪ :‬نويت صوم غد من رمضععان والثانيععة‪ :‬أن يقععول‬
‫ليل‪ :‬نويت الصوم عن رمضان ‪ -‬كما في التعيين ‪ -‬فلما نظروا للصورة الولععى مععن‬
‫التبييت اشتهر إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومر آنفا مثله عن الجمل‪) .‬قوله‪ :‬فل يجععب التعععرض لععه( أي‬
‫للغد‪) .‬وقوله‪ :‬بخصوصه( أي الغد‪ .‬والمععراد أن التعععرض فععي النيععة لخصععوص الغععد‬
‫ليس بواجب‪ ،‬بل الواجب هو أو غيععره ممععا يععدل علععى التعييععن‪ ،‬كمععا فععي نيععة الشعهر‬
‫جميعه‪ ،‬فإنه يحصل له به أول يعوم‪ ،‬معع أنعه لعم يعينعه بعينعه‪) .‬قعوله‪ :‬بعل يكفعي( أي‬
‫لحصول التعيين‪ .‬والضراب انتقالي‪) .‬وقوله‪ :‬دخععوله( أي الغععد‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي صععوم‬
‫الشهر المنوي( أي فإذا قال ليل نويت صوم رمضان‪ ،‬فقد دخل فيه الغععد وهععو اليععوم‬
‫الذي يعقب الليلة التي نوى فيها‪) .‬قوله‪ :‬لكن قضية كلم شيخنا كالمزجد وجععوبه( أي‬
‫الغد بخصوصععه‪ ،‬وفيعه أن الععذي فععي التحفععة أنععه ل يجععب التعععرض لععه بخصوصععه‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬هذا ‪ -‬أي لفظ الغد ‪ -‬واجب ل بد منه‪ ،‬ويكفي عنه عموم يشمله‪ ،‬كنيععة أول‬
‫ليلة من رمضان صوم رمضان‪ ،‬فيصح لليوم الول إلخ‪ :‬ا‍ه‪ .‬ومثلها فتععح الجععواد‪ ،‬إل‬
‫أن يقال إنه قضية كلمه في غيرهما‪ .‬ثععم رأيععت عبععارته علععى متععن بأفضععل تقتضععي‬
‫ذلك‪ ،‬ونصها‪ :‬وعلم من كلمعه أن أقععل النيعة فععي رمضعان أن ينعوي صعوم غعد ععن‬
‫رمضان‪ .‬ا‍ه‪ .‬فذكر الغد من القل‪ ،‬فاقتضى وجوبه‪ .‬تأمل‪) .‬قوله‪ :‬وأكملهععا إلععخ( هععذه‬
‫مقابل قوله فأقل النية إلخ‪ :‬وقال البجيرمي‪ :‬أي بالنظر للمجموع‪ ،‬وإل فرمضان ل بد‬
‫منه‪ ،‬لنه تعيين‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول حاجة إليه‪ ،‬لن الكمل هععو مععا اشععتمل علععى مععا ل بععد منععه‬
‫وزيادة‪) .‬قوله‪ :‬نويت إلخ( خبر عن أكملها‪ :‬أي أكملها هذا اللفظ‪) .‬قععوله‪ :‬صععوم غععد(‬
‫هو اليوم الذي يلي الليلة التي نوى فيها‪) .‬قععوله‪ :‬عععن أداء فععرض رمضععان( قععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬يغني عن ذكر الداء أن يقول عن هذا الرمضان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بالجر لضععافته‬
‫لما بعده( أي يقرأ رمضان بالجر بالكسععرة‪ ،‬لكععونه مضععافا إلععى مععا بعععده‪ ،‬وهععو اسععم‬
‫الشارة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬واحتيج لضافة رمضان إلى ما بعده لن قطعه عنها يصير‬
‫هذه السنة محتمل لكونه ظرفا‬

‫] ‪[ 254‬‬
‫لنويت‪ ،‬فل يبقى له معنى‪ ،‬فتأمله‪ ،‬فإنه مما يخفى‪ .‬ا‍ه‪ .‬ووجهه‪ :‬أن النيععة زمنهععا‬
‫يسير‪ ،‬فل معنى لجعل هذه السنة ظرفا لها‪) .‬قوله‪ :‬هععذه السععنة(‪) .‬إن قلععت(‪ :‬إن ذكععر‬
‫الداء يغني عنه‪) .‬قلت( ل يغني‪ ،‬لن الداء يطلق على مطلق الفعل‪ ،‬فيصدق بصوم‬
‫غير هذه السنة‪ .‬وعبععارة النهايععة‪ :‬واحتيععج لععذكره ‪ -‬أي الداء ‪ -‬مععع هععذه السععنة‪ ،‬وإن‬
‫اتحد محترزهما‪ ،‬إذ فرض غير هذه السنة ل يكون إل قضاء‪ ،‬لن لفععظ الداء يطلععق‬
‫ويراد به الفعل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البرماوي‪ :‬ويسن أن يزيد‪ :‬إيمانا واحتسابا لوجه ال الكريععم‬
‫عزوجل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لصحة النية حينئذ( أي حين إذ أتى بهععذا الكمععل المشععتمل علععى‬
‫الغد‪ ،‬والداء والفرض‪ ،‬والضافة ل تعالى‪ ،‬وهو تعليل لكون مععا ذكععر هععو الكمععل‪،‬‬
‫أي‪ :‬وإنما كان هذا هو الكمل لصحة النية به اتفاقا‪ ،‬بخلف ما إذا أتععى بالقععل المععار‬
‫فإن فيه خلفا‪ ،‬لنه قيعل بوجععوب التعععرض للغعد وللفرضععية‪ .‬قععال فععي التحفعة ‪ -‬بععد‬
‫التعليل المذكور ‪ -‬ولتتميز عن أضدادها كالقضاء والنفل‪ ،‬ونحو النعذر وسعنة أخعرى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبحث الذرعي أنه( أي مريد الصوم‪) .‬قععوله‪ :‬لعو كععان عليعه مثععل الداء( أي‬
‫صوم مثل الصوم الذي يريد أداءه‪) .‬قوله‪ :‬كقضاء رمضان( تمثيل للمثل الذي عليععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قبله( أي قبل رمضان الععذي يريععد أداءه‪) .‬قععوله‪ :‬لزمععه التعععرض للداء( أي‬
‫للتمييز بين الداء والقضاء‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وهو مبني علععى الضعععيف الععذي اختععاره‬
‫في نظيره من الصلة أنه يجب نية الداء حينئذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬أو تعيين السنة( أي بأن‬
‫يقول رمضان هذه السنة‪ .‬وفي بعض نسخ الخط‪ :‬وتعيين ‪ -‬بالواو ‪ -‬وهو الموافق لما‬
‫في التحفة‪ ،‬لكن عليه تكون الواو بمعنى أو ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬لن أحععدهما كععاف فععي‬
‫حصول التمييز‪) .‬قوله‪ :‬ويفطر عامدا إلخ( شروع فيمععا يبطععل بععه الصععوم‪ .‬وقععد نظععم‬
‫بعضهم جميع المبطلت فقال‪ :‬عشرة مفطرات الصوم * * فهاكها‪ :‬إغمععاء كععل اليععوم‬
‫إنزاله مباشرا والردة * * والوطئ والقئ إذا تعمده ثم الجنون‪ ،‬الحيض‪ ،‬مععع نفععاس *‬
‫* وصول عين‪ ،‬بطنه مع راس وذكععر المصععنف ‪ -‬رحمععه الع تعععالى ‪ -‬منهععا أربعععة‪،‬‬
‫وهي‪ :‬الجماع‪ ،‬والستمناء‪ ،‬والستقاءة‪ ،‬ودخول عين جوفا‪ ،‬وترك البععاقي لفهمععه مععن‬
‫قيدي التكليف والطاقة‪) .‬وقوله‪ :‬عامدا إلخ( ذكر قيود ثلثععة فععي بطلن الصععوم بمععا‬
‫ذكر من الجماع وما عطف عليه‪ ،‬وهي‪ :‬العمععد‪ ،‬والعلععم‪ ،‬والختيععار‪) .‬قععوله‪ :‬ل نععاس‬
‫للصوم( مفهوم عامد‪ .‬وإنما لم يفطر الناسعي‪ ،‬لخعبر‪ :‬معن نسعي وهعو صعائم فأكعل أو‬
‫شرب‪ ،‬فليتم صومه‪ ،‬فإنما أطعمه ال وسقاه‪ .‬وفي رواية صححها ابن حبععان وغيععره‪:‬‬
‫ول قضاء عليه‪ .‬نص على الكل والشرب‪ ،‬فعلم غيرهمععا بععالولى‪) .‬قععوله‪ :‬وإن كععثر‬
‫إلخ( أي فإنه ل يفطر مع النسيان‪ ،‬لعموم الخبر المار آنفععا‪ .‬وفععارق الصععلة حيععث إن‬
‫الكل الكثير نسيانا يبطلها‪ ،‬بأن لهععا هيئة تععذكر المصععلي أنععه فيهععا فينععدر ذلععك فيهععا‪،‬‬
‫بخلف الصععوم‪ .‬والغايععة المععذكورة للععرد علععى القععائل إن الكععثير يفطععر بععه‪ :‬وعبععارة‬
‫المنهاج‪ :‬وإن أكل ناسيا لم يفطر‪ ،‬إل أن يكععثر فعي الصععح‪ .‬قلععت‪ :‬الصععح ل يفطعر‪،‬‬
‫وال أعلم‪ .‬والجماع كالكل‪ ،‬علععى المععذهب‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬نحععو جمععاع( أي كععالنزال‬
‫والمباشرة‪) .‬وقوله‪ :‬وأكل( ‪ -‬بضم الهمععزة ‪ -‬بمعنععى مععأكول‪ ،‬معطععوف علععى جمععاع‪،‬‬
‫أي‪ :‬ونحو أكل من كل عين وصلت جوفه كحصاة وأصبعه ونحوهما‪) .‬قععوله‪ :‬عععالم(‬
‫بالرفع‪ ،‬صفة لعامد‪ .‬أي عالم بأن ما تعاطاه مفطر‪) .‬قوله‪ :‬ل جاهل إلخ( مفهوم عالم‪.‬‬

‫] ‪[ 255‬‬
‫أي ل يفطر الجاهل بأن ما تعاطاهاه مفطر‪ ،‬ولو علم تحريم الكل وجهل الفطر‬
‫به لم يعذر‪ ،‬لن حقه مع علم التحريم‪ :‬المتناع من الكل‪) .‬قوله‪ :‬لقرب إسلمه إلععخ(‬
‫هذا قيد للجهل المغتفر‪ .‬أي وإنما يغتفر الجهل إن كان جهله لجل قرب إسلمه إلععخ‪،‬‬
‫وأما إذا لم يكن لجل ذلك فل يغتفر‪ .‬وهذا القيد معتبر في كععل مععا يععأتي مععن الصععور‬
‫المغتفرة للجهل‪ .‬وما في البحر ‪ -‬من عذر الجاهل مطلقا ‪ -‬ضعيف‪) .‬وقوله‪ :‬أو نشععئه‬
‫ببادية بعيدة عمن يعععرف ذلععك( أي أن مععا تعاطععاه مفطععر ‪ -‬أي أو كععون المفطععر معن‬
‫المسائل الخفية‪ ،‬كإدخاله عودا في أذنه‪ .‬واحترز بذلك عما إذا كععان قعديم السعلم‪ ،‬أو‬
‫لم يكن بعيدا عمن يعرف ذلك بأن يكون بين أظهر العلماء‪ ،‬أو يسععتطيع النقلععة إليهععم‪،‬‬
‫أو لم يكن من المسائل الخفية‪ ،‬فل يغتفععر جهلععه بععذلك حينئذ‪) .‬قععوله‪ :‬مختععار( بععالرفع‬
‫أيضا‪ ،‬صفة ثانية لعامد‪) .‬قوله‪ :‬ل مكره( مفهوم مختار‪ ،‬أي ل يفطععر مكععره بتعععاطي‬
‫ما ذكر‪ ،‬لخبر‪ :‬رفع عن أمتي الخطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما استكرهوا عليه‪ .‬قال ع ش‪ :‬ولو‬
‫أكره على الزنا فينبغي أن يفطر به تنفيرا عنه‪ .‬قال ابن قاسم‪ :‬وفي شرح الروض ما‬
‫يدل عليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬لن الكراه ‪ -‬أي على الزنا ‪ -‬ل يععبيحه )‪ (1‬بخلفععه علععى الكععل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ويشترط في الكراه ‪ -‬كما يأتي في الطلق ‪ -‬قدرة المكععره علععى تحقيععق مععا هععدد بععه‬
‫عاجل بولية أو تغلب‪ ،‬وعجععز المكععره ععن دفععه بفععرار أو اسععتغاثة‪ ،‬وظنعه أنععه إن‬
‫امتنع فعل ما خوفه به ناجزا فل يتحقععق العجععز بععدون اجتمععاع ذلععك كلععه‪) .‬قععوله‪ :‬لععم‬
‫يحصل منه قصد ول فكر ول تلذذ( قيد في عدم إفطار المكره‪ .‬أي يشترط فيععه أن ل‬
‫يكون له قصد في فعل ما أكره عليه‪ ،‬ول تفكر فيه‪ ،‬ول تلععذذ بععه‪ ،‬فععإن كععان كععذلك ل‬
‫يعتبر إكراهه‪ ،‬ويفسد صومه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وشرط عدم فطر المكععره أن ل يتنععاول‬
‫ما أكره عليه لشهوة نفسه‪ ،‬بل لداعي الكراه ل غير‪ .‬واستظهر ع ش‪ :‬أن المكععره ل‬
‫يفطععر‪ ،‬وإن أكععل ذلععك بشععهوة‪) .‬قععوله‪ :‬بجمععاع( متعلععق بيفطععر‪ ،‬أي يفطععر مععن ذكععر‬
‫بجماع‪ ،‬ولو كععان مععع حععائل‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬ويشععترط هنععا كععونه ‪ -‬أي المجععامع ‪-‬‬
‫واضحا‪ ،‬فل يفطر بععه خنععثى‪ ،‬إل إن وجععب عليععه الغسععل‪ ،‬بععأن يتقععن كععونه واطئا أو‬
‫موطوءا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم ينزل( غاية في إفطاره بالجماع‪ .‬أي يفطر بجماع مطلقععا‬
‫‪ -‬سواء أنزل أم ل ‪ -‬أي وسواء كععان فععي قبععل أو دبععر‪ ،‬مععن آدمععي أو غيععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫واستمناء( بالجر‪ ،‬معطوف على جماع‪ ،‬أي ويفطر باسعتمناء‪ ،‬وهعو اسعتخراج المنعي‬
‫بغير جماع ‪ -‬حرامععا كععان كععإخراجه بيععده‪ ،‬أو مباحععا كععإخراجه بيععد حليلتععه‪ .‬والسععين‬
‫والتاء فيه للطلب‪ ،‬ويرد عليه أنه يقتضي أن مجرد طلب المني يبطل الصوم‪ ،‬ولو لععم‬
‫يخرج المني‪ ،‬ول قائل به‪ .‬وأجيب بأن المععراد طلععب خروجععه مععع خروجععه بالفعععل ‪-‬‬
‫كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬ولو بيده أو بيد حليلته إلخ( غاية في إفطاره بالسععتمناء‪ ،‬وهععي‬
‫للتعميم‪ .‬أي يفطر به مطلقا ‪ -‬سواء كان بيده‪ ،‬أو بيععد حليلتععه مععن زوجععة‪ ،‬أو أمععة‪ ،‬أو‬
‫بلمس بشرة‪ ،‬سواء كان بشهوة أو بغيرها‪) .‬قوله‪ :‬لمععا ينقععض لمسععه( المناسععب‪ :‬لمععن‬
‫ينقض لمسه ‪ -‬لنه ما واقعة على من يعقل‪) .‬وقوله‪ :‬بل حائل( متعلق بلمس‪ .‬وخععرج‬
‫به ما إذا كان ما ذكر بحائل‪ ،‬فإنه ل يفطر به‪ .‬وفيه أن هذا القيد يغنععي عنععه مععا قبلععه‪،‬‬
‫لنه إذا كان هناك حائل ل نقض‪ ،‬فما خرج بعه يخعرج بالعذي قبلعه‪ .‬فتنبعه‪) .‬قعوله‪ :‬ل‬
‫بقبلة إلخ( معطوف على بجماع‪ .‬أي ل يفطععر بقبلععة وضععم لمععرأة‪ ،‬وإن أنععزل بهمععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بحائل( متعلق بكل من قبلة وضم‪) .‬قوله‪ :‬أي معه( تفسير لمعنى الباء الداخلععة‬
‫على حائل‪) .‬قوله‪ :‬وإن تكررتا( أي القبلة والضم‪ ،‬وهو غاية لعدم الفطععار بهمععا‪ .‬أي‬
‫ل يفطر بهما‪ ،‬وإن تكررتا منه‪ .‬والمناسعب‪ :‬وإن تكعررا ‪ -‬بل تعاء ‪ -‬تغليبععا للمععذكر ‪-‬‬
‫وهو الضم ‪-‬‬
‫)‪) (1‬قوله‪ :‬لن الكراه أي على الزنا ليبحه( وذلععك لن المكععره بععه بععالنظر لمجععرد‬
‫الكراه تارة يجب الصبر عليه كما )أكره على القتل والزنا‪ ،‬وإن لععم يقتععل‪ ،‬أو يععزن‪،‬‬
‫فيقتل هو‪ ،‬فيجب عليه أن يصبر ويستسلم ول يقدم على القتععل‪ .‬والزنععا تععارة ل يجععب‬
‫الصبر عليه‪ ،‬عليه‪ ،‬بل يجوز تعاطى‪ .‬المكره عليه ‪ -‬كما في ال الكراه علععى شععرب‬
‫الخمر‪ ،‬والتكلم بكلمة الكفر‪ ،‬والفطر فععي رمضععان ‪ -‬كمععا بيععن ذلععك الفقهععاء‪ .‬وعبععارة‬
‫الرشاد‪ :‬ويبح ‪ -‬إى الكراه ‪ -‬مكفرا وخمرا وفطرا‪ ،‬لزما وقتل‪ .‬ا‍ه وبععالنظر للقععول‬
‫بالتكليف بالنقيض لما أكره عليععه يجععب الصععبر عليععه مطلقععا‪ .‬أفععاده‪ .‬سععم فععي اليععات‬
‫البينات‪ .‬ا‍ه مولف‬

‫] ‪[ 256‬‬
‫على المؤنث ‪ -‬وهعو القبلعة ‪ -‬ويحعرم التكعرر‪ ،‬وإن لعم ينعزل‪) .‬قعوله‪ :‬فلعو ضعم‬
‫امرأة إلخ( تفريع على مفهوم قععوله ل بقبلععة إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬بععل بحععائل بينهمععا( أي بيععن‬
‫المقبل أو الضام‪ ،‬وبين المرأة المقبلة أو المضمومة‪) .‬قوله‪ :‬لم يفطر( قال سم‪ :‬الععوجه‬
‫أن محل ذلك ما لم يقصد بالضم مع الحائل إخراج المني‪ .‬أمععا إذا قصععد ذلععك وخععرج‬
‫المني‪ ،‬فهذا استمناء مبطل‪ ،‬وكذا لو مس المحرم بقصعد إخعراج المنعي ‪ -‬فعإذا أخعرج‬
‫بطل صومه‪ ،‬هذا هو الوجه المتعين‪ ،‬خلفععا لمععا يععوهمه الععروض وشععرحه‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬حاصل النععزال أنععه إن كععان بالسععتمناء أي بطلععب خععروج‬
‫المني ‪ -‬سواء كان بيده‪ ،‬أو بيععد زوجتععه‪ ،‬أو بغيرهمععا ‪ -‬بحععائل‪ ،‬أو ل‪ ،‬يفطععر مطلقععا‪،‬‬
‫وأما إذا كان النزال باللمس معن غيععر طلععب السععتمناء ‪ -‬أي خععروج المنععي ‪ -‬فتععارة‬
‫يكععون ممععا تشععتهيه الطبععاع السععليمة‪ ،‬أو ل‪ ،‬فععإن كععان ل تشععتهيه الطبععاع السععليمة ‪-‬‬
‫كالمرد الجميل‪ ،‬والعضو المبان ‪ -‬فل يفطر بععالنزال مطلقععا‪ ،‬سععواء كععان بشععهوة أو‬
‫ل‪ ،‬بحائل أو ل‪ .‬وأما إذا كان النزال بلمس ما يشععتهى طبعععا‪ :‬فتععارة يكععون محرمععا‪،‬‬
‫وتارة يكون غير محرم‪ ،‬فإن كان محرما‪ ،‬وكععان بشععهوة وبععدون حععائل‪ ،‬أفطععر‪ ،‬وإل‬
‫فل‪ .‬وأما إذا كان غير محرم ‪ -‬كزوجته ‪ -‬فيفطر النزال بلمسه مطلقا‪ ،‬بشععهوة أو ل‪،‬‬
‫بشرط عدم الحائل‪ .‬وأما إذا كان بحائل‪ ،‬فل فطر به مطلقا‪ ،‬بشهوة أو ل‪ .‬أفاده شيخنا‬
‫ح ف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لنتفععاء المباشععرة( علععة لعععدم الفطععار‪) .‬قععوله‪ :‬كععالحتلم( الكععاف‬
‫للتنظير‪ :‬أي كما أنه ل يفطر بالحتلم‪) .‬قوله‪ :‬والنزال بنظر وفكععر( أي وكععالنزال‬
‫بنظر وفكر‪ ،‬فإنه ل يفطر به‪ ،‬لنتفاء المباشرة‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬ما لم يكن مععن عععادته‬
‫النزال بهما‪ ،‬وإل أفطر ‪ -‬كما قرره شيخنا ح ف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو لمس محرمعا إلعخ(‬
‫هذا محترز قوله لما ينقض لمسه‪) .‬قوله‪ :‬لعدم النقض به( أي بلمس المحرم أو شعععر‬
‫المرأة ‪ -‬ولو غير محرم ‪ -‬وقيل يفطر بلمس الشعر إذا أنععزل‪ .‬وعبععارة المغنععي‪ :‬ولععو‬
‫لمععس شععر امعرأة فععأنزل‪ :‬ففعي إفطععاره ععن المتعولي وجهعان بناهمععا علعى انتقععاض‬
‫الوضوء بلمسه‪ ،‬ومقتضععاه أنععه ل يفطععر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول يفطععر بخععروج مععذي( هععذا‬
‫مفهوم قوله استمناء‪ ،‬إذ المععراد منععه خععروج المنععي‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا للمالكيععة( أي فععي‬
‫قولهم إن خعروج المعذي مفطعر‪) .‬قعوله‪ :‬واسعتقاءة( بعالجر‪ ،‬عطعف علعى جمعاع‪ ،‬أي‬
‫ويفطر باستقاءة‪) .‬قوله‪ :‬أي استدعاء قئ( أي طلب خروجععه ويععأتي فيعه مععا تقعدم فععي‬
‫لفظ الستمناء من اليراد‪ .‬والجواب‪ .‬قال فععي التحفععة‪ :‬ومععن السععتقاءة‪ :‬نزعععه لخيععط‬
‫ابتلعه ليل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي سم ما نصه‪) :‬فرع( قععال فععي الععروض‪ :‬ولععو ابتلععع طععرف خيععط‬
‫فأصبح صائما ‪ -‬فإن ابتلع باقيه‪ ،‬أو نزعه أفطر‪ .‬وإن تركه بطلععت صععلته‪ .‬وطريقععه‬
‫أن ينزع منه وهو غافل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال فععي شععرحه‪ :‬قععال الزركشععي‪ - :‬وقععد ل يطلععع عليععه‬
‫عارف بهذا الطريق‪ ،‬ويريد هو الخلص‪ ،‬فطريقه أن يجبره الحاكم على نزعععه‪ ،‬ول‬
‫يفطر به‪ ،‬لنه كالمكره‪ .‬بعل لعو قيعل إنعه ل يفطعر بعالنزع باختيعاره لعم يبععد‪ ،‬تنعزيل‬
‫ليجاب الشرع منزلة الكراه‪ ،‬كما لو حلف ليطأن في هذه الليلة فوجععدها حائضععا‪ ،‬ل‬
‫يحنث بترك الوطئ‪ .‬ا‍ه‪ .‬أما إذا لم يكن غافل وتمكن من دفع النازع فعإنه يفطعر‪ ،‬لن‬
‫النزع موافق لغرض النفس‪ ،‬فهو منسوب إليه عند تمكنه من الدفع‪ ،‬وبهذا فععارق مععن‬
‫طعنه بغير إذنه وتمكن من دفعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يعد منه شئ( أي يفطععر بخععروج‬
‫القئ منه قصدا‪ ،‬وإن لم يرجع منه شئ إلى جوفه‪ .‬والغاية للرد على القائل بأنه إذا لم‬
‫يرجع شئ ل يفطر‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬والصحيح أنه لو تيقن أنععه لععم يرجععع شععئ إلععى‬
‫جوفه بطل‪ ،‬وإن غلبه القي فل بأس‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بأن تقيععأ منكسععا( أي مطععأطئا رأسععه‬
‫حتى صار أعله أسفله‪ ،‬وهو تصوير لعدم عود شئ منه إلععى جععوفه‪) .‬قععوله‪ :‬أو عععاد‬
‫بغير اختياره( أي بغير قصععده‪) .‬قعوله‪ :‬فهعو مفطععر لعينعه( أي اسععتدعاء القعئ مفطعر‬
‫لعينه ‪ -‬أي لذاته ‪ -‬ل لرجوع شئ إلى الجوف‬

‫] ‪[ 257‬‬
‫كالنوم لغير المتمكن‪ ،‬فإنه ينقض‪ ،‬وإن تيقن عدم خععروج شععئ مععن الععدبر‪ ،‬لنععه‬
‫مظنة لوصول شئ إلى الجوف‪ ،‬كما أن النوم مظنة لخروج شئ منه‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا إذا‬
‫غلبه( أي خرج بغير اختياره وقصده‪ ،‬وهذا مفهوم قوله استقاءة‪ ،‬إذ المراد منها طلب‬
‫الخروج المستلزم لخروجعه باختيعاره وقصعده‪) .‬قعوله‪ :‬ولعم يععد منعه( أي معن القعئ‪،‬‬
‫والجملة حالية‪ .‬وقوله‪ :‬أو من ريقه‪ :‬أي أو لم يعد من ريقه‪) .‬وقوله‪ :‬المتنجس به( أي‬
‫بالقئ‪) .‬وقوله‪ :‬شئ( فاعل الفعل قبله‪) .‬وقوله‪ :‬إلى جوفه( متعلق بالفعل‪) .‬وقوله‪ :‬بعد‬
‫وصوله إلخ( متعلق بالفعل أيضا‪ .‬أي لم يعد إليه بعد وصوله لحد الظاهر‪ ،‬بأن لم يعد‬
‫إليه أصل‪ ،‬أو عاد قبل وصوله لحد الظاهر‪ ،‬فإن عععاد إليععه بعععد ذلععك أبطععل الصععوم‪.‬‬
‫وسيأتي بيان حد الظاهر‪) .‬قوله‪ :‬أو عاد( أي بعد وصععوله لععذلك‪ ،‬لكععن بغيععر اختيععاره‬
‫وقصده‪) .‬قوله‪ :‬فل يفطر به( جواب أما‪ .‬وضمير به يعععود إلععى القععئ‪) .‬قععوله‪ :‬للخععبر‬
‫الصحيح( هو‪ :‬من ذرعه القعئ فليعس عليعه قضعاء‪ ،‬ومعن اسعتقاء فليقعض‪ .‬وذرععه ‪-‬‬
‫بالمعجمة ‪ -‬بمعنى غلبه‪ ،‬وهو دليل لكون السععتقاءة تفطععر‪ ،‬ولكععون مفهومهععا ‪ -‬وهععو‬
‫قوله أما إذا غلبه إلخ ‪ -‬ل يفطر‪ ،‬فهععو مرتبععط بععالمتن‪ :‬منطوقععا‪ ،‬ومفهومععا‪ ،‬وإن كععان‬
‫صنيعه يفيد رجوعه للثاني فقط‪) .‬وقوله‪ :‬بذلك( أي بمععا ذكععر مععن فطععره بالسععتقاءة‪،‬‬
‫وعدم فطره بغلبة خروج القئ‪) .‬قوله‪ :‬ل بقلع نخامة( معطعوف علعى اسعتقاءة‪ ،‬أي ل‬
‫يفطر بقلع نخامة ‪ -‬أي إخراجها‪ .‬قال البجيرمي‪ ،‬هو مستثنى من الستقاءة ‪ -‬كما قاله‬
‫ح ل‪ .‬والقلع‪ :‬إخراجها مععن محلهععا الصععلي‪ ،‬والمععج إخراجهععا مععن الفععم‪ .‬والنخامععة ‪-‬‬
‫بالميم ‪ -‬وتقال بالعين ‪ -‬وهي الفضلة الغليظة تنزل من الدماغ‪ ،‬أو تصعد من الباطن‪،‬‬
‫فل تضر‪ ،‬ولو نجسة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من الباطن( هو مخععرج الهمععزة والهععاء‪ .‬والظععاهر‪:‬‬
‫مخرج الحاء المهملة‪ ،‬أو الخاء المعجمة ‪ -‬كما سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬أو الدماغ( عطف على‬
‫الباطن‪ - ،‬من عطف الخععاص علععى العععام ‪ -‬أي ول بقلعهععا مععن الععدماغ‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى‬
‫الظاهر( متعلق بقلع‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬وهل يلزمه تطهير ما وصلت إليه من حععد‬
‫الظاهر ‪ -‬حيث حكمنا بنجاستها ‪ -‬أو يعفى عنه ؟ فيه نظر‪ .‬ول يبععد العفععو‪ .‬ا‍ه‪ .‬سععم‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬لو كان في الصلة وحصل له ذلك لم تبطل بععه صععلته ول صععومه إذا ابتلععع‬
‫ريقه‪ ،‬ولو قيل بعدم العفو في هذه الحالة لم يكن بعيدا‪ ،‬لن هذه حصولها نادر‪ ،‬وهععي‬
‫شبيهة بالقئ‪ ،‬وهو ل يعفى عن شئ منه‪ .‬اللهم إل أن يقال إن كلمه مفروض فيما لو‬
‫ابتلي بذلك‪ ،‬كدمي اللثة إذا ابتلي بعه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬فل يفطعر بعه( أي بقلعهعا المعذكور‪،‬‬
‫وهذا على الصح‪ ،‬ومقابله يفطر به‪ ،‬كالستقاءة‪) .‬قوله‪ :‬إن لفظها( أي رماها‪ .‬فاللفظ‬
‫مراد به معناه اللغوي‪ ،‬وهو الطرح والرمي‪) .‬قوله‪ :‬لتكرر الحاجة إليه( أي إلععى قلععع‬
‫النخامة‪ ،‬وهو علة لعدم فطره بذلك‪ ،‬ومع ذلك يندب لععه القضععاء ‪ -‬مراعععاة للخلف ‪-‬‬
‫كما في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬أما لو ابتلعها إلخ( مفهوم قوله إن لفظهعا‪) .‬وقعوله‪ :‬معع القععدرة‬
‫على لفظها( فإن لم يقدر عليه ‪ -‬بأن نزلت من الدماغ إلى الباطن ‪ -‬فل يفطر بععه كمععا‬
‫ستعرفه‪) .‬قوله‪ :‬بعد وصولها( أي استقرارها فععي الظعاهر‪ ،‬فععإن لعم يسعتقر فيعه ‪ -‬بعل‬
‫وصلت إلى الباطن من غير استقرار فيه ‪ -‬فل يفطر‪) .‬وقوله‪ :‬لحععد الظععاهر( أي حععد‬
‫هو الظاهر‪ ،‬فالضافة بيانية‪ .‬وعبارة التحفة‪) .‬تنبيه( ذكر حععد غيععر محتععاج إليععه فععي‬
‫عبارته‪ ،‬وإن أتى به شيخنا في مختصره‪ ،‬بل هو موهم‪ ،‬إل أن تجعل الضافة بيانية‪،‬‬
‫وإنما يحتاج إليه من يريععد تحديععده‪ .‬وذكععر الخلف فععي الحععد أهععو المعجمععة ‪ -‬وعليععه‬
‫الرافعي وغيره ‪ -‬أو المهملة ‪ -‬وهو المعتمد كما تقععرر ؟ فيععدخل كععل مععا قبلععه‪ ،‬ومنععه‬
‫المعجمة ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بل هععو مععوهم( أي أنهععا إن لععم تصععل إلععى هععذا الحععد الععذي هععو‬
‫مخرج الحاء المهملة‪ ،‬بل وصلت قبله من جهة السنان‪ ،‬لم يفطر‪ .‬وليععس كععذلك‪ ،‬لن‬
‫المدار على ابتلعها بعد حصولها في ظععاهر الفععم مطلقععا‪ .‬ل فععرق بيععن أولععه وآخععره‬
‫ووسععطه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي حععد الظععاهر‪) .‬قععوله‪ :‬مخععرج الحععاء المهملععة( أي علععى‬
‫المعتمد‪ .‬وعليه‪ ،‬فما بعد ذلك هو الباطن‪ ،‬وهو مخرج الهمزة والهاء‪ ،‬ومععا فععوق ذلععك‬
‫كله ظاهر‪ ،‬ومنه مخرج الخاء المعجمة‪.‬‬

‫] ‪[ 258‬‬
‫قال في النهاية‪ :‬ثم داخل الفم والنف إلى منتهى الغلصععمة والخيشععوم‪ ،‬لععه حكععم‬
‫الظاهر بالنسبة للفطار باستخراج القئ إليه‪ ،‬أو ابتلع النخامة منععه‪ ،‬ولعععدم الفطععار‬
‫بالنسبة لدخول شئ فيه وإن أمسكه وبالنسبة للنجاسة فععإذا تنجععس وجععب غسععله‪ ،‬ولععه‬
‫حكم الباطن بالنسبة للريق‪ .‬فإذا ابتلعععه ل يفطععر‪ ،‬وبالنسععبة للجنابععة فل يجععب غسععله‪،‬‬
‫وفارقت النجاسة ‪ -‬حيث وجب غسلها منه ‪ -‬بأنها أفحش وأنععدر‪ ،‬فضععيق فيهععا مععا لععم‬
‫يضيق في الجنابة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬فيفطر قطعا( أي بل خلف وهو جواب أما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو دخلت ذبابة جوفه( أي من غير قصد‪) .‬وقوله‪ :‬أفطر بإخراجهععا( أي لنععه‬
‫قععئ مفطععر‪) .‬وقععوله‪ :‬مطلقععا( أي ضععره بفاؤهععا أو ل‪) .‬قععوله‪ :‬وجععاز لععه( أي جععاز‬
‫إخراجها له‪) .‬وقوله‪ :‬إن ضره بقاؤها( في التحفة ‪ -‬نعم‪ ،‬إن ضره بقاؤها ضررا يبيح‬
‫التيمم‪ :‬لم يبعد جواز إخراجها ووجوب القضاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كما أفتى بععه شععيخنا( فععي‬
‫الكردي ما نصه‪ :‬وقع في موضع مععن فتععاوى الشععارح عععدم الفطععر بإخراجهععا‪ ،‬لكنععه‬
‫رجع عنه في جواب عنها آخر‪ ،‬وقال في آخره‪ :‬قد سبق مني إفتاء بأن إخراجها غير‬
‫مفطععر‪ ،‬والوجععه مععا ذكرتععه الن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويفطععر بععدخول عيععن( أصععل المتععن‪:‬‬
‫وبدخول عين ‪ -‬عطف على بجماع ‪ .-‬وانظر‪ :‬لم قدر الشارح المتعلق فيععه ولععم يقععدر‬
‫عند قوله واستمناء‪ ،‬وعند قوله واستقاءة ؟ )فإن قلت(‪ :‬لنه يوهم هنا لو لم يقدره أنععه‬
‫معطوف على أقرب مذكور‪ ،‬وهو قوله بقلع نخامة‪ ،‬مع أنه ليس كذلك بخلفه هنععاك‪.‬‬
‫)قلعت(‪ :‬اليهعام موجعود عنعد قعوله واسعتقاءة‪ ،‬وذلعك لنعه يعوهم عطفعه علعى أقعرب‬
‫مذكور‪ ،‬وهو بقبلة وضم‪ ،‬مع أنه ليس كذلك‪ .‬إذا علمت ذلك‪ ،‬فلعلععه قععدره هنععا لطععول‬
‫العهد‪ ،‬ومحل الفطار بوصول العين إذا كانت من غير ثمار الجنععة ‪ -‬جعلنععا الع مععن‬
‫أهلها ‪ -‬فإن كانت العيععن مععن ثمارهععا‪ :‬لععم يفطععر بهععا‪) .‬قععوله‪ :‬وإن قلععت( أي العيععن ‪-‬‬
‫كسمسععمة ‪ -‬أي أو لععم تؤكععل عععادة ‪ -‬كحصععاة‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى مععا يسععمى جوفععا( متعلععق‬
‫بدخول‪ .‬وخرج به ما ل يسمى جوفا‪ ،‬كداخل مخ الساق أو لحمه‪ ،‬فل يفطععر بوصععول‬
‫شئ إليه‪) .‬قوله‪ :‬أي جوف من مر( هعو العامعد الععالم المختععار‪) .‬قعوله‪ :‬كبعاطن أذن(‬
‫تمثيل للجوف‪ .‬قال ع ش‪ :‬قال في شرح البهجة‪ :‬لنه نافععذ إلعى داخعل قحعف العرأس‪،‬‬
‫وهو جععوف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي الحليععل‪) .‬وقععوله‪ :‬مخععرج بععول( أي مععن الععذكر‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ولبن( أي ومخرج لبن‪ ،‬أي مععن الثععدي‪ .‬فالحليععل يطلععق علععى شععيئين‪ :‬علععى‬
‫مخرج البول‪ ،‬ومخرج اللبن‪ .‬قععال فععي المختععار‪ :‬والحليععل‪ :‬مخععرج البععول‪ ،‬ومخععرج‬
‫اللبن من الضععرع والثععدي‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬وإن لععم تجععاوز إلععخ( غايععة فععي فطععره‬
‫بدخول عين في إحليل‪ :‬أي يفطر بدخولها فيه‪ ،‬وإن لم تجاوز تلك العيععن الحشععفة مععن‬
‫الععذكر‪ ،‬والحلمععة مععن الثععدي‪) .‬قععوله‪ :‬أو الحلمععة( قععال فععي المصععباح‪ :‬الحلععم‪ :‬القععراد‬
‫الضخم‪ ،‬الواحدة‪ :‬حلمة‪ .‬مثل قصب وقصبة‪ ،‬وقيل لرأس الثعدي وهعي اللحمعة النعاتئة‬
‫حلمة على التشبيه بقدرها‪ .‬قال الزهري‪ :‬الحلمة‪ :‬الحبة على رأس الثدي من المرأة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ووصول أصبع( مبتدأ‪ .‬وقوله‪ :‬مفطر‪ :‬خبره‪ .‬وكان المناسب التفريععع‪ ،‬لن‬
‫الصبع يطلق عليها عين‪) .‬وقوله‪ :‬إلى وراء ما يظهععر مععن فرجهععا( أي مععن داخلععه‪،‬‬
‫وهو ما ل يجب غسله عند الستنجاء‪) .‬قوله‪ :‬عنععد جلوسععها( متعلععق بيظهععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكذا وصول إلخ( أي وكذلك يفطر وصول بعض النملة إلى المسربة‪ .‬وهي مجععرى‬
‫الغعائط ومخرجعه‪ .‬وقيعل حلقعة العدبر‪ .‬قعال البجيرمعي‪ :‬ومثلعه غعائط خعرج منعه ولعم‬
‫ينفصل‪ ،‬ثم ضم دبره ودخل شئ منه إلى داخل دبره‪ ،‬حيث تحقق دخول شئ منه بعد‬
‫بروزه‪ ،‬لنه خرج من معدنه مع عدم حاجععة إلععى ضععم دبععره‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬كععذا أطلقععه‬
‫القاضي( أي كذا أطلق القاضي‬

‫] ‪[ 259‬‬
‫الفطر بوصول شئ إلى المسربة‪ :‬أي حكععم بععأن مععا ذكععر يفطععر مطلقععا ‪ -‬سععواء‬
‫وصل إلى المحل المجوف منها‪ ،‬أم ل‪) .‬قوله‪ :‬وقيده( أي قيععد الفطععر السععبكي‪ :‬بمععا إذ‬
‫وصل شئ مععن النملععة إلععى المحععل المجععوف منهععا‪ ،‬وهععو مععا ل يجععب غسععله‪ .‬وفععي‬
‫البجيرمي مثله‪ ،‬وعبارته‪ :‬وضابط الععدخول المفطععر‪ :‬أن يجععاوز الععداخل مععا ل يجععب‬
‫غسله في الستنجاء بخلف ما يجب غسله في الستنجاء‪ ،‬فل يفطر إذا أدخل أصبعه‬
‫ليغسل الطيات التي فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف أولها( أي المسربة‪ :‬أي فل يضر وصول‬
‫شئ إليه‪) .‬وقوله‪ :‬المنطبق( أي المنضععم بعضععه إلععى بعععض‪) .‬قععوله‪ :‬وألحععق بععه( أي‬
‫ألحق السبكي بأول المسربة‪ :‬أول الحليل ‪ -‬في عدم الفطر بوصول شئ إليه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫الذي يظهر إلخ( صفة لول الحليل‪ ،‬أو بدل‪ ،‬أو عطف بيان‪ ،‬أو خبر لمبتدأ محذوف‬
‫‪ -‬وهو أولى ‪ -‬أي أن أول الحليل هو الذي يظهر عند تحريكه‪) .‬قوله‪ :‬بل أولععى( أي‬
‫بل أول الحليل أولى من أول المسربة في عدم الفطر بوصول شئ إليه‪) .‬قععوله‪ :‬قععال‬
‫ولده( أي السبكي‪ ،‬وهو كلم مستأنف سععاقه لبيععان مععراد القاضععي بمععا ذكععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقععول القاضععي إلععخ( مقععول القععول‪) .‬قععوله‪ :‬مععراده( أي القاضععي‪ ،‬بقععوله المععذكور‬
‫)والحاصل( أن قوله القاضي المذكور صادق بصورتين‪ :‬بما إذا كان حاقبا فععي الليععل‬
‫ويمكنه الصبر إلى النهار‪ ،‬وبما إذا كان حاقبا في النهععار ويمكنععه الصععبر إلععى الليععل‪،‬‬
‫فظاهره أنه يؤمر بالتغوط في الليل في الصععورتين‪ ،‬وليععس كععذلك‪ ،‬بععل فععي الصععورة‬
‫الولى فقط‪ ،‬وأما في الثانية فيتغوط نهععارا‪ ،‬ول يععؤخر إلععى الليععل‪ ،‬لئل يضععره ذلععك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أن إيقاعه( أي التغوط‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في الليل‪) .‬قوله‪ :‬خير منه في النهار(‬
‫أي خير من إيقاع التغوط في النهار‪ .‬وسكت عن حكم البول‪ .‬ورأيت في هععامش فتععح‬
‫الجواد‪ ،‬نقل عن المداد‪ ،‬ما نصه‪ :‬وأما البول فل خير في إيقاعه في أحدهما‪ ،‬بل هو‬
‫فيهما سواء‪ ،‬إذ ل يخشى منه مفطر‪ ،‬إل في حق من ابتلي بوسوسة أو سلس‪ ،‬فإيقاعه‬
‫حينئذ ليل خير منه نهارا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لئل يصل إلخ( علة للخيرية‪) .‬قوله‪ :‬ل أنه إلخ(‬
‫أي ل أن مراده أنه يؤمر بتأخير التغوط إلى الليل‪ .‬قال سم‪ :‬قد ل يضر التأخير‪ ،‬فمععا‬
‫المانع من حمل كلم القاضي بظاهره على هذا المعنى ؟‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لن أحععدا إلععخ(‬
‫علة النفي‪) .‬وقوله‪ :‬بمضرة في بدنه( وهي هنا تأخير التغوط لليععل‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يفطععر‬
‫بعودهععا( أي إلععى دبععره والمععراد بنفسععها ‪ -‬بععدليل المقابلععة‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا إن أعادهععا‬
‫بأصبعه( أي وكذلك ل يفطر إن أعادها بواسععطة أصععبعه‪) .‬قععوله‪ :‬لضععطراره إليععه(‬
‫علة لعدم فطره بعودها‪ ،‬أي وإنما لم يفطر بذلك لضطراره واحتياجه إليه ‪ -‬أي إلععى‬
‫العود ‪ -‬فسومح في عودها‪ ،‬ولو كان بفعل الفاعل‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬وعلععى المسععامحة‪:‬‬
‫فهل يجب غسل ما عليها ‪ -‬أي المقعدة ‪ -‬من القذر ‪ -‬لنه بخروجه معها صار أجنبيععا‬
‫فيضر عوده معها للباطن‪ ،‬أو ل ؟ كما لو أخرج لسانه وعليه ريقه‪ ،‬لن ما عليهععا لععم‬
‫يفارق معدته ؟ كل محتمل‪ ،‬والثاني أقرب‪ .‬والكلم ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬حيث لععم يضععر‬
‫غسلها‪ ،‬وإل تعين الثاني‪ ،‬كما ذكره ابن حجر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومنه يؤخذ( أي من التعليل‬
‫المذكور يؤخذ عدم الفطر بدخول الصبع معهععا إلععى البععاطن‪ ،‬إذا اضععطر إلععى ذلععك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كما قال شيخنا( عبععارته فععي فتععح الجععواد‪ :‬ول فطععر بخععروج مقعععدة المبسعور‬
‫وعودها بأصبعه لضطراره إليه‪ .‬ومنه يؤخذ أنععه إن اضععطر لععدخول الصععبع معهععا‬
‫إلى الباطن لم يفطر‪ ،‬وإل أفطر بوصول الصبع إليه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بععالعين( أي‬
‫في قوله ويفطر بدخول عين‪) .‬وقوله‪ :‬الثر( أي أثر تلك العين ‪ -‬كرائحتها وطعمهععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كوصول الطعم( بفتح الطاء‪ :‬هععو الكيفيععة الحاصععلة مععن الطعععام ‪ -‬كععالحلوة ‪-‬‬
‫وضدها‪ :‬من غير وصول عين‪ .‬قال في المصعباح‪ :‬الطععم بالفتعح‪ :‬معا يعؤديه العذوق‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬طعمه حلو أو حامض‪ .‬وتغير طعمه‪ :‬إذا خرج عن وصفه الخلقي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأما‬

‫] ‪[ 260‬‬
‫الطعم ‪ -‬بالضم ‪ -‬فهو بمعنى الطعام‪ ،‬وليس مرادا هنععا‪) .‬وقععوله‪ :‬بالععذوق( البععاء‬
‫سببية‪ ،‬أي بسبب ذوق الطعم وإدخاله في فمه ليغرفه‪ .‬ومثل وصوله الطعععم‪ :‬وصععول‬
‫الرائحة إلى جوفه‪ ،‬فإنه ل يفطر به‪ ،‬لنها أثر‪ ،‬ل عين‪ .‬وفي الكردي ما نصععه‪ :‬وفععي‬
‫النهايععة ‪ -‬كالمععداد ‪ -‬وصععول الععدخان الععذي فيععه رائحععة البخععور وغيععره إذا لععم يعلععم‬
‫انفصال عين فيه إلى الجوف ل يفطر به‪ ،‬وإن تعمد فتح فيه لجل ذلك‪ ،‬وهو ظععاهر‪.‬‬
‫وفي التحفة وفتح الجواد عدم ضرر الععدخان‪ .‬وقععال سععم فععي شععرح أبععي شععجاع‪ :‬فيععه‬
‫نظر‪ ،‬لن الدخان عين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البيجرمي‪ :‬وأما الدخان الحادث الن المسمى بالتتن‬
‫‪ -‬لعن ال من أحدثه ‪ -‬فإنه من البدع القبيحة ‪ -‬فقد أفععتى شععيخنا الزيععادي أول بععأنه ل‬
‫يفطر‪ ،‬لنه إذ ذاك لم يكن يعرف حقيقته‪ ،‬فلما رأى أثره بالبوصععة الععتي يشععرب بهععا‪،‬‬
‫رجع وأفتى بأنه يفطر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بمن مر( أي في قوله سابقا‪ .‬أي جوف من‬
‫مر‪) .‬وقوله‪ :‬أي العامد إلخ( تفسير لمن مر‪) .‬قوله‪ :‬الناسي( فاعل خرج‪ ،‬وهذا خععرج‬
‫بقيد العالم المندرج تحت من مر‪) .‬قعوله‪ :‬والجاهععل المعععذور( هععذا خععرج بقيعد العععالم‬
‫المنععدرج تحععت مععن مععر أيضععا‪) .‬وقععوله‪ :‬بتحريععم إيصععال شععئ إلععى البععاطن( متعلععق‬
‫بالجاهل‪ ،‬أي الجاهل بتحريم إيصال شئ‪ ،‬أي مبهععم أو معيععن‪ ،‬مععع علمععه بععأن بعععض‬
‫الشياء مفطر‪ :‬مبهما أو معينا‪ ،‬وليس المراد أنه جاهل بأن هنععاك مفطععر رأسععا‪ ،‬وإل‬
‫ل يتصور منه نية الصوم‪ - ،‬كععذا فععي التحفععة ‪ -‬ونصععها‪ :‬وليععس مععن لزم ذلععك ‪ -‬أي‬
‫الجهل بما ذكر ‪ -‬عدم صحة نيته للصوم نظرا إلى أن الجهععل بحرمععه الكععل يسععتلزم‬
‫الجهل بحقيقة الصوم‪ ،‬وما تجهل حقيقته ل تصح نيته‪ ،‬لن الكلم فيمن جهععل حرمععة‬
‫شععئ خععاص مععن المفطععرات النععادرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬وبكععونه مفطععرا( معطععوف علععى‬
‫بتحريم‪ :‬أي الجاهل بالتحريم‪ ،‬والجاهل بكونه مفطرا‪ .‬وأفععاده بععالعطف بععالواو أنععه ل‬
‫يغتفر جهله إل إن كان جاهل بهما معا‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬فلو لععم يكععن جععاهل بهمععا ‪ -‬بععأن‬
‫كان عالما بهما معا‪ ،‬أو عالما بأحدهما جاهل بالخر ‪ -‬ضر‪ ،‬ول يعذر‪ ،‬لنه كان من‬
‫حقه إذا علم الحرمة وجهل أنععه مفطععر‪ ،‬أو العكععس‪ ،‬أن يمتنععع‪) .‬قععوله‪ :‬والمكععره( أي‬
‫على الفطر‪ ،‬وهذا خرج بقيد الختيار المندرج تحت من مر أيضا‪) .‬قععوله‪ :‬فل يفطععر‬
‫كل منهم( أي من الناسي‪ ،‬والجاهععل‪ ،‬والمكععره‪ ،‬وذلععك لعمععوم خععبر الصععحيحين‪ :‬مععن‬
‫نسي وهو صائم فأكل أو شرب ‪ -‬وفي رواية وشرب ‪ -‬فليتم صومه‪ ،‬فإنما أطعمه ال‬
‫وسععقاه‪ ،‬وصععح‪ ،‬ول قضععاء عليععه‪ .‬ولخععبر‪ :‬رفععع عععن أمععتي الخطععأ‪ ،‬والنسععيان‪ ،‬ومععا‬
‫استكرهوا عليه‪ .‬والجاهل كالناسي‪ ،‬بجامع العذر‪) .‬قوله‪ :‬وإن كععثر أكلععه( أي فععإنه ل‬
‫يفطر بذلك‪ ،‬وتقدم الفرق بين الصوم وبين الصلة‪ ،‬فارجع إليه إن شئت‪) .‬قوله‪ :‬ولععو‬
‫ظن أن أكله ناسيا مفطر إلخ( يعني لو أكل ناسيا وظن أن أكلععه نسععيانا مفطععر‪ ،‬فأكععل‬
‫ثانيا عمدا جععاهل بوجععوب المسععاك ‪ -‬أي باسععتمرار الصععوم فععي حقععه‪ ،‬بعععدم فطععره‬
‫بالكل نسيانا ‪ -‬أفطر بالكل الثاني‪ ،‬لوقوعه منه عمدا‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعمد فتح فمه فععي‬
‫الماء إلخ( عبارة النهاية مع الصل‪ :‬وكونه ‪ -‬أي الواصل ‪ -‬بقصد‪ ،‬فلو وصل جععوفه‬
‫ذباب أو بعوضة أو غبار الطريق وغربلة الدقيق‪ ،‬لم يفطر‪ ،‬وإن أمكنه اجتنععاب ذلععك‬
‫بإطباق الفم أو غيره‪ ،‬لما فيه من المشقة الشديدة ‪ -‬بل لععو فتععح فععاه عمععدا حععتى دخععل‬
‫جوفه‪ :‬لم يفطر أيضا‪ ،‬لنه معفو عن جنسه‪ .‬ولو فعل مثل ذلك ‪ -‬أي فتح فععاه عمععدا ‪-‬‬
‫وهو في الماء فدخل جوفه‪ ،‬وكان بحيث لو سد فاه لععم يععدخل‪ :‬أفطععر‪ ،‬لقععول النععوار‪:‬‬
‫ولو فتح فاه في الماء فدخل جوفه‪ :‬أفطر‪ .‬ويوجه بععأن مععا مععر إنمععا عفععي عنععه لعسععر‬
‫تجنبه‪ ،‬وهذا ليععس كععذلك‪ .‬وفيعه ‪ -‬أي النععوار ‪ -‬لععو وضععع شعيئا فععي فيععه عمععدا ‪ -‬أي‬
‫لغرض ‪ -‬وابتلعه ناسيا‪ :‬لم يفطر‪ .‬ويؤيععده قععول الععدارمي‪ :‬لععو كععان بفيععه أو أنفععه مععاء‬
‫فحصل له نحو عطاس‪ ،‬فنزل به الماء جوفه‪ ،‬أو صعد لععدماغه لععم يفطععر‪ ،‬ول ينععافيه‬
‫ما يأتي مععن الفطععر بسععبق المععاء الععذي وضعععه فععي فيععه‪ ،‬لن العععذر هنععا أظهععر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪) .‬وقوله‪ :‬أي لغرض( صوره سم بما‬

‫] ‪[ 261‬‬
‫لو وضعه لنحو الحفظ‪ ،‬وكان مما جرت العادة بوضعه في الفم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال ع ش‪:‬‬
‫وينبغي أن من النحو‪ :‬ما لو وضع الخبز في فمه لمضغه لنحو الطفل ‪ -‬حيععث احتععاج‬
‫إليه ‪ ،-‬أو وضع شيئا في فمه لمداواة أسنانه به ‪ -‬حيث لم يتحلعل منعه شعئ ‪ -‬أو لعدفع‬
‫غثيان خيف منه القئ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو وضعه فيه( أي أو وضع الماء في فمععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فسبقه( أي دخل جوفه قهرا‪) .‬قوله‪ :‬أفطر( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬أو وضع في فيععه شععيئا(‬
‫أي سواء كان ماء أو غيره‪) .‬وقوله‪ :‬وابتلعه ناسيا( أي دخععل جععوفه نسععيانا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫فل( أي فل يفطر‪ .‬والفععرق بيعن السععبق والنسعيان ‪ -‬حيععث إنععه يفطععر معع الول‪ ،‬ول‬
‫يفطر مع الثاني ‪ -‬أنه في حالة النسيان ل فعل له يعتد به‪ ،‬فل تقصير‪ ،‬ومجععرد تعمععد‬
‫وضعه في فيه ل يعد تقصيرا‪ ،‬لن النسيان ل يتسبب عنععه‪ ،‬بخلف السععبق‪ .‬كععذا فععي‬
‫سم‪ ،‬وفي فتععح الجععواد‪ :‬وفععارق النسععيان السععبق‪ :‬بععأن العععذر فععي النسععيان أظهععر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يفطر بوصول إلى باطن قصععبة أنععف( أي لنهععا مععن الظععاهر‪ ،‬وذلععك لن‬
‫القصبة معن الخيشعوم‪ ،‬والخيشعوم جميععه معن الظعاهر‪) .‬قعوله‪ :‬حعتى يجعاوز منتهععى‬
‫الخيشععوم( أي فععإن جععاوزه أفطععر‪ ،‬ومععتى لععم يجععاوز ل يفطععر‪) .‬وقععوله‪ :‬وهععو( أي‬
‫المنتهى‪) .‬قوله‪ :‬ول يفطر بريق إلخ( أي لعسر التحرز عنعه‪ .‬والمعراد بعالريق ريقعه‪،‬‬
‫أما ريق غيره فيفطر به‪ .‬وما صح أنه )ص( كان يمص لسان السععيدة عائشععة رضععي‬
‫ال عنها فيحتمل أنه يمجه‪) .‬قوله‪ :‬طاهر إلخ( ذكر ثلثة قيود‪ :‬كونه طععاهرا‪ ،‬وكععونه‬
‫صرفا‪ ،‬وكونه من معدنه‪ .‬وسععيذكر محترزاتهععا‪) .‬قععوله‪ :‬ابتلعععه( بيععان لمتعلععق الجععار‬
‫والمجرور بعده‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي معدنه جميع الفم‪ ،‬وقد تقدم أنهم جعلوا الفم بالنسععبة‬
‫للريق والوضوء والغسل باطنا‪ .‬وبالنسععبة لزالععة النجاسععة منععه ودخععول غيععر الريععق‬
‫منه‪ ،‬وخروج شئ من الباطن إليه‪ ،‬ظاهرا‪ .‬فل تغفل‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو بعععد جمعععه( غايععة‬
‫في عدم الفطر بابتلع الريق‪ .‬أي ل يفطر ولو ابتعله بعد جمعه في فمه‪ ،‬وهي للرد ‪-‬‬
‫كما يفيده قوله بعد على الصح‪) .‬قوله‪ :‬وإن كعان بنحعو مصعطكى( غايعة للغايعة‪ ،‬أي‬
‫وإن كان جمعه حاصل‪ ،‬بواسطة مضغ نحو مصطكى كلبععان‪) .‬قععوله‪ :‬أمععا لععو ابتلععع(‬
‫مقابل قوله ولو بعد جمعه‪ ،‬إذ المراد منه فعل الفاعل‪) .‬قوله‪ :‬فل يضر قطعععا( أي بل‬
‫خلف‪) .‬قوله‪ :‬وخرج بالطاهر( أي بععالريق الطععاهر‪) .‬وقععوله‪ :‬المتنجععس( أي الريععق‬
‫المتنجس‪) .‬وقوله‪ :‬بنحو دم لثته( متعلق بععالمتنجس‪ ،‬أي متنجععس بسععبب نحععو دم لثتععه‬
‫ونحوه كالقئ‪ ،‬وكأكله شيئا نجسععا ولععم يغسععل فمعه منععه‪) .‬قعوله‪ :‬فيفطععر( أي الصععائم‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بابتلعه( أي الريق المتنجس بما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وإن صفا( أي الريق من نحععو‬
‫الدم‪ .‬وهو غاية في فطره بما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يبق فيه( أي الريق‪ ،‬أثر‪ :‬أي من آثار‬
‫نحععو الععدم‪) .‬وقععوله‪ :‬مطلقععا( أي أصععل ‪ -‬ل كععثيرا ول قليل ‪ -‬هععذا هععو المععراد مععن‬
‫الطلق‪) .‬قوله‪ :‬لنه لما حرم إلخ( علة للفطر بابتلعه ما ذكر‪ .‬وضمير أنه‪ :‬للريق‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬لتنجسه( أي لجله‪ ،‬وهو علة الحرمة‪) .‬وقععوله‪ :‬صععار( أي الريععق المععذكور‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بمنزلة عين أجنبية( أي وهي يفطر ابتلعها‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا ويظهر إلععخ(‬
‫أي قياسا على مقعدة المبسور‪ .‬ومثله في النهايععة ونصععها‪ :‬ولععو عمععت بلععوى شععخص‬
‫بدمي لثته بحيث يجري دائما أو غالبا سومح بما يشق الحتراز عنه‪ ،‬ويكفي بصععقه‪،‬‬
‫ويعفى عن أثره‪ ،‬ول سبيل إلى تكليفه غسله جميع نهاره‪ ،‬إذ الفرض أنه يجري دائمعا‬
‫أو يترشح‪ ،‬وربما إذا غسله زاد جريانه ‪ -‬كذا قاله الذرعععي ‪ -‬وهععو فقععه ظععاهر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقال في بشرى الكريم‪ :‬ولنا وجععه بععالعفو عنععه مطلقععا إذا كععان صععافيا‪ ،‬وفععي تنجععس‬
‫الريق به إشكال‪ :‬لنه نجس عم‬

‫] ‪[ 262‬‬
‫اختلطه بمائع‪ ،‬وما كان كذلك ل ينجس ملقيععه‪ ،‬كمععا فععي الععدم علععى اللحععم إذا‬
‫وضع فععي المعاء للطبععخ‪ ،‬فععإن العدم ل ينجععس المعاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وقعال بعضععهم إلعخ(‬
‫صنيعه يفيد أنه مخالف لكلم شيخه‪ ،‬مععع أنعه عينعه‪ .‬ثععم رأيتععه فععي التحفععة ذكععر كلم‬
‫البعض المذكور ومؤيدا لما قاله‪ ،‬وعبارتها‪ :‬ويظهر العفو عمن ابتلي بدم لثتعه بحيععث‬
‫ل يمكنه الحتراز عنه‪ ،‬قياسا على ما مر في مقعدة المبسور‪ .‬ثم رأيت بعضهم بحثععه‬
‫واستدل له بأدلة‪ ،‬وهي رفععع الحععرج عععن المععة‪ ،‬والقيععاس علععى العفععو عمععا مععر فععي‬
‫شروط الصلة‪ ،‬ثم قال‪ :‬فمتى ابتلعه مع علمه به وليس له عنه بد‪ ،‬فصععومه صععحيح‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬المبتلى به( أي بدم لثته‪) .‬وقوله‪ :‬وليس له( أي للمبتلى به‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععه(‬
‫أي عن بلعه‪) .‬وقوله‪ :‬بد( أي غنى‪) .‬قوله‪ :‬وبالصرف( معطععوف علععى بالطعاهر‪ :‬أي‬
‫وخرج بالصرف‪ ،‬أي الريعق الصعرف‪) .‬وقعوله‪ :‬المختلعط( فاععل الفععل المقعدر قبعل‬
‫الجار والمجرور‪) .‬قوله‪ :‬بطاهر( قيد به‪ ،‬لن النجس قد علم مما قبله‪) .‬وقوله‪ :‬آخععر(‬
‫أي غير الريق‪ ،‬والمراد أجنبي‪) .‬قععوله‪ :‬فيفطععر مععن ابتلععع ريقععا متغيععرا بحمععرة نحععو‬
‫تنبل( أي لن تغير لونه يدل على أن به عينا‪) .‬قوله‪ :‬وإن تعسر إزالتهععا( أي الحمععرة‬
‫من الريق‪) .‬قوله‪ :‬أو بصبغ خيط( معطععوف علععى بحمععرة نحععو تنبععل‪ :‬أي أو متغيععرا‬
‫بصبغ خيط قتله بفمه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬ولو بلون أو ريح ‪ -‬فيها يظهر مععن إطلقهععم ‪-‬‬
‫إن انفصععلت منععه عيععن‪ ،‬لسععهولة التحععرز عععن ذلععك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب الرشععيدي‪ :‬قععوله إن‬
‫انفصلت منه عين‪ :‬علم منه أن المدار على العين‪ ،‬ل على اللون ول على الريععح‪ ،‬فل‬
‫حاجة إلى الغاية‪ ،‬بل هي توهم خلف المراد علععى أن اللععون فععي الريععق ل يكععون إل‬
‫عينا ‪ -‬كما هو ظععاهر ‪ -‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬علععى أن اللععون إلععخ‪ :‬تقععدم ‪ -‬فععي فصععل مبطلت‬
‫الصلة ‪ -‬عن ع ش ما يفيد خلفه‪ ،‬وحاصل ما تقدم عنه أن الثر البععاقي بعععد شععرب‬
‫القهوة مما يغير لونه أو طعمه يضر ابتلعه‪ ،‬وعلله بالعلة المذكورة‪ ،‬ثم ذكر احتمال‬
‫أن يقال بعدم الضرر‪ ،‬وعلله بععأن مجععرد اللععون يجععوز أن يكععون اكتسععبه الريععق مععن‬
‫مجاورته للسود مثل‪ .‬قال‪ :‬وهذا هو القرب‪ ،‬أخذا ممععا قععالوه فععي طهععارة المععاء إذا‬
‫تغير بمجاور‪ .‬فقوله‪ :‬إن مجرد اللون بجوز إلخ‪ :‬يخععالف قععول الرشععيدي أن اللععون ل‬
‫يكون إل عينا‪) .‬والحاصل( الذي يؤخععذ مععن كلمهععم أنععه إن علععم انفصععال عيععن فععي‬
‫الريق‪ :‬ضر بالنسبة للصلة والصوم‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإن تغير لونه أو ريحه‪ ،‬سععواء كععان‬
‫بالصبغ أو بنحو تنبل‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬وبمن معععدنه إلععخ( معطععوف علععى بالطععاهر‪ .‬أي‬
‫وخرج بمن معدنه‪) .‬وقوله‪ :‬ما إذا خرج من الفم( فاعل الفعل المقدر‪) .‬قوله‪ :‬ل علععى‬
‫لسانه( معطوف على مقدر‪ .‬أي ما إذا خرج على أي شععئ كسععواك ل إن كععان خععرج‬
‫من الفم وهو على لسانه‪ ،‬فل يضر ابتلعه إذ اللسان كيفمععا تقلععب معععدود مععن داخععل‬
‫الفم فلم يفارق ما عليه معدنه‪) .‬قوله‪ :‬ولو إلى ظاهر الشفة( أي ولو كان خروجه إلى‬
‫ظاهر الشفة فقط‪ ،‬فإنه يضععر ابتلععه حينئذ‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم رده بلسععانه( معطعوف علععى‬
‫خرج أي خرج من الفم ثم رده وابتلعه‪) .‬قوله‪ :‬أو بل خيطا إلخ( انظر معطوف علععى‬
‫أي شئ ؟ وظاهر أنه معطوف على خرج من الفم‪ :‬أي وخرج بمن مععدنه معا إذا بعل‬
‫إلخ‪ .‬لكن يبعده قوله بعد أو بماء‪ ،‬إذ الكلم في الريق‪ ،‬ل في الماء‪ .‬ولو قال‪ :‬ولو بل‪،‬‬
‫إلخ ‪ -‬بزيادة لو الشرطية ‪ -‬وتكون الجملة مستأنفة‪ ،‬لكان أولى‪ .‬فتنبععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععرده(‬
‫أي ما ذكر من الخيط أو السواك‪) .‬وقوله‪ :‬وعليععه إلععخ( أي والحععال أن عليععه‪ :‬أي مععا‬
‫ذكر من الخيط أو السواك‪ ،‬فالجملة حالية‪ ،‬وضمير عليه يعععود أيضععا علععى مععا ذكععر‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬وابتلعهععا( أي الرطوبععة‪) .‬قععوله‪ :‬فيفطععر( جععواب إذا‪ ،‬فهععو مرتبععط بجميععع‬
‫المخرجات‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 263‬‬
‫بخلف ما لو لم يكن على الخيط( أي أو السععواك‪ ،‬ولععو قععال عليععه ‪ -‬بالضععمير‪،‬‬
‫كسابقه ‪ -‬لكان أولى‪) .‬قوله‪ :‬لقلته( أي ما على الخيط من الرطوبة‪) .‬قوله‪ :‬أو لعصره‬
‫أو لجفافه( يصعح إرجعاع الضعمير فيهمعا علعى معا علعى الخيعط أو السعواك‪ ،‬ويصعح‬
‫إرجاعه لنفس الخيط أو السواك‪ ،‬والول أنسب بالضععمير الععذي قبلععه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإنه ل‬
‫يضر( أي فإن رد الخيط أو السواك إلى فمه‪ ،‬وعليه رطوبة ل تنفصل‪ ،‬ل يضععر فععي‬
‫الصوم‪ ،‬لعدم وصول شئ إلى جوفه‪) .‬قوله‪ :‬كأثر مععاء المضمضععة( أي لعععدم ضععرر‬
‫أثر ماء المضمضة‪) .‬قوله‪ :‬وإن أمكن مجه( أي إخراج ذلك الثر من الفم‪ .‬وهو غاية‬
‫في عدم ضرر أثر مععاء المضمضععة‪) .‬قععوله‪ :‬لعسععر التحععرز عنععه( أي عععن أثععر مععاء‬
‫المضمضة‪ ،‬وهو تعليل لعععدم ضععرره للصععوم‪) .‬قععوله‪ :‬فل يكلععف( أي الصععائم‪ ،‬وهععو‬
‫تفريع على عسر التحرز عنه‪ ،‬أو علعى ععدم الضعرر معن الثععر‪) .‬وقععوله‪ :‬عنعه( أي‬
‫الثر‪ .‬وعن‪ :‬بمعنى من‪) .‬قوله‪ :‬فععرع‪ :‬لعو بقععي إلعخ( هععذا مسععتثنى معن قعوله ويفطععر‬
‫بدخول عين جوفا‪ ،‬فكأنه قال ويفطر إل في هذه المسألة‪) .‬قوله‪ :‬فجرى به ريقععه( أي‬
‫فجرى بالطعام ريقه‪ ،‬أي دخععل بواسععطته إلععى الجععوف‪) .‬وقععوله‪ :‬بطبعععه( أي بنفسععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل بقصده( أي ل باختيععاره وفعلععه‪ .‬وعبععارة التحفععة‪ :‬ل بفعلععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والتصععريح‬
‫بهذا ‪ -‬مع ما قبله ‪ -‬تأكيد‪ ،‬وإل فهو معلععوم معن التعععبير بجععرى‪ ،‬إذ هععو يسععتلزم عععدم‬
‫القصد‪ ،‬ولذلك أخرج في التحفة به ما كان بالقصد‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وخرج بجرى ابتلعععه‬
‫قصدا‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إن عجز( أي في حال جريانه‪ ،‬وإن قععدر علععى إخراجععه معن بيععن‬
‫أسنانه قبل جريانه‪ ،‬وهو قيد لعدم فطره‪ .‬وسيذكر محععترزه‪) .‬قععوله‪ :‬عععن تمييععزه( أي‬
‫الطعام عن الريق‪) .‬وقوله‪ :‬ومجه( أي رميه وطرحه‪) .‬قوله‪ :‬وإن تععرك التخلععل ليل(‬
‫غاية في عدم الفطر‪ .‬أي ل يفطر وإن ترك التخلل ليل‪ .‬وهذا هععو الصععح‪ ،‬وقيععل إن‬
‫نقى أسنانه بالخلل على العادة لم يفطر‪ ،‬وإل أفطر‪ ،‬وقيل ل يفطر مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬مع‬
‫علمه إلخ( متعلق بترك‪ ،‬فهو في حيععز الغايععة‪) .‬وقععوله‪ :‬ببقععائه( أي الطعععام‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫وبجريانه ريقه به( أي بالطعام‪) .‬وقوله‪ :‬نهارا( ظرف متعلععق بجريععان‪) .‬قععوله‪ :‬لنععه‬
‫إنما يخاطب إلخ( علة لعدم فطره إذا ترك التخلل ليل‪ ،‬وعلم بحريان ريقه بععه نهععارا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بهما( أي بالتمييز والمج‪) .‬قوله‪ :‬إن قدر عليهما( أي التمييز والمج‪ ،‬وهععو قيععد‬
‫في الخطاب‪) .‬وقوله‪ :‬حال الصوم( متعلق بيخاطب‪ .‬أي يخاطب بهمععا حععال الصععوم‪،‬‬
‫أي فل يجب تقديمهما على وقت الصوم‪) .‬قوله‪ :‬لكن يتأكععد التخلععل إلععخ( أي خروجععا‬
‫من خلف القائل بالوجوب‪) .‬قوله‪ :‬أمععا إذا لععم يعجععز( أي عععن تمييععزه ومجععه‪ ،‬وهععذا‬
‫محترز قوله إن عجز عن تمييزه ومجه‪) .‬قوله‪ :‬أو ابتلعه قصدا( هعذا خعرج بقعوله ل‬
‫بقصععده أو بقععوله جععرى ‪ -‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪ :‬فععإنه مفطععر( أي فععإن جريععان الريععق‬
‫بالطعام حينئذ مفطر‪ ،‬لكن محله فيما إذا ابتلعه قصدا أن يكععون متععذكرا للصععوم‪ ،‬وإل‬
‫فل يفطر ‪ -‬كما فععي سععم ‪ ،-‬وعبععارته‪ :‬قععوله‪ :‬ابتلعععه قصععدا‪ :‬أي مععع تععذكر الصععوم‪،‬‬
‫فخرج النسيان أخذا مما تقدم أنه لو وضع شيئا بفمه عمدا ثم ابتلعععه ناسععيا لععم يفطععر‪.‬‬
‫فليتأمل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقول بعضععهم( مبتعدأ‪ ،‬خعبره جملععة‪ ،‬رده شعيخنا‪) .‬وقعوله‪ :‬يجععب‬
‫إلخ( مقول القول‪) .‬وقوله‪ :‬مما أكل( أي من الطعام الذي أكععل‪) .‬وقععوله‪ :‬ليل( ظععرف‬
‫متعلق بكل من غسل ومن أكل‪) .‬قوله‪ :‬وإل أفطر( أي وإن لم يغسل أفطر‪ .‬والظععاهر‬
‫أن مراده أفطر إذا بقي طعام‪ ،‬وجرى به ريقه‪ ،‬لنه مقصر بعدم غسله‪ ،‬وليس مراده‬
‫أنه يفطر مطلقعا‪ ،‬ولعو لعم يجعر بالطععام الريعق‪ ،‬إذ ل معنعى لعه‪ .‬فتأمعل‪) .‬قعوله‪ :‬رده‬
‫شععيخنا( أي فععي المععداد ‪ -‬كمععا يسععتفاد مععن عبععارة فتععح الجععواد ‪ -‬ونصععها بعععد كلم‪:‬‬
‫بخلف ما إذا تعذر تمييزه ومجه‪ ،‬وإن ترك الخلل ليل‪ ،‬مععع علمععه ببقععائه وبجريععان‬
‫ريقه نهارا‪ ،‬لنه إنما يخاطب بهما إن قدر عليهما حال الصوم ‪ -‬كما بينته في الصل‬
‫‪ -‬مع رد القول بأنه يجب غسل الفم مما أكل ليل‪ ،‬وإل أفطر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يفطر(‬

‫] ‪[ 264‬‬
‫أي الصائم‪) .‬وقوله‪ :‬بسبق ماء جوف مغتسععل( إضععافة سععبق إلععى مععا بعععده مععن‬
‫إضافة المصدر لفاعله‪ .‬وجوف‪ :‬مفعوله‪ .‬والمراد بالسععبق‪ :‬وصععول المععاء إلععى جععوفه‬
‫من غير اختياره وقصده‪ .‬ول يخفى ما في عبارته من الظهععار فععي مقععام الضععمار‪،‬‬
‫فلو قال ول يفطر مغتسل عن جنابة بل انغمععاس بسععبق مععاء جععوفه‪ ،‬لسععلم مععن ذلععك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عن نحو جنابة( متعلق بمغتسل‪) .‬قوله‪ :‬كحيض ونفاس( تمثيل لنحععو الجنابععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إذا كان الغتسال إلخ( قيد في عدم فطره بالسبق المذكور‪ ،‬وسيذكر محععترزه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بل انغماس‪ :‬متعلق بمحذوف خبر كان الععذي قععدره الشععارح‪ ،‬وباعتبععار أصععل‬
‫المتن يكون متعلقا بمغتسل‪) .‬قوله‪ :‬فلو غسل أذنيه إلخ( تفريع على المنطوق‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فسبق الماء من إحداهما لجوفه( أي فوصل الماء من إحدى الذنيععن ‪ -‬أي أو منهمععا ‪-‬‬
‫إلى الجوف‪) .‬قوله‪ :‬لم يفطر( أي لنه تولد من مأمور به بغيععر اختيععاره‪) .‬قععوله‪ :‬وإن‬
‫أمكنه إمالة رأسه( غاية في عدم الفطر‪ .‬أي ل يفطععر بسععبق مععا ذكععر إليععه‪ ،‬وإن كععان‬
‫يمكنه أن يميل رأسه بحيث ل يدخل الماء جوفه‪ ،‬ول يكلف ذلك لعسععره‪) .‬وقععوله‪ :‬أو‬
‫الغسل( أي وإن أمكنه الغسل قبل الفجر‪ .‬فهو بالرفع معطوف علععى إمالععة‪ ،‬والظععرف‬
‫متعلق به‪) .‬قوله‪ :‬كما إذا سبق الماء إلخ( الكاف للتنظير‪ :‬أي وهذا نظيععر مععا إذا سععق‬
‫الماء إلخ‪ .‬أي فععإنه ل يفطععر بععه‪ .‬قععال سععم ‪ -‬نقل عععن م ر‪ :‬ينبغععي ولععو تعيععن السععبق‬
‫بالمبالغة‪ ،‬وعلعم بعذلك للضعرورة‪) .‬وقعوله‪ :‬إلعى العداخل( الولعى إبعدال لفعظ العداخل‬
‫بالجوف ‪ -‬كما فعل فيما قبله وما بعده‪) .‬وقععوله‪ :‬للمبالغععة( اللم لم الجععل‪ :‬أي سععبق‬
‫الماء إلى الجععوف لجععل المبالغععة‪) .‬وقععوله‪ :‬لوجوبهععا( أي المبالغععة‪ .‬وهععو علععة لعععدم‬
‫إفطاره بالسبق الحاصل لجل المبالغة‪ .‬وإنما وجبت لينغسل كل مععا فععي حععد الظععاهر‬
‫من الفم ‪ -‬كما في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬بخلف ما إذا اغتسل منغمسا( محترز قوله إذا كععان‬
‫الغتسال بل انغماس‪ ،‬فهو مرتبط به‪) .‬قوله‪ :‬إلى باطن الذن أو النععف( أي أو الفععم‬
‫أو الدبر‪ .‬وفي الكععردي‪ :‬وقضععية قععولهم مععن فمععه أو أنفععه أنععه ل يضععر وصععوله مععن‬
‫غيرهما‪ :‬كدبره‪ .‬قال في اليعاب‪ :‬وهو محتمععل لنععدرته جععدا‪ ،‬ويحتمععل خلفععه‪ ،‬وهععو‬
‫الوجععه‪ .‬فتعععبيرهم بفمعه أو أنفععه‪ :‬للغععالب ل غيععر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإنه يفطععر( قععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬محله إذا تمكن من الغسل‪ ،‬ل على تلك الحالة‪ ،‬وإل فل يفطر ‪ -‬فيما يظهععر ‪-‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو في الغسل الواجب( الولى إسقاط هذه الغايععة‪ ،‬لن الكلم فععي الغسععل‬
‫الواجب‪ ،‬بدليل قوله بعد‪ :‬وخرج بقولي عن نحو جنابة إلخ‪) .‬قوله لكراهة النغمععاس(‬
‫علة للفطار‪) .‬قوله‪ :‬كسبق ماء المضمضعة إلعخ( الكعاف للتنظيعر‪ :‬أي أن هعذا نظيعر‬
‫سبق ماء المضمضة‪ .‬أي أو الستنشاق‪ ،‬فإنه يفطر بععه‪) .‬وقععوله‪ :‬بالمبالغععة( قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬ويظهر ضبطها بأن يمل فمه أو أنفه مععاء‪ ،‬بحيععث يسععبق غالبععا إلععى الجععوف‪.‬‬
‫وكتب عليه سم‪ :‬قد يقال ظاهر كلمهم ضرر السبق بالمبالغة المعروفة‪ ،‬وإن لععم يمل‬
‫فمه أو أنفه كما ذكر‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬إلى الجوف( متعلق بسبق‪ .‬والمععراد بععه‪ :‬مععا يشععمل‬
‫الدماغ‪) .‬قوله‪ :‬مع تذكره إلخ( متعلق بمحذوف حال من المبالغة‪ :‬أي يفطر بسبق ماء‬
‫المضمضععة أو الستنشععاق الحاصععل بسععبب المبالغععة حععال كونهععا واقعععة‪ ،‬مععع تععذكره‬
‫للصوم وعلمه بعدم مشروعية المبالغة‪ .‬فإن كان سبق الماء بالمبالغة في حععال نسععيان‬
‫للصوم‪ ،‬أو الجهل بعدم مشروعيتها‪ ،‬لم يفطععر بععذلك‪) .‬قععوله‪ :‬بخلفععه بل مبالغععة( أي‬
‫بخلف سبق ما ذكر إليه من غير مبالغة‪ ،‬فإنه ل يفطر بعذلك‪ ،‬لكععن بشععرط أن تكعون‬
‫مضمضته واستنشاقه مشروعين‪ ،‬وإل بأن كانا لتبرد أو في رابعة‪ ،‬فيفطر‪،‬‬

‫] ‪[ 265‬‬
‫لنه غير مأمور بذلك‪ ،‬بل منهي عنه في الرابعة‪ ،‬وبخلف سبق مععا ذكععر إليععه‪،‬‬
‫لكن مع نسيان الصوم أو جهله بعدم مشععروعية المبالغععة‪ .‬وكععان الولععى أن يزيععد مععا‬
‫ذكر لنه محترز القيععدين الخيريععن‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج بقععولي عععن نحععو جنابععة الغسععل‬
‫المسنون( في خروج هذا نظر‪ ،‬فإنه مأمور به‪ ،‬فحكمه حكم غسل الجنابة بل خلف‪،‬‬
‫بدليل الغاية التي ذكرها قبل ‪ -‬أعنى قوله ولو في الغسل الواجب ‪ -‬فإنه يندرج تحتهععا‬
‫الغسل المسنون ‪ -‬كما هو ظاهر ‪ -‬فيفيد حينئذ أنه إذا سبق المععاء إلععى جععوفه فيععه مععن‬
‫غير انغماس‪ :‬ل يفطر‪ .‬إذا علمت ذلك‪ ،‬فحذفه والقتصار على ما بعده ‪ -‬أعني غسل‬
‫التبرد والتنظف ‪ -‬متعين‪) .‬والحاصل( أن القاعدة عندهم أن ما سبق لجوفه مععن غيععر‬
‫مأمور به‪ ،‬يفطر به‪ ،‬أو من مأمور بععه ‪ -‬ولععو منععدوبا ‪ -‬لععم يفطععر‪ .‬ويسععتفاد مععن هععذه‬
‫القاعدة ثلثة أقسام‪ :‬الول‪ :‬يفطر مطلقا ‪ -‬بالغ أو ل ‪ -‬وهذا فيمععا إذا سععبق المععاء إلععى‬
‫جوفه في غير مطلوب كالرابعة‪ ،‬وكانغماس في المععاء ‪ -‬لكراهتععه للصععائم ‪ -‬وكغسععل‬
‫تبرد أو تنظف‪ .‬الثاني‪ :‬يفطر إن بالغ‪ ،‬وهذا فيما إذا سبقه الماء فععي نحععو المضمضععة‬
‫المطلوبة في نحو الوضوء‪ .‬الثالث‪ :‬ل يفطر مطلقا‪ ،‬وإن بالغ‪ ،‬وهذا عنععد تنجععس الفععم‬
‫لوجوب المبالغة في غسل النجاسة على الصائم وعلى غيره لينغسل كععل مععا فععي حععد‬
‫الظاهر‪ .‬ثم رأيت الكردي صرح بهذه الثلثة القسام‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬فيفطر بسبق مععاء‬
‫فيه( أي فيما ذكره من الغسل المسنون وغسل التبرد‪) .‬قوله‪ :‬ولو بل انغمععاس( غايععة‬
‫في الفطر‪ .‬أي يفطر ولو بغير انغماس‪) .‬قوله‪ :‬فععروع( أي سععتة‪) .‬قععوله‪ :‬بخععبر عععدل‬
‫بالغروب( أي عن مشاهدة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وقول البحر‪ ،‬ل يجوز بخبر العدل كهلل‬
‫شوال‪ ،‬ردوه بما صح أنه )ص( كان إذا كان صائما أمر رجل فأوفى على نشز‪ ،‬فإذا‬
‫قال قد غابت الشمس‪ ،‬أفطروا‪ ،‬بأنه قياس ما قالوه في القبلة والوقت والذان‪ .‬ويفععرق‬
‫بينه وبين هلل شوال بأن ذاك فيه رفع سبب الصوم من أصله‪ ،‬فععاحتيط لععه‪ ،‬بخلف‬
‫هذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا بسماع أذانه( أي وكذلك يجععوز الفطععر بسععماع أذان العععدل‪ :‬أي‬
‫العارف بالوقات‪ ،‬وكذا باجتهاده بورد أو نحوه‪ .‬وعبارة التحفععة مععع الصععل‪ :‬ويحععل‬
‫بسماع أذان عدل عارف‪ ،‬وإخباره بالغروب عن مشاهدة‪ ،‬وبالجتهاد بععورد أو نحععوه‬
‫في الصح ‪ -‬كوقت الصلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم للشععاك الكععل آخععر النهععار( أي لن‬
‫الصل بقاؤه‪) .‬وقوله‪ :‬حععتى يجتهعد( أي أو يخععبره عععدل أو يسععمع أذانععه‪ ،‬فععإنه حينئذ‬
‫يجوز له الكل‪) .‬وقوله‪ :‬ويظن انقضاءه( أي باجتهععاده‪) .‬قععوله‪ :‬ومععع ذلععك( أي ومععع‬
‫جواز الكل إذا ظن انقضاء النهار بالجتهاد‪) .‬وقوله‪ :‬الحوط الصبر( أي ليأمن من‬
‫الغلط‪ ،‬ولخبر‪ :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك‪) .‬وقوله‪ :‬لليقين( قال في النهاية ‪ -‬وذلك‬
‫بأن يرى الشمس قد غربت‪ ،‬فإن حال بينعه وبيععن الغعروب حعائل فبظهعور الليعل معن‬
‫المشععرق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععوز الكععل( أي للتسععحر‪) .‬وقععوله‪ :‬باجتهععاد( متعلععق بظععن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وإخبار( أي إخبار عدل ببقاء الليل‪) .‬قوله‪ :‬وكذا لو شععك( أي وكععذلك يجععوز‬
‫الكل إذا شك في بقاء الليل‪ .‬قال سم‪ :‬وهذا بخلف النية ‪ -‬ل تصح عنععد الشععك إل إن‬
‫ظن بقاءه باجتهاد صحيح‪ .‬كما علم مما تقدم فععي بحععث النيععة ومععا فععي حواشععيه‪ ،‬لن‬
‫الشك يمنع النية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لن الصل بقععاء الليععل( علععة لجععواز الكععل فععي صععورة‬
‫الظن وصورة الشك‪) .‬قوله‪ :‬لكن يكره( أي لكن يكره الكل‪ .‬وظاهره في الصععورتين‬
‫صورة الظن وصورة الشك‪ ،‬فانظره‪ ،‬فإنه لععم يصععرح بالكراهععة مععن أصععلها‪ ،‬ل فععي‬
‫التحفعة ول فعي النهايعة‪ ،‬ول فعي غيرهمعا‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو أخعبره ععدل بطلعوع الفجعر‪:‬‬
‫اعتمده( أي وجوبا‪ .‬وفي التحفة‪ :‬وحكى في البحر وجهين فيما لو أخبره عدل بطلوع‬

‫] ‪[ 266‬‬
‫الفجر‪ :‬هل يلزمه المساك بناء على قبول الواحد في هلل رمضان ؟ وقضععيته‬
‫ترجيح اللزوم‪ .‬وهو متجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا فاسق ظن صععدقه( أي وكععذا يعتمععد خععبر‬
‫فاسق في طلوع الفجر إذا ظن صدقه‪ ،‬قياسا على ما مر في رؤية الهلل‪) .‬قوله‪ :‬ولو‬
‫أكل باجتهاد أول( أي قبل الفجر في ظنه‪) .‬وقوله‪ :‬أو آخرا( أي بعد الغروب كععذلك ‪-‬‬
‫كذا في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬فبان أنععه أكععل نهععارا( أي فبعععد ذلععك ظهععر لععه أنععه غلععط فععي‬
‫اجتهاده وأن أكله وقع نهععارا‪) .‬قععوله‪ :‬بطععل صععومه( أي بععان بطلنععه‪) .‬وقععوله‪ :‬إذ ل‬
‫عبرة إلخ( علة للبطلن‪ .‬وعبارة النهاية والمغني‪ :‬لتحققه خلف مععا ظنععه‪ ،‬ول عععبرة‬
‫بالظن البين خطؤه‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يبن شئ( عبارة النهاية‪ :‬فإن لم يبن الغلط بععأن بععان‬
‫المر كما ظنه‪ ،‬أو لم يبن له خطأ ول إصابة‪ ،‬صح صومه‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أن هذا كلععه‬
‫إذا أكل باجتهاد وتحر‪ ،‬فلو هجم وأكل من غيععر اجتهععاد وتحععر‪ ،‬فععإن كععان ذلععك آخععر‬
‫النهار‪ ،‬أفطر‪ ،‬وإن لم يبععن لعه شعئ ‪ -‬لن الصععل بقععاؤه ‪ ،-‬أو آخععر الليععل‪ ،‬لععم يفطعر‬
‫بذلك‪ .‬ولو هجم فبان أنه وافق الصواب لم يفطر مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬ولععو طلععع الفجععر( أي‬
‫الصادق‪) .‬وقوله‪ :‬وفي فمه طعام( الجملة حالية ‪ -‬أي طلع والحال أن في فمه طعاما‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فلفظه( أي أخرجه ورماه من فمه‪ .‬وخرج به ما لو أمسكه في فيه‪ ،‬فععإنه وإن‬
‫صح صومه‪ ،‬لكنه ل يصح مع سبق شععئ منععه إلععى جععوفه‪ ،‬كمععا لععو وضعععه فععي فيععه‬
‫نهارا‪ ،‬فسبق منه شئ إلى جوفه ‪ -‬كما علم مما معر ‪ -‬فل يععذر بسعبقه إلعى جعوفه إذا‬
‫أمسكه‪ .‬كذا في شرح الروض‪ ،‬والتحفععة‪ ،‬والنهايععة‪ .‬ويسععتفاد مععن عبععارة المغنععي أنععه‬
‫يعذر‪ ،‬ونص عبارته مع الصل‪ :‬ولو طلع الفجر الصادق وفي فمه طعام فلفظه ‪ -‬أي‬
‫رماه ‪ -‬صح صومه‪ ،‬وإن سبق إلى جوفه منه شئ‪ ،‬لنه لو وضعه في فمععه نهععارا لععم‬
‫يفطر‪ ،‬وبالولى إذا جعله في فيه ليل‪ .‬ومثل اللفظ ما لو أمسععكه ولععم يبلععع منععه شعيئا‪.‬‬
‫واحترز به عما لو ابتلع منه شئ باختياره فإنه يفطر‪ .‬ا‍ه‪) .‬فقوله‪ :‬باختيععاره( يقتضععي‬
‫أنه إذا سبق إلى جوفه ل يفطر لنععه بغيععر اختيععاره‪) .‬قععوله‪ :‬قبععل أن ينععزل( قععال فععي‬
‫التحفة أو بعد أن نزل منه لكن بغير اختياره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله منععه‪ :‬أي مععن الطعععام )قععوله‪:‬‬
‫وكذا لو كان مجامعا( أي ومثل من طلع عليه الفجر وفي فمه طععام معن طلعع الفجعر‬
‫عليه وهو مجامع‪ ،‬فإنه يصح صومه‪) .‬وقععوله‪ :‬فنععزع فععي الحععال( أي قاصععدا بنزعععه‬
‫ترك الجماع ل التلذذ‪ ،‬وإل بطل‪) .‬وقوله‪ :‬أي عقب طلوعه( أي الفجععر‪ ،‬وهععو تفسععير‬
‫مراد لقوله في الحال‪) .‬وقععوله‪ :‬فل يفطععر( أي المجععامع المععذكور‪ ،‬وهععو تفريععع علععى‬
‫مفهوم قوله وكذا إلخ‪) .‬وقوله‪ :‬وإن أنزل( غاية في عدم الفطر‪ .‬أي ل يفطععر مطلقععا ‪-‬‬
‫سواء أنزل أم ل ‪ .-‬فل يضر النزال‪ ،‬لتولده من مباشرة مباحة‪) .‬وقععوله‪ :‬لن النععزع‬
‫ترك للجماع( أي فل يتعلق به ما يتعلق بالجماع ‪ -‬كما لععو حلععف ل يلبععس ثوبععا وهعو‬
‫لبسه فنزعه حال ‪ .-‬وما ذكر‪ :‬علة لعدم إفطاره بما ذكر )قوله‪ :‬فإن لعم ينعزع حععال(‬
‫مفهوم قوله فنزع في الحال )وقوله‪ :‬لم ينعقععد الصععوم( أي لوجععود المنععافي ‪ -‬كمععا لععو‬
‫أحرم مجامعا‪) .‬وقوله‪ :‬وعليه القضاء والكفارة( قال في التحفة‪ :‬لنه لما منع النعقععاد‬
‫بمكثه‪ :‬كان بمنزلة المفسد له بالجماع‪) .‬فإن قلت( ينافي هذا عدم وجوب الكفارة فيمععا‬
‫لو أحرم مجامعا‪ ،‬مع أنه منع النعقاد أيضا‪) .‬قلععت( يفععرق بععأن وجععوب الكفععارة هنععا‬
‫أقوى منها ثم ‪ -‬كما يعلم من كلمهم في البابين ‪ -‬وأيضا فالتحلل الول لمععا أثععر فيهععا‬
‫النقص مع بقاء العبادة‪ ،‬فلن يؤثر فيها عدم النعقاد‪ ،‬عدم الوجععوب مععن بععاب أولععى‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وفرق في النهاية أيضا بينهما‪ .،‬بأن النية هنععا متقدمععة علععى طلععوع الفجععر‪ ،‬فكععأن‬
‫الصوم انعقد ثم أفسد‪ ،‬بخلفها ثم‪) .‬قوله‪ :‬ويباح فطر إلخ( شروع في بيان ما يباح به‬
‫الفطر وغيره من وجوب القضاء‪) .‬قوله‪ :‬فععي صععوم واجععب( أي رمضععان أو غيععره‪:‬‬
‫من نذر‪ ،‬أو كفارة‪ ،‬أو قضاء موسععع ‪ -‬ل مضععيق ‪ .-‬وخععرج بععالواجب المتطععوع بععه‪،‬‬
‫فيباح فطره مطلقا‪ ،‬سواء كان بمرض أو غيره‪) .‬قوله‪ :‬بمرض إلخ( أي لقوله‬

‫] ‪[ 267‬‬
‫تعالى‪) * :‬ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر( * أي فأفطر فعدة‪.‬‬
‫ثم إن التعبير بالباحة يفيد أن الفطر للمرض ولخوف الهلك جائز‪ ،‬ل واجععب‪ .‬وفععي‬
‫الكردي‪ :‬الذي اعتمده الشارح ‪ -‬أي ابن حجر في كتبععه ‪ -‬أنععه مععتى خععاف مبيععح تيمععم‬
‫لزمه الفطر‪ .‬وظاهر كلم شععيخ السععلم والخطيععب الشععربيني والجمععال الرملععي‪ :‬أن‬
‫مبيح التيمم مبيح للفطر‪ ،‬وأن أخوف الهلك مععوجب لععه‪ .‬وإذا صععام مععن يخشععى منععه‬
‫مبيح تيمم‪ ،‬صح صومه ‪ -‬على الراجح‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويمكن حمل الباحة في كلمه علععى مععا‬
‫يصدق بالوجوب‪ ،‬لنه جواز بعد امتنععاع‪ ،‬فيصععدق بععالوجوب‪ ،‬ثععم إن المععرض مبيععح‬
‫للفطر‪ ،‬وإن تعدى بسببه‪ ،‬لنه ل ينسب إليه‪ ،‬ثم إن أطبق مرضععه فواضععح‪ ،‬وإل فععإن‬
‫وجد المرض المعتبر قبيل الفجر لم تلزمعه النيععة‪ ،‬وإل لزمتععه‪ .‬وإذا نععوى وعععاد ‪ -‬أي‬
‫المرض ‪ -‬أفطر‪) .‬قوله‪ :‬ضررا( مفعول مطلق لمضر‪) .‬وقوله‪ :‬يبيح التيمم( خرج ما‬
‫ل يبيحه ‪ -‬كالمرض اليسير‪ ،‬كصداع‪ ،‬ووجععع الذن‪ ،‬والسععن ‪ -‬إل أن يخععاف الزيععادة‬
‫بالصوم فيباح له الفطر ‪ -‬كما في النهاية‪ ،‬نقل عن النوار‪) .‬قععوله‪ :‬كععأن خشععى إلععخ(‬
‫تمثيل للمرض المضر المبيح للتيمم‪) :‬وقوله‪ :‬بطء برء( أي تأخير شفاء‪) .‬قوله‪ :‬وفععي‬
‫سفر قصر( معطوف على بمرض‪ :‬أي ويباح فطر في سفر قصر‪ :‬أي سفر يباح فيععه‬
‫القصر‪ ،‬وهو ما كان طويل مباحا‪ .‬وشرط الفطععر فععي أول أيععام سععفره أن يفععارق مععا‬
‫يشترط مجاوزته للقصر قبل طلوع الفجر‪ ،‬فإن فارقه بعععد طلععوع الفجععر فل يفطععر ‪-‬‬
‫تغليبا للحضر ‪ -‬وإذا كان سعفره قبعل الفجعر فلعه الفطعر وإن نعوى ليل فقعد صعح أنعه‬
‫)ص( أفطر بععد العصععر فععي سععفره بقععدح مععاء‪ ،‬لمععا قيععل لععه إن النععاس يشعق عليهععم‬
‫الصيام‪ .‬ويستثنى من جواز الفطر بالسفر‪ :‬مديم السفر‪ ،‬فل يباح له الفطر‪ ،‬لنه يؤدي‬
‫إلى إسقاط الوجوب بالكلية‪ ،‬إل أن يقصد قضاء في أيام أخععر فععي سععفره‪ ،‬ومثلععه مععن‬
‫علم موته عقب العيد‪ ،‬فيجب عليه الصوم إن كان قادرا‪ ،‬فجواز الفطر للمسافر ‪ -‬إنما‬
‫هو فيمن يرجو إقامة يقضي فيها‪ ،‬وهذا هو ما جععرى عليعه السععبكي‪ ،‬واسععتظهره فععي‬
‫النهايععة‪ .‬والععذي اسععتوجهه فععي التحفععة‪ :‬خلفععه‪ ،‬وهععو أنععه يبععاح لععه الفطععر ‪ -‬مطلقععا ‪-‬‬
‫وعبارتها‪ :‬قال السبكي بحثا‪ :‬ول يباح الفطر‪ ،‬لمن ل يرجو زمنا يقضععي فيععه لدامتععه‬
‫السفر أبدا‪ ،‬وفيه نظر ظاهر‪ ،‬فالوجه خلفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬دون قصععير( أي دون سععفر‬
‫قصير ‪ -‬وهو ما دون مرحلتين ‪ -‬فإنه ل يباح الفطر فيه‪) .‬وقوله‪ :‬وسفر معصية( أي‬
‫ودون سفر معصية‪ ،‬أي سفر أنشأه لجل معصية ‪ -‬كقطع طريععق ‪ -‬فععإنه ل يبععاح لععه‬
‫الفطر فيه‪ ،‬وهذا كالذي قبله‪ :‬علم من إضافة سفر إلععى قصععر‪ ،‬إذ السععفر الععذي يجععوز‬
‫فيه الفطر ل بععد أن يكععون طععويل‪ ،‬وأن يكععون مباحععا ‪ -‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪ :‬وصععوم‬
‫المسافر بل ضرر أحب من الفطر( أي لما فيه من بعراءة الذمعة وععدم إخلء العوقت‬
‫عن العبادة‪ ،‬ولنه الكثر من فعله )ص(‪ .‬ومحله إن لععم يخععش ضععررا فععي الحععال أو‬
‫الستقبال من الصوم‪ ،‬وإل فالفطر أفضل‪ ،‬لما فععي الصععحيحين أنععه )ص( رأى رجل‬
‫صائما في السفر قد ظلل عليه فقال‪ :‬ليس من البر أن تصوموا فععي السععفر‪ .‬بععل ربمععا‬
‫يجب الفطر إن خشى منه فيه ضررا يبيح التيمم ‪ -‬على ما تقدم‪) .‬واعلم( أنععه إذا قععدم‬
‫المسافر أو شفي المريض وهما صائمان‪ :‬حرم عليهما الفطر‪ ،‬لزوال السبب المجععوز‬
‫له‪ .‬فإن كانا مفطريععن ‪ -‬ولععو بععترك النيععة ‪ -‬اسععتحب لهمععا المسععاك‪ ،‬لحرمععة الععوقت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولخوف إلخ( عطف على بمرض‪ ،‬أي ويباح الفطععر لخععوف هلك بالصععوم ‪-‬‬
‫أي على نفسه‪ ،‬أو عضوه‪ ،‬أو منفعته ‪ -‬لقوله تعالى‪) * :‬وما جعل عليكم في الدين من‬
‫حرج( * وقوله‪) * :‬ول تقتلوا أنفسكم( * وقوله‪) * :‬ول تلقوا بأيععديكم إلععى التهلكععة( *‬
‫وقد علمت أنه في هذه يجب الفطر‪ ،‬وليس بمباح فقط‪ ،‬فلو تركه واستمر صائما حتى‬
‫مات‪ - :‬كما يقع مععن المتعمقيععن فععي الععدين ‪ -‬مععات عاصععيا‪) .‬قععوله‪ :‬بالصععوم( متعلععق‬
‫بمحذوف صفة لهلك‪ ،‬والباء سببية‪ ،‬أو بمعنى من التعليلية‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن عطععش أو‬
‫جوع( بدل اشتمال من الجار والمجععرور‪ ،‬أي يبععاح لخععوف هلك حاصععل لععه بسععبب‬
‫الصوم‪ ،‬أو من أجل الصوم من أجععل الجععوع أو العطععش‪) .‬قععوله‪ :‬وإن كععان صععحيحا‬
‫مقيما( غاية في إباحة الفطر لخوف‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .184 :‬الحج‪ (3) .78 :‬النساء ‪ (4) .29‬البقرة‪195 :‬‬

‫] ‪[ 268‬‬
‫الهلك‪) .‬قوله‪ :‬وأفتى الذرعي إلخ( تضععمن الفتععاء المععذكور أنععه يبععاح الفطععر‬
‫للحصادين‪ ،‬ومن ألحق بهم‪ ،‬لكن يجب عليهم تبييت النية‪ ،‬لنه ربما ل تلحقهععم مشععقة‬
‫شديدة بالصوم‪ ،‬فيجب عليهم‪ .‬وقد صرح بالمضعمون المععذكور فعي التحفععة‪ ،‬ونصععها‪:‬‬
‫ويباح تركه لنحو حصاد أو بناء لنفسععه أو لغيععره تبرعععا أو بععأجرة‪ ،‬وإن لععم ينحصععر‬
‫المر فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أي ونحوهم( كأرباب الصنائع الشاقة‪ .‬وفي الكععردي مععا نصععه‪:‬‬
‫وظاهر أنه يلحق بالحصادين في ذلك سائر أرباب الصععنائع الشععاقة‪ ،‬وقضععية إطلقعه‬
‫أنه ل فرق بين الجير الغني وغيره والمتبرع‪ .‬نعععم‪ ،‬الععذي يتجععه‪ :‬تقييععد ذلععك بمععا إذا‬
‫احتيج لفعل تلك الصنعة‪ ،‬بأن خيف مععن تركهععا نهععارا فععوات مععاله وقععع عرفععا‪ .‬وفععي‬
‫التحفة‪ :‬لو توقف كسبه لنحو قوته المضطر إليه هو أو ممونه على فطره‪ ،‬فظععاهر أن‬
‫له الفطر‪ ،‬لكن بقدر الضرورة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬تبييت النية( فاعل يلععزم‪) .‬قععوله‪ :‬ثععم مععن‬
‫لحقه إلخ( أي ثم إذا بيت النية وأصبح صععائما‪ ،‬فععإن لحقععه مععن صععومه مشععقة شععديدة‬
‫بحيث تبيح التيمم أفطر‪ ،‬وإن لم تلحقه مشقة شديدة به فل يفطر‪) .‬قوله‪ :‬ويجب قضاء‬
‫إلخ( أي على الفور إن فات بغير عععذر‪ ،‬وعلععى الععتراخي إن فععات بعععذر‪ .‬لكععن محلععه‬
‫بالنسبة لرمضان‪ :‬إن بقي إلى رمضان الثاني ما يزيد على ما عليه من الصععوم‪ ،‬وإل‬
‫صار فوريا‪ .‬ومن مات قبل أن يقضي‪ ،‬فل يخلو إما أن يفوته الصيام بعذر‪ ،‬أو بغيععر‬
‫عذر‪ ،‬وعلى الول‪ :‬فإن تمكن من القضاء ‪ -‬بأن خل عن السفر والمرض ولععم يقععض‬
‫‪ -‬يأثم‪ ،‬ويخرج من تركته لكل يوم مد‪ .‬وإن لم يتمكن منعه ‪ -‬بعأن معات عقعب معوجب‬
‫القضاء أو النذر أو الكفارة‪ ،‬أو استمر به العذر إلى موته ‪ -‬فليس عليه شععئ‪ ،‬ل فديععة‬
‫ول قضاء‪ ،‬ول إثم‪ .‬وعلى الثاني ‪ -‬أعني ما إذا فاته بغير عععذر ‪ -‬يععأثم‪ ،‬ويخععرج مععن‬
‫تركته لكل يوم مد ‪ -‬سواء تمكن مععن القضععاء أو ل ‪ -‬فحاصععل الصععور أربععع‪ ،‬يجععب‬
‫التدارك في ثلث‪ ،‬ول يجععب فععي صععورة واحععدة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو بعععذر( أي ولععو فععات‬
‫بعذر‪ ،‬وهو غاية لقوله يجب قضاء‪ ،‬والمراد‪ ،‬عذر يرجععى زوالععه‪ ،‬أمععا مععا ل يرجععى‬
‫زواله فل يجب القضاء معه‪ ،‬بل عليععه الفديععة فقععط‪ ،‬كمععا سععيذكره بقععوله‪ :‬وعلععى مععن‬
‫أفطر لعذر ل يرجى زواله مععد بل قضععاء‪) .‬قععوله‪ :‬مععن الصععوم الععواجب( بيععان لمععا‪،‬‬
‫وخرج به الصوم المندوب‪ ،‬فل يجب قضاؤه‪) .‬قعوله‪ :‬كرمضعان إلعخ( تمثيعل للصعوم‬
‫الواجب‪) .‬قوله‪ :‬بمرض إلخ( بدل من قوله بعذر‪ ،‬وهو متعلق بفات المقدر‪ .‬ولععو قععال‬
‫‪ -‬كما في شرح المنهج ‪ -‬كمرض ‪ -‬بالكاف ‪ -‬ويكون تمثيل للعذر‪ ،‬لكععان أولععى‪ .‬لكععن‬
‫قععوله‪ :‬أو تععرك نيععة‪ ،‬ل يصععلح تمععثيل للعععذر‪ ،‬إل أن يحمععل علععى النسععيان‪ .‬والمععراد‬
‫بالمرض ما يرجى برؤه‪ ،‬لن الذي ل يرجى برؤه ل يوجب القضععاء‪ ،‬وإنمععا يععوجب‬
‫الفدية فقط ‪ -‬كما علمت ‪ -‬ودخل فيه الغماء‪ ،‬لنه نوع من المرض‪) .‬قوله‪ :‬أو تععرك‬
‫نية( إنما وجب القضاء عند ترك النية ‪ -‬ولو نسيانا ‪ -‬ولم يجب في الكل نسيانا‪ ،‬لن‬
‫الكل منهي عنه‪ ،‬والنسيان يؤثر فيععه‪ ،‬بخلف النيععة‪ ،‬فإنهععا مععأمور بهععا‪ ،‬والنسععيان ل‬
‫يؤثر فيه‪) .‬قوله‪ :‬أو بحيض( معطوف على بمرض‪ ،‬ول حاجة إلى إعادة الباء‪ .‬وإنما‬
‫وجب قضاء الصوم دون الصلة لما في صحيح مسلم عن عائشة رضععي ال ع عنهععا‪:‬‬
‫كنا نؤمر بقضاء الصوم‪ ،‬ول نؤمر بقضاء الصلة‪) .‬وقععوله‪ :‬أو نفععاس( أي ولععو مععن‬
‫علقة أو مضغة‪ ،‬أي أو بل بلل‪) .‬قوله‪ :‬ل بجنون وسكر( أي ل يجب قضاء مععا فععات‬
‫بجنون أو سكر‪) .‬قوله‪ :‬لم يتعد به( أي بما ذكر من الجنون والسكر‪ ،‬فإن تعععدى بهمععا‬
‫وجب القضاء‪) .‬قوله‪ :‬أن قضاء يوم الشك على الفور( يعني إذا ثبععت يععوم الشععك أنععه‬
‫من رمضان بعد أن أفطر‪ ،‬وجب عليه القضاء على الفور‪ ،‬لتبين وجوبه عليععه‪ ،‬وأنععه‬
‫أكل لجهله به‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والمراد بيوم الشك هنا‪ :‬هو يوم ثلثي شعبان‪ ،‬وإن لععم‬
‫يتحدث فيعه برؤيعة ‪ -‬كمععا هععو واضععح‪ .‬ا‍ه‪ .‬بععالمعنى‪) .‬قعوله‪ :‬لوجععوب إمسععاكه( علعة‬
‫لوجوب قضائه على الفور‪) .‬قوله‪ :‬ونظر فيه( أي في التعليل المذكور‪ ،‬ودفع التنظير‬
‫المذكور بأن التقصير هنا أظهر‪ ،‬لن له حيلة فععي إدراك الهلل غالبععا‪ ،‬ول حيلععة لععه‬
‫في دفع النسيان أبدا‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وإنما خالفنا ذلك في ناسي النية‪ ،‬لن عذره أعععم‬
‫وأظهر معن نسععبته للتقصععير‪ ،‬فكفععى فععي عقععوبته وجععوب القضععاء عليعه فحسععب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجب إمساك( أي مع‬

‫] ‪[ 269‬‬
‫القضاء‪) .‬قوله‪ :‬أي رمضان فقط( وإنما اختععص رمضععان بععذلك لحرمتععه‪ ،‬ولن‬
‫وجوب الصوم فيه بطريق الصالة‪ ،‬ولهذا ل يقبل غيره‪ ،‬بخلف أيععام غيععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫دون نحو نذر وقضاء( أي فل يجب المساك فيهما لنتفاء شرف الوقت عنهما‪ ،‬ولذا‬
‫لم تجب في إفسادهما كفارة )قعوله‪ :‬إن أفطعر بغيعر ععذر( قيعد فعي وجعوب المسعاك‬
‫وخرج به ما إذا كان بعذر فل يجب عليه المساك‪ .‬نعم‪ ،‬يسن له إذا زال العذر ‪ -‬كما‬
‫سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬من مرض أو سفر( بيان للعذر‪) .‬قوله‪ :‬أو بغلط( معطوف على بغير‬
‫عذر‪ ،‬أي أو أفطر بسبب غلط وقع له في الوقت‪) .‬قوله‪ :‬كمن أكععل ظانععا بقععاء الليععل(‬
‫تمثيل لمن أفطر بسبب الغلط‪ ،‬واندرج تحت الكععاف‪ :‬مععن أفطععر ظانععا الغععروب فبععان‬
‫خلفه‪) .‬قوله‪ :‬أو نسي تبييت النية( معطوف على أفطر بغير عذر‪ ،‬ول يصح عطفععه‬
‫على قوله أكل ظانا إلخ‪ ،‬وإن كان صنيعه يقتضيه‪ ،‬لن من نسي النية ليس من أفععراد‬
‫من أفطر غلطا حتى يصح أن يكون تمثيل له‪ .‬وعبارة التحرير‪ :‬ويجب ‪ -‬مع القضاء‬
‫‪ -‬المساك في رمضان على متعمععد فطععر‪ ،‬لتعععديه بإفسععاده‪ ،‬وعلععى تععارك النيععة ليل‪،‬‬
‫وعلى من تسحر ظانا بقاء الليل‪ ،‬أو أفطر ظانا الغروب فبان خلفه‪ ،‬وعلى مععن بععان‬
‫لععه يععوم ثلثععي شعععبان أنععه مععن رمضععان‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحععذف‪) .‬قععوله‪ :‬أو أفطععر يععوم الشععك(‬
‫معطوف أيضا على أفطر بغير عذر‪ .‬ويجب إمساك إن أفطر يوم الشك ثععم تععبين أنععه‬
‫مععن رمضععان‪) .‬قععوله‪ :‬لحرمععة الععوقت( أي وتشععبيها بالصععائمين‪ .‬وهععو علععة لوجععوب‬
‫المساك على من أفطععر بغيععر ععذر‪ ،‬أو بغلععط‪ ،‬أو نسععي تععبييت النيععة‪ ،‬أو أفطععر يععوم‬
‫الشك‪) .‬قوله‪ :‬وليس الممسك في صوم شرعي( قعال ع ش‪ :‬ومعع ذلعك‪ ،‬فالظعاهر أنعه‬
‫يثبت له أحكام الصائمين‪ ،‬فيكره له شم الرياحين ونحوهما‪ .‬ويؤيده كراهة السواك في‬
‫حقه بعد الععزوال ‪ -‬علععى المعتمععد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لكنععه يثععاب عليععه( أي المسععاك‪ ،‬وهععو‬
‫استدراك من عدم كونه صععوما شععرعيا‪) .‬قععوله‪ :‬فيععأثم( ل معنععى للتفريععع‪ ،‬فالمناسععب‬
‫التعبير بالواو‪ ،‬وتكون عاطفة مدخولها على يثاب‪ ،‬فيصير فععي حيععز السععتدراك‪ .‬أي‬
‫لكنه يثاب‪ ،‬ولكنه يأثم بجماع‪ ،‬ومثععل الجمععاع كععل محظععور‪) .‬وقععوله‪ :‬ول كفععارة( أي‬
‫ومع الثم في الجماع ل يلزمه كفارة عليه‪ ،‬لنه ليععس صععوما حقيقيععا‪) .‬قععوله‪ :‬ونععدب‬
‫إمساك لمريض إلخ( هذا مفهوم قوله بغير عذر‪ .‬ولو قععال ‪ -‬كعععادته ‪ -‬وخععرج بقععولي‬
‫بغير عذر‪ :‬ما إذا أفطر بعذر ‪ -‬كمرض أو سفر ‪ -‬فإنه يندب له المساك إذا شفي‪ ،‬أو‬
‫قدم أثناء النهار‪ ،‬لكان أنسب‪ .‬وإنما ندب المساك على من ذكر لحرمععة الععوقت‪ ،‬ولععم‬
‫يجب لعدم وجود تقصير منه‪) .‬وقوله‪ :‬ومسافر قععدم( أي دار القامععة‪) .‬وقععوله‪ :‬أثنععاء‬
‫النهار( متعلق بكل من شفي وقدم‪ .‬والمراد بالثنعاء‪ :‬معا قابعل الخعر‪ ،‬فيشعمل الول‪،‬‬
‫والوسط وغيرهما‪) .‬قوله‪ :‬مفطرا( حال مععن نععائب فاعععل شععفي ومععن فاعععل قععدم‪ .‬أي‬
‫شفي حال كونه مفطرا وقدم حال كونه مفطرا‪ .‬وخرج به ما إذا شفي وهو صائم‪ ،‬أو‬
‫قدم وهو صائم‪ ،‬فيجب التمام عليهما كالصبي‪) .‬قوله‪ :‬وحععائض طهععرت أثنععاءه( أي‬
‫النهار‪ .‬ومثلها النفساء والمجنعون إذا أفعاق أثنعاء النهعار‪ ،‬والكعافر إذا أسعلم ‪ -‬كعذلك ‪-‬‬
‫والصبي إذا بلغ كذلك‪) .‬والحاصل( يؤخذ من كلمه قاعدتان‪ ،‬وهما‪ :‬أن كل من جععاز‬
‫له الفطار مع علمه بحقيقة اليوم ل يلزمه المساك‪ ،‬بل يسععن‪ .‬وكععل مععا ل يجععوز لععه‬
‫مع ذلك يلزمه المساك‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععب علععى معن أفسععده( شعروع فيمععن تجععب عليععه‬
‫الكفارة بسبب الفطار بمفطر من المفطرات السابقة‪ ،‬وهو الجماع فقط‪ ،‬لكن بشععروط‬
‫ذكر المؤلف بعضها‪ ،‬وحاصلها تسعة‪ .‬الول منها‪ :‬أن يكون الجمعاع مفسعدا للصعوم‪،‬‬
‫بأن يكون من عامد مختار عالم بتحريمه‪ .‬الثاني‪ :‬أن يكون في صوم رمضان‪.‬‬

‫] ‪[ 270‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكععون الصععوم الععذي أفسععده صععوم نفسععه‪ .‬الرابععع‪ :‬أن ينفععرد الفسععاد‬
‫بالوطئ‪ .‬الخامس‪ :‬أن يستمر على الهلية كل اليوم الذي أفسده‪ ،‬ويعبر عنه بأن يفسد‬
‫يوما كامل‪ .‬السععادس‪ :‬أن يكععون مععا أفسععده مععن أداء رمضععان يقينععا‪ .‬السععابع‪ :‬أن يععأثم‬
‫بجماعه‪ .‬الثامن‪ :‬أن يكون إثمه به لجل الصوم‪ .‬التاسع‪ :‬عدم الشبهة‪ .‬فخرج بععالول‪:‬‬
‫ما ل يكون مفسدا‪ ،‬كأن صدر من ناس أو مكععره أو جاهععل معععذور‪ .‬وبالثععاني‪ :‬صععوم‬
‫غير رمضان‪ .‬وبالثالث‪ :‬ما لو أفسد صوم غيره ولو في رمضان‪ ،‬كأن وطععئ مسععافر‬
‫أو نحوه امرأته ففسد صومها‪ .‬وبالرابع‪ :‬ما إذا لم ينفرد الفساد بالوطئ‪ ،‬كععأن أفسععده‬
‫بالوطئ وغيره معا‪ .‬وبالخامس‪ :‬ما إذا لم يستمر على الهلية كل اليععوم‪ ،‬بععأن جععن أو‬
‫مات بعد الجماع‪ .‬وبالسادس‪ :‬ما إذا كان الصوم الذي أفسععده مععن قضععاء رمضععان أو‬
‫من أداء رمضان لكن من غيععر تعييععن‪ ،‬بععأن صععامه بالجتهععاد‪ ،‬ولععم يتحقععق أنععه مععن‬
‫رمضان‪ ،‬أو صام يوم الشك ‪ -‬حيث جاز ‪ -‬فبان أنه من رمضان‪ .‬وبالسابع‪ :‬ما إذا لم‬
‫يأثم بجماعه‪ ،‬كالصبي‪ ،‬وكذا المسافر والمريض إذا جامعا بنية الععترخص‪ .‬وبالثععامن‪:‬‬
‫ما إذا كان الثععم ل لجععل الصععوم‪ ،‬كمععا إذا كععان مسععافرا أو وطععئ بالزنععا أو لععم ينععو‬
‫ترخصا بإفطاره‪ ،‬فإنه لععم يععأثم بععه لجععل الصععوم‪ ،‬بععل لجععل الزنععا )‪ (1‬أو لعععدم نيععة‬
‫الترخص‪ .‬وبالتاسع‪ :‬ما إذا وجدت شبهة‪ ،‬كأن ظن بقاء الليل فجععامع فبععان نهععارا‪ ،‬أو‬
‫أكل ناسيا فظن أنه أفطر به فجامع عامدا‪ ،‬فجميع هذه المخرجععات ليععس فيهععا كفععارة‪،‬‬
‫وحيث قلنا بوجوبها فهي على الواطئ ‪ -‬سواء كان بشبهة‪ ،‬أو نكاح‪ ،‬أو زنععا ‪ -‬ويعلععم‬
‫هذا من جعل من الداخلة على أفسده واقعة على الواطئ‪) .‬قوله‪ :‬أي صععوم رمضععان(‬
‫تفسير للضمير البارز‪ .‬وإنما خص صوم رمضان لن النععص ورد فيععه‪ ،‬وهععو لجععل‬
‫اختصاصه بفضععائل ل يقععاس بععه غيععره‪) .‬قععوله‪ :‬بجمععاع( أي فععي قبععل أو دبععر‪ ،‬ولععو‬
‫لبهيمة‪ ،‬ولو مع وجود خرقة لفها على ذكره‪) .‬قععوله‪ :‬أثععم بععه( يصععح ضععبطه بصععيغة‬
‫اسم الفاعل‪ ،‬وبصيغة الماضي‪ ،‬وعلى كل‪ :‬هو صفة لجماع جرت على غير من هععي‬
‫له‪ ،‬لن الفاعل يعود على من أفسده‪ .‬وخرج به ما ل يأثم به ‪ -‬كمن جععامع ظانععا بقععاء‬
‫الليل فبان نهارا ‪ -‬كما علمت‪) .‬قععوله‪ :‬لجععل الصععوم( متعلععق بععأثم‪ :‬أي إن أثععم لجععل‬
‫الصوم‪ .‬وخرج به ما ليعس لجعل الصعوم ‪ -‬كمعا علمعت أيضعا‪) .‬قعوله‪ :‬ل باسعتمناء(‬
‫معطوف على بجماع‪ ،‬وهو محترزه‪ ،‬فل تجب الكفعارة علعى معن أفسعده بالسعتمناء‪،‬‬
‫لن النص ورد في خصوص الجماع‪) .‬قععوله‪ :‬وأكععل( بضععم الهمععزة‪) .‬قععوله‪ :‬كفععارة(‬
‫فاعل يجب‪ .‬أي يجب كفارة على من ذكر‪ ،‬وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريععرة‬
‫رضي ال عنه‪ :‬جاء رجل إلى النععبي )ص( فقععال‪ :‬هلكععت‪ .‬قععال‪ :‬ومععا أهلكععك ؟ قععال‪:‬‬
‫واقعت امرأتي في رمضان‪ :‬قال‪ :‬هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فهل تستطيع‬
‫أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫ثم جلس‪ ،‬فأتى النبي )ص( بعرق فيه تمر‪ ،‬قال‪ :‬تصدق بهذا‪ .‬فقال‪ :‬على أفقر منععا يععا‬
‫رسول ال ؟ فوال ما بين لبتيها أهل بيت أحوج إليه منا‪ .‬فضحك النععبي )ص( حععتى‬
‫بدت أنيابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬فأطعمه أهلععك‪) .‬وقععوله‪ :‬بعععرق( هععو بفتحععتين ‪ -‬مكتععل نسععج مععن‬
‫خوص النخل‪ .‬وقوله‪ :‬فأطعمه أهلك‪ ،‬يحتمل أنه تصدق النبي )ص( به عليه ‪ -‬أي مع‬
‫بقاء الكفارة في ذمته ‪ -‬ويحتمل أنه تطوع بالتكفير عنه‪ ،‬وسععوغ لععه صععرفها لهلععه ‪-‬‬
‫إعلما بأن المكفر المتطوع يجوز له صرفها لممون المكفر عنه‪ .‬وبهذا أخذ أصحابنا‬
‫فقالوا‪ :‬يجوز للمتطوع بالتكفير عن الغير صرفها لممون المكفر عنه‪) .‬قوله‪:‬‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬بل لجل الزنا إلععخ( أي ومععع الثععم ل كفععارة عليععه ‪ -‬كمععا ففععى الععروض‬
‫وشرحه ‪ -‬وعبارتهما‪ :‬وقلونا لجل الصوم‪ :‬اختراز من مسافر‪ ،‬أو مريض زنى ‪ -‬أو‬
‫جامع حليلته بغير نية الترخص ‪ -‬فل كفارة عليه‪ ،‬فإن إثمه لجل الزنععا‪ .‬إلععخ‪ .‬انتهععت‬
‫ا‍ه مولف‬

‫] ‪[ 271‬‬
‫متكررة بتكرر الفساد( أي فإذا جامع في يعومين لزمععه كفارتععان‪ ،‬أو فععي ثلثععة‬
‫فثلث‪ ،‬بل لو وطئ في جميع أيام رمضان لزمه كفععارات بعععددها‪ ،‬وذلععك لن صععوم‬
‫كل يوم عبادة مستقلة‪ ،‬فل تتداخل كفاراتها‪ .‬وخرج بتكرر الفساد تكععرر الععوطئ فععي‬
‫يوم واحد‪ ،‬ولو بأربع زوجات‪ ،‬فل تتكععرر الكفععارة بععه‪ ،‬لن الفسععاد حصععل بععالوطئ‬
‫الول فقط‪ ،‬فلم يتكرر‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يكفر عن السابق( غاية فعي تكررهععا بعذلك‪ .‬أي‬
‫أنها تتكرر بتكرر الفساد مطلقععا‪ ،‬سععواء كفععر عععن الععوطئ الول قبععل الثععاني‪ ،‬أم ل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬معه( متعلق بمحذوف صفة لكفارة‪ ،‬أو متعلععق بيجععب المقععدر‪) .‬قععوله‪ :‬أي مععع‬
‫قضاء إلخ( بيان لمرجع الضمير في معه والقضاء فوري‪ ،‬ولم يتعرض لبيان التعزير‬
‫هنا‪ ،‬والمعتمد وجوبه أيضا عليه وعلى الموطوءة أيضععا‪ ،‬كمععا يجععب عليهععا القضععاء‪.‬‬
‫)والحاصل( الواطئ عليععه ثلثععة أشععياء‪ :‬القضععاء‪ ،‬والكفععارة‪ ،‬والتعزيععر‪ .‬والموطععوءة‬
‫عليهععا شععيآن‪ :‬القضععاء‪ ،‬والتعزيععر‪) .‬وقععوله‪ :‬ذلععك الصععوم( أي الععذي أفسععده‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والكفارة عتق رقبة إلخ(‪) .‬والحاصل( خصالها ثلث‪ :‬العتق‪ ،‬ثم الصوم‪ ،‬ثم الطعععام‪.‬‬
‫فهي مرتبة ابتعداء وانتهععاء‪ ،‬ومثععل كفعارة العوطئ فععي نهععار رمضععان كفععارة الظهعار‬
‫والقتععل‪ ،‬فععي الخصععال والععترتيب‪ ،‬إل أن القتععل ل إطعععام فيععه‪ ،‬فليععس لكفععارته إل‬
‫خصلتان‪ :‬العتق‪ ،‬ثم الصوم‪) .‬وقوله‪ :‬عتق رقبة( أي إعتعاق رقيعق ‪ -‬عبعد‪ ،‬أو أمعة ‪.-‬‬
‫فالمراد بالرقبة‪ :‬الرقيععق‪ ،‬فهععو مععن إطلق الجععزء علععى الكععل‪ ،‬لن الععرق كالغععل فععي‬
‫الرقبة‪ ،‬ومحل وجوب العتاق إذا كان المفسد غيععر رقيععق‪ ،‬فععإن كععان رقيقععا فكفععارته‬
‫بالصوم ل غير‪) .‬وقععوله‪ :‬مؤمنععة( خرجععت الكععافرة‪ ،‬فل تجععزئ‪ .‬ويشععترط أن تكععون‬
‫سليمة من جميع العيوب المضرة بالعمل والكسب‪ ،‬فل تجععزئ المعيبععة ‪ -‬كمععا سععيأتي‬
‫إن شاء الع تععالى فعي الظهعار‪) .‬قعوله‪ :‬فصعوم شعهرين( أي هلليعن إن انطبعق أول‬
‫صيامه على أولهما‪ ،‬وإل كمل الول المنكسر من الثالث ثلثين‪ ،‬مععع اعتبععار الوسععط‬
‫بالهلل‪ ،‬ومعلوم أن الشهرين غير اليوم الذي يقضيه عن اليوم الذي أفسععده‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫مع التتابع( أي التوالي‪ .‬فإن أفسد يوما ‪ -‬ولو اليوم الخير‪ ،‬ولععو بعععذر‪ :‬كنسععيان نيععة‪،‬‬
‫وسفر‪ ،‬ومرض ‪ -‬استأنف الشععهرين‪ .‬نعععم‪ ،‬ل يضععر الفطععر بحيععض ونفععاس وجنععون‬
‫وإغماء مستغرق‪ ،‬لن كل منهععا ينععافي الصععوم‪ ،‬مععع كععونه اضععطراريا‪) .‬وقععوله‪ :‬إن‬
‫عجز عنه( أي عن عتق الرقبة ‪ -‬إما حسا‪ :‬كأن لم توجد في مسافة القصر‪ .‬أو شرعا‬
‫كأن لم يقدر على ثمن الرقبة زائدا على ما يفي بممونه بقية العمر الغالب‪ .‬ولععو وجععد‬
‫الرقبة بعد شروعه في الصوم‪ ،‬نعدب لعه أن يرجعع للعتعق‪ ،‬ويقعع لعه معا صعامه نفل‪،‬‬
‫وكذلك لو قدر على الصوم بعد شروعه في الطعام‪) .‬قععوله‪ :‬فإطعععام سععتين إلععخ( أي‬
‫تمليك ستين مسكينا أو فقيرا‪ ،‬كل واحد مد طعام‪ .‬وليس المراد أن يجعل ذلععك طعامععا‬
‫ويطعمهم إياه‪ ،‬فلو غداهم أو عشاهم لم يكف‪) .‬قوله‪ :‬إن عجز عن الصععوم إلععخ( فععإن‬
‫عجز عن العتق وعن الصيام وعن الطعام‪ ،‬استقرت الكفععارة مرتبععة فععي ذمتععه‪ ،‬لن‬
‫حقوق ال تعععالى الماليععة إذا عجععز الشععخص عنهععا‪ ،‬فععإن كععانت بسععبب منععه اسععتقرت‬
‫الكفارة في ذمته ‪ -‬ككفارة الظهار‪ ،‬والجماع‪ ،‬والقتل‪ ،‬واليمين ‪ .-‬وإن لم تكن بسببه لم‬
‫تستقر ‪ -‬كزكاة الفطر ‪) .-‬وقوله‪ :‬لهرم أو مععرض( بيععان لسععبب العجععز عععن الصععوم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بنية كفارة( مرتبععط بكععل مععن الخصععال الثلث‪ ،‬أي عتععق رقبععة بنيععة الكفععارة‪،‬‬
‫فصوم شهرين بنية الكفارة‪ ،‬فإطعام ستين بنية الكفارة‪ .‬فلو لععم ينوهععا لععم تسععقط عنععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويعطى إلخ( بيان للمراد من قوله أول فإطعام إلخ‪ ،‬ولو قال فيعطى إلخ ‪ -‬بفاء‬
‫التفريع ‪ -‬لكان أولى‪ ،‬لن المقام يقتضععيه‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن غععالب القععوت( أي قععوت بلععد‬
‫المكفععر كزكععاة الفطععر‪) .‬قععوله‪ :‬ول يجععوز صععرف الكفععارة لمععن تلزمععه مععؤنته( أي‬
‫كالزكوات وسائر الكفارات‪ ،‬وأما قوله )ص( فععي الخععبر المععار‪ :‬فععأطعمه أهلععك‪ .‬فقععد‬
‫تقدم الجواب عنه ‪ -‬بأنه يحتمل أن المراد أطعمععه أهلععك‪ :‬علععى وجععه أنععه صععدقة منععه‬
‫)ص( عليه لكونه أخبره بفقره مع بقاء الكفارة في ذمتععه‪ ،‬ويحتمععل أن المععراد أطعمععه‬
‫أهلك ‪ -‬على وجه الكفارة ‪ -‬ومحل امتناع إطعام كفععارته لعيععاله‪ :‬إذا كععان هععو المكفععر‬
‫من عنده‪ ،‬بخلف ما إذا كان المكفر غيععره عنععه‪ .‬وبعضععهم أجععاب بععأنه خصوصععية‪،‬‬
‫فعن‬

‫] ‪[ 272‬‬
‫هذا الحديث ثلثة أجوبة‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬ويجععب علععى مععن أفطععر إلععخ( أي لقععوله‬
‫تعالى‪) * :‬وعلى الذين يطيقونه( * أي بناء على أن كلمة ل مقدرة‪ ،‬أي‪ :‬ل يطيقععونه‪،‬‬
‫أو أن المراد يطيقونه في الشباب والصحة ثععم يعجععزون عنععه بعععد الكععبر أو المععرض‬
‫الذي ل يرجى برؤه‪ .‬وروي البخاري أن ابن عباس رضي ال عنهما وعائشة رضي‬
‫ال عنها كانا يقرآن‪) * :‬وعلى الذي يطوقونه( * ومعناه يكلفون الصوم فل يطيقععونه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الية على ظاهرها من أن الذين يطيقونه يخرجون فدية إن لم يصوموا‪ ،‬فكانوا‬
‫مخيرين في صدر السلم بين الصوم وإخراج الفدية‪ .‬ثم نسععخ ذلععك بقععوله تعععالى‪* :‬‬
‫)فمععن شععهد منكععم الشععهر فليصععمه( * فعلععى الول تكععون اليععة محكمععة ‪ -‬أي غيععر‬
‫منسوخة ‪ -‬وعلى الثاني تكون منسوخة‪ ،‬وهو قول أكثر العلماء‪) .‬قوله‪ :‬في رمضان(‬
‫خرج به الكفارة‪ ،‬والنذر وقضاء رمضان‪ ،‬فل فدية للفطار في شئ من ذلك‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لعذر ل يرجى زواله( فإن كان يرجى زواله ‪ -‬كالمرض المرجو زوالععه‪ ،‬وكالسععفر ‪-‬‬
‫فعليهما القضاء فقط ‪ -‬كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬ككبر( أي لشخص‪ ،‬بأن صار شعيخا هرمعا ل‬
‫يطيق الصوم في زمن من الزمععان‪ ،‬وإل لزمععه إيقععاعه فيمععا يطيقععه فيععه‪ .‬ومثلععه كععل‬
‫عاجز عن صوم واجب ‪ -‬سواء رمضان وغيره ‪ -‬لزمانة‪ ،‬أو مرض ل يرجى برؤه‪،‬‬
‫أو مشقة شديدة تلحقه‪ ،‬ولععم يتكلفععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايععة‪) .‬قععوله‪ :‬ومععرض ل يرجععى بععرؤه( أي‬
‫بقول عدلين من الطباء‪ ،‬أو عدل عند من اكتفى بعه فعي جععواز الععتيمم للمعرض‪ ،‬فلعو‬
‫برئ بعد ذلك ‪ -‬ولو قبل إخراج الفدية‪ :‬على المعتمد ‪ -‬لم يلزمه القضاء‪) .‬قععوله‪ :‬مععد(‬
‫هو رطل وثلث‪ ،‬وهو نصف قدح بالكيل المصري‪ .‬والمعتبر‪ :‬الكيل‪ ،‬ل الوزن‪ .‬وإنما‬
‫قدر به استظهارا‪) .‬وقوله‪ :‬لكل يوم( الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمد‪ ،‬أي‬
‫مد واجب لكل يوم‪ ،‬أي لصوم كل يوم‪) .‬وقععوله‪ :‬منععه( أي رمضععان‪) .‬قععوله‪ :‬إن كععان‬
‫موسرا حينئذ( أي حين الفطار‪ .‬وهو قيععد لوجععوب المععد‪ .‬وخععرج بععه الفقيععر المعسععر‬
‫حينئذ‪ ،‬فل فدية عليه‪ .‬وهذا هو الذي صععححه النععووي فععي المجمععوع‪ ،‬وارتضععاه ابععن‬
‫حجععر‪ ،‬وعبععارته‪ :‬وقضععية كلم المتععن وغيععره وجوبهععا‪ :‬أي الفديععة‪ ،‬ولععو علععى فقيععر‬
‫فتستقر في ذمته‪ .‬لكنه صحح في المجموع سقوطها عنه ‪ -‬كالفطرة ‪ -‬لنه عاجز حال‬
‫التكليف بها‪ ،‬وليست في مقابلة جناية ونحوها‪) .‬فإن قلت( ينافيه قولهم حق ال المالي‬
‫إذا عجز عنه العبد وقت الوجوب ثبت في ذمته‪ ،‬وإن لم يكععن علععى جهععة البععدل ‪ -‬إذا‬
‫كان بسبب منه ‪ -‬وهو هنا كذلك‪ ،‬إذ سببه فطره‪) .‬قلت( كععون السععبب فطععره ممنععوع‪،‬‬
‫وإل لزمت الفدية للقادر‪ ،‬فعلمنا أن السبب إنما هو عجزه المقتضي لفطره‪ ،‬وهو ليس‬
‫من فعله‪ ،‬فاتضح ما فععي المجمععوع‪ .‬فتععأمله‪ .‬ا‍ه‪ .‬وصععحح الرملععي والخطيععب خلفععه‪،‬‬
‫وهو أنععه ل يشععترط يسععاره حينئذ‪ ،‬فتجععب الفديععة عنععدهما علععى الفقيععر‪ ،‬قععال‪ :‬وفععائدة‬
‫الوجوب عليععه أنهععا تسععتقر فععي ذمتععه‪) .‬قععوله‪ :‬بل قضععاء( الجععار والمجععرور متعلععق‬
‫بمحذوف صفة لمد‪ ،‬أي مد كائن من غير قضععاء‪) .‬قععوله‪ :‬وإن قععدر عليععه بعععد( غايععة‬
‫لعدم وجوب القضاء‪ :‬أي ل يجب عليععه القضععاء وإن قععدر علععى الصععوم بعععد الفطععر‪.‬‬
‫)فإن قيعل( معا الفعرق بينعه وبيعن المعضعوب‪ ،‬حيعث يلزمعه الحعج بالقعدرة عليعه بععد‬
‫الحجاج عنه بالنيابة‪) .‬أجيب( بأن المعذور هنا مخععاطب بالمععد ابتععداء ‪ -‬كمععا سععيأتي‬
‫قريبا ‪ -‬فأجزأ عنه‪ ،‬والمعضوب مخاطب بالحج‪ ،‬وإنما جاز له النابة للضرورة‪ ،‬وقد‬
‫بان عدمها‪) .‬قوله‪ :‬لنه إلخ( علة لعدم وجوب القضاء إذا قدر عليععه‪ ،‬وإنمععا لععم يجععب‬
‫عليه حينئذ لنه غير مخاطب بالصوم عند العجز‪ ،‬بل بالفدية فقط‪) .‬قوله‪ :‬فالفدية فععي‬
‫حقه واجبة ابتداء( تفريع على العلة‪ ،‬أي وإذا ثبت أنه غير مخاطب بالصوم‬

‫] ‪[ 273‬‬
‫‪ -‬إذا عجز عنه ‪ -‬فالفدية حينئذ واجبة عليه ابتداء‪ ،‬ل بدل عن الصوم‪ ،‬وفيععه أن‬
‫مقتضاه أنه لععو تكلععف وصععام ل يكتفععي بصععومه ؟ وأجيععب بععأن محععل مخععاطبته بهععا‬
‫ابتداء‪ ،‬ما لم يرد الصوم‪ ،‬فإن أراده يكععون هععو المخععاطب بععه‪ .‬وعبععارة غيععره‪ :‬وهععل‬
‫الفدية في حقه واجبة ابتداء أو بدل عن الصوم ؟ وجهان‪ .‬أصحهما‪ :‬الول‪ .‬فعليه‪ :‬لو‬
‫قدر على الصوم بعد فواته‪ :‬لم يلزمه القضاء ‪ -‬سواء كانت قدرته بعد إخراج الفديععة‪،‬‬
‫أو قبله ‪ -‬لنه مخاطب بالفدية ابتععداء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويجععب المععد مععع القضععاء إلععخ( أي‬
‫لقول ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬في قوله تعالى‪) * :‬وعلى الذين يطيقعونه فديعة(‬
‫* أنها منسوخة إل في حقهما‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬قعال ابعن رسعلن فعي زبعده‪ :‬والمعد والقضعا‬
‫لذات الحمل * * أو مرضع إن خافتا للطفل )وقوله‪ :‬علععى حامععل( أي ولععو مععن زنععا‪.‬‬
‫)وقععوله‪ :‬ومرضععع( أي ولعو مسععتأجرة‪ ،‬أو متبرعععة ‪ -‬ولععو لععم تتعيععن للرضععاع‪ ،‬بععأن‬
‫تعددت المراضع‪ .‬ويستثنى من الحامل والمرضع‪ :‬المتحيرة إذا خافت على الولد‪ ،‬فل‬
‫فدية عليها‪ ،‬للشك في وجوب صوم ما أفطرته في رمضان عليها باحتمال حيضها إذا‬
‫أفطرت ستة عشر يوما فأقل‪ ،‬لنها أكثر ما يحتمل فساده بالحيض‪ ،‬فإن أفطرت أكثر‬
‫منها وجبت الفدية لما زاد‪ ،‬حتى لععو أفطععرت رمضععان كلععه لزمهععا مععع القضععاء فديععة‬
‫أربعة عشر يوما‪ .‬ويستثنى أيضععا المريضععة‪ ،‬والمسععافرة‪ ،‬فل فديععة عليهمععا‪ ،‬لكععن إن‬
‫ترخصععتا لجععل السععفر‪ ،‬أو المععرض‪ ،‬أو أطلقتععا‪ .‬وإن ترخصععتا لجععل الرضععيع‪ ،‬أو‬
‫الحمل وجبت الفدية ‪ -‬مع القضاء ‪) .-‬وقععوله‪ :‬أفطرتععا( أي وجوبععا‪) .‬وقععوله‪ :‬للخععوف‬
‫على الولد( أي فقط دون أنفسهما‪ .‬والمراد بالولد هنا‪ :‬ما يشمل الحمل‪ ،‬وتسميته ولععدا‬
‫من باب التغليب أو مجاز الول‪ .‬والمراد بالخوف على الولد‪ :‬الخععوف علععى إسععقاطه‬
‫بالنسبة للحامل وعلى قلة اللبن بالنسبة للمرضع‪ ،‬فيتضرر الولد بمبيععح تيمععم لععو كععان‬
‫كبيرا أو يهلك‪ .‬واحترز بقوله للخوف على الولد‪ :‬عما إذا أفطرتا خوفا علععى أنفسععهما‬
‫أن يحصععل لهمععا مععن الصععوم مبيععح تيمععم‪ ،‬فععإنه يجععب عليهمععا القضععاء بل فديععة ‪-‬‬
‫كالمريض المرجو البرء ‪ -‬وإن انضم لذلك الخوف على الولد‪ ،‬لنه واقع تبعععا‪) .‬فععإن‬
‫قيل( إنه حينئذ فطر ارتفق به شخصان‪ ،‬فكان الظاهر وجوب الفدية في هععذه الحالععة‪.‬‬
‫)أجيب( كما في التحفة‪ :‬بأن الخوف على أنفسهم مانع مععن وجععوب الفديععة‪ ،‬والخععوف‬
‫على الولد مقتض له‪ ،‬فغلععب الول‪ ،‬لن القاععدة أنععه إذا اجتمعع معانع ومقتعض غلععب‬
‫المانع على المقتضي‪) .‬فائدة( تلخص من كلمهم أنه يباح الفطر في رمضان السععتة‪:‬‬
‫للمسععافر‪ ،‬والمريععض‪ ،‬والشععيخ الهععرم‪ ،‬والحامععل‪ ،‬والعطشععان‪ ،‬والمرضعععة‪ .‬ونظمهععا‬
‫بعضهم على هذا الترتيب‪ ،‬فقال‪ :‬إذا مععا صععمت فععي رمضعان صعمه * * سعوى سعت‬
‫وفيهن القضاء‪ :‬فسين‪ ،‬ثم ميم‪ ،‬ثم شين‪ * * ،‬وحاء‪ ،‬ثم عين‪ ،‬ثم راء فالسين للمسععافر‪،‬‬
‫والميم للمريض‪ ،‬والشين للشععيخ الهععرم‪ ،‬والحععاء للحامععل‪ ،‬والعيععن للعطشععان‪ ،‬والععراء‬
‫للمرضعة‪) .‬قوله‪ :‬ويجب على مؤخر قضاء لشئ من رمضععان إلععخ( وذلععك لن سععتة‬
‫من الصحابة ‪ -‬وهم ابن عباس‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وعلي‪ ،‬وابن عمععر‪ ،‬وجععابر‪ ،‬والحسععين‬
‫بن علي ‪ -‬رضي ال عنهم أجمعين ‪ -‬أفتععوا بععذلك‪ ،‬ول مخععالف لهععم‪ ،‬فصععار إجماعععا‬
‫سكوتيا‪ .‬وقوله‪ :‬لشئ من رمضان‪ :‬متعلععق بمحععذوف صععفة لقضععاء‪ :‬أي قضععاء كععائن‬
‫لشئ من رمضان‪ :‬أي أو له كله‪) .‬وقوله‪ :‬حتى دخل رمضان آخر( حععتى غائيععة‪ .‬أي‬
‫يجب مع القضاء مد إذا أخر القضاء إلى أن دخل رمضان آخر‪ ،‬فل بد فععي الوجععوب‬
‫من دخوله‪ .‬وإن أيس من القضاء ‪ -‬كمن عليه عشرة أيام ‪ -‬فأخر حتى بقي لرمضععان‬
‫خمسة أيام مثل فل تلزمه الفدية عن الخمسة الميئوس منها ‪ -‬أي قبل دخول رمضععان‬
‫‪ -‬فإن دخل وجبت‪ .‬ورمضان هنا مصروف‪ ،‬لن المراد به غير معين‪ ،‬بدليل وصععفه‬
‫بالنكرة‪ ،‬وهي آخر‪) .‬قوله‪ :‬بل عذر( متعلق بمؤخر‪ ،‬وسععيذكر محععترزه‪) .‬قععوله‪ :‬بععأن‬
‫خل( أي‬

‫] ‪[ 274‬‬
‫الشخص الذي أخر القضاء‪ ،‬وهو تصوير لعدم وجععود العععذر‪) .‬وقعوله‪ :‬قعدر مععا‬
‫عليه( مفعول خل‪ .‬أي خل قدر ما عليه من القضاء‪ .‬والمراد أنه خل زمنععا بعععد يععوم‬
‫عيد الفطر يمكنه أنه يقضي فيه ما عليه من الصوم‪ ،‬فترك الصوم فيععه إلععى أن دخععل‬
‫رمضععان آخععر ول يحسععب مععن الزمععن الععذي خل فيععه‪ :‬يععوم عيععد الضععحى‪ ،‬وأيععام‬
‫التشريق‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬بأن خل عن السفر والمرض قععدر مععا عليععه بعععد يععوم عيععد‬
‫الفطر في غير يوم النحر وأيام التشريق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬مععد( فاعععل يجععب‪) .‬قععوله‪ :‬لكععل‬
‫سنة( متعلق بيجب‪ ،‬أو بمحذوف صفة لمد أي يجب لكل سنة مد‪ ،‬أو يجععب مععد كععائن‬
‫لكل سنة‪ .‬وفي الكلم حذف‪ ،‬أي يجععب مععد لصععوم كععل يععوم مععن رمضععان كععل سععنة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيتكرر( أي المد‪ ،‬وهو بيان لمعنى قوله لكععل سععنة‪ ،‬وإنمععا تكععرر لن الحقععوق‬
‫المالية ل تتداخل‪) .‬وقوله‪ :‬على المعتمد( مقابله‪ :‬ل يتكرر كالحدود‪ ،‬فيكفععي المعد ععن‬
‫كل السنين‪) .‬قوله‪ :‬ما إذا كان التأخير بعذر( فاعل خعرج‪) .‬قعوله‪ :‬كعأن اسعتمر سعفره‬
‫إلخ( أي أو أخر ذلك جهل أو نسيانا أو إكراها‪ ،‬نقل ذلك في التحفة عن الذرعي‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬ومراده الجهل بحرمة التأخير‪ ،‬وإن كان مخالطا للعلماء‪ ،‬لخفاء ذلك‪ ،‬ل بالفدية‪،‬‬
‫فل يعذر بجهله بها‪ ،‬نظير ما مر فيما لعو علعم حرمعة نحعو التنحنعح وجهعل البطلن‪.‬‬
‫وفي المغني ‪ -‬بعد نقله كلم الذرعي ‪ -‬ما نصه‪ :‬والظاهر أنه إنما يسععقط عنععه بععذلك‬
‫الثععم‪ ،‬ل الفديععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬إلععى قابععل( متعلععق باسععتمر‪) .‬قععوله‪ :‬فل شععئ عليععه( أي‬
‫بالتأخير‪ ،‬لن تأخير الداء بالعذر جائز‪ ،‬فتأخير القضاء بععه أولععى‪ .‬وقضععية إطلقععه‪:‬‬
‫أنه ل فرق عند التأخير بعذر‪ :‬بين أن يكون الفوات بعذر‪ ،‬أم ل‪ .‬وبه صرح المتولي‪،‬‬
‫وسليم الرازي‪ ،‬لكن نقل الشيخان ‪ -‬في صوم التطوع عن البغوي من غيععر مخالفععة ‪-‬‬
‫أن ما فات بغير عذر يحرم تأخيره بعذر السفر‪ .‬وقضيته لزوم الفدية‪ ،‬وهععو الظععاهر‪.‬‬
‫أفاده في المغني‪) .‬قوله‪ :‬ما بقي العععذر( مععا‪ :‬مصععدرية ظرفيععة‪ ،‬أي مععدة بقععاء العععذر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن استمر( أي العذر‪ ،‬وهو غاية لكونه ل شئ عليععه بالتععأخير لعععذر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫مع تمكنه( أي من القضاء بأن خل من السفر والمرض قدر ما عليه‪ .‬وفي ع ش‪ :‬إذا‬
‫تكرر التأخير‪ ،‬هل يعتبر المكان في كل عام‪ ،‬أم يكفي لتكرر الفديععة وجععود المكععان‬
‫في العام الول ؟ الظاهر الول ‪ -‬كما يرشد إليه قول البغوي‪ :‬أن المتعدي بععالفطر ل‬
‫يعذر بالسفر في القضاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حععتى دخععل آخععر( ليععس بقيععد‪ ،‬ولععم يقيععد بععه فععي‬
‫المنهاج‪ ،‬وعبارته‪ :‬لو أخر القضاء ‪ -‬مع إمكانه ‪ -‬فمات‪ ،‬أخرج مععن تركتععه لكععل يععوم‬
‫مدان‪ :‬مد للفوات‪ ،‬ومد للتأخير‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وعلم منه أنه متى تحقععق الفععوات‬
‫وجبت الفدية‪ ،‬ولو لم يدخل رمضان‪ .‬فلو كان عليه عشرة أيععام فمععات لبععواقي خمععس‬
‫من شعبان‪ ،‬لزمه خمسة عشر مدا ‪ -‬عشرة لصل الصوم‪ ،‬وخمسة للتأخير ‪ -‬لنه لععو‬
‫عاش لم يمكنه إل قضاء خمسة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في المغني‪ ،‬لكن المؤلععف قيععد بععذلك‪ ،‬تبعععا‬
‫لشيخه ابن حجر‪) .‬قوله‪ :‬فمات( أي المععؤخر للقضععاء مععع تمكنععه‪) .‬قععوله‪ :‬أخععرج مععن‬
‫تركته( جواب متى‪ ،‬وقضية قوله مععن تركتععه‪ :‬أنععه ل يجععوز للجنععبي الطعععام عنععه‪،‬‬
‫وهو كذلك ‪ -‬كما استوجهه في التحفة ‪ -‬وذلك لنععه بععدل عععن عبععادة بدنيععة ل يشععوبها‬
‫شئ من المال‪ ،‬فلم يقبل النيابة‪ ،‬بخلف الحج‪ ،‬فإنه لما كان فيه شائبة مال قبل النيابة‪:‬‬
‫فيجوز للجنبي أن يحج عن الميت‪ ،‬ولو بل إذن من القريب أو الميععت‪ .‬وفععي النهايععة‬
‫إذا لم يخلف تركة فل يلزم الوارث إطعام ول صوم‪ ،‬بل يسن له ذلك‪ .‬وينبغي ندبه ‪-‬‬
‫لمن عدا الورثة من بقيعة القععارب ‪ -‬إذا لعم يخلععف تركعة‪ ،‬أو خلفهعا وتععدى العوارث‬
‫بترك ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬مدان‪ :‬مد للفوات‪ ،‬ومععد للتععأخير( أي لن كععل منهمععا مععوجب‬
‫عند النفراد‪ ،‬فكذا عند الجتماع‪ .‬هذا إن أخر سنة فقط‪ ،‬وإل تكرر مد التأخير ‪ -‬كمععا‬
‫مر ‪ -‬قال في المغني‪ :‬ول شئ على الهم‪ ،‬ول الزمن‪ ،‬ول مععن اشععتدت مشععقة الصععوم‬
‫عليه لتأخير الفدية إذا أخروها عن السنة الولى‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يصم عنه قريبععة( هععذا‬
‫قيد لوجوب مد للفوات‪ ،‬لكن بالنسبة للقديم‪ ،‬أما بالنسبة للجديد‪ :‬فل يصععح التقييععد بععه‪،‬‬
‫لنه عليه ل يصح الصوم عنه أصل ‪ -‬كما سيصرح به ‪ -‬فيجب عليه مدان‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫أو مأذونه( أي القريب‪ ،‬فالضمير يعود على قريبة‪،‬‬

‫] ‪[ 275‬‬
‫ويحتمل عوده على الميت‪ ،‬أي أو مأذون الميت ‪ -‬بأن أوصععى بععه‪) .‬قععوله‪ :‬وإل‬
‫وجب( أي وإن ل لم يصم‪ ،‬بأن صام عنه من ذكععر‪) .‬وقععوله‪ :‬مععد واحععد للتععأخير( أي‬
‫لنه قد حصل تدارك أصل الصوم‪ ،‬فسقط حينئذ مد الفوات‪ ،‬وبقي مد التععأخير‪ ،‬وهععذا‬
‫بناء على التقديم ‪ -‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬والجديد إلخ( مقابل لمحذوف ملحظ‪ :‬أي فكأنه‬
‫قال ما ذكر من أنه صام عنه قريبه أو مأذونه‪ :‬وجب عليه مععد واحععد فقععط للتععأخير ‪-‬‬
‫مبني على القول القديم‪ :‬أنه يجوز الصععوم عنععه‪ .‬والجديععد‪ :‬ععدم جععواز الصععوم عنععه‪،‬‬
‫ويخرج من تركته لكل يوم مد‪ ،‬لكن كان عليه ‪ -‬بعد أن ساق القول الجديد ‪ -‬ذكععر مععا‬
‫يترتب عليه بأن يقول‪ :‬وعليه فيتعين المدان‪ .‬فتنبه‪) .‬وقوله‪ :‬عدم جواز الصععوم عنععه(‬
‫أي ععن الميعت‪ ،‬لنعه عبعادة بدنيعة‪ ،‬وهعي ل تعدخلها النيابعة فعي الحيعاة‪ ،‬فكعذلك بععد‬
‫الموت‪ ،‬قياسا على الصلة والعتكاف‪) .‬وقوله‪ :‬مطلقا( أي سواء تمكععن مععن القضععاء‬
‫قبل الموت أم ل‪ ،‬وسواء فاته الصوم بعذر أو بغيععره‪) .‬قععوله‪ :‬بععل يخععرج مععن تركتععه‬
‫إلخ( أي لخبر‪ :‬من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كععل يععوم مسععكينا‪ .‬رواه‬
‫الترمذي‪ ،‬وصحح وقفه على ابن عمر‪ ،‬ونقله الماوردي عن إجماع الصحابة‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫فليطعم‪ :‬مبني للمفعول‪ ،‬ونائب فاعله الجار والمجرور بعده‪ ،‬ومسكينا‪ :‬مفعوله‪ ،‬وهععو‬
‫مبنععي علععى القععول بجععواز إنابععة الظععرف مععع وجعود المفعععول‪ ،‬وهععو معذهب كعوفي‪،‬‬
‫والصحيح خلفه ‪ -‬كما أشار إليه ابن مالك بقوله‪ :‬ول ينوب بعض هذي إن وجد * *‬
‫في اللفظ مفعول به وقد يرد )قوله‪ :‬لكل يوم( أي فاته صومه‪) .‬وقوله‪ :‬مد طعععام( أي‬
‫عن الفوات‪ .‬ولم يتعرض لمد التأخير لنه بصدد بيععان القععول الجديععد معن حيععث هععو‪.‬‬
‫)واعلم( أنه يشترط في الطعام أن يكون من غالب قوت بلده‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويؤخععذ‬
‫مما مر في الفطرة أن المراد هنا بالبلد التي يعتبر غعالب قوتهعا المحعل العذي هعو بعه‬
‫عند أول مخاطبته بالقضاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا صوم النععذر والكفععارة( أي ومثععل صععوم‬
‫رمضان‪ :‬صوم النععذر‪ ،‬وصععوم الكفععارة بسععائر أنواعهععا‪ :‬فععي أنععه إذا مععات النععاذر أو‬
‫المكفر ‪ -‬بعد التمكن من الصوم ‪ -‬يجري فيهما القولن‪ ،‬القديم والجديد‪ .‬فعلععى الول‪:‬‬
‫إن لم يصم عنهما القريب أو مأذونه‪ :‬أخرج عن كل يوم مدا‪ .‬وعلى الثاني‪ :‬ل يجععوز‬
‫الصيام عنهما‪ ،‬فيجب إخراج مد عن كل يوم‪ ،‬ول شئ فيهما للتععأخير‪ ،‬لمععا علمععت أن‬
‫التأخير يوجب الفدية في خصوص رمضان‪) .‬قوله‪ :‬إلى تصععحيح القععديم( أي لععورود‬
‫الخبار الصحيحة الدالة على جواز الصوم عنه‪ .‬كخبر الصحيحين‪ :‬من مععات وعليععه‬
‫صيام صام عنه وليه‪ .‬وخععبر مسععلم أنععه )ص( قععال لمععرأة قععالت لععه‪ :‬إن أمععي مععاتت‬
‫وعليها صوم نذر‪ ،‬أفأصوم عنها ؟ صومي عن أمك‪ .‬وفي التحفة ما نصه‪ :‬وقد نععص‬
‫عليه ‪ -‬أي القديم ‪ -‬في الجديد أيضا فقال‪ :‬إن ثبت الحديث‪ :‬قلت به‪ ،‬وقد ثبت من غير‬
‫معارض‪ ،‬وبه يندفع العتراض على المصنف‪ ،‬بأنه كان ينبغي له اختياره مععن جهععة‬
‫الدليل‪ ،‬فإن المذهب هو الجديد‪ .‬وفي الروضة‪ :‬المشهور في المذهب تصحيح الجديد‪،‬‬
‫وذهب جماعة ‪ -‬من محققي أصحابنا ‪ -‬إلى تصحيح القديم‪ ،‬وهو الصواب‪ ،‬بل ينبغععي‬
‫الجععزم بععه‪ ،‬للحععاديث الصععحيحة‪ ،‬وليععس للجديععد حجععة مععن السععنة‪ ،‬والخععبر الععوارد‬
‫بالطعام ضعيف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل يجوز للولي( المراد به هنا كععل قريععب للميععت‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن عاصبا‪ ،‬ول وارثا‪ ،‬ول ولى مال ‪ -‬على المعتمعد ‪ -‬وقعد قيععل بكععل منهععا‪ ،‬فعإن‬
‫قوله )ص( ‪ -‬في الخبر السابق للسائلة‪ :‬صومي عن أمععك ‪ -‬يبطعل القععول بععأن المعراد‬
‫ولي المال‪ ،‬والقول بأن المراد ولي العصععوبة‪ .‬ويشععترط فععي الععوالي أن يكععون بالغععا‪،‬‬
‫عاقل ‪ -‬ولو رقيقا ‪ -‬لنه من أهل فرض الصوم‪ ،‬بخلف الصععبي‪ ،‬والمجنععون‪ .‬ومثععل‬
‫الولي‪ :‬الجنبي بإذن من الميت‪ ،‬بععأن أوصععاه بععه‪ ،‬أو بععإذن الععولي بععأجرة‪ ،‬أو دونهععا‪،‬‬
‫بخلفه بل إذن‪ ،‬فل يصح‪) .‬قوله‪ :‬ثم إن خلف تركة وجععب أحععدهما( أي وجععب علععى‬
‫الولي أحد المرين‪ :‬الصوم‪ ،‬أو الطعام‪) .‬قوله‪ :‬وإل نععدب( أي وإن لععم يخلععف تركععة‬
‫ندب للولي أحدهما‪ :‬إما الصوم‪،‬‬

‫] ‪[ 276‬‬
‫وإما الطعام‪) .‬قوله‪ :‬ومصععرف المععداد‪ :‬فقيععر‪ ،‬ومسععكين( أي فقععط‪ ،‬دون بقيععة‬
‫الصناف الثمانية المقدمة في قسم الصععدقات‪ ،‬لقععوله تعععالى‪) * :‬علععى الععذين يطيقععونه‬
‫فدية طعام مسكين( * والفقير أسوأ حال منه‪ ،‬فإذا جاز صرفها إلععى المسععكين فععالفقير‬
‫أولى‪ ،‬ول يجب الجمع بينهما‪) .‬قوله‪ :‬وله صرف أمداد لواحد( أي لن كل يوم عبادة‬
‫مستقلة‪ ،‬فالمداد بمنزلة الكفارات‪ ،‬بخلف المععد الواحععد‪ ،‬فععإنه ل يجععوز صععرفه إلععى‬
‫شخصين‪ ،‬لن كل مد فدية تامة‪ ،‬وقد أوجب ال تعالى صرف الفدية إلى الواحععد‪ .‬فل‬
‫ينقص عنها‪ .‬ول يلزم منه امتناع صرف فديتين إلى شخص واحعد‪ ،‬كمعا ل يمتنعع أن‬
‫يأخذ الواحد من زكعوات متعععددة‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنععى )قعوله‪ :‬معن معات وعليععه صعلة( أي أو‬
‫اعتكاف‪) .‬وقوله‪ :‬فل قضاء ول فدية( أي لعدم ورودهما‪ .‬ويستثنى مععن منععع الصععلة‬
‫والعتكاف عن الميت‪ ،‬ركعتا الطواف‪ ،‬فإنهما يصحان من الجير‪ ،‬تبعععا للحععج‪ .‬ومععا‬
‫لو نذر أن يعتكف صائما فإن البغوي قال في التهععذيب‪ :‬إن قلنععا ل يفععرد الصععوم عععن‬
‫العتكاف ‪ -‬أي وهو الصح ‪ -‬وقلنععا يصععوم الععولي‪ :‬فهععذا يعتكععف عنععه صععائما‪ ،‬وإن‬
‫كانت النيابة ل تجزئ في العتكاف‪) .‬قوله‪ :‬وفي قول كجمع مجتهدين( أي وفي قول‬
‫عندنا تبعا لجمعع مجتهعدين‪ .‬وعبععارة فتعح الجععواد‪ :‬ففيهععا ‪ -‬أي الصععلة ‪ -‬قععول لجمععع‬
‫مجتهدين أنها تقضي عنه‪ ،‬لخبر البخاري وغيره‪ ،‬ومن ثم إلخ‪ ،‬فلعل الكاف ‪ -‬الداخلة‬
‫على لفظ جمع ‪ -‬زيدت من النساخ‪) .‬وقوله‪ :‬أنها( أي الصلة تقضي عنه‪ .‬وفععي قععول‬
‫أيضا‪ :‬أن العتكاف بفعل عنه‪) .‬قوله‪ :‬لخبر البخاري وغيره( في التحفة‪ :‬لخععبر فيععه‪،‬‬
‫لكنه معلول‪) .‬قوله‪ :‬ومععن ثععم اختععاره( أي ومععن أجععل ورود خععبر فيعه‪ ،‬اختععار القععول‬
‫بالقضاء جمع من أئمتنا‪) .‬قوله‪ :‬وفعل به( أي عمل بهذا القول‪ ،‬وهو قضععاء الصععلة‪.‬‬
‫وفي حواشي المحلى للقليوبي‪ :‬قال بعض مشايخنا‪ :‬وهذا مععن عمععل الشععخص لنفسععه‪،‬‬
‫فيجععوز تقليععده‪ ،‬لنععه مععن مقابععل الصععح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي وجععه عليععه كععثيرون مععن‬
‫أصحابنا إلخ( قال الكردي‪ :‬قال الخوارزمي‪ :‬ورأيت بخراسان من يفتي به من بعض‬
‫أصحابنا‪ .‬وعن البعويطي أن الشعافعي قعال‪ :‬فعي العتكععاف يعتكعف عنعه وليعه‪ .‬وفععي‬
‫رواية يطعم عنه وليه‪ .‬وإذا قلنا الطعام في العتكاف‪ :‬فالقدر المقابل بالمد‪ :‬اعتكععاف‬
‫يوم بليلته‪ ،‬هكذا حكاه المام عن رواية شيخه وأصعلها‪ :‬وهعو مشععكل ‪ -‬فعإن اعتكععاف‬
‫لحظععة عبععادة تامععة‪ ،‬وإن قيععس علععى الصععوم فالليععل ثععم خععارج عععن العتبععار‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬مذهب أهل السنة أن للنسان أن يجعل ثواب عمله وصلته لغيععره(‬
‫قععال البجيرمععي‪ :‬كععأن صععلى أو صععام‪ ،‬وقععال‪ :‬اللهععم أوصععل ثععواب ذلععك إليععه ‪ -‬وهععو‬
‫ضعيف‪ .‬ا‍ه وقال في بشرى الكريم‪ :‬والضعف ظاهر إن أريد الثواب نفسه‪ ،‬فإن أريد‬
‫مثله فل ينبغي أن يختلف فيه‪ :‬نعم‪ ،‬الصدقة يصل نفس ثوابها للمتصدق عنه إجماعا‪،‬‬
‫وكأنه هو المتصدق‪ ،‬ويثاب المتصدق ثواب البر‪ ،‬ل على الصدقة وكذا يصله ما دعا‬
‫له به ‪ -‬إن قبله ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وسيأتي للشارح ‪ -‬رحمه ال تعععالى ‪ -‬فععي أواخععر بععاب‬
‫الوصععية مزيععد بسععط علععى مععا هنععا‪) .‬قععوله‪ :‬ويصععله( أي يصععل الثععواب لععذلك الغيععر‬
‫المتصدق عليه‪) .‬قوله‪ :‬وسن لصائم إلخ( شروع فععي سععنن الصععوم‪) .‬وقععوله‪ :‬تسععحر(‬
‫أي لخبر الحاكم في صحيحه‪ :‬استعينوا بطعععام السععحر علععى صععيام النهععار‪ ،‬وبقيلولععة‬
‫النهار على قيام الليل‪ .‬ولخبر الصحيحين‪ :‬تسحروا‪ ،‬فإن في السحور بركة‪ .‬وقد نظععم‬
‫بعضهم معنى هذا الحديث فقال‪ :‬يا معشر الصوام فععي الحععرور * * ومبتغععي الثععواب‬
‫والجور تنزهوا عن رفث وزور * * وإن أردتم غرف القصععور تسععحروا‪ ،‬فععإن فععي‬
‫السحور * * بركة في الخبر المأثور‬

‫] ‪[ 277‬‬
‫وفي البجيرمي ‪ -‬نقل عن العلقمععي ‪ -‬مععا نصععه‪) :‬فععإن قلععت(‪ :‬حكمعة مشععروعية‬
‫الصوم خلو الجوف لذلل النفس وكفها عن شهواتها‪ ،‬والسحور ينافي ذلععك‪) .‬قلععت(‪:‬‬
‫ل ينافيه‪ ،‬بل فيه إقامة السنة بنحو قليل مععأكول أو مشععروب‪ .‬والمنععافي‪ :‬إنمععا هععو مععا‬
‫يفعلععه المععترفهون مععن أنععواع ذلععك وتحسععينه والمتلء منععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتععأخيره(‬
‫معطوف على تسحر‪ ،‬وضميره يعود إليه‪ ،‬أي وسن تععأخير التسععحر‪ ،‬لخععبر‪ :‬ل يععزال‬
‫الناس بخير مععا عجلععوا الفطععر‪ ،‬وأخععروا السععحور‪ .‬وصععح‪ :‬تسععحرنا مععع رسععول الع‬
‫)ص(‪ ،‬ثم قمنا إلى الصلة‪ ،‬وكان قدر ما بينهما خمسين آية‪ .‬وفي الخبر ضععبط لقععدر‬
‫ما يحصل به سنة التأخير‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يقععع إلععخ( أي محععل سععن التععأخير مععا لععم يقععع‬
‫الصائم في شك في طلوع الفجر بسببه‪ ،‬وإل لم يسن‪ ،‬لخبر‪ :‬دع ما يريبععك إلععى مععا ل‬
‫يريبك‪ ،‬أي اترك ما تشك فيه إلى ما ل تشك فيه‪) .‬قوله‪ :‬وكونه على تمععر( أي وسععن‬
‫كون التسحر على تمر‪) .‬وقوله‪ :‬لخبر فيه( راجع للخير‪ ،‬ويحتمل رجععوعه للجميععع‪،‬‬
‫فعلى الول‪ :‬يكون ضمير فيه عائدا علععى كعونه بععالتمر‪ ،‬وعلععى الثعاني‪ .‬يكعون ععائدا‬
‫على التسحر من حيث هو‪) .‬قوله‪ :‬ويحصل( أي التسحر‪ ،‬ولو بجرعة ماء‪ ،‬أي لخععبر‬
‫ابن حبان‪ :‬تسحروا‪ ،‬ولو بجرعة ماء‪ .‬والجرعة ‪ -‬بضععم الجيععم ‪ -‬قععال فععي المصععباح‪:‬‬
‫الجرعة من الماء‪ :‬كاللقمة من الطعام‪ ،‬وهو ما يجععرع مععرة واحععدة‪ .‬والجمععع‪ :‬جععرع‪،‬‬
‫مثل غرفة وغرف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويدخل وقته( أي التسحر‪) .‬وقوله‪ :‬بنصععف الليععل( أي‬
‫بععدخول نصععف الليععل ‪ -‬أي الثععاني ‪ -‬قععال فععي المغنععي‪ :‬وقيععل يععدخل بععدخول السععدس‬
‫الخير‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي المحلى ‪ -‬نقل عن شرح المهذب ‪ -‬وقت السحور‪ :‬بين نصععف الليععل‬
‫وطلوع الفجر‪ ،‬وأنه يحصل بكثير المأكول وقليله‪ .‬ا‍ه‪) .‬والحاصل( أن السحور يدخل‬
‫وقته بنصف الليل‪ ،‬فالكل قبله ليس بسحور‪ ،‬فل يحصل به السنة‪ ،‬والفضل تععأخيره‬
‫إلى قرب الفجر بقدر ما يسع قععراءة خمسععين آيععة‪) .‬قععوله‪ :‬وحكمتععه( أي التسععحر‪ :‬أي‬
‫الفائدة فيه‪) .‬وقوله‪ :‬التقوي أو مخالفة أهل الكتاب ؟ وجهان( قال فععي التحفععة‪ :‬والععذي‬
‫يتجه أنها في حق من يتقوى به‪ :‬التقوى‪ .‬وفي حععق غيععره‪ :‬مخععالفتهم‪ .‬وبععه يععرد قععول‬
‫جمع متقدمين‪ :‬إنمععا يسععن لمععن يرجععو نفعععه‪ .‬ولعلهععم لععم يععروا حععديث‪ :‬تسععحروا ولععو‬
‫بجرعة ماء‪ .‬فإن من الواضح أنه لم يذكر هذه الغاية للنفع‪ ،‬بل لبيان أقل مجععزئ نفععع‬
‫أو ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسن تطيب وقت سحر( أي مطلقععا‪ ،‬فععي رمضععان وغيععره‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وسن تعجيل فطر( أي للخبر المتقدم‪ ،‬ولخبر الترمذي وحسنه‪ :‬قال ال ع تعععالى‪ :‬أحععب‬
‫عبادي إلي أعجلهم فطرا ولما صح أن الصحابة رضي ال عنهم كانوا أعجععل النععاس‬
‫إفطارا‪ ،‬وأبطأهم سحورا‪ ،‬وإنما كان الناس بخير ما عجلوه‪ ،‬لنهم لععو أخععروه لكععانوا‬
‫مخالفين السنة‪ ،‬والخير ليس إل في اتباعها‪ :‬وكل خير في اتباع من سععلف‪ * * ،‬وكععل‬
‫شععر فععي ابتععداع مععن خلععف قععال ع ش‪ :‬ينبغععي سععن ذلععك ‪ -‬أي التعجيععل ‪ -‬ولععو مععارا‬
‫بالطريق‪ ،‬ول تنخزم مروءته به أخذا مما ذكروه من طلب الكل يوم عيد الفطر قبععل‬
‫الصلة‪ ،‬ول مارا بالطريق‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويكععره تععأخير الفطععر إن قصععده ورأى فيععه فضععيلة‪،‬‬
‫وإل فل بأس به‪ .‬نقله في المجموع عن نععص الم‪) .‬قععوله‪ :‬إذا تيقععن الغععروب( خععرج‬
‫بتيقنه ظنه بالجتهاد‪ ،‬فل يسن له تعجيععل الفطععر‪ ،‬وظنععه بل اجتهععاد‪ ،‬وشععكه‪ ،‬فيحععرم‬
‫بهما‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ويعرف( أي الغروب‪) .‬قوله‪ :‬والصحارى( بكسر الععراء‬
‫وفتحها‪ .‬قال في الخلصة‪ :‬وبالفعالي والفعالي جمعاصحراء والعععذارء والقيععس اتبعععا‬
‫والمععراد بهععا مععا قابععل العمععران‪) .‬قععوله‪ :‬بععزوال الشعععاع( أي الضععوء‪ ،‬وهععو متعلععق‬
‫بيعرف‪) .‬وقوله‪ :‬من أعالي الحيطان( متعلق بزوال‪ ،‬وهععو راجععع للعمععران‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫والجبال( أي ومن أعالي الجبععال‪ ،‬وهععو راجععع للصععحاري ‪ -‬ففععي كلمععه لععف ونشععر‬
‫مرتب‪) .‬قوله‪ :‬وتقديمه على الصلة( معطعوف علعى تعجيعل‪ .‬أي وسعن تقعديم الفطعر‬
‫على الصلة‪ ،‬لما صح‪ :‬كان‬

‫] ‪[ 278‬‬
‫رسول ال )ص( يفطر قبل أن يصلي على رطبات‪ ،‬فإن لم يكن فعلععى تمععرات‪،‬‬
‫فإن لم يكن حسا حسوات من ماء‪) .‬قوله‪ :‬إن لم يخشعى معن تعجيلعه إلعخ( فعإن خشعي‬
‫ذلك أخر الفطر‪ .‬وفي سم ما نصه‪ :‬قوله وتقديمه على الصلة‪ :‬ينبغععي أن يسععتثنى مععا‬
‫لو أقيمت الجماعة وأحرم المام أو قرب إحرامه وكععان بحيععث لععو أفطععر علععى نحععو‬
‫التمر بقي بين أسنانه وخشي سبقه إلى جوفه‪ ،‬ولو اشتغل بتنظيف فمه فاتته الجماعععة‬
‫أو فضيلة أول الوقت وتكبيرة الحرام مع المام‪ .‬فيتجه هنا تقديم الحرام مع المام‪،‬‬
‫تأخير الفطر‪ ،‬وهذا ل ينافي أن المطلوب من المام والجماعة تقديم الفطععر‪ ،‬لكععن لععو‬
‫خالفوا وتركععوا الفضععل مثل‪ ،‬وتعععارض فععي حععق الواحععد منهععم مثل مععا ذكععر‪ :‬قععدم‬
‫الحرام‪ .‬ول ينافي كراهة الصلة بحضرة طعام تتوق نفسعه إليعه‪ ،‬لن التوقعان غيعر‬
‫لزم هنا‪ ،‬وكلمنا عند عدمه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكونه بتمر( معطوف علععى تعجيععل أيضععا‪.‬‬
‫أي وسن كون الفطر بتمر وإن تأخر‪ ،‬وأفضععل منععه الرطععب ‪ -‬للخععبر المتقععدم آنفععا ‪.-‬‬
‫)قوله‪ :‬للمر به( أي في قوله عليه الصلة والسععلم‪ :‬إذا كععان أحععدكم صععائما فليفطععر‬
‫على التمر‪ ،‬فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإنه طهور‪) .‬قععوله‪ :‬والكمععل أن يكععون( أي‬
‫الفطر بالتمر‪) .‬وقوله‪ :‬بثلث( أي بثلث تمرات‪ ،‬ومثل التمر‪ ،‬كل ما يفطر به‪ ،‬فيسن‬
‫التثليث فيه‪) .‬قوله‪ :‬فإن لم يجده( أي التمر‪) .‬قوله‪ :‬فعلى حسععوات مععاء( أي فيسععن أن‬
‫يفطر على حسععوات مععاء‪ ،‬أي جرعععات‪ .‬قععال فععي المصععباح‪ :‬حسععا‪ :‬أي مل فمععه معن‬
‫الماء‪ ،‬وحسوات ‪ -‬بفتح الحاء وضمها‪ ،‬مع فتح السين ‪ -‬والحسوة‪ :‬مل ء الفععم بالمععاء‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬ومن آداب الصائم عند إفطاره بالماء أنه ليمجه إذا وضعه فععي فيععه‪ ،‬بععل يبتلعععه‪،‬‬
‫لئل يذهب بخلوف فمه‪ ،‬لقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬لخلوف فم إلخ‪) .‬قوله‪ :‬ولععو مععن‬
‫زمزم( غاية لتقديم التمر على الماء المفهوم من التعععبير بالفععاء‪ .‬أي يقععدم التمععر علععى‬
‫الماء‪ ،‬ولو كان الماء من ماء زمزم‪ .‬والغاية للرد على القائل إن ماء زمزم مقدم على‬
‫التمر‪ ،‬كما يستفاد من عبارة التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وقول المحب الطععبري يسععن لععه الفطععر‬
‫على ماء زمزم‪ ،‬ولو جمع بينه وبين التمر فحسن‪ .‬مردود بأن أوله فيه مخالفة للنعص‬
‫المذكور‪ ،‬وآخره فيه استدراك زيادة علععى السععنة الععواردة‪ ،‬وهمععا ممتنعععان إل بععدليل‪.‬‬
‫ويرد أيضا بأنه )ص( صام بمكة عام الفتح أياما من رمضان‪ ،‬ولم ينقل عنه في ذلك‬
‫ما يخالف عادته المستقرة من تقديم التمر‪ ،‬فدل على عملعه بهعا حينئذ‪ ،‬وإل لنقعل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلو تعارض إلخ( يعني أنه لو لم يوجد عنده بعد تحقق الغععروب إل مععاء فقععط‪:‬‬
‫فهل الفضل له مراعاة التعجيل ويفطر بالماء أو مراعععاة التمععر ويععؤخر الفطععر إلععى‬
‫تحصيله ؟ )قوله‪ :‬قدم الول( أي تعجيل الفطر بالماء‪) .‬قوله‪ :‬فيمععا اسععتظهره شعيخنا(‬
‫عبارته‪ :‬فلو تعععارض التعجيععل علععى المععاء والتععأخير علععى التمععر‪ ،‬قععدم الول ‪ -‬فيمععا‬
‫يظهر ‪ -‬لن مصلحة التعجيل فيها رخصة تعود على الناس‪ ،‬أشير إليها في‪ :‬ل يععزال‬
‫الناس إلى آخره‪ ،‬ول كذلك التمر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن الماء أفضل( قععال فععي التحفععة بعععده‪:‬‬
‫لكن قد يعارضه حكم المجموع بشذوذ قول القاضي‪ :‬الولى فععي زماننععا الفطععر علععى‬
‫ماء يأخذه بكفه من النهر ‪ -‬ليكون أبعد عن الشبهة‪ .‬ا‍ه‪ .‬إل أن يجاب بأن سبب شذوذه‬
‫ما بينه غيره أن ماء النهر ‪ -‬كالدجلة ‪ -‬ليععس أبعععد عععن الشععبهة إلععخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬قععال‬
‫الشيخان إلخ( ساقه تأييدا لكلمه المار‪ ،‬وتوصل للععرد علععى الرويععاني‪) .‬قععوله‪ :‬فقععول‬
‫الرويععاني( مبتععدأ‪ ،‬خععبره ضعععيف‪ .‬وقععوله‪ :‬الحلععوا ‪ -‬بالقصععر‪ ،‬ويجععوز المععد ‪ -‬وهععي‬
‫الحلوة التي عملت بالنار‪ .‬وما لم يعمل بالنار ‪ -‬كالزبيب ‪ -‬يقال له حلو‪ .‬ولعل مععراد‬
‫الروياني بها‪ :‬ما كان فيه حلوة مطلقا ‪ -‬عملت بالنار أول‪) .‬والحاصععل( أن الفضععل‬
‫أن يفطر بالرطب‪ ،‬ثم التمر‪ .‬وفي معناه‪ :‬العجوة‪ ،‬ثم البسر‪ ،‬ثم الماء‪ .‬وكونه معن مععاء‬
‫زمزم أولى‪ ،‬ثم الحلو ‪ -‬وهو ما لم تمسععه النععار كععالزبيب‪ ،‬واللبععن‪ ،‬والعسععل ‪ -‬واللبععن‬
‫أفضل من العسل‪ ،‬واللحم أفضل منهما‪ ،‬ثم الحلواء‪ .‬ولذلك قال بعضععهم‪ :‬فمععن رطععب‬
‫فالبسر فالتمر زمزم * * فماء فحلو ثم حلوى لك الفطر فإن لم يجد إل الجمععاع أفطععر‬
‫عليه‪ .‬وقول بعضهم‪ :‬ل يسن الفطر عليه‪ .‬محمول على ما إذا وجد غيره‪.‬‬

‫] ‪[ 279‬‬
‫)قوله‪ :‬كقول الذرعي إلخ( أي فهو ضعيف أيضا‪) .‬قوله‪ :‬وإنما ذكره إلخ( هععذا‬
‫من قول الذرعي‪ ،‬وهو جواب من الذرعي عععن سعؤال ورد عليعه حاصععله‪ :‬أنعه إذا‬
‫كان الزبيب أخا التمر ‪ -‬كما قلت ‪ -‬فلم ذكر النبي )ص( في الحديث خصوص التمر‪،‬‬
‫ولم يععذكر الزبيععب ؟ وحاصععل الجععواب أنععه إنمععا ذكععره لنععه هععو المتيسععر غالبععا فععي‬
‫المدينععة‪ ،‬ل لبيععان أنععه هععو الفضععل مطلقععا‪ ،‬ففاعععل ذكععر يعععود علععى النععبي )ص(‪،‬‬
‫والضمير البارز يعود علععى التمععر‪ ،‬ومتعلقععه محععذوف‪) .‬قععوله‪ :‬ويسععن أن يقععول( أي‬
‫المفطر‪) .‬وقوله‪ :‬عقب الفطععر( أي عقععب مععا يحصعل بعه الفطعر‪ ،‬ل قبلععه‪ ،‬ول عنعده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬اللهم لك صمت( قدم الجار والمجرور إفادة لكمععال الخلص‪ .‬أي صععمت‪ ،‬ل‬
‫لغرض ول لحد غيرك‪ ،‬بل خالصا لوجهك الكريم‪) .‬قععوله‪ :‬وعلععى رزقععك أفطععرت(‬
‫أي وأفطرت على رزقك الواصل إلي من فضععلك‪ ،‬ل بحععولي وقععوتي‪ .‬قععال الكععردي‪:‬‬
‫وتسععن زيعادة‪ :‬وبعك آمنععت‪ ،‬وعليععك تعوكلت‪ ،‬ورحمتعك رجعوت‪ ،‬وإليععك أنبعت‪ .‬وفعي‬
‫اليعاب‪ :‬ورد أنه )ص( كان يقول‪ :‬يا واسع الفضل اغفر لي‪ .‬وأنه كان يقول‪ :‬الحمععد‬
‫ل الذي أعانني فصمت‪ ،‬ورزقني فأفطرت‪ .‬قال‪ :‬وقال سععليم ونصععر المقدسععي‪ :‬يسععن‬
‫أن يعقد الصوم حينئذ‪ .،‬وتوقف فيعه الذرععي ثعم قعال‪ :‬وكعأن وجهعه‪ :‬خشعية الغفلعة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويزيععد( أي علعى قعوله اللهععم لععك إلععخ‪) .‬وقععوله‪ :‬معن أفطعر بالمععاء( العذي فععي‬
‫البجيرمي على القناع أنه يقول ما ذكر وإن أفطر على غير مععاء‪ ،‬لن المععراد دخععل‬
‫وقت إذهاب الظمأ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وعليه‪ :‬فكان الولى أن يسقط قوله ويزيععد مععن أفطععر بالمععاء‪،‬‬
‫ويقتصر على ما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ذهب الظمأ( هو مهموز الخر‪ ،‬مقصور‪ .‬والمراد بععه‬
‫العطش‪ .‬ولم يقل وذهب الجوع‪ ،‬لن أرض الحجاز حارة‪ ،‬فكانوا يصبرون على قلععة‬
‫الطعام ل العطش‪) .‬قوله‪ :‬وثبت الجر( أي أجر الصععوم عنععدك‪) .‬قععوله‪ :‬إن شععاء الع‬
‫تعالى( يقال ذلك تبركعا‪) .‬قعوله‪ :‬وسعن غسعل ععن نحعو جنابعة( أي كحيعض ونفعاس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قبل فجر( متعلق بغسل أو بسن‪) .‬قوله‪ :‬لئل يصععل المععاء إلععخ( عبععارة المنهععج‬
‫القويم ليؤدي العبادة علععى طهععارة‪ ،‬ومعن ثعم نععدب لعه المبععادرة إلعى الغتسععال عقععب‬
‫الحتلم نهارا‪ ،‬ولئل يصل الماء إلى باطن أذنه أو دبره‪ ،‬ومن ثم ينبغي له غسل هذه‬
‫المواضع قبل الفجر ‪ -‬إن لم يتهيأ له الغسععل الكامععل قبلععه ‪ -‬وللخععروج مععن قععول أبععي‬
‫هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬بوجوبه‪ ،‬للخبر الصحيح‪ :‬مععن أصععبح جنبععا فل صععوم لععه‪.‬‬
‫وهو مؤول أو منسوخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال العلمععة الكعردي‪ :‬وفعي حاشععية التحفعة لبععي اليعتيم‪:‬‬
‫الولى في التعليل أن يقال يسن الغسعل ليل لجفعل أن يعؤدي العبععادة علععى الطهعارة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقضيته( أي التعليل المذكور‪) .‬قوله‪ :‬أن وصععوله( أي المععاء‪) .‬وقععوله‪ :‬لععذلك(‬
‫أي لبععاطن‪ .‬نحعو أذنعه أو دبعره‪) .‬قعوله‪ :‬وليعس عمعومه معرادا( الضععمير يعععود علععى‬
‫قضيته‪ ،‬وذكره باعتبار تأويلها بالمقتضي وهو مذكر‪ ،‬والمعنى ليس عمومه‪ :‬أي هععذا‬
‫المقتضي‪ ،‬وهو أن وصول الماء إلى ما ذكر مفطر مطلقا‪ ،‬بمععراد‪ ،‬بععل المععراد تقييعده‬
‫بما إذا وقعت منه المبالغة المنهي عنها‪) .‬قوله‪ :‬كما هو( أي عدم إرادة العموم ظاهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أخذا مما مر( منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محععذوف‪ ،‬أي وأخععذ هععذا‬
‫المذكور ‪ -‬وهو عدم إرادة العموم ‪ -‬أخذا‪ ،‬أو علععى الحاليععة منععه‪ ،‬أي حععال كععون هععذا‬
‫المععذكور مععأخوذا ممععا مععر‪) .‬وقععوله‪ :‬إن سععبق إلععخ( المصععدر المععؤول بععدل مععن مععا‪،‬‬
‫وأعطف بيان له‪ ،‬ووجه الخذ أنه قد مر أنه إن سبق مععاء المضمضععة أو الستنشععاق‬
‫المأمور بهما أو ماء غسل الفم المتنجس‪ :‬ل يفطر ‪ -‬لتولده من مأمور بععه‪ ،‬فليكععن مععا‬
‫ذكر ‪ -‬وهو دخول الماء من أذنه أو أدبره في غسععل نحععو الجنابععة ‪ -‬مثلععه فععي أنععه ل‬
‫يفطر به‪ ،‬لتولده معن مععأمور بععه‪ .‬وقعوله نحععو المضمضععة‪ :‬هعو الستنشععاق‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫المشروع( صفة لنحو‪ ،‬وهو المأمور به في نحو الوضوء‪ .‬وخرج به غيععر المشععروع‬
‫‪ -‬كأن وضع الماء في فمه أو أنفه من غير غرض‪ ،‬فسبق إلى جوفه ‪ -‬ومعا زاد علعى‬
‫المشروع‪ ،‬كأن سبق الماء إلى جوفه من نحو رابعة‪ ،‬وقد تقدم أن يفطر بذلك‪ ،‬لتولععده‬
‫من غير مأمور به‪) .‬قوله‪ :‬أو غسل إلخ( معطوف على نحو‪ ،‬أي أو إن سبق‬

‫] ‪[ 280‬‬
‫ماء غسل الفم المتنجس‪) .‬قوله‪ :‬ل يفطر( الجملعة خعبر إن‪ ،‬ومحعل ععدم الفطعر‬
‫بالسبق في الول‪ :‬إذا لم يبالغ فيه‪ ،‬وإل أفطر‪ .‬وأما في الثاني‪ :‬فل يفطر مطلقا‪ ،‬بععالغ‬
‫أو ل ‪ -‬كما مر‪) .‬قوله‪ :‬لعذره( أي في السبق المذكور‪ ،‬وذلك لنه متولععد مععن مععأمور‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬فليحمل هذا( أي قضية التعليل‪ ،‬وهو أن وصول الماء إلى بععاطن الذن أو‬
‫الدبر‪ ،‬مفطر‪) .‬وقوله‪ :‬على مبالغة منهي عنهععا( انظععر كيععف تتصععور المبالغععة هنععا ؟‬
‫ويمكن أن يقال إنه مثل تصويرها فععي نحععو المضمضععة‪ ،‬وذلععك بععأن يمل أذنععه مععاء‪،‬‬
‫بحيث يسبق غالبا إلى باطنها‪ ،‬ولكن هذا ل يظهر في المبالغة في وصععول المععاء إلععى‬
‫باطن الدبر‪ ،‬ولعله فيها بالنسبة إليه ‪ -‬أن يكثر من ترديععد المععاء فععي حععد الظععاهر مععن‬
‫الدبر‪ ،‬بحيث يسبق إلى باطنه‪) .‬قوله‪ :‬وسن كف نفس عن طعام فيه شبهة( وبالولى‪،‬‬
‫ما إذا كان حراما محضا‪) .‬والحاصل(‪ :‬يتأكد عليه أن يحفظ بطنه عن تنععاول الحععرام‬
‫والشبهة‪ ،‬خصوصا عند الفطار‪ .‬قال بعض السلف‪ :‬إذا صمت فانظر علععى أي شععئ‬
‫تفطر ؟ وعند من تفطر ؟ )قوله‪ :‬وشهوة مباحة( معطوف على طعام‪ .‬أي وكف نفس‬
‫عن شهوة لهععا مباحععة‪ .‬والمععراد مععن ذلععك أن يجععانب الرفاهيععة‪ ،‬والكثععار مععن تنععاول‬
‫الشهوات واللذات‪ ،‬وأقل ذلك أن تكون عادته من الترفه واحدة فعي رمضعان وغيعره‪،‬‬
‫وهذا أقل ما ينبغي‪ ،‬وإل فللرياضة ومجانبة شهوات النفس أثر كبير في تنوير القلب‪،‬‬
‫وتطلب بالخصوص في رمضان‪ .‬وأما الذين يجعلعون لهعم فعي رمضعان ععادات معن‬
‫الترفهات والشهوات التي ل يعتادونهععا فععي غيععر رمضععان‪ ،‬فغععرور منهععم غرهععم بععه‬
‫الشيطان حسدا منه لهم‪ ،‬حتى ل يجدوا بركات صععومهم ول تظهععر عليهععم آثععاره مععن‬
‫النوار والمكاشفات‪) .‬واعلم( أنه يتأكد عليه أيضا أن يتجنب الشبع المفرط لجععل أن‬
‫يظهر عليه أثر الصوم‪ ،‬ويحظى بسره ومقصوده الذي هععو تععأديب النفععس وتضعععيف‬
‫شهواتها‪ ،‬فإن للجوع وخلو المعدة أثرا عظيما في تنوير القلب ونشععاط الجععوارح فععي‬
‫العبععادة‪ ،‬والشععبع أصععل القسععوة والغفلععة‪ ،‬والكسععل عععن الطاعععة المطلععوب إكثارهععا‬
‫بالخصوص في رمضان‪ .‬قال عليه الصلة والسلم‪ :‬ما مل ابععن آدم وعععاء شععرا مععن‬
‫بطنه‪ ،‬حسعب ابعن آدم لقيمعات يقمعن صعلبه‪ ،‬فعإن كعان ول بعد فثلعث لطععامه‪ ،‬وثلعث‬
‫لشرابه‪ ،‬وثلث لنفسه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬إذا شعبعت البطعن جعاعت جميعع الجعوارح‪ .‬وإذا‬
‫جاعت البطن شبعت جميع الجوارح‪ .‬وفي العهود للشعراني‪ :‬أخععذ علينععا العهععد أن ل‬
‫نشبع الشبع الكامل قط‪ ،‬ل سعيما فعي ليععالي رمضععان‪ ،‬فعإن الولععى النقعص فيهعا ععن‬
‫مقعدار معا كنعا نعأكله فعي غيرهعا‪ ،‬وذلعك لنعه شعهر الجعوع‪ ،‬ومعن شعبع فعي عشعائه‬
‫وسحوره فكأنه لم يصم رمضان‪ .‬وحكمه حكم المفطر من حيععث الثععر المشععروع لععه‬
‫الصوم‪ ،‬وهو إضعاف الشهوة المضيقة لمجاري الشيطان في البدن‪ ،‬وهذا المر بعيععد‬
‫علعى معن شعبع معن اللحعم والمعرق‪ ،‬اللهعم إل أن تكعون امعرأة مرضععة‪ ،‬أو شخصعا‬
‫يتعاطى في النهار العمال الشاقة‪ ،‬فإن ذلك ل يضره إن شاء ال تعععالى‪ .‬وقععد قععالوا‪:‬‬
‫من أحكم الجوع في رمضان‪ :‬حفظ من الشيطان إلى رمضان التي‪ ،‬لن الصوم جنة‬
‫على بدن الصائم ما لم يخرقه شععئ‪ ،‬فععإذا خرقععه دخععل الشععيطان لععه مععن الخععرق‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬من مسموع إلخ( بيان للشهوة‪ ،‬وهو يفيععد أن المععراد بالشععهوة‪ :‬المشععتهى‪ .‬وبععه‬
‫يندفع ما يقال إن الشهوة هي ميل النفس إلععى المطلععوب‪ ،‬وهععي ل يمكععن كععف النفععس‬
‫عنهععا‪ ،‬والتحععري عنهععا‪ .‬وحاصععل الععدفع أن المععراد بهععا المشععتهى‪ ،‬وهععو المسععموع‬
‫والمبصر‪ ،‬ومس الطيب‪ ،‬وشمه‪ ،‬وهذا يمكن كف النفس عععن سععماعه‪ ،‬والنظععر إليععه‪،‬‬
‫ومسه وشمه‪ .‬ثم إن المراد بالمسموع والمبصر‪ :‬المباحان‪ ،‬بععدليل تقييععد المععبين الععذي‬
‫هعو الشعهوة بالمباحعة‪ ،‬فخعرج المحعرم منهمعا‪ ،‬فيجعب كعف النفعس عنعه‪ .‬والمسعموع‬
‫المباح‪ :‬مثل الصوت الحاصل بالتغني واللحان‪ ،‬بخلف الصوت الحاصل مععن آلت‬
‫اللهععو والطععرب المحرمععة ‪ -‬كععالوتر ‪ -‬فهععو حععرام يجععب كععف النفععس مععن سععماعه‪.‬‬
‫والمبصر المباح‪ :‬كالنظر في الزخارف‪ ،‬والنقوش‪ ،‬والرياحين‪ ،‬بخلف غير المبععاح‪:‬‬
‫كالنظر للجنبية‪ ،‬أو المرد الجميل فهو حرام‪ ،‬يجب كف النفس عنععه‪) .‬قععوله‪ :‬ومععس‬
‫طيب وشمه( أي فهما مباحان‪ ،‬يسن كف النفس عنهما‪ .‬وفي التحفة‪ :‬بل قععال المتععولي‬
‫بكراهة النظر إليه‪ .‬وجزم غيره‬

‫] ‪[ 281‬‬
‫بكراهة شم ما يصل ريحه لدماغه أو ملبوسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو تعارضت كراهة‬
‫مس الطيب إلخ( فيه أنه لم يذكر هنا كراهة المس حتى يصح ما قاله من المعارضة‪،‬‬
‫وإنما الذي يفهم من كلمه هنا الباحعة‪ ،‬فكعان الولععى أن يصعرح بالكراهععة أول‪ ،‬ثعم‬
‫يرتب عليها مععا ذكععره‪) .‬وقععوله‪ :‬ورد الطيععب( هعو بععالجر‪ ،‬معطععوف علععى معس‪ ،‬أي‬
‫وكراهة رد الطيب ‪ -‬أي على من يهديه له ‪ -‬والمراد أنعه إذا لعم يعرد الطيعب ارتكعب‬
‫كراهة المس بأن لم يتيسر لععه قبععوله إل بععالمس‪ ،‬وإذا لععم يمسععه ارتكععب كراهععة الععرد‬
‫فتعارضا عليه حينئذ‪) .‬وقوله‪ :‬فاجتناب المس( أي مع ارتكاب كراهة الععرد‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫أولى( أي من قبول الطيب مع ارتكاب كراهة المس‪) .‬قوله‪ :‬لن كراهته( أي المععس‪،‬‬
‫وهو علة الولوية‪) .‬وقوله‪ :‬تؤدي إلى نقصان العبادة( أي بخلف كراهة رد الطيب‪،‬‬
‫فإنها ل تؤدي إلى ذلك‪) .‬قوله‪ :‬الولى للصائم ترك الكتحال( أي لما فيه مععن الزينععة‬
‫والترفه اللذين ل يناسبان الصوم‪ ،‬وللخروج من خلف المام مالك رضي ال ع عنععه‪،‬‬
‫فإنه يقول بإفطاره به‪ ،‬ويعلم من التعبير بالولوية أن الكتحال‪ :‬خلف الولععى فقععط‪،‬‬
‫فل يضر‪ ،‬وإن وجد لون الكحل في نحو نخامته وطعمه بحلقه‪ ،‬إذ ل منفععذ مععن عينععه‬
‫لحلقه‪ ،‬فهو كالواصل مععن المسععام‪ .‬وروى الععبيهقي والحععاكم أنععه )ص(‪ :‬كععان يكتحععل‬
‫بالثمد وهو صائم لكن ضعفه في المجموع‪) .‬قوله‪ :‬ويكره سواك( أي على المشهور‬
‫المعتمد‪ ،‬ومقابله قول الجمع التي‪ :‬وإنما كره على الول‪ ،‬للخععبر الصععحيح‪ :‬لخلععوف‬
‫فم الصائم يوم القيامة أطيب عند ال من ريح المسععك‪ .‬وهععو بضععم المعجمععة‪ :‬التغيععر‪،‬‬
‫واختص بما بعد الزوال‪ ،‬لن التغير ينشأ غالبا قبله من أثععر الطعععام‪ ،‬وبعععده مععن أثععر‬
‫العبادة‪ .‬ومعنى أطيبيته عند ال تعالى ثناؤه تعالى عليه ورضاه به‪ ،‬فل يختععص بيععوم‬
‫القيامة‪ ،‬وذكره في الخبر ليس للتقييد‪ ،‬بل لنه محل الجععزاء‪ .‬وأطيععبيته عنععد الع تععدل‬
‫على طلب إبقائه‪ ،‬فكرهت إزالته‪ ،‬ول تزول الكراهة إل بالغروب‪) .‬قوله‪ :‬بعد زوال(‬
‫أي أو عقب الفجر لمن واصععل الصععوم‪ ،‬لكععونه لععم يجععد مفطععرا يفطععر بععه‪ ،‬أو وجععده‬
‫وارتكب حرمة الوصال‪ ،‬فتزول كراهة الستياك في حقه بعالغروب‪ ،‬وتععود بعالفجر‪.‬‬
‫والوصال‪ :‬أن يستديم جميع أوصاف الصائمين‪ ،‬فالجماع ‪ -‬ونحوه مما ينععافي الصععوم‬
‫‪ -‬يمنع الوصال‪ ،‬على المعتمد‪) .‬قوله‪ :‬وقبل غروب( أما بعده فل كراهة‪ ،‬فهي تععزول‬
‫بالغروب‪) .‬قوله‪ :‬وإن نام إلخ( غاية لكراهة السعواك بععد الععزوال‪ .‬أي يكععره وإن نععام‬
‫بعد الزوال أو أكل شيئا كريها كبصل نسععيانا‪ ،‬وهععذا هععو الععذي اسععتوجهه شععيخه ابععن‬
‫حجر‪ ،‬وعبارته ‪ -‬في باب الوضوء ‪ -‬ولو أكل بعد الزوال ناسيا مغيرا أو نام وانتبععه‪:‬‬
‫كره أيضا على الوجه‪ ،‬لنه ل يمنع تغير الصوم‪ ،‬ففيه إزالة له‪ ،‬ولو ضمنا‪ ،‬وأيضععا‬
‫فقد وجد مقتض هو التغير‪ ،‬ومانع هععو الخلععوف‪ ،‬والمععانع مقععدم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجععرى الجمععال‬
‫الرملي ‪ -‬تبعا لفتاء والده ‪ -‬على أنه يكره الستياك حينئذ‪ ،‬فمحل الكراهة عنععده بعععد‬
‫الزوال إن لم يكن له سبب يقتضيه‪ ،‬أما لو كان له ذلك‪ :‬كأن أكل ذا ريح كريه ناسيا‪،‬‬
‫أو نام وتغير فمه بععذلك ‪ -‬سععن لععه السععتياك‪ ،‬لن الخلععوف الحاصععل مععن الصععوم قععد‬
‫اضمحل‪ ،‬وذهععب بالكليععة بععالتغير الحاصععل مععن أكععل مععا ذكععر أو مععن النععوم‪ .‬ووافععق‬
‫المؤلف ‪ -‬في باب الوضوء ‪ -‬م ر‪ ،‬وخالف شيخه‪ ،‬وعبارته هناك‪ :‬ويكره للصائم بعد‬
‫الزوال إن لم يتغير فمه بنحو نوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬فيكون جرى هناك على قول‪ ،‬وهنا على قول‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وقال جمع‪ :‬لم يكره( أشار إليه ابن رسلن في زبده بقوله‪ :‬أمععا اسععتياك صععائم‬
‫بعد الزوال * * فاختير لم يكره‪ ،‬ويحرم الوصال قال م في شرحه عليععه‪ :‬ونقلععه ‪ -‬أي‬
‫هذا القول ‪ -‬الترمذي عن الشافعي‪ ،‬وبه قال المزني‪ ،‬واختاره جماعة منهععم النععووي‪،‬‬
‫وابن عبد السلم‪ ،‬وأبو شامة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل يسععن( إضععراب انتقععالي ‪ -‬فبعععد أن ذكععر‬
‫عدم الكراهة عنده انتقل إلى ذكر السنية‪ ،‬ول يلععزم مععن عععدمها السععنية‪ ،‬لنععه صععادق‬
‫بالمباح‪ ،‬وبخلف الولى‪) .‬وقوله‪ :‬إن تغير( قيد في السنية‪ ،‬فهو راجععع لمععا بعععد‪ ،‬بععل‬
‫فقط‪ :‬أي بل قالوا يسن بشرط أن يتغير فمه بنحو نوم كالكل لذي ريععح كريععه ناسععيا‪.‬‬
‫واعتمد هذا‬
‫] ‪[ 282‬‬
‫الخطيب‪ ،‬ومثله الجمال الرملي‪ ،‬ونقلععه عععن إفتععاء والععده ‪ -‬كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ومما يتأكد للصائم إلخ( أي من حيث الصوم‪ ،‬فل ينافي ذلك وجوب الكععف عععن ذلععك‬
‫من حيثية أخرى‪ ،‬فإذا كف لسععانه عععن ذلععك يثععاب عليععه ثععوابين‪ :‬واجبععا ‪ -‬مععن حيععث‬
‫وجوب صون اللسان عن المحرمات ‪ -‬ومندوبا ‪ -‬مععن حيععث الصععوم ‪ -‬وإذا لععم يكععف‬
‫لسانه عن ذلععك ‪ -‬بععأن اغتععاب مثل ‪ -‬حصععل الثععم المرتععب علععى الغيبععة فععي نفسععها‪،‬‬
‫للوعيد الشديد عليها‪ ،‬وحصل بمخععالفته أمععر النععدب بتنزيععه الصععوم عععن ذلععك إحبععاط‬
‫ثواب الصوم زيادة على ذلك الثم‪ .‬وإنما عبروا بالندب تنبيها على أنه ل يبطل بفعله‬
‫أصل الصوم‪ ،‬إذ لو عبروا بالوجوب لتوهم منه عدم صحة الصوم معه ‪ -‬كالسععتقاءة‬
‫ونحوها ‪) .-‬وقوله‪ :‬كف اللسان عن كل محرم( أي منعه عنععه‪ ،‬وحفظععه منععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ككذب وغيبة( تمثيل للمحرم‪ ،‬والكذب‪ :‬هو الخبار بما يخالف الواقععع‪ .‬والغيبععة‪ :‬هععي‬
‫ذكرك أخاك المسلم بما يكره‪ ،‬ولو بما فيه‪ ،‬ولو بحضرته‪ .‬وهي من الكبائر‪ :‬في حععق‬
‫أهل العلم وحملة القرآن‪ .‬ومن الصعغائر‪ :‬فععي حععق غيرهعم‪ .‬وقععد يجبعان ‪ -‬كالكععذب ‪-‬‬
‫لنقععاذ مظلععوم‪ ،‬وذكععر عيععب نحععو خععاطب‪ ،‬وهععذان ل يتأكععد كععف اللسععان عنهمععا ‪-‬‬
‫لوجوبهما‪) .‬قوله‪ :‬ومشاتمة( المراد بها أصل الفعل‪ :‬أي الشععتم‪ ،‬وهععو والسععب بمعنععى‬
‫واحد‪ ،‬وهو مشافهة الغير بما يكره‪ ،‬وإن لم يكن فيه حد‪ :‬كيا أحمق‪ ،‬يا ظالم‪ .‬والقععذف‬
‫أخص منهما‪ ،‬إذ هو الرمي بما يوجب الحد غالبا‪) .‬قوله‪ :‬لنه محبط للجععر( أي لن‬
‫المحرم من الكذب‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والمشاتمة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬محبط لثواب الصععوم‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا‬
‫صرحوا به( أي بإحباطه للجر فقط‪) .‬قوله‪ :‬ودلت عليععه الخبععار الصععحيحة( منهععا‪:‬‬
‫خبر الحاكم في صحيحه‪ :‬ليس الصيام معن الكععل والشععرب فقععط‪ ،‬الصععيام مععن اللغععو‬
‫والرفث‪ .‬وخبر البخاري‪ :‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليععس لع حاجععة أن يععدع‬
‫طععامه وشعرابه‪ .‬والمعراد أن كمعال الصعوم إنمعا يكعون بصعيانته ععن اللغعو والكلم‬
‫الردئ‪ ،‬ل أن الصوم يبطععل بهمععا‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ .‬وخععبر‪ :‬خمععس يفطععرن الصععائم‪:‬‬
‫الغيبة‪ ،‬والنميمة‪ ،‬والكذب‪ ،‬والقبلة‪ ،‬واليمين الفععاجرة باطععل ‪ -‬كمععا فععي المجمععوع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبه يرد( أي بما ذكر من تصريحهم ودللة الخبار‪ .‬ونععص الشععافعي بإحبععاط‬
‫الجر بذلك‪ :‬يرد بحث الذرعي حصول الجر‪ ،‬وعليه إثععم المعصععية‪) .‬قععوله‪ :‬وقععال‬
‫بعضهم( هو الوزاعي ‪ -‬كما في التحفععة‪) .‬وقععوله‪ :‬يبطععل أصععل صععومه( أي لظععاهر‬
‫الحديث المار وهو‪ :‬خمس يفطرن إلخ‪) .‬قوله‪ :‬وهو قيععاس( أي بطلن أصععل الصععوم‬
‫قياس مذهب المام أحمد في الصلة في المغصععوب‪ ،‬فإنهععا تبطععل عنععده فيعه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولو شتمه أحد فليقل إلخ( أي لخبر‪ :‬الصيام جنة‪ .‬فإذا كان أحععدكم صععائما فل يرفععث‪،‬‬
‫ول يجهل‪ ،‬فإن امرؤ قعاتله‪ ،‬أو شعاتمه‪ ،‬فليقعل إنععي صعائم‪ ،‬إنععي صعائم ‪ -‬مرتيعن‪ .‬أي‬
‫يقوله بقلبه لنفسه‪ ،‬لتصبر ول تشاتم فتذهب بركععة صععومها ‪ -‬كمععا نقلععه الرافعععي عععن‬
‫الئمة ‪ -‬أو بلسانه بنية وعظ الشاتم‪ ،‬ودفعه بالتي هي أحسن ‪ -‬كما نقلععه النععووي عععن‬
‫جمع وصححه ‪ -‬ثم قال‪ :‬فإن جمعهما فحسن‪ ،‬وقال إنه يسن تكراره مرتين‪ ،‬أو أكثر‪،‬‬
‫لنه أقرب إلى إمساك صاحبه عنه‪ .‬وقول الزركشعي‪ :‬ول أظعن أحعدا يقعوله‪ :‬معردود‬
‫بالخبر السابق‪ .‬ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ولو في نفل( أي في صوم نفل‪ ،‬وهو غاية‬
‫لقوله فليقل إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬إني صائم‪ :‬مقول القول‪ .‬وقوله‪ :‬مرتين‪ ،‬مفعول مطلععق ليقععل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬في نفسه( متعلق بقوله فليقل‪ .‬أي فليقل في نفسه‪ ،‬وإطلق القول على مععا كععان‬
‫بنفسه ثابت في كلمهم كثيرا‪ ،‬ويسمى قول نفسيا‪ .‬قال الخطل‪ :‬إن الكلم لفي الفععؤاد‬
‫وإنمععا * * جعععل اللسععان علععى الفععؤاد دليل وقععوله‪ :‬تععذكيرا لهععا‪ :‬أي لنفسععه أن صععائم‬
‫لتصبر‪) .‬قوله‪ :‬وبلسعانه( معطعوف علعى فعي نفسعه‪ ،‬والعواو‪ :‬بمعنعى أو‪ ،‬أي أو ليقعل‬
‫بلسانه ذلك‪ ،‬زجرا لخصمه‪) .‬قوله‪ :‬حيث لم يظن رياء( تقييد لقوله ذلععك باللسععان‪ :‬أي‬
‫فليقل ذلك به حيث لم يظن‬

‫] ‪[ 283‬‬
‫رياء بذلك‪ ،‬فإن ظنه تركه‪ ،‬وقاله بقلبه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن اقتصععر علععى أحععدهما( أي‬
‫فإن أراد القتصار على أن يقول ذلك في نفسه أو بلسانه‪ ،‬فالولى أن يكععون بلسععانه‪،‬‬
‫لكن حيث أمن الرياء‪ ،‬لن القصد بذلك الوعظ‪ ،‬وبه يندفع مععا يقععال‪ :‬إن العبععادة يسععن‬
‫إخفاؤها‪ ،‬فكيف طلب منه أن يتلفظ بقوله إني صائم ؟ وما أحسن ما قاله بعضهم هنا‪:‬‬
‫اغضض الطرف‪ ،‬واللسان فقصر * * وكذا السمع صنه حين تصوم ليعس معن ضعيع‬
‫الثلثة عندي * * بحقوق الصيام أصل يقوم )قوله‪ :‬وسن مع التأكيد( ‍ق يد به‪ ،‬لن ما‬
‫ذكره سنة في كل زمن‪ ،‬فرمضان‪ :‬زائد بتأكد ما ذكر فيه‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬ويسن‪ ،‬أي‬
‫يتأكد من حيث الصوم‪ ،‬وإل فذلك سنة في كل زمن‪) .‬قوله‪ :‬وعشره الخير إلخ( هععذا‬
‫مكرر مع قول المتن التي سيما عشر آخره‪ ،‬إذ هو راجع لكثار الصدقة وما بعده ‪-‬‬
‫كما صرح به الشارح عقبه ‪ -‬فالولى إسقاطه‪) .‬قوله‪ :‬إكثار صدقة( نائب فاعل سععن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتوسعة( بالجر‪ ،‬معطوف على صدقة‪ :‬أي وإكثععار التوسعععة ‪ -‬أي زيادتهععا ‪.-‬‬
‫بالرفع‪ :‬معطوف على إكثار‪ ،‬أي وسن توسعه‪ .‬وعبارة فتععح الجععواد‪ :‬وكععثرة صععدقة‪،‬‬
‫وزيادة التوسعة على العيال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإحسان( فيه الحتمالن الماران آنفا‪) .‬قوله‪:‬‬
‫للتباع( هو أنه )ص( كان أجود الناس بالخير‪ ،‬وكعان أجعود معا يكعون فعي رمضعان‬
‫حين يلقاه جبريل‪ .‬والمعنى في ذلك‪ :‬تفريغ قلععوب الصععائمين والقععائمين للعبععادة بععدفع‬
‫حاجتهم‪) .‬قوله‪ :‬وأن يفطععر إلععخ( المصععدر المععؤول معطععوف علععى إكثععار‪ ،‬أي وسععن‬
‫تفطير الصائمين‪ ،‬لما صععح معن قععوله )ص(‪ :‬مععن فطععر صععائما فلعه مثععل أجععره‪ ،‬ول‬
‫ينقص من أجر الصائم شعئ‪ ،‬فععإن عجععز ععن عشعائهم فطرهعم بشعربة‪ ،‬أو تمعرة‪ ،‬أو‬
‫غيرهما‪) .‬قوله‪ :‬وإكثار تلوة للقرآن( أي وسن ‪ -‬مععع التأكععد ‪ -‬إكثععار تلوة القععرآن ‪-‬‬
‫أي ومدارسته ‪ -‬بأن يقرأ على غيره‪ ،‬ويقرأ عليه غيره‪ .‬وإنما تأكد ذلك فععي رمضععان‬
‫لمععا فععي الصععحيحين‪ :‬أن جبريععل كععان يلقععى النععبي )ص( فععي رمضععان حععتى ينسععلخ‬
‫فيعرض عليه )ص( القرآن‪ .‬وحكمة العرض لجل أن يععبين الناسععخ والمنسعوخ‪ .‬قعال‬
‫سيدنا الحبيب عبد ال الحداد في نصائحه الدينية‪ :‬واعلمععوا معاشععر الخععوان ‪ -‬جعلنععا‬
‫ال ع وإيععاكم مععن التععالين لكتابععة العزيععز حععق تلوتععه‪ ،‬المععؤمنين بععه‪ ،‬الحععافظين لععه‪،‬‬
‫المحفععوظين بععه‪ ،‬المقيميععن لععه‪ ،‬القععائمين بععه ‪ -‬أن تلوة القععرآن العظيععم مععن أفضععل‬
‫العبادات‪ ،‬وأعظم القربات‪ ،‬وأجل الطاعات‪ ،‬وفيها أجر عظيم‪ ،‬وثواب كريم‪ .‬قال ال ع‬
‫تعععالى‪) * :‬إن الععذين يتلععون كتععاب ال ع وأقععاموا الصععلة وأنفقععوا ممععا رزقنععاهم سععرا‬
‫وعلنية يرجون تجععارة لععن تبععور ليععوفيهم أجععورهم ويزيععدهم معن فضععله إنعه غفععور‬
‫شكور( * )‪ (1‬وقال رسول ال )ص(‪ :‬أفضل عبادة أمععتي تلوة القععرآن‪ .‬وقععال عليععه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬من قرأ حرفا من كتاب ال كتبت له حسنة‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالهععا‪.‬‬
‫ل أقول ألم حععرف واحععد‪ ،‬بععل ألععف حععرف‪ ،‬ولم حععرف‪ ،‬وميععم حععرف‪ .‬وقععال عليععه‬
‫الصلة والسلم‪ :‬يقول ال تعالى‪ :‬من شغله ذكري وتلوة كتابي عن مسألتي‪ ،‬أعطيته‬
‫أفضل ما أعطي السائلين‪ ،‬وفضل كلم ال على سائر الكلم كفضل ال ع علععى خلقععه‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم‪ :‬اقرأوا القرآن‪ ،‬فععإنه يععأتي يععوم القيامععة شععفيعا لصععحابه‪.‬‬
‫وقال علي كرم ال وجهه‪ :‬من قرأ القرآن وهو قائم في الصععلة كععان لععه بكععل حععرف‬
‫مائة حسنة‪ ،‬ومن قرأه وهو قاعد في الصلة كان له بكل حرف خمسون حسنة‪ ،‬ومن‬
‫قرأه خارج الصلة وهو على طهارة كععان لععه بكععل حععرف خمععس وعشععرون حسعنة‪،‬‬
‫ومن قرأه وهو على غيععر طهععارة كععان لععه بكععل حععرف عشععر حسععنات‪ .‬واعلمععوا أن‬
‫للتلوة آدابا ظاهرة وباطنة‪ ،‬ول يكون العبد من التالين حقيقة‪ ،‬العذين تزكعو تلوتهعم‪،‬‬
‫ويكون من ال‬

‫)‪ (1‬فاطر‪30 - 29 :‬‬

‫] ‪[ 284‬‬
‫بمكان‪ ،‬حتى يتأدب بتلك الداب‪ ،‬وكل من قصر فيها‪ ،‬ولم يتحقق بهععا لععم تكمععل‬
‫تلوته‪ ،‬ولكنه ل يخلو في تلوته من ثواب‪ ،‬وله فضل على قدره ‪ -‬فمععن أهععم الداب‬
‫وآكدها‪ :‬أن يكون التالي فعي تلوتعه مخلصعا لع تععالى‪ ،‬ومريعدا بهعا وجهعه الكريعم‪،‬‬
‫والتقععرب إليععه‪ ،‬والفععوز بثععوابه‪ .‬وأن ل يكععون مرائيععا‪ ،‬ول متصععنعا‪ ،‬ول متزينععا‬
‫للمخلوقين‪ ،‬ول طالبا بتلوته شيئا من الحظوظ العاجلة‪ ،‬والغعراض الفانيعة الزائلعة‪.‬‬
‫وأن يكون ممتلئ السععر والقلععب بعظمععة المتكلععم عععز وعل‪ ،‬خاضعععا لجللععه‪ ،‬خاشععع‬
‫القلب والجوارح‪ ،‬حتى كأنه من تعظيمه وخشوعه واقفا بين يدي ال تعالى يتلو عليععه‬
‫كتابه الذي أمره فيه ونهعاه‪ .‬وحعق لمعن ععرف القعرآن وععرف المتكلعم بعه أن يكعون‬
‫كذلك‪ ،‬وعلى أتم من ذلك‪ .‬كيف وقد قال ال تعالى‪) * :‬لو أنزلنا هذا القرآن على جبل‬
‫لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال وتلك المثال نضربها للناس لعلهم يتفكععرون( *‬
‫)‪ (1‬؟ فإذا كععان هكععذا يكععون حععال الجبععل ‪ -‬مععع جمععوده وصععلبته ‪ -‬لععو أنععزل عليععه‬
‫القرآن‪ ،‬فكيف يكون حال النسععان الضعععيف المخلععوق مععن مععاء وطيععن ؟ لععول غفلععة‬
‫القلوب وقسوتها‪ ،‬وقلة معرفتها بعظمة ال وعزته وجلله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فععي غيععر نحععو‬
‫الحش( متعلق بإكثار‪ .‬أي سن إكثار في غير نحععو الحععش‪ .‬أمععا نحععو الحععش فل يسععن‬
‫إكثارها فيه‪ ،‬ومفهومه أن أصل التلوة تسن فيه‪ ،‬وليس بمراد‪ ،‬لمععا نصععوا عليععه مععن‬
‫كراهة الذكر والقراءة في محل قضاء الحاجة من بول أو غععائط‪ ،‬بععل اختععار بعضععهم‬
‫التحريم‪ ،‬لكععن حعال قضعاء الحاجععة‪ .‬والحعش ‪ -‬بضعم الحععاء‪ ،‬وفتحهعا ‪ -‬محعل قضععاء‬
‫الحاجة‪ ،‬ويسمى بيت الخلء‪ .‬واختلف أهل اللغة في إطلق الحش على ما ذكر‪ ،‬فقال‬
‫بعضهم إنه حقيقة‪ ،‬وقال بعضهم إنه مجاز ‪ -‬كمععا فععي المصععباح ‪ -‬وعبععارته‪ :‬الحععش‪:‬‬
‫البستان‪ .‬والفتح أكثر من الضم‪ .‬وقال أبو حاتم‪ :‬يقال لبستان النخل‪ :‬حش‪ .‬فقولهم بيت‬
‫الحش‪ :‬مجاز‪ ،‬لن العرب كانوا يقضون حوائجهم في البسععاتين‪ ،‬فلمععا اتخععذوا الكنععف‬
‫وجعلوها خلفا عنها أطلقععوا عليهععا ذلععك السععم‪ .‬وقععال فععي مختصععر العيععن‪ :‬المحشععة‪:‬‬
‫الدبر‪ .‬والمحش‪ :‬المخرج ‪ -‬أي مخرج الغائط ‪ -‬فيكون حقيقة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬وانظر‪ :‬مععا‬
‫نحو الحش ؟ ولعله المكان المتيقن نجاسته ‪ -‬كالمزبلععة والمجععزرة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو نحععو‬
‫طريق( غاية لغير نحو الحش‪ :‬أي ولععو كععان ذلععك الغيععر نحععو طريععق‪ ،‬وعبععارة فتععح‬
‫الجواد‪ :‬ولو نحو طريق أو حمام توفر فيه التدبر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأفضععل الوقععات إلععخ(‬
‫قال المام النووي ‪ -‬رحمه ال تعالى ‪ -‬في الذكار )اعلم( أن أفضل القعراءة معا كعان‬
‫في الصلة‪ .‬ومذهب المام الشافعي وآخرين ‪ -‬رحمهم ال تعععالى ‪ -‬أن تطويععل القيععام‬
‫في الصلة بالقراءة أفضل من تطويل السجود وغيره‪ .‬وأما القراءة في غير الصلة‪،‬‬
‫فأفضلها قراءة الليل‪ ،‬والنصف الخير منه أفضل من الول‪ ،‬والقععراءة بيععن المغععرب‬
‫والعشاء محبوبة‪ .‬وأما قراءة النهار‪ :‬فأفضلها ما بعد صععلة الصععبح‪ ،‬ول كراهععة فععي‬
‫القراءة في وقت من الوقات‪ ،‬ول في أوقات النهي عن الصعلة‪ .‬وأمععا معا حكعاه ابعن‬
‫أبي داود ‪ -‬رحمه ال تعالى ‪ -‬عن معاذ بن رفاعة ‪ -‬رحمه ال تعععالى ‪ -‬ععن مشععايخه‬
‫أنهم كرهوا القراءة بعد العصر‪ ،‬وقالوا إنها دراسة يهود‪ :‬فغير مقبول‪ ،‬ول أصل لععه‪.‬‬
‫ويختار من اليام‪ :‬الجمعة‪ ،‬والثنين‪ ،‬والخميس‪ ،‬ويوم عرفة‪ .‬ومن العشععار‪ :‬العشععر‬
‫الول من ذي الحجة‪ ،‬والعشر الخير من شععهر رمضععان‪ .‬ومععن الشععهور‪ :‬رمضععان‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقراءة الليل أولى( أي من قراءة النهار‪ ،‬لن الخشوع والتععدبر فععي قععراءة‬
‫الليل ل يحصلن في قراءة النهار‪) .‬قوله‪ :‬وينبغي أن يكون شأن القععارئ التععدبر( أي‬
‫لما يقرؤه والتفهم له‪ ،‬حاضر القلب معه‪ .‬قععال تعععالى‪) * :‬كتععاب أنزلنععاه إليععك مبععارك‬
‫ليععدبروا آيععاته وليتععذكر أولععو اللبععاب( * )‪ ،(2‬وقععال تعععالى ‪ -‬فععي معععرض النكععار‬
‫والتوبيخ لقوام ‪) * -‬أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالهععا ؟( * )‪ (3‬وقععال علعي‬
‫كرم ال وجهه‪ :‬ل خير في قراءة ل تدبر فيها‪ .‬وصدق رضي ال ع عنععه‪ ،‬لن القععرآن‬
‫إنما أنزل ليتدبر‪ .‬وبالتدبر يفهم المراد منه‪ ،‬ويتوصل إلى العلم به‪ ،‬والعمععل بمععا فيععه‪،‬‬
‫وهذا هو المقصود بإنزاله وبعثة الرسول )ص( به‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحشر‪ (2) .21 :‬ص‪ (3) .29 :‬محمد‪24 :‬‬

‫] ‪[ 285‬‬
‫قال بعض السلف رحمة ال عليهععم‪ :‬لن أقععرأ إذا زلزلععت‪ ،‬والقارعععة أتععدبرهما‬
‫وأتفهمهما‪ ،‬أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله‪ .‬وعن الحسن البصري أنه قععال‪ :‬إن مععن‬
‫كان قبلكم رأوا هذا القرآن رسائل إليهم من ربهم‪ ،‬فكانوا يتدبرونها بالليل‪ ،‬وينفععذونها‬
‫بالنهار‪ .‬ا‍ه‪ .‬ملخصا من النصائح‪) .‬قوله‪ :‬قال أبو الليث في البستان إلخ( قال النععووي‬
‫‪ -‬رحمعه الع تععالى ‪ -‬فعي الذكععار مععا ملخصعه‪ :‬ينبغععي أن يحعافظ علعى تلوتعه ليل‬
‫ونهارا‪ ،‬سفرا وحضرا‪ ،‬وقد كانت للسلف رضي ال عنهم عععادات مختلفععة فععي القععدر‬
‫الذي يختمون فيه‪ ،‬فكان جماعة منهم يختمون في كل شهرين ختمة‪ ،‬وآخرون في كل‬
‫شهر ختمة‪ ،‬وآخرون في كل عشر ليال ختمة‪ ،‬وآخععرون فععي كععل ثمععان ليععال ختمععة‪،‬‬
‫وآخرون في كل سبع ليال ‪ -‬وهذا فعل الكثرين من السلف ‪ -‬وآخرون فععي كععل سععت‬
‫ليال‪ ،‬وآخرون في أربع‪ ،‬وكثيرون في كل ثلث‪ ،‬وكان كثيرون يختمون في كل يععوم‬
‫وليلة ختمة‪ ،‬وختم جماعة في كل يوم وليلة ختمتين‪ ،‬وآخرون في كل يوم وليلة ثلث‬
‫ختمات‪ ،‬وختم بعضم في اليوم والليلعة ثمعاني ختمعات‪ :‬أربععا فعي الليعل‪ ،‬وأربععا فعي‬
‫النهار‪ .‬والمختار أن ذلك يختلف باختلف الشخاص‪ ،‬فمن كان يظهر له بدقيق الفكر‬
‫لطائف ومعارف‪ ،‬فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ‪ ،‬وكذا من كان‬
‫مشغول بنشر العلم‪ ،‬أو فصععل الحكومععات بيععن المسععلمين‪ ،‬أو غيععر ذلععك معن مهمععات‬
‫الدين والمصالح العامة للمسلمين‪ ،‬فليقتصر على قدر ل يحصل بسببه إخلل بما هععو‬
‫مرصد له‪ ،‬ول فوات كماله‪ ،‬ومن لم يكن من هؤلء المذكورين فليستكثر ‪ -‬ما أمكنععه‬
‫‪ -‬مععن غيععر خععروج إلععى حععد الملععل أو الهذرمععة فععي القععراءة‪ .‬وقععد كعره جماعععة مععن‬
‫المتقدمين الختم في يوم وليلة‪ ،‬ويدل عليه ما رويناه بالسانيد الصحيحة في سنن أبععي‬
‫داود والترمذي والنسائي وغيرها مععن عبععد الع بععن عمععر وبععن العاصععي رضععي الع‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬ل يفقه مععن قععرأ القععرآن فععي أقععل مععن ثلث‪ .‬وأمععا‬
‫وقت البتداء والختم فهو إلى خيرة القارئ‪ ،‬فإن كان يختم في السبوع مرة‪ ،‬فقد كان‬
‫عثمان رضي ال عنه يبتدئ ليلة الجمعة‪ ،‬ويختم ليلة الخميس‪ .‬وقال المام أبو حامععد‬
‫الغزالي في الحياء‪ :‬الفضل أن يختم ختمة بالليععل‪ ،‬وأخععرى بالنهععار‪ ،‬ويجعععل ختمععة‬
‫النهار يوم الثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما‪ ،‬ويجعل ختمة الليععل ليلععة الجمعععة فععي‬
‫ركعتي المغرب أو بعدهما‪ ،‬ليسععتقبل أول النهععار وآخععره‪ .‬وروى ابععن أبععي داود عععن‬
‫عمرو بن مرة التابعي الجليل رضي ال عنه قال‪ :‬كانوا يحبون أن يختععم القععرآن مععن‬
‫أول الليل‪ ،‬أو من أول النهار‪ .‬وعن طلحة بن مصرف التابعي الجليل المام قال‪ :‬من‬
‫ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار صلت عليه الملئكة حتى يمسععي‪ ،‬وأيععة سععاعة‬
‫كعانت معن الليعل صعلت عليعه الملئكعة حعتى يصعبح‪ .‬ثعم قعال ‪ -‬رحمعه الع تععالى ‪-‬‬
‫ويستحب الدعاء عند الختم استحبابا متأكععدا شععديدا‪ ،‬لمععا روينععا عععن حميععد العععرج ‪-‬‬
‫رحمه ال تعالى ‪ -‬قال‪ :‬من قرأ القرآن ثععم دعععا أمععن علععى دعععائه أربعععة آلف ملععك‪.‬‬
‫وينبغي أن يلح في الدعاء‪ ،‬وأن يدعو بالمور المهمة‪ ،‬والكلمات الجامعة‪ ،‬وأن يكون‬
‫معظم ذلك أو كله في أمععور الخععرة‪ ،‬وأمععور المسععلمين‪ ،‬وصععلح سععلطانهم‪ ،‬وسععائر‬
‫ولة أمورهم‪ ،‬وفي توفيقهم للطاعات‪ ،‬وعصمتهم من المخالفات‪ ،‬وتعاونهم على الععبر‬
‫والتقوى‪ ،‬وقيامهم بالحق‪ ،‬واجتمععاعهم عليععه‪ ،‬وظهععورهم علععى أعععداء الععدين‪ ،‬وسععائر‬
‫المخالفين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ويستحب الدعاء عند الختم إلخ‪ .‬مما يحسن إيراده هنععا‪ :‬الععدعاء‬
‫الذي يدعو به شيخنا الستاذ علمة الزمان مولنا السيد أحمد بن زيني دحلن‪ ،‬عقب‬
‫ختمه القرآن )وهو هذا(‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيععم‪ .‬صععدق الع مولنععا العظيععم‪ .‬وبلععغ‬
‫رسوله النبي الكريم‪ .‬ونحن على ذلك من الشاهدين‬

‫] ‪[ 286‬‬
‫الشاكرين‪ .‬والحمد ل رب العالمين‪ .‬اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم‪ ،‬وبارك‬
‫لنا باليات والذكر الحكيم‪ ،‬وتقبل منا إنك أنت السععميع العليععم‪ ،‬وتععب علينععا إنععك أنععت‬
‫التواب الرحيم‪ ،‬وجد علينا إنك أنت الجععواد الكريععم‪ ،‬وعافنععا مععن كععل بلء يععا عظيععم‪.‬‬
‫اللهم اجعل القرآن العظيعم ربيعع قلوبنعا‪ ،‬وشعفاء صعدورنا‪ ،‬ونعور أبصعارنا‪ ،‬وذهعاب‬
‫همومنا وغمومنا وأحزاننا‪ ،‬ومغفرة لذنوبنا‪ ،‬وقضاء لحوائجنا‪ ،‬وسائقنا وقائدنا ودليلنا‬
‫إليك وإلى جناتك جنات النعيم‪ .‬اللهم ارحمنا بالقرآن العظيم‪ ،‬واجعله لنا إمامععا ونععورا‬
‫وهدى ورحمة‪ .‬اللهم ذكرنا منه ما نسينا‪ ،‬وعلمنا منه ما جهلنا‪ ،‬وارزقنا تلوته علععى‬
‫طاعتك آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬واجعله حجة لنا‪ ،‬ول تجعلععه حجععة علينععا‪ ،‬مولنععا‬
‫رب العالمين‪ .‬اللهم فكما بلغتنا خاتمته‪ ،‬وعلمتنا تلوته‪ ،‬وفضععلتنا بععدينك علععى جميععع‬
‫المم‪ ،‬وخصصتنا بكل فضل‪ ،‬وكرم‪ ،‬وجعلت هدايتنا بالنبي الطععاهر النسععب‪ ،‬الكريععم‬
‫الحسب‪ ،‬سيد العجم والعرب‪ ،‬سيدنا محمععد بععن عبععد الع بععن عبععد المطلععب ‪) -‬ص( ‪-‬‬
‫فنسألك اللهم ببلغه عنك‪ ،‬وقربه منك‪ ،‬وجاهه المقبول لععديك‪ ،‬وحقععه الععذي ل يخيععب‬
‫من توسل به إليك‪ :‬أن تجعل القرآن العظيم لنا إلععى كععل خيععر قععائدا‪ ،‬وعععن كععل سععوء‬
‫ذائدا وإلى حضرتك وجنة الخلد وافدا‪ .‬اللهم أرشدنا بحفظه‪ ،‬وأعذنا من نبذه ورفضععه‬
‫وقله وبغضععه‪ ،‬ول تجعلنععا ممععن يععدفع بعضععه ببعضععه‪ .‬اللهععم أعععذنا بععه مععن ذميععم‬
‫السراف‪ ،‬ورض به نفوسنا على العدل والنصاف‪ ،‬وذلععل بععه ألسععنتنا علععى الصععدق‬
‫والعتراف‪ ،‬واجمعنا به على مسرة الئتلف‪ ،‬واحشرنا بععه فععي زمععرة أهععل القناعععة‬
‫والعفاف‪ .‬اللهم شرف به مقامنا في محل الرحمة‪ ،‬واكنفنا في ظل النعمععة‪ ،‬وبلغنععا بععه‬
‫نهاية المراد والهمة‪ ،‬وبيض بععه وجوهنععا يععوم القععتر والظلمععة‪ .‬اللهععم إنععا قععد دعونععاك‬
‫طععالبين‪ ،‬ورجونععاك راغععبين‪ ،‬واسععتقلناك معععترفين‪ ،‬غيععر مسععتنكفين‪ ،‬إقععرارا لععك‬
‫بالعبودية‪ ،‬وإذعانا لك بالربوبية‪ ،‬فأنت ال الذي ل إله إل أنت‪ ،‬لك ما سكن فععي الليععل‬
‫والنهار‪ ،‬وأنت السميع العليم‪ .‬اللهم فجد علينا بجزيل النعماء‪ ،‬وأسعععفنا بتتععابع اللء‪،‬‬
‫وعافنععا مععن نععوازل البلء‪ ،‬وقنععا شععماتة العععداء‪ ،‬وأعععذنا مععن درك الشععقاء‪ ،‬وحطنععا‬
‫برعايتك في الصباح والمساء‪ .‬إلهنا وسيدنا ومولنا‪ :‬عليك نتوكل في حاجاتنا‪ ،‬وإليك‬
‫نتوسل في مهماتنا‪ ،‬ل نعرف غيرك فنععدعوه‪ ،‬ول نؤمععل سععواك فنرجععوه‪ ،‬اللهععم فجععد‬
‫علينا بعصمة مانعة من اقتراف السيئات‪ ،‬ورحمة ماحية لسععوالف الخطيئات‪ ،‬ونعمععة‬
‫جامعة لصنوف الخيرات‪ ،‬يا من ل يضل من أصحبه إرشاده‪ ،‬وتوفيقه‪ ،‬ول يزل مععن‬
‫توكل عليه وسلك طريقه‪ ،‬ول يذل من عبده وأقام حقوقه‪ .‬اللهععم فكمععا بلغتنععا خععاتمته‪،‬‬
‫وعلمتنا تلوته‪ ،‬فاجعلنا ممن يقف عند أوامره‪ ،‬ويستضئ بأنوار جواهره‪ ،‬ويستبصر‬
‫بغععوامض سععرائره‪ ،‬ول يتعععدى نهععي زواجععره‪ .‬اللهععم وأورد بععه ظمععأ قلوبنععا مععوارد‬
‫تقواك‪ ،‬واشرع لنا به سبل مناهل جععدواك‪ ،‬حععتى نغععدو خماصععا مععن حلوة قصععدك‪،‬‬
‫ونروح بطانا من لطائف رفدك‪ .‬اللهم نجنا بععه مععن مععوارد الهلكععات‪ ،‬وسععلمنا بععه مععن‬
‫اقتحام الشبهات‪ ،‬وعمنععا بععه بسععحائب البركععات‪ ،‬ول تخلنععا بععه مععن لطفععك فععي جميععع‬
‫الوقات‪ .‬اللهم جللنا به سرادق النعم‪ ،‬وغشنا به سععرابيل العصععم‪ ،‬وبلغنععا بععه نهايععات‬
‫الهمم‪ ،‬واقشع به عنا غيابات النقم‪ ،‬ول تخلنا به من تفضلك يا ذا الجود والكرم‪ .‬اللهم‬
‫أعذنا به من مفارقة الهم ومسععاورة الحععزن‪ ،‬وسععلمنا بععه مععن غلبععة الرجععال فععي صععم‬
‫الفتن‪ ،‬وأعنا به على إدحاض البدع وإظهار السنن‪ ،‬وزينععا بالعمععل بععه فععي كععل محععل‬
‫ووطن‪ ،‬وأجرنا به من عاداتععك علععى كععل جميععل وحسععن‪ ،‬إنععك أنععت العععواد بغععرائب‬
‫الفضل وطرائف المنن‪.‬‬

‫] ‪[ 287‬‬
‫اللهم اجمع به كلمة أهل دينك على القول العادل‪ ،‬وارفع به عنهم عزة التشععاحن‬
‫وذلة التخاذل‪ ،‬واغمد به عن سفك دمائهم سيف الباطل‪ ،‬وخععر لنععا ولجميععع المسععلمين‬
‫في العاجل والجل‪ ،‬وجملنا وإيعاهم فعي المشعاهد والمحافعل‪ ،‬وعمنعا وإيعاهم بإنعامعك‬
‫السابغ وإحسانك الشامل‪ ،‬إنك على ما تشاء قادر ولما تحب فاعل‪ .‬اللهم وإذا انقضععت‬
‫من الدنيا أيامنا‪ ،‬وأزف عند المععوت حمامنععا‪ ،‬وأحععاطت بنععا القععدار‪ ،‬وشخصععت إلععى‬
‫قدوم الملئكة البصار‪ ،‬وعل النين‪ ،‬وعععرق الجععبين‪ ،‬وكععثر النبسععاط والنقبععاض‪،‬‬
‫ودام القلق والرتماض‪ ،‬فاجعل اللهم ملك الموت بنا رفيقا‪ ،‬وبنزع نفوسععنا شععفيقا‪ ،‬يععا‬
‫إلععه الوليععن والخريععن‪ ،‬وجععامع خلقععه لميقععات يععوم الععدين‪ ،‬توفنععا مسععلمين وألحقنععا‬
‫بالصالحين‪ .‬اللهم إنا نسألك ونتوسل إليك بنبيك المين‪ ،‬وبسائر النبيععاء والمرسععلين‪،‬‬
‫أن تنصر سلطاننا وعساكره نصرا تعز به الدين‪ ،‬وتذل بععه رقععاب أعععدائك الخععوارج‬
‫والكافرين‪ .‬اللهعم وفعق سعائر العوزراء والمعراء والقضعاء والعلمعاء والعمعال للععدل‬
‫ونصرة الدين‪ ،‬والعمل بالشريعة المطهرة في كل وقت وحين‪ .‬اللهععم اغفععر للمععؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين والمسلمات‪ ،‬وألف بين قلععوبهم‪ ،‬وأصععلح ذات بينهععم‪ ،‬واجعععل‬
‫في قلوبهم اليمان والحكمة‪ ،‬وثبتهم علععى ملععة رسععولك‪ ،‬وأوزعهععم أن يوفععوا بعهععدك‬
‫الذي عاهدتهم عليه‪ ،‬وانصرهم علعى عععدوك وعععدوهم ‪ -‬إلععه الحععق ‪ -‬واجعلنععا منهععم‪.‬‬
‫اللهم أهلك الكفرة الذين يصععدون عععن سععبيلك‪ ،‬ويكععذبون رسععلك‪ ،‬ويقععاتلون أوليععاءك‪.‬‬
‫اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم‪ .‬اللهم أقل حدهم‪ .‬اللهم أقل عععددهم‪ .‬اللهععم خععالف‬
‫بين كلمتهم‪ .‬اللهم اجعل الدائرة عليهم‪ .‬اللهم أرسل العذاب الليم عليهم‪ .‬اللهععم ارمهععم‬
‫بسععهمك الصععائب‪ .‬اللهععم أحرقهععم بشععهابك الثععاقب‪ .‬اللهععم اجعلهععم وأمععوالهم غنيمععة‬
‫للمسلمين‪ .‬اللهم أخرجهم من دائرة الحلم واللطف واسلبهم مدد المهال‪ ،‬وغععل أيععديهم‬
‫واربط على قلوبهم ول تبلغهععم المععال‪ .‬اللهععم ل تمكععن العععداء ل فينععا ول منععا‪ ،‬ول‬
‫تسلطهم علينا بذنوبنا‪ .‬اللهععم قنععا السععوأ ول تجعلنععا محل للبلععوى‪ .‬اللهععم أعطنععا أمععل‬
‫الرجاء وفعوق المععل‪ ،‬يععا مععن بفضععله لفضععله‪ ،‬أسععألك إلهععي العجععل العجععل‪ ،‬الجابععة‬
‫الجابة‪ ،‬يا من أجاب نوحا في قومه‪ ،‬يا من نصععر إبراهيععم علععى أعععدائه‪ ،‬يععا مععن رد‬
‫يوسف على يعقوب‪ ،‬يا من كشف ضر أيوب‪ ،‬يا من أجاب دعوة زكريا‪ ،‬يا مععن قبععل‬
‫تسبيح يونس بن متى‪ .‬نسألك اللهععم بأسععرار أصععحاب هععذه الععدعوات المسععتجابات أن‬
‫تتقبل ما به دعونا‪ ،‬وأن تعطينا مععا سعألناك‪ ،‬وأنجععز لنععا وععدك الععذي وععدته لعبعادك‬
‫الصالحين المؤمنين‪ .‬ل إله أل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‪ .‬اللهععم إنععا نسععألك‬
‫التوبععة الكاملععة‪ ،‬والمغفععرة الشععاملة‪ ،‬والمحبععة الكاملععة‪ ،‬والخلععة الصععافية‪ ،‬والمعرفععة‬
‫الواسعة‪ ،‬والنوار السععاطعة‪ ،‬والشععفاعة القائمععة‪ ،‬والحجععة البالغععة‪ ،‬والدرجععة العاليععة‪،‬‬
‫وفك وثاقنا من المعصية‪ ،‬ورهاننا من النقمة‪ ،‬بمواهب الفضععل والمنععة‪ .‬اللهععم ل تععدع‬
‫لنا ذنبا إل غفرته‪ ،‬ول عيبا إل سترته‪ ،‬ول هما إل فرجته‪ ،‬ول كربععا إل كشععفته‪ ،‬ول‬
‫دينععا إل قضععيته‪ ،‬ول ضععال إل هععديته‪ ،‬ول عععائل إل أغنيتععه‪ ،‬ول عععدوا أل خععذلته‬
‫وكفيتععه‪ ،‬ول صععديقا إل رحمتععه وكععافيته‪ ،‬ول فسععادا إل أصععلحته‪ ،‬ول مريضععا إل‬
‫عافيته‪ ،‬ول غائبا إل رددته‪ ،‬ول حاجة من حوائج الدنيا والخرة لك فيها رضععا ولنععا‬
‫فيها صلح إل قضيتها ويسرتها‪ ،‬فإنك تهدي السبيل‪ ،‬وتجبر الكسير‪ ،‬وتغنععي الفقيععر‪،‬‬
‫يا رب العالمين‪) * .‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عععذاب النععار(‬
‫* )‪) * .(1‬ربنا ل تزغ قلوبنععا بعععد إذ هععدينتا‪ ،‬وهععب لنععا مععن لععدنك رحمعة إنععك أنععت‬
‫الوهععاب( * )‪) * .(2‬ربنععا ظلمنععا أنفسععنا‪ ،‬وإن لععم تغفععر لنععا وترحمنععا لنكععونن مععن‬
‫الخاسرين( * )‪) * (3‬ربنا‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .201 :‬آل عمران‪ (3) .8 :‬العراف‪.23 :‬‬

‫] ‪[ 288‬‬
‫أتمم لنا نورنا‪ ،‬واغفر لنا‪ ،‬إنك على كل شئ قدير( * )‪) * (1‬ربنا تقبل منا إنععك‬
‫أنت السميع العليم‪ ،‬وتب علينععا إ‍ن ك أنععت التععواب الرحيععم( * )‪ .(2‬وصععلى الع علععى‬
‫سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعيععن‪) * .‬سععبحان ربععك رب العععزة عمععا يصععفون‪،‬‬
‫وسلم على المرسععلين‪ .‬والحمععد لع رب العععالمين( * )‪) .(3‬قععوله‪ :‬إكثععار عبععادة( أي‬
‫وسععن ‪ -‬مععع التأكيععد ‪ -‬إكثععار عبععادة فععي رمضععان‪ ،‬وذلععك لفضععل أوقععاته وحصععول‬
‫المضاعفة فيه‪ ،‬وكثرة الثواب وتيسير العمل بالخيرات فيه‪ .‬أما المضاعفة‪ :‬فلمععا ورد‬
‫أن النافلة في رمضان يعدل ثوابها ثواب الفريضة‪ ،‬والفريضععة فيععه بسععبعين فريضععة‬
‫في غيره‪ .‬فمن يسمح بفععوات هععذا الربععح‪ ،‬ويكسععل عععن اغتنععام هععذه التجععارة الععتي ل‬
‫تبععور ؟ وأمععا تيسععير العمععل بععالخير فيععه‪ :‬فلن النفععس ‪ -‬المععارة بالسععوء ‪ -‬مسععجونة‬
‫بععالجوع والعطععش‪ ،‬والشععياطين المثبطيععن عععن الخيععر‪ ،‬المعععوقين عنععه مصععفدون‪ ،‬ل‬
‫يستطيعون الفساد‪ ،‬ول يتمكنون منه‪ .‬فلم يبق بعد ذلععك عععن الخيععرات مععانع‪ ،‬ول مععن‬
‫دونها حاجز‪ ،‬إل لمن غلب عليه الشقاء‪ ،‬واستولى عليه الخذلن ‪ -‬والعياذ بال تعععالى‬
‫‪) .-‬فائدة( روي عن سععلمان الفارسععي ‪ -‬رضععي الع عنععه ‪ -‬قععال‪ :‬خطبنععا رسععول الع‬
‫)ص( في آخر يوم من شعبان‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس‪ :‬قد أظلكم شهر عظيععم شععهر مبععارك‬
‫فيه ليلة القدر‪ ،‬خير من ألف شهر جعل ال تعالى صيامه فريضة‪ ،‬وقيام ليله تطوعا‪،‬‬
‫من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه‪ ،‬ومن أدى فريضععة‬
‫كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه‪ ،‬وهو شععهر الصععبر‪ ،‬والصععبر ثععوابه الجنععة‪.‬‬
‫وهو شهر المواساة‪ ،‬وهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن‪ ،‬من فطر فيعه صعائما كعان لعه‬
‫عتق رقبة ومغفرة لذنوبه‪ .‬قلنا يا رسول ال ليس كلنا يجد ما يفطر بعه الصعائم‪ .‬قععال‪:‬‬
‫يعطي ال هذا الثواب من يفطر صائما على مذقة لبن‪ ،‬أو شربة ماء‪ ،‬أو تمععرة‪ .‬ومععن‬
‫أشبع صائما كان له مغفرة لذنوبه‪ ،‬وسقاه ربه من حوضي شربة ل يظمأ بعدها أبععدا‪،‬‬
‫وكان له مثععل أجععره مععن غيععر أن ينقععص مععن أجععره شععئ‪ .‬وهععو شععهر أولععه رحمععة‪،‬‬
‫وأوسطه مغفرة‪ ،‬وآخره عتق من النار‪ .‬ومن خفف عععن مملععوكه فيععه أعتقععه ال ع مععن‬
‫النار‪ .‬فاستكثروا فيه من أربع خصال‪ ،‬خصلتين ترضععون بهمععا ربكععم‪ ،‬وخصععلتين ل‬
‫غنى لكم عنهما ‪ -‬أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم‪ :‬فشهادة أن ل إلععه إل العع‪،‬‬
‫وتستغفرونه‪ .‬وأما الخصلتان اللتان ل غنى لكم عنهما‪ :‬تسألون ربكم الجنة‪ ،‬تتعوذون‬
‫به من النار‪) .‬إخواني( هذه بشارة للصوام في شهر رمضان‪ ،‬إذا حمععوا نفوسععهم مععن‬
‫الزلل والعصيان‪ ،‬وأخلصوا صيامهم للواحد المنان‪ ،‬فكيف حال المفرط الععذي يصععوم‬
‫ويأكل لحوم الخوان ؟ ويصلي وجسمه في مكان وقلبه في مكان ؟ ويذكر ال بلسانه‬
‫وقلبه مشغول بذكر فلن وفلن ؟ فيا من أصبح إلى ما يضععره متقععدما‪ ،‬وأمسععى بنععاء‬
‫أمله بكف أجله متهدما‪ :‬ستعلم من يأتي غدا حزينا متندما‪ ،‬ويبكععي علععى تفريطععه فععي‬
‫شهره بدل الدموع دما أتراك أيها الصائم ‪ -‬أعععددت عععدة حععازم لقععبرك ؟ أم حصععلت‬
‫عمل ينجيك في حشرك ؟ أم حفظعت حعدود صعومك فععي شعهرك ؟ أم هتكععت حرمعة‬
‫الحمى ؟ ‪ -‬كم من صوم فسد فلم يسقط به الفرض ؟ وكم من صائم يفضععحه الحسععاب‬
‫يوم العرض ؟ وكم من عاص في هذا الشهر تستغيث منه الرض وتشكو من أعماله‬
‫السماء ؟ فيا ليت شعري مععن المقبععول ومععن المطععرود ؟ ومععن المقععرب ومععن المبعععد‬
‫المذود ؟ ومن الشقي ومن المسعود ؟ لقععد عععاد المععر مبهمععا تععال لقععد سعععد فععي هععذا‬
‫الشهر بحراسة أيامه من كف جوارحه عن كسب آثامه‪ ،‬ولقد خععاب مععن لععم ينلععه مععن‬
‫صيامه إل الجوع والظمأ‪ .‬وما أحسععن قععول بعضععهم فيعه‪ :‬شععهر الصععيام‪ :‬لقععد علععوت‬
‫مكرما‪ * * ،‬وغدوت من بين الشهور معظما‬

‫)‪ (1‬التحريم‪ (2) .8 :‬البقرة‪ (3) .128 - 127 :‬الصافات‪182 - 181 - 180 :‬‬

‫] ‪[ 289‬‬
‫يا صائمي رمضان هذا شهركم * * فيه أبا حكم المهيمن مغنما يا فععوز معن فيععه‬
‫أطاع إلهه * * متقربا‪ ،‬متجنبا‪ ،‬مععا حرمععا فالويععل كععل الويععل للعاصععي الععذي * * فععي‬
‫شهره أكل الحرام وأجرما فنسأل ال الكريم ا لمنان أن يجعلنا ممن حافظ على حععدود‬
‫صيام رمضان‪ ،‬ففاز بالفردوس والجنان‪ ،‬والقصور والحور العين الحسان‪ ،‬بجاه سيد‬
‫ولد عدنان ‪) -‬ص( ‪ -‬وعلى آله في كل آن‪ .‬آمين‪) .‬قوله‪ :‬واعتكععاف( أي وسععن ‪ -‬مععع‬
‫التأكيد ‪ -‬إكثار اعتكاف‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هو مععا رواه ابععن مععاجه والععبيهقي‪ ،‬عععن ابععن‬
‫عباس‪ :‬المعتكف يعكف الذنوب‪ ،‬ويجرى له من الجر كععأجر عامععل الحسععنات كلهععا‪.‬‬
‫وما رواه الشيخان عن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬كععان رسععول الع )ص( يعتكععف‬
‫العشر الواخر من رمضان حتى توفاه ال‪ .‬ثم اعتكف أزواجه من بعده‪ ،‬لنععه أقععرب‬
‫لصون النفععس ععن ارتكععاب مععا ل يليععق‪) .‬قععوله‪ :‬سععيما إلععخ( السععي‪ :‬المثععل‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫والفصععح جععر مععا بعععدها( أي علععى الضععافة‪ ،‬ويجععوز رفعععه علععى أنععه خععبر مبتععدأ‬
‫محذوف‪ ،‬ونصبه على التشبيه بالمفعول به‪ ،‬أو على أنه مفعول لمحذوف‪ ،‬وقيل على‬
‫التمييز‪ ،‬لكن إذا كان نكرة‪) .‬وقععوله‪ :‬وتقععديم ل عليهعا( أي والفصعح تقععديم ل النافيععة‬
‫للجنس‪ ،‬واسمها سي‪ ،‬وخبرها محذوف‪) .‬قوله‪ :‬وما‪ :‬زائدة( وقيل موصععولة‪ ،‬والسععم‬
‫الذي بعدها مرفوع على أنه خبر محذوف‪ ،‬والجملة صلة‪) .‬قوله‪ :‬وهي دالة إلععخ( أي‬
‫فيقال هنا العشر الواخر أولى بالثلثة من غيرها‪ ،‬ول يسععتثنى بهععا ‪ -‬علععى الصععح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عشر آخره( يقرأ لفظ عشر بالجر على أنه مضاف إليه على الفصح‪ ،‬ويجوز‬
‫رفعه ونصبه‪) .‬قوله‪ :‬فيتأكد له( أي في العشر الخير‪) .‬وقوله‪ :‬إكثار الثلثة( ‪ -‬هععي‪:‬‬
‫الصدقة‪ ،‬والتلوة‪ ،‬والعتكاف‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هو ما صح أنه )ص( كان يجتهد فععي‬
‫العشر الواخر ما ل يجتهد في غيرهععا‪ .‬ومععا صععح أنععه عليععه السععلم‪ :‬كععان إذا دخععل‬
‫العشر الخير أحيا الليل كله وأيقظ أهله‪ ،‬وشد المئزر وهو كناية عن التهيععؤ للعبععادة‪،‬‬
‫والقبال عليها بهمة ونشاط‪) .‬قوله‪ :‬ويتأكد إكثار إلخ( مكرر مع قوله أول‪ ،‬فيتأكد لععه‬
‫إكثار إلععخ‪ ،‬فععالولى إسععقاطه‪ ،‬ويكععون قععوله رجععاء إلععخ علععة لقععوله ويسععن أن يمكععث‬
‫معتكفا‪) .‬قوله‪ :‬رجاء مصادفة ليلة القدر( أي طلبا لدراكها‪) .‬قوله‪ :‬أي الحكم( تفسير‬
‫للقدر‪ ،‬فالمراد من ليلة القدر‪ :‬ليلة الحكععم‪ .‬وفععي حاشععية الجمععل علععى الجلليععن‪ ،‬وفععي‬
‫القرطبي‪ ،‬قال مجاهد في ليلة الحكععم‪ :‬ومععا أدراك مععا ليلععة القععدر ؟ قععال‪ :‬ليلععة الحكععم‪.‬‬
‫والمعنى ليلة التقدير‪ ،‬سميت بذلك لن ال تعععالى يقععدر فيهعا معا يشعاء معن أمعره إلععى‬
‫مثلها من السنة القابلة‪ ،‬من أمر الموت‪ ،‬والجل‪ ،‬والرزق‪ ،‬وغير ذلععك‪ ،‬ويسععلمه إلععى‬
‫مدبرات المور‪ ،‬وهم أربعة من الملئكة‪ :‬إسرافيل‪ ،‬وميكائيل‪ ،‬وعزرائيل‪ ،‬وجبرائيل‬
‫‪ -‬عليهم السلم ‪ .-‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬وفي تحفة الخوان للفشني‪ :‬ومعنععى أن الع تعععالى يقععدر‬
‫الجال والرزاق‪ :‬أنه يظهر ذلك للملئكة‪ ،‬ويأمرهم بفعل ما هو من سعتهم وضيقهم‬
‫بأن يكتب لهم ما قدره في تلك السنة‪ ،‬ويعرفهم إياه‪ .‬وليس المراد منه أنععه يحععدثه فععي‬
‫تلععك الليلععة‪ ،‬لن الع تعععالى قععدر المقععادير قبععل أن يخلععق السععموات والرض‪ .‬وقيععل‬
‫للحسين بن الفضيل‪ :‬أليس قد قععدر الع المقععادير قبععل أن يخلععق السععموات والرض ؟‬
‫قال‪ :‬بلى قيل له‪ :‬فما معنى ليلععة القععدر ؟ قععال سععوق المقععادير إلععى المععواقيت‪ ،‬وتنفيععذ‬
‫القضاء المقدر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والفصل( بالصاد المهملة‪ ،‬وما يوجد في غالب النسخ مععن‬
‫أنه بالضاد المعجمة تحريف من النساخ‪ ،‬وهو بمعنععى الحكععم‪ ،‬فعطفععه عليععه مععرادف‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬أو الشرف( عطف على الحكم وهو غيره‪ ،‬فهو تفسير آخر للقدر‪ .‬فمعنععى ليلععة‬
‫القدر‪ :‬ليلة الشرف‪ .‬وسميت تلك الليلة بذلك لعظمها‪ ،‬وشرفها‪ ،‬وقدرها ‪ -‬مععن قععولهم‪:‬‬
‫لفلن قدر‪ :‬أي شرف ومنزلة‪.‬‬

‫] ‪[ 290‬‬
‫قاله الزهري وغيره‪ .‬ثم إن شرفها يحتمل أن يكععون راجعععا للفاعععل فيهععا علععى‬
‫معنى أن من أتى فيها بالطاعة صار ذا قععدر وشععرف‪ ،‬ويحتمععل أن يرجععع إلععى نفععس‬
‫العمل‪) .‬قوله‪ :‬والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر( هذا من جملععة التعليععل‪ ،‬بععل‬
‫هو محطة‪ .‬أي وإنما تأكد إكثار العبادات فيه رجاء مصادفة ليلععة القععدر‪ ،‬الععتي العمععل‬
‫فيها خير من العمل في ألف شهر‪ ،‬وهي ثلث وثمععانون سععنة وأربعععة أشععهر‪ .‬وروي‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‪ :‬ذكر لرسول ال )ص( رجل مععن بنععي إسععرائيل‬
‫حمل السلح على عاتقه فععي سععبيل الع ألععف شععهر فتعجععب رسععول الع )ص( لععذلك‬
‫وتمنى ذلك لمته‪ ،‬فقععال‪ :‬يععا رب جعلععت أمععتي أقصععر المععم أعمععارا‪ ،‬وأقلهععا أعمععال‬
‫فأعطاه ال تعالى ليلة القدر خيرا من ألف شهر‪ .‬وقيل إن الرجل فيما مضى مععا كععان‬
‫يقال له عابد حتى يعبد ال تعالى ألف شهر‪ ،‬فأعطوا ليلة إن إحيوها كععانوا أحععق بععأن‬
‫يسموا عابدين من أولئك العباد‪ .‬وما أحسن قول بعضهم‪ :‬هي ليلة القدر الععتي شععرفت‬
‫على * * كل الشهور وسائر العوام من قامها يمحعو اللعه بفضعله * * عنعه العذنوب‬
‫وسائر الثام فيها تجلى الحق جل جلله * * وقضى القضاء وسائر الحكععام فععادعوه‬
‫واطلب فضله تعط المنى * * وتجاب بالنعام والكرام فال يرزقنا القبول بفضله * *‬
‫ويجود بععالغفران للصععوام ويععذيقنا فيهععا حلوة عفععوه * * ويميتنععا حقععا علععى السععلم‬
‫)قوله‪ :‬ليس فيها ليلة القدر( الجملة صفة للف شهر‪ ،‬أي ألف شهر موصوفة بكونهععا‬
‫ليس فيها ليلة القدر‪ ،‬وإنما قيد به ليصح ما ذكره‪ ،‬وإل بأن دخلت ليلة القدر فععي ألععف‬
‫الشهر‪ :‬لزم تفضيل الشئ على نفسه بمراتب‪ .‬قال ق ل‪ :‬ظاهر كلمهم أن ألف الشهر‬
‫كاملععة‪ ،‬وأنهععا تبععدل ليلععة القععدر بليلععة غيرهععا‪ ،‬ويحتمععل نقصععها منهععا‪ .‬ولعععل المععراد‬
‫بالشهور‪ :‬العربية‪ ،‬لنها المنصرف إليها السم شععرعا وعرفععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمععي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهي منحصرة إلخ( كالعلة للعلة السابقة‪) .‬وقععوله‪ :‬عنععدنا( أي معاشععر الشععافعية ‪ -‬أي‬
‫جمهورهم‪ ،‬وهو الصح ‪ -‬وعلى مقابله قيل إنها ليلة تسع عشرة‪ ،‬وقيل سععبع عشععرة‪،‬‬
‫وقيل ليلة النصف‪ ،‬وقيل جمع رمضان‪ .‬وادعععى المحععاملي أنععه المععذهب‪ ،‬وصععح فيعه‬
‫حديث‪ .‬وقيل جميع السنة ‪ -‬وعليعه جماععة ‪ -‬وقيعل غيععر ذلعك‪ .‬ا‍ه‪ .‬كععردي‪ ،‬نقل ععن‬
‫اليعاب‪) .‬وقوله‪ :‬فيه( أي في العشر الخير ل تنتقل منه إلى غيره‪ ،‬وتلععزم ليلععة منععه‬
‫بعينهعا فعي المععذهب‪ .‬قععال البجيرمعي‪ :‬ومعنععاه أنهعا إذا كعانت فعي الواقعع ليلعة حععادي‬
‫وعشرين مثل تكون كل عام كذلك‪ ،‬ل تنتقعل ععن هعذه الليلعة‪ ،‬فمعن عرفهعا فعي سعنة‬
‫عرفها فيما بعدها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬فأرجاها‪ :‬أوتععاره( أي أقععرب الوقععات لليلععة القععدر مععن‬
‫العشر الخيععر‪ :‬أوتععاره‪ ،‬وهععي الحععادي والعشععرون‪ ،‬والثععالث والعشععرون‪ ،‬والخععامس‬
‫والعشععرون‪ ،‬وهكععذا‪) .‬وقععوله‪ :‬وأرجععى أوتععاره( أي العشععر‪) .‬قععوله‪ :‬واختععار النععووي‬
‫وغيره انتقالها( أي من ليلة من العشر إلى ليلة أخرى منععه‪ .‬وإنمععا اختععار ذلععك جمعععا‬
‫بين الخبار المتعارضة في محلها‪ .‬قال الكردي‪ :‬وكلم الشافعي ‪ -‬رضي ال ع عنععه ‪-‬‬
‫في الجمع بين الخبار يقتضيه‪ ،‬وعليه قال الغزالي وغيره إنها تعلم فيه بععاليوم الول‬
‫من الشهر‪ ،‬فإن كان أوله يوم الحد أو يوم الربعاء‪ :‬فهي ليلة تسع وعشرين‪ .‬أو يوم‬
‫الثنيععن‪ :‬فهععي ليلععة إحععدى وعشععرين‪ .‬أو يععوم الثلثععاء أو الجمعععة‪ :‬فهععي ليلععة سععبع‬
‫وعشرين‪ .‬أو الخميس‪ :‬فهي ليلععة خمععس وعشععرين‪ .‬أو يععوم السععبت‪ :‬فهععي ليلععة ثلث‬
‫وعشرين‪ .‬قال الشيخ أبو الحسن‪ :‬ومنذ بلغت سن‬
‫] ‪[ 291‬‬
‫الرجال ما فاتتني ليلة القدر بهذه القاععدة المعذكورة‪ .‬قعال الشعهاب القليعوبي فعي‬
‫حاشيته على المحلى شرح المنهاج‪ ،‬وقد نظمتها بقولي‪ :‬يا سائلي عن ليلة القدر الععتي‬
‫* * في عشر رمضان الخير حلت فإنهععا فععي مفععردات العشععر * * تعععرف مععن يععوم‬
‫ابتداء الشهر فبالحد والربعاء‪ :‬التاسعععة‪ * * ،‬وجمعععة مععع الثلثععا‪ :‬السععابعه وإن بععدا‬
‫الخميس‪ :‬فالخامسة‪ * * ،‬وإن بدا بالسبت‪ :‬فالثالثة وإن بدا الثنين فهععي الحعادي * * ‪-‬‬
‫هذا عن الصوفية الزهاد وقد رأيت قاعدة أخرى تخالف هذه‪ ،‬وقععد نظمععت فل حاجععة‬
‫لنا في الطالة بها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قوله وقد رأيت قاعدة أخرى‪ :‬وقد نظمها بعضهم بقععوله‪ :‬وإنععا‬
‫جميعا إن نصم يوم جمعة * * ففي تاسع العشرين خذ ليلة القدر وإن كان يوم السععبت‬
‫أول صومنا * * فحادي وعشرين اعتمده بل عذر وإن هل يوم الصوم في أحد فععذا *‬
‫* بسابعة العشرين مععا رمععت فاسععتقر وإن هععل بععالثنين فععاعلم بععأنه * * يوافيععك نيععل‬
‫الوصععل فععي تاسععع العشععري ويععوم الثلثععا إن بععدا الشععهر فاعتمععد * * علععى خععامس‬
‫العشرين تحظى بها فادر وفي الربعا إن هل ‪ -‬يا مععن يرومهععا ‪ * * -‬فعدونك فععاطلب‬
‫وصلها سابع العشري ويوم الخميس إن بد الشهر فاجتهد * * توافيك بعععد العشععر فععي‬
‫ليلة الوتر وفي التحفة ما نصه‪ :‬وحكمة إبهامها في العشر‪ :‬إحياء جميع ليععاليه‪ ،‬وهععي‬
‫من خصائصنا‪ ،‬وباقية إلى يوم القيامة‪ ،‬والتي يفرق فيها كل أمر حكيم‪ .‬وشذ وأغرب‬
‫مععن زعمهععا ليلععة النصععف مععن شعععبان‪ ،‬وعلمتهععا أنهععا معتدلععة‪ ،‬وأن الشععمس تطلععع‬
‫صبيحتها‪ ،‬وليس لها كثير شعاع‪ ،‬لعظيم أنععوار الملئكععة الصععاعدين والنععازلين فيهععا‪،‬‬
‫وفائدة ذلك معرفة يومها‪ :‬إذ يسن الجتهاد فيعه ‪ -‬كليلتهعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وهعي( أي ليلعة‬
‫القدر‪) .‬وقوله‪ :‬أفضل ليالي السنة( لما مر من أن العمل فيها خير من العمل في ألععف‬
‫شهر‪ ،‬وللحديث الذي ذكره بقوله‪ :‬وصح إلخ‪) .‬قوله‪ :‬من قام إلخ( )فإن قلت( لفظ قععام‬
‫ليلة القدر‪ ،‬هل يقتضي قيام تمام الليلة‪ ،‬أو يكفي أقل ما ينطلق عليه اسم القيععام فيهععا ؟‬
‫)قلت( يكفي القل‪ ،‬وعليعه بععض الئمعة‪ ،‬حعتى قيعل بكفايععة أداء فععرض العشععاء فععي‬
‫دخوله تحت القيام فيها‪ ،‬لكن الظاهر منه عرفا أنه ل يقال قام الليلة إل إذا قام كلها أو‬
‫أكثرها‪) .‬فإن قلت( ما معنى القيام فيها‪ :‬إذ ظععاهره غيععر مععراد قطعععا ؟ )قلععت( القيععام‬
‫الطاعة فإنه معهود من قوله تعالى‪) * :‬وقوموا ل قانتين( * )‪ (1‬وهو حقيقة شرعية‪،‬‬
‫فيه‪ .‬كرماني على البخاري‪ .‬ا‍ه بجيرمععي‪) .‬وقععوله‪ :‬إيمانععا( هععو ومععا بعععده منصععوبان‬
‫على المفعول لجله‪ ،‬أو التمييز‪ ،‬أو الحال بتأويل المصدر باسم الفاعععل‪) .‬وقععوله‪ :‬أي‬
‫تصديقا( تفسير ليمانا‪ ،‬وقوله بأنها‪ :‬أي ليلة القدر‪) .‬قوله‪ :‬واحتسععابا( معطععوف علععى‬
‫إيمانا‪) .‬قوله‪ :‬أي طلبا إلخ( تفسير مراد لحتسابا‪) .‬قوله‪ :‬غفععر لععه إلععخ( جععواب مععن‪.‬‬
‫والنكتة في وقوعه ماضيا مع أن الغفران واقع في المستقبل أنه متيقن الوقوع‪ ،‬فضل‬
‫من ال تعالى على عباده‪) .‬وقوله‪ :‬ما تقدم من ذنبه( أي من الصغائر‪ ،‬أو العم‪ ،‬دون‬
‫التبعات‪ ،‬وهي حقوق الدميين‪ ،‬أما هي‪ :‬فل يكفرها إل الستحلل من مستحقها‬
‫)‪ (1‬البقرة‪238 :‬‬

‫] ‪[ 292‬‬
‫إن كان موجودا أهل للستحلل منها‪ ،‬فإن لععم يكععن أهل‪ ،‬أو لععم يكععن موجععودا‪،‬‬
‫فوارثه‪) .‬قوله‪ :‬وشذ من زعم أنها ليلة النصف من شعبان( أي من زعم أن ليلة القدر‬
‫هي ليلة النصف من شعبان‪ :‬فقد شذ‪ ،‬أي خالف الجماعة الثقات‪) .‬قوله‪ :‬تتمة( أي في‬
‫بيان حكم العتكاف‪ .‬وقد أفرده الفقهاء بكتاب مستقل‪ .‬وذكره عقععب الصععوم لمناسععبته‬
‫له من حيث إن المقصود من كل منهما واحد‪ ،‬وهو كف النفععس عععن شععهواتها‪ ،‬ومععن‬
‫حيععث إن الععذي يبطععل الصععوم قععد يبطععل العتكععاف‪ ،‬ولنععه يسععن للمعتكععف الصععيام‪.‬‬
‫والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى‪) * :‬ول تباشروهن وأنتم عاكفون في المسععاجد(‬
‫* وخبر الصععحيحين‪ :‬أنععه )ص( اعتكععف العشععر الوسعط مععن رمضععان‪ ،‬ثععم اعتكععف‬
‫العشر الواخر ولزمه حتى توفاه ال تعالى‪ .‬ثم اعتكف أزواجه مععن بعععده‪ .‬وأركععانه‬
‫أربعة‪ :‬لبث‪ ،‬ونية‪ ،‬ومعتكف‪ ،‬ومعتكف فيه‪ .‬ويشترط لهععا شععروط‪ .‬فشععرط اللبععث‪ :‬أن‬
‫يكون فوق قدر طمأنينة الصلة‪ ،‬فل يكفي لبث أقعل معا يجعزئ معن طمأنينعة الصعلة‬
‫كمجرد العبور‪ ،‬لن كل منهما ل يسمى اعتكافا‪ .‬وشرط النيعة‪ :‬المقارنععة للبععث ‪ -‬كمععا‬
‫في الصلة وغيرها ‪ -‬والتعرض للفرضية إن كان منذورا ليتميز عععن النفععل‪ ،‬فيقععول‪:‬‬
‫نويت فرض العتكاف‪ ،‬أو‪ :‬العتكاف المنذور‪ .‬ويقع جميعه فرضا‪ ،‬وإن طال مكثه‪،‬‬
‫ونوزع فيه بأن ما يمكن تجزؤه يقع أقل ما ينطلق عليه السععم فرضععا والبععاقي نفل ‪-‬‬
‫كالركوع ومسح الرأس ‪ -‬فمقتضععاه أن يكععون هنععا كععذلك‪ .‬وفععرق ع ش‪ :‬بععأن القاعععدة‬
‫المذكورة فيما له أقل وأكمل كعالركوع‪ ،‬وأمعا العتكععاف فلعم يجعلعوا لععه إل أقعل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وفرق غيره أيضا بأنا لو قلنا إنه ل يقع جميعه فرضععا لحتععاج الععزائد إلععى نيععة‪ ،‬ولععم‬
‫يقولوا به‪ ،‬وبخلف الركوع ومسح الرأس‪ .‬وشرط المعتكف السلم والتمييز والخلو‬
‫من الموانع‪ .‬فل يصح من كافر‪ ،‬لتععوقفه علععى النيععة‪ ،‬وهععو ليععس مععن أهلهععا‪ .‬ول مععن‬
‫صبي غير مميز‪ ،‬ومجنون‪ ،‬ومغمى عليه‪ ،‬وسكران ‪ -‬إذ ل نية لهم ‪ -‬ول مععن جنععب‪،‬‬
‫وحائض‪ ،‬ونفساء‪ ،‬لحرمة مكثهععم فععي المسععجد‪ .‬وشععرط المعتكععف فيععه أن يكععون كلععه‬
‫مسجدا‪ ،‬سواء سطحه ورحبته المعدودة منه وصحته‪ ،‬فل يصح فععي غيععره‪ ،‬ول فيمععا‬
‫وقف جعزؤه شعائعا مسعجدا‪ .‬وجميعع معا ذكعر يعلعم معن تعريفعه التعي‪) :‬قعوله‪ :‬يسعن‬
‫اعتكاف( وقد يجب بالنذر‪ ،‬ويحرم على الزوجة والرقيق بل إذن من الزوج أو السيد‬
‫‪ -‬مع الصحة ‪ -‬ويكره لذات الهيئة ‪ -‬مع الذن ‪ -‬فتعععتريه الحكععام‪ ،‬مععا عععدا الباحععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬كل وقت( أي حتى أوقات الكراهة‪ ،‬وإن تحراها‪ .‬ع ش‪ :‬وتقدم أنه في العشر‬
‫الخير من رمضان أفضل ‪ -‬للتباع‪) .‬قوله‪ :‬وهو لبث إلخ( هععذا معنععاه شععرعا‪ ،‬وأمععا‬
‫لغة‪ :‬فهو اللبث والحبس والملزمة على الشئ‪ ،‬وإن كان شرا‪ .‬قال تعالى‪) * :‬يعكفون‬
‫على أصنام لهم( * والمراد من اللبث هنا ما يشمل التردد ‪ -‬بدليل الغاية بعده‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فوق قدر طمأنينة الصلة( أي ولو بيسير‪ .‬واحترز به عما إذا لععم يكععن اللبععث كععذلك‪،‬‬
‫فل يكفي ‪ -‬كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬ولو مترددا( أي ولو كان اللبععث مععترددا فععي المسععجد‬
‫غير سععاكن فيععه‪ ،‬فل يشععترط السعكون والسععتقرار فيعه‪ ،‬بععل الشععرط إمععا السععكون أو‬
‫والتردد‪ ،‬بخلف مجرد العبور‪ ،‬فل يكفي ‪ -‬كما تقدم ‪ .-‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬قععال‬
‫المناوي في أحكام المساجد‪ :‬ويندب للمار أن ينععويه أي العتكععاف ويقععف وقفععة تزيععد‬
‫على أقل طمأنينة الصلة‪ ،‬فإن نواه ولععم يقععف‪ ،‬أو وقععف قععدرها‪ ،‬أو دونهععا لععم يصععح‬
‫على الصح‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .187 :‬العراف‪138 :‬‬

‫] ‪[ 293‬‬
‫في حاشية السيد الرحماني على التحرير‪ :‬قال شععيخنا ول بععد مععن إيقاعهععا حععال‬
‫الستقرار‪ ،‬فل يكفي حال المرور حتى يستقر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي حاشية الكردي نقل عن ابععن‬
‫حجر في حاشيته على فتح الجععواد‪ ،‬مععا نصععه‪ :‬هععل هععو أي الععتردد اسععم للععذهاب مععع‬
‫العود‪ ،‬أو لبتداء العود المسبوق بالذهاب ؟ والفرق بين هذين أن الول يجعل مسععماه‬
‫مركبا من المرين‪ .‬والثاني‪ :‬يجعله اسما للثاني المسبوق بالول‪ ،‬فهععو شععرط لقسععيمه‬
‫الثاني‪ ،‬ل أنه من المسمى‪ .‬ويترتب علععى ذلععك أن قععولهم العتكععاف يحصععل بععالتردد‬
‫مرادهم به أنه إذا دخل المسجد قاصدا العود نوى معن حينئذ علعى الول‪ ،‬ومعن حيععن‬
‫الخذ في العود على الثاني‪ ،‬فإن دخل ل بنية ععود بععل طععرأ لععه العععود عنععد وصععوله‬
‫لبععابه الثععاني مثل فهععل يسععمى أخععذه الن فععي العععود تععرددا‪ ،‬فتكفععي النيععة حينئذ أو ل‬
‫يتصور هنا تردد لنه لم ينو العود أول‪ ،‬وإنما طرأ له في الثناء‪ ،‬فكان العود كإنشاء‬
‫دخول آخر‪ ،‬فل تردد كل محتمل‪ .‬إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬في مسجد( متعلق بلبععث‪ ،‬ويشعترط‬
‫فيه زيادة على ما مر أن ل تكون أرضععه محتكععرة‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬أمععا مععا أرضععه‬
‫محتكرة فل يصح فيه إل إن بنى فيه مسطبة أو بلطه‪ ،‬ووقععف ذلععك مسععجدا‪ ،‬لقععولهم‪:‬‬
‫يصح وقف السفل دون العلو‪ .‬وعكسه‪ ،‬وهذا منه‪ :‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬أو بلطععه‪ :‬أي‬
‫أو سمر فيه دكة من خشب أو نحو سجادة‪ .‬م ر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬أو سععمر‪ :‬التسععمير قيععد‪،‬‬
‫لنه به يصير مثبتا‪ ،‬فهو في حكم وقف العلو دون السفل‪ ،‬أما إذا لم يسععمر فل يصععح‬
‫وقفه مسجدا‪ .‬وفي النهاية في باب الوقف‪ :‬أمععا جعععل المنقععول مسععجدا كفععرش وثيععاب‬
‫فموضع توقف‪ ،‬لنه لم ينقل عن السلف مثله‪ .‬وكتب الصحاب ساكتة ععن تنصعيص‬
‫بجواز أو منع‪ ،‬وإن فهم من إطلقهم الجععواز‪ ،‬فععالحوط المنععع كمععا جععرى عليعه بعععد‬
‫شرح الحاوي وما نسب للشيخ من إفتائه بالجواز لم يثبت عنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلم أن الجععامع‬
‫وهو ما تقام فيععه الجمعععة والجماعععة أولععى بالعتكععاف فيععه معن غيععره‪ ،‬للخععروج مععن‬
‫خلف من أوجبه‪ ،‬ولكثرة الجماعة فيه‪ ،‬وللستغناء عن الخروج للجمعة‪ ،‬وقععد يجععب‬
‫العتكاف فيه إن نذر مدة متتابعة تتخللها جمعة وهو من أهلها‪ .‬ولم يشترط الخععروج‬
‫لها‪ ،‬لن الخروج لها بل شرط يقطع التتابع‪ ،‬لتقصيره بعدم شرطه‪ ،‬مع علمععه بمجععئ‬
‫الجمعة‪ .‬وإذا عين المسجد الحرام في نذره العتكاف‪ ،‬تعين‪ ،‬فل يقععوم غيععره مقععامه‪.‬‬
‫لتعلععق النسععك بععه‪ ،‬وزيععادة فضععله‪ ،‬والمضععاعفة فيععه‪ .‬وكععذا مسععجد المدينععة‪ ،‬ومسععجد‬
‫القصى إذا عينهما الناذر في نذره‪ ،‬تعينا‪ ،‬ول يجزئ غيرهما‪ ،‬ويقوم المسجد الحرام‬
‫مقامهما‪ ،‬ول عكس‪ ،‬لنهما دونه في الفضععل‪ ،‬ويقععوم مسععجد المدينععة مقععام القصععى‪،‬‬
‫لنه أفضل منه‪ ،‬ول عكس ‪ -‬لما سبق‪) .‬قوله‪ :‬أو رحبته( أي أو فععي رحبععة المسععجد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬التي لم يتيقن إلخ( فإن تيقن حدوثها بعععده مععع كونهععا غيععر مسععجد فل يصععح‬
‫العتكاف فيها‪ .‬ولنا كلم في نظير هذه العبارة سبق في مبحث الجماعة‪ ،‬فارجع إليه‬
‫إن شئت‪ .‬وعبارة غيره ورحبته المعععدودة منععه‪ .‬وكتععب عليهععا ع ش مععا نصععه‪ :‬قععوله‬
‫المعدودة منه صفة كاشفة‪ ،‬ويحتمل أن المععراد المتصععلة بععه‪ ،‬فععإن خععرج إلععى رحبتععه‬
‫المنفصلة عنه انقطع اعتكافه ‪ -‬أخذا مما سيأتي في خروج المؤذن الراتب إلى منععارة‬
‫بابها فيه أو في رحبتععه المتصععلة بععه‪ ،‬فععإن مفهععومه أن المنفصععلة عنععه ينقطععع تتععابعه‬
‫بالخروج إلى المنارة التي بابها بالمنفصلة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بنيععة اعتكععاف( متعلععق بلبععث‪.‬‬
‫وتقدم ما يشترط فيها‪ ،‬فل تغفل‪) .‬قوله‪ :‬ولو خرج إلخ( حاصل الكلم علععى ذلععك أنععه‬
‫إذا أطلق العتكاف بأن لم يقيده بمدة‪ ،‬منذورا كان أو مندوبا كأن قععال فععي الول‪ :‬لع‬
‫علي أن أعتكف‪ ،‬وفي الثاني‪ :‬نويت العتكاف‪ ،‬ثم خرج مععن المسععجد بل عععزم علععى‬
‫العود عند خروجه لزمه استئناف نية العتكاف إذا أراد مطلقا‪ ،‬سععواء خععرج لقضععاء‬
‫حاجة أم ل‪ ،‬لن ما مضى عبادة تامة‪ ،‬وهو يريد اعتكافععا جديععدا‪ .‬فععإن خععرج عازمععا‬
‫على العود لم يلزمه استئنافها‪ ،‬لن عزمه حينئذ قععائم مقععام النيععة‪ .‬وإذا لععم يطلقععه بععأن‬
‫قيده بمدة‪ ،‬كيوم أو شهر‪ ،‬ولم يشترط فيها التتابع منذورا‬

‫] ‪[ 294‬‬
‫كان أو مندوبا أيضا كأن قال في الول‪ :‬ل علي أن أعتكف شهرا‪ ،‬وفي الثاني‪:‬‬
‫نويت العتكاف شهرا‪ ،‬ثم خععرج مععن المسععجد فععي تلععك المععدة وعععاد إليععه‪ ،‬فععإن كععان‬
‫خروجه لغير قضاء حاجة من بول أو غائط‪ ،‬لزمه استئناف نيعة العتكععاف أيضعا إن‬
‫أراده‪ ،‬ما لم يعزم على العود عند خروجه‪ ،‬وإل فل يلزمععه كمععا فععي سععابقه وإن كععان‬
‫خروجه لقضاء الحاجة لم يلزمه استئنافها‪ ،‬وإن طال زمن قضعاء الحاجعة لنعه ل بعد‬
‫منه‪ ،‬فهو كالمستثنى عند النية‪ .‬وإذا شرط التتابع في مععدته ‪ -‬منععذورا كععان أو منععدوبا‬
‫كأن قال في الول‪ :‬ل علي أن أعتكف شهرا متتابعا‪ ،‬وفي الثععاني‪ :‬نععويت العتكععاف‬
‫شهرا متتابعا‪ ،‬ثم خرج لعذر ل يقطع التتابع ‪ -‬كقضاء حاجة‪ ،‬وحيض ل تخلععو المععدة‬
‫عنه غالبا ‪ -‬ثم عععاد إليععه لععم ينقطععع اعتكععافه‪ ،‬فل يلزمععه اسععتئناف النيععة عنععد العععود‪،‬‬
‫لشمولها جميع المدة‪ .‬وتجب المبادرة إلى العود عنععد زوال العععذر‪ ،‬فععإن أخععر ذاكععرا‪،‬‬
‫عالما مختارا‪ ،‬انقطع تتابعه‪ ،‬وتععذر البنعاء علععى معا مضععى‪ .‬وإن خعرج لععذر يقطععع‬
‫التتععابع ‪ -‬كعيععادة مريععض‪ ،‬وزيععارة قععادم انقطععع اعتكععافه ووجععب اسععتئنافه إذا كععان‬
‫منذورا‪ ،‬ول يجب إذا كان مندوبا‪) .‬قوله‪ :‬ولو لخلء( أي ولو كان خروجه لخلء أي‬
‫يقضي فيه حاجته‪ .‬ويحتمل أن يكون كناية عن نفععس قضععائها‪) .‬قععوله‪ :‬مععن لععم يقععدر(‬
‫فاعل خرج‪ .‬ويقدر يقرأ بضم الول وكسر الدال المشددة‪ ،‬بمعنى يخصص‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫المندوب( صفة للعتكاف‪) .‬وقوله‪ :‬أو المنععذور( معطععوف علععى المنععدوب‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بمدة( متعلق بيقدر‪) .‬وقوله‪ :‬بل عزم عود( متعلق بخرج ‪ -‬وسيذكر محترزه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫جدد النية( جععواب لععو‪) .‬قععوله‪ :‬إن أراده( أي العتكععاف‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا عععاد إلععخ( أي‬
‫وكععذلك يجععدد النيععة إذا أراده مععن قيععد العتكععاف بمععدة ولععم يعععزم علععى العععود عنععد‬
‫الخروج‪ ،‬سواء كان تطوعععا أو نععذرا كمععا علمععت )وقععوله‪ :‬لغيععر نحععو خلء( متعلععق‬
‫بالخروج‪ .‬فإن خععرج لنحععو الخلء ل يلزمععه تجديععد النيععة‪ .‬وانظععر مععا نحععو الخلء ؟‬
‫ويمكن أن يكون المراد به‪ :‬محل قضاء الحاجة غير المعد لها‪ .‬لكن هععذا إن خصععص‬
‫الخلء بالمعد له‪ .‬وعبارة الرشاد فيها إسععقاط لفععظ نحععو‪ ،‬وهععو الولععى‪) .‬قععوله‪ :‬مععن‬
‫قيده( فاعل عاد‪) .‬وقوله‪ :‬بها( أي بمدة‪) .‬وقوله‪ :‬كيوم( تمثيل للمدة‪) .‬قوله‪ :‬فلو خععرج‬
‫إلخ( محترز قوله بل عزم عود في الصورتين‪ :‬صورة من لم يقدر العتكععاف بمععدة‪،‬‬
‫وصورة من قدره بها‪ ،‬والولى هي ما قبل‪ ،‬وكذا الثانية هي ما بعده‪) .‬قوله‪ :‬لم يجععب‬
‫تجديد النية( أي لن عزمه على العود قائم مقام النية كما مر‪ .‬قال فععي المغنععي‪) :‬فععإن‬
‫قيل( اقتران النية بأول العبادة شرط‪ ،‬فكيعف يكتفعي بعزيمعة سعابقة ؟ أجيععب بعأن نيعة‬
‫الزيادة وجدت قبل الخروج‪ ،‬فصار كمن نوى المعدتين بنيعة واحعدة‪ .‬كمعا قعالوه فيمعن‬
‫نوى ركعتين نفل مطلقا‪ ،‬ثم نوى قبل السلم زيادة‪ ،‬فإنه يصح‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬المععدتين‪:‬‬
‫أي مدة ما قبل الخروج‪ ،‬ومدة ما بعد العود‪) .‬قوله‪ :‬ول يضععر الخععروج فععي اعتكععاف‬
‫نوى تتابعه( أي ل يقطع الخروج لهذه العذار تتابع العتكاف منذورا كان أو مندوبا‬
‫ومع عدم الضرر‪ :‬يجب في المنذور قضاء زمن خروجه إل زمن نحو تبرز‪ ،‬مما لععم‬
‫يطل زمنه عادة كالكل فل يجب قضاؤه‪ ،‬لنه ل بد منه‪ ،‬فكعأنه مسعتثنى‪ ،‬بخلف معا‬
‫يطول زمنه عادة كمرض‪ ،‬وحيض‪) .‬وقوله‪ :‬نوى تتابعه( يفيد أن نيعة التتعابع تعوجب‬
‫التتابع‪ ،‬وهو ما اعتمده جمع متأخرون‪ ،‬وأطععالوا فععي السععتدلل لععه‪ .‬والععذي صععححه‬
‫الشيخان عدم وجوبه بالنية‪ ،‬فل يجب عندهما‪ ،‬إل إن صرح به لفظا كععأن قععال شععهرا‬
‫متتابعا لنعه وصععف مقصعود‪ .‬وعبعارة التحفععة مععع الصعل‪ :‬والصعحيح أنعه ل يجععب‬
‫التتععابع بل شععرط‪ ،‬وإن نععواه‪ ،‬لن مطلععق الزمععن كأسععبوع‪ ،‬أو عشععرة أيععام صععادق‬
‫بععالمتفرق أيضععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي الكععردي‪ :‬ولععو عيععن مععدة كهععذا السععبوع‪ ،‬أو هععذه السععنة‬
‫وتعرض للتتابع فيها لفظا وفاته‪ ،‬لزمه التتابع في‬

‫] ‪[ 295‬‬
‫القضاء‪ .‬وإن لم يتعرض للتتابع لفظا‪ ،‬لم يلزمه في القضععاء‪ .‬ولعو نعذر اعتكعاف‬
‫شهر‪ ،‬دخلت الليالي مع اليععام‪ .‬أو ثلثيععن يومععا لععم تععدخل الليععالي علععى الصععح‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كععأن نعوى اعتكععاف إلععخ( أي وكععأن قععال‪ :‬لع علععي اعتكععاف أسععبوع أو شعهر‬
‫متتابع‪ .‬ثم عند دخول المسجد نوى اعتكاف المنععذور‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج( ل حاجععة إليععه‬
‫بعد قوله الخروج‪ ،‬فالصععواب حععذفه‪ ،‬ويكععون قععوله بعععد لقضععاء حاجععة متعلقععا بقععوله‬
‫الخروج‪ ،‬أي ول يضععر الخععروج لقضعاء حاجععة‪ .‬والمععراد بالحاجععة‪ :‬البعول والغععائط‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬ولععو بل شعدتها( أي الحاجعة‪ .‬وهعو غايعة لععدم ضععرر الخععروج للحاجععة‪ ،‬فل‬
‫تشترط شدتها‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ :‬ولو بل شدتها‪ ،‬ولو كعثر خروجععه لقضععائها‬
‫لعارض‪ ،‬نظرا إلى جنسه‪ ،‬ولكثرة اتفععاقه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وغسععل جنابععة( هععو ومععا بعععده‬
‫معطوف على قضاء حاجة‪ ،‬أي ول يضر الخروج في ذلك لجل غسل جنابة وإزالععة‬
‫نجععس‪) .‬قععوله‪ :‬وإن أمكنهمععا( فاعععل الفعععل ضععمير مسععتتر يعععود علععى المعتكععف‪،‬‬
‫والضععمير البععارز يعععود علععى غسععل الجنابععة وإزالععة النجععس‪ ،‬وهععذا خلف القيععاس‪.‬‬
‫والقياس العكس‪ ،‬بأن يجعل الضمير العائد إليه مفعول‪ ،‬والعائد إليهمععا مرفوعععا‪ ،‬بععأن‬
‫يقول‪ :‬وإن أمكنععاه‪ ،‬وذلععك لن علمععة الفاعععل أن يصععلح أن يحععل فععي محلععه ضععمير‬
‫المتكلععم المرفععوع‪ ،‬وعلمععة المفعععول أن يصععلح أن يحععل فععي محلععه ضععمير المتكلععم‬
‫المنصوب‪ ،‬وهنا ل يصلح أن تقول أمكنت إياهما‪ ،‬ويصلح أن تقول أمكنني همععا كمععا‬
‫قالوه في أمكن المسافر السفر‪ ،‬مععن أن المسععافر منصععوب‪ ،‬والسععفر مرفععوع‪ ،‬لصععحة‬
‫قولك أمكنني السفر‪ ،‬دون أمكنت السفر انظر الشموني في آخر باب الفاعل ‪ -‬ثععم إن‬
‫ما ذكر غاية لععدم ضعرر الخعروج لغسعل الجنابععة وإزالععة النجاسعة‪ ،‬وإذا أمكنعاه فعي‬
‫المسجد فله فعلهما فيه كأن يكون في المسجد بركة يغطس فيها‪ ،‬وإناء يغسل النجاسععة‬
‫فيه ثم يقذفه خارجه‪ .‬فإن قلت كيف يتصور الغسل من الجنابة فععي المسععجد‪ ،‬مععع أنععه‬
‫يحرم عليه المكث فيه ؟ قلت يصور ذلك في بركة يغطس فيها وهععو مععاش أو عععائم‪،‬‬
‫أو يكون عاجزا عن الخروج‪) .‬قوله‪ :‬لنه أصون إلخ( علة لعدم ضرر الخروج لذلك‬
‫مععع إمكععانه فععي المسععجد‪ ،‬أي وإنمععا لععم يضععر الخععروج لععذلك‪ ،‬لن الخععروج أحفععظ‬
‫لمروءته‪ ،‬وأحفظ لحرمة المسجد‪ .‬وعبارة الرشاد مع فتح الجواد‪ :‬وله الخروج لععه ‪-‬‬
‫أي للغسععل الععواجب مععن حععدث أو خبععث‪ ،‬وإن أمكنععه فيععه‪ ،‬لنععه أصععون لمروءتععه‪،‬‬
‫ولحرمة المسجد‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأكل طعام( عطععف علععى قضععاء حاجععة‪ .‬أي ول يضععر‬
‫الخروج في ذلك لجل أكل طعام‪ .‬وخرج بالكل الشرب إذا وجد المععاء فععي المسععجد‬
‫فل يخرج لجله‪ ،‬إذ ل يستحيا منه فيه‪) .‬قوله‪ :‬لنه يستحيا منعه( أي الكعل‪ .‬قعال فعي‬
‫شرح الروض‪ :‬ويؤخذ معن العلععة أن الكلم فععي مسععجد مطععروق‪ ،‬بخلف المختععص‪،‬‬
‫والمهجور‪ ،‬وبه صرح الذرعي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولعه الوضعوء( أي يجعوز الوضععوء لعه‬
‫خارج المسجد‪ .‬قععال الكععردي‪ :‬وقيععد فععي اليعععاب الوضععوء بكععونه واجبععا‪ .‬وقععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬واجبا كان أو مندوبا‪) .‬وقوله‪ :‬تبعا له( أي لقضاء الحاجة‪) .‬قوله‪ :‬ل الخععروج‬
‫له قصدا( أي ل يجوز له الخروج للوضوء اسععتقلل‪ ،‬بمعنععى أنععه ينقطععع بععه التتععابع‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن تعذر في المسجد‪ :‬جاز‪ .‬قال ش ق‪ :‬ويؤخذ من ذلك أن الوضوء فعي المسععجد‬
‫جائز‪ ،‬وإن تقععاطر فيععه مععاؤه‪ ،‬لنععه غيععر مقصععود‪ ،‬فل يحععرم‪ ،‬ول يكععره‪ .‬ول يشععكل‬
‫بطرح الماء المستعمل فيه‪ ،‬فإنه قيل بحرمته‪ ،‬وقيععل بكراهتععه وهععو المعتمععد حيععث ل‬
‫تقذير‪ ،‬لن طرح ذلك مقصود‪ ،‬بخلف المتقعاطر معن أعضععاء الوضععوء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫ول لغسل مسنون( أي ول يجوز الخععروج لغسععل مسععنون‪) .‬قععوله‪ :‬ول يضععر( أي ل‬
‫يقطع تتابع العتكاف‪) .‬وقععوله‪ :‬بعععد موضعععها( أي موضععع قضععاء الحاجععة‪ ،‬وغسععل‬
‫الجنابععة‪ ،‬وإزالععة النجاسععة‪ ،‬وأكععل الطعععام‪ .‬فالضععمير يعععود علععى الربعععة المععذكورة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إل أن يكون لذلك( أي المعتكف الذي أراد الخروج لقضاء الحاجة وما عطععف‬
‫عليه‪) .‬وقععوله‪ :‬موضععع أقععرب منععه( أي مععن الموضععع الععذي قضععى فيععه الحاجععة‪ ،‬أو‬
‫اغتسل‪ ،‬أو أزال النجاسة‪ ،‬أو أكل‪) .‬قوله‪ :‬أو يفحش‬

‫] ‪[ 296‬‬
‫البعد( أي أو لم يكن له موضع أقرب منه‪ ،‬ولكن فحش بعد الموضع الععذي فعععل‬
‫فيه ما ذكر‪ ،‬وهكذا يفيد صنيعه‪ .‬وفيه أنه إذا لم يكن له موضع أقرب‪ .‬فعععل ذلععك فععي‬
‫البعد‪ ،‬ول يضر وعبارة ابن حجر على بأفضل‪ ،‬تدل علععى أنععه مععع فحععش البعععد لععه‬
‫موضع أقرب منه‪ .‬ونصها‪ :‬وإذا خرج لداره لقضععاء الحاجععة أو الكععل‪ ،‬فععإن تفععاحش‬
‫بعدها عن المسجد عرفا‪ ،‬وفي طريقه مكان أقرب منه لئق به ‪ -‬وإن كان لصععديقه ‪-‬‬
‫أو كان له دار إن لم يتفاحش بعدهما وأحدهما أقرب‪ ،‬تعين القععرب فععي الصععورتين‪،‬‬
‫وإل انقطع تتابعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وضابط الفحش‪ :‬أن يذهب أكععثر الععوقت المنععذور فععي الععذهاب‬
‫إلى الدار ‪ -‬كأن يكون وقت العتكاف يوما‪ ،‬فيذهب ثلثاه‪ ،‬ويبقى ثلثععه‪) .‬قععوله‪ :‬مععا لععم‬
‫يكن القرب غير لئق به( أي أو لععم يكععن هنععاك أقععرب أصععل ‪ -‬كمععا علمععت فععإنه ل‬
‫يضر حينئذ البعد‪ ،‬وإن تفاحش‪) .‬قععوله‪ :‬ول يكلععف إلععخ( أي ول يكلععف إذا خععرج لمععا‬
‫ذكر السراع‪ ،‬بل يمشي على سجيته وطبيعته المعهودة‪ ،‬فإن تأنى أكثر من ذلك بطل‬
‫تتابعه كما في زيععادة الروضععة‪) .‬قععوله‪ :‬ولععه صععلة علععى جنععازة إلععخ( يعنععي لععه فععي‬
‫خروجه لما ذكر صلة على جنازة‪ ،‬وله أيضا عيادة مريض‪ ،‬وزيارة قادم‪ .‬وإن تعدد‬
‫كل منها ما لم يعدل عن طريقه في الكل‪ ،‬ولم يطل وقوفه في الخيريععن‪ ،‬ولععم ينتظععر‬
‫ما في الولى‪ ،‬فععإن عععدل ععن طريقععه فععي الكععل‪ ،‬أو طععال وقعوفه فععي الخيريععن‪ ،‬أو‬
‫انتظرها في الولى‪ ،‬ضععر‪ .‬وفععي البجيرمععي مععا نصععه‪ :‬قععوله‪ :‬ولععو عععاد مريضععا فععي‬
‫طريقه إلخ‪ :‬صنيعه يقتضي أن الخروج ابتداء لعيعادة المريععض يقطعع التتععابع‪ :‬ومثلعه‬
‫الخروج للصلة على الجنازة‪ ،‬وهو كذلك‪) .‬وقوله‪ :‬إن لم ينتظر( أي صلة الجنععازة‪،‬‬
‫فإن انتظر ضر كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬ويخرج جععوازا إلععخ( هععذا مفععروض فععي المنععذور‬
‫المتتابع‪ ،‬كما صرح به الفقهاء‪ .‬ففاعل يخرج يعود على ناذر العتكاف‪ ،‬المعلوم مععن‬
‫المقام‪ .‬أما غير المنذور فيجوز الخروج منه مطلقا لما استثناه وغيره وإن كان يقطععع‬
‫التتععابع كمععا سيصععرح بععه‪ .‬وحاصععل الكلم علععى هععذه المسععألة‪ :‬أنععه إذا شععرط نععاذر‬
‫العتكاف متتابعا الخروج من المسععجد لعععارض مبععاح مقصععود ل ينععافي العتكععاف‪،‬‬
‫صح الشرط‪ ،‬ثم إن عين شيئا لم يتجاوزه‪ ،‬وإل جاز لععه الخععروج لكععل عععرض‪ ،‬ولععو‬
‫دنيونا مباحا كلقاء أمير بخلف مععا إذا شععرط الخععروج ل لعععارض‪ ،‬كععأن قععال إل أن‬
‫يبدو لي الخروج‪ ،‬أو شرطه لعارض محرم كسرقة أو غير مقصععود كتنععزه أو منععاف‬
‫للعتكاف كجماع فإنه ل يصح شرطه في هععذه المععور الربعععة‪ ،‬بععل ل ينعقععد نععذره‬
‫أصل‪ .‬نعم‪ ،‬إذا كان المنافي ل يقطع التتابع كحيض‪ ،‬ل تخلو المدة عنه غالبععا فيصععح‬
‫شرط الخروج له‪ .‬ثم زمن الخروج لما شرطه إن كان في نذر مطلععق كشععهر‪ :‬قضععاه‬
‫وجوبا‪ ،‬لتتميم المدة‪ ،‬أو في نذر معين كهذا الشهر فل يلزمه قضاؤه‪ ،‬لنععه لععم ينععذره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لما استثناه( متعلق بيخرج‪ .‬أي يخرج للشععئ الععذي اسععتثناه أي فععي نععذره كععأن‬
‫قال‪ :‬ل علي نعذر أن أعتكعف شعهرا متتابععا‪ ،‬بشعرط أنعه إذا بعدا لعي غععرض أخععرج‬
‫لجله‪) .‬وقوله‪ :‬من غرض( بيان لمععا‪ ،‬ويشععترط فيععه أن يكععون مباحععا مقصععودا غيععر‬
‫مناف للعتكاف كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬كلقاء أمير( أي لحاجة اقتضت خروجه للقائه‪ ،‬ل‬
‫مجععرد التفععرج عليععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬أو أخععروي( معطععوف علععى دنيععوي‪ .‬أي أو‬
‫غرض أخروي‪) .‬قوله‪ :‬كوضوء( تمثيل للخروي‪) .‬قوله‪ :‬وغسععل مسععنون( قيععد بععه‪،‬‬
‫لن الععواجب يجععوز لععه الخععروج مععن غيععر اسععتثناء ‪ -‬كمععا مععر‪) .‬قععوله‪ :‬ويبطععل( أي‬
‫العتكاف مطلقا‪ ،‬منذورا كان أو مندوبا‪ .‬وحاصل ما يبطل به تسعة أشياء‪ ،‬ذكر منها‬
‫المؤلف شيئين‪ ،‬وهما‪ :‬الجماع‪ ،‬والنزال‪ .‬وبقي عليه سععبعة‪ ،‬وهععي‪ :‬السععكر المتعععدى‬
‫به‪ ،‬والردة‪ ،‬والحيض إذا كانت مدة العتكاف تخلععو عنععه غالبععا كخمسععة عشععر يومععا‬
‫فأقل والنفاس‪ ،‬والخروج من غير عذر والخروج لستيفاء عقوبة ثبتت بإقراره‪ ،‬وكذا‬
‫الخروج لستيفاء حق ماطل به والخععروج لعععدة باختيارهععا‪ ،‬كععأن علععق الطلق علععى‬
‫مشيئتها‪ ،‬فقالت وهي معتكفة‪ :‬شئت‪ ،‬أو خالعته على مال‪ .‬فمتى طععرأ واحععد مععن هععذه‬
‫علععى العتكععاف المنععذور المقيععد بالمععدة والتتععابع‪ ،‬أو المقيععد بالمععدة دون التتععابع‪ ،‬أو‬
‫المطلق الذي لم يقيد بشئ أصل‪ ،‬أبطله في الجميع‪ .‬لكن معنى البطلن في الول‪ :‬أنه‬
‫يخرج منه‪ ،‬ويجب عليه الستئناف‪ ،‬وإن أثيب على ما مضى في غير الردة‪ .‬ومعنععاه‬
‫في الثاني‪ :‬أن زمن ذلك ل يحسب مععن العتكععاف‪ ،‬فععإذا زال ذلععك جععدد النيععة‪ ،‬وبنععى‬
‫على ما مضى‪.‬‬

‫] ‪[ 297‬‬
‫ومعناه في الثالث‪ :‬أن ينقطع استمراره ودوامه‪ ،‬ول بنععاء‪ ،‬ول تجديععد نيععة‪ ،‬ومععا‬
‫مضى معتد به‪ ،‬ويحصل به العتكاف‪ .‬وقد نظم هذه التسعة م د بقوله‪ :‬وطئ وإنزال‬
‫وسكر رده * * حيض نفاس لعتكاف مفسده خروجه من مسجد وما عذر * * كععذاك‬
‫لستيفا عقوبة المقر وبخروجه اعتكافه بطل * * بأخذ حق يا فتى به مطععل أفععاد ذلععك‬
‫كله البجيرمي‪ .‬ومما يبطل به العتكاف أيضا غير هععذه التسعععة‪ :‬الجنععون‪ ،‬والغمععاء‬
‫إن طرآ بسبب تعدى به‪ ،‬لنهما حينئذ كالسكر‪ ،‬أما إذا لععم يطععرآ بسععبب تعععدى بععه فل‬
‫يقطعانه‪ ،‬إن لم يخرج كل منهما من المسجد‪ ،‬أو أخرج ولم يمكن حفظه فيه‪ ،‬أو أمكن‬
‫لكن بمشقة‪ ،‬بخلف ما إذا أخرج من المسجد وقد أمكن حفظععه فيععه بل مشععقة ‪ -‬علععى‬
‫ما اقتضاه كلم الروضة وغيرهععا إذ ل عععذر فععي إخراجععه‪) .‬قععوله‪ :‬بجمععاع( أي مععن‬
‫واضح عمدا مع العلم والختيار‪ .‬أما المشكل‪ ،‬فل يضر وطؤه وإمنععاؤه بأحععد فرجيععه‬
‫لحتمععال زيععادته‪ .‬وكععذا الناسععي‪ ،‬والجاهععل‪ ،‬والمكععره كمععا فععي الصععوم‪) .‬قععوله‪ :‬وإن‬
‫استثناه( غاية في البطلن‪ .‬أي يبطل به‪ ،‬وإن استثناه الناذر في نذره لما مر أنه مناف‬
‫للعبادة‪) .‬قوله‪ :‬أو كان( أي الجماع‪ .‬وهو عطععف علععى الغايععة‪ ،‬فهععو غايععة أيضععا فععي‬
‫البطلن‪ .‬أي يبطل بالجماع وإن كان وقع في طريق لقضاء الحاجععة الععتي خععرج مععن‬
‫المسجد لجلها‪) .‬قوله‪ :‬وإنزال منععي( عطععف علععى جمععاع‪ .‬أي ويبطععل أيضععا بععإنزال‬
‫مني‪) .‬وقوله‪ :‬بمباشرة بشهوة( متعلق بإنزال‪ .‬أي إنعزال بسعبب مباشعرة حاصعلة معع‬
‫شهوة‪ .‬وخرج بالمباشرة‪ :‬ما إذا نظر أو تفكر فأنزل‪ ،‬فل يبطععل بععه‪ .‬وبشععهوة‪ :‬مععا إذا‬
‫باشر بل شهوة‪ ،‬كأن قبل بقصد الكرام أو الشفقة‪ ،‬أو بل قصد فأنزل‪ ،‬فل يبطل بععه‪.‬‬
‫والستمناء ‪ -‬وإن لم يكن بمباشرة كالمباشرة بشهوة‪ ،‬فإن أنزل بطل‪ ،‬وإل فل‪ .‬واعلم‬
‫أن الوطئ والمباشرة بشهوة حرام في المسجد مطلقععا‪ ،‬ولععو مععن غيععر معتكععف‪ .‬وكععذا‬
‫خارجه في العتكاف الواجب دون المسععتحب لجععواز قطعععه‪) .‬قععوله‪ :‬كقبلععة( أي مععن‬
‫غير حائل ومع شهوة‪ ،‬وهو تمثيل للمباشرة بشهوة‪) .‬قععوله‪ :‬وللمعتكععف الخععروج مععن‬
‫التطوع( أي ولو قيده بمدة‪) .‬وقوله‪ :‬لنحو عيادة مريض( أي كتشععييع جنععازة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهل هو( أي الخروج لنحو عيادة مريض‪) .‬وقوله‪ :‬أفضل( أي من إدامة العتكععاف‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو سواء( أي أو هما سواء‪ ،‬لنهما طاعتان مندوب إليهما‪ .‬وعبارة الخطيب‪:‬‬
‫وهل الفضل للمتطوع بالعتكاف الخروج لعيادة المريض‪ ،‬أو دوام العتكاف ؟ قال‬
‫الصحاب‪ :‬هما سواء‪ .‬وقال ابن الصلح‪ :‬إن الخروج لها مخععالف للسععنة‪ ،‬لن النععبي‬
‫)ص( لم يكن يخرج لذلك‪ ،‬وكععان اعتكععافه تطوعععا‪ .‬وقععال البلقينععي‪ :‬ينبغععي أن يكععون‬
‫موضع التسوية في عيادة الجانب‪ ،‬أمععا ذو الرحععم والقععارب والصععدقاء والجيععران‬
‫فالظععاهر أن الخععروج لعيععادتهم أفضععل‪ ،‬ل سععيما إذا علععم أنععه يشععق عليهععم‪ .‬وعبععارة‬
‫القاضععي الحسععين مصععرحة بعذلك‪ .‬وهععذا هععو الظععاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب البجيرمععي‪ :‬قععوله‪:‬‬
‫الجانب أي غير الصدقاء وغير الجيران‪ ،‬بدليل ما بعده‪ .‬وكتب أيضا‪ :‬قععوله‪ :‬وهععذا‬
‫هو الظاهر وهو المعتمد‪ ،‬فالخروج من العتكاف في هعذا منعدوب‪ ،‬وفيمعا قبلعه غيعر‬
‫مندوب‪ .‬والوجه أن يقال‪ :‬يراعى ما هو أكثر ثوابا منهمععا‪ .‬ق ل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬واختععار‬
‫ابعن الصعلح‪ :‬العترك( أي تعرك الخعروج لمعا ذكعر‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه )ص( إلعخ( تعليعل‬
‫لختيار ابن الصلح ما ذكر‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يخرج لذلك( أي لنحو عيادة‬

‫] ‪[ 298‬‬
‫مريض‪) .‬قوله‪ :‬يبطععل ثععواب العتكععاف( أي وأمععا نفععس العتكععاف فل يبطععل‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بشتم أو غيبععة( أي أو نحوهمععا مععن كععل محععرم ‪ -‬ككععذب ونميمععة ‪ -‬أمععا الكلم‬
‫المباح‪ ،‬فل يبطل ثواب العتكاف‪ .‬نعم‪ .‬ينبغي تجنبه‪ ،‬والشععتغال بالععذكر‪ ،‬والقععراءة‪،‬‬
‫والصلة علععى سععيدنا محمععد سععيد ولععد عععدنان‪ ،‬لن الكلم المبععاح فععي المسععجد يأكععل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب‪ ،‬نص على ذلك الشنواني في حاشيته على مختصععر‬
‫ابن أبي جمرة‪ ،‬وعبارته‪ :‬قال في المدخل‪ :‬وينهععي النععاس عععن الجلععوس فععي المسععجد‬
‫للحديث في أمر الدنيا‪ .‬وقد ورد‪ :‬إن الكلم فععي المسععجد بغيععر ذكععر الع تعععالى يأكععل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب‪ .‬وورد أيضا عنه عليه الصلة والسلم أنعه قعال‪ :‬إذا‬
‫أتى الرجل المسجد فأكثر الكلم‪ ،‬تقول الملئكة‪ :‬اسكت يا ولي ال‪ .‬فإن زاد‪ ،‬فتقععول‪:‬‬
‫اسكت يا بغيض ال تعالى‪ ،‬فإن زاد‪ :‬فتقول اسكت عليك لعنة ال تعالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬خاتمة(‬
‫نسأل ال حسن الختععام‪ .‬يسععن للمعتكععف‪ :‬الصععوم للتبععاع‪ ،‬وللخععروج مععن خلف مععن‬
‫أوجبه ول يضر الفطر‪ ،‬بل يصح اعتكاف الليل وحعده‪ ،‬لخعبر الصعحيحين‪ :‬أن سعيدنا‬
‫عمر رضي ال عنه قال‪ :‬يا رسول ال‪ :‬إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية‪ .‬قال‪:‬‬
‫أوف بنذرك‪ .‬فاعتكف ليلة‪ .‬ولخبر أنععس‪ :‬ليععس علععى المعتكععف صععيام‪ ،‬إل أن يجعلععه‬
‫على نفسه‪ .‬ول يضر في العتكاف التطيب‪ ،‬والتزين باغتسال‪ ،‬وقص شارب‪ ،‬ولبس‬
‫ثياب حسنة‪ ،‬ونحو ذلك من دواعي الجماع‪ ،‬لنه لم ينقععل أنععه )ص( تركععه‪ ،‬ول أمععر‬
‫بتركه‪ ،‬والصل بقاؤه على الباحة‪ ،‬وله أن يتزوج ويزوج‪ .‬ول تكره له الصنائع في‬
‫المسجد كالخياطة‪ ،‬والكتابة ما لم يكثر منها‪ ،‬فإن أكثر منها كرهت لحرمتععه إل كتابععة‬
‫العلم فل يكره الكثار منها‪ ،‬لنها طاعة‪ ،‬كتنظيم العلم‪ .‬وله أن يأكل ويشرب ويغسععل‬
‫يديه فيه إن كانت أرضه ترابية تشرب الماء‪ ،‬وإل حرم ‪ -‬للتقذير ‪ -‬والولى أن يأكععل‬
‫في سفره أو نحوها‪ ،‬وأن يغسل يديه في طشت أو نحوه ليكون أنظععف للمسععجد‪ .‬والع‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫] ‪[ 299‬‬
‫فصل في صوم التطوع أي في بيععان حكمععه‪ ،‬وهععو السععتحباب‪ .‬وكععان النسععب‬
‫ذكره قبل العتكاف ‪ -‬كما صنع غيره‪) .‬واعلم( أن صوم التطعوع ثلثعة أقسععام‪ :‬قسعم‬
‫يتكرر بتكععرر السععنة ‪ -‬كصععوم يععوم عرفععة‪ ،‬وعاشععوراء‪ ،‬وتاسععوعاء ‪ -‬وقسععم يتكععرر‬
‫بتكععرر السععبوع ‪ -‬كععالثنين‪ ،‬والخميععس ‪ .-‬وقسععم يتكععرر بتكععرر الشععهور ‪ -‬كاليععام‬
‫البيض ‪ .-‬كما يعلم مععن كلمععه‪ .‬والتطععوع شععرعا‪ :‬التقععرب إلععى الع تعععالى بمععا ليععس‬
‫بفرض من العبادات‪ .‬والصوم من أبلع الشياء فععي رياضععة النفععس‪ ،‬وكسععر الشععهوة‪،‬‬
‫واستنارة القلب‪ ،‬وتأديب الجوارح وتقويمها وتنشيطها للعبادة‪ .‬وفيععه الثععواب العظيععم‪،‬‬
‫والجزاء الكريم الذي ل نهاية له‪ ،‬و‪ :‬للصائم فرحتان‪ :‬فرحة عند إفطاره‪ ،‬وفرحة عند‬
‫لقاء ربه‪ .‬و‪ :‬لخلوف فععم الصععائم أطيععب عنععد الع مععن ريععح المسععك‪ .‬ومععن أجععل هععذا‬
‫الخلوف ومكانته عند ال‪ ،‬كره الستياك للصائم بعد الزوال حععتى يفطععر ‪ -‬كمععا تقععدم‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬ولععه( أي الصععوم‪) .‬وقععوله‪ :‬مععن الفضععائل( بيععان لمععا مقععدم عليهععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫والمثوبة( مصدر بمعنى الثواب‪ .‬وفي حاشية الجمل ‪ -‬نقل عععن السععمين ‪ -‬مععا نصععه‪:‬‬
‫المثوبة فيها قعولن‪ :‬أحعدهما أن وزنهعا مفعولعة‪ ،‬والصعل مثوبعة ‪ -‬بعواوين ‪ -‬فنقلعت‬
‫الضمة التي على الواو الولى إلععى السعاكن قبلهععا‪ ،‬فعالتقى سععاكنان‪ ،‬فحعذف أولهمععا ‪-‬‬
‫الذي هو عين الكلمة ‪ -‬فصار مثوبة‪ ،‬على وزن مفولة‪ ،‬كمحوزة‪ ،‬وقد جاءت مصادر‬
‫على مفعول‪ ،‬كالمعقول‪ ،‬فهي مصدر ‪ -‬نقل ذلك الواحدي‪ .‬والثاني‪ :‬أنهععا مفعلععة بضععم‬
‫العين‪ ،‬وإنما نقلت الضمة منها إلى الثاء‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن ثععم أضععافه( أي ومععن أجععل‬
‫أن له من الفضائل إلخ أضافه ال إليه في الحديث القدسي‪ ،‬فقال‪ :‬كل عمل ابن آدم لععه‬
‫إل الصوم فإنه لي‪ ،‬وأنا أجزي به‪ .‬يدع طعامه وشرابه من أجلي‪ .‬واختلفوا في معنى‬
‫تخصيصه بكونه له‪ ،‬على أقوال تزيد على خمسين‪ :‬منها ‪ -‬كما قاله م ر ‪ -‬كونه أبعععد‬
‫عن الرياء مععن غيععره‪ .‬ومنهععا مععا نقععل عععن سععفيان بععن عيينععة أن يععوم القيامععة تتعلععق‬
‫خصماء المرء بجميع أعماله إل الصوم فإنه ل سبيل لهععم عليععه‪ ،‬فععإنه إذا لععم يبععق إل‬
‫الصوم‪ ،‬يتحمل ال تعالى ما بقي من المظالم‪ ،‬ويدخله بالصوم الجنععة‪ ،‬وهععذا مععردود‪،‬‬
‫والصحيح تعلق الغرماء به ‪ -‬كسائر العمععال ‪ -‬وفععي البجيرمععي‪ :‬وعبععارة عبععد الععبر‬
‫نصها‪ :‬في الحديث القدسععي وهععو قععوله كععل عمععل إلععخ‪ ،‬فإضععافته تعععالى إليععه إضععافة‬
‫تشريف وتكريم‪ ،‬كما قال تعالى‪) * :‬ناقة ال( * مع أن العالم كله لعع‪ .‬وقيفععل لنععه لععم‬
‫يعبد غيره به‪ ،‬فلم تعظم الكفععار فععي عصععر مععن العصععار معبععوداتهم بالصععيام‪ ،‬وإن‬
‫كانوا يعظمونهم بصععورة الصعلة والسعجود وغيرهمععا‪ .‬وقيعل لن الصععيام بعيععد ععن‬
‫الرياء‪ ،‬لخفائه‪ ،‬بخلف الصلة والغزو وغير ذلك من العبععادات الظععاهرة‪ .‬وقيععل لن‬
‫الستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب‪ ،‬فلما تقرب الصععائم إليععه‬
‫بما يوافق صفاته أضافه إليه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬في سبيل ال( أي في الجهععاد ‪ -‬كمععا‬
‫هو الغالب في إطلقه‪ .‬وقال ع ش‪ :‬يمكن حمل‬

‫] ‪[ 300‬‬
‫سبيل ال على الطريق الموصل إليه‪ ،‬بأن يخلص في صومه‪ ،‬وإن لععم يكععن فععي‬
‫جهاد‪ .‬وهذا المعنى يطلق عليععه سععبيل الع كععثيرا وإن كععان خلف الغععالب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي‬
‫شرح مسلم للنووي‪ :‬هو ‪ -‬أي الصوم ‪ -‬في الجهاد محمعول علعى معن ل يتضعرر ول‬
‫يفوت به حقا ول يختل به قتاله ول غيععره مععن مهمععات غععزوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬باعععد الع‬
‫وجهه( أي ذاته‪) .‬وقوله‪ :‬سبعين خريفا( أي عاما‪ ،‬فأطلق الجزء وأراد الكل‪ ،‬وخععص‬
‫الخريف بالذكر لنه أعدل أيام السنة‪ .‬والمراد أنه يبعد عن النار مسافة لو قدرت لبلغ‬
‫زمن سيرها سبعين سنة‪) .‬قوله‪ :‬ويسن متأكدا( أي سنا متأكدا‪ ،‬فمتأكدا صفة لمصععدر‬
‫محذوف‪) .‬قوله‪ :‬صوم يوم عرفة( قال ع ش‪ :‬ورد في بعض الحععاديث أن الوحععوش‬
‫في البادية تصومه‪ ،‬حتى أن بعضهم أخععذ لحمععا وذهععب بععه إلععى الباديععة ورمععاه لنحععو‬
‫الوحوش‪ ،‬فأقبلت عليه ولم تأكل‪ ،‬وصارت تنظر إلى الشمس وتنظر إلى اللحم‪ ،‬حتى‬
‫غربت الشمس أقبلت إليه من كععل ناحيععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لغيععر حععاج( أي وغيععر مسععافر‬
‫وغير مريض‪ ،‬بأن يكون قويا مقيما‪ .‬أمععا الحععاج‪ ،‬فل يسعن لععه صعومه‪ ،‬بععل يسعن لععه‬
‫فطره‪ .‬وإن كان قويا‪ ،‬للتباع‪ ،‬وليقوى على الدعاء‪ .‬ومن ثم يسن صومه لحععاج غيععر‬
‫مسافر‪ ،‬بأن كان وطنه قريبا من عرفة ونوى الحج وهو في وطنه وأخر الوقوف إلى‬
‫الليل‪ .‬وأما المسععافر والمريععض‪ :‬فيسععن لهمععا فطععره‪ ،‬لكععن إن أجهععدهما الصععوم ‪ -‬أي‬
‫أتعبهما ‪ -‬كما في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي صوم يوم عرفة‪) .‬وقوله‪ :‬يكفر السنة إلععخ(‬
‫أي ذنوبه الحاصلة فيها‪) .‬قوله‪ :‬كما في خبر مسلم( لفظة‪ :‬صيام يععوم عرفععة أحتسععب‬
‫على ال أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده‪ .‬وقوله‪ :‬أحتسب‪ :‬قال بعضهم‪ :‬هععو‬
‫بلفععظ المضععارع‪ ،‬وضععميره عععائد إلععى النععبي )ص(‪ .‬وقععال بعضععهم‪ :‬بلفععظ الماضععي‪،‬‬
‫وضميره عائد إلى الصوم‪ ،‬وفيه بعد‪ .‬وقوله‪ :‬السععنة الععتي قبلععه‪ :‬أي قبععل يععوم عرفععة‪،‬‬
‫والمراد بها‪ :‬السنة التي تتععم بفععراغ شععهره‪ .‬وقععوله‪ :‬والسععنة الععتي بعععده‪ :‬أي بعععد يععوم‬
‫عرفة‪ ،‬والمراد بها‪ :‬السنة التي أولها المحرم الذي يلي الشهر المععذكور‪ ،‬إذا الخطععاب‬
‫الشرعي محمول على عرف الشرع‪ .‬وفي تكفير هذه السنة إشارة إلععى أنععه ل يمععوت‬
‫فيها‪ ،‬في ذلك بشرى‪ .‬وقد نقل ذلك المدابغي عن ابن عبععاس‪ ،‬وعبععارته‪) :‬فععائدة( قععال‬
‫ابن عباس ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬وهذه بشرى بحياة سنة مستقبلة لمععن صععامه‪ ،‬إذ هععو‬
‫)ص( بشر بكفارتها‪ ،‬فدل لصائمه على الحياة فيها‪ ،‬إذ هو )ص( ل ينطق عن الهوى‬
‫إن هو إل وحي يوحى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وورد أيضا عن ابن عمر رضععي الع عنهمععا‪ :‬مععن صععام‬
‫يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تععأخر‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي يععوم عرفععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والحوط صوم الثامن( أي لنه ربما يكون هو التاسع في الواقع‪) .‬قوله‪ :‬مععع عرفععة(‬
‫أي مع صوم يومها‪) .‬قوله‪ :‬والمكفععر‪ :‬الصععغائر( قععال الكععردي‪ :‬اعتمععده الشععارح فععي‬
‫كتبه‪ ،‬وأما الجمال الرملي فإنه ذكر كلم المام‪ ،‬ثم كلم مجلي في الرد على المععام‪.‬‬
‫ثم كلم ابن المنذر المفيد خلف ما قاله المام‪ ،‬وسكت عليه‪ ،‬فكأنه وافقه‪ .‬ولهذا قععال‬
‫القليعوبي فعي حواشعي المحلعى‪ :‬عممعه ابعن المنعذر فعي الكبعائر أيضعا‪ .‬ومشعى عليعه‬
‫صاحب الذخائر‪ ،‬وقال‪ :‬التخصيص بالصغائر ‪ -‬تحكم‪ .‬ومال إليه شععيخنا الرملععي فععي‬
‫شرحه‪ .‬ا‍ه‪ .‬والذي يظهر‪ :‬أن ما صرحت به الحاديث فيه بأن شرط التكفير اجتنععاب‬
‫الكبائر‪ :‬ل شعبهة فععي ععدم تكفيععره الكبعائر‪ .‬ومعا صععرحت الحعاديث فيعه بععأن يكفعر‬
‫الكبائر‪ :‬ل ينبغي التوقف فيه بأنه يكفرها بعد تصريح الشرع بععه‪ .‬ويبقععى الكلم فيمععا‬
‫أطلقت الحععاديث التكفيععر فيععه‪ .‬وملععت فععي الصععل إلععى أن الطلق يشععمل الكبععائر‪،‬‬
‫والفضل واسع‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعض حذف‪) .‬قوله‪ :‬ويتأكد صوم الثمانية قبلععه( أي يععوم عرفععة‪،‬‬
‫فعليه يكون الثامن مطلوبا من جهتين‪ :‬جهة الحتياط لعرفة‪ ،‬وجهة دخوله في العشععر‬
‫غير العيد‪ .‬كما أن صوم يوم عرفة مطلوب أيضععا معن جهععتين‪ :‬كععونه مععن عشععر ذي‬
‫الحجة‪ ،‬وكونه يوم عرفة‪) .‬قوله‪ :‬للخبر الصحيح فيهعا( أي الثمانيعة‪ :‬أي صعومها معع‬
‫صوم يوم عرفة‪ ،‬وذلك لخبر هو أنه )ص( قال‪ :‬ما من أيام أحب إلى ال أن يتعبد لععه‬
‫فيها من عشر ذي الحجة‪ ،‬يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة‪ ،‬وقيام كععل ليلععة منهععا‬
‫بقيام ليلة القدر‪ .‬وورد أيضا أنه )ص(‪ :‬كان يصوم تسع ذي الحجة‪) .‬وقوله‪:‬‬

‫] ‪[ 301‬‬
‫المقتضى إلخ( في الكردي‪ :‬الراجح أن عشر رمضان الخير أفضل مععن عشععر‬
‫ذي الحجة‪ ،‬إل يوم عرفععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويععوم عاشععوراء( بالمععد‪ ،‬معطععوف علععى يععوم‬
‫عرفة‪ .‬أي ويسن متأكدا صوم يوم عاشوراء‪ ،‬لقوله )ص( فيه‪ :‬أحتسععب علععى ال ع أن‬
‫يكفر السنة التي قبله‪ .‬وإنما لععم يجععب صععومه للخبععار الدالععة بععالمر بصععومه‪ .‬لخععبر‬
‫الصحيحين‪ :‬إن هذا اليوم يوم عاشوراء‪ ،‬ولم يكتب عليكم صيامه‪ ،‬فمن شععاء فليصععم‪،‬‬
‫ومن شاء فليفطر‪ .‬وحملوا الخبععار الععواردة بععالمر بصععومه علععى تأكععد السععتحباب‪.‬‬
‫)فائدة( الحكمة في كون صوم يععوم عرفععة بسععنتين وعاشععوراء بسععنة‪ ،‬أن عرفععة يععوم‬
‫محمدي ‪ -‬يعني أن صومه مختص بأمة محمععد )ص( ‪ -‬وعاشععوراء موسععوي‪ ،‬ونبينععا‬
‫محمد أفضل النبياء ‪ -‬صلوات ال عليهم أجمعين ‪ -‬فكععان يععومه بسععنتين‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهو( أي عاشوراء‪) .‬وقوله‪ :‬عاشععر المحععرم( أي اليععوم العاشععر منععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لنه يكفر السنة الماضية( علة لسنية صومه‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا فععي مسععلم( أي فععي روايععة‬
‫مسلم‪ ،‬وقد علمتها آنفا‪) .‬قوله‪ :‬وتاسوعاء( بالمد أيضا‪ ،‬وهو معطوف على عاشوراء‪،‬‬
‫أي ويسععن صععوم يععوم تاسععوعاء‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي تاسععوعاء‪) .‬وقععوله‪ :‬تاسعععه( أي‬
‫المحرم‪) .‬قوله‪ :‬لخبر مسلم( دليل لسنية صوم تاسوعاء‪) .‬وقععوله‪ :‬إلععى قابععل( أي إلععى‬
‫عععام قابععل‪ ،‬وهععو مصععروف ‪ -‬كمععا هععو ظععاهر ‪) .-‬وقععوله‪ :‬فمععات( أي النععبي )ص(‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬قبله( أي قبل مجئ تاسوعاء العام القابل‪) .‬قوله‪ :‬والحكمة( أي في صوم يععوم‬
‫التاسع مع العاشر مخالفة اليهود‪ ،‬أي فإنهم يصومون العاشر فقط‪ ،‬فنخععالفهم ونصععوم‬
‫التاسع معه‪ .‬والحكمة أيضا‪ :‬الحتياط‪ ،‬لحتمال الغلط في أول الشهر‪ ،‬والحتراز من‬
‫إفراده بالصوم ‪ -‬كما في يوم الجمعة ‪ -‬شرح الروض‪ :‬قععال فععي النهايععة‪ :‬وظععاهر مععا‬
‫ذكر من تشبيهه بيوم الجمعععة‪ :‬أنععه يكععره إفععراده‪ .‬لكععن فععي الم ل بععأس بععإفراده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجععل أن الحكمععة إلععخ‪) .‬قععوله‪ :‬لمععن لععم يصععمه( أي التاسععع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل وإن صامه( أي بل يسن صيام الحععادي عشععر‪ ،‬وإن صععام التاسععع‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لخبر فيه( أي لورود خبر في صيامه الحادي عشععر مععع مععا قبلععه مععن صععيام العاشععر‬
‫والتاسععع‪ ،‬وهععو مععا رواه المععام أحمععد‪ :‬صععوموا يععوم عاشععوراء‪ ،‬وخععالفوا اليهععود‪،‬‬
‫وصوموا قبلععه يومععا‪ ،‬وبعععده يومععا‪ .‬ذكععره فععي شععرح الععروض‪ ،‬وذكععر فيععه أيضععا أن‬
‫الشافعي نص في الم والملء على استحباب صععوم الثلثععة‪ ،‬ونقلععه عنععه الشععيخ أبعو‬
‫حامد وغيععره‪ .‬ا‍ه‪) .‬ل بععأس أن يفععرده( أي ل بععأس أن يصععوم العاشععر وحععده‪) .‬وأمععا‬
‫أحاديث الكتحال إلخ( في النفحات النبوية في الفضائل العاشورية ‪ -‬للشيخ العععدوي ‪-‬‬
‫ما نصه‪ :‬قال العلمة الجهوري‪ :‬أما حديث الكحل‪ ،‬فقال الحاكم إنه منكر‪ ،‬وقال ابععن‬
‫حجر إنه موضوع‪ ،‬بل قععال بعععض الحنفيععة إن الكتحععال يععوم عاشععوراء‪ ،‬لمععا صععار‬
‫علمة لبغض آل البيت‪ ،‬وجب تركه‪ .‬قال‪ :‬وقال العلمة صاحب جمع التعاليق‪ :‬يكره‬
‫الكحل يععوم عاشععوراء‪ ،‬لن يزيععد وابععن زيععاد اكتحل بععدم الحسععين هععذا اليععوم‪ ،‬وقيععل‬
‫بالثمد‪ ،‬لتقر عينهما بفعله‪ .‬قال العلمة الجهوري‪ :‬ولقد سعألت بععض أئمعة الحععديث‬
‫والفقه عن الكحل وطبخ الحبوب ولبس الجديد وإظهععار السععرور‪ ،‬فقععال‪ :‬لععم يععرد فيععه‬
‫حديث صحيح عن النبي )ص(‪ ،‬ول عن أحد من الصحابة‪ ،‬ول استحبه أحد من أئمععة‬
‫المسلمين‪ ،‬وكذا ما قيل‪ :‬إنه من اكتحل يومه لم يرمد ذلك العام‪ ،‬ومن اغتسل يومه لععم‬
‫يمرض كذلك‪ ،‬قال‪ :‬وحاصله أن معا ورد معن فععل عشعر خصعال يعوم عاشعوراء لعم‬
‫يصح فيها إل حديث الصععيام والتوسعععة علععى العيععال‪ ،‬وأمععا بععاقي الخصععال الثمانيععة‪:‬‬
‫فمنها ما هو ضعيف‪ ،‬ومنها ما هو منكر موضوع‪ .‬وقد عععدها بعضععهم اثنععتي عشععرة‬
‫خصلة‪ ،‬وهي‪ :‬الصلة‪ ،‬والصوم‪ ،‬وصلة الرحععم‪ ،‬والصععدقة والغتسععال‪ ،‬والكتحععال‪،‬‬
‫وزيارة عالم‪ ،‬وعيعادة مريعض‪ ،‬ومسعح رأس اليعتيم‪ ،‬والتوسععة علعى العيعال‪ ،‬وتقليعم‬
‫الظفار‪ ،‬وقراءة سورة الخلص ‪ -‬ألف مرة ‪ .-‬ونظمها بعضهم فقال‪:‬‬

‫] ‪[ 302‬‬
‫في يوم عاشوراء عشر تتصل * * بها اثنتان ولها فضل نقل صم‪ ،‬صل‪ ،‬صععل‪،‬‬
‫زر عالما‪ ،‬عد‪ ،‬واكتحل * * رأس اليتيم امسح‪ ،‬تصدق واغتسععل وسععع علععى العيععال‪،‬‬
‫قلم ظفرا * * وسورة الخلص قل ألفععا تصععل )فععائدة( عععن أبععي هريععرة رضععي الع‬
‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )ص(‪ :‬إن ال عزوجل افععترض علععى بيععن إسععرائيل صععوم‬
‫يوم في السنة‪ ،‬وهععو يععوم عاشععوراء‪ - ،‬وهععو اليععوم العاشععر مععن المحععرم ‪ -‬فصععوموه‬
‫ووسعوا على عيالكم فيه‪ ،‬فإنه من وسع فيه على عياله وأهله من ماله وسع ال عليععه‬
‫سائر سنته فصوموه‪ ،‬فإنه اليوم الذي تاب ال فيه على آدم فأصبح صععفيا‪ ،‬ورفععع فيععه‬
‫إدريس مكانا عليا‪ ،‬وأخرج نوحا من السفينة )‪ (1‬ونجى إبراهيم من النار‪ ،‬وأنزل ال‬
‫فيه التعوراة علعى موسعى‪ ،‬وأخعرج فيعه يوسعف معن السعجن‪ ،‬ورد فيعه علعى يعقعوب‬
‫بصره‪ ،‬وفيه كشف الضر عن أيوب‪ ،‬وفيه أخرج يونس من بطن الحوت‪ ،‬وفيععه فلععق‬
‫البحر لبني إسرائيل‪ ،‬وفيه غفر لداود ذنبه‪ ،‬وفيه أعطى ال الملك لسليمان‪ ،‬وفععي هععذا‬
‫اليوم غفر لمحمد )ص( ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ ،‬وهو أول يوم خلق ال فيه الدنيا‪.‬‬
‫وأول يوم نزل فيه المطر من السماء يوم عاشوراء‪ ،‬وأول رحمة نزلت إلععى الرض‬
‫يوم عاشوراء‪ .‬فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله‪ ،‬وهعو صعوم النبيعاء‪.‬‬
‫ومن أحيا ليلة عاشعوراء بالعبعادة فكأنمععا عبعد الع تععالى مثعل عبعادة أهععل السععموات‬
‫السبع‪ .‬ومن صلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد لع مععرة‪ ،‬وقععل هععو الع‬
‫أحد‪ ،‬إحدى وخمسين مرة‪ ،‬غفععر الع لععه ذنععوب خمسععين عامععا‪ .‬ومععن سععقى فععي يععوم‬
‫عاشوراء شربة ماء سقاه ال يوم العطش الكبر كأسا لم يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬وكأنمععا لععم‬
‫يعص ال طرفة عين‪ .‬ومن تصدق فيه بصدقة فكأنما لم يرد سائل قط‪ .‬ومععن اغتسععل‬
‫وتطهر يوم عاشوراء لم يمرض في سنته إل مععرض المععوت‪ .‬ومععن مسععح فيععه علععى‬
‫رأس يتيم أو أحسن إليه فكأنما أحسن إلى أيتام ولد آدم كلهم‪ .‬ومععن عععاد مريضععا فععي‬
‫يوم عاشوراء فكأنمععا عععاد مرضععى أولد آدم كلهععم‪ .‬وهععو اليععوم الععذي خلععق الع فيععه‬
‫العرش‪ ،‬واللوح‪ ،‬والقلم‪ .‬وهو اليوم الذي خلق ال فيه جبريل‪ ،‬ورفع فيه عيسى‪ .‬وهو‬
‫اليوم الذي تقوم فيه السععاعة‪) .‬فععائدة أخععرى( روي أن فقيععرا كععان لععه عيععال فععي يععوم‬
‫عاشوراء‪ ،‬فأصبح هو وعياله صياما‪ ،‬ولم يكن عندهم شئ‪ ،‬فخرج يطوف علععى شععئ‬
‫يفطرون عليه فلم يجد شيئا‪ ،‬فدخل سوق الصرف‪ ،‬فرأى رجل مسععلما قععد فععرش فععي‬
‫دكانه النطوع‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬وأخرج نوحا من السفينة( وذلك أن نوحا ‪ -‬عليععه السععلم ‪ -‬لمععا نععزل مععن‬
‫السفينة هو ومن معه‪ :‬شكوا الجععوع‪ ،‬وقععد فرغععت أزوادهععم فععأمرهم أن يععأتوا بفضععل‬
‫أزوادهم‪ ،‬فجاء هذا بكف حنطعة‪ ،‬وهععذا بكعف ععدس‪ ،‬وهعذا بكععف فعول‪ ،‬وهعذا بكعف‬
‫حمص إلى أن بلغت سبع حبوب ‪ -‬وكان يوم عاشواء ‪ -‬فمسى نععوح عليهععا‪ ،‬وطبخهععا‬
‫لهم‪ ،‬فأكلوا جميعا وشبعوا‪ ،‬ببركات نوح عليه السلم‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪) :‬قيل يا نععوح‬
‫اهبط بسلم منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك( وكان ذلك أول طعام طبخ على‬
‫وجه الرض بعد الطوفان ‪ -‬فاتخذه الناس سنة يوم عاشوراء‪ ،‬وفيه أجععر عظيععم لمععن‬
‫يفعل ذلك‪ ،‬ويطعم الفقراء والمساكين‪ .‬ا‍ه من الروض الفائق‪ .‬ومما يعزى للحافظ ابن‬
‫حجر فيما يطبخ من الحبوب في يوم عاشوراء‪ :‬في يوم عاشععوراء سععبع تمععترس * *‬
‫بر ورز ثم ماش وعدس وحمص ولوبيا والفول * * هذا هو الصحيح والمنقول وقال‬
‫في فتح الباري كلمات من قالها في يوم عاشوراء لم يمت قلبه‪ ،‬وهى‪ :‬سبحان ال مل‬
‫ء الميزان‪ ،‬ومنتهى العلم‪ ،‬ومبلغ الرضا‪ ،‬وزنععة العععرش‪ .‬والحمععد لع مععل ء الميععزان‬
‫ومنتهى العلم ‪ -‬ومبلععغ الرضععا‪ ،‬وزنععة العععرش‪ .‬والع أكععبر مععل ء الميععزان‪ ،‬ومنتهععى‬
‫العلم‪ ،‬ومبلغ الرضا وزنة العرش‪ .‬ل ملجا‪ .‬ول منجى مععن ال ع إل إليععه‪ .‬سععبحان ال ع‬
‫عدد الشفع والوتر‪ ،‬وعدد كلمات ال التامعات كلهعا‪ .‬والحمعد لع ععدد الشعفع والعوتر‪،‬‬
‫وعدد كلمات الع التامععات كلهععا‪ .‬والع أكععبر عععدد الشععفع والععوتر‪ ،‬وعععدد كلمععات الع‬
‫التامات كلها‪ .‬أسألك رب العالمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال الجهوري‪ :‬إن مععن قععال يععوم عاشععوراء‬
‫حسبى ال ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير ‪ -‬سبعين مرة ‪ -‬كفاه ال تعالى شر‬
‫ذلك العام ‪ -‬وبال التوفيق‪ .‬ا‍ه‪..‬‬

‫] ‪[ 303‬‬
‫المثمنة‪ ،‬وسكب عليها أكوام الذهب والفضة‪ ،‬فتقدم إليه‪ ،‬وسلم عليه‪ ،‬وقال له‪ :‬يا‬
‫سيدي أنا فقير‪ ،‬لعل أن تقرضني درهما واحدا أشتري به فطورا لعيالي‪ ،‬وأدعععو لععك‬
‫في هذا اليوم‪ .‬فولى بوجهه عنه‪ ،‬ولم يعطه شيئا‪ ،‬فرجع الفقيععر وهععو مكسععور القلععب‪،‬‬
‫وولى ودمعه يجري على خده‪ ،‬فرآه جار له صععيرفي ‪ -‬وكععان يهوديععا ‪ -‬فنععزل خلععف‬
‫الفقير وقال له أراك تكلمت مع جاري فلن‪ ،‬فقال قصدته في درهم واحععد لفطععر بععه‬
‫عيالي‪ ،‬فردني خائبا‪ ،‬وقلت له أدعو لك في هذا اليوم‪ .‬فقال اليهودي‪ :‬وما هذا اليوم ؟‬
‫فقال الفقير‪ :‬هذا يوم عاشوراء ‪ -‬وذكععر لعه بعععض فضععائله ‪ -‬فنععاوله اليهععودي عشععرة‬
‫دراهم‪ ،‬وقال له‪ :‬خذ هذه وأنفقها على عيالك إكراما لهذا اليععوم‪ .‬فمضععى الفقيععر‪ ،‬وقععد‬
‫انشرح لذلك‪ ،‬ووسع على أهله النفقة‪ ،‬فلما كان الليل‪ ،‬رأى الصيرفي ‪ -‬المسععلم ‪ -‬فععي‬
‫المنام كأن القيامة قد قامت‪ ،‬وقد اشتد العطش والكرب‪ ،‬فنظر‪ ،‬فإذا قصععر مععن لؤلععؤة‬
‫بيضاء‪ ،‬أبوابه من الياقوت الحمر‪ ،‬فرفع رأسه وقععال‪ :‬يععا أهعل هعذا القصععر اسعقوني‬
‫شربة ماء‪ .‬فنودي‪ :‬هذا القصر كان قصرك بالمس‪ ،‬فلما رددت ذلك الفقيععر مكسععور‬
‫القلب‪ .‬محي اسمك من عليه‪ ،‬وكتب باسم جارك اليهودي الذي جبره وأعطععاه عشععرة‬
‫دراهم‪ .‬فأصبح الصيرفي مذعورا‪ ،‬يناوي على نفسه بالويل والثبور‪ ،‬فجاء إلى جععاره‬
‫اليهودي‪ ،‬وقال‪ :‬أنت جاري‪ ،‬ولي عليك حق‪ ،‬ولي إليك حاجة‪ .‬قال‪ :‬وما هععي ؟ قععال‪:‬‬
‫تبيعني ثواب العشرة دراهم ‪ -‬التي دفعتها بالمس للفقيعر ‪ -‬بمععائة درهعم‪ .‬فقععال‪ :‬والع‬
‫ول بمائة ألف دينار‪ ،‬ولو طلبت أن تدخل من بعاب القصعر العذي رأيتعه البارحعة لمعا‬
‫مكنتك من الدخول فيه‪ .‬فقال‪ :‬ومن كشف لك عن هععذا السععر المصععون ؟‪ .‬قععال‪ :‬الععذي‬
‫يقول للشئ كن فيكون‪ ،‬وأنععا أشععهد أن ل إلععه إل الع وحععده ل شععريك لععه‪ ،‬وأشععهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪) .‬إخواني( كان هذا يهوديا‪ ،‬فأحسن الظن بيععوم عاشععوراء‪ ،‬ومععا‬
‫كان يعرف فضله‪ ،‬فأعطاه ال ما أعطععاه‪ ،‬ومععن عليععه بالسععلم‪ ،‬فكيععف بمععن يعععرف‬
‫فضله وثوابه‪ ،‬ويهمل العمل فيه ؟ ول در القائل‪ :‬يا غاديا في غفلععة ورائحععا * * إلععى‬
‫مععتى تستحسععن القبائحععا ؟ وكععم ‪ -‬أخععي ‪ -‬كععم ل تخععاف موقفععا * * يسععتنطق ال ع بععه‬
‫الجوارحا ؟ واعجبا منك وأنت مبصععر * * كيععف تجنبععت الطريععق الواضععحا ؟ كيععف‬
‫تكون حين تقرأ في غد * * صحيفة قعد حعوت الفضعائحا ؟ وكيعف ترضعى أن تكعون‬
‫خاسرا * * يوم يفوز من يكون رابحا ؟ فاعمل لميزانك خيععرا فعسععى * * يكععون فععي‬
‫يوم الحساب راجحا ؟ وصععم‪ ،‬فهععذا يععوم عاشععوراء الععذي * * مععا زال بععالتقوى شععذاه‬
‫فائحا يوم شريف‪ ،‬خصنا ال به * * يا فوز من قدم فيعه صععالحا )قععوله‪ :‬وصعوم سععتة‬
‫أيام من شوال( معطوف على صوم يوم عرفة‪ .‬أي ويسن متأكدا صوم ستة أيععام مععن‬
‫شهر شوال‪ .‬وكان المناسب للشارح أن يقععدر لفععظ صععوم فععي جميععع المعطوفععات‪ ،‬أو‬
‫يتركه في الجميع‪) .‬قوله‪ :‬لما في الخبر الصحيح( لفظه‪ :‬من صام رمضععان ثععم أتبعععه‬
‫ستا من شوال‪ ،‬كان كصيام الدهر‪) .‬قوله‪ :‬إن صومها مع صوم رمضععان( أي دائمععا‪،‬‬
‫فل تكون المرة من صيام رمضععان وسععتة مععن شععوال كصععيام الععدهر‪ ،‬بععدليل روايععة‪:‬‬
‫صيام رمضان بعشععرة أشععهر‪ ،‬وصععيام سعتة أيععام ‪ -‬أي معن شعوال ‪ -‬بشعهرين‪ .‬فعذلك‬
‫صيام السعنة‪ .‬فالحاصععل أن كعل معرة بسعنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬سعم بزيعادة‪ .‬وفعي البجيرمعي‪ :‬وهعذا‬
‫يقتضي أن المراد بالدهر‪ :‬العمر‪ ،‬وبه قال ع ش‪ ،‬لكن كلم الشارح التععي يععدل علععى‬
‫أن المراد به السنة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬كصيام الععدهر( أي فرضععا‪ ،‬وإل لععم يكععن لخصوصععية‬
‫ست شوال معنى‪ ،‬إذ من صام مع رمضان ستة غيرها يحصل له ثععواب الععدهر‪ ،‬لن‬
‫الحسنة بعشرة أمثالها‪) .‬والحاصل( أن من صامها مع رمضان كل سنة‪ ،‬تكن كصيام‬
‫الدهر فرضا بل مضاعفة‪ ،‬ومععن صععام سععتة غيرهععا كععذلك‪ ،‬تكععون كصععيامه نفل بل‬
‫مضاعفة‪ ،‬كما أن صوم ثلثة من كل شهر تحصله‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة بتصرف‪.‬‬

‫] ‪[ 304‬‬
‫وفي المغني‪) :‬تنبيه( قضية إطلق المصنف استحباب صومها لكل أحد ‪ -‬سواء‬
‫صام رمضعان أم ل ‪ -‬كمعن أفطععر لمععرض‪ ،‬أو لصعبا‪ ،‬أو كفعر‪ ،‬أو غيععر ذلعك‪ ،‬وهعو‬
‫الظاهر ‪ -‬كما جرى عليه بعض المتأخرين ‪ -‬ثم قال‪ :‬ولو صععام فععي شععوال قضععاء أو‬
‫نذرا أو غير ذلك‪ :‬هل تحصل له السنة أو ل ؟ لم أر من ذكره‪ ،‬والظععاهر الحصععول‪.‬‬
‫لكن ل يحصل لعه هعذا الثعواب المعذكور‪ ،‬خصوصعا معن فععاته رمضعان وصععام عنعه‬
‫شوال‪ ،‬لنه لم يصدق عليه المعنى المتقدم‪ ،‬ولذلك قال بعضهم‪ :‬يسععتحب لععه فععي هععذه‬
‫الحالة أن يصوم ستا من ذي القعدة‪ ،‬لنه يسععتحب قضععاء الصععوم الراتععب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععذا‬
‫إنما يأتي إذا قلنا إن صومها ل يحصل بغيرها‪ ،‬أما إذا قلنا بحصوله ‪ -‬وهععو الظععاهر‪:‬‬
‫كما تقدم ‪ -‬فل يستحب قضاؤها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬واتصالها بيوم العيد أفضل( أي من عععدم‬
‫اتصالها به‪ ،‬ولكن يحصل أصل السنة بصومها غير متصلة به كما يحصل بصععومها‬
‫غير متتابعة‪ ،‬بععل متفرقععة فععي جميععع الشععهر‪) .‬قععوله‪ :‬مبععادرة للعبععادة( علععة لفضععلية‬
‫اتصالها بيوم العيد‪ .‬أي وإنما كععان أفضععل لجععل المبععادرة فععي العبععادة‪ .‬أي ولمععا فععي‬
‫التأخير من الفات‪) .‬قوله‪ :‬وأيام الليالي( معطوف على يعوم عرفعة أيضعا‪ .‬أي ويسعن‬
‫متأكدا صوم أيام الليالي البيض‪ ،‬وقدر الشارح لفظ الليعالي‪ :‬لنهعا هعي العتي توصعف‬
‫بالبيض‪ ،‬وبالسود‪ ،‬دون اليام‪) .‬قوله‪ :‬الععبيض( صععفة لليععالي‪ ،‬ووصععفت بععذلك‪ :‬لنهععا‬
‫تبيض بالقمر من أولها إلى آخرها‪) .‬قوله‪ :‬وهي الثععالث إلععخ( الحتيععاط صععوم الثععاني‬
‫عشر معها‪) .‬وقوله‪ :‬وتالياه( أي وهما الرابع عشر والخععامس عشععر‪) .‬قععوله‪ :‬لصععحة‬
‫المر بصومها( أي في رواية أحمد والترمذي وابععن حبععان عععن أبععي ذر‪ :‬إذا صععمت‬
‫من الشهر ثلثا‪ ،‬فصم ثلث عشرة‪ ،‬وأربع عشرة‪ ،‬وخمس عشرة‪ .‬ا‍ه إرشععاد العبععاد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لن صوم الثلثة إلخ( علة للعلععة‪ ،‬ولععو كععانت علعة للمعلععل‪ :‬لععراد الععواو وأتععى‬
‫بالضمير بدل السم الظاهر‪ ،‬ولععو قععال ‪ -‬كمععا فععي التحفععة ‪ -‬وحكمععه كونهععا ثلثععة أن‬
‫الحسنة بعشر أمثالها فصومها كصوم الشهر كله لكان أولى‪) .‬وقوله‪ :‬كصوم الشععهر(‬
‫في رواية عن أبي ذر أن‪ :‬من صام ثلثة أيععام مععن كععل شععهر فقععد صععام الععدهر كلععه‪.‬‬
‫وهذه الرواية ل تنافي الحكمة المععذكورة‪ ،‬لن الععذي فععي الروايععة إذا كععان ذلععك علععى‬
‫الدوام‪ ،‬بدليل قوله من كل شهر‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬قععوله‪ :‬كصععوم الشععهر ‪ -‬كععان‬
‫أبو ذر رضي ال عنه يعد نفسه صائما في أيام فطره لهذا الحديث‪ ،‬فقد روى البيهقي‬
‫عن عبد ال بن شقيق‪ ،‬قال‪ :‬أتيت المدينة‪ ،‬فإذا رجل طويل أسععود‪ ،‬فقلععت‪ :‬مععن هععذا ؟‬
‫قالوا‪ :‬أبو ذر‪ :‬فقلت‪ :‬لنظرن على أي حال هو اليوم‪ .‬قلت‪ :‬صععائم أنععت ؟ قععال‪ :‬نعععم‪.‬‬
‫وهم ينتظرون الذن على عمر رضي ال عنه‪ ،‬فدخلوا‪ ،‬فأتينا بقصاع فأكل‪ ،‬فحركتععه‬
‫أذكره بيدي‪ ،‬فقال إني لم أنس ما قلت لك‪ ،‬إني أخبرتك أنععي صععائم‪ ،‬إنععي أصععوم مععن‬
‫كل شهر ثلثة أيام‪ ،‬فأنا أبدا صائم‪ .‬ورى البيهقي في سننه عن أبي هريرة قريبععا معن‬
‫قصة أبي ذر‪ ،‬وأنه قال لهم أنا مفطععر فععي تخفيععف الع صععائم فععي تضعععيف العع‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن ثم( أي ومن أجععل أن صععوم الثلثععة كصععوم الشععهر‪ ،‬لن الحسععنة بعشععر‬
‫أمثالها تحصل السنة بثلثة غيرها من أيام الشهر‪ .‬قال في النهايععة‪) :‬والحاصععل( كمععا‬
‫أفاده السبكي وغيره‪ :‬أنه يسن صوم ثلثة من كل شهر‪ ،‬وأن تكون أيام الععبيض‪ ،‬فععإن‬
‫صامها أتى بالسنتين‪ .‬فما في شرح مسلم ‪ -‬من أن هذه الثلثة هي المععأمور بصععيامها‬
‫من كل شهر ‪ -‬فيه نظر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬بالسنتين ‪ -‬بضم السين وفتح النععون المشععددتين ‪-‬‬
‫أي سععنة صععوم الثلثععة‪ ،‬وسععنة صععوم أيععام الععبيض‪) .‬قععوله‪ :‬لكنهععا( أي أيععام الععبيض‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أفضل( أي من غيرها من بقية الشهر‪) .‬قوله‪ :‬ويبدل على الوجه ثالث عشر‬
‫ذي الحجععة( أي لن صععومه حععرام‪ ،‬لكععونه معن أيععام التشععريق‪) .‬قععوله‪ :‬وقععال الجلل‬
‫البلقينععي‪ :‬ل( أي ل يبعدله بععه‪) .‬قعوله‪ :‬بععل يسععقط( أي صععومه أي طلبعه‪) .‬قععوله‪ :‬أيععام‬
‫السود( كان عليه أن يذكر هنا الليالي ‪ -‬كما ذكرها فيما مععر ‪ -‬بعأن يقعول أيعام الليععالي‬
‫السود‪ ،‬وإنما‬

‫] ‪[ 305‬‬
‫وصفت بذلك‪ ،‬لسواد جميع الليل فيها‪ ،‬لعدم القمر‪ .‬قال في المغني‪ :‬وخصت أيام‬
‫الععبيض وأيععام السععود بععذلك ‪ -‬أي بالصععيام ‪ -‬لتعميععم ليععالي الولععى بععالنور‪ ،‬والثانيععة‬
‫بالسواد‪ ،‬فناسععب صععوم الولععى شععكرا‪ ،‬والثانيععة لطلععب كشععف السععواد‪ ،‬ولن الشععهر‬
‫ضععيف قععد أشععرف علععى الرحيععل‪ ،‬فناسععب تزويععده بععذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وهععي الثععامن‬
‫والعشرون وتالياه( لكن عند نقص الشهر يتعععذر الثععالث‪ ،‬فيعععوض عنععه أول الشععهر‪،‬‬
‫لن ليلته كلها سوداء‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬وهي السابع أو الثامن والعشرون وتالياه‪ ،‬فععإن‬
‫بدأ بالثامن ونقص الشهر صام أول تاليه‪ ،‬لستغراق الظلمة لليلته أيضععا‪ ،‬وحينئذ يقععع‬
‫صومه عن كونه أول الشهر أيضا‪ ،‬فإنه يسن صوم ثلثة أول كل شهر‪) .‬تنععبيه( مععن‬
‫الواضح أن من قال أولها السابع‪ :‬ينبغي أن يقععال إذا تععم الشععهر‪ :‬يسععن صععوم الخععر‪،‬‬
‫خروجا من خلف الثاني‪ .‬ومن قال الثامن‪ :‬يسن له صوم السابع احتياطا ‪ -‬فنتج سععن‬
‫صوم الربعة الخيرة إذا تم الشهر عليهما‪ .‬انتهت‪) .‬قوله‪ :‬وصوم الثنين والخميس(‬
‫معطوف على صوم يوم عرفة‪ .‬أي ويسن متأكدا صععوم يععوم الثنيععن ويعوم الخميععس‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬للخبر الحسن إلخ( دليععل لتأكععد صععومهما‪) .‬وقععوله‪ :‬إنععه إلععخ( بععدل مععن الخععبر‬
‫الحسن‪ ،‬أو عطف بيعان لععه‪) .‬وقععوله‪ :‬يتحععرى( أي يقصعد‪) .‬وقععوله‪ :‬وقععال( أي النععبي‬
‫)ص(‪) .‬وقوله‪ :‬تعرض فيهما( أي الثنين والخميس‪) .‬وقوله‪ :‬العمال( أي أعمال ما‬
‫بينهما معهما‪ ،‬فتعرض أعمال الثلثاء والربعععاء والخميععس‪ :‬فععي الخميععس‪ .‬وأعمععال‬
‫الجمعة والسبت والحد والثنين‪ :‬في الثنين‪) .‬وقوله‪ :‬وأنا صائم( أي متلبس بالصوم‬
‫حقيقة‪ ،‬لن العرض قبل الغروب‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قعوله‪ :‬وأنعا صعائم‪ ،‬أي‬
‫قريب من زمن الصوم‪ ،‬لن العرض بعد الغروب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والمراد عرضها علعى‬
‫ال تعالى( أي إجمال‪ .‬وكان المناسب زيادته‪ ،‬لن العرض إنما يكون على ال تعععالى‬
‫مطلقا ‪ -‬سواء كان عرض الثنيععن والخميععس‪ ،‬أو ليلععة النصععف مععن شعععبان‪ ،‬أو ليلععة‬
‫القدر‪ ،‬فالفرق إنما هو في الجمال والتفصيل ‪ -‬فعرض الثنين والخميععس‪ ،‬علععى ال ع‬
‫تعالى إجمالي‪ ،‬وكذا عرض ليلة النصف من شعبان وليلة القدر‪ .‬والعرض التفصععيلي‬
‫هو في كل يوم وليلة ‪ -‬كما نص على ذلك في التحفة ‪ -‬وعبارتهععا‪ :‬أي تعععرض علععى‬
‫الع تعععالى‪ ،‬وكععذا تعععرض فععي ليلععة نصععف شعععبان‪ ،‬وفععي ليلععة القععدر‪ ،‬فععالول ‪ -‬أي‬
‫عرضها يوم الثنين والخميس ‪ -‬إجمالي باعتبععار السععبوع‪ ،‬والثععاني باعتبععار السععنة‪،‬‬
‫وكذا الثالث‪ ،‬وفائدة تكرير ذلك إظهار شرف العععاملين بيععن الملئكععة‪ .‬وأمععا عرضععها‬
‫تفصيل‪ ،‬فهو رفع الملئكة لها بالليل مرة‪ ،‬وبالنهار مععرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪ .‬فتلخععص أن‬
‫العرض الجمالي في كل أسبوع مرتين‪ ،‬وفي كل سنة كذلك‪ .‬والتفصيلي في كل يوم‬
‫مرتين‪) .‬قوله‪ :‬وأما رفع الملئكععة إلععخ( يفيععد أن مععا قبلععه ل ترفعععه الملئكععة‪ ،‬مععع أن‬
‫الرفع إنما يكون من الملئكة مطلقا‪ ،‬فععي هععذا‪ ،‬فيمععا قبلععه‪ .‬وكععان المناسععب أن يقععول‪:‬‬
‫وأما عرضها تفصيل‪ :‬فهو رفع الملئكة إلخ‪) .‬قوله‪ :‬فععإنه( أي الرفععع‪) .‬وقععوله‪ :‬مععرة‬
‫بالليل ومعرة بالنهععار( وذلعك لنعه تجتمععع ملئكعة الليعل وملئكعة النهعار عنعد صعلة‬
‫العصر‪ ،‬ثم ترتفع ملئكة النهار وتبقى ملئكة الليل‪ ،‬ويجتمعان عنععد صععلة الصععبح‪،‬‬
‫فترتفع ملئكة الليل وتبقى ملئكة النهار‪ .‬وهذا هو معنى قوله )ص(‪ :‬يتعععاقبون فيكععم‬
‫ملئكة بالليل‪ ،‬وملئكة بالنهار‪) .‬قوله‪ :‬ورفعها في شعبان( أي الثابت بخبر أحمد أنععه‬
‫)ص(‪ :‬سئل عن إكثاره الصوم في شعبان‪ ،‬فقال‪ :‬إنه شهر ترفع فيه العمععال‪ ،‬فععأحب‬
‫أن يرفععع عملععي وأنععا صععائم‪) .‬قععوله‪ :‬وصععوم الثنيععن أفضععل مععن صععوم الخميععس ‪-‬‬
‫لخصوصيات( هي أنه )ص( ولد في يوم الثنين‪ ،‬وبعث فيه‪ ،‬وتوفي فيه‪ ،‬وكععذا بقيععة‬
‫أطواره )ص(‪ .‬روى السهيلي أن النبي )ص( قال لبلل‪ :‬ل يفتك صيام الثنين‪ ،‬فإني‬
‫ولدت فيه‪ ،‬وبعثت فيه‪ ،‬وأموت فيه أيضا‪ .‬وفي‬

‫] ‪[ 306‬‬
‫المغني ما نصه‪ :‬وسمي ما ذكر يععوم الثنيععن‪ :‬لنععه ثععاني السععبوع‪ .‬والخميععس‪:‬‬
‫لنه خامسه‪ .‬كذا ذكره المصنف ناقل له عن أهل اللغة‪ .‬قال السنوي‪ :‬فيعلععم منععه أن‬
‫أول السبوع الحد‪ .‬ونقله ابن عطية عن الكثرين‪ ،‬وسيأتي فععي بععاب النععذر أن أولععه‬
‫السبت‪ .‬وقال السهيلي‪ :‬إنععه الصععواب‪ ،‬وقععول العلمععاء كافععة إل ابععن جريععر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي‬
‫البجيرمي‪ :‬سميا بذلك‪ :‬لنه ثاني أيععام إيجععاد المخلوقععات ‪ -‬غيععر الرض ‪ -‬والخميععس‬
‫خامسها‪ ،‬وما قيل لنه ثاني السبوع مبني على مرجوح‪ ،‬وهو أن أوله الحععد‪ ،‬وإنمععا‬
‫أوله السبت على المعتمد ‪ -‬كما في باب النذر ‪ .-‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وعد إلخ( مصدر مضاف‬
‫إلى فاعله‪ ،‬وهو مبتدأ‪ ،‬خبره شععاذ‪) .‬وقععوله‪ :‬اعتيععاد( مفعععول أول للمصععدر‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫صومهما( أي الثنين والخميس‪) .‬وقوله‪ :‬مكروها( مفعععول ثععان للمصععدر ‪ -‬يعنععي أن‬
‫الحليمي عد المواظبة على صوم الثنين والخميس من المكععروه‪ ،‬وهععذا غريععب شععاذ‪.‬‬
‫وعبارة المغني‪ :‬وأغرب الحليمي فعد من المكروه اعتياد صوم يوم بعينه‪ ،‬كععالثنين‪،‬‬
‫والخميس‪ ،‬لن في ذلك تشععبيها برمضععان‪ .‬ا‍ه‪) .‬تتمععة( يسععتحب صععوم يععوم الربعععاء‬
‫شكرا ل تعالى على عدم هلك هذه المة فيععه‪ ،‬كمععا أهلععك فيععه مععن قبلهععا‪ .‬ويسععتحب‬
‫صوم يوم المعراج‪ ،‬ويوم ل يجد فيه الشخص ما يأكله‪ ،‬ويكععره صععوم الععدهر ‪ -‬غيععر‬
‫العيدين‪ ،‬وأيام التشريق ‪ -‬لمن خاف به ضررا‪ ،‬أو فوت حق‪ .‬ولو منععدوبا‪ ،‬ويسععتحب‬
‫لغيره‪ ،‬لطلق الدلة‪ ،‬ولنه )ص( قال‪ :‬من صام الععدهر ضععيقت عليععه جهنععم هكععذا‪.‬‬
‫وعقد تسعين‪ .‬رواه البيهقي‪ .‬ومعنى ضيقت عليه‪ :‬أي عنه‪ ،‬فلم يدخلها‪ ،‬أو ل يكون له‬
‫فيها موضع‪ .‬أما صوم العيدين وأيام التشريق‪ :‬فيحععرم ‪ -‬كمععا سععينص عليععه ‪ -‬ويكععره‬
‫أيضا إفراد الجمعة أو السبت أو الحد بالصوم‪ ،‬لقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬ل يصععم‬
‫أحدكم يوم الجمعة‪ ،‬إل أن يصوم يوما قبله‪ ،‬أو يوما بعده‪ .‬رواه الشععيخان‪ :‬ولخععبر‪ :‬ل‬
‫تصععوموا يععوم السععبت إل فيمععا افععترض عليكععم‪ .‬رواه الترمععذي وحسععنه‪ ،‬والحععاكم‬
‫وصححه على شرط الشخين‪ ،‬ولن اليهود تعظم يوم السبت‪ ،‬والنصارى يوم الحععد‪،‬‬
‫ومحل الكراهة الفراد‪ :‬ما لم يوافق عادة له ‪ -‬كأن كان يعتاد صوم يععوم وفطععر يععوم‪،‬‬
‫فوافق صومه يوما منها‪ ،‬وإل فل كراهة ‪ -‬كما في صوم يوم الشك‪ .‬قععوله‪ :‬فععرع( أي‬
‫في بيان أن صوم هععذه اليععام المتأكععد ينععدرج فععي غيععره‪) .‬قععوله‪ :‬أفععتى إلععخ( حاصععل‬
‫الفتاء المذكور أنه إذا كان عليه صوم فرض قضاء أو نععذر وأوقعععه فععي هععذه اليععام‬
‫المتأكععد صععومها‪ :‬حصععل لععه الفععرض الععذي عليععه‪ ،‬وحصععل لععه ثععواب صععوم اليععام‬
‫المسنون‪ ،‬وظاهر إطلقه أنه ل فرق في حصول الثواب بين أن ينويه مع الفرض أو‬
‫ل‪ ،‬وهو مخالف لقول ابن حجر التي أنه ل يحصل له الثواب إل إذا نواه‪ ،‬وإل سقط‬
‫عنه الطلب فقط‪) .‬قوله‪ :‬بحصول إلخ( متعلق بأفتى‪) .‬وقوله‪ :‬ثواب عرفععة( أي صععوم‬
‫يومها‪) .‬وقوله‪ :‬وما بعده( ما‪ :‬اسم موصول معطوف علععى عرفععة‪ ،‬والظععرف متعلععق‬
‫بمحذوف صلة ما‪ ،‬والضمير يعود على عرفة‪ ،‬والمناسب تأنيثه‪ ،‬لن المرجع مؤنث‪:‬‬
‫أي أفتى بحصول ثواب عرفة‪ ،‬وبحصول ثواب ما ذكر بعععد عرفععة‪ ،‬وهععو عاشععوراء‬
‫وتاسوعاء وستة من شوال إلخ‪ .‬والمراد ثواب صومها كما هو ظاهر‪) .‬قوله‪ :‬بوقععوع‬
‫إلخ( متعلق بحصول‪) .‬وقوله‪ :‬صوم فرض( أي قضاء أو نذر‪) .‬وقوله‪ :‬فيها( متعلععق‬
‫بوقعوع‪ ،‬والضعمير يععود علعى المعذكورات معن عرفعة ومعا بععده‪) .‬قعوله‪ :‬فقعال( أي‬
‫النووي في المجموع‪ ،‬فالفاعل ضمير يعود عليه‪ .‬ويحتمل عوده على السنوي ‪ -‬كما‬
‫صرح به هو أول الباب في مبحث النية‪ ،‬وصععرح بععه أيضععا فععي فتععح الجععواد ‪ -‬لكععن‬
‫ظاهر صنيعه هنا الول‪ ،‬لنه جعل السنوي تابعا للنووي‪ ،‬فيكون القععول لععه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫إن نواهما( أي الصوم المسنون والمفروض‪) .‬قوله‪ :‬لم يحصل له شئ منهما( أي من‬
‫المسععنون والمفععروض ‪ -‬كمععا إذا نععوى مقصععودين لععذاتهما‪ ،‬كسععنة الظهععر‪ ،‬وفععرض‬
‫الظهر‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا( أي في فتح الجواد‪ .‬ونص عبارته‪ :‬وقال السنوي‪ :‬القياس‬
‫أنه إن لم ينو التطوع حصل له الفرض‪ ،‬وإن نواهما لععم يحصععل لععه شععئ منهمععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وإنما يتم له إن ثبت أن الصوم فيها مقصود لععذاته‪ .‬والععذي يتجععه إلععى آخععر مععا ذكععره‬
‫الشارح‪ .‬ثم قال‪ :‬وعليه لو نوى ليل الفرض وقبل الزوال النفل‪ ،‬فهل يثاب على النفل‬
‫حينئذ ‪ -‬لن القصد التقرب بالصوم عن الجهتين وقد‬
‫] ‪[ 307‬‬
‫حصل ‪ -‬أول ‪ -‬لن صحة نية الصائم صععوما آخععر بعيععدة ‪ -‬؟ كععل محتمععل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وجود صوم فيها( أي في هذه اليام عرفععة ومععا بعععده‪) .‬قععوله‪ :‬فهععي( أي هععذه‬
‫اليام‪ .‬أي صومها‪ .‬ول بد من تقدير هذا المضععاف ليصععح التشععبيه بالتحيععة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫كالتحية( أي فإنها تحصل بفرض أو نفل غيرهعا‪ .‬لن القصععد شعغل البقعععة بالطاععة‪،‬‬
‫وقد وجدت‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن نععوى التطععوع أيضععا( أي كمععا أنععه نععوى الفععرض‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫حصل( أي التطوع والفرض‪ ،‬أي ثوابهما‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لم ينو التطععوع‪ ،‬بععل‬
‫نوى الفرض فقط‪) .‬وقوله‪ :‬سقط عنه الطلععب( أي بععالتطوع‪ ،‬لنععدراجه فععي الفععرض‪.‬‬
‫)تنبيه( اعلم أنه قد يوجععد للصععوم سععببان‪ :‬كوقععوع عرفععة أو عاشععوراء يععوم اثنيععن أو‬
‫خميععس‪ ،‬أو وقععوع اثنيععن أو خميععس فععي سععتة شععوال‪ ،‬فيععزداد تأكععده رعايععة لوجععود‬
‫السببين‪ ،‬فإن نواهما‪ :‬حصل ‪ -‬كالصدقة على القريب‪ ،‬صدقة وصلة ‪ -‬وكذا لععو نععوى‬
‫أحدهما ‪ -‬فيما يظهر ‪) .-‬وقوله‪ :‬أفضععل الشععهور إلععخ( قععد نظععم ذلععك بعضععهم بقععوله‪:‬‬
‫وأفضل الشهور بالطلق‪ * * :‬شهر الصيام‪ ،‬فهو ذو السباق فشهر ربنا هععو المحععرم‬
‫* * فرجب‪ ،‬فالحجة المعظم فقعدة‪ ،‬فبعده شعبان * * وكععل ذا جععاء بععه البيععان )قععوله‪:‬‬
‫الشهر الحرم( هي أربعة‪ :‬ثلثعة منهععا سععرد‪ ،‬وهععي ذو القعععدة وذو الحجععة ومحععرم‪،‬‬
‫وواحد منها فرد وهو رجب‪ .‬وإنما كان الصوم فيها أفضل‪ ،‬لخععبر أبععي داود وغيععره‪:‬‬
‫صم من الحرم واترك‪ ،‬صم من الحرم واترك‪ ،‬صععم مععن الحععرم واتععرك‪ .‬وإنمععا أمععر‬
‫المخاطب بالترك لنه كان يشق عليه إكثار الصوم‪ ،‬كما جاء التصريح به في الخبر‪.‬‬
‫أما من ل يشق عليه‪ ،‬فصوم جميعهععا لععه فضععيلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬شععرح الععروض‪ .‬وإنمععا سععميت‬
‫حرما‪ :‬لن العرب كانت تتحرمها وتعظمها‪ ،‬وتحرم فيها القتععال‪ ،‬حععتى أن أحعدهم لعو‬
‫لقي قاتل أبيه أو ابنه أو أخيه في هذه الشهر لم يزعجه‪ ،‬وكان القتال فيها محرما في‬
‫صدر السلم‪ ،‬ثم نسخ بقوله تعععالى‪) * :‬فععاقتلوهم حيععث وجععدتموهم( * )‪) .(1‬قععوله‪:‬‬
‫وأفضلها( أي الشهر الحرم المحرم ‪ -‬لخبر مسلم‪ :‬أفضل الصوم بعد رمضععان شععهر‬
‫ال المحرم وإنما سمي محرما‪ :‬لتحريم الجنة فيه على إبليس‪) .‬قعوله‪ :‬ثعم رجعب( هعو‬
‫مشتق معن الععترجيب‪ ،‬وهعو التعظيععم‪ ،‬لن الععرب كعانت تعظمعه زيععادة علعى غيعره‪.‬‬
‫ويسععمى الصععب‪ :‬لنصععاب الخيععر فيععه‪ .‬والصععم‪ :‬لعععدم سععماع قعقعععة السععلح فيععه‪.‬‬
‫ويسععمى رجععم ‪ -‬بععالميم ‪ -‬لرجععم العععداء والشععياطين فيععه حععتى ل يععؤذوا الوليععاء‬
‫والصالحين‪) .‬قوله‪ :‬ثم الحجة ثم القعدة( بعضهم قدم القعدة على الحجة‪ ،‬لكن المعتمععد‬
‫تقديم الحجة‪ ،‬فهو أفضل‪ ،‬لوقوع الحج فيه‪ ،‬ولشععتماله علععى يععوم عرفععة‪ .‬والفصععح‪:‬‬
‫فتح قاف القعدة‪ ،‬وكسر حاء الحجة‪ .‬وقد نظم ذلك بعضهم فقال‪ :‬وفتععح قععاف قعععدة قععد‬
‫صححوا * * وكسعر حععاء حجعة قععد رجحعوا وسعميا بعذلك‪ :‬لوقععوع الحعج فعي الول‪،‬‬
‫وللقعود عن القتال في الثاني‪) .‬قوله‪ :‬ثم شهر شعبان( أي ثم بعد الشهر الحرم شععهر‬
‫شعبان‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬عن عائشة رضي ال عنهععا‪ :‬مععا رأيععت رسععول الع )ص(‬
‫استكمل صيام شهر قط إل رمضان‪ ،‬وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان‪.‬‬
‫)واعلم( أن الفصح ترك إضافة لفظ شهر إلععى شعععبان‪ ،‬وكععذا بقيععة الشععهر مععا عععدا‬
‫ثلثة‪ :‬رمضان‪ ،‬وربيع أول‪ ،‬وربيع ثان‪ .‬وقد أشار إلى ذلك بعضهم في قوله‪:‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪89 :‬‬

‫] ‪[ 308‬‬
‫ول تضف شهرا إلى اسم شهر * * إل لمععا أولععه الععرا ‪ -‬فععادر ‪ -‬واسععتثن مععن ذا‬
‫راجبا فيمتنع * * لنه فيما رووه ما سمع )قوله‪ :‬وصوم تسععع ذي الحجععة( أي التسععع‬
‫من أول الشهر‪ ،‬وهذا التعبير أولى من تعبير بعضهم بعشععر ذي الحجععة‪ ،‬لنععه يععدخل‬
‫فيه يوم العيععد‪ ،‬مععع أنععه ل ينعقععد‪) .‬وقععوله‪ :‬أفضععل مععن صععوم عشععر المحععرم( للخععبر‬
‫الصحيح المار الذي قال الشارح فيه إنه يقتضي أنه أفضل من صيام عشععر رمضععان‬
‫الخير‪ ،‬وقد علمت أن الراجح خلفه‪) .‬واعلم( أنه كان المناسععب أن يععذكر أول تأكععد‬
‫صوم عشر المحرم بالخصوص‪ ،‬ثعم يعذكر تفضععيل غيعره عليعه ‪ -‬كمعا صعنع غيععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬اللذين يندب إلخ( اسم الموصول نعت لتسععع ذي الحجععة ولعشععر المحععرم‪ ،‬ول‬
‫حاجة إليه‪ ،‬لنه معلوم‪ ،‬إذ الول قد صرح بععه فيمععا مععر‪ ،‬والثععاني ينععدرج فععي صععيام‬
‫المحرم‪) .‬قععوله‪ :‬مععن تلبععس بصععوم تطععوع أو صععلته( أي ونحوهمععا مععن كععل عبععادة‬
‫متطوع بها‪ ،‬كاعتكاف‪ ،‬وطواف‪ ،‬ووضوء‪) .‬قععوله‪ :‬فلععه قطعهمععا( أي لخععبر‪ :‬الصععائم‬
‫المتطوع أمير نفسه‪ ،‬إن شاء صام‪ ،‬وإن شاء أفطر‪ .‬رواه الترمذي‪ .‬ويقععاس بالصععوم‪:‬‬
‫الصلة ونحوها‪ .‬ولكن يكره القطع‪ ،‬إن لم يكن بعذر‪ ،‬وإل كأن قطعه ليساعد الضيف‬
‫في الكل إذا شق عليه امتناع مضيفه منه‪ ،‬فل كراهععة‪ .‬ويععترتب علععى الكراهععة عععدم‬
‫الثواب علععى الماضععي‪ ،‬ويععترتب علععى عععدمها وجععود الثععواب‪ .‬ويسععتحب قضععاؤه إن‬
‫قطعه‪ ،‬ول يجب‪ ،‬لن أم هانئ كانت صائمة صوم تطععوع فخيرهععا النععبي )ص( بيععن‬
‫أن تفطععر بل قضععاء وبيععن أن تتععم صععومها‪ .‬رواه أبععو داود‪ .‬وقيععس بالصععوم غيععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ل نسععك تطععوع( أمععا هععو‪ :‬فيحععرم قطععه‪ ،‬لمخععالفته غيععره فععي لععزوم التمععام‪،‬‬
‫والكفارة بإفساده بجماع‪ .‬واعترض كونه تطوعا‪ :‬بأن الشروع فيه شروع في فععرض‬
‫الكفاية‪ ،‬فهو من فروض الكفايات‪ ،‬ل من النوافل‪ .‬ويمكن أن يقال‪ :‬يتصععور ذلععك بمععا‬
‫إذا كان الفاعل صععبيا‪ ،‬وأذن لععه وليععه‪ .‬أو عبععدا وأذن لععه سععيده‪ .‬قععال ع ش‪ :‬وعليععه ‪-‬‬
‫فالوجوب ‪ -‬أي وجوب إتمامه ‪ -‬بالنسبة للصبي متعلق بالولي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ومن تلبععس‬
‫بقضاء واجععب( ومثلععه الداء‪ .‬ولععو قععال‪ :‬ومععن تلبععس بععواجب أداء أو قضععاء ‪ -‬لكععان‬
‫أولى‪ .‬والمراد بالواجب‪ :‬العيني‪ .‬قال في شرح المنهج‪ :‬وخرج بالعيني فرض الكفاية‪،‬‬
‫فالصح ‪ -‬وفاقا للغزالي وغيره ‪ -‬أنععه ل يحععرم قطعععه إل الجهععاد‪ ،‬وصععلة الجنععازة‪،‬‬
‫والحج‪ ،‬والعمععرة‪ .‬وقيععل ل يحععرم‪ :‬كععالعيني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو موسعععا( أي ولععو كععان‬
‫قضاؤه على التراخي‪ ،‬بأن لععم يتعععد بععترك الصععوم أو الصععلة‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم علععى‬
‫الزوجة إلخ( هذا حيث جععاز التمتععع بهععا‪ ،‬وإل كععأن قععام بععالزوج مععانع مععن الععوطئ ‪-‬‬
‫كإحرام‪ ،‬أو اعتكاف ‪ -‬فل حرمة‪ ،‬وحيث لم يقع بها مانع ‪ -‬كالرتق والقرن ‪ -‬وإل فل‬
‫حرمة أيضا‪ .‬ومحل التحريم في الصععوم المتكععرر فععي السععنة ‪ -‬كععالثنين والخميععس ‪-‬‬
‫بخلف صوم يوم عرفة وعاشوراء‪ ،‬لنهما نادران فععي السععنة‪ .‬ومععع الحرمععة‪ :‬ينعقععد‬
‫صععومها ‪ -‬كالصععلة فععي دار مغصععوبة ‪ -‬ولزوجهععا وطؤهععا‪ ،‬والثععم عليهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وزوجها حاضر( أي في البلد‪ .‬قال ع ش‪ :‬ولو جرت عادته أن يغيععب عنهععا مععن أول‬
‫النهار إلى آخره‪ ،‬لحتمال أن يطرأ له قضاء وطره في بعععض الوقععات علععى خلف‬
‫عادته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وخرج بكونه حاضرا في البلد‪ :‬ما إذا كععان غائبععا عنهععا‪ ،‬فل يحععرم عليهععا‬
‫ذلك‪ ،‬بل خلف‪ .‬قال في المغنععي‪) :‬فععإن قيععل( هل جععاز صععومها مععع حضععوره‪ ،‬وإذا‬
‫أراد التمتع بها تمتع وفسد صومها ؟ )أجيب( بأن صععومها يمنعععه التمتععع عععادة‪ ،‬لنععه‬
‫يهاب انتهاك حرمة الصوم بالفساد‪ ،‬ول يلحق بالصوم صععلة النفععل المطلععق لقصععر‬
‫زمنه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إل بإذنه( أي العزوج‪ .‬وذلعك لخعبر الصعحيحين‪ :‬ل يحعل للمعرأة أن‬
‫تصوم وزوجها شاهد ‪ -‬أي حاضر ‪ -‬إل بإذنه‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬وكععالزوج‪ :‬السععيد ‪ -‬إن‬
‫حلت له ‪ -‬وإل حرم بغير إذنه‪ ،‬إن حصل لها به ضرر ينقص الخدمة‪ ،‬والعبد كمن ل‬
‫تحل فيما ذكر ا‍ه‪ .‬وكتب الكردي‪ :‬قوله‪ :‬كمعن ل تحعل‪ :‬أي فيحعرم صعومه بغيعر إذن‬
‫سيده‪ ،‬إن حصل له به ضرر ينقص الخدمعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬يحعرم الصعوم إلعخ( أي ول‬
‫ينعقد‪) .‬قوله‪ :‬في أيام التشريق( وهي ثلثة أيام بعد يوم النحر‪،‬‬

‫] ‪[ 309‬‬
‫ويحرم صومها‪ ،‬ولو لتمتعع عععادم للهععدي‪ ،‬لعمعوم النهععي عنعه‪ .‬وفععي القعديم‪ :‬لعه‬
‫صععيامها عععن الثلثععة الواجبععة فععي الحععج‪ .‬وقععوله‪ :‬والعيععدين‪ :‬أي عيععد الفطععر‪ ،‬وعيععد‬
‫الضحى‪ .‬والصل في حرمة صومهما‪ :‬الجماع المستند إلى نهي الشارع )ص( في‬
‫خبر الصحيحين‪) .‬قوله‪ :‬وكذا يوم الشك( أي وكععذلك يحععرم صععيام يعوم الشععك‪ ،‬لقععول‬
‫عمار بن ياسعر‪ :‬معن صعام يعوم الشعك فقعد عصعى أبعا القاسعم )ص(‪ .‬رواه الترمعذي‬
‫وغيره‪ ،‬وصححوه‪ .‬قيل‪ :‬والمعنى فيه القععوة علععى صععوم رمضععان‪ .‬وضعععفه السععبكي‬
‫بعدم كراهة صوم شعبان‪ .‬ويرد بععأن إدمععان الصععوم يقععوي النفععس عليععه‪ ،‬وليععس فععي‬
‫صوم شعبان إضعاف‪ ،‬بل تقوية‪ ،‬بخلف صوم يوم ونحوه‪ ،‬فإنه يضعف النفس عمععا‬
‫بعده‪ ،‬فيكون فيه افتتاح للعبادة معع كسعل وضععف‪ .‬ا‍ه‪ .‬نهايعة‪ .‬ومعا ذكعر معن تحريعم‬
‫صوم يوم الشك‪ ،‬هو المعتمد في المذهب‪ .‬وقيل يكععره كراهععة تنزيععه‪ .‬قععال السععنوي‪:‬‬
‫وهو المعروف المنصوص الذي عليه الكثرون‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪) :‬إن قلععت(‬
‫ما فائدة تنصيصهم على كراهة صوم يوم الشك أو حرمته مع أنه من جملععة النصععف‬
‫الثاني من شعبان وهو محرم ؟ )أجيععب( بععأن فععائدته معرفععة حقيقععة يععوم الشععك حععتى‬
‫يرجع إليه لو علق بععه طلقععا أو عتقععا‪ .‬وبيععان أن صععومه مكععروه أو حععرام‪ ،‬لشععيئين‪:‬‬
‫كونه يوم الشك وكونه بعد النصف‪ ،‬فيكون النهي فيه أعظم منه فيما قبله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫لغير ورد( أي عادة‪ ،‬وتثبت بمرة‪ .‬فإن صامه لذلك‪ ،‬كأن كععان يعتععاد صععوم الععدهر أو‬
‫صوم يوم وفطر يوم‪ ،‬أو صوم يوم معين ‪ -‬كالثنين ‪ -‬فصادف يوم الشك فل يحععرم‪.‬‬
‫ومثل الورد‪ :‬ما لو صامه عن نذر مستقر في ذمته أو عععن قضععاء لنفععل أو فععرض أو‬
‫كفارة‪ ،‬فل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬وهو يوم إلععخ( بيععان لضععابط يععوم الشععك‪) .‬قععوله‪ :‬وقععد شععاع‬
‫الخبر بين الناس برؤية الهلل( أما إذا لم يشع بين الناس‪ :‬فليس اليوم يععوم الشععك بععل‬
‫هو من شعبان‪ ،‬وإن أطبق الغيم‪) .‬وقوله‪ :‬ولم يثبت( ‪ -‬أي الهلل ‪ -‬عند الحاكم لكونه‬
‫لم يشهد بالرؤية أحد‪ ،‬أو شهد بها صبيان أو نساء‪ ،‬أو عبيععد‪ ،‬أو فسععقة‪) .‬قععوله‪ :‬وكععذا‬
‫بعد نصف شعبان( أي وكذلك يحرم الصعوم بععد نصعف شععبان لمعا صعح معن قعوله‬
‫)ص(‪ :‬إذا انتصععف شعععبان فل تصععوموا‪) .‬قععوله‪ :‬مععا لععم يصععله بمععا قبلععه( أي محععل‬
‫الحرمة ما لم يصل صوم ما بعد النصف بما قبله‪ ،‬فإن وصله به ولعو بيععوم النصععف‪،‬‬
‫بأن صام خامس عشره وتالييه واسععتمر إلععى آخععر الشععهر‪ ،‬فل حرمععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو لععم‬
‫يوافق عادته( أي ومحل الحرمة أيضا ما لم يوافق صومه عادة له فععي الصععوم‪ ،‬فععإن‬
‫وافقها ‪ -‬كأن كان يعتاد صوم يوم معين كالثنين والخميس ‪ -‬فل حرمة‪) .‬قوله‪ :‬أو لم‬
‫يكن عن نذر إلخ( أي‪ :‬ومحل الحرمة أيضا‪ :‬ما لم يكن صومه عععن نععذر مسععتقر فععي‬
‫ذمته‪ ،‬أو قضاء‪ ،‬ولو كان القضاء لنفل‪ ،‬أو كفارة‪ ،‬فإن كان كذلك‪ ،‬فل حرمععة‪ ،‬وذلععك‬
‫لخبر الصحيحين‪ :‬ل تقدموا ‪ -‬أي ل تتقدموا ‪ -‬رمضان بصوم يوم أو يومين إل رجل‬
‫كان يصوم يوما ويفطر يومععا فليصععمه‪ .‬وقيععس بمععا فععي الحععديث مععن العععادة‪ :‬النععذر‪،‬‬
‫والقضاء‪ ،‬والكفارة ‪ -‬بجامع السبب ‪ .-‬وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 310‬‬
‫باب الحج )‪ (1‬هو آخر أركان السعلم‪ ،‬وأخعره ععن الصعوم نظعرا للقعول بعأن‬
‫الصوم أفضل منه‪ ،‬واقتداء بخبر‪ :‬بنععي السععلم إلععخ‪ .‬واعلععم أن فضععائله ل تحصععى‪.‬‬
‫منها خبر‪ :‬من جاء حاجا يريد وجه ال تعععالى‪ ،‬فقععد غفععر لععه مععا تقععدم مععن ذنبععه ومععا‬
‫تأخر‪ ،‬ويشفع فيمن دعا له‪ .‬ومنها خععبر‪ :‬مععن قضععى نسععكه‪ ،‬وسععلم النععاس مععن لسععانه‬
‫ويده‪ ،‬غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ .‬وروى ابن حبععان عععن ابععن عمععر أن النععبي‬
‫)ص( قال‪ :‬إن الحاج حين يخرج من بيته لم يخط خطوة إل كتب ال لععه بهععا حسععنة‪،‬‬
‫وحط عنه بها خطيئة‪ ،‬فإذا وقفوا بعرفات‪ :‬باهى ال بهم ملئكته‪ ،‬يقول‪ :‬انظععروا إلععى‬
‫عبادي‪ ،‬أتوني شعثا غععبرا‪ ،‬أشععهدكم أنععي غفععرت لهععم ذنععوبهم وإن كععانت عععدد قطععر‬
‫السماء ورمل عالج‪ .‬وإذا رمى الجمار‪ :‬لم يدر أحد ما له حتى يتوفاه ال ع تعععالى يععوم‬
‫القيامة‪ ،‬وإذا حلق شعره فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة‪ .‬فإذا قضععى‬
‫آخر طوافه بالبيت خعرج معن ذنعوبه كيعوم ولعدته أمعه‪ .‬وقعال ابعن العمعاد فعي كشعف‬
‫السرار‪ :‬وحكمة تركب الحج من الحاء والجيععم‪ :‬الشععارة إلععى أن الحععاء مععن الحلععم‪،‬‬
‫والجيم من الجععرم ‪ -‬فكععأن العبععد يقععول‪ :‬يععا رب جئتععك بجرمععي ‪ -‬أي ذنععبي ‪ -‬لتغفععره‬
‫بحلمك ا‍ه‪ .‬وأعمال الحج كلها تعبدية‪ ،‬وقد ذكر لهما بعض حكم‪ ،‬فمن ذلععك مععا ذكععره‬
‫في )الروض الفائق في المواعظ والرقائق( أن ابن عباس رضي ال عنهما سئل عععن‬
‫الحكمة في أفعال الحج‪ ،‬وما في المناسك الشريفة من المعاني اللطيفة‪ ،‬فقال‪ :‬ليس من‬
‫أفعال الحج ولوازمه شئ إل وفيه حكمة بالغة‪ ،‬ونعمة سابغة‪ ،‬ونبأ وشأن وسر يقصر‬
‫عن وصفه كل لسان‪ .‬فأما الحكمة في التجرد عند الحرام‪ :‬فععإن مععن عععادة النععاس إذا‬
‫قصدوا أبواب المخلوقين‪ ،‬لبسوا أفخر ثيابهم من اللباس‪ ،‬فكأن الحق سععبحانه وتعععالى‬
‫يقول‪ :‬القصد إلى بابي خلف القصد إلععى أبععوابهم‪ ،‬لضععاعف لهععم أجرهععم وثععوابهم‪.‬‬
‫وفيه أيضا أن يتذكر العبد بالتجرد عند الحرام‪ :‬التجرد عن الدنيا عند نععزول الحمععام‬
‫‪ -‬كما كان أول ‪ -‬لما خرج من بطن أمه مجردا عن الثياب‪ ،‬وفيه شبه أيضا بحضور‬
‫الموقف يوم الحساب ‪ -‬كما قال تعالى‪) * :‬إن ال ل يظلم مثقال ذرة( * ) ‪) * .(2‬ولقد‬
‫جئتمونععا فععرادى كمععا خلقنععاكم أول مععرة( * )‪ .(3‬ا‍ه‪ .‬وأمععا الغتسععال عنععد الحععرام‪:‬‬
‫فلحكمة ظاهرة الحكام‪ ،‬وهو أن ال تعالى يريععد أن يعععرض الحجععاج علععى الملئكععة‬
‫ليباهي بهم النام‪ ،‬فل يعرضون على الملئكة الكرام إل وهم مطهرون من الدنععاس‬
‫والثام‪ .‬وفيه أيضا حكمة أخرى‪ :‬وهععي أن الحجععاج يضعععون أقععدامهم علععى مواضععع‬
‫أقدام النبياء البرار‪ ،‬فيكونون قبل ذلك قد اغتسلوا لينععالوا بركتهععم فععي تلععك الثععار‪،‬‬
‫كما قال تعالى وهو أصدق القائلين‪) * :‬إن ال يحب التععوابين ويحععب المتطهريععن( *‪.‬‬
‫وأما الحكمة في التلبية‪ :‬فإن النسان إذا ناداه إنسان جليل القدر أجابه بالتلبيععة وحسععن‬
‫الكلم‪ ،‬فكيف بمن ناداه مععوله الملععك العلم‪ ،‬ودعععاه إلععى جنابععة ليكفععر عنععه الععذنوب‬
‫والثام ؟ وإن العبد إذا قال‪ :‬لبيك‪ ،‬يقول ال تعالى‪ :‬هععا أنععا دان إليععك‪ ،‬ومتجععل عليععك‪.‬‬
‫فسل ما تريد‪ ،‬فأنا أقرب إليك من حبل الوريد‪ .‬وأما الحكمة في الوقوف بعرفعة وأخعذ‬
‫الجمار من المزدلفة‪ :‬فإن فيه أسرار لذوي العلم والمعرفة‪ ،‬فمعناه‪ :‬كأن العبد يقععول ‪-‬‬
‫سيدي‪ :‬حملت جمرات‬

‫)‪ (1‬الركن الخامس من أركان السلم وثبتت فرضيته بالكتاب والسععنة‪ .‬قععال تعععالى‪:‬‬
‫)وال على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل( آل عمران ‪ .97‬وفى السنة قععول‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم " بنى السلم على خمس " ومنهععا‪) :‬زحععج الععبيت مععن‬
‫اتطاع إليه سبيل " متفق عليه وقول النبي صلى ال عليه وسلم‪ " :‬من مات ولم يحععج‬
‫فليمت إن شاء ال يهوديا وإن شاء نصرانيا " اخرجه الترمذي وابن ماجة ولما روى‬
‫البيهقى وابن عدى عن جابر رضى ال عنه مرفوقا‪ " :‬الحج والعمععرة فريضععتان " )‬
‫‪ (2‬النساء‪ (3) .40 :‬النعام‪.94 :‬‬

‫] ‪[ 311‬‬
‫الذنوب والوزار‪ ،‬وقد رميتها في طاعتعك بعالقرار‪ ،‬إنعك أنعت الكريعم الغفعار‪.‬‬
‫وأما الحكمة في الذكر عند المشعر الحرام‪ ،‬وما فيه من الجور العظععام‪ :‬فكععأن الحععق‬
‫تعالى يقول‪ :‬اذكروني أذكركم‪ ،‬من ذكرني في نفسه ذكرته فعي نفسعي‪ ،‬ومعن ذكرنعي‬
‫في مل ذكرته في مل خير من ملئه‪ ،‬فإذا ذكرتموني عند المشعر الحرام ذكرتكم بين‬
‫ملئكتي الكرام‪ ،‬وكتبت لكم توقيع المان من حلول النتقعام‪ .‬وأمعا الحكمععة فععي حلعق‬
‫الرأس بمنى‪ ،‬ففيه حكمة يبلغ بها العبد جميع المنى‪ ،‬وذلععك أن فيععه يقظععة وتععذكيرا ل‬
‫يفهمهمععا إل مععن كععان عالمععا نحريععرا‪ ،‬لن الحععاج إذا وقععف بعرفععة‪ ،‬وذكععر الع عنععد‬
‫المشعر الحرام‪ ،‬وضحى بمنى‪ ،‬وحلق رأسه‪ ،‬وطهر بدنه من الدناس والثععام‪ :‬كتععب‬
‫ال عزوجل له ثوابا‪ ،‬وضاعف لععه أجععورا‪ ،‬ووقععاه جحيمععا وسعععيرا‪ ،‬وجعععل لععه بكععل‬
‫شعرة يوم القيامة نورا‪ ،‬وأعطى توقيع المان ‪ -‬كما قال تعالى في كتععابه المكنععون‪* :‬‬
‫)محلقين رؤوسكم ومقصرين ل تخافون( * )‪ .(2‬وأما الحكمة في الطواف‪ ،‬ومععا فيععه‬
‫من المعاني واللطاف‪ :‬فإن الطائف بالبيت يقععول بلسععان حععاله عنععد دعععائه وابتهععاله‪:‬‬
‫سيدي‪ ،‬أنت المقصود‪ ،‬وأنت الععرب المعبععود‪ ،‬أتيععت إليععك مععع جملععة الوفععود‪ ،‬وطفععت‬
‫ببيتك المشهود‪ ،‬وقمت ببابك أرجو الكرم والجود‪ ،‬وقد سععبق خطابععك لخليلععك الميععن‬
‫في محكم كتابك المبين‪) * :‬وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركععع السععجود( * )‪.(3‬‬
‫وأما الحكمة في الوقوف بعرفات وما فيه من المعاني البديعة الصفات‪ ،‬فإن فيه تنبيها‬
‫وتذكيرا بالوقوف بين يدي الحق سععبحانه وتعععالى يععوم القيامععة حفععاة عععراة مكشععوفي‬
‫الرؤوس‪ ،‬واقفين على أقدام الحسرة والندامععة‪ ،‬يضععجون بالبكععاء والعويععل‪ ،‬ويععدعون‬
‫مولهم دعاء عبد ذليل‪ ،‬فلله در أقوام دعاهم مولهم إلى البيت العتيق‪ ،‬فأجابوا داعي‬
‫الوجد والتشويق‪ ،‬وساروا إليه مشاة على قدم التصديق‪) * ،‬وعلععى كععل ضععامر يععأتين‬
‫من كععل فععج عميععق( * )‪ .(4‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬هعو( أي الحععج‪ ،‬وهععو مبتععدأ‪ ،‬خععبره القصععد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بفتح أولععه وكسععره( الجععار والمجععرور متعلععق بمحععذوف حععال مععن الضععمير‬
‫الواقع مبتدأ ‪ -‬على رأي سيبويه ‪ -‬أي هو حال كونه متلبسا بفتح أوله ‪ -‬وهو الحععاء ‪-‬‬
‫أو كسره‪ ،‬القصععد‪ .‬والفتععح لغععة أهععل الحجععاز‪ ،‬والكسععر لغععة أهععل نجععد‪ ،‬وهمععا لغتععان‬
‫فصيحتان‪ ،‬قرئ بهما في السبع‪ .‬فبالكسر قرأ حفص وحمزة والكسععائي‪ ،‬وبالفتععح قععرأ‬
‫الباقون‪) .‬وقوله‪ :‬لغة القصد( أي على ما قاله الجوهري‪) .‬وقوله‪ :‬أو كثرته( أي على‬
‫ما قاله الخليل‪) .‬وقوله‪ :‬إلى من يعظععم( متعلععق بالقصععد‪ :‬أي القصععد إلععى شععئ يقصععد‬
‫تعظيمه ‪ -‬كعبة كان أو غيرها ‪ -‬وتعبيره بمن ‪ -‬الععتي للعاقععل ‪ -‬علععى سععبيل التغليععب‪،‬‬
‫لن المعظم صادق بالعاقل وغيره‪ ،‬فغلب العاقل على غيره وعععبر بمععن‪ ،‬وهععذا الععذي‬
‫جرى عليه ضعيف‪ ،‬والصحيح أن معناه لغعة‪ :‬القصعد مطلقعا‪ ،‬إلععى معن يعظعم‪ ،‬وإلعى‬
‫غيره‪) .‬قوله‪ :‬وشرعا‪ :‬قصععد الكعبععة للنسععك التععي( أي الفعععال التيععة‪ ،‬مععن إحععرام‪،‬‬
‫ووقوف‪ ،‬وطواف‪ ،‬وسعي‪ ،‬وحلق‪ ،‬مع ترتيب المعظععم‪ .‬وهععذا التعريععف هععو الموافععق‬
‫لما هو الغالب من أن المعنى الشععرعي يشععتمل علععى المعنععى اللغععوي وزيععادة‪ .‬ويععرد‬
‫عليه أنه يقتضي أن الحج الشرعي‪ :‬القصد المذكور‪ ،‬وإن كان ماكثا في بيته‪ .‬وأجيب‬
‫عنه بأن المراد القصد المذكور مع فعل العمال المذكورة‪ .‬وعرفه بعضهم بأنه نفس‬
‫الفعال التية‪ ،‬وهذا هو الموافععق لقععولهم‪ :‬أركععان الحععج‪ ،‬وسععنن الحععج‪ .‬إذا الركععان‪:‬‬
‫أفعال‪ .‬فجعلها أجزاء للحج‪ :‬يفيد أنه مركععب منهععا‪ ،‬فهععو عبععارة عععن مجمععوع أفعععال‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال إن جعلهم إياها أركانععا للحععج مجععاز‪ ،‬ل حقيقععة‪ .‬والمععراد أنهععا أركععان‬
‫للمقصود منه‪ ،‬وهو فعل العمال‪ ،‬ل للقصد نفسه الذي هععو الحععج‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو مععن‬
‫الشرائع القديمة( أي ل من خصوصعيات هعذه المعة ‪ -‬كمعا قيععل بعه ‪ -‬قععال القليععوبي‪:‬‬
‫ينبغي أن يكون هذا بمعناه اللغوي‪ ،‬أما بهذه الهيئة المخصوصة‪ ،‬فهو مععن خصععائص‬
‫هععذه المععة‪) .‬قععوله‪ :‬وروى أن آدم إلععخ( اسععتدلل علععى كععونه مععن الشععرائع القديمععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ماشيا( قيل لمجاهد ‪ -‬أفل كان يركب ؟ قال‪ :‬وأي شئ كععان يحملععه ؟ )قععوله‪:‬‬
‫وأن جبريل إلخ(‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .222 :‬الفتح‪ (3) .27 :‬الحج‪24 :(4) .26 :‬‬

‫] ‪[ 312‬‬
‫هذا ل يدل على أن الحج من الشرائع القديمة‪ ،‬وإنما يدل على أن الطواف منها‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بهذا البيت( )اعلععم( أنععه كععان معن زمععردة خضععراء‪ ،‬وفيععه قناديععل مععن قناديععل‬
‫الجنة‪ ،‬فلما جاء الطوفان في عهد نوح رفعه ال إلععى السععماء الرابعععة‪ ،‬وأخععذ جبريععل‬
‫الحجر السود‪ ،‬فأودعه في جبل أبي قبيس ‪ -‬صيانة له من الغرق فكعان مكععان العبيت‬
‫خاليا إلى زمن إبراهيم عليه السلم‪ ،‬فلما ولد لععه إسععماعيل وإسععحق‪ ،‬أمععره الع ببنععاء‬
‫بيت يذكر فيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب بيعن لعي صعفته‪ ،‬فأرسعل الع سعحابة علعى قعدر الكعبعة‪،‬‬
‫فسارت معه حتى قدم مكة‪ ،‬فوقفت في موضع البيت‪ ،‬ونععودي يععا إبراهيعم‪ :‬ابعن علعى‬
‫ظلهععا‪ ،‬ل تععزد ول تنقععص ‪ -‬فكععان جبريععل عليععه السععلم‪ :‬يعلمععه‪ ،‬وإبراهيععم يبنععي‪،‬‬
‫وإسماعيل يناوله الحجارة‪ .‬وفي اليضاح للنووي ما نصععه‪ :‬واختلععف المفسععرون فععي‬
‫قوله تعالى‪) * :‬إن أول بيت وضع للناس( * )‪ .(1‬فععروى الزرقععي فععي كتععاب مكععة‪،‬‬
‫عن مجاهد‪ ،‬قال‪ :‬لقد خلق الع عزوجعل موضععع هعذا العبيت قبعل أن يخلعق شعيئا معن‬
‫الرض بألفي سنة‪ ،‬وأن قواعده لفي الرض السابعة السفلى‪ .‬وعن مجاهععد أيضععا إن‬
‫هذا البيت أحد أربعة عشر بيتا‪ :‬في كل سماء بيععت‪ ،‬وفععي كععل أرض بيععت‪ ،‬بعضععهن‬
‫مقابل لبعض‪ .‬وروى الزرقي أيضا عن علي بن الحسععين بععن علععي بععن أبععي طععالب‬
‫رضي ال عنهم قال‪ :‬إن ال تعالى بعث ملئكة‪ ،‬فقال ابنوا لي في الرض بيتا تمثععال‬
‫البيت المعمور وقدره‪ .‬وأمر ال تعالى من في الرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل‬
‫السماء بالبيت المعمور‪ .‬قال‪ :‬وهذا كان قبل خلععق آدم‪ .‬وقععال ابععن عبععاس رضععي الع‬
‫عنهما‪ :‬هو أول بيت بناه آدم في الرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد بني البيت عشر مععرات ‪ -‬كمععا فععي‬
‫القسطلني على البخاري ‪ -‬وقد نظم بعضعهم البعانين علعى العترتيب فقعال‪ :‬بنعى بيعت‬
‫رب العرش عشر فخذهم * * ملئكة ال الكرام‪ ،‬وآدم فشيث‪ ،‬فإبراهيم‪ ،‬ثععم عمععالق *‬
‫* قصي‪ ،‬قريش ‪ -‬قبل هذين ‪ -‬جرهععم وعبععد اللععه‪ ،‬ابععن الزبيععر بنععى ‪ -‬كععذا * * بنععاء‬
‫لحجاج ‪ -‬وهذا متمم وقوله‪ :‬بناء لحجاج‪ :‬أي بجانب الحجر فقط بأمر عبععد الملععك بععن‬
‫مروان‪ ،‬وبعض البناء كان ترميما‪ .‬قال ابن علن‪ :‬قلت وقد سقط من بناء ابن الزبير‬
‫ما بناه الحجاج الجدار الشامي‪ ،‬وجانب من الشرقي والغربي فسد محله بأخشاب مععن‬
‫صععبيحة سععقوطه لعشععرين مععن شعععبان سععنة ‪ 9301‬تسععع وثلثيععن وألععف إلععى أوائل‬
‫جمادي من السنة بعده‪ ،‬وقد أفردت لذلك مؤلفا واسعا‪ ،‬ثم لخصته‪ .‬فبععالنظر لمععا ذكععر‬
‫من السد وهو من صاحب مكة الشريف مسعود بن إدريس‪ ،‬ثم من العمارة‪ ،‬وهي من‬
‫جانب السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان ‪ -‬تكععون أبنيعة الكعبعة اثنععتي عشععرة‬
‫مرة‪ ،‬وقد نظمت ذلك فقلت‪ :‬بنى الكعبعة الملك آدم بععده * * فشعيث‪ ،‬وإبراهيعم‪ ،‬ثعم‬
‫العمالقععة وجرهععم‪ ،‬قععص معع قريعش‪ ،‬وتلعوهم * * هعو ابععن زبيععر‪ ،‬فععادر هعذا وحققعه‬
‫وحجاج تلو‪ ،‬ثم مسعود بعدهم * * شريف بلد ال بالنور أشرقه ومن بعد ذا حقا بنى‬
‫البيت كله * * مراد بن عثمان فشيد رونقه ا‍ه‪ .‬قلت وقد حدث ترميم في باطن الكعبة‬
‫المعظمة في شهر ربيع الخير سنة ‪ - 1299‬ألف ومائتين وتسع وتسعين ‪ -‬في مععدة‬
‫سلطنة وخلفة مولنا السلطان الغازي عبد الحميد الثاني ‪ -‬نصره ال ‪ -‬ابن المرحوم‬
‫مولنا السععلطان الغععازي عبععد المجيععد بععن محمععود بععن عبععد الحميععد الول‪ .‬وقععد أرخ‬
‫العمارة المذكورة شيخ السلم‪ ،‬وقدوة النام‪ ،‬فريد العصر والوان ‪ -‬مولنععا السععتاذ‬
‫السيد أحمد بن زيني دحلن ‪ -‬في بيت واحد‪ ،‬وجعععل قبلععه بيععتين للععدخول علععى بيععت‬
‫التاريخ فقال‪ :‬ا‍ه‪.‬‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪96 :‬‬

‫] ‪[ 313‬‬
‫لسلطاننا عبد الحميد محاسن * * ومن ذا الذي بالحصر يقوى يعدد ؟ وقععد حععاز‬
‫تعميرا لباطن قبلععة * * وتععاريخه بيععت فريععد يحععدد بنععاء بععدا زهععوا لععداخل كعبععة * *‬
‫وسلطاننا عبد الحميد المجدد ‪ 841 - 53 7 19 655 97 207 169 82‬سنة‬
‫‪) 1299 458‬فائدة( قال وهب بن منبه ‪ -‬رضي ال عنه ‪ :-‬مكتوب في التوراة‪ :‬إن‬
‫ال عزوجل يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك من الملئكة المقربين‪ ،‬بيد كل واحععد‬
‫منهم سلسلة من ذهب إلى البيت الحرام‪ ،‬فيقول لهم‪ :‬اذهبوا فزموه بهذه السلسععل‪ ،‬ثعم‬
‫قودوه إلى المحشر‪ ،‬فيأتونه‪ ،‬فيزمونه بتلك السلسل‪ ،‬ويمدونه‪ .‬وينادي ملك‪ :‬يا كعبععة‬
‫ال سيري فتقول‪ :‬لست بسعائرة حععتى أعطععى سعؤلي‪ .‬فينعادي ملععك معن جععو السعماء‪:‬‬
‫سلى‪ .‬فتقول الكعبة‪ :‬يا رب شععفعني فععي جيرانععي الععذين دفنععوا حععولي مععن المععؤمنين‪.‬‬
‫فتسمع النداء‪ :‬قد أعطيتك سؤلك‪ .‬قال‪ :‬فتحشر موتى مكة بيض الوجوه كلهم محرمين‬
‫مجتمعين حول الكعبة يلبون‪ .‬ثم تقععول الملئكعة‪ :‬سعيري يعا كعبعة العع‪ .‬فتقعول‪ :‬لسععت‬
‫بسائرة حتى أعطى سؤلي‪ .‬فينادي ملك من جو السماء‪ :‬سلي تعطي‪ .‬فتقول الكعبة‪ :‬يا‬
‫رب عبادك المذنبون الذي وفدوا إلي من كععل فععج عميععق شعععثا غععبرا‪ ،‬تركععوا الهععل‬
‫والولد والحباب وخرجوا شوقا إلي زائرين مسلمين طائعين حتى قضوا مناسععكهم‬
‫كما أمرتهم‪ ،‬فأسألك أن تشفعني فيهم‪ ،‬وتؤمنهم من الفععزع الكععبر‪ ،‬وتجمعهععم حععولي‪.‬‬
‫فينادي الملك‪ :‬فإن فيهم من ارتكب الذنوب بعدك‪ ،‬وأصر على الكبائر حتى وجبت له‬
‫النار‪ .‬فتقععول‪ :‬يعا رب‪ ،‬أسععألك الشععفاعة فعي المععذنبين الععذين ارتكبعوا الععذنوب العظعام‬
‫والوزار‪ ،‬حتى وجبت لهم النار‪ .‬فيقول ال تعالى‪ :‬قد شفعتك فيهم‪ ،‬وأعطيتك سؤلك‪.‬‬
‫فينادي ملك من جو السماء‪ :‬أل معن زار كعبععة الع فليعععتزل عععن النععاس‪ .‬فيعععتزلون‪،‬‬
‫فيجعلهم الع تعععالى حععول الععبيت الحععرام بيععض الوجععوه‪ .‬آمنيععن مععن النععار‪ ،‬يطوفععون‬
‫ويلبون‪ .‬ثم ينادي ملك من جو السماء‪ :‬أل يا كعبععة الع سععيري‪ .‬فتقععول الكعبععة‪ :‬لبيععك‬
‫اللهم لبيك‪ ،‬والخير كله بيديك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ .‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪،‬‬
‫ل شريك لك‪ .‬ثم يمدونها إلى المحشر‪) .‬قوله‪ :‬لععم يبعععث الع نبيععا( أي رسعول‪ ،‬بعدليل‬
‫ذكر البعث‪ ،‬لنه خاصة الرسول‪ ،‬لكن عبر جماعة بقولهم‪ :‬إن جميع النبياء والرسل‬
‫حجوا البيت‪) .‬قوله‪ :‬والذي صرح به غيره( أي غير ابن إسحاق‪ .‬وقصععده بهععذا بيععان‬
‫أن قول ابن إسحاق بعد إبراهيم ليس بقيد‪) .‬قوله‪ :‬أنه ما من نبي إل حج( أي من كان‬
‫قبل إبراهيم‪ ،‬ومن كان بعده‪ .‬والمراد بععالنبي مععا يشععمل الرسععول‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا لمععن‬
‫استثنى هودا وصالحا( أي قال إنهمععا لععم يحجععا‪ .‬قععال العلمععة عبععد الععرؤوف‪ :‬وقععائله‬
‫عروة بن الزبير ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬حيث قال‪ :‬بلغني أن آدم ونوحا حجا دون هععود‬
‫وصالح‪ ،‬لشتغالهما بأمر قومهما‪ ،‬ثم بعث ال إبراهيععم فحجععه وعلععم مناسععكه‪ ،‬ثععم لععم‬
‫يبعث ال نبيا بعده إل حجه‪ .‬ويجاب عن قول عروة بأن الحديث على فععرض صععحته‬
‫معارض بأحاديث كثيرة أنهما حجا‪ ،‬منهععا قععول الحسععن فععي رسععالته‪ :‬أن رسععول الع‬
‫)ص( قال‪ :‬إن قبر نوح وهود وشعيب وصالح فيما بين الركن والمقام وزمزم‪ .‬ومععن‬
‫المعلوم أنهم ل يأتون البيت بغير حععج‪ .‬مععع أن المثبععت مقععدم علععى النععافي‪ .‬ول تكععره‬
‫الصلة بين الركن والمقام وزمزم توهما معن حعديث الحسعن‪ ،‬لكونهمعا مقعبرة‪ ،‬لنهعا‬
‫مقبرة النبياء‪ ،‬وهم أحياء فععي قبععورهم‪ ،‬ول يقععال الكراهععة أو الحرمععة مععن حيععث إن‬
‫المصلي يستقبل قععبر نععبي‪ ،‬وهععو منهععي عنععه بقععوله )ص(‪ :‬ل تتخععذوا قبععور أنبيععائكم‬
‫مساجدا‪ .‬لن شرط الحرمة أو الكراهة تحقق ذلك‪ ،‬وهو منتف هنا ا ‍ه‪ .‬ملخصا‪.‬‬

‫] ‪[ 314‬‬
‫)قوله‪ :‬والصلة أفضل منه( أي من الحععج‪ .‬أي ومععن غيععره مععن سععائر عبععادات‬
‫البدن‪ ،‬وذلك لخبر الصحيحين‪ :‬أي العمال أفضل ؟ فقال‪ :‬الصلة لوقتها‪ .‬قال حجر‪:‬‬
‫ول بدع أن يخص قولهم‪ :‬أفضععل عبععادات البععدن الصععلة بغيععر العلععم‪ .‬وقيععل الصععوم‬
‫أفضل‪ ،‬لخبر الصحيحين‪ :‬قال ال تعالى‪ :‬كل عمل ابن آدم لععه إل الصععوم‪ ،‬فععإنه لععي‪،‬‬
‫وأنا أجزي به‪ .‬ورد ذلععك بععأن الصععلة تجمععع مععا فععي سععائر العبععادات‪ ،‬وتزيععد عليهععا‬
‫بوجوب الستقبال‪ ،‬ومنععع الكلم والمشععي وغيرهمععا‪ ،‬ولنهععا ل تسععقط بحععال‪ ،‬ويقتععل‬
‫تاركها‪ ،‬بخلف غيرهععا‪ .‬وقععال ابععن أبععي عصععرون‪ :‬الجهععاد أفضععل‪) .‬وقععوله‪ :‬خلفععا‬
‫للقاضي( أي فإنه قال إن الحج أفضل منها‪ ،‬أي ومن غيرها من سععائر العبععادات‪ ،‬أي‬
‫لشتماله على المال والبدن‪ ،‬ولنا دعينا إليععه ونحععن فععي الصععلب‪ ،‬كمععا أخععذ علينععا‬
‫العهد باليمان حينئذ‪ .‬ولن الحج يجمع معاني العبادات كلها‪ ،‬فمن حج فكأنمععا صععام‪،‬‬
‫وصلى‪ ،‬واعتكف‪ ،‬وزكى‪ ،‬ورابط في سبيل العع‪ ،‬وغععزا ‪ -‬كمععا قععاله الحليمععي ‪ .-‬قععال‬
‫العلمة عبد الرؤوف‪ :‬والظاهر أن قول القاضي هو أفضل‪ :‬مفروض في غير العلععم‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وحاصل المعتمد أن الفضل مطلقا‪ :‬اكتساب معرفة ال ع تعععالى‪ ،‬بععأن يقصععد إلععى‬
‫النظر‪ ،‬وينظر في اليات الدالة على وجوده تعالى‪ ،‬وعظيم قدرته‪ ،‬واتساع علمه فععي‬
‫السموات والرض وغيرهما مما يحصل به القطع بأن ل موجد لها سواه ‪ -‬كمععا قععال‬
‫البرعي رضي ال عنه‪ :‬شهدت غرائب صنعه بوجوده * * لوله ما شهدت بععه لععوله‬
‫سل عنه ذرات الوجود فإنها * * تدعوه مفهوماتها رباه ثم العلععم العينععي وهععو مععا بععه‬
‫صحة العمل‪ ،‬ثم فرض العين من غيره‪ ،‬وأفضله ‪ -‬على مذهب الجمهععور ‪ -‬الصععلة‪.‬‬
‫قال الونائي ثم الصوم‪ ،‬ثم الحج‪ ،‬ثم العمرة‪ ،‬ثم الزكاة‪ ،‬ثععم فععرض الكفايععة مععن العلععم‪:‬‬
‫وهو ما زاد على تصحيح العمل حتى يبلغ درجة الجتهاد المطلق‪ ،‬ثم فععرض الكفايععة‬
‫من غيره‪ ،‬ثم نقل العلم‪ :‬وهو ما زاد على الجتهاد المطلق‪) .‬قوله‪ :‬وفرض في السععنة‬
‫السادسة( قال في النهاية ‪ -‬كما صححاه في السير‪ ،‬ونقله في المجموع عن الصحاب‬
‫‪ -‬وجزم الرافعي هنا بأنه سنة خمس‪ ،‬وجمععع بيععن الكلميععن بععأن الفريضععة قععد تنععزل‬
‫ويتأخر اليجاب على المة‪ ،‬وهذا كقوله تعالى‪) * :‬قد أفلح من تزكى( * )‪ (1‬فإنا آية‬
‫مكية‪ ،‬وصدقة الفطر مدنية‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحج )ص( إلخ( وكععذلك اعتمععر )ص( قبلهععا‬
‫عمرا ل يدري ععددها‪ ،‬وأمععا بععدها‪ :‬فعمععرة فععي رجععب ‪ -‬كمععا قععاله ابعن عمععر‪ ،‬وإن‬
‫أنكرته عائشة‪ ،‬لنه مثبت ‪ -‬وثلثا ‪ -‬بل أربعا ‪ -‬في ذي القعدة‪ :‬لنه في حجة الوداع‪،‬‬
‫كان في آخر أمره قارنا‪ ،‬وعمرة في شوال ‪ -‬كمععا صععح فععي أبععي داود ‪ -‬وعمععرة فععي‬
‫رمضان ‪ -‬كما في البيهقي‪ ،‬كذا في عبد الرؤوف‪) .‬قوله‪ :‬حججا ل يدرى عددها( قال‬
‫في التحفة‪ :‬وتسمية هذه حججا إنما هو باعتبار الصورة‪ ،‬إذ لم تكن على قوانين الحج‬
‫الشرعي باعتبار ما كانوا يفعلونه من النسئ وغيره‪ ،‬بل قيل في حجععة أبععي بكععر فععي‬
‫التاسعة ذلك‪ ،‬لكن الوجه خلفه‪ ،‬لنه )ص( ل يأمر إل بحج شرعي‪ ،‬وكععذا يقععال فععي‬
‫الثامنة التي أمر فيها عتاب بعن أسعيد أميعر مكعة‪ ،‬وبععدها حجعة العوداع ل غيعر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وكتب ابن سم ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬وتسمية هذه حججا‪ :‬إنمععا هععو باعتبععار الصععورة أقععول‪:‬‬
‫قضية صنيعه أن حجه عليه الصعلة والسعلم بععد النبعوة قبعل الهجعرة لعم يكعن حجعا‬
‫شرعيا‪ ،‬وهو مشكل جدا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫)‪ (1‬العلى‪14 :‬‬

‫] ‪[ 315‬‬
‫وكتب ع ش ما نصه‪ :‬أقول وقد يقال ل إشكال فيه‪ ،‬لن فعلععه )ص( بععد النبععوة‬
‫قبل فرضه لم يكن شرعيا بهذا الوجه الذي استقر عليه المر‪ .‬فيحمل قععول حجععر‪ ،‬إذ‬
‫لم يكن على قوانين الشرع إلخ‪ ،‬على أنه لم يكن على قوانين الشرع بهذه الكيفية‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫قال العلمة باقشير‪ .‬قوله‪ :‬على قوانين إلخ‪ .‬كأن المراد بقععوانين الحععج الشععرعي‪ :‬هععو‬
‫ما اسععتقر عليععه‪ ،‬فل ينععافي أن مععا فعلععه أو أمععر بععه شععرعي‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتععب السععيد عمععر‬
‫البصري على قوله بل قيل في حجة أبي بكر إلخ ما نصه‪ :‬قال فععي الخععادم حععج أبععي‬
‫بكر رضي ال عنه في التاسعة كان في ذي القعدة لجععل النسععئ‪ ،‬وكععان بتقريععر مععن‬
‫الشرع‪ ،‬ثم نسخ بحجة الوداع‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬إن الزمعان قععد اسعتدار إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬معا فعي‬
‫الخادم‪ .‬ونقله الفاضل عميرة وأقره‪ ،‬وهو واضح ل غبار عليععه‪ .‬ول يععرد عليععه قععول‬
‫الشارح رحمه ال تعالى‪ ،‬لنه )ص( إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله لجل النسععئ‪ :‬هععو فعيععل بمعنععى‬
‫مفعول‪ ،‬من قولك نسأت الشئ‪ ،‬فهو منسععوء‪ ،‬إذا أخرتععه‪ .‬ومعنععى النسععئ الععذي كععانوا‬
‫يفعلونه في الجاهلية‪ :‬هععو أنععه كععانت العععرب تحععرم القتععال فععي الشععهر الحععرم‪ ،‬فععإذا‬
‫احتاجوا إلى القتال فيها قاتلوا فيها وحرموا غيرهععا‪ ،‬فععإذا قععاتلوا فععي المحععرم حرمععوا‬
‫بدله شهر صفر‪ ،‬وهكذا في غيره‪ .‬وكان الذي يحملهم على هذا‪ :‬أن كععثيرا منهععم إنمععا‬
‫كانوا يعيشون بإغععارة بعضععهم علععى بعععض‪ ،‬ونهععب مععا يمكععن نهبععه مععن أمععوال مععن‬
‫يغيرون عليه‪ ،‬ويقع بينهم بسبب ذلك القتال‪ ،‬وكانت الشهر الثلثععة المسععرودة يضععر‬
‫بهم تواليها‪ ،‬وتشتد حاجتهم‪ ،‬وتعظم فاقتهم‪ ،‬فيحلون بعضها‪ ،‬ويحرمعون مكعانه بقعدره‬
‫من غير الشهر الحرم‪ ،‬فأنزل ال تعالى القرآن بتحريمه وعده من أنواع الكفر‪ ،‬فقال‬
‫سبحانه وتعالى‪) * :‬إنما النسئ زيادة في الكفر( * )‪) (1‬قوله‪ :‬وبعدها إلععخ( أي وحععج‬
‫بعد الهجرة حجة الوداع ل غيرها‪) .‬قوله‪ :‬خرج من ذنوبه( قال ابن علن‪ :‬الصععغائر‬
‫والكبائر والتبعات ‪ -‬كما يؤذن به عموم الجمع المضععاف‪ ،‬وجععاء التصععريح بهمععا فععي‬
‫رواية ‪ -‬وألف الحافظ ابن حجر في ذلك جزءا أسماه )قوة الحجاج في عموم المغفعرة‬
‫للحجاج( وأفتى به الشهاب الرملي‪ .‬وحملععه ولععده علععى مععن مععات فيععه أو بعععده وقبععل‬
‫تمكنه من الوفاء‪ .‬قال الشيخ محمد الحطاب المالكي ‪ -‬نقل عن ابن خليل المكي شععيخ‬
‫المحععب الطععبري ‪ -‬أوائل مناسععكه‪ :‬قععال مشععايخنا المتقععدمون‪ :‬إن الضععمان مععن ال ع‬
‫بالمظالم والتبعات ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬إنما ينزل على التائب الذي ليس بمصر‪ ،‬وقد يتعععذر‬
‫ردها إلعى صعاحبها والتحلعل منعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وألعف فيعه السعيد بادشعاه الحنفعي جعزءا‪ .‬قعال‬
‫الشارح ‪ -‬يعني ابن حجر ‪ -‬لكن ظاهر كلمهم يخععالفه‪ ،‬والول أوفععق بظععاهر السععنة‪،‬‬
‫والثععاني أوفععق بالقواعععد‪ ،‬ويؤيععده مععا فععي المجمععوع عععن القاضععي عيععاض‪ :‬غفععران‬
‫الصغائر فقط مذهب أهل السنة‪ ،‬والكبائر ل يكفرها إل التوبععة أو رحمععة ال ع تعععالى‪.‬‬
‫وعن المام مالك أن ذلك عام في كل ما ورد‪ ،‬واستدل له المصنف بخبر مسلم فيمععن‬
‫أحسن وضوءه وصلته كانت كفارة لما قبله مععن الععذنوب مععا لععم يععأت كععبيرة‪ ،‬وذلععك‬
‫الدهر كله‪ ،‬وبه يرد قول مجلي رد الكلم المام‪ ،‬وهذا الحكععم يحتععاج لععدليل‪ ،‬وفضععل‬
‫ال واسع‪ .‬ويرد أيضا ‪ -‬كما قععال ابععن عبععد الععبر ‪ -‬بععأنه جهععل وموافقععة للمععرجئة فععي‬
‫قولهم‪ ،‬ولو كان كما زعموا لم يكن للمر بالتوبعة معنعى‪ ،‬وقعد أجمعع المسعلمون أنهعا‬
‫فرض‪ ،‬والفرض ل يصح شئ منه إل بالقصد‪ .‬وقد قال )ص(‪ :‬كفارات لما بينهن إذا‬
‫اجتنبت الكبععائر‪ .‬لكععن ربمععا أثععرت هععذه الطاعععات فععي القلععب‪ ،‬فحملععت علععى التوبععة‪.‬‬
‫وحديث العباس بععن مععرداس أنععه )ص(‪ :‬دعععا لمتععه عشععية عرفععة بععالعفو حععتى عععن‬
‫المظالم والدماء فلم يستجب له‪ ،‬ثم دعا لهم صععبيحة مزدلفععة فاسععتجيب لععه حععتى عععن‬
‫المظالم والدماء‪ .‬وأن النبي )ص( ضحك من جععزع الشععيطان‪ .‬رواه ابععن مععاجه وأبععو‬
‫داود ولم يضعفه‪ .‬وإيراد ابن الجوزي له في الموضوعات رده الحافظ ابن حجر فععي‬
‫قوة الحجاج إلى أن قال‪ :‬وأحسن منه ‪ -‬أي من تضعيفه ‪ -‬أنه ليس في الحديث‬

‫)‪ (1‬التوبة‪37 :‬‬

‫] ‪[ 316‬‬
‫تعععرض لمععا الكلم فيععه مععن تكفيععر الحععج الكبععائر والتبعععات‪ ،‬إنمععا فيععه أن ال ع‬
‫اسععتجاب دعععاء نععبيه )ص( بععالعفو عععن جميععع الععذنوب بأنواعهععا‪ ،‬فععإن كععان المععراد‬
‫الحاضر من المة حينئذ‪ ،‬فظاهر عدم دللته على المطلععوب‪ ،‬وإن كععان أمتععه مطلقععا‪،‬‬
‫فكذلك‪ ،‬إذ ليس في الحديث أن غفرانهم عن الحج إنما فيه إجابة لععدعاء النععبي )ص(‪،‬‬
‫ودللته على المدعي تتوقف على ثبوت أنه )ص( أراد بالمة الحاج منهععم كععل عععام‪،‬‬
‫وفي ثبوت ذلك بعد أي بعد‪ .‬ا‍ه‪ .‬كلم ابن علن‪ .‬وجزم المصععنف ‪ -‬أي ابععن حجععر ‪-‬‬
‫في الحاشية بضعف حديث العباس ابن مرداس‪ ،‬فقال‪ :‬ضعععف البخععاري وابععن مععاجه‬
‫اثنين من رواته‪ .‬وقال ابن الجوزي إنه ل يصح‪ ،‬تفرد به عبد العزيز ولم يتابع عليه‪.‬‬
‫قال ابن حبان‪ :‬وكان يحدث علععى التععوهم والحسععبان‪ ،‬فبطععل الحتجععاج بعه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي‬
‫حاشية الشيخ باعشن على الونائي ما نصه‪ :‬وحاصله أن ابن المنععذر وجماعععة حملععوا‬
‫التكفير في هذا ونحوه على ما يعم الصغائر والكبعائر أخعذا بعإطلق النصعوص‪ ،‬وأن‬
‫بعضهم ‪ -‬ومنهعم العلمعة ابععن حجعر ‪ -‬قيعدها بالصععغائر حمل للمطلععق علعى المقيععد‪،‬‬
‫وعمل بما نقل من الجماع‪ ،‬لكن في الجماع نظر‪ ،‬إذ لععو كععان ثابتععا لمععا جهلععه ابععن‬
‫المنذر وغيره من أكابر المتقدمين والمتأخرين‪ ،‬وحمل المطلق على المقيد إنما يكععون‬
‫فيما لم يرد فيه تصريح ينافي الحمل المذكور‪ .‬ومن ثم قال العلمععة الكععردي‪ :‬والععذي‬
‫يظهر أن ما صرحت به الحاديث ‪ -‬من أنه يكفر الكبائر ‪ -‬ل ينبغي التوقف فيه بععأنه‬
‫يكفرها‪ ،‬وما أطلقت الحاديث فيه يبقى الكلم فيععه‪ .‬قععال‪ :‬وملععت فععي الصععل إلععى أن‬
‫الطلق يشمل الكبائر‪ ،‬والفضل واسع‪ ،‬ومععا ذكععره موافععق للجمععال الرملععي‪ .‬ا‍ه‪ .‬مععن‬
‫حاشية سيدنا وشيخنا السيد أحمد دحلن على عبد الععرؤوف الزمزمععي فععي المناسععك‪.‬‬
‫وفي حاشية البجيرمي على القناع ما نصه‪ :‬والحععج يكفععر الصععغائر والكبععائر‪ ،‬حععتى‬
‫التبعات على المعتمد‪ ،‬إن مات في حجه أو بعده وقبل تمكنه من أدائها‪ .‬كما قاله زي‪.‬‬
‫قال ع ش‪ :‬وتكفيره لما ذكر‪ :‬إنما هو لثم القدام‪ ،‬ل لسقوط حقوق الدميين ‪ -‬بمعنى‬
‫أنه إذا غصب مال‪ ،‬أو قتل نفسا ظلمععا عععدوانا‪ ،‬غفععر لععه إثععم القععدام علععى مععا ذكععر‪،‬‬
‫ووجب عليه القود‪ ،‬ورد المغصوب إن تمكن‪ ،‬وإل فأمره إلى ال تعالى فععي الخععرة‪.‬‬
‫ومثله سائر حقوق الدميين‪ ،‬وهععو بعيععد مخععالف لكلم الزيععادي‪ ،‬وكلم الزيععادي هععو‬
‫المشهور‪ .‬وسئل الرملي عن مرتكب الكبعائر العذي لعم يتعب منعا إذا حعج‪ ،‬هعل يسعقط‬
‫وصف الفسق وأثره كرد الشهادة‪ ،‬أو يتوقف علععى ذلععك توبععة ؟ فأجععاب بععأنه يتوقععف‬
‫على التوبة مما فسق به‪ .‬وعبارة الرحماني‪ :‬ولو قلنا بتكفير الصعغائر والكبعائر‪ ،‬إنمعا‬
‫هو بالنسبة لمور الخرة حتى لو أراد الشهادة بعععده فل بععد مععن التوبععة‪ ،‬والسععتبراء‬
‫سنة‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬كيوم ولدته أمه( أي خرج منها خروجا مثل خروجععه يععوم‬
‫ولدته أمه‪ ،‬أو خرج منها حال كونه مشابها لنفسه يععوم ولدتععه فععي الععبراءة‪ ،‬فهععو إمععا‬
‫صفة لمصدر محذوف‪ ،‬أو في محل نصب على الحال‪) .‬قوله‪ :‬يشمل التبعععات( جمععع‬
‫تبعة بضمة بين فتحععتين‪ ،‬وهععي حععق الدمععي صععغيرة أو كععبيرة‪ .‬ا‍ه‪ .‬عبععد الععرؤوف‪.‬‬
‫والضبط المذكور خلف ما في القاموس‪ ،‬فإن الذي فيه كفرحة وكتابععة‪ ،‬وكععذا خلف‬
‫ما في المصباح‪ ،‬فإن الععذي فيععه ككلمععة تأمععل‪) .‬قععوله‪ :‬وورد التصععريح بععه( أي بلفععظ‬
‫التبعععات‪) .‬قععوله‪ :‬وأفععتى بععه( أي بشععموله للتبعععات‪) .‬قععوله‪ :‬لكععن ظععاهر كلمهععم( أي‬
‫الفقهاء‪) .‬وقوله‪ :‬يخالفه( أي ما ذكر من شموله للتبعععات‪) .‬قععوله‪ :‬والول( أي شععموله‬
‫للتبعات‪) .‬وقوله‪ :‬أوفق بظواهر السنة( منها الحديث المتقدم‪ ،‬وهو حديث العبععاس بععن‬
‫مرداس‪ ،‬وقد تقدم ما فيه‪ .‬قال العلمة عبد الرؤوف‪ :‬علععى أن الحععديث مععؤول بحملععه‬
‫على أنه يرجى لبعض الحجاج ‪ -‬إن ال يرضى عنه خصععماءه‪) .‬قععوله‪ :‬والثععاني( أي‬
‫عدم شموله لها المراد من قوله‪ ،‬لكن ظاهر كلمهم يخالفه‪) .‬وقعوله‪ :‬أوفعق بالقواععد(‬
‫فإن القاعدة أن حق ال مبني على المسامحة‪ ،‬وحق الدمي مبني علععى المشععاحة‪ ،‬فل‬
‫يخرج منه‬

‫] ‪[ 317‬‬
‫إل برضاه‪) .‬قوله‪ :‬ونقععل الجمععاع عليععه( أي علععى الثععاني‪ .‬وفععي نقععل الجمععاع‬
‫نظر‪ ،‬كما تقدم عن باعشن‪) .‬قوله‪ :‬وبه يندفع( أي وبالجماع يندفع الفتععاء المععذكور‪.‬‬
‫أي بشموله للتبعات‪) .‬وقوله‪ :‬تمسكا بالظواهر( علة الفتاء‪) .‬قوله‪ :‬والعمععرة( بععالجر‪،‬‬
‫عطف على الحج‪ .‬أي باب في بيان الحج وبيان العمرة‪ ،‬وهععي بضععم العيععن مععع ضععم‬
‫الميم وإسكانها‪ ،‬وبفتح العين وإسععكانها‪) .‬قععوله‪ :‬وهععي لغععة‪ :‬زيععارة مكععان عععامر( أي‬
‫ولذلك سميت عمرة‪ .‬وقيل سميت بها لنها تفعل في العمر كله‪) .‬قوله‪ :‬وشرعا‪ :‬قصد‬
‫الكعبة إلخ( وقيل نفس العمال التية ‪ -‬كما تقدم في الحععج ‪) -‬وقععوله‪ :‬للنسععك التععي(‬
‫أي العمال التية‪ ،‬من إحرام‪ ،‬وطواف‪ ،‬وسعي‪ ،‬وحلق ‪ -‬أو تقصير ‪) .-‬فععإن قلععت(‪:‬‬
‫كلمه يقتضي اتحاد الحج والعمرة‪ ،‬إذ كل منهما قصد الكعبة للنسععك‪) .‬قلععت( ل‪ ،‬لن‬
‫تقييده في تعريف كل بلفظ التي يدفع التحاد‪ ،‬إذ النسك التي في تعريف الحج غيععر‬
‫النسك التي في تعريف العمرة‪ ،‬فما وعد بإتيانه في كل تعريف يخرج الخر‪) .‬قوله‪:‬‬
‫يجبان إلخ( أي وجوبا عينيا على من ذكر‪ .‬أما الحج فإجماعععا‪ ،‬بععل معلععوم مععن الععدين‬
‫بالضرورة‪ ،‬ومن أركان السلم‪ .‬وأما العمرة فعلى الظهعر‪ ،‬لمعا صعح‪ :‬ععن عائشعة‬
‫رضي ال عنها‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول ال‪ :‬هل على النساء جهاد ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬جهاد ل قتال‬
‫فيه‪ ،‬الحج والعمرة‪ .‬ويجبان أيضا ‪ -‬وجوبا كفائيا ‪ -‬كل سععنة لحيععاء الكعبععة المشععرفة‬
‫على الحععرار البععالغين‪ ،‬ول يسعقط بفعععل غيرهعم‪ ،‬وقيععل يسععقط‪ ،‬قياسععا علعى الجهععاد‬
‫وصلة الجنازة‪ .‬ويسنان من الرقاء والصبيان والمجععانين‪) .‬واعلععم( أن لهمععا خمععس‬
‫مراتب‪ :‬صحة مطلقا ‪ -‬أي لم تقيد بمباشرة وغيرها ‪ -‬وصععحة مباشععرة‪ ،‬ووقععوع عععن‬
‫النذر‪ ،‬ووقوع عن حجة السععلم‪ ،‬وصععحة وجععوب‪ .‬ولكععل مرتبععة شععروط‪ .‬واقتصععر‬
‫المؤلف ‪ -‬رحمه ال تعالى ‪ -‬على شروط مرتبة الوجوب ‪ -‬فيشترط للولععى‪ :‬الععوقت‪،‬‬
‫والسلم‪ .‬فلولي المال أن يحرم عن الصغير ‪ -‬كما سيأتي ‪ .-‬ويشترط للثانية معهمععا‪:‬‬
‫التمييز‪ ،‬ومعرفة الكيفية‪ ،‬والعلم بالعمال‪ .‬بأن يأتي بها عالما أنه يفعلها عععن النسععك‪.‬‬
‫ويشترط للثالثة مع ما ذكر‪ :‬البلعوغ‪ ،‬والعقعل‪ ،‬وإن لعم يكعن حعرا فيصعح نعذر الرقيعق‬
‫الحج‪ .‬ويشترط للرابعة مع ذكر‪ :‬الحريععة‪ ،‬وإن لععم يكععن مسععتطيعا‪ ،‬فلععو تكلععف الفقيععر‬
‫وحج حجة السلم صح‪ ،‬ووقع عنها‪ .‬ويشععترط للخامسععة مععع مععا ذكععر‪ :‬السععتطاعة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يغني عنها الحج( أي ل يقوم مقام العمرة الحج‪ ،‬لن كل أصل قصععد منععه‬
‫ما لم يقصد من الخر ‪ -‬أل تعرى أن لهعا معواقيت غيعر معواقيت الحعج‪ ،‬وزمنعا غيعر‬
‫زمن الحج ؟ وحينئذ فل يشكل بععإجزاء الغسععل عععن الوضععوء‪ ،‬لن كععل مععا قصععد بععه‬
‫الوضوء موجود في الغسل‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬وإن اشتمل( أي الحج‪) .‬وقوله‪ :‬عليهععا(‬
‫أي العمرة‪ .‬وذلك لن أركان العمرة هي أركان الحج‪ ،‬ما عدا الوقوف‪ .‬والغايععة لعععدم‬
‫الستغناء بالحج عنها‪) .‬قوله‪ :‬وخبر( مبتدأ‪ .‬مضاف إلى جملة سئل إلخ إضافة بيانية‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ضعععيف( خععبر المبتععدأ‪) .‬وقععوله‪ :‬اتفاقععا( أي أن ضعععفه ثععابت باتفععاق الحفععاظ‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإن صححه الترمذي( أي فل يغتر بقوله‪ .‬وعبارة المغني‪ :‬وأما خبر الترمذي‬
‫عن جابر سئل إلخ‪ ،‬فضعيف‪ .‬قال في المجموع‪ :‬اتفق الحفاظ على ضعععفه‪ ،‬ول يغععتر‬
‫بقول الترمذي فيه حسن صحيح‪ .‬وقال ابن حزم إنه باطل‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ولععو صععح‪،‬‬
‫لم يلزم منه عدم وجوبها مطلقا‪ ،‬لحتمال أن المراد ليسععت واجبععة علععى السععائل لعععدم‬
‫استطاعته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على كل مسلم( قيد أول خرج بععه الكععافر الصععلي‪ ،‬فل يجبععان‬
‫عليه وجوب مطالبة بهما في الدنيا‪ ،‬حععتى لععو أسععلم وهععو معسععر بعععد اسععتطاعته فععي‬
‫الكفر‪ ،‬فإنه ل أثر لها‪ .‬أما المرتد‪ ،‬فيخاطب بهما في ردته‪ ،‬حتى لو استطاع ثععم أسععلم‬
‫لزمه الحج‪ ،‬وإن افتقر‪ .‬فإن أخره حتى مات حج عنه من تركته ‪ -‬هذا إذا أسععلم‪ ،‬فععإن‬
‫لم يسلم ومات على ردته‪ :‬ل يقضيان عنه‪ .‬وكما ل يجبععان علععى الكععافر‪ ،‬ل يصععحان‬
‫منه‪ ،‬ول عنه‪ ،‬لعدم أهليته للعبادة‪) .‬قوله‪ :‬مكلف( صفة لمسلم‪ ،‬وهو قيد ثان‪) .‬قوله‪:‬‬

‫] ‪[ 318‬‬
‫أي بالغ عاقل( تفسير لمكلف‪) .‬قوله‪ :‬حر( أي كلععه ولععو بععالتين‪ .‬وإن كععان حععال‬
‫الفعل قنا ظاهرا ‪ -‬كما في التحفععة ‪ -‬وهععو قيععد ثععالث‪) .‬قععوله‪ :‬فل يجبععان علععى صععبي‬
‫ومجنون ول على رقيق( أي لنقصهم‪ .‬والحععج والعمععرة إنمععا يجبععان فععي العمععر مععرة‬
‫واحدة‪ ،‬فاعتبر الكمال فيهما‪ .‬وأيضا الرقيق منافعه مستحقة لسععيده‪ ،‬فليععس مسععتطيعا‪.‬‬
‫وأخذ الشارح محترز بالغ وعاقععل وحععر ولععم يأخععذ محععترز مععا زاده ‪ -‬وهععو مسععلم ‪-‬‬
‫وكان الولى ذكره أيضا‪ ،‬وقد علمته‪) .‬قوله‪ :‬فنسك إلخ( مفععرع علععى عععدم وجوبهمععا‬
‫على الصبي ومن بعده‪ .‬يعني وإذا لم يجبا على هؤلء‪ ،‬فالنسك الواقع منهععم يقععع نفل‬
‫‪ -‬أي يصح‪ ،‬ويقع تطوعا ‪ -‬لكن بشرط أن يتموه في الصبا والجنون والرق‪ ،‬فلععو بلععغ‬
‫الصبي أو عتق وهو بعرفة‪ ،‬وأدرك من وقت الوقوف زمنا يعتد به فععي الوقععوف‪ ،‬أو‬
‫بعد إفاضته من عرفة ثم عاد إليها قبل خروج الوقت‪ ،‬أجزأته تلك الحجة عن فععرض‬
‫السلم‪ ،‬ول دم عليه بوقوع إحرامه حال النقص‪ ،‬وإن لم يعععد للميقععات بعععد الكمععال‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬يجب عليه إعادة السعي بعد طواف الفاضة إن كان قد سعى بعد طواف القععدوم‬
‫وطواف العمرة كالوقوف‪ ،‬فإن بلغ‪ ،‬أو عتق قبلععه‪ ،‬أو فيععه‪ ،‬أجزأتععه تلععك العمععرة عععن‬
‫عمرة السلم‪ ،‬لكنه يعيد بعض الطواف الذي تقدم على البلوغ أو العتق‪ .‬فععإن بلععغ أو‬
‫عتق بعد تمعام الطعواف‪ ،‬فالعذي اعتمعده فعي النهايعة أنعه يعيعده‪ ،‬ويجعزئه ععن عمعرة‬
‫السلم‪ .‬وإفاقة المجنون بعد الحرام عنه كبلوغ الصبي وعتق الرقيق فععي جميعع مععا‬
‫ذكر‪) .‬فائدة( الصبي إذا كان غير مميز يحرم عنه وليه‪ ،‬وإذا كان مميععزا فهععو مخيععر‬
‫بين أن يحرم عنه أو يأذن له في ذلععك‪ .‬ومثععل الصععبي‪ :‬المجنععون ‪ -‬فيجععوز للععولي أن‬
‫يحرم عنه ‪ -‬ولو طععرأ جنععونه بعععد البلععوغ‪ .‬وكععذا المغمععى عليععه ‪ -‬إن لععم يععرج زوال‬
‫إغمائه قبل فععوات الوقععوف ‪ -‬وإل فل يصععح الحععرام عنععه‪ .‬وأمععا الرقيععق‪ ،‬فععإن كععان‬
‫صغيرا‪ :‬فللولي أن يحرم عنه‪ ،‬أو يأذن له إذا كان مميزا‪ .‬فإن كان بالغا فله أن يحععرم‬
‫بنفسه‪ ،‬ولو من غير إذن سيده‪ ،‬وإن كان له إذا لم يأذن له أن يحلله ول يجععوز لسععيده‬
‫أن يحرم عنه‪ .‬وصفة إحرام من ذكر عمن ذكر‪ :‬أن ينعوي جعلعه محرمعا بعأن يقعول‪:‬‬
‫جعلته محرما‪ ،‬أو يقول ‪ -‬كما في الععروض وشععرحه ‪ -‬أحرمععت عنععه‪ ،‬ثععم يلععبي نععدبا‪.‬‬
‫وحيث صار المولى محرما‪ :‬أحضره وليه سائر المواقف‪ :‬وجوبا في الواجب‪ ،‬ونععدبا‬
‫في المندوب‪ .‬ويفعل عنه ما ل يمكن منه ‪ -‬كالرمي ‪ -‬بعد رمععي نفسعه‪ ،‬ويصععلي عنعه‬
‫سنتي الطواف والحرام‪ .‬ويشترط في الطواف طهرهما ععن الحعدث والخبعث ‪ -‬كمعا‬
‫اعتمعداه فعي التحفعة والنهايعة ‪ .-‬قعال الكعردي‪ :‬وظعاهر أن العولي إنمعا يفعلهمعا ‪ -‬أي‬
‫الطواف والسعي ‪ -‬به بعد فعله عن نفسه ‪ -‬كما تقععدم فععي الرمععي ‪ .-‬ا‍ه‪ .‬هععذا إذا كععان‬
‫غيععر مميععز‪ ،‬فععإن كععان مميععزا طععاف‪ ،‬وصععلى‪ ،‬وسعععى‪ ،‬وحضععر المواقععف‪ ،‬ورمععى‬
‫الحجار بنفسه‪ .‬ثم إن الولي يغرم واجبا بإحرام‪ ،‬كدم تمتع‪ ،‬وقران‪ ،‬وفوات‪ ،‬وكفديععة‬
‫شئ من محظوراته إن ارتكبها المميز‪ .‬أما غيره‪ ،‬فل فدية في ارتكابه محظورا على‬
‫أحد‪ .‬ويغرم الولي زيادة النفقععة بسععبب السععفر‪ ،‬ولععو قبععل صععيرورته محرمععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫مستطيع( قيد رابع‪ .‬وإنما شرطت الستطاعة‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬ول علععى النععاس حععج‬
‫البيت من استطاع إليه سبيل( * قال ابن عباس ‪ -‬رضععي الع عنهمععا ‪ -‬والسععتطاعة‪:‬‬
‫أن يكون قادرا على الزاد والراحلة‪ ،‬وأن يصح بدن العبد‪ ،‬وأن يكععون الطريععق آمنععا‪.‬‬
‫ثم إن الستطاعة نوعان‪ :‬أحدهما‪ :‬استطاعة مباشرة‪ ،‬وهذه يقال لها اسععتطاعة بالبععدن‬
‫والمال‪ ،‬ولها أحد عشر شرطا ‪ -‬يؤخذ غالبها من كلم المصنف رحمه ال ع تعععالى ‪.-‬‬
‫الول‪ :‬وجود مؤن السفر ذهابا وإيابا‪ .‬الثاني‪ :‬وجود الراحلععة مععع وجععود شععق محمععل‬
‫لمن ل يقدر على الراحلععة‪ :‬الثععالث‪ :‬أمععن الطريععق‪ .‬الرابععع‪ :‬وجععود المععاء والععزاد فععي‬
‫المواضع التي يعتاد حملهما منهععا بثمععن مثلععه‪ .‬الخععامس‪ :‬خععروج زوج أو محععرم مععع‬
‫المرأة‪ .‬السادس‪ :‬أن يثبت على الراحلة بل مشقة شديدة‪ .‬السابع‪ :‬وجود ما مر من‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪97 :‬‬


‫] ‪[ 319‬‬
‫الزاد وغيره وقت خروج الناس من بلده‪ .‬الثامن‪ :‬أن يبقى بعد الستطاعة زمععن‬
‫يمكنه الوصول فيه إلى مكععة باليسععر المعتععاد‪ :‬التاسععع‪ :‬أن يجععد رفقععة حيععث لععم يععأمن‬
‫وحده‪ .‬العاشر‪ :‬أن يجد ما مر بمال حاصععل عنععده أو بععدين حععال علععى ملععئ‪ .‬الحععادي‬
‫عشر‪ :‬أن يجد العمى قائدا يقوده ويهديه عند ركوبه ونزوله ‪ -‬ولو بععأجرة مثععل قععدر‬
‫عليها ‪ .-‬ثانيهما‪ :‬استطاعة بإنابة الغير عنه‪ ،‬وهععذه يقععال لهععا اسععتطاعة بالمععال فقععط‪،‬‬
‫وإنما تكون في ميت ومعضوب‪ .‬وقد بينها بقوله‪ :‬فععرع‪ ،‬تجععب إنابععة إلععخ‪ .‬ثععم إنععه إذا‬
‫استطاع ثم افتقر‪ ،‬لزمه التكسععب والمشععي إن قععدر عليععه‪ ،‬ول يلزمععه السععؤال‪ ،‬خلفععا‬
‫للحياء‪ .‬والفرق‪ :‬أن أكثر النفوس تسمح بالتكسععب ‪ -‬ل سععيما عنععد الضععرورة ‪ -‬دون‬
‫السؤال‪) .‬قوله‪ :‬للحج( متعلق بمستطيع‪ ،‬واقتصر عليه لن الستطاعة لععه تغنععي عنععه‬
‫وعن العمععرة‪ ،‬بخلف السععتطاعة للعمععرة فععي غيععر وقععت الحععج‪ ،‬وذلععك لتمكنعه مععن‬
‫القععران فععي الولععى‪ ،‬ل الثانيععة‪) .‬قععوله‪ :‬بوجععدان الععزاد( تصععوير وبيععان للسععتطاعة‬
‫المفهومة من مستطيع‪ .‬أي أن الستطاعة تحصل بوجدان الزاد إلخ‪ .‬ومحل مععا ذكععر‪:‬‬
‫إذا لم يقصر سفره للنسك‪ ،‬بأن كان دون يومين من مكة‪ ،‬وكان يكتسب فععي أول يععوم‬
‫كفاية أيام الحج‪ :‬وهي ما بين زوال سابع ذي الحجة‪ ،‬وزوال ثالث عشرة لمن لم ينفر‬
‫النفر الول‪ ،‬وإل فل يشترط وجععدان ذلععك‪ ،‬بععل يلزمععه النسععك لقلععة المشععقة‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫ذهابا وإيابا( أي مدة ذهابه وإيابه‪ ،‬وكععذا مععدة إقععامته بمكععة أو غيرهععا‪ ،‬وتعتععبر مؤنععة‬
‫الياب‪ ،‬وإن لم يكن له ببلده أهل وعشيرة‪ ،‬ومحل هععذا ‪ -‬كمععا فععي التحفععة ‪ -‬فيمععن لععه‬
‫وطن ونوى الرجوع إليه أو لم ينو شيئا‪ ،‬فمن ل وطن له‪ ،‬وله بالحجععاز مععا يقيتععه‪ ،‬ل‬
‫تعتبر في حقه مؤنة الياب قطعا‪ ،‬لستواء سائر البلد إليه‪ ،‬وكذا من نوى الستطيان‬
‫بمكة أو قر بها‪) .‬قوله‪ :‬وأجرة خفير( بالجر‪ ،‬عطف على الععزاد‪ .‬أي وبوجععدان أجععرة‬
‫خفير‪) .‬وقوله‪ :‬أي مجير( بيان لمعنى حفير‪ .‬أي أن معناه هو المجير‪ ،‬أي الذي يجير‬
‫ويحرس ويحمي الركب من طالبيه‪ .‬قال فعي المصعباح‪ :‬خفرتعه‪ :‬حميتعه معن طعالبيه‪،‬‬
‫فأنا خفير‪ .‬والسم‪ :‬الخفععارة ‪ -‬بضععم الخععاء وكسععرها ‪ -‬والخفععارة مثلثععة الخععاء‪ .‬جعععل‬
‫الخفير‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬يأمن( أي مريد النسك على نفسه وماله وبضعه‪) .‬وقععوله‪ :‬معععه(‬
‫أي المجيععر‪) .‬قععوله‪ :‬والراحلععة( معطععوف علععى الععزاد أيضععا‪ .‬أي وبوجععدان الراحلععة‪.‬‬
‫وأصل الراحلة الناقة الصالحة للحمل‪ .‬والمراد بها هنا كل مععا يصععلح للركععوب عليععه‬
‫بالنسبة لطريقه الذي يسلكه‪ ،‬ولو نحو بغل وحمار وبقر‪ ،‬وإن لم يلق بععه ركععوبه عنععد‬
‫ابن حجر‪ .‬وتشترط الراحلة‪ ،‬وإن كان قادرا على المشي‪ ،‬وشرط زيادة على الراحلععة‬
‫لنثى وخنثى‪ ،‬ورجل متضرر بركوب الراحلة قدرة على شق محمل‪ ،‬وعلععى شععريك‬
‫يليق به يعادله فععي الشععق الخععر‪ ،‬فععإن تضععرروا بمحمععل‪ ،‬اعتععبر محععارة كالشععقدف‪،‬‬
‫فمحفة وهي المعروفة بالتخت فسعرير يحملععه رجعال‪ ،‬فالحمععل علعى أعنععاق الرجعال‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬أو ثمنها( أي أو بوجدان ثمن الراحلة‪ ،‬أي أو وجععدان أجرتهععا‪ ،‬فل فععرق فععي‬
‫استطاعة الراحلة بين أن تكون هي عنده أو يكون عنده ثمنهععا أو أجرتهععا‪) .‬قععوله‪ :‬إن‬
‫كان إلخ( قيد في اشتراط وجدان الراحلععة‪) .‬وقععوله‪ :‬بينععه( أي مريععد النسععك‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫مرحلتان( أي فأكثر‪ ،‬وإن أطععاق المشععي‪ .‬نعععم‪ ،‬ليععس لععه المشععي حينئذ‪ ،‬خروجععا مععن‬
‫خلف من أوجبه‪) .‬قوله‪ :‬أو دونهما إلخ( أي أو كان بينه وبيععن مكععة دون مرحلععتين‪،‬‬
‫والحال أنه قد ضعف عن المشي‪ ،‬فإن قوي عليه بأن لم تحصل به مشقة تبيععح الععتيمم‬
‫فل يعتبر في حقه الراحلة وما يتعلق بهعا‪) .‬قعوله‪ :‬معع نفقعة مععن يجعب إلعخ( الظععرف‬
‫متعلق بوجدان‪ ،‬أو بمحذوف صععفة للععراد ومععا عطعف عليععه‪ ،‬أي وتعتععبر السععتطاعة‬
‫بوجدان الزاد مع وجدان نفقة من تجب عليه نفقته‪ .‬والمراد بالنفقة المؤنععة‪ .‬ولععو عععبر‬
‫بهععا لكععان أولععى‪ ،‬لتشععمل الكسععوة‪ ،‬والخدمععة والسععكنى‪ ،‬وإعفععاف الب‪ ،‬وثمععن دواء‪،‬‬
‫وأجرة طبيب‪ .‬والمراد بمن تجب عليه نفقته الزوجععة‪ ،‬والقريععب‪ ،‬والمملععوك المحتععاج‬
‫لخدمته‪ ،‬وأهل الضرورات من المسلمين ولو من غير أقععاربه لمععا ذكععروه فععي السععير‬
‫من أن دفع ضرورات المسلمين بإطعام جائع‪ ،‬وكسععوة عععار‪ ،‬ونحوهمعا فعرض علعى‬
‫من ملك أكثر معن كفايععة سعنة‪ .‬وقعد أهمععل هعذا غعالب النعاس‪ ،‬حععتى معن ينتمعي إلععى‬
‫الصلح )وقوله‪ :‬وكسوته( بالرفع‬

‫] ‪[ 320‬‬
‫عطف على نفقته الثانية‪ ،‬وبالجر عطف علععى الولععى‪ .‬وعلععى كععل‪ ،‬فععي كلمععه‬
‫الحذف إما مععن الول‪ ،‬أو مععن الثععاني‪) .‬وقععوله‪ :‬إلععى الرجععوع( متعلععق بمحععذوف أي‬
‫ويعتععبر وجععدان نفقععة مععن ذكععر مععن الععذهاب إلععى الرجععوع‪) .‬قععوله‪ :‬ويشععترط أيضععا‬
‫للوجوب( أي وجوب النسك‪ .‬ول يخفى أن هذا من شروط الستطاعة التي هي شرط‬
‫للوجوب‪ .‬فلو قال‪ :‬ومع أمن الطريق عطفا على مع نفقة لكان أولععى وأنسععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أمن الطريق إلخ( أي أمنا لئقا بالسفر‪ ،‬وهو دون أمن الحضر‪ ،‬ولو كععان أمنععه ظنععا‪،‬‬
‫ولو كان بخفير بأجرة مثله‪ .‬وخرج بالمن على مععا ذكععر الخععوف عليععه مععن سععبع أو‬
‫غيره‪ ،‬فل يجب عليه النسعك حينئذ‪ ،‬لععدم السعتطاعة‪) .‬وقعوله‪ :‬علعى النفعس( أي لعه‬
‫ولغيره‪) .‬وقوله‪ :‬والمال( أي ويشترط أمعن الطريعق علعى المعال‪ ،‬لكعن بشعرطين‪ :‬أن‬
‫يحتاج إليه للنفقة والمؤنة‪ ،‬وأن يكون له ل لغيععره‪ .‬فلععو أراد استصععحاب مععال خطيععر‬
‫للتجارة أو نحوها‪ ،‬وكان يأمن عليه لو تركه فععي بلعده‪ ،‬فععإنه ل يعتععبر الخعوف عليعه‪،‬‬
‫ول يعد عذرا‪ ،‬وكذلك لو أراد استصحاب مال غيره إن لم يجب عليه حفظععه والسععفر‬
‫به‪ .‬فإن وجب عليه حفظه والسفر به كوديعة فكماله‪ .‬ومثععل النفععس المععال‪ ،‬والبضععع‪،‬‬
‫وجميع ما يحتاج لستصععحابه لسععفره‪ ،‬فععإن خععاف علععى شععئ منهععا لععم يلزمععه النسععك‬
‫للضرر وإن اختص الخوف به‪) .‬قوله‪ :‬ولو من رصدي( غاية في اشتراط المن‪ :‬أي‬
‫يشترط المن حتى من الرصدي‪ ،‬وهو بفتح الصاد وسكونها الععذي يرصععد النععاس أي‬
‫يرقبهم في الطريق أو القرى ليأخذ منهم شععيئا ظلمععا‪) .‬قععوله‪ :‬وإن قععل مععا يأخععذه( أي‬
‫الرصدي‪ ،‬وهو غاية في اشتراط أمن الطريق‪ .‬أي يشترط مععا ذكععر‪ ،‬وإن كععان المععال‬
‫الذي يأخذه الرصدي شيئا يسيرا‪ .‬قال فعي شعرح المنهعج‪ :‬ويكعره بعذل المععال لهعم أي‬
‫المترصدين لنه يحرضهم على التعرض للناس‪ ،‬سواء كانوا مسععلمين أم كفععارا لكععن‬
‫إن كانوا كفععارا وأطععاق الخععائفون مقععاومتهم سععن لهععم أن يخرجععوا للنسععك ويقععاتلوهم‬
‫لينالوا ثواب النسععك والجهععاد ا‍ه‪ .‬وكتععب البجيرمععي قععوله ويكععره بععذل المععال أي قبععل‬
‫الحرام أما بعده فل يكره ا‍ه قععوله وغلبععة السععلمة معطعوف علععى أمععن الطريععق أي‬
‫ويشترط أيضا غلبة السلمة لراكب البحر أي عند أهل البحععر العععارفين بععه قععال فععي‬
‫التحفة وظاهر تعبيرهم بغلبة السلمة أنه لو اعتيد في ذلك الزمن الذي يسافر فيه أنععه‬
‫يغرق فيه تسعة ويسلم عشرة لزم ركوبه ويؤيده الحععاقهم السععتواء بغلبععة الهلك ول‬
‫يخلو عن بعد فلو قيل المعتبر العرف فل يكتفي بتفاوت الواحد ونحوه لم يبعد ويؤيده‬
‫ما يأتي في الفععرار ععن الصععف وعليععه فععالمراد السععتواء العرفععي أيضععا ل الحقيقععي‬
‫وخرج بالبحر النهار العظيمة كجيحون والنيل فيجب ركوبها قطعععا لن المقععام فيهععا‬
‫ل يطول والخوف ل يعظم وقول الذرعي محله إذا كععان يقطعهععا عرضععا وإل فهععي‬
‫في كثير من الوقات كالبحر وأخطر مردود بععأن الععبر فيهععا قريععب أي غالبععا فيسععهل‬
‫الخروج إليه ا‍ه بتصرف قوله فإن غلب الهلك هو وما بعععده محععترز غلبععة السععلمة‬
‫وقوله لهيجان المواج أي أو لخصععوص ذلععك البحععر وقععوله فععي بعععض الحععوال أي‬
‫الوقات قوله أو استويا أي السلمة والهلك ومثلععه جهععل الحععال كمععا فععي البجيرمععي‬
‫قوله لم يجب أي ركوب البحر بدليل الضراب بعده ويحتمل لم يجب أي الحج أي لم‬
‫يلزمه قوله بل يحرم الخ الضراب انتقالي وقوله فيه أي في البحععر قععوله لععه ولغيععره‬
‫أي للحععج ولغيععر الحععج قععوله وشععرط للوجععوب أي وجععوب الحععج ولععو قععال وشععرط‬
‫للستطاعة في المرأة الخ لكان أولى قوله مع ما ذكر أي من وجدان الععزاد والراحلععة‬
‫وأمن الطريق وغيرها مما تقدم وقوله أن يخرج معها محرم أي بنسب أو رضععاع أو‬
‫مصاهرة ولو فاسقا لنه مع فسقه يغار عليهععا مععن مواقععع الريععب وقععوله أو زوج أي‬
‫ولو فاسقا لما تقدم وألحق بهما جمع عبدها الثقععة إذا كععانت هععي ثقعة أيضعا والجنعبي‬
‫الممسوح الذي لم يبق فيه شهوة للنساء قوله أو نسوة ثقاة بععأن بلغععن وجمعععن صععفات‬
‫العدالة قال في التحفة ويتجه الكتفاء بالمراهقات بقيده السابق وبمحارم فسقهن بغيععر‬
‫نحو زنا أو قيادة ونحو ذلك ثم قال لكن نععازع جمععع فععي اشععتراط ثلث المصععرح بععه‬
‫كلمهما وقالوا ينبغي الكتفاء بثنتين ويجاب بأن‬

‫] ‪[ 321‬‬
‫خطر السفر اقتضى الحتياط في ذلك على أنه قد يعرض لحداهن حاجة تععبرز‬
‫ونحوه فيذهب اثنتان وتبقى اثنتان ولعو اكتفععى بثنعتين لعذهبت واحععدة وحعدها فيخشععى‬
‫عليها ا‍ه قوله وذلك أي اشتراط خروج من ذكر معها وقععوله لحرمععة سععفرها وحععدها‬
‫أي لخبر الصحيحين ل تسافر المرأة يومين إل ومعها زوجها أو محععرم وفععي روايععة‬
‫ل تسافر المرأة ثلثة أيام إل مع ذي محرم وفي رواية بريدا إل ومعها محرم وقععوله‬
‫يومين في الرواية الولى وثلثة أيام في الرواية الثانية وبريدا في الثالثة ليس قيععد أو‬
‫المراد كل ما يسمى سفرا سواء كان ثلثعة أيعام أو يعومين أو يومعا أو بريعدا أو غيعر‬
‫ذلك لرواية ابن عباس المطلقة ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم وهعذا يتنعاول جميعع‬
‫ما يسمى سفرا قوله وان قصر أي السفر وهععو غايععة لحرمععة السععفر وحععدها قععوله أو‬
‫كانت أي المرأة وهو معطوف على قصر فهو غاية ثانية قعوله ولهعا بل وجعوب العخ‬
‫أفاد بهذا أن اشتراط جمعع معن النسعوة الثقعاة إنمعا هعو للوجعوب أمعا الجعواز فلهعا أن‬
‫تخرج مع امرأة واحدة ثقة ولها أيضا أن تخرج وحدها إذا تيقنت المععن علععى نفسععها‬
‫كما في المغنى وعبارته تنبيه ما جععزم بععه المصععنف مععن اشععتراط النسععوة هععو شععرط‬
‫للوجوب أما الجواز فيجوز لها أن تخرج لداء حجة السععلم مععع المععرأة الثقععة علععى‬
‫الصحيح في شرحي المهذب ومسععلم قععال السععنوي فععافهمه فإنهمععا مسععألتان إحععداهما‬
‫شرط وجوب حجة السلم والثانية شرط جواز الخروج ل دائها اشععتبهتا علععى كععثير‬
‫حتى توهموا اختلف كلم المصععنف فععي ذلععك وكععذا يجععوز لهععا الخععروج وحععدها إذا‬
‫أمنت وعليه حمل ما دل مععن الخبععار علععى جععواز السععفر وحععدها قععوله لداء فععرض‬
‫السلم مثله لنذر والقضاء كما في التحفة قوله وليس لها الخروج لتطععوع أي كنسععك‬
‫تطوع أو غيره من السفار التي ل تجب قال في التحفععة نعععم لععو مععات نحععو المحععرم‬
‫وهو في تطععوع فلهعا اتمعامه ا‍ه‪ .‬قععوله وان قصععر السععفر غايعة فعي امتنععاع خروجهععا‬
‫للتطوع وقوله أو كانت شوهاء أي قبيحة المنظر وهو معطوف على قصر فهو غايععة‬
‫ثانية قوله وقد صرحوا الخ ل حاجة إليه بعد قوله وان قصر السفر إذ هو صععادق بععه‬
‫ويمكن أن يقال أنه ساقه كالتأييد له وعبارة التحفة أما النفل فليس لها الخروج لعه مععع‬
‫نسوة وإن كثرن حتى يحرم على المكية الععخ ا‍ه‪ .‬وقععوله يحععرم علععى المكيععة التطععوع‬
‫بالعمرة والحيلة إذا أرادت العمعرة أن تنعذر التطعوع فحينئذ ل يحعرم عليهعا الخعروج‬
‫لنها صارت واجبة قوله خلفا لمن نازع فيه أي فععي تحريععم خععروج المكيععة للتنعيععم‬
‫قوله مرة واحدة وذلك لنه )ص( لم يحج بعد فرض الحج إل مرة واحدة وهي حجععة‬
‫الوداع ولخبر أبي هريرة رضععي الع عنععه قععال خطبنععا رسععول الع )ص( فقععال أيهععا‬
‫الناس قد فرض ال عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول ال فسكت حتى‬
‫قالها ثلثا فقال لو قلععت نعععم لععوجب ولمععا اسععتطعتم‪ .‬رواه مسععلم‪ .‬ولخععبر الععدارقطني‬
‫بإسناد صحيح عن سراقة قال قلت يا رسول ال عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للبععد فقعال‬
‫ل بل للبد وأما حديث الععبيهقي المععر بالحععج فععي كععل خمسععة أعععوام فمحمععول علععى‬
‫الندب لقوله )ص( من حج حجة أدى فرضه ومن حج حجة ثانية داين ربه ومن حععج‬
‫ثلث حجج حرم ال شعره وبشره علعى النععار قيععل أن رجل قتععل وأوقععد عليعه طععول‬
‫الليل فلم تعمل فيه وبقي أبيض اللون فسألوا سعدون الخولني عن ذلك فقال لعله حج‬
‫ثلث حجج قالوا نعم قوله بتراخ ل يصح تعلقه فيجبان لنهما وجبععا علععى المسععتطيع‬
‫حععال والععتراخي فععي الفعععل بععل متعلععق بمحععذوف أي ويفعلن بعععد اسععتكمال شععروط‬
‫الوجوب على التراخي وذلك لن الحج وجب سنة ست وأخره النبي )ص(‬

‫] ‪[ 322‬‬
‫مع مياسير أصعحابه رضعوان الع عليهعم أجمعيعن إلعى عشعرة معن غيعر شعغل‬
‫يحرب ول خوف من عدو وقيس به العمرة كذا في ابن الجمععال قععوله ل علععى الفععور‬
‫قال فععي اليضععاح هععذا مععذهبنا وقععال مالععك وأبععو حنيفععة رحمهمععا الع تعععالى وأحمععد‬
‫والمزني يجب على الفور ا‍ه قوله نعم إنما يجععوز التععأخير الععخ اسععتدراك علععى قععوله‬
‫بتراخ الموهم أنه على الطلق من غير اشتراط شئ وأعلم أنعه إذا جععاز لععه التععأخير‬
‫لو جود شروطه فأخر ومات تبين فسقه من وقععت خععروج قافلععة بلععده فععي آخععر سععنى‬
‫المكان إلى الموت فيرد ما شهد به وينقض ما حكم به قوله بشرط العزم على الفعععل‬
‫في المستقبل فلو لم يعزم على ما ذكعر حعرم عليعه التعأخير قعوله وإن ل يتضعيقا العخ‬
‫معطوف على العزم أي وبشرط أن ل يتضيق عليه الحععج والعمععرة قععوله بنععذر بيععان‬
‫لتصوير تضيقهما أي يتصور تضيقهما بأن ينذر وقوعهما فععي سععنة معينععة كععان قععال‬
‫ال على أن حج في هذه السنة أو أعتمر في هذه السنة فيجبان عليه بسببه فععور أو إذا‬
‫حج خرج من فرضه ومن نذره فيقع أصل الفعل عععن الفععرض والتعجيععل عععن النععذر‬
‫قال في البهجة وأجزأت فريضة السلم * عن نذر حج واعتمار العام قوله أو قضاء‬
‫معطوف على نذر أي وان ل يتضيقا عليعه بقضعاء كعأن أفسعد حجعه أو عمرتعه فعانه‬
‫يجب عليه القضاء فورا قوله أو خوف عضب معطععوف أيضععا علععى نععذر أي وان ل‬
‫يتضيقا عليه بخوف عضب بقول عدلى طب أو معرفة نفسه فععان تضععيقا عليععه بععذلك‬
‫حرم التأخير قال في اليضاح على الصح ا‍ه وكتب ابن الجمال قععوله علععى الصععح‬
‫قال في شرح المهذب لن الواجب الموسع ل يجوز تأخيره ال بشرط أن يغلب علععى‬
‫الظن السلمة إلى وقت فعله وهذا مفقود في مسئلتنا ووجععه مقابععل الصععح أن أصععل‬
‫الحج على التراخي فل يتغير بأمر محتمل ا‍ه قوله أن تلف مال عطف علععى عضععب‬
‫أي أو خوف تلف مال وقوله بقرينة متعلق بمحععذوف صععفة لخععوف بالنسععبة للعضععب‬
‫وللتلف أي خوف حاصل له بقرينة ولو كانت ضعيفة قوله وقيل يجب الخ مقابل قوله‬
‫مرة واحدة قوله لخبر فيه أي لخبر وارد في وجوب الحج في كل خمسة أععوام وهععو‬
‫أن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعععوام ول‬
‫يفد على لمحروم وفيه أن هذا الخبر ل يدل على وجوبه كل خمسة أعوام وانمععا يععدل‬
‫على تأكد طلبه قوله تجب إنابة الخ أي فععورا وذلععك لخععبر البخععاري عععن ابععن عبععاس‬
‫رضي ال عنهما أن امرأة مععن جهينععة جععاءت إلععى رسععول الع )ص( قععالت إن أمععي‬
‫نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها ؟ قال نعم حجي عنها أرأيععت لععو كععان‬
‫على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم قال اقضوا حق ال فال أحق بالوفاء شبه الحج‬
‫بالدين وأمر بقضائه فدل علععى وجعوبه وقععوله ععن ميععت أي غيعر مرتعد أمععا هعو فل‬
‫تصح النابة عنه وهو معلوم من تعبيره بتركته إذا المرتد ل تركعة لععه موروثععة عنععه‬
‫لتبين زوال ملكه بالردة وقوله عليه نسك أي في ذمته نسك واجب حج أو عمرة ولععو‬
‫قضاء أو نذرا وذلك بأن مات بعد استقرار النسك عليه ولم يؤده وخععرج بععذلك مععا إذا‬
‫مات قبل أن يستقر عليه فل يقضى من تركته لكن للوارث والجنبي الحج والحجاج‬
‫عنه على المعتمد نظر إلى وقعوع حجعة السعلم عنعه وان لعم يكعن مخاطبعا بهعا فعي‬
‫حياته وخرج أيضا النفل فل يجوز التنفععل عنععه بالحععج أو العميععرة إل أن أوصععى بععه‬
‫وقععوله مععن تركتععه متعلععق بإنابععة وضععميره يعععود علععى الميععت أي إنابععة مععن تركتععه‬
‫والمخاطب بها من عليه قضاء دينه من وصى فوارث فحععاكم قععوله كمععا تقضععى منععه‬
‫ديونه الضمير الول يععود علععى التركععة والثععاني يعععود علععى الميععت وذكععر الضععمير‬
‫الول باعتبار تأويل التركة بالميراث وفي بعض نسخ الخط منها وهععو الولععى قععوله‬
‫فلو لم تكن له أي للميت وهو مقابل لمحذوف أي هذا أن كانت له تركععة فلععو لععم تكععن‬
‫الخ قوله سن لوارثه أن يفعله عنه أي يفعل النسك عنه بنفسه أو‬

‫] ‪[ 323‬‬
‫نائبه قوله فلو فعله أي النسك من حععج أو عمععرة وقععوله جععاز أي فعععل الجنععبي‬
‫وتعبيره هنا بجازو في سابقه بسن يفيد عدم سنة للجنععبي وليععس كععذلك بععل يسععن لععه‬
‫أيضا لكن الوارث يتأكد له قوله ولو بل إذن قال في التحفة ويفرق بينععه وبيععن توقععف‬
‫الصوم عنه على إذن القريب بأن هذا أشبه بالديون فأعطى حكمها بخلف الصوم اه‍‬
‫قوله وعن آفععاقى معضععوب معطععوف علععى عععن ميععت أو وتجععب النابععة عععن آفععاقى‬
‫معضوب بعين مهملة فضاد معجمة من العضععب وهععو القطععع كععأنه قطععع عععن كمععال‬
‫الحركة أو بعين فصاد مهملة من العصعب كعأنه قطعع عصعبه ووجعوب النابعة علعى‬
‫الفور أن عضب بعد الوجوب والتمكن وعلععى الععتراخي أن عضععب قبععل الوجععوب أو‬
‫معه أو بعده ولم يمكنه الداء وذلك لنه مسععتطيع بالمععال وهععي كالسععتطاعة بععالنفس‬
‫ولخبر الصحيحين أن امرأة من خثعم قالت يا رسول ال أن فريضة ال ع علععى عبععاده‬
‫في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ل يثبت على الراحلة أفأحج عنه قععال نعععم والمععراد‬
‫بالفععاقي هنععا مععن كععان بينععه وبيععن مكععة مرحلتععان فععأكثر فلععو كععان المعضععوب دون‬
‫مرحلتين أو كان بمكة لزمه أن يحج بنفسه لنه ل يتعذر عليه الركوب فيمععا مععر مععن‬
‫محمل فمحفة فسرير ول نظر للمشقة عليه لحتمالها في حد القععرب وإن كععانت تبيععح‬
‫التيمم فان عجز عن ذلك حج عنه بعد موته من تركتعه كمعا فعي التحفععة وفععي النهايعة‬
‫كالمغنى عدم لزوم الحج بنفسه أن أنهععاه الضععنى إلععى حالععة ل يحتمععل الحركععة معهععا‬
‫يحال فتجوز النابة حينئذ قال الكردي واعتمد الشارح في حاشيته علعى متعن العبعاب‬
‫عدم الصحة للمكي مطلقا والصحة لمععن هععو علععى دون مسععافة القصععر وتعععذر عليععه‬
‫بنفسه ولو على سرير يحمله رجال ا‍ه ولو استأجر من يحج عنه فحج عنععه ثععم شععفى‬
‫لم يجزه ولم يقع عنه فل يستحق الجير أجرة ويقع الحج نفل للجير ولو حضر مكة‬
‫أو عرفة في سنة حج الجير لم يقع عنه لتعين مباشرته بنفسه ويلزمه للجير الجرة‬
‫وفرق بينه وبين ما إذا شفى بعععد حععج الجيععر بععأنه ل تقصععير منععه فععي حععق الجيععر‬
‫بالشفاء بخلف الحضور فأنه بعد أن ورط الجير مقصر به فلزمتععه أجرتعه كعذا فعي‬
‫سم عن شرح العباب قوله عععاجز بععالجر صععفة كاشععفة لمعضععوب فهععي كالتفسععير لععه‬
‫وضععابط العععاجز الععذي تصععح لععه النابععة أن يكععون بحيععث ل يسععتطيع الثبععوت علععى‬
‫المركوب ولو على سرير يحمله رجال ال بمشقة شديدة ل تحتمل عادة قععال النععووي‬
‫في شرح مسلم ومذهبنا ومذهب الجمهور جواز الحج عن العععاجز بمععوت أو عضععب‬
‫وهو الزمانة والهرم ونحوهما وقال مالك والليث والحسن بن صالح ل يحععج أحععد إل‬
‫عن ميت لم يحج حجععة السععلم قععال القاضععي عيععاض وحكععى عععن النخعععي وبعععض‬
‫السلف ل يصح الحج عن ميت ول غيره وهي رواية عععن مالععك وإن أوصععى بععه ثععم‬
‫قال النووي ويجوز الستنابة في حجة التطوع على أصح القولين عندنا ا‍ه قوله لنحو‬
‫زمانة متعلق بعاجز واللم تعليلية أي عاجز لجل نحو زمانة وهي البتلء والعاهععة‬
‫وضعف الحركة من تتابع المرض والندرج تحت نحو الكبر والهرم وقوله أو مرض‬
‫معطوف على زمانة من عطف العام على الخاص وقوله ل يرجى برؤه الجملة صفة‬
‫لمرض أي ل يرجى الشفاء منه أي بقول عدلى طب أو بمعرفة نفسه إن كععان عارفععا‬
‫قوله بإجرة مثل متعلق بإنابة مقدرة أي وتجب النابة عنععه بوجععود أجععرة مثععل أي أو‬
‫دونها أن رضي الجير به ل بأكثر وان قل قال في حاشية اليضاح وشععرح الرملععي‬
‫وابن علن وغيرها يشترط في الجير أن يكون عدل وإل لععم تصععح إنععابته ولععو مععع‬
‫المشاهدة لن نيته ل يطلع عليها وبهذا يعلم أن هذا شرط في كل من يحج ععن غيععره‬
‫بإجازة أو جعلة وفي فتاوى ابن حجر ما يقتضي جواز استئجار المعضوب عن نفسه‬
‫فاسقا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثععل وجععود أجععرة المثععل فععي وجععوب النابععة‪ :‬وجععود متععبرع يحععج عنععه‬
‫معضوب عدل قد حج عن نفسه‪ .‬وإذا كان بعضا‪ ،‬اعتععبر فيععه كععونه غيععر مععاش‪ ،‬ول‬
‫معول على الكسب أو السؤال‪ ،‬إل أن يكتسب في يوم كفاية أيام وكععان السعفر قصععيرا‬
‫ل وجود متطوع بمال للجرة‪ ،‬فل تجب النابة به لعظم المنة‪.‬‬
‫] ‪[ 324‬‬
‫واعلم أي الجارة من حيث هي قسمان‪ :‬إجارة عين ‪ -‬كاستأجرتك لتحعج عنععي‪،‬‬
‫أو عن ميتي بكذا ويشترط لصحتها أن يكون الجير قادرا على الشروع فععي العمععل‪،‬‬
‫فل يصعح اسععتئجار معن ل يمكنعه الشععروع لنحععو مععرض أو خععوف‪ ،‬أو قبععل خععروج‬
‫القافلة‪ ،‬لكن ل يضعر انتظعار خروجهعا بععد السعئجار‪ .‬فعالمكي ونحعوه يسعتأجر فعي‬
‫أشهر الحج لتمكنه من الحرام‪ ،‬وغيره يستأجر عند خروجعه‪ ،‬بحيعث يصعل الميقعات‬
‫في أشهر الحج‪ ،‬ويتعين فيها أن يحج الجيععر بنفسععه‪ .‬وإجععارة ذمععة ‪ -‬كععألزمت ذمتععك‬
‫الحج عني‪ ،‬أو عن ميتي ‪ -‬فتصح‪ ،‬ولو لمستقبل‪ ،‬بشرط حلول الجععرة وتسععليمها فععي‬
‫مجلس العقد‪ .‬وله أن يحج بنفسه‪ ،‬وأن يحج غيره‪ ،‬ويجوز أن يحج عن غيره بالنفقععة‪.‬‬
‫واغتفر الجهالة فيه‪ ،‬لنععه ليععس إجععارة‪ ،‬ول جعالععة‪ ،‬بععل إرفععاق‪) .‬قععوله‪ :‬فضععلت( أي‬
‫الجرة‪) .‬قوله‪ :‬عما يحتاجه( أي من مؤنته ومؤنة عياله‪) .‬قوله‪ :‬يععوم السععتئجار( أي‬
‫وليلته‪ ،‬كما في عبد الرؤوف‪) .‬قوله‪ :‬وعما عدا إلخ( معطوف على عما يحتععاجه‪ ،‬أي‬
‫وفضلت عما عدا مؤنة نفسه وعياله بعد يوم السئجار أي عما عدا نفقته ونفقة عياله‬
‫بعده‪ .‬فالمراد بالمؤنة هنا‪ :‬خصوص النفقة‪ ،‬ل مععا يشععمل الكسععوة والسععكنى والخععادم‪،‬‬
‫وإل لم يبق لما عداها شئ يندرج فيه‪ ،‬إذ المععراد بمععا عععداها مععا ذكععر ‪ -‬مععن الكسععوة‪،‬‬
‫والخادم‪ ،‬والسكنى‪ ،‬ونحوهععا‪ .‬والحاصععل يشععترط فععي الجععرة أن تكععون فاصععلة عععن‬
‫جميع ما يحتاجه من نفقععة وكسععوة وخععادم لنفسععه أو لعيععاله بالنسععبة ليععوم السععتئجار‪.‬‬
‫ويشترط أن تكون فاضلة عن جميع ما يحتاجه أيضا بالنسبة لما بعد يعوم السعتئجار‪،‬‬
‫ما عدا النفقة‪ ،‬أما هعي سعواء كعانت لنفسعه أو لعيعاله ‪ -‬فل يشعترط أن تكعون الجعرة‬
‫فاضلة عنها بعد يوم الستئجار‪ ،‬وذلك لنه إذا لم يفارق البلععد أمكنععه تحصععيلها‪ ،‬ولععو‬
‫بالغرض‪) .‬قوله‪ :‬ول يصح أن يحج( يقرأ بالبناء للمجهول‪ ،‬والجار والمجععرور نععائب‬
‫فاعله‪ ،‬أي ول يصح أن يحج أحد قريبا كان أو أجنبيا عن معضوب‪ .‬وقوله بغير إذنه‬
‫متعلق بيحج‪ ،‬والضمير يعععود علععى المعضعوب‪) .‬قعوله‪ :‬لن الحعج إلعخ( تعليععل لععدم‬
‫الصحة‪) .‬قوله‪ :‬والمعضوب أهل لها( أي للنية‪ ،‬إذ لو تكلف الحج وحععج صععح حجععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وللذن( أي وأهل للذن‪) .‬فائدة( لععو امتنععع المعضععوب مععن الذن‪ ،‬لععم يععأذن‬
‫الحاكم عنه‪ ،‬ول يجبره عليه وإن تضيق إل من باب المر بالمعروف‪) .‬قوله‪ :‬أركانه‬
‫أي الحععج( أي أجععزاؤه‪ .‬فالضععافة مععن إضععافة الجععزاء إلععى الكععل‪ ،‬أو مععن إضععافة‬
‫المفصل للمجمل‪) .‬وقوله‪ :‬ستة( وقيل أربعة بعد الحلق أو التقصععير واجبععا‪ ،‬وبإسععقاط‬
‫الترتيب‪) .‬قوله‪ :‬أحدها( أي الركان‪) .‬وقوله‪ :‬إحرام به( أي بالحععج‪) .‬قععوله‪ :‬أي بنيععة‬
‫دخول( تفسير لمعنى الحرام هنا‪ .‬وفسره به لنه الملئم للركنية‪ ،‬ويفسر أيضا بنفس‬
‫الدخول‪ ،‬إل أنه بهذا المعنى ل يعد ركنععا بععل يجععل معوردا للصعحة والفسعاد‪ ،‬بحيعث‬
‫يقال‪ :‬صح الحرام‪ ،‬أو فسد الحرام‪) .‬قوله‪ :‬لخعبر إلعخ( دليععل لركنيعة الحعرام علعى‬
‫التفسير الذي ذكره‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب تلفظ بها( أي بالنية المرادة من الحرام‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتلبية( أي ول يجب تلبية‪ ،‬فهو بععالرفع معطععوف علععى تلفععظ‪ .‬وقععوله‪ :‬بععل يسععنان أي‬
‫التلفظ بها والتلبية‪) .‬وقوله‪ :‬فيقول بقلبه( أي وجوبا‪ .‬وقوله‪ :‬وبلسانه أي نععدبا‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫نويت الحج أي أو العمرة‪ ،‬أو هما‪ ،‬أو النسك‪ .‬وقوله‪ :‬وأحرمت بععه ل ع تعععالى عطععف‬
‫مرادف أتى به للتأكيد ول تجب نية الفرضية جزما‪ ،‬لنه لو نوى به النفععل وقععع عععن‬
‫الفرض‪ .‬ولو تخالف القلب واللسان فالعبرة بما في القلب‪ .‬هذا إن حج عن نفسه‪ ،‬فععإن‬
‫حج أو اعتمر عن غيره‬

‫] ‪[ 325‬‬
‫قال‪ :‬نويت الحج أو العمرة عن فلن‪ ،‬وأحرمت به ل تعالى‪ .‬ولو أخر لفظ عععن‬
‫فلن عن وأحرمت به لم يضر على المعتمد إن كان عازما عند نععويت الحععج مثل أن‬
‫يأتي به‪ ،‬وإل وقع للحاج نفسه‪ .‬وقوله‪ :‬لبيك اللهععم لبيععك إلععخ يسععن أن يععذكر فععي هععذه‬
‫التلبية ما أحرم به‪ ،‬ول يجهر فيها‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها( أي ثاني أركان الحج‪ .‬وقععوله‪ :‬أي‬
‫حضوره تفسير مراد للوقعوف بعرفعة‪ .‬أي أن المعراد بعالوقوف حضعور المحعرم فعي‬
‫أرض عرفات مطلقا‪ .‬والمراد بالمحرم الهل للعبادة‪ ،‬فل يكفي حضععور غيععر الهععل‬
‫لها كالمجنون‪ ،‬والمغمى عليه‪ ،‬والسكران جميع وقت الوقوف لكن يقع حععج المجنععون‬
‫نفل كالصبي الذي ل يميز فيبني وليه بقيععة العمععال علععى مععا مضععى‪ .‬وكععذا المغمععى‬
‫عليه والسكران‪ ،‬إن أيس من إفاقتهما‪ .‬وقوله‪ :‬بأي جععزء منهععا أي مععن عرفععة‪ ،‬وذلععك‬
‫لخبر مسلم‪ :‬وقفت ههنا‪ ،‬وعرفة كلها موقف‪ .‬ويكفي ولو على ظهععر دابععة‪ ،‬أو شععجرة‬
‫فيها‪ ،‬ل على غصن منها‪ ،‬وهو خارج عن هوائها‪ ،‬وإن كععان أصععلها فيهععا‪ ،‬ول علععى‬
‫غصن فيها دون أصلها‪ .‬وقال ابن قاسم‪ :‬يكفي في هذه الصورة الوقععوف عليععه قياسععا‬
‫على العتكاف ول يكفي الطيران في هوائها أيضا‪ ،‬خلفا للشبراملسععي‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫لحظة( أي يكفي حضوره في عرفة ولو لحظة‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان نائمععا( أي يكفععي مععا‬
‫ذكره‪ ،‬وإن كان نائما أو مارا‪ ،‬ولو في طلب آبق‪ ،‬وإن لم يعلم أن المكان مكانهععا‪ ،‬ول‬
‫أن اليوم يومها‪) .‬قوله‪ :‬لخبر الترمذي إلخ( دليل علععى ركنيعة الوقععوف‪) .‬قعوله‪ :‬الحعج‬
‫عرفة( جملعة معرفعة الطرفيعن فتفيعد الحصعر أي الحعج منحصعر فعي عرفعة أي فعي‬
‫الوقوف ل يتجاوزه إلى غيره‪ ،‬وليس كععذلك‪ .‬ويجععاب بععأنه علععى حععذف مضععاف‪ ،‬أي‬
‫أنها معظمة‪ ،‬وخصت بالذكر مع أن الطواف أفضل منها كما يأتي لكونه يفوت الحععج‬
‫بفواتها‪ ،‬دونه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وليس منها( أي مععن عرفععة‪ .‬مسععجد إبراهيععم‪ ،‬أي‬
‫صدره‪ ،‬وهو محل الخطبععة والصععلة‪ ،‬وذلععك لنععه مععن عرفععة‪ ،‬وأمععا آخععره فهععو مععن‬
‫عرفة‪) .‬قوله‪ :‬ول نمرة( أي وليس منها نمرة وهو بفتعح النععون وكسععر الميععم موضععع‬
‫بين طرف الحل وعرفة‪ .‬وليس منها أيضا وادي عرفة‪ .‬قال في اليضاح‪ :‬واعلم أنععه‬
‫ليس من عرفات وادي عرفة‪ ،‬ول نمرة‪ ،‬ول المسجد الذي يصلي فيه المام المسععمى‬
‫بمسجد إبراهيم عليه السلم ويقال له مسجد عرفة‪ ،‬بل هذه المواضع خععارج عرفععات‬
‫على طرفها الغربي مما يلي مزدلفة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ول المسجد أي صدره كمععا علمععت‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والفضل للذكر( أي ولو صبيا‪ ،‬وخرج بالذكر النثى والخنثى‪ ،‬فععإن الفضععل‬
‫لهما الوقوف في حاشية الموقف‪ ،‬ما لععم يخشععيا ضععررا‪) .‬وقععوله‪ :‬تحععرى مععوقفه( أي‬
‫قصده‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي موقفه )ص(‪) .‬وقوله‪ :‬عند الصععخرات المعروفععة( أي وهععي‬
‫المفترشة في أسفل جبل الرحمة الذي بوسط أرض عرفععة‪ .‬واعلععم أن الصعععود علععى‬
‫الجبععل للوقععوف عليععه كمععا يفعلععه العععوام خطععأ‪ ،‬مخععالف للسععنة كمععا نععص عليععه فععي‬
‫اليضاح‪) .‬قوله‪ :‬وسميت( أي الرض التي يجب الوقوف فيها‪ .‬فنععائب الفاعععل يعععود‬
‫على معلوم من السياق‪) .‬قوله‪ :‬لن آدم وحواء تعارفا بها( أي حيععن هبععط مععن الجنععة‬
‫ونزل بالهند‪ ،‬ونزلت بجدة‪) .‬قوله‪ :‬وقيل غير ذلك( أي وقيل في سععبب التسععمية غيععر‬
‫ذلك‪ ،‬وهو أن جبريل لما عرف إبراهيم مناسك الحج‪ ،‬وبلغ الشعب الوسط الذي هععو‬
‫موقف المام‪ ،‬قال له‪ :‬أعرفت ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فسميت عرفات‪ .‬وقيل إنمععا سععميت بععذلك‪:‬‬
‫من قولهم عرفت المكان إذا طيبته ومنه قول ال تعالى‪) * :‬الجنة عرفها لهم( )‪* (1‬‬
‫أي طيبها لهم‪) .‬فائدة( قال )ص(‪ :‬أفضل اليام يوم عرفة‪ ،‬وإذا وافق يوم جمعععة فهععو‬
‫أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة‪ .‬أخرجععه رزيعن‪ .‬وععن النعبي )ص(‪ :‬إذا‬
‫كان يوم عرفة يوم جمعة غفر ال لجميع أهل الموقف ‪ -‬أي بغير واسطة ‪ -‬وفي غير‬
‫يوم الجمعة يهب قوما لقوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد‪6 :‬‬

‫] ‪[ 326‬‬
‫ويروى عن محمد بن المنكدر أنه حج ثلثا وثلثين حجة‪ ،‬فلما كان آخععر حجععة‬
‫حجها‪ ،‬قال وهو بعرفات‪ :‬اللهم إنك تعلم أنني قد وقفت في موقفي هعذا ثلثعا وثلثيعن‬
‫وقفة‪ ،‬فواحدة عن فرضي‪ ،‬والثانية عن أبي‪ ،‬والثالثة عن أمي‪ ،‬وأشهدك يععا رب أنععي‬
‫قد وهبت الثلثين لمن وقف موقفي هذا‪ ،‬ولم تتقبل منه‪ .‬فلما دفع مععن عرفععات ونععزل‬
‫بالمزدلفة‪ ،‬نودي في المنام‪ :‬يا ابن المنكدر‪ ،‬أتتكرم على من خلق الكرم ؟ أتجود على‬
‫من خلق الجود ؟ إن ال تعالى يقعول لعك‪ :‬وعزتعي وجللععي‪ ،‬لقعد غفععرت لمعن وقععف‬
‫بعرفات قبل أن أخلق عرفات بألفي عام‪ .‬وعن علي بن الموفق رحمة ال عليععه قععال‪:‬‬
‫حججت في بعض السنين‪ ،‬فنمت بين مسجد الخيف ومنى‪ ،‬فرأيت ملكين قد نزل مععن‬
‫السماء‪ ،‬فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أتعلم كم حععج بيعت ربنعا فععي هعذه السعنة ؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال ستمائة ألف‪ .‬ثم قال له‪ :‬أتدري كم قبل منهم ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قععال سععتة أنفععس‪.‬‬
‫ثم ارتفعا في الهواء‪ ،‬فقمت وأنا مرعوب‪ ،‬وقلت‪ :‬واخيبتاه أين أكون أنا في هذه الستة‬
‫أنفس ؟ فلما وقفت بعرفة وبت بالمزدلفة‪ ،‬رأيععت الملكيععن قععد نععزل مععن السععماء علععى‬
‫عادتهما‪ ،‬فسلم أحدهما على الخر‪ ،‬وقال‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أتدري معا حكعم ربعك فعي هعذه‬
‫الليلة ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإنه وهب لكل واحد من الستة المقبولين مععائة ألععف‪ ،‬وقععد قبلععوا‬
‫جميعا‪ .‬قال‪ :‬فانتبهت‪ ،‬وبي من السرور مععا ل يعلمععه إل الع تعععالى‪ ،‬إذ قبععل الحجععاج‬
‫جميعهم ومنحهم برا وجودا‪ ،‬ولم يجعل منهم شقيا ول محروما‪ ،‬ول مطرودا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ووقته( أي الوقوف‪ .‬وقوله‪ :‬بين زوال إلخ أي يدخل بزوال شمس ذلك اليوم‪ ،‬ويخرج‬
‫بطلوع فجر يوم النحر‪ .‬فمن وقف قبل الععزوال وذهععب مععن عرفععة‪ ،‬ل يصععح وقععوفه‪،‬‬
‫وكذلك من وقف بعد الفجر‪ .‬ومن وقف بينهما صح وقععوفه‪ ،‬ولععو لحظععة قبععل الفجععر‪،‬‬
‫وذلك لنه )ص( وقف بعد الزوال رواه مسععلم‪ ،‬وأنععه قععال‪ :‬مععن أدرك عرفععة قبععل أن‬
‫يطلع الفجر فقد أدرك الحج‪ .‬وفي رواية‪ :‬من جععاء عرفععة ليلععة جمععع أي ليلععة مزدلفععة‬
‫قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج‪)) .‬قعوله‪ :‬وهعو( أي يعوم عرفعة‪) .‬وقعوله‪ :‬تاسعع ذي‬
‫الحجة( فلو وقفوا قبله أو بعده لم يصح وقوفهم‪ .‬نعم‪ ،‬إن وقف الحجيج أو فرقعة منهعم‬
‫وهم كثير على العادة يوم العاشر للجهل ‪ -‬بأن غم عليهععم هلل ذي حجععة صععح‪ .‬وإن‬
‫وقفوا بعد التبين‪ ،‬كما إذا ثبت الهلل ليلة العاشر‪ ،‬ولم يتمكن مععن الوقععوف فيهععا لبعععد‬
‫المسافة‪ ،‬وإليه حينئذ تنتقل أحكععام التاسععع كلهععا‪ ،‬فل يعتععد بوقععوفهم قبععل الععزوال‪ ،‬ول‬
‫يصح رمي جمرة العقبة إل بعد نصف ليلععة الحععادي عشععر والوقععوف‪ .‬وهكععذا جميععع‬
‫الحكام‪) .‬قوله‪ :‬وسن له( أي للحاج‪ ،‬الجمع بين الليععل والنهععار‪ ،‬وقيععل يجععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإل( أي وإن لم يجمع بينهما‪) .‬وقوله‪ :‬أراق دم تمتع( أي دمعا كععدم التمتععع فععي كعونه‬
‫مرتبا مقدرا‪ .‬وقوله‪ :‬ندبا أي وعلععى المعتمععد‪ ،‬وعلععى مقععابله تجععب إراقععة دم‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وثالثها( أي أركععان الحععج‪) .‬وقععوله‪ :‬طععواف إفاضععة( أي لقععوله تعععالى‪) * :‬وليطوفععوا‬
‫بالبيت العتيق( * )‪) .(1‬فععائدة( سععمى الععبيت عتيقععا‪ :‬لن الع تعععالى أعتقععه مععن أيععدي‬
‫الجبابرة‪ ،‬فلم يسلط عليه جبار قعط‪ ،‬بعل كعل معن قصعده بسعوء هلعك‪ .‬وقعال أبعو بكعر‬
‫الواسطي‪ :‬إنما سمي عتيقا لن من طاف به صار عتيقا من النار‪ ،‬ول ع در مععن قععال‪:‬‬
‫طوبى لمن طاف بالبيت العتيق وقد * * لجا إلى ال فععي سععر وإجهععار ونععال بالسعععي‬
‫كل القصد حين سعى * * وطاف جهرا بأركان وأستار‬

‫)‪ (1‬الحج‪29 :‬‬

‫] ‪[ 327‬‬
‫ذاك السعيد الذي قد نال منزلة * * علياء فععي دهععره مععن كععل أوطععار وكععل مععن‬
‫طاف بالبيت العتيق غدا * * بين الورى معتقا حقا من النار )قوله‪ :‬ويدخل وقتععه( أي‬
‫طواف الفاضة‪ .‬وقوله‪ :‬بانتصععاف ليلععة النحععر أي بععدخول النصععف الثععاني مععن ليلععة‬
‫النحر‪ ،‬فلو طاف قبله لم يصح‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي الطواف‪) .‬وقععوله‪ :‬أفضععل الركععان(‬
‫أي لنه مشبه بالصلة ومشتمل عليها‪ ،‬والصلة أفضععل مععن الحععج‪ ،‬والمشععتمل علععى‬
‫الفضل أفضل‪ .‬وهذا معتمد الرملي‪ .‬واستوجهه شيخ السععلم‪ .‬وقععال ابععن حجععر فععي‬
‫التحفة‪ :‬الوقوف أفضل على الوجه لخبر‪ :‬الحج عرفة أي معظمه كما قالوه ولتوقععف‬
‫صحة الحج عليه‪ ،‬ولنه جاء فيه من حقائق القرب وعموم المغفععرة وسعععة الحسععان‬
‫ما لم يرد في الطواف إلخ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا للزركشي( أي القائل إن الوقوف أفضععل‬
‫الركان لمععا مععر‪) .‬قععوله‪ :‬ورابعهععا‪ :‬سعععي( أي ورابععع الركععان‪ :‬السعععي بيععن الصععفا‬
‫والمععروة‪ ،‬لمععا روى الععدارقطني وغيععره بإسععناد حسععن أنععه )ص( اسععتقبل القبلععة فععي‬
‫المسعى‪ ،‬وقال‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬اسعوا فإن السعي قد كتب عليكععم‪ ،‬أي فععرض‪ .‬وأصععل‬
‫السعي‪ :‬السعراع‪ ،‬والمعراد بعه هنععا‪ :‬مطلعق المشععي‪ .‬وشعروطه سعبعة‪ ،‬ذكعر بعضعها‬
‫المؤلف‪ ،‬وهي‪ :‬قطع جميع المسافة بيععن الصععفا والمععروة‪ ،‬وكععونه سععبعا‪ ،‬وكععونه مععن‬
‫بطن الوادي‪ ،‬والترتيب بأن يبدأ بالصفا فععي الوتععار‪ ،‬وبععالمروة فععي الشععفاع وأن ل‬
‫يكون منكوسا‪ ،‬ول معترضا كالطواف‪ ،‬وعدم الصععارف عنععه كمععا يفعلععه العععوام مععن‬
‫المسابقة وأن يقع بعد طواف صحيح قدوم أو إفاضععة‪ .‬وقععد نظمهععا م د فقععال‪ :‬شععروط‬
‫سعي سبعة وقوعه * * بعد طواف صح ثم قطعه مسافة سبعا ببطععن الععوادي * * مععع‬
‫فقد صارف عن المراد وليس منكوسا ول معترضا * * والبدء بالصفا كما قد فرضععا‬
‫)قوله‪ :‬يقينا( صفة لسبعا‪) .‬قوله‪ :‬بعد طواف قدوم( متعلق بمحذوف صفة لسعععي‪ ،‬أي‬
‫سعي واقع بعد طواف قدوم‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يقف بعرفة( أي مععا لععم يتخلععل بيععن طععواف‬
‫القدوم والسعي الوقوف بعرفة‪ ،‬فإن تخلل لم يصح سعيه بعععده ‪ -‬لقطععع تبعيتععه للقععدوم‬
‫بالوقوف ‪ -‬فيلزمه تأخيره إلى ما بعد طواف الفاضة‪ .‬ولو نزل من عرفععة إلععى مكععة‬
‫قبل نصف الليل‪ ،‬هل يسن له طواف القدوم ويجوز له السعي عقبه أم ل ؟ اضطراب‬
‫كلم ابن حجر فيه ‪ -‬فجرى في التحفة على أنععه يسععن لععه طععواف القععدوم‪ ،‬ول يجععوز‬
‫السعي بعده‪ .‬وعلله بأن السعععي مععتى أخععر عععن الوقععوف وجععب وقععوعه بعععد طععواف‬
‫الفاضة‪ ،‬وجرى في حاشيته على اليضاح على سنية القدوم‪ ،‬وجععواز السعععي بعععده‪،‬‬
‫وعبارتها ومر عن الذرعي أنه يسن لمن دفع من عرفة إلى مكععة قبععل نصععف الليععل‬
‫طواف القدوم‪ ،‬فعليه يجوز له السعي بعده‪ .‬وقد يفهمه قولهم لو وقف لم يجععز السعععي‬
‫إل بعد طواف الفاضة لدخول وقته‪ ،‬وهو فرض‪ ،‬فلم يجز بععد نفععل مععع إمكعانه بععد‬
‫فرض‪ .‬ا‍ه‪ .‬فأفهم التعليل بدخول وقته جوازه قبله‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمعتمد ما فععي التحفععة‪ ،‬لنععه‬
‫إذا اختلف كلمه في كتبععه فالمعتمععد مععا فععي التحفععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو بعععد طععواف إفاضععة(‬
‫معطععوف علععى بعععد طععواف القععدوم‪ .‬فشععرط صععحة السعععي أن يقععع بعععد أحععد هععذين‬
‫الطوافين القدوم أو الركن‪ ،‬وذلك لنه الوارد عنه )ص(‪ ،‬بل حكي فيععه الجمععاع‪ ،‬فل‬
‫يجوز بعد طواف نفل كأن أحرم من بمكة بحج منها‪ ،‬ثم تنفل بطععواف‪ ،‬وأراد السعععي‬
‫بعده كما في المجموع‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬فلو اقتصععر( أي السععاعي‪ .‬وقععوله‪ :‬علععى مععا‬
‫دون السبع محترز سبعا‪ .‬وقوله‪ :‬لم يجزه أي السعي‪) .‬قوله‪ :‬ولععو شععك إلععخ( محععترز‬
‫يقينا‪ .‬وقوله‪ :‬في عددها أي السبع المرات‪ ،‬بأن تردد هل سعى سععتا أو سععبعا )‪(1‬ع ؟‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬قبل فراغه( أي السعي‪ .‬واحترز بععه عمععا إذا وقععع الشععك بعععد فراغععه‪ ،‬فععإنه ل‬
‫يؤثر‪.‬‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬بأن تردد‪ :‬هل سعى ستا أ وسبعا( صورة ذلك‪ :‬أن يكون فععي أثنععا الشععوط‬
‫اشتغل بشئ ثم شك‪ :‬هل هو ذاهب إلى جهة المروة ‪-‬‬

‫] ‪[ 328‬‬
‫)قوله‪ :‬أخذ بالقل( وهو الست‪ .‬أي وجوبا‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي القععل هععو المععتيقن‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومن سعى بعد طواف القدوم لم يندب إلععخ( لنععه )ص( وأصععحابه سعععوا بعععد‬
‫طواف القدوم‪ ،‬ولم يعيدوه بعد الفاضة‪) .‬قوله‪ :‬بعل يكعره( أي معا ذكعر معن الععادة‪.‬‬
‫ولو عبر بالتاء بدل اليععاء لكععان أولععى‪ .‬ومععا ذكععر مععن الكراهععة هععو مععا جععزم بععه فععي‬
‫الروض‪ ،‬وأقره شيخ السلم في شرحه‪ ،‬واعتمداه في التحفة والنهاية‪ .‬وظاهر عبارة‬
‫المغني أنها خلف الولى‪ ،‬وهذا كله في الكامل‪ .‬أمععا النععاقص بععرق أو صععبا إذا أتععى‬
‫بالسعي بعد القععدوم‪ ،‬ثععم كمععل قبععل الوقععوف‪ ،‬أو فيععه‪ ،‬أو بعععده‪ ،‬وأعععاده وجبععت عليععه‬
‫العادة‪ ،‬وفي غير القارن‪ .‬أما هععو‪ ،‬فاعتمععد الخطيععب أنععه يسععن لععه التيععان بطععوافين‬
‫وسعيين‪ .‬واعتمد غيره أنه كغير القارن‪ ،‬فل يسن له إعادة الطواف والسعععي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويجب أن يبدأ فيه( أي في السعي‪) .‬وقوله‪ :‬في المرة الولى( بععدل بعععض أو اشععتمال‬
‫من الجار والمجرور قبله‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هو قوله )ص( لما قالوا لععه‪ :‬أنبععدأ بالصععفا‬
‫أم بالمروة ؟ إبدأوا بما بدأ ال به‪) .‬قوله‪ :‬وذهابه من الصفا إلى المروة مرة إلخ( هععذا‬
‫هو الصحيح الذي قطع به جماهير العلماء‪ ،‬وعليه العمل في الزمنععة كلهععا‪ .‬وأمععا مععا‬
‫ذهب إليه بعضهم من أنه يحسب الععذهاب والعععود مععرة واحععدة ‪ -‬فهععو فاسععد ل يعععول‬
‫عليه‪ .‬ول يسن الخروج من خلفه‪ ،‬بل يكره‪ ،‬وقيععل يحععرم‪ ،‬ول بعد معن اسعتيعاب معا‬
‫بينهما في كل مععرة بععأن يلصععق عقبععه أو حععافر دابتععه بأصععل مععا يعذهب منعه‪ ،‬ورأس‬
‫أصابعه بما يذهب إليه‪ .‬قال عبد الععرؤوف‪ :‬فل يكفععي رأس النعععل الععذي تنقععص عنععه‬
‫الصابع إلخ‪ .‬وأقره ابععن الجمععال‪ .‬قععال ابععن حجععر فععي شععرح بأفضععل‪ :‬وبعععض درج‬
‫الصفا محدث‪ ،‬فليحذر من تخلفها وراءه‪ .‬قال الكردي‪ :‬وهذا الذي ذكععره الشععارح هنععا‬
‫هو المعتمد عنععده‪ ،‬وكععذلك شععيخ السععلم والمغنععي والنهايععة‪ .‬وجععرى م ر فععي شععرح‬
‫اليضاح وابن علن على أن الدرج المشاهد الن ليس شئ منه بمحدث‪ ،‬وأنععه يكفععي‬
‫إلصاق الرجل أو حافر الدابة بالدرجة السفلى‪ ،‬بل الوصععول لمععا سععامت آخععر الععدرج‬
‫المدفونة كاف‪ ،‬وإن بعد عن آخر الدرج الموجودة اليوم بأذرع‪ ،‬وفيععه فسععحة عظيمععة‬
‫للعوام‪ ،‬فإنهم ل يصلون لخر الععدرج‪ ،‬بععل يكتفععون بععالقرب منععه‪ .‬هععذا كلععه فععي درج‬
‫الصفا‪ .‬أما المروة فقد اتفقوا فيها علععى أن العقععد الكععبير المشععرف الععذي بوجههععا هععو‬
‫حدها‪ ،‬لكن الفضل أن يمر تحته‪ ،‬ويرقى على البناء المرتفععع بعععده‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬هععو‬
‫المعتمد عنده لعله في غير التحفة‪ ،‬وإل فقد عقبة فيها بقوله كذا قال المصنف وغيره‪.‬‬
‫ويحمل على أن هذا باعتبار زمنهم‪ ،‬وأما الن فليس شئ بمحدث لعلععو الرض حععتى‬
‫غطت درجات كثيرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسن للذكر( خععرج بععه النععثى والخنععثى‪ ،‬فل يسععن‬
‫لهما الرقي‪ ،‬ولو في خلوة ‪ -‬علععى الوجععه الععذي اقتضععاه إطلقهععم ‪ -‬خلفععا للسععنوي‬
‫ومن تبعه‪ ،‬اللهم إل إذا كانععا يقعععان فععي شععك لععول الرقععي‪ ،‬فيسععن لهمععا حينئذ ‪ -‬علععى‬
‫الوجه ‪ -‬احتياطا‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪ .‬واعتمد في النهاية أنهما ل يسن لهمععا الرقععي إل إن خل‬
‫المحل عن غير المحارم فيما يظهععر‪ ،‬قععال‪ :‬ومععا اعععترض بععه مععن أن المطلععوب مععن‬
‫المرأة ‪ -‬ومثلها الخنثى ‪ -‬إخفاء شخصععها مععا أمكععن‪ ،‬وإن كععانت فععي خلععوة‪ .‬يععرد بععأن‬
‫الرقي مطلوب لكل أحد‪ ،‬غير أنه سقط عن النععثى والخنععثى طلبععا للسععتر‪ ،‬فععإذا وجععد‬
‫ذلك مع الرقي صار مطلوبا‪ ،‬إذ الحكم يدور مع العلة‪ ،‬وجودا وععدما‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أن‬
‫يرقععى علععى الصععفا والمععروة قععدر قامععة( فععي مععذهبنا قععول بوجععوب الرقععي‪ ،‬وعبععارة‬
‫اليضاح مع شرحه لبن‬

‫‪ -‬وهى السابعة ‪ -‬أو ذاهب إلى جهة الصفا ‪ -‬وهى السادسة ‪ -‬وبقى سابعة فالحتيععاط‬
‫أن يجعلها سادسة‪ ،‬ويذهب إلى جهة الصفا‪ ،‬ثم يأتي بالسابعة‪ .‬وهععذا مجععرد تصععوير‪،‬‬
‫وإل فيمكن أن يتصور بغير ذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‪.‬‬

‫] ‪[ 329‬‬
‫الجمال‪ :‬وقال بعض أصحابنا هو أبو حفص عمر بن الوكيل يجب الرقععي علععى‬
‫الصفا والمروة بقدر قامة‪ .‬هكذا نقل البغوي عنه‪ ،‬وجرى عليه في الروضة وأصلها‪،‬‬
‫والمشعهور عنعه وجعوب صعععود يسععير‪ ،‬وهعو العذي نقلعه عنعه فعي المجمععوع‪ ،‬وهعذا‬
‫ضعيف‪ ،‬والصحيح المشهور أنععه ل يجععب‪ ،‬لكععن الحتيععاط أن يصعععد‪ ،‬للخععروج مععن‬
‫الخلف والتيقن‪ .‬فاحفظ ما ذكرناه في تحقيق واجب المسععافة‪ ،‬فععإن كععثيرا مععن النععاس‬
‫يرجع بغير حج إن كععان نسععكهم حجععا‪ ،‬ول عمععرة إن كععان عمععرة‪ ،‬لخللععه بععواجبه‪.‬‬
‫وبال التوفيق‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد علمت أن هذا بالنظر لما كان‪ ،‬وأمععا الن‪ ،‬فقععد غلععت الرض‬
‫حتى غطت درجات كثيرة‪ ،‬فقطععع المسععافة مععتيقن مععن غيععر رقععي أصععل‪ .‬وقععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬الرقي الن بالمروة متعذر‪ ،‬لكن بآخرها دكة‪ ،‬فينبغي رقيها‪ ،‬عمل بالوارد ما‬
‫أمكن‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال البجيرمي إن الرقي الن بقدر قامة غير متععأت‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يمشععي(‬
‫معطوف على أن يرقى‪ ،‬فيكون لفظ يسن مسلطا عليه‪ ،‬لكععن بقطععع النظععر عععن قيععده‪،‬‬
‫وهو للذكر‪ ،‬لن المشي ل فرق فيه بين الذكر وغيعره‪ .‬أي ويسعن أن يمشعي السعاعي‬
‫أول السعي على هينته‪) .‬وقوله‪ :‬ويعدو الذكر( أي ويسن أن يعدو الذكر فععي الوسععط‪.‬‬
‫والعدو السراع في المشي‪ .‬وخرج بالذكر النثى والخنثى‪ ،‬فيمشيان على هينتهما في‬
‫جميع المسعى‪ ،‬ولو فععي خلعوة وليعل علععى المعتمعد وقيعل يعععدوان بليععل عنعد الخلعوة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومحلهمععا معععروف( أي محععل المشععي ومحععل العععدو معروفععان‪ .‬فمحععل العععدو‬
‫ابتداؤه من قبععل الميععل الخضععر المعلععق بركععن المسععجد بسععتة أذرع إلععى أن يتوسععط‬
‫الميلين الخضععرين‪ ،‬أحععدهما بجععدار دار العبععاس رضععي الع عنععه وهععي الن ربععاط‬
‫منسوب إليه والخر بجدار المسجد ومحل المشي ما عدا ذلك‪) .‬قوله‪ :‬وخامسها إزالة‬
‫شعر( أي وخامس الركان إزالة شعر‪ .‬أي إذا كان في رأسه شعر‪ ،‬وإل فيسقط عنه‪،‬‬
‫لكن يسن إمرارا الموسى‪ .‬وعده من الركان مبني على جعلععه نسععكا أي عبععادة وهععو‬
‫المشهور المعتمد‪ .‬ومقابله أنه استباحة محظور‪ ،‬أي ممنوع بمعنععى محععرم عليععه قبععل‬
‫ذلك‪ ،‬من الحظر وهو المنع بمعنى التحريم‪ ،‬وهععو مبنععي علععى أنععه ليععس نسععكا‪ ،‬وهععو‬
‫ضعيف‪ .‬ويترتب على جعله نسكا أنه يثاب عليه‪ .‬وعلى جعله اسععتباحة محظععور أنععه‬
‫ل يثاب عليه‪ .‬قال في النهاية مع الصل والحلق أي إزالعة شععر العرأس أو التقصعير‬
‫في حج أو عمرة في وقته نسك على المشهور‪ ،‬فيثاب عليه‪ ،‬إذ هو للذكر أفضععل مععن‬
‫التقصير‪ ،‬والتفضيل إنما يقع فعي العبعادات‪ .‬وعلعى هعذا هعو ركعن كمعا سعيأتي وقيعل‬
‫واجب‪ .‬والثاني هو استباحة محظور‪ ،‬فل يثاب عليه‪ ،‬لنععه محععرم فععي الحععرام‪ ،‬فلععم‬
‫يكن نسكا‪ ،‬كلبس المخيط‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬مععن الععرأس( أي مععن شعععره‪ ،‬فل يجععزئ شعععر‬
‫غيره وإن وجبت فيه الفدية لورود لفظ الحلق أو التقصير فيه‪ ،‬واختصاص كل منهما‬
‫عادة بشعر الرأس‪ .‬وشمل ذلك المسترسل عنه‪ ،‬وما لو أخذها متفرقة‪) .‬قوله‪ :‬بحلععق(‬
‫هععو استئصععال الشعععر بالموسععى‪) .‬وقععوله‪ :‬أو تقصععير( هععو قطععع الشعععر مععن غيععر‬
‫استئصال‪ .‬والحلق والتقصير ليسا متعينين‪ ،‬فالمدار على إزالة الشعععر بععأي نععوع مععن‬
‫أنواع الزالة‪ ،‬حلقا‪ ،‬أو تقصيرا‪ ،‬أو نتفا‪ ،‬أو إحراقا‪ ،‬أو قصا‪) .‬قععوله‪ :‬لتوقععف التحلععل‬
‫عليه( أي على ما ذكر من إزالة الشعر‪ .‬وكان الولععى أن يزيععد كمععا فععي المنهععج مععع‬
‫عدم جبره بدم‪ ،‬لخراج رمي جمرة العقبة‪ ،‬لنه وإن توقععف التحلععل عليععه لكنععه يجععر‬
‫بدم‪ ،‬فهو ليس بركعن‪) .‬قعوله‪ :‬وأقععل معا يجعزئ( أي معن إزالععة الشعععر‪) .‬قعوله‪ :‬ثلث‬
‫شعرات( أي إزالة ثلث شعرات‪ ،‬لقوله تعالى‪) * :‬محلقين رؤوسكم ومقصععرين( * )‬
‫‪ (1‬لن الرأس ل يحلق‪ ،‬والشعر جمع‪ ،‬وأقله ثلث كذا استدلوا به‪ ،‬ومنهععم المصععنف‬
‫فععي المجمعوع قعال السعنوي‪ :‬ول دللعة فععي ذلعك‪ ،‬لن الجمععع إذا كعان مضععافا كعان‬
‫للعموم‪ ،‬وفعله )ص( يدل عليه أيضا‪ .‬نعم‪ ،‬الطريق إلى توجيه المذهب أن يقععدر لفععظ‬
‫الشعععر منكععرا مقطوعععا عععن الضععافة‪ .‬والتقععدير شعععرا مععن رؤوسععكم‪ .‬أو نقععول قععام‬
‫الجماع كما نقله في المجموع‬
‫)‪ (1‬الفتح‪27 :‬‬

‫] ‪[ 330‬‬
‫على أنه ل يجب الستيعاب‪ ،‬فاكتفينا فععي الوجععوب بمسععمى الجمععع‪ .‬ا‍ه‪ .‬مغنععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فتعميمه )ص(( أي الشعر‪ ،‬بإزالة جميعه‪) .‬وقوله‪ :‬لبيععان الفضععل( أي فحلععق‬
‫جميع الشعر لغير المرأة هو الفضل إجماعا‪ ،‬وللية السابقة‪ ،‬فإنه فيها قدم المحلقيععن‬
‫على المقصرين‪ ،‬والتقديم يقتضي الفضلية‪ ،‬لن العرب تبدأ بالهم والفضل‪ ،‬ولذلك‬
‫قال )ص(‪ :‬اللهم ارحم المحلقين‪ .‬فقععالوا‪ :‬يععا رسععول العع‪ :‬والمقصععرين ؟ فقععال‪ :‬اللهععم‬
‫ارحم المحلقين‪ .‬ثم قال في الرابعة‪ :‬والمقصععرين‪ .‬هععذا كلععه مععا لععم ينععذر الحلععق‪ ،‬وإل‬
‫وجب‪ ،‬ويستثنى من أفضلية الحلق ما لو اعتمر قبل الحج فعي وقعت لعو حلعق فيعه لعم‬
‫يسود رأسه من الشعر في يوم النحر فالتقصير حينئذ أفضل‪) .‬قوله‪ :‬خلفععا لمععن أخععذ‬
‫منه( أي من تعميمه )ص(‪ .‬وهو المام مالك‪ ،‬والمام أحمد‪) .‬قوله‪ :‬وتقصير المععرأة(‬
‫أي النثى‪ ،‬فتشمل الصغيرة‪ ،‬والخنثى مثلها‪) .‬وقوله‪ :‬أولى مععن حلقهععا( أي لمععا روى‬
‫أبععو داود بإسععناد حسععن‪ :‬ليععس علععى النسععاء حلععق‪ ،‬إنمععا علععى النسععاء التقصععير‪ .‬قععال‬
‫الخطيب في مغنيه‪ :‬ول تؤمر بالحلق إجماعا بعل يكعره لهعا الحلعق علعى الصعح فعي‬
‫المجموع‪ .‬وقيل يحرم‪ ،‬لنه مثلة وتشبيه بالرجال‪ .‬ومال إليه الذرعععي فععي المزوجععة‬
‫والمملوكة‪ ،‬حيث لم يععؤذن لهمععا فيععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي التحفععة والنهايعة‪ :‬وينععدب لهععا أن تعععم‬
‫الرأس بالتقصير‪ ،‬وأن يكون قدر أنملة‪ ،‬قاله الماوردي إل الذوائب‪ ،‬لن قطع بعضها‬
‫يشينها‪) .‬قوله‪ :‬ثعم يعدخل مكعة إلعخ( ل يخفعى ععدم ارتبعاطه بمعا قبلعه‪ ،‬فكعان الولعى‬
‫والنسب أن يذكره في سنن الحج‪ ،‬إذ دخول مكة بعد الرمي‪ ،‬والحلق مععن السععنن‪ .‬أو‬
‫يذكره في واجبات الحج بعد الكلم على رمي جمععرة العقبععة‪ .‬ومعنععى كلمععه‪ :‬أنععه إذا‬
‫رمى جمرة العقبة وحلق‪ ،‬سن له أن يدخل مكة‪ ،‬ويطوف‪ ،‬ويسعى إن لععم يكععن سعععى‬
‫بعد طواف القدوم‪ ،‬وترك الذبح مع أنه سنة قبل ذهابه إلى مكععة للطععواف‪ .‬والحاصععل‬
‫العمال المشروعة يععوم النحععر أربعععة‪ :‬الرمععي‪ ،‬ثععم الذبععح‪ ،‬ثععم الحلععق‪ ،‬ثععم الطععواف‪.‬‬
‫وترتيبها كما ذكر سنة لما روى مسلم‪ :‬أن رجل جاء إلى النبي )ص( فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال‪ ،‬إني حلقت قبل أن أرمي فقال‪ :‬ارم ول حرج‪ .‬وأتاه آخر‪ ،‬فقال‪ :‬إني أفضععت إلععى‬
‫البيت قبل أن أرمي‪ ،‬فقال‪ :‬ارم ول حرج‪ .‬وفي الصععحيحين أنععه )ص( مععا سععئل عععن‬
‫شئ يومئذ ‪ -‬قدم ول أخر ‪ -‬إل قعال افععل ول حعرج‪ .‬ويعدخل وقتهعا معا سعوى الذبعح‬
‫بنصف ليلة النحر‪) .‬قوله‪ :‬كما هو الفضل( الضمير يععود علعى السععي بععد طعواف‬
‫القدوم‪ ،‬أي كما أن السعي بعد طواف القدوم هو الفضل‪ ،‬وهذا هو الذي جععرى عليععه‬
‫شيخه في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وإذا أراد السعي بعد طواف القدوم كما هو الفضعل‪ ،‬لنعه‬
‫الذي صح عنه )ص( لم تلزمه الموالة ا‍ه‪ .‬والذي جرى عليه الرملي‪ :‬أن السعي بعد‬
‫طواف الفاضة أفضل‪ ،‬وعبارته بعد كلم لكن الفضل تأخيره عن طعواف الفاضععة‬
‫كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى قععال‪ :‬لن لنععا وجهععا باسععتحباب إعععادته بعععده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وظاهر عبارة المغني الجريان على مععا جععرى عليععه الول‪ ،‬ونصععها‪ :‬وهععل الفضععل‬
‫السعي بعد طواف القدوم‪ ،‬أو بعد طواف الفاضة ؟ ظاهر كلم المصنف في مناسكه‬
‫الكبرى الول‪ ،‬وصرح به في مختصرها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والحلق( أي والتقصير‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫والسعي أي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم‪) .‬قععوله‪ :‬ل آخععر لوقتهععا( لن الصععل‬
‫فيما أمرنا به الشارع أن ل يكون مؤقتععا‪ ،‬فمعا كعان مؤقتعا فهعو علعى خلف الصعل‪،‬‬
‫وحينئذ فيبقى من عليه ذلك محرما حتى يأتي بععه كمععا فععي المجمععوع‪) .‬قععوله‪ :‬ويكععره‬
‫تأخيرها( أي الثلثة‪ .‬وقوله‪ :‬عن يوم النحر أي فالفضل فعلها‬

‫] ‪[ 331‬‬
‫فيه‪) .‬قوله‪ :‬وأشد منه( أي مععن تأخيرهععا عععن يععوم النحععر فععي الكراهععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وسادسها‪ :‬ترتيب( أي وسادس الركان‪ :‬الترتيب‪ .‬ونقل ع ش عن سم على المنهج ما‬
‫نصه‪ :‬قوله وسادسها الترتيب‪ .‬إلخ‪ .‬أقول‪ :‬لي هنا شبهة وهي‪ :‬أن شأن ركن الشئ أن‬
‫يكون بحيث لو انعدم انعدم ذلك الشئ‪ ،‬ول شععبهة فععي أنععه إذا حلععق قبععل الوقععوف ثععم‬
‫وقف وأتى ببقية العمال‪ ،‬حصل الحععج‪ ،‬وكععان الحلععق سععاقطا لعععدم مكععانه‪ ،‬وإن أثععم‬
‫بفعله في غير محله وتفويته‪ ،‬فقد حصععل لععه الحععج مععع انتفععاء الععترتيب‪ .‬فليتأمععل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ويمكن اندفاع هذه الشبهة بععأن يقععال‪ :‬الحلععق إنمععا سععقط لعععدم شعععر برأسععه‪ ،‬ل‬
‫لتقدمه على الوقوف‪ ،‬لن حلقه قبله لم يقع ركنا‪ ،‬والثم إنما هو لترفهه بإزالة الشعععر‬
‫قبل الوقوف‪ ،‬وهذا كما لو اعتمر وحلق‪ ،‬ثم أحرم بالحج عقبه‪ ،‬فلم يكن برأسععه شعععر‬
‫بعد دخول وقت الحلق‪ ،‬فإن الحلق ساقط عنه‪ ،‬وليس ذلععك اكتفععاء بحلععق العمععرة‪ ،‬بععل‬
‫لعدم شعر يزيله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بيععن معظععم أركععانه( أي الحععج‪ ،‬وهععو ثلثععة أركععان كمععا‬
‫ذكره الشععارح النيععة‪ :‬وهععي مقدمععة علععى الجميععع‪ .‬والوقععوف‪ :‬وهععو مقععدم علععى بععاقي‬
‫الركان‪ .‬والطواف وهو مقدم على السعي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم‪) .‬قوله‪:‬‬
‫بأن يقدم الحرام إلخ( تصوير للترتيب بين المعظم‪ ،‬والمراد نية الدخول فععي النسععك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬على الجميع أي جميع الركان أي البععاقي بعععد النيععة‪ .‬وقععوله‪ :‬والوقععوف علععى‬
‫طواف الركن والحلق أي ويقدم الوقوف على طواف الركن والحلععق‪ ،‬وأمععا همععا‪ ،‬فل‬
‫ترتيب بينهما‪ .‬وقوله‪ :‬والطواف على السعي أي ويقدم الطععواف عليععه‪) .‬قععوله‪ :‬إن لععم‬
‫يسع بعد طواف القدوم( أي إن لم يكن سعى بعد طععواف القععدوم‪ ،‬فععإن كععان قععد سعععى‬
‫بعده سقط عنه‪ ،‬ول تسن إعادته كما مر وعليه‪ ،‬فل يكون هناك ترتيب بيععن المعظععم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ودليله( أي الترتيب‪) .‬وقععوله‪ :‬التبععاع( أي وهععو فعععل النععبي )ص( مععع قععوله‪:‬‬
‫خذوا عني مناسككم‪) .‬قوله‪ :‬ول تجععبر أي الركععان( أي ل دخععل للجععبر فيهععا‪ ،‬وذلععك‬
‫لنعدام الماهية بانعدامها‪ ،‬فلو جبرت بالدم مع عععدم فعلهععا للععزم عليععه وجععود الماهيععة‬
‫بدون أركانها‪ ،‬وهو محال‪ .‬بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬وسيأتي ما يجبر بالععدم( وهععي الواجبععات‬
‫التي بيانها‪ ،‬كالحرام مععن الميقععات‪) .‬قععوله‪ :‬وغيععر وقععوف مععن الركععان السععتة( أي‬
‫وهو‪ :‬النية‪ ،‬والطواف‪ ،‬والسعععي‪ ،‬والحلععق‪ ،‬والععترتيب‪) .‬قععوله‪ :‬أركععان العمععرة( خععبر‬
‫المبتدأ‪ ،‬وهو لفظ غير‪) .‬قوله‪ :‬لشمول الدلة إلخ( يعني أن الدلة التي استدل بها على‬
‫وجوب النية والطواف والسعي في الحج‪ ،‬تدل أيضا على وجوبهعا فعي العمعرة‪ ،‬فهعي‬
‫ليست قاصرة على الحج‪) .‬قوله‪ :‬وظاهر أن الحلععق( أي فععي العمععرة‪) .‬وقععوله‪ :‬يجععب‬
‫تأخيره عن سعععيها( أي العمععرة‪) .‬قععوله‪ :‬فععالترتيب إلععخ( مفععرع علععى وجععوب تععأخير‬
‫الحلق عنه‪) .‬وقوله‪ :‬فيهععا( أي فععي العمععرة‪) .‬وقععوله‪ :‬فععي جميععع الركععان( أي ل فععي‬
‫المعظم فقط‪ ،‬كالحج‪) .‬قوله‪ :‬يؤديعان( أي الحعج والعمعرة‪) .‬وقعوله‪ :‬بثلثعة أوجعه( أي‬
‫فقط‪ ،‬ووجه الحصر فيها أن الحععرام إن كععان بالحععج أول فععالفراد‪ ،‬أو بععالعمرة أول‬
‫فالتمتع‪ ،‬أو بهما معا فالقران‪ .‬ول يرد على الحصر ما لو أحرم إحرامععا مطلقععا‪ ،‬لنععه‬
‫غير خعارج ععن الثلثعة‪ ،‬لنعه ل بعد معن صعرفه لواحعد منهعا‪ ،‬فعالحرام مطلقعا معع‬
‫الصرف لواحد منها في‬

‫] ‪[ 332‬‬
‫معنى الحرام ابتداء بذلك الواحد‪) .‬قوله‪ :‬إفراد( بالرفع‪ ،‬خععبر لمتبععدأ محععذوف‪،‬‬
‫وبالجر بدل من ثلثة أوجه‪ ،‬وبدأ به لنه أفضلها‪) .‬قوله‪ :‬بأن يحج( تصوير للفععراد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ثم يعتمر( أي ولو من غير ميقات بلده‪ ،‬ولو من أدنى الحععل‪) .‬قععوله‪ :‬وتمتععع(‬
‫معطوف على افراد‪ ،‬فهو بالرفع أو بالجر‪) .‬قوله‪ :‬بأن يعتمر( أي ولو في غير أشهر‬
‫الحج‪ ،‬لكنه وأن سمي متمتعا ل يلزمه دم‪ ،‬وإن أتى بأعمالها في أشهر الحج‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ثم يحج( ولو في غير عامه‪ ،‬لكنه حينئذ ل يلزمه دم‪) .‬قوله‪ :‬وقععران( معطععوف علععى‬
‫إفراد أيضا‪ ،‬ويجري فيه الوجهان‪ :‬الرفع والجر‪) .‬قوله‪ :‬بععأن يحععرم بهمععا( أي بالحععج‬
‫والعمرة‪ ،‬وهو تصوير للقران‪) .‬وقوله‪ :‬معا( مثله ما لو أحرم بالعمرة ثم قبل شروعه‬
‫في أعمالها أدخععل الحععج عليهععا‪ ،‬فيقععال لهععذا قععران‪) .‬قععوله‪ :‬وأفضععلها إفععراد( أي لن‬
‫رواته أكثر‪ ،‬ولن جابرا رضى ال عنه منهم وهو أقدم صحبة‪ ،‬وأشععد عنايععة بضععبط‬
‫المناسك ‪ -‬ولنه ‪) -‬ص( ‪ -‬اختاره أول‪ ،‬وللجمععاع علععى أنععه ل كراهععة فيععه ول دم‪،‬‬
‫بخلف التمتعع والقعران‪ ،‬والجعبر أيضعا دليعل النقصعان‪ .‬قعال فعي التحفعة‪ :‬ولن بقيعة‬
‫الروايات يمن ردها إليه بحمل التمتععع علععى معنععاه اللغععوي‪ ،‬وهععو النتفععاع‪ ،‬والقععران‬
‫علععى أنععه باعتبععار الخععر‪ ،‬لنععه )ص( اختععار الفععراد أول‪ ،‬ثععم أدخععل عليععه العمععرة‬
‫خصوصية له للحاجة إلى بيان جوازها في هذا المجمع العظيم‪ ،‬وإن سبق بيانهععا منععه‬
‫قبل متعددا‪ .‬ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬إن اعتمر عامه أي محععل الفضععلية إن اعتمعر فععي سعنة الحععج‬
‫بأن ل يؤخرها عن ذي الحجة‪ ،‬وإل كان كل منهما أفضل منه‪ ،‬لكراهة تأخيرها عععن‬
‫سنته‪ .‬قال الكردي‪ :‬ومن صور الفراد الفاضل بالنسبة للتمتععع المععوجب للععدم‪ :‬مععا لععو‬
‫اعتمر قبل أشهر الحج ثم حج من عامه‪ ،‬لكنها مفضولة بالنسبة للتيععان بععالعمرة بعععد‬
‫الحج فيما بقي من ذي الحجة ‪ -‬كما في المداد ‪ -‬ويسمى ذلك تمتعا أيضا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫ثم تمتع( أي ثم يليه في الفضيلة تمتع‪ ،‬فهو أفضل من القران‪ ،‬وذلك لن المتمتع يأتي‬
‫بعملين كاملين‪ ،‬وإنما ربح أحد الميقاتين فقط‪ ،‬بخلف القارن‪ ،‬فإنه يععأتي بعمععل واحععد‬
‫من ميقات واحد‪) .‬قوله‪ :‬وعلى كل من المتمتع والقععارن‪ :‬دم( أمععا الول‪ :‬فبالجمععاع‪،‬‬
‫لربحه الميقات‪ ،‬إذ لو أحرم بالحج أول معن ميقععات بلععده لحتععاج بععده إلععى أن يحععرم‬
‫بالعمرة من أدنى الحل‪ ،‬وبالتمتع ل يخرج من مكة‪ ،‬بل يحععرم بالحععج منهععا‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬وبهذا يعلم أن الوجه فيمن كرر العمرة في أشععهر الحععج أنععه ل يتكععرر عليععه‪،‬‬
‫وإن أخرج الدم قبل التكرر‪ ،‬لن ربحه الميقات بالمعنى الذي تقععرر لععم يتكععرر‪ .‬وأمععا‬
‫الثاني‪ :‬فلما صح أنه )ص( ذبح عن نسائه البقر يوم النحر‪ .‬قالت عائشة ‪ -‬رضي الع‬
‫عنها ‪ :-‬وكن قارنات‪ .‬ولنه وجب على المتمتع بنص القرآن‪ ،‬وفعل المتمتع أكثر من‬
‫فعل القارن‪ ،‬فإذا لزمه الدم فالقععارن أولععى‪) .‬قععوله‪ :‬إن لععم يكععن( أي كععل مععن المتمتععع‬
‫والقارن‪ .‬وهو شرط لوجوب الدم‪ ،‬أي يشترط في وجوب الدم عليهما أن ل يكونا من‬
‫حاضري المسجد الحرام‪ ،‬وذلك لقوله تعالى في المتمتع‪) * :‬ذلععك لمععن لععم يكععن أهلععه‬
‫حاضري المسجد الحرام( * )‪ (1‬أي ما ذكر من الهدي والصوم عند فقععده لمععن ‪ -‬أي‬
‫على من لم يكن أهله أي وطنععه ‪ -‬حاضععري المسععجد الحععرام‪ ،‬وقيععس عليععه فععي ذلععك‬
‫القارن‪ ،‬والجامع بينهما الترفه فيهما‪ .‬فالمتمتع ترفه بربح ميقات الحج‪ ،‬والقارن ترفععه‬
‫بترك أحد الميقاتين أيضا‪ .‬ويشترط أيضا لوجوب التمتع أن يحرم بالعمرة فععي أشععهر‬
‫الحج‪ ،‬ويفرغ منها‪ ،‬ثم يحرم بالحج من مكة‪ ،‬وأن يكون إحرامه بالعمرة ثم بالحج في‬
‫سنة واحدة‪ ،‬وأن ل يعود إلى الميقات قبل الحرام أو بعده وقبل التلبس بنسك‪.‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪196 :‬‬

‫] ‪[ 333‬‬
‫فحاصل الشروط أربعة‪ ،‬إذا فقد واحد منها لم يجب عليه شئ‪ .‬ويشترط لوجعوبه‬
‫على القارن أيضا أن ل يعود من مكة قبل الوقوف إلى الميقات‪ ،‬فحاصل مععا يشععترط‬
‫له اثنان إذا فقد واحد منهما لم يجععب عليععه شعئ‪) .‬قععوله‪ :‬وهععم( أي حاضععرو المسععجد‬
‫الحرام‪) .‬وقوله‪ :‬من دون مرحلتين( أي من استوطنوا بالفعععل حالععة الحععرام ل بعععده‬
‫محل دون مرحلتين أي من الحرم على الصح وذلك لن المسجد الحرام حيعث ذكععر‬
‫في القرآن المراد به جميع الحرم إل في آية * )فول وجهك شطر المسجد الحععرام( *‬
‫)‪ (2‬وآية * )سبحان الذي أسرى( * )‪ (3‬فالمراد به الكعبععة فععي الول‪ ،‬وحقيقتععه فععي‬
‫الثاني‪ .‬وقيل من مكة لن المسجد الحرام في الية غير مراد به حقيقته اتفاقا‪ ،‬وحمله‬
‫على مكة أقل تجوزا من حمله على جميع الحرم‪) .‬قوله‪ :‬وشروط الطواف( لما أنهععى‬
‫الكلم على الركان‪ ،‬شرع في بيان شروط بعضها وهو الطععواف وخصععه مععن بينهععا‬
‫بععذلك لكععونه أفضععلها‪ ،‬ولعظععم الخطععر فيععه‪ .‬وهععذه الشععروط ليسععت خاصععة بطععواف‬
‫الفاضعة‪ ،‬بعل هعي لعه بسعائر أنعواعه‪ ،‬معن قعدوم‪ ،‬ووداع‪ ،‬ونعذر‪ ،‬وتطعوع‪ ،‬وتحلعل‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬ستة( بل ثمانية‪ .‬فسابعها‪ :‬كعونه فعي المسععجد‪ .‬وثامنهععا‪ :‬ععدم صععرفه لغيعره‪،‬‬
‫كطلععب غريععم‪ .‬وكإسععراعه خوفععا مععن أن تلمسععه امععرأة‪ .‬وقععد نظمهععا بعضععهم فقععال‪:‬‬
‫واجبات الطواف ستر وطهر * * جعله البيت يا فتى عن يسار في مرور تلقععاء وجععه‬
‫وبالسود * * يبدأ محاذيا وهو سار مع سبع بمسجد ثم قصد * * لطععواف فععي النسععك‬
‫ليس بجار فقد صرف لغيره ذي ثمان * * قد حكى نظمها نظام الدرار )قوله‪ :‬أحدها‪:‬‬
‫طهر عن حدث( أي بنوعيه‪ :‬الصغر والكبر‪ .‬وقوله‪ :‬وخبث أي فععي ثععوبه‪ ،‬وبععدنه‪،‬‬
‫ومطافه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬يعفى عما يشق الحتراز عنه في المطععاف مععن نجاسعة‬
‫الطيور وغيرها‪ ،‬إن لم يتعمد المشي عليها‪ ،‬ولم تكن رطوبة فيها أو في مماسععها كمععا‬
‫مر قبيل صفة الصلة‪ .‬ومن ثم عد ابن عبد السلم غسل المطاف من البدع‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫الرملعي رحمعه الع تععالى‪ :‬وممعا شعاهدته ممعا يجعب إنكعاره والمنعع منعه‪ ،‬معا يفعلعه‬
‫الفراشون بالمطاف من تطهير ذرق إ الطيور‪ ،‬فيأخذ خرقة مبتلة فيزيل بها العين‪ ،‬ثم‬
‫يغسلها‪ ،‬ثم يمسح بها محله‪ ،‬فيظن أنه تطهير‪ ،‬بل تصعير النجاسعة غيعر معفعو عنهعا‪،‬‬
‫ول يصح طواف الشععافعية عليهععا‪ ،‬إذ ل بععد بعععد إزالععة العيععن مععن صععب المععاء علععى‬
‫المحل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وثانيها( أي الشعروط السعتة‪) .‬قعوله‪ :‬سعتر لععورة قعادر( أي علعى‬
‫الستر‪ ،‬فإن كان عاجزا عنه طاف عاريا وأجزأه كما لععو صععلى كععذلك بخلف مععا إذا‬
‫عجز عن الطهارة حسا أو شرعا‪ ،‬فبحث السنوي منعه كالمتنجس العاجز عن المععاء‬
‫من طواف الركن‪ ،‬لوجوب العادة‪ ،‬فل فائدة في فعله‪ .‬وقطع طععواف النفععل والععوداع‬
‫بأن له فعلهما مع ذلك‪ ،‬وهو ضعيف‪ .‬وقد حرر هذا المقام في التحفة‪ ،‬وذكععر حاصععل‬
‫المعتمد منه‪ ،‬ونصها‪ :‬ولو عجز عن الستر طاف عاريا‪ ،‬ولو للركن إذ ل إعادة عليععه‬
‫أو عن الطهارة حسا أو شرعا‪ .‬ففيه اضطراب حررته في الحاشية‪ .‬وحاصل المعتمد‬
‫منه‪ :‬أنه يجوز لمن عزم على الرحيل أن يطوف‪ ،‬ولو للركن‪ ،‬وإن اتسع وقته‪ ،‬لمشقة‬
‫مصابرة لحرام بالتيمم‪ ،‬ويتحلل به‪ ،‬وإذا جاء مكة لزمه إعادته‪ ،‬ول يلزمه عند فعلععه‬
‫تجرد ول غيره‪ ،‬فإن مات وجب الحجاج عنه بشرطه‪ .‬ول يجوز طواف الركن ول‬
‫غيره لفاقد الطهورين‪ ،‬بل الوجه أن يسقط عنعه طععواف الععوادع‪ .‬ولععو طععرأ حيضععها‬
‫قبل‬

‫)‪ (2‬البقرة‪ (3) .144 :‬السراء‪1 :‬‬


‫] ‪[ 334‬‬
‫طواف الركن‪ ،‬ولم يمكنها التخلف لنحو فقد نفقة أو خوف علععى نفسععها‪ ،‬رحلععت‬
‫إن شاءت‪ ،‬ثم إذا وصلت لمحل يتعذر عليها الرجوع منه إلى مكة تتحلععل كالمحصععر‬
‫ويبقى الطواف في ذمتها‪ .‬والحوط لها أن تقلد من يععرى بععراءة ذمتهععا بطوافهععا قبععل‬
‫رحيلها‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬فلععو زال( أي الطهععر والسععتر‪) .‬وقععوله‪ :‬فيععه( أي فععي‬
‫الطواف‪) .‬قوله‪ :‬جدد( أي الطائف‪ ،‬الطهر والستر‪ .‬فمفعول الفعل محذوف‪ ،‬والفاعععل‬
‫ضمير مستتر يعود على معلوم من المقام‪) .‬قوله‪ :‬وبنى على طوافه( أي بنى على ما‬
‫أتى به من الطوفات‪ .‬ومعنى البناء على الماضي أنه يبنى من الموضععع الععذي وصععل‬
‫إليه‪ ،‬ول يجب استئنافه‪ ،‬لكن يسن‪ ،‬خروجا من الخلف‪) .‬قععوله‪ :‬وإن تعمععد ذلععك( أي‬
‫زوال الطهر والستر‪ ،‬وهو غاية في الكتفاء بالبناء‪) .‬وقوله‪ :‬وطال الفصععل( أي وإن‬
‫طال الفصل‪ .‬فهو غاية ثانية لما ذكر‪ ،‬وذلك لعدم اشتراط الولء فيه‪) .‬قوله‪ :‬وثالثهععا(‬
‫أي الشروط الستة‪) .‬وقوله‪ :‬نيتععه( أي قصععده بقلبععه والتلفععظ بهععا سععنة كسععائر النيععات‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن استقل( أي الطواف‪) .‬قوله‪ :‬بأن لم يشمله نسك( تصوير لسععتقلله‪ .‬أي أن‬
‫اسععتقلله مصععور بععأن ل يشععمله نسععك‪ ،‬أي ل ينععدرج تحتععه كالحععج‪) .‬قععوله‪ :‬كسععائر‬
‫العبادات( الكاف للتنظير‪ ،‬أن نظير سائر العبادات في وجوب النية فيها‪) .‬قععوله‪ :‬وإل‬
‫فهي سنة( أي وإن لم يستقل‪ ،‬بأن يشمله نسك‪ ،‬فهي سنة‪ ،‬وذلك لغناء نية النسك عن‬
‫نية الطواف‪ .‬قال في حاشية اليضععاح بعععد كلم قععرره‪ :‬إن كععان المععراد بالنيععة قصععد‬
‫الفعل فهو شرط في كل طواف‪ .‬أو تعيين الطواف فليس بشعرط فععي كعل طعواف فمععا‬
‫المحل في وجوب النية فيه ؟ أي وفي عدمه‪ .‬قال‪ :‬وقد يجععاب بععأن المختلععف فيععه هععو‬
‫قصد نفس الفعل‪ ،‬ل مطلق القصد‪ .‬نظير قولهم يشترط قصد فعل الصععلة‪ ،‬ول يكفععي‬
‫مطلق قصدها مع الغفلة عن ربطه بالفعل‪ ،‬فطواف النسك يكفععي فيععه مطلععق القصععد‪،‬‬
‫وطواف غيره ل بد فيه من قصد الفعل‪ ،‬دون التعيين كنيععة نفععل الصععلة المطلععق ا‍ه‪.‬‬
‫وقال الونائي في منسكه في مبحث سنن الطواف ما نصه‪ :‬منهععا أي السععنن‪ :‬النيععة أي‬
‫نية فعل الحقيقة الشرعية بالمسماة بععالطواف وهععي الععدوران حععول الععبيت‪ ،‬فل ينععافي‬
‫اشتراط قصد الفعل بأن يلحظ كونه عن الطععواف لشععتراط عععدم الصععارف‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫الشيخ باعشن عليه‪ :‬والحاصل أن قصد مطلق الفعل وهو قصد الدوران بالبيت ل بععد‬
‫منه في كل طواف‪ .‬وأما ملحظة كونه عععن الطععواف الشععرعي فععواجب فععي طععواف‬
‫غير النسك‪ ،‬وسنة في طواف النسك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬المععراد مععن كععون النيععة سععنة‬
‫في طواف النسك نية كونه ركن الحج أو واجبه‪ .‬أما قصد الفعععل فل بععد منععه مطلقععا‪،‬‬
‫وهععو ل يغععاير مععا مععر‪ .‬قععوله‪ :‬ورابعهععا( أي الشععروط السععتة‪) .‬قععوله‪ :‬بععدؤه بععالحجر‬
‫السود( أي ركنه‪ ،‬وإن قلع منه وحول منه لغيره‪ ،‬وذلك للتباع‪ ،‬فل يعتد بما بععدأ بععه‬
‫قبله‪ ،‬ولو سهوا‪ ،‬فإذا انتهى إليه ابتدأ منععه‪ ،‬وكععذا ل يعتععد بمععا بععدأ بععه بعععدة مععن جهععة‬
‫الباب‪ .‬ووصف الحجر بكونه أسود بحسب الحالة الراهنععة‪ ،‬وإل فليععس كععذلك بحسععب‬
‫الصل‪ .‬قال السيوطي في التوشيح‪ :‬أخععرج أحمععد والترمععذي وابععن حبععان حععديث‪ :‬إن‬
‫الحجر والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة‪ ،‬طمس ال نورهما‪ ،‬ولععول ذلععك لضععاآ مععا‬
‫بين المشرق والمغرب‪ .‬وأخرج الترمذي حديث‪ :‬نزل الحجر السود من الجنععة وهععو‬
‫أشد بياضا من اللبن‪ ،‬فسودته خطايا بني آدم‪ .‬وروي عن وهععب بععن منبععه أن آدم لمععا‬
‫أمره ال تعالى بالخروج من الجنة أخذ جوهرة مععن الجنععة الععتي هععي الحجععر السععود‬
‫مسح بها دموعه‪ ،‬فلما نزل إلى الرض لم يزل يبكي‪ ،‬ويستغفر ال‪ ،‬ويمسععح دمععوعه‬
‫بتلك الجوهرة حتى اسودت من دموعه‪ .‬ثم لما بنى البيت أمره جبريل أن يجعععل تلععك‬
‫الجوهرة في الركن‪ ،‬ففعل‪.‬‬

‫] ‪[ 335‬‬
‫وفي بهجة النوار‪ :‬إن الحجر السود كان في البتداء ملكا صعالحا‪ ،‬ولمعا خلعق‬
‫ال آدم وأباح له الجنة كلها إل الشجرة التي نهاه عنهععا‪ ،‬ثععم جعععل ذلععك الملععك مععوكل‬
‫علععى آدم أن ل يأكععل معن تلععك الشععجرة‪ ،‬فلمععا قععدر الع تعععالى أن آدم يأكعل معن تلعك‬
‫الشجرة غاب عنه ذلك الملك‪ ،‬فنظر تعالى إلى ذلك الملك بالهيبععة فصععار جععوهرا أل‬
‫ترى أنه جاء في الحاديث‪ :‬الحجر السود يأتي يوم القيامععة ولعه يععد‪ ،‬ولسععان‪ ،‬وأذن‪،‬‬
‫وعين‪ ،‬لنه كان في البتداء‪ ،‬ملكا ؟ )تنبيه( خمسة أشياء خرجععت مععن الجنععة مععع آدم‬
‫عود البخور‪ ،‬وعصا موسى من شجر الس وأوراق التين الععتي كععان يسععتتر بهععا آدم‬
‫والحجر السود‪ ،‬وخاتم سليمان‪ .‬ونظمهععا بعضععهم فععي قععوله‪ :‬وآدم معععه أهبععط العععود‬
‫والعصا * * لموسى من الس النبات المكععرم وأوراق تيععن واليميععن بمكععة * * وختععم‬
‫سليمان النععبي المعظععم وزاد بعضععهم‪ :‬الحجععر الععذي ربطععه نبينععا علععى بطنععه‪ ،‬ومقععام‬
‫إبراهيم‪ ،‬وهو الحجر الذي كان يقف عليه لبناء البيت فيرتفع به حععتى يضععع الحجععر‪،‬‬
‫ويهبط حتى يتناوله من إسماعيل‪ ،‬وفيه أثر قدميه‪) .‬قوله‪ :‬محاذيا( حععال مععن الضععمير‬
‫في بدؤه‪ ،‬العائد على الطائف‪) .‬وقععوله‪ :‬لععه( أي للحجععر السععود‪ ،‬كلععه أو بعضععه‪ ،‬فل‬
‫يشترط محاذاة كله‪) .‬وقوله‪ :‬في مروره( أي في حال مععروره‪) .‬قععوله‪ :‬ببععدنه( متعلععق‬
‫بمحاذيا‪) .‬قوله‪ :‬أي بجميع شقه اليسر( تفسير مراد للبدن أي أن المراد بالبدن جميععع‬
‫الشق اليسر‪ ،‬فهو على سبيل المجععاز المرسععل‪ ،‬والعلقععة الكليععة والجزئيععة‪ ،‬والمععراد‬
‫أيضا بجميع الشق اليسععر مجمععوعه‪ ،‬وهععو أعله المحععاذي لصععدره‪ ،‬وهععو المنكععب‪.‬‬
‫وذلك لن المحاذاة ل تكون إل بععه كمععا هععو ظععاهر وعبععارة التحفععة‪ :‬تنععبيه يظهععر أن‬
‫المراد بالشق اليسر أعله المحاذي للصدر‪ ،‬وهو المنكب‪ ،‬فلو انحرف عنه بهععذا‪ ،‬أو‬
‫حاذاه ما تحته من الشق اليسر‪ ،‬لم يكععف‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثععم إن مععا ذكععر مععن اشععتراط المحععاذاة‬
‫مفروض في البتداء‪ ،‬أما النتهاء فيجب أن يكون الذي حاذاه في آخععر الطععواف هععو‬
‫الذي حاذاه في أوله‪ ،‬ومقععدما إلععى جهععة البععاب‪ ،‬ليحصععل اسععتيعاب الععبيت بععالطواف‪.‬‬
‫وزيادة ذلك الجزء احتياط فلو حاذى أول طرفه ممععا يلععي البععاب‪ ،‬اشععترط أن يحععاذيه‬
‫آخرا‪ .‬وهذه دقيقة يغفل عنها‪) .‬قوله‪ :‬وصععفة المحععاذاة( أي الكيفيععة الععتي تحصععل بهععا‬
‫المحاذاة‪ ،‬وهذه الكيفية ليست بواجبة‪ ،‬بل هي الفاضلة‪ ،‬وذلك لنه لو تععرك السععتقبال‬
‫المذكور وحاذى الطرف مما يلي الباب بشقه اليسر أجزأه‪ ،‬وفعاتته الفضعيلة‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫أن يقععف( أي مسععتقبل للعبيت‪ .‬وقعوله‪ :‬بجععانبه أي الحجعر السعود‪ .‬وقعوله‪ :‬معن جهعة‬
‫اليماني متعلععق بيقععف‪ .‬أي يقععف مععن جهععة الركععن اليمععاني‪ .‬وقععوله‪ :‬بحيععث إلععخ البععاء‬
‫لتصوير الوقوف بجانبه‪ ،‬أي يقف وقوفا مصورا بحالة هي أن يصععير جميععع الحجععر‬
‫السود عن يمينه‪ ،‬أي ويصير منكبه اليمن عند طرفه‪) .‬قوله‪ :‬ثم ينععوي( أي ثععم بعععد‬
‫وقوفه المذكور ينوي الطواف‪) .‬قوله‪ :‬ثم يمشي مستقبله( أي ثم بعد النيععة يمشععي إلععى‬
‫جهة يمينه مستقبل للحجر‪ .‬وقععوله‪ :‬حععتى يجععاوز أي يمشععي مسععتقبل إلععى أن يجععاوز‬
‫الحجر‪ .‬والمراد إلى أن يبدأ في المجاوزة بحيث يحاذي منكبه طرف الحجععر‪ ،‬وليععس‬
‫المراد إلى تمام المجاوزة‪ ،‬بدليل قوله فحينئذ إلخ كما ستعرفه‪ .‬وعبارة غيره‪ :‬إلععى أن‬
‫يحاذي منكبه طرف الحجر‪ ،‬فينحرف حينئذ‪ ،‬ويجعععل جميععع يسععاره لطععرف الحجععر‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ .‬وهذا على ما جرى عليه شيخه ابن حجر‪ .‬أما على ما جععرى عليععه‬
‫م ر‪ :‬فععالمراد إلععى تمععام المجععاوزة‪ ،‬لن النفتععال عنععده يكععون بعععدها‪ ،‬ل فععي حععال‬
‫المجاوزة‪) .‬قوله‪ :‬فحينئذ ينفتل( أي حيععن المجععاوزة ينفتععل‪ ،‬ل بععدها علععى مععا جععرى‬
‫عليه ابن حجر أما على ما جرى عليه الرملي‪ :‬فالنتقال يكون بعدها كمععا علمععت ول‬
‫بد من استحضار النيعة عنعد هعذا النفتعال‪ ،‬لنعه أول الطعواف‪ ،‬ومعا قبلعه مقدمعة لعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويجعل يساره للبيت( معطوف علععى ينفتععل‪ ،‬أي حينئذ يجعععل يسععاره‪ ،‬ويصععح‬
‫جعل الواو للحال‪ ،‬أي ينفتل حال كونه جاعل يساره‪ .‬ويعدل علعى هععذا عبععارة التحفععة‬
‫ونصها‪ :‬فينفتل جاعل يساره محاذيا جزءا من الحجر بشقه اليسر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 336‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يجوز استقبال البيت إل في هذا( أي في ابتداء الطواف‪ .‬قال العلمة‬
‫عبد الرؤوف‪ :‬هذا الستثناء صوري‪ ،‬لن أول الطواف الععواجب‪ ،‬هععو هععذا النفتععال‪،‬‬
‫وما قبله مقدمته‪ ،‬ل منه‪ .‬ومن ثم لم تجز النية إل إن قارنته‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما ذكره هو معتمد‬
‫ابن حجر‪ ،‬واعتمد الجمال الرملي والخطيب وابن قاسععم وغيرهععم أن أول طععوافه مععا‬
‫فعله أول‪ ،‬وأن الستثناء حقيقي‪) .‬قوله‪ :‬وخامسها( أي الشروط السععتة‪) .‬قععوله‪ :‬جعععل‬
‫البيت عن يساره( أي في كل خطوة مععن خطععوات طععوافه‪ ،‬فلععو مععر منععه جععزء وهععو‬
‫مستقبل البيت أو مستدبره لدعاء أو زحمة أو استلم أو نحوهععا‪ ،‬بطلععت تلععك الخطععوة‬
‫وما بني عليها حتى يرجع إلى محله الذي وقع الخلل فيه‪ ،‬أو يصل إليه فيما بعد تلععك‬
‫الطوفة‪) .‬فائدة( الطواف يمين‪ ،‬لما في مسلم‪ :‬عن جععابر رضععي الع عنععه‪ ،‬أنععه )ص(‬
‫أتى البيت فاستقبل الحجر‪ ،‬ثم مشى عن يمينه‪ .‬أي الحجر‪ .‬وحينئذ يكون الطائف عععن‬
‫يمين البيت‪ ،‬وغلط كثيرون فسرى إلى ذهنهم من اشتراط جعل البيت عععن يسععاره أن‬
‫الطواف يسار‪) .‬وقوله‪ :‬مارا تلقععاء وجهععه( أي علععى الهيئة المعتععادة لععه فععي المشععي‪،‬‬
‫سواء طاف منتصبا‪ ،‬أو منحنيا‪ ،‬أو زحفا‪ ،‬أو حبوا وإن قدر على المشي في الجميععع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيجب كععونه إلععخ( هععذا التفريععع ل محععل لععه‪ ،‬فععالولى التعععبير بععالواو ويكععون‬
‫مستأنفا‪ ،‬ساقه لبيان شرط آخر‪ .‬وقوله‪ :‬بكل بدنه ومثله ثععوبه المتحععرك بحركتععه عنععد‬
‫حجر‪ ،‬ل نحو عود في يده‪ .‬ومشى الخطيب في مغنيه‪ :‬والرملي في النهاية‪ ،‬علععى أن‬
‫الثوب وإن تحرك بحركته ل يضر‪) .‬قوله‪ :‬حععتى بيععده( أي حععتى يجععب خععروج يععده‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عن شععاذروانه( متعلععق بخارجععا‪ ،‬وهععو جععدار قصععير نقصععه ابععن الزبيععر مععن‬
‫عرض الساس‪ ،‬وهو من الجهة الغربية واليمانية فقط كما في شرح بأفضل وموضع‬
‫من النهايععة وغيرهمععا‪ ،‬لكععن المعتمععد كمععا فععي التحفععة ثبععوته فععي جهععة البععاب أيضععا‪.‬‬
‫والحاصل أنه مختلف في ثبوته من جميع الجوانب فالمام والرافعي ل يقولن بععه إل‬
‫في جهة الباب‪ ،‬وشيخ السلم ومن وافقه ل يقولن به من جهة الباب‪ ،‬وأبو حنيفة ل‬
‫يقول به في جميع الجوانب‪ ،‬وفيه رخصة عظيمة‪ ،‬بل لنا وجه إن معس جعدار الكعبعة‬
‫ل يضر‪ ،‬لخروج معظم بدنه عن البيت‪ .‬وقععوله‪ :‬وحجععره هععو بكسععر الحععاء‪ ،‬مععا بيععن‬
‫الركنين الشاميين‪ ،‬عليه جدار قصير بينه وبين كل من الركنين فتحة‪ ،‬ويسععمى أيضععا‬
‫حطيما‪ ،‬لكن الشهر أنه ما بين الحجر السود ومقام إبراهيععم‪) .‬قععوله‪ :‬للتبععاع( دليععل‬
‫لوجوب جعل البيت عن يساره‪ ،‬ولوجوب خروجه بكل بدنه عنه‪ .‬والتباع فععي الول‬
‫خبر جابر المار مع قوله )ص(‪ :‬خذوا عنععي مناسععككم وفععي الثععاني أنععه )ص( طععاف‬
‫خارجه مع قوله خذوا إلخ‪ ،‬ويدل له أيضا قوله تعالى‪) * :‬وليطوفوا بالبيت العععتيق( *‬
‫)‪ (1‬وإنما يكون طائفا به إذا كان خارجا عنه‪ ،‬وإل فهو طائف فيه‪) .‬قوله‪ :‬فإن خالف‬
‫شيئا من ذلك( راجع لجميع ما قبله‪ ،‬فاسععم الشععارة يعععود علععى المععذكور مععن الطهععر‬
‫والستر وما بعدهما من الشروط‪ .‬فلو طاف عاريا أو غير متطهر‪ ،‬أو مععن غيععر نيععة‪،‬‬
‫أو لم يبدأ بالحجر السود‪ ،‬أو لم يجعل البيت عن يساره بأن جعله عععن يمينععه أو عععن‬
‫يساره لكن مشى القهقري‪ ،‬أو لم يخرج بكل بدنه عن الشاذروان والحجععر‪ ،‬لععم يصععح‬
‫طوافه‪) .‬قوله‪ :‬وإذا استقبل إلخ( هذه المسعألة مفرععة علعى جععل العبيت ععن يسعاره‪.‬‬
‫والتي بعدها أعني ويلزمه إلخ مفرعة على وجوب كونه خارجا بكل بدنه عما ذكععره‪.‬‬
‫فكان المناسب أن يترجم لهما كعادته‪ .‬بأن يقول‪ :‬فرعان )قوله‪ :‬فليحترز عن أن يمععر‬
‫منه أدنى جزء إلخ( فإن مر منه أدنى جزء وهو مستقبل الكعبة قبععل أن يجعععل الععبيت‬
‫عن يساره‪ ،‬بطلت تلك الخطوة وما بني عليها حتى يرجع إلى المحععل الععذي مععر منععه‬
‫وهو مستقبل‪ ،‬أو يصل إليه في الطوفععة الثانيععة مثل وتلغععو الطوفععة الععتي وقععع الخلععل‬
‫فيها‪) .‬قوله‪ :‬ويلزم من قبل الحجر( أي أو اسععتلم الركععن اليمععاني‪ .‬وهععذه المسععألة مععن‬
‫الدقائق التي ينبغي التنبه لها كما نص عليه‬

‫)‪ (1‬الحج‪29 :‬‬

‫] ‪[ 337‬‬
‫في اليضاح‪) .‬وقوله‪ :‬أن يقر قدميه في محلهمععا( أي يثبتهمععا فععي محلهمععا‪ .‬فلععو‬
‫زالت قدماه من محلهما إلى جهة الباب قليل ولو بعض شبر في حععال تقععبيله‪ ،‬ثععم لمععا‬
‫فرغ من التقبيل اعتدل عليهما في الموضع الذي زالتا إليه فإن لعم يرجععع إلععى المحععل‬
‫الذي زالتا منه ومضى من هناك إلى طوافه‪ ،‬بطلت طوفته هذه‪ ،‬لنه قطع جزءا مععن‬
‫مطافه وبععدنه فععي هععواء الشععاذروان‪) .‬قععوله‪ :‬وسادسععها( أي الشععروط السععتة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كونه( أي الطواف‪) .‬وقوله‪ :‬سبعا يقينا( فلو شعك فععي الععدد أخععذ بالقعل كالصعلة إن‬
‫كان الشك في الثناء‪ .‬فإن كان بعد الفراغ لم يؤثر‪ ،‬ومثله ما لو شك بعععده فععي شععرط‬
‫من الشروط كالطهارة فإنه ل يؤثر‪ .‬ولو أخبره عدل على خلف ما يعتقده‪ ،‬فإن كععان‬
‫بالنقص سن الخذ به إن لم يععورثه الخععبر تععرددا وإل وجععب الخععذ‪ .‬وفععارق الصععلة‬
‫بأنها تبطل بالزيادة‪ .‬وإن كععان بالتمععام لععم يجععز الخععذ بععه إل إن بلغععوا عععدد التععواتر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو في الععوقت المكععروه( هععذه الغايععة للتعميععم‪ ،‬ولكععن ل محععل لهععا هنععا‪ ،‬إذ ل‬
‫علقة بينها وبين العدد حتى يعمم بها فيه‪ ،‬فكان المناسب أن يذكر مسألة مستقلة كمععا‬
‫صنع شيخه وعبععارته‪ :‬ول يكععره فععي الععوقت المنهععي عععن الصععلة فيععه‪ .‬والمعنععى أن‬
‫الطواف يصح ولو في الوقات التي تكععره فيهععا الصععلة‪ ،‬لقععوله )ص(‪ :‬يععا بنععي عبععد‬
‫مناف‪ ،‬ل تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء‪) .‬قوله‪ :‬فإن ترك منها(‬
‫أي السبع‪ .‬وهو مفهوم قوله سبعا‪ ،‬وقد علمععت مفهععوم قععوله يقينععا‪) .‬وقععوله‪ :‬شععيئا وإن‬
‫قل( أي ولو بعض خطوة‪) .‬قوله‪ :‬لععم يجععزئه( أي الطععواف‪ .‬أي إن لععم يتععداركه‪ ،‬فلععو‬
‫مات وقد ترك بعض خطوة من طواف الحج لم يصح حجععه‪) .‬قععوله‪ :‬وسععن أن يفتتععح‬
‫الطائف( شروع في ذكر بعض سنن الطواف‪ .‬وهي كثيرة‪ .‬منهععا مععا ذكععره المؤلععف‪،‬‬
‫ومنها السكينة‪ ،‬والوقار‪ ،‬وعدم الكلم إل في خير كتعليم جاهل برفق إن قععل وسععجدة‬
‫التلوة ل الشكر لن الطواف كالصلة‪ ،‬وسجدة الشكر تحرم فيها‪ .‬ومنها رفع اليععدين‬
‫عند الدعاء‪ ،‬وجعلهما تحت صدره في غير الدعاء بالكيفية المعهودة في الصلة كمععا‬
‫نص عليه في التحفة وعبارتها بعد كلم‪ :‬ورفع اليدين في الدعاء كمععا فععي الخصععال‪،‬‬
‫ومنه مع تشبيههم الطواف بالصلة في كثير من واجباته وسننه الظاهر في أنععه يسععن‬
‫ويكره فيه كل ما يتصععور معن سععنن الصععلة ومكروهاتهععا يؤخععذ أن السععنة فععي يععدي‬
‫الطائف إن دعا رفعهما‪ ،‬وإل فجعلهما تحت صدره بكيفيتهمععا ثععم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومنهععا الععدعاء‬
‫فيه‪ ،‬وهو بالمأثور أفضل‪ ،‬حتى من القراءة‪ ،‬وهو كمععا فععي شععرح الععروض نقل عععن‬
‫الصحاب ‪ -‬أن يقول عند استلم الحجر في كععل طوفععة والولععى آكععد بسععم الع والع‬
‫أكبر‪ .‬اللهم إيمانا بعك‪ ،‬وتصععديقا بكتابععك‪ ،‬ووفعاء بعهعدك‪ ،‬واتباععا لسععنة نبيعك محمععد‬
‫)ص( وقبالة الباب اللهم البيت بيتك‪ ،‬والحرم حرمك‪ ،‬والمن أمنك‪ ،‬وهذا مقام العععائذ‬
‫بك من النار ويشير بقلبه إلى مقام إبراهيم‪ .‬وعند النتهاء إلععى الركععن العراقععي اللهععم‬
‫إني أعوذ بك من الشك والشرك‪ ،‬والنفاق والشقاق وسوء الخلق‪ ،‬وسوء المنظر في‬
‫المال والهل والولد‪ .‬وعند النتهاء تحت الميزاب اللهم أظلني في ظلععك يععوم ل ظععل‬
‫إل ظلك‪ .‬واسقني بكععأس محمععد )ص( شععرابا هنيئا ل أظمععأ بعععده أبععدا‪ ،‬يععا ذا الجلل‬
‫والكرام‪ .‬وبين الركن الشامي واليمعاني اللهعم اجعلعه حجعا معبرورا‪ ،‬وذنبعا مغفعورا‪،‬‬
‫وسعععيا مشععكورا‪ ،‬وعمل مقبععول‪ ،‬وتجععارة لععن تبععور‪ .‬والمناسععب للمعتمععر أن يقععول‪:‬‬
‫وعمرة مبرورة‪ .‬ويحتمعل اسععتحباب التععبير بالحععج مراعععاة للخعبر‪ ،‬ويقصععد المعنعى‬
‫اللغوي وهو مطلق القصد نبه عليه السنوي‪ ،‬قال في المغني‪ :‬ومحل الدعاء بهععذا إذا‬
‫كان الطواف في ضمن حج أو عمرة‪ ،‬وإل فيدعو بما أحب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقال بعضععهم‪ :‬يععأتي‬
‫بما ذكر ولو كان الطواف ليس طواف نسك اتباعا للوارد‪ ،‬ويقصد بذلك أيضا المعنى‬
‫اللغوي‪ .‬وبين اليمانيين اللهم * )ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفععي الخععرة حسععنة‪ ،‬وقنععا‬
‫عذاب النار( * )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬البقرة‪201 :‬‬

‫] ‪[ 338‬‬
‫)قوله‪ :‬باستلم الحجر السود إلخ( اختصر المؤلف ما يندب للطائف عند ابتداء‬
‫الطواف‪ ،‬وحاصله أنه يندب له قبل البدء بالطواف إذا كان المطاف خاليععا أن يسععتقبل‬
‫الحجر السود‪ ،‬ويستلمه بيده‪ ،‬ثم يقبله بفمه‪ ،‬ثم يضع جبهته عليه‪ ،‬ويراعععي مععا ذكععر‬
‫في كل مرة ويكرره ثلثا‪ .‬هذا كلععه عنععد القععدرة‪ ،‬فععإن عجععز ععن التقبيععل اسعتلم بيععده‬
‫اليمنى‪ ،‬فإن عجز عنه فباليسرى‪ ،‬فإن عجز عن استلمه استلمه بنحو عود ثم قبل ما‬
‫استلم به‪ ،‬فإن عجز عن استلمه أشار إليه بيده أو بشئ فيها ثم قبل ما أشععار بععه‪ .‬ول‬
‫يشير بالفم إلى التقبيل‪ ،‬ول يزاحم للتقبيل‪ ،‬بل تحرم المزاحمععة لععه وللسععتلم إن آذى‬
‫غيره أو تأذى به‪ ،‬لقععوله )ص(‪ :‬يععا عمععر‪ ،‬إنععك رجععل قععوي‪ ،‬ل تزاحععم علععى الحجععر‬
‫فتؤذي الضعيف‪ .‬إن وجدت خلوة‪ ،‬وإل فهلل وكععبر‪ .‬رواه الشععافعي وأحمععد ‪ -‬رضععي‬
‫ال عنهما ‪ -‬وأما نصه في الم على طلب الستلم أول الطواف وآخره ولو بالزحام‪،‬‬
‫فمحمول على زحععام ليععس معععه ضععرر بععوجه‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يقبلععه( المصععدر المععؤول‬
‫معطوف على استلم‪) .‬قوله‪ :‬ويستلم الركن اليماني( أي عند القععدرة‪ ،‬وإل أشععار إليععه‬
‫بيده‪ ،‬أو بشئ فيها‪) .‬فائدة( مما ورد في فضل الركن اليماني قوله )ص(‪ :‬مععا مععررت‬
‫بالركن اليماني إل وعنده ملك ينادي‪ :‬آمين‪ .‬آمين‪ .‬فإذا مررتم فقولوا‪ :‬اللهم ربنععا آتنععا‬
‫في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬وكل بالركن اليماني سبعون ملكا‪.‬‬
‫من قال‪ :‬اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والخرة ربنا آتنععا فععي الععدنيا‬
‫حسنة وفي الخرة حسنة قالوا‪ :‬آمين‪ .‬قال العز بن جماعة‪ :‬ول تعارض بين الحديثين‬
‫على تقدير الصحة إذ يحتمل أن السبعين موكلون به لم يكلفوا التععأمين وإنمععا يؤمنععون‬
‫عند سماع الدعاء‪ ،‬والملك كلف قول آمين‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬إن عند الركن اليمععاني بابععا‬
‫من أبواب الجنة‪ ،‬والركن السود من أبواب الجنة‪ ،‬ومععا مععن أحععد يععدعو عنععد الركععن‬
‫السود إل استجاب الع لععه‪ .‬وقععوله )ص(‪ :‬مععا بيععن الركععن اليمععاني والحجععر السععود‬
‫روضة من رياض الجنة‪ .‬وعن عطعاء‪ :‬قعال‪ :‬قيعل‪ :‬يعا رسعول الع تكعثر معن اسعتلم‬
‫الركن اليماني قال‪ :‬ما أتيت عليععه قععط إل وجبريععل قععائم عنععده يسععتغفر لمععن يسععتلمه‪.‬‬
‫وعن مجاهد أنه قال‪ :‬ما من إنسان يضع يده على الركن اليماني ويععدعو إل اسععتجيب‬
‫له‪ ،‬وأن بين الركن اليماني والركن السود سبعين ألف ملك ل يفععارقونه‪ ،‬هععم هنالععك‬
‫منذ خلق ال البيت‪) .‬قوله‪ :‬ويقبل يده( أي أو ما أشار به للركن عند عدم استلمه كما‬
‫فععي التحفعة والنهايعة والمغنععي وجعزم حجععر فععي شعرح بأفضععل ومختصععر اليضععاح‬
‫وحاشيته أنه ل يقبل ما أشار به للركن اليماني فارقا بين الحجر وبين الركععن اليمععاني‬
‫بأن الحجر أشرف‪ ،‬فاختص بععذلك‪ .‬واعلععم أنععه ل يسععن تقبيععل الركنيععن الشععاميين ول‬
‫استلمهما‪ .‬قال م ر‪ :‬والسبب في اختلف الركان في هذه الحكام‪ :‬أن ركععن الحجععر‬
‫فيه فضيلتان كون الحجر فيه‪ ،‬وكونه على قواعد أبينا إبراهيم‪ .‬واليمععاني فيععه فضععيلة‬
‫واحدة‪ ،‬وهو كععونه علععى قواعععد أبينععا إبراهيععم‪ .‬وأمععا الشععاميان فليععس لهمععا شععئ مععن‬
‫الفضيلتين‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأن يرمل( أي وسن الرمل‪ ،‬وسببه‪ :‬أن النبي )ص( دخل مكة‬
‫بأصحابه معتمرين سنة سبع قبل الفتح بسنة وقععد وهنتهععم الحمععى‪ ،‬فقععال المشععركون‪:‬‬
‫هؤلء قد وهنتهم حمى يثرب‪ ،‬فلم يبق لهم طاقة بقتالنا‪ ،‬فأطلع ال نبيه على ما قععالوا‪،‬‬
‫فأمرهم النبي )ص( أن يرملوا ليرى المشععركون جلععدهم وبقععاء قععوتهم‪ ،‬ففعلععوا‪ ،‬فلمععا‬
‫رآهم المشركون قالوا‪ :‬هؤلء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ؟ إنهم لجلد من كذا‬
‫وكذا‪ .‬وإنما شرع مع زوال سببه ليتذكر به فاعله نعمة‬

‫] ‪[ 339‬‬
‫ال بظهعور السعلم‪ ،‬وإععزاز أهلعه‪ ،‬وتطهيعر مكعة معن المشعركين علعى ممعر‬
‫العوام والسنين‪ .‬وقوله‪ :‬ذكر خرج به النثى‪ ،‬فل يسن لها الرمل ولو ليل‪ ،‬ولععو فععي‬
‫خلوة لن بالرمل تتبين أعطافها‪ ،‬وفيه تشبه بالرجال‪ .‬قععال فععي التحفععة‪ :‬بععل يحععرم إن‬
‫قصدت التشبه‪ .‬ومثل الرمل في ذلك الضطباع‪ .‬ومثععل النععثى‪ :‬الخنععثى‪) .‬قععوله‪ :‬فععي‬
‫الطوفات( بإسكان الواو على الفصح ويجوز فتحها‪) .‬قوله‪ :‬من طعواف بععده سععي(‬
‫أي حال كون الطوفات الثلث كائنة من طواف يعقبه سعي‪ ،‬أي مطلوب فععي حععج أو‬
‫عمرة‪ ،‬وإن كان مكيا‪ .‬فإن رمل في طواف القدوم‪ ،‬وسعى بعده سعي الحج‪ ،‬ل يرمل‬
‫في طواف الركن‪ ،‬لن السعي بعده حينئذ غير مطلوب‪ ،‬ول رمل في طععواف الععوداع‬
‫لذلك‪) .‬قوله‪ :‬بإسراع مشيه( تصوير للرمل‪ .‬أي أن الرمل هو أن يسرع فيه مشيه أي‬
‫مع هز كتفيه ومع غير عدو ووثععب‪ ،‬ويسععمى خببععا‪ .‬وقععوله‪ :‬مقاربععا حععال مععن فاعععل‬
‫إسراع‪ .‬وقعوله‪ :‬خطععاه بضعم الخععاء جمععع خطعوة‪ ،‬بضعم الخععاء أيضععا‪ :‬اسعم لمععا بيعن‬
‫القدمين‪ ،‬أما الخطوة بالفتح وهي نقل القدم فجمعها خطاء بكسر الخععاء والمععد كركععوة‬
‫وركاء كما قال في الخلصة‪ :‬فعل وفعلة فعال لهما‪) .‬قوله‪ :‬وأن يمشي فععي الربعععة(‬
‫معطوف علععى أن يرمععل‪ .‬أي وسععن أن يمشععي فععي الربعععة الخيععرة‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى‬
‫هيئته( أي سجيته وطبيعته‪ .‬وفي بعض النسخ على هينته بنون‪ ،‬فتاء أي تأنيه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫للتباع( دليل لسنية الرمل فععي الثلث الول‪ ،‬ولسععنية المشععي فععي الربعععة الخيععرة‪،‬‬
‫وهو ما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي ال عنهما‪ ،‬قععال‪ :‬كععان رسععول ال ع )ص(‬
‫إذا طاف بعالبيت الطعواف الول خعب ثلثعا ومشعى أربععا‪ .‬وروى مسعلم أنعه )ص(‪:‬‬
‫رمل من الحجر إلى الحجر ثلثا‪ ،‬ومشععى أربعععا‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو تععرك الرمععل( ضععبطه‬
‫الخطيب في منسكه بفتح الراء والميم‪ ،‬ولكن القياس إسكان الميععم‪) .‬قعوله‪ :‬ل يقضعيه(‬
‫أي الرمععل فععي البقيععة‪ ،‬أي الربعععة الخيععرة‪ .‬وذلععك لن هيئتهععا السععكينة‪ ،‬فل تغيععر‪،‬‬
‫كالجهر ل يقضى في الخيرتين إذا ترك من الولتين‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن يقرب الععذكر‬
‫من البيت( أي تبركا به‪ ،‬لشرفه‪ ،‬ولنه أيسر لنحو السععتلم‪ .‬وخععرج بالععذكر النععثى‪،‬‬
‫والخنععثى‪ ،‬فل يقربععان اسععتحبابا فععي حالععة طععواف الععذكور بععل يكونععان فععي حاشععية‬
‫المطاف‪ ،‬بحيث ل يخالطان الذكور‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يؤذ أو يتأذ بزحمععة( قيععد فععي سععنية‬
‫القرب‪ .‬أي ويسن مدة عدم إيذائه غيره أو تأذيه بسبب زحمة لو قرب‪ ،‬وإل فل يسععن‬
‫له القرب‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ ،‬نعم إن تأذى بالزحععام أو آذى غيععره فالبعععد أولععى‪.‬‬
‫قال في المجموع‪ .‬كذا أطلقوه‪ .‬وقال البندنيجي‪ :‬قال الشافعي فعي الم ابتععداء الطععواف‬
‫وآخره فأحب له الستلم ولو بالزحام‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقد توهم أنه يغتفر فعي البتعداء والخعرة‬
‫التأذي واليذاء بالزحام‪ ،‬وهو ما فهمه السنوي‪ ،‬وصرح بععه‪ ،‬وليععس مععرادا كمععا نبععه‬
‫عليعه الذرععي وقععال‪ :‬إنعه غلعط قبيعح‪) .‬وحاصععل نعص الم إلعخ( أنععه يتععوقى الذى‬
‫واليذاء بالزحام مطلقا‪ ،‬ويتوقى الزحام الخععالي عنهمععا إل فععي البتععداء والخععر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فلو تعارض القرب منه( أي من البيت من غيععر رمععل‪) .‬وقععوله‪ :‬والرمععل( أي‬
‫مع البعد‪) .‬وقوله‪ :‬قدم( أي الرمل‪ ،‬علععى القععرب‪ ،‬فكععونه يرمععل فععي حاشععية المطععاف‬
‫أولى من كونه يقرب من غير رمل‪) .‬قوله‪ :‬لن ما يتعلق إلخ( عبارة شرح الروض‪:‬‬
‫لن الرمععل شعععاره مسععتقل‪ ،‬ولنععه متعلععق بنفععس العبععادة‪ ،‬والقععرب متعلععق بمكانهععا‪،‬‬
‫والمتعلق بنفسها أولى‪ ،‬بعدليل أن صععلة الجماعععة فععي الععبيت أولععى مععن النفععراد فععي‬
‫المسجد هذا إن لم يخش ملمسة النساء مع التباعععد‪ ،‬فععإن خشععيها تركععه ‪ -‬أي التباعععد‬
‫والرمل ‪ -‬فالقرب حينئذ بل رمل أولى ‪ -‬تحرزا عن ملمستهم المؤديععة إلععى انتقععاض‬
‫الطهارة ‪ -‬وكذا لععو كععان بععالقرب أيضععا نسععاء‪ ،‬وتعععذر الرمععل فععي جميععع المطععاف ‪-‬‬
‫لخوف الملمسة ‪ -‬فترك الرمععل أولععى‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحععذف‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يضععطبع( معطععوف‬
‫على أن يقرب‪ .‬أي ويسن أن يضطبع الذكر في طواف يرمل فيعه‪ ،‬وهععو العذي يعقبعه‬
‫السعي‪ ،‬ولو كان‬

‫] ‪[ 340‬‬
‫لبسا‪) .‬قوله‪ :‬وكذا في السعي( أي وكذا يسن الضطباع في السعي‪ ،‬قياسا على‬
‫الطواف‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ويكره فعله في الصلة كسنة الطواف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي‬
‫الضطباع‪ ،‬شرعا‪ .‬أما لغة‪ :‬فهو افتعال من الضععبع ‪ -‬بإسععكان البععاء ‪ -‬وهععو العضععد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬جعل وسط( بفتح السين في الفصح‪) .‬وقوله‪ :‬وطرفيه( أي وجعععل طرفيععه ‪-‬‬
‫أي الرداء ‪) .-‬وقوله‪ :‬على اليسر( أي منكبععه اليسععر‪) .‬قععوله‪ :‬للتبععاع( دليععل لسععنية‬
‫الضطباع وهععو أنععه )ص(‪ :‬اعتمععر هععو وأصععحابه مععن الجعرانععة‪ ،‬ورملععوا بععالبيت‪،‬‬
‫وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم‪ ،‬ثم قذفوها أعلى عواتقهم اليسرى‪ .‬رواه أبودواد بإسناد‬
‫صحيح‪) .‬قوله‪ :‬وأن يصلي بعده( أي وسن أن يصلي بعد الطواف ركعععتين‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫خلف المقام( أي وإن بعد ثلثمائة ذراع‪ .‬والفضععل أن ل يزيععد مععا بينهمععا علععى ثلثععة‬
‫أذرع‪) .‬وقوله‪ :‬ففي الحجر( عبارة غيره‪ :‬فإن لم يتيسر له خلفه‪ ،‬ففي الكعبععة‪ ،‬فتحععت‬
‫الميزاب‪ ،‬فبقية الحجر‪ ،‬فالحطيم‪ ،‬فوجه الكعبة‪ ،‬فبين اليمععانيين‪ ،‬فبقيععة المسععجد‪ ،‬فععدار‬
‫خديجة‪ ،‬فمكة‪ ،‬فالحرم‪ .‬ول يفوتان إل بموته‪ .‬ا‍ه‪ .‬الفضل لمن طاف أسععابيع‪ ،‬فعلهمععا‬
‫بعد كل أسبوع‪ .‬وإذا أخرهما صلى لكل منها ركعتين‪ .‬ويجزئ للكل ركعتععان‪ ،‬ويسععن‬
‫أن يقرأ فيهما سورتي الكافرون‪ ،‬والخلص وأن يجهر بالقراءة ليل‪ ،‬ومععا ألحععق بععه‬
‫مما بعد الفجر إلى طلوع الشعمس‪ ،‬ويسعر فيمعا ععدا ذلعك‪) .‬فعائدة( ععن عبعد الع بعن‬
‫سليمان‪ ،‬قال‪ :‬طاف آدم عليه السلم بالبيت سبعا حين نععزل علععى الرض‪ ،‬ثععم صععلى‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم أتى الملتزم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إنك تعلم سري وعلنيتي‪ ،‬فاقبل معذرتي‪ .‬وتعلم‬
‫ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي‪ .‬وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي‪ .‬اللهم إنععي أسععألك إيمانععا‬
‫يباشر قلبي‪ ،‬ويقينا صادقا حتى أعلم أنه ل يصععيبني إل مععا كتبععت لععي‪ ،‬والرضععا بمععا‬
‫قضيت علي‪ ،‬فأوحى ال تعالى إليه‪ :‬يا آدم‪ ،‬قد دعوتني بدعوات فاسععتجبت لععك‪ :‬ولععن‬
‫يدعو بها أحد من ولدك إل كشفت همومه وغمععومه‪ ،‬وكشععفت عنععه ضععيقه‪ ،‬ونزعععت‬
‫الفقر من قلبه‪ ،‬وجعلت الغنى بين عينيه‪ ،‬ورزقته من حيععث ل يحتسععب‪ ،‬وأتتععه الععدنيا‬
‫وهي راغمة‪ ،‬ولو كان ل يريدها‪) .‬تنبيه( اختلف العلمععاء فععي الصععلة والطععواف فععي‬
‫المسجد الحرام ‪ -‬أيهما أفضل ؟ فقال ابن عباس وسعععيد بععن جععبير وعطععاء ومجاهععد‪:‬‬
‫الصلة لهل مكة أفضل‪ ،‬وأما الغرباء‪ ،‬فالطواف لهم أفضل‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬الطواف‬
‫أفضل مطلقا‪ .‬واختلفوا أيضا في أن الطواف بعد صععلة الصععبح أفضععل‪ ،‬أو الجلععوس‬
‫إلى طلوع الشمس مع الشتغال بالذكر أفضل ؟ فقال كثيرون ‪ -‬منهم الشهاب الرملعي‬
‫‪ -‬إن الطواف أفضل‪ .‬وقال آخرون إن الجلوس أفضل‪ ،‬واستصوبه ابععن حجععر مؤيععدا‬
‫له بأنه صح أن‪ :‬من صلى الصبح‪ ،‬ثم قعد يذكر ال تعالى إلى أن تطلععع الشععمس‪ ،‬ثععم‬
‫صلى ركعتين‪ ،‬كان له أجر حجة وعمرة تامتين‪ .‬ولععم يععرد فععي الحععاديث الصععحيحة‬
‫في الطواف ما يقارب ذلك‪ ،‬وبأن بعض الئمة كره الطواف بعد صلة الصععبح‪ ،‬ولععم‬
‫يكره أحد تلك الجلسة‪ ،‬بل أجمعوا على ندبها‪ ،‬وعظيم فضلها‪ .‬وحمل الولون القعععود‬
‫في الحديث المذكور‪ :‬على استمرار الذكر وعدم تركه‪ .‬قععالوا‪ :‬والطععواف‪ :‬فيععه الععذكر‬
‫والطواف‪ ،‬فقد جمع بين الفضليتين‪) .‬قوله‪ :‬فرع إلخ( مراده يذكر فععي هععذا الفععرع مععا‬
‫يسن للقادم مكة أول قدومه‪ ،‬وليس مراده بيان ما يسعن لععداخل المسععجد الحعرام ‪ -‬لن‬
‫هذا قد علععم مععن مبحععث تحيععة المسععجد‪ ،‬حيععث قععال هنععاك‪ :‬وتكععره لخطيععب‪ ،‬ولمريععد‬
‫طواف‪ ،‬فيكون ذكععره هنععا ل فععائدة فيععه‪ .‬وإذا علمععت أن هععذا مععراده لمععا ذكععر‪ ،‬فكععان‬
‫المناسب أن يقول ‪ -‬كغيره ‪ -‬فرع‪ :‬يسن لمن قععدم مكعة أن يبعدأ بعدخول المسعجد‪ ،‬وأن‬
‫يشتغل عقبه بالطواف‪) .‬قوله‪ :‬يسععن أن يبععدأ( أي قبععل تغييععر ثيععابه‪ ،‬واكععتراء منزلععه‪،‬‬
‫وحط رحله‪ ،‬وسقي دوابه‪) .‬وقوله‪ :‬كل من الذكر والنععثى( أي مععا عععدا ذات الجمععال‬
‫والشرف‪ ،‬أما هي‪ :‬فالسنة في حقها تأخير الطواف إلى الليل‪) .‬وقعوله‪ :‬بععالطواف( أي‬
‫طواف القدوم إن لم يعتمر‪ ،‬أو بطواف العمرة إن اعتمر‪) .‬قوله‪ :‬عند دخول المسجد(‬

‫] ‪[ 341‬‬
‫أي عقب دخوله‪ .‬ولو لم يطف عقب دخوله من غير عذر‪ ،‬ففععي فععواته وجهععان‪:‬‬
‫قيل يفوت‪ ،‬وقيل ل‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬قال في المجمععوع‪ :‬قععد ذكرنععا أنععه يععؤمر‬
‫بطواف القدوم أول قدومه‪ ،‬فلو أخره ففي فععواته وجهععان حكاهمععا المععام‪ ،‬لنععه يشععبه‬
‫تحية المسجد‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقضيته أنه ل يفوت بالتععأخير‪ ،‬ومعلععوم أنععه ل يفععوت بععالجلوس ‪-‬‬
‫كما تفوت به تحية المسجد ‪ .-‬نعم‪ ،‬يفوت بالوقوف بعرفععة‪ ،‬ويحتمععل فععواته بععالخروج‬
‫من مكة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( هو ما رواه الشيخان من أنه )ص( أول شئ بدأ به حين‬
‫قدم مكة أنه توضأ‪ ،‬ثم طاف بالبيت والمعنى فيه أن الطواف تحية البيت‪ ،‬ل المسجد‪،‬‬
‫فلذلك يبدأ به‪) .‬قوله‪ :‬إل أن يجعد إلععخ( اسعتثناء مععن سعنية البعدء بعالطواف‪ ،‬أي محعل‬
‫سععنيته إن لععم يجععد المععام فععي مكتوبععة‪ .‬ومثلععه مععا إذا قععرب وقععت إقامععة الجماعععة‬
‫المشروعة‪ ،‬ولو فععي نفععل كالعيععد‪) .‬قععوله‪ :‬أو يخععاف إلععخ( أي أو إل أن يخععاف فععوت‬
‫فرض‪ ،‬أو فوت راتبة مؤكدة لضععيق الععوقت‪) .‬وقععوله‪ :‬فيبععدأ بهععا( أي بالمكتوبععة‪ .‬مععع‬
‫المام‪ .‬وبالفرض وبالراتبة‪ ،‬فالضمير يعود على الثلث‪ .‬وقععوله‪ :‬ل بععالطواف‪ :‬أي ل‬
‫يبدأ بالطواف‪ ،‬لنه ل يفوت لو أخره‪ ،‬بخلفها‪ ،‬فإنه تفوت‪ .‬قال فععي شععرح الععروض‪:‬‬
‫ولو كان عليه فائتة قدمها على الطواف أيضا‪ ،‬ولو دخل وقد منع الناس من الطععواف‬
‫صععلى تحيععة المسععجد‪ .‬جععزم بععه فععي المجمععوع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وواجبععاته إلععخ( أي وأمععا‬
‫واجبات العمرة فشيئان‪ :‬الحرام من الميقات‪ ،‬واجتناب محرمععات الحععرام‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫خمسة( أي بناء على عده طواف الوداع من المناسععك‪ .‬والععذي صععححه الشععيخان أنععه‬
‫ليس منهععا‪ ،‬فهععو واجععب مسععتقل‪ ،‬وعليععه‪ ،‬تكععون الواجبععات أربعععة‪ ،‬وتععرك المصععنف‬
‫سادسا‪ ،‬وهو‪ :‬التحرز عن محرمات الحعرام‪ ،‬والولعى أن يبعدل طعواف العوداع بعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهي( أي الواجبات‪) .‬وقوله‪ :‬ما يجب بتركه الفديعة( أي والثعم إن كعان لغيعر‬
‫عذر‪) .‬واعلم( أن الفرق بين الواجبات والركععان خععاص بهعذا البععاب‪ ،‬لن الواجبععات‬
‫في غيره تشمل الركععان والشععروط‪ ،‬فكععل ركععن واجععب‪ ،‬ول عكععس‪ ،‬فبينهمععا عمععوم‬
‫وخصوص بإطلق‪) .‬قوله‪ :‬إحرام من ميقات( أي كون الحرام منععه‪ ،‬لنععه الععواجب‪،‬‬
‫وأما أصل الحرام‪ :‬فركن ‪ -‬كما تقدم ‪ .-‬قال في التحفة‪ :‬هو لغة‪ :‬الحد‪ .‬وشععرعا‪ :‬هنععا‬
‫زمن العبادة ومكانها‪ .‬فإطلقه عليه حقيقي‪ ،‬إل عند من يخص التوقيت بالحد بععالوقت‬
‫فتوسع‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أن المصنف تعرض للميقععات المكععاني‪ ،‬ولععم يتعععرض للزمععاني‪،‬‬
‫فهو بالنسبة للحج‪ :‬شوال‪ ،‬وذو القعدة‪ ،‬وعشر ليال من ذي الحجة‪ .‬وبالنسععبة للعمععرة‪:‬‬
‫جميع السنة‪ ،‬لكععن قعد يمتنعع الحععرام بهععا لععارض‪ ،‬ككعونه محرمعا بالحعج‪ ،‬لمتنعاع‬
‫إدخال العمرة على الحج إن كان قبل تحلله‪ ،‬ولعجععزه‪ ،‬عععن التشععاغل بعملهععا إن كععان‬
‫بعده‪ ،‬وقبعل النفعر معن منعى‪ ،‬وككعونه محرمعا بعالعمرة‪ ،‬لن ل تععدخل علعى العمععرة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فيمقات الحج إلخ( شروع في بيعان المععواقيت‪) .‬وقععوله‪ :‬لمععن بمكعة( أي سعواء‬
‫كان مكيا أو آفاقيا‪) .‬وقوله‪ :‬هي( أي مكة‪ .‬فلو أحرم خارج بنيانها أي في محل يجوز‬
‫قصر الصلة فيه لمن سافر منها ولم يعد إليها قبل الوقوف ‪ -‬أساء‪ ،‬ولزمععه دم‪ .‬وهععل‬
‫الفضل أن يحرم من باب داره‪ ،‬أو من المسععجد الحعرام ؟ وجهععان‪ .‬والمعتمعد الول‪،‬‬
‫لكعن بععد إتيعانه أول المسعجد‪ ،‬وصعلته ركععتين فيعه ‪ -‬كمعا فعي حاشعية اليضعاح ‪-‬‬
‫ونصها‪ :‬المعتمد أنه يسن لعه أول ركعتعا الحعرام بالمسعجد‪ ،‬ثعم يعأتي إلعى بعاب داره‬
‫فيحرم عند أخذه في السير بنفسه أو دابته إذ الحرام ل يسن عقب الركعتين‪ ،‬بل عند‬
‫الخروج إلى عرفة ثم يدخل المسجد محرما لطواف الوداع المسععنون لععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهو( أي الميقات‪) .‬قوله‪ :‬للحج والعمرة( الجار والمجرور حال من المبتدأ على رأي‬
‫سيبويه‪ ،‬أو من خبره‪ .‬ومثله الجار والمجرور الذي بعده‪) .‬قوله‪ :‬ذو الحليفة( تصععغير‬
‫الحلفة بفتح أوله واحدة الحلفاء نبات معروف‪) .‬وقوله‪ :‬المسعماة بعبئر علعي( قعال فعي‬
‫التحفة لزعم العامة أنه قاتل الجن فيها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي شرح الرملي وابن علن‪ :‬إنععه كععذب‬
‫ل أصل له‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬بل نسبت إليه لكونه حفرها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬

‫] ‪[ 342‬‬
‫وقد أبدى العلمة الكردي في حاشيته الكبرى حكمة لطيفة لكون ميقات المدينععة‬
‫أبعد المواقيت‪ ،‬وعبارته‪ :‬ظهر للفقير في تقرير حكمة ذلك هو أن يقال‪ :‬إن ال اختار‬
‫لنبيه )ص( لكونه أفضل النبيعاء أفضعل المعواقيت‪ ،‬لبععده ععن مكعة‪ ،‬فتعظعم المشعقة‬
‫والجر على قدر النصب ومنح أهل بلدته الشريفة هذه الفضيلة ببركة جواره )ص(‪،‬‬
‫واقتفائهم طريقه التي سععلكها )ص(‪ ،‬فكععل مععن جععاء مععن المدينععة مععن الفععاق‪ ،‬وسععلك‬
‫الطريق التي سلكها )ص(‪ ،‬وجععب حقععه عليعه )ص( بتطفلعه علعى فسععيح بععابه‪ ،‬فمنعح‬
‫بالفضل العظيم الذي منه وجوب شفاعته )ص( له‪ ،‬لستحقاقه إياها بالوعععد الصععادق‬
‫منه )ص(‪ ،‬فصار لعدم تطرق احتمال خلف فيه كأنه واجب حقيقي‪ ،‬بععل أبلععغ منععه إذ‬
‫قد يوجد تخلف عن الواجبات من بعض المكلفين وشفاعته الخاصة المععرادة فععي مثععل‬
‫هذا المقام ل تكون إل لمن ختم لعه باليمعان‪ .‬وهعو رأس معال العدنيا والخعرة‪ .‬ومنعه‬
‫الحرام مما أحرم منه )ص( لينال فضيلة مشقة مصابرة الحرام من أبعد المععواقيت‪.‬‬
‫وأيضا‪ .‬ينال فضيلة ابتاعه )ص( بالحرام منه‪ ،‬فهي تربو على كل فضيلة‪ .‬أل تععرى‬
‫إلى قول أئمتنا بتفضيل الحج راكبا على الحج ماشيا مع ما ورد فيه مععن الفضععل ممععا‬
‫لم يرد مثله في حق الراكعب ؟ قععالوا‪ :‬لكعن فععي فضعيلة التبععاع مععا يربعو علعى ذلععك‪،‬‬
‫وبتفضيل صلة الظهر بمنى يوم النحر عليها في المسجد الحععرام‪ ،‬فكيععف بمععا حععوى‬
‫فضيلتي التبععاع وعظععم المشععقة ؟ ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ومععن الشععام إلععخ( معطععوف علععى مععن‬
‫المدينة‪ ،‬أي وهو للمتوجه من الشام ومصر والمغععرب‪) .‬قععوله‪ :‬الجحفععة( بضععم الجيععم‬
‫وسكون الحاء المهملة‪ ،‬وهي قرية كبيرة بين مكععة والمدينععة‪ ،‬وهععي أوسععط المععواقيت‬
‫سععميت بععذلك لن السععيل أجحفهععا أي أزالهععا فهععي الن خععراب‪ ،‬ولععذلك بععدلوها الن‬
‫برابغ‪ ،‬وهي قبل الجحفة بيسير‪ ،‬فالحرام من رابغ مفضول لتقدمه علععى الميقععات إل‬
‫إن جهلت الجحفة‪ ،‬أو تعسر بها فعل السنن للحرام من غسل ونحععوه‪ ،‬أو خشععي مععن‬
‫قصدها على ماله‪ ،‬فل يكون مفضول‪) .‬قوله‪ :‬ومن تهامه اليمععن( معطعوف علععى مععن‬
‫المدينة أيضا‪ ،‬أي وهععو للمتععوجه مععن تهععامه اليمععن‪ ،‬وهععي اسععم للرض المنخفضععة‪،‬‬
‫ويقابلها نجد‪ ،‬فإن معناه الرض المرتفعة‪ ،‬واليمن الععذي هعو إقليععم معععروف‪ ،‬مشعتمل‬
‫على نجد وتهامة‪ ،‬وفي الحجاز مثلهما‪) .‬وقوله‪ :‬يلملم( بفتح التحتية أوله‪ ،‬أو يقععال لععه‬
‫ألملم بهمزة أوله‪ .‬ويقال له أيضا يرمرم براءين مهملتين‪ .‬وهو جبل من جبال تهامععة‪،‬‬
‫بينه وبين مكة مرحلتان طويلتان‪) .‬قوله‪ :‬ومن نجد واليمن والحجاز( معطععوف أيضععا‬
‫علععى مععن المدينععة‪ ،‬أي وهععو للمتععوجه مععن نجععد واليمععن والحجععاز‪ ،‬أي مععن الرض‬
‫المرتفعة منهما كما تقعدم‪ .‬وقعوله‪ :‬قعرن بفتعح القعاف وسعكون العراء‪ ،‬هعو جبعل علعى‬
‫مرحلتين من مكة‪ ،‬ويقال له قرن المنازل‪ ،‬وقرن الثعالب‪ .‬وأما قرن بفتح الععراء فهععو‬
‫اسم قبيلة ينسب إليها أويس القرني رضي ال عنه‪) .‬قوله‪ :‬ومععن المشععرق( معطععوف‬
‫على من المدينة أيضا‪ ،‬أي وهو للمتوجه من المشرق‪ ،‬وهو إقليم تشرق الشععمس مععن‬
‫جهته‪ ،‬شامل للعراق وغيره‪) .‬وقوله‪ :‬ذات عععرق( هععي قريععة خربععة فععي طريععق مععن‬
‫طرق الطائف‪ ،‬أرضها سبخة تنبت الطرفاء‪ ،‬بينها وبين مكة مرحلتان‪ .‬وعرق بكسر‬
‫العين المهملة‪ ،‬وسكون الراء جبل صغير مشرف على وادي العقيق‪) .‬تنبيه( قد نظععم‬
‫بعضهم المواقيت مع بيان مسافتها‪ ،‬فقال‪ :‬قرن يلملععم ذات عععرق كلهععا * * فععي البعععد‬
‫مرحلتان من أم القرى ولذي الحليفة بالمراحععل * * عشععرة وبهععا لجحفععة سععتة فععاخبر‬
‫ترى والصل فيها خبر الصحيحين‪ :‬أنه )ص( وقت لهل المدينة ذا الحليفعة‪ ،‬ولهعل‬
‫الشام ومصر الجحفة‪ ،‬ولهل نجد قرن المنازل‪ ،‬ولهل اليمن يلملم‪ .‬وقععال‪ :‬هععن لهععن‬
‫ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة‪ ،‬ومن كععان دون ذلععك فمععن‬
‫حيث أنشأ حتى أهل مكة معن مكععة‪) .‬قععوله‪ :‬وميقععات العمععرة لمععن بععالحرم الحععل( أي‬
‫فيلزمه الخروج إليه‪ ،‬ولو بأقل من خطوة‪ ،‬ليحصل له فيها الجمع بين‬

‫] ‪[ 343‬‬
‫الحرم والحل‪ ،‬كما في الحج فإنه فيه الجمع بيععن الحععرم والحععل بعرفععة‪ ،‬فلععو لععم‬
‫يخرج إليه‪ ،‬وأتى بالعمرة أجزأته‪ ،‬لكنه يأثم ويلزمه دم‪ ،‬إل أن خرج إليه بعد إحرامه‬
‫وقبل الشروع في شئ من أعمالها فل دم‪ ،‬وكذا ل إثم إن كععان وقععت الحععرام عازمععا‬
‫على هذا الخروج‪ ،‬وإل أثم فقععط‪) .‬قععوله‪ :‬وأفضععله الجعرانععة( أي أفضععل بقععاع الحععل‬
‫الجعرانة أي لعتماره )ص( منها بنفسه‪ ،‬ولحكاية الذرعي عن الجندي فععي فضععائل‬
‫مكة أنه اعتمر منها ثلثمائة نبي وهي بكسععر الجيععم‪ ،‬وسععكون العيععن‪ ،‬وتخفيععف الععراء‬
‫على الفصح ‪ :-‬قرية في طريق الطائف‪ ،‬على سعتة فراسعخ معن مكعة‪ ،‬سعميت باسعم‬
‫امرأة كانت ساكنة بهععا‪) .‬قععوله‪ :‬فععالتنعيم( أي فيليهععا فععي الرتبععة التنعيععم لمععره )ص(‬
‫السيدة عائشة بالعتمار منها‪ .‬والتنعيم هععو المكععان المعععروف بمسععاجد عائشععة سععمي‬
‫بذلك لن عن يمينه واديا يقال له ناعم‪ ،‬وعن يساره واديا يقال له نعيم‪ ،‬وهو فععي واد‬
‫يقال له نعمان‪ ،‬بينه وبين مكة فرسععخ‪) .‬قععوله‪ :‬فالحديبيععة( أي فيلععي التنعيععم الحديبيععة‪،‬‬
‫لنه )ص( هععم بالعتمععار منهععا فصععده المشععركون‪ ،‬فقععدم فعلععه‪ ،‬ثععم أمععره‪ ،‬ثععم همععه‪.‬‬
‫والحديبية بتخفيف الياء على الفصح بئر بين طريقي جدة والمدينة على ستة فراسععخ‬
‫من مكة‪ ،‬سميت بذلك لن عندها شجرة حدباء‪ ،‬كانت بيعة الرضوان عنععدها‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وميقات من ل ميقات له في طريقه( أي كأهل مصر والمغرب إذا سلكوا لجة البحععر‪.‬‬
‫وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬ل يقال المواقيت متفرقة لجهات مكععة‪ ،‬فكيععف يتصععور عععدم‬
‫محاذاته الميقات ؟ فينبغي أن المراد عدم المحععاذاة فععي ظنععه‪ ،‬دون نفععس المععر‪ ،‬لنععا‬
‫نقول يتصور بالجائي من سواكن إلى جدة‪ ،‬من غير أن يمر برابغ ول بيلملم‪ ،‬لنهمععا‬
‫حينئذ أمامه‪ ،‬فيصل جدة قبل محاذاتهما‪ ،‬وهي على مرحلععتين مععن مكععة‪ ،‬فتكععون هععي‬
‫ميقاته‪ .‬شرح حجر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬محاذاة الميقات الوارد إن حاذاه( هذا إذا حاذى ميقاتععا‬
‫واحدا‪ ،‬فإن حاذى ميقاتين‪ ،‬أحرم من محاذاة أقربهما إليه‪ ،‬فإن استويا في القعرب إليعه‬
‫أحرم من محاذاة أبعدهما من مكة‪ ،‬ومن سكن بين مكة وبين الميقات فميقاته مسععكنه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل فمرحلتان( أي وإن لم يحاذ ميقاتا أحرم على مرحلتين مععن مكععة‪ ،‬لنععه ل‬
‫ميقات بينه وبين مكة أقل من هذه المسافة‪) .‬قععوله‪ :‬فيحععرم الجععائي إلععخ( مفععرع علععى‬
‫قوله محاذاة الميقات إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬من جهة اليمن متعلق بالجائي‪) .‬وقوله‪ :‬من الشعب(‬
‫متعلق بيحرم‪) .‬وقوله‪ :‬المحرم( لعل في العبارة سقطا أي المسمى بالمحرم‪ ،‬أو الععذي‬
‫يقال له المحرم‪ .‬وقوله‪ :‬الذي إلخ صفة للشعب‪) .‬قوله‪ :‬ول يجوز له( أي للجععائي فععي‬
‫البحر من جهة اليمن‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لما أفتى به شيخنا( هععو مصععرح بععه فععي التحفععة‪،‬‬
‫ونصها‪ :‬وبه يعلم أن الجائي من اليمن فععي البحععر لععه أن يععؤخر إحرامععه مععن محععاذاة‬
‫يلملم إلى جدة‪ ،‬لن مسافتها إلى مكة كمسافة يلملم كما صرحوا به‪ .‬قال الكععردي بعععد‬
‫أن ساق العبعارة المعذكورة‪ :‬وممععن قعال بعالجواز‪ :‬النشعيلي مفعتي مكعة والفقيعه أحمعد‬
‫بلحعاج‪ ،‬وابعن زيعاد اليمنعي وغيرهعم‪ .‬وممعن قعال بععدم الجعواز‪ :‬عبعد الع بعن عمعر‬
‫بامخرمة‪ ،‬ومحمد بن أبي بكر الشخر‪ ،‬وتلميذ الشارح عبد الرؤوف‪ .‬قععال‪ :‬لن جععدة‬
‫أقل مسافة بنحو الربع كما هو مشاهد وإن وجد تصريح لهم بأن كل من يلملععم وجععدة‬
‫مرحلتان‪ ،‬فمرادهم أن كل ل ينقص عن مرحلتين‪ ،‬ول يلزم منععه اسععتواء مسععافتهما‪،‬‬
‫ل سيما وقد حقق التفاوت الكثير ممن سلك الطريقين‪ ،‬وهم عععدد كععادوا أن يتععواتروا‪.‬‬
‫قال ابن علن في شرح اليضاح‪ :‬وليس هذا مما يرجع لنظر في المدرك حتى يعمل‬
‫فيه بالترجيح‪ ،‬بل هو أمر محسوس يمكن التوصل لمعرفته بذرع حبل طويل يوصععل‬
‫لذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي البطاح ما نصه‪ :‬قال ابععن الجمععال ومععا فععي التحفععة مبنععي علععى اتحععاد‬
‫المسافة الظاهر من كلمهم‪ ،‬فإذا تحقق‬

‫] ‪[ 344‬‬
‫التفاوت فهو قائل بعدم الجواز قطعا‪ ،‬بدليل صدر كلمه النص في ذلك‪ ،‬وأيضا‬
‫كل محل من البحر بعععد رأس العلععم أقععرب إلععى مكععة معن يلملععم‪ .‬وقعد قععال بععذلك فععي‬
‫التحفة‪ (1) .‬وقال شيخنا السيد العلمععة يوسععف بععن حسععين البطععاح الهععدل نقل عععن‬
‫شيخنا السيد العلمة سليمان بن يحيى بن عمر مقبول رحمهم الع تعععالى مععا حاصععله‬
‫إن من أحرم من جدة من أهل اليمن يلزمه دم‪ ،‬وكل من وافق الشيخ ابن حجر ‪ -‬مثل‬
‫ابن مطير‪ ،‬وابن زياد‪ ،‬وغيرهم من اليمنيين فكلمهم مبني علععى اتحععاد المسععافة بيععن‬
‫ذلك‪ ،‬وقد تحقق التفاوت كمععا علمععت فهععم قععائلون بعععدم جععواز ذلععك‪ ،‬أخععذا مععن نععص‬
‫تقييدهم المسافة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬من جععواز إلععخ( بيععان لمععا‪ .‬وقععوله‪ :‬تععأخيره أي الحععرام‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إليها أي إلععى جععدة‪) .‬قععوله‪ :‬وعلععل( أي شععيخه‪ ،‬الجععواز‪ ،‬فععالمفعول محععذوف‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬بععأن مسععافتها( أي جععدة‪) .‬وقععوله‪ :‬إلععى مكععة( أي المنتهيععة إلععى مكععة‪ .‬فالجععار‬
‫والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمسععافتها‪ .‬وقععوله‪ :‬كمسععافة يلملععم خععبر أن‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫إليها أي إلى مكة‪) .‬قوله‪ :‬ولو أحرم مععن دون الميقععات لزمععه دم( هععذا إن بلغععه مريععد‬
‫النسك‪ ،‬ولو في العام القابل‪ ،‬وإن أراد إقامة طويلة ببلد قبل مكة‪ ،‬فإن بلغه غير مريععد‬
‫للنسك ثم عن له الحرام من بعده‪ ،‬فميقاته حيث عن له‪ ،‬ول يلزمه شئ‪ ،‬وهذا يسععمى‬
‫الميقععات المعنععوي‪) .‬قععوله‪ :‬ولعو ناسعيا أو جععاهل( قععال فعي التحفععة‪ :‬وسعاوى الجاهعل‬
‫والناسي غيرهما في ذلك لن المأمور به يستوي في وجوب تداركه المعذور وغيره‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬استشكل ما ذكر في الناسي للحرام بأنه يستحيل أن يكون حينئذ مريععدا للنسععك‪.‬‬
‫وأجيب بأن يستمر قصده إلى حين المجاوزة‪ ،‬فيسععهو حينئذ‪ ،‬وفيععه نظععر‪ ،‬لن العععبرة‬
‫في لزوم الدم وعدمه بحاله عند آخر جزء من الميقات‪ ،‬وحينئذ‪ :‬فسهوه إن طععرأ عنععد‬
‫ذلك الجزء فل دم‪ ،‬أو بعده فالدم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ما لم يععد إلعخ( قيعد فعي لعزوم العدم‪ .‬أي‬
‫يلزمه الدم مدة عدم عوده إلى الميقات قبل تلبسه بنسك بأن لم يعد أصل‪ ،‬أو عاد بعععد‬
‫التلبس فإن عاد إليه قبل التلبس بنسك سععقط عنععه الععدم‪ ،‬لقطعععه المسععافة مععن الميقععات‬
‫محرما‪) .‬قوله‪ :‬ولو طواف قدوم( غاية في النسك المشترط عدم التلبععس بععه‪ .‬أي ولععو‬
‫كان ذلك النسك طواف قدوم‪ ،‬فإذا عاد قبل الشروع فيه سقط عنه الدم‪ ،‬فإن عاد بعععده‬
‫لم يسقط‪) .‬قععوله‪ :‬وأثععم غيرهمععا( أي غيععر الناسععي والجاهععل‪ .‬وهععذا هععو الفععارق بيععن‬
‫الناسي والجاهل وغيرهما‪ ،‬فهما يلزمهما الدم من غير إثم‪ ،‬وهو يلزمه الدم مع الثم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومبيت بمزدلفة( معطوف على إحرام‪ ،‬وهذا هو الواجب الثاني من الواجبات‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ولو سعاعة( غايععة لمععا يحصععل بععه المععبيت الععواجب‪ .‬أي يحصععل المععبيت ولععو‬
‫بحضوره ساعة‪ ،‬والمراد بها القطعة من الزمن ل الساعة الفلكية‪ .‬وأفععاد بهععذه الغايععة‬
‫أن المبيت ليس المراد به معناه الحقيقي‪ ،‬بل المراد به مطلق الحصول بمزدلفععة‪ .‬فععإن‬
‫قيل إذا كان معنى المبيت غير مراد هنا‪ ،‬فلم عبر به كغيره من الفقهاء ؟ أجيععب بععأنه‬
‫عبر به لمشاكلة المبيت بمنى‪ ،‬ثععم إن الحصععول بهععا كععاف‪ ،‬وإن لععم يطمئن‪ ،‬أو ظنهععا‬
‫غير مزدلفة‪ ،‬أو كان بنية غريم‪ ،‬أو نائما‪ ،‬أو مجنونا‪ ،‬أو مغمى عليه‪ ،‬أو سكران‪.‬‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬وقد قال بذلك في التحفة( عبارتها بعد العابر السابقة‪ :‬بخلف الجائى فيععه‬
‫من مصر‪ ،‬ليس له أن يوخر إحرامه عن محاذاة الحجفة لن كل محل من البحر بعععد‬
‫الجحفة أقرب إلى مكة منها ‪ -‬ا‍ه‪ .‬فقععوله‪ :‬وقععد قععال بععذلك فععي التحفععة‪ :‬لعلععه الجحفععة‪.‬‬
‫والمراد‪ :‬قال بنظير ذلك في الجحفة ‪ -‬فوقع تصحيف مععن النسععاخ فععي الفععظ الجحفععة‪،‬‬
‫على ظاهره‪ .‬والمراد‪ :‬قال في التحفة في مبحث الجحفة بنظير ذلك هنا‪ ،‬أوق ال ذلك‬
‫بطريق اللزوم‪ ،‬لنه من يلزم من حكمه بأن كل محععل بععد الجحفععة أقعرب إلععى مكعة‪:‬‬
‫الحكم بأن ك ل محل بعد رأس العلم من جهة يلملم‪ :‬أقععرب إلععى مكععة معن يلملععم ‪ -‬ثععم‬
‫رأيت في حاشية شيخنا على عبد الروف نقل عبار ابعن الجمععال وفيهعا لفعظ الجحفععة‪،‬‬
‫فتعين حينئذ ضبط النسخ جميعها بها‪ .‬فتنبه لذلك‪ .‬ا‍ه مولف‪.‬‬
‫] ‪[ 345‬‬
‫واشترط م ر‪ :‬أن يكون أهل للعبادة كوقوف عرفععة‪ .‬وجمععع ابععن الجمععال بحمععل‬
‫كلم الرملي على المتعدين‪ ،‬وكلم غيره على غيرهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما لم يجععب هنععا معظععم‬
‫الليل كما في المبيت بمنى لن المر بالمبيت لم يرد هنا بخلفه بمنى على المتعدين‪،‬‬
‫وكلم غيره على غيرهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما لم يجب هنا معظم الليل ‪ -‬كما فععي المععبيت بمنععى‬
‫‪) .-‬قوله‪ :‬من نصف ثان من ليلة النحر( فمن لم يكن بهعا فيعه ‪ -‬بعأن لعم يحضعر فيهعا‬
‫أصل‪ ،‬أو حضر ونفر قبل نصف الليل ولم يعد إليها فيه ‪ -‬لزمععه دم لععتركه الععواجب‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن تركه لعذر ‪ -‬كأن خاف ‪ -‬أو انتهى إلى عرفة ليلععة النحععر واشععتغل بععالوقوف‬
‫عن المبيت‪ ،‬أو أفاض من عرفة إلى مكة وطاف للركن ففاته المبيت‪ ،‬لم يلزمه شععئ‪.‬‬
‫أفاده فععي شععرح المنهععج‪) .‬قععوله‪ :‬ومععبيت بمنععى( معطععوف أيضععا علععى إحععرام‪ ،‬وهععو‬
‫الواجب الثالث‪) .‬قعوله‪ :‬معظعم ليعالي إلععخ( أي ويجععب المعبيت بهعا معظعم ليععالي أيععام‬
‫التشريق‪ .‬أي معظم كل ليلة منهععا بزيععادة علععى النصععف ولععو لحظععة ‪ -‬للتبععاع ‪ -‬مععع‬
‫خبر‪ :‬خذوا عني مناسككم‪ .‬واعلععم أن منععى طعول مععا بيععن وادي محسععر وأول العقبععة‬
‫التي بلصقها الجمرة‪ .‬فليست العقبة مع جمرتها منها على المعتمععد وقيععل إنهمععا منهععا‪.‬‬
‫والحاصل أن في المسألة رأيين أحدهما إن كل من الجمععرة والعقبععة مععن منععى‪ ،‬وهععو‬
‫ضعيف‪ .‬ثانيهما‪ :‬أنهما ليسععا منهععا‪ ،‬وهععو المععذهب‪ .‬وأمععا مععا أفهمععه قععول بعضععهم إن‬
‫الجمرة منها دون العقبة إل الجزء الذي عنده الجمععرة‪ ،‬وأن مععن قععال إن العقبععة منهععا‬
‫مراده ذلك الجزء‪ ،‬ومن قال ليست منها مراده بقيتها فهو رأي له استحساني ضعععيف‬
‫جدا ل مستند له‪ ،‬فل يعول عليه‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن نفر إلخ( اسععتدراك مععن قععوله ليععالي‬
‫أيام التشريق الصادق بالليلة الثالثة‪ ،‬فإن ليععالي جمععع‪ ،‬وأقلععه ثلثعة‪) .‬قعوله‪ :‬جعاز( أي‬
‫بشروط إذا فقد واحد منها تعين عليه مبيت الليلة الثالثة ورمي يومها‪ .‬فععإن نفععر حينئذ‬
‫لزمه دم لترك رمي اليوم الثالث ومد لترك مبيت الليلة الثالثة إن بات الليلععتين قبلهععا‪،‬‬
‫وإل لزمه دم أيضا لترك المبيت‪ .‬وهي أن يكعون نفععره بعععد الععزوال‪ ،‬وأن يكععون بععد‬
‫الرمي جميعه‪ ،‬وأن يكون قد بات الليلتين أو فاته بعذر‪ ،‬وأن ينوي النفر قبل خروجععه‬
‫من منى‪ ،‬وأن تكون نية النفر مقارنة له‪ ،‬وأن ل يعزم على العود للمبيت‪ ،‬وأن يكععون‬
‫نفره قبل الغروب‪ .‬وأفاد هذا الخير المؤلف بقوله قبل غععروب شععمس‪ .‬ومعنععى نفععره‬
‫قبل الغروب سيره منها بالفعل قبله‪ ،‬وإن لم ينفصل من منى إل بعععده‪ ،‬واختلفععوا فيمععا‬
‫لو غربت الشمس وهو في شغل الرتحال‪ ،‬فجرى ابن حجعر والخطيعب ‪ -‬تبععا لبعن‬
‫المقري ‪ -‬على أن له النفر‪ ،‬لن في تكليفه حل الرحل والمتععاع مشععقة عليععه‪ ،‬وجععرى‬
‫الرملي تبعا لشيخه شيخ السلم في السنى والغرر على عدم الجواز‪) .‬قوله‪ :‬وسععقط‬
‫عنه مبيت الليلة الثالثة ورمي يومهععا( أي معن غيععر دم عليععه‪ ،‬ومععن غيععر إثععم‪ ،‬لقععوله‬
‫تعالى‪) * :‬فمن تعجل في يومين فل إثم عليه( * )‪ (1‬ولتيانه بمعظم العبععادة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫المبيت في لياليها( أي أيعام التشعريق‪ ،‬ومثلهعا ليلعة مزدلفعة‪ .‬ولعو ثنعى الضعمير لكعان‬
‫أولى‪) .‬قوله‪ :‬لغير الرعاء( بكسر الراء والمد‪ ،‬أما هم فيسقط عنهععم المععبيت‪ ،‬ولععو لععم‬
‫يعتععادوا الرعععي قبععل‪ ،‬أو كععانوا أجععراء أو متععبرعين‪ .‬لكععن إن تعسععر عليهععم التيععان‬
‫بالدواب إلى منى‪ ،‬وخشوا من تركها لو باتوا ضياعا بنحو نهععب‪ ،‬أو جععوع ل يصععبر‬
‫عليه عادة‪ ،‬وخرجوا قبل الغروب‪ .‬وذلك لنه )ص( رخص لرعاء البععل أن يععتركوا‬
‫المبيت بمنى‪ .‬وقيس بمنى مزدلفة‪ ،‬قال في النهاية‪ :‬وصورة ذلععك ‪ -‬أي خروجععه قبععل‬
‫الغروب في مبيت مزدلفة ‪ -‬أن يأتيها قبل الغروب‪ ،‬ثم يخرج منها حينئذ علععى خلف‬
‫العادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها شرح الروض والمغني‪) .‬قوله‪ :‬وأهل السقاية( بالجر‪ ،‬عطف علععى‬
‫الرعاء‪ .‬أي ولغير أهل السقاية ‪ -‬وهي بكسر السين ‪ -‬موضععع كععان بالمسععجد الحععرام‬
‫يسقى فيه الماء‬

‫)‪ (1‬البقرة‪203 :‬‬

‫] ‪[ 346‬‬
‫ويجعل في حياض يسبل للشععاربين‪ .‬والمععراد بهععا مععا هععو أعععم مععن ذلععك‪ ،‬وهععو‬
‫الموضع الذي يسقى فيه الماء مطلقا‪ ،‬في المسجد الحرام‪ ،‬أو في غيره‪ ،‬قديما كععان أو‬
‫حادثا‪ .‬وخرج بغيععر أهععل السععقاية أهلهععا‪ ،‬فيسععقط عنهععم المععبيت‪ ،‬لنععه )ص( رخععص‬
‫للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى لجل السقاية‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وقيس بسععقاية العبععاس‬
‫غيرها من بقية السقايات‪ .‬ول فرق فععي سععقوط ذلععك بيععن أن يخرجععوا ليل أو نهععارا‪.‬‬
‫والفرق بينهم وبين أهل الرعاية حيث اعتبر خروجهم قبل الغروب أن هؤلء شععغلهم‬
‫ليل ونهارا‪ ،‬بخلف أهل الرعاية‪ .‬قال ابن الجمال‪ :‬وهععذا باعتبععار الشععأن أي الغععالب‬
‫فلو فرض الحتياج إلى الرعي ليل دون السقاية انعكععس الحكععم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويسععقط المععبيت‬
‫مطلقا أيضا عن خععائف عععن نفععس‪ ،‬أو عضععو‪ ،‬أو بضععع‪ ،‬أو مععال ‪ -‬وإن قععل ويسععقط‬
‫مبيت مزدلفة عمن أفاض من عرفة إلى مكة وطاف للركن ولم يمكنه العود لمزدلفععة‬
‫بعده كما تقدم والولى لهل السقاية والرعاية تأخير الرمي يومععا فقععط‪ ،‬فيععؤدونه فععي‬
‫اليوم الثاني قبععل رميعه‪ ،‬ولععو قبععل الععزوال‪ .‬واعلععم أن العععذر فععي المععبيت يسععقط الععدم‬
‫والثم‪ ،‬وفي الرمي يسقط الثم فقط‪) .‬قوله‪ :‬وطواف الوداع( بعالرفع‪ ،‬معطعوف علعى‬
‫إحرام أيضا‪ ،‬وقد علمت أن عده من واجبات الحج رأي ضعيف‪ ،‬والمعتمد أنه واجب‬
‫مستقل‪ .‬وعبارة اليضاح‪ :‬اختلف أصحابنا في أن طععواف الععوداع مععن جملععة مناسععك‬
‫الحج أم عبادة مستقلة ؟ فقال إمام الحرمين‪ :‬هو من مناسك الحععج‪ ،‬وليععس علععى غيععر‬
‫الحج طواف الوداع إذا خرج من مكة‪ .‬وقال البغععوي وأبععو سعععيد المتععولي وغيرهمععا‬
‫ليس هو من المناسعك‪ ،‬بعل يعؤمر بعه معن أراد مفارقعة مكعة إلعى مسعافة تقصعر فيهعا‬
‫الصلة سواء كان مكيا أو غير مكي‪ .‬قال المام أبو القاسم الرافعي‪ :‬هععذا الثععاني هععو‬
‫الصح‪ ،‬تعظيما للحرم‪ ،‬وتشبيها لقتضاء خروجه للوداع باقتضععاء دخععوله للحععرام‪،‬‬
‫ولنهععم اتفقععوا علععى أن مععن حععج وأراد القامععة بمكععة ل وداع عليععه‪ ،‬ولععو كععان مععن‬
‫المناسععك لعععم الجميعع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬لغيععر حعائض( أمععا هععي‪ :‬فل يجععب عليهعا طعواف‬
‫الوداع‪ .‬ومثل الحائض النفساء‪ ،‬وذو الجرح الذي ل يأمن تلويث المسجد منععه‪ ،‬وفاقععد‬
‫الطهورين‪ ،‬والمستحاضة في زمن نوبة حيضها‪ ،‬والخععائف علععى نفععس‪ ،‬أو بضععع أو‬
‫مال تأخر له‪ .‬قال الكردي‪ :‬فهذه العذار تسقط الدم والثم‪ .‬وقد يسقط العععذر الثععم ل‬
‫الدم فيما إذا لزمه وخرج عامدا عالما عازما على العود قبععل وصععوله لمععا يسععتقر بععه‬
‫وجوب الدم‪ ،‬ثم تعذر العود‪ .‬وترك طواف الوداع بل عععذر ينقسععم علععى ثلثععة أقسععام‬
‫أحدها‪ :‬ل دم ول إثم‪ ،‬وذلك فععي تععرك المسععنون منععه‪ ،‬وفيمععن عليععه شععئ مععن أركععان‬
‫النسك‪ ،‬وفيمن خرج من عمران مكة لحاجة ثم طرأ له السفر‪ .‬ثانيهععا عليععه الثععم ول‬
‫دم‪ ،‬وذلك فيما إذا تركه عامدا عالما وقد لزمععه بغيععر عععزم علععى العععود ثععم عععاد قبععل‬
‫وصوله لما يتسقر به الدم‪ ،‬فالعود مسقط للدم ل للثم‪ .‬ثالثها ما يلزمه بتركه الثععم ثععم‬
‫الدم‪ ،‬وذلك في غير ما ذكر من الصور‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬ومكي( أي ولغير مكععي‪،‬‬
‫أما هو فل يجب عليه طواف الوداع‪ .‬والمراد بالمكي‪ :‬من هو مقيم بمكععة سععواء كععان‬
‫مستوطنا أو غيره فشمل الفاقي الذي نوى القامععة بعععد حجععه بمكععة‪) .‬قععوله‪ :‬وإن لععم‬
‫يفارق إلخ( الجملة صفة لمكي‪ ،‬فهو قيد له فقط‪ ،‬فإن فععارق المكععي مكععة وجععب عليععه‬
‫كغيره طواف الوداع إن كان سفره طويل‪) .‬وقوله‪ :‬بعد حجه( لبيععان الواقععع‪ ،‬فهععو ل‬
‫مفهوم له‪ ،‬وذلك لن الفرق أنه من المناسك‪ ،‬فهو ل يكون إل بعدها‪) .‬قععوله‪ :‬ورمععي(‬
‫بالرفع‪ ،‬عطععف علععى إحععرام‪ .‬وهععذا هععو الععواجب الخععامس‪ ،‬ولصععحته شععروط‪ ،‬ذكععر‬
‫بعضها المؤلف‪ ،‬وهي الترتيب في الزمان والمكععان والبععدان‪ .‬ومعنععى الول‪ :‬أنععه ل‬
‫يرمي عن يومه إل إذا رمى عن أمسه‪ .‬ومعنى الثاني أنه ل يرمي الجمرة الثانيععة إل‬
‫إذا رمى الولى ول يرمي الثالثة إل إذا رمى الثانية‪ .‬ومعنى الثالث أنه ل يرمي عععن‬
‫غيره حتى يرمي عن نفسه‪ ،‬وأن يكون سبعا‪ ،‬وأن‬

‫] ‪[ 347‬‬
‫ل يصرف الرمي بالنية لغير النسك كرمي عععدو أو اختبععار جععودة رميععه ‪ -‬وأن‬
‫يكون بما يسمى حجرا ولو بلععورا‪ ،‬وعقيقععا‪ ،‬وزبرجععدا‪ ،‬ومرمععرا ‪ -‬ل لؤلععؤ‪ ،‬وذهععب‪،‬‬
‫وفضععة‪ ،‬ونععورة طفئت‪ ،‬وجععص طبععخ‪ ،‬وآجععر‪ ،‬وخععزف‪ ،‬وملععح‪ .‬وأن يكععون قاصععدا‬
‫المرمى‪ .‬فلو قصد غيره لم يكف‪ ،‬وإن وقع فيه كرميه نحو حية فععي الجمععرة‪ ،‬ورميععه‬
‫العلم المنصوب في الجمرة عند ابن حجر قال‪ :‬نعم‪ ،‬لو رمى إليه بقصععد الوقععوع فععي‬
‫المرمى وقد علمه فوقع فيه‪ ،‬اتجعه الجععزاء لن قصععده غيععر صعارف حينئذ ا‍ه‪ .‬قععال‬
‫عبد الرؤوف‪ :‬والوجه أنه ل يكفي وكون قصععد العلععم حينئذ غيععر صععارف ممنععوع‪،‬‬
‫لنه تشريك بين ما يجزئ وما ل يجزئ أصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي اليعاب‪ :‬أنه يغتفععر للعععامي‬
‫ذلك‪ ،‬واعتمد م ر إجزاء رمي العلم إذا وقع في المرمى‪ ،‬قال‪ :‬لن العامة ل يقصدون‬
‫بذلك إل فعل الواجب‪ ،‬والمرمى هو المحل المبنععي فيععه العلععم ثلثععة أذرع مععن جميععع‬
‫جوانبه‪ ،‬إل جمرة العقبة فليس لها إل جهة واحدة‪ .‬وأن يكون رميا فل يكفععي الوضععع‬
‫في المرمى ‪ ،-‬وأن يكون باليد‪ ،‬فل يكفي بنحو رجله وقوسه مع القععدرة ‪ -‬فععإن عجععز‬
‫عنه باليد قدم القوس‪ ،‬فالرجل‪ ،‬فالفم‪ .‬وقد نظمها بعضهم فقال‪ :‬شععروط رمععي للجمععار‬
‫ستة * * سبع بترتيب‪ ،‬وكف‪ ،‬وحجر‪ ،‬وقصد‪ ،‬مرمى ‪ -‬يا فتى ‪ -‬وسادس * * تحقق ‪-‬‬
‫لن يصيبه الحجر )قوله‪ :‬إلى جمرة العقبععة( متعلععق برمععي‪ ،‬وهععي السععفلى مععن جهععة‬
‫مكة‪ .‬قال في التحفة‪ :‬والسنة لرامي هذه الجمرة أن يستقبلها‪ ،‬ويجعل مكة عن يساره‪،‬‬
‫ومنى عن يمينه كما صححه المصعنف خلفععا للرافعععي فعي قععوله إن يسعتقبل الجمعرة‬
‫ويستدبر الكعبة‪ .‬هذا في رمي يوم النحر‪ ،‬أما في أيام التشريق‪ ،‬فقد اتفقا على استقبال‬
‫الكعبة كما في بقية الجمرات‪ .‬ويحسن إذا وصل منععى أن يقععول مععا روي عععن بعععض‬
‫السلف‪ :‬اللهم هذه منى قد أتيتها وأنععا عبععدك وابععن عبععديك‪ ،‬أسععألك أن تمععن علععي بمععا‬
‫مننت به على أوليائك‪ .‬اللهم إني أعوذ بك من الحرمان والمصيبة في دينععي يععا أرحععم‬
‫الراحمين‪ .‬قال‪ :‬وروى ابن مسعود وابن عمر رضي ال عنهما أنهما لما رميا جمععرة‬
‫العقبة قال‪ :‬اللهم اجعله حجا مبرورا‪ ،‬وذنبععا مغفععورا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بعععد انتصععاف ليلععة‬
‫النحر( متعلق برمي أيضا‪ ،‬وهععو بيععان لععوقت جععواز رمععي جمععرة العقبععة‪ ،‬أمععا وقععت‬
‫الفضيلة فبعد ارتفاع الشمس قدر رمح‪ ،‬وهذا الرمي تحية منععى‪ ،‬فععالولى أن يبععدأ بععه‬
‫فيها قبل كل شئ‪ ،‬إل لضرورة‪ ،‬أو عذر كزحمة‪ ،‬أو انتظار وقععت فضععيلة لمععن تقععدم‬
‫دخوله إليها قبل ارتفاع الشمس‪) .‬قوله‪ :‬سبعا( مفعول مطلعق لرمعي‪ ،‬أي رميعا سعبعا‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬وإلععى الجمععرات الثلث( معطععوف علععى إلععى جمععرة العقبععة‪ .‬أي ورمععي إلععى‬
‫الجمرات الثلث‪) .‬قعوله‪ :‬بععد زوال إلعخ( متعلعق برمعي بالنسعبة إلعى الجمعرات‪ ،‬أي‬
‫ويكون الرمي إلى الجمرات الثلث بعد الزوال‪ ،‬فل يصح الرمي قبل الععزوال‪ .‬وهععذا‬
‫بالنسبة لرمي اليوم الحاضر‪ ،‬أما بالنسبة لرمي اليعوم الغععائب فيتعدارك فععي بقيعة أيعام‬
‫التشريق‪ ،‬ولو كان قبل الزوال‪) .‬واعلم( أن الرمي أيام التشريق ثلثععة أوقععات‪ :‬وقععت‬
‫فضيلة‪ :‬وهو بعد الزوال‪ .‬ووقت اختيار‪ :‬وهععو إلععى غععروب شععمس كععل يععوم‪ .‬ووقععت‬
‫جواز‪ :‬وهو إلى آخر أيام التشععريق‪) .‬قععوله‪ :‬سععبعا( مفعععول مطلععق‪ ،‬أي يرميهععا رميععا‬
‫سبعا‪ .‬وسبعا الثانية مؤكدة للولى‪) .‬قوله‪ :‬مع ترتيب( متعلق بمحذوف صععفة لرمععي‪.‬‬
‫أي رمي الجمرات الثلث كائن مع ترتيب بينها‪ ،‬بأن يبدأ بالجمرة الولى وهي الععتي‬
‫تلي عرفة‪ ،‬ثم الوسطى‪ ،‬ثم جمرة العقبة‪ .‬وهذا ترتيب فععي المكععان‪ ،‬وهععو أحععد أقسععام‬
‫الترتيب الثلثة‪ ،‬وقد تقدم التنبيه عليها‪) .‬قوله‪ :‬بحجر( متعلق برمي‪ .‬أي رمي بحجر‪.‬‬
‫وخرج به غيعره‪ ،‬فل يصعح الرمععي بعه‪ ،‬وذلعك كعاللؤلؤ‪ ،‬والثمعد‪ ،‬والنعورة والجعص‬
‫المحرقيععن‪ ،‬والزرنيععخ‪ ،‬والمععدر‪ ،‬والجععر‪ ،‬والخععزف‪ ،‬والملععح‪ ،‬والععذهب‪ ،‬والفضععة‪،‬‬
‫والحديد‪ ،‬والنحاس‪ ،‬والرصاص‪.‬‬

‫] ‪[ 348‬‬
‫)قوله‪ :‬أي بما يسمى به( أي أن المراد به هنا كل ما يطلق عليععه حجععر مععن أي‬
‫جنس‪ ،‬ومنه الكذان بفتح الكاف‪ ،‬فذال مشددة وهو حجععارة رخععوة كأنهععا مععدر‪ ،‬ومنععه‬
‫المرمر وهو الرخام‪) .‬قوله‪ :‬ولو عقيقا وبلورا( أي ولو كان الععذي يسععمى حجععرا مععن‬
‫الحجار النفسية كالياقوت والبلور وهذا بالنسبة للجععزاء ل بالنسععبة للجععواز‪ ،‬فيحععرم‬
‫الرمي به إن ترتب عليه كسر أو إضاعة مععال‪ .‬وعبععارة النهايععة نعععم‪ ،‬قععال الذرعععي‬
‫يظهر تحريم الرمي بالياقوت ونحوه إذا كان الرمي يكسرها ويععذهب معظععم ماليتهععا‪،‬‬
‫ول سيما النفيس منها‪ ،‬لما فيه من إضاعة المال والسرف‪ ،‬والظاهر أنه لو غصبه أو‬
‫سعرقه ورمعى بعه‪ ،‬كفعى‪ .‬ثعم رأيعت القاضعي ابعن كعج جعزم بعه‪ ،‬قعال‪ :‬كالصعلة فعي‬
‫المغصوب‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو تععرك رمععي يعوم( أي أو يععومين‪ ،‬عمععدا كععان أو سععهوا أو‬
‫جهل‪) .‬قوله‪ :‬تداركه في باقي أيام التشريق( أي ويكون حينئذ أداء‪ ،‬وذلك لنععه عليععه‬
‫الصلة والسلم جوزه للرعاة وأهل السقاية‪ ،‬وقيععس عليهععم غيرهععم‪ .‬وأفهععم قععوله فععي‬
‫أيام التشريق‪ :‬أنه ليس له تداركه في لياليها‪ ،‬والمعتمد جوازه فيها أيضا‪ ،‬وجوازه قبل‬
‫الزوال‪ .‬بل جزم الرافعي وتبعه السنوي وقال‪ :‬إنه المعروف بجععواز رمععي كععل يععوم‬
‫قبل الزوال‪ ،‬وعليه‪ ،‬فيععدخل بععالفجر‪) .‬قععوله‪ :‬وإل لزمععه دم( أي وإن لععم يتععداركه فععي‬
‫باقي أيام التشعريق بعأن لععم يتعداركه أصعل‪ ،‬أو تعداركه بععد أيععام التشعريق لزمعه دم‪،‬‬
‫وسيأتي بيانه‪) .‬وقوله‪ :‬بترك ثلث رميات( وصورة ذلك ل تكون إل في آخر جمععرة‬
‫من آخر أيام التشريق‪ ،‬إذ لو تركها من غير ذلك لما صح رمي ما بعععدها‪ ،‬فل يكععون‬
‫المتروك ثلث رميات فقط‪ .‬وإذا ترك رمي واحدة لزمه مد‪ ،‬أو رميتين لزمععه مععدان‪.‬‬
‫وصورة ذلك ما تقدم‪) .‬قعوله‪ :‬وتجعبر‪ ،‬أي الواجبعات‪ ،‬بعدم( أي إذا تعرك واحعدا منهعا‬
‫جبر بدم‪ .‬وهذا مكرر مع قوله في تعريععف الواجبععات وهععي مععا يجععب بععتركه الفديععة‪.‬‬
‫فكان الولى أن يقتصر على ما هنا‪ ،‬يتركه هناك‪ ،‬ل العكس‪ ،‬لن ما هنععا متععن‪ ،‬ومععا‬
‫هناك شرح‪ ،‬والولععى للشععارح أن يراعععي المتععن‪) .‬قععوله‪ :‬وتسععمى هععذه أبعاضععا( أي‬
‫يطلق عليها أبعاض‪ ،‬لكن على سبيل المجاز‪ ،‬ل الحقيقة‪ ،‬لن البعاض الحقيقيععة هععي‬
‫أجزاء الماهية التي إذا فقد واحد منهععا فقععدت الماهيععة‪ .‬والواجبععات هنععا ليسععت كعذلك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وسننه إلخ( هي كثيرة‪ .‬منها‪ :‬أنه يستحب للمام أو نائبه أن يخطععب بمكععة فععي‬
‫سابع ذي الحجة بعد صلة الظهر أو الجمعة خطبة فععردة‪ ،‬يععأمرهم فيهععا بالغععدو إلععى‬
‫منى في اليوم الثامن‪ ،‬ويعلمهم فيها ما أمامهم من المناسك‪ ،‬لقول ابن عمر رضي ال‬
‫عنهمعا‪ :‬كعان رسععول الع )ص( إذا كععان قبعل الترويععة بيععوم خطععب النععاس وأخععبرهم‬
‫بمناسكهم رواه البيهقي‪ .‬ويخرج بهم من غد بعد صلة الصبح إن لم يكن يععوم جمعععة‬
‫إلى منى‪ ،‬فيصلي بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويععبيتون بهععا‪ ،‬فيصععلي بهععم‬
‫الصبح‪ ،‬فإذا طلعت الشمس على ثبير وهو جبل كبير معروف هناك ساروا من منععى‬
‫إلى عرفات‪ ،‬ول يدخلونها‪ ،‬بل يقيمون بنمرة وهي موضع بقرب عرفععة حععتى تععزول‬
‫الشمس‪ ،‬فإذا زالت الشمس ذهبوا إلى مسجد إبراهيم )ص(‪ ،‬ثم يخطب المام بهم قبل‬
‫صلة الظهر خطبتين خفيفتين‪ ،‬يعلمهم في الولى المناسك‪ ،‬ويحثهم على إكثار الذكر‬
‫والدعاء بالموقف‪ ،‬وإذا قام للثانية أذن للظهر‪ ،‬فيفرغ المععؤذن مععع فراغهععا‪ ،‬ثععم يقيععم‪،‬‬
‫ويصلي بالناس الظهر والعصععر جمععع تقععديم‪ ،‬ويقصععرهما أيضععا إذا كععانوا مسععافرين‬
‫سفرا طويل‪ ،‬ويأمر المكيين ومن لم يبلغ سفره مسافة القصر بالتمععام وعععدم الجمععع‪.‬‬
‫ثم بعد فراغهم من الصلة يذهبون إلى الموقف ويعجلون السير إليه‪ .‬وأفضععله للععذكر‬
‫موقفه )ص(‪ ،‬وهو عند الصععخرات الكبععار المفترشععة فععي أسععفل جبععل الرحمععة‪ ،‬فععإذا‬
‫غربععت الشععمس قصععدوا مزدلفععة‪ ،‬مععارين علععى طريععق المععأزمين‪ ،‬وعليهععم السععكينة‬
‫والوقار‪ .‬وأخروا المغرب ليصلوها مععع العشععاء بمزدلفععة جمععع تععأخير‪ ،‬ويقفععون عنععد‬
‫المشعر الحرام‪ ،‬ويدعون بها إلى السععفار‪ ،‬ثعم يسععيرون قبععل طلعوع الشعمس بسعكينة‬
‫ووقار‪ ،‬وشعارهم التلبية والذكر‪ ،‬فإذا وجدوا فرجة أسرعوا‪ .‬فإذا بلغوا وادي محسععر‬
‫موضع بين مزدلفة ومنى ‪ -‬أسرعوا في المشي حتى يقطعوا عععرض الععوادي‪ .‬ويسععن‬
‫أن يقول فيه ما قاله عمر وابنه رضي ال عنهما‪.‬‬

‫] ‪[ 349‬‬
‫إليك تعدو قلقا وضينها * * معترضا فععي بطنهععا جنينهععا مخالفععا ديععن النصععارى‬
‫دينها * * قد ذهب الشحم الذي يزينها ومعناه‪ :‬إن ناقتي تعدو إليك بسرعة في طاعتك‬
‫قلقا وضينها‪ .‬والوضين حبل كالحزام من كععثرة السععير والقبععال التععام والجتهععاد فععي‬
‫طاعتك‪ ،‬والمراد صاحب الناقة‪) .‬قوله‪ :‬غسل‪ ،‬فتيمم( أي فإن عجز عن الغسععل فسععن‬
‫تيمم‪ ،‬لن الغسل يراد للقربة والنظافة‪ ،‬فإذا تعذر أحععدهما بقععي الخععر‪ ،‬ولنععه ينععوب‬
‫عن الواجب‪ ،‬فالمندوب أولى‪ .‬قال في التحفة‪ :‬ولو وجععد مععن المععاء بعععض مععا يكفيععه‪،‬‬
‫فالذي يتجه أنه إن كان ببدنه تغير أزاله به‪ ،‬وإل فإن كفععى الوضععوء توضععأ بععه‪ ،‬وإل‬
‫غسل بعض أعضاء الوضوء‪ ،‬وحينئذ إن نععوى الوضععوء تيمععم عععن بععاقيه غيععر تيمععم‬
‫الغسل‪ ،‬وإل كفى تيمم الغسل‪ .‬فإن فضل شئ عن أعضاء الوضععوء غسععل بععه أعععالي‬
‫بدنه‪) .‬وقوله‪ :‬لحرام( متعلق بكل من غسل فتيمم‪ .‬ويسن ما ذكر من الغسععل والععتيمم‬
‫له لك أحد‪ ،‬في كل حال‪ ،‬ولو لنحو حائض‪ ،‬وإن أرادته قبععل الميقععات‪ ،‬ويكععره تركعه‪.‬‬
‫وغير المميز يغسله وليه‪ ،‬وينوي عنه‪) .‬قوله‪ :‬ودخول مكععة( معطععوف علععى إحععرام‪،‬‬
‫أي ولدخول مكة‪ .‬وعبارة التحفة مع الصل ولععدخول الحععرم‪ ،‬ثععم لععدخول مكععة‪ ،‬ولععو‬
‫حلل للتباع‪ .‬نعم‪ ،‬قال الماوردي‪ :‬لو خرج منهعا فعأحرم بعالعمرة معن نحعو التنعيعم‪،‬‬
‫واغتسل منه لحرامه‪ ،‬لععم يسععن لععه الغسععل لععدخولها‪ ،‬بخلف نحععو الحععديبيه أي ممععا‬
‫يغلب فيه التغير وأخذ منه أنه لو أحرم من نحو التنعيم بالحج لكونه لععم يخطععر لععه إل‬
‫حينئذ أو مقيما ثم‪ ،‬بل وإن أخر إحرامه تعععديا واغتسععل لحرامععه ل يغتسععل لععدخوله‪.‬‬
‫ويؤخذ منه أنععه لععو اغتسععل لععدخول الحععرم‪ ،‬أو لنحععو استسععقاء بمحععل قريععب منهععا ل‬
‫يغتسل لدخولها أيضا‪ .‬ويتجه أن هذا التفضيل إنما هو عند عدم وجود تغير‪ ،‬وإل سن‬
‫مطلقا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو حلل( غاية في سنية الغسل لدخول مكة‪ ،‬أي يسععن الغسععل لععه‬
‫ولو كان حلل أي غير محرم قال في النهاية‪ :‬قال السبكي‪ :‬وحينئذ ل يكون هععذا مععن‬
‫أغسال الحج إل من جهة أنه يقع فيه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بذي طعوى( متعلععق بغسععل المرتبعط‬
‫بدخول مكة‪ .‬أي ويسن الغسل لدخول مكة بذي طوى للتباع‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وطوى‬
‫بفتح الطاء أفصح من ضمها وكسععرها واد بمكعة علعى طريعق التنعيعم‪ ،‬وسعمي بععذلك‬
‫لشتماله على بئر مطوية بالحجارة أي مبنية بهععا لن الطععي‪ :‬البنععاء‪ .‬قععال فععي شععرح‬
‫الروض‪ :‬هععذا أي اسععتحباب الغسععل فيهععا ‪ -‬إن كععانت بطريقععه‪ ،‬بععأن أتععى مععن طريععق‬
‫المدينة‪ ،‬وإل اغتسل من نحو تلك المسافة‪ .‬قال المحب الطبري‪ :‬ولو قيل يسععتحب لععه‬
‫التعريععج إليهععا والغتسععال بهععا اقتععداء وتبركععا‪ ،‬لععم يبعععد‪ .‬قععال الذرعععي‪ :‬وبععه جععزم‬
‫الزعفراني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ووقوف بعرفععة( معطععوف علععى إحععرام أي ولوقععوف بعرفععة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عشيتها‪ :‬أي عرفة‪ .‬والفضل‪ :‬كونه بنمرة بعد الزوال‪ .‬ويحصل أصععل السععنة‬
‫بالغسل بعد الفجر قياسا على غسل الجمعة‪) .‬قوله‪ :‬وبمزدلفة( معطوف علععى بعرفععة‪.‬‬
‫أي وللوقوف بمزدلفة‪ ،‬ويدخل وقت هذا الغسل بنصف الليل كغسععل العيععد فينععويه بععه‬
‫أيضا‪) .‬قوله‪ :‬ولرمي أيام التشريق( معطوف على الحرام‪ .‬أي ولرمي كععل يععوم مععن‬
‫أيام التشريق قبل زوالععه أو بعععده )قععوله‪ :‬وتطيععب( معطععوف علععى غسععل‪ ،‬أي ويسععن‬
‫تطيب للذكر وغيره غير الصعائم‪) .‬وقعوله‪ :‬فعي البعدن( اتفاقعا‪) .‬وقعوله‪ :‬والثعوب( أي‬
‫الزار‪ ،‬والرداء على الصح ‪ -‬قياسا على البدن قال في التحفة‪ :‬لكن المعتمععد مععا فععي‬
‫المجمععوع أنعه ل ينععدب تطيبعه جزمععا‪ ،‬للخلف القععوي فععي حرمتععه‪ .‬ومنعه يؤخععذ أنععه‬
‫مكروه‪ ،‬كما هو قياس كلمهم في مسائل صرحوا فيها بالكراهععة‪ ،‬لجععل الخلف فععي‬
‫الحرمة‪ .‬ثم رأيت القاضي أبا الطيب وغيره صرحوا بالكراهة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولو بما له‬
‫جرم( غاية لسنية التطيب‪ ،‬أي يسن ولو بما له جرم‪ .‬لكن لو نزع ثععوبه المطيععب بعععد‬
‫الحرام ثم لبسه‪ ،‬لزمته الفدية كما لو ابتدأ لبس مطيب‪) .‬قععوله‪ :‬قبيلععة( ظععرف متعلععق‬
‫بتطيب‪ .‬وخرج به التطيب بعده‪ ،‬فإنه يضر كما سيذكره‪) .‬وقوله‪ :‬أي الحرام( تفسير‬
‫للضمير‪) .‬قوله‪ :‬وبعد الغسل( معطوف علععى قععبيله‪ ،‬أي ويسععن قبععل الحععرام أو بعععد‬
‫الغسل‪ ،‬لتدوم رائحة الطيب‪ .‬بخلفه قبله فإنها تذهب بععه‪) .‬قععوله‪ :‬ل يضععر اسععتدامته(‬
‫أي الطيب في البدن والثوب‪ ،‬لما روي عن عائشة رضي ال عنها‪ :‬كععأني أنظععر إلععى‬
‫وبيص‬
‫] ‪[ 350‬‬
‫الطيب في مفرق رسول ال )ص( وهو محرم‪ .‬والوبيص بالبععاء الموحععدة‪ ،‬بعععد‬
‫الواو‪ ،‬وبالصاد المهملة هو البريق أي اللمعععان‪ .‬والمفععرق بفتععح الميععم‪ ،‬وكسععر الععراء‬
‫وفتحها ‪ -‬هو وسط الرأس‪ ،‬لنه محل فرق الشعر‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وينبغععي كمععا قععاله‬
‫الذرعي أن يستثنى من جواز الستدامة ما إذا لزمها الحداد بعععد الحععرام‪ ،‬فتلزمهععا‬
‫إزالته‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول انتقاله بعرق( أي ول يضعر انتقععال الطيعب معن محعل بعدنه أو‬
‫ثوبه إلى محل آخر بواسطة العرق‪ .‬وخرج به ما لو أخععذه مععن بععدنه أو ثععوبه ثععم رده‬
‫إليه فتلزمه الفدية‪) .‬قوله‪ :‬وتلبية( بالرفع‪ ،‬عطف على غسل أيضععا‪ ،‬أي ويسععن تلبيععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وهي( أي التلبية‪ ،‬أي صيغتها‪) .‬وقوله‪ :‬لبيك( أصععله لععبين لععك‪ ،‬حععذفت النععون‬
‫للضافة‪ ،‬واللم للتخفيف‪ ،‬وهو مفعول مطلق لفعل محذوف‪ .‬والتقدير ألبي لبين لععك‪،‬‬
‫فحذف الفعل وهو ألبي وجوبا‪ ،‬وأقيم المصدر مقامه‪ ،‬وهو مأخوذ من لععب بالمكععان ‪-‬‬
‫يقال لب بالمكان لبا‪ ،‬وألب به إلبابا ‪ -‬إذا أقام بععه‪ .‬والمقصععود بععه‪ :‬التكععثير‪ ،‬وإن كععان‬
‫اللفظ مثنى على حد قوله تعععالى‪) * :‬ثععم ارجععع البصععر كرتيععن( * فععإن المقصععود بععه‬
‫التكثير‪ ،‬ل خصوص المرتين‪ ،‬بدليل * )ينقلب إليك البصععر خاسععئا وهععو حسععير( * )‬
‫‪ (1‬فععإن البصععر ل ينقلععب خاسععئا وهععو حسععير إل مععن الكععثرة‪ ،‬ل مععن مرتيععن فقععط‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬اللهم( أصله يا ال ‪ -‬حععذفت يععاء النععداء‪ ،‬وعععوض عنهععا الميععم‪ ،‬وشععذ الجمععع‬
‫بينهما‪ .‬كما قال ابن مالك‪ :‬والكععثر اللهععم بععالتعويض * * وشععذ يععا اللهععم فععي قريععض‬
‫)وقوله‪ :‬ولبيك( تأكيد للول‪) .‬وقوله‪ :‬إن الحمععد( بكسععر الهمععزة ‪ -‬علععى السععتئناف ‪-‬‬
‫وبفتحهععا ‪ -‬علععى تقععدير لم التعليععل ‪ -‬أي لن الحمععد‪ .‬والكسععر أصععح وأشععهر عنععد‬
‫الجمهور‪ ،‬لن الفتح يوهم تقييد استحقاق التلبية بالحمد‪ ،‬وال سبحانه وتعالى يستحقها‬
‫مطلقا لذاته‪ ،‬وجد حمععد أو ل‪) .‬وقععوله‪ :‬والنعمعة( المشععهور فيعه النصععب عطفععا علععى‬
‫الحمد‪ ،‬ويجوز فيعه الرفعع علعى البتعداء‪ ،‬ويكعون الخعبر محعذوفا‪ ،‬والتقعدير والنعمعة‬
‫كذلك‪) .‬وقوله‪ :‬لك( خبر إن‪) .‬وقوله‪ :‬والملك( المشهور فيععه النصععب عطفععا علععى مععا‬
‫قبله‪ ،‬ويجوز فيه الرفع على مععا تقععدم‪ ،‬ويسععن الوقععف علععى الملععك وقفععة يسععيرة‪ ،‬لئل‬
‫يتوهم أنه منفي بالنفي الذي بعده‪) .‬وقوله‪ :‬ل شريك لك( أي لنك ل شريك لك‪ ،‬فهععو‬
‫كالتعليل لما قبله‪ .‬وليحذر الملبي ‪ -‬في حال تلبيته ‪ -‬من أمععور يفعلهععا بعععض الغععافلين‬
‫من الضحك واللعب‪ ،‬وليكن مقبل على ما هو بصدده بسكينة ووقععار‪ ،‬وليشعععر نفسععه‬
‫أنه يجيب الباري سبحانه وتعالى‪ ،‬فإن أقبل على ال بقلبه أقبل ال عليه‪ ،‬وإن أعرض‬
‫أعرض ال عنه‪) .‬قوله‪ :‬ومعنى لبيك‪ :‬أنا مقيم على طاعتك( أي وإجابتك لما دعوتنععا‬
‫له على لسان خليلك إبراهيم‪ ،‬عليه وعلى نبينا أفضل الصلة وأتععم التسععليم‪ ،‬لمععا قلععت‬
‫له‪) * :‬وأذن في الناس بالحج( * )‪ (1‬الية‪ ،‬فقععال‪ :‬يععا أيهععا النععاس حجععوا‪ .‬وذلععك لمععا‬
‫روي أنه‪ :‬لما فرغ من بناء البيت‪ ،‬قال ال تعالى له‪ :‬أذن في النععاس بالحععج‪ .‬قععال‪ :‬يععا‬
‫رب وما يبلغ صوتي ؟ قال ال تعالى له‪ :‬عليك الذان وعلينا البلغ‪ .‬فصعععد إبراهيععم‬
‫على الصفا ‪ -‬وقيل على جبل أبي قبيس‪ ،‬وقيل على المقام ‪ -‬وقال‪ :‬يا أيها النععاس‪ ،‬إن‬
‫ال كتب عليكم حج هذا البيت العتيق ‪ -‬وفي رواية إن ربكم بنععى لكععم بيتععا ‪ -‬وأوجععب‬
‫عليكم الحج فأجيبوا ربكععم ‪ -‬أو فحجععوا بيععت ربكععم ‪ -‬والتفععت بععوجهه يمينععا وشععمال‪،‬‬
‫وشرقا وغربا‪ ،‬فأسمع ال عزوجل من في الرض‪ ،‬وأجابه النس‪ ،‬والجن‪ ،‬والحجر‪،‬‬
‫والمدر‪ ،‬والشجر‪ ،‬والجبال‪ ،‬والرمال‪ ،‬وكل رطب ويععابس‪ ،‬وأسععمع مععن فععي المشععرق‬
‫والمغرب‪ ،‬وأجابوا من بطون المهات‪ ،‬ومن أصلب الرجال‪ ،‬كل يقول‪ :‬لبيععك اللهععم‬
‫لبيك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك‪ .‬فإنما يحج‬
‫اليوم من أجاب يومئذ‪ ،‬فمن لبى مرة حج مرة‪ ،‬ومععن لععبى مرتيعن حععج مرتيععن‪ ،‬ومععن‬
‫لبى ثلثا حج ثلثا‪ ،‬ومن لبى أكثر حج بقععدر ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬ويسععن الكثععار منهععا( أي‬
‫التلبية‪) .‬وقوله‪ :‬والصلة على النبي )ص(( بالرفع‪ ،‬عطف على الكثار‪ ،‬أي ويسن‬

‫)‪ (1‬الملك‪ (2) .4 :‬الحج‪27 :‬‬

‫] ‪[ 351‬‬
‫الصلة على النبي )ص( بأي صيغة كانت‪ ،‬لكن البراهيمية أفضععل‪ .‬ويسععن أن‬
‫يكععون صععوته بالصععلة علععى النععبي )ص( ومععا بعععدها أخفععض مععن صععوته بالتلبيععة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وسؤال الجنة والستعاذة من النار( هما بالرفع‪ ،‬عطف علععى الكثععار أيضععا‪،‬‬
‫أي ويسن سؤال الجنة والستعاذة مععن النععار‪ ،‬كععأن يقععول‪ :‬اللهععم إنععي أسععألك رضععاك‬
‫والجنة‪ ،‬وأعوذ بك من سخطك والنار‪ .‬ويسن بعد ذلك أن يدعو بما شععاء دينععا ودنيععا‪.‬‬
‫ويسن أن يقول‪ :‬اللهم اجعلني من الذين استجابوا لك ولرسولك‪ ،‬وآمنععوا بععك‪ ،‬ووثقععوا‬
‫بوعععدك‪ ،‬ووفععوا بعهععدك‪ ،‬واتبعععوا أمععرك‪ .‬اللهععم اجعلنععي مععن وفععدك الععذين رضععيت‬
‫وارتضيت‪ .‬اللهم يسر لي أداء ما نويت‪ ،‬وتقبل مني يا كريم‪ .‬وإذا رأى مععا يعجبععه أو‬
‫يكرهه ندب أن يقول‪ :‬لبيك‪ ،‬إن العيش عيش الخرة أي إن الحياة الهنيئة الدائمة هععي‬
‫حياة الدار الخرة‪ ،‬بخلف حياة الدار الدنيا‪ ،‬فإنها مكدرة ومنقطعة‪ .‬وما أحسععن قععول‬
‫بعضهم‪ :‬ل تركنن إلى الثياب الفاخره واذكر عظامك حين تمسععي نععاخزه وإذا رأيععت‬
‫زخارف الدنيا فقل * * لبيك‪ ،‬إن العيش عيش الخره )قوله‪ :‬بعد تكريعر إلعخ( متعلعق‬
‫بيسن‪ ،‬المقدر قبل الصلة وقبل سؤال الجنة والستعاذة من النار‪ ،‬أي ويسن كععل مععن‬
‫الصلة على النبي )ص( ومن سؤال الجنة والسععتعاذة مععن النععار بعععد تكريععر التلبيععة‬
‫ثلثا‪ ،‬أي فكلما كررهعا ثلثععا سعن بععدها الصععلة والععدعاء‪ ،‬وهععذا هعو الكمععل‪ .‬ولعو‬
‫كررها أكثر من ثلث وبعد المرة الخيرة صلى على النبي )ص( ودعععا‪ ،‬حصععل لععه‬
‫أصل السنة ‪ -‬كما فعي التحفععة ‪ -‬ولفظهعا‪) .‬تنععبيه( ظععاهر المتعن أن المععراد بتلعبيته معا‬
‫أرادها‪ ،‬فلو أرادها مرات كثيرة لم تسن له الصلة ثم الدعاء إل بعد فراغ الكل‪ ،‬وهو‬
‫ظاهر بالنسبة لصل السععنة‪ .‬وأمععا كمالهععا فينبغععي أن ل يحصععل إل بععأن يصععلي‪ ،‬ثععم‬
‫يدعو عقب كل ثلث مرات‪ ،‬فيأتي بالتلبية ثلثا‪ ،‬ثم الصععلة‪ ،‬ثععم الععدعاء‪ ،‬ثععم بالتلبيععة‬
‫ثلثا‪ ،‬ثم الصلة‪ ،‬ثععم الععدعاء‪ ،‬وهكععذا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وتسععتمر التلبيععة إلععى رمععي جمععرة‬
‫العقبة( أي وتنتهي التلبيععة بالشععروع فععي رمععي جمععرة العقبععة‪ ،‬وهعذا إن ابتعدأ التحلععل‬
‫بالرمي‪ .‬ومثله ما إذا ابتدأه بالطواف أو بالحلق‪ ،‬فإنها تنتهي بعذلك‪ .‬والحاصععل تنتهعي‬
‫بالشروع في التحلل الول مطلقا‪ ،‬وإذا انتهت بالشروع في الرمي يسن التكععبير‪ .‬قععال‬
‫في الحياء‪ :‬ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي‪ :‬ال أكبر على طاعععة الرحمععن‬
‫ورغم الشيطان‪ ،‬اللهم تصديقا بكتابك‪ ،‬واتباعا لسععنة نبيععك‪) .‬قععوله‪ :‬لكععن ل تسععن( أي‬
‫التلبية‪ ،‬وهو استدراك من تخصيصه انتهاء التلبية برمي جمرة العقبة المفيععد أنعه قبععل‬
‫ذلك تسن التلبية‪ ،‬وهو شامل لطواف القدوم والسعي وكل ما يفعل قبل الرمي‪) .‬قوله‪:‬‬
‫لورود أذكار إلخ( علة لعدم سنية التلبية فيهما‪) .‬قوله‪ :‬فيهمععا( أي فععي طععواف القععدوم‬
‫والسعي‪) .‬قوله‪ :‬وطواف قدوم( بالرفع‪ ،‬عطف على غسععل أيضععا‪ ،‬أي ويسععن طعواف‬
‫قدوم‪ ،‬أي طواف سععببه القععدوم‪ ،‬فهععو مععن إضععافة المسععبب للسععبب‪ .‬ويقععال لععه أيضععا‪:‬‬
‫طواف القادم‪ ،‬والوارد‪ ،‬والورود‪ .‬فإن قلت إن هذا مكرر مع ما تقدم قبيل الواجبععات‪،‬‬
‫فإنه ذكر هناك أنه يسن أن يبدأ بالطواف‪ ،‬فكان الولى القتصار على أحدهما ؟ قلت‬
‫ل تكرار‪ ،‬لن ما هنا خاص بطواف القدوم‪ ،‬وهناك ل يختص به‪ ،‬بععل المععراد بععه مععا‬
‫يشمله وطواف العمرة كما علمت مما مر وأيضا ذكره هنععا مععن حيععث إنععه مععن سععنن‬
‫الحج‪ ،‬وذكره هناك من حيث سن ما يبدأ به داخل مكة عند دخوله المسجد‪.‬‬

‫] ‪[ 352‬‬
‫)قوله‪ :‬لنه( أي طواف القعدوم‪) .‬وقعوله‪ :‬تحيعة الععبيت( أي الكعبعة ‪ -‬ل المسعجد‬
‫نعم‪ ،‬تحصل تحية المسجد بركعتي الطععواف إن لععم يجلععس عمععدا بعععد الطععواف وقبععل‬
‫ركعتيه‪ ،‬وإل فاتت‪ ،‬لنها تفوت بالجلوس عمععدا وإن قصععر‪) .‬قععوله‪ :‬وإنمععا يسععن( أي‬
‫طععواف القععدوم‪) .‬قععوله‪ :‬لحععاج أو قععارن( مثلهمععا الحلل الععذي دخععل مكععة‪ ،‬فالحصععر‬
‫بالنسبة للمعتمر‪ ،‬فإن المطلوب منه طواف العمرة المفروض لدخول وقتععه فل يصععح‬
‫تطوعه بطواف القدوم وهو عليه نعم‪ ،‬بطواف العمرة‪ :‬يثاب علععى طععواف القععدوم إن‬
‫قصده كتحية المسجد )وقوله‪ :‬دخل مكة قبل الوقوف( أي أو بعده وقبل نصف الليععل‪،‬‬
‫فيطوف حينئذ طواف القدوم‪ ،‬ثم بعد نصف الليل يطوف طواف الفاضة‪ .‬بخلف مععا‬
‫إذا دخل مكة بعععد الوقععوف وبعععد نصععف الليععل‪ ،‬فععإنه ل يطععوف طععواف القععدوم‪ ،‬بععل‬
‫يطوف الفاضة لععدخول وقتععه‪) .‬قععوله‪ :‬ول يفععوت( أي طععواف القععدوم بععالجلوس فععي‬
‫المسجد‪ .‬قال في النهاية‪ :‬وتشبيه ذلك بتحية المسجد بالنسبة لبعععض صععورها‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ول بالتأخير( أي ول يفوت بتأخيره‪ ،‬أي ععدم اشعتغاله بطعواف القعدوم عقعب دخعوله‬
‫مكة سواء دخل المسجد وجلس فيععه أم ل‪ ،‬وسععواء كععان التععأخير طععويل أم ل فعطفععه‬
‫على ما قبله من عطف العام على الخاص‪) .‬قوله‪ :‬نعععم إلععخ( اسععتدراك مععن قععوله ول‬
‫بالتأخير‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬إل إن أخره حتى وقف بعرفة‪) .‬وقوله‪ :‬يفوت بععالوقوف بعرفععة(‬
‫أي إذا دخل بعد نصف الليل‪ ،‬ل قبله كما تقدم‪) .‬قوله‪ :‬ومبيت بمنععى( بععالرفع‪ ،‬عطععف‬
‫على غسل أيضا‪ ،‬أي ويسن مععبيت بمنععى‪) .‬قععوله‪ :‬ليلععة عرفععة( أي ليلععة الععذهاب إلععى‬
‫عرفة‪ ،‬وهي ليلة التاسع‪ .‬وليس المراد بها الليلة التي يصععح الوقععوف فيهععا وهععي ليلععة‬
‫العاشر كما هو ظاهر‪ .‬وتقدم الكلم على ما يسن قبل هذه الليلة وبعععدها عنععد الععذهاب‬
‫إلى عرفة‪) .‬قوله‪ :‬ووقوف بجمع( معطوف على غسل أيضا‪ ،‬أي ويسن وقوف بجمع‬
‫وهو بجيم مفتوحة‪ ،‬وميم ساكنة‪ ،‬اسم لمزدلفة كلها‪ .‬سععمي بععذلك لجتمععاع النععاس فيععه‬
‫كما مر للشارح فععي‪ :‬فصععل فععي صععلة الجمعععة وذكععره أيضععا الفشععني والرملععي فععي‬
‫شرحيهما على الزبد عند قوله‪ :‬ثم المبيت بمنى والجمع إذا علمععت ذلععك فقععوله التععي‬
‫المسمى الن إلخ‪ ،‬فيه نظر‪ .‬فكان الولى أن يسقط لفععظ بجمععع‪ ،‬ولفععظ المسععمى الن‪،‬‬
‫ويقول كغيره ووقوف بالمشعععر الحععرام‪) .‬قععوله‪ :‬بالمشعععر( بفتععح الميععم فععي الشععهر‪،‬‬
‫وحكي كسرها‪ .‬سمي مشعرا لما فيه من الشععائر أي معععالم الععدين‪) .‬وقعوله‪ :‬الحععرام(‬
‫أي المحرم فيه الصععيد وغيععره لنععه مععن الحععرم‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي المشعععر الحععرام‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬جبل( أي صغير‪ ،‬يسمى قزح‪) .‬وقوله‪ :‬في آخر مزدلفة( هذا ما عليه الشيخان‬
‫وابن الصلح‪ ،‬واعترضه المحب الطبري حيث قال‪ :‬وهو بأوسط المزدلفة‪ ،‬وقد بنععي‬
‫عليه بناء‪ .‬واعترض ابن حجر في حاشية اليضاح كلم المحب‪ ،‬بأن هذا البناء ليس‬
‫بوسطها‪ ،‬بل بقرب آخرها مما يلععي المععأزمين‪ ،‬ثععم أجععاب بععأنه ليععس المععراد بالوسععط‬
‫حقيقته‪ ،‬بععل التقريععب‪ ،‬وعليععه‪ ،‬فل منافععاة بيععن كلم الشععيخين وكلم المحععب‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فيذكرون في وقوفهم( الفاء واقعة في جواب شرط مقدر‪ ،‬أي وإذا وقفوا يذكرون فععي‬
‫حال وقوفهم ندبا ولو قال‪ :‬ويسن أن يذكروا ال في وقوفهم إلععخ‪ ،‬لكععان أولععى‪ .‬وذلععك‬
‫كأن يقول‪ :‬ال أكبر ثلثا ل إله إل ال وال أكبر ول ع الحمععد‪) .‬وقععوله‪ :‬ويععدعون( أي‬
‫كأن يقولوا‪ :‬اللهم كما أوقفتنا فيه وأريتنا إياه‪ ،‬فوفقنعا لعذكرك كمعا هعديتنا‪ ،‬واغفعر لنعا‬
‫وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق * )فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال ع عنععد‬
‫المشعر الحرام( * إلى قوله‪) * :‬واستغفروا ال إن ل غفور رحيم( * * )ربنا آتنا فععي‬
‫الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار( *‪) .‬وقععوله‪ :‬إلععى السععفار( بكسععر‬
‫الهمزة‪ ،‬أي الضاءة‪) .‬قوله‪ :‬مستقبلين القبلة( أي لنهععا أشععرف الجهععات‪ ،‬وهععو حععال‬
‫من الواو في يذكرون‪ ،‬ويدعون‪) .‬قوله‪ :‬للتباع( دليل لسنية الوقوف بالمشعر الحرام‬
‫مع ذكر ال والدعاء والستقبال في ذلك‪ ،‬وهو ما رواه مسلم‪ :‬عععن جععابر رضععي ال ع‬
‫عنه‪ ،‬أنه )ص( لما صلى الصبح بالمزدلفة ركب‬

‫] ‪[ 353‬‬
‫ناقته القصععواء حععتى أتععى المشعععر الحععرام‪ ،‬فاسععتقبل القبلععة‪ ،‬ودعععا الع تعععالى‪،‬‬
‫وهلله‪ ،‬وكبره‪) .‬قععوله‪ :‬وأذكععار إلععخ( معطععوف علععى غسععل أيضععا‪ ،‬أي ويسععن أذكععار‬
‫وأدعية مخصوصععة بأوقععات وأمكنععة معينععة‪ ،‬كعرفععة والمشعععر الحععرام‪ ،‬وعنععد رمععي‬
‫الجمار‪ ،‬والمطاف‪ .‬وقد نظم العلمة عبد الملك العصامي الماكن التي يستجاب فيهععا‬
‫الدعاء مع الوقات ‪ -‬بقععوله‪ :‬قععد ذكععر النقععاش فععي المناسععك * * وهععو لعمععري عمععدة‬
‫للناسك إن الدعا في خمسة وعشععره * * فععي مكععة يقبععل ممععن ذكععره وهععي الطععواف‪،‬‬
‫مطلقا والملتزم * * بنصف ليل فهو شرط ملتزم وتحت ميزاب لععه وقععت السععحر * *‬
‫وهكذا خلف المقام المفتخر وعند بئر زمزم شرب الفحول * * إذا دنت شمس النهععار‬
‫للفول ثم الصفا‪ ،‬ومروة‪ ،‬والمسعى * * لوقت عصر فهو وقت يرعى كععذا منععى فععي‬
‫ليلة البدر إذا * * ينتصف الليل فخذ ما يحتذى ثععم لععدى الجمععار‪ ،‬والمزدلفععة * * عنععد‬
‫طلوع الشمس‪ ،‬ثم عرفه بموقف عند مغيعب الشعمس قعل * * ثعم لعدى السعدرة ظهعرا‬
‫وكمل وقد روى هذا الذي قد مرا * * من غير تقييد بما قد مععرا بحععر العلععوم الحسععن‬
‫البصري عن * * خير الورى ذاتا ووصفا وسنن صلى عليععه الع ثععم سععلما * * وآلععه‬
‫والصحب ما غيث همى وقوله‪ :‬وقد روى هعذا العذي إلعخ‪ :‬قعد نظمعه بعضعهم كعذلك‪،‬‬
‫وزاد عليه خمسة مواضع‪ ،‬فقال‪ :‬دعاء البرايا يستجاب بكعبة * * وملععتزم والمععوقفين‬
‫كذا الحجر منى ويماني رؤية مروتين وزمزم * * مقام وميزاب جمارك تعتععبر منععى‬
‫ويماني رؤية البيت حجعره * * لععدى سعدرة عشعرون تمعت بهعا غعرر ومععن الذكععار‬
‫والدعية المخصوصة ما مر في المطاف وحععال وقععوفهم بالمشعععر الحعرام‪ ،‬ومثلهمععا‬
‫أيضا ما ورد عند دخول مكة‪ ،‬وهعو أنعه إذا أبصععر الععبيت قعال‪ :‬اللهعم زد هعذا الععبيت‬
‫تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة‪ ،‬وزد من شرفه وعظمه وكرمه ممن حجه واعتمره‬
‫تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا‪ .‬اللهم أنت السلم‪ ،‬ومنك السلم‪ ،‬فحينا ربنععا بالسععلم‪.‬‬
‫ومنها ما ورد في يوم عرفة وهو شئ كثير من ذلك قععوله )ص(‪ :‬خيععر الععدعاء دعععاء‬
‫يوم عرفة‪ ،‬وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ل إله إل ال وحععده ل شععريك لععه‪ ،‬لععه‬
‫الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬يحيي ويميت‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ .‬وزاد البيهقي‪ :‬اللهم اجعععل‬
‫في قلبي نورا‪ ،‬وفي سمعي نورا‪ ،‬وفي بصري نورا‪ .‬اللهم اشرح لي صدري‪ ،‬ويسععر‬
‫لي أمري‪ .‬وفي كتاب الدعوات للمستغفري من حديث ابن عباس رضي العع عنهمععا‪،‬‬
‫مرفوعا‪ :‬من قرأ قل هو ال أحد ألف مرة يوم عرفععة أعطععي مععا سععأل‪ .‬ومععن أدعيتععه‬
‫المختارة‪ :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪ ،‬وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النععار‪ .‬اللهععم إنععي‬
‫ظلمت نفسي ظلما كثيرا‪ ،‬ول يغفععر الععذنوب إل أنععت‪ ،‬فععاغفر لععي مغفععرة مععن عنععدك‬
‫وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم‪ .‬اللهم انقلنععي مععن ذل المعصععية إلععى عععز الطاعععة‪،‬‬
‫واكفني بحللععك ععن حرامععك‪ ،‬واغننععي بفضعلك عمعن سعواك‪ ،‬ونععور قلعبي وقععبري‪،‬‬
‫واهدني‪ ،‬وأعذني من الشر كله‪ ،‬واجمع لي الخير كله‪ .‬اللهم إني أسألك الهدى والتقى‬
‫والعفاف والغني‪ .‬وليحذر من التقصير فععي هععذا اليععوم‪ ،‬فععإنه مععن أعظععم اليععام‪ ،‬وإنععه‬
‫لموقف أعظم المواقف يقف فيه الولياء‪،‬‬

‫] ‪[ 354‬‬
‫والخواص‪ ،‬وينبغي أن يكععثر البكععاء مععع ذلععك‪ ،‬فهنععاك تسععكب العععبرات‪ ،‬وتقععال‬
‫العثرات‪ .‬وأن يستغفر للمععؤمنين فعي دععائه‪ ،‬لقععوله )ص(‪ :‬اللهععم اغفععر للحعاج ولمعن‬
‫استغفر له الحاج‪ .‬وليحسن الظن بال‪ ،‬فقد نظر الفضيل بن عيععاض إلععى بكععاء النععاس‬
‫بعرفة فقال‪ :‬أرأيتم لو أن هؤلء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا‪ .‬كان يردهم ؟ فقععالوا‪:‬‬
‫ل‪ .‬فقال‪ :‬وال للمغفرة عند ال أهون من إجابة رجععل بععدانق‪ .‬ورأى سععالم مععولى ابععن‬
‫عمر سائل يسأل الناس في عرفة‪ ،‬فقال‪ :‬يععا عععاجز‪ ،‬أفععي هععذا اليععوم يسععئل غيععر الع‬
‫تعالى ؟ )قوله‪ :‬وقد اسععتوعبها( أي الذكععار والدعيععة‪ .‬والولععى اسععتوعبهما بضععمير‬
‫التثنية‪) .‬وقوله‪ :‬في وظائف اليوم والليلة( أي في كتاب جمع فيه رواتب اليوم والليلة‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬فليطلبه( أي من أراده‪ ،‬والضمير المفعول يعود على الكتاب المععذكور‪ .‬وفععي‬
‫بعض النسخ‪ :‬فلتطلبه بتاء الخطاب والمخاطب به كل من أمكنععه ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬فععائدة‪:‬‬
‫يسن متأكدا زيارة قبر النععبي )ص(( لمععا أنهععى الكلم علععى مععا يتعلععق بالمناسععك مععن‬
‫الركان والواجبات والسنن‪ ،‬شرع يتكلم فيما هو حق مؤكد على كل مسلم خصوصععا‬
‫الحاج وهو زيارة سععيدنا رسععول الع )ص(‪ .‬ولععو أخععر ذلععك عععن محرمععات الحععرام‬
‫كغيره لكان أنسب‪ .‬واعلم أنهم اختلفوا فيها فجععرى كععثيرون علععى أنهععا سععنة متأكععدة‪،‬‬
‫وجرى بعضهم على أنها واجبة‪ ،‬وانتصر له بعض العلمعاء‪ .‬وقعوله‪ :‬ولعو لغيعر حعاج‬
‫ومعتمر غاية في سن تأكد الزيارة‪ ،‬لكن تتأكد الزيععارة لهمععا تأكععدا زائدا‪ ،‬لن الغععالب‬
‫على الحجيج الورود من آفاق بعيععدة‪ ،‬فععإذا قربععوا مععن المدينععة يقبععح تركهععم الزيععارة‪،‬‬
‫ولحديث‪ :‬من حج ولم يزرني فقد جفاني‪ .‬وإن كععان التقييععد فيععه غيععر مععراد‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫لحاديث وردت في فضلها( أي الزيارة‪ .‬منهععا‪ :‬قععوله )ص(‪ :‬معن زارنعي بعععد معوتي‬
‫فكأنما زارني في حياتي‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬من زار قبري وجبت له شععفاعتي‪ .‬ومفهععومه‬
‫أنها جائزة لغير زائره‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬من جاءني زائرا‪ ،‬لم تنزعه حاجة إل زيارتي‪،‬‬
‫كان حقا على ال تعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامععة‪ .‬وروى البخععاري‪ :‬مععن صععلى‬
‫علي عند قبري وكل ال بها ملكا يبلغني‪ ،‬وكفي أمر دنياه وآخرتعه‪ ،‬وكنعت لعه شعفيعا‬
‫أو شهيدا يوم القيامة‪ .‬من زار قبر محمد * * نال الشفاعة في غد بال كرر ذكره * *‬
‫وحععديثه يععا منشععدي واجعععل صععلتك دائمععا * * جهععرا عليععه تهتععدي فهععو الرسععول‬
‫المصطفى * * ذو الجود والكف الندي وهععو المشععفع فععي الععورى * * مععن هععول يععوم‬
‫الموعد والحوض مخصوص به * * في الحشر عذب المورد صلى عليه ربنا * * ما‬
‫لح نجم الفرقد قال بعضهم‪ :‬ولزائر قبر النبي )ص( عشر كرامات‪ .‬إحععداهن يعطععى‬
‫أرفععع المراتععب‪ .‬الثانيععة يبلععغ أسععنى المطععالب‪ .‬الثالثععة قضععاء المععآرب‪ .‬الرابعععة بععذل‬
‫المواهب‪ .‬الخامسععة المععن مععن المعععاطب‪ .‬السادسععة التطهيععر مععن المعععايب‪ .‬السععابعة‬
‫تسهيل المصاعب‪ .‬الثامنة كفاية النوائب‪ .‬التاسعة حس العواقب‪ .‬العاشرة رحمععة رب‬
‫المشارق والمغارب‪ .‬هنيئا لمن زار خير الورى * * وحط عن النفععس أوزارهععا فععإن‬
‫السعادة مضمومة * * لمن حل طيبة أو زارها )والحاصععل( زيععارة قععبر النععبي )ص(‬
‫من أفضل القربات‪ ،‬فينبغي أن يحرص عليها‪ ،‬وليحذر كل الحذر من التخلف عنها‬

‫] ‪[ 355‬‬
‫مع القدرة وخصوصا بعد حجة السلم لن حقه )ص( على أمتععه عظيععم‪ ،‬ولععو‬
‫أن أحدهم يجئ علععى رأسععه أو علععى بصععره مععن أبعععد موضععع مععن الرض لزيععارته‬
‫)ص(‪ ،‬لم يقم بالحق الذي عليه لنععبيه جععزاه الع ععن المسعلمين أتعم الجععزاء‪ :‬زر معن‬
‫تحب وإن شطت بك الدار * * وحععال مععن دونععه تععرب وأحجععار ل يمنعنععك بعععد عععن‬
‫زيارته * * إن المحب لمن يهواه زوار ويسن لمن قصد المدينة الشريفة أن يكثر مععن‬
‫الصلة على النبي )ص( في طريقه‪ .‬وإذا قرب من المدينة المنورة سن أن ينيخ بذي‬
‫الحليفععة‪ ،‬ويغتسععل‪ ،‬ثععم يتوضععأ أو يععتيمم عنععد فقععد المععاء وأن يزيععل نحععو شعععر إبطععه‬
‫وعانته‪ ،‬ويقص أظفاره‪ ،‬وأن يلبس أنظف ثيابه‪ ،‬وأن يتطيب‪ ،‬وأن ينزل الذكر القوي‬
‫عن راحلته عند رؤية المدينة إن قدر عليه وأن يمشي حافيا إن أطاق وأمن التنجيععس‬
‫‪ .-‬وأن يقول إذا بلغ حرم المدينة‪ :‬اللهم هذا حرم نبيك‪ ،‬فاجعله لععي وقايععة مععن النععار‪،‬‬
‫وأمانا من العذاب وسوء الحساب‪ ،‬وافتععح لععي أبععواب رحمتععك‪ ،‬وارزقنععي فععي زيععارة‬
‫نبيك ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك‪ ،‬واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول‪ .‬اللهم إن‬
‫هذا هو الحرم الذي حرمته على لسان حبيبك ورسولك )ص( ودعععاك أن تجعععل فيععه‬
‫من الخير والبركة مثلي ما هو بحرم بيتك الحرام‪ ،‬فحرمني علععى النععار‪ ،‬وأمنععي مععن‬
‫عذابك يوم تبعث عبادك‪ ،‬وارزقني من بركاتععك مععا رزقتععه أوليععاءك وأهععل طاعتععك‪،‬‬
‫ووفقني فيه لحسن الدب‪ ،‬وفعععل الخيععرات‪ ،‬وتععرك المنكععرات‪ .‬ويسععن أن يقععول عنععد‬
‫دخول البلععد‪ :‬بسععم الع مععا شععاء العع‪ ،‬ل قععوة إل بععال‪) * .‬رب أدخلنععي مععدخل صععدق‬
‫وأخرجني مخرج صدق واجعل لعي معن لععدنك سعلطانا نصععيرا( *‪ (1) .‬حسعبي الع‪.‬‬
‫آمنت بال‪ ،‬وتوكلت علععى العع‪ ،‬ل حععول ول قععوة إل بععال العلععي العظيععم‪ .‬اللهععم إليععك‬
‫خرجت‪ ،‬وأنت أخرجتنععي‪ .‬اللهععم سععلمني وسععلم دينععي‪ ،‬وردنععي سععالما فععي دينععي كمععا‬
‫أخرجتني‪ .‬اللهم إنععي أعععوذ بععك أن أضععل أو أضععل‪ ،‬أزل أو أزل‪ ،‬أظلععم أو أظلععم‪ ،‬أو‬
‫أجهل أو يجهل علي‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬وتبارك اسمك‪ ،‬ول إله غيععرك‪ .‬اللهععم‬
‫إني أسألك بحق السائلين عليك‪ ،‬ويحق ممشاي هععذا إليععك‪ ،‬فععإني لععم أخععرج أشععرا ول‬
‫بطععرا‪ ،‬ول ريععاء ول سععمعة‪ .‬خرجععت اتقععاء سععخطك‪ ،‬وابتغععاء معروفععك‪ .‬أسععألك أن‬
‫تعيذني من النععار‪ ،‬وتععدخلني الجنععة‪ .‬وينبغععي أن يكععون ممتلععئ القلععب بتعظيمععه )ص(‬
‫وهيبته كأنه يراه‪ ،‬ليعظم خشعوعه‪ ،‬وتكععثر طاعععاته‪ ،‬وأن يتأسععف علعى فعوات رؤيتعه‬
‫)ص( في الدنيا التي سعد بها من رأى إشراق نوره على صفحات الوجود‪ ،‬وأنه مععن‬
‫رؤيته في الخرة على خطر‪ .‬ويسن أن يتصدق بما أمكنه التصععدق بععه‪ ،‬عمل بآيععة *‬
‫)يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صععدقة( * )‪ (2‬اليععة‪.‬‬
‫وإذا قرب من باب المسجد‪ ،‬يسن أن يجدد التوبة‪ ،‬ويقف لحظة حععتى يعلععم مععن نفسععه‬
‫التطهر من دنس الذنوب‪ ،‬ليكون علعى أطهعر حالععة‪ .‬ويستحضععر عنعد رؤيعة المسعجد‬
‫جللته‪ ،‬الناشععئة مععن جللععة مشععرفة )ص(‪ ،‬وأنععه )ص( كععان ملزم الجلععوس لهدايععة‬
‫أصحابه وتربيتهم ونشر العلوم فيه‪ .‬ويسن أن يدخل مععن بععاب جبريععل عليععه السععلم‪،‬‬
‫وأن يقف بالباب وقفة لطيفة كالمستأذن في الععدخول علععى العظمععاء‪ ،‬وأن يقععدم رجلععه‬
‫اليمنى عند الدخول قائل ‪ -‬ما ورد لدخول كععل مسععجد‪ :‬أعععوذ بععال العظيععم‪ ،‬وبععوجهه‬
‫الكريم‪ ،‬وسلطانه القديم‪ ،‬من الشيطان الرجيم‪ .‬بسم ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول حول ول قععوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪ .‬اللهم صل على سيدنا محمد‪ ،‬وعلععى آل سععيدنا محمععد وصععحبه‬
‫وسععلم‪ .‬اللهععم اغفععر لععي ذنععوبي‪ ،‬وافتععح لععي أبععواب رحمتععك‪ .‬رب وفقنععي وسععددني‬
‫وأصلحني‪ .‬وأعني على ما يرضيك عني‪ ،‬ومن علي بحسن الدب في هععذه الحضععرة‬
‫الشريفة‪ .‬السلم عليك أيها النبي‬

‫)‪ (1‬السراء ‪ (2) .80‬المجادلة‪12 :‬‬

‫] ‪[ 356‬‬
‫ورحمة ال وبركاته‪ .‬السلم علينا وعلى عباد ال ع الصععالحين‪ .‬وحينئذ يتأكععد أن‬
‫يفرغ قلبه من كل شاغل دنيوي‪ ،‬ليتأهل لستمداد الفيض النبوي الععدال علععى خععواص‬
‫متأدبي الزوار‪ ،‬فإن عجز عن إزالة ذلك فليتوجه إلى ال بحرمته العظيمة أن يطهععره‬
‫منها‪ ،‬ويصمم على مجاهدة نفسه بإزالة ذلك‪ .‬ثم يقصععد الروضععة الشععريفة مععن خلععف‬
‫الحجععرة المنيفععة إن دخععل مععن بععاب جبريععل عليععه السععلم‪ ،‬ملزمععا الهيبععة والوقععار‪،‬‬
‫والخشععية والنكسععار‪ ،‬ويخععص منهععا مصععله )ص(‪ ،‬ويصععلي ركعععتين خفيفععتين ‍ب‬
‫الكافرون‪ ،‬والخلص ناويا بهما تحية المسجد‪ .‬ويسن أن يقف وقفععة لطيفععة‪ ،‬ويسععلم‪،‬‬
‫ثم يتوجه للزيارة‪ ،‬شععاكرا لع تعععالى علععى مععا أعطععاه ومنحععه‪ ،‬ويطلععب مععن صععاحب‬
‫الحضرة قبول زيارته‪ ،‬ويدعو بجوامع الدعوات النبوية‪ ،‬ثم يأتي القععبر الشععريف مععن‬
‫جهة رأسه الشريف‪ ،‬فإنه الليق بالدب‪ ،‬ويقععول حالععة كععونه غاضععا لبصععره‪ ،‬نععاظرا‬
‫للرض‪ ،‬مستحضرا عظمة النبي )ص(‪ ،‬وأنه حي في قبره العظم‪ ،‬مطلع بععإذن الع‬
‫على ظواهر الخلق وسرائرهم السلم عليك أيها النبي ورحمة الع وبركععاته‪ .‬الصععلة‬
‫والسلم عليك يا رسول ال‪ .‬الصلة والسعلم عليعك يعا حعبيب الع‪ .‬الصعلة والسعلم‬
‫عليك يا نبي الرحمة‪ .‬الصلة والسلم عليك يععا بشععير يععا نعذير‪ ،‬يععا ظععاهر يععا ظهيععر‪.‬‬
‫الصلة والسلم عليك يا شفيع المععذنبين‪ .‬الصععلة والسععلم عليععك يععا مععن وصععفه الع‬
‫تعععالى بقععوله‪) * :‬وإنععك لعلععى خلععق عظيععم( * )‪ .* (1‬السععلم عليععك يععا سععيد النععام‪،‬‬
‫ومصباح الظلم‪ ،‬ورسول الملك العلم‪ ،‬يا سعيد المرسعلين‪ ،‬وخعاتم أدوار النععبيين‪ ،‬يععا‬
‫صاحب المعجزات والحجج القاطعععة‪ ،‬والععبراهين‪ ،‬يععا معن أتانععا بالععدين القيععم المععتين‪،‬‬
‫وبالمعجر المبين‪ ،‬أشهد أنك بلغت الرسالة‪ ،‬وأديت المانة‪ ،‬ونصحت المة‪ ،‬وكشععفت‬
‫الغمة‪ ،‬وجاهدت في ال حق جهاده‪ ،‬وعبدت ربك حتى أتاك اليقين‪ .‬السععلم عليععك يععا‬
‫كثير النوار‪ ،‬يا عالي المنار‪ ،‬أنت الذي خلق كل شئ من نورك‪ ،‬واللععوح والقلععم مععن‬
‫نور ظهورك‪ ،‬ونور الشمس والقمر من نورك مستفاد‪ ،‬حععتى العقععل الععذي يهتععدي بععه‬
‫سائر العباد‪ .‬أشهد أنعك إلعخ‪ .‬السععلم عليعك يععا معن انشعق لعه القمععر‪ ،‬وكلمععه الحجعر‪،‬‬
‫وسعت إلى إجابته الشجر يا نبي ال‪ ،‬يا صفوة ال‪ ،‬يا زين ملك العع‪ ،‬يععا نععور عععرش‬
‫ال‪ ،‬يا من تحقق بعلم اليقين‪ ،‬وعين اليقين‪ ،‬وحق اليقيععن‪ ،‬فععي أعلععى مراتععب التمكيععن‬
‫أشهد أنك إلخ‪ .‬السلم عليك يا صاحب اللواء المعقود‪ ،‬والحوض المورود‪ ،‬والشععفاعة‬
‫العظمى في اليععوم المشعهود أشععهد أنعك إلععخ‪ .‬السععلم عليععك وعلععى آلععك وأهععل بيتعك‪،‬‬
‫وأزواجك وذريتك وأصحابك أجمعين‪ .‬السلم عليك وعلى سائر النبياء والمرسعلين‪،‬‬
‫وجميع عباد ال الصالحين جزاك ال يا رسول ال أفضل ما جزى نبيا ورسععول عععن‬
‫أمته‪ .‬وصلى ال عليك كلما ذكععرك ذاكععر‪ ،‬وغفععل ععن ذكععرك غافععل‪ ،‬أفضععل وأكمععل‬
‫وأطيب ما صلى على أحد من الخلق أجمعين‪ .‬أشهد أن ل إله أل ال‪ ،‬وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأشهد أنك عبده ورسععوله‪ ،‬وخيرتععه مععن خلقععه‪ ،‬وأشععهد أنععك قععد بلغععت الرسععالة‪،‬‬
‫وأديت المانة‪ .‬ونصحت المة‪ .‬اللهم وآته الفضيلة والوسعيلة‪ ،‬وابعثعه مقامععا محمععودا‬
‫الذي وعدته‪ ،‬وآته نهاية ما ينبغي أن يسأله السعائلون‪ .‬اللهعم صعل علعى سعيدنا محمعد‬
‫عبدك ورسولك النبي المي‪ ،‬وعلى آل سيدنا محمد‪ ،‬وأزواجععه وذريتعه‪ ،‬كمعا صععليت‬
‫علععى سععيدنا إبراهيععم‪ ،‬وعلععى آل سععيدنا إبراهيععم‪ .‬وبععارك علععى سععيدنا محمععد عبععدك‬
‫ورسولك النبي المي‪ ،‬وعلى آل سععيدنا محمععد وأزواجععه وذريتعه‪ ،‬كمععا بععاركت علععى‬
‫سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم‪ ،‬في العالمين إنك حميد مجيد‪.‬‬

‫)‪ (1‬القلم‪4 :‬‬

‫] ‪[ 357‬‬
‫ثم يتأخر إلعى صعوب يمينعه قعدر ذراع‪ ،‬فيسعلم علعى سعيدنا أبعي بكعر الصعديق‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬فيقول‪ :‬السععلم عليععك يععا خليفععة رسععول العع‪ ،‬أنععت الصععديق الكععبر‪،‬‬
‫والعلم الشهر‪ ،‬جزاك ال عن أمة سيدنا محمد )ص( خيرا‪ ،‬خصوصا يععوم المصععيبة‬
‫والشدة‪ ،‬وحين قاتلت أهل النفاق والردة‪ ،‬يا من فنى في محبة ال ورسععوله حععتى بلععغ‬
‫أقصى مراتب الفناء‪ ،‬يا من أنزل ال في حقك * )ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول‬
‫لصععاحبه ل تحععزن إن العع معنععا( * )‪ .(1‬أسععتودعك شععهادة أن ل إلععه إل العع وأن‬
‫صاحبك محمد رسول ال‪ ،‬شهادة تشهد لي بها عند ال * )يوم ل ينفع مععال ول بنععون‬
‫إل من أتى ال بقلب سليم( * )‪ .(2‬ثم يتأخر قدر ذراع آخر‪ ،‬فيسلم علعى سعيدنا عمعر‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬ويقول‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين‪ ،‬يا سيدنا عمر بن الخطاب‪ ،‬يا‬
‫ناطقا بالحق والصواب‪ .‬السلم عليك يا حليف المحراب‪ ،‬السعلم عليعك يعا معن بعدين‬
‫ال أمر‪ ،‬يا من قال في حقك سيد البشر )ص(‪ :‬لو كان بعدي نبي لكان عمععر‪ .‬السععلم‬
‫عليك يا شديد المحاماة في دين ال والغيرة‪ ،‬يا معن قععال فععي حقععك هععذا النععبي الكريععم‬
‫)ص(‪ :‬ما سلك عمر فجا إل سلك الشيطان فجا غيره‪ .‬أستودعك إلعخ‪ .‬ثعم بععد زيعارة‬
‫الشيخين يذهب للسلم علععى السععيدة فاطمععة رضععي الع عنهععا فععي بيتهععا الععذي داخععل‬
‫المقصورة للقول بأنها مدفونة هناك‪ ،‬والراجح أنها في البقيع فيقول‪ :‬السعلم عليعك يعا‬
‫بنت المصطفى‪ ،‬السلم عليك يا بنت رسول ال‪ ،‬السلم عليك يا خامسة أهععل الكسععا‪،‬‬
‫السلم عليك يا زوجة سيدنا علععي المرتضععى‪ ،‬السععلم عليععك يععا أم الحسععن والحسععين‬
‫السيدين الشابين شباب أهل الجنة في الجنة‪ ،‬رضي ال عنك أحسن الرضععا‪ .‬ويتوسععل‬
‫بها إلى أبيها )ص(‪ .‬ثم يرجع إلى موقفه الول قبالة وجهه الشريف‪ ،‬فيقول‪ :‬الحمد ل‬
‫رب العالمين‪ .‬اللهم صل على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آل سيدنا محمععد‪ .‬السععلم عليععك يععا‬
‫سيدي يا رسول ال‪ .‬إن ال تعالى أنزل عليك كتابا صادقا‪ ،‬قال فيععه‪) * :‬ولععو أنهععم إذ‬
‫ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا ال واستغفر لهم الرسول لوجدوا ال توابا رحيمععا( *‬
‫)‪ (3‬وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي‪ :‬يا خير من دفنت فععي القععاع‬
‫أعظمه * * فطاب من طيبهن القععاع والكععم نفسععي الفععداء لقععبر أنععت سععاكنه * * فيععه‬
‫العفاف وفيه الجود والكرم أنت النبي الذي ترجععى شععفاعته * * عنععد الصععراط إذا مععا‬
‫زلت القدم وصاحباك فل أنساهما أبدا مني * * السلم عليكم ما جرى القلم ثم يمشععي‬
‫إلى جهة يساره ويستقبل القبلة جاعل الشباك الول من الشبابيك الثلثة خلف ظهره‪،‬‬
‫فيحمد ال‪ ،‬ويصلي على نبيه‪ ،‬ويدعو بالدعوات الجامعة‪ ،‬ويعمم فععي الععدعاء‪ .‬ويختععم‬
‫دعععاءه بالحمدلععة والصععلة علععى نععبيه‪ .‬ويسععن أن يععزور المشععاهد وهععي نحععو ثلثيععن‬
‫موضعا يعرفها أهل المدينة‪ .‬ويسن زيارة البقيع في كل يوم إن أمكن وإذا أراد السفر‬
‫اسععتحب أن يععودع المسععجد بركعععتين‪ ،‬ويععأتي القععبر الشععريف‪ ،‬ويعيععد السععلم الول‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬اللهم ل تجعلعه آخععر العهععد مععن حععرم رسععولك )ص(‪ ،‬ويسععر لععي العععود إلععى‬
‫الحرمين سبيل سهل‪ ،‬وارزقني العفو والعافية في الدنيا والخرة‪ .‬وساكن مكة يقععول‪:‬‬
‫ويسر لي العود إلى حرم نبيك إلخ‪ ،‬ونسأل ال أن يرزقنا زيارة هذا النبي الكريم فععي‬
‫كل عام‪ ،‬وأن يمنحنا كمال المتابعة له في الفعععال والحععوال والقععوال علععى الععدوام‪،‬‬
‫وأن يحشرنا تحت لوائه‪ ،‬وأن يعطف علينا قلبه وقلب أحبابه‪ ،‬إنه على ما يشاء قدير‪،‬‬
‫وبالجابة جدير‪) .‬قوله‪ :‬وشرب ماء زمزم مستحب( أي لنها مباركععة وطعععام طعععم‪،‬‬
‫وشفاء سقم‪ .‬ويسن أن يشربه لمطلوبه في الدنيا‬

‫)‪ (1‬التوبة‪ (2) .40 :‬الشعراء‪ (3) .88 :‬النساء‪64 :‬‬

‫] ‪[ 358‬‬
‫والخرة‪ ،‬لحديث‪ :‬ماء زمزم لما شعرب لعه‪ .‬ويسعن اسعتقبال القبلعة عنعد شعربه‪،‬‬
‫وأن يتضلع منه‪ ،‬لما روى البيهقي أنه )ص( قال‪ :‬آية ما بيننا وبين المنععافقين أنهععم ل‬
‫يتضلعون من زمزم‪ .‬ويسن أن يقول عند شربه‪ :‬اللهم إنه بلغني عن نبيععك )ص( أنععه‬
‫قال‪ :‬ماء زمزم لما شرب له‪ .‬وأنا أشربه لكذا وكذا ويذكر ما يريععد دينععا‪ ،‬ودنيععا اللهععم‬
‫فافعل‪ .‬ثم يسمي ال تعالى‪ ،‬ويشععرب‪ ،‬ويتنفععس ثلثععة‪ .‬وكععان ابععن عبععاس رضععي الع‬
‫عنهما إذا شربه يقول‪ :‬اللهم إني أسألك علما نافعا‪ ،‬ورزقا واسعا‪ ،‬وشفاء من كل داء‪.‬‬
‫ويسن الدخول إلى البئر والنظر فيها‪ ،‬وأن ينععزح منهععا بالععدلو الععذي عليهععا ويشععرب‪.‬‬
‫وقال الماوردي‪ :‬ويسن أن ينضح منه على رأسععه ووجهععه وصععدره‪ ،‬وأن يععتزود مععن‬
‫مائها‪ ،‬ويستصحب منه معا أمكنعه‪ .‬ففععي الععبيهقي‪ :‬أن عائشعة رضععي الع عنهععا كععانت‬
‫تحملععه وتخععبر أن رسععول ال ع )ص( كععان يحملععه فععي القععرب‪ ،‬وكععان يصععبه علععى‬
‫المرضى‪ ،‬ويسقيهم منه‪) .‬قوله‪ :‬ولو لغيرهما( أي الحاج والمعتمر‪) .‬قوله‪ :‬وورد أنه(‬
‫أي ماء زمزم‪) .‬قوله‪ :‬أفضل المياه( أي ما عدا الماء الذي نبع من بيعن أصععابع النععبي‬
‫)ص(‪ ،‬أما هو‪ ،‬فهو أفضل من ماء زمزم‪ .‬والحاصل أفضل المياه على الطلق‪ :‬مععا‬
‫نبع من بين أصابعه الشريفة‪ ،‬ثم ماء زمزم‪ ،‬ثم ماء الكوثر‪ ،‬ثم نيععل مصععر‪ ،‬ثععم بععاقي‬
‫النهر كسيحون‪ ،‬وجيحون‪ ،‬والدجلععة‪ ،‬والفععرات وقععد نظععم ذلععك التععاج السععبكي فقععال‪:‬‬
‫وأفضل المياه ماء قد نبع * * من بين أصابع النبي المتبع يليه ماء زمععزم‪ ،‬فععالكوثر *‬
‫* فنيل مصر‪ ،‬ثم باقي النهر وال سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫] ‪[ 359‬‬
‫فصععل فععي محرمععات الحععرام أي فععي بيععان المحرمععات الععتي سععببها الحععرام‪.‬‬
‫فالضععافة مععن إضععافة المسععبب للسععبب‪ ،‬وهععي سععبعة‪ :‬اللبععس‪ ،‬والتطيععب‪ ،‬والععدهن‪،‬‬
‫والحلععق‪ ،‬والمقععدمات‪ ،‬والجمععاع‪ ،‬وقتععل الصععيد‪ .‬وجمعهععا بعضععهم فععي قععوله‪ :‬لبععس‪،‬‬
‫وطيب‪ ،‬دهن‪ ،‬حلق‪ ،‬والقبل * * ومن يطأ أو يك للصيد قتعل وععدها بعضعهم عشعرة‪،‬‬
‫وبعضهم سبعة‪ ،‬ول تخالف‪ ،‬لن ما وراء السبعة مما زيد عليها داخل فيها )‪ .(1‬قععال‬
‫في التحفة‪ :‬وحكمة تحريم ذلععك أي النععواع أن فيهععا ترفهععا وهععو أي المحععرم أشعععث‬
‫أغبر كما في الحديث فلم يناسبه الععترفه‪ ،‬وأيضععا فالقصععد تععذكره ذهععابه إلععى الموقععف‬
‫متجردا متشعثا ليقبل على الع بكليتععه‪ ،‬ول يشععتغل بغيععره‪ .‬والحاصععل أن القصععد مععن‬
‫الحج‪ :‬تجرد الظاهر ليتوصل به لتجرد الباطن‪ ،‬ومن الصوم‪ :‬العكس كما هو واضععح‬
‫فتأمله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يحرم بإحرام إلخ( اعلععم أنععه يشععترط فععي تحريععم المحرمععات الععتي‬
‫ذكرها‪ :‬العمد‪ ،‬والعلم بالتحريم‪ ،‬والختيار مع التكليععف فععإن انتفععى شععئ مععن ذلععك فل‬
‫تحريم‪ .‬وأما الفدية ففيها تفصيل‪ ،‬فإن كانت من باب التلف المحععض كقتععل الصععيد‪،‬‬
‫وقطععع الشععجر فل يشععترط فععي وجوبهععا عمععد ول علععم‪ .‬وإن كععانت معن قبيععل الععترفه‬
‫المحض كالتطيب‪ ،‬واللبس‪ ،‬والدهن اشترط في وجوبها ذلك‪ .‬وإن كان فيها شائبة من‬
‫التلف‪ ،‬وشائبة من الترفه‪ :‬فإن كان المغلععب فيععه شععائبة التلف كععالحلق والقلععم لععم‬
‫يشترط في وجوبها ما ذكر‪ ،‬وإن كان المغلب فيها شائبة الترفه كالجماع اشععترط فععي‬
‫وجوبها ذلك‪ .‬وقد نظم ذلك بعضهم فقعال‪ :‬معا كعان محعض متلعف فيعه الفعدا * * ولعو‬
‫يكون ناسيا بل اعتدا وإن يكن ترفها كاللبس * * فعند عمده بدون لبعس فععي آخعذ مععن‬
‫ذين يا ذا شبها * * خلف بغير العمد )‪ (2‬لن يشتبها فعند حلق مثل قلععم يفتععدى * * ل‬
‫وطؤه بغير عمد اعتمد وكل هذه المحرمعات معن الصعغائر‪ ،‬إل قتعل الصعيد العوطئ‪،‬‬
‫فهما من الكبائر‪ ،‬وكلها فيها الفدية بالتفصيل المار‪ ،‬ما عدا عقد النكاح‪.‬‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬داخل فيها( أي فيدخل قلم الظفار في الحلق بجامع الزالة‪ ،‬ويدخل قطععع‬
‫الشجر في قتل الصيد بجامع التلف‪ ،‬ويدخل عقععدا النكععاح فععي القبععل بجععامع أن كل‬
‫مقدمة‪ .‬ا‍ه مولف‪) (2) .‬قوله بغيععر العمععد( مععت ‪ 3‬لععق بخلععف‪) .‬وقععوله‪ :‬لععن يشععتبها(‬
‫الجملة صفة له‪ ،‬أي خلف عير متشبه‪ ،‬بل هو واضح في غير العمد من الخععذ شععبها‬
‫من هذين‪ ،‬أي اتلف‪ ،‬والترفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 360‬‬
‫)قوله‪ :‬على رجل وأنثى( اعلم أن هذه المحرمات من حيث التحريم ثلثة أقسععام‬
‫قسم يحرم على الذكر فقط وهو ستر بعض الرأس‪ ،‬ولبس المخيعط فعي أي جعزء معن‬
‫بدنه‪ .‬وقسم يحرم على النثى فقط‪ :‬وهو ستر بعض الوجه‪ .‬وقسم يحرم عليهما وهععو‬
‫لبس القفازين‪ ،‬وباقي المحرمععات‪) .‬قععوله‪ :‬وطععئ( أي بإدخععال الحشععفة أو قععدرها مععن‬
‫مقطوعها ولو مع حائل كثيف في قبل أو دبر ولو لبهيمة‪ ،‬أو ذكر واضح )‪ (1‬حيا أو‬
‫ميتا‪ .‬ويحرم على المععرأة الحلل تمكيععن زوجهععا المحععرم منععه‪ ،‬كمععا أنععه يحععرم علععى‬
‫الرجل الحلل جماع زوجته المحرمة‪ ،‬لكن إذا لم يكن له تحليلها بععأن أحرمععت بععإذنه‬
‫أما إذا كان له تحليلها أي له أن يأمرها بالتحلل بأن أحرمت بغير إذنه فل يحرم عليه‬
‫الوطئ إذا أمرها بالتحلل ولم تتحلل‪ ،‬بل يحرم عليها‪ (2) .‬كما صععرح بععه فععي شععرح‬
‫المنهج‪ ،‬وعبارته مع الصل‪ :‬ولو أحرم رقيععق أو زوجععة بل إذن‪ ،‬فلمالععك أمععره مععن‬
‫زوج أو سيد تحليله بأن يأمره بالتحلععل‪ ،‬لن تقريرهمععا علععى إحرامهمععا يعطععل عليععه‬
‫منافعهما التي يستحقها‪ ،‬فإن لم يتحلل‪ ،‬فله استيفاء منفعته منهما‪ ،‬والثععم عليهمععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بحذف‪) .‬قوله‪ :‬لية إلخ( دليععل لتحريععم الععوطئ‪) .‬قععوله‪ :‬أي ل ترفثععوا( أي فهععو خععبر‬
‫بمعنى النهي‪ ،‬إذ لو بقي على ظاهره امتنع وقوعه فععي الحععج‪ ،‬لن أخبععار الع صععدق‬
‫قطعا‪ ،‬مع أن ذلك واقع كثيرا‪) .‬قوله‪ :‬والرفث مفسر بععالوطئ( أي فسععره ابععن عبععاس‬
‫بععالوطئ تفسععير مععراد‪ ،‬فل ينععافي أن معنععاه لغععة اللغععو والخنععى والفجععور قععال فععي‬
‫اليضاح‪ :‬قععال العلمعاء‪ :‬الرفععث‪ :‬اسعم لكعل لغعو وخنععى وفجععور ومجعون بغيعر حععق‪.‬‬
‫والفسق الخروج عن طاعة ال تعععالى‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويفسععد بععه الحععج والعمععرة( يعنععي‬
‫ويفسد بالوطئ الحج والعمرة‪ ،‬لكن بشرط العلم‪ ،‬والعمد‪ ،‬والختيار‪ ،‬والتمييز‪ ،‬وكعون‬
‫الوطئ قبل التحلل الول في الحج‪ ،‬وفي العمرة قبل تمامها هذا إن كانت مفردة‪ ،‬وإل‬
‫فهي تابعة للحج‪ .‬ومع الفساد يأثم كما يعلم من تعبيره بيحرم ول فرق فععي إفسععاد مععا‬
‫ذكر‪ .‬والثم بالوطئ بين الفاعل والمفعول المكلععف‪ .‬وأمععا الفديععة فل تلععزم الموطععوءة‬
‫عند الرملي والخطيب نظير الصوم اتفاقا وعند ابن حجععر‪ :‬فيععه تفصععيل‪ ،‬وهععو لععزوم‬
‫الكفارة للرجل إن كان زوجا محرما مكلفععا‪ ،‬وإل فعليهععا حيععث لععم يكرههععا‪ .‬وكععذا لععو‬
‫زنت أو مكنت غير مكلف‪ .‬وسيأتي مزيععد كلم علععى ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬وقبلععة( معطععوف‬
‫على وطعئ‪ ،‬أي ويحععرم قبلععة مطلقععا بحععائل وغيععر حععائل وإن كععان ل دم فععي الول‪.‬‬
‫ومثلها النطر بشهوة‪ ،‬وإن كان ل دم فيه‪) .‬قوله‪ :‬ومباشرة( أي وتحرم مباشرة‪ :‬وهععي‬
‫إلصاق البشرة‪ ،‬وهي ظاهر الجلد بالبشرة‪) .‬وقوله‪ :‬بشهوة( هععي اشععتياق النفععس إلععى‬
‫الشئ‪ .‬وينبغي أن يتنبه لذلك من يحج بحليلته‪ .‬ل سيما عند إركابها وتنزيلها‪ ،‬فمتى ما‬
‫وصلت بشرته لبشرتها بشهوة أثم‪ ،‬ولزمته الفدية‪ ،‬وإن لم ينععزل‪ .‬ا‍ه‪ .‬كععردي‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫واستمناء( أي ويحرم اسععتمناء‪ ،‬أي اسععتدعاء خععروج المنععي‪) .‬قععوله‪ :‬بيععد( أي لععه‪ ،‬أو‬
‫لغيره كحليلته لكن إنما يلزم به الدم إن أنزل‪ .‬قال ش ق‪ :‬في عععد السععتمناء بيععده مععن‬
‫المحرمات بسبب الحرام تسامح‪ ،‬لنه حرام مطلقععا مععن الصععغائر‪ ،‬فكععان الولععى أن‬
‫يقول‪ :‬بيد حليلته‪ .‬والحاصل أن الدم يجب بالمباشرة بشهوة بدون حائل‪ ،‬ومنهععا القبلععة‬
‫أنزل أم ل وبالستمناء إن أنزل‪ .‬وأن الستمناء بيد غير الحليلة حرام مطلقا‪ ،‬وبيععدها‬
‫حرام في الحرام‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف النزال بنظر( أي فل يحرم‪ ،‬وهو مخالف لمععا‬
‫في النهاية والتحفة وشرح المختصر من حرمة النظر إذا كان بشععهوة وإن لععم ينععزل‪.‬‬
‫وعبارة م ر‪ :‬وتحرم به مقدماته أيضا كقبلة‪ ،‬ونظر‪ ،‬ولمس‪ ،‬ومعانقة بشهوة‪ ،‬ولو مع‬
‫عدم إنزال‪ ،‬أو مع حائل‪ ،‬ول دم في النظر بشهوة‪ ،‬والقبلة بحائل‪ ،‬وإن أنععزل بخلف‬
‫ما سوى ذلك من المقدمات‪ ،‬فإن فيه الدم وإن لععم ينععزل‪ ،‬إن باشععر عمععدا بشععهوة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو فكر أي وبخلف النزال بفكر فيما يوجب النزال‪ ،‬فل يحرم‪.‬‬
‫)‪) (1‬قوله‪ :‬واضح( ه كذا في عبد الروف على المختصر‪ ،‬وهو صفة لقوله قبععل‪ :‬ول‬
‫يضر الفصل بالغاية وما قبلها بين الصفة والموصوف‪ .‬وخرج به الخنثى‪ ،‬فإن لزمععه‬
‫الغسل فسد نسكه وإل فل‪ .‬وعبارة التحفععة‪ :‬ويفسععد بععه ‪ -‬أي الجمععاع مععن عامععد عععالم‬
‫مختار‪ ،‬وهما واضحان ا‍ه‪ .‬مولف‪) (2) .‬قوله‪ :‬بل يحرم( أ‍ئ بل تععأثم هععي بععوطئه‪ .‬ا‍ه‬
‫مولف‬

‫] ‪[ 361‬‬
‫)قوله ونكاح( معطوف على وطئ‪ ،‬أي ويحرم نكاح‪ ،‬أي عقععده إيجابععا كععان‪ ،‬أو‬
‫قبول فيحرم على المحرم عقده لنفسه أو لغيره بإذن أو وكالة أو ولية‪ .‬نعم‪ ،‬ل يمتنع‬
‫عقد النكاح على نائب المام والقاضي بإحرامهما دونه‪ .‬وبهذا يلغز ويقال‪ :‬لنععا رجععل‬
‫محرم بالحج أو العمرة‪ ،‬يعقععد نععائبه النكععاح ويصععح منععه‪ ،‬وهععو عامععد‪ ،‬عععالم‪ ،‬ذاكععر‪،‬‬
‫مختار‪ ،‬ول إثم عليه في ذلك‪ .‬وفي اليضاح‪ :‬وكل نكاح كععان الععولي فيععه محرمععا‪ ،‬أو‬
‫الزوج‪ ،‬أو الزوجة‪ ،‬فهعو باطععل‪ ،‬وتجعوز الرجعععة فععي الحعرام علعى الصععح ‪ -‬لكعن‬
‫تكره‪ ،‬ويجوز أن يكون المحرم شاهدا في نكاح الحللين على الصح‪ ،‬وتكععره خطبعة‬
‫المرأة في الحرام‪ ،‬ول تحرم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ل ينكععح المحععرم ول ينكععح( بكسععر الكععاف‬
‫فيهما‪ ،‬مع فتح الياء في الولى‪ ،‬وضمها في الثانية‪ :‬أي ل يتزوج‪ ،‬ول يععزوج غيععره‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وتطيب( معطوف على وطععئ‪ ،‬أي ويحععرم تطيععب أي اسععتعمال الطيععب علععى‬
‫المحرم‪ ،‬ولو كان أخشم‪ .‬وقوله‪ :‬في بدن أي ظاهرا أو باطنا كععان أكلععه أو احتقععن بععه‬
‫لكن في غير العود كما سيأتي أما هعو‪ ،‬فل يكعون متطيبعا إل بعالتبخر بعه‪ .‬وقعوله‪ :‬أو‬
‫ثوب أي ملبوس له‪ ،‬فثيابه كبدنه‪ ،‬بل أولى‪) .‬قوله‪ :‬بما يسمى طيبا( أي بما يعععد طيبععا‬
‫على العموم‪ .‬وأما القول بأنه يعتبر عرف كل ناحية بما يتطيبون بععه‪ ،‬فهععو غلععط كمععا‬
‫قاله العلمة ابن حجععر‪ ،‬نقل عععن الروضععة والمععراد‪ :‬بمععا تقصععد منععه رائحععة الطيععب‬
‫غالبا‪ ،‬أما ما كان القصععد منععه الكععل والتععداوي‪ ،‬أو الصععلح كععالفواكه‪ ،‬والبععازير‪،‬‬
‫ونحوهما وإن كان فيه رائحة طيبة كالتفاح‪ ،‬والسفرجل‪ ،‬والترج‪ ،‬والهيل‪ ،‬والقرنفل‪،‬‬
‫والمصطكي‪ ،‬والسنبل‪ ،‬والقرفة‪ ،‬وحب المحلب‪ .‬فل شئ فيه أصل‪ .‬وفي حاشععية ابععن‬
‫حجر على اليضاح يععتردد النظععر فععي اللبععان الجععاوي‪ ،‬وأكععثر النععاس يعععدونه طيبععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كمسك إلخ( أي وكريحان فارسي أو غيره‪ ،‬ونرجس‪ ،‬وآس‪ ،‬ونمام‪ ،‬وغيرهععا‪.‬‬
‫قال في فتح الجواد‪ :‬وشرط الرياحين ومنها الفاغية ‪ -‬أن تكععون رطبععة‪ .‬نعععم‪ ،‬الكععاذي‬
‫بالمعجمة ولو يابسا طيب‪ ،‬ولعل هععذا فععي نععوع منععه‪ ،‬وإل فالععذي بمكععة ل طيععب فععي‬
‫يابسة البتععه‪ .‬وإن رش عليععه مععاء‪ .‬ا‍ه‪ .‬واعلععم أن أنععواع الطيععب كععثيرة منهععا المسععك‪،‬‬
‫والكععافور‪ ،‬والعنععبر‪ ،‬والعععود‪ ،‬والزعفععران‪ ،‬والععورس‪ ،‬والععورد‪ ،‬والفععل‪ ،‬والياسععمين‪،‬‬
‫والفاغية‪ ،‬والنرجس‪ ،‬والريحان‪ ،‬والكاذي‪ .‬ثم المحرم من الطيب مباشرته على الوجه‬
‫المعتاد فيه‪ ،‬وهو يختلف باختلف أنواعه‪ ،‬في نحو المسك بوضعه في ثوبه أو بععدنه‪.‬‬
‫وفععي مععاء الععورد بالتضععمخ بعه‪ .‬وفععي العععود بععإحراقه والحتععواء علععى دخععانه‪ .‬وفععي‬
‫الرياحين كالورد والنمام بأخذها بيده وشمها‪ ،‬أو وضع أنفه‪ .‬ثم إن هذا محله إذا حمله‬
‫في لباسه أو ظاهر بدنه‪ ،‬أما إذا استعمله فععي بععاطن بععدنه ‪ -‬بنحععو أكععل‪ ،‬أو حقنععه‪ ،‬أو‬
‫استعاط مع بقاء شئ من ريحه أو طعمه حرم ولزمته الفدية‪ ،‬وإن لععم يعتععد ذلععك فيععه‪.‬‬
‫ولم يستثنوا منه إل العود‪ ،‬فل شئ بنحو أكله إل شرب نحو الماء المبخععر بععه فيضععر‬
‫وإذا مس الطيب بملبوسه أو ظاهر بدنه من غير حمل له لععم يضععر ذلععك إل إذا علععق‬
‫ببدنه أو ملبوسه شئ من عين الطيب سواء كان مسه له بجلوسه‪ ،‬أو وقوفه عليععه‪ ،‬أو‬
‫نومه‪ ،‬ولو بل حائل وكذا إن وطئه بنحو نعله‪ .‬والكلم في غير نحو الورد من سععائر‬
‫الرياحين‪ .‬أما هو‪ ،‬فل يضر‪ ،‬وإن علق بثوبه أو بدنه‪ .‬وفي حاشية الكردي ما نصععه‪:‬‬
‫الذي فهمه الفقيععر مععن كلمهععم‪ :‬أن العتيععاد فععي التطيععب ينقسععم علععى أربعععة أقسععام‪.‬‬
‫أحدها‪ :‬ما اعتيد التطيب به بالتبخر كالعود فيحرم ذلععك إن وصععل إلععى المحععرم عيععن‬
‫الدخان سواء في ثوبه‪ ،‬أو‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬ولو كان أخشم )أي وإن كان ل ينتفع به لكونه أخشم‪ ،‬لنه تطيععب عرفععا‪،‬‬
‫كما لو نتف شعر لحيته عبثا‪ .‬ا‍ه‪ .‬مولف‬

‫] ‪[ 362‬‬
‫بدنه‪ ،‬وإن لم يحتو عليه فالتعبير بالحتواء جري على الغالب‪ .‬ول يحععرم حمععل‬
‫نحو العود في ثععوبه أو بععدنه لنععه خلف المعتععاد فععي التطيععب بععه‪ .‬ثانيهععا‪ :‬مععا اعتيععد‬
‫التطيب به باستهلك عينه إما بصبه على البدن أو اللباس‪ ،‬أو بغمسععهما فيععه فععالتعبير‬
‫بالصب جري على الغالب‪ ،‬وذلك‪ ،‬كماء الورد فهذا ل يحرم حمله ول شمه‪ ،‬حيث لم‬
‫يصب بععدنه أو ثععوبه شععئ منععه‪ .‬ثالثهععا‪ :‬مععا اعتيععد التطيععب بععه بوضععع أنفععه عليععه‪ ،‬أو‬
‫بوضعه على أنفععه‪ ،‬وذلععك كععالورد وسععائر الريععاحين‪ .‬فهععذا ل يحععرم حملععه فععي بععدنه‬
‫وثوبه‪ ،‬وإن كان يجد ريحععه‪ .‬رابعهععا‪ :‬مععا اعتيععد التطيععب بععه بحملععه‪ ،‬وذلععك كالمسععك‬
‫وغيره‪ ،‬فيحرم حمله في ثوبه أو بدنه‪ .‬فععإن وضعععه فععي نحععو خرقععة‪ ،‬أو قععارورة‪ ،‬أو‬
‫كان في فأرة وحمل ذلك في ثوبه أو بدنه‪ ،‬نظر إن كان ما فيه الطيب مشدودا عليععه‪،‬‬
‫فل شئ عليه بحمله فععي ثععوبه أو بععدنه‪ .‬وإن كععان يجععد ريحععه وإن كععان مفتوحععا ولععو‬
‫يسيرا حرم‪ ،‬ولزمت الفدية‪ ،‬إل إذا كان لمجععرد النقععل‪ ،‬ولععم يشععده فيععه ثععوبه‪ ،‬وقصععر‬
‫الزمن بحيععث ل يعععد فععي العععرف متطيبععا قطعععا ‪ -‬فل يضععر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ومععائه( أي‬
‫الورد‪ ،‬ولو استهلك ماء الورد في غيره كأن وضع شئ قليل منه في ماء وانمحق به‪،‬‬
‫بحيث لم يبق له طعم ول ريح جاز استعماله وشععربه‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو بشععد نحععو مسععك(‬
‫غاية في حرمة التطيب بمععا يسععمى طيبععا‪ .‬أي يحععرم التطيععب بمععا يسععمى طيبععا‪ ،‬ولععو‬
‫بربطه في طرف ثوبه‪ ،‬أو بجعله في نحو جيبه‪ .‬وتقدم عن الكردي آنفا ‪ -‬أنه إذا ربط‬
‫فععي خرقععة‪ ،‬ثععم حملععه فععي ثععوبه‪ ،‬أو بععدنه‪ ،‬ل يضععر‪ .‬والمععراد بنحععو المسععك العطععر‪،‬‬
‫والعنبر‪ ،‬والكافور‪ .‬وعبارة اليضاح ولو ربط مسكا أو كافورا أو عنععبرا فععي طععرف‬
‫إزاره لزمته الفدية‪ .‬ولو ربط العود فل بأس‪) .‬قوله‪ :‬ولععو خفيععت رائحععة الطيععب( أي‬
‫في نحو الثوب المطيععب‪ ،‬وذلععك بسععبب مععرور الزمععان والغبععار ونحععو ذلععك‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫كالكاذي والفاغية تمثيل للطيب‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الفاغية‪) .‬وقوله‪ :‬ثمر الحناء( بكسر‬
‫الحاء المهملة‪ ،‬وتشديد النون‪ ،‬وبالمد‪ .‬قال السجاعي في حاشية القطر‪ :‬وينون إذا خل‬
‫مععن أول الضععافة‪ ،‬لنععه مصععروف‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن كععان( أي الطيععب الععذي خفيععت‬
‫رائحته‪ ،‬وهو جواب لو‪ .‬وقوله‪ :‬فاحت رائحته أي ظهرت‪ .‬وقععوله‪ :‬حععرم أي التطيععب‬
‫به‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن لو كان لو أصابه الماء ل تفععوح رائحتععه‪ .‬وقععوله‪ :‬فل أي فل‬
‫يحرم‪) .‬قوله‪ :‬ودهن( معطوف على وطئ‪ ،‬أي ويحرم دهن‪ .‬وقوله‪ :‬بفتح أولععه أي ل‬
‫بضمه‪ ،‬وذلك لن المضععموم اسععم للعيععن الععتي يععدهن بهععا‪ .‬والمفتععوح مصععدر بمعنععى‬
‫التدهين‪ .‬والتحريم إنما يتعلق بالفعل‪ ،‬ل بالذات كسائر الحكععام‪) .‬قععوله‪ :‬شعععر رأس(‬
‫هو بسكون العين‪ ،‬فيجمع على شعهور كفلععس وفلعوس‪ .‬وبفتحهعا فيجمعع علعى أشععار‬
‫كسبب وأسباب‪ ،‬وهو مذكر‪ ،‬الواحععد شععرة‪ ،‬وإنمععا جمععع الشععر مععع أنعه اسعم جنعس‬
‫تشبيها له بالمفرد‪ .‬وقوله‪ :‬أو لحية هي بكسر اللم الشعر النابت علععى الععذقن‪ .‬ويلحععق‬
‫بشعر الرأس وباللحية سائر شعور الوجه ما عدا شعر الخد والجبهة‪ .‬قال في التحفععة‪:‬‬
‫وظاهر قوله شعر‪ :‬أنه ل بد من ثلث‪ ،‬ويتجه الكتفاء بدونها إن كان ممععا يقصععد بععه‬
‫التزيين‪ ،‬لن هذا هو مناط التحريم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وإنما قال ظاهر لنه يمكن أن يكععون المععراد‬
‫بشعر الرأس جنسه‪ ،‬الصادق بشعرة واحدة‪ ،‬بل وببعضها‪ .‬وحاصل ما يتعلق بالععدهن‬
‫أنه يحرم دهن شعر الرأس والوجه ما خل شعر الخد )‪ (1‬والجبهة والنف بأي دهن‬
‫كان‪ ،‬كزيت‪ ،‬وشيرج‪ ،‬وزبدة وغيرها‪ .‬وإن كان الشعر )‪ (2‬محلوقا‪ ،‬أو‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬ما خل شعر الخد إليخ( أي فإنه ل يحرم دهنهععا‪ ،‬لنععه ل يقصععد تنميتهععا‪،‬‬
‫كما في حاشية اليضاح ا‍ه‪ .‬مولف‪) (2) .‬قوله‪ :‬وأن كان الشعر( أي شعر الععرأس أو‬
‫اللحية‪ .‬وهو غاية في التحريم‪ .‬ا‍ه مولف‬

‫] ‪[ 363‬‬
‫دون الثلث‪ ،‬أو خارجععا ل رأس الجلععح والصععلع )‪ (1‬فععي محلععه ول لحيععة‬
‫المرد والطلس‪ .‬وخرج به باقي البدن‪ ،‬فل يحرم دهنه‪ .‬وليحترز المحععرم عنععد أكععل‬
‫الدسم كسمن ولحم من تلويث العنفقة أو الشارب‪ ،‬فإنه مع العلم والتعمععد حععرام تجععب‬
‫فيه الفدية‪ (2) ،‬ولو لشعرة واحدة‪) .‬قوله‪ :‬بدهن( متعلق بدهن‪ ،‬وهو هنا بضم الععدال‪،‬‬
‫إذ المراد به العين‪) .‬قوله‪ :‬ولو غير مطيب( تعميم في الدهن‪ ،‬أي ل فرق فيه بيععن أن‬
‫يكون مطيبا أو ل‪ ،‬لكن المطيب‪ ،‬يزيد على غيره بحرمة استعماله فععي جميععع البععدن‪،‬‬
‫ظاهرا وباطنا‪) .‬قوله‪ :‬كزيت وسمن( أي وزبد‪ ،‬ودهن لوز‪ ،‬وجوز‪ ،‬وشععحم وشععمع )‬
‫‪ (3‬ذائبين‪) .‬قوله‪ :‬وإزالته( بالرفع‪ ،‬عطف على وطئ أيضا‪ .‬أي ويحرم إزالة الشعععر‬
‫بنتف أو إحراق أو غيرهما من سائر وجوه الزالة )‪ (4‬حتى بنحو شرب دواء مزيل‬
‫مع العلم والتعمد فيما يظهر وذلععك لقععوله تعععالى * )ول تحلقععوا رؤوسععكم( * )‪ (5‬أي‬
‫شيئا من شعرها‪ .‬وألحق به شعر بقية البدن والظفر‪ ،‬بجامع أن فععي إزالععة كععل ترفهععا‬
‫ينافي كون المحرم أشعت أغبر‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪ :‬ولو واحععدة( أي ولععو كععان المععزال‬
‫من الشعر شعرة واحدة‪ ،‬ومثلها بعضها‪ ،‬فإنه يضر‪ ،‬وفيها الفدية‪ ،‬لكنها مد واحد كمععا‬
‫سيأتي‪) .‬قوله‪ :‬من رأسه إلخ( متعلق بإزالة‪ ،‬أي إزالة الشعر من رأسه‪ ،‬أو لحيتععه‪ ،‬أو‬
‫بدنه‪ .‬ودخل فيه شعر العانععة‪ ،‬والبععط‪ ،‬واليععد‪ ،‬والرجععل‪) .‬قععوله‪ :‬نعععم‪ ،‬إن احتععاج( أي‬
‫المحرم‪ ،‬وهو استدراك من حرمة إزالة الشعر‪ ،‬دفععع بععه مععا يتععوهم أن الزالععة تحععرم‬
‫مطلقا‪ ،‬بحاجة وبغيرها‪) .‬قوله‪ :‬بكثرة( الباء سببية‪ ،‬متعلقة باحتاج‪) .‬وقوله‪ :‬قمل( هععو‬
‫يتولد من العرق والوسخ‪ ،‬وهو من الحيوان الذي إناثه أكبر من ذكععوره‪ .‬ومععن طبعععه‬
‫أن يكون في الحمعر أحمععر‪ ،‬وفعي السعود أسعود‪ ،‬وفعي البيععض أبيعض‪ .‬وقعوله‪ :‬أو‬
‫جراحة معطوف على كثرة‪ ،‬أي أو بسبب جراحة أحوجه أذاها إلععى الحلععق‪ ،‬ومثلهمععا‬
‫الحر إذا تأذى بكثرة شعره فيه تأذيا ل يحتمل عادة‪) .‬قوله‪ :‬فل حرمة‪ ،‬وعليه الفديععة(‬
‫أي لقوله تعالى‪) * :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسععه ففديععة مععن صععيام أو‬
‫صدقة أو نسك( * )‪) .(6‬قوله‪ :‬فلو نبت إلخ( لو جعله من أسباب الحتياج إلى الحلععق‬
‫بأن قال‪ :‬أو بنبت شعر بعينه‪ ،‬أو تغطيتععه إياهععا‪ ،‬لكععان أولععى وأنسععب‪ ،‬لنععه ل معنععى‬
‫للتفريع‪ .‬وقوله‪ :‬أو غطاها أي غطى الشعر عينععه‪ ،‬بععأن طععال شعععر حععاجبه أو رأسععه‬
‫حتى وصل إليها وغطاها‪) .‬قوله‪ :‬فأزال ذلك( أي ما ذكر من الشعر النابت في وسعط‬
‫العين والمغطى‪ ،‬أي فقط‪) .‬قوله‪ :‬فل حرمة ول فدية( الفرق بين هعذا حيعث لعم تجعب‬
‫الفدية وبين ما قبله حيث وجبت الفدية فيه أن التأذي في هذا من نفس الشعر‪ ،‬بخلفععه‬
‫في ذاك‪ ،‬فإنه ليس منه‪ ،‬بل مما فيه‪ .‬ومثله في ذلك ما لو قطععع أصععبعه وعليهععا شعععر‬
‫أو ظفر‪ ،‬أو كشط جلدة رأسه وعليها شعر‪ ،‬وذلك لتبعيته لغيره‪ ،‬فهو لم يقطعه قصدا‪،‬‬
‫وإنما قطعه تابعا لغيره‪ ،‬والمحرم قطعه غير تابع لغيره‪.‬‬

‫)‪ (1‬قوله‪ :‬الجلح( في المصباح‪ ،‬جلح الرجل جلحا ‪ -‬من باب تعب الشعر من جانبى‬
‫مقدم رأسه‪ ،‬فهو أجلح‪ .‬ا‍ه وقوله‪ :‬والصلع‪ .‬قال فيه أيضا‪ :‬صلع الرجل صلعا ‪ -‬مععن‬
‫باب تعب ‪ -‬انحسر الشعر من مقدمه ا‍ه‪) (2) .‬قوله‪ :‬حرام تجب فيه الفدية( أي ما لعم‬
‫تشععتد حاجععة إلععى أكلععه‪ ،‬وإل جععاز‪ ،‬ووجبععت فيعه الفديععة‪ ،‬كعذا فععي حاشععية اليضععاح‪،‬‬
‫وعبارتها‪ :‬وقضية ما تقرر‪ :‬حرمة أكل دهن يعلم أنه يلوث به شاربه‪ ،‬وهو ظاهر إن‬
‫لم تشتد حاجة إليه‪ ،‬وإل جععاز‪ ،‬ووجبععت فيععه الفديععة‪ .‬ا‍ه مولععف‪) (3) .‬قععوله‪ :‬وشععمع(‬
‫استشكل عطف الشمع على الشحم‪ ،‬ووصفهما بالذوبان لنهم إن أرادوا أن النضععمام‬
‫قيد في الفدية فغير مسلم‪ ،‬لن الشحم الذائب وحععده دهععو‪ ،‬وأمععا الشععمع الععذائب وحععده‬
‫فغير دهن‪ .‬وأجيب بأن مرادهم بذلك بيان أن ضمن الشمع إلى الشحم ل يخرجه عععن‬
‫الدهن‪ ،‬بخلف اللبعن المشعتمل علعى الزبعد والعدهن‪ .‬وفعى هعذا الجعواب تسعليم لقعول‬
‫المستشكل‪ :‬إن الشمع الذائب غير دهن‪ ،‬وهو في محععل المنععع‪ ،‬وأى فععرق بينععه وبيععن‬
‫الشحم لن في كل دهنية يقصد بها تزييععن الشعععر فععي الجملععة‪ .‬ا‍ه‪ .‬أفععاده فععي حاشععية‬
‫اليضاح‪) (4) .‬قوله‪ :‬أو غيرهما من سائر وجوه الزالة( هو شامل للععزائل بواسععطة‬
‫حك رجل الركب في نحععو قتععب‪ ،‬وهععو ظععاهر مععن كلمهععم‪ ،‬فتجععب فيععه الفديععة‪ ،‬وإن‬
‫احتاج لذلك غالبا‪ ،‬لمكان الحتراز عنه‪ .‬خلفععا لمععن قععال بعععدمها‪ ،‬وأصععال فيععه بمععا‬
‫ليجدى‪ .‬ا‍ه مولف‪ (5) .‬القرة‪ (6) .196 :‬البقرة‪196 :‬‬

‫] ‪[ 364‬‬
‫وفي التحفة ما نصه‪) :‬تنبيه( كل محذور أبيح للحاجة فيه الفدية‪ ،‬لغيره إل إزالة‬
‫نحو شعر العين كما تقرر وإل نحو لبس السراويل أو الخف المقطوع احتياطععا لسععتر‬
‫العورة ووقاية الرجل من نحو النجاسة‪ .‬وكععل محظععور بععالحرام فيععه الفديععة إل عقععد‬
‫النكاح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وقلم( معطوف علععى وطععئ أيضععا‪ ،‬أي ويحععرم قلععم بالقيععاس علععى‬
‫حرمة إزالة الشعر بجامع الرفاهية في كل‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬لععه قطععع إلععخ( أي يجععوز لععه‬
‫ذلك‪ ،‬ول فدية‪ ،‬وهو استدراك من حرمة القلم‪) .‬وقوله‪ :‬ما انكسر( أي فقط‪ ،‬فل يجوز‬
‫له أن يقطعع مععه معن الصععحيح شعيئا‪ .‬وفعي الكعردي مععا نصعه‪ :‬فععي شعرح مختصععر‬
‫اليضاح للبكري‪ ،‬وتبعه ابن علن‪ :‬أن قطع ما ل يتأتى قطع المنكسر إل به‪ ،‬جععائز‪،‬‬
‫لحتياجه إليه‪ .‬وقال ابن الجمال‪ :‬القرب أنها تجععب الفديععة‪ ،‬لن الذى مععن المنكسععر‬
‫إل به‪ ،‬جائز‪ ،‬لحتياجه إليه‪ .‬وقال ابن الجمال‪ :‬القرب أنها تجععب الفديععة‪ ،‬لن الذى‬
‫من غيره‪ ،‬ل منه‪ ،‬وجاز قطعه معه لضععرورة التوقععف المععذكور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم‬
‫ستر إلخ( إنما أظهر العامل ولم يعطفه على ما قبلعه لطععول الكلم عليعه‪ .‬وإنمعا حعرم‬
‫الستر المذكور لخبر الصحيحين‪ :‬أنه )ص( قال فععي المحععرم الععذي سععقط عععن بعيععره‬
‫ميتا ل تخمروا رأسه‪ ،‬فإنه يبعث يععوم القيامععة ملبيععا‪ .‬وقيععس عليععه الحععي‪ ،‬بععل أولععى‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬رجل( المراد به الذكر‪ ،‬يقينععا‪ ،‬فععدخل الصععبي‪ ،‬وخععرج النععثى والخنععثى‪ ،‬فل‬
‫يحرم عليهما ذلععك‪) .‬وقععوله‪ :‬ل امععرأة( أي ول خنععثى‪) .‬قععوله‪ :‬بعععض رأس( أي ولععو‬
‫البياض الذي وراء الذن‪ ،‬لكن المحاذي لعلها‪ ،‬ل المحاذي لشحمة الذن‪ .‬قال عبد‬
‫الرؤوف في حاشية شرح الدماء‪ :‬المراد به أي البياض ما علععى الجمجمععة‪ ،‬المحععاذي‬
‫لعلى الذن ل البياض وراءها‪ ،‬النازل عن الجمجمة‪ ،‬المتصل بآخر اللحى المحاذي‬
‫لشحمة الذن‪ ،‬لنه ليس من الرأس‪ ،‬وهو المراد بقععول الزركشععي‪ :‬ل يجععزئ المسععح‬
‫على البياض وراءها‪ .‬ا‍ه )قوله‪ :‬بمععا يعععد إلععخ( متعلععق بسععتر‪ ،‬أي يحععرم سععتر رجععل‬
‫بعض رأسه بكل ما يععد سعاترا فعي الععرف‪ ،‬وإن حكعى لعون البشعرة كثعوب رقيعق‪،‬‬
‫وزجاج وكما يحرم الستر بما ذكر‪ ،‬يحععرم اسععتدامته‪ ،‬وفععارق اسععتدامة الطيععب بنععدب‬
‫ابتداء هذا قبل الحرام‪ ،‬بخلف ذاك‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬كان التلبيد بمععا لعه جععرم كععالطيب فععي‬
‫حل استدامته‪ ،‬لنه مندوب مثله‪ .‬أفاده في التحفة‪) .‬قوله‪ :‬من مخيعط( بيعان لمعا‪ ،‬وهعو‬
‫بفتح الميم وبالخاء المعجمة‪ ،‬أي شئ فيه خياطة‪) .‬وقوله‪ :‬أو غيره( أي غير المخيط‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬كقلنسوة( تمثيل للمخيط‪ ،‬وهي بفتح القاف واللم وضم السين مشتق مععن قلععس‬
‫الرجل إذا غطععاه وسععتره والنععون زائدة‪ ،‬وهععي المسععماة بالقععاووق‪ .‬أفععاده الشععرقاوي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وخرقة تمثيل لغير المخيط‪ ،‬ومثلها عصابة عريضة‪ ،‬ومرهععم وطيععن‪ ،‬وحنععاء‬
‫ثخينات‪) .‬قوله‪ :‬أما ما ل يعععد سععاترا( أي فععي العععرف‪ .‬وهععذا محععترز قععوله بمععا يعععد‬
‫ساترا‪) .‬وقوله‪ :‬كخيط رقيق( أي وكماء‪ ،‬ولو كدرا‪ ،‬وإن عد ساترا في الصععلة‪ .‬قععال‬
‫ابن قاسم في شرح أبي شجاع‪ :‬نعم‪ ،‬إن صار ثخينا ل تصح الطهارة بععه‪ ،‬بععأن صععار‬
‫يسمى طينا‪ ،‬فظاهر أنه يمتنع‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وتوسد نحو عمامة( أي وجعل نحو عمامععة‬
‫كالوسادة تحت رأسه‪ ،‬فل يضر‪ ،‬لنه ل يعد ساترا‪) .‬قوله‪ :‬ووضع يععد( أي وكوضععع‬
‫يد له أو لغيره على رأسه‪ ،‬فإنه ل يضر أيضا‪ ،‬لنه ل يعد سععاترا‪ .‬وقععوله‪ :‬لععم يقصععد‬
‫بها الستر الجملة صفة ليد‪ ،‬أي وكوضع يععد موصععوفة بكونهععا لععم يقصععد بهععا السععتر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فل يحرم( جواب أما‪ ،‬والضمير المستتر يعود على ما ل يعععد سععاترا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بخلف ما إذا قصده( أي الستر بوضع اليد‪ ،‬أي فإنه يحرم‪ .‬وقوله‪ :‬على نزاع فيه أي‬
‫في تحريمعه‪ .‬وحاصعله أن العذي جعرى عليعه ابعن حجعر فعي التحفعة‪ ،‬وفتعح الجعواد‪،‬‬
‫وشععرح العبععاب‪ :‬الضععرر بععذلك عنععد قصععد السععتر‪ .‬والععذي جععرى عليععه فععي حاشععية‬
‫اليضاح‪ :‬عدم الضرر‪ .‬وكذلك شيخ السلم في شرح البهجة‪ ،‬والرملي فععي شععرحي‬
‫اليضاح والبهجة‪ .‬وعلى الول تجب الفدية‪ ،‬وعلى الثعاني ل تجعب‪) .‬قعوله‪ :‬وكحمععل‬
‫نحو زنبيل( معطوف على كخيط‪ ،‬فهو مما ل يعد ساترا فل يضر‪) .‬قععوله‪ :‬لععم يقصععد‬
‫به( أي يحمل نحو الزنبيل‪) .‬وقوله‪ :‬ذلك( أي السععتر‪ ،‬أي ولععم يسععترخ بحيععث يصععير‬
‫كالطاقية‪ ،‬أما إذا استرخى ولم‬

‫] ‪[ 365‬‬
‫يكن فيه شئ محمول حرم‪ ،‬ولزمته الفدية‪ ،‬وإن لم يقصد به الستر‪ ،‬لنه في هذه‬
‫الحالة يسمى ساترا عرفا‪ .‬ولو كفأ الزنبيل علععى رأسعه حععتى صععار كالقلنسععوة‪ ،‬حععرم‬
‫ولزمته الفدية مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬واستظلل بمحمل( أي وكاستظلل بمحمل‪ ،‬فهعو ممععا ل‬
‫يعد ساترا‪ ،‬فل يحرم‪ .‬قال في حواشي القناع‪ :‬أي وإن قصد مع ذلك السععتر‪ ،‬لنععه ل‬
‫يعد ساترا عرفا‪ .‬وفصل بعضهم بين قصد الستر فيفعدي وإل فل‪ ،‬قياسعا علعى معا لعو‬
‫وضع على رأسه زنبيل ورد بوضوح الفرق بيععن الصععورتين‪ .‬إذا السععاتر مععا يشععمل‬
‫المستور لبسا أو نحععوه‪ ،‬ونحععو الزنبيععل يتصععور فيععه ذلععك فععأثر فيععه القصععد‪ ،‬بخلف‬
‫الهودج‪ .‬شرح العباب‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬وإن مس رأسه الغاية للرد على من يقععول بحرمععة‬
‫الستظلل بمحمل إن مس رأسه‪ .‬وعبارة اليضاح‪ :‬أما ما ل يعد ساترا فل بععأس بععه‬
‫مثل أن يتوسد عمامة‪ ،‬أو وسادة‪ ،‬أو ينغمس في ماء‪ ،‬أو يستظل بمحمل أو نحوه‪ ،‬فل‬
‫بأس به‪ ،‬سواء مس المحمل رأسه أم ل وقيل‪ :‬إن مس المحمععل رأسععه لزمتععه الفديععة‪،‬‬
‫وليس بشئ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولبسه إلععخ( معطععوف علععى سععتر‪ ،‬أي ويحععرم لبععس الرجععل‪،‬‬
‫لخبر الصحيحين‪ :‬عن ابن عمعر‪ ،‬أن رجل سعأل النعبي )ص( معا يلبعس المحعرم معن‬
‫الثيععاب ؟ فقععال‪ :‬ل يلبععس القميععص ول العمععائم‪ ،‬ول السععراويلت ول الععبرانس‪ ،‬ول‬
‫الخفاف‪ ،‬إل أحد ل يجععد نعليعن فليلبععس الخفيعن‪ ،‬وليقطعهمععا أسعفل معن الكععبين‪ ،‬ول‬
‫يلبس من الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس‪ .‬زاد البخععاري‪ :‬ول تنتقععب المععرأة‪ ،‬ول‬
‫تلبس القفازين‪) .‬فإن قيل( السؤال عمععا يلبععس‪ ،‬وأجيععب بمععا ل يلبععس مععا الحكمععة فععي‬
‫ذلك ؟ أجيب بأن ما ل يلبععس محصععور‪ ،‬بخلف مععا يلبععس إذ الصععل الباحععة‪ ،‬وفيععه‬
‫تنبيه على أنه كان ينبغي السؤال عما ل يلبس‪ ،‬وبأن المعتبر في الجعواب معا يحصعل‬
‫المقصود‪ ،‬وإن لم يطابق السؤال صريحا‪ .‬وقوله‪ :‬محيطا بالمهملة سواء أحاط بجميععع‬
‫بدنه أو بعضه‪ ،‬وسواء كععان شععفافا كزجععاج أم ل‪) .‬قععوله‪ :‬بخياطععة( متعلععق بمحيطععا‪،‬‬
‫والباء سببية‪ ،‬أي محيطا بسبب خياطة‪) .‬قوله‪ :‬كقميص( تمثيل للمحيط بخياطة‪ ،‬وهععو‬
‫ما ل يكون مفتوحا من قدام‪ ،‬أي وكخععف وبععابوج وقبقععاب سععتر سععيره أعلععى قععدميه‪،‬‬
‫فيحرم لبس ذلك‪ ،‬بخلف ما ل يستر سيره أعلعى قعدميه‪ ،‬وبخلف النععل المععروف‪،‬‬
‫والتاسومة‪ .‬والحاصل ما ظهر منه العقب ورؤوس الصععابع يحععل مطلقععا‪ .‬ومععا سععتر‬
‫الصابع فقط‪ ،‬أو العقب فقط‪ :‬ل يحل إل مع فقد النعلين‪) .‬قوله‪ :‬وقباء( هو مععا يكععون‬
‫مفتوحا من قدام‪ ،‬كالشاية‪ ،‬والقفطان‪ ،‬والفرجية‪ .‬وفي البجيرمي ما نصه‪ :‬القباء‪ :‬بالمد‬
‫والقصر‪ :‬قيل هو فارسي معرب‪ ،‬وقيل عربي مشتق مععن قبععوت الشععئ‪ :‬إذا أضععممت‬
‫أصابعك عليععه‪ .‬سعمي بععذلك لنضععمام أطرافععه‪ .‬وروي عععن كعععب أن أول مععن لبسععه‬
‫سليمان بن دواد عليهمععا السععلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬أو نسععج معطععوف علععى خياطعة‪ ،‬أي أو‬
‫محيطا بسبب نسج كزرد‪ .‬وقوله‪ :‬أو عقد معطوف على خياطة أيضععا‪ ،‬أي أو محيطععا‬
‫بسبب عقد كنوع من اللبد‪ .‬ومثععل المنسععوج والمعقععود المضععفور والمععزرر فععي عععرا‬
‫والمشكوك بنحو خلل‪ .‬قوله‪ :‬سائر بدنه متعلق بلبسه‪ .‬أي يحرم لبسه في جميع بدنه‪،‬‬
‫وهو ليس بقيد‪ ،‬بل مثله بعض بدنه كما علمت‪ ،‬ول بد من لبسه علععى الهيئة المألوفععة‬
‫فيه‪ ،‬ليخرج ما إذا ارتدى بقميص أو قباء‪ ،‬أو اتزر بسروايل‪ ،‬فإنه ل حرمة في ذلك‪،‬‬
‫ول فدية‪) .‬قوله‪ :‬بل عذر( متعلععق بكععل مععن سععتر ولبععس‪ ،‬بععدليل المفهععوم التععي‪ .‬أي‬
‫ويحرم ستر رأس بل ععذر‪ ،‬ويحعرم لبعس المحيعط بل ععذر‪ ،‬فعإن وجعد ععذر انتفعى‬
‫التحريم‪ .‬وفي الفدية تفصيل وسئل السيوطي رحمه ال تعالى عن المحرم‪ ،‬هل يجوز‬
‫له الستر أو اللبس إذا ظن الضرر قبل وجععوده‪ ،‬أو ل يجععوز إل بعععد وجععوده نظمععا ؟‬
‫)فأجاب( كذلك بالجواز‪ ،‬وصورة ذلك‪ :‬معا قعولكم فععي محعرم يلععبي * * كاشعف رأس‬
‫راجيا للرب‬

‫] ‪[ 366‬‬
‫فهل له اللبس قبيل العععذر * * بغععالب الظععن بععدون الععوزر ؟ أم بعععد أن يحصععل‬
‫عذر ظاهر * * يجوز لبس وغطاء ساتر ؟ ولو طرا عذر وزال عنععه * * هععل يجععب‬
‫النزع ببرء منه ؟ )أجاب رحمه ال( ومحرم قبل طرو العذر * * أجز له اللبس بغير‬
‫وزر بغالب الظن ول توقف * * على حصععوله‪ ،‬وهععذا الرأف نظيععره مععن ظععن مععن‬
‫غسععل بمععا * * حصععول سععقم جععوزوا التيممععا ومععن تععزل أعععذاره فليقلععع * * مبععادرا‬
‫وليعص إن لم ينزع )قوله‪ :‬فل يحرم على الرجل إلخ( مفهوم قوله بل عذر‪) .‬وقوله‪:‬‬
‫ستر رأس( أي ول لبسه محيطا‪ .‬وكان الولى للشارح أن يزيده‪ ،‬لما علمععت أن قععوله‬
‫بل عذر راجع لكل من ستر ولبس‪ ،‬فيكون هو مفهوم قععوله بل عععذر بالنسععبة للبععس‪،‬‬
‫ول يصح أن يكون قوله التي ول لبس محيط إن لم يجد غيره هو مفهومه بالنسبة له‬
‫كمععا سععتعرفه‪) .‬قععوله‪ :‬كحععر وبععرد( تمثيععل للعععذر‪ ،‬ودخععل تحععت الكععاف‪ :‬الجراحععة‪،‬‬
‫والكسر‪ ،‬والوجع‪ ،‬ونحوها‪) .‬قوله‪ :‬ويظهر ضبطه( أي العذر‪) .‬وقععوله‪ :‬هنععا( أي فععي‬
‫هذا الباب‪ ،‬بخلفه في غير هذا الباب‪ ،‬فهو ما أباح الععتيمم‪ ،‬ومععن العععذر مععا لععو تعيععن‬
‫ستر وجه المرأة طريقا في دفع النظر إليها المحرم‪ ،‬فيجوز حينئذ‪ ،‬وتجب بععه الفديععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بما ل يطيق الصبر عليه( متعلق بضبطه‪ ،‬أي ضبطه بكل ما ل يطيق الصبر‬
‫عليه كالحر والبرد‪) .‬قوله‪ :‬وإن لم يبح التيمم( أي ل فرق فيما ل يطيق الصععبر عليععه‬
‫بين أن يكون مبيحا لتيمم أو ل‪) .‬قوله‪ :‬فيحل( أي ستر الرأس لعذر‪ ،‬وهذا عين قععوله‬
‫فل يحرم‪ ،‬إل أنه أعاده لجل إفادة ما بعده‪) .‬وقوله‪ :‬مع الفدية( أي مع وجوبها عليه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قياسا إلخ أي أن وجوب الفدية هنا مقيس على وجوبها في الحلععق مععع العععذر‪،‬‬
‫بجامع أن كل محظور أبيح لحاجة‪) .‬قوله‪ :‬ول لبس محيط إلخ( ظاهره أنه معطععوف‬
‫على ستر رأس‪ ،‬ويكون هو مفهوم قوله بل عذر بالنسبة للبس‪ ،‬وذلععك لمعا علمعت أن‬
‫قوله بل عذر مرتبط بكل من ستر ومن لبس‪ ،‬فأخذ أول مفهومه بالنسبة للستر‪ ،‬وهذا‬
‫مفهومه بالنسبة للبس‪ .‬والمعنى عليه ول يحرم لبس محيععط بعععذر إن لععم يجععد غيععره‪،‬‬
‫وهو ل يصح‪ ،‬وذلك لنه حيث وجد عذر حل لبععس المحيععط سععواء وجععد غيععره أم ل‬
‫كما أنه إذا لم يجد‪ :‬يحل لبسه وجد عذر أم ل‪ .‬فيتعين حينئذ أن يكون مستأنفا‪ ،‬وليععس‬
‫معطوفا على ما قبله‪ .‬ويقدر عامل للبس‪ ،‬ويكون مفهوم قععوله بل عععذر محععذوفا كمععا‬
‫علمته فيما مععر ول يخفععى مععا فععي عبععارته المععذكورة مععن الرتبععاك‪ ،‬وبيععانه أن سعتر‬
‫الرأس ولبس المحيط يباحان لحاجة كحر وبرد مطلقا وإن ليععس المحيععط يبععاح أيضععا‬
‫إذا لم يجد غيره‪ ،‬لكن بقدر ستر العورة فقط ‪ -‬كسراويل ‪ -‬فلبس المحيععط مبععاح لحععد‬
‫شيئين‪ :‬لحاجة نحو ما ذكر‪ ،‬ولعدم وجدان غيره‪ .‬وفي الول‪ :‬يباح له لبسه في جميععع‬
‫البدن مع الفدية‪ .‬وفي الثاني‪ :‬بقدر ما يستر العععورة فقععط بل فديععة‪ ،‬فمععا يبععاح للحاجععة‬
‫المذكورة غير ما يباح للفقد قدرا وحكما‪ .‬والمؤلف رحمه ال لم يفصحهما‪ ،‬بععل أدرج‬
‫أحدهما في الخر‪ .‬وسببه أنه تصرف في عبارة شيخه وسععبكها بعبععارته‪ ،‬فععأدى ذلععك‬
‫إلى الرتباك وعدم حسن السبك‪ .‬فلو قال عقب قوله بل عذر فل يحععرم علععى الرجععل‬
‫ستر رأس ول لبس محيط إذا كان ذلك لعذر كحر وبرد إلخ‪ .‬ثم قال‪ :‬ول يحرم أيضعا‬
‫لبسه محيط إن لم يجد غيره‪ ،‬ول قدر علععى تحصععيله‪ ،‬ولععو بنحععو اسععتعارة‪ ،‬ل بنحععو‬
‫هبة‪ ،‬لكن بقدر ما يستر العورة فقط‪ .‬لكان أولى وأخصر وأوضعح‪ .‬فتنبعه‪ .‬وقعوله‪ :‬إن‬
‫لم يجد غيره أي المحيط حسا كان بأن فقده عنعده وعنعد غيععره‪ ،‬أو شعرعا بعأن وجععده‬
‫بأكثر من ثمن‬

‫] ‪[ 367‬‬
‫المثل أو أجرة مثله‪ ،‬وإن قل‪ .‬وقوله‪ :‬ول قدر على تحصععيله أي بشععراء ونحععوه‬
‫وهذا لزم لعدم وجدانه حسا‪ ،‬لنه يلزم منه عدم القدرة على تحصيله‪ ،‬ولو أسقطه ما‬
‫ضره‪) .‬قوله‪ :‬ولو بنحو استعارة( غاية للنفي‪ ،‬أي انتفت القععدرة علععى تحصععيله حععتى‬
‫بالستعارة‪ .‬فإن قدر على تحصيله بذلك تعين‪ ،‬ويحرم لبععس المحيععط‪) .‬قععوله‪ :‬بخلف‬
‫الهبة( أي بخلف ما إذا قدر على تحصيل غير المحيط بالهبة‪ ،‬فل يحععرم عليععه لبععس‬
‫المحيط‪ ،‬لنه ل يلزمه قبول الهبة لعظم المنة فيها وثقلها على النفوس‪) .‬قععوله‪ :‬فيحععل‬
‫ستر العورة إلخ( تفصيل لما أجمله بقوله ول لبس محيط إلخ‪ .‬وحاصله أنه إذا لم يجد‬
‫غير المحيط حل له لبسه بقدر ما يستر العورة‪ ،‬ول يحل له لبسه في باقي بدنه إل إذا‬
‫وجدت حاجة كحر وبرد‪ .‬وإذا اقتصر على ساتر العععورة ل تلزمععه فديععة‪ ،‬بخلف مععا‬
‫إذا زاد عليها فإنه تلزمه فدية‪ .‬والفرق كما فععي البجيرمععي نقل عععن الشععوبري أن مععا‬
‫كان سببه الفقد ل فدية فيه‪ ،‬وما كان سببه غير الفقععد كحععر وبععرد فيععه الفديععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ولبسه إلخ( أي ويحل لبسه‪ ،‬أي المحيط‪) .‬قوله‪ :‬وعقد الزار( أي ويحل عقد الزار‪،‬‬
‫أي ربط طرفه بالخر‪) .‬قععوله‪ :‬وشععد خيععط عليععه( أي الزار‪ ،‬بععأن يجعععل خيطععا فععي‬
‫وسطه فوق الزار ليثبت‪ .‬ويجوز أيضا أن يجعل فيه مثل الحجزة‪ ،‬ويدخل في التكععة‬
‫إحكاما‪ ،‬وأن يغرز طرف ردائه في طععرف إزاره‪ ،‬ول يجععوز أن يعقععد طععرف ردائه‬
‫بععالخر‪ ،‬ول أن يخلععه بععه نحععو مسععلة‪) .‬قععوله‪ :‬ل وضععع طععوق إلععخ( معطععوف علععى‬
‫الرتداء‪ ،‬أي ل يحل له وضع طوق القباء على رقبته وإن لععم يععدخل يععديه فععي كميععه‬
‫وقصر الزمن‪ ،‬لنه يستمسك بذلك‪ ،‬فيعععد لبسععا لععه‪ .‬واعلععم أنععه ل يحععرم دخععوله فععي‬
‫كيس النوم إن لم يستر رأسه‪ ،‬إذ ل يستمسك عند قيامه‪ ،‬ول إدخععاله رجلععه فععي سععاق‬
‫الخف دون قراره‪ ،‬ول لف عمامة بوسطه بل عقد‪ ،‬ول لبس خاتم‪ ،‬ول احتباء بحبعوة‬
‫وإن عرضت جدا ول إدخاله يده فععي كعم نحععو قبعاء‪ ،‬ول لبعس السععراويل فعي إحعدى‬
‫رجليه‪ ،‬ول تقليد السيف‪ ،‬ول شد نحو منطقة وهميان في وسطه‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم سععتر‬
‫امرأة ل رجل بعععض وجععه( وذلععك لنهيهععا عععن النقععاب‪ .‬وحكمتععه أنهععا تسععتره غالبععا‪،‬‬
‫فأمرت بكشفه لمخالفة عادتها‪ .‬نعم‪ ،‬يعفى عما تستره من الوجه احتياطا للرأس‪ ،‬ولععو‬
‫أمة‪ ،‬عند ابن حجر‪ ،‬لن ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ .‬ويجععوز لهععا أن ترخععى‬
‫على وجهها ثوبا متجافيا عنه بنحو أعععواد ولععو لغيععر حاجععة‪ .‬فلععو سععقط الثععوب علععى‬
‫وجهها بل اختيارها فإن رفعته فورا فل شئ عليها‪ ،‬وإل أثمت‪ ،‬وفععدت‪ .‬وكمععا يحععرم‬
‫عليها ستر وجهها‪ ،‬يحرم عليها وعلى الرجل أيضا لبس القفازين‪ ،‬للنهععي عنهمععا فععي‬
‫الحديث الصحيح‪ .‬والقفاز‪ :‬شئ يعمل لليد يحشى بقطععن ويععزر بععأزرار علععى السععاعد‬
‫ليقيها من البرد‪ .‬والمراد هنا‪ :‬المحشو والمزرور وغيرهما‪ .‬ولها أن تلف خرقة علععى‬
‫كل من يديها وتشععدها وتعقععدها‪ .‬وللرجععل شععدها بل عقععد‪) .‬تنععبيه( المحرمععات أربعععة‬
‫أقسام‪ :‬الول‪ :‬ما يباح للحاجة ول حرمة ول فدية‪ .‬وهو‪ :‬لبس السروايل لفقععد الزار‪،‬‬
‫والخف المقطوع لفقد النعل‪ ،‬وعقد خرقععة علععى ذكععر سععلس لععم يستمسععك بغيععر ذلععك‪.‬‬
‫واستدامة ما لبد به شعر رأسه أو تطيب به قبععل الحععرام‪ ،‬وحمععل نحععو مسععك بقصععد‬
‫النقل إن قصر زمنه‪ ،‬وإزالععة الشعععر بجلععدة‪ ،‬والنععابت فععي العيععن ومغطيهععا‪ ،‬والظفععر‬
‫بعضععوه‪ ،‬والمععؤذي بنحععو كسععر‪ ،‬وقتععل صععيد صععائل‪ ،‬ووطععئ جععراد عععم المسععالك‪،‬‬
‫والتعرض لنحو بيض صيد وضعه في فراشه ولم يمكععن دفعععه إل بععه أو لععم يعلععم بععه‬
‫فتلف‪ ،‬وتخليص صيد من فم سبع فمات‪ ،‬وما فعله من الترفه كلبس وتطيععب ناسععيا أو‬
‫جاهل أو مكرها‪ .‬الثاني‪ :‬ما فيه الثم ول فدية‪ :‬كعقد النكاح‪ ،‬ومباشرة بشععهوة بحععائل‬
‫على ما مر‪ ،‬والنظر بشهوة‪ ،‬والعانة على قتل‬

‫] ‪[ 368‬‬
‫الصيد بدللععة أو إعععارة آلععة‪ ،‬ولعو لحلل‪ ،‬والكععل معن صععيد صععاده غيععره لععه‪،‬‬
‫ومجرد تنفير الصيد من غير تلف‪ ،‬وفعل محرم من محرمات الحرام بميععت محععرم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما فيه الفدية ول إثم‪ .‬وذلك فيما إذا احتاج الرجل إلى اللبس أو المععرأة لتسععتر‬
‫وجهها‪ ،‬أو إلععى إزالععة شعععر‪ ،‬أو ظفععر لنحععو مععرض‪ ،‬أو زال نحععو شعععر جهل وهععو‬
‫مميز‪ ،‬أو نفر صيدا بغير قصد وتلف به‪ ،‬أو اضععطر إلععى ذبععح صععيد لجععوع أو تلععف‬
‫صيد برفس دابة معه‪ ،‬أو عضها بل تقصير‪ .‬الرابع‪ :‬ما فيه الثم والفدية‪ .‬وهععو بععاقي‬
‫المحرمععات‪) .‬قععوله‪ :‬وفديععة ارتكععاب واحععد إلععخ( لمععا أنهععى الكلم علععى الواجبععات‬
‫والمحرمات‪ ،‬شرع في بيان ما يترتب على ترك شئ من الولى‪ ،‬وارتكاب شععئ مععن‬
‫الثانية‪ ،‬فقال‪ :‬وفدية إلخ‪ .‬وحاصل الكلم على ذلععك أن العدماء ترجعع باعتبععار حكمهععا‬
‫إلى أربعة أقسععام‪ :‬دم ترتيععب وتقععدير‪ .‬ودم ترتيععب وتعععديل‪ .‬ودم تخييععر وتقععدير‪ .‬ودم‬
‫تخيير وتعديل‪ .‬فالقسعم الول‪ :‬كعدم التمتعع‪ ،‬والقعران‪ ،‬والفععوات‪ ،‬وتعرك الحععرام مععن‬
‫الميقات‪ ،‬وترك الرمي‪ ،‬وترك المبيت بمزدلفة‪ ،‬وترك المععبيت بمنععى‪ ،‬وتععرك طععواف‬
‫الوداع‪ ،‬وترك مشي أخلفه ناذره‪ .‬فهذه الدماء دماء ترتيب‪ ،‬بمعنى أنععه يلزمععه الذبععح‪،‬‬
‫ول يجوز العدول عنه إلى غيره‪ ،‬إل إذا عجز عنه‪ .‬وتقدير‪ :‬بمعنى أن الشرع قدر ما‬
‫يعدل إليه بما ل يزيد ول ينقص‪ .‬والقسم الثاني‪ :‬كدم الجماع‪ ،‬فهو دم ترتيب وتعديل‪.‬‬
‫بمعنى أن الشرع أمر فيه بالتقويم والعدول إلى غيره بحسب القيمة‪ ،‬فيجب فيه بدنععة‪،‬‬
‫ثم بقرة‪ ،‬ثم سبع شياه فإن عجز قوم البدنة بدراهم‪ ،‬واشترى بالدراهم طعاما وتصدق‬
‫به‪ .‬فإن عجز‪ ،‬صعام ععن كعل معد يومعا‪ ،‬ويكمعل المنكسعر بصعوم يعوم كامعل‪ .‬وكعدم‬
‫الحصار‪ :‬فهو دم ترتيب وتعديل‪ ،‬فيجب فيه شاة‪ ،‬فإن عجععز قومهععا كمععا ذكععر‪ ،‬فععإن‬
‫عجز صام عن كل مد يوما‪ .‬والقسم الثالث‪ :‬كدم الحلععق والقلععم‪ ،‬ودم السععتمتاع وهععو‬
‫التطيب‪ ،‬والدهن بفتح الدال للععرأس أو اللحيععة‪ ،‬وبعععض شععور الععوجه علععى مععا تقععدم‬
‫واللبس‪ ،‬ومقعدمات الجمعاع‪ ،‬والسعتمناء‪ ،‬والجمعاع غيعر المفسعد‪ .‬فهعذه العدماء دمعاء‬
‫تخيير بمعنى أنه يجوز العدول عنها إلى غيرها‪ ،‬وتقععدير بمعنععى أن الشععرع قععدر مععا‬
‫يعدل إليه‪ ،‬فيتخير إذا أزال ثلث شعرات بين ذبح وإطعام ستة مساكين لكععل مسععكين‬
‫نصف صاع‪ ،‬وصوم ثلثة أيام‪ .‬والقسم الرابع‪ :‬كدم جععزاء الصععيد والشععجر‪ ،‬فهععو دم‬
‫تخيير وتعديل‪ .‬بمعنى أن بالخيععار‪ ،‬إن شععاء فعععل الول وهععو الذبععح‪ ،‬أو الثععاني وهععو‬
‫التقويم‪ ،‬أو الثععالث وهععو الصععيام‪ .‬ومعنععى التعععديل التقععويم‪ .‬فجملععة هععذه الععدماء‪ :‬أحععد‬
‫وعشععرون دمععا تسعععة مرتبععة مقععدرة‪ ،‬وثمانيععة مخيععرة مقععدرة‪ ،‬ودمععان فيهمععا ترتيععب‬
‫وتعديل‪ ،‬ودمان فيهما تخيير وتعديل‪ .‬ونظمها الدميري رحمه ال تعالى فقععال‪ :‬خاتمععة‬
‫من الدماء ما التزم * * مرتبا وما بتخيير لزم والصفتان ل اجتماع لهمععا * * كالعععدل‬
‫والتقدير حيث فهما والدم بالترتيب والتقدير فععي * * تمتععع فععوت قععران اقتفععي وتععرك‬
‫ميقات ورمي ووداع * * مع المبيتين بل عذر مشاع ثم مرتب بتععديل سعقط * * فععي‬
‫مفسد الجماع والحصر فقط مخير مقععدر دهععن لبععاس * * والحلععق والقلععم وطيععب فيععه‬
‫باس والوطئ حيث الشاة والمقدمات * * مخير معدل صيد نبات‬

‫] ‪[ 369‬‬
‫ونظمها أيضا ابن المقري رحمه ال تعالى ‪ -‬في قوله‪ :‬أربعة دماء حععج تحصععر‬
‫* * أولها المرتب المقععدر تمتععع‪ ،‬فععوت وحععج قرنععا * * وتععرك رمععي والمععبيت بمنععى‬
‫وتركه الميقات والمزدلفة * * أو لم يودع أو كمشي أخلفه ناذره يصوم إن دمعا فقعد *‬
‫* ثلثة فيه وسبعا في البلد والثان ترتيب وتعديل ورد * * في محصر ووطئ حج إن‬
‫فسد إن لم يجد قومه ثم اشترى * * به طعاما طعمة للفقرا ثم لعجر عدل ذاك صععوما‬
‫* * أعني به عن كل مد يوما والثععالث التخييععر والتعععديل فععي * * صععيد وأشععجار بل‬
‫تكلف إن شئت فاذبح أو فعدل مثل ما * * عدلت في قيمععة مععا تقععدما وخيععرن وقععدرن‬
‫في الرابع * * إن شئت فاذبح أو فجد باصع للشخص نصف أو فصم ثلثا * * تجتث‬
‫ما اجتثثته اجتثاثا في الحلق والقلم ولبس دهن * * طيب وتقبيععل ووطععئ ثنععي أو بيععن‬
‫تحليلي ذوي إحرام * * هذي دماء الحععج بالتمععام والحمععد لع وصععلى ربنععا * * علععى‬
‫خيار خلقه نبينا وهو نظم حسن ينبغي لك طالب علم أن يحفظه‪ .‬واعلم أن هذا الدماء‬
‫ل تختص بوقت‪ ،‬وتراق في النسك الذي وجبت فيه‪ ،‬ودم الفعوات يجعزئ بععد دخعول‬
‫وقت الحرام بالقضاء‪ .‬كععالمتمتع إذا فععرغ مععن عمرتععه فععإنه يجععوز لععه أن يذبععح قبععل‬
‫الحرام بالحج‪ ،‬وهذا هو المعتمد‪ ،‬وإن قععال ابععن المقععري ل يجععزئ إل بعععد الحععرام‬
‫بالقضاء‪ .‬وكلها أو بععدلها مععن الطعععام تختععص تفريقتععه بععالحرم علععى مسععاكينه‪ ،‬وكععذا‬
‫يختص به الذبح‪ .‬إل المحصر فيذبح حيععث أحصععر‪ ،‬فععإن عععدم المسععاكين فععي الحععرم‬
‫أخره حتى يجدهم‪ .‬كمن نذر التصدق على فقراء بلد فلم يجععدهم‪) .‬قععوله‪ :‬ممععا يحععرم(‬
‫أي من الدهن والطيب واللبس والستر والحلق والقلم‪) .‬واعلم( أن الفدية تتعععدد بتعععدد‬
‫ذلك إن اختلف الزمان والمكان والنوع‪ ،‬وإل فل‪ .‬والطيب كله نوع‪ ،‬وكذا الدهن وكذا‬
‫اللبس‪ .‬قال النشيلي‪ :‬وقضية ذلك أن من ستر رأسععه لضععرورة‪ ،‬واحتععاج لكشععفه عنععد‬
‫مسحه في الوضوء وعند السجود‪ ،‬ثم أعاد الستر‪ ،‬تتكرر عليه الفديععة لتكععرر الزمععان‬
‫والمكان‪ .‬قال السيد السمهودي‪ :‬ما أظن السلف مع عععدم خلععو زمععانهم عععن مثععل هععذه‬
‫الصورة يوجبون ذلك‪ ،‬ولم أر من نبه عليه‪ .‬والمشقة تجلب التيسير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬غيععر‬
‫الجماع( أما هو‪ ،‬فحكمه سيأتي‪ ،‬وظاهر كلمه أن الجماع مطلقععا مخععالف فععي الحكععم‬
‫لما هنا‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل حكم الجماع الذي بيععن التحلليععن حكععم مععا هنععا‪ ،‬وغيععر عقععد‬
‫النكاح أيضا‪ .‬أما هو‪ ،‬فل فدية فيه أصل كما تقعدم وغيعر الصعيد والنعابت‪ ،‬أمعا همعا‪،‬‬
‫فدمهما دم تخيير وتعديل‪) .‬قوله‪ :‬ذبح شاة( خععبر فديععة‪ .‬وفيععه أن الذبععح فعععل الفاعععل‪،‬‬
‫والفدية اسم لما يخرج‪ ،‬فلم يحصل تطابق بين المبتدأ والخبر‪ ،‬ول بد مععن تععأويله هععو‬
‫وما عطف عليه‪ ،‬أعني قوله أو تصدق باسم المفعول‪ :‬أي مذبوح شاة‪ .‬والضافة فيععه‬
‫على معنعى معن‪ ،‬أو متصعدق بثلثعة آصعع‪ ،‬ول بعد معن جععل البعاء فيعه بمعنعى معن‬
‫البيانية‪ ،‬أي من ثلثة آصع‪) .‬قوله‪ :‬مجزئة في الضععحية( وهععي أن ل تكععون عجفععاء‬
‫ول مقطوعة بعض ذنب أو أذن‪ ،‬ول عرجاء‪ ،‬ول عوراء‪ ،‬ول مريضععة مرضععا بينععا‬
‫كما سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي الشاة المجزئة‪ .‬وقوله‪ :‬جذعة‬

‫] ‪[ 370‬‬
‫ضأن أي ما أجزعت مقدم أسنانها‪ ،‬وإن لم يكن لها سنة‪) .‬قععوله‪ :‬أو ثنيععة معععز(‬
‫أي لها سنتان‪) .‬قوله‪ :‬أو تصدق( يقرأ بصيغة المصدر‪ ،‬معطوف علععى ذبععح‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫بثلثة آصع بمد الهمزة جمع صاع وهو أربعة أمداد‪) .‬قوله‪ :‬لسععتة( متعلععق بتصععدق‪،‬‬
‫واللم بمعنى على‪ ،‬أي تصدق على ستة‪ .‬وقوله‪ :‬مععن مسععاكين الحععرم أي ولععو كععانوا‬
‫غير مستوطنين به‪ ،‬لكن إعطاء المسععتوطنين أولععى إذا لععم تكععن حاجععة الغربععاء أشععد‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬الشاملين للفقراء( أي أن المراد بالمساكين ما يشمل الفقراء‪ ،‬ل ما قععابلهم‪ ،‬لن‬
‫الفقير والمسكين يجتمعان إذا افترقا‪ ،‬ويفترقان إذا اجتمعا‪) .‬قععوله‪ :‬لكععل واحععد نصععف‬
‫صاع( ول يجزئ أقل منه‪ ،‬وليس في الكفارات محععل يععزاد فيععه المسععكين مععن كفععارة‬
‫واحد على مد غير هذا‪) .‬قوله‪ :‬أو صوم ثلثة أيام( أي ولععو مععن غيععر تععوال‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فمرتكب المحرم مخير إلخ( أي لقوله تعالى‪) * :‬فمععن كععان منكععم مريضععا أو بععه أذى‬
‫من رأسه( )‪ * (1‬أي فحلق‪) * .‬ففديععة مععن صععيام أو صععدقة أو نسععك( * )‪ (2‬وروى‬
‫الشيخان أنه )ص( قال لكعب بن عجزة‪ :‬أيؤذيك هوام رأسك ؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬انسععك‬
‫أي اذبح شاة أو صم ثلثة أيام‪ ،‬أو أطعم فرقا من الطعام على ستة مسععاكين‪ .‬والفععرق‬
‫‪ -‬بفتح الفاء والراء ‪ -‬ثلثة آصع‪ .‬وقيس بالحلق وبالمعذور‪ :‬غيرهما‪ .‬واعلم أن الفدية‬
‫قد تجب على مرتكب المحظور‪ ،‬كالولي بسبب ارتكاب الصبي المميععز إيععاه‪ ،‬بخلفععه‬
‫إذا كان غير مميز فل فدية علععى واحععد منهمععا‪ ،‬وإن كععان إتلفععا‪ .‬هععذا إذا كععان سععبب‬
‫الفدية ارتكابه محظورا فإن كان سببها تمتععع مععوليه‪ ،‬أو قرانععه‪ ،‬أو إحصععاره‪ ،‬فالفديععة‬
‫في مال الولي مطلقا سواء كان الصبي مميزا‪ ،‬أو كان غير مميز‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو فععل(‬
‫أي المحرم‪) .‬قوله‪ :‬ناسيا( أي للحرام أو التحريم‪ .‬ول ينافيه التقييد بالتعمد في آيععة *‬
‫)ومن قتله منكم متعمدا( * )‪ (2‬الية‪ .‬فقد خرج مخرج الغالب‪ ،‬فل مفهوم له كما فععي‬
‫شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬إن كان( أي الشععئ الععذي فعلععه منهععا‪ .‬وقععوله‪ :‬إتلفععا أي محضععا‬
‫كقتل الصيد أو مشوبا باسععتمتاع‪ ،‬لكعن المغلععب جععانب التلف‪ ،‬كحلععق الشعععر‪ ،‬وقلععم‬
‫الظفار‪) .‬قععوله‪ :‬ول تجععب( أي الفديععة‪ .‬وقععوله‪ :‬إن كععان أي الشععئ الععذي فعلععه منهععا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬تمتعا أي محضا كاللبس‪ ،‬والطيب أو مشوبا بإتلف‪ ،‬لكن المغلععب فيععه جععانب‬
‫التمتع‪ ،‬كالجماع‪) .‬قوله‪ :‬والواجب إلخ( أعاده مع علمععه مععن قععوله‪ :‬وفديععة مععا يحععرم‪،‬‬
‫لجل بيان شروط ما تجب فيه الفدية الكاملة في إزالععة الشعععر أو الظفععار‪ ،‬وهععي أن‬
‫يكون المزال ثلث شعرات فأكثر‪ ،‬أو ثلثة أظفار فأكثر‪ ،‬وأن تكون إزالة ذلععك علعى‬
‫التوالي فععي الزمععان والمكععان‪ .‬وقععوله‪ :‬باتحععاد زمععان ومكععان البععاء لتصععوير الععولء‪،‬‬
‫والمراد باتحاد الزمان‪ :‬وقوع الفعل علععى الثععر المعتععاد‪ ،‬وإل فالتحععاد الحقيقععي مععع‬
‫التحاد في الفعل مما ل يتصور ح ل‪ .‬ويمكن تصويره بععأن يزيععل شعععرتين معععا فععي‬
‫زمن واحد‪ .‬والمراد باتحاد المكععان أن يكععون المكععان الععذي أزال الشعععر فيععه واحععدا‪،‬‬
‫وليس المراد به أن يكون العضو الععذي أزال الشعععر منععه واحععدا‪ .‬بععدليل أنععه لععو أزال‬
‫شعرة من لحيته‪ ،‬وشعرة من رأسه‪ ،‬وشعرة من بععاقي بععدنه فععي مكععان واحععد‪ ،‬لزمتععه‬
‫الفدية‪ .‬ل يقال يلزم من تعدد المكان تعدد الزمان فهل اكتفى بععه ؟ لنععا نقععول‪ :‬التعععدد‬
‫هنا عرفي‪ ،‬وقد يتعدد المكان عرفا‪ ،‬ول يتعدد الزمان عرفا‪ ،‬لعدم طول الفصععل‪ .‬لن‬
‫المراد باتحاد الزمان عدم طول الفصععل عرفععا‪ ،‬وباتحععاد المكععان أن ل يتعععدد المكععان‬
‫الذي أزال فيه كما علمععت واحععترز باتحععاد مععا ذكععر ععن اختلفععه بععأن اختلععف محععل‬
‫الزالة أو زمنها‪ ،‬فإنه يجب في كععل شععرة مععد أفععاد جميععع ذلععك العلمععة البجيرمععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وفي واحدة مد طعام إلخ( أي والواجب في إزالة شعرة واحدة مد واحد‪ ،‬وفععي‬
‫إزالة‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .196 :‬المائدة‪95 :‬‬

‫] ‪[ 371‬‬
‫شعرتين مدان‪ ،‬وذلك لعسر تبعيععض الععدم فعععدل إلععى الطعععام لن الشععرع عععدل‬
‫الحيوان به في جزاء الصيد وغيره‪ .‬قال في المنهج وشرحه‪ :‬هذا إن اختار دما‪ ،‬فععإن‬
‫اختار الطعام ففي واحد منهمععا صععاع‪ ،‬وفععي اثنيععن صععاعان‪ ،‬أو الصععوم‪ ،‬ففععي واحععد‬
‫صوم يوم‪ ،‬وفي اثنين صوم يومين‪ .‬ا‍ه‪ .‬وما ذكر ضعيف‪ ،‬والمعتمععد وجععوب المععد أو‬
‫المدين مطلقعا أي سعواء اختععار الطعععام أو الصععوم‪ ،‬أو الععدم فلعو عجعز ععن المعد أو‬
‫المدين استقر ذلك في ذمته‪) .‬قوله‪ :‬ودم ترك مأمور( أي سواء كععان يفععوت بععه الحععج‬
‫كالوقوف أو ل‪ ،‬كالواجبات‪ .‬وعبر أول بالفدية‪ ،‬وهنا بالدم مع أن كلهما يطلق علععى‬
‫الحيوان وعلى غيره مما يقوم مقامه تفننا‪) .‬قععوله‪ :‬كععإحرام مععن الميقععات إلععخ( تمثيععل‬
‫للمأمور به‪) .‬قوله‪ :‬كدم التمتع والقران( الكاف للتنظيععر‪ ،‬أي أن دم تععرك المععأمور بعه‬
‫نظير دم التمتع والقران في كونه مرتبا مقدرا‪ ،‬وفيه أنه لم يسبق منه تعععرض‪ ،‬لكععون‬
‫دم التمتعع والقعران مرتبعا مقعدرا‪ ،‬ول غيعر ذلعك‪ .‬فكعان الولعى أن يقعول‪ :‬ودم تمتعع‬
‫وقران بإسقاط الكاف‪ ،‬فيكون معطوفا على دم ترك مععأمور‪) .‬قععوله‪ :‬ذبععح( خععبر عععن‬
‫دم‪ ،‬ويجري في ما مر‪) .‬قوله‪ :‬في الحرم( متعلق بذبح‪ ،‬والذبح في الحرم عام في كل‬
‫الدماء‪ ،‬ل في خصوص هذا القسم كما يوهمه صنيعه حيث قيععد بععه هنععا وأطلععق فيمععا‬
‫سبق‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪) * :‬هديا بالغ الكعبععة( * وخععبر مسععلم‪ :‬نحععرت ههنععا‪ ،‬ومنععى‬
‫كلها منحر‪ .‬فل يجزئ الذبح فععي غيععر الحععرم‪ .‬وأفضععل بقععاع الحععرم لذبععح المعتمععر‪:‬‬
‫المروة‪ .‬ولذبح الحاج إفرادا أو تمتعا أو قرانععا‪ :‬منععى‪) .‬قععوله‪ :‬فععالواجب علععى العععاجز‬
‫عن الذبح فيه( أي في الحرم حسا كان العجز‪ ،‬بأن فقد الشعاة أو ثمنهعا أو شعرعا بعأن‬
‫وجدها بأكثر من ثمن مثلها‪ ،‬أو كان محتاجا إليه أو غاب عنه ماله‪ ،‬أو تعذر وصععوله‬
‫إلى ماله‪) .‬قوله‪ :‬ولو لغيبععة مععاله( غايععة فععي كععون الععواجب عليععه الصععوم‪ .‬أي يكععون‬
‫الواجب عليه الصوم‪ ،‬ولو كان عجزه بسبب غيبعة مععاله‪ .‬قعال البجيرمععي‪ :‬ولعو لععدون‬
‫مسافة القصر‪ .‬وخالف في ذلك‪ :‬البلقيني‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن وجد من يقرضه إلخ( غايععة‬
‫في الغاية‪ ،‬أي الواجب على العاجز المذكور بسبب غيبة ماله الصوم‪ ،‬ولو وجععد مععن‬
‫يقرضه إياه‪ ،‬فل يكلف القبععول‪) .‬قععوله‪ :‬أو وجععده( ل يصععلح أن يكععون معطوفععا علععى‬
‫وجد قبله‪ ،‬لما علمت أنه غاية للغاية‪ ،‬والمعطوف على الغايععة غايععة‪ ،‬فيلععزم أن يكععون‬
‫هذا غاية أيضا للغاية الولى‪ ،‬وهو ل يصح‪ ،‬فلعل في عبارته سقطا مععن النسععاخ‪ .‬ثععم‬
‫رأيت عبارة المؤلف المذكورة عين عبارة فتح الجواد لكنه أسقط منها ما هععو متعيععن‬
‫ذكره‪ ،‬ونصها‪ :‬ثم الواجب على من عجععز عععن الععدم فععي محععل الذبععح فيمععا ذكععر مععن‬
‫الفوات والتمتع والقرآن وترك واجب بععأن لععم يجععده ولععو لغيبععة مععاله‪ ،‬وإن وجععد مععن‬
‫يقرضه فيما يظهر كالتيمم أو وجده بأكثر مععن ثمععن المثععل أو بعه واحتععاج إليععه لمععؤن‬
‫سفره الجائز فيما يظهر صوم إلخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقوله‪ :‬أو وجععده بععأكثر‪ :‬معطععوف علععى قععوله‬
‫بأن لم يجده الساقط من عبارة مؤلفنا‪) .‬قوله‪ :‬بأكثر من ثمععن المثععل( ظععاهره وإن قععل‬
‫بحيث يتغابن به‪ ،‬وبه صرح شيخنا زي‪ ،‬لكن ينبغي وجوبه بزيادة ل يتغابن بها‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ع ش‪) .‬قوله‪ :‬صوم أيام( خبر المبتدإ الععذي قععدره‪ ،‬وهععو الععواجب علععى العععاجز إلععخ‪.‬‬
‫وبقطع النظر عنه يكون معطوفا على ذبح‪ ،‬ول بد من تعيين نية الصععوم كعععن تمتععع‪،‬‬
‫أو قران‪ ،‬أو نحوهما ومن تبييت النية كصوم رمضان‪) .‬قوله‪ :‬فورا إلخ( فععي حاشععية‬
‫عبععد الععرؤوف مععا نصععه‪ :‬قعوله فععورا وجععوبه‪ :‬أي الصععوم‪ .‬وكععونه فععورا مشععروطان‬
‫بععالحرام بالحععج بالنسععبة للتمتععع والفععوات والمشععي المنععذور فععي الحععج‪ ،‬وبععالحرام‬
‫بالعمرة‪ ،‬أو بالحج بالنسبة لمجاوزة الميقععات‪ ،‬وبتمععام الحععرام بهمععا بالنسععبة للقععران‪،‬‬
‫وبفراق مكة بالنسبة لترك الوداع‪ ،‬وبفراغ أيام منى بالنسبة لبقية الدماء التسعة‪ .‬ومععع‬
‫ذلك فالفورية مشكلة‪ ،‬لنه إذا أحرم من أول شوال مثل‪ ،‬ل نكلفععه صععوم الثلثععة أول‬
‫إحرامه‪ ،‬بل الواجب عليه‬

‫] ‪[ 372‬‬
‫أن ل تغرب شمس يوم عرفة وقد بقي عليه شئ منها‪ .‬نعم‪ ،‬قد تحصععل الفوريععة‬
‫لعارض تضععيق كععأن أحععرم ليلععة السععابع وفوريععة السععبعة أقععوى إشععكال‪ ،‬إذ ل يجععب‬
‫صومها أول دخول بلده‪ .‬ويمكن تأويل فورية الثلثة بعدم تأخيرها عععن غععروب يععوم‬
‫عرفة‪ .‬ثم محل وجوبه أي الصوم إن قدر عليه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬كهم ‪ -‬بكسر الهاء‪ ،‬وتشديد‬
‫الميم عاجز يأتي فيه ما في رمضان من وجوب المد عععن كععل يععوم‪ ،‬فععإن عجععز عنععه‬
‫بقي الععواجب عليععه‪ ،‬فععإن قععدر علععى أي واحععد منهمععا فعلععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحععذف‪) .‬قععوله‪ :‬بعععد‬
‫إحرام( أي بالحج‪ .‬فل يجوز تقديمه على الحرام‪ ،‬بخلف الدم‪ .‬والفععرق‪ :‬أن الصععوم‬
‫عبادة بدنية‪ ،‬فل يجوز تقديمها على وقتها كالصلة‪ ،‬والدم عبادة مالية‪ ،‬فأشبه الزكعاة‪.‬‬
‫ويستحب أن يحرم ليلة الخامس ليصومه وتالييه‪ ،‬أو ليلععة السععادس ليصععومه وتععالييه‪،‬‬
‫والول أفضععل‪ ،‬ليكععون يععوم الععترويه مفطععرا‪ ،‬وهععذا مفععروض فععي القععرآن والتمتععع‬
‫وإخلف النذر والفوات‪ ،‬لنه يمكنه إيقاع الثلثة في الحج كمععا يعلععم معن عبععارة عبععد‬
‫الرؤوف المععارة آنفععا أمععا تععرك المبيععتين‪ ،‬والرمععي‪ ،‬وطععواف الععوداع‪ ،‬والميقععات فععي‬
‫العمرة‪ ،‬فيصوم الثلثة بعد وجوب الدم حيث شععاء‪ ،‬ولععو فععي طريقععه‪ ،‬لكععن ل يجععوز‬
‫صيامها في ترك طواف الععوداع إل بعععد مرحلععتين أو بلععوغه مسععكنه ثعم يفطععر بقععدر‬
‫مسافة وطنه وأربعة أيام العيد والتشريق‪ ،‬ثم يصوم السبعة في وطنه‪ .‬والمكععي يفععرق‬
‫بأربعة أيام‪ ،‬إذ ل يحتاج إلى مسافة‪ .‬ولذلك قال بعضعهم‪ :‬والصععوم فععي الحعج ببعععض‬
‫الصور * * ممتنع كالصوم للمعتمر وصوم تارك المبيتين معا * * والرمي أو صععوم‬
‫الذي ما ودعا )قوله‪ :‬وقبل يوم نحر( معطوف على بعد إحرام‪) .‬قوله‪ :‬ولععو مسععافرا(‬
‫غاية لوجوب صوم الثلثة بعد الحرام وقبل يوم النحر‪ ،‬أي يجب الصععوم عليععه ولععو‬
‫كان مسافرا فليس السفر عذرا فععي صععومها‪ ،‬للنععص عليععه فيععه بقععوله ثلثععة أيععام فععي‬
‫الحج‪ ،‬فل يرد أن رمضان أعظم حرمة‪ ،‬مع أن السععفر عععذر فيععه‪) .‬قععوله‪ :‬فل يجععوز‬
‫تأخير إلخ( مفرع على مفهوم التقييععد بقععوله وقبععل يععوم نحععر‪ ،‬ومععا بعععده مفععرع علععى‬
‫مفهوم التقييد ببعد إحرام‪ ،‬فهو على اللف والنشععر المشععوش‪) .‬وقععوله‪ :‬شععئ منهععا( أي‬
‫من الثلثة‪) .‬وقوله‪ :‬عنه( أي يوم النحر‪) .‬قوله‪ :‬لنها تصير قضاء( علة لعععدم جععواز‬
‫التأخير‪ ،‬أي ل يجوز تأخيرها‪ ،‬لكونها لو أخرت عنه صارت قضععاء‪ .‬وتععأخير الشععئ‬
‫عن وقته حتى يصير قضاء حرام‪ ،‬كالصلة‪) .‬قوله‪ :‬ول تقديمه( أي ول يجوز تقععديم‬
‫الصوم على الحرام بالحج‪ .‬والفرق بينه وبين الدم حيث يجوز إخراجه قبل الحععرام‬
‫بالحج إن الصوم عبادة بدنية فل يجوز تقديمها على وقتها كالصلة والدم عبادة مالية‬
‫فأشبه الزكاة وهي يجوز تقديمها على وقتهععا كمععا مععر‪) .‬قععوله‪ :‬لليععة( دليععل لوجععوب‬
‫صوم الثلثة بعد الحرام وقبل النحر‪ .‬فهو مرتبط بالمتن‪ ،‬وهي مععا سععيذكرها بقععوله‪:‬‬
‫قال تعالى‪) * :‬فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام( * )‪ (1‬اليععة‪ .‬وكععان الولععى أن يصععرح‬
‫بها هنا‪ ،‬ويحيل فيما سيأتي عليععه‪) .‬قععوله‪ :‬ويلزمععه( أي العععاجز عععن الذبععح‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫أيضا( أي كما لزمه صوم الثلثة‪) .‬وقوله‪ :‬صوم سبعة بوطنه( أي أو ما يريد توطنه‬
‫ولو مكة إن لم يكن له وطن أو أعرض عن وطنه‪ .‬قال سم‪ :‬ولو أراد استطيان محععل‬
‫آخر فهل يصح صومها بمجرد وصوله وإن أعرض عن استيطانه قبل صومها ؟ فيه‬
‫نظر‪ ،‬ول يبعد الصحة‪ .‬ثم قال‪ :‬وفي شععرح العبععاب‪ :‬فلععو لععم يتععوطن محل لععم يلزمععه‬
‫بمحل أقام فيه مدة كما أفتى به القفال‪ .‬وظاهر كلمهم أنه ل يجوز له أيضععا‪ ،‬فيصععير‬
‫إلى أن يتوطن محل‪ .‬فإن مات قبل ذلععك احتمععل أن يطعععم أو يصععام عنععه‪ ،‬لنععه كععان‬
‫متمكنا من التوطن والصوم‪ ،‬واحتمل أن ل يلزم ذلك‪ ،‬وإن خلف‬

‫)‪ (1‬المائدة‪89 :‬‬


‫] ‪[ 373‬‬
‫تركه‪ ،‬لنه لم يتمكن حقيقة‪ ،‬ولعل الول أقرب وهععو الععوجه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬أي إذا‬
‫رجع إلى أهله( ل حاجة إلى هذا التفسير‪ ،‬لنهم يفسرون الهل في عبارتهم بالوطن‪،‬‬
‫فحيث عبر به فقد أدى المقصود‪ ،‬إل أن يقال أتى به مراعععاة لليععة الشععريفة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويسن تواليها( أي السبعة‪) .‬وقوله‪ :‬كالثلثة( أي كما أنععه يسععن تععوالي الثلثععة أداء أو‬
‫قضاء‪ .‬وإنما سن التوالي مبادرة بأداء الواجب‪ .‬وخروجا من خلف من أوجبععه‪ .‬وقععد‬
‫يجب التتابع في الثلثة فقط‪ ،‬فيما إذا أحرم بالحج من سادس الحجة لضيق الوقت‪ ،‬ل‬
‫لذات التتابع‪) .‬قوله‪ :‬قال تعالى إلخ( دليل لوجوب صوم السبعة‪ ،‬ولو اقتصر على هذا‬
‫وحذف قوله المار للية لكان دليل على وجوب الثلثة أيضا‪) .‬قععوله‪ :‬فععي الحععج( أي‬
‫في أيام الحج بعد الحرام به‪) .‬قوله‪ :‬وسبعة إذا رجعتععم( أي إلععى الهععل‪ ،‬وهععو ليععس‬
‫بقيد‪ ،‬بعل مثلعه مععا إذا لععم يرجععوا واسعتوطنوا محل آخععر‪ ،‬فيجعزئ فيعه الصععوم كمععا‬
‫علمت‪) .‬قوله‪ :‬ويجب على مفسد نسك( أي بأن كان عالما عامدا مختارا مميزا‪ ،‬وبأن‬
‫كان وقوع الوطئ في الحج قبل التحلل الول كما مر‪) .‬قوله‪ :‬من حج وعمععرة( بيععان‬
‫للنسك‪) .‬قوله‪ :‬بوطئ( متعلق بمفسععد‪ ،‬وهععو ل مفهععوم لععه‪ ،‬إذ الفسععاد ل يكععون بغيععر‬
‫الوطئ‪ ،‬وهو إدخال الحشفة أو قدرها من مقطوعها في فرج ولو لبهيمة أو ميت كمععا‬
‫مر‪) .‬قوله‪ :‬بدنة( فاعل يجب‪ ،‬وإنمععا وجبعت لقضعاء جمعع مععن الصعحابة رضعي الع‬
‫عنهم بها‪ ،‬ولم يعرف لهععم مخععالف‪) .‬قععوله‪ :‬بصععفة الضععحية( أي متصععفة بالصععفات‬
‫المشروطة في الضحية صععحة وسععنا‪ ،‬فيشععترط أن تكععون سععليمة مععن العيععوب‪ ،‬وأن‬
‫يكون سنها خمس سنين‪) .‬قوله‪ :‬وإن كععان النسععك نفل( غايعة فععي وجععوب البدنععة‪ ،‬أي‬
‫تجب وإن كان النسك الذي أفسده نفل‪) .‬قوله‪ :‬والبدنة المرادة( أي فععي فديععة الفسععاد‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬الواحد معن البعل ذكعرا كعان أو أنعثى( أشعار بعذلك إلعى أن التعاء فعي البدنعة‬
‫للوحدة ل للتأنيث‪ .‬قال في المغنى‪ :‬واعلم أن البدنععة حيععث أطلقععت فععي كتععب الحععديث‬
‫والفقه‪ ،‬والمراد بها البعير ذكرا كان أو انثى وشرطها أن تكععون فععي سععن الضععحية‪،‬‬
‫ول تطلق هذه على غير هذا‪ .‬وأما أهل اللغة‪ ،‬فقال كثير منهم أو أكثرهم‪ :‬إنهععا تطلععق‬
‫على البعير والبقرة‪ .‬وحكععى المصععنف فععي التهععذيب والتحريععر عععن الزهععري‪ ،‬أنهععا‬
‫تطلق علعى الشععاة‪ ،‬ووهعم فععي ذلعك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن عجععز ععن البدنعة( أي حسعا أو‬
‫شرعا‪) .‬وقوله‪ :‬فبقرة( أي فيجب عليه بقرة‪ .‬أي بصفة الضععحية أيضععا‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن‬
‫عجز عنها( أي البقرة‪) .‬وقوله‪ :‬فسعبع شعياه( أي فيجعب عليعه سعبع شعياه‪) .‬قعوله‪ :‬ثعم‬
‫يقوم( أي ثم إن عجز عن السبع شياه يقوم البدنععة الععتي هععي الصععل‪ .‬وكععان عليععه أن‬
‫يقول‪ :‬فإن عجز يقوم البدنة‪ .‬والتقويم يكون بالنقد الغالب بسعععر مكععة حععال الوجععوب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويتصدق بقيمتها طعاما( أي يعطي بدل قيمتها طعامععا‪ ،‬فالفعععل مضععمن معنععى‬
‫يعطي‪ ،‬والبععاء بمعنععى بععدل‪ .‬قععال عبععد الععرؤوف‪ :‬ول يكفععي التصععدق بالقيمععة كسععائر‬
‫الكفارات وكأن الفرق بينه وبين إجزاء التصععدق بقيمععة بنععت المخععاض عنععد عععدمها‪،‬‬
‫وعدم ابن لبون أن ما هنا له بدل مقدر يصعار إليعه عنعد العجعز‪ ،‬بخلفعه ثعم‪ .‬انتهعى‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم يصوم( أي ثم إن عجز عن الطعام يصوم‪ .‬وكان عليه أن يعبر بمععا ذكععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬عن كل مد يوما( فإن انكسر مد صام عنه يوما كامل‪) .‬قععوله‪ :‬ول يجععب شععئ‬
‫على المرأة( مرتبط بمحذوف‪ ،‬وهو أنه يجب ما ذكر على الرجل الواطئ‪ ،‬ول يجععب‬
‫شئ على المرأة الموطوءة‪ .‬وقد تقدم أن ما ذكره من الطلق وما اتفق عليه الرملععي‬
‫والخطيب‪ ،‬وأما شيخه ففصل فيه‪ .‬وفي الكردي ما نصه‪ :‬والذي يتلخص مما اعتمععده‬
‫الشارح يعني ابن حجر في كتبه أن الجماع في الحرام ينقسم على ستة أقسام‪:‬‬

‫] ‪[ 374‬‬
‫أحععدها‪ :‬مععا ل يلععزم بععه شععئ ل علععى الععواطئ‪ ،‬ول علععى الموطععوءة‪ ،‬ول علععى‬
‫غيرهما‪ ،‬وذلك إذا كانا جاهلين معذورين بجهلهما‪ ،‬أو مكروهين‪ ،‬أو ناسيين للحععرام‬
‫أو غير مميزين‪ .‬ثانيهما‪ :‬تجب به البدنععة علععى الرجععل الععواطئ فقععط‪ ،‬وذلععك فيمععا إذا‬
‫استجمع الشروط‪ ،‬من كععونه عععاقل بالغععا عالمععا متعمععدا مختععارا‪ ،‬وكععان الععوطئ قبععل‬
‫التحلععل الول‪ ،‬والموطعوءة حليلتععه‪ ،‬سعواء كععانت محرمععة مسععتجمعة للشععروط أو ل‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬ما تجب به البدنة على المرأة فقط‪ ،‬وذلععك فيمععا إذا كععانت هععي المحرمععة فقععط‪،‬‬
‫وكانت مستجمعة للشروط السابقة‪ ،‬أو كان الزوج غير مسععتجمع للشععروط‪ ،‬وإن كععان‬
‫محرما‪ .‬رابعها‪ :‬ما تجب به البدنة على غير الواطئ والموطوءة‪ ،‬وذلععك فععي الصععبي‬
‫المميز إذا كان مستجمعا للشروط‪ ،‬فالبدنة على وليه‪ .‬خامسها‪ :‬ما تجب به البدنة على‬
‫كل من الواطئ والموطوءة‪ ،‬وذلك فيما إذا زنى المحرم بمحرمة أو وطئها بشبهة مع‬
‫استجماعها شروط الكفارة السابقة‪ .‬سادسها‪ :‬ما تجعب فيعه فديعة مخيعرة بيعن شعاة‪ ،‬أو‬
‫إطعام ثلثة آصع لستة مساكين‪ ،‬أو صوم ثلثة أيام‪ ،‬وذلعك فيمعا إذا جعامع مسععتجمعا‬
‫لشروط الكفارة السابقة بعد الجماع المفسد‪ ،‬أو جامع بين التحليليععن‪ .‬هععذا ملخععص مععا‬
‫جرى عليه الشارح‪ ،‬تبعا لشيخ السععلم زكريععا‪ ،‬واعتمععد الشععمس الرملععي والخطيععب‬
‫الشربيني تبعا لشيخهما الشهاب الرملي‪ ،‬أنه ل فدية على المرأة مطلقا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بل‬
‫تأثم( أي المرأة‪ ،‬ويفسد حجها‪ ،‬وعليها القضاء‪ .‬والضراب انتقالي‪) .‬قوله‪ :‬وعلم مععن‬
‫قولي بمفسد( الولى حذف الباء الجارة‪ ،‬لنها سععاقطة مععن عبععارته فيمععا مععر‪ ،‬ووجععه‬
‫العلم أنه يلزم من الفساد البطلن‪) .‬قوله‪ :‬أنه( أي النسك‪ .‬وقوله‪ :‬ومع ذلععك أي ومععع‬
‫بطلنه‪ .‬وقوله‪ :‬يجب مضي في فاسده أي النسك‪ ،‬لفتعاء جمعع معن الصعحابة رضعي‬
‫ال عنهم به‪ .‬ومعنى المضي فيما ذكر‪ :‬أنه يععأتي بجميععع مععا يعتععبر فيععه قبععل الععوطئ‪،‬‬
‫ويجتنب ما كان يجتنبعه قبلعه‪ ،‬فلعو ارتكعب محظعورا لزمتعه الفديعة‪) .‬قعوله‪ :‬وقضعاء(‬
‫معطوف على بدنه‪ ،‬أي ويجب قضاء ما أفسده‪ .‬والمراد القضاء اللغععوي‪ ،‬أي إعععادته‬
‫ثانيا‪ ،‬وإل فهو أداء‪ ،‬لن النسك على التراخي‪ ،‬فهو ل آخر لوقته‪ ،‬ففععي أي عععام وقععع‬
‫كان أداء‪) .‬وقوله‪ :‬فورا( أي كأن يأتي بععالعمرة عقععب التحلععل وتععوابعه‪ ،‬وبالحععج فععي‬
‫سنته إن أمكنه‪ ،‬كأن يحصره العدو بعد الفسععاد فيتحلععل‪ ،‬ثععم يععزول الحصععر والععوقت‬
‫باق‪ ،‬فإن لم يمكنه من سنته أتى به من قابل‪ .‬واعلم أنه يقع القضاء مثععل الفاسعد‪ ،‬فععإن‬
‫كان فرضا وقع فرضا‪ ،‬وإن كان تطوعا وقع تطوعا‪ .‬فلو أفسد التطوع ثععم نععذر حجععا‬
‫وأراد تحصيل المنذور بحجة القضاء لم يحصل له ذلك‪ ،‬وليكن إحرامه بالقضاء ممععا‬
‫أحرم منه بالداء أو قبله‪ ،‬فلو أحرم من دونه لزمه دم‪ ،‬ول يتعين أن يحععرم بالقضععاء‬
‫في الزمان الذي أحرم منه في الداء‪ ،‬بل له التأخير عنه‪ .‬وفارق المكععان بععأن اعتنععاء‬
‫الشارع بالميقععات المكععاني أكمععل‪ ،‬ولن المكععان ينضععبط‪ ،‬بخلف الزمععان‪ .‬أفععاده فععي‬
‫شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬وإن كان نسكه نفل( غاية في وجوب القضععاء‪ ،‬أي يجععب وإن‬
‫كان تطوعا‪ .‬ويتصور وقععوع النسععك تطوعععا مععن الرقععاء والصععبيان‪ ،‬أمععا المكلفععون‬
‫الحرار‪ ،‬فل يتصور منهم‪ ،‬لنععه حيععث وقععع منهععم فهععو فععرض كفايععة ل تطععوع لن‬
‫إحياء الكعبة بالنسك فرض كفاية في كل عام على الحرار المكلفيعن‪ ،‬ول يسعقط معن‬
‫غيرهم على المعتمد عند م ر وعنععد ابععن حجععر‪ :‬يسععقط‪ ،‬وإن كععانوا لععم يخععاطبوا بععه‪.‬‬
‫وعبارته في باب الجهاد‪ :‬ويتصور وقوع النسك غير فرض كفاية ممن ل يخاطب به‬
‫كالرقاء‪ ،‬والصبيان‪ ،‬والمجانين لكن الوجه أنه مع ذلك يسقط به فرض الكفاية‪ ،‬كما‬
‫تسقط صلة‬

‫] ‪[ 375‬‬
‫الجنععازة ععن المكلفيعن بفعععل الصععبي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه( أي النسععك‪ ،‬وهععو علعة‬
‫للفورية‪ ،‬وعللها في التحفة بتعديه بسببه‪ :‬أي القضاء‪ ،‬وهو أولععى‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن كععان‬
‫وقته موسعا( إذ هو على التراخي‪) .‬وقوله‪ :‬تضععيق عليععه بالشععروع فيععه( أي فيلزمععه‬
‫قضاؤه فورا‪) .‬قوله‪ :‬والنفل إلخ( معطوف علععى اسععم أن‪ ،‬أي ولن النفععل مععن النسععك‬
‫يصير بالشروع فيه فرضا‪ ،‬وهو علة لوجوب قضاء نسك التطوع إذا أفسععده‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أي واجععب التمععام( تفسععير لصععيرورته فرضععا عليععه‪ .‬وعبععارة التحفععة‪ :‬لنععه يلععزم‬
‫بالشروع فيه‪ ،‬ومن عبر بأنه يصير بالشععروع فيععه فرضععا‪ :‬مععراده أنععه يتعيععن إتمععامه‬
‫كالفرض‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬بخلف غيره من النفل( أي بخلف غيععر نفععل النسععك مععن بقيععة‬
‫النوافل‪ ،‬لنه ل يصير بالشروع فيه فرضععا‪ ،‬أي واجععب التمععام‪ .‬قععوله‪ :‬تتمعة أي فععي‬
‫الحكم الهدي‪ ،‬وهو في الصل اسم لما سيق إلى الحرم تقربا إلى الع تعععالى مععن نعععم‬
‫وغيرها من الموال نذرا كان أو تطوعا لكنه عند الطلق اسم للبل والبقر والغنععم‪.‬‬
‫ويستحب أن يقلد البدنة والبقرة نعلين من النعال الععتي تلبععس فععي الحععرام‪ ،‬ويتصععدق‬
‫بهمععا بعععد ذبحهمععا‪ ،‬وأن يشعععرهما‪ .‬والشعععار العلم‪ .‬والمععراد بععه هنععا أن يضععرب‬
‫صفحة سنامهما اليمنى بحديدة حتى يخرج الدم‪ ،‬ويلطخهما به‪ ،‬ليعلم من رآهما أنهمععا‬
‫هدي فل يتعرض لهمعا‪ .‬وإن سعاق غنمعا اسعتحب أن يقلعد ععرى القعرب وآذانهعا ول‬
‫يقلدها النعل‪ ،‬ول يشعرها لنها ضعيفة‪) .‬قوله‪ :‬يسن لقاصعد مكعة( أي وإن لعم يقصععد‬
‫النسك‪) .‬قوله‪ :‬وللحاج( مثله المعتمر‪ .‬وقعوله‪ :‬آكعد أي للتبععاع ففععي الصععحيحين‪ :‬أنعه‬
‫)ص( أهدى في حجة الععوداع مععائة بدنععة‪) .‬قععوله‪ :‬أن يهععدي إلععخ( نععائب فاعععل يسععن‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬شيئا من النعم( أي ولو واحعدا‪) .‬قعوله‪ :‬يسعوقه معن بلععده إلععخ( الجملعة واقععة‬
‫صفة لشيئا‪ .‬وعبارة شرح الروض وكونه معه من بلده أفضل‪ ،‬وشععراؤه مععن طريقععه‬
‫أفضل من شرائه من مكة‪ ،‬ثم من عرفة‪ ،‬فإن لم يسقه أصل بل اشتراه من منى جاز‪،‬‬
‫وحصل أصل الهدي‪) .‬قوله‪ :‬وكونه سمينا حسنا( معطوف على المصدر المؤول مععن‬
‫أن يهدي‪ ،‬أي ويسن كون الهدي سمينا حسنا‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬لقوله تعععالى‪* :‬‬
‫)ومن يعظم شعائر العع( * )‪ (1‬فسععرها ابععن عبععاس رضععي الع عنهمععا‪ :‬بالستسععمان‬
‫والستحسان‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يجب( أي الهععدي‪) .‬وقععوله‪ :‬إل بالنععذر( أي لنععه قربععة‪،‬‬
‫فلزم به‪) .‬قوله‪ :‬مهمات( أي في بيان جمل من المسائل‪ ،‬بوب الفقهاء لكل جملة منهععا‬
‫بابا مستقل‪ ،‬كالضحية‪ ،‬والعقيقعة‪ ،‬والصعيد‪ ،‬والعذبائح‪ ،‬والنعذر‪ ،‬وغيعر ذلعك‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫يسن إلخ( شروع في بيان أحكام الضحية‪ .‬وغالب الفقهاء يذكرونها في الربع الرابع‬
‫عقب الصيد‪ ،‬والمؤلف خالف وذكرها هنا لشدة تعلقها بالمناسك‪ .‬والصل فيهععا قععوله‬
‫تعالى‪) * :‬فصل لربك وانحر( * )‪ (2‬وقوله تعالى‪) * :‬والبدن جعلناها لكم من شعائر‬
‫ال( * )‪ (3‬أي من أعلم دينه‪ .‬وقوله )ص(‪ :‬ما عمل ابععن آدم يععوم النحععر مععن عمععل‬
‫أحب إلى ال تعالى من إراقه الدم‪ ،‬وإنها لتععأتي يععوم القيامععة بقرونهععا وأظلفهععا‪ ،‬وإن‬
‫الدم ليقع من ال بمكعان قبعل أن يقعع علعى الرض‪ ،‬فطيبعوا بهعا نفسعا‪ .‬وفعي حعديث‪:‬‬
‫عظموا ضحاياكم‪ ،‬فإنها على الصراط مطايععاكم‪ .‬وعععن أنععس رضععي الع عنععه‪ ،‬قععال‪:‬‬
‫ضحى النععبي )ص( بكبشععين أملحيععن أقرنيععن‪ ،‬ذبحهمععا بيععده الكريمععة وسععمى وكععبر‪،‬‬
‫ووضع رجله على صفاحهما‪) .‬قوله‪ :‬متأكدا( أي في حقنا‪ ،‬وأما في حقععه )ص( فهععي‬
‫واجبة‪ ،‬وتأكدها على الكفاية‪ .‬فلو فعلها واحد مععن أهععل الععبيت كفععت عنهععم وإن سععنت‬
‫لكل منهم فإن تركوها كلهم كره‪ ،‬هذا إن تعدد أهل الععبيت‪ ،‬وإل فسععنة عيععن‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفة‪:‬‬

‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .32 :‬الكوثر‪ (3) .2 :‬الحج‪36 :‬‬

‫] ‪[ 376‬‬
‫ومعنى كونها سنة كفاية مع كونها تسن لكل منهم سقوط الطلب بفعععل الغيععر‪ ،‬ل‬
‫حصول الثواب لمن لم يفعل‪ .‬وفي تصريحهم بندبها لكل واحد من أهل البيت ما يمنع‬
‫أن المراد بهم المحععاجير‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬لحععر( أي كلععه أو بعضععه‪ ،‬وملععك مععال ببعضععه‬
‫الحر‪) .‬وقوله‪ :‬قادر( أي مستطيع‪ .‬والمراد بععه‪ :‬مععن يقععدر عليهععا فاضععلة عععن حععاجته‬
‫وحاجععة ممنععونه يععوم العيععد وأيععام التشععريق‪ ،‬لن ذلععك وقتهععا‪ ،‬كزكععاة الفطععر‪ ،‬فععإنهم‬
‫اشترطوا فيها أن تكون فاضلة عن حاجته وحاجة ممونه يوم العيععد وليلتععه‪ ،‬لن ذلععك‬
‫وقتها‪ .‬هكذا قاله الخطيب‪ .‬والععذي يفهععم مععن كلم التحفععة تخصععيص ذلععك بيععوم العيععد‬
‫وليلته فقط‪ ،‬وعبارتها بعد كلم قادر‪ ،‬بأن فضل عن حاجة ممونه مععا مععر فععي صععدقة‬
‫التطوع ولو مسافرا‪ ،‬وبدويا‪ ،‬وحاجا بمنى‪ ،‬وإن أهدى‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ما مر فععي صععدقة‬
‫التطوع هو يوم وليلة فقط‪ ،‬فإن فضل عن حاجته وحاجة ممععونه يومععا وليلععة سععن لععه‬
‫صععدقة التطععوع‪ ،‬والحععرام‪ .‬وذكععر المؤلععف لمععن تسععن لععه التضععحية شععرطين فقععط‪:‬‬
‫الحرية‪ ،‬والقدرة‪ .‬وبقي عليه ثلثة‪ ،‬وهي‪ :‬السلم‪ ،‬والتكليععف‪ ،‬والرشععد‪ .‬فل يخععاطب‬
‫بها غير المسلم‪ ،‬أو غير المكلف‪ ،‬أو غير الرشيد‪ .‬قال في التحفة‪ ،‬نعععم‪ ،‬للععولي الب‪،‬‬
‫أو الجد ل غير‪ ،‬التضحية عن موليه من مال نفسه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬تضحية( نععائب فاعععل‬
‫يسن‪ ،‬وعبر بالتضحية التي هي فعل الفاعل‪ ،‬ولععم يعععبر كغيععره بالضععحية الععتي هععي‬
‫اسم لما يتقرب به من النعم‪ ،‬لن الحكام إنما تتعلق بالفعال ل بالعيان‪ .‬قوله‪ :‬بذبععح‬
‫إلخ( متعلق بتضحية‪ ،‬والباء للتصوير‪ ،‬إذ التضحية اسم للفعل كما علمت وهو الذبععح‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬جذع ضأن( أي جذع معن الضععأن‪ ،‬وذلععك لخععبر أحمععد‪ :‬ضعحوا بالجععذع معن‬
‫الضأن‪ ،‬فإنه جائز وكلمه صععادق بالععذكر والنععثى والخنععثى فيجععزئ كععل منهععا لكععن‬
‫الفضل الذكر‪ .‬وقوله‪ :‬له سنة أي تم لذلك الجذع سنة‪ ،‬فهي تحديدية‪) .‬قوله‪ :‬أو سععقط‬
‫سنه( أي أو لم يتم له سنة‪ ،‬لكن سقط سنه‪ .‬والمراد مقدم أسنانه‪ .‬فسنه‪ :‬مفرد مضاف‪،‬‬
‫فيعم أي فيجزئ ذلك‪ ،‬لكععن بشععرط أن يكععون إجزاعععه بعععد سععتة أشععهر‪ ،‬ويكععون هععذا‬
‫بمنزلة البلععوغ بععالحتلم‪ ،‬والععذي قبلععه بمنزلععة البلععوغ بالسععن‪) .‬قععوله‪ :‬أو ثنععي معععز(‬
‫بالجر‪ ،‬عطف علعى جعذع‪ ،‬أي أو ذبعح ثنعي مععز أو بقعر‪ .‬وقعوله‪ :‬لهمعا سعنتان بيعان‬
‫لمعنى الثني منهما أي أن الثني هو ما كان له سنتان‪ .‬أي وطعن في الثالثة‪ .‬والصععل‬
‫في ذلععك خععبر مسععلم‪ :‬ل تععذبحوا إل مسععنة‪ ،‬إل أن يعسععر عليكععم فععاذبحوا جذعععة مععن‬
‫الضأن‪ .‬والمسنة‪ :‬هي الثنية من المعز والبل والبقععر فمععا فوقهععا‪ .‬وقضععيته أن جذعععة‬
‫الضأن ل تجزئ إل إذا عجز ععن المسعنة‪ ،‬والجمهعور علعى خلفعه‪ ،‬وحملعوا الخعبر‬
‫على الندب‪ .‬والمعنى‪ :‬يندب لكم أن ل تذبحوا إل مسععنة فععإن عجزتععم فععاذبحوا جذعععة‬
‫من الضأن‪) .‬قوله‪ :‬أو إبل( معطوف علعى مععز‪ ،‬أي أو ثنعي إبعل‪ .‬وقعوله‪ :‬لعه خمعس‬
‫سنين بيان لمعنى الثني من البل‪) .‬قوله‪ :‬بنية أضحية إلخ( متعلق بتضحية‪ ،‬أي يسععن‬
‫تضحية بنية أضحية‪ ،‬أي يشترط فيها النية عند الذبح أو قبله عند التعيين لما يضععحي‬
‫به‪ .‬ومعلوم أنها بالقلب‪ ،‬وتسعن باللسعان‪ ،‬فيقعول‪ :‬نعويت الضعحية المسعنونة‪ ،‬أو أداء‬
‫سنة التضحية‪ .‬فإن اقتصر علعى نحعو الضعحية صعارت واجبعة يحعرم الكعل منهعا‪.‬‬
‫وحينئذ فما يقع في ألسنة العوام كثيرا من شرائهم ما يريدون التضحية به‪ .‬مععن أوائل‬
‫السنة‪ ،‬وكل من سألهم عنها يقولون له هذه أضحية من جهلهم بمععا يععترتب علععى ذلععك‬
‫من الحكام يصير به أضحية واجبة يمتنع عليه أكله منها‪ .‬نعم‪ ،‬المعينععة ابتععداء بنععذر‬
‫ل تجب لها نية أصل‪ ،‬اكتفاء بالنذر عن النية‪ ،‬لخروجها عن ملكه‪ .‬والمعينة عن نذر‬
‫في ذمته‪ ،‬أو بالجعل‪ ،‬تحتاج لنيععة عنععد الذبععح‪ ،‬وتجععوز مقارنتهععا للجعععل‪ .‬وفععرق بيععن‬
‫المنذورة والمجعولة‪ :‬بأن الجعل فيه خلف في لزومه‪ ،‬فاحتاج لنية‪ .‬ويجوز أن يوكل‬
‫مسلما مميزا في‬

‫] ‪[ 377‬‬
‫النية والذبح‪ ،‬أو كافرا في الذبح فقط‪ .‬وكالضحية سائر الدماء‪ .‬ول يضحي أحد‬
‫عن غيره بل إذنه في الحي‪ ،‬وبل إيصائه في الميععت‪ .‬فععإن فعععل ولععو جععاهل لععم يقععع‬
‫عنه‪ ،‬ول عن المباشر‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي التضحية‪) .‬وقوله‪ :‬أفضععل مععن الصععدقة( أي‬
‫للختلف في وجوبها‪ ،‬ولقول الشافعي رضي ال عنععه‪ :‬ل أرخععص فععي تركهععا لمععن‬
‫قدر عليهععا‪ .‬ومععراده أنععه يكععره تركهععا للقععادر عليهععا‪) .‬قععوله‪ :‬ووقتهععا( أي التضععحية‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬من ارتفاع شمس نحر( أي أن ابتداء وقت الذبح يكون من ارتفاع شمس يوم‬
‫النحر‪ ،‬وهذا هو الفضل‪ ،‬وإل فيصح الذبح من طلوع الشمس‪ ،‬ومضى قدر ركعععتين‬
‫وخطبتين خفيفات‪ .‬وعبارة المنهاج‪ :‬قلت ارتفاع الشمس فضععيلة‪ ،‬والشععرط طلوعهععا‪،‬‬
‫ثم مضي قدر الركعتين والخطبتين‪ ،‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬فلو ذبح قبل ذلك لم يقععع أضععحية‪،‬‬
‫لخبر الصحيحين‪ :‬أول ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلي‪ ،‬ثم نرجع فننحر‪ .‬مععن فعععل‬
‫ذلك فقد أصاب سنتنا‪ ،‬ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لهله‪ ،‬وليس مععن النسععك فععي‬
‫شئ‪ .‬وقوله‪ :‬إلى آخر أيام التشريق أي يمتد وقتها إلى آخر أيام التشريق‪ ،‬أي غروبها‬
‫سواء ذبح ليل أو نهارا لكنه يكره في الليل‪ .‬فلو ذبح بععد آخعر أيعام التشعريق لعم يقعع‬
‫أضحية‪ .‬نعم‪ ،‬لو لم يذبح الواجبة حتى خرج الوقت وجب ذبحها‪ ،‬وتكون قضاء‪ .‬وفي‬
‫حاشية الشرقاوي‪ :‬قال سم‪) :‬فائدة( ذهب أبععو سععلمة بععن عبععد الرحمععن‪ ،‬وسععليمان بععن‬
‫يسار‪ ،‬إلى بقاء الوقت إلى سلخ الحج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويجزئ سبع بقععر أو إبععل( أي سععبع‬
‫واحدة من البقر‪ ،‬أو واحدة من البل‪ ،‬لن البل والبقر اسما جمع‪ ،‬فهما متعددان‪ ،‬ول‬
‫معنى لكون السبع يكون من هذا المتعدد‪ .‬وعبارة متن الرشاد‪ :‬ويجزئ سبع ثني إبل‬
‫وبقر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ .‬فلعل النساخ أسععقطوا لفععظ ثنععي مععن عبارتنععا‪ .‬والسععبع بضععم‬
‫السين والباء‪ ،‬أو إسععكانها ‪ -‬والمععراد أنععه لععو اجتمععع سععبعة أشععخاص أو سععبعة بيععوت‬
‫وأخرجوا بدنة‪ ،‬أو بقرة‪ :‬أجععزأ‪ ،‬ويخعص كل منهعم سعبع منهمععا‪ .‬وفعي معنعى السععبعة‬
‫شخص واحد طلععب منععه سععبع شععياه لسععباب مختلفععة كتمتععع‪ ،‬وقععران‪ ،‬وتععرك رمععي‪،‬‬
‫ومبيت بمنى‪ ،‬ونحو ذلك فإنه يجزئ ذبح ما ذكر عنها‪ .‬ولو اشععترك أكععثر مععن سععبعة‬
‫في بدنة لم تجزئ عن واحد منهم‪ .‬ولو ضحى واحد ببدنة أو بقرة بععدل شععاة‪ ،‬فععالزائد‬
‫على السبع تطوع‪ ،‬يصرفه مصرف التطوع إن شاء‪) .‬قوله‪ :‬ول يجععزئ إلععخ( للخععبر‬
‫الصحيح‪ :‬أربع ل تجزئ فععي الضععاحي‪ :‬العععوراء الععبين عورهععا‪ ،‬والمريضععة الععبين‬
‫مرضها‪ ،‬والعرجاء البين عرجها‪ ،‬والعجفاء البين عجفها‪) .‬قععوله‪ :‬عجفععاء( هععي الععتي‬
‫ذهب مخها من الهزال‪ ،‬بحيث ل يرغب في لحمهععا غالبعا طعالبي اللحععم فعي الرخععاء‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ومقطوعة بعض ذنععب أو أذن( أي ول يجععزئ مقطوعععة بعععض ذنععب أو أذن‪،‬‬
‫أي أو ألية أو ضرع‪ ،‬لذهاب جزء مععأكول‪ .‬وقعال أبعو حنيفععة‪ :‬إن كعان المقطعوع مععن‬
‫الذن دون الثلععث أجععزأ‪ ،‬ول تجععزئ أيضععا المخلوقععة بل أذن‪ ،‬بخلف المخلوقععة بل‬
‫ذنب‪ ،‬أو بل ضرع‪ ،‬أو ألية‪ ،‬فإنها تجزئ‪ .‬والفعرق بيعن هعذه الثلثعة‪ ،‬وبيعن الذن أن‬
‫الذن عضو لزم لكل حيوان‪ ،‬بخلف هذه الثلثة‪ ،‬ولذلك أجزأ ذكر المعععز‪ ،‬مععع أنععه‬
‫ل ضرع ول ألية له‪ .‬ومثلهما العذنب قياسعا عليهمعا ‪ .-‬وقعوله‪ :‬أبيعن أي انفصعل ذلعك‬
‫البعض المقطوع‪ ،‬أما إذا لم ينفصل بأن شق الذن فل يضر كما سيصرح به‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫وإن قل أي ذلك البعض الذي أبين‪ ،‬فإنه يضععر‪) .‬قععوله‪ :‬وذات عععرج( أي ول يجععزئ‬
‫ذات عرج‪ ،‬ولو حصل لها العرج عنععد اضععجاعها للتضععحية بهععا بسععبب اضععطرابها‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وعور بالجر‪ ،‬عطف على ععرج‪ ،‬أي وذات ععور وهعو ذهعاب ضعوء إحعدى‬
‫العينين‪ ،‬وهذا هو معناه الشائع‪ ،‬ولكن المراد به هنا البياض الذي يغطي الناظر‪ .‬وإن‬
‫بقيت الحدقة‬

‫] ‪[ 378‬‬
‫بدليل وصععفه التعي‪ :‬أعنعي قععوله بيععن‪ ،‬لنعه ل يكعون بينععا وغيععر بيعن إل بهعذا‬
‫المعنى‪ ،‬أما بالمعنى الول ‪ -‬فل يكون إل بينا‪ ،‬فيكون ل فععائدة فيععه‪ .‬ويعلععم مععن عععدم‬
‫إجزائها بهذا المعنى عدم إجزائها بمعنى فاقدة إحدى العينين بالولى‪ ،‬ويعلم منه عععدم‬
‫إجزاء العمياء بالولى أيضا‪) .‬وقوله‪ :‬ومرض( أي وذات مرض‪ .‬فهععو بععالجر أيضععا‬
‫عطف على عرج‪) .‬وقوله‪ :‬بين( أي ظاهر من بان بمعنى ظهر وهو وصف لكل من‬
‫الثلثة قبله‪ .‬والعرج البين‪ :‬هو الذي يوجب تخلفها عن الماشية في المرعععى الطيععب‪،‬‬
‫وإذا ضر العرج ففقد العضعو أولعى‪ .‬والعععور العبين‪ :‬هععو البيعاض الكععثير الععذي يمنعع‬
‫الضوء‪ .‬والمرض البين‪ :‬هو الذي يظهر بسببه الهععزال‪ .‬وخععرج بالوصععف المععذكور‪:‬‬
‫اليسير من هذه الثلثة‪ ،‬فإنه ل يضر‪ .‬وضعابط الععرج اليسعير‪ :‬أن تكعون العرجعاء ل‬
‫تتخلععف عععن الماشععية بسععبب عرجهععا‪ .‬وضععابط العععور اليسععير‪ :‬أن ل يمنععع الضععوء‪.‬‬
‫وضابط المرض اليسير‪ :‬أن ل يظهر فيها بسببه هزالها وفساد لحمها‪ ،‬ول يضععر فقععد‬
‫قطعة يسيرة من عضو كبير كفخععذ ول فقععد قععرن‪ ،‬ول كسععره‪ ،‬إذ ل يتعلععق بععه كععبير‬
‫غرض‪ ،‬وإن كانت القرناء أفضل‪ ،‬للخبر فيه‪ .‬نعم‪ ،‬إن أثر انكسععاره فععي اللحععم ضععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ول يضر شف أذن أو خرقها( هذا محترز قوله المارأبين كما علمععت‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والمعتمد عدم إجزاء التضحية بالحامل( أي لن الحمل ينقص لحمها‪ .‬وضابط العيععب‬
‫هو ما نقص لحمععا‪ .‬والمعتمععد أيضععا عععدم إجععزاء الجربععاء‪ ،‬لن الجععرب يفسععد اللحععم‬
‫والورك‪ .‬قال في التحفة‪ :‬وألحق به البثور والقروح‪) .‬وقوله‪ :‬خلفا لمععا صععححه ابععن‬
‫الرفعة( أي من الجزاء‪ ،‬معلل له بأن ما حصل بها من نقص اللحم ينجععبر بععالجنين‪،‬‬
‫فهو كالخصي ورد بأن الجنين قد ل يبلغ حععد الكععل كالمضععغة وبععأن زيععادة اللحععم ل‬
‫تجبر عيبا‪ ،‬بدليل العرجاء السمينة‪) .‬قوله‪ :‬ولو نذر التضعحية بمعيبعة إلعخ( أفعاد بهعذا‬
‫أنه لو نذر التضحية بسليمة ثم حدث فيها عيب ضععحى بهععا‪ ،‬وثبععت لهععا سععائر أحكععام‬
‫التضحية‪ ،‬وهو كذلك ‪ -‬كما صرح به في التحفععة والنهايععة‪ .‬وفععرق ع ش بيععن نععذرها‬
‫سليمة ثم تتعيب‪ ،‬وبين نذر التضحية‪ ،‬بالناقصة بأنه لما التزمها سليمة‪ ،‬خرجععت عععن‬
‫ملكه بمجرد نذره‪ ،‬فحكم بأنها ضحية‪ ،‬وهععي سععليمة‪ .‬بخلف المعيبععة‪ ،‬فععإن النععذر لععم‬
‫يتعلق بها إل معيبة‪ ،‬فلم تثبت لها صفة الكمععال‪ .‬وقععوله‪ :‬أو صععغيرة أي لععم تبلععغ سععنا‬
‫تجزئ فيه عن الضحية‪) .‬قوله‪ :‬أو قال جعلتها( أي هذه المعيبععة‪ ،‬وبالجعععل المععذكور‬
‫بتعين ذبحها‪ ،‬لنه بمنزلة النذر‪) .‬قوله‪ :‬فإنه يلزم ذبحها( جواب لو الداخلة على نذر‪،‬‬
‫ولو المقدرة قبل قوله قال جعلتها‪ ،‬وإنما لزم ذبحها مع أنها معيبة لنها هععي الملتزمععة‬
‫في ذمته من قبل هذا اللتزام‪ .‬وما ذكر من عدم الجزاء هو ما صرح به فعي التحفعة‬
‫والنهايععة‪ .‬وكلم البجيرمععي علععى القنععاع مصععرح بععالجزاء‪ ،‬ونصععه‪ :‬ومحععل عععدم‬
‫إجزائها ما لم يلتزمها متصفة بالعيوب المذكورة‪ ،‬فإن التزمها كذلك‪ ،‬كقععوله لع علععي‬
‫أن أضحي بهذه وكانت عرجاء مثل أو جعلت هذه أضععحية وكععانت مريضععة مثل أو‬
‫ل علي أن أضحي بعرجععاء أو بحامععل فتجععزئ التضععحية فععي ذلععك كلععه‪ ،‬ولععو كععانت‬
‫معيبة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن اختص ذبحها بوقت الضحية( أي لنععه لمععا التزمهععا أضععحية‬
‫تعين وقتهععا كمععا لععو عينععه فععي نععذره‪ .‬والغايعة المععذكورة لعععدم إجععزاء مععا ذبحععه ععن‬
‫الضحية‪) .‬وقوله‪ :‬وجرت( أي الملتزمة‪) .‬وقععوله‪ :‬مجراهععا( أي الضععحية الواجبععة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في الصرف أي فيجب صرفها كلها للفقراء والمساكين‪ ،‬كالضععحية الواجبععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم الكل إلخ( إي يحرم أكل المضععحي والمهععدي مععن ذلععك‪ ،‬فيجععب عليععه‬
‫التصدق بجميعها‪ ،‬حتى قرنها‪ ،‬وظلفها‪ .‬فلو أكععل شععيئا مععن ذلععك غععرم بععدله للفقععراء‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬وجبا( أي الضحية والهدي‪ .‬وقوله‪ :‬بنذره أي حقيقة‪ .‬كما لععو قععال‪ :‬لع علععي‬
‫أن أضحي بهذه‪ .‬فهذه معينة بالنذر ابتداء‪ .‬وكما لو قال‪ :‬ل علععي أضععحية‪ ،‬ثععم عينهععا‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فهذه معينة عما في الذمة‪.‬‬

‫] ‪[ 379‬‬
‫أو حكما كما لو قال‪ :‬هذه أضحية‪ ،‬أو‪ :‬أضحية‪ ،‬ثم عينها بعد ذلععك‪ ،‬فهععذه معينععة‬
‫عما في الذمة‪ .‬أو حكما‪ :‬كما لععو قععال‪ :‬هععذه أضععحية‪ ،‬أو‪ :‬جعلععت هععذه أضععحية‪ .‬فهععذه‬
‫واجبة بالجعل‪ ،‬لكنها في حكم المنذورة‪) .‬قوله‪ :‬ويجب التصدق إلخ( أي فيحععرم عليعه‬
‫أكل جميعها‪ ،‬لقوله تعالى في هععدى التطععوع وأضععحية التطععوع مثلععه‪) * .‬فكلععوا منهععا‬
‫وأطعموا القانع أي السائل والمعتر( * أي المتعرض للسؤال‪) .‬قوله‪ :‬ولععو علععى فقيععر‬
‫واحد( أي فل يشترط التصدق بها على جمع من الفقراء‪ ،‬بل يكفي واحععد منهععم فقععط‪،‬‬
‫وذلك لنه يجوز القتصار على جزء يسير منهععا‪ ،‬وهععو ل يمكععن صععرفه لكععثر مععن‬
‫واحد‪) .‬قوله‪ :‬بشئ( أي من اللحم‪ .‬فل يكفي غير اللحم من نحو كرش وكبد‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫نيئا( أي ليتصرف فيععه المسععكين بمععا شععاء مععن بيععع وغيععره‪ .‬فل يكفععي جعلععه طعامععا‬
‫ودعاء الفقير إليه‪ ،‬لن حقه في تملكه ل في أكله‪) .‬قوله‪ :‬من التطوع بها( احععترز بععه‬
‫عن الواجبة‪ ،‬فيجب التصدق بها كلها‪ ،‬ويحرم أكل شععئ منهععا كمععا تقععدم آنفععآ‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والفضل التصدق بكله( أي بكل المتطوع بها‪ ،‬وذلك لنه أقرب للتقععوى‪ ،‬وأبعععد عععن‬
‫حظ النفس‪ .‬وسن أن يجمع بيعن الكععل والتصععدق والهععداء‪ ،‬ول يجععوز أن يعبيع مععن‬
‫الضحية شيئا‪ ،‬سواء كانت مندوبععة أو واجبععة‪) .‬قععوله‪ :‬إل لقمععا( أي فععإنه ل يتصععدق‬
‫بها‪ ،‬بل يسن له أكلها‪ .‬والجمع ليس بقيد‪ ،‬بععل يكفععي فععي حصععول الفضععيلة أكععل لقمععة‬
‫واحععدة‪ .‬وعبععارة الشععيخ الخطيععب‪ :‬إل لقمععة‪ ،‬أو لقمععتين‪ ،‬أو لقمععا‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععي ظععاهرة‪.‬‬
‫ومعلععوم أن محععل ذلععك إن ذبععح عععن نفسععه‪ ،‬وإل امتنععع الكععل منهععا رأسععا بغيععر إذن‬
‫المنععوب عنععه إن كععان حيععا‪ ،‬فععإن كععان ميتععا أوصععى بهععا تعععذر حينئذ الذن‪ ،‬ووجععب‬
‫التصدق بجميعها‪) .‬وقوله‪ :‬يتبرك بأكلها( أي يقصد بأكلها البركة‪) .‬قععوله‪ :‬وأن تكععون‬
‫من الكبد( أي والفضل أن تكون اللقمات من كبد الضحية‪ ،‬لموافقته )ص(‪ .‬وحكمععة‬
‫ذلك‪ :‬التفاؤل بدخول الجنة‪ ،‬فإنهم أول ما يفطرون بزائدة كبد الحوت الذي عليه قرار‬
‫الرض‪ ،‬وهي القطعة المعلقة في الكبد إشارة إلى البقاء البععدي‪ ،‬واليععأس مععن العععود‬
‫إلى الدنيا وكدرها‪) .‬فإن قلت( هي كانت واجبة عليععه )ص(‪ ،‬والععواجب يمتنععع الكععل‬
‫منه كما مر ‪ -‬؟ )قلت( كان يذبح أكثر من الواجب‪ ،‬ول يقتصر عليه‪ ،‬فساغ له الكل‬
‫من الزائد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ش ق‪) .‬قوله‪ :‬وأن ل يأكل فوق ثلث( أي والفضل أن ل يأكل فععوق‬
‫ثلث لقم‪) .‬قوله‪ :‬والتصدق بجلدها( أي والفضل التصدق بجلدها‪ ،‬ولععه أن ينتفععع بععه‬
‫بنفسه‪ ،‬كأن يجعله دلوا أو نعل‪ ،‬وله أن يعيره لغيره‪ .‬ويحرم عليه وعلى وارثعه بيععه‬
‫كسائر أجزائها ‪ -‬وإجارته ‪ -‬وإعطاؤه أجرة جزار في مقابلة الذبععح‪ ،‬لخععبر‪ :‬مععن بععاع‬
‫جلد أضحيته فل أضحية له ولزوال ملكه عنها بذبحها فل تورث‪ ،‬والقرن مثل الجلععد‬
‫فيما ذكر‪) .‬قوله‪ :‬وله إطعام أغنياء( أي إعطاء شئ من الضحية لهم‪ ،‬سواء كان نيئا‬
‫أو مطبوخا كمعا فعي التحفعة‪ ،‬والنهايعة ويشعترط فيهعم أن يكونعوا معن المسعلمين‪ .‬أمعا‬
‫غيرهم فل يجوز إعطاؤهم منها شيئا‪) .‬قوله‪ :‬ل تمليكهم( أي ل يجوز تمليك الغنياء‬
‫منها شيئا‪ .‬ومحله‪ :‬إن كان ملكهعم ذلععك ليتصععرفوا فيععه بععالبيع ونحععوه كععأن قععال لهععم‪:‬‬
‫ملكتكم هذا لتتصرفوا في بما شئتم أما إذا ملكهم إياه ل لذلك بل للكل وحده فيجععوز‪،‬‬
‫ويكون هديه لهم وهم يتصرفون فيه بنحو أكل وتصدق وضيافة لغني أو فقير ل ببيع‬
‫وهبة وهذا بخلف الفقراء‪ ،‬فيجوز تمليكهععم اللحععم ليتصععرفوا فيععه بمععا شععاؤا بععبيع أو‬
‫غيره‪ .‬وفي ع ش ما نصه‪ :‬لم يبينوا المععراد بععالغني هنععا‪ ،‬وجععوز م ر أنععه مععن تحععرم‬
‫عليه الزكاة‪ ،‬والفقير هنا من تحل له الزكاة‪ .‬ا‍ه‪ .‬سم على منهج‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويسعن أن‬
‫يذبح الرجل بنفسه( أي للتباع‪ ،‬وهو أنه )ص(‪ :‬ضحى بمععائة بدنععة‪ ،‬نحععر منهععا بيععده‬
‫الشريفة ثلثا وستين‪ ،‬وأمر عليا رضي ال عنه فنحععر تمععام المععائة‪ .‬وخععرج بالرجععل‬
‫المرأة‪ ،‬فالسنة لها أن تنيب‪ ،‬رجل يذبح عنها‪ .‬ومثلها الخنثى ومن ضعف من الرجال‬
‫عععن الذبععح‪ ،‬والعمععى إذ تكععره ذبيحتععه أفععاده بجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يشععهدها( أي‬
‫الضحية‪ ،‬أي ويسن أن يشهد ذبحها من وكل به أي الذبح وذلععك لمععا صععح مععن أمععر‬
‫السيدة فاطمة رضي ال عنهععا بععذلك‪ ،‬وأن تقععول‪ :‬إن صععلتي ونسععكي إلععى وأنععا مععن‬
‫المسلمين ووعدها بأنه يغفر لها بأول قطرة من دمها كل ذنب عملته‪ ،‬وأن هذا لعموم‬
‫المسلمين‪ .‬وإذا وكل به‬

‫] ‪[ 380‬‬
‫كفت نية الموكل‪ ،‬ول حاجة لنية الوكيل‪ ،‬بل لععو لععم يعلععم أنععه مضععح لععم يضععر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكره لمريدها( أي التضحية‪ .‬ومثلها إهداء شئ من النعم إلععى الحععرم‪ .‬وخععرج‬
‫بمريدها غيره‪ ،‬ولو من أهل البيت‪ ،‬وإن وقعت عنهم‪ ،‬فل يكره فععي حقهععم ذلععك‪ .‬قععال‬
‫في التحفة‪ :‬ول يقوم نذره بل إرادة لها مقام إرادته لها‪ ،‬لنععه قععد يخععل بععالواجب‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والقول بكراهة ما ذكر هو المعتمد‪ ،‬وقيل حرام وعليه المام أحمد وغيره ما لم يحتج‬
‫إليععه‪ ،‬وإل فقععد يجععب كقطععع يععد سععارق‪ ،‬وختععان بععالغ وقععد يسععتحب كختععان صععبي‪،‬‬
‫وكتنظيف لمريد إحرام‪ ،‬أو حضور جمعة على ما بحثه الزركشي‪ .‬لكععن ينععافيه إفتععاء‬
‫غير واحعد بعأن الصعائم إذا أراد أن يحعرم أو يحضعر الجمععة ل يسعن لعه التطيعب ‪-‬‬
‫رعاية للصوم فكذا هنا‪ ،‬رعاية لشمول المغفرة أولى‪ .‬وقد يبععاح‪ ،‬كقطععع سععن وجعععه‪،‬‬
‫وسلعة‪ .‬أفاده الكردي نقل عن ابن حجر‪) .‬وقععوله‪ :‬نحععو شعععر( أي مععن ظفععر وسععائر‬
‫أجزاء بدنه‪ ،‬أل الدم على نزاع فيه‪) .‬قوله‪ :‬في عشر ذي الحجة إلععخ( متعلععق بإزالععة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حتى يضحي( غاية في الكراهة‪ .‬أي وتستمر الكراهة إلععى أن يضععحي‪ ،‬وذلععك‬
‫للمر بالمسععاك ععن ذلعك إلعى التضعحية فعي خععبر مسععلم‪ .‬وحكمتعه شعمول المغفعرة‬
‫والعتق من النار لجميعه‪ ،‬ل الشبه بالمحرمين‪ ،‬وإل لكره‪ ،‬نحو الطيعب‪) .‬تتمعة( يسعن‬
‫فععي الضععحية استسععمانها‪ ،‬لقععوله تعععالى‪) * :‬ومععن يعظععم شعععائر العع( * اليععة‪ .‬قععال‬
‫العلماء‪ :‬هو استسمان الهدايا واستحسانها‪ ،‬وأن ل تكون مكسورة القععرن‪ ،‬ول فاقععدته‪،‬‬
‫وأن ل تذبح إل بعد صلة العيد‪ ،‬وأن يكععون الذابععح مسععلما لنععه يتععوقى مععا ل يتوقععاه‬
‫غيره‪ ،‬وأن يكون الذبح نهارا‪ ،‬وأن يطلب لها موضعا لينا‪ ،‬وأن يوجه ذبيحتععه للقبلععة‪،‬‬
‫وأن يتوجه هو إليها‪ ،‬وأن يسمي الع تعععالى‪ ،‬ويصععلي ويسععلم عععن سعيدنا رسعول الع‬
‫)ص(‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم هذا منك وإليك‪ ،‬فتقبل مني‪) .‬تنبيه( جزم في النهاية بحرمة نقععل‬
‫الضحية‪ ،‬وعبارتها‪ :‬ويمتنع نقلها عن بلد الضععحية كالزكععاة‪ .‬ا‍ه‪ .‬كتععب ع ش‪ :‬قععوله‬
‫ويمتنع نقلها أي الضععحية مطلقععا سععواء المندوبععة والواجبععة‪ .‬والمععراد مععن المندوبععة‪:‬‬
‫حرمة نقل ما يجب التصدق به منها‪ .‬وقضية قوله كالزكاة أنه يحرم النقل مععن داخععل‬
‫السور إلى خارجه‪ ،‬وعكسه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وذكر في السنى خلفا في جععواز النقععل‪ ،‬وعبععارته‬
‫مع الصل‪ :‬ونقلها عن بلد أي بلد الضحية إلى آخر كنقل الزكاة‪ .‬قال فععي المهمععات‪:‬‬
‫وهذا يشعر يترجيح منع نقلها‪ ،‬لكن الصحيح الجواز‪ ،‬فقد صححوا في قسم الصععدقات‬
‫جواز نقل المنذورة‪ ،‬والضحية فرد مععن أفرادهععا‪ .‬وضعععفه ابععن العمععاد‪ ،‬وفععرق بععأن‬
‫الضحية تمتد إليها أطمععاع الفقععراء‪ ،‬لنهععا مؤقتععة بععوقت كالزكععاة‪ ،‬بخلف المنععذورة‬
‫والكفارات‪ ،‬ل شعور للفقراء بها حتى تمتد أطماعهم إليها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إنه علعم ممعا تقعرر‬
‫أن الممنوع نقله هو ما عين للضحية بنذر أو جعل‪ ،‬أو القدر الذي يجب التصدق بععه‬
‫من اللحم في الضحية المندوبة‪ .‬وأما نقل دراهم من بلد إلى بلد أخععرى ليشععتري بهععا‬
‫أضحية فيها فهو جائز‪ .‬وقد وقفت على سؤال وجواب يؤيد ما ذكرنععاه لمفععتي السععادة‬
‫الشافعية‪ ،‬بمكة المحمية‪ ،‬فريد العصر والوان‪ ،‬مولنا السيد أحمد بععن زينععي دحلن‪.‬‬
‫)وصورة السؤال( ما قولكم دام فضلكم هل يجوز نقل الضحية من بلد إلى بلععد آخععر‬
‫أم ل ؟ وإذا قلتم بالجواز‪ ،‬فهل هو متفق عليه عنعد ابععن حجععر والرملععي أم ل ؟ وهععل‬
‫من نقل الضحية إرسال دراهم من بلد إلى بلد آخر ليشتري بهععا أضععحية وتذبععح فععي‬
‫البلد الخر أم ل ؟‪ .‬وهل العقيقة كالضحية أم ل ؟ بينوا لنا ذلك بالنص والنقععل‪ ،‬فععإن‬
‫المسألة واقع فيها اختلف كثير‪ ،‬ولكم الجر والثواب‪) .‬وصورة الجععواب( الحمععد لع‬
‫وحده‪ ،‬وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ .‬اللهم هداية‬

‫] ‪[ 381‬‬
‫للصواب‪ :‬في فتاوي العلمة الشيخ محمد بن سليمان الكردي محشي شرح ابععن‬
‫حجر على المختصر ما نصه‪) :‬سئل( رحمه ال تعالى‪ :‬جرت عععادة أهععل بلععد جععاوى‬
‫على توكيل من يشتري لهععم النعععم فععي مكععة للعقيقععة أو الضععحية ويععذبحه فععي مكععة‪،‬‬
‫والحال أن من يعق أو يضحي عنععه فععي بلععد جععاوى فهععل يصععح ذلععك أو ل ؟ أفتونععا‪.‬‬
‫)الجواب( نعم‪ ،‬يصح ذلك‪ ،‬ويجوز التوكيل في شراء الضحية والعقيقة وفي ذبحهععا‪،‬‬
‫ولو ببلد غير بلد المضحي والعاق كما أطلقعوه فقعد صعرح أئمتنعا بجعواز توكيعل معن‬
‫تحل ذبيحته في ذبح الضحية‪ ،‬وصرحوا بجواز التوكيل أو الوصية في شععراء النعععم‬
‫وذبحها‪ ،‬وأنه يستحب حضععور المضععحي أضععحيته‪ .‬ول يجععب‪ .‬وألحقععوا العقيقععة فععي‬
‫الحكععام بالضععحية‪ ،‬إل مععا اسععتثني‪ ،‬وليععس هععذا ممععا اسععتثنوه‪ ،‬فيكععون حكمععه حكععم‬
‫الضحية في ذلك‪ .‬وبينعوا تفعاريع هعذه المسعألة فعي كعل معن بعاب الوكالعة والجعارة‬
‫فراجعه‪ .‬وقد كان عليه الصلة والسلم يبعث الهدي من المدينة يذبح لععه بمكععة‪ ،‬ففععي‬
‫الصحيحين‪ :‬قالت عائشة رضععي الع عنهععا‪ :‬أنععا قتلععت قلئد هععدي رسععول الع )ص(‬
‫بيدي‪ ،‬ثم قلدها النبي )ص( بيده‪ ،‬ثم بعث بها مع أبي بكر رضي الع عنععه‪ .‬وبالجملععة‬
‫فكلم أئمتنا يفيد صحة ما ذكر‪ ،‬تصريحا وتلويحا‪ ،‬متونا وشروحا‪ .‬وال أعلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ما‬
‫في فتاوي العلمة الكردي المذكور‪ .‬ومنععه يتضععح المقصععود والمععراد‪ ،‬والع سععبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويندب إلخ( شروع في بيان الحكام المتعلقععة بالعقيقععة‪ .‬وقععد‬
‫أفردها كالضحية الفقهععاء بترجمعة مسعتقلة‪ ،‬وععادتهم ذكرهعم لهععا فععي كتععاب الصعيد‬
‫والذبائح‪ ،‬لكن حيث ذكر الضحية هنا لرتباطها بالنسععك ناسععب ذكععر العقيقععة معهععا‪،‬‬
‫لمشاركتها لها في كثير من الحكام‪ .‬وهي لغة الشعر الذي علععى رأس المولععود حيععن‬
‫ولدته‪ .‬وشرعا ما يذبح عن المولود عند حلق شعععره وأفضععلها شععاتان للععذكر‪ ،‬وشععاة‬
‫للنثى‪ ،‬لخبر الترمذي‪ :‬عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قععالت‪ :‬أمرنععا رسععول ال ع )ص(‬
‫أن نعق عن الغلم بشاتين متكافئتين‪ ،‬وعن الجارية بشاة‪ .‬وقد جاء فيها أخبار كثيرة‪،‬‬
‫منها خبر‪ :‬الغلم مرتهن بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه يوم السععابع‪ ،‬ويحلععق رأسعه ويسعمى رواه‬
‫الترمذي‪ .‬والحكمة فيها إظهار البشر‪ ،‬والنعمة‪ ،‬ونشععر النسععب‪ .‬ومعنععى مرتهععن بهععا‪.‬‬
‫قيل‪ :‬ل ينمو نمو مثله حتى يعق عنه‪ .‬قال الخطابي‪ :‬وأجود ما قيل فيها ما ذهب إليععه‬
‫المام أحمد بن حنبل‪ :‬أنه إذا لم يعق عنه لم يشفع لوالديه يوم القيامة أي لم يععؤذن لععه‬
‫فيها‪ .‬وإنما لم تجب‪ ،‬لخبر أبي دواد‪ :‬من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل ولنها إراقة‬
‫بغير جناية ول نذر‪ ،‬فلعم تجعب كالضعحية‪) .‬قععوله‪ :‬لمعن تلزمعه نفقعة فرععه( متعلعق‬
‫بيندب‪ ،‬يعني أن المخاطب بالعقيقة هو الصل الذي تلزمه نفقة فرعه بتقدير فقر ذلك‬
‫الفرع‪ ،‬وإن لم يكن فقيرا بالفعل‪ ،‬بأن كان له مععال ول يقعلهععا الععولي مععن مععال الفععرع‬
‫لنها تيدع وهو ممتنع من ماله‪ ،‬وإنما يفعلها من مال نفسه‪ .‬فلو فعلها من مععال فرعععه‬
‫ضمن ‪ -‬كما نقله في المجموع عن الصحاب وشمل قوله معن تلزمعه نفقعة فرععه‪ :‬أم‬
‫ولد الزنا‪ ،‬فيندب لها أن تعق عنه‪ ،‬لكن تخفيها خوف الهتيكة‪ .‬قال في التحفععة‪ :‬والولععد‬
‫القن ينبغي لصله الحر العق عنه‪ ،‬وإن لم تلزمه نفقته لنه أمر عارض دون السععيد‪،‬‬
‫لنها خاصة بالصول‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععال م ر‪ :‬المتجععه أن ل يعععق عنععه أصععل ل مععن أصععله‬
‫الحر‪ ،‬ول من سيده‪ .‬وفيه ألغز السيوطي فقال‪ :‬أيها السالك فععي الفقععه * * علععى خيععر‬
‫طريقه هل لنا نجل غني * * ليس فيه من عقيقععه ؟ وخعرج بمعن تلزمعه النفقعة معن ل‬
‫تلزمه‪ ،‬بأن كان معسرا‪ .‬ويعتبر إعساره بمععدة النفععاس‪ ،‬فععإن كععان معسععرا فيهععا سععقط‬
‫الطلب عنه‪ .‬ولو أيسر بعد مضي مدة النفاس‪ ،‬فإن كان معسرا فيها وأيسر قبل مضي‬
‫مدة النفاس ‪ -‬سواء كان قبل السابع أو بعده ‪ -‬لم يسقط الطلب عنععه‪ ،‬وتنععدب منععه إلععى‬
‫البلوغ‪ .‬فلو بلغ ولم يخرجها الولي‪ ،‬سن للصبي أن يعق عن نفسه‪ ،‬ويسقط‬

‫] ‪[ 382‬‬
‫الطلب حينئذ عن الولي‪ .‬والمراد باليسععار هنععا يسععار الفطععرة‪ ،‬فيعتععبر أن تكععون‬
‫العقيقة فاضلة عما يعتبر في الفطرة على المعتمد‪) .‬قوله‪ :‬من وضع إلى بلععوغ( بيععان‬
‫لوقت ذبح العقيقة‪ .‬يعني أن وقتها من حين وضع للولد بععأن ينفصععل بتمععامه فلععو قععدم‬
‫الذبح على انفصاله لم يكف على ما اقتضاه إطلقهم‪ .‬لكن المتجه عند ابععن حجععر أنععه‬
‫يحصل به أصل السنة‪ ،‬لن المدار على تحقق وجععوده حيععا‪ ،‬وقععد تحقععق‪ .‬ويمتععد إلععى‬
‫حين بلوغ‪ ،‬فإذا بلغ سقط الطلب عن الغير‪ ،‬وحسن أن يعق عن نفسعه كمعا معر لخععبر‬
‫أنه )ص(‪ :‬عق عن نفسه بعد النبوة‪ .‬قال فععي فتععح الجععواد‪ :‬وادعععاء النععووي بطلنععه‪،‬‬
‫مردود‪ ،‬بل هو حديث حسن‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وهي( أي العقيقععة‪ .‬وقععوله‪ :‬كضععحية أي فععي‬
‫معظععم الحكععام وهععو الجنععس‪ ،‬والسععن‪ ،‬والسععلمة مععن العيععوب‪ ،‬والنيععة‪ ،‬والكععل‬
‫والتصدق‪ ،‬والهداء‪ ،‬والتعين بالنذر أو بالجعل كأن قال‪ :‬ل علي أن أعق بهذه الشاة‪،‬‬
‫أو قال‪ :‬جعلت هذه عقيقة عن ولععدي فتتعيععن فععي ذلععك‪ ،‬ول يجععوز حينئذ الكععل منهععا‬
‫رأسا‪ .‬وتفارق الضحية في بعض الحكام وهو أنه ل يجب إعطاء الفقراء منها قععدر‬
‫متمول نيئا‪ ،‬وفي أنه إذا أهدى منها شيئا للغني ملكه‪ ،‬وفي أنها ل تتقيد بوقت بخلف‬
‫الضحية في جميع ذلك‪) .‬قوله‪ :‬ول يكسر عظم( أي ويندب أن ل يكسععر عظمهععا مععا‬
‫أمكن‪ ،‬سواء العاق والكل‪ ،‬تفاؤل بسلمة أعضاء الولد‪ ،‬فإن فعل ذلك لم يكره‪ ،‬لكنععه‬
‫خلف الولى‪) .‬قوله‪ :‬والتصدق( متبدأ‪ ،‬خبره أحب‪) .‬وقوله‪ :‬يبعثعه إلعى الفقعراء( أي‬
‫يرسله إليهم‪) .‬وقوله‪ :‬أحب من ندائهم( أي الفقراء عنده في بيته‪ ،‬وذلععك لقعول عائشعة‬
‫رضي ال عنها إنه السنة‪ .‬وقوله‪ :‬إليها أي إلى العقيقععة‪) .‬وقعوله‪ :‬ومعن التصعدق نيئا(‬
‫أي وأحب من التصدق بها نيئا‪ .‬ويستثنى مععن ذلععك مععا يعطععى للقابلععة‪ ،‬فععإن السععنة أن‬
‫يكون نيئا‪ ،‬والفضل كونه الرجل اليمنى‪ ،‬ولو تعددت الشياه أعطيت الرجععل اليمنععى‬
‫كلها إن اتحدت القابلة‪ ،‬فإن تعددت وكان تعدد الشياه مماثل لعددهن أعطيت كل قابلة‬
‫رجل‪ .‬فإن كان عدد الشعياه أقعل معن ععددهن أعطيعت لهعن‪ ،‬ثعم يقسعمنها‪ ،‬أو يسعامح‬
‫بعضهن بعضا‪ .‬والحكمة في ذلك التفاؤل بععأن المولععود يعيععش‪ ،‬ويمشععي علععى رجلععه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يذبح سابع ولدته( أي ويندب أن يذبح فيه‪ ،‬فهو معطععوف علععى أن يعععق‪.‬‬
‫وكان المناسب أن يقول‪ :‬والفضل أن يذبح فععي اليععوم السععابع مععن ولدتععه لن الذبععح‬
‫يندب مطلقا في السابع وما قبله وما بعده‪ .‬والفضل أن يكون في اليوم السععابع للخععبر‬
‫المار ويدخل يوم الولدة في الحساب إن كانت قبل الغروب فإن حصلت الععولدة ليل‬
‫لم يحسب الليل‪ ،‬وإنما يحسب اليوم الذي يلي ليلة الولدة‪ .‬ويسن أن يعععق عمععن مععات‬
‫بعد التمكن من الذبح‪ ،‬وإن مات قبل السابع‪) .‬قوله‪ :‬ويسمى فيه( أي ويندب أن يسمى‬
‫في يوم السابع‪ ،‬لنه )ص( أمر بتسمية المولود يوم سابعه‪ ،‬ووضع الذى عنه والعق‬
‫كما رواه الترمذي ول بأس بتسميته قبل السابع أو بعده‪ ،‬بل ذكر النووي فععي أذكععاره‬
‫أن السععنة تسععميته إمععا يععوم السععابع وإمععا يععوم الععولدة‪ .‬واسععتدل لكععل منهمععا بأخبععار‬
‫صحيحة‪ .‬قال الباجوري‪ :‬وحمل البخاري أخبار يوم الولدة على مععن لععم يععرد العععق‪،‬‬
‫وأخبار يوم السابع على من أراده وهو جمع لطيف‪ ،‬كما ل يخفى على كل من له فهم‬
‫منيف‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفي ع ش‪ :‬وينبغي أن التسمية حق من له عليه الولية مععن الب وإن لععم‬
‫تجب عليه نفقته لفقره ثم الجد‪ .‬وينبغي أيضا أن تكون التسمية قبل العععق‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن مات قبله( أي السابع‪ ،‬وهو غاية لسن تسميته يوم السابع‪ .‬أي يسععن تسععميته يععوم‬
‫السابع وإن مات قبله‪ .‬وظاهره أنه تؤخر التسمية للسابع إذا مععات قبلععه‪ .‬ويحتمععل أنععه‬
‫غاية في أصل التسمية‪ ،‬ل بقيد كونها في السابع‪ .‬وعليعه فل يكعون ظعاهره معا ذكعر‪،‬‬
‫وصنيعه يفيد الحتمال الول‪ .‬ومثل التسمية العقيقة‪ ،‬فيعق عنعه فععي يعوم السعابع وإن‬
‫مات قبله كما في النهاية ويندب العق عمن مات بعد اليام السبعة والتمكن من الذبح‪،‬‬
‫وكذا قبلها كما في المجموع‪) .‬قوله‪ :‬بل يسن تسمية سقط إلخ( أي لخبر فيه‪ .‬قععال فععي‬
‫النهاية‪ :‬فإن لم يعلم له ذكورة ول أنوثة سمي باسم يصلح لهما كطلحة‪ ،‬وهند‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أفضل السماء عبد ال‪ ،‬وعبد الرحمن( وذلك لحديث مسععلم‪ :‬أحععب السععماء إلععى الع‬
‫تعالى‪ :‬عبد ال‪ ،‬وعبد الرحمن‪ .‬ومثلهما كل مععا أضععيف بالعبوديععة لسععم مععن اسععمائه‬
‫تعالى‪ ،‬كعبد الرحيم‪ ،‬وعبد الخالق‪ ،‬وعبد الرزاق‪) .‬قوله‪ :‬ول يكره اسم نبي أو ملععك(‬
‫أي ل تكره التسمية باسم من‬

‫] ‪[ 383‬‬
‫اسماء النبياء كموسى أو باسم من اسماء الملئكة كجبريل وذلك لما روي ععن‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما‪ :‬أخرج ال أهل التوحيد من النار‪ ،‬وأول مععن يخععرج مععن‬
‫وافق اسمه اسم نبي‪ .‬وفي العهود للشعراني‪ :‬أخذ علينا العهد أن نزيد في تعظيععم كععل‬
‫عبد يسمى بمثال اسماء ال عزوجععل‪ ،‬أو بمثععال اسععماء رسععول الع )ص(‪ ،‬أو بمثععال‬
‫اسماء النبياء عليهم الصلة والسلم أو بمثال اسماء أكابر الولياء رضي ال ع عنهععم‬
‫زيادة على تعظيم غيره ممن لم يسم بما ذكر‪ .‬وقال لي سيدي محمد بن عنععان‪ :‬أحععب‬
‫للناس أن يسموا أولدهم‪ :‬أحمد دون محمد فقلت له‪ :‬ولم ذلك ؟ قال‪ :‬للحن العامة فععي‬
‫اسم محمد‪ ،‬فإن أهل الرياف يقولونها بكسر الميم والحاء‪ .‬وأهل الحاضععرة يقولونهععا‬
‫بفتح الميم الولى‪ .‬وكلهما لحن‪ .‬فاعلم ذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬واعلم( أنه تكععره السععماء القبيحععة‬
‫كحمار وكععل مععا يتطيععر بنفيععه أو إثبععاته كبركععة‪ ،‬وغنيمععة‪ ،‬ونععافع‪ ،‬ويسععار‪ ،‬وحععرب‪،‬‬
‫ومرة‪ ،‬وشهاب‪ ،‬وشيطان‪ .‬وتشتد الكراهة بنحو‪ :‬ست الناس‪ ،‬أو ست العععرب أو سععت‬
‫العلماء أو ست القضاة‪ ،‬أو سيد الناس أو العلمعاء أو الععرب‪ ،‬لنعه معن أقبعح الكعذب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل جاء في التسمية بمحمد فضائل عليه( منهمععا‪ :‬قععوله عليععه السععلم‪ :‬إذا كععان‬
‫يوم القيامة نادى منععاد‪ :‬أل ليقععم مععن اسععمه محمععد فليععدخل الجنععة كرامععة لنععبيه محمععد‬
‫)ص(‪ .‬فينبغي أن ل يخلى الشخص أولده مععن اسعم محمععد‪ ،‬ويلحععظ فععي ذلععك ععود‬
‫بركة اسمه )ص( عليه‪ .‬قال الشافعي ‪ -‬رضي ال عنه لما ولد له ولععد وسععماه بمحمععد‬
‫سميته بأحب السماء إلي أي بععد عبعد الع‪ ،‬وعبعد الرحمعان كمعا فعي التحفعة وكعثير‬
‫يسمون محمدا‪ ،‬ويقول سميته باسم أبععي وجععدي‪ ،‬فكععان الولععى أن يلحععظ فيععه اسععمه‬
‫)ص( أول‪ ،‬ثم اسم أبيه‪ .‬وينبغي لمن سمى محمععدا أن يحععترمه‪ ،‬لكععونه سععميه )ص(‪،‬‬
‫فقد ورد‪ :‬إذا سميتم محمدا فل تضربوه‪ ،‬ول تحرموه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم التسععمية بملععك‬
‫الملوك( أي لنه ل يصلح لغيره تعععالى‪ .‬ومثلععه مععا هععو بمعنععاه كشععاهن شععاه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وقاضععي القضععاة( أي ويحععرم التسععمية بقاضععي القضععاة‪ .‬والمعتمععد‪ :‬الكراهععة‪ .‬ومثلععه‬
‫أقضى القضععاة‪ ،‬لكععن المعتمععد فيععه الحرمععة‪ .‬وأول مععن سععمى قاضععي القضععاة أو أبععو‬
‫يوسف‪ ،‬ولم ينكره أحد مع تععوفر الئمععة فععي زمععانه وأول مععن سععمى أقضععى القضععاة‬
‫الماوردي‪ ،‬واعترضه بعض أهل عصره‪ .‬وفي الكردي‪ :‬واختلفوا في أقضى القضععاة‬
‫وقاضي القضاة‪ ،‬وقد بينتععه فععي الصععل‪ .‬ومثلهمععا وزيععر الععوزراء‪ ،‬وأميععر المععراء‪،‬‬
‫وداعي الدعاة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وحاكم الحكام( أي ويحرم التسمية بحاكم الحكام‪ .‬وهذا فيعه‬
‫خلف أيضا‪ ،‬والمعتمد إلحاقه بملك الملوك في الحرمة‪ ،‬وقيععل إنععه مكععروه إلحاقععا لععه‬
‫بقاضي القضاة‪) .‬قوله‪ :‬وكذا عبد النبي( أي وكذا يحرم التسمية بعد النبي‪ ،‬أي ليهععام‬
‫التشريك‪ ،‬أي أن النبي شريك ال في كونه له عبيد‪ .‬وما ذكر من التحريععم هعو معتمعد‬
‫ابن حجر‪ .‬أمععا معتمععد الرملععي فععالجواز‪ ،‬وعبععارته‪ :‬ومثلععه عبععد النععبي علععى مععا قععاله‬
‫الكثرون والوجه جوازه‪ ،‬ل سيما عند إرادة النسبة له )ص(‪) .‬قوله‪ :‬وجار ال( أي‬
‫وكذا يحرم التسمية بجار ال‪ ،‬ومثله رفيق ال ليهام التشريك‪.‬‬

‫] ‪[ 384‬‬
‫وتحرم التسمية أيضا بعبد الكعبة‪ ،‬أو عبد الحسععن‪ ،‬أو عبعد علعي‪ .‬وكعذا كععل مععا‬
‫أضيف بالعبودية لغير اسمائه تعالى كعبد العزى‪ ،‬وعبد مناف وذلك ليهام التشععريك‪.‬‬
‫وفي الباجوري‪ :‬وتحرم التسمية بعبد العاطي‪ ،‬وعبععد العععال‪ ،‬لن كل منهمععا لععم يععرد‪،‬‬
‫واسماؤه تعالى توقيفية‪ .‬ويحرم أيضا قول بعض العوام عند إرادة حمععل ثقيععل الحملعة‬
‫على ال ونحو ذلك كالشدة على العع‪) .‬قععوله‪ :‬والتكنععي بععأبي القاسععم( أي وكععذا يحععرم‬
‫التكني به‪ ،‬أي وضع هذه الكنية على هذا الشخص‪ ،‬أما إذا اشتهر بها فل حرمة‪ .‬ولذا‬
‫يكنى النووي الرافعي بها في كتبه‪ ،‬مع اعتماده إطلق الحرمة‪ .‬واعلععم أنععه ينععدب أن‬
‫يكني أهل الفضل الذكور والناث‪ ،‬وإن لم يكن لهم ولععد‪ ،‬وينععدب تكنيععه مععن لععه أولد‬
‫بأكبر أولده‪ .‬ولو أنعثى‪ .‬والدب أن ل يكنعي نفسعه فعي كتعاب أو غيعره إل إن كعانت‬
‫أشهر من السم‪ ،‬أو ل يعرف إل بها‪ .‬ول بأس باللقاب الحسنة‪ ،‬فل ينهى عنععا لنهععا‬
‫لم تزل في الجاهلية والسلم‪ ،‬إل ما أحدثه الناس في آخر ما نشأ معن التوسعع‪ ،‬حعتى‬
‫لقبوا السفلة باللقاب العلية كصلح الدين‪ .‬ويحرم تلقيب النسان بما يكره‪ ،‬وإن كععان‬
‫فيه كالعمش‪ ،‬لكععن يجععوز ذكععره بععه للتعريععف إذا لععم يعععرف إل بععه‪ .‬وينععدب ‪ -‬لولععد‬
‫الشخص‪ ،‬وقنه‪ ،‬وتلميذه أن ل يسميه باسمه‪ ،‬ولو فععي مكتععوب‪ ،‬كععأن يقععول العبععد‪ :‬يععا‬
‫سيدي‪ ،‬والولد‪ :‬يا والدي أو يا أبي‪ ،‬والتلميذ‪ :‬يا أستاذنا أو يا شيخنا‪) .‬قععوله‪ :‬وسععن أن‬
‫يحلق رأسه( أي رأس المولود كله‪ ،‬وذلك للخبر المععار أول مبحععث العقيقععة‪ .‬قععال فععي‬
‫فتح الجواد‪ :‬وسن أن يكون بعععد الذبععح‪ ،‬وتقععدم عععن ع ش أنععه قععال‪ :‬ينبغععي أن تكععون‬
‫التسمية قبل العق‪ .‬وعليه‪ :‬فالسنة التسمية‪ ،‬ثم الذبح‪ ،‬ثم الحلق‪) .‬قوله‪ :‬ولو أنثى( غاية‬
‫في سنية حلق رأس المولود‪ ،‬أي يسن ذلك وإن كان أنثى‪) .‬وقوله‪ :‬في السابع( متعلق‬
‫بيحلق‪) .‬قوله‪ :‬ويتصدق بزنته إلخ( أي وسن أن يتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضععة‪،‬‬
‫لخبر أنه )ص(‪ :‬أمر فاطمة أن تععزن شعععر الحسععين وتتصععدق بععوزنه فضععة‪ ،‬ففعلععت‬
‫ذلك‪ ،‬فوجدته عادل درهما أو درهما إل شيئا‪ .‬قال فعي شعرح العروض‪ :‬ول ريعب أن‬
‫الذهب أفضل من الفضة‪ ،‬وإن ثبت بالقياس عليها‪ .‬والخبر محمععول علععى أنهععا كععانت‬
‫هي المتيسرة إذ ذاك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وأن يؤذن( أي‪ :‬وسن أن يؤذن أي ولععو مععن امععرأة‪،‬‬
‫أو كافر‪ ،‬وذلك لخبر ابن السني‪ :‬من ولد له مولود فأذن له في أذنه اليمنى‪ ،‬وأقام فععي‬
‫اليسععرى‪ ،‬لععم تضععره أم الصععبيان‪ ،‬أي التابعععة مععن الجععن وهععي المسععماة عنععد النععاس‬
‫بالقرينة‪ ،..‬ولنه )ص(‪ :‬أذن في أذن سععيدنا الحسععين حيععن ولععدته فاطمععة رضععي الع‬
‫عنها‪ .‬وليكون إعلمه بالتوحيد أول ما يقرع سمعه حين قععدومه إلععى الععدنيا كمععا يلقععن‬
‫عند خروجه من الدنيا ‪ ،-‬ولما فيه معن طععراد الشععيطان عنععه‪ ،‬فععإنه يععدير عنععد سعماع‬
‫الذان‪ .‬وقوله‪ :‬ويقرأ سعورة الخلص أي وسعن أن يقعرأ سعورة الخلص‪ ،‬لمعا فعي‬
‫مسععند أبععي رزيععن أنععه )ص(‪ :‬قععرأ فععي أذن مولععود سععورة الخلص‪ ،‬والمععراد أذنععه‬
‫اليمنى‪ .‬ونقل عن الشيخ العديربي أنعه يسعن أن يقعرأ فعي أذن المولعود اليمنعى‪) * :‬إنعا‬
‫أنزلناه( * لن من فعل به ذلك لم يقدر ال عليه زنععا طععول عمععره‪) .‬قععوله‪ :‬وآيععة إنععي‬
‫إلخ( أي وسن أن يقرأ هععذه اليععة وهععي‪) * :‬إنععي أعيععذها بععك وذريتهععا مععن الشععيطان‬
‫الرجيم( * فإضافة آية إلى ما بعدها للبيععان‪ ،‬وليععس المععراد أنععه يقععرأ اليععة مععن أولهععا‬
‫أعني‪) * :‬فلما وضعتها( * إلى آخرها‪ ..‬وهو‪) * :‬مععن الشععيطان الرجيععم( *‪ .‬وعبععارة‬
‫الروض‪ :‬وأن يقول‪) * :‬إني أعيذها بععك وذريتهععا مععن الشععيطان الرجيععم( *‪)) .‬قععوله‪:‬‬
‫بتأنيث الضمير‪ ،‬ولو في الذكر( أي بقرأ ما ذكر بالضمير مؤنثععا‪ ،‬ولععو كععان المولععود‬
‫ذكرا‪ .‬ويرجع الضمير في أعيذها وذريتها إليه على تععأويله بالتسععمية‪ .‬وعبععارة شععرح‬
‫الروض‪ :‬وظاهر كلمهم أنه يقول أعيذها بك‬

‫)‪ (1‬آل عمران‪36 :‬‬

‫] ‪[ 385‬‬
‫وذريتها وإن كان الولد ذكععرا علععى سععبيل التلوة والتععبرك بلفععظ اليععة‪ ،‬بتأويععل‬
‫إرادة التسمية‪) .‬قوله‪ :‬في أذنه اليمنى( متعلق بكل من يؤذن ويقرأ‪) .‬قععوله‪ :‬ويقععام فععي‬
‫اليسرى( أي وسن أن يؤتي بالقامة في الذن اليسرى‪ ..‬للحديث المار‪) .‬قوله‪ :‬عقععب‬
‫الوضع( متعلق بكل من يؤذن‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬ويقام‪) .‬قوله‪ :‬وأن يحنكه( أي وسععن أن يحنععك‬
‫المولود ذكرا أو أنثى لنه )ص(‪ :‬أتى بابن أبي طلحة‪ ..‬حين ولد وتمععرات‪ ،‬فلكهععن‪،‬‬
‫ثم فغرفاه‪ ،‬ثم مجه فيه‪ ،‬فجعل يتلمظ‪ ،‬فقال )ص(‪ :‬حب النصار التمر‪ ،‬وسععماه‪ :‬عبععد‬
‫ال‪ .‬رواه مسلم‪ .‬والتحنيك‪ :‬هو مضغ نحو التمر‪ ،‬وذلك حنك المولععود بععه لينععزل منععه‬
‫شئ إلى الجوف‪ .‬وقوله‪ :‬حب النصار هو بكسر الحاء أي محبععوبهم‪) .‬قععوله‪ :‬رجععل‪،‬‬
‫فامرأة من أهل الخير( أفاد سن كععون المحنععك لععه رجل‪ ،‬فععإن لععم يوجععد فععامرأة‪ .‬وأن‬
‫يكونا من أهل الخير والصلح‪ .‬وعبارة شرح الروض‪ :‬قال في المجموع‪ :‬وينبغي أن‬
‫يكون المحنك له من أهل الخير‪ ،‬فإن لم يكن رجل فامرأة صالحة‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقوله‪ :‬بتمر(‬
‫في معناه الرطب‪ .‬قال في النهاية‪ :‬والوجه تقديم الرطب على التمر نظير ما مر فععي‬
‫الصوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في التحفة‪) .‬وقوله‪ :‬فحلو( أي فإن لععم يوجععد تمععر فبحلععو لععم يمسععه‬
‫النار أي كزبيب‪) .‬قوله‪ :‬حين يولد( متعلق بحنكه‪ .‬ومن المعلععوم أن المععراد بالحينيععة‪:‬‬
‫العقيبة‪ ،‬وحينئذ فانظره مع قوله السابق عقب الوضع‪ ،‬المجعول قيعدا لكععل معن الذان‬
‫والقراءة والقامة‪ ،‬فإنه يقتضي أن الذان وما بعده مقدمان‪ ،‬وهذا يقتضي أن التحنيك‬
‫مقدم وهذا خلف‪ .‬ثم رأيت المنهاج قيد الذان والقامة بحين الولدة‪ ،‬ولم يقيد التحنيك‬
‫به‪ ،‬بل ذكره بعد القيد المذكور‪ ،‬وعبارته مع التحفة‪ :‬ويسن أن يؤذن في أذنه اليمنى‪،‬‬
‫ثم يقام في اليسرى حين يولد‪ ،‬وأن يحنكععه بتمععر‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععو يفيععد أن الذان ومععا بعععده‬
‫مقدمان على التحنيك‪ ،‬ويمكن أن يقال إن مععراده بالحينيععة‪ :‬أن يكععون بعععد الذان ومععا‬
‫بعده‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪ :‬ويقرأ عندها إلخ( أي وسن أن يقرأ عند المععرأة وهععي تطلععق‪ ،‬آيععة‬
‫الكرسي إلخ‪ ،‬ويقرأ أيضا * )إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض في ستة أيععام‬
‫ثم استوى على الععرش يغشعي الليعل النهعار يطلبعه حثيثعا والشعمس والقمعر والنجعوم‬
‫مسخرات بأمره أل له الخلق والمععر تبععارك الع رب العععالمين( *‪) .‬قععوله‪ :‬والكثععار‬
‫إلخ( معطوف على المصدر المؤول من أن يقرأ‪ ،‬أي وسن الكثار من دعاء الكرب‪،‬‬
‫وهو‪ :‬ل إله إل ال العظيم الحليم‪ ،‬ل إلععه إل الع رب العععرش العظيععم‪ ،‬ل إلععه إل الع‬
‫رب السموات السبع ورب الرض ورب الععرش الكريعم‪ .‬ويسعن إيضعا الكثعار معن‬
‫دعاء يونس‪ ،‬وهو‪ :‬ل إله إل أنت سعبحانك إنعي كنععت معن الظععالمين‪) .‬فععائدة( لوضععع‬
‫الحمل إذا تعسر يكتب في إناء جديد‪ :‬اخرج أيها الولد من بطن ضيقة إلععى سعععة هععذه‬
‫الدنيا‪ .‬اخرج بقدرة ال الذي جعلك في قرار مكين إلى قعدر معلعوم * )لعو أنزلنعا هعذا‬
‫القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال وتلك المثععال نضععربها للنععاس‬
‫لعلهم يتفكرون هو ال الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشععهادة هععو الرحمععن الرحيععم‬
‫هو ال الععذي ل إلعه إل هععو الملعك القعدوس السعلم المعؤمن المهيمععن العزيعز الجبععار‬
‫المتكبر سبحان ال عمععا يشععركون( * )‪) * ،(1‬هععو الع الخععالق البععارئ المصععور لععه‬
‫السماء الحسنى يسبح له ما في السععموات والرض وهععو العزيععز الحكيععم( * )‪* (2‬‬
‫)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمععة للمععؤمنين( * )‪ (3‬ثععم يمحععى بمععاء‪ ،‬وتشععربه‬
‫الحامل‪ ،‬ويرش على وجهها منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحشر‪ (2) .23 - 22 - 21 :‬الحشر‪ (3) .24 :‬السراء‪82 :‬‬

‫] ‪[ 386‬‬
‫)قوله‪ :‬قال شيخنا إلخ( لعله في غير التحفة وفتح الجواد وشرح بافضل‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫فرع( النسب فروع‪ ،‬بصيغة الجمع‪) .‬قوله‪ :‬يسن لكل أحد الدهان غبا( أي وقتا بعععد‬
‫وقت‪ ،‬بحسب الحاجة‪ ،‬وذلك لخبر الترمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬عن عبد ال ع بععن مغفععل قععال‪:‬‬
‫نهى رسول ال )ص( عن الدهععان إل غبععا‪ .‬وفععي الشععمائل للترمععذي‪ ،‬ععن أنععس بععن‬
‫مالك‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول ال )ص( يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته‪) .‬قوله‪ :‬والكتحععال‬
‫بالثمد( معطوف على الدهان‪ ،‬أي ويسن الكتحال بالثمد‪ ،‬لخبر الترمذي عععن ابععن‬
‫عباس رضي ال عنهما‪ ،‬أنه )ص( قال‪ :‬اكتحلوا بالثمععد‪ ،‬فععإنه يجلععو البصععر وينبععت‬
‫الشعر‪ .‬رواه النسائي وابن حبان بلفظ‪ :‬إن مععن خيععر أكحععالكم الثمععد‪ .‬وعععن علععي أن‬
‫رسععول الع )ص( قععال‪ :‬عليكععم بالثمععد‪ ،‬فععإنه منبتععة للشعععر‪ ،‬مذهبععة للقععذي‪ ،‬مصععفاة‬
‫للبصر‪ .‬وفي الحديث‪ :‬عليكم بالثمد المروح عند النوم أي المطيب بالمسك‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫وترا( أي لخبر أبي داود وغيره بإسناد جيععد‪ :‬مععن اكتحععل فليععوتر واختلفععوا فععي قععوله‬
‫فليوتر فقيل‪ :‬يكتحل في اليمنى ثلثا‪ ،‬وفي اليسععرى مرتيععن‪ ،‬فيكععون المجمععوع وتععرا‪.‬‬
‫والصح‪ :‬أنه يكتحل في كل عين ثلثا‪ ،‬لخععبر الترمععذي عععن ابععن عبععاس رضععي الع‬
‫عنهما‪ ،‬وحسنه‪ ،‬قال‪ :‬كان لرسول ال )ص( مكحلة يكتحل منها فععي كععل عيععن ثلثععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وخضب شيب رأسه ولحيته( معطعوف علعى الدهععان‪ ،‬أي ويسععن خضعب مععا‬
‫شاب من شعر رأس الرجل أو والمرأة‪ ،‬ومن لحية الرجل‪ .‬ومحل سنيته‪ :‬ما لم يفعلععه‬
‫تشبيها بالصالحين والعلماء ومتبعي السنة وغيرهم‪ ،‬فإن فعله كذلك كره كذا في شرح‬
‫الروض‪) .‬وقوله‪ :‬بحمرة أو صفرة( أي ل بسواد‪ ،‬أما به فيحرم إن كان لغير إرهاب‬
‫العدو في الجهاد‪ ،‬وذلك لخبر أبي دواد والنسائي وابن حبععان فععي صععحيحه والحععاكم‪،‬‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسععول الع )ص(‪ :‬يكععون قععوم يخضععبون‬
‫في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام‪ ،‬ل يريحون رائحة الجنععة‪ .‬قععال فععي الزبععد‪:‬‬
‫وحرموا خضاب شعر بسواد * * لرجل وامععرأة ل للجهععاد قععال الرملععي فععي شععرحه‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬يجوز للمرأة ذلك بععإذن زوجهععا أو سععيدها‪ ،‬لن لععه غرضععا فععي تزينهععا بععه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ويحرم حلق لحية( المعتمد عند الغزالي وشيخ السلم وابن حجر فععي التحفععة‬
‫والرملي والخطيب وغيرهم‪ :‬الكراهة‪ .‬وعبارة التحفة‪) :‬فرع( ذكروا هنععا فععي اللحيععة‬
‫ونحوها خصال مكروهة‪ :‬منها نتفها وحلقها‪ ،‬وكذا الحاجبان‪ .‬ول ينافيه قول الحليمي‬
‫ل يحل ذلك‪ ،‬لمكان حمله على أن المراد نفي الحل المستوي الظرفين‪ .‬والنص على‬
‫ما يوافقه إن كان بلفظ ل يحل يحمل على ذلك‪ .‬أو يحرم كان خلف المعتمععد‪ .‬وصععح‬
‫عند ابن حبان‪ :‬كان )ص( يأخذ من طععول لحيتععه وعرضععها وكععأنه مسععتند ابععن عمععر‬
‫رضي ال عنهما في كونه كان يقبض لحيته ويزيل ما زاد‪ .‬لكن ثبت في الصععحيحين‬
‫المر بتوفير اللحية أي بعدم أخذ شئ منها وهذا مقععدم‪ ،‬لنععه أصععح‪ .‬علععى أنععه يمكععن‬
‫حمل الول على أنه لبيان أن المر بالتوفير للندب‪ ،‬وهذا أقرب من حمله على ما إذا‬
‫زاد انتشارها وكبرها على المعهود‪ ،‬لن ظاهر كلم أئمتنا كراهة الخذ منها مطلقععا‪.‬‬
‫وادعاء أنه حينئذ يشوه الخلقة‪ ،‬ممنوع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم‪ :‬قوله‪ :‬أو يحععرم ‪ -‬كععان خلف‬
‫المعتمد في شرح العباب‪) .‬فائدة( قال الشععيخان‪ :‬يكععره حلععق اللحيععة‪ .‬واعترضععه ابععن‬
‫الرفعة في حاشية الكافية بأن الشافعي رضي ال عنه نص في الم على التحريم‪ .‬قال‬
‫الزركشي‪ :‬وكعذا الحليمعي فعي شععب اليمعان‪ .‬وأسعتاذه القفعال الشاشعي فعي محاسعن‬
‫الشريعة‪ .‬وقال الذرععي‪ :‬الصععواب تحريعم حلقهععا جملعة لغيععر علعة بهعا‪ ،‬كمعا يفعلعه‬
‫القلندرية‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمععت ذلععك‪ ،‬فلعلععه جععرى علععى مععا جععرى عليععه شععيخه فععي شععرح‬
‫العباب‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬لنه إذا اختلف كلمه في كتبه‪ ،‬فالمعتمد ما في التحفة‪.‬‬

‫] ‪[ 387‬‬
‫)قوله‪ :‬وخضب يدي الرجل إلخ( معطوف على حلععق لحيععة‪ .‬أي يحععرم خضععب‬
‫يدي الرجل ورجليه بحناء أي أو نحوه وذلك لن فيه تشععبها بالنسععاء‪ ،‬وقعد قععال عليعه‬
‫السلم‪ :‬لعن ال المتشبهين بالنساء مععن الرجععال‪ .‬وقععد أتععي لععه عليععه السععلم‪ :‬بمخنععث‬
‫خضب يديه ورجليه بالحناء‪ ،‬فقال‪ :‬ما بال هذا ؟ فقالوا‪ :‬يتشبه بالنساء‪ .‬فأمر به فنفععي‬
‫إلى البقيع‪ .‬ومحله إن لم يكن هناك عذر‪ ،‬وإل فل حرمة‪ ،‬ول كراهة‪ .‬وعبارة النهايععة‬
‫وخضاب اليدين والرجلين بالحناء للرجل والخنثى حرام بل عذر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا‬
‫لجمع فيهما( أي في حلق اللحية وفي الخضب‪ ،‬فقالوا‪ :‬ل يحرمان‪ ،‬بل يكرهععان فقعط‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وبحث الذرعععي إلععخ( هكععذا فععي التحفععة‪) .‬قععوله‪ :‬ويسععن الخضععب للمفترشععة(‬
‫مفهوم التقييد بالرجل في قوله وخضب يععدي إلععخ‪ ،‬وذكععر فيععه تفصععيل‪ ،‬وهععو أنععه إذا‬
‫كانت مفترشة أي تحت زوج أو سيد سن الخضب‪ ،‬وإذا كانت خليععة أي ليسععت تحععت‬
‫زوج أو سيد كره‪ .‬وبقي أنه قد يحرم‪ .‬وذلك فيما إذا كععانت محععدة‪ .‬وعبععارة الكععردي‪:‬‬
‫قوله‪ :‬ويحرم الحناء للرجل‪ .‬خرج به المرأة‪ ،‬ففيها تفصيل‪ ،‬فإن كان لحرام اسععتحب‬
‫لها سععواء كععانت مزوجععة‪ .‬أو غيععر مزوجععة‪ ،‬شععابة أو عجععوزا وإذا اختضععبت عمععت‬
‫اليدين بالخضاب‪ .‬وأما المحدة‪ :‬فيحرم عليها‪ ،‬والخنثى كالرجل‪ .‬ويسن لغير المحرمة‬
‫إن كانت حليلة وإل كره‪ .‬ول يسن لهععا نقععش وتسعويد وتطريععف وتحميععر وجنعة‪ ،‬بععل‬
‫يحرم واحد من هذه على خليععة ومعن لعم يععأذن لهعا حليلهعا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم وشعر‬
‫السنان( أي تحديدها‪ ،‬وتفليجها بمبرد ونحوه للتحسععين‪) .‬قععوله‪ :‬ووصععل الشعععر( أي‬
‫ويحرم على المرأة وصل الشعر‪ ،‬وذلك لما روي عن أبععي هريععرة رضععي الع عنععه‪،‬‬
‫عععن النععبي )ص( قععال‪ :‬لعععن العع الواصععلة والمستوصععلة‪ ،‬والواشععمة والمستوشععمة‬
‫والولى‪ :‬هي التي تصععل الشعععر بشعععر آخععر لنفسعها أو غيرهععا‪ .‬والثانيععة‪ :‬هعي الععتي‬
‫تطلب أن يفعل بها الوصل‪ .‬والثالثة‪ :‬هي التي تغرز البرة فععي الجسععد ثععم نععذر عليععه‬
‫كحل أو نيلة يخضر )‪ (1‬والرابعة‪ :‬هي التي تطلب الفعل ويفعل بها‪) .‬وقعوله‪ :‬بشعععر‬
‫نجس( لملبسة النجاسة لغير ضرورة‪) .‬وقوله‪ :‬وشعر آدمي( أي لحععترامه‪ ،‬ويحععرم‬
‫ذلك عليها مطلقا‪ ،‬خلية أو مزوجة‪ ،‬أذن لها حليلها أو ل‪ .‬وكذا يحرم بالشعععر الطععاهر‬
‫على الخلية والمزوجة بغير إذن زوجها‪ .‬أما الطاهر من غير آدمععي لععذات حليععل أذن‬
‫فيه حليلها فل يحرم الوصل به‪) .‬قوله‪ :‬ل بخيوط الحريععر أو الصععوف( أي ل يحععرم‬
‫الوصل بذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويستحب أن يكف الصبيان إلخ( لخبر مسلم‪ :‬إذا كان جنح الليععل‬
‫وأمسيتم‪ ،‬فكفوا صععبيانكم‪ ،‬فععإن الشععياطين تنتشععر حينئذ‪ .‬وإذا ذهععب سععاعة مععن الليععل‬
‫فخلوهم روي بالحاء المهملععة المضععمومة‪ ،‬وبالخععاء المعجمععة المفتوحععة وضععم اللم‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأن يغطى الواني ‪ -‬ولو بنحو عود( قال ابن رسلن‪ :‬ويسععتحب فععي الوانععي‬
‫التغطية * * ولو بعود حط فوق النية ويسععتحب أيضععا أن يععوكئ القععر ب‪ ،‬أي يربععط‬
‫أفواها‪ .‬قال الرملي‪ :‬قال الئمة‪ :‬وفععائدة ذلععك مععن ثلثععة أوجععه‪ .‬أحععدها‪ :‬مععا ثبععت فععي‬
‫الصحيحين عن رسول ال )ص( أنه قععال‪ :‬فععإن الشععيطان ل يحععل سععقاء‪ ،‬ول يكشععف‬
‫إناء‪ .‬ثانيها‪ :‬ما جاء في رواية لمسلم‪ :‬أنه )ص( قال‪ :‬في السنة ليلة ينزل فيها وباء ل‬
‫يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سعقاء ليعس عليعه وكعاء إل نعزل فيعه معن ذلعك الوبعاء‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬صيانتها من النجاسة ونحوها‪.‬‬

‫)‪ (1‬لعلها‪ :‬ليخضر‪ ،‬أو فيخضر ا‍ه‬

‫] ‪[ 388‬‬
‫وقد عمل بعضهم بالسنة في التغطية بعود‪ ،‬فأصععبح وأفعععى ملتفععة علععى العععود‪،‬‬
‫ولم تنزل في الناء‪ .‬ولكن ل يعرض الععود علععى النعاء إل معع ذكععر اسععم الع‪ ،‬فعإن‬
‫السر الدافع هو اسم ال‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬يعرض عليهععا( مبنععي للمجهععول‪ ،‬أي يجعععل ذلععك‬
‫العود عرضا‪) .‬قوله‪ :‬وأن يغلععق البععواب( أي ويسععتحب أن يغلععق البععواب‪ ،‬لمععا فععي‬
‫خبر مسلم‪ :‬وأغلقوا البععواب‪ ،‬واذكععروا اسعم العع‪ ،‬فععإن الشععيطان ل يفتعح بابععا مغلقععا‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬مسميا ال( حال في فاعععل يغطععي وفاعععل يغلععق المسععتتر إن بنيععا للمعلععوم‪ ،‬أو‬
‫المحذوف إن بنيععا للمجهععول‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يطفععئ المصععابيح( أي ويسععتحب أن يطفععئ‬
‫المصابيح أي السرجة خوفا من الفويسقة وهي الفأرة أن تجر الفتيلة فتحععرق الععبيت‪.‬‬
‫وفي سنن أبي دواد‪ :‬من حديث ابن عباس‪ :‬جاءت فأرة فأخذت تجععر الفتيلععة‪ ،‬فجععاءت‬
‫بها وألقتها بين يدي رسول ال )ص( على الخمرة التي كععان قاعععدا عليهععا‪ ،‬فععأحرقت‬
‫منها موضع درهم‪ .‬وفي الشنواني على ابن أبي جمرة‪ :‬نعم‪ ،‬القنععديل المعلععق إن أمععن‬
‫منها ل بأس بعدم إطفائه‪ ،‬لنتفاء العلة‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويستحب أيضععا إطفععاء النععار مطلقععا عنععد‬
‫النوم‪ ،‬لورود حديث فيه‪) .‬قوله‪ :‬واعلم أن ذبح الحيوان إلخ( شروع في بيان الحكععام‬
‫المتعلقة بالذبائح والصيد‪ ،‬وقعد أفردهععا الفقهععاء بكتععاب مسعتقل‪ ،‬وذكروهععا بععد كتععاب‬
‫الجهاد‪ ،‬وذكرها في الروضة في آخععر ربععع العبععادات‪ ،‬تبعععا لطائفععة مععن الصععحاب‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهو أنسب‪ .‬قال ابن قاسم الغزي في شرحه على المنهاج‪ :‬ولعل وجه ال نسععبية‬
‫أن طلب الحلل فرض عين‪ ،‬والعبادات فرض عين‪ ،‬فناسب ضععم فععرض العيععن إلععى‬
‫فرض العين‪ .‬ا‍ه‪ .‬فذكرها المؤلف رحمه ال تعالى هنا تبعا للروضععة‪ .‬والصععل فيهععا‬
‫قوله تعالى‪) * :‬إل ما ذكيتم( * )‪ (1‬فإنه مسعتثنى معن المحرمعات السعابقة فعي اليعة‪،‬‬
‫واستثناؤه من المحرمات يفيد حل المذكيات‪ ،‬وفي الصيد‪ ،‬قوله تعععالى‪) * :‬وإذا حللتععم‬
‫فاصععطادوا( * )‪ (2‬والمععر بالصععطياد يقتضععي حععل المصععيد‪) .‬قععوله‪ :‬الععبري( أي‬
‫المأكول‪ .‬فخرج البحري‪ ،‬فإنه يحل أكله من غير ذبح‪ ،‬وغير المأكول فل يحل ذبحععه‬
‫ولو لراحته من الحياة عند تضرره من طول الحياة‪) .‬قوله‪ :‬المقدور عليه( أي علععى‬
‫ذبحه‪ .‬والمراد أنه قدر عليه حال إصابته‪ ،‬ولو بإعيععائه عنععد عععدوه حععال صععيده‪ ،‬لن‬
‫العبرة بالقدرة وعدمها حعال الصعابة ل وقعت الرمعي‪ .‬فلعو رمعاه وهعو غيعر مقعدور‬
‫عليه‪ ،‬وأصابه وهو مقدور عليه‪ ،‬فذكاته بقطع حلقه ومريئه‪ .‬ولععو رمععاه وهععو مقععدور‬
‫عليه‪ ،‬وأصابه وهو غير مقدور عليه فذكاته عقععره حيععث قععدر عليععه فععي أي موضععع‬
‫كان العقر‪) .‬قوله‪ :‬بقطع إلخ( متعلق بمحذوف خبر أن‪ ،‬والباء للتصوير‪ ،‬أي أن ذبحه‬
‫مصور بقطع كل حلقوم‪ ،‬وخرج بقطع ما لو اختطف رأس عصفور أو غيره بيععده أو‬
‫ببندقة فإنه ميتة‪ .‬وبقوله‪ :‬كل حلقوم‪ :‬ما لو قطع البعض وانتهى إلى حركة مذبوح ثععم‬
‫قطع البععاقي‪ ،‬فل يحععل‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي الحلقععوم‪ .‬وقععوله‪ :‬مخععرج النفععس أي محععل‬
‫خروج النفس بفتح الفاء وهو أيضا محل دخوله‪) .‬قوله‪ :‬وكععل مععرئ( معطععوف علععى‬
‫كل حلقوم‪ ،‬أي وبقطع كل مرئ بفتح ميمه‪ ،‬وهمز آخره وخرج به قطع بعضه‪ ،‬فععإنه‬
‫ل يحل كالذي قبله‪ .‬وقوله‪ :‬وهو أي المرئ‪) .‬وقوله‪ :‬مجععرى الطعععام( أي والشععراب‪،‬‬
‫أي محل جريانهما من الحلق إلى المعدة‪) .‬قوله‪ :‬تحعت الحلقعوم( خععبر بععد خععبر‪ ،‬أي‬
‫وهو كائن تحت الحلقوم‪) .‬قوله‪ :‬بكل إلععخ( متعلععق بقطععع‪) .‬قععوله‪ :‬محععدد( بفتععح الععدال‬
‫المشددة‪ ،‬أي ذي حد‪ .‬والمراد كل شئ له حد‪ ،‬كحديد‪ ،‬ورصاص‪ ،‬وخشب‪ ،‬وقصععب‪،‬‬
‫وحجر‪ ،‬وزجاج إل الظفر‪ ،‬والسن‪ ،‬وسععائر العظععام لخععبر الصععحيحن‪ :‬مععا أنهععر الععدم‬
‫وذكر اسم ال عليه فكلوا‪ ،‬ليس السن والظفر‪ .‬وسأحدثكم عن ذلك أي عن سبب عععدم‬
‫إجزائهما‪.‬‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .3 :‬المائدة‪2 :‬‬

‫] ‪[ 389‬‬
‫أما السنن‪ :‬فعظم‪ ،‬وأما الظفر‪ :‬فمدي الحبشة‪ .‬وألحق بهما بععاقي العظععام‪ ،‬سععواء‬
‫كانت متصلة أو منفصلة‪ ،‬من آدمي أو غيره‪ .‬نعم‪ ،‬ما قتلته الجارحة بظفرها أو نابهععا‬
‫ل يحرم كما هو معلوم وقوله‪ :‬ما أنهر الدم‪ :‬أي أسععاله وصععبه بكععثرة‪ ،‬فشععبه السععالة‬
‫بالنهععار‪ ،‬واسععتعارة لهععا واشععتق منععه أنهععر بمعنععى أسععال علععى طريععق السععتعارة‬
‫التصريحية التبعية‪ .‬وقوله‪ :‬ليس السن والظفر‪ :‬بالنصب على أنه خبر ليععس‪ ،‬ويجععوز‬
‫الرفع على أنه اسمها‪ ،‬والخبر محذوف‪ ،‬أي ليس السن والظفر مباحا‪) .‬قوله‪ :‬يجرح(‬
‫الجملة صفة لمحدد‪ ،‬وهو قيد ل بد منه‪ ،‬وخرج به الععذي ل يجععرح‪ ،‬وهععو الكععال كمععا‬
‫سيذكره‪) .‬قوله‪ :‬كحديد إلخ( أمثلة لمحدد وهنععا مضععاف محععذوف‪ ،‬أي كمحععدد حديععد‪،‬‬
‫ومحدد قصب إلخ‪) .‬قوله‪ :‬يحرم ما مات بثقل إلخ( هذا محترز قععوله بقطععع إلععخ‪ ،‬لن‬
‫ما ذكععر لعم يمععت بععالقطع‪ ،‬وإنمععا مععات بالثقععل‪ .‬وإنمععا حععرم ذلعك لن المقتععول بالثقععل‬
‫موقوذة‪ ،‬فإنها‪ :‬ما قتل بمثقععل كخشععبة‪ ،‬وحجععر‪ ،‬ونحوهمععا‪ .‬ومثععل ذلععك‪ :‬مععا لععو مععات‬
‫بأحبولة كشبكة منصوبة له فإنه المنخنقة المذكورة في قوله تعععالى‪) * :‬والمنخنقععة( *‬
‫)وقوله‪ :‬من محدد أو غيره( بيعان لمعا‪) .‬وقعوله‪ :‬كبندقعة( أي مطلقعا‪ ،‬بندقعة الطيعن أو‬
‫الرصاص‪ .‬وهعو تمثيعل لغيعر المحعدد‪) .‬قعوله‪ :‬وإن أنهعر العدم( أي أسعاله‪ .‬كمعا معر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأبان الرأس( أي وإن أزال الرأس‪ ،‬فهو غاية ثانيععة للحرمععة‪) .‬قععوله‪ :‬أو ذبععح‬
‫بكال( معطوف على مات‪ ،‬وهو محترز قوله يجرح كما علمت‪ .‬أي ويحععرم مععا ذبععح‬
‫بكال‪ :‬أي غير قاطع بحسب ذاته‪ .‬قال في المصععباح‪ :‬كععل السععيف كل‪ ،‬وكلععة بالكسععر‬
‫وكلول فهو كليل‪ ،‬وكال‪ :‬أي غيععر قععاطع‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪ :‬ل يقطععع إل بقععوة الذابععح( أي‬
‫وأما بنفسه فل يقطع رأسا‪ ،‬وهو كالتفسير للكال‪) .‬قوله‪ :‬فلععذا ينبغععي إلععخ( أي فلجععل‬
‫حرمة الذبح بالكال الذي ل يقطعع إل بقعوة الذابعح‪ ،‬ينبغعي السعراع إلعخ‪ .‬وتأمعل فعي‬
‫العلة المذكورة‪ ،‬فإن حرمة الذبح بالكال ل تظهر علة فععي انبغععاء السععراع‪ .‬فلععو قععال‬
‫كغيره وينبغي السراع بإسقاط لفظ فلذا لكان أولى‪ .‬ثععم إن المععراد بالنبغععاء النععدب ‪-‬‬
‫كما يدل عليه عبارة التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬وسيأتي ندب وإسراع القطع بقوة وتحامل ذهابا‬
‫وعودا‪ ،‬ومحله‪ :‬إن لم يكن بتأنيه في القطع ينتهي الحيوان قبل تمام قطع المذبععح إلععى‬
‫حركة المذبوح‪ ،‬وإل وجب السراع‪ ،‬فإن تأتي حينئذ‪ :‬حععرم‪ ،‬لتقصععيره‪ .‬ا‍ه‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫بحيث ل ينتهي إلخ( تصوير للسراع‪ ،‬أي يسععرع إسععراعا مصععورا بحيعث ل ينتهعي‬
‫إلخ‪ ،‬فلو انتهى إلى ذلك قبل تمام القطع لم يحل‪ ،‬لتقصيره‪ .‬ول ينععافيه مععا سععيأتي مععن‬
‫أنه يشترط الحياة المستقرة عند أول الذبح‪ ،‬ل استمرارها إلى انتهاء الذبععح‪ ،‬لن ذلععك‬
‫فيما إذا لم يوجد تقصير منه في وصوله إلى حركععة المععذبوح‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععل الجنيععن‬
‫بذبح أمه( أي لخبر‪ :‬ذكاة الجنين ذكاة أمه أي ذكاة أمه الععتي أحلتهععا أجلتععه تبعععا لهععا‪،‬‬
‫ولنه جزء من أجزائها وذكاتها أحلت جميع أجزائهعا‪ ،‬حعتى لععو كعان للمععذكاة عضعو‬
‫أشل‪ ،‬حل كسائر أجزائها ولنه لو لم يحل بذكاة أمه لحرم ذبحهععا مععع ظهععور الحمععل‬
‫كما ل تقتل الحامل قودا‪ .‬ول فرق في الجنيععن بيععن أن يكععون واحععدا أو متعععددا‪ ،‬ولععو‬
‫وجد جنين في بطن جنين كان حكمه كذلك‪ .‬ول تحل العلقة والمضغة‪ ،‬ولو تخططت‪،‬‬
‫بناء على عدم وجوب الغرة فيها‪ ،‬وعدم ثبوت الستيلد بها فيما إذا كانت من آدمععي‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إن مات في بطنها( قيد في حله بذكاة أمععه‪ ،‬أي يحععل إن مععات فععي بطنهععا‪ ،‬أي‬
‫بسبب ذبح أمه بأن سكن عقب ذبحها بل مهلة‪ ،‬ولم يوجد سبب يحال عليه موته‪ ،‬فلععو‬
‫اضطرب في بطن أمه بعد ذبحها زمنا طويل‪ ،‬ثم سكن‪ ،‬لععم يحعل‪ .‬ولعو ضعربت أمعه‬
‫على بطنها فسكن‪ ،‬ثم ذبحت فوجد ميتا‪ ،‬لم يحل لحالة موته على ضععرب أمععه‪ .‬ولععو‬
‫شك‪ :‬هل مات بذكاة أمه أو ل ؟ فالظاهر‪ :‬عدم‬

‫] ‪[ 390‬‬
‫حله‪ .‬والذي في حاشية الشوبري‪ :‬حله‪ .‬قال‪ :‬لنها سبب في حله‪ ،‬والصل عععدم‬
‫المانع‪ .‬ولو مات في بطنها قبل ذبحها كان ميتة ل محالة‪ .‬لن ذكاة أمه لم تععؤثر فيعه‪،‬‬
‫والحديث يشير إليه‪) .‬قوله‪ :‬أو خرج في حركة مذبوح( خععرج بععه مععا إذا خععرج وفيععه‬
‫حياة مستقرة‪ ،‬فيذكى حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬أما غير المقدور عليعه( أي علععى ذبحععه بقطععع مععا‬
‫ذكر بما ذكر‪ ،‬وهو محترز قوله المقدور عليه‪ .‬وقععوله‪ :‬بطيرانععه أي بسععبب طيرانععه‪.‬‬
‫وقععوله‪ :‬أو شععدة عععدوه أي أو بسععبب عععدوه أي جريععه أي أو بسععبب وقععوعه فععي بئر‬
‫وتعذر إخراجه‪ .‬قال في الزبد‪ :‬إلععخ‪ .‬وغيععر مقعدور عليعه صعيدا * * أو البعيعر نععد أو‬
‫تععردى الجععرح إن يزهععق بغيععر عظععم )قععوله‪ :‬وحشععيا كععان( أي غيععر المقععدور عليععه‬
‫كضبع‪ ،‬وغزال‪) .‬وقوله‪ :‬أو إنسيا( أي توحش أم ل‪ .‬والول‪ :‬كمثاله‪ .‬والثاني‪ :‬كبعيععر‬
‫تردى في بئر‪) .‬وقوله‪ :‬كجمل( تمثيل للنسي‪ .‬وقوله‪ :‬أو جععدي هععو الععذكر مععن أولد‬
‫المعز‪) .‬وقوله‪ :‬نفر( أي المذكور من الجمل أو الجدي‪ .‬ومعنععى نفععر‪ :‬هععرب وذهععب‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬شاردا( أي هاربا‪ ،‬فهو حال مؤكدة‪) .‬قوله‪ :‬ولم يتيسر لحععوقه حععال( قيععد فععي‬
‫حله بالجرح المزهق‪ ،‬وخرج به ما إذا تيسر لحوقه‪ ،‬فععإنه ل يحععل بععالجرح المزهععق‪،‬‬
‫بل ل بد من قطع كل الحلقوم وكل المرئ كالذي قبله‪) .‬قوله‪ ،‬وإن كان إلخ( غاية في‬
‫حله بالجرح‪ ،‬ولو أخرها وما بعدها وما قبلها عن قععوله فيحععل بععالجرح‪ ،‬لكععان أولععى‪.‬‬
‫وقوله سكن أي الجمل أو الجدي‪ .‬وقوله‪ :‬وقدر عليه أي على ذبحعه كمعا معر‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫وإن لم يخف عليه نحو سارق( أي لو أبقاه مطلقا على حععاله‪ ،‬وهععذه غايععة ثانيععة فيمععا‬
‫ذكر‪ .‬وإنما حل بالجرح مع كونه لو صبر سكن‪ ،‬أو مع كونه ل يخاف عليه لنععه قععد‬
‫يريد الذبح حال‪ .‬وخالف في ذلك المام‪) .‬قوله‪ :‬فيحل بالجرح( جععواب أمععا‪) .‬وقععوله‪:‬‬
‫المزهق( بكسر الهاء‪ ،‬أي المخرج للروح‪ .‬وخرج غير الزهق‪ ،‬كالخدشة اللطيفععة فل‬
‫يحل بها لو مات‪) .‬قوله‪ :‬بنحو سهم( متعلق بالجرح‪) .‬قوله‪ :‬في أي محل كان( متعلق‬
‫بالجرح أيضا‪ ،‬أي الجرح في أي موضع كان‪ ،‬وإن لم يكن في الحلق واللبععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ثم إن أدركه( أي ثم بعد جرحه بمععا ذكععر إن أدركععه‪ ،‬أي غيععر المقععدور عليععه‪ .‬وهععذا‬
‫كالتقييد لما قبله أي محل حله بالجرح المذكور إن لععم يعدركه وبعه حيععاة مسعتقرة بععأن‬
‫مات حال عقب الجرح‪ .‬أما إن أدركه ففيه تفصيل وهو مععا ذكععره‪) .‬قععوله‪ :‬وبععه حيععاة‬
‫مستقرة( أي والحال أن فيه حياة مستقرة‪ ،‬أي ثابتة مسععتمرة‪ ،‬وهععي أن تكععون الععروح‬
‫في الجسد ومعها إبصار‪ ،‬ونطق‪ ،‬وحركة اختيارية ل اضطرارية‪ .‬واعلععم أنععه يوجععد‬
‫في عباراتهم حياة مستقرة‪ ،‬وحياة مستمرة وحركععة مععذبوح ويقععال لهععا عيععش مععذبوح‬
‫والفرق بينها أن الحياة المستقرة هي ما مر‪ .‬والمستمرة هي التي تستمر إلععى خععروج‬
‫الروح من الجسد‪ .‬وحركة المذبوح هي التي ل يبقى معها إبصار باختيار‪ ،‬ول نطععق‬
‫باختيار‪ ،‬ول حركة اختيارية‪ ،‬بععل يكععون معهععا إبصععار ونطععق وحركععة إضععطرارية‪.‬‬
‫وبعضهم فرق بينها‪ :‬بأن الحياة المستقرة هي الععتي لععو تععرك الحيععوان لجععاز أن يبقععى‬
‫يومععا أو يععومين‪ .‬والحيععاة المسععتمرة هععي الععتي تسععتمر إلععى انقضععاء الجععل‪ .‬وحركعة‬
‫المذبوح هي التي لو ترك لمات في الحال‪ .‬والول هععو المشععهور‪) .‬قععوله‪ :‬ذبحععه( أي‬
‫بقطع كععل حلقععوم وكععل مععرئ‪ ،‬وهععذا جععواب إن‪) .‬قععوله‪ :‬فععإن تعععذر ذبحععه( أي غيععر‬
‫المقدور عليه‪) .‬وقوله‪ :‬من غير تقصير منه( أي من الجارح‪) .‬وقوله‪ :‬حتى مات( أي‬
‫إلى أن مات بعد جرحه‪) .‬قوله‪ :‬كأن اشتغل إلخ( تمثيل لتعذر ذبحه مععع عععدم تقصععير‬
‫منه‪ .‬واندرج تحت الكاف ما إذا وقع منكسا فاحتاج لقلبه ليقدر على ذبحه فمات‪ .‬ومععا‬
‫إذا امتنع الحيوان منه بسبب قوته‪ ،‬أو حال بينه وبينععه حععائل كسععبع فمععات بعععد ذلععك‪.‬‬
‫فيحل في الجميع‪ ،‬لتعذر ذبحه‪ ،‬مع‬

‫] ‪[ 391‬‬
‫عدم التقصير منه‪) .‬قوله‪ :‬أو سععل السععكين( معطععوف علععى تععوجيهه‪ ،‬أي وكععأن‬
‫اشععتغل بسععل السععكين‪ ،‬أي إخراجهععا مععن غمععدها‪ .‬والسععكين تععذكر وتععؤنث والغععالب‬
‫تذكيرها سميت بذلك لنها تسكن الحياة‪ ،‬وتسمى مدية لنها تقطع مدة الحيععاة أفععاده‪ :‬م‬
‫ر‪) .‬قوله‪ :‬قبل المكان( أي إمكان الذبح‪) .‬قوله‪ :‬حل( جواب فععإن‪ .‬وإنمععا حععل لعععذره‬
‫في ذلك‪ .‬ولو شك‪ :‬هل تمكن من ذبحه أو ل ؟ حل أيضا إحالة على السععبب الظععاهر‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وإل( أي بأن لم يتعذر ذبحه‪ ،‬أو تعذر بتقصير منه‪) .‬قوله‪ :‬كأن لععم يكععن إلععخ(‬
‫تمثيل لما إذا تعععذر بتقصععير منععه‪ .‬وعبععارة الععروض وشععرحه‪ :‬ومععن التقصععير‪ :‬عععدم‬
‫السكين‪ ،‬وتحديدها‪ ،‬لنععه كععان يمكنععه حملهععا وتحديععدها ونشععبها بالغمععد بكسععر الغيععن‬
‫المعجمة أي علوقها فيه‪ ،‬بحيث يعسر إخراجها‪ ،‬لن حقه أن يستصحب غمدا يوافقه‪،‬‬
‫حتى لو استصحب فنشب فيه لعارض‪ ،‬حل‪ ،‬وكذا لو غصبت منه السكين‪ ،‬لنه عععذر‬
‫نادر‪ .‬ومن التقصير‪ :‬العذي ذبعح بظهرهعا أي السعكين غلطعا ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬أو علعق فعي‬
‫الغمد( معطوف على مدخول كأن‪ ،‬أي أو كأن علععق أي نشععب فععي غمععده أي غلفععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬بحيث تعسععر( البععاء للتصععوير‪ ،‬متعلععق بمحععذوف‪ ،‬أي علععق علوقععا مصععورا‬
‫بحالة هي عسر خروجه منه‪ .‬وقوله‪ :‬فل أي فل يحل لتقصيره بذلك‪ .‬قال في التحفععة‪:‬‬
‫وبحث البلقيني في صورة العلوق أنه ل يعد تقصيرا‪) .‬قوله‪ :‬ويحرم قطعا رمي إلععخ(‬
‫والحاصععل أن الرمععي ببنععدق الرصععاص بواسععطة النععار حععرام مطلقععا‪ ،‬إل أن يكععون‬
‫الرامي حاذقا‪ ،‬ويعلم أنعه إنمعا يصعيب جنعاحه‪ ،‬فل يحعرم‪ .‬وأن الرمعي ببنعدق الطيعن‬
‫جععائز مطلقععا‪ ،‬لنععه طريععق إلععى الصععطياد المبععاح‪ .‬وقععال ابععن عبععد السععلم ومجلععي‬
‫والماوردي‪ :‬يحرم لن فيه تعريض الحيوان للهلك ويؤخذ مععن العلععة المععذكورة حععل‬
‫رمي طير كبير ل يقتله البندق المذكور غالبا كالوز بخلف صغير‪ .‬قععال الذرعععي‪:‬‬
‫وهذا مما ل شك فيه‪ ،‬لنه يقتلها غالبا‪ .‬وقتل الحيوان عبثا حععرام‪ .‬وهععذا كلععه بالنسععبة‬
‫لحل الرمي‪ ،‬وأما بالنسبة لحععل المرمععي الععذي هععو الصععيد فععإنه حععرام مطلقععا‪ ،‬إل أن‬
‫تدرك فيه الحياة المستقرة ويذكى‪) .‬قوله‪ :‬وهو( أي البندق المعتععاد الن‪) .‬وقععوله‪ :‬مععا‬
‫يصنع بالحديد( أي من الحديد‪ ،‬فالباء بمعنى من‪ .‬وقوله‪ :‬ويرمى بالنار أما إذا لم يععرم‬
‫بها فل يحرم‪) .‬قوله‪ :‬لنه( أي البندق المعتععاد الن‪ ،‬وهععو تعليععل لحرمععة الرمععي بععه‪.‬‬
‫)وقوله‪ :‬مذفف( أي مخرج للروح‪) .‬وقوله‪ :‬سريعا( منصوب على الحال‪ ،‬أو بإسععقاط‬
‫الخافض‪ ،‬أي حال كون التذفيف به سريعا‪ ،‬أو تععذفيفا بسععرعة‪) .‬وقععوله‪ :‬غالبععا( ومععن‬
‫غير الغالب قد ل يكون مذففا بسرعة‪) .‬قوله‪ :‬نعم‪ ،‬إن علم إلخ( اسعتدراك معن حرمعة‬
‫الرمي بالبندق المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬حاذق أي رام حاذق فععي رميععه‪ .‬وقععوله‪ :‬جنععاح كععبير‬
‫بالضافة‪ ،‬أي جناح طير كععبير‪) .‬قععوله‪ :‬فيشععقه( أي الجنععاح‪ .‬وعبععارة التحفععة‪ :‬فيثبتععه‬
‫وهي أولى ‪ -‬لنه ل يشترط الشق‪ ،‬بل المدار على الثبات‪ ،‬والوقععوف بسععبب الرمععي‬
‫حصل شق أو ل ولعل في عبارتنا تحريفععا مععن النسععاخ‪) .‬قععوله‪ :‬احتمععل الجععواز( أي‬
‫الرمي بالبندق المذكور‪) .‬قوله‪ :‬والرمي( مبتدأ خبره جائز‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو( أي البنععدق‬
‫المعتاد قديما‪ .‬وقوله‪ :‬ما يصنع من الطين قال البجيرمععي‪ :‬مثلععه الرصععاص مععن غيععر‬
‫نار‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬جائز أي إن كان الرمي به طريقا للصطياد‪ ،‬وإل حرم‪ ،‬لما فيه مععن‬
‫تعذيب الحيوان من غير فائدة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لبعض المحققيععن( أي حيععث قععال‪ :‬يحععرم‬
‫الرمي ببندق الطين‪ .‬وعلله بأن فيه‬

‫] ‪[ 392‬‬
‫تعريض الحيوان للهلك كما علمت‪) .‬قوله‪ :‬وشرط الذابععح إلععخ( اعلععم أنععه كععان‬
‫المناسب أن يذكر أول أركان الذبح‪ ،‬ثععم يععذكر مععا يشععترط فععي كععل ‪ -‬كمععا صععنع فععي‬
‫المنهج‪ .‬وحاصل ذلعك‪ :‬أن أركعان الذبعح بعالمعنى الحاصععل بالمصعدر وهعو النعذباح‬
‫أربعة‪ :‬ذبح‪ ،‬وذابح‪ ،‬وذبيح‪ ،‬وآلة‪ .‬والمراد بكونها أركانا للذبح‪ :‬أنه ل بد لتحققه منها‪،‬‬
‫لنه يتوقف على فاعل‪ ،‬ومفعععول‪ ،‬وفعععل‪ ،‬وآلععة‪ .‬وإل فليععس واحععد منهععا جععزءا منععه‪.‬‬
‫وشرط في الذبح‪ :‬القصد أي قصد إيقاع الفعل على العين أو علععى واحععد مععن الجنععس‬
‫فلو سقطت سكين على مذبح شاة‪ ،‬أو احتكت الشععاة بععه فانععذبحت‪ ،‬أو أرسععل سععهما ل‬
‫لصيد بل أرسله لغرض اختبار قوته مثل فقتل صععيدا‪ ،‬أو استرسععلت جارحععة بنفسععها‬
‫فقتلت‪ ،‬حرم ذلك كله‪ ،‬وصار ميتة‪ ،‬لعدم وجود القصد‪ .‬وشرط في اللة كونها محددة‬
‫تجرح كما مر وأما شرط الذابح وشرط الذبيح فقد ذكرهما المؤلف‪) .‬قوله‪ :‬أن يكععون‬
‫مسلما( أي أو مسلمة‪ .‬وشرط أيضا أن يكون غير أعمى فععي غيععر مقععدور عليععه مععن‬
‫صيد وغيره‪ ،‬فل يحل مذبوح العمى بإرسال آلة الذبععح‪ ،‬إذ ليععس لععه فععي ذلععك قصععد‬
‫صحيح‪ .‬وقوله‪ :‬أو كتابيا أي أو كتابية‪ .‬وأهل الكتاب هم اليهود‪ ،‬والنصععارى‪ .‬وخععرج‬
‫بذلك الوثني‪ ،‬والمجوسي‪ ،‬ونحوهما ممن ل كتاب له كعابد الشععمس والقمععر فل تحععل‬
‫ذبيحتهم‪ ،‬لنهم ليسوا من أهل الكتاب‪ .‬والذي تحععل ذبيحتععه ل بععد أن يكععون مععن أهععل‬
‫الكتاب‪ ،‬قال تعالى‪) * :‬وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكععم( * )‪ (1‬وقععال ابععن عبععاس‬
‫رضي ال عنهما‪ :‬إنما حلت ذبائح اليهععود والنصعارى معن أجععل أنهععم آمنعوا بععالتوراة‬
‫والنجيل رواه الحاكم وصححه‪ .‬وقوله‪ :‬ينكح بالبناء للمجهول‪ ،‬قيععد فععي الكتععابي‪ ،‬أي‬
‫يشترط في حل ذبيحة الكتابي نكاحنا لهل ملته‪ .‬ولصحة نكاحنا لهم شروط وهي أنه‬
‫يشترط في السرائيلية أن ل يعلم دخول أول آبائها في ديععن سععيدنا موسععى بعععد بعثععة‬
‫عيسى عليه السلم‪ .‬وفي غيرها أن يعلم أول آبائها فيه قبلهعا‪ ،‬ولعو بععد التحريععف إن‬
‫تجنبععوا المحععرف‪ .‬فلععو فقععد شععرط مععن هععذه الشععروط ل يحععل نكاحنععا لهععم‪ ،‬فل تحععل‬
‫ذبيحتهم‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬فعلم أن من لم يعلم كععونه إسععرائيليا‪ ،‬وشععك فععي دخععول أول‬
‫أصوله قبل ما مر‪ ،‬ثم ل تحل ذبيحته‪ .‬ومن ثم أفتى بعضهم فععي يهععود اليمععن بحرمععة‬
‫ذبائحهم للشك فيهم‪ ،‬قال‪ :‬بل نقل الئمة أن كل أهل اليمن أسلموا‪ .‬ا‍ه‪ .‬ول خصوصية‬
‫ليهود اليمن بذلك‪ ،‬بل كل من شك فيه وليس إسرائيليا كذلك‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬أسععلموا‪ :‬أي‬
‫ثم ارتد بعضهم وهم اليهععود المععذكورون فعليععه يكععون عععدم حععل ذبيحتهععم بالجمععاع‪،‬‬
‫لرتدادهم‪) .‬قوله‪ :‬ويسن أن يقطع الععودجين( المناسععب ذكععر هععذا فيمععا مععر بعععد قععوله‬
‫بقطع كل حلقوم وكل مرئ‪ ،‬لن هذا من سنن الذبععح‪ ،‬وذكععره فععي المنهععج بعععد ذكععره‬
‫شرط الذبح‪ .‬والودجان تثنية ودج بفتح الععدال وكسععرها ‪ -‬وهععو المسععمى بالوريععد مععن‬
‫الدمي‪ ،‬قال تعالى‪) * :‬ونحن أقرب إليه من حبل الوريد( * وإنما سععن قطعهمععا لنععه‬
‫أسععرع وأسععهل لخععروج الععروح‪ ،‬فهععو مععن الحسععان فععي الذبععح‪) .‬قععوله‪ :‬وهمععا( أي‬
‫الودجععان‪ .‬وقععوله عرقععا صععفحتي عنععق‪ :‬أي عرقععان فععي صععفحتي العنععق‪ ،‬محيطععان‬
‫بالحلقوم من الجانبين‪) .‬قوله‪ :‬أن يحد شفرته( أي ويسن أن يحد شفرته‪ ،‬لخععبر مسععلم‪:‬‬
‫إن ال كتب الحسان في كععل شععئ‪ ،‬فععإذا قتلتععم فأحسععنوا القتلععة‪ ،‬وإذا ذبحتععم فأحسععنوا‬
‫الذبحة‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته‪ ،‬وليرح ذبيحته‪ .‬وقوله‪ :‬وليحد‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .5 :‬ق‪16 :‬‬

‫] ‪[ 393‬‬
‫بسكون اللم‪ ،‬وضم الياء‪ ،‬وكسر الحاء من أحععد وبفتععح اليععاء وضععم الحععاء مععن‬
‫حد‪ .‬والشفرة بفتح الشين المعجمة‪ ،‬وقد تضم السكين العريضة‪ ،‬وهي ليست بقيد‪ ،‬بععل‬
‫مثلها كل محدد‪ .‬وإنما آثرها لورودها في الخبر المذكور‪ .‬ويسععن مواراتهععا عنهععا فععي‬
‫حال إحدادها‪ ،‬فيكره أن يحدها قبالتها‪ ،‬فقد روي أنه )ص(‪ :‬مر برجععل واضععع رجلععه‬
‫على صفحة شاة‪ ،‬وهو يحد شفرته‪ ،‬وهععي تلحععظ إليهععا ببصععرها‪ ،‬فقععال لععه‪ :‬أتريععد أن‬
‫تميتهععا موتععتين ؟ هل أحععددت شععفرتك قبععل أن تضععجعها ؟‪ .‬وروي أن سععبب ابتلء‬
‫يعقوب بفرقة ولده يوسف عليهما السلم‪ :‬أنه ذبح عجل بين يععدي أمععه وهععي تخععور‪،‬‬
‫فلم يرحمها‪ .‬ومن غريب ما وقع مما يتعلق بذلك ما حكي عن بعضهم‪ :‬أنه دخل على‬
‫بعض المراء وقد أمر بذبح جملة من الغنم فذبح بعضها ثم اشتغل الذابح عن الذبععح‪،‬‬
‫ثم عاد إليه في الحال‪ ،‬فلم يجد المدية التي يذبح بها‪ ،‬فاتهم بعععض الحاضععرين‪ ،‬فععأنكر‬
‫أخذها‪ ،‬وحصل بسبب ذلك لغط‪ ،‬فجاء رجل كان ينظر إليهم من بعيد‪ ،‬وقال‪ :‬السععكين‬
‫التي تتخاصمون عليها أخذتها هذه الشاة بفمها‪ ،‬ومشععت بهععا إلععى هععذه الععبئر وألقتهععا‪.‬‬
‫فأمر المير شخصا بالنزول إلى هذه البئر ليتبين هذا المر‪ ،‬فنزل فوجععد المععر كمععا‬
‫أخبر الرجل‪) .‬قوله‪ :‬ويععوجه ذبيحتععه لقبلععة( أي ويسععن أن يععوجه ذبيحتععه أي مععذبحها‬
‫فقععط‪ .‬ل يقععال ينبغععي كراهععة التععوجه المععذكور‪ ،‬لنععه حالععة إخععراج النجاسععة كععالبول‬
‫لوضوح الفرق بأن هذا حالة يتقرب إلى ال بها‪ ،‬ومن ثم يسععن فيهععا ذكععر ال ع تعععالى‬
‫بخلف تلك أفاده الشوبري‪ .‬وكما يسن أن يوجه ذبيحتععه لهععا‪ ،‬كععذلك يسععن لععه هععو أن‬
‫يتععوجه لهععا‪) .‬قععوله‪ :‬وأن يكععون الذابععح إلععخ( أي ويسععن أن يكععون الذابععح‪ .‬والمناسععب‬
‫إضمار اسم يكون علععى نسععق مععا قبلععه لن المقععام للضععمار‪ .‬قععوله‪ :‬رجل عععاقل أي‬
‫مسلما‪ .‬وقوله‪ :‬فامرأة أي عاقلة مسلمة‪ .‬وقوله‪ :‬فصبيا أي مسلما مميزا‪ .‬ثععم مععن بعععده‬
‫الكتابي‪ ،‬ثم المجنون والسكران‪ ،‬وفي معناهما الصبي غير المميععز‪ .‬والحاصععل أولععى‬
‫الناس بالذبح‪ :‬الرجل العاقل المسععلم‪ ،‬ثععم المععرأة العاقلععة المسععلمة‪ ،‬ثععم الصععبي المسععلم‬
‫المميز‪ ،‬ثم الكتابي‪ ،‬ثم الكتابية‪ ،‬ثععم المجنععون والسععكران وفععي معناهمععا الصععبي غيععر‬
‫المميز‪ .‬وحلت ذبيحة هؤلء‪ :‬لن لهم قصدا وإرادة في الجملة‪ ،‬لكن مع الكراهعة كمعا‬
‫نص عليه في الم خوفا من عدولهم عن محل الذبح‪ .‬ويكره ذكاة العمى في المقدور‬
‫عليه لذلك‪) .‬قوله‪ :‬ويقول( الفعل مرفوع‪ ،‬بدليل قععوله نععدبا‪ ،‬ولععو أسععقطه لكععان الفعععل‬
‫منصوبا معطوفا على ما قبله‪ ،‬وكان لفظ يسن يتسلط عليه وهو الولى‪) .‬قعوله‪ :‬وكععذا‬
‫عند رمي الصيد( أي وكذا يقول عند رمي الصيد‪ .‬وقععوله‪ :‬ولععو سععمكا أي أو جععرادا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وإرسال الجارحة أي وعند إرسععال الجارحععة‪ ،‬وهععي الحيععوان المعلععم كععالكلب‬
‫وغيره‪) .‬قوله‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم( مقععول القععول‪ .‬والتيععان بالبسععملة كاملععة هععو‬
‫الفضل‪ .‬ولو اقتصر على بسم ال كان آتيا بالسنة‪ .‬ول يقال على الفضل الذبععح فيععه‬
‫تعذيب للحيوان‪ ،‬والرحمن الرحيم ل يناسبانه لنا نقول إن تحليععل ذلععك لنععا غايععة فععي‬
‫الرحمة بنععا‪ ،‬ومشععروعية ذلععك فععي الحيععوان رحمععة لععه‪ .‬ففععي الذبععح رحمععة للكليععن‪،‬‬
‫ورحمة للحيوان‪ ،‬لما فيه من سهولة خروج روحه‪ .‬وعن بعض العلمععاء أن القصععاب‬
‫إذا سمى ال عند الذبح‪ ،‬قالت الذبيحة‪ :‬أخ أخ‪ .‬وذلك أنها استطيبت الذبح مع ذكر العع‬
‫تعالى وتلذذت به‪ .‬وقععالت المالكيععة‪ :‬ل يزيععد الرحمععن الرحيععم‪ ،‬لن فععي الذبععح تعععذيبا‬
‫وقطعا‪ ،‬والرحمن الرحيم اسمان رقيقان‪ ،‬ول قطع مع الرقة‪ ،‬ول عذاب مع الرحمة‪.‬‬

‫] ‪[ 394‬‬
‫واعلم أنه يكره تعمد ترك البسملة‪ ،‬فلو تركهععا ولععو عمععدا حلععت ذبيحتععه‪ ،‬وذلععك‬
‫لن ال تعالى أباح لنا ذبائح أهل الكتاب بقععوله‪) * :‬وطعععام الععذين أوتععوا الكتععاب حععل‬
‫لكم( * )‪ (1‬وهم ل يذكرون البسملة‪ .‬وقد أمر )ص( فيما شك أن ذابحععه سععمى أم ل‪:‬‬
‫يأكله‪ .‬فلو كانت التسمية شرطا لما حل عند الشععك‪ .‬وأمععا قععوله تعععالى‪) * :‬ول تععأكلوا‬
‫مما لم يذكر اسم ال عليه( * )‪ (2‬فالمراد بما لم يذكر اسم ال عليه فععي اليعة أنععه مععا‬
‫ذكر عليه اسم غير العع‪ ،‬وهععو الصععنم مثل‪ ،‬بععدليل * )وإنععه لفسععق( * إذ الحالععة الععتي‬
‫يكون فيها فسقا هي الهلل‪ ،‬أي الذبح لغيره تعالى‪ ،‬كما قال تعالى في آية أخععرى‪* :‬‬
‫)أو فسقا أهل لغير ال به( * فوصف الفسق بأنه ما أهل لغير ال به‪ .‬وقععال فععي تعععدد‬
‫المحرمات‪) * :‬حرمت عليكععم الميتععة( * إلععى أن قععال * )ومععا أهععل لغيععر الع بععه( *‪.‬‬
‫والحاصل أن قوله تعالى‪) * :‬مما لم يذكر اسم ال عليه( * صععادق بمععا إذا ذكععر اسععم‬
‫غير ال عليه‪ ،‬وبما إذا لم يذكر شيئا أصل‪ .‬والول هععو المععراد بععدليل مععا ذكععر‪ .‬وإذا‬
‫علمت ذلك فما يذبح عند لقاء السلطان‪ ،‬أو عند قبور الصععالحين‪ ،‬أو غيععر ذلععك‪ ،‬فععإن‬
‫كان قصد به ذلك السلطان‪ ،‬أو ذلك الصالح كسيدي أحمد البدوي حرم‪ ،‬وصار ميتععة‪،‬‬
‫لنه مما أهل لغير ال‪ .‬بل إن ذبح بقصد التعظيم والعبادة لمن ذكععر كععان ذلععك كفععرا‪.‬‬
‫وإن كان قصد بذلك التقرب إلى ال تعالى‪ ،‬ثم التصدق بلحمه عن ذلك الصععالح مثل‪،‬‬
‫فإنه ل يضر‪ .‬كما يقع من الزائرين فإنهم يقصدون الذبح لعع‪ ،‬ويتصععدقون بععه كرامععة‬
‫ومحبة لذلك المععزور‪ ،‬دون تعظيمعه وعبععادته‪) .‬قعوله‪ :‬اللهععم صععل وسعلم علعى سعيدنا‬
‫محمد( أي ويقول ندبا مع البسملة اللهم صل وسلم على محمد‪ .‬لنه محل يشععرع فيععه‬
‫ذكر ال‪ ،‬فشرع فيه ذكر نبيه كععالذان‪ ،‬والصععلة‪) .‬تنععبيه( ل يقععول باسععم العع‪ ،‬واسععم‬
‫محمد فلو قال ذلك حرمت ذبيحته وكفر إن قصد التشععريك فععإن أطلععق حلععت الذبيحععة‬
‫وأثععم بععذلك‪ .‬وإن قصععد أذبععح باسععم الع وأتععبرك باسععم محمععد‪ ،‬كععره‪ ،‬وحلععت الذبيحععة‬
‫فالقسام ثلثة‪ :‬الحرمة مع حل الذبيحة في صورة الطلق‪ .‬الكفر مع حرمة الذبيحععة‬
‫في صورة قصد التشريك‪ .‬الكراهة مع حعل الذبيحعة فععي صعورة قصععد التعبرك باسعم‬
‫محمد‪) .‬قوله‪ :‬ويشترط في الذبيح( أي في الحيوان الذي يؤول إلععى كععونه ذبيحععا بعععد‬
‫ذبحه‪ ،‬فهععو مجععاز بععالول‪ .‬والمععراد يشععترط فععي حععل أكلععه بعععد ذبحعه‪) .‬قععوله‪ :‬غيععر‬
‫المريض( سيذكر مفهومه بقوله‪ :‬ولو انتهى لحركة مععذبوح بمععرض‪) .‬قععوله‪ :‬شععيئان(‬
‫نائب فاعل يشترط‪) .‬قوله‪ :‬أحععدهما( أي الشععيئين‪) .‬قععوله‪ :‬أن يكععون فيععه( أي الذبيععح‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬حياة مستقرة أول ذبحه( أي عند ابتداء ذبحه خاصة‪ ،‬ول يشععترط بقاؤهععا إلععى‬
‫تمامه‪ ،‬خلفا لمن قال به‪ .‬فل يضر انتهععاؤه لحركععة مععذبوح قبععل تمععام القطععع‪ ،‬إل إن‬
‫قصر في الذبح بأن تأنى فيه حتى وصل إلى ذلك قبل تمامه‪ ،‬فإنه يحرم لتقصيره كما‬
‫مر فععإن لععم توجععد الحيععاة المسععتقرة أول الذبععح ذبعح كععان ميتععة إل مععا اسععتثني‪ ،‬وهعو‬
‫المريض التى وظاهر صنيعه أنه تشترط الحياة المستقرة في غيععر المريععض مطلقععا‬
‫وجد سعبب يحععال عليعه الهلك أو ل‪ .‬والععذي فععي حواشعي البجيرمععي علععى الخطيعب‬
‫والشرقاوي والباجوري‪ :‬أن محل اشتراط وجود الحياة المستقرة في أول الذبح‪ ،‬عنععد‬
‫تقدم سبب يحال عليه الهلك كأكل نبات مضر وإل بأن لم يتقدم سبب أصععل أو تقععدم‬
‫سبب لكن ل يحال عليه الهلك كالمرض فل يشععترط ذلععك‪ .‬بععل إذا وصععل إلععى آخععر‬
‫رمق ثم ذبح حععل‪ .‬ونععص عبععارة البجيرمععي‪ :‬والحاصععل أن الحيععوان سععواء المععأكول‬
‫والدمي إذا صار في آخععر رمععق إن كععان ذلععك مععن سععبب يحععال عليععه الهلك‪ ،‬كععان‬
‫كالميت‪ ،‬ومعناه في المأكول أنه إذا ذبح فععي هععذه الحالععة ل يحععل‪ .‬وفععي الدمععي‪ :‬أنعه‬
‫يجوز‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .5 :‬النعام‪ (1) .121 :‬النعام‬

‫] ‪[ 395‬‬
‫أن تقسم التركة في تلك الحالععة‪ .‬وإذا وضعععت المععرأة فععي تلععك الحالععة فتنقضععي‬
‫عدتها‪ ،‬أو كان ذلك بل سبب يحال عليه الهلك كان كالحي‪ .‬ومعناه في المأكول‪ :‬أنععه‬
‫إذا ذبح في هذه الحالة‪ :‬حل‪ .‬وفي الدمي‪ :‬أنه ل تنقضي عدة امرأته إذا وضعععت فععي‬
‫تلك الحالة‪ ،‬وكذا جميع أحكام الميت‪ .‬ا‍ه‪ .‬ونص عبارة الباجوري‪ :‬ول تشترط الحيععاة‬
‫المستقرة إل فيما إذا تقدم سبب يحال عليه الهلك‪ ،‬كأكل نبات مضعر‪ ،‬وجعرح السعبع‬
‫للشاة‪ ،‬وانهدام البناء على البهيمععة‪ ،‬وجععرح الهععرة للحمامععة‪ ،‬وعلمتهععا‪ :‬انفجععار الععدم‬
‫والحركة العنيفة‪ ،‬فيكفي أحععدهما علععى المعتمععد وأمععا إذا لععم يوجععد سععبب يحععال عليععه‬
‫الهلك فل تشترط الحيععاة المسععتقرة‪ ،‬بععل يكفععي الحيععاة المسععتمرة‪ ،‬وعلمتهععا‪ :‬وجععود‬
‫النفس فقط‪ .‬فإذا انتهى الحيوان إلى حركة مععذبوح بمععرض أو جععوع‪ ،‬ثععم ذبععح‪ :‬حععل‪،‬‬
‫وإن لم ينفجر الدم‪ ،‬ولم يتحععرك الحركععة العنيفععة خلفععا لمععن يغلععط فيععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلهععا‪:‬‬
‫عبارة الشرقاوي‪) .‬قوله‪ :‬ولو ظنا( غاية لمقدر‪ ،‬أي يكتفععي بوجععود الحيععاة المسععتقرة‪،‬‬
‫ولو كان ظنعا‪ ،‬فل يشعترط تيقنهععا‪) .‬قععوله‪ :‬بنحععو شعدة حركععة( متعلععق بمحعذوف‪ ،‬أي‬
‫ويحصل ظنها بنحو شدة حركة‪ .‬ودخل فععي النحععو صععوت الحلععق‪ ،‬وقععوام الععدم علععى‬
‫طبيعته وغير ذلك من القرائن والعلمات‪ .‬وقوله‪ :‬بعده أي بعد الذبح‪ ،‬فل تكفععي شععدة‬
‫الحركة قبل الذبح‪) .‬قوله‪ :‬ولو وحدها( غاية في الكتفععاء بشععدة الحركععة فععي حصععول‬
‫الظن‪ :‬أي تكفي ولو لععم يوجععد معهععا غيرهععا مععن العلمععات‪) .‬وقععوله‪ :‬علععى المعتمععد(‬
‫مقابله يقول ل تكفي وحدها‪) .‬قوله‪ :‬وانفجار دم( بالجر‪ ،‬معطوف على نحو شدة إلخ‪،‬‬
‫من عطععف الخععاص علععى العععام‪ ،‬والععواو فيعه وفيمععا بعععده بمعنعى أو‪ .‬والنفجععار هععو‬
‫السيلن مطلقا بتدفق أول‪ .‬وقوله‪ :‬وتدفقه هو الخروج بشدة‪ .‬قال فععي المصععباح‪ :‬دفععق‬
‫الماء دفقا من باب قتل‪ :‬انصب بشدة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬إذا غلب إلخ( انظععره مععع قععوله أول‬
‫ولو ظنا‪ ،‬فإنه ل يفيد أنه ل يشترط غلبة الظن‪ ،‬وهعذا يفيععد اشعتراطه‪ ،‬وأيضعا الجمعع‬
‫بينهما يورث ركاكة‪ ،‬فكان عليه أن يقتصر على أحدهما‪ ،‬لكن القتصععار علععى الول‬
‫أولى‪ .‬وذلك لن غلبة الظن ليست بشرط‪ ،‬بل متى وجد الظععن بهععذه العلمععات كفععى‪.‬‬
‫وعبارة الرشاد مع فتح الجواد تؤيد ذلك‪ ،‬ونصها‪ :‬ول يشترط تيقن الحياة المستقرة‪،‬‬
‫بل يكتفي بها ولو ظنا ويحصل ظنهعا بنحعو شعدة حركعة ولعو وحعدها علعى المعتمعد‪،‬‬
‫وانفجار دم‪ ،‬وتدفقه ولو وحده أيضا وصوت الحلق‪ ،‬وقوام الدم على طععبيعته‪ ،‬وغيععر‬
‫ذلك من القرائن والعلمات التي ل تضبطها عبارة كما قال الرافعي ول يكتفععي بعذلك‬
‫قبععل القطععع المععذكور‪ ،‬بععل بعععده فععإن شععك فععي اسععتقرارها لفقععد العلمععات‪ ،‬أو لكععون‬
‫الموجود منها ل يحصل بشدة الحركة‪ ،‬حرم‪ ،‬للشععك فععي المبيععح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬بقاؤهععا(‬
‫أي الحياة المستقرة‪ .‬وقوله‪ :‬فيهما أي‪ :‬في النفجار والتععدفق‪ .‬وانظععر أيضععا مععا وجععه‬
‫تخصيص غلبة الظن بهما فقط دون شدة الحركة ؟‪) .‬قوله‪ :‬فإن شك فععي اسععتقرارها(‬
‫أي الحياة‪) .‬وقوله‪ :‬لفقد العلمات( علة الشك‪ .‬وقعوله‪ :‬حعرم أي ذلعك الذبيعح أي أكلعه‬
‫للشك في المبيح‪ ،‬وتغليبا للتحريععم‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو جععرح إلععخ( المقععام للتفريععع‪ ،‬فععالولى‬
‫التعبير بالفاء‪ ،‬وعبارة فتح الجواد عقب العبارة المارة فعلم أنه لو جرح حيععوان إلععخ‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬وهي أولى‪ .‬وقوله‪ :‬أو سععقط عليععه أي الحيععوان‪ .‬وقععوله‪ :‬نحععو سععيف أي مععن كععل‬
‫مهلك كسكين‪ ،‬وسقف‪) .‬قوله‪ :‬أو عضه( أي الحيوان‪ ،‬عضا يحال عليه الهلك عادة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬نحو هرة أي كسبع‪) .‬قوله‪ :‬فإن بقيت إلععخ( جعواب لععو‪) .‬وقععوله‪ :‬فيعه( أي فععي‬
‫الحيععوان‪ .‬وقععوله‪ :‬فععذبحه أي والحععال أن فيععه حيععاة مسععتقرة‪ .‬وقععوله‪ :‬حععل أي ذلععك‬
‫الحيععوان‪ ،‬أي أكلععه‪ ،‬لنععه مععذكاة‪ .‬وقععوله‪ :‬وإن تيقععن هلكععه أي مععن ذلععك الجععرح‪ ،‬أو‬
‫السقوط‪ ،‬أو العض‪ .‬وهو غاية لحله بعد ذبحه‪ .‬وقوله‪ :‬بعد‬

‫] ‪[ 396‬‬
‫ساعة أي لحظة كما في ع ش ‪ -‬ونصه‪ :‬قوله‪ :‬بعد يوم أو يومين ليس بقيععد‪ ،‬بععل‬
‫المدار على مشاهدة حركة اختيارية تدرك بالمشاهدة‪ ،‬أو انفجار الععدم بعععد ذبحهععا‪ ،‬أو‬
‫وجود الحركة الشديدة‪ .‬وكان الولى أن يقول‪ :‬وإن تيقن موتها بعد لحظة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وإل( أي وإن لم تبق فيه حياة مستقرة بعد جرحععه‪ ،‬أو سععقوط نحععو السععيف عليععه‪ ،‬أو‬
‫العض‪ ،‬أو بقيت فيه ولعم يعذبحه ومعات‪ .‬وقعوله‪ :‬لعم يحعل أي لوجعود معا يحعال عليعه‬
‫الهلك مما ذكر‪ .‬وروى الشععيخان أنععه )ص( قععال لبععي ثعلبعة الخشععني‪ :‬ومععا صععدت‬
‫بكلبك الذي ليس بمعلم‪ ،‬فإن أدركت ذكاته فكل‪ .‬ا‍ه‪ .‬شععرح الععروض‪) .‬قععوله‪ :‬كمععا لععو‬
‫قطع إلخ( أي فإنه ل يحل‪ .‬وقوله‪ :‬بعد دفع السكين أي من المذبح‪ .‬وقعوله‪ :‬ولعو لععذر‬
‫أي ولو كان رفع السكين لعذر‪ ،‬أي كأن كان لجل سنها أو لجل أخذ سكين غيرهععا‪،‬‬
‫أو لضطراب يده‪ .‬فالعذر صادق بذلك كله وبغيره‪ .‬وقوله‪ :‬ما بقي مفععول قطععع‪ ،‬أي‬
‫قطع ما بقي من الحلقوم والمرئ اللذين يجب قطعهما‪ .‬وقوله‪ :‬بعد انتهائهعا أي الشعاة‪.‬‬
‫والظرف متعلق بقطع‪) .‬قوله‪ :‬قال شيخنا إلخ( قصده بنقل عبارة شيخه بيان أن الغاية‬
‫السابقة أعني قوله ولو لعذر خالف فيها بعضهم‪ ،‬وقععال إنععه إذا كععان رفععع يععده لعععذر‪،‬‬
‫وأعادها فورا‪ :‬حل‪ .‬ونص عبارة شيخه‪ :‬وفي كلم غير واحد أن من ذبح بكال فقطع‬
‫بعض الواجب ثم أدركه فورا آخر فأتمه بسكين أخرى قبل رفع الول يده حل سععواء‬
‫أوجدت الحياة المستقرة عند شروع الثاني‪ ،‬أم ل‪ .‬وفي كلم بعضهم أنه لععو رفععع يععده‬
‫لنحو اضطرابها فأعادها فورا وأتم الذبح حل أيضا‪ .‬ول ينافي ذلععك قععولهم‪ :‬لععو قطععع‬
‫البعض من تحرم ذكاته كوثني‪ ،‬أو سبع فبقيت الحياة المستقرة فقطع البععاقي كلععه مععن‬
‫تحل ذكاته‪ :‬حل لن هذا إما مفرع على مقابل كلم المام أي من أنه ل بععد مععن بقععاء‬
‫الحياة المستقرة إلى تمام الذبح وإما لكون السابق محرما‪ .‬وكذا قول بعضهم‪ :‬لو رفععع‬
‫يده ثم أعادها‪ :‬لم تحل‪ .‬فهو إما مفرع على ذلك‪ ،‬أو يحمل على ما إذا أعادها ل علععى‬
‫الفور‪ .‬ويؤيده إفتاء غير واحععد فيمععا لععو انقلبععت شععفرته فردهععا حععال أنععه يحععل وأيععده‬
‫بعضهم بأن النحر عرفا الطعععن فععي الرقبععة‪ ،‬فيقععع فععي وسععط الحلقععوم‪ ،‬وحينئذ يقطععع‬
‫النععاحر جانبععا‪ ،‬ثععم يرجععع للخععر فيقطعععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ببعععض تصععرف‪) .‬قععوله‪ :‬وفععي كلم‬
‫بعضهم( خبر مقععدم‪ ،‬ومععا بعععده مبتعدأ معؤخر‪) .‬قععوله‪ :‬أنععه( أي الذابععح‪) .‬قععوله‪ :‬لنحععو‬
‫اضطرابه( الذي في عبارة التحفة المارة لنحو اضطرابها بتأنيث الضمير العائد على‬
‫اليد فلعل في عبارتنا تحريفا من النساخ‪) .‬قوله‪ :‬فأعادها فورا( قال سععم‪ :‬ظععاهره وإن‬
‫لم يبق حياة مستقرة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬حل( جواب لو‪) .‬قوله‪ :‬وقول بعضععهم( مبتععدأ‪ ،‬خععبره‬
‫مفرع إلخ‪ .‬وقوله‪ :‬لو رفع إلخ مقول القول‪) .‬قعوله‪ :‬مفعرع( أي مرتعب‪ .‬وقعوله‪ :‬علعى‬
‫عدم الحياة المستقرة عند إعادتها ليس هذا في عبارة التحفة المارة‪ ،‬وإنمععا الععذي فيهععا‬
‫على مقابل كلم المام‪ .‬أي وهو اشتراط وجعود الحيعاة المسعتقرة عنعد انتهعاء الذبعح‪،‬‬
‫كما يشترط عند ابتدائه‪ .‬نعم‪ ،‬ما ذكره المؤلف يفهم مععن المقابععل المععذكور إذ اشععتراط‬
‫وجود الحياة المستقرة عند انتهائه يفهم أنه لو لم توجععد عنععد ذلععك ل يحععل‪) .‬قععوله‪ :‬أو‬
‫محمول إلخ( معطوف على مفرع‪) .‬قوله‪ :‬ويؤيده( أي ما ذكععر مععن أنععه لععو رفععع يععده‬
‫فأعادها فورا وأتم الذبح‪ :‬حل‪ .‬ومن أن قول بعضهم فيما إذا رفع يده ثم أعادها أنه ل‬
‫يحل‪ .‬محمول على عدم إعادتها على الفور‪) .‬قوله‪ :‬فيما لو انفلتت( الععذي فععي عبععارة‬
‫التحفة المارة‪ :‬انقلبت بقاف بعد النعون‪ ،‬وببعاء بععد اللم‪) .‬وقعوله‪ :‬أنعه يحعل( أن ومعا‬
‫بعدها في تأويل مصدر منصوب بإسقاط الخافض‪ ،‬أي إفتاء غير واحد بالحل‪) .‬قوله‪:‬‬
‫انتهى( أي قول شيخه في شرح المنهاج‪ ،‬لكن بتصرف وحذف كما يعلم مععن عبععارته‬
‫المارة‪) .‬وقوله‪ :‬ولو انتهى لحركة مذبوح بمرض( مقابل قوله غير المريععض‪ .‬وكععان‬
‫المناسب أن يقول كعادته‪ :‬وخرج بقعولي غيعر المريععض‪ :‬المريعض‪ ،‬فل يشععترط فيععه‬
‫وجود حياة مستقرة أول ذبحه‪ ،‬فإذا انتهى إلى حركة مذبوح وذبحه ولععو أخرهععا عععن‬
‫قوله كفى ذبحه‪ ،‬لكان أولى‪ .‬أي أن المريععض إذا انتهععى لحركععة مععذبوح كفععى ذبحععه‪،‬‬
‫وإن كان سبب المرض أكل نبات مضر‪) .‬قوله‪ :‬كفى ذبحه( جواب لو‪.‬‬

‫] ‪[ 397‬‬
‫)قوله‪ :‬في آخر رمقه( قال في المصباح‪ :‬الرمق بفتحتين بقية الروح‪ ،‬وقد يطلق‬
‫على القوة‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكل المعنيين صعحيح هنعا‪ ،‬إل أنعه يحتعاج إلعى تقعدير مضعاف علعى‬
‫الول‪ .‬أي في آخر خروج بقية روحه‪) .‬قوله‪ :‬إذ لم يوجد ما يحععال عليععه الهلك( أي‬
‫سبب يحال عليه الهلك ويجعله قتيل‪ ،‬وهو علة لقععوله كفععى ذبحععه إلععخ‪ .‬وقععوله‪ :‬مععن‬
‫جرح بيان لما‪ .‬وقوله‪ :‬أو نحوه أي مما مر من سقوط نحو سيف عليه‪ ،‬أو عض نحو‬
‫هرة إياه‪) .‬قوله‪ :‬فإن وجد( أي ما يحال عليه الهلك‪) .‬قوله‪ :‬كأن أكل إلخ( أي وكععأن‬
‫جرح أو سقط عليه نحو سيف‪ ،‬أو عضه نحو هرة‪) .‬وقوله‪ :‬نباتا يععؤدي إلععى الهلك(‬
‫علم من هذا ومما مر من النبات المؤدي إلى المرض أنععه فععرق بيععن النبععاتين‪ ،‬فالععذي‬
‫يؤدي إلى المرض ل يؤثر‪ ،‬والذي يؤدي إلى الهلك يععؤثر‪) .‬قععوله‪ :‬اشععترط فيععه( أي‬
‫في الكتفاء بذبحه‪ .‬قععوله‪ :‬وجععود إلععخ نععائب فاعععل اشععترط‪ .‬وقععوله‪ :‬فيعه أي الحيععوان‬
‫المريض‪ .‬وقوله‪ :‬عند ابتداء الذبح أي فقط كما مععر وهععو متعلععق بوجععود‪ .‬قععوله‪ :‬ولععو‬
‫بالظن أي ولو كان وجعود الحيعاة بعالظن ل بعاليقين فعإنه يكفعي‪ .‬وقعوله‪ :‬بالعلمعة أي‬
‫بالظن الحاصل بالعلمة‪ .‬وقوله‪ :‬المذكورة أي فيما مر من نحو شدة حركة‪ ،‬وانفجععار‬
‫دم وتدفقه‪ .‬وقوله‪ :‬بعده متعلق بمحذوف صفة للعلمة‪ ،‬أي العلمة الكائنة بعد الذبععح‪،‬‬
‫ول يصح تعلقه بالمذكورة كمعا هعو ظعاهر ‪) .-‬قعوله‪ :‬فعائدة‪ :‬معن ذبعح( أي شعيئا معن‬
‫البل‪ ،‬أو البقر‪ ،‬أو الغنم‪ .‬وقوله‪ :‬تقربا ل تعالى أي بقصد التقرب والعبادة ل ع تعععالى‬
‫وحده‪ .‬وقوله‪ :‬لدفع شر الجن عنه علة الذبععح‪ ،‬أي الذبععح تقربععا لجععل أن الع سععبحانه‬
‫وتعالى يكفي الذابح شععر الجععن عنععه‪ .‬وقععوله‪ :‬لععم يحععرم أي ذبحععه‪ ،‬وصععارت ذبيحتععه‬
‫مذكاة‪ ،‬لن ذبحه ل ل لغيره‪) ،‬قوله‪ :‬أو بقصدهم‪ :‬حععرم( أي أو ذبععح بقصععد الجععن ل‬
‫تقربا إلى ال‪ ،‬حرم ذبحه‪ ،‬وصارت ذبيحته ميتة‪ .‬بل إن قصد التقرب والعبععادة للجععن‬
‫كفر كما مر فيما يذبح عند لقاء السععلطان أو زيععارة نحععو ولععي‪) .‬قععوله‪ :‬وثانيهمععا( أي‬
‫وثععاني شععرطي الذبيععح‪ :‬كععونه مععأكول‪ .‬واعلععم أن الفقهععاء أفععردوا بيععان المععأكول مععن‬
‫الحيوانات البرية والبحرية‪ ،‬وغير المأكول‪ ،‬بباب سموه باب الطعمة‪ ،‬وذكععروه قبععل‬
‫الصيد والذبائح‪ ،‬وبعضهم ذكره بعده‪ ،‬وإن من أهم الشياء معرفة ما يحععل أكلععه ومععا‬
‫ل يحل‪ .‬وذلك لن في تناول الحرام الوعيد الشديد‪ ،‬فقد ورد في الخبر‪ :‬أي لحم نبععت‬
‫من حرام فالنار أولى به‪ .‬وإذا علمت ذلك‪ ،‬فكععل طععاهر يحععل أكلععه إل عشععرة أشععياء‪:‬‬
‫الدمي‪ ،‬والمضععر كالسععم والحجععر‪ ،‬والععتراب‪ ،‬والمسععتقذر كععالمني وذا المخلععب‪ ،‬وذا‬
‫الناب القوي الذي يعدو به‪ ،‬وما نص عليه في آيعة * )حرمعت عليكعم الميتعة( * )‪،(1‬‬
‫وما استخبثته العر ب كالحشرات‪ ،‬وما نهى عن قتله كخطاف‪ ،‬ونحل‪ ،‬وضفدع )‪،(1‬‬
‫وما أمر بقتله كحية وعقرب وما يركب من الععدواب إل البععل والخيععل‪) .‬قععوله‪ :‬وهععو‬
‫إلخ( بيان للمأكول من حيث هو بالعد‪ .‬وقوله‪ :‬من الحيععوان الععبري الجععار والمجععرور‬
‫متعلق بمحذوف حال من المبتدأ الذي هو الضمير على رأي سيبويه‪) .‬قوله‪ :‬النعععام(‬
‫أي البل والبقر والغنم‪ .‬وحل أكلها لن ال تعالى نص عليه في قععوله‪) * :‬أحلععت لكععم‬
‫بهيمة النعام( * )‪ ،(1‬ولستطابة العرب لها‪ .‬وكالنعام النعام‪ ،‬فيحل أكله بالجمععاع‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬والخيل( أي لنه )ص(‪ :‬نهى يوم خيبر عععن لحععوم الحمععر الهليععة‪ ،‬وأذن فععي‬
‫لحوم الخيل رواه الشيخان‪ ،‬ورويا‬

‫)‪ (1‬المائدة‪) (1) .3 :‬قوله‪ :‬وضفدع( عن ابن عمرو بن العاصي‪ :‬ل تقتلوا الضفادع‬
‫فإن نقيقهن تسبيح‪ .‬وفي المناوي قوله نقيقهن‪ :‬أي ترجيح صوتهن‪ .‬ا‍ه‪ (1) .‬المائدة ‪1‬‬

‫] ‪[ 398‬‬
‫أيضا عن اسماء قالت‪ :‬نحرنا على عهد رسول ال ع )ص( فرسععا فأكلنععاه ونحععن‬
‫بالمدينة‪ .‬وأما خبر النهي عن لحوم الخيل فهو منكر كما قاله المععام أحمععد وغيععره أو‬
‫منسوخ كما قاله أبو داود‪ .‬والخيل‪ :‬اسم جمع ل واحد له من لفظه وأصععل خلقهععا مععن‬
‫الريح‪ .‬وسععميت خيل لختيالهععا فععي مشععيها‪ .‬وروى ابععن مععاجه عععن عععروة أن النععبي‬
‫)ص( قال‪ :‬البععل عععز لهلهععا‪ ،‬والغنععم بركععة‪ ،‬والخيععل معقععود فععي نواصععيها الخيععر‪،‬‬
‫ومعنى عقد الخير بنواصيها‪ :‬أنه لزم لها كععأنه معقععود فيهععا‪ .‬والمععراد بالناصععية هنععا‬
‫الشعر المسترسل على الجبهة‪ ،‬وكنى بالناصععية عععن جميععع ذات الفععرس‪ .‬كمععا يقععال‪:‬‬
‫فلن مبارك الناصية‪ .‬وفي حديث ل تحضر الملئكة مععن اللهععو شععيئا إل ثلثععة‪ :‬لهععو‬
‫رجل مع امرأته‪ ،‬وإجراء الخيل‪ ،‬والنصال كععذا فععي البجيرمععي‪) .‬قععوله‪ :‬وبقععر وحععش‬
‫وحماره( أي لنه )ص( قال في الثاني‪ :‬كلععوا مععن لحمععه‪ .‬وأكععل منععه رواه الشععيخان‪.‬‬
‫وقيس به الول‪ .‬ول فرق في حمار الوحش بين أن يسععتأنس أو يبقععى علععى توحشععه‪.‬‬
‫قال في شرح الروض‪ :‬وفارقت الحمر الوحشية الحمر الهلية بأنها ل ينتفع بهععا فععي‬
‫الركوب والحمل‪ ،‬فانصرف النتفاع بهععا إلععى أكلهععا خاصععة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وظععبي( أي‬
‫للجماع على حل أكله‪) .‬قوله‪ :‬وضبع( هو بضم الباء أفصح من إسكانها‪ .‬وحل أكلععه‬
‫لنه )ص( قال‪ :‬يحل أكله‪ ،‬رواه الترمذي‪ .‬ول يقال‪ :‬كيف يحل أكله مع كونه ذا نععاب‬
‫؟ لنا نقول إن نابه ضعيف فكأنه ل ناب له‪ .‬ومن عجيب أمره أنععه يحيععض‪ ،‬ويكععون‬
‫سنة ذكرا‪ ،‬وسنة أنثى‪ .‬ويقال للذكر‪ :‬ضبعان على وزن عمران وللنثى ضععبع‪ .‬وهععو‬
‫من أحمق الحيوان‪ ،‬لنه يتناوم حتى يصاد‪) .‬قوله‪ :‬وضب( أي لنه أكل علعى مععائدته‬
‫)ص( ولم يأكل هو منه‪ ،‬فقيل له‪ :‬أحرام هععو ؟ قععال‪ :‬ل‪ .‬ولكنعه ليععس بععأرض قععومي‪،‬‬
‫فأجد نفسعي تعععافه‪ .‬وهععو حيععوان للععذكر منعه ذكععران‪ ،‬وللنععثى فرجععان‪ .‬وهععو يعيععش‬
‫سبعمائة سنة فصاعدا‪ ،‬وأنه يبول في كل أربعين يومععا قطععرة‪ ،‬ول يشععرب المععاء بععل‬
‫يكتفي بالنسيم‪ ،‬أو برد الهواء‪ .‬ول يسقط له سن‪ ،‬ويقال إن أسنانه قطعععة واحععدة‪ ،‬وإن‬
‫أكل لحمه يذهب العطش‪ .‬ومن المثال ل أفعل كذا حتى يرد الضب الماء يقوله‪ :‬مععن‬
‫أراد أن ل يفعل الشئ لن الضب ل يشععرب المععاء كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪ :‬وأرنععب( أي‬
‫لنه‪ :‬بعث بوركها إليه )ص( فقبله‪ .‬رواه الشيخان‪ ،‬زاد البخععاري‪ :‬وأكععل منععه‪ ،‬وهععو‬
‫حيوان يشبه العناق‪ ،‬قصععير‪ ،‬عكععس الزرافععة‪ ،‬يطععأ الرض علععى مععؤخر قععدميه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫شرح المنهج‪) .‬قوله‪ :‬وثعلب( أي لنه مما استطابته العرب‪ ،‬ول يتقوى بنابه‪ ،‬وكنيتععه‬
‫أبو الحصين‪ ،‬والنثى ثعلبة‪ ،‬وكنيتها أم هويل‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬وقال الععدميري‪ :‬نععص‬
‫الشافعي على حل أكله‪ ،‬وكرهه أبو حنيفععة ومالععك‪ ،‬وحرمععه جماعععة منهععم أحمععد بععن‬
‫حنبل في أكثر رواياته‪ .‬ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت‪ ،‬وينفخ بطنه‪ ،‬ويرفع‬
‫قوائمه‪ ،‬حتى يظن أنه قد مات‪ ،‬فإذا قرب عليه الحيوان وثععب عليععه وصععاده‪ .‬وحيلتععه‬
‫هذه ل تتم على كلب الصيد‪ .‬قيل الثعلب‪ :‬ما لك تعععدو أكععثر مععن الكلععب ؟ فقععال‪ :‬إنععي‬
‫أعدو لنفسي‪ ،‬والكلب يعدو لغيره‪ .‬ومن العجيب فععي قسععمة الرزاق أن الععذئب يصععيد‬
‫الثعلب فيأكله‪ ،‬ويصيد الثعلب القنفذ فيعأكله‪ ،‬ويصعيد القنفعذ الفععى فيأكلهعا‪ ،‬والفععى‬
‫تصععيد العصععفور فتععأكله‪ ،‬والعصععفور يصععيد الجععراد فيأكلهععا‪ ،‬والجععراد يلتمعس فععرخ‬
‫الزنانير فيأكله‪ ،‬والزنبور يصيد النحلة فيأكلها‪ ،‬والنحلة تصيد الذبابة فتأكلها‪ ،‬والذبابة‬
‫تصيد البعوضة فتأكلها ومما يروى من حيل الثعلععب‪ ،‬مععا ذكععره الشععافعي رضععي الع‬
‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬كنا بسععفر فععي أرض اليمععن‪ ،‬فوضعععنا سععفرتنا لنتعشععى‪ ،‬فحضععرت صععلة‬
‫المغرب‪ ،‬فقمنا لنصلي ثم نتعشى‪ ،‬وتركنا السفرة كما هي وقمنععا إلععى الصععلة‪ ،‬وكععان‬
‫فيها دجاجتان‪ ،‬فجاء الثعلب فأخذ إحدى الدجاجتين‪ ،‬فلما قضينا الصلة أسععفنا عليهععا‪،‬‬
‫وقلنا حرمنا طعامنا‪ ،‬فبينما نحن‬

‫] ‪[ 399‬‬
‫كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شئ كأنه الدجاجة‪ ،‬فوضعها‪ ،‬فبادرنا إليه لنأخذها‬
‫ونحن نحسبه الدجاجة فلما قمنا‪ :‬جاء إلى الخرى وأخذها من السفرة‪ ،‬وأصععبنا الععذي‬
‫قمنا إليه لنأخذها‪ ،‬فإذا هو ليف قد هيأه مثعل الدجاجعة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قعوله‪ :‬وسعنجاب( أي لن‬
‫العرب تستطيبه‪ .‬قععال البجيرمععي‪ :‬وهععو حيععوان علععى حععد اليربععوع‪ ،‬يتخععذ مععن جلععده‬
‫الفراء‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله السمور بفتح السين‪ ،‬وتشديد الميم وهما نوعان مععن ثعععالب الععترك‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وكل لقععاط للحععب( أي كالحمععام‪ .‬ودخععل فيععه سععائر أنععواع الطيععور مععا عععدا ذا‬
‫المخلب‪ :‬أي الظفر كالصقر‪ ،‬والباز‪ ،‬والشاهين للنهي عنها في خبر مسععلم‪) .‬قععوله‪ :‬ل‬
‫أسد( معطوف على النعام‪ ،‬أي وليس من المأكول السد‪ ،‬ومثلععه كععل ذي نععاب قععوي‬
‫يعدو به على الحيععوان‪ ،‬كنمععر‪ ،‬وذئب‪ ،‬ودب‪ ،‬وفيععل‪ ،‬وكلععب‪ ،‬وخنزيععر‪ ،‬وفهععد‪ ،‬وابععن‬
‫آوى‪ ،‬وهرة ولو وحشية‪) .‬قوله‪ :‬وقرد( أي لنه ذو نعاب‪ ،‬وهععو حيعوان ذكعي‪ ،‬سعريع‬
‫الفهم‪ ،‬يشبه النسان في غالب حالته‪ ،‬فإنه يضحك‪ ،‬ويضرب‪ ،‬ويتنععاول الشععئ بيععده‪،‬‬
‫ويأنس بالناس‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬قال الدميري‪ :‬يحرم أكلععه‪ ،‬ويجععوز بيعععه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وصقر إلخ( أي ول صقر إلخ‪ .‬أي ونحوها من كل ذي مخلععب مععن الطيععر‪ .‬والصععقر‬
‫اسم جنس لكل ما يصيد‪ ،‬فهو شامل للبازات‪ ،‬والشواهين‪ ،‬وغيرهما‪ .‬قال الشععرقاوي‪:‬‬
‫وكالصقر في الحرمة‪ :‬الرخ وهو أعظم الطيور جثة‪ ،‬لن طول جنععاحه عشععرة آلف‬
‫باع‪ ،‬المساوية لربعين ألف ذراع وكذا النسر‪ ،‬والعقعاب بضعم أولعه وجميعع جعوارح‬
‫الطير‪ .‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪) .‬قوله‪ :‬وطاوس( هو طائر في طبعه العفة‪ ،‬وحععب الزهععو بنفسععه‪،‬‬
‫والخيلء والعجاب بريشه‪) .‬قوله‪ :‬وحدأة( هي بوزن عنبه‪ ،‬وجمعها حدى‪ .‬ذكر عن‬
‫ارسطا طاليس أن الغراب يصير حدأة‪ ،‬وهععي تصععير عقابععا‪ ،‬كععذا يتبععدلن كععل سععنة‪.‬‬
‫ومن طبع الحدأة أن تقف في الطيران‪ ،‬وليس ذلك لغيرها‪ .‬ويقععال إنهععا أحسععن الطيععر‬
‫مجاورة لما جاورها من الطير‪ ،‬فلو ماتت جوعا لم تعد على فععراخ جارهععا‪ .‬والسععبب‬
‫في صياحها عند سفادها أن زوجها قد جحد ولدها منه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬قد سفدني‪،‬‬
‫حتى إذا حضععنت بيضععي‪ ،‬وخععرج منععه ولععدي‪ ،‬جحععدني‪ ،‬فقععال سعليمان عليعه السععلم‬
‫للذكر‪ :‬ما تقول ؟ فقال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬إنها تحوم حول البراري‪ ،‬ول تمتنع مععن الطيععور‪،‬‬
‫فل أدري‪ ،‬أهعو منعي‪ ،‬أو معن غيعري ؟ فعأمر سعليمان عليعه السعلم بإحضعار الولعد‪،‬‬
‫فوجده يشبه والده‪ ،‬فألحقه به‪ ،‬ثم قال سليمان‪ :‬ل تمكنيه أبدا حتى تشععهدين علععى ذلععك‬
‫الطير‪ ،‬لئل يجحد بعدها‪ .‬فصارت إذا سفدها صاحت وقالت‪ :‬يا طيور‪ ،‬اشهدوا‪ ،‬فععإنه‬
‫سفدني‪ .‬ا‍ه‪ .‬بجيرمي‪ .‬ومثل الحدأة‪ :‬الرخمة‪ ،‬وهععو طععائر أبيععض‪ ،‬ومععن طبعععه أنععه ل‬
‫يرضى من الجبال إل الموحش منها‪ ،‬ول من الماكن إل أبعدها مععن أمععاكن أعععدائه‪.‬‬
‫والنثى ل تمكن من نفسها غير ذكرها‪ ،‬وتبيض بيضة واحدة‪) .‬قوله‪ :‬وبععوم( هععو بل‬
‫تاء للذكر‪ ،‬والنثى يقال لها بومة بالتاء وهي المصاصة‪ ،‬ومن طبعها أن تععدخل علععى‬
‫كل طائر في وكره‪ ،‬وتخرجه منه‪ ،‬وتأكععل فراخععه وبيضععه‪ ،‬وهععي قويععة السععطوة فععي‬
‫الليل‪ ،‬ل يحتملها شئ من الطير‪ ،‬ول تنام في الليل‪ .‬وعن سيدنا سليمان صععلوات ال ع‬
‫وسلمه عليه‪ :‬ليس من الطيور أنصح لبني آدم‪ ،‬وأشععفق عليهععم مععن البومععة تقععول إذا‬
‫وقفت عند خربة‪ :‬أين الذين كانوا يتنعمون في الععدنيا ويسعععون فيهععا ؟ ويععل لبنععي آدم‬
‫كيععف ينععامون وأمععامهم الشععدائد ؟ تععزودوا يععا غععافلين‪ ،‬وتهيععأوا لسععفركم‪ .‬ح ل‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بجيرمي‪) .‬قوله‪ :‬ودرة( هي في قدر الحمامة‪ ،‬فيتخذها النععاس للنتفععاع بصععوتها كمععا‬
‫يتخذون الطاووس للنتفاع بصوته ولونه ولهععا قععوة علععى حكايععة الصععوات‪ ،‬وقبععول‬
‫التلقين‪ .‬قال ح ل‪ :‬وقد وقع لي أني دخلت منزل لبعض أصحابنا وفيععه درة لععم أرهععا‪،‬‬
‫فإذا هي تقول‪ :‬مرحبا بالشيخ البكري وتكرر ذلك فعجبت من فصاحة عبارتها‪.‬‬

‫] ‪[ 400‬‬
‫)وحكى( الكمال القوى في الطالع السعيد عن الفاضل الديععب محمععد القوصععى‬
‫عن الشيخ علي الحريري‪ :‬أنه رأى درة تقرأ سورة يس‪ .‬وعن بعضهم‪ ،‬قال‪ :‬شاهدت‬
‫غرابا يقععرأ سعورة السععجدة‪ ،‬وإذا وصععل إلععى محععل السععجود سععجد‪ ،‬وقععال‪ :‬سعجد لععك‬
‫سوادي‪ ،‬وآمن بك فؤادي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وكذا غراب إلخ( فصله عما قبله بكذا‪ ،‬لن فيععه‬
‫خلفا‪ ،‬لكن الشارح أطلق في السود‪ ،‬مع أن غراب الزرع يحل أكله على الصععح ‪-‬‬
‫وهو أسود صغير‪ ،‬يقال له الزاغ‪ .‬وحاصل ما يقال في الغربان أنها أنواع‪ :‬فمنهععا مععا‬
‫هو حرام بالتفاق‪ ،‬لوروده في الخبر‪ ،‬وهو البقع الذي فيه سواد وبياض‪ .‬ومنهععا مععا‬
‫هو حرام على الصععح‪ ،‬وهعو الغععداف الكععبير‪ ،‬وهعو أسعود‪ ،‬ويسعمى الجبلععي لنعه ل‬
‫يسكن إل الجبال‪ .‬وكذا العقعق‪ :‬وهو ذو لونين أبيض وأسععود‪ ،‬طويععل الععذنب‪ ،‬قصععير‬
‫الجناح‪ ،‬صوته العقعقة‪ .‬ومنها ما هو حلل على الصح‪ ،‬وهو غععراب الععزرع‪ ،‬وهععو‬
‫أسود صغير‪ ،‬يقال له الزاغ‪ .‬والغداف الصغير وهو أسععود أو رمععادي اللععون‪ .‬وممععن‬
‫اعتمد حل هذا‪ :‬البغععوي‪ ،‬والجرجععاني‪ ،‬والرويععاني‪ ،‬والسععنوي‪ ،‬والبلقنععي‪ ،‬والشععهاب‬
‫الرملي‪ ،‬وولده‪ .‬والذي اعتمععده فععي أصععل الروضععة‪ :‬تحريععم هععذا‪ ،‬وجععرى عليععه ابععن‬
‫المقري وظاهر التحفة اعتماده‪ ،‬ولعل هذا الخير هو مراد شارحنا‪ ،‬ويكون هو ممععن‬
‫اعتمعد الحرمععة تبععا لظعاهر كلم شعيخه‪) .‬قعوله‪ :‬ورمعادي اللععون( العواو بمعنععى أو‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لبعضهم( أي حيث قال‪ :‬بحل أكله‪) .‬قوله‪ :‬ويكره جللة( أي ويكره أكل‬
‫لحم الجللة وبيضها‪ ،‬وكعذا شعرب لبنهعا‪ ،‬لخعبر‪ :‬أنعه )ص(‪ :‬نهععى ععن أكعل الجللععة‬
‫وشععرب لبنهععا حععتى تعلععف أربعيععن ليلععة رواه الترمععذي‪ .‬وزاد أبععو داود‪ :‬وركوبهععا‪.‬‬
‫والجللة هي التي تأكععل الجلععة وهععي بفتععح الجيععم وكسععرها وضععمها البعععرة كععذا فععي‬
‫القاموس لكن المراد بها هنا النجاسة مطلقا‪) .‬قوله‪ :‬ولو من غير نعم( أي ولععو كععانت‬
‫الجللة من غير النعم‪ .‬وقوله‪ :‬كدجاج بفتح أوله أفصح من ضمه وكسره‪ ،‬وهو تمثيل‬
‫للغير‪ .‬وقوله‪ :‬إن وجد فيها ريح النجاسة تقييعد للكراهععة‪ ،‬أي محععل الكراهععة إن ظهععر‬
‫في لحمها ريح النجاسة‪ .‬ومثله ما إذا تغير طعمه أو لونه‪ .‬وعبارة التحفة مع الصل‪:‬‬
‫وإذا ظهر تغير لحم جللة أي طعمه‪ ،‬أو لونه أو ريحه كما ذكره الجععويني‪ ،‬واعتمععده‬
‫جمع متأخرون ومن اقتصر على الخير أراد الغالب‪ .‬ا‍ه‪ .‬فإن لم يظهععر مععا ذكععر فل‬
‫كراهة‪ ،‬وإن كانت ل تأكل إل النجاسة‪ .‬والسخلة المرباة بلبن كلبة أو نحوها كالجللة‬
‫فيما ذكر‪ .‬ول يكره بيض سلق بماء نجس‪ ،‬كما ل يكره الماء إذا سخن بالنجاسة‪ ،‬ول‬
‫حععب زرع نبععت فععي زبعل أو غيعره معن النجاسععات‪) .‬قععوله‪ :‬ويحعل أكعل بيعض غيععر‬
‫المأكول( هذا قد ذكره الشارح في مبحث النجاسة‪ ،‬وأعاده هنا لكععون الكلم فععي بيععان‬
‫حكم الطعمة‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لجمع( أي حيععث قععالوا بحرمععة أكلععه‪ .‬وعبععارة الععروض‪:‬‬
‫وفي حل أكل بيض ما ل يؤكل تردد قال في شرحه‪ :‬أي خلف مبني علععى طهععارته‪.‬‬
‫قال في المجموع‪ :‬وإذا قلنا بطهارته‪ .‬حل أكله‪ ،‬بل خلف‪ ،‬لنه طاهر غيععر مسععتقذر‬
‫بخلف المني‪ .‬قال البلقيني‪ :‬وهو مخالف لنص الم والنهاية والتتمة والبحر على منع‬
‫أكله‪ ،‬وإن قلنا بطهارته‪ ،‬وليس في كتب المذهب مععا يخععالفه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم مععن‬
‫الحيوان البحري إلخ( مقابل قوله من الحيوان البري‪ ،‬لكن كععان النسععب فععي المقابلععة‬
‫أن يقول‪ :‬ومن الحيوان البحري كل ما فيه‪ ،‬ما عدا كععذا وكععذا‪ .‬والمععراد مععن الحيععوان‬
‫البحري في كلمه كل ما يوجد في البحر سواء كان ل يعيش إل فيه‪ ،‬أو كععان يعيععش‬
‫فيه وفي البر كالضفدع‪ ،‬وما ذكر بعده‪) .‬قوله‪ :‬ضفدع( بكسر أوله مع كسععر ثععالثه أو‬
‫فتحه‪ ،‬وهو حيوان ل عظم له‪ ،‬يعيش في العبر وفعي البحععر‪ .‬ومعن خواصععه أنعه كفععئ‬
‫طشت في بركة هو فيها منع من نقيقه فيها‪) .‬قوله‪ :‬وتمساح( هو حيوان يعيش‬

‫)‪) (1‬قوله‪ :‬من نقيقه( بقافين‪ .‬قال في المختار‪ :‬نق الضفدع والعقرب والدجاجة‪ ،‬ينععق‬
‫‪ -‬بالكسر ‪ -‬نقيا‪ :‬أي صوت‪ .‬ا‍ه‬

‫] ‪[ 401‬‬
‫في البر والبحر‪ .‬قال الدميري‪ :‬هو على صورة الضب‪ ،‬وهو من أعجب حيوان‬
‫الماء‪ ،‬له فم واسع‪ ،‬وستون نابا في فكه العلى‪ ،‬وأربعون في فكه السفل‪ ،‬وبيععن كععل‬
‫نابين سن صغير مربع‪ ،‬ويدخل بعضععها فععي بعععض عنععد النطبععاق‪ ،‬ولسععانه طويععل‪،‬‬
‫وظهره كظهر السلحفاة‪ ،‬ل يعمل الحديد فيه‪ ،‬ولععه أربعععة أرجععل‪ ،‬وذنععب طويععل‪ ،‬ول‬
‫يكون إل في نيل مصر خاصة‪ .‬ومن عجععائب أمععره أنععه ليععس لععه مخععرج‪ ،‬فععإذا امتل‬
‫جوفه خرج إلى البر‪ ،‬وفتح فاه‪ ،‬فيجئ طائر يقال لععه القطقععاط‪ ،‬فيلقععط ذلععك مععن فيععه‪،‬‬
‫وهو طائر صغير‪ ،‬يجئ يطلب الطعم‪ ،‬فيكون فععي ذلععك غععذاء لععه‪ ،‬وراحععة للتمسععاح‪.‬‬
‫وهذا الطععائر فععي رؤوس أجنحتععه شععوك‪ ،‬فععإذا أغلععق التمسععاح فمععه عليععه نخسععه بهععا‬
‫فيفتحه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وسلحفاة( بضم السين‪ ،‬وفتح اللم واحدة السلحف‪ ،‬وهععو حيععوان‬
‫يبيض في البر‪ ،‬فما نزل منه فععي البحععر كععان لجععأة‪ ،‬ومععا اسععتمر منععه فععي الععبر كععان‬
‫سلحفاة‪ .‬ويعظم الصنفان جدا‪ ،‬إلى أن يصير كل واحد حمل جمل‪ .‬وفي العجععائب‪ :‬إن‬
‫السععلحفاة حيععوان بععري وبحععري‪ ،‬أمععا البحععري‪ :‬فقععد يكععون عظيمععا جععدا‪ ،‬حععتى يظعن‬
‫أصحاب المراكب أنها جزيرة‪ .‬حكى بعض التجار‪ ،‬قععال‪ :‬ركبنععا البحععر‪ ،‬فوجععدنا فععي‬
‫وسط البحر جزيرة مرتفعة عن الماء فيها نبات أخضر‪ ،‬فخرجنا إليها‪ ،‬وحفرنا حفععرا‬
‫للطبخ‪ ،‬فبينما نحن مشتغلون بالطبخ إذ تحركت الجزيرة‪ ،‬فقال الملحون‪ :‬هلموا إلععى‬
‫مكانكم‪ ،‬فإنها سلحفاة أصابها حرارة النار‪ ،‬بادروا قبل أن تنزل بكم البحر فكانت مععن‬
‫عظم جسمها تشابه جزيرة‪ ،‬واجتمع على ظهرها التراب بطول الزمان‪ ،‬حععتى صععار‬
‫كالرض‪ ،‬ونبت عليها الحشيش‪ .‬ا‍ه‪ .‬رشيدي‪ .‬وفي حاشععية شععرح المعفععوات‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وسرطان( قال الدميري‪ :‬هو من خلق الماء‪ ،‬ويعيش في البر أيضا وهو جيد المشععي‪،‬‬
‫سريع العدو‪ ،‬ذو فكين‪ ،‬ومخلب‪ ،‬وأظفععار حععداد‪ ،‬ولععه ثمانيععة أرجععل‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععال ع ش‪:‬‬
‫وليس من السرطان المذكور‪ :‬ما وقع السؤال عنععه‪ ،‬وهععو أن ببلد الصععين نوعععا مععن‬
‫حيوان البحر يسمونه سرطانا‪ ،‬وشأنه أنه متى خرج من البحر انقلب حجرا‪ ،‬وجععرت‬
‫عادتهم باستعماله في الدوية‪ ،‬بل هو ما يسمى سمكا لنطبععاق تعريععف السععمك عليععه‬
‫فهو طاهر‪ ،‬يحل النتفاع به في الدوية وغيرهععا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ل قععرش( أي ل يحععرم‬
‫قرش وهو بكسر القاف‪ ،‬وسكون الراء ويقال له اللخم‪ :‬بفتح اللم‪ ،‬والخععاء المعجمععة‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬شرح الروض‪) .‬قوله‪ :‬ودنيلس( أي ول يحرم دنيلععس‪ ،‬وهععو مضععبوط بععالقلم فععي‬
‫نسخ فتح الجواد الصحيحة بفتح الدال والنون المخففة‪ ،‬وسكون الياء‪ ،‬وفتح اللم‪ .‬قال‬
‫في شرح الروض‪ :‬ولم يتعرضوا للععدنيلس‪ .‬وععن ابععن عععدلن وعلمععاء عصععره أنهععم‬
‫أفتوا بحله‪ ،‬لنه من طعام البحر ول يعيش إل فيه‪ .‬وعععن ابععن عبععد السععلم أنععه أفععتى‬
‫بتحريمه‪ .‬قال الزركشي‪ :‬وهو الظاهر‪ ،‬لنه أصل السرطان‪ .‬لكععن قععال الععدميري‪ :‬لععم‬
‫يأت على تحريمه دليل‪ ،‬وما نقل عن ابن عبععد السععلم لععم يصععح‪ ،‬فقععد نععص الشععافعي‬
‫على أن حيوان البحر الذي ل يعيش إل فيه يؤكل‪ ،‬لعموم الية والخبار‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫على الصح فيهما( أي أن عدم حرمة القععرش والععدنيلس‪ :‬مبنععي علععى القععول الصععح‬
‫فيهما‪ ،‬ومقابله يقول بالحرمععة‪) .‬قععوله‪ :‬قععال فععي المجمععوع إلععخ( عبععارة فتععح الجععواد‪:‬‬
‫ونازع في ذلك في المجموع‪ ،‬فقال‪ :‬الصحيح المعتمد‪ ،‬أن جميععع مععا فععي البحععر يحععل‬
‫ميتته‪ ،‬إل الضفدع‪ .‬وحمل ما ذكروه من السلحفاة والحية أي التي ل اسم لهععا لحرمععة‬
‫ذات السم مطلقا‪ ،‬والنسناس على غير ما في البحر‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أن جميع ما في البحر‬
‫يحل ميتته( أي لقوله تعالى‪) * :‬أحل لكم صيد البحر وطععامه( )‪ * (1‬ولقعوله )ص(‪:‬‬
‫أحلت لنا ميتتان‪ :‬السعمك‪ ،‬والجعراد‪ .‬وقعوله )ص(‪ :‬هعو الطهععور معاؤه‪ ،‬الحعل ميتتعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬إل الضفدع( قال في التحفة‪ :‬أي وما فيه سم‪) .‬قوله‪ :‬ويؤيده( أي ما اعتمده في‬
‫المجموع‪) .‬قوله‪ :‬حل جميع ما‬

‫)‪ (1‬المائدة‪96 :‬‬

‫] ‪[ 402‬‬
‫فيه( أي في البحر‪) .‬قوله‪ :‬ويحل أكل ميتة الجراد( أي للحديث المععار‪ .‬والجععراد‬
‫مشتق من الجععرد‪ ،‬وهععو بععري وبحععري‪ ،‬وبعضععه أصععفر‪ ،‬وبعضععه أبيععض‪ ،‬وبعضععه‬
‫أحمر‪ ،‬وله ديدان في صدره‪ ،‬وقائمتان في وسطه‪ ،‬ورجلن فععي مععؤخره‪ .‬وليععس فععي‬
‫الحيوانات أكثر إفسادا منه‪ .‬قال الصمعي‪ :‬أتيععت الباديععة‪ ،‬فرأيععت رجل يععزرع بععرا‪،‬‬
‫فلما قام على سوقه‪ ،‬وجاد بسنبله‪ ،‬جععاء إليععه الجععراد‪ ،‬فجعععل الرجععل ينظععر إليععه‪ ،‬ول‬
‫يعرف كيف يصنع ؟ ثم أنشأ يقول‪ :‬مر الجراد على زرعي فقلععت لععه‪ * * :‬ل تععأكلن‪،‬‬
‫ول تشغل بإفساد فقام منهععم خطيععب فععوق سعنبلة‪ * * :‬إنععا علععى سععفر‪ ،‬ل بععد معن زاد‬
‫ولعابه سم على الشجار‪ ،‬ل يقع على شئ إل أفسده‪ .‬في البجيرمععي‪ :‬أسععند الطععبراني‬
‫عن الحسن بن علي رضي ال عنهما قال‪ :‬كنا على مائدة نأكل أنععا وأخععي محمععد بععن‬
‫الحنفية وبنععو عمععي عبععد الع والقاسععم والفضععل أولد العبععاس‪ ،‬فععوقعت جععرادة علععى‬
‫المائدة‪ ،‬فأخذها عبد ال وقعال لعي‪ :‬معا مكتعوب علعى هعذه ؟ فقلعت‪ :‬سعألت أبعي أميعر‬
‫المؤمنين عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬سألت عنه رسول ال )ص( فقال‪ :‬مكتوب عليها‪ :‬أنا العع ل‬
‫إله إل أنا‪ ،‬رب الجراد ورازقها‪ ،‬إن شئت بعثتها رزقععا لقععوم‪ ،‬وإن شععئت بعثتهععا بلء‬
‫على قوم‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬هذا من العلم المكنون‪ .‬وقال )ص(‪ :‬إن ال عزوجل خلععق‬
‫ألف أمة‪ :‬ستمائة منها في البحر‪ ،‬وأربعمائة منها في البر‪ ،‬وإن أول هلك هذه المة‪:‬‬
‫الجراد‪ .‬فإذا هلك الجراد تتابع هلك المععم‪ .‬وحكععى القزوينععي أن هععددا قععال لسععليمان‬
‫عليه السلم‪ :‬أريد أن تكعون ضعيفي أنعت وعسعكرك يعوم كعذا بجزيعرة كعذا‪ ،‬فحضعر‬
‫سليمان بجنوده‪ ،‬فأتى الهدهد بجرادة ميتة‪ ،‬فألقاها في البحععر‪ ،‬وقععال كلععوا‪ ،‬فمععن فععاته‬
‫اللحم أدرك المرق‪ ،‬فضحك منه سليمان وجنوده‪ ،‬وفي هذا قيل‪ :‬جععاءت سععليمان يععوم‬
‫العرض هدهدة * * أهدت إليه جرادا كان في فيها وأنشدت ‪ -‬بلسان الحال ‪ -‬قائلععة‪* :‬‬
‫* إن الهدايا على مقدار مهديها لو كان يهدى إلى النسان قيمته‪ * * :‬لكان يهععدى لععك‬
‫الدنيا بما فيها )قوله‪ :‬والسمك( أي ويحل أكل ميتععة السععمك‪ ،‬وهععذا قععد علععم مععن قععوله‬
‫السابق‪ :‬أن جمع ما في البحر يحل ميتته‪ ،‬لكن أعاده لجل الستثناء بعده‪) .‬قععوله‪ :‬مععا‬
‫تغير( أي من الجراد والسمك‪ ،‬أي وتقطع كما صرح بععه فععي التحفععة وعبارتهععا‪ :‬ولععو‬
‫تغيرت سمكة‪ ،‬وتقطعت بجوف أخرى حرمت‪ .‬ونوزع فععي اعتبععار التقطععع‪ .‬ويجععاب‬
‫بأن العلة أنها صارت كالروث‪ ،‬ول تكون مثله إل إن تقطعت‪ .‬أما مجرد التغير فهععو‬
‫بمنزلة نتععن اللحععم‪ ،‬أو الطعععام‪ ،‬وهععو ل يحرمععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي جععوف غيععره أفععرد‬
‫الضععمير باعتبععار لفععظ مععا‪ ،‬وإل فحقععه غيرهمععا بضععمير التثنيععة العععائد علععى السععمك‬
‫والجراد والمراد بالغير الحيوان‪ ،‬وهو صادق بالسمك نفسه‪ ،‬فلو بلعععت سععمكة سععمكة‬
‫وتغيرت في جوفها وتقطعت حرمت كما مر عن التحفة‪ ،‬ومثلها النهاية ونصها‪ :‬ولععو‬
‫وجدنا سمكة في جوف أخرى ولم تتقطع وتتغير حلت‪ ،‬وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ولععو فععي‬
‫صععورة كلععب( غايعة فععي حععل السععمك‪ ،‬أي يحععل‪ ،‬وإن لععم يكعن علععى صععورة السععمك‬
‫المشهور بأن كان على صورة كلب‪ ،‬أو خنزير وهي للرد على القععائل‪ :‬بععأنه ل يحععل‬
‫إل ما كان على صورة السمك المشهور لتخصيص الحل به‬

‫] ‪[ 403‬‬
‫في خبر‪ :‬أحل لنا ميتتان‪ :‬السمك‪ ،‬والجراد‪ .‬ويرده أن كل مععا فععي البحععر يسععمى‬
‫سمكا‪) .‬قعوله‪ :‬يسعن ذبعح كبيرهمعا( أي الجعراد والسعمك‪ ،‬وفيعه أن الجعراد ل يصعير‬
‫كبيرا حتى أنه يسن ذبحه‪ .‬وعبارة الخطيب‪ :‬ويكره ذبحهما‪ ،‬إل سععمكة كععبيرة يطععول‬
‫بقاؤها فيسن ذبحها‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثلها عبارة شرح المنهج‪ ،‬وهي أولى‪ .‬وقوله‪ :‬فيسن ذبحها‪.‬‬
‫قال البجيرمي‪ :‬أي من الذيل‪ ،‬لنه أصفى للدم‪ ،‬ما لم تكن على صورة حيععوان بذبععح‪،‬‬
‫وإل فتذبح من رقبتها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويكره ذبععح صعغيرهما( أي لمععا فيععه معن التععذيب‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وأكل مشوي إلخ( أي ويكره أكععل سععمك مشععوي قبععل تطييععب جععوفه‪ ،‬أي قبععل‬
‫إخراج ما في جوفه من المستقذرات‪ .‬وظاهره أنه يجوز أكله مع ما في جوفه مطلقا‪،‬‬
‫ولو كان كبيرا‪ .‬وقيد في مبحث النجاسة جواز ذلك بالصغير‪ ،‬وعبععارته هنععاك‪ :‬ونقععل‬
‫في الجواهر عن الصحاب‪ :‬ل يجوز أكل سمك ملح ولم ينزع ما فععي جععوفه أي مععن‬
‫المستقذرات وظاهره‪ :‬ل فرق بين كععبيرة وصععغيره‪ .‬لكععن ذكععر الشععيخان جععواز أكععل‬
‫الصغير مع ما في جوفه لعسر تنقية ما فيه‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إن التقييد بسمك يفيد أنه ل كراهة‬
‫في أكل مشوي الجراد قبل ذلك وعبارة فتح الجواد مصرحة بأنه مثل السمك ونصها‬
‫ويكره ذبح صغيرها وأكل مشوي كل قبل تطييب جععوفه‪ .‬ا‍ه‪ .‬فقععوله‪ :‬أي مععن السععمك‬
‫والجراد‪) .‬قوله‪ :‬وما أنتن منه( معطععوف علععى مشععوي‪ ،‬أي يكععره أكععل مععا أنتععن‪ ،‬أي‬
‫تغير من السمك‪ ،‬ومحعل الكراهعة إن لعم يضعر‪ ،‬وإل حعرم‪) .‬قعوله‪ :‬كعاللحم( أي كمعا‬
‫يكره أكل المنتن من لحم غير السعمك‪) .‬قععوله‪ :‬وقلععي حععي( أي ويكععره قلعي حعي معن‬
‫سمك أو جراد‪ .‬ومثل القلي الشي‪ .‬وقيل يحرم ذلك‪ ،‬لما فيه من التعععذيب‪ .‬وكتععب سععم‬
‫على قول التحفة ويكره أيضععا قليهععا وشععيها إلععخ مععا نصععه‪ :‬فيععه التسعوية بيعن السععمك‬
‫والجراد في حل قليه وشيه حيا‪ ،‬وفيه نظر‪ .‬والمتجه‪ :‬الحل في السمك فإنه حاصل ما‬
‫اعتمده في الروضة دون الجراد‪ ،‬كما يؤخذ من تعليل الروضة الحل في السععمك بععأن‬
‫حياته في البر حياة المذبوح‪ ،‬وما في شرح الروض مما هو كالصريح في نقععل الحعل‬
‫في الجراد عن الروضة فيه نظر‪ ،‬فإنه ليس فععي الروضععة كمععا يعلععم بمراجعتهععا‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬في دهن مغلى أي ول يتنجس بما في جوفه‪ ،‬لنععه يتسععامح بععه‪) .‬قععوله‪ :‬وحععل‬
‫أكل دود )إلخ( هذا قد ذكره أيضا فيما مععر‪ ،‬وأعععاده هنععا لكععون الكلم فععي الطعمععة‪،‬‬
‫وعبارته هناك ويحل أكل دود مأكول معه‪ ،‬ول يجب غسل نحو الفم منه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫نحو الفاكهة أي من كل مأكول‪ ،‬كالفول والمش‪) .‬قوله‪ :‬حيععا كععان( أي الععدود‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫بشرط إلخ( متعلق بحل‪ .‬وقوله‪ :‬أن ل ينفرد أي ينفصل الععدود‪ .‬وقععوله‪ :‬عنععه أي عععن‬
‫ولد كان أكله مع نحو الفاكهة‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي بأن انفععرد‪ .‬وقععوله‪ :‬لععم يحععل أكلععه أي‬
‫الدود المنفرد‪ .‬وقوله‪ :‬ولو معععه أي ولععو كععان أكلععه مععع نحععو الفاكهععة‪ .‬وقععوله‪ :‬كنمععل‬
‫السمن أي فإنه ل يحل أكله‪ .‬فالكاف لتنظير الدود المنفرد بالنمل في ذلك‪ .‬ولو قععال ل‬
‫نمل عطف على دود لكان أولى‪ ،‬لن النمل ل يحععل أكلععه مطلقععا متصععل بالسععمن‪ ،‬أو‬
‫منفردا عنه بدليل العلة بعده‪ ،‬وهي‪ :‬لعدم تولده أي النمععل فيععه أي السععمن بخلف دود‬
‫نحو الفاكهة‪ ،‬فإنه متولد منه‪ ،‬ولذلك اغتفر أكله‪ .‬وعبععارة المنهععاج‪ :‬وكععذا يحععل الععدود‬
‫المتولد من الطعام كخل‪ ،‬وفاكهة إذا أكل معه‪ .‬قال في التحفة‪ :‬يعني إذا لم ينفرد‪ ،‬أمععا‬
‫المنفرد عنه‪ :‬فيحرم‪ ،‬وإن أكل معه‪ ،‬لنجاسته إن مات‪ ،‬وإل فلستقذاره‪ .‬ولو وقع فععي‬
‫عسل نمل وطبخ جاز أكله‪ .‬أو في لحم‪ :‬فل‪ ،‬لسهولة تنقيته كذا جعزم بعه غيععر واحعد‪،‬‬
‫وفيه نظر ظاهر‪ ،‬إذ العلة إن كانت الستهلك لم يتضح الفرق‪ ،‬مععع علمععه ممععا يععأتي‬
‫في نحو الذبابة أو غيره‪ ،‬فغايته أنه ميتة ل دم لععه سعائل‪ ،‬وهععي ل يحععل أكلععه معع مععا‬
‫ماتت فيه وإن لم تنجسه‪ .‬نعم‪ ،‬أفتى بعضععهم بععأنه إن تعععذر تخليصععه‪ ،‬ولععم يظععن منععه‬
‫ضررا حل أكله معه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬على ما قاله إلخ( أي أن عدم حل أكععل نمععل السععمن‬
‫هو مبني على ما قاله الكمال الرداد أي وهو المعتمد كما يعلم من كلم التحفة المععار‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬خلفا لبعض أصحابنا( أي حيث قال‪ :‬يحل أكله مثععل الععدود ‪ -‬لكععن بشععرط أن‬
‫يكون في نحو السمن كالعسل‪ .‬أما في‬

‫] ‪[ 404‬‬
‫اللحم فل يحل بالتفاق‪ ،‬كما يعلم أيضا مععن كلم التحفععة المععار‪) .‬قععوله‪ :‬ويحععرم‬
‫كل جماد مضر( أي ضررا بينا ل يحتمل عادة ل مطلق ضعرر كعذا فععي البجيرمعي‪،‬‬
‫نقل عن الذرعي‪) .‬قوله‪ :‬كحجر إلخ( أمثلة للمضر للبععدن‪ .‬وقععوله‪ :‬وتععراب قععال فععي‬
‫التحفة‪ :‬ومنه مدر‪ ،‬وطفل لمن يضعره‪ .‬وعليعه يحمعل إطلق جمععع متقعدمين حرمتعه‪،‬‬
‫بخلف من ل يضره كما قاله جمع متقدمون‪ ،‬واعتمده السبكي وغيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله فععي‬
‫النهاية‪ .‬وفي البجيرمي‪ :‬ومحل تحريم الطين‪ :‬في غير النساء الحبالى‪ ،‬فععإنه ل يحععرم‬
‫عليهن أكله‪ ،‬لنه بمنزلة التداوي‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬وإن قل( يحتمل رجوعه للسم فقط وهععو‬
‫ما يفيده صنيع التحفة ويحتمل رجوعه للمذكور من الحجععر ومععا بععده‪ .‬وعبععارة متععن‬
‫الروض‪ :‬يحرم تناول ما يضر كالحجر‪ ،‬والتراب‪ ،‬والزجاج‪ ،‬والسم إل قليله‪ .‬ا‍ه‪ .‬قال‬
‫في شرحه‪ :‬أي السم كما في الصل أو مععا يضععر وهععو أعععم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪ :‬ومععا يضععر‬
‫معناه أن الضمير يعود عليه‪ .‬وقوله‪ :‬إل لمن ل يضره أي القليععل‪ ،‬فععإنه ل يحععرم فععي‬
‫حقه‪ .‬أما الكثير فيحرم مطلقا كما في ع ش‪) .‬قععوله‪ :‬ومسععكر( تمثيععل للجمععاد المضععر‬
‫للعقل‪) .‬قوله‪ :‬ككععثير أفيععون( أي وجععوز‪ ،‬وعنععبر‪ ،‬وزعفععران‪) .‬قععوله‪ :‬وحشععيش( أي‬
‫وكثير حشيش‪ .‬وما أحسن قععول بعضععهم فيععه‪ :‬قععل لمععن يأكععل الحشيشععة جهل * * يععا‬
‫خسيسا قد عشت شر معيشه دية العقل بدرة فلماذا * * يا سفيها قععد بعتهععا بحشيشععه ؟‬
‫)قوله‪ :‬وبنج( أي وكثير بنج‪ ،‬وفي البجيرمي‪ :‬يجوز تناوله‪ ،‬ليزيل عقله‪ ،‬لقطع عضو‬
‫متأكل‪ ،‬حتى ل يحس باللم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وفععي الععروض وشععرحه‪ :‬ويحععرم مسععكر النبععات أي‬
‫النبات المسكر وإن لم يطرب‪ ،‬لضراره بالعقل‪ ،‬ول حد فيععه إن لععم يطععرب‪ ،‬بخلف‬
‫ما إذا أطرب كما صرح به الماوردي ويتداوى به عند فقد غيره مما يقوم مقععامه وإن‬
‫أسكر للضرورة‪ ،‬وما ل يسكر إل مع غيره يحل أكله وحده ل مع غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫بخلف ما إذا أطرب أي فإنه يحد‪ .‬وخالف فيه سم‪ ،‬وقال‪ :‬الظاهر أنععه ل يحععد‪ .‬وفععي‬
‫البجيرمي‪ :‬ويحرم البنج والحشيش‪ ،‬ول يحد به‪ ،‬بخلف الشععراب المسععكر‪ .‬وإنمععا لععم‬
‫يحد لنه ل يلذ‪ ،‬ول يطرب‪ ،‬ول يدعو قليله إلى كثيره‪ ،‬بل فيه التعزيععز‪ .‬ا‍ه‪ .‬وتعليلععه‬
‫يقتضي أنه يحد إذا أطرب‪ ،‬واستلذ به‪ ،‬فيكون مؤيدا لما فععي شععرح الععروض‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أفضل المكاسب‪ :‬الزراعة( أي لنها أقرب إلى التوكل‪ ،‬ولن الحاجعة إليهعا أععم‪ .‬ول‬
‫يرزوه أحد ‪ -‬أي ينقصه ‪ -‬إل كان له صدقة "‪ .‬وفي رواية‪ " :‬ل يغرس مسلم غرسا‪،‬‬
‫ول يزرع زرعا‪ ،‬فيأكل منه إنسان ول دابة‪ ،‬ول شئ إل ينقصه إل ان ما أكل منه له‬
‫صدقة وما سرق منععه صععدقة أعععم‪ .‬ول يععرزؤه أحععد أي ينقصععه إل كععان لععه صععدقة‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ثم الصناعة( أي ثم الفضل بعد الزراعة الصناعة‪ .‬لن الكسععب يحصععل فيهععا‬
‫بكد اليمين‪ ،‬وورد‪ :‬من بات كال من عمله بات مغفورا له‪ .‬وورد أيضا‪ :‬ما أكععل أحععد‬
‫طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده‪ ،‬وإن نبي ال داود عليه السععلم كععان يأكععل‬
‫من عمل يده‪) .‬قوله‪ :‬ثم التجارة( أي ثم الفضععل بعععد الزراععة والصععناعة‪ :‬التجععارة‪،‬‬
‫لن الصحابة كانوا يتجرون ويأكلون منها‪) .‬قوله‪ :‬قال جمع( مقابل لما قبلععه‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫هي أي التجارة‪ .‬وقوله‪ :‬أفضلها أي المكاسب‪ .‬وقيل أفضلها الصععناعة‪) .‬تنععبيه( يكععره‬
‫لحر تناول ما كسب مع مخامرة النجاسععة‪ ،‬كحجععم‪ ،‬وكنععس زبععل‪ ،‬وذبععح‪ ،‬لنععه )ص(‬
‫سئل عن كسب الحجام فنهى عنه‪ ،‬وقال‪ :‬أطعمه رقيقك‪ ،‬واعلفععه ناضععحك‪ .‬رواه ابععن‬
‫حبان وصححه‪ ،‬والترمذي وحسنه‪ .‬وقيس بما فيه غيره‪.‬‬

‫] ‪[ 405‬‬
‫وصرف النهي عن الحرمة‪ :‬خبر الشيخين عن ابن عبععاس‪ :‬احتجععم رسععول ال ع‬
‫)ص( وأعطى الحجام أجرته‪ .‬فلو كعان حرامعا لععم يعطعه‪ .‬وخععرج بمخععامرة النجاسععة‬
‫غيرها‪ .‬فل يكره ما كسب بفصد‪ ،‬وحياكة‪ ،‬وحلقة‪ ،‬ونحوها وإن كانت الصنعة دنيئة‬
‫وهذا مبني على أن علة الكراهة في الول خبث النجاسة وهو المعتمد أمععا علععى أنهععا‬
‫دناءة الحرفة‪ :‬فيكره كسب كل ذي حرفة دنيئة‪ ،‬ولو لم يخععامر نجاسععة وهععو ضعععيف‬
‫والكلم في تعاطي الكسععب‪ .‬أمععا أصععل الحرفععة‪ :‬فهععي فعرض كفايععة‪ .‬ولمععا حجععم أبععو‬
‫العتاهية شخصا أنشد‪ :‬وليس على عبد تقي نقيصععة * * إذا صععحح التقععوى وإن حععاك‬
‫أو حجم )قوله‪ :‬ول تحرم إلخ( عبارة التحفة‪ :‬يسن للنسان أن يتحرى في مؤنة نفسععه‬
‫وممونه ما أمكن‪ .‬فإن عجز ففي مؤنة نفسععه‪ ،‬ول تحععرم معاملععة إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومععع عععدم‬
‫الحرمة يكره ذلك كما نبه الشارح عليها في آخر بععاب الزكععاة ونععص عبععارته هنععاك‪:‬‬
‫)فائدة( قال فععي المجمععوع‪ :‬يكععره الخععذ ممععن بيععده حلل وحععرام‪ .‬كالسععلطان الجععائر‬
‫وتختلف الكراهة بقلة الشععبهة وكثرتهععا‪ ،‬ول يحععرم إل أن تيقععن أن هععذا مععن الحععرام‪.‬‬
‫وقول الغزالي‪ :‬يحرم الخذ ممن أكثر ماله حرام‪ ،‬وكذا معاملته شععاذ‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫الكل منها( أي ول يحرم الكل من المعاملة المذكورة‪ ،‬أي مما تحصل منها‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كما صححه( أي عدم الحرمة‪) .‬قوله‪ :‬مع أنه( أي النووي‪ .‬وقععوله‪ :‬تبعععه أي الغزالععي‬
‫في شرح مسلم‪) .‬قوله‪ :‬ولو عععم الحععرام الرض( أي اسععتوعب الحععرام الرض ولععم‬
‫يوجد فيها حلل‪) .‬قوله‪ ،‬جاز أن يستعمل منه( أي من الحرام‪) .‬قوله‪ :‬ما تمس حاجته‬
‫إليه( أي الشئ الذي تدعو حاجته إليه‪ ،‬قال ع ش‪ :‬وإن لم يصععل إلععى حععد الضععرورة‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬دون ما زاد( أي على القدر الذي تمس الحاجععة إليععه‪) .‬قععوله‪ :‬هععذا( أي مععا‬
‫ذكر من جواز الستعمال من الحرام بقدر ما تمس الحاجة إليه‪ ،‬ل ما زاد‪ .‬وقوله‪ :‬إن‬
‫توقع أي ترجى‪ .‬وقوله‪ :‬معرفة أربابه أي أصحاب ذلك المال الذي يحععرم السععتعمال‬
‫منه‪) .‬قوله‪ :‬وإل( أي وإن لعم يتوقعع معرفتهعم‪) .‬قعوله‪ :‬صعار لعبيت المعال( أي انتقعل‬
‫لبيت المال‪ ،‬فيكون لجميع المسلمين حق فيه‪) .‬قوله‪ :‬فيأخذ منععه( أي مععن المععال الععذي‬
‫صار لبيت المال‪ .‬وقوله‪ :‬بقدر ما يستحقه فيه أي بقدر ما يخصه مععن بيععت المععال لععو‬
‫قسمه المام وأعطاه منه‪) .‬قوله‪ :‬كما قاله شيخنا( أي في التحفععة‪ ،‬ومثلععه فععي النهايععة‪.‬‬
‫)تتمة( في إعطععاء النفععس حظهععا مععن الشععهوات المباحععة مععذاهب ذكرهععا المععاوردي‪،‬‬
‫أحدها‪ :‬منعها وقهرها كععي ل تطغععى‪ .‬والثععاني‪ :‬إعطاؤهععا تحيل علععى نشععاطها وبعثععا‬
‫لروحانيتها‪ .‬والثالث‪ :‬قال وهو الشبه ‪ -‬التوسط‪ ،‬لن في إعطاء الكععل سععلطة‪ ،‬وفععي‬
‫منع الكل بلدة‪ .‬ا‍ه‪ .‬عميرة‪ .‬وال سبحانه وتعععالى أعلععم‪) .‬قععوله‪ :‬فععرع‪ :‬نععذكر فيععه مععا‬
‫يجب إلعخ( اعلعم أن معظعم الفقهعاء يعذكر النعذر بععد اليمعان‪ ،‬وذلعك لمعا بينهمعا معن‬
‫المناسبة‪ ،‬وهي أن كل منهما عقد يعقده المرء على نفسه تأكيععدا لمععا أراد أن يلععتزمه‪،‬‬
‫ولن بعض أنواع النذر فيه كفارة يمين‪ .‬والمؤلف رحمه ال خالفهم وذكره هنععا تبعععا‬
‫لبعضهم‪ ،‬وله وجه أيضا في ذلك‪ ،‬وهو أن الحج قد يكون منذورا‪ ،‬وكععذلك الضععحية‬
‫قد تكون منذورة‪ ،‬فناسب أن يسععتوفي الكلم علععى مععا يتعلععق بالنععذر‪) .‬قععوله‪ :‬بالنععذر(‬
‫الباء سببية متعلق بيجب‪ ،‬وهو لغة‪ :‬الوعد بخير أو شر‪ .‬وشرعا‪ :‬ما سيذكره وأركانه‬
‫ثلثة‪ :‬ناذر‪ ،‬ومنذور‪ ،‬وصيغة‪.‬‬

‫] ‪[ 406‬‬
‫وشرط في الناذر‪ :‬إسلم‪ ،‬فل المؤلف يصح من الكافر‪ .‬واختيار‪ ،‬فل يصح مععن‬
‫المكره‪ .‬ونفوذ تصرف فيما ينذره بكسر الذال وضمها فل يصح ممن ل ينفذ تصععرفه‬
‫فيما ينذره‪ ،‬كصبي‪ ،‬ومجنون‪ ،‬مطلقا بخلف السكران‪ ،‬فيصح منه‪ ،‬وكمحجععور عليعه‬
‫بسفه أو فلس في القعرب الماليععة العينيععة كعتعق هععذا العبعد بخلف القعرب البدنيعة‪ ،‬أو‬
‫القرب المالية التي في الذمة‪ .‬وإمكان فعله المنذور‪ ،‬فل يصح نذره صوما ل يطيقععه‪،‬‬
‫ول نذر بعيد عن مكة حجا في هذه السنة‪ .‬وشرط في المنذور‪ :‬كونه قربععة لععم تتعيععن‬
‫بأصل الشرع‪ .‬وشرط في الصيغة‪ :‬كونها لفظا يشعر باللتزام كلله علي كذا‪ ،‬أو علي‬
‫كذا‪ .‬وفي معنى اللفظ الكتابة‪ ،‬وإشارة أخععرس تععدل أو تشعععر بععاللتزام مععع النيععة فععي‬
‫الكتابة‪ ،‬فل يصح بالنية كسائر العقود ول بما ل يشعر باللتزام‪ ،‬كأفعععل كععذا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وهو( أي النذر‪ .‬وقوله‪ :‬قربة على ما اقتضاه إلخ والحاصل أنهععم اختلفععوا فععي النععذر‪:‬‬
‫هل هو قربة ؟ أو مكععروه ؟ فقععال بعضععهم بععالول وهععو المعتمععد الععذي اقتضععاه كلم‬
‫الشيخين‪ ،‬ودل عليه الكتاب والسنة والجماع والقياس‪ .‬وقال بعضهم بالثععاني‪ :‬لثبععوت‬
‫النهي عنه وهو ضعيف‪ ،‬والنهي محمول على نذر اللجاج‪ .‬وعبععارة المغنععي‪) :‬تنععبيه(‬
‫اختلفوا‪ :‬هل النذر مكروه أو قربة ؟ نقل الول عن النععص‪ ،‬وجععزم بععه المصععنف فععي‬
‫مجموعه‪ ،‬لخعبر الصعحيحين أنعه )ص(‪ :‬نهعى عنعه‪ ،‬وقععال‪ :‬إنعه ل يععرد شعيئا‪ ،‬وإنمعا‬
‫يستخرج به من البخيل‪ .‬ونقل الثاني‪ :‬عن القاضي والمتععولي والغزالععي‪ ،‬وهععو قضععية‬
‫قول الرافعي‪ :‬النذر تقرب‪ ،‬فل يصح من الكفار‪ .‬وقععول المصععنف فععي مجمععوعه فععي‬
‫كتاب الصلة النذر عمدا في الصلة ل يبطلها فععي الصععح‪ ،‬لنععه مناجععاة لع تعععالى‪،‬‬
‫فهو يشبه قوله‪ :‬سجد وجهي للذي خلقه وصوره‪ .‬وقال في المهمات‪ :‬ويعضده النص‪،‬‬
‫وهو قوله تعالى‪) * :‬وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فععإن ال ع يعلمععه( * )‪ (1‬أي‬
‫فيجازي عليه‪ .‬والقياس‪ :‬وهو أنه وسيلة إلى القربة‪ ،‬وللوسائل حكم المقاصد‪ ،‬وأيضععا‬
‫فإنه يثاب عليه ثواب الواجب كما قاله القاضي حسين وهو يزيد علععى النفععل بسععبعين‬
‫درجة كما في زوائد الروضة في النكاح عن حكاية المام والنهي محمععول علععى مععن‬
‫ظن أنه ل يقوم بما التزمه‪ ،‬أو أن للنذر تأثيرا كما يلععوح بععه الخععبر‪ ،‬أو علععى المعلععق‬
‫بشئ‪ .‬وقال الكرماني‪ :‬المكروه التزام القربة ل القربة إذ ربمععا ل يقععدر علععى الوفععاء‪.‬‬
‫وقال ابن الرفعة‪ :‬الظاهر أنه قربة في نععذر التععبرر دون غيععره‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهععذا أوجععه‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬وعليه( أي على أنه قربة‪) .‬قوله‪ :‬بل بالغ إلخ( إضراب انتقالي‪) .‬قععوله‪ :‬فقععال‪:‬‬
‫دل على ندبه الكتاب( أي القرآن العظيم‪ .‬وذلك كقوله تعالى‪) * :‬وليوفععوا نععذورهم( *‬
‫)‪ (2‬وقوله‪ :‬والسنة أي الخبار الواردة عن النبي )ص(‪ ،‬وذلك كخبر البخععاري‪ :‬مععن‬
‫نذر أن يطيع ال فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه‪ .‬وقوله‪ :‬فليطعه أي ليف‬
‫بنذره‪) .‬قوله‪ :‬والقياس( أي وهو أنه وسيلة إلى القربة‪ ،‬وللوسائل حكععم المقاصععد كمععا‬
‫يعلم من عبارة المغني المارة ‪) .-‬قوله‪ :‬وقيععل مكععروه( أي أن النععذر مكععروه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫للنهي عنه( أي عن النذر‪) .‬قوله‪ :‬وحمل الكثرون إلخ( إنما حملععوه عليععه لن النععاذر‬
‫ل يقصد به القربة‪ ،‬وإنما يقصد به منع نفسه أو غيره من شئ‪ ،‬كقوله‪ :‬إن كلمت فلنا‬
‫أو فعل فلن كذا‪ ،‬فلله علي كذا‪ .‬أو الحث لنفسععه أو غيععره علععى شععئ‪ ،‬كقععوله‪ :‬إن لععم‬
‫أدخل الدار أو إن لم يفعل فلن كذا‪ ،‬فلله علععي كععذا‪ .‬أو تحقيععق خععبره‪ ،‬كقععوله‪ :‬إن لععم‬
‫يكن المر كما قلت‪ ،‬أو كما قال فلن‪ ،‬فلله علي كععذا‪ .‬وقععوله‪ :‬نععذر اللجععاج هععو بفتععح‬
‫اللم التمادي في الخصومة أي التطويل فيهععا وضععابط هععذا النععذر أن يمنععع الشععخص‬
‫نفسه أو غيرها من شئ أو بحث عليه أو‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .270 :‬الحج‪29 :‬‬

‫] ‪[ 407‬‬
‫يحقق خبرا‪) .‬قوله‪ :‬فإنه( أي نذر اللجاج‪ .‬وقوله‪ :‬تعليق قربة بفعل شئ أي على‬
‫فعل شئ ول بد من أن يكون مرغوبا عنه ومبغوضا للنفس فإن كعان مرغوبعا للنفعس‬
‫ومحبوبا لها كان من نذر التبرر‪ .‬وهو قربة ليس بمنهي عنععه كمععا سععيذكره المؤلععف‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو تركه معطوف على فعل شئ‪ .‬أي أو تعليق قربة على ترك شئ‪ ،‬أي وكان‬
‫تركه ترغب عنه النفس وتبغضه أيضا كما مر‪) .‬قععوله‪ :‬فيتخيععر إلععخ( أي لنععه يشععبه‬
‫النذر من حيث إنه التزام قربععة‪ ،‬اليميععن مععن حيععث إن مقصععوده مقصععود اليميععن مععن‬
‫المنع أو الحث أو تحقيق الخبر‪ ،‬ول سبيل للجمع بين ما الععتزمه وكفععارة اليميععن‪ ،‬ول‬
‫لتعطيلهما‪ ،‬فتعين التخيير وهذا هو الراجح وقيل يلزم فيه كفارة اليمين‪ ،‬لخععبر مسععلم‪:‬‬
‫كفارة النذر‪ :‬كفارة يمين‪ .‬ول كفارة فععي نعذر التععبرر جزمععا‪ .‬فتعيععن حملععه علععى نعذر‬
‫اللجاج‪ .‬وقيل يلزم فيه ما التزمه‪ ،‬لخبر‪ :‬من نذر وسمى فعليه مععا سععمى‪ .‬وقععوله‪ :‬مععن‬
‫دخلها أي الدار‪ ،‬وهذا راجع للصورة الولى‪ :‬وقوله‪ :‬أو لم يخرج أي من الدار‪ .‬وهذا‬
‫راجع للصورة الثانية‪) .‬قوله‪ :‬ول يتعيعن الملعتزم( أي فعي صعيغة النعذر‪ ،‬لنعه خعرج‬
‫مخرج اليمين‪ ،‬بخلف نذر التبرر فإنه لم يخرج مخرجه‪ ،‬فلععذلك يلععزم فيععه مععا الععتزم‬
‫عينا‪ ،‬ل غير‪ ،‬لكن على التراخي إن لم يقيععده بععوقت معيععن‪ .‬وأشععار إلععى الخلف فععي‬
‫نذر اللجاج ابن رسلن في زبده بقوله‪ :‬ومعن يعلعق فععل شعئ بالغضعب * * أو تعرك‬
‫شئ بالتزامه القرب إن وجد المشروط ألزم من حلف * * كفارة اليمين مثل ما سععلف‬
‫كما به أفتى المام الشافعي * * وبعض أصحاب له كالرافعي أما النواوي فقال خيععرا‬
‫* * ما بين تكفير وما قد نذرا )قوله‪ :‬ولو حجععا( أي ولععو كععان الملععتزم حجععا‪ ،‬فععإنه ل‬
‫يتعين‪) .‬قوله‪ :‬والفرع إلخ( أراد أن يبين معنى الفرع الععذي ترجععم بععه‪ .‬وقععوله‪ :‬تحععت‬
‫أصل كلي انظره هنا‪ .‬ويمكن أن يجعل الصل الكلي هو باب الحععج‪ ،‬باعتبععار بعععض‬
‫أفراده‪ ،‬حسبما ذكرناه أول الفرع‪ ،‬من مناسبة ذكععره هنععا‪) .‬قععوله‪ :‬النععذر( أي شععرعا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬التزام إلخ يؤخذ من هذا التعريف أركانه الثلثة المتقدمة‪ ،‬وذلععك لن اللععتزام‬
‫يستلزم المستلزم وهو الناذر والقربة هي المنععذور‪ ،‬وبلفععظ إلععخ هعو الصععيغة‪ .‬وقعوله‪:‬‬
‫مسلم ظاهره اشتراطه في نذر التبرر ونذر اللجاج‪ .‬وهو أيضا ظاهر التحفة والنهايععة‬
‫والسنى وشرح المنهج والمغني‪ :‬ونقل البجيرمي عن ح ل‪ :‬أن ذلك فععي نععذر التععبرر‬
‫دون نذر اللجاج‪ .‬أما هو‪ ،‬فيصح مععن الكععافر‪ .‬قععال‪ :‬وكععان قياسععه صععحة التععبرر منععه‬
‫أيضا‪ .‬إل أنه لما كان فيه مناجاة ل‪ ،‬أشبه العبادة‪ ،‬ومن ثم لم يبطععل الصععلة‪ .‬بخلف‬
‫نذر اللجاج‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬مكلف أي ولو حكما‪ ،‬فدخل السععكران‪ ،‬فيصععح نععذره‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫رشيد ول بد أن يكون مختارا أيضا كما مر‪) .‬قوله‪ :‬قربة( مفعول التزام‪ ،‬وهععي فعععل‬
‫الشئ يشرط معرفة المتقرب إليه‪ .‬والعبادة فعل ما يتوقف على نية‪ .‬والطاعة تعمهما‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬لم تتعين( أي بأصل الشرع‪) .‬قوله‪ :‬نفل كانت( أي القربععة‪ ،‬بقطععع النظععر عععن‬
‫قيدها‪ .‬أعني لم تتعين‪ ،‬لن النفل ل يتعين أصل‪ .‬وقوله‪ :‬أو فرض كفاية أي أو كععانت‬
‫القربة فرض كفاية‪ ،‬ول بد فيه أن ل يتعين عليه‪ .‬أما إذا تعين فل يصح نذره كصلة‬
‫الجنازة إذا لم يعلم بالميت إل واحد‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يصح نذره حينئذ‪ ،‬نظععرا لصععله‪.‬‬
‫وأما تعيينه فهو عارض‪) .‬قوله‪ :‬كإدامة وتر( مثال للنفل‪ ،‬والظععاهر أن إدامتععه ليسععت‬
‫بقيد في صحة النذر‪ ،‬بل مثله ما إذا نذر الوتر فإنه يصح لن نفس الوتر سنة‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وعيادة مريض( هو وما بعده من أمثلععة النفععل أيضععا‪ ،‬إل قععوله وكصععلة جنععازة ومععا‬
‫بعده‪ ،‬فإنه من أمثلة فرض الكفاية‪) .‬قوله‪ :‬وزيارة رجععل قععبرا( خععرج بالرجععل غيععره‬
‫من أنثى‪ ،‬أو خنثى فل يصح نذره‬

‫] ‪[ 408‬‬
‫زيارة قبر‪ ،‬لنها مكروهة في حقععه‪ ،‬وقيععل محرمعة‪ ،‬للخععبر الصععحيح‪ :‬لعععن الع‬
‫زوارات القبور‪ .‬ويستثنى من ذلك زيارة قبر النبي )ص(‪ ،‬فإنها تسن في حقه‪ ،‬فعليه‪،‬‬
‫ينعقد نذرها‪ .‬ومثل قععبر النععبي‪ :‬قععبر سععائر النبيععاء‪ ،‬والوليععاء‪ ،‬والصععالحين‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وتزوج حيث سن( أي بأن يكون مريده محتاجععا مطيقععا لمععؤن النكععاح‪ .‬كمععا قععال ابععن‬
‫رسلن‪ :‬سن لمحتاج مطيق للهب * * نكاح بكر ذات دين ونسب وهذا هو ما جعرى‬
‫عليه ابععن حجععر‪ .‬ونععص عبععارته فععي بععاب النكععاح نعععم‪ ،‬حيععث نععدب لوجععود الحاجععة‬
‫والهبة‪ :‬ويجب بالنذر على المعتمد الذي صرح به ابن الرفعة وغيره كمععا بينتععه فععي‬
‫شرح العباب ومحل قولهم‪ :‬العقود ل تلتزم في الذمة‪ :‬مععا إذا الععتزمت بغيععر نععذر‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫والذي جرى عليه م ر‪ :‬عدم صحة نذره مطلقا‪ ،‬ونص عبارته في باب النكاح أيضععا‪.‬‬
‫ول يلزم بالنذر مطلقا‪ ،‬وإن استحب كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى خلفا لبعععض‬
‫المتأخرين‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لجمع( أي حيث قععالوا ل يصععح نععذر الععتزوج‪ ،‬وعللععوه بععأنه‬
‫مباح عرض له الندب‪ ،‬وهو ل يصح إل في المندوب أصالة‪ .‬وعبارة بعضععهم‪ :‬قععوله‬
‫في قربة‪ :‬أي أصالة‪ ،‬فل يصح نذر مباح عرض له الندب كالنكاح خلفا لبن حجر‪.‬‬
‫ا‍ه‪) .‬صععوم‪ :‬أيععام الععبيض( أي وأيععام السععود‪ ،‬أو نحععو ذلععك‪ ،‬فيصععح نععذرها‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫والثانين جمع تكثير لثنيععن‪ ،‬وليععس جمععع مععذكر سععالما‪ ،‬ول ملحقععا بععه‪) .‬قععوله‪ :‬فلععو‬
‫وقعت( أي أيام الععبيض أو الثععانين المنععذورة‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي أيععام التشععريق أي أو أيععام‬
‫رمضان‪) .‬قوله أو المرض( تبع فيه م ر د وخالف شيخه ابن حجر‪ ،‬فإنه صععرح فععي‬
‫التحفة بأنه يقضي إن أفطر لعذر المرض كالسفر‪ .‬وعلله بأن زمنهمععا يقبععل الصععوم‪،‬‬
‫فشمله النذر‪ ،‬بخلف نحو الحيض‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجزم بهذا في الروض‪ ،‬وعبععارته‪ :‬ويقضععيها‬
‫للمرض الواقع فيها‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬لععم يجعب القضعاء( أي يجععب الفطععر فيهععا‪ ،‬ول يجععب‬
‫القضاء‪ ،‬لنها ل تقبل الصوم أصل‪ ،‬فل تدخل في نذر ما ذكر‪ ،‬فهععي مسععتثناة شععرعا‬
‫من دخولها في المنذور‪ .‬وعدم وجوب القضاء في المععرض هععو مععا اعتمععده الرملععي‪،‬‬
‫وخالف ابن حجر فجزم بوجوب القضاء به‪ .‬قال سم‪ :‬وجزم به فععي العروض‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وكصلة جنازة( هو وما بعده مثععالن لفععرض الكفايععة كمععا علمععت‪) .‬قععوله‪ :‬ولععو نععذر‬
‫صوم يوم بعينه( أي كيوم الجمعة‪ ،‬والسبت‪ ،‬وهكذا‪) .‬قوله‪ :‬لم يصم قبله( أي لم يصم‬
‫يوما قبل اليوم الذي عينه في نذره‪) .‬قوله‪ :‬فإن فعل( أي صام يوما قبلععه‪ .‬وقععوله‪ :‬أثععم‬
‫أي ول يصح‪ .‬وقوله‪ :‬كتقديم الصلة على وقتها أي فإنه يعأثم بعه‪ ،‬ول تصععح‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫ول يجوز تأخيره( أي الصوم‪ .‬وقوله‪ :‬عنه أي عن اليععوم الععذي عينععه‪) .‬قععوله‪ :‬كهععي(‬
‫أي كالصلة‪ ،‬فإنه ل يجوز تأخيرها ععن وقتهعا‪) .‬قعوله‪ :‬بل ععذر( متعلععق بقعوله ول‬
‫يجوز‪ .‬أي ل يجوز تععأخيره بل ععذر‪ ،‬فععإن أخععره بععذر كسعفر جععاز‪ ،‬ول إثعم عليعه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬فإن فعل( أي أخر الصوم عن اليوم المعين في النععذر بل عععذر‪ .‬وقععوله‪ :‬صععح‬
‫أي صومه‪ ،‬لكن مع الثم‪) .‬قوله‪ :‬ولو نذر صععوم يععوم خميععس( أي مثل‪) .‬قععوله‪ :‬ولععم‬
‫يعين( أي بأن لم يقل من هذا السععبوع مثل‪) .‬قععوله‪ :‬كفععاه أي خميععس( أي صععوم أي‬
‫خميس من أي أسبوع كان‪ .‬لكن لو مضى خميس يمكنه فيه الصوم ولم يصمه اسععتقر‬
‫في ذمته‪ ،‬حتى لو مات فدى عنه‪ ،‬ول إثععم عليععه‪ ،‬لعععدم عصععيانه بالتععأخير‪ .‬ولععو نععذر‬
‫يوما من اسبوع ثم نسيه‪ ،‬صام آخععره‪ ،‬وهععو الجمعععة فععإن لععم يكععن هععو المنععذور وقععع‬
‫قضاء‪ ،‬وإن كان هو فقد وفى بما التزمه‪ .‬ومن نذر إتمععام كععل نافلععة دخععل فيهععا لزمععه‬
‫الوفاء بذلك لنه قربة‪ .‬ومن نذر بعض يوم لم ينعقد نعذره‪ ،‬لنتفعاء كعونه قربعة‪ ،‬لنعه‬
‫غير معهود شرعا‪ .‬وكذا لو نذر سجدة من غير سبب‪ ،‬أو ركوعععا‪ ،‬أو بعععض ركعععة‪،‬‬
‫فإنه ل ينعقد لما ذكر‪ .‬أما سجدة التلوة‪ ،‬وسجدة الشعكر فينعقعد نععذرهما‪) .‬قعوله‪ :‬ولعو‬
‫نذر صلة( أي مطلقة‪ ،‬من غير أن يقيدها بعععدد‪) .‬قععوله‪ :‬فيجععب ركعتععان( أي لنهمععا‬
‫أقل واجب من الصلة‪ ،‬ولو قال فيكفي ركعتان‪ ،‬لكان أولى‪.‬‬

‫] ‪[ 409‬‬
‫وقوله‪ :‬بقيام قادر أي مع وجوب قيام قادر عليه‪ ،‬إلحاقععا للنععذر بععواجب الشععرع‪.‬‬
‫ولو نذر صلة قاعدا جاز فعلها قائمععا لتيععانه بالفضععل ل إن نععذر الصععلة قائمععا فل‬
‫يجوز فعلها قاعدا‪ ،‬مع القدرة علععى القيععام‪ ،‬لنععه دون مععا الععتزمه‪) .‬قععوله‪ :‬أو صععوما(‬
‫معطوف على صلة‪ ،‬أي أو نذر صوما أي مطلقا بأن لم يقيععده بعععدد‪) .‬قععوله‪ :‬فصععوم‬
‫يوم( أي فيجب صوم يوم واحد‪ ،‬لنه أقععل مععا يفععرد بالصععوم‪) .‬قععوله‪ :‬أو صععوم أيععام(‬
‫معطوف على صععلة أيضععا‪ ،‬أي أو نععذر صععوم أيععام بصععيغة الجمععع وأطلقهععا أيضععا‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬فثلثععة( أي فيجععب صععوم ثلثععة أيععام‪ ،‬لنهععا أقععل الجمععع‪) .‬قععوله‪ :‬أو صععدقة(‬
‫معطوف على صلة أيضا‪ ،‬أي أو نذر صدقة أي مطلقة ولم يقيععدها بقليععل ول كععثير‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فمتمول أي فيجب التصدق بما يتمععول وإن قععل وكععذا لععو نععذر التصععدق بمععال‬
‫عظيم فيجب التصدق‪ ،‬فععإنه يقبععل تقسععيره بأقععل متمععول‪ ،‬ول ينععافيه وصععفه بععالعظيم‪،‬‬
‫لحمله على إثم غاصبه‪ .‬كما قالوه فيما لو أقععر بمععال عظيععم‪ ،‬فععإنه يقبععل تفسععيره بأقععل‬
‫متمول‪ .‬ومن نذر عتقا فتجزئ رقبة‪ ،‬ولو ناقصة ككافرة لوقوع السم عليهععا‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويجب صرفه( أي المتمول‪) .‬قععوله‪ :‬لحععر مسععكين( خععرج بععالحر الرقيععق‪ ،‬فل يجععوز‬
‫إعطاؤه له كالزكاة والمراد بالمسكين مععا يشععمل الفقيععر‪ .‬وعبععارة فتععح الجععواد‪ :‬وعنععد‬
‫إطلقهم يتعين صرفها لمسلم أي حر كما هو ظاهر مما مر آنفا فقير أو مسععكين‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬ما لم يعين شخصا( أي في نذره‪ ،‬بأن قال‪ :‬نذرت هذا المال لزيد‪ ،‬فيتعين‪ ،‬ولو‬
‫كان غنيا‪ ،‬أو ولده‪ ،‬لن الصدقة عليهمععا جععائزة وقربععة كمععا صععرح بععه فععي الععروض‬
‫وشرحه‪) .‬قوله‪ :‬وأهل بلد( أي وما لم يعين فعي نعذره أهعل بلعد ولعو غيعر مكعة‪ ،‬فعإنه‬
‫يتعين للمساكين المسلمين منهم‪ ،‬وفاء بالملتزم‪ .‬وقياس ما مر في قسععم الصععدقات أنععه‬
‫يعمم به المحصورين‪ ،‬وله تخصيص ثلثة في غيععر المحصععورين‪) .‬قععوله‪ :‬وإل( أي‬
‫بأن عين شخصا أو أهل بلد‪) .‬وقوله‪ :‬تعين صرفه لععه( أي لمععا عينععه مععن شععخص أو‬
‫أهل بلد‪ .‬قال في المغني ولو نذر لمعين دراهم مثل كان له مطالبة الناذر بهععا‪ ،‬إن لععم‬
‫يعطه كالمحصورين من الفقراء لهم المطالبة بالزكاة التي وجبت فإن أعطاه ذلك فلععم‬
‫يقبل‪ ،‬برئ الناذر‪ ،‬لنه أتى بما عليه‪ ،‬ول قدرة له على قبول غيععره‪ ،‬ول يجععبر علععى‬
‫قبوله‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ول يتعين لصوم وصلة مكان عينه( يعني أنه لو نذر أن يصوم أو‬
‫يصععلي فععي مكععان معيععن كمصععر لزمععه الصععوم والصععلة‪ .‬ول يتعيععن المكععان الععذي‬
‫خصصه في نذره‪ ،‬بل له أن يصوم أو يصلي في أي مكان سواء الحرم وغيره‪ .‬نعم‪،‬‬
‫لو نذر الصلة في المسجد الحرام تعين‪ ،‬لعظم فضععله‪ ،‬وتعلععق النسععك بععه‪ ،‬وصععح أن‬
‫الصلة فيه بمائة ألف صلة‪ ،‬وقيل بمائة ألف ألف‪ ،‬وقيل بمائة ألف صععلة‪ .‬قععال فععي‬
‫التحفععة‪ :‬وبععه يتضععح الفععرق بينهععا أي الصععلة وبيععن الصععوم‪ .‬ا‍ه‪ .‬والمععراد بالمسععجد‬
‫الحرام‪ :‬الكعبة والمسجد حولها مع ما زيععد فيععه‪ .‬وقيععل جميععع الحععرم‪ .‬ومثلععه المسععجد‬
‫النبوي‪ ،‬والمسجد القصى‪ .‬فيتعينان للصلة بالنذر فيهما‪ ،‬لمشاركتهما لععه فععي بعععض‬
‫الخصوصيات‪ .‬ويقوم الول مقام الخيرين‪ ،‬وأولهما مقععام الخععر‪ ،‬دون العكععس كمععا‬
‫سيذكره الشارح‪ .‬ومثل الصلة في ذلك العتكاف كمععا مععر لنععا فععي بععابه‪) .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫لصدقة زمان عينه( أي ول يتعين لصدقة زمان عينه فلو نذر أن يتصدق بدرهم يععوم‬
‫الجمعة جاز له أن يتصدق قبله كالزكاة فععإنه يجععوز تقععديمها‪ .‬وخععرج بقععوله لصععدقة‪:‬‬
‫الصلة والصوم‪ ،‬فيتعينان بزمن عينه‪ .‬وعبارة الروض وشرحه‪ ،‬فععإن عيععن للصععلة‬
‫أو الصوم ل للصدقة وقتا‪ :‬تعين وفاء بالملتزم فل يجوز فعلهما قبله‪ .‬فإن فات الععوقت‬
‫ولو بعذر قضاهما‪ ،‬وأثم بتأخيره إن قصر‪ ،‬بخلف ما إذا لم يقصععر كععأن أخععر لعععذر‬
‫سفر أما وقت الصدقة فل يتعين‪ ،‬اعتبارا بما ورد به الشرع من جنسععها وهععو الزكععاة‬
‫فيجوز تقديمها‪ ،‬بخلف الصلة‪ .‬وقضية كلمه‪ :‬جواز تأخيرها‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وهععو‬
‫بعيد‪ ،‬بل الوجه عدم جوازه بغير عععذر كالزكععاة ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وخععرج بالمسععلم المكلععف‬
‫إلخ( الولى عدم جمع المخرجات كما هو عادته بأن يقععول‪ :‬وخععرج بالمسععلم الكععافر‪،‬‬
‫وبالمكلف الصبي والمجنون‪ .‬وأن يزيد‪ ،‬وبالرشيد السفيه‪ .‬وقوله‪ :‬الكافر بالرفع فاعل‬
‫خرج‪) .‬قوله‪ :‬فل يصععح نععذرهم( أي الكععافر والصععبي والمجنععون‪ ،‬وذلععك لعععدم أهليععة‬
‫الكافر للقرب‪ ،‬ولرفع القلم عن الصبي والمجنون‪.‬‬

‫] ‪[ 410‬‬
‫)قوله‪ :‬كنذر السفيه( أي كما ل يصح نذر السفيه‪ ،‬ومثله المفلس‪ ،‬ومحله كما مر‬
‫في القرب المالية العينيعة‪ ،‬كعتعق هععذا العبعد‪ .‬أمعا القعرب البدنيعة أو الماليععة الععتي فعي‬
‫الذمة‪ ،‬فيصح نذرهما لها كما علمت أول الفرع‪ .‬قال في المغني‪ :‬ويصح نعذر الرقيعق‬
‫المال في ذمته‪ ،‬ولو بغير إذن سيده كما اقتضاه كلمهم فععإن قيععل ينبغععي أن ل يصععح‬
‫كما قاله ابن رفعة كما ل يصح ضمانه في ذمته بغير إذن سعيده‪ .‬أجيعب بعأن المغلعب‬
‫في النذر حق ال تعالى‪ :‬إذ ل يصح إل في قربة‪ ،‬بخلف الضمان‪ ،‬وإل صععح انعقععاد‬
‫نذره الحج‪ .‬قال ابن الرفعة‪ :‬ويشبه أن غير الحج كذلك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪ :‬وقيععل يصععح مععن‬
‫الكافر( لم يذكره في التحفة والنهاية والمغني والسنى وفتععح الجععواد‪ ،‬ولعلععه محمععول‬
‫على نذر اللجاج لما مر أنه يصح من الكععافر‪) .‬قععوله‪ :‬وبالقربععة المعصععية( معطععوف‬
‫علععى بالمسععلم‪ ،‬أي وخععرج بالقربععة المعصععية فل ينعقععد نععذرها لحععديث‪ :‬ل نععذر فععي‬
‫معصية ال‪ ،‬ول فيما ل يملكه ابن آدم‪ .‬وللحديث المار‪ :‬من نذر أن يطيع ال فليطعه‪،‬‬
‫ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه‪ .‬ول فرق في المعصععية بيععن أن تكععون فعل‪ :‬كععأن‬
‫قال‪ :‬ل علي نذر أن أشرب الخمر أو أقتل‪ .‬أو تكون تركا كأن قال‪ :‬ل علي أن أترك‬
‫الصلوات الخمس أو إحداها‪ .‬ول فعرق فيهعا أيضعا بيعن أن تكعون ذاتيعة كمعا ذكعر أو‬
‫عارضععية كمععا لععو نععذر أن يصععلي فععي الرض المغصععوبة فل ينعقععد كمععا جععزم بععه‬
‫المحاملي‪ ،‬ورجحه المععاوردي‪ ،‬وكععذا البغععوي فععي فتععاويه‪ ،‬ويؤيععده أنععه ل ينعقععد نععذر‬
‫الصلة في الوقات المكروهة‪ ،‬ول في ثوب نجععس‪ .‬وقيععل يصععح النععذر للصععلة فععي‬
‫الرض المغصوبة‪ ،‬ويصلي في موضع آخر‪ .‬ويمكن حمله على ما لععو نععذر الصععلة‬
‫في هذه الرض وكانت مغصوبة فإنه يصح النذر‪ ،‬ويصلي في موضع آخععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫كصوم أيام التشريق( أي فإنه معصية‪ ،‬ومثله صوم العيدين‪) .‬قوله‪ :‬وصععلة ل سععبب‬
‫لها( أي متقدم أو مقارن‪ ،‬فإنها معصية في الوقت المكععروه‪) .‬قععوله‪ :‬فل ينعقععدان( أي‬
‫الصععوم والصععلة المععذكوران‪ .‬والمععراد‪ :‬ل ينعقععد نععذرهما‪) .‬قععوله‪ :‬وكالمعصععية‪:‬‬
‫المكععروه( أي فهععو ل ينعقععد نععذره‪ .‬وظععاهره أنععه ل فععرق فيععه بيععن المكععروه الععذاتي‬
‫والعارضي‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل هو مقيد بالول كما في التحفة‪ ،‬والنهاية‪ .‬ونص عبععارة‬
‫الولى‪ :‬وكالمعصية‪ :‬المكععروه لععذاته‪ ،‬أو لزمععة كصععوم الععدهر التععي‪ ،‬وكنعذر مععا ل‬
‫يملك غيره وهو ل يصبر على الضععافة‪ ،‬ل لعععارض كصععوم يععوم الجمعععة‪ ،‬وكنععذره‬
‫لحد أبويه أو أولده فقط وقول جمع ل يصح لن اليثار هنععا بغيععر غععرض صععحيح‬
‫مكروه‪ ،‬مردود بأنه لمر عارض وهو خشععية العقععوق مععن البععاقين‪ .‬ثععم قععال‪ :‬ومحععل‬
‫الخلف‪ :‬حيث لم يسن إيثار بعضهم‪ .‬أمععا إذا نععذر للفقيععر أو الصععالح أو البععار منهععم‪،‬‬
‫فيصح اتفاقا‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬والنذر لحد أبويه إلخ( مخالف لمععا مععر فععي عبععارة التحفععة‪،‬‬
‫ولعله جار على قول جمع‪) .‬قوله‪ :‬وكذا المباح( أي ومثل المعصية في عدم النعقععاد‪:‬‬
‫نذر المباح فعل أو تركا ‪ -‬وهو ما استوى فعله وتركه‪ ،‬وذلك لخبر ابن داود‪ :‬ل نععذر‬
‫إل فيما ابتغي به وجه ال تعالى‪ .‬وفي البخاري أنه )ص(‪ :‬أمر أبا إسرائيل أن يععترك‬
‫ما نذره من نحو قيام وعدم استظلل‪ .‬وإنما قال )ص( لمن نععذرت أن تضععرب علععى‬
‫رأسه بالدف حين قدم المدينة‪ :‬أوفي بنذرك‪ :‬لما اقترن به من غاية سرور المسععلمين‪،‬‬
‫وإغاظة المنافقين بقدومه‪ ،‬فكان وسيلة لقربة عامة‪ ،‬ول يبعد فيما هو وسيلة لهعذه أنعه‬
‫مندوب للزمة‪ ،‬على أن جمعا قالوا بندبه لكل عارض سرور‪ ،‬ل سيما النكاح‪ ،‬ومععن‬
‫ثم أمر به في أحاديث‪ ،‬وعليه‪ :‬فل إشكال أصل‪ .‬ا‍ه‪ .‬تحفة‪) .‬قوله‪‍ :‬ك‪ :‬ل علي أن آكل‬
‫أو أنام( تمثيل لنذر فعععل المبععاح‪ ،‬ومثلعه نعذر تركعه‪‍ ،‬ك‪ :‬لع علععي أن أتعرك الكعل أو‬
‫النوم‪) .‬قوله‪ :‬وإن قصد إلخ( أي ل ينعقد نذر المباح‪ ،‬وإن اقترن بنيععة عبععادة‪ ،‬كقصععد‬
‫التقوي به على الطاعة‪ ،‬أو‬

‫] ‪[ 411‬‬
‫قصد النشاط لها‪) .‬قوله‪ :‬ول كفارة في المباح على الصععح( أي ل كفععارة عليععه‬
‫إن خالف على الصح‪ .‬ومقععابله يقععول‪ :‬إن عليععه كفععارة يميععن‪ ،‬ورجحععه النععووي فععي‬
‫منهاجه‪ ،‬ونص عبارته‪ :‬لكن إن خالف لزمه كفععارة يميععن علععى المرجععح‪ .‬ا‍ه‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫وبلم تتعين إلخ( معطوف على بالمسلم أيضا‪ ،‬أي وخرج بلم تتعين الشععئ الععذي تعيععن‬
‫عليه فعله أو تركه بأصل الشرع‪ ،‬فإنه ل يصح نذره‪) .‬قوله‪ :‬مععن فعععل واجععب( بيععان‬
‫لما‪ ،‬وإنما لم يصح نذر هذا‪ :‬لن الشارع ألزمه إياه عينا‪ ،‬فل معنى ل لععتزامه بالنععذر‬
‫)قععوله‪ :‬كمكتوبععة( تمثيععل للععواجب العينععى )قععوله‪ :‬وكععترك محععرم( معطععوف علععى‬
‫كمكتوبة‪ ،‬فهو تمثيل للععواجب العينععى أيضععا‪ .‬ولععو حععذف الكععاف‪ ،‬وعطفععه علععى فعععل‬
‫واجب‪ :‬لكان أولى‪ ،‬وعليه‪ :‬يصير بيانا لما )قوله‪ :‬وإنما ينعقد إلخ( دخول على المتن‪،‬‬
‫ذكره لطول الكلم على ما قبله‪ ،‬وإل فالجار والمجرور بعده من جملة التعريف‪ ،‬فهو‬
‫باعتبار المتن متعلق بالتزام )قوله‪ :‬بلفظ( أي وأما في معناه ممععا مععر‪ .‬وقععوله منجععز‪:‬‬
‫سيأتي مقابله في قععوله أو معلععق إلععخ )قععوله‪ :‬بععأن يلععتزم قربععه إلععخ( تصععوير للمنجععز‬
‫)قوله‪ :‬وهذا نذر تبرر( أي ما ذكر من التزام قربة من غير تعليععق بشععئ يسععمى نععذر‬
‫تبرر‪ ،‬وذلك‪ :‬لن الناذر يطلب به البر والتقرب إلى ال تعالى‪ ،‬وصععريحه أن المعلععق‬
‫ل يسمى بذلك مطلقا سواء كان نذر لجاج‪ ،‬أو نذر مجععازاة وليععس كععذلك‪ ،‬بععل الثععاني‬
‫يسمى أيضا به‪ ،‬لن نععذر التععبرر‪ :‬هععو الععتزام قربععة بل تعليععق كعلععى كععذا أو بتعليععق‬
‫بحدوث نعمة‪ ،‬أو اندفاع نقمة‪ .‬فلو قال‪ :‬وهذا من نععذر التععبرر بزيععادة مععن التبعيضععية‬
‫لكان أولى )قوله‪ :‬كلله علي كذا الخ( تمثيل للفظ المنجز في النذر‪ .‬وقععوله مععن صععلة‬
‫إلخ‪ :‬بيان لقوله كذا )قوله‪ :‬أو علي كذا( أي صلة إلخ )قوله‪ :‬وإن لم يقل ل( الحسن‬
‫جعل الواو‪ :‬للحال‪ ،‬وإن‪ :‬زائدة أي يكفي علي كذا في الصيغة‪ ،‬والحال أنه لععم يضععف‬
‫ل‪ .‬ومثله‪ :‬يقال في الغاية التية‪ ،‬وفي التحفة‪ :‬قولهم علي لععك كععذا صععريح فععي النععذر‬
‫ينافيه أنه صريح في القرار‪ ،‬إل أن يقال ل مانع من أنععه صععريح فيهمععا‪ ،‬وينصععرف‬
‫لحدهما بقرينة‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو نذرت كذا( أي صلة إلخ )قوله‪ :‬وإن لععم يععذكر معهععا(‬
‫أي يكفي في صيغة النذر‪ :‬نذرت كذا وإن لم يذكر مع هذه الصيغة لفععظ لعع‪ ،‬وعبععارة‬
‫النهاية‪ :‬ويكفي في صراحتها أي الصيغة نذرت لك كذا‪ ،‬وإن لععم يقععل لعع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقععوله‬
‫على المعتمد‪ :‬لذى صرح به البغوي‪ :‬أي من أن ما ذكر‪ :‬صريح من غير أن يضيف‬
‫إليه لفظ ل‪ ،‬قال في التحفة‪ :‬ومما يصرح به ويوضحه‪ :‬قول محصول الفخر الععرازي‬
‫ل شك أن نحو نذرت وبعت‪ :‬صيغ اخبار لغععة‪ ،‬وقععد تسععتعمل لععه شعرعا أيضععا‪ ،‬إنمععا‬
‫النععزاع فععي أنهععا حيععث تسععتعمل ل حععداث الحكععام هععل هععي اخبععارات أو إنشععاآت ؟‬
‫والقرب‪ :‬الثاني لوجوه وساقها‪ .‬وقد حكيا أي الشيخان في نذرت ل لفعلن كذا‪ ،‬ولععم‬
‫ينو يمينا‪ ،‬ول نذرا‪ :‬وجهين وجزم فعي النعوار بمعا بحثعه الرافععي أنعه نعذر أي نعذر‬
‫تبرر وزعم شارح أن مخاطبة المخلوق بنحو نذرت لك تبطل صراحتها عجيععب مععع‬
‫قولهم إن علي لك كذا‪ ،‬أو إن شفى ال مريضى فعلى لك كععذا‪ :‬صععريحان فععي النععذر‪،‬‬
‫مع أن فيهما مخاطبة مخلوق‪ ،‬وزعم أن ل التزام فعي نحعو نعذرت‪ :‬ممنعوع‪ .‬نععم‪ :‬إن‬
‫نوى به الخبار عن نذر سابق عرف أخذا ممععا مععر‪ :‬فواضععح‪ ،‬أو اليميععن فععي نععذرت‬
‫لفعلن‪ :‬فيمين‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصرف )قوله‪ :‬معن اضععطراب طويععل( أي اختلف كععثير‪ ،‬وهععو‬
‫متعلق بالمعتمد )قوله‪ :‬أو بلفععظ معلععق( معطعوف علععى بلفععظ منجععز‪ :‬أي وإنمععا ينعقععد‬
‫النذر بلفظ معلق أي على ما يرغعب فعي حصعوله معن حعدوث نعمعة أو انعدفاع نقمعة‬
‫)قوله‪ :‬ويسمى( أي النذر الكائن بلفععظ معلععق‪ .‬وقععوله نععذر مجععازاة‪ :‬أي مكافععأة‪ ،‬وهععو‬
‫نوع من التبرر كما علمت )قوله‪ :‬وهو( أي نذر المجازاة‪ .‬وقوله أن يلععتزم قربععة‪ :‬أي‬
‫لم تتعين بأصل الشرع كما مر وقد علمت معنى القربة‪ .‬فل تغفععل )قععوله‪ :‬فععي مقابلععة‬
‫إلخ( متعلق بيلتزم‪،‬‬

‫] ‪[ 412‬‬
‫أو متعلق بمحذوف صفة لقربة‪ :‬أي يلتزم قربة كائنة في مقابلة الشئ المرغوب‬
‫في حصوله‪ ،‬وخرج بذلك‪ :‬ما إذا التزم قربة في مقابلة ما ل يرغب في حصوله‪ ،‬فإن‬
‫ذلك هو نذر اللجاج‪ ،‬وقد مر بيانه‪) .‬تنعبيه( المعراد بعالمرغوب فيعه والمرغعوب عنعه‬
‫عند المتكلم‪ ،‬ولذلك احتمل قوله إن صليت فعلى كذا‪ ،‬أو إن رأيت فلنا فعلععى صععوم‪:‬‬
‫أن يكون من نذر اللجاج بأن تكون الصلة عنده مبغوضة‪ ،‬وكذا رؤية فلن‪ .‬واحتمل‬
‫أن يكون مععن نععذر التععبرر‪ :‬بععأن يكععون ذلععك عنععده محبوبععا كععذا فععي الروضععة ونععص‬
‫عبارته‪) :‬فرع( الصيغة‪ :‬إن احتملت نذر اللجاج ونذر التبرر‪ ،‬رجع فيهععا إلععى قصععده‬
‫أي الناذر فالمرغوب فيه‪ :‬تبرر‪ ،‬والمرغوب عنه‪ :‬لجععاج‪ .‬إلععخ‪ .‬ا‍ه‪ .‬وأطلععق الشععارح‪:‬‬
‫النعمة‪ ،‬ولم يقيدها بما يكون لها وقع‪ ،‬بحيث تقتضي سجود الشكر‪ .‬ونقععل المععام عععن‬
‫والده‪ ،‬وطائفة من الصحاب‪ :‬تقييدها بععذلك لكنععه رجععح الول‪ ،‬وهععو قععول القاضععي‪،‬‬
‫ويؤيده ضبط الصيمري للنعمة الحادثة بما يجوز أن يدعى ال به أي من غير كراهة‬
‫وربما يؤيد الثاني تعبيره بحدوث‪ ،‬إذ يخرج به المستمر من النعم‪ ،‬وهو قياس سععجود‬
‫الشكر‪ .‬وقوله واندفاع نقمة‪ :‬يجرى فيه نظير ما مر فععي حععدوث النعمععة )قععوله‪ :‬كععإن‬
‫شفاني ال( قال البجيرمي نقل عن س ل‪ :‬يظهر أن المراد بالشععفاء‪ :‬زوال العلععة مععن‬
‫أصلها‪ ،‬وأنه ل بد فيه من قول عدلي طب أخذا مما مر في المرض المخععوف أو مععن‬
‫معرفة المريض ولو بالتجربعة ويظهعر أنعه ل يضعر بقعاء أثعره معن ضععف الحركعة‬
‫ونحوه‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬أو سلمني( معطوف على فعل الشرط‪ ،‬فهو مثال ثان )قوله‪ :‬فعلى‬
‫كذا( جواب الشرط بالنسبة للمثالين )قوله‪ :‬أو ألزمت إلخ( معطوف علععى فعلععى كععذا‪،‬‬
‫فهو جواب للشرط أيضا‪ .‬وقوله كذا‪ :‬تنازعه كل معن ألزمععت ومعن واجععب علعى‪ :‬أي‬
‫ألزمت نفسي كذا‪ ،‬أو واجب على كذا‪ ،‬وهو عبارة عن صدقة أو صلة أو صيام كما‬
‫مر )قوله‪ :‬وخرج بلفظ( أي بقسميه المنجز والمعلق‪ .‬وقوله النية‪ :‬فاعل خرج )قععوله‪:‬‬
‫فل يصح( أي النذر‪ .‬وقوله بمجعرد النيعة‪ :‬أي بالنيعة المجعردة وإشعارة أخعرس ينعقعد‬
‫بالكتابة مع النية عن اللفظ وعن الكتابة أيضا وإشارة الخععرس المفهمععة لمععا مععر أنععه‬
‫تفهم اللتزام‪ .‬وقوله كسائر العقود‪ :‬أي فإنهععا ل تنعقععد بالنيععة فقععط‪ .‬وقععوله إل بععاللفظ‪:‬‬
‫الصواب إسععقاطه‪ ،‬لن قععوله فل يصععح‪ :‬مفععرع علععى المخععرج بععاللفظ‪) .‬قععوله‪ :‬وقيععل‬
‫يصح( أي النذر‪ .‬ولم يذكر هذا القيل فععي السععنى‪ ،‬وشععرح المنهععاج‪ ،‬والتحفععة‪ ،‬وفتععح‬
‫الجواد‪ ،‬والنهاية‪ ،‬والمغني‪ ،‬فانظره فلعلععه فععي غيععر هععذه الكتععب‪) .‬قععوله‪ :‬فيلععزم إلععخ(‬
‫مفرع على انعقاد النذر بععاللفظ المععذكور‪ .‬أي وإذا انعقععد‪ :‬لزمععه مععا الععتزمه فععورا فععي‬
‫النذر المنجز‪ ،‬وعنععد وجععود المعلععق عليععه فععي المعلععق‪ ،‬لن الع تعععالى قععد ذم أقوامععا‬
‫عاهدوا ولم يفوا‪ ،‬فقال‪) * :‬ومنهم من عاهد العع( * )‪ (1‬اليععة‪ .‬وللحععديث المععار‪ :‬مععن‬
‫نذر أن يطيع ال فليطعمه‪ .‬وقوله‪ :‬عليه متعلق بيلزم على تضععمينه معنععى يجععب كمععا‬
‫مر غير مرة‪ .‬وقوله‪ :‬حال منصوب بإسقاط الخععافض‪ .‬أي لزمععه أداء مععا الععتزمه فععي‬
‫الحال‪ .‬والذي في النهاية أنه يجب عليه ذلك وجوبا موسعا‪ .‬وقوله‪ :‬في منجععز متعلععق‬
‫بيلزم باعتبار قيده أي يلزمه حال في النذر المنجز‪ .‬قعوله‪ :‬وعنعد إلعخ معطعوف علعى‬
‫حال‪ ،‬أي ويلزم ذلك عند وجود صفة في النذر المعلق عليها‪) .‬قوله‪ :‬وظاهر كلمهم(‬
‫عبارة شيخه‪ :‬وظاهر كلمه بإفراد الضمير العائد على المصععنف ‪ -‬وكتععب عليععه سععم‬
‫ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬وظاهر كلمه إلخ‪ .‬قد يقال المفهوم من العبارة فععور اللععزوم‪ ،‬وهععو ل‬
‫يستلزم فور الداء‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومععا قععاله يؤيععد كلم الرملععي فععي قععوله إنععه يجععب عليععه ذلععك‬
‫موسعا‪ ،‬وهو ل ينافي قولهم حال‪ ،‬إذ هو بالنسبة للزوم‪ ،‬وما قاله بالنسبة للداء‪ ،‬فهععو‬
‫يتعلق بذمته حال‪ ،‬ولكن ل يجب عليه أداؤه في الحال‪ .‬وقوله‪ :‬أنععه أي النععاذر المعلععق‬
‫نذره على صفة‪) .‬قوله‪ :‬يلزمه الفور بععأدائه( قععال فععي النهايععة‪ :‬محلععه إذا كععان لمعيععن‬
‫وطالب به وإل فل‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬خلفا لقضية كلم ابن عبد السلم( أي من أنه ل‬

‫)‪ (1‬التوبة‪75 :‬‬

‫] ‪[ 413‬‬
‫يلزمه الفور بأدائه عقب وجود المعلق عليه‪) .‬قوله‪ :‬ول يشععترط قبععول المنععذور‬
‫له إلخ( أي ول يشترط في لزوم وفعاء النعاذر بمعا الععتزمه فعي ذمتعه بنعذر المنجععز أو‬
‫المعلق أن يقبل لفظا لشخص المنذور له الشئ الملتزم أو يقبضععه بالفعععل‪ ،‬بحيععث أنععه‬
‫إذا لم يقبل لفظا أو يقبض ل يلزم الناذر ذلك أي فيسقط عنه بل يشترط في ذلك أن ل‬
‫يزده فما دام لم يرده اللزوم باق عليه‪ .‬فإن رده سقط عنه‪ .‬قال في شرح الروض‪ :‬أي‬
‫لنه أتى بما عليه‪ ،‬ول قدرة له علععى قبععول غيععره‪ .‬قععال الزركشععي‪ :‬ومقتضععاه أنععه ل‬
‫يجبر فلن أي المنذور له على قبوله‪ .‬ويفارق الزكاة بأن مستحقيها إنما أجبروا علععى‬
‫قبولهععا خععوف تعطيععل أحعد أركعان السعلم‪ ،‬بخلف النعذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ويفعارق أيضععا‪ :‬بعأن‬
‫مستحقيها ملكوها‪ ،‬بخلف مستحقي النذر‪ .‬ا‍ه‪ .‬ثم إن ما ذكر من أن الرد يؤثر‪ :‬محلعه‬
‫في المنذور الملتزم في الذمة كما أشرت إليه بقولي بما التزمه في ذمتعه أمععا المنععذور‬
‫المعين‪ :‬فل يتأثر بالرد‪ .‬والفرق أن ما في الذمة ل يملك إل بقبض صحيح فأثر الععرد‬
‫قبل القبض‪ ،‬وأن المعين يزول ملكه عنه بالنذر فل يتأثر بالرد كما سععيذكره الشععارح‬
‫وكما في التحفة‪ ،‬ونصها‪ :‬ول يشترط قبوله النذر‪ ،‬وهو كذلك‪ .‬نعم‪ ،‬الشرط عدم رده‪،‬‬
‫وهو المراد بقول الروضة عن القفال في إن شفى ال مريضي فعلي أن أتصدق على‬
‫فلن بعشرة لزمتععه‪ ،‬إل إذا لععم يقبععل فمععراده بعععدم القبععول‪ :‬الععرد‪ ،‬ل غيععر‪ ،‬علععى أنععه‬
‫مفروض كما ترى في ملتزم في الذمة وما فيها ل يملك إل بقبض صحيح‪ ،‬فأثر‪ ،‬وبه‬
‫يبطل النذر من أصله‪ ،‬ما لم يرجععع ويقبععل كععالوقف علععى مععا مععر فيععه‪ ،‬بخلف نععذره‬
‫التصدق بمعين‪ ،‬فإنه يزول ملكه عنه بالنذر‪ ،‬ولو لمعيعن فل يتعأثر بعالرد‪ ،‬كعإعراض‬
‫الغانم بعد اختياره التملك‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصح النذر( أي للمدين‪) .‬وقوله‪ :‬بما فععي ذمععة‬
‫المدين( أي بالدين الذي في ذمة المدين‪ .‬وقوله‪ :‬ولو مجهول أي ولععو كععان الععذي فععي‬
‫الذمعة قعدرا مجهعول للنعاذر‪ ،‬فعإنه يصعح‪ ،‬لن النعذر ل يتعأثر بعالغرر بخلف العبيع‪.‬‬
‫)قععوله‪ :‬فيععبرأ( أي المععدين‪) .‬وقععوله‪ :‬وإن لععم يقبععل( أي وإن رد ذلععك‪) .‬قععوله‪ :‬خلفععا‬
‫للجلل البلقيني( هكذا فععي التحفععة‪ ،‬والمتبععادر مععن صععنيعه أنععه راجععع للغايععة الثانيععة‪،‬‬
‫فيكون الجلل خالف في براءته عند عدم القبول‪) .‬قوله‪ :‬ولو نذر لغيععر أحععد أصععليه(‬
‫خرج به ما لو نذر لحد أصععليه‪ ،‬فل يصععح نععذره‪ ،‬وهععذا بنععاء علععى مععا جععرى عليععه‬
‫المؤلف تبعا لجمع من أن النذر لحد أصوله مكروه‪ ،‬وهو ل يصععح نععذره‪ .‬أمععا علععى‬
‫المعتمد من أن محل عدم الصحة فعي المكعروه لعذاته فقعط‪ ،‬فيصعح‪ ،‬لن هعذا مكعروه‬
‫لعارض‪ ،‬وهو خشية العقوق من البععاقي‪ .‬وقععوله‪ :‬أو فروعععه معطععوف علععى أصععليه‪،‬‬
‫فلفظ أحد‪ :‬مسلط عليها أي أو لغير أحد فروعه وخرج به مععا لععو نععذر لحععد فروعععه‪،‬‬
‫فإنه ل يصح هذا أيضا‪ ،‬بناء على ما جرى عليه المؤلف من أن النععذر لحععد فروعععه‬
‫مكروه‪ ،‬وهو ل يصح نععذره‪ .‬أمععا علععى المعتمعد فيصععح نعذره كمعا سعبق وجععرى فععي‬
‫التحفة على المعتمد في هذه وفيما قبلها ورد ما جرى عليه جمع‪ ،‬وقد تقدم لفظها عند‬
‫قول شارحنا‪ :‬وكالمعصية المكروه‪ .‬وقوله‪ :‬من ورثته بيان لغير من ذكر‪ ،‬ودخل فععي‬
‫الورثة جميع الحواشي كالخوة والعمام ودخل أيضا النذر لجميع أصوله‪ ،‬أو لجميع‬
‫فروعه‪ ،‬فإنه يصح بالتفاق‪ ،‬وذلك لن المنفي هو أحد الصول أو أحد الفروع فقععط‪،‬‬
‫فغير هذا الحد صادق بجميع ما ذكر‪ .‬وقوله‪ :‬بماله متعلق بنذر‪ .‬وقوله‪ :‬قبععل مععرض‬
‫موته متعلق بنذر أيضا‪ .‬وخرج به ما إذا كان النذر في مععرض مععوته‪ ،‬فععإنه ل يصععح‬
‫نذره في الزائد على الثلث‪ ،‬إل إن أجاز بقيععة الورثععة‪ ،‬وذلععك لن التبرعععات المنجععزة‬
‫في مرض الموت تصح في الثلث فقط‪ ،‬ول تصح في الععزائد عليععه إل إن أجععاز بقيععة‬
‫الورثة‪) .‬قوله‪ :‬ملكه كله( أي ملك المنذور له المال كله‪ .‬وقوله‪ :‬من غير مشععارك أي‬
‫من غير أن أحدا من الورثة الباقين يشاركه فيه‪ ،‬بل يختص به‪) .‬قوله‪ :‬لععزوال ملكععه(‬
‫أي الناذر من قبل مرض الموت‪ .‬وقوله‪ :‬عنه أي عن ماله كله الذي نذره‪ .‬قععوله‪ :‬ول‬
‫يجوز للصل الرجوع فيه انظره مع قوله‬

‫] ‪[ 414‬‬
‫لغير أحد أصوله أو فروعه‪ ،‬فإن ذلك يفيد أن نذر الصل لحد فروعه ل يصح‬
‫من أصله‪ ،‬وهذا يفيد أنه يصح‪ ،‬إل أنه ل يصععح رجععوعه فيععه‪ ،‬وبينهمععا تنععاف‪ .‬فكععان‬
‫الصواب إسقاطه‪ ،‬إل أن يقال إن هذا مفروض فيما إذا نععذر الصععل لجميععع فروععه‪،‬‬
‫وهو يصح كما مر وهو بعيد أيضا‪ ،‬فتأمل‪ .‬ثععم إن عععدم جععواز رجععوع الصععل علععى‬
‫الفرع فيما نذره هو المعتمد الذي جرى عليه كثيرون‪ .‬وقد صرح به الشارح في باب‬
‫الهبة‪ ،‬ونص عليه في التحفة في بابها أيضا‪ ،‬وعبارتها‪ :‬وبحععث البلقينععي امتنععاعه أي‬
‫الرجوع في صدقة واجبة‪ ،‬كزكاة‪ ،‬ونذر‪ ،‬وكفارة‪ ،‬وكذا في لحم أضععحية تطععوع لنععه‬
‫إنما يرجع ليستقل بالتصرف‪ ،‬وهو فيه ممتنع‪ .‬وبما ذكره أفععتى كععثيرون ممععن سععبقه‪.‬‬
‫وتأخر عنه‪ ،‬وردوا على من أفتى بجواز الرجوع في النذر بكلم الروضة وغيرهععا‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بتصرف‪) .‬قوله‪ :‬وينعقد( أي النذر‪) .‬وقوله‪ :‬معلقععا( حععال مععن فاعععل ينعقععد أي ل‬
‫منجزا‪) .‬وقوله‪ :‬في نحو إذا مرضععت( دخععل فيععه إذا سععافرت‪) .‬قععوله‪ :‬فهععو نععذر لععه(‬
‫جواب إذا‪ .‬والضمير الول راجع للمنذور‪ ،‬والثاني راجع للشعخص المنعذور‪) .‬قعوله‪:‬‬
‫وله( أي الناذر المعلق نذره‪ .‬وقوله‪ :‬التصرف أي ببيع أو غيره‪ .‬وقوله‪ :‬قبل حصععول‬
‫المعلق عليه وإنما صح التصرف قبله لضعف النذر حينئذ‪) .‬قوله‪ :‬وبلغععوا إلععخ( كلم‬
‫مستأنف ليس له تعلق بما قبله‪ ،‬فلو أخره وذكره بعد قوله ويقع لبعض العوام وجعلت‬
‫هذا للنبي )ص( كما صنع في التحفة لكان أولى‪ .‬وعبارة التحفعة‪ :‬يقعع لبععض الععوام‬
‫جعلت هذا للنبي )ص(‪ ،‬فيصح‪ ،‬لنه اشتهر في النذر‪ ،‬بخلف‪ :‬متى حصععل لععي كععذا‬
‫أجئ له بكذا‪ ،‬فإنه لغو ما لم يقترن لفظ به التزام‪ ،‬أو نذر أي أو نيته ول نظر إلععى أن‬
‫النذر ل ينعقد بالنية‪ ،‬لنه ل يلزم من النظر إليها في التوابع النظر إليها في المقاصد‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬وقوله‪ :‬ما لم يقترن به أي بقوله المذكور‪ .‬وقوله‪ :‬لفظ التزام أي كأن قال‪:‬‬
‫متى حصل لي المر الفلني‪ ،‬فلله علي أن أجئ لك بكذا‪ .‬وقععوله‪ :‬أو نععذر أي أو لفععظ‬
‫نذر كأن قال متى حصل لي المر الفلني‪ ،‬فنذر علي أن أجئ لك بكذا‪ .‬ومثلهما النية‬
‫كما مر عن التحفة‪) .‬قوله‪ :‬فيمن أرادا( راعى معنععى مععن فثنععى الضععمير‪ .‬وقععوله‪ :‬أن‬
‫يتبايعا أي يبيع كل منهمععا متععاعه لصععاحبه ويشععتري بععدله متععاعه‪) .‬قععوله‪ :‬فاتفقععا( أي‬
‫المتبايعان‪) .‬قوله‪ :‬ففعل( أي نذر كل للخععر بمتععاعه‪) .‬قععوله‪ :‬صععح( هعو المفععتى بعه‪،‬‬
‫وهو ل يصح أن يكون مفعول لفتى‪ ،‬فكان الصواب أن يقول بالصحة‪ ،‬وعليه يصير‬
‫متعلقا بأفتى‪) .‬قوله‪ :‬وإن زاد المبتدئ إلخ( أي يصح نذر كععل لصععاحبه بمتععاعه‪ ،‬وإن‬
‫أتى المبتدئ بصيغة التعليق بعد قوله نذرت لك‪ ،‬بأن قال نذرت لك بمتاعي إن نذرت‬
‫لي بمتاعك‪) .‬قوله‪ :‬وكثيرا ما يفعل ذلك( أي ما ذكر مععن نععذر كععل لصععاحبه بمتععاعه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فيما ل يصح بيعه ويصح نذره أي كما فععي الربويععات مععع التفاصععيل‪ ،‬فععإنه ل‬
‫يصح بيعها ويصح نذرها‪) .‬قوله‪ :‬ويصح إبراء المنذور له الناذر عما فععي ذمتععه( أي‬
‫يصح أنه يبرئ الشخص المنذور له النععاذر عمععا الععتزمه فععي ذمتععه بنععذره لععه وإن لععم‬
‫يقبضه كما يصح إسقاط حق الشفعة‪) .‬قوله‪ :‬قال القاضي إلخ( قععال الرشععيدي‪ :‬عبععارة‬
‫القاضي‪ :‬إذا قال إن شفى ال مريضي فلله علي أن تصدق بخمس ما يحصل لي مععن‬
‫المعشرات‪ ،‬فشفي‪ ،‬يجب التصدق به‪ .‬وبعد إخراج الخمس يجب العشر في البععاقي إن‬
‫كان نصابا ول عشر في ذلك الخمس‪ ،‬لنه لفقراء غير معينين‪ .‬فأما إذا قال‪ :‬ل علععي‬
‫أن أتصدق بخمس مالي‪ :‬يجب إخراج العشر‪ ،‬ثم ما بقععي بعععد إخععراج العشععر يخععرج‬
‫منه الخمس‪ .‬انتهت‪ .‬قال الذرعي‪ :‬ويشبه أن يفصل في الصععورة الولععى‪ .‬فععإن تقععدم‬
‫النذر على اشتداد الحب فكما قال‪ ،‬وإن نذر بعد اشتداده وجب إخراج العشر اول مععن‬
‫الجميع‪ .‬ا‍ه‪ .‬وقوله‪ :‬ول يشترط معرفة الناذر ما نذر به أي ل يشترط في صحة النذر‬
‫أن يعرف الناذر ما نذره قدرا أو عينا أو صفة‪ ،‬وذلك لقوة‬

‫] ‪[ 415‬‬
‫النذر‪ ،‬فاغتفر فيه من الضرر والجهالت ما ل يغتفر في غيره‪) .‬قوله‪ :‬كخمععس‬
‫ما يخرج له من معشر( أي كنذر خمس ما يخرج له من المعشرات‪ ،‬فهو صحيح مع‬
‫أنه حال النذر لم يعرفه‪ ،‬وهو تمثيل لنذر ما لعم يعرفعه النعاذر‪) .‬قعوله‪ :‬وككعل ولعد أو‬
‫ثمرة( معطوف على كخمس‪ :‬أي وكنععذر وكععل ولععد يخععرج مععن أمععتي‪ ،‬أو كععل ثمععرة‬
‫تخرج من شجرتي‪ ،‬فهو صحيح مع أنه حال النذر لم يعرفه‪ .‬وقوله‪ :‬هذه راجع للمة‬
‫أو للشجرة‪ ،‬وهو يفيد أنه يشترط تعيين المة والشجرة‪ ،‬وليس كذلك‪) .‬قععوله‪ :‬وذكععر(‬
‫أي القاضي‪ ،‬كما يعلم من عبارته المارة‪ .‬وقوله‪ :‬أيضا أي كما ذكععر مععا مععر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أنه ل زكاة في الخمس( أي لما مر أنه لفقراء غير معينين‪ ،‬والزكاة إنمععا تجععب علععى‬
‫معين كما مر‪) .‬قوله‪ :‬وقال غيره( أي غيعر القاضععي وهعو الذرععي كمعا صعرح بعه‬
‫الرشععيدي فععي عبععارته المععارة‪) .‬قععوله‪ :‬محلععه( أي عععدم وجععوب الزكععاة فععي الخمععس‬
‫المنذور‪) .‬قوله‪ :‬إن نذر قبل الشتداد( أي قبل الصلح للثمرة‪ ،‬وخرج به ما إذا نععذره‬
‫بعده‪ ،‬فإن الزكاة تتعلق بالخمس المنذور‪ .‬فيخرج الزكاة أول من المعشر بتمععامه‪ ،‬ثععم‬
‫يخرج خمسه‪ .‬وكتب سم ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬قبل الشتداد‪ .‬مفهومه أن فيه الزكعاة إن نعذر‬
‫بعد الشتداد‪ .‬فإن أريد الواجب بالنذر حينئذ‪ :‬خمس ما عدا قدر الزكععاة ففيععه إنععه وإن‬
‫كان الخمس حينئذ أي خمس الجملة قد أخرجت زكاته‪ ،‬فالمنذور ليس خمسا أخرجت‬
‫زكاته‪ .‬وإن أريد أن المنذور حينئذ خمس المجموع‪ ،‬لكن يسقط منه قدر زكععاته‪ ،‬ففيععه‬
‫أن النذر ل يتعلق بالزكععاة‪ ،‬لنهععا ملععك غيععر النععاذر‪ ،‬فل تصععدق الزكععاة فععي الخمععس‬
‫المنذور‪ .‬ا‍ه‪) .‬قوله‪ :‬ويصح النذر للجنين كالوصية( أي قياسا على صحة الوصية له‪.‬‬
‫)قوله‪ :‬بل أولى( أي بل صحة النذر له أولى من صحة الوصععية‪ .‬ووجععه الولويععة أن‬
‫النذر وإن شارك الوصية في قبول التعليععق والخطععر‪ ،‬وصععحته بععالمجهول والمعععدوم‬
‫هو يتميز عنهععا بععأنه ل يشعترط فيعه القبعول‪ ،‬بععل ععدم العرد فقععط‪) .‬قعوله‪ :‬ل للميعت(‬
‫معطوف على للجنين‪ ،‬أي ل يصح النذر للميت لنه ل ينتفع بععه‪ ،‬فهععو إضععاعة مععال‪،‬‬
‫وهي حرام‪) .‬قوله‪ :‬إل لقبر الشيخ الفلني( ل معنى للستثناء مععن الميععت‪ ،‬فلععو قععال‪:‬‬
‫ويصح لقبره أي الميت إن أراد به قربة هناك إلخ‪ .‬لكان أولى وأخصر‪ .‬فتنبه‪) .‬قوله‪:‬‬
‫وأراد( أي الناذر‪ .‬وقوله‪ :‬به أي بنذره للقبر‪ .‬وقوله‪ :‬قربة ثععم أي عنععد القععبر‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫كإسراج ينتفع به تمثيل للقربة المرادة هناك‪ ،‬والنتفاع به شرط‪ ،‬فلو لععم يوجععد هنععاك‬
‫من ينتفع به من مصل أو نائم أو نحوهما لم يصح النذر‪ ،‬لنه إضاعة مال‪) .‬قوله‪ :‬أو‬
‫اطراد عرف( معطوف على وأراد‪ ،‬أي أو اطرد عرف فععي صععرف المنععذور للقععبر‪،‬‬
‫كترميم أو صنع طعام للفقراء‪ ،‬ونحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬فيحمل النذر له( أي للقبر‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫على ذلك أي على ما اقتضاه العرف‪) .‬قوله‪ :‬ويقع لبعض العوام إلخ( مثله في التحفععة‬
‫والنهاية‪) .‬قوله‪ :‬جعلت إلخ( فاعل يقععع‪ ،‬لن القصععد اللفععظ‪ ،‬أي ويقععع هععذا اللفععظ مععن‬
‫بعض العوام‪) .‬قوله‪ :‬فيصععح( أي هعذا اللفععظ للنععذر‪) .‬قعوله‪ :‬لنعه اشععتهر إلععخ( تعليععل‬
‫للصععحة‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي عرفهععم أي الفقهععاء‪ .‬وقععوله‪ :‬للنععذر متعلععق باشععتهر‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫ويصرف( أي المجعول للنبي )ص(‪ .‬وقوله‪ :‬لمصالح الحجرة النبوية أي من بناء‪ ،‬أو‬
‫ترميععم‪ ،‬أو تطيععب‪ ،‬أو كسععوة‪) .‬قععوله‪ :‬والقععرب عنععدي إلععخ( مقععول القععول‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫والمساجد الثلثة( أي المسجد الحرام‪ ،‬والمسجد النبععوي‪ ،‬والمسععجد القصععى‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫أن مععن إلععخ( اسععم أن ضععمير الشععأن وجملععة الشععرط‪ ،‬والجععواب خبرهععا‪ ،‬والمصععدر‬
‫المؤول من أن واسمها وخبرها‪ :‬خبر القرب‪ .‬وقوله‪ :‬خرج أي بطريق النذر‪ .‬وقوله‬
‫لها‬

‫] ‪[ 416‬‬
‫بخععرج‪ ،‬والضععمير يعععود للكعبععة والحجععرة الشععريفة والمسععاجد الثلثععة‪) .‬قععوله‪:‬‬
‫واقتضى إلخ( الجملة حالية‪ ،‬يعنععي أن مععن خععرج مععن مععاله لهععا‪ ،‬والحععال أن العععرف‬
‫اقتضى صرفه في جهة من جهاتها‪ ،‬صرف إليها‪ .‬وقوله‪ :‬صععرفه أي الشععئ المخععرج‬
‫لهععا‪ .‬وقععوله‪ :‬فععي جهععة مععن جهاتهععا أي كبنععاء‪ ،‬أو ترميععم‪ ،‬أو إسععراج‪ ،‬أو تطيععب‪ ،‬أو‬
‫كسوة‪ ،‬أو نحو ذلك‪) .‬قوله‪ :‬صرف( أي الشئ المخرج وهو جواب من‪ .‬وقوله‪ :‬إليهععا‬
‫أي تلك الجهة التي اقتضاها العرف‪) .‬قوله‪ :‬واختصت( أي تلك الجهة‪ .‬وقوله‪ :‬به أي‬
‫بالعرف‪ ،‬فل يقوم غير مقامهعا‪) .‬قعوله‪ :‬قعال شعيخنا( أي فعي التحفعة‪) .‬قعوله‪ :‬فعإن لعم‬
‫يقتض العرف شيئا( أي جهة يصرف المال إليها‪) .‬قوله‪ :‬فالذي يتجه إلخ( جواب أن‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يرجع يقرأ بالبناء للمجهول‪ .‬وقوله‪ :‬في تعييععن المصععرف أي مصععرف المععال‬
‫المخرج لما ذكر من الكعبة وما بعدها‪) .‬قوله‪ :‬لرأي ناظرها( أي الناظر عليهعا‪ ،‬فهعو‬
‫الذي يعين المصرف بحسب مععا يقتضععيه نظععره‪) .‬قععوله‪ :‬قععال( أي شععيخه‪) .‬قععوله‪ :‬أن‬
‫الحكم كذلك في النذر إلخ( أي فإن اقتضى العرف شيئا‪ ،‬عمل به‪ ،‬وإل فيرجععع لععرأي‬
‫الناظر‪ .‬وقوله‪ :‬لمسجد بالتنوين‪ .‬وقوله‪ :‬غيرها أي غير المساجد الثلثة‪ .‬قوله‪ :‬وأفتى‬
‫بعضهم في إن قضى ال إلخ أي فيما إذا علق إخراج شئ من ماله للكعبة على قضاء‬
‫حاجته وقضيت‪ ،‬هذا هو المراد‪ .‬وقوله‪ :‬بععأنه إلععخ متعلععق بععأفتى‪ ،‬وضععميره وضععمير‬
‫الفعل الذي بعده يعود على ما التزمه معلقا‪ .‬وقوله‪ :‬لمصالحها أي الكعبععة‪ ،‬مععن بنععاء‪،‬‬
‫أو ترميم‪ ،‬أو نحو ذلك مما مر‪ .‬قوله‪ :‬ول يصرف لفقراء الحرم من هنا يؤخذ الفععرق‬
‫بين الفتاء المذكور وبين ما مر عن السبكي‪ ،‬فإن مععا مععر عنععه مبنععي علععى العععرف‪،‬‬
‫ومفاده أنه إذا اقتضى العرف صرفه للفقراء صرف إليهم‪ .‬ورأيععت ع ش كتععب علععى‬
‫قوله‪ :‬ويصرف لمصالح الحجرة النبوية في صورة ما يقع لبعض العععوام مععن جعلععت‬
‫إلخ‪ ،‬ما نصه‪ :‬أي من بناء أو ترميم دون الفقراء ما لم تجربه العادة‪ .‬ا‍ه‪ .‬والظاهر أن‬
‫مثله يجري هنا‪ ،‬فيقال‪ :‬ل يعطى للفقراء ما لم تجربه عادة وإل فيعطى لهععم‪ .‬وعليععه‪:‬‬
‫ل فرق بين الفتاء المذكور‪ ،‬وما مر عن السبكي‪ .‬فتنبه‪ .‬قوله‪ :‬كما دل عليه أي علععى‬
‫عدم صرفه للفقراء‪ ،‬وهذا من كلم بعضهم المفتي بذلك‪ ،‬ل من كلم الشارح‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫كلم المهذب‪ :‬قال في التحفة بعده‪ :‬وخبر مسلم‪ :‬لول قومك حديثو عهد بكفععر لنفقععت‬
‫كنز الكعبة في سبيل ال‪ .‬المراد بسبيل ال فيه‪ ،‬إنفاقه في مصالحها‪ .‬ا‍ه‪ .‬وكتب سم ما‬
‫نصه‪ :‬قوله‪ :‬المراد بسبيل ال إلخ‪ :‬هذا خلف المتبععادر جععدا مععن سععبيل العع‪ .‬وأيضععا‪:‬‬
‫فقومها ل يكرهون إنفاق كنزها في مصالحها‪ .‬ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬ولو نذر شيئا للكعبة إلخ فععي‬
‫الروض وشرحه‪ :‬وإن نذر سترا للكعبة ‪ -‬ولو بالحرير ‪ -‬أو تطييبها أو صععرف مععاله‬
‫فيه ‪ -‬أي في سترها أو تطييبها ‪ -‬جاز‪ ،‬لنه من القربات‪ .‬فعإن النعاس اعتادوهعا علعى‬
‫ممر العصار‪ ،‬ولم ينكره أحد‪ .‬فإن نوى المباشرة لذلك بنفسععه لزمععه‪ ،‬وإل فلععه بعثععه‬
‫إلى القيم ليصرفه في ذلك‪ .‬وفي جواز نذر تطيب مسجد المدينة والقصععى وغيرهمععا‬
‫من المساجد‪ ،‬تردد للمام‪ .‬قال في الصل‪ :‬ومععال إلععى تخصيصععه بالكعبععة والمسععجد‬
‫الحععرام‪ .‬وقععال فععي المجمععوع‪ :‬المختععار‪ :‬الصععحة فععي كععل مسععجد‪ ،‬لن تطييبهععا سععنة‬
‫مقصودة‪ ،‬فلزم بالنذر‪ ،‬كسائر القرب‪ .‬وخععرج بالمسععاجد الععبيوت ونحوهععا ‪ -‬كمشععاهد‬
‫العلماء‪ ،‬والصالحين ‪ .-‬ا‍ه‪ .‬بحذف‪ .‬قوله‪ :‬ونوى أي من غيععر لفععظ‪ ،‬بععأن قععال‪ :‬نععذرت‬
‫هذا للكعبة‪ .‬ونوى صرفه للسراج أو للتطييب أو نحو ذلك‪ .‬قععوله‪ :‬كالسععراج تمثيععل‬
‫للقربة المعينة‪ .‬وقوله‪ :‬تعين صععرفه أي الشععئ المنععذور‪ .‬وقععوله‪ :‬فيهععا أي فععي القربععة‬
‫المعينة المنوية‪ .‬قوله‪ :‬إن احتيج لذلك أي لصرف الشععئ المنععذور فععي القربععة المعينععة‬
‫التي نواها‪ .‬قوله‪ :‬وإل أي وإن‬
‫] ‪[ 417‬‬
‫لم يحتج لذلك‪ ،‬بأن كان نوى فععي نععذره السععراج‪ ،‬وليععس هنععاك أحععد ينتفععع بععه‪.‬‬
‫وقععوله‪ :‬بيععع أي الشععئ المنععذور والمنععوي للسععراج مثل‪ .‬قععوله‪ :‬وصععرف أي ثمنععه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬لمصالحها أي الكعبة مما مر آنفا‪ .‬قععوله‪ :‬ولععو نععذر إسععراج إلععخ أي بععأن قععال‪:‬‬
‫علي نذر أن أسرج هذا الشمع في المسجد‪ .‬والفرق بين هذه الصورة‪ ،‬ومععا قبلهععا‪ ،‬أن‬
‫هذه صرح فيها لفظا بالجهة‪ ،‬وتلك نواهععا فيهععا فقععط‪ .‬قععوله‪ :‬أو زيععت معطععوف علععى‬
‫نحو‪ ،‬من عطف الخاص على العام‪ .‬قوله‪ :‬بمسجد قال في التحفة‪ :‬أو غيره ‪ -‬كمقبرة‪.‬‬
‫قوله‪ :‬صح أي نذره وهععو جععواب لععو‪ .‬قععوله‪ :‬إن كععان ثععم أي فععي المسععجد الععذي نععذر‬
‫السراج فيه‪ .‬وقوله‪ :‬من ينتفع به أي بالسراج‪ .‬قوله‪ :‬ولو علععى نععدور أي ولععو كععان‬
‫النتفاع به على قلة‪ ،‬أي ليس دائما بل في بعض الوقات‪ .‬قععوله‪ :‬وإل فل أي وإن لععم‬
‫يكن ثم من ينتفع به فل يصح نذره‪ ،‬لنه إضاعة مال‪ .‬قال البجيرمي‪ :‬فهو بععاق علععى‬
‫ملك مالكه‪ ،‬ل يتصرف فيه من دفعه له‪ ،‬فعإن معات دفعع لعوارثه إن علعم‪ ،‬وإل صعار‬
‫للمصالح العامة إن لم يتوقع معرفته‪ ،‬وإل وجب حفظه حتى يدفع لععه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وانظععر مععا‬
‫الفرق بين هذه الصورة ‪ -‬حيث بطل النذر فيها إذ لععم يكععن ثععم مععن ينتفععع بععه ‪ -‬وبيععن‬
‫الصورة المارة في الكعبة ‪ -‬حيث إنه إذا لم يحتععج إلععى الصععرف إلععى الجهععة المنويععة‬
‫بيع‪ ،‬وصرف لمصالحها ؟ ويمكن أن يقال‪ :‬الفرق أنععه هنععا صععرح بالجهععة فععي نععذره‬
‫لفظا‪ ،‬بخلفه هناك‪ ،‬فإنه لم يصرح بها لفظا في نذره‪ ،‬وإنما نواها فقط‪ .‬فصعار اللفععظ‬
‫في الولى‪ :‬كالقيد لصحة النذر‪ ،‬فإذا لم يوجد القيععد لععم يوجععد المقيععد‪ .‬بخلف الثانيععة‪،‬‬
‫فإن صيغة النذر مطلقة‪ ،‬والنية ل تؤثر تأثيرا قويا‪ .‬قوله‪ :‬ولعو نعذر إهعداء منقعول أي‬
‫ما يسهل نقله من نعم أو غيره‪ ،‬بدليل مقابله‪ ،‬وهو‪ :‬فإن تعسر نقلععه إلععخ‪ .‬وقععوله‪ :‬إلععى‬
‫مكة أو إلى الحرم‪ ،‬فمكة ليست بقيد‪ ،‬ولو عععبر بععالحرم بععدل مكععة ‪ -‬كالمنهععج ‪ -‬لكععان‬
‫أولى‪ .‬قوله‪ :‬لزمه نقله أي إلى مكة إن عينها في نذره‪ ،‬وهععو ظععاهر عبععارته‪ .‬فععإن لععم‬
‫يعينها فيه‪ ،‬فإلى الحرم‪ ،‬لنه محل الهدي‪ .‬قوله‪ :‬والتصدق بعينه أي ولزمععه التصععدق‬
‫بعينه‪ ،‬أي فيما إذا عينه في نذره‪ ،‬كأن قال‪ :‬علي أن أتصدق بهععذا‪ .‬فيلزمععه ذلععك‪ ،‬ول‬
‫يجزئه مثله‪ ،‬ولو من جنسه‪ .‬وهذا في غير ما يذبح‪ .‬أما هو‪ :‬فبعد ذبحه‪ .‬ومحل لععزوم‬
‫التصدق بالعين‪ :‬إذا لم يعسر التصدق به‪ ،‬فإن عسر ‪ -‬كلؤلؤ ‪ -‬باعه‪ ،‬وفرق ثمنه على‬
‫فقراء الحرم‪ .‬ثم إن استوت قيمته ببلده وبالحرم‪ :‬تخير في بيعه فيما شاء منهمععا‪ ،‬وإل‬
‫لزمه بيعه في الزيععد قيمعة‪ ،‬وإن كعان بيعن بلععده والحععرم كمععا اسعتظهره فعي التحفععة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬على فقراء الحرم أي المقيمين والمستوطنين‪ ،‬ويجب التعميم في المحصورين‬
‫بأن سهل عدهم على الحاد‪ ،‬ويجوز فعي غيرهعم القتصععار علععى ثلثعة‪ .‬قعال ع ش‪:‬‬
‫ول يجوز له أي الناذر ‪ -‬الكل منه‪ ،‬ول لمن تلزمه نفقتهم ‪ -‬قياسا علععى الكفععارة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ما لم يعين إلخ قيد في لزوم التصدق بعينععه‪ .‬أي محلععه مععا لععم يعيععن النععاذر فععي‬
‫نذره قربة أخرى غير التصدق على الفقراء‪ ،‬كصرف ما نذره إلى تطييععب الكعبععة أو‬
‫سترها‪ .‬فإن عينها صععرفه إلععى تلععك القربععة المعينععة‪ .‬وقععوله‪ :‬كتطييععب الكعبععة تمثيععل‬
‫للقربة‪ .‬وقوله‪ :‬فيصرفه أي المنععذور‪ .‬وهععو جععواب شععرط مقععدر‪ ،‬أي وإذا عيععن ذلععك‬
‫صرفه‪ .‬وقوله‪ :‬إليها أي إلى القربة الخرى‪ .‬قوله‪ :‬وعلى الناذر مؤنة إيصععال الهععدي‬
‫أي ما أهداه من نعم أو غيرها‪ .‬ولو قال‪ :‬إيصال المنقول لكان أولى وأنسب بما قبلععه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إلى الحرم متعلق بإيصال‪ .‬قوله‪ :‬فععإن كعان أي النععاذر‪ .‬وقعوله‪ :‬معسعرا أي لععم‬
‫يكن عنده مؤنة النقل‪ .‬وقععوله‪ :‬بععاع بعضععه أي بعععض الهععدي‪ ،‬وهععذا إن أمكععن ‪ -‬بععأن‬
‫تعدد‪ ،‬أو لم يتعدد وأمكن بيع ربعه أو نصعفه ‪ -‬وإل فيصعير ممعا تعسعر نقلعه فيعبيعه‪،‬‬
‫ويتصدق بثمنه على فقراء الحرم‪ .‬فتنبه‪ .‬وقوله‪ :‬لنقل الباقي أي لجل نقل الباقي إلععى‬
‫الحرم‪ .‬وهو تعليل لبيع البعض‪ .‬قوله‪ :‬فإن تعسر نقله أي المنذور‪ .‬وهو مقابل قوله‬

‫] ‪[ 418‬‬
‫منقول‪ ،‬المراد منه ما يسهل نقله ‪ -‬كما علمت‪ .‬قوله‪ :‬كعقععار فيععه أن هععذا يتعععذر‬
‫نقله بالكلية‪ .‬وعبارة الروض‪ :‬وما تعذر نقله مما أهداه ‪ -‬كالدار ‪ -‬أو تعسععر ‪ -‬كحجععر‬
‫الرحى ‪ -‬فعليه بيعه‪ ،‬ونقل ثمنه‪ .‬ا‍ه‪ .‬وهي ظاهرة‪ .‬فلو جرى المؤلععف علععى صععنيعه‪،‬‬
‫بأن قال‪ :‬فإن تعذر أو تعسر‪ .‬لكان أولى‪ .‬قوله‪ :‬باعه أي ما تعسر نقله‪ .‬وقععوله‪ :‬ونقععل‬
‫ثمنه معطوف على باعه‪ .‬والمتولي لجميع ذلك هو الناذر‪ ،‬وليس لقاضعي مكعة نزععة‬
‫منه ‪ -‬كما في التحفة‪ ،‬والنهاية‪ ،‬والمغني‪ .‬قوله‪ :‬وهل له أي للناذر‪ .‬وقوله‪ :‬إمساكه أي‬
‫المتعسر نقله‪ ،‬والمراد به عدم بيعه‪ .‬وقوله‪ :‬بقيمته أي ويدفعها لفقراء الحرم‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫أو ل أي أو ليس له إمساكه‪ ،‬بل يجب عليععه بيعععه‪ .‬وقععوله‪ :‬وجهععان أي فقععال بعضععهم‬
‫بالول‪ ،‬وقال بعضهم بالثاني‪ .‬قال في التحفععة‪ :‬ويظهععر ترجيععح أنععه ليععس لععه إمسععاكه‬
‫بقيمته‪ ،‬لنه متهم في محاباة نفسه‪ ،‬ولتحاد القابض والمقبض‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثله في النهايععة‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ولو نذر إلخ كان المناسب أن يؤخره عن قوله‪ :‬ومن نذر إتيععان سععائر المسععاجد‬
‫إلخ‪ .‬ويغير هذا السلوب‪ ،‬كأن يزيد عقب قوله حيث شاء حكم المسعاجد الثلثعة‪ ،‬بعأن‬
‫يقول بعده‪ :‬نعم‪ ،‬المساجد الثلثة تتعين‪ ،‬لمزيد فضلها‪ ،‬ويجععزئ بعضععها عععن بعععض‪.‬‬
‫قوله‪ :‬أجزأ بعضها عن بعض كان الولى أن يقول‪ :‬صح نذره وأجزأ إلععخ‪ ،‬والمععراد‪:‬‬
‫أجزأ بعضها الفاضل عن بعضها المفضول‪ ،‬فإذا نذر الصلة فععي المسععجد القصععى‪:‬‬
‫تجزئه الصلة في المسجد الحرام أو المسجد المدني‪ .‬أو نذر فععي المععدني تجععزئ فععي‬
‫المكي‪ ،‬ل العكس‪ .‬قوله‪ :‬كالعتكاف أي نظيععر العتكععاف فععي أنعه إذا نعذره فععي أحعد‬
‫المساجد الثلثة أجزأ بعضها عن بعض‪ ،‬لكن بعالمراد المعار‪ .‬قعوله‪ :‬ول يجعزئ ألعف‬
‫صلة أي أو مائة صلة بالنسبة لمن نذر صلة واحدة في المسجد الحععرام‪ ،‬وإنمععا لععم‬
‫يجزئ ذلك لن العبرة بما نذره‪ ،‬فل يجزئ غيره عنه‪ ،‬وإن كان يساويه في الفضععل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬عن صلة نذرها فيه أي في مسجد المدينة‪ .‬قوله‪ :‬كعكسه وهععو أنععه ل يجععزئ‬
‫صلة في المسجد النبوي عن ألف صلة نذرها في غير مسجد المدينة‪ .‬قوله‪ :‬كمععا ل‬
‫يجزئ إلخ أي نظير ما لو نذر أن يقرأ ثلث القععرآن‪ ،‬فل يجععزئ أن يقععرأ بعدله سععورة‬
‫الخلص‪ ،‬وإن ورد أنها تعدل ثلث القرآن‪ .‬قوله‪ :‬ومن نذر إتيان سائر المساجد اعلم‬
‫أن لفظ سائر‪ :‬إن أخذ من السؤر ‪ -‬أي البقية ‪ -‬فهو بمعنى بععاقي‪ .‬وإن أخععذ مععن سععور‬
‫البلد ‪ -‬أي المحيط بها ‪ -‬يكون بمعنى جميع‪ .‬والمناسب هنا‪ :‬الثاني‪ ،‬لنه لم يتقدم حكم‬
‫إتيان بعض المساجد‪ ،‬حتى يكون هذا بيانا لحكععم بقيتهععا‪ .‬وعليععه‪ :‬فل بععد مععن اسععتثناء‬
‫المساجد الثلثة‪ ،‬فإنها تتعين للنععذر ‪ -‬كمععا علمععت ‪ -‬ويمكععن أن يقععال باحتمععال الول‪،‬‬
‫ويكون قوله ولو نذر الصلة إلععخ‪ :‬متضععمنا لحكععم النععذر فععي المسععاجد الثلثععة‪ ،‬وهععو‬
‫تعينها به‪ .‬ثم إن نذره إتيان جميع المساجد ليس بقيد‪ ،‬بل مثله في عدم التعين للصععلة‬
‫إتيان مسجد منها‪ ،‬ولو عبر به ‪ -‬كغيععره ‪ -‬لكععان أولععى‪ .‬وقععوله‪ :‬وصععلة التطععوع فيععه‬
‫يعني ونذر صلة التطوع في سائر المساجد‪ ،‬وهي المقصودة من النذر‪ .‬وأما التيععان‬
‫إلى ما ذكر فهو لزم‪ .‬فلو قال‪ :‬ومن نععذر صععلة التطععوع فععي سععائر المسععاجد‪ .‬لكععان‬
‫أولى‪ .‬وخرج بصلة التطععوع صععلة الفععرض‪ ،‬فععإذا نععذرها فععي مسععجد تعينععت فيععه ‪-‬‬
‫صرح به في الروض‪ ،‬وعبارته مع شرحه‪ :‬لو قال‪ :‬ل علي أن أصلي الفرائض فععي‬
‫المسجد‪ :‬لزمه أن يصليها فيه‪ ،‬بخلف النفل‪ .‬والفععرق أن أداء الفععرائض فععي المسععجد‬
‫أفضل‪ ،‬ول يتعين لها مسجد‪ .‬وقضيته‪ :‬أنععه لععو عيععن لهععا مسععجدا غيععر الثلثععة‪ ،‬جععاز‬
‫أداؤها في غيره‪ .‬ا‍ه‪ .‬ومثل صلة التطوع الصوم‪ ،‬فإذا نذره في مسعجد ل يتعيعن لعه‪،‬‬
‫إل أنه ل يستثنى فيه شئ من المساجد‪ ،‬فل يتعين الصوم بنذره في مسجد ‪ -‬ولو كععان‬
‫أحد المساجد الثلثة ‪ .-‬قوله‪ :‬صلى أي النععاذر‪ .‬وقععوله‪ :‬حيععث شععاء أي فععي أي مكععان‬
‫شاء الصلة فيه ‪ -‬سواء كان المنذور فيه أو غيره ‪ .-‬وقوله‪ :‬ولو في بيته‬

‫] ‪[ 419‬‬
‫أي ولو صلى في بيته‪ ،‬فإنها تكفى عن صلته في المسجد المنذور الصلة فيه‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ولو نذر التصدق بدرهم أي معين أو غير معين‪ .‬وقوله‪ :‬لم يجععزئ عنععه جنععس‬
‫آخر أي ل يجزئ أن يتصععدق بععدل الععدرهم مععن جنععس آخععر ‪ -‬كمععن الععذهب‪ ،‬أو مععن‬
‫النحاس ‪ -‬ول من جنسه أيضا في المعيعن‪ ،‬كععأن قعال‪ :‬بهعذا الععدرهم‪ .‬قعوله‪ :‬ولعو نعذر‬
‫التصدق بمال بعينه أي كهذه الشاة‪ ،‬أو هذا الثوب‪ ،‬أو هذا الدينار‪ ،‬أو الدرهم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫زال عن ملكه أي بمجرد النذر‪ ،‬ولو لغير معين‪ ،‬أو لمعين ورده‪ .‬بخلف المنذور في‬
‫ذمته‪ ،‬فإنه ل يزول ملكه عنه إل بعدم رد النذور له‪ ،‬فإن رده برئ الناذر‪ .‬قوله‪ :‬فلععو‬
‫قال على إلخ مفرع على زوال ملكه عن المال المعين بمجرد النذر‪ .‬قوله‪ :‬وعينها أي‬
‫العشرين دينارا‪ ،‬أو التعيين يكون بإشارة إليها‪ ،‬أو وصف‪ ،‬كأن قال‪ :‬بهععذه العشععرين‪،‬‬
‫أو العشععرين هععذه‪ ،‬أو العشععرين الععتي فععي الصععندوق‪ ،‬أو الكيععس‪ .‬وقععوله‪ :‬علععى فلن‬
‫متعلق بأتصدق‪ .‬قععوله‪ :‬أو إن شععفي مريضععي إلععخ أي أو قععال إن شععفى الع مريضععي‬
‫فعلي عشرون دينارا لفلن ‪ -‬وعين تلك العشرين كما مر ‪ .-‬قوله‪ :‬ملكها جواب فلععو‪،‬‬
‫والضمير المستتر يعود على المنذور له‪ ،‬والبارز يعود على العشععرين دينععارا‪ .‬قععوله‪:‬‬
‫وإن لم يقبضها أي فلن المنذور له‪ .‬وقوله‪ :‬ول قبلها أي وإن لم يقبلها لفظععا‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫بل وإن رد أي بل يملكها وإن ردهععا ‪ -‬لمععا مععر أن المنععذور المعيععن ل يتععأثر بععالرد ‪-‬‬
‫كععإعراض الغععانم بعععد اختيععاره التملععك‪ .‬قععوله‪ :‬فلععه أي لفلن المنععذور لععه‪ .‬وقععوله‪:‬‬
‫التصرف فيها أي في العشرين‪ .‬قوله‪ :‬وينعقد حول زكاتها مععن حيععن النععذر أي لنهععا‬
‫دخلت في ملكه من حينئذ‪ .‬قوله‪ :‬وكذا إن لم يعينها هذا مقابل قوله وعينهععا‪ .‬أي وكععذا‬
‫يملكها المنذور له من حين النذر ‪ -‬إذا لم تكععن معينععة ‪ -‬كعلععي أي أتصععدق بعشععرين‪،‬‬
‫ولكن لم يردها على الناذر‪ ،‬فإن ردها برئ الناذر وبطل النذر‪ ،‬لما مر أن الملتزم في‬
‫الذمة ل يملك إل بقبض صحيح‪ ،‬فإذا رد قبل قبضه أثر فيه الرد‪ .‬والحاصل أن النذر‬
‫على فلن إن كان بمعين لم يرتد بالرد‪ ،‬وإن كان بغير معين ارتد بععه‪ .‬قععوله‪ :‬فتصععير‬
‫أي العشرون‪ .‬وقوله‪ :‬دينا لععه أي للمنععذور لععه‪ .‬وقععوله‪ :‬عليععه أي علععى النععاذر‪ .‬قععوله‪:‬‬
‫ويثبت لها أي العشرين التي صارت دينعا علعى النعاذر‪ .‬وقعوله‪ :‬أحكعام العديون فاععل‬
‫يثبت‪ .‬وقوله‪ :‬من زكاة إلععخ بيععان للحكععام والزكععاة علععى المنععذور لععه‪ ،‬لن العشععرين‬
‫المنذورة صارت ملكععه‪ ،‬فهععو كالععدائن‪ .‬وقععوله‪ :‬وغيرهععا أي غيععر الزكععاة مععن جععواز‬
‫الستبدال عنها والبراء منها‪ .‬قوله‪ :‬ولو تلف المعين أي عند الناذر‪ .‬قوله‪ :‬لم يضمنه‬
‫أي الناذر‪ .‬وقوله‪ :‬إل إن قصر كأن طالبه المنذور له وامتنععع معن إعطععائه إيععاه‪ ،‬فععإنه‬
‫يضمن بدله‪ .‬وقوله‪ :‬على مععا اسععتظهره شععيخنا أي فععي التحفععة‪ .‬وعبارتهععا‪ :‬وإن تلععف‬
‫المعين في يده ل يضمنه ‪ -‬أي إل إن قصر ‪ -‬كما هو ظاهر‪ .‬ا‍ه‪ .‬قععوله‪ :‬ولععو نععذر أن‬
‫يعمر مسجدا معينا أي كأن قال‪ :‬ل علي أن أعمر هععذا المسععجد‪ ،‬أو المسععجد الحععرام‪.‬‬
‫أو قال‪ :‬إن شفى ال مريضي فعلي عمارة هذا المسجد‪ ،‬فإنه يتعين عليه عمارته‪ ،‬قال‬
‫ع ش‪ :‬ويخرج عن عهدة ذلك بما يسمى عمارة بمثل ذلك المسجد‪ .‬ا‍ه‪ .‬ولععو قععال‪ :‬إن‬
‫شفى ال مريضي عمرت مسجد كذا‪ ،‬فلغو‪ ،‬لنه وعد عار عن اللععتزام‪ ،‬والنععذر هععو‬
‫التزام قربة ‪ -‬كما مر ‪ .-‬قال في التحفة‪ :‬نعم‪ ،‬لو نوى به اللتزام لم يبعد انعقععاده‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫ومثله في النهاية‪ .‬قوله‪ :‬أو في موضع معين أي أو نععذر أن يعمععر مسععجدا فععي مكععان‬
‫معين ‪ -‬كمكة والمدينة ‪ .-‬قوله‪ :‬لم يجز إلخ جواب لو‪ .‬وقعوله‪ :‬لعه أي للنعاذر‪ .‬وقعوله‪:‬‬
‫أن يعمر غيره أي مسجدا غير المسجد الذي عينه في نذره‪ .‬وقوله‪ :‬بدل عنه أي حال‬
‫كون الغير بدل عن المسجد الذي عينه‪ .‬وخرج به مععا لععو أراد أن يعمععره ‪ -‬ل بقصععد‬
‫البدلية عما نذره ‪ -‬فجائز‪ .‬فالممنوع‪ :‬تعميره بقصد البدلية‪ .‬قال في النهايععة‪ :‬ولععو نععذر‬
‫عمارة هذا المسجد وكان خرابا‪ ،‬فعمره غيره‪ ،‬فهل يبطل نذره لتعذر نفوذه‪ ،‬لنه إنما‬
‫أشار‬
‫] ‪[ 420‬‬
‫إليه وهو خراب ‪ -‬فل يتناوله خرابه مرة أخرى ‪ -‬أو ل‪ ،‬بل يوقف حتى يخرب‬
‫فيعمره تصحيحا للفظ ما أمكن ؟ كل محتمل‪ ،‬والول أقرب‪ .‬وتصحيح اللفظ ما أمكن‬
‫إنما يعدل إليه إن احتمله لفظه‪ ،‬وقد تقرر أن لفظه ل يحتمل ذلععك‪ ،‬لن الشععارة إنمععا‬
‫وقعت للخراب حال النذر ل غير‪ .‬نعم‪ ،‬إن نوى عمارته ‪ -‬وإن خععرب بعععد ‪ -‬لزمتععه‪.‬‬
‫ا‍ه‪ .‬قوله‪ :‬ول في موضع آخر أي ول يجوز أن يعمر مسجدا فععي موضععع آخععر غيععر‬
‫الموضع الذي نذر أن يعمر مسجد فيه‪ .‬قوله‪ :‬كما لو نذر إلععخ الكععاف للتنظيععر‪ ،‬أي ل‬
‫يجوز أن يعمر غير المعين‪ ،‬نظير ما لو نذر أن يتصدق بدرهم فضععة‪ ،‬فل يجععوز أن‬
‫يبدله بدينار‪ .‬ومثله ما لو عين مكانا للصدقة فإنه يتعين ول يجوز التصدق فععي غيععره‬
‫‪ -‬كما مر‪ .‬قوله‪ :‬لختلف الغراض أي المقاصععد‪ ،‬وهععو علععة لكععل مععن عععدم جععواز‬
‫تعمير مسجد آخر غير المسجد المعين في النذر أو في موضع غير الموضععع المعيععن‬
‫فيععه‪ .‬وعععدم جععواز التصععدق بععدينار بععدل الععدرهم‪ ،‬أي وإنمععا لععم يجععز ذلععك لختلف‬
‫المقاصد‪ ،‬فيمكن أن الناذر له قصد وغرض بتعمير مسجد دون أخر‪ ،‬أو فععي موضععع‬
‫دون آخر‪ ،‬كقربه من داره‪ ،‬أو عدم وجود مسجد في ذلك الموضع الذي عيععن تعميععر‬
‫مسجد فيه‪ .‬ويمكن أن الدرهم هو الرائج في السوق دون الدينار‪ ،‬فيرغب المنذور لععه‬
‫في الول‪ ،‬دون الثاني‪ .‬قوله‪ :‬تتمة أي في بيان حكم نعذر المقعترض لمقرضعه‪ .‬قعوله‪:‬‬
‫فععي نعذر مقععترض متعلعق بععاختلف‪ ،‬والمععراد الختلف فععي حكعم ذلععك‪ ،‬معن الصععحة‬
‫وعدمها‪ .‬قوله‪ :‬مال مفعول لنذر‪ ،‬ويصح أن يكون مفعول لمقترض‪ ،‬ويكععون مفعععول‬
‫نععذر محععذوفا يععدل عليععه المععذكور‪ .‬وقععوله‪ :‬معينععا كعشععرة دراهععم‪ ،‬أو هععذه العشععرة‪.‬‬
‫والتعيين ليس بقيد في صحة النذر‪ ،‬لما مر أنه ل يشترط معرفععة النععاذر مععا نععذر بععه‪،‬‬
‫وأنه يصح بالمجهول والمعدوم ‪ -‬كالوصية‪ .‬قوله‪ :‬ما دام دينه عبععارة النهايععة‪ :‬مععا دام‬
‫دينه أو شئ منه‪ .‬ولو اقتصر على قوله في نذره ما دام مبلغ القرض في ذمته ثم دفع‬
‫المقععترض شععيئا منععه‪ ،‬بطععل حكععم النععذر ‪ -‬أي بل خلف ‪ -‬لنقطععاع الديمومععة‪ .‬ا‍ه‪.‬‬
‫بحذف‪ .‬قال ش ق‪ :‬فيشترط أن يقول‪ :‬ل علي ما دام المبلغ المذكور أو شععئ منععه فععي‬
‫ذمتي أن أعطيك كل يوم أو كل سنة أو كل شهر كذا‪ .‬فإن لم يقل أو شئ منععه‪ ،‬ودفععع‬
‫دينارا مثل‪ ،‬ونوى جعله من رأس المال‪ ،‬لم يلزمه بعد ذلك شئ‪ ،‬لنه لععم يبععق المبلععغ‬
‫كله في ذمته‪ .‬ا‍ه‪ .‬إذا علمت ذلك‪ ،‬فقوله ما دام دينه‪ :‬المراد كله‪ ،‬أو شععئ منععه‪ ،‬وليععس‬
‫المراد الول فقط‪ .‬قوله‪ :‬فقال بعضهم‪ :‬ل يصععح أي نععذر المقععترض المععذكور‪ .‬قععوله‪:‬‬
‫لنه أي النذر المذكور‪ .‬وهو علة لعدم الصحة‪ .‬وقوله‪ :‬علععى هععذا الععوجه الخععاص أي‬
‫وهو كونه في مقابلة دوام الععدين فععي ذمتععه‪ .‬وقععوله‪ :‬غيععر قربععة أي وشععرط النععذر أن‬
‫يكون لقربة‪ .‬وقوله‪ :‬بل يتوصل به أي بالنذر‪ .‬والضعراب انتقععالي‪ .‬وقععوله‪ :‬إلععى ربععا‬
‫النسيئة أي هو أن يشترط أجل في أحد العوضين‪ .‬وفععي ذلعك نظععر ظعاهر‪ ،‬إذ هععو ل‬
‫يكون إل في عقد كبيع ‪ -‬كمعا سعيذكره بععده ‪ .-‬قعوله‪ :‬وقعال بعضعهم‪ :‬يصعح أي نعذر‬
‫المقترض للمقرض‪ .‬قال ع ش‪ :‬ومحل الصحة حيث نذر لمن ينعقد نذره لععه‪ ،‬بخلف‬
‫ما لو نذر لحد بني هاشم والمطلب‪ ،‬فل ينعقد‪ ،‬لحرمععة الصععدقة الواجبععة ‪ -‬كالزكععاة‪،‬‬
‫والنذر‪ ،‬والكفارة ‪ -‬عليهم‪ .‬ا‍ه‪ .‬وجمع في التحفة بيععن القعولين‪ ،‬وعبارتهععا‪ :‬وقعد يجمععع‬
‫بحمل الول ‪ -‬أعني عدم الصحة ‪ -‬على ما إذا قصد أن نذره ذلععك فععي مقابلععة الربععح‬
‫الحاصل له‪ .‬والثاني ‪ -‬أعني الصحة ‪ -‬على ما إذا جعله في مقابلة حصول النعمععة أو‬
‫اندفاع النقمة المذكورين‪ ،‬ويتردد النظر فععي حالععة الطلق‪ .‬والقععرب‪ :‬الصععحة‪ ،‬لن‬
‫إعمال كلم المكلف ‪ -‬حيث كان ‪ -‬له محمل صحيح‪ ،‬خير من إهماله‪ .‬ا‍ه‪ .‬بتصععرف‪.‬‬
‫قوله‪ :‬لنه أي نذر المقترض لمقرضه‪ .‬وقوله‪ :‬في مقابلة حدوث نعمععة ربععح القععرض‬
‫إضافة نعمة لما بعدها‬

‫] ‪[ 421‬‬
‫للبيان‪ ،‬أي نعمة هي ربح القرض‪ ،‬وإضافة ربح لقععرض بمعنععى اللم‪ .‬والمععراد‬
‫من القرض‪ :‬اسم المفعول‪ ،‬أي ربح للمقرض‪ .‬وقععد عععبر باسععم المفعععول فععي النهايععة‪.‬‬
‫وكتب ع ش ما نصه‪ :‬قوله‪ :‬لنه في مقابلة إلخ‪ .‬لكن مععر أنععه لععو نععذر شععيئا لععذمي أو‬
‫مبتدع جاز صرفه لمسلم أو سني‪ .‬وعليه‪ ،‬فلو اقترض من ذمي ونذر له بشئ مععا دام‬
‫دينه في ذمته‪ ،‬انعقد نذره‪ ،‬لكن يجوز دفعه لغيره من المسلمين‪ .‬فتفطن له فإنه دقيععق‪.‬‬
‫وهذا بخلف ما لو اقترض الذمي من مسلم ونذر له بشئ ما دام الدين عليععه‪ ،‬فععإنه ل‬
‫يصح نذره‪ ،‬لما مر من أن شرط الناذر السلم‪ .‬ا‍ه‪ .‬قعوله‪ :‬إن اتجربععه أي بععالقرض‪،‬‬
‫بمعنى اسم المفعول‪ .‬قوله‪ :‬أو فيه انععدفاع إلععخ أي أو لن فيععه انععدفاع نقمععة المطالبععة‪.‬‬
‫فقوله‪ :‬اندفاع‪ :‬معطوف على الضمير في لنه‪ ،‬والجار والمجرور قبله معطوف على‬
‫في مقابلة‪ .‬وعبارة التحفة‪ :‬أو اندفاع نقمة المطالبة‪ ،‬بإسععقاط لفععظ فيععه‪ .‬وهععو الولععى‪،‬‬
‫لن المعنى أو لنه فععي مقابلععة انععدفاع النقمععة المععذكورة‪ .‬قععوله‪ :‬إن احتععاج أي النععاذر‬
‫المقترض‪ .‬وقوله‪ :‬لبقائه أي الدين‪ .‬وقوله‪ :‬لعسععار علععة للحتيععاج‪ .‬وقععوله‪ :‬أو إنفععاق‬
‫أي عليعه أو علععى معن تلزمعه معؤنته‪ ،‬وهععو معطعوف علععى إعسععار‪ ،‬فهععو علعة ثانيعة‬
‫للحتياج‪ .‬قوله‪ :‬ولنه يسن إلخ معطوف علعى لنعه فعي مقابلعة إلعخ‪ ،‬فهعو علعة ثانيعة‬
‫لصحة نذر المقترض‪ .‬وقوله‪ :‬أن يرد زيادة أي للخبر الصحيح‪ :‬إن خيععاركم أحسععنكم‬
‫قضاء‪ .‬قوله‪ :‬فإذا التزمها أي الزيادة‪ .‬وقوله‪ :‬بنذر أي بسععبب نععذر‪ .‬وقععوله‪ :‬انعقععد أي‬
‫نذره‪ .‬وقوله‪ :‬ولزمته أي الزيادة التي التزمهععا‪ .‬قععوله‪ :‬فهععو أي مععا الععتزمه المقععترض‬
‫بالنذر‪ .‬وقوله‪ :‬حينئذ أي حين إذ كان على هذا الععوجه الخععاص ‪ -‬أعنععي مععا دام الععدين‬
‫في ذمته ‪ .-‬وقوله‪ :‬مكافأة إحسان أي ذو مكافأة للحسععان‪ ،‬أي وهععو رضععا المقععرض‬
‫ببقاء ماله في ذمة المقترض‪ .‬والحاصل الرضا المذكور إحسععان‪ ،‬والععتزام المقععترض‬
‫بشئ زائد على الدين الذي عليه مقابععل لععه‪ .‬قععوله‪ :‬ل وصععلة للربععا أي ل أنععه يوصععل‬
‫للربا‪ ،‬أي ربا النسيئة‪ .‬قوله‪ :‬إذ هو أي الربا من حيث هو ‪ -‬سواء كععان ربععا نسععيئه أو‬
‫ربا قرض‪ ،‬أو ل‪ .‬قوله‪ :‬ل يكون إل في عقد أي في صلب عقد‪ ،‬أي وفي مسععألتنا لععم‬
‫يوجد عقد‪ .‬وقوله‪ :‬كبيع تمثيل للعقد‪ .‬فإذا باعه ربويا بربوي متحدي الجنععس‪ ،‬وشععرط‬
‫أحدهما في صلب العقد زيادة في أحد العوضين‪ ،‬كان ربععا‪ .‬قععوله‪ :‬ومععن ثععم أي ومععن‬
‫أجل أن الربا ل يكون إل في عقد‪ .‬قوله‪ :‬لو شرط عليه النذر فععي عقععد القععرض كععأن‬
‫قال‪ :‬أقرضتك هذه العشرة‪ ،‬بشرط أن تنذر أنك تردها اثنععي عشععر‪ .‬وقعوله‪ :‬كعان ربعا‬
‫أي ربا قرض‪ ،‬إذ هو ما جر نفعا للمقرض مشروطا في صلب العقد ‪ -‬كما سععيأتي ‪.-‬‬
‫قوله‪ :‬وقال شيخ مشايخنا إلخ هذا تأييد للقول بصحة نذر المقترض شيئا للمقرض مععا‬
‫دام دينه في ذمته‪ .‬قععوله‪ :‬فيمععا إذا نععذر‪ ،‬إلععخ أي فععي بيععان حكععم ذلععك‪ .‬وقععوله‪ :‬منفعععة‬
‫الرض المرهونة هي ما يحصل من إيجارها أو من الثمار الكائنة فيها‪ .‬وقععوله‪ :‬مععدة‬
‫إلخ ظرف متعلق بمنفعة‪ .‬قوله‪ :‬والذي رأيته إلخ مقول القععول‪ .‬قعوله‪ :‬معا هعو صعريح‬
‫خبر الذي‪ .‬وقوله‪ :‬في الصحة أي صحة نذر منفعععة الرض المرهونععة للععدائن‪ .‬قععوله‬
‫وممن أفتى بذلك أي بما ذكر‪ ،‬من صحة النذر بما ذكر للدائن‪ .‬والع سععبحانه وتعععالى‬
‫أعلم بالصواب‪ ،‬وإليه المرجع والمآب‬

‫] ‪[ 422‬‬
‫قال المؤلفف رحمه ال تعالى‪ .‬وقد تععم تععبيض وتحريععر هععذا الجععزء الثععاني مععن‬
‫الحاشية المباركة ‪ -‬بحمد ال‪ ،‬وعونه‪ ،‬وحسن توفيقه ‪ -‬يوم الربعععاء المبععارك لثنععي‬
‫عشر من شعبان المكرم‪ ،‬سنة تسع وتسعين بعن المائتين واللف‪ ،‬من هجرة من خلق‬
‫على أحسن وصف‪ .‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬على يد مؤلفهععا‪ :‬فقيععر عفععو ربععه‪ ،‬وأسععير‬
‫وصمة ذنبه‪ ،‬الراجي من ربه كشف الغطا‪ :‬أبي بكر بن محمععد شععطا ‪ -‬غفععر الع لععه‪،‬‬
‫ولمشايخه‪ ،‬ولمحبيه‪ ،‬ولسائر المسلمين‪ .‬وأرجو ‪ -‬من الكريم الوهاب‪ ،‬متوسل بسععيدنا‬
‫محمد‪ :‬سيد الحباب ‪ -‬أن يعين على التمام والكمععال‪ ،‬ويمععن علينععا بجزيععل الفضععال‪.‬‬
‫والحمد ل أول وآخععرا‪ ،‬وظععاهرا وباطنععا‪ ،‬ولحععول ول قععوة إل بععال العلععي العظيععم‪.‬‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد وعلععى آلععه وصععحبه وسععلم تسععليما كععثيرا دائمععا إلععى وم‬
‫الدين‪ .‬وسلم على المرسلين‪ .‬والحمد ال رب العالمين‪ .‬آميعن‪ .‬تعم الجعزء الثعاني معن‬
‫إعانة الطالبين ويليه الجزء الثالث‪ :‬أوله )باب البيع(‬

You might also like