Professional Documents
Culture Documents
][1
حاشية اعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشهور بالسيد البكري ابن السيد محمد
شطا الدمياطي
][3
حاشية اعانة الطالبين للعلمة أبى بكر المشهور بالسيد البكري ابن السيد محمد
شطا الدمياطي على حل الفاظ فتح المعين قره المعين لشرح قره العين بمهمات الدين
لزين الدين بن عبد العزيز المليبارى الفنانى
][5
بسم ال الرحمن الرحيم فصل في صععلة الجماعععة ) (1أي فعي بيععان معا يتعلععق
بالصععلة مععن حيععث الجماعععة ،مععن :شععروطها ،وآدابهععا ،ومكروهاتهععا ،ومسععقطاتها،
وحقيقة الجماعة هنا :الرتباط الحاصل بين المام والمأموم ،ولععو واحععدا ،وهععي مععن
خصائص هذه المععة ،كالجمعععة والعيععدين ،والكسععوفين ،والستسععقاء .قععال المنععاوي:
وحكمة مشروعيتها :قيام نظام اللفة بين المصلين ،ولذا شرعت المساجد في المحععال
ليحصل التعاهد باللقاء في أوقات الصلة بيعن الجيعران ،ولنعه قعد يعلعم الجاهعل معن
العالم ما يجهله من أحكامها ،ولن مراتب النععاس متفاوتععة فععي العبععادة ،فتعععود بركععة
الكامل على الناقص ،فتكمل صلة الجميع .اه .وقد ورد في فضععلها أحععاديث كععثيرة،
منها :الخبر المتفق عليه التي ،ومنها :ما رواه الطبراني عععن أنععس :مععن مشععى إلععى
صلة مكتوبة في الجماعة :فهي كحجة ،ومن مشى إلى الصلة تطوع :فهععي كعمععرة
نافلة .ومنها :ما رواه الترمذي عن أنس أيضا :مععن صعلى أربعيعن يومععا فععي جماععة
يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان ،بععراءة مععن النععار ،وبععراءة مععن النفععاق .وفععي
)المنح السنية على الوصية المتبولية( للقطب الشعععراني مععا نصععه :وقععد كععان السععلف
يعدون فوات صلة الجماعة مصيبة .وقد وقع أن بعضهم خرج إلى حائط له -يعنععي
حديقة نخل -فرجععع وقععد صععلى النععاس صععلة العصععر ،فقععال :إنععا لع فععاتتني صععلة
الجماعة أشهدكم علي أن حائطي على المسععاكين صععدقة .وفععاتت عبععد الع بععن عمععر
رضي ال عنهما صلة العشاء في الجماعة ،فصلى تلك الليلة حتى طلع الفجر جععبرا
لما فاته من صلة العشاء في الجماعة .وعن عبيد ال بن عمر القواريري رحمه العع
تعالى قال :لم تكن تفوتني صلة في الجماعة ،فنزل بي ضععيف ،فشععغلت بسععببه عععن
صلة العشععاء فععي المسععجد ،فخرجععت أطلععب المسععجد لصععلي فيععه مععع النععاس ،فععإذا
المساجد كلها قد
) (1ورد عن الرسول صلى الع عليعه وسعلم كعثير معن الحعاديث فعي فضعل صعلة
الجماعة والحث عليها وبيان فضلها " عن أبي سععيد الخععدرى انععه سعمع رسعول الع
صلى ال عليه وسلم يقول " صلة الجماعة تفضل صلة الفذ بسبع وعشععرين درجععة
" أخرجه البخاري في صحيحه الحديث رقم 646ط دار الفكععر .وعععن عبععد الع بععن
عمر رضى ال عنهما ان رسول ال صلى ال عليه وسععلم قععال الحععديث الععذي تقععدم،
رواه البخاري الحديث رقم 645ط دار الفكر وعن أبي هريرة رضى ال عنععه عععن
النبي صلى ال عليه وسلم قال " صلة الجميع تژيد على صععلته فععي بيتععه وصععلته
في سوقه خمسا وعشرين درجة فان أحدكم المسجد كععان فععي صععلة مععا كععانت تحبععه
وتصلي يعنى عليه الملئكة ما دام فص مجلسه الذى يصلى فيه اللهم اغفر له ،اللهععم
اغفر له ،اللهم ارحمه ،ما لم يحدث فيه " اخرجه الخاري في صععحيحه الحععديث رقععم
477ط دار الفكر .وعن أبى هريرة رضى ال عنه قال قععال رسععول الع صععلى الع
عليه " صلة في الجماعة تضعف فئ صلته في بيته الحديث " أخرجه البخعاري فعي
صحيحه الحديث رقم 647
][6
صلى أهلها وغلقت ،فرجعت إلى بيتي وأنا حزين على فوات صععلة الجماعععة،
الجماعة تزيد على صلة الفذ سبعا وعشرين .فصليت العشاء سععبعا وعشععرين مععرة،
ثم نمت ،فرأيتني في المنام على فرس مع قوم على خيععل ،وهععم أمععامي وأنععا أركععض
فرسي خلفهم فل ألحقهم ،فالتفت إلي واحد منهم وقععال :تتعععب فرسععك فلسععت تلحقنععا.
فقلت :ولم يا أخي ؟ قال :لنا صلينا العشعاء فعي الجماععة ،وأنعت قعد صعليت وحعدك
فاستيقظت وأنا مهموم حزين .وقال بعض السلف :ما فاتت أحععدا صععلة الجماعععة إل
بذنب أصابه .وقد كانوا يعزون أنفسهم سبعة أيععام إذا فععاتت أحععدهم صععلة الجماعععة،
وقيل ركعة ،ويعزون أنفسهم ثلثة أيام إذا فاتتهم التكععبيرة الولععى مععع المععام ،فععاعلم
ذلك يا أخي .اه) .قوله :وشرعت( أي الجماعة .وقععوله :بالمدينععة أي ل بمكععة ،لقهععر
الصحابة بها .وفي المغنى ما نصه :مكث )ص( معدة مقعامه بمكعة ثلث عشعرة سعنة
يصلي بغير جماعععة ،لن الصععحابة رضععي الع عنهععم كععانوا مقهععورين يصععلون فععي
بيوتهم ،فلما هاجر إلى المدينة أقام الجماعة وواظب عليهععا ،وانعقععد الجمععاع عليهععا.
اه .واستشكل ذلك بصلته )ص( والصععحابة صععبيحة السععراء جماعععة مععع جبريععل،
وبصععلته )ص( بعلععي وبخديجععة ،فكععان أول فعلهععا بمكععة ،وكععان يصععلي بهععا )ص(
جماعة .وأجيب بأن المراد يصلي بغير جماعة ،أي ظاهرة أو مع المواظبععة) .قععوله:
وأقلها( أي الجماعة .وقوله :إمام ومأموم هذا مأخوذ معن قعوله )ص( :الجماععة إمعام
ومأموم .أي سواء كان الرجل مع ولده أو زوجته أو رقيقه .قال ابن الرفعععة :ل يقععال
المشهور من مذهب المام الشافعي رضي ال عنعه أن أقععل الجمععع ثلث ،لنععا نقعول
الحكم هنا على الثنين بالجماعة أمر شرعي مأخذه التوقيف .وأقل الجمع ثلثة بحث
لغوي مأخذه اللسان .اه .ثم إن محل كون أقلها ما ذكر :في غير جماعة الجمعة ،أمععا
هي :فل بد فيها من أربعين) .قوله :ثم في صبحها( أي ثم الجماعة في صبح الجمعععة
أفضل ،لخبر :ما من صلة أفضل معن صعلة الفجعر يعوم الجمععة فعي جماععة ،ومعا
أحسب من شععهدها منكععم إل مغفععورا لععه .رواه الطععبراني وصععححه .وفععي سععم علععى
المنهج :ول يبعد أن كل من عشاء الجمعة ومغربها وعصرها جماعة آكد من عشععاء
ومغرب وعصر غيرها -على قياس ما قيل في صبحها .اه) .قوله :ثععم الصععبح( أي
في سائر اليام ،وذلك لن الجماعة فيه أشق منها في بقية الصلوات ،وللخععبر التععي.
)قوله :ثم العشاء( أي لنها أشق بعد الصبح ،ولما رواه مسلم :من صلى العشععاء فععي
جماعة فكأنما قام نصف الليل ،ومن صلى الصبح في جماعة فكأنمععا قععام الليععل كلععه.
)قوله :ثم العصر( أي لنها الصلة الوسطى عند الجمهور) .قوله :صععلة الجماعععة(
أي الصلة من حيث الجماعة ،وبما ذكر اندفع ما قيل إن الصلة واجبة مطلقا ،سواء
وقعت في جماعة أم ل ،فل يصح الخبار بأنها سنة ..وحاصل الدفع أن المععراد أنهععا
سنة من حيث الجماعة ،ل من حيث ذاتها) .قوله :فععي أداء مكتوبععة( سععيذكر محععترز
قوله في أداء ،وقوله :مكتوبة .وإنما قيععد بالثععاني ،مععع أن الجماعععة تسععن فععي غيرهععا
أيضا كالعيدين ،والتروايح ،لجل الخلف الذي سيذكره ،فإنه ل يجرى إل فيها .وأما
في غيرها فهي سنة بالتفاق) .قوله :ل جمعة( أما الجماعة فيهععا ففععرض عيععن ،كمععا
يعلم من بابها) .قوله :سععنة( أي سععنة عيععن حععتى علععى النسععاء ،إل أنهععا ل تتأكععد فععي
حقهن كتأكدها على الرجال ،كما سععيأتي) .قععوله :للخععبر المتفععق عليععه( دليععل للسععنية.
)قوله :من صلة الفذ( بالفاء والذال المعجمعة ،أي المنفعرد) .قعوله :بسععبع وعشعرين(
في رواية :بخمس وعشرين .قال في شرح الروض :ول منافععاة ،لن القليععل ل ينفععي
الكثير ،أي الخبار بالقليععل ل ينععافي الخبععار بععالكثير ،أو أنععه أخععبر أول بالقليععل .ثعم
أخبره ال بزيادة الفضل فأخبر بهععا ،أو أن ذلععك يختلععف بععاختلف أحععوال المصععلين.
)قوله :درجة( قال ابن دقيق العيد :الظهر أن المراد بالدرجة الصلة ،لنه
][7
ورد كذلك في بعض الروايععات .وفععي بعضععها التعععبير بالضعععف ،وهععو مشعععر
بذلك أيضا) .قوله :تقتضعي الندبيعة فقعط( أي ول تقتضعي الفرضعية) .قعوله :وحكمعة
السبع والعشرين إلخ( قععال فععي النهايععة :وحكمععة كونهععا سععبعا وعشععرين -كمععا أفععاده
السراج البلقيني -أن الجماعة ثلثة ،والحسنة بعشر أمثالهععا ،فقععد حصععل لكععل واحععد
عشرة ،فالجملة ثلثون ،لكل واحد رأس ماله واحد ،يبقى تسعععة ،تضععرب فععي ثلثععة
بسبع وعشرين ،وربنا جل وعل يعطي كععل إنسععان مععا للجماعععة ،فصععار لكععل واحععد
سبعة وعشرون .وحكمة أن أقععل الجماعععة اثنععان :أن ربنععا جععل وعل يعطيهمععا بمنععه
وكرمه ما يعطي الثلثة .اه) .قوله :أن فيها( أي فععي الجماعععة) .وقععوله :فععوائد تزيععد
على صلة الفذ( وهي تعيين السباب المقتضية للدرجات إجابة المؤذن بنيععة الصععلة
في جماعة ،والتبكير إليها في أول العوقت ،والمشعي إلعى المسعجد بالسعكينة ،ودخعول
المسععجد داعيععا ،وصععلة التحيععة عنععد دخععوله ،كععل ذلععك بنيععة الصععلة فععي الجماعععة.
وانتظار الجماعة ،وصلة الملئكة عليه وشهادتهم له ،وإجابة القامة والسععلمة مععن
الشيطان حين يفر عند القامة ،والوقوف منتظرا إحرام المام ،وإدراك تكبيرة المام
معه ،وتسوية الصفوف وسد فرجها ،وجواب المام عند قوله :سمع ال ع لمععن حمععده،
والمن من السهو غالبا ،وتنبيه المععام إذا سععها ،وحصععول الخشععوع ،والسععلمة ممععا
يلهععي غالبععا ،وتحسععين الهيئة غالبععا ،واحتفععاف الملئكععة بععه ،والتععدرب علععى تجويععد
القععرآن ،وتعلععم الركععان والبعععاض ،وإظهععار شعععار السععلم ،وإرغععام الشععيطان
بالجتماع على العبادة ،والتعاون على الطاعة ،ونشاط المتكاسل ،والسلمة من صفة
النفاق ،ومن إساءة الظن به أنه ترك الصلة ،ونية رد السلم على المععام ،والنتفععاع
باجتماعهم على الدعاء والذكر ،وعود بركة الكامل على الناقص ،وقيعام نظععام اللفعة
بين الجيران ،وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات .فهذه خمس وعشرون خصععلة،
ورد في كل منها أمر أو ترغيب .وبقي أمران يختصان بالجهرية ،وهمععا :النصععات
عند قراءة المام والستماع لها ،والتأمين عند تأمينه ليوافععق تععأمين الملئكععة .وبهععذا
يترجح أن رواية السبع تختععص بالجهريععة .أفععاده فععي الكععردي نقل عععن الحععافظ ابععن
حجر) .قعوله :وخععرج بعالداء القضعاء( أي فل تسعن فيعه الجماععة) .قعوله :نععم ،إن
اتفقت مقضية المام والمأموم( تقييد لعدم سنية الجماعة في القضاء ،والمععراد باتفععاق
ذلك :اتفاق شخصه كظهر وظهر ،ل ظهر وعصر أو عشاء ،لنهما مختلفان شخصا
وإن اتفقا عددا) .وقوله :سععنت الجماعععة( أي لمععا فععي الصععحيحين :أنععه )ص( صععلى
بالصحابة جماعة حين فاتتهم في الععوادي) .قععوله :وإل( أي وإن لععم تتفععق مقضععيتهما
شخصا فهي خلف الولى ول تكره) .قوله :كأداء خلف إلخ( الكاف للتنظيععر فععي أن
الجماعة فععي ذلععك خلف الولععى) .قععوله :المنععذورة( أي إل إن كععانت الجماعععة فيهععا
مندوبة قبل النذر -كالعيد -فتستمر على سنيتها ،وتحب الجماعة فيهععا إذا نععذرها .اه
بجيرمي) .قوله :والنافلة( أي التي ل تسن الجماعة فيها كالرواتب والضحى) .قععوله:
قال النووي إلخ( مقابل قوله سنة ،ودليله خبر :ما من ثلثة فععي قريععة أو بععدو ل تقععام
فيهععا الجماعععة إل اسععتحوذ عليهععم الشععيطان أي غلععب .رواه ابععن حبععان وغيععره
وصححوه ،ففي الحديث الوعيد على ترك الجماعة .ودل قوله :ل تقام فيهعم الجماععة
على أنها فرض كفاية ،ولو كانت فرض عين لقال :ل يقيمون .وقععوله :فععرض كفايععة
أي في الركعة الولى فقط ،ل في جميع الصلة وفرض الكفاية هععو عبععارة عععن كععل
مهم يقصد حصوله من المكلف من غير نظر بالذات إلى فاعله ،فخرج فرض العين،
فإنه منظور فيه بالذات إلى فاعله ،حيث قصد حصوله من كل مكلف ،ولم يكتف فيععه
بقيام غيره به عنه .اه بجيرمعي) .قعوله :للرجعال إلعخ( خعرج بهعم النسعاء والخنعاثى.
وقوله :البععالغين خععرج بهععم الصععبيان .وقععوله :الحععرار خععرج بهععم الرقععاء .وقععوله:
المقيمين خرج بهم المسافرون .وقوله :في المؤداة خعرج بهعا معا ععداها .وزيعد علعى
ذلك شرطان :أن يكونوا مستورين ،وأن يكونوا غير معذورين .وخععرج بععذلك العععراة
والمعذورون بشئ من أعذار الجماعة.
][8
ففي الجميع ليسععت الجماعععة فععرض كفايععة) .قععوله :بحيععث يظهععر شعععارها( أي
الجماعة .والجار والمجرور متعلق بمحععذوف ،أي ويحصععل فععرض الكفايععة بحيععث -
أي بحالة هي -ظهور الشعار .وفي التحفة :الشعار ،بفتح أوله وكسره لغة :العلمععة،
والمراد به هنا -كما هو ظاهر -ظهور أجل علمات اليمان وهي الصلة ،بظهور
أجل صفاتها الظاهرة ،وهي الجماعة اه .وقوله :بمحل إقامتها أي الجماعة .ويختلف
ظهور الشعار فيه باختلفه كبرا وصغرا .ففي القريععة الصععغيرة عرفععا يكفععي إقامتهععا
في محل ،وفي الكبيرة والبلد تقام في محال بحيث يمكن قاصدها أن يدركها من غيععر
كععثير تعععب .والمععدار علععى ظهععور الشعععار ولععو بطائفععة قليلععة ،ول يشععترط إقامتهععا
بجمهورهم ،فإن أقاموها في السواق أو فععي الععبيوت وإن ظهععر بهععا الشعععار ،أو فععي
غيرهما ولم يظهععر ،أثععم الكععل ،وقوتلععوا) .قععوله :وقيععل إنهععا فععرض عيععن( أي لخععبر
الشيخين :ولقد هممت أن آمر بالصلة فتقام ،ثم آمر رجل فيصلي بالناس ،ثم انطلععق
معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم ل يشهدون الصلة فأحرق عليهععم بيععوتهم
بالنار .ورد بأنه ورد فععي قععوم منععافقين يتخلفععون ععن الجماعععة ول يصععلون) .قععوله:
وقيل شرط لصحة الصععلة( فععي النهايععة مععا نصععه :وعلععى القععول بأنهععا فععرض عيععن
فليست شرطا في صحة الصلة ،كما في المجموع اه .وعليعه يكعون القعول المعذكور
مفاده غير مفاد القول بأنها فرض عين) .قععوله :ول يتأكععد النععدب للنسععاء إلععخ( وذلععك
لمزية الرجال عليهن ،قال تعالى) * :وللرجال عليهن درجة( * ) (1وهذا جععار علععى
القول بأنها سنة للرجال .ولو قدمه على قوله قال النووي :كان أولععى) .قععوله :فلععذلك(
أي لما ذكر من عدم تأكدها لهن كتأكدها لهم ،بل تأكدها فععي حقهععم أكععثر مععن تأكععدها
في حقهن .وقوله :يكره تركها أي الجماعة .وقوله :لهن أي للرجععال .وقععوله :ل لهععن
أي ل للنساء) .قوله :والجماعة في مكتوبة لذكر بمسجد أفضل( وذلك لخبر :صلوا -
أيها الناس -في بيوتكم ،فإن أفضل الصلة صععلة المععرء فععي بيتععه إل المكتوبععة .أي
فهي في المسجد أفضل لنه مشتمل علععى الشععرف ،وكععثرة الجماعععة غالبععا ،وإظهععار
الشعار .وخرج بالذكر المرأة ،فإن الجماعة لها في الععبيت أفضععل منهععا فععي المسعجد،
لخبر :ل تمنعععوا نسععاءكم المسععجد ،وبيععوتهن خيععر لهععن .نعععم ،يكععره لععذوات الهيئات
حضور المسجد مع الرجال ،لما في الصحيحين :عععن عائشععة رضععي الع عنهععا أنهععا
قالت :لو أن رسول ال )ص( رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نسععاء
بني إسرائيل ولما في ذلععك مععن خععوف الفتنععة .وعبععارة شععرح م ر :ويكععره لهععا -أي
للمرأة -حضور جماعة المسعجد إن كععانت مشعتهاة -ولعو فععي ثيعاب بذلعة -أو غيعر
مشتهاة -وبها شئ من الزينة أو الريح الطيب .وللمام أو نائبه منعهن حينئذ ،كما له
منع من تناول ذا ريح كريععه معن دخععول المسععجد .ويحععرم عليهععن بغيععر إذن ولععي أو
حليل أو سيد أوهما في أمة متزوجة ،ومع خشية فتنة منها أو عليها .اه) .قوله :نعععم،
إن وجدت( أي الجماعة .وقعوله :فعي بيتعه فقعط أي معن غيععر وجودهععا فععي المسعجد.
وقوله :فهو أفضل أي فالبيت أفضل من المسجد .والمراد أن الصلة مع الجماعة في
البيت أفضل من الصلة في المسععجد مععع النفععراد ،وذلععك لخععبر :صععلة الرجععل مععع
الرجل أزكى من صلته وحده ،وصلته مع الرجلين أزكى من صععلته مععع الرجععل،
وما كان أكثر فهو أحب إلى ال تعالى .رواه ابن حبان وصححوه ،ولما يععأتي مععن أن
الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أفضل من الفضيلة المتعلقة بمكانها أو زمانهععا) .قععوله:
وكذا لو كانت إلععخ( أي وكععذلك الجماعععة فععي الععبيت أفضععل إذا كععانت فيععه أكععثر مععن
الجماعة في المسجد ،للخبر المتقدم .ويستثنى من ذلك المساجد الثلثة ،فععإن الجماعععة
فيها -ولو قلت -أفضل ،بل قال المتولي :إن النفراد فيهععا أفضععل مععن الجماعععة فععي
غيرها) .قوله :على ما اعتمده إلخ( راجع لما بعد كععذا) .قععوله :والوجععه خلفععه( أي
خلف ما اعتمده الذرعي ،وهو أنها في المسجد ولعو قلععت ،أفضععل منهععا فععي العبيت
وإن كثرت،
البقرة228 :
][9
وذلك لن مصلحة طلبها في المسجد تربعو علعى مصعلحة وجودهعا فعي العبيت،
ولن اعتناء الشارع بإحياء المساجد أكثر) .قوله :ولو تعارضت فضعيلة الصعلة فعي
المسجد والحضور خارجه( المتبععادر مععن السععياق أن المععراد مععن الحضععور حضععور
الجماعة خارج المسجد ،فيكون المعنى :تعارضت فضيلة المسجد وحضور الجماعععة
خارجه ،فإن صلى في المسجد تكون من غير جماعة ولكنعه يحعوز فضعيلة المسعجد،
وإن صععلى خععارجه يحععوز فضععيلة الجماعععة ولكنععه تفععوته فضععيلة المسععجد ،فالمقععدم
حضور الجماعة .ويرد عليه أن هذا قد علم من قعوله :نععم إن وجعدت فعي بيتعه فقععط
فهو أفضل ،ويحتمل على بععد أن المععراد حضععور القلععب .وتفعرض المسععألة فيمعا إذا
كععانت صععلته فععي الععبيت وفععي المسععجد بالجماعععة ،ولكنعه إذا صععلى فععي المسععجد ل
يحصل له حضور وخشوع ،وإذا صلى في البيت يكون بالحضور والخشوع ،فالمقدم
الصععلة فععي غيععر المسععجد مععع الحضععور ،وإن فععاتته فضععيلة المسععجد ،لن الفضععيلة
المتعلقة بالعبادة -وهو الحضععور -أولععى مععن المتعلقععة بالمكععان -وهععو الصععلة فععي
المسجد .-ولكن يرد على هذا أنه سيأتي التنبيه عليه في قوله :ولو تعارض الخشوع
والجماعة فهي أولى ،إل أن يقال أن ما سيأتي مفععروض فيمععا إذا تعارضععت الصععلة
منفردا مع الخشوع والصلة جماعععة بععدونه .تأمععل) .قععوله :والمتعلقععة بزمانهععا أولععى
إلخ( كما إذا تعارضت عليه صلة الضحى في المسجد أول النهار ،وصلتها خععارج
المسجد قريب ربع النهار ،فالمقدم الصلة خارجه -كما تقدم ) -قععوله :وتسععن إعععادة
إلخ( أي لنه )ص( صلى الصبح فرأى رجلين لم يصعليا مععه ،فقععال :معا منعكمعا أن
تصليا معنا ؟ قال :صلينا في رحالنا ،فقال :إذا صليتما في رحالكما ثععم أتيتمععا مسععجد
جماعة فصععلياها معهعم ،فإنهععا لكمعا نافلععة .وقعد جععاء رجعل بععد صعلة العصعر إلعى
المسجد ،فقال عليه السلم :من يتصدق على هذا فيصلي معه ؟ .فصععلى معععه رجععل.
رواهما الترمذي وحسنهما .وقوله :صليتما ،يصدق بالنفراد والجماعة) .تنععبيه( قععال
في المغنى :المراد بالعادة ،العادة اللغوية ،ل الصلحية .وهي الععتي سععبقت بععأداء
مختل ،أي بععترك ركععن أو شععرط) .قععوله :المكتوبععة( أي علععى العيععان ،وخععرج بهععا
المنذورة ،فل تسن إعادتها ،ول تنعقد لو أعيدت ،لعدم سععن الجماعععة فيهععا .نعععم ،لععو
نذر صلة تسن الجماعة فيها -كتراويح -سنت إعادتها .وخرج صععلة الجنععازة ،فل
تسن إعادتها ،فإن أعيدت انعقدت نفل مطلقا .وقولهم في صلة الجنازة ل يتنفل بهععا:
المراد ل يؤتى بها على جهة التنفل ابتداء من غير ميت ،وخرج أيضا النافلة الععتي ل
تسن الجماعة فيها .أما ما تسن فيها فتسن إعادتها ،ولو وترا ،خلفا لمر ،فععإن الععوتر
عنده ل تصح إعادته .ودخل في المكتوبة صلة الجمعة ،فمقتضاه أنها تسن إعادتهععا.
ومحله عند جواز تعددها ،بأن عسر اجتماعهم فعي مكعان واحعد ،أو عنعد انتقعاله لبلعد
أخرى رآهم يصععلونها ،خلفععا لمعن منععع ذلععك ،وإل فل تعععاد لنهععا ل تقععام مععرة بعععد
أخرى) .قوله :بشرط أن تكون في الوقت( أي بأن يععدرك فععي وقتهععا ركعععة .فععالمراد
وقت الداء ،ولو وقت الكراهة .فلو خرج الوقت ل تسن إعادتهععا قطععا .وقعوله :وأن
ل تزاد في إعادتها على مرة هذا في غير صلة الستسقاء ،أما هي فتطلععب إعادتهععا
أكثر من مرة إلى أن يسقيهم ال من فضله .وحاصل مععا ذكععره صععراحة مععن شععروط
سن العادة ثلثة :كونها في الوقت ،وعدم زيادتها على مرة ،وسيذكر الثععالث ،وهععو
نية الفرضععية .وبقععي مععن الشععروط :كععون المعععادة مععؤداة ل مقضععية .وكععون الولععى
صحيحة وإن لم تغن عن القضاء كمتيمم لبرد .فلو تععذكر خلل فععي الولععى لععم تصععح
المعادة ،أي لم تقع عن الولى ،بععل تجععب العععادة ،وأن تقععع جماعععة مععن أولهععا إلععى
آخرها عند م ر ،فل يكفي وقوع بعضها في جماعة ،حتى لععو أخعرج نفسعه فيهععا معن
القدوة ،أو سبقه المام ببعض الركعات ،لم تصح .وقضية ذلك أنه لو وافق المام من
أولها وتأخر سلمه عن المام بحيث يعد منقطعا عنه بطلت ،ولو رأى جماعة وشك:
هل هم في الولى أو الثانية مثل ؟ امتنعععت العععادة معهععم .واكتفععى ابععن حجععر فيهععا
بركعة كالجمعة وحصول ثواب الجماعععة ولععو عنععد التحععرم ،فلععو أحععرم منفععردا عععن
الصف لم
] [ 10
تصح ،وأن ل تكون في شدة الخععوف ،وأن تكععون الجماعععة مطلوبععة فععي حقععه،
بخلف نحو العاري ،فإنها ل تنعقد منه .وأن ل تكون إعادتها للخروج مععن الخلف،
فإن كانت إعادتها لذلك تنعقد منه ،إل أنها ليست العادة الشرعية المرادة هنا ،وذلععك
كما لو مسح الشافعي بعض رأسه وصلى ،أو صلى في الحمععام ،أو بعععد سععيلن الععدم
من بدنه ،فصلته باطلة عند مالك في الولى ،وعند أحمد في الثانيععة ،وعنععد الحنفععي
في الثالثة ،فتسن إعادتها فععي الحععوال الثلثععة بعععد وضععوئه علععى مععذهب المخععالف،
خروجا من الخلف ،ولو منفردا ،ول تسمى إعععادة بععالمعنى المععراد هنععا .وأن تكععون
من قيام للقادر عليه ،فل تصح صلة قاعد قععادر علععى القيععام .وأن ينععوي المععام فععي
المعادة المامة -كما فععي الجمعععة -وقععد نظععم معظععم ذلععك بعضععهم فععي قععوله :ثمععان
شروط للمعادة قد أتت * * فصحة الولى نية الفرض أول وينوي إمامة إعادة مرة *
* ومكتوبة ،ثم القيام فحصل جماعتها فيها جميعا ،ووقتهععا * * ولععو ركعععة فيععه فكععن
متأمل ونفي انفراد الشعخص ععن صععف جنسعه * * فقعد زاده بععض المشععايخ فعانقل
وقال العلمة الكردي :ومما ينسب لشععيخنا العلمععة الشععيخ عبععد الوهععاب الطنععدتائي ا
لمصري قوله :شرط المعادة أن تكون جماعة * * في وقتها والشخص أهل تنفععل مععع
صحة الولى وقصد فريضة * * تنوي بها صفة المعاد الول فضل الجماعة سععادس
وغيره * * قيل ونفل مثل فرض فاجعل كالعيد ،ل نحو الكسوف فل تعد * * وجنازة
لو كررت لم تهمل ومع المعادة إن يعد بعدية * * تقبل ول وتر إن صح فعول ومععتى
رأيت الخلف بين أئمة * * في صحة الولى أعد بتجمل لو كنت فردا بعد وقت أدائها
* * فاتبع فقيها في صلتك تعدل وقوله :خلفا لشيخ شيوخنا أبي الحسععن البكععري أي
في قوله أنها تعاد من غير حصر ما لععم يخععرج الععوقت) .قععوله :ولععو صععليت الولععى
جماعة( غاية في سنية العادة ،وهي للرد) .قوله :مع آخر( الظععرف متعلععق بإعععادة،
أي تسن إعادة المكتوبة مع شخص آخر ،ويشترط فيه أن يري جواز العادة ،وأن ل
يكون ممن يكره القتداء به ،فل تصح العادة خلف الفاسق ،والمبتدع ،ومعتقد سععنية
بعض الركان) .قوله :ولو واحدا( أي ولو كان ذلععك الخععر واحععدا .وفيععه أن الخععر
وصف للمفرد المذكر ،فينحل المعنى ولو كان ذلك الواحععد الخععر واحععدا ،ول معنععى
له .ولو قال -كما في المنهج -بدل قوله مع آخر :مع غيره ،ثم قال ولو واحدا :لكان
أولى وأنسب .والمعنى أنه تسن العادة معع واحعد أو معع جماععة ،ويشعترط فيهعا أن
تكون غير مكروهة ،فلو كانت الجماعععة مكروهععة -كمععا إذا كععانت فععي مسععجد غيععر
مطروق له إمام راتب بغيععر إذنععه -فتحععرم العععادة معهععم ،ول تنعقععد) .قععوله :إمامععا
كان( أي ذلك المعيد) .قوله :في الولى أو الثانية( الجار والمجرور متعلق بمحععذوف
صفة لكعل معن إمامعا ومأمومعا ،والمعراد بعالولى العتي صعلها أول ،وبالثانيعة العتي
صلها ثانيا) .قوله :بنية فرض( متعلق بإعادة ،أي تسن العادة بشععرط نيععة الفععرض
في المعادة ،وذلك لنه إنما أعادها لينال ثواب الجماعة في فععرض ،وإنمععا ينععال ذلععك
إذا نوى الفرض) .قوله :وإن وقعععت نفل( غايععة فععي اشععتراط نيععة الفرضععية) .قععوله:
فينوي إعادة الصلة المفروضة( هععو جععواب عععن سععؤال مقععدر تقععديره :كيععف ينععوي
الفعرض معع أنهعا تقعع نفل ؟ وحاصعل الجعواب أن المعراد أنعه ينعوي إععادة الصعلة
المفروضة لجل أن ل تكون نفل مبتدأ ،أي لم يسععبق لعه اتصععاف بالفرضععية ،وليععس
المراد إعادتها
] [ 11
فرضا .وعبارة المغنى :واستشكله المام بأنه كيف ينععوي الفرضععية مععع القطععع
بأن الثانية ليست فرضا ؟ قال :بل الوجه أنععه ينععوي الظهععر أو العصععر ول يتعععرض
للفرضية ،ويكون ظهره نفل كظهر الصبي وأجاب عنه السبكي بأن المراد أنه ينععوي
إعادة الصلة المفروضة حتى ل تكون نفل مبتدأ ،ل إعادتها فرضا .وقععال الععرازي:
ينوي ما هو فرض على المكلف ،ل الفرض عليه -كما في صلة الصععبي -ورجععح
في الروضة ما اختاره المام .وجمع شيخي بين ما في الكتاب وما في الروضععة بععأن
ما في الكتاب إنما هععو لجععل محععل الخلف وهععو :هععل فرضععه الولععى أو الثانيععة أو
يحتسب ال إليه مععا شععاء منهمععا ؟ ومععا فععي الروضععة علععى القععول الصععحيح وهععو أن
فرضه الولى والثانيععة نفععل فل يشععترط فيهععا نيععة الفرضععية ،وهععذا جمععع حسععن .اه.
)قوله :والفرض الولى( لخبر :إذا صليتما المار ،ولسقوط الخطاب بها) .قععوله :ولععو
إلخ( الولى فلو -بفعاء التفريعع -لن المقعام يقتضعيه .وقعوله :بعأن فسعاد الولعى أي
باختلل شرط فيها أو ركن .وقوله :لم تجزئه الثانية ،أي لنها نفععل محععض ،وهععو ل
يقوم مقام الفرض) .قوله :على مععا اعتمععده إلععخ( أي أن عععدم الجععزاء بالثانيععة مبنععي
على ما اعتمده النعووي ،وتبععه شعيخنا ،وعبععارة شعيخنا فععي التحفعة :ولعو بععان فسععاد
الولى لم تجععزئه الثانيعة علععى المنقعول المعتمعد عنعد المصعنف فعي رؤوس المسعائل
وكثيرين .وقال الغزالي :تجزئه .وتبعه ابن العماد ،وتبعه شيخنا في منهجععه ،غععافلين
عن بنائه على رأيه أن الفرض أحدهما ،كذا قيل ،وفيه نظر ،بل الوجه البطلن علعى
القولين .أما على الثاني فواضح ،لنه صرفها عن ذلك بنية غير الفرض ،وكذا علععى
الول ،لنه ينوي به غير حقيقة الفرض .اه .وقوله :كذا قيل ممن قععال بععه :الخطيععب
في مغنيه ،وعبارته :ولو تذكر -على الجديد -خلل في الولى وجبت العععادة .كمععا
نقله المصنف في رؤوس المسائل عن القاضي أبي الطيب وأقععره ،معلل بععأن الثانيععة
تطوع محض .وما أفتى به الغزالي وترجاه السبكي ،من عدم وجوب العادة ،يحمععل
على أن الفرض أحدهما ،ل بعينععه .اه) .قععوله :خلفععا لمععا قععاله إلععخ( أي مععن إجععزاء
الثانية .وقوله :أي إذا نوي بالثانيععة الفععرض أي أن الجععزاء :محلععه إذا نععوي بالثانيععة
الفرض ،وقععد علمععت تنظيععر ابععن حجععر فيععه ،فل تغفععل) ،قععوله :وهععي( أي الصععلة.
وقوله :بجمع كثير أي مع جمع كثير ،فالباء بمعنى مع .وقععوله :أفضععل أي للمصععلي،
سواء كان في المساجد أو غيرها ،فالصلة مع الجمع الكثير في المساجد أفضل منهععا
مع الجمع القليل فيها ،وكذا الصععلة فععي الععبيوت مععع الجمععع الكععثير أفضععل منهععا مععع
الجمع القليل .نعم ،الجماعة في المساجد الثلثععة أفضععل مطلقععا -كمععا تقععدم -وقععوله:
منها أي من الصلة نفسها) .قوله :للخبر الصحيح( دليل الفضلية) .قععوله :ومععا كععان
إلخ( هذا عجز الحديث ،وقد تقدم ذكره بتمامه ،ومععا :موصععوله ،مبتععدأ ،وهععي واقعععة
على جمع .وجملة فهو أحب إلى ال ،خبر المبتدأ ،أي والجمع الكععثير أحععب إلععى ال ع
من الجمع القليل) .قوله :إل لنحو بدعة إمامه( استثناء مععن محععذوف ،أي أن الصععلة
مع الجمع الكعثير أفضعل فععي كعل حععال إل حالعة كعون إمعام الجمععع الكعثير ذا بدععة،
والمراد بها التي لم يكفر مرتكبها -كالمجسمة -أي القائلين بععأنه تعععالى جسععم ،علععى
المعتمد ،فإن كفر بها -كمنكر البعث والحشر للجسام ،وعلم ال تعالى بالجزئيععات -
فل تصح القدوة خلفه) .قوله :أي الكثير( تفسععير للضععمير) .قععوله :كرافضععي( تمثيععل
لذي البدعععة ،ومثلععه الشععيعي ،والزيععدي .قععال الكععردي :الرافضععة والشععيعة والزيديععة
متقاربون .قال في المواقععف :الشععيعة :اثنععان وعشععرون فرقععة يكفععر بعضععهم بعضععا،
أصولهم ثلث فرق :غلة ،وزيدية ،وإمامية .أما الغلة فثمانية عشععر .ثععم قععال :وأمععا
الزيديععة فثلث فععرق :الجاروديععة إلععخ .والزيديععة منسععوبون إلععى زيععد بععن علععي زيععن
العابدين بن الحسين .اه) .قوله :ولععو بمجععرد التهمععة( غايععة فععي الفاسععق ،أي لنععه ل
فرق في الفاسق بين أن يكون فسقه متحققا أو متهما به .وقيد فععي التحفععة التهمععة بععأن
يكون لها نوع قوة ،وقال :كما هو واضح) .قوله :فالقل جماعة( تفريع علععى مفهععوم
الستثناء ،وهو صفة لموصوف محذوف ،أي فالمام أو الصلة
] [ 12
أو المسجد القل جماعععة أفضععل .والمناسععب للمتععن أن يقععول :فهععي مععع الجمععع
القليل الذي إمامه غير مبتدع أفضل .وقوله :بل النفراد الذي اعتمده الجمال الرملععي
أن الصلة خلف الفاسق والمخالف ونحوهما أفضل من النفراد ،وتحصل له فضععيلة
الجماعة .قال البجيرمي :والكراهة ل تنفععي الفضععيلة والثععواب لختلف الجهععة ،وإن
توقف في ذلك الزيادي ،بل الحرمة ل تنفي الفضيلة ،كالصلة فععي أرض مغصععوبة.
اه .وقوله :أفضل خبر كل من :فالقل ،والنفراد) .قوله :كذا قاله إلخ( مرتبععط بقععوله
بل النفراد .وعبارة شرح المنهج :بل النفراد في الولى أفضل .كما قاله الرويععاني.
اه) .قوله :وكذا لو كان إلخ( أي وكذلك الصلة مععع القععل جماعععة ،بععل مععع النفععراد
أفضل منها مع الكثر جماعة ،إذا كان إمام الكثر ل يعتقد وجوب بعض الركععان -
كالحنفي -فإنه ل يعتقد وجوب البسملة .وقععوله :أو الشععروط أي أو ل يعتقععد وجععوب
بعض الشروط عندنا ،كاستقبال عين القبلة عند الحنفي ،فإنه ليس بشرط ،بل الشععرط
عنده استقبال الجهة ،وكسععتر مععا بيععن السععرة والركبععة عنععد المععام أحمععد ،فععإنه ليععس
بشرط ،بل الشرط عنده ستر السوأتين فقط) .قوله :وإن أتى بها( أي ببعض الركععان
والشروط .وإنما أنث الضمير مع كون مرجعه مذكرا لكتسابه التأنيث من المضععاف
إليه ،ومع ذلك فععالولى التععذكير) .قععوله :لنععه( أي إمععام الجمععع الكععثير غيععر المعتقععد
وجوب بعض الركان أو بعض الشعروط .وهعو تعليعل لفضعلية الصعلة معع الجمعع
القليل ،بل مع النفراد إذا كععان المعام للجمعع الكعثير أتعى بعذلك البععض غيعر معتقععد
وجوبه .وقوله :يقصد بها أي بذلك البعض ،ويأتي فيه ما مر) .قوله :وهو مبطل( أي
قصد النفلية في الفرض مبطل .قال في التحفة بعده :ومن ثم أبطل القتداء بععه مطلقععا
بعض أصحابنا ،وجوزه الكثر رعاية لمصلحة الجماعة ،واكتفاء بوجود صععورتها -
وإل لم يصح اقتداء بمخالف ،وتعطلت الجماعات .ومثلععه فععي النهايععة .اه) .قععوله :أو
كون القليل( بالجر عطف على نحو ،أي أو إل لكون الجمع القليل فععي مسععجد مععتيقن
حل أرضه ،والجمع الكععثير فععي مسععجد ليععس كععذلك .وقععوله :أو مععال بععانيه -بععالجر،
معطععوف علععى أرضععه ،أي أو مععتيقن حععل مععال مععن بنععاه) .قععوله :أو تعطععل مسععجد(
معطوف على نحو ،أي أو إل لتعطل مسجد قريععب أو بعيعد لععو لععم يحضععر هععو فيعه،
فمتى كان يلزم على الذهاب لكثير الجمع تعطيل قليل الجمععع صععلى فيععه ،سععواء كععان
قريبا منه أو بعيدا .ومحععل ذلععك إذا سععمع أذانعه ،وإل فل عععبرة بتعطلععه .ح ل .وقععال
عميععرة :لععو كععان بجععواره مسععجدان واسععتويا فععي الجماعععة راعععى القععرب .وبحععث
السنوي العكس ،لكثرة الخطا ،أو التساوي للتعارض ،وهو أن للقريب حق الجععوار،
والبعيد فيه أجر بكثرة الخطا .اه .بجيرمي .وقععوله :منهععا متعلععق بتعطععل .والمناسععب
للمتن أن يقول :منه ،بتذكير الضمير العائد على الجمع .وقوله :بغيبته متعلععق بتعطععل
أيضا ،والباء سببية) .قوله :لكععونه إمععامه أو يحضععر النععاس بحضععوره( علععة لتعطلععه
بغيبته ،فإن لععم يتعطععل بععذلك ،بععأن لععم يكععن إمامععا ،أو لععم يحضععر بحضععوره النععاس،
فالذهاب لمسجد كثير الجماعة أولى) .قوله :فقليل الجمع إلخ( تفريع على مفهوم قوله
أو كون القليل إلخ .وقوله :في ذلك أي فيما ذكر من المسععجد المععتيقن حععل أرضععه أو
مال بانيه ومن المسجد الذي يتعطل لو لم يحضععر .وقععوله :لععه أفضععل مععن كععثيره أي
الجمع .وقوله :في غيره أي غير مععا ذكععر مععن المسععجد المععتيقن حععل أرضععه أو مععال
الباني له ،ومن المسجد الذي يتعطل لو لم يحضر بأن كان المسجد مشععكوكا فععي حععل
أرضه أو مال الباني له .بأن يعلم أن المتولي عليه ظالم ،فإن تيقععن أن محععل الصععلة
بعينه حرام حرمت الصلة فيه -كما مر -وبأن لم يتعطل لو لععم يحضعر) .قعوله :أن
النفراد بالمتعطععل إلععخ( أي أن الصععلة منفععردا فععي المسععجد المتعطععل بسععبب غيبتععه
أفضل من الصلة مع الجماعة .وقوله :والوجه خلفه وهو أن الصلة مع الجماعععة
أولى) .قوله :ولو كان إمام إلخ( هذا أيضا مستثنى من
] [ 13
كون الصعلة معع الجمععع الكعثير أفضععل .وقعوله :أولعى بالمامععة أي أحعق بهععا.
وقوله :لنحو علم متعلق بقوله أولى .ونحو العلم ما يععأتي فععي صععفات الئمععة :ككععونه
أورع ،أو أقععرأ ،أو أقععدم فععي السععلم .وقععوله :كععان الحضععور أي حضععور الصععلة.
وقوله :عنده أي عند إمععام الجمععع القليععل .وقععوله :أولععى أي مععن الحضععور عنععد إمععام
الجمع الكثير .ويستثنى أيضا من ذلك ما لو كان قليل الجمع يبادر إمامه بالصلة فععي
الوقت المحبوب فإن الصلة معه أولى ،وما لو كان إمام الجمع الكثير سريع القععراءة
والمأموم بطيئها ل يدرك معه الفاتحة ويدركها مع إمام الجمع القليل فإن الصلة معه
أولى) .قوله :ولو تعارض الخشوع والجماعععة( يعنععي لععو صععلى منفععردا خشععع ،ولععو
صلى مع جماعة لم يخشع .وقوله :فهي أي الجماعة ،أي حضورها من غير خشوع.
وقوله :أولى أي من الصلة منفردا مع الخشوع) .قوله :كما أطبقوا عليه( الظاهر أن
الكاف تعليلية بمعنى اللم ،أي لما اتفق الفقهاء عليه من أن فرض الكفاية أفضل مععن
السنة والجماعة من فروض الكفاية .وقوله :حيث قالوا إلخ بيان لما أطبقوا عليه .ولو
قال لما أطبقوا عليه من أن فرض الكفاية أفضععل مععن السععنة لكععان أوضععح وأخصععر.
وقال في التحفة بعده :وأيضا فالخلف في كونها فرض عين وكونهععا شععرطا لصععحة
الصلة أقوى منه فععي شععرطية الخشععوع .اه .قععوله :وأفععتى الغزالععي إلععخ صععرح فععي
التحفة بعد أن نقل عنه الفتاء المذكور بأنه رأى لععه إفتععاء آخععر فيمععن لزم الرياضععة
في الخلوة حتى صارت طاععاته تتفععرق عليعه بالجتمععاع بععأنه رجعل مغععرور ،إذ مععا
يحصل له في الجماعة من الفوائد أعظم من خشوعه .اه) .قععوله :لمععن ل يخشععع مععع
الجماعة في أكثر صلته( لم يقيد به في المغنى ،وعبارته :وأفتى الغزالي أنه لو كان
إذا صلى منفردا خشع ولو صلى في جماعة لعم يخشعع فعالنفراد أفضعل ،وتبععه ابعن
عبد السلم .قال الزركشي :والمختار ،بل الصواب ،خلف ما قاله ،وهععو كمععا قععال.
اه .ومثله شرح الععروض) .قععوله :قععال شععيخنا إلععخ( لععم أره فععي التحفععة ول فععي فتععح
الجواد ،بل الذي صرح به في فتح الجواد خلفه ،وهو أنه لو فاته الخشوع فيها رأسا
تكون الجماعة أولى .وعبارته وأفتى الغزالي أول وابن عبد السلم بأولويععة النفععراد
لمن ل يخشع مع الجماعة في أكثر صلته ،وهو حقيق بتصويب خلفععه الععذي سععلكه
الذرععي والزركشعي وأطععال فيعه ،بععل الوجعه أنعه لععو فعاته فيهععا معن أصععله تكعون
الجماعة أولى ،لنها أكثر منه ،إذ هعي فععرض عيععن أو شعرط للصععحة عنعد جماععة،
وشعار السلم قائم بها أكثر منه ،فلتكن مراعاته أحق ،ولو فتعح ذلعك لتركهعا النعاس
واحتجوا ،ل سيما جهلة الصوفية ،بأنهم ل يحصل لهم معهععا خشععوع ،فتسععقط عنهععم،
فععوجب سععد هععذا البععاب عنهععم بالكليععة .اه .وقععوله :وهععو أي إفتععاء الغزالععي بأولويععة
النفراد .وقوله :كذلك أي صحيح ،كما أفتى به .لكن إن فععات الخشععوع فععي جميعهععا.
)قوله :أولى مطلقا( أي سواء فات الخشوع مع الجماعة في جميعهععا أو فععي بعضععها.
)قوله :إنما يععأتي( الجملععة خععبر المبتععدأ وهععو إفتععاء .وقععوله :أن الجماعععة سععنة مقععول
القول) .قوله :ولو تعارض إلخ( هذا من جملععة مععا اسععتثنى مععن قععولهم الجمععع الكععثير
أفضل) .قوله :وعدم سماعه( معطوف على فضيلة ،فهو بالرفع) .قععوله :كععان الول(
أي سماع القرآن من المام مع قلة الجماعة .وقوله :أفضل أي مععن عععدم سععماعه مععع
كثرتها) .قوله :ويجوز لمنفرد إلخ( ل يناسب ذكره هنا لنه من متعلقات نيععة القععدوة،
فلو أخره وذكره عند قوله وشرط القدوة نية اقتداء أو جماعة مع تحرم لكععان أنسععب.
)قوله :أثناء صلته( أي صععلة نفسععه ،بععأن صععلى ركعععتين ثععم نعوى القععدوة بالمععام.
)قععوله :وإن اختلفععت ركعتهمععا( أي المععام والمععأموم ،كععأن كععان المععام فععي الولععى
والمأموم في الثانية) .قوله :لكن
] [ 14
يكره( أي ول يحصل له فضل الجماعة حتى فيما أدركه مععع المععام .اه .شععرح
الرملي) .وقوله :ذلك( أي نية القتداء في الثناء) .قوله :له( أي للمنفرد الععذي شععرع
فععي صععلته حععال كععونه منفععردا) .قععوله :دون مععأموم خععرج مععن الجماعععة( أي بنيععة
المفارقة) .وقوله :لنحو حدث إمامه( أي وقعد علمعه .وانعدرج تحعت نحعو كعل مبطعل
عرض للمام ،فتلزمه المفارقة إذا علمه ،كما سيصععرح بععه) .قععوله :فععإذا اقتععدى( أي
المنفرد .وقوله :في الثناء أي أثناء صلته) .قوله :لزمه موافقععة المععام( أي الجععري
على نظم صلته) .قوله :ثععم إن فععرغ( أي المععام مععن صععلته .وقععوله :أول أي قبععل
فراغ المأموم ،بأن أتى بركعة منفردا واقتدى بالمععام وهععو فععي الركعععة الثالثععة مثل.
وقوله :أتم أي المأموم ،صلته كمسبوق) .قوله :وإل( أي وإن لم يفععرغ المععام أول،
بل فرغ المأموم أول .وقوله :فانتظاره أفضل أي من المفارقة ،أي ليسلم معه .قال ع
ش :وإنما كان النتظار أفضل نظرا لبقاء صورة الجماعععة ،وقععد نهععي عععن الخععروج
من العبادة ،وإن انتفى ثواب الجماعة بالقتداء المععذكور ،لنععه مععن القععدوة فععي خلل
الصلة ،لكن يحصل له فضيلة في الجملة بربط صلته بصلة المام ،فكان انتظععاره
أفضل ليحوز الفضيلة بمجرد الربط .اه) .قوله :وتجوز المفارقة( هذا كلم مسععتأنف
وليس مرتبطا بقوله وإل فانتظاره أفضل ،لن المفارقععة فيععه جععائزة بل كراهععة ،كمععا
صرح به في شرح المنهج .والمعنى :يجوز للمأموم أن ينععوي المفارقععة بقلبععه ،ولكععن
مع الكراهة إن لم يكن عذر ،ومحععل جععواز المفارقععة :فععي غيععر الركعععة الولععى مععن
الجمعة في حق الربعين ،لن الجماعة فيها شرط .وقال في النهاية :ولو ترتب علععى
خروجه من الجماعة تعطيلها وقلنا أنها فرض كفايععة اتجععه عععدم الخععروج منهععا ،لن
فرض الكفاية إذا انحصر في شخص تعين عليه) .قوله :فتفوت( أي المفارقعة فضعيلة
الجماعة) .قوله :والمفارقة بعععذر( هععو مبتععدأ خععبره قععوله ل تفععوت فضععيلتها) .قععوله:
كمرخص ترك جماعة( خبر لمبتدأ محذوف ،أي وذلك بعذر كمرخص ترك جماعة،
وهو كمرض ،ومدافعة حدث ،وخوف من ظالم على نفس أو مال أو غيرهما) .قوله:
وتركه( أي المام ،وهو بالجر معطوف على مرخص .وقوله :سنة مقصودة قال فععي
التحفة :الذي يظهععر فععي ضععبط المقصععودة أنهععا مععا جععبرت بسععجود السععهو ،أو قععوي
الخلف في وجوبها ،أو وردت الدلة بعظم فضلها .اه .قععال البجيرمععي :وممععا قععوي
الخلف في وجوبه التسبيحات ،وليس مثلها تكبير النتقععالت ول جلسععة السععتراحة،
ول رفع اليدين من قيام التشهد الول ،لعدم التفععويت فيععه علععى المععأموم ،لنععه يمكنععه
التيععان بععه وإن تركععه إمععامه .اه) .قععوله :وتطععويله( بععالجر معطععوف أيضععا علععى
مرخععص ،أي وكتطويععل المععام) .قععوله :بالمععأموم ضعععف( أي والحععال أن بالمععأموم
ضعفا أو شغل .قال في التحفة :ولو خفيفا بأن يذهب خشوعه فيما يظهر .اه) .قععوله:
وقععد تجععب المفارقععة( أي بالنيععة القلبيععة إزالععة للقععدوة الصععورية .ومحععل وجععوب نيععة
المفارقة حيث بقي المام على صورة المصلين ،أمعا لعو تعرك الصعلة وانصعرف أو
جلس على غير هيئة المصلين أو مات لم يحتععج لنيععة المفارقععة) .قععوله :كععأن عععرض
مبطل لصلة إمععامه( وذلععك كحععدث ،أو تنحنععح ،أو ضععحك ،أو كلم مبطععل .وقععوله:
فيلزمه أي المأموم نيتها ،أي المفارقة) .قععوله :وإل بطلععت( أي وإن لععم ينععو المفارقععة
فورا بطلت صلته .وقوله :وإن لم يتابعه أي في ركععن مععن أركععان الصععلة .وقععوله:
اتفاقا راجع لقوله بطلت ،أي بطلت اتفاقا) .قععوله :وتععدرك جماعععة( اعلععم أن القسععام
الناشئة من القدوة أربعععة :إدراك فضععيلة الجماعععة ،وإدراك الجمعععة ،وإدراك فضععيلة
التحرم ،وإدراك الركعة .وتستفاد من كلمه) .قوله :في غير جمعة( قععال البجيرمععي:
قال شيخنا :ل يخفى أن هذا القيد ومفهومه المذكور بعده ،وهو قوله أمععا الجمعععة إلععخ
غيععر مسععتقيم ،لن الكلم فععي إدراك الجماعععة ،وإن لععم تععدرك الجمعععة .فتأمععل .اه.
)قوله :أي فضيلتها( بيان لمعنى إدراك الجماعة) .قوله :ما لم يسلم إمام( ما
] [ 15
مصدرية ظرفية ،أي تدرك مدة عدم سلم المام ،وهذا هععو الصععحيح ،ومقععابله
أنها ل تدرك إل بإدراك ركعة) .قوله :أي لم ينطق بميم عليكم( تفسير مراد لما قبله،
وهذا هو ما جرى عليه شيخه ابن حجر ،واعتمد م ر -تبعا لوالده -أن المراد ما لععم
يشرع المام في التسليمة الولى ،فعلى الول :إذا شرع في التحرم بعد شروع المام
في السلم وأتمه قبل النطق بالميم ،صح اقتداؤه وأدرك الفضيلة .وعلى الثاني :تنعقد
فرادى ،وقيععل :ل تنعقععد أصععل) .قععوله :وإن لععم يقعععد( أي المععأموم .وقععوله :معععه أي
المام ،أي يدرك فضيلة الجماعة باقتدائه به قبل السلم وإن لعم يجلعس مععه .وقعوله:
بأن سلم أي المام ،وهو تصععوير لعععدم قعععوده معععه .قععال ع ش :ويحععرم عليععه حينئذ
القعود ،لنععه كععان للمتابعععة وقععد فععاتت بسععلم المععام ،فععإن قعععد عامععدا عالمععا بطلععت
صلته ،وإن كان ناسيا أو جاهل لم تبطل .ويجب عليعه القيعام فعورا إذا علعم ويسعجد
للسهو في آخر صلته ،لنه فعل ما يبطل عمده .اه بتصرف .وقععوله :عقععب تحرمععه
أي المأموم ،فإن لم يسلم المام عقب تحرمه قعد وجوبا ،فإن لم يقعد عامدا عالما بأن
اسععمتر قائمععا إلععى أن سععلم ،بطلععت صععلته ،لمععا فيععه مععن المخالفععة الفاحشععة) .قععوله:
لدراكه ركنا( علعة لدراك الجماععة معا لعم يسعلم إلعخ ،أي وإنمعا أدرك الجماععة إذا
اقتدى به قبل السلم لدراكه ركنا مع المام ،وهو تكععبيرة الحععرام .قععال البجيرمععي:
فيه أنه أدرك ركنين ،وهما النية ،والتكبيرة ،إل أن يراد بالركن الجنععس ،أو أن النيععة
لما كانت مقارنة للتكبير عدهما ركنا .اه .وعبارة التحفة :لدراكه معه ما يعتد له بععه
من النيععة وتكععبيرة الحععرام .اه) .قععوله :فيحصععل لععه إلععخ( تفريععع علععى كععونه يععدرك
الجماعة ما لم يسلم المام ،وهذا يغني عنه قوله أول أي فضيلتها ،إل أن يقال أتى به
للسععتدراك بعععده .وقععوله :جميععع ثوابهععا وفضععلها همععا بمعنععى واحععد ،وهععو السععبع
والعشرون ،أو الخمس والعشرون .وقوله :لكنه دون فضل إلخ أي كيفا ل عععددا ،فل
ينافي ما قبله .وفي النهاية :ومعنى إدراكها حصول أصل ثوابهععا .وأمععا كمععاله :فإنمععا
يحصل بإدراكها مع المام من أولها إلى آخرها ،ولهذا قالوا لععو أمكنععه إدراك بعععض
جماعة ورجا إقامة جماعة أخرى فانتظارها أفضل ،ليحصل له كمال فضيلتها تامععة.
اه .وقوله :وأما كماله أي كيفا ،كما علمت) .قععوله :ومععن أدرك إلععخ( هععو ممععا شععمله
قوله وتدرك جماعة ما لم يسلم ،لن المراد تدرك الجماعة بإدراك جزء مععن الصععلة
مع المام من أولها أو أثنائها ،بأن بطلت صلة المام عقب اقتدائه ،أو فععارقه بعععذر.
أو من آخرها بأن اقتدى به قبيل السلم) .قعوله :أمعا الجمععة إلعخ( مفهعوم قعوله غيعر
جمعة .وقوله :فل تدرك إل بركععة قعال ع ش :وعليعه فلعو أدرك المعام بععد ركعوع
الثانية صحت قدوته ،وحصلت فضععيلة الجماعععة ،وإن فععاتته الجمعععة وصععلى ظهععرا.
فقوله أو ل في غير الجمعة ،لعل مراده أن الجمعة ل تدرك بما ذكر من القتععداء بععه
قبيل السلم ،ل أن فضععيلة الجماعععة ل تحصععل لععه .وإن كععان ذلععك هععو الظععاهر مععن
عبارته .اه .وقوله :لعل مععراده إلععخ :يععدفع بععه اعععتراض البجيرمععي السععابق) .قععوله:
ويسن لجمع حضروا إلخ( عبارة المغني) :فرع( دخععل جماعععة المسععجد والمععام فععي
التشهد الخير ؟ فعند القاضي حسين يستحب لهم القتداء به ،ول يععؤخرون الصععلة.
وجزم المتولي بخلفه ،وهو المعتمد .بل الفضل للشخص -إذا سبق ببعض الصععلة
في الجماعة ،ورجا جماعة أخرى يدرك معها الصلة جميعهععا فععي الععوقت -التععأخير
ليدركها بتمامها معها .وهذا إذا اقتصر على صلة واحدة ،وإل فالفضععل أن يصععليها
مع هؤلء ،ثم يعيدها مع الخرين .اه) .قوله :أن يصبروا( قال في فتح الجععواد :وإن
خععرج وقععت الختيععار ،علععى الوجععه) .قععوله :إلععى أن يسععلم( أي المععام) .قععوله :ثععم
يحرموا( أي ثم بعد السلم يحرم الععذين حضععروا) .قععوله :مععا لععم يضععق الععوقت( قيععد
لسنية الصبر ،أي محل سنية ذلك إذا لم يضق الععوقت ،فععإن ضععاق الععوقت بصععبرهم،
بأن يخرج جميع الصلة أو بعضها به عن الوقت ،فل يسععن لهععم الصععبر ،بععل يحععرم
حينئذ) .قوله :وكذا لمن سبق إلععخ( أي وكععذلك يسععن لمععن سععبق ببعععض الصععلة بععأن
أدرك جماعة ل من أولها ،ورجا جماعة
] [ 16
أخرى ،أن يصبر إلى أن يسلم ويصلي مع الخرى .وقععوله :ورجععا جماعععة أي
غلب على ظنه وجودهم ،وكانوا مساوين لهذه الجماعة في جميع ما مععر ،فمععتى كععان
في هذه صفة مما يقدم بها الجمع القليل كانت أولععى .اه .فتععح الجععواد .وقععوله :كععانت
أولى أي من الجماعة الخرى) .قوله :لكن قال شيخنا إلخ( مرتبععط بقععوله وكععذا لمععن
سبق إلخ ،وقوله :إن محله أي محل كونه يسن لمععن سععبق ورجععا جماعععة ،أن يصععبر
ليصلي معهم .وقوله :مععا لععم يفععت بانتظععارهم أي الجماعععة الخععرى .والضععافة مععن
إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف الفاعل ،أي بانتظاره إياهم .فإن فات ذلك فععالولى
القتداء بالولى) .قععوله :سععواء فععي ذلععك( أي فععي تقييععد سععنية النتظععار بعععدم فععوات
فضيلة أول الوقت أو وقت الختيار .وقوله :الرجاء واليقين أي رجاء جماعة أخععرى
أو تيقنها) .قوله :وأفتى بعضهم بأنه لو قصدها( أي الجماعة ،فلم يدركها .كأن خععرج
من بيته مثل ليصلي مع الجماعة في المسعجد ،فلمعا وصععل المسعجد وجععدهم قععد أتعوا
صلتهم .وقوله :كتب إلخ قال في التحفة والنهاية بعده :وهو ظععاهر دليل ل نقل .اه.
)قوله :لحديث فيه( أي لورود حديث فيما ذكر من كتابععة الجععر لمععن قصععد الجماعععة
ولم يدركها ،وهو ما رواه أبودواد بإسناد حسن :من توضأ فأحسععن وضععوءه ثععم راح
فوجد الناس قد صلوا أعطاه ال عزوجل مثل أجر من صلها أو حضرها ،ل ينقص
ذلك من أجرهم شيئا) .قوله :وتدرك فضيلة تحرم إلخ( لو تعارض فععي حقععه الصععف
الول وتكبيرة الحرام مع المام ،قدم الصف الول ،أو الصععف الول وآخععر ركعععة
مع المام ،قدم آخر ركعة -عند الزيادي -والصف الول عند الرملي الكبير .اه ش
ق .وسيأتي في الشرح التصريح بما قاله الزيادي) .قوله :بحضوره( متعلععق بتععدرك،
والضافة فيه مععن إضععافة المصععدر لفععاعله .وقععوله :التحععرم أي تحععرم المععام ،وهععو
مفعول حضور) .قوله :واشتغال به( بالجر عطف على حضوره ،أي وتدرك فضععيلة
التحرم بحضوره تحرم المام واشتغاله بالتحرم عقب تحرم المعام لخعبر :إنمعا جععل
المام ليؤتم به ،فإذا كععبر فكععبروا .والفععاء للتعقيععب) .قععوله :مععن غيععر تععراخ( متعلععق
باشتغاله ،ول حاجة إليه بعد قوله عقب) .قوله :فإن لم يحضععره( أي فععإن لععم يحضععر
المأموم تحرم المام .وقعوله :أو تراخعى أي أو حضعر تحعرم المعام ،لكعن لعم يحعرم
عقب تحرمه بل تأخر عنه .وقوله :فضيلته أي التحرم) .قععوله :نعععم ،يغتفععر لععه إلععخ(
استثناء من اشتراط العقبية .وقوله :وسوسة خفيفة وهي التي ل يععؤدي الشععتغال بهععا
إلى فوات ركنين فعليين ،ولو طويل وقصيرا من الوسط المعتععدل ،وإل كععانت ثقيلععة.
هكذا ذكره الحلبي وع ش في حواشي المنهج .والمعتمد ما ذكره في حواشي الرملععي
من أنها ما ل يطول الزمان بها عرفا ،حععتى لععو أدت الوسوسععة إلععى فععوات القيععام أو
معظمه ،فاتت بها فضيلة التحرم) .قوله :فضيلة مسععتقلة( أي غيععر فضععيلة الجماعععة،
فيندب الحرص على إدراكها) .قوله :لكونه( أي التحععرم .وقععوله :صععفوة الصععلة أي
لما ورد :إن لكل شئ صفوة ،وصفوة الصلة التكبيرة الولى ،فحافظوا عليها .وإنمععا
كانت صفوة الصلة -أي خالصها -لن النعقعاد يتوقععف عليهعا علععى النيعة) .قعوله:
ولن ملزمه( أي تحرم المام) .قوله :كما في الحديث( وهو :من صععلى لع أربعيععن
يوما في جماعة يدرك التكبيرة الولى كتب له براءتان ،براءة من النار ،وبراءة مععن
النفاق .وهذا الحديث -كما في النهاية -منقطع ،غير أنه معن الفضعائل العتي يتسعامح
فيها) .قوله :وقيل :يحصل إلخ( مقابعل قعوله وتعدرك بحضعوره إلعخ) .قعوله :بعإدراك
بعض القيام( أي لنه محل التحععرم .وقيععل :تحصععل بععإدراك أول ركععوع ،لن حكمععه
حكم القيام .ومحل ما ذكر من الوجهين -كما في التحفة والنهاية -فيمن لم
] [ 17
يحضر إحرام المام ،وإل بأن حضعره وأخعر ،فعاتته عليهمعا أيضعا ،وإن أدرك
الركعة) .قوله :ويندب ترك السراع( أي في المشي ليععدرك تكععبيرة الحععرام ،وذلععك
لخبر :إذا أقيمت الصلة فل تأتوها تسعون ،وأتوها تمشون وعليكم السكينة والوقععار،
فما أدركتم فصلوا ،وما فاتكم فأتموا .قال ع ش :وفععي فضععل الع تعععالى حيععث قصععد
امتثال أمر الشارع بالتأني أن يثيبه على ذلك قععدر فضععيلة التحععرم أو فوقهععا .وقععوله:
وإن خاف أي لو لم يسرع ،وهو غاية لندب ترك السراع) .قوله :وكذا الجماعة( أي
وكذلك يندب ترك السراع وإن خععاف فععوت الجماعععة .وقععوله :علععى الصععح مقابلععة
يقول إذا خاف فوتها ندب له السراع) .قععوله :إل فععي الجمعععة فيجععب( أي السععراع.
والمناسب أن يقول إل في الجمعة فل يندب تععرك السععراع بععل يجععب .وفععي النهايععة:
فععإن ضععاق الععوقت وخشععي فععواته إل بععه أسععرع كمععا لععو خشععي فععوات الجمعععة .قععال
الذرعي :ولو امتد الععوقت وكععانت ل تقععوم إل بععه ،ولععو لععم يسععرع لتعطلععت ،أسععرع
أيضا .وكتععب ع ش :قععوله أسععرع أي وجوبععا ،وقعوله :وكععانت أي الصععلوات .وقععوله
أسرع أيضا أي وجوبا) .قوله :ويسن لمام ومنفرد انتظعار إلعخ( أي بشعروط تسععة،
ذكر معظمها :أن يكون النتظار في الركوع أو التشهد الخير ،وأن ل يخشععى فععوت
الععوقت ،وأن يكععون الععذي ينتظععره داخععل محععل الصععلة دون مععن هععو خارجهععا ،وأن
ينتظره ل تعالى ل لتودد ونحوه وإل كره ،وأن ل يبععالغ فععي النتظععار ،وأن ل يميععز
بين الداخلين ،وأن يظن أن يقتدي به ذلك الداخل ،وأن يظن أنععه يععرى إدراك الركعععة
بالركوع ،وأن يظن أن يأتي بالحرام على الوجه المطلوب من كونه في القيععام .فععإن
اختل شرط من هذه الشروط كره النتظار .نص عليه فععي التحفععة .وفصععل الخطيععب
في مغنيه ،فقال :إن خالف في اشتراط الركوع والتشهد ،بأن انتظر في غيرهععا كععره،
وإن خالف في غير ذلك فخلف الولى ل مكعروه .قعال :نبعه علعى ذلعك شعيخي .اه.
بالمعنى) .قوله :داخل( أي متلبس بالدخول وشارع فيه بالفعل .وخرج به ما لو أحس
المام به قبل شروعه في الدخول فل يسن له النتظار .وقوله :محل الصلة أي وإن
اتسع جدا ،إذا كان مسجدا أو بناء .فإن كان فضاء فل بد أن يقرب من الصف الخععر
عرفا إن تعددت الصفوف) .قوله :مريد القتداء به( حال مععن داخععل أو مععن الضععمير
المستتر فيه ،أي حال كونه مريدا القتداء بالمععام ،أي بحسععب ظنععه بععأن عععرف مععن
عادته ذلك ،فإن لم يرد القتداء به بحسب ذلك لم يسن له انتظاره) .قوله :في الركوع
والتشهد الخير( الجار والمجرور متعلق بانتظار .وإنمعا سعن فعي الول إعانعة علعى
إدراك الركعة ،وفي الثاني إعانععة علععى إدراك الجماعععة .ومحععل سععنية النتظععار فععي
الركععوع إذا لععم يكععن الركععوع الثععاني مععن صععلة الكسععوف ،وإل فل ينتظععر فيععه لن
الركعة ل تحصل بإدراكه .وقوله :ل تعالى متعلق بانتظار .ومعنععى كععونه ل ع تعععالى
أن ل يكون له غرض في النتظار إل إدراك الركعة أو الفضيلة) .قوله :بل تطويل(
متعلق بانتظار أيضا .والمراد به أنه لو وزع على القيام والركوع والسععجود ونحوهععا
من أفعال الصلة لعد كل منها طويل فععي عععرف النععاس ،وهععذا القيععد بالنسععبة للمععام
فقط .أما المنفرد فل يكره التطويل في حقععه مطلقععا ،بععل ينتظععره ،ولععو مععع التطويععل،
لنتفاء المشقة على المأمومين المعلل بها كراهة التطويل .كععذا فععي التحفععة وغيرهععا.
وفي سم ما نصه :ل يبعد أنه -أي المنفرد -ينتظر أيضا غير الداخل ،ولو مععع نحععو
تطويل لتحصل الجماعة .اه .وعليه فيكون قوله داخل محععل الصععلة قيععد فععي المععام
فقط أيضا ،ولو اقتصر الشارح -كغيره -على المام في قوله ويسن لمععام ومنفععرد،
لكان أولى .فتدبر .ولو انتظر المام واحدا بل مبالغة وجاء آخر وانتظره كعذلك -أي
بل مبالغة -وكان مجموع النتظارين فيه مبالغة :فإنه يكره بل شك كمععا فععي التحفععة
والنهاية وغيرهما .وقوله :وتمييز أي وبل تمييز بين الداخلين ،بل يسععوي بينهععم فععي
النتظار ،فإن ميز ،ولو لعلم ،أو شرف ،أو أبوه ،كره ذلك .وفي البجيرمععي مانصععه:
وانظر ما صورة النتظار ل مع التمييز لنه متى ميز لم يكن النتظار ل .وذكر في
الروضة أن النتظار لغير الع هعو التمييعز ،فليحعرر .ح ل .ويمكعن أن يكعون أصعل
النتظار ل لكنه انتظر زيدا مثل لخصاله الحميدة .ولععم ينتظععر عمععرا مثل لفقععد تلععك
الخصال فيه ،فالنتظار ل وجد مع التمييز .أل ترى أنه إذا كان يتصدق ل ع ويعطععي
زيدا لكونه فقيرا ولم يعط عمرا لكونه غنيا فوجد هنا التمييز مع كون
] [ 18
التصدق ل ؟ شيخنا .اه) .قععوله :ولععو لنحععو علععم( غايععة للتمييععز المنفععي ،أي ل
يميز ولو كان لجل نحو علم كشرف وأبععوة وأخععوة ،فععإنه ل يسععن النتظععار) .قععوله:
وكذا في السععجدة الثانيععة إلععخ( أي وكععذلك يسععن النتظععار فععي السععجدة الثانيععة ليلحععق
الموافق المتخلف لتمام فاتحته ،إعانة له على إدراك الركعععة) .قععوله :ل خععارج عععن
محلهععا( بععالجر عطععف علععى قععوله داخععل ،أي ل يسععن لععه انتظععار خععارج عععن محععل
الصلة ،لنه إلى الن لم يثبت له حق .وهذا محترز قوله داخععل محععل الصععلة .ولععم
يأت إل بهذا المحترز فقط ،وكان الولى له أن يأتي بجميع المحععترزات) .قععوله :ول
داخل يعتاد إلخ( هذا ليس محترز الشئ من القيود المادة وإنما هو اسععتثناء مععن سععنية
النتظار ،فكان الولى أن يأتي بصيغة الستدراك بععأن يقععول :نعععم ،لععو كععان الععداخل
يعتاد إلخ .واستثنى في المعنى صععورا منهععا هععذه الصععورة ،وعبععارته :ويسععتثنى مععن
استحباب النتظار صور ،منها إذا خشععي خععروج الععوقت بالنتظععار ،ومنهععا إذا كععان
الداخل ل يعتقعد إدراك الركععة أو فضععيلة الجماععة بعإدراك معا ذكعر إذ ل فععائدة فعي
النتظار ،ومنها إذا كان الداخل ،يعتاد البطء وتأخير التحرم إلى الركععوع ،ومنهععا إذا
كان صلة المأموم تجب عليه إعادتها ،كفاقد الطهورين ،بناء على أن صلة المحدث
فععي جماعععة كل جماعععة .والمتجععه فععي هععذه اسععتحباب انتظععاره .اه) .قععوله :وتععأخير
الحرام( الواو بمعنى أو ،أي أو لم يعتد البطعء ،أي فعي المشعي ،ولكعن يعتعاد تعأخير
الحرام إلععى الركععوع) .قععوله :بععل يسععن عععدمه( أي النتظععار ،والضععراب انتقععالي.
وقوله :زجرا له أي نهيا عما اعتاده من البطء أو تأخير الحرام إلى الركوع .قععال ع
ش :ينبغي أنه لو لم يفد ذلك معه ل ينتظره أيضععا ،لئل يكععون انتظععاره سععببا لتهععاون
غيره .اه .قوله :قال الفوراني :يحرم إلخ عبارة التحفة :فإن ميععز بعضععهم ولععو لنحععو
علم ،أو شرف ،أو أبوة ،أو انتظرهم كلهععم ل لع بععل للتععودد ،كععره .وقععال الفععوراني:
يحرم للتععودد .اه .وإذا علمعت ذلعك تعلععم أن فعي عبعارة الشععارح سعقطا معن النسعاخ.
)قوله :ويسن للمام تخفيف الصلة( وذلك لخبر :إذا أم أحععدكم النععاس فليخفععف ،فععإن
فيهم الضعيف ،والسقيم ،وذا الحاجة .وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطل مععا شععاء .وخععبر
أنس رضي ال عنه قال :ما صعليت خلععف أحععد قعط أخععف صععلة ول أتعم معن النععبي
)ص( .وما أحسن قول بعضهم :رب إمععام عععديم ذوق * قععد أم بالنععاس وهععو مجحععف
خالف في ذاك قول طه * * :من أم بالناس فليخفف )قوله :مع فعل أبعععاض وهيئات(
أي أن التخفيف المسنون ل يكون بععترك البعععاض والهيئات ،بععل يكععون مععع فعلهمععا.
)قععوله :بحيععث ل يقتصععر( هععذا تصععوير للتخفيععف المطلععوب) .وقععوله :علععى القععل(
كتسبيحة واحدة .وقوله :ول يستوفي الكمل كالحدى عشرة تسبيحة ،بل يأتي بععأدنى
الكمال كثلث تسبيحات .ويستثنى ما ورد بخصوصعه ك آلعم السعجدة ،وهعل أتعى فعي
صبح يوم الجمعة فيأتي بهما .وكتب ع ش ما نصه :قوله ول يستوفي الكمل ..لعلععه
غير مراد بالنسبة للبعاض ،فإنه ل يعترك شعيئا معن التشعهد الول ول معن القنعوت،
ول من الصععلة علععى النععبي )ص( فيععه .اه) .قععوله :إل أن رضععي إلععخ( أي لفظععا أو
سكوتا مع علمه برضاهم عند م ر .وعند ابن حجر :ل بد من اللفعظ ول يكتفعي عنعده
بالسكوت) .وقوله :محصععورون( هععذا صععادق بكععون المحصععورين الراضععين بعععض
الجملة الغير المحصورة ،فيفيد حينئذ أنه إن رضي قوم محصورون من جماعة غير
محصورين ،راعى المحصورين وطول ،وليس كذلك ،فل بد من تخصيصهم بكونهم
ليس هناك غيرهم .وزاد في التحفة لفظ جميع ،بعد قععول المتععن إل أن يرضععى ،لععدفع
هذا اليهام .وزاد أيضععا قيععودا أخععر ،وعبععارته مععع الصععل ..إل أن يرضععى الجميععع
بتطويله باللفظ ل بالسكوت ،وهم محصورون بمسجد
] [ 19
غير مطروق لم يطرأ غيرهم ،ول تعلق بعينهم حععق كععأجراء عيععن علععى عمععل
ناجز ،وأرقاء ،ومتزوجات -كما مر -فيندب لععه التطويععل ،كمععا فععي المجمععوع عععن
جمع .واعتمده جمع متأخرون ،وعليعه تحمععل الخبععار الصععحيحة فععي تطععويله )ص(
أحيانا .أما إذا انتفى شرط مما ذكر فيكره له التطويل ،وإن أذن ذو الحق السععابق فععي
الجماعة ،لن الذن فيها ل يسععتلزم الذن فععي التطويععل ،فاحتيععج للنععص عليععه .نعععم،
أفتى ابن الصلح فيما إذا لم يرضى واحد أو اثنان أو نحوهما لعذر بأنه يراعععي فععي
نحو مععرة ل أكععثر رعايععة لحععق الراضععين ،لئل يفععوت حقهععم بواحععد ،أي مثل .وفععي
المجموع أنه حسن متعين .اه .ومثله في النهاية) .قوله :وكره لععه تطويععل( أي إل إن
رضي به محصورون ،كما يؤخذ مما قبله) .قوله :وإن قصد لحععوق آخريععن( أي لمععا
في ذلك من ضرر الحاضرين مع تقصير من لم يحضر بعدم المبادرة .وأشار بالغاية
المذكورة إلى أن الكراهة ل تختص بقصد لحوق الخرين بل هي ثابتة مطلقععا إل أن
رضي المحصورون ،كما تقدم) .قوله :ولو رأى مصل( أي مطلقا منفردا ،أو إمامععا،
أو مأموما) .قوله :خفف( جواب لو .وانظر :هل المراد بالتخفيف هنععا مععا مععر ،وهععو
أن ل يقتصر على القل ول يستوفي الكمل ؟ أو المراد به القتصار على الواجبات
فقط) .قوله :وهل يلععزم أم ل ؟( أي وهععل يلزمععه التخفيععف أم ل ؟ وفععي بعععض نسععخ
الخط :وهل يلزمه القطع أم ل ؟ وهذا هو الموافق لما في التحفععة والنهايععة .لكععن يععرد
عليععه شععيآن :الول عععدم ملءمتععه لمععا قبلععه ،خصوصععا علععى مععا فععي ع ش مععن أن
التخفيف مندوب ،لنه إذا كان التخفيف مندوبا فمثله بالولى القطع فيكون منععدوبا بل
تردد .الثاني أن تععردده فععي لععزوم القطععع ينععافيه كلمععه بعععد ،حيععث جععزم فيععه بلععزوم
البطال إن كان في الصلة .ويمكن دفع الول بحمل التخفيف على الوجوب ل علععى
الندب ،كما قال ع ش :وأما الثاني فل يندفع أصل .تأمل) .وقوله :والععذي يتجععه أنععه(
أي أن التخفيف أو القطع على ما مر) .وقوله :يلزمه إلخ( قال ع ش :هل محله إذا لم
يمكنه إنقاذه إذا صلى ،كشدة الخوف ؟ أو يجعب القطعع وإن أمكنعه ذلععك ؟ فيعه نظعر.
ول يبعد الول قياسا على ما قالوه فيمن خطف نعلعه فعي الصعلة) .وقعوله :ويجعوز(
أي التخفيف أو القطع علعى مععا مععر .قععال ع ش :قضععية التعععبير بععالجواز ععدم سععنه،
والقرب خلفه .اه) .قوله :ومن رأى( أي سواء كان مصليا أو غيره .وهذه المسععألة
لم يذكرها في التحفة ول في النهايععة هنععا ،فلععو أسععقطها الشععارح لععم يععرد عليععه الشععئ
الثاني المار .ثم رأيته في التحفة في باب صلة شدة الخوف نقلها عن بعضهم .ونص
عبارته هناك ،وفي الجيلي :لععو ضععاق الععوقت وهععو بععأرض مغصععوبة أحععرم ماشععيا،
كهرب من حريععق .وفيععه نظععر .والععذي يتجععه أنععه ل تجععوز لععه صععلتها صععلة شععدة
الخوف ،ومن ثم صرح بعضهم بععأن مععن رأى حيوانععا محترمععا يقصععده ظععالم أي ول
يخشى منه قتععال أو نحععوه أو يغععرق ،لزمععه تخليصععه ،وتأخيرهععا أو إبطالهععا إن كععان
فيها ،أو مال جاز له ذلك ،وكره له تركه .اه .بحععذف .إذا علمععت ذلععك تعلععم أن ضععم
الشارح هذه المسألة لما هنا موجب للتنافي وعدم اللتئام بين المسععائل ،فكععان الولععى
عدم ذكرها هنا) .قوله :حيوانا محترما( المراد بالمحترم ما يحرم قتله ،وبغيره مععا ل
يحرم قتله كمرتد ،وزان محصن ،وتارك الصلة .والكلب ثلثة أقسام :عقععور ،وهععذا
ل خلف في عدم احترامه .والثاني محترم بل خلف ،وهو ما فيه نفع مععن صععيد أو
حراسة .والثالث ما فيه خلف ،وهو ما ل نفع فيه ول ضرر .والمعتمد عند م ر أنععه
محترم يحرم قتله) .قوله :أو مععال( معطععوف علععى حيوانععا .أي أو رأى مععال يقصععده
ظالم أو يغرق) .وقوله :جاز له ذلك( أي التخليص وتأخير الصلة أو
] [ 20
إبطالها إن كان فيها) .قوله :وكره له( أي لمن رأى مال) .وقوله :تركه( أي مععا
ذكر من التخليص وما بعده) .قوله :وكره ابتداء نفل( أي كراهععة تنزيععه لمععن أراد أن
يصلي مع الجماعة ،وذلك للخبر الصحيح :إذا أقيمت الصلة فل صلة إل المكتوبععة.
ومثل النفل الطواف كما في التحفة) .وقوله :بعد شروع إلخ( وكذا عند قرب شروعه
فيها إن أراد الصلة) ،قوله :ولو بغيععر إذن المععام( أي يكععره ذلععك ،ولععو كععان المقيععم
شرع في القامة بغير إذن إمامه) .قوله :فإن كان فيه إلخ( اسم كان يعود على معلوم
من المقام ،وهو مريد الجماعة ،وضمير فيه يعود على النفل ،وفي الكلم حذف الواو
مع ما عطفت ،أي فإن كان من ذكر متلبسا بالنفل وشرع المقيم في القامعة) .وقعوله:
أتمه( أي ندبا ،سواء الراتبة والمطلقة ،إذا نوى عععددا ،فععإن لععم ينععوه اتجععه القتصععار
علععى ركعععتين .اه .تحفععة) .قععوله :إن لععم يخععش بإتمععامه( أي النفععل) .وقععوله :فععوت
جماعة( أي بسلم المععام) .قعوله :وإل( أي وإل لععم يخععش بععأن خشععي بإتمععامه فععوت
جماعة بأن سلم المام قبل فراغه من النفل) .وقوله :قطعععة( أي النفععل ،لن الجماعععة
أولى منعه) .وقعوله :نعدبا( أي فعي غيعر الجمععة .أمعا فيهعا :فقطععة واجعب لدراكهعا
بإدراك ركوعها الثاني .اه .نهاية) .قوله :ودخل فيها( أي في الجماعة) .قوله :مععا لععم
يرج جماعة أخرى( أي محل نععدب قطعععه مععا لععم يغلععب علععى ظنععه تحصععيل جماعععة
أخرى ،وإل فل يندب ،بل يتمه) .قوله :وتدرك ركعة لمسععبوق( وهععو مععن لععم يععدرك
زمنا يسع الفاتحة مع المام) .قوله :راكعا( حال من المععام) .قععوله :بععأمرين( متعلععق
بتدرك ،أي تععدرك الركعععة بععأمرين ،أي مجموعهمععا .وهمععا تكععبيرة الحععرام وإدراك
ركوع المام ،وذلك لقوله عليععه السععلم :مععن أدرك ركعععة مععن الصععلة قبععل أن يقيععم
المام صلبه فقد أدركها) .قوله :بتكبيرة الحرام( بععدل بعععض مععن الجععار والمجععرور
قبله ،وهذه التكبيرة واجبة في القيام أو بدله) .قوله :ثم أخععرى لهععوي( أي ثععم تكععبيرة
أخرى للهوي ،وهذه التكبيرة مندوبة ،لن الركععوع محسععوب لععه ،فنععدب لععه التكععبير.
)قوله :فإن اقتصر على تكبيرة( أي فإن أراد القتصار على تكبيرة) .وقوله :اشععترط
أن يأتي بها الحرام( أي اشترط أن يقصد بها تكبيرة الحرام فقط) .قوله :وأن يتمهعا
إلخ( أي واشترط أن يتم هذه التكبيرة إلخ ،فهو شرط ثان) .قوله :قبل أن يصععير إلععى
أقل الركوع( صادق بما إذا أتمهععا وهععو قريععب مععن الركععوع ،فيفيععد أنععه حينئذ يععدرك
الركعة ،وليس كذلك ،بل يشترط في إدراك الركعة أن يتمها ،وهو إلععى القيععام أقععرب
منه إلى أقل الركوع -كمععا صععرح بععذلك فععي التحفععة والنهايععة .-ثععم رأيععت فععي فتععح
الجواد ما نصه :قبل أن يصير أقرب إلى الركوع .اه .فلعل لفظة أقععرب سععاقطة مععن
الناسخ ،وبقي ما إذا صار بينهما على السواء .فمقتضععى عبععارة الفتععح أنععه ل يضععر،
ومقتضى عبارة التحفة والنهاية أنه يضر) .قوله :وإل إلخ( أي وإن لم يتمها قبل إلخ،
بأن أتمها بعد أن صار إلى أقل الركععوع .وقععد علمععت مععا فيععه) .قععوله :لععم تنعقععد( أي
أصل ،ل فرضا ول نفل) .قوله :إل لجاهععل( أي بععأنه يشععترط تمععام تكععبيرته قبععل أن
يصير أقرب إلى الركوع) .قوله :فتنعقد له نفل( الظاهر من كلمهم أنها ل تنعقد منه
أيضا ،كما في البجيرمي ،ونععص عبععارته :فععإن أتمهععا أو بعضععها وهععو إلععى الركععوع
أقرب ،أو إليهما على حد سواء ،لم تنعقععد لعه فرضعا ول نفل .وظعاهر كلمهعم :ولععو
جاهل ،وهو مما تعم به البلوى ويقع كثيرا للعوام .وفععي شععرح الرشععاد :وتنعقععد نفل
للجاهل .اه) .قوله :بخلف إلخ( شروع في مفاهيم قوله أن يععأتي بهععا الحععرام فقععط،
فالول والثالث مفهوم قوله يأتي بها لحرام ،والثاني مفهوم قوله فقط) .قوله :لخلوها
عن التحرم( تعليل لمحذوف ،أي فل تنعقد لخلوها عن التحرم) .قوله :أو مع التحرم(
أي أو نوى الركوع مع التحرم) .قوله :للتشريك( أي فل تنعقععد للتشععريك بيععن فععرض
وسععنة مقصععودة ،فأشععبه نيععة الظهععر وسععنته) .قععوله :أو أطلععق( أي لععم ينععو شععيئا ،ل
الحرام ول الركوع ،ومثله ما لو نوى أحدهما مبهمععا .زاد فععي التحفعة :معا لعو شعك:
أنوى بها التحرم
] [ 21
وحده أم ل ؟ قال في فتح الجواد :وفي هذه الحوال ل تنعقععد فرضععا مطلقععا ول
نفل إل لجاهل .اه .قال سم :والنظر قععوي جععدا فععي نحععو نيععة الركععوع وحععده كمععا ل
يخفععى ،بععل يجععب أن ل يكععون هععذا مععرادا .اه) .قععوله :لتعععارض إلععخ( أي فل تنعقععد
لتعععارض قرينععتين ،وهمععا الفتتععاح والهععوي .قععال فععي التحفععة :لن قرينععة الفتتععاح
تصرفها إليه ،وقرينة الهوي تصرفها إليه ،فاحتيععج لقصععد صععارف عنهمععا وهععو نيععة
التحرم فقط لتعارضهما .وبه يرد استشكال السنوي له بأن قصععد الركععن ل يشععترط،
لن محله حيث ل صارف ،وهنا صارف كما علمت .اه) .قوله :فوجبت نية التحرم(
أي بالتكبيرة) .وقعوله :لتمتععاز( أي تكعبيرة التحععرم) .وقعوله :عمعا عارضععها( متعلععق
بتمتاز ،والضمير البارز عائد على تكبيرة التحرم) .وقوله :من تكععبيرة الهععوى( بيععان
لما) .قوله :وبإدراك ركوع( معطوف على تكععبيرة الحععرام) .وقععوله :محسععوب( أي
بأن يكون متطهرا في ركعة أصلية غير الثاني في الكسوف .اه .كردي) .قععوله :وإن
قصر المأموم( غاية في إدراك الركعة بما ذكر ،أي يدرك المسبوق الركعة بما ذكر،
وإن قصععر إلععخ) .وقععوله :إل وهععو( أي المععام راكععع) .قععوله :وخععرج بععالركوع( أي
بإدراك المام في الركععوع) .وقععوله :غيععره( أي غيععر الركععوع) .وقععوله :كالعتععدال(
تمثيل للغير) .قوله :وبالمحسوب( أي وخرج بالركوع المحسوب) .وقوله :غيره( أي
غير المحسوب له) .وقوله :كركوع محدث( أي أو متنجس .قال الكردي :ولو أحععدث
المام في اعتداله أدرك الركعة ،كما في المغنععى والنهايععة ،بععل فععي شععرحي الرشععاد
والعباب :أنه إذا أحدث المام بعد أن اطمأن معه المععأموم يكععون مععدركا للركعععة .اه.
بتصرف) .وقوله :ومن ركعة زائدة( معطععوف علععى محععدث ،أي وكركععوع مععن فععي
ركعة زائدة قام إليها سهوا .ومثلععه الركععوع الثععاني مععن صععلة الكسععوفين ،لنععه تععابع
للركععوع الول ،فل يععدرك الركعععة إذا أدركععه) .قععوله :أنععه يشععترط( أي فععي إدراك
الركعة ،والمصدر المؤول من أن والفعععل فاعععل وقععع) .قععوله :لععم يكععن( أي المععأموم
المقتدي به وهو راكع) .قععوله :لنععه( أي الصععبي) :قععوله :تععام( صععفة ثانيععة لركععوع.
)قوله :بأن يطمئن( أي المأموم .وهو تصعوير الركعوع التعام العذي أدركعه المسعبوق،
ودخول على المتن -أعني قوله يقينا ) .-قوله :وهو( أي أقل الركوع بلععوغ إلععخ .أي
مع اعتدال الخلقة) .قععوله :يقينععا( منصععوب بإسععقاط الخععافض ،أي يطمئن مععع المععام
بيقين ،بأن يرى البصير المام ،والعمى يضع يده على ظهر المام أو يسمع تسععبيح
المام ،فل يكفي الظن ،ول سماع صوت المبلغ .وكتععب العلمععة الكععردي مععا نصععه:
قوله إل بيقين :هذا منقول المذهب .وقال سم في حواشي التحفة ،نفل عن بحث م ر،
أنه يكفي العتقاد الجازم .وعبارة القليوبي على الجلل ..ومثععل اليقيععن ظععن ل تععردد
معه ،كما هو ظاهر في نحو بعيد أو أعمى .واعتمده شععيخنا الرملععي .ونظععر العلمععة
المنل إبراهيععم الكععوراني فععي منقععول المععذهب بمععا بينتععه فععي الصععل ،وكععذلك نظععر
الزركشي ،ول يسع الناس إل هذا ،وإل لزم أن المقتدي بالمام في الركوع مع البعععد
ل يكون مدركا للركعة مطلقا .اه .وقد وقفععت علععى سعؤال وجعواب فععي ذلععك لبعععض
المحققين .وصورة السؤال )سئل( رضي ال عنه عن المسععبوق إذا أدرك المععام فععي
الركوع ولم يره لمانع ،هععل تحسععب لععه تلععك الركعععة أم ل) .وصععورة الجععواب( قععال
الزركشي في الخادم .عند قول الشارح .ولو شك في إدراك الحد المعتععبر ،مععا نصععه:
فإن غلب على ظنه شئ اتبع .اه .فعليه :إن غلب على ظنه إدراك الحععد المعتععبر مععن
الركوع مع المام تحسب له تلك الركعة ،وإل فل .وأطععال فععي الجععواب .ونظععر فععي
قول التحفة ل بد من أن يكون ذلك يكفي يقينا ،فل يكفي الشك ول الظن،
] [ 22
بل ول غلبة الظن ،إلى أن قال :ويزيد ما قلناه تأييدا قوله تعععالى) * :ومععا جعععل
عليكم في الدين من حرج( * وإلزام من ل يرى المام تيقن الدراك فيه حععرج كععبير
منفي في الدين .اه) .قوله :فلو لم يطمئن إلععخ( أي بععأن لععم يطمئن أصععل ،أو اطمععأن
بعد ارتفاع المام من أقل الركوع) .وقوله :فيه( أي الركوع) .قوله :أو شك إلخ( هذا
مفهوم قوله يقينا ،وما قبله مفهوم قوله قبل ارتفاع المام) .قععوله :فل يععدرك الركعععة(
جواب لو .أي فيجب عليعه حينئذ أن يععأتي بعععد سعلم المععام بركعععة) .قعوله :ويسععجد
الشاك للسهو( عبععارة المععداد :وحيععث أتععى الشععاك بالركعععة بععد سععلم المععام يسععجد
للسهو .كمععا اسععتظهره فععي المجمععوع ،وعللععه بععأنه شععاك بعععد سععلم المععام فععي عععدد
ركعاته ،فل يتحمل عنعه .اه) .قعوله :وبحعث السعنوي وجعوب ركعوع إلعخ( صعورة
المسألة :أن يضيق الوقت ،ويجد مصليا راكعا ،ولو اقتدى به يدرك ركعة في الععوقت
ولو لم يقتد به ،بل صلى منفععردا ،ل يععدركها فيععه ،فيجععب عليععه حينئذ أن يقتععدي بععه،
لجل إدراك ركعة فععي الععوقت) .فقععوله :وجععوب ركععوع( فععي العبععارة اختصععار ،أي
وجوب القتداء بالمام الراكع ،والركوع معه لجل إدراك ركعة في الوقت .وعبععارة
التحفة والنهايعة :ولعو ضعاق العوقت وأمكنعه إدراك ركععة بعإدراك ركوعهعا معع معن
يتحمل عنه الفاتحة لزمععه القتععداء بععه ،كمععا هععو ظععاهر .انتهععت) .قععوله :ويكععبر نععدبا
مسبوق( أي موافقة لمامه في التكبير وإن لم يحسب لععه ذلععك الفعععل) .وقععوله :انتقععل
معه( الجملة صفة مسبوق ،وضمير معه يعود علععى المععام) .قععوله :لنتقععاله( متعلععق
بيكبر .واللم تعليلية) .قوله :فلو أدركه( أي أدرك المععأموم المععام) .وقععوله :معتععدل(
حال من الضمير البارز) .قوله :كبر للهوي( أي للمتابعة) .قوله :وما بعععده( أي ومععا
بعد الهوي من الركان) .قوله :أو ساجدا( معطوف على معتدل ،أي أو أدرك المععام
حال كونه ساجدا) .قوله :غير سجدة تلوة( أما هي فيكبر لها للمتابعة لنها محسععوبة
له ،كما قال الذرعي .قععال فععي التحفععة بعععد نقلععه كلم الذرعععي :وفععي كععون التلوة
محسوبة له نظر ظاهر ،إذ من الواضح أنه إنما يفعلها للمتابعة ،فحينئذ الذي يتجه أنه
ل يكبر للنتقال إليها .اه) .قوله :لعم يكعبر للهعوي إليعه( أي السعجود ،وذلعك لنعه لعم
يتابعه فعي الهععوي ول هعو محسعوب لعه .وعبعارة الععروض وشععرحه :لععو أدركعه فعي
السجود الول أو الثاني أو الجلوس بينهما أو التشهد الول والخير لععم يكععبر للهععوي
إليه ،لنه لم يتابعه فيه ول هو محسوب له ،بخلف انتقعاله مععه بعععد ذلعك معن ركععن
إلى آخر ،وبخلف الركوع .اه) .قوله :ويوافقه( أي ويوافق المأموم المام) .وقععوله:
في ذكر ما أدركه( أي في ذكر الفعل الذي أدرك المام فيعه ،سعواء كعان ذلعك العذكر
واجبا أو مندوبا) .وقوله :من تحميععد إلععخ( بيععان لععذكر ،ل لمععا .وكتععب البجيرمععي مععا
نصه :قوله من تحميد :أي في العتدال ،وهو قوله :ربنا لععك الحمععد ،ول يقععول سععمع
ال لمن حمده .كما أفاده شععيخنا .اه) .قععوله :وتسععبيح( أي فععي الركععوع والسععجودين،
)قوله :وتشهد( قال في التحفة :واعترض ندب الموافقععة فععي التشععهد بععأن فيععه تكريععر
ركن قولي ،وفععي إبطععاله خلف .ويععرد بشععذوذه أو منععع جريععانه هنععا ،لنععه لصععورة
المتابعة .اه) .قوله :ودعاء( أي حتى عقب التشعهد والصعلة علعى النعبي )ص( ،لن
الصلة ل سكوت فيها) .قوله :وكذا صععلة علععى الل( أي وكععذا يععوافقه فععي الصععلة
على الل) .قوله :ولو في تشهد المأموم لول( أي يعوافقه المعأموم فعي الصعلة علعى
الل ولو كان في تشهده الول .وخالف م ر ذلك وقيد الموافقة فيهععا بمععا إذا كععان فععي
غير محل تشهده ،فخرج به ما إذا كان في محعل تشعهده بعأن كعان تشعهدا أول لعه فل
يأتي بالصلة على الل .قال البجيرمي :وهو
] [ 23
ظاهر ،لخراجه التشهد الول عما طلب فيه ،وليس هو حينئذ لمجرد المتابعععة.
اه) .قوله :قاله شيخنا( أي في التحفة ،وقال فيها :ول نظر لعدم نععدبها فيععه لمععا تقععرر
أن ملحظ الموافقة رعايععة المتابعععة ل حععال المععأموم) .قععوله :ويكععبر مسععبوق للقيععام(.
الواو من المتن ،فأدخلها الشارح على مقدر معلوم مما قبله هو متعلق الظععرف بعععده،
أي ويسن للمسبوق أن يكبر إذا أراد أن يأتي بما عليه عند قيععامه بعععد سععلمي المععام
إن كان إلخ) .قوله :بعد سلميه( أي المام) .قوله :إن كان إلخ( قيد في نععدب التكععبير
للقيام بعد سلم المام .وقوله :المحل الذي جلس أي المأموم .وقوله :معه أي المععام.
وقوله :فيه أي في المحل) .قوله :موضع جلوسه( أي المأموم) .قععوله :لععو انفععرد( أي
لو صلى منفردا) .قوله :كأن أدركه إلخ( الكاف استقصائية ،ولو أتععى ببععاء التصععوير
لكان أولى) .قوله :وإل لم يكبر( أي وإن لم يكن موضععع جلوسععه لععو انفععرد لععم يكععبر
للقيام ،كأن أدركه في ثانية أو رابعة رباعية ،أو ثالثة ثلثية ،وذلععك لنععه ليععس محععل
تكبيرة ،وليس فيه موافقة لمامه) .قوله :ويرفع يديه إلخ( يعني يرفع المسععبوق نععدبا،
عند قيام المام من تشهده الول تبعا في ذلعك .ومقتضعى التعليعل بالتبعيعة أنعه لعو لعم
يأت به المام ل يأتي هو به .لكن نقل ع ش عن حجر أنه يععأتي بععه ولععو لععم يععأت بععه
إمامه .فتنبه) .قوله :وإن لم يكن إلخ( الواو للحال ،وإن زائدة ،لن التبعية لمامه فععي
الرفع ل تكون إل إذا لم يكن محل تشهده .أي يرفع يععديه تبعععا فععي حععال أنععه لععم يكععن
المحل الذي قام منه المأموم محل تشهده ،كأن اقتدى بالمام في ركعته الثانية) .قوله:
ول يتورك( أي ل يسن للمسبوق أن يتورك ،وإنما أتى به لدفع ما يتوهم من مععوافقته
أيضا في كيفية الجلوس .وتقدم معنى التورك وهو أن يخرج يسععراه معن جهعة يمنعاه،
ويلصق وركه بالرض .وقوله :في غير تشهده أي تشهد نفسه .وقوله :الخير هو ما
يعقبه سلم ،كما تقدم )قوله :ويسععن لععه( أي للمسععبوق .وهععذا ليععس مكععررا مععع قععوله
سابقا :ويكبر مسبوق للقيام بعد سلميه ،لن ذلك في سنية التكبير للقيام بعد سععلميه،
وهذا في سنية القيام بعد ذلك .فتنبععه .وقععوله :أن ل يقععوم إل بعععد تسععليمتي المععام أي
فيسن له انتظار سلمه الثعاني ،لنعه معن لواحعق الصعلة ،وهعذا هعو محعل انصعباب
السنية .أما انتظار سلمة الول فهو واجب كما يستفاد معن قعوله بععد :ول يقعوم قبعل
سلم إلخ) .قوله :وحرم مكث بعد تسليمتيه( أي فيجب عليه القيام فورا .قال الكردي:
المخل بالفورية ما يبطل في الجلوس بين السجدتين ،وهو الزيادة علععى الععوارد فيهمععا
بقدر أقل التشهد ،هذا عند الشارح ،وعند الجمال الرملي على طمأنينة الصلة ،فمتى
مكث بعد تسليمتي المام زائدا على ذلك بطلت صلته عنده .اه) .قععوله :إن لععم يكععن
محل جلوسه( أي لو كان منفردا ،فإن مكث في محل جلوسه لو كان منفردا جاز وإن
طال .اه .نهاية) .قوله :ول يقوم قبل سلم المام( أي ول يجععوز أن يقععوم قبععل سعلم
المام ول معه ،كما صرح به في شععرح البهجععة حيععث قععال :ويجععوز أن يقععوم عقععب
الولى ،فإن قام قبل تمامها عامعدا بطلعت صععلته .قععال ع ش :وظعاهره ولععو عاميععا.
وينبغي خلفه حيث جهل التحريم ،لما تقدم من أنه لو قام قبععل سععلم المععام سععهوا ل
تبطل صلته ،لكن ل يعتد بما فعله ،فيجلس وجوبا ثم يقععوم .اه) .قععوله :فععإن تعمععده(
أي تعمد القيام قبل سلم المام) .قوله :بل نية مفارقة( خرج به ما لو نععوى المفارقععة
ثم قام فل تبطل صلته) .قوله :بطلت( أي صلته .ول يقال :كيف تبطل مع أنه إنمععا
سبق بركن فقط ،وهو ل يبطل ؟ لنا نقول هنا قد تمععت الصععلة بمععا وقععع السععبق بععه
وهو السلم .ومحل عدم البطلن إذا وقع السبق قبل التمععام) .قععوله :والمععراد مفارقععة
إلخ( أي والمراد بالقيام المخل مفارقة حد القعود ،ل النتصاب قائما .قععال سععم :يقععال
ينبغي البطلن بمجرد الخذ في النهوض وإن لم يفارقه حد القعود ،لنععه شععروع فععي
المبطل وهو مبطل كما لو قصد ثلث فعلت متوالية ،فإن مجرد الشروع في الولى
مبطل .فليتأمل .اه) .قوله :فإن سها
] [ 24
إلخ( الولى التعبير بالواو ،لن ما دخلت عليه مقابل قوله فإن تعمده ،ل مفععرع
عليه حتى يعبر بالفاء .والمراد أنه قام قبل السععلم سععاهيا أنععه فععي الصععلة أو جععاهل
تحريم قيامه قبل السلم) .قوله :لم يعتد بجميع ما أتى به( أي من الركان .والمناسب
في الجواب أن يقول :وجب عليه الجلوس ول يعتد إلخ) .قوله :حتى يجلس( قال سم:
أي وإن سلم المام قبل أن يجلس ،وإذا جلس قبل سلم المام وكععان موضععع جلوسععه
كما هو الفرض لم يجب قيامه فورا بعد سلم المام كمععا لععو لعم يقععم ،وكعذا إذا جلعس
بعد سلم المام فيما يظهر ،لن قيامه لغو ،فكأنه باق في الجلوس ،وهو لو بقععي فععي
الجلوس لم يلزمه القيام فورا بعد سلم المام .اه) .قوله :ومتى علم( أي أو تذكر أنه
قام قبل سلم المام) .قوله :بطلت صلته( أي لعدم التيان بالجلوس الععواجب عليععه.
اه ع ش) .قوله :وبه فارق( أي وبلععزوم جلوسععه المفهععوم مععن قععوله حععتى يجلععس ثععم
قيامه فارق من قام إلخ ،وذلك لنه ل يلزم الجلععوس والقيععام حععتى ل يعتععد بمععا قععرأه.
)قوله :لنه ل يلزمه العود إليه( أي إلى التشهد) .قععوله :وشععرط لقععدوة( أي لصععحتها
المستلزمة صحة الصلة .وقوله :شروط أي سععبعة ،نظمهععا ابععن عبععد السععلم بقععوله:
وسبعة شروط القتداء * * :نية ،قدوة بل امتراء كذا اجتمععاع لهمععا فععي الموقععف * *
مع المساواة أو التخلف وعلم مأموم بالنتقال * * توافق النظمين فععي الفعععال توافععق
المام فععي السععنة إن * * كععان بخلفععه تفععاحش يبععن تتععابع المععام فيمععا فعل * * تععأخر
المأموم عنه أول ونظمها بعضععهم فععي بيععتين فقععال :وافععق النظععم وتععابع واعلمععن * *
أفعال متبوع مكععان يجمعععن واحععذر لخلععف فععاحش تععأخرا * * فععي موقععف مععع نيععة -
فحررا )قوله :منها نية اقتعداء( أي نيعة المعأموم القتعداء ،وذكعر خمعس كيفيعات لنيعة
القدوة .وإنما اشععترطت النيععة لصععحة القععدوة لنهععا عمععل ،فععافتقرت للنيععة) .قععوله :أو
جماعة( أي أو نية جماعة ،ويصح للمام نيتها أيضا ،فيكععون معناهععا فععي حقععه غيععر
معناها في حق المأموم .ول يضر ذلك في حالة الطلق لنها تنزل في كل علععى مععا
يليق به ،لن قرائن الحوال قد تخصص النيات) .قوله :أو ائتمام( أي أو نيعة ائتمعام.
)قوله :بالمام( متعلق بكل من القتداء والجماعة والئتمام .قال
] [ 25
الكردي :ذكر في اليعاب في اشتراط ذلك خلفا طويل اعتمد منه الكتفاء بنية
الئتمام أو القتداء أو الجماعة ،وهو كععذلك فععي شععرحي الرشععاد والتحفععة والنهايععة.
واعتمد الخطيب في المغني خلفععه ،فقععال :ل يكفععي كمععا قععاله الذرعععي ،إطلق نيععة
القتداء من غير إضافة إلى المععام .اه .وقععوله :الحاضععر أي الععذي وصععفه هععذا فععي
الواقع ،ل أنه ملحوظ في نيته ،فل ينافي أنه ل يجععب تعييععن المععام باسععمه أو صععفته
التي منها الحاضر) .قوله :أو الصلة معه( بالجر معطععوف علععى اقتععداء ،أي أو نيععة
الصلة معه ،أي مع المام) .قوله :أو كونه مأموما( أي أو نية كونه مأموما) .قععوله:
مع تحرم( الظرف متعلق بمحذوف حال مععن نيععة اقتععداء ،أي حععال كونهععا كائنععة مععع
التحرم .قال سم :ينبغي النعقاد إذا نوى في أثناء التكععبيرة أو آخرهععا .اه) .قععوله :أي
يجب أن تكون إلخ( هذا إن أراد القتداء به ابتععداء ،فل ينععافي مععا مععر أنععه لععو صععلى
منفردا ثم نوى القدوة فععي أثنععاء صععلته جععاز .وقععوله :مقترنععة مععع التحععرم المناسععب
مقترنععة بععالتحرم ،بالبععاء بععدل مععع ،ثععم إن وجععوب القععتران بالنسععبة للجمعععة لجععل
انعقادها ،لن الجماعة شرط فيها ،وبالنسبة لغيرها لجل تحصععيل فضععيلة الجماعععة،
كما يفيده كلمه بعد) .قوله :وإذا لم تقترن إلععخ( المناسععب التعععبير بالفععاء ،لن المقععام
يفيد التفريع .وقوله :نية نحو القتداء أي كالجماعة والئتمام .وقوله :بععالتحرم متعلععق
بتقععترن) .قععوله :لععم تنعقععد الجمعععة( مثلهععا المعععادة والمجموعععة بععالمطر والمنععذورة
جماعتها لشتراط الجماعععة فيهععا) .قعوله :لشعتراط الجماعععة فيهععا( أي فععي الجمعععة.
)قوله :وتنعقد( الولى وينعقد بياء الغيبة) .وقععوله :غيرهععا( أي الجمعععة) .قععوله :فلععو
ترك هذه النية( أي تحقق عدم التيان بها ،ولو لنسيان أو جهل .اه .برماوي) .قععوله:
أو شك فيها( أي في هذه النية .وفي هذه الحالة هو منفرد ،فليس لععه المتابعععة) .قععوله:
وتابع إلخ( هذا في غير الجمعة ،أما فيهععا فيععؤثر الشععك إن طععال زمنععه وإن لععم يتععابع
ومضى معه ركن ،كما لو شك فععي أصععل النيععة .وقععوله :مصععليا مفعععول تععابع ،وهععو
صادق بمن كان إماما لجماعة وبغيره) .قوله :في فعل( أي ولععو بالشععروع فيععه ،كمععا
يفيده قوله بعد :كأن هوى إلخ) :قوله :أو في سلم( معطوف على فععي فعععل ،أي بععأن
وقف سلمه على سلم غيره من غير نية قدوة .وخرج بالسععلم غيععره مععن القععوال،
فل تضر المتابعة فيه) .قوله :بأن قصد ذلك( أي تعمد ما ذكر من المتابعععة فععي فعععل
أو سلم ،والجار والمجرور حال من فاعل تابع ،أي تععابع حععال كععونه متلبسععا بقصععد
المتابعة ،فلو تابع اتفاقا ل يضر ،وقال ع ش :هو تصوير للمتابعة) .قععوله :مععن غيععر
اقتداء به( متعلق بقصد) .قوله :وطال عرفا انتظععاره لععه( أي لمععا ذكععر مععن الفعععل أو
السلم لجل أن يتبعه فيه .وخرج به ما إذا تابعه من غير انتظار أو بعد انتظار لكنه
غير طويععل فل يضععر ،ومثلععه إذا طععال ولكنععه لععم يتععابعه .والتقييععد فععي مسععألة الشععك
بالطول والمتابعة هو المعتمد -كما في التحفة والنهاية والمغني -خلفععا لجمععع منهععم
السنوي ،والذرعي ،والزركشي -جعلععوا الشععك فععي نيععة القععدوة كالشععك فععي أصععل
النية ،فأبطلوا الصععلة بالطويععل وإن لععم يتععابع ،وباليسععير حيععث تععابع) .قععوله :بطلععت
صلته( أي لنه متلعب لكونه وقفها على صععلة غيععره بل رابععط بينهمععا .قععال فععي
النهايععة :هععل البطلن عععام فععي العععالم بععالمنع والجاهععل أو مختععص بالعععالم ؟ قععال
الذرعي :لم أر فيه شيئا ،وهو محتمل ،والقرب أنه يعذر .لكن قال في الوسععيط :إن
الشبه عدم الفرق .وهو الوجه .اه) .قوله :ونية إمامة( مبتدأ ،خععبره سععنة .قععال فععي
الزبد :ونية المأموم أول تجب * * وللمام غير جمعة ندب قال في التحفة :ووقتهععا -
أي نية المامة ،عند التحرم ،وما قيل إنها ل تصح معه -لنه حينئذ غير إمام -قععال
الذرعي :غريب ،ويبطله وجوبها على المععام فععي الجمعععة عنععد التحععرم) .قععوله :أو
جماعة( قد تقدم أنها صالحة له ،كما
] [ 26
هي صالحة للمأموم والتعيين بالقرائن) .قوله :سنة لمععام( أي ولععو كععان راتبععا.
وفي البجيرمي :وإذا لم ينو المام المامة استحق الجعل المشروط له ،لنه لم يشرط
عليه نية المامة ،وإنما الشرط ربط صلة المأمومين بصلته ،وتحصل لهععم فضععيلة
الجماعة ،ويتحمل السهو وقعراءة المعأمومين علعى المعتمعد .وصعرح بعه سعم ،خلفعا
للشبراملسععي .اه) .قععوله :فععي غيععر جمعععة( سععيأتي محععترزه) .قععوله :لينععال فضععل
الجماعة( أي ليحوز ثواب الجماعة ،وهععو تعليععل لسععنية نيععة المامععة للمععام) .قععوله:
وتصح نيتها( أي المامة) .قوله :إن وثق بالجماعة( قيد لصحة نيتها إذا لم يكن خلفه
أحد ،ومفاده أنه إذا لم يثق بها ل تصح نيته للمامة ،فإن نوى بطلععت ،لتلعبععه .وبععه
صرح سم ،وعبارته) :فرع( المتبادر من كلمهم أن من نوى المامععة وهععو يعلععم أن
ل أحد يريد القتداء به لم تنعقد صلته ،لتلعبه ،وأنه ل أثععر لمجععرد احتمععال اقتععداء
جني أو ملك به .نعم ،إن ظن ذلك لم يبعد جواز نيععة المامععة أو طلبهععا .اه) .وقععوله:
على الوجه( مقابله أنها لم تصح ،وإن وثق بالجماععة) .قعوله :لنعه سيصعير إمامعا(
تعليل لصحة نية المامة إذا لم يكن خلفه أحد) .قوله :فإن لم ينو( أي المامععة أصععل.
)قوله :دونه( أي المام ،أي فل يحصل له فضل الجماعة ،إذ ليععس للمععرء مععن عملععه
إل ما نوى) .قوله :وإن نواه( أي ما ذكر من المامة أو الجماعة .والولععى أن يقععول
نواها بضمير المؤنث) .قوله :في الثناء( أي أثناء الصلة) .قوله :حصل لععه الفضععل
من حينئذ( أي من حين النية .فإن قلت :مر أن من أدرك الجماعة في التشععهد الخيععر
حصل له فضلها كلها فما الفرق ؟ .قلت :انعطاف النية على مععا بعععدها هععو المعهععود،
بخلف عكسه ،ويرد عليه الصوم ،فإنه إذا نواه في النفععل قبععل الععزوال تنعطععف نيتععه
على ما قبله .ويمكن الفرق بأن الصلة يمكن فيها التجععزي ،أي يقععع بعضععها جماعععة
وبعضها فرادى ،بخلف الصععوم) .فععإن قلععت( :نيععة المععأموم الجماعععة فععي الثنععاء ل
يجوز بها الفضيلة ،بل هي مكروهة .فما الفععرق بينععه وبيععن المععام .قلععت :الفععرق أن
المام مستقل في الحالتين ،والمأموم كان مستقل وصار تابعا ،فانحطت رتبته ،فكععره
في حقه ذلعك) .قعوله :أمعا فعي الجمععة فتلزمعه معع التحعرم( أي فتلزمعه نيعة المامعة
مقترنة بالتحرم ،فلو تركها معه لم تصح جمعتععه ،سععواء كععان مععن الربعيععن أو زائدا
عليهم ،وإن لم يكن من أهل وجوبها .نعم ،إن لم يكن من أهععل الوجععوب ونععوى غيععر
الجمعة لم تجب عليه نية المامععة .ومثععل الجمعععة :المعععادة ،والمجموعععة جمععع تقععديم
بالمطر ،فتلزمه نية المامة فيهما .وقال في النهاية :ومثلها في ذلك المنذورة جماعععة
إذا صلى فيها إماما .اه .أي فتلزمه فيها نية المامة ،فلو لم ينوهععا ل تنعقععد .وقععال ع
ش :فيه نظر ،لنه لو صلها منفعردا انعقعدت ،وأثعم بععدم فععل معا العتزمه .فالقيعاس
انعقادها حيث لم ينو المامة فرادى ،لن ترك نية المامة ل يزيد على فعلها منفععردا
ابتداء .اه) .قوله :ومنها( أي من شروط صحة القدوة) .وقوله :عدم تقدم إلخ( أي لما
صح من قوله )ص( :إنما جعل المام ليؤتم به الئتمام :التبععاع .والمتقععدم غيععر تععابع
فإن تقدم عليه -بما سيأتي في غير صلة شدة الخوف -في جعزء معن صعلته بشعئ
مما ذكر لم تصععح صعلته .وفعي الكععردي معا نصعه :فعي اليعععاب بحعث بعضعهم أن
الجاهل يغتفر له التقدم ،لنه عذر بأعظم من هذا ،وإنما يتجه في معععذور لبعععد محلععه
أو قرب إسععلمه .وعليعه ،فالناسععي مثلععه .اه .ونقلععه الشعوبري فععي حواشععي المنهععج،
والهاتفي في حواشي التحفة .اه.
] [ 27
)قوله :بعقب( هععو معا يصععيب الرض معن معؤخر القعدم) .وقععوله :وإن تقععدمت
أصابعه( أي أن الشرط عدم تقدمه بالعقب فقط ،سععواء تقععدمت الصععابع أو تععأخرت،
فإنه ل يضر ذلك .وذلك لن فحش التقدم إنما يظهر بالعقب .قال في التحفععة :فل أثععر
لتقدم أصابع المأموم مع تأخر عقبه ول للتقدم ببعض العقب المعتمد علععى جميعععه إن
تصور فيما يظهر ترجيحه من خلف .حكاه ابن الرفعة عن القاضي .وعلععل الصععحة
بأنها مخالفعة ل تظهعر ،فأشعبهت المخالفعة اليسعيرة فعي الفععال .اه .واعتبعار التقعدم
المضر بالعقب هو في حق القائم ،وكذا الراكع .أما القاعد فبألييه .والمضطجع بجنبععه
وفي المستلقي احتمالن .قال ابن حجر :العبرة فيه بالعقب .وقعال غيععره برأسعه .قععال
في التحفة :ومحل ما ذكر في العقب وما بعده إن اعتمد عليه ،فإن اعتمد علععى غيععره
وحده ،كأصابع القائم وركبة القاعد ،اعتععبر مععا اعتمععد عليععه علععى الوجععه .حععتى لععو
صلى قائما معتمدا على خشبتين تحت أبطه فصارت رجله معلقععتين فععي الهععواء ،أو
مما ستين للرض من غير اعتماد بأن لم يمكنه غير هععذه الهيئة ،اعتععبرت الخشععبتان
فيما يظهر .ويتردد النظر في مصلوب اقتدى بغيره ،لنه ل اعتماد له على شععئ ،إل
أن يقال اعتماده في الحقيقة على منكبيه ،لنهما الحاملن له .فليعتبر .اه) .قوله :أمععا
الشك إلخ( هذا محترز قوله يقينا) .قوله :لكنهععا مكروهععة( أي كراهععة مفوتععة لفضععيلة
الجماعة فيما ساواه فيه فقط .وكذا يقال في كل مكروه مععن حيععث الجماعععة .قععال فععي
التحفة -كالنهاية -الفائت هنا فيما إذا ساواه في البعض السبعة والعشععرون فععي ذلععك
البعض العذي وقععت فيعه المسعاواة .لكعن قعال السعيد عمعر البصعري أن أراد فضعيلة
السبعة والعشرين ،من حيث ذلك المندوب الذي فوته فواضح ،أو مطلقا فعدم التيععان
بفضيلة ل يخل بفضيلة ما أتى به .وسبقه إلى ذلك سم والطبلوي .ويجري ذلععك فععي
غيره من المكروهات التية وغيرها .اه .بشرى الكريم) .قوله :ونعدب وقعوف ذكعر(
التعبير بالوقوف هنا وفيما سيأتي للغالب ،فلو لم يصل واقفا كان الحكم كذلك) .قوله:
لم يخضر غيره( خرج به ما إذا حضر غيره معه إلى الصف ،فينععدب لهمععا الوقععوف
معا خلفه .وسيصرح به) .قوله :عن يمين المام( متعلق بوقوف .قال الكردي :رأيت
في شرح البخاري للقسطلني مععا نصععه :وقععال أحمععد :مععن وقععف علععى يسععار المععام
بطلت صلته) .قوله :وإل سن( أي وإن لم يقف على يمينه بععأن وقععف علععى يسععاره،
سن للمام تحويله من غير فعل كثير .وعبارة المغنى :فإن وقف عن يساره أو خلفععه
سن له أن يندار مع اجتناب الفعال الكثيرة ،فععإن لععم يفعععل ،قععال فععي المجمععوع :سععن
للمام تحويله .اه .وقال سم :فإن خالف ذلك كره ،وفاتته فضيلة الجماعة .كمععا أفععتى
به شيخنا الرملي .اه .وقوله :للتبععاع دليععل لنععدب وقععوف الععذكر عععن يمينععه ،ولنععدب
التحويل .وذلك ما رواه الشيخان عععن ابععن عبععاس رضععي الع عنهمععا قععال :بععت عنععد
خالتي ميمونة ،فقام النبي )ص( يصلي من الليععل ،فقمععت عععن يسععاره ،فأخععذ برأسععي
فحولني عن يمينه .قال في النهاية :ويؤخذ منه أنه لو فعععل أحععد مععن المقتععدين خلف
السنة استحب للمام إرشاده إليها بيده أو غيرها ،إن وثق منه بالمتثال .ول يبعععد أن
يكون المأموم مثله في الرشاد المذكور .اه) .قوله :متأخرا( حال من ذكر ،أي حععال
كونه متأخرا عن المام ،وهو سنة مسعتقلة) .وقعوله :قليل( صعفة لمصعدر محعذوف،
أي تأخر قليل ،وهو سنة أيضا .فهاتان سنتان ،فكان الولى أن يقععول :ويسععن تععأخره
عنه ،وكونه قليل) .قوله :بأن تتأخر أصابعه( تصوير للقلة .وهذا هو ما فععي التحفععة.
وصوره في اليعاب بخروجه عن المحاذاة ،وفي فتح الجواد بععأن ل يزيععد مععا بينهمععا
على ثلثة أذرع .قععال :ويحتمععل ضععبطه بععالعرف .ومحععل سععنية التععأخر هنععا ،وفيمععا
سيأتي ،إذا كان المام مستورا ،فإذا كان عاريا وكان المأموم بصيرا في ضععوء وقفععا
متحععاذيين) .قععوله :وخععرج بالععذكر النععثى( أي والخنععثى) .قععوله :فتقععف( أي النععثى.
وقوله :خلفه أي المام) .وقوله :مع مزيد تأخر( ظاهره ولو زاد على ثلثة أذرع.
] [ 28
ثم رأيت في فتاوي ابن حجر ما يفيد ذلك ،ونص عبارتها :سئل -نفع ال ع بععه -
عن قولهم :يستحب أن ل يزيد ما بين المام والمأمومين على ثلثة أذرع ،فلععو تععرك
هذا المستحب هل يكععون مكروهععا ؟ كمععا لععو سععاواه فععي الموقععف وتفععوت بععه فضععيلة
الجماعة أم ل تفوت ؟ وكذلك لو صف صفا ثانيا قبل إكمال الول ،هععل يكععون كععذلك
مكروها تفوت به فضيلة الجماعة أم ل ؟ فأجاب بقععوله :كععل مععا ذكععر مكععروه مفععوت
لفضيلة الجماعة .فقد قال القاضي وغيره ،وجزم به في المجموع ،السنة التي ل يزيد
ما بين المام ومن خلفه من الرجال على ثلثة أذرع تقريبا ،كما بين كل صفين .أمععا
النساء فيسن لهن التخلف كثيرا .اه .بحذف) .قوله :فإن جاء ذكر آخر( أي بعد اقتداء
الجائي أول بالمام) .قوله :أحرم عن يساره( أي المام .هعذا إن كععان بيسععاره محععل،
وإل أحرم خلفه ثم تأخر عنه من هو على اليمين) .قوله :ثم بعععد إحرامععه تععأخرا( أي
أو تقدم المام ،والتأخر أفضل ،فإن لم يمكن إل أحدهما فعل ،وأصل ذلك خبر مسععلم
عن جابر رضي ال عنه :قمت عن يسار رسول الع )ص( فععأدارني عععن يمينععه ،ثععم
جاء جبار بن صخر فأقامه عن يساره ،فأخذ بأيدينا جميعا فععدفعنا حععتى أقامنععا خلفععه.
وخرج بقوله بعد إحرامه ،ما إذا تأخر من على يمين المام قبل إحرام الثاني .وبقول
تأخرا :ما إذا لم يتأخرا .وبقوله في قيام أو ركوع :ما إذا تععأخرا فعي غيعر ذلععك .ففعي
الجميع يكره ذلك ،ويفوت به فضل الجماعة) .قوله :ووقععوف رجليععن جععاءآ معععا( أي
ونععدب وقععوف رجليععن حضععرا ابتععداء ،أي أو مرتبععا .ولععو قععال ذكريععن لكععان أولععى،
لشمولهما الصبيين والرجل والصبي) .وقوله :خلفه( ظرف متعلق بوقععوف .وكععذا إذا
حضرت المرأة وحدها أو النسوة وحدهن فإنها تقععوم ،أو يقمععن خلفععه ،ل عععن اليميععن
ول عن اليسار .ولو حضر ذكر وامرأة قام الذكر عن يمينه ،والمرأة خلف الذكر .أو
ذكران وامرأة صفا خلفه ،والمرأة خلفهما .أو ذكر وامرأة وخنثى ،وقععف الععذكر عععن
يمينه ،والخنثى خلفهما ،والمرأة خلف الخنثى) .قوله :وندب وقععوف فععي صععف أول(
قال القطب الغوث سيدنا الحعبيب عبعد الع الحعداد فعي نصعائحه :ومعن المتأكععد الععذي
ينبغي العتناء به ،والحرص عليه ،الملزمة للصف الول ،والمداومة على الوقوف
فيه ،لقوله عليه السلم :إن ال وملئكته يصلون على الصفوف المقدمة .ولقوله عليه
السلم :لو يعلم الناس ما في الذان والصف الول ،ثم لم يجدوا إل أن يستهموا عليه
لستهموا .ومعنى الستهام :القتراع .ويحتاج من يقصععد الصععلة فععي الصععف الول
لفضله إلى المبادرة قبل ازدحام الناس وسبقهم إلى الصف الول ،فإنه مهما تأخر ثععم
أتععى وقععد سععبقوه ربمععا يتخطععى رقععابهم فيععؤذيهم ،وذلععك محظععور ،ومععن خشععي ذلععك
فصلته في غير الصف الول أولى به ،ثم يلوم نفسه على تأخره حتى يسععبقه النععاس
إلى أوائل الصفوف .وفي الحديث :ل يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم ال ع تعععالى.
ومن السنن المهملة المغفول عنها تسعوية الصعفوف والعتراص فيهععا ،وقعد كعان عليعه
الصلة والسلم يتولى فعل ذلك بنفسه ،ويكثر التحريععض عليععه والمععر بععه ،ويقععول:
لتسون صفوفكم أو ليخالفن ال بين قلعوبكم .ويقعول :إنعي لرى الشعياطين تعدخل فعي
خلل الصفوف .يعنععي بهععا :الفععرج الععتي تكععون فيهععا .فيسععتحب إلصععاق المنععاكب مععع
التسوية ،بحيث ل يكون أحععد متقععدما علععى أحععد ول متععأخرا عنععه ،فععذلك هععو السععنة.
ويتأكد العتناء بذلك ،والمر به من الئمة ،وهم به أولى معن غيرهععم معن المسعلمين
فإنهم أعوان على البر والتقوى ،وبععذلك أمععروا ،قععال تعععالى) * :وتععاونوا علععى العبر
والتقوى ،ول تعاونوا على الثم والعدوان( * فعليك -رحمعك الع تعععالى -بالمبععادرة
إلى الصف الول ،وعليك بععرص الصععفوف وتسععويتها مععا اسععتطعت ،فععإن هعذه سععنة
مثبتة من سنن رسول ال )ص( ،من أحياها كان معه في الجنة ،كما ورد .اه.
] [ 29
وقال في الروض وشعرحه :ويسععتحب قبعل التكععبير للحععرام أن يععأمرهم المعام
بتسععوية الصععفوف ،كععأن يقععول :اسععتووا رحمكععم العع ،أو سععووا صععفوفكم ،لخععبر
الصحيحين :اعتعدلوا فعي صعفوفكم وتراصعوا ،فعإني أراكعم معن ورائي .قعال أنعس -
رواية -فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه ،وقععدمه بقععدمه .ولخععبر مسععلم:
كان يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح .وأن يلتفت لذلك يمينععا وشععمال لنععه أبلععغ
في العلم .اه) .قوله :وهو ما يلي المام( أي الصف الول هععو الععذي يلععي المععام،
أي الذي لم يحل بينه وبين المام صف آخر معن المصعلين .وإذا صعلى المعام خلعف
المقام في المسجد الحرام واستدار المصلون حول الكعبة ،فالصععف الول -فععي غيععر
جهة المام -ما اتصل بالصف الذي وراء المام ،ل ما قرب مععن الكعبععة -كمععا فععي
فتح الجواد -ونص عبارته :والصف الول في غير جهة المععام مععا اتصععل بالصععف
الذي وراء المام ،ل ما قرب للكعبة ،كما بينتععه ثععم .أي فععي الصععل .اه .ومثلععه فععي
النهاية ونصها :ويسن أن يقععف المعام خلعف المقعام للتبععاع .والصعف الول صععادق
على المستدير حول الكعبة المتصل بما وراء المام ،وعلى من في غيععر جهتععه وهععو
أقرب إلى الكعبة منه ،حيث لم يفصل بينه وبين المام صف .اه .وكتععب ع ش -مععا
نصه :قوله حيث لم يفصل بينه وبين المام :المتبادر أن الضععمير راجععع لقععوله وهععو
أقرب إلى الكعبة منه ،وهو يقتضي أنه لو وقف صععف خلععف القععرب وكععان متصععل
بمن وقف خلف المام ،كان الول المتصل بالمام .لكن في حاشية سعم علععى المنهعج
معا يخعالفه ،وعبعارته) :فعرع( أفعتى شعيخنا الرملعي ،كمعا نقلعه م ر ،بمعا حاصعله أن
الصف الول في المصلين حول الكعبة هو المتقععدم ،وإن كععان أقععرب فععي غيععر جهععة
المام ،أخذا من قولهم :الصف الول هو الذي يلي المام ،لن معناه الذي ل واسععطة
بينعه وبينعه ،أي ليععس قعدامه صعف آخععر بينعه وبيعن المعام .وعلععى هعذا فععإذا اتصععل
المصلون بمن خلف المام الواقف خلف المقععام وامتععدوا خلفععه فععي حاشععية المطععاف،
ووقف صف بين الركنين اليمانيين قدام من في الحاشية من هذه الحلقة الموازين لمن
بين الركنين ،كان الصف الول من بيعن الركنيععن ،ل المععوازين لمعا بينهمععا معن هعذه
الحلقة ،فيكون بعض الحلقة صفا أول ،وهم من خلف المام فععي جهتععه ،دونععه بقيتهععا
في الجهات إذا تقدم عليهم غيرهم .وفي حفظي أن الزركشععي ذكععر مععا يخععالف ذلععك.
اه .وفي كلم شيخنا الزيادي ما نصه :والصف الول حينئذ في غير جهة المععام مععا
اتصل بالصف الول الذي وراءه ،ل ما قارب الكعبة .اه .وهذا هو القرب الموافععق
للمتبععادر المععذكور .اه) .قععوله :وإن تخللععه منععبر( أي حيععث كععان مععن بجععانب المنععبر
محاذيا لمن خلف المام ،بحيث لععو أزيععل ووقععف موضعععه شععخص مثل صععار الكععل
صفا واحدا .اه .ع ش .والغاية للرد على من يقول أن تخلل نحو المنبر يقطع الصف
الول ،كما يستفاد من فتاوي ابن حجر ،ونص عبارتها) .سئل( رضعي الع عنعه بمعا
صورته :ما ضابط الصف الول ؟ وهععل يقطعععه تخلععل نحععو منععبر أو ل ؟ )فأجععاب(
بقوله :قال في الحيععاء :إن المنععبر يقطععع الصععف الول ،وغلطععه النععووي فععي شععرح
مسلم ،وبيعن أن الصععف الول الممععدوح هععو الععذي يلععي المععام ،سعواء كععان صععاحبه
متقدما أم متأخرا ،وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم ل .ثم قععال :وهععذا هععو الصععحيح
الذي يقتضيه ظواهر الحاديث ،وصرح به الجمهور ،ثم نقل فيه قول :إنه الذي يلععي
المام من غير أن يتخلله نحو مقصورة ،وقول آخر إنه الذي سبق إلى المسععجد ،وإن
صلى في صف متأخر ،وغلطهما .وقد يؤخذ مععن قععوله أم متععأخرا :أنععه لععو بقععي فععي
الصععف الول فرجعة كععان المقابعل لهععا معن الصععف الثععاني أو الثعالث مثل صععفا أول
بالنسبة لمن بعده ،وهو قريب إن تعذر عليه الذهاب إليها ،وإل فوقوفه دونها مكروه،
إذ يكره الوقوف في صف قبل إكمال الذي أمامه .اه.
] [ 30
)قوله :ثم ما يليه( أي ثععم ينععدب الوقععوف فيمععا يلععي الصععف الول) .واعلععم( أن
أفضععلية الول فععالول تكععون للرجععال والصععبيان ،وإن كععان ثععم غيرهععم ،وللخنععاثى
الخلععص ،أو مععع النسععاء وللنسععاء الخلععص ،بخلف النسععاء مععع الععذكور أو الخنععاثى،
فالفضل لهن التأخر ،وكذا الخناثى مع الذكور .وأصل ذلك خبر مسلم :خير صفوف
الرجال أولها ،وشععرها آخرهععا .وخيععر صععفوف النسععاء -أي مععع غيرهععن -آخرهععا،
وشرها أولها) .قوله :وأفضل كل صععف يمينععه( أي مععا كععان علععى يمينععه ،وذلععك لمععا
روي عن أبي هريرة :الرحمة تنزل على المام ،ثم مععن علععى يمينععه الول ،فععالول.
وكتب سم ما نصه :قوله وأفضل كل صف يمينه :لعله بالنسبة ليساره ،ل لمععن خلععف
المام .وعبارة العباب وشرحه :والوقوف بقرب المععام فععي صععف أفضععل مععن البعععد
عنه فيه ،وعن يمين المام وإن بعد عنه ،أفضل من الوقععوف عععن يسععاره وإن قععرب
منه .ومحاذاته ،بأن يتوسطوه ويكتنفوه من جععانبيه أفضععل .اه) .قععوله :ولععو تععرادف(
أي تعارض) .وقوله :يمين المععام( أي الوقععوف عععن يميععن المععام فععي غيععر الصععف
الول) .وقوله :والصف الول( أي الوقوف فيه في غير يمين المععام) .وقععوله :قععدم(
أي الصف الول) .قوله :ويمينه إلخ( أي فلو تعارض الوقععوف فععي يميععن المععام مععع
البعد عنه ،والوقوف في يسععاره مععع القععرب منععه ،قععدم الول ،وإن كععان مععن باليسععار
يسمع المام ويرى أفعاله) .قوله :وإدراك الصف الول إلخ( يعني لو تعععارض عليععه
إدراك الصف الول وإدراك ركوع غير الركععة الخيعرة ،فعإن ذهعب للصعف الول
يفوته ركوع ذلك ،وإن وقف في غير الصف الول أدركه ،فععالولى لععه الععذهاب إلععى
الصف الول ليحوز فضله) .قوله :فإن فوتها إلععخ( أي فععوت الركعععة الخيععرة قصععد
الصف الول ،بأن كان لو ذهب إلى الصععف الول رفععع المععام رأسعه مععن الركععوع،
ولو لم يذهب إليه ،أدرك ركععوع المععام فععي الركعععة الخيععرة) .قععوله :فإدراكهععا( أي
الركعة الخيرة) .وقوله :أولى من الصف الول( تقدم عن الرملععي الكععبير أن إدراك
الصف أولى) .قوله :وكره لمأموم انفععراد إلععخ( أي ابتععداء ودوامععا -كمععا فععي ح ل -
وتفوت به فضيلة الجماعة .قال م ر في شرحه ،وحجر وسم :إن الصفوف المتقطعععة
تفوت عليهم فضيلة الجماعة .اه .وقال م ر في الفتععاوي ،تبعععا للشععرف المنععاوي ،إن
الفائت عليهم :فضيلة الصفوف ،ل فضيلة الجماعععة .ومععال ع ش إلععى مععا فععي شععرح
الرملي ،لنه إذا تعارض ما فيه وغيره قدم ما في الشرح اه .بجيرمي) .قععوله :الععذي
من جنسه( أي المأموم ،كأن كععان رجل وأهععل الصععف كلهععم رجععال ،أو أنععثى وأهععل
الصف كلهم إناث ،أو خنثى وأهل الصف كلهم خناثى .وخرج بالجنس غيره .كامرأة
وليس هناك نساء ،أو خنثى وليس هناك خناثى ،فل كراهة بل يندب) .قوله :إن وجععد
فيه( -أي الصف -سعة ،بأن كان لو دخل في الصف وسعه ،من غير إلحععاق مشععقة
لغيره ،وإن لم تكن فيه فرجة فإن لم يجد السعة أحرم ،ثم بعده جععر إليععه شخصععا مععن
الصف ليصطف معه ،خروجا من الخلف ،ولما رواه الطععبراني عععن وابصععة :أيهععا
المصلي وحده ،أل وصععلت إلععى الصععف فععدخلت معهععم ؟ أو جععررت إليععك رجل إن
ضاق بك المكعان فقعام معععك ؟ أععد صععلتك فععإنه ل صعلة لعك) .وقععوله :أععد إلععخ(
محمول على الندب ،وسن لمجروره مساعدته بموافقته ،فيقف معه صفا لينععال فضععل
المعاونة على البر والتقوى .وظاهر أنه ل يجر أحدا من الصف إذا كان اثنيععن ،لنععه
يصير أحدهما منفردا) .والحاصل( شروط الجر أربعة :أن يكون الجر بعععد إحرامععه.
وأن يجوز موافقته ،وإل امتنع خوف الفتنععة ،وأن يكععون حععرا ،لئل يععدخل غيععره فععي
ضمانه بالستيلء عليه .وأن ل يكون الصف اثنين .وقد نظمهععا ) (1بعضععهم بقععوله:
لقد سن جر الحر من صف عدة * * يري الوفق فاعلم في قيام قد احرما
لقد وقد نظمها أي مع زيادة شرط وهو ان يكون في القيام اه مؤلف
] [ 31
وقوله قد أحرما :بنقل همزة أحرم للدال) .قوله :بل يدخله( أي الصف الذي فيععه
سعة .ولو وجدها وبينه وبينها صفوف كثيرة خرق جميعها ليدخل تلك الفرجة ،لنهم
مقصرون بتركها ،ولكراهة الصلة لكل من تأخر عن صفها .وبهذا يعلععم ضعععف مععا
قيل من عدم فوت الفضيلة هنا على المتأخرين .نعم ،إن كععان تععأخرهم لعععذر ،كععوقت
الحععر بالمسععجد الحععرام ،فل كراهععة ،ول تقصععير كمععا هععو ظععاهر .كععذا فععي التحفععة
والنهاية) .قوله :وشروع في صف إلخ( أي وكره شروع في صف قبل إتمام الصععف
الذي أمامه) .وسئل( الشهاب ابن حجر عما عم البتلء به في المسجد الحععرام .وهعو
أنه ل يتم فيه غير صف الحاشية -أي حاشية المطاف -على أنه إنما يتم فععي بعععض
الفروض ل كلها ،وأكثر الناس يتخلفون عن الصف الول أو الثاني مععع نقصععه فهععل
يكره ذلك وتفوت به فضيلة الجماعة أو ل ؟) .فأجاب( رضععي الع عنععه :نعععم ،يكععره
ذلععك للحععاديث التيعة فيععه ،وتفععوت بععه فضععيلة الجماعععة ،ل بركتهععا المانعععة لتسععلط
الشيطان ووسوسته ،ول صورتها المسقطة لفرض الكفاية أو العين في الجمعة .فعلععم
أنه ل يلزم من سععقوط فضععيلتها سععقوط صععورتها ،خلفععا لكععثيرين وهمععوا فيععه .وقععد
صرح في شرح المهذب بكراهة ذلك ،لنعه خعالف فيعه فعاعله المتابععة المندوبعة فعي
المكان ونحوه .وسبقه الصحاب إلى ذلك حيث قالوا :يكره إنشاء صف من قبل إتمام
ما قبله ،وصرحوا بأن كل مكروه من حيث الجماعة يكون مبطل لفضيلتها ،أي التي
هي سبع وعشرون درجة .وقد ورد خبر :من وصل صفا وصله ال ،ومن قطع صفا
قطعععه الع تعععالى .أي عععن الخيععر والكمععال .وأخععذ منععه ابععن حععزم :بطلن الصععلة.
والبخاري أن فاعل ذلك يأثم .ورد بأن غيرهما حكععى الجمععاع علععى عععدم الوجععوب.
اه .ملخصا من هامش على شرح المنهج بخط العلمة الشععيخ محمععد صععالح الرئيععس
المكي ،رحمه ال تعالى) .قوله :ووقوف الذكر الفرد عععن يسععاره( أي ويكععره وقععوف
الذكر الفرد عن يسار المام .وهذا محترز قوله عن يمين المام ،وكععذا قععوله ووراءه
ومحاذيا له) .قوله :ومحاذيا له( أي مسعاويا) .قععوله :ومتعأخرا كععثيرا( أي بعأن يكعون
زائدا على ثلثة أذرع .وهذا محترز قوله متأخرا قليل) .قععوله :وكععل هععذه( أي وكععل
واحدة من هذه الصور ،وهي النفراد عن الصف ،والشروع في صف قبل إتمععام مععا
قبله ،ووقوف الذكر الفرد عن يساره أو وراءه أو محاذيا له أو متأخرا كثيرا) .قععوله:
تفوت فضيلة الجماعة( أي التي هي سبع وعشرون درجة ،أو خمس وعشععرون .ول
تغفل عما سبق لك من أن المراد فوات ذلك الجزء الذي حصل فيه ذلععك المكععروه ،ل
في كل الصلة) .قوله :ويسن أن ل يزيد إلخ( فلععو زيععد علععى ذلععك كععره للععداخلين أن
يصطفوا مععع المتععأخرين ،فععإن فعلععوا لععم يحصععلوا فضععيلة الجماعععة ،أخععذا مععن قععول
القاضي :لو كان بين المام ومععن خلفععه أكععثر مععن ثلثعة أذرع فقععد ضععيعوا حقععوقهم،
فللداخلين الصطفاف بينهما ،وإل كره لهم .أفاده في التحفة) .قوله :والول والمععام(
أي ويسن أن ل يزيد ما بين الصف الول والمام) .قوله :ويقععف إلععخ( أي ويسععن إذا
تعددت أصناف المععأمومين أن يقععف خلفععه الرجععال ،ولععو أرقععاء ،ثععم بعععده -إن كمععل
صفهم -الصبيان ،ثم بعدهم -وإن لم يكمل صفهم -النساء .وذلععك للخععبر الصععحيح:
ليليني منكم أولو الحلم والنهعي -أي البعالغون الععاقلون -ثعم العذين يلعونهم .ثلثعا.
ومتى خولععف الععترتيب المععذكور كععره) .تنععبيه( النسععوة إذا صععلين جماعععة تقععف نععدبا
إمععامتهن وسععطهن ،لنععه أسععتر لهععا .ومثلهععن العععراة البصععراء ،فيقععف إمععامهم غيععر
المستور وسطهم ،ويقفون صفا واحدا إن أمكن ،لئل ينظر بعضهم إلى عورة أحد.
] [ 32
)قوله :ول يؤخر الصععبيان للبععالغين( أي إذا حضععر الصععبيان أول وسععبقوا إلععى
الصف الول ،ثم حضر البالغون ،فل ينحى الصعبيان لجلهعم ،لنهعم حينئذ أحعق بعه
منهم) .وقوله :لتحاد جنسهم( أي أن جنس الصبيان والبالغين واحد ،وهو الذكوريععة.
وأفهم التعليل المذكور أن النساء لو سبقن للصععف الول ثععم حضععر غيرهععن يععؤخرن
لجله ،وذلك لعدم اتحععاد الجنععس .وانظععر إذا أحرمععن ثععم بعععده حضععر غيرهععن ،هععل
يؤخرن بعد الحرام أو ل ؟ .ثم رأيععت ع ش اسععتقرب الول وقععال :حيععث لععم يععترب
على تأخرهن أفعال مبطلة) .قوله :ومنها( أي ومن شروط صحة القدوة) .قوله :علععم
بانتقال إمام( أي علم المأموم بانتقال إمامه .وأراد بالعلم ما يشمل الظععن ،بععدليل قععوله
أو صوت مبلغ) .قعوله :برؤيعة لعه( متعلععق بعلعم ،أي أن علمعه بعذلك يحصععل برؤيعة
إمامه) .قوله :أو لبعععض صععف( أي أو رؤيععة لبعععض صععف مععن يمينععه أو يسععاره أو
أمامه) .قوله :أو سماع لصوته( معطععوف علععى رؤيععة ،أي أو يحصععل علمععه بسععماع
لصوت إمامه) .قوله :أو صوت مبلععغ( أي أو سععماع صععوت مبلععغ ،أي وإن لععم يكععن
مصليا) .وقوله :ثقة( قال في النهاية :المراد بالثقة هنا عدل الرواية ،إذ غيره ل يقبععل
إخباره .ثم قال :ولو ذهب المبلغ في أثناء صلته لزمته نية المفارقة ،أي إن لععم يععرج
عوده قبل مضي ما يسع ركنين في ظنه فيما يظهر .فلو لم يكن ثم ثقة وجهل المأموم
أفعال إمامه الظاهرة ،كالركوع والسجود ،لم تصح صععلته ،فيقضععي لتعععذر المتابعععة
حينئذ .اه) .قوله :ومنها( أي ومن شروط صحة القدوة) .وقوله :اجتماعهما( حاصععل
الكلم على ما يتعلق بهذا الشرط ،أن لجتماعهمععا أربععع حععالت .الحالععة الولععى :أن
يجتمعا في مسجد .الحالة الثانيععة :أن يجتمعععا فععي غيععره ،وهععذه تحتهععا أربععع صععور،
وذلك لنهما إما أن يجتمعا في فضاء ،أو في بناء ،أو يكون المام في بنعاء والمعأموم
في فضاء ،أو بالعكس .الحالة الثالثة :أن يكون المام في المسجد ،والمأموم خععارجه.
الحالة الرابعة :بعكععس هععذه .ففععي الولععى يصععح القتععداء مطلقععا وإن بعععدت المسععافة
بينهما ،وحالت أبنية واختلفت ،كأن كان المام في سطح أو بئر ،والمععأموم فععي غيععر
ذلك .لكن يشترط فيها أن تكون نافذة إلععى المسععجد نفععوذا ل يمنععع السععتطراق عععادة،
كأن كان في البئر مرقى يتوصل به إلى المام من غير مشقة .ول يشععترط هنععا عععدم
الزورار والنعطاف ،ول يكفي الستطراق من فرجة في أعلععى البنععاء ،لن المععدار
على الستطراق العادي .ول يضر غلععق أبوابهععا ،ولععو ضععاع مفتععاح الغلععق ،بخلف
التسمير ،فيضر .وعلم أنه يضر الشباك الكائن في جدار المسجد ،فل تصععح الصععلة
من خلفه ،لنه يمنع الستطراق عادة .وخععالف السععنوي فقععال :ل يضععر ،لن جععدار
المسجد منه .وهو ضعيف ،لكن محل الضرر في الشباك ،إذا لم يكن الجدار الذي هو
فيععه متصععل ببععاب المسععجد ،ويمكععن الوصععول منععه إلععى المععام مععن غيععر ازورار
وانعطاف .فإن كان كذلك فل يضر .وقال ح ل :متى كان متصل بما ذكععر ل يضععر،
سواء وجد ازورار وانعطاف أو ل .وفي الصورة الولى مععن الحالععة الثانيععة يشععترط
لصحة القدوة قرب المسافة بأن ل يزيد ما بينهما على ثلثمععائة ذراع .وفععي الصععور
الثلث منها يشترط -زيادة على ذلك -عدم حائل يمنععع مععرورا أو رؤيععة أو وقععوف
واحد حذاء منفععذ فععي الحععائل إن وجععد .ويشععترط -فععي الواقععف -أن يععرى المععام أو
بعض من يقتدي به .وحكم هذا الوقف حكم المععام بالنسععبة لمععن خلفععه ،فل يحرمععون
قبله ،ول يسلمون قبله .وعند م ر :يشترط أن يكون ممن يصح القتداء به ،فإن حععال
ما يمنع ذلك أو لم يقف واحد حذاء منفذ فيه بطلت القدوة.
] [ 33
وفي الحالة الثالثة والرابعة يشععترط فيهمععا أيضععا مععا ذكععر ،معن قععرب المسععافة،
وعدم الحائل ،أو وقوف واحد حذاء المنفذ .وقد أشععار إلععى هععذه الحععوال وشععروطها
بعضهم في قوله :والشرط في المام والمأموم * * :الجتماع ،فاحفظن مفهععومي وأن
يكونا في محل الموقف * * مجتمعين يا أخي فععاعرف وإن يكععن بمسععجد فأطلقععا* * ،
ول تقيده بشرط مطلقععا وإن يكععن كععل بغيععر المسععجد * * أو فيععه شععخص منهمععا فقيععد
بشرط قرب ،وانتفاء الحائل * * فاعلم تكن بالعلم خير فاضل وذرع حد القرب حيععث
يعتبر * * هنا ثلث من مئين تختبر وقوله وإن يكن بمسجد :ا سم يكن يعود على كل
من المام والمأموم ،بدليل ما بعده) .قوله :بمكان( أي في مكععان .فالبععاء بمعنععى فععي.
والمراد ما يشمل المسجد وغيره ،كما علمت) .قوله :كما عهععد إلععخ( الكععاف للتعليععل،
وما واقعة على الجتماع المذكور ،أي لما عهد عليه الجماعات في العصر الماضععية
من اجتماع المام والمأموم في مكان واحد ،أي ومبنى العبادات على رعاية التبععاع.
)قوله :فإن كانا إلخ( شروع فيما يتعلق بالشرط المععذكور مععن الحععوال الععتي ذكرتهععا
سابقا ،فالفاء تفريعية) .وقوله :بمسجد( أي أو مسععاجد متلصععقة تنافععذت أبوابهععا وإن
كانت مغلقة غير مسمرة ،أو انفرد كل مسجد بإمام ومععؤذن وجماعععة) .قععوله :ومنععه(
أي ومن المسجد) .قوله :وهي( أي الرحبة) .وقوله :ما خرج عنه( أي المسععجد .قععال
العلمة الكردي :اختلف فيها ابن عبد السلم وابن الصلح ،فقال الول :هي ما كععان
خارجه محجرا عليه لجله .وقال ابن الصلح :هععي صععحن المسععجد .وطععال النععزاع
بينهما ،وصنف كل منهما تصنيفا .والصواب ما قاله ابن عبد السلم .اه .وفي فتاوي
ابن حجر ما نصه) :سئل( رضي ال عنه :ما حقيقة رحبة المسجد ؟ وما الفرق بينها
وبين حريمه ؟ وهل لكل حكم المسععجد ؟ )فأجععاب( بقععوله :قععال فععي المجمععوع :ومععن
المهم بيان حقيقة هذه الرحبة .ثم نقل عن صاحب الشامل والبيان أنها ما كان مضععافا
إلى المسجد محجرا عليه لجله ،وأنها منه ،وأن صاحب البيان وغيره نقلوا عن نص
الشععافعي -رضععي الع عنععه -وغيععره صععحة العتكععاف فيهععا .قععال النععووي :واتفععق
الصحاب على أن المأموم لو صلى فيها مقتديا بإمام المسجد صح ،وإن حععال بينهمععا
حائل يمنع الستطراق ،لنها منه ،وليسععت توجععد لكععل مسععجد .وصععورتها :أن يقععف
النسان بقعة محدودة مسجدا ،ثم يترك منها قطعة أمام الباب ،فإن لععم يععترك شععيئا لععم
يكن له رحبة ،وكان له حريم .أما لو وقف دارا محفوفة بالدور مسجدا فهذا ل رحبععة
له ول حريم ،بخلف ما إذا كععان بجانبهععا مععوات ،فععإنه يتصععور أن يكععون لععه رحبععة
وحريم ،ويجب على الناظر تمييزها منه ،فإن لها حكم المسجد دونه ،وهو مععا يحتععاج
إليه لطرح القمامات والزبل اه .بحذف) .قوله :لكن حجر( أي حععوط عليععه) .وقععوله:
لجله( أي لجل المسجد ،أي اتساعه) .قوله :سواء أعلم إلخ( تعميم في كون الرحبععة
من المسجد ،أي ل فرق في كونها منه بين أن يعلم وقفيتهععا أو يجهععل) .وقععوله :عمل
بالظاهر( علة
] [ 34
في إثبات كونها منه مع جهل وقفيتها) .قععوله :وهععو( أي الظععاهر التحععويط ،أي
عليها) .قوله :لكن ما لم يتيقن إلخ( مرتبط بقوله ورحبته ،أي من المسععجد رحبتععه إذا
لم يتيقن حدوثها بعد المسجد وأنها غير مسجد ،فإن تيقن ذلك فهي ليست من المسجد.
)قوله :وأنها غير مسجد( قال السيد عمععر البصععري فععي حاشععية التحفععة :التعععبير بععأو
أولى .فتأمل .اه .ولعل وجهه أن الواو لكونها موضوعة للجمع تقتضي أنه ل بد فععي
عد الرحبة من المسجد من عدم مجموع شيئين ،وهما تيقن الحدوث بعده ،وتيقن أنهععا
غير مسجد ،مع أنه يكفي في ذلك عدم أحدهما .فمتى لم يععتيقن الحععدوث بعععده ،أو لععم
يتيقن أنها غير مسجد ،فهي من المسجد .ومععتى مععا تيقععن أحععدهما ،فهععي ليسععت منععه.
وعدم تيقن غيععر المسععجدية صععادق بمععا إذا تيقنععت المسععجدية وبمععا إذا جهععل الحععال،
وكذلك عدم تيقن الحععدوث صععادق بمععا إذا تيقععن غيععره وبمععا إذا جهععل الحععال .تأمععل.
)قوله :ل حريمه( معطوف على جداره ،أي وليس من المسجد حريم المسجد) .قوله:
وهو( أي الحريم) .وقععوله :اتصععل بععه( أي بالمسععجد) .قععوله :كانصععباب إلععخ( تمثيععل
للمصلحة العائد على المسععجد) .قععوله :ووضععع نعععال( أي فععي الحريععم) .قععوله :صععح
القتداء( جعواب فعإن كانعا) .قعوله :وإن زادت إلعخ( غايعة لصععحة القتععداء) .وقعوله:
بينهما( أي المام والمأموم) .قوله :أو اختلفت البنية( أي كبئر وسطح ومنارة .وهنععا
قيد ساقط يعلم من قوله بعد بخلف إلخ وهو :وكانت نافذة إلععى المسععجد نفععوذا يمكععن
الستطراق منه عادة .وقد صرح به فععي المنهععج ،وعبععارته :فععإن كانععا بمسععجد صععح
القتداء ،وإن حالت أبنية نافذة .اه .وكان على الشارح التصريح به ،كغيععره) .قععوله:
بخلف من ببناء فيه( أي المسجد) .وقوله :ل ينفذ بابه( أي البناء) .وقععوله :إليععه( أي
المسجد) .قوله :بعأن سعمر( أي البعاب .وهعو تصعوير لععدم النفعوذ ،وإنمعا صعور بعه
ليخرج ما لو أغلق فإنه ل يضععركما علمععت .قععال السععيد عمععر البصععري فععي فتععاويه:
الفرق بين التسمير والغلق في القدوة :أن التسععمير أن يضععرب مسععمار علععى بععاب
المقصععورة .والغلق منععع المععرور بقفععل أو نحععوه .فالتسععمير يخععرج المععوقفين عععن
كونهما مكانا واحدا ،وهو مدار صععحة القععدوة ،بخلف الغلق .اه) .قععوله :أو كععان
سطحا( انظر هو معطوف على أي شئ قبله ؟ فإن كان على متعلق الجار والمجرور
الواقع صلة الموصول انحل المعنى ،وبخلف من كان سطحا ،ول معنععى لععه ،إل أن
يجعل سطحا منصوبا بإسقاط الخافض ،أي بسطح .وإن كان معطوفا على الموصول
وصلته انحل المعنى ،وبخلف كان إلخ ،ول معنى له أيضا .وإن كان معطوفععا علععى
سمر الواقع تصويرا للبناء الذي ل ينفذ بععابه إليععه ،صععح ذلععك ،إل أنععه يععرد عليععه أن
سععطح المسععجد ليععس مععن جملععة البنععاء الكععائن فيععه .إذا علمععت ذلععك ،فكععان الولععى
والخصر أن يقول :أو بسطح ،ويكون معطوفا على ببناء .فتنبه) .قوله :ل مرقى له(
أي للسطح منه .أي المسجد ،وإن كان له مرقى من خارجه .ولو كعان لعه مرقعى معن
المسجد وزال في أثناء الصلة ضععر ،كمععا قععاله القليععوبي) .قعوله :حينئذ( أي حيععن إذ
كان ببناء ل منفذ له إليه ،أو كان بسطح ل مرقى له إليه) .قوله :كمععا لععو وقععف إلععخ(
الكاف للتنظير في عدم صحة القدوة لعدم الجتمعاع .قعال العلمعة الكعردي :هعذا هعو
المعتمد في ذلك .وقد أفرد الكلم عليه السععيد السععمهودي بالتععأليف وأطععال فععي بيععانه.
وفي فتاوي السيد عمر البصععري كلم طويععل فيععه .حاصععله :أنععه يجععوز تقليععد القععائل
بالجواز مع ضعفه :فيصلي في الشبابيك التي بجوار المسجد الحععرام ،وكععذلك مسععجد
المدينة وغيره .اه .وقال في التحفة :وبحث السنوي أن هعذا فعي غيعر شعباك بجعدار
المسجد .وإل كالمدارس التي بجدار المساجد الثلثة صحت صلة الواقف فيهععا ،لن
جدار المسجد منه ،والحيلولة فيه ل تضععر .رده جمععع ،وإن انتصععر لععه آخععرون بععأن
شرط البنية في المسجد تنافذ أبوابها -على مععا مععر -فغايععة جععداره أن يكععون كبنععاء
فيه ،فالصواب أنه ل بد من وجود باب أو خوخة فيه يستطرق منه إليععه مععن غيععر أن
يزور .اه) .قوله :ول يصل إليععه( أي المععام) .وقععوله :إل بععازورار أو انعطععاف( أو
بمعنى الواو ،ولو عبر بها لكان أولى .والعطف من عطف
] [ 35
أحد المترادفين على الخر ،فإن وصل إليه ل بذلك صحت صلته ،لكن بشرط
أن يكون في الجدار باب أو خوخة يتوصععل منععه للمععام ،كمععا يعلععم ذلععك مععن عبععارة
التحفة المتقدمة) .قوله :بأن إلخ( تصععوير للزورار أو النعطعاف) .وقعوله :ينحعرف
عن جهة القبلعة( أي بحيعث تكعون خلعف ظهعره ،بخلف معا إذا كعانت ععن يمينعه أو
يساره فإنه ل يضر) .قوله :ولو كان أحدهما( أي إماما أو مأموما) .وقوله :والخععر(
أي إماما أو مأموما أيضا) .وقوله :خععارجه( أي المسععجد) .قععوله :بععأن ل يزيععد إلععخ(
تصوير لقرب المسافة) .وقوله :ما بينهما( أي بين الذي في المسجد وبين الخر الذي
خارجه) .وقوله :على ثلثمائة ذراع( هي معتبرة من طرف المسجد الذي يلي من هو
خارجه إن كان المام فيه والمأموم خارجه ،أو من طرفععه الععذي يلععي المععام إن كععان
المأموم فيه والمععام خععارجه) .وقععوله :تقريبععا( أي ل تحديععدا .فل تضععر زيععادة غيععر
متفاحشة كثلثة أذرع وما قاربها) .قوله :عدم حائل( نائب فاعععل شععرط .والمععراد أن
يعدم ابتداء ،فلو طرأ في أثنائها وعلم بانتقالت المام ولم يكن بفعله لم يضر .أفاده م
ر ،ونقله ابن قاسم عن شرح العباب .ونص الثععاني :قععال فععي شععرح العبععاب ،ورجععح
الذرعي :أنه لو بني بين المام والمأموم حعائل فعي أثنعاء الصعلة يمنعع السعتطراق
والمشاهدة لم يضر ،وإن اقتضى إطلق المنهاج وغيره خلفه .وظععاهر ممععا مععر أن
محله ما إذا لم يكن البناء بأمره .اه) .قوله :يمنع مععرور أو رؤيععة( سععيذكر محععترزه.
)قوله :أو وقوف واحد( معطوف على عدم حائل ،أي فإن وجععد حععائل شععرط وقععوف
واحد حذاء المنفذ ،ول يتصور هذا إل في أحد قسمي الحائل ،وهععو مععا يمنععع الرؤيععة
فقط .وأما لعو كعان يمنعع المعرور فل يكعون فيعه منفعذ) .وقعوله :فعي الحعائل( متعلعق
بمحذوف صفة لمنفذ ،أي كائن في الحائل) .وقوله :إن كان( أي إن وجد ذلك المنفععذ،
ول يوجد إل فيما يمنع الرؤية كما علمت) .قوله :كما إذا كانععا( أي المععام والمععأموم.
والكاف للتنظير) .قوله :كصحن( قال في المصباح :صحن الععدار وسععطها اه .ولعلععه
هو المسمى بعالمجلس عنعد أهعل الحرميعن) .وقعوله :وصعفة( وهعي خلف الصعحن،
وتكون أمامه ،أو عن يمينه أو شماله) .قوله :أو كان أحدهما( أي المععأموم أو المععام.
)وقوله :والخر( أي المأموم أو المععام أيضععا) .وقععوله :بفضععاء( هععو مععا ليععس بنععاء.
)قوله :فيشترط أيضا( أي كما يشترط فيما إذا كان أحدهما بمسععجد والخععر خععارجه.
)وقوله :هنا( أي فيما إذا كان ببناءين أو أحدهما به والخععر فععي فضععاء) .وقععوله :مععا
مر( أي من قرب المسافة وعدم الحائل ،أو وقوف واحد حذاء منفذ فيععه) .قععوله :فععإن
حال ما يمنع( أي حائل يمنع مرورا) .وقوله :كشباك( تمثيل لما يمنع المرور) .قوله:
أو رؤية( أي أو حال ما يمنع رؤية) .وقوله :كباب مردود( تمثيل له) .قععوله :وإن لععم
تغلق ضبته( غاية في تأثير الباب المععردود ،أي أنععه يععؤثر فععي صععحة القععدوة مطلقععا،
سواء أغلقت ضبته أم ل ،فالمضر هنا مجرد الرد ،سواء وجد غلق أو تسععمير أم ل،
بخلف البنية الكائنة في المساجد فإنه ل يضععر فيهععا إل التسععمير ،والفععرق أنهععا فيعه
كبناء واحد ،كما مر) .قوله :لمنعه( أي الباب المردود المشاهدة ،أي مشععاهدة المععام.
وهععو تعليععل لكععون البععاب المععردود يععؤثر فععي صععحة القععدوة) .وقععوله :وإن لععم يمنععع
الستطراق( أي الوصول للمام ،وهذا إذا لم يغلعق البعاب) .قعوله :ومثلعه( أي البعاب
المردود ،فععي الضععرر) .وقععوله :السععتر( بكسععر السععين ،اسععم للشععئ الععذي يسععتر بععه،
وبالفتح ،اسم للفعل) .وقوله :المرخى( أي بيععن المععام والمععأموم) .قععوله :أو لععم يقععف
أحد( معطوف علععى جملععة حععال مععا يمنععع إلععخ ،أي أو لععم يحععل مععا يمنععع المععرور أو
الرؤية ،بأن حال ما ل يمنع ذلك ولكن لم يقف أحد حذاء منفذ في ذلك الحائل) .قوله:
لم يصح القتداء( جواب إن) .قوله :فيهما( أي فععي صععورة مععا إذا حععال مععا يمنععع مععا
ذكر ،وصورة ما إذا لم يقف واحد حععذاء المنفععذ) .قععوله :وإذا وقععف واحععد إلععخ( قععال
الكردي :قال الحلبي :ل بد أن يكون هذا الواقف يصل إلى المام من غير ازورار
] [ 36
وانعطاف ،أي بحيث ل يستدبر القبلععة بععأن تكععون خلععف ظهععره ،بخلف مععا إذا
كانت عن يمينه أو يساره فإنه ل يضر .اه .وقال أيضععا :بقععي الكلم فععي المععراد مععن
وقوف الرابطة في المسجد حذاء المنفذ ،أي مقابله ،هل المععراد منععه أن يكععون المنفععذ
أمامه أو عن يمينه أو يساره أو ل فرق ؟ ظاهر التحفععة والنهايععة وغيرهمععا :الثععالث.
وظاهر كلم غير واحد يفيد أن محل كلمهععم فيمععا إذا كععان المنفععذ أمععام الواقععف .اه.
)قوله :حتى يرى المام( أي ليرى المام ،فحتى تعليلية بمعنى اللم ،وقضيته :أنه لو
علم بانتقالت المام ولم يره ول أحدا ممن معه ،كأن سمع صععوت المبلععغ ،ل يكفععي،
وهو كذلك .وعبارة شرح العباب :ويشترط في هذا الواقف قبالة المنفذ أن يكون يرى
المام أو واحدا ممن معه في بنائه .اه .أفاده سم .قعال البجيرمعي :قعال شعيخنا ح ف:
ومقتضاه اشتراط كون الرابطة بصيرا ،وأنه إذا كان في ظلمة بحيث تمنعه من رؤية
المام أو أحد ممن معه في مكانه ،لم يصح .اه) .قوله :أو بعض من معه فععي بنععائه(
أي أو يرى بعض من يصلي مع المام من المأمومين ،حالة كون ذلك البعععض كائنععا
فععي البنعاء الععذي يصعلي فيعه المعام .فعالظرف متعلععق بمحععذوف صعلة معن ،والجعار
والمجععرور متعلععق بمحععذوف حععال مععن بعععض) .قععوله :فحينئذ إلععخ( جععواب إذا،
والصععواب حععذف حينئذ والقتصععار علععى مععا بعععده ،لن إثبععاته يععورث ركاكععة فععي
العبارة ،إذ التقدير عليه :تصح صلة من بالمكان الخععر إذا وقععف واحععد حععذاء منفععذ
حين إذ وقف واحد إلخ ،وإنما كان التقدير ما ذكععر لن إذا منصععوبة بجوابهععا .فتنبععه.
)قوله :تبعا لهذا المشاهد( أي للمام أو بعععض مععن معععه ،فهععو بصععيغة اسععم الفاعععل،
ويحتمل أن يكون بصيغة اسم المفعول .وعلى كل فععالمراد بععه الواقععف حععذاء المنفععذ.
فالول :باعتبار أنه هو مشاهد للمععام أو مععن معععه .والثععاني :باعتبععار أن المععأمومين
الذين في بنائه يشاهدونه) .قوله :فهو( أي هذا المشاهد) .وقععوله :فععي حقهععم( أي مععن
بالمكان الخر) .قوله :حتى ل يجوز إلخ( حععتى تفريعيعة والفعععل بعععدها مرفععوع ،أي
وإذا كان كالمام فل يجوز التقدم إلخ) .قوله :ول بأس بالتقدم عليه في الفعال( علععل
ذلك في التحفة بكونه ليس بإمام حقيقة ،قال :ومن ثععم اتجععه جععواز كععونه امععرأة ،وإن
كان من خلفه رجال .اه .وقياسه :جواز كععونه أميععا ،أو ممععن يلزمععه القضععاء كمقيععم،
ومتيمم .وخالف الجمال الرملععي :فاعتمععد أنععه يضععر التقععدم بالفعععال كالمععام ،وعععدم
جواز كونه امرأة لغير النسععاء .وقياسععه عععدم الكتفععاء بععالمي ومععن يلزمععه القضععاء.
)قععوله :ول يضععرهم بطلن صععلته( أي ل يضععر المععأمومين الععذين بالمكععان الخععر
بطلن صلة هذا المشاهد الواقف حذاء المنفذ .قال في التحفة :فيتمونها خلععف المععام
إن علموا بانتقالته .اه) .قوله :كرد الريح الباب( الكاف للتنظيععر فععي عععدم الضععرر.
وخرج بالريح ما لو رده هو ،فإنه يضر .وفي ع ش ما نصه) :فرع( المعتمد أنععه إذا
رد الباب في الثناء بواسطة ريح أو غيره امتنع القتععداء وإن علععم انتقععالت المععام،
لتقصيره بعدم إحكام فتحه ،بخلف ما لو زالت الرابطة في الثناء بحدث أو غيره ل
يمنع بقاء القتداء ،بشرط العلم بالنتقالت .اه سم على منهج وقوله :أو غيره ظاهره
ولو كان عاقل .اه) .وقوله :أثناءها( أي الصلة وخععرج بععه مععا لععو رده ابتععداء ،فععإنه
يضر .وهذا مؤيد لما مر) .قوله :لنععه يغتفععر إلععخ( تعليععل لعععدم الضععرر فععي صععورة
بطلن صععلة المشععاهد ورد الريععح البععاب) .قععوله :لععو وقععف أحععدهما( أي المععام أو
المأموم) .وقوله :في علو( بضم العين وكسرها ،مع سكون اللم) .قوله :والخر( أي
وقف الخر إماما أو مأموما) .وقوله :فعي سعفل( بضعم السعين وكسعرها ،معع سعكون
الفععاء) .قععوله :اشععتراط عععدم الحيلولععة( أي اشععتراط أن ل يوجععد حععائل بينهمععا يمنععع
الستطراق إلى المععام عععادة .ويشععترط أيضععا القععرب ،بععأن ل يزيعد مععا بينهمععا علععى
ثلثمععائة ذراع إن كانععا -أو أحععدهما -فععي غيععر المسععجد ،وإل فل يشععترط .قععال فععي
المغني:
] [ 37
وينبغي أن تعتبر المسافة من السافل إلى قدم العالي .اه) .وقوله :ل محاذاة إلخ(
معطوف على عدم الحيلولة ،أي ل يشترط محععاذاة قععدم العلععى رأس السععفل .وهععذا
هو طريقة العراقيين ،وهععي المعتمععدة .وطريقععة المععراوزة الشععتراط ،وهععي ضعععيفة
ومعنى المحاذاة عليها :أنه لو مشععى السععفل جهععة العلععى معع فععرض اعتععدال قععامته
أصاب رأس السععفل قععدميه مثل ،وليععس المععراد كععونه لععو سععقط العلععى سععقط علععى
السعفل .والخلف فععي غيعر المسععجد ،أمععا هعو فليسععت المحععاذاة بشعرط فيعه ،باتفعاق
الطريقتين ،فقوله وإن كانا في غير المسجد :الغاية للرد على من شععرط المحععاذاة فععي
غيره) .وقوله :خلفا لجمع متأخرين( أي شرطوا ذلك في غير المسجد ،كما علمععت.
)قععوله :ويكععره إلععخ( أي للنهععي عععن ارتفععاع المععام عععن المععأموم .أخرجععه أبععو داود
والحاكم ،وللقياس عليه في العكس) .وقوله :ارتفاع أحدهما على الخععر( أي ارتفاعععا
يظهر حسا ،وإن قل ،حيث عده العرف ارتفاعا ،وما نقل عن الشيخ أبي حامد أن قلة
الرتفاع ل تؤثر يظهر حمله علععى مععا تقععرر .اه .نهايععة .ومثلععه فععي التحفععة .ومحععل
الكراهة ..إذا أمكن وقوفهما على مستو ،وإل بأن كان موضع الصلة موضوعا على
هيئة فيها ارتفاع وانخفاض فل كراهة .قال الكردي :وفي فتاوي الجمال الرملععي :إذا
ضاق الصف الول عن الستواء يكون الصف الثاني الخالي عن الرتفاع أولععى مععع
الصف الول من الرتفاع .اه) .قوله :بل حاجة( متعلق بارتفاع ،أي يكره الرتفععاع
إذا لم توجد حاجة ،فإن وجدت حاجة كتعليم المام المأمومين صفة الصععلة ،وكتبليععغ
المأموم تكبير المام ،فل يكععره ،بععل ينععدب) .قععوله :ومنهععا( أي ومععن شععروط صععحة
القدوة) .وقوله :موافقة في سنن( أي أن يوافق المأموم المام فعي فعععل أو تععرك سعنن
تفحش مخالفة المأموم فيها له ،فإن فعلها المععام وافقععه فععي فعلهععا ،وإن تركهععا وافقععه
فيععه) .وقععوله :فعل أو تركععا( تمييععز لكععل مععن موافقععة ومخالفععة ،أو منصععوب بنععزع
الخافض ،أي الموافقة أو المخالفة في السنن من جهة الفعععل أو الععترك ،أو بالفعععل أو
الترك) .قوله :فتبطل إلخ( مفرع على مفهوم الشععرط المععذكور) .وقععوله :مخالفععة فععي
سنة( أي تفحش المخالفة بها) .قوله :كسجدة إلخ( تمثيل للسععنة الععتي تفحععش المخالفععة
بها) .قوله :فعلها المام وتركها المأموم( أي أو فعلهععا المععأموم عامعدا عالمععا وتركهععا
المام) .قوله :عامدا عالما( أي تركها حععال كععونه عامععدا عالمععا بععالتحريم ،فععإن كععان
ناسيا أو جاهل فل تبطل ،لعذره) .قوله :وتشهد أول فعله المام وتركععه المععأموم( أي
على تفصيل فيه مر في سجود السهو .وحاصله :أن المأموم إن تركه سهوا أو جهل،
ثم تذكر أو علم قبل انتصاب المام ولم يعد تبطل صلته ،وإن تركه عامععدا عالمععا ل
تبطل صلته ،بل يسن له العود) .قوله :أو تركه المام( أي تركه كله وفعله المأموم.
فإن ترك بعضه فللمأموم أن يتخلف لتمامه -كما سيذكره -قععال فععي النهايععة :وقععول
جماعة :إن تخلفه لتمام التشهد مطلوب فيكععون كععالموافق هععو الوجععه إلععخ .اه .قععال
الجهععوري :وحينئذ إذا كمععل تشععهده وأدرك زمنععا خلععف المععام ل يسععع الفاتحععة ،أو
أدركه راكعا ،وجب عليه أن يقرأ الفاتحة ،ويغتفر له التخلععف بثلثععة أركععان طويلععة.
اه .وشرط ابن حجر في شرح الرشاد ،لجواز التخلععف لتمععامه ،أن ل يتخلععف عععن
المام بركنين فعليين متواليين ،بأن يفرغ المام منهما وهو فيما قبلهما) .قوله :عامدا
عالما( راجع للصورة الثانية فقط .أي فعله المأموم حال كونه عامدا عالما بععالتحريم،
فإن فعله ناسيا أو جاهل فل تبطل) .قوله :وإن لحقه على القرب( غاية فععي البطلن،
أي تبطل بفعله وإن لحق إمعامه علععى القعرب .وهعي للععرد علعى يمعن يقععول ل تبطععل
حينئذ) .قععوله :حيععث لععم يجلععس المععام للسععتراحة( متعلععق بمقععدر ،أي تبطععل بفعععل
المأموم له حيث لم يجلس المام لذلك ،وسيذكر قريبا مفهعومه) .قععوله :لعععدو لععه ععن
إلخ( تعليل لبطلنها في جميع الصور) .قوله :أما إذا لم
] [ 38
تفحش المخالفة( محترز قوله تفحش مخالفععة فيهععا) .قععوله :كقنععوت إلععخ( تمثيععل
للسنة التي ل تفحش المخالفة فيها ،ومثلعه جلسعة السعتراحة ،فل يضعر التيعان بهعا.
)قوله :في سجدته الولى( قد تقدم أنه إن علم أنه يدرك المععام فيهععا سععن لععه التخلععف
للتيان به ،وإن علم أنه ل يتم قنععوته إل بعععد جلععوس المععام بيععن السععجدتين كععره لععه
التخلف ،وإن علم أنه ل يتمه إل بعد هعويه للسعجدة الثانيعة حعرم عليعه التخلعف ،فعإن
تخلف لذلك ولم يهو للولى إل بعد هوي المام للسجدة الثانية بطلت صلته) .قععوله:
وفارق( أي القنوت التشهد الول ،أي حيث قلنععا ببطلن صععلة المععأموم بععالتخلف لععه
وإن أدرك المام في القيام) .وقوله :بأنه( أي المأموم فيه ،أي التشهد) .وقوله :وهذا(
أي المتخلف للقنوت) .قوله :ما كان فيه المام( أي وهو العتدال) .قوله :فل فحععش(
أي بتخلفه للقنوت) .قوله :وكذا ل يضر إلخ( لو قال -كمععا فععي التحفععة -ومععن ثععم ل
يضر إلخ لكان أسبك) .قععوله :إن جلععس إمععامه للسععتراحة( خععالف فععي ذلععك الرملععي
والخطيب ،فقال :إن تخلف المام لجلسة الستراحة ل يبيعح للمعأموم التخلعف للتشعهد
الول) .قوله :وإل إلخ( أي وإن لم يجلس المام للستراحة لم يجز التيععان بالتشععهد،
وأبطل ذلك التيان صلة العالم العامد ،ل الجاهل ول الناسي .وهذا قد علم من قععوله
أو تركه المام وفعله المأموم عامدا عالما .إل أن يقال ذكره لجل تقييده بالقيد بعععده.
)قوله :ما لم ينو مفارقته( قيد في البطلن) .وقععوله :وهععو فععراق( أي المفارقععة لجععل
إتيانه بالتشهد الذي تركه المام فععراق أي مفارقععة بعععذر فل تفععوته فضععيلة الجماعععة.
)وقوله :فيكون( أي الفراق لذلك) .وقوله :أولى( أي من المتابعععة مععع تركععه التشععهد.
)قوله :وإذا لم يفرغ المأموم منه( أي التشهد) .وقوله :جاز له( أي للمععأموم) .وقععوله:
بل ندب( أي التخلف) .قوله :إن علم إلخ( قيد في الندبيععة .وخععرج بععه مععا إذا لععم يعلععم
ذلك ،فل يندب له ،بل يباح له ،ويغتفر له ثلثة أركععان علععى مععر) .قععوله :ل التخلععف
لتمام سورة( أي ل يندب التخلف له ،بل يكره) .قععوله :إذا لععم يلحععق إلععخ( أي إذا لععم
يعلم أنه يلحق المام في الركوع إذا تخلف للتيان بالسورة ،فإن علم ذلك فل كراهة.
)قععوله :ومنهععا( أي ومععن شععروط صععحة القععدوة) .قععوله :عععدم تخلععف إلععخ( أي أن ل
يتخلف المأموم عن إمامه بركنين إلخ) .وقععوله :فعلييععن( سععيذكر محترزهمععا) .قععوله:
متواليين( خرج به ما إذا تخلف بركنيععن غيععر متععواليين كركععوع وسععجود فل يضععر.
)وقوله :تامين( تمام الركن يكون بشروعه فيما بعده .وخرج به ما إذا تخلف بركنيععن
غير تامين ،بأن يكون لم ينتقل المام من الركن الثاني فإنه ل يضععر .وعلععم مععن هععذا
أن المأموم لو طول العتدال بما ل يبطله حتى سجد المام وجلس بين السععجدتين ثععم
لحقه ل يضر ،لنه لم يتخلف عنه بركنين تععامين .ول يشعكل علععى هعذا مععا لعو سععجد
المام للتلوة وفرغ منه والمأموم قععائم فععإن صععلته تبطععل وإن أتععى بععه ،مععع أنععه لععم
يتخلف عنه بركنيععن تععامين ،لن سععجود التلوة لمععا كععان يوجععد خععارج الصععلة كععان
كالفعل الجنبي ،ففحشت المخالفة ،بخلف ما هو من أجععزاء الصععلة فععإنه ل تفحععش
المخالفة به إل إن تعدد .أفاده في التحفة) :قوله :بل عذر( متعلق بتخلف .وخععرج بععه
ما إذا وجد عذر ،فإنه ل يضر تخلفه بركنين ،بل يغتفر له ثلثة أركععان طويلععة ،كمععا
سيصرح به) .قوله :مععع تعمعد وعلععم( ل حاجعة إليعه بععد قععوله بل ععذر ،لن العععذر
صادق بالنسععيان والجهععل وغيرهمععا مععن العععذار التيععة ،إل أن يخععص العععذر بغيععر
النسيان والجهل من بقية العذار) .قعوله :وإن لعم يكونعا طعويلين( صعاد بمعا إذا كانعا
قصيرين ،أو طويل وقصيرا .والول غير مراد ،لعدم تصوره
] [ 39
والغاية لبطلن التخلف بهما ،ولو أخرها عن المفهوم لكععان أولععى) .قععوله :فععإن
تخلف بهما إلخ( مفهوم قوله عععدم تخلععف إلععخ) .وقععوله :بطلععت صععلته( أي إن كععان
التخلف بل عذر ،كما يعلم مما قبلععه) .قععوله :لفحععش المخالفععة( علععة البطلن) .قعوله:
كأن ركع إلخ( تمثيل للتخلف بركنين فعلييععن تععامين) .قععوله :أي زال مععن حععد القيععام(
تفسير مراد للهوي إلى السجود ،فإن لم يزل من حد القيام بأن كععان أقععرب للقيععام مععن
أقل الركوع ،أو كان إليهما على حد سواء ،فل يضر ،لنه لم يخععرج مععن حععد القيععام.
)قوله :وخرج بالفعليين القوليان( أي كالتشهد الخير والصلة على النبي )ص( فيععه.
)وقععوله :أو القععولي والفعلععي( أي كالفاتحععة والركععوع) .قععوله :وعععدم تخلععف إلععخ(
معطوف على عدم تخلف السابق .أي ومن الشروط أيضا :ععدم تخلععف المععأموم ععن
إمامه إلخ) .وقوله :معهما( أي مع التعمععد والعلععم .ويقععال فيععه مععا مععر أيضععا) .قععوله:
بأكثر من ثلثة أركان طويلة( قال في النهاية :المراد بالكثر أن يكون السععبق بثلثععة
والمام في الرابع ،كأن تخلف بالركوع أو السجدتين والقيام ،والمام في القيام ،فهععذه
ثلثة أركان طويلة .فلو كان السبق بأربعة أركان والمام فععي الخععامس ،كععأن تخلععف
بالركوع والسجدتين والقيام ،والمام حينئذ في الركوع ،بطلععت صععلته .اه .ويععوافقه
تصوير شارحنا التي) .قوله :فل يحسب منهععا إلععخ( أي ل يعععد العتععدال والجلععوس
بين السجدتين من الركان الطويلععة ،لنهمععا ركنععان قصععيران) .قععوله :بععذر أوجبععه(
متعلق بتخلف) .واعلم( أن العذار التي توجب التخلف كثيرة :منها أن يكون المأموم
بطئ القراءة لعجز خلقي ل لوسوسة ،والمام معتدلها ،وأن يعلم أو يشك قبل ركوعه
وبعد ركوع إمامه أنه ترك الفاتحة ،وأن يكون المأموم لم يقرأها منتظرا سكتة إمععامه
عقبها فركع المام عقب قراءتععه الفاتحععة ،وأن يكععون المععأموم موافقععا واشععتغل بسععنه
كدعاء الفتتععاح والتعععوذ ،وأن يطععول السععجدة الخيععرة عمععدا أو سعهوا ،وأن يتخلععف
لكمععال التشععهد الول أو يكععون قععد نععام فيععه متمكنععا ،وأن يشععك هععل هععو مسععبوق أو
موافق ؟ فيعطى حكم الموافق المعذور ويتخلف لقراءة الفاتحة ،وأن يكععون نسععي أنععه
في الصلة ولم يتذكر إل والمام راكع أو قريب منععه ،أو يكععون سععمع تكععبيرة المععام
بعد الركعة الثانية فظنها تكبيرة التشهد فإذا هععي تكععبيرة قيععام فجلععس وتشععهد ،ثععم قععام
فرأى المام راكعا .وقد ذكر الشارح بعضها .ومما ينسب للشيخ العزيزي :إن رمععت
ضبطا للذي شرعا عذر * * حتى له ثلث أركان غفر :من في قراءة لعجزه بطععئ *
* أو شك إن قرا ومن لها نسي وصف موافقععا لسععنة عععدل * * ومععن لسععكتة انتظععاره
حصل من نام في تشهد أو اختلط * * عليه تكبير المام مععا انضععبط كععذا الععذي يكمععل
التشهدا * * بعد إمام قام منه قاصدا والخلف في أواخر المسععائل * * محقععق فل تكععن
بغافل وقوله :والخلف في أواخر المسائل ،وهي ثلثة :من نام في تشهده الول ممكنا
مقعده بمقره فما انتبه من نومه إل وإمامه راكع ،ومن سمع تكبير إمععامه للقيععام فظنععه
لجلوس التشهد فجلس له وكبر إمامه للركوع فظنه للقيععام معن التشعهد الول ثعم علععى
أنه للركوع .ففي هاتين المسألتين جرى الخلف بين العلمتين ابععن حجععر ،والشععمس
الرملي ،فقال الول :هو مسبوق ،فيلزمه أن يقرأ مععن الفاتحععة مععا تمكععن منهععا .وقععال
الثاني :هو موافق ،يغتفر له ثلثة أركان طويلة .والمسألة الثالثة :من مكعث بععد قيعام
إمامه لكمال التشهد الول ،فل انتصب وجد إمامه راكعععا أو قععارب أن يركععع .فقععال
الرملي :هو موافق ،يغتفر له ما مر من الركان .وقال حجر :هو كالموافق المتخلف
لغير عذر ،فإن أتم فاتحته قبل هوي
] [ 40
المام للسجدة أدرك الركعة ،وإن لم يتمها قبععل الهععوي نععوى المفارقععة ،وجععرى
على نظم صلة نفسععه ،فععإن خععالف بطلععت صععلته .وزيععد مسععألة رابعععة جععرى فيهععا
الخلف ،وهي :ما لو نسي كونه مقتديا وهو في السجود مثل ،ثعم تععذكر فلععم يقععم مععن
سجدته إل والمام راكع أو قارب أن يركع ،فقال الرملي :هو كموافق .وعنععد حجععر:
كالمسبوق .ومسألة خامسة ،وهي :ما لو شك هل أدرك زمنا يسع الفاتحة أم ؟ فجرى
في التحفة على أنه يلزمه الحتياط فيتخلف ل تمامها ول يدرك الركعة إل إن أدركععه
في الركوع ،فلو أتمها والمام آخذ في الهوي للسجود لزمه المتابعة ويأتي بعععد سععلم
المام بركعة ،ولو لم يتم حتى هوي المام للسععجود لزمععه نيععة المفارقععة ،وإل بطلععت
صلته .والععذي جععرى عليععه الرملععي ومثلععه الخطيععب ،أنععه كععالموافق ،فيجععري علععى
ترتيب صلة نفسه ويدرك الركعة ،ما لم يسبق بأكثر مععن ثلثعة أركععان طويلعة .وبععه
أفتى الشهاب الرملي ،وظاهر المداد يميل إليه) .قوله :كإسععراع إمععام قععراءة( تمثيععل
للعذر .والمراد بالسراع :العتدال ،فععإطلق السععراع عليععه لنععه فععي مقابلععة البطععء
الحاصل للمأموم .وأما لو أسرع المام حقيقة بأن لم يععدرك معععه المععأموم زمنععا يسععع
الفاتحة للمعتدل فإنه يجب على المأموم أن يركععع مععع المععام ويتركهععا لتحمععل المععام
لها ،ولو في جميع الركعات .اه .ع .ش) .قععوله :أو الحركععات( انظععر علععى أي شععئ
يعطف ؟ فإن يعطف على قععوله -فععي الشععرح -القععراءة ،ويكععون المعنععى :والمععأموم
بطئ في القراءة أو فععي الحركععات ،فل يناسععب أن يكععون مقععابل لسععراع المععام فععي
القراءة .وإن يعطف على قوله -في المتن -قراءة ،ويكععون المعنععى :وكإسععراع إمععام
قراءة ،أو الحركات ،فل يناسب أن يكون مقابل له بطء المأموم في القراءة .ثم ظهععر
صحة العطف على كل منهما ،لكن بتقدير مقابل يناسبه ،فإن عطف على القراءة فععي
الشرح قدر في المتن أو حركة ،وإن عطف على قراءة في المتن قدر فععي الشععرح أو
الحركة .والمعنى علععى الول :وكإسععراع إمععام قععراءة أو حركععة والمععأموم بطععئ فععي
القراءة أو في الحركات .وعلى الثاني :وكإسراع إمععام قععراءة أو الحركععات والمععأموم
بطئ في القراءة أو الحركات ،وإنما احتيج إلى ذلععك لن إسععراع المععام فععي الحركععة
مع بطء المأموم فيها عذر مستقل .وبالجملة فلو أسععقطه الشععارح لكععان أولععى ،بععل إن
نظرت إلى قوله بعد :فيلزم المأموم في الصور المذكورة إلخ ،كان متعينا كما سععتقف
عليه) .قوله :وانتظار إلخ( معطوف على إسراع ،أي وكانتظار مأموم سععكتة إمععامه،
فهو عذر مستقل) .قوله :ليقرأ( أي المأموم) .وقوله :فيها( أي السكتة) .قوله :فركععع(
أي المام عقبها ،أي عقب قراءته الفاتحة) .قوله :وسهوه( أي وكسهوه -أي المأموم
-عن الفاتحة ،فهو معطوف على إسراع) .قوله :وشكه( أي وكشععكه -أي المععأموم -
هل قرأها أم ل ؟ )وقوله :قبل ركوعه( أي المأموم) .قوله :أما التخلف لوسوسة إلخ(
مفهوم قوله ل لوسوسة) .قوله :فليس بعععذر( أي فيجععب عليععه حينئذ أن يقععرأ الفاتحععة
ول يسقط منها شئ ،فإذا تخلف لكمالها فله ذلك إلى قععرب فععراق المععام مععن الركععن
الثاني ،فحينئذ يلزمه نية المفارقة إن بقععي عليععه شععئ منهععا ،لبطلن صععلته بشععروع
المام فيما بعده) .قوله :أن يأتي فيه( أي ذي الوسوسة) .قوله :ما في بطععئ الحركععة(
أي ما ذكروه في بطئ الحركة ،ول بد من تقععدير مضععاف فععي كلمععه ،أي نظيععر مععا
ذكروه فيه ،وذلك أن بطئ الحركة ل يتخلف لتمام الفاتحة ،وإنما يتخلععف لتمععام مععا
عليه من الفعال ،ويغتفر له ثلثة أركان طويلععة .وأمععا ذو الوسوسععة فيتخلععف لتمععام
الفاتحة ،ويغتفر له ثلثة أركععان طويلععة ،فهععو يععأتي فيععه نظيععر مععا ذكععروه فععي بطععئ
الحركة في مطلععق التخلععف والغتفععار المععذكور ،ول يععأتي فيععه عينععه) .قععوله :فيلععزم
المأموم في الصور المذكورة( أي غير بطئ الحركة .وذلك لما علمت أن
] [ 41
بطئ الحركة ل يلزمه التخلف لتمام الفاتحة ،بععل هععو كععالمزحوم عععن السععجود
يتخلف لتمام ما عليه من الفعال ،ويغتفر له ثلثة أركان طويلة .فإذا أتى بمععا عليععه
ووجد المعام راكععا سعقطت عنعه الفاتحعة ،لنعه فعي حكعم المسعبوق) .وقعوله :إتمعام
الفاتحة( أي والمشي على ترتيب صلة نفسه) .والحاصل( يلزم المأموم فععي الصععور
المذكورة وغيرها مما يشبهها ،تمام الفاتحة ،ويغتفر له ثلثة أركان طويلة ،فإن فرغ
من الفاتحة قبل أن يتلبس المام بالرابع -ولو صععورة :كالتشععهد الول -مشععى علععى
نظم صلة نفسه ،فيركع ،ويعتدل ،ويسجد السجودين .فإذا فععرغ مععن ذلععك وقععام :فععإن
وجد المام راكعا ركع معه ،وسقطت عنه الفاتحة .وإن وجده في القيام قبل أن يركع
وقف معه ،فإن أدرك معه زمنا يسع الفاتحة ،فهو موافق ،فيجب عليه إتمععام الفاتحععة.
وإن لم يدرك زمنا يسع الفاتحة فهو مسبوق يقععرأ مععا أمكنععه مععن الفاتحععة .وإن وجععده
فيما بعد الركوع وافقه فيما هععو فيععه ،وتععدارك بعععد سععلم المععام مععا فععاته .وإن فععرغ
المأموم من فاتحته بعد تلبس المام بالرابع بأن وصععل إلععى حععد تجععزئ فيععه القععراءة،
بأن انتصب قائما أو استقر جالسا ،فهو مخير بين المتابعة للمععام وبعععد السععلم يععأتي
بركعة ،وبين نية المفارقة ويمشي على نظم صلة نفسعه .فعإن انتقعل المعام للخعامس
ولم يتابع ولم ينو المفارقة بطلت صلته .وكذا تبطل أيضا فيمععا إذا مشععى علععى نظععم
صلة نفسه من غير نية المفارقة بعععد تلبععس المععام بععالرابع) .قععوله :وإن تخلععف مععع
عذر( مقابل قوله :وعدم تخلف إلخ .ويوجد في بعض نسععخ الخععط )وإل( بععأن تخلععف
مع عذر إلخ ،وهو أولى ،لن قوله فليوافق عليه جواب إن الشرطية المدغمععة فععي ل
النافية ،وعلى ما في غالب النسخ ل يكون بينه وبين ما قبلععه ارتبععاط) .قععوله :بععأن ل
يفرغ من الفاتحة( تصوير للتخلف بأكثر من ثلثة أركععان) .وقععوله :إل والمععام قععائم
إلخ( فل عبرة بشروعه في النتصاب للقيام أو الجلوس ،بل ل بد مععن أن يسععتقر فععي
أحدهما ،إذ ل يصدق عليه أنه سبق بالكثر إل حينئذ ،لن ما قبلععه مقدمععة للركععن ،ل
منه .اه .بجيرمي) .قوله :فليوافق( جواب إن الشرطية المدغمة في ل النافيععة -علععى
ما في بعض نسخ الخط -أو جواب إن الشرطية التي قدرها الشععارح -علععى مععا فععي
غالب النسخ -كما علمت) .قوله :في الركن الرابععع( متعلععق بيوافععق ،أي يععوافقه فععي
الركن الرابع الذي هو القيام أو الجلوس للتشهد .والموافقة تكون بالقصد إن كععان فععي
القيام وبالفعل إن كان في التشهد .ويعتد له بما قرأه من الفاتحة في الولى ،ويلغي ما
قرأه منها في الثانية بسبب فراقه حد القائم .هكذا يستفاد من سم .وعبععارته :أقععول :إذا
قعد وهو في القيام فقعد معه كما هو الواجب عليه ثم قام للركعة الخرى :فهععل يبنععي
على ما قرأه من الفاتحة في الركعععة السععابقة ؟ الععوجه أنععه ل يجععوز البنععاء ،لنقطععاع
قراءته بمفارقة ذلك القيام إلى قيام آخر من ركعة أخرى ،بخلف ما لععو سععجد لتلوة
في أثناء الفاتحة ،،كأن تابع إمامه فيها لرجععوعه بععد السععجود إلععى قيععام تلععك الركععة
بعينه .وأما مسألة ما لو قام وهو في القيععام :فل يبعععد حينئذ بنععاؤه علععى قراءتععه لعععدم
مفارقته حين قيامه .فليتأمل .اه) .قوله :ويترك ترتيب نفسععه( أي وجوبععا .وإذا تركععه
وتابع إمامه فيما هو فيه ،ثم ركع المام قبل أن يكمل هو الفاتحة ،تخلف لكمالها ،ما
لم يسبق بأكثر من ثلثة أركان أيضععا) .قععوله :ثععم يتععدارك إلععخ( أي فهععو كالمسععبوق.
)قوله :فإن لم يوافقه إلخ( مفهوم قوله فليوافق) .قوله :ولم ينو المفارقععة( هععذا يفيععد أن
عند قول المصنف فليوافق ،سقطا من النساخ ،وهععو أو ينععو المفارقععة) .قععوله :بطلععت
صلته( أي لفحش المخالفة بسعيه على نظم صلة نفسه) .قوله :إن علم( أي وجععوب
المتابعة .وهذا مكرر مع قوله أول مع علمه بوجععوب المتابعععة .فالصععواب القتصععار
على أحدهما) .وقوله :وتعمد( أي عدم المتابعة ،فإن تركهععا جععاهل أو ناسععيا وجععرى
على نظم صلة نفسه
] [ 42
ل تبطل صلته ،لكن ل يعتد بما أتى به علعى ترتيععب نفسعه ،فل يعتعد لععه بتلععك
الركعة ،كما في فتح الجواد ،وعبارته :فإن خالفه جهل منه بوجوب المتابعععة لغععا مععا
يأتي به على ترتيب نفسه ،فل يعتد لععه بتلععك الركعععة .اه) .قععوله :وإن ركععع المععأموم
إلخ( هذا مقابل قوله وشكه فيها قبل ركوعه) .وقوله :مع المام( خرج به ما إذا ركع
قبله فشك ،فإنه يلزمه العود ،كما في التحفة) .وقوله :فشك هل قرأ الفاتحة( أي أو لععم
يقرأها ؟ فالمقابل محذوف) .قوله :أو تذكر( أي تيقن) .قوله :لععم يجععز لععه العععود( أي
لقراءتهععا ،لفععوات محلهععا بععالركوع) .قععوله :وتععدارك بعععد سععلم المععام ركعععة( قععال
الزركشي :فلو تذكر في قيام الثانية أنه كان قد قرأها حسبت له تلععك الركعععة) .قععوله:
وإل فل( أي وإن لم يعد عالما عامدا بأن عاد جاهل أو ناسيا فل تبطل صلته ،لكععن
ل يدرك هذه الركعععة ،وإن قععرأ الفاتحععة بعععد عععوده .كععذا فععي سععم) .قععوله :فلععو تيقععن
القراءة( هذا محترز قوله فشك هل قرأ إلخ .وعبارة فتح الجواد :وخرج بهل قععرأ مععا
لو تيقن القراءة وشععك فععي إكمالهععا ،فععإنه ل يععؤثر .اه) .قععوله :ولععو اشععتغل مسععبوق(
)اعلم( أن حاصل مسألة المسبوق أنه إذا ركع المام وهو فععي الفاتحععة ،فععإن لععم يكععن
اشتغل بافتتاح أو تعوذ ،وجب عليه أن يركع معه ،فإن ركع معه أدرك الركعععة ،وإن
فاته ركوع المام فععاتته الركعععة ،ول تبطععل صععلته إل إذا تخلععف بركنيععن مععن غيععر
عذر .وأما إذا اشتغل بافتتاح أو تعوذ فيجعب عليعه إذا ركعع المعام أن يتخلعف ويقعرأ
بقدر ما فوته ،فإن خالف وركععع معععه عمععدا بطلععت صععلته وإن لععم يركععع معععه ،بععل
تخلف ،فإن أتى بما يجب عليه وأدرك المععام فععي الركععوع أدرك الركعععة ،فععإن رفععع
المام من الركوع قبل ركوعه فاتته الركعة ،فإن هوى المام للسجود وكمل ما فععوته
وافقه فيه ،وإل فارقه وجوبا) .قوله :وهو من لم يدرك من قيام المام إلخ( أي سععواء
كان قيام الركعة الولى أو غيرها ،ويتصععور كعونه مسعبوقا فعي كععل الركععات لنحععو
زحمة أو بطء حركة .ومنععه بالنسععبة للركعععة الثانيععة مثل الموافععق المنععذور إذا مشععى
على نظم صلته فما انتصب إل وإمامه راكع أو قارب الركوع كما مر .ويقع لكععثير
من الئمة أنهم يسععرعون القععراءة فل يمكععن المععأموم بعععد قيععامه مععن السععجود قععراءة
الفاتحة بتمامها قبل ركوع المام ،فيركع معه ،وتحسب له الركعة ،ولو وقع لععه ذلععك
في جميع الركعات ،لنه مسبوق .فلو تخلف لتمام الفاتحة حتى رفع المام رأسه من
الركوع ،أو ركع معه ولم يطمئن قبل ارتفاع إمامه ععن أقعل الركعوع فععاتته الركععة،
فيتبع المام فيما هو فيه ،ويأتي بركعة بعد سلم المام ،كما تقدم) .قوله :بالنسبة إلى
القراءة المعتدلة( أي ل بالنسبة لقراءته ول لقراءة إمامه .اه .تحفة .ونحوها النهايععة،
وفي فتاوي ابن حجر ما نصه) :سئل( رحمه ال تعالى عن تعريف المسبوق بمن لععم
يدرك زمنا يسع الفاتحة :هل ذلك بقراءة نفسه ؟ أم بقراءة معتدلععة إذا كععان هععو بطععئ
القراءة ؟ )فأجاب( بقوله :الذي اعتمده الزركشي في المسبوق ،والموافععق ،أن العععبرة
بحال الشخص نفسه في السرعة والبطء .والذي رجحتعه فعي شعرح الرشعاد ،وبينتعه
في غيره ،أن العبرة بالوسط المعتعدل ،لنعه العذي يتصعور عليعه قعولهم :أن الموافعق
بطئ القراءة يتخلف لتمام الفاتحة ،ما لم يسبق بأكثر من ثلثععة أركععان طويلععة ،ولععو
اعتبروا قراءة نفسه لكان مسبوقا ،وهععو ل يجععوز لععه التخلععف .اه) .قععوله :وهععو( أي
المسبوق) .وقوله :ضد الموافق( أي فهو الذي يدرك قدرا يسععع الفاتحععة بالنسععبة إلععى
القراءة المعتدلة) .قوله :ولو شك هل أدرك إلخ( قد تقدم أن هذه المسألة جرى الخلف
فيها بين حجر وم ر ،فل تغفل .وشارحنا جار علععى مععا جععرى عليععه الول) .وقععوله:
ول يدرك( أي الشاك في ذلك) .وقوله :ول يدرك( أي الشاك في ذلك) .وقوله :ما لععم
يدركه في الركوع( ما مصدرية ظرفية ،أي ل يدرك الركعة مععدة عععدم إدراك إمععامه
في الركوع ،فإن أدركه فيه أدرك الركعة) .قوله :بسنة( متعلق باشععتغل ،والسععنة فععي
حقه أن ل يشتغل بسنة ،بل يشتغل بالفاتحة ،إل أن يظن إدراكها مععع اشععتغاله بالسععنة
فيأتي بها ثم بالفاتحة) .قوله :كتعوذ إلخ( تمثيل للسنة.
] [ 43
)قوله :أو لم يشتغل بشئ( معطوف على جملة ولععو اشععتغل) .قععوله :بععأن سععكت
إلخ( تصوير لعدم اشتغاله بشئ) .قوله :وهو عالم إلععخ( الجملعة واقععة حعال معن كععل
فاعل اشتغل وفاعل لم يشتغل بشععئ ،أي اشععتغل مسععبوق بسععنة والحععال أنععه عععالم أن
واجبه الشتغال بالفاتحة ،أو لععم يشععتغل والحععال أنععه عععالم أن واجبععه ذلععك ،وسععيذكر
محترزه بقوله :أما إذا جهل أن واجبه ذلك إلخ) .قوله :أو استمع قراءة المام( يحتمل
عطفه على اشتغل فيكون قسما ثالثا ،ويحتمععل عطفععه علععى سععكت فيكععون مععن أفععراد
القسم الثاني ،وهععو سععاقط مععن التحفععة والنهايععة والمغنععي ،وهععو أولععى ،لن السععكوت
يشمله ،إذ هو تارة يكون مع استماع ،وتععارة يكععون بععدونه) .قععوله :قععرأ وجوبععا إلععخ(
جواب لو) .قوله :قبل رفعه من سجوده( الذي في التحفة :قبل سجوده ،وهو المتعين،
كما يستفاد من مقابل الوجه التي قريب .ولعل لفظ )رفعه ومععن( زيععد مععن النسععاخ.
)قوله :على الوجه( أي خلفا لما في شرح الرملععي عععن الفععارقي أن صععورة تخلفععه
للقراءة أن يظن أنه يظن أنه يدرك المام قبل سجوده ،وإل فيتععابعه قطعععا ،ول يقععرأ.
وذكر مثله الروياني في حليته ،والغزالي في إحيائه ،ولكنه مخالف لنععص الم ،علععى
أن صورتها أن يظن أنه يدرك المععام فععي ركععوعه وإل فيفععارقه ،ويتععم صععلته .نبععه
على ذلك الذرعي ،وهو المعتمد .لكن يتجه لزوم المفارقة لععه عنععد عععدم ظنععه ذلععك،
فإن لم يفعل أثم ،ولكن ل تبطل صلته حععتى يصععير متخلفععا بركنيععن .اه .ومثلععه فععي
شرح الروض والمغني) .قوله :قدرها( أي السنة ،وهو مفعول قععرأ) .قععوله :حروفععا(
تمييز) .قوله :في ظنه( متعلق بقدرها ،أي قدرها بحسععب ظنععه ،وهععذا هععو مععا جععرى
عليه في التحفة والنهاية ،والذي في فتح الجواد أنه يجب أن يعد أو يحتاط اه .وعليه:
ل بد من اليقين في القععدر المععذكور) .قععوله :أو قععدر زمععن( بالنصععب معطععوف علععى
قدرها ،أي أو قرأ قدر زمن) ،وقوله :من سكوته( من بمعنى اللم ،أي لسكوته .ولععو
حذف لفظ )من( لكان أولعى .والمناسعب لقعوله أو اسعتمع :أن يزيعد هنعا :أو اسعتماعه
لقراءة إمامه) .قوله :لتقصيره إلععخ( تعليععل لوجععوب قععراءة القععدر المععذكور .قععال فععي
شرح العروض :قعال الذرععى :وقضعية التعليعل بمعا ذكعر ،أنعه إذا ظعن إدراكعه فعي
الركععوع فعأتى بالفتتعاح والتععوذ فركععع المعام علععى خلف العععادة بعأن قععرأ الفاتحععة
وأعرض عن السنة التي قبلها والتي بعدها يركع مععه وإن لععم يكععن قععرأ مععن الفاتحععة
شععيئا .ومقتضععى إطلق الشععيخين وغيرهمععا أنععه ل فععرق .اه .وهععذا المقتضععى هععو
المعتمد ،لبقاء محل القراءة ،ول نسلم أن تقصيره بما ذكر منتف في ذلععك ،ول عععبرة
بالظن البين خطؤه .اه) .وقوله :ل فععرق( أي بيععن ظنععه إدراك الفاتحععة وعععدمه .قععال
سم :أقول ينبغي أن المراد بالمقتضععى المععذكور ،أي مقتضععى كلم الشععيخين ،أنععه إذا
كان الزمن الذي أدركه يسع جميع الفاتحة تخلف لها ،كبطء القراءة ،أو بعضها لزمه
التخلف لقراءة قدره .اه) .قوله :وعذر( معطوف على قرأ) .قوله :من تخلععف لسععنة(
أي لقراءة قدر السنة من الفاتحة .وإنما قدرت مععا ذكععر لن التخلععف ل للسععنة ،وإنمععا
هو للقراءة المذكورة .وكان المناسب في الحععل أن يقععول :وعععذر المسععبوق المتخلععف
لقراءة قدر ما ذكر مععن السعنة الععتي اشععتغل بهععا ومععن السعكوت ومععن اسععتماع قععراءة
المام) .قوله :كبطء القراءة( متعلق بمحععذوف صععفة لمصععدر عععذر ،أي عععذر عععذرا
كالعذر ببطء القراءة .والكاف للتنظير ،أي فيغتفر له ثلثة أركان طويلة) .قوله :على
ما قاله الشيخان( أي عذر من ذكر على ما قاله الشيخان .فالجععار والمجععرور متعلععق
بعذر) .قوله ،لوجوب التخلف( علة للعذر) .قوله :فيتخلف إلخ( هععذا مقتضععى العععذر.
)قوله :ما لم يسبق إلخ( أي يتخلف للقراءة ،ثم يجري على نظععم صععلة نفسععه ،مععا لععم
يسبق بذلك ،فإن سبق وافق المام وجوبا فيما هعو فيععه ،وأتععى بعععد السععلم بركعععة أو
نوى المفارقة ،كما مععر) .قععوله :خلفععا لمععا اعتمععده جمععع محققععون( منهععم :المتععولي،
والقاضي) .وقوله :من كونه( بيان لما ،وضميره يعععود علععى المتخلععف للقععراءة الععتي
عليه) .وقوله :غير معذور( أي فل يغتفر له ثلثة
] [ 44
أركان طويلة) .قوله :لتقصيره إلععخ( علععه لمععا اعتمععده جمععع) .وقععوله :بالعععدول
المذكور( أي وهو العدول عن فععرض إلععى سعنة) .قعوله :وجعزم بعه( أي بمعا اعتمعده
الجمع المحققون) .وقوله :في شععرح المنهععاج( عبععارته :وعلععى الول -يعنععي وعلععى
لزوم قراءة قدر السنة -متى ركع قبل وفاء ما لزمه بطلععت صععلته ،إن علععم وتعمععد
كما هو ظاهر .وإل لم يعتد بما فعله ،ومتى ركع المام وهو متخلف لمععا لزمععه وقععام
من الركوع فاتته الركعة ،بناء على أنه متخلف بغير عذر .ومن عبر بعذره فعبععارته
مؤولة .ثم إذا فرغ قبععل هععوي المععام للسععجود وافقععه ول يركععع ،وإل بطلععت إن علععم
وتعمد ،وإن لم يفرغ وقد أراد المام الهعوي للسعجود فقعد تععارض فعي حقعه وجعوب
وفاء ما لزمه ،وبطلن صلته بهععوي المععام للسععجود ،لمععا تقععرر أنععه متخلععف بغيععر
عذر ،فل مخلص لععه عععن هععذين إل نيععة المفارقععة ،فتتعيععن عليععه ،حععذرا مععن بطلن
صلته عند عدمها .اه .ببعض حذف .وإذا تأملت العبارة المذكورة تعلم أن شيخه لععم
يجزم بأنه غير معذور ،وإنما رتب حكما ذكره على القول بععأنه غيععر معععذور بقععوله:
ومتى ركع المام وهو متخلف ...إلى أن قال :بناء على أنه متخلف بغير عذر .وهععذا
ل يفيد جزمه بذلك .نعم ،ظاهر العبارة يقتضي ترجيحه على ما سععواه .فتنبععه )قععوله:
ثم قال( أي شيخه ،أي فععي شععرح المنهععاج) .قععوله :فعبععارته مؤولععة( أي بععأن المععراد
بعذره :عدم الكراهة وعدم البطلن بتخلفه أقل من ركنين قطعععا .بخلف غيععره ،فععإن
تخلفه بركن :قيل مبطل ،وقيل مكروه ،وليس المراد به أنه يعذر في سععائر الحععوال،
حتى أنه لو تخلف عن المعام بثلثعة أركعان طويلعة سععى خلفعه ولعم تبطعل صعلته.
)والحاصل( من قال بعذره أراد ما ذكر ،ومن قال بعدمه أراد أنه ل يغتفععر لععه ثلثععة
أركان طويلة) .قوله :وعليه( أي على ما اعتمععده جمععع محققععون مععن كععون المتخلععف
لقراءة قدر السنة التي اشتغل بها غير معذور .ول يخفى أن عبارته توهم أن من هنععا
إلى قوله قال شيخنا في شرح الرشاد كلم شيخه في شععرح المنهععاج ،وليععس كععذلك،
كما يعلم من عبارته السابقة ،بل هي عبارة شيخه في شرح الرشععاد ،فكععان عليععه أن
ينص على ذلك) .والحاصل( من تأمل عبارته المذكورة وجعدها غيعر حسعنة السعبك،
بل هي موهمة خلف المراد .والسبب في ذلك أنه أدخل بعض العبارات فععي بعععض.
فتنبه) .قوله :إن لم يدرك المام في الركوع إلخ( مقابله محذوف ،وهو إن أدركه فيععه
أدرك الركعة) .قوله :ول يركع إلخ( يعني إذا قرأ القدر الواجب عليه من الفاتحة بعد
أن رفع المام رأسه من الركوع فل يمشي على نظععم صععلة نفسععه ويركععع ويعتععدل،
لعدم العتداد بذلك ،فل فائدة فيه ،بععل يتعابع المععام فععي الهعوي للسععجود ،ويعأتي بععد
سلم المام بركعة ،فإن لم يفعل ذلك ،بطلت صلته) .قوله :وإل بطلت صععلته( أي
وإن لم يتابع إمامه في الهوي للسجود بل ركع بطلت صلته) .قوله :إن علعم وتعمعد(
قيدان ،فإن لم يعلم ويتعمد ذلك ل تبطل صلته ،لكن ل يعتد بما فعلععه ،فيععأتي بركعععة
بعد سلم المام) .قوله :ثم قال( أي شيخه في فتح الجواد ،كما علمت) .قوله :والععذي
يتجه إلخ( انظره مع قوله وعليه أنه إلخ .هل مفادهمععا واحععد ،أو بينهمععا فععرق ؟ فععإن
كان الول -وهو الظاهر -لزم التكرار ،وإن كان الثععاني :فل يظهععر الفععرق ،إل إذا
حمل قوله بل يتابعه في هويه على الطلق ،أي أنه يتععابعه مطلقععا ،سععواء فععرغ مععن
قراءة القدر الذي عليه ،أم لععم يفععرغ منععه .ثععم رأيععت الشععارح أسععقط مععن عبععارة فتععح
الجواد -قبل قوله والذي يتجه إلخ -كلما يترتب ذلك عليععه .وعبععارته -بعععد كلم -
وعليه :فإذا لم يععدركه إل فععي هععويه للسععجود وجبععت متععابعته ول يركععع ،وإل بطلععت
صلته إن علم وتعمد .وإنما يتخلف المتدارك إن ظععن أنععه يععدركه قبععل سععجوده ،وإل
تابعه ،وهو ما قاله جمع .وإن ظن أنه يدركه فععي ركععوعه وإل فععارقه ،وهععو مععا فععي
الم .والذي يتجه :أنه يتخلف لقراءة ما لزمه حتى يريد المععام الهععوي للسععجود ،فععإن
كمله وافقه فيه ،وإل فارقه .اه.
] [ 45
فقوله :والذي يتجه أنه يتخلف :أي مطلقا ،سواء ظن أنه يدركه قبععل سععجوده أو
قبل ركوعه ،أم لم يظن ذلك .فتأمل )قوله :فإن كمل( أي ما لزمه من القععراءة )قعوله:
وافقه فيه( أي وافق المأموم إمامه في الهوي للسععجود )قععوله :ول يركععع( أي ويععترك
الموافقة )قوله :وإل( أي وإن لم يوافقه فيه ،بل ركععع )قععوله :بطلععت صععلته إن علععم
وتعمد( فإن لم يعلم ذلك ولم يتعمده ل تبطل صلته ،ولكن ل يعتد بمععا أتععى بععه ،كمععا
مر) .قوله :وإل فارقه بالنية( أي وإن لم يكمعل معا لزمعه معن القعراءة نعوى المفارقعة
وجوبا ،لما مر عن ابن حجر من أنه تعارض عليه وجععوب وفععاء مععا لزمعه ،وبطلن
صلته بهوي إمامه للسجود ،فل مخلص لععه إل نيععة المفارقععة ،فععإن لععم ينوهععا بطلععت
صلته) .قوله :الول( وهو ما عليه الشيخان من أنه يعذر) .قوله :أما إذا ركع بععدون
قراءة قععدرها( مقابععل قعوله :قععرأ قععدرها) .قععوله :فتبطععل صععلته( أي إن كععان عامععدا
عالما ،وإل لم يعتد بما فعله ،أي فيأتي بركعة بعد سلم المام .اه .بجيرمععي) .قععوله:
وفي شرح المنهاج له( أي لشيخه .وهذا قول مقابل لقععوله :قععرأ وجوبععا) .والحاصععل(
أن هناك قولين -فيمن اشتغل بسنة -أحععدهما :إنععه يجععب عليععه أن يقععرأ مععن الفاتحععة
بقدر ما قرأه من السنة ،واختلف فيه ،فقيل إنه يعذر في تخلفه لذلك ويغتفععر لععه ثلثععة
أركان طويلة ،وقيل ل يعععذر ،وهععو المعتمععد .وثانيهمععا :أنععه ل يلزمععه أن يقععرأ بقععدر
السنة ،بل إذا ركع المام ركع معه ،لحععديث :إذا ركععع المععام فععاركعوا .فتسععقط عنععه
الفاتحة عنه أو بقيتها ،كالمسبوق) .قوله :واختير( أي ما نقل عععن معظععم الصععحاب.
)قوله :أما إذا جهل أن واجبه ذلك( أي الشتغال بالفاتحة .وهععذا محععترز قععوله :وهععو
عالم بأن واجبععه الفاتحععة) .قععوله :فهععو( أي الجاهععل بمععا ذكععر) .وقععوله :بتخلفععه إلععخ(
الظاهر أن الباء للملبسة متعلقة بمحذوف حال من المبتدأ -علععى رأي سععيبويه -أي
فهو حال كونه متلبسا بتخلفه لمععا لزمععه مععن قععراءة قععدر السععنة مععن الفاتحععة :متخلععف
بعذر ،وذلك العذر هو جهله بأن الواجب عليه أن يشععتغل بالفاتحععة .قععال سععم :قضععية
هذا أنه كبطئ القراءة ،مع أنه فرضه فععي المسععبوق والمسععبوق ل يععدرك الركعععة إل
بالركوع مع المام .اه .وقال الرشيدي :أقول يحتمل أن يكون هذا -أي ما ذكععر مععن
أنه كبطئ القراءة -هو مراد القاضي ،فيكون مخصصا لقولهم :إن المسبوق ل يدرك
الركعععة إل بععالركوع مععع المععام ،فيكععون محلععه -فععي العععالم -بععأن واجبععه القععراءة.
ويحتمل -وهو القرب واقتصععر عليععه شععيخنا فععي الحاشععية :-أن مععراد القاضععي أن
صلته ل تبطل بتخلفه إلى ما ذكر فيكون محل بطلنها بهوي المام للسععجود ،إذ لععم
يفارقه في غير هذه الصورة ،لكن تفوته الركعة .وليس معنى كونه متخلفا بعععذر أنععه
يعطى حكم المعذور من كل وجه .اه) .قوله :قاله القاضي( أي قال مععا ذكععر معن أنععه
إن جهل ذلك إلخ )قوله :وخرج بالمسبوق الموافععق( هععو مععن أدرك مععع المععام زمنععا
يسع الفاتحة ،كما تقدم) .قوله :فإنه( أي الموافععق) .قععوله :لشععتغاله بسععنة( علععة لعععدم
التمام ،أي لم يتععم الفاتحعة لجعل كعونه اشععتغل بسعنة ثعم ركععع إمعامه) .قعوله :كعدعاء
افتتاح( أي أو تعوذ) .قوله :وإن لم يظن إدراك الفاتحععة( غايععة لعععذره بععذلك ،أي أنععه
يعذر إذا ركع إمامه قبل أن يتم الفاتحة لكونه قد اشتغل بالسنة ،وإن كععان اشععتغل بهععا
وهو لم يظن
] [ 46
إدراك الفاتحة .ولععو أخععر الغايععة عععن قععوله يكععون كبطععئ القععراءة لكععان أولععى.
وعبارة التحفة :وظاهر كلمهم هنا عذره وإن لم يندب له دعاء الفتتاح ،بأن ظن أنه
ل يدرك الفاتحة لو اشتغل به ،وحينئذ يشكل بما مر في تععارك الفاتحععة متعمععدا حيععث
إنه ل يعذر بذلك ،إل أن يفرق بأن له هنا نوع شبهة لشتغاله بصععورة سععنة ،بخلف
ما مر .ويشكل أيضا بما يأتي في المسبوق أن سبب عدم عععذره كععونه اشععتغل بالسععنة
عن الفرض ،إل أن يفرق بأن المسبوق يتحمل عنه المام ،فععاحتيط لععه بععأن ل يكععون
صرف شيئا لغير الفرض ،والموافق ل يتحمل عنه ،فعععذر للتخلععف لكمععال الفاتحععة،
وإن قصر بصرفه بعض الزمن لغيرها .اه .بتصرف )قوله :يكون إلععخ( جععواب إذا.
)قوله :فيما مر( أي من أنه يعذر ويغتفر له ثلثة أركان طويلة) .قععوله :وسععبقه إلععخ(
لما أنهى الكلم على بيان حكم من يتخلف عن المام شرع يتكلم على بيان حكععم مععن
تقدم عليه ،فذكر أنه إن تقدم عليه بركنيععن فعلييععن عامععدا عالمععا بطلععت صععلته ،وإن
تقدم عليه بركن فعلي فقععط حععرم ،ول تبطععل صععلته .ثععم إن سععبق :مصععدر مضععاف
لفاعله واقع مبتدأ ،خبره مبطل ،وكان الولى والملئم لما قبله أن يقععول وعععدم سععبقه
إلخ ،ويحذف لفظ مبطل ،وذلك ليفيد صراحة أن من شروط صععحة القععدوة عععدم ذلععك
أيضا) .قوله :على إمام( متعلق بسبقه ،وعداه بعلى لكونه بمعنى التقدم ،وهععو يتعععدى
بنفسه ،وبعلى) .قوله :عامدا عالما( حالن من فاعل المصععدر .وسعيذكر محترزهمععا.
)قوله :بتمام ركنين( متعلق بسبق ،أي عععدم سععبقه بركنيععن فعلييععن تععامين .ول بععد أن
يكونا متواليين .فخرج بالفعليين القوليان ،كالتشهد الخير والصلة على النععبي )ص(
فيه .والقععولي والفعلععي :كالفاتحععة ،والركععوع .وخععرج بالتععامين التقععدم بركعن وبعععض
ركن ،وبالمتواليين غيرهما ،فل ضرر في جميع ذلك) .قوله :وإن لم يكونا طععويلين(
أي أنه يضر التقدم بركنين فعليين ،سععواء كانععا طععويلين كالسععجدة الثانيععة والقيععام ،أو
طويل وقصيرا كالركوع ،والعتععدال .والغايععة تشععمل القصععيرين ،لكنععه غيععر مععراد،
لعدم تصورهما) .قوله :لفحش المخالفة( علة للبطلن بالتقععدم بهمععا) .قععوله :وصععورة
إلخ( هذه الصورة المعتمدة عند شععيخ السععلم والخطيععب وم ر ،قياسععا علععى التخلععف
عن المام بهمعا ،فعإن صعورته -كمعا تقعدم -أن يركعع المعام قبلعه ويعتعدل ويهعوي
للسجود ،وهو متلبس بالقيام) .قوله :وأن يركععع إلععخ( هععذه صععورة ثانيععة للتقععدم علععى
المام بهما .قال الكردي :رجح هععذه الصععورة ابععن حجععر فععي شععرحه علععى الرشععاد
والعباب ،وفي السنى هو الولى ) (1وأوردهما -أي الصورتين -معععا فععي التحفععة
ولم يرجح منهما شيئا .اه .ويفارق التقدم حينئذ ما تقدم في التخلف بأن التقدم أفحععش،
فأبطل بركنين ولو على التعاقب) .قوله :فلععم يجتمععع( أي المععأموم) .وقععوله معععه( أي
المام )قوله :ولو سبق( أي المأموم المام بهما ،أي بركنين) .قععوله :سععهوا أو جهل(
أي حال كونه ساهيا أي ناسيا أنه مقتد ،أو حال كونه جاهل بالتحريم .وكتععب سععم مععا
نصه :قوله سهوا أو جهل :فيه إشارة إلى أنه يجب العود إلى المام عند زوال السهو
والجهل ،وهو قريب ،ويوجه بأن فععي السععبق بهمععا فحععش المخالفععة ،ولهععذا عللععوا بعه
البطلن عند التعمد .اه) .قوله :لم يضر( أي ل يبطععل الصععلة) .قععوله ،لكععن ل يعتععد
له( أي للمأموم) .وقوله بهما( أي بالركنين اللذين سععبق المععام بهمععا سععهوا أو جهل.
)قوله :فإذا لم يعد إلخ( تفريع على عدم العتداد له بهما ،وكان المناسب فععي التفريععع
أن يقول فيجب عليه
)) (1وقوله :وفي السنى هو الولى( أي أن هذا التصوير هو الولى ،بفتععح الهمععزة
وسكون الواو ز وعباراته مع الروض :ومثله العراقيون بأن يركع قبله ،فلما أراد أن
يركع رفع ،فلما أراد أن يرفع سجد ،وهو مخالف لمععا سععبق فععي التخلععف ،فيجععوز أن
يستويا ،وأن يختص هذا بالتقدم لفحش المخالفة ،وهو الولى ،لنععه أفحععش أه .وهععذا
ل ينافى ما تقدم من أن الصورة الولى المعتدة عن شيخ السلم ،لن ما جرى عليه
في السنى ضعيف .فتنبه ،اه .مولف
] [ 47
العود ،ثم يرتب عليه قوله فإذا لم يعد إلخ .فتنبه) .وقوله للتيان بهمععا( أي عنععد
زوال سهوه أو جهله) .وقوله سهوا أو جهل( حالن من فاعل يعععد) .قععوله :وإل( أي
وإن لم يكن عدم العود لسهوه أو جهله ،بععل كععان مععن عمععد أو علععم ،بطلععت صععلته،
فتجب عليه إعادتها) .قوله :وسبقه( أي المأموم .وهو مصدر مضاف لفععاعله ،كالععذي
قبله .وكان الملئم لما قبله أن يقول :بخلف سعبقه بركعن ،فعإنه غيعر مبطعل ،إل أنعه
حرام .وذلك لنه مفهوم قوله بركنين) .وقوله عليععه( أي علععى المععام) .قععوله :عامععدا
عالما( حالن من فاعل المصدر) .قوله :بتمام ركن( يفهم منه أن التقدم ببعض ركععن
كأن ركع قبل المام ولحقه المام في الركوع ،ل يحرم ،وإنما يكره .وهو كذلك عنععد
ابن حجر .والذي في المغني والنهاية أن السبق ببعض ركععن كالسععبق بععه تامععا ،أخععذا
من الحديث التي) .وقوله فعلي( خرج القولي ،ففيه تفصيل .فإن كان تكبيرة الحرام
أو السلم أبطل الصلة ،وإن كان الفاتحة أو التشهد فل يبطل ول يحرم) .قوله :كععأن
ركع إلخ( تمثيل للسبق بتمام ركن فعلي) .قععوله :حععرام( أي لخععبر السععلم :ل تبععادروا
المام إذا كبر فكبروا ،وإذا ركع فاركعو .وفي رواية صحيحة رواهععا الشععيخان :أمععا
يخشى الذي يرفع رأسه قبل رأس المام أن يحول الع رأسععه رأس حمععار ،أو يجعععل
صورته صورة حمار ؟ .ومعنى ذلك أن يجعل ال رأسه على صورة رأس الحمععار،
ويبقى بدنه بدن إنسان أو يمسخ صورته كلهععا فيجعععل جميععع بععدنه بععدن حمععار .وفيععه
دليل على جواز المسخ -أعاذنا ال منه -وهو ل يكععون إل مععن شععدة الغضععب .قععال
الكردي :وقد وقع ذلك في الدنيا) .قوله :بخلف التخلف به( أي بتمام ركن) .وقععوله:
فإنه مكروه( أي علععى الصععح .ومقععابله أنهععا تبطععل بععالتخلف بركععن أيضععا .وعبععارة
المنهاج مع شرح م ر :وإن تخلف بركن ،بأن فرغ المام منه والمأموم فيما قبله ،لععم
تبطل في الصح .والثاني تبطل ،لما فيه من المخالفة من غير عذر .اه) .قوله :ومن
تقدم( أي على إمامه) .وقوله :سععن لععه العععود( أي إلععى إمععامه) .وقععوله إن تعمععد( أي
التقدم بركن )قوله :وإل تخير( أي وإن لم يكن تقدمه عمدا ،بأن كان سهوا ،تخير بين
العود للركن الذي سبق المام منعه ،كمععا قبععل الركععوع فععي المثععال الععذي ذكععره وبيععن
الدوام -أي البقاء -في الركن الذي هو فيه ،كاعتدال في المثال المععذكور ،ول ينتقععل
عنه حتى يلحقه المام فيه .وإنما سن العود للعامد جبرا لما فععاته ،وخيععر غيععره لعععدم
تقصيره .قال سم في حواشي التحفة :فإذا عاد إليه ،هل يلغو الركععن الععذي أتعى بعه أو
ل ،بل هو محسوب له ،وركوعه مع المام لمحض المتابعة ،حتى لعو رفعع منعه قبعل
أن يطمئن المأموم لم يلزم الطمأنينة ؟ فيه نظر) .فإن قلت( :إذا عاد إلى المام صععار
هذا اعتدال ،ويلزمه تطويله) .قلت( :ل نسلم أنه اعتدال له ،بل هو موافقة للمام فععي
قيععامه .اه) .قععوله :ومقععارنته( هععو مبتععدأ .والمناسععب أن يكععون مععن إضععافة المصععدر
لفعاعله ،وإن كعانت المقارنعة مفاعلعة فهعي معن الجعانبين) .قعوله :فعي أفععال( متعلعق
بمقارنته) .قوله :وكذا أقوال( أي ومثل الفعال القوال ،في كراهة المقارنة .وفععي ع
ش :قال بعضهم :إن المقارنععة فععي الفعععال مكروهععة تفععوت فضععيلة الجماعععة لفحععش
المخالفععة ،بخلف المقارنععة فععي القععوال .فليراجععع .اه) .قععوله :غيععر تحععرم( سععيأتي
محترزه )قوله :مكروهععة( قععال البجيرمععي :وقيععل خلف الولععى ومحععل الخلف :إذا
قصد ذلك ،دون ما إذا وقع اتفاقا -كما هو ظاهر -وهعل الجاهعل بكراهتهعا كمعن لعم
يقصدها لعذره ؟ قياس كلمهم -في غير هذا المحل -أنه مثلععه .اه) .قععوله :كتخلععف
عنه( أي ككراهععة التخلععف عنععه بركععن )قععوله :وتقععدم عليععه( أي وكتقععدم عليععه ،فهععو
معطوف على تخلف) .وقوله :بابتدائه( أي الركن )قوله :وعند تعمد أحد هذه الثلثة(
هي :المقارنة .والتخلف عنه بركن .والتقدم عليه بابتداء الركن ،بعأن يشعرع فيعه قبعل
شروع المام )قوله :تفوته فضيلة الجماعة( أي في الجزء الذي قارنته الكراهة فقععط،
فإذا قععارنته فععي الركععوع مثل فععاته سععبعة وعشععرون ركوعععا .قععال فععي فتععح الجععواد:
والوجه اختصاص الفوات بما صحبته الكراهة فقط ،وأن الفععائت أصععل الثععواب لن
الكراهة لذات الجماعة ،ل لمر
] [ 48
خارج .ا .ه) .قوله :فيسقط إثم تركها( أي على القول بأن الجماعة واجبععة ،إمععا
على العين أو الكفاية) .وقوله :أو كراهته( معطععوف علععى إثععم ،أي أو يسععقط كراهععة
تركها ،أي على القول بأنها سنة مؤكدة) .قوله :فقول جمع( مبتدأ ،خبره وهم) .قوله:
حتى يصير( أي من انتقى عنه فضيلة الجماعة) .قوله :ل تصععح لععه الجمعععة( عطفععه
على ما قبله من عطف اللزم على الملزوم ،وذلك لن الجماعة شععرط فععي الجمعععة،
فإذا صار كالمنفرد بطلت الجمعة لنتفاء شرطها) .قوله :ويجري ذلععك( أي مععا ذكععر
من تفويت فضيلة الجماعععة فقععط) .وقععوله :فععي كععل مكععروه مععن حيععث الجماعععة( أي
متعلق بذات الجماعة ،وخرج به المكروه ل من حيث الجماععة ،وهعو العذي يتصعور
وجوده مع غيرها ،كالصلة حاقنا أو حازقا أو رافعا بصععره إلععى السععماء ،فل يفععوت
فضيلتها) .قوله :بأن لم يتصور وجوده( أي المكروه في غيرهععا ،أي الجماعععة .وهععو
تصوير لكون الكراهة من حيث الجماعة) .قععوله :فالسععنة للمععأموم إلععخ( مفععرع علععى
كون المقارنة والتخلف بركن والتقدم بابتدائه :مكروهات) .قععوله :ويتقععدم( أي ابتععداء
فعل المأموم) .وقوله :على فراغه( أي المععام منععه ،أي الفعععل) .قععوله :والكمععل مععن
هذا( أي مما ذكر من أن السنة تأخر ابتداء فعله عن ابتداء فعععل المععام وتقععدمه علععى
فراغه منه) .قوله :ول يشرع( أي المأموم .وهذا عين مععا قبلعه .تأمععل .ثعم رأيتعه فععي
التحفة عبر بالفاء التي للتفريع بدل الواو .وهو أولى) .قوله :حتى يصل المام لحقيقة
المنتقل إليه( أي لحقيقة الركن الذي انتقل إليه .قال سم :قضيته أنه يطلب من المأموم
أن ل يخرج عععن العتععدال حععتى يتلبععس المععام بالسععجود وقععد يتوقععف فيععه .اه .قععال
الكععردي :وأقعول ل توقعف ،فقعد بينععت فععي الصعل مععا يصعرح بعذلك مععن الحعاديث
الصحيحة ،نعم ،رأيت في شرح مسلم استثناء ما إذا علم من حععاله أنععه لععو أخععر إلععى
هذا الحد لرفع المام قبل سجوده .اه .وهو ظاهر .ولعله وجه توقعف سعم فيمععا ذكعر.
اه) .قوله :فل يهوي( أي المأموم ،وهععو مفععرع علععى الكمععل المععذكور) .قععوله :إلععى
المسجد( أي مكان السجود ،فهععو مصعدر ميمعي ) (1أريععد منعه المكععان) .قععوله :ولععو
قارنه بالتحرم( هذا محترز قوله غير تحرم ،ومثل المقارنة :ما لو شك هل قارنه فيه
أو ل ؟ وطال زمن الشك ،ومضى ركن مع الشك .أما إذا لععم يطععل ولععم يمععض ركععن
معععه بععل زال عععن قععرب فل يضععر) .وقععوله :أو تععبين إلععخ( أي أو اعتقععد أن تحرمععه
متأخر عنه ثم تبين له خلف ذلك )وقوله :لم تنعقد صلته( أي إن نوى القتععداء مععع
تحرمه .أما لو أحرم منفردا ثم اقتدى به في خلل صلته صحت قععدوته ،وإن كععانت
تكبيرته متقدمة على تكبيرة المام أو مقارنة له) .قوله :ول بأس بإعععادته( أي المععام
-التكبير -يعني إذا أعاد المام التكبير سرا بعد إحرام المأمومين ،لكونه تبين له فقد
شرط من شروطه مثل ،فل ضرر عليهم بذلك ،لكن إذا أعععاده وهععم لععم يشععروا بععه،
وإل بطلت صلتهم لتبين تقدم تحرمهم على تحرمه .وعبارة البجيرمي -بعد كلم :-
وكذا لو كبر عقب تكبير إمامه ثم كبر إمامه ثانيا خفية لشكه في تكبيره مثل ولم يعلم
المأموم به لم يضر على أصح الوجهين ،وهو المعتمععد ،كمععا فععي ق ل علععى الجلل،
وح ل وش م ر اه) .قععوله :ول بالمقارنععة فععي السععلم( أي ول بععأس بالمقارنععة فيععه،
لكنها تكره وتفوت فضيلة الجماعة) .قوله :وإن سععبقه( أي وإن سععبق المععأموم المععام
)قوله :بأن فرغ(
) (1قوله :فهو مصدر ميمي( أي وتكسر عينه سماعا ،والقياس فتحها .وعند سععيبويه
هو بفتح الجيم لغير ،إذا اريد منه موضع السجود ز اه .مولف
] [ 49
أي المأموم ،وهو تصعوير لسعبقه بأحعدهما) .وقعوله :فيعه( أي فعي أحععدهما معن
التشهد أو الفاتحة) .قوله :لم يضر( جواب أن ،وذلك لتيععانه بععه فععي محلععه مععن غيععر
فحش مخالفة) .قوله :وقيل تجب العادة( أي إعادة ما قرأه من الفاتحة أو التشهد قبل
المام) .قوله :وهو أولى( أي إعادته بعد فعل المام أولى منها مع فعله .قال سم :كذا
قال ر م .وهو يفيد سن تععأخر جميععع تشعهد المععأموم عععن جميععع تشععهد المععام ،ولعلعه
خاص بالخير وإل أشكل .إذ كيف يطلب التأخير بالول المقتضي للتخلف عععن قيععام
المام إلخ ؟ اه) .قوله :فعليه( أي على القول بوجوب العادة) .قوله :إن لم يعده( أي
ما سبق به مععن الفاتحععة أو التشععهد) .قععوله :بطلععت( أي لن فعلععه مععترتب علععى فعععل
المام ،فل يعتد بما سبقه به) .قوله :ويسن مرعاة هذا الخلف( أي فيسن لعه إععادته.
قال في التحفة) :فإن قلت( .لم قدمتم رعاية هذا الخلف على خلف البطلن بتكريععر
القععولي ؟ )قلععت( :لن هععذا الخلف أقععوى .والقاعععدة -أخععذا مععن كلمهععم -أنععه إذا
تعارض خلفان قدم أقواهما ،وهذا كذلك لن حديث فل تختلفوا عليه يؤيده .وتكريععر
القولي ل نعلم له حديثا يؤيععده .اه) .قععوله :كمععا يسععن إلععخ( الكععاف للتنظيععر .وعبععارة
التحفة :بل يسن ،بالضراب النتقالي) .قععوله :تععأخير جميععع فععاتحته( قععال ع ش :أي
وجميع تشهده أيضا ،فلو قارنه فقضية قولهم إن تععرك المسعتحب مكعروه كراهعة هعذا
وإنه مفوت لفضيلة الجماعة -فيما قارن فيه .اه) .قوله :ولو فععي أوليععي السععرية( أي
يسععن التععأخير ،ولععو كععان فععي أوليععي الصععلة السععرية كععالظهر) .قععوله :إن ظععن( أي
المأموم ،أنه ،أي إمامه .وهو قيد في سنية تأخير الفاتحة مطلقا في الجهرية والسرية.
)قوله :ولو علم إلخ( مفهوم قوله إن ظن ،وكان المناسب أن يقععول :وإل بععأن علععم أن
إمامه إلخ) .قوله :لزمه أن يقرأها( قال فعي التحفعة :وفيعه نظعر ظعاهر ،إل أن يكعون
المراد أنه متى أراد البقاء على متابعته ،وعلععم مععن نفسععه أنععه بعععد ركععوعه ل يمكنععه
قراءتها إل وقد سبقه بأكثر من ركنين ،يتحتم عليه قراءتها معه ،لنه لو سعكت عنهععا
إلى أن ركع يكون متخلفا بغير عععذره لتقصععيره ،بخلف نحععو منتظععر سععكتة المععام،
لنه لم يعلم من حال المام شيئا ،فعلم أن محل ندب تأخير فاتحته إن رجععا أن إمععامه
يسكت بعد الفاتحة قدرا يسعها أو يقرأ سورة تسعها ،وأن محععل نععدب سععكوت المععام
إذا لم يعلم أن المأموم قرأها معه ول يرى قراءتها .اه) .قوله :ول يصععح قععدوة إلععخ(
شروع في بيان ما يقتضي بطلن القدوة) .قوله :بمععن اعتقععد بطلن صععلته( المععراد
بالعتقاد :الظن القععوي ،وليععس المععراد مععا اصععطلح عليععه الصععوليون ،وهععو الجععزم
المطابق للواقع ،ولم يبرز الضمير مع أن الصلة جرت علععى غيععر مععن هععي لععه ،لن
فاعل اعتقد يعود على المأموم ،جريا على طريقة الكوفيين المجوزين ذلعك عنعد أمعن
اللبس) .قوله :بأن ارتكب( أي المام ،وهو تصوير للبطلن) .قعوله :كشععافعي اقتععدى
بحنفي( تمثيل لمن ارتكب مبطل في اعتقاد المعأموم) .فعإن قيعل( فكيعف صعح اقتعداء
الشافعي المتم بالحنفي القاصر في محل ل يجوز للشافعي القصر فيه ؟ وذلك فيما لو
كانا مسافرين -أي الشافعي والحنفي -ونويا إقامة أربعة أيام بموضع يصلح للقامة
وقصععر الحنفععي مععع أن الشععافعي يععرى بطلن صععلة الحنفععي أيضععا ؟ )أجيععب( بععأن
الشافعي يجوز القصر فعي الجملععة ،أي بخلف الحععدث ،فعإنه ل يجععوز الصعلة مععه
أصل ،ويرد على هذا فاقد الطهورين ،ويجاب بأن هععذا حالععة ضععرورة) .قععوله :دون
ما إذا اقتصد( أي الحنفي ،فإنه ل يضر اقتداء الشععافعي بعه .قعال فععي النهايعة :صععور
المسععألة صععاحب الخععواطر السععريعة بمععا إذا نسععي المععام كععونه مقتصععدا ،أي وعلععم
المأموم بذلك ،لتكون نيته جازمة في اعتقاده ،بخلف ما إذا علمه -أي المام -لنععه
متلعب عندنا أيضا لعدم جزمه بالنية .اه .ورد ذلك في التحفة بما حاصله :إن كونه
متلعبا عندنا ممنوع ،إذ غاية أمره أنه حال النية عالم بمبطل عنده ،وعلمه به مععؤثر
في جزمه عنده ،ل عنععدنا ،فتععأمله .وأيضععا فالمععدار هنععا علععى وجععود صععورة صععلة
صععحيحة عنععدنا ،وإل لععم يصععح القتععداء بمخععالف مطلقععا اه) .قععوله :نظععرا لعتقععاد
المقتدي( أي في المس وفي الفصد ،فهو تعليل لمحذوف مرتبط بكل
] [ 50
منهما ،أي ل يصح اقتداء الشافعي بحنفي مععس فرجععه نظععرا لعتقععاد المقتععدي،
ويصح اقتداؤه بمن افتصد نظرا لذلك أيضا) .قععوله :لن المععام إلععخ( علععة للعلععة مععع
المعلل .أي وإنما إذا نظر لعتقاد المقتدي تبطل في صورة المس وتصح في صععورة
الفصد ،لن المام محدث عنده بالمس دون الفصد) .وقوله :فيتعذر إلخ( مفععرع علععى
كون المام محدثا عنده) .وقوله :لنه( أي المام ،وهو علععة للتعععذر) .وقععوله :عنععده(
أي المقتدي) .قوله :ولعو شععك شعافعي إلعخ( خععرج بالشعك مععا إذا تيقععن تركعه لبعععض
الواجبات كالبسملة بأن سمعه يصل تكبيرة التحرم أو القيام بالحمد ل ،فإنه يععؤثر فععي
صحة القتداء به .وعبارة النهاية :ولو ترك المام البسملة لم تصح قدوة الشافعي به،
ولو كان المقتدى به المام العظم أو نائبه .كما نقله عن تصحيح الكععثرين ،وقطععع
به جماعة ،وهو المعتمد .وإن نقل عن الحليمي والدوني الصععحة خلفععه واستحسععناه.
وتعليل الجواز بخوف الفتنة ممنوع ،فقد ل يعلم المام بعدم اقتدائه أو مفععارقته ،كععأن
يكون في الصف الخير مثل .اه .وقوله :الصحة خلفه أو خلف المام العظم ،وبها
قال في التحفة أيضا) .قوله :لم يؤثر في صحة القتداء به( قال سم :ظاهره وإن علععم
الشافعي أنه ل يطلب عند ذلك المخالف توقي ذلك الخلف ،وليس بعيدا لحتمععال أن
يأتي بها احتياطا ،وإن لم يطلب عنده توقي الخلف فيها .اه .وقال ع ش :لععو أخععبره
بعد الصلة بترك شئ من الواجبععات فهععل يععؤثر ذلععك وتجععب العععادة أو ل ؟ للحكععم
بمضي الصلة على الصحة ؟ فيه نظععر .والقععرب الول .اه) .قععوله :تحسععينا للظععن
به( أي بالمام :قال في الروض وشرحه :ومحافظة على الكمععال عنععده .اه) .وقععوله:
في توقي الخلف( متعلعق بتحسعينا ،أي يحسعن الشعافعي الظعن بالمخعالف فعي تعوقي
الخلف ،أي مراعاته ،بأن يأتي بما هو واجب عند المخالف لتصععح صععلته وصععلة
المأمومين على مذهبه ومذهب المخالف .وفي البجيرمععي مععا نصععه) :سععئل( الشععهاب
الرملي عن إمام مسجد يصلي بعموم الناس بأن كان راتبا هل يجب عليععه أن يراعععي
الخلف أو ل ويقتصر على مذهبه ؟ )فأجععاب( بععأنه يجععب عليععه رعايععة الخلف اه.
قال شيخنا :أما لو قرر إمام للحنفية مثل فل يلزمه ذلععك .وهععو قضععية إفتععاء م ر .ثععم
قال شيخنا بعد ذلععك :إذا كععان يصععلي خلفععه شعافعي ،ينبغعي وجععوب رعايععة الخلف.
قلت :وفيه ما فيه ،إذ هو مقيععد بإمامععة علععى مععذهب معيععن ول يلععزم المععام تصععحيح
صلة الغير ا ه .ا ج .ا ه) .قعوله :فل يضعر ععدم إلعخ( الولعى التععبير بعالواو .لن
الفاء ليس لها محل هنععا ،إذ المقععام ل يقتضععي التفريععع .وعبععارة ع ش :بقععي أن يقععال
سلمنا أنه أتى به لكن على اعتقاد السنية ومن اعتقعد بفعرض معيعن نفل كعان ضعارا،
كما تقدم .وأشار الشيخ في شعرح الععروض إلععى دفععه بقععوله :ول يضععر ععدم اعتقععاد
الوجوب إلخ )وحاصله( أن اعتقاد عدم الوجوب إنما يؤثر إذا لم يكن مععذهبا للمعتقعد،
وإل بأن كان مذهبا له لم يؤثر ،ويكتفي منه بمجرد التيععان بععه .اه .ملخصععا) .قععوله:
لو قام إمامه لزيادة( أي على صلته) .قععوله :كخامسععة( تمثيععل للزيععادة) .قععوله :ولععو
سهوا( أي ولو قام حال كونه ساهيا بأن صلته قد كملت) .قوله :لم يجز له متععابعته(
أي لم يجز للمأموم أن يتابعه في الركعة الزائدة ،فإن تععابعه بطلععت صععلته لتلعبععه،
ومحله إن كان المأموم عالمععا بالزيععادة ،فععإن كععان جععاهل بهععا وتععابعه فيهععا لععم تبطععل
صلته ،وحسبت له تلك الركعة إذا كان مسبوقا لعذره ،وإن لم تحسب للمام) .قوله:
ولو مسبوقا أو شاكا( غاية في عدم جواز المتابعة له ،أي ولو كان المأموم مسبوقا أو
شاكا في ركعة ،فإنه ل تجععوز لععه المتابعععة) .قععوله :بععل يفععارقه( أي ينععوي المفارقععة.
)وقوله :ويسلم( أي بعد أن يتشهد .ومحل هذا إذا لم يكن مسبوقا .أو شاكا في الركععة
ركعة ،فإن كان كذلك :قام بعد نيته المفارقة للتيان بما عليه ،كما هو ظاهر) .قععوله:
أو ينتظره( أي أو ينتظر المععام فععي التشععهد) .قععوله :علععى المعتمععد( متعلععق بينتظععر.
ومقابله يقول :ل يجوز له النتظار ،كما نص عليه ابن حجععر فععي فتععاويه .وعبارتهععا
بعد كلم:
] [ 51
قال الزركشي كالسنوي نقل عن المجموع في الجنائز :ول يجوز له انتظععاره،
بل يسلم ،فإنه في انتظاره مقيم على متابعته فيما يعتقده مخطئا فيععه .والمعتمععد خلف
ما قاله إلخ اه) .قوله :ول قدوة بمقتد( أي ول يصح قدوة بمقتد حال قععدوته لسععتحالة
اجتماع كونه تابعا متبوعا ،وما في الصحيحين من أن الناس اقتدوا بععأبي بكععر خلععف
النبي )ص( ،محمول على أنهم كانوا مقتدين به )ص( وأبو بكر يسمعهم التكبير ،كما
في الصحيحين أيضا) .قوله :ولو احتمععال( أي شععكا ،وهععو منصععوب علععى أنععه خععبر
لكان محذوفا بتأويله باسم الفاعل ،أي ول يصح قدوته بمقتديا ،ولو كان مريععد القععدوة
شاكا في كونه مقتديا بأن تردد في كونه إماما أو مأموما ،كععأن رأى رجليععن يصععليان
جماعة ،وشك أيهما المام ؟ قال ح ل :فعإن ظنعه أحعدهما بالجتهعاد عمعل باجتهعاده.
واعترض بأن شرط الجتهاد أن يكون للعلمة فيععه مجععال ،ول مجععال لهععا هنععا ،لن
مدار المأمومية على النية ل غير ،وهي ل يطلع عليها .وأجيععب بععأن للقععرائن مععدخل
في النية .ا .ه) .قوله :وإن بان إماما( أي ل تصح القدوة فيما إذا شك في أنه مقتععد أو
ل ؟ ولو تبين له بععد ذلععك أنعه إمععام .وصعورة ذلععك ،فيمععا إذا اقتععدى بأحعد شخصععين
متساويين في الموقف معتقدا أن من اقتدى به هو المام ،ثم بعد ذلك طرأ له شك فععي
كونه إماما أو مأموما ،فل تصح القدوة به ،ولو تبين له بعد ذلك أنه إمام .لكععن محلععه
-كما في سم -ما إذا طال زمن التردد ،أو مضى معه ركن )قوله :كععأن سععلم المععام
إلخ( تمثيععل لمععن انقطعععت قععدوته) .وقععوله :فقععام مسععبوق( أي ليععأتي بمععا بقععي عليععه.
)وقوله :فاقتدى به( أي بالمسبوق بعد قيامه للتيان بما عليععه) .قععوله :صععحت( محععل
الصحة في هذه الصورة وفي الثانية التي بعدها في غير الجمعة ،أمععا فيهععا فل تصعح
القدوة في الصورتين عند الجمال الرملي ،وفي الصورة الثانيععة عنعد ابعن حجععر .أمععا
في الصورة الولى فتصح عنده ،لكعن مععع الكراهععة ،أفععاده الكععردي )قععوله :لكععن مععع
الكراهة( ظاهره أنه مرتبط بالصععورة الثانيععة ،وهععو أيضععا ظععاهر عبععارة شععيخه فععي
التحفة ،وظاهر عبارة النهاية أنه مرتبط بالصورتين ،كما نبه عليه ع ش ،وعبععارته:
قععوله لكععن مععع الكراهععة ،ظععاهر فععي الصععورتين ،وعليععه :فل ثععواب فيهععا مععن حيععث
الجماعة .وفي ابن حجر التصريح برجوعه للثانية فقط والكراهة ،خروجا من خلف
من أبطلها .ا .ه) .قوله :ول قدوة قععارئ( أي ول تصععح قععدوة قععارئ) .قععوله :بععأمي(
نسبة للم ،كأنه على حععالته الععتي ولععد عليهععا ،وهععو لغععة مععن ل يقععرأ ول يكتععب ،ثععم
اسععتعمل فيمععا ذكععره الشععارح مجععازا) .قععوله :وهععو( أي المععي) .وقععوله :مععن يخععل
بالفاتحة( أي ل يحسن حروف الفاتحة .قال سععم :وخععرج نحععو التشععهد فلمععن ل يخععل
بذلك فيه القتداء بمن يخل بعذلك فيعه .م ر .ويفعرق بعأن معن شعأن المعام أن يتحمعل
الفاتحة ،والمخل ل يصلح للتحمل ،وليس مععن شععأنه تحمععل التشععهد .وممععا يععدل علععى
التشهد أوسع :أنه ل يشترط فيه الترتيب .ا .ه .وفععي حاشععية البرمععاوي أن هععذا غيععر
مستقيم ،لما تقدم أن الخلل ببعض الشععدات فععي التشععهد مخععل أيضععا ،أي فل تصععح
صلته حينئذ ،ول إمامته .ا .ه) .قوله :أو بعضها( بععالجر ،عطععف علععى الفاتحععة .أو
يخل ببعض الفاتحة) .قوله :ولو بحرف منها( .غاية فعي البعععض .أي ولعو كععان ذلعك
البعض الذي يخل به حرفا واحدا) .قوله :بععأن يعجععز إلععخ( تصععوير للخلل بحععرف
منها) .وقوله :أو عن إخراجه ععن مخرجعه( أي أو يعجعز ععن إخعراج الحععرف معن
مخرجه .وانظر ما الفرق بينه وبين ما قبله ؟ فإنه إذا عجز عنه بالكلية فقد عجز عن
إخراجه من مخرجه ،ومثله العكس ،فحينئذ يغني أحدهما عععن الخععر .وفععي النهايععة:
القتصار على الثاني .ويمكن أن يفرق بينهما بععأن المععراد بعجععزه عنععه بالكليععة أن ل
يستطيع النطق به ول ببدله في محله .والمراد بعجزه عن إخراجععه مععن مخرجععه :أن
ل يستطيع النطق به من مخرجه مع إتيانه ببدله في محله ،كأن يقول المتقيععم) .قععوله:
أو عن أصل تشديدة( أي أو يعجز عن أصل تشديده ،وعطفه على ما قبله من عطف
المغاير ،لن التشديدة هيئة للحرف ،وليست بحرف ،فليععس العطععف هنععا مععن عطععف
الخاص على العام ،وذلك كتخفيف إيععاك ولععو أحسععن أصععل التشععديدة وتعععذرت عليععه
المبالغة صحت القدوة به مع الكراهة) .قوله :وإن لم يمكنه التعلم( غاية في عدم
] [ 52
صحة اقتداء القارئ به ،أي ل تصح القدوة به مطلقعا سعواء أمكنعه التعلعم أم ل.
)قوله :ول علم بحاله( أي وإن لم يعلم القارئ بحاله ،فهعي غايعة ثانيعة .قععال سعم :فل
تنعقد للجاهل بحاله .فل بد من القضاء ،وإن لم يبن الحال إل بعععد .ا .ه .ويععرد علععى
هذه الغاية :أن عدم العلم بحاله صادق بما إذا كان مترددا في كونه أميا أو ل ؟ فيفيععد
عدم صحة القدوة به في هذه الحالة ،فينافي حينئذ ما سيصععرح بعه مععن صععحة القععدوة
في هذه الحالة) .قوله :لنه( أي المي ،وهععو علععة لعععدم صععحة القتععداء بععالمي ،أي
وإنما لم تصح القدوة به ،لنه ل يصلح لتحمل القراءة عنه إذا كععان مسععبقا ،أي ومععن
شععأن المععام تحملهععا .وعبعارة شعرح المنهعج :لن المعام بصععدد تحمعل القععراءة ععن
المسبوق ،فإذا لم يحسنها لم يصلح للتحمل .ا .ه) .قوله :عنه( أي المأموم )وقوله :لو
أدركه راكعا( أي لو أدرك المأموم المام حال كونه راكعععا) .قععوله :ويصععح القتععداء
بمن يجوز( من واقعة على إمام ،ويجوز يحتمل قراءته بتشديد الواو مععع ضععم اليععاء،
ويحتمل قراءته بتخفيفها مع فتح الياء ،والمعنععى علععى الول :ويصععح القتععداء بإمععام
يجوز المأموم القارئ كونه أميا .وعلى الثاني بإمام يحتمل كععونه أميععا) .قععوله :إل إذا
لم يجهر في جهريه( أي فل يصح القتداء به .فجععواب إذا محععذوف) .وقععوله :فيلععزم
مفارقته( تفريع على الجواب المحذوف ،ويحتمل أن يكععون هععو الجععواب ول حععذف،
والول أنسب .وإنما لزمت مفارقته حينئذ لن الظععاهر مععن حععاله أنععه لععو كععان قععارئا
لجهر بها ،وهذا ما في التحفة .والذي يستفاد من النهايععة أنععه ل تلزمععه المفارقععة ،بععل
يتابعه إلى أن يسلم ،ثععم بعععده إن أخععبر المععام أنععه أسععر ناسععي ،أو لجععواز السععرار،
وصدقه المأموم ،فل تلزمه العادة بععل تسععتحب ،ويلزمععه البحععث عععن حععاله أمععا فععي
السرية فل إعادة عليعه عمل بالظععاهر ،ول يلزمععه البحععث عععن حععاله ،كمععا ل يلزمععه
البحث عن طهارة المععام ،واعتمععد ذلععك سععم .وعبععارته .قععوله فتلزمععه مفععارقته إلععخ:
المعتمد أنه ل تلزم مفارقته ،وأنه إذا اسععتمر -ولععو مععع العلععم :خلفععا لتقييععد السععبكي
بالجهل :حتى سلم -لزمه الععادة ،معا لعم يبعن أنعه قعارئ .ا .ه) .قعوله :فعإن اسعتمر
جاهل إلخ( مفرع على ما قبل الستثناء ،يعني إذا اقتدى بمن جععوز كععونه أميععا ،فععإن
استمر جاهل بحال إمامه حتى سلم بأن كانت الصلة سععرية ،لزمتععه العععادة ،مععا لععم
يتبين للمأموم أن المام قارئ ،فإن تبين له ذلك لم تلزمه العادة) .قوله :ومحل عععدم
صحة إلخ( الولى تأخير هذا وذكره قبيل قوله وكره اقتععداء بنحععو تأتععاء إلععخ .فتنبععه.
)قوله :إن لم يستو المام إلخ( فإن استويا في ذلك صحت القدوة ولو فععي الجمعععة ،إذ
كلهما حينئذ أمي ،فاستويا في النقص ،كالمرأتين .قال في المداد :ولو اتفق أربعون
أميا في المعجوز عنه فتصح إمامة أحدهم ،بل تلزمهععم الجمعععة حينئذ .ا .ه) .وقععوله:
في الحرف المعجوز عنه( أي في عينه .ول فرق بين أن يتفقا في كيفية العجز بععذلك
الحرف ،كما لو أبدل المام والمقتعدي بعه الععراء غينععا ،ويختلفععا فيهعا ،كمعا لعو أبععدلها
أحدهما عينا والخر لما) .قوله :بأن أحسنه إلخ( تصوير لعدم استوائهما في الحرف
المعجوز عنه) .وقوله :أو أحسن كل منهما( أي من المام والمأموم )وقوله :غير مععا
أحسنه الخععر( أي كععأن أحسععن المععام الععراء ولععم يحسععن السععين ،والمععأموم بععالعكس
)قوله :ومنه أرت( أي ومن المي أرت ،وهو بالتاء المثناة) .وقوله :يدغم إلخ( بيععان
لمعنى الرت :أي الرت هو الذي يدغم إلععخ) .وقععوله :فععي غيععر محلععه( أي الدغععام
المفهوم من يدغم) .وقوله :بإبدال( متعلق بيدغم ،أي يدغم مع إبععدال الحععرف المععدغم
بآخر ،كأن يقول المتقيم بإبدال السين تاء وإدغامها في التععاء .وخععرج بععه مععا إذا كععان
يدغم فقط ،كتشديد لم أو كاف مالك فل يضععر ول يسععمى هععذا أرت) .قععوله :وألثععغ(
معطوف على أرت ،أي ومن المي ،ألثغ ،وهععو بالثععاء المثلثععة) .وقععوله :يبععدل إلععخ(
بيان لمعنى اللثغ .ول فرق في البدال المذكور بين أن يكون مععع إدغععام أو ل ،فهععو
أعم مما قبله .وقيل هو الذي يبدل من غير إدغام .فعليه يكون مغععايرا .وخععرج بقععوله
يبدل إلخ :ما إذا لم يبدل حرفا بآخر ،بأن كانت لثغته يسيرة لم تمنععع أصععل مخرجععه،
وإن كان غير صاف ،فل يؤثر.
] [ 53
وحكى الروياني عن ابن غانم مقرئ ابن سريج قال :انتهى ابن سريج إلى هععذه
المسألة فقال :ل تصح إمامة اللثغ ،وكععان لثغتععه يسععيرة ،وفععي مثلهععا ،فاسععتحييت أن
أقول له :هل تصح إمامتععك ؟ فقلععت لععه :هععل تصععح إمععامتي ؟ قععال :وإمععامتي أيضععا.
)قوله :فإن أمكنه التعلم( ل يظهر لععه ارتبععاط بمععا قبلععه إل بتكلععف .أي وإذا لععم تصععح
القدوة بالمي ،فهل تصح صلة نفسه أو ل ؟ في ذلك تفصيل ،وهو مععا ذكععره بقععوله:
فإن أمكنه إلخ .وكان الولى والسععبك أن يقععول :وكمععا ل تصععح القععدوة بععه ل تصععح
صلته ،إن أمكنه التعلم ولععم يتعلععم ،وإل صععحت .تفطععن )قععوله :وكععره اقتععداء بنحععو
تأتاء( أي في الفاتحة وغيرها) .وقوله :وفأفاء( أي في غير الفاتحععة ،إذ ل فععاء فيهععا.
والتأتاء :هو الذي يكرر التاء .والفأفاء :هو الذي يكرر الفاء .ومثلهما :الوأواء ،وهععو
الذي يكرر الواو .وإنمععا كععره القتععداء بمععن ذكععر لزيععادته حرفععا ،ونفععرة الطبععع عععن
سماعه .وإنما صحت القدوة بهم ،لعذرهم في تلك الزيادة) .قوله :ولحن بما ل يغيععر
معنى( أي وكره اقتداء بلحن بما ل يغير المعنى .ويحرم تعمععده مععع صععحة الصععلة
والقدوة) .والحاصل( أن اللحن حرام على العامد العالم القادر مطلقا ،وأن ما ل يغيععر
المعنى ل يضر في صحة الصلة والقعدوة مطلقعا ،وأمعا معا يغيعر المعنعى ففعي غيعر
الفاتحة ل يضر فيهما إل إن كان عامدا عالما قادرا ،وأما في الفاتحة فإن قدر وأمكنه
التعلم ضر فيهما ،وإل فكأمي .ا .ه .بجيرمي) .قوله :كضم هاء ل( أي وكضم صععاد
الصراط وهاء اهدنا ،وإن لم تسمه النحاة لحنا )قوله :فإن لحن لحنا يغير المعنى إلخ(
مقابل قوله بما ل يغير معنى .والمراد بتغيير المعنى أن ينقل معنى الكلمة إلى معنععى
آخر ،كضم تاء أنعمت وكسرها ،أو يصيرها ل معنى لها أصل كالزين بالزاي .أفاده
البجيرمي) .وقوله :في الفاتحة( أي أو بععدلها .وسععيذكر مقععابله بقععوله أو فععي غيرهععا.
)قوله :أبطل( أي لحنه المغير للمعنى) .وقوله :صلة إلععخ( أي والقععدوة بععه بععالولى،
)وقوله :من أمكنه التعلم( وزمن المكان من وقت إسلمه فيمن طرأ إسلمه كما قاله
البغوي ،ومن التمييز في غيره على الوجه .ا .ه .تحفة ،وقال م ر :الوجععه خلفععه،
لما يلزم عليه من تكليفه بها قبععل بلععوغه) .قععوله :لنععه ليععس بقععرآن( أي لن الحععرف
الملحون لحنا يغير المعنى ليس بقرآن ،أي والتكلم بما ليس بقرآن يبطععل الصععلة مععع
العلم والتعمد ،كما مر) .قوله :نعم إن ضاق الوقت( أي على من أمكنه التعلم وتركه.
قال ع ش :ومفهعومه أنعه ل يصعلي معا دام العوقت واسععا ،وظعاهره وإن أيعس ممعن
يعلمه ،وقياس ما في التيمم من أن فاقد الطهععورين إن لععم يععرج المععاء صععلى فععي أول
الوقت أنه هنا بقرآن ،أي التعلعم وتركعه .قععال ع ش :ومفهعومه أنعه ل يصعلي معا دام
الوقت واسعععا ،وظععاهره وإن أيععس ممععن يعلمععه ،وقيععاس مععا فععي الععتيمم مععن أن فاقععد
الطهورين إن لم يرج الماء صلى في أول الوقت أنه هنا كذلك ،إل أن يفرق بععأن فقععد
الطهورين من أصله ل اختيار للمكلف فيه ،بخلف ترك التعلم ،فإن المكلف منسوب
فيه إلى تقصير لحصول التفويت من جهته .ا .ه) .قوله :وأعاد( أي الصلة )وقععوله:
لتقصيره( أي بتركه التعلم )قوله :ويظهر أنعه( أي اللحعن العذي ضعاق عليعه العوقت
وصلى لحرمته) .قوله :ل يأتي بتلك الكلمة( أي الععتي يلحععن فيهععا لحنععا بغيععر المعنععى
)قوله :لنه( أي تلك الكلمة ،وذكر الضمير مراعاة للخععبر) .قععوله :فلععم تتوقععف إلععخ(
تفريع على العلة) .وقوله :حينئذ( أي حين إذ كععانت غيععر قععرآن) .وقععوله :عليهععا( أي
على تلك الكلمة ،أي على التيان بها) .قوله :بععل تعمععدها( أي تلععك الكلمععة ،أي تعمععد
التيان بها) .وقوله :ولو من مثل هذا( أي اللحعن العذي ضعاق عليعه العوقت وصعلى
لحرمته) .قوله :أو في غيرها( عطف على قوله في الفاتحة ،أي أو
] [ 54
إن لحن لحنا يغير المعنععى فععي غيععر الفاتحععة .أي وغيععر بععدلها) .قععوله :صععحت
صلته( جواب إن المقدرة) .قععوله :إل إذا قععدر( أي علععى النطععق بععه علععى الصععواب
وعلم -أي التحريم -وتعمد -أي اللحن -أي فل تصح حينئذ صلته ول القععدوة بعه.
ومثل تعمده اللحن :ما إذا سبق إليه لسانه ولم يعده علععى الصععواب) .قععوله :لنععه( أي
الملحون ،وهو تعليل لمحذوف ،أي فل تصح صلة اللحععن فععي غيععر الفاتحععة ،لنععه
كلم أجنبي) .وقوله :حينئذ( أي حين إذ قدر وعلم وتعمد .ومفاده أنه إذا لم يقعدر ولععم
يعلم ولم يتعمد ليس كلما أجنبيا ،وليس كذلك ،بل هو كلم أجنبي مطلقا ،قععدر وعلععم
وتعمد أو ل .فالولى أن يقول بدل هذه العلة لنه حينئذ غير مغتفر ،بخلف ما إذا لم
يقدر ولم يعلم ولم يتعمد ،فإنه مغتفر ،لن الكلم اليسير يغتفر في الصلة مععع الجهععل
والنسيان .فتنبه) .قوله :وحيث بطلععت صععلته هنععا( أي فععي غيععر الفاتحععة ،كععأن قععرأ
ورسوله من قوله تعالى * )أن ال برئ من المشععركين ورسععوله( * بععالجر) ،وقععوله:
يبطل القتداء به( يرد عليه أن بطلن القتداء به قد علم من قوله إل إذا قدر إلععخ ،إذ
المراد فل تصح صلته ول القدوة به ،إل أن يقال صرح بما هو معلوم للتقييد بقوله:
لكن للعالم بحاله ،ومع ذلك فالخصر والنسب أن يقول :وحيععث بطلععت القععدوة هنععا،
فهو للعالم بحاله) .قوله :لكن للعالم بحعاله( أمععا إذا لعم يعلعم بحعاله فتصععح قعدوته بعه،
ويفرق بينه وبين المي -حيث بطل اقتداء الجاهل به -بأن هذا يعسر الطلع على
حاله قبل القدوة) .قوله :واختار السبكي( ضعععيف .ع ش .وهععذا مقابععل قععوله صععحت
صلته والقدوة به إل إذا قدر إلخ) .قوله :ليس إلخ( مقول قول المام) ،وقوله :لهععذا(
أي اللحن في غير الفاتحة) .قوله :لنه( أي اللحن المذكور ،وهو تعليل لقوله ليععس
لهذا إلخ) .وقوله :بل ضرورة( أي بل حاجة إلى التكلم به) .قوله :من البطلن( بيان
لما) .وقوله :مطلقا( أي سواء قدر على النطق به على الصواب أو عجز عنععه .وأمععا
النسيان أو الجهل فل يقتضي البطلن عنده أيضا إل مع الكثرة ،أفاده سم )قوله :ولععو
اقتدى بمن ظنه أهل للمامة( خرج به ما إذا ظنه ليس أهل لهععا ،فل تنعقععد صععلته،
وإن تبين أن ل خلل ،لعععدم صععحة القععدوة فععي الظععاهر ،للععتردد عنععدها) .قععوله :فبععان
خلفه( أي ظهر له خلف ما ظنه) .قوله :كأن ظنه إلخ( تمثيل لمععن ظنععه أهل فبععان
خلفه) .وقوله :قارئا( أي أو مسلما أو ليععس زنععديقا ،أو كععبر للحععرام ،أو لععم يسععجد
على كمه الذي يتحرك بحركته) .قوله :فبان أميا( أي أو كافرا أو زنديقا ،أو لم يكععبر
للحرام أو لم يسجد ساجدا على كمه الذي يتحرك بحركتععه) .تنععبيه( وقععع خلف فععي
بان -فقيل هي من أخوات كععان ،والمنصععوب بعععدها خبرهععا .وقيععل إنهععا ليسععت مععن
أخوات كان ،والمنصوب بعدها إما تمييز محول عن الفاعل ،أي بععان أميتععه أو كفععره
أو زندقته مثل ،أو منصوب على الحال .ورد السيوطي كونها من أخععوات كععان بععأن
أخععوات كععان محصععورة معععدودة ،ولععم يععذكر أحععد أن بععان منهععا .وقععال :المتجععه أن
المنصععوب بعععدها تميععز محععول عععن الفاعععل ،كطععاب زيععد نفسععا) .قععوله :أعععاد( أي
المقتدي ،وهو جواب لو ،ومحل العادة إن بان بعد الفراغ من الصلة ،فإن بععان فععي
أثنائها وجب استئنافها .وفي البجيرمي ما نصه) :قاعععدة( كععل مععا يععوجب العععادة إذا
طرأ في الثناء أو ظهر أوجب الستئناف ،ول يجععوز السععتمرار مععع نيععة المفارقععة.
وكل ما ل يوجب العادة مما يمنع صحة القتداء ابتداء عند العلم إذا طرأ في الثناء
أو ظهععر ل يععوجب السععتئناف ،ويجععوز السععتمرار مععع نيععة المفارقععة .ا .ه) .قععوله:
لتقصيره بترك البحث( صريحه أنه يجب البحث
] [ 55
على المأموم عن حال المام قبل اقتدائه ،وليععس كععذلك علععى الصععح ،فلععو قععال
لكون المام ليس من أهل المامه لذاته لكان أولععى .اه .بجيرمععي )وقععوله :فععي ذلععك(
أي فععي كععونه أهل أو ل ؟ )قععوله :ل إن اقتععدى( أي ل يعيععدها إن اقتععدى إلععخ ،وهععو
استدراك من وجوب العادة إذا ظنه أهل ثم بان خلفه) .وقوله :بمن ظنععه متطهععرا(
أي أو ناويا أو عاجزا عن ستر العورة) .قوله :فبان ذا حعدث( أي أو أنعه لعم ينعو ،أو
أنه كان قادرا على ستر العورة) .قوله :أو ذا خبث خفي( أي أو بععان ذا خبععث خفععي،
وسيذكر ضابط الخفي وضده) .قوله :ولو في جمعة( أي ولو بان كذلك في جمعه فل
تجب العادة) .وقوله :إن زاد( أي المام ،وهو قيد في عدم وجععوب العععادة بالنسععبة
للجمعة .وخرج به ما إذا كان تمععام الربعيعن ،فتجععب العععادة ،لتععبين بطلن صععلته
ببطلن صلة المام ،لعدم استكمال العدد) .قوله :وإن كان المععام عالمععا( أي بحععدث
نفسه أو بالخبث الذي فيه ،وهي غاية ثانية لعدم وجوب العادة) .قوله :لنتقععاء إلععخ(
تعليل لعدم وجوب العادة) .قوله :إذ ل أمارة إلعخ( علعة للعلعة ،والمعارة هنعا ،بفتعح
الهمزة ،وهي العلمة ،وأما بكسرها :فهي الولية كما في المصباح) .وقوله :عليهما(
أي الحدث والخبث الخفي) .قوله :ومن ثم( أي من أجل انتفاء التقصير منه) .وقععوله:
حصععل لععه( أي للمقتععدي) .وقععوله :فضععل الجماعععة( هععو سععبع وعشععرون أو خمععس
وعشرون درجة) .قوله :أما إذ أبان( أي المام) .وقوله :ذا خبث ظاهر( هو محععترز
قوله خفي) .فائدة( يجب على المام إذا كانت النجاسععة ظععاهرة إخبععار المععأموم بععذلك
ليعيد صلته ،أخذا من قولهم :لو رأى على ثععوب مصععل نجاسعة وجععب إخبععاره بهععا،
وإن لم يكن آثما .ومن قولهم :لو رأى صبيا يزني بصبية وجب منعععه مععن ذلععك ،لن
النهي عن المنكر ل يتوقععف علععى علععم مععن أريععد نهيععه .ا .ه .ع ش) .قععوله :فيلزمععه
العادة( أي فيلزم المأموم العادة ،ولو لم ير ذلك الخبث الظاهر ،لوجود حععائل بيععن
المام والمأموم ،أو ظلمه ،أو بعد عععن المععام ،أو اشععتغال بالصععلة ،أو كععون المععام
صلى قائما والمأموم صلى جالسا لعجزه ،ففي جميع هذه الصور تلزمه العععادة عنععد
ابن حجر والرملي ،وخالف الروياني في الصورة الخيععرة ،فقععال :ل تلزمععه العععادة
فيها لعدم تقصيره ،لكون فرضه الجلععوس) .قععوله :علععى غيععر العمععى( المناسععب أن
يقععول إن كععان غيععر أعمععى -كمععا هععو ظععاهر .وخععرج بععه العمععى ،فل تجععب عليععه
العادة ،لعدم تقصيره .قال الكردي :وفي اليعاب للشارح مثل العمى -فيما يظهععر
-ما لو كان في ظلمة شديدة لمنعها أهلية التأمل والتخرق في سعتر الععورة ،كعالخبث
فيما ذكر من التفصيل فيما يظهر .ا ه) .قوله :وهو( أي الخبث الظاهر) .وقععوله :مععا
بظاهر الثوب( أي الذي يكون بظاهر الثوب) .وقوله :وإن حال بين المععام والمععأموم
حائل( أي أن الخبث الظاهر هو ما كان بظاهر الثععوب ولععم يععره المععأموم ،بععأن حععال
حائل بينهما كجدار .ومثل الحائل ما مر آنفا) .قوله :والوجه في ضبطه( أي الخبععث
الظاهر .وهذا الضبط للنوار ،ولعل وجه أوجهية هععذا الضععبط :شععمول الخفععي عليعه
للخبث الحكمي الكائن على ظهر الثوب ،وذلك لنه لو تأمله المأموم ل يراه ،بخلفععه
على الضبط الول ،فإنه ل يشمله ،بل يدخله في الظاهر مع أنه ليس منه ،بل هو من
الخفععي) .وقععوله :أن يكععون( أي الخبععث الظععاهر) .وقععوله :بحيععث لععو تععأمله( البععاء
للملبسة ،أي يكون متلبسا بحالععة ،وهععي لععو تععأمله إلععخ) .وأعلععم( أن هععذا الضععبط ل
ينافي الضبط الذي نقله القليوبي عن شيخه الزيادي والرملععي ،ونقلععه البجيرمععي عععن
الشوبري من أن الظاهرة هي العينيععة ،والخفيععة هععي الحكميععة ،بععل هععو متبععادر منععه.
)وقوله :رآه( أي أدركه بإحدى الحواس ،ولو بالشم ،ليشمل العمى ،وإن حال بينهما
حائل .ا ه .بجيرمي) .قوله :والخفي بخلفه( وهععو الععذي لععو تععأمله المععأموم لععم يععره.
)قوله :مطلقا( أي سواء كان الخبععث الععذي تععبين فععي المععام ظععاهرا أو خفيععا) .قععوله:
وصح اقتداء إلخ( وذلك لصحة صلتهم من غير إعادة) .وقععوله :بسععلس( هععو بكسععر
اللم.
] [ 56
)قوله :وقائم بقاعد( أي وصح اقتداء قععائم بقاعععد ،لخععبر البخععاري :عععن عائشععة
رضي ال عنها :أنه )ص( صلى في مرض مععوته قاعععدا ،وأبععو بكععر والنععاس قيامععا.
)قوله :متوضئ بمتيمم( أي وصح اقتداء متوضئ بمععتيمم) .وقععوله :ل تلزمععه إعععادة(
قيد في صحة القدوة بمتيمم .وخرج بععه مععن تلزمععه العععادة كمععتيمم فععي محععل يغلععب
وجود الماء فيه ،فل تصح القععدوة بععه ،لعععدم كمععال حععاله) .تنععبيه( تصععح أيضععا قععدوة
الكامل بالصبي ،لن عمرو بن سلمة -بكسر اللم -كان يؤم قومه على عهد رسول
ال )ص( وهو ابن ست أو سبع سنين -كما رواه البخاري .وبالعبد ،وإن كان صبيا،
لن صلته معتد بها ،ولن ذكوان -مولى عائشة -كان يؤمها .وتصععح أيضععا قععدوة
البصير بالعمى ،كعكسه ،لتعارض فضيلتهما ،لن العمى ل ينظر مععا يشععغله فهععو
أخشع ،والبصير ينظر الخبث فهو أحفظ) .قوله :وكره اقتداء إلخ( المناسععب لمععا قبلععه
أن يقول :وصح اقتداء بفاسععق ومبتععدع ،لكععن مععع الكراهععة) .وقععوله :ومبتععدع( أي ل
نكفره ببدعته ،كالمعتزلي ،وهو القائل بخلق القرآن أو عدم الرؤيععة .والقععدري ،وهععو
القائل بخلق العبد أفعاله الختيارية .والجهمي ،وهو القائل بمذهب جهععم بععن صععفوان
الترمذي ،وهو أنه ل قدرة للعبد بالكلية .والمرجئ ،وهو القائل بالرجاء ،وهو أنه ل
يضر مع اليمان معصية .والرافضي ،وهو القائل بأن عليا -كرم ال وجهععه -أسععر
إليه النبي )ص( بالخلفة ،وأنه أولى مععن غيععره .أمععا الععذي نكفععره ببععدعته فل تصععح
القدوة به أصل ،وذلك كالمجسمة ،وهم القائلون بأن ال جسم كالجسام تعالى ال عن
ذلععك كالفلسععفة ،وهععم منكععرو حععدوث العععالم ،وعلمععه تعععالى بالجزئيععات ،والبعععث
للجسام .وهذه الثلثة هععي أصععل كفرهععم .ونظمهععا بعضععهم فععي قععوله :بثلثععة :كفععر
الفلسفة العدا * * إذ أنكروهععا وهععي قطعععا مثبتععه علععم بجععزئي ،حععدوث عععوالم* * ،
حشر لجساد وكانت ميته )قوله :كرافضي( تمثيل للمبتدع ،ل تنظير) .قوله :وإن لععم
يوجد أحد سواهما( أي يكره القتداء بهما وإن لم يوجد إلخ ،وذلك للخلف في صحة
القتداء بهما لعدم أمانتهمععا ،فقععد ل يحصععل منهمععا محافظععة علععى بعععض الواجبععات،
ولقوله )ص( :إن سركم أن تقبل صلتكم فليؤمكم خيععاركم ،فععإنهم وفععدكم فيمععا بينكععم
وبين ربكم .وإنما صحت الصلة خلفهما -على المعتمد -لما روى الشيخان :أن ابن
عمر رضي ال عنهما كان يصلي خلف الحجاج .قال الشافعي -رضععي ال ع عنععه :-
وكفى به فاسقا) .وقوله :ما لم يخش فتنة( أي مععا لععم يخععش المععأموم إن لععم يععأتم بهمععا
فتنة ،كأن يكون المام الفاسق ،أو المبتدع واليا ظالما) .قوله :وقيل ل يصح القتععداء
بهما( أي الفاسق والمبتدع) .قوله :وكره أيضا اقتداء بموسوس( هو الذي يقدر ما لععم
يكن كائنا ثم يحكم بحصوله من غير دليل ظاهر ،كأن يتوهم وقوع نجاسععة بثععوبه ثععم
يحكم بوجودها من غير ذلك ،وإنما كره القتععداء خلفععه لنععه يشععك فععي أفعععال نفسععه.
)وسععئل( ابععن حجععر عععن القتععداء بالموسععوس هععل يصععح أم ل ؟ وعععن الفععرق بيععن
الوسوسة والشك ؟ )فأجاب( بأن الصلة خلفه صحيحة إل أنها مكروهععة ،لنععه يشععك
في أفعال نفسه .والفرق بين الوسوسة والشك ،أن الشك يكععون بعلمععة ،كععترك ثيععاب
من عادته مباشرة النجاسة ،والحتياط هنا مطلععوب ،بخلف الوسوسععة ،فإنهععا الحكععم
بالنجاسة من غير علمة ،بأن لععم يعععارض الصععل شععئ ،كععإرادة غسععل ثععوب جديععد
اشتراه احتياطا ،وذلك من البدع .كما صرح به النووي في شرح المهذب .فالحتيععاط
حينئذ ترك هذا الحتياط .ا ه .من الفتاوي ملخصا) .قععوله :وأقلععف( أي وكععره أيضععا
اقتداء بأقلف ،وهو الذي لم يختن ،سواء ما قبل البلوغ ومععا بعععده ،لنععه قععد ل يحععافظ
على ما يشترط لصحة صلته ،فضل عن إمامته ،وهععو غسععل جميععع مععا يصععل إليععه
البول مما تحت قلفته ،لنها لما كانت واجبة الزالة كان ما تحتها فععي حكععم الظععاهر.
)قوله :ل بولد الزنا( أي ل يكعره القتععداء بولعد الزنععا .قعال شعيخ السععلم فعي شعرح
التحرير :وإن عده الصل في المكععروه .وكتععب محشععيه مععا نصععه :كلم الصععل هععو
المعتمد في ولد الزنا ومن ل يعععرف لععه أب ،لكععن بشععرط أن يكععون القتععداء بععه مععن
ابتداء الصلة ،ولم يكن المقتدي مثله .وعبععارة الرملععي :وأطلععق جماعععة كراهععة ولععد
الزنا ومن ل يعرف أبوه ،وهي مصورة بكون ذلك في ابتداء الصلة ولم تساوي
] [ 57
المأموم ،فإن ساواه أو وجده قد أحرم واقتدى بععه فل بععأس .اه .لكععن بحععث فععي
التفصيل المذكور بأن من كره القتداء به ل فرق بين أن يقتدي بععه مععن هععو مثلععه أو
غيره ،ول بين البتداء والنتهاء .اه) .قععوله :لكنعه( القتععداء بولععد الزنععا ،ومثلععه ولععد
الملعنة ،ومن ل يعرف له أب كاللقيط) .وقوله :خلف الولى( أي لغير مثله وغير
من وجده قد أحرم ،أما لمثله أو لمن وجده قد أحرم فل بأس بذلك .اه .ش ق) .قوله:
واختار السبكي ومن تبعه انتفاء الكراهة( أي كراهة القتععداء بمععن ذكععر مععن الفاسععق
ومن بعده) .قوله :إذا تعذرت الجماعة( أي إقامتها .وقوله :إل خلف مععن تكععره خلفععه
أي فإنهععا حينئذ ل تتعععذر) .قععوله :بععل هععي( أي الجماعععة خلععف مععن تكععره خلفععه،
والضراب انتقالي .وقوله :أفضل قال سم :بععذلك أفععتى شععيخنا الشععهاب الرملععي .اه.
)قوله :وجزم شيخنا( عبارته :ولو تعذرت إل خلعف معن يكعره القتعداء بعه لعم تنتعف
الكراهة ،كما شععمله كلمهععم ،ول نظععر لدامععة تعطلهععا لسععقوط فرضععها حينئذ .وبمععا
تقععرر علععم ضعععف اختيععار السععبكي ومععن تبعععه :أن الصععلة خلععف هععؤلء ،ومنهععم
المخالف ،أفضل من النفراد .اه) .قوله :بأنها( أي الكراهة) .وقوله :ل تزول حينئذ(
أي حين إذ تعذرت الجماعة إل خلف من تكره خلفه) .قوله :ما قاله السبكي( أي مععن
انتفاء الكراهة حينئذ) .قوله :تتمة( أي فععي بيععان العععذار المرخصععة لععترك الجماعععة
حتى تنتفي الكراهة ،حيث سنت ،والثم :حيث وجبت ،والصل فيها خبر ابععن حيععان
والحاكم في صحيحيهما :من سمع النداء فلم يأته فل صععلة لععه -أي كاملععة -إل مععن
عذر وهي على قسمين :عامة :كالمطر ،والريح ،وشدة الحر ،وشدة البرد .وخاصععة:
كشععدة نعععاس ،ومععرض يشععق ،وتمريععض قريععب .قععوله :وعععذر الجماعععة هععو مفععرد
مضاف لمعرفة ،فيعم جميع العذار التي ذكرها .وقوله :كالجمعة ومتعلععق بمحععذوف
حال من الجماعة أي حال كونها كالجمعععة .أي فأعععذارهما متحععدة .وكععان الولععى أن
يعد أول أعذار الجماعة ثم يقول :وأعذار الجمعة هي أعذار الجماعة ،أي مما يمكععن
مجيئه في الجمعة كما سيأتي التنبيه عليه في بابها) .قوله :مطر( هو وما عطف عليه
خبر عذر ،ول فرق فيععه بيععن أن يكععون ليل أو نهععارا .ومثععل المطععر الثلععج ،والععبرد.
وقوله :يبل ثوبه قال في اليعاب ولو كان عنده ما يمنع بلله كلباد لم ينتف عنعه كعونه
عذرا فيما يظهر ،لن المشقة مع ذلك موجودة ،ويحتمل خلفععه .اه .كععردي) .قععوله:
للخبر الصحيح( دليل لكون المطر عذرا ،ولفظ الخبر :روى أبو داود والنسائي وابن
ماجه عن ابن أبي المليح عن أبيه قال :كنا مع النععبي )ص( زمععن الحديبيععة ،فأصععابنا
مطر لم يبل أسفل نعالنا ،فنادى منادي رسول ال )ص( :صلوا فععي رحععالكم) .قععوله:
بخلف إلخ( محترز قوله يبل ثوبه) .قوله :ما ل يبله( أي الثوب ،بععأن كععان خفيفععا أو
كان يمشي في ركن) .قوله :نعم ،قطعر المعاء إلعخ( اسعتدراك معن ععدم ععدما ل يبعل
الثوب عذرا .يعني أن تقاطر الماء من السقوف بعد فراغ المطر يعد عذرا ،وإن كان
ل يبل الثوب ،وذلك لغلبة نجاسته أو استقذاره) .وقوله :من سقوف الطريععق( أي مععن
السقوف التي في طريق مريععد الجماعععة ،فالضععافة لدنععى ملبسععة) .قععوله :ووحععل(
معطوف على مطر ،وهو بفتح الحعاء ،وإسعكانها لغعة رديئة ،وإنمعا كعان ععذرا لنعه
أشق من المطر) .وقوله :لم يأمن إلخ( يفيد أنعه يشععترط فيعه أن يكعون شعديدا .فعليعه:
غير الشديد ل يكون عذرا .وقد صرح بالقيد المذكور في المنهاج -وهو المعتمد عند
شيخ السلم والرملي والخطيب -وعبارة الخير مع الصل :وكذا وحل شديد علععى
الصحيح ،ليل كان أو نهارا ،لنه أشق من المطر ،بخلف الخفيف منه .والشديد هععو
الذي ل يأمن معه التلويث ،كما جزم به في الكفاية ،لكن ترك في المجموع
] [ 58
والتحقيععق التقييععد بالشععديد ،ومقتضععاه أنععه ل فععرق بينععه وبيععن الخفيععف .قععال
الذرعي :وهو الصحيح ،والحاديث دالة عليه .وجرى على التقييد ابن المقععري فععي
روضه تبعا لصله .وينبغي اعتماده) .فععإن قيععل( حععديث ابععن حبععان المتقععدم أصععابهم
مطر لم يبل أسفل نعالهم ،ونادى منادي رسول ال )ص( :صلوا في رحالكم )أجيب(
بأن النداء في الحديث كان للمطر كما مر ،والكلم في الوحل بل مطر .اه) .وقععوله:
معه( أي الوحل) .وقوله :التلوث( أي لسفل الرجل .قععال ش ق :وكالرجععل :الثععوب،
ل النعععل ،لن أقععل شععئ يلععوثه .اه) .وقععوله :بالمشععي( البععاء سععببية متعلقععة بتلععوث.
)وقوله :فيه( أي في الوحل) .وقوله :أو الزلق( معطوف على التلوث ،أي أو لم يأمن
من الزلق بالمشي فيه) .قععوله :وحععر شععديد( معطععوف علععى مطععر أيضععا .وقيععده فععي
التحفععة وغيرهعا بكععون الععوقت ظهععرا .والعذي اعتمعده الجمععال الرملعي -فعي النهايععة
وغيرها -عدم التقييد به ،فهو عنده عذر مطلقععا) .قععوله :وإن وجععد ظل يمشععي فيععه(
غاية لعد الحر عذرا .وكتب عليها سم ما نصعه :أقعول ل يخفعى علعى متأمعل أن هعذا
الكلم مما ل وجه فيه ،وذلك لن من البديهي أن الحر إنما يكون عذرا إذا حصل بععه
التأذي ،فإذا وجد ظل يمشي فيه ،فإن كان ذلععك الظععل دافعععا للتععأذي بععالحر فل وجععه
حينئذ ،لكون الحر عععذرا .اه) .قععوله :وبععرد شععديد( معطععوف علععى مطععر أيضععا ،أي
وعذر الجماعة برد شديد .ول فرق فيه بين أن يكون ليل أو نهارا ،وأن يكون مألوفا
في ذلك المحل أو غير مألوف إذ المدار على ما يحصل به التععأذي والمشععقة) .قععوله:
وظلمة شديدة بالليل( أي أو وقت الصبح كما في التحفة والنهاية -وإنما كععانت عععذرا
فيه -دون النهار -لعظم مشقتها فيه) .قوله :ومشقة مرض( من إضععافة الصععفة إلععى
الموصوف .أي والمععرض الععذي يشععق معععه الحضععور مشععقة تسععلبه كمععال الخشععوع.
)قوله :وإن لم تبح الجلوس في الفرض( غاية في كون مشقة المرض عذرا ،أي أنهععا
تعد ععذرا ،وإن كعانت ل تبيعح لعه الجلعوس فعي صعلة الفعرض) .وقعوله :ل صعداع
يسير( بالرفع ،معطوف على مشععقة ،وهععو محترزهععا .وعبععارة النهايععة :أمععا الخفيععف
كصداع يسععير وحمععى خفيفععة فليععس بعععذر ،لنععه ل يسععمى مرضععا) .قععوله :ومدافعععة
حدث( بالرفع ،معطوف أيضععا علععى مطععر ،أي وعععذر الجماعععة مدافعععة حععدث -أي
غلبته .-ومحل كون المدافعة عذرا في ترك الجماعة :إن لم يتمكن مععن تفريععغ نفسععه
والتطهر قبل فوت الجماعة ،فإن تمكن من ذلك ولعم يفعلعه ل تكعون ععذرا فععي ذلعك.
ومثلهععا :مدافعععة كععل خععارج مععن الجععوف ،كغلبععة القععئ ،ودم القععروح ،وكععل مشععوش
للخشوع) .قوله :من بول إلخ( بيان للحدث .فالمراد بالحدث هنا :مععا يخعرج معن أحععد
السبيلين) .قوله :فتكره الصلة معها( أي المدافعة ،أي وإذا كرهت الصلة فالجماعععة
أولى .والصل في ذلك خبر مسلم :ل صلة بحضرة طعام ،ول صععلة وهععو يععدافعه
الخبثععان أي البععول والغععائط) .قععوله :وإن خععاف إلععخ( غايعة فععي الكراهععة ،أي تكععره
الصععلة مععع المدافعععة المععذكورة .وإن خععاف أن الجماعععة تفععوته لععو فععرغ نفسععه مععن
الحدث ،فالسنة في حقه أن يتخلف عن الجماعععة ليفععرغ نفسععه) .قععوله :وحععدوثها( أي
المدافعة) .وقوله :في الفرض( أي فععي أثنععاء الصععلة المفروضععة) .وقعوله :ل يجععوز
قطعه( أي الفرض ،أي فيحرم عليه ذلك .نعم ،إن اشععتد الحععال وخععاف ضععررا يبيععح
التيمم بكتمه إلى تمام الصلة فله القطع ،بل قد يجب) .قوله :ومحل ما ذكر في هععذه(
انظر على أي شئ ،ما واقعة ؟ وعلى أي شئ يعود اسم الشارة ؟ والذي يظهععر مععن
سياقه أن ما واقعة على كون مدافعة الحدث عذرا في ترك الجماعععة ،واسععم الشععارة
يعود على المدافعة المذكورة ،أو على البول والغائط والريح .والتقعدير :ومحعل كعون
مدافعة الحدث من البول والغائط والريح ععذرا فعي هععذه ،أي المدافععة المععذكورة ،أو
البول ،والغائط والريح .وفي ذلك ركاكة ل تخفى .ولو جعلت مععا واقعععة علععى العععذر
من حيث هو ،واسم الشارة يعود على المدافعة صح ذلك ،والتقععدير :ومحععل العععذر،
أي كونه يععذر فعي هعذه المدافععة :أي بهعا .لصعح ذلعك ،إل أنعه بعيعد .فكعان الولعى
والخصر أن يحذف قوله في هذه وعبارة الفتح مععع الصععل وإنمععا يكععون ذلععك -أي
الحقن وما عطف عليه -عذرا بسعة أي مع سعة وقت لتفريغ نفسه من ذلك وللصلة
كاملة
] [ 59
فيه ،وإل لزمته الصلة مععه ،ول كراهععة إل أن يخشععى معن كتمعه مبيععح تيمععم.
ويجري التقييد بسعة في أكثر العذار .ويسن أن يتخلف عن الجماعععة ليفععرغ نفسععه،
بل يكره له الصلة مع الحقن ،وإن خاف فوت الجماعة لو فرغ ،كما صرح به جمع.
وما اقتضاه صنيعه أن الجماعة عنعد ضعيق العوقت ل تسعقط ،اقتضعاه كلم الشعيخين
وغيرهما ،لنتفاء كراهععة الصععلة معععه .اه .بتصععرف) .قععوله :إن اتسععع الععوقت( أي
وقت الصلة) .قوله :بحيث إلخ( تصوير لتساع الوقت) .وقوله :لععو فعرغ نفسعه( أي
من البول أو الغائط أو الريح) .قوله :وإل حرم التأخير لذلك( أي وإن لم يتسع الوقت
حرم تأخير الصلة لذلك ،أي لتفريغ نفسه ،بل يصلي معها من غير كراهة ،محافظة
على حرمة الوقت .لكن محل الحرمة ما لععم يخععش مععن كتععم ذلععك ضععررا ،وإل فععرغ
نفسه ،وإن خشي خروج الوقت) .قععوله :وفقععد لبععاس لئق بععه( معطععوف أيضععا علععى
مطر ،أي وعذر الجماعة فقد لباس يليق به ،بأن لم يجد لباسععا أصععل ،أو وجععده لكنععه
غير لئق به لبسععه .وإنمععا كععان ذلععك عععذرا فععي تععرك الجماعععة لن عليععه مشععقة فععي
خروجه كذلك .قال الكردي في المداد والنهاية :يظهر أن العجز عن مركوب لمن ل
يليق به المشي كالعجز عن لباس لئق :اه .زاد في العباب :ويؤخذ مععن ذلععك أنععه لععو
كان بمحل الجماعة من ل تليق به مجالسته أو من يتأذى بحضوره كان عععذرا ،وهععو
محتمل .ويحتمل أنه غير عذر هنا مطلقا .ويفرق بينه وبيععن فقععد اللبععاس اللئق .بععأن
فقده يخل بالمروءة .اه .وهذا الحتمال أوجه من الول .اه) .قععوله :وإن وجععد سععاتر
العورة( غاية في كون فقد اللئق عذرا ،أي يعذر بفقد اللئق به ،وإن وجد مععا يسععتر
عورته ،أي أو وجد ما يستر بدنه إل رأسه مثل ،لن عليه مشقة في خروجه كععذلك،
كما مر) .قوله :وسير رفقة( معطععوف علععى مطععر أيضععا ،أي وعععذر الجماعععة سععير
رفقعة ،أي يريعد السعفر معهعم ويخعاف معن التخلعف للجماععة علعى نفسعه أو معاله أو
يستوحش فقط للمشقة في التخلف عنهم) .قوله :لمريد سفر مباح( أي وإن قصر ،ولو
سفر نزهة ،ل السفر لمجرد رؤية البلد) .قوله :وإن أمن( أي في السفر وحععده علععى
نفسه أو ماله ،وهو غاية لكون سير الرفقة عذرا في تععرك الجماعععة) .وقععوله :لمشععقة
استيحاشه( أي فيما إذا أمن .والضافة للبيان ،أي لمشقة وهي استيحاشه .أي حصول
وحشة تحصل له بسبب سيره وحده) .قععوله :وخععوف ظععالم( بععالرفع ،معطععوف علععى
مطر أيضا ،أي وعذر الجماعة خوف ظعالم ،أي خعوف منعه .فالضعافة علعى معنعى
من ،وذكر ظالم مثال ،ل قيد ،إذ الخوف على خبزه فععي التنععور ،وطععبيخه فععي القععدر
على النار ،ول متعهد يخلفععه عععذر .قععال الزركشععي :هععذا إذا لععم يقصععد بععذلك إسععقاط
الجماعة ،وإل فليس بعذر) .وقععوله :علععى معصععوم( خععرج بععه الحربععي ،والمرتععدي،
والزاني المحصن ،وتارك الصلة أموالهم ،فالخوف عليهم ليس عععذرا) .وقععوله :مععن
عرض( بيان للمعصوم ،وهو بكسر العين ،محل المدح والذم ،ويصور الخوف عليععه
معن ظععالم ،بمععا إذا كععان يقعذفه لعو خععرج للجماعععة) .قععوله :وخععوف معن حبعس إلععخ(
معطوف على مطر أيضا .أي وعذر الجماعة خوف من حبععس إلععخ) .وقععوله :غريععم
معسر( بتنوين غريم وجعل ما بعده وصععفا لععه إن أريععد منععه المععدين .وبععترك تنععوينه
مضافا إلى ما بعده إن أريد منععه الععدائن .وعلععى الول يكععون إضععافة حبععس إليععه مععن
إضععافة المصععدر لمفعععوله .والمعنععى عليععه :وخععوف مععن أن يحبععس الععدائن غريمععه
المعسر .وعلى الثاني تكون الضععافة مععن إضععافة المصععدر لفععاعله ،والمعنععى عليععه:
وخوف من أن يحبس الغريم مدينه المعسر .ويوجد فععي بعععض نسععخ الخععط :وخععوف
من حبس غريم لمعسر ،بزيادة لم الجععر .وهععو يؤيععد الثععاني .ولععو قععال وخععوف مععن
حبس غريم له وهو معسر .لكان أنسب بما قبلعه وأولعى .إذ عبعارته فيهعا إظهعار فعي
مقام الضمار ،وذلك لن فاعل الخوف مقععدر ،أي وخعوفه ،أي مريععد الجماعععة ،معن
حبس غريم .فالمناسب لذلك أن يأتي بالضمير ،بأن يقول بعده له ،ثم يأتي بالقيد وهو
قوله وهو معسر .وعبارة المنهج مع شرحه :وخوف من ملزمة أو حبس غريم لععه،
وبه -أي بالخائف -إعسار يعسر عليه إثبععاته .اه .وهععي ظععاهرة) .قععوله :وحضععور
مريض( بالرفع معطوف أيضا على مطر ،أي وعذر الجماعة حضور مريععض ،ول
فرق فيه بين أن يكون فاسقا أو
] [ 60
ل ،فيسن القيام بخدمته من حيث المععرض ،ل مععن حيععث الفسععق .كمععا قيععل فععي
إيناس الضيف أنه يسن من حيث كونه ضيفا ،ل من حيث كونه فاسقا) .قوله :وإن لم
يكن نحو قريب( أي أن حضور المريض الذي ل متعهد لععه عععذر مطلقععا سععواء كععان
نحععو قريععب كععزوج ،وصععديق ،وصععهر ،ومملععوك ،وأسععتاذ ،وعتععق ،ومعتععق أم ل
كأجنبي) .قوله :بل متعهد له( الجار ،والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمريض ،ولو
قدمه علعى الغايعة لكعان أولعى .إذ الغايعة إنمعا هعي بالنسعبة لعه) .قعوله :أو كعان إلعخ(
المناسب أو وكان ،بزيادة واو العطف -كما صرح بهععا فععي المنهععج -أي أو بمتعهععد
وكان نحو قريب محتضععرا أو لععم يكععن محتضععرا ولكععن يععأنس المريععض بحضععوره.
)والحاصل( أن هذا المريض إذا لم يكن له متعهد يطعمه ويسقيه ويقععوم بمععا يحتععاجه
فحضور الشخص عنده عذر في ترك الجماعة مطلقا ،سعواء كعان نحععو قريعب أم ل.
وإذا كان له متعهد :فإن كان المريض نحو قريب محتضرا أو يأنس بععه يكععون عععذرا
أيضا ،وإن لم يكن كذلك بأن كان غير نحععو قريععب ،أو كععان ولععم يكععن محتضععرا ول
يأنس بالحاضر فل يكون عذرا) .قوله :لكن يأنس( أي نحو القريب غيععر المحتضععر.
)وقوله به( أي بالحاضر) .قوله :وغلبة نعاس( بالرفع معطوف أيضا على مطر ،أي
وعذر الجماعة غلبة نعاس ،ومثلها بالولى غلبة النععوم ،والمععراد بهععا أن يعجععز عععن
دفع ما ذكر من النعاس والنوم من الصلة .وخععرج بالغلبععة مجععرد النعععاس والسععنة -
بكسر السين -وهما ما يتقدم النععوم مععن الفتععور ،فليسععا بعععذر) .وقععوله :عنععد انتظععاره
للجماعة( الظرف متعلق بمحععذوف صععفة لغلبععة ،أي غلبععة حاصععلة لععه عنععد انتظععاره
للجماعة .قال في فتح الجواد :وعند عزمه على الذهاب إليها .اه) .قوله :وشععدة إلععخ(
بعالرفع معطعوف علعى مطعر أيضعا ،أي وععذر الجماععة شعدة جعوع وعطعش ،لكعن
بحضععرة مععأكول أو مشععروب يشععتاقه وقعد اتسعع الععوقت ،للخعبر الصععحيح :ل صععلة
بحضرة طععام .وقريعب الحضعور كالحاضعر ،فيبعدأ بالكعل أو الشعرب ،فيأكعل لقمعا
يكسر بها شدة الجوع ،إل أن يكون الطعام ممععا يتنععاول مععرة واحععدة ،كسععويق ولبععن.
)قوله :وعمى( بالرفع معطوف على مطر أيضا ،أي وعععذر الجماعععة عمععى) .قععوله:
حيث إلخ( قيد في كون العمى عذرا ،أي محععل كععونه عععذرا إذا لععم يجععد قععائدا بععأجرة
المثل ،أي وكان قادرا عليها ،وهي فاضلة عما يعتبر في الفطرة .فإن وجد قععائدا بمععا
ذكر فل يكون العمى عذرا في ترك الجماعة) .قوله :وإن أحسن( أي العمى ،وهععي
غاية في كون العمى عذرا .أي أنه يعد عذرا وإن كان يحسن المشي بالعصععا ،وذلععك
لنه قد تحدث له وهدة يقع فيها فيتضرر بذلك) .تتمععة( بقععي مععن العععذار أكععل منتععن
كبصل ،أو ثوم ،أو كراث ،وكذا فجل في حق من يتجشأ منه ،نئ أو مطبوخ بقععي لععه
ريح يؤذي ،لما صح معن قععوله )ص( :معن أكعل بصعل أو ثومععا أو كراثعا فل يقربعن
المساجد وليقعد في بيته ،فععإن الملئكععة تتععأذى ممععا يتععأذى منععه بنععو آدم قععال جععابر -
رضي ال عنه -ما أراه يعني إل نيئه .زاد الطبراني :أو فجل .ومثععل ذلععك كععل مععن
ببدنه أو ثوبه ريح خبيث .وإن عذر كذي بخعر ،أو صعنان مسعتحكم ،وحرفعة خبيثعة.
وإنما يكون ما ذكر عذرا إذا لم يسهل إزالته بغسععل أو معالجععة ،فععإن سععهلت لععم يكععن
عذرا .وزلزلة ،وسمن مفرط ،واشتغال بتجهيععز ميععت ،وحملعه ،ودفنععه ،ووجععود معن
يؤذيه في طريقه -ولو بنحو شتم -ما لم يمكن دفعه من غير مشقة ،وتطويععل المععام
على المشروع ،وتركه سنة مقصودة ،وكونه سريع القراءة والمأموم بطيئهععا ،أو مععن
يكره القتداء به ،وكونه يخشى الفتتان به لفرط جمععاله ،وهععو أمععرد ،أو يخشععى هععو
افتتانا ممن هو كذلك .وقد نظم ابن رسلن معظععم العععذار فععي قععوله :وعععذر تركهععا
وجمعة مطر * * ووحل وشدة البرد وحر ومرض وعطش وجععوع * * قععد ظهععرا أو
غلب الهجوع مع اتساع وقتها وعري * * وأكل ذي الريح الكريه ني
] [ 61
)قوله تنبيه( أي في بيان حكم هذه العذار) .قوله :إن هذه العذار( أي ونحوها
مما مر) .قوله :تمنع إلخ( محل كونها تمنع ما ذكر إذا لم يتأت له إقامة الجماعععة فععي
بيته ،وإل فل يسععقط عنععه طلبهععا ،لكراهععة انفععراده ،وإن حصععل بغيععره شعععارها .اه.
نهاية) .وقوله :كراهة تركها( أي الجماعععة) .وقععوله :حيععث سععنت( أي حيععث قلنععا إن
الجماعة سنة) .قوله :وإثمه( بالنصب ،معطوف على كراهة ،أي وتمنععع إثععم الععترك.
)وقععوله :حيععث وجبععت( أي حيععث قلنععا إن الجماعععة واجبععة) .والحاصععل( العععذار
المذكورة تسقط الحرمة على القول بالفرضية ،والكراهة على القول بالسععنية) .قععوله:
ول تحصل فضيلة الجماعة( أي لمن تركهععا بعععذر) .قععوله :واختععار غيععره( أي غيععر
النععووي) .قععوله :مععا عليععه إلععخ( مفعععول اختععار) .وقععوله :مععن حصععولها( أي فضععيلة
الجماعة ،وهو بيان لما) .وقوله :إن قصدها لول العذر( قيد في حصول الفضيلة لععه،
أي أنهععا تحصععل لععه إن قصععد فعلهععا لععول العععذر موجععود .وظععاهره أنهععا تحصععل لععه
الفضيلة كفضيلة من صلى جماعة .وفي البجيرمععي أن الععذي يحصععل لععه دون فضععل
من يفعلها .وفيععه أيضععا الجمععع بيععن القععولين .وعبععارته :وقيععل بععل يحصععل لععه فضععل
الجماعة ،لكن دون فضل من فعلها ،أي حيث قصد فعلها لععول العععذر .وقععرر شععيخنا
زي اعتماده ،ونقل شيخنا م ر أن بعضهم حمل القول بعدم حصول فضلها علععى مععن
تعاطى سبب العذر ،كأكل البصل ،ووضع الخبز في التنور .والقول بحصول فضععلها
على غيره كالمطر والمرض .قال :وهو جمععع ل بععأس بععه .اه) .والحاصععل( أن مععن
رخص له ترك الجماععة حصعلت لعه فضعيلتها ،وحينئذ يقعال :لنعا منفعرد يحصعل لعه
فضيلة الجماعععة .وحينئذ تقبعل شعهادة معن داوم علعى تركهععا لععذر ،وإذا أمعر المععام
الناس بالجماعة ل تجععب علععى مععن ذكععر لقيععام العععذر .اه ح ل .اه) .قععوله :قععال فععي
المجموع :يستحب إلخ( الولى ذكره في باب الجمعة ،وإن كععان لععه مناسععبة هنععا مععن
جهة أن أعذار الجمعة كأعذار الجماعععة) .وقععوله :لخععبر أبععي داود وغيععره( قععال فععي
الزواجر :أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم :من ترك الجمعععة مععن
غير عذر فليتصدق بدينار ،فإن لم يجد فنصف دينار وفي رواية للبيهقي :بععدرهم ،أو
نصف درهم ،أو صاع ،أو مد .وفي أخرى لبن مععاجه مرسععله :أو صععاع حنطععة ،أو
نصف صاع .اه .وال سبحانه تعالى أعلم.
] [ 62
)فصل فععي صععلة الجمعععة( أي فععي بيععان شععرائط وجوبهععا ،وشعرائط صععحتها،
وبيان آدبها .وهي من خصائص هذه المة ،وليست ظهرا مقصععورا وإن كععان وقتهععا
وقته وتتدارك به ،بل صلة مستقلة لنه ل يغني عنها ،ولقعول سعيدنا عمعر -رضعي
ال عنه :-الجمعة ركعتان تمام غير قصر ،على لسان نبيكم )ص( -وقععد خععاب مععن
افععترى .رواه المععام أحمععد وغيععره .وميععم الجمعععة :تضععم ،وتسععكن ،وتفتععح ،وحكععي
كسرها .وجمعها :جمعات .وهععذه اللغععات فععي اسععم اليععوم .وأمععا اسععم السععبوع ،فهععو
بالسكون ،ل غير) .قوله :هي فرض عين( أي لقول ال تعالى) * :يا أيها الذين آمنوا
إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال ع وذروا الععبيع( * .وجععه الدللععة
أن المععراد بالععذكر فيهععا الصععلة مجععازا ،وقيععل :الخطبععة ،فععأمر بالسعععي .وظععاهره
الوجوب ،وإذا وجب السعي وجب ما يسعى إليه .ونهى عععن الععبيع ،وهععو مبععاح ،ول
ينهى عن فعل المباح إل لفعل واجب ،ولقول النبي )ص( :رواح الجمعة واجب على
كل محتلم .وقوله عليه السلم :الجمعععة حععق واجععب علععى كععل مسععلم فععي جماعععة إل
أربعة :عبد مملوك ،أو امرأة ،أو صبي ،أو مريض) .قوله :عنععد اجتمععاع شععرائطها(
أي شععرائط وجوبهععا ،مععن الععذكورة ،والحريععة ،والصععحة ،والسععتيطان .وشععرائط
صحتها ،من كونها تقام في البلد ،ووقوعها بععأربعين ،وغيععر ذلععك ممععا يععأتي) .قععوله:
وفرضععت بمكععة( أي ليلععة السععراء ،وعععورض هععذا بقععول الحععافظ ابععن حجععر :دلععت
الحاديث الصحيحة على أن الجمعة فرضععت بالمدينععة .ويمكععن حمععل قععوله فرضععت
بالمدينة على معنى أنه استقدر وجوبها عليهم فيها ،لزوال العذر الذي كان قائما بهععم.
)والحاصل( أنها طلب فعلها بمكة لكن لم يوجد فيهععا شععرائط الوجععوب .ووجععدت فععي
المدينة ،فكأنهم لم يخاطبوا بهععا إل فيهععا .أفععاده ع ش) .قععوله :ولععم تقععم( أي الجمعععة.
)وقوله :بها( أي بمكة) .وقوله :لفقد العععدد( أي اسععتكمال العععدد الععذي هععو شععرط فععي
وجوبها) .قوله :أو لن شعارها الظهار( فيه نظر ،لن هذا أل يسععقط الجمعععة ا .ه.
بجيرمي) .قوله :وكان إلخ( الجملة حالية ،وهي من تتمععة التعليععل) .وقععوله :مسععتخفيا
فيها( أي في مكة) .قوله :بالمدينة( أي بجهععة المدينععة ،أو أن المدينععة تطلععق علععى مععا
قرب منها ،وإل نافى في قوله بقرية على ميل معن المدينععة) .قععوله :بقريععة( بععدل معن
قوله بالمدينة .،ويقال لهذه القرية نقيع الخضععمات لبنععي بياضععة بطععن مععن النصععار،
وكانوا
] [ 63
أربعين .وعبارة الدميري :وأول جمعة صليت بالمدينة جمعععة أقامهععا أسعععد بععن
زرارة في بني بياضة بنقيع الخضمات ،وكععان النععبي )ص( أنفععذ مصعععب بععن عميععر
أميرا على المدينة ،وأمره أن يقيم الجمعة ،فنزل على أسعد ،وكععان )ص( جعلععه مععن
النقباء الثني عشععر ،فععأخبره بععأمر الجمعععة ،وأمععره أن يتععولى الصععلة بنفسععه .وفععي
البخاري عن ابن عباس :أن أول جمعععة جمعععت بعععد جمعععة فععي مسععجد النععبي )ص(
جمعة بجواثي قرية من قرى البحرين .اه .وفي القسطلني علععى البخععاري فععي بععاب
الجمعة في القرى والمدن ما نصه :جمعت -بضععم الجيعم وتشعديد الميعم المكسععورة -
في السلم بعد جمعة جمعت فععي مسععجد رسععول الع )ص( -أي فععي المدينععة -فععي
مسجد عبد القيس بجواثي -بضم الجيم ،وتخفيف الواو ،وقد تهمععز ،ثععم مثلثععه خفيفععة
مفتوحة مقصورة .اه) .قوله :وصلتها أفضل الصلوات( ويومهععا أيضععا أفضععل أيععام
السبوع ،وخير يوم طلعت فيه الشمس ،يعتق ال فيه سعتمائة ألعف ععتيق معن النعار.
من مات فيه كتب له أجر شهيد ،ووقي فتنة النار .قععال سععيدنا القطععب الغععوث سععيدي
الحبيب عبد ال بن علوي الحداد) :واعلم( أسعدك ال أن يوم الجمعة سيد اليام ،ولععه
شرف عند ال العظيم ،وفيه خلق ال آدم عليه السلم ،وفيه يقيم السععاعة ،وفيععه يععأذن
لهل الجنة في زيارته ،والملئكة تسمي يوم الجمعة يوم المزيععد لكععثرة مععا يفتععح الع
فيه من أبواب الرحمة ،ويفيض من الفضل ،ويبسط من الخير .وفي هذا اليععوم سععاعة
شريفة يستجاب فيها الدعاء مطلقععا ،وهععي مبهمععة فععي جميععع اليععوم ،كمععا قععاله المععام
الغزالي -رحمه الع -وغيععره .فعليععك فععي هععذا اليععوم بملزمععة العمععال الصععالحة،
والوظائف الدينية ،ول تجعل لععك شععغل بغيرهععا إل أن يكععون شععغل ضععروريا ل بععد
منه ،فعإن هعذا اليعوم للخعرة خصوصعا ،وكفعى بشعغل بقيعة اليعام بعأمر العدنيا غبنعا
وإضاعة .وكان ينبغي للمؤمن أن يجعل جميع أيامه ولياليه مستغرقة بالعمل لخرته،
فإذا لم يتيسر ذلك وعوقته عنه أشغال دنياه فل أقل له من التفرغ في هذا اليوم لمور
الخرة .اه) .قوله :وسميت بذلك( أي سععميت الصععلة بععذلك ،أي الجمعععة) .قععوله :أو
لن آدم اجتمع فيها( أي الجمعععة ،أي يومهععا .وهععذه العلععة لتسععمية اليععوم بالجمعععة ،ل
لتسمية الصلة بذلك ،مع أن الكلم فيها ،إل أن يقال أن المراد من الصععلة -بالنسععبة
لهععذه العلعة -اليععوم ،علعى سعبيل المجععاز المرسعل معن إطلق الحععال وإرادة المحعل.
)قوله :من مزدلفة( أي فيها ،فمن بمعنى في ،والجار والمجرور بدل مععن قععوله فيهععا.
وفي البجيرمي :في عرفة بدل من مزدلفة) .قوله :فلععذلك سععميت جمعععا( أي فلسععكون
آدم اجتمع مع حواء فععي مزدلفععة سععميت مزدلفععة جمعععا بفتععح فسععكون) .قععوله :تجععب
جمعة( أي عينا ،وقيل كفاية) .قععوله :علععى كععل مكلععف( ومثلععه -كمععا تقععدم أول بععاب
الصلة -متعد بمزيل عقله ،فتلزمه الجمعة كغيرها ،فيقضيها ظهرا ،وإن كععان غيععر
مكلف) .وقوله :أي بالغ عاقل( بيان للمكلععف .وخععرج بهمععا الصععبي ،والمجنععون ،فل
تجععب عليهمععا كغيرهععا مععن الصععلوات) .قععوله :ذكععر( أي واضععح الععذكورة ،بععدليل
المحترز) .وقوله :حر( أي كامل الحرية ،بدليل المحترز أيضا) .قوله :فل تلزم على
أنثى وخنثى( على زائدة ،وما بعدها مفعول الفععل ،أو أصعلية ،ويضعمن تلعزم معنعى
فعل يتعععدى بعلععى :كتجععب .ثععم رأيععت فععي بعععض نسععخ الخععط :فل تجععب علععى أنععثى
وخنثى ،وهو أولى) .قوله :ومن به رق( أي ول تلزم من به رق ،وإن قل ،ول فععرق
فيه بين أن يكون بينه وبين سيده مهايأة ووقعت الجمعة في نوبته أو ل ،لكن يسععتحب
لمالك القن أن يأذن له في حضورها) .قوله :وإن كوتب( أي ل تلزم من بععه رق وإن
كان مكاتبا لنه قن ما بقي عليه درهم .والغاية للرد علععى مععن أوجبهععا عليععه) .قععوله:
لنقصه( أي من ذكر من النعثى والخنعثى ،ومعن بعه رق ،فهعو تعليعل لقعوله فل تلعزم
المسلط على من ذكر) .قوله :متوطن( فيه أن الستيطان من شروط الصععحة ،ل مععن
شروط الوجوب الذي الكلم فيه ،فكان الولى إسقاطه ،والقتصععار علععى المقيععم ،ثععم
يذكر قيد الستيطان في شروط الصعحة) .وقعوله :بمحعل الجمععة( أي محعل إقامتهعا.
)وقوله :ل يسافر إلخ( بيان لمعنى المتوطن ،يعنععي أن المتععوطن هععو الععذي ل يسععافر
صيفا ول
] [ 64
شتاء من محل إقامتها إل لحاجة .وسيذكر الشارح حكم من له مسععكنان ببلععدين.
)وقوله :كتجارة وزيارة( تمثيل للحاجة) .قوله :غيععر معععذور( صععفة لمكلععف) .قععوله:
بنحو مرض( متعلق بمعذور) .قوله :من العذار إلععخ( بيععان لنحععو مععرض) .وقععوله:
التي مرت في الجماعة( أي مما يمكن مجيئه في الجمعة ،فإن الريععح بالليععل ل يمكععن
أن يكون عذرا هنا .والجوع فإنه يبعد أن يكون عذرا في تركها .وتوقف السبكي فععي
قياس الجمعة على غيرها وقال :كيف يلحق فرض العين بما هو سنة أو فرض كفاية
؟ بل ينبغي أن كل ما ساوت مشقته مشقة المرض يكون عععذرا قياسععا علععى المععرض
المنصوص ،وما ل فل ،إل بععدليل .لكععن قععال ابععن عبععاس :الجمعععة كالجماعععة ،وهععو
مستند الصحاب) .قوله :فل تلزم إلخ( مفرع على مفهوم قوله غير معذور) .وقععوله:
على مريض( أي ونحوه من كل معذور ،ويقال فيه ما تقدم) .قوله :إن لم يحضر بعد
الزوال( أي بأن لم يحضر أصل محل إقامتها ،أو حصر قبل الزوال ،فله النصراف
من محل إقامتها ،فإن حضر بعد الزوال يحرم انصرافه ،لن المععانع فععي حقععه مشععقة
الحضور ،وبععه زال المععانع ،إل أن يريععد ضععرره بانتظععاره لفعلهععا ولععم تقععم الصععلة،
فيجوز انصععرافه حينئذ) .قععوله :وتنعقعد بمععذور( يعنعي إذا تكلععف الحضعور وصععلى
الجمعة تنعقد به ،لكن إن استكمل شروط النعقاد) .واعلم( أن الناس في الجمعة سععتة
أقسام :أولها :من تجب عليه ،وتنعقد به ،وتصح منه ،وهو من تععوفرت فيععه الشععروط
كلها .وثانيها :من تجب عليه ،ول تنعقد به ،وتصح منه ،وهو المقيم غير المستوطن،
ومن سمع نداء الجمعة ،وهو ليس بمحلها .وثالثها :من تجب عليه ،ول تنعقد به ،ول
تصح منه ،وهو المرتد ،فتجب عليه ،بمعنى أننا نقول لععه أسععلم وصععل الجمعععة ،وإل
فل تصح منه ،ول تنعقد به ،وهو باق بحاله .ورابعها :من ل تجععب عليععه ،ول تنعقععد
به ،ول تصح منه ،وهو الكافر الصلي ،وغير المميز من صغير ،ومجنون ومغمععى
عليه ،وسكران عند عدم التعدي .وخامسها :من ل تجب عليه ،ول تنعقععد بععه وتصععح
منه ،وهععو الصععبي المميععز ،والرقيععق ،وغيععر الععذكر مععن نسععاء وخنععاثى ،والمسععافر.
وسادسها :من ل تجب عليه وتنعقد به ،وتصح منه ،وهععو المريععض ونحععوه ممععن لععه
عذر معن العععذار المرخصععة فععي تععرك الجماعععة) .قععوله :وتجععب علععى مقيععم بمحععل
إقامتها( أي ناو القامة فيه مدة مطلقة أو أربعة أيام بلياليها ،ولو أقيمعت الجمععة قبعل
تمام الربعة أيام ،أو ماكث أربعة أيام بلياليها وأقيمت الجمعة بعدها ولو من غير نية
القامة ،فقوله بعد :كمن أقام بمحل جمعة إلععخ :تمثيععل للمقيععم بالنسععبة للثععاني) .قععوله:
وهو على عزم العود إلى وطنه( خرج به ما لععو عععزم عععدم العععود إلععى وطنععه ،فععإنه
يصير متوطنعا) .قعوله :لعو بععد معدة طويلعة( أي ولعو كعان عزمعه بععد معدة طويلعة،
كعشرين سنة أو أكثر ،فإنه يكون مقيما ،ول يكون متوطنا بذلك) .قوله :وعلععى مقيععم
إلخ( أي وتجب على مقيم إلخ لخبر أبي داود :الجمعة على من سمع النععداء) .وقععوله:
متوطن( الولى حذفه ،لن التوطن ليس بشععرط ،فمععتى أقععام بمحععل يسععمع منععه نععداء
الجمعة وجبت عليه،
] [ 65
سواء توطن فيه أم ل .وعبارة التحفة :مقيم بمحلهععا ،أو بمععا يسععمع منععه النععداء.
اه .ومثلها النهاية .ويمكن أن يقال إنه قيد به لجل السععتدراك التععي) .قععوله :يسععمع
منه( أي من المحل الذي أقام فيه .والمراد من طرفه الذي يليععه) .وقععوله :النععداء( أي
الذان الكائن من الواقف بطرف بلد الجمعة ،والمعتبر سععماع واحععد فععأكثر مععن ذلععك
المحل بالقوة ،مع اعتدال الصوت ،واستواء المكان ،وعدم المانع من هواء أو شععجر،
مثل) .قوله :ول يبلغ أهله( أي ذلك المحل الذي يسمع منه النداء ،فععإن بلغععوا ذلععك ل
يجب عليهم الذهاب إلى محل النداء ،بل يحعرم عليهعم ،فيلزمهعم إقامتهعا فعي محلهعم،
لئل يتعطل عن الجمعة) .قوله :فتلزمهما( أي المقيععم غيععر المتععوطن بمحععل الجمعععة،
والمقيم المتوطن في محل يسمع منه النداء .ول حاجة إلى هذا التفريع لنه عين قوله
وتجب على مقيم إلخ .تأمل) .قوله :ولكن ل تنعقد الجمعععة( اسععتدراك علععى المتععن أو
على قوله فتلزمهما) .قوله :أي بمقيم إلخ( تفسير لضمير به) .قوله :ول بمتوطن( أي
ول تنعقد بمتوطن في محل خارج محععل إقامععة الجمعععة ،وهععذا هععو الحامععل لععه علععى
التقييد فيما سبق بمتوطن ،كما مر التنبيه عليه) .قوله :وإن وجبت( أي الجمعة .وهذه
الغايععة تععورث ركاكععة فععي العبععارة ،إذ قععوله ولكععن ل تنعقععد :اسععتدراك مععن وجوبهععا
عليهما .فيكون التقدير :تجب الجمعة على المقيم المتععوطن بمحععل يسععمع منععه النععداء،
ولكن ل تنعقد به ،وإن وجبت عليه بسماعه النداء ،فالولى إسقاطها .فتنبععه) .وقععوله:
منها( متعلق بمحذوف حال من النععداء ،أي حععال كععون النععداء كائنععا مععن بلععد القامععة.
)قوله :ول بمن به رق( معطوف على الجار والمجرور قبلععه ،أي ول تنعقععد الجمعععة
بمن به رق ،ومقتضى العطف أن ما ذكر داخل في حيز الستدراك من وجوبها على
المقيم والمتوطن السابقين ،وهو ل يصح ،كما هو ظاهر .ولو حععذف أداة السععتدراك
فيما مر أو قال هنا ومن به رق كذلك لكان أولى .فتأمععل) :وقععوله :وصععبا( معطععوف
علععى رق ،أي ول تنعقععد بمععن بععه صععبا ،ومثععل الرقيععق والصععبي ،النععثى والخنععثى،
والمسافر ،والمقيم بمحل ل يسمع منه النععداء ،فل تنعقععد بهععم الجمعععة ،وتصععح منهععم.
)قوله :بل تصح( أي الجمعة .والضراب انتقععالي) .وقععوله :منهععم( الصععواب منهمععا،
أي ممن به رق ومن به صبا ،ول يقال أن ضمير الجمع عائد على جميع من مر من
المقيععم ،والمتععوطن ،ومععن بععه رق ،ومععن بععه صععبا لن الوليععن قععد صععرح بوجوبهععا
عليهما ،ويعلم منه صحتها منهما) .قوله :لكععن ينبغععي إلععخ( أي يجععب وهععو اسععتدراك
صوري من كونها تصح منهم) .وقوله :تأخر إحرامهم( ضمير الجمع هنا في محلععه،
لنه عائد على المقيم ،والمتوطن ،ومن به رق ومن به صبا) .قوله :على ما اشترطه
إلخ( أي أن انبغاء تأخر إحرامهم مبني على ما اشترطه جمع محققون ،كابن الرفعة،
والسنوي ،وشيخ السلم ،من تقدم إحرام من تنعقد به على من ل تنعقد بععه) .قععوله:
وإن خالف فيه( أي فيما اشترطه بعضهم كثيرون ،وهذا هو الراجععح عنععد ابععن حجععر
والخطيب والرملي .وعبارة الفتح :قال جمع :ول بد مععن تقععدم إحععرام مععن تنعقععد بهععم
لتصح لغيرهم ،لنهم تبععع ،ورده آخععرون ،وأطععالوا فيععه .وهععو الوجععه :اه .وعبععارة
المغنى :وهل يشترط تقدم إحرام من تنعقد بهم الجمعة لتصح لغيرهم لنه تبع أو ل ؟
اشترط البغوي ذلك .ونقله في الكفاية عن القاضي .والراجععح صععحة تقععدم إحرامهععم،
كمععا اقتضععاه إطلق كلم الصععحاب ،ورجحععه جماعععة مععن المتععأخرين كععالبلقيني
والزركشي ،بل صوبه وأفتى بعه شععيخي .اه .وعبععارة النهايععة :ول يشععترط لصععحتها
تقدم إحرام أربعين ممن تنعقد بهم على إحرام الناقصين ،كمعا أفعتى بعه الوالععد رحمععه
ال ع تعععالى ،واقتضععاه كلم الصععحاب ،ورجحععه جماعععة مععن المتععأخرين كععالبلقيني
والزركشي ،بل صوبه .اه) .قوله :وشعرط لصعحة الجمععة( أي انعقادهعا .والشعروط
المععارة إنمععا هععي للوجععوب) .قععوله :مععع شععروط غيرهععا( أي غيععر الجمعععة مععن بقيععة
الصلوات ،كالطهارة ،وستر العورة .واستقبال القبلععة ،ودخععول الععوقت) .قعوله :سععتة(
نائب فاعل شرط ،وفيه أن المعدود خمسة ،إل أن يكون عد قوله :ومععن شععروطها أن
ل يسبقها بتحرم إلخ .سادسا ،لكن كان ينبغي له
] [ 66
أن يقول :وسادسها أن إلخ .وفي نسخة :خمسة ،وهععي موافقععة للعععد ،ل الواقععع.
)قوله :أحدها( أي الشععروط السععتة) .وقععوله :وقوعهععا جماعععة( أي لنهععا لععم تقععع فععي
عصر النبي )ص( والخلفاء الراشدين إل كذلك) .قوله :بنية إمامة( متعلععق بمحععذوف
صفة لجماعة .أي جماعة مصحوبة بنية المام المامة ،لن نية المامة فععي الجمعععة
واجبة على المام لتحصل له الجماعة ،فإن لم ينوها بطلت جمعته ،وكذا تبطل جمعة
المععأمومين خلفععه إن لععم يكععن المععام زائدا علععى الربعيععن ،لعععدم تمععام العععدد ببطلن
صلته ،فإن كان زائدا على الربعين لم تبطل جمعتهم ،كما لو بان أنه لم ينو أصل،
وأنه محدث ،كما مر التنبيه عليه في مبحث القدوة) .قععوله :واقتععداء( أي ونيععة اقتععداء
من المأمومين) .قوله :مقترنة( بالنصب ،حال مععن نيععة :أي حععال كععون النيععة مقترنععة
بععالتحرم .وبععالجر ،صععفة لهععا) .قععوله :فععي الركعععة الولععى( أي للمععأموم ،والجععار
والمجرور متعلععق بوقوعهععا) .قععوله :فل تصععح إلععخ( مفهععوم قععوله جماعععة) .وقععوله:
بالعدد( أي مع استكمال العدد) .وقوله :فرادى( حال من العدد .أي فل تصح الجمعععة
بالعدد ،أي بأربعين حال كونهم منفردين ،أي لععم يصععلو جماعععة) .قععوله :ول تشععترط
الجماعة في الركعة الثانية( تصريح بمفهوم قوله فععي الركعععة الولععى ،وهععذا بخلف
العدد ،فإنه شرط في جميعها كما سيذكره) .قوله :فلو صلى المام( مفرع علععى عععدم
اشتراط الجماعة في الركعععة الثانيععة) .وقععوله :بععالربعين( أفععاد أن المععام زائد علععى
الربعين ،وهو متعين بالنسبة لما إذا أحدث ،لما سيذكره أنه يشععترط بقععاء العععدد إلععى
السلم) .قوله :ثم أحدث( أي المععام) .قععوله :بععل فععارقوه( أي ولععو بل عععذر) .قععوله:
أجزأتهم الجمعة( جواب لو) .قوله :نعم ،يشترط إلخ( استدراك من قععوله ول تشععترط
الجماعة في الركعة الثانية ،أو من قوله أجزأتهم الجمعة) .وقوله :بقاء العععدد( المععراد
بقاؤه مستكمل لشروط الصحة ،بحيث ل تبطل صلة واحد مععن الربعيععن بحععدث أو
غيره) .وقوله :حتى لو أحدث إلخ( تفريع علعى أنعه يشعترط بقعاء الععدد) .قعوله :قبعل
سلمه( أي قبل سلم نفسه .وانظر :هل هذا القيد لععه مفهعوم أول ؟ والظعاهر الثعاني،
لنه إذا أحدث بعد سلمه وقبل سلم من عداه ،صدق عليه أن العدد لم يبق .ثم رأيت
هذا القيد ساقطا من عبارة الفتح ،وهو الولى ،ونصها :ومتى أحععدث منهععم واحععد لععم
تصح جمعة الباقين .وبه يلغز فيقال :جمع بطلت صلتهم بحدث غيرهم ،مع أنه ليس
بإمام لهم ،ول مؤتم بأحدهم .اه) .قوله :بطلت جمعة الكل( أي وإن كان المحدث هععو
الخععر ،وإن ذهععب الولععون إلععى أمععاكنهم ،فيلزمهععم إعادتهععا جمعععة إن أمكععن ،وإل
فظهرا - ،كما في البجيرمي -ول يشكل على ذلك أنه لععو بععان الربعععون أو بعضععهم
محدثين صععحت جمعععة المععام ،والمتطهععر منهععم تبعععا ،لنععه هنععاك لععم يتععبين إل بعععد
السلم ،فوجدت صورة العدد إلى السلم ،فلم يؤثر تبين الحدث الرافع له ،بخلف ما
هنععا ،فععإن خععروج أحععد الربعيععن قبععل سععلم الكععل بطععل صععورة العععدد قبععل السععلم،
فاستحال القول بالصحة هنا) .قععوله :ولععو أدرك المسععبوق ركععوع الثانيععة( أي ركععوع
المام في الركعة الثانية) .قوله :واستمر معه إلعى أن سعلم( أي واسععتمر المعأموم مععع
المام إلى أن سلم ،فلو فارقه أو بطلت صلة المام لععم يععدرك الجمعععة .وهععذا معتمععد
ابن حجر تبعا لظاهر تعبير الشيخين .والذي اعتمده الجمال الرملععي والخطيععب وسععم
وغيرهم :أنه ل يشترط استمراره معه إلى السلم ،بل متى أدرك ركوع المام أدرك
الجمعة ،ولو نعوى المفارقعة وبطلعت صعلة المعام) .قعوله :أتعى( أي المعأموم ،وهعو
جواب لو) .وقوله :جهرا( منصععوب بإسععقاط الخععافض ،أي بععالجهر فععي قراءتهععا ،أو
على الحالية من فاعل أتى بتأويله باسم الفاعل ،أي حال كونه جاهرا في قراءته .وبه
يلغز ويقال :لنا منفععرد يصععلي بعععد الععزوال الصععلة المفروضععة يجهععر فيهععا) .قععوله:
وتمت جمعته( أي للخبر الصحيح :من أدرك ركعة من الجمعة فليصل إليهععا أخععرى.
وفي رواية صحيحة :من أدرك من صلة الجمعة ركعة فقد أدرك الصععلة .قععال فععي
التحفة:
] [ 67
وتحصل الجمعة أيضا بإدراك ركعة أولى معه ،وإن فععارقه بعععدها ،لمععا مععر أن
الجماعة ل تجب إل فععي الركعععة الولععى ،وبععإدراك ركعععة معععه ،وإن لععم تكععن أولععى
المام ول ثانيته ،بأن قام لزائده ،ولو عامدا .اه) .قوله :إن صحت جمعة المععام( أي
بأن كان متطهرا .وخرج به ما إذا لم تصح بأن محدثا أو ذا خبث ،فل تتم له جمعته.
)قوله :وكذا من اقتدى به( أي وكععذلك تتععم جمعععة معن اقتععدى بالمسععبوق بعععد انقطععاع
قدوته في ركوع ركعته الثانية إن صحت جمعته .وفي التحفة ما نصه :لععو أراد آخععر
أن يقتدي به في ركعته الثانية ليدرك الجمعة جععاز .كمععا فععي البيععان عععن أبععي حامععد،
وجرى عليه الريمي وابن كبن وغيرهما .قال بعضهم :وعليه ،لو أحرم خلععف الثععاني
عند قيامه لثععانيته آخععر وخلععف الثععالث آخععر وهكععذا ،حصععلت الجمعععة للكععل ،ونععازع
بعضععهم أولئك بععأن الععذي اقتضععاه كلم الشععيخين وصععرح بععه غيرهمععا أنعه ل يجععوز
القتداء بالمسبوق المذكور .اه .وفيه نظر .وليس هنا فوات العدد في الثانية ،وإل لععم
تصح للمسبوق نفسه ،بل العدد موجععود حكمععا ،لن صععلته كمععن اقتععدى بععه ،وهكععذا
تابعة للولى .اه .وفي الكردي :وخالف الجمال الرملي فععأفتى بانقلبهععا ظهععرا .قععال
القليوبي :إن كانوا جاهلين ،وإل لم ينعقد إحرامهععم مععن أصععله .وهععو الععوجه الععوجيه.
قال :بل أوجه منه عدم انعقاد إحرامهم مطلقععا .فتععأمله .اه) .قععوله :وتجععب علععى مععن
جاء إلخ( أي إن كععان ممععن تجععب عليععه الجمعععة ،وإل بععأن كععان مسععافرا أو عبععدا أو
نحوهما ممن ل تلزمععه الجمعععة ،فينععوي ذلععك اسععتحبابا .وعليععه يحمععل كلم الععروض
والنوار ،حيث عبر الول بالستحباب ،والثاني بالوجوب .شويري .بجيرمي .وإنمععا
وجبت نيععة الجمعععة موافقععة للمععام ،ولن اليععأس منهععا ل يحصععل إل بالسععلم ،إذ قععد
يتذكر المام ترك ركن فيتععداركه بالتيععان بركعععة فيععدرك المسععبوق الجمعععة .وبععذلك
يلغز ويقال :نوى ول صلى ،وصلى ول نوى .وجوابه ما ذكر ،فإنه نوى الجمعة ولم
يصلها ،وصلى ظهرا ولم ينوها) .قوله :وإن كانت إلخ( الواو للحععال ،وإن زائدة ،أي
والحال أن الظهر هي التي تلزمه .ول يصح جعل ذلععك غايععة ،إذ ل معنععى لهععا .ولععو
صلها ظهرا ،ثععم أدرك جماععة يصعلون الجمعععة لزمعه أن يصععليها معهعم .كمععا فععي
النهاية) .قوله :وقيل تجععوز نيعة الظهععر( هععذا مقابععل الصععح) .قععوله :وأفععتى بعه( أي
بجواز نية الظهر) .قوله :وأطال( أي البلقيني) .وقوله :الكلم فيه( أي في السععتدلل
على الجواز .قال في النهايععة :ومحععل الخلف فيمععن علععم حععال المععام .وإل بععأن رآه
قائما ولم يعلم هل هو معتدل أو في القيام ؟ فينوي الجمعة جزما) .قوله :وثانيهععا( أي
ثاني شروط صحة الجمعة) .قوله :وقوعها بأربعين( أي لخبر ابن مسعود رضي ال
عنه :أنه )ص( جمع بالمدينة وكانوا أربعين رجل .ولقوله )ص( :إذا اجتمع أربعععون
فعليهم الجمعة .وقوله )ص( :ل جمعة إل في أربعين .وحكمعة هععذا العععدد أنععه مقععدار
زمن بعث النبيعاء عليهعم الصعلة والسعلم ،وأنعه مقعدار زمعن ميقعات موسعى عليعه
السععلم ،وأنعه -كمعا قيعل -مقععدار ععدد لعم يجتمععع مثلعه إل وفيهعم ولععي الع تعععالى.
واشتراط وقوعها بهذا العععدد قععول معن أربععة عشعر قعول فععي الععدد الععذي تنعقعد بعه
الجمعة .ثانيها :أنها تصح من الواحد ،رواه ابن حزم :ثالثها :اثنععان كالجماعععة ،وهععو
قول النخعععي ،وأهعل الظعاهر .رابعهعا :ثلثعة مععع المعام ،عنععد أبعي حنيفععة ،وسعفيان
الثوري -رضي ال عنهما .-خامسها :اثنان معع المعام عنعد أبعي يوسعف ،ومحمعد،
والليث .سادسها :سبعة عند عكرمة .سابعها :ستة عند ربيعة .ثامنها :اثنا عشععر عنععد
ربيعة أيضا في رواية ،ومالك رضي ال عنه .تاسعها :مثله غير المام عند إسحاق،
عاشرها :عشرون في رواية ابن حبيب عن مالك .حادي عشرها :ثلثون كذلك.
] [ 68
ثاني عشرها :خمسون عند أحمد ،في رواية ،وحكيت عن عمر بن عبد العزيععز
رضي ال عنه .ثالث عشرها :ثمععانون ،حكععاه المععازري .رابععع عشعرها :جمععع كععثير
بغيعر حصعر) .قعوله :تنعقعد بهعم الجمععة( أي حعال كعون الربعيعن ممعن تنعقعد بهعم
الجمعة ،بأن كانوا مكلفين ذكورا أحرارا مستوطنين) .قوله :ولو مرضى( هذه الغاية
كالتي بعدها ،للرد علععى القععائل بعععدم انعقادهععا مععن المرضععى ،وبععأنه ل بععد أن يكععون
المام غير الربعين .وعبارة المنهععاج مععع المغنععي :والصععحيح مععن قععولين :انعقادهععا
بالمرضى ،لنهم كاملون ،وعدم الوجععوب عليهععم تخفيععف .والثععاني ل ،كالمسععافرين.
والصحيح ،من قولين أيضا ،أن المام ل يشترط كععونه فععوق أربعيععن إذا كععان بصععفة
الكمععال ،لطلق الحععديث المتقععدم اه) .قععوله :ولععو كععانوا( أي الحاضععرون لقامععة
الجمعة) .قوله :قصر في التعلعم( أي بعأن أمكنعه وتركعه) .قعوله :فينقصعون( أي وإذا
بطلت صلته نقص العدد الذي هو شرط لصععحة الجمعععة) .قععوله :أمععا إذا لععم يقصععر
المي في التعلم( أي بععأن لععم يجععد مععن يعلمععه أو عجععز عنععه لبلدتععه) .قععوله :فتصععح
الجمعة به( أي لعدم بطلن صلته حينئذ) .قوله :كما جزم بععه شععيخنا( عبععارة شععرح
الرشاد له ولو كانوا أربعين فقععط وفيهععم أمععي قصععر فععي التعلععم لععم تصععح جمعتهععم،
لبطلن صلته ،فينقصون ،فإن لععم يقصععر والمععام قععارئ صععحت جمعتهععم ،كمععا لععو
كانوا أميين في درجة واحدة .اه) .قوله :تبعا لما جزم به شيخه فععي شععرح الععروض(
عبارته مع الصععل :ل بععأربعين وفيهععم أمععي واحععد أو أكععثر ،لرتبععاط صععحة صععلة
بعضهم ببعض .فصار كاقتداء القععارئ بععالمي .نقلعه الذرععي ععن فتععاوي البغعوي.
وظاهر أن محله ،إذا قصر المي في التعلم ،وإل فتصح الجمعة إن كان المام قارئا.
اه) .قوله :ثم قال( أي شيخه .وقوله في شرح المنهاج ،عبععارته :فلععو كععانوا قععراء إل
واحدا منهم فععإنه أمععي ،لععم تنعقععد بهععم الجمعععة ،كمععا أفععتى بععه البغععوي ،لن الجماعععة
المشروطة هنا للصحة صيرت بينهما ارتباطا كالرتباط بين صلة المام والمععأموم،
فصار كاقتداء قارئ بأمي .وبه يعلم أنه ل فرق هنا بين أن يقصععر المععي فععي التعلععم
وأن ل ،وأن الفععرق بينهمععا غيععر قععوي ،لمععا تقععرر مععن الرتبععاط المععذكور علععى أن
المقصر ل يحسب من العدد ،لنه إن أمكنه التعلم قبل خروج الوقت فصععلته باطلععة،
وإل فالعادة لزمة له ،ومن لزمتععه ل يحسععب مععن العععدد ،كمععا مععر آنفععا ،فل تصععح
إرادته هنا .اه) .قوله :ل فرق هنا( أي في عععدم صععحة الجمعععة إذا كععان فيهععم أمععي،
واحترز به عن غير الجمعة من الصلوات فإنه يفصل فيععه بيععن أن يقصععر فل يصععح
منه ،وبين أن ل يقصر فيصح منه) .قوله :الفععرق بينهمععا( أي بيععن المقصععر وغيععره.
)قوله :ولو نقصوا( أي نقص الربعون ،بأن نوى أحدهم المفارقة ،أو بطلت صععلته
بخروج حدث منه .هذا إذا كان النقص في الركعة الولى ،وأما إذا كععان فععي الركعععة
الثانية فل بد أن يكون بالبطلن ،أما بنية المفارقة فل يضر لما مر أن الجماعة شرط
في الركعة الولععى فقععط) .قععوله :بطلععت( أي الجمعععة فقععط إن تعععذر اسععتئناف جمعععة
أخرى فيجب الظهر بناء على ما صلوه منها ،وبطلععت الصععلة مععن أصععلها إن أمكععن
استئناف جمعة أخرى .ومحل بطلنهعا :حيعث لعم يكمعل الععدد قبعل النقعص ،وإل فل
تبطل ،وإن لعم يكعن المكمعل لعه سعمع الخطبعة ،وحيعث كعان النقعص بععد الرفعع معن
الركوع .أما لو كان قبله فإن عاد واقتدى بالمام قبل ركوعه ،أو فيه وقد قرأ الفاتحععة
واطمأن مع المام استمرت جمعتهم .وعبارة زي :قوله ولو نقصوا فيهععا إلعخ :شعامل
لما لو نقصوا في الركعة الولى أو الثانية ،وشععامل لمععا إذا عععادوا فععورا أو ل ،وهععو
كذلك ،إل فععي الركعععة الولععى ،فععإنهم إذا عععادوا فعورا وكععان قبععل الركععوع وأدركععوا
الفاتحة واطمأنوا قبل رفع المام رأسه عن أقل الركوع صحت جمعتهم اه .ملخصععا.
)قوله :أو في خطبععة( أي أو نقصععوا فععي خطبععة ،فالجععار والمجععرور معطععوف علععى
الجار والمجرور قبله) .قوله :لم يحسب إلخ( جواب لو المقدرة) .وقوله:
] [ 69
ركن( أي من الخطبة) .وقوله :فعل( أي ذلك الركن) .وقوله :حال بعضهم( أي
نقص الذين نقصوا) .قوله :لعدم سماعهم( أي الذين نقصوا .والسععماع واجععب ،لقععوله
تعالى) * :وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا( * إذ المراد به الخطبععة ،كمععا قععاله
أكثر المفسرين) .وقوله :له( أي للركن المفعول حال غيبتهم) .قوله :فععإن عععادوا( أي
عاد الذين نقصوا إلى الخطبة ،وهو تفريععع علععى عععدم حسععبان الركععن المفعععول حععال
نقصهم) .وقععوله :قريبععا عرفععا( أي أن المعتععبر فععي القععرب العععرف .قععال البجيرمععي:
وضبطه الرافعي بما بين صلتي الجمععع ،وهععو دون ركعععتين بععأخف ممكعن) .قععوله:
جاز البناء على ما مضى( أي قبل نقصهم ،ول بد من إعععادة مععا فعععل حععال نقصععهم.
)قوله :وإل وجب الستئناف( أي وإن لم يعععودوا عععن قععرب ،بععل بعععد طععول الفصععل
عرفا ،وجب استئناف الخطبة ،وإن حصل النقص بعذر .وضبطوا طول الفصععل بمععا
يسع ركعتين بأخف ممكن) .وقوله :كنقصهم بين الخطبععة والصععلة( أي فععإنهم إن لععم
يعععودوا قريبععا عرفععا وجععب السععتئناف) .وقععوله :لنتفععاء المععوالة( علععة لوجععوب
الستئناف) .وقوله :فيهما( أي في الصورتين ،هما نقصهم في أثناء الخطبة ونقصععهم
بينها وبين الصلة) .قوله :فرع إلخ( هذا الفععرع مرتععب علععى اشععتراط التععوطن .ولععو
قدمه وذكره في مبحث قوله متوطن لكان أنسب) .قوله :مععن لععه مسععكنان ببلععدين( أي
كأهل القاهرة الذين يسكنون تارة بها ،وأخرى بمصر القديم ،أو ببولق .وفي فتععاوي
شيخنا الشهاب الرملي :لو كان له زوجتان ،كل واحدة منهما فععي بلععدة يقيععم عنععد كععل
يوما مثل ،انعقدت به في البلدة التي إقامته بها أكثر دون الخععرى .فععإن اسععتويا فيهععا
انعقدت في البلدة التي ماله فيها أكثر ،دون الخرى .فععإن اسععتويا فيهععا اعتععبرت نيتععه
في المستقبل .فإن لم يكن له نية اعتبر الموضع الذي هو فيه .اه .وفيهععا أيضععا فيمععن
سكن بزوجته في مصر مثل ،وبأخرى في الخانكاه مثل ،وله زراعععة بينهمععا ،ويقيععم
في الزراعة غالب نهاره ،ويبيت عند كل منهما ليلة فععي غععالب أحععواله ،أنععه يصععدق
عليه أنه متوطن في كل منهما ،حتى يحرم عليه سفره يوم الجمعة بعد الفجععر لمكععان
تفوته به ،إل لخوف ضرر .اه .سم) .قوله :فالعبرة بما كثرعت فيععه إقععامته( مععا هنععا
وفي جميع ما يأتي ،يصح وقوعها على المسكن وعلى البلععد ،أي فععالعبرة فععي انعقععاد
الجمعة بالشخص بالبلد أو المسكن الذي كثر إقامته فيه) .وقوله :فيما فيه أهله وماله(
أي فإن استوت إقامته فيهما فالعبرة بالذي فيععه أهلععه ومععاله) .قععوله :وإن كععان بواحععد
أهل( أي وإن كان له في بلد) .وقوله :وبآخر مال( أي وكععان لععه فععي بلععد آخععر مععال.
)وقوله :فيمعا فيعه أهلعه( أي فعالعبرة بالبلعد العذي فيعه أهلعه) .قعوله :فعإن اسعتويا( أي
البلدان ،أو المسكنان) .وقععوله :فعي الكععل( أي فععي كعل مععا مععر ،بععأن اسععتوت القامعة
فيهما ،أو كان له في كل واحد منهما أهل ومال ،أو في كععل واحععد أهععل فقععط أو مععال
فقط) .وقوله :فبالمحل إلخ( أي فالعبرة بالمحل الذي هو فيه حال إقامة الجمعة فتنعقد
الجمعة به) .قوله :ول تنعقد الجمعة بأقل من أربعين( محترز قععوله بععأربعين) .قععوله:
خلفا لبي حنيفة( أي في عدم اشتراط الربعين) .قوله :فتنعقد( أي الجمعة) .وقوله:
عنععده( أي أبععي حنيفععة) .وقععوله :بأربعععة( أي مععع المععام) .وقععوله :ولععو عبيععدا أو
مسافرين( أي ولو كانت الربعة عبيدا أو مسافرين فإنها تنعقد عنده بهم ،فل يشععترط
عنده الحرية ول الستطيان .نعم ،يشترط عنده إذن السلطان فععي إقامتهعا ،وأن يكعون
محلهععا مصععرا ،كمععا سيصععرح بععه) .قععوله :ول يشععترط عنععدنا إذن السععلطان( عبععارة
الععروض وشععرحه :ول يشععترط حضععور السععلطان الجمعععة ول إذنععه فيهععا -كسععائر
العبادات -لكن يستحب استئذانه فيها .اه .وعبارة ش ق) :واعلععم( أن إقامععة الجمعععة
ل تتوقف على إذن
] [ 70
المععام أو نععائبه -باتفععاق الئمععة الثلثععة خلفععا لبععي حنيفععة -وعععن الشععافعي
والصحاب ،أنه يندب استئذانه فيها خشية الفتنة ،وخروجا من الخلف .أمععا تعععددها:
فل بد فيه من الذن ،لنه محل اجتهاد .اه) .قعوله :ول كعون محلهععا مصعرا( أي ول
يشععترط كععون محلهععا مصععرا .وسععيأتى محععل اجتهععاده .اه) .قععوله :ول كععون محلهععا
مصرا( أي ول يشترط كون محلها مصرا .وسيأتي بيانه) :قوله :خلفا له فيهما( أي
خلفا للمام أبي حينفة في إذن السلطان لقامتها وكون محلهععا مصععرا ،فيشععترطهما.
)قوله :وقد أجاز جمع من العلماء( أي غير المام الشافعي ) .(1وقد علمت اختلفهم
في تعيين العدد الذي تنعقد به الجمعة) .قعوله :وهعو قعوي( أي القعول بعالجواز قعوي.
)قوله :فإذا قلدوا( أي فلععو لععم يقلععدوا ل تنعقععد الجمعععة .وقععال بعضععهم :اعلععم أن أمععر
الجمعة عظيم ،وهي نعمة جسيمة امتعن الع بهعا علعى عبعاده .فهعي معن خصائصعنا،
جعلها ال محط رحمته ،ومطهرة لثام السبوع .ولشععدة اعتنععاء السععلف الصععالح بهععا
كانوا يبكرون لها على السرج .فاحذر أن تتهاون بها مسافرا أو مقيما ،ولو مع دوهن
أربعين بتقليد ،وال يهدي معن يشععاء إلععى صععرط مسععتقيم) .قعوله :أي جميعهعم( بيعان
للواو ،والذي يظهر عدم اشععتراط تقليعد جميعهععم إذا كعان المقلععد -بفتععح اللم -يقعول
باكتفائه في الجمعة) .قوله :من قال( مفعول قلدوا) .وقععوله :هععذه المقالععة( وهععي أنهععا
تنعقد بدون الربعين) .قوله :فإنهم يصلون الجمعة( المناسب أن يقول :يجوز تقليدهم
إياه وتصح جمعتهم) .قوله :وإن احتاطوا( أي هععؤلء المقلععدون )قععوله :فصععلوا إلععخ(
بيان للحتياط) .وقوله :الجمعة( أي تقليععدا) .وقععوله :ثععم الظهععر( أي ثعم بعععد الجمعععة
صلوا الظهر علععى معذهبهم) .قععوله :كععان حسععنا( جععواب إن ،واسععم كععان يعععود علععى
الحتيععاط المفهععوم مععن احتععاطوا) .قععوله :وثالثهععا( أي ثععالث شععروط صععحة الجمعععة.
)وقوله :وقوعها( أي الجمعة) .وقوله :بمحععل معععدود مععن البلععد( المععراد بالبلععد :أبنيععة
أوطان المجمعين ،سواء كانت بلدا أو قرية أو مصععرا ،وهععو مععا فيععه حععاكم شععرعي،
وحاكم شرطي ،وأسواق للمعاملة .والبلد :ما فيه بععض ذلعك .والقريعة معا خلعت ععن
ذلك كله .ول فرق في البنيععة بيععن أن تكععون بحجععر ،أو خشععب ،أو قصععب ،أو نحععو
ذلك .ومثل البنية :الغيران والسراديب في نحو الجبل ،ول فرق في المحل الذي تقام
فيه الجمعة بين أن يكون مسجدا ،أو ساحة مسقفة ،أو فضاء معععدودا مععن البلععد ،ولععو
انهدمت البنية وأقام أهلها عازمين على عمارتها صحت الجمعة استصععحابا للصععل
ول تنعقد في غير بناء إل في هذه الصورة ،بخلف ما لععو نزلععوا مكانععا وأقععاموا فيععه
ليعمروه قرية ،فل تصح جمعتهم فيه قبل البناء ،استصحابا للصل أيضا .ول تصععح
من أهل خيام بمحلهم ،لنهم على هيئة المستوفزين ،ولن قبعائل الععرب كعانوا حعول
المدينة ،ولم يععأمرهم )ص( بحضععورها .نعععم ،لععو كععانوا يسععمعون النععداء مععن محلهععا
لزمتهم فيه ،تبعا لهله) .قوله :ولو بفضاء( أي ولو كان
)) (1قععوله :اي غيععر المععام الشععافعي( أي باعتبععار مععذهبه الجديععد ،فل ينععافي أن لععه
قولين قديمين في العدد أيضا ،أحگهما أقلهععم أربعععة ،حكععاه عنععه صععاحب التلخيععص،
وحكاه شرح المهذب واختاره من أصحابه المزنعي ،كمعا نقلعه الذرععى فعي القعوت،
وكفى به سلفا في ترجيحه ،فإنه من كبار أصحاب الشافعي ورواة كتبه الجديدة .وقععد
رجحه أيضا أبو بكر بن المنذر في الشراف ،كما نقلععه النععووي فععي شععرح المهععذب.
ثانى القولين اثنا عشر .وهل يجوز تقليد أحد هذين القولين الجععواب :نعععم .فععانه قععول
للمام ،نصره بعض أصحابه ورجحه ،وقولهم القديم ل يعمل به :محله ما لم يعضده
الصحاب ويرجحوه ،وإل صار راجحا مععن هععذه الحيثيععة ،،وان كععان مرجوحععا مععن
حيث نسبته للمام .وقال السيوطي :كثيرا ما يقول أصحابنا بتقليد أبي حنيفة في هععذه
المسألة ،إذ هو قول للشافعي قام الدليل على رجحععانه .اه ز وحينئذ تقليععد أحععد هععذين
القولين أولى من تقليد أبي حنيفة .فتنبه .وقد ألفت رسالة تتعلععق بجععواز العمععل القععديم
للمام الشافعي -رضى ال عنه -في صحة الجمعة بأربعععة ،وبغيععر ذلععك .فانظرهععا
إن شئت .اه .مولف
] [ 71
وقوعها بفضاء ،وهو من ذكر الخاص بعد العام ،ولو حذف البععاء وجعلععه غايعة
للمحل لكان أولى ،أي ولو كان ذلك المحل فضاء) .قوله :بأن كان إلخ( تصععوير لعععد
المحل الذي تقام فيه الجمعة من البلد ،أي ويتصور عده منها بأن يكععون فععي محععل ل
تقصر فيه الصلة ،ويحتمل أن يكون تصويرا لعد الفضععاء منهععا ،أي ويتصععور عععده
منها بأن يكون إلخ .واسم كان على الول يعود على المحل ،وعلى الثاني يعود علععى
الفضاء .ويرد على الثاني :أنه ل معنى لكون الفضاء في محل ،إذ هو عينععه .وكععذلك
يرد على الول إن فسر المحل العائد عليه اسععم كععان بالفضععاء .فلععو حععذف قععوله فععي
محل ،وقال بأن كان ل تقصر فيه الصلة لكان أولى وأخصر) .قوله :وإن لم يتصععل
بالبنية( أي فالضابط في المحل المعدود من البلد ما ذكععر ،وهععو أن ل يكععون بحيععث
تقصر فيه الصلة قبل مجاوزته ،سواء اتصل بالبنية وانفصل عنها .وفي المغنى ما
نصه :قال الذرعي :وأكثر أهععل القععرى يععؤخرون المسععجد عععن جععدار القريععة قليل،
صيانة له عن نجاسععة البهععائم ،وعععدم انعقععاد الجمعععة فيععه بعيععد .وقععول القاضععي أبععي
الطيب :قال أصحابنا :لو بنى أهل البلد مسجدهم خارجها لععم يجععز لهععم إقامععة لجمعععة
فيه لنفصاله ععن البنعاء ،محمعول علعى انفصعال ل يععد بعه معن القريعة .اه) .قعوله:
بخلف محل غير معدود منها( أي فإنه ل يصععح وقععوع الجمعععة فيععه ،وهععذا محععترز
قوله :بمحل معدود منهععا) .قععوله :وهععو( أي غيععر المعععدود .وقععوله مععا يجععوز السععفر
القصر منه :ما واقعة علععى المحععل ،والفعععل مبنععي للفاعععل ،وواوه مشععددة مكسععورة،
والسفر فاعله ،والقصر مفعول أي أن المحل غير المعدود من البلد ،ضععابطه أنععه لععو
سافر يجوز للمسافر أن يقصر منه) .قوله :فعرع ،لعو كعان فعي قريعة إلعخ( سعئل ابعن
حجر -رحمه ال تعالى -عن بيت واحد فيه أربعععون متوطنععون بصععفة مععن تلزمهععم
الجمعة ،فهل يلزمهم إقامتها أول ؟ فأجاب بقوله :أفععتى جمععع يمنيععون بعععدم الوجععوب
أخذا من قولهم :الشرط أن تقام بين البنية ،ول أبنية هنا ،وقياسععا علععى أهععل الخيععام.
وأفتى آخرون بوجوبها عليهم ،وهذا هو الوجه .اه .معن الفتععاوي) .وقعوله :أربعععون
كاملون( بأن كانوا أحرارا ذكورا بالغين ععاقلين متعوطنين) .قعوله :لزمتهعم الجمععة(
أي لطلق الدلة .قال في التحفة :خلفا لبي حنيفة) .قوله :بل يحرم إلعخ( إضعراب
انتقالي .قال ع ش :ويجععب علععى الحععاكم منعهععم مععن ذلععك ،ول يكععون قصععدهم الععبيع
والشراء في المصر عذرا في تركهم الجمعة في بلدتهم ،إل إذا ترتب عليه فساد شععئ
من أموالهم ،أو احتاجوا إلى ما يصرفونه في نفقة ذلك اليوم الضرورية ،ول يكلفعون
القتراض .ا .ه) .قوله :والذهاب( بالرفع ،معطوف على تعطيل ،أي ويحععرم عليهععم
الذهاب إلى الجمعة .قال سم :ظاهره وإن كان الذهاب قبل الفجر ،ثم قال :وقد يستدل
على جواز الذهاب قبععل الفجععر -وإن تعطلععت الجمعععة -بعععدم الخطععاب قبععل الفجععر.
ويجاب :بأن المراد أنه ليس لهم الذهاب والستمرار إلى فواتها ،بل يلزمهم العود في
وقتها لفعلها .وقد مال م ر بعد البحث معععه إلععى امتنععاع الععذهاب قبععل الفجععر بععالمعنى
المذكور )قوله وإن سمعوا( غاية في الحرمة) .وقوله :النداء( أي نداء البلد الخععرى.
)قوله :قال ابن الرفعة( هذا مقابععل المعتمععد ،وعلععى القععولين تسععقط عنهععم الجمعععة لععو
فعلوا ذلك .إذ الساءة على القول الول ل تنافي الصحة) .قوله :من مصر( يفيد أنهم
إذا سمعوه من بلد أو قرية ل يخيرون عنده) .وقوله :فهم مخيرون بيععن أن يحضععروا
البلد( يفيد أن المصر ليس بقيد ،إل أن يراد بالبلد خصوص المصر .فانظره) .قععوله:
وإذا حضروا( أي أهل القريععة) .قعوله :ل يكمععل بهععم العععدد( أي إذا نقععص ععدد أهععل
البلد .وذلك لعدم استيطانهم ،وهذا مبني على القولين) .قوله :وإذا لم يكععن فععي القريععة
جمع تنعقد بهم الجمعة( النفي مسلط على القيد وهععو تنعقععد ،أي وإذا كععان فععي القريععة
جمع ل تنعقد
] [ 72
بهم ،بأن يكونوا أقل من أربعين ،أو كانوا أربعين لكن بعضهم ليععس مسععتوطنا،
أو امتنع من حضورها ،كما يفيد هذا الغاية بعده) .وقوله :ولو بامتناع بعضهم منهععا(
أي ولو انتفى انعقاد الجمعة بالجمع الذي في القرية بسبب امتناع بعض من تنعقععد بععه
من الجمعة ،بأن يكون العدد المعتبر ل يكمل إل به .قععال سععم :وتوقععف فععي ذلععك م ر
وجوز ما هععو الطلق معن أنعه حيععث كعان فيهعم جمععع تصععح بعه الجمعععة ثعم تركعوا
إقامتها :لم يلزم من أرادها السعي إلى القرية التي يسمع نداءها ،لنه معذور في هععذه
الحالة لنه ببلد الجمعة ،والمانع من غيره .بخلف ما إذا لم يكن فيهم جمع تصععح بععه
الجمعة ،لن كل أحد في هذه الحالة مطالب بالسعي إلى ما يسععمع نععداءه ،وهععو محععل
جمعته .اه) .قوله :يلزمهم السعي إلخ( جواب إذا ،وذلك لقوله )ص( :من سمع النداء
فلم يأته فل صلة لععه ،إل مععن عععذر .وقععوله )ص( :الجمعععة علععى مععن سععمع النععداء.
)وقوله :يسمعون( أي ولو بالقوة) .وقوله :من جانبه( أي من طععرف البلععد الععذي يلععي
السامع) .وقوله :النداء( أي نداء شخص صيت عرفا يؤذن كعادته فععي علععو الصععوت
وهو واقف بمستو ،ولو تقديرا مع سكون الريح ،لنها تارة تعين على السععمع ،وتععارة
تمنعه ،وسكون الصوت لنه يمنع وصول النداء ،واعتبر ما ذكر من الشععروط ،لنععه
عند وجودها ل مشقة عليه في الحضور ،بخلفه عند فقععدها ،أو فقععد بعضععها .وأفهععم
قولنا بمستو ولو تقديرا :أنه لو علمت قرية سمعوا النداء ،ولو استوت لم يسععمعوا ،أو
انخفضت فلم يسمعوا ولو اسععتوت لسععمعوا :وجبععت فععي الثانيععة ،دون الولععى لتقععدير
الستواء) .قوله :مواضع متقاربة( أي قرى متقاربة) .قوله :وتميز كل باسم( أي بأن
يكون لكل موضع اسم مخصوص) .قععوله :فلكععل حكمععه( أي فلكععل موضععع مععن هععذه
المواضع حكم مختص به ،فإن كان كل موضع مشتمل على أربعين كععاملين لزمتهععم
الجمعة وإل فل تلزمهم ،وإن كان لو اجتمعوا كلهم في موضع واحد يبلغون أربعين،
وإن سمع أهل كل موضع نداء الخر) .قوله :قال شيخنا( أي في التحفة) .قوله :إنمععا
يتجه ذلك( أي كون كل موضع له حكم مستقل) .قوله :إن عد كععل مععع ذلععك( أي مععع
تميز كل باسم قرية مستقلة ،فإن لم يعد كل مع ذلك قرية مستقلة كالمواضع ،المتعددة
بمكة المسماة بالحواير ،فإن كل موضع له اسم مخصوص كالشبيكة والشامية ،فليععس
لكل حكم مخصوص ،بل الكل حكمه حكم موضع واحد وعيارة فتاوي .ولم يقيعد ابععن
حجر في فتاويه بهذا القيد ،ونص عبارته) .سعئل( رحمعه الع تععالى ععن بلعد تسعمى
راون بها ثلث قرى مفصولة مختصة كل قرية باسم وصفة بين كععل قريععة أقععل مععن
خمسين ذراعا فبنوا مسجد لقامة الجمعة في خطة أبنية أوطان المجمعين فصلوا فيه
مدة طويلة ،فحصل بينهم مقاتلة فانفردت قرية من الثلثة بجمعة ،وأهل القريتين بنوا
مسجدا ثانيا بجمعة أخرى .فهل يلزمهم أن يجتمعععوا بجمعععة واحععدة وتبطععل الخععرى
بوجود المان بينهم أو ل ؟ )فأجاب( نفع ال به :حيث كانت القرى المععذكورة يتمععايز
بعضها عن بعض ،وكان في كل قرية أربعون من أهل الجمعععة ،خرجععوا عععن عهععدة
الواجب ،وصحت جمعتهم ،سواء المتقدمة والمتأخرة إلخ) .قوله :لو أكععره السععلطان(
مثله نائبه) .قوله :أهل قريععة( أي أو أهععل بلععد) .قععوله :أن ينتقلععوا( المصععدر المععؤول
مجرور بعلى مقدرة متعلقة بأكره ،أي أكرههم على النتقال) .وقععوله :منهععا( أي مععن
قريتهم) .قوله :ويبنوا( معطعوف علعى ينتقلعوا ،أي وأكرههعم علعى أن يبنعوا) .قعوله:
فسكنوا فيه( مرتب علععى محععذوف ،أي فععامتثلوا أمععره وانتقلععوا إلععى الموضععع الخععر
وبنوا فيه وسعكنوا وهعم مكرهعون) .قعوله :وقصعدهم العععود( أي والحعال أن قصععدهم
العود ،فالجملة حال من واو سكنوا) .قوله :إلععى البلععد الول( المناسععب أن يقععول إلععى
قريتهم ،كما هو ظاهر) .قوله :إذا إلخ( متعلق بالعود) .قوله :ل تلزمهععم الجمعععة( أي
في الموضع المنقول
] [ 73
إليه .وهذا جواب لو .قال ع ش :لو سمعوا النداء من قرية أخرى وجععب عليهععم
السعي إليها .اه) .قوله :بل ل تصح منهم( أي ل تنعقد منهم لو أقاموها فععي الموضععع
الذي انتقلوا إليه .والضراب انتقالي) .قوله :لعدم الستطيان( أي في الموضععع الععذي
انتقلوا إليه ،وهذا تعليل لعدم الصععحة بمعنععى النعقععاد) ،قععوله :ورابعهععا( أي شععروط
صحة الجمعة) .وقوله :وقوعهععا فععي وقععت ظهععر( أي بععأن يبقععى منععه مععا يسععها مععع
الخطبتين ،وذلك للتباع .رواه البخاري ،وعليه جرى الخلفاء الراشدون فمن بعععدهم.
قال في المغني :وقال المام أحمععد بجوازهععا قبععل الععزوال ،ويعدل لنععا أنععه )ص( كععان
يصلي الجمعة حين تزول الشمس رواه البخاري .اه) .قوله :فلو ضععاق الععوقت عنهععا
وعن خطبتيها( أي عن أقل مجزئ من خطبتيها وركعتيها ،بأن لم يبععق منععه مععا يسععع
ذلك) .وقوله :أو شك( أي قبل الحرام) .وقوله :فععي ذلععك( أي فععي ضععيق الععوقت أي
شك هل بقي وقت يسعهما أم ل ؟ )قوله :صلوا ظهرا( أي وأحرمععوا بهععا ،فل يصععح
إحرامهم بالجمعة لفوات الوقت ،ولو علق فععي صععورة الشععك فتععوى الجمعععة إن بقععي
الوقت ،وإل فالظهر فبان بقاؤه صععحت نيتععه ،ول يضععر هععذا التعليععق ،لسععتناده إلععى
أصل بقاء الوقت ،كما لو نععوى صععوم غععد ليلععة الثلثيععن مععن رمضععان إن كععان منععه.
وخالف فيه ابن حجر) .قوله :ولو خرج الوقت يقينا أو ظنا( قافععل البجيرمععي :عبععارة
ابن شرف :فإن خرج الوقت ،أي يقينا ل ظنا ،حتى لععو ظععن أن الععوقت ل يسعععها لععم
تنقلب ظهرا إل بعد خروجه .اه) .قوله :وهم فيها( الجملة حال من فاعععل خععرج ،أي
خرج وقتها ،والحال أنهم في أثناء الصععلة) .قععوله :ولععو قبيععل السععلم( أي ولععو كععان
خروج الوقت حصل قبيععل السععلم ،أي التسععليمة الولععى ،أي أو عنععدها) .قععوله :وإن
كان ذلك( أي الخروج أي العلم به) .وقوله :بإخبار عدل( أي وألحععق بالعععدل الفاسععق
إذا وقع في القلب صدقة) .قععوله :وجععب الظهععر بنععاء علععى مععا مضععى( أي وجععب أن
يتموها ظهرا حال كونهم باقين على ما فعلوا منها ،ول يعيدونها من أولهععا .وإتمامهععا
ظهرا بناء متحتم لنهما صلتا وقت واحععد ،فععوجب بنععاء أطولهمععا علععى أقصععرهما،
كصلة الحضععر مععع السععفر ،ول يجععوز السعتئناف ،لنعه يععؤدي إلععى إخععراج بعععض
الصلة عن الوقت مع القدرة علععى إيقاعهععا فيععه .وكتععب سعم مععا نصععه :قععوله :وجععب
الظهر بناء .ينبغي تصوير المسألة بما إذا أحرم بها في وقت يسعها ،لكنه طول حتى
خرج الوقت ،أما لو أحرم بها في وقت ل يسعها جاهل بعأنه ل يسععها :فععالوجه ععدم
انعقادها جمعة .وهل تنعقد ظهرا أو نفل مطلقا ؟ فيه نظر .والثاني أوجه ،لنه أحععرم
بها في وقت ل يقبلهعا ،فهععو كمععا لععو أحعرم قبعل الععوقت جعاهل .فليتأمععل .اه) .قععوله:
وفاتت الجمعة( أي لمتناع البتداء بها بعد خروج وقتها ،ففععاتت بفععواته كالحععج .اه.
تحفة) .قوله :بخلف ما لو شك( أي وهم في أثناء الصلة .وهععذا محععترز قععوله يقينععا
أو ظنععا) .وقععوله :فععي خروجععه( أي الععوقت) .وقععوله :لن الصععل بقععاؤه( تعليععل
المحذوف ،أي فل يضر ،لن الصل بقاء الوقت .أي ولنعه يغتفعر فعي العدوام معا ل
يغتفر في البتداء .وبه فارق الشك قبل الحرام ،فإنه يضععر ،كمععا مععر) .قععوله :ومععن
شروطها( أي صحة الجمعة .وهذا هو الشرط السادس كما مر التنبيه عليععه) .وقععوله:
أن ل يسبقها بتحرم ول يقارنها( الفعلن تنازعا قععوله جمعععة .والعععبرة بتمععام التحععرم
وهو الراء من أكبر .فلو سبقها به جمعة .صحت الجمعة السابقة لجتمعاع شعرائطها،
واللحقة باطلة ،فيجب أن تصلى ظهرا .أو قارنها جمعة أخرى يقينععا أو شععكا بطلععت
الجمعتععان ،لن إبطععال إحععداهما ليععس بععأولى مععن الخععرى ،فععوجب إبطالهمععا .ولن
الصل في صورة الشك عدم جمعة مجزئة .ويجععب حينئذ اسععتئنافها جمعععة إن وسععع
الوقت ،وإل وجب أن يصلوا ظهرا ،فععإن سععبقت إحععداهما والتبسععت بععالخرى ،كععأن
سمع مريضان أو مسععافران خععارج المسععجد تكععبيرتين مثل فععأخبرا بععذلك ولععم يعرفععا
المتقدمة ممن وقعت ،صلوا كلهم ظهرا) .والحاصل( لهذه المسألة خمسة أحوال
] [ 74
الحالة الولى :أن يقعا معا ،فيبطلن ،فيجب أن يجتمعوا أو يعيدوها جمعة عنععد
اتساع الوقت .الحالة الثانية :أن يقعا مرتبا ،فالسابقة هي الصحيحة ،واللحقة باطلععة،
فيجب على أهلها صلة الظهر .الحالة الثالثععة :أن يشععك فععي السععبق والمعيععة ،فيجععب
عليهم أن يجتمعوا أو يعيدوها جمعة عند اتساع الوقت ،لن الصل عدم وقوع جمعة
مجزئة في حق كل منهم .الحالة الرابعة :أن يعلم السبق ولم تعلم عين السابقة ،فيجب
عليهم الظهر ،لنه ل سبيل إلى إعادة الجمعة مع تيقن وقوع جمعة صحيحة في نفس
المر .لكن لما كانت الطائفة التي صحت جمعتها غير معلومة وجب عليهععم الظهععر.
الحالععة الخامسععة :أن يعلععم السععبق ،وتعلععم عيععن السععابقة ،لكععن نسععيت ،وهععي كالحالععة
الرابععة) .وقعوله :بمحلهعا( متعلعق بمحعذوف صعفة جمععة أي جمععة تقعام فعي محعل
الجمعة الخرى .ول فرق في المحل المذكور بين أن يكون بلدة أو مصععرا أو قريععة.
)لطيفة( سئل الشيخ الرملي -رحمه ال -عن رجل قال :أنتععم يععا شععافعية خععالفتم الع
ورسوله ،لن ال تعالى فرض خمس صلوات ،وأنتم تصععلون سععتا بإعععادتكم الجمعععة
ظهرا ،فماذا يترتب عليه في ذلك ؟ )فأجاب( بأن هذا الرجل كاذب فاجر جاهل .فععإن
اعتقد في الشافعية أنهععم يوجبععون سععت صععلوات بأصععل الشععرع كفععر ،وأجععري عليععه
أحكام المرتدين ،وإل استحق التعزير اللئق بحاله ،الرادع له ولمثععاله عععن ارتكععاب
مثل قبيح أفعاله .ونحن ل نقول بوجعوب سعت صعلوات بأصعل الشعرع ،وإنمعا تجعب
إعادة الظهر إذا لم يعلم تقدم جمعة صحيحة ،إذ الشرط عندنا أن ل تتعدد في البلد إل
بحسب الحاجة ،ومعلوم لكل أحد أن هناك فععوق الحاجععة ،وحينئذ مععن لععم يعلععم وقععوع
جمعته من العدد المعتبر وجبت عليه الظهر ،وكان كأنه لععم يصععل جمعععة ،ومععا انتقععد
أحد على أحد من الئمة إل مقته ال تعالى -رضوان ال ع عليهععم أجمعيععن ) .-قععوله:
إل إن كثر أهله( أي أهععل ذلععك المحععل) .قععوله :وعسععر اجتمععاعهم إلععخ( هععذا ضععابط
الكثرة ،أي كثروا بحيث يعسر اجتماعهم ،أي اجتماع من يحضرون بالفعل عند سععم،
ولو كانوا أرقاء وصبيانا ونساء ،حععتى لععو كععانوا ثمععانين مثل وعسععر اجتمععاعهم فععي
مكان واحد بسبب واحد منهم فقط ،بأن سهل اجتماع ما عدا واحد جاز التعدد .والذي
استوجهه ابن حجر :أن العبرة في العسر بمن يغلب فعلهعم لهعا ،سعواء لزمتهعم أم ل،
حضروا بالفعل أم ل .وقيل :العبرة بأهل البلد كلهم .وهذا هو ظاهر عبععارة الشععارح.
وقيل :العبرة بالذين تنعقد بهم الجمعععة .وكلهمععا بعيععد ،كمععا نععص عليععه فععي التحفععة.
)قوله :بمكان واحد منه( أي من محل الجمعة) .قوله :ولو غير مسجد( أي ولععو كععان
ذلك المكان غير مسععجد .وأفععاد بهععذه الغايععة أنععه ل يشععترط فععي المكععان الععذي يعسععر
اجتماعهم فيه أن يكون مسجدا ،بل الشرط أنه ل يكون في البلد محل يسعععهم للصععلة
فيه ولو كان فضاء ،فمتى كان في البلعد محعل يسععهم امتنعع التععدد .قعال البجيرمعي:
ويعلم من هذا أن غالب ما يقع من التعدد غير محتاج إليه ،إذ كععل بلععد ل يخلععو غالبععا
عن محل يسع الناس ،ولو نحو خرابة ،وحريم البلد .اه) .قوله :من غير لحوق مؤذ(
متعلق باجتماعهم ،أي اجتماعهم من غير لحوق مؤذ متعسر .وعبارة غيععره :وعسععر
اجتماعهم بأن لم يكن في محل الجمعة موضع يسعهم بل مشقة .اه) .وقوله :فيه( أي
ذلك المكان الذي يجتمعون فيه) .قوله :كحر وبععرد شععديدين( تمثيععل للمععؤذي) .قععوله:
فيجوز إلخ( جواب إن الشرطية ،وإنما جاز ذلك حيععن إذ عسععر الجتمععاع فععي مكععان
واحد ،لن الشافعي -رضي ال تعالى عنه -دخل بغداد وأهلها يقيمون بها جمعتين،
وقيل ثلثا ،فلم ينكر عليهم ،فحمله الكثرون على عسععر الجتمععاع .وقععال الرويععاني:
ول يحتمل مذهب الشافعي غيره .وقال الصيمري ،وبه أفعتى المزنععي بمصعر :ولكعن
ظاهر النص منع التعدد مطلقا .وعليععه اقتصععر الشععيخ أبععو حامععد ومتععابعوه) .وقععوله:
تعددها للحاجة( فإن كان التعععدد زائدا علععى الحاجععة فتصععح السععابقات إلععى أن تنتهععي
الحاجة ثم تبطل الزائدات .ومن شععك أنععه مععن الوليععن ،أو مععن الخريععن ،أو فععي أن
التعدد لحاجة أول ،لزمته إعادة الجمعة) .وقععوله :بحسععبها( أي بقععدرها ،أي الحاجععة.
)قوله:
] [ 75
ل يصح ظهر من ل عذر قبل سلم المام( أي من الجمعة .ولو بعد رفعععه مععن
ركوع الثانية لتوجه فرضها عليه بناء على الصععح أنهععا الفععرض الصععلي ،وليسععت
بدل عن الظهر .وبعد سلم المععام يلزمععه فعععل الظهععر علععى الفععور ،وإن كععانت أداء
لعصيانه بتفويت الجمعة ،فأشبه عصيانه بخروج الوقت .وخععرج بقععوله مععن ل عععذر
له ،من له عذر ،فيصعح لعه ذلععك قبععل سعلم المعام .وتسعن الجماععة فعي ظهعره مععع
الخفاء إن خفي العذر ،لئل يتهم بالرغبععة ععن صععلة المععام أو صعلة الجمععة .أمععا
ظاهر العذر كالمرأة ،فيسن لها الظهار ،لنتفاء التهمععة ،ولععو صععلى الظهععر ثععم زال
عذره وأمكنته الجمعة لم تلزمه ،بل تسععن لععه ،إل إن كععان خنععثى واتضععح بالععذكورة،
فتلزمه) .قوله :فإن صلها جاهل( أي بعدم صحتها قبل سلم المام) .قوله :انعقععدت
نفل( أي ووجب عليه فعلها ظهرا فورا .كمععا مععر) .قععوله :ولععو تركهععا أهععل بلععد( أي
ترك الجمعة أهل بلد ،والحال أنها تلزمهم لستكمالهم شروطها) .قوله :لم يصععح( أي
ظهرهم لتوجه فرض الجمعة عليهم ،كما مر) .قوله :مععا لععم يضععق الععوقت إلععخ( فععإن
ضاق عن ذلك صح ظهرهم ،ليأسهم من الجمعة حينئذ) .قوله :وإن علععم معن ععادتهم
إلخ( ل يظهر ارتباطه بما قبله .وعبارة التحفة) :تنبيه( أربعون كاملون ببلد علععم مععن
عادتهم أنهم ل يقيمون الجمعة .فهل لمن تلزمه إذا علم ذلك أن يصلي الظهر وإن لععم
ييأس من الجمعة ؟ قال بعضهم :نعم ،إذ ل أثر للمتوقع .وفيه نظر .بل الذي يتجه ل،
لنها الواجب أصالة المخاطب بها يقنيا فل يخرج عنه إل باليأس يقينععا ،إلععخ .اه .إذا
علمت ذلك تعلم أن قوله وإن علم إلععخ ،كلم مسععتأنف ،وأن فععي العبععارة سععقطا ،ولععو
أسقطها من أصلها -كما في الفتح -لكان أولى .وعبارته :ولو تركها أهل بلد وصلوا
الظهر لم يصح ،إل أن ضاق الوقت عن أقل واجب الخطبتين والركعتين .اه) .قوله:
وخامسها( أي شروط صحة الجمعة) .قوله :بععد خطبععتين( متعلعق بوقوعهععا) .قععوله:
بعد زوال( متعلق بمحذوف صفة لخطبتين ،أي واقعععتين بعععد زوال) .قععوله :لمععا فععي
الصحيحين إلخ( دليل لشععتراط وقوعهععا بعععدهما .وورد أيضععا عععن ابععن عمععر :كععان
رسول ال )ص( يخطب يوم الجمعة خطبععتين ،يجلععس بينهمععا وكونهمععا قبععل الصععلة
بالجماع مع خبر :صلوا كما رأيتموني أصلي .ولم يصل )ص( إل بعدهما .قال فععي
المجموع :ثبتت صلته )ص( بعد خطبتين ،وكانتا فععي صععدر السععلم بعععد الصععلة،
فقدم دحية الكلبي بتجارة من الشام والنععبي )ص( يخطععب للجمعععة ،وكععانوا يسععتقبلون
العير بالطبل والتصفيق ،فانفضوا إلى ذلك وتركوا النبي )ص( قائما ،ولم يبععق منهععم
إل اثنا عشر -وقيل ثمانية ،وقيل أربعععون -فقععال :والععذي نفسععي بيععده لععو انصععرفوا
جميعا لضرم الع عليهععم الععوادي نععارا .ونزلععت اليععة) * :وإذا رأوا تجععارة أو لهععوا
انفضوا إليها وتركععوك قائمععا( * ) (1اليععة :وخععص مرجععع الضععمير بالتجععارة لنهععا
المقصودة ،وقيل في الية حعذف ،والتقعدير :أو لهععوا انفضعوا إليععه .وحعولت الخطبعة
حينئذ) .فائدة( جملة الخطب المشروعة عشرة :خطبة الجمعة ،وخطبععة عيععد الفطععر،
وخطبة عيد الضحى ،وخطبة الكسوف للشععمس ،وخطبععة الخسععوف للقمععر ،وخطبععة
الستسقاء .وأربع في الحج :إحداهما بمكة في يوم السابع من ذي الحجة المسمى يوم
الزينة ثانيتها بنمرة في يوم التاسع المسمى يوم عرفة ثالثتها بمنى فععي اليععوم العاشععر
المسمى يوم النحر،
الجمعة11 :
] [ 76
رابعتها بمنى في الثاني عشر المسمى يوم النفر الول .وكلهعا بععد الصعلة ،إل
خطبتي الجمعة وعرفة فقبلها .وما عدا خطبة الستسقاء ،فتجوز قبل الصلة وبعدها،
وكلها ثنتان ،إل الثلثة الباقية في الحج ،ففرادى .وقععد نظمهععا بعضععهم فععي قععوله :يععا
سائلي عن خطب مشروعة * * فتلك عشرة أتت مجموعة لجمعة حتمععا وللكسععوف *
* سنت ،وللعيدين كالخسوف كذاك لستسقائهم من جدب * * وأربع في الحج إذ تلبي
ووقت أولهن من ذي الحجة * * بسابع وفعلها بمكة وتلوها خطبتهععم بنمععره * * فععي
التاسع الموسوم يوم عرفه وفي منى في عاشر اليام * * وذاك يوم النحععر والطعععام
وفي منى تزاد في الثاني عشر * * في يوم نفر أول لمن نفر وكلها بعد الصلة تفعععل
* * إل التي لجمعة تحصل فقبلها كذا التي بعرفه * * في تاسع الحجععة يععا مععن عرفععه
وما عدا خطبة الستسقاء * * فقبل أو بعد على السواء وكلها ثنتان تأتي غير مععا * *
في الحج فالفراد فيها التزما واستثن منها خطبة المعععرف * * :فهععي تثنععى مثععل تلععك
فاعرف ويسن في الخطبتين كونهمعا علعى منعبر ،فعإن لعم يكعن فعلعى مرتفعع .ويسعن
للخطيب أن يسلم على من عند المنبر أو المرتفع ،وأن يقبل عليهععم ،إذا صعععد المنععبر
أو نحوه وانتهى إلى الدرجة الععتي تسععمى بالمسععتراح ،وأن يسععلم عليهععم ،ثععم يجلععس،
فيؤذن واحد -للتباع -في الجميع .ويسن أن تكون الخطبععة فصععيحة ،جزلععة ،قريبعة
للفهم ،ل مبتذلة ،ركيكة ،ول غريبة وحشية إذ ل ينتفععع بهععا أكععثر النععاس ،متوسععطة،
لن الطول يمل ،والقصر يخل .ول ينافي ذلك خبر مسععلم أطيلععوا الصععلة وأقصععروا
الخطبة لن المراد قصرها بالنسععبة للصععلة ،مععع كونععا متوسععطة فععي نفسععها ،وأن ل
يلتفت في شئ منها بل يسععتمر مقبل عليهععم إلععى فراغهععا) .قععوله :بأركانهمععا( متعلععق
بمحذوف صفة لخطبتين أيضعا ،والبعاء بمعنعى معع ،كمعا يسعتفاد معن تفسعيره التعي.
والمصاحبة من مصاحبة الكل لبعض أجععزائه ،إذ الخطبتععان اسععم للركععان ،ومععا زاد
عليهععا مععن الداب والمععواعظ) .قععوله :أي يشععترط إلععخ( أفععاد بهععذا التفسععير أن بععاء
بأركانهما بمعنى مع ،ولو قال أي مع التيان بأركانهمععا لكععان أخصععر) .قععوله :وهععي
خمسة( أي أركانها خمسة أي إجمال ،وإل فهي ثمانية تفصيل ،لتكععرر الثلثععة الول
فيهما .وقد نظمها بعضهم في قوله :وخطبة أركانها قد تعلم * * خمس تعد -يععا أخععي
-وتفهم حمد اللعه ،والصعلة الثعاني * * علعى نعبي جعاء بعالقرآن وصعية ،ثعم العدعا
للمؤمنين * * وآية من الكتاب المستبين )قوله :أحدها( أي الخمسة) .وقوله :حمد ال(
أي ولععو فععي ضععمن آيععة ،كمععا فععي قععوله تعععالى) * :الحمععد لع الععذي خلععق السععموات
والرض وجعل الظلمات والنور( * ) (1حيث قصععد الحمععد فقععط ،فععإن قصععد قععراءة
الية ،أو قصدهما معا ،أو أطلق ،كفت عن قراءة الية ،ول تكفي عنها وعععن الحمععد
فيما لو قصدهما معا ،لن الشئ ل يؤدى به فرضان مقصودان.
:النعام 1
] [ 77
ويجري هذا التفصيل فيما لو أتى بآية تتضمن الوصية بالتقوى) .قوله :وثانيها(
أي أركان الخطبتين) .وقوله :صلة على النبي )ص(( أي لن الخطبة عبادة افتقرت
إلى ذكر ال تعالى ،فافتقرت إلى ذكر رسول ال )ص( ،ولما في دلئل النبوة للبيهقي
عن أبي هريرة -رضي ال عنه -أن النبي )ص( قال :قال ال تععالى :جعلعت أمتععك
ل تجوز عليهععم خطبععة حععتى يشععهدوا أنععك عبععدي ورسععولي) .قععوله :بلفظهمععا( وهععو
متعين ،لكن من حيث المادة ،وإن لم تكن مصدرا ،فشمل المشتق ،نحو أنا حامععد لعع،
وأحمد ال ،وأنا مصل على النبي )ص( ،أو أصلي علععى رسععول العع .ولفععظ الجللععة
متعين ول يتعين لفظ محمد ،كما يستفاد من كلمه .وإنما تعين لفظ الجللة دون لفععظ
محمد ،لن لفظ الجللة له مزيعة علععى سععائر أسععمائه تعععالى ،لختصاصععه بعه تعععالى
اختصاصا تاما .ويفهم منه عند ذكععره سععائر صععفات الكمععال ،ول كععذلك لفععظ محمععد.
)قوله :كالحمد ل إلخ( تمثيل للفظ الحمد ،لكن باعتبععار المععادة ،وإل لععم يصععح المثععال
الثاني) .قوله :فل يكفي :الشكر ل( أي لعدم التيان بلفظ الحمد ،وإن كان مرادفا لععه.
)وقععوله :ول الحمععد للرحمععن( أي مععن غيععر إضععافته للفععظ الجللععة المشععروطة ،كمععا
علمت) .قوله :وكاللهم صل إلخ( تمثيل للفظ الصلة ،لكن باعتبار المعادة أيضعا ،كمعا
علمت) .قوله :أو نحوه( أي ما ذكر من بقية أسماء النععبي )ص( :كالبشععير ،والنععذير.
وتقدم أنه يتعين فععي الصععلة علععى النععبي )ص( فععي التشععهد الخيععر لفععظ محمععد ،ول
يجزئ غيره من بقية أسمائه )ص( .والفرق أن الخطبة أوسع بابا من الصلة) .قوله:
فل يكفي اللهم سلم إلخ( أي لعدم التيان بلفظ الصلة) .قععوله :ول صععلى الع عليععه -
بالضمير (-أي ول يكفي صلى ال عليه ،بالتيان بالضمير بدل السم الظاهر ،قياسا
على التشهد) .قوله :وإن تقدم إلخ( غاية في عدم الكتفاء بالضمير .أي ل يكفي ذلك،
وإن تقدم للنبي )ص( في الكلم ذكر ،أي اسم يرجع إليه الضمير) .قوله :كما صععرح
به( أي بعدم الكتفاء بالضمير) .قوله :في ذلك( أي في التيان بالضمير فععي الصععلة
على النبي )ص( في الخطبة) .قوله :فل تغععتر بمععا تجععده مسععطورا( أي مععن التيععان
بالضمير) .قوله :على خلف إلععخ( أي حععال كععون الععذي تجععده مسععطورا كائنععا علععى
خلف ما عليه محققععو المتععأخرين مععن ععدم الكتفععاء بالضععمير) .قعوله :وثالثهععا( أي
أركان الخطبتين) .قوله :وصية بتقوى ال( فل يكفي التحععذير مععن الععدنيا وغرورهععا،
بل ل بد من الحث على الطاعة ،والزجععر عععن المعصععية .كمععا سععيذكره) .قععوله :ول
يتعين لفظها( أي الوصية بالتقوى ،لن الغععرض الععوعظ ،والحمععل علععى طاعععة العع،
فيكفي ما دل على الموعظة ،طععويل كععان أو قصععيرا ،كععأطيعوا العع ،وراقبععوه .وفععي
المغني مععا نصععه) :تنععبيه( قععوله :ول يتعيععن لفظهععا :يحتمععل أن مععراده ل يتعيععن لفععظ
الوصية ،وهو عبارة الروضة ،فيكون لفظ التقوى ل بد منه ،وهذا أقععرب إلعى لفظعه.
ويحتمل أن مععراده ول يتعيععن واحععد مععن اللفظيععن ،ل الوصععية ول التقععوى ،وهععو مععا
قععررت بععه كلمععه ،تبعععا للشععارح .وجععزم السععنوي باحتمععال الول ،ففسععر بععه لفععظ
المصنف .قال بعض المتأخرين :ويمكن أن يكون مراده ما في الروضععة :أن الخلف
في لفظ الوصية ،ول يجب لفظ التقوى قطعا .ويؤيده ما نقله عن المام وأقععراه ،أنععه
يكفي أن يقول أطيعوا ال .اه) .قععوله :ول تطويلهععا( أي ول يتعيععن طععول الكلم فععي
الوصية ،بل يكفي ما يدل على الموعظة ،طويل كان أو قصيرا ،كما علمت) .قععوله:
بل يكفي إلخ( الضراب انتقالي ،والمناسب أن يقول فيكفي إلخ ،لن المقععام للتفريععع.
)قوله :مما فيه حث إلخ( بيان لنحو أطيعوا ال.
] [ 78
)وقوله :أو زجز إلخ( التعبير يفيد أنه ل يشترط الجمع بين الحث علععى الطاعععة
والزجر عن المعصية ،بل يكفععي أحععدهما ،وهعو كععذلك .كمععا صععرح بععه فععي التحفععة،
وعلله بلزوم أحدهما للخر) .قوله :لنها المقصود من الخطبة( علة ليجاب الوصية
بالتقوى ،وكان الولى أن يقدمها على قوله :ول يتعين لفظها ،كما في التحفة) .قععوله:
فل يكفي إلخ( مفرع على اشتراط الوصية بالتقوى ،وإنما لعم يكععف ذلعك لنعه معلععوم
حتى عند الكافر) .وقوله :وذكر الموت( بالجر معطوف على التحذير ،أي ول يكفععي
مجرد ذكر الموت) .وقوله :وما فيه( معطوف على الموت ،وضمير فيه يعود عليععه.
)قوله :قال ابن الرفعة يكفي فيها( أي الوصية بالتقوى) .وقوله :مععا إلععخ( أي صععيغت
اشتملت على المر بالستعداد للموت ،بأن يقععال :اسععتعدوا أو تععأهبوا للمععوت .وذلععك
لن الستعداد له إنمعا يكعون بفععل الطاعععات وتععرك المحرمععات ،فععالمر بعه يسعتلزم
الحث على طاعة ال والزجر عن معصععية العع ،بخلف ذكععر المععوت ،ومععا فيععه مععن
الفظاعة واللم ،فإنه ل يكفي فيهععا ،لنععه ل يفيععد حثععا علععى الطاعععة ،ول زجععرا عععن
المعصية) .واعلم( أن التقوى عبارة عن امتثال أوامر الع تعععالى ،واجتنععاب نعواهيه،
ظاهرا وباطنا ،مع استشعار التعظيم لعع ،والهيبععة والخشععية والرهبععة مععن العع ،وهععي
وصية ال رب العالمين للولين والخريععن .قععال الع تعععالى) * :ولقععد وصععينا الععذين
أوتوا الكتاب من قبلكم وإيععاكم أن اتقععوا العع( * ) (1فمععا مععن خيععر عاجععل ول آجععل،
ظاهر ول باطن ،إل والتقوى سبيل موصل إليه ووسيلة مبلغة له .وما من شر عاجل
ول آجل ،ظاهر ول باطن إل والتقوى حعرز حريععز وحصععن حصعين للسععلمة منعه،
والنجاة من ضرره .وكم علق ال العظيم في كتابه العزيز علععى التقععوى مععن خيععرات
عظيمععة وسعععادات جسععيمة ،رزقنععا ال ع التقععوى والسععتقامة ،وأعاذنععا مععن موجبععات
الندامة ،بجاه سيدنا محمد )ص( المظلل بالغمامة) .قوله :ويشععترط أن يععأتي إلععخ( أي
لن كل خطبة مستقلة ومنفصلة) .وقوله :بكل مععن الركععان الثلثععة( وهععي الحمدلععة،
والصلة على النبي )ص( ،والوصية بالتقوى) .وقوله :فيهما( متعلق بيأتي) .وينععدب
أن يرتب الخطيععب الععخ( وإنمععا لععم يجععب لحصععول المقصععود بععدونه وقععال بععالوجوب
الرافعي والماوردي وقوله وما بعدها أي وما بعد الركان الثلثة من القراءة والدعاء
)قععوله بععأن يععأتي الععخ( تصععوير للععترتيب )قععوله أو ل( لععو حععذفه مععا ضععره )قععوله:
فبالقراءة( أي فيأتي بالقراءة ،ولو حذف البععاء هنععا وفيمععا بعععد لكععان أخصععر) .قععوله:
ورابعها( أي أركان الخطبتين) .قوله :قراءة آية( أي سواء كانت وعدا ،أم وعيععدا ،أم
حكما ،أم قصة .ومثلها بعض آية طويلة -على ما قاله المام واعتمده م ر -وخععالف
في التحفة -فقال :ل يكتفي ببعض آية وإن طال) .وقوله :مفهمة( أي معنى مقصععودا
كالوعد والوعيد .وخرج به ثم نظر أو ثم عبس لعععدم الفهععام ،وإنمععا اشععترط الفهععام
هنا ،لن المقصود الوعظ ،بخلف العاجز عن الفاتحة :ل يشترط فععي التيععان ببععدلها
الفهام ،بل إذا حفظ آية غير مفهمة -ولععو منسععوخة الحكععم فقععط دون التلوة -كفععت
قراءتها .وفي سم :هل تجزئ الية مع لحن يغير المعنى ؟ فيه نظر .وقععد يتجععه عععدم
الجزاء ،والتفصيل بين عاجز انحصر المر فيه وغيره اه) .قوله :في إحداهما( أي
لثبوت أصل القراءة من غير تعيين محلها ،فدل على الكتفععاء بهععا فععي إحععداهما .اه.
تحفة) .قوله :وفي الولى أولى( أي وكون قراءة الية فععي الخطبععة الولععى ،أي بعععد
فراغها ،أولى من كونها في الخطبة الثانية ،لتكون في
] [ 79
مقابلة الدعاء للمؤمنين في الثانية) .قوله :وتسن بعد فراغها إلخ( أي وتسن بعععد
فراغ الخطبة قراءة سورة ق وصنيعه يقتضي أن قععراءة ق تسععن زيععادة علععى اليععة،
وليس كذلك ،بل هي بدل عن الية ،كما نص عليه ع ش .وعبارة الروض وشععرحه:
ويستحب قراءة ق في الخطبة الولى ،للتبعاع .رواه مسععلم .ولشعتمالها علعى أنععواع
المواعظ .قال البندنيجي :فإن أبى قرأ) * :يا أيها الذين آمنععوا اتقععوا الع وقولععوا قععول
سديدا( * ) (1الية .قععال الذرعععي :وتكععون القععراءة بعععد فععراغ الولععى .اه) .قععوله:
للتباع( رواه مسلم .قال في شرحه :فيه دليل على ندب قراءتها أو بعضها في خطبة
كععل جمعععة ،ول يشععترط رضععا الحاضععرين ،كمععا لععم يشععترطوه فععي قععراءة الجمعععة،
والمنافقين في الصلة ،وإن كانت السعنة التخفيعف .اه .نهايعة) .قعوله :وخامسعها( أي
أركان الخطبتين) .قوله :دعاء أخروي( فل يكفي الدنيوي ،ولو لععم يحفععظ الخععروي،
وقال الطفيحي :إن الدنيوي يكفي ،حيث لم يحفظ الخروي ،قياسا على ما تقععدم فععي
العجز عن الفاتحة ،بل ما هنا أولى) .قوله :للمؤمنين( أي خصوصا كالحاضرين ،أو
عموما ولو لجميع المسلمين ،مععا لععم يععرد جميععع ذنععوبهم ،وإل امتنععع لوجععوب اعتقععاد
دخول طائفة من عصاة المععؤمنين النععار ،ومععا ذكععر ينععافيه) .قععوله :وإن لععم يتعععرض
للمؤمنات( أي يكفي الدعاء للمؤمنين ،وإن لم يصعرح بالمؤمنعات ،وذلعك لن المعراد
بهم الجنس الشامل لهن .وكتب ابن قاسم ما نصه :قوله لن المععراد الجنععس .الظععاهر
أن المراد بيان الكمل ،وأنه يجوز إرادة الذكور فقط ،وإن حضر النععاث .ثععم رأيععت
ما في الحاشية الخرى وهو وجععوب الععدعاء للمؤمنععات أيضععا ،لكععن إن كععان شععرطا
لصحة الخطبة خالف قولهم يكفي تخصيصه بالسامعين ،فإنه شامل لمععا إذا تمحضععوا
ذكورا .فليحرر .اه) .قوله :خلفا للذرعي( أي في قوله يجب التعرض لهععن أيضععا.
وفي سم ما نصه :قال في شرح العباب :قال الذرعي :وظاهر نص المختصععر يفهععم
إيجابه لهما ،أي إيجاب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات .وجرى عليه كععثيرون وعععددهم.
ثم أخذ مععن بعععض العبععارات أنععه يجععب التعععرض للمؤمنععات ،وإن لععم يحضععرن .اه.
)قوله :ولو بقوله رحمهم ال( أي أن الدعاء الععواجب يكتفععي فيععه بععأي صععيغة كععانت،
ولو بقوله رحمكم ال ،إذ القصد مععا يقعع عليعه اسعم الععدعاء .وعبعارة التحفععة :ويكفععي
تخصيصه بالسامعين .كرحمكم ال وظاهر أنه ل يكفي تخصيصععه بالغععائبين .اه .أي
كرحمهم ال تعالى) .قععوله :وكععذا( هععو ومععا بعععده متعلععق بمحععذوف ،أي وكععذا يكفععي
الدعاء بنحو :اللهععم أجرنععا مععن النععار) .وقععوله :إن قصععد تخصععيص الحاضععرين( أي
بقوله اللهم أجرنا من النار .فهو قيد له ،وإنما أتى به لن لفظ نا فيععة مشععترك ،يطلععق
على الواحد المعظم نفسه ،وعلى المتعدد ،فإذا لحظ به الحاضرين أجزأ ،وإن لحععظ
به نفسه فقط ل يجزئ ،لنه ل بد من أن يقصد بدعائه أربعيعن فعأكثر ،فلعو قصعد بعه
دون أربعين :ل يكفي كما لو قصد به الغائبين ،كأن قال :رحمهم ال ،كما مععر .وفععي
سم :لو خص بالدعاء أربعين من الحاضرين فينبغي الجزاء .وعليععه :فلععو انصععرفوا
من غيعر صعلة وهنعاك أربععون سعامعون ،فهعل تصعح إقامعة الجمععة بهعم ؟ ينبغعي
الصحة ،لن الخطبة صحت ،ول يضر انصععراف المخصوصععين بالععدعاء مععن غيععر
صلة .اه) .قععوله :فععي خطبععة ثانيعة( متعلععق بمحععذوف صععفة لععدعاء) .قععوله :لتبععاع
السلف والخلف( دليل لوجوب الدعاء في الخطبة الثانية .قال ش ق :والمراد بالسلف:
الصحابة ،وبالخلف :من بعدهم من التابعين ،وتابعيهم .اه) .قوله :والدعاء للسععلطان(
مبتدأ ،خبره ل يسن) .وقوله :بخصوصععه( أي بعينعه ،كععاللهم ارحععم مولنععا السععلطان
عبد الحميد .وخرج بخصوصه ما إذا دعععا لععه بخصوصععه ،بععل مععع غيععره ،كالععدعاء
لئمة المسلمين ،وولة أمورهم وهو منهم ،فإنه يسن كما سيصرح به) .قوله :إل مععع
خشية فتنة( أي خوفها ،ول يشترط فيه غلبة الظن ،بل يكفععي أصععله) .قععوله :فيجععب(
أي الدعاء له بخصوصه .والمناسب أن يقول :فيسن .ثم يضرب عنه
] [ 80
إضرابا انتقاليا ويقول :بععل يجععب) .قععوله :ومععع عععدمها( أي الفتنععة) .وقععوله :ل
بأس به( يستفاد منه أنه مباح .كعذا فعي البجيرمعي ،وش ق .وقعال سعم :إنعه معع ذلعك
مكروه) .قوله :حيث ل مجارفة( أي مبالغة وخروجا عن الحد ،كالعادل المعطى كععل
ذي حق حقه ،الذي ل يظلععم ،فععإن وجععدت المجازفععة يكععون مكروهععا ،إن كععان أصععل
الوصف فيه ،وإل حرم ،كما يسععتفاد مععن قععوله بعععد :ول يجععوز إلععخ) .قععوله :وصععفه
بصفة كاذبة( أي كالسلطان الغازي ،والحال أنه لم يغز أصل) .قععوله :إل لضععرورة(
أي إل إذا لم يصفه بتلك الصفة الكاذبة يحصل به ضرر ،أي أو تحدث فتنععة ،فيكععون
ل بأس به) .والحاصل( ل بأس بالدعاء للسلطان بعينه ،بل مجازفة .أما معها فيكره،
إذا كان أصل الوصف فيه ،وإل حرم إن لم يترتب على عدم التيان به محذور ،وإل
فل بأس به .لكن يستعمل التورية فيه) .قوله :ويسن الدعاء لولة الصحابة قطعععا( أي
على التعيين أو على الجمال .وقول الشافعي -رضي الع عنععه -ل يععدعو الخطيععب
في الخطبة لحد بعينه ،يخص بغير الصحابة .وفي فتاوي ابن حجر مععا نصععه :وأمععا
حكم الترضي عن الصحابة في الخطبة فل بأس به ،سواء أذكر أفاضلهم بأسععمائهم -
كما هو المعروف الن -أم أجملهم .وأما قععول الشععافعي ل يععدعو فععي الخطبععة لحععد
بعينه فإن فعل ذلك كرهته فيحمل على ذكر من ل فائدة في ذكره ،كالععدعاء للسععلطان
مع المجازفععة فععي وصععفه بل ضععرورة ،بخلف مععا إذا لععم يجععازف ،لن أبععا موسععى
الشعري -رضي ال عنععه -دعععا فععي خطبتععه لعمععر رضععي الع عنععه ،فععأنكر عليععه
البداءة بعمر قبل البداءة بأبي بكر ،ورفع ذلك إلى عمر ،فقال للمنكر :أنت أزكى منه
وأرشد .وأخرج أبو نعيم وابن عبععاس -رضععي الع عنهمععا -كععان يقععول علععى منععبر
البصرة :اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليععا أهععل الحععق أميععر المععؤمنين .وأمععا التععأمين
على ذلك جهرا فالولى تركه لنه يمنع الستماع ،ويشوش على الحاضرين من غير
ضرورة ول حاجة إليه .وأما معا أطبعق النععاس عليعه معن التععأمين جهععرا -سعيما مععع
المبالغة -فهو من البدع القبيحععة المذمومععة ،فينبغععي تركععه اه .بجععذف) .قععوله :وكععذا
لولة المسلمين( أي وكذا يسن الدعاء لهم ،أي لبقيتهم ،لقوله )ص( :ل تشغلوا قلوبكم
بسب الملوك ،ولكن تقربوا إلى ال تعالى بالدعاء لهم ،يعطف ال قلوبهم عليكم .رواه
البخاري عن عائشة .وقال الحسن البصري -رضي ال عنه :-لو علمت لععي دعععوة
مستجابة لخصصت بها السلطان ،فإن خيره عام ،وخير غيره خععاص) .قععوله :وذكععر
المناقب( أي ذكر مناقب العولة ،أي صعفاتهم الحسععنة) .وقعوله :ل يقطعع الععولء( أي
الذي يشترط بين الركععان ،وبينهععا وبيععن الصععلة) .قععوله :مععا لععم يعععد بععه( أي بععذكر
المناقب معرضا ،فإن عد به معرضا عنها يكون قاطعا للولء) .قععوله :وفععي التوسععط
يشترط أن ل يطيله( أي الدعاء المعلوم من المقام ،وصرح به في التحفععة وعبارتهععا.
وصرح القاضي -في الدعاء لولة المر -بأن محله ما لم يقطع نظم الخطبة عرفععا،
وفي التوسط يشترط أن ل يطيله إطالة تقطع الموالة ،كما يفعلععه كععثير مععن الخطبععاء
الجهال .اه) .وقوله :إطالة تقطععع المععوالة( وهععي الععتي تكععون بمقععدار ركعععتين بأقععل
مجزئ -كما سيأتي -وحينئذ يستأنف أركانها) .قوله :ول شك في تععرك فععرض مععن
الخطبة( أي الولى أو الثانية) .وقوله :بعد إلعخ( متعلعق بشعك) .وقعوله :فراغهعا( أي
الخطبة .والمراد الثانية ،فلو شك في الجلععوس بينهمععا أو فععي أثنععاء الثانيععة بععأنه تععرك
ركنا من الولى أثر .قال ع ش :لو علم ترك ركن ولم يدر هل هو من الولى أو من
الثانية ،هل يجب إعادتها أم إعادة الثانية فقط ؟ فيععه نظععر .والقععرب أنععه يجلععس ،ثععم
يأتي بالخطبة الثانية إلخ .اه) .قوله :لم يؤثر كما ل يؤثر الشك إلععخ( قععال سععم :قيععاس
ما ذكر أيضا تأثير الشك في أثنائها ،وأنه ل يرجح لقول غيععره ،وإن كععثر إل إن بلععغ
حد التواتر ،وهذا ظاهر في الخطيععب .فلععو شععك الربعععون -أو بعضععهم -فععي تععرك
الخطيب شيئا من فروضها في أثنائها فهل يؤثر ؟ فيه نظر .وظععاهر صععنيعهم أنععه ل
يؤثر الخ .اه) .
] [ 81
قوله :وشرط فيهما إلخ( لمععا فععرغ مععن بيععان أركععان الخطبععتين شععرع فععي بيععان
شروطهما ،وهي اثنا عشر ،ذكر منها سبعة :السماع ،وكونها عربيععة ،وقيععام قععادر،
وطهر وستر ،وجلوس بينهما ،وولء .وبقي منها خمسة لم يععذكرها ،وهععي :السععماع،
وكون الخطيب ذكرا ،ووقوعها في خطة أبنيععة ،وكونهععا بعععد الععزوال ،وقبععل صععلة.
ويمكن أن يقال أن الشرطين الخيرين يعلمان ضمنا من قععوله وقوعهععا بعععد خطبععتين
بعد زوال ،وأن الشرط الول -وهو السماع -لزم للسماع ،إذ المراد منه السماع
بالفعل ،ول حاجة لعدة شرطا مستقل .ولكن يبقى عليه عدم ععده الشععرطين البععاقيين،
إل أن يقال أنه يلزم من جعهلما شرطين لصحة الجمعععة أن يكونععا شععرطين للخطبععة.
)قوله :إسماع أربعين( أي بأن يرفع الخطيب صععوته بأركانهمععا حععتى يسععمعها تسعععة
وثلثون غيره كععاملون ،فل بععد مععن السععماع والسععماع بالفعععل ،ل بععالقوة ،عنععد ابععن
حجر .وخالف الجمال الرملي -تبعا لوالده -فقال :يكفي السماع والسععماع بععالقوة ل
بالفعل ،قال إذ لو كان سماعهم واجبا لكان النصات متحتما .اه .ومعنى قوله بالقوة:
أن يكون الخطيب يرفع صوته بحيث لو أصغوا إليه لسمعوا فعليه ،لو وجععد عععارض
لغط ،أو اشتغل بعضهم عن السماع بتحدث مع جليسه ل يععؤثر ،وعلععى الول يععؤثر.
)قوله :أي تسعة وثلثين سواه( تفسير للربعيععن ،أي أن المععراد مععن الربعيععن الععذي
يجب إسماعهم تسعة وثلثون غير نفسه ،فيكون هو متمم الربعيععن ،ل زائدا عليهععم.
ومفهوم ذلك أنه يجب إسماعه نفسععه أيضععا كالتسعععة والثلثيعن .وهععذا قععول ضعععيف.
والمعتمد أنه ل يجععب إسععماع نفسععه .وجععزم بععه فععي التحفععة ،وعبارتهععا مععع الصععل:
وإسماع أربعين -أي تسعة وثلثين -وهو ل يشترط إسماعه ول سععماعه ،لنععه وإن
كان أصم يفهم ما يقول .اه .ولو حذف لفظ سواه لكان أولى ،ليكععون جاريععا علععى مععا
جرى عليه شيخه ،وعليه يكون التفسير تفسععير مععراد للربعيععن ،ويكععون فععي تعععبيره
بالربعين تسمح الجمعة قوله فمن تنعقد بهم الجمعة( بيان للربعين) .قوله :الركان(
مفعول ثان لسماع) .قوله :ل جميع الخطبة( أي ل يشترط إسماعهم جميععع الخطبععة،
فلو أسر في غير الركان صحت الخطبة ،فالسععماع ليعس شعرطا ،إل فععي الركعان.
ومثله سائر الشروط ،فهي إنما تعتبر في الركعان خاصعة .فلعو انكشعفت ععورته ،أو
جلس في غير الركان لم يؤثر) .قوله :قال شيخنا( عبارته :ويعتبر على الصح عند
الشيخين وغيرهما سماعهم لها بالفعل ،ل بالقوة ،فل تجب الجمعة على أربعين إلععخ.
اه .إذا علمت ذلك تعلم أن الشارح أسقط من العبارة المذكورة فاء التفريع وما يتفرع
عليه) .قوله :ل تجب الجمعة على أربعين إلخ( أي لفقدهم شرطا من شروط الخطبة،
وهو السماع .وكما ل تجب عليهم ل تنعقد بهم ،لما ذكر) .وقوله :بعضععهم أصععم( أي
غير الخطيب ،لما علمت أن المعتمد أنه ل يشترط إسماع نفسه ،لنه يفهععم معا يقععول.
)قوله :ول تصح( فاعله يعود على الجمعة ،وإنما لم تصح لعدم صحة الخطبععة ،لفقععد
شرط من شروطها ،وهو السماع بالفعل .ويحتمل عود الفاعععل علععى الخطبععة .ويلععزم
عن عدم صحتها عدم صحة الجمعة ،لكن عليه يلزم الظهار في مقععام الضععمار فععي
قوله بعد :يمنع سماع ركن الخطبععة) .قععوله :مععع وجععود لغععط( هععو بفتحععتين ،اختلط
الصوات مع رفعها) .وقوله :يمنع( أي ذلك اللغط) .وقوله :مع سماع ركن الخطبععة(
أي سماعهم ركنا من أركانها) .قوله :على المعتمد فيهما( أي فععي الصععورتين ،وهمععا
عدم وجوبها علععى أربعيععن بعضععهم أصععم ،لكععن غيععر الخطيععب ،كمععا علمععت .وعععدم
صحتها مع وجود لغط يمنع سماع ركن من أركان الخطبة) .قععوله :وإن خععالف فيععه(
أي في اعتبار السععماع بالفعععل المعلععوم مععن عبععارة التحفععة المععارة آنفععا) .وقععوله :فلععم
يشترطوا إل الحضور( أي حضععورهم موضععع الخطبععة ،أي وإن لععم يسععمعوا بالفعععل
لبعد ،أو نوم ،أو لغط) .قوله :وعليععه( أي علععى اشععتراط الحضععور فقععط) .قععوله :ول
يشترط إلخ( مرتبط بالمتن) .وقععوله :كععونهم( أي الربعيععن الععذين يسععمعون الخطبععة.
)وقوله :بمحل الصلة( فلو كانوا خارج المسجد والخطيب فيه وسععمعوا الخطبععة مععن
خارجة كفى.
] [ 82
)قوله :ول فهمهم لما يسمعونه( أي ول يشترط ذلك ،كما ل يشترط فهم الفاتحة
في الصلة ،ول يشترط أيضا طهرهععم ،ول سععترهم) .قععوله :وشععرط فيهمععا( أي فععي
الخطبتين .والمراد أركانهما ،كما في التحفة ،وعبارتها مع الصل :ويشترط كونها -
أي الركان -دون ما عداها عربية إلخ .اه .وكتب سم ما نصه :قوله دون ما عداها:
يفيد أن كون ما عدا الركان من توابعها بغير العربيععة ل يكععون مانعععا مععن المععوالة.
اه .قال ع ش :ويفرق بينه وبيععن السععكوت بععأن فععي السععكوت إعراضععا عععن الخطبععة
بالكلية ،بخلف غير العربي ،فإن فيه وعظا في الجملة ،فل يخععرج بععذلك عععن كععونه
في الخطبة .اه) .قوله :لتباع السلف والخلف( تعليل لشتراط كونهمععا بالعربيععة ،أي
شععرط ذلععك لتبععاع السععلف والخلععف ،أي لوجععوب اتبععاعهم أو المععراد لفعععل السععلف
والخلف المتبع ،فهو على تقدير مضاف فقط على الول ،ومع تأويل المصدر بمعنععى
اسم المفعول على الثاني .وإنما احتيج إلى ذلك لجل أن تصح العلة .ومر أن السععلف
هم الصحابة ،وعم الخلف من عداهم .وذكر في النهاية العلة المذكورة ،وزاد :ولنها
ذكر مفروض ،فاشترط فيهعا ذلععك ،كتكععبيرة الحععرام) .قععوله :وفائدتهععا إلععخ( مرتبععط
بمحذوف ملحظ بعد قوله عربية .أي وشعرط فيهعا عربيعة ،وإن كععانوا كلهعم عجمععا.
وفائدتها حينئذ مع عدم معرفتهم لها علمهم بأن ما يقوله الخطيب وعظا) .وقوله :فععي
الجملة( أي بالجمال ،وإن لم يعلم عين الموعععوظ بععه) .قععوله :قععاله القاضععي( عبععارة
النهاية وأجاب القاضي عن سؤال :ما فائدة الخطبة بالعربية إذا لم يعرفها القوم ؟ بأن
فائدتها العلم بالوعظ من حيث الجملة .اه) .قوله :وإن لم يمكن إلخ( هذا استدراك من
اشتراط العربية .وصرح في التحفععة -قبععل إن الشععرطية -بععأداة السععتدراك) .قعوله:
قبل ضيق الوقت( متعلق بتعلم ،وذلك بأن لم يمكن تعلمهععا أصععل لبلدتهععم ،أو أمكععن
لكن بعد ضيق الوقت بأن لم يبععق منععه إل مقععدار مععا يسععع الصععلة والخطبععة ،فععالنفي
راجع للمقيد مع قيده ،أو إلى القيد فقط) .قوله :خطب إلخ( هذا ظاهر بالنسبة لما عععدا
الية من الركان .أما هي ففيه نظر ،لمععا تقععرر فععي بععاب الصععلة مععن أن القععرآن ل
يترجم عنه .فلينظر ماذا يفعل حينئذ ؟ .اه .سم) .وقوله :بلسانهم( أي بلغتهععم ،ومفععاده
أنه ل يخطب بلغته ،وهو خلف ما في النهاية ،ونصها :خطب واحد منهم بلغتعه وإن
لععم يعرفهععا القععوم .اه .ومثلهععا المغنععي) .قععوله :وإن أمكععن تعلمهععا( أي تعلععم الخطبععة
بالعربية قبل ضيق الوقت .قال ع ش :أي ولو بالسفر إلعى معا فعوق مسعافة القصعر -
كما يعلم مما تقدم في تكبيرة الحرام .-اه) .قوله :وجب( أي تعلمها) .وقععوله :علععى
كل على الكفاية( أي على سبيل فرض الكفاية ،فيكفي في تعلمهععا واحععد ،فععإن مضععت
مدة إمكان تعلم واحد منهم ولععم يتعلععم عصععوا كلهععم ،ول جمعععة عليهععم ،بععل يصععلون
ظهرا) .قوله :وقيام قادر( معطوف على إسماع أربعين ،أي وشرط فيهما قيام قععادر.
)وقوله :عليه( متعلق بقادر ،أي قادر على القيام ،فععإن عجععز عنععه خطععب قاعععدا ،ثععم
مضطجعا -كالصلة -ويصح القتداء به ،وإن لم يقل ل أسععتطيع ،لن الظععاهر أنععه
فعل ذلك لعجزه ،والولى له أن يستنيب ،فإن بان أنه كان قادرا فل يؤثر ،كإمام بععان
محدثا) .قوله :وطهر( معطوف على إسماع أيضا .أي وشرط فيهما طهر ،فلو أحدث
في الخطبة استأنفها ،وإن سبقه الحدث وقصر الفصل ،لنها عبادة واحدة ،فل تععؤدى
بطهارتين كالصلة ،ومن ثم لو أحدث بعد الخطبة وقبل الصلة وتطهر عن قرب لععم
يضر ،لنها مع الصلة عبادتان مستقلتان كما في الجمع بيععن الصععلتين ولععو أحععدث
في أثناء الخطبة واستخلف من حضر ،جاز للثاني البناء على خطبععة الول) .وقععوله:
من حدث( متعلق بطهر) .قععوله :وعععن نجععس غيععر معفععو عنععه( معطععوف علععى مععن
حدث .وعن بمعنى من .أي وطهر من نجاسععة غيععر معفععو عنهععا .أمععا المعفععو عنهععا،
كقليل دم أجنبي ،وكدم براغيث ،وغيععر ذلععك -ممععا مععر فععي مبحععث النجاسععات -فل
تضر) .قوله :في ثوبه إلخ( متعلق بمحذوف ،صفة ثانية لنجس ،أي نجععس كععائن فععي
ثوبه إلخ) .وقوله :وبععدنه ومكععانه( الععواو فيهمععا بمعنععى أو -مععانعه الخلععو -والمععراد
بالمكان :المنبر مثل ،فل تصح
] [ 83
الخطبععة معع قبعض حرفععه وعليعه نجاسععة تحعت يعده -كعذرق الطيععر ،وكالعععاج
الملصوق على المنابر -قال البجيرمي :والمعتمد الصحة إذا كععان فععي جععانب المنععبر
نجاسة ليست تحت يد القابض ،سواء كان المنعبر ينجعر بجعره أم ل ،لن علعوه عليعه
مانع من جره عادة .اه .وكذا يشترط طهارة كل ما يتصل به كسيف وعكازة) .قوله:
وستر للعورة( أي وشرط فيهمععا سععتر للعععورة للتبععاع ،وكمععا فععي الصععلة .قععال فععي
التحفة :وإن قلنا بالصح أنها -أي الخطبة -ليست بدل عن ركعتين لنه )ص( كععان
يصلي عقب الخطبة .فالظاهر أنه كان يخطب وهو متطهععر مسععتور .اه .قععال ع ش:
وهل يعتبر ذلك في الركان وغيرهعا ،حعتى لعو انكشعفت ععورته فعي غيعر الركعان
بطلت خطبته أول ؟ فيه نظر .والقرب الثععاني .ومثلععه :مععا لععو أحععدث بيععن الركععان
وأتى مع حدثه بشئ من توابع الخطبة ،ثم استخلف عن قرب ،فل يضععر فععي خطبتععه
ما أتى به من غير الركان مع الحدث ،فجميع الشروط الععتي ذكرهععا إنمععا تعتععبر فععي
الركان خاصة .اه) .قوله :وشرط جلوس إلخ( المناسب فيه وفي قوله المار وشععرط
فيهما عربية :أن ل يظهر العامل ،أو يظهره في جميععع المعععاطيف) .وقععوله :بينهمععا(
أي الخطبتين ،وذلك للتباع .رواه مسلم .فلو تركه لم تصععح خطبتععه ،ولععو سععهوا ،إذ
الشروط يضر الخلل بها ،ولو مع السهو .قال سم :وظاهر أنععه ل يكفععي عنععه نحععو
الضطجاع ،ويؤيده التباع) .فععإن قيععل( مععا الحكمععة فععي جعععل القيععام والجلععوس هنععا
شرطين ،وفي الصلة ركنين ؟ )أجيب( بعأن الخطبعة ليسعت إل العذكر والعوعظ ،ول
ريب أن القيام والجلوس ليسا بجزأين منها ،بخلف الصلة فإنها جملة أعمال ،وهععي
كما تكون أذكارا تكون غير أذكار .وخالف الئمة الثلثة -رضي ال عنهم -في عد
الجلوس شرطا ،وقالوا إنه ليس بشرط) .قوله :بطمععأنيته( أي مععع طمأنينععة) .وقععوله:
فيه( أي الجلوس) .قوله :وسن أن يكععون( أي الجلععوس) .قععوله :وأن يقرأهععا فيععه( أي
وسن أن يقرأ سورة الخلص في الجلوس المذكور) .قوله :ومن خطب قاعدا لعذر(
أي أو قائما لم يقدر على الجلوس) .قوله :فصل إلخ( جعواب معن الشععرطية) .وقععوله:
بينهما( أي الخطبتين) .وقوله :بسكتة( أي فععوق سععكتة التنفععس والعععي .وعبععارة سععم:
قوله بسكته :قال في شرح العبععاب :ليحصعل الفصععل .ويؤخعذ منعه أنعه يشعترط أدنعى
زيادة في السكوت على سكتة التنفس والعي .اه) .قوله :وفي الجواهر :لو لم يجلععس(
أي الخطيب بين الخطبتين .وعبارة شرح العباب :ولو وصلهما حسبتا واحععدة .وهععي
أولى ،لصدقها بما إذا خطب قاعدا لعذر ولم يفصل بينهما بسكتة فإنها تحسب واحدة.
)قوله :ويأتي بثالثة( أي باعتبععار الصععورة ،وإل فهععي الثانيععة ،لن الععتي كععانت ثانيععة
صارت بعضا من الولى .اه .تحفة) .قععوله :وولء( أي وشععرط ولء للتبععاع ،ولن
له أثرا ظاهرا في استمالة القلوب) .وقوله :بينهما( أي بين الخطبععة الولععى والخطبععة
الثانيععة) .وقععوله :وبيععن أركانهمععا( أي وشععرط ولء بيععن أركععان كععل مععن الخطبععتين.
)وقوله :وبينهما وبيععن الصععلة( أي وشععرط ولء بيععن مجمععوع الخطبععتين والصععلة.
)والحاصل( الولء معتبر في ثلثة مواضع :الول بين الخطبتين ،فل يطيععل الفصععل
بينهما .والثاني بين أركانهما .والثععالث بينهمععا وبيععن الصععلة .فل يطيععل الفصععل بيععن
الثانية منهما وبين الصلة) .قوله :أن ل يفصل( أي الخطيب ،وهععو تصععوير للععولء.
)وقوله :طويل( صفة لموصوف محذوف منصوب على المفعولية المطلقععة ،أو علععى
أنه بإسقاط الخافض ،أي فصل طويل ،أو بفاصل طويل .ول بد أن يكون ل تعلق له
بالخطبة ،فإن فصل بما له تعلق بها لم يضععر ،فل يقطععع المععوالة الععوعظ وإن طععال،
وكذا قراءة وإن طالت حيث تضمنت وعظا ،خلفا لمن أطلععق القطعع بهعا فععإنه غفلعة
عن كونه )ص( كان يقرأ في خطبته ق كما تقدم) .وقوله :عرفا( أي في العععرف ،أي
أن المعتبر في ضابط الطول العرف) .قععوله :وسععيأتي( أي فععي تتمععة يجععوز لمسععافر
إلخ ،وفيه أنه لم يصرح بما ذكر فيما يأتي ،كما يعلم بالوقوف على عبععارته ونصععها:
وولء عرفا ،فل يضر فصل يسير بأن كان دون قدر ركعتين إل أن يقععال أن المععراد
بطريق المفهوم ،فل إشكال ،لنه يفهم أنه يضععر الفصععل بقععدر ركعععتين) .قعوله :بيععن
المجموعتين( أي الصلتين المجموعتين جمع تقديم) .وقوله :بفعل ركعتين( خبر أن.
أي كائن بفعل ركعتين.
] [ 84
)وقععوله :بععل بأقععل مجععزئ( إضععراب انتقععالي ،أي بععل يحصععل اختلل المععوالة
بركعتين بأقل مجزئ ،بأن يقتصر فيهما على الركان .ويوجد في بعض نسععخ الخععط
إسقاط بل ،وهو الموافق لما في التحفة ،فهو أولى) .قوله :فل يبعد الضععبط بهععذا( أي
بما سيأتي من أن الموالة تختععل -أي تنقطععع -بفعععل ركعععتين) .قععوله :هنععا( أي فععي
الخطبة) .والحاصل( الذي يخل فععي المجوعععتين يخععل هنععا ،والععذي ل يخععل هنععاك ل
يخل هنا ،وذلك لنهم صرحوا بأن الخطبة والصلة مشبهتان بصلتي الجمع) .قوله:
ويكون بيانا للعرف( أي ويكون الضبط بهذا بيانا للعرف في عبارة من عععبر بععه ،أي
فالمراد بالطول في العرف ،أن يكون بمقدار ركعتين) .قوله :وسن إلخ( لما فرغ مععن
بيان ما ل بعد منعه فعي الجمععة شعرع فعي بيعان معا يطلعب لهعا معن الداب) .وقعوله:
لمريدها( أي لمريد حضورها ،وإن لم تلزمه ،بأن كان امععرأة ،أو رقيقععا ،أو مسععافرا.
وقيل يسن الغسل لكل أحد ،وإن لم يرد الحضور) .قععوله :غسععل( أي لخععبر :إذا جععاء
أحدكم الجمعة فليغتسل وخبر :مععن أتععى الجمعععة -مععن الرجععال والنسععاء -فليغتسععل،
ومن لم يأتها فليس عليه غسل .وخبر غسل الجمعععة واجععب علععى كععل محتلععم ،وحععق
على كل مسلم أن يغتسل فععي كععل سععبعة أيععام يومععا .زاد النسععائي :هععو يععوم الجمعععة.
وصرف هذه الحاديث من الوجوب خبر :من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمععت ،ومععن
اغتسل فالغسل أفضل .رواه الترمذي وحسعنة وقعوله فيهعا :أي فبالسعنة أخعذ .أي بمعا
جوزته من الوضوء مقتصرا عليه .ونعمت الخصلة أو الفعلة ،والغسل معها أفضععل.
وخبر :من توضأ فأحسن الوضوء ،ثم أتى الجمعة فدنا ،واستمع ،وأنصععت ،غفععر لععه
ما بينه وبين الجمعة ،وزيادة ثلثععة أيععام .وفععي الصععحيحين :أن عثمععان دخععل وعمععر
يخطب فقال :ما بال رجال يتأخرون عن النداء ؟ فقال عثمان :يا أمير المععؤمنين ،مععا
زدت حين سمعت النععداء أن توضععأت ثععم جئت .فقععال عمععر :والوضععوء أيضععا ؟ ألععم
تسمعوا رسول ال )ص( يقول :إذا جععاء أحععدكم الجمعععة فليغتسععل) .فععائدة( عععن ابععن
عمر وأنس بععن مالععك -رضععي الع عنهععم -قععال :قععال رسععول الع )ص( :إن تحععت
العرش مدينة -وقال القرطبي في تفسععيره سععبعين مدينععة -مثععل الععدنيا سععبعين مععرة،
مملوءة من الملئكة كلهم يقولون :اللهم اغفر لمن اغتسل يوم الجمعة وأتععى الجمعععة.
وقال )ص( :إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايععا مععن أصععول الشعععر اسععتلل .رواه
الطبراني) .قوله :بتعميم إلخ( تصوير للغسل بأقل مجزئ ،وأكملععه مععا مععر بيععانه فععي
مبحث الغسل ،وينوي به غسل الجمعة ،فيضيفه إلى سببه كسائر الغسال المسععنونة،
ويندب الوضوء له كسائرها ،ويطلب الععتيمم بععدل عععن هععذا الوضععوء ،إن عجععز عععن
مائه) .قوله :فإن عجز( أي عن الماء ،حسععا أو شععرعا) .وقععوله :سععن تيمععم( أي بععدل
الغسل .ويكفي تيمم واحد عنه وعععن الوضععوء المطلععوب قبععل الغسععل إن نواهمععا بععه.
وإنما قام التيمم مقام الغسل لن المقصود منه العبادة والنظافة ،فإذا فععاتت هععذه بقيععت
العبادة .وتوقف حجر في كراهععة تركععه .لكععن قععال ع ش :القععرب الكراهععة ،إعطععاء
للبدل حكم المبدل منه) .قوله :بنية الغسل( ظاهر صععنيعه أنععه متعلععق بععتيمم .أي سععن
تيمم بنية الغسل ،أي أنه بدل عن غسل ،فيقول :نويت التيمم بدل عن غسععل الجمعععة،
ول يكفي نويت التيمم عن الغسل لعععدم ذكععر السععبب -كسععائر الغسععال المسععنونة .-
ويكفي :نويت التيمم لطهر الجمعة ،أو للجمعة ،أو للصععلة ،أو عععن غسععل الجمعععة -
وإن لم يلحظ البدلية -ويحتمل تعلقه به وبقوله وسن غسل ،أي وسن غسععل للجمعععة
بنيته ،وهذا هو القرب) .قوله :بعد طلوع فجععر( الظععرف متعلععق بغسععل ،وهععو بيععان
لوقت الغسل .أي وقت الغسل كائن بعد طلوع فجر ،أي صادق ،فل يجزئ قبله ،لن
الخبار علقتععه بععاليوم ،كقععوله )ص( :مععن اغتسععل يععوم الجمعععة ثععم راح فععي السععاعة
الولى .الحديث .وقيل وقته من نصف الليل ،كالعيد ،والفرق ظاهر ،لبقععاء أثععره إلععى
صلة العيد ،لقرب الزمن ،ول كذلك الجمعععة .ويخععرج الععوقت المععذكور باليععأس مععن
فعلها ،ويحصععل بععالفراغ مععن الصععلة ،ل قبلععه ،لحتمععال نسععيان المععام ركنععا منهععا،
فيتداركه ،فيدرك معه الجمعة بإدراك ركعة منها) .قوله :وينبغي إلخ( الولى تععأخيره
عن قوله وآكدها غسل الجمعة ويستغني عن قوله بعد وكذا إلخ .والظععاهر أن المععراد
بالنبغاء الوجوب.
] [ 85
)قوله :خشي منه مفطرا( أي خععاف معن الغسععل مفطعرا ،بعأن يسعبق المعاء إلععى
جوفه فيفطر به) .وقوله :تركه( أي الغسععل ،وهععو فاعععل ينبغععي) .قععوله :وكععذا سععائر
الغسال المسنونة( أي وكذلك ينبغي تركها للصععائم إذا خشععي منهععا مفطععرا .وخععرج
بالغسال المسنونة الغسال الواجبععة ،فل يتركهععا إذا خشععي منهععا ذلععك .فلععو اغتسععل
وسبقه الماء إلى جوفه ،ل يفطر ،بخلفععه فععي الغسععال المسععنونة ،فععإنه يفطععر ،كمععا
سيصرح به في بععاب الصععوم) .قععوله :وقربععه مععن ذهععابه إليهععا أفضععل( أي أن قععرب
الغسل من الذهاب إلى الجمعة أفضععل ،أي مععن الغسععل بعععد طلععوع الفجععر ،وإن كععان
يحصل به أصل السنة ،لنه أبلغ في المقصود من انتفاء الرائحة الكريهة) .قوله :ولو
تعارض الغسل والتبكير( أي إلى الجمعة ،بأن كان لو اغتسل فات التبكير ،ولععو بكععر
فات الغسعل) .قعوله :فمراععاة الغسعل أولعى( أي معن التبكيعر ،لكعن محلعه حيعث معن
الفوات ،وقيل :إن كان بجسععده ريععح كريهععة اغتسععل ،وإل بكععر) .قععوله :للخلف فععي
وجوبه( أي الغسل ،ولتعدي نفعه للغير ،بخلف التبكير ،ول يبطله حدث ول جنابععة.
سم) .قوله :ومن ثععم ،كععره تركععه( أي ومععن أجععل أن فععي وجععوبه خلفععا كععره تركععه،
مراعاة له) .قوله :ومن الغسال المسنونة إلخ( ذكرها هنا اسععتطرادا ،وأفععاد التعععبير
بمن أنه قد بقيت عليه أغسال أخر مسنونة وهي غسل المجنون ،والمغمععى عليععه ،إذا
أفاقا ولم يتحقق منهما نحو إنععزال ممععا يععوجب الغسععل ،وإل وجععب عليهمععا .والغسععل
لدخول الحرم ،ولحلق العانة ،ولبلععوغ الصعبي بالسعن ،وينعوي المغتسعل فعي جميعهععا
أسبابها ،إل الغسععل مععن جنععون أو إغمععاء فينععوي بععه رفععع الجنابععة ،لقععول الشععافعي -
رضي ال عنه :-قل من جن أو أغمي عليه إل وأنزل .فينوي ذلك احتياطا ،ويغتفععر
عدم جزمه بالنية) .وقوله :إل وأنزل( هو ظاهر في البالغين ،فإن كانا صبيين ،فنقععل
عن الرملي أنهما كذلك لحتمال أنه أولج فيهما ،وقيععل إنهمععا ينويععان السععبب) .قععوله:
غسعل العيعدين( أي عيعد الفطعر ،وعيعد الضعحى .وهعو سعنة لكعل أحعد ،سعواء أراد
الحضور أم ل ،وسواء كان حرا أو عبعدا ،بالغعا أو صعبيا ،وذلعك لنعه يعراد للزينعة.
ويدخل وقته بنصف الليل .والفضل فعله بعد الفجر .ويخرج بالغروب ،لنه للزينععة،
وهي في اليوم كله ،ل للصلة ،وإل لنتهعى بععالزوال) .قععوله :والكسعوفين( معطعوف
على العيدين ،أي وغسل الكسوفين ،أي لصلة الكسوفين :كسوف الشمس ،وخسععوف
القمر .ول يتقيد بحضور الجماعة ،بل إذا صلى منفردا سععن لععه .ويععدخل وقتععه بععأول
التغير ،ويخعرج بعالنجلء) .قعوله :والستسعقاء( معطعوف أيضعا علععى العيعدين ،أي
وغسل الستسقاء ،أي لصلة الستسقاء .ول يتقيد بحضور الجماعععة أيضععا .ويععدخل
وقته لمن يريد الصلة منفردا بإرادة الصلة ولمن يريدها جماعة باجتماع الناس لها.
)قععوله :وأغسععال الحععج( أي ومععن الغسععال المسععنونة أغسععال الحععج ،وهععي الغسععل
للحععرام ،وللوقععوف بعرفععة ،وللوقععوف بمزدلفععة ،ولرمععي الجمععار الثلث فععي أيععام
التشععريق الثلث .ول يسععن الغسععل لرمععي جمععرة العقبععة لقربععه مععن غسععل الوقععوف
بمزدلفة ،ولهذا ل يسن لكل جمرة) .قوله :وغسل غاسل الميت( معطوف أيضا علععى
غسل العيدين ،أي ومن الغسال المسنونة :الغسل لمن غسل ميتا ،سواء كععان الميععت
مسلما أم كافرا ،وسواء كان الغاسل طاهرا أم ل ،كحائض ،وذلععك لقععوله )ص( :مععن
غسععل ميتععا فليغتسععل ،ومععن حملععه فليتوضععأ .رواه الترمععذي وحسععنه .ومثععل الغسععل:
التيمم ،فيسن لمن يممه الغسل ،لنه مس جسدا خاليا عن الروح ،فيحصل له ضعف،
والماء يقويه .ويدخل وقته بالفراغ من غسل الميت ،ويخرج بالعراض عنه) .قوله:
والغسل للعتكاف( معطوف أيضا على غسل العيععدين ،أي مععن الغسععال المسععنونة:
الغسععل للعتكععاف فععي المسععجد) .قععوله :ولكععل ليلععة مععن رمضععان( معطععوف علععى
العتكاف ،أي ومن الغسال المسنونة :الغسل لكل ليلة من رمضان .قال في النهاية:
وقيععده الذرعععي بمععن يحضععر الجماعععة ،والوجععه الخععذ بععإطلقهم اه .قععال ع ش:
ويدخل وقت الغسل بالغروب ،ويخرج بطلععوع الفجععر .اه .ومععن الغسععال المسععنونة
أيضا :الغسل لكععل مجمععع مععن مجععامع الخيععر ،كمجععالس الععوعظ ،والععذكر ،والتعليععم،
والتعلم .ول يسن للجتمععاع للصععلوات الخمععس ،وإن كععان مععن مجععامع الخيععر ،لشععدة
الحرج
] [ 86
والمشقة -كما في النهاية) .قوله :ولحجامععة( معطععوف علععى للعتكععاف أيضععا،
أي ومن الغسال المسععنونة :الغسععل للحجامععة ،أي بعععدها .ومثلهععا الفصععد .ولععو قععال
ولنحو حجامة لكان أولى .والحكمة في سن الغسل لذلك أنعه يضععف البعدن ،والغسعل
يشععده ويقععويه) .قععوله :ولتغيععر الجسععد( معطععوف أيضععا علععى للعتكععاف ،أي ومععن
الغسال المسنونة :الغسل عند تغير الجسد ،إزالععة للرائحععة الكريهععة) .قععوله :وغسععل
إلخ( معطوف أيضا على غسل العيدين ،أي ومن الغسععال المسععنونة :الغسععل للكععافر
بعد إسلمه .وتسميته كافرا بعده باعتبار ما كان .ولو قال والغسل لسلم كععافر لسععلم
من ارتكاب التجوز .ووقته يدخل بالسلم ،ويفوت بطول الزمن أو بالعراض عنه.
وشمل الكافر إذا أسلم :المرتد .ول فرق بين من أسلم استقلل ،ومن أسلم تبعععا لحععد
أصوله .أو للسابي ،فيأمره الولي بالغسععل إن كععان مميععزا ،وإل غسععله .وكععذا السععابي
المسلم ،يأمر مسبيه بذلك .ويسن له -ولو أنثى -إزالة شعره قبل الغسل إن لم يحدث
في كفره حدثا أكبر ،وإل فبعده .ويستثنى من ذلك نحععو لحيععة رجععل -كحععاجب -فل
يسن إزالته .ول يسن حلق الرأس إل في الكافر إذا أسلم ،وفي المولود ،وفي النسععك.
وقد حلق )ص( رأسه أربع مرات في النسك ،الولى في عمرة الحديبية .والثانية فععي
عمرة القضاء .والثالثة في الجعرانة .والرابعة في حجة الوداع .كما نقل عععن الحععافظ
السخاوي .وحلق الرأس في غير ذلك مباح ،وقيل :بدعة حسنة) .قوله :للمر به( أي
أمر النبي )ص( قيس بن عاصم بالغسل لما أسلم .رواه الترمذي وحسنة ،وابن حبعان
وصححه) .قوله :ولم يجب( أي الغسل .فالمر به محمععول علععى النععدب) .قععوله :لن
كثيرين أسلموا( أي ولن السلم ترك معصية ،فلععم يجععب معععه غسععل ،كالتوبععة مععن
سائر المعاصي ،فإنه ل يجب لها غسل ،بل يسن) .قوله :وهذا إلخ( أي مععا ذكععر مععن
سععنية الغسععل للسععلم ،محلععه إذا لععم يعععرض لععه فععي حععال كفععره مععا يععوجب الغسععل
كالجنابة ،والحيض ،والنفاس ،كأن بلغ بالسن وأسلم عقععب بلععوغه) .وقععوله :وإل( أي
بأن عرض له ذلك في حال كفره وجب الغسل .وظاهر صنيعه أنععه ل يطلععب الغسععل
المندوب مع الغسععل الععواجب عنععد الجنابععة أو الحيععض ،وليععس كععذلك ،فيجتمععع عليععه
غسلن :أحدهما مندوب ،والخر واجب .ويحصلن بغسل واحد إن نواهما بععه ،فععإن
نوى أحدهما حصل فقط ،فل تكفي نية الواجب عن المنععدوب ،ول عكسععه ،وإنمععا لععم
يسقط عنه غسل نحو الجنابة بالسلم كالصلة لقلة المشقة فيه بعدم تعدده ،بخلفهععا،
فإن شأنها ذلك ،حتى لععو أسععلم وعليعه نحعو صععلة واحعدة لععم يعؤمر بقضعائها .فقععوله
تعالى) * :قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قععد سععلف( * ) (1محمععول علععى مععا
يشق قضاؤه ،ولن إيجاب الغسل عليه ليس مؤاخذة له بما وجب فععي كفععره ،بععل بمععا
هو حاصل في السعلم ،وهعو كعونه جنبععا) .قععوله :إن اغتسعل فععي الكفعر( غايعة فعي
وجوب الغسل) .وقوله :لبطلن نيته( أي الواقعة حععال كفععره ،إذ شععرط العتععداد بهععا
السلم) .قوله :وآكدها غسل الجمعة( أي وآكد الغسال غسععل الجمعععة ،وذلععك لنععه
قيل بوجوبه ،مع كثرة أحاديثه الصحيحة) .قععوله :ثععم مععن غسععل الميععت( أي ثععم يلععي
غسل الجمعة ،الغسل من غسل الميت .وتقديم غسل الجمعة عليععه هععو القععول القععديم،
والجديد بالعكس ،ولكن رجح الول ،كما نص عليه فععي المنهععاج ،وعبععارته :وآكععدها
غسل غاسل الميت ،ثععم الجمعععة ،وعكسععه القععديم ،قلععت :القععديم هنععا أظهععر ،ورجحععه
الكثرون ،وأحاديثه صحيحة كثيرة ،وليس للجديد حديث صحيح .وال أعلععم .اه .ثععم
يلي غسل الميت ما كثرت أحاديثه ،فما اختلف في وجوبه ،فما صح حديثه ،فما كععان
نفعه متعديا أو أكثر .وكذا يقال في مسنونين دليلهمععا ضعععيف ،فيقععدم منهمععا مععا نفعععه
أكثر ،وهذا الترتيب هو المعتمد .ومن فوائد ذلك أنه لو أوصى بماء لولى النععاس بععه
قدم من يستعمله للكد ،فالكععد) .قععوله :يسععن قضععاء غسععل الجمعععة كسععائر الغسععال
المسنونة( أي إذا فاتت عليه .قال ع ش :وانظر بم
] [ 87
يحصععل الفععوات للغسععل مععن غسععل الميععت ونحععوه ؟ ثععم رأيععت بهععامش نسععخة
صحيحة من الزيادي ما نصه :نقل شععيخنا الزيععادي أن شخصععا مععن أهععل العلععم سععأل
شيخه الطندتائي عما يخرج به غسل العيد ؟ فأجاب بععأنه يخععرج بععاليوم ،وأمععا غسععل
الجمعة فبفوات الجمعة .ونقل شعيخنا المعذكور ععن بععض مشعايخه أن غسعل غاسععل
الميت ينقضي بنية العععراض عنععه ،أو بطععول الفصععل .اه .وقععد يقععال فععي المجنععون
والمغمى عليه إنما يفوت الغسل في حقهما بعروض مععا يعوجب الغسععل كجنابععة ،فععإن
حكمة طلب غسلهما احتمال الجنابة ،وهو موجود ،وإن طال زمنه اه .وما تقرر مععن
قضاء ما ذكر هو ما جرى عليه شيخه حجر .وقععال م ر :ل يقضععى ،وعبععارته :ولععو
فاتت هذه الغسال لم تقض ،وسئل السبكي -رحمه ال تعالى -هل تقضى الغسععال
المسنونة ؟ فقال :لم أر فيهعا نقل ،والظعاهر ل ،لنهعا إن كعانت للعوقت فقعد فعات ،أو
للسععبب فقععد زال .اه) .قععوله :وإنمععا طلععب قضععاؤه( أي الغسععل مععن حيععث هععو غسععل
الجمعة أو غيرها .ولو قال قضاؤها بتأنيث الضمير العععائد إلععى الغسععال كلهععا لكععان
أولى) .قوله :لنه( أي من طلب منه الغسل) .قوله :أنه يقضي( أي أن الغسععل يطلععب
قضاؤه إذا فاته) .قوله :دوام( أي من طلب منه ،وهو جععواب إذا) .قعوله :علعى أدائه(
أي الغسل) .قوله :وبكور( معطوف على غسل ،أي وسن بكععور ،وهععو مصععدر بكععر
بالتخفيف :كعقد .قال ابن مالك :وفعععل اللزم مثععل قعععد * * الععه فعععول بععاطراد كغععدا
ومعناه السراع إلى المصلى من أول النهار ،ويطلق أيضا على السراع إلععى الشععئ
في أي وقت كان .قال في المصباح :بكر إلى الشئ بكورا ،مععن بععاب قعععد أسععرع أي
وقت كان ،وبكر تبكيرا مثله ،وأبكر بكورا فعل ذلك بكرة .قال ابن فارس .وقال أبععو
زيد في كتاب المصادر :بكر بكورا ،وغدا غدوا هذان معن أول النهععار .اه .ملخصعا.
وفي سم :لو بكر أحد مكرها على التبكير لم يحصل له فضل التبكير فيما يظهر ،فلععو
زال الكراه حسب له من حينئذ إن قصد القامة لجل الجمعة فيما يظهر .اه) .قوله:
لغير خطيب( أما هو :فيسن لععه التععأخير إلععى وقععت الخطبععة ،كمععا سععيذكره .قععال فععي
النهايععة :ويلحععق بععه سععلس البععول ونحععوه ،فل ينععدب لععه التبكيععر ،وإطلقععه يقتضععي
استحباب التبكير للعجوز إذا استحببنا حضورها ،وكععذا الخنععثى الععذي هععو فععي معنععى
العجوز .وهو متجه .اه) .قوله :إلى المصععلى( متعلععق ببكععور .ول فععرق فيعه بيعن أن
يكون مسجدا أو غيره) .قوله :من طلوع الفجر( متعلعق ببكعور أيضعا .قعال سعم :فلعو
جاء قبل الفجر لم يثب على ما قبله ثواب التبكير للجمعة فيما يظهععر .اه) .قععوله :لمععا
في الخبر الصحيح إلخ( دليل لسنية البكور ،والخبر المععذكور مععروي بععالمعنى ،وهععو
في المغني وشرح الروض ،ولفظه :علععى بععاب مععن أبععواب المسععجد ملئكععة يكتبععون
الول فالول ،ومن اغتسل يوم الجمعععة غسععل الجنابععة ،ثععم راح فععي السععاعة الولععى
فكأنما قرب بعدنه ،ومعن راح فعي السعاعة الثانيعة فكأنمعا قعرب بقعرة ،ومعن راح فعي
الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقععرن ،ومععن راح فععي السععاعة الرابعععة فكأنمععا قععرب
دجاجة ،ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة .فإذا خرج المام حضرت
الملئكة يسمعون الذكر .وفي رواية صحيحة :وفعي الرابععة دجاجعة ،وفعي الخامسعة
عصفورا ،في السادسة بيضة .وفي أخرى صحيحة أيضا :وفععي الرابعععة بطععة ،وفععي
الخامسة دجاجة ،وفي السادسة بيضة والمراد من ذلك :أن له ثواب بدنععة يتقععرب بهععا
إلى ال تعالى ،وهكذا يقال فيما بعده) .قوله :أن للجائي إلخ( بدل من الخبر الصحيح،
بدل كل من كل) .قوله :بعد اغتسععاله( متعلععق بالجععائي .قععال سععم :قضععية هععذا التقييععد
الععوارد فععي الحععديث :توقععف حصععول البدنععة أو غيرهععا علععى كععون المجععئ مسععبوقا
بالغتسال ،والثواب أمر توقيفي ،فيتوقف على الوجه الذي ورد عليععه) .فععرع( دخععل
المسجد في الساعة الولى ،ثم خرج وعاد إليه في السععاعة الثانيععة مثل فهععل لععه بدنععة
وبقرة ؟ الوجه :ل بل خروجه ينافي استحقاق البدنة بكمالها ،بل ينبغي عدم حصولها
لمن خرج بل عذر ،لن المتبادر أنها لمن دخل واستمر.
] [ 88
ولو حصل له لزم أن يكون من غاب ثم رجع ،أكمل ممععن لععم يغععب ،ول يقععوله
أحد ،خصوصا إن طالت غيبته ،كأن دخل في أول السععاعة الولععى ،وعععاد فععي آخععر
الساعة الثانية .اه) .قوله :غسل الجنانة( مفعول مطلق لغتسال) .قوله :أي كغسععلها(
أي فهو تشبيه بليغ ،ويدل عليه عدوله إليه عن قوله ومن اغتسل من الجنابععة) .قععوله:
وقيععل حقيقععة( أي أنععه اغتسععل مععن الجنابععة حقيقععة .وحكععاه بقيععل لضعععفه ،لقتضععائه
تخصيص الثواب بمن جامع ،وهو خلف المقصود) .قوله :بأن يكون جامع( تصوير
لكون الغسل من الجنابة حقيقة فععي الخععبر) .قععوله :لنععه يسععن( أي الجمععاع .قععال فععي
المداد :لتسكن نفسه .اه .وهو تعليل لكونه حقيقععة) .وقععوله :ليلععة الجمعععة أو يومهععا(
قال البجيرمي :ظاهره استواؤهما ،لكن ظاهر الحديث أنه يومها أفضل .ويععوجه بععأن
القصد منه أصالة :كف بصره عما يراه فيشتغل قلبه .كما في حجععر .اه) .قععوله :فععي
الساعة الولى( متعلق بالجائي) .وقععوله :بدنعة( اسعم أن معؤخر) .قععوله :وفععي الثانيعة
بقرة( أي وأن للجععائي فععي السععاعة الثانيععة بقععرة ،وهععي تطلععق علععى الععذكر والنععثى،
وتاؤها للوحدة) .قوله :وفي الثالثععة كبشععا أقععرن( أي وأن للجععائي فععي السععاعة الثالثععة
كبشا أقرن ،أي عظيم القرون) .قوله :والرابعة دجاجة( أي وأن للجععائي فععي السععاعة
الرابعة دجاجة ،وهي بتثليث الدال ،والفتح أفصععح) .قععوله :والخامسععة عصععفورا( أي
وأن للجععائي فععي السععاعة الخامسععة عصععفورا) .واعلععم( أن المعتععبر فععي أسععنان تلععك
الحيوانات الكمال عرفا .كما في البرماوي) .قوله :والسادسة بيضعة( أي وأن للجعائي
في الساعة السادسة بيضة .وهذا على ما في بعض الروايات أن القسععام سععتة ،وفععي
بعضها القسام خمسة ،كرواية :من راح في الساعة الولى فكأنما قععرب بدنععة ،ومععن
راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ،ومن راح فععي السععاعة الثالثععة فكأنمععا قععرب
كبشا أقرن ،ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ،ومن راح فععي السععاعة
الخامسة فكأنما قرب بيضة) .قوله :والمراد إلخ( يعني أن المراد بالساعات المذكورة
أن ما بين طلوع الفجر وخروج الخطيععب ينقسععم سععتة أجععزاء متسععاوية علععى مععا فععي
بعض الروايات أو خمسة أجزاء على ما في البعععض الخععر .ويؤيععد مععا ذكععر الخععبر
الصحيح ،وهو :يوم الجمعة ثنتا عشر ساعة .إذ مقتضاه أن يومها ل يختلف ،فلتحمل
كل ساعة على مقدار سدس ما بين الفجر والزوال ،ومن جاء أول سععاعة أو وسععطها
أو آخرها يشععتركون فععي أصععل البدنععة مثل ،لكنهععم يتفععاوتون فععي كمالهععا .وهععذا هععو
المعتمد .قال في النهاية وفي أصل الروضة ليس المراد مععن السععاعات الفلكيععة وهععي
الربع والعشععرون بععل ترتيععب درجععات السععابقين علعى مععن يليهععم فععي الفضععيلة ،لئل
يستوي فيها رجلن جاءآ في طرفي ساعة ،ولئل يختلف في اليوم الشاتي والصائف،
إذ ل يبلغ ما بين الفجر والزوال في كثير من أيععام الشععتاء سععت سععاعات .فعليععه :كععل
داخععل بالنسععبة لمععا بعععده كععالمقرب بدنععة ،وإلععى مععن قبلععه بدرجععة كععالمقرب بقععرة،
وبدرجتين كالمقرب كبشا ،وبثلث كالمقرب دجاجة ،وبععأربع كععالمقرب بيضععة .لكععن
قال في شرحي المهذب ومسلم :بل المععراد الفلكيععة ،لكععن بدنععة الول أكمععل مععن بدنععة
الخير ،وبدنة المتوسط متوسطة ،كما في درجات صععلة الجماعععة القليلععة والكععثيرة.
فعليه :المراد بساعات النهار الفلكية اثنتا عشرة ساعة زمانية صيفا أو شتاء ،وإن لععم
تساو الفلكية ،فالعبرة بخمس ساعات منها أو ست ،وهو المعول عليععه ،طععال الزمععان
أو قصر .كما أشار إليه القاضي .وهععو أحسععن مععن قععول الغزالععي :اخععر الولععى إلععى
طلوع الشمس ،والثانية ارتفاعها ،والثالثة انبساطها حععتى ترمععض القععدام ،والرابعععة
والخامسة الزوال .اه) .قوله :أما المام( المناسب :أما الخطيععب ،لنععه محععترز قععوله
لغير خطيب) .وقوله :فيسن له التأخير إلى وقت الخطبة( قال ويسن الذهاب إلععخ ،أي
للخبر الصحيح :من غسل يوم الجمعة واغتسل ،وبكععر وابتكععر ،ومشععى ولععم يركععب،
ودنا من المام ،واستمع ولم يلغ ،كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها.
ومعنى غسل :قيل :جامع حليلته ،فألجأها إلى الغسل ،وقيل غسل ثيابه وغسل رأسععه.
ومعنى بكر بععالتخفيف :خععرج مععن بيتععه بععاكرا .وبالتشععديد :أتععى الصععلة أول وقتهععا.
ومعنى ابتكر :أدرك أول
] [ 89
الخطبة) .وقوله :إلى المصلى( بفتح اللم المشددة ،أي موضع الصلة ،مسععجدا
أو غيره) .وقوله :في طريق طويل( متعلععق بالععذهاب ،ومحلععه إن أمععن الفععوات ،وإل
فيذهب في طريق قصير) .وقوله :ماشيا( حععال مععن فاعععل الععذهاب المقععدر ،أي يسعن
ذهابه حال كونه ماشيا ،ومحله إن قدر عليه وإل ركب) .وقوله :بسكينة( هععي التععأني
فععي المشععي والحركععات واجتنععاب العبععث ،وحسععن الهيئة ،كغععض البصععر ،وخفععض
الصوت ،وعدم اللتفات .ويطلب ذلك أيضا للراكععب علععى دابتععه ،وإنمععا سععنت لخععبر
الشيخين :إذا أتيتم الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون ،وأتوها وعليكم السكينة فععإن قيععل:
قال تعالى) * :إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال( * ) (1فظععاهره
أن السعي مطلوب .أجيب بأن معناه :امضوا .لن السعي يطلق على المضععي وعلععى
العدو ،فبينت السنة المراد به) .قوله :والرجععوع فععي طريععق آخععر قصععير( أي ويسععن
الرجوع في طريق آخر قصير .قال في التحفة :ويتخير فيه بيععن الركععوب والمشععي -
كما يأتي في العيد .-اه) .قوله :وكذا في كل عبادة( أي وكذا يسن الذهاب في طريق
طويععل ماشععيا بسععكينة والرجععوع فععي طريععق آخععر قصععير ،فععي كععل عبععادة ،كالعيععد،
والجنازة ،وعيادة المريض .ويستثنى منها النسك ،فإن الركوب فيه أفضل ،كما يععأتي
في بابه) .قوله :ويكره عدو( بفتح فسكون ،وهو المشي بسععرعة ،وهععو محععترز قععوله
بسكينة) .قوله :إل لضيق وقت( بحيث لو مشععى بسعكينة لعم يعدرك الصعلة كلهعا فعي
الوقت) .وقوله :فيجب( أي العدو .والمناسععب أن يقععول فل يكععره ،بععل يجععب .ومحععل
الوجوب إذا أطاق العدو .وقال سم :بقي مععا إذا لععم يععدرك جماعععة بقيععة الصععلوات إل
بالسعي .وفي شرح الروض في باب الجماعة ،بععد أن قععرر أنعه يمشععي بسععكينة وإن
خشي فوات تكبيرة الحرام ،مععا نصععه :أمععا لععو خععاف فععوات الجماعععة .فقضععية كلم
الرافعي وغيره :أنه يسعرع .وبعه صعرح الفعارقي بحثعا ،وتبععه ابعن أبعي عصعرون.
والمنقول خلفه .اه .وما ذكععره فععي شععرح الععروض قععد مععر عععن شععارحنا أيضععا فععي
الجماعة -في مبحث إدراك فضيلة التحرم -وعبععارته :وينععدب تععرك السععراع ،وإن
خاف فوت التحرم .وكذا الجماعة -على الصح -إل فععي الجمعععة فيجععب طععاقته إن
رجععا إدراك التحععرم قبععل سععلم المععام .اه) .وقععوله :إذا لععم يععدركها إل بععه( قيععد فععي
الوجوب ،أي يجب إذا لم يدرك الجمعة ،ومثلها بقية الصلوات ،إل بالعدو .ول حاجة
إلى ذكر القيد المذكور ،إذ الوجوب مفرع على ضيق الوقت فتنبعه .وفعي ع ش :ولعو
توقعف إدراك الجمععة علعى السععي قبعل الفجعر لعم يجعب ،كمعا هعو ظعاهر وصعريح
كلمهم ،اه) .قوله :وتزين بأحسن ثيابه( أي وسن تزين بما ذكععر ،لخععبر ابععن حبععان:
من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه ،ومس مععن طيععب كععان عنععده ،ثععم أتععى
الجمعة ولم يتخط أعناق الناس ثم صلى ما كتبه الع لععه ،ثععم أنصععت إذا خععرج إمععامه
حتى يفرغ من صلته ،كانت كفارة لما بينها وبين الجمعععة الععتي قبلهععا .وممععا يعععزى
المام الشافعي -رضي ال عنه :حسن ثيابك ما استطعت فإنها * * زين الرجال بهععا
تعز وتكرم ودع التخشن في الثياب تواضعا * * فال يعلم ما تسر وتكتم فجديد ثوبععك
ل يضرك بعد أن * * تخشى الله ،وتتقي ما يحرم ورثيت ثوبك ل يزيدك رفعة * *
عند الله ،وأنت عبد مجرم )قععوله :وأفضععلها البيععض( أي أفضععل الثيععاب البيععض،
لخبر الترمذي :البسوا من ثيابكم البياض ،فإنها من خير ثيابكم ،وكفنوا فيهععا موتععاكم.
ويسن أن تكون جديدة ،فإن لم تكععن جديععدة فقريبععة منهععا .ويسععن أن يزيععد المععام فععي
حسن الهيئة ،للتباع ولنه منظور إليه .والكمل أن تكون ثيابه كلها -حععتى العمامععة
-بيضاء ،فإن لم تكعن كلهعا فأعلهعا .ويطلعب ذلعك -حعتى فعي غيعر يعوم الجمععة -
لطلق الخبر المذكور .نعم ،المعتبر في العيد الغلى في الثمن ،لنه يوم زينة.
] [ 91
)قوله :ولو قزا( الغاية للرد على القول بأنه يحل ،لنه ل يقصد للزينععة) .قععوله:
وهو نوع منه( أي القز نوع من الحرير ،فهو أعم منه ومن البريسم .وذلك لن القز
ما قطعته الدودة وخرجت منه حية ،والبريسم ما ماتت فيه ،والحرير يعمهما ،خلفا
لما وقع في بعض الحواشي ،من أن الحرير اسم لما ماتت في الدودة وحل عنهععا بعععد
الموت ،لنه عليه يصير القز مباينا له ،ل نوعا منه) .وقوله :كمد اللععون( أي متغيععر
اللون ،ليس بصاف) .قوله :وما أكثره إلخ( معطوف على الحرير ،أي ويحرم التزين
بما أكععثره مععن الحريععر) .وقععوله :وزنععا ل ظهععورا( منصععوبان علععى التمييععز ،أي أن
العبرة في الكثرة بالوزن ل بعالظهور ،فععالثوب العذي أكععثره حريعر بععالوزن ل يحعرم
استعماله ،وإن لم يظهر الحرير فيه ،والذي حريره أقععل بععالوزن ل يحععرم اسععتعماله،
ولو ظهر الحرير فيه) .قوله :ل ما أقله منه( أي ل يحرم ما أقله من الحريععر وأكععثره
من غيره ،والمراد وزنا ،كالععذي قبلععه) .قععوله :ول مععا اسععتوى فيععه المععران( أي ول
يحرم استعمال ما استوى فيه الحرير وغيره ،أي وزنععا لنععه ل يسععمى ثععوب حريععر.
والصل الحل .وصح عن ابن عباس -رضي ال عنهما -إنما نهى النبي )ص( عن
الثوب المصمت .أي الخالص ،فأما العلم -أي الطععراز -ونحععوه وسععدي الثععوب ،فل
بأس به) .قوله :ولو شك في الكثر( أي في أن الكثر الحريععر أو غيععره ؟ ومثلععه مععا
لو شك في استوائهما) .وقوله :فالصل الحل( خالف فيه م ر ،عبارته :ولو شععك فععي
كثرة الحرير أو غيره أو استوائهما حرم جزم به في النوار .ويفرق بينه وبيععن عععدم
تحريععم المضعبب إذا شعك فعي كععثرة الضعبة بالعمععل بالصععل فيهمععا ،إذ الصعل حعل
استعمال الناء قبل تضبيبه ،والصل تحريم الحرير لغيععر المععرأة) .قععوله :فععرع( أي
في بيان صور مستثناة من حرمة استعمال الحرير) .قععوله :يحععل الحريععر لقتععال( أي
جائز ،سواء فاجأه القتال أم ل .وعبارة سم :قال في التنععبيه :ويجععوز للمحععارب لبععس
الديباج الثخين الذي ل يقوم غيره مقامه في دفع السلح ،ولبس المنسععوج بالععذهب إذا
فاجأته الحععرب ولععم يجععد غيععره .اه .قععال ابععن النقيععب فععي شععرحه :قععوله :إذا فاجععأته
الحرب ولم يجد غيره :شرط في المنسوج بالذهب ،وهل هو شرط في الديباج الثخين
؟ قيل :نعم :والصح أنه ل يشترط فيه ذلك .اه )قوله :إن لم يجد غيره( أي الحريععر.
)وقوله :أو لم يقم مقامه( أي أو وجد غيره ولكنه لم يقم مقام الحرير في دفع السلح،
وخرج به ما إذا وجد ما يقوم مقامه في ذلك ،فيحرم عليه لبسه) .قععوله :وصععحح فععي
الكفاية إلخ( قال الجمال الرملي :والوجه خلفه ،أخذا بظاهر كلمهععم .وفععرق ع ش
بينه وبين تحلية السيف ،بأن التحلية مستهلكة غير مستقلة ،وفي اللععة المنفصععلة عععن
البدن ،بخلف التزين بالحرير فيهما) .وقوله :يجوز القباء( مقول قول جمع) .وقوله:
وغيره( أي غير القباء من الحرير ،كما هعو الفعرض .والقبعاء :الثعوب المشعقوق معن
أمام ،كالجبة المعهودة) .وقوله :ممععا يصععلح للقتععال( بيععان لغيععر القبععاء) .وقععوله :وإن
وجد غيره( أي غير الحرير ،وهو غاية ليجوز) .وقوله :إرهابا للكفار( علة الجععواز.
)قوله :كتحلية السيف بفضععة( أي فإنهععا جععائزة .ومثععل السععيف ،سععائر آلت الحععرب.
وعبارة الفتح مع الصل :وجاز للرجل تحليععة آلععة حععرب بل سععرف ،بععأن ل يجععاوز
المعتاد ،كسيف ،ورمح ،وطرف سهم ،ومنطقعة ،وخععف ،ودرع ،وجوشععن ،وبيضعة،
بفضة للتباع ،ل بذهب ،والخبر المبيح له ،ضعفه ابن القطان ،وإن حسنه الترمععذي،
ل تحلية نحو سرج ،ولجام ،وركاب ،وبرة ناقة ،وقلدة دابة ،وسكين خدمة ،ومقلمة،
ومقراض ،ولو بفضة ،لنها غير ملبوسععة للراكععب ،كععالواني .اه) .قععوله :ولحاجععة(
معطوف على القتال ،من عطععف العععام علععى الخععاص ،إذ مععن جملععة الحاجععة القتععال.
وعبارة الرشاد :وجاز لحاجة كقتال ،وحكة ،وقمل .اه .والمععراد بالحاجععة :مععا يعععدم
الضععرورة ،كحععر وبععرد مضععرين ،فيجععوز اسععتعماله فيهمععا بلبععس وغيععره ،بحسععب
الضرورة) .قوله :كجرب( بفتح الجيم والراء ،ومما جرب له أن يطلى بالحناء
] [ 92
والسمن القديم .اه .برماوي) .قوله :إن آذاه غيره( أي غير لبس الحريععر ،وهععو
قيد لجواز لبسه للجععرب) .قععوله :أو كععان فيععه نفععع( أي أو لععم يععؤذه غيععره إل أن فععي
الحرير نفعا ل يوجد في غيره) .قوله :وقمل( معطوف على جرب .أي وكقمل ،فهععو
مثال ثان للحاجة) .وقوله :لم يندفع بغيره( قيد في حل لبس الحريععر للقمععل ،أي يحععل
لبسه إذا كان فيه قمل ل يندفع إل به ،والصل فيه وفيما قبلععه مععا رواه الشععيخان مععن
أنه )ص( رخص لعبد الرحمن بن عوف ،والزبير بن العوام في لبععس الحريععر لحكععة
كانت بهما ،وأنه رخص لهمععا لمععا شعكوا إليععه القمععل فععي قمععص الحريععر .وذلععك لن
الحرير خاصيته أن ل يقمل .وممعا جعرب لعدفع القمعل أن يطلعى خيعط معن الصعوف
بالزئبق ،ويجعععل فععي عنقععه كالسععبحة) .قععوله :ول مععرأة( معطععوف علععى القتععال ،أي
ويحل استعماله لمرأة باللبس والفرش وغيرهما ،لما مععر فععي الحععديث :حععل لنععاثهم
ولن تزيين المرأة بذلك يدعو إلى الميل إليها ووطئها ،فيؤدي إلى مععا طلبععه الشععارع
مععن كععثرة النسععل .وقععوله :ولععو بععافتراش الغايععة للععرد علععى المخععالف القععائل بحرمععة
افتراشععها إيععاه للسععرف والخيلء ،بخلف اللبععس فععإنه يزينهععا للحليععل) .قععوله :ل لععه(
الضمير يعود على الرجل المعلوم من المقام ،أي ول يحل للرجل .وفيه أن التصريح
بهذا ل حاجة إليه ،لن الحرمة المذكورة بقوله ويحرم التزين ،إنما هعي عليعه وعلععى
الخنثى كما علمت فكان المناسب حعذفه ،والتصعريح بمعا زدتعه هنعاك معن قعولي :أي
الععذكر البععالغ والخنععثى) .قععوله :بل حععائل( يحتمععل ارتبععاطه بالغايععة فيكععون متعلقععا
بمحذوف صفة لفتراش .ويحتمل ارتباطه بععالنفي بالنسععبة للفععتراش ،وهععو القععرب
من صنيعه ،أي ل يحل الحرير للرجل بل حائل فيما إذا فرشه تحته .أمععا مععع وجععود
الحائل فيحل له ،فلو فرش رجل -ومثله الخنثى -علععى الفععراش الحريععر شععيئا غيععر
حرير -ولو خفيفا مهلهل النسج -وجلس فوقه جاز ،كما يجععوز جلوسععه علععى مخععدة
محشوة بحرير ،وعلى نجاسة بينه وبينها حائل ،حيث لم تلق شيئا من بدن المصععلي
وثيابه ،وكما يجوز الجلوس عليه مع الحائل يجوز الستناد إليه معععه) .قععوله :ويحععل
منه( أي الحريععر) .وقععوله :حععتى للرجععل غايععة فععي الحععل( أي ويحععل مطلقععا للرجععل
وغيره) .وقوله :خيط السبحة( قال الزيادي :وينبغي أن يلحق به خيط السكين ،وخيط
المفتاح .وقال القليوبي :يحل خيط مصحف ،وخيط ميزان وقنديل ،ونحو تكععة لبععاس.
ونقل عن شيخنا الزيععادي حععل منععديل فععراش الزوجععة للرجععل .قععال :وفيععه نظععر .اه.
كععردي) :قععوله :والععدراهم( أي وكيععس الععدراهم .وقععوله :وغطععاء العمامععة أي ويحععل
غطاء العمامة .واعتمد م ر وأتبععاعه فيععه وفععي كيععس الععدراهم الحرمععة .وقععال ع ش:
محل الحرمة في استعمال غطاء العمامة .إذا كععان هععو المسععتعمل لععه ،أمععا لععو كععانت
زوجته مثل هي التي تباشر ذلك ،فهل يحرم لنها مستعملة له فيما ليس لبسا لهععا ول
افتراشععا أم ل ؟ فيعه نظععر .والقععرب الول ،لنهععا إنمععا اسععتعملته لخدمعة الرجععل ،ل
لنفسها) .قوله :وعلم الرمح( قال في القاموس :العلم محركة :الحبل الطويل ،والراية،
وما يعقد على الرمح ،وسيد القوم .اه .والثالث هو المراد هنا) .قوله :ل الشرابة التي
برأس السبحة( أي ل تحل الشرابة .وعبارة بعضهم :وفي شراريبها تردد ،فقيل تحل
مطلقا ،وقيل تحرم مطلقا ،والمعتمد التفصيل ،فإن كععانت مععن أصععل خيطهععا جععازت،
وإل فل) .قوله :ويجب لرجل لبسععه إلععخ( أي يجععب علععى الرجععل أن يلبععس الحريععر،
حيث لم يجد ساترا للعورة غيره للحاجة ،فإن وجده حرم لبسه .وفي ع ش مععا نصععه:
)فرع( إذا اتزر ولم يجد ما يرتدي بععه ويتعمععم مععن غيععر الحريععر ؟ قععال أبععو شععكيل:
الجواب أنه ل يبعد أن يرخص له في الرتداء أو التعمم بععه إذا لععم يجععد غيععره وكععان
تركه يزري بمنصبه ،فإن خرج مععتزرا مقتصععرا علععى ذلععك نظععر :فععإن قصععد بععذلك
القتداء بالسلف وترك اللتفات إلى ما يزري بالمنصب لم تسقط بععذلك مروءتععه ،بععل
يكون فاعل للفضل ،وإن لعم يقصعد ذلعك بعل فععل ذلعك انخلععا وتهاونعا بعالمروءة
سقطت مروءته .كذا في الناشري بأبسط من هذا .اه .سم على منهج .ومن ذلك يؤخذ
أن لبس الفقيه القادر على التجمل بالثياب التي جرت بها عادة أمثاله ثيابععا دونهععا فععي
الصفة والهيئة ،إن كان لهضم النفس والقتداء بالسلف الصالحين لععم يخعل بمروءتعه،
وإن كان لغير ذلك أخل بها .اه .ومنه :مععا لععو تععرك ذلععك معلل بععأن حععاله معععروف،
وأنه ل يزيد مقامه عند الناس باللبس ول ينقص .بعدمه ،وإنما كان هذا مخل لمنافاته
منصب الفقهاء ،فكأنه استهزأ بنفس الفقه .اه) .وقوله :ساتر العورة(
] [ 93
مفعول ليجد ،وهو يطلب مفعول واحدا ،لنه من وجد بمعنععى أصععاب) .وقععوله:
غيره( أي الحرير ،وهو بععدل مععن سععاتر) .وقععوله :حععتى فععي الخلععوة( غايععة لوجععوب
اللبععس) .قععوله :إل المزعفععر( أي المصععبوغ بععالزعفران فيحععرم ،لن حكمععه حكععم
الحرير ،حتى لو صبغ به أكثر الثعوب حعرم .قعال الكعردي :وفعي المعداد :والقعرب
تحريم ما زاد على أربع أصابع .قال :نعم ،إن صبغ السدي أو اللحمة بنحو زعفععران
اتجععه أن يعأتي فيعه تفصععيل المركععب السعابق فععي الحريعر .وفعي النهايععة :الوجعه أن
المرجع في ذلك العرف ،فإن صح إطلق المزعفععر عليععه حععرم ،وإل فل .اه .ومثععل
المزعفر في الحرمة :المعصفر ،للخبار الدالة على ذلك ،ولنه من زي النساء .قععال
في شرح الروض :وقول الشافعي يحرم على الرجععل المزعفععر دون المعصععفر .قععال
البيهقي فيه :الصواب تحريم المعصفر عليه أيضا ،للخبار الصحيحة التي لععو بلغععت
الشافعي لقال بها ،وقععد أوصععى بالعمععل بالحععديث الصععحيح .ذكععر ذلععك فععي الروضععة
وغيرهعا .اه .وفعي التحفعة :قعال الزركشعي ععن العبيهقي :وللشعافعي نعص بحرمتعه،
فيحمل على ما بعد النسج ،والول على ما قبلععه ،وبععه تجتمععع الحععاديث الدالععة علععى
حله ،والدالة على حرمته ،ويرد بمخالفته لطلقهم الصريح في الحرمة مطلقععا ،ولععه
وجه وجيه ،وهو أن المصبوغ بالعصفر مععن لبععاس النسععاء المخصععوص بهععن فحععرم
للتشععبه بهععن ،كمععا أن المزعفععر كععذلك ،وإنمععا جععرى الخلف فععي المعصععفر دون
المزعفر ،لن الخيلء والتشبه فيه أكثر منهما في المعصععفر .واختلععف فععي الععورس،
فعألحقه جمعع متقعدمون بعالزعفران ،واععترض بعأن قضعية كلم الكعثرين حلعه .اه.
)قوله :ولبس الثوب المتنجس( معطوف على لبس الثوب المصبوغ ،أي ويجوز لبس
الثوب المتنجس ،أي ولو بغير معفو عنه ،لن تكليف اسععتدامة طهععارة الملبععوس ممععا
يشق ،خصوصا على الفقير ،وبالليل ،لن نجاسته عارضة سععهلة الزالععة .ومععع حععل
لبسه يحرم المكث به في المسجد من غيعر حاجععة إليععه -كمعا بحثععه الذرعععي -لنعه
يجب تنزيه المسجد عن النجس .قال في النهاية :ويستثنى من ذلك -أي من حل لبسه
-ما لو كان الوقت صائفا بحيث يعرق فيتنجس بدنه ويحتاج إلععى غسععله للصععلة مععع
تعذر الماء .اه .وقوله :مع تعذر الماء .قال سم :الفرق بين ما أفهمه من الجواز حيث
لم يتعذر الماء والمنع ،إذا كان بدنه مترطبععا بغيععر العععرق شععدة البتلء بععالعرق .اه.
)قوله :في غير نحو الصلة( متعلق بيجوز المقدر .أي يجوز لبس ذلك في غير نحععو
الصلة كالطواف والخطبة ،أما لبسه في نحععو ذلععك فيحععرم .وهععذا إن كععانت الصععلة
مفروضة ،ومثلها الطواف ،ولبسه بعد الشروع فيه .فإن كان مععا ذكععر نفل فل يحععرم
لجواز قطعه ،أو لبسه قبل الشععروع فيععه سععواء كععان فرضععا أو نفل واسععتمر فيععه فل
حرمه من جهة لبسه ،وإنما الحرمة من جهة تلبسه بعبادة فاسدة ،أو اسععتمراره فيهععا.
أفاده في النهاية) .قوله :حيث ل رطوبة( قيد في الجععواز ،أي يجععوز حيععث لععم توجععد
رطوبة ،أي في الثوب أو البدن ،فإن وجدت حرم لحرمة التلطيخ بالنجاسة) .قوله :ل
جلد ميتة( بالجر معطوف على الثوب المتنجس ،أي ل يجوز لبس جلععد ميتععة ،سععواء
كانت ميتة كلب ،أو خنزير ،أو غير ذلك .وعبارة التحفععة مععع الصععل :ل جلععد كلععب
وخنزير .وفرع أحدهما فل يحععل لبسععه لغلععظ نجاسععته إل لضععرورة كفجععأة قتععال ،أو
خوف نحو برد ولم يجد غيره ،نظير ما مر في الحرير .وخرج بلبسععه اسععتعماله فععي
غيععره ،كافتراشععه ،فيحععل قطعععا -كمععا فععي النععوار -وإن قععال الزركشععي المععذهب
المنصوص أنه ل ينتفع بشئ منهما .وكذا جلد الميتة غيرهمععا فيحععرم لبسعه فععي حععال
الختيار -في الصح -لنجاسة عينه ،مع ما عليه من التعبد باجتناب النجععس لقامععة
العبادة .اه) .وقوله :بل ضرورة( متعلق بيجوز المقدر ،واحترز بعه عمعا إذا وجعدت
ضرورة ،كخوف على نحو عضو من نحو شدة برد ،وكفجأة حرب ولم يجد ما يقععوم
مقامه ،فيجوز لبسععه وإلباسععه ،كأكععل الميتععة للمضععطر) .قععوله :كععافتراش جلععد سععبع(
الكاف للتنظير في عدم الجواز ،لكن قيده في التحفة بما إذا كان به شعععر .وعبارتهععا:
ويحرم نحو جلوس على جلد سبع كنمر وفهد به شعر ،وإن جعل إلى الرض -على
الوجه -لنععه مععن شععأن المتكععبرين .اه .ويؤخععذ مععن العلععة أن الحرمععة ل مععن جهععة
النجاسة ،فل ينافي حينئذ ما مر عنه قريبا مععن أن افععتراش جلععد الكلععب والخنزيععر ل
يحرم) .قوله :وله إطعام ميتة( أي يجوز للشخص إطعام ميتة) .وقععوله :لنحععو طيععر(
أي من كل حيوان طاهر أو نجس ،ككلب ،وخنزير) .قوله :ل كافر( أي ل يجوز
] [ 94
إطعامها لكافر ،أي وصبي غير مميز ،كما ل يجوز إطعامهععا للمسععلم وللصععبي
المميز .ولو قال لدمي ولو كععافرا لكععان أولععى) .قععوله :ومتنجععس لدابععة( أي ويجععوز
إطعام طعام متنجس ولو بمغلظ لدابة .ولو جمع بين هذا وما قبلععه وقععال :ولععه إطعععام
ميتة ومتنجس لدابة لكععان أخصععر وأولععى ،ليهععام عبععارته أن نحععو الطيععر ليععس مععن
الدواب ،وليس كذلك ،ويدل له قوله تعالى) * :والع خلععق كععل دابععة معن مععاء( * قععال
المفسرون :الدابة كل ما دب على الرض من الحيوان ،وكمععا يجععوز إطعععام الععدواب
ذلك يجوز إسقاؤها الماء المتنجس) .قوله :ويحل مع الكراهة استعمال العاج( عبععارة
الروض وشرحه :ولو كان النجس مشط عاج جافا فإنه يحععرم اسععتعماله .والتصععريح
بهذا من زيادته على الروض أخذه من كلم الرافعي في الكلم علععى وصععل الشعععر،
ومن كلم السنوي هنا ،فإنه رد به قول النووي فععي مجمععوعه المشععهور للصععحاب
أن استعمال العاج في الرأس واللحية حيث ل رطوبععة يكععره ،ول يحععرم ،فقععال :ومععا
قاله غريب ووهم عجيب ،فإن هذا التفصيل إنما ذكره الصحاب في وضع الشئ في
الناء منه -أي العاج -فالتبس عليععه ذلععك بالسععتعمال فععي البععدن .اه .ومععا قععال هععو
الغريععب ،والععوهم العجيععب ،فقععد نععص علععى التفصععيل المععذكور فععي المشععط والنععاء:
الشافعي في البويطي ،وجزم به جمع منهععم القاضععي أبععو الطيععب ،والشععيخ أبععو علععي
الطبري ،والماوردي ،وكأنهم استثنوا العاج لشدة جفافه مع ظهور رونقه .اه .قععال ع
ش :وينبغي جواز حمله لقصد استعماله عند الحتياج إليه ،ومعلوم أن محل ذلك فععي
غير الصلة ونحوها ،أما فيهما فل يجوز ،لوجوب اجتناب النجاسة فيهما في الثععوب
والبدن والمكان .اه .وفي المصباح :والعاج أنياب الفيل ،قال الليث :ول يسععمى غيععر
الناب عاجا ،والعاج ظهر السلحفاة البحرية .وعليه يحمل أنععه كععان لفاطمععة -رضععي
ال عنها -سوار مععن عععاج .ول يجععوز حملععه علععى أنيععاب الفيلععة ،لن أنيابهععا ميتععة،
بخلف السلحفاة .والحديث حجة لمن يقول بالطهارة .اه) .قوله :في الرأس واللحيععة(
يفيد أنه لو استعمله في غيرهما من بقية البدن حرم) .قوله :حيث ل رطوبععة( ظععرف
متعلق بيحل ،أي يحل ذلك حيث ل رطوبة موجودة ،أي فععي الععرأس واللحيععة أو فععي
العاج .فإن وجدت الرطوبة حرم ،لتلطخ الرأس واللحية حينئذ بالنجاسة ،وهو حععرام.
)قوله :وإسععراج بمتنجععس( معطععوف علععى اسععتعمال العععاج ،أي ويحععل مععع الكراهععة
إسراج بمتنجس ،لنه )ص( سئل عن الفأرة تقع في السمن الذائب ،فقال :استصععبحوا
به أو قال :انتفعوا بععه .رواه الطحععاوي ووثععق رواتععه .وحينئذ يجععوز إصععلح الفتيلععة
بإصبعه ،ويعفى عما أصابه منه لقتله) .قوله :بغير مغلظ( متعلق بمتنجس ،أي بععدهن
متنجس بنجاسة غير مغلظة ،وهي نجاسة الكلب والخنزير .فععإن كععان متنجسععا بععه ل
يحل السراج به لغلظ نجاسته ،ويحل السععراج أيضععا بععدهن نجععس ،كععدهن الميتععة -
غير دهن الكلب والخنزير -أما هعو فل يحعل لغلظعه) .قعوله :إل فعي مسعجد( أي إل
السراج به في مسجد ،فإنه يحرم مطلقا ،انفصل منه دخعان معؤثر فعي نحعو حيطعانه
ولو قليل أم ل ،لحرمة إدخال النجاسة فيه لشرفه .نعم ،إن لم يوجد ما يوقد به غيره،
واضطر إليه .اتجه جوازه للضرورة بشرط مععن تلععويث المسععجد بععه .ومثععل المسععجد
الموقوف ،فيحرم السراج فيه بالنجس ،بشرط تلويثه به ،فإن لم يحصععل منععه تلععويث
جاز ،وأما ملك الغير ،كالدار المستأجرة والمعارة ،إن أدى السععراج بععه إلععى تنجععس
شئ منه بما ل يعفى عنه ،أو بما ينقص قيمته أو أجرته بأن طال زمنععه بحيععث يعلععق
الدخان بالسقف أو الجدران حرم ،وإل فل يحرم .ويجوز تنجيسه بما جرت العادة به
كتربية الدجاج ،والحمام ،ونحو ذلك ،وكذا الموقوف) .قوله :وإن قل دخانه( غاية في
حرمة السراج بالمتنجس في المسععجد) .قععوله :خلفععا لجمععع( أي قععالوا بعععدم حرمععة
السراج به في المسجد ،وعللععوا ذلععك بقلعة الععدخان) .قععوله :وتسععميد أرض( بععالرفع.
معطوف على استعمال العاج أيضا ،أي ويحل مععع الكراهععة تسععميد أرض ،أي جعععل
سماد أي سرجين بها ،للحاجة إليه) .وقوله :بنجس( متعلق بتسععميد ،ول حاجععة إليععه،
لنه مستفاد من لفظ تسميد ،هكذا في شرح الروض والفتح .ثم رأيععت فععي المصععباح:
أن السماد ما يصلح به الزرع من تراب وسرجين ،وعليه :فيكععون قععوله بنجععس قيععدا
لخراج التراب ،فإنه ل كراهعة فيعه .وعبعارته :السعماد ،وزان سعلم ،معا يصعلح بعه
الزرع من تراب وسرجين .وسمدت الرض تسميدا :أصلحتها بالسماد .اه) .قوله:
] [ 95
ل اقتناء كلب( أي ل يحل اقتناؤه) .وقوله :إل لصععيد أو حفععظ مععال( أي فيحععل،
وذلك لما صح أنه )ص( قال :من اقتنى كلبا ،إل كلب ماشععية أو ضععاربا ،نقععص مععن
أجره كل يوم قيراطان .وفي رواية عن ابن عمر أنه قال :قال )ص( :من اتخذ كلبععا،
إل كلب زرع ،أو غنم ،أو صيد ،ينقص من أجره كل يوم قيراط) .قوله :ويكعره ولعو
لمرأة إلخ( المناسب تقديم هذا على قوله :ويجوز لبس الثوب المصبوغ .إلخ) .قوله:
غير الكعبة( أما هي ،فيحل تزيينها حتى بالحرير إن خل عن نقد ،ومثلها قبره )ص(
وسائر النبياء ،لفعل السلف والخلف) .قوله :كمشهد صالح( أي كقععبره ،وهععو تمثيععل
لغير الكعبة .وفي ع ش ما نصه :قعال سعم علعى منهعج :اعتمعد م ر أن سعتر تعوابيت
الصبيان والنسعاء والمجعانين وقبعورهم بعالحرير جعائز كعالتكفين ،بعل أولعى ،بخلف
توابيت الصالحين من الذكور البالغين العاقلين ،فإنه يحرم سترها بععالحرير .ثععم قععال:
ثم وقع منه الميل لحرمة ستر قبور النساء بالحرير ،ووافق على جواز تغطية محارة
المرأة) .فرع( هل يجوز الدخول بين سعتر الكعبعة وجعدارها لنحعو العدعاء ؟ ل يبععد
جواز ذلك ،لنه ليس استعمال ،وهو دخول لحاجععة .وهععل يجععوز اللتصععاق لسععترها
من خارج فععي نحععو الملععتزم ؟ فيععه نظععر ،فليحععرر .اه .وقععوله :وهععو دخععول لحاجععة
)أقول( :قد تمنع الحاجة فيما ذكر ،ويقال بالحرمة ،لن الععدعاء ليععس خاصععا بععدخوله
تحت سترها ،ويفرق بين هععذا وبيععن جععواز اللتصععاق لسععترها مععن خععارج فععي نحععو
الملتزم ،بأن الملتزم ونحوه مطلوب فيه أدعية مخصوصة .وقوله :فيه نظععر فليحععرر
-الظاهر الجواز .اه .بتصرف) .قوله :بغير حرير( متعلق بتزيين) .قععوله :ويحععرم(
أي الععتزيين) .وقععوله :بععه( أي بععالحرير .زاد فععي النهايععة :والصععور ،وعلععل الحرمععة
بعموم الخبار) .قوله :وتعمم( معطوف على غسل ،أي وسن لمريدها تعمععم) .قععوله:
لخبر :إن ال وملئكته إلخ( أي ولخبر :صععلة بعمامععة أفضععل مععن خمععس وعشععرين
بغير عمامة ،وجمعة بعمامة أفضل من سبعين بغير عمامة وعن علععي -رضععي ال ع
عنه :-العمائم تيجان العرب .وكانت عمائم الملئكععة يععوم بععدر بيضععاء ،ويععوم حنيععن
حمراء) .قوله :ويسن( أي التعميم .وعبارة التحفة :وتسععن العمامععة للصععلة ،ولقصععد
التجمل ،للحاديث الكععثيرة فيهععا ،واشععتداد ضعععف كععثير منهععا يجععبره كععثرة طرقهععا،
وزعععم وضععع كععثير منهععا تسععاهل ،كمععا هععو عععادة ابععن الجععوزي هنععا ،والحععاكم فععي
التصحيح -أل تععرى إلععى حععديث :اعتمععوا تععزدادوا حلمععا .حيععث حكععم ابععن الجععوزي
بوضعه ،والحاكم بصحته ،استرواحا منهما علععى عادتهمععا ؟ وتحصععل السععنة بكونهععا
على الرأس أو نحو قلنسوة تحتها .اه) .قوله :وورد في حديث ضعيف إلخ( قععال فععي
التحفة :لكنه شديد الضعععف ،وهععو وحععده ل يحتععج بععه ول فععي فضععائل العمععال .اه.
)قوله :وينبغي ضبط طولها وعرضها إلخ( هذا تقييد لما يدل عليه الحععديث الصععحيح
من أفضلية كبرها ،فكأنه قال :محله إن كان الكععبر يليععق بععه ،وإل فليفعععل اللئق بععه.
قال ابن القيم :لم تكن عمامته )ص( كبيرة يؤذي الععرأس حملهععا ،ول صععغيرة تقصععر
عن وقاية الرأس من نحعو حعر أو بعرد ،بعل كعانت وسعطا بيعن ذلعك ،وخيعر المعور
الوسط .اه) .قوله :فإن زاد فيها( أي العمامة على ذلك ،أي على ما يليق بععه) .قععوله:
كره( أي الزائد .وفي فتاوي ابن حجر ما نصه) :سئل( هل العمامة الكبيرة والتي بل
عذبة مكروهة أو ل ؟ )فأجاب( :إن كان كبرها لعذر ،كبرد ونحوه ،أو لكععون كبرهععا
من شعار علماء تلك الناحية وهو منهم ،ول يعرف ويقتدى بقوله ويمتثل أمره إل إن
كان عليه شعارهم ،فل كراهة في كبرها ،بل هو حينئذ بقصد العذر سععنة أو واجععب،
لن التوقي عن الفات والمهالك مندوب ،بل واجب إن انحصر ذلك التوقي فععي شععئ
بعينه ،ولن اتخاذ شعار العلماء لمن هو منهم وتوقفت معرفة كععونه منهععم علععى ذلععك
سنة مؤكدة ،لنا مأمورون بنشر العلم ،وهداية الضعالين ،وإرشععاد المسترشعدين إلعخ.
اه) .قوله :وتنحرم مروءة فقيه بلبس عمامة سوقي ل تليق إلخ( ومثل العمامة غيرها
من سائر الثياب ،فتنخرم مروءة فقيه يلبس ثياب سعوقي ،وكععذا عكسعه .وكتععب ع ش
على قول م ر :نعم ،ما صار شعارا للعلماء يندب لهم لبسه ليعرفوا ما
] [ 96
نصه ،أي ويحرم على غيرهم التشبيه بهم فيه ليلحقوا بهم .وعبارة طب في ليلة
النصف .وبحث الزركشي أنه يحرم على غير الصععالح العتزيي بعه إن غعر بعه غيععره
حتى يظن صلحه فيعطيععه ،قععال بعضععهم :وهععو ظععاهر ،إن قصععد بععه هععذا التغريععر.
فليتأمل .ومثله من تزيا بزي العالم ،وقد كثر في زماننا .اه) .قععوله :قععال الحفععاظ :لععم
يتحرر إلخ( قال حجر :وما وقع للطبري من أن طولها نحو سععبعة أذرع ،ولغيععره أن
طولها سبعة أذرع في عرض ذراع ،ل أصل له ،لكن ذكر النووي أنه كان له )ص(
عمامة قصيرة ،وكانت سعتة أذرع ،وعمامعة طويلعة وكعانت اثنعي عشعر ذراععا .ول
يسن تحنيك العمامععة عنععد الشععافعية ،وهععو تحععديق الرقبععة ومععا تحععت الحنععك واللحيععة
ببعض العمامععة .واختععار بعععض الحفععاظ مععا عليععه كععثيرون ،أنععه يسععن .وأطععالوا فععي
الستدلل له بما رد عليهم) .قوله :فعل العذبة( هي اسم لقطعة من القماش تغرز فععي
مؤخر العمامة .وينبغي أن يقوم مقامها إرخاء جزء معن طععرف العمامععة مععن محلهععا.
اه .ع ش) .قوله :وتركها( أي وله ترك العذبة) .قوله :ل كراهة في واحد منهما( أي
الفعل والترك) .قوله :زاد النووي( أي علة عدم الكراهة ،وهي لنه إلخ) .قوله :لكععن
قد ورد إلخ( استدراك مما يفيده قول الشيخين فله فعل .إلخ .من أن ذلك جائز جععوازا
مستوي الطرفين .وأفاد به أن المراد بالجواز ما يشمل الندب .وعبارة التحفععة :وجععاء
في العذبة أحاديث كثيرة ،منها صععحيح ،ومنهععا حسععن ،ناصععة علععى فعلععه )ص( لهععا
لنفسه ولجماعة من أصحابه وعلى أمره بها ،ولجل هذا تعيععن تأويععل قععول الشععيخين
وغيرهما من تعمم فله إلخ :بأن المراد من فعل العذبة الجواز الشامل للنععدب .وتركععه
)ص( لها في بعض الحيان إنمععا يعدل علععى ععدم وجوبهععا ،أو ععدم تأكععد نعدبها .اه.
)وقوله :أحاديث صحيحة( منها معا روى ععن نعافع ابعن عمعر :كعان النعبي )ص( إذا
اعتم سدل عمامته بين كتفيه .أي إذا لف عمامته على رأسه أرخى طرفها بين كتفيه.
قال بعضهم :وكأن حكمة سنها :ما فيها من تحسين الهيئة) .قعوله :وقعد صععرحوا( أي
الفقهاء) .وقوله :بأن أصلها( أي العذبة ،بقطع النظر عن كيفية إرسالها ،هل من جهة
اليمين أو اليسار أو بين الكتفين ؟ وهذا يفيد أنه لم يرد في كيفية إرسععالها شععئ .وفععي
التحفة خلفه ،وعبارتها :وقد استدلوا بكونه )ص( أرسععلها بيععن الكتفيععن تععارة ،وإلععى
الجانب اليمن أخرى ،على أن كل منهما سنة ،وهذا تصريح منهم بأن أصععلها سععنة،
لن السنية في إرسالها إذا أخذت من فعله )ص( له ،فأولى أن تؤخذ سنية أصلها مععن
فعله لها ،وأمره بهذا متكررا .اه) .قوله :وإرسالها( أي العذبععة) .وقععوله :أفضععل( أي
لن حديث الول أصح) .وقععوله :منعه( أي مععن إرسععالها) .وقععوله :علععى اليمعن( أي
الجانب اليمن) .قوله :ول أصل في اختيار إلععخ( أي ول دليععل علععى اختيععار إرسععال
العذبة على الشق اليسععر .قععال فععي التحفععة :وأمععا إرسععال الصععوفية لهععا مععن الجععانب
اليسر لكونه جانب القلب ،فتذكر تفريغه مما سوى ربه ،فهو شئ استحسععنوه والظعن
بهم أنهم لم يبلغهم في ذلك سنة ،فكانوا معذورين .وأما بعد أن بلغتهم السنة فل عععذر
لهم في مخالفتها .اه) .قوله :وأقل معا ورد فععي طولهععا( أي العذبعة .قععال فععي النهايعة:
ويحرم إطالتها طول فاحشا .اه .وقيد في التحفة حرمة إفحععاش الطععول بمععا إذا قصععد
الخيلء ،وقال :فإن لم يقصععد كععره) .قععوله :عليععك إلععخ( هععو اسععم فعععل بمعنععى الععزم،
والمصدر المؤول مفعوله ،أي الزم التعمم قائما ،والتسرول قاعدا .ومما ينسب لسيدنا
علي -رضي ال عنه :-ما تسبتسمكت قط ،ول تر بعلبنت قط ،ول تعمقعععددت قععط،
ول تسععرولقمت قععط .أي مععا أكلععت السععمك يععوم السععبت قععط ،ول شععربت اللبععن يععوم
الربعاء قط ،ول تعممت قاعدا قط ،ول تسرولت قائما قط) .قوله :ويكععره أن يمشععي
في نعل واحدة( أي أو نحوها ،كخف واحد .وذلك لخبر الصحيحين :ل يمشي أحععدكم
في النعل الواحدة ،لينعلهما جميعا ،أو ليخلعهما جميعا .وفي رواية لمسععلم :إذا انقطععع
شسع نعل أحدكم فل يمشي في الخرى حتى يصلحها .والمعنى فيه
] [ 97
أن مشيه يختل بذلك ،وقيل :لما فيه من ترك العدل بين الرجلين ،والعدل مأمور
به .وقيس بالنعل نحوها .اه .شرح الروض) .قوله :ولبسععها قائمععا( أي ويكععره لبسععها
قائما للنهععي الصععحيح عنععه ،خععوف انقلبععه .ويؤخععذ منععه أن المععداس المعروفععة الن
ونحوهععا ل يكععره فيهععا ذلععك ،إذ ل يخععاف منععه انقلب .ويسععن أن يبععدأ بيمينععه لبسععا.
ويسععاره خلعععا ،وأن يخلععع نحععو نعليععه إذا جلععس ،وأن يجعلهمععا وراءه أو بجنبععه ،إل
لعذر ،كخوف عليهما ،وذلك لخبر ابن عبععاس -رضععي الع عنهمععا :-مععن السععنة إذا
جلس الرجل أن يخلععع نعليععه فيجعلهمععا لجنبععه .رواه أبععو داود بإسععناد حسععن) .قععوله:
وتعليق جرس فيهععا( أي ويكععره تعليععق جععرس فععي النعععل ،أي ولععو كععان النعععل لععدفع
الهوام .كما يكره استصحابه مطلقا ،لما ورد أن ملئكة الرحمة ل تصععحب مععن كععان
معه ذلك ،فإن كان مع غيره ،وعجز عن إزالته ،وقال :اللهم إني أبرأ إليك ممععا فعععل
هؤلء ،فل تحرمني صحبة ملئكتك ،وبركتهم .لععم يحرمهمععا .وكععذا مععن أنكععر بقلبععه
عند عدم تمكنه من القول .كما استظهره العلمععة ابععن حجععر) .قععوله :ولمععن قعععد فععي
مكان إلخ( أي ويكره لمن قعد في مكان أن يفععارقه قبععل أن يععذكر الع فيععه ،لمععا روي
عن أبي هريرة -رضي ال عنه :-قال :قال رسول ال )ص( :ما مععن قععوم يقومععون
من مجلس ل يذكرون ال تعالى فيه إل قاموا عن مثل جيفة حمار ،وكان لهم حسرة.
وعنه أيضا ،عن رسول ال )ص( ،قال :من قعد مقعدا لم يذكر ال تعالى فيعه ،كععانت
عليه من ال ترة .وهي بكسر التاء وتخفيف الراء .ومعناه نقص ،وقيل :تبعة ،وقيععل:
حسرة .وعنه أيضا ،عن النبي )ص( ،قال :ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الع تعععالى
ولم يصلوا على نبيهم فيه إل كان عليهم ترة ،فإن شععاء عععذبهم ،وإن شععاء غفععر لهععم.
وعنه أيضا ،قال :قال رسول ال )ص( :من جلس في مجلس فكععثر فيععه لغطععه ،فقععال
قبععل أن يقععوم مععن مجلسعه ذلععك :سععبحانك اللهععم وبحمععدك ،أشععهد أن ل إلععه إل أنععت،
أستغفرك وأتوب إليك .إل غفر له ما كان في مجلسه ذلك .وفعي حليعة الوليعاء ،ععن
علي -رضي ال عنه -قال :من أحععب أن يكتععال بالمكيععال الوفععى ،فليقععل فععي آخععر
مجلسه ،أو حين يقوم :سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،وسلم علععى المرسععلين،
والحمععد لع رب الععالمين) .قعوله :وتطيععب( معطعوف علعى غسعل ،أي وسعن لمريعد
الجمعة تطيب ،أي استعمال الطيب) .قوله :لغير صععائم( أي غيععر محععرم .أمععا الول
فيكره له استعمال الطيب .وأما الثاني فيحععرم .وهعذا التفصععيل فعي حععق العذكر .وأمععا
المرأة والخنثى فيكره لهما الطيب عند إرادتهمععا حضععور الجمعععة مطلقععا ،كمععا يكععره
لهما الزينة ومفاخر الثياب عندما ذكر .نعم ،يسن لهما قطع الرائحة الكريهة) .قععوله:
لمععا فععي الخععبر الصععحيح( أي ولقععول الشععافعي -رضععي ال ع عنععه -التععي) :قععوله:
والتطيب بالمسك أفضل( قال في الفتح :وأفضععل منععه المخلععوط بمععاء الععورد) .قععوله:
وندب تزين بإزالة ظفر إلخ( للخبار التية) .قوله :ل إحععداهما( أي ل ينععدب الععتزين
بإزالة ظفر من إحداهما) .قوله :فيكععره( جععواب شععرط مقععدر ،أي أمععا الععتزين بإزالععة
الظفر من إحداهما فيكره ،إن لم يكن هناك عذر) .قوله :وشعر نحو إبطععه( معطععوف
على ظفر ،أي وندب تزين بإزالة شعر نحو إبطه .والمراد بنحو ذلك :ما عدا الععرأس
-كأنفه -أما هو فل يندب إزالة شعرة إل في النسك ،وفي المولود في سابع ولدتععه،
وفي الكافر إذا أسلم وأما في غير ذلك فهو مباح ،إل إن تععأذى ببقععاء شعععره ،أو شععق
عليه تعهده ،فيندب .قال ع ش :وكذا يندب إذا صار تركه مخل بالمروءة .وينبغي له
إذا أراد الجمع بين الحلق والغسل يوم الجمعة ،أن يؤخر الحلععق عععن الغسععل إذا كععان
عليه جنابة ليزيل الغسل أثرها عن الشعر .اه) .قوله :وعانته( إن جعلت اسما للنابت
-كما هو الشهر -فهي معطوفة على شعر ،وإن جعلت اسما للمنبت فهععي معطوفععة
على نحو إبطه .وعلى كل ،هو من عطععف الخععاص علععى العععام) .قععوله :لغيععر مريععد
التضحية( متعلق بندب ،أي ندب التزين لغير مريد التضحية) .وقوله :في عشر ذي
] [ 98
الحجة( ظاهر صنيعه أنه متعلق بمريد ،وهو ل يصح ،كما هو ظععاهر ،فيتعيععن
أن يكون متعلقا بمحذوف ،هو مفهوم قوله لغير مريد التضحية أي أما هو ،فيكععره لععه
التزين بذلك في عشر ذي الحجة .ويدل على ذلك تصريحه به في مبحععث الضععحية،
وعبارته هناك :وكره لمريدها إزالة نحو شعره في عشر ذي الحجة ،وأيععام التشععريق
حتى يضحي .اه .ولو صرح به هنا لكان أولى) .قوله :وذلععك( أي نععدب الععتزين بمععا
ذكر ،للتباع ،والولى تأخيره عععن قععوله بعععده وبقععص إلععخ ،ليكععون دليل لععه أيضععا.
)قوله :وبقص شاربه( معطعوف علعى بإزالعة ،أي ونعدب تزيعن بقعص شعاربه ،وهعو
المراد بالحفاء المأمور به فععي خععبر الصععحيحين ،ويكععره استئصععاله وحلقععه) .قععوله:
وإزالععة ريععح كريععه( بععالرفع معطععوف علععى تزيععن ،أي ونععدب إزالععة إلععخ .وبععالجر،
معطوف على إزالة ،أي وندب تزين بإزالة ريح كريععه ،أي بالمععاء أو غيععره) .قععوله:
والمعتمد في كيفية تقليم إلخ( يعني أن المعتمد في إزالة الظفار مخالفتها ،لمععا روي:
من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينه رمدا) .وقوله :أن يبتععدئ بمسعبحة يمينعه إلعخ(
وقيل يبدأ بخنصر اليمنى ،ثم الوسطى ،ثم البهام ،ثم البنصر ،ثععم السععبابة ،ثععم إبهععام
اليسععرى ،ثععم الوسععطى ،ثععم الخنصععر ،ثععم السععبابة ،ثععم البنصععر) .قععوله :والرجليععن(
معطوف على اليدين ،أي والمعتمد في كيفيععة تقليععم الرجليععن) .قععوله :وينبغععي البععدار
بغسل محل القلم( وذلك لن الحك به قبل الغسل يخشى منععه الععبرص) .قععوله :ويسععن
فعل ذلك( أي التزين بما ذكر .والولى ،ويسن ذلك ،بحذف لفظ :فعععل) .وقععوله :يععوم
الخميس أو بكرة الجمعة( أي لورود كل .قال السيوطي في رسالته المسماة )بالسفار
عن قلم الظفار( ما نصه :أخرج البزار والطبراني في الوسط ،عن أبي هريرة ،أن
رسول ال )ص( كان يقلم أظفععاره ،ويقععص شعاربه يعوم الجمععة قبععل أن يخعرج إلععى
الصلة .وأخرج الطبراني عن عائشة -رضي ال عنععه -أن النععبي )ص( قععال :مععن
قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء في مثلها وأخرج البيهقي في سعننه ،ععن نععافع
أن عبد ال بن عمر كان يقلم أظفععاره ،ويقععص شععاربه فععي كععل جمعععة .وأخععرج عبععد
الرازق عن سفيان الثععوري أنععه كععان يقلععم أظفععاره يععوم الخميععس ،فقيععل لععه غععدا يععوم
الجمعة .فقال :السنة ل تؤخر .وأخرج الديلمي في مسند الفردوس ،عععن أبععي هريععرة
مرفوعا :من أراد أن يأمن الفقر ،وشكاية العمى ،والبرص ،والجنون ،فليقلععم أظفععاره
يوم الخميس بعد العصر .اه .وفي النهاية :قال في النوار :ويستحب قلم الظفار فععي
كل عشرة أيام ،وحلق العانة كل أربعين يوما .وهذا جري على الغالب .والمعتبر فععي
ذلك أنه مؤقت بطولها عادة .ويختلف حينئذ باختلف الشخاص والحععوال .اه .قععال
ابن حجر :وقد اشتهر على ألسنة الناس في ذلك وأيامه أشعار منسوبة لبعض الئمة،
وكلها زور وكذب .اه .وقوله :أشعععار ،منهععا قععول بعضععهم :فععي قععص الظفععار يععوم
السبت آكلة * * تبدو ،وفيما يليه تذهب الععبركه وعععالم فاضععل يبععدو بتلوهمععا * * وإن
يكن بالثلثا فاحذر الهلكه ويورث السوء في الخلق رابعها * * وفي الخميس غنععى
يأتي لمن سلكه والعلم والحلم زيدا في عروبتهععا * * عععن النععبي روينععا فععاقتفوا نسععكه
)قوله :وكره المحب الطبري نتععف إلععخ( عبععارة ع ش :وكععره المحععب الطععبري نتععف
النف .قال :بل يقصه ،لحديث فيه ،قيل :بل في حديث :إن في بقائه أمانا من الجذام.
اه .وينبغي أن محله :ما لم يحصععل منعه تشعويه ،وإل فينعدب قصععه .اه) .قعوله :قععال
الشافعي إلخ( المناسب تقديم هذا وذكره بعد قوله وتطيب ،أو بعععد قععوله كإزالععة ريععح
كريه ووسخ ،أو تأخير قوله وإزالة إلخ وتقديم قوله والمعتمد في كيفية تقليم إلى قوله
لحديث فيه عليه) .وقوله :قل همه( الفرق بين
] [ 99
الهم والغم ،كما قاله الحليمي :أن الهم ينشأ عنه النوم ،والغععم ينشععأ عنععه عععدمه.
اه .بجيرمي) .قوله :وسن إنصات( أي على الجديد ،والقععديم يععوجبه ،ويحععرم الكلم.
ومحل الخلف :في كلم ل يتعلق به غرض مهدم ناجز ،فإن تعلق به ذلك -كمععا لععو
رأى أعمى يقع في بئر -لم يكن حراما قطعا ،بل قد يجب عليععه ذلععك ،لكععن يسععتحب
أن يقتصر على الشارة إن أغنت عن الكلم) .قوله :أي سكوت مععع إصعغاء( تفسعير
للنصات ،والصغاء هو إلقاء السمع إلى الخطيب ،فإذا انفك السكوت عن الصععغاء
فل يسمى إنصاتا) .قوله :الخطبة( متعلق بإنصات ،أي وسن إنصععات لخطبععة ،لقععوله
تعالى) * :وإذا قرئ القرآن( * أي الخطبة * )فاستمعوا له وأنصتوا( *) .قوله :ويسن
ذلك( أي النصات .والولى والخصععر حععذف هععذا ،والقتصععار علععى الغايععة بعععده.
)قوله :وإن لم يسمع الخطبة( غاية في السنية ،وأفهمت أن ندب النصععات ل يختععص
بالربعين ،بل سائر الحاضرين فيععه سععواء .قععال الكععردي :قععال فععي اليعععاب تجععويز
الكلم هنا ل ينافي ما مر من وجوب استماع أربعين للخطبة ،وأن ذلك شرط لصعحة
الصلة ،وبيانه :أن الواجب إنمععا هععو اسععتماع الركععان فقععط ،فلععو تكلععم الكععل إل فععي
الركان جاز عندنا ،وإن تكلم واحد من الربعين بحيث انتفى سماعه لبعض الركان
أثم ،ل من حيث الكلم ،بل من حيث تفويته الشرط الذي هو سماع كل الركان إلععخ.
وسبق عن م ر أن الشرط إنما هو السععماع بععالقوة ،ل بالفعععل .اه) .قععوله :نعععم ،إلععخ(
إلخ .وسبق عن م ر أن الشرط إنما هععو السععماع بععالقوة ،ل بالفعععل .اه) .قععوله :نعععم،
إلخ( استدراك من سنية النصات بالنسبة لحد شقي الغاية المفهمة أن غير النصات
ل يسن ،وأفاد به أن هذا المفهوم ليس مرادا ،بل الولى له في هذه الحالععة مععا ذكععره.
)قععوله :أن يشععتغل بععالتلوة والععذكر( قععال ع ش :بععل ينبغععي أن يقععال أن الفضععل لععه
اشتغاله بالصلة على النبي )ص( مقدما على التلوة ،لغير سععورة الكهععف ،والععذكر،
لنها شعار اليوم .اه) .قععوله :سععرا( أي بحيععث ل يشععوش علععى الحاضععرين) .قععوله:
ويكره الكلم( أي الظاهر الية السابقة ،وخبر مسلم :إذا قلت لصاحبك أنصت -يععوم
الجمعة -والمام يخطب ،فقععد لغعوت) .قعوله :ول يحععرم( أي الكلم ،للخبعار الدالععة
على جوازه ،كخبر الصععحيحين .عععن أنععس -رضععي الع عنععه :-بينمععا النععبي )ص(
يخطب يوم جمعة قام أعرابي ،فقال :يا رسول ال ،هلك المال ،وجععاع العيععال ،فععادع
ال لنا .فرفع يديه ودعا .وخبر البيهقي بسند صحيح ،عن أنس -رضي ال عنه -أن
رجل دخل والنبي )ص( يخطب يوم الجمعة ،فقال :متى الساعة ؟ فأومععأ النععاس إليععه
بالسكوت ،فلم يقبل ،وأعاد الكلم ،فقاله له النبي )ص( :ما أعععددت لهععا ؟ قععال :حععب
ال ورسوله .قال :إنك مع من أحببت .وجعه الدللععة أنععه عليعه السععلم لععم ينكععر عليعه
الكلم ،ولم يبين له وجوب السععكوت .وبععه يعلععم أن المععر للنععدب فععي) * :وإذا قععرئ
القرآن فاستمعوا له وأنصتوا( * ) (1بناء علععى أنععه الخطبععة ،وأن المععراد بععاللغو فععي
خبر مسلم :إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والمام يخطب ،فقد لغععوت ،مخالفععة
السنة) .قوله :خلفا للئمة الثلثة( أي حيث قععالوا بحرمتععه) .فععائدة( لععو كلععم شععافعي
مالكيا وقت الخطبة ،فهل يحرم عليه ،كمععا لععو لعععب الشععافعي مععع الحنفععي الشععطرنج
لعانته لععه علععى المعصععية أو ل ؟ القععرب عععدم الحرمععة .ويفععرق بينهمععا بععأن لعععب
الشطرنج لما لم يتأت إل منهما كان الشافعي كالملجئ له ،بخلفععه فععي مسععألتنا ،فععإنه
حيث أجابه المالكي وتكلم معه كان باختياره لتمكنه من أنه ل يجيبه .ويؤخذ منععه أنععه
لو كان إذا لم يجبه لحصل له منه ضرر ،لكون الشععافعي المكلععم أميععرا أو ذا سععطوة،
يحرم عليه ،لكن ل من جهة الكلم ،بل من جهة الكععراه علععى المعصععية .اه .ع ش.
)قوله :حالة الخطبة( متعلق بيكره .والمراد حال ذكر أركانهععا ،بععدليل قععوله بعععد :ول
حال الدعاء للملوك) .قوله:
] [ 100
ل قبلها إلخ( أي ل يكععره الكلم قبععل الخطبععة .قععال فععي النهايععة :لنعه قبععل ذلععك
يحتاج إلى الكلم غالبا) .قوله :ولو بعد الجلوس على المنبر( غاية في عععدم الكراهععة
قبلها .قال البجيرمي :وهذا بخلف الصلة ،فإنها تحرم بمجرد جلوسعه علعى المنععبر،
وإن لم يشرع في الخطبة ،وإن علم أنه يفرغ من الصععلة ويععدرك أول الخطبععة .كمععا
اعتمده م ر .اه .والفرق أن قطع الكلم هين ،بخلف الصلة) .قوله :ول بعععدها( أي
ول يكره الكلم بعدها ،أي بعد تمام الخطبة) .قوله :ول بين الخطبتين( أي ول يكععره
بين الخطبتين) .قوله :ول حال الدعاء للملوك( أي ول يكره حال الدعاء للملععوك ،أي
لنه ليس من الركان .ومثل الدعاء لهم :الترضي عن الصععحابة) .قععوله :ول لععداخل
مسجد إلخ( أي ول يكره الكلم لداخل المسجد في أثناء الخطبة إل إن اتخذ لععه مكانععا
واستقر فيه جلس أول فإنه يكره .وعبارة الروض وشرحه :ويباح الكلم للععداخل فععي
أثنائها ما لم يجلس ،يعني ما لم يتخذ له مكانا ويسععتقر فيعه ،والتقييععد بعالجلوس جععري
على الغالب .اه) .قوله :ويكره للداخل السلم( أي على المسععتمع .قععال ع ش :ومثلععه
الخطيب .وينبغي أن ل يعععد نسععيانه لمععا هععو فيععه عععذرا فععي وجععوب الععرد عليععه .اه.
ويستثنى الخطيب ،فل يكره له السلم) .قوله :وإن لععم يأخععذ لنفسععه مكانععا( غايععة فععي
الكراهة) .قوله :لشتغال إلخ( علة للكراهة ،والشتغال يكععون بالسععتماع للخطبععة إن
كان المسلم عليه من السامعين ،وبقراءة الخطبة إن كان هو الخطيب) .وقوله :المسلم
عليهم( يقرأ بصيغة المبني للمفعول ،والجار والمجرور نائب فاعله) .قوله :فإن سلم(
أي الععداخل) .قععوله :لزمهععم الععرد( أي وإن كععره السععلم ،لن كراهتععه ليسععت ذاتيععة،
بخلفه علععى نحعو قاضععي الحاجععة ،فععإن الكراهعة فيعه ذاتيعة .ولعذلك ل يلزمعه الععرد.
وعبارة النهاية :وإنما لم يجب الرد على نحو قاضي الحاجة ،لن الخطاب منه ومعععه
سفه وقلة مروءة ،فل يلئمه الععرد ،بخلفععه هنععا ،فععإنه يلئمععة ،لن عععدم مشععروعيته
لعارض ،ل لذاته ،بخلفععه ثععم ،فل إشععكال .اه .وخععالف الغزالععي فععي وجععوب الععرد،
وعبارته :ول يسلم من دخل والخطيب يخطب ،فإن سلم لم يستحق جوابا .اه) .قوله:
ويسن تشميت الععاطس( أي إذا عطعس حعال الخطبعة .ولسعنية التشعميت شعروط ،أن
يحمد ال تعالى العاطس ،وأن ل يزيد على الثلث ،وأن ل يكون بسبب .ففي صحيح
مسلم :عن أبي موسى الشعري -رضي ال عنععه -قععال :سععمعت رسععول الع )ص(
يقول :إذا عطس أحدكم فحمد ال تعالى فشمتوه ،فإن لم يحمد ال فل تشععمتوه .وروي
عن أبي هريرة -رضي ال عنه -قال :سمعت رسععول ال ع )ص( يقععول :إذا عطععس
أحدكم فليشمته جليسه ،وإن زاد على ثلث فهو مزكععوم ،ول يشععمت بعععد ثلث .قععال
النووي في الذكار :واختلف العلماء فيه ،فقال ابن العربي المالكي :قيل يقععال لععه فععي
الثالثة إنك مزكوم .قال :والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعععد هععذا ،لن هععذا الععذي
بك زكام ومرض ،ل خفة العطاس .اه .وإنما لم يكره التشميت -كسائر الكلم -لن
سببه قهري) .قوله :والرد عليه( الضععمير يعععود علععى المشععمت بصععيغة اسععم الفاعععل
المفهوم من تشميت ،وإن كان ظاهر صنيعه أنه يعود على العاطس ،أي ويسععن الععرد
من العاطس على المشمت بأن يقول العاطس للمشمت -بعد قوله لععه يرحمععك ال ع ،-
يهديكم ال ويصلح بالكم .قال النووي في الذكار :وروينا في صععحيح البخععاري عععن
أبي هريرة عن النبي )ص( ،قال :إذا عطس أحدكم فليقل الحمد ل ،وليقل له أخوة أو
صاحبه :يرحمك ال ،فإذا قال له يرحمك ال ،فليقععل :يهععديكم الع ويصععلح بععالكم .أي
شأنكم .اه) .قوله :ورفع الصوت( أي ويسن رفع الصوت حال الخطبة) .وقوله :مععن
غير مبالغة( أما معها فيكره) .قوله :بالصلة إلخ( متعلق برفع الصوت) .قععوله :عنععد
ذكر إلخ( متعلق بيسن المقدر) .وقوله :اسمه( أي النععبي )ص() .وسععئل( ابععن حجععر:
هل يجوز للحاضرين والمؤذنين إذا سمعوا اسم النبي )ص( أن يصلوا عليه جهرا أو
ل ؟ )فأجاب( بقوله :أما حكم الصلة عليه )ص( ،عند سماع ذكره برفع الصوت من
غير مبالغة ،فهو أنه جائز بل كراهة ،بل هو
] [ 101
سنة .وعبارة العباب وشعرحي لعه :قعال النعووي وغيعره :ول يكعره أيضعا رفعع
الصوت بل مبالغة في الصلة على النبي )ص( إذا قرأ الخطيب) * :إن ال وملئكته
يصلون على النبي( * ) (1الية .ونقل الروياني ذلك عن الصحاب ،فقال :إنه يكون
كالتشميت ،لنععه كل سععنة .فقععول القاضععي أبععي الطيععب يكععره لنععه يقطععع السععتماع،
ضعيف .بل صوب الزركشي خلفه .اه) .قوله :قععال شععيخنا( لعلععه فععي غيععر التحفععة
وفتح الجواد والفتاوي من بقية كتبه .نعم ،العبارة التي نقلتها عن الفتاوي -عند قععول
الشارح :ويسن الدعاء لولة الصحابة -فيها حكم التأمين معن السعامعين ،وفيهعا حكعم
ترضي الخطيب عنهم .وأما ترضي السامعين المراد هنا فلم يععذكر فيهععا) .قععوله :ول
يبعد ندب الترضي عععن الصععحابة( أي ترضععي السععامعين عنهععم عنععد ذكععر الخطيععب
أسماءهم) .قوله :بل رفع صوت( متعلفق بندب .أما مع رفع الصوت فل ينععدب ،لن
فيه تشويشا )قوله :وكذا التأمين إلخ( أي وكذا ل يبعععد نعدب التععأمين بل رفععع صععوت
لععدعاء الخطيععب) .قععوله :وتكععره تحريمععا( أي كراهععة تحريععم ،فهععو منصععوب علععى
المفعولية المطلقة على حذف مضاف ،وفيه أنه عععبر فععي التحفععة بالحرمععة ،ونصععها:
ويحرم إجماعا صلة فرض إلخ .اه .وبين كراهة التحريم والحرمة فععرق ،وإن كععان
كل منهما يقتضي الثم ،وذلك الفرق هو أن كراهة التحريععم :مععا ثبتععت بععدليل يحتمععل
التأويل ،والحرمة :ما ثبتت بدليل قطعي .فتنبه) .قوله :ولو لمن لم تلزمه الجمعة( أي
تكره تحريما مطلقا على من لزمته الجمعة وعلى من لععم تلزمعه ،بععأن يكععون عبعدا أو
مسافرا ،أو امرأة .لكن الكراهة محصورة فيمن لم تطلب منه تحية المسجد .بأن كععان
جالسا وأراد أن يصلي) :قوله :بعد جلوس الخطيب( أما قبله -ولو بعد صعوده علععى
المنبر -فل يحرم) .قوله :وإن لم يسععمع الخطبععة( غايععة فععي كراهععة التحريععم .وإنمععا
كرهت تحريما على من لم يسمع لشتغاله بصععورة عبععادة ،ومععن ثععم فععارقت الصععلة
الكلم بععأن الشععتغال بععه ل يعععد إعراضععا عنععه بالكليععة ،وأيضععا فمععن شععأن المصععلي
العراض عما سوى صلته ،فإنه قد يفوته بها سماع أول الخطبة ،بل لو أمن فععوات
ذلك كان ممتنعا أيضا .وقد يؤخذ من ذلك أن الطواف ليس كالصلة هنا .ويمنععع مععن
سجدة التلوة والشكر .اه .نهايعة .وقععوله :أن الطععواف ليععس كالصععلة :جععزم بعه فععي
التحفة) .وقوله :ويمنع إلخ( جعلهما في التحفة كالطواف ،فل يمنع منهما ،وعبارتهععا:
ل طواف وسجدة تلوة وشكر) .قوله :صلة فرض( نائب فاعععل تكععره) .قععوله :ولععو
فائتة إلخ( غاية في الكراهة ،أي تكره تحريما صلة الفرض ،ولو كانت فائتة تذكرها
حال جلوس الخطيب على المنبر) .قوله :وإن لزمته فورا( غاية في الفائتععة ،أي ولععو
كانت الفائتة لزمته فورا ،أي لزمه قضاؤها فورا ،بأن فاتته من غير عذر ،فإنه يكره
تحريما قضاؤها حينئذ .قال ع ش :فل يفعله ،وإن خرج من المسجد عاد إليععه بسععبب
فعله فيما يظهر -أخذا مما قالوه فيما لو دخل المسجد في الوقععات المكروهععة بقصععد
التحية .اه) .قوله :أو نفل( بالجر ،معطوف على فرض) .قوله :ولو في حال الدعاء(
غاية في الكراهة أيضا) .والحاصل( أنها تستمر إلى فراغ الخطبة وتوابعهععا) .قععوله:
والوجه أنها ل تنعقد( عبارة المغنى :وإذا حرمت لم تنعقد -كما قععاله البلقينععي -لن
الوقت ليس لها ،وكالصلة في الوقات الخمسة المكروهة ،بل أولى ،للجمععاع علععى
تحريمها هنا ،كما مر بخلفها ثم .اه .والفرق حينئذ بينهععا وبيععن الصععلة فععي المكععان
المغصوب -حيث انعقدت مع أنها تحرم :-أن النهي هنا لذات الصلة ،وهناك لمر
خارج ،وهو شغل ملك الغير من غيععر إذنععه) .قععوله :كالصععلة بععالوقت المكععروه( أي
فإنها ل تنعقد فيه) .وقوله :بل أولى( أي بل عدم انعقادها بعد جلععوس الخطيععب علععى
المنععبر أولععى مععن عععدم انعقادهععا فيععه ،وذلععك لعراضععه عمععا هععو مععأمور بععه ،وهععو
النصات للخطيب) .قوله :يقتصر الخ( تصوير للتخفيف) .وقوله :على أقل مجععزئ(
هو التيان بالواجبات فقط ،كما سيصرح به قريبا .واعتمد في النهاية أن
] [ 102
المراد بالتخفيف ترك التطويل عرفا ،وعبارتها :والمععراد بععالتخفيف فيمععا ذكععر،
القتصار على الواجبات .قال الزركشي :ل السراع .قال :ويدل له ما ذكروه أنه إذا
ضاق الوقت وأراد الوضوء ،اقتصر علععى الواجبععات .اه .وفيععه نظععر .والفععرق بينععه
وبين ما استدل به واضعح ،وحينئذ فععالوجه أن المعراد بعه تعرك التطويعل عرفععا .اه.
فعليه إن طول عرفا بطلت وإل فل .وعلى الول إن زاد على الواجبات بطلععت ،وإل
فل) .قوله :عند جلوسه( متعلق بتخفيفها ،أو متعلق بصلة من) .فرع( قال سم :ينبغي
فيما لو ابتدأ فريضة قبل جلوس المام فجلس في أثنائها ،أنه إن كعان البعاقي ركععتين
جاز له فعلهما ،ولزمه تخفيفهما .أو أكثر ،امتنع فعلععه ،وعليععه قطعهععا ،أو قلبهععا نفل،
والقتصار على ركعتين ،مع لزوم تخفيفها .ولو أراد بعض الجالسين فريضة ثنائية،
فخرج من المسجد ثم دخله بقصد التوصل لفعل تلك الفريضععة ،فينبغععي امتنععاع ذلععك،
كما لو دخل المسجد وقت الكراهة بقصد التحية فقط .اه) .وقوله :ولو أراد إلخ( تقععدم
عن ع ش ما يؤيده) .قععوله :وكععره( أي تنزيهععا) .وقععوله :لععداخل( أي محععل الصععلة.
)وقوله :تحية( نائب فاعل كره) .وقوله :فوتت تكبيرة الحععرام( أي غلععب علععى ظنععه
ذلك ،بأن دخل والصلة قد أقيمت أو قرب قيامها ،فحينئذ يتركهععا ،ويقععف حععتى تقععام
الصلة ،ول يقعد لئل يجلس في المسجد قبل التحيععة) .قععوله :وإل فل تكععره( أي وإن
لم تفوت عليه ذلك ،أي لم يغلب على ظنه ذلك ،لم تكره) .قوله :بل تسععن( أي التحيععة
بنيتها ،وهو الولى .أو راتبة الجمعة القبلية إن لععم يكععن صععلها .وحينئذ الولععى نيععة
التحية معها ،فععإن أراد القتصععار فععالولى -فيمععا يظهععر -نيععة التحيععة ،لنهععا تفععوت
بفواتها بالكلية إذا لم تنععو ،بخلف الراتبععة القبليععة للععداخل .فععإن نععوى أكععثر منهمععا أو
صلة أخرى بقدرهما لم تنعقد .اه .تحفععة) .قعوله :لكعن يلزمعه تخفيفهععا( وذلععك لخعبر
مسلم :جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة والنبي )ص( يخطب ،فجلس ،فقال يععا سععليك،
قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما .ثم قال :إذا جاء أحدكم يوم الجمعععة والمععام يخطععب
فليركع ركعتين وليتجوز فيهما .وقوله :قم فاركع :إنما أمره بععذلك لنععه جلععس جععاهل
بطلب التحية منه ،فلم تفت بذلك) .قوله :وكعره احتبعاء( قععال الكعردي هعو -كمععا فعي
اليعاب -أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو يديه أو غيرهما .اه .قال ابن زياد
اليمني :إذا كان يعلم من نفسه عادة أن الحتباء يزيد في نشاطه فل بأس به .اه .وهو
وجيه ،وإن لم أره في كلمهم .ويحمل النهي عنه والقول بكراهته على من يجلعب لعه
الفتور والنوم .اه) .وقوله :للنهي عنه( أي في خععبر أبععي داود والترمععذي ،ععن مععاذ
بن أنس ،قال :نهى رسول ال )ص( عن الحبوة يوم الجمعة والمام يخطب .قال فععي
شععرح الععروض :وحكمتععه -أي النهععي عنهععا -أنععه يجلععب النععوم ،فيعععرض طهععارته
للنقض ،ويمنعع السعتماع .اه) .قعوله :وكتععب أوراق حالتهععا( أي وكععره كتععب أوراق
حالة الخطبة ،وتسمى الحفائظ .قال في التحفة :كتابة الحفائظ آخر جمعة من رمضان
بدعة منكرة -كما قاله القمولي -لما فيها من تفويت سماع الخطبة ،والوقت الشريف
فيما لم يحفظ عمن يقتدي به ،ومن اللفظ المجهععول ،وهععو كعسععلهون ،أي وقععدم جععزم
أئمتنا وغيرهم بحرمة كتابة وقراءة الكلمات العجمية التي ل يعرف معناهععا .وقععول
بعضهم أنها حية محيطة بالعرش رأسها على ذنبها ،ل يعول عليه ،لن مثععل ذلععك ل
مدخل للرأي فيه ،فل يقبل منه إل ما ثبععت ععن معصعوم علعى أنهععا بهعذا المعنعى ،ل
تلئم ما قبلها في الحفيظة ،وهو ل آلء إل آلؤك يا ال كعسلهون ،بل هذا اللفععظ فععي
غاية اليهام .ومن ثععم قيععل أنهععا اسععم صععنم أدخلهععا ملحععد علععى جهلععة العععوام ،وكععأن
بعضهم أراد دفع ذلععك اليهععام ،فععزاد بعععد الجللععة :محيعط بععه علمععك كعسععلهون ،أي
كإحاطة تلك الحية بالعرش ،وهو غفلة عما تقرر أن هذا ل يقبل فيه إل ما صح عععن
معصوم ،وأقبح معن ذلععك :معا اعتيععد فعي بععض البلد معن صعلة الخميععس فععي هعذه
الجمعة عقب صلتها ،زاعمين أنها تكفر صععلوات العععام أو العمععر المتروكععة ،وذلععك
حععرام ،أو كفععر ،لوجععوه ل تخفععى اه) .قععوله :بععل وإن كتععب فيهععا( أي فععي الوراق.
والضراب انتقالي) .وقوله :نحو أسماء سريانية( اندرج تحت نحو السماء العبرانية
ونحوها من كل ما يجهل معناه) .وقوله :حرم(
] [ 103
أي كتععب ذلععك ،والفعععل جععواب إن) .قععوله :وسععن قععراءة سععورة كهععف( حكمععة
تخصيصها من بين سور القرآن ،أن ال تعالى ذكر فيهععا يععوم القيامععة ،ويععوم الجمعععة
يشبهها ،لما فيه من اجتماع الخلق ،ولن القيامة تقوم يوم الجمعة) .قوله :يوم الجمعة
وليلتها( )سئل( الشعمس الرملععي عمعن قععرأ نصعف الكهعف ليل ونصععفها نهععارا ،هعل
يحصععل لععه الثععواب المخصععوص أو ل ؟ )فأجععاب( بععأنه ل يحصععل لععه الثععواب
المخصوص ،وإنما يحصل له أصل الثواب .اه .من الفتاوى) :قوله :لحععاديث فيهععا(
دليل لسنية قراءة سورة الكهف ،أي وسن قراءتها لععورود أحععاديث فيهععا .منهععا :قععوله
)ص( :من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين .ومنها :معن قرأهعا
ليلتها أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق .قال الغزالي في الحيعاء :وليقعرأ
سورة الكهف خاصة ،فقد روي عن ابن عباس وأبي هريرة -رضي الع عنهععم -أن
من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة ،أو يوم الجمعة ،أعطي نورا من حيث يقرأها إلععى
مكة ،وغفر له إلى يوم الجمعة الخرى ،وفضل ثلثة أيام ،وصلى عليه سبعون ألف
ملك حتى يصبح .وعوفي من الداء ،والدبيلة ،وذات الجنب ،والبرص والجذام ،وفتنة
الععدجال) .قععوله :وقراءتهععا( أي سععورة الكهععف) .وقععوله :آكععد( أي مععن قراءتهععا ليل.
)قععوله :وأوله( أي النهععار) .وقععوله :بعععد الصععبح( متعلععق بمحععذوف خععبر أوله.
والمعنى :أن قراءة سورة الكهف بعد الصبح أفضل من قراءتها بقية النهار ،مسارعة
للخير ما أمكن .وفي المغني :والظععاهر أن المبععادرة إلععى قراءتهععا أول النهععار أولععى،
مسارعة وأمنا من الهمال .وقيل :قبل طلوع الشمس .وقيل :بعد العصر .اه) .قوله:
وأن يكثر منهععا( أي ويسععن أن يكععثر معن قعراءة سعورة الكهععف ،وأقعل الكثععار ثلث
مرات ،كما في حواشي المحلى ،وحواشععي المنهععج) .قععوله :ومععن سععائر القععرآن( أي
وسن أن يكثر من سائر القرآن قال المؤلف في )إرشعاد العبععاد( أخععرج الععدارمي ععن
مكحول :من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملئكة إلععى الليععل .وهععو
عن كعب :اقرؤا سورة هود يععوم الجمعععة والطععبراني عععن أبععي أمععامه :مععن قععرأ حععم
الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى ال له بيتا في الجنة .اه) .وقععوله :فيهمععا( أي
في ليلة الجمعة ويومها) .قوله :ويكره الجهر بقعراءة الكهعف( لعم يععبر هنعا بالسعورة
للرشاد للرد على من شذ فكره ذكر ذلععك معن غيععر سععورة) .قععوله :وغيععره( الولععى
وغيرها ،لن المراد من الكهف السورة) .قوله :إن حصل به( أي بالجهر .وهععو قيععد
في الكراهة) .قوله :أو نائم( قال سم :ظاهره ولو في المسجد وقت إقامة المفروضععة.
وفيه نظر ،لنه مقصر بالنوم .اه) .قوله :ينبغي حرمة الجهر بععالقراءة فععي المسععجد(
أي بحضرة المصلين فيه .وعبارة الشارح في )باب الصلة( :وبحععث بعضععهم المنععع
من الجهر بقرآن أو غيره بحضرة المصلي مطلقا ،أي شوش عليه أول ،لن المسجد
وقف على المصلي ،أي أصعالة -دون الوععاظ والقعراء .اه) .قعوله :وحمعل( بالبنعاء
للفاعل ،وفاعله يعود على شععيخه ،إن كععان هععذا الحمععل موجععودا فععي شععرح العبععاب،
وبالبنععاء للمجهععول ونععائب فععاعله كلم النععووي ،إن لععم يكععن موجععودا فيععه .فععانظره.
)وقوله :بالكراهة( متعلق بكلم معنى تكلم ،أي حمععل تكلمععه بالكراهععة أي قععوله بهععا.
)قوله :على ما إذا خف التأذى( متعلق بحمل ،وهذا يخالف الطلق المار في العبارة
المارة آنفا إن كانت الواو في قوله بعد :وعلى كون إلععخ بمعنععى أو -كمععا هععو ظععاهر
صنيعه -فإن كانت باقية على معناها فل مخالفة ،لنه يصير المحمول عليه مجمععوع
شيئين :خفة التأذي ،وكون القراءة في غير المسجد) .قوله :وإكثار صلة على النععبي
)ص(( قال الحلبي في حواشي المنهج :قال أبو طالب المكي :أقل إكثار الصلة عليه
)ص( ثلثمائة مرة .اه) .قوله :للخبار الصحيحة المرة بذلك( منهععا :إن مععن أفضععل
أيامكم يوم الجمعة ،فعأكثروا علعي معن الصعلة فيعه ،فعإن صعلتكم معروضعة علعي.
وخبر :أكثروا علي من الصلة ليلة الجمعة ويوم الجمعة ،فأكثروا علععي مععن الصععلة
ليلة الجمعة ،ويوم الجمعة ،فمن صلى علي صلة صلى ال ع عليععه بهععا عشععرا .وفععي
الحياء ما نصه :يستحب أن يكثر الصلة على
] [ 104
رسول ال )ص( في هذا اليوم ،فقد قال )ص( :من صلى علي في يععوم الجمعععة
ثمانين مرة غفر ال له ذنوب ثمانين سنة .قيل :يا رسول ال ،كيععف الصععلة عليععك ؟
قال :تقول :اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي المي .وتعقععد واحععدة.
وإن قلت :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلة تكون لك رضاء ولحقععه أداء،
وأعطه الوسيلة ،وابعثه المقام الذي وعدته ،واجزه عنا ما هو أهله ،واجزه أفضل ما
جزيت نبيا عن أمته ،وصل عليه وعلععى جميععع إخععوانه مععن النععبيين والصععالحين ،يععا
أرحم الراحمين .تقول هذا سبع مرات .فقد قيععل :مععن قالهععا فععي سععبع جمععع ،فععي كععل
جمعععة سععبع مععرات ،وجبععت لععه شععفاعته )ص( .وإن أراد أن يزيععد أتععى بالصععلة
المأثورة ،فقال :اللهم اجعل فضائل صلواتك ،ونععوامي بركاتععك ،وشععرائف زكواتععك،
ورأفتععك ،ورحمتععك ،وتحيتععك ،علععى محمععد سععيد المرسععلين ،وإمععام المتقيععن ،وخععاتم
النبيين ،ورسول رب العالمين ،قائد الخير ،وفاتح البر ،ونبي الرحمععة ،وسععيد المععة.
اللهم ابعثه مقاما محمودا تزلف به قربه ،وتقربه عينه ،يغبطه به الولون والخرون.
اللهععم اعطععه الفضععل والفضععيلة والشععرف والوسععيلة ،والدرجععة الرفيعععة ،والمنزلععة
الشامخة المنيفة .اللهم أعط محمععدا سععؤاله ،وبلغععه مععأموله واجعلععه أول شععافع ،وأول
مشفع ،اللهم عظم برهانه ،وثقععل ميزانععه ،وأبلععج حجتععه ،وارفععع فععي أعلععى المقربيععن
درجته .اللهم احشرنا في زمرته ،واجعلنا من أهل شفاعته ،وأحينا على سنته ،وتوفنا
على ملته ،وأوردنا حوضه ،واسقنا بكأسه ،غيععر خزايعا ول نعادمين ،ول شعاكين ول
مبدلين ،ول فاتنين ول مفتونين ،آمين يا رب العالمين .وعلى الجملة ،فكل ما أتى بععه
من ألفاظ الصلة ،ولو بالمشهورة في التشهد ،كععان مصععليا .وينبغععي أن يضععيف إليعه
الستغفار ،فإن ذلك أيضا مستحب في هذا اليوم .اه .ملخصا) .قععوله :فالكثععار منهععا
أفضل من إكثار ذكر أو قرآن( يعني أن الكثار من الصلة على النبي )ص( في ليلة
الجمعععة ويومهععا أفضععل مععن الكثععار بغيرهععا مععن الععذكر والقععراءة) .وقععوله :لععم يععرد
بخصوصه( فاعل الفعل يعود على الحد الدائر من الععذكر أو القععرآن ،أو يعععود علععى
المذكور منهما ،أي لم يرد كل من الذكر والقرآن عن النععبي )ص( بخصوصععه ،فععإن
ورد فيه ذلك بخصوصه ،كقراءة الكهف ،والتسععبيح عقععب الصععلوات ،فالشععتغال بععه
أفضل من الشتغال بالصلة على النبي )ص() .قوله :ودعاء( بالجر معطععوف علععى
صلة ،أي وسن إكثار دعاء إلخ) .قوله :رجاء إلخ( علة لسععنية الكثععار مععن الععدعاء.
)وقوله :ساعة الجابة( أي أن الدعاء فيها يستجاب ويقع مععا دعععا بععه حععال يقينععا ،فل
ينافي أن كل دعاء مستجاب .وهي مععن خصععائص هععذه المععة .اه .برمععاوي) .قععوله:
وأرجاها( أي سععاعة الجابععة ،أي أقربهععا رجععاء ،أي حصععول) .وقععوله :مععن جلععوس
الخطيب إلى آخر الصلة( قال سم :ل يخفى أنه من حين جلوس الخطيب إلععى فععراغ
الصلة يتفاوت باختلف الخطباء ،إذ يتقدم بعضهم ،ويتأخر بعضهم ،بل يتفاوت فععي
حق الخطيب الواحد ،إذ يتقدم في بعض الجمع ويتأخر في بععض ،فهعل تلعك السععاعة
متعددة فهي في حق كل خطيب ما بين جلوسه إلى آخععر الصععلة ،وتختلععف فععي حععق
الخطيب الواحد أيضا باعتبار تقدم جلوسه وتأخره ؟ فيه نظر .وظاهر الخبر التعععدد،
ول مانع منه .ثم رأيت الشارح سئل عن ذلك ،فأجاب بقوله :لم يزل فععي نفسععي ذلععك
منذ سنين ،حتى رأيت الناشري نقل عن بعضهم أنعه قعال :يلععزم علععى ذلعك أن تكععون
ساعة الجابة في حق جماععة غيرهعا فعي حعق آخريعن ،وهعو غلعط ظعاهر ،وسعكت
عليه .وفيه نظر .ومن ثم قال بعض المتأخرين سععاعة الجابععة فععي حععق كععل خطيععب
وسامعيه ما بين أن يجلس إلى أن تنقضي الصلة ،كما صععح فععي الحععديث ،فل دخععل
للعقل في ذلك بعد صحة النقل .اه .قال الشارح في شرح العباب :وقد سععئل البلقينععي:
كيف يدعو حال الخطبة وهعو معأمور بالنصععات ؟ )فأجععاب( بععأنه ليععس معن شعروط
الدعاء التلفظ ،بل استحضاره بقلبه كاف .اه .وقد يقال ليس المقصععود مععن النصععات
إل ملحظة معنى الخطبععة ،والشععتغال بالععدعاء بععالقلب بمععا يفععوت ذلععك .اه) .قععوله:
وهي لحظة لطيفة( أي أن ساعة الجابة لحظععة لطيفععة ،وأفععاد بهععذا أنععه ليععس المععراد
بقولهم فيها وأرجاها من جلوس إلعخ ،أن سعاعة الجابعة مسعتغرقة لمعا بيعن الجلعوس
وآخر الصلة ،بل المراد أنهععا ل تخععرج عععن هعذا الععوقت ،فإنهععا لحظععة لطيفععة .ففععي
الصحيحين ،عند ذكره إياها وأشار بيده يقللها.
] [ 105
)قوله :وصح أنها آخر ساعة بعد العصر( هذا ل يعارض ما تقدم من أنهععا مععن
جلوس الخطيب إلى آخر الصلة لنه يحتمل أنها منتقلة ،تكون يوما في وقععت ويومععا
في وقت آخر .وعبارة شرح المنهج :وأما خبر :يوم الجمعة ثنتععا عشععرة سععاعة ،فيععه
ساعة ل يوجد فيها مسلم يسأل ال شعيئا إل أعطعاه إيععاه ،فالتمسعوها آخععر سععاعة بععد
العصر .فيحتمل أن هذه الساعة منتقلة تكون يوما في وقت ،ويوما في آخر ،كما هععو
المختار في ليلة القدر .اه .قال البجيرمي :وقوله منتقلة :ضعيف ،والمعتمد أنها تلععزم
وقتا بعينعه .كمعا أن المعتمعد فعي ليلعة القعدر أنهعا تلعزم ليلعة بعينهعا .فقعوله :كمعا هعو
المختار ،ضعيف .اه) .قوله :وفي ليلتها( معطوف علععى فععي يومهععا أي وسععن إكثععار
دعاء في ليلتها) .قوله :لما جاء( أي ورد) .وقوله :أنه( أي الشععافعي) .وقععوله :بلغععه(
أي عن النبي )ص( .فهو مرفوع .اه .ع ش )قوله :وسن إكثار فعل الخير فيهما( أي
في يوم الجمعة وليلتها ،لما أخرجه ابن زنجوية عن ابن المسيب بععن رافععع قععال :مععن
عمل خيرا في يوم الجمعة ضعف له بعشععرة أضعععاف فععي سععائر اليععام ،ومععن عمععل
شرا فمثل ذلك اه .إرشاد العباد .ويقاس باليوم :الليلة ،إذ ل فععرق) .قععوله :كالصععدقة(
تمثيل لفعل الخير .قال فععي الحيععاء :الصععدقة مسععتحبة فععي هعذا اليععوم خاصععة ،فإنهععا
تتضاعف ،إل على من سأل والمام يخطب وكان يتكلم في كلم المام فهذا مكععروه.
قععال كعععب الحبععار :مععن شععهد الجمعععة ثععم انصععرف فتصععدق بشععيئين مختلفيععن مععن
الصدقة ،ثم رجع فركع ركعععتين يتععم ركوعهمععا وسععجودهما وخشععوعهما ،ثععم يقععول:
اللهم إني أسألك باسمك باسم ال الرحمن الرحيم ،وباسمك الذي ل إلععه إل هععو الحععي
القيوم الذي ل تأخذه سنة ول نوم .لم يسأل الع تعععالى شععيئا إل أعطععاه .وقععال بعععض
السلف :من أطعم مسكينا يوم الجمعة ،ثم غدا وابتكر ولم يؤذ أحدا ثم قال حيععن يسععلم
المام :بسم ال الرحمان الحي القيوم .أسألك أن تغفر لععي ،وترحمنععي ،وتعععافيني معن
النار .ثم دعا بما بدا له ،استجيب له) .وقععوله :وغيرهععا( أي غيععر الصععدقة ،كععالوقف
وإماطة الذى عن الطريق ،والمر بالمعروف والنهي عن المنكر .،وزيارة مريض.
)قوله :وأن يشتغل( المصدر المؤول معطوف على إكثععار ،أي وسععن الشععتغال إلععخ،
ول حاجة إلى ذكر هذا ،لنععه يعلععم ممععا قبلععه ،إذ فعععل الخيععر شععامل للقععراءة والععذكر
ونحوهما .وقد صرح أول بأن الكثار من الصلة على النبي )ص( أفضل من إكثععار
ذكر أو قرآن لم يرد بخصوصه) .قوله :في طريقه( أي إلى المسجد .قال في المغني:
والمختار كما قال المصنف في تبيانه -أن القراءة في الطريق جععائزة غيععر مكروهععة
إذا لم يلته صاحبها ،فععإن التهععى عنهععا كرهععت .قععال الذرعععي :ولعععل الحععوط تععرك
القراءة فيها ،فقد كرهها بعض السلف فيه .ول سيما في مواضع الرحمععة الغفلععة .اه.
)وقوله :وحضوره( أي وفي حضوره .والمراد أن يشتغل في وقععت انتظععار الصععلة.
)وقعوله :محععل الصععلة( ظعرف متعلعق بحضععوره) .قعوله :بقععراءة( متعلعق بيشعتغل.
)قوله :وأفضله( أي الذكر) .قوله :قبععل الخطبععة( متعلععق بحضععور ،فكععان الولععى أن
يذكره بعده -كما في المغني والنهاية -قال في الروض وشععرحه :وليشععتغل -نععدبا -
من حضر قبل الخطبة بالذكر ،والتلوة ،والصلة على النبي )ص( .اه) .قوله :وكذا
حالة الخطبة( أي وكذا يسن أن يشتغل بما ذكر إذا حضر حالة الخطبة ولععم يسععمعها.
)قوله :كما مر( أي قريبععا فععي قععوله :نعععم ،الولععى لغيععر السععامع أن يشععتغل بععالتلوة
والذكر سرا) .قوله :للخبار المرغبة( تعليععل لسععنية الكثععار مععن فعععل الخيععر وسععنية
الشتغال) .وقوله :في ذلك( أي المذكور من إكثار فعل الخير والشتغال بما ذكر من
القراءة ،والذكر والصلة على النبي )ص( .وقد علمت بعضا من الخبار الواردة في
ذلك .فل تغفل) .والحاصل( ينبغععي أن يجعععل يععوم الجمعععة للخععرة ،فكيععف فيععه عععن
جميع أشغال الدنيا ،ويكثر فيه الوراد فعل الخير ،كما هو عادة السععلف) .قععوله :وأن
يقرأ إلخ( معطوف على إكثار أيضا .أي وسن أن يقرأ) .قوله :قبععل أن يثنععي رجليععه(
أي قبل أن يصرفهما عن الهيئة التي سلم عليها ويردهما إلى هيئة أخرى .فهععو بفتععح
الياء من ثنى :كرمى .قال في
] [ 106
المصباح :ثنيت الشئ أثنيه ثنيا ،من باب رمى :إذا عطفته ،ورددته .وثنيته عن
مراده :إذا صرفته عنه .اه .بتصرف) .قوله :الفاتحة إلخ( مفعول يقرأ) .قععوله :سععبعا
سبعا( حال من القراءة المأخوذة من يقععرأ ،أو نععائب عععن المفعععول المطلععق .أي يقععرأ
ذلك حال كون قراءة كل واحدة من السور المذكورة مكررة سبعا سبعا ،أو يقرأ ذلععك
قراءة سبعا سبعا) .قوله :لما ورد أن من قرأها( أي الفاتحة ومععا بعععدها .وورد أيضععا
أن من قرأها حفظ ال له دينه ودنيععاه وأهلععه وولععده .وورد أيضععا ) (1عععن عائشععة -
رضي ال عنها -قالت :قال رسول ال )ص( :من قرأ بعد صلة الجمعة * )قععل هععو
ال أحد( * و * )قل أعوذ برب الفلق( * و * )قل أعوذ بععرب النععاس( * سععبع مععرات
أعاذه ال بها من السوء إلى الجمعة الخرى .وقال ابن مسعود -رضععي ال ع عنععه :-
من قال بعد قراءة ما تقدم :اللهم يا غني يا حميد ،يا مبدئ يا معيد ،يا رحيم يععا ودود،
اغنني بفضلك عمن سواك ،وبحللك عن حرامععك .أغنععاه العع ،ورزقععه مععن حيععث ل
يحتسب .وقال أنس -رضي ال عنه :-من قال يوم الجمعة سبعين مرة :اللهم اغنني
بفضلك عمن سواك ،وبحللك عن حرامععك .لععم يمععر عليععه جمعتععان حععتى يغنيععه الع
تعالى) .فوائد( الولى :عن ابن عباس -رضي ال عنهما -عن النبي )ص( أنه قال:
من قال بعدما تقضى الجمعة سبحان ال العظيم وبحمده .مائة مرة ،غفر ال لععه مععائة
ألف ذنعب ،ولوالعديه أربععة وعشعرين ألعف ذنعب .الثانيعة :ععن سعيدي عبعد الوهعاب
الشعراني -نفعنا ال به -أن من واظب على قراءة هذين البيتين في كل يوم جمعععة،
توفاه ال على السلم من غير شك ،وهما :إلهي لست للفععردوس أهل * * ول أقععوى
على نار الجحيم فهب لي توبة ،واغفر ذنوبي * * فإنك غافر الذنب العظيم ونقل عن
بعضهم أنها تقرأ خمس مرات بعد الجمعة ..الثالثة :عن عراك بن مالك ،أنه كععان إذا
صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد ،وقال :اللهم أجبت دعوتك ،وصليت
فريضتك ،وانتشرت كما أمرتني ،فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين ،وقد قلت
وقولك الحق * )يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكععر
ال وذروا البيع ،ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمععون .فععإذا قضععيت الصععلة فانتشععروا فععي
الرض وابتغوا من فضل ال ،واذكروا ال كثيرا لعلكم تفلحععون( *) .تنععبيه( وجععدت
في هامش حاشية الكردي ما نصه :ذكر ع ش في حاشيته على م ر أنه ينبغععي تقععديم
المسبعات المذكورة على الذكر الوارد عقب الصلة ،لحث الشارع على طلب الفععور
فيها ،ولكن في ظني أن في )شرح المناوي على الربعين( أنه يقدم التسبيح وما معععه
عليها ،وينبغي أيضا أن يقععدم المسععبعات علععى تكععبير العيععد .اه .وقععوله :علععى تكععبير
العيد :أي التكبير المقيد في عيد الضحى) .قوله :مهمة ،يسن أن يقرأها( أي الفاتحة،
والخلص ،والمعوذتين) .وقوله :وآيععة الكرسععي( بالنصععب ،معطععوف علععى مفعععول
يقرأ) .قوله :وشهد ال( أي ويقرأ آية شهد ال ،وهي) * :شهد ال ع أنععه ل إلععه إل هععو
والملئكة وأولوا العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيععز الحكيععم )) .* (2قععوله :بعععد
كل مكتوبة( متعلق بيقعرأ) .قعوله :وحيعن يعأوى( معطعوف علعى الظععرف قبلعه ،فهعو
متعلق بما تعلق به ،أي ويسن أن يقرأ معا ذكععر حيعن يععأوي علعى فراشعه ،أي يسعتقر
لجل النوم) .قوله :مع
)) (1قوله :ورود أيضا( هذه الرواية بإسقاط الفاتحة الروايععة ذكرهععا الشععارح ،فإنهععا
بإثباتها .اه .مولف ) (2الجمعة10 - 9 :
] [ 107
أواخر إلخ( متعلق بيقرأ المقدر ،أي يقرؤها مع قععراءة أواخععر البقععرة) .وقععوله:
والكععافرون( معطععوف علععى أواخععر ،أي ومععع قععراءة الكععافرون ،وأثبععت الععواو فيععه
للحكاية) .قوله :ويقرأ خواتيم الحشر( أي ويسن أن يقرأ خواتيم الحشر ،وهي) * :لعو
أنزلنا هذا القرآن على جبععل لرأيتععه خاشعععا متصععدعا مععن خشععية العع ،وتلععك المثععال
نضربها للناس لعلهم ،يتفكرون ،هو ال الذي ل إلععه إل هععو ،عععالم الغيععب والشععهادة،
هععو الرحمععن الرحيععم .هععو الع الععذي ل إلععه إل هععو ،الملععك القععدوس السععلم المععؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر ،سبحان الع عمععا يشععركون .هععو الع الخععالق البععارئ
المصور ،له السماء الحسععنى ،يسععبح لععه مععا فععي السععموات والرض ،وهععو الغزيععز
الحكيم( * )) (1وقوله :وأول غافر ،إلخ( هو) * :حم تنزيل الكتععاب مععن ال ع العزيععز
العليم ،غععافر الععذنب وقابععل التععوب ،شععديد العقععاب ،ذي الطعول ،ل إلععه إل هععو ،إليععه
المصير( )) * (2وقوله :أفحسبتم( أي ويقععرأ آيععة أفحسععبتم ،وهععي) * :أفحسععبتم أنمععا
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العععرش
الكريم ومن يدع مع ال إلها آخر ل برهان له به فإنما حسععابه عنععد ربععه إنععه ل يفلععح
الكععافرون وقععل رب اغفععر وارحععم وأنععت خيععر الراحميععن( * )) .(3قععوله :صععباحا
ومساء( متعلق بقوله ويقرأ خععواتيم إلععخ .أي ويقععرأ خععواتيم إلععخ .أي ويقععرأ ذلععك فععي
الصباح والمساء) .وقوله :مععع أذكارهمععا( أي الصععباح والمسععاء .أي ويقععرأ مععا ذكععر
زيادة على أذكارهما ،وقد عقد لها المؤلف في )إرشاد العباد( بابا مسقل ،فععانظره إن
شئت) .قوله :وأن يواظب كل يوم إلخ( أي ويسن أن يواظب كل يوم) .قععوله :وعلععى
الخلص إلخ( أي ويسن أن يواظب -مع ما ذكر -علعى الخلص كعل يعوم معائتي
مرة) .وقوله :والفجر( أي ويواظب على الخلص مع * )والفجر وليععال عشععر( * )
(4في عشر ذي الحجة) .قوله :ويس( أي ويسععن أن يقععرأ يععس ،لخععبر :اقععرؤا علععى
موتاكم يس .رواه أبو داود ،وصححه ابن حبان .وقال :المراد به من حضره الموت،
يعني مقدماته ،لن الميت ل يقرأ عليععه .وفععي رباعيععات أبععي بكععر الشععافعي :مععا مععن
مريض يقرأ عند يس إل مات ريانا ،وأدخل قععبره ريانععا ،وحشععر يعوم القيامععة ريانععا.
قال الجاربردي :ولعل الحكمة في قراءتها أن أحعوال القيامعة والبععث معذكورة فيهعا،
فإذا قرئت عليه تجدد له ذكر تلك الحوال) .وقوله :والرعد( أي ويسن أن يقرأ عنععده
الرعععد أي لقععول جععابر بععن زيععد :فإنهععا تهععون عليععه خععروج الععروح) .وقععوله :عنععد
المحتضر( متعلق بيقرأ المقدر) .قوله :ووردت في كلها أحاديث غير موضعوعة( قعد
استوعبها المام النووي في أذكععاره ،فليراجعهععا مععن شععاء) .تنععبيه( ينبغععي للعاقععل أن
يععواظب علععى الذكععار النبوبععة الععواردة عععن خيععر البريععة ،المشععروعة بعععد المكتوبععة
وغيرها من جميع الحعوال ،فععإن معن أفضععل حععال العبعد حععال ذكععره رب العععالمين،
واشتغاله بالذكار الواردة عن رسول ال ع )ص( سععيد المرسععلين ،فمععن أراد الطلع
على ذلك فعليه )بالمسلك القريب لكععل سععالك منيععب( تععأليف العععالم النحريععر المععاهر،
الجععامع بيععن علمععي البععاطن والظععاهر ،سععيدنا الحععبيب طععاهر بععن حسععين بععن طععاهر
باعلوى ،فإنه كتاب حوي من نفائس الذكار ،وجلئل الدعية والوراد ما يشرق بععه
قلععب القععارئ ،ويسععلك بععه سععبيل الرشععاد .كيععف ل وقععد اسععتوعب جملععة مععن الوراد
وأحزاب السادة البرار ما يستوعب به السععالك آنععاء الليععل وأطععراف النهععار ؟ فبععادر
أيها السالك ،الطالب طريق الخرة ،إلى تحصيله ،وشمر عن ساعد الجتهاد بالعمععل
بمععا فيععه وسععلوك سععبيله ،تفععز إن شععاء ال ع تعععالى بمععا ترجععو ،ومععن غععوائل النفععس
والشيطان وظلمات غيهما بنوره تنجو .وفقنا ال للعمل بما فيععه .وأعاذنععا مععن العجععز
والكسل عن مواظبته ،بجاه سيدنا محمد )ص( وآله وصحبه.
] [ 108
)قوله :وحرم تخط( قال في الحياء لما ورد فيه مععن الوعيععد الشععديد ،وهععو أنععه
يجعل جسرا يوم القيامعة يتخطعاه النعاس .وروى ابعن جريعج مرسعل :أن رسعول الع
)ص( بينما هو يخطب يععوم الجمعععة إذ رأى رجل يتخطععى رقععاب النععاس حععتى تقععدم
فجلس فلما قضى النبي )ص( ،عارض الرجل حتى لقيه ،فقال :يا فلن مععا منعععك أن
تجمع اليوم معنا ؟ قال :يا نبي ال قد جمعت معكم فقال النبي )ص( :ألم نرك تتخطى
رقاب الناس ؟ أشار به إلى أنه أحبط عمله .وفي حديث مسند أنعه قعال :معا منععك أن
تصلي معنا ؟ قال :أو لم ترني يا رسول ال ؟ فقال )ص( :رأيتك تأنيت وآذيععت -أي
تأخرت عن البكور وآذيت الحضور .-ومهما كان الصععف الول متروكععا خاليععا فلععه
أن يتخطى رقاب الناس لنهم ضيعوا حقهم ،وتركوا موضععع الفضععيلة .قععال الحسععن:
تخطوا رقاب الناس الذين يقعدون على أبععواب الجوامععع يععوم الجمعععة فععإنه ل حرمععة
لهم ،وإذا لم يكن في المسجد إل من يصلي فينبغي أن ل يسلم ،لنه تكليف جواب في
غير محله .اه) .وقوله :رقاب الناس( أي قريبا منها ،وهو المناكب .والمراد بالرقاب
الجنس ،فيشمل تخطي رقبة أو رقبتين .قععال ع ش :ويؤخععذ مععن التعععبير بالرقععاب أن
المراد بععالتخطي :أن يرفععع رجلععه بحيععث يحععاذي فععي تخطيعه أعلععى منكععب الجععالس.
وعليعه :فمعا يقعع معن المعرور بيعن النعاس ليصعل إلعى نحعو الصعف الول ليعس معن
التخطي ،بل من خرق الصفوف ،إن لم يكن ثم فععرج فععي الصععفوف يمشععي فيهععا .اه.
ومن التخطي المحرم مععا جععرت بععه العععادة مععن التخطععي لتفرقععة الجععزاء ،أو تبخيععر
المسجد ،أو سقي الماء ،أو السؤال لمن يقرأ في المسجد) .قوله :للحاديث الصععحيحة
فيه( أي في حرمة التخطععي ،أي الدالععة علععى حرمتععه ،لمععا فيهععا مععن الوعيععد الشععديد.
)قوله :والجزم بالحرمة إلعخ( ضعععيف) .قعوله :واختارهعا( أي الحرمععة) .قعوله :لكعن
قضية إلخ( معتمد) .وقوله :الكراهة( أي التنزيهية .قال ع ش :قععال سععم :علععى منهععج
)فإن قلت( :ما وجه ترجيح الكراهة علععى الحرمععة ،مععع أن اليععذاء حععرام ،وقععد قععال
)ص( :اجلس فقد آذيت) ...قلت( :ليس كل إيذاء حراما ،وللمتخطي هنا غرض ،فععإن
التقدم أفضل .اه) .قوله :ل لمن إلخ( أي ل يحععرم التخطععي لمععن وجععد إلععخ) .وقععوله:
فرجة( بضم الفاء وفتحها ،قععال البرمععاوي :وهععي خلء ظععاهر ،أقلععه مععا يسععع واقفععا.
وخرج بها السعععة ،فل يتخطععى إليهععا مطلقععا .اه) .قععوله :فلععه( أي لمععن وجععد فرجععة.
)وقوله :تخطي صف واحد أو اثنين( أي رجل أو رجلين ،ولععو مععن صععف واحععد ،ل
أكثر منهما .ومثال تخطي الرجل فقط ،ما إذا كان في آخر الصف بجنب الحائط فععإن
زاد على الصفين ورجا أن يتقدموا إليها إذا أقيمت الصلة ،كره لكثرة الذى ،فإن لععم
يرج ذلك فل كراهة ،وإن كثرت الصععفوف .وكععذلك إذا قععامت الصععلة ولععم يسععدوها
فيخرقها وإن كثرت .وفي البجيرمي :وحاصععل المعتمععد أنععه إذا وجععد فرجععة ل يكععره
التخطي مطلقا أي سواء كانت قريبة أو بعيدة رجا تقدم أحد إليها أم ل .وأما اسحباب
تركه فإذا وجد موضعا اسحب ذلك ،وإل فإن رجا انسدادها فكذلك ،وإل فل يسععتحب
تركها .اه) .قوله :ول لمام( معطوف على لمن وجد فرجعة ،أي ول يحعرم التخطعي
لمام لضطراره إليه) .وقوله :لم يجد طريقا إلى المحراب( أي أو المنبر ،فإن وجععد
طريقا يبلغ بها بدون التخطي كره) .قوله :ول لغيره( معطوف أيضا على لمن وجععد،
أي ول يحععرم التخطععي لغيععر المععام) .وقععوله :إذا أذنععوا( أي الحاضععرون .قععال فععي
المغني :ول يكره لهم الذن والرضا بإدخالهم الضرر على أنفسهم ،لكن يلزمهععم مععن
جهة أخععرى ،وهععو أن اليثععار بععالقرب مكععروه .اه) .وقععوله :فيععه( أي فععي التخطععي.
)وقوله :ل حياء( خرج به ما إذا أذنوا له حياء منه ،فيحرم التخطي ،أو يكره) .قوله:
ول لمعظم( معطوف أيضا على لمععن وجععد .أي ول يحععرم التخطععي لمعظععم ،أي فععي
النفوس .قال في التحفة :وقيده الذرعي بمن ظهر صلحه ووليته ليتبرك الناس به.
)قوله :ألف موضعا( قال ع ش :أي أو لم يألف .اه.
] [ 109
)واعلم( أن الذي ذكره الشععارح مععن الصععور المسععتثناة مععن حرمععة التخطععي أو
كراهته على القولين أربع صععور ،وبقععي منهععا :إذا سععبق الصععبيان أو العبيععد أو غيععر
المسععتوطنين إلععى الجععامع ،فععإنه يجععب علععى الكععاملين إذا حضععروا التخطععي لسععماع
الخطبة إذا كانوا ل يسمعونها مععع البعععد .ومنهععا :مععا إذا كععان الجالسععون عبيععدا لععذلك
المتخطي أو أولدا له ،ولهذا ،يجععوز أن يبعععث عبععده ليأخععذ لععه موضعععا فععي الصععف
الول ،فإذا حضر السيد تأخر العبد .قاله ابن العماد .ومنها :ما إذا جلس الشخص في
طريق الناس) .قوله :ويكره تخطي المجتمعين لغير الصلة( الظاهر أن كراهععة ذلععك
مبنية على القول بكراهة تخطي المجتمعين للصلة .أما على القول بالحرمععة فيحععرم.
ويؤيده التصريح بلفظ أيضا بعد قوله لغير الصلة في عبارة الفتععح ،ونصععها :ويكععره
تخطي المجتمعين لغير الصععلة أيضععا .اه .فقععوله أيضععا :أي ككراهععة ذلععك للصععلة.
)قوله :ويحرم أن يقيم إلخ( لخبر الصحيحين :ل يقيعم الرجعل الرجعل معن مجلسعه ثعم
يجلس فيه ،ولكن يقول تفسحوا وتوسعوا ،فإن قام الجالس باختياره وأجلس غيععره فل
كراهة على الغيععر .ومحععل الحرمععة فععي الول -كمععا فععي ع ش -حيععث كععانوا كلهععم
ينتظرون الصلة -كما هو الفرض -أما ما جرت به العادة من إقامععة الجالسععين فععي
موضع الصف الععذين قععد صعلوا جماععة إذا حضععرت جماععة بععدهم وأرادوا فعلهععا:
فالظاهر أنعه ل كراهعة فيعه ول حرمعة ،لن الجععالس ثعم مقصععر باسعتمرار الجلعوس
المؤدي لتفويت الفضيلة على غيره) .قوله :ويكره إيثار غيره( أي ويكععره لمععن سععبق
في مكان من الصف الول مثل أن يقوم منه ويجلس غيره فيععه) .قععوله :إل أن انتقععل
لمثله( أي إل إن انتقل المععؤثر لمكععان مثععل المكععان الععذي آثععر بععه ،فل يكععره اليثععار.
)وقوله :أو أقرب منه إلى المععام( أي أو إل إن انتقععل لمكععان أقععرب إلععى المععام مععن
المكان الذي آثر به ،فل يكره .فإن انتقل لمكان أبعد مععن الععذي آثععر بععه كععره) .قععوله:
وكععذا اليثععار بسععائر القععرب( أي وكععذلك يكععره اليثععار بهععا ،وأمععا قععوله تعععالى* :
)ويؤثرون على أنفسهم( * ) (1فالمراد اليثار في حظوظ النفس .نعم ،إن آثععر قععارئا
أو عالما ليعلم المام أو يرد عليعه إذا غلععط ،فععالمتجه أنععه ل كراهععة ،لكعونه مصععلحة
عامة) :قوله :وله تنحية إلخ( مرتبط بقوله فله بل كراهععة تخطععي إلععخ .يعنععي أن مععن
وجد فرجة أمامه ،له تخطي صف أو صفين لجل سدها ،وله تنحية سععجادة فععي تلععك
الفرجة لغيره ،لتعديه بفرش سجادته مع غيبته .وفي البجيرمي ما نصععه :ومععا جععرت
به العادة من فرش السجادات بالروضة ونحوها -من الفجر ،أو طلوع الشمس -قبل
حضور أصحابها مع تأخيرهم إلى الخطبة أو ما يقاربها :ل بعد في كراهتععه ،بععل قععد
يقال بتحريمه ،لما فيه من تحجيععر المسععجد مععن غيععر فععائدة -كمععا فععي شععرح م ر .-
وعبارة البرماوي :ويكره بعث سجادة ونحوها ،لما فيه من التحجيععر مععع ععدم إحيععاء
البقعة ،خصوصا في الروضة الشريفة .اه .وظععاهر عبععارة ح ل أن البعععث المععذكور
حرام .ونصها :ول يجوز أن يبعث من يفرش له نحو سجادة لما فيه إلخ .وقول م ر:
بل قععد يقععال بتحريمععه ،أي تحريععم الفععرش فععي الروضععة .قععال ع ش عليععه :هععذا هععو
المعتمد اه) .قوله :بنحو رجلعه( متعلعق بتنحيعة أي ولعه تنحيتهعا -أي دفعهعا -بنحعو
رجله من غير رفع لها ،واندرج تحت نحو يععده وعصععاه) .قععوله :والصععلة( بععالرفع،
عطفا على تنحية) .وقوله :في محلها( أي السجادة ،فلو صلى عليها حرم بغير رضععا
صاحبها) .قوله :ول يرفعها( أي يحملها ثم يلقيهعا فعي مكعان آخعر )قعوله :ولعو بغيعر
يده( كرجله )وقوله :لدخولها في ضمانه( أي لو رفعها ولو قال لئل تدخل في ضمانه
لكان أولى .وسيذكر الشارح في )باب الوقف( هذه المسععألة بأبسععط ممععا هنععا) .قععوله:
وحرم على من تلزمه الجمعة نحو مبايعة( أي لقوله تعالى) * :يا أيها الذين آمنععوا إذا
نودي للصلة من يوم
] [ 110
الجمعة فاسعوا إلى ذكر ال وذروا البيع( * (1) .فورد النص في الععبيع ،وقيععس
عليه غيره .ومحل الحرمة ،في حق من جلعس لععه :فعي غيعر الجععامع ،أمععا معن سعمع
النداء فقام قاصدا الجمعة ،فباع في طريقعه أو قععد فعي الجعامع وبعاع ،فعإنه ل يحعرم
عليععه .لكععن الععبيع فععي المسععجد مكععروه ،ومحلهععا أيضععا ،إن كععان عالمععا بععالنهي ،ول
ضرورة كبيعه للمضطر ما يأكله ،وبيعع كفعن لميعت خيعف تغيعره بالتعأخير ،وإل فل
حرمة ،وإن فاتت الجمعة .وخرج بقوله من تلزمه الجمعة :من ل تلزمععه ،فل حرمععة
عليه ،ول كراهة .لكن إذا تبايع مع من هو مثلعه .أمعا إذا تبعايع معع معن تلزمعه حععرم
عليه أيضا ،لعانته على الحرام .وقيل :كره له ذلك) .قوله :كاشتغال بصنعة( تمثيععل
لنحو مبايعة .قال في النهاية :وهععل الشععتغال بالعبععادة -كالكتابععة -كالشععتغال بنحععو
البيع ؟ مقتضى كلمهم :نعم .اه .قال ع ش :أي فيحرم خارج المسععجد ،ويكععره فيععه.
)قوله :بعد شروع( متعلق بحرم) .وقوله :في أذان خطبة( أي الذان الععذي بيععن يععدي
الخطيب ،وقيد الذان بما ذكر لنه الذي كان في عهععده )ص( ،فانصععرف النععداء فععي
الية إليه) .قوله :فإن عقععد( أي مععن حععرم عليععه العقععد .بيعععا كععان أو غيععره .وعبععارة
المغنى مع الصل :فإن باع من حرم عليه البيع صح بيعه ،وكععذا سععائر عقععوده ،لن
النهي لمعنى خارج عن العقعد ،أي وهعو التشععاغل ععن صعلتها ،فلععم يمنعع الصععحة،
كالصععلة فععي الععدار المغصععوبة .اه) .قععوله :ويكععره( أي نحععو مبايعععة) .وقععوله :قبععل
الذان( أي الذي بين يدي الخطيب ،وإن كان بعد الذان الول) .وقوله :بعد العزوال(
متعلق بيكره ،أو متعلق بمحذوف حال من نائب فاعله .وإنما كعره ذلعك بععده لعدخول
وقت الوجوب .نعم ،إن فحش تععأخير الجمعععة عععن الععزوال فل كراهععة ،وخععرج ببعععد
الزوال ما إذا وقع ذلك قبله ،فل يكره ،وهذا محمول على من لم يلزمه السعععي قبلععه،
وإل فيحرم عليه من وقت وجوبه عليه) .قوله :وحرم علععى مععن تلزمععه إلععخ( أي لمععا
صح أن من سافر يوم الجمعة بعد الفجر دعا عليه ملكععاه ،فيقععولن :ل نجععاه الع مععن
سفره ،ول أعانه على قضاء حععاجته) .حكععي( ابععن أبععي شععيبة عععن مجاهععد :أن قومععا
خرجوا في سفر حين حضرت الجمعة ،فاضطرم عليهم خباؤهم نارا ،مععن غيععر نععار
يرونها) .قوله :سفر( فاعل حرم .قال البجيرمي :وخععرج بععه النععوم قبععل الععزوال ،فل
يحرم ،وإن علم فوات الجمعة به .كما اعتمده شععيخنا م ر لنععه ليععس مععن شععأن النععوم
الفوات .وخالفه غيره اه .وقوله :وخالفه غيععره .أي فيمععا إذا علععم فععوات الجمعععة بععه.
)قوله :تفوت به الجمعة( أي بحسب ظنه ،وخرج به ما إذا لم تفت به ،بأن غلب على
ظنه إدراكها في مقصده أو طريقه ،فل يحرم لحصول المقصود ،وهو إدراكهععا .قععال
سم :ولو تبين خلف ظنه بعد سفره فل إثم ،والسفر غيععر معصععية ،كمععا هععو ظععاهر.
اه .وفي التحفة :وقيده -أي عدم الحرمة -فيمععا إذا لععم تفععت عليععه صععاحب التعجيععز
بحثا بما إذا لم تبطل بسفره جمعة بلده ،بأن كان تمام الربعين .وكأنه أخععذه ممععا مععر
آنفا من حرمة تعطيل بلدهم عنهععا .لكععن الفععرق واضععح ،فععإن هععؤلء معطلععون بغيععر
حاجة ،بخلف المسافر ،فإن فرض أن سفره لغيععر حاجععة اتجععه مععا قععاله ،وإن تمكععن
منها في طريقعه .اه) .قعوله :كعأن ظعن إلعخ( تمثيعل للسعفر العذي تفعوت بعه الجمععة،
والولى بأن ظن بباء التصوير) .وقوله :ل يدركها( أي الجمعة) .وقوله :في طريقه(
أي بأن لم يكن فيه محل تقام فيه الجمعععة) .وقععوله :أو مقصععده( أي وطنععه أو غيععره،
بأن ظن أنه إذا وصله يجد الجمعة قد صليت) .قوله :ولو كان السفر طاعة( غاية في
الحرمة ،وهي للرد على القديم الذي يخص حرمة السفر قبل الزوال بالمباح ،ويجعل
سفر الطاعة قبل العزوال جعائزا .اه .بجيرمعي) .وقعوله :منعدوبا أو واجبعا( المناسعب
مندوبة أو واجبة ،ليكون تعميما فععي الطاعععة .والمندوبععة :كزيععارة قععبر النععبي )ص(.
والواجبة :كالحج) .قوله :بعد فجرها( متعلق بحرم ،أو بمحذوف صععفة لسععفر ،وإنمععا
حرم من بعد الفجر ،مع أن وقت الوجوب إنما يدخل بععالزوال ،لن الجمعععة مرتبطععة
باليوم ،ولذا وجب السعي إليهععا قبععل الععزوال علععى بعيععد الععدار) .قععوله :أي فجععر يععوم
الجمعة( أفاد بهذا التفسير أن إضافة فجر لضععمير الجمعععة لدنععى ملبسععة ،إذ الفجععر
ليومها ،ل لها ،لكن لما كانت تقع في اليوم نسب إليهعا معا ينسعب إليعه) .قععوله :إل إن
خشي إلخ(
] [ 111
استثناء من حرمة السفر بعد الفجر أي وحرم بعده ،إل إذا خاف من عدم سععفره
حصول ضرر له ،فل يحرم حينئذ) .وقوله :كانقطاعه إلخ( تمثيععل للضععرر) .وقععوله:
عن الرفقة( أي الذي يخشى الضرر بمفععارقتهم .قععال ع ش :وليععس مععن التضععرر مععا
جرت به العادة من أن النسان قد يقصد السفر في وقععت مخصععوص لمععر ل يفععوت
بفوات ذلك الوقت .اه .قعال البجيرمعي :كالعذين يريعدون السعفر لزيعارة سعيدي أحمعد
البدوي في أيام مولده في يوم الجمعة مع رفقة ،وكانوا يجععدون رفقععة أخععر مسععافرين
في غيره .اه .ويستثنى من الحرمععة أيضععا مععا لععو احتععاج إلععى السععفر لدراك وقععوف
عرفة ،أو لنقاذ نحو مال أو أسير ،فيجوز له السفر ولو بعد الزوال ،بل يجب لنقععاذ
أسير أو نحوه ،كقطع الفرض لذلك) .قوله :إن كان غير سفر معصية( قيععد فععي عععدم
الحرمة ،وسيذكر قريبا محترزه) .قوله :ويكره السععفر ليلععة الجمعععة( فععي فتععاوي ابععن
حجر ما نصه) :سئل( رضي الع عنععه -هععل يكععره السععفر ليلععة الجمعععة ؟ )فأجععاب(
بقوله :مقتضى قول الغزالي في الخلصة :من سافر ليلتها دعا عليه ملكاه .الكراهععة،
وهو متجه إن قصد بذلك الفرار عن الجمعة ،قياسا علعى بيعع النصعاب الزكعوي قبعل
الحول ،إل أن يفرق بأن الحول ثم سبب للوجوب ،وانعقد في حقه ،بخلفه هنا .وكأن
هذا مدرك قوله بعضهم :لم أر لحد من الصحاب مععا يقتضععي الكراهععة .اه) .قععوله:
دعا عليه ملكاه( أي قال :ل نجاه ال من سععفره ،ول أعععانه علععى قضععاء حععاجته .اه.
)قوله :أما المسافر لمعصععية( محععترز قععوله إن كععان غيععر سععفر معصععية .والمناسععب
تقديمه على قوله ويكره ليلتها .والتعبير بقوله :أما سععفر المعصععية) .قععوله :فل تسععقط
عنه الجمعة( المناسب فيحرم عليه السفر ،ول تسقط عنه الجمعة) .قععوله :مطلقععا( أي
سواء خشي من عدم سفره ضررا أم ل ،وذلك لنه فععي حكععم المقيععم) .قععوله :وحيععث
حرم عليه السفر هنا( أي بأن سافر بعد فجر يوم الجمعة ولم تمكنععه فععي طريقععه ولععم
يتضرر بتخلفه) .وقوله :لم يترخص( أي برخص السفر من القصر والجمععع والتنقععل
إلى جهة مقصدة) .وقوله :ما لم تفت الجمعة( قيد في عدم الترخص ،أي لم يععترخص
مدة عدم فوات الجمعة بأن يبقى وقت يسعععها وخطبتهععا .فععإن فععاتت الجمعععة بخععروج
وقتها أو باليأس منها ،ترخص من حين الفععوات) .قععوله :فيحسععب ابتععداء سععفره إلععخ(
مفرع على مفهوم القيد ،أي فإن فاتت فيحسب ابتداء سفره مععن وقععت فوتهععا ،لنتهععاء
سبب المعصية .قال سم :ينبغي إذا وصععل لمحعل لعو رجععع منعه لععم يعدركها أن ينعقعد
سفره من الن ،وإن كانت إلى ذلك الوقت لم تفعل في محلها .اه) .تتمة( لم يتعععرض
المؤلف لمسألة الستخلف ،ول بد من التعرض لها تتميما للفائدة ،فأقول) :اعلععم( أن
المام إذا خرج من المامة بنحو تأخر عن المقتدين ،أو من الصلة بحععدث أو غيععره
فخلفه غيره جاز ،سواء استخلف نفسه أو استخلفه المام ،أو القععوم ،أو بعضععهم ،لن
الصلة بإمامين بالتعاقب جائزة .كما في قصة أبي بكر مع النبي )ص( فععي مرضععه،
حيث كان يصلي أبو بكر إماما بالناس في مععرض النععبي )ص( ،فععأحس النععبي )ص(
بالخفة في بدنه يوما ،فدخل يصلي وأبو بكر محرم بالناس ،فتععأخر أبععو بكععر وقععدمه،
واقتدى به بعد خروجه من المامة .وحاصل ما يتعلعق بهعذه المسعألة أن السعتخلف
إما أن يكون في الجمعة ،وإما أن يكون في غيرها .فععالول :إمععا أن يكععون فععي أثنععاء
الخطبة ،أو بينها وبين الصلة ،أو في الصلة .فإن كان الول :اشترط سماع الخليفة
ما مضى من أركانها ،وإن كان الثاني :اشترط سماع الخليفة جميع أركانها ،إذ من لم
يسمع ليس من أهل الجمعة ،وإنما يصير معن أهلهعا إذا دخععل فعي الصععلة .وإن كععان
الثالث :فهو على ثلثة أقسام :أحدها :أن يقع الستخلف قبععل أن يقتععدي الخليفععة بععه،
وهذا ل يصح مطلقا ،لحتياج المقتدين إلى تجديد نية
] [ 112
القدوة به المؤدي إلى إنشاء جمعة بعد أخرى .ثانيها :أن يقع بعععد القععدوة أو فععي
ركوعها وهنا يصبح وتحصععل الجمعععة لععه ولهععم ثالثهععا :أن يقععع بعععد ركععوع الركعععة
الولى ،ولو في اعتداله ،وهععذا يحععرم عليععه ،لنععه يفععوت بععذلك الجمعععة علععى نفسععه،
فيجب أن يتقدم غيره ممن أدركه في الركوع أو قبله .ومع ذلك لععو تقععدم هععو صععحت
الجمعة لهم ،ل له .ووقع خلف بين المتأخرين :فيما إذا أدرك الخليفة ركععوع الثانيععة
وسجدتيها ،أو استخلف فععي التشعهد ؟ فقععال ابعن حجعر :ل يعدرك الجمعععة ،بععل يتمهعا
ظهرا ،وقال شيخ السلم والخطيب والرملي :يدرك الجمعة ،فيأتي بركعة ثععم يسععلم.
والثاني :وهو ما إذا وقععع السععتخلف فععي غيععر الجمعععة ،يجععوز مطلقععا ،سععواء كععان
الخليفة مقتديا بالمام قبل أن تبطل صلته أم ل ،لكنهم يحتاجون لنية القتداء بععه فععي
الثانية إن خالف المام في ترتيب صلته ،بأن اسعتخلف فععي الثانيععة أو فعي الخيععرة،
فإن لم يخالفه في ذلك ،بأن استخلف في الولى أو في ثالثععة الرباعيععة ،فل يحتععاجون
لنية القتداء ،أما في الولى ،وهي ما إذا كععان مقتععديا بععه قبععل أن تبطععل صععلته ،فل
يحتاجون لنية القتداء مطلقا ،لنه تلزمه مراعاة نظم صلة المام باقتدائه به .ثععم إن
كان عالما بنظم صلة المام فذاك ،وإل فيراقب من خلفه .فإذا هموا بالقيام قععام ،وإل
قعد .وفي الرباعية إذا هموا بالقعود قعد ،وتشهد معهم ،ثم يقوم ،فإذا قاموا معععه علععم
أنها ثانيتهم ،وإل علم أنها آخرتهم .ثم إنه إنما يجوز السععتخلف إن وقععع عععن قععرب
بعد بطلن صلة المام ،بأن لم ينفردوا بعده بركن قولي ،أو فعلععي ،أو يمععض زمععن
يمكن وقوع ذلك فيه ،وإل امتنع في الجمعة مطلقا وامتنع في غيرها بغير تجديععد نيععة
القتداء منهم به .ولو انفرد بعض المقتدين بركن دون بعض احتاج الول لتجديد نيععة
القتداء ،دون الثعاني .هعذا فعي غيعر الجمععة .فعإن كعان فيهعا وكعان غيعر المنفرديعن
بععالركن أربعيععن ،بقيععت الجمعععة ،وإل بطلععت إن كععان النفععراد بععالركن فععي الركعععة
الولى .فإن كان في الثانية بقيت الجمعة أيضا) .فروع( لععو أراد المععام أن يسععتخلف
قبل خروجه من المامة أو من الصلة :ل يجوز ،ولععو بطلععت صععلة الخليفععة ،فتقععدم
ثالث فأخرج نفسه مما مر فتقدم رابع وهكذا ،جاز .ويشترط في كل منهم مععا يشععترط
في الخليفة الول .ويراعي الكل نظم صلة المام الول .ولو توضأ الول ،ثم اقتدى
بخليفته ،فأحدث الخليفة ،ثم تقدم هو :جاز .والكلم على مسألة الستخلف مما أفععرد
بالتأليف .وفي هذا القدر كفاية .وال سبحانه وتعالى أعلم) .قوله :تتمععة( أي فععي بيععان
كيفية صلة المسافر ،من حيث القصععر والجمععع .وقععد أفردهععا الفقهععاء ببععاب مسععتقل.
ويذكرونه عقب الجماعة وقبل الجمعة) .واعلم( أي الصل في القصر قبععل الجمععاع
قوله تعالى) * :وإذا ضربتم فععي الرض( * ) (1أي سعافرتم فيهععا ،ومثلهعا البحعر* :
)فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة( * ) (1قال يعلى بععن أميععة -رضععي ال ع
عنه -قلت لعمر بن الخطاب -رضي ال عنه -إنما قال تعالى) * :إن خفتععم( * )(1
وقد أمن الناس .فقال :عجبت مما عجبت منه ،فسألت رسول ال )ص( فقععال :صععدقة
تصدق ال بها عليكم ،فاقبلوا صععدقته .رواه مسععلم .وروى ابععن أبععي شععيبة :إن خيععار
أمتي من شهد أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال ،والذين إذا أحسنوا استبشععروا،
وإذا أساؤا استغفروا ،وإذا سافروا قصروا .والصععل فععي الجمععع مععا رواه الشععيخان،
عن أبن عمر ،أنعه عليعه الصعلة والسعلم كعان إذا عجعل السعير جمعع بيعن المغعرب
والعشاء ورويا أيضا عن معاذ قال :خرجنا مع رسول ال ع )ص( عععام تبععوك ،وكععان
يجمع بين الظهععر والعصععر ،والمغععرب والعشععاء .ورويععا أيضععا عععن أنععس أنععه عليععه
الصلة والسلم كان يجمع بين الظهر والعصر في السفر .وشرع القصععر فععي السععنة
الرابعة من الهجرة -كما قاله ابن الثير -وقيععل فععي السععنة الثانيععة فععي ربيععع الثععاني
منها.
) (1النساء.101 :
] [ 113
وشرع الجمع في السنة التاسعة من الهجرة فععي غععزوة تبععوك -اسععم مكععان فععي
طرف الشام -وهي آخر غزواته عليه الصلة والسععلم) .قععوله :يجععوز لمسععافر( أي
تخفيفا عليه لما يلحقه من مشقة السفر الحاصلة فيععه مععن الركععوب والمشععي مععع اللععم
الناشئ من ترك المععألوف معن الععوطن وغيععره .وأشعععر تعععبيره بععالجواز أن الفضععل
التمام .نعععم ،إن بلععغ سععفره ثلث مراحععل ولععم يختلععف فععي جععواز قصععره فالفضععل
القصر للتبععاع ،وخروجععا مععن خلف أبععي حنيفععة -رضععي الع عنععه -فععإنه يععوجب
القصر حينئذ .وخرج بقولنعا ولعم يختلعف فعي جعواز قصعره :معن اختلعف فعي جعواز
قصره ،كملح يسععافر فععي البحععر ومععه عيععاله فععي سععفينة ،ومععن يعديم السععفر مطلقععا
كالساعي فإن التمام أفضل له ،خروجا من خلف من أوجبه ،كالمععام أحمععد رضععي
ال عنه .وروعععي مععذهبه دون مععذهب أبععي حنيفععة فععي ذلععك لمععوافقته الصععل ،وهععو
التمام .ثم إنه أورد على التعبير بالجواز أنه قد يجعب القصعر فيمعا لعو أخعر الصعلة
إلى أن بقي مععن وقتهععا مععا ل يسعععها إل مقصععورة لنععه لععو أتمهععا للععزم إخععرا بعععض
الصلة عن وقتها مع تمكنه من إيقاعها في الععوقت .وقععد يجععب القصععر والجمععع معععا
فيما لو أخر الظهر إلى وقعت العصعر بنيعة الجمعع ،ولععم يصعل حععتى بقععي معن وقعت
العصر ما يسع أربع ركعات .وأجيب بأن المراد بالجواز .مععا قابععل المتنععاع فيشععمل
الوجوب) .قوله :سفرا طويل( هذا أحد شروط القصر والجمع ،وهو ثمانية وأربعون
ميل هاشععمية .وذلععك لن ابنععي عمععر وعبععاس -رضععي ال ع عنهععم -كانععا يقصععران
ويفطران في أربعة برد ،ول يعرف مخععالف لهمععا .ومثلععه ل يكععون إل عععن توقيععف.
والبريد أربعة فراسخ ،والفرسخ ثلثة أميال ،والميععل أربعععة آلف خطععوة ،والخطععوة
ثلثة أقدام ،والقدمان ذراع ،والذراع أربعة وعشرون إصبعا معترضععات ،والصععبع
ست شعيرات معتدلت معترضات ،والشعيرة ست شعرات من شعر البرذون .وهععذا
تحديد لمسافة القصر بالمساحة .وأما تحديدها بالزمان فهو سععير يععومين معتععدلين ،أو
ليلتين معتدلتين ،أو يوم وليلة وإن لم يعتدل ،بسير الثقال ،وهي البعل المحملعة ،معع
اعتبار النزول المعتاد للكل ،والشععرب ،والصععلة ،والسععتراحة .وقععد نظععم بعضععهم
ضابط مسافة القصر بالتحديد الول في قوله :مسافة القصر احفظوهععا واسععمعوا * *
هي أربع من قيس برد تذرع ثم البريد من الفراسخ أربععع * * ولفرسععخ فثلث أميععال
ضعوا والميل ألف أي من الباعات قل * * والباع أربع أذرع فتتبعوا ثععم الععذراع مععن
الصابع أربع * * من بعدها العشرون ثم الصعبع سعت شععيرات فبطعن شععيرة * *
منها إلى ظهر لخرى توضع ثم الشعيرة ست شعرات كذا * * مععن شعععر بغععل ليععس
من ذا مدفع )قوله :قصر رباعية( هي الظهر والعصر والعشاء ،وخععرج بهععا الثنائيععة
والثلثية فل يقصران .قال في النهاية :وأما خبر مسلم :فرضت الصلة فععي الخععوف
ركعة فمحمول علععى أنععه يصععليها فيععه مععع المععام ،وينفععرد بععالخرى .إذ الصععبح لععو
قصرت لم تكن شعفعا ،وخرجعت ععن موضعوعها .والمغععرب ل يمكعن قصعرها إلععى
ركعتين ،لنها ل تكون إل وترا ،ول إلى ركعة ،لخروجها بذلك عن باقي الصلوات.
اه .ول بد أن تكون الرباعيععة مكتوبععة أصععالة ،فلععو كععانت نافلععة أو منععذورة ل يصععح
قصرها .وأمععا المعععادة ،فلععه قصععرها إن قصععر أصععلها وصععلها خلععف مععن يصععليها
مقصورة ،أو صلها إماما ،سواء صععلى الولععى جماعععة أو فععرادى) .قععوله :مععؤداة(
دخل فيها ما لو سافر وقد بقي من الوقت ما يسع ركعة ،فإنه
] [ 114
يقصرها ،سواء شرع فيها في الوقت وهو ظاهر ،لكونها مؤداة ،أم صلها بعععد
خروج الوقت لنها فائتة سفر .اه .بجيرمي) .قععوله :وفائتععة سععفر( الععواو بمعنععى أو،
ومدخولها معطوف على مععؤادة مضععاف إلععى لفععظ سععفر المضععاف إلععى قصععر .وفيععه
متعلق بمقدر داخل على فائتة ،وضميره يعود على سفر القصر .والمعنععى :أن قصععر
الصلة الرباعية التي فاتتة في سفر القصر جائز في سفر القصر .أما فائتععة الحضععر
فل يجوز قصرها في السفر .وكذلك فائتة السفر ل يجوز قصرها فععي الحضععر .ولععو
شك في أنها فائتة سفر أو حضر قضاها تامة احتياطا ،ولن الصل التمععام) .قععوله:
وجمع إلخ( معطوف على قصر ،أي ويجععوز لمسععافر سععفرا طععويل جمععع العصععرين
والمغربين -أي ضم إحدى الصلتين للخرى في وقت واحععدة منهمععا -سععواء كانتععا
تامتين ،أو مقصورتين ،أو إحداهما تامة والخرى مقصورة .وفي البجيرمععي :وعنععد
المالكية يجوز الجمع فععي السععفر القصععير .أمععا عنععدنا فل جمععع فععي قصععير ،وجمعععه
)ص( في عرفة ومزدلفة لنه كان مستديما فععي سععفره الطويععل إذ لععم يقععم قبلهمععا ول
بعدهما أربعة أيام ،فالجمع للسفر ،وعند المام أبي حنيفة للنسك .اه) .وقوله :تقديما(
أي في وقت الولى لغير المتحيرة ،لن شرطه ظن صحة الولى -كما يأتي -وهععو
منتف فيها .وألحق بها كل من تلزمه العادة .وفيه نظر ظاهر ،لن الولى مععع ذلععك
صحيحة فل مانع ،وكالظهر :الجمعة في هذا ،فيمتنع علععى المتحيععرة أن تجمععع بينهععا
وبين العصر جمع تقديم .اه .تحفة بزيادة) .وقوله :وتأخيرا( أي في وقت الثانية .ولو
للمتحيرة ،فيجوز جمعها جمع تأخير .قال ع ش :والفرق بيععن الجمعيععن :أنععه يشععترط
لجمع التقديم ظن صحة الولى ،وهو منتععف فعي المتحيععرة ،بخلف التعأخير ،فعإنه ل
يشترط ظنه ذلك فجاز ،وإن أمكن وقوع الولى مع التععأخير فععي زمععن الحيععض ،مععع
احتمال أن تقع فععي الطهععر :لععو فعلتهععا فععي وقتهععا .اه .ويسععتثنى الجمعععة ،فل يجععوز
جمعها تأخيرا ،لنها ل يتأتى تأخرها عن وقتها) .قوله :بفراق سور( متعلق بيجععوز:
يعني أنه ل يجوز ما ذكر من القصر والجمع إل بفراق سور خاص بتلك البلععدة الععتي
سافر منها إن كان ،لن ابتداء السفر إنمععا يكععون بمجععاوزته ،فععإن لععم يكععن لهععا سععور
أصل ،أو كان لكن ليس خاصععا بهعا ،كقععرى متفاصععلة جمعهعا سعور واحععد ،فابتععداؤه
بمجاوزة الخندق إن كان ،فإن لععم يكععن فععالقنطرة إن كععانت ،فععإن لععم تكععن فععالعمران.
)قوله :وإن احتوى إلخ( غاية في اشتراط فراق السور ،لجواز ما ذكر ،أي ل بد مععن
فراق السور إن احتوى -أي أحاط -ذلك السور بخراب ومزارع ،بأن تكون داخلععة.
وذلك لن ما في داخل السور معدود من نفس البلععد ،محسععوب مععن موضععع القامععة.
وعبارة الروض وشرحه :ويحصل ابتداء السفر من بلد له سعور بمفارقعة سعور البلععد
المختص به ،ولو لصقة من خارجه بنيان -أي عمران -أو مقععابر أو احتععوى علععى
خراب ومزارع فتكفي مفارقة ما ذكر ،لن ما كان خارجه -كععالولين -ل يعععد مععن
البلد ،بخلف ما كان داخله ،كالخرين .اه .بحععذف) .قعوله :ولعو جمععع قريعتين إلعخ(
المناسب لتعبيرة أول بالبلد أن يقول :ولو جمع بلدين .وهذا مفهععوم قععوله خععاص ببلععد
سفر .وعبارة الروض وشرحه :وإن جمع السور بلدين متقاربين فلكل منهمععا حكمععه،
فل يشترط مجاوزة السور كما فهم أيضا من قوله فيما مر سور البلد المختععص بععه -
كما مرت الشارة إليه -والقريتان فععي ذلععك كالبلععدين .اه) .قععوله :فبنيععان( معطععوف
على قوله سور ،أي ويجوز لمسافر ما ذكر مععن القصععر والجمععع بفععراق بنيععان -أي
عمران -إن لم يكن للبلد التي سافر منها سور ،فإن لم يكن هناك بنيان فبفراق حلة -
بكسر الحاء -إن سافر من خيام حي ،وهي بيوت مجتمعة أو متفرقة ،بحيععث يجتمععع
أهلها للسمر في ناد واحععد ،ويسععتعير بعضععهم مععن بععض .ويععدخل فععي الحلععة عرفععا:
مرافقها ،كمعاطن إبل ،وملعب صبيان ومطرح رماد ،فل بد مععن مجاوزتهععا .ول بععد
أيضا من مجاوزة عععرض واد إن سععافر فععي عرضعه ،ومجععاوزة مهبعط إن كععان فععي
ربوة ،ومجاوزة مصعد إن كان في وهععدة ،إن اعتععدلت الثلثععة ،فععإن أفرطععت سعععتها
اكتفى بمجاوزة الحلة عرفا .وما تقرر من أنه ل بد من مجاوزة السور ،أو العمععران،
أو الحلة ،هو في سفر البر ،ومثلععه سعفر البحعر المنفصععل سعاحله ععن العمعران .أمعا
المتصل ساحله بالعمران عرفا .فإذا سافر فيه وأراد أن يترخص
] [ 115
بالقصر والجمع ونحوهما ،فل يجوز إل بخروجه من البلد ،وجععري السععفينة أو
جري زورقها إليها آخر مرة ،وإل فمتى ما كان الزورق يذهب ويعععود فل يععترخص
من به ،وإذا جرى الزورق آخر مرة إلى السفينة جععاز الععترخص لمععن بععه ،ولععو قبععل
وصوله إلى السفينة ولمن بهععا أيضععا .وقيععد فععي التحفععة وفععي شععرح بأفضععل :اعتبععار
جري السفينة أو الزورق ببلد ل سور لها .قال الكردي :وهو احتمعال للسعنى .وقعال
الخطيب :هو أوجعه .وعلعى هععذا فالسعاحل الععذي لعه سعور :الععبرة بمجععاوزة سعوره.
والذي فيه عمران من غير سور :العبرة فيه بجري السفينة أو الزورق .وفي شرحي
الرشاد :أنه ل فرق في ذلك بين السور والعمعران ،فل بعد معن ركععوب السعفينة .اه.
)قوله :وإن تخلله( أي البنيان .وهو غاية في اشتراط فراق البينان ،أي يشترط فراقه.
وإن وجد في خلله -أي وسطه -خراب أو نهر أو ميععدان :فععالعبرة فععي أول السععفر
بمجاوزة البنيان ،ل بمجاوزة ما ذكر ،لنه معدود من البنيععان محسععوب مععن موضععع
القامععة) .قععوله :ول يشععترط مجععاوزة بسععاتين( أي ول مععزارع ول خععراب هجععر
بالتحويط على العامر أو زرع أو اندرس بأن ذهبت أصععول حيطععانه ،وذلععك لن مععا
ذكر ليس محل إقامععة) .وقععوله :وإن حععوطت( أي البسععاتين ،أي حععوط عليهععا بسععور
مثل) .وقوله :واتصلت( أي البساتين .قال في الروض وشععرحه :ولععو كععانت متصععلة
بالبلد وفيها دور يسكنها ملكها ،ولو أحيانا -أي في بعععض فصععول السععنة -اشععترط
مجاوزتهععا .هععذا مععا فععي الروضععة ،كالشععرحين .وأطلععق المنهععاج -كأصععله -عععدم
اشتراطها .وقال في المجموع بعد نقله الول عن الرافعي :وفيه نظععر .ولععم يتعععرض
لعه الجمهعور .والظعاهر أنعه ل يشعترط مجاوزتهعا ،لنهعا ليسعت معن البلعد .قعال فعي
المهمععات :وبععه الفتععوى .اه) .قععوله :والقريتععان إن اتصععلتا( أي ولععو بعععد أن كانتععا
منفصلتين) .وقوله :كقرية( أي فيشترط مجاوزتهما معا ،لكن إن لم يكن بينهما سور،
وإل اعتبر مجاوزته فقط .قال سععم :والحاصععل مععن مسععألة القريععتين أنهمععا إن اتصععل
بنيانهما ولم يكن بينهما سععور ،اشععترط مجاوزتهمععا .وإن كععان بينهمععا سععور ،اشععترط
مجاوزته فقط ،وإن اتصل البنيان .اه) .قوله :وإن اختلفتععا( أي القريتععان .وهععو غايععة
في كون حكمهما حكم القرية الواحدة) .قوله :فلو انفصلتا( أي القريتععان) .قععوله :ولععو
يسيرا( أي ولو كان ذراعا .كما في اليعاب نقل عن المجموع عن صاحب الحععاوي.
واعتمد في التحفة والنهاية الضبط بالعرف ،وأن قول الماوردي جععري علععى الغععالب
اه .كردي) .قوله :كفى إلخ( جواب فلو )وقوله :مجاوزة قرية المسععافر( أي فقععط ول
يشععترط مجععاوزته القريععتين )قععوله :ل المسععافر إلععخ( معطععوف علععى المسععافر سععفرا
طويل ،ومحترزه أنه ل يجوز القصر والجمع لمسععافر سععفرا قصععيرا .وهععو مععا بينععة
بقوله :لم يبلغ سفره إلخ) .وقوله :مسيرة يوم وليلة( أي أربعة وعشرين سععاعة ذهابععا
فقط) .وقوله :بسير الثقال( المععراد بالثقععال :البععل المحملععة بالثقععال ،أي الحمععال،
على سبيل المجاز المرسل .والعلقة المجاورة) .قععوله :مععع النععزول المعتععاد( متعلععق
بمحذوف حال من سير ،أي حععال كععونه مصععاحبا للنععزول المعتععاد) .قععوله :ول لبععق
إلخ( هو وما بعده من أفراد محرز قيد محععذوف كععان الولععى التصععريح بععه وهععو أن
يكون سفره غير معصية فاحترز به عما إذا كان معصية بأن يكون أنشأه معصية من
أوله ،ويسمى حينئذ عاصيا بالسفر .وذلك كعبد آبق مععن سععيده ،وكمععدين موسععر حععل
الدين الذي عليععه قبععل سععفره ولععم يععف بععه ،وكمسععافر لقطععع الطريععق .أو يكععون قلبععه
معصية بعد أن أنشععأه طاععة ،بعأن قطععع الطريعق ،أو أبععق معن سعيده ،ويسعمى حينئذ
عاصيا بالسفر في السفر .فإن تاب الول -وهو العاصي بالسفر -فأول سععفره محععل
توبته ،فإن كان الباقي طويل في الرخصة التي يشترط فيها طععول السععفر -كالقصععر
والجمع -أو قصيرا في الرخصة التي ل يشترط فيها ذلك -كأكل الميتة للمضععطر -
ترخص ،وإن كان الباقي قصيرا فععي الرخصععة الععتي يشععترط فيهععا طععول السععفر ،لععم
يترخص .وأما الثاني -وهو العاصي بالسفر في السفر -فععإن تععاب ترخععص مطلقععا،
وإن كان الباقي قصيرا اعتبارا بأوله وآخره .وألحق بسفر المعصية سععفر مععن أتعععب
نفسه أو دابته بالركض بل غرض شرعي ،وإن كان
] [ 116
سفره لطاعة .وبقي قسم ثالث ،وهو العاصي في السفر ،وهو من سععافر لطاعععة
بقصد الحج مثل ،فارتكب معصية في طريقه -كأن زنى ،أو شرب الخمر -مع بقاء
قصده الشئ الذي أنشأ السفر لجله .وهذا ل يمنع من الترخص مطلقععا) .والحاصععل(
أن العاصي ثلثة أقسام الول :العاصي بالسفر ،وهععو الععذي أنشععأ معصععية .والثععاني:
العاصي بالسفر في السفر ،وهو الذي قلبه معصية بعععد أن أنشععأه طاعععة ،كععأن جعلععه
لقطع الطريق ونأى عن الطاعة الععتي قصععدها .والثععالث :العاصععي فععي السععفر ،وهععو
الذي يسافر بقصد الطاعععة وعصععى فععي أثنععائه مععع اسععتمرار الطاعععة الععتي قصععدها.
)قوله :ومسافر إلخ( معطوف على آبععق ،وسععفره هععذا معصععية ،كمععا علمععت) .قععوله:
قادر عليه( أي علععى وفععائه) .قععوله :ول لمععن سععافر لمجععرد رؤيععة البلد( هععذا أيضععا
محترز قيد محذوف كان الولى ذكره ،وهو أن يكون سفره لغرض صحيح كزيععارة،
وتجارة ،وحج) .قوله :وينتهي السفر إلععخ( لمععا بيععن المحععل الععذي يصععير مسععافرا إذا
وصل إليه وهو خارج السور أو البنيان ،شرع يبين المحل الذي إذا وصل إليه ينقطع
سفره .وحاصل ما يقال فيه أنه رجع بعد سفره من مسععافة القصععر إلععى وطنععه انتهععى
سفره بمجرد وصول السور إن كان ،سواء نوى القامة به أم ل ،كان لععه فيععه حاجععة
أم ل .وأما إذا رجع إلى غير وطنه ،ولم يكععن لععه حاجععة ،ونععوى قبععل الوصععول إليععه
إقامة مطلقا أو أربعة أيام صحاح ،وكان وقت النية ماكثا مستقل ،انتهى سفره بمجرد
وصول السور أيضا .أما إذا لم ينعو أصعل ،أو نععوى إقامععة أقععل معن أربععة أيععام ،فل
ينتهي سفره بوصول السععور ،وإنمععا ينتهععي بإقامععة أربعععة أيععام صععحاح ،غيععر يععومي
الدخول والخروج .وأما إذا كان له حاجة ،فإن لم يتوقع انقضاءها قبل أربعة أيام ،بل
جزم بأنها ل تقضى إل بعد الربعة ،انتهى سفره بمجرد المكععث والسععتقرار ،سععواء
نوى القامة بعد الوصول أم ل .فإن توقع انقضاءها كل يعوم ،لععم ينتععه سععفره إل بععد
ثمانية عشر يوما صحاحا .هذا كله إذا رجععع بعععد وصععوله إلععى مسععافة القصععر ،فععإن
رجع قبل وصوله إلى مسافة القصععر لحاجععة كتطهععر وأخععذ متععاع ،أو نععوى الرجععوع
وهو مستقل ماكث ،فإن كان إلى وطنععه :انتهععى سععفره بابتععداء رجععوعه أو نيتععه .وإن
كان إلى غير وطنه :ل ينتهي سفره ،بل يترخص وإن دخل البلد ،فإن رجع قبل ذلععك
ل لحاجة ،بل للقامة :انقطع سفره برجععوعه مطلقععا إلععى وطنععه ،أو إلععى غيععره .وقععد
حرر العلمة الكردي مسألة ما ينتهي به السفر بتحرير لم يسبق إلى مثلععه ،ول بععأس
بذكره هنا تتميما للفائدة ،فنص عبارته :ظهر للفقير في ضععبط أطععراف هععذه المسععألة
أن تقول أن السفر ينقطع بعد استجماع شروطه بأحد خمسععة أشععياء :الول :بوصععوله
إلى مبدأ سفره من سور أو غيره وإن لم يدخله ،وفيه مسألتان :إحداهما أن يرجع من
مسافة القصر إلى وطنه ،وقيععده فععي التحفععة بالمسععتقبل ،ولععم يقيععده بععذلك فععي النهايععة
وغيرها .الثانية :أن يرجع من مسافة القصر إلععى غيععر وطنععه ،فينقطععع بععذلك أيضععا،
لكن بشرط قصد إقامة مطلقة أو أربعة أيام كوامل .الثاني :انقطاعه بمجععرد شععروعه
في الرجوع إلى ما سافر منه ،وفيه مسألتان :إحععداهما رجععوعه إلععى وطنععه مععن دون
مسافة القصر .الثانية :إلى غير وطنه من دون مسافة القصر بزيادة شرط ،وهععو نيععة
القامة السابقة .الثالث :بمجرد نية الرجوع وإن لععم يرجععع وفيععه مسععألتان :إحععداهما:
إلى وطنه ،ولو من سفر طويععل ،بشععرط أن يكععون مسععتقل ماكثععا .الثانيععة :إلععى غيععر
وطنه ،فينقطع بزيادة شرط ،وهو نية القامععة السععابقة فيمععا نععوى الرجععوع إليععه .فععإن
سافر من محل نيته فسفر جديد ،والتردد فععي الرجععوع كععالجزم بعه .الرابععع :انقطععاعه
بنية إقامة المدة السابقة بموضع غير الععذي سععافر منععه ،وفيععه مسععألتان :إحععداهما :أن
ينوي القامة المؤثرة بموضع قبل وصوله إليه ،فينقطع سفره بوصوله إليه بشرط أن
يكون مستقل ،الثانية :نيتها بموضع عند أو بعد وصوله إليه ،فينقطععع بزيععادة شععرط،
وهو كونه ماكثا عند النية.
] [ 117
الخامس :انقطاعه بالقامة دون غيرها ،وفيه مسألتان :إحععداهما :انقطععاعه بنيععة
إقامة أربعة أيام كوامل غير يومي الدخول والخروج .ثانيهما :انقطاعه بإقامة ثمانيععة
عشر يوما صحاحا ،وذلك فيما إذا توقع قضاء وطره قبل مضي أربععة أيععام كوامععل،
ثم توقع ذلك قبل مضيها ،وهكذا إلى أن مضت المدة المذكورة .فتلخععص أن إنقضععاء
السفر بواحد من الخمسة المذكورة ،وفي كل واحد منها مسألتان ،فهي عشر مسععائل،
وكل ثانية من مسألتين تزيد على أولهما بشرط واحد ،وهذا لم أقف على من ضبطه
كذلك .وال أعلم .اه) .قوله :وإن كان مارا به( أي بوطنه في سفره ،كأن خععرج منععه
ثم رجع مععن بعيعد قاصععدا المععرور بععه معن غيععر إقامععة) .قععوله :وإلععى موضععع آخععر(
معطوف على إلى وطنععه ،أي وينتهععي سععفره بعععوده إلععى موضععع آخععر غيععر وطنععه.
)قوله :ونوى إقامته به( أي وكان مستقل ،فل بد في انتهاء سفره بعوده إلى الموضع
الخر من هذين القيدين نية القامة به ،سواء نواها قبل بلوغه ذلك الموضع أو بعععده.
وكونه مستقل ،وهو غير الزوجة والقن .فإن لم ينو القامة به ل ينتهي سفره بمجععرد
وصوله ذلك الموضع الخر ،بل ينتهععي بإقامععة أربعععة أيععام بالفعععل ،أو نععوى القامععة
ولكنه غير مستقل كقن وزوجة ،فل أثر لنيته المخالفععة لنيععة متبععوعه .قععال سععم :لكععن
يبعد أنه لو نوى القامة ماكثا ،وهو قادر على المخالفة وصععمم علععى قصععد المخالفععة
أثرت نيته) .وقععوله :مطلقععا( أي مععن غيععر تقييععد بزمععن ،ل بأربعععة أيععام ،ول بععأكثر.
)قوله :أو أربعة أيام( أي أو نوى القامة أربعة أيام صحاح ،أي غير يععومي الععدخول
والخروج ،لن في الول الحط ،وفي الثععاني الترحععال ،وهمععا مععن أشععغال السععفر فل
يعتبران .قال في التحفة :تنبيه :يقع لكثير من الحجاج أنهم يدخلون مكة قبععل الوقععوف
بنحو يوم ناوين القامة بمكة بعد رجوعهم من منععى أربعععة أيععام فععأكثر ،فهععل ينقطععع
سفرهم بمجرد وصولهم لمكة نظرا لنيععة القامععة بهععا -ولععو فععي الثنععاء -أو يسععتمر
سفرهم إلى عودهم إليها من منى ،لنه من جملة مقصدهم ؟ فلععم تععؤثر نيتهععم القامععة
القصيرة قبله ول الطويلة إل عند الشروع فيها وهععي إنمععا تكععون بعععد رجععوعهم مععن
منى ووصولهم مكة ؟ للنظر فيه مجال ،وكلمهم محتمل ،والثاني أقرب .اه) .قععوله:
أو علم( معطوف على ونوى إقامته به ،فهو راجع للموضع الخر ،أي وينتهي سفره
بوصوله إلى موضع آخر ،وقد علم أن إربه -بكسر أولعه وسعكون ثعانيه وبفتحهمعا -
أي حاجته) .وقوله :ل ينقضي فيها( أي الربعة اليام بأن علم بقاءه مععدة تزيععد علععى
أربعة أيام صحاح ،وذلك لبعده عن هيئة المسافرين) .قوله :ثم إن كان إلععخ( ل محععل
لثم هنا ،بععل الولععى والمناسععب التفريععع ،بععأن يقععول :فععإن كععان إلععخ) .وقععوله :يرجععو
حصوله( أي الرب من حين وصوله ذلك الموضع الخر) .وقوله :كل وقت( مععراده
مدة ل تقطع السفر كيوم ويومين) .وقوله :قصر ثمانيعة عشععر يومععا( أي غيعر يعومي
الدخول والخروج ،لنه )ص( أقامها بعد فتععح مكععة لحععرب هععوازن يقصععر الصععلة،
ومثل القصر -عل المنقول المعتمد -سائر رخص السفر) .قوله :وشععرط إلععخ( ذكععر
للقصر أربعة شروط ،وذكر فيما تقدم شرطين له وللجمع ،لكن ل بعنععوان الشععرطية،
وهما :كونه طويل ،ومجععاوزة السععور أو البنيععان .وبقععي عليععه أربعععة شععروط :كععون
السفر مباحا ،وكونه لغرض صحيح ،وكون المسافر قاصدا محل معلومععا مععن حيععث
المسافة بأن يعلم أن مسافته مرحلتان فأكثر سواء كان معينا -كمكة -أو غيععر معيععن
-كالحجاز ،وكونه عالما بجواز القصر ،فلو قصر جاهل بذلك لم يصح لتلعبه .وقد
ذكر محترز الشرطين الولين من هذه الربعة ،كمععا سععبق التنععبيه عليعه) .قععوله :نيعة
قصر( أي كأن يقول :نويت أصلي الظهر مقصورة ،ومثل ذلععك مععا لععو نععوى الظهععر
مثل ركعتين ،وإن لم ينو ترخصا ،وما لعو قعال أؤدي صعلة السعفر ،فلعو لعم ينعو معا
ذكر ،بأن نوى التمام أو أطلق :أتم لونه المنوي في الولععى ،والصععل فععي الثانيععة.
وكذا لو شك هل نوى القصر أو التمام ؟ فيجب عليه التمام ،وإن تذكر عععن قععرب،
لتأدي جزء من الصلة حال التردد) .وقوله :في تحرم( أي مع التحرم ،كأصل النية،
فلو نواه بعد الحرام لم ينفعه ،فيجب التمام) .قوله :وعععدم اقتععداء ولععو لحظععة بمتععم(
فإن اقتدى به في جزء من صلته -كأن أدركه آخععر صععلته -لزمععه التمععام ،لخععبر
المام أحمد عن ابن عباس -رضي ال عنهما -سئل ما بال المسافر يصلي ركعععتين
إذا انفرد ،وأربعا إذا ائتم بمقيم ؟
] [ 118
فقال :تلك السنة ،ولو اقتدى بمسافر وشك فعي نيتعه القصعر فنعوى هعو القصعر،
جاز له القصر إن بان المام قاصرا لن الظاهر من حال المسافر القصععر .فععإن بععان
أنه متم أو لم يتبين حاله لزمه التمام ولو علق نية القصر على نية المععام ،كععأن قععال
إن قصر قصرت وإل أتممعت ،جعاز لعه القصعر إن قصعر المعام ،لن هعذا تصعريح
بالواقع ،ولزمه التمام إن أتععم المععام ،أو لععم يظهععر مععا نععواه المععام ،فيلزمععه التمععام
احتياطا) .قوله :تحرز عن منافيها( أي نية القصر كنية التمام والتردد في أنه يقصر
أو يتم ؟ فلو نوى التمام بعد نيععة القصععر ،أو تععردد فععي أنععه يقتصععر أو يتععم بعععد نيععة
القصر معع الحعرام ،أتعم) .وقعوله :دوامعا( ظعرف متعلعق بتحعرز ،أي التحعرز ععن
منافيها في دوام الصلة) .قوله :ودوام سفره إلخ( فلو انتهت به سفينته إلععى مععا يقطععع
ترخصه ،أو شك هل بلغته ،أو نوى القامة المنافية للترخص ،أو شك في نيتها ،أتم،
لزوال تحقق الرخصة) .قوله :ولجمع إلخ( معطوف على القصععر ،أي وشععرط لجمععع
التقديم نية جمع إلخ .وذكععر لععه ثلثععة شععروط ،وبقععي عليععه شععرط رابععع ،وهععو :دوام
السفر إلى عقد الثانية فقط ،بأن يحرم بها ،فل يشترط دوامه إلى إتمامها .فلو أقام في
أثناء الثانية لم يضر ،أو قيل عقدها ضر .وخامس :وهو كون السفر لغرض صحيح.
وسادس :وهو كون المسافر قاصدا محل معلوما .وسععابع :وهععو كععونه عالمععا بجععواز
الجمع .وهذه الثلثة تشترط أيضا في جمع التأخير .وثامن :وهو ظنه صععحة الولععى
لتخرج صلة المتحيرة كما مر .وتاسع :وهو بقاء وقت الولى يقينا إلى تمام الثانيععة،
فإن خرج أثناء الثانية ،أو شك في خروجه بطلت لبطلن الجمععع .قععال الكععردي :ولععم
يرتض ابن حجر هذا الشرط .وقوله :في الولى :أي في الصلة الولى) .فإن قلت(:
كان المناسب أن تكعون نيعة الجمععع فعي أول الثانيععة لكونهعا فععي غيعر وقتهعا ،ويؤيععده
تعليلهم اشتراط نية الجمع بقولهم ليتميز التقدير المشروع عن التقديم ،سهوا أو عبثععا،
لن التقديم إنما هو للثانية) .أجيب( بأن الجمع ضم الثانية للولى ،ول يحصل الضععم
المذكور إل بنية الجمع في الولى ،ليصير الصلتان كصلة واحدة .فتععدبر) .وقععوله:
ولو مع التحلععل منهععا( أي تكفععي نيععة الجمععع ولععو مععع السععلم مععن الولععى ،لحصععول
الغرض ،وهععو تمييععز التقععديم المشععروع عععن التقععديم سععهوا أو عبثععا ،بععذلك .والغايععة
المذكورة للرد على الضعيف القائل بأنه يتعين وقوع النية في تحععرم الولععى) .قععوله:
وترتيب( معطوف على نية ،أي وشرط لجمع تقععديم ترتيععب ،بععأن يبععدأ بععالولى ،لن
الوقت لها والثانية تابعة ،فل تتقدم على متبوعها ،ولو قدم الولى وبان فسادها فسدت
الثانية) .قوله :وولء( معطعوف علععى نيعة أيضععا ،أي وشعرط لجمعع تقعديم ولء بيعن
الصلتين ،لما روى الشيخان :أنه أ )ص( لما جمع بنمرة بين الصلتين وإلى بينهمععا
وترك الرواتب بينهما ،وأقام للصععلة بينهمععا .ولن الجمععع يجعلهمععا كصععلة واحععدة،
فوجبت الموالة كركعات الصععلة) .وقععوله :عرفععا( أي المعتععبر فععي الععولء العععرف.
وضبطوه بأن ل يفصل بينهما بما يسع ركعتين بأخف ممكن ،فععإن فصععل بينهمععا بمععا
يسع ذلك ضر ووجب تأخير الثانية إلى وقتهععا المعتععاد ،فتضععر الصععلة بينهمععا ،ولععو
راتبة .فإذا أراد أن يصلي رواتععب الصععلوات صععلى القبليععة ثععم الفرضععين ،ثععم بعديععة
الولى ثم قبلية الثانية ثم بعديتها ،ولو جمعهما ثم علعم بعععد فراغهمععا تععرك ركععن معن
الولى ،أعادهما وجوبا ،لبطلن الولى بترك الركن منها مععع تعععذر التععدارك بطععول
الفصل ،وبطلن الثانية لفقد الترتيب .أو علم بعد ذلك ترك ركن من الثانية ولم يطععل
الفصل بين سلمه منها وتذكره تداركه ،وصحت الصلتان .وإن طال الفصل بطلععت
الثانية أعادها في وقتها الصلي لمتناع الجمع بفقد الولء بتخلل الباطلة ،ولو لم يعلم
أن الترك من الولى أو من الثانيععة أعادهمععا وجوبععا بل جمععع تقععديم بععأن يصععلي كععل
واحدة في وقتها ،أو يجمعهما جمع تأخير .أما وجوب إعادتهمععا فلحتمععال أن الععترك
من الولى فتكونان باطلتين ،وأما امتناع جمع التقديم فلحتمال أن الترك من الثانيععة،
فتكععون الولععى صععحيحة والثانيععة باطلععة ،فيطععول الفصععل بالثانيععة الباطلععة وبععالولى
المعادة بين الولى الصحيحة والثانيععة المعععادة .فتنبععه) .قععوله :فل يضععر إلععخ( مفععرع
على الولء في العرف) .وقوله :فصل يسير( أي ولو لغير مصلحة الصععلة ،وخععرج
به الطويل فيضر ولعو بععذر كسعهو ،وإغمععاء) .قعوله :بععأن كعان دون قععدر ركعععتين(
تصوير للفصل اليسير ،فهو أن ينقص عما يسع ركعععتين بععأخف ممكععن علععى الععوجه
المعتاد ،فل يضر
] [ 119
الفصل بوضوء ولو مجددا ،وتيمععم ،وطلععب للمععاء خفيععف ،وزمععن أذان وإن لععم
يكن مطلوبا ،وزمن إقامة على الوسط المعتدل في ذلك ،حتى لو فصل بمجموع ذلععك
لم يضر حيث لم يطل الفصل) .قوله :ولتأخير إلخ( معطوف أيضا علععى القصععر ،أي
وشرط لجمع تأخير إلخ .وذكر له شرطين ،وتقدم التنبيه على أن شععروطا ثلثععة مععن
شروط جمع التقديم تجري فيععه أيضععا ،ول يشععترط فيععه الععولء ول الععترتيب ول نيععة
الجمع في الصلة الولى كما تشترط في جمع التقديم ،ولكن تسن) .وقوله :نية جمع(
أي نية إيقاعها مجموعة جمعع تعأخير .واشعترط ذلعك ليتميعز التعأخير المشعروع ععن
التأخير تعديا ،ول يكفي نية التأخير فقط من غير أن يقصد إيقاعها مع الصلة الثانية
كما يؤخذ ذلك من إضافة نية إلى جمع) .وقول :في وقععت الولععى( متعلععق بمحععذوف
صفة لنية ،أي نية جمع كائنة في وقت الصلة الولى التي يريد تأخيرهععا .فلععو نععوى
ذلك قبل دخول وقتها أو لم ينو أصل ،عصعى ،وكععانت قضععاء) .قعوله :معا بقعي قععدر
ركعة( ما مصدرية ظرفية متعلقة بنية ،أي ينوي ذلك مدة بقاء زمن يسع قدر ركعة،
أي يكفي وقوع النية في وقت الولى إذا بقععي مععن الععوقت مععا يسععع ركعععة ،لكععن هععذا
بالنسبة لوقوعهععا أداء ،ل للجععواز ،فععإذا نععوى فععي وقععت الولععى تأخيرهععا إلععى وقععت
الثانية ،وكان الباقي من وقت الولى ما يسع ركعععة أو أكععثر ولكععن ل يسععع جميعهععا،
تكون الولى أداء ،لكنه يأثم بتأخير النية إلى ذلك) .قوله :وبقاء سععفر إلععخ( معطععوف
على نية جمععع .أي وشععرط لجمععع تععأخير دوام السععفر إلععى تمععام الثانيععة سععواء كععانت
صاحبة الوقت -بأن رتب بين الصلتين ،كأن قدم الظهر على العصععر -أو لععم تكععن
صاحبة الوقت -بأن لم يرتب بينهما ،كأن قدم العصر التي هي صاحبة الععوقت علععى
الظهر .-فلو لم يدم سفره إلى ذلك :كأن نوى القامة في أثناء الثانية صارت التابعععة
-وهي المؤخرة عن وقتها -قضاء ل إثم فيه ،لنها تابعة لصاحبة الععوقت فععي الداء
للعذر ،وقد زال العذر ،وهذا هو المعتمد .والفرق بين جمع التقععديم حيععث اكتفععى فيععه
بدوام السفر إلى عقد الثانية ،وجمع التأخير حيث لم يكتف فيه بذلك ،بععل اشععترط فيععه
دوامه إلى تمام الثانية ،أن وقت الولععى ليععس وقتععا للثانيععة ،إل فععي السععفر فتنصععرف
للسفر بأدنى صارف .وأما وقت الثانية فتصععح فيعه الولععى لعععذر السععفر وغيععره .فل
تنصععرف إلععى السععفر إل إذا وجععد السععفر فيهمععا .وخععالف فععي المجمععوع فععي صععورة
الترتيب ،فقال :إذا أقام في أثناء الثانية ،أي صاحبة الوقت ،ينبغي أن تكععون الولععى،
أي المؤخرة ،أداء بل خلف ،وهذا ضعيف مخالف لطلقهم .وخالف السبكي وتبعه
السنوي في صورة عدم الترتيب حيث قال :وتعليلهم وقععوع الولععى قضععاء ،بكونهععا
تابعة للثانية في الداء للعذر ،وقد زال العذر قبل إتمامها منطبق على تقععديم الولععى،
فلو عكس وأقام في أثناء التابعة كانت أداء ،لنه لم يزل العذر قبل تمععام الثانيععة الععتي
هي صاحبة الوقت ،بل وجد العذر في جميعها وفي أول التابعة ،وهذا ضعيف أيضا.
)قوله :فرع إلخ( شروع في جععواز الجمععع بععالمرض بعععد أن تمععم الكلم علععى جععواز
الجمع بالسفر) .قوله :يجوز الجمع بالمرض( أي لما صععح أنععه )ص( جمععع بالمدينععة
من غير خوف ول مطر) .قوله :تقديما وتأخيرا( أي جمع تقديم وجمع تأخير) .قوله:
على المختار( أي عند النووي وغيره ،وهو مذهب المام أحمد ،قال ابن رسلن فععي
زبده :في مرض قول جلي وقوي * * اختاره أحمد ويحيى النععووي قععال الفشععني فععي
شر حه :ولكعن المشعهور -أي فعي المععذهب -أنععه ل يجمععع بمعرض ،ول ريعح ،ول
ظلمة ،ول خوف ،ول وحل ،ول نحوها ،لنه لم ينقل ،ولخععبر المععواقيت فل يخععالف
إل بصعععريح .اه) .وحكعععى( فعععي المجمعععوع ععععن جماععععة معععن أصعععحابنا جعععوازه
بالمذكورات ،وقال :وهو قوي جدا في المرض والوحل .واختاره في الروضععة ،لكععن
فرضه في المرض .وجرى عليعه ابععن المقعري .وفععي الكعردي مععا نصعه :ول يجععوز
الجمع بنحو وحل ومرض على المشهور في المذهب ،لكن المختار من حيث
] [ 120
الدليل جوازه بععالمرض عنععد النععووي وغيععره ،وهععو مععذهب المععام أحمععد .قععال
الذرعي :ورأيته في غاية الختصار من قول الشافعي للمزني ،وذكر عبارته .وقال
السنوي :قد ظفرت بنقله عن الشافعي .قال الزركشي :فإن ثبت له نص بععالمنع كععان
له في المسألة قولن ،وإل فهذا مذهبه ،ويؤيده أنه )ص( أمععر سععهلة وحمنععة بععالجمع
لجل الستحاضة ،وهي نوع مرض .قععال القليععوبي -بعععد نقلععه عععن الذرعععي ،أنععه
المفتى به -ما نصه :وبه يعلم جواز عمل الشخص به لنفسه .وعليه فل بد من وجود
المرض حالة الحرام بهما ،وعند سلمه معن الولعى وبينهمعا ،كمعا فعي المطعر .اه.
وهو واضح ،خلفا لما وقع للعناني من عععدم جععواز تقليععده ،لن ذاك اختيععار مععا هععو
خارج عن المذهب .وأمععا هععذا فهععو منصععوص للشععافعي ،كمععا صععرحوا بععه .والقععول
الضعيف في المذهب :يجوز تقليده للعمل به ،ل للفتوى مع الطلق .اه .وقوله :مععن
عدم جواز تقليده .جزم به في فتح الجواد ،وعبارته :وواضح أنه يتعين على من أراد
فعله تقليد أحمد دون المختارين ،لنهم ل يقلدون ،ودون القععول الغيععر المشععهور ،لن
ما ضعفه المجتهد من أقواله ل يقلد فيه .اه) .قوله :ويراعي( أي المريععض) .وقععوله:
الرفق( أي السهل على نفسه ،من التقديم أو التأخير) .قعوله :فعإن كعان إلعخ( تفريعع
على مراعاة الرفق) .قوله :كأن كان يحم( تمثيععل لزيععادة المععرض ،فأصععل المععرض
موجود في وقت الولى ووقت الثانية ،لكن يحم -زيادة على المرض الكائن به -في
وقت الثانية) .قوله :وقت الثانية( متعلق بكل من يزداد ،ومن يحم) .قوله :قععدمها( أي
الثانيععة ،أي جمعهععا مععع الولععى جمععع تقععديم) .وقععوله :بشععروط جمععع التقععديم( هععي:
الترتيب ،والولء ،ونية الجمع في الولى .ويشترط أيضععا وجععود المععرض إلععى عقععد
الثانية ،كما يشترط في السفر دوامه ،إلى ذلك) .قوله :أو وقت الولى( معطوف على
وقت الثانية ،أي أو كان يزداد مرضه وقت الثانية ،كأن كان يحم فيه) .قوله :أخرها(
أي الولى ،وهو جواب أن المقدرة) .قوله :بنية الجمععع( متعلععق بأخرهععا ،أي أخرهععا
بنية إيقاعها مجموعة جمع تأخير) .وقوله :في وقت الولععى( متعلععق بنيععة .أي ينععوي
ذلك في وقت الولى ،ولو بقى منه قدر ركعة ،كما مر في التععأخير للسععفر .ويشععترط
هنا بدل الشرط الثاني في التأخير للسفر دوام المرض إلى تمامهما .ولو قال بشععروط
جمع التأخير بدل قوله بنية الجمع لكان أولى) .قوله :وضبط جمع متأخرون المرض
هنا( أي في مبحث الجمع .ولعله احترز به عن ضبطه في غيععر ذلععك ،فهععو مععا أبععاح
التيمم) .قوله :ما يشق معه فعل كل فرض( أما ما ل يشق معه ذلععك ،كصععداع يسععير
وحمى خفيفة ،فل يجوز الجمع معه) .قوله :كمشقة المشي في المطر( أي يشععق معععه
ذلك مشقة كمشقة المشي في المطر ،وهي الععتي يععذهب معهععا الخشععوع فععي الصععلة،
وإن لم تبح له الجلوس في الفرض) .قععوله :بحيععث إلععخ( تصععوير لمشععقة المشععي فععي
المطر ،أي وتتصور المشقة التي تحصل له من المشي في المطر بابتلل ثوبه منهععا.
)قوله :وقال آخرون( أي في ضبط المرض هنا) .قوله :ل بععد مععن مشععقة إلععخ( أي ل
بد في المرض المجوز للجمع من أن يحصل منه مشقة ظاهرة) .وقعوله :زيعادة علعى
ذلك( أي على كونه يحصل له مشقة عند فعل كل فرض ،كمشععقة المطععر وهععي الععتي
تذهب الخشوع كما علمت) .وقوله :بحيث تبيح الجلوس في الفرض( تصوير للمشععقة
الظاهرة ،أي أن المشقة الظاهرة مصورة بإباحة الجلوس معها فععي الفععرض) .قععوله:
وهو( أي قول الخرين في ضبط المرض الوجه .قال الكردي :ونحوه في اليعاب.
] [ 121
قال :ولو ضبط المرض بالمبيح للفطععر لكععان لععه وجععه ظععاهر .اه .وجععرى فععي
شرحي الرشاد على الول ،بل قال فععي المععداد :ول يصععح ضععبطه بغيععر ذلععك .اه.
)تتمة( كما يجوز الجمع بالمرض يجوز بالمطر ،لكن تقديما فقط ،ولو للمقيععم ،وذلععك
لما صح أنه )ص( جمع بالمدينة الظهر والعصر ،والمغرب والعشاء من غير خععوف
ول سفر .قال الشافعي ومالك -رضي ال عنهما -أرى ذلععك بعالمطر .ويؤيعده جمعع
ابن عباس وابعن عمععر -رضععي الع عنهععم -بعه .ويشععترط لععه شعروط جمععع التقععديم
السابقة ،ويزاد عليها وجود المطر عند الحرام بالولى وعند التحلععل منهععا ،ودوامععه
إلى الحرام بالثانية ،وأن يصلي مريد الجمع جماعة في مكان مسجد أو غيععره ،بعيععد
عن باب دارد ،بحيث يتأذى بالمطر في طريقه ،بحيث يبل الثوب .أما إذا صلى ولععو
جماعة ببيته أو بمحل الجماعة القريب ،بحيث ل يتأذى في طريقه بالمطر ،أو مشععى
في كن ،أو صلى منفععردا ولععو فععي محععل الجماعععة ،فل يجععوز لععه أن يجمععع ،لنتفععاء
التأذي :نعم ،للمام إذا كان راتبا أو يلزم من عدم إمامته تعطيل الجماعععة ،أن يجمععع
بالمأمومين وإن لم يتأذ به .وقد نظم ذلك ابن رسععلن فععي زبععده فععي قععوله :وجععاز أن
يجمع بين العصرين * * في وقت إحدى ذين كالعشاءين كما يجوز الجمع للمقيععم * *
لمطر لكن مع التقديم إن مطرت عند ابتداء البادية * * وختمها وفي ابتداء الثانية لمن
يصلي مع جماعة إذا * * جامن بعيد مسجدا نال الذى )قوله :خاتمة إلخ( ذكرها هنا
مع أنها تتعلق بجميع أبواب الفقععه ،تعجيل للفععائدة) .قععوله :قععال شععيخنا( أي فععي بععاب
القضاء .ولو أخر هذه الخاتمة وذكرها -كشيخه -في باب القضاء مععع بيععان شععروط
التقليد لكان أنسب .وعبارة شيخه هناك :ومن أدى عبادة مختلفا في صحتها من غيععر
تقليد للقائل بها لزمه إعادتها ،لن إقدامه على فعلها عبث .وبه يعلععم أنععه حععال تلبسععه
بها عالم بفسادها ،إذ ل يكون عابثا إل حينئذ .فخرج من مععس فرجععه فنسععى وصععلى،
فله تقليد أبي حنيفة في إسقاط القضاء ،إن كان مذهبه صحة صلته ،مععع عععدم تقليععده
عندها ،وإل فهو عابث عنده أيضا .وكذا لمن أقدم معتقدا صععحتها علععى مععذهبه جهل
وقد عذر به .اه .وقوله :فله تقليد أبي حنيفة ،قال سم :وهو صريح فععي جععواز التقليععد
بعد الفعل .وقوله :إن كان مذهبه .إلععخ .قععال سعم :أيضععا فيععه نظععر .وقععوله :وإل فهعو
عابث ،قال سم :هذا ممنوع) .قععوله :عبععادة مختلفععا فععي صععحتها( أي كععالجمع للنسععك
بالنسبة لمن سفره قصععير ،كععالمكي ،فهعو مختلععف فيعه ،فالمععام أبععو حنيفععة :يجععوزه،
والمام الشافعي :يمنعه ،فإذا جمع الشافعي من غير تقليد للمام أبي حنيفة فععي ذلععك،
لزمه إعادتها) .قوله :من غير تقليد للقائل بها( متعلق بأدى ،أي أدى عبادة مععن غيععر
أن يقلد القائل بصحتها ،فإن قلده ولو بعد الفعل ،كما تقدم آنفا عععن سععم ،صععحت ،ول
يلزمه إعادتها) .قوله :لن إقععدامه( أي المععؤدي للعبععادة مععع علمعه بعععدم صععحتها فععي
مذهبه ،وعدم تقليده من يقول بها) .وقوله :عبث( أي لعب وعمل ما ل فائدة فيه .كما
في المصباح ،وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 122
فصل )في الصلة على الميت( )فصععل فععي الصععلة علعى الميععت( هععذا الفصععل
معقود لبيان ما يتعلق بالميت ،من غسله ،وتكفينه ،والصلة عليه ،ودفنه .فقوله) :في
الصلة على الميت( أي وغيرها أيضا مما ذكر ،وكان عليه أن يذكره بين الفععروض
والمعاملت ،أو عند الجهاد ،لنه من فععروض الكفايععة .لكععن لمععا كععان أهععم مععا يفعععل
بالميت :الصلة ،ذكر عقبها) .واعلم( أنه يتأكععد علععى كععل مكلععف أن يكععثر مععن ذكععر
الموت ،وذلك لنه أزجر عن المعصية ،وأدعى إلى الطاعة ،ولخبر :أكثروا من ذكر
هادم اللذات .يعني الموت .صححه ابن حبان والحاكم ،وقعال إنعه علعى شعرط مسعلم،
وزاد النسائي :فإنه ما ذكر في كثير إل قلله ،ول قليل إل كثره .أي كععثير مععن الععدنيا،
وقليل من العمل .وهادم اللذات -بالذال المعجمععة -ومعنععاه :القعاطع ،وأمععا بالمهملععة:
فمعنععاه المزيععل للشععئ مععن أصععله .وروى الترمععذي بإسععناد حسععن أنععه )ص( قععال
لصحابه :استحيوا من ال حق الحياء .قالوا إنا نسععتحيي -يعا نعبي الع -والحمععد لع
قال :ليس كذلك ،ولكن من اسععتحيا معن الع حععق الحيعاء فليحفععظ العرأس ومععا وععى،
وليحفظ البطن وما حوى ،وليذكر الموت والبلى .ومن أراد الخرة ترك زينعة الحيععاة
الدنيا .ومن فعل ذلك فقد استحيا من ال حق الحياء .والمراد من قوله :وما وعععى أي
ما اشتمل عليه من السمع والبصر واللسان .ومن قوله :وليحفظ البطن وما حععوى مععا
يشععمل القلععب والفععرج .والمععراد بحفععظ البطععن أن يصععونه عععن الحععرام مععن المطعععم
والمشرب .ويستحب الكثار من ذكر هذا الحديث ،كما قاله الشيخ أبو حامد الغزالي،
ويندب له أن يستعد للموت بالتوبة ،وهي ترك الذنب ،والنععدم عليععه ،وتصععميمه علععى
أن ل يعود إليه ،وخروج عن مظلمععة قععدر عليهععا بنحععو تحللععه ممععن اغتععابه أو سععبه.
وصح :أنه )ص( أبصر جماعة يحفرون قبرا ،فبكى حتى بل الثرى بعدموعه ،وقعال:
إخواني ،لمثل هذا فأعدوا .أي تأهبوا للموت واتخذوه عدة .ومحل ندب التوبععة إذا لععم
يعلم أن ما عليععه مقتععض للتوبععة ،أمععا إذا علععم أن مععا عليععه ذلععك فهععي واجبععة فععورا -
بالجماع -والموت مفارقة الروح للبدن .واختلف في حقيقة الروح ،فقال أكععثر أهععل
السنة والجماعة الولى أن نمسك المقععال عنهععا ونكععف عععن البحععث فيهععا ،وأنهععا ممععا
استأثر ال بعلمه ولم يطلع عليه أحدا مععن خلقععه .وإليععه أشععار ابععن رسععلن فععي زبععده
بقوله :والروح ما أخععبر عنهععا المجتععبى * * فنمسععك المقععال عنهععا أدبععا أي أن حقيقععة
الروح -وهي النفس -لم يخععبر عنهععا المصععطفى )ص( ،مععع أنععه سععئل عنهععا ،لعععدم
نزول المر ببيانها .قال تعالى) * :ويسألونك عن الروح .قل الروح من أمر ربي( *
) (1فنمسك المقال عنها أدبا مع المصطفى )ص( ،ول نعبر عنها بأكثر مععن موجععود
يحيا به النسان .كما قال الجنيد :الروح شئ استأثر ال بعلمععه ولععم يطلععع عليععه أحععدا
من خلقه .والخائضون فيها اختلفوا على أكثر من ألف قول .فقال جمهور المتكلميععن:
هي جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباك الماء
] [ 123
بالعود الخضر ،وهو باق ل يفنى عند أهل السنة .وقوله تعالى) * :ال ع يتععوفى
النفس حين موتها( * تقديره حين موت أجسادها .وعنععد جمععع منهععم :عععرض ،وهععو
الحياة التي صار البدن بوجودها حيا .وأما الصوفية والفلسفة فليسععت عنععدهم جسععما
ول عرضا ،بل هو جوهر مجرد غيععر متحيععز ،يتعلععق بالبععدن تعلععق التععدبير ،وليععس
داخل فيه ول خارجا عنه) .واعلم( أن الرواح على خمسععة أقسععام :أرواح النبيععاء،
وأرواح الشهداء ،وأرواح المطيعين ،وأرواح العصاة من المؤمنين ،وأرواح الكفععار.
فأمععا أرواح النبيععاء :فتخععرج عععن أجسععادها ،وتصععير علععى صععورتها مثععل المسععك
والكافور ،وتكون في الجنة ،تأكععل ،وتتنعععم ،وتععأوي بالليععل إلععى قناديععل معلقععة تحععت
العرش .وأرواح الشهداء :إذا خرجت من أجسادها فإن ال يجعلها في أجواف طيععور
خضر تدور بها في أنهار الجنة ،وتأكل من ثمارها ،وتشرب من مائهععا ،وتععأوي إلععى
قناديل من ذهب معلقة فععي ظععل العععرش ،هكععذا قععال رسععول الع )ص( .وأمععا أرواح
المطيعين من المؤمنين :فهي في ريععاض الجنععة ،ل تأكععل ول تتنعععم ،لكععن تنظععر فععي
الجنة فقط .وأما أرواح العصاة من المؤمنين :فبين السماء والرض في الهواء .وأمععا
أرواح الكفععار :فهععي فععي أجععواف طيععور سععود فععي سععجين ،وسععجين تحععت الرض
السابعة ،وهي متصلة بأجسادها ،فتعذب أرواحها ،فيتألم بذلك الجسد .كالشععمس :فععي
السماء الرابعة ،ونورهعا فعي الرض ،كمععا أن أرواح المعؤمنين فعي علييعن ،متنعمعة
ونورها متصل بالجثة) .قوله :وشرعت بالمدينة( عبارة التحفععة :تنععبيه .هععل شععرعت
صلة الجنازة بمكة أو لم تشرع إل بالمدينة ؟ لم أر في ذلك تصريحا .وظاهر حديث
أنه )ص( صلى على قبر البراء بن معرور لما قدم المدينة وكان مات قبل قدومه لها
بشهر ،كما قاله ابن إسحق وغيره .وما في الصابة عن الواقدي وأقره أن الصلة لم
تكن شرعت يوم موت خديجة -رضي ال عنهععا -وموتهععا بعععد النبععوة بعشععر سععنين
على الصح -أنهععا لععم تشععرع بمكععة ،بععل بالمدينععة .اه) .وقععوله :ومععا فععي الصععابة(
معطوف على لفظ حديث .وقوله :أنها لم تشرع :خبر المبتدأ الععذي هععو لفععظ :ظععاهر.
)قوله :وقيل هي من خصائص هذه المة( نظر فيه في التحفة ونصها :وفيه ما بينتععه
في شرح العبعاب ،ومعن جملتعه الحعديث العذي رواه جماععة معن طعرق تفيعد حسعنه،
وصححه الحاكم :أنه )ص( قال :كان آدم رجل أشعر طوال كأنه نخلة سععحوق ،فلمععا
حضره الموت نزلععت الملئكععة بحنععوطه وكفنععه مععن الجنععة ،فلمععا مععات عليععه السععلم
غسلوه بالماء والسدر ثلثا ،وجعلوا في الثالثة كافورا وكفنععوه فععي وتععر مععن الثيععاب،
وحفروا له لحدا ،وصلوا عليه ،وقالوا لولده :هذه سنة ولد آدم من بعده .وفي روايععة،
أنهم قالوا :يا بني آدم ،هذه سنتكم من بعده ،فكذاكم فععافعلوا .وبهععذا يتععبين أن الغسععل،
والتكفين ،والصععلة ،والععدفن ،والسععدر ،والحنععوط ،والكععافور ،والععوتر ،واللحععد ،مععن
الشرائع القديمة ،وأنه ل خصوصية لشرعنا بشئ من ذلععك .فععإن صععح مععا يععدل علععى
الخصوصية تعين حمله على أنععه بالنسععبة لنحععو التكععبير والكيفيعة .اه) .قعوله :صععلة
الميت( أي الصلة على الميت) .قوله :أي الميععت المسععلم( خععرج بععه الكععافر ،فتحععرم
الصلة عليه مطلقا .وأما غسععله فيجععوز مطلقععا .وأمععا تكفينععه ودفنععه فيجبععان إن كععان
ذميا ،أو مؤمنا ،أو معاهدا ،بخلف الحربي ،والمرتد) .قوله :غير الشهيد( أي وغيععر
السقط في بعض أحواله .أما الشهيد :فتحرم الصلة عليه ،كغسله .وأما تكفينععه ودفنععه
فيجبععان .وأمععا السععقط فلععه أحععوال :فتععارة تعلععم حيععاته فيجععب فيععه الربعععة :الغسععل،
والتكفين ،والصلة عليه ،والدفن .وتععارة يظهععر خلقععه :فيجععب فيععه مععا عععدا الصععلة.
وتارة
] [ 124
ل يظهععر خلقععه :فل يجععب فيععه شعئ .لكععن يسععن سعتره بخرقععة ودفنعه .والمععراد
بالشهيد -فيما تقدم -شهيد المعركة ،سواء كان شهيدا في الععدنيا والخععرة ،وهععو معن
قاتل لعلء كلمة ال .أو كان شهيدا في الدنيا فقط ،وهو من قاتل للغنيمععة مثل .وأمععا
شهيد الخرة فقط :فهو كغير الشهيد ،فيغسل ،ويكفن ،ويصلى عليه ،ويدفن .وأقسامه
كثيرة ،فمنها الميتععة طلقععا ،ولععو كععانت حععامل مععن زنععا ،والميععت غريقععا وإن عصععى
بركوب البحر ،والميت هععديما ،أو حريقععا أو غريبععا وإن عصععى بالغربععة ،والمقتععول
ظلما ولو هيئة ،كأن استحق شخص حز رقبته فقده نصفين ،والميت بععالبطن ،أو فععي
زمن الطاعون ،ولو بغير ،لكن كان صابرا محتسبا ،أو بعده :وكان في زمنععه كععذلك.
والميت في طلب العلم ولو على فراشه ،والميت عشقا ولو لمن لم يبح وطؤه كععأمرد،
بشرط العفة ،حتى عن النظر ،بحيث لو اختلى بمحبوبه لم يتجععاوز الشععرع .وبشععرط
الكتمان حتى عن معشوقه .وأما خبر :إذا أحب أحدكم أخععاه فليخععبره ،فمحمععول علععى
غير العشق .وما أحسن قععول بعضععهم :كفععى المحععبين فععي الععدنيا عععذابهم * * تععال ل
عذبتهم بعدها سقر بل جنة الخلد مععأوام مزخرفععة * * ينعمععون بهععا حقععا بمععا صععبروا
فكيف ل ،وهم حبوا وقد كتموا * * مع العفاف ؟ بهذا يشهد الخبر يأووا قصورا ،وما
وفوا منازلهم * * حتى يروا ال ،في ذا جاءنا الثر )قوله :فرض كفاية( أي على من
علم بموته من قريب أو غيره ،أو لم يعلم به لكنه قصر في البحث عنه بحيععث ينسععب
إلى تقصير ،كأن يكون الميت جاره ،فإن فعله أحد منا ولو غير مكلف سقط الحععرج،
وإل أثم الجميع) .قوله :للجماع( دليل عليه أنه ) (1فرض كفاية .وظاهره أنععه دليععل
لذلك حتى بالنسبة للغسل ،ويرد عليه أن الخلف مشعهور جعدا عنعد المالكيععة بالنسععبة
له ،حتى أن القرطبي رجح في شرح مسلم أنعه سعنة ،ولكعن الجمهعور علعى وجعوبه.
)قوله :كغسله( أي فهو فرض كفاية) .قوله :ولو غريقا( غاية في كون الغسل فععرض
كفاية ،أي هو فرض كفاية ،ولو كان الميعت غريقعا فعي البحعر أو غيعره .وهعي للعرد
على القائل بأن الغريق ل يجب غسله )قععوله :لنععا( أي معاشععر المكلفيععن ،وهععو علععة
لكون غسل الغريق فرض كفاية .وحاصلها أننا ل نكتفي باغتسال الغريق فععي البحععر
أو غيره ،لنا مخاطبون بغسل الميت مطلقا ،ول يسقط عنا الطلب إل بفعلنععا) .قععوله:
وإن شاهدنا الملئكة تغسله( غاية لمفهععوم مععا قبلععه ،أي فل يسععقط عنععا الطلععب بفعععل
غيرنا ،وإن شاهدنا الملئكة تغسععله فل بععد مععن إعععادة غسععله .قععال سععم :وينبغععي فععي
صلة الملئكة ما قيل في غسلهم إياه ،بخلف التكفين والدفن ،فيجزئ معن الملئكعة.
قال :وظاهر أن الحمل كالدفن ،بل أولى كما هو ظاهر .اه .وإنما اكتفععى بععذلك منهععم
لن المقصود الستر والمواراة ،وقد حصل .بخلف الغسل والصععلة ،فععإن المقصععود
منهما التعبد بفعلنا مع النظافة في الغسل .واختلف في تغسيل الجن ،فذهب ابن حجععر
إلى عدم الكتفاء بتغسيلهم .وذهب الرملي إلععى الكتفععاء بععذلك .قععال سععم) :فععرع( لععو
غسل الميت نفسه كرامة ،فهل يكفي ؟ ل يبعد أن يكفي .ول يقال المخاطب بععالفرض
غيره ،لجواز أنه إنما خوطب بذلك غيره لعجععزه ،فععإذا أتععى بععه كرامععة كفععى) .فععرع
آخر( لو مات إنسان موتا حقيقيا ،وجهز ،ثععم أحيععي حيععاة حقيقيععة ،ثععم مععات ،فععالوجه
الذي ل شك فيه أنه يحب له تجهيز آخر ،خلفا لمن توهمه .اه .وفي ع ش ما نصه:
وفي فتاوي حجر الحديثية ما حاصله أن ما من أحيي بعد الموت الحقيقي ،بأن أخععبر
به معصوم ،تثبت له جميع أحكام الموتى ،من قسععمة تركتععه ،ونكععاح زوجتععه ،ونحععو
ذلك ،وأن الحياة الثانية ل يعول عليها،
)(1
)قوله :على أنه( أي المذكور من الصلة والغسل .اه .مولف
] [ 125
لن ذلك تشريع لما لم يرد هو ول نظيره ،بل ول مععا يقععاربه ،وتشععريع مععا هععو
كذلك ممتنع بل شك .اه .أي وعليه :فمن مات بعد الحياة الثانية ل يغسععل ول يصععلى
عليه ،وإنما تجب مواراته فقط .وأما إذا لم يتحقق موته حكمنا بأنه إنما كان به غشي
أو نحوه .اه) .قوله :ويكفعي غسعل كعافر( أي للميعت .وذلعك لحصعول المقصعود معن
غسله ،وهو النظافة ،وإن لم يكن أهل للنية ،لن نية الغاسل ل تشترط على الصععح.
)قوله :ويحصل أقله( أي الغسل ،ولو لنحو جنب) .قوله :بتعميم بدنه بالماء( أي لنععه
هو الواجب في الحي ،فالميت أولى به) .قوله :حتى ما تحت قلفة القلععف( غايععة فععي
البدن الذي يجب تعميمه بالماء ،أي فيجب إيصال الماء إلى إلى ما تحت قلفه القلععف
فل بد من فسخها ليمكن غسل ما تحتها ويجب أيضا إيصال الماء إلى مععا يظهععر مععن
فرج الثيب عند جلوسها على قدميها لقضاء حاجتهعا ،كعالحي فعي ذلعك) .قعوله :علعى
الصح( لم أر هذا الخلف في المنهاج والمنهج وشععروحهما وحواشععيهما ،فلعلععه فععي
غير الكتب الععتي بأيععدينا) .قععوله :قععال العبععادي إلععخ( لعععل هععذا بيععان لمقابععل الصععح.
)وقوله :وبعض الحنفية( معطوف على العبادي) .وقوله :ل يجب إلخ( مقععول القععول.
)قوله :فعلى المرجح( المناسب :فعلى الصح) .قوله :بأنها إلععخ( البععاء سععببية متعلقععة
بتعذر ،أي لو تعذر غسل ما تحععت القلفععة بسععبب أنهععا ل تتقلععص ،أي ل تنكشععف ول
تنفسععخ إل بجععرح ،يمععم عمععا تحتهععا .أي وصععلى عليععه ،وإن كععان مععا تحتهععا نجسععا،
للضرورة .وهذا ما قاله ابن حجر .وقال الرملي :إن كان ما تحتها طاهرا ييمم عنععه،
وإن كان نجسا فل ييمعم ،ويعدفن بل صعلة عليعه ،لن شعرط العتيمم إزالعة النجاسعة،
وينبغي تقليد الول ،لن في دفنه بل صلة عدم احترام الميت .وعلى كل من القولين
يحرم قطع قلفة الميت ،وإن عصي بتأخيره) .قوله :وأكملععه تثليثععه( هععذا مقابععل قععوله
ويحصل أقله إلخ) .واعلم( أن المؤلف لم يسععتوف بيععان الكمععل .وحاصععله أن يغسععل
في خلوة ل يدخلها إل الغاسل ومن يعينه ،وولي الميععت -وهعو أقععرب الورثععة -وأن
يكون في قميص بال لنه أستر له ،وعلى مرتفع -كلوح -وهو المسمى بالدكععة ،لئل
يصيبه الرشاش ،وأن يكون بماء مالععح ،لن المععاء العععذب يسععرع إليععه البلء .بععارد،
لنعه يشعد البعدن ،إل لحاجعة كعبرد ووسعخ ،فيسععخن قليل .وأن يجلسعه الغاسعل علعى
المرتفع برفق مائل قليل إلى ورائه ،ويضع يمينه على كتفه ،وإبهامه في نقععره قفععاه،
لئل تميل رأسه ،ويسند ظهره بركبته اليمنى ،ويمر يده اليسععرى علععى بطنععه بتحامععل
يسير ،مع التكرار -ليخرج ما فيه من الفضلة -ثم يضجعه على قفاه ،ويغسل بخرقة
ملفوفة على يساره -سوأتيه ثم يلقيها ويلف خرقة أخرى على يععده بعععد غسععلها بمععاء
ونحو أشنان ،وينظف أسنانه ومنخريه ،ثم يوضؤه -كععالحي -بنيععة ثععم يغسععل رأسععه
فلحيته بنحو سدر ،ويسرح شعرهما -إن تلبد -بمشط واسععع السععنان ،برفععق ،ويععرد
المنتتف من شعرهما إليه -ندبا -في الكفن ،أو القبر .وأما دفنه -ولو في غير القععبر
-فواجب :كالساقط من الحي إذا مات عقبه ،ثععم يغسععل شعقه اليمعن ،ثععم اليسععر ،ثعم
يحرفه إلى شقه اليسر ،فيغسل شقه اليمن مما يلي قفاه ،ثم يحرفه إلى شقه اليمععن،
فيغسل اليسر كذلك ،مستعينا في ذلك كله بنحو سدر ،ثم يزيله بماء من فرقه -بفتععح
الفاء ،وسععكون الععراء -وهععو كمععا فسععره فععي القععاموس :الطريععق فععي شعععر الععرأس،
والمراد بتلك الطريق :المحل البيض في وسط الرأس المنحدر عنععه الشعععر فععي كععل
من الجانبين .ويصح قراءته من فوقه -بفاء وواو -إلى قععدمه ،ثععم يعمععه كععذلك بمععاء
قراح -أي خالص -لكن فيه قليل كافور .فهععذه الغسععلت الثلث غسععلة واحععدة ،لن
العبرة إنما هي بالتي بالماء القراح .ويسن ثانية وثالثة كذلك ،فالمجموع تسع -قائمععة
من ضرب ثلث فععي ثلث ،لن الغسععلت الثلث مشععتملة علععى ثلث ،لكععن العععبرة
بالثلث التي بالماء القراح .ويندب أن ل ينظر الغاسل -من غيععر عععورته -إل قععدر
الحاجة .أما عورته فيحرم النظر إليها ،ويندب أن يغطي وجهه بخرقة.
] [ 126
)قوله :وأن يكون( أي غسل الميت) .وقوله :في خلوة( أي في موضع حال عن
غير الغاسل ،معينه ،والولي .والولى أن يكون تحت سقف ليس فيه نحععو كععوة يطلععع
عليه منها ،وذلك لن الحي إذا أراد أن يغتسل يحععرص علععى ذلععك ،ولنععه قععد يكععون
ببدنه ما يكره الطلع عليه) .قوله :وقميص( أي وأن يكون في قميععص ،لنععه أسععتر
له ،وأليق ،والولى أن يكون القميص باليا بحيث ل يمنع وصول الماء إليععه .ويععدخل
الغاسل يده في كمه إن كان واسعععا ويغسععله مععن تحتععه ،وإن كععان ضععيقا فتععق رؤوس
الدخاريص وأدخل يده في موضع الفتق ،فإن لم يوجد القميص أو لم يتأت غسععله فيععه
ستر منه ما بين السرة والركبة) .قوله :وعلى مرتفع( معطععوف علععى فععي خلععوة ،أي
وأن يكون غسععله علععى مرتفععع -كلععوح -لئل يصععيبه رشععاش ،وليكععن مسععتلقيا عليععه
كاستلقاء المحتضر ،لكونه أمكن لغسله .ومحل رأسه أعلى لينحدر الماء عنه) .قععوله:
بماء بارد( متعلق بمحذوف خبر ليكون بعد خبر ،أي والكمععل فععي الغسععل أن يكععون
حاصل بماء بارد .ويصح جعله حال مععن اسععم يكععون ،وإنمععا كععان الكمععل أن يكععون
بذلك لنه يشد البدن ،بخلف المسخن فإنه يرخيععه) .قععوله :إل لحاجععة( أي فل يكععون
أكمل عند وجودها) .وقوله :كوسخ وبرد( تمثيل للحاجة) .قوله :فالمسخن إلخ( تفريع
علععى مفهععوم السععتثناء) .وقععوله :حينئذ( أي حيععن إذ وجععدت الحاجععة إلععى المسععخن.
)وقوله :أولى( أي من الماء البارد .والولى أن ل يبالغ فعي تسععخينه لئل يسعرع إليععه
الفساد) .قوله :والمالح أولى من العععذب( أي وغسععله بالمععاء المالععح أولععى مععن غسععله
بالماء العذب ،أي الحالي .وفي شرح الروض :قال الصيمري :والمالععح البععارد أحععب
من الحار العذب ،قال -أعني الزركشي :-ول ينبغي أن يغسل الميععت بمععاء زمععزم،
للخلف في نجاسععته بععالموت .اه) .قععوله :ويبععادر بغسععله( أي نععدبا إن لععم يخععش مععن
تأخير الغسل انفجار للميت ،وإل فوجوبا كما هو ظاهر .وذلك لمره )ص( بالتعجيل
بالميت ،وعلله بأنه :ل ينبغي لجيفة مععؤمن أن تحبععس بيععن ظهرانععي أهلععه .رواه أبععو
داود .اه .تحفة) .قععوله :ومععتى شععك( المناسععب :فععإن لععم يتقيععن مععوته) .قععوله :وجععب
تأخيره( أي الغسل .وقال ع ش :ينبغي أن الذي يجب تأخيره هو الععدفن ،دون الغسععل
والتكفين ،فإنهما بتقدير حياته ل ضرورة فيهما .نعم ،إن خيععف منهمععا ضععرر بتقععدير
حياته امتنع فعلهما .اه) .وقوله :إلعى اليقيعن( أي إلعى أن يتقيعن معوته) .قعوله :بتغيعر
ريح( الباء سببية متعلقة باليقين ،أي اليقين الحاصل بسبب تغير ريح الميت) .وقوله:
ونحوه( أي نحععو التغيععر ،كتهععري لحمععه) .قععوله :فععذكرهم( أي الفقهععاء ،تفريععع علععى
مفهععوم اشععتراط ظهعور التغيععر ،ونحععوه فعي الععتيقن) .وقعوله :العلمعات الكععثيرة( أي
كاسععترخاء قععدم ،وامتععداد جلععدة وجععه ،وميععل أنععف ،وانخلع كععف) .وقععوله :لععه( أي
للموت) .قوله :إنما تفيد( أي العلمات الكثيرة .والولى يفيعد -بيعاء الغيبعة -ويكعون
الفاعل ضميرا يعود على ذكر ،ويكون هو الرابط بين المبتدأ والخععبر) .قععوله :حيععث
لم يكن هناك( أي في الموت شك ،فإن كععان فل تنفععع تلععك العلمععات ،بععل ل بععد ممععا
يزيل ذلك الشك كظهور التغير .قال في التحفة ،تأييدا لكون العلمات ل تفيد إذا كععان
شك ،وقد قال الطباء إن كثيرين ممن يموتون بالسكتة ظععاهرا ،يعدفنون أحيعاء ،لنعه
يعز إدراك الموت الحقيقي بها ،إل على أفاضل الطباء ،وحينئذ فيتعين فيها التععأخير
إلى اليقين بظهور نحو التغير .اه) .قوله :ولو خععرج منععه( أي مععن الميععت ،ولععو مععن
السبيلين) .قوله :ولم ينقض الطهر( أي لم يبطله) .قوله :بل تجب إزالته( أي النجععس
الخارج) .وقوله :فقط( أي من غير إعععادة غسععله ،وذلععك لسععقوط الفععرض بمععا وجععد،
وحصول النظافة بإزالة الخارج) .قوله :إن خرج قبل التكفيععن ل بعععده( هكععذا عبععارة
شعيخه فععي فتعح الجعواد ،إل أنعه أحالهعا فيعه علعى إفتععاء البغععوي ،وجععزم فعي التحفععة
بوجوبها أيضا بعد التكفين ،ونصها مع الصععل :ولععو خععرج بعععده -أي الغسععل -أي
وقبل الدراج في الكفن -نجس -ولو من الفرج -وجب إزالته تنظيفععا لععه فقععط ،لن
الفرض
] [ 127
قد سقط بما وجد .وعليه ل يجب بخروج منيه الطاهر شععئ .وقيععل :يجععب ذلععك
مع الغسل إن خرج من الفرج القبععل أو الععدبر ،لنععه يتضععمن الطهععر ،وطهععر الميععت
غسل كل بدنه .وقيل :يجب مع ذلك الوضوء ،كالحي ،أما ما خععرج مععن غيععر الفععرج
أو بعد الدراج في الكفن فل يجب غير إزالته من بععدنه وكفنعه قطعععا .اه .ومثلععه فععي
النهاية ،ونصها :أما بعد التكفين فيجزم بغسل النجاسععة فقععط .ومععا فععي المهمععات عععن
فتاوى البغوي أنه ل يجب غسلها أيضا إذا كانت بعد التكفين ،مردود .اه .وكتب سععم
ما نصعه :قعوله وجعب إزالتعه .هعذا واضععح قبعل الصععلة لتوقفهعا علعى الطهععارة معن
النجععس ،فلععو خععرج بعععد الصععلة ،هععل تجععب إزالتععه أو ل ؟ فيععه نظععر .اه .وكتععب
البجيرمي قوله :وجب إزالته .أي إن كععان قبععل الصععلة ،وإل فتنععدب ،لنععه آيععل إلععى
النفجار .وعند م ر وجوبه بعد الصلة أيضا .ولم يرتضه شيخنا زي .اه .ق ل .ولو
لم يمكن قطع الخارج منه صح غسله ،وصحت الصلة عليه ،لن غعايته أنعه كعالحي
السلس ،وهو تصح صلته ،وكذا الصععلة عليععه .اه) .قععوله :ومععن تعععذر غسععله لفقععد
ماء( أي حسا أو شرعا) .قوله :أو لغيره( أي فقد ماء) .قوله :كاحتراق( تمثيل للغير.
)قوله :ولو غسل( أي فيما إذا احعترق) .قعوله :يمعم وجوبعا( وتنعدب النيعة فعي العتيمم
كالغسل ،وقيل تجب ،لنه طهارة ضعيفة فيتقوى بها .ويشترط أن ل يكون على بدنه
نجاسة ،لن شرطه تقدم إزالتها ،فإن كان عليه نجاسة وتعذرت إزالتهععا -كععالقلف -
دفن بل صلة عليه -على ما اعتمده م ر .-ويصح أن ييمم ويصععلى عليععه فععي هععذه
الحالة -على معتمد ابن حجر -ويجب غسل باقي بدنه ،ما عععدا محععل القلفععة ،إن لععم
يمكن فسععخها .اه .بجيرمععي) .قععوله :فععرع( أي فععي بيععان مععن يغسععل الميععت) .قععوله:
الرجل( أي الذكر ،ولو كان غير بالغ) .قععوله :أولععى بغسععل الرجععل( أي أحععق بغسععل
الرجل ،فيقدم وجوبا على المرأة الجنبية ،وندبا على المحرم .وفي سم مععا نصععه فععي
الناشري تنبيه آخر :إذا حرمنا النظر إلى المرد إلحاقععا لععه بععالمرأة ،فالقيععاس امتنععاع
تغسيل الرجل له .اه) .قوله :والمرأة أولى بغسل المرأة( أي فتقدم المرأة وجوبا على
الرجال الجانب ،وندبا على الرجال المحارم) .قوله :وله غسل حليلععة( أي مععن تحععل
له من زوجة أو أمه ،ولكن رتبته بعد المرأة الجنبية .وهععذا كالسععتدراك علععى قععوله
والمرأة أولى بالمرأة ومعا بععده ،أعنعي قعوله ولزوجعه إلعخ ،كالسعتدراك علعى قعوله
والرجل أولى بالرجل) .قوله :ولزوجه( أي غير رجعية وغير معتده عععن شععبهه وأن
حل نظرها التعلق الحق فيها باجنبي) .وقوله :ل أمه( أن الزوجة المة ل يجععوز لهععا
أن تغسل زوجها ،وليس كذلك .نعم ،هي ل حق لها في ولية الغسل يقتضي تقععديمها
على غيرها ،وكونها ل حق لها ل ينافي جوازه لهععا ،وهععو سععاقط معن عبععارة التحفععة
والنهاية ،ونصها :وهي -أي الزوجة -تغسل زوجها .قال ع ش :ظاهره ولععو كععانت
أمة ،وهو ظاهر ،ول ينافي هذا ما يأتي له من أنها ل حق لها في وليعة الغسععل .لن
الكلم هنا في الجواز .اه .نعم ،ليس للمة أن تغسل سيدها ،ولععو كععانت مكاتبععة أو أم
ولععد ،وذلععك لنتقالهععا للورثععة أو عتقهععا ،بخلف الزوجععة ،لبقععاء آثععار الزوجيععة بعععد
الموت) .وقوله :ولو نكحت غيره( غاية في جواز غسل الزوجة ،أي يجوز لهععا ولععو
تزوجت غير زوجها الذي مات .ويتصور ذلك بمععا إذا وضعععت الحمععل عقععب مععوت
زوجها فتزوجت آخر قبعل غسعل زوجهعا الميعت ،وإنمعا جعاز لهعا ذلعك لبقعاء حقعوق
الزوجية) .قوله :بل مس( متعلععق بغسععل الول والثعاني ،أي لعه غسعلها معن غيععر أن
يمسها ،ولها غسله من غير أن تمسه .وذلك لئل ينتقض وضوء الغاسل المطلوب له.
)وقوله :بل يلف خرقة( أي بل يغسل كل الخر مع لف خرقة على يععده) .قععوله :فععإن
خالف( أي كل منهما ولم يلف على يده خرقععة صععح الغسععل ،وذلععك لن اللععف وعععدم
المس مندوبان) .قوله :فإن لعم يحضععر( أي لععم يوجععد أحععد يغسععل الميتعة الجنبيعة إل
رجل أجنبي .قال ع ش :ضابط فقد الغاسل أن يكون فععي محععل ل يجععب طلععب المععاء
منه .اه .وقيد ابن حجر الرجل بكونه واضحا .قال سععم :ومفهععومه أن الخنععثى -ولععو
كبيرا -إذا لم يوجد إل هو ،يغسل الرجل والمععرأة الجنععبيين ،ولععم يصععرح بععه .وقععد
يوجه بالقياس على عكسععه .اه) .قععوله :أو أجنبيععة فععي الرجععل( أي أو لععم يحضععر إل
امرأة أجنبية،
] [ 128
والميت رجل )قععوله :يمععم الميععت( أي الععذي هععو المععرأة فععي الصععورة الولععى،
والرجل في الصورة الثانية ،إلحاقا لفقد الغاسعل بفقعد المعاء .إذ الغسعل متععذر شعرعا
لتععوقفه علععى النظععر أو المععس المحععرم .ويؤخععذ منععه أنععه لععو كععان فععي ثيععاب سععابغة،
وبحضرة نهر مثل ،وأمكن غمسه به ليصل الماء لكل بدنه من غيععر مععس ول نظععر،
وجب ،وهو ظاهر .والوجه -كما أفاده الشيخ -أنععه يزيععل النجاسععة ،لن إزالتهععا ل
بدل لها ،بخلف الغسل ،ولن التيمم ل يصح قبل إزالتها .اه .نهاية .بزيعادة .وخععالفه
ابن حجر في إزالعة النجاسعة فقعال :ييمعم وإن كعان علعى بعدنه خبعث ،ويعوجه بتععذر
إزالته .ومحل توقف صحة التيمم ،أي والصععلة التععي فععي المسععائل المنثععورة ،علععى
إزالة النجس إن أمكنت) .قوله :نعم ،إلخ( استدراك من وجععوب تيمععم الميععت إذا كععان
الغاسل أجنبيا منه أو أجنبية ،والقصد به التقييد ،فكأنه قال :ومحل وجوب الععتيمم :إذا
حضر أجنبي أو أجنبية ،إن كان الميت كبيرا ،وإل غسله) .وقوله :لهما غسععل إلععخ(
أي يجوز لكل من الجنبي والجنبية تغسيل من ل يشتهى لحل النظر والمس له .قال
الخطيب في مغنيعه :والحنعثى الكعبير المشععكل يغسععله المحعارم منهمعا ،فعإن ؟ فقعدوا،
غسععله الرجععال والنسععاء ،للحاجععة واستصععحابا بععالحكم الصععغر .كمععا صععححه فععي
المجمععوع ،ونقلععه عععن اتفععاق الصععحاب ،خلفععا لمععا جععرى عليععه ابععن المقععري تبعععا
لمقتضى أصله من أنه ييمم ويغسل فععوق ثععوب ،ويحتععاط الغاسععل فععي غععض البصععر
والمس .اه) .قوله :وأولى الرجال إلخ( هذا تفصيل للولوية السابقة في قععوله الرجععل
أولى بغسل الرجل ،يعني أن أولى الرجال بالرجل إذا اجتمع في غسله من أقاربه من
يصلح لغسله أولهم بالصلة عليه ،أي فيقدم عصبة النسب ،ويقدم منهعم أب ،فنععائبه،
فععأبوه ،ثععم ابععن ،فععابنه ،ثععم أخ لبععوين ،فلب ،ثععم ابنهمععا ،ثععم العععم كععذلك ،ثععم سععائر
العصبات ،فبعد عصبة النسععب يقععدم عصععبة الععولء ،فععالوالي ،فععذوو الرحععام .ومععن
قدمهم على الوالي :حمل على ما إذا لم ينتظم بين المال ،فالرجال الجانب فالزوجععة،
فالنساء المحارم .وما ذكر من الترتيب أغلبي .فل يرد أن الفقععه ببععاب الغسععل أولععى
من القرب ،والسن والفقيه -ولو أجنبيا -أولى مععن غيععر فقيععه -ولععو قريبععا عكععس
الصلة على ما يأتي فيها ،لن القصد هنا إحسان الغسععل ،والفقععه والفقيععه أولععى بععه.
وثم الدعاء ونحو السن ،والقرب أرق ،فدعاؤه أقرب للجابة ولم يععبين مععن الولععى
بغسل المرأة .وحاصله أن الولى بذلك إذا اجتمع من يصلح له النسععاء ،لكععن الولععى
منهن ذات المحرمية ،وهي من لو فرضت ذكرا حععرم تناكحهمععا ،وتقععدم نحععو العمععة
على نحو الخالة ،فإن لم تكن ذات محرمية قدمت القربى فالقربى ،ثم ذات الولء ،ثععم
محارم الرضاع ،ثم محارم المصاهرة ،ثم الجنبيات ثععم الععزوج ،ثععم رجععال المحععارم
بترتيبهم التي في الصلة .وشرط المقدم الحرية ،والتحععاد فععي الععدين ،وعععدم القتععل
المانع للرث ،وعدم العداوة ،والصبا ،والفسق .قال فععي التحفععة :وقضععية كلمهمععا -
بل صريحه -وجوب الترتيب المذكور .ثم قال :لكن أطال جمع متأخرون فععي نععدبه،
وأنه المذهب .اه) .قوله :وتكفينه( بععالجر معطععوف علععى غسععله ،أي وكتكفينععه ،فهععو
فرض كفاية أيضا) .قوله :بساتر عورة( قال ش ق :هذا ضعيف .والمعتمد أنععه ل بععد
من ستر جميع البدن ،سواء كفن من مععاله أو مععن مععال غيععره ،وسععواء كععان ذكععرا أو
أنثى ،حرا أو رقيقا ،لنقطاع الرق بالموت .فل يختلف بالذكورة والنوثة .وأما قعوله
في شرح المنهج :فيختلف قدره بالذكورة والنوثععة ،أي فيكععون للععذكر سععاتر مععا بيععن
سرته وركبته ،وللنثى ساتر جميع بدنها ،فمبني على الضعيف الذي مشى عليعه هنعا
أيضا ،لكن إن كفن من تركته ولم يوص بإسقاط ما زاد على ثوب واحد وجععب ثلث
لفائف تعم كععل واحععدة جميععع البععدن ،وإن كععان عليععه ديععن مسععتغرق ،حيععث لععم يمنععع
الغرماء ما زاد علععى الواحععد .اه) .قععوله :مختلفععة( صععفة لعععورة) .وقععوله :بالععذكورة
والنوثة( أي فيجب ستر ما بين السرة والركبععة فععي الععذكر ،وسععتر جميععع البععدن فععي
النععثى) .قععوله :دون الععرق والحريععة( أي ل تختلععف العععورة بععالرق والحريععة ،ولععو
اختلفت بهما للحقت المة بالرجل ،فتكون عورتها مععا بيععن سعرتها وركبتهععا ،وليععس
كذلك ،لنقطاع الرق بالموت ،فتكون في حكم الحرة) .قوله:
] [ 129
فيجب إلخ( تفريع علععى الختلف بالععذكورة والنوثعة) .وقععوله :مععا يسععتر غيععر
الوجه والكفين( أي وهو جميع بدنها) .قوله :لن حق ل تعالى( أي لن ساتر العورة
حق ل تعالى ،قياسا على الحي .قال الكردي :حاصل ما اعتمده الشارح فعي كتبعه أن
الكفن ينقسم على أربعة أقسام :حق الع تعععالى :وهععو سععاتر العععورة ،وهععذا ل يجععوز
لحد إسقاطه مطلقا .وحععق الميععت :وهععو سععاتر بقيععة البععدن ،فهععذا للميععت أن يوصععي
بإسععقاطه دون غيععره .وحععق الغرمععاء :وهععو الثععاني والثععالث ،فهععذا للغرمععاء عنععد
الستغراق إسقاطه ولمنع منه دون الورثة .وحق الورثععة :وهععو الععزائد علععى الثلث،
فللورثة إسقاطه والمنع منه .ووافق الجمال الرملي على هذه القسام إل الثاني منهععا،
فاعتمد أن فيه حقين ،حقا ل تعالى ،وحقا للميت .فإذا أسقط الميت حقه بقععي حععق الع
تعالى ،فليس لحد عنده إسقاط شئ من سابغ جميع البععدن .اه) .قععوله :وقععال آخععرون
إلخ( معتمد .وعبارة التحفة :وقال آخرون :يجب سعتر جميعع البعدن إل رأس المحعرم
ووجه المحرمة ،لحق ال تعالى ،كما يأتي عن المجموع ،ويصرح به قععول المهععذب:
إن ساتر العورة فقط ل يسمى كفنا ،أي والواجب التكفين فععوجب الكععل للخععروج عععن
هذا الواجب الذي هو لحق ال تعالى .وأطال جمع متأخرون في النتصار له .وعلععى
الول :يؤخععذ مععن قععول المجمععوع عععن المععاوردي وغيععره ،ولععو قععال الغرمععاء يكفععن
بساترها ،والورثة بسابع ،كفن في السابع اتفاقا :أن الععزائد علععى سععاترها مععن السععابع
حق مؤكد للميت لم يسقطه ،فقدم به على الغرماء كالورثععة ،فيععأثمون بمنعععه ،وإن لععم
يكن واجبعا فعي التكفيعن ،وهعذا مسعتثنى لمعا تقعرر معن تأكعد أمعره لقعوة الخلف فعي
وجوبه ،وإل فقد جزم المععاوردي بععأن للغرمععاء منععع مععا يصععرف فععي المسععتحب .اه.
)قوله :ولو رجل( أي ولععو كععان الميععت رجل) .قععوله :وللغريععم إلععخ( أي الععذي دينععه
مستغرق للتركة .وعبارة المغني :ولو كان عليه دين مسععتغرق فقععال الغرمععاء :يكفععن
في ثوب .والورثة :في ثلثة .أجيب الغرماء في الصح لنه إلى بععراءة ذمتععه أحععوج
منه إلى زيععادة السععتر .قععال فععي المجمععوع :ولععو قععال الغرمععاء يكفععن بسععاتر العععورة،
والورثة بساتر جميع البدن ،نقل صاحب الحاوي وغيره ،التفععاق علععى سععاتر جميععع
البدن .ولو اتفقعت الغرمعاء والورثعة علعى ثلثعة ،جعاز بل خلف .اه) .وقعوله :منعع
الزائد على سععاتر كععل البععدن( أي سععواء قلنععا إن الععواجب سععتر العععورة فقععط ،أم قلنععا
الواجب ستر جميع البدن .وذلك لن الميت أحوج إلى براءة ذمتععه مععن التجمععل الععذي
منه الزيادة على ثوب يعم جميع البدن -كما علمت -وخرج بالغريم ،الوارث .فليس
له المنع من ذلك ،حيث لم يوص الميت بثوب ،لنه ليس في الصرف للوارث منفعععة
تعود للميت ،بخلف الغريم) .قوله :ل الزائد على ساتر العورة( أي ليععس للغريععم أن
يمنع الزائد على ساتر العورة .وهذا ظاهر على القول بأن الواجب ستر جميع البدن.
أم على القول بأن الواجب ستر العورة فقط :فيكون مستثنى مععن قععولهم للغرمععاء منععع
ما يصرف للمستحب) .وقوله :لتأكد أمره( أي الزائد بسبب قوة الخلف في وجععوبه.
)وقوله :وكونه إلخ( أي ولكون الزائد حقا للميت بالنسبة للغرماء ،أي وأما بالنسبة ل
تعالى ،فحقه ساتر العورة فقط .وما ذكر من التعليلين مبني علععى القععول الول ،وهععو
أن الواجب ستر العورة أما على القول الثاني وهو أن الواجب ستر جميع البدن فعععدم
صحة منع الغريم لذلك الزائد ظاهر كما علمت ،لكونه منععع العواجب وهععو ل يجععوز.
)قوله :وأكمله( أي الكفن ،أي الفضل فيه) .قوله :للذكر( أي ولععو صععبيا أو محرمععا.
)قوله :ثلثة( أي لخبر عائشة -رضي ال عنها :-كفن رسول ال ع )ص( فععي ثلثععة
أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة .رواه الشععيخان) .وقععوله :يعععم كععل
منها البدن( أي ما عدا رأس المحرم ،ووجه المحرمععة) .قععوله :وجععاز( أي مععن غيععر
كراهة) .وقوله :أن يزاد تحتها( أي الثلثة ،وذلك لن عبد ال بن عمععر كفععن ابنععا لععه
في خمسة أثواب :قميص ،وعمامة ،وثلث لفائف .قععال فععي النهايععة :نعععم ،هععي -أي
الزيادة على الثلث -خلف الولى -كما في المجموع -لنه )ص( كفععن فععي ثلثعة
أثواب ليس فيها قميص ول عمامة.
] [ 130
ومحل جواز الزيادة على ذلك :إذا كععان الورثععة أهل للتععبرع ورضععوا بععه ،فععإن
كععان فيهعم صععغير أو مجنعون أو محجعور عليعه بسعفه أو غععائب :فل .اه .بتصععرف.
)وقوله :قميص( أي ساتر لجميع البدن .قال في بشرى الكريم :وإطلقهم يقتضى أنععه
كقميص الحي ،بل صرح به الشرقاوي وغيره ،فما اعتيد فععي جهتنععا مععن جعلععه إلععى
نصف الساق وبل أكمام :منكر شععديد التحريععم .اه) .قععوله :وللثنععى( معطععوف علععى
الذكر ،أي وأكمله للنثى -ومثلها الخنععثى -إزار ،فقميععص ،فخمععار ،فلفافتععان ،لنععه
عليه الصلة والسلم كفن فيها ابنته أم كلثوم .وفي ع ش :قال الشافعي -رضععي ال ع
عنععه -ويشععد علععى صععدر المععرأة ثععوب ،لئل تضععطرب ثععدياها عنععد الحمععل فتنتشععر
الكفان .قال الئمة :وهذا ثوب سادس ليس من الكفان ،يشد فوقها ،ويحل عنهععا فععي
القبر .اه .قال في التحفة :هذا كله -أي ما ذكر من أن الفضل للرجل ثلثة ،ويجوز
رابع وخامس ،وللنثى خمسة ،حيث ل دين وكفععن مععن مععاله ،وإل وجععب القتصععار
على ثوب ساتر لكل البدن إن طلبه غريم مسععتغرق ،أو كفععن ممععن تلزمععه نفقتععه ولععم
يتبرع بالزائد ،أو من بيت المال ،أو وقف الكفان ،أو من مال الموسرين .اه) .قععوله
ويكفن الميت( أي ذكرا كان أو أنثى) .وقوله :بما له لبسه حيا( أي بما يجوز له لبسه
في حال الحياة من غير حاجة ،فل يكفن بالحرير من لبسه لحكة أو قمل ومععات فيععه.
نعم ،لو استشهد فيه من لبسه لذلك أو غيره من أنواع الحاجة المبيحة للبسه كفن فيه،
لن السنة تكفينه فععي ثيععابه الععتي استشععهد فيهععا ،ل سععيما إذا تلطخععت بعدمه .قععال فععي
النهاية ،كما أفتى به الوالد ،تبعا للذرعي :ويقدم المتنجس على الطاهر الحريععر عنععد
ابن حجر ،تبعا لشيخ السلم ،واعتمد في المغني والنهايععة وسععم تقععديم الحريععر علععى
المتنجس .وانظر على الول بالنسبة للصلة ،هل يصععلي عليععه مكشععوف العععورة ثععم
يكفن بالمتنجس ،أو يستر بالحرير عند الصلة عليه ثم ينزع منه ويكفن في المتنجس
؟ والقياس على الحي الثاني :إن قلنا يشترط في الميت ما يشترط في المصععلي الحععي
من الطهارة وستر العورة وغير ذلك ،وإن قلنا ل يشععترط ذلععك ،فلععه كععل مععن الثععاني
والول .وفرض المسألة أنه وجد طاهر حرير ،ومتنجس غير حرير ،فععإن لععم يوجععد
إل المتنجس ،فيصلى عليه عاريا ،ثم يكفن ،إذ ل تصح مع النجاسععة) .قععوله :فيجععوز
حريععر ومزعفععر إلععخ( تفريععع علععى بمععا لععه لبسععه) .وقععوله :للمععرأة والصععبي( أي
والمجنون ،وذلك لنه يجوز لهم لبسه وهم أحياء فبعععد المععوت كععذلك .وخععرج بععذلك:
الرجععل والخنععثى ،فل يععدفنان فيهمععا إذا وجعد غيرهمععا) .قععوله :مععع الكراهععة( متعلعق
بيجوز) .قوله :ومحل تجهيزه( أي الميت .والمراد بالتجهيز :المؤن ،كأجرة التغسيل،
وثمن الماء والكفن ،وأجرة الحفر ،والحمل) .وقوله :التركة( أي إذا لععم يتعلععق بعينهععا
حق لزم ،كرهن ،وزكاة .وإل قدم على التجهيز .كما سععيأتي فععي الفععرائض) .قععوله:
إل زوجة( أي غير ناشزة) .وقوله :وخادمها( أي المملوك لهععا أو المسععتأجر بالنفقععة،
فإن كان مستأجرا بالجرة لم يجب تجهيزه علععى الععزوج ،لنععه ليععس لععه إل الجععرة.
)قوله :فعلى زوج غني( خبر لمبتدأ محذوف ،أي فتجهيزهمععا علععى زوج غنععي ،فععإن
كان معسرا جهزت من أصل تركتهععا ،ل مععن خصععوص نصععيبه منهععا ،كمععا اقتضععاه
كلمهم .وقال بعضهم :بل من نصيبه منها إن ورث ،لنه صار موسرا به ،وإل فمن
أصل تركتها مقدما على الدين ،وهو متجه من حيث المعنى .وإذا كفنت منهععا أو مععن
غيرها لم يبق دينا عليه ،للسقوط عنه بإعساره .ويظهر ضبط المعسر بمن ليس عنده
فاضل عما يترك للمفلس .اه .تحفة .قال سععم :ويحتمععل الضععبط بععالفطرة .اه .فعليععه.
ويكون الموسر :هو من ملك زيادة على كفايععة يععوم وليلععة مععا يصععرفه فععي التجهيععز.
والمعسر :هو الذي ل يملك ذلك) .قوله :عليه نفقتهمععا( الجملععة مععن المبتععدأ أو الخععبر
صفة لزوج ،أي زوج واجب عليه نفقتهما .وخرج به :ما إذا لم تجععب عليععه نفقتهمععا،
كأن كانت الزوجة صغيرة أو ناشزة ،وكان الخادم مكععترى بععأجرة ،فل يلععزم الععزوج
تجهيزهما) .قوله :فإن لم يكن له تركة( مقابل لمحعذوف ،أي هععذا إن كعان لععه تركعة،
فإن لم يكن إلخ) .وقوله :فعلى من عليه نفقته( أي فععالتجهيز واجععب علععى مععن وجععب
عليه نفقة ذلك الميت في حال حياته .وهذا باعتبععار الغععالب ،وإل فقععد يجععب التجهيععز
علععى مععن ل تلزمععه نفقتععه ،كتجهيععز الولععد الكععبير المعسععر ،فععإنه واجععب علععى أبيععه،
وكتجهيز المكاتب ،فإنه واجب على سيده ،مع أنهما ل يلزمهما نفقتهما حيين .وقععد ل
يجب على من عليه نفقته حيا ،كزوجة الب ،فإنه ل يلزم البن
] [ 131
تجهيزها وإن لزمته نفقتها) .قوله :من قريب( بيان لمن ،والمراد بعه الصععل أو
الفرع .وفي البجيرمي :ولو مععات معن لزمععه تجهيععز غيععره بعععد مععوته وقبععل تجهيععزه
وتركته ل تفي إل بتجهيز أحدهما فقط ،قدم الثععاني علععى الوجععه ،لتععبين عجععزه عععن
تجهيز غيره .وأفعتى بعه الشعهاب م ر ،كمعا ذكعر ذلعك ولعده فعي شعرحه .اه) .قعوله:
وسيد( أي فيما إذا مات رقيقة ،ولو مكاتبا ،وأم ولد .وأمععا البعععض فععإن لععم تكععن بينععه
وبين سيده مهايأه ،فمععؤن التجهيععز يكععون منهععا علععى سععيده بقععدر مععا فيععه مععن الععرق،
والباقي من تركة المبعض .وقال ع ش :على السعيد نصعف لفافعة فقعط ،لن العواجب
عليه -بقطع النظر عن التبعيض -لفافة واحدة .وفععي مععال المبعععض لفافععة ونصععف،
فيكمل له لفافتان ،فيكفن فيهما ،ول يزاد ثالثة من ماله .اه .وإن كان بينه وبيععن سععيده
مهايأة ،فمؤن التجهيز على ذي النوبععة .فلععو لععم يعلععم مععوته فععي أي نوبععة ،فينبغععي أن
يكون كل مهايأة .فعلى سيده بقدر ما فيه من الرق ،والباقي من تركته) .قععوله :فعلععى
بيت المال( أي فإن لم يكن للميت من تلزمه نفقته فتجهيععزه علععى بيععت المععال ،كنفقتععه
في حال الحياة .قال في الروض وشرحه :ول يلزم بيععت المععال ول القريععب إل ثعوب
واحد ،لتأدى الواجب به ،بل ل تجوز الزيادة عليه من بيت المال ،وكععذا إن كفععن بمععا
وقف للتكفين ،أو كان من مياسير المسلمين ،اه .ومر نظيره عن ابععن حجععر) .قععوله:
فعلى مياسير المسلمين( أي فإن لم يكن بيت مال ،فتجهيععزه علععى مياسععير المسععلمين.
قال سم :ظاهره ول محجورين فعلى أوليععائهم الخععراج .اه .والمععراد بالموسععر :مععن
يملععك كفايععة سععنة لممععونه ،وإن طلععب واحععد منهععم تعيععن عليععه ،لئل يتواكلععوا .اه.
بجيرمي) .قوله :ويحرم التكفين في جلد( أي لنه مرد بععه) .وقععوله :إن وجععد غيععره(
أي ولو كان حريرا فيقدم على الجلد) .قوله :وكذا الطيععن إلععخ( أي يحععرم التكفيععن بععه
مع وجود غيره) .قوله :فإن لم يوجد ثوب( المناسب :فإن لم يوجد غيره ،لنعه مقابععل
قوله :إن وجد غيره) .قوله :فيمععا اسععتظهره شععيخنا( عبععارته :ويحععرم فععي جلععد وجععد
غيره ،لنه مزر به ،وكععذا الطيععن ،والحشععيش ،فععإن لععم يوجععد ثععوب وجععب جلععد ،ثععم
حشيش ،ثم طين ،فيما يظهر .اه .وكتب سم :قوله فيما يظهععر :هععو ظععاهر ،وقضععيته
وجوب تعميمه بنحو الطين لوجوب التعميم في الكفععن .ولععو لععم يوجععد إل حععب ،فهععل
يجب التكفين فيه بإدخال الميت فيه لنه ساتر ؟ فيه نظر ،ول يبعععد الوجععوب .قععال م
ر :ويتجه تقديم نحو الحناء المعجون على الطين ،لن التطيين مع وجوده إزراء بععه.
)قوله :ويحرم كتابة شئ من القرآن إلخ( في فتاوى ابن حجر ما نصه) :سئل( رضي
ال عنه عن كتابة العهد على الكفن ،وهو ل إله إل ال وال أكبر .ل إله إل ال وحده
ل شريك له ،له الملك ولععه الحمععد .ل إلععه إل العع .ول حععول ول قععوة إل بععال العلععي
العظيم .وقيععل إنععه اللهععم فععاطر السععموات والرض ،عععالم الغيععب والشععهادة الرحمععن
الرحيم ،إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا ،إني أشعهد أنعك أنعت الع ل إلععه إل أنععت
وحدك ل شريك لك ،وأن محمدا عبدك ورسولك )ص( ،فل تكلني إلى نفسععي ،فإنععك
إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر ،وتبعدني من الخير ،وإني ل أثق إل برحمتععك،
فاجعل لي عهدا عندك توفنيه يوم القيامة ،إنك ل تخلف الميعاد .هععل يجععوز ؟ ولععذلك
أصل أم ل ؟ )فأجاب( بقوله :نقل بعضهم عن نوادر الصول للترمذي ما يقتضي أن
هذا الدعاء له أصل ،وأن الفقيه ابن عجيل كان يأمر به ،ثم أفتى بجواز كتععابته قياسععا
على كتابة ال في نعم الزكاة .وأقره بعضععهم بععأنه قيععل بطلععب فعلععه لغععرض صععحيح
مقصود ،فأبيح ،وإن علم أنه يصيبه نجاسة .وفيه نظر .وقد أفتى ابن الصلح بأنه ل
يجوز أن يكتب على الكفن يس والكهف ونحوهما ،خوفا من صععديد الميععت ،وسععيلن
ما فيه .وقياسه على ما في نعععم الصععدقة ممنععوع ،لن القصععد ثععم التمييععز ل التععبرك،
وهنععا القصععد التععبرك ،فالسععماء المعظمععة باقيععة علععى حالهععا ،فل يجععوز تعريضععها
للنجاسة .والقول بأنه قيل بطلب فعله إلخ ،مردود ،لن مثل ذلععك ل يحتععج بععه ،وإنمععا
كانت تظهر الحجة لو صح عن النبي )ص( طلععب ذلععك ،وليععس كععذلك .اه) .وقععوله:
اسماء ال تعالى( أي وكل اسم معظم كأسماء الملئكة والنبياء) .وقوله :على الكفن(
متعلععق بكتععابه) .قععوله :ول بععأس( أي ل إثععم) .وقععوله :بكتابععة( أي شععئ مععن القععرآن
ونحوه) .قوله :لنه( أي الريق ل يثبت ،فل تثبت النقوش المكتوبة به) .قعوله :وأفعتى
ابن الصلح بحرمة ستر الجنازة بحرير( ومثله كل
] [ 132
ما المقصود به الزينة) .قوله :وخالفه الجلل البلقيني( قال ابن قاسم :هععو الععذي
اعتمده م ر .اه) .وقوله :فجععوز الحريععر فيهععا( أي لن سععتر سععريرها يعععد اسععتعمال
متعلقا ببدنها ،وهو جائز لها ،فمهما جاز لها فعله في حياتها جاز فعله لها بعد موتها،
حتى يجوز تحليتهععا بنحععو حلعي العذهب ودفنعه معهععا ،حيعث رضعي الورثعة ،وكعانوا
كاملين ،ول يقال إنه تضييع مال لنه تضييع لغرض ،وهو إكععرام الميععت وتعظيمععه،
وتضييع المال وإتلفه لغرض جائز .م ر .سم) .قوله :مع أن القياس( أي على حرمة
تزيين بيتها الول ،وهو الحرمة) .تنبيه( يسن كون الكفن أبيععض ،لخععبر :البسععوا مععن
ثيابكم البياض ،فإنهم من خير ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم .رواه الترمذي وقال :حسن
صحيح .وكونه مغسول :لنه للصديد ،والحي أحق بالجديد ،كما قاله أبو بكر رضععي
ال عنه .رواه البخاري .وتكره المغالة فيه ،لخععبر :ل تغععالوا فععي الكفععن ،فععإنه يبلععى
سريعا .ومحل كراهة المغالة إذا لم يكعن بععض الورثعة محجعور عليعه أو غائبعا ،أو
الميت مفلسا ،وإل حرمت .قععاله م ر .وانظععر هعذا مععن قعوله عليعه الصعلة والسعلم:
أحسنوا أكفان موتاكم فإن الموتى تتباهى بأكفانهم .فإنه يقتضي أنععه ل يبلععى .وأجيععب
بأن المباهاة :إما قبل البلء ،أو بعد إعادتها .أفععاده البجيرمععي) .قععوله :ودفنععه( بععالجر
معطوف على غسله ،أي وكدفنه .فهو فععرض كفايععة) .وقععوله :فععي حفععرة تمنععع إلععخ(
وذلك لن حكمة الدفن صونه عن انتهاك جسععمه ،وانتشععار رائحتععه المسععتلزم للتععأذي
بها ،واستقذار جيفته ،فاشترطت حفرة تمنعهما .قال سم :الحفرة المذكورة صادقة مع
بنائها ،فحيث منعت ما ذكر كفت ،فالفساقي إن كانت بناء في حفر كفت إن منعت مععا
ذكر ،وإل فل .اه) .قوله :بعد طمها( متعلق بتمنع .والطم :رد التراب إليها .قععال فععي
المصباح :طممت البئر وغيرها بالتراب طما ،من باب قتل ،ملتها حتى استوت مععع
الرض .وطمها التراب :فعل بها ذلك .اه) .قوله :أي ظهورها( أفاد بتقدير المضاف
أن نفس الرائحة ل سعبيل إلععى منعهععا ،وأن الممنععوع ظهورهععا فقععط) .قععوله :وسععبعا(
معطوف على رائحة ،أي وتمنع سبعا) .قوله :أي نبشه لها( أفاد بتقععدير المضععاف أن
المععراد بمنععع الحفععرة للسععبع منعهععا نبععش السععبع لهععا) .وقععوله :فيأكععل( بالنصععب بععأن
مضمرة ،معطوف على نبشه على حد :ولبععس عبععاءة وتقععر عينععي وهععو مععن عطععف
المسبب على سببه ،أي تمنع النبععش الععذي يتسععبب عنععه أكلععه للميععت) .قععوله :وخععرج
بحفرة وضعه بوجه الرض( أي فل يكفي ،لنه ليس بدفن .قععال ع ش :وفععي حكمععه
حفرة ل تمنع ما مر إذا وضع فيها ثم بني عليه ما يمنععع ذينععك ،أي الرائحععة والسعبع.
اه) .قوله :ويبنى عليه( أي على الميت ،أي حواليه .والفعععل منصععوب بععأن مضععمرة
معطوف على وضع ،على حد ما مر آنفا .ومثل البناء عليه -بالولى -مععا لععو سععتر
بكثير نحو تراب أو حجارة) .وقوله :ما يمنع ذينك( أي الرائحة والسبع) .قوله :حيث
لم يتعذر الحفر( متعلق بمحععذوف ،أي فل يكفععي ذلععك ،حيععث لععم يتعععذر الحفععر ،بععأن
أمكن ،فإن تعذر ،كأن كانت الرض خوارة أو ينبع منها مععاء يفسععد الميععت وأكفععانه،
جاز ذلك) .قوله :نعم ،من مات إلخ( انظر هو مرتبط بأي شئ ؟ وظاهر صنيعه أنععه
مرتبط بالقيد ،أعني حيث لم يتعذر الحفر ،ول معنى له .فكععان الولععى أن يبععدل ذلععك
بقوله فإن تعذر الحفر كفى ،كما لو مات بسفينة إلخ ،وتكون الكععاف للتنظيععر وعبععارة
ابن حجر على بافضل -وخرج بالحفرة :ما وضع على وجه :الرض وبنى عليه ما
يمنعهما ،فانه ل يكفي ،إل إن تعذر الحفر ،كما لو مععات بسععفينة الععخ .اه وهععي نععص
فيما ذكرناه ثم ظهر صحة جعله مرتبطا بقول المتن
] [ 133
ودفنه في حفرة أي أن محل اشتراط الحفععرة مععا لععم يمععت فععي سععفينة ،وإل فععإن
تعذر دفنه في البر لبعده عن الساحل أو قربه منععه ،ولكععن بععه مععانع كسععبع ،ألقععي فععي
البحر ،بعد غسله ،وتكفينه ،والصلة عليه .لكن كان عليه أن يؤخره عن قوله وبتمنع
ذينك إلخ) .قوله :جاز إلقاؤه في البحر( فيه نظر ،لنه إذا تعذر البر يجب إلقاؤه فيععه.
وعبارة البجيرمي :يجب فيمن مات في سفينة وتعععذر دفنععه فععي الععبر أن يوضععع بعععد
الصلة عليه بين لوحين مثل ،ويرمى في البحر .وإن ثقل بحجر ليصععل إلععى القععرار
فهععو أولععى .اه .ويمكععن أن يجععاب بععأن المععراد بععالجواز مععا قابععل المتنععاع ،فيصععدق
بالوجوب) .قوله :ليرسب( بضم السين ،أي ينزل في قعر البحر) .قوله :وإل فل( أي
وإن لم يتعذر فل يجوز إلقاؤه في البحر) .قوله :وإل فل( أي وإن لم يتعذر فل يجوز
إلقاؤه في البحر) .قوله :وبتمنع ذينك( معطوف على بحفعرة ،أي وخعرج بقعوله تمنعع
الرائحة والسبع) .وقوله :ما يمنع( فاعل خرج المقدر) .وقوله :أحدهما( أي السععبع أو
الرائحة) .قوله :كأن اعتادت إلخ( مثال لما يمنععع الرائحععة فقععط ،ولععم يمثععل لمععا يمنععع
السبع فقط .وذلك كالفساقي :فإنها ل تمنع الرائحة ،وإن كععانت تمنععع السععبع .قععال فععي
التحفة :وهي بيوت تحت الرض .وقد قطع ابن الصلح والسبكي وغيرهمععا بحرمععة
الدفن فيها ،مع ما فيها من اختلط الرجال بالنساء ،وإدخال ميت على ميت قبععل بلء
الول .ومنعهععا للسععبع واضععح وعععدمه للرائحععة مشععاهد .اه) .قععوله :الحفععر( مفعععول
اعتادت) .وقوله :ععن موتعاه( متعلعق بعالحفر ،وضعميره يععود علعى المحعل) .قعوله:
فيجععب إلععخ( مفععرع علععى مععا إذا اعتععادت السععباع الحفععر) .قععوله :بحيععث إلععخ( البععاء
للتصوير .أي بناء مصورا بحالة وهععي منعععه وصععول السععباع إلععى الميععت .قععال فععي
التحفة :فإن لم يمنعها البناء -كبعض النواحي -وجب صندوق .كما يعلم ممععا يععأتي.
اه) .قوله :وأكمله إلخ( أفاد به إن ما مر أقله ،وكان الولى التصريح به هناك ،يعني
أن الكمل في القبر أن يكون واسعا ،لقوله )ص( فععي قتلععى أحععد :أحفععروا ،وأوسعععوا
وأعمقوا .والتوسعة هي أن يزاد فعي طعوله وعرضععه .قعال ع ش :وينبغعي أن يكعون
ذلك مقدار ما يسع من ينزل القبر ومن يدفنه ،ل أزيد من ذلك ،لن فيه تحجيرا على
الناس .اه) .قوله :في عمق إلخ( الذي يظهر أن فعي بمعنعى مععع ،وإضععافة عمعق لمعا
بعععده لدنععى ملبسععة ،أي والكمععل أن يكععون واسعععا ،مععع عمععق قععدره أربعععة أذرع
ونصف .وعبارة التحفة مع الصل :ويندب أن يوسع بأن يزاد فععي طععوله وعرضععه،
ويعمق ،للخبر الصحيح في قتلعى أحعد إلعخ ،وأن يكعون التعميعق قامعة لرجعل معتعدل
وبسطه بأن يقوم فيه ويبسط يده مرتفعة .اه) .تنبيه( الكمل أيضا في القبر أن يكععون
لحدا ،وهو أن يحفر في جانب القبر من أسفل قدر ما يسع الميت ،لكن هذا إن صلبت
الرض ،أما لو كانت رخوة فالفضل الشق ،وهو أن يحفر قعر القبر كالنهر ،ويبنععى
جانباه بلبن وغيره ،ويجعل الميعت بينهمعا) .قعوله :ويجعب إضعجاعه( أي الميعت فعي
القععبر علععى شععقه اليمععن) .وقععوله :للقبلععة( أي تنععزيل لععه منزلععة المصععلي ،فععإن دفععن
مسععتدبرا أو مسععتلقيا نبععش حتمععا ،إن لععم يتغيععر ،وإل فل ينبععش .ويؤخععذ مععن التعليععل
المذكور عدم وجوب الستقبال في الكافر ،فيجوز استقباله واسععتدباره .نعععم ،الكععافرة
التي في بطنها جنين مسععلم ،نفخععت فيععه الععروح ،ولععم تععرج حيععاته ،يجععب اسععتدبارها
للقبلة ،ليكون الجنين مستقبل القبلة ،لن وجه الجنين إلى ظهر أمه .وتدفن هذه المرأة
بين مقابر المسلمين والكفار ،لئل يدفن المسلم في مقابر الكفار ،وعكسه .فإن لم تنفععخ
فيه الروح :لم يجب الستدبار في أمععه ،لنععه ل يجععب اسععتقباله حينئذ .نعععم ،اسععتقباله
أولى .فإن رجيت حياته لم يجز دفنه معها ،بل يجب شق جوفها وإخراجه منه -ولععو
مسلمة -ومن الغلط أن يقال :يوضع نحععو حجععر علععى بطنهععا ليمععوت ،فععإن فيععه قتل
للجنين) .قوله :ويندب الفضاء إلخ( أي يندب إلصاق خده اليمن بععالتراب) .وقععوله:
بعد تنحية الكفن عنه( أي بعد إزالة
] [ 134
الكفن عن خعده) .وقعوله :إلععى نحععو تعراب( متعلععق بإفضعاء ودخععل تحععت نحععو
الحجر واللبن) .وقوله :مبالغة إلخ( تعليل لندب الفضععاء المععذكور .ومععا أحسعن قععول
بعضهم :فكيف يلهو بعيش أو يلذ بععه * * مععن الععتراب علععى خععديه مجعععول ؟ )قععوله:
ورفع رأسه إلخ( أي ويندب رفع رأسععه) .وقععوله :بنحععو لبنععة( أي طععاهرة .واللبنععة -
كسر الباء -واحدة اللبن -بكسرها أيضا -مععا يعمعل معن الطيععن ،ويبنعى بعه .ودخععل
تحت نحو كوم تراب وحجر) .قوله :وكره صندوق( أي جعل الميت فيه ،لنه ينععافي
الستكانة والذل المقصودين من وضعه في التراب ،ولن في إضععاعة مععال .وعبععارة
الروض وشرحه :ويكره صندوق -أي جعل الميت فيه -ول تنفذ وصيته بذلك ،فععإن
احتيج إلى الصندوق لنداوة ونحوها -كرخاوة فععي الرض -فل كراهععة ،وهععو -أي
الصندوق المحتاج إليه من رأس المال -كالكفن ،ولنه من مصالح دفنه الواجب .اه.
ملخصا) .قوله :فيجب( أي الصندوق .وهو مفرع على الستثناء) .قوله :ويحرم دفنه
بل شئ يمنع وقوع التراب عليه( أي فيجب سد القبر بما يمنع وقوع التراب عليه من
نحو لبن .وما ذكر من وجوب السد وحرمة عدمه هو ما عليه جمععع .وظععاهر عبععارة
المنهاج :ندب السد ،وجواز إهالة التراب عليه من غير سد .كما نبه عليه في التحفة،
وعبارتها مع الصل :ويسد فتح اللحد بلبن ،بأن يبنى به ثم يسععد مععا بينععه مععن الفععرج
بنحو كسر لبن اتباعا لما فعل به )ص( ،ولنععه أبلععغ فععي صععيانة الميععت عععن النبععش،
ومنع التراب والهوام .وكاللبن في ذلك غيره .وآثره لنه المأثور كما تقععرر ،وظععاهر
صنيع المتن :أن أصل سد اللحد مندوب ،كسابقه ولحقه ،فتجوز إهالة الععتراب عليععه
من غير سد ،وبه صرح غير واحد .لكن بحث غيععر واحععد وجععوب السععد عليععه ،كمععا
عليه الجماع الفعلي من زمنععه )ص( إلععى الن ،فتحععرم تلععك الهالععة ،لمععا فيهععا مععن
الزراء وهتك الحرمة ،وإذا حرموا ما دون ذلععك ،ككبععه علععى وجهععه ،وحملععه علععى
هيئة مزرية ،فهذا أولى .اه) .قوله :يحرم دفن اثنين من جنسين بقبر( المراد بالجنس
هنا وفيما بعده ،الجنس العرفي ،وهو ما يشمل النعوع والصعنف .وحاصعل معا يتعلعق
بهذه المسألة أن الذي جرى عليه المؤلف -تبعا لشيخه ابن حجر ،التابع لشيخه شععيخ
السلم -أن الثنين إذا اتحدا نوعا كرجلين أو امرأتين ،أو اختلفععا فيععه وكععان بينهمععا
محرمية أو زوجية أو سيدية ،كره دفنهما معا .فإن اختلفا ولم يكن بينهما ما مر حععرم
ذلك .والذي جرى عليعه م ر :الحرمععة مطلقععا ،اتحععد الجنعس أو اختلععف ،كعان بينهمعا
محرمية أو ل .وذلك لن العلة في منع الجمع التعأذى ،ل الشعهوة .فإنهعا قعد انقطععت
بالموت) .قوله :إن لم يكن بينهما( أي الثنين) .قععوله :ومععع أحععدهما :كععره( أي ومععع
وجود المحرمية أو الزوجية يكره دفنهما في قبر واحد) .قوله :كجمععع متحععدي جنععس
فيه( أي كما أنه يكره دفن جمع متحدي جنس في قبر واحد) .قوله :بل حاجة( متعلق
بكل من يحرم وكره ،أي محل الحرمة أو الكراهة إن لم يكن حاجععة ،وإل فل حرمععة
ول كراهة ،كأن كثر الموتى وعسر إفراد كل بقبر ،أو لم يوجد إل كفععن واحععد ،لنععه
)ص( كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب ،ويقدم أقرأهمععا للقبلععة ،ويجعععل
بينهما حاجز تراب) .قوله :ويحرم أيضا( أي كما يحرم دفععن اثنيععن معععا ابتععداء .قععال
في النهاية :عللوه -أي حرمة الدخال -بهتك حرمته .ويؤخذ منه عععدم حرمععة نبععش
قبر له لحدان مثل لدفن شخص في اللحد الثاني ،إن لم تظهععر لععه رائحععة ،إذ ل هتععك
للول فيه .وهو ظاهر ،وإن لم يتعرضوا له ،فيمععا أعلععم .اه) .قععوله :وإن اتحععدا( أي
الميت الذي في القبر ،والميت المدخل عليه) .قوله :قبل بلء جميعه( متعلععق بيحععرم،
أي يحرم الدخال المذكور قبل بلء جميععع الميععت الععذي فععي القععبر .قععال سععم :وأفهععم
جواز النبش ،بعد بلء جميعه .ويستثنى قبر عالم مشععهور ،أو ولععي مشععهور ،فيمتنععع
نبشععه .اه) .قععوله :ويرجععع فيععه( أي فععي البلء ،أي مععدته) .وقععوله :لهععل الخععبرة
بالرض( أي لهل المعرفة بقدر المدة التي يبلى فيها الميت في أرضهم) .قوله :ولعو
وجد
] [ 135
بعض عظمه( أي الميت الذي في القبر) .وقعوله :قبعل تمعام الحفعر( أي قبعل أن
يكمل حفر القبر) .قوله :وجب رد ترابععه( أي ويحععرم تكميععل الحفععر والععدفن فيععه لمععا
يلزم عليه من الدخال المحرم .وهذا إذا لم يحتج إلى الدفن في ذلك القععبر ،بععأن كععثر
الموتى ،وإل فل بأس بذلك) .قوله :أو بعده( أي أو وجد عظمه ،بعد تمام الحفععر ،فل
يجب رد التراب) .قوله :ويجوز الدفن معه( أي مع العظم لكن بعد تنحيته عن محله.
وعبارة التحفة :أو بعده نحاه ودفن الخر .فععإن ضععاق بععأن لععم يمكععن دفنععه إل عليععه،
فظاهر قولهم نحاه حرمة الدفن هنا ،حيث ل حاجة ،ليس ببعيد ،لن اليذاء هنا أشععد.
اه) .قوله :ول يكره الدفن ليل( أي سواء تحرى الدفن فيه أم ل ،لما صععح أنععه )ص(
فعله ،وكذا الخلفاء الراشدون) .قوله :خلفا للحسن البصري( أي فإن الدفن ليل عنده
مكععروه تنزيهععا متمسععكا بظععاهر خععبر ابععن مععاجه :ل تععدفنوا موتععاكم بالليععل ،إل أن
تضطروا .وفي البجيرمي ما نصه :وفي الخصائص ودفن بالليل ،وذلععك -أي الععدفن
ليل -في حق غيره مكروه تنزيها عنععد الحسععن البصععري ،تمسععكا بظععاهر خععبر ابععن
مععاجه بسععند فيععه ضعععف ل تععدفنوا موتععاكم بالليععل ،إل أن تضععطروا أي بالععدفن ليل،
لخوف انفجار الميت وتغيره .وخلف الولى عند سائر العلماء ،وتععأولوا الخععبر بععأن
النهي كان أول ،ثم رخص .اه .مناوي) .قوله :والنهار أفضل( أفعععل التفضععيل علععى
غير بابه ،أي فاضل ،وذلك لنه هععو المنععدوب ،بخلف الععدفن ليل ،فليععس بمنععدوب،
حتى أنه يكون فاضل .ومحل كون الدفن فيه فاضل إذا لم يخش بالتأخير إليععه تغيععر،
وإل حرم) .قوله :ويرفع القبر قدر شبر( أي ليعرف فيععزار ويحععترم .وصععح أن قععبر
)ص( رفع نحو شبر) .قوله :وتسطيحه أولى معن تسععنيمه( لمعا صعح معن القاسععم بعن
محمد :أن عمته عائشة -رضي ال عنهم -كشفت له عن قبره )ص( وقبر صاحبيه،
فإذا هي مسطحة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمععراء .وروايععة البخععاري :أنععه مسععنم.
حملها البيهقي على أن تسععنيمه حععادث ،لمععا سعقط جععداره ،وأصععلح زمعن الوليععد .اه.
تحفععة .والتسععطيح :جعععل القععبر مسعطحا ،أي مسععتويا لععه سعطح .قععال فععي المصععباح:
سطحت القبر تسطيحا :جعلت أعله كالسطح .وأصل السطح :البسععط .اه .والتسععنيم:
جعله مسنما ،أي مرتفعععا علععى هيئة سععنام البعيععر .قععال فععي المصععباح :سععنمت القععبر
تسنيما :إذا رفعته عن الرض كالسنام .اه) .قوله :ويندب لمن على شععفير القععبر( أي
لمن هو واقف على طععرف القععبر) .قععوله :أن يحععثي( أي بعععد سععد اللحععد ،وإن كععانت
المقبرة منبوشة وهناك رطوبة ،لنه مطلوب) .قععوله :ثلث حثيععات( أي مععن تععراب،
ويكون الحثي بيديه من قبل رأس الميت ،لنه )ص( حثى من قبل رأس الميت ثلثععا.
رواه البيهقي وغيره بإسناد جيد .قال ع ش :وينبغي الكتفاء بععذلك مععرة واحععدة ،وإن
تعدد المدفنون) .قوله :قائل( حال من فاعل يحثي) .قوله :منها خلقناكم( ويزيععد علععى
ذلك :اللهم لقنه عند المسألة حجته) .وقوله :ومع الثانية وفيهععا نعيععدكم( ويزيععد عليععه:
اللهم افتح أبواب السماء لروحه) .وقوله :ومععع الثالثععة ومنهععا نخرجكععم تععارة أخععرى(
ويزيد عليه :اللهم جاف الرض عن جنبيه) .فائدة( عن المام تقي الدين ،عن والععده،
عن الفقيه أبي عبد ال محمد الحافظ أن رسعول الع )ص( قعال :معن أخعذ معن تعراب
القبر حال الدفن بيده -أي حال إرادته -وقرأ عليه * )إنععا أنزلنععاه فععي ليلععة القععدر( *
سبع مرات ،وجعله مع الميععت فععي كفنععه أو قععبره ،لععم يعععذب ذلععك الميععت فععي القععبر.
)قوله :مهمة :يسن وضع جريدة إلخ( ويسن أيضا وضععع حجععر أو خشععبة عنععد رأس
الميت ،لنه )ص( وضع عند رأس
] [ 136
عثمان بن مظعون صخرة ،وقال :أتعلم بها قبر أخي لدفععن فيععه مععن مععات مععن
أهلي .ورش القبر بالماء لئل ينسفه الريح ،ولنه )ص( فعل ذلك بقععبر ابنععه إبراهيععم.
رواه الشافعي ،وبقبر سعد رواه ابن ماجه ،وأمر به في قبر عثمان بن مظعععون رواه
الترمذي .وسعد هذا هو ابن معاذ .ويسععتحب أن يكععون المععاء طععاهرا طهععورا بععاردا،
تفاؤل بأن ال تعععالى يععبرد مضععجعه .ويكععره رشععه بمععاء ورد ونحععوه ،لنععه إسععراف
وإضاعة مال .قال الذرعي :والظاهر كراة رشه بالنجس ،أو تحريمه .اه .من شرح
الروض) .قوله :للتباع( هو ما رواه ابن حبان عن أبي هريرة -رضععي ال ع عنععه -
قال :كنا نمشي مع رسول ال )ص( فمررنا على قبرين ،فقام ،فقمنا معه ،فجعل لونه
يتغير حتى رعد كم قميصه ،فقلنا :مالك يا رسول ال ؟ فقال :أما تسمعون ما أسمع ؟
فقلنا :وما ذاك يا نبي ال ؟ قال :هذان رجلن يعذبان فععي قبورهمععا عععذابا شععديدا فععي
ذنب هين -أي في ظنهما ،أو هين عليهما اجتنابه -قلنا :فبم ذاك ؟ قال :كان أحدهما
ل يتنزه من البول ،وكان الخر يؤذي النععاس بلسععانه ،ويمشععي بينهععم بالنميمععة .فععدعا
بجريدتين -من جرائد النخل -فجعل في كل قععبر واحععدة .قلنععا يععا رسععول العع :وهععل
ينفعهم ذلك ؟ قال :نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبععتين) .قععوله :ولنععه إلععخ( معطععوف
على للتبععاع) .وقععوله :يخفععف عنععه( أي عععن الميععت) .وقععوله :ببركععة تسععبيحها( أي
الجريدة الخضراء ،وفيععه أن اليابسععة لهععا تسععبيح أيضععا ،بنععص) * :وإن مععن شععئ إل
يسععبح بحمععده( * فل معنععى لتخصععيص ذلععك بالخضععراء ،إل أن يقععال إن تسععبيح
الخضراء أكمل من تسبيح اليابسة ،لما في تلك من نوع حياة) .قوله :وقيععس بهععا( أي
بالجريدة الخضراء) .وقوله :ما اعتيد من طرح نحو الريحان الرطععب( انععدرج تحععت
نحو كل شئ رطب ،كعروق الجزر ،وورق الخس واللفت .وفي فتاوى ابن حجر مععا
نصه :استنبط العلماء من غرس الجريدتين على القبر :غععرس الشععجار والريععاحين،
ولم يبينوا كيفيته .لكن في الصحيح أنه غرس في كل قبر واحععدة ،فشععمل القععبر كلععه،
فيحصل المقصود بأي محل منه .نعععم ،أخععرج عبععد بععن حميععد فععي مسععنده أنععه )ص(
وضع الجريدة على القبر عند رأس الميت .اه .وينبغي إبدال ما ذكععر -مععن الجريععدة
الخضراء ،ومن الرياحين -كلما يبس :لتحصل له بركة مزيععد تسععبيحه ،وذكععره كمععا
في الحديث) .قوله :ويحرم أخذ شئ منهمععا( أي مععن الجريععدة الخضععراء ،ومععن نحععو
الريحان الرطب .وظاهره أنه يحرم ذلك مطلقا ،أي على مالكه وغيره .وفي النهايععة:
ويمتنع على غير مالكه أخذه من على القبر قبل يبسه ،فقيد ذلك بغيعر مععالكه .وفصعل
ابن قاسم بين أن يكون قليل كخوصععة أو خوصععتين ،فل يجععوز لمععالكه أخععذه ،لتعلععق
حق الميت به ،وأن يكون كثيرا فيجوز له أخذه) .قععوله :لمععا فععي أخععذ الولععى( وهععي
الجريدة الخضراء) .وقوله :من تفويت حظ الميععت( أي منفعتععه ،وهععو التخفيععف عنععه
ببركة تسبيحها) .قوله :وفي الثانية( أي ولما في أخذ الثانية .والولى حذف لفظ فععي،
أو زيادة لفظ أخعذ ،بععدها ،ومعراده بالثانيعة :خصعوص الريحعان ،لن الملئكعة إنمعا
ترتاح به فقط ،ل الريحان ونحوه :وإن كععان ظععاهر صععنيعه -لمععا علمععت -أن نحععو
الريحان الرطععب صععادق بكععل شععئ رطععب) .وقععوله :مععن تفععويت حععق الميععت( بيععان
المقدرة) .وقوله :بارتياح الملئكة( الباء سببية متعلقة بمحذوف صفة لحق ،أي الحق
الحاصل للميت بسبب ارتياح الملئكة .ولو أبدل لفظ الرتياح بالرتفاع لكععان أنسععب
بقوله بعد النازلين لعذلك ،أي للرتيعاح بالريحعان الرطعب .ولكعن عليعه يكعون الجعار
والمجرور متعلقا بتفويت .ثعم رأيعت فعي هعامش فتعح الجعواد التصعريح بمعا قررتعه،
ولفظه :هعل يجعوز أخعذ الريحعان العذي يوضعع علعى كعثير معن القبعور أم ل ؟ سعئل
العلمة تقي الدين عمر بععن محمععد الفععتى -تلميععذ المقععري رحمهمععا الع تعععالى -فلععم
ينكره .اه .وقال شيخ السلم العلمة ابن زياد -نفع ال بععه -الععذي أراه المنععع ،لمععا
فيه من تفويت حق الميت بارتفاع الملئكة النازلين لذلك .ومثله فيما يظهر مععن وجععد
جريدة خضراء على قبر معروف ،لتفععويت حععظ الميععت ،لمععا تقععرر عععن رسععول الع
)ص( فيه .اه) .قوله :وكره بناء له( أي في باطن الرض) .قوله :أو عليه(
] [ 137
أي وكره بناء على القبر ،أي فوقه .والمراد :في حريمععه أو خععارجه .ول فععرق
فيه بين قبة أو بيععت ،أو مسععجد ،أو غيععر ذلععك) .قععوله :لصععحة النهععي عنععه( أي عععن
البناء .وهو ما رواه مسلم ،قال :نهى رسول ال )ص( أن يجصععص القععبر وأن يبنععى
عليه .زاد وأن يقعد عليه الترمذي :وأن يكتب عليه ،وأن يوطععأ عليععه .وقععال :حععديث
حسن صحيح .اه .شرح البهجة) .قوله :بل حاجععة( متعلععق ببنععاء ،وخععرج بععه مععا إذا
كانت حاجة فل يكره) .قوله :كخوف نبش إلخ( تمثيل للحاجة) .قوله :ومحععل كراهععة
البناء( أي لنفس القبر أو عليه) .قوله :إذا كان( أي البناء) .وقوله :بملكه( أي البععاني.
)قوله :فإن كان بناء نفس القبر إلخ( الولعى والخصعر أن يقعول :وإل بعأن كعان فعي
مسبلة إلخ) .قوله :بغير حاجة مما مر( وهو خوف نبش ،أو حفر سبع ،أو هدم سععيل.
)قوله :أو نحععو قبععة( معطععوف علععى نفععس القععبر ،أي أو بنععاء نحععو قبععة علععى القععبر،
كتحويط عليه ،وبناء المسجد أو دار .قال في التحفة :وهععل مععن البنععاء مععا اعتيععد مععن
جعل أربعة أحجار مربعة محيطة بالقبر مع لصق رأس كل منها برأس الخر بجص
محكم أو ل ،لنه ل يسمى بنععاء عرفععا ؟ والععذي يتجععه الول ،لن العلععة السععابقة مععن
التأبيد موجودة فيه .اه .وقال سم :ل يبعد أن يستثنى عليه ما لو كععان جعععل الحجععار
المذكورة لحفظععه مععن النبععش والععدفن .اه .وقععال البجيرمععي :واسععتثنى بعضععهم قبععور
النبيععاء والشععهداء والصععالحين ونحععوهم .برمععاوي .وعبععارة الرحمععاني .نعععم ،قبععور
الصالحين يجوز بناؤهععا ولععو بقيععة لحيععاء الزيععارة والتععبرك .قععال الحلععبي :ولععو فععي
مسبلة ،وأفتى به ،وقد أمر به الشيخ الزيادي مع وليته ،وكل ذلك لم يرتضععه شععيخنا
الشوبري ،وقال :الحق خلفه .وقد أفتى العز بن عبد السلم بهدم ما في القرافععة .اه.
)قععوله :بمسععبلة( خععبر كععان ،أي كائنععا بمقععبرة مسععبلة للععدفن فيهععا) .قععوله :وهععي( أي
المسبلة) .قوله :عرف أصلها( من كونها كععانت مملوكععة فسععبلت ،أو مواتععا وجعلوهععا
مقبرة) .قوله :ومسبلها( أي واقفها) .قععوله :أم ل( أي أم لععم يعععرف أصععلها ومسععبلها،
بأن جهل ذلك) .قوله :أو موقوفة( معطوف على مسبلة ،واعترض بأن الموقوفة هي
المسبلة وعكسه .ويرد بأن تعريفها -أي المسبلة -يععدخل مواتععا اعتععادوا الععدفن فيععه،
فهذا يسمى مسبل ل موقوفا .والعطف من عطف الخاص علععى الععام) .قعوله :حعرم(
جععواب الشععرط .قععال سععم :ل يبعععد أن مثععل البنععاء مععا لععو جعععل عليععه دارة خشععب -
كمقصورة -لوجععود العلععة أيضععا .فليتأمععل .اه) .قععوله :وهععدم جوبععا( أي والهععادم لععه
الحاكم أي يجب على الحاكم هدمه دون الحاد .وقال ابن حجر :ويبنغي أن لكل أحععد
هدم ذلك ،ما لم يخش منه مفسععدة ،فيتعيععن الرفععع للمععام .اه .بجيرمععي) .قععوله :لنععه
يتأبد( أي لن البناء يستمر بعد بلء الميت ،فيحرم النععاس تلععك البقعععة) .قععوله :ففيععه(
أي البناء بسبب تأبيده) .قوله :بما ل غرض( أي شرعي) .وقوله :فيه( ضميره يعود
على ما الواقعة على بناء) .قوله :وإذا هععدم( أي البنععاء) .قععوله :أو يخلععى بينهمععا( أي
بين الحجارة وأهلها) .قوله :وإل فمال ضائع( أي وإن لم يعرفععوا ،فهععو مععال ضععائع.
)وقوله :وحكمه معروف( وهو أن المر فيه لبيت المال إن انتظم ،فإن لم ينتظم ،فهو
لصلحاء المسلمين ،يصععرفونه فععي وجعوه الخيعر .وفععي فتعاوى ابعن حجععر معا نصععه:
)سئل( رضي ال عنه -هل يجوز لحد الخذ من حجارة القبور لسد فتح ولبناء قععبر
أم ل ؟ )فأجاب( بقوله :إن علم مالك تلك الحجار فواضح أنععه ل يجععوز الخععذ منهععا
إل برضاه إن كان رشيدا ،وإن جهل ،فإن رجى ظهوره لم يجز أخذ شععئ منهععا ،وإن
أيس من ظهوره فهي من جملة أموال بيت المال ،فلمن له فيه حق الخععذ منهععا بقععدر
حقه .اه) .قوله :إذا بلعي( هعو بفتعح فكسعر ،بمعنعى أفنتعه الرض) .قعوله :وأععرض
ورثته عن الحجارة( أي المبني بها قبر مورثهم) .قوله :جاز
] [ 138
الدفن( جععواب إذا) .وقععوله :مععع بقائهععا( أي الحجععارة) .قععوله :إذا جععرت العععادة
بالعراض عنها( فإن لم تجر العادة بعه ل يجععوز العدفن معع بقائهعا) .قعوله :كمععا فعي
السنابل( أي سنابل الحصادين ،فإنه يجععوز أخععذها إذا اعتععاد أهلهععا العععراض عنهععا.
ومثلها برادة الحدادين ،كما سععيأتي توضععيحه فععي فصععل اللقطععة) .قععوله :كععره وطععئ
عليه( أي مشى عليه برجله) .قال في المصباح :وطئته برجلي أطععؤه ،وطععأ :علععوته.
اه .ومثله بالولى الجلوس ،وفي معناهما الستناد إليه ،والتكاء عليه .والحكمععة فععي
ذلك توقير الميت واحترامه .وخرج بقوله عليه الوطئ :علععى مععا بيععن المقععابر -ولععو
بالنعل -فل يكره .كما نص عليه في المغنى وعبارته :ول يكره المشعي بيعن المقعابر
بالنعل على المشهور ،ولقععوله )ص( :إنععه يسععمع خفععق نعععالهم .ومععا ورد مععن المععر
بإلقاء السبتيتين في أبي داود والنسائي بإسناد حسن ،يحتمل أن يكون لنععه مععن لبععاس
المترفهين ،أو أنععه كععان فيهمععا نجاسععة .والنعععال السععبتية -بكسععر السععين -المدبوغععة
بالقرط .اه) .وقوله :أي على قبر مسلم( خرج بععه قععبر الكععافر ،فل كراهععة فيععه لعععدم
احترامه .قال م ر :والظاهر أنه ل حرمة لقبر الذمي فععي نفسععه ،لكععن ينبغععي اجتنععابه
لجل كف الذى عن أحيائهم إذا وجدوا .ول شععك فععي كراهععة المكععث فععي مقععابرهم.
)وقوله :ولو مهععدرا( أي كتععارك الصععلة ،وزان محصععن) .قععوله :قبععل بلء( متعلععق
بوطئ ،أي يكره الوطئ عليه إن كععان قبععل بلء الميععت ،أمععا بععده ،بععأن مضععت مععدة
يتيقن فيها أنه لم يبق من الميت شئ فععي القععبر ،فل يكععره) .قععوله :إل لضععرورة( أي
يكره ذلك عند عدم الحاجة ،فإن وجدت فل كراهة) .قوله :كأن لم يصععل إلععخ( تمثيععل
للضرورة) .وقوله :بدونه( أي الوطئ) .قوله :وكعذا مععا يريعد زيععارته( أي وكعذلك ل
يكره ما ذكر إذا لم يمكنه الوصول إلى قبر ميت يريد زيارته إل بععه ،ولععو كععان ذلععك
الميت غير قريب له .ومثله ما إذا لم يتمكن من الدفن إل به ،فل يكره) .قوله :وجزم
شرح مسلم( مبتدأ خبره جملة يرده) .وقوله :لخبر فيه( أي لخبر يدل علععى التحريععم،
وهو أنه )ص( قال :لن يجلس أحدكم على جمععرة فتحععرق ثيععابه فتخلععص إلععى جلععده
خير له من أن يجلس على قبر) .قععوله :كمععا بينتععه( أي هععذا المععراد) .وقععوله :روايععة
أخرى( أي رواها ابن وهب في مسععنده بلفععظ :ومععن جلععس علععى قععبر يبععول عليععه أو
يتغوط) .قوله :ونبش وجوبا إلععخ( شععروع فععي بيععان حكععم النبععش بعععد الععدفن) .قععوله:
لغسل( متعلق بنبش ،أي يجب لجل غسل تداركا للععواجب) .قععوله :أو الععتيمم( أي أو
لتيمم ،لكن بشرطه .وهو فقد الماء أو الغاسل) .قوله :نعم ،إن تغير( أي الميت ،وهععو
استدراك من وجوب النبش بعد الدفن) .قوله :ولعو بنتعن( أي ولعو كعان التغيعر بنتعن،
ول يشترط التقطع) .قوله :حرم( أي نبشه لععذلك لمععا فيععه مععن هتععك الحرمععة) .قععوله:
ولجل إلخ( معطوف على الغسل) .وقععوله :مععال غيععر( بالضععافة ،أي ونبععش أيضععا
وجوبا لجل تحصيل مال الغيععر ليصععل لحقععه ،وإن تغيععر وإن غععرم الورثععة مثلععه أو
قيمته) .قوله :كأن دفن في ثوب إلخ( تمثيل لنبشه لجل مال الغيععر) .قععوله :إن طلععب
المالك( أي ذلك الثوب أو الرض .فالمفعول محذوف .ويكره له ذلك -كما نقععل عععن
النص -ويسن في حقه الترك) .قوله :ووجد ما يكفععن أو يععدفن فيععه( أي ووجععد ثععوب
يكفععن فيععه غيععر الثععوب المغصععوب ،أو أرض يععدفن فيهععا غيععر الرض المغصععوبة.
)قوله :وإل لم يجز( أو وإن لم يطلب المالك ذلك ولم يوجد ما يكفن فيه ،أو يدفن فيععه
غيععر ذلععك الثععوب أو الرض المغصععوبين لععم يجععز النبععش .قععال ع ش :وععدم طلععب
المالك ذلك شامل لما لو سكت عن الطلب ولم يصععرح بالمسععامحة ،فيحععرم إخراجععه.
اه .بالمعنى) .قوله :أو سععقط فيععه( معطععوف علععى دفععن ،أي وكععأن سععقط فععي القععبر.
)وقوله :متمول( قال في
] [ 139
التحفة :ولو من التركة وإن قل ،وتغير الميت ،مععا لععم يسععامح مععالكه أيضععا .اه.
)قوله :وإن لم يطلبه مالكه( غاية فععي وجععوب النبععش عنععد سععقوط متمععول ،أي يجععب
النبش لجل إخراج المتمول ،وإن لم يطلبه مالكه ،لن فععي إبقععائه فععي القععبر إضععاعة
مال .قال في النهاية :وقيده -أي وجععوب النبععش -فععي المهععذب :بطلبععه لععه .قععال فععي
المجموع :ولم يوافقوه عليه .ولو بلع مال غيره وطلبه مالكه ولم يضمن بدله أحد من
ورثته أو غيرهم -كما نقله في الروضة عن صععاحب العععدة ،وهععو المعتمععد -نبععش،
وشدق جوفه ،وأخرج منه ،ودفع لمالكه .فإن ابتلععع مععال نفسععه فل ينبععش ،ول يشععق،
لستهلكه له حال حياته .اه .بحذف) .قوله :ل للتكفين( معطوف على الغسل ،أي ل
ينبش لجل التكفين .وذلك لن الغرض منه الستر .وقععد حصععل بععالتراب مععع مععا فععي
نبشه من هتك الحرمة) .وقععوله :ول للصععلة( أي ول ينبععش لجععل الصععلة عليععه إن
دفن بغير صلة ،لنها تسقط بالصسلة على القبر) .قععوله :بعععد إهالعة الععتراب عليعه(
راجععع للصععورتين ،فهععو متعلععق بالفعععل المقععدر ،أي ل ينبععش لمععا ذكععر مععن التكفيععن
والصلة بعد إهالة التراب عليه ،أي جعل الععتراب عليعه ،فععإن لععم يهععل الععتراب عليععه
جاز إخراجه لما ذكر ،لعدم انتهاك الحرمة حينئذ) .والحاصل( يحرم نبش الميت بعد
دفنه إل لضرورة ،وهي كالصععور المععارة .وبقععي صععور للضععرورة المجععوزة للنبععش
غير ما ذكره المؤلف ،منها :ما لو بشععر إنسععان بمولععود ،فقععال إن كععان ذكععرا فعبععدي
حر ،أو أنثى ،فأمتي حرة ،ودفن المولود قبل العلم بحاله ،فينبععش ،ليعلععم مععن وجععدت
صفته .أو قال :إن ولعدت ذكعرا فعأنت طعالق طلقعة ،أو أنعثى فطلقعتين ،فولعدت ميتعا،
ودفن ،وجهل حاله فالصح -في الزوائد -نبشه .أو ادعععى شععخص علععى ميععت بعععد
دفنه أته امرأتععه ،وأن هعذا الولععد ولعده منهعا ،وطلعب إرثعه منهعا .وادععت امعرأة أنععه
زوجها ،وأن هذا ولدها منه ،وطلبت إرثها منه ،وأقام كل بينه ،فإنه ينبش ،فإن وجععد
خنثى :قدمت بينة الرجل .أو لحق الميت سيل أو نداوة ،فينبش لنقله .وقد نظم بعععض
تلك الصور الفقيه محمد بن عبد الولي بن جعمان في قوله :يحرم نبش الميت إل فععي
صور * * فهاكها منظومة ثنتي عشر من لم يغسل والذي قد بليععا * * أي صععار تربععا
وكذا إن ووريا في أرض أو ثوب كلهما غصععب * * أو بععالع مععال سععواه وطلععب أو
خاتم ونحوه قد وقعا * * في القبر أو لقبلة ما أضجعا أو يدفن الكافر في أرض الحرم
* * أو يتداعى اثنان ميتا يطم أو يلحق الميت سيل أو ندى * * أو من علععى صععورته
قد شهدا أو جوفها فيه جنيععن يرتجععى * * حيععاته فععواجب أن يخرجععا أو قععال إن كععان
جنينها ذكر * * فطلقة والضعف للنثى استقر فيدفن المولود قبل العلم * * بحاله هذا
تمام النظم والحمععد لع وصععلى دائمععا * * علععى النععبي أحمععد وسععلما والل والصععحب
جميعا ما همى * * غيث ولح البرق في جوالسععما )قععوله :فععي بطنهععا جنيععن( أي لععم
ترج حياته ،بأن لم يبلغ ستة أشهر .وإنما قيدنا بذلك لجل الغاية بعده ،لنععه ل يععترك
الدفن .وهو في بطن أمه إلى أن يتحقق موته إل في هذه الحالة .أمععا إذا رجععي حيععاته
بقول القوابل لبلوغه ستة أشهر فأكثر ،فيجب شق جوفها قبل الدفن ول يؤخر الععدفن،
ويترك في بطن أمه حتى يموت ،فإن دفنت قبل الشععق وجععب النبععش والشععق) .قععوله:
ويجب شق جوفها إلخ( أي لن مصلحة إخراجه أعظعم معن مفسعدة انتهعاك حرمتهعا.
)قوله :والنبش له( أي للشق) .قوله :إن رجي حياته( أي الجنيععن ،وهععو قيععد لوجععوب
الشق والنبش له) .وقوله :بقول القوابل( متعلق برجي.
] [ 140
)وقوله :لبلوغه إلخ( متعلق برجى أيضا) .قوله :فععإن لععم يععرج حيععاته( أي لعععدم
بلوغه ستة أشهر) .قوله :حرم الشععق( أي النبععش لجلععه إذا دفنععت قبععل تحقععق مععوته.
)قوله :لكن يؤخر الدفن حتى يموت( قععال ع ش :أي ولععو تغيععرت ،لئل يععدفن الحمععل
حيا .اه) .قوله :كما ذكر( أي في المتن بقوله :حتى يتحقععق مععوته) .قععوله :ومععا قيععل(
متبدأ ،خبره غلط فاحش .وعبارة النهاية :وقول التنبيه ترك عليععه شععئ حععتى يمععوت،
ضعيف ،بل غلط فاحش .فليحذر .اه .وكتب ع ش قوله :غلععط فععاحش ،ومععع ذلععك ل
ضمان فيه مطلقا ،بلغ ستة أشهر أو ل لعدم تيقن حياته .اه) .قوله :وووري إلخ( لمععا
أنهى الكلم على ما يتعلق بععالميت الكععبير ،شععرع فععي بيععان حكععم السععقط) .قععوله :أي
ستر( تفسير لو ووري) .قوله :سقط( نائب فاعل ووري ،وهععو بتثليععث السععين ،الولععد
النازل قبل تمام أشهره ،فهو مأخوذ من السقوط بمعنععى النععزول .قععال فععي المصععباح:
السقط :الولد -ذكرا كان أو أنثى -يسقط قبل تمامه وهو مستبين الخلق .يقععال :سععقط
الولد من بطن أمه سقوطا ،فهو سقط .والتثليث لغة .ول يقال وقع .اه) .قوله :ودفععن(
معطععوف علععى ووري) .قععوله :وجوبععا( مرتبععط بكععل مععن ووري ودفععن ،أي ووري
وجوبا ودفن وجوبا .وحاصل ما أفاده كلمه فيععه :أنععه إذا انفصععل قبععل أربعععة أشععهر
يكفن ويعدفن وجوبععا ،وإن انفصععل بعععد أربعععة أشععهر فععإن لععم يختلععج ولعم يصععح بعععد
انفصاله غسل ،وكفن ودفن وجوبا ،من غير صلة عليععه .وإن اختلععج أو اسععتهل بعععد
ذلك يغسل ،ويكفن ،ويصلى عليه ،ويدفن وجوبا .والذي ذكععره غيععره أنععه فععي الحالععة
الولى ل يجب شئ ،وإنمعا ينعدب السعتر والعدفن .وعبعارة فتعح الجعواد معع الصعل:
ووري أي ستر بخرقة سقط ،بتثليث أوله .ودفن وجوبا فيهمععا إن وجععب غسععله ،وإل
فندبا خلفا لما يوهمه كلمه .وخرج به العلقة والمضغة ،فيدفنان ندبا من غير سععتر.
وعلم من قولي وإل فندبا أن محل ندب ذينك ما إذا انفصل لدون أربعععة أشععهر ،لنععه
حينئذ ل يجب غسله .كما أفاده قوله .وإذا انفصععل لربعععة أشععهر أي مععائة وعشععرين
يوما ،حد نفخ الروح فيه ،غسل ،وكفن ،ودفن وجوبعا مطلقعا .ثعم لعه حعالن :فعإن لعم
تظهر أمارة الحياة بنحو اختلج ،لم تجز الصلة ،أو ظهععرت كععأن اختلععج أو تحععرك
بعد انفصاله صلى عليه ،لقوله )ص( :السقط يصلى عليععه .وإناطععة مععا مععر بالربعععة
ودونها جري على الغععالب مععن ظهععور خلععق الدمععي عنععدها ،وإل فععالعبرة إنمععا هععي
بظهور خلقععه وعععدم ظهععوره .فعلععم أنععه إن علمععت حيععاته أو ظهععرت أمارتهععا وجععب
الجميع ،وإل وجب ما عدا الصلة إن ظهر خلقه ،وإل سن ستره ودفنه .اه .وعبععارة
النهاية :واعلم أن للسقط أحوال :حاصلها أنععه إن لععم يظهععر فيععه خلععق آدمععي ل يجععب
شئ .نعم ،يسن ستره بخرقة ودفنه .وإن ظهر فيه خلقه ولم تظهععر فيععه أمععارة الحيععاة
وجب فيه ما سوى الصلة ،أما هي فممتنعة -كما مر -فإن ظهععر فيععه أمععارة الحيععاة
فكععالكبير .اه .ومثلعه فععي التحفععة والمغنععى .إذا علمععت ذلععك تعلععم أن مععا جععرى عليعه
المؤلف في الحالة الولى طريقة ضعيفة) .قععوله :كطفععل كععافر( أي تبعععا لبععويه :أي
فيجب ستره ودفنه) .قوله :ول يجب غسلهما( أي السعقط والطفععل الكععافر العذي نطعق
بالشععهادتين) .قععوله :وخععرج بالسععقط العلقععة والمضععغة( أي لنهمععا ل يسععميان ولععدا.
والسقط هو الولد إلخ -كما مر ) -قوله :فيععدفنان( أي العلقععة والمضععغة) .قععوله :ولععو
انفصل بعد أربعة أشهر( أي ولم يختلج أو يستهل بقرينة ما بعده سواء نزل بعد تمععام
أشهره أو قبله ،على ما ذهب إليه ابن حجر ،وذهب الجمال الرملععي وأتبععاعه وكععذلك
الخطيب الشربيني ،إلى أن النازل بعد تمام ستة أشهر ليس بسقط ،فيجب فيه ما يجب
في الكبير ،سواء علمت حياته أم ل .ونقله في النهاية عن
] [ 141
إفتاء والده ،وعليه تعريف السقط المار) .قوله :غسل ،وكفن ،ودفن وجوبععا( أي
ول يصلى عليه .قال في التحفة :وفارقت الصلة غيرها بأنها أضيق منه ،لما مر أن
الذمي يغسل ويكفن ويعدفن ول يصعلى عليعه) .قعوله :فعإن اختلعج( أي المنفصعل بععد
أربعة أشععهر .والختلج :التحععرك) .وقععوله :أو اسععتهل( السععتهلل :رفععع الصععوت،
الذي هو الصياح عند أهل اللغة .والختلج والستهلل ليسععا بقيعد ،بعل المععدار علععى
العلم بحياته بأمارة مطلقععا ،سععواء كععانت ممععا ذكععر مععن الختلج ،أو السععتهلل ،أو
غيرهما كالتنفس) .قوله :بعد انفصاله( قال الكردي :قيد في الختلج فقط ،وأما نحععو
الصياح :فهو يفيد يقين الحياة ،وإن كععان قبععل تمععام النفصععال بالنسععبة لنحععو الصععلة
عليه ،لنه أمارة ظهورها .اه) .قوله :صلى عليه( أي زيادة على ما مععر مععن الغسععل
والتكفيععن والععدفن) .وقععوله :وجوبععا( أي لحتمععال حيععاته بهععذه المععارة الدالععة عليهععا،
وللحتياط) .قوله :وأركانها إلخ( قد نظمها بعضهم في قوله :إذا رمت أركان الصلة
لميععت * * فسععبعة تععأتي فععي النظععام بل امععترا :فنيتععه ،ثععم القيععام لقععادر * * ،وأربععع
تكبيرات ،فاسمع وقررا وفاتحة ،ثم الصلة على النبي * * كذاك دعا للميت حقا كمععا
ترى وسابعها التسليم يا خير سععامع * * وذا نظععم عبععد الع يععا عععالم الععورى هععو ابععن
المناوي ،وهو نجل لحمد * * فيرجععو الععدعا ممععن لععذلك قععد قععرا )قععوله :أحععدها( أي
السبعة) .قوله :نية كغيرها( أي كنية غير صلة الجنازة ،من الصععلوات المفروضععة،
ل مطلقععا لئل شععمل النفععل المطلععق ،وهععو يكفععي فيععه مطلععق القصععد للفعععل فل يصععح
التشبيه) .قوله :ومن ثم وجب إلخ( أي ومن أجل أن نيتها كغيرها وجب فيها ما يجب
في نية سائر الفروض) .قوله :من نحو اقترانها إلععخ( بيععان لمععا يجععب فععي نيععة سععائر
الفععروض .وانععدرج تحععت نحععو القصععد والتعييععن) .والحاصععل( شععروط نيععة الفععرض
الثلثة تشترط في نية صلة الجنازة ،وهي :القصد ،والتعييععن لصععلة الجنععازة ،ونيععة
الفرضية .ويسن أيضا فيها مععا يسععن فععي غيرهععا :كالضععافة إلععى الع تعععالى ،وذكععر
الستقبال ،والعدد) .قوله :وإن لم يقل فععرض كفايععة( غايععة لمقععدر مرتبععط بععالتعرض
للفرضية ،أي يكفي مطلق التعرض للفرضية ،وإن لم يقل فرض كفاية .كما يكفي نية
الفرض في إحدى الخمس ،وإن لم يقل فرض عين .وقيل :يشترط نية فرض الكفاية،
تعرضا لكمال وصفها) .قوله :ول يجب تعيين الميت( أي مطلقا ،غائبععا أو حاضععرا،
فإن عين الميت وأخطأ كأن صلى على زيععد ،أو علععى الكععبير ،أو الععذكر مععن أولده،
فبان عمرا ،أو الصغير أو النثى ،بطلت صععلته ،هععذا إن لععم يشععر ،فععإن أشععار إليععه
صحت صلته تغليبا للشارة ،ويلغو تعيينه) .قوله :بل الواجب أدنععى مميععز( أي بععل
الواجب في تعيينه أن يميز عن غيره بأدنى مميععز) .قععوله :فيكفععي إلععخ( تفريععع علععى
أدنى مميز) .قوله :على هذا الميت( أي أو على من صلى عليه المععام ،أو علععى مععن
حضععر مععن أمععوات المسععلمين) .قععوله :قععال جمععع يجععب تعييععن الميععت إلععخ( ووجهععه
الصبحي بأنه ل بد في كل يوم من الموت فععي أقطععار الرض وهععم غععائبون فل بععد
من تعيين الذي يصلي عليه منهم .ورده في التحفة فقال :واستثناء جمع الغائب فل بد
من تعيينه بالقلب .أي باسمه ونسبه ،وإل كان استثناؤهم فاسدا يرده تصععريح البغععوي
الذي جزم به النوار وغيره ،بأنه يكفي فيه أن يقول :علععى مععن صععلى عليععه المععام،
وإن لم يعرفه .ويؤيده -بل يصرح به -قععول جمععع ،واعتمععده فععي المجمععوع ،وتبعععه
أكثر المتأخرين ،بأنه لو صلى على من مععات اليععوم فععي أقطععار الرض ممععن تصععح
الصلة عليه ،جاز ،بل ندب .قال في المجموع :لن معرفععة أعيععان المععوتى وعععددهم
ليست شرطا،
] [ 142
ومععن ثععم عععبر الزركشععي بقععوله :وإن لععم يعععرف عععددهم ،ول أشخاصععهم ،ول
أسماءهم .فالوجه أنه ل فرق بينه وبين الحاضر) .وقوله :بنحو اسمه( يفيد أنععه يكفععي
التعيين باسمه فقط ،أو نسبه فقط .وصريح عبارة التحفة المارة آنفا يقضي أنععه يجمععع
بينهما) .قوله :وثانيها( أي السبعة الركان) .قوله :قيام( إنما وجب فيها لنهععا فععرض
كالخمس ،وإلحاقهععا بالنفععل فععي الععتيمم ل يلعزم منعه ذلعك هنععا ،لن القيععام هعو المقعوم
لصورتها ،ففي عدمه محو لصورتها بالكلية) .قوله :لقادر عليه( أي على القيام .وفي
المغنععي :وقيععل :يجععوز القعععود مععع القععدرة -كالنوافععل -لنهععا ليسععت مععن الفععرائض
العيان .وقيل :إن تعينت وجععب القيععام ،وإل فل .اه) .قععوله :فالعععاجز إلععخ( محععترز
قوله لقادر عليه) .وقوله :يقعد( أي إن قدر على القعود) .وقوله :ثم يضطجع( أي إن
لم يقدر على القعود والضطجاع يكون على جنبه اليمن ،ثم اليسر ،فإن عجز عععن
الضطجاع استلقى علعى ظهععره ،فعإن عجععز أومعأ برأسعه إلععى الركععان ،فععإن عجعز
أجرى الركان على قلبه ،كما مر في مبحث القيام في باب الصلة) .قععوله :وثالثهععا(
أي السبعة الركان) .قوله :مع تكبيرة التحرم( أي فهي أحد الربع) .قععوله :للتبععاع(
هو ما رواه الشيخان عن ابن عباس -رضي ال عنهما :-أنه )ص( صلى على قععبر
بعدما دفن ،فكبر عليه أربعا) .قوله :فإن خمععس( أي أتععى بخمععس تكععبيرات .وعبععارة
التحفعة معع الصعل :فعإن خمعس أو سعدس مثل عمعدا ولعم يعتقعد البطلن ،لعم تبطعل
صلته في الصح ،وإن نوى بتكبيرة الركنية ،وذلك لثبوته في صحيح مسععلم ،ولنععه
ذكر وزيادته ولو ركنا ل تضر ،كتكرير الفاتحة بقصد الركنية .اه .ولععو خمععس مثل
إمامه يندب للمأموم أن ل يتابعه ،لن ما فعلعه غيعر مشعروع عنعد معن يعتعد بعه ،بعل
يسلم ،أو ينتظره ليسلم معه ،وهو الفضل ،لتأكد المتابعععة .وفععي ع ش مععا نصععه :لععو
زاد المام وكان المأموم مسبوقا فأتى بالذكار الواجبععة فععي التكععبيرات الععزائدة ،كععأن
أدرك المام بعد الخامسة فقرأ ،ثم لما كبر المام السادسة كبرهععا معععه وصععلى علععى
النبي )ص( ،ثم لما كبر السابعة كبرها معه ثم دعا للميت ،ثم لما كبر الثامنععة كبرهععا
معه وسلم معه ،هل يحسب له ذلعك وتصععح صعلته ،سعواء علعم أنهعا زائدة أو جهعل
ذلك ،ويفرق بينها وبيععن بقيععة الصععلوات حيععث تحسععب الركعععة الععزائدة للمسععبوق إذا
أدرك القراءة فيها وكان جاهل ،بخلف ما إذا كان عالمععا بزيادتهععا بععأن هععذه الزيععادة
هنا جائزة للمام مع علمه وتعمده ،بخلفها هناك ،أو يتقيد الجععواز هنععا بالجهععل كمععا
هناك ؟ فيه نظر .فليحععرر .ومععال م ر للول .فليحععرر .اه .سعم علععى منهعج) .قععوله:
ويسن رفع يديه إلخ( أي وإن اقتدى بمن ل يرى الرفع ،كالحنفي فيما يظهر ،لن مععا
كان مسنونا عندنا ل يترك ،للخروج من الخلف وكذا لو اقتدى به الحنفي ،أي للعلععة
المذكورة .فلو ترك الرفع كان خلف الولى ،على ما هو الصل في ترك السنة ،إل
ما نصو فيه على الكراهة .اه .ع ش) :قوله :ووضعععها إلععخ( أي ويسععن وضععع يععديه
تحت صدره كغيرها مععن الصععلوات) .قععوله :ورابعهععا( أي السععبعة الركععان) .قععوله:
فاتحة( أي قراءتها ،لخبر :ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .ولخععبر البخععاري :أن
ابن عباس -رضي ال عنهما -قرأ بها في صلة الجنازة ،وقال :لتعلموا أنها سععنة -
أي طريقة شرعية -وهي واجبة) .قوله :فبدلها( أي فإن عجز عن الفاتحة قععرأ بععدلها
من القرآن ،ثم الذكر) .قوله :فوقوف بقععدرها( أي فععإن عجععز عععن البععدل وقععف بقععدر
الفاتحة .قال سم :انظر هل يجري نظير ذلك في الععدعاء للميععت ،حععتى إذا لععم يحسععنه
وجب بدله ،فالوقوف بقدره ،وعلى هذا فالمراد ببدله قراءة أو ذكر مععن غيععر ترتيععب
بينهمععا أو معيععة ؟ فيععه نظععر ،والمتجععه الجريععان .اه .وقععال ع ش :والمععراد بالععدعاء
المعجوز عنه ما يصدق عليه اسم الدعاء ،ومنه :اللهم اغفر له أو ارحمه ،فحيث قدر
على ذلك أتى به .اه) .قوله :والمعتمععد أنهععا( أي الفاتحععة) .وقععوله :تجععزئ بعععد غيععر
الولى( أي بعد غير التكبيرة الولععى معن الثانيععة ومععا بعععدها .قععال سعم :فيععه أمععران:
الول :أنه شامل لما إذا أتى بها بعد الرابعة أو بعد زيادة تكبيرات كثيرة ،وهو ظاهر
الثاني :أنه ل فرق في أجزائها بعد غير الولععى بيععن المسععبوق والموافععق ،فللمسععبوق
الذي لم يدرك إل ما يسع بعضها ،سواء شرع فيععه أو ل ،تأخيرهععا لمععا بعععد الولععى،
ويحتمل
] [ 143
أنه ل يجب إل قدر ما أدركه لنه الععذي خععوطب بععه أصععالة ولعععل هععذا أوجععه.
ولكن إذا أخرها يتجه أن تجععب بكمالهععا ،لنهععا فععي غيععر محلهععا ل تكععون إل كاملععة،
بخلف ما لو أراد فعلها في محلها فكبر المام الثانية قبل أن يأتي بقدر ما أدركععه .ل
يلزمه زيادة عليه ،كمععا لععو ركععع إمععام بقيععة الصععلوات ل يلععزم المسععبوق إل قععدر مععا
أدركععه .اه) .قععوله :خلفععا للحععاوي( اسععم كتععاب للمععاوردي) .قععوله :كععالمحرر( هععو
للرافعي ،وهو أصل المنهاج) .قوله :وإن لزم عليه إلخ( غاية في الجزاء أي تجععزئ
القراءة بعد غير التكبيرة الولى ،وإن لزم على إجزائهعا بععده جمعع ركنيعن ،الفاتحعة
ونحو الصلة على النبي )ص( في تكبيرة واحدة) .قوله :وخلو الولى عن ذكععر( أي
ولزم عليه خلو التكبيرة الولى عن ذكر ،أي قراءة) .قععوله :ويسععن إسععرار( أي ولععو
ليل ،لما صح عن أبي أمامة أنه من السنة) .قوله :بغير التكععبيرات والسععلم( أي مععن
الفاتحة ،والصلة على النبي )ص( ،والدعاء للميت) .قوله :وتعوذ( بالرفع ،معطوف
على إسرار .أي ويسن تعوذ ،لكونه سنة للقراءة فاستحب ،كالتأمين .ويسر بععه قياسععا
على سائر الصلوات) .قوله :وترك افتتاح وسورة( أي ويسن تركهما لطولهما .وفععي
البجيرمي :ينبغي أن المأموم إذا فرغ من الفاتحععة قبعل إمعامه تسععن لعه السعورة لنهعا
أولى من وقوفه سععاكنا ،قععاله فععي اليعععاب .قععال الشععيخ :أي ومععن الععدعاء للميععت ،إذ
الولى ليست محل طلب الدعاء له .تأمل .اه) .قوله :إل علعى غعائب أو قعبر( أي إل
في الصلة على ميت غائب عن البلد أو ميت في قبر فيأتي بهما فيها ،لنتفاء المعنى
الذي شرع له التخفيف ،وهو خوف نحو التغير .والمعتمد عند الجمال الرملي -تبعععا
لوالده والخطيب -عدم الستثناء ،فل يسن التيان بهمععا مطلقععا عنععدهما .واضععطرب
كلم ابن حجر في التحفة ،ففي هذا الباب ذكر الستثناء المذكور ،وفي بععاب الصععلة
لم يذكر ،بل صرح بالتعميم ،وعبارته هناك مع الصععل :ويسععن -وقيععل يجععب بعععدم
التحرم بفرض أو نفل ما عدا صلة الجنازة ،ولو على غائب أو قبر ،على الوجععه -
دعاء الفتتاح .اه) .قوله :وخامسها( أي السبعة الركععان) .قععوله :صععلة علععى النععبي
)ص(( وذلك لفعل السلف والخلف ،ولقوله عليه الصعلة والسعلم :ل صعلة لمعن لععم
يصل علي فيها ،ولنه أرجععى للجابععة) .قععوله :بعععد تكععبيرة ثانيععة( متعلععق بمحععذوف
صععفة لصععلة) .قععوله :أي عقبهععا( أفععاد بععه أن المععراد بالبعديععة :العقبيععة) .قععوله :فل
تجزئ( أي الصلة في غير الثانية ،بل تتعين ،لما مر فيها ،وإنما لععم تتعيبععن الفاتحععة
فععي الولععى وتعينععت الصععلة فععي الثانيععة والععدعاء فععي الثالثععة ،لن القصععد بالصععلة
الشفاعة والدعاء للميت ،والصلة علععى النععبي )ص( وسععيلة لقبععوله ،ومععن ثععم :سععن،
الحمد قبلها -كما يأتي -فتعين محلهمععا الععواردان فيععه عععن السععلف والخلععف إشعععارا
بذلك ،بخلف الفاتحة فلم يتعين لها محل ،بل يجوز خلو الولى عنها وانضمامها إلى
واحدة من الثلث إشعارا أيضا بأن القراءة دخيلة في هذه الصلة ،ومععن ثععم لععم تسععن
فيها لسورة ،أفععاده فععي التحفععة) :قععوله :وينععدب ضععم السععلم إلععخ( عبععارة التحفععة مععع
الصل :والصحيح أن الصععلة علعى الل ل تجععب كغيرهععا ،بععل أولعى ،لبنائهععا علعى
التخفيف .نعم تسن ،وظاهر أن كيفية صلة التشععهد السععابقة أفضععل هنععا أيضععا ،وأنععه
يندب ضم السلم للصلة -كما أفهمه قولهم .ثم إنما لم يحتج إليه لتقدمه فععي التشععهد،
وهنا لم يتقدم ،فليسن خروجا من الكراهة .ويفارق السععورة بععأنه ل حععد لكمالهععا ،فلععو
ندبت لدت إلى ترك المبادرة المتأكععدة ،بخلف هععذا .اه .وقععوله :ثععم أي فععي مبحععث
الصلة على الل في أركان الصلة .وقوله لتقدمه :أي السععلم .وقععوله :فععي التشععهد:
أي في قوله السلم عليك أيها النبي) .قوله :والدعاء( بالرفع معطععوف علععى ضععم أي
ويندب الععدعاء لمعن ذكععر) .وقععوله :عقبهععا( أي الصععلة علععى النععبي )ص() ،وقععوله:
والحمد قبلها( بالرفع أيضا .عطف على ضم .أي ويندب الحمد قبععل الصععلة) .قععوله:
وسادسها( أي السبعة الركان) .قوله :دعععاء لميععت( أي لنععه المقصععود العظععم مععن
الصلة ،وما قبله مقدمة له .ويكفي في الدعاء ما ينطلق عليه السم ،ول بد أن يكععون
بأخروي ،كاللهم اغفر له ،أو اللهم ارحمه ،أو اللهم الطف
] [ 144
به .فل يكفي الدعاء بدنيوي ،إل أن يؤل إلى أخروي :كاللهم اقض دينه) .قوله:
بخصوصه( أي الميت ،لقوله عليه الصلة والسلم :إذا صليتم على الميت فأخلصععوا
له الدعاء .فل يكفي الدعاء للمؤمنين والمؤمنات ،وإن كان يندرج فيهم ،وقيععل :يكفعي
ويندرج فيهم .وقيل :ل يجب الدعاء مطلقا) .قععوله :ولععو طفل( أي فععإنه ل يععدعى لععه
بخصوصه .قال في التحفة :لنه وإن قطع له بالجنة تزيد مرتبتععه فيهععا بالععدعاء لععه -
كالنبياء ،صلوات ال وسلمه عليهم أجمعين .-ثم رأيت الذرعي قال :يستثنى غير
المكلف ،فالشبه عدم الدعاء له .وهو عجيب منه ثم رأيت الغععزي نقلععه عنععه وتعقبععه
بأنه باطل ،وهو كمععا قععال .اه .وكتععب البجيرمععي :قععوله باطععل إن حمععل علععى إخلء
التكبيرة الثالثة من الععدعاء لععه أو لوالععديه فهععو باطععل ،لن الصععلة تبطععل بعذلك .وإن
حمل على أنه ل يتعين الععدعاء للصععغير ،بععل يجععوز أن يععدعى لععه أو لوالععديه ،فليععس
بباطل .اه) .قوله :بعد ثالثة( متعلععق بععدعاء ،أي الععدعاء يكععون بعععد التكععبيرة الثالثععة.
)قوله :فل يجزئ( أي الدعاء) .وقوله :بعد غيرها( أي الثالثة) .وقوله :قطعا( أي بل
خلف .قال في المجموع :وليس لتخصيص ذلك إل مجرد التباع .اه) .قوله :ويسععن
أن يكثر من الدعاء له( أي للميت .ومحلععه حيععث لععم يخععش تغيععر الميععت ،وإل وجععب
القتصععار علععى الععواجب) .قععوله :ومععأثوره( أي الععدعاء ،أي الععوارد منععه) .وقععوله:
أفضل( أي من غير المأثور) .وقوله :وأوله( أي المأثور) .قوله :وهععو( أي مععا رواه
مسلم) .قوله :اللهم اغفر له( )واعلم( أن الدعاء بالمغفرة ل يستلزم وجععود ذنععب ،بععل
قد يكون بزيادة درجات القرب ،كما يشير إليه استغفاره )ص( في اليوم والليلععة مععائة
مرة .اه .ابن حجر) .قوله :واعف عنه( أي ما صدر منه) .فإن قلت( :ما الفرق بيععن
العفو والمغفرة ؟ )فالجواب( أن بين مفهوميهما بحسب الوضععع عمومععا وخصوصععا،
فإن المغفععرة مععن الغفععر ،وهععو السععتر .والعفععو المحععو ،ول يلععزم مععن السععتر المحععو،
وعكسه .كأن يحاسبه بذنب على رؤس الشهاد ،ثم يعفععو عنععه ،أو يسععتره ،ويجععازيه
عليه .أما بالنظر لكرم ال فهو إذا سعتر عفععا .فبينهمعا عمععوم وخصععوص مطلععق .اه.
بجيرمي) .وقععوله :عععافه( أي اعطععه مععن النعععم مععا يصععير بععه كالصععحيح فععي الععدنيا.
)وقوله :وأكرم نزله( أي أعظععم مععا يهيععأ لععه فععي الخععرة مععن النعيععم .وفععي المختععار:
والنزل بوزن القفل .ما يهيأ للنزيل .والجمع :النععزال .اه .وفععي المصععباح :والنععزل،
بضمتين :طعام النزيل الذي يهيأ له .وفععي التنزيععل :هععذا نزلهععم يععوم الععدين اه ع ش.
)قوله :ووسع مدخله( مصدر ميمععي بمعنععى المكععان ،أي قععبره ،ويوسععع لععه بقععدر مععد
البصر إن لم يكن غريبا ،وإل فمععن محععل دفنععه إلععى وطنععه .والقععبر إمععا روضععة مععن
رياض الجنة أو حفععرة معن حفععر النعار) .قعوله :واغسععله( أي الميععت) .قعوله :والثلعج
والعبرد( ذكرهمعا تأكيعدا ومبالغعة فعي الطهعارة لنهمعا معا أن مقطعوران علعى أصعل
خلقتهما لم يستعمل ولم تنلهمععا اليععدي ،ول خاضععتهما الرجععل ،كسععائر الميععاه الععتي
خالطها التراب ،وجرت في النهار ،وجمعت في الحياض) .قوله :ونقععه( أي طهععره.
وهذه الجملة كالتفسععير لمعا قبلهعا ،إذ المععراد معن غسعله بالمعاء تطهيعره معن الخطايعا
والذنوب) .قععوله :وأبععدله دارا خيععرا مععن داره( وهععي الجنععة .قععال تعععالى) * :وللععدار
الخرة خير للذين يتقون( * وقال تعالى) * :والخرة خير وأبقععى( *) .وقععوله :وأهل
إلخ( سيذكر المراد بإبدال من ذكر) .قوله :وأعذه من عذاب القبر( أي احفظععه وآمنععه
منه) .قوله :وفتنته( أي القبر .وهي في الصل المتحان والختبار ،والمراد بها هنععا
سؤال الملكين الفتانين .والحفظ منها يكون بإعانته على التثبيت فععي الجععواب) .قععوله:
ويز يد عليه( أي على الدعاء المار .ومحله حيث لم يخش تغيععر الميععت بالتيععان بععه،
وإل اقتصر على الول) .قوله :اللهعم اغفعر لحينعا وميتنعا إلعخ( أي وشعاهدنا وغائبنعا
وصغيرنا وكبيرنا ،وذكرنا وأنثانا .اللهم من أحييته منا
] [ 145
فأحيه على السلم ،ومن توفيته منا فتوفه على اليمان .اللهم ل تحرمنا أجععره،
ول تضلنا بعده) .قوله :ويقول في الطفل( أي الذي أبواه مسلمان) .وقععوله :مععع هععذا(
أي الثاني ،وهو :اللهم اغفر لحينا وميتنعا إلعخ .وظعاهر صععنيعه يقتضعي أنععه ل يععأتي
بععالول -أعنععي اللهععم اغفععر لععه وارحمععه -وحينئذ يعارضععه قععوله أول دعععاء لميععت
بخصوصه ولو طفل مع قوله التي قال شيخنا إلخ ،فإنهما صريحان في أنه ل يكفععي
ذلك .ويمكن أن يقال إن المراد بقوله مع هذا ،أي زيادة على الععدعاء لععه بخصوصععه.
كأن يقول قبيل قوله اللهم اجعله فرطا إلخ :اللهععم اغفععر لعه وارحمعه .وهعذا كلعه بنعاء
على ما جرى عليه المؤلف تبعا لشيخه ابن حجر .أما على مععا جععرى عليععه الخطيععب
والرملي فيكفي :اللهم اجعله فرطععا إلععخ .ول يشععترط عنععدهما الععدعاء لععه بخصوصععه
صراحة .فتنبه) .قوله :فرطا لبويه( أي سابقا مهيئا لمصالحهما في الخرة ،ومن ثععم
قال )ص( :أنا فرطكم على الحوض وسواء مات في حياتهما ،أم بعععدهما ،أم بينهمععا.
اه .تحفة) .قوله :وسلفا وذخرا( أي سابقا عليهما مذخرا لهما .فشبه تقدمه لهمععا بشععئ
نفيس يكون أمامهما مذخرا إلى وقععت حاجتهمععا لععه بشععفاعته لهمععا -كمععا صععح ذلععك.
)فائدة( يقرأ الذخر هنا بالذال المعجمة ،لن الفصح أن ما كععان مععؤخرا فععي الخععرة
يقرأ بالذال المعجمة ،وما كان في الدنيا يقرأ بالدال المهملة .ومن الثاني قععوله تعععالى:
* )وما تدخرون في بيوتكم( * ومن الول قول الشاعر :وإذا افتقرت إلى الععذخائر لععم
تجد * * ذخرا يكون كصالح العمال )قععوله :وعظععة واعتبععارا( أي واعظععا ومعتععبرا
يتعظان ويعتبران به حتى يحملهما ذلك على صععالح العمععال) .قععوله :وثقععل بععه( أي
بالطفل .والمراد بثواب الصبر على فقده أو الرضا عليه) .قوله :وأفرغ الصبر علععى
قلوبهما( أي أبويه .وهذا كاللذين قبله ل يتعأتى إل فعي الحييعن .وقعد ورد فعي الصعبر
بموت الولد فضل كثير .منه ما ذكره ابن حبان في صحيحه :إذا مات ولعد العبعد قععال
ال تعالى لملئكته :قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون :نعم .فيقععول :قبضععتم ثمععرة فععؤاده ؟
فيقولون :نعم .فيقول :ماذا قال ؟ فيقولون :حمدك واسترجع .فيقول ال ع تعععالى :ابنععوا
لعبدي بيتا في الجنة ،وسععموه بيععت الحمععد والسععترجاع .وورد :ل يمععوت لحععد مععن
المسلمين ثلثة من الولد فتمسه النار إل تحلة القسم .أي * )وإن منكععم إل واردهععا( *
الية .والمختار أنه المرور على الصراط .وقعد ورد أن الولعد يشعفع لبعويه ،ويعوجه
بأنه لما لم يكن عليه ذنب أشبه العلماء والشهداء ،فإن لهم حظععا فععي الشععفاعة ،فليكععن
هذا أولى .لكن صح :كل غلم مرتهن بعقيقته .الحديث .وفسره أحمد وغيره بأن مععن
لم يعق عليه لم يشفع لوالديه .واستحسنه الخطابي فقال :لمععن يرجععو شععفاعة ولععده أن
يعق عنه ولو بعد مععوته .اه .ملخصععا .معن شععرح العبععاب .اه .بيجرمععي) .قععوله :ول
تفتنهما بعده ،ول تحرمهما أجره( قال في التحفة :وإتيان هذا في الميععتين صععحيح ،إذ
الفتنة يكنى بها عن العذاب .وذلك لورود المر بالدعاء لبويه بالعافية والرحمة ،ول
يضر ضعف سنده ،لنه في الفضائل .اه .وقوله :إذ الفتنة يكنى بها عن العذاب .قععال
سم :لينظر حينئذ معنى بعععده .اه) .قععوله :مغنيععا عععن الععدعاء لععه( أي للطفععل) .قععوله:
لنه( أي قوله :اللهم اجعله فرطا إلخ) .قوله :دعاء باللزم( أي دعاء للطفل بععاللزم.
وذلك لنه يلزم من الدعاء بجعله فرطا إلخ ،أي سابقا مهيئا لمصععالحهما الععدعاء بععأن
ال يرفع قدر هذا الطفل ويشرفه ويرحمه ،وذلععك لنععه ل يكععون الطفععل كععذلك إل إن
كععان شععريفا عنععد العع ،عظيععم القععدر) .قععوله :وهععو ل يكفععي( أي الععدعاء بععاللزم ،ل
بالصراحة ،ل يغني عن
] [ 146
الدعاء له بالخصوص .وخالف م ر فقال :يكفي الطفل هذا الدعاء ،ول يعارضه
قولهم ل بد من الدعاء للميت بخصوصه -كما مر -لثبوت هذا بععالنص بخصوصععه.
اه .ومثله الخطيب) .قوله :لنه إلخ( علة لعدم الكتفاء بالدعاء باللزم) .قوله :إذا لععم
يكف الدعاء له( أي للطفل) .وقوله :بالعموم( أي كقوله اللهم اغفععر لحينععا وميتنععا ،أو
كقوله اللهم اغفر لجميععع أمععوات المسععلمين) .وقععوله :الشععامل كععل فععرد( أي الصععادق
بالطفل وغيره) .قوله :فأولى هذا( أي عدم الكتفاء بالدعاء باللزم .قال سم :قد تمنع
الولوية ،بل المساواة ،لن العموم لععم يتعيععن لتنععاوله ،لحتمععال التخصععيص ،بخلف
هذا .فليتأمل .ول يخفى أن قول المصنف التي :ويقول في الطفل مع هذا الثاني .إلخ
إن لععم يكععن صععريحا ،كععان ظععاهرا فععي الكتفععاء بععذلك .فتععأمله .اه) .قععوله :ويععؤنث
الضمائر في النثى( كأن يقول :اللهععم اغفععر لهعا وارحمهعا إلعخ ،اللهعم اجعلهعا فرطععا
لبويها .إلخ) .قوله :ويجوز تذكيرها( أي الضمائر في النثى) .وقوله :بإرادة الميععت
أو الشععخص( يعنععي أنععه إذا ذكععر الضععمير وكععان الميععت أنععثى ،جععاز ذلععك بتأويلهععا
بالشخص أو بالميت .أي اللهم اغفر له ،أي هذا الميت ،أو الشخص ،أي أو الحاضر.
)قوله :ويقول في ولد الزنا إلخ( أي لنععه ل ينسععب إلععى أب ،وإنمععا ينسععب إلععى أمععه.
)قوله :والمراد بالبدال إلخ( أي في قوله وأبدله .وعبارة التحفععة :وظععاهر أن المععراد
بالبدال في الهل والزوجة ،إبدال الوصاف ل الذوات ،لقوله تعالى) * :ألحقنععا بهععم
ذرياتهم( * ) (1ولخبر الطبراني وغيره :إن نساء الجنة من نسععاء الععدنيا أفضععل مععن
الحور العين .ثم رأيت شيخنا ،قال :وقوله وزوجا خيرا من زوجة :لمن ل زوجة لععه
-يصدق بتقديرها له أن لو كانت لعه .وكعذا فعي المزوجعة ،إذ قيعل إنهعا لزوجهعا فعي
الدنيا يراد بإبدالها زوجا خيرا من زوجها ما يعم إبدال الذوات وإبععدال الصععفات .اه.
وإرادة إبدال الذات مع فرض أنها لزوجها في الدنيا فيه نظر .وكذا قوله إذ قيل كيعف
وقد صح الخبر بعه .وهعو :إن المعرأة لخعر أزواجهعا روتعه أم العدرداء لمعاويعة لمعا
خطبها بعد موت أبي الععدرداء .ويؤخععذ منععه أنعه فيمععن مععات وهععي فععي عصععمته ولعم
تتزوج بعده ،فإن لم تكن في عصمة أحدهم عند موته احتمل القول بأنها تخير ،وأنهععا
للثاني .ولو مات أحدهم وهي في عصمته ،ثم تزوجت وطلقععت ثععم مععاتت ،فهععل هععي
للول أو الثععاني ؟ ظععاهر الحععديث أنهععا للثععاني .وقضععية المععدرك أنهععا للول ،وأن
الحديث محمول على ما إذا مات الخر وهي فععي عصععمته .وفععي حععديث رواه جمععع
لكنه ضعيف :المرأة منا ربما يكون لها زوجان في الدنيا فتمععوت ويموتععان ويععدخلن
الجنة ،ليهما هي ؟ قال :لحسنهما خلقا كان عندها في الدنيا .اه .وكتب السععيد عمععر
البصري ما نصه :قوله وظاهر أن المراد بالبدال إلخ :قد يقععال مععا يععأتي فععي إلحععاق
الذرية والزوجة إنما هو في الجنة ،والغرض الن الدعاء له بما يزيععل الوحشععة عنععه
عقب الموت في عالم البرزخ بالتمتع بنحو الحور ومصاحبة الملععك ،كمععا ورد ثبعوت
ذلك للخبار .فل مانع أن يراد بالبعدال البععدال فععي العذوات فقعط ،ويحمعل علععى معا
تقرر فيها وفي الصفات ،فيشمل ما في الجنة أيضا .فليتأمل .اه) .قوله :وسابعها( أي
السبعة .الركان) .قوله :سلم كغيرها( أي كسلم غير صلة الجنازة مععن الصععلوات
في الكيفية ،كاللتفات في التسليمة الولى على يمينه ،وفي الثانية على اليسععار .وفععي
العدد ،ككونه تسليمتين) .قوله :بعد
] [ 148
المسجد ،ولو أوصى الميت بتقديمه ،وذلك لنها حقه .وما ورد معن أن أبعا بكععر
وصى أن يصلي عليه عمر فصلى ،وأن عمر وصى أن يصلي عليه صهيب فصلى،
وأن عائشة وصت أن يصلي عليها أبو هريععرة فصععلى ،وأن ابععن مسعععود وصععى أن
يصععلي عليععه الزبيععر فصععلى .ووقععع لجماعععة مععن الصععحابة ذلععك ،محمععول علععى أن
أولياءهم أجازوا الوصية ،وهذا هو الجديد عندنا .أمععا القععديم :فيقععدم الععوالي ،ثععم إمععام
المسجد ،ثم الولي -كسائر الصلوات -وهععو مععذهب الئمععة الثلثععة .والفععرق -علععى
الجديد -أن المقصود من الصلة علععى الجنععازة هععو الععدعاء للميععت ،ودعععاء القريععب
أقرب إلى الجابة لتألمه وانكسار قلبه .ومحل الخلف :إذا لم يخش الفتنة من الوالي،
وإل قدم قطعا .ولو غاب الولي القرب قدم الولي البعد ،سواء كانت غيبته قريبة أو
بعيده) .قوله :أو نائبه( أي نائب الب ،فيقدم على غيره مععن القععارب ،وكععذلك نععائب
كل ممن بعد الب يقدم على غيره ممن لععه السععتحقاق) .قععوله :فععأبوه( أي الب ،أي
فإن فقد الب ونائبه ،قدم أبو الب ،أي وإن عل) .قوله :ثععم ابععن فععابنه( أي فععإن فقععد
ممن ذكر قدم ابن الميت ،ثم ابنه وإن سفل) .قوله :ثم أخ لبوين( أي ثععم إذا فقععد مععن
ذكر يقدم الخ الشقيق) .قوله :فلب( أي فإذا فقععد الخ الشععقيق قععدم الخ الب ،وأمععا
الخ للم فهو هنععا مععن ذوي الرحععام ،فل يقععدم هنععا علععى مععن بععد الخ) .قععوله :ثععم
ابنهما( أي ابن الخ لبوين ،وابععن الخ لب ،ويقععدم الول علععى الثععاني لن كل فععي
مرتبععة أبيعه) .قععوله :ثعم العععم كعذلك( أي لبعوين أو لب ،ويقععدم الول علععى الثععاني:
)قوله :ثم سائر العصبات( أي من النسب ،ويرتبن أيضا ،فيقدم ابن العععم لبععوين ،ثععم
لب ،ثم عم الب ،ثم ابن عمه ،ثم عم الجد ،ثم ابن عمه .وهكععذا) .قععوله :ثععم معتععق(
أي ذكر ،لن المرأة ل حق لها في المامة .وأسقط الشارح مرتبة قبل ذوي الرحام،
وهععم عصععبة المعتععق .ويقععدم منهععا عصععبته النسععبية ،ثععم معتععق المعتععق ،ثععم عصععبته
النسبية .وهكذا) .قععوله :ثععم ذو رحععم( ويقععدم القعرب فعالقرب منعه ،فيقعدم أبعو الم،
فالخال ،فالعم للم .نعم ،الخ للم يقدم على الخال ويتأخر عن أبي الم .ويوجه بععأنه
وإن كان وارثا لكنه يدلي بالم فقط ،فقدم عليه من هو أقوى في الدلء بها ،وهو أبو
الم .ولو اجتمع اثنان في درجة ،كابنين ،أو أخوين ،أو ابني عم وليععس أحععدهما أخععا
لم ،وكل أهل للمامة .فالسععن فععي السععلم :العععدل أولععى مععن الفقععه ،ونحععوه ،لن
القصد الدعاء ،ودعاء السن أقرب للجابة .وأسععقط مرتبععة السععلطان ،وفيهععا خلف،
فجرى ابن حجر والرملي والخطيب وغيرهم على أنهععا قبععل ذوي الرحععام ،لكععن إن
انتظم بيت المال .وجرى غيرهم على أنها بعد ذوي الرحام .وفي سم مععا نصععه :مععا
ذكره من تقديم السلطان على ذوي الرحام جزم به في الروض من زيادته .قععال فععي
شرحه وبه صرح الصيمري والمتولي .اه .وجزم بذلك في شرح المنهععج .لكعن ذكعر
الذرعي في القوت أن تقديم السلطان على ذوي الرحععام طريقعة المععراوزة ،وتبعهعم
الشيخان ،وأن طريقة العراقيين عكسه .وذكر منهم الصيمري والمتولي .واختارهععا -
أعني -الذرعي .اه) .قوله :ثم زوج( أي فهو مقدم على الجانب .وعبععارة النهايععة:
وأشعر سكوت المصنف عن الزوج أنه ل مدخل له فععي الصععلة علععى المععرأة ،وهععو
كذلك ،بخلف الغسل والتكفين والدفن ،ول للمعرأة أيضعا .ومحعل ذلعك :إذا وجعد معع
الزوج غير الجانب .ومع المرأة ذكععر ،وإل فععالزوج مقععدم علععى الجععانب ،والمععرأة
تصلي وتقدم بترتيب الذكر .اه) .قوله :وشرط لها( أي لصحتها) .قععوله :مععع شععروط
سائر الصلوات( أي مما يتأتى مجيئه هنا ،كسععتر وطهععارة واسععتقبال ،بخلف دخعول
الوقت ،أي ومع شروط القدوة أيضا :من نيععة القععدوة ،وعععدم تقععدمه علععى المععام فععي
الموقف ،وعدم حائل بينهما يمنع مرورا أو رؤية .قال في التحفة :وظاهر أنه يكععره،
ويسن كل ما مر لهما -أي للصلة وللقدرة -مما يتأتى مجيئه هنا أيضا .نعععم ،بحععث
بعضهم أنه يسن هنا النظر للجنازة .وبعضععهم النظععر لمحععل السععجود .ولععو فععرض -
أخذا من بحث البلقيني -ذلك في العمععى والمصععلي فععي ظلمععة ،وهععذا هععو الوجععه،
وذلك لنها صلة .اه) .قوله :تقدم طهره( نائب فاعل شرط .وذلك لنه المنقعول ععن
النبي )ص( .أي ولن الصلة على الميت كصلة نفسه .وقول ابن جرير -كالشعبي
-تصح بل طهارة رد بأنه خارق للجماع .وكما يشترط تقدم طهععره ،يشععترط أيضععا
تقدم طهر ما اتصل به ،كصلة الحي ،فيضر نجاسععة ببعدنه أو كفنعه أو برجععل نعشععه
وهو مربوط به ول يضر نجاسة القبر ونحو دم -من مقتول مثل -لم ينقطع) .قوله:
] [ 149
بماء( متعلق بطهر) .وقوله :فتراب( أي إن لم يجد الماء .قععال سععم :انظععر فاقععد
الطهورين .اه) .قوله :فإن وقع( أي الشخص الحي ،وهو تفريععع علععى اشععتراط تقععدم
طهره) .قوله :بحفرة( أي فيها) .قوله :أو بحر( أي أو وقع فععي بحععر) .قععوله :وتعععذر
إخراجه( أي بعد أن مات فععي الحفععرة أو البحععر) .قععوله :لععم يصععل عليععه( أي لفععوات
الشرط .قال سم :ويؤخذ منه أنه ل يصلي على فاقد الطهععورين الميععت) .قععوله :علععى
المعتمد( مقابله يقول :ل وجه لترك الصلة عليه ،لن الميسور ل يسععقط بالمعسععور،
لما صح :وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما اسععتطعتم ،ولن المقصععود مععن هععذه الصععلة
الدعاء أو الشفاعة للميت .وجزم الدارمي وغيره أن من تعذر غسله صلي عليه .قععال
الدارمي :وإل لزم أن من أحرق فصار رمادا ،أو أكله سبع ،لم يصل عليه ،ول أعلععم
أحدا من أصحابنا قال بععذلك :وبسععط الذرعععي الكلم فععي المسععألة .والقلععب إلععى هععذا
أميل .لكن الذي تلقيناه عن مشايخنا ما في المتن .اه .مغني ببعععض تصععرف) .قععوله:
وأن ل يتقدم إلخ( معطوف علععى تقععدم طهععره ،أي وشععرط عععدم تقععدم المصععلي علععى
الميععت اتباعععا لمععا جععرى عليععه الولععون ،ولن الميععت كالمععام .وهععذا هععو المععذهب.
ومقابله يقول :يجوز تقدم المصلي على الميععت ،لن الميععت ليععس بإمععام متبععوع حععتى
يتعين تقديمه ،بل هو كعبد جاء معه جماعة ليستغفروا له عند موله) .قوله :وإن كان
حاضرا( أي عند المصلي ،ل في البلد ،لما سيذكره من أنها ل تصح علععى ميععت فععي
البلد غائب عن مجلس المصلي) .قوله :ولو فعي قعبر( أي ولعو كععان الميعت الحاضععر
كائنا في قبر ،فيشترط عدم تقدم المصلي عليه .وعبارة المنهاج مع المغني :ويشععترط
أن ل يتقدم على الجنازة الحاضرة إذا صلي عليها ،وأن ل يتقدم على القبر إذا صععلي
عليه على المذهب فيهمععا .اه) .قععوله :أمععا الميععت الغععائب( أي عععن البلععد) .قععوله :فل
يضر فيععه( أي الغععائب عععن البلععد) .وقععوله :كععونه وراء المصععلي( أي خلععف ظهععره.
)قوله :ويسععن جعععل صععفوفهم( أي المصععلين علععى الميععت) .وقععوله :ثلثععة( قععال فععي
التحفة :أي حيث كان المصلون ستة فأكثر .قال ع ش :ومفهومه أن ما دون السععتة ل
يطلب منه ذلك ،فلو حضر مع المام اثنان أو ثلثعة وقفععوا خلفععه .اه .وقععال سعم بععد
كلم :فإن كانوا خمسة فقط ،فهل يقف الزائد علععى المععام -وهععو الربعععة -صععفين،
لنه أقرب إلى العدد الذي طلبععه الشععارع وهععو الثلثععة الصععفوف ،ولنهععم يصععيرون
ثلثة صفوف بالمام ؟ أو صفا واحدا لعدم ما طلبه الشععارع مععن الصععفوف الثلثععة ؟
فيععه نظععر .والول غيععر بعيععد ،بععل هععو وجيععه .وفععي البجيرمععي :بقععي مععا لععو كععان
الحاضرون ثلثة فقط بالمام .وينبغي أن يقف واحد خلف المام ،والخععر وراء مععن
هو خلف المام .ويحتمل أن يقف اثنان خلف المععام ،فيكععون المععام صععفا ،والثنععان
صفا ،وسقط الصف الثالث لتعذره .اه .وفي المغني ما نصه :وهنععا -أي فععي صععلة
الميت -فضيلة الصععف الول وفضععيلة غيععره سععواء بخلف بقيععة الصععلوات .النععص
على كثرة الصفوف هنا .اه) .قوله :للخبر الصحيح إلخ( دليل لسنية جعععل الصععفوف
ثلثة) .قوله :من صلى عليه ثلثة صفوف فقد أوجب( أي استحق المغفرة ،والمراد:
قد غفر له بالفعل ،كما في رواية .قال في التحفة :والمقصود منع النقص عععن الثلثععة
ل الزيعادة عليهعا .اه) .قعوله :أي غفعر لعه تفسعير معراد ل وجعب) .قعوله :ول ينعدب
تأخيرها( أي الصلة على الميت) .وقوله :لزيادة المصلين( أي كثرتهم ،وذلك لخبر:
أسرعوا بالجنازة) .وقوله :إل لولي( أي إل لجل حضور ولي الميت ليصععلي عليععه،
فإنه تؤخر الصلة له ،لكونه هو المستحق للمامة .لكن محله إذا رجي حضوره ععن
قععرب وأمععن مععن التغيععر .قععال فععي التحفععة :وعععبر فععي الروضععة بل بععأس بععذلك ،أي
بالتأخير له.
] [ 150
وقضيته أن التأخير له ليس بواجب .اه) .قععوله :واختععار بعععض المحققيععن إلععخ(
مقابل لقوله :ول يندب تأخيرها إلخ .وعبارة التحفة مع الصععل :ول تععؤخر -أي ول
ينععدب التععأخير -لزيععادة مصععلين -أي كععثرتهم -وإن نععازع فيععه السععبكي ،واختععار -
وتبعه الذرعي والزركشي وغيرهما -أنه إذا لم يخش تغيره :ينبغي انتظار مععائة أو
أربعين رجي حضورهم قريبا ،للحديث .اه .وفي ع ش :جععرت العععادة الن بععأنهم ل
يصلون على الميت بعد دفنه ،فل يبعد أن يقال :يسن انتظارهم ،لما فيه من المصلحة
للميععت ،حيععث غلععب علععى الظععن أنهععم ل يصععلون علععى القععبر ،ويمكععن حمععل كلم
الزركشععي عليععه .اه) .قععوله :للحععديث وفععي مسععلم إلععخ( صععنيعه يقتضععي أن المععراد
بالحديث غير الحديث الذي ذكره بعده .وصنيع التحفة يقتضي أنه هو ،لنه ذكر أول
ما في مسلم ،ثم بعد ذلك أحال عليعه وقعال للحعديث ،يعنععي المتقعدم ذكععره .ولعععل فععي
العبارة سقطا من النساخ ،وهو لفظ وهو ما ،أو أن المراد بالحديث حديث آخععر غيععر
حديث مسلم .فلينظر) .قوله :ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغععون مععائة
إلخ( قال في التحفة :وفيه -أي مسلم -مثل ذلك في الربعيععن .اه .وعبععارة المغنععي:
وفي مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه كععان يععؤخر الصععلة للربعيععن .قيععل:
وحكمته :أنه لم يجتمع أربعون إل كان ل فيهم ولي .وحكمة المائة كععالربعين -كمععا
يؤخععذ مععن الحععديث المتقععدم .اه) .قععوله :ولععو صععلي عليععه( أي علععى الميععت) .قععوله:
فحضر من لم يصل( أي فحضر شخص لم يصل على الميت) .قوله :ندب له الصلة
عليه( أي يندب لمن حضععر أن يصعلي علععى الميعت) .قعوله :وتقعع فرضعا( أي وتقعع
صلته فرضا ،ولو على القبر ،كمن صلى أول .إذ ليس فعل بعضععهم أولععى بوصععف
الفرضية مععن بعععض ،وإن أسععقط الول الحععرج .ول يقععال :كيععف تقععع صععلة الثععاني
فرضا ،مع أنه لو تركها لم يأثم ،لنه قد يكون الشئ غير فرض ،فإذا دخل فيه صععار
فرضا -كالحج ممن قد حج ،وإحدى خصال كفارة اليميععن .-وقعولهم فععرض الكفايععة
يسقط بفعل واحد :معناه يسقط الثم به .ولو فعلععه غيععره :وقععع فرضععا أيضععا) .قععوله:
فينويه( أي الفرض) .قوله :ويثاب ثوابه( أي ويثاب كما يثاب علععى الفععرض) .قععوله:
والفضل له( أي لمن حضر) .قوله :فعلها( أي الصلة) .وقوله :بعد الدفن( أي وبعد
وجوب الصلة عليه من الذين حضروا أول ،كما هو ظاهر) .قوله :للتباع( وهو ما
روي أنه )ص( صلى على قبور جماعة .ومعلوم أنهم إنما دفنوا بعد الصععلة عليهععم.
ومن هذا أخذ جمع أنه يسن تأخيرها عليه إلى بعد الدفن .اه .تحفة) .قوله :ول ينععدب
إلخ( قال ع ش :فتكون مباحة .اه) .قوله :إعادتها مععع جماعععة( وبععالولى عععدم نععدب
إعادتها منفردا .وإنما لم تندب إعادتها لن المعاد نفل ،وهذه ل يتنفل بها ،لعدم ورود
ذلك شرعا .وقيل :تنععدب لععه العععادة ،كغيرهععا) .قععوله :فععإن أعادهععا وقعععت نفل( أي
ووجب لها نية الفرضية .قال في النهايععة :وهععذه خارجععة عععن القيععاس ،إذ الصععلة ل
تنعقد حيث لم تكن مطلوبة ،ويوجه انعقادها بعأن المقصعود معن الصعلة علعى الميعت
الشفاعة والدعاء ،وقد ل تقبل الولى وتقبل الثانية .اه) .وقععوله :وقععال بعضععهم إلععخ(
مقابل لما يفهم مععن التعععبير بعععدم النععدب ،وهععو الباحععة -كمععا مععر آنفععا عععن ع ش -
وصنيعه يقتضي أن قول بعضهم المذكور ضعيف .وعبارة شرح الععروض تفهععم أنععه
معتمد ،ونصها :قال في المهمات :وفي التعبير بقععوله ول تسععتحب إعادتهععا :قصععور،
فععإن العععادة خلف الولععى .ول يلععزم مععن نفععي السععتحباب أولويععة الععترك ،لجععواز
التساوي .ولهذا عبر في المجموع بقوله ل يستحب له العادة ،بل يستحب له تركهععا.
اه) .قوله :وتصح الصلة على ميت غائب( أي وإن قربت المسافة ولم يكن في جهة
القبلععة ،خلفععا لبععي حنيفععة ومالععك .قععال الزركشععي :لنععه )ص( أخععبر النععاس وهععو
بالمدينة .بموت النجاشي في اليوم الذي مععات فيععه وهععو بالحبشععة ،وصععلى عليععه هععو
وأصحابه .رواه الشيخان .وذلك في رجب سنة تسع .قال ابن القطان :لكنها
] [ 151
ل تسععقط الفععرض عععن الحاضععرين .قععال الزركشععي :ووجهععه أن فيععه ازدراء
وتهاونا بععالميت ،لكععن القععرب السععقوط ،لحصععول الفععرض .وظععاهر أن محلععه -أي
السقوط -إذا علم بها الحاضرون ،ول بد -في صحة الصلة على الغائب -أن يعلععم
-أو يظن -أنه قد غسل ،وإل لم تصح .نعععم :إن علععق النيععة علععى غسععله ،بععأن نععوى
الصلة إن كان غسل ،فينبغي أن تصح -كما هو أحد احتمالين للذرعي .اه .مغنععي
بزيادة) .قوله :عن بلد( ليس بقيد ،على ما سننقله عععن سععم قريبععا) .قععوله :بععأن يكععون
إلخ( تصوير لغيبته عن البلد .وقوله بحيث إلخ :تصوير للبعيد عن البلد .أي أن البعيد
مصور بأنه هو الذي ل ينسب إلى البلد عرفا ،بأن يكون فوق حد القرب -كما يؤخذ
من ضبط القرب التي) .قوله :أخذا من قول الزركشي إلخ( قال في النهاية :وعبارته
من كان خارج السور إن كان أهله يستعير بعضهم من بعض .لم تجععز الصععلة علععى
من هو داخل السور للخارج ،ول العكس .اه) .وقوله :القريب منه( أي السععور .قععال
في التحفة :ويؤخذ من كلم السععنوي ضععبط القععرب هنععا بمععا يجععب الطلععب منععه فععي
التيمم .وهو متجه إن أريد به حد الغوث ،ل القععرب .اه) .قععوله :ل علععى غععائب عععن
مجلسه فيها( أي ل تصح الصلة على ميت غائب عن مجلس من يريد الصلة عليه،
وهو حاضر في البلد ،وإن كبرت البلد ،لتيسر حضوره .وشبهوه بالقضععاء علععى مععن
بالبلد مع إمكان حضوره .وفي سم خلفه ،ونص عبارته :المتجه أن المعتععبر المشععقة
وعدمها .فحيث شق الحضور -ولو فععي البلععد لكبرهععا ونحععو -صععحت ،وحيععث ل -
ولععو خععارج السععور -لععم تصععح .م ر .والوجععه فععي القععرى المتقاربععة جععدرانها أنهععا
كالقرية الواحدة .اه) .قوله :نعم ،إلخ( استدراك من عدم صععحة الصععلة علععى غععائب
عن المجلس في البلد) .قوله :جازت( أي الصلة) .وقععوله :حينئذ( أي حيععن إذ تعععذر
الحضور لها) .وقوله :على الوجه( أي عند الرملي .وفي التحفة خلفععه ،وعبارتهععا:
فل يصلى عليه وإن كبرت .وعذر :بنحو مرض ،أو حبس ،كما شععمله إطلقهععم .اه.
)قوله :وتصح على حاضر مدفون( أي بشرط أن ل يتقدم المصلي على القععبر -كمععا
مر .-قال ع ش :ويسقط بها الفرض على المعتمد .وظاهر إطلقهم أنه ل فععرق بيععن
المنبوشة وغيرها ،وهو في المنبوشة مشععكل ،للعلععم بنجاسععة مععا تحععت الميععت .فلعععل
المراد غير المنبوشة .اه .وذكر ق ل خلفه ،حيث قال :نعم ،ل يضر اتصال نجاسعة
به في القبر ،لنه كانفجاره ،وهو ل يمنع صحة الصلة عليععه .اه .بجيرمععي) .قععوله:
ولو بعد بلئه( غاية للصحة ،وهي للرد على القائل بأنه يشترط بقاء شئ من الميععت.
ونظر فيه في التحفة بأن عجب الععذنب ل يفنععى ،أي فبقععاء شعئ منعه أمععر ضعروري.
)قوله :فل تصح على قبر نبي( أي لخبر :لعن ال اليهععود والنصععارى ،اتخععذوا قبععور
أنبيائهم مساجد .أي بصلتهم إليها .قال البجيرمي :ودللة هذا على المدعى إنما هععي
بطريععق القيععاس ،لن اليهععود والنصععارى كععانوا يصععلون المكتوبععة لقبععور النبيععاء،
والمدعى هنا صلة الجنازة .فتقاس على المكتوبععة الععتي ورد اللعععن فيهععا .اه .ونظععر
في التحفة في دللة الحديث على المدعى ،ووجهه الكردي بأن الدليل في الصلة إليه
-كما فسروا به الحديث -والمععدعى هععو الصععلة عليععه ،أي بععأن صععلى عليععه صععلة
الجنازة .وفي قياس الصلة عليه على الصلة إليه نظر .إذ في الصععلة إليععه التعظيععم
الذي ل يوجد في الصلة عليه ،بدليل أنه يصلى علععى الفسععقة وغيرهععم ممععن يلحععظ
فيه التعظيم .وأما المنعع معن الصعلة إليعه ،فهعو خععاص بالنبيعاء .والتعليععل المطعابق
للمععدعى أنععا لععم نكععن أهل للفععرض وقععت مععوتهم .اه .ملخصععا .وتقععدم -فععي مبحععث
مكروهات الصلة -أن الصلة لقععبر نععبي محرمععة ،لكععن بقصععد التععبرك أو العظععام
لذلك القبر .فلو لم يقصد ذلك ،بل وافق في صلته أن أمامه قبر نععبي -كمععن يصععلي
خلف قبر النبي )ص( من الغاوات وغيرهم -فل حرمعة ول كراهعة) .قععوله :لخععبر
الشيخين( ظاهره أنه دليل لعدم صحتها على قبر نبي .ويحتمععل أنععه دليععل لععه وللول
أيضا الذي هو صحتها على قبر غير نبي .وذلك لنه ثبت في الصحيحين الدليل لكل
منهما ،وهو في الثاني الخبر المار :لعن ال اليهود إلخ ،وفي
] [ 152
الول أنه )ص( صلى على قبر امرأة أو رجل كان يقم المسجد ،لكن علععى هععذا
الحتمال يراد من لفظ خبر ،متعدد ،وهو جائز ،لنه هنععا منفععرد مضععاف فيعععم .ولععو
قال لخبري الشيخين ،لكان أولى) .قوله :من أهل فرضها وقت موته( متعلق بكل من
قوله :تصح على ميت غائب ،وقوله :تصح على حاضععر مععدفون .أي تصععح الصععلة
على الميت الغائب وعلى الحاضر المدفون ،إن كان من يريععد الصععلة مععن أهععل أداء
فرضها وقت الموت بأن يكون حينئذ مسلما مكلفا طاهرا ،لنه يؤدي فرضععا خععوطب
به .اه .تحفة وفي سم ما نصعه :عبعارة المنهعج وشعرحه :وإنمعا تصعح الصعلة علعى
القبر والغائب عن البلد ممن كان من أهل فرضها وقععت مععوته .اه .وتلخععص منععه أن
صلة الصبي المميز صحيحة مسقطة للفععرض ،ولععو مععع وجععود الرجععال فععي الميععت
الحاضر دون الغععائب ،والقععبر وهعو مشععكل .فليحععرر ،فععرق واضععح .اه) .قععوله :فل
تصح إلخ( مفرع على مفهوم قوله من أهل فرضها وقت موته .أي فل تصععح صععلة
من كان كافرا عند الموت ثم أسلم بعده ،أو كانت حائضا عند الموت ثم طهرت بعده.
)وقوله :يومئذ( أي يوم الموت) .قوله :كمن بلغ أو أفاق بعد الموت( الكاف للتنظيععر،
أي كما ل تصح ممن كان صغيرا عند الموت ثم بلغ بعده ،أو كععان مجنونععا عنععده ثععم
أفاق من جنونه بعده) .وقوله :ولو قبل الغسل( غاية لعدم صحتها ممععن أبلععغ أو أفععاق
بعد الموت .أي ل تصح الصلة ممععن ذكععر ،ولععو كععان البلععوغ أو الفاقععة قبععل غسععل
الميت .وما جرى عليه المؤلف -من عدم الصععحة بالنسععبة لمععا إذا بلععغ أو أفععاق قبععل
الغسل -ضعيف .والمعتمد أنه تصععح الصععلة فععي هععذه الحالععة .كمععا نععص عليععه فععي
النهاية ،وعبارتها :واعتبار الموت يقتضي أنه لو بلغ أو أفاق بعد الموت وقبل الغسل
لم يعتبر ذلك ،والصواب خلفه ،لنه لو لم يكن ثععم غيععره ،لزمتععه الصععلة -اتفاقععا -
وكذا لو كان ثم غيره فترك الجميع فإنهم يأثمون .بل لو زال المانع بعد الغسل أو بعد
الصلة عليه وأدرك زمنا تمكن فيه الصلة .كان كذلك .وحينئذ فينبغععي الضععبط بمععن
كان من أهل فرضها وقت الدفن لئل يرد مععا قيععل .اه .ومثلععه فععي السععنى والمغنععي.
)قوله :كما اقتضاه( أي ما ذكر من عدم صحتها ممن ذكععر ولععو قبععل الغسععل) .قععوله:
وسقط الفرض فيها( أي صلة الجنازة) .وقوله :بععذكر( أي واحععد .وإنمععا سععقطت بععه
لحصول الفرض بصلته ،ولن الجماعة ل تشترط فيها فكذا العدد كغيرها) .وقععوله:
ولو صبيا مميععزا( غايعة فعي سععقوط الفععرض بالععذكر ،أي تسعقط بعه ولعو كععان صعبيا
مميزا ،لنه من جنس الرجال ،ولنه يصلح أن يكون إماما لهم .وكون صلة الصبي
تقع نفل ل يؤثر ،لنه قد يجزئ عن الفرض -كما لو بلغ فيها أو بعدها في الععوقت -
ولحصول المقصود بصلته مع رجاء القبعول فيهععا أكعثر .قععال البجيرمعي :واعلععم أن
الصبي ل يكفي في أربعة من فروض الكفاية ،وهي :رد السلم ،والجماعععة ،وإحيععاء
الكعبععة بالحععج ،وإحياؤهععا بععالعمرة .ومععا عععدا ذلععك يكفععي فيععه الصععبي -كالجنععازة،
والجهاد ،والمر بالمعروف ،وسائر فروض الكفاية -ولععو مععع وجععود الكععاملين .اه.
)قوله :ولو مع وجود بالغ( غاية ثانيععة لسععقوط الفععرض ،لكععن بالصععبي المميععز .ولععو
حذف لفظ ولو -كما في التحفة -بأن قعال ولعو صععبيا مميعزا معع وجعود بععالغ ،لكعان
أولى) .قوله :وإن لععم يحفععظ الفاتحععة( غايععة ثالثععة لسععقوط الفععرض بالععذكر أي يسععقط
الفرض به ولو لم يحفظ الفاتحععة ول بعدلها) .وقععوله :بعل وقععف يقعدرها( أي الفاتحععة.
)قوله :ولو مع وجود من يحفظها( غاية في سقوط الفرض بمن ل يحفظها .أي يسقط
الفرض به ولو مع وجود من يحفظها .فهي غاية للغاية الثالثة .قال ع ش :لو كععان ل
يحسععن إل الفاتحععة فقععط ،بععل الولععى أن يكررهععا أو ل ؟ فيععه نظععر .والقععرب -بععل
المتعين -الول ،لقيامها مقام الدعية .اه) .قوله :ل بأنثى مععع وجععوده( أي ل يسععقط
الفرض بأنثى -ومثلها الخنثى -مع وجود ذكععر .أي ولععو صععبيا مميععزا ،وذلععك لنععه
أكمل منهما ،ودعاؤه أقععرب إلععى الجابععة ،ولن فععي ذلععك اسععتهانة بععالميت .قععال فععي
النهاية :والوجه أن المراد بوجوده حضوره في محل الصلة على الميت ،ل وجوده
مطلقععا ،ول فععي دون مسععافة القصععر .ل يقععال كيععف ل يسععقط بععالمرأة وهنععاك صععبي
مميز ،مع أنها المخاطبة به دونه ؟ لنا نقول قد يخاطب الشخص بشئ ويتوقف فعلععه
على فعل شئ آخر ،ل سيما
] [ 153
فيما يسقط عنه الشئ بفعل غيره .اه .بحذف .وخرج بقوله مع وجوده ،ما إذا لم
يوجد ذكر ،فإنها تجب عليها ويسقط الفرض بها) .قوله :وتجععوز علععى جنععائز صععلة
واحدة( أي برضا أوليائهم -اتحدوا أو اختلفوا -وذلك لن أم كلثوم بنت سععيدنا علععي
بن أبي طالب ماتت هععي وولععدها زيععد بععن عمععر بععن الخطععاب -رضععي الع عنهععم -
فصلي عليهما دفعة واحدة ،وجعل الغلم مما يلي المام ،وفي القول جماعة من كبار
الصحابة رضي ال عنهععم ،فقععالوا :هععذا هععو السععنة .رواه أبععو داود والنسععائي بإسععناد
صحيح ،كما قاله البيهقي .وصلى ابن عمر رضي ال عنهما على تسع جنائز رجععال
ونساء ،فجعل الرجال مما يلي المععام ،والنسععاء ممععا يلععي القبلععة .ولن الغععرض مععن
الصلة الدعاء والجمع فيه ممكن .وإذا حضرت الجنائز دفعة واحدة ،واتحد نععوعهم،
وفضلهم ،أقرع بين الولياء -إن تنازعوا فيمن يقرب للمام -وإل قععدم مععن قععدموه.
فإن اختلف النوع قدم إليه الرجل ،فالصبي ،فالخنثى ،فالمرأة .أو اختلف الفضل ،قعدم
الفضل .والمعتبر فيه الورع ،والخصال التي ترغب في الصلة عليه ،ويغلععب علععى
الظن ،قربه من رحمة ال ،ل بالحرية والرق ،لنقطاع الرق بالموت) .قوله :فينوي(
أي مريد الصلة عليهم) .وقوله :إجمال( أي بأن يقول :أصلي علععى مععن حضععر مععن
أموات المسلمين ،أو :على من يصلي عليهم المام .فلو عين وأخطأ ،كأن صلى على
عشرة ،فبانوا أحعد عشعر .لعم تصعح ،بخلف معا لعو صعلى علعى أحعد عشعر ،فبعانوا
عشرة ،فإنها تصح) .قوله :وحعرم تأخيرهعا( أي الصعلة ععن العدفن ،فيعأثم العدافنون
الراضون بذلك لوجععوب تقععديمها عليععه) .قععوله :بععل يسععقط إلععخ( الضععراب انتقععالي،
والولى إسقاط لفظ بل ،ويأتي بواو العطف بدلها ،بأن يقول ويسقط الفرض بالصلة
على قبره إذا ارتكبت الحرمة ودفن قبل الصلة عليه .وعبارة التحفة :فإن دفن قبلهععا
أثم كل من علم به ولو بعذر ،وتسقط بالصلة على القععبر .اه) .قععوله :وتحععرم صععلة
على كافر( أي بسائر أنواعه ،حربيععا كععان أو ذميععا ،أو معاهععدا ،أو مسععتأمنا) .قععوله:
لحرمة الدعاء له( أي للكافر) .وقوله :بالمغفرة( أي والصلة تتضمن الدعاء لععه بهععا.
)قوله :قال تعالى إلخ( استدلل على حرمة الصلة عليه .أما دليععل حرمععة الععدعاء لععه
بالمغفرة فقوله تعالى) * :إن ال ل يغفر أن يشرك بععه( * .والسععبب فععي نععزول اليععة
الولى ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما ،عن ابن عمر رضعي الع عنهمعا ،قععال:
لما توفي عبد ال بن أبي بن سلول أتى ابنه -عبد الع -رسععول ال ع )ص( فسععأل أن
يعطيه قميصه ليكفنه فيه ،فأعطاه ،ثم سأله أن يصلي عليععه ،فقععام رسععول الع )ص(،
فقام عمر فأخذ ثوبه ،فقال :يا رسول ال ،أتصلي عليه وقد نهاك ال أن تصععلي علععى
المنافقين ؟ فقال :إن ال خيرني وقال) * :استغفر لهععم أو ل تسععتغفر لهععم إن تسععتغفر
لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم( * وسأزيد على السبعين .فقععال إنععه منععافق .فصععلى
عليه ،فأنزل الع) * :ول تصعل علعى أحعد منهعم معات أبعدا( * اليعة ،فعترك الصعلة
عليهم) .قوله :ومنهم( أي من الكفار المعلومين مععن السععياق .والولععى والخصععر أن
يقععول :وطفععل الكععافر مثلععه ،سععواء وصععف بالسععلم أم ل) .قععوله :سععواء نطقععوا
بالشهادتين( أي لنه ل يحكم بإسلمهم بععالنطق بهمععا إل بعععد البلععوغ) .قععوله :فتحععرم
الصلة عليهم( أي وإن قلنا إنهم من أهل الجنة ،لنهععم مععع ذلععك يعععاملون فععي أحكععام
الدنيا -من الرث وغيره -معاملة الكفار ،والصلة من أحكام الدنيا ،خلفا لمن وهم
فيععه .ويظهععر حععل الععدعاء لهععم بععالمغفرة ،لنععه مععن أحكععام الخععرة ،بخلف صععورة
الصلة .اه .تحفة بالمعنى) .واعلم( أنه اختلف في أطفال الكفار علععى أربعععة أقععوال.
أحدها :أنهم في الجنة ،وعليه المحققون .الثاني :أنهم في النععار تبعععا لبععائهم .الثععالث:
الوقوف ،ويعبر عنه بأنهم تحت المشيئة .الرابع :أنهعم يجمعععون يعوم القيامععة وتؤجعج
لهم نار ويقال لهم ادخلوها ،فيدخلها من كان في علم ال شقيا .اه .بجيرمي.
] [ 154
)قوله :على شهيد( أي وتحرم الصلة على الشهيد ،لما صح أنه )ص( أمر فععي
قتلى أحد بدفنهم بدمائهم ،ولم يغسلهم ،ولم يصل عليهم .وأما خععبر :أنععه )ص( خععرج
فصلى على قتلى أحد صلته على الميت زاد البخاري بعد ثمان سنين فالمراد -كمععا
في المجموع -دعا لهععم كععدعائه للميععت ،والجمععاع يععدل لععه) .قععوله :وهععو( أي لفععظ
شهيد) .قوله :لنه مشهود لععه بالجنععة( بيععان الحكمععة كععون شععهيد بمعنععى مشععهود .أي
وإنما كان كذلك لنه مشهود له بالجنة .وقيل لنه يبعععث ،ولععه شععاهد بقتلععه إذ يبعععث،
وجرحه يتفجر دما .وقيل :لن ملئكة الرحمة يشهدونه فيقبضون روحععه) .قععوله :أو
فاعل( معطوف على مفعول ،أي أو هو بوزن فعيل بمعنى فاعععل فهععو شععهيد بمعنععى
شاهد .وقوله لن روحه إلخ .بيان الحكمة كونه بمعنععى فاعععل ،أي وإنمععا كععان كععذلك
لنه شاهد أي روحه تشهد الجنة قبل غيره) .قوله :ويطلععق لفععظ الشععهيد إلععخ( الملئم
والخصر أن يعمم عند تعريف المتن للشهيد بأن يقول بعد قول المتن :وهو من مات
في قتال كفار ،سواء كان شهيدا في الدنيا والخرة -وهو من قاتععل لعلء كلمععة الع
تعالى -وشهيدا في الدنيا فقط -وهو من قاتل لنحو حميععة -ثععم يقععول :وخععرج بععذلك
شهيد الخرة فقط -وهو من مات مقتععول ظلمععا -إلععخ .وقععد تقععدم الكلم علععى أقسععام
الشهيد أول الباب ،فل تغفل) .قوله :لتكون كلمة الع إلععخ( المععراد بهععا كلمععة التوحيععد
والدعوة إلى السلم) .وقوله :هي العليا( أي الظاهرة الغالبة ،ول بعد أن ل يصعاحب
ذلك رياء ول غلول من غنيمة وغير ذلك) .قوله :وعلععى مععن قاتععل لنحععو حميععة( أي
لقومه ،ودخل تحت لنحو :من قاتل للرياء ،أو للغنيمة ،أو نحو ذلك) .قوله :فهو شهيد
الدنيا( أي فتجري عليه أحكام الشهادة الدنيوية ،من كونه ل يغسععل ول يصععلى عليععه.
)قوله :وعلى مقتول( معطوف على من قاتععل الولععى ،أي ويطلععق لفععظ الشععهيد علععى
مقتول) .وقوله :ظلما( خرج به ما إذا كان مقتععول بحععق -كععأن كععان لقصععاص -فل
يكون شهيدا) .قوله :وغريق( معطععوف علععى مقتععول ،أي ويطلععق لفععظ الشععهيد علععى
غريق ،أي مات غرقا فععي بحععر أو مععاء كععثير) .لطيفععة( حكععي أن شخصععا نععزل هععو
ومحبوبه يسبحان في البحر ،فغرق محبوبه ،فأشار إلى البحر وأنشد وقال :ياماء :لك
قد أتيت بضد ما * * قد قيل فيك مخبرا بعجيب ؟ ال أخععبر أن فيععك حياتنععا * * فلي
شئ مات فيك حبيبي ؟ فلما قال ذلك أحيععاه الع تعععالى ،وطلععع لععه مععن البحععر )قععوله:
وحريق( أي ويطلق لفظ الشهيد على حريق ،أي محععروق بالنععار) .قععوله :ومبطععون(
أي ويطلق لفظ الشهيد على مبطععون) .قععوله :أي مععن قتلععه بطنععه( أي داء فععي بطنععه،
وبينه بقوله :كاستسقاء أو إسهال ،فإنهما دآن في البطن يكونان سببا في الهلك غالبا.
)قوله :فهم( أي المقتول ظلما والغريق والحريق إلععخ) .وقععوله :الشععهداء فععي الخععرة
فقط( أي ل في الدنيا ،فتجرى عليهم أحكام غير الشهيد ،من الغسل ،والصلة ،وغير
ذلك) .قوله :كغسله( أي كتحريم غسله) .وقوله :أي الشهيد( بيان لمرجع الضمير في
غسله .وإنما أرجعه للشهيد ولم يرجعه للمذكور من الكافر والشهيد ،لن غسل الول
ليس بحرام ،بل هو جائز) .قععوله :ولععو جنبععا( أي يحععرم غسععله ولععو كععان جنبععا ،لن
حنظلة بن الراهب قتل يوم أحد وهععو جنععب ،ولععم يغلسععه النععبي )ص( ،وقععال :رأيععت
الملئكة تغسله .رواه بن حبان والحاكم في صحيحهما) .قعوله :لنعه )ص( لعم يغسعل
قتلى أحد( ولما رواه المام أحمد أنه )ص( قال :ل تغسلوهم ،فععإن كععل جععرح أو كلععم
أو دم يفوح مسكا يوم القيامة .وحكمة ذلك أيضا :إبقاء أثر الشهادة عليهععم ،والتعظيععم
لهم باستغنائهم عن التطهير .وفي ذلك حععث علععى الجهعاد العذي جبلعت النفعوس علعى
الكراهة له والنفرة عنه لحبها البقاء في الدنيا) .فإن قيل( النبيععاء والمرسععلون أفضععل
من
] [ 155
الشهداء ،مع أنهم يغسلون ،ويصلى عليهم ؟ )أجيب( بععأن الشععهادة فضععيلة تنععال
بالكتساب ،فرغب الشارع فيها ،ول كذلك النبوة والرسعالة ،فإنمعا ليسعتا بمكتسعبتين.
قال البوصيري :تبارك ال ما وحي بمكتسب * * ول نععبي علععى غيععب بمتهععم وقععال
اللقاني :ولم تكن نبوة مكتسبة * * ولو رقى في الخير أعلى عقبه )قوله :ويحرم إزالة
دم شهيد( أي لنا نهينا عن غسله ،ولنه أثر عبادة .وإنما لم تحرم إزالة الخلوف مععن
الصائم -مع أنه أثر عبادة -لنه هو المفوت على نفسه ،بخلفه هنا ،حتى لو فرض
أن غيره أزاله بغير إذنه حرم عليه ذلك .والمراد بالععدم الععذي يحععرم إزالتععه :الخععارج
من المقتول نفسه ،بخلف ما لو طرأ عليه من غيععره ،فععإنه يععزال -كالنجاسععة -ولععو
أدى إلى زوال دم الشهادة معه) .قوله :وهععو مععن مععات إلععخ( أي الشععهيد الععذي يحععرم
غسله والصلة عليه هو من مات إلخ) .قوله :في قتال كفععار( أي فععي حععال مقععاتلتهم.
)واعلم( أنه ذكر قيدين للشهيد ،وهما :كون الموت حال المقاتلة ،وكونه بسبب القتال،
وبقي قيد ثالث ،وهو :أن يكون القتال حلله العلماء .وخرج بالقيد الول من مات بعععد
المقاتلة ،فإن فيه تفصيل سيذكره في قوله :ول مععن مععات بعععد انقضععائه إلععخ .وبالقيععد
الثاني من مات ل بسبب القتال -كأن مات فععي حععال المقاتلععة بمععرض أو فجععأة -أي
بغتة .وبالقيد الثالث :من مات في قتال محرم ،كقتال المسلم ذميععا ،فل يسععمى شععهيدا.
وقد ذكر المؤلف بعض أفراد هذه المحترزات ،كمععا سععتعرفه) .قععوله :قبععل انقضععائه(
أي القتال ،ول حاجة إلى هذا القيد ،لنه يغني عنه القيد الول .فتنبه) .قوله :وإن قتل
مدبرا( أي إن مات في المقاتلة يسمى شهيدا ،وإن قتل حال كععونه مععدبرا عععن القتععال.
)قوله :بسببه( متعلق بمات ،أي مات بسبب القتال ،أي بسبب يحال عليععه القتععل ،ولععو
احتمععال -كالمثععال الخيععر .-قععال ع ش :ومنععه مععا قيععل إن الكفععار يتخععذون خديعععة
يتوصلون بها إلى قتل المسععلمين ،فيتخععذون سععردابا تحععت الرض يملععؤنه بالبععارود،
فإذا مر به المسلمون أطلقوا النععار فيععه فخرجععت مععن محلهععا وأهلكععت المسععلمين .اه.
)قوله :كأن أصابه إلخ( تمثيل لمن مات في القتال بسببه ،والولى التعميم بععأن يقععول:
سواء قتله كافر أو أصابه إلخ) .وقوله :سلح مسلم آخر( ظاهره أنه ل فرق في ذلععك
بين أن يقصد كافرا فيصيبه ،أول ،ول مانع منه .اه .ع ش) .وقوله :خطأ( خرج بععه
ما لو كان عمدا ،فععإنه ل يسععمى المقتععول بععه شععهيدا ،إل إن كععان المسععلم اسععتعان بععه
الكفار -كما سيذكره ) .-قوله :أو قتله مسلم( معطوف على أصععابه ،أي وكععأن قتلععه.
وقوله :استعانوا أي الكفار .وقوله به .أي بالمسلم فمقتول المستعان به شهيد ،لن هذا
قتال كفار ،ول نظر إلى خصوص القاتل ،فإن لم يسعتعينوا بعه ولعم يكعن خطعأ فليعس
بشهيد) .قوله :أو تردي بععبئر( معطععوف علععى أصععابه أيضععا .أي وكععأن تععردى -أي
سقط -المقاتل ببئر) .قوله :أو جهل مععا مععات بععه( معطععوف أيضععا علععى أصععابه .أي
وكأن جهل السبب الذي مات به .ول يرد أن الممثل له من مات بسبب القتععال ،وهععذا
فيععه الجهععل بالسععبب ،فل يصععلح مثععال ،لمععا علمععت أن المععراد بالسععبب لععو احتمععال.
ويتصور الجهل به بأن يصيبه سهم وشك في الرامي :هل هععو مععن المسععلمين أو مععن
الكفار ؟ وعبارة التحفة :أو انكشعف عنعه الحعرب وشعك أمعات بسعببها وغيعره ؟ لن
الظاهر موته بسببها .اه) .قوله :وإن لم يكن به أثر دم( راجع لجميععع المثلععة ،يعنععي
أن من أصابه سلح مسلم خطأ فمات ،أو قتله مسلم استعانوا به فمات ،أو تردى ببئر
فمات ،أو جهل سبب موته ،يحكم عليه بالشهادة -سواء كان به أثععر دم أم ل -وذلععك
لن الظاهر موته بسبب الحرب) .فإن قيل( ينبغي
] [ 156
أن يخرج ذلك على قولى الصل والغالب ،إذ الصل عدم الشهادة ،والغالب أن
من يموت بالمعترك أنه مات بسبب من أسباب القتل .والقاعدة أنه يقدم الصععل علععى
الغالب) .أجيب( بأن السبب الظاهر يعمل به ويترك الصل ،كما إذا رأينا ظبية تبول
في الماء ورأيناه متغيرا ،فإنا نحكم بنجاسته ،مع أن الصل طهععارة المععاء) :قععوله :ل
أسير قتل صبرا( هذا خرج بقوله في قتال) .قععوله :فععإنه( أي السععير) .وقععوله :ليععس
بشهيد على الصح( أي الشهادة المخصوصة المرادة هنا) .قوله :لن قتله إلخ( تعليل
لكونه ليس بشهيد) .وقوله :بمقاتلععة( أي فععي حععال مقاتلععة) .قععوله :ول مععن مععات بعععد
انقضائه( هذا خرج بقوله قبل انقضائه ،ولو حذفه لخرج بقوله في قتععال أيضععا -كمععا
علمت) .قوله :وقد بقي فيه حياة مستقرة( الجملة حالية :أي مات بعد انقضععاء القتععال،
ولكن حال النقضاء كانت فيه حيعاة مسعتقرة .والمعراد بهعا :معا يوجعد معهعا الحركعة
الختيارية بقرائن وأمارات) .قوله :وإن قطع بموته بعد( غاية لمقدر ،أي فليععس مععن
مات بعد انقضائه إلخ بشهيد ،وإن جزم بأنه يموت بعد انقضاء القتال .قال الشوبري:
وينبغي أن يكععون شععهيدا فععي حكععم الخععرة ،لنععه ل يتقاعععد عععن المبطععون والغريععق
ونحوهما .اه) .وقوله :من جععرح( مععن ،تعليليععة ،فهععي بمعنععى اللم ،أي قطععع بمععوته
لجل جععرح) .وقععوله :بعه( أي بمععن مععات بعععد انقضععائه .والجععار والمجععرور متعلععق
بمحذوف صفة لجرح) .قوله :أما من إلخ( مفهوم قععوله وقععد بقععي فيععه حيععاة مسععتقرة.
وقوله :حركة مذبوح هي التي ل يبقى معهععا سععمع ،ول إبصععار ،ول حركععة اختيععار.
)قوله :فشعهيد جزمعا( أي فعي العدنيا ،فل يغسعل ول يصعلى عليعه .وأمعا فعي الخعرة
فبحسب قصده ،فإن كععان قصععده إعل كلمععة العع ،فكععذلك ،وإل فل .كمععا مععر) .قععوله:
والحياة المستقرة ما تجوز إلخ( يعني أن الحياة المستقرة هي حركععة اختياريععة تجععوز
أن يبقى معها يوما أو يومين ثم يمععوت) .وقععوله :علععى مععا قععاله النععووي والعمرانععي(
كالتبري من هذا الضابط ،والمعتمد ما ذكرته آنفا :من أنها حركة اختيارية توجد فيععه
عند انقضاء القتال ،سواء قطع بموته بعد يوم أو يععومين ،أم ل) ،قععوله :ول مععن وقععع
بين كفار( أي وليس بشهيد من دخل بين كفار فهرب منهم ولععم يقععاتلهم ،وهععذا أيضععا
خرج بقوله :في قتال كفار) .وقوله :لن ذلك إلخ( .تعليل لمقععدر -أي فليععس بشععهيد،
لن قتله لم يقع في قتال) .قوله :ول من قتله اغتيال إلخ( أي وليس بشهيد مسععلم قتلععه
كافر حربي على سبيل الغتيال والخديعععة ،لنععه ليععس فععي قتععال .وهععذا أيضععا خععرج
بقوله :في قتال) .وقوله :دخل بيننا( أي بين المسلمين) .قوله :إن نعععم إلععخ( اسععتدراك
من الخير ،ولو قال :فإن قتله إلخ ،لكان أولى ،لنه محترز قعوله اغتيعال ،فل معنعى
للستدراك منه) .وقععوله :قتلععه عععن مقاتلععة( أي قتلععه الحربععي مععع مقاتلععة المسععلم لععه.
)قوله :كما نقله السيد السمهودي ععن الخعادم( نقلعه ع ش أيضعا ععن سعم ،وعبعارته:
)فرع( قال في تجريد العباب :لو دخل حربي بلد السععلم فقاتععل مسععلما فقتلععه ،فهععو
شهيد قطعا .ولو رمى مسلم إلى صيد فأصاب مسلما في حععال القتععال ،فليععس بشععهيد.
قاله القاضي حسين .اه .سم على منهج .اه) .قوله :وكفن ندبا شهيد في ثيععابه( أي إذا
اعتيد لبسها غالبا ،أما ما ل يعتاد لبسها كذلك -كدرع ،وخف ،وفروة ،وجبة محشوة
-فيندب نزعها منه -كسائر الموتى .-وهل تنزع ثيابه التي مات فيها عند الموت ثم
ترجع إليه ويكفن فيها كسائر الموتى أو ل ؟ ،ذهععب ابعن حجععر إلعى الثعاني .ونقععل ع
ش ،عن الزيادي أن المعتمد الول) .قععوله :والملطخععة بالععدم أولععى( الولععى أن يععأتي
بصيغة التعميم بأن يقول :سواء كانت ملطخة بالدم أم ل .ثععم يقععول :والملطخععة بالععدم
أولى ،أي إذا مات في ثياب متعددة بعضععها ملطععخ بالععدم ،وبعضععها غيععر ملطعخ بععه،
وأراد الععوارث أن ينععزع منععه بعععض الثيععاب ويكفنععه فععي بعضععها ،فععالولى تكفينععه
بالملطخة .قال في شرح البهجة :وليس
] [ 157
بواجب ،فللوارث إبدالها -كسائر الموتى ،-وفارق الغسععل بإبقععاء أثععر الشععهادة
على البدن .اه) .قوله :للتباع( تعليل لكونه يكفن ندبا في ثيععابه ،وهععو مععن رواه أبععو
داود بإسناد حسن عن جابر ،قال :رمى رجل بسععهم فععي صععدره -أو حلقععه -فمععات،
فأدرج في ثيابه كما هو ،ونحن مع النبي )ص() .قوله :ولو لم تكفه( أي لععو لععم تكفععه
ثيابه التي مات فيها) .قوله :بأن لم تستر كل بدنه( تصوير لما إذا لم تكفه .والتصوير
المذكور مبني على المعتمد من أن الواجب ستر كل البدن .أما على الضعععيف القععائل
بأن الواجب ستر العورة ،فيصور عليه عدم الكتفاء بما إذا لم يستر العورة .وهو ما
جرى عليه في الروض وشععرحه ،ونصععهما :فععإن لععم تكعف ثيععابه تمععم عليهععا نعدبا إن
سترت العورة ،وإل فوجوبا .اه) .قوله :ل في حرير لبسععه( أي ل يكفععن الشععهيد فععي
حرير لبسه) .وقوله :لضرورة الحرب( أي لضرورة هي الحرب ،فالضععافة للبيععان.
ومثلها :ما لو لبسه للحكة أو للقمل .وهذا ما جرى عليه ابن حجععر ،وتقععدم عنععد قععوله
ويكفن الميت بما له لبسه حيا :التفصععيل بيععن كععونه لبسععه لحاجععة فيكفععن فيععه ،ولغيععر
حاجة فل يكفن .ووافق عليه ابن قاسم ،وعبارته :والمتجه أن من استشهد وهو لبسه
لمسوغ ،لم يجب نزععه ،بعل يعدفن فيعه ،لن دفعن الشعهيد فعي أثعوابه العتي قتعل فيهعا
مطلوب شرعا ،بخلف من استشهد ،وهو معتد بلبسه ،فل عبرة بهذا اللبععس ،فينععزع
منه .اه) .قوله :فينععزع( أي الحريععر ،وهععو مفععرع علععى كععونه ل يكفععن فيععه) .قععوله:
ويندب أن يلقن محتضر( أي بل إلحاح عليه ،لئل يضجر ،ول يقال له :قل .بل تذكر
بين يديه ليتدبر ،أو يقال ذكر ال مبعارك فنعذكر الع جميععا .ويسعن أن يكعون الملقعن
غير متهم بإرث أو عداوة أو حسد أو نحو ذلك ،فإن يحضر غيره لقنه أشععفق الورثععة
ثم غيره ،ول يترك التلقين حينئذ) .قوله :ولو مميزا( أي ليحصععل لععه الثععواب التععي.
وإنما لم يلقن في القععبر لمنععه مععن السععؤال .وعبععارة شععرح البهجععة :وكلمهععم يشععمل
الصبي والمجنون ،فيسن تلقينهما ،وهو قريب في المميععز .اه .قععال سععم :وانظععر :لععو
كان نبيا ؟ والوجه أنه ل محذور من جهة المعنى .اه) .قوله :علععى الوجععه( متعلععق
بالغاية) .قوله :الشهادة( مفعول ثان ليلقن) .قوله :أي ل إلععه إل العع( تفسعير للشععهادة.
)وقوله :فقط( أي من غير زيادة محمد رسول ال .وسيذكر مقابله بقوله :وقول جمععع
إلخ) .قوله :لخبر إلخ( دليععل لنععدب تلقينععه مععا ذكععر) .قععوله :أي مععن حضععره المععوت(
تفسير مراد للموات أي أن المراد بهم من قرب موته ،فهو من باب تسمية الشئ بما
يؤول إليه ،كقوله تعالى) * :إنععي أرانععي أعصععر خمععرا( * )) .(1وقععوله :مععع الخععبر
الصحيح( رواه أبودواد بإسناد حسن) .قوله :من كان آخر( يصح فيه الرفع علععى أنعه
اسم كان) .وقوله :ل إله إل ال( خبرها ،ويصح العكس) .قوله :أي مع الفععائزين( أي
من ال بالرتب العلية .والفوز هو النجععاة والظفععر مععع حصععول السععلمة) .قععوله :وإل
إلخ( أي وإن لم يكن المراد بدخول الجنة مع الفائزين فل يصح ،لن كل مسلم يععدخل
الجنة ولو لم يأت بالشهادة عنععد المععوت) .وقععوله :يععدخلها( أي الجنععة) .وقعوله :وبعععد
عذاب( أي إذا استحقه ،بأن كان فاسقا) .وقوله :وإن طال( أي العذاب) .قوله :وقععول
جمع( مبتدأ ،خبره مردود) .قوله :يلقن محمد رسول ال( مقول قععول جمععع) .وقععوله:
أيضا( أي كما يلقن ل إله إل ال) .قوله :لن القصد إلخ( تعليل لتلقينه محمععد رسععول
ال) .قوله :إل بهما( أي بالكلمتين ،وهما :ل إلععه إل العع ،محمععد رسععول العع) .قععوله:
بععأنه( أي مععن حضععره المععوت مسععلم) .قععوله :وإنمععا القصععد( أي مععن تلقينععه) .قععوله:
ليحصل له
] [ 158
ذلك الثواب( أي هو دخعول الجنعة معع الفعائزين) .قعوله :وبحعث تلقينعه( مبتعدأ،
خبره مردود) .قوله :الرفيق العلى( قال حجر فععي فتععاويه الحديثيععة .قيععل هععو أعلععى
المنازل -كالوسيلة التي هي أعلى الجنععة -فمعنععاه :أسععألك يععا الع أن تسععكنني أعلععى
مراتب الجنة .وقيل معناه :أريد لقاءك يا ال يا رفيق يا أعلععى .والرفيععق مععن أسععمائه
تعالى ،للحديث الصحيح :إن ال رفيق .فكأنه طلب لقاء العع .اه .ع ش) .قععوله :لنععه
آخر ما تكلم إلخ( أي لن لفظ الرفيق العلى آخر كلمععه )ص() .قععوله :مععردود( أي
فلو أتى به لم يحصل سنة التلقين ،ويظهر أنه ل كراهععة فيععه .اه .ع ش) .قععوله :بععأن
ذلك( أي تكلمه )ص( بالرفيق العلى) .وقععوله :لععم يوجععد( أي السععبب) .وقععوله :فععي
غيره( أي النبي )ص() .وقوله :وهو إلخ( أي ذلك السععبب أن ال ع خيععر النععبي )ص(
بين بقائه في الدنيا وبين لحوقه بالرفيق العلى ،فاختار الرفيق العلى) .قععوله :وأمععا
الكافر إلخ( مقابل لقوله بأنه مسلم .ولو قدمه عنده وقععال :ومععن ثععم يلقنهععا الكععافر إلععخ
لكان أنسععب وأولععى .وعبععارة شععرح الرملععي :وقععول الطععبري -كجمععع -أن زيادتهععا
أولععى ،لن المقصععود مععوته علععى السععلم ،مععردود بععأن هععذا مسععلم .ومععن ثععم بحععث
السنوي أنه لو كان كافرا لقن الشهادتين وأمر بهمعا ،لخعبر الغلم اليهعودي ،ويكعون
ذلك وجوبا -كما أفاده الوالعد رحمعه الع تععالى -إن رجعي إسععلمه ،وإل فنععدبا .اه.
وقوله :لخبر الغلم اليهودي :وهو ما رواه البخاري عن أنس .قال :كان غلم يهودي
يخدم النبي )ص( ،فمرض ،فأتاه النبي )ص( يعوده ،فقعد عند رأسه ،فقال له :أسععلم.
فنظر إلى أبيه وهو عنده ،فقال له :أطع أبا القاسعم ،فأسعلم .فخعرج النعبي )ص( وهعو
يقول :الحمد ل الذي أنقذه من النار) .قوله :فليلقنهما( أي كلمتي التوحيد) .وقوله :مع
لفظ أشهد( أي مع تلقينه لفظ أشهد) .وقوله :لوجوبه( أي لفظ أشععهد) .وقععوله :أيضععا(
أي كوجوب كلمتي التوحيد) .وقوله :على ما سيأتي فيه( أي على ما سيأتي فععي بععاب
الردة من الخلف في لفظ أشهد ،هل يجب تكريره أو ل ؟ وعبارته في بععاب الععردة -
أعاذنا ال منها -بعد كلم :ويؤخذ من تكريره -أي الشافعي رضععي الع عنععه -لفععظ
أشهد :أنه ل بد منه في صحة السلم ،وهو ما يدل عليعه كلم الشععيخين فععي الكفععارة
وغيرها ،لكن خالف فيه جمع .وفي الحاديث مععا يععدل لكععل .اه) .قععوله :إذ ل يصععير
إلخ( تعليل لوجوب تلقينهما مع لفظ أشهد) .وقوله :إل بهما( أي بكلمععتي التوحيععد .أي
النطق بهما) .قوله :وأن يقف جماعة إلخ( معطوف على أن يلقن ،أي ويندب أن يقف
جماعة إلخ .والمناسب تععأخير هععذا وذكععره بعععد قععوله .وتلقيععن بععالغ إلععخ ،وإنمععا نعدب
وقوف جماعة بعد الدفن ،لنه )ص( كان إذا فرغ من دفععن ميععت وقععف عليععه وقععال:
استغفروا لخيكم ،وأسألوا له التثبيت ،فإنه الن يسئل) .واعلم( أن السععؤال عععام لكععل
مكلف ،ويكون بحسب لغته -على الصحيح -وقيل بالسرياني .وهو -على القول بععه
-أربع كلمات ،الولى :اتره .الثانية :اترح .الثالثة :كععاره .الرابعععة :سععالحين .فمعنععى
الولى :قم يا عبد ال إلى سؤال الملكين .ومعنى الثانيعة :فيعم كنعت ؟ ومعنعى الثالثعة:
من ربك وما دينك ؟ ومعنى الرابعة :ما تقول في هذا الرجععل الععذي بعععث فيكععم وفععي
الخلق أجمعين ؟ وقد ورد أن حفظ هععذه الكلمععات دليععل علععى حسععن الخاتمععة) .قععوله:
ساعة( أي بقدر ذبح جزور وتفرقة لحمها) .وقوله :يسألون لععه التثععبيت( كععأن يقولععوا
اللهم ثبته .فلو أتوا بغير ذلك -كالذكر على القبر -لم يكونوا آتين بالسنة وإن حصععل
لهم ثواب على ذكرهم .والسؤال المعذكور غيعر التلقيععن التععي ،وذلعك لمعا روي ععن
عمرو بن العاص أنه قال :إذا دفنتموني فأقيموا بعد ذلك حول قبري سععاعة ،قععدر مععا
تنحر جزور ويفرق لحمها ،حععتى أسععتأنس بكععم وأعلععم مععاذا أراجععع بععه رسععل ربععي.
)قوله :وتلقين بالغ( معطوف على أن يلقن أيضا .أي وينععدب تلقيععن بععالغ إلععخ ،وذلععك
لقوله تعالى) * :وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين( * ) (1وأحوج ما يكون العبععد إلععى
التذكير في هذه الحالة .وخرج بالبالغ
] [ 159
الطفل ،فل يسن تلقينه لنه ل يفتن في قبره .ومثله المجنععون -إن لععم يسععبق لععه
تكليف وإل لقن -وعبارة النهاية :ول يلقن طفل -ولو مراهقا -ومجنععون لععم يتقععدمه
تكليف -كما قيد به الذرعي -لعدم افتتانهما .اه) .قععوله :ولععو شععهيدا( الغايععة للععرد،
ول فرق بين شهيد المعركة وغيره .وقال م ر :استثنى بعضهم شععهيد المعركععة ،كمععا
ل يصععلى عليععه .وأفععتى بععه الوالععد رحمععه الع تعععالى .والصععح أن النبيععاء -عليهععم
الصلة والسلم -ل يسألون ،لن غير النبي يسئل عن النبي ،فكيععف يسععأل هععو عععن
نفسه ؟ .اه .وقوله :شهيد المعركة :قال ع ش :أي لنه ل يسأل .وأفاد اقتصاره عليععه
أن غيره من الشهداء يسأل .وعبارة الزيادي :والسؤال في القبر عام لكن مكلف ،ولو
شهيدا إل شعهيد المعركععة .ويحمععل القععول بعععدم سعؤال الشععهداء ونحععوهم ،ممععن ورد
الخععبر بععأنهم ل يسععألون :علععى عععدم الفتنععة فععي القععبر ،خلفععا للجلل السععيوطي .اه.
واستدل القرطبي لعدم سؤال شهيد المعركة بخبر مسلم هل يفتن الشعهيد ؟ قعال :كفعى
ببارقة السيوف على رأسه فتنة .قال :ومعناه أن السؤال في القبر إنما جعععل لمتحععان
المؤمن الصادق في إيمانه ،وثبوته تحت بارقععة السععيوف أدل دليععل علععى صععدقه فععي
إيمانه) .قوله :خلفا للزركشي( أي في قوله إن الشهيد ل يلقن لعععدم سععؤاله .وانظععر:
هل الزركشي يخالف في الشععهيد مطلقععا أو فععي شععهيد المعركععة ؟) .قععوله :بعععد إلععخ(
متعلق بتلقين ،أي يندب التلقين بعد تمام دفنه ،لخبر :العبد إذا وضع في قععبره وتععولى
وذهب أصحابه حتى أنه ليسمع قرع نعالهم ،أتاه ملكان .الحععديث .فتععأخير تلقينععه لمععا
بعد إهالة التراب ،أقرب إلى حالة سؤاله) .قوله :فيقعد رجل إلخ( بيان لكيفية التلقين.
)قوله :يقول :يا عبد ال إلخ( رواه الطبراني بلفظ :إذا مات أحد من إخععوانكم فسععويتم
التراب على قبره ،فليقم أحدكم علععى رأس قععبره ،ثععم ليقععل :يععا فلن ابععن فلنعة ،فععإنه
يسمعه .ثم يقول :يا فلن ابن فلنة ،فإنه يستوي قاعدا .ثم يقول :يععا فلن ابععن فلنععة،
فإنه يقول :أرشدنا يرحمك ال -ولكن ل تشعرون -فليقل :اذكر ما خرجت عليه من
الدنيا :شهادة أن ل إله إل ال ،وأن محمععدا عبععده ورسععوله ،وأنععك رضععيت بععال ربععا
وبالسلم دينا ،وبمحمد نبيا ،وبالقرآن إماما .فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهمععا
بيد صاحبه ويقول :انطلق بنا ،ما يقعدنا عند من لقن حجته ؟ فقال رجل يا رسول ال
فإن لم يعرف أمه ؟ قال فينسبه إلى أمه حععواء ،يقععول يععا فلن ابععن حععواء .اه .شععرح
الروض .ورأيت في حاشية البرماوي على سم صيغة تلقين بأبسط مما هنا ،ول بأس
بذكرها هنا تتميما للفائدة ،وهي :ويسن تلقينه بعد الدفن وتسععوية القععبر ،فيجلععس عنععد
رأسه إنسان يقول :بسم ال الرحمن الرحيم ،كل شئ هالك إل وجهه ،له الحكم وإليععه
ترجعون .كل نفس ذائقة الموت ،وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ،فمن زحععزح عععن
النار وأدخل الجنة فقد فاز ،وما الحياة الدنيا إل متعاع الغعرور .منهعا خلقنعاكم ،وفيهعا
نعيدكم ،ومنها نخرجكم تععارة أخععرى .منهععا خلقنععاكم للجععر والثععواب ،وفيهععا نعيععدكم
للدود والتراب ،ومنها نخرجكم للعرض والحساب .باسم ال وبال ومن ال وإلععى الع
وعلى ملة رسول ال )ص( .هذا ما وععد الرحمعن وصعدق المرسعلون .إن كعانت إل
صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون .يا فلن ابن فلنة ،أو يا عبد ال ،يا ابن
أمة ال :يرحمك ال -ذهبت عنك الدنيا وزينتها ،وصرت الن في برزخ من بععرزخ
الخرة ،فل تنس العهد الذي فارقتنا عليه في دار الدنيا وقدمت بععه إلععى دار الخععرة،
وهو شهادة أن ل إله إل ال ،وأن محمدا رسول ال .فإذا جاءك الملكان الموكلن بك
وبأمثالك من أمة محمد )ص( فل يزعجاك ول يرعباك ،واعلم أنهما خلععق مععن خلععق
ال تعالى -كما أنت خلعق معن خلقعه -فعإذا أتيعاك وأجلسعاك وسعألك وقعال لعك :معا
ربك ؟ وما دينك ؟ وما نبيك ؟ وما اعتقادك ؟ وما الععذي مععت عليععه ؟ فقععل لهمععا :الع
ربي .فإذا سألك الثانية ،فقل لهما :ال ربي .فإذا سألك الثالثة وهي الخاتمة الحسنى
فقل لهما بلسان طلق بل خوف ول فزع :الع ربععي ،والسععلم دينععي ،ومحمععد نععبيي،
والقرآن
] [ 160
إمامي ،والكعبة قبلععتي ،والصععلوات فريضععتي ،والمسععلمون إخععواني ،وإبراهيععم
الخليل أبي ،وأنا عشت ومت على قول ل إله إل ال محمد رسول ال .تمسك يا عبععد
ال بهذه الحجة ،واعلم أنك مقيم بهذا البرزخ إلى يوم يبعثون .فإذا قيععل لععك مععا تقععول
في هذا الرجل الذي بعث فيكم وفي الخلق أجمعيععن ؟ فقععل :هععو محمععد )ص( .جاءنععا
بالبينات من ربه فاتبعناه وآمنا به وصدقنا برسالته .فإن تولوا فقععل حسععبي الع ل إلععه
إل هو ،عليه توكلت ،وهو رب العرش العظيم .واعلععم يععا عبععد الع أن المععوت حععق،
وأن نزول القبر حق ،وأن سؤال منكر ونكير فيه حق ،وأن البعث حق ،وأن الحساب
حق ،وأن الميعزان حعق ،وأن الصعراط حعق ،وأن النعار حعق ،وأن الجنعة حعق ،وأن
الساعة آتية ل ريب فيها ،وأن ال يبعععث مععن فععي القبععور .ونسععتودعك العع .اللهععم يععا
أنيععس كععل وحيععد ،ويععا حاضععرا ليععس يغيععب ،آنععس وحععدتنا ووحععدته وارحععم غربتنععا
وغربته ،ولقنه حجته ول تفتنا بعده ،واغفر لنععا ولععه يععا رب العععالمين .سععبحان ربععك
رب العزة عما يصفون ،وسععلم علععى المرسععلين ،والحمععد لع رب العععالمين) .قععوله:
ويسن تكععراره( أي التلقيععن .وعبععارة شععرح الععروض :قععال الزركشععي :قععال صععاحب
الستقصاء :ويسن إعادة التلقين ثلثا .قلت :وهو قياس التلقين عنععد المععوت .اه .قععال
القمولي :قال العلماء ول يعارض التلقين قععوله تعععالى) * :ومععا أنععت بمسععمع معن فععي
القبور( * وقوله :تعالى) * :إنععك ل تسععمع المععوتى( * لنععه )ص( نععادى أهععل القليععب
وأسمعهم ،وقال :ما أنتم بأسمع منهم لكنهم ل يستطيعون جوابا .وقال فععي الميععت إنععه
يسمع قرع نعالكم .وهذا يكون في وقت دون وقت .اه) .قوله :والولععى للحاضععرين(
أي تلقين الميت) .وقوله :الوقوف( أي للحديث المار ،وهععو أنععه )ص( كععان إذا فععرغ
من دفن الميت وقف عليه إلخ) .قوله :وللملقن القعود( أي والولى للملقن أن يقعد أي
لنه أقرب إلى إسماع الميت التلقين) .قوله :ونداؤه بالم فيه( أي نداء الميت بأمه في
التلقين .وهو مبتدأ ،خبره جملة ل ينافي .ول يقال إنه لم يناد بهعا فيعه ،بعل نعودي بيعا
عبد ال .وأما قوله ابن أمه العع ،فليععس بنعداء ،بعل بعدل ،لنععا نقعول :البعدل علععى نيعة
تكرار العامل ،والتقدير يا ابن أمة ال) .قععوله :أي إن عرفععت( أي التفسععيرية سععاقطة
من عبارة شيخه ،وهو الولى .ثم إن هذا يفيد أن الملقن يعين الم باسمها -كفاطمععة،
وصالحة -وإل فل فائدة في التقييعد بعه ،لنعه معلعوم أن لكعل ميعت أمعا .وقعوله :فعي
صدر العبارة :ويقول عبد ال ابن أمة ال :يفيععد عععدم ذلععك ،ويؤيععد الول قععول النععبي
)ص( في حديث الطبراني المععار ،ثععم يقععول يععا فلن بععن فلنععة ،فإنهمععا كنايتععان عععن
العلم ،كزيد ،وهند .وقول الرجل فيه :يا رسول ،فإن لم يعرف أمه .إلخ) .قععوله :وإل
فبحواء( أي وإن لم تعرف ،فيناديه بحواء بأن يقول :يا عبد ال ابن حععواء) .قععوله :ل
ينافي دعاء الناس يععوم القيامععة بآبععائهم( أي لقععوله تعععالى) * :ادعععوهم لبععائهم( * أي
للصلب ،وانسععبوهم إليهععم ،ول تععدعوهم إلععى غيرهععم) .قععوله :لن كليهمععا( أي دعععاء
الميت بأمه في التلقين ،ودعاء الناس بآبائهم يوم القيامة .وقوله :توقيف .أي وارد من
الشارع .وقوله:
] [ 161
ل مجال للرأي فيه :أي ل دخل للعقل فيما هو توقيف) .قوله :والظاهر أنه يبدل
العبد بالمة( بأن يقول :يا أمة ال) .قوله :ويؤنث الضمائر( أي في اذكر ،بأن يقععول:
اذكري .وفي خرجت ،بأن يكسر تاء المخاطب .وفي رضيت كععذلك) .قععوله :انتهععى(
أي قول شيخه في فتح الجواد لكن بتصرف .وعبارته :وسععن تلقيععن مكلععف بعععد تمععام
الدفن المأثور ،وهععو مشععهور ،ونععداؤه بععالم فيععه إن عرفععت ،وإل فبحععواء -كمععا دل
الحديث الذي استدلوا به لصل سنة التلقين ردا على مععن زعععم أنععه بدعععة ،ثععم النععداء
بالم ل ينافي دعاء الناس يوم القيامة بآبائهم ،لن كليهما توقيف ل مجال للرأي فيععه.
وحكمته أن هذه دار ستر ،وتلك دار هتك ،لظهور آثار العمال على عاملها إل على
من وقي ال .اه .بحذف) .قوله :ويندب زيارة قبور ،لرجل( أي لخععبر :كنععت نهيتكععم
عن زيارة القبور ،فزوروها فإنها تذكركم الخرة .وروي عنه )ص( أنه قال :ما مععن
أحد يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليععه إل عرفععه .ويتأكععد نععدب الزيععارة
في حق القارب ،خصوصا البوين ،ولو كانوا ببلد آخر غير البلد الذي هو فيه ،فقععد
روى الحاكم عن أبي هريرة رضي ال عنه :من زار قبر أبععويه أو أحععدهما فععي كععل
جمعة مرة غفر ال له ،وكان بارا بوالديه .وفي رواية :من زار قبر والديه كل جمعة
أو أحدهما ،فقرأ عنده يس والقعرآن الحكيعم ،غفععر لعه بععدد ذلعك آيععة أو حرفعا .وفعي
رواية :من زار قبر والديه أو أحدهما كان كحجة .وروي إن الرجل ل يمععوت والععداه
وهو عاق لهما فيدعو ال لهما من بعدهما فيكتبه ال من البارين .فأفادت هذه الخبار
أن من زار قبر أبويه كان بارا لهما غير عاق ول مضععيع حقهمععا .وكععان ابععن واسععع
يزور القبور يوم الجمعععة ويقععول :بلغنععي أن المععوتى يعلمععون بزوارهععم يععوم الجمعععة
ويوما بعده .وورد أيضا :إن أرواح المؤمنين تأتي في كل ليلة إلى سماء الدنيا وتقععف
بحذاء بيوتها ،وينادي كل واحد منها بصوت حزيععن ألععف مععرة .يععا أهلععي ،وأقععاربي،
وولدي .يا من سععكنوا بيوتنععا ،ولبسععوا ثيابنععا ،واقتسععموا أموالنععا .هععل منكععم مععن أحععد
يذكرنا ويتفكرنا في غربتنا ونحن في سجن طويل وحصن شديد ؟ فارحمونا يرحمكم
ال ،ول تبخلوا علينا قبل أن تصيروا مثلنا .يا عباد ال :إن الفضععل الععذي فععي أيععديكم
كان في أيععدينا ،وكنعا ل ننفععق منعه فعي سعبيل العع ،وحسعابه ووبعاله علينعا ،والمنفععة
لغيرنا .فإن لم تنصرف -أي الرواح -بشئ ،فتنصرف بالحسرة والحرمععان .وورد
أيضا عن النبي )ص( أنه قال :ما الميت في قبره إل كالغريق المغوث .ينتظر دعععوة
تلحقه من ابنه أو أخيه أو صديق له ،فإذا لحقته كانت أحب إليه معن العدنيا ومعا فيهعا.
ويسن أن يكون الزائر على طهارة ،وفي سم مععا نصععه :قععال فععي شععرح العبععاب :ول
يسن السفر لقصد زيارة غير نبي أو عععالم أو صععالح ،خروجععا مععن خلف مععن منعععه
كالجويني فإنه قال إن ذلك ل يجوز .اه .ولم يبينوا أن الزائر يزور قائمععا أو قاعععدا ؟
ويحتمل أن يقال يفعل ما يليق لو كان الميت حيا ،وقد يستدل للقيام مطلقععا أو للكععابر
بالقيام في زيارة النبي )ص( .اه) .قوله :ل لنثى( تصريح بالمفهوم ،ومثلها الخنثى.
)قوله :فتكره( أي الزيارة ،لنها مظنة لطلب بكائهن ،ورفع أصواتهن ،لما فيهن مععن
رقة القلب ،وكثرة الجزع ،وقلة احتمععال المصععائب .وإنمععا لععم تحععرم لنععه )ص( مععر
بامرأة تبكي على قبر صبي لها ،فقال لها :اتقي ال واصبري متفق عليععه .فلععو كععانت
الزيارة حراما لنهي عنها .ولخبر عائشة رضي ال عنها قالت :قلععت :كيععف أقععول يععا
رسول الع ؟ -تعنععي إذا زرت القبععور .-قععال :قععولي :السععلم علععى أهععل الععدار مععن
المؤمنين والمسلمين ،ويرحععم الع المسععتقدمين والمسععتأخرين ،وإنععا إن شععاء الع بكععم
لحقون .ومحل ذلك حيث لم يترتب على خروجها فتنععة ،وإل فل شععك فععي التحريععم.
ويحمل على ذلك الخبر الصحيح .لعن ال زوارات القبور.
] [ 162
)قوله :نعععم ،يسععن لهععا زيععارة قععبر النععبي )ص(( أي لنهععا مععن أعظععم القربععات
للرجال والنساء) .قوله :قال بعضهم( هو ابععن الرفعععة والقمععولي وغيرهمععا) .وقععوله:
وكععذا إلععخ( أي مثععل زيععارة قععبر النععبي )ص( ،زيععارة سععائر قبععور النبيععاء والعلمععاء
والولياء ،فتسن لهععا .وفععي التحفععة مععا نصععه :قععال الذرعععي إن صععح -أي مععا قععاله
بعضهم -فأقاربها أولى بالصلة مععن الصععالحين .اه .وظععاهره أنععه ل يرتضععيه .لكععن
ارتضاه غير واحد ،بل جزموا به .والحق في ذلععك أن يفصععل بيععن أن تععذهب لمشععهد
كذهابها للمسجد ،فيشترط هنا ما مر ،ثم من كونها عجععوز ليسععت متزينععة بطيععب ول
حلي ول ثوب زينة -كما في الجماعة -بل أولى ،وأن تععذهب فععي نحععو هععودج ممععا
يستر شخصها عن الجانب ،فيسن لها -ولو شابة -إذ ل خشية فتنة هنا .ويفرق بين
نحو العلماء والقارب بأن القصد إظهار تعظيم نحو العلماء بإحياء مشاهدهم ،وأيضا
فزوارهم يعود عليهم منهم مدد أخروي ،ل ينكععره إل المحرومععون ،بخلف الكععابر،
فاندفع قول الذرعي إن صح إلخ .اه .وفي النهاية :والوجه عدم إلحععاق قععبر أبويهععا
وأخواتها وبقية أقاربها بذلك ،أخذا من العلة ،وإن بحععث ابععن قاضععي شععهبة اللحععاق.
اه) .قوله :ويسن كما نص عليه أن يقرأ إلخ( أي لما ورد أن فمن زار قبر والععديه أو
أحدهما فقرأ عنده يس والقرآن الحكيم ،غفر له بعدد ذلك آيععة أو حرفععا .وعععن المععام
أحمععد بععن حنبععل أنععه قععال :إذا دخلتععم المقععابر فععاقرأوا بفاتحععة الكتععاب والخلص
والمعوذتين ،واجعلوا ثواب ذلك لهل المقابر ،فإنه يصععل إليهععم .فالختيععار أن يقععول
القارئ بعد فراغه :اللم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلن) .وحكععى( بعععض أهععل العلععم
أن رجل رأى في المنام أهل القبور في بعض المقععابر قععد خرجععوا مععن قبععورهم إلععى
ظاهر المقبرة ،وإذا بهم يلتقطععون شععيئا مععا يععدري مععا هععو .قععال :فتعجبععت مععن ذلععك،
ورأيت رجل منهم جالسا ل يلتقط معهم شععيئا ،فععدنوت منععه وسععألته :مععا الععذي يلتقععط
هؤلء ؟ فقال يلتقطون ما يهدي إليهم المسلمون من قراءة القرآن والصدقة والععدعاء.
فقال :فقلت له :فلم ل تلتقط أنت معهم ؟ قال أنا غني عن ذلك .فقلععت :بععأي شعئ أنععت
غني ؟ قععال بختمععة يقرؤهععا ويهععديها إلععى كععل يععوم ولععدي يععبيع الزلبيععة فععي السععوق
الفلني .فلما استيقظت ذهبت إلى السوق حيث ذكر ،فإذا شاب يبيع الزلبية ،ويحرك
شفتيه .فقلت :بأي شئ تحرك شفتيك ؟ قال أقرأ القرآن وأهديه إلى والععدي فععي قععبره.
قال :فلبثت مدة من الزمان ،ثم رأيععت المععوتى قععد خرجععوا مععن القبععور ،وإذا بالرجععل
الذي كان يلتقط صار يلتقط ،فاستيقظت وتعجبت من ذلععك ،ثععم ذهبععت إلععى السعوق ل
تعرف خبر ولده فوجدته قد مات) .قوله :من القععرآن( بيعان لمععا ،مقعدم عليعه) .قعوله:
فيدعو له( أي فعقب القراءة يسعن أن يععدعو للميععت رجععاء الجابععة ،لن الععدعاء ينفععع
الميت ،وهو عقب القراءة أقرب إلى الجابة .وسيأتي -في باب الوصععية -كلم فععي
حصول ثواب الدعاء والقراءة للميت -إن شاء ال تعالى ) -وقععوله :مسععتقبل للقبلععة(
حال من فاعل يدعو ،أي يدعو حعال كعون العداعي مسعتقبل للقبلعة .وعبعارة المغنعي:
وعند الدعاء يستقبل القبلة وإن قال الخراسانيون باستحباب استقبال وجععه الميععت .اه.
)قوله :وسلم لزائر إلخ( أي ويندب سلم لزائر على أهل المقبرة ،أي لما روي عععن
أبي هريرة :قال أبو رزين :يا رسعول الع ،إن طريقعي علعى المعوتى ،فهعل لعي كلم
أتكلم به إذا مععررت عليهععم ؟ قععال :قععل السععلم عليكععم يععا أهععل القبععور مععن المسععلمين
والمؤمنين .أنتم لنا سلف ،ونحن لكم تبع ،وإنا شاء ال بكم لحقون .قععال أبععو رزيععن:
هل يسمعون ؟ قال :يسمعون ول يستطيعون أن يجيبوا -أي جوابععا يسععمعه الحععي .-
وقال :يا أبا رزين :أل ترضى أن ترد عليك بعددهم الملئكععة ؟) .قععوله :عمومععا( أي
لجميع من فعي المقعبرة) .وقعوله :ثعم خصوصعا( أي لمعن قصعد زيعارته معن أقعاربه.
)قوله :فيقول إلخ(
] [ 163
تفريغ على التيان بالسلم عموما ،وما بعده على التيان بععه خصوصععا )قععوله:
ويقول عند قبر أبيه إلخ( قال سم :عبارة العباب :ويقول وهو قائم أو قاعد مقابل وجه
الميت :السلم عليكم إلخ .وفي شرحه عقب وهعو قعائم أو قاععد -كمعا فعي المجمعوع
عن الحافظ أبي موسى الصبهاني -قال :كما أن الزائر في الحياة ربما زار قائما أو
قاعدا أو مارا .وروي القيام من حديث جماعة .اه) .واعلم( أنهععم صععرحوا فععي بععاب
الحديث وغيره بأن قراءة القرآن جالسععا أفضععل .وصععرح بععه المصععنف فععي التبيععان،
وقضععيته أن مععن أراد القععراءة عنععد القععبر سععن لععه الجلععوس .اه) .قععوله :فععإن أراد
القتصععار علععى أحععدهما( أي صععيغة العمععوم ،أو صععيغة الخصععوص) .قععوله :أتععى
بالثانية( أي الصععيغة الثانيععة ،وهعي :السععلم عليععك يععا والعدي مثل) .قعوله :لنعه( أي
الثانية .والولى لنها بضمير المؤنث) .وقوله :أخص بمقصوده( أي أكثر دللة على
مقصوده الذي .هو زيارة نحو أبيه ،بخلف الولى ،فإنها تشمله وغيره ،فهععي ليسععت
أدل على مقصوده) .قوله :وذلك( أي ما ذكر من سنية السلم على أهععل المقععبرة مععن
حيث هو ،لخبر مسلم إلععخ) .قععوله :السععلم عليكععم إلععخ( زاد ابععن السععني عععن عائشععة
رضي ال عنها :اللهم ل تحرمنا أجرهم ،ول تفتنا بعدهم .وأخرج ابن أبي شعيبة ععن
الحسن قال :من دخل المقابر فقال :اللهم رب الجساد الباليععة ،والعظععام النخععرة الععتي
خرجت من الدنيا وهي بععك مؤمنععة ،أدخععل عليهععا روحععا مععن عنععدك ،وسععلما منععي.
استغفر له كل مؤمن مذ خلق ال آدم .وأخرجه ابن أبي الدنيا بلفظ .كتب ال لععه بعععدد
من مات من لدن آدم إلى أن تقعوم السععاعة حسعنات .وأخععرج الععبيهقي ععن بشعير بعن
منصور قال :كان رجل يختلف إلى الجبانة فيشهد الصلة على الجنععائز ،فععإذا أمسععى
وقف على باب المقابر فقال :آنس ال وحشتكم ،ورحم ال غربتكم ،وتجاوز ال ع عععن
سععيئاتكم ،وقبععل الع حسععناتكم -ل يزيععد علععى هععؤلء الكلمععات .-قععال ذلععك الرجععل:
فأمسيت ذات ليلة فانصرفت إلى أهلي ولم آت المقععابر ،فبينمععا أنععا نععائم إذا أنععا بخلععق
كثير جاؤني ،قلت :من أنتم ؟ وما حععاجتكم ؟ قععالوا :نحععن أهععل المقععابر .وقععد عودتنععا
منك هدية عند انصرافك إلى أهلك .قلت :وما هي ؟ قالوا :الدعوات التي كنععت تععدعو
بها .قلت :فأنا أعود لذلك .قال :فما تركتها بعد) .قوله :والستثناء للتبرك إلخ( جواب
عما يقال إن اللحوق بهم محقق ،فل معنى للسعتثناء .وحاصعل الجعواب أنعه أتعى بعه
للتبرك أو باعتبار الدفن في تلك البقعة ،أو باعتبار الموت على السععلم ،أي نلحقكععم
في هذه البقعة إن شاء ال تعالى ،أو نلحقكم ونموت علععى السععلم إن شععاء العع .قععال
في شرح الروض :والصحيح أنه للتبرك ،امتثال لقوله تعالى) * :ول تقولن لشئ إني
فاعل ذلك غدا إل أن يشاء ال( * .اه) .قوله :فائدة( الولى أن يقععول فععوائد ،بصععيغة
الجمع) .قوله :أمن من عذاب القبر وفتنته( قال في التحفععة :وأخععذ منععه أنععه ل يسععئل،
وإنما يتجه ذلك إن صح عنه )ص( أو عن صحابي ،إذ مثله ل يقال من قبععل الععرأي.
ومععن ثععم قععال شععيخنا :يسععأل مععن مععات برمضععان أو ليلععة الجمعععة -لعمععوم الدلععة
الصععحيحة .اه .والفععرق بيععن فتنععة القععبر وعععذابه ،أن الولععى تكععون بامتحععان الميععت
بالسؤال .وأما العذاب فعام يكون ناشئا عععن عععدم جععواب السععؤال ،ويكععون عععن غيععر
ذلك) .قوله :وأمن من ضغطه القبر( أي ضمته للميت ،وهي أول ما يلقاه الميععت مععن
أهوال القبر ،فهي قبل السؤال.
] [ 164
وقد صرحت الروايات والثار بأن ضمة القبر عامة ،للصالح وغيره .وقد قععال
الشهاب ابن حجر :قد جاءت الحاديث الكثيرة بضمة القبر ،وأنه ل ينجو منها صالح
ول غيره ،بل أخبر )ص( في سعد بن معاذ سيد الوس من النصار أنه اهتز لمععوته
عرش الرحمن استبشارا لقدوم روحه ،وإعلمعا بعظيعم مرتبتعه ،وأنعه لعم ينعج منهعا،
وأنه شيع جنازته سبعون ألف ملك ،وأنه لو كان أحد بنحو منها لنجا منهععا هععذا العبععد
الصالح .لكن الناس مختلفون فيها ،قيل ضمة القبر :التقاء جانبيه علععى جسععد الميععت.
قال الحكيم الترمذي :ل نعلم أن للنبياء -صلوات ال وسلمه عليهععم أجمعيععن -فععي
القبر ضمة ول سؤال ،لعصمتهم .قيل هي للمطيع حنو ،ولغيره ضمة سععخط .ويععرده
ما ورد في سعد بن معاذ أنه ضغط في قبره ضغطة شعديدة بحيعث اختلفعت أضعلعه
فيها ،وأن رسول ال )ص( سئل عن ذلك ،فقال إنه كععان يقصععر فععي بعععض الطهععور
من البول .وأن الضمة المذكورة تكون لكل أحد ،حتى الطفال .لكععن ذكععر أن فاطمععة
بنت أسد رضي ال عنها سلمت من هذه الضمة ،وأن مععن قععرأ قععل هععو الع أحععد فععي
مرضه الذي يموت فيه كذلك -أي يسلم منهععا ،وكععذا النبيععاء .وحكمتهععا :أن الرض
أمهم ،ومنها خلقوا ،فغابوا عنها الغيبة الطويلة ،فلما ردوا إليها ضمتهم ضمة الوالععدة
التي غاب ولدها ثم قدم عليها ،فمن كان مطيعععا لع ضععمته برفعق ورأفعة ،ومعن كععان
عاصيا ضمته بعنف سخطا منها ل عليه .اه .بجيرمي) .قوله :وجاوز الصراط على
أكف الملئكة( في رواية .وحمله الملئكة بأجنحتها حتى يجيزونه من الصععراط إلععى
الجنة) .قوله :ورود أيضا من قال إلخ( في إرشاد العباد للمؤلف ،عععن أبععي هريععرة -
رضي ال عنه -قال :قال رسول ال )ص( :أل أخبرك بععأمر حععق مععن تكلععم بععه فععي
أول مضجعه عن مرضه نجاه ال معن النعار ؟ قلعت :بلعى قعال :ل إلعه إل الع يحيعي
ويميت وهو حي ل يموت ،وسبحان ال رب العبعاد والبلد ،والحمعد لع حمعدا كعثيرا
طيبا مباركا فيه علي كل حال .ال أكععبر .كبريععاء ربنععا وجللععه وقععدرته بكععل مكععان.
اللهم إن كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح مععن
سبقت لهم الحسنى ،وأعذني كما أعذت أولئك الذي سبقت لهم منك الحسععنى .إن مععت
في مرضك ذلك ،فإلى رضععوان الع والجنععة ،وإن كنععت قععد اقععترفت ذنوبععا تععاب الع
عليك .وروي .ما من ميت يقرأ عنده يس إل هون ال عليه .ويسععتحب -إذا احتضععر
الميت -أن يقرأ عنده أيضا سورة الرعد فإن ذلك يخفف عععن الميععت سععكرة المععوت،
وإنه أهون لقبضه ،وأيسر لشععأنه .وذكععر جماعععة أن السععواك يسععهل خععروج الععروح،
لستياكه )ص( عند موته .وروى أنس عن النبي )ص( :معن أتعاه ملعك المعوت وهعو
على وضوء ،أعطي الشععهادة .نسععأل الع أن يمععن علينععا بالشععهادة ،ويمنحنععا الحسععنى
وزيععادة ،ويرزقنععا التقععوى والسععتقامة ،بجععاه سععيدنا محمععد )ص( المظلععل بالغمامععة.
)خاتمة( نسأل ال حسن الختام -تسن تعزية المصاب ،لما أخرجه الترمذي عععن ابععن
مسعود رضي ال عنه قال :قال
] [ 165
رسول ال )ص( :من عزى مصابا فله مثل أجره .وأخرج الترمذي أيضععا عععن
أبي برزة :من عزى ثكلى كسي بردا .وأخععرج ابععن مععاجه والععبيهقي عععن عمععرو بععن
حزم :ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إل كساه ال عزوجل مععن حلععل الكرامععة يععوم
القيامة .وقد أرسل المام الشافعي -رضي ال عنه -إلى بعض أصععحابه يعزيععه فععي
ابن له قد مات بقوله :إني معزيك ل إني على ثقة * * من الخلععود ،ولكععن سععنة الععدين
فما المعزى بباق بعد ميته * * ول المعزي ولو عاشا إلى حين والتعزية :هععي المععر
بالصبر ،والحمل عليه بوعد الجر ،والتحععذير معن الععوزر بععالجزع ،والععدعاء للميععت
بالمغفرة وللحي بجبر المصيبة ،فيقال فيها :أعظم ال أجرك ،وأحسن عزاءك ،وغفر
لميتععك ،وجععبر معصععيتك ،أو أخلععف عليععك ،أو نحععو ذلععك .وهععذا فععي تعزيععة المسععلم
بالمسلم .وأما تعزيععة المسععلم بالكععافر فل يقععال فيهععا :وغفععر لميتععك ،لن الع ل يغفععر
الكفر .وهي مستحبة قبل مضي ثلثة أيام من الموت ،وتكره بعد مضععيها .ويسععن أن
يعم بها جميع أهل الميت من صغير وكبير ،ورجل وامععرأة ،إل شععابة وأمععرد حسععنا،
فل يعزيهما إل محارمهما ،وزوجهما .ويكره ابتداء أجنبي لهما بالتعزية ،بل الحرمة
أقرب .ويكره لهل الميت الجلوس للتعزية ،وصنع طعام يجمعون النععاس عليععه ،لمععا
روى أحمد عن جرير بن عبد ال البجلي ،قععال :كنععا نعععد الجتمععاع إلععى أهععل الميععت
وصنعهم الطعام بعد دفنه من النياحة ،ويستحب لجيران أهعل الميعت -ولعو أجعانب -
ومعارفهم -وإن لم يكونوا جيرانا -وأقاربه الباعد -وإن كانوا بغير بلد الميت -أن
يصنعوا لهله طعاما يكفيهم يوما وليلة ،وأن يلحوا عليهم في الكععل .ويحععرم صععنعه
للنائحة ،لنه إعانة على معصية .وقد اطلعت على سؤال رفع لمفععاتي مكععة المشععرفة
فيما يفعله أهل الميت من الطعام .وجواب منهم لذلك) .وصورتهما( .ما قول المفععاتي
الكرام بالبلد الحرام دام نفعهم للنام مدى اليام ،في العرف الخاص في بلدة لمن بهععا
مععن الشععخاص أن الشععخص إذا انتقععل إلععى دار الجععزاء ،وحضععر معععارفه وجيرانععه
العزاء ،جرى العرف بأنهم ينتظععرون الطعععام ،ومععن غلبعة الحيععاء علععى أهععل الميععت
يتكلفون التكلف التام ،ويهيئون لهم أطعمة عديدة ،ويحضرونها لهم بالمشععقة الشععديدة.
فهل لو أراد رئيس الحكام -بما له من الرفق بالرعية ،والشفقة على الهععالي -بمنععع
هذه القضية بالكلية ليعودوا إلى التمسك بالسنة السنية ،المأثورة عن خير البرية وإلى
عليه ربه صلة وسلما ،حيث قال :اصنعوا لل جعفر طعاما يثاب علععى هععذا المنععع
المذكور ؟ أفيدوا بالجواب بما هو منقول ومسععطور) .الحمععد لع وحععده( وصععلى ال ع
وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والسالكين نهجهم بعده .اللهم أسألك الهداية
للصواب .نعم ،ما يفعله الناس من الجتماع عند أهل الميت وصنع الطعام ،من البدع
المنكرة التي يثاب على منعها والي المر ،ثبت ال به قواعد الععدين وأيععد بععه السععلم
والمسلمين .قال العلمة أحمد بن حجر في )تحفة المحتاج لشععرحك المنهععاج( :ويسععن
لجيععران أهلععه -أي الميععت -تهيئة طعععام يشععبعهم يععومهم وليلتهععم ،للخععبر الصععحيح.
اصنعوا لل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم .ويلح عليهم في الكل ندبا ،لنهم قععد
يتركونه حياء ،أو لفرط جزع .ويحرم تهيئه للنائحات لنه إعانة علععى معصععية ،ومععا
اعتيد من جعل أهل الميت طعاما ليدعوا الناس إليه ،بدعة مكروهة -كإجابتهم لذلك،
لما صح عن جرير رضععي الع عنعه .كنععا نععد الجتمععاع إلععى أهععل الميععت وصععنعهم
الطعام بعد دفنه من النياحة .ووجه عده من النياحععة مععا فيععه مععن شععدة الهتمععام بععأمر
الحزن .ومن ثم كره اجتماع أهل الميت ليقصدوا بالعزاء ،بل ينبغي أن ينصرفوا في
حوائجهم ،فمن صادفهم عزاهم .اه .وفي حاشية العلمة الجمل علععى شععرح المنهععج:
ومن البدع المنكرة والمكروه فعلها :ما يفعله الناس من الوحشة
] [ 166
والجمع والربعين ،بل كل ذلك حرام إن كان مععن مععال محجععور ،أو مععن ميععت
عليه دين ،أو يترتب عليه ضرر ،أو نحو ذلك .اه .وقد قععال رسععول الع )ص( لبلل
بن الحرث رضي ال عنه :يا بلل من أحيا سنة من سنتي قد أميتت من بعععدي ،كععان
له من الجر مثل من عمل بها ،ل ينقص من أجورهم شيئا .ومن ابتدع بدعة ضللة
ل يرضاها ال ورسوله ،كان عليه مثل من عمل بها ،ل ينقععص معن أوزارهعم شعيئا.
وقال )ص( :إن هذا الخيععر خععزائن ،لتلععك الخععزائن مفاتيععح ،فطععوبى لعبععد جعلععه الع
مفتاحا للخير ،مغلقا للشر .وويل لعبد جعله ال مفتاحا للشر ،مغلقا للخير .ول شك
أن منع الناس من هذه البدعة المنكرة فيه إحياء للسنة ،وإماته للبدعة ،وفتح لكثير من
أبواب الخير ،وغلق لكثير من أبواب الشر ،فإن النععاس يتكلفععون تكلفععا كععثيرا ،يععؤدي
إلى أن يكون ذلك الصنع محرما .وال سبحانه وتعالى أعلم .كتبه المرتجععي مععن ربععه
الغفععران :أحمععد بععن زينععي دحلن -مفععتي الشععافعية بمكععة المحميععة -غفععر ال ع لععه،
ولوالديه ،ومشايخه ،والمسلمين) .الحمد ل( من ممد الكععون أسععتمد التوفيععق والعععون.
نعم ،يثاب والي المر -ضاعف ال له الجر ،وأيده بتأييده -علععى منعهععم عععن تلععك
المور التي هي من البدع المستقبحة عند الجمهور .قال في )رد المحتار تحععت قععول
الدار المختار( ما نصععه :قععال فععي الفتععح :ويسععتحب لجيععران أهععل الميععت ،والقربععاء
الباعد ،تهيئة طعام لهععم يشععبعهم يععومهم وليلتهععم ،لقععوله )ص( :اصععنعوا لل جعفععر
طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم .حسنه الترمذي ،وصححه الحاكم .ولنه بر ومعععروف،
ويلح عليهم في الكل ،لن الحزن يمنعهم مععن ذلععك ،فيضعععفون حينئذ .وقععال أيضععا:
ويكره الضيافة من الطعام من أهل الميت ،لنه شرع في السرور ،وهي بدعة .روى
المام أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح ،عن جرير بن عبد ال ،قال :كنا نعد الجتماع
إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة .اه .وفي البزاز :ويكره اتخاذ الطعام في
اليوم الول والثالث وبعد السبوع ،ونقل الطعام إلى القبر في المواسععم إلععخ .وتمععامه
فيه ،فمن شاء فليراجع .وال سبحانه وتعالى أعلم .كتبه خادم الشريعة والمنهاج :عبد
الرحمن بن عبد ال سراج ،الحنفي ،مفتي مكة المكرمة -كان ال لهما حامدا مصععليا
مسلما .وقد أجاب بنظير هذين الجوابين مفتي السادة المالكية ،ومفتي السادة الحنابلة.
)واعلم( أنه ينععدب الصععبر علععى المصععائب ،لمععا أخرجععه الشععيخان أن بنتععا لععه )ص(
أرسلت إليه تدعوه وتخععبره أن ابنهعا فعي المععوت .فقععال )ص( للرسعول :ارجعع إليهعا
فأخبرها أن ل ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل شئ عنده بأجل مسمى .فمرها :فلتصبر،
ولتحتسب .وأخرج البخاري :ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صععفيه مععن أهععل الععدنيا ثععم
احتسبه إل الجنة .وفي حديث :من أصيب بمصيبة ،فليذكر مصيبته بي ،فإنهععا أعظععم
المصائب .ولذلك قال بعضهم :اصبر لكل مصيبة وتجلد * * واعلم بععأن المععرء غيععر
مخلد واصبر كما صبر الكرام فإنها * * نوب تنوب اليوم تكشععف فععي غععد وإذا أتتععك
مصيبة تشجى بها * * فاذكر مصابك بالنبي محمد وقال آخر :تذكرت لما فرق الدهر
بيننا * * فعزيت نفسي بالنبي محمد وقلت لها :إن المنايا سبيلنا * * فمن لم يمععت فععي
يومه مات في غد وقال آخر :مات خير الخلق من قد خصععه * * ربععه بالصععحب مععن
خير صحاب كل حي ذائق كأس الفنا * * هكذا المسطور في أم الكتاب
] [ 167
أيهععا النععاس لكععم بالمصععطفى * * أسععوة ،فععالموت يععدني للععذهاب فثقععوا بععال،
وارضوا ،وخذوا * * ما قضى ال بصبر واحتساب قال المؤلف في )إرشععاد العبععاد(:
وكأن القاضي حسينا -من أكابر أئمتنا -أخذ من هذا قوله الععذي أقععروه عليععه :يجععب
على كل مؤمن أن يكون حزنه على فراق النبي )ص( من الدنيا أكثر منه على فراق
أبويه ،كما يجب عليه أن يكون )ص( أحب إليه مععن نفسععه ،وأهلععه ،ومععاله .اه .وفععي
حديث آخر :إنما الصععبر عنععد الصععدمة الولععى ،أي إنمععا يحمععد الصععبر عنععد مفاجععأة
المصيبة ،وأما فيما بعد فيقع السلو طبعا .ومن ثم قال بعضهم :ينبغي للعاقل أن يفعععل
بنفسه أول أيام المصععيبة مععا يفعلععه الحمععق بعععد خمسععة أيععام .وفععي حععديث آخععر :إن
الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الجععر .وورد :مععن قععدم ثلثععة مععن الولععد لععم
يبلغوا الخنث ،كانوا له حصنا من النار .فقال أبو الدرداء -رضي ال عنععه .-قععدمت
اثنين .قال :واثنين .قال آخر :إني قععدمت واحععدا .قععال :وواحععدا ،ولكععن ذلععك فععي أول
صدمة .وفي حديث مسلم إن الطفال دعععاميص الجنععة -أي حجععاب أبوابهععا -يتلقععى
أحدهم أباه -أو قال أبويه -فيأخذه بثوبه -أو قال بيده -فل ينتهي حتى يدخله الجنة.
وفي خبر مسلم :أنه مات ابن لبي طلحة من أم سليم ،فقععالت :ل يحععدثه إل أنععا .فلمععا
جاء قربت إليه عشاءه ،فأكل ،وشرب ،ثم تصنعت له أحسن ما كان تتصنع قبل ذلك،
فوقع بها ،فلما رأته أنه قد شبع ،وأصاب منها ،قالت :يا أبا طلحة أرأيت لععو أن قومععا
أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ،ألهم أن يمنعوهم ؟ قال :ل .قالت أم سليم:
فاحتسب ابنك .فغضب ،ثم انطلق إلى رسول ال )ص( فأخبره ،فقال :بارك ال لكمععا
في ليلتكما .وروي أن ابن عمر رضي ال عنهما ،ضععحك عنععد دفععن ابنععه ،فقيععل لععه:
أتضحك ؟ فقال :أردت أن أرغم الشيطان .وقال أبو علي الععرازي :صععحبت الفضععيل
ثلثين سنة ،ما رأيته ضاحكا ،ول مبتسعما ،ول مستبشععرا ،إل يععوم مععات ابنعه علعي،
فقلت له في ذلك ،فقال :إن ال أحب أمرا فععأحببته .والخبععار والحكايععات الدالععة علععى
تأكد الصبر كثيرة شهيرة ،ويتأكد لمن ابتلي بمصيبة -بميت ،أو في نفسععه ،أو أهلععه،
أو ماله ،وإن خفت -أن يكثر * )إنا ل وإنا إليععه راجعععون( * ) (1اللهععم أجرنععي فععي
مصععيبتي ،واخلععف علععي خيععرا منهععا .لن الع تعععالى وعععد مععن قععال ذلععك * )عليهععم
صلوات من ربهم ورحمة( * ) (2وأنهم * )هم المهتدون( * ولخبر مسلم أن من قععال
ذلك آجره ال وأخلف له خيرا .وقال ابن جبير :لقد أعطيت هذه المععة عنععد المصععيبة
ما لم يعطه غيرهم) * :إنا لع وإنععا إليععه راجعععون( * ولععو أوتععوه لقععاله يعقععوب عليععه
السععلم .ولععم يقععل يععا أسععفى علععى يوسععف .جعلنععا الع مععن الصععابرين فععي الضععراء،
الشاكرين في السراء .آمين .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 168
باب الزكاة لمععا أنهععى الكلم علععى الركععن العظععم مععن أركععان السععلم -وهععو
الصلة -شرع يتكلم على الركن الثاني منها ،وهععو الزكععاة .والصععل فععي وجوبهععا -
قبل الجماع -قععوله تعععالى) * :وآتععوا الزكععاة( * .وأخبععار كخععبر بنععي السععلم علععى
خمس) .قوله :هي لغة :التطهير والنمععاء( يعنععي أن الزكععاة فععي اللغععة جععاءت بمعنععى
التطهير ،وبمعنى النمو .قال تعالى) * :قد أفلح من زكاها( * ) (1أي طهرها .ويقال:
زكعا العزرع إذا نمعا .وجعاءت أيضعا فيهعا بمعنعى المعدح ،قعال تععالى) * :فل تزكعوا
أنفسكم( * أي تمدحوها .وبمعنى البركة ،ويقال :زكت النفقة :إذا بورك فيها .وبمعنى
كثير الخير ،يقال :فلن زاك ،أي كثير الخير) .قعوله :وشعرعا :اسعم لمعا يخعرج( أي
لقدر يخرج إلخ ،وسمي بذلك للمناسبة بينععه وبيععن المعععاني اللغويععة المععذكورة ،وذلععك
لن المال ينمو ببركة إخراجها ودعاء الخذ لها ،ولنها تطهععر مخرجهععا مععن الثععم،
وتمدحه حين تشهد له بصحة اليمان .والقدر المخرج عن المال هو العشر فيما سقي
بما ل مؤنة فيه ،أو نصفه فيما فيه مؤنة ،أو ربعه في الذهب والفضععة و الخمععس فععي
الركاز .أو ما ورد عن الشارع في الحيععوان ،كبنععت مخععاض عععن خمععس وعشععرين.
والقدر المخرج عن البدن ،وهو صاع) .وقوله :عن مال( هو مععا سععيذكره بعععد بقععوله
النقدين إلخ .وزكاة التجارة ترجع للنقد لنها تقععوم بععه ،ثععم إن المععال المععذكور بعضععه
حولي وبعضه غير حععولي -كمععا سععتعرفه) .وقععوله :أو بععدن( أي أو مععا يخععرج عععن
البدن ،وهو صاع زكاة الفطر .ول يشترط حععول لوجوبهععا عمععن ولععد قبععل الغععروب.
)وقوله :على الوجه التي( أي مععن وجععود الشععروط ،وانتفععاء الموانععع ،ونيععة الععدافع.
)قوله :وفرضت زكاة المال في السنة الثانية( اختلف في أي شعهر منهععا .والععذي قععال
شيخنا البابلي أن المشهور عن المحدثين أنها فرضت في شوال من السنة المععذكورة.
اه .بجيرمي) .قوله :بعد صدقة الفطر( أي بعد فرض صععدقة الفطععر ،لنهععا فرضععت
قبل العيد بيومين في السنة الثانية أيضا -كما في المواهب اللدنيععة) .قععوله :ووجبععت(
أي زكاة المال) .قوله :في ثمانية أصناف من المال( أي بعد النقدين صنفين ،والنعام
ثلثة ،وعروض التجارة داخلة في النقدين ،لنها تقوم بهمععا -كمععا علمععت -وترجععع
هذه الثمانية إلى ضربين :ما يتعلق بالقيمة -وهو زكاة التجارة -وما يتعلق
) (1الشمس (1) .9 :الزكاة فريضة وركن من أركعان العدين قعال تععالى) :خعذ معن
أموالهم صدقة( التوبة الية .103وقوله عزوجل) :وآتوا الزكاة( النسععاء اليععة .76
وقول النبي صلى ال عليه وسلم " إن ال قد افترض عليهم صدقة في أمععوالهم تؤخععذ
من اغنيائهم ،فترد في فقرائهم " متفق عليه .وللحديث " :بنععى السععلم علععى خمععس،
ومنها وإيتاء الزكاة " متفق عليه
] [ 169
بالعين :وهو ثلثة أنواع :نبات ،وجوهر النقدين ،وحيوان) .قوله :النقععدين إلععخ(
بدل من ثمانية أصناف) .وقوله :والنعام( أي البل ،والبقر ،والغنم) .قوله :والقوت(
أي من الحبوب ،كبر ،وشعععير ،وأرز) .قععوله :والتمععر ،والعنععب( عععبر بعضععهم عععن
هذين وعن القوت بالنابت ،فإنه يشمل الععزرع والنخععل والكععرم) .قععوله :لثمانيععة إلععخ(
متعلق بوجبت ،أي وجبت في ثمانية أصناف من المال ،لثمانية أصععناف مععن النععاس،
وهععم المععذكورون فععي آيععة * )إنمععا الصععدقات للفقععراء( * إلععخ) .قععوله :ويكفععر جاحععد
وجوبها( أي الزكاة .ومحله أن أنكر وجوبها على الطلق ،بأن أنكر أصلها من غير
نظر لفرادها ،أو أنكر بعض أفرادها الجزئية المجمع عليه ،بخلف المختلععف فيععه -
كوجوبها في مال الصععبي والركععاز -فل يكفععر جاحععده) .قععوله :ويقاتععل الممتنععع ععن
أدائها( أي الزكاة -كما فعل الصديق رضي ال عنه -وكما يقاتل الممتنع مععن الداء
يقاتل الممتنع مععن أخععذها .وعبععارة ش ق :ولععو امتنععع المسععتحقون معن أخععذها قععاتلهم
المام ،لن قبولها فرض كفاية ،فيقاتلون علعى ذلعك ،لتعطيلهعم هعذا الشععار العظيعم،
كتعطيل الجماعة ،بناء على أنها فرض كفايععة ،بععل أولععى .أفععاده الرملععي .اه) .قععوله:
وتؤخذ( أي الزكاة) .وقععوله :منععه( أي مععن الممتنععع) .وقععوله :وإن لععم يقاتععل( الولععى
تأخيره عن قوله قهرا) .وقوله :قهرا( صفة لمصدر محذوف ،أي تؤخععذ أخععذا قهععرا،
سواء قاتل الممتنع المام أم ل .وفي البجيرمعي معا نصعه :والحاصعل أن النعاس فيهعا
على ثلثة أقسام :قسم يعتقد وجوبها ويؤديها ،فيستحق الحمد ،وفيه نزل قوله تعععالى:
* )خذ من أموالهم صدقة تطهرهم( * ) .(1وقسم يعتقد وجوبها ويمتنع من إخراجها،
فإن كان فععي قبضعة المععام أخععذها معن مععاله قهعرا ،وإل قععاتله ،كمعا فعلعت الصععحابة
رضوان ال عليهم بمانع الزكاة .وقسم ل يعتقد وجوبها ،فإن كان ممن يخفععى عليععه -
لكونه قريب عهد بالسلم -عرفه أي الوجوب وينهى عن العععود ،وإل حكععم بكفععره.
اه) .قوله :تجب إلخ( شروع في بيان شروط من تجب عليه زكاة الموال التي هععي:
النقدان ،والنعام ،والقوت ،والتمر ،والعنب .وبدأ ببيان شروط من تجععب عليععه زكععاة
النقدين -لنهما أشرف من بقية الموال -إذ بهما قوام الدنيا ،ونظععام أحععوال الخلععق،
لن حاجات الناس كثيرة ،وكلها تقضى بهمععا ،بخلف غيرهمععا مععن المععوال .وذكععر
لمن تجب عليه زكاتهما خمسة شروط -متنا وشرحا -وهي :إسلم ،وحرية ،وتعيععن
مالك ،ونصاب وحعول .وبقععي معن الشععروط :قعوة الملععك ،ويععبر عنعه بالملعك التعام،
ليخرج به ما ملكه المكاتب ،فل زكاة فيه عليه ،لضعف ملكه عععن احتمععال المواسععاة.
وتيقن وجود المالك :فل زكاة في مال الحمل الموقوف له بإرث أو وصية ،لعدم الثقة
بحياته .ومعظم هذه الشروط يأتي في غيره ممن تجب عليه زكاة بقية الموال -كمععا
ستقف عليه) .قوله :على كل مسلم( أي لقول الصديق رضي ال عنه في كتععابه :هععذه
فريضة الصدقة التي فرض رسول ال )ص( على المسلمين .رواه البخاري) .قععوله:
ولو غير مكلف( غاية في المسلم ،وهو الصبي والمجنون) .قععوله :فعلععى الععولي إلععخ(
هذا بيان للمراد بلزومها على غير المكلف ،يعني أن المراد بذلك أنها تلزم في مععاله،
ويلزم الععولي إخراجهععا منععه ،فالمخععاطب بععالخراج الععولي .قععال فععي النهايععة :ومحععل
وجوب ذلك عليه في مال الصعبي والمجنعون ،حيععث كعان ممعن يعتقعد وجوبهعا علعى
المععولى عليععه ،فععإن كععان ل يععراه -كحنفععي -فل وجععوب .والحتيععاط لععه أن يحسععب
زكاته ،فإذا كمل أخبرهما بذلك ،ول يخرجها ،فيغرمه الحاكم .قععاله القفععال .وفرضععه
في الطفل ومثله المجنون -كما مر -والسفيه .اه) .فائدة( أجاب السععبكي عععن سععؤال
صورته :كيف تخرج الزكاة من أموال اليتععام مععن الععدراهم المغشوشععة والغععش فيهععا
ملكهم ؟ بأن الغش إن كان يماثل أجرة الضرب والتخليص فيسامح به ،وعمل النععاس
على الخراج منها .اه .مغنى.
] [ 170
)ظريفة( للفخر الرازي :طلبت من المليح زكاة حسن * * على صغر من السعن
البهي فقال :وهل على مثلي زكاة * * على رأي العراقي الكمي ؟ فقلت :الشافعي لنععا
إمععام * * يععرى أن الزكععاة علععى الصععبي فقععال :اذهععب إذا واقبععض زكععاتي * * بقععول
الشافعي -من الولي وتممه التقي السبكي فقال :فقلت له فععديتك مععن فقيععه * * أيطلععب
بالوفاء سوى الملي نصاب الحسن عندك ذو امتناع * * بخدك والقوام السمهري فععإن
أعطيتنععا طوعععا ،وإل * * أخععذناه -بقععول الشععافعي )قععوله :وخععرج بالمسععلم الكععافر
الصلي( احترز بالصلي عن المرتد ،فععإن فيععه تفصععيل ،وهععو أنععه إن ارتععد بعععد أن
وجبت الزكاة عليه ،أخذت منععه مطلقععا ،سععواء أسععلم أم ل .وإن وجبععت عليععه بعععد أن
ارتد فتوقف كبقية أمواله ،إن عاد إلى السلم لزمععه أداؤهععا ،لتععبين ملكععه .وإن مععات
مرتدا بان أن ل مععال لععه مععن حيععن الععردة ويكععون فيئا) .قععوله :فل يلزمععه إخراجهععا(
بمعنى أنه ل يطالب بها في الدنيا ،فل ينافي أنهععا تلزمععه معن حيععث إنععه يعععاقب علععى
تركها في الخرة ،كبقية الفروع المتفق عليها) .قوله :ولو بعد السلم( أي فل يلزمه
أن يخرجها لقوله تعالى) * :قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سععلف( * ).(1
وإنمععا لععم تسععقط الكفععارة بالسععلم لنهععا محععض مواسععاة ،فينبغععي أن ل يتركهععا بعععد
السلم ،بخلف الزكاة ،فإنها وإن كان فيها مواساة ،لكععن فيهععا شععائبة معاوضععة فععي
مقابلة ما نما من المال .وأيضا :فالكفارة شأنها ندرة الوقوع ،فل يشق إخراجها لعععدم
كثرتها ،بخلف الزكاة فإنها كثيرة الوقوع ،فيشق إخراج ما استقر عليععه حععال كفععره.
)قوله :حر( أي كله أو بعضه ،فتجب الزكععاة عليععه ،ولععو كععان مبعضععا ملععك ببعضععه
الحر نصابا) .وقوله :معين( أي غير مبهععم ،فل زكععاة فععي ريععع موقععوف علععى جهععة
عامة ،ول في مال بيت المال .ومن الول :الموقععوف علععى إمععام المسععجد أو مععؤذنه،
لنه لم يرد به شخص معيعن ،وإنمعا أريعد بعه كعل معن اتصعف بهعذا الوصعف -كمعا
سيذكره) :قوله :فل تجب على رقيق( محترز حر) .وقوله :لعععدم ملكععه( تعليععل لعععدم
الوجوب ،فلو ملكه سيده مال لم يملكه ،فيكون باقيا على ملععك سععيده ،فتلزمععه زكععاته.
)قوله :وكذا المكععاتب( أي وكععذا ل تجععب علععى المكععاتب ،ولععو كععانت الكتابععة فاسععدة.
)قوله :لضعف ملكه( أي عن احتمال المواساة ،ولذا ل تلزمه نفقععة قريبععة ،ول يععرث
ول يععورث) .قععوله :ول تلععزم( أي الزكععاة ،فععي مععال المكععاتب) .وقععوله :سععيده( أي
المكاتب) .قوله :لنعه( أي السععيد) .وقعوله :غيععر مالععك( أي لمععال المكععاتب .قععال فععي
الروض وشرحه :فإن زالت الكتابة لعجععز أو عتعق أو غيعره ،انعقعد حععوله مععن حيعن
زوالها) .قوله :في ذهب إلخ( متعلق بتجععب .أي تجععب فععي ذهععب ومععا عطععف عليععه.
)والصل( في وجوبها فيهما -قبل الجماع -قوله تعالى) * :والذين يكنزون الععذهب
والفضة( * ) (1والكنز :هو الععذي لععم تععؤد زكععاته .ووجععه دللععة اليععة علععى وجععوب
الزكاة أنه توعد على عدم الزكاة بالعذاب ،والوعيد على الشععئ يقتضععي النهععي عنععه،
فكأنه قال ل تتركوا الزكاة .والنهي عن الشئ أمر بضده ،فكأنه قال :أدوا الزكاة وهو
أمععر والمععر للوجععوب ول تجععب الزكععاة فععي سععائر الجععواهر -كععاللؤلؤ واليععاقوت
والفيروزج -لعدم ورود الزكععاة فيهععا .ولنهععا معععدة للسععتعمال -كالماشععية العاملععة.
)قوله :ولو غير مضروب( أي ولو كان الذهب غير مضروب ،كسععبيكة ذهععب ،فععإنه
تجب الزكاة فيه) .قوله:
] [ 171
خلفا لمن زعم اختصاصها( أي الزكاة) .قوله :بلععغ قععدر خالصععه( أي الععذهب،
فل زكاة في مغشوش حتى يبلغ خالصه ما ذكر ،فتخعرج زكعاته خالصعا أو مغشوشعا
خالصه قدرها ،لكن يتعين علععى الععوالي إخععراج الخععالص ،حفظععا للنحععاس مثل علععى
المولى .وتقدم عن السبكي سؤال في ذلك) .قععوله :عشععرين مثقععال( أي لقععوله )ص(:
ليس في أقل مععن عشععرين دينععارا شععئ ،وفععي عشععرين نصععف دينععار .رواه أبععو داود
بإسناد صحيح) .قععوله :بععوزن مكععة( أي ويعتععبر ذلععك بععوزن مكععة ،للخععبر الصععحيح:
المكيال مكيال المدينة ،والوزن وزن مكة) .قوله :فلعو نقعص إلعخ( تفريعع علعى قعوله
تحديدا) .قععوله :فل زكععاة( أي واجبععة فيععه) .وقععوله :للشععك أي فععي النصععاب) .قععوله:
والمثقال هو لم يتغير ،جاهلية وإسلما) .قوله :متوسطة( أي معتدلة لم تقشععر ،وقطعع
مععن طرفيهععا مععا كععان دقيقععا رفيعععا) .قععوله :ووزن نصععاب الععذهب بالشععرفي( نسععبه
للسلطان الشرف قايتباي ،وليععس المععراد بععه مععن بنععى جععامع الشععرفية ،وهععو خليععل
البرسبائي -بضم الباء والراء ،وسكون السين ،وبموحدة بعدها مدة ) .-قوله :خمسععة
وعشرون( أي أشرفيا ،وهو أقل وزنععا مععن الععدينار المعععروف الن) .قععوله :والمععراد
بالشرفي :القايتبايي( أي لنه الذي كان في زمن الشيخ زكريا ،وبه يعلم نصععاب مععا
زاد على وزنه من المعاملة الحادثة الن ،على أنه حدث أيضععا تغييععر فععي المثقععال ل
يوافق شيئا مما مر .فليتنبه لذلك .شرح م ر مع زيادة من الشوبري .بجيرمععي .وقععال
في حواشي القناع :واعلم أن الذي تحععرر أن النصععاب فععي البنادقععة والفنادقععة سععبعة
وعشرون من كل منهما إل ثلثععا لن البنععدقي ثمانيععة عشععر قيراطععا ،والمثقععال أربعععة
وعشرون قيراطا ،والقيراط ثلث شعيرات ،فكل ثلثة مثاقيل أربعة بنادقة .والفندقي
كالبندقي في الوزن ،لكنه -أي الفندقي -ليس سالما من الغش ،وفي المحابيب خمسة
وثلثون محبوبا كاملة .والدراهم المعروفة الن كل عشرة منها سبعة مثاقيل ،فتكعون
الواقي الخمس مائتي درهم .وقد كان في السابق درهم يقال له البغلي ،وكععان ثمانيععة
دوانق .ودرهم يقال له الطبري ،أربعة دوانق .فالدراهم مختلفة في الجاهلية ،ثعم أخععذ
نصف كل منهما وهو ستة دوانععق ،وجعععل درهمععا فععي زمععن عمععر وعبععد الملععك بععن
مروان ،وأجمع عليه المسلمون .قال الذرعي -كالسبكي -ويجب اعتقاد أنهععا كععانت
في زمنه )ص( وزمن الخلفاء الراشدين ،ويجب تأويل خلف ذلععك .اه .م ر) .قععوله:
وفي فضة( معطوف على ذهب ،أي وتجب في فضة .وسمي الذهب ذهبا لنه يذهب
ول يبقى .وسميت الفضة بذلك لنها تنفض ول تبقى ،وسمي المضروب مععن الععذهب
دينارا ،ومن الفضة درهما ،لن الدينار آخععره نععار ،والععدرهم آخععره هععم ،والمععرء إن
أحبهما قلبه معذب بين الهم في الدنيا ،والنار في الخرة ،بسبب اكتسابهما مععن حععرام
أو عدم أداء زكاتهما .وأنشد بعضهم في ذلك فقععال :النععار آخععر دينععار نطقععت بععه * *
والهم آخر هذا الدرهم الجاري والمرء بينهما -ما لم يكن ورعا -معععذب القلععب بيععن
الهم والنار )قوله :بلغت مائتي درهم( وذلك لقوله )ص( :ليس فيما دون خمععس أواق
من الورق صدقة .والوقيعة أربعععون درهمعا بالنصعوص المشععهورة والجمععاع .قععال
البجيرمي :وقد حدث للناس ععرف آخععر ،فجعلوهععا عبععارة ععن اثنععي عشععر درهمععا،
وعند الطيبي عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم ،وبعضهم سمى هعذه الوقيعة :أوقيعة
الطيبي .اه .وفي ش ق :وهي -أي المائتا درهم -ثمانيععة وعشععرون ريععال ونصععف
تقريبا ،هذا إن كان في كل ريال درهمان من النحاس ،فإن كان فيه درهم فقععط كععانت
خمسة وعشرين ريال .اه) .قوله :بوزن مكة( أي لما تقدم تقريبععا) .قععوله :وهععو( أي
الدرهم .وعبارة التحفة :والمثقال لم يتغيعر جاهليعة ول إسعلما :ثنتعان وسعبعون حبعة
شعير متوسطة لم تقشر ،وقطع من طرفيها ما دق وطال.
] [ 172
والدرهم اختلف وزنه جاهلية وإسلما ،ثم استقر على أنه ستة دوانق ،والععدانق:
ثمان حبات وخمسا حبة ،فالدرهم خمسون حبة وخمسا حبة ،والمثقععال درهععم وثلثععة
أسباع درهم .فعلم أنه متى زيد على الدرهم ثلثة أسععباعه كععان مثقععال ،ومععتى نقععص
من المثقال ثلثة أعشاره كان درهما ،فكل عشرة دراهم سععبعة مثاقيععل ،وكععل عشععرة
مثاقيل أربعة عشر درهما وسبعان .اه) .قوله :وخمسا حبة( أي حبة شعير متوسععطة
-كما تقدم) .قوله :فالعشرة دراهم( الولى فعشرة الدراهم -بإدخال أل على الثاني -
وذلك لن القاعدة أن العدد المضاف إذا أريد تعريف الجزء الخيععر ،وهععو المضععاف
إليه ،فيصير الول مضافا إلى معرفة ،فيقال :ثلثعة الثعواب ،ومعائة العدرهم ،وألعف
الدينار .والعدد المركععب إذا أريععد تعريفععه :يعععرف الجععزء الول فقععط ،فيقععال :الحععد
عشر درهما .والعدد المعطعوف إذا أريعد تعريفعه :يععرف هعو مععع المعطعوف عليعه،
فيقال :الحد والعشرون درهما .وقد نظم هذه القاعدة العلمععة الجهععوري فععي قععوله:
وعددا تريد أن تعرفا * * فأن بجزأيععه صععلن إن عطفععا وإن يكععن مركبععا فععالول * *
وفى مضاف عكس هذا يفعل وخالف الكععوفي فععي الخيععر * * فعععرف الجزأيععن -يععا
سميري نعم ،ذكر العلمععة الصععبان فععي حاشععية الشععموني عععن شععيخه أن منهععم فععي
التركيب الول من ل يضيف بل يعرف الول فقط ،فيقول :هذه الخمسة أثوابا ،وخععذ
المائة درهما ،ودع اللف دينارا .اه .فلعل المؤلف جرى على ما ذكر .فتنبه) .قععوله:
ول وقص فيهما( أي ل عفو في الذهب والفضة ،فالزائد على النصاب بحسععابه ،ولععو
يسيرا ،وذلك لمكان التجزي في ذلك بل ضرر ،بخلفه في المواشي ،فإنه لو حسب
الزائد على النصاب فيها لتضرر هو والفقراء بالمشععاركة فيععه) .قععوله :كالمعشععرات(
الكاف للتنظير في عدم العفو عن الزائد) .قوله :فيجب( دخول علععى المتععن) .وقععوله:
فععي العشععرين( أي مثقععال بالنسععبة للععذهب) .وقععوله :والمععائتين( أي درهمععا بالنسععبة
للفضة) .قوله :وفيما زاد على ذلك( الولى تأخيره عن فاعل الفعل وزيادة فبحسععابه،
بأن يقول :وفيما زاد على ذلك فبحسابه) .وقوله :ربععع عشععر( فاعععل يجععب .والمععراد
ربع عشر العشرين في الول ،وربع عشر المائتين في الثععاني .وإذا كععان هنععاك زائد
فبحسابه .فإذا كان عنده خمسة وعشرون مثقال ،ففععي العشععرين نصععف مثقععال ،وفععي
الخمسععة ثمععن مثقععال ،فالجملععة خمسععة أثمععان مثقععال ،لخععبر أبععي داود وغيععره بإسععناد
صحيح أو حسن ،كما في المجمععوع :ليععس فععي أقععل مععن عشععرين دينععارا شععئ ،وفععي
عشرين نصف دينار .ولقوله )ص( :وفي الرقة ربععع العشععر) .قععوله :ول يكمععل أحععد
النقدين بععالخر( أي ل يكمععل نصععاب أحععد النقععدين إذا نقععص عنععه مععن النقععد الخععر،
لختلف الجنس ،كما في الحبوب .فلو كانت عنده مائة درهم فضععة وعشععرة مثاقيععل
من الذهب ل زكاة عليه فيهمععا ،ول يكمععل نقععص أحععدهما بععالخر .وعبععارة الععروض
وشرحه :فإن نقص النصاب -ولعو بععض حبعة ،ولعو فعي بعععض المعوازين -أوراج
رواج التام ،لم تجب فيه الزكاة ،لعمععوم الخبععار ،ول يكمععل نصععاب أحععدهما بععالخر
لختلف الجنس ،كما ل يكمل التمر بالزبيب) .قوله :ويكمل كل نوع إلخ( يعنععي أنععه
يكمل نوع بنوع آخر من جنس واحد ،فإذا كان عنده من جنس الععذهب مثل نوعععان -
كجيد وردئ ،أو متوسط -وكععل منهمععا ينقععص عععن نصععاب ،كمععل أحععدهما بععالخر،
ويؤخذ من كل نوع بالقسط إن سهل بأن قلت النواع ،وإن شق -بععأن كععثرت -أخععذ
من الوسط ،كما في المعشرات) .قوله :ويجزئ جيد إلخ( أي يجزئ إخراج نوع جيععد
عن نوع ردئ بلغ نصابا .والمراد بالجودة :النعومععة ونحوهععا -كععاللين -وبععالرداءة:
الخشونة ونحوها -كاليبوسة -وإخراج نوع صحيح عن نوع مكسر) .قوله :بل هععو(
أي إخراج الجيد عن الععردئ ،والصععحيح عععن المكسععر ،أفضععل .أي لنععه زاد خيععرا.
)قوله :ل عكسهما( أي ل يجزئ عكسهما ،وهو إخراج
] [ 173
الردئ عن الجيد ،والمكسر عن الصحيح .وإذا لم يجععزئ ذلععك ،اسععترده المالععك
إن بين عند الدفع أنه عن ذلك المال ،وإل فل يسععترده -كمععا لععو عجععل الزكععاة فتلععف
ماله قبل الحول وإذا جاز السترداد .فإن بقي أخذه ،وإل أخذ التفاوت .فيقوم المخرج
بجنس آخر ليأخذ التفاوت منه .ومحل عدم إجزاء المكسععر عععن الصععحيح إن نقصععت
قيمته عنه -كما هععو الغععالب -وإل اتجععه الجععزاء .كمععا بحثععه فععي اليعععاب) :قععوله:
وخرج بالخالص المغشوش( هو المخلوط بما هو أدون منه) .قوله :فل زكاة فيه( أي
المغشوش) .قوله :حتى يبلغ خالصه نصابا( أي فحينئذ يخرج قدر الزكععاة خالصععا أو
مغشوشا خالصه قدر الزكاة ،ويكون متطوعا بالنحاس) .قوله :كما يجععب ربععع عشععر
إلخ( شروع في بيان زكاة عروض التجعارة .والصعل فيهعا قعوله تععالى) * :يعا أيهعا
الذين آمنوا أنفقوا من طيبات مععا كسععبتم( * قععال مجاهععد :نزلععت فععي التجععارة .وقععوله
)ص( :في البل صدقتها ،وفي البقر صدقتها ،وفي الغنم صدقتها ،وفي البز صدقته.
والبز بباء موحدة مفتوحة وزاي معجمة مشععددة -يطلععق علععى الثيععاب المعععدة للععبيع،
وعلى السلح .قاله الجوهري .وزكاة العين غير واجبة في الثيععاب والسععلح ،فتعيععن
الحمل على التجارة) .واعلم( أن لزكاة التجارة شروطا ستة -زيادة على ما مععر فععي
زكاة النقدين .-أحدهما :أن يكون ملك ذلك المال بمعاوضة ولو غير محضععة ،وذلععك
لن المعاوضة قسمان :محضة ،وهي ما تفسد بفساد مقابلها ،كالبيع والشععراء .وغيععر
محضة ،وهي ما ل تفسد بفساد مقابلها كالنكاح .ثانيها :أن تقععترن نيععة التجععارة بحععال
المعاوضة في صلب العقد أو في مجلسه ،وذلك لن المملوك بالمعاوضة قد يقصد به
التجارة ،وقد يقصد به غيرها ،فل بد من نية مميزة ،إن لم يجععددها فعي كععل تصعرف
بعد الشععراء بجميععع رأس المععال .ثالثهععا :أن ل يقصععد بالمععال القنيععة ،وهععي المسععاك
للنتفاع .رابعهععا :مضععي حععول مععن الملععك .خامسععها :أن ل ينععض جميعععه ،أي مععال
التجارة من الجنس ،ناقصا عن النصاب في أثناء الحول ،فإن نض كععذلك ثععم اشععترى
به سلعة للتجارة ،فابتداء الحول يكون من الشراء .سادسها :أن تبلغ قيمته آخر الحول
نصابا ،وكذا إن بلغته دون نصاب ومعه ما يكمل به ،كمععا لععو كععان معععه مععائة درهععم
فابتاع بخمسين منها وبلغ مال التجارة آخر الحول مائة وخمسين -فيضععم لمععا عنععده،
وتجععب زكععاة الجميععع .اه .ملخصععا مععن البجيرمععي) .وقععوله :قيمععة العععرض( -بفتععح
العين ،وسكون الراء -اسم لكل ما قابل النقدين من صععنوف المععوال .ويطلععق أيضععا
على ما قابل الطول .وبضم العين ما قابل النصل فععي السععهام .وبكسععرها :محععل الععذم
والمدح من النسان .وبفتح العين والراء معا .ما قابل الجوهر .واحترز بقععوله قيمععة:
عن نفس العرض ،فل يجوز إخراج زكاته منه) .واعلم( أن مال التجععارة يقععوم آخععر
الحول بما ملك به إن ملك بنقد ولو في ذمته ،فإن ملك بغير نقععد -كعععرض ،ونكععاح،
وخلع -فبغالب نقد البلد) .وقوله :في معال تجعارة( متعلعق بيجعب .ول يخفعى معا فعي
عبارته من الركاكة .إذ العرض الذي يجب ربع عشر قيمتععه هععو مععال التجععارة .ولععو
حذف لفظ العرض ولفظة :في -لكععان أولععى وأخصععر .والتجععارة :هععي تقليععب المععال
المملوك بالمعاوضة بالنية -كشراء -سععواء كععان بعععرض أم نقععد أم ديععن -حععال ،أم
مؤجل .-وخرج بذلك معا ملعك بغيعر معاوضعة كعإرث ،فعإذا تعرك لعورثته ععروض
تجارة لم تجب عليهم زكاتها ،وكهبة بل ثواب) .قوله :بلغ النصاب في آخععر الحععول(
هذا
] [ 174
مكرر مع قوله التي :أما زكاة التجارة إلخ ،فالولى :القتصععار علععى أحععدهما:
إما هذا ،وحذف ما سيأتي -وهو الولى -أو حععذف هععذا ،وإثبععات مععا يععأتي) .قععوله:
وإن ملكه إلخ( غاية في وجوب ربع عشر قيمة العرض .أي يجب ذلك ،وإن اشععتراه
بأقل من نصععاب) .قعوله :ويضعم إلععخ( أي قياسعا علعى النتععاج معع المهععات ،ولعسععر
المحافظععة علععى حععول كععل زيععادة مععع اضععطراب السععواق فععي كععل لحظععة ارتفاعععا
وانخفاضا .وقوله :الربعح الحاصعل فعي أثنعاء الحعول ،أي بزيعادة فعي نفعس الععرض
كسمن الحيوان ،أو بارتفاع السواق) .قععوله :إلععى الصععل( أي أصععل مععال التجععارة،
وهو متعلق بيضم) .وقوله :في الحول( متعلق بيضم أيضا ،أي يضم إليه في الحعول،
فيكون حول الربح والصل واحدا ،ول يفرد الربح بحول جديد) .قععوله :إن لععم ينععض
إلخ( قيد في الضم .أي يضم إليه إن لم ينض بما يقوم به بأن لم ينض أصل ،أو نض
بغير ما يقوم به .ومعنى النض :أن يصير ناضا دراهم أو دنانير .ويفسر بالبيع بالنقد
الذي اشترى به تفسيرا باللزم .قال أبو عبيدة :إنما يسمون النقد ناضا إذا تحول بعععد
أن كان متاعا ،لنه يقال ما نض منه شععئ :أي مععا حصععل -كمععا فععي المصععباح .فلععو
اشترى عرضا بمائتي درهم ،فصارت قيمته فععي الحععول -ولععو قبععل آخععره بلحظععة -
ثلثمائة ،زكاة آخره) .قوله :أما إذا نض( أي بما يقوم به :بأن اشترى عرضا للتجععارة
بمائتي درهم ،وباعه بعد ستة أشهر بثلثمائة) .قوله :بأن صار ذهبا أو فضة( تصوير
للنض .وعبارة التحفة مع الصل :ل إن نض -أي صار ناضا ذهبععا أو فضععة -مععن
جنس رأس المال النصاب ) ،(1وأمسكه إلى آخر الحول ،أو اشترى به عرضععا قبععل
تمامه ،فل يضم إلى الصل ،بععل يزكععى الصععل بحععوله ،ويفععرد الربععح بحععول -فععي
الظهر -ومثله أصله ) (2بأن يشتري عرضا بمائتي درهم ،ويبيعه بعد سععتة أشععهر
بثلثمائة ويمسكها إلى تمام الحول ،أو يشتري به عرضا يساوي ثلثمائة آخر الحول،
فيخرج آخره زكاة مائتين ،فإذا مضععت سععتة أشععهر أخععرى ،أخععرج عععن المععائة ،لن
الربح متميز ،فععاعتبر بنفسععه .فعلععم أنععه لععو نععض بغيععر جنععس المععال :فكععبيع عععرض
بعرض ،فيضم الربح للصل ،وكذا لععو كععان ) (3رأس المععال دون نصععاب ثععم نععض
بنصاب وأمسكه تمام حول الشراء .اه .بحذف) .قوله :وأمسكه إلى آخععر الحععول( أي
أو اشترى به عرضا قبل تمامه ،فل يضم إلى الصل) .قععوله :ويفععرد الربععح بحععول(
أي فإذا تم حععوله زكععاة ،ول يقععال إن شععرط وجععوب الزكععاة النصععاب ،والربععح ليععس
نصابا كامل .لنا نقول إن الخععراج ليععس عنععه وحععده ،بقطععع النظععر عمععا بيععده ،بععل
المعتععبر فععي وجععوب الخععراج أن يضععمه لمععا عنععده .اه .بجيرمععي) .قععوله :ويصععير
عرض التجارة( أي كله أو بعضه إن عينه ،وإل لععم يععؤثر -علععى الوجععه اه .حجععر
وفي المغني :قال الماوردي :ولو نوى ببعض عرض التجارة ولم يعينه ،ففععي تععأثيره
وجهان :-أقربهما -كما قال شيخي -إنه يؤثر ،ويرجععع فععي التعييععن إليععه ،وإن قععال
بعععض المتععأخرين :أقربهمععا المنععع .اه) .وقععوله :للقنيععة( -بكسععر القععاف ،وضععمها -
الحبععس للنتفععاع .قععال ع ش :ويصععدق فععي دعععواه ذلععك -وإن دلععت القرينععة -علععى
خلف ما ادعاه .اه .وفي التحفة :لو نوى القنية لستعمال المحرم -كلبس الحريععر -
فهل تؤثر هذه النية ؟ قال المتولي :فيه وجهان :أصععلهما أن مععن عععزم علععى معصععية
وأصر :هل يععأثم أو ل ؟ اه .والظععاهر أن مععراده بأصععر :صععمم ،لن التصععميم :هععو
الذي اختلف في أنه هل يوجب الثم أو ل ؟ والذي عليه المحققعون أنعه يعوجبه .ومععع
ذلك ،الذي يتجه ترجيحه أنه ل أثر لنيته هنا ،وإن أثرت ثم .اه) .وقععوله :بنيتهععا( أي
القنية) .قوله :فينقطع إلخ( مفرع على صيرورة عرض التجارة
)) (1قوله :النصاب( يأتي محترزه .اه .سععم) (2) .قععوله :ومثلععه أصععله( أي الربععح،
وهو رأس المال ،فل يضم إلى ،بل يفرد بحول والربح بحول آخر ،وهذا يغنععى عنععه
ما قبله ،أه .مولف) (3) .قوله :وكذا لو كان إلعخ( .قععال سعم :انظععر هعذا مععع معا فععي
الروض وشرحه -كغيرهمععا -ممععا نصععه وإذا اشععترى عرضععا بعشععرة مععن الععدنانير
وباعه في أثناء الحول بعشرين منها ولم يشتر بها عرضعا ،زكعى كل معن العشعرتين
لحوله بحكم الخلط إلخ ،فإنه دل على أنه ل ضم هنا .فليراجع .اه .مولف
] [ 175
للقنيععة ،أي وإذا انقطععع احتععاج إلععى تجديععد قصععد مقععارن للتصععرف .اه .تحفععة.
)قوله :ل عكسه( معطوف على عرض التجارة ،أي ل يصير عرض القنيععة للتجععارة
بنية التجارة ،لن القنية :الحبس للنتفاع ،والنية محصلة له .والتجارة :التقليب بقصد
الرباح ،والنية ل تحصله) .قوله :ل يكفععر منكععر وجععوب زكععاة التجععارة( أي كمععا ل
يكفعر منكعر زكعاة الثمعار والعزروع فعي الرض الخراجيعة ،والزكعاة فعي معال غيعر
المكلف ،وذلك لختلف العلماء في وجوبها ،ول يكفر إل منكر الزكاة المجمع عليها
-كما مر) .قوله :للخلف فيه( أي في وجوب زكاة مال التجععارة ،أي لن المععام أبععا
حنيفة ل يقول بوجوب زكاة مععال التجععارة) .قععوله :وشععرط لوجععوب الزكععاة إلععخ( أي
زيادة على ما مر من الشروط ،وهذا الشععرط متضععمن لمريععن :الحععول ،والنصععاب.
ولو قال :وشرط حول ،ووجود نصاب من أول الحول إلى آخره .لكان أولى) .قععوله:
ل التجارة( أي ل مال التجارة ،وإن ملك بأحد النقدين وكان التقويم بععه) .قععوله :تمععام
نصاب( أي نصاب تام ،فالضافة من إضافة الصفة للموصععوف) .وقععوله :لهمععا( أي
الذهب والفضة) .وقوله :كل الحول( ظرف متعلق بتمام) .قوله :بععأن ل ينقععص إلععخ(
تصوير لتمام النصاب في كل الحول) .وقوله :المال( المراد به الذهب والفضة .ولععو
قال بأن ل ينقصععا -بععألف التثنيععة العععائدة إليهمععا -لكععان أولععى ،إذ المقععام للضععمار.
)وقوله :عنه( أي النصاب) .قوله :أما زكاة التجارة( محترز قوله ل التجارة) .قععوله:
فل يشععترط فيهععا( أي فععي زكععاة التجععارة) .وقععوله :تمععامه( أي النصععاب) .وقععوله :ل
آخععره( أي الحععول -أي ل جميعععه ،ول طرفيععه .وذلععك لن العتبععار فيهععا بالقيمععة،
ويعسر مراعاة القيمة كل وقععت ،لضععطراب السعععار انخفاضععا وارتفاعععا) .وقععوله:
لنه حالة الوجوب( تعليل لعتباره آخر الحععول ،أي وإنمععا اعتععبر آخععر الحععول لنععه
وقت الوجوب .فلو تم الحول وقيمة العرض دون النصاب وليس معععه يكملععه بععه مععن
جنععس مععا يقععوم بععه ،فل تجععب الزكععاة فيععه .ومحععل اعتبععار آخععر الحععول :إن لععم تععرد
عروض التجارة في أثناء الحول إلى نقد تقوم به ،بأن بقيت عنده ،أو بيعععت بعععرض
آخر ،أو بيعت بنقد ل تقوم به ،فععإن ردت فععي أثنععائه إلععى النقععد المععذكور -فععإن كععان
نصابا دام الحععول ،وإن نقععص عععن النصععاب انقطععع الحععول ،لتحقععق نقععص النصععاب
حينئذ .فلو اشترى عرضا آخر بعد ذلك ابتدئ حعول جديعد معن حيعن شعرائه) .قعوله:
وينقطع الحول( أي حول زكاة الذهب والفضععة ،ل التجععارة ،بععدليل قععوله بمعاوضععة،
فإن هذا ل يأتي فيها -كما ستعرفه .وأما زكاة التجارة فقد بين أنها ينقطع حولها بنية
القنية ،ويعلم بالولى انقطاعه بزوال الملك بغير المعاوضة .ولو أخر هذا وذكره بعد
بيان زكاة الماشية ،لكان أولى .إذ ما ذكره له تعلق بكل ما سععيأتي .وعبععارة الرشععاد
مع شرحه :وينقطع حول تجارة بنية قنية وينقطع حول غيرها -وهععو زكععاة العيععن -
يتخلل زوال ملك في أثناء الحول بمعاوضة أو غيرها .اه) .قوله :بتخلععل زوال ملععك
أثناءه( أي الحول) .وقوله :بمعاوضة( أي في غير التجارة ،أما هععي :فل تضععر فيهععا
المعاوضة أثناء الحول) .وقوله :أو غيرها( أي غير المعاوضة -كهبة بل ثععواب ،أو
موت فلو زال ملكه كله أو بعضه في الحول بععبيع أو غيععره انقطععع الحععول ،فلععو عععاد
بشراء أو غيره استأنف الحول ،لنقطاع الول بما فعله ،فصار ملكا جديدا ،فل بد له
من حول جديد .ولو مات المالك في أثنععاء الحععول اسععتأنف الععوارث حععوله مععن وقععت
الموت) .قوله :نعم ،لو ملك نصابا إلخ( اسععتدراك علععى انقطععاع الحععول بتخلععل زوال
الملك ،وهو استدراك صوري -كما تفيده العلة) .قوله :لم ينقطع الحول( أي بل يبني
على ما مضى من الستة أشهر .قال في فتح الجواد :صرح به الشيخ أبو حامد وجعله
أصل مقيسا عليه .وجزم به الرافعي في زكاة التجارة أثناء تعليل ،وتبعوه .ونظر فيه
البلقيني ثم أجاب بأنا لما بنينا مع حصول بدل مخععالف -وهععو العععرض -فلن نبنععي
مع حصول بدل موافق -وهو بدل العرض -أولى .قال :ول يخرج هذا على مبادلععة
النقود لعدم القصد إليها في القرض ،وإنما القصد بععه الرفععاق .اه .وبععه يتضععح الععرد
على من زعم أن ذلك مفرع على الضعيف أن الزكاة تجب
] [ 176
على الصيارفة .اه .بحذفه) .وقوله :الرد على من زعم إلععخ( فععي حاشععية ش ق
ما يوافق من زعم ذلك ،ونص عبعارته :قعوله :نععم إلعخ -هعذا اسعتدراك مبنعي علعى
ضعيف ،والمعتمد وجععوب السععتئناف فععي حععق كععل مععن المقععترض والمقععرض ،أمععا
الول فظاهر ،لن النصاب لم يدخله في ملكه إل بقبضه ،وإن لم يتصرف فيه .وأمععا
الثاني ،فلنه خرج عن ملكه بالقرض .فتجب عليه الزكاة إذا تم الحول مععن القعرض،
بمعنععى أنهععا تسععتقر فععي ذمتععه ،ول يجععب الخععراج إل إذا وجععب لععه النصععاب .اه.
بتصرف) .قععوله :فععإن كععان( أي المقععترض مليععا ،أي موسععرا) .وقععوله :أو عععاد( أي
النصاب إليه ،أي المقرض ،فإن لم يكن مليا ولم يعد إليه النصاب استقرت الزكاة في
ذمته حتى يعود) .قوله :أخرج الزكاة آخر الحول( فاعل الفعععل يعععود علععى القععرض،
فالزكاة في المال الذي أقرضه واجبة عليه ،لن ملكه لععم يععزل بععالقرض رأسععا ،لنععه
بقي بدله في ذمة المقترض ،وكذلك تجب على المقترض إذا بقععي مععا اقترضععه عنععده
حول كامل من القرض) .قوله :لن الملك إلخ( تعليل لعدم انقطععاع الحععول) .وقععوله:
لثبوت بدله( أي النصاب المقرض) .قعوله :وكعره أن يزيعل ملكعه( أي تنزيهعا ،وقيعل
تحريما ،وأطالوا في النتصار له .اه .فتح الجواد) .قوله :ببيع( متعلق بيزيل) .قوله:
أو مبادلة( أي من جنس واحد كذهب بذهب ،أو من جنس آخر كذهب بفضة) .قععوله:
عما تجب فيه الزكاة( متعلق بيزيل ،أي يزيل ملكه عن المال الذي تجب فيععه الزكععاة.
)قععوله :لحيلععة( متعلعق بكععره ،واللم للتعليعل ،أي وكععره ذلعك إذا كعان لجعل الحيلعة.
)قوله :بأن يقصد( تصوير لزوال الملععك للحيلععة) .قععوله :لنععه( أي زوال الملععك بهععذا
القصععد ،وهععو تعليععل للكراهععة) .قععوله :وفععي الععوجيز يحععرم( أي زوال الملععك بقصععد
الفرار) .قوله :ول يبرئ الذمة( أي زوال ملكه عنه لحيلة ل يبرئ ذمتععه عععن الزكععاة
باطنا ،فتتعلق بذمته فيه .وعبععارة المغنععى :وقععال فععي الععوجيز :يحععرم إذا قصععد بععذلك
الفرار من الزكاة ،وزاد في الحياء :أنه ل تععبرأ الذمععة فععي البععاطن ،وأن أبععا يوسععف
كان يفعله .ثم قال :والعلععم علمععان :ضععار ونععافع .قععال :وهععذا مععن العلععم الضععار .اه.
)قوله :بقصده( أي قصده بزوال الملك دفعع وجععوب الزكععاة -يعنعي إذا قصعد بععزوال
الملك عما تعلقت به الزكاة الدفع المذكور :أثم -أي من جهة قصده ذلععك ،وأمععا نفععس
الفعل :فهو جائز ،ل يتعلق به إثم) .قععوله :أمععا لععو قصععده إلععخ( محععترز قععوله لحيلععة.
)قوله :بل لحاجة( أي قصد زوال الملك لحاجة ،أي ضرورة ،كاحيتاجه إلععى بيععع مععا
تعلقت به الزكاة لينتفع بثمنه) .قوله :أولها وللفرار( أي أو قصد ذلك للحاجة وللفععرار
معا .قال في المغنى .فإن قيل يشكل عدم الكراهة فيما إذا كان للحاجععة ،وللفععرار بمععا
إذا اتخذ ضبة صغيرة لزينة وحاجة فإنه يكره .أجيب بأن الضععبة فيهععا اتخععاذ ،فقععوى
المنع ،بخلف إزالة الملك ،فإن فيها ترك اتخاذ .اه .بتصرف) .قوله :تنبيه إلععخ( هععو
مما شمله قوله وينقطع بتخلل زوال ملك) .قععوله :ل زكععاة علععى صععيرفي( أي لتخلععل
زوال الملك أثناء الحول) .قوله :بادل إلخ( وكلما بععادل اسععتأنف الحععول ،ولععذلك قععال
ابن سريج بشعر الصعيارفة أن ل زكعاة عليهعم) .قعوله :ولعو للتجعارة( أي ولعو كعانت
المبادلة -أي المعاوضة -بقصععد التجععارة فععإنه ل زكععاة عليععه .قععال فععي التحفععة :لن
التجارة في النقدين ضعيفة نادرة بالنسبة لغيرهما ،والزكاة الواجبة زكاة عين ،فغلبت
وأثر فيها انقطاع الحول .اه) .وقوله :بما في يده( هو وما قبله متعلقان ببادل) .قوله:
من النقد( بيان لما) .وقوله :غيره( مفعول بادل ،أي بادل شخصا غيره) .وقوله :مععن
جنسه( أي كذهب بذهب ،أو فضة بفضة) .وقوله :أو غيره( أي غيععر جنسععه ،بععأن ل
يكون كذلك ،كععذهب بفضععة ،أو عكسععه) .قععوله :وكععذا ل زكععاة علععى وارث إلععخ( أي
لتخلل زوال الملك
] [ 177
أيضععا ،وانتقععاله مععن المععورث للععوارث فل بععد مععن نيععة مععن الععوارث مقرونععة
بتصرف ،كبيع وغيره) .قوله :فحينئذ إلععخ( أي فحيععن إذ تصععرف الععوارث فيهععا بنيععة
التجارة يستأنف الحول ،فابتداؤه من حين التصرف المقععرون بالنيععة ،ل مععن المععوت،
بخلف غير عععروض التجععارة ،فععإنه يسععتأنف الحععول فيهععا مععن المععوت ،لنهععا غيععر
محتاجة إلى نية) .قوله :ول زكاة في حلي مبععاح( أي إن علمععه .فععإن لععم يعلمععه ،بععأن
ورثه ولم يعلمه حتى مضى حول ،فتجب زكاته ،لنه لم ينو إمساكه لستعمال مباح.
وخرج بقوله مباح :غيره ،وهو المحرم :كحلي النساء اتخذه الرجل ليلبسه ،وبالعكس
-كما في السيف والمنطقة -فتجب الزكاة فيععه .ومنععه الميععل للمععرأة وغيرهععا ،إل إن
اتخذه شخص من ذهب أو فضععة لجلء عينععه ،فهععو مبععاح فل زكععاة فيععه .والمكععروه:
كضبة فضة كبيرة لحاجة ،وصعغيرة لزينعة .قععال فععي النهايعة :ولععو اتخعذه لسعتعمال
محرم فاستعمله في المباح في وقت ،وجبت فيععه الزكععاة ،وإن عكععس ،ففععي الوجععوب
احتمالن ،أو جههما عدمه ،نظرا لقصد البتداء .فإن طرأ قصد محرم ابتدأ لها حول
من وقته ،ولو اتخذه لهما وجبت قطعا .اه .وعععدم وجععوب الزكععاة فععي الحلععي المبععاح
مذهبنا ،وكذا عند مالك ،ورواية مختارة عن أحمد .وأما عند أبي حنيفة فتجب الزكاة
في الحلي مطلقا ،أي سواء كان لرجل أو امرأة) .قوله :ولو اتخذه الرجل إلععخ( غايععة
في عدم وجوب الزكاة في الحلي يعني ل زكاة في ؟ حلي مباح ،سععواء اتخععذه امععرأة
أو رجل لم يقصد شيئا ،ل لبسا ول غيعره .ووجعه ععدم وجعوب الزكعاة فعي هعذه ،أن
الزكاة إنما تجب في مال نام ،والنقد غير نعام ،وإنمعا ألحعق بالنعامي لتهيئه للخعراج،
وبالصياغة بطل تهيؤه له) .وقوله :أو غيععره( معطععوف علععى لبععس .أي أو بل قصععد
غير اللبس) .قوله :واتخذه لجارة إلخ( معطوف على الغاية ،فهو غايعة أيضععا ثانيععة،
أي ول زكاة فيه ،ولو اتخذه لجارة أو إعارة لمن يجوز لععه اسععتعماله ،وهععو المععرأة.
ووجه عدم وجوب الزكاة في هذه أنه صار معدا لستعمال مباح ،فأشبه العوامل مععن
النعم) .قوله :إل إذا اتخذه بنية كنز( أي بأن اتخذه ليدخره ول يستعمله ،ل في محععرم
ول غيره ،كما لو دخره ليبيعه عند الحتياج إلى ثمنه .ول فرق في هذه الصورة بين
الرجل والمرأة .والفرق بينها وبين صورة ما لو لم يقصد شيئا أصل -لم تجععب فيهععا
الزكاة -أن قصد الكنز صارف لهيئة الصياغة عن الستعمال ،فصار مسععتغنى عنععه
-كالدراهم المضروبة) .قععوله :فتجععب الزكععاة فيععه( مفععرع علععى مععا بعععد إل) .قععوله:
)فرع( الولى :فععروع -بععالجمع) .قععوله :يجععوز للرجععل( ومثلععه الخنععثى ،بععل أولععى.
)قوله :بخاتم فضة( وهو الذي يلبس في الصبع ،سواء ختم به الكتب أو ل ،وأما مععا
يتخذ لختم الكتب من غير أن يصلح لن يلبس فل يجوز اتخاذه من ذهععب ول فضععة.
ومثل خاتم الفضة :خاتم حديد ،أو نحاس ،أو رصاص ،لخبر الصحيحين :التمس ولو
خاتما من حديد .وفي سنن أبي داود :كان خاتمه )ص( من حديععد ،عليععه فضععة .وأمععا
خبر :مالي أرى عليك حلية أهل النار لرجل وجده لبسا خععاتم حديععد ،فهععو ضعععيف.
)قوله :بل يسن( إضراب انتقالي ،ولو قال من أول المر :سن للرجل تختم إلخ .لكان
أخصععر) .قععوله :فععي خنصععر يمينععه( متعلععق بيسععن ،ويصععح تعلقععه بيجععوز .وخععرج
بالخنصر :غيره ،فيكره وضع الخاتم فيه .وقيل يحععرم .وعبععارة شععرح الععروض بعععد
كلم :لو تختم في غير الخنصععر -ففععي حلععه وجهععان قععال الذرعععي قلععت :أصععحهما
التحريم ،للنهي عنه ،ولما فيه من التشبيه بالنسععاء .اه .والععذي فععي شععرح مسععلم عععدم
التحريم ،فعنه :والسنة للرجل جعل خاتمه في الخنصر ،لنه أبعد مععن المتهععان فيمععا
يتعاطى باليد ،لكونه طرف ،ولنعه ل يشعغل اليعد عمعا تتنعاوله معن أشعغالها ،بخلف
غير الخنصر .ويكره له جعله في الوسطى والسبابة ،للحععديث ،وهععي كراهععة تنزيععه.
اه) .قوله :للتباع( دليل لسنية التختم بخاتم الفضة ،وهو أنععه )ص( اتخععذ خاتمععا مععن
فضة) .قوله :ولبسه في اليمين أفضل( أي ولبس الخاتم في خنصر اليمين أفضل مععن
لبسه في خنصره اليسار) .وسئل( ابععن حجععر :هععل الفضععل لبععس الخععاتم بععاليمين أو
اليسار ؟ )فأجاب( بقوله :ورد في أحاديث إيثععار اليميععن ،وفعي أخععرى إيثععار اليسععار،
وقد بينتها وما يتعلق بها في شرح الشمايل للترمذي.
] [ 178
)والحاصل( أن الفضل عندنا لبسه في اليميععن ،للحععديث الصععحيح :كععان يحععب
التيامن في شأنه كله أي مما هو من باب التكريم .ول شك أن فععي التختععم تكريمععا أي
تكريم ،فيكون في اليمين .واعترض بعض الناس قول مالك -رضي ال عنه -يكععره
في اليمين ويكون في اليسععار فععإنه يلععزم ) (1عليععه السععتنجاء بالخععاتم ،مععع أن أكععثر
الخواتيم فيا نقش القرآن والذكار إلخ .اه .من الفتععاوي) .قععوله :مععن وجععوب نقصععه(
أي الخاتم ،وهو بيان لما) .قوله :للنهي عن اتخاذه مثقال( أي في صععحيح ابععن حبععان
وسنن أبي داود ،عن أبي هريرة ،أن النبي )ص( قال للبععس الخععاتم الحديععد :مععا لععي
أرى عليك حلية أهل النار ؟ فطرحه ،فقال :يا رسول ال :من أي شعئ أتخععذه ؟ قعال:
اتخععذه مععن ورق ،ول تتمععه مثقععال) .قععوله :وسععنده( أي الحععديث المتضععمن للنهععي.
)وقوله :حسن( عبارة النهاية :والخبر المذكور ضعفه المصنف فععي شععرحي المهععذب
ومسلم .وقال النيسابوري :إنه منكر .واسعتغر بعه الترمعذي ،وإن صععححه ابععن حبعان
وحسنه ابن حجر .اه) .قوله :فععالوجه أنععه( الضععمير يعععود علععى الخععاتم المبععاح .أي
مقداره بدليل الستدراك بعده ،ولوله لصح رجوعه للمنهي عنعه) .وقععوله :ل يضععبط
بمثقال( المناسب أن يقول ل يضععبط بمثقععال( المناسععب أن يقععول ل يضعبط بأقععل معن
مثقال ول بأكثر) .قوله :بل بما ل يعد إسرافا عرفا( أي بل يضبط مقداره بما ل يعععد
إسرافا في العرف ،فما عده العرف إسرافا حرم سواء كان مثقال ،أو أقععل ،أو أكععثر،
وإل فل) .قوله :قال شيخنا وعليه( أي على الضبط المذكور) .وقوله :فالعبرة بععرف
أمثال اللبس( أي في البلد التي هو فيها .وعبارة المغنى :وهو -أي العرف -عرف
تلك البلد ،وعادة أمثاله فيها ،فما خرج عن ذلك كان إسرافا -كمععا قععالوه فععي خلخععال
المرأة .-اه .قال الكردي وفي المداد :ينبغي أن العرف لو اختلف باختلف المحععال
أو الحرف ونحوهما ،يقيد أهل كل محل أو حرفة بعرفة ،وحينئذ لو انتقل بعض أهععل
بلد اعتيد أن خاتمهم مثقالن إلى بلد اعتيد فيها مثقال فقط ،فهل العبرة ببلد المنتقل أو
بلد المنتقل إليه ؟ ثم ذكر ما يفيد أنه متردد في ذلك .اه) .قوله :ول يجوز تعععدده( أي
الخاتم لبسا ،أما اتخاذا ليلبس واحععدا بعععد واحععد فجععائز .كمععا صععرح بععه فععي التحفععة،
وعبارتها :وأل في الخععاتم للجنععس ،فيصععدق بقععوله فععي الروضععة وأصععلها :لععو اتخععذ
الرجل خواتيم كثيرة ليلبس الواحد منها بعد الواحد جاز .وظععاهره جععواز التخععاذ ،ل
اللبس .واعتمده المحب الطبري ،لكن صععوب السععنوي جععواز اتخععاذ خععاتمين فععأكثر
ليلبسها كلها معا .ونقله عن الدرامي وغيره ،ومنععع الصععيدلني أن يتخععذ فععي كععل يععد
زوجا .وقضيته :حل زوج بيد ،وفرد بأخرى .وبه صرح الخععوارزمي .والععذي يتجععه
اعتمععاده كلم الروضععة الظعاهرة فعي حرمععة التععدد مطلقععا ،لن الصعل فعي الفضعة
التحريم على الرجل ،إل ما صح الذن فيعه ،ولعم يصعح فععي الكعثر معن الواحععد .ثعم
رأيت المحب علل بعذلك ،وهعو ظعاهر جلعي ،علعى أن التععدد صعار شععارا للحمقعاء
والنساء ،فليحرم من هذه الجهة ،حتى عند الدارمي وغيره .اه) .وقوله :خلفا لجمع،
حيث لم يعد إسرافا( أي خلفععا لجمععع جععوزوا التعععدد حيععث لععم يعععد إسععرافا .فحيععث:
متعلقة بمحذوف ،ويجوز تعلقها بخلفا .وممععن اعتمععد جععواز التعععدد حينئذ :الخطيععب
في مغنيه ،وعبارته :وتوحيد المصنف -رحمه ال -الخاتم وجمع ما بعده :قد يشعععر
بامتناع التعدد ،اتخاذا ولبسا ،وهو خلف ما في المحرر .والذي ينبغععي اعتمععاده :مععا
أفاده شيخي من أنه جائز ،ما لم يؤد إلى سرف .اه .بحذف .ومثله في النهاية) .قوله:
وتحليته( مصدر مضاف إلععى فععاعله العععائد علععى الرجععل ،معطععوف علععى تختععم ،أي
ويجوز للرجل أن يحلي آلة حرب ،أي وإن كانت عنععد مععن لععم يحععارب ،لن إغاظععة
الكفار -
)) (1قععوله :يلععزم إلععخ( ممنععوع للتصععريح بنععدب تحععويله إلععى اليميععن عنععد إرادة
الستنجاء .انتهى.
] [ 179
ولو ممن بدارنا -حاصلة مطلقا .وخرج بالرجل :غيعره -معن امععرأة وخنعثى -
فل يجوز له تحليلته آلة حرب بذهب ول فضة ،وإن جععاز لععه المحاربععة بآلتهععا وبآلععة
حرب أوعيتها :كعالقراب ،وغمععد السعيف ،فل يجعوز تحليتهععا .وقععال سعم :يحتمععل أن
غلف السيف كهو ،والتحلية جعل عيععن النقععد فععي محععال متفرقععة مععع الحكععام حععتى
تصير كالجزء ،ول مكان فصلها مع عدم ذهاب شئ من عينها فارقت التمعويه التعي
أنه حرام) .قعوله :كسعيف إلعخ( أمثلعة للعة الحعرب) .قعوله :وتعرس( بضعم فسعكون،
المسمى بالدرقة ،وتتخذ من حديد وجلد ونحوهما ،ليتقى بهععا المحععارب سععهام العععدو.
)قوله :ومنطقة( بكسر الميم) .قوله :وهي( أي المنطقة) .وقوله :ما يشد بهععا الوسععط(
أي كالسبتة ،وتسمى الن بالحياصة ،وجعلها من آلة الحرب لنها تنفع فيه من حيععث
كونها تمنع وصول السهم للبدن ،فالمراد باللة -فيما مر -كل ما ينفع في الحععرب -
كذا في البجيرمي) .قوله :وسكين الحرب( أي التي تتخععذ للحععرب ،كععالجردة) .قععوله:
دون سكين المهنة( أي دون السععكين الععتي تتخععذ للمهنععة -أي الخدمععة -كقطععع اللحععم
وغيره .فل يجوز تحليتها) .قوله :والمقلمة( هي بكسععر الميععم ،وعععاء القلم ،ثععم إنععه
يحتمل أنه معطوف على سكين المهنة أي ودون المقلمة .ويحتمل عطفه على المهنععة
فيصير لفظ سكين مسلطا عليه ،أي ودون سكين المقلمععة ،وهععو المقشععط -كمععا نععص
عليه البجيرمي .-ويرد على هذا أن ع ش جعععل مععن سععكين المهنععة المقشععط ،إل أن
يكون من ذكر الخاص بعد العام .وعبارة المغني :وأما سكين المهنة والمقلمة فيحععرم
تحليتهما على الرجل وغيره ،كما يحرم عليهما تحلية المرآة والدواة .اه .وهععي تؤيععد
الحتمععال الول) .قععوله :بفضععة( متعلععق بتحليععة) .قععوله :بل سععرف( متعلععق بيجععوز
المقدر ،أو بتحلية .أما التحلية مع السرف فتحرم ،لما فيه من زيععادة الخيلء) .فععائدة(
السععرف مجععاوزة الحععد ،ويقععال فععي النفقععة :التبععذير ،وهععو النفععاق فععي غيععر حععق.
فالمسرف :المنفععق فععي معصععية ،وإن قععل إنفععاقه .وغيععره :المنفععق فععي الطاعععة ،وإن
أفرط .قال ابن عباس رضي ال عنهما :ليس في الحلل إسراف ،وإنمععا السععرف فععي
ارتكععاب المعاصععي .قععال الحسععن بععن سععهل :ل سععرف فععي الخيععر ،كمععا ل خيععر فععي
السرف .وقال سفيان الثوري :الحلل ل يحتمل السرف .وقال عبد الملك بععن مععروان
لعمر بن عبد العزيز حين زوجه ابنته :ما نفقتك ؟ قععال الحسععنة بيععن السععيئتين ثععم تل
قوله تعالى) * :والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا( ) * (1اليععة .اه) .قععوله :لن
في ذلك( أي ما ذكععر مععن تحليععة آلععة الحععرب ،وهععو تعليععل للجععواز) .وقععوله :إرهابععا
للكفار( أي وإغاظة لهععم) .قعوله :ل بعذهب( معطعوف علعى بفضععة ،وهعو تصععريحك
بالمفهوم ،أي ل يجوز له التحلية بذهب) .قععوله :والخععبر المبيععح لععه( أي للععذهب ،أي
التحلية به .وذلك الخبر هو أن سيفه )ص( يوم الفتح كان عليه ذهب وفضة) .وقوله:
ضعفه ابن القطان إلخ( عبارة التحفة :وخبر أن سععيفه )ص( إلععخ :يحتمععل أنععه تمععويه
يسير بغير فعله )ص( قبل ملكه له ،ووقائع الحوال الفعلية تسقط بمثل هذا ،على أن
تحسين الترمذي لععه معععارض بتضعععيف ابععن القطععان .اه) .قععوله :وتحليتععه مصععحفا(
معطوف على تختم أيضا ،أي ويجوز تحلية الرجل -وكذا غيره -مصحفا .قال سععم:
وينبغي كما قاله الزركشي :إلحاق اللوح المعد لكتابة القرآن بالمصحف في ذلععك .اه.
شرح الرملي .أقول :ينبغي إلحاق التفسير -حيث حرم مسه -بالمصععحف ،بععل علععى
قول الشارح -يعني ما فيعه قعرآن -ل فعرق .اه) .قعوله :أي معا فيعه القعرآن( تفسعير
مراد للمصحف ،أي أن المراد به كل ما فيه قرآن ،سواء كان كله أو بعضه) .وقوله:
ولو للتبرك( أي ولو كانت كتابة القرآن بقصد التبرك ،كالتمائم ،فععإنه يجععوز تحليتععه،
فل يشععترط أن تكععون للدراسععة) .قععوله :كغلفععه( أي كتحليععة غلف المصععحف ،أي
ظرفه المعد لعه ،فإنهععا جعائزة .وفععي البجيرمعي :وكععذا كيسعه ،وعلقتعه ،وخيطعه ،ل
كرسيه .اه) .قوله :بفضة( متعلق بتحلية.
] [ 180
)قوله :وللمرأة تحليته بذهب( يعني أنه يجععوز للمععرأة تحليععة المصععحف بععذهب،
لعموم خبر أحل الذهب والحرير لناث أمتي ،وحرم على ذكورها .والطفل كععالمرأة.
وأما الخنثى فليس هنا مثلها .بل مثل الرجل ،فيحرم عليه ذلك) .قوله :إكرامععا فيهمععا(
أي في التحلية بفضة من الرجل ،وفي التحلية بذهب من المععرأة ،وهععو علععة الجععواز.
)قوله :وكتبه بالذهب حسن( المناسب ذكره بعد قوله :والتمويه حرام مطلقععا ،ويجعلععه
كالستثناء منه ،وذلك لنه الكتابة بالذهب إنمععا تكععون بععالتمويه ،وإنمععا جععازت كتابععة
حروف القرآن به ،وحرم في المكتوب عليه القرآن ونحوه كجلده ،للفرق بينهما ،بععأنه
يغتفر في إكرام حروف القرآن ما ل يغتفر في نحو ورقه وجلده ،علععى أنععه ل يتععأتى
إكرامها إل بذلك ،فكان مضطرا إليه ،بخلف غيرها ،فإنه يمكن إكرامه بالتحلية ،فلم
يحتج للتمويه فيه رأسا) .قوله :ل تحلية إلخ( معطوف علععي وتحليتععه مصععحفا ،وهععو
مفهومه ،أي ل يجوز تحلية كتاب غير المصحف .وعبارة المغني :واخترز المصنف
بتحليععة المصععحف علععى تحليععة الكتععب ،فل يجععوز تحليتهععا علععى المشععهور .قععال فععي
الذخائر :سواء فيه كتب الحععديث وغيرهععا .ولععو حلععي المسععجد أو الكعبععة أو قناديلهععا
بعذهب أو فضعة حعرم ،لنهعا ليسعت فعي معنعى المصعحف ،ولن ذلعك لعم ينقعل ععن
السلف ،فهو بدعة ،وكل بدعة ضللة ،إل ما استثني .اه) .وقوله :ولو بفضععة( غايععة
في عدم الجواز ،أي ل تجوز تحلية كتاب غيره ،ولو كانت بفضععة) .قععوله :والتمععويه
حرام( أي فعععل التمععويه حععرام) .وقععوله :مطلقععا( أي سععواء كععان فععي آلععة الحععرب أو
المصحف أو غيرهما ،وسواء كان للمرأة أو للرجل بذهب أو فضععة ،وسععواء حصععل
منه شئ بعالعرض علعى النعار أم ل) .فعإن قلعت( لعم حعرم بالنسعبة للمصعحف ونحعو
غلفه ،مع أن العلة في جواز التحلية الكععرام وهععو حاصععل بكععل ؟ )قلععت( لكنعه فععي
التحلية لم يخلفه محظور ،بخلفه في التمويه ،لما في من إضاعة المععال ،وإن حصععل
منه شئ) .قوله :ثم إن حصل منه( أي التمويه بمعنى المموه ،وأفاد كلمععه أن حرمععة
التمويه مطلقا بالنسععبة لصععل الفعععل ،وأمععا بععالنظر للسععتدامة فععإن حصععل منعه شععئ
بالعرض على النار حرمت ،وإل فل ،وعبارة سم -في مبحث النية -قال في شرح
العباب :وبما تقرر -من أن التفصيل إنما هو في الستدامة ،وأن الفعل حععرام مطلقععا
-يجمع بين ما قاله الشيخان هنا من حععل الممععوه بمععا ل يحصععل منععه شععئ ومععا قععاله
النووي في الزكاة واللباس واقتضاه كلم الرافعي من تحريمععه .اه) .قععوله :وإل فل(
أي وإن لم يحصل منه شئ بالعرض فل تحرم استدامته) .قععوله :وإن اتصععل بالبععدن(
أي ل تحرم استدامته ،وإن اتصل المموه بالبدن) .قوله :خلفععا لجمععع( مرتبععط بقععوله
والتمويه حرام .أي خلفا لجمع نازعوا في حرمة التمعويه مطلقعا وجعوزوه فعي نحعو
المصحف .وعبارة سم :قوله حرمة التمويه هنا :الوجه عدم الحرمة ،وإضاعة المععال
لغرض ،جائزة .م ر .اه .وقوله :هنا :أي بالنسععبة للمصععحف) .قععوله :ويحععل الععذهب
والفضة( أي لبسهما ،للحععديث المععار بالنسععبة للمععرأة ،ولن الصععبي ليععس لععه شععهامة
تنافي خنوثة الذهب والفضة ،بخلف الرجل .اه .شرح الروض) .قوله :إجماعا( أي
يحل ذلك بالجماع) .قوله :في نحو السوار( متعلق بمحعذوف حعال معن فاععل يحعل،
أي ويحلن حال كونهما متخذين في نحو السوار كالخاتم بالجماع) .واعلم( أن هععذه
الظرفية -كالتي بعدها -ل تخلو عن شئ ،فكان الولى والخصععر أن يقععول :ويحععل
نحو سوار من الذهب والفضة ،إجماعا ،والمنسوج بهما على الصعح .فتنبعه) .قععوله:
والخلخال( بفتح فسكون ،كبلبال :حلي يلبس في الساق) .قوله :والنعل( مثله القبقععاب.
)قوله :والطوق( هو الذي يلبس في العنق) .قوله :وعلى الصح( معطوف على قوله
إجماعععا .أي ويحلن حععال كونهمععا متخععذين فععي المنسععوج .بهمععا مععن الثيععاب علععى
الصح ،لن ذلك من جنس الحلععي .وخععرج بقععولي مععن الثيععاب :الفععرش -كالسععجادة
المنسوجة بهما -فتحرم ،لنها ل تدعو للجماع ،كععالملبوس) .قععوله :ويحععل لهععن( أي
للنسوة ،والولى لهما -أي للمرأة والصبي -لتقدم ذكرهمععا) .وقععوله :التععاج( هععو مععا
يلبس على الرأس ،وكان من
] [ 181
الذهب أو الفضة) .قوله :وإن لم يعتدنه( أي وإن لم تعتد النسوة لبسه ،فإنه يحل
لهن .وعبارة الععروض وشععرحه .وكععذا يحععل لهععن التععاج إن تعععودنه ،وإل فهعو لبععاس
عظماء الفرس ،فيحرم .وكأن معناه أنه يختلععف بعععادة أهععل النععواحي ،فحيععث اعتععدنه
جاز ،وحيث لم يعتدنه ل يجوز ،حذرا من التشبه بالرجال .وذكر مثله فععي المجمععوع
هنا وقال فيه -في باب ما يجععوز لبسععه -والمختععار ،بععل الصععواب ،حلععه مطلقععا ،بل
ترديد ،لعموم الخععبر ،ولععدخوله فععي اسععم الحلععي .اه) .قععوله :وقلدة( معطععوف علععى
التاج ،أي ويحل لهن قلدة) .قوله :فيها دنانير معراة( هي التي تجعل لهعا ععرى معن
ذهب أو فضة ،وتعلق بها في خيط كالسبحة ،فإنها ل زكاة فيها -كما سيذكره -لنها
صرفت بذلك عن جهة النقد إلى جهة أخرى) .وقععوله :قطعععا( أي بل خلف) .قععوله:
وكذا مثقوبة( أي ومثل المعراة في الحل :المثقوبة .قال في التحفة بعده علععى الصععح
في المجمععوع لععدخولها فععي اسعم الحلعي ،وبعه رد السعنوي وغيععره معا فععي الروضعة
وغيرها من التحريم ،بل زعم السنوي أنه غلط ،لكنعه غلععط فيععه .وممععا يؤيععد غلطععه
قوله :تجب زكاتها لبقاء نقديتها ،لنهععا لععم تخععرج بععالثقب ،عنهععا .اه .والععوجه أنععه ل
زكاة فيها ،لما تقرر أنها من جملة الحلي ،إل إن قيععل بكراهتهععا ،وهععو القيععاس ،لقععوة
الخلف في تحريمها .اه .وقال سم :اعتمد م ر ما في الروضععة -أي مععن التحريععم -
اه) .قوله :ول تجب الزكاة فيها( أي في المذكورات من السوار والخلخال وغيرهما.
وفي بعض نسخ الخط فيهما -بععالتثنيه -فيكععون راجعععا للععدنانير المعععراة والمثقوبععة.
)قوله :أما مع السرف إلخ( محترز قوله بل سرف .وقال ع ش :المراد بالسععرف فععي
حق المرأة أن تفعله على مقدار ل يعد مثله زينة .اه .والفرق بين السراف والتبذير.
أن الول هو صرف الشئ فيما ينبغي زائدا على معا ينبغعي ،والثعاني :صعرف الشعئ
فيما ل ينبغي -كما قاله الكرماني على البخاري .اه .وقد تقععدم فععي فععائدة كلم أبسععط
مما هنا) .قوله :فل يحل شئ من ذلك( أي مما ذكر من نحو السوار وما بعده) .قوله:
كخلخال إلخ( تمثيل للسرف) .وقوله :وزن مجموع فرديته( أي لحداهما فقط ،خلفا
لمععن وهععم فيععه) .قععوله :مائتععا مثقععال( قععال فععي التحفععة :لععم يرتععض الذرعععي التقييععد
بالمائتين ،بل اعتبر العادة ،فقد تزيد وقد تنقص .وبحث غيره أن السرف فععي خلخععال
الفضة أن يبلغ ألفي مثقال ،وهو بعيد ،بل ينبغي الكتفاء فيه بمععائتي مثقععال كالععذهب.
اه) .قوله :فتجب الزكاة فيه( أي في الخلخال جميعه ،ل قدر السرف فقط) .تتمعة( لعم
يتعرض لبيان زكاة المعدن والركاز .وحاصل ذلك أن ما استخرج من معادن الععذهب
أو الفضة يخرج منه إن بلغ نصابا بأربع العشر ،لعموم خبر وفي الرقة ربع العشععر.
ولخبر الحاكم أنه )ص( أخذ من المعادن القبلية الصدقة .ول يعتبر فيععه االحععول ،بععل
يخرج حال ،لنه إنما يعتبر للتمكن من تنمية المال ،والمستخرج من معدن نمععاء فععي
نفسه ،وإنما اعتبر النصاب لن ما دونه ل يحتمل المواساة -كما فععي سععائر المععوال
الزكوية -وما يوجد من الركاز -وهو دفين الجاهلية -ففيه الخمععس إن بلععغ نصععابا،
ول يعتبر الحول فيه ،بل يخرج حال ،كزكاة المعدن ،ويصرف الخمس وربع العشععر
في القسمين مصرف الزكاة -على المعتمد) .قوله :وتجب إلخ( لما أنهى الكلم علععى
ما يتعلق بزكاة النقدين والتجارة ،شرع يتكلم على ما يتعلععق بزكععاة القععوت ،والصععل
فيها قععوله تعععالى) * :وآتععوا حقععه يععوم حصععاده( * ) (1وقععوله تعععالى) * :أنفقععوا مععن
طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الرض( * ) (2فأوجب النفاق ممععا أخرجتععه
الرض ،وهو الزكاة ،لنه ل حق فيمععا أخرجتععه غيرهععا) .قععوله :علععى مععن مععر( أي
المسلم الحر المعين) .قوله :في قوت( أي مقتات ،وهو ما يقععوم بععه البععدن غالبععا ،لن
القتيات ضروري للحياة ،فأوجب الشارع منه شيئا لرباب الضرورات .وخععرج بععه
مععا يؤكععل تععداويا ،أو تنعمععا ،أو تأدمععا كععالزيتون ،والزعفععران ،والععورس ،والخععوخ،
والمشمش ،والتين ،والجوز ،واللوز ،والتفاح -فل تجب الزكاة في شععئ منهععا ،لنهععا
ل تستعمل للقتيات) .وقوله :اختياري( أي يقتات في حالعة الختيعار .وخعرج بعه معا
يقتات في حالة الضطرار -كحب حنظل،
] [ 182
وغاسول ،وترمس -فل تجب الزكاة في شععئ منهععا) .قععوله :مععن حبععوب( بيععان
لقوت) .قوله :كبير إلخ( تمثيل للقوت من الحبوب ،وذكر ثمانية أمثلة .والععبر -بضععم
الموحدة -ويقال له قمح .وحنظلة :كععانت الحبععة منععه -حيععن نععزل مععن الجنععة -قععدر
بيضة النعامة ،وألين من الزبد ،وأطيععب مععن رائحععة المسععك ،ثععم صععغرت فععي زمععن
فرعون ،فصارت الحبة قدر بيضة الدجاجة ،ثم صغرت حين قتل يحيى بععن زكريععا،
فصارت قدر بيضة الحمامة ،ثم صغرت فصارت قدر البندقة ،ثم قععدر الحمصععة ،ثععم
صععارت إلععى مععا هععي عليععه الن .فنسععأل ال ع أن ل تصععغر عنععه .نقلععه ش ق عععن
الجهوري .ومثل البر :اللوبياء ،والجلبان ،والماش -وهو نوع مععن الجلبععان -وإنمععا
وجبت الزكاة في جميع ذلك لورود بعضها في الخبار ،وألحق به الباقي .وأمععا قععوله
)ص( لبي موسى الشعري ومعاذ بن جبل حين بعثهما إلى اليمن :ل تأخذا الصععدقة
إل من هذه الربعة :الشعير ،والحنطة ،والتمر ،والزبيب .فالحصر فيععه إضععافي ،أي
بالنسبة إلى ما كان موجود عندهم ،لخبر الحاكم ،وقال صحيح السناد عن معععاذ أنععه
)ص( قال :فيما سقت السماء والسععيل والبعععل ،العشععر .وفيمععا سععقي بالنضععح نصععف
العشر .وإنما يكون ذلك في التمر والحنطة والحبوب ،فأمععا القنععاء والبطيععخ والرمععان
والقصب فعفو -عفا رسععول الع )ص() .قععوله :وأرز( بفتععح الهمععزة ،وضععم الععراء،
وتشديد الزاي -وهعو أشععهر لغعاته .والشعائع علععى اللسعنة رز -بل همععزة -وتسعن
الصلة على النبي )ص( عند أكله ،لنه خلق من نوره) .فعإن قيعل( إن الشعياء كلهعا
خلقت من نوره) .أجيب( بأنه خلق من نوره بل واسطة ،وكل الشياء التي تنبت مععن
الرض فيها داء ودواء ،إل الرز :فإن فيه دواء ،ول داء فيه) .قوله :وحمص( بكسر
الحاء مع فتح الميم المشددة أو كسرها وما اشتهر على اللسنة من ضم الحاء وتشديد
الميععم المضععمومة فليععس بلغععة) .قععوله :ودخععن( بضععم الععدال المهملععة وإسععكان الخععاء
المعجمة :نوع من الذرة ،إل أنه أصغر منها) .قوله :وباقل( بالتشديد مع القصععر ،أو
بععالتخفيف مععع المععد :وهععي الفععول) .قععوله :ودقسععة( قععال فععي القععاموس :وهععي حععب
كالجاورش) .قوله :وفي تمر ،وعنععب( معطععوف علععى فععي قععوت ،وصععنيعه يقتضععي
أنهما ليسا من القوت ،وليس كذلك ،فلو قال أول وهو من الحبوب كععبر إلععخ ،ثععم قععال
ومن الثمار كتمر وعنب ،لكان أولى .ويحتمل أن قول الشارح مععن ثمععار مععؤخر مععن
النساخ ،وأن الصل ومن ثمار في تمعر وعنعب .وعبعارة المنهعاج تختعص بعالقوت -
وهو من الثمار :الرطب ،والعنب .ومن الحب :الحنطة ،والشعير ،والرز ،والعععدس.
وسععائر المقتععات اختيععارا .اه) .قععوله :منهمععا( أي مععن المععذكورين :القععوت ،والتمععر
والعنب) .وقوله :خمسعة أوسععق( أي أقلعه ذلععك ،ومعا زاد فبحسعابه ،فل وقعص فيهعا.
والمراد أنها ل تجب فيما دون خمسة أوسق ،لخبر الشععيخين :ليععس فيمععا دون خمسععة
أوسق صدقة .والوسق :جمع وسق -بالفتح على الشععهر -مصععدر بمعنععى الجمععع،
قععال ال ع تعععالى) * :والليععل ومععا وسععق( * ) (1أي جمععع) .قععوله :وهععي( أي خمسععة
الوسق) .وقوله :ثلمععائة صععاع( أي لن الوسععق سععتون صععاعا فععإذا ضععربت خمسععة
الوسق في الستين صاعا كانت الجملة ثلثمائة صاع) .قوله :والصععاع أربعععة أمععداد(
وإذا ضربت أربعة المداد في ثلثمائة الصاع صارت الجملة ألفا ومائتي مععد) .قععوله:
والمد رطل وثلث( أي بالبغدادي ،وجملععة خمسععة الوسععق بالرطععال :ألععف وسععتمائة
رطل .وضبطت بالكيل المصري :ستة أرادب وربعع أردب .وقععال بععض المحققيععن:
النصاب الن بالكيل المصري أربعة أرادب وويبة ،لن الكيل الن نقص عععدده عمععا
كان ،بسبب ما يكال به الن ،حتى صارت الرادب وويبة مقدار ستة الرادب وربع
الردب المقدرة نصابا سابقا ،فالتفاوت بينهما إردبان وكيلة) .قوله :منفععي( حععال مععن
فاعل بلغ بالنسبة للقععوت فقععط ،وإن كععان صععنيعه يقتضععي رجععوعه لععه ولقسععيمه ،أي
يعتبر في القوت بلوغه خمسة أوسق حال كععونه منقععى ،أي مصععفى مععن تبنعه لنعه ل
يدخر فيه ،ول يؤكل معه ،ويغتفر قليععل ل يععؤثر فععي الكيععل ،وحععال كععونه منقععى مععن
قشره الذي ل يؤكل معه
] [ 183
في الغالب ،فإن كان يؤكل معه في الغالب -كذرة -فل يعتبر تنقيته منه فيدخل
قشره في الحساب وأما غير القوت فيعتبر بلوغه خمسععة أوسععق حععال كععونه تمععرا إن
تتمر الرطب ،أو حال كونه زبيبا إن تزبب العنب ،وإن لم يتتمر الول أو لععم يععتزبب
الثاني :فيعتبر ذلك حال كونه رطبا أو عنبا ،وتخرج الزكاة منهما في الحععال) .قععوله:
واعلم أن الرز( ومثله العلس بفتحتين ،وهو نوع من الحنطة .قال فععي التحفععة :وهعو
قوت نحو أهل صنعاء فععي كععل كمععام حبتععان وأكععثر .اه) .قععوله :فتجععب( أي الزكععاة.
)وقوله :فيه( أي في الرز ،ومثله ما مر) .قوله :وإن بلغ عشرة أوسععق( أي اعتبععارا
لقشرة الذي ادخاره فيه أصلح له وأبقى بالنصععف ،وبعععد ذلععك لععه أن يخععرج الععواجب
عليه حال كونه في قشره ،وله أن يخرجه خالصا ل قشر عليه) .قوله :عشر للزكععاة(
انظر موقعه من العراب ؟ وظاهر صنيعه أنه مبتدأ ،والجار والمجرور بعده خععبر.
أي عشر يخرج للزكاة .ويرد عليه أن عشر نكععرة ،ول يجععوز البتععداء بهععا ،ويمكععن
على بعد جعل الجار والمجرور صفة له ،ويكععون هععو المسععوغ وجملععة الشععرط بعععده
خبر المبتدأ ،ولو قال -كسابقه -ويجععب فيمععا ذكععر عشععر إلععخ ،أو أبقععى المتععن علععى
ظاهره ،ولم يقدر عند قععوله وفععي قععوت المتعلععق وهععو تجععب ،لكععان أولععى وأخصععر.
وعليه :يكون الجععار والمجععرور خععبرا مقععدما .وقععوله عشععر :مبتععدأ مععؤخرا ،ويكععون
المعنى عليه :والعشر واجب في القوت إن سقي بل مؤنة .ثم ظهر صحة جعععل بععدل
من الضمير المستتر في تجب العائد على الزكاة ،بناء على أنه ل يشععترط فععي البععدل
صحة إحلله محل المبدل منه ،أما علععى اشععتراط ذلععك فل يصععح ،لنعه يلزمععه عليعه
إسناد المبدوء بتاء الغيبة للسم الظاهر المذكر ،وهو ل يجوز .ومنع العلمة الصبان
-في حاشية الشموني -إبدال الظاهر من ضمير الغيبة المستتر ،وقال :فل يقال هند
أعجبتني جمالها -على البدال .فتنبه) .قوله :إن سقي( أي مععا ذكععر مععن القععوت ومععا
عطف عليه) .قوله :بل مؤنة( أي بل مؤنة كثيرة ،بأن لم يكن هناك مؤنة أصععل ،أو
مؤنة قليلة .ولو سقي بما فيه مؤنة وغيره وجب القسط من كل ،باعتبار عيش الزرع
والثمر ونمائها ،ل بأكثر المدتين ،ول بعدد السقيات .فلو كانت المدة من وقت الزرع
إلى وقت الدراك ثمانية أشهر ،واحتيج في أربعة منها إلععى سععقيتين فسععقي بععالمطر،
وفي الربعة الخععرى إلععى سععقيتين فسععقي بالنضععح ،وجععب ثلثععة أربععاع العشععر ،أو
احتاج في ستة منها إلى سقيتين فسقي بماء السععماء ،وفععي شععهرين إلععى ثلث سععقيات
فسقي بالنضح ،وجب ثلثة أرباع العشر ،وربع نصف العشر) .قوله :كمطر( تمثيععل
لما كان بغير مؤنة ،ومثله ماء انصب إليععه مععن جبععل ،أو نهععر ،أو عيععن) .قععوله :أي
وإن سقي( الولى بأن سقي ،بباء التصوير) .قوله :كنضح( أي نقل المععاء مععن محلععه
إلى الزرع بحيوان أو غيره) .قوله :فنصفه( أي فالواجب نصف العشر .والصل فيه
-وفيما قبله -خبر البخاري :فيمععا سعقت السععماء أو العيععون أو كععان عثريععا ،العشععر.
وفيما سقي بالنضح ،نصف العشر) .قوله :وسبب التفرقة( أي بين ما سععقي بل مؤنععة
حيث كان واجبه العشر ،وما سقي بمؤنة حيث كان واجبه نصف العشر) .قوله :ثقععل
المؤنة في هذا( أي فيما سقي بمؤنعة) .وقعوله :وخفتهعا فعي الول( أي فيمعا سعقي بل
مؤنة ،ول يقال إن بين خفتها وبين بل مؤنععة تنافيععا ،لن خفتهععا تثبععت أصععل المؤنععة،
وبل مؤنة ينفيه ،لنا نقول المراد من المؤنة المنفية الكععثيرة ،وهععو يصععدق بوجودهععا
مع خفتها -كما علمت -ثم إن المراد بخفتها أن شأنها ذلك ،وإل فقععد ل تكععون هنععاك
مؤنة أصل -كما علمت أيضا ) .-قععوله :سعواء إلععخ( تعميععم فععي وجععوب الزكععاة فععي
القوت ،وما عطف عليه ،ولو قدمه على قوله عشر إلععخ لكععان أولععى) .وقععوله :أزرع
ذلك قصدا( أي زرعه مالكه أو نائبه عمدا) .وقوله :أم نبت اتفاقا( أي كأن وقع الحب
بنفسه من يد مالكه عند حمل الغلة مثل ،أو بإلقاء نحو طير في أرضه ،فنبت) .قوله:
كما في المجموع( أي كما ذكره فيه ،وهو راجع للتعميم) .وقععوله :حاكيععا( أي المععام
النووي ،وهو حال من الضمير المستتر في متعلق الجععار والمجععرور) .وقععوله :فيععه(
أي في المجموع أو في التعميم) .قوله :وبه يعلم إلخ( أي بما حكاه في المجمععوع مععن
التفاق على التعميم المذكور
] [ 184
يعلم إلخ) .قوله :ويشترط إلخ( مقول قول الشيخ زكريا ،لكن بنوع تصرف فععي
عبارته ،ونصها :وشرط وجوبها أن يبلغ خمسة أوسق ،وأن يزرعه مععالكه أو نععائبه،
فل زكاة فيما انزرع بنفسه أو زرعه غيععره بغيععر إذنععه ،كنظيععره فععي سععوم الماشععية.
انتهت .قال في التحفة -بعد أن سععاق العبععارة المععذكورة وضعععفها :-وفععي الروضععة
وأصلها -مععا حاصعله -أن معا تنععاثر معن حععب مملععوك بنحعو ريععح أو طيععر ،زكعي.
وجرى عليه شراح التنبيه وغيرهم ،فقالوا :ما نبت مععن زرع مملععوك بنفسععه .زكععي.
وعليه ،يفرق بين هذا والماشية بعأن لهعا نعوع اختيععار ،فاحتيعج لصعارف عنعه ،وهعو
قصد إسامتها ،بخلفه هنا .وأيضععا فنبععات القععوت بنفسععه نععادر ،فععألحق بالغععالب ،ول
كذلك في سوم الماشية ،فاحتيج لقصد مخصص ،ويظهر أن يلحق بالمملوك ما حملععه
سيل إلى أرضه مما يعرض عنه فنبت ،وقصد تملكه بعععد النبععت أو قبلععه .اه .وكتععب
ش ق على قول التحرير المععار معا نصععه :هعو قعول مرجععوح ،والمعتمعد خلفعه ،بعل
المعتبر تمام الملك وإن لم يباشر المالك -ول نائبه -زراعته ،كأن وقع الحب بنفسععه
من يد مالكه عند حمل الغلة مثل ،أو بإلقاء نحععو طيععر .كععأن وقعععت العصععافير علععى
السنابل فتناثر الحب ونبععت ،فتجععب الزكععاة فععي ذلععك إن بلععغ نصععابا .وخععرج بالملععك
المذكور ما نبت من حب حمله السيل من دار الحرب إلى أرضنا غير المملوكة لحد
فل زكاة فيه ،لنه فئ ،والمالك غير معيعن .أمعا لعو كععانت مملوكعة فيملكعه معن نبععت
بأرضععه .ومثععل مععا حملععه السععيل إلععى الرض غيععر المملوكععة :ثمععار النخععل المبععاح
بالصحراء ،وما وقف من ثمار بستان أو حب قرية على المسععاجد والربععط والقنععاطر
والفقراء والمساكين ،فل زكاة في شئ من ذلك .ولو حمل الهواء أو الماء حبا مملوكا
فنبت بأرض -فإن أعرض عنه مالكه فهو لصاحب الرض ،وعليعه زكعاته ،وإن لعم
يعرض عنه فهو له ،وعليععه زكععاته ،وأجععره مثععل الرض لصععاحبها .اه) .قععوله :ول
يضم جنس إلى آخر( أي كضم الحنطة إلى الرز ،أو التمر إلى العنب .وهععذا مجمععع
عليه في التمر والزبيب .ومقيس في نحو البر والشعير .قال في التحفة :يقع كثيرا أن
البر يختلط بالشعير ،والذي يظهر أن الشعععير إن قععل -بحيععث لععو ميععز لععم يععؤثر فععي
النقص -لم يعتبر ،فل يجزئ إخراج شعير ،ول يععدخل فععي الحسععاب ،وإل لععم يكمععل
أحدهما بالخر .فما كمل نصابه أخععرج عنععه مععن غيععر المختلععط .اه) .قععوله :بخلف
أنواع الجنس فتضم( أي فيضم نوع منه إلى نوع آخر منه ،وذلك كتمر معقلي فيضععم
إلى برني ،وكبر مصري فيضم إلى شامي ،لتحاد السم ،ويخععرج مععن كععل بقسععطه،
لنه ل مشقة فيه ،فإن عسر التقسيط -لكثرة النواع -أخرج الوسط .ل أعلها ،ول
أدناها -رعاية للجانبين -فععإن تكلععف وأخععرج مععن كععل بقسععطه فهععو أفضععل) .قععوله:
وزرعا العام يضمان( العام ليس بقيد ،بل المدار على حصادهما في عام واحععد ،ولععو
كانا زرعي عامين .ولو قال والزرعان يضمان إن وقععع إلععخ ،لكععان أولععى وأخصععر.
)قوله :إن وقع حصادهما في عام( أي بععأن يكععون بيععن حصععادي الول والثععاني دون
اثني عشر شهرا عربية ،ول عبرة بابتداء الزرع ،لن الحصاد هو المقصود ،وعنده
يستقر الوجوب .قال في المغني :وهل المراد بالحصععاد أن يكععون بالفعععل أو بععالقوة ؟
قال الكمال ابن أبي شريف :تعليلهم يرشد إلى الثاني .اه) .تتمععة( لععم يتعععرض لععوقت
وجوب الزكاة في القوت وما عطف عليه ،وحاصله أن وقته إذا بععدا صععلح الثمععر -
ولو في بعضه -لنه حينئذ ثمرة كاملة .وقبله بلح أو حصرم .والمراد ببدو الصلح:
بلوغه صفة يطلب فيها غالبا ،فعلمته في الثمر المتلون أخذه فععي حمعرة أو سعواد أو
صفرة ،وفي غير المتلون -كالعنب البيض -لينه وتمويهه ،وهو صععفاؤه ،وجريععان
الماء فيه .وإذا اشتد الحب ولو في البعض أيضا لنععه حينئذ قععوت ،وقبلععه بقععل .ومععع
وجوبها بما ذكر ل يجب الخراج إل بعد التصفية والجفاف فيما يجف ،بل ل يجععزئ
قبلهما) .قوله :فرع إلخ( هذا الفرع له تعلق بجميع الصناف التي تتعلق بهععا الزكععاة،
وهو محترز قول الشارح فيما مر معين ،فكان الولى أن يقدمه هناك ،أو يؤخره عن
بيان زكاة النعم .فتنبه.
] [ 185
)قععوله :فععي مععال بيععت المععال( إضععافة مععال إلععى بيععت لدنععى ملبسععة ،أي مععال
المسععلمين المحفععوظ فععي بيععت المععال) .قععوله :ول فععي ريععع موقععوف( هععذا الععتركيب
إضافي ،أي ل تجب الزكاة في ريع الشئ الموقوف .والمراد بالريع :ما يستخرج منه
من الفوائد) .وقعوله :معن نخعل أو أرض( بيعان لموقعوف) .قعوله :علعى جهعة عامعة(
متعلق بموقوف) .قوله :كالفقراء إلخ( تمثيل للجهة العامة) .قوله :لعدم تعيععن المالععك(
تعليل لعدم وجوب الزكاة فيما ذكر) .قوله :وتجب( أي الزكاة) .قععوله :فععي موقععوف(
أي ريع موقوف) .قوله :على معين واحد( أي كزيععد) .قععوله :فععي موقععوف( أي شععئ
موقوف من أرض أو نخل أو غيرهما) .قوله :على إمام المسجد( أي من يصععلي فععي
هذا المسجد إماما) .قوله :أو المدرس( أي في هذا المسجد مثل) .قوله :بععأنه( متعلععق
بأفتى ،وضميره يعود على من ذكر من المام والمععدرس) .قععوله :يلزمععه زكععاته( أي
الموقوف ،أي ريعه) .قوله :قال شيخنا( عبععارته :وأفععتى بعضععهم فععي موقععوف علععى
إمام المسجد أو المدرس بأنه يلزمععه زكععاته كععالمعين ،وفيععه نظععر ظععاهر ،بععل الععوجه
خلفه ،لن المقصود بذلك الجهعة ،دون شععخص معيعن .كمععا يعدل عليعه كلمهعم فععي
الوقف .اه) .وقوله :لن المقصود بذلك :الجهة( أي كل من اتصف بهذا الوصعف ،ل
شخص معين) .قوله :إن غلة الرض إلخ( مقول القول ،والغلة هي الريع المار ،وقد
علمتعه) .قعوله :المملوكعة( بعالجر ،صعفة للرض) .قعوله :أو الموقوفعة علعى معيعن(
احترز به عن الموقوفة على غيعر معيعن ،فعإنه ل تجعب فيعه الزكعاة -كمعا معر آنفعا.
)قوله :من مال مالكها( أي الرض ،وهذا بالنسبة لما إذا كععانت مملوكععة) .وقععوله :أو
الموقوف عليه( أي أو من مال الموقوف عليه ،وهذا بالنسععبة لمععا إذا كععانت موقوفععة،
فكلمه على اللف والنشر المرتب) .قوله :فتجب عليه( أي مععن ذكععر مععن المالععك ،أو
الموقوف عليه المعين) .قوله :فإن كان البععذر مععن مععال العامععل( أي الععذي يعمععل فععي
الرض ويزرعهععا) .قععوله :وجوزنععا المخععابرة( أي وجرينععا علععى أنهععا جععائزة ،أي
صحيحة .وهذا ليس بقيد ،بل لو جرينا على أنها فاسدة يكون الحكم كععذلك ،لن فاسععد
الجارة كصحيحها ،فتكون الزكاة واجبة علعى العامعل ،لن العزرع ملعك لعه ،وعليعه
لمالك الرض أجرتهععا فقععط .وعبععارة الععروض وشععرحه :وتجععب الزكععاة علععى مالععك
الثمار والحبوب .وإن كععانت الرض مسععتأجرة أو ذات خععراج .اه .والمخععابرة :هععي
معاملة على أرض ببعض ما يخرج منها ،والبذر من العامل -كما سيأتي -والمعتمد
فيها عدم الصحة ،لقوله )ص( :من لم يذر المخابرة ،فليؤذن بحرب من ال ورسوله.
)قوله :ول شئ على صاحب الرض( أي ل زكاة عليه ،سواء كان مالكععا أو موقوفععا
عليعه) .قعوله :لن الحاصعل لعه إلعخ( أي لن الشعئ العذي يحصعل لصعاحب الرض
يأخذه مما استخرجته الرض أجرة أرضه ،وهي ل زكاة فيها .وفي فتاوي ابن حجر
ما نصه) :سئل( عمن أكرى مزرعة لحد على أن له شيئا معلوما من الغلة كل سنة،
فهل يجب عليه -إذا أخذ تلك الجرة -أن يؤدي زكاتها إذا بلغت نصعابا أو ل ؟ وإذا
كانت الجرة نقدا ،ماذا حكمها ؟ )فأجاب( بقوله :ل تلزمه زكاة الجرة إن كانت حبا
إل إذا كان للتجارة ووجدت فيععه شععروطها ،ول تلزمععه زكاتهععا إذا كععانت نقععدا إل إن
مضى عليه حول من حين ملكهععا وهععي نصععاب .اه .بتصععرف) .قععوله :وحيععث كععان
البذر من صاحب الرض إلخ( هذه هي المزارعة ،لنها معاملة علععى أرض ببعععض
ما يخرج منها ،والبذر من المالك -كما سيأتي -والمعتمد فيهععا أيضععا عععدم الصععحة.
)قوله :وأعطي منه شئ للعامععل( الفعععل مبنععي للمجهععول ،وأسععند إلععى مفعععوله الثععاني
ومفعوله الول
] [ 186
للعامل ،واللم زائدة .أي وأعطى المالك العامل في مقابلة عمله شيئا من البذر،
والمراد مما تخرجه الرض بعد بذرها ببذر المالك) .قوله :ل شئ علععى العامععل( أي
ل زكاة عليه) .قوله :لنه أجرة عمله( أي لن ما يأخذه مما استخرجته الرض إنمععا
هو أجرة عمله ،وهي ل زكاة فيها) .قوله :وتجب الزكاة لنبععات الرض المسععتأجرة(
مثلها الرض الخراجية ،فتجب الزكاة فيها مع الخراج .وعبارة الروض :وتجب وإن
كانت الرض مستأجرة أو ذات خراج .وقال في شرحه :فتجب الزكاة مع الجععرة أو
الخراج .ثم قال :وأما خبر :ل يجتمع عشر وخراج فععي أرض مسععلم فضعععيف ،قععاله
في المجموع ،وعبارة التحفة :لععو أجععر الخراجيععة ،فععالخراج علععى المالععك ،ول يحععل
لمؤجر أرض أخذ أجرتها من حبها قبل أداء زكاته ،فإن فعععل لععم يملععك قععدر الزكععاة،
فيؤخذ منه عشر ما بيده ،أو نصفه ،كما لو اشترى زكوبا لم تخرج زكاته ،ولععو أخععذ
المام أو نائبه -كالقاضععي -الخععراج علععى أنععه بععدل مععن العشععر ،فهععو كأخععذ القيمععة
بالجتهاد أو التقليد ،والصح إجععزاؤه -أو ظلمععا .لععم يجععز عنهععا ،وإن نواهععا المالععك
وعلم المام بذلك .وقول بعضهم يحتمل الجزاء .يرد بأن الفرض أنععه قاصععد الظلععم،
وهذا صارف عنها ،وقعولهم يجعوز دفعهعا لمعن ل يعلعم أنهعا زكعاة ،لن الععبرة بنيعة
المالك :محله عند عدم الصارف من الخذ ،أما معه -كأن قصد بالخذ جهععة أخععرى
-فل ،وبهذا يعلم أن المكس ل يجزئ عن الزكاة إل إن أخععذه المععام أو نععائبه ،علععى
أنه بدل عنها باجتهاد أو تقليد صحيح ،ل مطلقا ،خلفا لمن وهم فيه .اه .وقوله :بععدل
من العشر :أي في الزكععاة ،وقععوله :كأخععذ القيمععة :أي فععي الزكععاة فععي غيععر عععروض
التجارة) .وسئل( ابن حجر عن أخذ السلطان الجائر العشور المعهععودة فععي ذا الزمععن
باسم الزكاة ونوي به المأخوذ منه الزكاة ،فهل يسقط به الغععرض أول فأجععاب بقععوله:
نعم يسقط بأخذه على الععوجه المععذكور فععرض الزكععاة عععن المععأخوذ منععه ،لن المععام
الجائر كالعادل في الزكاة وغيرها ،ويقع لبعض التجار -الذين ليس لهم كبير تقععوى،
ويغلععب عليهععم البخععل والخععزي -أنهععم يكععثرون السععئلة عمععا يأخععذه منهععم أعععوان
السلطين من الملوك :هل يقع عنهم من الزكاة إذا نووها ؟ فنجيبهم بما هو المعروف
المقرر .وبسط الكلم فيه بعض شراح الرشاد من أن ذلك ل يحسععب مععن زكععواتهم.
لن المام لم يأخذه باسم الزكاة ،بل باسم الععذب عنهععم وعععن أمععوالهم ،فهععو وأعععوانه
يعتقدون أن ذلك حق له في أموال التجار يستحق أخذه قهرا عليهم ،ولو سععمع هععو أو
بعض أعوانه عن بعض التجار أنه يدفع ذلك لهم باسععم الزكععاة :لمععا قبلععوا منععه ذلععك،
وأخذوه قهرا عليه على غير هذا الوجه ،بل ربما آذوه وسبوه ،والدفع للمام أو نععائبه
العام إنما يجزئ عن الزكاة حيث لم يمتنع المام أو نائبه من أخذه علععى هععذا الععوجه،
أو يأخذه بقصد مغاير له ،فحينئذ ل يمكن حسبان ما أخذه عن الزكاة .وبقي مانع آخر
من ذلك ،وهو أن الدفع إلععى السععلطان غيععر ممكععن ،وإنمععا يقععع الععدفع لنععائبه العععام أو
الخاص ،والدفع للنائب العام ...وهو الوزير العظم ،أو نحوه -متعسرا أيضا ،وإنما
الواقع والمتيسر الدفع إلى النائب الخاص ،وهذا النائب الخاص ل يولونه علععى أخععذه
زكاة بوجه ،وإنما يولونه على أخذ العشور ،ومرادهم بها المكوس -كمععا هععو معلععوم
من أحوالهم ،وعباراتهم ،وعاداتهم -فمن أراد الععدفع إليهععم باسععم الزكععاة ولععم يععدفعها
لمام ول لنائبه فيها فكيف تجزئ عنه ؟ فليتأمل ذلك ،وليشع لهععم ،فععإن بعععض فسععقة
المتفقهة والتجعار ربمعا حسعبوا معا يؤخعذ منهعم معن المكعوس معن الزكعوات الواجبعة
عليهم ،وما دروا أنها * )يحمى عليها في نار جهنععم ،فتكععوى بهععا جبععاهم ،وجنععوبهم،
وظهورهم( * وتقول لهم ملئكة العذاب * )هععذا مععا كنزتععم لنفسععكم فععذوقوا مععا كنتععم
تكنزون( * .أعاذنا الع معن ذلععك وأمثععاله بمنععه وكرمععه .اه) .قععوله :ومؤنععة الحصععاد
والدياس على المالك( هذه المسألة مستقلة ،وليست مرتبطة بمععا قبلهععا -أعنععي قععوله:
وتجععب الزكععاة لنبععات الرض المسععتأجرة وإن كععان هععو ظععاهر منعععه ووجععه عععدم
ارتباطها به أنه إن أريد بالمالك مالك الرض الذي هو المؤجر فل يصععح لنععه ليععس
عليه شئ أصل لنه مؤجر يستلم أجره أرضه فقط وإن أريد به مالععك ،-د ،،الععزرع
الذي هو المستأجر ،فل يصح اختصاص الحكم المذكور به .وأيضا لو كععان هععذا هععو
المراد ،لقال عليه بالضمير العائد على الزراع .إذا علمت ذلك ،فكان الولى للشععارح
أن يقدم هذه المسألة قبيل
] [ 187
الفرع ،أو يفصلها عما قبلها بترجمة مسععتقلة ،كععأن يقععول :فععرع إلععخ .دفعععا لمععا
يوهمه صنيعه .ومعنى ما ذكععر :أن مؤنععة الحصععاد والدياسععة -ومثلهمععا مؤنععة جععذاذ
الثمر وتجفيفه -تكون من خالص مال المالك للزرع ،سواء كان مالكا للرض أيضععا
أم ل -بأن كان مستأجرا لها -ل من مال الزكاة .وكثيرا ما يخرجون ذلك من التمععر
أو الحب ،ثم يزكون الباقي ،وهو خطأ ،ويععدل لمععا ذكرتععه عبععارة الععروض وشععرحه،
ونصها) :فرع( مؤنة الجفاف ،والتصفية ،والجذاذ ،والععدياس والحمععل ،وغيععر ذلععك -
مما يحتاج إلععى مؤنععة -علععى المالععك ،ل مععن مععال الزكععاة .اه .ومثلهععا عبععارة شععرح
المنهج ،والتحفة ،والنهاية ،والمغنى .فتنبه) .قوله :وتجب إلخ( شروع في بيان مقدار
نصاب النعم .ما يجب إخراجه منه) .وقوله :على من مر( أي المسععلم الحععر المعيععن.
وتضمن من الشروط ثلثة ،وبقي منها أن تبلغ نصابا وأسامة مالك لهععا كععل الحععول،
ومضى حول في ملكه ،وأن ل تكون عوامل) .قوله :للزكععاة( متعلععق بتجععب) .قععوله:
في كل خمس إبل :شاة إلخ( بعدأ بالبعل لنهعا أشعرف أمعوال الععرب .والصعل فيمعا
ذكره فيها ما رواه البخاري عن أنس رضي ال عنه ،أن أبا بكر -رضي الع عنععه -
كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين على الزكاة :بسم ال الرحمن الرحيم .هذه
فريضة الصدقة التي فرضها رسول ال )ص( علععى المسععلمين ،والععتي أمععر الع بهععا
رسوله ،فمععن سععئلها علععى وجههععا فليعطهععا ،ومععن سععئل فوقهععا فل يعطععه :فععي أربععع
وعشرين من البل ،فما دونها الغنم في كل خمس :شاة ،فإذا بلغععت خمسععا وعشععرين
إلى خمس وثلثين :ففيها بنت مخاض أنثى ،فإن لم يكن فيها بنت مخاض فابن لبععون
ذكر .فإذا بلغت ستا وثلثين إلى خمس وأربعين :ففيها بنععت لبععون أنععثى ،فععإذا بلغععت
ستا وأربعين إلى ستين :ففيها حقه طروقة الجمل .فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس
وسبعين :ففيها جذعة .فإذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ،ففيها بنتا لبون .فععإذا بلغععت
إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ،ففي كل أربعين :بنت لبون ،وفي كل خمسين حقه
وقوله :في الحديث ل يعطه أي الععزائد ،بععل يعطععى الععواجب) .واعلععم( أن هععذا العععدد
تعبدي ،ل يسأل عن حكمته ،بل يتلقى عن الشارع بالقبول) .قوله :جذعة ضأن( بعدل
من شاة) .وقوله :لها سنة( أي تحديدية ،لكن لو أجذعت مقدم أسنانها -أي أسععقطته -
بعد ستة أشهر ،أجزأت .فععالول منععزل منزلععة البلععوغ بالسععن ،والثععاني منععزل منزلععة
البلوغ بالحتلم) .وقوله :أو ثنية معز( أو :للتخيير ،فهو مخير بين الجذعععة والثنيععة.
)وقوله :لها سععنتان( أي تحديععدا) .قععوله :ويجععزئ الععذكر إلععخ( أي لصععدق اسععم الشععاة
عليه ،فإنها تطلق على الذكر والنثى ،إذ تاؤها للوحععدة ل للتععأنيث ،ولنهععا مععن غيععر
الجنس ،وبه فارق منع إخراج الذكر عن الناث في الغنععم) .قععوله :ل المريععض إلععخ(
أي ل يجزئ المريض إن كانت إبله صحاحا ،أي سليمة .ومقتضععى التقييععد بمععا ذكععر
أنه يجزئ المريض إن كانت إبله غير صحاح ،وهو ضعيف ،والمعتمععد عععدم إجععزاء
المريض مطلقا -كما صرح به فععي التحفععة -ونصععها :ويشععترط -كمععا صععححه فععي
المجمععوع ،خلفععا لمععا قععد يقتضععي تصععحيحه كلم الروضععة وأصععلها -صععحة الشععاة
وكمالها ،وإن كانت البل مريضة أو معيبة ،لن الواجب هنا في الذمة ،فلم يعتبر فيه
صفة المخرج عنه ،بخلفه فيما يأتي بعد الفصل .فإن لم يجععد صععحيحة فععرق قيمتهععا
دراهم -كمن فقد بنت المخاض مثل فلععم يجععدها ،ول ابععن لبععون ول بععالثمن ،فيفععرق
قيمتها للضرورة .اه) .وقوله :بخلفه فيما يأتي( أي وهععو أنععه ل تؤخععذ مريضععة ول
معيبة من الغنعم إل معن مثلهعا) .قعوله :إلعى خمعس وعشعرين( متعلعق بمحعذوف ،أي
ويستمر وجوب الشاة في كل خمس إبل إلى أن يبلغ عددها خمسا وعشرين ،فإذا بلععغ
عددها ذلك وجب فيها بنت مخاض) .وقوله :منها( أي البل) .قوله :ففي عشععر إلععخ(
تفريع على ما قبله) .قوله :وخمسة عشر :ثلث( أي وفي خمسة عشععر :ثلث شععياه.
)قوله :وعشرين إلخ( أي وفي عشرين إلععى الخمععس والعشععرين أربععع شععياه ،والغايععة
ليست داخلة) .قوله :فإذا كملت( أي استكملت) .قععوله :فينععت مخععاض( أي بنععت ناقععة
مخاض .فإن عدمها فابن لبون ،أو
] [ 188
حق وإن كان أقل قيمة منها) .قوله :لها سنة( أي أن بنت المخاض مععا كععان لهععا
سنة ،أي وطعنت في الثانية .وكذا يقععال فيمععا بعععد ،لن السععنان المععذكورة تحديديععة.
)قوله :هي( أي بنت المخاض) .وقوله :واجبها( أي الخمس والعشرين) .وقوله :إلععى
ست وثلثين( أي ويستمر هذا الواجب فيها إلى أن يبلغ عددها ستا وثلثيععن .والغايععة
ليست بداخلة) .قوله :سميت( أي الناقة التي تخرج عن الخمععس والعشععرين) .وقععوله:
بذلك( أي بنت مخععاض) .قععوله :لن أمهععا آن( هععو بمععد الهمععزة :مععن الوان ،بمعنععى
الوقت ،أي قرب) .وقوله :أن تصير من المخاض( وعبارة الرملي لن لها أمهععا بعععد
سنة من ولدتها آن لها أن تحمل مرة أخرى ،فتصير مععن المخععاض .اه .ول يخععالف
كلم الشرح ،لنها تسمى بهذا السم إل بعد بلوغ السنة) .قوله :وفععي سععت وثلثيععن(
أي وتجب في ست وثلثين من البل) .وقوله :إلى سععت وأربعيععن( أي ويسععتمر هععذا
الواجب -أعني بنت اللبون -إلى أن تبلغ ستا وأربعين )قععوله :بنععت لبععون( أي بنععت
ناقة لبون ،ول يؤخذ ابن اللبون ،وألحق عنهعا عنعد فقعدها .والفعرق بينهعا وبيعن بنعت
المخاض :أن كل منهما يزيد على بنت المخععاض بقععوته علععى ورود المععاء والشععجر،
وامتناعه من صغار السباع بنفسه ،ولم يزد بذلك على بنت اللبون لوجععود تلععك القععوة
فيهععا أيضععا ،فلععم يجععزئ عنهععا) .قععوله :سععميت( أي الناقععة الععتي تخععرج عععن السععت
والثلثين) .وقوله :بذلك( أي بنت اللبون) .قوله :وفي ست وأربعين( أي وتجععب فععي
ست وأربعين) .وقوله :حقه( -بكسر الحاء -ويجزئ عنهعا بنتععا لبععون) .قععوله :وفععي
إحدى وستين( أي وتجب في إحدى وستين من البل) .وقععوله :جذعععة( -بفتحععتين :-
ما قبل الثني ،ويجزئ عنها حقتان ،أو بنتا لبون ،لجزائهما عما زاد) .قوله :سميت(
أي الناقة التي تجزئ عن الحدى والستين) .وقوله :بذلك( أي بالجذعة) .قوله :وفععي
ست وسبعين بنتا لبون( وهذا تعبدي ،ل بالحساب ،وإل فمقتضععى الحسععاب أن يجععب
في اثنين وسبعين بنتا لبون ،لن بنععت اللبععون وجبعت فعي سععت وثلثيعن ،فلعو اعتععبر
الحساب لوجب في اثنتين وسبعين :بنتا لبون) .قوله :في إحدى وتسعععين :حقتععان( أي
تعبدا ،ل بالحساب ،كما في الذي قبله ،وإل بأن اعتبر الحسععاب ،لمععا وجبععت الحقتعان
إل في اثنتين وتسعين ،ومثله يقععال فيمععا بعععد) .قععوله :وفععي مععائة وإحععدى وعشععرين:
ثلث بنات لبون( فإن نقصت الواحدة لم يحسب سوى الحقتين) .قوله :ثم الواجب في
كل أربعين إلخ( ظععاهره يقتضععي أنععه مععتى زاد علععى مععائة وإحععدى وعشععرين -ولععو
واحدة -يتغير الواجب ،ويكون في كل أربعين إلخ .ويستقيم الحسععاب .وليععس كععذلك،
بل إنما يتغير الواجب بزيادة تسع على المائة والحدي والعشععرين ،ثععم بزيععادة عشععر
عشر ،ويستقيم الحساب .ففي مائة وثلثيععن :حقععة وبنتععا لبععون ،وفععي مععائة وأربعيععن:
حقتان وبنت لبعون .وهكعذا) .قعوله :ويجعب فعي ثلثيعن بقعرة إلعخ( شعروع فعي بيعان
نصععاب البقععر .وأول النصععاب فيععه ثلثععون .والبقععر شععامل للعععراب والجععواميس مععن
الذكور والناث .والثور خاص بالذكر .والصععل فيمععا ذكععره فيععه :مععا رواه الترمععذي
وغيره ،عن معاذ رضي ال عنه ،قال :بعثتي رسول ال ع )ص( إلععى اليمععن وأمرنععي
أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة ،ومن كل ثلثين :تبيعا .وصععححه الحعاكم وغيعره.
)قوله :تبيع( لو أخرج تبيعة أجزأت -بطريق الولى -لنها أنفع من الذكر ،لما فيها
من الدر والنسل .وتبيع بمعنى تابع ،كما يؤخععذ مععن قععوله لنععه يتبععع أمععه) .قععوله :لععه
سنة( أي وطععن فعي الثانيعة) .قعوله :سعمي( أي معا يخعرج ععن الثلثيعن معن البقعر.
)وقوله :بذلك( أي بتبيع) .قوله :لنه يتبع
] [ 189
أمه( أي في المرعى .ويجمع على أتبعة كرغيف وأرغفة) .قوله :وفي أربعين:
مسنة( لو أخرج عن أربعين ،تبيعين ،أجزأ على الصحيح) .قوله :سميت( أي البقرة.
)قوله :بذلك( أي بمسنة) .قوله :وفي ستين :تبيعان( أي يجب في ستين بقرة :تبيعان.
)قوله :ثم في كل ثلثين :تبيع( أي ثم بعد الستين بزيادة عشرة عشرة يتغير الواجب،
ويكون في كل ثلثين :تبيع ،وفي كل أربعين :مسنة) .قوله :ويجب في أربعيعن غنمعا
إلخ( شروع في بيان نصاب الغنم ،وأول نصابها أربعون ،فل زكاة في أقل من ذلك،
ويصدق مخرجها في عددها إن كان ثقة ،وإل عدت ،والسهل عنععد مضععيق تمععر بععه
واحدة واحدة ،وبيد كل من المالك والساعي -أو نائبهمعا -قضعيب ،يشعيران بعه إلعى
كل واحدة ،أو يصيبان به ظهرها ،لن ذلك أبعد عن الغلط) .واعلم( أنععه يجععزئ فععي
الغنم نوع آخر :كضأن عن معز ،وعكسه ،كما يجزئ أرحبية عععن مهريععة ،وعكسععه
في البل وعراب عن جواميس وعكسه في البقر) .قععوله :وفععي مععائتين وواحععدة إلععى
ثلثمائة( صوابه إلى أربعمائة ،إذ مععا بيععن المععائتين والواحععدة والربعمععائة :وقععص ل
يتغير فيه الواجب .تأمل) .قوله :ثم في كل مائة :شاة( أي لحديث أنس في ذلك ،رواه
البخاري .ونقل الشافعي أن أهل العلم ل يختلفون في ذلك ،ولو تفرقت ماشععية المالععك
في أماكن :فهي كالتي في مكان واحد ،حتى لععو ملععك أربعيععن شععاة فععي بلععدين لزمتععه
الزكاة ،ولو ملك ثمانين في بلدين .وفععي كععل أربعععون ل يلزمععه إل شععاة واحععدة ،وإن
بعدت المسافة بينهما ،خلفا للمام أحمد ،فإنه يلزمععه عنععده عنععد التباعععد شععاتان .اه.
مغنى) .قوله :وما بين النصابين( أي في البل والبقر والغنم يسععمى وقصععا .قععال فععي
التحفة :أكثر ما يتصور من الوقص في البل تسعة وعشرون ما بين إحدى وتسعععين
ومائة وإحدى وعشرين .وفي البقر :تسع عشرة ما بين أربعيعن وسععتين .وفععي الغنععم:
مائة وثمانية وتسعون ما بين مائتين وواحدة وأربعمائة .اه) .قوله :ول يؤخععذ خيععار(
لقععوله )ص( :إيععاك وكععرائم أمععوالهم ولقععول عمععر -رضععي ال ع عنععه :-ول تؤخععذ
الكولععة ،ول الربععى ،ول المععاخض -أي الحامععل -ول فحععل الغنععم .نعععم :مععا كععانت
ماشيته كلها كذلك أخذ منها ،إل الحوامل ،فل يطععالب بحامععل منهععا) .قععوله :كحامععل(
تمثيل لخيار) .وقوله :ومسمنة( -بالجر -عطف على حامععل) .وقععوله :للكععل( اللم
تعليلية ،متعلقة بمسمنة) .قوله :وربى( بضم الععراء وتشععديد البععاء الموحععدة والقصععر،
ووزنها فعلى :بضم الول والقصر ،وجمعهععا :ربععات ،ومكسععرها :ربععاب -بالكسععر.
)قوله :وتجب الفطرة( لما أنهى الكلم على بيان زكاة الموال وشرائطها ،شرع فععي
بيان زكاة البدان وشرائطها ،فقال :وتجب الفطرة ،وهي بكسر الفاء :الخلقة ،قال ال
تعالى) * :فطرة ال التي فطر الناس عليهععا( * .وتطلععق فععي اصععطلح الفقهععاء علععى
القععدر المخععرج عععن البععدن ،ولععذلك فسععرها المؤلععف بععه ،فقععال -أي زكععاة الفطععرة -
والضافة فيه من إضافة الشئ إلى أحد سببيه ،وهما إدراك جزء من شععوال ،وإدراك
آخر جزء من رمضان .والصععل فععي وجوبهععا :خععبر ابععن عمععر رضععي الع عنهمععا:
فرض رسول ال )ص( زكاة الفطر من رمضععان علععى النععاس :صععاعا مععن تمععر ،أو
صاعا من شعير على كل حر أو عبد ،ذكر أو أنثى ،من المسلمين .وخبر أبععي سعععيد
رضي ال عنه قال :كنا نخرج زكاة الفطر إذا كان فينا رسول ال )ص( صاعا
] [ 190
من طعام ،أو صاعا من تمر ،أو صاعا مععن شعععير ،أو صععاعا مععن زبيععب .فل
أزال أخرجععه كمععا كنععت أخرجععه مععا عشععت .رواهمععا الشععيخان) .قععوله :سععميت( أي
الفطرة ،بمعنى القدر المخرج عن البدن) .وقوله :بذلك( أي بزكاة الفطر) .قوله :لن
وجوبهععا( أي الفطععرة بععالمعنى المععذكور) .وقععوله :بععه( أي بععالفطر .قععال ابععن قاسععم:
وجوبها به صادق مع كون الوجوب بغيره أيضا مععه ،فهععو ل ينعافي كععون الوجععوب
بالجزءين .اه .وتسمى أيضا صدقة البدن ،وزكاة البدان وزكاة الفطر -بمعنى القدر
المخرج -فالضافة بيانية ،أو بمعنى الخلقة -فهي على معنى اللم -أي أنها تزكيععة
للنفس ،أو تنمية لعملهعا) .قعوله :وفرضعت( أي زكعاة الفطعر) .قعوله :كرمضعان( أي
كصيام رمضان) .قوله :فععي ثععاني سععني الهجععرة( لععم يععبين فععي أي يععوم فععي الشععهر.
وعبارة المواهب اللدنية :وفرض زكاة الفطععر قبععل العيععد بيععومين .اه .ع ش) .قععوله:
وقول ابن اللبان إلخ( عبارة التحفة :ونقل ابن المنذر الجماع على وجوبها ،ومخالفعة
ابن اللبان فيه غلط صريح -كما في الروضععة) .قععوله :قععال وكيععع( هععو شععيخ المععام
الشافعي رضي ال عنه ،ومن كلم الشععافعي -رضععي الع عنععه :شععكوت إلععى وكيععع
سوء حفظي * * فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور * * ونور العع
ل يهدى لعاصي )قععوله :زكععاة الفطععر لشععهر رمضععان( أي بالنسععبة لشععهر رمضععان.
)قوله :كسجدة السععهو للصععلة( أي بالنسععبة للصععلة) .قععوله :تجععبر إلععخ( بيععان لععوجه
الشبه ،فالجامع بينهما مطلق الجبر) .وقوله :نقص الصوم( أي بالنسععبة لمععن يصععوم.
)قوله :ويؤيده( أي يؤيد جبرها لنقص الصوم الذي قال به وكيع ما صلح إلخ ،ويؤيده
أيضا خبر :إن صوم رمضان معلق بين السماء والرض ،ل يرفع إل بزكععاة الفطعر.
وهو كناية عن توقف تمام ثوابه ،حتى تؤدى الزكاة ،فل ينافي حصول أصل الثععواب
بدونها) .قوله :على حر( متعلق بتجب ،أي تجععب علععى حععر ،وهععذا بيععان للمخععرج -
بكسر الراء -فتجب عليه ولععو كععان كععافرا ،ل عععن نفسععه ،إذ ل طهععرة لععه ،بععل عععن
ممونه المسلم كزوجته بأن أسلمت وتخلف ،وتجزئ هنا بل نية لتعذرها مععن المععؤدى
عنه دائما ،ومن المؤدي هنععا ،فغلععب فيهععا سععد الحاجععة .اه .فتععح الجععواد) .قععوله :فل
تلزم( أي ل تجب) .وقوله :على رقيق( أي كله ،فإن كان مبعضا ففيه تفصععيل ،وهععو
أنه إن لم تكن مهايأة يلزمه من الفطرة عن نفسه قسطه بقدر ما فيه من الحريععة ،وإن
كانت مهايأة لزمت من وقع زمن الوجوب في نوبته ،إما هو وإمععا سععيده) .قععوله :بععل
تلزم( أي زكاة الفطرة) .وقوله :سيده( أي الرقيق) .وقوله :عنه( أي ويخرجها عنععه،
أي الرقيق ،فهو متعلق بمقدر) .قوله :ول عن زوجته( معطوف على قوله عن نفسه،
وضععمير زوجتععه يعععود علععى الرقيععق) .قععوله :بععل إن كععانت( أي زوجععة الرقيععق،
والضراب انتقالي) .قوله :فعلى سيدها( أي فالزكاة واجبة على سععيدها) .قععوله :وإل
فعليها( وإن لم تكن أمة بأن كانت حرة ،فالزكاة واجبة عليها) .وقوله :كما يععأتي( أي
فععي قعوله :وعلعى الحععرة الغنيععة المزوجعة لعبعد ،ل عليعه) .قعوله :ول علععى مكععاتب(
معطوف على رقيق من عطف الخاص علعى العععام ،لن المكععاتب قعن معا بقعي عليعه
درهم ،أي ول تلععزم علععى مكععاتب :ل عععن نفسععه ،ول عععن زوجتععه) .قععوله :لضعععف
ملكه( أي فهو ل يحتمل المواساة) .قوله :ومن ثم( أي من أجل ضعف ملكه لم تلزمه
زكاة ماله) .قوله :ولستقلله( أي بالتصرف) .وقوله :لم تلزمهم( أي الفطرة ،سععيده،
ومحله إذا كانت الكتابة صحيحة ،فإن كععانت فاسععدة لزمتععه قطعععا) .وقععوله :عنععه( أي
المكاتب) .قوله :بغروب شمس ليلعة فطعر( لفعظ غعروب مضعاف إلعى شعمس ،وهعي
مضافة لليلة ،من إضافة الشئ إلى ملبسه ،إذ الشمس إنما تضاف للنهار ،ل لليل.
] [ 191
ويصح تنعوين شعمس ونصعب ليلعة علعى الظرفيعة المتعلقعة بغعروب ،أي تجعب
بغروب لشمس ليلة الفطر من رمضان ،وذلك لضافتها إلى الفطر من رمضععان فععي
خبر الشيخين السابق :فرض رسول ال )ص( زكاة الفطر مععن رمضععان .إلععخ .ولمععا
تقرر أنها طهرة للصائم ،فكانت عنععد تمععام صععومه) .قععوله :أي بععإدراك إلععخ( تفسععير
مراد لوجوبها بغروبها ليلة فطر من رمضان ،أي أن المراد بععذلك إدراك آخععر جععزء
من رمضان وأول جزء معن شعوال ،لن الوجعوب نشعأ معن الصععوم والفطععر ،فأسععند
إليهما لئل يلزم التحكم ،وهععذا بيععان لقععل مععا يتحقععق بععه السععبب الول ،وإل فالسععبب
الول هععو رمضعان -كل أو بعضععا -أي القععدر المشععترك بيعن كلعه وبعضعه ،بعدليل
قولهم :له تعجيل الفطرة من أول رمضان لنعه لععو لعم يكعن كععذلك لكعان تقعديمها أول
رمضان تقديما على السببين ،وهو ممتنع) .قوله :فل تجب إلععخ( مفععرع علععى مفهععوم
قوله بغروب ليلة فطر ،المفسر بإدراك الجزأين) .قوله :بمععا حععدث( أي عمععا حععدث،
فالباء بمعنى عن) .قوله :بعد الغروب( أي أو معه) .قععوله :مععن ولععد إلععخ( بيععان لمععا،
وذلك بأن وضعت زوجتععه بعععد الغععروب أو معععه ،فل زكععاة علععى أبيععه ،لعععدم إدراك
البن الجزأين) .وقوله :نكاح( أي بأن عقععد عليهععا بعععد الغععروب ،أو معععه ،فل تجععب
زكاتها عليه ،لعدم إدراكها الجزأين عنده) .قوله :وملك قن( بأن اشععترى عبععدا بعععدما
ذكر ،أو معه ،فل زكاة عليه -لما ذكر) .قععوله :وغنععى( أي بععأن طععرأ الغنععى لععه ،أو
لقريب تلزمه نفقته بعد معا ذكعر أو مععه) .قعوله :ول تسعقط إلعخ( معطعوف علعى فل
تجب ،فهو تفريع أيضا ،لكن على منطوق ما مر) .وقوله :بعده( أي الغععروب ،وإنمععا
لم تسقط لدراكه الجزأين) .قوله :من موت إلخ( بيان لما) .وقوله :وعتععق( أي لعبععده
بعد الغروب ،فل تسقط عن السيد زكاته لدراك العبد الجزأين وهععو فععي ملكععه .ولععو
قال لعبده أنت حر مع آخر جزء من رمضان ،وجبت على العبععد ،لدراكععه الجزأيععن
وهو حر ،بخلف ما لو قال أنت حر مع أول جععزء مععن ليلععة شععوال :فل تجععب علععى
أحد) .قوله :وطلق( أي بععأن طلععق زوجتععه بعععد الغععروب ،فل تسععقط عنععه فطرتهععا،
لدراكها الجزأين وهي في ذمته) .قوله :ومزيل ملك( أي بععبيع لعبععده أو عتععق لععه أو
موته ،فهو من ذكر العام بعد الخاص) .قوله :وقت أدائها إلععخ( فعإن أخرهععا ععن هعذا
الوقت كانت قضاء -كما سيذكره) .قععوله :فيلععزم إلععخ( دخععول علععى المتععن) .وقععوله:
الحر المذكور( أي في قوله آنفا على حر) .وقععوله :أن يؤديهععا( أي الفطععرة) .وقععوله:
قبل غروب شمسه( أي يوم الفطر) .قوله عمن( متعلق بيؤديهععا ،وهععذا بيععان للمععؤدى
عنه ،ول يقال إن كلم المصنف قاصر على مععا إذا اختلععف المععؤدى والمععؤدي عنععه،
ولم يستفد منععه مععا إذا أراد أن يخععرج عععن نفسععه ،لنععا نقععول إن مععن :صععادقة بنفععس
المؤدى وبغيره .نعم ،يكون في العبارة إظهار في مقععام الضععمار بالنسععبة إليععه علععى
تفسير الشارح من بكل مسلم ،إذا التقععدير عليععه :فيلععزم الحععر أن يؤديهععا عععن المسععلم
الذي هو نفسه .ول يخفى ما فيه .ويوجد في بعض نسخ الخط :وعمن تلزمه -بزيادة
واو العطف -وعليه :فهو معطوف على مقدر ،أي تجب الزكاة على حععر عععن نفسععه
وعمن تلزمه نفقته) .وقوله :أي عن كعل مسعلم( أي ولعو كعان المخعرج كعافرا ،لنهعا
تجب على الكافر عن رقيقه ،وقريبه المسلمين ،وزوجته بأن أسلمت وتخلععف هععو ،ل
عن نفسه -كما تقدم -إذ ل طهرة له -وهذا في أصلي .أما المرتد ،فإن أسلم :لزمته
عن نفسه وممونه ،وإل فل) .وقوله :يلزمه نفقته( أشععار بععذلك إلععى ضععابط مععن تلععزم
فطرته ،وهو أن يقال كل من لزمته نفقته لزمتععه فطرتععه ،واسععتثنى مععن منطععوق هععذا
الضابط مسائل .منها :العبد ل يلزمه فطرة زوجته -حرة كانت أو أمة -وإن وجبععت
عليه نفقتهما في كسبه ونحععوه ،لنععه ليععس أهل لفطععرة نفسععه ،فل يكععون أهل لفطععرة
غيره .ومنها البن -ل يلزمه فطرة زوجععة أبيععه ،أو مسععتولدته ،وإن وجبععت نفقتهمععا
على البن لعسار الب ،لن النفقة لزمععة للب مععع إعسععاره ،فيتحملهععا عنععه ابنععه،
بخلف الفطرة :فليست لزمة له مع إعسععاره ،فل يتحملهععا عنععه ابنععه .ويسععتثنى مععن
مفهومه :المكاتب كتابة فاسدة ،فل تلزم السيد نفقته ،وتلزمه فطرته .والمة المزوجععة
المسلمة لزوجها ليل ونهارا مع كونه عبدا ومعمرا ،فل يلزم سععيدها نفقتهععا ،ويلزمععه
فطرتها) .قوله :بزوجته( الباء سببية متعلقة بتلزمه ،فمدخول الباء وما عطف
] [ 192
عليه ،بيان لسععبب لععزوم النفقععة) .قععوله :أو قرابععة( المععراد بهععا قرابععة البععوة أو
النبععوة .قععال ع ش :وهععل يثععاب المخععرج عنععه أو ل ؟ فيععه نظععر .والقععرب الثععاني.
فليراجع -كما قيل به في الضحية من أن ثواب الضحية للمضععحي ،ويسععقط بفعلععه
الطلب عن أهل البيت .اه) .قوله :حيين الغروب( متعلق بتلزمه ،أو بمحععذوف صععفة
لكل من زوجية وما بعدها) .قععوله :ولععو رجعيععة( غايععة لمععن تلزمععه نفقتععه ،أي تجععب
الفطرة عمن تلزمه نفقته ،ولو كان من تلزمه نفقته زوجععة رجعيععة ،أي طلقهععا طلقععا
رجعيا ولم تنقض عدتها قبل غروب ليلة العيد) .قوله :أو حامل بائنا( معطوف علععى
الغاية ،فهو غاية أيضا لمن ذكر ،أي تجب الفطرة عنه ولو كععان حععامل ،وقععد طلقهععا
طلقا بائنا .والمناسب تقديم بائنا وجعععل حععامل قيععدا لععه ،بععأن يقععول أو بائنععا حععامل،
وخرج به :ما إذا كععانت بائنععا غيععر حامععل ،فل تجععب فطرتهععا عليععه ،لسععقوط نفقتهععا.
وعبارة البجيرمي :والبائن الحامل دون الحائل ،أي لن النفقععة واجبععة لهععا دونهععا ،إذ
وجود الحمل اقتضى وجوب النفقة ،فيقتضي وجوب الفطععرة أيضععا .وقععد يفععرق بععأن
النفقة لها مدخل في نحو الحمل وزيادته ،ول كذلك الفطرة ،أل أن يقال على بعععد لععو
لم يجب إخراج فطرة الحامل على الغير لوجبت عليها ،وقد تخرج ما تحتاج إليه فععي
اليوم الذي يلي يوم الفطرة ،ول تجد ما تقتات به في ذلك اليوم ،فيحصل لها وهن في
بدنها ،فيتعدى لحملها ،فأوجبنا الفطرة خلوصا من ذلععك .اه) .قععوله :ولععو أمععة( غايععة
في الرجعية ،وفي الحامل البائن ،والمراد أنها أمة للغير وتزوجهعا ،ثععم طلقهععا طلقععا
رجعيا أو بائنا وهي حامل منه ،ففطرتها على زوجهععا ،للععزوم نفقتهععا عليععه ،ل علععى
سيدها) .قوله :فيلزم( أي الزوج ،فمفعوله محذوف) .وقوله :فطرتهما( أي الرجعيععة،
والحامل البائن فاعله) .وقوله :كنفقتهما( أي كوجوب نفقتهما عليه) .قععوله :ول تجععب
عن زوجة ناشزة( في الكردي ما نصه :قال في اليعاب :ومثلها كل من ل نفقة لها -
كغائبة ومحبوسة بدين وغير ممكنة ،ولو لنحو صععغر ،ومعتععدة عععن شععبهة -بخلف
نحو مريضة ،لن المرض عذر عام .اه) .قوله :لسقوط نفقتها( أي بسععبب نشععوزها.
)وقوله :عنه( أي عن زوجها) .قوله :بل تجب عليها( أي بل تجب فطرتها عليهععا ،ل
عليه .قال ش ق :نعم ،لو نشزت الزوجة وعادت قبل الغععروب ،وجبععت لهععا فطرتهععا
عليه .وإن لم تجب نفقتها ،لنها حينئذ في طاعته .وكذا لو حيل بينهععا وبيععن زوجهععا،
فيجب عليه فطرتها ،دون نفقتها .اه) .قوله :إن كععانت غنيعة( خعرج بعه معا إذا كعانت
معسرة ،فل يجب عليها شئ) .قوله :ول عن حرة( أي ول تجب الفطرة عععن زوجععة
حرة .وخرج بها :المة المزوجة ،ففطرتها على سععيدها -كمععا سععيذكره -لن لععه أن
يسافر بها ويستخدمها ،ولنه اجتمععع فيهععا شععيئان :الملععك والزوجيععة ،والملععك أقععوى،
ونقععض ذلععك بمععا إذا سععلمها ليل ونهععارا والععزوج موسععر ،فععإن الفطععرة واجبععة علععى
الزوج ،قول واحدا .قال السبكي :ويمكن الجواب عنه بأنها عند اليسار لم تسععقط عععن
السيد ،بل تحملها الزوج عنه) .وقعوله :غنيعة( مثلهعا الفقيعرة بعالولى) .وقعوله :غيعر
ناشزة( خرج به الناشزة ،ففطرتها عليها -كمععا تقععدم آنفععا) .قععوله :تحععت معسععر( أي
زوج حر معسر وإنما قيدت بالحر -وإن كان الرقيعق معن المعسععرين -لن المؤلععف
جرى على أنها إذا كانت تحت رقيق يلزمها فطرة نفسها -كما سيذكره بقوله :وعلععى
الحرة الغنية المزوجة لعبد إلخ -وهو ضعيف ،كما ستعرفه) .قععوله :فل تلععزم عليععه(
أي ل تجعب الفطعرة علعى زوجهعا المعسعر) .قعوله :ول عليهعا( أي ول تجعب فطعرة
نفسها عليها ،لكن يسععن لهععا أن تخرجهععا ععن نفسععها ،وكععذا كععل مععن سععقطت فطرتععه
لتحمل الغير لها -يسن لععه أن يخععرج عععن نفسععه ،إن لععم يخرجهععا المتحمععل .وخععرج
بفطرتها فطرة غيرها -كأمتها وبعضها -فإنها تلزمه .ولو كععان الععزوج حنيفععا يععري
وجوب فطرتها على نفسها وهي شافعية ترى الوجوب على الزوج ،فل وجوب على
واحد منهما ،لعدم اعتقاد كل أنها عليه .قال الكردي :وفي عكس ذلععك يتععوجه الطلععب
عليه عمل بعقيدته ،وعليها عمل بعقيدتها ،فأي واحد منهما أخرج عنها كفى ،وسععقط
الطلب عن الخر ،لكن الشافعي يوجب الخراج مععن غععالب قععوت البلععد ،والحنفععي ل
يوجب ذلك ،فإن كان الغعالب العبر ،وأخعرج العزوج الشعافعي عنهعا بمقتضعى معذهبه
كفى ،حتى عندها .وإن أخرجت عن
] [ 193
نفسها على مقتضى مذهبها .فينظر في الذي أخرجته ،فععإن كععان مععن التمععر ،أو
الزبيب ،أو الشعير ،أو القيمة ،أو غير ذلك -ما عدا البر -فل يكفي ذلعك فعي عقيعدة
الشععافعي ،فيلزمععه أن يخععرج عنهععا بحسععب عقيععدته صععاعا مععن الععبر .وإن أخرجععت
الزوجة عن نفسها من البر ،فالواجب منه -عند الحنفية -نصف صاع ،بخلف بقيععة
القععوات الععواجب منهععا عنععدهم صععاع ،لكععن نصععف الصععاع عنععدهم أربعععة أرطععال
بالبغدادي ،والواجب عند الشافعية صاع كامل من غالب قوت البلد ،والصععاع عنععدهم
خمسة أرطال وثلث بالبغدادي ،فإذا أخرجت الزوجة عن نفسا نصف صاع مععن الععبر
لزم الزوج الشافعي إخراج رطل وثلث بالبغدادي عنهععا ،حععتى يكمععل الصععاع عنععده،
وهذا لم أقف علععى مععن نقحععه ،وقععد أوضععحته فععي الصععل .اه) .قععوله :ول عععن ولععد
صغير غني( معطوف على عن زوجة ناشزة ،أي ل تجب عن ولد صغير على أبيه.
وخرج بالغني :الفقير ،ففطرته على أبيه ،كما علم من قوله :أو قرابة) .قوله :فتجععب(
أي الزكععاة مععن مععاله ،أي الولععد الصععغير) .قععوله :فععإن أخععرج الب عنععه( أي الولععد.
)وقوله :من ماله( أي من مال نفسه ،ل من مال الصغير) .وقوله :جاز( أي إخراجه،
ووقع عن زكاته .وعبارة الروض وشرحه :وتسقط عن ولده الصغير الغني بإخراجه
لها عنه من مال نفسه ،لن له ولية عليه ،ويستقل بتمليكه ،فيقدر كأنه ملكه ذلك ،ثععم
تولى الداء عنه .أما الوصي والقيم فل يخرجان عنه مععن مالهمععا إل بععإذن القاضععي.
اه) .وقوله :ورجع( أي الب على مال الولد الصغير) .وقوله :إن نوى الرجوع( أي
عند الخراج) .قوله :وفطرة ولد الزنا على أمه( أي لنهعا يلزمهعا نفقتعه .ومثلعه ولعد
الملعنة ،ففطرته عليها ،لوجوب نفقته عليها .ولو اعترف الععزوج بعععد إخراجهععا لععم
ترجع عليه بها ،كما ل ترجع عليه بالنفقة لكونه منفيا عنه حال الخراج ظاهرا ،ولم
يثبت نسبه إل من حين استلحاقه ،ولن ذلك منها على سععبيل المواسععاة .وقضععية هععذا
أنه لو كان بإجبار حاكم رجععت .أفعاده ش ق) .قعوله :ول ععن ولعد كعبير( معطعوف
أيضا على عن زوجة ناشزة ،أي ول تجب عن ولد كبير على أبيه ،بععل تجععب عليععه،
فلو أخرجها عنه أبوه من ماله ل تسقط عنععه إل بععإذنه ،لعععدم اسععتقلله) .قععوله :قععادر
على كسب( أي أو عنده مال ،ولو قال غني -كالذي قبلععه -لكععان أولععى) .قععوله :ول
تجب الفطرة عن قن كافر( أي ول عن زوجة كافرة ،ول عن قريععب كععافر .وعبععارة
المنهاج مع التحفة :لكن ل يلزم المسلم فطععرة العبععد والقريععب والزوجععة الكفععار ،وإن
لزمه نفقتهم ،لما مر .ويظهر في قن سبي -ولععم يعلععم إسععلمه سععابيه -أنععه ل فطععرة
عنه في حال صغره ،وكذا بعد بلوغه -إن لم يسلم -عمل بالصل .بخلف مععن فععي
دارنا وشككنا في إسلمه ،عمل بأن الغالب فيمن بدارنا السلم .اه) .قوله :ول عععن
مرتد إلخ( أي ول تجععب عععن مرتععد ،قنععا كععان أو زوجععة ،أو قريبععا ،إل أن عععاد إلععى
السلم .فزكاته قبله موقوفة) .قعوله :وتلعزم علعى الععزوج( أي تجعب عليعه) .وقععوله:
فطرة خادمة الزوجة إلععخ( أي لنهععا حينئذ تلزمععه نفقتهععا ،فلزمتععه فطرتهععا) .وقععوله:
وأخدمها( أي الزوجة) .وقععوله :إياهععا( أي المععة .ويجععوز العكععس ،فيجعععل الضععمير
الول للمة ،والثاني للزوجة .والمراد أنه جعععل أمتهععا تخععدمها .وفععي سعم مععا نصععه:
)فرع( حيث وجبت فطرة الخادمة ،فينبغي أن محله ما لم يكن لها زوج موسععر ،وإل
ففطرتها على زوجها ،لنه الصل في وجوب فطرتها ،فحيث أيسععر ففطرتهععا عليععه،
وإل فعلى زوج المخدومة ،وإن وجبععت نفقتهععا علععى زوجهععا ،لن النفقععة تجععب علععى
المعسر ،بخلف الفطرة ،وفي هذه الحالة لها نفقتان :واحدة علععى زوجهععا بالزوجيععة،
والخععرى علععى زوج المخدومععة بالخععدام ،ولهععا فطععرة ،لن الفطععرة ل تتعععدد .اه.
)قوله :ل مؤجرة( أي ل تلزمه فطرة الخادمة إن كانت أجنبية مؤجرة ،أي ولو كانت
الجارة فاسدة لعدم وجوب نفقتها عليه .قال ع ش :ومثععل هععذا مععا يكععثر وقععوعه فععي
مصرنا وقراها من استئجار شخص لرعي دوابه مثل بشئ معين ،فإنه ل فطععرة لععه،
لكونه مؤجرا إجارة إما صحيحة ،أو فاسدة ،بخلف ما لو استخدمه بالنفقة أو الكسوة
-أي غير المقدرة -فتجب فطرته كخادم الزوجة .اه) .وقععوله :ومععن صععحبتها إلععخ(
أي ول من صحبت زوجتعه لتخعدمها بنفقتهعا ،لنهعا فعي معنعى المعؤجرة ،فل يلزمعه
فطرتها ،كما
] [ 194
أن المؤجرة ل يلزمه فطرتها) .قوله :ولو بإذنه( في النهايععة إسععقاط ولععو ،وهععو
الولى ،إذ الخلف إنما هو فيما إذا كان ذلك بإذنه) .وقععوله :علععى المعتمععد( أي عنععد
النووي .واعتمد الرافعي في النفقات وجوب فطرتها ،وجععزم بععه المتععولي ،وقععال فععي
النهاية :والوجه حمل الول -أعني عدم الوجوب -على ما إذا كععان لهععا مقععدر مععن
النفقة ل تتععداه ،والثعاني -أعنعي الوجعوب -علعى معا إذا لعم يكعن لهعا مقعدر وتأكعل
كفايتها كالماء .اه .بتصرف) .قوله :وعلى السيد فطرة إلخ( أي وتجععب علععى السععيد
فطرة أمته المزوجة ،لما مر أنه اجتمع فيها شيآن الزوجية والملك ،وهو أقوى منهععا.
)وقوله :لمعسر( خرج به الموسر ،ففطرتها عليه ،ل على السيد ،قول واحععدا .وتقععدم
عن السبكي أنها لم تسقط عن السيد بل تحملها الزوج عنه) .قوله :وعلى الحرة إلععخ(
أي وتجب الفطرة على الحرة الغنية المزوجة لعبد .وما جرى عليه المؤلف مععن أنهععا
تلزمها ،ضعيف .والمعتمد -الذي صرح بععه النععووي فععي منهععاجه -أنهععا ل تلزمهععا.
ونص عبارته :ولو أعسر الزوج -أو كان عبدا -فععالظهر أنععه يلععزم زوجتععه الحععرة
فطرتها ،وكذا سيد المة) .قلت( :الصح المنصوص ،ل تلزم الحرة .وال أعلععم .اه.
ثم رأيته في شرح الروض نبه على ما نبهت عليه ،وعبارته :وما ذكععره كأصععله مععن
إنها تلزم زوجته الحرة ذكره في موضوع من المجمععوع مثلععه ،وذكععر فععي آخععر منععه
كالمنهاج أنها ل تلزمها وهعو معا جعرى عليعه فعي الرشعاد وشعرحه ،وهعو المعتمعد.
ومشيت عليه في شرح البهجة ،وإن كان قد يفرق بين المعسر والعبد :بأن الول أهل
للتحمل في الجملة ،بخلف الثاني :فوجبت فطععرة زوجتععه عليهععا ،دون فطععرة زوجععة
الول .اه) .قوله :ل عليه( أي ل تجب على العبد ،وإن أوجبنا نفقتها في كسبه ،لنععه
ليس أهل لفطرة نفسه ،فكيف يتحمل عن غيره ؟ )وقععوله :ولععو غنيععا( محععل تأمععل إذ
مفاده أن العبد بملك ويوصف بالغنى ،وليععس كععذلك .نعععم ،علععى القععديم يملععك بتمليععك
سيده ملكا ضعيفا ،فلعل المؤلف جرى عليه .وفي المغني ما نصه :وعلى القديم يملك
بتمليك سيده ملكا ضعيفا ،ومع ذلك ل زكاة عليه ،ول على سيده ،على الصععح .فععإن
قلنا يملك بتمليك غير سيده ،فل زكاة أيضا عليه ،لضعف ملكه -كما مر -ول علععى
سيده لنه ليس له .اه) .قوله :ولو غاب الزوج( أي ولم يعترك لزوجتععه نفقعة) .قعوله:
فللزوجة اقتراض نفقتها( أي بإذن القاضي .فإذا حضر طالبته بوفاء ما اقترضته لنه
دين عليه) .قوله :للضرورة( أي لتضررها بترك النفقععة بخلف الفطععرة) .وقععوله :ل
فطرتها( أي ل يجوز اقتراض فطرتها) .وقوله :لنععه المطععالب( أي لن الععزوج هععو
المخاطب بإخراجها) .وقوله :وكذا بعضه( أي ومثل الزوجة -في جععواز القععتراض
للنفقة :ل للفطرة -بعضه :أي بعض الغائب أصله أو فرعه ،فيجععوز لععه أن يقععترض
عليه للنفقة ،ل للفطرة) .قوله :وتجب الفطرة إلخ( دخول على المتن) .قوله :على من
مر( أي على الحر) .وقوله :عمن ذكر( أي عععن كععل مسععلم تلزمععه نفقتععه) .قععوله :إن
فضل( أي زاد .والمراد حال الوجوب .فوجعود الفاضععل بععده ل يوجبهعا إتفاقعا .لكعن
يندب أن يخرجها باقتراض أو نحوه وتقع واجبة ،لن نعدب القعدام ل ينعافي الوقعوع
واجبا ،كما يشهد له نظائره .وعبارة المنهععج وشععرحه :ول فطععرة علععى معسععر وقععت
الوجوب ،وإن أيسر بعده ،وهو من لم يفضععل عععن قععوته وقععوت ممععونه يععومه وليلتععه
إلخ .اه .والفرق بين ما هنا وبين الكفارة -حيث تستقر في ذمته إذا عجز عنهععا -أن
اليسار هنا شرط للوجوب ،وثععم للداء ،وكععأن حكمتععه أن هععذه مواسععاة فخفععف فيهععا،
بخلف تلك) .قوله :عن قوت ممون( لو عبر بالمؤنة -كما عبر بها فيما بعد -لكععان
أولى ،لشمولها الملبس والمسكن وغيرهما .ويستغنى بها حينئذ عن قوله التععي وعععن
ملبس إلخ) .وقععوله :لععه( أي لمععن ،وهععو الحععر) .قععوله :تلزمععه مععؤنته( الجملععة صععفة
لممون) .وقوله :من نفسععه( بيععان لممععون) .وقععوله :وغيععره( أي مععن زوج ،وقريععب،
ورقيق ،وحيوان مملوك له) .قوله :يوم عيد( متعلق بقععوت ،أي قععوت فععي يععوم عيععد.
)وقوله :وليلته( المراد بها المتأخرة عن يععومه -كمععا فععي النفقععات -وإنمععا لععم يعتععبر
زيادة على اليوم والليلة المذكورين لعدم ضبط ما وراءهما.
] [ 195
)قوله :وعن ملبس إلخ( معطوف على عن قوت ،أي وإن فضل عن ملبس إلخ.
)وقوله :ومسكن( بفتععح الكععاف وكسععرها) .قععوله :يحتععاج إليهمععا( فععي شععرح المنهععج:
يحتاجها -بضمير المؤنث العائد على الثلثة -وهو الصواب .فشرط في الملبععس أن
يكون هععو أو ممععونه محتاجععا إليععه ،وكععذلك المسععكن والخععادم .والمععراد أنععه يحتاجهععا
مطلقا ،ل في خصوص اليوم والليلة -كالقوت -بدليل أنه قيععد بععه فيععه ،وأطلععق هنععا.
ويشترط في الثلثة المذكورة أن تكون لئقة به ،فلو كانت نفيسععة ل تليععق بععه فيلزمععه
إبدالها بلئق -أن أمكن -وإخراج التفاوت) .قوله :وعن دين على المعتمععد( أي عنععد
شيخ السلم وابن حجر .والمعتمد عند الرملي والخطيب :أن الععدين ل يمنععع وجععوب
الفطرة .وعبارة المغني :ول يشترط كونه فاضل عن دينه ولععو لدمععي .كمععا رجحععه
في المجموع ،كالرافعي فعي الشعرح الصعغير ،وجعزم بعه ابعن المقعري فعي روضعه:
واقتضاه قول الشافعي رضععي الع عنعه والصععحاب -لععو معات بععد أن هعل شعوال،
فالفطرة في ماله مقدمة على الديون ،وبأن الدين ل يمنع الزكععاة ،وبععأنه ل يمنععع نفقععة
الزوجة والقريب فل يمنع إيجاب الفطرة ،ومععا فععرق بععه مععن أن زكععاة المععال متعلقععة
بعينه والنفقة ضرورية ،بخلف الفطرة فيهما ل يجدي ،فالمعتمد ما تقرر ،وإن رجح
في الحاوي الصغير خلفه ،وجزم به المصنف في نكته ،ونقلععه عععن الصععحاب .اه.
)قوله :ولو مؤجل( غاية في الدين الذي يشترط فضل مععا يخرجععه عنععه) .قععوله :وإن
رضي إلخ( غاية ثانية له ،وهي تناسب الدين الحال .أي ولععو رضععي صععاحب الععدين
الحال بالتأخير ،أي تأخير قبضه -وكان عليععه أن يعععبر بععدل إن -بلععو -لن تعععبيره
يوهم أنه غاية في الغاية ،وليععس كععذلك) .قععوله :مععا يخرجععه فيهععا( فاعععل فضععل ،ول
يخفى ما في عبارته من الظهار في مقام الضععمار ،ومععن ظرفيعة الشععئ فععي نفسعه،
وذلك لن الفطرة في اصطلحهم عين ما يخرجه ،فيكون التقععدير :وتجععب الفطععرة -
أي القعدر المخعرج -إن فضعل معا يخرجعه وهعذا معوجب للركاكعة .فلعو قعال وتجعب
الفطرة إن فضلت إلخ ،وحذف قوله مععا يخرجععه فيهععا ،لكععان أخصععر وأولععى) .قععوله:
وهي إلخ( المناسب وهو ،بضمير المععذكر العععائد علععى مععا يخرجععه الععذي هععو أقععرب
مذكور) .وقوله :صاع( أي نبوي .ومعياره موجود ،وهو قد حعان بالكيعل المصعري،
وينبغي أن يزيد شيئا يسير الحتمال اشتماله على طين أو تبن أو نحو ذلك .وقد ذكر
القفال الشاشي في محاسن الشريعة معنى لطيفا فععي إيجععاب الصععاع ،وهععو أن النععاس
تمتنع غالبا من الكسب في العيد وثلثة أيام بعده ،ول يجد الفقيععر مععن يسععتعمله فيهععا،
لنها أيام سرور وراحة عقب الصوم .والذي يتحصل مععن الصععاع عنععد جعلععه خععبزا
ثمانية أرطال من الخبر ،فإنه خمسة أرطال وثلث -كما سيأتي -ويضاف إليععه نحععو
الثلث من الماء ،فيكفي المجموع الفقير في أربعة اليام ،كل يععوم رطلن .وفععي هععذه
الحكمة نظر ،لن الصععاع ل يختععص بععه شععخص واحععد ،بععل يجععب دفعععه للصععناف
الثمانية .اللهم إل أن يقال إنه نظر لقول من يجوز دفعها الواحد ،ولن ما ذكره -من
كونه يضاف إليه نحو الثلث من الماء -ل يظهر في نحو التمععر واللبععن .اللهععم إل أن
يجاب بأن ذلك بالنظر للغالب) .قوله :وهو( أي صاع) .قوله :والمد رطل وثلث( أي
بغععدادي ،وهععو عنععد الرافعععي :مععائة وثلثععون درهمععا ،وعنععد النععووي :مععائة وثمانيععة
وعشععرون وأربعععة أسععباع درهععم .والصععل فععي ذلععك :الكيععل .وإنمععا قععدر بععالوزن
استظهارا ،وهذا فيما شأنه الكيل ،ومنه اللبن .أما ما ل يكال أصل -كععالقط والجبععن
إذا كان قطعا كبارا -فمعياره الععوزن ل غيععر -كمععا فععي الربععا ) -قععوله :وقععدره( أي
المد) .وقوله :بحفنه( بفتعح الحعاء ،وسعكون الفععاء -قععال فععي المصعباح :وهععي معل ء
الكفين والجمع حفنات .مثل سجدة وسجدات .اه) .وقوله :بكفين إلخ( متعلق بمحذوف
صفة لحفنة -أي حفنة كائنععة بكفععي رجععل معتععدلين -فل يعتععبر صععغرهما جععدا ،ول
كبرهما كذلك) .قوله :عن كل واحد( متعلق بمحذوف صفة لصاع ،أي صععاع واجععب
عن كل واحد .وذكر هذا -مع أن قعوله المععار عمعن تلزمعه نفقتععه يغنععي عنعه -ليفيععد
تخصيص الصاع بواحد ،ول يجزئ عن أكثر من واحد) .قوله :من غالب قوت بلده(
متعلق بمحذوف صفة لصاع أيضا .والمععراد بالغععالب :غععالب قععوت السععنة ،ل غععالب
قوت وقت الوجوب ،فأهل الرياف الذين يقتاتون الذرة في غالب
] [ 196
السنة ،والقمح ليلة العيد -مثل -يجب عليهم الذرة .وأهععل مصععر يجععب عليهععم
القمح ،فإن غلب في بعض البلد جنس ،وفي بعضععها جنععس آخععر ،أجععزأ أدناهمععا فععي
ذلك الوقت) .قوله :أي بلد المؤدى عنه( أي نفسه أو ممونه ،ومحععل اعتبععار بلععده :إن
كان قوته مجزئا ،فإن لم يكن مجزئا اعتبر أقرب المحال إليععه ،ويععدفع زكععاته لهلععه،
فإن كان بقربه محلن متساويان قربا ،تخير بينهمععا) .قععوله :فل تجععزئ( أي الزكععاة.
)قوله :من غير غالب قوته( أي بلد المععودى عنععه ،وهععذا محععترز قععوله غععالب .وفععي
بعض النسخ :من غالب قوته -بحذف لفظ غير -وعليه ،يكون محترز بلده ،ويكععون
ضمير قوته عائدا على المؤدى عنه ،وهذا هو الموافععق لعبععارة فتععح الجععواد ،وشععرح
الروض .ونص الولى :فل تجزئ من غالب قوته أو قوت مععؤد أو بلععده .اه .ونععص
الثانية مع الصل فالواجب غالب قوت بلد المؤدى عنه ل غالب قوت المععؤدى عنععه،
أو المؤدي ،أو بلده ،كثمن المبيع .اه) .قوله :أو قوت مؤد( معطوف علععى لفععظ غيععر
على النسخ التي بأيدينا وعلى قوته على ما في بعععض النسععخ ،والمعنععى علععى الول:
ول تجزئ من قوت المؤدي -بكسر الدال .-والمعنعى علعى الثعاني :ول تجعزئ معن
غالب قوت المؤدي -بكسرها أيضا ) .-وقوله :أو بلععده( أي المععؤدي ،وهععذا مععا قبلععه
محترز الضمير في قوت بلده العائد على المؤدى عنه) .قععوله :لتشععوف النفععوس( أي
نفوس المستحقين ،وهو علة لوجوب كون الصاع من غالب قعوت بلععد المععؤدى عنععه،
وعععدم إجععزاء غيععره ،أي وإنمععا وجععب مععا ذكععر ولععم يجععزئ غيععره ،لتشععوف نفععوس
المستحقين -أي انتظارها ،وتطلعها لذلك -أي غالب قوت ما ذكر ،ل لغيره) .قوله:
ومن ثم( أي ومن أجل تشوف النفوس لذلك) .قوله :وجب صرفها لفقععراء بلععد مععؤدى
عنه( أي إذا اختلف بلد المؤدى عنه -بفتح الدال -وبلد المؤدي -بكسرها -بأن كان
الرقيق أو الزوجة مثل ببلد ،والسيد أو الزوج ببلد آخر ،صرفت من غالب قععوت بلععد
الرقيق أو الزوجة على مستحقي بلععديهما ،ل بلععد السععيد أو الععزوج ،لتشععوف نفوسععهم
لذلك .قال ع ش :وهل يجب عليه التوكيل في زمن -بحيث يصل الخبر إلععى الوكيععل
فيه قبل مجئ وقت الوجوب -أم ل ؟ فيه نظر .والقرب :الثاني .اه) .قعوله :فععإن لعم
يعرف( أي المؤدى عنه :أي بلده .وهذا مقابل لمحذوف قيد لقوله وجب صرفها إلععخ،
وهو أن عرف) .قوله :كأبق( أي لم يعلم محله الذي هو فيه ،أمععا إذا علععم تعيععن قععول
واحدا -كما تقدم .-ودخل تحت الكاف :منقطععع الخععبر -الععذي لععم يععدر محلععه -مععن
قريب أو زوجة) .قوله :ففيه آراء( أي ففي وجععوب صععرف فطرتععه أقععوال) .واعلععم(
أنه في المنهاج أجرى الراء المذكورة فيمن انقطع خبره ،وشارحنا أجراها فيمععن لععم
يعرف محله .والظاهر أنهما متلزمان ،فل خلف بين العبارتين ،وذلك لنه يلزم مععن
عدم معرفة محله انقطاع خبره ،وبالعكس) .قوله :منها( أي من تلك الراء ،وهذا هو
المعتمد) .قععوله :إخراجهععا حععال( أي ليلععة العيععد ويععومه .قععال فععي التحفععة :واستشععكل
وجوبها حال بأنهعا تجعب لفقعراء بلعد المععؤدى عنعه ،وذلعك متععذر .وتععردد السععنوي
وغيره بين استثنائها ،أي من اعتبار فقراء بلد المؤدى عنععه وإخراجهععا فععي آخععر بلععد
عهععد وصععوله إليععه ،لن الصععل بقاؤهععا فيهععا وإعطاؤهععا للقاضععي ،لن لععه نقلهععا
وتفرقتها ،أي ما لم يفوض قبضها لغيره .والذي يتجه في ذلك أنه يدفع الععبر للقاضععي
ليخرجه في أي محال وليته شاء ،وتعين البر لجزائه هنا على كل تقدير ،لمععا يععأتي
أنه يجزئ عن غيره ،وغيره ل يجزئ عنه ،فإن تحقق خروجه -أي المععؤدي عنععه -
عن محل ولية القاضي فالمام .فإن تحقق خروجه عن محل وليته أيضا بععأن تعععدد
المتغلبععون ولععم ينفععذ فععي كععل قطععر إل أمععر المتغلععب فيععه -فالععذي يظهععر أنععه يتعيععن
الستثناء للضرورة حينئذ .اه .بتصرف) .قوله :منهععا( أي الراء) .وقععوله :ل تجععب
إل إذا عاد( أي المؤدي عنه إلى بلد المؤدي -كزكاة المال الغائب -وأجاب صععاحب
الرأي الول بأن التأخير إنما جوز هناك للنماء ،وهو غيععر معتععبر فععي زكععاة الفطععر.
)قوله :وفي قول إلخ( المناسب لما قبله أن يقول :ومنها أنه إلععخ) .قععوله :ل شععئ( أي
يجب مدة غيابه ،لن الصل براءة الذمة .نعم ،يلزمه إذا عاد الخععراج لمععا مضععى -
كذا قبل -تفريعا على الثالث ،وفيه نظر ،لنه يلزمه عليه اتحاده مع
] [ 197
الثاني ،إل أن يقال ظاهر كلمهم -بل صريحه -أنها على الثاني وجبت .وإنما
جاز له التأخير إلى عوده رفقا به لحتمال موته ،فعليه -لو أخرجها عنععه فععي غيبتععه
أجزأه لو ععاد ،وأمعا علعى الثعالث :فل يخعاطب بعالوجوب أصعل ،معا دام غائبعا ،فل
يجععزئ الخععراج حينئذ .فععإن عععاد خععوطب بععالوجوب الن -للحععال ،ولمععا مضععى -
وحينئذ فععالفرق بيععن القععولين ظععاهر .اه .تحفععة) .قععوله :ل تجععزئ قيمععة( أي لصععاع
الفطرة بالتفاق عندنا ،فيتعين إخراج الصاع من الحب أو غيره مععن القععوت الغععالب.
)قوله :ول معيب( أي ول يجزئ إخراج صاع معيععب -بنحععو غععش ،أو سععوس -أو
قدم غير طعمععه أو لععونه أو ريحععه ،فيتعيععن إخععراج صععاع سععليم مععن العيععب) .قععوله:
ومسوس( بكسر الواو المشددة ،وهو معطوف على معيب ،من عطف الخععاص علععى
العام .وعبارة التحفة :ومعيب ومنه مسوس .اه) .قوله :ومبلول( أي ول يجزئ حععب
مبلععول بمععاء أو غيععره) .قععوله :أي أل أن جععف( أي المبلععول ول حاجععة لععذكر أي
التفسيرية )قوله :وعاد( أي بعد جفافه) .وقوله :لصلحية الدخععار( الضععافة للبيععان،
أي صلحية هي الدخار والقتيات ،فلو لم يعد لذلك ل يجععزئ إخراجععه) .قععوله :ول
اعتبار لقتيععاتهم المبلععول( مثلععه غيععره مععن كععل معيععب) .وقععوله :إل إن فقععدوا غيععره
فيجوز( الذي في التحفة والنهاية والمغنى :أنعه إذا لعم يوجعد فعي البلعد قعوت مجعزئ،
أخرج المجععزئ مععن غععالب قععوت أقععرب البلد إليععه .وعبععارة التحفععة :والععذي يوافععق
كلمهم أنه يلزمه إخراج السليم من غالب قععوت أقععرب المحععال إليهععم ،وقعد صععرحوا
بأن ما ل يجزئ ل فرق بين أن يقتاتوه ،وأن ل ،ول نظر إلى مععا هععو مععن جنععس مععا
يقتات وغيره كالمخيض ،لن قيام مانع الجزاء به صيره كأنه من غير الجنععس .اه.
وكتب سم :قوله إخراج السليم :لو فقد السليم من الدنيا ،فهل يخرج مععن الموجععود ،أو
ينتظر وجود السليم ،أو يخرج القيمععة ؟ فيععه نظععر .والثععاني قريععب .اه .وقععال ع ش:
توقف فيه -أي في كلم سم -شيخنا ،وقال :القرب الثالث ،أخذا ممععا تقععدم فيمععا لععو
فقد الواجب من أسنان الزكععاة معن أنععه يخععرج القيمععة ،ول يكلععف الصعععود عنععه ،ول
النزول مع الجيران .اه) .قوله :وحرم تأخيرها( أي الفطرة ،أي إخراجها .وذلك لن
القصد إغناء المستحقين في يوم العيد ،لكونه يوم سرور) .قوله :بل عذر( فععإن وجععد
لم يحرم التأخير .قال ع ش :ليس من العذر هنا انتظار الحععوج) .قععوله :كغيبععة مععال
إلخ( تمثيل للعذر ،وظاهر كلمه أنه ل فرق في غيبة ماله بين أن تكون لمرحلتين أو
دونها .وعبارة التحفة) :تنبيه( ظاهر قولهم هنا كغيبة مععال :أن غيبتععه مطلقععا ل تمنععع
وجوبها ،وفيه نظر -كإفتاء بعضهم أنهععا تمنعععه مطلقععا ،أخععذا ممععا فععي المجمععوع أن
زكاة الفطر إذا عجز عنها وقت الوجوب ل تثبععت فععي الذمععة .والععذي يتجععه فععي ذلععك
تفصيل يجتمع به أطراف كلمهم ،وهو أن الغيبععة إن كععانت لععدون مرحلععتين لزمتععه،
لنه حينئذ كالحاضر ،لكن ل يلزمه القتراض ،بععل لععه التععأخير إلععى حضععور المععال.
وعلى هذا يحمل قولهم كغيبة مال أو لمرحلتين ،فإن قلنا بما رجحه جمع متأخرون -
أنه يمنع أخذ الزكععاة ،لنععه غنععي -كععان كالقسععم الول ،أو بمععا عليععه الشععيخان -أنععه
كالمعدوم فيأخذها -لم تلزمه الفطرة ،لنه وقت وجوبها فقير معدم ،ول نظر لقععدرته
على القتراض لمشقته -كمععا صععرحوا بععه .اه) .قععوله :أو مسععتحق( معطععوف علععى
مال ،أي وكغيبة مستحق) .قوله :ويجب القضاء فورا( أي فيمععا إذا أخرهععا بل ععذر.
)وقوله :لعصيانه( أي بتأخيرها .قال في التحفة :ومنععه يؤخععذ أنعه لععو لععم يعععص بعه -
لنحععو نسععيان -ل يلزمععه الفععور - ،وهععو ظععاهر -كنظععائره .اه .قععال سععم :نعععم ،إن
انحصر المستحقون وطالبوه وجب الفور .كما لو طولب الموسععر بالععدين الحععال .اه.
)قوله :ويجععوز تعجيلهععا مععن أول رمضععان( أي لن السععبب الول -وهععو جععزء مععن
رمضان -غير معين ،فجاز تعجيلها من أوله) .قوله :ويسن أن ل تؤخر( أي الفطرة
-أي إخراجها -عن صلة العيد ،فالسعنة إخراجهعا قبعل صعلة العيعد للتبعاع .وهعذا
جععرى علععى الغععالب مععن فعععل الصععلة أول النهععار ،فععإن أخععرت اسععتحب الداء أول
النهار) .قوله :بل يكره ذلك( أي تأخيرها عن صلة
] [ 198
العيعد .قعال فعي التحفعة :للخلف القعوي فعي الحرمعة حينئذ .وقعد صعرحوا بعأن
الخلف في الوجوب يقتضي كراهة الترك ،فهو في الحرمة يقتضي كراهععة الفعععل .ا
ه )قعوله :نععم ،يسعن إلعخ( اسعتدراك علعى كراهعة التعأخير) .والحاصعل( أن للفطعرة
خمسة أوقات :وقت جواز ،ووقععت وجععوب ،ووقععت فضععيلة ،ووقععت كراهععة ،ووقععت
حرمة .فوقت الجواز أول الشهر .ووقت الوجوب إذا غربت الشمس .ووقععت فضععيلة
قبل الخروج إلى الصلة .ووقت كراهة إذا أخرها عععن صععلة العيععد -إل لعععذر مععن
انتظععار قريععب ،أو أحععوج -ووقععت حرمععة إذا أخرهععا عععن يععوم العيععد -بل عععذر -
)وقوله :لنتظار نحو قريب أو جار( دخل تحت نحو الصديق ،والصالح ،والحععوج.
)قوله :ما لم تغرب الشمس( أي يسن تأخيرها مدة عدم إخراج وقتهععا ،وهععو بغععروب
الشمس .فإن خرج وقتها أثم بذلك .وفي سم ما نصه :عبارة الناشععري لععو أخععر الداء
إلى قريب الغروب -بحيث يتضيق الوقت -فالقياس أنه يأثم بععذلك .لنععه لععم يحصععل
الغناء عن الطلب في ذلععك اليععوم ،إل أن يؤخرهععا لنتظععار قريععب أو جععار ،فقيععاس
الزكاة أنه ل يأثم ما لم يخرج الوقت .اه) .تتمة( من وجععد بعععض الععواجب عليععه قععدم
نفسه ،لخبر الشيخين :ابدأ بنفسك ثم بمععن تعععول .وخععبر مسععلم :ابععدأ بنفسععك فتصععدق
عليها ،فإن فضل شئ فلهلك ،فإن فضل شئ فلذي قرابتك .ثععم زوجتععه -لن نفقتهععا
آكد -ثم ولده الصغير -لنه أعجز ونفقتععه منصوصععة مجمععع عليهععا -ثععم الب وإن
عل -لشرفه -ثم الم كذلك -لولدتها -ثم الولد الكبير الفقير ،ثععم الرقععاء .وفععي ع
ش ما نصه )فرع( خادم الزوجة -حيث وجبت فطرتها -يكون في أي مرتبة ينبغععي
أن يكون بعد الزوجة ،وقبل سائر من عععداها ،حععتى ولععده الصععغير ومععا بعععده ،لنهععا
وجبت بسبب الزوجية المقدمة على سائر من عداها .اه .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 199
فصل في أداء الزكاة أي في بيعان حكعم الداء معن كعونه فوريعا أو ل ،والمعراد
بالداء :دفع الزكاة لمستحقيها .وبالزكاة :زكاة المال -كما قيد به في المنهج وغيره -
لن غالب ما يأتي في هذا الفصل من الحكام يتعلععق بهععا) .قععوله :يجععب أداؤهععا( أي
على من وجععدت فيععه الشععروط السععابقة) .قععوله :وإن كععان إلععخ( غايععة فععي الوجععوب.
)وقوله :عليه( أي على من بيده نصععاب ،وهععو مسععتكمل للشععروط المععارة .فالضععمير
يعود على معلوم من السياق) .وقوله :دين مستغرق( أي للنصاب الذي بيده) .وقوله:
حال( ومثله المؤجل بالولى) .وقوله :ل( متعلق بمحذوف صفة لدين ،أي ديععن حععال
ثابت ل تعععالى :ككفععارة ونععذر) .وقععوله :أو لدمععي( أي كععالقرض) .قععوله :فل يمنععع
الدين وجوب الزكاة( أي لطلق النصوص الموجبة لهععا ،ولن مالععك النصععاب نافععذ
التصرف فيه .والفرق بين زكاة المال -حيث إن الععدين ل يمنعهععا -وزكععاة الفطععر -
حيث إن الدين يمنعهععا علعى المعتمععد عنععد ابعن حجععر ،وشعيخ السعلم كمعا معر -أن
الولى متعلقة بعين المععال فلععم يصععح الععدين مانعععا لهععا لقوتهععا .بخلف الثانيععة ،فإنهععا
طهرة للبدن ،والدين يقتضعي حبسعه بععد المعوت .ول شعك أن رعايعة المخلعص ععن
الحبس مقدمة على رعاية المطهر) .وقوله :فععي الظهععر( أي أظهععر القععوال :ثانيهععا
يمنع مطلقا .ثانيها يمنع في المال الباطن ،وهو النقععد والعععرض ،دون الظععاهر ،وهععو
المواشي والزروع والثمار) .قوله :فورا( أي لنه حق لزمه ،وقدر على أدائه ،ودلت
القرينة على طلبه ،وهي حاجة الصناف .نهاية) .قوله :ولو في مال صبي ومجنون(
غاية للفورية ،ل لصل الوجوب .أي يجب إخراجها على الفور ،ولو كانت فععي مععال
صبي ومجنون .وبه يندفع ما يقال إن هذا مكرر مع قوله في أول الباب :تجععب علععى
كل مسلم ولو غير مكلف .وحاصل الدفع أن ما هنا مأخوذ غاية للفوريععة ،ومععا هنععاك
مأخوذ غاية للوجععوب .والمخععاطب بإخراجهععا الععولي ،فععإن أخععر أثععم ،ويلععزم المععولى
إخراجهععا إذا كمععل -كمععا نععص عليععه فععي التحفععة -وعبارتهععا :ولععو أخرهععا المعتقععد
للوجوب أثم ،ولزم المولى -ولو حنفيا فيمععا يظهععر -إخراجهععا إذا كمععل .اه) .قععوله:
لحاجة المستحقين إليها( علة للفورية :أي إنما وجبت على الفور لحتيععاج المسععتحقين
إليها :أي فورا .وكان الولى زيادته ،وإن كععان معلومعا .وعبعارة شعرح المنهعج :لن
حاجة المستحقين إليها ناجزة .اه) .قوله :يتمكن من الداء( متعلق بيجب ،وهو شرط
في أدائها على الفور .أي إنما يجععب علععى الفععور إذا تمكععن منععه ،وذلععك لن التكليععف
بدون التمكن تكليف بما ل يطاق ،أو بمععا يشععق .نعععم ،أداء زكععاة الفطععر موسععع بليلععة
العيد ويومه -كما مر) .قوله :فإن أخر( أي الداء ،وهو مفهععوم قععوله فععورا) .قععوله:
أثم( أي بتأخيره) .قوله :وضمن( أي حق المستحقين ،بعأن يعدفع معا كعان يعدفعه عنعد
وجود المال) .قوله :إن تلف( أي المال) .قوله :بعععده( أي التمكععن ،وهععو متعلععق بكععل
من أخر وتلف ،أي أخر بعد
] [ 200
التمكن ،وتلف بعده .واحترز به عما إذا أخر لكونه غير متمكن :فل يأثم به ،أو
تلف المال وهو غير متمكن فل يضمن حق المستحقين) .قععوله :نعععم ،إلععخ( اسععتدراك
من قوله أثم) .قوله :لنتظار قريب( أي ل تلزمه نفقته) .قوله :لعم يعأثم( محلعه معا لعم
يشتد ضرر الحاضرين ،وإل أثم بالتأخير ،لن دفع ضررهم فرض ،فل يجوز تركعه
لحيازة الفضيلة) .قوله :لكنه لضمنه إن تلععف( أي بآفععة سععماوية) .قععوله :كمععن أتلفععه(
الكاف للتنظير ،أي نظير من أتلف المال الذي وجبت فيععه الزكععاة ،فععإنه يضععمن حععق
المستحقين ،سواء كان المتلف له المالك أم غيره ،لكنه يلزم غيععره بععدل قععدر الزكععاة.
)وقوله :أو قصر إلخ( أي أو تلف بنفسه ،لكنه قصععر فععي دفععع المتلععف عنععه فيضععمن
حق المستحقين أيضا .وخرج بذلك ما إذا لم يقصر ،فل يضمن ذلك سواء كان التلف
بعد الحول وقبل التمكن ،أم قبله) .وقوله :عنه( متعلق بدفع) .قوله :كععأن وضعععه فععي
غير حرزه( تمثيل لتقصيره في دفع المتلف) .قوله :بعد الحول( متعلق بكل من أتلف
ومن قصر) .قوله :ويحصل التمكن( أي من الداء ،وهو دخول علععى المتععن) .قععوله:
بحضور مال( متعلق بيحصل) .قوله :سائر( صفة ثانية لمال .وإسناد السير إليه على
سبيل المجاز العقلي .ومحل اشتراط حضوره ما لم يكن المال أو وكيله مسافرا معه،
وإل وجب الخراج في الحال) .قوله :أو قار بمحل( أي ثابت فععي محععل ،وهععو ضععد
السائر) .قوله :عسر الوصول إليه( أي إلى ماله القار ،والجملة صفة لقععار .واحععترز
به عما إذا سهل الوصول إليه -بأن أمعن الطريعق -فعإنه يجعب عليعه أداء زكعاته إذا
مضى زمن يمكن أن يحضره فيه ،وإن لم يحضره بالفعل فالمدار على القععدرة .أفععاده
بجيرمي) .قوله :فعإن لعم يحضععر( أي المععال الغعائب) .قععوله :لععم يلزمعه( أي المالعك.
)وقوله :الداء من محل آخر( أي أداء الزكاة عن المال الغائب في موضع آخر غيععر
موضع المال ،وإنما لم يلزم أداء الزكاة عنه لحتمال تلفه قبل وصوله إليععه .قععال فععي
المغني :نعم ،إن مضى بعد تمام الحعول معدة يمكعن المضعي إلعى الغعائب فيهعا صعار
متمكنا -كما قاله السبكي -ويجب عليه العطاء .اه) .قوله :وإن جوزنا نقل الزكاة(
غاية لعدم لزوم أداء الزكععاة فععي محععل آخععر ،أي ل يلزمععه إذا لععم يحضععر ذلععك ،وإن
جرينععا علععى القععول الضعععيف بجععواز نقععل الزكععاة) .قععوله :وحضععور مسععتحقيها :أي
الزكاة( أي مستحقي قبضها ،وهم من تدفع له الزكاة مععن إمععام أو سععاع أو مسععتحقها،
ولععو فععي المععوال الباطنععة لسععتحالة العطععاء مععن غيععر قععابض ،ول يكفععي حضععور
المستحقين وحدهم ،حيث وجب الصرف إلى المام بأن طلبها من الموال الظععاهرة،
فل يحصععل التمكععن بععذلك :نهايععة .بتصععرف) .قععوله :أو بعضععهم( معطععوف علععى
مستحقيها ،أي أو حضور بعض المستحقين .قال ع ش :ويكفععي فععي التملععك حضععور
ثلثة من كل صععنف وجععد .اه) .قععوله :فهععو( أي مععن وجبععت عليععه الزكععاة) .وقععوله:
متمكن( أي مععن الداء) .وقععوله :بالنسععبة لحصععته( أي البعععض) .قععوله :ضععمنها( أي
حصة البعض الحاضر) .قوله :ومع فراغ( معطوف علععى بحضععور مععال ،والولععى:
التعبير بالباء الجارة بدل مع ،أي ويحصل التمكن بما ذكععر ،وبخلععو المالععك مععن مهععم
ديني -كصلة -أو دنيععوي -كأكععل وحمععام -ويعتععبر مععا ذكععر كلععه بعععد جفععاف فععي
الثمار ،وتنقيععة مععن نحععو تبععن فععي حععب ،وتععراب فععي معععدن) .قععوله :وحلععول ديععن(
معطوف على بحضور مال .والواو بمعنى أو ،أي ويحصل التمكن بحضور مال ،أو
بحلول دين له على آخر) .قوله :من نقد أو عرض تجارة( بيان للدين الذي تتعلععق بععه
الزكاة .وخرج به المعشرات والسائمة ،فل زكاة فيهما إذا كانتا دينا ،وذلععك لن علععة
الزكاة في المعشرات :الزهو في ملكه ،ولم يوجد .وفي الماشية :السععوم والنمععاء ،ول
سوم ول نماء فيما في الذمة ،بخلف النقد ،فإن علة الزكاة فيه النقدية ،وهي حاصععلة
مطلقا في المعينة وفيما في الذمة .وعبارة المنهاج مع شرح الرملي :والععدين إن كععان
ماشية ل للتجارة -كأن أقرضه أربعين شاة ،أو أسلم إليهععا فيهععا ومضععى عليعه حععول
قبل قبضه ،أو كععان غيععر لزم كمععال كتابععة -فل زكععاة فيععه ،لن السععوم فععي الولععى
شرط ،وما في الذمة ل يتصف بالسوم ،ولنها إنما تجب في
] [ 201
مال نام ،والماشية في الذمة ل تنمو ،بخلف الدراهم ،فععإن سععبب وجوبهععا فيهععا
كونها معدة للصرف ،ول فععرق فعي ذلععك بيعن النقعد ومعا فععي الذمعة .ومثعل الماشععية:
المعشر في الذمة ،فل زكاة فيه ،لن شرطها الزهو في ملكه ،ولععم يوجععد ،وأمععا ديععن
الكتابة فل زكاة فيه ،إذ للعبد إسقاطه متى شاء بتعجيز نفسه .اه .بحذف) .قععوله :مععع
قدرة على استيفائه( متعلق بمحذوف صفة لحلول ،أي ويحصل التمكععن بحلععول كععائن
مع قدرة على استيفاء الدين) .قوله :بأن كان( أي الععدين ،وهععو تصععوير للقععدرة علععى
استيفاء الدين) .قوله :على ملععئ( أي موسععر) .قععوله :حاضععر( أي فععي البلععد) .قععوله:
باذل( أي للدين الذي عليه .وفي التحفة زيادة مقر ،وهو المناسععب لععذكر مقععابله ،هنععا
وهو جاحد ،فكان الولى زيادته ،وإن كان البذل يسععتلزم القععرار) .قععوله :أو جاحععد(
أي للدين) .وقوله :عليه بينة( الجملة صفة لجاحد ،أي جاحععد موصععوف بكععونه عليععه
بينة ،وهي شاهدان ،أو شاهد ويمين) .قوله :أو يعلمه القاضععي( أي أو لععم يكععن عليععه
بينة ،لكن القاضي يعلم بأن عليه دينا لفلن المدعي ،أي وقلنا يقضي القاضي بعلمععه،
وإل فل فائدة في علمه) .قوله :أو قدر هو على خلصععه( أي أو لععم يكععن هنععاك بينععة
ولم يعلمه القاضي ،ولكن الدائن له قدرة على خلص دينه ،بأن يكون قويععا أو يمكنععه
الظفر بأخذ دينه .وعبارة التحفة :وقضية كلم جمععع أن مععن القععدرة مععا لععو تيسععر لععه
الظفر بقدره من غير ضرر ،وهو متجه ،وإن قيل إن المتبععادر مععن كلمهمععا خلفععه.
اه .وقال سم .هذا ظاهر إن تيسر الظفر بقدره من جنسه ،أما لو لم يتسععير للظفععر إل
بغير جنسه ،فل يتجه الوجوب في الحال ،إذ هو غير متمكن من حقه في الحال ،لنه
ل يملك ما يأخذه ويمتنع عليه النتفاع به والتصرف فيه بغير بيعععه لتملععك قععدر حقععه
من ثمنه فل يصل إلى حقه إل بعد البيع .اه) .قوله :فيجب إخراج الزكاة فعي الحعال(
مفرع على التمكن بحلول الدين) .قوله :وإن لم يقبضه( أي الدين .وهو غاية لوجوب
الخراج في الحال ،وهي للرد .وعبارة المغني مع الصععل :وإن تيسععر أخععذه وجبععت
تزكيته في الحال ،لنه مقدور على قبضه -كالمودع -وكلمه يفهععم أنععه يخععرج فععي
الحال ،وإن لم يقبضه ،وهو المعتمد المنصوص في المختصر .وقيل ل ،حتى يقبضه
فيزكيه لما مضى .اه) .قوله :لنه( أي الدائن قادر على قبضه ،أي الدين .وهو تعليل
لوجوب إخراج زكاته حال ،مع عدم قبضه من المدين) .قوله :أما إذا تعذر استيفاؤه(
أي الدين ،وهو مفهوم قوله مع قدرة على استيفائه) .وقوله :بإعسععار( متعلععق بتعععذر،
وهو محترز قوله ملئ) .وقوله :أو مطل( محععترز بععاذل) .وقععوله :أو غيبععة( محععترز
حاضر) .وقوله :أو جحود ول بينعة( أي ولععم يعلمععه القاضعي ولععم يقعدر الععدائن علعى
خلصه ،وهذا محترز قوله أو جاحد إلخ) .قوله :فكمغصععوب( جععواب أمععا ،أي فهععو
كمععال مغصععوب فععي حكمععه) .قععوله :فل يلععزم إلععخ( تفريععع علععى التشععبيه) .وقععوله:
الخراج( أي للزكاة) .وقوله :إل إن قبضه( أي الدين) .قوله :وتجب الزكاة إلععخ( لععو
قدم هذا في الباب المار وذكره بعد الصععناف الععتي تجععب فيهععا الزكععاة -كالمنهععاج -
لكان أنسب بقوله فكمغصوب ،لن هذا حوالة ،وهي تكون علععى شععئ متقععدم) .قععوله:
وضال( أي ضائع لم يهتد إليه .قال في التحفة :ومنه -أي الضال :-الواقع في بحر،
والمدفون المنسي محله .اه .وكالضال :المسروق ،والمجحععود) .قععوله :لكعن ل يجععب
دفعهععا( أي الزكععاة) .وقععوله :إل بعععد تمكععن( أي مععن المععال المغصععوب أو الضععال.
)وقعوله :بععوده إليعه( تصععوير للتمكعن ،ومثعل الععود إذا كععان لعه بعه بينعة ،أو يعلمعه
القاضي ،أو يقدر هو على خلصه -كما مر فععي تصععوير التمكععن مععن الععدين :-وإذا
تمكن بمععا ذكععر يزكععي للحععوال الماضععية ،بشععرط أن ل ينقععص النصععاب بمععا يجععب
إخراجه ،فإذا كان نصابا فقط ،وليس عنده من جنسه ما يعوض قدر الواجب لم تجب
زكععاة معا زاد علعى الحعول الول .وإذا كععان المعال ماشعية اشعترط أن تكععون سععائمة.
)قوله :ولو أصدقها( أي أصدق الزوج زوجته) .وقوله :نصاب( نقععد أي نصععاب نقععد
الذهب أو الفضة) .قوله :وإن كان في الذمة( أي وإن كان النصاب الذي أصدقها إيععاه
ليس بمعين ،بل في ذمة الزوج ،فإنه يلزمها زكاته.
] [ 202
)قوله :أو سائمة معينة( معطوف على نقد .أي أو أصدقها نصاب سائمة معينة،
أي أو بعضه ووجدت خلطة معتبرة .وخرج بالمعينة ،التي في الذمة ،فل زكاة فيهععا،
لنه يشترط في السائمة قصد السوم ،ول سوم فيمععا فععي الذمععة بخلف صععداق النقععد:
تجب فيه الزكاة ،وإن كان في الذمة ،لعدم السوم فيه .قال فععي التحفععة :نعععم ،المعشععر
كالسائمة ،فإذا أصدقها شجرا أو زرعععا معينععا -فععإن وقععع الزهععو فععي ملكهععا لزمتهععا
زكاته .اه) .قوله :زكته( أي زكت النصاب من النقد ،والسائمة المعينة) .قوله :إذا تم
حول من الصداق( أي وقصد السوم في السائمة) .قوله :وإن لم تقبضعه ول وطئهععا(
غاية في وجععوب الزكععاة فععورا .أي تجععب الزكععاة عليهععا وإن لععم تقبععض الصععداق ول
وطئها الزوج ،لنها تملكه ملكا تاما وإن كان ل يستقر إل بالععدخول أو القبععض ،ولععو
طلقها قبل الدخول بها وبعد الحول رجع فععي نصععف الجميععع شععائعا إن أخععذ السععاعي
الزكاة من غير المعين المصدق أو لم يأخذ شيئا .وإن طلقهععا قبععل الععدخول قبععل تمععام
الحول عاد إليه نصفها ،ولزم كل منهما نصف شاة عند تمام حوله إن دامت الخلطة،
وإل فل زكاة على واحد منهما ،لعدم تمام النصاب) .قوله :الظهر أن الزكععاة تتعلععق
بالمال( أي الذي تجب الزكاة في عينه ،فخرج مال التجارة ،لن الزكاة تتعلق بقيمته،
ل بعينه ،فيجوز بيعه ورهنه -كما سيذكره ) .-قوله :تعلععق شععركة( عبععارة الععروض
وشرحه :إذا حال الحول على غير مال التجارة تعلقت الزكاة بالعين ،وصار الفقععراء
شركاءه -حتى في البل -بقيمة الشععاة ،لن الععواجب يتبععع المععال فععي الصععفة ،حععتى
يؤخذ من المراض مريضة ،ومن الصحاح صحيحة -كما مر -ولنه لععو امتنععع مععن
الزكاة أخعذها المععام معن العيعن -كمععا يقسعم المعال المشععترك قهعرا إذا امتنعع بععض
الشركاء من القسمة .وإنما جاز الداء من مععال آخععر :لبنععاء الزكععاة علععى الرفععق .اه.
وعبارة التحفة :وإنما جاز الخراج من غيره -على خلف قاعدة المشتركات -رفق
بالمالك ،وتوسعه عليه ،لكونها وجبت مواساة ،فعلى هذا :إن كععان الععواجب مععن غيععر
الجنس -كشاة في خمس إبل -ملك المستحقون منها بقدر الشاة ،وإن كان من الجنس
-كشاة من أربعين -فهل الواجب شائع ،أي ربع عشر كل شععاة أم شععاة منهععا مبهمععة
وجهان الصح :الول .اه) .قوله :إنها( أي الزكاة) .قوله :تتعلق بالذمة( أي ذمة من
وجبت في ماله الزكاة كالفطرة) .وقوله :ل بالعين( أي عين المال الذي وجبت الزكاة
فيه) .قوله :فعلى الولى( هععو أنهععا تتعلععق بالمععال تعلععق شععركة ،أي وعلععى الثععاني ل
يكون المستحق شريكا في المال بقدر العواجب ،وهعو جعزء معن كعل شعاة فعي مسعألة
الشياة مثل ،فحذف المقابل للعلم به) .قععوله :ولععم يفرقععوا إلععخ( يعنععي أن الشععركة مععن
حيث هي لم يفرقوا في صحتها بين أن تكون في العيان ،أو في الديون .وقد علمععت
أن الزكاة تتعلق بالمال تعلق شركة ،فل فرق حينئذ في ذلك المال المتعلقة بععه الزكععاة
بين أن يكون عينا ،أو دينا .ومراده بسياق هععذه العبععارة :بيععان مععا يععترتب عليهععا مععن
الفوائد ،وهو ما ذكره بقوله :فل يجوز لرب الدين إلخ .وعبارة شععرح الععروض :قععال
السنوي :ولم يفرقوا في الشركة بين العين والععدين ،فيلععزم منععه أمععور ،منهععا :أنععه ل
يجوز لرب الدين أن يدعي بملك جميعععه ،ول الحلععف عليععه ،ول للشععهود أن يشععهدوا
به ،بل طريق الدعوى والشهادة أن يقال إنه باق في ذمته ،وإنععه يسععتحق قبضععه ،لن
له ولية التفرقة في القدر الذي ملكه الفقراء .قال غيره :ومنها أن يقول لزوجتععه بعععد
مضععي حععول -أو أحععوال -إن أبرأتنععي مععن صععداقك فععأنت طععالق .فتععبرئه ،فل يقععع
الطلق حينئذ ،لنه علق الطلق على البراءة من جميع الصععداق ،ولععم يحصععل ،لن
مقدار الزكاة ل يسقط بععالبراءة ،فطريقهععا أن تعطععى الزكععاة ،ثععم تععبرئه .اه .وعبععارة
المغنى) :فائدة( قال السبكي :إذا أوجبنا الزكعاة فعي العدين ،وقلنعا تتعلعق بالمعال تعلعق
شركة ،اقتضى أن يملك أرباب الصناف ربع
] [ 203
عشر الدين في ذمة المدين ،وذلك يجز إلععى أمععور كععثيرة واقععع فيهععا كععثير مععن
الناس -كالدعوى بالصداق ،والديون -لن المدعي غير مالك للجميع ،فكيعف يعدعي
به ؟ إل أن له القبض لجل أداء الزكاة فيحتاج إلى الحتراز عن ذلععك فععي الععدعوى،
وإذا حلف على عدم المسقط :ينبغععي أن يحلععف أن ذلععك بععاق فععي ذمتععه إلععى حيععن لععم
يسقط ،وأنه يستحق قبضه حين حلفه ،ول يقول إنه باق له .اه .ومن ذلععك أيضععا :مععا
لو علق الطلق على البراء من صداقها ،وقد مضى على ذلك أحوال ،فأبرأته منععه،
فإنه ل يقع الطلق ،لنها ل تملك البراء من جميعه .وهي مسألة حسنة ؟ فتفطن لها
فإنها كثيرة الوقوع .اه) .قوله :ولو قال( أي الرجل لزوجته) .وقوله :إن أبرأتني مععن
صداقك( أي الذي وجبت فيه الزكاة) .قوله :لم تطلق( أي لعدم وجود الصععفة المعلععق
عليهعا ،وهعي العبراءة معن جميععه ،لتعلعق الزكعاة فيعه) .قعوله :فطريقهعا( أي طريعق
البراءة لصحيحة المقتضية لصحة وقوع الطلق المعلق عليها ،أي الحيلععة فععي ذلععك.
)وقوله :أن يعطيها( أي يعطي زوجته قدر الزكاة مما في ذمته مععن الصععداق لتعطيععه
المستحقين ،أي أو توكله في العطاء منه لهم .وفي بعض نسععخ الخععط :أن تعطيهععا -
بالتاء الفوقية -فيكون الضمير المستتر للزوجة ،والبارز للزكاة) .قوله :ويبطل الععبيع
إلخ( هذا مرتب على كون الزكاة متعلقععة بالمععال تعلععق شععركة .وعبععارة المنهععاج مععع
التحفة :فلو باعه -أي الجميع الذي تعلقت به قبععل إخراجهععا -فععالظهر -بنععاء علععى
الصح -أن تعلقها تعلق شركة بطلنععه فععي قععدرها -لن بيععع ملععك الغيععر مععن غيععر
مسوغ له باطل ،فيرده المشتري على البائع وصحته في الباقي ،فيتخير المشععتري إن
جهل ،بناء على قولي تفريق الصفقة .اه .بحذف) .قوله :فإن فعل أحععدهما( أي الععبيع
أو الرهن) .وقوله :صح( أي ما فعله من البيع أو الرهن) .وقوله :ل في قدر الزكععاة(
أي ل يصح قدر الزكاة ،وهذا مبني على جواز تفريق الصفقة -كمععا علمععت) .قععوله:
كسائر الموال المشتركة( أي فإنه يبطل البيع والرهن في حصععة الشععريك ويصععحان
في قدر حصته فقط ،بناء على جععواز تفريععق الصععفقة أيضععا) .قععوله :علععى الظهععر(
متعلق بقوله صح .ل في قدر الزكاة ،ومقابله :ل يصح مطلقا ،وهو مبنعي علعى ععدم
جواز تفريق الصعفقة ،أو يصعح مطلقعا .وعبعارة المنهعاج :فلعو بعاعه قبعل إخراجهعا،
فالظهر بطلنه في قدرها وصحته في الباقي .قال في المغنععي :والثععاني بطلنععه فععي
الجميع ،والثالث صحته في الجميع ،والولن قول تفريععق الصععفقة .اه) .قععوله :نعععم،
يصح( أي ما ذكر من البيع والرهن في قدرها -أي الزكاة -أي كما يصععح فععي بقيععة
مال التجارة ،وذلك لن متعلقها القيمة دون العيععن ،وهععي ل تفععوت بععالبيع) .قععوله :ل
الهبة( أي ل تصح الهبة فعي قعدر الزكعاة فعي معال التجعارة ،فالهبعة كعبيع معا وجبعت
الزكاة في عينه .قال ع ش :ومثل الهبة :كل مزيل للملك بل عوض -كالعتق ونحععوه
،-ولكن ينبغي سراية العتق للباقي ،كما لو أعتق جزءا له من مشععترك ،فععإنه يسععري
إلى حصة شريكه .اه) .قوله :تقدم الزكاة إلخ( يعني إذا اجتمع فععي تركععة حععق ال ع -
كزكاة ،وحج ،وكفارة ،ونذر - ،وحق آدمي -كدين -قدم حق ال على حعق الدمعي،
للخبر الصحيح :فدين ال أحق بالقضاء .ولنها -مععا عععدا الحععج -تصععرف للدمععي،
ففيهععا حععق آدمععي مععع حععق الع تعععالى .وقيععل :يقععدم حععق الدمععي ،لنععه مبنععي علععى
المضايقة .وقيل يستويان ،فيوزع المال عليهما) .قوله :ونحوها( أي كحععج ،وكفععارة،
ونذر) .قوله :من تركة مديون( متعلق بتقدم ،أي تقدم الزكاة ونحوها ،أي استيفاؤهما
من تركة مديون على غيرهما من حقوق الدمي) .قوله :ضاقت عن وفععاء مععا عليععه(
أي ضاقت التركة ولم تف بجيمع ما على الميت) .قوله :حقوق الدمي وحقععوق العع(
بيان لما.
] [ 204
)قععوله :كالكفععارة إلععخ( تمثيععل لحقععوق الع تعععالى) .قععوله :كمععا إذا إلععخ( الكععاف
للتنظير ،أي وذلك نظير ما إذا اجتمعتا -أي حقوق ال وحقوق الدمععي -علععى حععي
لم يحجر عليه ،فإن الزكاة ونحوها تقدم في ماله الذي ضاق عنهما .وخرج بقععوله لععم
يحجر عليه :ما إذا حجر عليه ،فإنه يقدم حق الدمي جزما .وعبععارة التحفععة :وخععرج
بتركة :اجتماع ذلك على حي ضاق ماله ،فإن لععم يحجعر عليعه قعدمت الزكعاة جزمعا،
وإل قدم حق الدمي جزما ،ما لم تتعلععق هععي بععالعين ،فتقععدم مطلقععا .اه) .قععوله :ولععو
اجتمعت فيها( أي في التركة) .قوله :حقوق ال فقط( أي كزكاة ،وكفارة) .قوله :وإن
تعلقت( أي الزكاة) .وقوله :بالعين( أي بعين المال .والمراد بها ما قابععل الذمععة بععدليل
تصويره فدخل زكاة مال التجارة فإنها -وإن تعلقت بالقيمة -لكن ليسععت فععي الذمععة.
)وقوله :بأن بقي النصععاب( تصععوير لتعلقهععا بععالعين) .قععوله :وإل( أي وإن لععم تتعلععق
بالعين ،بل بالذمة) .وقوله :بأن تلف( أي النصاب .وهو تصوير لعدم تعلقهععا بععالعين.
ومعنى استوائهما :أنه ل يقدم أحدهما على الخر) .قوله :بعععد الوجععوب( أي وجععوب
الزكاة في النصاب بأن حال عليه الحول وهو موجععود) .وقععوله :والتمكععن( أي وبعععد
التمكن ،أي من أداء الزكاة ،وهو يكون بما سبق ذكره .وذكر الوجوب ل يغنععي عععن
ذكععر التمكععن ،لن وجععوب الزكععاة بتمععام الحععول ،وإن لععم يتمكععن مععن الداء) .قععوله:
اسععتوت( أي الزكععاة) .وقععوله :مععع غيرهععا( أي مععن حقععوق العع ،كالكفععارة ،والحععج،
والنذر) .قععوله :فيععوزع( أي التركععة .وذكععر الضععمير علععى تأويلهععا بالمععال) .وقععوله:
عليها( أي على الحقوق المتعلقة بال المجتمعة .وفي نسخة فتوزع -بالتععاء الفوقيععة -
عليهما -بضمير التثنية -فيكون عائدا على الزكاة علععى غيرهععا .والمععراد بتوزيعهععا
عليهما :تقسيمها بينهما بالقسط ،فيدفع ما خص الزكاة لها ،وما خععص الحععج لععه .قععال
في النهاية وهذا عند المكان اه .قال ع ش :أمععا إذا لععم يكععن التوزيععع ،كععأن كععان مععا
يخععص الحععج قليل بحيععث ل يفععي بععه ،فععإنه يصععرف للممكععن منهمععا .اه .وقععال فععي
البجيرمي :وحاصل ذلك أن قوله فيستويان :أي في التعلق ،أي ل يقدم أحععدهما علععى
الخر ،وبعد ذلك يوزع المال الموجود على قععدرهما بالنسععبة .فععإذا كععان قععدر الزكععاة
خمسة ،والحج أجرته عشرة ،فالمجموع خمسة عشر ،فالزكاة ثلععث فيخصععها الثلععث،
والحج الثلثان .وبعد ذلك ل شئ يجب في الزكععاة سععوى ذلععك .وأمععا الحععج :فععإن كععان
الذي خصه يفي بأجرته فظاهر ،وإن كععان ل يفععي فيحفععظ إلععى أن يحصععل مععا يكملععه
ويحج به ،ول يملكه الوارث .هكذا قرر بعضهم .اه) .قوله :وشرط له إلخ( أي زيادة
على الشروط المارة في وجوب الزكاة) .وقوله :أي أداء الزكاة( تفسععير لضععمير لععه،
أي شرط لداء الزكاة ،أي لدفع المال عن الزكععاة .والمععراد :لجععزاء ذلععك ،ووقععوعه
الموقع) .قوله :شرطان( يفيد أن النية شرط ،مع أنها ركن في الزكاة .وعبععارة شععرح
الروض :وهي ركن -على قياس مععا فععي الصععلة وغيرهععا -فقععوله تشععترط نيععة أي
تجب .اه) .قوله :أحدهما نية( أي ما لم يمت المالك بعععد الحععول ويرثععه المسععتحقون،
فإنهم يأخذون بقدر الزكاة مما تركععه المععورث باسععم الزكععاة ،ومععا بقععى باسععم الرث،
وسقطت النية .اه .م ر .سم .ولو شك في نية الزكاة بعععد دفعهععا -هععل يضععر أو ل ؟
والذي يظهر :الثاني .ول يشكل بالصلة ،لنها عبادة بدنية ،بخلف هذه .وأيضا هذه
توسع في نيتها ،لجواز تقععديمها وتفويضععها إلععى غيععر المزكععي ونحععو ذلععك .فليتأمععل.
شوبري .اه .بجيرمي) .قوله :ل نطععق( يحتمععل أنععه مجععرور ومعطععوف علععى قلععب،
وأنه مرفوع معطوف على نية ،لكن مع تقدير متعلق له ،والتقدير على الول :ل نيععة
بنطق .وعلى الثاني :ول يشترط نطق بالنية ،وهذا الثاني هو الملئم للمعنى ،بخلف
الول فإنه ل معنى له ،وذلك لن النية هي القصد ،وهو ل يكون بالنطق ،بل بالقلب.
وعبارة غيره :ول يشععترط النطععق بالنيعة ،ول يجععزئ النطعق وحعده -كمعا فعي غيعر
الزكاة .اه) .قوله :كهذا زكاة مالي( تمثيل للنية .ومثله هذا زكاتي -من غير أن يزيد
مالي -أو هذا زكاة -من غيععر إضععافة أصععل -والضععافة ليسععت شععرطا ،وإن كععان
صنيعه حيث زاد لفظ
] [ 205
مالي .وغير المتن بحذف التنوين يفيد الشتراط) .قوله :ولو بععدون فععرض( أي
تكفي هذه النيععة ،ولععو مععن غيععر زيععادة فععرض فيهععا) .قععوله :إذ ل تكععون إلععخ( تعليععل
للكتفاء بهذه النية من غير ذكر الفرض .أي وإنما اكتفى بهععا ،ولععم يحتععج إلععى قصععد
الفرضية كالصلة ،لن الزكاة ل تقع إل فرضا ،بخلف الصلة ،فإنها لما كانت تقععع
فرضا وغيره احتاجت إلى ذلك للتمييز .نعم ،الفضل ذكر الفرضية .معها )قععوله :أو
صدقة مفروضة( مثله فرض الصدقة ،إذ ل وجه للفرق بينهما ،خلفا لبعن المقعري.
واحتجععاجه بشععموله لصععدقة الفطععر يععرده أن ذلععك ل يضععر ،بععدليل إجععزاء الصععدقة
المفروضة .وهذه زكاة مع وجود ذلك الشمول .اه .سم) .قوله :ول يكفي هععذا فععرض
مالي( مثله في عدم الكتفاء :هذا صدقة مععالي) .قععوله :لصععدقة إلععخ( أي شععمول هععذا
فرض مالي للكفارة والنذر .قال في التحفة :قيل هذا ظاهر إن كان عليه شئ من ذلك
غير الزكاة .ويرد بأن القرائن الخارجية ل تخصص النية ،فل عبرة بكون ذلك عليععه
أو ل ،نظرا لصدق منويه بععالمراد وغيععره .اه) .قععوله :ول يجععب تعييععن المععال إلععخ(
يعني ل يجب تعيين المال المزكى فععي النيععة ،بععأن يقععول فيهععا :هععذا زكععاة غنمععي ،أو
إبلي ،أو بقري ،لن الغرض ل يختلف به كالكفارات ،فإنه ل يجب تعيينهععا بععأن يقيععد
بظهار أو غيره .فلو أعتق من عليه كفارتان لقتل وظهار مثل رقبتين بنية كفارة ولععم
يعين ،أجزأ عنهمععا ،أو رقبععة كععذلك أجععزأت عععن إحععداهما مبهمععة ،ولععه صععرفه إلععى
إحداهما ،ويتعين ما صرفه إليه ،فل يمكن من صرفها بعد ذلك للخععرى ،ولععو تعععدد
عنده المال المتعلقة به الزكاة .فكذلك ل يجب عليه أن يعين في النية المال الذي يريد
أن يخرج عنه ،وذلك كأن كان عنده خمس إبل وأربعون شاة فأخرج شاة ناويا الزكاة
ولم يعين أجزأ ،وإن ردد فقال :هذه أو تلك فلو تلف أحدهما أو بععان تلفععه جعلهععا عععن
الباقي .وكأن كان عنده من الدراهم نصاب حاضر ،ونصعاب غععائب .فععأخرج خمسعة
دراهم بنية الزكاة مطلقا ،ثم بان تلف الغائب ،فله جعل المخرج عن الحاضر) .قوله:
ولو عين إلخ( الولععى التفريععع ،لن المقععام يقتضععيه ،يعنععي لععو عيععن فععي نيتععه المععال
المخرج عنه ،كأن عين في المثال الول الشاة عن الخمس البل ،وفي المثععال الثععاني
الخمسة الدراهم عن الغائب ،لم يقع ما أخرجه من زكاة المعين عععن غيععره ،أي غيععر
ما عينه في النية) .قوله :وإن بان المعين تالفا( غاية لعدم وقوعه عن غيره .قععال فععي
الروض :فإن بان -أي ماله الغائب -تالفا لم يقع ،أي المؤدى عن غيره ولم يسععترد،
إل إن شرط السترداد .قال في شرحه :كأن قال هععذه زكععاة مععالي الغععائب ،فععإن بععان
تالفا استرددته .اه) .قوله :لنه لم ينو ذلك الغير( أي غير ما عينه في نيته ،وهو علة
لعدم وقوعه عنه) .قوله :ومن ثم إلخ( أي ومن أجل أن سبب عدم وقوعه عععن الغيععر
فيما مر كونه لم ينوه ،ولو نوى أن هذا زكاة مالي الغععائب مثل ،وإن كععان تالفععا فهععو
زكاة عن غيره ،فبان تالفا فإنه يقع عن ذلك الغير ،لنععه نععواه .وعبععارة الععروض مععع
شرحه :وإذا قال هذه زكاة عن المال الغائب ،فإن كان تالفا فعن الحاضر ،فبان تالفععا،
أجزأته عن الحاضر ،كما تجزئه عن الغائب لو بقي .ول يضر التردد في عين المال
بعد الجزم بكونه زكاة ماله .ويخالف ما لو نوى الصلة عن فععرض الععوقت إن دخععل
الوقت ،وإل فعن الغائب -حيث ل تجزئه -لعتبار التعيين في العبععادات البدنيععة ،إذ
المر فيها أضيق ،ولهذا ل يجوز فيهععا النيابععة .اه) .قععوله :بخلف مععا لععو قععال إلععخ(
عبارة الروض وشرحه :بخلف ما لو قال هذه زكاة مالي الغائب ،فإن كان تالفا فعن
الحاضر ،أو صدقة .فبان تالفا ،ل يجزئ ععن الحاضععر .كمععا ل يجععزئ ععن الغععائب
هذه زكاة مالي الغائب إن كان باقيا أو صدقة ،لنه لم يجزم بقصد الفرض .وإن قععال
هذه زكاة مالي الغائب ،فإن كان تالفا فصدقة ،فبععان تالفععا وقععع صععدقة ،أو باقيععا وقععع
زكاة .ولو قال :هذه زكاة عن الحاضر أو الغععائب ،أجععزأه عععن واحععد منهمععا ،وعليععه
الخراج عن الخر .ول يضععر الععتردد فععي عيععن المععال -كمععا مععر نظيععره .والمععراد
بالغائب هنا :الغائب عن مجلس المالك في البلد ،أو الغائب عنها في بلد
] [ 206
آخر .وجوزنا النقل للزكاة ،كأن يكعون مععاله ببلعد ل مسعتحق فيعه ،وبلععد المالعك
أقرب البلد إليه .اه .بتصرف) .قوله :أو صدقة( معطوف على زكاة مالي) .وقوله،
لعدم الجزم إلخ( أي لكونه مترددا بين جعلها عن الفرض وجعلها صدقة) .قوله :وإذا
قال :فإن كان تالفا إلخ( أي قال هذا بعد قوله المار :هععذا زكععاة مععالي الغععائب إن كععان
باقيا) .قوله :فبان( أي ذلك المال الذي نوى جعل الزكععاة عنععه) .وقععوله :أو باقيععا( أي
أو بان باقيا) .وقوله :وقع( أي ما أخرجه عنه زكاة له) .قعوله :ولعو كعان عليعه زكعاة
وشك إلى قوله كما أفتى به شيخنا( الذي ارتضاه في التحفععة فععي نظيععر هععذه المسععألة
خلفه ،وهو أنه إن لم يبن لععه شععئ وقععع عمععا فععي ذمتععه ،وإن بععان ل يقععع ،كوضععوء
الحتياط .ونصها :ولو أدى عن مال مورثه بفرض موته وارثه لععه ووجععوب الزكععاة
فيه ،فبععان كعذلك ،لعم يجععزئه ،للععتردد فععي النيعة ،معع أن الصععل ععدم الوجععوب عنعد
الخراج وأخذ منه بعضهم أن من شك في زكاة فععي ذمتععه ،فععأخرج عنهععا إن كععانت،
وإل فمعجل عن زكاة تجارته مثل ،لم يجزئه عما في ذمته ،بان له الحععال أو ل ،ول
عن تجارته لتردده في النية ،ولعه السعترداد إن علعم القعابض الحعال ،وإل فل -كمعا
يعلم مما يأتي -وقضية ما مر في وضوء الحتياط :أن مععن شععك أن فععي ذمتععه زكععاة
فأخرجها أجزأته ،إن لم يبععن الحععال عمععا فععي ذمتععه للضععرورة ،وبععه يععرد قععوله ذلععك
البعض :بان الحال أو ل .اه) .قوله :ول يجزئ إلخ( هذا محترز قوله :أحععدهما نيععة،
والمراد أنععه لععو دفععع الزكععاة للمسعتحقين بل نيععة ل تقععع الموقععع ،أي وعليععه الضععمان
للمستحقين .وعبارة الروض وشرحه :ومن تصدق بماله -ولو بعد تمام الحول ،ولععم
ينو الزكاة -لم تسقط زكاته ،كما لو وهبه أو أتلفه ،وكما لو كان عليععه صععلة فععرض
فصلى مائة صلة نافلة ،فإنه ل تجزئ عن فرضه .اه) .قوله :ل مقارنتها( معطععوف
على نية) .قععوله :للععدفع( أي للمسععتحقين) .قععوله :فل يشععترط ذلععك( أي مععا ذكععر مععن
مقارنتها له .والنسب والخصر أن يقول :فل تشترط بحذف اسم الشععارة ،وبتععأنيث
الفعععل) .قععوله :بععل تكفععي النيععة( أي نيععة الزكععاة) .وقععوله :قبععل الداء( أي الععدفع
للمستحقين ،وتعبيره أول بالدفع ،وثانيا بالداء ،للتفنن) .قوله :وإن وجدت( أي النية،
وهو قيد في الكتفاء بها قبل الداء) .وقوله :عنععد عععزل قععدر الزكععاة عععن المععال( أي
تمييزه عنه ،وفصله منه) .قوله :أو إعطاء وكيل( أي أو عند إعطاء وكيععل عنععه فععي
تفرقة الزكععاة علععى المسععتحقين .ول يشععترط نيععة الوكيععل عنععد الصععرف للمسععتحقين،
لوجود النية من المخاطب بالزكاة مقارنة لفعله ،إذ المال له ،وبه فارق نية الحعج معن
النائب ،لنه المباشر للعبادة) .قوله :أو إمام( معطوف علععى وكيععل ،أي وتكفععي النيععة
عند إعطاء إمام الزكاة ،لن المام نائب المستحقين ،فالدفع إليه كالععدفع إليهععم ،ولهععذا
أجزأت وإن تلفت عنده ،بخلف الوكيل .قال في التحفة مع الصل :والصح أن نيتعه
-أي السلطان -تكفي عععن نيععة الممتنععع باطنععا ،لنععه لمععا قهععر قععام غيععره مقععامه فععي
التفرقة ،فكذا في وجوب النية .ثم قال :أفتى شارح الرشاد الكمال الرداد فيمن يعطي
المام أو نائبه المكس بنية الزكاة ،فقال :ل يجزئ ذلك أبدا ول يععبرأ عععن الزكععاة بععل
هي واجبة بحالها ،لن المام إنما يأخذ ذلك منهم في مقابلة قيامه بسد الثغور ،وقمععع
القطاع والمتلصصين عنهم وعن أموالهم .وقد أوقع جمع ممععن ينسععب إلععى الفقهععاء -
وهم باسم الجهل أحق -أهل الزكاة ،ورخصوا لهم في ذلك فضلوا وأضلوا .اه .وقععد
تقدم كلم عن الفتاوي أبسط من هذا ،فارجع إليععه إن شعئت) .قعوله :والفضععل لهمععا(
أي للوكيل والمام) .قوله :أن ينويا( أي الزكاة ،خروجا من الخلف) .وقوله :أيضا(
أي كمععا ينععوي الموكععل أو الععدافع للمععام) .وقععوله :عنععد التفرقععة( أي تفرقععة الزكععاة
للمستحقين ،والظرف متعلق بينويا) .قوله :أو وجدت إلخ( أي وتكفي النية إن وجدت
بعد أحدهما ،فهو معطوف على وجدت ،بقطع النظر عن قوله قبل الداء ،وإل
] [ 207
لزم التكرار الموجب للركاكة ،إذ الداء هو التفرقة ،فيصععير التقععدير عليععه ،بععل
تكفي النية قبل الداء إن وجدت بعد أحدهما ،وقبل الداء) .قوله :أي بعد عععزل إلععخ(
تفسععير للحععد) .قععوله :أو التوكيععل( أي أو بعععد التوكيععل ،وسععكت عععن وجودهععا بعععد
إعطائها للمام مراعاة للمتن .ولو قال :أو إعطاء وكيل أو إمام لوفى بجميع ما ذكره
متنا وشرحا .قال في متن المنهاج :ولو دفع إلى السلطان كفت النية عنده .فإن لم ينععو
لم يجز .وقال سم :محله ما لم ينو بعد الدفع إليه وقبل صرفه ،وإل أجزأ .اه) .قععوله:
وقبل التفرقة( معطععوف علععى بعععد أحععدهما ،أي أو وجععدت بعععده .وقبععل التفرقععة ،أي
تفرقة الزكاة وأدائها للمسععتحقين) .قععوله :لعسععر اقترانهععا( أي النيععة ،وهععو علععة لعععدم
اشتراط مقارنتها للدفع) .قوله :ولو قال لغيره إلخ( الولى التفريع ،لنه مرتععب علععى
عدم وجعوب المقارنععة للععدفع ،والكتفععاء بوجودهععا بعععد الععدفع للوكيععل وقبععل التفرقععة.
)قوله :ثم نوى( أي المالك) .قوله :قبل تصدقه( أي الوكيل) .وقوله :بذلك( أي بالمال
الذي دفعه للوكيعل للصععدقة) .قععوله :أجععزأه ععن الزكععاة( أي لمععا مععر أن الععبرة بنيعة
الموكل ،وأنها تجزئ بعد الدفع للوكيل وقبل التفرقة) .قوله :ولو قال لخر إلععخ( هععذه
المسألة ل يظهر لها ارتباط هنععا ،وسعاقها فعي التحفعة مؤيعدا بهععا كلمععا ذكعره قبلهععا،
ونصها :ولو أفرز قدرها بنيتها لم يتعين لهععا إل بقبععض المسععتحق لهععا بععإذن المالععك،
سواء زكاة المال والبدن .وإنما تعينت الشاة المعينة للتضحية ،لنه ل حق للفقراء ثععم
في غيرها ،وهنا حق المستحقين شائع في المععال ،لنهعم شععركاء بقععدرها ،فلععم ينقطععع
حقهم إل بقبض معتبر .وبه يرد جزم بعضهم بأنه لععو أفععرز قععدرها بنيتهععا كفععى أخععذ
المستحق لها من غير أن يدفعها إليه المالك .ومما يرده أيضععا قععولهم لععو قععال لخععر:
اقبض ديني من فلن وهو لك زكاة ،لم يكف ،حتى ينوي هو بعد قبضه ،ثم يععأذن لععه
في أخذها .فقولهم :ثم إلخ :صععريح فععي أنععه ل يكفععي اسععتبداده بقبضععها ،ويععوجه بععأن
للمالععك بعععد النيععة والعععزل أن يعطععي مععن شععاء ويحععرم مععن شععاء ،وتجععويز اسععتبداد
المسععتحق يقطععع هعذه الوليعة فععامتنع .اه .وخععالفه م ر :فقعال :ولععو نعوى الزكعاة معع
الفراز فأخذها صبي أو كافر ودفعها لمستحقها ،أو أخذها المستحق ثععم علععم المالععك،
أجزأه .اه) .قوله :لم يكعف( أي لعم يجعز ععن الزكعاة ،وذلعك لمتنعاع اتحعاد القعابض
والمقبض على المعتمد) .وقوله :حتى ينوي إلخ( أي فإنها تكفي لعدم اتحاد ذلك ،لنه
وكله أول في القبض عنه فقط ،ثم بعده صار وديععة فععي يععد الوكيععل ،ثعم أذن لععه فععي
أخذها زكاة عنه) .وقوله :هو( أي الدائن) .وقوله :بعد قبضه( أي الدين مععن المععدين،
فالضافة من إضافة المصدر لمفعوله .ويصح أن تكون من إضافة المصععدر لفععاعله،
والمفعول محذوف ،أي بعد قبض الخر الدين من المدين) .وقععوله :ثععم يععأذن( أي ثععم
بعععد نيتععه الكائنععة بعععد القبععض يععأذن لععذلك الخععر) .وقععوله :فععي أخععذها( أي الزكععاة.
والضافة لدنى ملبسة ،أي في أخذ ما استلمه من الدين على أنه زكاة عنه) .قععوله:
وأفتى بعضهم إلخ( هذا مرتبط بما يفهم من قوله بل تكفي عند عزل أو إعطاء وكيععل
من أنه ل بد من نية الموكل ،ول تكفي نية الوكيععل .قععال سععم فععي الناشععري نقل عععن
غيره ما يوافق هذا الفتاء ،حيث قال :إذا وكله -أي شخصا -في تفرقععة الزكععاة ،أو
في إهداء الهدي ،فقال :زك ،أو أهععد ،لععي هععذا الهععدي .فهععل يحتععاج إلععى تععوكيله فععي
النية ؟ قال الحرادي :ل يحتاج إلععى ذلععك ،بععل يزكععي ويهععدي الوكيععل ،وينععوي .لنععه
قوله :زك ،اهد ،يقتضي التوكيل في النية .وهععذا الععذي قععاله مقتضععى مععا فععي العزيععز
والروضة ،من أنه لو قال رجل لغيره :أد عني فطرتي .ففعل ،أجزأ - .كمععا لععو قععال:
اقععض دينععي .اه .وأقععول :كلم الشععيخين هنععا يقتضععي خلف ذلععك .اه) .قععوله :أن
التوكيل المطلق( أي غير المقيد بالتفويض في النية بأن يقعول لعه وكلتعك فعي إخعراج
زكاتي من مالي وإعطائها للمستحقين ،ول يتعرض للنية) .قوله :يستلزم التوكيل فععي
نيتها( أي الزكاة .وعليه ،فل يحتاج لنية الموكل ،بل يكفي لنية الوكيل) .قوله :وفيععه(
أي إفتاء بعضهم من أن التوكيل يستلزم نيتها) .قوله :بل المتجه إلععخ( صععرح بععه فععي
الروض ،ونصه :ولو دفع إلى المام بل نية ،لم يجزه نية
] [ 208
المام ،كالوكيل .اه .قال في شععرحه :فععإنه ل تجععزئه نيتععه عععن الموكععل ،حيععث
دفعها إليه بل نية ،كما لو دفعها إلى المستحقين بنفسععه .اه) .قععوله :أو تفويضععها( أي
النية للوكيل ،بأن قال له :وكلتك في دفع الزكاة ،وفوضت لك نيتها .وعبارة الععروض
وشرحه :وله تفويض النية إلى وكيله في الداء إذا كععان أهل لهععا ،لقععامته إيععاه مقععام
نفسه فيها .اه) .قوله :قال المتولي وغيره إلخ( هذا استدراك على عععدم الكتفععاء بنيععة
الوكيععل ،فكععأنه قععال :ل تكفععي إل فععي هععذه المسععألة ،فإنهععا تكفععي ،بععل تتعيععن .وكععان
المناسب زيادة أداة الستدراك كما في فتح الجواد ،وعبارته :نعم ،تتعين نيععة الوكيععل
إلخ .اه) .قوله :يتعين نية الوكيل( أي بأن يقصد أن ما يخرجه زكععاة مععوكله) .قععوله:
إذا وقع الفرض( أي وهو القدر الذي يجب عليه في ماله) .وقوله :بماله( الباء بمعنى
من ،وضععميره يعععود علععى الوكيعل ،أي معن مععال الوكيعل) .قعوله :بعأن قععال لععه إلعخ(
تصوير لوقوع الفرض من مال الوكيل) .قوله :لينصرف إلخ( علة لتعيين نية الوكيل
في هذه الصورة ،أي وإنما تعينت نيته لينصرف فعل الوكيععل عععن الموكععل ،أي ليقععع
أداؤه الزكاة من ماله عنه) .قوله :وقوله له ذلك( أي قععوله الموكععل للوكيععل أد زكععاتي
من مالك )قوله :متضمن للذن له( أي للوكيل) .وقوله :في النية( أي نية الزكاة ،وما
ذكر من أن القول المذكور يتضمن الذن فيها مؤيد للفتاء المار .وقد علمت عن سم
أن كلم الشيخين يقتضي خلفه) .قوله :وقال القفععال :لععو قععال( أي مععن وجبععت عليععه
الزكععاة) .قععوله :ففعععل( أي ذلععك الغيععر مععا أمععر بععه) .قععوله :صععح( أي مععا فعلععه مععن
القتراض وأداء الزكاة عنه) .قوله :قال شيخنا( أي في فتح الجواد ،وعبععارته :وقععال
القفال إلى آخر ما ذكر الشارح .ثم قال بعده :ويفرق بين هذه وما قبلهععا بععأن القععرض
ثم ضمني ،وهو ل يعتبر فيععه قبععض ،فل اتحععاد .اه .وقععوله :ومععا قبلهععا :هععي مسععألة
المتععولي) .قععوله :بجععواز اتحععاد القععابض والمقبععض( أي بجععواز أن يكععون القععابض
والمقبض واحدا -كما هنا ،فإن المقبض هو المقرض ،وهععو أيضععا القععابض بطريععق
النيابة عن موكله في إخراج الزكاة عنه .والجمهععور علععى منعععه ،فعليععه ل يصععح مععا
فعله الوكيل من إقراضه ،وأداء الزكاة عنه) .قعوله :وجعاز لكعل معن الشعريكين إلعخ(
)اعلم( أن المؤلف تعرض لبيان حكم النصاب المشترك ،ولم يتعرض لبيععان الشععركة
فيه وأقسامها وشروطها ،وكان عليه أن يتعرض أول لذلك -كغيره -ثم يبين الحكم.
وقد أفرد الكلم على ذلك الفقهاء بترجمة مسععتقلة ،وحاصععله أن الشععركة هنععا فععي أن
يكون المال الزكوي بين مالكين مثل ،وتنقسم قسمين :شركة شيوع ،وشععركة جععوار،
ويعبر عن الولى بخلطة العيان ،وعن الثانية بخلطة الوصععاف .وضععابط الولععى:
أن ل يتميز مال أحد الشريكين عن مال الخر ،بل يستحق كل منهما في جميع المال
جزءا شائعا ،وذلك كأن ورث اثنان مثل نصابا ،أو أوصي لهما بععه ،أو وهععب لهمععا.
وضابط الثانية :أن يتميز مال كل منهما عن الخر ،فيزكى المالن في القسمين كمال
واحد ،ويشترط فيهمعا كعون مجمعوع المعال نصعابا أو أقعل منعه ،ولحعدهما نصعاب،
وكون المالين من جنس واحد ،ل غنم مع بقر ،وكون المالكين من أهل الزكاة ،ودوام
الشركة كل الحول .ويشترط في الثاني -بالنسبة للماشععية -أن يتحععد مشععرب -وهععو
موضع شرب الماشية -ومسرح -وهو الموضععع الععذي تجتمععع فيععه -ثععم تسععاق إلععى
المرعى ،ومراح -بضم الميم -وهو مأواها ليل -وراع لها ،وفحل ،ومحلب -وهو
مكان الحلب بفتح اللم .وبالنسبة للتمر والزرع :أن يتحد ناطور -وهو حافظ الزرع
-والشجر ،وجريعن -وهععو موضععع تجفيععف الثمععر -وبيععدر -وهععو موضععع تصععفية
الحنطة -وبالنسبة للنقععد وعععروض تجععارة أن يتحععد دكععان ،ومكععان حفععظ ،وميععزان،
وكيال ،ومكيال ،ونقاد -وهو الصيرفي -ومناد -وهو الدلل ) .-قوله :إخراج إلععخ(
أي سواء كان من نفس المال المخرج أو من غيره) .قععوله :لذن إلععخ( تعليععل لجععواز
إخراج أحد الشريكين ذلك .أي وإنما جععاز ذلععك لذن الشععارع فيععه ،أي ولن المععالين
بالخلطة صارا كالمال الواحد ،فيرجع حينئذ المخرج علععى شععريكه ببععدل مععا أخرجععه
عنه) .قوله :وتكفي نية الدافع منهما( أي من
] [ 209
الشريكين .وعبارة التحفة :ولكل من الشريكين إخراج زكاة المشترك بغيععر إذن
الخر .وقضيته -بل صريحه -أن نيععة أحععدهما تغنععي عععن الخععر ،ول ينععافيه قععول
الرافعي :كل حق يحتاج لنية ل ينوب فيه أحد إل بإذن .لن محله في غير الخليطين،
لذن الشرع فيه .اه) .قوله :على الوجه( أي المعتمد .ومقابله يقععول :ليعس لحععدهما
النفراد بالخراج بل إذن الخر والنفراد بالنية) .قوله :وجاز توكيل كافر وصععبي(
من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف الفاعل ،أي وجاز توكيععل المالععك كععافرا أو
صبيا ،أي مميزا .ومثلهمععا السععفيه .وعبععارة التحفععة مععع المنهععاج :ولععه -إذا جععاز لععه
التفرقة بنفسه -التوكيل فيهععا لرشععيد ،وكععذا لنحععو كععافر ومميععز وسععفيه ،إن عيععن لععه
المدفوع له .وأفهم قوله لععه ،أن صععرفه بنفسععه أفضععل .اه) .قععوله :فععي إعطائهععا( أي
الزكاة .وهو متعلق بتوكيل) .قععوله :أي إن عيععن المععدفوع إليععه( يعنععي يجععوز توكيععل
المالك كافرا أو صبيا إن عين المالك لهما المستحق الذي تدفع الزكاة لععه .وقععال سععم:
قضية ما يأتي عن فتوى شيخنا الشهاب الرملي -من أنه لو نوى عنععد الفععراز كفععى
أخذ المستحق -أنه يكفي أخذ المستحق معن نحععو الصعبي والكعافر ،وإن لععم يعيعن لعه
المدفوع إليه .اه) .قوله :ل مطلقا( أي ل يجوز توكيل من ذكر مطلقععا ،أي مععن غيععر
تعيين المدفوع إليه) .قوله :ول تفويض النية إليهما( أي ول يجوز تفويض النيععة إلععى
الكافر والصبي .والمراد من الصبي :غير المميز .كما في التحفة ،وعبارتها :ويجوز
تفويض النية للوكيل الهل ،ل كافر ،وصبي غير مميز ،وقن .اه .ومفهومهععا جععواز
تقويضها للمميز ،قال سم :لكن عبارة شرح الروض كالصريحة في عدم الجواز ،أي
جواز تفويضها للمميز .وعبارة البهجة وشرحها صريحة فعي ععدم الجععواز .وعبعارة
العباب :ولو وكل أهل في الدفع والنية جععاز ،ونيتهمععا جميعععا أكمععل .أو غيععر أهععل -
ككافر ،وصبي مميز ،وعبد في إعطاء معين ل مطلقا -صح ،واعتبرت نية الموكل.
اه .وهو كالصريح فيما ذكر .اه) .قععوله :لعععدم الهليععة( أي أهليععة الكععافر والصععبي،
للنية .وهو تعليل لعدم جواز تفويض النية لهما ،وهو يؤيد مععا فععي شععرح البهجععة مععن
عدم جواز تفويض النية للمميز ،لنه ليععس أهل لنيعة الععواجب) .قععوله :وجععاز توكيععل
غيرهما( أي غير الكافر والصبي ،وهو المسعلم المكلععف ،أو المميعز -علععى معا معر.
وعبارة شععرح بأفضععل لبععن حجععر صععريحة فععي الول ،ونصععها :ويجععوز تفويضععها
للوكيل إن كان من أهلها ،بأن يكون مسلما مكلفا .اه) .قوله :في العطاء( أي إعطاء
الزكاة للمستحقين ،وهو متعلعق بتوكيععل) .وقعوله :والنيعة( أي نيعة الزكعاة ،وهعذا هعو
محل الفرق بين الكافر والصبي وبين غيرهمععا .ويفععرق بينهمععا أيضععا بجععواز توكيععل
غيرهما مطلقا ،عين له المدفوع له أو ل) .قوله :وتجب نية الولي( أي للزكععاة ،لنهععا
واجبة وقد تعذرت من المالك ،فقععام بهععا وليععه ،كععالخراج) .قععوله :فععي مععال الصععبي
والمجنون( أي في إخراج زكاة مالهما ،والسفيه مثلهمععا ،فينععوي عنععه وليععه .قععال فععي
شرح المنهج :وظاهر أن الولي السفيه مع ذلك أن يفوض النيععة لععه كغيععره .اه .وفععي
التحفة :قال السنوي :والمغمى عليه قد يولى غيره عليه -كما هععو مععذكور فععي بععاب
الحجر -وحينئذ ينوي عنه الولي أيضععا .اه) .قععوله :فععإن صععرف الععولي الزكععاة( أي
دفعها عن الصععبي والمجنععون للمسععتحقين) .وقععوله :بل نيععة( أي مععن غيععر أن ينععوي
الزكاة مما صرفه لهم) .قوله :ضمنها( أي مع عدم وقوعها الموقع .وعبارة غيره :لم
تجزئ ويضمنها .اه) .قوله :لتقصيره( أي بدفعها من غير نيععة) .قععوله :ولععو دفعهععا(
أي الزكاة) .قوله :المزكي( هو المالك أو وليه) .قوله :للمام( متعلععق بععدفعها .ومثععل
المام نائبه ،كالساعي) .قععوله :بل نيعة( أي بل نيعة المزكععي الزكعاة) .قعوله :ول إذن
منه( أي من المزكي له ،أي المام فيها ،أي النية .قال سم :مفهععومه الجععزاء إذا أذن
له في النية ونوى ،وحينئذ فيحتمل أنه وكيل المالك في الدفع إلى المسععتحق ،فل يععبرأ
المالك قبل الدفع للمستحق ،إذ ل يظهععر صععحة كععونه نععائب المالععك ونععائب المسععتحق
أيضا حتى يصح قبضه ،ويحتمل خلفعه .اه) .قعوله :لعم تجعزئه نيتعه( أي لعم تجعزئ
المزكي نية المام الزكاة ،لنه نائب المستحقين .ولو دفع المزكي
] [ 210
إليهم من غير نية لم تجزئه ،فكذا نائبهم .وكتب سم :قوله لم يجزئ :ينبغععي أنععه
لو نوى المالك بعد الدفع إليه أجزأ ،إذا وصل للمستحقين بعد النيععة .اه) .قععوله :نعععم،
تجزئ نية المام( قعال فعي فتعح الجعواد :فعإن لعم ينعو -أي المعام -أثعم ،لنعه حينئذ
كالولي ،والممتنععع مقهععور ،كععالمحجور عليععه ،فيجععب رد المععأخوذ أو بععدله ،والزكععاة
بحالها على من هي عليه .اه) .وقوله :عند أخذها( قال في شرح الروض -كما قععاله
البغوي والمتولي -ل عند الصرف إلى المستحقين .كما بحثه ابن الستاذ ،وجزم بععه
القمولي .اه .وما بحثه ابن الستاذ وجزم به القمولي هععو مععا اعتمععده شععيخنا الشععهاب
الرملي ،وكتب بهامش شرح الروض أنه القياس ،لنهم نزلععوا السععلطان فععي الممتنععع
منزلته ،ولذا صحت نيته عند الخذ ،فتصح عند الصرف أيضا .اه .سععم )قععوله :وإن
لم ينو صاحب المال( غاية في إجزائها من المام ،أي تجزئ منه مطلقا ،سواء نععوى
صاحب المال أم ل .وهي للرد على الضعيف القائل بأنها ل تجزئ نية المععام إذا لععم
ينععو صععاحب المععال لنتفععاء نيتععه المتعبععد بهععا .وعبععارة المنهععاج مععع شععرح الرملععي:
والصح أن نيته -أي المام -تكفي في الجزاء ،ظاهرا وباطنععا ،لقيععامه مقععامه فععي
النية -كما في التفرقععة -وتكفععي نيتععه عنععد الخععذ أو التفرقععة ،والثانيععة ل تكفععي .اه.
)قوله :وجاز للمالك إلخ( أي لما صععح أنععه )ص( رخععص فععي التعجيععل للعبععاس قبععل
الحول ،ولن لوجوبها سببين :الحول والنصاب .ومععا لععه سععببان يجععوز تقععديمه علععى
أحدهما -كتقديم كفارة اليمين على الحنث -ويشترط في إجزاء المعجععل شععروط :أن
يبقى المالك أهل للوجوب إلى آخر الحول ،أو دخول شوال في تعجيععل الفطععرة ،وأن
يبقى المال أيضا إلى آخره ،فلو مات ،أو تلف المال ،أو خرج عن ملكه ولم يكن مال
التجارة ،لم يقع المعجل زكاة .وأن يكون القابض في آخر الحول مستحقا ،فلععو مععات،
أو ارتد قبله ،أو استغنى بغير المعجل ،لم يحسب المدفوع إليه عن الزكععاة ،لخروجععه
عن الهلية عند الوجوب .وفععي إجعزاء المعجععل عنععد غيبعة المععال أو الخعذ ععن بلععد
الوجوب وقته خلف ،فقال حجر :ل يجزئه ،لعدم الهلية وقت الوجعوب .وقعال م ر:
يجزئه ،وإذا لم يقع المعجل عن الزكععاة -لفقععد شععرط مععن الشععروط السععابقة -اسععترد
المالك ،إن كان شرط السترداد إن عرض مانع ،أو قال له عند الدفع هذه زكاة مالي
المعجلة .فإن لم يشترط عليه ولم يعلمه القابض لععم يسععترد ،ويكععون تطوعععا ،لتفريععط
الدافع بسكوته) .وقوله :دون الوالي( أما هو فل يجوز له التعجيل ععن معوليه ،سعواء
الفطرة وغيرها .نعم ،إن عجل من ماله جاز ،ول يرجع به علععى الصععبي ،وإن نععوى
الرجوع ،لنه إنما يرجع عليه فيما يصرفه عنعه عنعد الحتيععاج .أفعاده ع ش) .قععوله:
قبل تمام حول( أي وبعد انعقاده ،بأن يملك النصععاب فععي غيععر التجععارة وتوجععد نيتهععا
مقارنة لول تصرف .اه .تحفة) .قععوله :ل قبععل تمععام نصععاب( أي ل يجععوز تعجيلهععا
قبل تمام النصاب ،وذلك لعدم انعقاد حولها حينئذ) .وقوله :في غير التجارة( أما هععي
فيجوز تعجيل زكاتها قبل تمام النصاب فيها ،وذلك لن انعقاد حولها ل يتوقععف علععى
تمام النصاب -كما تقععدم فععي مبحثهععا -فلععو اشععترى عرضععا لهععا ل يسععاوي مععائتين،
فعجل زكاة مائتين وحال الحول وهو يساويهما ،أجععزأ المعجععل) .قععوله :ول تعجيلهععا
لعامين( أي ول يجوز تعجيلها لهما ،لن زكاة السععنة الثانيععة لععم ينعقععد حولهععا ،فكععان
كالتعجيل قبل كمال النصاب .ورواية أنععه )ص( تسععلف مععن العبععاس صععدقة عععامين:
مرسلة أو منقطعة ،مع احتمالها أنه تسلف منه صدقة عامين مرتين ،أو صدقة مععالين
لكل واحد حول منفرد .وإذا عجل لعامين أجزأه ما يقع عن الول .وقيده السبكي بمععا
إذا ميز واجب كل سنة ،لن المجزئ شععاة معينععة ،ل مشععاعة ول مبهمععة .اه .تحفععة.
)قوله :فععي الصععح( مقععابله يجععوز تعجيلهععا لهمععا ،للحععديث المععار .قععال فععي المغنععي:
وصحح هذا السنوي وغيره ،وعزوه للنص .وعلى هذا يشترط أن يبقى بعد التعجيل
نصاب ،كتعجيل شاتين من ثنتين وأربعين شاة .اه) .قوله :وله تعجيل إلخ( هععذا وقععد
تقدم في مبحث الفطععرة ،فكععان المناسععب تقععديم هعذا علععى قعوله ول تعجيلهععا لعععامين،
ويأتي بما يدل على التشبيه ،كأن يقول كما جاز له تعجيل الفطععرة) .وقععوله :مععن أول
رمضان( أي لنعقاد السبب الول ،إذ هععي وجبععت بسععببين :رمضععان ،والفطععر منععه.
وقد وجد أحدهما ،فجاز تقديمها على الخر -كما مر) .قععوله :أمععا فععي مععال التجععارة
إلخ( محترز قوله في غير التجارة.
] [ 211
)قوله :وينوي عند التعجيل( انظر ما المراد بذلك ؟ فإن كععان المععراد أنععه ينععوي
الزكاة عند التعجيل -أي العطاء للزكاة قبععل وقتهععا -فليععس بلزم ،لن نيععة الزكععاة
المعجلة كغيرها ،وقد تقدم أنه ل يشترط مقارنتها للعطعاء ،بعل يكفعي وجودهعا عنعد
عععزل قععدر الزكععاة عععن المععال ،أو إعطععاء وكيععل .وإن كععان المععراد أنععه ينععوي نفععس
التعجيل ،فل يصح وإن كان مثاله ) (1يدل عليعه ،أمععا أول فلوجععود لفععظ عنععد ،وأمععا
ثانيا فلم يشترط أحد لجزاء الزكاة المعجلة نية التعجيععل وإن كععان هععو وصععفا لزمععا
لخراج الزكاة قبل وقتها .وعبارة المنهاج :وإذا لم يقع المعجل زكاة استرد ،إن كععان
شرط السترداد إن عرض مانع ،والصح أنه لو قال هذه زكاتي المعجلععة فقععط -أي
ولم يرد على ذلك -استرد ،لنه عين الجهة ،فإذا بطلت رجع ،كالجرة .اه .بزيععادة.
وعبارة الروض وشرحه :متى عجل المالك أو المام دفع الزكاة ،ولم يعلم الفقير أنععه
تعجيل ،لم يسترد ،فإن علم ذلك -ولو بقععول المالععك هععذه زكععاة معجلععة ،وحععال عليععه
الحول وقد خرج الفقير أو المالك عن أهليععة الزكععاة ولععو بععإتلف مععاله ،اسععترده ،أي
المعجل ،ولو لععم يشععترط الرجععوع للعلععم بالتعجيععل وقععد بطععل ،وإن قععال هععذه زكععاتي
المعجلة ،فإن لم تقع زكاة فهي نافلة ،لم يسترد .ولو اختلفا في علم التعجيل -أي فععي
علم القابض به -فالقول قول الفقير بيمينه ،لنه الصل عدمه .اه .وإذا علمت ،فكان
الولى للشارح أن يأتي بعبارة غير هذه العبارة التي أتى بها ،بأن يقول مثل ويسترد
الزكاة المعجلة إن عرض سبب يقتضيه وعلم ذلك القابض ،كأن قال لععه هععذه زكععاتي
المعجلة ،وذلك لنه يفرق بين قوله هذه زكاتي فقط ،وبين قوله هذه زكاتي المعجلععة.
فيسترد بالثانية ول يسترد بالولى ،لتفريطه بترك ما يدل على التعجيععل فيهععا .فتنبععه.
)قوله :وحرم تأخيرها إلخ( هذه المسألة قد ذكرها الشارح بأبسط مما هنا ،وليععس لهععا
تعلق بالتعجيل ،فالولى إسقاطها) .قوله :وضمن( أي قدر الزكععاة لمسععتحقيه) .قععوله:
إن تلف( أي المال الذي تعلقععت الزكععاة بععه) .قععوله :بحضععور المععال( متعلععق بتمكععن.
)وقوله :والمستحق( أي وحضور المستحق) .قوله :أو أتلفه( أي أتلف المال المتعلقععة
به الزكاة ،المالك أو غيره .ومثله ما لو تلف بنفسه وقصر في دفع المتلف عنه -كمعا
مر) .قوله :ولو قبل التمكن( أي ولععو حصععل التلف بعععد الحععول وقبععل التمكععن مععن
الداء ،فإنه يضمن قدر الزكععاة للمسععتحقين) .قععوله :وثانيهمععا( أي ثععاني شععرطي أداء
الزكاة ،وقد أفرد الفقهاء هذا الشرط بترجمععة مسععتقلة ،وقععالوا ،بععاب قسععم الصععدقات.
واختلفععوا فعي وضعععه ،فمنهععم معن وضععه هنعا -كعالمؤلف ،والعروض ،تبعععا للمعام
الشافعي -رضي ال عنه -في الم -ومنهم من وضعه بعد الوديعة وقبيععل النكععاح -
كالمنهاج ،تبعا للمام الشافعي في المختصر -ولكل وجهة ،لكن وضعه هنععا أحسععن،
لتمام تعلقه بالزكاة) .قوله :إعطاؤها( أي الزكاة) .قوله :يعنععي مععن وجععد إلععخ( أي أن
المراد بالمستحقين الصناف الثمانية المذكورون في اليععة .ومحععل كععونهم ثمانيععة إذا
فرق المام ،فإن فرق المالك فهم سبعة ،وقد جمع بعضهم الثمانية في قععوله :صععرفت
زكاة الحسن لم ل بدأت بي ؟ * * فإني أنا المحتاج لو كنععت تعععرف فقيععر ،ومسععكين،
وغاز ،وعامل * * ،ورق ،سبيل ،غارم ،ومؤلف )قوله :في آية إنمععا الصععدقات إلععخ(
قد علم من الحصر بإنما ،أنها ل تصرف لغيرهم ،وهو مجمع عليه ،وإنما
)) (1قوله :وإن كان مثاله( هو قولة :كهذه زكاتي المعجلة .اه مولف.
] [ 212
الخلف في استيعابهم ،أي فعندنا يجب اسععتيعابهم ،وعنععد غيرنععا ل يجععب .قععال
البجيرمي :والمعنى عند الشافعي -رضي ال عنه -إنما تصرف لهؤلء ل لغيرهععم،
ول لبعضهم فقط ،بل يجب استيعابهم .والمعنى عنععد المععام مالععك وأبععي حنيفععة :إنمععا
تصرف لهؤلء ل لغيرهم ،وهذا يصدق بعدم استيعابهم ،ويجوز دفعها لصنف منهم،
ول يجب التعميم .وقال ابن حجر فععي شععرح العبععاب :قععال الئمععة الثلثععة وكععثيرون:
يجوز صرفها إلى شخص واحععد مععن الصععناف .قععال ابععن عجيععل ) (1اليمنععي ثلث
مسائل في الزكاة يفتى فيها على خلف المذهب ،نقل الزكاة ،ودفععع زكععاة واحععد إلععى
واحد ،ودفعها إلى صنف واحد .ا .ج .اه) .قوله :للفقراء إلخ( أي مصروفة لهم .وبدأ
بالفقراء لشدة حاجتهم ،وإنما أضيف الصدقات للربعة الولى بلم الملك -أي نسبت
إليهم بواسطتها -وإلى الربعة الخيرة بفععي الظرفيععة ،للشعععار بععإطلق الملععك فععي
الربعة الولى لما يأخذونه ،وتقييععده فععي الربعععة الخيععرة بصععرف مععا أخععذوه فيمععا
أخذوه له ،فإن لم يصرفوه فيه أو فضل منه شئ استرد منهم .وإنما أعاد في الظرفيععة
ثانيا في سبيل ال وابن السبيل ،إشارة إلى أن الوليععن مععن الربعععة الخيععرة يأخععذان
لغيرهما ،والخيرين منها يأخذان لنفسععهما .اه .بجيرمععي .ملخصععا) .قععوله :والفقيععر
إلخ( شروع في تعريف الصناف على ترتيب الية الشريفة) .قوله :من ليس له مععال
إلخ( أي بأن لم يكن عنده مال ول كسب أصل ،أو كععان عنععده كسععب ل يليععق بععه ،أو
كان له مال أو كسب يليق ،لكن ل يقعععان موقعععا مععن كفععايته وكفايععة ممععونه .فكلمععه
صععادق بثلث صععور ،ول بععد فععي المععال والكسععب أن يكونععا حلليععن ،فل عععبرة
بالحرامين -كالمكس وغيره من أنواع الظلم -وأفتى ابن الصععلح بععأن مععن فععي يععده
مال حرام وهو في سعة منه ،يحل له أخذ الزكاة إذا تعذر عليه وجه إحلله) .وقوله:
لئق( صفة لكسب ،فل عبرة بغير اللئق .ولذلك أفععتى الغزالععي بععأن أربععاب الععبيوت
الذين لم تجر عادتهم بالكسب يجوز لهم أخذ الزكاة) .قععوله :يقععع موقعععا إلععخ( الجملععة
صفة لكل من مال ومن كسب ،وكان الولى أن يقول يقعععان موقعععا -بععألف التثنيععة -
لن عبارته توهم أنه صفة للخير فقط .والمعنى أنه ليس عنده مععال يقععع موقعععا ،ول
كسب يقع موقعا ،أي يسدان مسدا ،ويغنيان غنى .قال في المصباح :وقععع موقعععا مععن
كفايته :أي أغنععى غنععى .اه .وذلععك كمععن يحتععاج إلععى عشععرة مثل ،وعنععده مععال يبلععغ
النصف ،أو يكتسب ما ل يبلغ ذلك ،كأربعة أو ثلثة أو اثنيععن .قععال الشععوبري :نعععم،
يبقى النظر فيمععا لععو كععان عنععده صععغار ومماليععك وحيوانععات ،فهععل نعتععبرهم بععالعمر
الغالب ،إذ الصل بقاؤهم وبقعاء نفقتهعم عليعه ،أو بقعدر معا يحتعاجه بعالنظر للطفعال
ببلوغهم ،وإلى الرقاء بما بقي من أعمارهم الغالبة ،وكذلك الحيوانععات ؟ للنظععر فععي
ذلك مجال .وكلمهم يومئ إلى الول ،لكن الثاني أقوى مدركا ،فإن تعععذر العمععل بععه
تعين الول .حجر .اه) .قوله :ول يمنع الفقر إلخ( كالفقر :المسكنة .فلو أخر هذا عن
تعريف المسكين وقال ول يمنع الفقر والمسكنة لكان أولى) .وقوله :مسكنه( أي الذي
يليق به .قععال فعي التحفععة :أي وإن اعتعاد السععكنى بعالجرة ،بخلف مععا لعو نععزل فعي
موقوف يستحقه على الوجه فيهما ،لن هذا كالملك ،بخلف ذاك .اه) .قوله :وثيععابه
إلخ( أي ول يمنع الفقر أيضا ثيابه ،ولو كانت للتجمل بها في بعض أيام
)) (1قوله :قال ابن عجيل إلخ( سئل شععيخنا وأسععتاذنا -أطععال الع بقععاءه -عععن نقععل
زكاة المال من أرض الجاوة إلى مكععة والميدينععة رجععاء ثععواب التصععدق علععى فقععراء
الحرمين ،هل يوجد في مذهب الشعافعي قعول بجعواز نقلهعا فعي ذلعك ئ فأجعاب -بمعا
صورته) .اعلم( -رحمك ال -إن مسألة نقل الزكاة فيها اختلف كثير بيععن العلمععاء،
والمشهور في مذهب الشافعي امتناع نقلها إذا وجد المستحقون لها في بلدها .ومقابععل
المشهور جواز النقل ،وهو مذهب المام أبى حنيفة -رضععى الع عنععه -وكععثير مععن
المجتهدين ،منهم المام البخاري ،فإنه نرجععم المسععألة بقععوله :بععاب أخععذ الصععدقة مععن
الغنياء -وترد على الفقراء حيث كانوا .قال شارحه القسطلنى :ظاهره أن المولف
يختار جواز نقععل الزكععاة مععن بلععد المععال .وهععو أيضععا مععذهب الحنفيععة والصععح عنععد
الشافعية والمالكية عدم الجععواز :انتهععى .وفععى المنهععاج والتحفععة للعلمععة ابععن حجععر:
والظهر منع نقل الزكاة .وإن نقل مقبله أكثر العلماء ،وانتصر له .انتهى .إذا تععأملت
ذلك ء علمت أن القول بالنقل يوجد في مذهب المام الشافعي ،ويجوز تقليده ،والعمل
بمقتضاه .وال أعلم .اه مولف
] [ 213
السنة ،كالعيد والجمعة .قال فععي التحفععة :وإن تعععددت إن لقععت بععه أيضععا علععى
الوجه ،خلفا لما يوهمه كلم السبكي .ويؤخذ من ذلك صحة إفتاء بعضهم بأن حلي
المرأة اللئق بها المحتاجة للتزين به عادة ل يمنع فقرها .اه) .قوله :وكتععب( أي ول
يمنع الفقر أيضا كتب ،وإن تعددت أنواعها .فإن تعددت مععن نععوع واحععد بيععع مععا زاد
على واحد منها ،إل إن كانت لنحو مدرس ،واختلف حجمها .وعبارة شععرح الرملععي:
ولو تكررت عنده كتب معن فعن واحععد بقيعت كلهعا لمعدرس ،والمبسعوط لغيعره فيبععاع
الموجز ،إل أن يكون فيه ما لبس في المبسوط فيما يظهر .أو نسخ من كتاب ،بقي له
الصح ،ل الحسن .اه .وأما المصحف الشريف فيباع مطلقععا ،لنععه تسععهل مراجعععة
حفظته ،فلو كان بمحل ل حافظ فيه ترك له -كما في سم) .قوله :يحتاجها( حال مععن
الثلثة قبله :وهي المسكن ،والثياب ،والكتب .ول يقال إن الخير نكرة وهي ل تجععئ
الحال منها .لنا نقول عطفها على المعرفة سوغ ذلك .وخرج مععا ل يحتععاج إليععه مععن
الثلثة ،فإنه يمنع الفقر ،فل يعطى من الزكاة) .قوله :وعبده إلخ( أي ول يمنععع الفقععر
عبده الذي يحتاج إليه .قال في التحفة :ولععو لمروأتععه -أي منصععبه -لكععن إن اختلععت
مروأته بخدمته لنفسعه ،أو شعقت عليعه مشعقة ل تحتمعل ععادة .اه) .وقعوله :للخدمعة(
خرج به المحتاج إليه للزراعة فإنه يمنع الفقر .أفاده ش ق) .قوله :وماله الغائب( أي
ول يمنع الفقر ماله الغائب ،فيأخذ إلى أن يصل له ،لنه معسر الن ،لكععن بشععرط أن
ل يجد من يقرضه ما يكفيه إلى أن يصل ماله) .وقوله :بمرحلتين( خععرج بعه الغعائب
إلععى دون مرحلععتين ،فحكمععه كالمععال الحاضععر عنععده ،فل يعطععى شععيئا) .وقععوله :أو
الحاضر وقد حيل بينه وبينه( أي أو ماله الحاضر ،والحال أنععه قععد حععال بيععن المالععك
وبين المال حائل ،كسبع ،أو ظالم ،فيعطى حينئذ بالشرط المتقدم .وبعضهم أدخل هذا
في الغائب ،لنه غائب حكما .فإن لععم يحععل بينععه وبينععه حععائل لععم يعععط شععيئا) .قععوله:
والدين المؤجل( أي ول يمنع الفقر أيضا ديععن لععه علععى آخععر مؤجععل ،فيعطععى حينئذ،
لكن بالشرط المار آنفا .ول فرق فيه بين أن يحل قبل مضي زمععن مسععافة القصععر أو
ل ،لن الدين لما كان معدوما لم يعتبر له زمن ،بل أعطى إلععى حلععوله وقععدرته علععى
خلصه ،بخلف المععال الغععائب ،ففععرق فيععه بيععن قععرب المسععافة وبعععدها .أفععاده م ر.
)قوله :والكسب إلخ( أي ول يمنع الفقر الكسب) .وقوله :الذي ل يليق بععه( أي شععرعا
لحرمته ،أو عرفا لخلله بمروءته ،فهو حينئذ كالعدم .فلو لععم يجععد مععن يسععتعمله إل
من ماله حرام ،أو فيه شبهة قوية ،أو كان من أرباب الععبيوت الععذين لععم تجععر عععادتهم
بالكسب وهو يخل بمروءته ،كان له الخذ من الزكاة فيهما ،وأما قععوله فععي الحيععاء:
إن ترك الشريف نحو النسععخ والخياطععة عنععد الحاجععة ،حماقععة ورعونععة نفععس وأخععذه
الوساخ عند قدرته أذهب لمروءته -فمحمول على إرشادة للكمل من الكسب .أفاده
الرملي) .قوله :اللئق( بالنصب صفة لحلي) .قوله :المحتاجة( بالنصب صععفة لحلععي
أيضا .وعليه ،فأل الموصولة واقعة على الحلي ،وفاعععل الصععفة يعععود علععى المععرأة،
وضمير به يعود على أل ،وهو الرابعط .فالصعلة جعرت علعى غيعر معن هعي لعه ،أي
الحلي الذي تحتاج المرأة للتزين به .ويصح جععره صععفة للمععرأة ،وعليععه ،فععأل واقعععة
على المرأة ،وفاعل الصفة يععود علععى أل ،وضعمير بعه يععود علعى الحلععي ،فالصععلة
جرت على من هي له ،أي المرأة التي احتاجت للتزين بالحلي) .قوله :ل يمنع فقرها
إلخ( فرض المسألة أنها غير مزوجة ،وإل كانت مستغنية بنفقة الزوج ،فل تأخذ مععن
الزكاة -كما سيأتي) .قوله :وصوبه شيخنا( أي صوب الفتاء المذكور شيخنا .ومفاد
عبارته أن شيخه قال :وهو الصععواب مثل ،لن معنععى صععوبه :حكععم بتصععوبيه ،وقععد
تقدم نقل عبارته عند قول الشارح وثيابه ولم يكن ذلععك فيهععا ،وإنمععا الععذي فيهععا ومنععه
يؤخذ إلخ ،إل أن يقال إن قوله ذلك مع سععكوته عليععه وعععدم رده يقتضععي التصععويب.
فتنبه) .قوله :والمسكين :من قدر على مال أو كسب( أي أو عليهما ،فأو :مانعععة خلععو
-تجوز الجمع ،ول بد أن يكون كل منهما حلل ،وأن يكون الكسب لئقا -كما مععر.
)قوله:
] [ 214
يقع( أي أحدهما المال أو الكسب ،أو مجموعهما .ومعنى كعونه يقعع موقععا معن
كفايته :أنه يسد مسدا بحيث يبلغ النصف فأكثر .قال ابن رسلن في زبده :فقير العادم
والمسكين له * * ما يقععع الموقععع دون تكملععه )وقععوله :ول يكفيععه( أي والحععال أنععه ل
يكفيه ما ذكر من المال أو الكسب أو مجموعهما .وخععرج بععه مععن قععدر علععى مععال أو
كسب يكفيه ،فإنه غنععي ،ل يجععوز لععه أخععذ الزكععاة) .قععوله :كمععن يحتععاج إلععخ( تمثيععل
للمسكين) .قوله :وعنده ثمانية( أي أو يكتسب كل يوم ثمانية .أو يكون مجموع المععال
والكسب كذلك .ومثل الثمانية :السبعة ،والستة ،والخمسة) .قوله :ول يكفيععه( الوليععى
ول تكفيه -بالتععاء -إذ فععاعله يعععود علععى الثمانيععة ،وهععي مؤنثععة .ولععو أسععقطه لكععان
أخصر ،لنه معلوم من تعبيره بالحتياج إلى العشرة ومن جعله مثال للمسععكين الععذي
ضبطه بما مر) .وقوله :الكفاية السابقة( وهي كفايته ،وكفاية ممونة) .قوله :وإن ملك
أكثر من نصاب( غاية لقوله والمسكين من قدر إلخ .أي أن من قدر على ما ذكر مععن
غير كفاية يكون مسكينا ،وإن ملك أكثر من نصععاب .ومععن ثععم قععال فععي الحيععاء :قععد
يملك ألفا وهو فقير ،وقد ل يملك إل فأسا وحبل وهو غني ،كالععذي يكتسععب كععل يععوم
كفايته .وفي التحفة ما نصه) :تنبيه( علم مما تقرر أن الفقير أسوأ حال من المسععكين.
وعكس أبو حنيفة ،ورد بععأنه )ص( اسععتعاذ مععن الفقععر ،وسععأل المسععكنة بقععوله :اللهععم
أحيني مسكينا ،الحديث .ول رد فيه ،لن الفقر المسععتعاذ منععه فقععر القلععب ،والمسععكنة
المسؤولة سكونه وتواضعه وطمأنينته .على أن حديثها ضعيف ومعععارض بمععا روي
أنه )ص( استعاذ منها .لكن أجيب بأنه إنما استعاذ من فتنتها ،كما اسععتعاذ مععن فتنععتي
الفقر والغنى دون وصفيهما لنهما تعاوراه ،فكان خاتمه أمره غنيا بما أفاء ال عليه.
وإنما الذي يرد عليه ما نقله في المجموع عن خلئق من أهل اللغة مثل ما قلنععاه .اه.
)واعلم( أن ما ل يمنع الفقر مما تقدم ل يمنع المسكنة أيضا -كما مر التنععبيه عليععه -
وممععا ل يمنعهمععا أيضععا :اشععتغاله عععن كسععب يحسععنه بحفععظ القععرآن ،أو بععالفقه ،أو
بالتفسععير ،أو الحععديث .أو مععا كععان آلععة لععذلك وكععان يتععأتى منعه ذلععك فيعطععى ليتفععرغ
لتحصيله لعموم نفعه وتعديه ،وكونه فرض كفايعة .ومعن ثعم لعم يععط المتنفعل بنوافعل
العبادات وملزمة الخلوات ،لن نفعععه قاصععر علععى نفسععه) .قععوله :حععتى إلععخ( حععتى
تفريعيععة ،أي فللمععام إلععخ) .قععوله :أن يأخععذ زكععاته( أي المسععكين المالععك للنصععاب.
)وقوله :ويدفعها إليه( أي إلععى ذلععك المسععكين الععذي أخععذ المععام منععه الزكععاة) .قععوله:
فيعطى إلخ( الفاء واقعة في جواب شععرط مقععدر ،أي إذا علمععت أن الفقيععر والمسععكين
من الصناف الثمانية فيعطى إلخ) .قوله :كل منهمععا( أي الفقيععر والمسععكين) .وقععوله:
إن تعود تجارة( أي اعتاد وصلح لها) .وقوله :رأس مال( مفعول ثان ليعطى) .قوله:
أو حرفة( أي أو تعود حرفة ،فهو معطعوف علعى تجعارة) .وقعوله :آلتهعا( أي يعطعى
آلتها -أي الحرفة ،أي أو ثمنها) .قوله :يعطى كفاية العمععر الغععالب( أي بقيتععه ،وهععو
ستون سنة ،وبعدها يعطى سنة سنة -كما في التحفة والنهاية -قععال الكععردي :وليععس
المراد بإعطاء من ل يحسن ذلك إعطاء نقععد يكفيععه تلعك المععدة ،لتعععذره ،بعل ثمعن مععا
يكفيه دخله ،فيستري لععه عقععارا ،أو نحععو ماشععية -إن كععان مععن أهلهععا -يسععتغله .اه.
)قوله :وصدق مدعي فقر ومسكنة( مثله -كما سيأتي -مععدعي أنععه غععاز أو ضعععيف
السلم ،أو أنه ابن السبيل) .قوله :عجز عن كسب( معطوف على فقععر ،أي وصععدق
مدعي عجز عن كسب) .وقوله :ولو قويا جلدا( غاية في الخير .وفي النهاية :وقععول
الشارح وحاله يشهد بصدقه بأن كان شيخا كبيرا ،أو زمنا .جععرى علععى الغععالب .اه.
)قوله :بل يمين( متعلق بصدق ،أي صدق مدعي
] [ 215
ما ذكر من غير يمين ،لما صععح أنععه )ص( أعطععى مععن سععأله الصععدقة بعععد أن
أعلمهما أنه ل حظ فيها لغني ول لقوي مكتسب ،ولم يحلفهما ،مع أنععه رآهمععا جلععدين
أي قععويين) .قععوله :ل مععدعي تلععف مععال( معطععوف علععى مععدعي فقععر .أي ل يصععدق
مدعي تلف مال -أي مطلقا سواء ادعى التلف بسبب ظاهر كحريق ،أو خفي كسرقة
-كما في التحفة) .وقوله :عرف( الجملة صفة لمال .أي ععرف أنعه لعه) .وقعوله :بل
بينععة( أي ل يصععدق بل بينععة ،لن الصععل بقععاء المععال .والبينععة :رجلن ،أو رجععل
وامرأتان ،ويغني عنها استفاضة بين الناس بأنه تلف .ومثععل دعععوى التلععف فععي ذلععك
دعوى أنه عامل ،أو مكاتب ،أو غارم ،أو مؤلف ،وقععد عععرف بخلفععه) .والحاصععل(
أن من علم الدافع حاله من استحقاق وعععدمه عمععل بعلمععه .ومععن لععم يعلععم حععاله ،فععإن
ادعى فقرا ،أو مسكنة ،أو عجزا ععن كسعب ،أو ضععف إسععلم ،أو غعزوا ،أو كعونه
ابن سبيل ،صدق بل يمين .وإن ادعى تلف مال معروف له ،أو غرمععا ،أو كتابععة ،أو
أنه عامل ،ل يصععدق إل ببينععة ،أو استفاضععة .ويصععدق دائن فععي الغععارم ،وسععيد فععي
المكاتب -كما سيأتي) .قوله :والعامل( أي ولو غنيا .وومحل استحقاقه من الزكاة إذا
أخرجها المام ولم يجعل له جعل من بيت المال ،فإن فرقها المالك أو جعل المام له
ذلك سقط سعهمه .وعبعارة الكعردي :العامعل معن نصعبه المعام فعي أخعذ العمالعة معن
الصدقات ،فلو استأجره معن بيععت المععال أو جععل لعه جعل لععم يأخعذ معن الزكعاة .اه.
)قوله :كساع( تمثيل للعامععل ،وكععان الملئم لمععا قبلععه والخصععر أن يععؤخر هععذا عععن
التعريف ،كأن يقول والعامل هو من يبعثه إلععخ .ثععم يقععول :كسععاع ،وقاسععم ،وحاشععر،
وأشار بالكاف إلععى أن العامععل ل ينحصععر فيمععا ذكععره ،إذ منععه :الكععاتب ،والحاسععب،
والحافظ ،والجندي إن احتيععج إليعه) .قععوله :وهععو معن يبعثعه المععام إلععخ( هعذا البعععث
واجب .ويشترط في هععذا أن يكععون فقيهععا بمععا فععوض إليععه منهععا ،وأن يكععون مسععلما،
مكلفا ،حرا ،عدل ،سميعا ،بصيرا ،ذكرا ،لنه نوع ولية) .قععوله :وقاسععم( معطععوف
على ساع ،وهو الذي يقسمها عل المستحقين) .وقوله :وحاشر( معطوف على سععاع،
وهو الذي يجمع ذوي الموال أو والمستحقين) .قوله :ل قاض( معطوف علععى سععاع
أيضا ،أي ل كقاض -أي ووال -فل يعطيان من الزكاة لنهما وإن كانا مععن العمععال
لكن عملهما عام ،بل يعطيععان معن خمععس الخمععس المرصععد للمصععالح العامععة ،إن لععم
يتطوعععا بالعمععل) .قععوله :والمؤلفععة( جمععع مؤلععف مععن التععأليف ،وهععو جمععع القلععوب.
والمؤلفة أربعة أقسام ،ذكر الشارح منها قسمين وبقععي عليععه قسععمان ،أحععدهما :مسععلم
مقيم بثغر من ثغورنا ليكفينا شر من يليه من الكفار .وثانيهما :مسلم يقاتععل أو يخععوف
مانع الزكاة حتى يحملها إلى المام .فيعطيان ،لكن بشرط أن يكون إعطاؤهما أسععهل
من بعث جيش ،وبشرط الذكورة ،وكون القاسم ،المام .وإنما تركهما لن الول فععي
معنععى العامععل ،والثععاني فععي معنععى الغععازي .واشععترط بعضععهم فععي إعطععاء المؤلفععة
احتياجنا إليهم .وفيه نظر ،بالنسبة للقسمين المذكورين في الشرح) .قععوله :معن أسععلم(
من :واقعة على متعدد حتى يصععح الحمععل ،أي المؤلفععة جماعععة أسععلموا إلععخ) .قععوله:
ونيته ضعيفة( أي في أهل السلم بأن تكون عنده وحشة منهم ،أو في السلم نفسه،
فيعطى ليتقوى إيمانه ،أو لتزول وحشته) .قوله :أو له شععرف( معطععوف علععى ونيتععه
ضعيفة .أي أو من أسلم ونيته قوية ،لكن له شرف يتوقع بسععبب إعطععائه إسععلم غيععر
من نظرائه فيعطى حينئذ لجل ذلك .وهعذا القسعم ومعا قبلعه يعطيعان مطلقعا -ذكعورا
كععانوا أم ل ،احتجنععا إليهععم أم ل ،قسععم المععام أم ل) .قععوله :والرقععاب( مبتععدأ ،خععبره
المكاتبون ،أي الرقاب في الية هم المكاتبون .ومن المعلععوم أن الرقععاب جمععع رقبععة،
والمراد بها الذات ،من إطلق الجزء وإرادة الكل) .وقوله :كتابععة صععحيحة( أي ولععو
لنحو كافر ،وهاشمي ،ومطلبي ،فيعطون ما يعينهم على العتععق إن لععم يكععن معهععم مععا
يفي بنجومهم ،ولو
] [ 216
بغيععر إذن سععاداتهم ،أو قبعل حلععول النجععوم .وخععرج بالكتابععة الصعحيحة الكتابععة
الفاسدة ،فل يعطى المكاتب حينئذ شيئا ،لنها غير لزمة رأسععا .وأسععقط قيععدا صععرح
بمفهومه فيما سيأتي ،وهو :أن تكون الكتابة لغير المزكي ،فإن كانت الكتابة للمزكععي
فل يعطى المكاتب من زكاته شيئا ،لعود الفائدة إليه مععع كععونه ملكععه ،فل يععرد مععا إذا
أعطى المزكي مدينه شيئا من زكاته فرده له عن دينه فإنه يصح ،ما لم يشععرط عليععه
رده ،لن المدين ليس ملكه) .قوله :فيعطى المكععاتب( أي ولععو بغيععر إذن سععيده وقبععل
حلول النجوم) .قوله :أو سيده إلخ( معطوف على المكاتب ،أي أو يعطععى سعيده بععإذن
المكاتب فإن أعطى سيده بغير إذنععه ل يقععع زكععاة ،ولكععن يقععع عععن ديععن المكععاتب فل
يطالبه سيده به ،وعبارة الروض وشرحه :فيعطون -أي المكاتبون -ولععو بغيععر إذن
سيدهم .والتسليم لما يستحقه المكاتب أو الغارم التي بيانه إلى السيد أو الغريم ،بععإذن
المكاتب والغارم أحوط وأفضل ،وتسليمه إلى مععن ذكععر بغيععر الذن مععن المكععاتب أو
الغارم ل يقع زكاة ،فل يسلم له إل بإذنهما ،لنهما المستحقان ،ولكن ينقضي دينهمععا،
لن من أدى دين غيره بغير إذنه ،برئت ذمته .اه .بحذف) .قوله :دينه( مفعععول ثععان
ليعطي ،أي يعطى المكاتب أو سيده ما يفي بدينه) .قوله :إن عجز( أي المكععاتب عععن
الوفاء أي وفاء الدين .فإن لم يعجز عنه فل يعطى ،لعععدم احتيععاجه) .قععوله :وإن كععان
كسوبا( غاية في العطاء ،أي يعطى المكاتب مطلقا ،سواء كان قععادرا علععى الكسععب
أم ل .وإنما لم يعط الفقير والمسكين القادران على الكسب -كما مععر -لن حاجتهمععا
تتحقق يوما بيوم ،والكسوب يحصل كل يوم ،وحاجة المكععاتب نععاجزة ،لثبععوت الععدين
في ذمته .والكسوب ل يدفعها عند حلول الجل دفعة ،بل بالتدريج غالبا ،فيعطععى مععا
يدفع حاجته الناجزة) .قوله :ل من زكاة سيده( أي ل يعطى من زكاة سععيده) .وقععوله:
لبقائه( أي المكاتب ،على ملك سيده ،لنه قن ما بقي عليه درهم ،والقععن ل يأخععذ مععن
زكاة سيده شيئا) .قوله :والغارم( معن الغعرم ،وهعو اللعزوم ،لن العدائن يلعزم المعدين
حتى يقضيه دينه .وهو ثلثة أنواع ذكرها الشارح ،من استدان لنفسععه ،ومععن اسععتدان
لصلح ذات البين ،ومن استدان للضمان) .قوله :من اسععتدان لنفسععه لغيععر معصععيه(
أي تداين لنفسه شيئا بقصد أن يصرفه في غير معصية ،بأن يكون لطاعععة أو مبععاح،
وإن صرفه في معصية .ويعرف قصد ذلك بقععرائن الحععوال ،فععإن اسععتدان لمعصععية
ففيه تفصيل .فإن صرفه فيهععا ولععم يتععب فل يعطععى شععيئا ،وإن لععم يصععرفه فيهععا بععأن
صرفه في مبععاح ،أو صععرفه فيهععا لكنععه تععاب وغلععب علععى الظععن صععدقه فععي تععوبته،
فيعطى .فالمفهوم فيه تفصيل) .قععوله :فيعطععى لععه( نععائب الفاعععل ضععمير يعععود علععى
الغارم ،واللم زائدة ،وما دخلت عليععه مفعععول ثععان ،أي يعطععى الغععارم إيععاه -أي مععا
استدانه -وأفاده أنه لو أعطى من ماله شيئا ولععم يسععتدن لععم يعععط شععيئا .وهععو كععذلك.
)قوله ،إن عجز عن وفاء الدين( أي وحل الجل ،فإن لم يعجز عن وفععاء الععدين بععأن
كان ما له يفي به .أو لم يحل الجل ،فل يعطى شيئا) .قوله :وإن كععان كسععوبا( غايععة
في العطاء ،أي يعطى الغارم وإن كان قادرا على الكسععب) .قععوله :إذ الكسععب إلععخ(
تعليل لعطائه مععع قععدرته علععى الكسععب) .وقععوله :ل يععدفع حععاجته إلععخ( أي ل يععدفع
احتياجه لوفاء الدين إذا حل لن حاجته لذلك ناجزة ،والكسب إنما هو تععدريجي .قععال
في التحفة :ول يكلف كسوب الكسب هنا ،لنه ل يقدر على قضاء دين منععه غالبععا إل
بتدريج ،وفيه حرج شديد .اه) .قوله :ثم إن لم يكن إلخ( تفصيل لما أجمله أول بقوله:
فيعطى له إلخ) .قوله :معه( أي من استدان لنفسععه) .قععوله :أعطععى الكععل( أي كععل مععا
استدانه) .قوله :إل( أي بأن كان معه شئ) .قععوله :فععإن كععان إلععخ( أي ففيععه تفصععيل،
وهو :فإن كان إلخ) .قوله :بحيث إلخ( أي متلبسا بحالة :هي أنه لو قضععى دينععه إلععخ.
)قوله :مما معه( أي مما عنده مععن المععال) .قععوله :تمسععكن( أي صععار مسععكينا ،وهععو
جواب لو) .قوله :ترك إلععخ( جععواب إن) .وقععوله :لععه( أي لمععن اسععتدان) .وقععوله :مععا
يكفيه( نائب فاعل ترك) .قوله :أي العمر الغالب( أي الكفاية السععابقة للعمععر الغععالب.
)قوله :كما
] [ 217
استظهره شيخنا( عبارته مع الصل :والظهر اشتراط حاجته بأن يكون بحيععث
لو قضى دينه ممععا معععه تمسععكن -كمععا رجحععاه فععي الروضععة وأصععلها والمجمععوع -
فيترك مما معه ما يكفيه ،أي الكفاية السابقة للعمر الغالب -فيما يظهر -ثم إن فضل
معه شئ صرفه في دينه ،وتمم له باقيه ،وإل قضى عنه الكععل .اه) .قععوله :وأعطععى(
أي من ترك له من ماله ما يكفيه ما ذكر) .وقوله :باقي دينه( أي إن فضل بعععد تععرك
ما يكفيه العمر الغالب شععئ ،وإل أعطععى الكععل -كمععا صععرح بععه شععيخه فععي العبععارة
المععارة) .قععوله :أو لصععلح ذات الععبين( معطععوف علععى لنفسععه ،أي أو مععن اسععتدان
لصلح الحال الكائن بين القوم المتنازعين ،كأن خاف فتنة بين قبيلععتين تنازعتععا فععي
قتيل لععم يظهععر قععاتله ،فتحمععل الديععة تسععكينا للفتنععة) .قععوله :فيعطععى( أي مععن اسععتدان
للصلح) .قوله :ما استدانه لذلك( أي لصلح ذات البين) .قوله :ولو غنيا( لنه لععو
اعتبر الفقر لقلت الرغبة في هذه المكرمة) .قوله :أما إذا لم يستدن إلخ( ومثله مععا لععو
استدان ووفى الدين من ماله ،فل يعطى شيئا) .قوله :ويعطى المستدين إلخ( أي لنععه
غارم .وعبارة التحفة :ومنه -أي الغععارم -معن اسععتدان لنحععو عمععارة مسععجد وقععري
ضيف .ثم اختلفوا فيه ،فألحقه كثيرون بمن استدان لنفسه ،ورجحععه جمععع متععأخرون،
أي فيعطى إن عجز عن وفاء الدين .وآخرون بمععن اسععتدان لصععلح ذات الععبين ،إل
إن غنى بنقد ،أي ل بعقار ،ورجحه بعضهم .ولو رجح أنه ل أثعر لغنعاه بالنقعد أيضعا
حمل على هذه المكرمة العام نفعها لم يبعد .اه .بزيادة) .وقوله :لمصععلحة عامععة( أي
لجل مصلحة يعم نفعها المسلمين) .قوله :كقري ضيف إلخ( أمثلة للمصععلحة العامععة.
)قوله :وعمارة نحو مسجد( أي إنشاء أو ترميما ،فإن استدان لذلك أعطى .ول يجوز
دفع الزكاة لبناء مسجد ابتداء -كما فععي الكععردي -وسععيذكره الشععارح قريبععا) .قععوله:
وإن غني( غاية في العطاء .أي يعطى ،وإن كان غنيا -أي مطلقا ،بعقار أو بنقععد -
وهي للرد على من يقول إنه ل يعطى إذا كان غنيا ،وللرد على من يفصل بين غنععي
النقد فل يعطى ،وبين غني العقار فيعطى -كما يعلم من عبارة التحفة المارة -ويعلم
أيضا من عبارة الروض وشععرحه ونصععها :وفععي قععراء الضععيف ،وعمععارة المسععجد،
وبناء القنطرة ،وفك السير ،ونحوها من المصلحة العامة ،يعطى المسععتدين لهععا مععن
الزكاة عند العجز عن النقد ،ل عن غيععره -كالعقععار -وعلععى هععذا جععرى المععاوردي
والروياني وغيرهما .وقال السرخسي :حكمه حكم ما استدانه لمصلحة نفسه إلخ .اه.
)قوله :أو للضمان( يحتمل عطفه على لمصلحة عامة ،ويحتمععل عطفععه علععى لنفسععه.
والتقدير على الثاني :أو استدان للضمان .وعلى الول :ويعطععى المسععتدين للضععمان.
والقرب الملئم لجعل أقسععام الغععارم ثلثععة الثععاني ،وإن كععان ظععاهر صععنيعه الول.
)قوله :فإن كان الضامن إلخ( بيان لحكم من استدان للضمان علععى الحتمععال الثععاني،
أو تفصيل لما أجمله على الحتمععال الول) .وقععوله :والصععيل( هععو المععدين) .قععوله:
أعطى الضامن من وفاءه( ويجوز إعطاؤه للصيل ،بل هو أولى) .قوله :أو الصيل
موسرا( أي أو كان الصيل موسرا) .وقوله :دون الضامن( أي فععإنه معسععر) .قععوله:
أعطى( أي الضامن وفاء الدين) .قوله :إن ضمن بل إذن( أي بععأن تععبرع بالضععمان،
فإن ضمنه بإذنه ،ل يعطى شيئا .والفرق بينهما :أنه في الول إذا غرم ل يرجع على
الصيل ،لن ضمانه من غير إذنه .وفي الثععاني :إذا غععرم يرجععع عليععه ،لنععه بععإذنه.
)قوله :أو عكسه( هو أن يكون الصيل معسععر ،والضععامن موسععرا) .وقععوله :أعطععى
الصيل( أي مععا يفععي بععدينه) .وقععوله :ل الضععامن( أي لنععه موسععر .وبقيععت صععورة
رابعة ،وتؤخذ من كلمه .وهي :مععا إذا كانععا موسععرين فإنهمععا ل يعطيععان شععيئا ،لن
الضامن إذا غعرم رجعع علعى الصعيل ،لكعونه موسعرا .وعبعارة البجيرمعي :وخعرج
بأعسر :ما إذا كانا موسرين ،أو الضامن ،فل يعطى ،ولو بغير الذن في الول على
الوجه -كما في شرح الروض .سم .اه) .قوله :وإذا وفى( أي الضامن ،وهععو بفتععح
الواو وتشديد الفاء وتخفيفها .ومفعوله محذوف ،أي الدين المضمون) .قوله :لم يرجع
على الصيل( أي لنه لم يغرم من عنده شيئا حتى يرجع به ،وهو إنما
] [ 218
يرجع إذا غرم من عنده .قال في شرح الروض :وإذا قضى بععه دينععه لععم يرجععع
على الصععيل ،وإن ضععمن بععإذنه ،وإنمععا يرجععع إذا غععرم مععن عنععده .اه) .قععوله :ول
يصرف من الزكاة إلخ( هذا يعلم من قوله وإعطاؤها لمستحقيها ،إذ ما ذكر من الكفن
وبناء مسجد ليس من مستحقيها ،فلو أخره عن سائر الصناف ،أو قدمه هناك ،لكععان
أنسب .ثم ظهر أن لذكره هنا مناسبة من حيث إنه كالمفهوم لقععوله ويعطععى المسععتدين
لمصلحة عامة ،فكأنه قال :تصرف الزكاة لمن استدان للمصلحة العامة ،ول تصرف
لها نفسها ابتداء ،كأن يبني بها مسجدا ،أو يجهععز بهععا المععوات ،أو يفععك بهععا السععر.
فتنبه) .قوله :أو بناء مسجد( ل ينعافيه مععا معر فععي قعوله ويعطععى المسعتدين لمصعلحة
عامة إلخ ،لن ذاك فيما إذا استدان لذلك ،فيعطى ما استدانه من سهم الغارمين ،وهذا
فيما إذا أراد ابتداء أن يعمر مسجدا بزكاة ماله .وبينهما فرق) .قععوله :يصععدق مععدعي
كتابة( هو العبد) .قوله :أو غرم( أي أو مدعي غرم .ولو لصععلح ذات العبين -كمععا
في التحفة) .قوله :بإخبار عدل( متعلق بيصدق ،والكتفاء به هععو الراجععح .وقيععل :ل
بد من رجلين ،أو رجل وامرأتين .وعبارة التحفة :ويؤخذ من اكتفائهم بإخبار الغريععم
هنا وحده مع تهمته :الكتفاء بإخبعار ثقعة ولعو ععدل روايعة ظعن صعدقة .بعل القيعاس
الكتفاء بمن وقع في القلب صدقه ،ولو فاسقا .ثعم رأيعت فعي كلم الشعيخين معا يؤيعد
ذلك .نعم ،بحث الزركشععي فععي الغريععم والسععيد أن محععل الخلف ،إذا وثععق بقولهمععا،
وغلب على الظن الصدق .قال :وإل لم يفد قطعا .اه .ومثلها النهاية) .قوله :وتصديق
إلععخ( بععالجر ،عطععف علععى إخبععار عععدل .والععواو بمعنععى أو ،أي ويصععدق مععن ذكععر
بتصديق سيد بالنسبة للكتابة ،وبتصديق رب الدين -أي صاحبه -بالنسبة للغرم .قال
في التحفة :ول نظععر لحتمعال التواطعؤ ،لنعه خلف الغعالب .اه) .قعوله :أو اشعتهار
إلخ( بالجر أيضا عطف على إخبار عدل ،أي ويصدق مععن ذكععر باشععتهار حععاله بيععن
الناس ،أي اشتهر أنععه غععارم أو مكععاتب عنععد النععاس ،ول بععد أن يكونععوا عععددا يععؤمن
تواطؤهم على الكذب .قال الرافعي :وقد يحصل ذلععك بثلثععة) .قععوله :فععرع( الولععى:
فروع ،لنه ذكر ثلثة .الول :من دفع إلخ .الثاني :ولو قال لغريمه إلخ .الثالث :ولععو
قال اكتل إلخ) .قوله :لمدينه( هو من عليه الدين) .قوله :بشرط إلخ( أي بأن قععال لععه:
هذه زكاتي أعطيها لععك بشععرط أن تردهععا إلععي عععن دينععي الععذي لععي عليععك) .وقععوله:
يردها( أي الزكاة) .وقوله :له( أي لمن دفعع ،وهععو المزكعي) .قععوله :لععم يجععز( بضعم
الياء وسكون الجيم ،أي لم يجزه ما دفعه للمدين عن الزكاة ،فهو مأخوذ من الجزاء.
ويحتمل أنه مأخوذ من الجواز ،بقرينة قوله فيما بعد :فععإن نويععا جععاز وصععح .فيكععون
بفتح الياء وضم الجيم ،أي لم يجععز دفعععه ذلععك للزكععاة بالشععرط المععذكور) .قععوله :ول
يصح قضاء الدين بها( أي الزكاة ،لنها باقية على ملك المالك .اه .بجيرمي) .قععوله:
فإن نويا( أي الدائن والمدين) .وقوله :ذلك( أي قضععاء الععدين) .وقعوله :جععاز وصععح(
ضر التصريح به كععره إضععماره) .قععوله :وكععذا إن وعععده المععدين( أي وكععذلك يجععوز
ويصح ما ذكر إن وعد المدين الدائن ،بأن قاله له ادفع لي معن زكاتعك حعتى أقضعيك
دينك ،ففعل ،أجزأه عن الزكاة) .وقوله :فل يلزمه( النسب ول يلزم -بععواو العطععف
-لن الفاء توهم أن ما بعدها جواب إن قبلها) .وقععوله :الوفععاء بالوعععد( هععو أن يععدفع
إليه ما أخذه من الزكاة عن دينععه) .قععوله :ولععو قععال( أي الععدائن لغريمععه ،أي المععدين.
)قوله :لم يجزئ( أي لم يجزئ ما جعلععه لععه عععن الزكععاة لتحععاد القععابض والمقبععض.
)قوله :على الوجه( مقابله يجععزئ ،كالوديعععة إذا كععانت عنععد مسععتحق للزكععاة فملكععه
المالك إياها زكاة ،فإنه يجزى) .قوله :إل إن قبضه إلخ( أي إل إن قبض الدائن دينععه
من المدين ،ثم رده على مدينه بنية الزكاة ،فإنه يجزئ عن الزكاة) .قععوله :ولععو قععال(
أي لفقير عنده حنطة له وديعة) .وقوله :اكتل( أي لنفسك.
] [ 219
)وقوله :من طعامي عندك( أي الموضوع عندك وديعة) .وقععوله :كععذا( مفعععول
اكتل ،وهو كناية عن صاع مثل) .وقوله :ونوى به الزكاة( أي نعوى المالعك المزكعي
الزكاة ،أي بالصاع الذي أمره باكتياله مما عنده) .قوله :ففعل( أي المععأموم مععا أمععره
به) .قوله :فهل يجزئ( أي يقع عععن الزكععاة) .قععوله :وجهععان( أي فيععه وجهععان :فقيععل
يجزئ ،وقيل ل) .قوله :وظاهر كلم شيخنا ترجيح عدم الجزاء( لم يتعرض شععيخه
في التحفة لهذه المسألة رأسا .وفي فتح الجواد جزم بعدم الجزاء ،وعبععارته :أو قععال
لوديعه اكتل لنفسك من الوديعة التي تحت يدك صععاعا زكععاة ،لععم يجععز أيضععا لنتفععاء
كيله له ،وكيله لنفسه لغو .اه .فلعل ما نقله الشارح عن شيخه من الترجيععح فععي غيععر
هذين الكتابين .وجزم بعدم الجزاء أيضا في الروض ،وعبارته مع شرحه :ولو قععال
اكتل لنفسك مما أودعتك إياه صاعا -مثل -وخذه لك ،ونوى به الزكاة ففعل ،أو قال
جعلت ديني الذي عليك زكاة ،لم يجزه .أما في الولى :فلنتفاء كيله له ،وكيله لنفسعه
غير مقيس .وأما في الثانية :فلن ما ذكر فيها إبراء ل تمليك ،وإقامته مقععامه إبععدال،
وهو ممتنع في الزكاة .بخلف قوله للفقير :خذ ما اكتلته لي بععأن وكلععه بقبععض صععاع
حنطة مثل فقبضه ،أو بشرائه فاشتراه وقبضه ،فقال له الموكععل خععذه لنفسععك ،ونععواه
زكاة ،فإنه مجزئ ،لنه ل يحتاج إلى كيله لنفسه .اه .بحذف) .قوله :وسبيل ال( هععو
وضعا :الطريق الموصل له تعالى ،ثم كثر استعماله فععي الجهععاد لنععه سععبب الشععهادة
الموصلة ل تعالى ،ثم أطلق على ما ذكر مجازا لنهم جاهدوا ،ل في مقابععل ،فكععانوا
أفضل من غيرهم) .قوله :وهو القائم إلخ( الصواب إسقاط الواو ،لن ما بعععدها خععبر
المبتدأ ،وهي ل تدخل عليه) .قوله :متطوعا( حال من القائم ،أي حال كونه متطوعا،
أي ل سهم له في ديوان المرتزقة .فإن كان له ذلك ل يعطى من الزكاة شيئا ،بل مععن
الفئ ،فإن لم يكن فئ ،أو كان ومنعه المام ،واضطررنا لهم في دفع شر الكفار ،فإن
كان لهم مال لم تجب إعانتهم ،أو فقراء لزم أغنياء المسلمين إعععانتهم مععن أمععوالهم ل
من الزكاة) .قوله :ولو غنيا( غاية لمقدر ،أي فيعطى ولو كان غنيععا .ولععو أخععره عععن
الفعل بعده لكان أولععى) .قععوله :ويعطععى المجاهععد إلععخ( الولععى ويعطععى النفقععة إلععخ -
بحذف لفظ المجاهد -إذ المقام للضمار .والمعنى أن هذا القائم للجهاد يعطى كل مععا
يحتاجه لنفسه أو لممونه من نفقة وكسوة وغيرهما إذا حان وقت خروجه له .وعبارة
المنهاج مع شرح الرملي :ويعطععى الغععازي -إذا حععان وقععت خروجععه -قععدر حععاجته
اللئقة به وبممونه لنفقة وكسوة ،ذاهبا وراجعا ومقيما هناك -أي في الثغر أو نحععوه
-إلععى الفتععح ،وإن طععالت القامععة ،لن اسععمه ل يععزول بععذلك ،بخلف السععفر لبععن
السبيل .ويعطيه المام -ل المالك -فرسا إن كان ممن يقاتل فارسا ،وسلحا وإن لععم
يكن بشراء ،ويصير ذلك -أي الفرس والسلح -ملكا لععه إن أعطععى الثمععن فاشععترى
لنفسه أو دفعها لععه المععام ملكععا لععه إذا رآه .بخلف مععا إذا اسععتأجرهما لععه ،أو أعععاره
إياهما ،لكونهما موقوفين عنده .اه .بحذف) .قوله :ذهابا وإيابا( أي وإقامة في الثغر،
أو نحوه -كما علمت) .قوله :وثمن آلة الحرب( أي ويعطى ثمن آلععة الحععرب ،أي أو
نفس اللة .ويعطى أيضا مركوبا إن لم يطق المشي ،أو طال سفره ،وما يحمععل زاده
ومتاعه إن لم يعتد مثله حملهما) .قوله :وإبن السبيل( هو اسم جنس يطلععق لغععة علععى
المسافر -رجل أو امرأة ،قليل أو كثيرا -ولم يأت في القرآن العظيم إل مفردا ،لن
محل السفر محل الوحدة ،وإنما قيل له ابن السبيل -أي الطريق -لكععونه ملزمععا لععه
كملزمة البن لبيه ،فكأنه ابنه .ومن هذا المعنى قيل للملزمين للدنيا المنهمكين في
تحصيلها :أبناء الدنيا) .قوله :وهو مسافر إلخ( الولى حذف الواو -كما مععر) .قععوله:
مجتععاز ببلععد الزكععاة( أي مععار بهععا) .قععوله :أو منشععئ سععفر( معطععوف علععى مجتععاز،
وإطلق ابن السبيل عليه مجاز ،لععدليل هععو القيععاس علععى الول ،بجععامع احتيععاج كععل
لهية السفر .كذا في التحفة والنهاية) .قوله :مباح( يفيد أنه إذا كان السفر معصععية ل
يطلق على المسافر :ابن السبيل ،وليس كذلك .وعبارة المنهاج :وابن السععبيل :منشععئ
سععفر أو مجتععاز ،وشععرطه -أي مععن جهععة العطععاء ل التسععمية -الحاجععة ،وعععدم
المعصية .اه .بزيادة من شرحي م ر وحجر .فقوله
] [ 220
ل التسمية :يفيد أنه يطلق عليه ابعن السععبيل) .قعوله :منهععا( أي معن بلععد الزكعاة.
)قوله ،ولو لنزهة( غاية لمقدر ،أي فيعطى ،ولو كان سععفره لنزهععه ،أو كععان كسععوبا.
وعبارة الروض وشرحه :وهو من ينشئ سفرا مباحا من محل الزكععاة فيعطععى ،ولععو
كسوبا ،أو كان سفره لنزهة ،لعموم الية) .قوله :بخلف المسععافر لمعصععية( أي بععأن
عصععى بالسععفر ،ل فيععه ،فل يعطععى ،لن القصععد بإعطععائه إعععانته ،ول يعععان علععى
المعصية .قال الكردي في اليعاب :جعل بعضهم من سفر المعصية سععفره بل مععال،
مع أن له مال ببلده ،فيحرم ،لنه مع غناه يجعل نفسه كل على غيره .اه) .قععوله :إل
إن تاب( أي فيعطى لبقية سفره) .قوله :والمسافر لغير مقصععد صععحيح( أي وبخلف
المسافر لغير ذلك فل يعطى ،لن إتعاب النفس والدابة بل غرض صحيح حرام ،فل
يعان عليه بإعطائه) .وقوله :كالهائم( تمثيل له .قال الكردي :ومثلععه المسععافر للكديععة،
وهي -بالضم والتحتية -ما جمع من طعام أو شراب ،ثم اسععتعملت للععدروزة ،وهععي
مطلق السؤال .قال في اليعاب :ول شك أن الذين يسافرون بهذا القصد ل مقصد لهم
معلوم غالبا ،فهم حينئذ كالهائم .اه) .قوله :ويعطى( أي ابن السععبيل) .وقععوله :كفععايته
إلخ( ويعطى أيضا ما يحمله إن عجز عععن المشععي أو طععال سععفره ،ومععا يحمععل عليععه
زاده ومتععاعه إن عجععز عععن حملهمععا) .قععوله :أي جميعهععا( أي الكفايععة .والمناسععب
جميعهما ،بضمير التثنية العائد على كفايته وعلى كفاية ممونه) .قععوله :ذهابععا وإيابععا(
هذا إن قصد الرجوع ،فإن لم يقصده يعطى ذهابععا فقععط .قععال فععي شععرح المنهععج :ول
يعطى مؤنة إقامته الزائدة على مدة المسعافر .اه .وقعال فعي التحفعة :وهعي -أي معدة
المسافر -أربعة أيام ،ل ثمانية عشر يوما ،لن شرطها قد ل يوجد .اه .واعتمععد فععي
النهاية -تبعا لوالده -أنه إذا أقام لحاجة يتوقعها كل يععوم ،يعطععى ثمانيععة عشععر يععوم.
)قوله :إن لم يكن له( أي لبعن السععبيل وهععذا قيعد لكععونه يعطعى كفعايته ذهابععا وإيابععا،
وخرج به ما إذا كان له ذلك فإنه إنما يعطى القدر الذي يوصععله إلععى الموضععع الععذي
فيه مععاله ،مععن الطريععق أو المقصععد .وعبععارة الععروض وشععرحه) .فععرع( يعطععى ابععن
السبيل ما يكفيه في سفره ذهابا ،وكذا إيابا ،لقاصد الرجوع ،إن لم يكن له في طريقععه
أو مقصده مال ،أو ما يبلغه ماله إن كان له فيه مال .اه) .قوله :ويصدق فععي دعععوى
السعفر( أي إرادة السعفر) .وقعوله :وكعذا فعي دععوى الغعزو( أي وكعذلك يصعدق فعي
دعوى إرادة الغزو -كما في حجر على بافضل -قال الكردي :وخرج بإرادة غععزو،
وكذا إرادة سفر ابن السبيل ،ما لو ادعيا نفس الغزو والسفر فإنهمععا ل يصععدقان .قععال
في اليعاب :لسهولة إقامة البينة عليهمععا .اه) .قععوله :بل يميععن( متعلععق بيصععدق ،أي
يصدق بل يمين .قال في التحفة :لنه لمر مستقل .اه) .قوله :ويسترد منه( أي ممن
ذكر من معدعي السععفر ومعدعى الغعزو) .وقعوله :مععا أخعذه( نععائب فاعععل يسعترد ،أي
يسترده إن بقي ،وإل فبدله .اه .تحفة) .وقوله :إن لم يخرج( أي من ذكر .بأن مضت
ثلثة أيام تقريبا ولم يترصد للخروج ،ول انتظععر رفقععة ،ول أهبععة -كمععا فععي التحفععة
والنهاية -وإن أعطي من ذكر ،وخرج ثم رجعع ،اسعترد فاضعل ابعن السعبيل مطلقعا،
وكذا فاضل الغازي بعد غزوه إن كان شيئا له وقع عرفا ولععم يقععتر علععى نفسععه ،وإل
فل يسترد منه .وفي التحفة :يظهر أنه يقبل قوله في قدر الصرف ،وأنه لو ادعى أنه
لم يعلم قدره صدق ولم يسترد منه شئ ،ولو خرج الغازي ولم يغز ثم رجععع ،اسععترد
ما أخذه ،قال الماوردي :لو وصل بلدهم ولم يقاتل لبعععد العععدو ،لععم يسععترد منععه لن
القصععد السععتيلء علععى بلدهععم وقععد وجععد .اه .بتصععرف) .قععوله :ول يعطععى أحععد
بوصفين( أي اجتمعا فيه ،واستحق بهما الزكاة ،كفقععر وغععرم ،أو غععزو .والمععراد :ل
يعطى بهما من زكاة واحدة .أما من زكاتين فيجوز أن يأخذ من واحععدة بصععفة ،ومععن
الخرى بصفة أخرى .كغاز هاشمي ،فإنه يأخذ بهما من الفععئ) .قععوله :نعععم ،إن أخععذ
إلخ(
] [ 221
هذا تقييد لما قبله :أي محل امتناع الخذ بهما إن لم يتصرف في المععأخوذ أول،
وإل يمتنع ذلك .وعبارة المنهاج مع التحفة :ومن فيه صفتا استحقاق للزكععاة -كععالفقر
والغرم ،أو الغزو -ويعطى من زكاة واحدة بأحدهما فقط ،والخيرة إليه -في الظهر
-لنه مقتضى العطف في الية .نعععم ،إن أخععذ بععالغرم أو الفقععر مثل ،فأخععذه غريمععه
وبقي فقيرا أخذ بالفقر ،وإن نازع فيه كععثيرون .فععالممتنع إنمععا هععو الخععذ بهمععا دفعععة
واحدة ،أو مرتبا قبل التصرف في المأخوذ .اه .بتصرف) .قوله :تنبيه( أي من حكععم
استيعاب الصناف والتسوية بينهم ،وما يتبع ذلك .وقد أفرده الفقهععاء بفصععل مسععتقل.
)قوله :ولو فرق المالك إلخ( خرج به المام ،فإنه إذا فرق لم يسقط سهم العامل .نعم،
إن جعل للعامل أجرة في بيععت المععال سععقط أيضععا) .والحاصععل( أنععه إن فععرق المععام
وجب عليه تعميم الصناف الثمانية بالزكععاة .وإن فععرق المالععك أو نععائبه وجععب عليععه
تعميم سبعة أصناف .ومحل وجوب التعميععم فععي الشععقين إن وجععدوا ،وإل فمععن وجععد
منهم ،حتى لو لم يوجد إل فقير واحد صرفت كلها له .والمعدوم ل سهم له ،قععال فععي
النهاية :قال ابن الصععلح -والموجععود الن أربعععة :فقيععر ،ومسععكين ،وغععارم ،وابععن
السبيل .وإل مر -كما قال -في غالب البلد ،فإن لم يوجععد أحععد منهععم حفظععت حععتى
يوجد بعضهم .اه) .قوله :ثم إن انحصر المسععتحقون إلعخ( أي فععي البلعد .ومحععل هععذا
فيما إذا كان المخرج للزكوات المالك ،فإن كان المام فل يشععترط انحصععارهم فيهععا،
بل يجب عليه تعميمهم ،وإن لم ينحصروا .والمراد تعميم من وجععد فععي القليععم الععذي
يوجد فيه تفرقة الزكاة ،ل تعميم جميععع المسععتحقين فععي الععدنيا ،لتعععذره) .والحاصععل(
يجب على المام -إذا كان هو المخرج للزكوات -أربعععة أشععياء :تعميععم الصععناف،
والتسوية بينهم ،وتعميم آحاد كل صنف ،والتسععوية بينهععم إن اسععتوت الحاجععات .وإذا
كان المخرج المالك :وجبت أيضا -ما عععدا التسععوية بيععن الحععاد -إل إن انحصععروا
في البلد ووفى المال بهم ،فإنها تجب أيضا .فإن أخل المالك أو المام -حيععث وجععب
عليه التعميم -بصنف ،غرم له حصته .لكن المام إنما يغععرم مععن الصععدقات ،ل مععن
مال نفسه) .قعوله -أيضعا :-ثعم إن انحصعر المسعتحقون( أي فعي آحعاد يسعهل ععادة
ضبطهم ،ومعرفة عددهم) .قوله :ووفى بهم( أي بحاجععاتهم النععاجزة فيمععا يظهععر .اه.
وتحفة .قال سم :وانظر :ما المراد بالناجزة ؟ قال ع ش :ويحتمل أن المراد مؤنة يوم
وليلة ،وكسوة فصل ،أخذا مما يأتي في صدقة التطوع .اه) .قوله :لزم تعميمهععم( أي
وإن زادوا على ثلثة من كل صنف ،ول يجوز القتصار على ثلثة ،إذ ل مشقة في
الستيعاب حينئذ) .قوله :وإل لم يجب( أي وإن لم ينحصععروا ،أو انحصعروا لكعن لععم
يف المال بحاجتهم) .قوله :ولم يندب( أي تعميمهم) .قععوله :لكععن يلزمععه( أي المالععك.
)قوله :إعطاء ثلثة( أي فأكثر ،وذلك لنهم ذكروا في الية بلفظ الجمع وأقلعة ثلثعة،
إل ابن السبيل فإنه ذكر فيها مفردا ،لكن المراد به الجمع .قال في النهاية :نعم ،يجوز
أن يكون العامل متحدا ،حيث حصلت به الكفاية .اه) .قوله :وإن لم يكونوا إلخ( غاية
للزوم إعطاء ثلثة ،أي يلزمه إعطاؤهم وإن لم يكونوا موجودين في بلد الزكاة وقععت
الوجوب ،وإنما وجدوا عند العطاء) .قوله :ومن المتوطنين( أي وإعطاء ثلثععة مععن
المتوطنين أولى من غيرهم) .فقوله :أولعى( خععبر لمبتعدأ محععذوف .وعبعارة العروض
وشععرحه :وإذا لععم يجععب السععتيعاب يجععوز الععدفع للمسععتوطنين والغربععاء ،ولكععن
المستوطنون أولى من الغرباء ،لنهم جيععران .اه) .قععوله :ولععو أعطععى( فععاعله يعععود
على المالك فقط ،إذا الكلم فيه ،وبدليل قوله بعد :غرما لعه معن معاله ،إذ المعام إنمعا
يغرم من مال الصدقات التي بيده -كما مر) .قوله :اثنين من كل صنف( مثله مععا إذا
أعطععى واحععدا مععن صععنف ،والثنععان موجععودان) .قععوله :والثععالث( أي والحععال أن
الشخص الثالث من كل صنف موجود ،فإن كان معدوما فسيذكر حكمه) .قوله :لزمه
أقل متمول( قال في شرح الروض :أي لنه لو أعطاه لععه ابتععداء خععرج عععن العهععدة،
فهو القدر الذي فرط فيه .اه) .قوله :غرما له( أي حال كون أقل المتمول غرما لذلك
الثالث ،أو على جهة الغرم له ،فهو منصوب
] [ 222
على الحال أو التمييز) .وقوله :من ماله( متعلععق بغرمععا ،أي يغرمععه المالععك لععه
من مال نفسه ،ل من الزكاة) .قعوله :ولعو فقعد بععض الثلثعة( أي معن بلعد الوجعوب.
)قععوله :رد حصععته( أي ذلععك البعععض المفقععود) .قععوله :علععى بععاقي صععنفه( أي علععى
الموجود منه) .وقوله :إن احتاجه( الضمير المستتر يعود على باقي صععنفه ،والبععارز
يعود على الحصة ،وكععان الولععى تععأنيثه ،لن الحصععة مؤنثععة .والمعنععى يععرد حصععة
المفقود على الباقي إن احتاج إليها ،بأن نقص نصيبه ععن كفععايته .وعبععارة الععروض:
ومتى عدم بعضععهم أو فضععل عععن كفايععة بعضععهم شععئ رد أي نصععيبهم فععي الولععى،
والفاضل في الثانية -على الباقين .قععال فععي شععرحه :ومحلععه إذا نقععص نصععيبهم عععن
كفايتهم ،وإل نقل عن ذلك البعض .اه .بتصرف .ولععم يتعععرض المؤلععف لمععا إذا فقععد
الصناف أو بعضهم .وحاصل الكلم عليه -كما في المنهج وشرحه -أنه إذا عدمت
الصناف أو فضل عنهم شئ ،وجب نقلها ،أو نقل الفاضل إلى مثلهم بأقرب بلععد إلععى
مال المتصدق .فإن عدم بعضهم ،أو وجدوا كلهم ،وفضل عن كفاية بعضهم شئ ،رد
نصيب البعض المعدوم أو الفاضل على الباقين إن نقععص نصععيبهم عععن كفععايتهم ،ول
ينقل إلى غيرهم ،لنحصار الستحقاق فيهم .فإن لععم ينقععص نصععيبهم ،نقععل ذلععك إلععى
ذلك الصنف بأقرب بلعد) .قعوله :وإل فعلعى بعاقي الصعناف( أي وإن لعم يحتعج ذلعك
البعض الباقي إلى حصة المفقود ردت على باقي الصععناف) .قععوله :ويلععزم التسععوية
إلخ( أي سواء قسم المالك أم المام ،وإن تفاوتت حاجاتهم ،لن ذلك هو قضية الجمع
بينهم بواو التشريك .ولو نقص سهم صنف عن كفععايتهم ،وزاد سععهم صععنف آخععر رد
فاصل هذا على أولئك) .قوله :ل التسوية بين آحاد الصنف( أي ل تجب التسوية بيععن
آحاد الصنف ،فله أن يعطي الزكاة كلها لفقير ،إل أقل متمول ،فيعطيه لفقيرين .وإنما
لععم تجععب لعععدم انضععباط الحاجععات الععتي مععن شععأنها التفععاوت ،بخلف الصععناف،
فمحصورة .وهذا محله إن قسم المالك ،فإن قسم المام وكثر مععا عنععده ،فععإن اسععتوت
حاجاتهم وجبت التسوية ،وإل فيراعيها) .قوله :بععل تنععدب( أي التسععوية بيععن الحععاد،
لكن إن استوت حاجاتهم .فإن تفاوتت استحب التفاوت بقدرها) .قوله :واختار جماعة
إلخ( هذا مقابل للقول بلزوم تعميمها للصناف ،لن ذلعك ععام فعي زكعاة المعال وفعي
زكاة الفطرة .وعبارة الروض وشرحه :ويجب استيعاب الصناف الثمانية بالزكععاة -
إن أمكن -بأن فرقها المام ووجدوا كلهم ،لظاهر الية ،سواء زكاة الفطر وغيرهععا.
واختار جماعة من أصحابنا -منهم الصطخري -جواز صععرف الفطععرة إلععى ثلثععة
مساكين أو غيرهم من المستحقين .اه .وعبارة التحفة :لكن اختار جمع جععواز دفعهععا
لثلثة فقراء أو مساكين مثل ،وآخرون جوازه لواحد ،وأطال بعضععهم فععي النتصععار
له .بل نقل الروياني عن الئمة الثلثة وآخرين أنه يجوز دفع زكاة المععال أيضععا إلععى
ثلثة من أهل السهمان ،قال :وهو الختيار ،لتعذر العمل بمذهبنا .ولو كععان الشععافعي
حيا لفتى به .اه .قال الكردي :وفي فتاوى السيوطي الفقهية :يجوز للشافعي أن يقلععد
بعض المذاهب في هذه المسألة ،سواء عمل فيما تقدم بمذهبه أم ل ،وسواء دعت إليه
ضرورة أم ل ،خصوصا إن صرف زكاة الفطرة لقل من ثلثععة رأى فععي المععذهب،
فليس الخذ به خروجا عن المذهب بالكلية ،بل أخععذ بأحععد القععولين أو الععوجهين فيععه،
وتقليد لمن رجحه من الصحاب .اه) .قوله :ولو كان كل صنف إلخ( عبارة الروض
وشععرحه :ويسععتحقها -أي الزكععاة -العامععل بالعمععل ،والصععناف بالقسععمة .نعععم ،إن
انحصر المستحقون في ثلثة فأقل :استحقوها من وقت الوجوب ،فل يضرهم حدوث
غنى أو غيبة لحدهم ،بل حقه باق بحاله .اه .قال الكععردي :وبحععث فععي التحفععة أنهععم
يملكون ما يكفيهم علععى قععدر حاجععاتهم ،قععال :ول ينععافيه مععا يععأتي مععن الكتفععاء بأقععل
متمول لحدهم ،لن محله -كما هو ظاهر -حيث ل ملك إلخ ،أي حيث زادوا علععى
ثلثة .اه) .قوله :أو بعض الصناف إلخ( أي والبعض الخر ليس محصورا) .قوله:
وقت الوجوب( ظرف متعلق بمحصورا بعده) .قععوله :اسععتحقوها( واو الجمععع عععائدة
على الثلثة فأقل
] [ 223
من كل صنف .والضمير البارز عائد علععى الزكععاة) .وقععوله :فععي الولععى( هععي
صععورة انحصععار كععل الصععناف) .قععوله :ومععا يخععص إلععخ( معطععوف علععى مفعععول
استحقوها .والتقدير :واستحقوا ما يخص المحصورين .ول يخفى ما فيععه ،إذ يفيععد أن
المستحقين غير المحصورين ،مع أنهم عينهم .وكان المناسب والخصر أن يقول :أو
ما يخصهم منها في الثانية ،وهععي صععورة انحصععار بعععض الصععناف .والمعنععى :أن
المحصععورين مععن الصععناف فععي الصععورة الثانيععة يسععتحقون مععا يخصععهم مععن وقععت
الوجوب ،وأما غيرهم من بقية الصناف فل يستحق حصته إل بالقسمة) .والحاصل(
إن انحصر كل الصناف استحقوها مععن وقععت الوجععوب ،وإن انحصععر البعععض دون
البعض فلكل حكمه .نعم ،العامل يملك بالعمل -كما مر ععن العروض ) .-قعوله :معن
وقععت الوجععوب( متعلععق باسععتحقوها بالنسععبة للصععورتين ،أي اسععتحقوها مععن وقععت
الوجوب ،أي يملكونها من حينئذ ملكا مستقرا ،وإن لم يقبضوها فلهععم التصععرف فيهععا
قبل قبضها إل بالستبدال عنها والبراء منها ،وإن كان هو القيععاس ،إذ الغععالب علععى
الزكاة ،التعبد .كذا في التحفة والنهاية) .قوله :فل يضر إلخ( مرتعب علعى اسعتحقاقهم
لها من وقت الوجوب ،أي أنه إذا كان العبرة في ذلععك بععوقت الوجععوب فل يضععر مععا
يحدث بعده من غنى أو موت أو غيبة عن محل الوجععوب) .قععوله :بععل حقععه( أي مععن
حدث له الغنى أو الموت بعد الوجوب) .وقوله :باق بحععاله( أي ل يتغيععر بمععا حععدث.
)قوله :فيدفع نصيب إلخ( مفعرع علعى كعون الحعق باقيعا ،أي فعإذا كعان باقيعا بالنسعبة
لحدوث الموت فيدفع نصيبه لوارثه ،وإن كان غنيا) .وقوله :وإن كععان هععو المزكععي(
أي وإن كان ذلك الوارث هو المزكي المالك ،بأن كان الميت أخا استحق زكاة أخيه،
ثم مات وورثعه أخعوه المزكعي ،فعإنه يسعتحق نصعيب أخيعه الميعت معن زكعاة نفسعه،
وحينئذ تسقط زكاته عنه .والنية لسقوط الدفع عنه .وعبارة شرح الروض :ولو مععات
واحد منهم ؟ دفع نصيبه إلى وارثه ،وقضيته أن المزكي لو كان وارثه أخععذ نصععيبه.
وعليعه :فتسععقط النيععة لسععقوط الععدفع ،لنعه ل يععدفع مععن نفسععه لنفسعه .اه) .قععوله :ول
يشاركهم( معطوف على فل يضر إلخ ،فهععو مرتععب أيضععا علععى اسععتحقاقهم لهععا ،أي
وإذا استحقها هؤلء المحصورون ل يشاركهم من حععدث عليهععم بعععد وقععت الوجععوب
من الفقراء ونحوهم ،لن الزكععاة قعد صععارت ملكععا لغيرهععم) .قععوله :وقععت الوجععوب(
متعلق بغائب) .قوله :فإن زادوا( الضمير يعود على معلوم من السععياق ،أي فععإن زاد
المستحقون في كل الصناف أو بعضهم .وهذا مقابل قوله :محصورا في ثلثة فأقل.
)قوله :لم يملكوا إل بالقسمة( قال الكردي :قال القمولي في الجواهر :فلو مععات واحععد
أو غاب أو أيسر بعد الوجوب وقبل القسمة ،فل شئ له .وإن قدم غريب أو افتقر من
كان غنيا يوم الوجوب ،جاز الصرف إليه .اه) .قوله :ول يجوز لمالععك نقععل الزكععاة(
أي لخبر الصحيحين :صدقة تؤخذ من أغنيائهم ،فترد على فقرائهم .ولمتداد أطمععاع
مستحقي كل محل إلى ما فيه من الزكاة ،والنقل بوحشهم ،وبه فارقت الكفارة والنععذر
والوصية والوقف على الفقراء ،ما لم ينص الواقف فيه على غيععر النقععل ،وإل فيتبععع.
وخرج بالمالك ،المام ،فيجوز له نقلها إلى محل عمله ،ل خارجه ،لن وليته عامة،
وله أن يأذن للمالك فيه) .قوله :عن بلد المال( أي عن محععل المععال الععذي وجبععت فيععه
الزكاة ،وهو الذي كان فيه عند وجوبها .ويؤخذ من كون العبرة ببلد المال :أن العبرة
في الدين ببلد المدين .لكن قال بعضهم :له صرف زكاته فععي أي محععل شععاء ،لن مععا
في الذمة ليس له محل مخصوص ،وهو المعتمععد .وهععذا فععي زكععاة المععال .أمععا زكععاة
الفطرة :فالعبرة فيها ببلد المععؤدى عنععه) .قععوله :ولععو إلععى مسععافة قريبععة( فععي حاشععية
الجمل ما نصه) :فععرع( مععا حععد المسععافة الععتي يمتنععع نقععل الزكععاة إليهععا ؟ فيععه تععردد،
والمتجه منه أن ضابطها في البلد ونحوه ما يجوز الععترخص ببلععوغه .ثععم رأيععت ابععن
حجر مشى على ذلك في فتاويه ،فحاصله أنه يمتنع نقلها إلى مكان يجوز فيه القصععر
ويجوز إلى ما ل يجوز فيه القصر اه .سم وعبارة ح ل :قوله إلى بلد آخععر ،أي إلععى
محل تقصر فيه الصلة ،وليس البلد الخر بقيد ،لن المدار على نقلهععا لمحععل تقصععر
فيه الصلة :فإذا خرج مصري إلى خارج باب السور -كباب النصر -
] [ 224
لحاجة آخر يوم مععن رمضععان ،فغربععت عليععه الشععمس هنععاك ،ثععم دخععل ،وجععب
إخراج فطرته لفقراء خارج باب النصععر .اه .وقععوله :فععي فتععاويه :مشععى فععي التحفععة
على خلفه ،ونصها مع الصل :والظهر منع نقل الزكاة عن محل المؤدى عنه إلى
محل آخر به مستحق لتصرف إليه ،ما لم يقرب منه ،بأن ينسب إليه عرفا بحيث يعد
معه بلدا واحدا ،وإن خرج عن سوره وعمرانععه .وقععول الشععيخ أبععي حامععد :ل يجععوز
لمن في البلد أن يدفع زكاته لمن هو خارج السور ،لنه نقل للزكاة .فيه حرج شععديد،
فالوجه ما ذكرته ،لنه ليس فيه إفراط ول تفريععط .اه .بتصععرف .وفععي النهايععة :وقععد
يجوز للمالك النقل فيما لو وقععع تشععقيص ،كعشععرين شععاة ببلععد ،وعشععرين بععآخر ،فلعه
إخراج شاة بأحدهما -مع الكراهععة -وفيمععا لععو حععال الحععول بباديععة ل مسععتحق بهععا،
فيفرق الزكاة بأقرب محل إليه به مستحق ،ولهل الخيام الذين ل قرار لهععم :صععرفها
لمن معهم ،ولو بعض صنف -كمن بسفينة في اللجة -فإن فقدوا ،فلمن بأقرب محععل
إليهم عند تمام الحول ،والحلل المتمايزة -بنحو مرعى وماء -كل حلة كبلععد ،فيحععرم
النقل إليها ،بخلف غير المتميزة ،فله النقل إليها لمن بدون مسافة القصععر مععن محععل
الوجوب .اه .بتصرف) .وقوله :ول تجزئ( أي الزكاة المنقولععة ،أي ل تقععع الموقعع.
وأتى به بعد قوله ول يجوز إلخ ،لنه ل يلععزم مععن عععدم الجععواز عععدم الجععزاء ،فقععد
يحرم ،وهو يجزئ ،كالبيع بعد نداء الجمعة) .قعوله :ول دفعع القيمعة( معطعوف علعى
نقل الزكاة ،فيكون الفعل مسلطا عليه ،لكن بقطع النظر عن متعلقه -أعنععي للمالععك -
لن عدم الجواز هنا وفيما بعد ،ل فرق فيه بين أن يكون المخععرج المععام أو المالععك.
والمعنى :ل يجوز للمخرج -مطلقا -دفع القيمة عن الزكاة المتعلقة بالعيععان ،وهععي
زكاة غير مال التجارة ،ول يجزئ) .قوله :ول دفع عينه( معطععوف أيضععا علععى نقععل
الزكاة ،أي ول يجوز دفع العين في مال التجارة عن الزكاة ،ول يجزئ ،لن متعلقها
القيمة) .وقوله :فيه( أي في مال التجارة) .قوله :إلى صنف واحد( أي من الصناف.
)قوله :وبه قال أبو حنيفة( أي بجواز صرفها إلى صنف واحد .قال أبععو حنيفععة :وقععد
تقدم لنا -في مبحث الشرط الثاني في أداء الزكاة عن ابن حجر فععي شععرح العبععاب -
أن الئمة الثلثة -وكثيرين -يقولععون بجععواز صععرفها إلععى شععخص واحععد .فععانظره.
)قوله :ويجوز عنده( أي أبي حنيفة رضي ال عنه .وفي حاشية الجمل -بعععد كلم -
ما نصه) :فائدة( المفتى به من مذهب المالكية -كما علم من مراجعة الثقععات منهععم -
أن النقل يجوز لدون مسافة القصر مطلقا ،أي سواء كان المنقول إليه أحوج من أهععل
بلد الزكاة أو ل ،وسواء زكاة الفطععر والماشععية النععابت .وأمععا نقلهععا إلععى فععوق مسععافة
القصر فل يجوز ،إل إن كان المنقول إليه أحوج من أهل بلد الزكاة ،وإل فل يجععوز.
اه .وهذا كله فيما إذا أخذها المالك بنفسه أو نائبه ودفعها لمععن هععو فععي غيععر محلهععا.
وأما إذا جاء من ليس من أهل محلها وأخذها في محلها فل يقععال فيععه نقععل ،بععل الععذي
حضر في محلها صار من أهله -سواء حضر قبععل الحععول أو بعععده ،وسععواء حضععر
لغرض غير أخذها ،أو لغرض أخذها فقط -فيجوز دفعها له مطلقععا ،أي سععواء جععاء
من دون مسافة القصر أو من فوقها ،سواء كععان أحععوج مععن أهععل البلععد أم ل) .قععوله:
ولو أعطاها إلخ( شروع في بيان مفاهيم شروط الخذين للزكاة ،بعضها ملحععوظ فععي
كلمععه -وهععو السععلم ،والحريععة ،وأن ل يكععون هاشععميا ،ول مطلبيععا -وبعضععها
مصرح به ،وهععو السععتحقاق المععأخوذ مععن قععوله -سععابقا -لمسععتحقيها) .قععوله :ولععو
الفطرة( أي ولو كانت الزكاة الفطرة ،فل يجوز إعطاؤها لمععن ذكععر) .قععوله :لكععافر(
مفعول أول لعطى ،واللم زائدة ،والمفعول الثاني الهاء في أعطاها مقدم ،ول فععرق
في الكافر بين أن يكون أصليا أو مرتدا) .قوله :أو من به رق(
] [ 225
أي أو من قام به رق) .وقوله :ولو مبعضا( غاية لمن به رق ،أي ل فرق فيمن
قام به الرق بين أن يكون كله رقيقا ،أو بعضه رقيق وبعضه الخر حر) .قوله :غير
مكاتب( أما هو :فيأخذ -لدخوله في الية -إذ المععراد مععن الرقععاب فيهععا -كمععا مععر -
المكاتبون كتابة صحيحة) .قععوله :أو هاشععمي أو مطلععبي( أي أو أعطاهععا لهاشععمي أو
مطلبي ،وهما من انتسب لهاشم والمطلب ،وإن لم يكونا مععن الشععراف ،كالمنسععوبين
للعباس عم النعبي )ص( ،ويقعال لهعم العباسعية ،وكالمنسعوبين لسعيدنا علعي معن غيعر
السععيدة فاطمععة كمحمععد بععن الحنفيععة وأولده .وأمععا الشععراف فهععم مععن نسععبوا لسععيدنا
الحسن ،أو سيدنا الحسين -على المشهور -فيكون آل البيت أعم من الشراف .وفي
حاشية الجمل :قوله وأن ل يكون هاشميا ول مطلبيا ،أي منتسععبا إليهمععا أو لحععدهما،
فخرج أولد بناتهم من غيرهم ،لنهم ل حق لهععم فععي خمععس الخمععس .اه) .قععوله :أو
مولى لهما( أي للهاشمي والمطلبي ،أي عبد لهما .وعبارة المنهاج مععع التحفععة :وكععذا
مولهم -في الصح -للخبر الصحيح :مولى القععوم منهععم .ويفععرق بينهععم وبيععن بنععي
أخواتهم -مع صحة حديث :ابن أخت القوم منهععم ،بععأن أولئك لمععا لععم يكععن لهععم آبععاء
وقبائل ينسبون إليهم غالبا ،تمحضت نسبتهم لساداتهم ،فحرم ما حععرم عليهععم ،تحقيقععا
لشرف موالتهم ،ولم يعطوا من الخمس لئل يساووهم في جميع شععرفهم .اه) .قععوله:
لم يقع( أي ما أعطاه لمن ذكر عن الزكاة ،وهو جواب لو ،وقدره الشارح للعلة بعده.
وكان الصواب عدم تقديره ،وتأخير العلة بعععد قععوله لععم يجععزئ ،لن تقععديره يقتضععي
وقوع الجواب الذي في المتن ضائعا .فتنبععه) .قععوله :لن شععرط الخععذ :السععلم( أي
فل يجوز إعطاؤها لكافر .نعم ،يجوز استئجار كافر وعبد كيال أو حامل أو حافظ أو
نحوهم من سهم العامل ،لنه أجرة ل زكاة ،بخلف نحععو سععاع ،وإن كععان مععا يأخععذه
أجرة ،لنه ل أمانة له .ويجععوز اسععتئجار ذوي القربععى والمرتزقععة مععن سععهم العامععل
لشئ مما ذكر ،بخلف عمله فيه بل إجارة ،لن فيما يأخذه حينئذ شائبة زكاة ،وبهععذا
يخص عموم قوله وأن ل يكون هاشميا ول مطلبيا .أفععاده فععي التحفععة) .قععوله :وعععدم
كونه هاشميا ول مطلبيا( أي ول مولى لهم -كما مر) .قوله :وإن انقطع عنهم خمس
الخمس( قال في بشرى الكريم :لكن ذهب جم غفير إلى جوازهععا لهععم إذا منعععوا ممععا
مر ،وأن علة المنع مركبة من كونها أو ساخا ،ومن استغنائهم -بمععا لهععم مععن خمععس
الخمس -كما في حديث الطبراني وغيره ،حيث علل فيععه بقععوله :إن لكععم فععي خمععس
الخمس ما يغنيكم .وقد منعوا مما لهم من خمس الخمس ،فلم يبق للمنع إل جزء علة،
وهو ل يقتضي التحريم .لكن ينبغي للدافع إليهم أن يبين لهم أنها زكاة ،فلربما يتورع
من دفعت إليهم .اه .وهذا القععول هععو مععذهب المالكيععة ،كمععا نقلععه فععي حاشععية الجمععل
عنهم ،ونصها :وعبارة الشيخ عبد الباقي الزرقاني على الشيخ خليل :ثم المعتمد عدم
حرمة صدقة التطوع على آلععه ،واختصععاص الحرمععة بععالفرض إن أعطععوا مععن بيععت
المال ما يستحقونه ،وإل أعطوا منها إن أضر بهم الفقر -كما في الواقي -أو أبيحت
لهم الصدقة -كما فععي البععاجي -بععل العطععاء لهععم حينئذ أفضععل مععن غيرهععم .وكلم
الباجي ظاهر .اه) .قوله :لخبر إن هذه إلخ( أي ولخبر الحاكم عن علععي بععن العبععاس
أنه سأل النبي )ص( أن يستعمله على الصدقة فقال :مععا كنععت أسععتعملك علععى غسععالة
اليدي .وخبر الطبراني أنه )ص( قععال :ل أحععل لكععم -أهععل الععبيت -مععن الصععدقات
شيئا ،ول غسالة اليدي .إن لكم في خمس الخمععس مععا يكفيكععم -أو يغنيكععم -أي بععل
يغنيكم .وقوله :ول غسالة اليدي .عطف علة على معلول ،أي لنها غسععالة اليععدي،
وأنتم منزهون عنها .والمراد التنفير عنهععا) .قععوله :أي الزكععوات( تفسععير للصععدقات،
وأتى به لئل يتوهم أن المراد بالصدقات ما يشمل صدقة التطوع ،مع أنها تحل لهعم -
كما سيصرح به) .قوله :إنما هي أوساخ الناس( أي لن بقاءها في المععوال يدنسععها،
كما يدنس الثوب الوسخ .والوساخ جمع وسخ ،وهو لغة :ما يعلععو الثععوب غيععره مععن
قلة التعهد .اه .بجيرمي) .قوله :قال شيخنا( أي في التحفة ،وعبارته :وكالزكععاة :كععل
واجب من النذر والكفارة ،ومنها دمععاء النسععك ،بخلف التطععوع .وحععرم عليععه )ص(
الكل ،لن مقامه أشرف،
] [ 226
وحلت له الهدية ،لنها شععأن الملععوك ،بخلف الصععدقة .اه .ومثلععه فععي النهايععة،
وعبارتها :وكالزكاة :كل واجب -كنذر ،وكفارة -بناء على أنه يسععلك بالنععذر مسععلك
واجب الشرع على أوجه احتمالين كما يؤخذ ترجيح ذلك من إفتاء الوالععد بععأنه يحععرم
عليهم الضحية الواجبة والجععزء الععواجب مععن أضععحية التطععوع .اه) .قععوله :بخلف
التطوع والهدية( أي فإنهما يحلن ،ومفاده حتى للنبي أيضا ،مع أن التطععوع ل يحععل
له ،وإنما يحل للععه فقععط -كمععا يعلععم مععن عبععارة التحفععة المععارة .-وفععي البجيرمععي:
والراجح من مذهبنا حرمة الصدقتين عليه )ص( ،وحرمة صدقة الفرض دون النفععل
علععى آلععه .وقععال النععووي :ل تحععل الصععدقة لل محمععد -ل فرضععها ول نقلهععا -ول
لمععواليهم :إن مععولى القععوم منهععم .اه) .قععوله :أو غنععي( معطععوف علععى كععافر ،أي أو
أعطاها لغني) .قوله :وهو من له كفاية العمر الغالب( أي من عنده مال يكفيععه العمععر
الغالب بحيث لو وزع عليه لخص كل يوم ما يكفيه) .قوله :وقيل من لععه إلععخ( مقابععل
الصععح) .قععوله :أو الكسععب( معطععوف علععى كفايععة ،أي ومععن لععه الكسععب) .وقععوله:
الحلل( قيد) .وقوله :اللئق( قيد ثان .وخرج بععالول :مععا إذا كععان لععه كسععب حععرام،
كأن يصطنع آلة اللهو المحرمة .وبالثاني :غيععر اللئق بععه .فل عععبرة بهمععا ،ويعطععى
من الزكوات) .قوله :أو مكفي إلخ( معطوف على كافر أيضا ،أي أو أعطاها لمكفععي
بالنفقة ،وهو إما قريب أو زوجة .وفي إطلقه عليها تغليب ،وإل فهي يقال لها مكفية
-بالتأنيث -وذكر هذا بعد الغني من ذكر الخاص بعد العام .إذ المكفععي غنععي أيضععا.
وعبارة البرماوي :قوله :ومن تلزم المزكي نفقته .لو أسقطه لكان أولى ،لن المكفععي
بنفقة غيره غني .اه) .وقوله :بنفقععة قريععب( أي واجبععة .وهععي نفقععة الصععل لفرعععه،
وبالعكس ،ونفقة الزوج لزوجته -كما يسععتفاد مععن البيععان بعععده .-وخععرج بهععا النفقععة
غير الواجبة ،كنفقة الخ على أخته ،فل تمنع الفقر والمسكنة) .قوله :من أصععل إلععخ(
بيان للقريب) .قوله :بخلف المكفي بنفقة متعبرع( هعذا ل يفهعم معن كلمعه ،بعل ممعا
زدته هناك ،وهو أن تكون النفقة واجبة ،وذلك لن المتبرع بالنفقة يكون قريبا أيضععا
كالخ والعم) .قوله :لم يجزئ ذلك( أي ما أعطاه للغني وللمكفي بالنفقة .وقععد علمععت
أن هذا بتقدير الشارح جواب لو الشرطية ،وهو لععم يقععع يكععون ضععائعا .والمناسععب -
كما هو عادته -أن يقدر أداة شرط قبيل قوله أو غني ،يكون هذا جععوابه) .قععوله :ول
تتأدى( أي الزكاة بععذلك ،أي العطععاء ،أي ل تقععع بععذلك .وهععو عيععن عععدم الجععزاء،
فالخصر حذفه) .قوله :إن كان الدافع إلخ( قيد في عدم الجععزاء ،أي ل يجععزئ ذلععك
عنها إن كان الدافع هو المالك ،فإن كان المام برئ المالك بإعطائها لععه) .قعوله :وإن
ظن استحقاقهم( غاية في عدم الجععزاء حيععن كععان الععدافع المالععك ،أي ل تجععزئ وإن
ظن المالك استحقاق من أعطاهم) .قوله :ثعم إن كعان إلعخ( المناسعب فعإن كعان إلعخ -
بالتعبير بالفاء ،بدل ثم -لنه مقابل قوله :إن كان الدافع المالك) .قوله :بععرئ المالععك(
أي بإعطائها للمام ،ولكن ل يقع عن الزكاة بدليل قوله بل يسترد المععدفوع .وعبععارة
الروض وشرحه :وإن أعطى المام من ظنه مستحقا فبان غنيا لم يضمن ،لنعه غيععر
مقصر ،ويجزئ عن المالك ،وإن لم يجعزئ ععن الزكعاة -كمعا نقلعه فعي المجمعوع -
ولهذا يسترد -كما سيأتي -والجزاء عن المالك ليس مرتبا على بيان كون المععدفوع
إليه غنيا بل هو حاصل بقبض المام ،لنه نائب المسععتحقين ،بخلف إعطععاء المالععك
من ظنه مستحقا فبان غنيا فإنه ل يجزئ .وكذا ل يضمن المععام ويجععزئ مععا دفعععه -
دون ما دفعه المالك -إن بان المدفوع إليععه هاشععميا أو مطلبيععا أو عبععدا أو كععافرا ،أو
أعطاه من سععهم الغععزاة أو العععاملين ظانععا أنععه رجععل فبععان امععرأة فيسععترد المععام فععي
الصور كلها .اه) .قوله :ول يضمن المام( أي ما أعطاه لمن ظنه مستحقا ،لنه غير
مقصر) .قوله :بل يسترد المععدفوع( أي إن بقععي ،فععإن تلععف رجععع الععدافع عليععه ببععدله
ودفعه للمستحقين .وإذا كان الخذ عبدا أو تلف عنععده تعلععق البععدل بععذمته ،ل برقبتععه.
فإن تعذر على المام السترداد لععم يضععمن ،إل أن يكععون قععد قصععر فيععه حععتى تعععذر
فيضمن .أفاده في شرح الروض) .قوله :وما استرده
] [ 227
إلخ( أي والذي استرده المام من المدفوع إليععه أعطععاه للمسععتحقين) .قععوله :أمععا
من لم يكتف إلخ( مفهوم قوله أو مكفي بنفقة وعدم الكتفاء بنفقععة القريععب إمععا لكععونه
معمرا ل يكفيه ما يأخععذه منععه ،أو موسععرا وهععو أكععول ل يكفيععه مععا وجععب لععه عليععه.
وعبارة التحفة :وأفهم قوله المكفي :أن الكلم في زوج موسععر ،أمععا معسععر ل يكفععي.
فتأخذ تمام كفايتها بالفقر ،ويؤخذ منه أن مععن ل يكفيهععا مععا وجععب لهععا علععى الموسععر
لكونها أكولة تأخذ تمام كفايتها بالفقر -ولو منه فيما يظهر -وأن الغائب زوجهععا ول
مال له ،ثم تقدر على التوصل إليه وعجزت عن القععتراض ،تأخععذ ،وهععو متجععه .ثععم
رأيت الغزالي والمصنف في فتاويه وغيرهما ذكروا ما يوافق ذلك من أن الععزوج أو
البعض لو أعسر أو غاب ولععم يععترك منفقععا ول مععال يمكععن الوصععول إليععه ،أعطيععت
الزوجة ،والقريب بالفقر أو المسكنة ،والمعتدة التي لها النفقة كالتي في العصععمة .اه.
ومثله في النهاية .وكتب الرشيدي على قولها من أن الزوج أو البعض لو أعسر إلخ،
ما نصه :هو صريح في أن من أعسر زوجهععا بنفقتهععا تأخععذ مععن الزكععاة ،وإن كععانت
متمكنة من الفسخ .ولعل وجهه أن الفسخ ل يلزم منه استغناؤها .وقضية ذلك أنععه لععو
ترتب عليه الستغناء -بأن كان لها قريب موسر تلزمععه نفقتهععا لععو فسععخت أنهععا -ل
تعطى .اه) .قوله :فيعطيه المنفق وغيره( أي تمام كفايته) .وقوله :حتى بالفقر( غايععة
لمقدر -أي يعطيه بكل صفة يستحق بها الخععذ ،حععتى بصععفة الفقععر) .قععوله :ويجععوز
للمكفي بها الخذ بغير المسكنة والفقر( أي بغير صفة الفقر وصفة المسكنة مععن بقيععة
الصفات ،أما بهما فل يجوز ،لنه ليس متصفا بهما ،لغناه بنفقة قريبه عليععه .وعبععارة
الروض وشرحه) :فرع( لو اكتفى إنسععان بنفقععة مععن تلزمععه نفقتععه لععم يعععط مععن سععهم
الفقراء والمساكين ،لغناه حينئذ -كالمكتسب كل يوم قدر كفايته -وله الخذ من بععاقي
السهام إن كان من أهلها ،حعتى يجعوز لعه الخعذ ممعن تلزمعه نفقتعه .اه) .وقعوله :إن
وجد( أي ذلك الوصف الذي هو غير الفقر والمسكنة ،كأن يكون غازيا ،أو مسععافرا،
أو عامل ،أو مؤلفعا ،أو غارمعا .نععم ،المعرأة ل تكعون عاملعة ول غازيعة -كمعا فعي
الروضة ) .-وقوله :فيه( أي في المكفعي) .قعوله :حعتى ممعن تلزمعه نفقتعه( أي حعتى
يجوز له الخذ من الزوج أو القريب الذي تلزمه نفقته) .قوله :ويندب للزوجة إعطاء
زوجها إلخ( أي لحديث البخاري :عن زينب امعرأة عبععد الع بعن مسععود أنهعا قعالت:
كنت في المسجد فرأيت النبي )ص( ،فقال :تصدقن ولععو مععن حليكععن .وكععانت زينععب
تنفق على عبد ال وأيتام في حجرها ،فقالت لعبد ال :سل رسول ال ع )ص( :أيجععزئ
عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري من الصدقة ؟ فقععال :سععلي أنععت رسععول
ال ع )ص( .فععانطلقت إلععى النععبي )ص( ،فوجععدت امععرأة مععن النصععار علععى البععاب،
حاجتها مثل حاجتي ،فمر علينا بلل ،فقلنا :سل النعبي )ص( :أيجعزئ عنعي أن أنفعق
على زوجي وأيتام لي في حجري ؟ -وقلنا ل تخبر بنععا -فععدخل ،فسععأله ،فقععال :مععن
هما ؟ قال :زينب .قال :أي الزيانب ؟ قال :امرأة عبد ال بن مسعود .قال :نعم ،ولهععا
أجران :أجر القرابة ،وأجر الصدقة) .قوله :قال شيخنا والععذي يظهععر إلععخ( لعلععه فععي
غير التحفة وفتح الجواد .نعم ،في عبارة التحفة المارة -نقل عن الغزالي والمصنف
في فتاويه -ما يفيد ذلك ،حيث قال :إن الزوج أو البعض لو أعسر أو غاب إلخ -أي
أو لم يعسر -بأن كان موسرا لكن غععاب) .وقععوله :لععو امتنععع مععن النفععاق عليععه( أي
على قريبه الفقير) .وقوله :وعجز( أي قريبععه الفقيععر) .وقععوله :عنععه( أي عععن قريبععه
الموسر ،وهو متعلق بعجز .أي عجز عن أخذ النفقة منععه) .وقععوله :بالحععاكم( متعلععق
بعجز أيضا .والمراد أنه رفع أمره إلى الحاكم وحكم عليه بإعطاء النفقععة ،فلععم يمتثععل
أمر الحاكم بإعطائه ،لكونه ذا شوكة) .قوله :أعطي( جععواب لععو) .وقععوله :حينئذ( أي
حين إذا امتنع من النفاق وعجز عنه بالحاكم .ومفاده أنه لو لم يعجز عنه الحاكم بأن
لم يرفع أمره إليه أنه ل يعطى .وفععي البجيرمععي -نقل عععن البرمععاوي -مععا يفيععد أن
الرفع للحاكم ليس بقيد في الخذ من الزكاة .وعبارته :ولو امتنع قريبععه مععن النفععاق،
واستحى من رفعه إلى الحاكم ،كان له الخذ ،لنه غير مكفي.
] [ 228
اه) .قوله :لتحقق فقره أو مسكنته( أي القريب الععذي امتنععع قريبععه الموسععر مععن
النفاق عليه ،وهعو تعليععل لعطععائه معن الزكعاة) .وقععوله :الن( أي آن المتنععاع معن
النفقة عليه -أي وقته) .قوله :أفتى النووي إلخ( ساقه فععي التحفععة مرتبععا علععى شععرط
زائد على شروط الخذ المارة ،وعبارتها -بعد قول المصنف وأن ل يكون هاشععميا،
ول مطلبيا -وأن ل يكون محجورا عليه .ومععن ثععم أفععتى المصععنف إلععخ .اه .ومثلهععا
النهاية .فلو صنع المؤلف مثل صنعهما لكان أولى .وذلك لن الذي بلغ -وهو تععارك
للصلة -هو غير رشيد ،فهو محجور عليععه) .قععوله :فععي بععالغ( أي مسععتحق للزكععاة.
)قوله :تاركا للصلة( حال من الضمير المستتر فععي بععالغ أي بلععغ والحععال أنععه تععارك
للصلة .وكان عليعه أن يزيعد :أو مبعذرا لمعاله -كمعا صعرح بعه فعي مقعابله التعي -
)وقوله :كسل( خرج به معا إذا كعان جحعدا لوجوبهعا ،فل يعطعى أصعل ،ل هعو ،ول
وليه ،لنه يكفر بذلك ،والكافر ليس من أهلها ،كما مر) .قوله :أنه ل يقبضها إلخ( أن
وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر مقعدر متعلعق بعأفتى ،أي أفعتى بععدم
قبض أحد له إياها ما عدا وليه فإنه هو الذي يقبضها له .وفي الكلم حذف :أي أفععتى
بأنه يصح إعطاؤها لععه ،ويقبضععها عنععه وليععه) .قععوله :أي كصععبي ومجنععون( الكععاف
للتنظير ،أي أن هذا نظير الصبي والمجنون في أنه يكون القابض عنهما وليهما ،ولو
حذف أي التفسيرية لكعان أولعى) .قعوله :فل تعطعى لعه( أي فل تعطعى الزكعاة للبعالغ
المذكور نفسه ،لنه غير رشيد ،فهو محجور عليه) .قوله :وإن غاب وليه( غايعة فعي
عدم العطاء ،وحينئذ تبقى حصته من الزكععاة إلععى أن يحضععر الغععائب ويسععتلم عنععه.
)قوله :خلفا لمن زعمه( أي زعم العطاء لنفععس البععالغ المعذكور عنععد غيبعة الععولي.
)قوله :بخلف ما لو طرأ تركه لها( أي للصلة ،وهذا مفهوم المقارنة المسععتفادة مععن
جعل تاركا حال -كما علمت ) .-وقوله :أو تبذيره( أي أو طععرأ تبععذير البععالغ لمععاله،
وهذا مفهوم قيد محذوف -كما علمت ) .-وقوله :ولم يحجر عليه( قيد في الثاني ،أي
طرأ تبذيره ،والحال أنه لم يحجر عليه .فإن حجععر عليععه لععم يقبضععها هععو ،بععل وليععه.
)قوله :فإنه يقبضها( أي فإن البالغ الذي طرأ عليه ما ذكر يقبض الزكاة بنفسععه ،لنععه
حينئذ رشيد) .قوله :يجوز دفعها( أي الزكاة) .وقوله :لفاسق( أي غير تارك الصلة،
أما هو فل تدفع الزكاة له ،بل لوليه -كما مر آنفا -وفي فتاوي ابن حجععر مععا نصععه:
)سئل( رحمععه الع -عععن الجبععابرة والرمععاة للبنععدق ونحععوه المتصععفين بصععفات أهععل
الزكاة ،هل يعطون منها ؟ وهل يعطون مع ترك الحرفة اللئقة بهم أم ل ؟ )فأجاب(
رحمه ال تعالى :بأن النووي وغيره صععرحوا بععأنه يجععوز إعطععاء الزكععاة للفسععقة- ،
كتاركي الصلة -إن وجد فيهم شعرط اسععتحقاقها ،لكععن مععن بلععغ منهععم ليععس مصععلحا
لدينه وماله ل يجوز إعطاؤها لهم ،بل لوليهم .ثم تركهم الحرف اللئقععة بهععم إن كععان
لشتغالهم بما هو أهم -كقتال الكفار -أعطوا من الفععئ والغنيمععة ،ل مععن الزكععاة ،أو
كقتال البغاة جاز إعطاؤهم من الزكاة ،وإن كععان لغيععر ذلععك -كاشععتغالهم بالمعاصععي
ومحاربة المسلمين -فل يجوز إعطاؤهم شيئا من الزكاة .ومن أعطاهم منها شيئا لععم
تبرأ ذمته ،ويجب على كل ذي قدرة منعه وزجره عن ذلك بيده ثم لسانه .وال أعلععم.
اه) .قوله :إل إن علم( أي الدافع) .وقوله :أنه( أي الفاسق) .وقوله :يسععتعين بهععا( أي
الزكاة) .وقوله :على معصية( كشراء خمر بها) .قوله :فيحرم( أي الدفع لععه) .قععوله:
وإن أجزأ( أي دفعها له ،فتبرأ ذمة المالععك) .قعوله :تتمعة فعي قسععمة الغنيمعة( أي فععي
بيان قسمة الغنيمععة .أي وفععي بيععان قسععمة الفععئ أيضععا .وقععد أفردهععا الفقهععاء بترجمععة
مستقلة ،واختلفععوا فععي وضعععها ،فبعضععهم وضعععها عقععب بععاب الوديععة .وقبيععل قسععم
الصدقات ،وبعضهم عقب كتاب السير .والمؤلف لما ذكر قسععم الصععدقات هنععا ،ذكععر
معه قسم الفئ والغنيمة ،لما بينهما من المناسبة ،لن كل يجمعه المام ويفرقه.
] [ 229
والغنيمة :فعيلة بمعنى مفعولة ،من الغنم ،وهو الربععح .والفععئ :مصععدر فععاء :إذا
رجع .ثم اسععتعمل فععي المععال المععأخوذ مععن الكفععار .والمشععهور تغايرهمععا -كمععا هععو
صريح كلم الشارح -وقيل كل منهما يطلق على الخر إذا أفععرد ،فععإن جمععع بينهمععا
افترقا -كالفقير والمسكين .والصل فيهما آية) * :ما أفععاء ال ع علععى رسععوله( * )(1
وآية) * :واعلموا أنما غنمتم من شئ( * ) (2ولم تحل الغنائم لحد قبل السععلم ،بععل
كانت النبياء إذا غنموا مال جمعوه ،فتأتي نععار مععن السععماء تأخععذه .ثععم أحلععت للنععبي
)ص( ،وكانت في صدر السلم له خاصة ،لنه كالمقاتلين :كلهععم نصععرة وشععجاعة،
بل أعظم ،ثم نسخ ذلك ،واستقر المر على ما يععأتي) .قععوله :مععا أخععذناه( أي معاشععر
المسلمين ،وهو قيد أول خرج به ما أخذه الذميون من أهل الحرب ،فإنه ليس بغنيمة.
)وقوله :من أهععل حععرب( متعلععق بأخععذناه ،وهععو قيععد ثععان ،خععرج بععه مععا أخععذناه مععن
الذميين ،وما أخذناه ممن لم تبلغه الدعوة أصل ،أو دعوة نبينععا ،وكععان متمسععكا بععدين
حق ،فهو ليس بغنيمة ،ومالهم يرد إليهم .وخرج به أيضععا ،مععا أخععذناه مععن المرتععدين
فعإنه فعئ ،وليعس بغنيمعة .وقيعد بعضعهم أهعل الحعرب بكعونهم أصعليين ،وأخعرج بعه
المرتدين ،ول حاجة إليه ،لن المععراد معن أهععل الحععرب مععن كععانوا أصععليين) .قععوله:
قهرا( صفة لموصوف محذوف ،أي أخذا قهرا بأن كان بإيجععاف -أي إسععراع خيععل،
أو بغال ،أو إبل ،أو سفن -وهو قيد ثالث ،خرج به ما أخذناه منهم صلحا فهععو فععئ -
كما سيأتي -وأسقط قيدا رابعا وهععو :أن يكععون المععال الععذي أخععذناه منهععم ملكععا لهععم.
وخرج به ما إذا لم يكن كذلك كأن أخذه أهل الحععرب مععن المسععلمين قهععرا ثععم أخععذناه
منهععم ،فيجععب رده لمععالكه) .والحاصععل( أن الغنيمععة هععي مععال أو اختصععاص أخععذه
المسلمون من كفار أصليين حربيين مالكين له قهرا ،أي بقتال أو إيجععاف لنحععو خيععل
أو إبل) .قوله :وإل( أي وإن لم نأخذه من أهل الحرب قهرا ،بأن أخذناه من غيرهععم،
أو أخذناه منهم ل قهرا .فالول :كالجزية المأخوذة من الذميين ،وكالمال المأخوذ مععن
المرتدين .والثاني :كالذي صالحونا عليه) .وقوله :فهو فئ( أي فما أخذناه ممععن ذكععر
هو فئ .والجملة جواب الشرط) .قععوله :ومععن الول( أي الغنيمععة) .قععوله :مععا أخععذناه
إلخ( فيه أن التعريف السابق للغنيمععة ل يشععمل مععا ذكععر ،لن المععراد بععالقهر مععا كععان
بقتال وإيجاف خيل أو إبل ،وهذا ليس كذلك .ويمكن أن يقال :المراد بالقهر ما يشععمل
الحقيقي والتنزيلي ،وهذا من الثاني ،لنه لما خععاطر بنفسععه ودخععل دارهععم علععى هععذا
الوجه ينزل منزلة القهر بالقتال ونحوه) .وقوله :من دارهم( أي الحربيين ،وهو ليعس
بقيععد ،فمثلععه مععا أخععذناه منهععم بععدارنا ،حيععث ل أمععان لهععم) .وقععوله :اختلسععا( هععو
الختطاف بسرعة على غفلة ،سواء كان من حرز مثله أم ل) .وقوله :أو سرقة( هي
لغة :أخذ المال خفية .وشرعا :أخذه خفية من حرز مثله .فهو أخععص مععن الختلس.
)قوله :على الصح( متعلق بما تعلععق بععه قععوله ومععن الول ،أي أن كععونه مععن الول
مبني على الصح .قال في التحفة :لن تغريره بنفسه قعائم مقعام القتعال ،ومعن ثعم لعو
أخذ سوما ثم هرب أو جحده :اختص به .ويوجه بأنه لما لم يكن فيععه تغريععر لععم يكععن
في معنى الغنيمة) .قوله :خلفا لغزالي إلخ( بيان لمقابل الصح) .قوله :وإمععامه( أي
إمععام الغزالععي .أي شععيخه -وهععو إمععام الحرميععن ) .-قععوله :حيععث قععال( أي الغزالععي
والمام) .قوله :إنه( أي ما أخذناه من دارهم اختلسا أو سععرقة) .قععوله :بل تخميععس(
ذكره تأكيد ،وإل فيعلم من كونه مختصا بالخذ أنه ل يخمس) .قوله :الجماع عليععه(
أي على ما قاله من أنه مختص بالخذ) .قوله :من الثاني( أي الفععئ) .قععوله :جزيععة(
هي ما أخذت من أهل الذمة في مقابلععة كفنععا عععن قتععالهم ،وإقرارهععم بععدارنا .ومثلهععا:
الخراج ،وهو ضرب على الرض ،صالحونا على أنها لنا ويسععكنونها بشععئ معلععوم،
فهو حينئذ أجرة ل يسقط بإسلمهم.
] [ 230
)قوله :وعشر تجارة( يعني ما أخذ من أهلها ،سواء ساوى العشر أم ل) .قععوله:
وتركة مرتد( وكذا تركة كافر معصوم من ذمي ومعاهد ومؤمن إذا لم يكن له وارث
أصل ،فإن كععان لععه وارث أخععذ مععاله ،سععواء كععان مسععتغرقا أم ل ،ويععرد علععى غيععر
المستغرق -كبنععت -لن الععرد ل يختععص بالمسععلمين .اه .ش ق) .قععوله :ويبععدأ( أي
وجوبا) .وقوله :في الغنيمة( أي في حععال قسععمة الغنيمععة ،أو مععن الغنيمععة .ففععي :إمععا
باقية على معناها ،أو بمعنى من) .قوله :بالسلب( بفتح اللم ،هو لغة :الختلس .قال
في القاموس :سلبه سلبا وسلبا .اختلسه .وشرعا :أخذ ما يتعلق بقتيل كافر من ملبوس
ونحوه .ويطلق شرعا أيضععا علععى نفععس المععأخوذ ،وعليععه الشععارح حيععث قععال :وهععو
ملبوس إلخ) .قوله :للقاتل( متعلق بمحذوف معطوف علععى يبععدأ ،أي ويعطععى للقاتععل،
لخبر الصحيحين :من قتل قتيل فله سلبه والمراد بالقاتل :كل من ركععب غععررا يكفععي
به شر كافر في حال الحرب ،بأن يزيل قوته كأن يفقأ عينيه ،أو يقطع يديه أو رجله،
أو يأسره -فالمراد به ما يعم الحقيقة والمجاز .فلو رمى كافرا وهو في حصن أو في
صف المسلمين فل سلب لعه ،لنعه لععم يرتكععب الغععرر بهجععومه علعى الكفععار) .قعوله:
المسلم( خرج به الكافر ،فل سلب له ،ولععو ذميععا أذن لععه المععام .وذكععر المؤلععف مععن
شروط استحقاق القاتل للسلب شرطا واحدا ،وهو ما ذكر ،وبقي شروط ،وهي :كعون
المقتول غير منهي عن قتله ،كصععبي وامععرأة لععم يقععاتل ،فععإن قععاتل اسععتحق سععلبهما.
وكونه غير عين -أي جاسوس -ول مخذل .وكونه غير رقيق لكععافر .وتقععدم شععرط
يؤخذ من تعريف القاتل ،وهو ركوب غرر :أي أمر مخوف) .قوله :بل تخميس( هذا
علم من قوله للقاتل ،فذكره تأكيد ،وعدم تخميس السلب هو المشهور ،للحديث المععار،
ومقابله أنه يخمععس :فأربعععة أخماسععه للقاتععل ،وخمسععه لهععل الفععئ .أفععاده البجيرمععي.
)قوله :وهو( أي السلب) .قوله :ملبوس القتيل( أي مععا شععأنه أن يلبسععه القتيععل ،سععواء
كان لبسا له بالفعل أو كان قد نزعها وقاتل عريانا في البر أو البحر -على المعتمد.
وشمل الملبوس :الثياب والخف) .قوله :وسلحه( أي القتيل .والمراد به آلة الحرب -
كدرع ،ورمح ،وسيف -ولو تعددت من نوع كسععيفين فععأكثر ،ورمحيععن فععأكثر فقععال
بعضهم :يأخذ الجميع ،وقال بعضهم :ل يأخذه من كععل نععوع إل واحععدا وهععو المعتمععد
لكن يختار واحدا منها ،ولذلك قالوا لو تعددت الجنعائب اختعار واحعدة منهعا ،لن كعل
واحدة منها جنيبة من أزال منعته -أي قوته .-وهكذا كل ما تعدد من نوع واحد ،أي
فيختار واحدا منها -على القول بأنه ل يأخذ مععن كععل نععوع إل واحععدا وهععو المعتمععد.
أفاده الباجوري) .قوله :ومركوبه( أي ولو بالقوة ،كأن قاتل راجل وعنانه بيده أو بيد
غلمه ،والمراد به ما يشمل الفرس ،والجمل ،والحمار) .قوله :وكذا سععوار إلععخ( أي
ومثل ما ذكر من الملبوس والسلح في كونه مععن السععلب مععا يععتزين بععه فععي الحععرب
لغاظة المسلمين من سوار :أي لمرأة حربيعة قعاتلت ،أو لرجعل ،لنهعم ل يعتقعدون
تحريمه ،وهو ما يجعل في اليد .ومنطقة :وهي ما يشد بها الوسععط .وخععاتم :وهععو مععا
يجعل في الصابع .وطوق :وهو ما يجعل في العنق) .قوله :وبععالمؤن( عطععف علععى
بالسلب .ولو عبر بثم بدل الواو لكان أولى ،لن إخراجها بعد السلب .والمراد أنه بعد
إخراج السلب من الغنيمة يخرج منها المؤن اللزمة -كمؤنة الحفعظ والنقعل ،وأجعرة
الحمال والكيال والوزان ،وغير ذلعك ممععا يصععرف فيهعا -ومحلععه إن لعم يكعن هنععاك
متطوع بها ،وإل فل يجوز إخراجها منها) .قوله :كأجرة حمال( ول بد أن تكون قدر
أجرة المثل ل أزيد منها .قال في التحفععة :ول يجععوز لععه إخراجهععا وثععم متطععوع ،ول
بأكثر من أجرة المثععل لنععه كععولي اليععتيم .اه) .قععوله :ثععم يخمععس باقيهععا( أي ثععم بعععد
إخراج السلب والمؤن يخمس الباقي ،أي يجعل خمسة أقسام متساوية ،ويؤخععذ خمععس
رقاع ،ويكتب على واحدة :لع تعععالى -أو للمصععالح ،-وعلععى أربعععة :للغععانمين .ثععم
تدرج في بنادق متساوية من طين -أو شمع -ويخرج لكل خمععس رقعععة ،فمععا خععرج
ل أو للمصالح جعل بين أهل الخمس على خمسة ،ويقسم مال الغانمين قبل قسمة هذا
الخمس ،لكن بعد إفرازه بقرعة -كما عرف .اه .شرح المنهععج بتصععرف .والمتععولي
لذلك المام أو نائبه .ولو غزت طائفععة ول أميععر فيهععم مععن جهععة المععام فحكمععوا فععي
القسمة واحدا أهل ،صحت ،وإل فل) .قوله :ولو عقارا( أي ولو كانت
] [ 231
الغنيمة عقارا ،وإنما كان العقار هنا لهم ،بخلفه في الفئ ،فإن المام يتخير فيه
بين قسمته كالمنقول ،ووقفه وبيععه وقسعمة غلتعه فعي الوقععف ،وثمنعه فععي العبيع ،لن
الغنيمة حصلت بكسبهم وفعلهم ،فملكوها بشرطه ،بخلف الفئ فإنه إحسان جاء إليهم
من خارج ،فكانت الخيرة فيه إلى المام .أفاده سم) .قوله :لمن حضر الوقععة( الجعار
والمجععرور متعلععق بمحععذوف خععبر أربعععة ،أي أربعععة الخمععاس تعطععى لمععن حضععر
الوقعة -أي شهدها ،أي بنية القتال -وإن لععم يقاتععل ،أو لععم يكععن بنيععة ،ولكععن قاتععل -
كأجير لحفظ أمتعة ،وتاجر ،ومحترف -لقولي أبي بكر وعمر -رضي ال عنهما :-
إنما الغنيمة لمن شععهد الوقعععة .ول مخععالف لهمععا مععن الصععحابة ،ولن القصععد تهيععؤه
للجهاد ،ولن الغالب أن الحضور يجر إليه ،ولن فيععه تكععثير سععواد المسععلمين .وفععي
معنى من حضر :جاسوس ،وكمين ،ومعن أخععر ليحععرس العسععكر مععن هجععوم العععدو.
)قوله :وإن لم يقاتل( أي تعطى لمن حضر الوقعة ولو لم يقاتل ،لكن بشرط أن يكون
حضر بنية القتال -كما علمت ) .-قوله :فما أحد( أي ممن حضر الوقعععة .وهععذا مععن
جملة حديث ذكعره فعي فتعح الجعواد ،وعبعارته :وذلعك لقعوله )ص( -وقعد سعئل ععن
الغنيمة :-ل خمسها ،وأربعة أخماسها للجيش ،فما أحد أولععى بععه .وقععوله :أولععى بععه:
أي بما ذكر من أربعة الخماس) .قوله :ل لمن لحقهم( ظاهره أنه معطوف على لمن
حضععر الوقعععة ،وفيععه أنععه يصععير التقععدير ل أربعععة أخمععاس لمععن لحقهععم ،أي ليسععت
الربعة الخماس ثابتة لمن لحقهم ،وهو صادق بثبوت بعضها لهم ،وليس كععذلك :إذا
علمت هذا ،فالولى جعل الجععار والمجععرور متعلقععا بمحععذوف مناسععب ،والتقععدير :ل
يسهم من أربعة الخماس لمععن لحععق مععن حضععرها بعععد انقضععائها ،لن الغنيمععة إنمععا
تكون لمن شهد الوقعة ،وهذا لم يشهدها .وخرج بقوله بعد انقضائها :ما إذا لحق قبععل
انقضائها ،فيسهم له فيما غنم بعد لحوقه ،ل فيما غنم قبله .وعبارة التحرير :دون من
لحقهععم بعععد انقضععائها ولععو قبععل جمععع المععال ،فل شععئ لععه .بخلف مععن لحقهععم قبععل
انقضائها ،لكن ل شئ له فيما غنم قبل لحوقه .اه) .قوله :ولو قبل جمع المععال( غايععة
لعدم إعطاء من لحق بعد النقضععاء) .قععوله :ول لمععن مععات إلععخ( أي ول يسععهم لمععن
مات ،فالجار والمجرور متعلق بمحعذوف أيضعا -كالعذي قبلعه ) .-وقعوله :فعي أثنعاء
القتال قبل الحيازة( قيدان .خرج بالول :ما إذا معات بععد القتعال ،ولعو قبععل الحيعازة،
فإنه يسهم له ويعطى لوارثه .وخرج بالثععاني :مععا إذا مععات فععي الثنععاء ،وبعععد حيععازة
شئ ،فععإنه يسععهم لععه منععه .وعبععارة المنهععاج مععع شععرح م ر :ولععو مععات بعضععهم بعععد
انقضائه فحقه لوارثه .وكذا لو مات بعد النقضاء للقتال ،وقبل الحيازة فععي الصععح،
لوجود المقتضي للتمليك ،وهو انقضاء القتال .ولو مات فععي أثنععاء القتععال قبععل حيععازة
شئ ،فالمذهب أنه ل يشئ له ،فل حق لوارثه في شئ ،أو بعد حيازة شئ فله حصععته
منه .اه) .قوله :على المذهب( قال المحلى :والطريق الثاني فيه قولن -أحدهما :أنه
يسععتحق بحضععوره بععد الواقعععة .والطريععق الثععالث إن حصععلت الحيععازة بعذلك القتععال
استحق ،أو بقتال جديد فل .اه) .تتمة( اعلم أنه يعطى من أربعة الخماس للفععارس -
وهو المقاتل على فرس -ثلثة أسععهم :سععهمان لفرسععه ،وسععهم لععه ،وللراجععل -وهععو
المقاتل على رجليععه -سعهم واحععد ،لفعلععه )ص( يعوم خيعبر .ول يعرد إعطعاؤه )ص(
سلمة بن الكوع سهمين في وقعة ،لنه )ص( رأى منه خصوصية اقتضت ذلك .ول
يعطى منها إل لمن استكملت فيه ستة شروط :السلم ،والبلععوغ ،والعقععل ،والحريععة،
والذكورية ،والصحة .فإن اختل شرط منها - :بأن كان من حضر القتال صععغيرا ،أو
مجنونا ،أو رقيقا ،أو أنثى ،أو ذميا ،أو زمنا -فل يعطى سهما كامل ،بل يرضخ له.
والرضخ لغة :العطاء القليل .وشرعا :شئ دون سهم .ويجتهد المام في قدره بحسب
رأيعه ،فيزيعد المقاتعل علعى غيعره ،والكعثر قتعال علعى القعل قتعال ،والفعارس علعى
الراجل ،والمرأة التي تعداوي الجرحعى وتسععقي العطشعى علعى الععتي تحفععظ الرحعال.
)قوله :وأربعة أخماس الفعئ إلععخ( الولعى أن يسعتوفي الكلم علعى الغنيمععة ثعم ينتقعل
للفئ ،وغير المؤلف أفرده بترجمة مستقلة) .قععوله :للمرصععدين للجهععاد( أي المهيئيععن
المعدين له بتعيين المام لهم في دفتره -وهم المرتزقة -سموا
] [ 232
بذلك لنهم أرصدوا أنفسهم للذب عععن ديععن العع ،وطلبععوا الععرزق مععن مععال الع
تعالى .وخرج بهم المتطوعة بععالغزو إذا نشععطوا فيعطععون مععن الزكععاة ،ل مععن الفععئ.
)قوله :وخمسها( أي الفئ والغنيمععة ،أي الخمععس الخععامس منهمععا يخمععس ،أي يجعععل
خمسة أسهم) .قوله :سهم للمصالح( قال في التحفة :وهذا السهم كععان لععه )ص( ينفععق
منه على نفسه وعياله ،ويدخر منه مؤنة سنة ،ويصرف الباقي في المصالح .كذا قاله
الكثرون ،قالوا :وكان لععه الربعععة الخمععاس التيععة ،فجملععة مععا كععان يأخععذه :إحععدى
وعشرون مععن خمسععة وعشععرين .قععال الرويععاني :وكععان يصععرف العشععرين الععتي لععه
للمصالح ،قيل وجوبا ،وقيل ندبا .وقععال الغزالععي وغيععره :بععل كععان الفععئ كلععه لععه فععي
حياته ،وإنما خمس بعد موته .اه) .قوله :كسد ثغر( أي شحنه بآلة الحععرب وبععالغزاة.
والثغر :موضع الخوف من طععرف بلد المسععلمين الععتي تليهععا بلد المشععركين .وفععي
المصباح :الثغر :من البلد الذي يخاف منه هجوم العععدو ،فهععو كالثلمععة فععي الحععائط،
يخععاف هجععوم السععارق منهععا .والجمععع علععى ثغععور :مثععل فلععس وفلععوس .اه) .قععوله:
وعمارة حصن( أي كالقلعة ،ويجمععع علععى حصععون) .وقععوله :ومسععجد( أي وعمععارة
مسععجد) .قععوله :وأرزاق القضععاة( أي قضععاة البلد ،فيعطععون ولععو أغنيععاء ،ل قضععاة
العسعكر -وهعم العذين يحكمعون لهعل الفعئ فعي مغزاهعم -فيرزقعون معن الخمعاس
الربعععة ،ل مععن خمععس الخمععس) .قععوله :والمشععتغلين بعلععوم الشععرع( أي وأرزاق
المشتغلين بما ذكر) .وقوله :وآلتهععا( أي علععوم الشععرع ،كععالنحو والصععرف) .قععوله:
والئمة والمؤذنين( أي أئمة المساجد ومؤذنيها ،ومثلهم كل من يشتغل عن نحو كسبه
بمصالح المسلمين -كمن يشتغل بتجهيز الموتى ،وحفر القبر -لعموم نفعهم) .قععوله:
ويعطعى( -بالبنععاء للمجهععول -هعؤلء ،أي القضععاة ومععن ذكععر بعععدهم) .وقععوله :مععع
الغنى( أي مع كونهم أغنياء) .قععوله :مععا رآه المععام( مفعععول ثععان ليعطععى أي يعطععى
القدر الذي يراه المام للمصلحة ،ويختلف بضيق المال وسعته) .قععوله :ويجععب تقععديم
إلخ( مقابل محذوف تقديره ،ويعمم المام بهذا السهم كل الفراد إن وفى بهم ،فإن لععم
يف ،قدم الهم ،فعالهم) .وقععوله :ممععا ذكعر( أي معن المصععالح) .قعوله :وأهمهعا( أي
المصالح) .وقوله :الول( أي سد الثغور) .قوله :ولو منع هععؤلء إلععخ( أي ولععو منععع
المام القضاة ومن ذكر بعدهم حقوقهم من بيت المال) .وقوله :وأعطى أحععدهم منععه(
الفعل مبني للمجهول ،وما بعده نائب فاعل .أي وأعطى غير المععام أحععد المسععتحقين
من بيت المال .ومثل العطاء أخذه بنفسه) .قوله :ما لم يزد على كفايته( فإن زاد فل
يجوز له أخذ الزائد .ولو قال :جاز له أخذه كفايته ل الزائد -لكان أولى) .قوله :على
المعتمد( مقابله أقوال -القول الول منها :ل يجوز له أخذ أصل .ثانيها :يأخععذ كفايععة
يوم بيوم .ثالثها :يأخذ كفاية سنة .وعبعارة التحفعة) :فعائدة( منعع السعلطان المسعتحقين
حقوقهم من بيت المال ،ففي الحياء :قيل ل يجوز لحدهم أخذ شئ منه أصععل ،لنععه
مشترك ،ول يدري حصته منه .وهذا غلو .وقيل يأخذ كفايععة يععوم بيععوم ،وقيععل كفايععة
سنة ،وقيل ما يعطى إذا كان قدر حقععه والبععاقون مظلومععون .وهععذا هععو القيععاس ،لن
المال ليس مشتركا بين المسلمين ،ومن ثم من مات وله فيععه حععق ل يسععتحقه وارثععه.
اه .وخالفه ابن عبععد السععلم :فمنععع الظفععر فععي المعوال العامععة لهععل السععلم ومععال
المجععانين واليتععام اه) .قععوله :وسععهم للهاشععمي والمطلععبي( أي لبنععي هاشععم ولبنععي
المطلب ،أي وبناتهم دون غيرهم من أبناء عبد مناف ،وذلك لنه )ص( وضععع سععهم
ذوي القربى -الذي في الية -فيهم ،دون بني عبد شمس ونوفل ،مجيبععا عععن ذلععك -
لما سألوه أن يعطيهم -بقوله :نحن وبنععو المطلععب شععئ واحععد .وشععبك بيععن أصععابعه.
رواه البخاري .أي لم يفارقوا بني هاشم في
] [ 233
نصرته )ص( جاهلية ول إسلما ،حتى أنه لمععا بعععث بالرسععالة نصععروه وذبععوا
عنه ،بخلف بني الخرين ،بععل كععانوا يععؤذونه .والعععبرة فععي النتسععاب بالنسععب إلععى
الباء ،فل يعطععى أولد البنععات شعيئا ،لنهعم ليسعوا معن الل ،ولععذلك لععم يععط )ص(
الزبير وعثمان رضي ال عنهما ،مع أن أميهما هاشميتان .ومن بني المطلب :إمامنععا
الشافعي -رضي ال عنه -فإنه مطلبي ،والنبي )ص( هاشمي) .قوله :للذكر منهمععا(
أي الهاشمي والمطلبي) .وقوله :مثععل حععظ النععثيين( أي مثععل نصععيبهما -كععالرث -
بجامع أنه استحقاق بقرابة الب) .قععوله :ولععو أغنيععاء( أي ولععو كععانوا أغنيععاء ،فععإنهم
يعطون ،وذلك لطلق الية ،ولعطععائه )ص( العبععاس ،وكععان غنيععا) .قععوله :وسععهم
للفقراء اليتامى( المراد بالفقراء :ما يشمل المسععاكين ،لنهمععا إذا افترقععا اجتمعععا ،وإذا
اجتمعا افترقا .ول بد في ثبوت اليتم والسلم والفقر هنا من بينة .وكذا في الهاشععمي
والمطلععبي .واليععتيم :هععو الععذي ل أب لععه ،وإن كععان لععه جععد ،ولععو لععم يكععن معن أولد
المرتزقة .ويدخل فيه :ولد الزنا ،والمنفي ،ل اللقيط -على الوجععه -لنععا لععم نتحقععق
فقد أبيه ،على أنه غني بنفقته في بيععت المععال مثل .وأمععا فاقععد الم فيقععال لععه منقطععع.
وفائدة ذكرهم -مع اندراجهم في المساكين -عدم حرمانهم ،وإفرادهم بخمس كامععل.
كذا في التحفة) .قوله :وسهم للمسكين( المراد به ما يشمل الفقير ،لمععا تقععدم .والمععراد
به غير اليتيم ،أمععا هععو فيعطععى مععن سععهم اليتععامى فقععط .وعبععارة ش ق :ولععو اجتمععع
وصفان في واحد أعطى بأحدهما ،إل الغععزو مععع القرابععة .نعععم ،مععن اجتمععع فيععه يتععم
ومسكنة أعطي باليتم فقععط ،لنععه وصععف لزم ،والمسععكنة منفكععة .اه) .قععوله :وسععهم
لبن السبيل( هو خامس السهم الخمسة) .واعلععم( أنععه يشععترط فععي الجميععع السععلم.
)قوله :ويجب( أي على المام -أو نائبه -تعميم الصناف الربعة ،وهععم بنععو هاشععم
والمطلب ،والفقراء اليتععامي ،والمسععاكين ،وابععن السععبيل كمععا يجععب تعميععم الصععناف
يجب تعميم آحادهم) .قوله :حاضرهم( أي في محل الفئ والغنيمة) .وقععوله :وغععائبهم
عن المحل( أي محل الفئ والغنيمة) .قوله :نعم ،يجوز التفععاوت بيععن آحععاد الصععنف(
استدراك على وجوب التعميم بين الصناف) .وقوله :غيعر ذوي القربعى( أي فعإنه ل
يجععوز التفععاوت بيععن آحععادهم ،وذلععك لتحععاد القرابععة ،وتفععاوت الحاجععة المعتععبرة فععي
غيرهم) .قوله :ل بين الصناف( أي ل يجوز التفاوت بين الصععناف فععي العطععاء.
)قوله :ولو قل إلخ( لو أدخل أداة الستدراك عليه وحععذفها قبععل قععوله يجععوز التفععاوت
إلخ لكان أولى ،إذ ل محل لها هناك ،ولها محل هنا .فتنبه) .قوله :بحيث لععو عععم( أي
عم المام أو نائبه به جميع المستحقين) .وقوله :لم يسد مسدا( جععواب لععو الثانيععة ،أي
لم يقع موقعا من حاجتهم) .قوله :خص إلخ( جواب لو الولى) .وقوله :بععه( أي بهععذا
الحاصل) .قعوله :ول يععم( أي ل يعطيعه لجميععع المسعتحقين) .قعوله :للضعرورة( أي
الحاجة ،وهو علة لتخصيص الحوج به ،وحينئذ تكون الحاجة مرجحة ،وإن لم تكععن
معتبرة في الستحقاق .لما مر من أنهم يعطون ولو أغنياء) .قوله :ولو فقععد بعضععهم(
أي الصناف الربعة) .قوله :وزع سععهمه علععى البععاقين( أي أعطععى نصععيبه موزعععا
على الباقين -كمععا فععي الزكععاة) .قععوله :ويجععوز عنععد الئمععة الثلثععة( أي المععام أبععي
حنيفة ،والمام مالك ،والمام أحمد ابن حنبل) .قوله :صرف جميع خمععس الفععئ إلععى
المصالح( الذي في التحفة والنهاية والخطيب :صرف جميععع الفععئ إلععى المصععالح ،ل
خمسه فقط .وعبارة الخيععر :فيخمععس جميعععه -أي الفععئ -خمسععة أخمععاس متسععاوية
كالغنيمة ،خلفا للئمة الثلثة ،حيث قالوا ل يخمس ،بل جميعععه لمصععالح المسععلمين.
اه .وقوله :خلفا للئمة الثلثة :كتب البجيرمي ما نصه :حاصل مذهبهم أنععه يوضععع
جميعه في بيت المال ،ويفرق على الخمسة المذكورين وعلى غيرهععم معن المصعالح،
ول يعطى للمرتزقة منه شئ .وهععذا هععو المععراد بقععوله :بععل يوضععع جميعععه لمصععالح
المسعععلمين ،بخلف الغنيمعععة ،فعععإن أربععععة أخماسعععها للغعععانمين ،وخمسعععها للخمسعععة
المذكورين -كمذهبنا .اه .وكتب أيضا :قوله :لمصالح المسلمين .أي
] [ 234
ولله )ص( ،ويبدأ بهععم نععدبا عنععدهم ،لن خمععس الغنيمععة وجميععع الفععئ عنععدهم
يوضعان في بيت المال ،ويصرف في مصالح المسلمين مما ذكر فععي اليععة ،ومععا لععم
يذكر من تزويج العزب ،ورزق العلماء ،والمحتاجين .اه .قال في التحفة :ويدل لنععا
-أي على أن الفئ يخمس -القيععاس علععى الغنيمععة المخمسععة بععالنص ،بجععامع أن كل
راجع إلينا من الكفار ،واختلف السبب بالقتال وعععدمه ل يععؤثر .اه .بزيععادة) .قععوله:
ول يصح شرط المععام :معن أخعذ شعيئا فهعو لعه( أي ل يصععح أن يشععرط المععام قبععل
القسمة للمجاهدين أن من أخذ شيئا من الغنائم فهو له .وذلك لن الغنيمة يشترك فيهععا
جميع أهل الوقعة ،ل خاصة بالخذ .قال ق ل :ومععا نقععل أنععه )ص( فعلععه ،لععم يثبععت.
وبفرض ثبوته ،فالغنيمة كانت له ،يتصرف فيها بما يراه .اه .وسععيذكر الشععارح هععذه
المسألة -في أواخر باب الجهاد ،مرتبا على صحتها صحة وطئ السراري المجلوبة
من الروم والهند .ول بأس بذكر عبارته هنا -تعجيل للفععائدة -ونصععها :قععال شععيخنا
في شرح المنهاج :قد كثر اختلف الناس وتأليفهم في السععراري والرقععاء المجلععوبين
من الروم والهند ،وحاصل معتمد مذهبنا فيهم :أن من لم يعلم كونه غنيمة لم تتخمععس
ولم تقسم ،يحل شراؤه وسائر التصرفات فيه ،لحتمال أن آسره البائع له أول حربععي
أو ذمي ،فإنه ل يخمس عليه .وهذا كثير ،ل نادر ،فإن تحقق أن آخععذه مسععلم -بنحععو
سرقة أو اختلس -لم يجز شععراؤه ،إل علععى الععوجه الضعععيف أنععه ل يخمععس عليععه.
فقععول جمععع متقعدمين :ظعاهر الكتععاب والسعنة والجمععاع علععى منعع وطعئ السعراري
المجلوبة من الروم والهند إل أن ينصب من يقسم الغنائم ول حيف يتعين حمله علععى
ما علم أن الغنائم له المسلمون وأنه لم يسبق من أميرهم قبل الغتنععام مععن أخععذ شععيئا
فهو له ،لجوازه عند الئمة الثلثة ،وفي قوله للشافعي .اه) .قوله :وفي قوله :يصععح(
أي شرط المام ما ذكر .وعليه ،فكل مععن أخععذ شععيئا اختععص بععه) .قعوله :وعليعه( أي
على القول بالصحة) .قوله :وعند أبي حنيفة ومالك يجوز إلخ( نقل المؤلف عن التاج
الفزاري -في باب الجهاد أيضا -أنه ل يلزم المام قسمة الغنائم ول تخميسععها ،ولععه
أن يحرم بعض الغانمين .ثم قال :ورده النووي وغيره بأنه مخالف للجمععاع) .قععوله:
أن يفضل بعضا( أي يفضل بعض الصناف على بعض فععي العطععاء) .قععوله :فععرع(
أي في بيان حكم الغنيمة قبل القسمة) .قوله :مما غنموا( ليععس بقيععد ،بععل مثلععه مععا إذا
دخل شخص دار حرب واختلس شيئا مععن أمععوالهم ،فععإنه ل يسععتقل بععه ،بععل يخمععس.
)قوله :قبل التخميس( ظرف متعلق بحصل ،أي حصل قبل أن يخمس المام الغنيمة.
)وقوله :والقسمة الشرعية( أي وقبل القسمة الشرعية ،وهي أن يعطي المام كععل ذي
حق حقه -على ما تقرر سابقا) .قوله :ل يجوز إلخ( جواب لو) .وقوله :له( أي لمععن
حصل له ذلك) .وقوله :التصرف( أي ببيع أو نحععوه ممععا يزيععل الملععك كالهبععة .نعععم،
يجوز لهععم التصععرف بالكععل والشععرب ممععا حصععل لهععم ،لكععن علعى وجععه الباحععة -
كالضيف -كما صرح به المنهاج في كتاب السير ،وعبارته مع التحفععة :وللغععانمين -
ولو أغنياء ،وبغير إذن المام -التبسط ،أي التوسع في الغينمة قبل القسمة ،واختيععار
التملععك علععى سععبيل الباحععة ل الملععك .فهععو مقصععور علععى انتفععاعه -كالضععيف -ل
يتصرف فيما قدم إليه إل بالكل .نعم ،له أن يضيف به من له التبسط وإقراضه بمثله
منه بأخذ ما يحتاجه ،ل أكثر منه وإل أثم وضمنه .كما لو أكل فوق الشبع سواء أخععذ
القوت وما يصلح به ،كزيت ،وسمن ،ولحم ،وشحم ،لنفسه ل لنحو طيره .وكل طعام
يعتععاد أكلععه وعلععف الععدواب تبنععا وشعععيرا أو نحوهمععا وذبععح حيععوان مععأكول للحمععه،
والصحيح جواز الفاكهة رطبا ويابسها ،والحلوى ،وأنه ل تجب قيمة المععذبوح ،وأنععه
ل يختص الجواز بمحتاج إلى طعام وعلف .وأن مععن رجععع إلععى دار السععلم ووجععد
حاجته بل عزة ،ومعه بقية ،لزمه ردهععا إلععى المغنععم ،أي محععل اجتمععاع الغنععائم قبععل
قسمتها .اه .بحذف) .قوله :لنه( أي ما حصل له من الغنيمة) .قوله :مشترك بينهععم(
أي بين الغانمين ،ولو قال مشترك بينه وبين باقي المستحقين ،لكععان أولععى ،إذ الخععذ
عندنا واحد من
] [ 235
الغانمين ،فالمناسب أن يخص ما أخذه بالشتراك بينعه وبيعن غيعره ،وإن كعانت
الغنيمة كلها مشتركة) .قوله :والشريك ل يجوز إلخ( من جملة العلة ،وهو يفيد أنه لو
أذن له المستحقون في أخذه قبل القسمة من المام يجوز له أخذه ،وليععس كععذلك .ولععو
أبدل العلة المذكورة من أصلها بقوله لنه قبعل القسعمة ل يملعك بالخععذ .لكععان أولعى.
)قوله :ويسن صدقة تطوع( لما أنهى الكلم علععى بيععان الصععدقة الواجبععة ،شععرع فععي
بيان الصدقة المسنونة ،فقال :ويسن صدقة التطوع .والمععراد بععالتطوع :مععا زاد علععى
الفرض ،ل المعنى المرادف للسنة ،أي ويسن صدقة ما زاد على الفرض .وبه يندفع
ما قيل :ل تصح هذه الضافة ،لن التطوع مرادف للسنة المفهومة من يسن ،فيصير
التقدير :ويسن صدقة السنة ،ول معنى له) .لطيفة( قععال بعضععهم :إن الصععدقة أربعععة
حروف :صاد ،ودال ،وقاف ،وهاء ،فالصاد منها :تصون صاحبها عن مكععاره الععدنيا
والخرة .والدال منها :تكون دليله على طريق الجنة غدا عنععد تحيععر الخلععق .والقععاف
منها للقربة ،تقرب صاحبها إلى ال تعععالى .والهععاء منهععا :للهدايععة ،يهععدي الع تعععالى
صاحبها للعمال الصالحة ليستوجب بهععا رضععوانه الكععبر) .قععوله :ليععة) * :مععن ذا
الذي يقععرض( * ) (1إلععخ( أي وليععة * )ومععا تنفقععوا مععن خيععر يععوف إليكععم وأنتععم ل
تظلمون( * ) (2وآية * )آمنوا بال ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ،فالذين
آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير( * ) (3قال فعي النصعائح ،بععد ذكعر قعوله تععالى *
)فيضاعفه له وله أجر كريم( * (4) :فاستشعر في نفسك هذا الجععر الععذي سععماه الع
كبيرا أو كريما ،أي أجر هو ؟ وكذلك المضاعفة التي لم يحصرها ال بعدد في قوله:
* )فيضاعف له( * وفي آية أخرى) * :أضعافا كثيرة( * ،فأطلق الكععثرة ولععم يجعلهععا
إلى حد فأي ترغيب من ال الجواد الكريععم يزيععد علععى هععذا الععترغيب ؟ فععأف لمععن ل
يعقل عن ال ،ول يفهم في آياته حتى غلب عليه البخل لماله واستولى عليه الشح بمععا
عنده من فضل ال ،حتى ربما ينتهي به ذلععك إلععى منععع الحقععوق الواجبععة فضععل عععن
التطوع بالصدقات .فلو كان هذا فقيععرا ل يملععك قليل ول كععثيرا كععان ذلععك أجمععل بععه
وأحسن له .اه) .قوله :وللحاديث الكثيرة الشهيرة( منها :قوله )ص( :كل امرئ فععي
ظل صدقته حتى يفصل بين الناس .ومنها :قوله عليه الصععلة والسععلم :اتقععوا النععار،
ولو بشق تمرة ،فإن لم تجععدوا فبكلمععة طيبععة .وقععال عليععه الصععلة والسععلم :الصععدقة
تطفى الخطيئة كما يطفئ الماء النار .وقال عليه الصلة والسلم :يحشععر النععاس يععوم
القيامة أعرى ما كانوا قط ،وأعطش ما كانوا قط ،وأنصب ما كانوا قط ،فمن كسا ل
كساه ال ،ومن أطعم ل أطعمععه الع ) ،(1ومععن سععقى لع سععقاه العع .الحععديث .وأراد
بقوله ل .أن يفعل ذلك مخلصا لوجه ال ،من غير رياء ول تصنع للنععاس ،ول طلععب
محمدة منهم .وقال عليه الصلة والسلم :من أطعععم أخععاه حععتى يشععبعه ،وسععقاه حععتى
يرويه ،باعده ال من النار سبعة خنادق ،مععا بيععن كععل خنععدقين خمسععمائة عععام .وقععال
عليه الصلة والسلم :ما من رجل يتصدق يوم أو ليلة إل حفظ أن يموت معن لدغعة،
أو هدمة ،أو موت بغتة) .فععائدة( عععن ابععن عبععاس -رضععي الع عنهمععا -عععن النععبي
)ص( :إن امرأة من بني إسرائيل كان لها زوج وكععان غائبععا ،وكععان لععه أم ،فععأولعت
بامرأة ابنها ،فكرهتها ،فكتبت كتابا على لسان ابنها إلى امرأة ابنها بفراقها ،وكان لها
ابنان من زوجها ،فلما انتهى ذلك إليها لحقت بأهلها مع ولديها ،وكان لهم ملععك يكععره
إطعام المساكين ،فمر بها مسكين ذات يوم وهععي علععى خبزهععا ،فقععال :أطعمينععي مععن
خبزك فقالت :أما علمت أن الملك حرم إطعام المساكين ؟ قال :بلععى ولكنععي هالععك إن
لم تطعميني أنت .فرحمته وأطعمته قرصين ،وقالت له :ل تعلععم أحععدا أنععي أطعمتععك.
فانصرف بهما ،فمر
) (1البقرة (2) .245 :البقرة (3) .272 :الحديد (4) .7 :البقرة245 :
] [ 236
بععالحرس ففتشععوه ،وإذا بالقرصععين معععه ،فقععالوا لععه :مععن أيعن لععك هععذا ؟ فقععال:
أطعمتني فلنة .فانصرفوا به إليها ،فقالوا لها :أنت أطعمته هذين القرصععين ؟ قععالت:
نعم .قالوا لها :أو ما علمت أن الملك حرم إطعام المساكين ؟ قععالت :بلععى .قععالوا :فمععا
حملك على ذلك ؟ قالت :رحمتعه ،ورجعوت أن يخفعي ذلععك .فععذهبوا بهععا إلععى الملععك،
وقالوا :هذه أطعمت هذا المسكين قرصين .فقال لها :أنت فعلععت ذلععك ؟ فقععالت :نعععم.
فقال لها الملك :أو ما كنت علمت أني حرمت إطعام المساكين ؟ قالت :نعم .قال :فمععا
حملك على هذا ؟ قالت :رحمته ،ورجوت أن يخفي ذلععك ،وخفععت الع فيععه أن يهلععك.
فأمر بقطع يديها ،فقطعتا .وانصرفت إلى منزلها ،وحملت ابنيها حتى انتهت إلى نهر
يجري ،فقالت لحد ابنيها :اسقني من هذا الماء .فلما هبط الولد ليسقيها غرق ،فقععالت
للخر :أدرك أخاك يا بني ،فنزل لينقذ أخاه ،فغرق الخر ،فبقيت وحدها ،فأتاها آت،
فقال ،يا أمة ال ما شأنك ههنا ؟ إني أرى حالك منكرا فقالت :يا عبد ال ،دعني ،فإن
ما بي شغلني عنك .فقال :أخبريني بحالك .قال :فقصت عليه القصة ،وأخبرته بهلك
ولديها ،فقال لها :أيما أحععب إليععك ؟ أأرد إليععك يععديك ؟ أم أخععرج لععك ولععديك حييععن ؟
فقالت :بل تخرج ولدي حيين .فأخرجهما حيين ،ثعم رد عليهعا يعديها ،وقعال :إنمعا أنعا
رسول ال إليك .بعثني رحمة لك ،فيداك بقرصين ،وابناك ثوابا لععك مععن ال ع تعععالى،
برحمتك لذلك المسكين وصععبرك علععى مععا أصععابك .واعلمععي أن زوجععك لععم يطلقععك،
فانصرفي إليه فهو في منزله ،وقد ماتت أمه .فانصرفت إلى منزلها ،فوجععدت المععر
كما قيل لها .وما أحسن قول بعضهم :جعلت على لطفك المتكل * * وأعرضععت عععن
فكرتي والحيل وما دام لطفك لي لعم أخعف * * ععدوا إذا كعادني أو خعذل ولطفعك رد
الذي اختشى * * كما كشف الضر لما نزل ويا سيدي كم مضععيق فرجععت * * بلطععف
تيسره من عجل ملذي ببابك ل حلت عنه * * ويا ويععح مععن عنععه يومععا عععدل وقفععت
عليه بذل السؤال * * وما خاب بالباب من قد سأل )قوله :وقد تجب( أي الصدقة .أي
وقد يعرض لها ما يجعلها واجبة ،وقد يعرض لها أيضا ما يجعلها حرامععا ،كععأن علععم
أو ظن من الخذ أنه يصرفها في معصية ،وكالذي سيذكره المؤلف) .قوله :كأن يجد
مضطرا( إلخ تمثيل للصدقة الواجبة ،وفيه أن المضطر ل يجب البععذل لععه إل بثمنععه،
فكيف يكون صدقة .وعبارة التحفة ل يقال تجب للمضطر ،لتصريحهم بععأنه ل يجععب
البذل له إل بثمنه -ولو في الذمة -لمن ل شئ معه .نعم ،من لم يتأهل لللتزام يمكن
جريان ذلك فيه ،حيث لم ينو الرجوع .اه .ومثله في النهاية .وكتب سم :قععوله :يمكععن
جريان ذلك ،ما نصه :فيه نظر دقيق .فتأمله .اه .قال الرشيدي :وكأن وجه النظر أنه
صار بالقيد المذكور مخيرا بين الصدقة وبين دفعه بنيععة الرجععوع فلععم تجععب الصععدقة
عينا ،فساوى المتأهل ومععن لععه ولععي حاضععر ،إذ ل خفععاء أنععه مخيععر فيععه أيضععا بيععن
الصدقة وبين البذل بعوض .اه) .قوله :ومعه ما يطعمععه( الععواو للحععال .ومععا :واقعععة
على طعام .والفعل يقرأ بضعم أولعه وكسعر ثعالثه -معن أطععم .والتقعدير :والحعال أن
عنده طعاما يطعمه لذلك المضطر ،فإن لم يكععن عنععده ذلععك ل يجععب عليععه التصععدق.
)وقوله :فاضل عنه( منصوب على الحال من الضمير البارز في الفعععل العععائد علععى
ما الواقعة على طعام .أي حال كون ذلععك الطعععام فاضععل عنععه ،أي عععن طعععامه .أي
وطعام ممونه حال ،فإن لم يفضل عن ذل ك ل يجب التصدق بعه .وفعي التحفععة -فععي
باب السير -ما نصه :والحاصععل أنععه يجععب البععدل هنععا -أي للمحتععاجين -مععن غيععر
اضطرار بل بدل ،ل مطلقا ،بل مما زاد على كفاية سنة ،وثععم -أي فععي المضععطر -
يجب البذل بما لم يحتجعه حععال ولعو علععى فقيعر ،لكعن بالبععدل .اه .بتصععرف) .قعوله:
ويكره
] [ 237
بردئ( أي يكره التصدق بردئ ،كسوس ،وذلك لقوله تعالى) * :لن تنععالوا الععبر
حتى تنفقوا مما تحبون( * ) (1ومحل الكراهة إذا وجد غير الردئ ،وإل فل) .قععوله:
وليس منه إلخ( أي وليس من التصديق بردئ التصدق بالفلوس ،والثوب الخلععق -أي
البالي -وذلك لن المراد بالردئ الردئ عرفا ،وهذا ليس منه -كما في الكردي نقل
عن اليعاب -وعبارته في اليعاب القرب أن المراد :الردئ عرفا .قال :ويؤيععده أن
التصدق بععالفلوس والثعوب الخلععق ليعس معن الععردئ .اه) .قعوله :ونحوهمعا( أي نحعو
الفلوس والثوب الخلق مععن الشععئ القليععل كاللقمععة واللقمععتين) .قععوله :بععل ينبغععي أن ل
يأنف إلخ( أي لن ما قبله ال كثير ،ولية * )فمن يعمععل مثقععال ذرة( * ولقععوله عليععه
السععلم :ل تحقععرن مععن المعععروف شععيئا ،ولععو أن تلقععى أخععاك بععوجه طلععق) .قععوله:
والتصدق بالماء أفضععل( لخععبر أبععي داود .أي الصععدقة أفضععل ؟ قععال :المععاء ،وخععبر
الترمذي :أيما مسلم سقى مسلما على ظمإ سقاه ال تعالى من الرحيق المختوم .وخبر
الشيخين :ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولهم عذاب أليم:
رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابععن السععبيل .ورجععل بععايع رجل ل يبععايعه إل
للدنيا فإن أعطاه ما يريععد وفععى لععه وإل لععم يععف لععه .ورجععل سععاوم رجل بسععلعة بعععد
العصر فحلف بال لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها) .قوله :حيث كععثر الحتيععاج إليععه(
أي إلى المعاء ،وهععو تقييعد للفضعلية) .قعوله :وإل( أي وإن لعم يكعثر الحتيععاج إليعه.
)قوله :فالطعام( أي أفضل ،لحاديث كثيرة واردة فيه ،منها ما مر قريبا) .قوله :ولععو
تعارض الصدقة حال والوقف إلخ( أي لو تعارض عليه كونه يتصدق بما عنده حععال
أو يفقه ،فهل الفضل له الول أو الثاني ؟ في ذلك تفصيل ،وهو ما ذكره بقوله :فععإن
كان الوقت إلخ) .قوله :فععالول( أي الصععدقة حععال) .وقععوله :أولععى( أي مععن الوقععف،
للحاجة إليه) .قوله :وإل( أي وإن لم يكن الوقت وقت حاجة وشدة) .وقععوله :فالثععاني(
أي وهو الوقف ،أولى) .قوله :لكثرة جدواه( أي نفعه ،وذلك لن الوقف عمععل دائم ل
ينقطع ،للحديث المشهور) .قوله :وأطلق ابن الرفعة( أي لععم يقيععد ذلععك بكععون الععوقت
وقت حاجة وشدة) .وقوله :ترجيح الول( أي الصععدقة) .قععوله :لنععه( أي المتصععدق.
)وقوله :قطععع حظععه مععن المتصععدق بععه( أي قطععع نصععيبه مععن المتصععدق بععه وعلقتععه
وانتسابه له حال .بخلف الوقف ،فإنه -وإن خرج عن ملكه -له تعلق وانتساب بععه،
ل سيما إن أوقفه على أولده وأقاربه) .قوله :وينبغي إلخ( دخول على المتن) .قععوله:
أن ل يخلى كل يوم( يحتمل جعل كل يعوم مفععول بعه للفعععل) .وقععوله :معن الصععدقة(
متعلق به ،ويحتمل جعلععه ظرفععا ،والصععدقة مفعععول بععه ،ومععن زائدة ،والمعنععى علععى
الول :ينبغي أن ل يهمل كل يوم من الصدقة .وعلى الثاني :ينبغععي أن ل يععترك فععي
كل يوم الصدقة) .وقوله :من اليععام( متعلععق بمحععذوف صععفة مؤكععدة لكععل يععوم ،ولععو
حذفه لكان أولى) .وقوله :بما تيسر( متعلق بالصدقة .وهذا كله باعتبار حل الشععارح،
فإن نظر للمتن بحسب ذاته ،كان كل يوم ظرفا متعلقا بصدقة ،وكذا قععوله بمععا تيسععر.
فتفطن) .قوله :وإعطاؤها سرا أفضل( أي لية) * :إن تبععدوا الصععدقات( * ) (1إلععخ،
ولنه )ص( عد من السبعة الذين يستظلون بالعرش :من أخفى صععدقته حععتى ل تعلععم
شماله ما تنفق يمينه .وتمام السعبعة :إمعام ععادل .وشعاب نشعأ فعي عبعادة الع تععالى.
ورجل قلبعه معلعق بالمسعاجد .ورجلن تحابعا فعي الع ،اجتمععا عليعه ،وتفرقعا عليعه.
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف العع .ورجععل ذكععر ال ع خاليععا
ففاضت عيناه -وقد ورد أيضا أن ثواب صدقة السر يضععاعف علععى ثععواب الصععدقة
الظاهرة سبعين ضعفا .وورد أيضا صدقة السر تطفئ غضب الرب .وأي شئ أعظم
من غضبه
] [ 239
العععم والخععال) .قعوله :والرحعم( بعالرفع مبتععدأ ،خععبره سعواء) .قععوله :ثععم محعرم
الرضاع إلخ( أي ثم بعد غير المحرم من أقارب النسب ،المحرم من الرضاع ،ثم من
المصععاهرة) .قععوله :أفضععل( خععبر قععوله وإعطاؤهععا لقريععب ،علععى مععا مععر) .قععوله:
وصرفها( أي إعطاؤها ،ولم يعبر به تفننا في التعبير) .وقوله :إلععى جععار أفضععل( أي
لحثه سبحانه وتعالى على الحسعان عليعه كحثعه علععى الحسعان للوالععدين فعي آيعة* :
)واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا( * -إلى أن قال ) * -والجار ذي القربععى ،والجععار
الجنب( * ) (2والمراد من الجار ذي القربى :القريب منك جواره .وقيل :هو مععن لععه
مع الجوار في الدار قرب في النسععب أو الععدين .والمععراد بالجععار الجنععب :أن يصععدق
عليه اسم الجوار مع كون داره بعيدة .وفي الية دليل على تعميم الجيععران بالحسععان
إليهم ،سواء كانت الديار متقاربة أو متباعدة ،وعلى تقديم الجععار القريععب الععدار علععى
الجار البعيد الدار .وفي البخاري :عن عائشة رضي ال عنها ،قلت :يا رسول ال إن
لي جارين ،فإلى أيهما أهدي ؟ فقععال :إلععى أقربهمععا منععك بابععا) .قععوله :فعلععم( أي مععن
قوله :وصرفها بعد القريب) .قوله :أن القريب( أي للمتصععدق) .قععوله :البعيععد الععدار(
أي الذي داره بعيدة ععن دار المتصععدق) .وقععوله :فععي البلععد( متعلعق بمحععذوف صععفة
للبعيد ،وهذا قيد ل بد منه ،لكنه لم يعلم مما مر .وخرج به ما إذا كععان خععارج البلععد -
بحيععث يمتنععع نقععل الزكععاة إليععه -فالجععار حينئذ أفضععل منععه .وعبععارة ابععن حجععر :ثععم
الفضل تقديم الجار ،فهو أولى حتى من القريب ،لكععن بشععرط أن تكععون دار القريععب
بمحل ل يجوز نقل زكاة المتصدق إليعه ،وإل قعدم علعى الجععار الجنععبي ،وإن بععدت
داره .اه) .قوله :ل يسععن التصععدق بمععا يحتععاجه( أصععل المتععن :ل بمععا يحتععاجه ،فهععو
معطععوف علععى بمععا تيسععر ،وجملععة وإعطاؤهععا سععرا إلععخ معترضععة بيععن المعطععوف
والمعطوف عليه .وقول الشارح :يسن التصديق -بعد حرف العطف -لبيععان متعلععق
الجار والمجرور) .قوله :بل يحرم إلخ( إضراب انتقععالي ،وذلععك لمععا صععح مععن قععوله
)ص( :كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول .وإطعام النصععاري قععوت صععبيانه لمععن
نزل به ضيافة ل صدقة .والضيافة لتأكععدها ووجوبهععا عنععد المععام أحمععد ،ل يشععترط
فيها الفضل ععن العيععال) .قععوله :لنفقععة ومؤنععة( كلهمععا مضععاف إلععى مععا بعععده ،ولععو
اقتصر على الثاني لكان ولى ،لشموله للنفقة) .وقوله :من تلزمععه إلععخ( أي مععن نفسععه
وعياله لكن محل حرمة التصدق بما يحتاجه لنفسه إن لم يصبر علععى الضععاقة ،وإل
فل حرمة ،لن للمضطر أن يؤثر على نفسه مضطرا آخر مسلما ،كما قععال تعععالى *
)ويؤثرون على أنفسهم ،ولو كان بهم خصاصة( * )) (1وقوله :نفقته( المناسععب لمععا
قبله أن يزيد بعده ومؤنته) .وقوله :يومه وليلته( أي يوم التصدق وليلته .وهذا بالنسبة
لغير الكسوة ،أما هي فيعتبر فيها الفضل) .قوله :أو لوفاء دينه( معطوف علععى لنفقععة
إلخ .أي أو بما يحتاج إليه لوفاء دينه ،أي الدين الذي عليه لغيره .وإنما حرم التصدق
به لن أداء الدين واجعب لحعق آدمعي ،فل يجعوز تفععويته ،أو تععأخيره بسعبب التطععوع
بالصدقة) .قوله :ما لم يغلب على ظنه حصوله( أي وفاء الدين حال في الحال ،وعند
الحلول في المؤجل .فإن غلب على ظنه ذلك جاز التصدق به ،بل قد يسععن .قععال فععي
التحفة :نعم ،إن وجب أداؤه فورا لطلب صاحبه أو لعصيانه بسععببه ،ولععم يعلععم رضععا
صاحبه بالتأخير ،حرم التصدق قبل وفائه مطلقا -كما تحععرم صععلة النفععل علععى معن
عليه فرض فوري ) -وقوله :من جهة أخععرى( أي غيععر المتصععدق بععه .وفععي التحفععة
إسقاط لفظ أخرى ،والقتصار على ظعاهرة ،وهععو أولعى) .وقعوله :ظععاهرة( أي كععأن
يكون له عقار يؤجر أو لعه ديععن علعى موسععر .وخععرج بععه مععا إذا كععانت الجهععة غيععر
ظاهرة -بأن كانت متوهمة ،كأن كان مترقبا من أحد أنه يعطيه قدرا يقضي به دينععه
صدقة -فإنه حينئذ يحععرم عليععه التصععدق بمععا عنععده) .قععوله :لن الععواجب إلععخ( علععة
لحرمة التصدق بما يحتاج إليه ،لمععا ذكععر .أي ولقععوله عليععه الصععلة والسععلم المععار:
كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول .رواه أبو داود بإسناد
] [ 241
أحدهما :اللهم أعط منفقععا خلفععا .ويقععول الخععر :اللهععم أعععط ممسععكا تلفععا .قلععت:
ودعععاء الملئكععة مسععتجاب ،ومععن أمسععك فلععم يتلععف مععاله التلععف الظععاهر فهععو تععالف
بالحقيقة ،لقلة انتفاعه به في آخرته ودنياه ،وذلك أعظععم مععن التلععف الععذي هععو ذهععاب
المال) .واعلم( أن التصدق بالقليل من المقل أفضل عند ال من التصدق بععالكثير مععن
المكثر ،قال عليه الصلة والسلم :سبق درهم ألف درهم .قيل له :وكيف ذلك ؟ فقال
عليه الصلة والسلم :رجل ل يملك إل درهمين تصدق بأحدهما ،ورجل تصدق مععن
عرض معاله بعألف درهعم ،فسعبق العدرهم اللعف .أو كمعا قعال عليعه السعلم .فصعار
الدرهم الواحد من المقل أفضل من اللف من المكثر -وهو صععاحب المععال الكععثير -
اه .بزيادة) .قوله :محبط للجر( أي مسقط لثواب الصدقة) .قععوله :كععالذى( أي مععن
المتصدق للمتصدق عليه -كأن ينهععره أو يشععتمه -فهععو حععرام محبععط للجععر ،لليععة
المارة) .قوله :قال في المجموع إلخ( مثله في التحفععة والنهايععة) .قععوله :يكععره الخععذ(
أي أخذ الصدقة .ومثله المعاملة ببيع أو شراء) .قوله :كالسلطان الجععائر( أي الظععالم.
ومثله من أكثر ماله من الربا) .قوله :وتختلف الكراهة بقلة الشبهة وكثرتها( أي فععإن
كانت الشبهة في ماله أكثر من ععدمها -بعأن كعان أكعثر أمعواله معن الحعرام -كعانت
الكراهة أشد ،وإل فهي كراهة غير شديدة) .قوله :ول يحرم( أي الخذ وقععوله إل أن
إلخ .أي فإنه يحرم وقوله إن هذا أي المأخوذ وقوله من الحرام أي الذي يمكن معرفة
أصحابه وفي التحفة :ويجوز الخذ معن الحععرام بقصعد رده علعى مععالكه ،إل إن كععان
مفتيا أو حاكما أو شاهدا فيلزمه التصريح بأنه إنما يأخذه للرد على مالكه ،لئل يسععوء
اعتقاد النععاس فععي صععدقة ودينععه فيععردون فتيععاه وحكمععه وشععهادته .اه) .قععوله :وقععول
الغزالي( مبتدأ خبره شاذ) .وقوله :يحرم إلخ( مقول القول .قال في التحفة بعده :على
أنه -أي الغزالي في بسيطه -جرى على المذهب ،فجعل الورع اجتناب معاملة مععن
أكثر ماله ربا .قال :وإنما لععم يحععرم -وإن غلععب علععى الظععن أنععه ربععا -لن الصععل
المعتمد في الملك اليد ،ولم يثبت لنا فيه أصل آخر يعارضه ،فاستصحب ولععم يبععال
بغلبة الظن .اه) .خاتمة( نسأل ال حسن الختام .تحل الصععدقة لغنععي بمععال أو كسععب،
ولو لذي قربى ،غير النبي )ص( .ولكن يستحب له التنزه عنها ،ويكره لععه التعععرض
لخذها ويحرم عليه أخذها إن أظهر الفاقة ،كأن يقول ليس عندي شئ .وعليه حملععوا
خبر الذي مات من أهل الصفة وترك دينارين ،فقال )ص( كيتان من نار .وروى أبو
داود :من سأل وعنده ما يغنيه ،فإنما يستكثر من النار .وينبغععي للفقيععر أن يتنععزه عععن
سؤال الناس ،لما رواه الحاكم :من يتكفل لي أن ل يسأل الناس شيئا أتكفل لععه الجنععة.
وروى المام أحمد :من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسععد فععاقته ،ومععن أنزلهععا بععال
أوشك ال له بالغنى ،إما بموت آجععل أو غنعى عاجععل .وروي أيضعا ععن أبعي ذر :ل
تسأل الناس شيئا ول سوطك وإن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخععذه .وروى الععبيهقي:
ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك .وما أحسن قول بعضهم :ل تسععألن بنععي آدم
حاجة * * وسل الذي أبععوابه ل تحجععب الع يغضععب إن تركععت سعؤاله * * وبنعي آدم
حين يسعئل يغضعب )وقعال بعضعهم( :ل تحملعن معن النعام * * عليعك إحسعانا ومنعه
واختر لنفسك حظها * * واصبر فإن الصبر جنه منن الرجال علععى القلععوب * * أشععد
من وقع السنه اللهم اجعلنا من المعتمععدين عليععك ،المتععوجهين إليععك ،المسععحنين إلععى
الخوان ،الفائزين بالجنان .آمين .وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 242
بععاب الصععوم شععروع فععي الركععن الرابععع مععن أركععان السععلم) .قععوله :هععو لغععة
المساك( أي عن المفطر ،أو عن الكلم ،أو غيرهما .ومنه قوله تعالى -حكاية عععن
مريم ) * -إني نذرت للرحمن صوما( * ) (2أي إمساكا وسععكوتا عععن الكلم .وقععول
العرب :فرس صائم :أي واقف ،ممسك عن المشي .قال النابغة الذبياني :خيل صيام،
وخيل غير صائمة * * تحععت العجععاج ،وأخععرى تعلععك اللجمععا أي خيععل ممسععكة عععن
السير والكر والفر .وخيل غير صائمة ،أي غير ممسكة عن ذلك ،بل سائرة .ومعنى
تعلك اللجما :أي تمضغها ،متهيئة للسير والكعر والفععر) .قععوله :وشعرعا( مقابععل قععوله
لغة) .قوله :إمساك عن مفطر( أي جنسه ،كوصول العيععن جععوفه ،والجمععاع .ومعنععى
المساك عنه :تركه ،والكف عنه) .وقوله :بشروطه التية( انظر ما المراد بها ؟ فإن
كان مراده بها ما ذكره بقوله على كل مكلف مطيق له :فيرد عليه أنها في خصععوص
من يجب عليه صوم رمضان ،والتعريف لمطلق صععوم .وإن كععان مععراده بهععا النيععة:
فيرد عليه أنها فرض ،كما قال :وفرضه نية .وأيضا :لو سلم أن المععراد بععالفرض مععا
ل بد منه ،فيشمل الشرط ،فهي شرط واحد ،ل شروط .فالولى والخصر أن يقول -
كغيره -وشرعا :إمساك عن مفطر على وجععه مخصععوص ،لن مععا ذكععر هعو حقيقععة
الصوم ،والتعاريف تبين الحقائق ،ويدخل تحت على وجععه مخصععوص :النيععة -الععتي
هي الركن الثالث -وسائر الشروط والركان) .قععوله :وفععرض( أي الصععوم) .قععوله:
في شعبان( قال ع ش :لم يبين -كععابن حجععر -هععل كععان ذلععك فععي أولععه أو آخععره أو
وسطه فراجعه .اه) .قوله :في السنة الثانية من الهجرة( أي فيكون )ص( صععام تسععع
رمضانات ،لن مدة مقامه بالمدينة عشر سنين ،والتسع كلها نواقص إل سععنة فكاملععة
-على المعتمد .-والناقص :كالكامل فععي الثععواب المرتععب علععى رمضععان ،مععن غيععر
نظر ليامه .أما ما يترتب على يوم الثلثين من ثواب واجبععه ومنععدوبه عنععد سععحوره
وفطوره ،فهو زيادة يفوق الكامل بها النععاقص) .قععوله :وهععو( أي الصععوم المفععروض
الذي هو صعوم رمضعان) .قعوله :معن خصائصعنا( وعليعه فيحمعل التشعبيه فعي قعوله
تعالى) * :كما كتب علععى الععذين مععن قبلكععم( * ) (3علععى مطلععق الصععوم ،دون قععدره
وزمنه .وقيل إنه ليس من الخصوصيات ،بحمل التشبيه علععى حقيقتعه ،لنعه قيعل :معا
من أمة إل وقد فرض عليهم رمضان ،إل أنهم ضلوا عنه .قععال الحسععن :كععان صععوم
رمضان واجبا على اليهود ،ولكنهم تركوه وصاموا بدله يومععا مععن السععنة ،وهععو يععوم
عاشوراء ،زعموا أنه يوم أغرق ال تعالى فيه فرعون ،وكذبوا في ذلك الصادق
) (1وقذد ثبت فرضيته بالكتاب والسنة وعليه اجمععاع المععة ،لقععوله تعععالى) :يععا أيهععا
الذين آمنوا كتب عليكم الصيام( سورة البقرة الية ،183 :وقوله تعععالى) :فمععن شععهد
منكم الشهر فليصمه( البقرة الية 185 :وفئ السنة أحاديث كثيرة منها :حديث " بنععى
السلم على خمسى " ومنها " :سععوم رمضععان )متفععق عليععه (2) .مريععم(3) .26 :
البقرة183 :
] [ 243
المصععدوق نبينععا محمععدا )ص( .وواجبععا علععى النصععارى أيضععا لكنهععم بعععد أن
صععاموه زمنععا طععويل صععادفوا فيععه الحععر الشععديد ،وكععان يشععق عليهععم فععي أسععفارهم
ومعايشهم ،فاجتمع رأي علمائهم ورؤسائهم أن يجعلوه في فصل الربيع لععدم تغيعره،
وزادوا فيه عشرة أيام كفارة لما صنعوا ،فصار أربعين .ثم إن ملكا مرض فجعل ل ع
تعالى -إن هو برئ -أن يصوم أسبوعا ،فععبرئ ،فععزاده أسععبوعا ،ثععم جععاء بعععد ذلععك
ملك ،فقال :ما هذه الثلثة ؟ فأتم خمسععين -أي أنععه زاد الثلثععة باجتهععاد منععه -وهععذا
معنى قوله تعالى * )اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون العع( * ) (1والمعتمععد
الول ،وهو أنه لم يجب خصوص رمضان إل على هذه المععة ،وأمععا الععواجب علععى
المم السابقة فصوم آخر) .قوله :ومن المعلعوم معن العدين بالضعرورة( أي وهعو معن
المعلوم من أدلة العدين علمعا يشعبه الضعروري ،فيكفعر جاحعد وجعوبه) .قعوله :يجعب
صوم شهر رمضان( الصل في وجععوبه قععوله تعععالى) * :يععا أيهععا الععذين آمنععوا كتععب
عليكم الصيام كما كتب على الذين مععن قبلكععم لعلكععم تتقععون .أيامععا معععدودات( * )(2
واليام المعدودات أيام شعهر رمضعان ،وجمعهعا جمعع قلعة ليهونهعا ،وقعوله تععالى *
)فمن شهد منكم الشهر فليصمه( * )) .(3قوله :بكمال شعبان ثلثيععن( متعلععق بيجععب
أي يجععب باسععتكمال شعععبان ثلثيععن يومععا إن لععم يععر هلل رمضععان ،لقععوله )ص(:
صوموا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته ،فإن غم عليكم فععأكملوا عععدة شعععبان ثلثيععن يومععا.
وفي التحفة :قال الدارمي :ومن رأى هلل شعبان ولم يثبت .ثبت رمضان باستكماله
ثلثين من رؤيته ،لكن بالنسبة لنفسه فقط .اه) .قوله :أو رؤية عدل واحععد( معطععوف
على كمال .أي ويجب صوم رمضان برؤية عدل واحد الهلل ،لن ابن عمر رضي
ال عنهما رآه ،فأخبر رسول ال )ص( ،فصام وأمر النععاس بصععيامه .رواه أبععو داود
وصححه ابن حبان .وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال :جاء أعرابي إلى رسععول
ال )ص( فقال :إني رأيت هلل رمضان .فقال :أتشهد أن ل إله إل الع ؟ قععال :نععم.
قال :تشهد أن محمدا رسول ال ؟ قال :نعم .قال :يا بلل أذن فععي النععاس فليصععوموا.
صعححه ابعن حبعان والحعاكم .والمعنعى فعي ثبعوته بالواحعد :الحتيعاط للصعوم ،ولن
الصوم عبادة بدنية ،فيكفي فعي الخبععار بعدخول وقتهعا واحعد ،والمعراد بالعععدل ععدل
الشهادة ل الرواية ،فل يكفي عبد وامرأة وفاسق ،لكن ل يشترط فيه العدالة الباطنععة،
وهي التي التي يرجع فيها إلى قول المزكين ،بل يكفي كونه مستور -كما سععيذكره -
وهو من ظاهره التقوى ولم يعدل .قال في التحفعة :ومحععل ثبععوته بععدل إنمععا هعو فععي
الصععوم وتععوابعه كالتراويععح والعتكععاف دون نحععو طلق علععق بععه .نعععم ،إن تعلععق
بالرائي عومل به ،وكذا إن تأخر التعليق عن ثبوته بعدل .اه .وفي مغنى الخطيب ما
نصه) :فرع( لو شععهد برؤيععة الهلل واحععد أو اثنععان واقتضععى الحسععاب عععدم إمكععان
رؤيته .قال السبكي :ل تقبل هذه الشهادة ،لن الحساب قطعي والشهادة ظنية ،والظن
ل يعارض القطع .وأطال فععي بيععان رد هععذه الشععهادة ،والمعتمععد قبولهععا ،إذ ل عععبرة
بقول الحساب .اه .وفصل في التحفة فقال :الذي يتجه أن الحساب إن اتفق أهله علععى
أن مقدماته قطعية وكان المخبرون منهم بذلك عدد التععواتر ،ردت الشععهادة ،وإل فل.
اه) .قوله :ولو مستورا( أي ولو كان ذلك العدل مسععتورا ،وهععو الععذي لععم يعععرف لععه
مفسق ولم يزك ،ويسمى هذا عدل ظاهرا ،ول ينافي هذا ما مر من أنععه يشععترط فيععه
أن يكون عدل شععهادة ،ل روايععة ،لنهععم سععامحوا فععي ذلععك ،كمععا سععامحوا فععي العععدد
احتياطععا) .قععوله :هللععه( مفعععول رؤيععة) .وقععوله :بعععد الغععروب( متعلععق برؤيععة .أي
يشترط أن تكون الرؤية بعد الغروب ،فل أثر لرؤيته نهععارا .فلععو رؤي يععوم الثلثيععن
من شعبان ل نمسك ،ولو رؤي يوم الثلثين من رمضععان ل نفطععر) .قععوله :إذا شععهد
بها إلخ( هعذا شعرط بالنسععبة لثبععوته عمومععا ،وأمععا بالنسععبة لنفسعه أو لمععن صععدقه فل
يشترط فيه ذلك كما هو ظاهر .ولو قال -كما في المنهج وشععرحه -أو رؤيععة الهلل
في حق من رآه وإن كان فاسقا ،أو ثبوتها في حق من لم يره بعدل شهادة .لكان أولى
وأخصر) .وقوله :عند القاضي( أي أو نائبه) .قوله :ولععو مععع إطبععاق غيععم( المناسععب
جعله غاية لمقدر .أي يثبععت الهلل بشععهادة عععدل عنععد القاضععي برؤيتععه ،ولععو كععانت
السماء مطبقة بالغيم والمراد إطباق ل يحيل الرؤية عادة ،وإل فل يثبت بها.
) (1التوبة (2) .31 :البقرة (3) .184 - 183 :البقرة185 :
] [ 244
)قوله :بلفظ أشهد إلخ( متعلق بمحذوف .أي والشهادة المجزئة تكون بلفظ أشععهد
أني رأيت الهلل .خلفا لبن أبي الدم فإنه قال :ل يكفي ذلك لنها شعهادة علعى فعععل
نفسه وهي ل تصعح ،فل بعد عنعده معن أن يقعول أشععهد أن غعدا معن رمضعان ،أو أن
الشهر هل) .قوله :ول يكفي قوله أشهد أن غدا من رمضان( أي عنععد غيععر ابععن أبععي
الدم -كما علمت -وذلك لنه قد يعتقد دخوله بسبب ل يععوافقه عليععه المشععهود عنععده،
كأن يكون أخذه من حساب منازل القمععر ،أو يكععون حنفيععا يععرى إيجععاب الصععوم ليلععة
الغيم ،أو غير ذلك) .قوله :ول يقبل على شهادته( أي العدل الرائي .أي إذا أريد أداء
الشهادة عنه عند القاضي ،فل بد من عدلين يشهدان بأن فلنا يشهد أنععه رأى الهلل.
وعبارة الروض وشرحه .ولو شهد اثنان علععى شععهادته -أي العععدل -صععح ،بخلف
ما إذا شهد عليها واحد .لما مر أن ذلك مععن بععاب الشععهادة ،ل مععن بععاب الروايععة .اه.
وفي مغني الخطيب ما نصه :وهل يثبت بالشهادة على الشهادة ؟ طريقععان ،أصععحهما
القطع بثبوته -كالزكاة .-وقيل :ل ،كالحدود .اه) .قوله :بثبوت رؤية هلل رمضان
إلخ( الجار والمجرور متعلق بقوله بعد يجب الصوم ،وكذا قوله ومع قوله إلععخ ،لنععه
معطوف على ثبوت .والمعنى أنه يجب الصوم على جميع أهععل البلععد بثبععوت الرؤيععة
عند القاضي ،مع قول القاضي :ثبت عندي الهلل) .قوله :كما مر( متعلععق بمحععذوف
حال من شهادة ،أي حال كون الشهادة باللفظ المار ،وهععو :أشععهد أنععي رأيععت الهلل.
ولو قال بما مر -بالباء بدل الكععاف -لكععان أولععى ،وعليععه ،يكععون الجععار والمجععرور
متعلقا بشهادة) .قوله :ومع قوله ثبت عندي( معطوف على بثبوت ،ولو حععذف الععواو
لكان أولى .أي وبثبوت هلل رمضان المصاحب لقول القاضي ثبت عنععدي ،فععإن لععم
يقل ذلك القاضي ل يجب الصوم .وعبارة التحفة :ول بد من نحو قوله :ثبععت عنععدي،
أو حكمت بشهادته .اه .وكتب سم عليه :هذا قد يدل على أن مجرد الشهادة بين يععدي
القاضي ل يوجب الصوم على مععن علععم بهععا .نعععم ،إن اعتقععد صععدق الشععاهد .وجععب
عليه .اه) .قوله :يجب الصوم على جميع أهل البلد( أي ولو بالنسعبة لمعن لعم يصعدق
برؤية العدل المذكور) .وقوله :المرئي فيه( أي البلععد الععذي رؤي الهلل فيععه) .قععوله:
وكالثبوت عند القاضي :الخبر المتواتر إلخ( عبارة التحفة :وكهذين -أي إكمععال ععدة
شعبان ،والرؤية -الخبر المتواتر برؤيته ،ولو من كفععار ،لفععادته العلععم الضععروري،
وظن دخوله بالجتهاد -كما يأتي -أو بالمارة الظاهرة الدالة التي ل تتخلف عادة -
كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر -ومخالفة جمع في هعذه غيععر صعحيحة ،لنهعا أقعوى
من الجتهاد المصرح فيه بوجوب العمل به ،ل قول منجم -وهو من يعتمععد النجععم -
وحاسب -وهو من يعتمد منازل القمر وتقدير سيره -ول يجوز لحد تقليدهما .نعم،
لهما العمل بعلمها ،ولكن ل يجزئهما عن رمضان -كما صععححه فععي المجمععوع وإن
أطال جمع في رده -ول برؤية النبي )ص( في النوم قائل غععدا مععن رمضععان ،لبعععد
ضبط الرائي ،ل للشك في الرؤية .اه) .وقوله :ولكن ل يجزئهما( الععذي جععرى عليععه
الشهاب الرملي وولده والطبلوي الكبير :وجوب العمل بذلك ،مععع الجععزاء ،وكععذلك
من أخبراه وغلعب علعى ظنعه صعدقهما .اه .كععر دي )قعوله :وظعن دخعوله إلعخ( هععو
بالرفع معطوف على الخبر المتواتر ،أي وكععالثبوت :ظععن دخععول رمضععان بالمععارة
الظاهرة .وعبارة النهاية :ويضاف إلى الرؤية -كما قال الذرعععي -وإكمععال العععدد:
ظن دخوله بالجتهاد عند الشتباه على أهل ناحية حديث عهدهم بالسلم أو أسارى.
وهل المارة الظاهرة الدالة في حكم الرؤية مثل أن يرى أهل القرية القريبة من البلد
القناديل قد علقت ليلة الثلثين من شعبان بمنععائر المصععر كمععا هععو العععادة ؟ الظععاهر:
نعععم ،وإن اقتضععى كلمهععم المنععع .اه) .قععوله :كرؤيععة القناديععل إلععخ( تمثيععل للمععارة
الظاهرة) .قوله :ويلزم الفاسق إلخ( هذا كالتقييد لشتراط كون الرائي عععدل المسععتفاد
من قوله أو برؤية عدل ،فكأنه قال :ومحععل اشععتراط العدالععة -أي عدالععة الشععهادة ،ل
الرواية ،كما علمت -في حق غير الرائي ،أما هو :فيجب عليه الصوم،
] [ 245
وإن لم يكن عدل شهادة -كأن كان فاسقا أو امرأة أو عبدا -وفي حق غير مععن
أخبره وصدقه ،أما هو :فيجب عليععه الصععوم ،ويعمععل بقععوله ،لنععه صععدقه فععي ذلععك.
)قوله :العمل برؤية نفسه( أي فيجب عليه الصوم) .قععوله :وكععذا مععن اعتقععد إلععخ( أي
وكذلك يلزم من اعتقد صدق من ذكععر العمععل بإخبععاره) .وقععوله :صععدق نحععو فاسععق(
المقام للضمار ،فلو عبر به وقال :وكذا من اعتقد صدقه ،لكان أولععى .ودخععل تحععت
نحو العبد والنثى .قال سم :هل يدخل في الفاسععق الكععافر حععتى لععو أخععبر مععن اعتقععد
صدقه لزمه ؟ يحتمل أنه كععذلك .اه) .قععوله :فععي إخبععاره( متعلععق بصععدق ،وضععميره
يعود على نحو فاسق) .قوله :وثبوتها( بالجر معطوف على رؤيععة نفسععه :أي وكععذلك
يلزم من اعتقد صدق نحو فاسععق فععي إخبععاره بثبععوت الرؤيععة فععي بلععد متحععد مطلعععه:
العمل بإخباره -لما سيذكره قريبا من أنه إذا ثبت رؤية هلل رمضان فععي بلععد ،لععزم
حكمه البلد القريب منه) .وقوله :متحد مطلعه( أي موافعق مطلععه لمطلعع غيعر محعل
الرؤية ،بأن يكون غروب الشمس والكواكب وطلوعها في البلدين فععي وقععت واحععد -
كما سيأتي) .قوله :سواء أول رمضان وآخره( تعميم فيما قبل ،وكذا وفيما بعده ،وإن
كان ظاهر صنيعه يقتضعي رجعوعه للثعاني فقعط .أي يلعزم الفاسعق ومعا بععده العمعل
برؤية نفسه -سواء كانت الرؤية لهلل رمضان ،أو لهلل شوال -ويلزم أيضععا مععن
صدق من ذكر في إخباره برؤية نفسه أو بثبوتها في بلد متحد المطلع العمل بما ذكععر
-سواء كان بالنسبة لهلل رمضان ،أو لهلل شوال -فإذا رأى الفاسععق هلل شععوال
يجب عليه العمل برؤيته ،ومثله من صدقه في ذلك .قععال فععي فتععح الجععواد :إذ المععدار
على حصول العتقاد الجازم ،فمتى حصل أوله أو آخره بقول عدل أو غيره -وممععا
ذكر ونحوه -جاز العمل بقضيته ،بل وجب .اه .وقال الكععردي :وفععي النهايععة إخبععار
العدل المععوجب للعتقععاد الجععازم بععدخول شععوال يععوجب الفطععر .قععال سععم فععي شععرح
مختصر أبي شجاع :وأمعا قعولهم ل يثبعت شعوال إل بشعهادة ععدلين ،وأنعه معن بعاب
الشععهادة ل الرؤيععة :فهععو فععي ثبععوته علععى العمععوم .اه) .قععوله :علععى الصععح( راجععع
للتعميم ،ومقابله أنه ليس آخر رمضان كأوله فععي ذلععك) .قععوله :والمعتمععد أن لععه( أي
للشخص) .وقوله :بل عليه( أي يجب عليه) .قوله :اعتماد العلمععات بععدخول شععوال(
أي كالقناديل ورمي المدافع ،فيجععب عليععه الفطععر) .قععوله :إذا حصععل لععه( أي للععرائي
للعلمات) .وقوله :اعتقاد جازم بصعدقها( أي العلمعات .فعإن لعم يحصعل لعه ذلعك ل
يجعوز لعه العمعل بهعا .فالمعدار علعى حصعول العتقعاد الجعازم وععدمه) .قعوله :وإذا
صاموا( أي أهل البلد) .قوله :ولو برؤية عدل( غاية لثبععوت صععيامهم .أي ولععو ثبععت
صيامهم برؤية عدل واحد -أو عدلين -أو بغير الرؤية ،كأن كان باسععتكمال شعععبان
ثلثين يوما) .قوله :أفطروا بعد ثلثين( )فإن قيل( :يؤدي هذا إلى ثبوت شوال بقععول
واحد فيما إذا صمنا بعدل ،وهو ل يصح) .أجيب( بأن الشئ قد يثبععت ضععمنا بطريععق
ل يثبت فيها مقصودا ،كالنسب والرث -ل يثبتععان بالنسععاء ،ويثبتععان ضععمنا للععولدة
الثابتة بهن) .قوله :وإن لم يروا الهلل( أي بعد الثلثين) .قععوله :ولععم يكععن غيععم( أي
وإن لم يكععن هنععاك غيععم ،بععأن كععانت السععماء مصععحية .وعبععارة المنهععاج :وإن كععانت
السماء مصحية .وكتب المحلى أشار بهذا إلى أن الخلف في حالتي الصحو والغيععم،
وأن بعضهم قال بالفطار في حالة الغيم ،دون الصحو .اه) .قوله :لكمععال العععدة( أي
عدة رمضان ،وهي ثلثون يوما) .قوله :بحجة شرعية( وهي شعهادة الععدل ونحوهعا
مما يثبت به رمضان) .قوله :ولو صام بقول من يثق( أي بععه أي مععن اعتقععد صععدقه.
)وقوله :ثم لم ير( بالبناء للمجهول ،والهلل نائب فاعله) .قعوله :معع الصعحو( أطلعق
في التحفة عدم الفطار ولم يقيده بالصحو ،وقيده به في فتح الجواد ،ومقتضى التقييعد
به أنه يفطر الحادي والثلثين -إن كان غيم .وفي سم -بعد كلم -ما نصه :فقد بان
لك -فيما لو صام بقول غير عدل يثق به ولم يععر الهلل بعععد الثلثيععن -أن الشععارح
استظهر في شرح الرشاد الكبير
] [ 246
وجوب الصععوم مععع الصععحو ،وترجععى أن يكععون أقععرب مععع الغيععم ،وجععزم فععي
الصغير بوجوبه مع الصحو ،وسكت عن الغيم .واستوجه في شرح المنهععاج وجععوب
الصوم ،وأطلق ،فلم يقيد ،ل بصحو ول بغيععم ،واسععتوجه فععي شععرح العبععاب وجععوب
الفطر مطلقا .اه) .قوله :لم يجز له الفطر( أي لنا إنما صومناه احتياطععا ،فل نفطععره
احتياطا .وفارق العدل بأنه حجة شرعية فلزم العمل بآثارها ،بخلف اعتقاد الصدق.
وعدم جواز الفطر هو ما جرى عليه ابن حجر ،وجععرى الرملععي علععى خلفععه ،وهععو
أنه يفطر ،وعبارته :ولو صام شخص بقول من يثق به ثلثيععن ولععم يععر الهلل ،فععإنه
يفطر في أوجه احتمالين .اه) .قوله :ولو رجععع الشععاهد( أي العععدل .وعبععارة التحفععة:
ول يقبل رجوع العدل بعد الشروع في الصوم) .قوله :بعد شروعهم( أي أهععل البلععد.
)قععوله :لععم يجععز لهععم الفطععر( قععال فععي النهايععة :أي لن الشععروع فيععه بمنزلععة الحكععم
بالشهادة .اه .وكتب ع ش :يؤخذ من العلة أنه لو حكم بشهادته وجب الصوم ،وإن لم
يشرعوا فيه .وعبارة سم على منهج) :فرع( لو رجع العدل عن الشععهادة -فععإن كععان
بعد الحكم لم يؤثر ،وكذا قبله وبعد الشروع ،فععإن كععان قبععل الحكععم والشععروع جميعععا
امتنع العمل بشهادته م ر .وإن كان رجوعه قبل الحكم وبعد الشروع ثم لم ير الهلل
بعد ثلثين والسماء مصحية ،فهل نفطععر ؟ ظععاهر كلمهععم أنععا نفطععر ،لنهععم جععوزوا
العتماد عليه ،وجرى على ذلك م ر ،وخالف شيخنا في إتحافه فمنع الفطر ،لنا إنما
عولنا عليه مع رجوعه احتياطا ،والحتياط عععدم الفطععر ،حيععث لععم يععر الهلل -كمععا
ذكره .اه .والقلب إلى ما قعاله فعي التحععاف أميععل .اه) .قععوله :وإذا ثبععت رؤيتعه( أي
الهلل ،بعدل أو عدلين ،ويؤخذ من التعبير بالثبوت أنه إذا أشيعت رؤيته في بلد ولععم
تثبت ل تثبت في البلدة القريبة إل لمن صدقه -كما فععي التحفععة -وعبارتهععا) :تنععبيه(
قضية قوله لزم إلخ أنه بمجرد رؤيته ببلد يلزم كل بلد قريبععة منععه الصععوم أو الفطععر،
لكن من الواضح أنه لو لم يثبت بالبلد الذي أشيعت رؤيتععه فيهععا ل يثبععت فععي القريبععة
منه ،إل بالنسبة لمن صدق المخبر ،وأنه إن ثبت فيها ثبت في القريبة ،لكن ل بد مععن
طريق يعلم بها أهل البلد القريبععة ذلععك ،فععإن كعان ثبععت بنحعو حكععم فل بعد معن اثنيععن
يشهدان عند حاكم القريبة بالحكم ،ول يكفي واحد ،وإن كععان المحكععوم بععه يكفععي فيععه
الواحد ،لن المقصود إثباته الحكم بالصوم ،ل الصوم ،أو بنحو استفاضة فل بععد مععن
اثنين أيضا لذلك .فإن لم يكن بالبلد معن يسعمع الشععهادة أو امتنعع لععم يثبععت عنعدهم إل
بالنسبة لمن صدق المخبر بأن أهل تلك البلد ثبت عندهم ذلك .اه) .قوله :لزم حكمععه(
الضمير يعود على ثبوت المفهوم من ثبت .أي لزم حكم ثبععوت الرؤيععة فععي بلععد البلععد
القريب إلخ ،ويصح رجوع الضمير للبلد ،لكن بتقدير مضععاف ،أي حكععم أهععل البلععد،
أي الحكم الحاصل على أهل البلد بسبب ثبوت الرؤية منها ،وذلك الحكم هو الصععوم.
وقوله :البلد القريب :بالنصب -مفعول لععزم .وإنمعا لزمهعا ذلععك لن البلعدتين صععارتا
كبلدة واحدة) .قوله :دون البعيد( أي لمععا رواه مسععلم عععن كريععب قععال :رأيععت الهلل
بالشام ،ثم قدمت المدينة ،فقال ابن عبععاس :مععتى رأيتععم الهلل ؟ قلععت :ليلععة الجمعععة.
قال :أنت رأيته ؟ قلت :نعم ،ورآه الناس ،وصاموا ،وصام معاوية .فقال :لكنععا رأينععاه
ليلة السععبت ،فل نععزال نصععوم حععتى نكمععل العععدة .فقلععت :أول تكتفععي برؤيعة معاويععة
وصععيامه ؟ قععال :ل .هكعذا أمرنععا رسعول الع )ص() .قععوله :ويثبععت البعععد بععاختلف
المطععالع( أي والقععرب باتحادهعا .والمععراد بعه :أن يكعون غعروب الشعمس والكععواكب
وطلوعها في المحلين فععي وقععت واحععد .فععإن طلععع أو غععرب شعئ مععن ذلععك فععي أحععد
المحلين قبل الخر أو بعده فهو مختلف) .قوله :على الصععح( مقععابله ل يعتععبر البعععد
باختلف المطالع ،بل بمسافة القصر .قال :لن الشرع أناط بهعا كععثيرا معن الحكعام،
واعتبار المطالع يحوج إلى تحكيم المنجمين ،وقواعد الشرع تأباه .ورد بأن الهلل ل
تعلق له بمسععافة القصععر ،ولن المنععاظر تختلععف بععاختلف المطععالع والعععروض ،أي
عروض البلد -أي بعدها -عن خععط السععتواء ،وتحكيععم المنجميععن إنمععا يضععر فععي
الصول ،دون التوابع -كما هنا ،كذا في التحفة .وفععي البجيرمععي :قععال ابععن المقععري
فععي تمشععيته :واعتبععار مسععافة القصععر يععؤدي إلععى أن يجععب الفطععر علععى مععن بالبلععد،
والصوم على من هو خارجها ،لوقوعهم في مسافة القصر ،إذ هععي تحديععد ،وإلععى أن
يكون من خرج من البلد لزمه المساك ،ومن دخلها لزمه الفطر .اه) .قوله :والمععراد
باختلفها أن يتباعد إلخ( وفي حاشية الكردي ما نصه :معنى اختلف المطالع أن
] [ 247
يكون طلوع الفجر أو الشععمس أو الكععواكب أو غروبهععا فععي محععل متقععدما علععى
مثله في محل آخر ،أو متأخرا عنه ،وذلععك مسععبب عععن اختلف عععروض البلد .أي
بعدها عن خط الستواء وأطوالها .أي بعدها عن ساحل البحر المحيط الغربي ،فمتى
تسعاوى طعول البلعدين لعزم معن رؤيتعه فعي أحعدهما رؤيتعه فعي الخعر ،وإن اختلعف
عرضهما ،أو كان بينهما مسافة شهور .ومععتى اختلععف طولهمععا امتنععع تسععاويهما فععي
الرؤية ،ولزم من رؤيته في الشرق رؤيته في بلععد الغععرب ،دون العكععس ،فيلععزم مععن
رؤيته في مكة رؤيته في مصر ،ول عكس .قععال فععي المععداد والنهايععة :ومععن ثععم لععو
مات متوارثان وأحدهما بالمشرق والخر بالمغرب كععل فععي وقععت زوال بلععده ،ورث
الغربي الشرقي ،لتأخر زوال بلده .اه) .قوله :غالبا( خععرج بععه مععا كععان علععى خلف
الغالب ،وهو أنه قد يتباعد المحلن ،وتكون الرؤية في أحد البلدين مسععتلزمة للرؤيععة
في الخر ،كالذي سيذكره من أنه إذا رؤي في البلد الشععرقي يععرى فععي الغربععي -فل
عبرة به ،للختلف فيما ذكر) .قوله :التبريزي( بكسر أوله والراء وسكون الموحععدة
والتحتيععة وزاي :نسععبة إلععى تععبريز ،بلععدة بأذربيجععان .اه .ع ش) .قععوله :ل يمكععن
اختلفها إلخ( قال في التحفة :وكان مستند ما ذكر :الستقراء) .وقععوله :فععي أقععل مععن
أربعة وعشرين فرسخا( قععال ع ش -وقععدره ثلثععة أيععام .لكععن يبقععى الكلم فععي مبععدأ
الثلثة بأي طريق يفرض حتى ل تختلف المطالع بعده ؟ .اه) .قوله :علععى أنععه يلععزم
من الرؤية إلخ( أي كما في مكة المشرفة ومصر المحروسة ،فإنه يلزم من رؤيته في
مكة رؤيته في مصر ،ل عكسه) .قوله :من غير عكس( وهو أنه ل يلزم مععن رؤيتععه
في البلد الغربي رؤيته في البلد الشرقي ،وعلى هذا حديث كريب ،فإن الشععام غربيععة
بالنسبة إلى المدينة ،فل يلزم من رؤيته في الشام رؤيتععه فيهععا) .قععوله :إذ الليععل إلععخ(
علععة الملزمععة) .وقععوله :قبععل( أي قبععل دخععوله فععي البلد الغربيععة) .قععوله :وقضععية
كلمهم( أي السبكي ومن تبععه ،وهعو أنعه يلععزم معن رؤيتعه فعي الشععرقي رؤيتعه فععي
الغربععي) .قعوله :أنعه( أي الهلل .والمصعدر المعؤول معن أن واسعمها وخبرهععا خععبر
قضية) .وقوله :في شرقي( أي بلد شرقي) .وقوله :لزم كل غربي( أي كععل أهععل بلععد
غربي) .وقوله :بالنسبة إليه( أي إلى الشرقي الذي رؤي الهلل فيه) .وقوله :العمععل(
فاعل لزم) .قوله :وإن اختلفعت المطعالع( قعال فعي التحفعة بععده :وفيعه منافعاة لظعاهر
كلمهم ،ويوجه كلمهم بأن اللزم إنما هو الوجود ،ل الرؤية ،إذ قد يمنع منها مانع،
والمدار عليها ،ل على الوجود .اه .وقوله :بأن اللزم :أي لرؤيته فععي البلععد الشععرقي
إنما هو الوجود ،أي وجود الهلل .وفي ع ش ما نصه) :فرع( ما حكم تعلععم اختلف
المطالع ؟ يتجه أن يكون كتعلم أدلة القبلة حتى يكون فرض عين في السععفر وفععرض
كفاية في الحضر ،وفاقا لمر سم على منهج ،والتعبير بالسععفر والحضععر جععرى علععى
الغالب .اه) .تتمة( لو أثبت مخالف الهلل مع اختلف المطالع لزمنا العمل بمقتضى
إثباته .ولو سافر عن محل الرؤية إلى محل يخالفه في المطلععع ولععم يععر أهلععه الهلل،
وافقهم في الصوم آخر الشهر ،وإن أتم ثلثين فيمسععك معهععم ،وإن كععان معيععدا ،لنععه
صار منهم .وكذا لو جرت سفينة صائم إلععى بلععد فوجععدهم معيععدين فععإنه يفطععر معهععم
لذلك ،ول قضاء عليه ،إل إن صام ثمانية وعشرين يوما .وخرج بآخر الشهر مععا لععو
انتقل أول الشهر من محل رأوه فيه إلى محل لم يروه فيه ،فل يفطر معهم ذلك اليععوم
-كما في التحفة -قال سم :والوجه التسوية بين الول والخععر .وعليععه يلغععز ويقععال:
لنا شععخص رأى الهلل ليل ،وأصععبح مفطععرا بل عععذر) .فععائدة( فععي مسععند الععدارمي
وصحيح ابن حبان أن النبي )ص( كان يقول عند رؤية الهلل :ال أكبر ،اللهععم أهلععه
علينا بالمن واليمان ،والسلم والسلم ،والتوفيق لمععا تحبععه وترضععاه .ربنععا وربعك
ال .وفي أبي داود :كان يقول :هلل خير ورشد -مرتين -آمنت بمن خلقععك -ثلث
مرات .-ويسن أن يقرأ بعد ذلك سورة تبارك ،لثر فيه ،ولنها المنجية
] [ 248
الواقية :قال السبكي :وكأن ذلك لنها ثلثون آية بعدد أيام الشهر ،ولن السكينة
تنزل عند قراءتها .وكان )ص( يقرؤهععا عنععد النععوم .اه .مغنععى) .قععوله :وإنمععا يجععب
صوم رمضان إلخ( تعرض لشرائط الوجوب ،ولم يتعرض لشرائط الصععحة ،مععع أن
إحداهما ل تغني عن الخرى ،إذ ل يلزم من الصعحة الوجعوب .أل تعرى أن الصعوم
يصح من الصبي ول يجب عليه ؟ ويجب على المرتد ول يصح منه ؟ فكان المناسب
أن يتعرض لشرائط الصحة أيضا وإن كان بعضها -كالنقاء -يمكععن انععدراجه تحععت
الطاقة بحملهععا علععى الحسععية والشععرعية -كمععا صععرح بععه الشععارح -وهععي أربعععة:
السلم بالفعل ،والنقاء عن الحيض والنفاس ،والعقل في جميععع النهععار ،ووقععت قابععل
للصوم .فمتى ارتد ،أو نفسععت ،أو ولععدت وإن لععم تععر دمععا ،أو حاضععت ،أو جععن فععي
لحظة مععن النهععار :بطععل الصععوم -كالصععلة ول يضععر النععوم -وإن اسععتغرق جميععع
النهار -ول الغماء والسكر من غير تعد إن خل عنهما لحظععة مععن النهععار ،بخلف
ما إذا لم يخل عنهما لحظة منه ،فإن الصوم يبطل بهمععا ،لنهمععا فععي السععتيلء علععى
العقل فوق النوم ودون الجنون ،فإن قلنا إن المسععتغرق منهمععا ل يضععر كععالنوم ،لععزم
إلحاق القوى بالضعف .وإن قلنا إن اللحظة منهما ما تضععر كععالجنون ،لععزم إلحععاق
الضعف بالقوى فتوسطنا وقلنا إن الخلو عنهما في لحظة كاف .وخععرج بقولنععا مععن
غير تعد :ما إذا حصل له بتعد ،فإنه يأثم بهما ،ويبطل صومه ،ويلزمه القضععاء ،وإن
كانا في لحظة من النهار) .قوله :على كل مكلف( أي مسلم ،ولو فيما مضى ،فيشععمل
المرتد ،فيجب عليه الصوم ،بمعنى انعقاد سببه فععي حقععه ،لوجععوب القضععاء عليععه إن
عاد للسلم) .قوله :أي بالغ عاقل( تفسير مراد للمكلف) .قععوله :مطيعق لعه( زاد فععي
شرح المنهج شرطين ،وهما :الصععحة ،والقامععة .واعععترض الول بععأن قيععد الطالععة
يغني عنه ،لن المراد الطاقة حسا أو شرعا ،فيخرج بهععا المريععض ،إل أن يقععال إن
الطاقة تتحقق مع وجععود المشععقة ،فحينئذ ل يخععرج المريععض بهععا ،فيحتععاج إلععى قيععد
الصحة لخراجه) .قوله :فل يجب على صععبي( أي وإن صععح منععه ،إذ ل تلزم بيععن
الصععحة والوجععوب -كمععا معر -وهعذا محعترز قععوله بععالغ :المنععدرج تحععت المكلعف.
)وقوله :مجنون( محترز قوله عاقععل -المنععدرج أيضععا تحععت المكلععف -ومحععل عععدم
وجوبه على المجنون -كما سيأتي -ما لم يتعد به ،بأن أزال عقلععه بشععراب أو غيععره
عمدا ،وإل وجب عليه ولزمه قضاؤه بعد الفاقة) .قوله :ول على من ل يطيقه لكععبر
أو مرض( محترز الطاقة الحسية ،وما بعععده محععترز الشععرعية) .وقععوله :ل يرجععى
برؤه( هو ساقط من عبارة التحفة ،وهو الولى ،لن المريض مرضا يرجى برؤه ل
يجب عليه الصوم حالته ،وإن وجب عليه القضعاء إذا تمكعن -كالحعائض والنفسعاء -
إل أن يقال قيد به لجل قوله ويلزمه مد لكل يوم ،لن لزومه إنما هو فيمععا ل يرجععى
بعرؤه ،أمعا معا يرجعى بعرؤه فل يلزمعه مععه ذلعك ،وإنمعا يلزمعه الصعوم قضعاء بععد
الصحة) .قوله :ويلزمه( أي من ل يطيقه) .وقوله :مد لكعل يععوم( أي لقععوله تععالى* :
)وعلى الععذين يطيقععونه فديععة طعععام مسععكين( * ) (1والمععراد ل يطيقععونه -بتقععدير ل
النافية -كما سيأتي) .قوله :ول على حائض ونفساء( أي ول يجب عليهمععا .قععال فععي
التحفة :ووجوب القضاء عليهما إنما هو بعأمر جديععد .وقيععل وجععب عليهمعا ثعم سعقط.
وعليهما ينويان القضاء ،ل الداء على الول ،خلفا لبن الرفعععة ،لنععه فعععل خععارج
وقته المقدر له شرعا .أل ترى أن من اسععتغرق نععومه الععوقت ينععوي القضععاء وإن لععم
يخاطب بالداء ؟ وبما تقرر علم أن من عبر بوجوبه على نحو حائض ومغمى عليععه
وسكران :مراده وجوب انعقاد سبب ليرتب عليهم القضاء ،ل وجوب التكليععف ،لعععدم
صلحيتهم للخطاب .اه) .قوله :لنهما( أي الحععائض والنفسععاء) .وقععوله :ل تطيقععان(
أي الصوم ،فمفعوله محذوف) .وقوله :شرعا( أي ل حسا ،لنهما قععد يطيقععانه حسععا.
)قوله :وفرضه نية( أي
] [ 249
لقوله )ص( :إنما العمال بالنيات .وذكععر مععن فععروض الصععوم فرضععا واحععدا،
وهو ما ذكر ،وبقي عليه فرضان ،وهما :المساك عن مفطر ،والصععائم ،ول بععد فععي
النية من أن يستحضر حقيقة الصوم -التي هي المساك عن المفطر -جميععع النهععار
مع كونه عن رمضان مثل ،ثم يقصعد إيقعاع هعذا المستحضععر) .قععوله :بععالقلب( بيععان
لمحل النية) .قوله :ول يشترط التلفظ بها( أي بالنية ،كسععائر نيععات العبععادات) .قععوله:
بل يندب( أي التلفظ بها ليسععاعد اللسععان القلععب) .قععوله :ول يجععزئ عنهععا( أي النيععة.
)قوله :وإن قصد به( أي التسحر) .قوله :ول المتناع إلععخ( معطععوف علععى التسععحر،
أي ول يجزئ عن النية المتناع من تناول مفطر ،خوفا من طلوع الفجر) .قوله :مععا
لم يخطر بباله الصوم بالصفات إلخ( قيد فعي ععدم الجعزاء .أي محلعه معا لعم يخطعر
بباله الصوم بصفاته ،وإل أجزأ ما ذكر من الصورتين :أعني التسحر والمتنععاع مععن
تناول مفطر عنها) .واعلم( أن الصوم هو المساك عن المفطرات ،وأن صفاته كونه
عن رمضان أو عن نذر أو كفارة مثل .إذا علمت ذلععك ،فتععأمله مععع الغايععة السععابقة -
أعني قوله ولو قصعد بعه التقعوي علعى الصعوم -فعإن مجمعوع ذلعك يقتضعي تصعور
تسحره بقصد التقوي عليه مع عدم خطوره مععع صععفاته بالبععال .وليععس كععذلك ،وذلععك
لن الصععوم الععذي قصععد التقععوي عليععه بالتسععحر الظععاهر :أن المععراد منععه الصععوم
الشرعي ،الذي هو إمساك مخصوص بنية مخصوصة ،فعإذا قصعد بالسعحور التقعوى
عليه ،لزم خطوره بالبال بصفاته التي ل بد منهععا ،وذلععك عيععن النيععة .نعععم ،إن حمععل
الصوم -الذي قصد التقععوى عليععه بمععا ذكععر -علععى مطلععق إمسععاك عععن المفطععرات،
تصور ذلك ،وكان لذكر القيد المذكور بعد الغاية فائدة .وبقي عليه أن صععريح كلمععه
أن مجرد خطور الصوم بباله مع التسحر أو المتناع من المفطر مجععزئ عععن النيععة.
وليس كذلك ،لما صرحوا به في الصلة -وغيرها -من أنه ل بد في نيتها من قصععد
إيقاعها وفعلها ،وأما مجرد الخطور من غير قصد اليقاع فغيععر مجععزئ .ويمكععن أن
يقال :إن المراد بقوله :ما لم يخطر بباله الصععوم :أي إيقععاعه ،وفيععه أنععه إذا كععان هععو
المراد كان عين النية ،ل مجزئا عنهععا -كمععا أفهمععه كلمععه .-وعبععارة الععروض مععع
شرحه :ولو تسحر ليصععوم ،أو شععرب لععدفن العطععش نهععارا ،أو امتنععع مععن الكععل أو
الشععرب أو الجمععاع خععوف طلععوع الفجععر ،فهععو نيععة -إن خطععر ببععاله صععوم فععرض
رمضان ،لتضمن كل منها قصد الصوم .اه .وهي ظاهرة) .قعوله :لكعل يعوم( متعلععق
بنية .أي تجب النية لصوم كل يوم ،وذلك لن الصوم كل يعوم عبعادة مسعتقلة ،لتخلعل
ما يناقض الصوم بين اليومين -كالصلتين يتخللهما السععلم) .قعوله :فلعو نععوى إلععخ(
مفرع على وجوب النية لكل يوم) .قوله :صوم جميعه( أي رمضان) .قوله :لم يكف(
أي ما نواه) .وقوله :لغير اليوم الول( أما هو ،فيكفي معا نعواه لعه فقعط) .قعوله :لكعن
ينبغي ذلك( أي نية صوم جميعه أول ليلة منععه (.قععوله :ليحصععل إلععخ( علععة النبغععاء.
)قوله :الذي نسي النيعة فيعه( أي لعه ،ففعي بمعنعى اللم) .وقعوله :عنعد مالعك( متعلعق
بيحصل .أي يحصل له ذلك عنده ،لنه ل يشترط النية لكععل يعوم) .قععوله :كمععا تسععن(
أي النية) .وقوله :له( أي الناسي تبييت النيععة) .وقععوله :ليحصععل إلععخ( متعلععق بتسععن.
)وقعوله :صععومه( أي اليععوم العذي نسعي النيعة لععه) .وقععوله :عنعد أبععي حنيفعة( متعلعق
بيحصل) .قوله :وواضح أن محله( أي حصول الصوم له بذلك) .وقوله :إن قلععد( أي
المام مالكا في النية أول ليلة من رمضان ،أو المام أبا حنيفععة فععي النيععة أول النهععار
إن نسيها ليل ،فمفعوله محذوف) .قععوله :وإل( أي وإن لععم يقلععد مععن ذكععر ،بععل صععام
بالنية المذكورة في الصورة الولى والثانية من
] [ 250
غير تقليععد) .وقععوله :كععان متلبسععا بعبععادة فاسععدة( أي وهععو حععرام) .وقععوله :فععي
اعتقاده( متعلق بفاسدة -أي فاسدة في اعتقاد الناوي ،وإن كانت صحيحة فععي اعتقععاد
غيره) .قوله :وشرط لفرضه( سيأتي محترزه) .قععوله :ولععو نععذرا إلععخ( أي ولععو كععان
الصوم المفروض نذرا أو كفارة أو صوم استسقاء ،فإنه يشترط فيه ما ذكره) .قععوله:
أمر به المام( راجع لصوم الستسقاء ،وقيد به لنه ل يكون فرضا إل حينئذ) .قوله:
تبييت( نائب فاعل شرط ،وإنما شرط لخبر من لم يبيت الصيام قبل الفجعر فل صعيام
له ،أي صحيح -كما هو الصل في النفي من توجهه إلععى الحقيقععة ،فل يقععع صععيامه
عن رمضان بل خلف ،ول نفل -على الوجه -ولو معن جاهععل) .قععوله :أي إيقععاع
النية إلخ( تفسير مراد للتبييت أي أن المراد بتبييتها :إيقاعها ليل) .قوله :أي فيما بين
غروب الشمس وطلوع الفجر( تفسير لليل أي أن المراد بالليل الذي تجزئ النية فيععه
ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر -سواء كععان مععن أولععه ،أو آخععره ،أو وسععطه -
وهععذا هععو المعتمععد .ومقععابله :ل تكفععي فععي النصععف الول ،بععل يشععترط إيقاعهععا فععي
النصف الخير ،لنه قريععب معن العبععادة) .قععوله :ولععو فععي صععوم المميععز( غايعة فععي
اشتراط التبييت نفل .أي يشترط التبييت ،ولو كان الناوي صبيا مميععزا ،نظععرا لععذات
الصوم ،وإن كان صومه يقع نفل ،وليععس لنععا صععوم نفععل يشععترط فيععه ذلععك إل هععذا،
فيلغز به ويقال :لنا صوم نفل يشععترط فيععه تععبييت النيععة) .قععوله :ولععو شععك إلععخ( هععذا
مأخوذ من اشتراط التبييت ،إذ هو يفهم أنه ل بد من اليقين فيععه ،فلععو شععك لععم تصععح.
)واعلم( أن الشارح ذكر مسألتين متغععايرتين فععي الحكععم ،الولععى :أنععه لععو شععك :هععل
وقعت نيته قبل الفجر أو بعده ؟ لم تصح -أي النية .-والثانية :أنه لو نععوى ثععم شععك:
هل طلع الفجر أو ل ؟ فإنها تصح .وفرق سم بين المسععألتين :بععأن الشععك فععي الولعى
واقع حال النية ،وفي الثانية بعدها .قال :والتردد حال النية يمنع الجزم المعتبر فيهععا،
فلذلك لم تصح ،بخلفه في الثانية ،فإنه لم يمنع الجزم المعتبر حالتها ،فلذلك صععحت.
وفي حاشية السيد عمر البصري -بعد أن استظهر عدم الفرق بين المسععألتين -فععرق
غير هذا ،وحاصله :أن الشك في الصورة الولى حصل له بعد تحقق طلععوع الفجععر،
وفي الصورة الثانية حصل له قبل تحققه ،فهو فيها شاك في النية ،وشععاك فععي طلععوع
الفجر أيضا ،فلذلك صحت في هذه ،ولم تصح في تلك .وعبارته :قوله :ولو شك هععل
وقعت نيته قبل الفجر أو بعده ؟ إلخ -قد يقال كل من نيته وطلوع الفجععر حععادث فععي
كل المسألتين ،فما وجه ترجيح الصل في إحداهما للنية وفي الثانية لطلععوع الفجععر ؟
بل يتوقف في التغاير بين المسألتين تغايرا حقيقيا يؤدي إلى التخالف في الحكععم ،فععإن
الذي يظهر :التلزم بين التصعويرين ،والع أعلعم .وكتعب -قعدس سعره -ويمكعن أن
يقال :الصورة الولى مفروضة فيما إذا طرأ له شك بعععد تحقععق طلععوع الفجععر -هععل
وقعت نيته قبله أو بعده ؟ والثانية مفروضة فيما إذا نوى ثم حصل له الشك المععذكور
مع الشك في طلوع الفجر ،فإن استمر هذا الشك إلى ما يتحقق الطلععوع صععارت مععن
أفراد الولى .اه) .قوله :لن الصل عدم وقوعهععا( أي النيععة ليل ،وهععو تعليععل لعععدم
الصحة) .قوله :إذ الصل إلخ( علة للعلععة) .وقععوله :فععي كععل حععادث( هععو هنععا النيععة.
)وقوله :تقديره بأقرب زمن( أي فرض وقوعه في أقرب زمن ،وهو هنا وقوعها بعد
طلوع الفجر) .قوله :بخلف ما لو نوى ثم شك :هل طلع الفجر ؟( أي هل كان طالعا
عند النية أو ل ؟ اه .سععم) .قععوله :لن الصععل عععدم طلععوعه( علععة لمقععدر :أي فإنهععا
تصح ،لن الصل عدم طلوع الفجر حال النية) .قوله :الصل المذكور( أي وهو أنه
في كل حادث تقديره بأقرب زمن ،والحادث هنا طلععوع الفجععر ،وحصععوله بعععد النيععة
أقرب من حصوله وقتها.
] [ 251
)قوله :ول يبطلها( أي النيعة) .وقعوله :نحعو أكعل وجمعاع( أي معن كعل مفطعر،
كجنون أو نفاس ،قال في التحفة :ل الردة ،لنها تزيل التأهل للعبععادة بكععل وجععه .اه.
)وقوله :بعدها( أي بعد النية ،وهو ظرف متعلق بمحذوف صفة لنحو أكععل وجمععاع -
أي كائن بعد النية .-قععال سععم :ينبغععي أو معهععا ،لن ذلععك ل ينافيهععا) .وقععوله :وقبععل
الفجر( أي وأما بعده فإنه يبطلها -كما هو ظاهر) .قوله :نعم :لو قطعهععا إلععخ( يعنععي
لو رفععض النيععة قبععل الفجععر احتععاج لتجديععدها -بل خلف -بخلفععه بعععد الفجععر ،فل
يضر .وعبارة البجيرمي :نعم تضر الردة ليل أو نهارا ،وكذا يضر رفض النيععة ليل
ل نهارا ،فل بد من تجديدها بعد السلم والرفض ،ومنه -أي الرفض -ما لو نععوى
النتقال من صوم إلى آخر ،كما لو نعوى صععوم قضعاء ععن رمضعان ثعم ععن لعه أن
يجعله عن كفارة مثل ،فإن ذلك يكون رفضا للنية الولى .اه) .قوله :وتعيين لمنوي(
معطوف على تبييت .أي وشرط لفرضه تعيين لمنوي :أي ولو من الصعبي المميعز -
كما نبه عليه السيد عمر البصععري -والمععراد بععالتعيين المشععترك :التعييععن مععن حيععث
الجنس -كالكفارة ،وإن لم يعين نوعها :كفارة ظهار ،أو يمين ،وكصوم النذر وإن لم
يعين نوعه :كنذر تبرر أو لجاج ،وكالقضاء عن رمضان ،وإن لم يعين رمضان سنة
بخصوصها -وإنما وجب التعيين في الفرض لنه عبادة مضععافة إلععى وقععت ،فععوجب
التعيين في نيتها -كالصلوات الخمس .-وعبارة ق ل :قععوله :وتعيينععه أي مععن حيععث
الجنس ل من حيث النوع ول الزمن ،فيكفي نية الكفارة لمععن عليععه كفععارات اه .وقععد
أفاد ما ذكر الشارح بالغاية بعد ،وهي وإن لم يعين سببها ،وبالسععتدراك بعععدها وهععو
نعم من عليه إلخ .فتنبه .وقوله في الفرض :الولى إسقاطه ،إذ ذكره يععورث ركاكععة،
وذلك لن التقدير :وشرط لفرضه تعيين لمنوي في الفرض) .قععوله :كرمضععان إلععخ(
تمثيل لما يحصل به التعيين ،ويصح جعلععه تمعثيل للفععرض ،وهععو أولععى ،لئل يصععير
التصوير بعده ضائعا) .قوله :بأن ينوي إلخ( تصوير لما يحصل به التبييت والتعيين،
فقوله :كل ليلة وغدا :مثال للتبييت) .وقوله :عن رمضان إلخ( مثععال للتعييععن) .قععوله:
وإن لم يعين سببها( أي الكفارة ،وهععو غايععة لحصععول التعييععن بقصععد الكفععارة ،أي ل
فرق في حصول ذلك به ،بين أن يعين سبب الكفارة -من ظهار أو يمين أو جمععاع -
أو ل .قال في التحفة :فإن عين وأخطأ لم يجزئ) .قوله :فلو نوى الصوم إلخ( تفريععع
على مفهوم اشتراط التعيين) .وقوله :لععم يكععف( أي مععا نعواه لعععدم التعييععن ،لنععه فععي
الولى يحتمل رمضان وغيره ،وفي الثانية يحتمل القضاء والداء .قععال فععي التحفععة:
نعم ،لو تيقن أن عليه صوم يوم وشك -أهو قضعاء ،أو نعذر ،أو كفعارة ؟ أجعزأه نيعة
الصوم الواجب .وإن كان مترددا للضرورة ولم يلزمه الكععل -كمععن شععك فععي واحععدة
من الخمس -لن الصل بقاء وجوب كل منها ،وهنا الصل براءة الذمة .اه) .قوله:
نعم ،من عليه إلخ( اسععتدراك علععى اشععتراط التعييععن ،وإنمععا يظهععر إذا حمععل التعييععن
المشترط على العم من التعيين ،من حيث الجنس ،أو من حيث النوع .أمععا إذا حمععل
على المراد المار الذي حملته عليه -وهو من حيث الجنس فقط -فل اسععتدراك ،لن
التعيين من حيث الجنس حاصل في هذه الصورة) .وقععوله :أو نععذر( بععالرفع ،عطععف
على قضاء .أي أو عليه نذر :أي صععومه) .وقععوله :أو كفععارة( بععالرفع ،عطععف علععى
قضاء أيضا .أي أو عليه كفعارة -أي صعومها) .وقعوله :معن جهعات مختلفعة( راجعع
للنذر والكفارة ،والمراد بهععا -بالنسععبة للول -كععونه عععن تععبرر أو لجععاج ،وبالنسععبة
للثاني :كونه عن ظهعار أو جمعاع أو يميععن) .وقععوله :لععم يشعترط التعييعن( أي تعييعن
قضاء ،أي الرمضانين في الولى ،وتعيين النوع فيما بعدها) .قوله :لتحععاد الجنععس(
علة لعدم اشتراط التعيين .أي أنه في الجميع :الجنس واحد ،وهو مطلق رمضععان ،أو
مطلق نذر ،أو مطلق كفارة .وهو كععاف فععي التعييععن -كمععا علمععت) .قععوله :واحععترز
باشتراط التبييت في الفرض( المناسب أن يقععول واحععترز بقععوله لفرضععه :مععن حيععث
اشتراط التبييت فيه عن النفل،
] [ 252
لن المحترز به هو الفرض .ل اشتراط التبييت فيه .فتأمل) .قوله :فتصح فيععه(
أي النفل) .وقوله :ولو مؤقتا( أي ولو كان النفععل مؤقتععا ،كعرفععة وعاشععوراء) .قععوله:
النية( فاعل تصح) .قوله :قبل الزوال( متعلق بتصح أو بالنية .وفي اليعاب للشافعي
قول جديد :أنه تصح نية النفل قبل الغروب .قال :فمن تركهععا قبععل الععزوال ينبغععي لععه
بالشرط الذي ذكرناه -وهو تقليد في ذلك -أن ينويها بعععده ،ليحععوز ثععوابه علععى هععذا
القول ،بناء على جواز تقليععده .اه .كععردي .ول بععد مععن اجتمععاع شععرائط الصععوم مععن
الفجر ،للحكم عليه بأنه صائم من أول النهار ،حتى يثاب علععى جميعععه ،إذ صععومه ل
يتبعض) .قوله :للخععبر الصععحيح( هععو مععا رواه الععدارقطني :عععن عائشععة رضععي الع
عنها ،قالت :دخل علي رسول ال )ص( ذات يوم ،فقال :هل عندكم شععئ ؟ قلععت :ل.
قال :فإني إذا أصوم .قالت :ودخل علي يوما آخر ،فقععال :أعنععدكم شععئ ؟ قلععت :نعععم.
قال :إذا أفطر ،وإن كنت فرضت الصوم أي شرعت فيععه وأكععدته) .قععوله :وبععالتعيين
إلخ( معطععوف علععى التععبييت) .وقععوله :النفععل( منصععوب بنععزع الخععافض وهععو عععن،
والتقدير :واحترز باشتراط التعيين في الفرض عععن النفععل .وكععان المناسععب أن يقععول
هنا أيضا :واحترز بقولي في الفععرض مععن حيععث اشععتراط التعييععن فععي الفععرض عععن
النفل ،لن المحترز به هو الفرض ،ل اشتراط التعيين .فتنبه .وقوله :أيضععا ،أي كمععا
احععترز باشععتراط التععبييت فععي الفععرض عععن النفععل .وقععوله :فيصععح :أي النفععل -أي
صومه .وقوله :ولو مؤقتا :غاية في صحة الصوم في النفل بنية مطلقععة ،أي ل فععرق
في ذلك بين أن يكون مؤقتا -كصوم الثنين ،والخميس ،وعرفة ،وعاشععوراء ،وأيععام
البيض -أو ل :كأن يكون ذا سبب -كصععوم الستسععقاء -بغيععر أمععر المععام ،أو نفل
مطلقا) .قوله :بنية مطلقة( متعلق بيصععح ،فيكفععي فععي نيععة صععوم يععوم عرفععة مثل أن
يقول :نويت الصوم) .قوله :كمعا اعتمعده غيعر واحعد( أي اعتمعد صعحة صعوم النفعل
المؤقت بنية مطلقة .وفي الكردي ما نصه :في السععنى -ونحععوه الخطيععب الشععربيني
والجمال الرملي -الصوم في اليام المتأكد صومها منصرف إليها ،بععل لععو نععوى بععه
غيرها حصلت إلخ :زاد في اليعاب ومن ثم أفتى البارزي بأنه لععو صععام فيععه قضععاء
أو نحوه حصل ،نواه معه أو ل .وذكر غيره أن مثل ذلك ما لو اتفق في يععوم راتبععان
كعرفة يوم الخميس .اه .وكلم التحفة كالمتردد في ذلععك .اه) .قععوله :نعععم بحععث فععي
المجموع إلخ( هذا إنما يتم له إن ثبت أن الصوم في اليام المععذكورة مقصعود لععذاتها.
والمعتمد :كما يؤخذ من عبارة الكردي المارة آنفا -أن القصد وجود صوم فيها .فهي
كالتحية ،فإن نوى التطوع أيضا حصل ،وإل سقط الطلب عنه ،وبهذا فععارق رواتععب
الصععلوات) .قععوله :كعرفععة ومععا معهععا( أي ومععا يععذكر معهععا عنععد تعععداد الرواتععب -
كعاشورا ،وسععتة مععن شععوال ،واليععام الععبيض ،واليععام السععود ) .-قععوله :فل يحصععل
غيرها( أي من قضاء أو كفارة) .وقوله :معها( أي الرواتب) .وقوله :وإن نععوى( أي
غير الرواتعب) .قععوله :بععل مقتضعى القيعاس( أي علعى رواتععب الصععلة) .وقععوله :أن
نيتهما( أي الرواتععب وغيرهععا ،كععأن نععوى صععوم عرفععة وقضععاء أو كفععارة) .وقععوله:
مبطلة( أي لن الراتب ل يندرج في غيره ،فإذا جمعه مع غيره لععم يصععح ،للتشععريك
بين مقصودين) .قوله :كما لو نوى الظهر وسنته( أي فععإن ذلععك مبطععل ،وقععد علمععت
الفرق -فل تغفل) .قوله :فأقل النية المجزئة إلخ( تفريععع علععى مععا علععم مععن اشععتراط
التبييت والتعيين فقط ،وهو أنه ل يشترط غيرهما كالفرضية والداء ،والضافة إلععى
ال تعالى) .قوله :ولو بدون الفرض( غاية للجزاء .أي أنها تجزئ ،ولو كانت غيععر
مقرونة بالفرض .ولو حذف لفظ -ولو -واقتصر على بعدون الفععرض ،لكعان أولععى،
لن القل المجزئ الذي صرح به ليس مقرونا بالفرضية -فكيععف يجعععل غايععة لععه ؟
فتنبه) .قوله :على المعتمد( مرتبط بالغايععة ،أي أن النيععة المععذكورة تجععزئ مععن غيععر
تعرض للفرضية -علععى المعتمععد ) .-وقععوله :كمععا صععححه( الضععمير البععارز راجععع
للجزاء المذكور ،ل للمعتمد ،وإن كان هو ظععاهر صععنيعه ،لنععه ل معنععى لتصععحيح
المعتمد .ولو حذف الفعل وقال كما في المجموع لكان
] [ 253
أولى) .قوله :لن صععوم إلععخ( علععة لعععدم وجععوب قصععد الفرضععية المفهععوم مععن
الغاية ،أي وإنما لم يجب ذلك لن صععوم رمضععان مععن البععالغ ل يقععع إل فرضععا ،فل
فائدة للتعرض لها ،بخلف الصلة ،فإنها لما كانت تقع نفل فيما إذا أعيععدت ،اشععترط
فيها نية الفرضية لتتميز عن المعادة .قال السنوي :ول يرد اشتراط نيتها في المعادة
أيضععا -كمععا مععر -لن ذاك لمحاكععاة فعلععه أو ل .قععال فععي التحفععة - :وعلععى مععا فععي
المجموع -لو نوى ولم يتعرض للفرضية ثم بلغ قبل الفجر :لم يلزمه التعععرض لهععا.
اه) .قوله :ومقتضى كلم إلخ( مقابل المعتمد) .وقوله :والمنهععاج( أي وكلم المنهععاج
وعبععارته :وفععي الداء والفرضععية والضععافة إلععى الع تعععالى ،الخلف المععذكور فععي
الصلة .اه .والذي تقدم في الصلة عدم اشتراط ما عدا الفرضية) .وقععوله :وجععوبه(
أي الفرض -أي قصده) .قوله :أو بل غد( معطوف على بدون الفععرض ،فهععو غايععة
أيضا لجزاء النية المذكورة .أي تجزئ ،ولو لم يتعرض فيها للغععد) .قععوله :لن لفععظ
الغد إلخ( تعليل لعدم وجوب التعععرض للغععد المفهععوم مععن الغايععة أيضععا .أي وإنمععا لععم
يجب التعرض للغد ،لن لفظ إلخ .ومحل العلة قععوله :وهععو فععي الحقيقععة إلععخ) .قععوله:
اشتهر في كلمهعم( أي الصععحاب) .وقعوله :فععي تفسععير التعييعن( أي فععي تصعويره،
فقالوا :صورته أن يقول نويت صوم غد من رمضان .قال فعي حاشعية الجمعل :وهعذا
التصععوير فععي الحقيقعة تصععوير للتععبييت ،فللتعبييت صععورتان أن يقعول :نعويت صعوم
رمضان ،أو نويت صوم غد من رمضان .فانتقل نظرهععم لحععدى صععورتي التععبيت،
فجعلوها صورة للتعيين .اه) .قوله :وهو في الحقيقة ليس من حد التعيين( أي أن لفظ
الغد في الحقيقة ليس داخل في حد التعيين :أي ل يتوقععف التعييععن عليععه بخصوصععه.
قال في شرح المنهج :وإنما وقع ذلك من نظرهم إلى التبييت .اه .قال البجيرمععي :أي
وإنما وقع لفظ الغد في تفسير التعيين مععن نظرهععم إلععى التععبييت لن التععبييت مصععور
بصورتين -إحداهما :أن يقول ليل :نويت صوم غد من رمضععان والثانيععة :أن يقععول
ليل :نويت الصوم عن رمضان -كما في التعيين -فلما نظروا للصورة الولععى مععن
التبييت اشتهر إلخ .اه .ومر آنفا مثله عن الجمل) .قوله :فل يجععب التعععرض لععه( أي
للغد) .وقوله :بخصوصه( أي الغد .والمععراد أن التعععرض فععي النيععة لخصععوص الغععد
ليس بواجب ،بل الواجب هو أو غيععره ممععا يععدل علععى التعييععن ،كمععا فععي نيععة الشعهر
جميعه ،فإنه يحصل له به أول يعوم ،معع أنعه لعم يعينعه بعينعه) .قعوله :بعل يكفعي( أي
لحصول التعيين .والضراب انتقالي) .وقوله :دخععوله( أي الغععد) .وقععوله :فععي صععوم
الشهر المنوي( أي فإذا قال ليل نويت صوم رمضان ،فقد دخل فيه الغععد وهععو اليععوم
الذي يعقب الليلة التي نوى فيها) .قوله :لكن قضية كلم شيخنا كالمزجد وجععوبه( أي
الغد بخصوصععه ،وفيعه أن الععذي فععي التحفععة أنععه ل يجععب التعععرض لععه بخصوصععه،
وعبارتها :هذا -أي لفظ الغد -واجب ل بد منه ،ويكفي عنه عموم يشمله ،كنيععة أول
ليلة من رمضان صوم رمضان ،فيصح لليوم الول إلخ :اه .ومثلها فتععح الجععواد ،إل
أن يقال إنه قضية كلمه في غيرهما .ثععم رأيععت عبععارته علععى متععن بأفضععل تقتضععي
ذلك ،ونصها :وعلم من كلمعه أن أقععل النيعة فععي رمضعان أن ينعوي صعوم غعد ععن
رمضان .اه .فذكر الغد من القل ،فاقتضى وجوبه .تأمل) .قوله :وأكملهععا إلععخ( هععذه
مقابل قوله فأقل النية إلخ :وقال البجيرمي :أي بالنظر للمجموع ،وإل فرمضان ل بد
منه ،لنه تعيين .اه .ول حاجة إليه ،لن الكمل هععو مععا اشععتمل علععى مععا ل بععد منععه
وزيادة) .قوله :نويت إلخ( خبر عن أكملها :أي أكملها هذا اللفظ) .قععوله :صععوم غععد(
هو اليوم الذي يلي الليلة التي نوى فيها) .قععوله :عععن أداء فععرض رمضععان( قععال فععي
النهاية :يغني عن ذكر الداء أن يقول عن هذا الرمضان .اه) .قوله :بالجر لضععافته
لما بعده( أي يقرأ رمضان بالجر بالكسععرة ،لكععونه مضععافا إلععى مععا بعععده ،وهععو اسععم
الشارة .قال في التحفة :واحتيج لضافة رمضان إلى ما بعده لن قطعه عنها يصير
هذه السنة محتمل لكونه ظرفا
] [ 254
لنويت ،فل يبقى له معنى ،فتأمله ،فإنه مما يخفى .اه .ووجهه :أن النيععة زمنهععا
يسير ،فل معنى لجعل هذه السنة ظرفا لها) .قوله :هععذه السععنة() .إن قلععت( :إن ذكععر
الداء يغني عنه) .قلت( ل يغني ،لن الداء يطلق على مطلق الفعل ،فيصدق بصوم
غير هذه السنة .وعبععارة النهايععة :واحتيععج لععذكره -أي الداء -مععع هععذه السععنة ،وإن
اتحد محترزهما ،إذ فرض غير هذه السنة ل يكون إل قضاء ،لن لفععظ الداء يطلععق
ويراد به الفعل .اه .وفي البرماوي :ويسن أن يزيد :إيمانا واحتسابا لوجه ال الكريععم
عزوجل .اه) .قوله :لصحة النية حينئذ( أي حين إذ أتى بهععذا الكمععل المشععتمل علععى
الغد ،والداء والفرض ،والضافة ل تعالى ،وهو تعليل لكون مععا ذكععر هععو الكمععل،
أي :وإنما كان هذا هو الكمل لصحة النية به اتفاقا ،بخلف ما إذا أتععى بالقععل المععار
فإن فيه خلفا ،لنه قيعل بوجععوب التعععرض للغعد وللفرضععية .قععال فععي التحفعة -بععد
التعليل المذكور -ولتتميز عن أضدادها كالقضاء والنفل ،ونحو النعذر وسعنة أخعرى.
)قوله :وبحث الذرعي أنه( أي مريد الصوم) .قععوله :لعو كععان عليعه مثععل الداء( أي
صوم مثل الصوم الذي يريد أداءه) .قوله :كقضاء رمضان( تمثيل للمثل الذي عليععه.
)وقوله :قبله( أي قبل رمضان الععذي يريععد أداءه) .قععوله :لزمععه التعععرض للداء( أي
للتمييز بين الداء والقضاء .قال في التحفة :وهو مبني علععى الضعععيف الععذي اختععاره
في نظيره من الصلة أنه يجب نية الداء حينئذ .اه) .وقوله :أو تعيين السنة( أي بأن
يقول رمضان هذه السنة .وفي بعض نسخ الخط :وتعيين -بالواو -وهو الموافق لما
في التحفة ،لكن عليه تكون الواو بمعنى أو -كما هو ظاهر -لن أحععدهما كععاف فععي
حصول التمييز) .قوله :ويفطر عامدا إلخ( شروع فيمععا يبطععل بععه الصععوم .وقععد نظععم
بعضهم جميع المبطلت فقال :عشرة مفطرات الصوم * * فهاكها :إغمععاء كععل اليععوم
إنزاله مباشرا والردة * * والوطئ والقئ إذا تعمده ثم الجنون ،الحيض ،مععع نفععاس *
* وصول عين ،بطنه مع راس وذكععر المصععنف -رحمععه الع تعععالى -منهععا أربعععة،
وهي :الجماع ،والستمناء ،والستقاءة ،ودخول عين جوفا ،وترك البععاقي لفهمععه مععن
قيدي التكليف والطاقة) .وقوله :عامدا إلخ( ذكر قيود ثلثععة فععي بطلن الصععوم بمععا
ذكر من الجماع وما عطف عليه ،وهي :العمععد ،والعلععم ،والختيععار) .قععوله :ل نععاس
للصوم( مفهوم عامد .وإنما لم يفطر الناسعي ،لخعبر :معن نسعي وهعو صعائم فأكعل أو
شرب ،فليتم صومه ،فإنما أطعمه ال وسقاه .وفي رواية صححها ابن حبععان وغيععره:
ول قضاء عليه .نص على الكل والشرب ،فعلم غيرهمععا بععالولى) .قععوله :وإن كععثر
إلخ( أي فإنه ل يفطر مع النسيان ،لعموم الخبر المار آنفععا .وفععارق الصععلة حيععث إن
الكل الكثير نسيانا يبطلها ،بأن لهععا هيئة تععذكر المصععلي أنععه فيهععا فينععدر ذلععك فيهععا،
بخلف الصععوم .والغايععة المععذكورة للععرد علععى القععائل إن الكععثير يفطععر بععه :وعبععارة
المنهاج :وإن أكل ناسيا لم يفطر ،إل أن يكععثر فعي الصععح .قلععت :الصععح ل يفطعر،
وال أعلم .والجماع كالكل ،علععى المععذهب .اه) .وقععوله :نحععو جمععاع( أي كععالنزال
والمباشرة) .وقوله :وأكل( -بضم الهمععزة -بمعنععى مععأكول ،معطععوف علععى جمععاع،
أي :ونحو أكل من كل عين وصلت جوفه كحصاة وأصبعه ونحوهما) .قععوله :عععالم(
بالرفع ،صفة لعامد .أي عالم بأن ما تعاطاه مفطر) .قوله :ل جاهل إلخ( مفهوم عالم.
] [ 255
أي ل يفطر الجاهل بأن ما تعاطاهاه مفطر ،ولو علم تحريم الكل وجهل الفطر
به لم يعذر ،لن حقه مع علم التحريم :المتناع من الكل) .قوله :لقرب إسلمه إلععخ(
هذا قيد للجهل المغتفر .أي وإنما يغتفر الجهل إن كان جهله لجل قرب إسلمه إلععخ،
وأما إذا لم يكن لجل ذلك فل يغتفر .وهذا القيد معتبر في كععل مععا يععأتي مععن الصععور
المغتفرة للجهل .وما في البحر -من عذر الجاهل مطلقا -ضعيف) .وقوله :أو نشععئه
ببادية بعيدة عمن يعععرف ذلععك( أي أن مععا تعاطععاه مفطععر -أي أو كععون المفطععر معن
المسائل الخفية ،كإدخاله عودا في أذنه .واحترز بذلك عما إذا كععان قعديم السعلم ،أو
لم يكن بعيدا عمن يعرف ذلك بأن يكون بين أظهر العلماء ،أو يسععتطيع النقلععة إليهععم،
أو لم يكن من المسائل الخفية ،فل يغتفععر جهلععه بععذلك حينئذ) .قععوله :مختععار( بععالرفع
أيضا ،صفة ثانية لعامد) .قوله :ل مكره( مفهوم مختار ،أي ل يفطععر مكععره بتعععاطي
ما ذكر ،لخبر :رفع عن أمتي الخطأ ،والنسيان ،وما استكرهوا عليه .قال ع ش :ولو
أكره على الزنا فينبغي أن يفطر به تنفيرا عنه .قال ابن قاسم :وفي شرح الروض ما
يدل عليه .اه .لن الكراه -أي على الزنا -ل يععبيحه ) (1بخلفععه علععى الكععل .اه.
ويشترط في الكراه -كما يأتي في الطلق -قدرة المكععره علععى تحقيععق مععا هععدد بععه
عاجل بولية أو تغلب ،وعجععز المكععره ععن دفععه بفععرار أو اسععتغاثة ،وظنعه أنععه إن
امتنع فعل ما خوفه به ناجزا فل يتحقععق العجععز بععدون اجتمععاع ذلععك كلععه) .قععوله :لععم
يحصل منه قصد ول فكر ول تلذذ( قيد في عدم إفطار المكره .أي يشترط فيععه أن ل
يكون له قصد في فعل ما أكره عليه ،ول تفكر فيه ،ول تلععذذ بععه ،فععإن كععان كععذلك ل
يعتبر إكراهه ،ويفسد صومه .وعبارة التحفة :وشرط عدم فطر المكععره أن ل يتنععاول
ما أكره عليه لشهوة نفسه ،بل لداعي الكراه ل غير .واستظهر ع ش :أن المكععره ل
يفطععر ،وإن أكععل ذلععك بشععهوة) .قععوله :بجمععاع( متعلععق بيفطععر ،أي يفطععر مععن ذكععر
بجماع ،ولو كععان مععع حععائل .قععال فععي التحفععة :ويشععترط هنععا كععونه -أي المجععامع -
واضحا ،فل يفطر بععه خنععثى ،إل إن وجععب عليععه الغسععل ،بععأن يتقععن كععونه واطئا أو
موطوءا .اه) .قوله :وإن لم ينزل( غاية في إفطاره بالجماع .أي يفطر بجماع مطلقععا
-سواء أنزل أم ل -أي وسواء كععان فععي قبععل أو دبععر ،مععن آدمععي أو غيععره) .قععوله:
واستمناء( بالجر ،معطوف على جماع ،أي ويفطر باسعتمناء ،وهعو اسعتخراج المنعي
بغير جماع -حرامععا كععان كععإخراجه بيععده ،أو مباحععا كععإخراجه بيععد حليلتععه .والسععين
والتاء فيه للطلب ،ويرد عليه أنه يقتضي أن مجرد طلب المني يبطل الصوم ،ولو لععم
يخرج المني ،ول قائل به .وأجيب بأن المععراد طلععب خروجععه مععع خروجععه بالفعععل -
كما هو ظاهر) .قوله :ولو بيده أو بيد حليلته إلخ( غاية في إفطاره بالسععتمناء ،وهععي
للتعميم .أي يفطر به مطلقا -سواء كان بيده ،أو بيععد حليلتععه مععن زوجععة ،أو أمععة ،أو
بلمس بشرة ،سواء كان بشهوة أو بغيرها) .قوله :لمععا ينقععض لمسععه( المناسععب :لمععن
ينقض لمسه -لنه ما واقعة على من يعقل) .وقوله :بل حائل( متعلق بلمس .وخععرج
به ما إذا كان ما ذكر بحائل ،فإنه ل يفطر به .وفيه أن هذا القيد يغنععي عنععه مععا قبلععه،
لنه إذا كان هناك حائل ل نقض ،فما خرج بعه يخعرج بالعذي قبلعه .فتنبعه) .قعوله :ل
بقبلة إلخ( معطوف على بجماع .أي ل يفطععر بقبلععة وضععم لمععرأة ،وإن أنععزل بهمععا.
)قوله :بحائل( متعلق بكل من قبلة وضم) .قوله :أي معه( تفسير لمعنى الباء الداخلععة
على حائل) .قوله :وإن تكررتا( أي القبلة والضم ،وهو غاية لعدم الفطععار بهمععا .أي
ل يفطر بهما ،وإن تكررتا منه .والمناسعب :وإن تكعررا -بل تعاء -تغليبععا للمععذكر -
وهو الضم -
)) (1قوله :لن الكراه أي على الزنا ليبحه( وذلععك لن المكععره بععه بععالنظر لمجععرد
الكراه تارة يجب الصبر عليه كما )أكره على القتل والزنا ،وإن لععم يقتععل ،أو يععزن،
فيقتل هو ،فيجب عليه أن يصبر ويستسلم ول يقدم على القتععل .والزنععا تععارة ل يجععب
الصبر عليه ،عليه ،بل يجوز تعاطى .المكره عليه -كما في ال الكراه علععى شععرب
الخمر ،والتكلم بكلمة الكفر ،والفطر فععي رمضععان -كمععا بيععن ذلععك الفقهععاء .وعبععارة
الرشاد :ويبح -إى الكراه -مكفرا وخمرا وفطرا ،لزما وقتل .اه وبععالنظر للقععول
بالتكليف بالنقيض لما أكره عليععه يجععب الصععبر عليععه مطلقععا .أفععاده .سععم فععي اليععات
البينات .اه مولف
] [ 256
على المؤنث -وهعو القبلعة -ويحعرم التكعرر ،وإن لعم ينعزل) .قعوله :فلعو ضعم
امرأة إلخ( تفريع على مفهوم قععوله ل بقبلععة إلععخ) .قععوله :بععل بحععائل بينهمععا( أي بيععن
المقبل أو الضام ،وبين المرأة المقبلة أو المضمومة) .قوله :لم يفطر( قال سم :الععوجه
أن محل ذلك ما لم يقصد بالضم مع الحائل إخراج المني .أمععا إذا قصععد ذلععك وخععرج
المني ،فهذا استمناء مبطل ،وكذا لو مس المحرم بقصعد إخعراج المنعي -فعإذا أخعرج
بطل صومه ،هذا هو الوجه المتعين ،خلفععا لمععا يععوهمه الععروض وشععرحه .م ر .اه.
وفي البجيرمي ما نصه :حاصل النععزال أنععه إن كععان بالسععتمناء أي بطلععب خععروج
المني -سواء كان بيده ،أو بيععد زوجتععه ،أو بغيرهمععا -بحععائل ،أو ل ،يفطععر مطلقععا،
وأما إذا كان النزال باللمس معن غيععر طلععب السععتمناء -أي خععروج المنععي -فتععارة
يكععون ممععا تشععتهيه الطبععاع السععليمة ،أو ل ،فععإن كععان ل تشععتهيه الطبععاع السععليمة -
كالمرد الجميل ،والعضو المبان -فل يفطر بععالنزال مطلقععا ،سععواء كععان بشععهوة أو
ل ،بحائل أو ل .وأما إذا كان النزال بلمس ما يشععتهى طبعععا :فتععارة يكععون محرمععا،
وتارة يكون غير محرم ،فإن كان محرما ،وكععان بشععهوة وبععدون حععائل ،أفطععر ،وإل
فل .وأما إذا كان غير محرم -كزوجته -فيفطر النزال بلمسه مطلقا ،بشععهوة أو ل،
بشرط عدم الحائل .وأما إذا كان بحائل ،فل فطر به مطلقا ،بشهوة أو ل .أفاده شيخنا
ح ف .اه) .قوله :لنتفععاء المباشععرة( علععة لعععدم الفطععار) .قععوله :كععالحتلم( الكععاف
للتنظير :أي كما أنه ل يفطر بالحتلم) .قوله :والنزال بنظر وفكععر( أي وكععالنزال
بنظر وفكر ،فإنه ل يفطر به ،لنتفاء المباشرة .قال البجيرمي :ما لم يكن مععن عععادته
النزال بهما ،وإل أفطر -كما قرره شيخنا ح ف .اه) .قوله :ولو لمس محرمعا إلعخ(
هذا محترز قوله لما ينقض لمسه) .قوله :لعدم النقض به( أي بلمس المحرم أو شعععر
المرأة -ولو غير محرم -وقيل يفطر بلمس الشعر إذا أنععزل .وعبععارة المغنععي :ولععو
لمععس شععر امعرأة فععأنزل :ففعي إفطععاره ععن المتعولي وجهعان بناهمععا علعى انتقععاض
الوضوء بلمسه ،ومقتضععاه أنععه ل يفطععر .اه) .قععوله :ول يفطععر بخععروج مععذي( هععذا
مفهوم قوله استمناء ،إذ المععراد منععه خععروج المنععي) .قععوله :خلفععا للمالكيععة( أي فععي
قولهم إن خعروج المعذي مفطعر) .قعوله :واسعتقاءة( بعالجر ،عطعف علعى جمعاع ،أي
ويفطر باستقاءة) .قوله :أي استدعاء قئ( أي طلب خروجععه ويععأتي فيعه مععا تقعدم فععي
لفظ الستمناء من اليراد .والجواب .قال فععي التحفععة :ومععن السععتقاءة :نزعععه لخيععط
ابتلعه ليل .اه .وفي سم ما نصه) :فرع( قععال فععي الععروض :ولععو ابتلععع طععرف خيععط
فأصبح صائما -فإن ابتلع باقيه ،أو نزعه أفطر .وإن تركه بطلععت صععلته .وطريقععه
أن ينزع منه وهو غافل .اه .قال فععي شععرحه :قععال الزركشععي - :وقععد ل يطلععع عليععه
عارف بهذا الطريق ،ويريد هو الخلص ،فطريقه أن يجبره الحاكم على نزعععه ،ول
يفطر به ،لنه كالمكره .بعل لعو قيعل إنعه ل يفطعر بعالنزع باختيعاره لعم يبععد ،تنعزيل
ليجاب الشرع منزلة الكراه ،كما لو حلف ليطأن في هذه الليلة فوجععدها حائضععا ،ل
يحنث بترك الوطئ .اه .أما إذا لم يكن غافل وتمكن من دفع النازع فعإنه يفطعر ،لن
النزع موافق لغرض النفس ،فهو منسوب إليه عند تمكنه من الدفع ،وبهذا فععارق مععن
طعنه بغير إذنه وتمكن من دفعه .اه) .قوله :وإن لم يعد منه شئ( أي يفطععر بخععروج
القئ منه قصدا ،وإن لم يرجع منه شئ إلى جوفه .والغاية للرد على القائل بأنه إذا لم
يرجع شئ ل يفطر .وعبارة المنهاج :والصحيح أنه لو تيقن أنععه لععم يرجععع شععئ إلععى
جوفه بطل ،وإن غلبه القي فل بأس .اه) .قوله :بأن تقيععأ منكسععا( أي مطععأطئا رأسععه
حتى صار أعله أسفله ،وهو تصوير لعدم عود شئ منه إلععى جععوفه) .قععوله :أو عععاد
بغير اختياره( أي بغير قصععده) .قعوله :فهعو مفطععر لعينعه( أي اسععتدعاء القعئ مفطعر
لعينه -أي لذاته -ل لرجوع شئ إلى الجوف
] [ 257
كالنوم لغير المتمكن ،فإنه ينقض ،وإن تيقن عدم خععروج شععئ مععن الععدبر ،لنععه
مظنة لوصول شئ إلى الجوف ،كما أن النوم مظنة لخروج شئ منه) .قععوله :أمععا إذا
غلبه( أي خرج بغير اختياره وقصده ،وهذا مفهوم قوله استقاءة ،إذ المراد منها طلب
الخروج المستلزم لخروجعه باختيعاره وقصعده) .قعوله :ولعم يععد منعه( أي معن القعئ،
والجملة حالية .وقوله :أو من ريقه :أي أو لم يعد من ريقه) .وقوله :المتنجس به( أي
بالقئ) .وقوله :شئ( فاعل الفعل قبله) .وقوله :إلى جوفه( متعلق بالفعل) .وقوله :بعد
وصوله إلخ( متعلق بالفعل أيضا .أي لم يعد إليه بعد وصوله لحد الظاهر ،بأن لم يعد
إليه أصل ،أو عاد قبل وصوله لحد الظاهر ،فإن عععاد إليععه بعععد ذلععك أبطععل الصععوم.
وسيأتي بيان حد الظاهر) .قوله :أو عاد( أي بعد وصععوله لععذلك ،لكععن بغيععر اختيععاره
وقصده) .قوله :فل يفطر به( جواب أما .وضمير به يعععود إلععى القععئ) .قععوله :للخععبر
الصحيح( هو :من ذرعه القعئ فليعس عليعه قضعاء ،ومعن اسعتقاء فليقعض .وذرععه -
بالمعجمة -بمعنى غلبه ،وهو دليل لكون السععتقاءة تفطععر ،ولكععون مفهومهععا -وهععو
قوله أما إذا غلبه إلخ -ل يفطر ،فهععو مرتبععط بععالمتن :منطوقععا ،ومفهومععا ،وإن كععان
صنيعه يفيد رجوعه للثاني فقط) .وقوله :بذلك( أي بمععا ذكععر مععن فطععره بالسععتقاءة،
وعدم فطره بغلبة خروج القئ) .قوله :ل بقلع نخامة( معطعوف علعى اسعتقاءة ،أي ل
يفطر بقلع نخامة -أي إخراجها .قال البجيرمي ،هو مستثنى من الستقاءة -كما قاله
ح ل .والقلع :إخراجها مععن محلهععا الصععلي ،والمععج إخراجهععا مععن الفععم .والنخامععة -
بالميم -وتقال بالعين -وهي الفضلة الغليظة تنزل من الدماغ ،أو تصعد من الباطن،
فل تضر ،ولو نجسة .اه) .قوله :من الباطن( هو مخععرج الهمععزة والهععاء .والظععاهر:
مخرج الحاء المهملة ،أو الخاء المعجمة -كما سيأتي) .قوله :أو الدماغ( عطف على
الباطن - ،من عطف الخععاص علععى العععام -أي ول بقلعهععا مععن الععدماغ) .قععوله :إلععى
الظاهر( متعلق بقلع .وفي ع ش ما نصه :وهل يلزمه تطهير ما وصلت إليه من حععد
الظاهر -حيث حكمنا بنجاستها -أو يعفى عنه ؟ فيه نظر .ول يبععد العفععو .اه .سععم.
وعليه :لو كان في الصلة وحصل له ذلك لم تبطل بععه صععلته ول صععومه إذا ابتلععع
ريقه ،ولو قيل بعدم العفو في هذه الحالة لم يكن بعيدا ،لن هذه حصولها نادر ،وهععي
شبيهة بالقئ ،وهو ل يعفى عن شئ منه .اللهم إل أن يقال إن كلمه مفروض فيما لو
ابتلي بذلك ،كدمي اللثة إذا ابتلي بعه .اه) .قعوله :فل يفطعر بعه( أي بقلعهعا المعذكور،
وهذا على الصح ،ومقابله يفطر به ،كالستقاءة) .قوله :إن لفظها( أي رماها .فاللفظ
مراد به معناه اللغوي ،وهو الطرح والرمي) .قوله :لتكرر الحاجة إليه( أي إلععى قلععع
النخامة ،وهو علة لعدم فطره بذلك ،ومع ذلك يندب لععه القضععاء -مراعععاة للخلف -
كما في التحفة) .قوله :أما لو ابتلعها إلخ( مفهوم قوله إن لفظهعا) .وقعوله :معع القععدرة
على لفظها( فإن لم يقدر عليه -بأن نزلت من الدماغ إلى الباطن -فل يفطر بععه كمععا
ستعرفه) .قوله :بعد وصولها( أي استقرارها فععي الظعاهر ،فععإن لعم يسعتقر فيعه -بعل
وصلت إلى الباطن من غير استقرار فيه -فل يفطر) .وقوله :لحععد الظععاهر( أي حععد
هو الظاهر ،فالضافة بيانية .وعبارة التحفة) .تنبيه( ذكر حععد غيععر محتععاج إليععه فععي
عبارته ،وإن أتى به شيخنا في مختصره ،بل هو موهم ،إل أن تجعل الضافة بيانية،
وإنما يحتاج إليه من يريععد تحديععده .وذكععر الخلف فععي الحععد أهععو المعجمععة -وعليععه
الرافعي وغيره -أو المهملة -وهو المعتمد كما تقععرر ؟ فيععدخل كععل مععا قبلععه ،ومنععه
المعجمة اه) .وقوله :بل هععو مععوهم( أي أنهععا إن لععم تصععل إلععى هععذا الحععد الععذي هععو
مخرج الحاء المهملة ،بل وصلت قبله من جهة السنان ،لم يفطر .وليععس كععذلك ،لن
المدار على ابتلعها بعد حصولها في ظععاهر الفععم مطلقععا .ل فععرق بيععن أولععه وآخععره
ووسععطه) .قععوله :وهععو( أي حععد الظععاهر) .قععوله :مخععرج الحععاء المهملععة( أي علععى
المعتمد .وعليه ،فما بعد ذلك هو الباطن ،وهو مخرج الهمزة والهاء ،ومععا فععوق ذلععك
كله ظاهر ،ومنه مخرج الخاء المعجمة.
] [ 258
قال في النهاية :ثم داخل الفم والنف إلى منتهى الغلصععمة والخيشععوم ،لععه حكععم
الظاهر بالنسبة للفطار باستخراج القئ إليه ،أو ابتلع النخامة منععه ،ولعععدم الفطععار
بالنسبة لدخول شئ فيه وإن أمسكه وبالنسبة للنجاسة فععإذا تنجععس وجععب غسععله ،ولععه
حكم الباطن بالنسبة للريق .فإذا ابتلعععه ل يفطععر ،وبالنسععبة للجنابععة فل يجععب غسععله،
وفارقت النجاسة -حيث وجب غسلها منه -بأنها أفحش وأنععدر ،فضععيق فيهععا مععا لععم
يضيق في الجنابة .اه .بتصرف) .قوله :فيفطر قطعا( أي بل خلف وهو جواب أما.
)قوله :ولو دخلت ذبابة جوفه( أي من غير قصد) .وقوله :أفطر بإخراجهععا( أي لنععه
قععئ مفطععر) .وقععوله :مطلقععا( أي ضععره بفاؤهععا أو ل) .قععوله :وجععاز لععه( أي جععاز
إخراجها له) .وقوله :إن ضره بقاؤها( في التحفة -نعم ،إن ضره بقاؤها ضررا يبيح
التيمم :لم يبعد جواز إخراجها ووجوب القضاء .اه) .قوله :كما أفتى بععه شععيخنا( فععي
الكردي ما نصه :وقع في موضع مععن فتععاوى الشععارح عععدم الفطععر بإخراجهععا ،لكنععه
رجع عنه في جواب عنها آخر ،وقال في آخره :قد سبق مني إفتاء بأن إخراجها غير
مفطععر ،والوجععه مععا ذكرتععه الن .اه) .قععوله :ويفطععر بععدخول عيععن( أصععل المتععن:
وبدخول عين -عطف على بجماع .-وانظر :لم قدر الشارح المتعلق فيععه ولععم يقععدر
عند قوله واستمناء ،وعند قوله واستقاءة ؟ )فإن قلت( :لنه يوهم هنا لو لم يقدره أنععه
معطوف على أقرب مذكور ،وهو قوله بقلع نخامة ،مع أنه ليس كذلك بخلفه هنععاك.
)قلعت( :اليهعام موجعود عنعد قعوله واسعتقاءة ،وذلعك لنعه يعوهم عطفعه علعى أقعرب
مذكور ،وهو بقبلة وضم ،مع أنه ليس كذلك .إذا علمت ذلك ،فلعلععه قععدره هنععا لطععول
العهد ،ومحل الفطار بوصول العين إذا كانت من غير ثمار الجنععة -جعلنععا الع مععن
أهلها -فإن كانت العيععن مععن ثمارهععا :لععم يفطععر بهععا) .قععوله :وإن قلععت( أي العيععن -
كسمسععمة -أي أو لععم تؤكععل عععادة -كحصععاة) .قععوله :إلععى مععا يسععمى جوفععا( متعلععق
بدخول .وخرج به ما ل يسمى جوفا ،كداخل مخ الساق أو لحمه ،فل يفطععر بوصععول
شئ إليه) .قوله :أي جوف من مر( هعو العامعد الععالم المختععار) .قعوله :كبعاطن أذن(
تمثيل للجوف .قال ع ش :قال في شرح البهجة :لنه نافععذ إلعى داخعل قحعف العرأس،
وهو جععوف .اه) .قععوله :وهععو( أي الحليععل) .وقععوله :مخععرج بععول( أي مععن الععذكر.
)وقوله :ولبن( أي ومخرج لبن ،أي مععن الثععدي .فالحليععل يطلععق علععى شععيئين :علععى
مخرج البول ،ومخرج اللبن .قععال فععي المختععار :والحليععل :مخععرج البععول ،ومخععرج
اللبن من الضععرع والثععدي .اه .ع ش) .قععوله :وإن لععم تجععاوز إلععخ( غايععة فععي فطععره
بدخول عين في إحليل :أي يفطر بدخولها فيه ،وإن لم تجاوز تلك العيععن الحشععفة مععن
الععذكر ،والحلمععة مععن الثععدي) .قععوله :أو الحلمععة( قععال فععي المصععباح :الحلععم :القععراد
الضخم ،الواحدة :حلمة .مثل قصب وقصبة ،وقيل لرأس الثعدي وهعي اللحمعة النعاتئة
حلمة على التشبيه بقدرها .قال الزهري :الحلمة :الحبة على رأس الثدي من المرأة.
اه) .قوله :ووصول أصبع( مبتدأ .وقوله :مفطر :خبره .وكان المناسب التفريععع ،لن
الصبع يطلق عليها عين) .وقوله :إلى وراء ما يظهععر مععن فرجهععا( أي مععن داخلععه،
وهو ما ل يجب غسله عند الستنجاء) .قوله :عنععد جلوسععها( متعلععق بيظهععر) .قععوله:
وكذا وصول إلخ( أي وكذلك يفطر وصول بعض النملة إلى المسربة .وهي مجععرى
الغعائط ومخرجعه .وقيعل حلقعة العدبر .قعال البجيرمعي :ومثلعه غعائط خعرج منعه ولعم
ينفصل ،ثم ضم دبره ودخل شئ منه إلى داخل دبره ،حيث تحقق دخول شئ منه بعد
بروزه ،لنه خرج من معدنه مع عدم حاجععة إلععى ضععم دبععره .اه) .قععوله :كععذا أطلقععه
القاضي( أي كذا أطلق القاضي
] [ 259
الفطر بوصول شئ إلى المسربة :أي حكععم بععأن مععا ذكععر يفطععر مطلقععا -سععواء
وصل إلى المحل المجوف منها ،أم ل) .قوله :وقيده( أي قيععد الفطععر السععبكي :بمععا إذ
وصل شئ مععن النملععة إلععى المحععل المجععوف منهععا ،وهععو مععا ل يجععب غسععله .وفععي
البجيرمي مثله ،وعبارته :وضابط الععدخول المفطععر :أن يجععاوز الععداخل مععا ل يجععب
غسله في الستنجاء بخلف ما يجب غسله في الستنجاء ،فل يفطر إذا أدخل أصبعه
ليغسل الطيات التي فيه .اه) .قوله :بخلف أولها( أي المسربة :أي فل يضر وصول
شئ إليه) .وقوله :المنطبق( أي المنضععم بعضععه إلععى بعععض) .قععوله :وألحععق بععه( أي
ألحق السبكي بأول المسربة :أول الحليل -في عدم الفطر بوصول شئ إليه) .قععوله:
الذي يظهر إلخ( صفة لول الحليل ،أو بدل ،أو عطف بيان ،أو خبر لمبتدأ محذوف
-وهو أولى -أي أن أول الحليل هو الذي يظهر عند تحريكه) .قوله :بل أولععى( أي
بل أول الحليل أولى من أول المسربة في عدم الفطر بوصول شئ إليه) .قععوله :قععال
ولده( أي السبكي ،وهو كلم مستأنف سععاقه لبيععان مععراد القاضععي بمععا ذكععره) .قععوله:
وقععول القاضععي إلععخ( مقععول القععول) .قععوله :مععراده( أي القاضععي ،بقععوله المععذكور
)والحاصل( أن قوله القاضي المذكور صادق بصورتين :بما إذا كان حاقبا فععي الليععل
ويمكنه الصبر إلى النهار ،وبما إذا كان حاقبا في النهععار ويمكنععه الصععبر إلععى الليععل،
فظاهره أنه يؤمر بالتغوط في الليل في الصععورتين ،وليععس كععذلك ،بععل فععي الصععورة
الولى فقط ،وأما في الثانية فيتغوط نهععارا ،ول يععؤخر إلععى الليععل ،لئل يضععره ذلععك.
)قوله :أن إيقاعه( أي التغوط) .وقوله :فيه( أي في الليل) .قوله :خير منه في النهار(
أي خير من إيقاع التغوط في النهار .وسكت عن حكم البول .ورأيت في هععامش فتععح
الجواد ،نقل عن المداد ،ما نصه :وأما البول فل خير في إيقاعه في أحدهما ،بل هو
فيهما سواء ،إذ ل يخشى منه مفطر ،إل في حق من ابتلي بوسوسة أو سلس ،فإيقاعه
حينئذ ليل خير منه نهارا .اه) .قوله :لئل يصل إلخ( علة للخيرية) .قوله :ل أنه إلخ(
أي ل أن مراده أنه يؤمر بتأخير التغوط إلى الليل .قال سم :قد ل يضر التأخير ،فمععا
المانع من حمل كلم القاضي بظاهره على هذا المعنى ؟ .اه) .قععوله :لن أحععدا إلععخ(
علة النفي) .وقوله :بمضرة في بدنه( وهي هنا تأخير التغوط لليععل) .قععوله :لععم يفطععر
بعودهععا( أي إلععى دبععره والمععراد بنفسععها -بععدليل المقابلععة) .قععوله :وكععذا إن أعادهععا
بأصبعه( أي وكذلك ل يفطر إن أعادها بواسععطة أصععبعه) .قععوله :لضععطراره إليععه(
علة لعدم فطره بعودها ،أي وإنما لم يفطر بذلك لضطراره واحتياجه إليه -أي إلععى
العود -فسومح في عودها ،ولو كان بفعل الفاعل .قال البجيرمي :وعلععى المسععامحة:
فهل يجب غسل ما عليها -أي المقعدة -من القذر -لنه بخروجه معها صار أجنبيععا
فيضر عوده معها للباطن ،أو ل ؟ كما لو أخرج لسانه وعليه ريقه ،لن ما عليهععا لععم
يفارق معدته ؟ كل محتمل ،والثاني أقرب .والكلم -كما هو ظاهر -حيث لععم يضععر
غسلها ،وإل تعين الثاني ،كما ذكره ابن حجر .اه) .قوله :ومنه يؤخذ( أي من التعليل
المذكور يؤخذ عدم الفطر بدخول الصبع معهععا إلععى البععاطن ،إذا اضععطر إلععى ذلععك.
)قوله :كما قال شيخنا( عبععارته فععي فتععح الجععواد :ول فطععر بخععروج مقعععدة المبسعور
وعودها بأصبعه لضطراره إليه .ومنه يؤخذ أنععه إن اضععطر لععدخول الصععبع معهععا
إلى الباطن لم يفطر ،وإل أفطر بوصول الصبع إليه .اه) .قوله :وخرج بععالعين( أي
في قوله ويفطر بدخول عين) .وقوله :الثر( أي أثر تلك العين -كرائحتها وطعمهععا.
)قوله :كوصول الطعم( بفتح الطاء :هععو الكيفيععة الحاصععلة مععن الطعععام -كععالحلوة -
وضدها :من غير وصول عين .قال في المصعباح :الطععم بالفتعح :معا يعؤديه العذوق،
فيقال :طعمه حلو أو حامض .وتغير طعمه :إذا خرج عن وصفه الخلقي .اه .وأما
] [ 260
الطعم -بالضم -فهو بمعنى الطعام ،وليس مرادا هنععا) .وقععوله :بالععذوق( البععاء
سببية ،أي بسبب ذوق الطعم وإدخاله في فمه ليغرفه .ومثل وصوله الطعععم :وصععول
الرائحة إلى جوفه ،فإنه ل يفطر به ،لنها أثر ،ل عين .وفي الكردي ما نصععه :وفععي
النهايععة -كالمععداد -وصععول الععدخان الععذي فيععه رائحععة البخععور وغيععره إذا لععم يعلععم
انفصال عين فيه إلى الجوف ل يفطر به ،وإن تعمد فتح فيه لجل ذلك ،وهو ظععاهر.
وفي التحفة وفتح الجواد عدم ضرر الععدخان .وقععال سععم فععي شععرح أبععي شععجاع :فيععه
نظر ،لن الدخان عين .اه .وفي البيجرمي :وأما الدخان الحادث الن المسمى بالتتن
-لعن ال من أحدثه -فإنه من البدع القبيحة -فقد أفععتى شععيخنا الزيععادي أول بععأنه ل
يفطر ،لنه إذ ذاك لم يكن يعرف حقيقته ،فلما رأى أثره بالبوصععة الععتي يشععرب بهععا،
رجع وأفتى بأنه يفطر .اه) .قوله :وخرج بمن مر( أي في قوله سابقا .أي جوف من
مر) .وقوله :أي العامد إلخ( تفسير لمن مر) .قوله :الناسي( فاعل خرج ،وهذا خععرج
بقيد العالم المندرج تحت من مر) .قعوله :والجاهععل المعععذور( هععذا خععرج بقيعد العععالم
المنععدرج تحععت مععن مععر أيضععا) .وقععوله :بتحريععم إيصععال شععئ إلععى البععاطن( متعلععق
بالجاهل ،أي الجاهل بتحريم إيصال شئ ،أي مبهععم أو معيععن ،مععع علمععه بععأن بعععض
الشياء مفطر :مبهما أو معينا ،وليس المراد أنه جاهل بأن هنععاك مفطععر رأسععا ،وإل
ل يتصور منه نية الصوم - ،كععذا فععي التحفععة -ونصععها :وليععس مععن لزم ذلععك -أي
الجهل بما ذكر -عدم صحة نيته للصوم نظرا إلى أن الجهععل بحرمععه الكععل يسععتلزم
الجهل بحقيقة الصوم ،وما تجهل حقيقته ل تصح نيته ،لن الكلم فيمن جهععل حرمععة
شععئ خععاص مععن المفطععرات النععادرة .اه) .وقععوله :وبكععونه مفطععرا( معطععوف علععى
بتحريم :أي الجاهل بالتحريم ،والجاهل بكونه مفطرا .وأفععاده بععالعطف بععالواو أنععه ل
يغتفر جهله إل إن كان جاهل بهما معا ،وهو كذلك ،فلو لععم يكععن جععاهل بهمععا -بععأن
كان عالما بهما معا ،أو عالما بأحدهما جاهل بالخر -ضر ،ول يعذر ،لنه كان من
حقه إذا علم الحرمة وجهل أنععه مفطععر ،أو العكععس ،أن يمتنععع) .قععوله :والمكععره( أي
على الفطر ،وهذا خرج بقيد الختيار المندرج تحت من مر أيضا) .قععوله :فل يفطععر
كل منهم( أي من الناسي ،والجاهععل ،والمكععره ،وذلععك لعمععوم خععبر الصععحيحين :مععن
نسي وهو صائم فأكل أو شرب -وفي رواية وشرب -فليتم صومه ،فإنما أطعمه ال
وسععقاه ،وصععح ،ول قضععاء عليععه .ولخععبر :رفععع عععن أمععتي الخطععأ ،والنسععيان ،ومععا
استكرهوا عليه .والجاهل كالناسي ،بجامع العذر) .قوله :وإن كععثر أكلععه( أي فععإنه ل
يفطر بذلك ،وتقدم الفرق بين الصوم وبين الصلة ،فارجع إليه إن شئت) .قوله :ولععو
ظن أن أكله ناسيا مفطر إلخ( يعني لو أكل ناسيا وظن أن أكلععه نسععيانا مفطععر ،فأكععل
ثانيا عمدا جععاهل بوجععوب المسععاك -أي باسععتمرار الصععوم فععي حقععه ،بعععدم فطععره
بالكل نسيانا -أفطر بالكل الثاني ،لوقوعه منه عمدا) .قوله :ولو تعمد فتح فمه فععي
الماء إلخ( عبارة النهاية مع الصل :وكونه -أي الواصل -بقصد ،فلو وصل جععوفه
ذباب أو بعوضة أو غبار الطريق وغربلة الدقيق ،لم يفطر ،وإن أمكنه اجتنععاب ذلععك
بإطباق الفم أو غيره ،لما فيه من المشقة الشديدة -بل لععو فتععح فععاه عمععدا حععتى دخععل
جوفه :لم يفطر أيضا ،لنه معفو عن جنسه .ولو فعل مثل ذلك -أي فتح فععاه عمععدا -
وهو في الماء فدخل جوفه ،وكان بحيث لو سد فاه لععم يععدخل :أفطععر ،لقععول النععوار:
ولو فتح فاه في الماء فدخل جوفه :أفطر .ويوجه بععأن مععا مععر إنمععا عفععي عنععه لعسععر
تجنبه ،وهذا ليععس كععذلك .وفيعه -أي النععوار -لععو وضععع شعيئا فععي فيععه عمععدا -أي
لغرض -وابتلعه ناسيا :لم يفطر .ويؤيععده قععول الععدارمي :لععو كععان بفيععه أو أنفععه مععاء
فحصل له نحو عطاس ،فنزل به الماء جوفه ،أو صعد لععدماغه لععم يفطععر ،ول ينععافيه
ما يأتي مععن الفطععر بسععبق المععاء الععذي وضعععه فععي فيععه ،لن العععذر هنععا أظهععر .اه.
بتصرف) .وقوله :أي لغرض( صوره سم بما
] [ 261
لو وضعه لنحو الحفظ ،وكان مما جرت العادة بوضعه في الفم .اه .قال ع ش:
وينبغي أن من النحو :ما لو وضع الخبز في فمه لمضغه لنحو الطفل -حيععث احتععاج
إليه ،-أو وضع شيئا في فمه لمداواة أسنانه به -حيث لم يتحلعل منعه شعئ -أو لعدفع
غثيان خيف منه القئ .اه) .قوله :أو وضعه فيه( أي أو وضع الماء في فمععه) .قععوله:
فسبقه( أي دخل جوفه قهرا) .قوله :أفطر( جواب لو) .قوله :أو وضع في فيععه شععيئا(
أي سواء كان ماء أو غيره) .وقوله :وابتلعه ناسيا( أي دخععل جععوفه نسععيانا) .وقععوله:
فل( أي فل يفطر .والفععرق بيعن السععبق والنسعيان -حيععث إنععه يفطععر معع الول ،ول
يفطر مع الثاني -أنه في حالة النسيان ل فعل له يعتد به ،فل تقصير ،ومجععرد تعمععد
وضعه في فيه ل يعد تقصيرا ،لن النسيان ل يتسبب عنععه ،بخلف السععبق .كععذا فععي
سم ،وفي فتععح الجععواد :وفععارق النسععيان السععبق :بععأن العععذر فععي النسععيان أظهععر .اه.
)قوله :ول يفطر بوصول إلى باطن قصععبة أنععف( أي لنهععا مععن الظععاهر ،وذلععك لن
القصبة معن الخيشعوم ،والخيشعوم جميععه معن الظعاهر) .قعوله :حعتى يجعاوز منتهععى
الخيشععوم( أي فععإن جععاوزه أفطععر ،ومععتى لععم يجععاوز ل يفطععر) .وقععوله :وهععو( أي
المنتهى) .قوله :ول يفطر بريق إلخ( أي لعسر التحرز عنعه .والمعراد بعالريق ريقعه،
أما ريق غيره فيفطر به .وما صح أنه )ص( كان يمص لسان السععيدة عائشععة رضععي
ال عنها فيحتمل أنه يمجه) .قوله :طاهر إلخ( ذكر ثلثة قيود :كونه طععاهرا ،وكععونه
صرفا ،وكونه من معدنه .وسععيذكر محترزاتهععا) .قععوله :ابتلعععه( بيععان لمتعلععق الجععار
والمجرور بعده) .قوله :وهو( أي معدنه جميع الفم ،وقد تقدم أنهم جعلوا الفم بالنسععبة
للريق والوضوء والغسل باطنا .وبالنسععبة لزالععة النجاسععة منععه ودخععول غيععر الريععق
منه ،وخروج شئ من الباطن إليه ،ظاهرا .فل تغفل) .قععوله :ولععو بعععد جمعععه( غايععة
في عدم الفطر بابتلع الريق .أي ل يفطر ولو ابتعله بعد جمعه في فمه ،وهي للرد -
كما يفيده قوله بعد على الصح) .قوله :وإن كعان بنحعو مصعطكى( غايعة للغايعة ،أي
وإن كان جمعه حاصل ،بواسطة مضغ نحو مصطكى كلبععان) .قععوله :أمععا لععو ابتلععع(
مقابل قوله ولو بعد جمعه ،إذ المراد منه فعل الفاعل) .قوله :فل يضر قطعععا( أي بل
خلف) .قوله :وخرج بالطاهر( أي بععالريق الطععاهر) .وقععوله :المتنجععس( أي الريععق
المتنجس) .وقوله :بنحو دم لثته( متعلق بععالمتنجس ،أي متنجععس بسععبب نحععو دم لثتععه
ونحوه كالقئ ،وكأكله شيئا نجسععا ولععم يغسععل فمعه منععه) .قعوله :فيفطععر( أي الصععائم.
)وقوله :بابتلعه( أي الريق المتنجس بما ذكر) .قوله :وإن صفا( أي الريق من نحععو
الدم .وهو غاية في فطره بما ذكر) .وقوله :ولم يبق فيه( أي الريق ،أثر :أي من آثار
نحععو الععدم) .وقععوله :مطلقععا( أي أصععل -ل كععثيرا ول قليل -هععذا هععو المععراد مععن
الطلق) .قوله :لنه لما حرم إلخ( علة للفطر بابتلعه ما ذكر .وضمير أنه :للريق.
)وقوله :لتنجسه( أي لجله ،وهو علة الحرمة) .وقععوله :صععار( أي الريععق المععذكور.
)وقوله :بمنزلة عين أجنبية( أي وهي يفطر ابتلعها) .قوله :قال شيخنا ويظهر إلععخ(
أي قياسا على مقعدة المبسور .ومثله في النهايععة ونصععها :ولععو عمععت بلععوى شععخص
بدمي لثته بحيث يجري دائما أو غالبا سومح بما يشق الحتراز عنه ،ويكفي بصععقه،
ويعفى عن أثره ،ول سبيل إلى تكليفه غسله جميع نهاره ،إذ الفرض أنه يجري دائمعا
أو يترشح ،وربما إذا غسله زاد جريانه -كذا قاله الذرعععي -وهععو فقععه ظععاهر .اه.
وقال في بشرى الكريم :ولنا وجععه بععالعفو عنععه مطلقععا إذا كععان صععافيا ،وفععي تنجععس
الريق به إشكال :لنه نجس عم
] [ 262
اختلطه بمائع ،وما كان كذلك ل ينجس ملقيععه ،كمععا فععي الععدم علععى اللحععم إذا
وضع فععي المعاء للطبععخ ،فععإن العدم ل ينجععس المعاء .اه) .قعوله :وقعال بعضععهم إلعخ(
صنيعه يفيد أنه مخالف لكلم شيخه ،مععع أنعه عينعه .ثععم رأيتععه فععي التحفععة ذكععر كلم
البعض المذكور ومؤيدا لما قاله ،وعبارتها :ويظهر العفو عمن ابتلي بدم لثتعه بحيععث
ل يمكنه الحتراز عنه ،قياسا على ما مر في مقعدة المبسور .ثم رأيت بعضهم بحثععه
واستدل له بأدلة ،وهي رفععع الحععرج عععن المععة ،والقيععاس علععى العفععو عمععا مععر فععي
شروط الصلة ،ثم قال :فمتى ابتلعه مع علمه به وليس له عنه بد ،فصععومه صععحيح.
اه) .قوله :المبتلى به( أي بدم لثته) .وقوله :وليس له( أي للمبتلى به) .وقععوله :عنععه(
أي عن بلعه) .وقوله :بد( أي غنى) .قوله :وبالصرف( معطععوف علععى بالطعاهر :أي
وخرج بالصرف ،أي الريعق الصعرف) .وقعوله :المختلعط( فاععل الفععل المقعدر قبعل
الجار والمجرور) .قوله :بطاهر( قيد به ،لن النجس قد علم مما قبله) .وقوله :آخععر(
أي غير الريق ،والمراد أجنبي) .قععوله :فيفطععر مععن ابتلععع ريقععا متغيععرا بحمععرة نحععو
تنبل( أي لن تغير لونه يدل على أن به عينا) .قوله :وإن تعسر إزالتهععا( أي الحمععرة
من الريق) .قوله :أو بصبغ خيط( معطععوف علععى بحمععرة نحععو تنبععل :أي أو متغيععرا
بصبغ خيط قتله بفمه .قال في النهاية :ولو بلون أو ريح -فيها يظهر مععن إطلقهععم -
إن انفصععلت منععه عيععن ،لسععهولة التحععرز عععن ذلععك .اه .وكتععب الرشععيدي :قععوله إن
انفصلت منه عين :علم منه أن المدار على العين ،ل على اللون ول على الريععح ،فل
حاجة إلى الغاية ،بل هي توهم خلف المراد علععى أن اللععون فععي الريععق ل يكععون إل
عينا -كما هو ظععاهر -اه .وقععوله :علععى أن اللععون إلععخ :تقععدم -فععي فصععل مبطلت
الصلة -عن ع ش ما يفيد خلفه ،وحاصل ما تقدم عنه أن الثر البععاقي بعععد شععرب
القهوة مما يغير لونه أو طعمه يضر ابتلعه ،وعلله بالعلة المذكورة ،ثم ذكر احتمال
أن يقال بعدم الضرر ،وعلله بععأن مجععرد اللععون يجععوز أن يكععون اكتسععبه الريععق مععن
مجاورته للسود مثل .قال :وهذا هو القرب ،أخذا ممععا قععالوه فععي طهععارة المععاء إذا
تغير بمجاور .فقوله :إن مجرد اللون بجوز إلخ :يخععالف قععول الرشععيدي أن اللععون ل
يكون إل عينا) .والحاصل( الذي يؤخععذ مععن كلمهععم أنععه إن علععم انفصععال عيععن فععي
الريق :ضر بالنسبة للصلة والصوم ،وإل فل ،وإن تغير لونه أو ريحه ،سععواء كععان
بالصبغ أو بنحو تنبل .فتنبه) .قوله :وبمن معععدنه إلععخ( معطععوف علععى بالطععاهر .أي
وخرج بمن معدنه) .وقوله :ما إذا خرج من الفم( فاعل الفعل المقدر) .قوله :ل علععى
لسانه( معطوف على مقدر .أي ما إذا خرج على أي شععئ كسععواك ل إن كععان خععرج
من الفم وهو على لسانه ،فل يضر ابتلعه إذ اللسان كيفمععا تقلععب معععدود مععن داخععل
الفم فلم يفارق ما عليه معدنه) .قوله :ولو إلى ظاهر الشفة( أي ولو كان خروجه إلى
ظاهر الشفة فقط ،فإنه يضععر ابتلععه حينئذ) .قععوله :ثععم رده بلسععانه( معطعوف علععى
خرج أي خرج من الفم ثم رده وابتلعه) .قوله :أو بل خيطا إلخ( انظر معطوف علععى
أي شئ ؟ وظاهر أنه معطوف على خرج من الفم :أي وخرج بمن مععدنه معا إذا بعل
إلخ .لكن يبعده قوله بعد أو بماء ،إذ الكلم في الريق ،ل في الماء .ولو قال :ولو بل،
إلخ -بزيادة لو الشرطية -وتكون الجملة مستأنفة ،لكان أولى .فتنبععه) .قععوله :فععرده(
أي ما ذكر من الخيط أو السواك) .وقوله :وعليععه إلععخ( أي والحععال أن عليععه :أي مععا
ذكر من الخيط أو السواك ،فالجملة حالية ،وضمير عليه يعععود أيضععا علععى مععا ذكععر.
)قععوله :وابتلعهععا( أي الرطوبععة) .قععوله :فيفطععر( جععواب إذا ،فهععو مرتبععط بجميععع
المخرجات) .قوله:
] [ 263
بخلف ما لو لم يكن على الخيط( أي أو السععواك ،ولععو قععال عليععه -بالضععمير،
كسابقه -لكان أولى) .قوله :لقلته( أي ما على الخيط من الرطوبة) .قوله :أو لعصره
أو لجفافه( يصعح إرجعاع الضعمير فيهمعا علعى معا علعى الخيعط أو السعواك ،ويصعح
إرجاعه لنفس الخيط أو السواك ،والول أنسب بالضععمير الععذي قبلععه) .قععوله :فععإنه ل
يضر( أي فإن رد الخيط أو السواك إلى فمه ،وعليه رطوبة ل تنفصل ،ل يضععر فععي
الصوم ،لعدم وصول شئ إلى جوفه) .قوله :كأثر مععاء المضمضععة( أي لعععدم ضععرر
أثر ماء المضمضة) .قوله :وإن أمكن مجه( أي إخراج ذلك الثر من الفم .وهو غاية
في عدم ضرر أثر مععاء المضمضععة) .قععوله :لعسععر التحععرز عنععه( أي عععن أثععر مععاء
المضمضة ،وهو تعليل لعععدم ضععرره للصععوم) .قععوله :فل يكلععف( أي الصععائم ،وهععو
تفريع على عسر التحرز عنه ،أو علعى ععدم الضعرر معن الثععر) .وقععوله :عنعه( أي
الثر .وعن :بمعنى من) .قوله :فععرع :لعو بقععي إلعخ( هععذا مسععتثنى معن قعوله ويفطععر
بدخول عين جوفا ،فكأنه قال ويفطر إل في هذه المسألة) .قوله :فجرى به ريقععه( أي
فجرى بالطعام ريقه ،أي دخععل بواسععطته إلععى الجععوف) .وقععوله :بطبعععه( أي بنفسععه.
)قوله :ل بقصده( أي ل باختيععاره وفعلععه .وعبععارة التحفععة :ل بفعلععه .اه .والتصععريح
بهذا -مع ما قبله -تأكيد ،وإل فهو معلععوم معن التعععبير بجععرى ،إذ هععو يسععتلزم عععدم
القصد ،ولذلك أخرج في التحفة به ما كان بالقصد ،وعبارتها :وخرج بجرى ابتلعععه
قصدا .اه) .وقوله :إن عجز( أي في حال جريانه ،وإن قععدر علععى إخراجععه معن بيععن
أسنانه قبل جريانه ،وهو قيد لعدم فطره .وسيذكر محععترزه) .قععوله :عععن تمييععزه( أي
الطعام عن الريق) .وقوله :ومجه( أي رميه وطرحه) .قوله :وإن تععرك التخلععل ليل(
غاية في عدم الفطر .أي ل يفطر وإن ترك التخلل ليل .وهذا هععو الصععح ،وقيععل إن
نقى أسنانه بالخلل على العادة لم يفطر ،وإل أفطر ،وقيل ل يفطر مطلقا) .قوله :مع
علمه إلخ( متعلق بترك ،فهو في حيععز الغايععة) .وقععوله :ببقععائه( أي الطعععام) .وقععوله:
وبجريانه ريقه به( أي بالطعام) .وقوله :نهارا( ظرف متعلععق بجريععان) .قععوله :لنععه
إنما يخاطب إلخ( علة لعدم فطره إذا ترك التخلل ليل ،وعلم بحريان ريقه بععه نهععارا.
)قوله :بهما( أي بالتمييز والمج) .قوله :إن قدر عليهما( أي التمييز والمج ،وهععو قيععد
في الخطاب) .وقوله :حال الصوم( متعلق بيخاطب .أي يخاطب بهمععا حععال الصععوم،
أي فل يجب تقديمهما على وقت الصوم) .قوله :لكن يتأكععد التخلععل إلععخ( أي خروجععا
من خلف القائل بالوجوب) .قوله :أمععا إذا لععم يعجععز( أي عععن تمييععزه ومجععه ،وهععذا
محترز قوله إن عجز عن تمييزه ومجه) .قوله :أو ابتلعه قصدا( هعذا خعرج بقعوله ل
بقصععده أو بقععوله جععرى -كمععا علمععت) .قععوله :فععإنه مفطععر( أي فععإن جريععان الريععق
بالطعام حينئذ مفطر ،لكن محله فيما إذا ابتلعه قصدا أن يكععون متععذكرا للصععوم ،وإل
فل يفطر -كما فععي سععم ،-وعبععارته :قععوله :ابتلعععه قصععدا :أي مععع تععذكر الصععوم،
فخرج النسيان أخذا مما تقدم أنه لو وضع شيئا بفمه عمدا ثم ابتلعععه ناسععيا لععم يفطععر.
فليتأمل .اه) .قوله :وقول بعضععهم( مبتعدأ ،خعبره جملععة ،رده شعيخنا) .وقعوله :يجععب
إلخ( مقول القول) .وقوله :مما أكل( أي من الطعام الذي أكععل) .وقععوله :ليل( ظععرف
متعلق بكل من غسل ومن أكل) .قوله :وإل أفطر( أي وإن لم يغسل أفطر .والظععاهر
أن مراده أفطر إذا بقي طعام ،وجرى به ريقه ،لنه مقصر بعدم غسله ،وليس مراده
أنه يفطر مطلقعا ،ولعو لعم يجعر بالطععام الريعق ،إذ ل معنعى لعه .فتأمعل) .قعوله :رده
شععيخنا( أي فععي المععداد -كمععا يسععتفاد مععن عبععارة فتععح الجععواد -ونصععها بعععد كلم:
بخلف ما إذا تعذر تمييزه ومجه ،وإن ترك الخلل ليل ،مععع علمععه ببقععائه وبجريععان
ريقه نهارا ،لنه إنما يخاطب بهما إن قدر عليهما حال الصوم -كما بينته في الصل
-مع رد القول بأنه يجب غسل الفم مما أكل ليل ،وإل أفطر .اه) .قوله :ول يفطر(
] [ 264
أي الصائم) .وقوله :بسبق ماء جوف مغتسععل( إضععافة سععبق إلععى مععا بعععده مععن
إضافة المصدر لفاعله .وجوف :مفعوله .والمراد بالسععبق :وصععول المععاء إلععى جععوفه
من غير اختياره وقصده .ول يخفى ما في عبارته من الظهععار فععي مقععام الضععمار،
فلو قال ول يفطر مغتسل عن جنابة بل انغمععاس بسععبق مععاء جععوفه ،لسععلم مععن ذلععك.
)قوله :عن نحو جنابة( متعلق بمغتسل) .قوله :كحيض ونفاس( تمثيل لنحععو الجنابععة.
)قوله :إذا كان الغتسال إلخ( قيد في عدم فطره بالسبق المذكور ،وسيذكر محععترزه.
وقوله :بل انغماس :متعلق بمحذوف خبر كان الععذي قععدره الشععارح ،وباعتبععار أصععل
المتن يكون متعلقا بمغتسل) .قوله :فلو غسل أذنيه إلخ( تفريع على المنطوق) .قععوله:
فسبق الماء من إحداهما لجوفه( أي فوصل الماء من إحدى الذنيععن -أي أو منهمععا -
إلى الجوف) .قوله :لم يفطر( أي لنه تولد من مأمور به بغيععر اختيععاره) .قععوله :وإن
أمكنه إمالة رأسه( غاية في عدم الفطر .أي ل يفطععر بسععبق مععا ذكععر إليععه ،وإن كععان
يمكنه أن يميل رأسه بحيث ل يدخل الماء جوفه ،ول يكلف ذلك لعسععره) .وقععوله :أو
الغسل( أي وإن أمكنه الغسل قبل الفجر .فهو بالرفع معطوف علععى إمالععة ،والظععرف
متعلق به) .قوله :كما إذا سبق الماء إلخ( الكاف للتنظير :أي وهذا نظيععر مععا إذا سععق
الماء إلخ .أي فععإنه ل يفطععر بععه .قععال سععم -نقل عععن م ر :ينبغععي ولععو تعيععن السععبق
بالمبالغة ،وعلعم بعذلك للضعرورة) .وقعوله :إلعى العداخل( الولعى إبعدال لفعظ العداخل
بالجوف -كما فعل فيما قبله وما بعده) .وقععوله :للمبالغععة( اللم لم الجععل :أي سععبق
الماء إلى الجععوف لجععل المبالغععة) .وقععوله :لوجوبهععا( أي المبالغععة .وهععو علععة لعععدم
إفطاره بالسبق الحاصل لجل المبالغة .وإنما وجبت لينغسل كل مععا فععي حععد الظععاهر
من الفم -كما في التحفة) .قوله :بخلف ما إذا اغتسل منغمسا( محترز قوله إذا كععان
الغتسال بل انغماس ،فهو مرتبط به) .قوله :إلى باطن الذن أو النععف( أي أو الفععم
أو الدبر .وفي الكععردي :وقضععية قععولهم مععن فمععه أو أنفععه أنععه ل يضععر وصععوله مععن
غيرهما :كدبره .قال في اليعاب :وهو محتمععل لنععدرته جععدا ،ويحتمععل خلفععه ،وهععو
الوجععه .فتعععبيرهم بفمعه أو أنفععه :للغععالب ل غيععر .اه) .قععوله :فععإنه يفطععر( قععال فععي
النهاية :محله إذا تمكن من الغسل ،ل على تلك الحالة ،وإل فل يفطر -فيما يظهععر -
اه) .قوله :ولو في الغسل الواجب( الولى إسقاط هذه الغايععة ،لن الكلم فععي الغسععل
الواجب ،بدليل قوله بعد :وخرج بقولي عن نحو جنابة إلخ) .قوله لكراهة النغمععاس(
علة للفطار) .قوله :كسبق ماء المضمضعة إلعخ( الكعاف للتنظيعر :أي أن هعذا نظيعر
سبق ماء المضمضة .أي أو الستنشاق ،فإنه يفطر بععه) .وقععوله :بالمبالغععة( قععال فععي
التحفة :ويظهر ضبطها بأن يمل فمه أو أنفه مععاء ،بحيععث يسععبق غالبععا إلععى الجععوف.
وكتب عليه سم :قد يقال ظاهر كلمهم ضرر السبق بالمبالغة المعروفة ،وإن لععم يمل
فمه أو أنفه كما ذكر .اه) .وقوله :إلى الجوف( متعلق بسبق .والمععراد بععه :مععا يشععمل
الدماغ) .قوله :مع تذكره إلخ( متعلق بمحذوف حال من المبالغة :أي يفطر بسبق ماء
المضمضععة أو الستنشععاق الحاصععل بسععبب المبالغععة حععال كونهععا واقعععة ،مععع تععذكره
للصوم وعلمه بعدم مشروعية المبالغة .فإن كان سبق الماء بالمبالغة في حععال نسععيان
للصوم ،أو الجهل بعدم مشروعيتها ،لم يفطععر بععذلك) .قععوله :بخلفععه بل مبالغععة( أي
بخلف سبق ما ذكر إليه من غير مبالغة ،فإنه ل يفطر بعذلك ،لكععن بشععرط أن تكعون
مضمضته واستنشاقه مشروعين ،وإل بأن كانا لتبرد أو في رابعة ،فيفطر،
] [ 265
لنه غير مأمور بذلك ،بل منهي عنه في الرابعة ،وبخلف سبق مععا ذكععر إليععه،
لكن مع نسيان الصوم أو جهله بعدم مشععروعية المبالغععة .وكععان الولععى أن يزيععد مععا
ذكر لنه محترز القيععدين الخيريععن) .قععوله :وخععرج بقععولي عععن نحععو جنابععة الغسععل
المسنون( في خروج هذا نظر ،فإنه مأمور به ،فحكمه حكم غسل الجنابة بل خلف،
بدليل الغاية التي ذكرها قبل -أعنى قوله ولو في الغسل الواجب -فإنه يندرج تحتهععا
الغسل المسنون -كما هو ظاهر -فيفيد حينئذ أنه إذا سبق المععاء إلععى جععوفه فيععه مععن
غير انغماس :ل يفطر .إذا علمت ذلك ،فحذفه والقتصار على ما بعده -أعني غسل
التبرد والتنظف -متعين) .والحاصل( أن القاعدة عندهم أن ما سبق لجوفه مععن غيععر
مأمور به ،يفطر به ،أو من مأمور بععه -ولععو منععدوبا -لععم يفطععر .ويسععتفاد مععن هععذه
القاعدة ثلثة أقسام :الول :يفطر مطلقا -بالغ أو ل -وهذا فيمععا إذا سععبق المععاء إلععى
جوفه في غير مطلوب كالرابعة ،وكانغماس في المععاء -لكراهتععه للصععائم -وكغسععل
تبرد أو تنظف .الثاني :يفطر إن بالغ ،وهذا فيما إذا سبقه الماء فععي نحععو المضمضععة
المطلوبة في نحو الوضوء .الثالث :ل يفطر مطلقا ،وإن بالغ ،وهذا عنععد تنجععس الفععم
لوجوب المبالغة في غسل النجاسة على الصائم وعلى غيره لينغسل كععل مععا فععي حععد
الظاهر .ثم رأيت الكردي صرح بهذه الثلثة القسام .فتنبه) .قوله :فيفطر بسبق مععاء
فيه( أي فيما ذكره من الغسل المسنون وغسل التبرد) .قوله :ولو بل انغمععاس( غايععة
في الفطر .أي يفطر ولو بغير انغماس) .قوله :فععروع( أي سععتة) .قععوله :بخععبر عععدل
بالغروب( أي عن مشاهدة .قال في التحفة :وقول البحر ،ل يجوز بخبر العدل كهلل
شوال ،ردوه بما صح أنه )ص( كان إذا كان صائما أمر رجل فأوفى على نشز ،فإذا
قال قد غابت الشمس ،أفطروا ،بأنه قياس ما قالوه في القبلة والوقت والذان .ويفععرق
بينه وبين هلل شوال بأن ذاك فيه رفع سبب الصوم من أصله ،فععاحتيط لععه ،بخلف
هذا .اه) .قوله :وكذا بسماع أذانه( أي وكذلك يجععوز الفطععر بسععماع أذان العععدل :أي
العارف بالوقات ،وكذا باجتهاده بورد أو نحوه .وعبارة التحفععة مععع الصععل :ويحععل
بسماع أذان عدل عارف ،وإخباره بالغروب عن مشاهدة ،وبالجتهاد بععورد أو نحععوه
في الصح -كوقت الصلة .اه) .قععوله :ويحععرم للشععاك الكععل آخععر النهععار( أي لن
الصل بقاؤه) .وقوله :حععتى يجتهعد( أي أو يخععبره عععدل أو يسععمع أذانععه ،فععإنه حينئذ
يجوز له الكل) .وقوله :ويظن انقضاءه( أي باجتهععاده) .قععوله :ومععع ذلععك( أي ومععع
جواز الكل إذا ظن انقضاء النهار بالجتهاد) .وقوله :الحوط الصبر( أي ليأمن من
الغلط ،ولخبر :دع ما يريبك إلى ما ل يريبك) .وقوله :لليقين( قال في النهاية -وذلك
بأن يرى الشمس قد غربت ،فإن حال بينعه وبيععن الغعروب حعائل فبظهعور الليعل معن
المشععرق .اه) .قععوله :ويجععوز الكععل( أي للتسععحر) .وقععوله :باجتهععاد( متعلععق بظععن.
)وقوله :وإخبار( أي إخبار عدل ببقاء الليل) .قوله :وكذا لو شععك( أي وكععذلك يجععوز
الكل إذا شك في بقاء الليل .قال سم :وهذا بخلف النية -ل تصح عنععد الشععك إل إن
ظن بقاءه باجتهاد صحيح .كما علم مما تقدم فععي بحععث النيععة ومععا فععي حواشععيه ،لن
الشك يمنع النية .اه) .قوله :لن الصل بقععاء الليععل( علععة لجععواز الكععل فععي صععورة
الظن وصورة الشك) .قوله :لكن يكره( أي لكن يكره الكل .وظاهره في الصععورتين
صورة الظن وصورة الشك ،فانظره ،فإنه لععم يصععرح بالكراهععة مععن أصععلها ،ل فععي
التحفعة ول فعي النهايعة ،ول فعي غيرهمعا) .قعوله :ولعو أخعبره ععدل بطلعوع الفجعر:
اعتمده( أي وجوبا .وفي التحفة :وحكى في البحر وجهين فيما لو أخبره عدل بطلوع
] [ 266
الفجر :هل يلزمه المساك بناء على قبول الواحد في هلل رمضان ؟ وقضععيته
ترجيح اللزوم .وهو متجه .اه) .قوله :وكذا فاسق ظن صععدقه( أي وكععذا يعتمععد خععبر
فاسق في طلوع الفجر إذا ظن صدقه ،قياسا على ما مر في رؤية الهلل) .قوله :ولو
أكل باجتهاد أول( أي قبل الفجر في ظنه) .وقوله :أو آخرا( أي بعد الغروب كععذلك -
كذا في التحفة) .وقوله :فبان أنععه أكععل نهععارا( أي فبعععد ذلععك ظهععر لععه أنععه غلععط فععي
اجتهاده وأن أكله وقع نهععارا) .قععوله :بطععل صععومه( أي بععان بطلنععه) .وقععوله :إذ ل
عبرة إلخ( علة للبطلن .وعبارة النهاية والمغني :لتحققه خلف مععا ظنععه ،ول عععبرة
بالظن البين خطؤه) .قوله :فإن لم يبن شئ( عبارة النهاية :فإن لم يبن الغلط بععأن بععان
المر كما ظنه ،أو لم يبن له خطأ ول إصابة ،صح صومه .اه) .واعلم( أن هذا كلععه
إذا أكل باجتهاد وتحر ،فلو هجم وأكل من غيععر اجتهععاد وتحععر ،فععإن كععان ذلععك آخععر
النهار ،أفطر ،وإن لم يبععن لعه شعئ -لن الصععل بقععاؤه ،-أو آخععر الليععل ،لععم يفطعر
بذلك .ولو هجم فبان أنه وافق الصواب لم يفطر مطلقا) .قوله :ولععو طلععع الفجععر( أي
الصادق) .وقوله :وفي فمه طعام( الجملة حالية -أي طلع والحال أن في فمه طعاما.
)وقوله :فلفظه( أي أخرجه ورماه من فمه .وخرج به ما لو أمسكه في فيه ،فععإنه وإن
صح صومه ،لكنه ل يصح مع سبق شععئ منععه إلععى جععوفه ،كمععا لععو وضعععه فععي فيععه
نهارا ،فسبق منه شئ إلى جوفه -كما علم مما معر -فل يععذر بسعبقه إلعى جعوفه إذا
أمسكه .كذا في شرح الروض ،والتحفععة ،والنهايععة .ويسععتفاد مععن عبععارة المغنععي أنععه
يعذر ،ونص عبارته مع الصل :ولو طلع الفجر الصادق وفي فمه طعام فلفظه -أي
رماه -صح صومه ،وإن سبق إلى جوفه منه شئ ،لنه لو وضعه في فمععه نهععارا لععم
يفطر ،وبالولى إذا جعله في فيه ليل .ومثل اللفظ ما لو أمسععكه ولععم يبلععع منععه شعيئا.
واحترز به عما لو ابتلع منه شئ باختياره فإنه يفطر .اه) .فقوله :باختيععاره( يقتضععي
أنه إذا سبق إلى جوفه ل يفطر لنععه بغيععر اختيععاره) .قععوله :قبععل أن ينععزل( قععال فععي
التحفة أو بعد أن نزل منه لكن بغير اختياره .اه .وقوله منععه :أي مععن الطعععام )قععوله:
وكذا لو كان مجامعا( أي ومثل من طلع عليه الفجر وفي فمه طععام معن طلعع الفجعر
عليه وهو مجامع ،فإنه يصح صومه) .وقععوله :فنععزع فععي الحععال( أي قاصععدا بنزعععه
ترك الجماع ل التلذذ ،وإل بطل) .وقوله :أي عقب طلوعه( أي الفجععر ،وهععو تفسععير
مراد لقوله في الحال) .وقععوله :فل يفطععر( أي المجععامع المععذكور ،وهععو تفريععع علععى
مفهوم قوله وكذا إلخ) .وقوله :وإن أنزل( غاية في عدم الفطر .أي ل يفطععر مطلقععا -
سواء أنزل أم ل .-فل يضر النزال ،لتولده من مباشرة مباحة) .وقععوله :لن النععزع
ترك للجماع( أي فل يتعلق به ما يتعلق بالجماع -كما لععو حلععف ل يلبععس ثوبععا وهعو
لبسه فنزعه حال .-وما ذكر :علة لعدم إفطاره بما ذكر )قوله :فإن لعم ينعزع حععال(
مفهوم قوله فنزع في الحال )وقوله :لم ينعقععد الصععوم( أي لوجععود المنععافي -كمععا لععو
أحرم مجامعا) .وقوله :وعليه القضاء والكفارة( قال في التحفة :لنه لما منع النعقععاد
بمكثه :كان بمنزلة المفسد له بالجماع) .فإن قلت( ينافي هذا عدم وجوب الكفارة فيمععا
لو أحرم مجامعا ،مع أنه منع النعقاد أيضا) .قلععت( يفععرق بععأن وجععوب الكفععارة هنععا
أقوى منها ثم -كما يعلم من كلمهم في البابين -وأيضا فالتحلل الول لمععا أثععر فيهععا
النقص مع بقاء العبادة ،فلن يؤثر فيها عدم النعقاد ،عدم الوجععوب مععن بععاب أولععى.
اه .وفرق في النهاية أيضا بينهما .،بأن النية هنععا متقدمععة علععى طلععوع الفجععر ،فكععأن
الصوم انعقد ثم أفسد ،بخلفها ثم) .قوله :ويباح فطر إلخ( شروع في بيان ما يباح به
الفطر وغيره من وجوب القضاء) .قوله :فععي صععوم واجععب( أي رمضععان أو غيععره:
من نذر ،أو كفارة ،أو قضاء موسععع -ل مضععيق .-وخععرج بععالواجب المتطععوع بععه،
فيباح فطره مطلقا ،سواء كان بمرض أو غيره) .قوله :بمرض إلخ( أي لقوله
] [ 267
تعالى) * :ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر( * أي فأفطر فعدة.
ثم إن التعبير بالباحة يفيد أن الفطر للمرض ولخوف الهلك جائز ،ل واجععب .وفععي
الكردي :الذي اعتمده الشارح -أي ابن حجر في كتبععه -أنععه مععتى خععاف مبيععح تيمععم
لزمه الفطر .وظاهر كلم شععيخ السععلم والخطيععب الشععربيني والجمععال الرملععي :أن
مبيح التيمم مبيح للفطر ،وأن أخوف الهلك مععوجب لععه .وإذا صععام مععن يخشععى منععه
مبيح تيمم ،صح صومه -على الراجح .اه .ويمكن حمل الباحة في كلمه علععى مععا
يصدق بالوجوب ،لنه جواز بعد امتنععاع ،فيصععدق بععالوجوب ،ثععم إن المععرض مبيععح
للفطر ،وإن تعدى بسببه ،لنه ل ينسب إليه ،ثم إن أطبق مرضععه فواضععح ،وإل فععإن
وجد المرض المعتبر قبيل الفجر لم تلزمعه النيععة ،وإل لزمتععه .وإذا نععوى وعععاد -أي
المرض -أفطر) .قوله :ضررا( مفعول مطلق لمضر) .وقوله :يبيح التيمم( خرج ما
ل يبيحه -كالمرض اليسير ،كصداع ،ووجععع الذن ،والسععن -إل أن يخععاف الزيععادة
بالصوم فيباح له الفطر -كما في النهاية ،نقل عن النوار) .قععوله :كععأن خشععى إلععخ(
تمثيل للمرض المضر المبيح للتيمم) :وقوله :بطء برء( أي تأخير شفاء) .قوله :وفععي
سفر قصر( معطوف على بمرض :أي ويباح فطر في سفر قصر :أي سفر يباح فيععه
القصر ،وهو ما كان طويل مباحا .وشرط الفطععر فععي أول أيععام سععفره أن يفععارق مععا
يشترط مجاوزته للقصر قبل طلوع الفجر ،فإن فارقه بعععد طلععوع الفجععر فل يفطععر -
تغليبا للحضر -وإذا كان سعفره قبعل الفجعر فلعه الفطعر وإن نعوى ليل فقعد صعح أنعه
)ص( أفطر بععد العصععر فععي سععفره بقععدح مععاء ،لمععا قيععل لععه إن النععاس يشعق عليهععم
الصيام .ويستثنى من جواز الفطر بالسفر :مديم السفر ،فل يباح له الفطر ،لنه يؤدي
إلى إسقاط الوجوب بالكلية ،إل أن يقصد قضاء في أيام أخععر فععي سععفره ،ومثلععه مععن
علم موته عقب العيد ،فيجب عليه الصوم إن كان قادرا ،فجواز الفطر للمسافر -إنما
هو فيمن يرجو إقامة يقضي فيها ،وهذا هو ما جععرى عليعه السععبكي ،واسععتظهره فععي
النهايععة .والععذي اسععتوجهه فععي التحفععة :خلفععه ،وهععو أنععه يبععاح لععه الفطععر -مطلقععا -
وعبارتها :قال السبكي بحثا :ول يباح الفطر ،لمن ل يرجو زمنا يقضععي فيععه لدامتععه
السفر أبدا ،وفيه نظر ظاهر ،فالوجه خلفه .اه) .قوله :دون قصععير( أي دون سععفر
قصير -وهو ما دون مرحلتين -فإنه ل يباح الفطر فيه) .وقوله :وسفر معصية( أي
ودون سفر معصية ،أي سفر أنشأه لجل معصية -كقطع طريععق -فععإنه ل يبععاح لععه
الفطر فيه ،وهذا كالذي قبله :علم من إضافة سفر إلععى قصععر ،إذ السععفر الععذي يجععوز
فيه الفطر ل بععد أن يكععون طععويل ،وأن يكععون مباحععا -كمععا علمععت) .قععوله :وصععوم
المسافر بل ضرر أحب من الفطر( أي لما فيه من بعراءة الذمعة وععدم إخلء العوقت
عن العبادة ،ولنه الكثر من فعله )ص( .ومحله إن لععم يخععش ضععررا فععي الحععال أو
الستقبال من الصوم ،وإل فالفطر أفضل ،لما فععي الصععحيحين أنععه )ص( رأى رجل
صائما في السفر قد ظلل عليه فقال :ليس من البر أن تصوموا فععي السععفر .بععل ربمععا
يجب الفطر إن خشى منه فيه ضررا يبيح التيمم -على ما تقدم) .واعلم( أنععه إذا قععدم
المسافر أو شفي المريض وهما صائمان :حرم عليهما الفطر ،لزوال السبب المجععوز
له .فإن كانا مفطريععن -ولععو بععترك النيععة -اسععتحب لهمععا المسععاك ،لحرمععة الععوقت.
)قوله :ولخوف إلخ( عطف على بمرض ،أي ويباح الفطععر لخععوف هلك بالصععوم -
أي على نفسه ،أو عضوه ،أو منفعته -لقوله تعالى) * :وما جعل عليكم في الدين من
حرج( * وقوله) * :ول تقتلوا أنفسكم( * وقوله) * :ول تلقوا بأيععديكم إلععى التهلكععة( *
وقد علمت أنه في هذه يجب الفطر ،وليس بمباح فقط ،فلو تركه واستمر صائما حتى
مات - :كما يقع مععن المتعمقيععن فععي الععدين -مععات عاصععيا) .قععوله :بالصععوم( متعلععق
بمحذوف صفة لهلك ،والباء سببية ،أو بمعنى من التعليلية) .وقععوله :مععن عطععش أو
جوع( بدل اشتمال من الجار والمجععرور ،أي يبععاح لخععوف هلك حاصععل لععه بسععبب
الصوم ،أو من أجل الصوم من أجععل الجععوع أو العطععش) .قععوله :وإن كععان صععحيحا
مقيما( غاية في إباحة الفطر لخوف
) (1البقرة (2) .184 :الحج (3) .78 :النساء (4) .29البقرة195 :
] [ 268
الهلك) .قوله :وأفتى الذرعي إلخ( تضععمن الفتععاء المععذكور أنععه يبععاح الفطععر
للحصادين ،ومن ألحق بهم ،لكن يجب عليهم تبييت النية ،لنه ربما ل تلحقهععم مشععقة
شديدة بالصوم ،فيجب عليهم .وقد صرح بالمضعمون المععذكور فعي التحفععة ،ونصععها:
ويباح تركه لنحو حصاد أو بناء لنفسععه أو لغيععره تبرعععا أو بععأجرة ،وإن لععم ينحصععر
المر فيه .اه) .قوله :أي ونحوهم( كأرباب الصنائع الشاقة .وفي الكععردي مععا نصععه:
وظاهر أنه يلحق بالحصادين في ذلك سائر أرباب الصععنائع الشععاقة ،وقضععية إطلقعه
أنه ل فرق بين الجير الغني وغيره والمتبرع .نعععم ،الععذي يتجععه :تقييععد ذلععك بمععا إذا
احتيج لفعل تلك الصنعة ،بأن خيف مععن تركهععا نهععارا فععوات مععاله وقععع عرفععا .وفععي
التحفة :لو توقف كسبه لنحو قوته المضطر إليه هو أو ممونه على فطره ،فظععاهر أن
له الفطر ،لكن بقدر الضرورة .اه) .وقوله :تبييت النية( فاعل يلععزم) .قععوله :ثععم مععن
لحقه إلخ( أي ثم إذا بيت النية وأصبح صععائما ،فععإن لحقععه مععن صععومه مشععقة شععديدة
بحيث تبيح التيمم أفطر ،وإن لم تلحقه مشقة شديدة به فل يفطر) .قوله :ويجب قضاء
إلخ( أي على الفور إن فات بغير عععذر ،وعلععى الععتراخي إن فععات بعععذر .لكععن محلععه
بالنسبة لرمضان :إن بقي إلى رمضان الثاني ما يزيد على ما عليه من الصععوم ،وإل
صار فوريا .ومن مات قبل أن يقضي ،فل يخلو إما أن يفوته الصيام بعذر ،أو بغيععر
عذر ،وعلى الول :فإن تمكن من القضاء -بأن خل عن السفر والمرض ولععم يقععض
-يأثم ،ويخرج من تركته لكل يوم مد .وإن لم يتمكن منعه -بعأن معات عقعب معوجب
القضاء أو النذر أو الكفارة ،أو استمر به العذر إلى موته -فليس عليه شععئ ،ل فديععة
ول قضاء ،ول إثم .وعلى الثاني -أعني ما إذا فاته بغير عععذر -يععأثم ،ويخععرج مععن
تركته لكل يوم مد -سواء تمكن مععن القضععاء أو ل -فحاصععل الصععور أربععع ،يجععب
التدارك في ثلث ،ول يجععب فععي صععورة واحععدة) .قععوله :ولععو بعععذر( أي ولععو فععات
بعذر ،وهو غاية لقوله يجب قضاء ،والمراد ،عذر يرجععى زوالععه ،أمععا مععا ل يرجععى
زواله فل يجب القضاء معه ،بل عليععه الفديععة فقععط ،كمععا سععيذكره بقععوله :وعلععى مععن
أفطر لعذر ل يرجى زواله مععد بل قضععاء) .قععوله :مععن الصععوم الععواجب( بيععان لمععا،
وخرج به الصوم المندوب ،فل يجب قضاؤه) .قعوله :كرمضعان إلعخ( تمثيعل للصعوم
الواجب) .قوله :بمرض إلخ( بدل من قوله بعذر ،وهو متعلق بفات المقدر .ولععو قععال
-كما في شرح المنهج -كمرض -بالكاف -ويكون تمثيل للعذر ،لكععان أولععى .لكععن
قععوله :أو تععرك نيععة ،ل يصععلح تمععثيل للعععذر ،إل أن يحمععل علععى النسععيان .والمععراد
بالمرض ما يرجى برؤه ،لن الذي ل يرجى برؤه ل يوجب القضععاء ،وإنمععا يععوجب
الفدية فقط -كما علمت -ودخل فيه الغماء ،لنه نوع من المرض) .قوله :أو تععرك
نية( إنما وجب القضاء عند ترك النية -ولو نسيانا -ولم يجب في الكل نسيانا ،لن
الكل منهي عنه ،والنسيان يؤثر فيععه ،بخلف النيععة ،فإنهععا مععأمور بهععا ،والنسععيان ل
يؤثر فيه) .قوله :أو بحيض( معطوف على بمرض ،ول حاجة إلى إعادة الباء .وإنما
وجب قضاء الصوم دون الصلة لما في صحيح مسلم عن عائشة رضععي ال ع عنهععا:
كنا نؤمر بقضاء الصوم ،ول نؤمر بقضاء الصلة) .وقععوله :أو نفععاس( أي ولععو مععن
علقة أو مضغة ،أي أو بل بلل) .قوله :ل بجنون وسكر( أي ل يجب قضاء مععا فععات
بجنون أو سكر) .قوله :لم يتعد به( أي بما ذكر من الجنون والسكر ،فإن تعععدى بهمععا
وجب القضاء) .قوله :أن قضاء يوم الشك على الفور( يعني إذا ثبععت يععوم الشععك أنععه
من رمضان بعد أن أفطر ،وجب عليه القضاء على الفور ،لتبين وجوبه عليععه ،وأنععه
أكل لجهله به .قال في التحفة :والمراد بيوم الشك هنا :هو يوم ثلثي شعبان ،وإن لععم
يتحدث فيعه برؤيعة -كمععا هععو واضععح .اه .بععالمعنى) .قعوله :لوجععوب إمسععاكه( علعة
لوجوب قضائه على الفور) .قوله :ونظر فيه( أي في التعليل المذكور ،ودفع التنظير
المذكور بأن التقصير هنا أظهر ،لن له حيلة فععي إدراك الهلل غالبععا ،ول حيلععة لععه
في دفع النسيان أبدا .وعبارة التحفة :وإنما خالفنا ذلك في ناسي النية ،لن عذره أعععم
وأظهر معن نسععبته للتقصععير ،فكفععى فععي عقععوبته وجععوب القضععاء عليعه فحسععب .اه.
)قوله :ويجب إمساك( أي مع
] [ 269
القضاء) .قوله :أي رمضان فقط( وإنما اختععص رمضععان بععذلك لحرمتععه ،ولن
وجوب الصوم فيه بطريق الصالة ،ولهذا ل يقبل غيره ،بخلف أيععام غيععره) .قععوله:
دون نحو نذر وقضاء( أي فل يجب المساك فيهما لنتفاء شرف الوقت عنهما ،ولذا
لم تجب في إفسادهما كفارة )قعوله :إن أفطعر بغيعر ععذر( قيعد فعي وجعوب المسعاك
وخرج به ما إذا كان بعذر فل يجب عليه المساك .نعم ،يسن له إذا زال العذر -كما
سيذكره) .قوله :من مرض أو سفر( بيان للعذر) .قوله :أو بغلط( معطوف على بغير
عذر ،أي أو أفطر بسبب غلط وقع له في الوقت) .قوله :كمن أكععل ظانععا بقععاء الليععل(
تمثيل لمن أفطر بسبب الغلط ،واندرج تحت الكععاف :مععن أفطععر ظانععا الغععروب فبععان
خلفه) .قوله :أو نسي تبييت النية( معطوف على أفطر بغير عذر ،ول يصح عطفععه
على قوله أكل ظانا إلخ ،وإن كان صنيعه يقتضيه ،لن من نسي النية ليس من أفععراد
من أفطر غلطا حتى يصح أن يكون تمثيل له .وعبارة التحرير :ويجب -مع القضاء
-المساك في رمضان على متعمععد فطععر ،لتعععديه بإفسععاده ،وعلععى تععارك النيععة ليل،
وعلى من تسحر ظانا بقاء الليل ،أو أفطر ظانا الغروب فبان خلفه ،وعلى مععن بععان
لععه يععوم ثلثععي شعععبان أنععه مععن رمضععان .اه .بحععذف) .قععوله :أو أفطععر يععوم الشععك(
معطوف أيضا على أفطر بغير عذر .ويجب إمساك إن أفطر يوم الشك ثععم تععبين أنععه
مععن رمضععان) .قععوله :لحرمععة الععوقت( أي وتشععبيها بالصععائمين .وهععو علععة لوجععوب
المساك على من أفطععر بغيععر ععذر ،أو بغلععط ،أو نسععي تععبييت النيععة ،أو أفطععر يععوم
الشك) .قوله :وليس الممسك في صوم شرعي( قعال ع ش :ومعع ذلعك ،فالظعاهر أنعه
يثبت له أحكام الصائمين ،فيكره له شم الرياحين ونحوهما .ويؤيده كراهة السواك في
حقه بعد الععزوال -علععى المعتمععد .اه) .قععوله :لكنععه يثععاب عليععه( أي المسععاك ،وهععو
استدراك من عدم كونه صععوما شععرعيا) .قععوله :فيععأثم( ل معنععى للتفريععع ،فالمناسععب
التعبير بالواو ،وتكون عاطفة مدخولها على يثاب ،فيصير فععي حيععز السععتدراك .أي
لكنه يثاب ،ولكنه يأثم بجماع ،ومثععل الجمععاع كععل محظععور) .وقععوله :ول كفععارة( أي
ومع الثم في الجماع ل يلزمه كفارة عليه ،لنه ليععس صععوما حقيقيععا) .قععوله :ونععدب
إمساك لمريض إلخ( هذا مفهوم قوله بغير عذر .ولو قععال -كعععادته -وخععرج بقععولي
بغير عذر :ما إذا أفطر بعذر -كمرض أو سفر -فإنه يندب له المساك إذا شفي ،أو
قدم أثناء النهار ،لكان أنسب .وإنما ندب المساك على من ذكر لحرمععة الععوقت ،ولععم
يجب لعدم وجود تقصير منه) .وقوله :ومسافر قععدم( أي دار القامععة) .وقععوله :أثنععاء
النهار( متعلق بكل من شفي وقدم .والمراد بالثنعاء :معا قابعل الخعر ،فيشعمل الول،
والوسط وغيرهما) .قوله :مفطرا( حال مععن نععائب فاعععل شععفي ومععن فاعععل قععدم .أي
شفي حال كونه مفطرا وقدم حال كونه مفطرا .وخرج به ما إذا شفي وهو صائم ،أو
قدم وهو صائم ،فيجب التمام عليهما كالصبي) .قوله :وحععائض طهععرت أثنععاءه( أي
النهار .ومثلها النفساء والمجنعون إذا أفعاق أثنعاء النهعار ،والكعافر إذا أسعلم -كعذلك -
والصبي إذا بلغ كذلك) .والحاصل( يؤخذ من كلمه قاعدتان ،وهما :أن كل من جععاز
له الفطار مع علمه بحقيقة اليوم ل يلزمه المساك ،بل يسععن .وكععل مععا ل يجععوز لععه
مع ذلك يلزمه المساك) .قععوله :ويجععب علععى معن أفسععده( شعروع فيمععن تجععب عليععه
الكفارة بسبب الفطار بمفطر من المفطرات السابقة ،وهو الجماع فقط ،لكن بشععروط
ذكر المؤلف بعضها ،وحاصلها تسعة .الول منها :أن يكون الجمعاع مفسعدا للصعوم،
بأن يكون من عامد مختار عالم بتحريمه .الثاني :أن يكون في صوم رمضان.
] [ 270
الثالث :أن يكععون الصععوم الععذي أفسععده صععوم نفسععه .الرابععع :أن ينفععرد الفسععاد
بالوطئ .الخامس :أن يستمر على الهلية كل اليوم الذي أفسده ،ويعبر عنه بأن يفسد
يوما كامل .السععادس :أن يكععون مععا أفسععده مععن أداء رمضععان يقينععا .السععابع :أن يععأثم
بجماعه .الثامن :أن يكون إثمه به لجل الصوم .التاسع :عدم الشبهة .فخرج بععالول:
ما ل يكون مفسدا ،كأن صدر من ناس أو مكععره أو جاهععل معععذور .وبالثععاني :صععوم
غير رمضان .وبالثالث :ما لو أفسد صوم غيره ولو في رمضان ،كأن وطععئ مسععافر
أو نحوه امرأته ففسد صومها .وبالرابع :ما إذا لم ينفرد الفساد بالوطئ ،كععأن أفسععده
بالوطئ وغيره معا .وبالخامس :ما إذا لم يستمر على الهلية كل اليععوم ،بععأن جععن أو
مات بعد الجماع .وبالسادس :ما إذا كان الصوم الذي أفسععده مععن قضععاء رمضععان أو
من أداء رمضان لكن من غيععر تعييععن ،بععأن صععامه بالجتهععاد ،ولععم يتحقععق أنععه مععن
رمضان ،أو صام يوم الشك -حيث جاز -فبان أنه من رمضان .وبالسابع :ما إذا لم
يأثم بجماعه ،كالصبي ،وكذا المسافر والمريض إذا جامعا بنية الععترخص .وبالثععامن:
ما إذا كان الثععم ل لجععل الصععوم ،كمععا إذا كععان مسععافرا أو وطععئ بالزنععا أو لععم ينععو
ترخصا بإفطاره ،فإنه لععم يععأثم بععه لجععل الصععوم ،بععل لجععل الزنععا ) (1أو لعععدم نيععة
الترخص .وبالتاسع :ما إذا وجدت شبهة ،كأن ظن بقاء الليل فجععامع فبععان نهععارا ،أو
أكل ناسيا فظن أنه أفطر به فجامع عامدا ،فجميع هذه المخرجععات ليععس فيهععا كفععارة،
وحيث قلنا بوجوبها فهي على الواطئ -سواء كان بشبهة ،أو نكاح ،أو زنععا -ويعلععم
هذا من جعل من الداخلة على أفسده واقعة على الواطئ) .قوله :أي صععوم رمضععان(
تفسير للضمير البارز .وإنما خص صوم رمضان لن النععص ورد فيععه ،وهععو لجععل
اختصاصه بفضععائل ل يقععاس بععه غيععره) .قععوله :بجمععاع( أي فععي قبععل أو دبععر ،ولععو
لبهيمة ،ولو مع وجود خرقة لفها على ذكره) .قععوله :أثععم بععه( يصععح ضععبطه بصععيغة
اسم الفاعل ،وبصيغة الماضي ،وعلى كل :هو صفة لجماع جرت على غير من هععي
له ،لن الفاعل يعود على من أفسده .وخرج به ما ل يأثم به -كمن جععامع ظانععا بقععاء
الليل فبان نهارا -كما علمت) .قععوله :لجععل الصععوم( متعلععق بععأثم :أي إن أثععم لجععل
الصوم .وخرج به ما ليعس لجعل الصعوم -كمعا علمعت أيضعا) .قعوله :ل باسعتمناء(
معطوف على بجماع ،وهو محترزه ،فل تجب الكفعارة علعى معن أفسعده بالسعتمناء،
لن النص ورد في خصوص الجماع) .قععوله :وأكععل( بضععم الهمععزة) .قععوله :كفععارة(
فاعل يجب .أي يجب كفارة على من ذكر ،وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريععرة
رضي ال عنه :جاء رجل إلى النععبي )ص( فقععال :هلكععت .قععال :ومععا أهلكععك ؟ قععال:
واقعت امرأتي في رمضان :قال :هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال :ل .قال :فهل تستطيع
أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال :ل .قال :فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ قال :ل.
ثم جلس ،فأتى النبي )ص( بعرق فيه تمر ،قال :تصدق بهذا .فقال :على أفقر منععا يععا
رسول ال ؟ فوال ما بين لبتيها أهل بيت أحوج إليه منا .فضحك النععبي )ص( حععتى
بدت أنيابه ،ثم قال :فأطعمه أهلععك) .وقععوله :بعععرق( هععو بفتحععتين -مكتععل نسععج مععن
خوص النخل .وقوله :فأطعمه أهلك ،يحتمل أنه تصدق النبي )ص( به عليه -أي مع
بقاء الكفارة في ذمته -ويحتمل أنه تطوع بالتكفير عنه ،وسععوغ لععه صععرفها لهلععه -
إعلما بأن المكفر المتطوع يجوز له صرفها لممون المكفر عنه .وبهذا أخذ أصحابنا
فقالوا :يجوز للمتطوع بالتكفير عن الغير صرفها لممون المكفر عنه) .قوله:
)) (1قوله :بل لجل الزنا إلععخ( أي ومععع الثععم ل كفععارة عليععه -كمععا ففععى الععروض
وشرحه -وعبارتهما :وقلونا لجل الصوم :اختراز من مسافر ،أو مريض زنى -أو
جامع حليلته بغير نية الترخص -فل كفارة عليه ،فإن إثمه لجل الزنععا .إلععخ .انتهععت
اه مولف
] [ 271
متكررة بتكرر الفساد( أي فإذا جامع في يعومين لزمععه كفارتععان ،أو فععي ثلثععة
فثلث ،بل لو وطئ في جميع أيام رمضان لزمه كفععارات بعععددها ،وذلععك لن صععوم
كل يوم عبادة مستقلة ،فل تتداخل كفاراتها .وخرج بتكرر الفساد تكععرر الععوطئ فععي
يوم واحد ،ولو بأربع زوجات ،فل تتكععرر الكفععارة بععه ،لن الفسععاد حصععل بععالوطئ
الول فقط ،فلم يتكرر) .قوله :وإن لم يكفر عن السابق( غاية فعي تكررهععا بعذلك .أي
أنها تتكرر بتكرر الفساد مطلقععا ،سععواء كفععر عععن الععوطئ الول قبععل الثععاني ،أم ل.
)قوله :معه( متعلق بمحذوف صفة لكفارة ،أو متعلععق بيجععب المقععدر) .قععوله :أي مععع
قضاء إلخ( بيان لمرجع الضمير في معه والقضاء فوري ،ولم يتعرض لبيان التعزير
هنا ،والمعتمد وجوبه أيضا عليه وعلى الموطوءة أيضععا ،كمععا يجععب عليهععا القضععاء.
)والحاصل( الواطئ عليععه ثلثععة أشععياء :القضععاء ،والكفععارة ،والتعزيععر .والموطععوءة
عليهععا شععيآن :القضععاء ،والتعزيععر) .وقععوله :ذلععك الصععوم( أي الععذي أفسععده) .قععوله:
والكفارة عتق رقبة إلخ() .والحاصل( خصالها ثلث :العتق ،ثم الصوم ،ثم الطعععام.
فهي مرتبة ابتعداء وانتهععاء ،ومثععل كفعارة العوطئ فععي نهععار رمضععان كفععارة الظهعار
والقتععل ،فععي الخصععال والععترتيب ،إل أن القتععل ل إطعععام فيععه ،فليععس لكفععارته إل
خصلتان :العتق ،ثم الصوم) .وقوله :عتق رقبة( أي إعتعاق رقيعق -عبعد ،أو أمعة .-
فالمراد بالرقبة :الرقيععق ،فهععو مععن إطلق الجععزء علععى الكععل ،لن الععرق كالغععل فععي
الرقبة ،ومحل وجوب العتاق إذا كان المفسد غيععر رقيععق ،فععإن كععان رقيقععا فكفععارته
بالصوم ل غير) .وقععوله :مؤمنععة( خرجععت الكععافرة ،فل تجععزئ .ويشععترط أن تكععون
سليمة من جميع العيوب المضرة بالعمل والكسب ،فل تجععزئ المعيبععة -كمععا سععيأتي
إن شاء الع تععالى فعي الظهعار) .قعوله :فصعوم شعهرين( أي هلليعن إن انطبعق أول
صيامه على أولهما ،وإل كمل الول المنكسر من الثالث ثلثين ،مععع اعتبععار الوسععط
بالهلل ،ومعلوم أن الشهرين غير اليوم الذي يقضيه عن اليوم الذي أفسععده) .وقععوله:
مع التتابع( أي التوالي .فإن أفسد يوما -ولو اليوم الخير ،ولععو بعععذر :كنسععيان نيععة،
وسفر ،ومرض -استأنف الشععهرين .نعععم ،ل يضععر الفطععر بحيععض ونفععاس وجنععون
وإغماء مستغرق ،لن كل منهععا ينععافي الصععوم ،مععع كععونه اضععطراريا) .وقععوله :إن
عجز عنه( أي عن عتق الرقبة -إما حسا :كأن لم توجد في مسافة القصر .أو شرعا
كأن لم يقدر على ثمن الرقبة زائدا على ما يفي بممونه بقية العمر الغالب .ولععو وجععد
الرقبة بعد شروعه في الصوم ،نعدب لعه أن يرجعع للعتعق ،ويقعع لعه معا صعامه نفل،
وكذلك لو قدر على الصوم بعد شروعه في الطعام) .قععوله :فإطعععام سععتين إلععخ( أي
تمليك ستين مسكينا أو فقيرا ،كل واحد مد طعام .وليس المراد أن يجعل ذلععك طعامععا
ويطعمهم إياه ،فلو غداهم أو عشاهم لم يكف) .قوله :إن عجز عن الصععوم إلععخ( فععإن
عجز عن العتق وعن الصيام وعن الطعام ،استقرت الكفععارة مرتبععة فععي ذمتععه ،لن
حقوق ال تعععالى الماليععة إذا عجععز الشععخص عنهععا ،فععإن كععانت بسععبب منععه اسععتقرت
الكفارة في ذمته -ككفارة الظهار ،والجماع ،والقتل ،واليمين .-وإن لم تكن بسببه لم
تستقر -كزكاة الفطر ) .-وقوله :لهرم أو مععرض( بيععان لسععبب العجععز عععن الصععوم.
)قوله :بنية كفارة( مرتبععط بكععل مععن الخصععال الثلث ،أي عتععق رقبععة بنيععة الكفععارة،
فصوم شهرين بنية الكفارة ،فإطعام ستين بنية الكفارة .فلو لععم ينوهععا لععم تسععقط عنععه.
)قوله :ويعطى إلخ( بيان للمراد من قوله أول فإطعام إلخ ،ولو قال فيعطى إلخ -بفاء
التفريع -لكان أولى ،لن المقام يقتضععيه) .وقععوله :مععن غععالب القععوت( أي قععوت بلععد
المكفععر كزكععاة الفطععر) .قععوله :ول يجععوز صععرف الكفععارة لمععن تلزمععه مععؤنته( أي
كالزكوات وسائر الكفارات ،وأما قوله )ص( فععي الخععبر المععار :فععأطعمه أهلععك .فقععد
تقدم الجواب عنه -بأنه يحتمل أن المراد أطعمععه أهلععك :علععى وجععه أنععه صععدقة منععه
)ص( عليه لكونه أخبره بفقره مع بقاء الكفارة في ذمتععه ،ويحتمععل أن المععراد أطعمععه
أهلك -على وجه الكفارة -ومحل امتناع إطعام كفععارته لعيععاله :إذا كععان هععو المكفععر
من عنده ،بخلف ما إذا كان المكفر غيععره عنععه .وبعضععهم أجععاب بععأنه خصوصععية،
فعن
] [ 272
هذا الحديث ثلثة أجوبة .فتنبه) .قوله :ويجععب علععى مععن أفطععر إلععخ( أي لقععوله
تعالى) * :وعلى الذين يطيقونه( * أي بناء على أن كلمة ل مقدرة ،أي :ل يطيقععونه،
أو أن المراد يطيقونه في الشباب والصحة ثععم يعجععزون عنععه بعععد الكععبر أو المععرض
الذي ل يرجى برؤه .وروي البخاري أن ابن عباس رضي ال عنهما وعائشة رضي
ال عنها كانا يقرآن) * :وعلى الذي يطوقونه( * ومعناه يكلفون الصوم فل يطيقععونه،
وقيل :الية على ظاهرها من أن الذين يطيقونه يخرجون فدية إن لم يصوموا ،فكانوا
مخيرين في صدر السلم بين الصوم وإخراج الفدية .ثم نسععخ ذلععك بقععوله تعععالى* :
)فمععن شععهد منكععم الشععهر فليصععمه( * فعلععى الول تكععون اليععة محكمععة -أي غيععر
منسوخة -وعلى الثاني تكون منسوخة ،وهو قول أكثر العلماء) .قوله :في رمضان(
خرج به الكفارة ،والنذر وقضاء رمضان ،فل فدية للفطار في شئ من ذلك) .قععوله:
لعذر ل يرجى زواله( فإن كان يرجى زواله -كالمرض المرجو زوالععه ،وكالسععفر -
فعليهما القضاء فقط -كما تقدم) .قوله :ككبر( أي لشخص ،بأن صار شعيخا هرمعا ل
يطيق الصوم في زمن من الزمععان ،وإل لزمععه إيقععاعه فيمععا يطيقععه فيععه .ومثلععه كععل
عاجز عن صوم واجب -سواء رمضان وغيره -لزمانة ،أو مرض ل يرجى برؤه،
أو مشقة شديدة تلحقه ،ولععم يتكلفععه .اه .نهايععة) .قععوله :ومععرض ل يرجععى بععرؤه( أي
بقول عدلين من الطباء ،أو عدل عند من اكتفى بعه فعي جععواز الععتيمم للمعرض ،فلعو
برئ بعد ذلك -ولو قبل إخراج الفدية :على المعتمد -لم يلزمه القضاء) .قععوله :مععد(
هو رطل وثلث ،وهو نصف قدح بالكيل المصري .والمعتبر :الكيل ،ل الوزن .وإنما
قدر به استظهارا) .وقوله :لكل يوم( الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمد ،أي
مد واجب لكل يوم ،أي لصوم كل يوم) .وقععوله :منععه( أي رمضععان) .قععوله :إن كععان
موسرا حينئذ( أي حين الفطار .وهو قيععد لوجععوب المععد .وخععرج بععه الفقيععر المعسععر
حينئذ ،فل فدية عليه .وهذا هو الذي صععححه النععووي فععي المجمععوع ،وارتضععاه ابععن
حجععر ،وعبععارته :وقضععية كلم المتععن وغيععره وجوبهععا :أي الفديععة ،ولععو علععى فقيععر
فتستقر في ذمته .لكنه صحح في المجموع سقوطها عنه -كالفطرة -لنه عاجز حال
التكليف بها ،وليست في مقابلة جناية ونحوها) .فإن قلت( ينافيه قولهم حق ال المالي
إذا عجز عنه العبد وقت الوجوب ثبت في ذمته ،وإن لم يكععن علععى جهععة البععدل -إذا
كان بسبب منه -وهو هنا كذلك ،إذ سببه فطره) .قلت( كععون السععبب فطععره ممنععوع،
وإل لزمت الفدية للقادر ،فعلمنا أن السبب إنما هو عجزه المقتضي لفطره ،وهو ليس
من فعله ،فاتضح ما فععي المجمععوع .فتععأمله .اه .وصععحح الرملععي والخطيععب خلفععه،
وهو أنععه ل يشععترط يسععاره حينئذ ،فتجععب الفديععة عنععدهما علععى الفقيععر ،قععال :وفععائدة
الوجوب عليععه أنهععا تسععتقر فععي ذمتععه) .قععوله :بل قضععاء( الجععار والمجععرور متعلععق
بمحذوف صفة لمد ،أي مد كائن من غير قضععاء) .قععوله :وإن قععدر عليععه بعععد( غايععة
لعدم وجوب القضاء :أي ل يجب عليععه القضععاء وإن قععدر علععى الصععوم بعععد الفطععر.
)فإن قيعل( معا الفعرق بينعه وبيعن المعضعوب ،حيعث يلزمعه الحعج بالقعدرة عليعه بععد
الحجاج عنه بالنيابة) .أجيب( بأن المعذور هنا مخععاطب بالمععد ابتععداء -كمععا سععيأتي
قريبا -فأجزأ عنه ،والمعضوب مخاطب بالحج ،وإنما جاز له النابة للضرورة ،وقد
بان عدمها) .قوله :لنه إلخ( علة لعدم وجوب القضاء إذا قدر عليععه ،وإنمععا لععم يجععب
عليه حينئذ لنه غير مخاطب بالصوم عند العجز ،بل بالفدية فقط) .قوله :فالفدية فععي
حقه واجبة ابتداء( تفريع على العلة ،أي وإذا ثبت أنه غير مخاطب بالصوم
] [ 273
-إذا عجز عنه -فالفدية حينئذ واجبة عليه ابتداء ،ل بدل عن الصوم ،وفيععه أن
مقتضاه أنه لععو تكلععف وصععام ل يكتفععي بصععومه ؟ وأجيععب بععأن محععل مخععاطبته بهععا
ابتداء ،ما لم يرد الصوم ،فإن أراده يكععون هععو المخععاطب بععه .وعبععارة غيععره :وهععل
الفدية في حقه واجبة ابتداء أو بدل عن الصوم ؟ وجهان .أصحهما :الول .فعليه :لو
قدر على الصوم بعد فواته :لم يلزمه القضاء -سواء كانت قدرته بعد إخراج الفديععة،
أو قبله -لنه مخاطب بالفدية ابتععداء .اه) .قععوله :ويجععب المععد مععع القضععاء إلععخ( أي
لقول ابن عباس -رضي ال عنهما -في قوله تعالى) * :وعلى الذين يطيقعونه فديعة(
* أنها منسوخة إل في حقهما .اه .تحفة .قعال ابعن رسعلن فعي زبعده :والمعد والقضعا
لذات الحمل * * أو مرضع إن خافتا للطفل )وقوله :علععى حامععل( أي ولععو مععن زنععا.
)وقععوله :ومرضععع( أي ولعو مسععتأجرة ،أو متبرعععة -ولععو لععم تتعيععن للرضععاع ،بععأن
تعددت المراضع .ويستثنى من الحامل والمرضع :المتحيرة إذا خافت على الولد ،فل
فدية عليها ،للشك في وجوب صوم ما أفطرته في رمضان عليها باحتمال حيضها إذا
أفطرت ستة عشر يوما فأقل ،لنها أكثر ما يحتمل فساده بالحيض ،فإن أفطرت أكثر
منها وجبت الفدية لما زاد ،حتى لععو أفطععرت رمضععان كلععه لزمهععا مععع القضععاء فديععة
أربعة عشر يوما .ويستثنى أيضععا المريضععة ،والمسععافرة ،فل فديععة عليهمععا ،لكععن إن
ترخصععتا لجععل السععفر ،أو المععرض ،أو أطلقتععا .وإن ترخصععتا لجععل الرضععيع ،أو
الحمل وجبت الفدية -مع القضاء ) .-وقععوله :أفطرتععا( أي وجوبععا) .وقععوله :للخععوف
على الولد( أي فقط دون أنفسهما .والمراد بالولد هنا :ما يشمل الحمل ،وتسميته ولععدا
من باب التغليب أو مجاز الول .والمراد بالخوف على الولد :الخععوف علععى إسععقاطه
بالنسبة للحامل وعلى قلة اللبن بالنسبة للمرضع ،فيتضرر الولد بمبيععح تيمععم لععو كععان
كبيرا أو يهلك .واحترز بقوله للخوف على الولد :عما إذا أفطرتا خوفا علععى أنفسععهما
أن يحصععل لهمععا مععن الصععوم مبيععح تيمععم ،فععإنه يجععب عليهمععا القضععاء بل فديععة -
كالمريض المرجو البرء -وإن انضم لذلك الخوف على الولد ،لنه واقع تبعععا) .فععإن
قيل( إنه حينئذ فطر ارتفق به شخصان ،فكان الظاهر وجوب الفدية في هععذه الحالععة.
)أجيب( كما في التحفة :بأن الخوف على أنفسهم مانع مععن وجععوب الفديععة ،والخععوف
على الولد مقتض له ،فغلععب الول ،لن القاععدة أنععه إذا اجتمعع معانع ومقتعض غلععب
المانع على المقتضي) .فائدة( تلخص من كلمهم أنه يباح الفطر في رمضان السععتة:
للمسععافر ،والمريععض ،والشععيخ الهععرم ،والحامععل ،والعطشععان ،والمرضعععة .ونظمهععا
بعضهم على هذا الترتيب ،فقال :إذا مععا صععمت فععي رمضعان صعمه * * سعوى سعت
وفيهن القضاء :فسين ،ثم ميم ،ثم شين * * ،وحاء ،ثم عين ،ثم راء فالسين للمسععافر،
والميم للمريض ،والشين للشععيخ الهععرم ،والحععاء للحامععل ،والعيععن للعطشععان ،والععراء
للمرضعة) .قوله :ويجب على مؤخر قضاء لشئ من رمضععان إلععخ( وذلععك لن سععتة
من الصحابة -وهم ابن عباس ،وأبو هريرة ،وعلي ،وابن عمععر ،وجععابر ،والحسععين
بن علي -رضي ال عنهم أجمعين -أفتععوا بععذلك ،ول مخععالف لهععم ،فصععار إجماعععا
سكوتيا .وقوله :لشئ من رمضان :متعلععق بمحععذوف صععفة لقضععاء :أي قضععاء كععائن
لشئ من رمضان :أي أو له كله) .وقوله :حتى دخل رمضان آخر( حععتى غائيععة .أي
يجب مع القضاء مد إذا أخر القضاء إلى أن دخل رمضان آخر ،فل بد فععي الوجععوب
من دخوله .وإن أيس من القضاء -كمن عليه عشرة أيام -فأخر حتى بقي لرمضععان
خمسة أيام مثل فل تلزمه الفدية عن الخمسة الميئوس منها -أي قبل دخول رمضععان
-فإن دخل وجبت .ورمضان هنا مصروف ،لن المراد به غير معين ،بدليل وصععفه
بالنكرة ،وهي آخر) .قوله :بل عذر( متعلق بمؤخر ،وسععيذكر محععترزه) .قععوله :بععأن
خل( أي
] [ 274
الشخص الذي أخر القضاء ،وهو تصوير لعدم وجععود العععذر) .وقعوله :قعدر مععا
عليه( مفعول خل .أي خل قدر ما عليه من القضاء .والمراد أنه خل زمنععا بعععد يععوم
عيد الفطر يمكنه أنه يقضي فيه ما عليه من الصوم ،فترك الصوم فيععه إلععى أن دخععل
رمضععان آخععر ول يحسععب مععن الزمععن الععذي خل فيععه :يععوم عيععد الضععحى ،وأيععام
التشريق .وعبارة التحفة :بأن خل عن السفر والمرض قععدر مععا عليععه بعععد يععوم عيععد
الفطر في غير يوم النحر وأيام التشريق .اه) .قععوله :مععد( فاعععل يجععب) .قععوله :لكععل
سنة( متعلق بيجب ،أو بمحذوف صفة لمد أي يجب لكل سنة مد ،أو يجععب مععد كععائن
لكل سنة .وفي الكلم حذف ،أي يجععب مععد لصععوم كععل يععوم مععن رمضععان كععل سععنة.
)قوله :فيتكرر( أي المد ،وهو بيان لمعنى قوله لكععل سععنة ،وإنمععا تكععرر لن الحقععوق
المالية ل تتداخل) .وقوله :على المعتمد( مقابله :ل يتكرر كالحدود ،فيكفععي المعد ععن
كل السنين) .قوله :ما إذا كان التأخير بعذر( فاعل خعرج) .قعوله :كعأن اسعتمر سعفره
إلخ( أي أو أخر ذلك جهل أو نسيانا أو إكراها ،نقل ذلك في التحفة عن الذرعي ،ثم
قال :ومراده الجهل بحرمة التأخير ،وإن كان مخالطا للعلماء ،لخفاء ذلك ،ل بالفدية،
فل يعذر بجهله بها ،نظير ما مر فيما لعو علعم حرمعة نحعو التنحنعح وجهعل البطلن.
وفي المغني -بعد نقله كلم الذرعي -ما نصه :والظاهر أنه إنما يسععقط عنععه بععذلك
الثععم ،ل الفديععة .اه) .قععوله :إلععى قابععل( متعلععق باسععتمر) .قععوله :فل شععئ عليععه( أي
بالتأخير ،لن تأخير الداء بالعذر جائز ،فتأخير القضاء بععه أولععى .وقضععية إطلقععه:
أنه ل فرق عند التأخير بعذر :بين أن يكون الفوات بعذر ،أم ل .وبه صرح المتولي،
وسليم الرازي ،لكن نقل الشيخان -في صوم التطوع عن البغوي من غيععر مخالفععة -
أن ما فات بغير عذر يحرم تأخيره بعذر السفر .وقضيته لزوم الفدية ،وهععو الظععاهر.
أفاده في المغني) .قوله :ما بقي العععذر( مععا :مصععدرية ظرفيععة ،أي مععدة بقععاء العععذر.
)قوله :وإن استمر( أي العذر ،وهو غاية لكونه ل شئ عليععه بالتععأخير لعععذر) .قععوله:
مع تمكنه( أي من القضاء بأن خل من السفر والمرض قدر ما عليه .وفي ع ش :إذا
تكرر التأخير ،هل يعتبر المكان في كل عام ،أم يكفي لتكرر الفديععة وجععود المكععان
في العام الول ؟ الظاهر الول -كما يرشد إليه قول البغوي :أن المتعدي بععالفطر ل
يعذر بالسفر في القضاء .اه) .قوله :حععتى دخععل آخععر( ليععس بقيععد ،ولععم يقيععد بععه فععي
المنهاج ،وعبارته :لو أخر القضاء -مع إمكانه -فمات ،أخرج مععن تركتععه لكععل يععوم
مدان :مد للفوات ،ومد للتأخير .اه .قال في النهاية :وعلم منه أنه متى تحقععق الفععوات
وجبت الفدية ،ولو لم يدخل رمضان .فلو كان عليه عشرة أيععام فمععات لبععواقي خمععس
من شعبان ،لزمه خمسة عشر مدا -عشرة لصل الصوم ،وخمسة للتأخير -لنه لععو
عاش لم يمكنه إل قضاء خمسة .اه .ومثله في المغني ،لكن المؤلععف قيععد بععذلك ،تبعععا
لشيخه ابن حجر) .قوله :فمات( أي المععؤخر للقضععاء مععع تمكنععه) .قععوله :أخععرج مععن
تركته( جواب متى ،وقضية قوله مععن تركتععه :أنععه ل يجععوز للجنععبي الطعععام عنععه،
وهو كذلك -كما استوجهه في التحفة -وذلك لنععه بععدل عععن عبععادة بدنيععة ل يشععوبها
شئ من المال ،فلم يقبل النيابة ،بخلف الحج ،فإنه لما كان فيه شائبة مال قبل النيابة:
فيجوز للجنبي أن يحج عن الميت ،ولو بل إذن من القريب أو الميععت .وفععي النهايععة
إذا لم يخلف تركة فل يلزم الوارث إطعام ول صوم ،بل يسن له ذلك .وينبغي ندبه -
لمن عدا الورثة من بقيعة القععارب -إذا لعم يخلععف تركعة ،أو خلفهعا وتععدى العوارث
بترك ذلك .اه) .وقوله :مدان :مد للفوات ،ومععد للتععأخير( أي لن كععل منهمععا مععوجب
عند النفراد ،فكذا عند الجتماع .هذا إن أخر سنة فقط ،وإل تكرر مد التأخير -كمععا
مر -قال في المغني :ول شئ على الهم ،ول الزمن ،ول مععن اشععتدت مشععقة الصععوم
عليه لتأخير الفدية إذا أخروها عن السنة الولى) .قوله :إن لم يصم عنه قريبععة( هععذا
قيد لوجوب مد للفوات ،لكن بالنسبة للقديم ،أما بالنسبة للجديد :فل يصععح التقييععد بععه،
لنه عليه ل يصح الصوم عنه أصل -كما سيصرح به -فيجب عليه مدان) .وقوله:
أو مأذونه( أي القريب ،فالضمير يعود على قريبة،
] [ 275
ويحتمل عوده على الميت ،أي أو مأذون الميت -بأن أوصععى بععه) .قععوله :وإل
وجب( أي وإن ل لم يصم ،بأن صام عنه من ذكععر) .وقععوله :مععد واحععد للتععأخير( أي
لنه قد حصل تدارك أصل الصوم ،فسقط حينئذ مد الفوات ،وبقي مد التععأخير ،وهععذا
بناء على التقديم -كما علمت) .قوله :والجديد إلخ( مقابل لمحذوف ملحظ :أي فكأنه
قال ما ذكر من أنه صام عنه قريبه أو مأذونه :وجب عليه مععد واحععد فقععط للتععأخير -
مبني على القول القديم :أنه يجوز الصععوم عنععه .والجديععد :ععدم جععواز الصععوم عنععه،
ويخرج من تركته لكل يوم مد ،لكن كان عليه -بعد أن ساق القول الجديد -ذكععر مععا
يترتب عليه بأن يقول :وعليه فيتعين المدان .فتنبه) .وقوله :عدم جواز الصععوم عنععه(
أي ععن الميعت ،لنعه عبعادة بدنيعة ،وهعي ل تعدخلها النيابعة فعي الحيعاة ،فكعذلك بععد
الموت ،قياسا على الصلة والعتكاف) .وقوله :مطلقا( أي سواء تمكععن مععن القضععاء
قبل الموت أم ل ،وسواء فاته الصوم بعذر أو بغيععره) .قععوله :بععل يخععرج مععن تركتععه
إلخ( أي لخبر :من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كععل يععوم مسععكينا .رواه
الترمذي ،وصحح وقفه على ابن عمر ،ونقله الماوردي عن إجماع الصحابة .وقوله:
فليطعم :مبني للمفعول ،ونائب فاعله الجار والمجرور بعده ،ومسكينا :مفعوله ،وهععو
مبنععي علععى القععول بجععواز إنابععة الظععرف مععع وجعود المفعععول ،وهععو معذهب كعوفي،
والصحيح خلفه -كما أشار إليه ابن مالك بقوله :ول ينوب بعض هذي إن وجد * *
في اللفظ مفعول به وقد يرد )قوله :لكل يوم( أي فاته صومه) .وقوله :مد طعععام( أي
عن الفوات .ولم يتعرض لمد التأخير لنه بصدد بيععان القععول الجديععد معن حيععث هععو.
)واعلم( أنه يشترط في الطعام أن يكون من غالب قوت بلده .قال في التحفة :ويؤخععذ
مما مر في الفطرة أن المراد هنا بالبلد التي يعتبر غعالب قوتهعا المحعل العذي هعو بعه
عند أول مخاطبته بالقضاء .اه) .قوله :وكذا صوم النععذر والكفععارة( أي ومثععل صععوم
رمضان :صوم النععذر ،وصععوم الكفععارة بسععائر أنواعهععا :فععي أنععه إذا مععات النععاذر أو
المكفر -بعد التمكن من الصوم -يجري فيهما القولن ،القديم والجديد .فعلععى الول:
إن لم يصم عنهما القريب أو مأذونه :أخرج عن كل يوم مدا .وعلى الثاني :ل يجععوز
الصيام عنهما ،فيجب إخراج مد عن كل يوم ،ول شئ فيهما للتععأخير ،لمععا علمععت أن
التأخير يوجب الفدية في خصوص رمضان) .قوله :إلى تصععحيح القععديم( أي لععورود
الخبار الصحيحة الدالة على جواز الصوم عنه .كخبر الصحيحين :من مععات وعليععه
صيام صام عنه وليه .وخععبر مسععلم أنععه )ص( قععال لمععرأة قععالت لععه :إن أمععي مععاتت
وعليها صوم نذر ،أفأصوم عنها ؟ صومي عن أمك .وفي التحفة ما نصه :وقد نععص
عليه -أي القديم -في الجديد أيضا فقال :إن ثبت الحديث :قلت به ،وقد ثبت من غير
معارض ،وبه يندفع العتراض على المصنف ،بأنه كان ينبغي له اختياره مععن جهععة
الدليل ،فإن المذهب هو الجديد .وفي الروضة :المشهور في المذهب تصحيح الجديد،
وذهب جماعة -من محققي أصحابنا -إلى تصحيح القديم ،وهو الصواب ،بل ينبغععي
الجععزم بععه ،للحععاديث الصععحيحة ،وليععس للجديععد حجععة مععن السععنة ،والخععبر الععوارد
بالطعام ضعيف .اه) .قوله :بل يجوز للولي( المراد به هنا كععل قريععب للميععت ،وإن
لم يكن عاصبا ،ول وارثا ،ول ولى مال -على المعتمعد -وقعد قيععل بكععل منهععا ،فعإن
قوله )ص( -في الخبر السابق للسائلة :صومي عن أمععك -يبطعل القععول بععأن المعراد
ولي المال ،والقول بأن المراد ولي العصععوبة .ويشععترط فععي الععوالي أن يكععون بالغععا،
عاقل -ولو رقيقا -لنه من أهل فرض الصوم ،بخلف الصععبي ،والمجنععون .ومثععل
الولي :الجنبي بإذن من الميت ،بععأن أوصععاه بععه ،أو بععإذن الععولي بععأجرة ،أو دونهععا،
بخلفه بل إذن ،فل يصح) .قوله :ثم إن خلف تركة وجععب أحععدهما( أي وجععب علععى
الولي أحد المرين :الصوم ،أو الطعام) .قوله :وإل نععدب( أي وإن لععم يخلععف تركععة
ندب للولي أحدهما :إما الصوم،
] [ 276
وإما الطعام) .قوله :ومصععرف المععداد :فقيععر ،ومسععكين( أي فقععط ،دون بقيععة
الصناف الثمانية المقدمة في قسم الصععدقات ،لقععوله تعععالى) * :علععى الععذين يطيقععونه
فدية طعام مسكين( * والفقير أسوأ حال منه ،فإذا جاز صرفها إلععى المسععكين فععالفقير
أولى ،ول يجب الجمع بينهما) .قوله :وله صرف أمداد لواحد( أي لن كل يوم عبادة
مستقلة ،فالمداد بمنزلة الكفارات ،بخلف المععد الواحععد ،فععإنه ل يجععوز صععرفه إلععى
شخصين ،لن كل مد فدية تامة ،وقد أوجب ال تعالى صرف الفدية إلى الواحععد .فل
ينقص عنها .ول يلزم منه امتناع صرف فديتين إلى شخص واحعد ،كمعا ل يمتنعع أن
يأخذ الواحد من زكعوات متعععددة .اه .مغنععى )قعوله :معن معات وعليععه صعلة( أي أو
اعتكاف) .وقوله :فل قضاء ول فدية( أي لعدم ورودهما .ويستثنى مععن منععع الصععلة
والعتكاف عن الميت ،ركعتا الطواف ،فإنهما يصحان من الجير ،تبعععا للحععج .ومععا
لو نذر أن يعتكف صائما فإن البغوي قال في التهععذيب :إن قلنععا ل يفععرد الصععوم عععن
العتكاف -أي وهو الصح -وقلنععا يصععوم الععولي :فهععذا يعتكععف عنععه صععائما ،وإن
كانت النيابة ل تجزئ في العتكاف) .قوله :وفي قول كجمع مجتهدين( أي وفي قول
عندنا تبعا لجمعع مجتهعدين .وعبععارة فتعح الجععواد :ففيهععا -أي الصععلة -قععول لجمععع
مجتهدين أنها تقضي عنه ،لخبر البخاري وغيره ،ومن ثم إلخ ،فلعل الكاف -الداخلة
على لفظ جمع -زيدت من النساخ) .وقوله :أنها( أي الصلة تقضي عنه .وفععي قععول
أيضا :أن العتكاف بفعل عنه) .قوله :لخبر البخاري وغيره( في التحفة :لخععبر فيععه،
لكنه معلول) .قوله :ومععن ثععم اختععاره( أي ومععن أجععل ورود خععبر فيعه ،اختععار القععول
بالقضاء جمع من أئمتنا) .قوله :وفعل به( أي عمل بهذا القول ،وهو قضععاء الصععلة.
وفي حواشي المحلى للقليوبي :قال بعض مشايخنا :وهذا مععن عمععل الشععخص لنفسععه،
فيجععوز تقليععده ،لنععه مععن مقابععل الصععح .اه) .قععوله :وفععي وجععه عليععه كععثيرون مععن
أصحابنا إلخ( قال الكردي :قال الخوارزمي :ورأيت بخراسان من يفتي به من بعض
أصحابنا .وعن البعويطي أن الشعافعي قعال :فعي العتكععاف يعتكعف عنعه وليعه .وفععي
رواية يطعم عنه وليه .وإذا قلنا الطعام في العتكاف :فالقدر المقابل بالمد :اعتكععاف
يوم بليلته ،هكذا حكاه المام عن رواية شيخه وأصعلها :وهعو مشععكل -فعإن اعتكععاف
لحظععة عبععادة تامععة ،وإن قيععس علععى الصععوم فالليععل ثععم خععارج عععن العتبععار .اه.
بتصرف) .قوله :مذهب أهل السنة أن للنسان أن يجعل ثواب عمله وصلته لغيععره(
قععال البجيرمععي :كععأن صععلى أو صععام ،وقععال :اللهععم أوصععل ثععواب ذلععك إليععه -وهععو
ضعيف .اه وقال في بشرى الكريم :والضعف ظاهر إن أريد الثواب نفسه ،فإن أريد
مثله فل ينبغي أن يختلف فيه :نعم ،الصدقة يصل نفس ثوابها للمتصدق عنه إجماعا،
وكأنه هو المتصدق ،ويثاب المتصدق ثواب البر ،ل على الصدقة وكذا يصله ما دعا
له به -إن قبله ال تعالى .اه .وسيأتي للشارح -رحمه ال تعععالى -فععي أواخععر بععاب
الوصععية مزيععد بسععط علععى مععا هنععا) .قععوله :ويصععله( أي يصععل الثععواب لععذلك الغيععر
المتصدق عليه) .قوله :وسن لصائم إلخ( شروع فععي سععنن الصععوم) .وقععوله :تسععحر(
أي لخبر الحاكم في صحيحه :استعينوا بطعععام السععحر علععى صععيام النهععار ،وبقيلولععة
النهار على قيام الليل .ولخبر الصحيحين :تسحروا ،فإن في السحور بركة .وقد نظععم
بعضهم معنى هذا الحديث فقال :يا معشر الصوام فععي الحععرور * * ومبتغععي الثععواب
والجور تنزهوا عن رفث وزور * * وإن أردتم غرف القصععور تسععحروا ،فععإن فععي
السحور * * بركة في الخبر المأثور
] [ 277
وفي البجيرمي -نقل عن العلقمععي -مععا نصععه) :فععإن قلععت( :حكمعة مشععروعية
الصوم خلو الجوف لذلل النفس وكفها عن شهواتها ،والسحور ينافي ذلععك) .قلععت(:
ل ينافيه ،بل فيه إقامة السنة بنحو قليل مععأكول أو مشععروب .والمنععافي :إنمععا هععو مععا
يفعلععه المععترفهون مععن أنععواع ذلععك وتحسععينه والمتلء منععه .اه) .قععوله :وتععأخيره(
معطوف على تسحر ،وضميره يعود إليه ،أي وسن تععأخير التسععحر ،لخععبر :ل يععزال
الناس بخير مععا عجلععوا الفطععر ،وأخععروا السععحور .وصععح :تسععحرنا مععع رسععول الع
)ص( ،ثم قمنا إلى الصلة ،وكان قدر ما بينهما خمسين آية .وفي الخبر ضععبط لقععدر
ما يحصل به سنة التأخير) .قوله :ما لم يقععع إلععخ( أي محععل سععن التععأخير مععا لععم يقععع
الصائم في شك في طلوع الفجر بسببه ،وإل لم يسن ،لخبر :دع ما يريبععك إلععى مععا ل
يريبك ،أي اترك ما تشك فيه إلى ما ل تشك فيه) .قوله :وكونه على تمععر( أي وسععن
كون التسحر على تمر) .وقوله :لخبر فيه( راجع للخير ،ويحتمل رجععوعه للجميععع،
فعلى الول :يكون ضمير فيه عائدا علععى كعونه بععالتمر ،وعلععى الثعاني .يكعون ععائدا
على التسحر من حيث هو) .قوله :ويحصل( أي التسحر ،ولو بجرعة ماء ،أي لخععبر
ابن حبان :تسحروا ،ولو بجرعة ماء .والجرعة -بضععم الجيععم -قععال فععي المصععباح:
الجرعة من الماء :كاللقمة من الطعام ،وهو ما يجععرع مععرة واحععدة .والجمععع :جععرع،
مثل غرفة وغرف .اه) .قوله :ويدخل وقته( أي التسحر) .وقوله :بنصععف الليععل( أي
بععدخول نصععف الليععل -أي الثععاني -قععال فععي المغنععي :وقيععل يععدخل بععدخول السععدس
الخير .اه .وفي المحلى -نقل عن شرح المهذب -وقت السحور :بين نصععف الليععل
وطلوع الفجر ،وأنه يحصل بكثير المأكول وقليله .اه) .والحاصل( أن السحور يدخل
وقته بنصف الليل ،فالكل قبله ليس بسحور ،فل يحصل به السنة ،والفضل تععأخيره
إلى قرب الفجر بقدر ما يسع قععراءة خمسععين آيععة) .قععوله :وحكمتععه( أي التسععحر :أي
الفائدة فيه) .وقوله :التقوي أو مخالفة أهل الكتاب ؟ وجهان( قال فععي التحفععة :والععذي
يتجه أنها في حق من يتقوى به :التقوى .وفي حععق غيععره :مخععالفتهم .وبععه يععرد قععول
جمع متقدمين :إنمععا يسععن لمععن يرجععو نفعععه .ولعلهععم لععم يععروا حععديث :تسععحروا ولععو
بجرعة ماء .فإن من الواضح أنه لم يذكر هذه الغاية للنفع ،بل لبيان أقل مجععزئ نفععع
أو ل .اه) .قوله :وسن تطيب وقت سحر( أي مطلقععا ،فععي رمضععان وغيععره) .قععوله:
وسن تعجيل فطر( أي للخبر المتقدم ،ولخبر الترمذي وحسنه :قال ال ع تعععالى :أحععب
عبادي إلي أعجلهم فطرا ولما صح أن الصحابة رضي ال عنهم كانوا أعجععل النععاس
إفطارا ،وأبطأهم سحورا ،وإنما كان الناس بخير ما عجلوه ،لنهم لععو أخععروه لكععانوا
مخالفين السنة ،والخير ليس إل في اتباعها :وكل خير في اتباع من سععلف * * ،وكععل
شععر فععي ابتععداع مععن خلععف قععال ع ش :ينبغععي سععن ذلععك -أي التعجيععل -ولععو مععارا
بالطريق ،ول تنخزم مروءته به أخذا مما ذكروه من طلب الكل يوم عيد الفطر قبععل
الصلة ،ول مارا بالطريق .اه .ويكععره تععأخير الفطععر إن قصععده ورأى فيععه فضععيلة،
وإل فل بأس به .نقله في المجموع عن نععص الم) .قععوله :إذا تيقععن الغععروب( خععرج
بتيقنه ظنه بالجتهاد ،فل يسن له تعجيععل الفطععر ،وظنععه بل اجتهععاد ،وشععكه ،فيحععرم
بهما .شرح الروض) .قوله :ويعرف( أي الغروب) .قوله :والصحارى( بكسر الععراء
وفتحها .قال في الخلصة :وبالفعالي والفعالي جمعاصحراء والعععذارء والقيععس اتبعععا
والمععراد بهععا مععا قابععل العمععران) .قععوله :بععزوال الشعععاع( أي الضععوء ،وهععو متعلععق
بيعرف) .وقوله :من أعالي الحيطان( متعلق بزوال ،وهععو راجععع للعمععران) .وقععوله:
والجبال( أي ومن أعالي الجبععال ،وهععو راجععع للصععحاري -ففععي كلمععه لععف ونشععر
مرتب) .قوله :وتقديمه على الصلة( معطعوف علعى تعجيعل .أي وسعن تقعديم الفطعر
على الصلة ،لما صح :كان
] [ 278
رسول ال )ص( يفطر قبل أن يصلي على رطبات ،فإن لم يكن فعلععى تمععرات،
فإن لم يكن حسا حسوات من ماء) .قوله :إن لم يخشعى معن تعجيلعه إلعخ( فعإن خشعي
ذلك أخر الفطر .وفي سم ما نصه :قوله وتقديمه على الصلة :ينبغععي أن يسععتثنى مععا
لو أقيمت الجماعة وأحرم المام أو قرب إحرامه وكععان بحيععث لععو أفطععر علععى نحععو
التمر بقي بين أسنانه وخشي سبقه إلى جوفه ،ولو اشتغل بتنظيف فمه فاتته الجماعععة
أو فضيلة أول الوقت وتكبيرة الحرام مع المام .فيتجه هنا تقديم الحرام مع المام،
تأخير الفطر ،وهذا ل ينافي أن المطلوب من المام والجماعة تقديم الفطععر ،لكععن لععو
خالفوا وتركععوا الفضععل مثل ،وتعععارض فععي حععق الواحععد منهععم مثل مععا ذكععر :قععدم
الحرام .ول ينافي كراهة الصلة بحضرة طعام تتوق نفسعه إليعه ،لن التوقعان غيعر
لزم هنا ،وكلمنا عند عدمه .اه) .قوله :وكونه بتمر( معطوف علععى تعجيععل أيضععا.
أي وسن كون الفطر بتمر وإن تأخر ،وأفضععل منععه الرطععب -للخععبر المتقععدم آنفععا .-
)قوله :للمر به( أي في قوله عليه الصلة والسععلم :إذا كععان أحععدكم صععائما فليفطععر
على التمر ،فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإنه طهور) .قععوله :والكمععل أن يكععون( أي
الفطر بالتمر) .وقوله :بثلث( أي بثلث تمرات ،ومثل التمر ،كل ما يفطر به ،فيسن
التثليث فيه) .قوله :فإن لم يجده( أي التمر) .قوله :فعلى حسععوات مععاء( أي فيسععن أن
يفطر على حسععوات مععاء ،أي جرعععات .قععال فععي المصععباح :حسععا :أي مل فمععه معن
الماء ،وحسوات -بفتح الحاء وضمها ،مع فتح السين -والحسوة :مل ء الفععم بالمععاء.
اه .ومن آداب الصائم عند إفطاره بالماء أنه ليمجه إذا وضعه فععي فيععه ،بععل يبتلعععه،
لئل يذهب بخلوف فمه ،لقوله عليه الصلة والسلم :لخلوف فم إلخ) .قوله :ولععو مععن
زمزم( غاية لتقديم التمر على الماء المفهوم من التعععبير بالفععاء .أي يقععدم التمععر علععى
الماء ،ولو كان الماء من ماء زمزم .والغاية للرد على القائل إن ماء زمزم مقدم على
التمر ،كما يستفاد من عبارة التحفة ،ونصها :وقول المحب الطععبري يسععن لععه الفطععر
على ماء زمزم ،ولو جمع بينه وبين التمر فحسن .مردود بأن أوله فيه مخالفة للنعص
المذكور ،وآخره فيه استدراك زيادة علععى السععنة الععواردة ،وهمععا ممتنعععان إل بععدليل.
ويرد أيضا بأنه )ص( صام بمكة عام الفتح أياما من رمضان ،ولم ينقل عنه في ذلك
ما يخالف عادته المستقرة من تقديم التمر ،فدل على عملعه بهعا حينئذ ،وإل لنقعل .اه.
)قوله :فلو تعارض إلخ( يعني أنه لو لم يوجد عنده بعد تحقق الغععروب إل مععاء فقععط:
فهل الفضل له مراعاة التعجيل ويفطر بالماء أو مراعععاة التمععر ويععؤخر الفطععر إلععى
تحصيله ؟ )قوله :قدم الول( أي تعجيل الفطر بالماء) .قوله :فيمععا اسععتظهره شعيخنا(
عبارته :فلو تعععارض التعجيععل علععى المععاء والتععأخير علععى التمععر ،قععدم الول -فيمععا
يظهر -لن مصلحة التعجيل فيها رخصة تعود على الناس ،أشير إليها في :ل يععزال
الناس إلى آخره ،ول كذلك التمر .اه) .قوله :أن الماء أفضل( قععال فععي التحفععة بعععده:
لكن قد يعارضه حكم المجموع بشذوذ قول القاضي :الولى فععي زماننععا الفطععر علععى
ماء يأخذه بكفه من النهر -ليكون أبعد عن الشبهة .اه .إل أن يجاب بأن سبب شذوذه
ما بينه غيره أن ماء النهر -كالدجلة -ليععس أبعععد عععن الشععبهة إلععخ .اه) .قععوله :قععال
الشيخان إلخ( ساقه تأييدا لكلمه المار ،وتوصل للععرد علععى الرويععاني) .قععوله :فقععول
الرويععاني( مبتععدأ ،خععبره ضعععيف .وقععوله :الحلععوا -بالقصععر ،ويجععوز المععد -وهععي
الحلوة التي عملت بالنار .وما لم يعمل بالنار -كالزبيب -يقال له حلو .ولعل مععراد
الروياني بها :ما كان فيه حلوة مطلقا -عملت بالنار أول) .والحاصععل( أن الفضععل
أن يفطر بالرطب ،ثم التمر .وفي معناه :العجوة ،ثم البسر ،ثم الماء .وكونه معن مععاء
زمزم أولى ،ثم الحلو -وهو ما لم تمسععه النععار كععالزبيب ،واللبععن ،والعسععل -واللبععن
أفضل من العسل ،واللحم أفضل منهما ،ثم الحلواء .ولذلك قال بعضععهم :فمععن رطععب
فالبسر فالتمر زمزم * * فماء فحلو ثم حلوى لك الفطر فإن لم يجد إل الجمععاع أفطععر
عليه .وقول بعضهم :ل يسن الفطر عليه .محمول على ما إذا وجد غيره.
] [ 279
)قوله :كقول الذرعي إلخ( أي فهو ضعيف أيضا) .قوله :وإنما ذكره إلخ( هععذا
من قول الذرعي ،وهو جواب من الذرعي عععن سعؤال ورد عليعه حاصععله :أنعه إذا
كان الزبيب أخا التمر -كما قلت -فلم ذكر النبي )ص( في الحديث خصوص التمر،
ولم يععذكر الزبيععب ؟ وحاصععل الجععواب أنععه إنمععا ذكععره لنععه هععو المتيسععر غالبععا فععي
المدينععة ،ل لبيععان أنععه هععو الفضععل مطلقععا ،ففاعععل ذكععر يعععود علععى النععبي )ص(،
والضمير البارز يعود علععى التمععر ،ومتعلقععه محععذوف) .قععوله :ويسععن أن يقععول( أي
المفطر) .وقوله :عقب الفطععر( أي عقععب مععا يحصعل بعه الفطعر ،ل قبلععه ،ول عنعده.
)قوله :اللهم لك صمت( قدم الجار والمجرور إفادة لكمععال الخلص .أي صععمت ،ل
لغرض ول لحد غيرك ،بل خالصا لوجهك الكريم) .قععوله :وعلععى رزقععك أفطععرت(
أي وأفطرت على رزقك الواصل إلي من فضععلك ،ل بحععولي وقععوتي .قععال الكععردي:
وتسععن زيعادة :وبعك آمنععت ،وعليععك تعوكلت ،ورحمتعك رجعوت ،وإليععك أنبعت .وفعي
اليعاب :ورد أنه )ص( كان يقول :يا واسع الفضل اغفر لي .وأنه كان يقول :الحمععد
ل الذي أعانني فصمت ،ورزقني فأفطرت .قال :وقال سععليم ونصععر المقدسععي :يسععن
أن يعقد الصوم حينئذ .،وتوقف فيعه الذرععي ثعم قعال :وكعأن وجهعه :خشعية الغفلعة.
)قوله :ويزيععد( أي علعى قعوله اللهععم لععك إلععخ) .وقععوله :معن أفطعر بالمععاء( العذي فععي
البجيرمي على القناع أنه يقول ما ذكر وإن أفطر على غير مععاء ،لن المععراد دخععل
وقت إذهاب الظمأ .اه .وعليه :فكان الولى أن يسقط قوله ويزيععد مععن أفطععر بالمععاء،
ويقتصر على ما بعده) .وقوله :ذهب الظمأ( هو مهموز الخر ،مقصور .والمراد بععه
العطش .ولم يقل وذهب الجوع ،لن أرض الحجاز حارة ،فكانوا يصبرون على قلععة
الطعام ل العطش) .قوله :وثبت الجر( أي أجر الصععوم عنععدك) .قععوله :إن شععاء الع
تعالى( يقال ذلك تبركعا) .قعوله :وسعن غسعل ععن نحعو جنابعة( أي كحيعض ونفعاس.
)قوله :قبل فجر( متعلق بغسل أو بسن) .قوله :لئل يصععل المععاء إلععخ( عبععارة المنهععج
القويم ليؤدي العبادة علععى طهععارة ،ومعن ثعم نععدب لعه المبععادرة إلعى الغتسععال عقععب
الحتلم نهارا ،ولئل يصل الماء إلى باطن أذنه أو دبره ،ومن ثم ينبغي له غسل هذه
المواضع قبل الفجر -إن لم يتهيأ له الغسععل الكامععل قبلععه -وللخععروج مععن قععول أبععي
هريرة -رضي ال عنه -بوجوبه ،للخبر الصحيح :مععن أصععبح جنبععا فل صععوم لععه.
وهو مؤول أو منسوخ .اه .قععال العلمععة الكعردي :وفعي حاشععية التحفعة لبععي اليعتيم:
الولى في التعليل أن يقال يسن الغسعل ليل لجفعل أن يعؤدي العبععادة علععى الطهعارة.
)قوله :وقضيته( أي التعليل المذكور) .قوله :أن وصععوله( أي المععاء) .وقععوله :لععذلك(
أي لبععاطن .نحعو أذنعه أو دبعره) .قعوله :وليعس عمعومه معرادا( الضععمير يعععود علععى
قضيته ،وذكره باعتبار تأويلها بالمقتضي وهو مذكر ،والمعنى ليس عمومه :أي هععذا
المقتضي ،وهو أن وصول الماء إلى ما ذكر مفطر مطلقا ،بمععراد ،بععل المععراد تقييعده
بما إذا وقعت منه المبالغة المنهي عنها) .قوله :كما هو( أي عدم إرادة العموم ظاهر.
)قوله :أخذا مما مر( منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محععذوف ،أي وأخععذ هععذا
المذكور -وهو عدم إرادة العموم -أخذا ،أو علععى الحاليععة منععه ،أي حععال كععون هععذا
المععذكور مععأخوذا ممععا مععر) .وقععوله :إن سععبق إلععخ( المصععدر المععؤول بععدل مععن مععا،
وأعطف بيان له ،ووجه الخذ أنه قد مر أنه إن سبق مععاء المضمضععة أو الستنشععاق
المأمور بهما أو ماء غسل الفم المتنجس :ل يفطر -لتولده من مأمور بععه ،فليكععن مععا
ذكر -وهو دخول الماء من أذنه أو أدبره في غسععل نحععو الجنابععة -مثلععه فععي أنععه ل
يفطر به ،لتولده معن مععأمور بععه .وقعوله نحععو المضمضععة :هعو الستنشععاق) .وقععوله:
المشروع( صفة لنحو ،وهو المأمور به في نحو الوضوء .وخرج به غيععر المشععروع
-كأن وضع الماء في فمه أو أنفه من غير غرض ،فسبق إلى جوفه -ومعا زاد علعى
المشروع ،كأن سبق الماء إلى جوفه من نحو رابعة ،وقد تقدم أن يفطر بذلك ،لتولععده
من غير مأمور به) .قوله :أو غسل إلخ( معطوف على نحو ،أي أو إن سبق
] [ 280
ماء غسل الفم المتنجس) .قوله :ل يفطر( الجملعة خعبر إن ،ومحعل ععدم الفطعر
بالسبق في الول :إذا لم يبالغ فيه ،وإل أفطر .وأما في الثاني :فل يفطر مطلقا ،بععالغ
أو ل -كما مر) .قوله :لعذره( أي في السبق المذكور ،وذلك لنه متولععد مععن مععأمور
به) .قوله :فليحمل هذا( أي قضية التعليل ،وهو أن وصول الماء إلى بععاطن الذن أو
الدبر ،مفطر) .وقوله :على مبالغة منهي عنهععا( انظععر كيععف تتصععور المبالغععة هنععا ؟
ويمكن أن يقال إنه مثل تصويرها فععي نحععو المضمضععة ،وذلععك بععأن يمل أذنععه مععاء،
بحيث يسبق غالبا إلى باطنها ،ولكن هذا ل يظهر في المبالغة في وصععول المععاء إلععى
باطن الدبر ،ولعله فيها بالنسبة إليه -أن يكثر من ترديععد المععاء فععي حععد الظععاهر مععن
الدبر ،بحيث يسبق إلى باطنه) .قوله :وسن كف نفس عن طعام فيه شبهة( وبالولى،
ما إذا كان حراما محضا) .والحاصل( :يتأكد عليه أن يحفظ بطنه عن تنععاول الحععرام
والشبهة ،خصوصا عند الفطار .قال بعض السلف :إذا صمت فانظر علععى أي شععئ
تفطر ؟ وعند من تفطر ؟ )قوله :وشهوة مباحة( معطوف على طعام .أي وكف نفس
عن شهوة لهععا مباحععة .والمععراد مععن ذلععك أن يجععانب الرفاهيععة ،والكثععار مععن تنععاول
الشهوات واللذات ،وأقل ذلك أن تكون عادته من الترفه واحدة فعي رمضعان وغيعره،
وهذا أقل ما ينبغي ،وإل فللرياضة ومجانبة شهوات النفس أثر كبير في تنوير القلب،
وتطلب بالخصوص في رمضان .وأما الذين يجعلعون لهعم فعي رمضعان ععادات معن
الترفهات والشهوات التي ل يعتادونهععا فععي غيععر رمضععان ،فغععرور منهععم غرهععم بععه
الشيطان حسدا منه لهم ،حتى ل يجدوا بركات صععومهم ول تظهععر عليهععم آثععاره مععن
النوار والمكاشفات) .واعلم( أنه يتأكد عليه أيضا أن يتجنب الشبع المفرط لجععل أن
يظهر عليه أثر الصوم ،ويحظى بسره ومقصوده الذي هععو تععأديب النفععس وتضعععيف
شهواتها ،فإن للجوع وخلو المعدة أثرا عظيما في تنوير القلب ونشععاط الجععوارح فععي
العبععادة ،والشععبع أصععل القسععوة والغفلععة ،والكسععل عععن الطاعععة المطلععوب إكثارهععا
بالخصوص في رمضان .قال عليه الصلة والسلم :ما مل ابععن آدم وعععاء شععرا مععن
بطنه ،حسعب ابعن آدم لقيمعات يقمعن صعلبه ،فعإن كعان ول بعد فثلعث لطععامه ،وثلعث
لشرابه ،وثلث لنفسه .وقال بعضهم :إذا شعبعت البطعن جعاعت جميعع الجعوارح .وإذا
جاعت البطن شبعت جميع الجوارح .وفي العهود للشعراني :أخععذ علينععا العهععد أن ل
نشبع الشبع الكامل قط ،ل سعيما فعي ليععالي رمضععان ،فعإن الولععى النقعص فيهعا ععن
مقعدار معا كنعا نعأكله فعي غيرهعا ،وذلعك لنعه شعهر الجعوع ،ومعن شعبع فعي عشعائه
وسحوره فكأنه لم يصم رمضان .وحكمه حكم المفطر من حيععث الثععر المشععروع لععه
الصوم ،وهو إضعاف الشهوة المضيقة لمجاري الشيطان في البدن ،وهذا المر بعيععد
علعى معن شعبع معن اللحعم والمعرق ،اللهعم إل أن تكعون امعرأة مرضععة ،أو شخصعا
يتعاطى في النهار العمال الشاقة ،فإن ذلك ل يضره إن شاء ال تعععالى .وقععد قععالوا:
من أحكم الجوع في رمضان :حفظ من الشيطان إلى رمضان التي ،لن الصوم جنة
على بدن الصائم ما لم يخرقه شععئ ،فععإذا خرقععه دخععل الشععيطان لععه مععن الخععرق .اه.
)قوله :من مسموع إلخ( بيان للشهوة ،وهو يفيععد أن المععراد بالشععهوة :المشععتهى .وبععه
يندفع ما يقال إن الشهوة هي ميل النفس إلععى المطلععوب ،وهععي ل يمكععن كععف النفععس
عنهععا ،والتحععري عنهععا .وحاصععل الععدفع أن المععراد بهععا المشععتهى ،وهععو المسععموع
والمبصر ،ومس الطيب ،وشمه ،وهذا يمكن كف النفس عععن سععماعه ،والنظععر إليععه،
ومسه وشمه .ثم إن المراد بالمسموع والمبصر :المباحان ،بععدليل تقييععد المععبين الععذي
هعو الشعهوة بالمباحعة ،فخعرج المحعرم منهمعا ،فيجعب كعف النفعس عنعه .والمسعموع
المباح :مثل الصوت الحاصل بالتغني واللحان ،بخلف الصوت الحاصل مععن آلت
اللهععو والطععرب المحرمععة -كععالوتر -فهععو حععرام يجععب كععف النفععس مععن سععماعه.
والمبصر المباح :كالنظر في الزخارف ،والنقوش ،والرياحين ،بخلف غير المبععاح:
كالنظر للجنبية ،أو المرد الجميل فهو حرام ،يجب كف النفس عنععه) .قععوله :ومععس
طيب وشمه( أي فهما مباحان ،يسن كف النفس عنهما .وفي التحفة :بل قععال المتععولي
بكراهة النظر إليه .وجزم غيره
] [ 281
بكراهة شم ما يصل ريحه لدماغه أو ملبوسه .اه) .قوله :ولو تعارضت كراهة
مس الطيب إلخ( فيه أنه لم يذكر هنا كراهة المس حتى يصح ما قاله من المعارضة،
وإنما الذي يفهم من كلمه هنا الباحعة ،فكعان الولععى أن يصعرح بالكراهععة أول ،ثعم
يرتب عليها مععا ذكععره) .وقععوله :ورد الطيععب( هعو بععالجر ،معطععوف علععى معس ،أي
وكراهة رد الطيب -أي على من يهديه له -والمراد أنعه إذا لعم يعرد الطيعب ارتكعب
كراهة المس بأن لم يتيسر لععه قبععوله إل بععالمس ،وإذا لععم يمسععه ارتكععب كراهععة الععرد
فتعارضا عليه حينئذ) .وقوله :فاجتناب المس( أي مع ارتكاب كراهة الععرد) .وقععوله:
أولى( أي من قبول الطيب مع ارتكاب كراهة المس) .قوله :لن كراهته( أي المععس،
وهو علة الولوية) .وقوله :تؤدي إلى نقصان العبادة( أي بخلف كراهة رد الطيب،
فإنها ل تؤدي إلى ذلك) .قوله :الولى للصائم ترك الكتحال( أي لما فيه مععن الزينععة
والترفه اللذين ل يناسبان الصوم ،وللخروج من خلف المام مالك رضي ال ع عنععه،
فإنه يقول بإفطاره به ،ويعلم من التعبير بالولوية أن الكتحال :خلف الولععى فقععط،
فل يضر ،وإن وجد لون الكحل في نحو نخامته وطعمه بحلقه ،إذ ل منفععذ مععن عينععه
لحلقه ،فهو كالواصل مععن المسععام .وروى الععبيهقي والحععاكم أنععه )ص( :كععان يكتحععل
بالثمد وهو صائم لكن ضعفه في المجموع) .قوله :ويكره سواك( أي على المشهور
المعتمد ،ومقابله قول الجمع التي :وإنما كره على الول ،للخععبر الصععحيح :لخلععوف
فم الصائم يوم القيامة أطيب عند ال من ريح المسععك .وهععو بضععم المعجمععة :التغيععر،
واختص بما بعد الزوال ،لن التغير ينشأ غالبا قبله من أثععر الطعععام ،وبعععده مععن أثععر
العبادة .ومعنى أطيبيته عند ال تعالى ثناؤه تعالى عليه ورضاه به ،فل يختععص بيععوم
القيامة ،وذكره في الخبر ليس للتقييد ،بل لنه محل الجععزاء .وأطيععبيته عنععد الع تععدل
على طلب إبقائه ،فكرهت إزالته ،ول تزول الكراهة إل بالغروب) .قوله :بعد زوال(
أي أو عقب الفجر لمن واصععل الصععوم ،لكععونه لععم يجععد مفطععرا يفطععر بععه ،أو وجععده
وارتكب حرمة الوصال ،فتزول كراهة الستياك في حقه بعالغروب ،وتععود بعالفجر.
والوصال :أن يستديم جميع أوصاف الصائمين ،فالجماع -ونحوه مما ينععافي الصععوم
-يمنع الوصال ،على المعتمد) .قوله :وقبل غروب( أما بعده فل كراهة ،فهي تععزول
بالغروب) .قوله :وإن نام إلخ( غاية لكراهة السعواك بععد الععزوال .أي يكععره وإن نععام
بعد الزوال أو أكل شيئا كريها كبصل نسععيانا ،وهععذا هععو الععذي اسععتوجهه شععيخه ابععن
حجر ،وعبارته -في باب الوضوء -ولو أكل بعد الزوال ناسيا مغيرا أو نام وانتبععه:
كره أيضا على الوجه ،لنه ل يمنع تغير الصوم ،ففيه إزالة له ،ولو ضمنا ،وأيضععا
فقد وجد مقتض هو التغير ،ومانع هععو الخلععوف ،والمععانع مقععدم .اه .وجععرى الجمععال
الرملي -تبعا لفتاء والده -على أنه يكره الستياك حينئذ ،فمحل الكراهة عنععده بعععد
الزوال إن لم يكن له سبب يقتضيه ،أما لو كان له ذلك :كأن أكل ذا ريح كريه ناسيا،
أو نام وتغير فمه بععذلك -سععن لععه السععتياك ،لن الخلععوف الحاصععل مععن الصععوم قععد
اضمحل ،وذهععب بالكليععة بععالتغير الحاصععل مععن أكععل مععا ذكععر أو مععن النععوم .ووافععق
المؤلف -في باب الوضوء -م ر ،وخالف شيخه ،وعبارته هناك :ويكره للصائم بعد
الزوال إن لم يتغير فمه بنحو نوم .اه .فيكون جرى هناك على قول ،وهنا على قول.
)قوله :وقال جمع :لم يكره( أشار إليه ابن رسلن في زبده بقوله :أمععا اسععتياك صععائم
بعد الزوال * * فاختير لم يكره ،ويحرم الوصال قال م في شرحه عليععه :ونقلععه -أي
هذا القول -الترمذي عن الشافعي ،وبه قال المزني ،واختاره جماعة منهععم النععووي،
وابن عبد السلم ،وأبو شامة .اه) .قوله :بل يسععن( إضععراب انتقععالي -فبعععد أن ذكععر
عدم الكراهة عنده انتقل إلى ذكر السنية ،ول يلععزم مععن عععدمها السععنية ،لنععه صععادق
بالمباح ،وبخلف الولى) .وقوله :إن تغير( قيد في السنية ،فهو راجععع لمععا بعععد ،بععل
فقط :أي بل قالوا يسن بشرط أن يتغير فمه بنحو نوم كالكل لذي ريععح كريععه ناسععيا.
واعتمد هذا
] [ 282
الخطيب ،ومثله الجمال الرملي ،ونقلععه عععن إفتععاء والععده -كمععا علمععت) .قععوله:
ومما يتأكد للصائم إلخ( أي من حيث الصوم ،فل ينافي ذلك وجوب الكععف عععن ذلععك
من حيثية أخرى ،فإذا كف لسععانه عععن ذلععك يثععاب عليععه ثععوابين :واجبععا -مععن حيععث
وجوب صون اللسان عن المحرمات -ومندوبا -مععن حيععث الصععوم -وإذا لععم يكععف
لسانه عن ذلععك -بععأن اغتععاب مثل -حصععل الثععم المرتععب علععى الغيبععة فععي نفسععها،
للوعيد الشديد عليها ،وحصل بمخععالفته أمععر النععدب بتنزيععه الصععوم عععن ذلععك إحبععاط
ثواب الصوم زيادة على ذلك الثم .وإنما عبروا بالندب تنبيها على أنه ل يبطل بفعله
أصل الصوم ،إذ لو عبروا بالوجوب لتوهم منه عدم صحة الصوم معه -كالسععتقاءة
ونحوها ) .-وقوله :كف اللسان عن كل محرم( أي منعه عنععه ،وحفظععه منععه) .قععوله:
ككذب وغيبة( تمثيل للمحرم ،والكذب :هو الخبار بما يخالف الواقععع .والغيبععة :هععي
ذكرك أخاك المسلم بما يكره ،ولو بما فيه ،ولو بحضرته .وهي من الكبائر :في حععق
أهل العلم وحملة القرآن .ومن الصعغائر :فععي حععق غيرهعم .وقععد يجبعان -كالكععذب -
لنقععاذ مظلععوم ،وذكععر عيععب نحععو خععاطب ،وهععذان ل يتأكععد كععف اللسععان عنهمععا -
لوجوبهما) .قوله :ومشاتمة( المراد بها أصل الفعل :أي الشععتم ،وهععو والسععب بمعنععى
واحد ،وهو مشافهة الغير بما يكره ،وإن لم يكن فيه حد :كيا أحمق ،يا ظالم .والقععذف
أخص منهما ،إذ هو الرمي بما يوجب الحد غالبا) .قوله :لنه محبط للجععر( أي لن
المحرم من الكذب ،والغيبة ،والمشاتمة ،وغيرها ،محبط لثواب الصععوم) .قععوله :كمععا
صرحوا به( أي بإحباطه للجر فقط) .قوله :ودلت عليععه الخبععار الصععحيحة( منهععا:
خبر الحاكم في صحيحه :ليس الصيام معن الكععل والشععرب فقععط ،الصععيام مععن اللغععو
والرفث .وخبر البخاري :من لم يدع قول الزور والعمل به فليععس لع حاجععة أن يععدع
طععامه وشعرابه .والمعراد أن كمعال الصعوم إنمعا يكعون بصعيانته ععن اللغعو والكلم
الردئ ،ل أن الصوم يبطععل بهمععا .قععال فععي التحفععة .وخععبر :خمععس يفطععرن الصععائم:
الغيبة ،والنميمة ،والكذب ،والقبلة ،واليمين الفععاجرة باطععل -كمععا فععي المجمععوع .اه.
)قوله :وبه يرد( أي بما ذكر من تصريحهم ودللة الخبار .ونععص الشععافعي بإحبععاط
الجر بذلك :يرد بحث الذرعي حصول الجر ،وعليه إثععم المعصععية) .قععوله :وقععال
بعضهم( هو الوزاعي -كما في التحفععة) .وقععوله :يبطععل أصععل صععومه( أي لظععاهر
الحديث المار وهو :خمس يفطرن إلخ) .قوله :وهو قيععاس( أي بطلن أصععل الصععوم
قياس مذهب المام أحمد في الصلة في المغصععوب ،فإنهععا تبطععل عنععده فيعه) .قععوله:
ولو شتمه أحد فليقل إلخ( أي لخبر :الصيام جنة .فإذا كان أحععدكم صععائما فل يرفععث،
ول يجهل ،فإن امرؤ قعاتله ،أو شعاتمه ،فليقعل إنععي صعائم ،إنععي صعائم -مرتيعن .أي
يقوله بقلبه لنفسه ،لتصبر ول تشاتم فتذهب بركععة صععومها -كمععا نقلععه الرافعععي عععن
الئمة -أو بلسانه بنية وعظ الشاتم ،ودفعه بالتي هي أحسن -كما نقلععه النععووي عععن
جمع وصححه -ثم قال :فإن جمعهما فحسن ،وقال إنه يسن تكراره مرتين ،أو أكثر،
لنه أقرب إلى إمساك صاحبه عنه .وقول الزركشعي :ول أظعن أحعدا يقعوله :معردود
بالخبر السابق .اه .شرح الروض) .قوله :ولو في نفل( أي في صوم نفل ،وهو غاية
لقوله فليقل إلخ .وقوله :إني صائم :مقول القول .وقوله :مرتين ،مفعول مطلععق ليقععل.
)قوله :في نفسه( متعلق بقوله فليقل .أي فليقل في نفسه ،وإطلق القول على مععا كععان
بنفسه ثابت في كلمهم كثيرا ،ويسمى قول نفسيا .قال الخطل :إن الكلم لفي الفععؤاد
وإنمععا * * جعععل اللسععان علععى الفععؤاد دليل وقععوله :تععذكيرا لهععا :أي لنفسععه أن صععائم
لتصبر) .قوله :وبلسعانه( معطعوف علعى فعي نفسعه ،والعواو :بمعنعى أو ،أي أو ليقعل
بلسانه ذلك ،زجرا لخصمه) .قوله :حيث لم يظن رياء( تقييد لقوله ذلععك باللسععان :أي
فليقل ذلك به حيث لم يظن
] [ 283
رياء بذلك ،فإن ظنه تركه ،وقاله بقلبه) .قععوله :فععإن اقتصععر علععى أحععدهما( أي
فإن أراد القتصار على أن يقول ذلك في نفسه أو بلسانه ،فالولى أن يكععون بلسععانه،
لكن حيث أمن الرياء ،لن القصد بذلك الوعظ ،وبه يندفع مععا يقععال :إن العبععادة يسععن
إخفاؤها ،فكيف طلب منه أن يتلفظ بقوله إني صائم ؟ وما أحسن ما قاله بعضهم هنا:
اغضض الطرف ،واللسان فقصر * * وكذا السمع صنه حين تصوم ليعس معن ضعيع
الثلثة عندي * * بحقوق الصيام أصل يقوم )قوله :وسن مع التأكيد( ق يد به ،لن ما
ذكره سنة في كل زمن ،فرمضان :زائد بتأكد ما ذكر فيه .وعبارة التحفة :ويسن ،أي
يتأكد من حيث الصوم ،وإل فذلك سنة في كل زمن) .قوله :وعشره الخير إلخ( هععذا
مكرر مع قول المتن التي سيما عشر آخره ،إذ هو راجع لكثار الصدقة وما بعده -
كما صرح به الشارح عقبه -فالولى إسقاطه) .قوله :إكثار صدقة( نائب فاعل سععن.
)قوله :وتوسعة( بالجر ،معطوف على صدقة :أي وإكثععار التوسعععة -أي زيادتهععا .-
بالرفع :معطوف على إكثار ،أي وسن توسعه .وعبارة فتععح الجععواد :وكععثرة صععدقة،
وزيادة التوسعة على العيال .اه) .قوله :وإحسان( فيه الحتمالن الماران آنفا) .قوله:
للتباع( هو أنه )ص( كان أجود الناس بالخير ،وكعان أجعود معا يكعون فعي رمضعان
حين يلقاه جبريل .والمعنى في ذلك :تفريغ قلععوب الصععائمين والقععائمين للعبععادة بععدفع
حاجتهم) .قوله :وأن يفطععر إلععخ( المصععدر المععؤول معطععوف علععى إكثععار ،أي وسععن
تفطير الصائمين ،لما صععح معن قععوله )ص( :مععن فطععر صععائما فلعه مثععل أجععره ،ول
ينقص من أجر الصائم شعئ ،فععإن عجععز ععن عشعائهم فطرهعم بشعربة ،أو تمعرة ،أو
غيرهما) .قوله :وإكثار تلوة للقرآن( أي وسن -مععع التأكععد -إكثععار تلوة القععرآن -
أي ومدارسته -بأن يقرأ على غيره ،ويقرأ عليه غيره .وإنما تأكد ذلك فععي رمضععان
لمععا فععي الصععحيحين :أن جبريععل كععان يلقععى النععبي )ص( فععي رمضععان حععتى ينسععلخ
فيعرض عليه )ص( القرآن .وحكمة العرض لجل أن يععبين الناسععخ والمنسعوخ .قعال
سيدنا الحبيب عبد ال الحداد في نصائحه الدينية :واعلمععوا معاشععر الخععوان -جعلنععا
ال ع وإيععاكم مععن التععالين لكتابععة العزيععز حععق تلوتععه ،المععؤمنين بععه ،الحععافظين لععه،
المحفععوظين بععه ،المقيميععن لععه ،القععائمين بععه -أن تلوة القععرآن العظيععم مععن أفضععل
العبادات ،وأعظم القربات ،وأجل الطاعات ،وفيها أجر عظيم ،وثواب كريم .قال ال ع
تعععالى) * :إن الععذين يتلععون كتععاب ال ع وأقععاموا الصععلة وأنفقععوا ممععا رزقنععاهم سععرا
وعلنية يرجون تجععارة لععن تبععور ليععوفيهم أجععورهم ويزيععدهم معن فضععله إنعه غفععور
شكور( * ) (1وقال رسول ال )ص( :أفضل عبادة أمععتي تلوة القععرآن .وقععال عليععه
الصلة والسلم :من قرأ حرفا من كتاب ال كتبت له حسنة ،والحسنة بعشر أمثالهععا.
ل أقول ألم حععرف واحععد ،بععل ألععف حععرف ،ولم حععرف ،وميععم حععرف .وقععال عليععه
الصلة والسلم :يقول ال تعالى :من شغله ذكري وتلوة كتابي عن مسألتي ،أعطيته
أفضل ما أعطي السائلين ،وفضل كلم ال على سائر الكلم كفضل ال ع علععى خلقععه.
وقال عليه الصلة والسلم :اقرأوا القرآن ،فععإنه يععأتي يععوم القيامععة شععفيعا لصععحابه.
وقال علي كرم ال وجهه :من قرأ القرآن وهو قائم في الصععلة كععان لععه بكععل حععرف
مائة حسنة ،ومن قرأه وهو قاعد في الصلة كان له بكل حرف خمسون حسنة ،ومن
قرأه خارج الصلة وهو على طهارة كععان لععه بكععل حععرف خمععس وعشععرون حسعنة،
ومن قرأه وهو على غيععر طهععارة كععان لععه بكععل حععرف عشععر حسععنات .واعلمععوا أن
للتلوة آدابا ظاهرة وباطنة ،ول يكون العبد من التالين حقيقة ،العذين تزكعو تلوتهعم،
ويكون من ال
] [ 284
بمكان ،حتى يتأدب بتلك الداب ،وكل من قصر فيها ،ولم يتحقق بهععا لععم تكمععل
تلوته ،ولكنه ل يخلو في تلوته من ثواب ،وله فضل على قدره -فمععن أهععم الداب
وآكدها :أن يكون التالي فعي تلوتعه مخلصعا لع تععالى ،ومريعدا بهعا وجهعه الكريعم،
والتقععرب إليععه ،والفععوز بثععوابه .وأن ل يكععون مرائيععا ،ول متصععنعا ،ول متزينععا
للمخلوقين ،ول طالبا بتلوته شيئا من الحظوظ العاجلة ،والغعراض الفانيعة الزائلعة.
وأن يكون ممتلئ السععر والقلععب بعظمععة المتكلععم عععز وعل ،خاضعععا لجللععه ،خاشععع
القلب والجوارح ،حتى كأنه من تعظيمه وخشوعه واقفا بين يدي ال تعالى يتلو عليععه
كتابه الذي أمره فيه ونهعاه .وحعق لمعن ععرف القعرآن وععرف المتكلعم بعه أن يكعون
كذلك ،وعلى أتم من ذلك .كيف وقد قال ال تعالى) * :لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال وتلك المثال نضربها للناس لعلهم يتفكععرون( *
) (1؟ فإذا كععان هكععذا يكععون حععال الجبععل -مععع جمععوده وصععلبته -لععو أنععزل عليععه
القرآن ،فكيف يكون حال النسععان الضعععيف المخلععوق مععن مععاء وطيععن ؟ لععول غفلععة
القلوب وقسوتها ،وقلة معرفتها بعظمة ال وعزته وجلله .اه) .قوله :فععي غيععر نحععو
الحش( متعلق بإكثار .أي سن إكثار في غير نحععو الحععش .أمععا نحععو الحععش فل يسععن
إكثارها فيه ،ومفهومه أن أصل التلوة تسن فيه ،وليس بمراد ،لمععا نصععوا عليععه مععن
كراهة الذكر والقراءة في محل قضاء الحاجة من بول أو غععائط ،بععل اختععار بعضععهم
التحريم ،لكععن حعال قضعاء الحاجععة .والحعش -بضعم الحععاء ،وفتحهعا -محعل قضععاء
الحاجة ،ويسمى بيت الخلء .واختلف أهل اللغة في إطلق الحش على ما ذكر ،فقال
بعضهم إنه حقيقة ،وقال بعضهم إنه مجاز -كمععا فععي المصععباح -وعبععارته :الحععش:
البستان .والفتح أكثر من الضم .وقال أبو حاتم :يقال لبستان النخل :حش .فقولهم بيت
الحش :مجاز ،لن العرب كانوا يقضون حوائجهم في البسععاتين ،فلمععا اتخععذوا الكنععف
وجعلوها خلفا عنها أطلقععوا عليهععا ذلععك السععم .وقععال فععي مختصععر العيععن :المحشععة:
الدبر .والمحش :المخرج -أي مخرج الغائط -فيكون حقيقة .اه .بحذف .وانظر :مععا
نحو الحش ؟ ولعله المكان المتيقن نجاسته -كالمزبلععة والمجععزرة) .قععوله :ولععو نحععو
طريق( غاية لغير نحو الحش :أي ولععو كععان ذلععك الغيععر نحععو طريععق ،وعبععارة فتععح
الجواد :ولو نحو طريق أو حمام توفر فيه التدبر .اه) .قوله :وأفضععل الوقععات إلععخ(
قال المام النووي -رحمه ال تعالى -في الذكار )اعلم( أن أفضل القعراءة معا كعان
في الصلة .ومذهب المام الشافعي وآخرين -رحمهم ال تعععالى -أن تطويععل القيععام
في الصلة بالقراءة أفضل من تطويل السجود وغيره .وأما القراءة في غير الصلة،
فأفضلها قراءة الليل ،والنصف الخير منه أفضل من الول ،والقععراءة بيععن المغععرب
والعشاء محبوبة .وأما قراءة النهار :فأفضلها ما بعد صععلة الصععبح ،ول كراهععة فععي
القراءة في وقت من الوقات ،ول في أوقات النهي عن الصعلة .وأمععا معا حكعاه ابعن
أبي داود -رحمه ال تعالى -عن معاذ بن رفاعة -رحمه ال تعععالى -ععن مشععايخه
أنهم كرهوا القراءة بعد العصر ،وقالوا إنها دراسة يهود :فغير مقبول ،ول أصل لععه.
ويختار من اليام :الجمعة ،والثنين ،والخميس ،ويوم عرفة .ومن العشععار :العشععر
الول من ذي الحجة ،والعشر الخير من شععهر رمضععان .ومععن الشععهور :رمضععان.
اه) .قوله :وقراءة الليل أولى( أي من قراءة النهار ،لن الخشوع والتععدبر فععي قععراءة
الليل ل يحصلن في قراءة النهار) .قوله :وينبغي أن يكون شأن القععارئ التععدبر( أي
لما يقرؤه والتفهم له ،حاضر القلب معه .قععال تعععالى) * :كتععاب أنزلنععاه إليععك مبععارك
ليععدبروا آيععاته وليتععذكر أولععو اللبععاب( * ) ،(2وقععال تعععالى -فععي معععرض النكععار
والتوبيخ لقوام ) * -أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالهععا ؟( * ) (3وقععال علعي
كرم ال وجهه :ل خير في قراءة ل تدبر فيها .وصدق رضي ال ع عنععه ،لن القععرآن
إنما أنزل ليتدبر .وبالتدبر يفهم المراد منه ،ويتوصل إلى العلم به ،والعمععل بمععا فيععه،
وهذا هو المقصود بإنزاله وبعثة الرسول )ص( به.
] [ 285
قال بعض السلف رحمة ال عليهععم :لن أقععرأ إذا زلزلععت ،والقارعععة أتععدبرهما
وأتفهمهما ،أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله .وعن الحسن البصري أنه قععال :إن مععن
كان قبلكم رأوا هذا القرآن رسائل إليهم من ربهم ،فكانوا يتدبرونها بالليل ،وينفععذونها
بالنهار .اه .ملخصا من النصائح) .قوله :قال أبو الليث في البستان إلخ( قال النععووي
-رحمعه الع تععالى -فعي الذكععار مععا ملخصعه :ينبغععي أن يحعافظ علعى تلوتعه ليل
ونهارا ،سفرا وحضرا ،وقد كانت للسلف رضي ال عنهم عععادات مختلفععة فععي القععدر
الذي يختمون فيه ،فكان جماعة منهم يختمون في كل شهرين ختمة ،وآخرون في كل
شهر ختمة ،وآخرون في كل عشر ليال ختمة ،وآخععرون فععي كععل ثمععان ليععال ختمععة،
وآخرون في كل سبع ليال -وهذا فعل الكثرين من السلف -وآخرون فععي كععل سععت
ليال ،وآخرون في أربع ،وكثيرون في كل ثلث ،وكان كثيرون يختمون في كل يععوم
وليلة ختمة ،وختم جماعة في كل يوم وليلة ختمتين ،وآخرون في كل يوم وليلة ثلث
ختمات ،وختم بعضم في اليوم والليلعة ثمعاني ختمعات :أربععا فعي الليعل ،وأربععا فعي
النهار .والمختار أن ذلك يختلف باختلف الشخاص ،فمن كان يظهر له بدقيق الفكر
لطائف ومعارف ،فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ ،وكذا من كان
مشغول بنشر العلم ،أو فصععل الحكومععات بيععن المسععلمين ،أو غيععر ذلععك معن مهمععات
الدين والمصالح العامة للمسلمين ،فليقتصر على قدر ل يحصل بسببه إخلل بما هععو
مرصد له ،ول فوات كماله ،ومن لم يكن من هؤلء المذكورين فليستكثر -ما أمكنععه
-مععن غيععر خععروج إلععى حععد الملععل أو الهذرمععة فععي القععراءة .وقععد كعره جماعععة مععن
المتقدمين الختم في يوم وليلة ،ويدل عليه ما رويناه بالسانيد الصحيحة في سنن أبععي
داود والترمذي والنسائي وغيرها مععن عبععد الع بععن عمععر وبععن العاصععي رضععي الع
عنهما قال :قال رسول ال )ص( :ل يفقه مععن قععرأ القععرآن فععي أقععل مععن ثلث .وأمععا
وقت البتداء والختم فهو إلى خيرة القارئ ،فإن كان يختم في السبوع مرة ،فقد كان
عثمان رضي ال عنه يبتدئ ليلة الجمعة ،ويختم ليلة الخميس .وقال المام أبو حامععد
الغزالي في الحياء :الفضل أن يختم ختمة بالليععل ،وأخععرى بالنهععار ،ويجعععل ختمععة
النهار يوم الثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما ،ويجعل ختمة الليععل ليلععة الجمعععة فععي
ركعتي المغرب أو بعدهما ،ليسععتقبل أول النهععار وآخععره .وروى ابععن أبععي داود عععن
عمرو بن مرة التابعي الجليل رضي ال عنه قال :كانوا يحبون أن يختععم القععرآن مععن
أول الليل ،أو من أول النهار .وعن طلحة بن مصرف التابعي الجليل المام قال :من
ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار صلت عليه الملئكة حتى يمسععي ،وأيععة سععاعة
كعانت معن الليعل صعلت عليعه الملئكعة حعتى يصعبح .ثعم قعال -رحمعه الع تععالى -
ويستحب الدعاء عند الختم استحبابا متأكععدا شععديدا ،لمععا روينععا عععن حميععد العععرج -
رحمه ال تعالى -قال :من قرأ القرآن ثععم دعععا أمععن علععى دعععائه أربعععة آلف ملععك.
وينبغي أن يلح في الدعاء ،وأن يدعو بالمور المهمة ،والكلمات الجامعة ،وأن يكون
معظم ذلك أو كله في أمععور الخععرة ،وأمععور المسععلمين ،وصععلح سععلطانهم ،وسععائر
ولة أمورهم ،وفي توفيقهم للطاعات ،وعصمتهم من المخالفات ،وتعاونهم على الععبر
والتقوى ،وقيامهم بالحق ،واجتمععاعهم عليععه ،وظهععورهم علععى أعععداء الععدين ،وسععائر
المخالفين .اه .وقوله :ويستحب الدعاء عند الختم إلخ .مما يحسن إيراده هنععا :الععدعاء
الذي يدعو به شيخنا الستاذ علمة الزمان مولنا السيد أحمد بن زيني دحلن ،عقب
ختمه القرآن )وهو هذا( :بسم ال الرحمن الرحيععم .صععدق الع مولنععا العظيععم .وبلععغ
رسوله النبي الكريم .ونحن على ذلك من الشاهدين
] [ 286
الشاكرين .والحمد ل رب العالمين .اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم ،وبارك
لنا باليات والذكر الحكيم ،وتقبل منا إنك أنت السععميع العليععم ،وتععب علينععا إنععك أنععت
التواب الرحيم ،وجد علينا إنك أنت الجععواد الكريععم ،وعافنععا مععن كععل بلء يععا عظيععم.
اللهم اجعل القرآن العظيعم ربيعع قلوبنعا ،وشعفاء صعدورنا ،ونعور أبصعارنا ،وذهعاب
همومنا وغمومنا وأحزاننا ،ومغفرة لذنوبنا ،وقضاء لحوائجنا ،وسائقنا وقائدنا ودليلنا
إليك وإلى جناتك جنات النعيم .اللهم ارحمنا بالقرآن العظيم ،واجعله لنا إمامععا ونععورا
وهدى ورحمة .اللهم ذكرنا منه ما نسينا ،وعلمنا منه ما جهلنا ،وارزقنا تلوته علععى
طاعتك آناء الليل وأطراف النهار ،واجعله حجة لنا ،ول تجعلععه حجععة علينععا ،مولنععا
رب العالمين .اللهم فكما بلغتنا خاتمته ،وعلمتنا تلوته ،وفضععلتنا بععدينك علععى جميععع
المم ،وخصصتنا بكل فضل ،وكرم ،وجعلت هدايتنا بالنبي الطععاهر النسععب ،الكريععم
الحسب ،سيد العجم والعرب ،سيدنا محمععد بععن عبععد الع بععن عبععد المطلععب ) -ص( -
فنسألك اللهم ببلغه عنك ،وقربه منك ،وجاهه المقبول لععديك ،وحقععه الععذي ل يخيععب
من توسل به إليك :أن تجعل القرآن العظيم لنا إلععى كععل خيععر قععائدا ،وعععن كععل سععوء
ذائدا وإلى حضرتك وجنة الخلد وافدا .اللهم أرشدنا بحفظه ،وأعذنا من نبذه ورفضععه
وقله وبغضععه ،ول تجعلنععا ممععن يععدفع بعضععه ببعضععه .اللهععم أعععذنا بععه مععن ذميععم
السراف ،ورض به نفوسنا على العدل والنصاف ،وذلععل بععه ألسععنتنا علععى الصععدق
والعتراف ،واجمعنا به على مسرة الئتلف ،واحشرنا بععه فععي زمععرة أهععل القناعععة
والعفاف .اللهم شرف به مقامنا في محل الرحمة ،واكنفنا في ظل النعمععة ،وبلغنععا بععه
نهاية المراد والهمة ،وبيض بععه وجوهنععا يععوم القععتر والظلمععة .اللهععم إنععا قععد دعونععاك
طععالبين ،ورجونععاك راغععبين ،واسععتقلناك معععترفين ،غيععر مسععتنكفين ،إقععرارا لععك
بالعبودية ،وإذعانا لك بالربوبية ،فأنت ال الذي ل إله إل أنت ،لك ما سكن فععي الليععل
والنهار ،وأنت السميع العليم .اللهم فجد علينا بجزيل النعماء ،وأسعععفنا بتتععابع اللء،
وعافنععا مععن نععوازل البلء ،وقنععا شععماتة العععداء ،وأعععذنا مععن درك الشععقاء ،وحطنععا
برعايتك في الصباح والمساء .إلهنا وسيدنا ومولنا :عليك نتوكل في حاجاتنا ،وإليك
نتوسل في مهماتنا ،ل نعرف غيرك فنععدعوه ،ول نؤمععل سععواك فنرجععوه ،اللهععم فجععد
علينا بعصمة مانعة من اقتراف السيئات ،ورحمة ماحية لسععوالف الخطيئات ،ونعمععة
جامعة لصنوف الخيرات ،يا من ل يضل من أصحبه إرشاده ،وتوفيقه ،ول يزل مععن
توكل عليه وسلك طريقه ،ول يذل من عبده وأقام حقوقه .اللهععم فكمععا بلغتنععا خععاتمته،
وعلمتنا تلوته ،فاجعلنا ممن يقف عند أوامره ،ويستضئ بأنوار جواهره ،ويستبصر
بغععوامض سععرائره ،ول يتعععدى نهععي زواجععره .اللهععم وأورد بععه ظمععأ قلوبنععا مععوارد
تقواك ،واشرع لنا به سبل مناهل جععدواك ،حععتى نغععدو خماصععا مععن حلوة قصععدك،
ونروح بطانا من لطائف رفدك .اللهم نجنا بععه مععن مععوارد الهلكععات ،وسععلمنا بععه مععن
اقتحام الشبهات ،وعمنععا بععه بسععحائب البركععات ،ول تخلنععا بععه مععن لطفععك فععي جميععع
الوقات .اللهم جللنا به سرادق النعم ،وغشنا به سععرابيل العصععم ،وبلغنععا بععه نهايععات
الهمم ،واقشع به عنا غيابات النقم ،ول تخلنا به من تفضلك يا ذا الجود والكرم .اللهم
أعذنا به من مفارقة الهم ومسععاورة الحععزن ،وسععلمنا بععه مععن غلبععة الرجععال فععي صععم
الفتن ،وأعنا به على إدحاض البدع وإظهار السنن ،وزينععا بالعمععل بععه فععي كععل محععل
ووطن ،وأجرنا به من عاداتععك علععى كععل جميععل وحسععن ،إنععك أنععت العععواد بغععرائب
الفضل وطرائف المنن.
] [ 287
اللهم اجمع به كلمة أهل دينك على القول العادل ،وارفع به عنهم عزة التشععاحن
وذلة التخاذل ،واغمد به عن سفك دمائهم سيف الباطل ،وخععر لنععا ولجميععع المسععلمين
في العاجل والجل ،وجملنا وإيعاهم فعي المشعاهد والمحافعل ،وعمنعا وإيعاهم بإنعامعك
السابغ وإحسانك الشامل ،إنك على ما تشاء قادر ولما تحب فاعل .اللهم وإذا انقضععت
من الدنيا أيامنا ،وأزف عند المععوت حمامنععا ،وأحععاطت بنععا القععدار ،وشخصععت إلععى
قدوم الملئكة البصار ،وعل النين ،وعععرق الجععبين ،وكععثر النبسععاط والنقبععاض،
ودام القلق والرتماض ،فاجعل اللهم ملك الموت بنا رفيقا ،وبنزع نفوسععنا شععفيقا ،يععا
إلععه الوليععن والخريععن ،وجععامع خلقععه لميقععات يععوم الععدين ،توفنععا مسععلمين وألحقنععا
بالصالحين .اللهم إنا نسألك ونتوسل إليك بنبيك المين ،وبسائر النبيععاء والمرسععلين،
أن تنصر سلطاننا وعساكره نصرا تعز به الدين ،وتذل بععه رقععاب أعععدائك الخععوارج
والكافرين .اللهعم وفعق سعائر العوزراء والمعراء والقضعاء والعلمعاء والعمعال للععدل
ونصرة الدين ،والعمل بالشريعة المطهرة في كل وقت وحين .اللهععم اغفععر للمععؤمنين
والمؤمنات ،والمسلمين والمسلمات ،وألف بين قلععوبهم ،وأصععلح ذات بينهععم ،واجعععل
في قلوبهم اليمان والحكمة ،وثبتهم علععى ملععة رسععولك ،وأوزعهععم أن يوفععوا بعهععدك
الذي عاهدتهم عليه ،وانصرهم علعى عععدوك وعععدوهم -إلععه الحععق -واجعلنععا منهععم.
اللهم أهلك الكفرة الذين يصععدون عععن سععبيلك ،ويكععذبون رسععلك ،ويقععاتلون أوليععاءك.
اللهم شتت شملهم اللهم فرق جمعهم .اللهم أقل حدهم .اللهم أقل عععددهم .اللهععم خععالف
بين كلمتهم .اللهم اجعل الدائرة عليهم .اللهم أرسل العذاب الليم عليهم .اللهععم ارمهععم
بسععهمك الصععائب .اللهععم أحرقهععم بشععهابك الثععاقب .اللهععم اجعلهععم وأمععوالهم غنيمععة
للمسلمين .اللهم أخرجهم من دائرة الحلم واللطف واسلبهم مدد المهال ،وغععل أيععديهم
واربط على قلوبهم ول تبلغهععم المععال .اللهععم ل تمكععن العععداء ل فينععا ول منععا ،ول
تسلطهم علينا بذنوبنا .اللهععم قنععا السععوأ ول تجعلنععا محل للبلععوى .اللهععم أعطنععا أمععل
الرجاء وفعوق المععل ،يععا مععن بفضععله لفضععله ،أسععألك إلهععي العجععل العجععل ،الجابععة
الجابة ،يا من أجاب نوحا في قومه ،يا من نصععر إبراهيععم علععى أعععدائه ،يععا مععن رد
يوسف على يعقوب ،يا من كشف ضر أيوب ،يا من أجاب دعوة زكريا ،يا مععن قبععل
تسبيح يونس بن متى .نسألك اللهععم بأسععرار أصععحاب هععذه الععدعوات المسععتجابات أن
تتقبل ما به دعونا ،وأن تعطينا مععا سعألناك ،وأنجععز لنععا وععدك الععذي وععدته لعبعادك
الصالحين المؤمنين .ل إله أل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .اللهععم إنععا نسععألك
التوبععة الكاملععة ،والمغفععرة الشععاملة ،والمحبععة الكاملععة ،والخلععة الصععافية ،والمعرفععة
الواسعة ،والنوار السععاطعة ،والشععفاعة القائمععة ،والحجععة البالغععة ،والدرجععة العاليععة،
وفك وثاقنا من المعصية ،ورهاننا من النقمة ،بمواهب الفضععل والمنععة .اللهععم ل تععدع
لنا ذنبا إل غفرته ،ول عيبا إل سترته ،ول هما إل فرجته ،ول كربععا إل كشععفته ،ول
دينععا إل قضععيته ،ول ضععال إل هععديته ،ول عععائل إل أغنيتععه ،ول عععدوا أل خععذلته
وكفيتععه ،ول صععديقا إل رحمتععه وكععافيته ،ول فسععادا إل أصععلحته ،ول مريضععا إل
عافيته ،ول غائبا إل رددته ،ول حاجة من حوائج الدنيا والخرة لك فيها رضععا ولنععا
فيها صلح إل قضيتها ويسرتها ،فإنك تهدي السبيل ،وتجبر الكسير ،وتغنععي الفقيععر،
يا رب العالمين) * .ربنا آتنا في الدنيا حسنة ،وفي الخرة حسنة ،وقنا عععذاب النععار(
* )) * .(1ربنا ل تزغ قلوبنععا بعععد إذ هععدينتا ،وهععب لنععا مععن لععدنك رحمعة إنععك أنععت
الوهععاب( * )) * .(2ربنععا ظلمنععا أنفسععنا ،وإن لععم تغفععر لنععا وترحمنععا لنكععونن مععن
الخاسرين( * )) * (3ربنا
] [ 288
أتمم لنا نورنا ،واغفر لنا ،إنك على كل شئ قدير( * )) * (1ربنا تقبل منا إنععك
أنت السميع العليم ،وتب علينععا إن ك أنععت التععواب الرحيععم( * ) .(2وصععلى الع علععى
سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعيععن) * .سععبحان ربععك رب العععزة عمععا يصععفون،
وسلم على المرسععلين .والحمععد لع رب العععالمين( * )) .(3قععوله :إكثععار عبععادة( أي
وسععن -مععع التأكيععد -إكثععار عبععادة فععي رمضععان ،وذلععك لفضععل أوقععاته وحصععول
المضاعفة فيه ،وكثرة الثواب وتيسير العمل بالخيرات فيه .أما المضاعفة :فلمععا ورد
أن النافلة في رمضان يعدل ثوابها ثواب الفريضة ،والفريضععة فيععه بسععبعين فريضععة
في غيره .فمن يسمح بفععوات هععذا الربععح ،ويكسععل عععن اغتنععام هععذه التجععارة الععتي ل
تبععور ؟ وأمععا تيسععير العمععل بععالخير فيععه :فلن النفععس -المععارة بالسععوء -مسععجونة
بععالجوع والعطععش ،والشععياطين المثبطيععن عععن الخيععر ،المعععوقين عنععه مصععفدون ،ل
يستطيعون الفساد ،ول يتمكنون منه .فلم يبق بعد ذلععك عععن الخيععرات مععانع ،ول مععن
دونها حاجز ،إل لمن غلب عليه الشقاء ،واستولى عليه الخذلن -والعياذ بال تعععالى
) .-فائدة( روي عن سععلمان الفارسععي -رضععي الع عنععه -قععال :خطبنععا رسععول الع
)ص( في آخر يوم من شعبان ،فقال :أيها الناس :قد أظلكم شهر عظيععم شععهر مبععارك
فيه ليلة القدر ،خير من ألف شهر جعل ال تعالى صيامه فريضة ،وقيام ليله تطوعا،
من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ،ومن أدى فريضععة
كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ،وهو شععهر الصععبر ،والصععبر ثععوابه الجنععة.
وهو شهر المواساة ،وهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن ،من فطر فيعه صعائما كعان لعه
عتق رقبة ومغفرة لذنوبه .قلنا يا رسول ال ليس كلنا يجد ما يفطر بعه الصعائم .قععال:
يعطي ال هذا الثواب من يفطر صائما على مذقة لبن ،أو شربة ماء ،أو تمععرة .ومععن
أشبع صائما كان له مغفرة لذنوبه ،وسقاه ربه من حوضي شربة ل يظمأ بعدها أبععدا،
وكان له مثععل أجععره مععن غيععر أن ينقععص مععن أجععره شععئ .وهععو شععهر أولععه رحمععة،
وأوسطه مغفرة ،وآخره عتق من النار .ومن خفف عععن مملععوكه فيععه أعتقععه ال ع مععن
النار .فاستكثروا فيه من أربع خصال ،خصلتين ترضععون بهمععا ربكععم ،وخصععلتين ل
غنى لكم عنهما -أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم :فشهادة أن ل إلععه إل العع،
وتستغفرونه .وأما الخصلتان اللتان ل غنى لكم عنهما :تسألون ربكم الجنة ،تتعوذون
به من النار) .إخواني( هذه بشارة للصوام في شهر رمضان ،إذا حمععوا نفوسععهم مععن
الزلل والعصيان ،وأخلصوا صيامهم للواحد المنان ،فكيف حال المفرط الععذي يصععوم
ويأكل لحوم الخوان ؟ ويصلي وجسمه في مكان وقلبه في مكان ؟ ويذكر ال بلسانه
وقلبه مشغول بذكر فلن وفلن ؟ فيا من أصبح إلى ما يضععره متقععدما ،وأمسععى بنععاء
أمله بكف أجله متهدما :ستعلم من يأتي غدا حزينا متندما ،ويبكععي علععى تفريطععه فععي
شهره بدل الدموع دما أتراك أيها الصائم -أعععددت عععدة حععازم لقععبرك ؟ أم حصععلت
عمل ينجيك في حشرك ؟ أم حفظعت حعدود صعومك فععي شعهرك ؟ أم هتكععت حرمعة
الحمى ؟ -كم من صوم فسد فلم يسقط به الفرض ؟ وكم من صائم يفضععحه الحسععاب
يوم العرض ؟ وكم من عاص في هذا الشهر تستغيث منه الرض وتشكو من أعماله
السماء ؟ فيا ليت شعري مععن المقبععول ومععن المطععرود ؟ ومععن المقععرب ومععن المبعععد
المذود ؟ ومن الشقي ومن المسعود ؟ لقععد عععاد المععر مبهمععا تععال لقععد سعععد فععي هععذا
الشهر بحراسة أيامه من كف جوارحه عن كسب آثامه ،ولقد خععاب مععن لععم ينلععه مععن
صيامه إل الجوع والظمأ .وما أحسععن قععول بعضععهم فيعه :شععهر الصععيام :لقععد علععوت
مكرما * * ،وغدوت من بين الشهور معظما
) (1التحريم (2) .8 :البقرة (3) .128 - 127 :الصافات182 - 181 - 180 :
] [ 289
يا صائمي رمضان هذا شهركم * * فيه أبا حكم المهيمن مغنما يا فععوز معن فيععه
أطاع إلهه * * متقربا ،متجنبا ،مععا حرمععا فالويععل كععل الويععل للعاصععي الععذي * * فععي
شهره أكل الحرام وأجرما فنسأل ال الكريم ا لمنان أن يجعلنا ممن حافظ على حععدود
صيام رمضان ،ففاز بالفردوس والجنان ،والقصور والحور العين الحسان ،بجاه سيد
ولد عدنان ) -ص( -وعلى آله في كل آن .آمين) .قوله :واعتكععاف( أي وسععن -مععع
التأكيد -إكثار اعتكاف) .قوله :للتباع( هو مععا رواه ابععن مععاجه والععبيهقي ،عععن ابععن
عباس :المعتكف يعكف الذنوب ،ويجرى له من الجر كععأجر عامععل الحسععنات كلهععا.
وما رواه الشيخان عن عائشة رضي ال عنها قالت :كععان رسععول الع )ص( يعتكععف
العشر الواخر من رمضان حتى توفاه ال .ثم اعتكف أزواجه من بعده ،لنععه أقععرب
لصون النفععس ععن ارتكععاب مععا ل يليععق) .قععوله :سععيما إلععخ( السععي :المثععل) .وقععوله:
والفصععح جععر مععا بعععدها( أي علععى الضععافة ،ويجععوز رفعععه علععى أنععه خععبر مبتععدأ
محذوف ،ونصبه على التشبيه بالمفعول به ،أو على أنه مفعول لمحذوف ،وقيل على
التمييز ،لكن إذا كان نكرة) .وقععوله :وتقععديم ل عليهعا( أي والفصعح تقععديم ل النافيععة
للجنس ،واسمها سي ،وخبرها محذوف) .قوله :وما :زائدة( وقيل موصععولة ،والسععم
الذي بعدها مرفوع على أنه خبر محذوف ،والجملة صلة) .قوله :وهي دالة إلععخ( أي
فيقال هنا العشر الواخر أولى بالثلثة من غيرها ،ول يسععتثنى بهععا -علععى الصععح.
)قوله :عشر آخره( يقرأ لفظ عشر بالجر على أنه مضاف إليه على الفصح ،ويجوز
رفعه ونصبه) .قوله :فيتأكد له( أي في العشر الخير) .وقوله :إكثار الثلثة( -هععي:
الصدقة ،والتلوة ،والعتكاف) .قوله :للتباع( هو ما صح أنه )ص( كان يجتهد فععي
العشر الواخر ما ل يجتهد في غيرهععا .ومععا صععح أنععه عليععه السععلم :كععان إذا دخععل
العشر الخير أحيا الليل كله وأيقظ أهله ،وشد المئزر وهو كناية عن التهيععؤ للعبععادة،
والقبال عليها بهمة ونشاط) .قوله :ويتأكد إكثار إلخ( مكرر مع قوله أول ،فيتأكد لععه
إكثار إلععخ ،فععالولى إسععقاطه ،ويكععون قععوله رجععاء إلععخ علععة لقععوله ويسععن أن يمكععث
معتكفا) .قوله :رجاء مصادفة ليلة القدر( أي طلبا لدراكها) .قوله :أي الحكم( تفسير
للقدر ،فالمراد من ليلة القدر :ليلة الحكععم .وفععي حاشععية الجمععل علععى الجلليععن ،وفععي
القرطبي ،قال مجاهد في ليلة الحكععم :ومععا أدراك مععا ليلععة القععدر ؟ قععال :ليلععة الحكععم.
والمعنى ليلة التقدير ،سميت بذلك لن ال تعععالى يقععدر فيهعا معا يشعاء معن أمعره إلععى
مثلها من السنة القابلة ،من أمر الموت ،والجل ،والرزق ،وغير ذلععك ،ويسععلمه إلععى
مدبرات المور ،وهم أربعة من الملئكة :إسرافيل ،وميكائيل ،وعزرائيل ،وجبرائيل
-عليهم السلم .-اه .تحفة .وفي تحفة الخوان للفشني :ومعنععى أن الع تعععالى يقععدر
الجال والرزاق :أنه يظهر ذلك للملئكة ،ويأمرهم بفعل ما هو من سعتهم وضيقهم
بأن يكتب لهم ما قدره في تلك السنة ،ويعرفهم إياه .وليس المراد منه أنععه يحععدثه فععي
تلععك الليلععة ،لن الع تعععالى قععدر المقععادير قبععل أن يخلععق السععموات والرض .وقيععل
للحسين بن الفضيل :أليس قد قععدر الع المقععادير قبععل أن يخلععق السععموات والرض ؟
قال :بلى قيل له :فما معنى ليلععة القععدر ؟ قععال سععوق المقععادير إلععى المععواقيت ،وتنفيععذ
القضاء المقدر .اه) .قوله :والفصل( بالصاد المهملة ،وما يوجد في غالب النسخ مععن
أنه بالضاد المعجمة تحريف من النساخ ،وهو بمعنععى الحكععم ،فعطفععه عليععه مععرادف.
)قوله :أو الشرف( عطف على الحكم وهو غيره ،فهو تفسير آخر للقدر .فمعنععى ليلععة
القدر :ليلة الشرف .وسميت تلك الليلة بذلك لعظمها ،وشرفها ،وقدرها -مععن قععولهم:
لفلن قدر :أي شرف ومنزلة.
] [ 290
قاله الزهري وغيره .ثم إن شرفها يحتمل أن يكععون راجعععا للفاعععل فيهععا علععى
معنى أن من أتى فيها بالطاعة صار ذا قععدر وشععرف ،ويحتمععل أن يرجععع إلععى نفععس
العمل) .قوله :والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر( هذا من جملععة التعليععل ،بععل
هو محطة .أي وإنما تأكد إكثار العبادات فيه رجاء مصادفة ليلععة القععدر ،الععتي العمععل
فيها خير من العمل في ألف شهر ،وهي ثلث وثمععانون سععنة وأربعععة أشععهر .وروي
عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه :ذكر لرسول ال )ص( رجل مععن بنععي إسععرائيل
حمل السلح على عاتقه فععي سععبيل الع ألععف شععهر فتعجععب رسععول الع )ص( لععذلك
وتمنى ذلك لمته ،فقععال :يععا رب جعلععت أمععتي أقصععر المععم أعمععارا ،وأقلهععا أعمععال
فأعطاه ال تعالى ليلة القدر خيرا من ألف شهر .وقيل إن الرجل فيما مضى مععا كععان
يقال له عابد حتى يعبد ال تعالى ألف شهر ،فأعطوا ليلة إن إحيوها كععانوا أحععق بععأن
يسموا عابدين من أولئك العباد .وما أحسن قول بعضهم :هي ليلة القدر الععتي شععرفت
على * * كل الشهور وسائر العوام من قامها يمحعو اللعه بفضعله * * عنعه العذنوب
وسائر الثام فيها تجلى الحق جل جلله * * وقضى القضاء وسائر الحكععام فععادعوه
واطلب فضله تعط المنى * * وتجاب بالنعام والكرام فال يرزقنا القبول بفضله * *
ويجود بععالغفران للصععوام ويععذيقنا فيهععا حلوة عفععوه * * ويميتنععا حقععا علععى السععلم
)قوله :ليس فيها ليلة القدر( الجملة صفة للف شهر ،أي ألف شهر موصوفة بكونهععا
ليس فيها ليلة القدر ،وإنما قيد به ليصح ما ذكره ،وإل بأن دخلت ليلة القدر فععي ألععف
الشهر :لزم تفضيل الشئ على نفسه بمراتب .قال ق ل :ظاهر كلمهم أن ألف الشهر
كاملععة ،وأنهععا تبععدل ليلععة القععدر بليلععة غيرهععا ،ويحتمععل نقصععها منهععا .ولعععل المععراد
بالشهور :العربية ،لنها المنصرف إليها السم شععرعا وعرفععا .اه .بجيرمععي) .قععوله:
وهي منحصرة إلخ( كالعلة للعلة السابقة) .وقععوله :عنععدنا( أي معاشععر الشععافعية -أي
جمهورهم ،وهو الصح -وعلى مقابله قيل إنها ليلة تسع عشرة ،وقيل سععبع عشععرة،
وقيل ليلة النصف ،وقيل جمع رمضان .وادعععى المحععاملي أنععه المععذهب ،وصععح فيعه
حديث .وقيل جميع السنة -وعليعه جماععة -وقيعل غيععر ذلعك .اه .كععردي ،نقل ععن
اليعاب) .وقوله :فيه( أي في العشر الخير ل تنتقل منه إلى غيره ،وتلععزم ليلععة منععه
بعينهعا فعي المععذهب .قععال البجيرمعي :ومعنععاه أنهعا إذا كعانت فعي الواقعع ليلعة حععادي
وعشرين مثل تكون كل عام كذلك ،ل تنتقعل ععن هعذه الليلعة ،فمعن عرفهعا فعي سعنة
عرفها فيما بعدها .اه) .قوله :فأرجاها :أوتععاره( أي أقععرب الوقععات لليلععة القععدر مععن
العشر الخيععر :أوتععاره ،وهععي الحععادي والعشععرون ،والثععالث والعشععرون ،والخععامس
والعشععرون ،وهكععذا) .وقععوله :وأرجععى أوتععاره( أي العشععر) .قععوله :واختععار النععووي
وغيره انتقالها( أي من ليلة من العشر إلى ليلة أخرى منععه .وإنمععا اختععار ذلععك جمعععا
بين الخبار المتعارضة في محلها .قال الكردي :وكلم الشافعي -رضي ال ع عنععه -
في الجمع بين الخبار يقتضيه ،وعليه قال الغزالي وغيره إنها تعلم فيه بععاليوم الول
من الشهر ،فإن كان أوله يوم الحد أو يوم الربعاء :فهي ليلة تسع وعشرين .أو يوم
الثنيععن :فهععي ليلععة إحععدى وعشععرين .أو يععوم الثلثععاء أو الجمعععة :فهععي ليلععة سععبع
وعشرين .أو الخميس :فهي ليلععة خمععس وعشععرين .أو يععوم السععبت :فهععي ليلععة ثلث
وعشرين .قال الشيخ أبو الحسن :ومنذ بلغت سن
] [ 291
الرجال ما فاتتني ليلة القدر بهذه القاععدة المعذكورة .قعال الشعهاب القليعوبي فعي
حاشيته على المحلى شرح المنهاج ،وقد نظمتها بقولي :يا سائلي عن ليلة القدر الععتي
* * في عشر رمضان الخير حلت فإنهععا فععي مفععردات العشععر * * تعععرف مععن يععوم
ابتداء الشهر فبالحد والربعاء :التاسعععة * * ،وجمعععة مععع الثلثععا :السععابعه وإن بععدا
الخميس :فالخامسة * * ،وإن بدا بالسبت :فالثالثة وإن بدا الثنين فهععي الحعادي * * -
هذا عن الصوفية الزهاد وقد رأيت قاعدة أخرى تخالف هذه ،وقععد نظمععت فل حاجععة
لنا في الطالة بها .اه .قوله وقد رأيت قاعدة أخرى :وقد نظمها بعضهم بقععوله :وإنععا
جميعا إن نصم يوم جمعة * * ففي تاسع العشرين خذ ليلة القدر وإن كان يوم السععبت
أول صومنا * * فحادي وعشرين اعتمده بل عذر وإن هل يوم الصوم في أحد فععذا *
* بسابعة العشرين مععا رمععت فاسععتقر وإن هععل بععالثنين فععاعلم بععأنه * * يوافيععك نيععل
الوصععل فععي تاسععع العشععري ويععوم الثلثععا إن بععدا الشععهر فاعتمععد * * علععى خععامس
العشرين تحظى بها فادر وفي الربعا إن هل -يا مععن يرومهععا * * -فعدونك فععاطلب
وصلها سابع العشري ويوم الخميس إن بد الشهر فاجتهد * * توافيك بعععد العشععر فععي
ليلة الوتر وفي التحفة ما نصه :وحكمة إبهامها في العشر :إحياء جميع ليععاليه ،وهععي
من خصائصنا ،وباقية إلى يوم القيامة ،والتي يفرق فيها كل أمر حكيم .وشذ وأغرب
مععن زعمهععا ليلععة النصععف مععن شعععبان ،وعلمتهععا أنهععا معتدلععة ،وأن الشععمس تطلععع
صبيحتها ،وليس لها كثير شعاع ،لعظيم أنععوار الملئكععة الصععاعدين والنععازلين فيهععا،
وفائدة ذلك معرفة يومها :إذ يسن الجتهاد فيعه -كليلتهعا .اه) .قعوله :وهعي( أي ليلعة
القدر) .وقوله :أفضل ليالي السنة( لما مر من أن العمل فيها خير من العمل في ألععف
شهر ،وللحديث الذي ذكره بقوله :وصح إلخ) .قوله :من قام إلخ( )فإن قلت( لفظ قععام
ليلة القدر ،هل يقتضي قيام تمام الليلة ،أو يكفي أقل ما ينطلق عليه اسم القيععام فيهععا ؟
)قلت( يكفي القل ،وعليعه بععض الئمعة ،حعتى قيعل بكفايععة أداء فععرض العشععاء فععي
دخوله تحت القيام فيها ،لكن الظاهر منه عرفا أنه ل يقال قام الليلة إل إذا قام كلها أو
أكثرها) .فإن قلت( ما معنى القيام فيها :إذ ظععاهره غيععر مععراد قطعععا ؟ )قلععت( القيععام
الطاعة فإنه معهود من قوله تعالى) * :وقوموا ل قانتين( * ) (1وهو حقيقة شرعية،
فيه .كرماني على البخاري .اه بجيرمععي) .وقععوله :إيمانععا( هععو ومععا بعععده منصععوبان
على المفعول لجله ،أو التمييز ،أو الحال بتأويل المصدر باسم الفاعععل) .وقععوله :أي
تصديقا( تفسير ليمانا ،وقوله بأنها :أي ليلة القدر) .قوله :واحتسععابا( معطععوف علععى
إيمانا) .قوله :أي طلبا إلخ( تفسير مراد لحتسابا) .قوله :غفععر لععه إلععخ( جععواب مععن.
والنكتة في وقوعه ماضيا مع أن الغفران واقع في المستقبل أنه متيقن الوقوع ،فضل
من ال تعالى على عباده) .وقوله :ما تقدم من ذنبه( أي من الصغائر ،أو العم ،دون
التبعات ،وهي حقوق الدميين ،أما هي :فل يكفرها إل الستحلل من مستحقها
) (1البقرة238 :
] [ 292
إن كان موجودا أهل للستحلل منها ،فإن لععم يكععن أهل ،أو لععم يكععن موجععودا،
فوارثه) .قوله :وشذ من زعم أنها ليلة النصف من شعبان( أي من زعم أن ليلة القدر
هي ليلة النصف من شعبان :فقد شذ ،أي خالف الجماعة الثقات) .قوله :تتمة( أي في
بيان حكم العتكاف .وقد أفرده الفقهاء بكتاب مستقل .وذكره عقععب الصععوم لمناسععبته
له من حيث إن المقصود من كل منهما واحد ،وهو كف النفععس عععن شععهواتها ،ومععن
حيععث إن الععذي يبطععل الصععوم قععد يبطععل العتكععاف ،ولنععه يسععن للمعتكععف الصععيام.
والصل فيه قبل الجماع قوله تعالى) * :ول تباشروهن وأنتم عاكفون في المسععاجد(
* وخبر الصععحيحين :أنععه )ص( اعتكععف العشععر الوسعط مععن رمضععان ،ثععم اعتكععف
العشر الواخر ولزمه حتى توفاه ال تعالى .ثم اعتكف أزواجه مععن بعععده .وأركععانه
أربعة :لبث ،ونية ،ومعتكف ،ومعتكف فيه .ويشترط لهععا شععروط .فشععرط اللبععث :أن
يكون فوق قدر طمأنينة الصلة ،فل يكفي لبث أقعل معا يجعزئ معن طمأنينعة الصعلة
كمجرد العبور ،لن كل منهما ل يسمى اعتكافا .وشرط النيعة :المقارنععة للبععث -كمععا
في الصلة وغيرها -والتعرض للفرضية إن كان منذورا ليتميز عععن النفععل ،فيقععول:
نويت فرض العتكاف ،أو :العتكاف المنذور .ويقع جميعه فرضا ،وإن طال مكثه،
ونوزع فيه بأن ما يمكن تجزؤه يقع أقل ما ينطلق عليه السععم فرضععا والبععاقي نفل -
كالركوع ومسح الرأس -فمقتضععاه أن يكععون هنععا كععذلك .وفععرق ع ش :بععأن القاعععدة
المذكورة فيما له أقل وأكمل كعالركوع ،وأمعا العتكععاف فلعم يجعلعوا لععه إل أقعل .اه.
وفرق غيره أيضا بأنا لو قلنا إنه ل يقع جميعه فرضععا لحتععاج الععزائد إلععى نيععة ،ولععم
يقولوا به ،وبخلف الركوع ومسح الرأس .وشرط المعتكف السلم والتمييز والخلو
من الموانع .فل يصح من كافر ،لتععوقفه علععى النيععة ،وهععو ليععس مععن أهلهععا .ول مععن
صبي غير مميز ،ومجنون ،ومغمى عليه ،وسكران -إذ ل نية لهم -ول مععن جنععب،
وحائض ،ونفساء ،لحرمة مكثهععم فععي المسععجد .وشععرط المعتكععف فيععه أن يكععون كلععه
مسجدا ،سواء سطحه ورحبته المعدودة منه وصحته ،فل يصح فععي غيععره ،ول فيمععا
وقف جعزؤه شعائعا مسعجدا .وجميعع معا ذكعر يعلعم معن تعريفعه التعي) :قعوله :يسعن
اعتكاف( وقد يجب بالنذر ،ويحرم على الزوجة والرقيق بل إذن من الزوج أو السيد
-مع الصحة -ويكره لذات الهيئة -مع الذن -فتعععتريه الحكععام ،مععا عععدا الباحععة.
)وقوله :كل وقت( أي حتى أوقات الكراهة ،وإن تحراها .ع ش :وتقدم أنه في العشر
الخير من رمضان أفضل -للتباع) .قوله :وهو لبث إلخ( هععذا معنععاه شععرعا ،وأمععا
لغة :فهو اللبث والحبس والملزمة على الشئ ،وإن كان شرا .قال تعالى) * :يعكفون
على أصنام لهم( * والمراد من اللبث هنا ما يشمل التردد -بدليل الغاية بعده) .قععوله:
فوق قدر طمأنينة الصلة( أي ولو بيسير .واحترز به عما إذا لععم يكععن اللبععث كععذلك،
فل يكفي -كما علمت) .قوله :ولو مترددا( أي ولو كان اللبععث مععترددا فععي المسععجد
غير سععاكن فيععه ،فل يشععترط السعكون والسععتقرار فيعه ،بععل الشععرط إمععا السععكون أو
والتردد ،بخلف مجرد العبور ،فل يكفي -كما تقدم .-وفي البجيرمي ما نصه :قععال
المناوي في أحكام المساجد :ويندب للمار أن ينععويه أي العتكععاف ويقععف وقفععة تزيععد
على أقل طمأنينة الصلة ،فإن نواه ولععم يقععف ،أو وقععف قععدرها ،أو دونهععا لععم يصععح
على الصح .اه.
] [ 293
في حاشية السيد الرحماني على التحرير :قال شععيخنا ول بععد مععن إيقاعهععا حععال
الستقرار ،فل يكفي حال المرور حتى يستقر .اه .وفي حاشية الكردي نقل عن ابععن
حجر في حاشيته على فتح الجععواد ،مععا نصععه :هععل هععو أي الععتردد اسععم للععذهاب مععع
العود ،أو لبتداء العود المسبوق بالذهاب ؟ والفرق بين هذين أن الول يجعل مسععماه
مركبا من المرين .والثاني :يجعله اسما للثاني المسبوق بالول ،فهععو شععرط لقسععيمه
الثاني ،ل أنه من المسمى .ويترتب علععى ذلععك أن قععولهم العتكععاف يحصععل بععالتردد
مرادهم به أنه إذا دخل المسجد قاصدا العود نوى معن حينئذ علعى الول ،ومعن حيععن
الخذ في العود على الثاني ،فإن دخل ل بنية ععود بععل طععرأ لععه العععود عنععد وصععوله
لبععابه الثععاني مثل فهععل يسععمى أخععذه الن فععي العععود تععرددا ،فتكفععي النيععة حينئذ أو ل
يتصور هنا تردد لنه لم ينو العود أول ،وإنما طرأ له في الثناء ،فكان العود كإنشاء
دخول آخر ،فل تردد كل محتمل .إلخ .اه) .قوله :في مسجد( متعلق بلبععث ،ويشعترط
فيه زيادة على ما مر أن ل تكون أرضععه محتكععرة .قععال فععي التحفععة :أمععا مععا أرضععه
محتكرة فل يصح فيه إل إن بنى فيه مسطبة أو بلطه ،ووقععف ذلععك مسععجدا ،لقععولهم:
يصح وقف السفل دون العلو .وعكسه ،وهذا منه :اه .وكتب سم :قوله :أو بلطععه :أي
أو سمر فيه دكة من خشب أو نحو سجادة .م ر .اه .وقععوله :أو سععمر :التسععمير قيععد،
لنه به يصير مثبتا ،فهو في حكم وقف العلو دون السفل ،أما إذا لم يسععمر فل يصععح
وقفه مسجدا .وفي النهاية في باب الوقف :أمععا جعععل المنقععول مسععجدا كفععرش وثيععاب
فموضع توقف ،لنه لم ينقل عن السلف مثله .وكتب الصحاب ساكتة ععن تنصعيص
بجواز أو منع ،وإن فهم من إطلقهم الجععواز ،فععالحوط المنععع كمععا جععرى عليعه بعععد
شرح الحاوي وما نسب للشيخ من إفتائه بالجواز لم يثبت عنه .اه .واعلم أن الجععامع
وهو ما تقام فيععه الجمعععة والجماعععة أولععى بالعتكععاف فيععه معن غيععره ،للخععروج مععن
خلف من أوجبه ،ولكثرة الجماعة فيه ،وللستغناء عن الخروج للجمعة ،وقععد يجععب
العتكاف فيه إن نذر مدة متتابعة تتخللها جمعة وهو من أهلها .ولم يشترط الخععروج
لها ،لن الخروج لها بل شرط يقطع التتابع ،لتقصيره بعدم شرطه ،مع علمععه بمجععئ
الجمعة .وإذا عين المسجد الحرام في نذره العتكاف ،تعين ،فل يقععوم غيععره مقععامه.
لتعلععق النسععك بععه ،وزيععادة فضععله ،والمضععاعفة فيععه .وكععذا مسععجد المدينععة ،ومسععجد
القصى إذا عينهما الناذر في نذره ،تعينا ،ول يجزئ غيرهما ،ويقوم المسجد الحرام
مقامهما ،ول عكس ،لنهما دونه في الفضععل ،ويقععوم مسععجد المدينععة مقععام القصععى،
لنه أفضل منه ،ول عكس -لما سبق) .قوله :أو رحبته( أي أو فععي رحبععة المسععجد.
)وقوله :التي لم يتيقن إلخ( فإن تيقن حدوثها بعععده مععع كونهععا غيععر مسععجد فل يصععح
العتكاف فيها .ولنا كلم في نظير هذه العبارة سبق في مبحث الجماعة ،فارجع إليه
إن شئت .وعبارة غيره ورحبته المعععدودة منععه .وكتععب عليهععا ع ش مععا نصععه :قععوله
المعدودة منه صفة كاشفة ،ويحتمل أن المععراد المتصععلة بععه ،فععإن خععرج إلععى رحبتععه
المنفصلة عنه انقطع اعتكافه -أخذا مما سيأتي في خروج المؤذن الراتب إلى منععارة
بابها فيه أو في رحبتععه المتصععلة بععه ،فععإن مفهععومه أن المنفصععلة عنععه ينقطععع تتععابعه
بالخروج إلى المنارة التي بابها بالمنفصلة .اه) .قععوله :بنيععة اعتكععاف( متعلععق بلبععث.
وتقدم ما يشترط فيها ،فل تغفل) .قوله :ولو خرج إلخ( حاصل الكلم علععى ذلععك أنععه
إذا أطلق العتكاف بأن لم يقيده بمدة ،منذورا كان أو مندوبا كأن قععال فععي الول :لع
علي أن أعتكف ،وفي الثاني :نويت العتكاف ،ثم خرج مععن المسععجد بل عععزم علععى
العود عند خروجه لزمه استئناف نية العتكاف إذا أراد مطلقا ،سععواء خععرج لقضععاء
حاجة أم ل ،لن ما مضى عبادة تامة ،وهو يريد اعتكافععا جديععدا .فععإن خععرج عازمععا
على العود لم يلزمه استئنافها ،لن عزمه حينئذ قععائم مقععام النيععة .وإذا لععم يطلقععه بععأن
قيده بمدة ،كيوم أو شهر ،ولم يشترط فيها التتابع منذورا
] [ 294
كان أو مندوبا أيضا كأن قال في الول :ل علي أن أعتكف شهرا ،وفي الثاني:
نويت العتكاف شهرا ،ثم خععرج مععن المسععجد فععي تلععك المععدة وعععاد إليععه ،فععإن كععان
خروجه لغير قضاء حاجة من بول أو غائط ،لزمه استئناف نيعة العتكععاف أيضعا إن
أراده ،ما لم يعزم على العود عند خروجه ،وإل فل يلزمععه كمععا فععي سععابقه وإن كععان
خروجه لقضاء الحاجة لم يلزمه استئنافها ،وإن طال زمن قضعاء الحاجعة لنعه ل بعد
منه ،فهو كالمستثنى عند النية .وإذا شرط التتابع في مععدته -منععذورا كععان أو منععدوبا
كأن قال في الول :ل علي أن أعتكف شهرا متتابعا ،وفي الثععاني :نععويت العتكععاف
شهرا متتابعا ،ثم خرج لعذر ل يقطع التتابع -كقضاء حاجة ،وحيض ل تخلععو المععدة
عنه غالبا -ثم عععاد إليععه لععم ينقطععع اعتكععافه ،فل يلزمععه اسععتئناف النيععة عنععد العععود،
لشمولها جميع المدة .وتجب المبادرة إلى العود عنععد زوال العععذر ،فععإن أخععر ذاكععرا،
عالما مختارا ،انقطع تتابعه ،وتععذر البنعاء علععى معا مضععى .وإن خعرج لععذر يقطععع
التتععابع -كعيععادة مريععض ،وزيععارة قععادم انقطععع اعتكععافه ووجععب اسععتئنافه إذا كععان
منذورا ،ول يجب إذا كان مندوبا) .قوله :ولو لخلء( أي ولو كان خروجه لخلء أي
يقضي فيه حاجته .ويحتمل أن يكون كناية عن نفععس قضععائها) .قععوله :مععن لععم يقععدر(
فاعل خرج .ويقدر يقرأ بضم الول وكسر الدال المشددة ،بمعنى يخصص) .وقععوله:
المندوب( صفة للعتكاف) .وقوله :أو المنععذور( معطععوف علععى المنععدوب) .وقععوله:
بمدة( متعلق بيقدر) .وقوله :بل عزم عود( متعلق بخرج -وسيذكر محترزه) .قععوله:
جدد النية( جععواب لععو) .قععوله :إن أراده( أي العتكععاف) .قععوله :وكععذا عععاد إلععخ( أي
وكععذلك يجععدد النيععة إذا أراده مععن قيععد العتكععاف بمععدة ولععم يعععزم علععى العععود عنععد
الخروج ،سواء كان تطوعععا أو نععذرا كمععا علمععت )وقععوله :لغيععر نحععو خلء( متعلععق
بالخروج .فإن خععرج لنحععو الخلء ل يلزمععه تجديععد النيععة .وانظععر مععا نحععو الخلء ؟
ويمكن أن يكون المراد به :محل قضاء الحاجة غير المعد لها .لكن هععذا إن خصععص
الخلء بالمعد له .وعبارة الرشاد فيها إسععقاط لفععظ نحععو ،وهععو الولععى) .قععوله :مععن
قيده( فاعل عاد) .وقوله :بها( أي بمدة) .وقوله :كيوم( تمثيل للمدة) .قوله :فلو خععرج
إلخ( محترز قوله بل عزم عود في الصورتين :صورة من لم يقدر العتكععاف بمععدة،
وصورة من قدره بها ،والولى هي ما قبل ،وكذا الثانية هي ما بعده) .قوله :لم يجععب
تجديد النية( أي لن عزمه على العود قائم مقام النية كما مر .قال فععي المغنععي) :فععإن
قيل( اقتران النية بأول العبادة شرط ،فكيعف يكتفعي بعزيمعة سعابقة ؟ أجيععب بعأن نيعة
الزيادة وجدت قبل الخروج ،فصار كمن نوى المعدتين بنيعة واحعدة .كمعا قعالوه فيمعن
نوى ركعتين نفل مطلقا ،ثم نوى قبل السلم زيادة ،فإنه يصح .اه .وقععوله :المععدتين:
أي مدة ما قبل الخروج ،ومدة ما بعد العود) .قوله :ول يضععر الخععروج فععي اعتكععاف
نوى تتابعه( أي ل يقطع الخروج لهذه العذار تتابع العتكاف منذورا كان أو مندوبا
ومع عدم الضرر :يجب في المنذور قضاء زمن خروجه إل زمن نحو تبرز ،مما لععم
يطل زمنه عادة كالكل فل يجب قضاؤه ،لنه ل بد منه ،فكعأنه مسعتثنى ،بخلف معا
يطول زمنه عادة كمرض ،وحيض) .وقوله :نوى تتابعه( يفيد أن نيعة التتعابع تعوجب
التتابع ،وهو ما اعتمده جمع متأخرون ،وأطععالوا فععي السععتدلل لععه .والععذي صععححه
الشيخان عدم وجوبه بالنية ،فل يجب عندهما ،إل إن صرح به لفظا كععأن قععال شععهرا
متتابعا لنعه وصععف مقصعود .وعبعارة التحفععة مععع الصعل :والصعحيح أنعه ل يجععب
التتععابع بل شععرط ،وإن نععواه ،لن مطلععق الزمععن كأسععبوع ،أو عشععرة أيععام صععادق
بععالمتفرق أيضععا .اه .وفععي الكععردي :ولععو عيععن مععدة كهععذا السععبوع ،أو هععذه السععنة
وتعرض للتتابع فيها لفظا وفاته ،لزمه التتابع في
] [ 295
القضاء .وإن لم يتعرض للتتابع لفظا ،لم يلزمه في القضععاء .ولعو نعذر اعتكعاف
شهر ،دخلت الليالي مع اليععام .أو ثلثيععن يومععا لععم تععدخل الليععالي علععى الصععح .اه.
)قوله :كععأن نعوى اعتكععاف إلععخ( أي وكععأن قععال :لع علععي اعتكععاف أسععبوع أو شعهر
متتابع .ثم عند دخول المسجد نوى اعتكاف المنععذور) .قععوله :وخععرج( ل حاجععة إليععه
بعد قوله الخروج ،فالصععواب حععذفه ،ويكععون قععوله بعععد لقضععاء حاجععة متعلقععا بقععوله
الخروج ،أي ول يضععر الخععروج لقضعاء حاجععة .والمععراد بالحاجععة :البعول والغععائط.
)قععوله :ولععو بل شعدتها( أي الحاجعة .وهعو غايعة لععدم ضععرر الخععروج للحاجععة ،فل
تشترط شدتها .وعبارة الروض وشرحه :ولو بل شدتها ،ولو كعثر خروجععه لقضععائها
لعارض ،نظرا إلى جنسه ،ولكثرة اتفععاقه .اه) .قععوله :وغسععل جنابععة( هععو ومععا بعععده
معطوف على قضاء حاجة ،أي ول يضر الخروج في ذلك لجل غسل جنابة وإزالععة
نجععس) .قععوله :وإن أمكنهمععا( فاعععل الفعععل ضععمير مسععتتر يعععود علععى المعتكععف،
والضععمير البععارز يعععود علععى غسععل الجنابععة وإزالععة النجععس ،وهععذا خلف القيععاس.
والقياس العكس ،بأن يجعل الضمير العائد إليه مفعول ،والعائد إليهمععا مرفوعععا ،بععأن
يقول :وإن أمكنععاه ،وذلععك لن علمععة الفاعععل أن يصععلح أن يحععل فععي محلععه ضععمير
المتكلععم المرفععوع ،وعلمععة المفعععول أن يصععلح أن يحععل فععي محلععه ضععمير المتكلععم
المنصوب ،وهنا ل يصلح أن تقول أمكنت إياهما ،ويصلح أن تقول أمكنني همععا كمععا
قالوه في أمكن المسافر السفر ،مععن أن المسععافر منصععوب ،والسععفر مرفععوع ،لصععحة
قولك أمكنني السفر ،دون أمكنت السفر انظر الشموني في آخر باب الفاعل -ثععم إن
ما ذكر غاية لععدم ضعرر الخعروج لغسعل الجنابععة وإزالععة النجاسعة ،وإذا أمكنعاه فعي
المسجد فله فعلهما فيه كأن يكون في المسجد بركة يغطس فيها ،وإناء يغسل النجاسععة
فيه ثم يقذفه خارجه .فإن قلت كيف يتصور الغسل من الجنابة فععي المسععجد ،مععع أنععه
يحرم عليه المكث فيه ؟ قلت يصور ذلك في بركة يغطس فيها وهععو مععاش أو عععائم،
أو يكون عاجزا عن الخروج) .قوله :لنه أصون إلخ( علة لعدم ضرر الخروج لذلك
مععع إمكععانه فععي المسععجد ،أي وإنمععا لععم يضععر الخععروج لععذلك ،لن الخععروج أحفععظ
لمروءته ،وأحفظ لحرمة المسجد .وعبارة الرشاد مع فتح الجواد :وله الخروج لععه -
أي للغسععل الععواجب مععن حععدث أو خبععث ،وإن أمكنععه فيععه ،لنععه أصععون لمروءتععه،
ولحرمة المسجد .اه) .قوله :وأكل طعام( عطععف علععى قضععاء حاجععة .أي ول يضععر
الخروج في ذلك لجل أكل طعام .وخرج بالكل الشرب إذا وجد المععاء فععي المسععجد
فل يخرج لجله ،إذ ل يستحيا منه فيه) .قوله :لنه يستحيا منعه( أي الكعل .قعال فعي
شرح الروض :ويؤخذ معن العلععة أن الكلم فععي مسععجد مطععروق ،بخلف المختععص،
والمهجور ،وبه صرح الذرعي .اه) .قععوله :ولعه الوضعوء( أي يجعوز الوضععوء لعه
خارج المسجد .قععال الكععردي :وقيععد فععي اليعععاب الوضععوء بكععونه واجبععا .وقععال فععي
النهاية :واجبا كان أو مندوبا) .وقوله :تبعا له( أي لقضاء الحاجة) .قوله :ل الخععروج
له قصدا( أي ل يجوز له الخروج للوضوء اسععتقلل ،بمعنععى أنععه ينقطععع بععه التتععابع.
نعم ،إن تعذر في المسجد :جاز .قال ش ق :ويؤخذ من ذلك أن الوضوء فعي المسععجد
جائز ،وإن تقععاطر فيععه مععاؤه ،لنععه غيععر مقصععود ،فل يحععرم ،ول يكععره .ول يشععكل
بطرح الماء المستعمل فيه ،فإنه قيل بحرمته ،وقيععل بكراهتععه وهععو المعتمععد حيععث ل
تقذير ،لن طرح ذلك مقصود ،بخلف المتقعاطر معن أعضععاء الوضععوء .اه) .قعوله:
ول لغسل مسنون( أي ول يجوز الخععروج لغسععل مسععنون) .قععوله :ول يضععر( أي ل
يقطع تتابع العتكاف) .وقععوله :بعععد موضعععها( أي موضععع قضععاء الحاجععة ،وغسععل
الجنابععة ،وإزالععة النجاسععة ،وأكععل الطعععام .فالضععمير يعععود علععى الربعععة المععذكورة.
)قوله :إل أن يكون لذلك( أي المعتكف الذي أراد الخروج لقضاء الحاجة وما عطععف
عليه) .وقععوله :موضععع أقععرب منععه( أي مععن الموضععع الععذي قضععى فيععه الحاجععة ،أو
اغتسل ،أو أزال النجاسة ،أو أكل) .قوله :أو يفحش
] [ 296
البعد( أي أو لم يكن له موضع أقرب منه ،ولكن فحش بعد الموضع الععذي فعععل
فيه ما ذكر ،وهكذا يفيد صنيعه .وفيه أنه إذا لم يكن له موضع أقرب .فعععل ذلععك فععي
البعد ،ول يضر وعبارة ابن حجر على بأفضل ،تدل علععى أنععه مععع فحععش البعععد لععه
موضع أقرب منه .ونصها :وإذا خرج لداره لقضععاء الحاجععة أو الكععل ،فععإن تفععاحش
بعدها عن المسجد عرفا ،وفي طريقه مكان أقرب منه لئق به -وإن كان لصععديقه -
أو كان له دار إن لم يتفاحش بعدهما وأحدهما أقرب ،تعين القععرب فععي الصععورتين،
وإل انقطع تتابعه .اه .وضابط الفحش :أن يذهب أكععثر الععوقت المنععذور فععي الععذهاب
إلى الدار -كأن يكون وقت العتكاف يوما ،فيذهب ثلثاه ،ويبقى ثلثععه) .قععوله :مععا لععم
يكن القرب غير لئق به( أي أو لععم يكععن هنععاك أقععرب أصععل -كمععا علمععت فععإنه ل
يضر حينئذ البعد ،وإن تفاحش) .قععوله :ول يكلععف إلععخ( أي ول يكلععف إذا خععرج لمععا
ذكر السراع ،بل يمشي على سجيته وطبيعته المعهودة ،فإن تأنى أكثر من ذلك بطل
تتابعه كما في زيععادة الروضععة) .قععوله :ولععه صععلة علععى جنععازة إلععخ( يعنععي لععه فععي
خروجه لما ذكر صلة على جنازة ،وله أيضا عيادة مريض ،وزيارة قادم .وإن تعدد
كل منها ما لم يعدل عن طريقه في الكل ،ولم يطل وقوفه في الخيريععن ،ولععم ينتظععر
ما في الولى ،فععإن عععدل ععن طريقععه فععي الكععل ،أو طععال وقعوفه فععي الخيريععن ،أو
انتظرها في الولى ،ضععر .وفععي البجيرمععي مععا نصععه :قععوله :ولععو عععاد مريضععا فععي
طريقه إلخ :صنيعه يقتضي أن الخروج ابتداء لعيعادة المريععض يقطعع التتععابع :ومثلعه
الخروج للصلة على الجنازة ،وهو كذلك) .وقوله :إن لم ينتظر( أي صلة الجنععازة،
فإن انتظر ضر كما علمت) .قوله :ويخرج جععوازا إلععخ( هععذا مفععروض فععي المنععذور
المتتابع ،كما صرح به الفقهاء .ففاعل يخرج يعود على ناذر العتكاف ،المعلوم مععن
المقام .أما غير المنذور فيجوز الخروج منه مطلقا لما استثناه وغيره وإن كان يقطععع
التتععابع كمععا سيصععرح بععه .وحاصععل الكلم علععى هععذه المسععألة :أنععه إذا شععرط نععاذر
العتكاف متتابعا الخروج من المسععجد لعععارض مبععاح مقصععود ل ينععافي العتكععاف،
صح الشرط ،ثم إن عين شيئا لم يتجاوزه ،وإل جاز لععه الخععروج لكععل عععرض ،ولععو
دنيونا مباحا كلقاء أمير بخلف مععا إذا شععرط الخععروج ل لعععارض ،كععأن قععال إل أن
يبدو لي الخروج ،أو شرطه لعارض محرم كسرقة أو غير مقصععود كتنععزه أو منععاف
للعتكاف كجماع فإنه ل يصح شرطه في هععذه المععور الربعععة ،بععل ل ينعقععد نععذره
أصل .نعم ،إذا كان المنافي ل يقطع التتابع كحيض ،ل تخلو المدة عنه غالبععا فيصععح
شرط الخروج له .ثم زمن الخروج لما شرطه إن كان في نذر مطلععق كشععهر :قضععاه
وجوبا ،لتتميم المدة ،أو في نذر معين كهذا الشهر فل يلزمه قضاؤه ،لنععه لععم ينععذره.
)قوله :لما استثناه( متعلق بيخرج .أي يخرج للشععئ الععذي اسععتثناه أي فععي نععذره كععأن
قال :ل علي نعذر أن أعتكعف شعهرا متتابععا ،بشعرط أنعه إذا بعدا لعي غععرض أخععرج
لجله) .وقوله :من غرض( بيان لمععا ،ويشععترط فيععه أن يكععون مباحععا مقصععودا غيععر
مناف للعتكاف كما علمت) .قوله :كلقاء أمير( أي لحاجة اقتضت خروجه للقائه ،ل
مجععرد التفععرج عليععه .اه .ع ش) .قععوله :أو أخععروي( معطععوف علععى دنيععوي .أي أو
غرض أخروي) .قوله :كوضوء( تمثيل للخروي) .قوله :وغسععل مسععنون( قيععد بععه،
لن الععواجب يجععوز لععه الخععروج مععن غيععر اسععتثناء -كمععا مععر) .قععوله :ويبطععل( أي
العتكاف مطلقا ،منذورا كان أو مندوبا .وحاصل ما يبطل به تسعة أشياء ،ذكر منها
المؤلف شيئين ،وهما :الجماع ،والنزال .وبقي عليه سععبعة ،وهععي :السععكر المتعععدى
به ،والردة ،والحيض إذا كانت مدة العتكاف تخلععو عنععه غالبععا كخمسععة عشععر يومععا
فأقل والنفاس ،والخروج من غير عذر والخروج لستيفاء عقوبة ثبتت بإقراره ،وكذا
الخروج لستيفاء حق ماطل به والخععروج لعععدة باختيارهععا ،كععأن علععق الطلق علععى
مشيئتها ،فقالت وهي معتكفة :شئت ،أو خالعته على مال .فمتى طععرأ واحععد مععن هععذه
علععى العتكععاف المنععذور المقيععد بالمععدة والتتععابع ،أو المقيععد بالمععدة دون التتععابع ،أو
المطلق الذي لم يقيد بشئ أصل ،أبطله في الجميع .لكن معنى البطلن في الول :أنه
يخرج منه ،ويجب عليه الستئناف ،وإن أثيب على ما مضى في غير الردة .ومعنععاه
في الثاني :أن زمن ذلك ل يحسب مععن العتكععاف ،فععإذا زال ذلععك جععدد النيععة ،وبنععى
على ما مضى.
] [ 297
ومعناه في الثالث :أن ينقطع استمراره ودوامه ،ول بنععاء ،ول تجديععد نيععة ،ومععا
مضى معتد به ،ويحصل به العتكاف .وقد نظم هذه التسعة م د بقوله :وطئ وإنزال
وسكر رده * * حيض نفاس لعتكاف مفسده خروجه من مسجد وما عذر * * كععذاك
لستيفا عقوبة المقر وبخروجه اعتكافه بطل * * بأخذ حق يا فتى به مطععل أفععاد ذلععك
كله البجيرمي .ومما يبطل به العتكاف أيضا غير هععذه التسعععة :الجنععون ،والغمععاء
إن طرآ بسبب تعدى به ،لنهما حينئذ كالسكر ،أما إذا لععم يطععرآ بسععبب تعععدى بععه فل
يقطعانه ،إن لم يخرج كل منهما من المسجد ،أو أخرج ولم يمكن حفظه فيه ،أو أمكن
لكن بمشقة ،بخلف ما إذا أخرج من المسجد وقد أمكن حفظععه فيععه بل مشععقة -علععى
ما اقتضاه كلم الروضة وغيرهععا إذ ل عععذر فععي إخراجععه) .قععوله :بجمععاع( أي مععن
واضح عمدا مع العلم والختيار .أما المشكل ،فل يضر وطؤه وإمنععاؤه بأحععد فرجيععه
لحتمععال زيععادته .وكععذا الناسععي ،والجاهععل ،والمكععره كمععا فععي الصععوم) .قععوله :وإن
استثناه( غاية في البطلن .أي يبطل به ،وإن استثناه الناذر في نذره لما مر أنه مناف
للعبادة) .قوله :أو كان( أي الجماع .وهو عطععف علععى الغايععة ،فهععو غايععة أيضععا فععي
البطلن .أي يبطل بالجماع وإن كان وقع في طريق لقضاء الحاجععة الععتي خععرج مععن
المسجد لجلها) .قوله :وإنزال منععي( عطععف علععى جمععاع .أي ويبطععل أيضععا بععإنزال
مني) .وقوله :بمباشرة بشهوة( متعلق بإنزال .أي إنعزال بسعبب مباشعرة حاصعلة معع
شهوة .وخرج بالمباشرة :ما إذا نظر أو تفكر فأنزل ،فل يبطععل بععه .وبشععهوة :مععا إذا
باشر بل شهوة ،كأن قبل بقصد الكرام أو الشفقة ،أو بل قصد فأنزل ،فل يبطل بععه.
والستمناء -وإن لم يكن بمباشرة كالمباشرة بشهوة ،فإن أنزل بطل ،وإل فل .واعلم
أن الوطئ والمباشرة بشهوة حرام في المسجد مطلقععا ،ولععو مععن غيععر معتكععف .وكععذا
خارجه في العتكاف الواجب دون المسععتحب لجععواز قطعععه) .قععوله :كقبلععة( أي مععن
غير حائل ومع شهوة ،وهو تمثيل للمباشرة بشهوة) .قععوله :وللمعتكععف الخععروج مععن
التطوع( أي ولو قيده بمدة) .وقوله :لنحو عيادة مريض( أي كتشععييع جنععازة) .قععوله:
وهل هو( أي الخروج لنحو عيادة مريض) .وقوله :أفضل( أي من إدامة العتكععاف.
)وقوله :أو سواء( أي أو هما سواء ،لنهما طاعتان مندوب إليهما .وعبارة الخطيب:
وهل الفضل للمتطوع بالعتكاف الخروج لعيادة المريض ،أو دوام العتكاف ؟ قال
الصحاب :هما سواء .وقال ابن الصلح :إن الخروج لها مخععالف للسععنة ،لن النععبي
)ص( لم يكن يخرج لذلك ،وكععان اعتكععافه تطوعععا .وقععال البلقينععي :ينبغععي أن يكععون
موضع التسوية في عيادة الجانب ،أمععا ذو الرحععم والقععارب والصععدقاء والجيععران
فالظععاهر أن الخععروج لعيععادتهم أفضععل ،ل سععيما إذا علععم أنععه يشععق عليهععم .وعبععارة
القاضععي الحسععين مصععرحة بعذلك .وهععذا هععو الظععاهر .اه .وكتععب البجيرمععي :قععوله:
الجانب أي غير الصدقاء وغير الجيران ،بدليل ما بعده .وكتب أيضا :قععوله :وهععذا
هو الظاهر وهو المعتمد ،فالخروج من العتكاف في هعذا منعدوب ،وفيمعا قبلعه غيعر
مندوب .والوجه أن يقال :يراعى ما هو أكثر ثوابا منهمععا .ق ل .اه) .قععوله :واختععار
ابعن الصعلح :العترك( أي تعرك الخعروج لمعا ذكعر) .قعوله :لنعه )ص( إلعخ( تعليعل
لختيار ابن الصلح ما ذكر) .وقوله :ولم يخرج لذلك( أي لنحو عيادة
] [ 298
مريض) .قوله :يبطععل ثععواب العتكععاف( أي وأمععا نفععس العتكععاف فل يبطععل.
)قوله :بشتم أو غيبععة( أي أو نحوهمععا مععن كععل محععرم -ككععذب ونميمععة -أمععا الكلم
المباح ،فل يبطل ثواب العتكاف .نعم .ينبغي تجنبه ،والشععتغال بالععذكر ،والقععراءة،
والصلة علععى سععيدنا محمععد سععيد ولععد عععدنان ،لن الكلم المبععاح فععي المسععجد يأكععل
الحسنات كما تأكل النار الحطب ،نص على ذلك الشنواني في حاشيته على مختصععر
ابن أبي جمرة ،وعبارته :قال في المدخل :وينهععي النععاس عععن الجلععوس فععي المسععجد
للحديث في أمر الدنيا .وقد ورد :إن الكلم فععي المسععجد بغيععر ذكععر الع تعععالى يأكععل
الحسنات كما تأكل النار الحطب .وورد أيضا عنه عليه الصلة والسلم أنعه قعال :إذا
أتى الرجل المسجد فأكثر الكلم ،تقول الملئكة :اسكت يا ولي ال .فإن زاد ،فتقععول:
اسكت يا بغيض ال تعالى ،فإن زاد :فتقول اسكت عليك لعنة ال تعالى .اه) .خاتمة(
نسأل ال حسن الختععام .يسععن للمعتكععف :الصععوم للتبععاع ،وللخععروج مععن خلف مععن
أوجبه ول يضر الفطر ،بل يصح اعتكاف الليل وحعده ،لخعبر الصعحيحين :أن سعيدنا
عمر رضي ال عنه قال :يا رسول ال :إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية .قال:
أوف بنذرك .فاعتكف ليلة .ولخبر أنععس :ليععس علععى المعتكععف صععيام ،إل أن يجعلععه
على نفسه .ول يضر في العتكاف التطيب ،والتزين باغتسال ،وقص شارب ،ولبس
ثياب حسنة ،ونحو ذلك من دواعي الجماع ،لنه لم ينقععل أنععه )ص( تركععه ،ول أمععر
بتركه ،والصل بقاؤه على الباحة ،وله أن يتزوج ويزوج .ول تكره له الصنائع في
المسجد كالخياطة ،والكتابة ما لم يكثر منها ،فإن أكثر منها كرهت لحرمتععه إل كتابععة
العلم فل يكره الكثار منها ،لنها طاعة ،كتنظيم العلم .وله أن يأكل ويشرب ويغسععل
يديه فيه إن كانت أرضه ترابية تشرب الماء ،وإل حرم -للتقذير -والولى أن يأكععل
في سفره أو نحوها ،وأن يغسل يديه في طشت أو نحوه ليكون أنظععف للمسععجد .والع
سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 299
فصل في صوم التطوع أي في بيععان حكمععه ،وهععو السععتحباب .وكععان النسععب
ذكره قبل العتكاف -كما صنع غيره) .واعلم( أن صوم التطعوع ثلثعة أقسععام :قسعم
يتكرر بتكععرر السععنة -كصععوم يععوم عرفععة ،وعاشععوراء ،وتاسععوعاء -وقسععم يتكععرر
بتكععرر السععبوع -كععالثنين ،والخميععس .-وقسععم يتكععرر بتكععرر الشععهور -كاليععام
البيض .-كما يعلم مععن كلمععه .والتطععوع شععرعا :التقععرب إلععى الع تعععالى بمععا ليععس
بفرض من العبادات .والصوم من أبلع الشياء فععي رياضععة النفععس ،وكسععر الشععهوة،
واستنارة القلب ،وتأديب الجوارح وتقويمها وتنشيطها للعبادة .وفيععه الثععواب العظيععم،
والجزاء الكريم الذي ل نهاية له ،و :للصائم فرحتان :فرحة عند إفطاره ،وفرحة عند
لقاء ربه .و :لخلوف فععم الصععائم أطيععب عنععد الع مععن ريععح المسععك .ومععن أجععل هععذا
الخلوف ومكانته عند ال ،كره الستياك للصائم بعد الزوال حععتى يفطععر -كمععا تقععدم.
)قععوله :ولععه( أي الصععوم) .وقععوله :مععن الفضععائل( بيععان لمععا مقععدم عليهععا) .وقععوله:
والمثوبة( مصدر بمعنى الثواب .وفي حاشية الجمل -نقل عععن السععمين -مععا نصععه:
المثوبة فيها قعولن :أحعدهما أن وزنهعا مفعولعة ،والصعل مثوبعة -بعواوين -فنقلعت
الضمة التي على الواو الولى إلععى السعاكن قبلهععا ،فعالتقى سععاكنان ،فحعذف أولهمععا -
الذي هو عين الكلمة -فصار مثوبة ،على وزن مفولة ،كمحوزة ،وقد جاءت مصادر
على مفعول ،كالمعقول ،فهي مصدر -نقل ذلك الواحدي .والثاني :أنهععا مفعلععة بضععم
العين ،وإنما نقلت الضمة منها إلى الثاء .اه) .قوله :ومن ثععم أضععافه( أي ومععن أجععل
أن له من الفضائل إلخ أضافه ال إليه في الحديث القدسي ،فقال :كل عمل ابن آدم لععه
إل الصوم فإنه لي ،وأنا أجزي به .يدع طعامه وشرابه من أجلي .واختلفوا في معنى
تخصيصه بكونه له ،على أقوال تزيد على خمسين :منها -كما قاله م ر -كونه أبعععد
عن الرياء مععن غيععره .ومنهععا مععا نقععل عععن سععفيان بععن عيينععة أن يععوم القيامععة تتعلععق
خصماء المرء بجميع أعماله إل الصوم فإنه ل سبيل لهععم عليععه ،فععإنه إذا لععم يبععق إل
الصوم ،يتحمل ال تعالى ما بقي من المظالم ،ويدخله بالصوم الجنععة ،وهععذا مععردود،
والصحيح تعلق الغرماء به -كسائر العمععال -وفععي البجيرمععي :وعبععارة عبععد الععبر
نصها :في الحديث القدسععي وهععو قععوله كععل عمععل إلععخ ،فإضععافته تعععالى إليععه إضععافة
تشريف وتكريم ،كما قال تعالى) * :ناقة ال( * مع أن العالم كله لعع .وقيفععل لنععه لععم
يعبد غيره به ،فلم تعظم الكفععار فععي عصععر مععن العصععار معبععوداتهم بالصععيام ،وإن
كانوا يعظمونهم بصععورة الصعلة والسعجود وغيرهمععا .وقيعل لن الصععيام بعيععد ععن
الرياء ،لخفائه ،بخلف الصلة والغزو وغير ذلك من العبععادات الظععاهرة .وقيععل لن
الستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب ،فلما تقرب الصععائم إليععه
بما يوافق صفاته أضافه إليه .اه .بحذف) .قوله :في سبيل ال( أي في الجهععاد -كمععا
هو الغالب في إطلقه .وقال ع ش :يمكن حمل
] [ 300
سبيل ال على الطريق الموصل إليه ،بأن يخلص في صومه ،وإن لععم يكععن فععي
جهاد .وهذا المعنى يطلق عليععه سععبيل الع كععثيرا وإن كععان خلف الغععالب .اه .وفععي
شرح مسلم للنووي :هو -أي الصوم -في الجهاد محمعول علعى معن ل يتضعرر ول
يفوت به حقا ول يختل به قتاله ول غيععره مععن مهمععات غععزوه .اه) .قععوله :باعععد الع
وجهه( أي ذاته) .وقوله :سبعين خريفا( أي عاما ،فأطلق الجزء وأراد الكل ،وخععص
الخريف بالذكر لنه أعدل أيام السنة .والمراد أنه يبعد عن النار مسافة لو قدرت لبلغ
زمن سيرها سبعين سنة) .قوله :ويسن متأكدا( أي سنا متأكدا ،فمتأكدا صفة لمصععدر
محذوف) .قوله :صوم يوم عرفة( قال ع ش :ورد في بعض الحععاديث أن الوحععوش
في البادية تصومه ،حتى أن بعضهم أخععذ لحمععا وذهععب بععه إلععى الباديععة ورمععاه لنحععو
الوحوش ،فأقبلت عليه ولم تأكل ،وصارت تنظر إلى الشمس وتنظر إلى اللحم ،حتى
غربت الشمس أقبلت إليه من كععل ناحيععة .اه) .قععوله :لغيععر حععاج( أي وغيععر مسععافر
وغير مريض ،بأن يكون قويا مقيما .أمععا الحععاج ،فل يسعن لععه صعومه ،بععل يسعن لععه
فطره .وإن كان قويا ،للتباع ،وليقوى على الدعاء .ومن ثم يسن صومه لحععاج غيععر
مسافر ،بأن كان وطنه قريبا من عرفة ونوى الحج وهو في وطنه وأخر الوقوف إلى
الليل .وأما المسععافر والمريععض :فيسععن لهمععا فطععره ،لكععن إن أجهععدهما الصععوم -أي
أتعبهما -كما في التحفة) .قوله :لنه( أي صوم يوم عرفة) .وقوله :يكفر السنة إلععخ(
أي ذنوبه الحاصلة فيها) .قوله :كما في خبر مسلم( لفظة :صيام يععوم عرفععة أحتسععب
على ال أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده .وقوله :أحتسب :قال بعضهم :هععو
بلفععظ المضععارع ،وضععميره عععائد إلععى النععبي )ص( .وقععال بعضععهم :بلفععظ الماضععي،
وضميره عائد إلى الصوم ،وفيه بعد .وقوله :السععنة الععتي قبلععه :أي قبععل يععوم عرفععة،
والمراد بها :السنة التي تتععم بفععراغ شععهره .وقععوله :والسععنة الععتي بعععده :أي بعععد يععوم
عرفة ،والمراد بها :السنة التي أولها المحرم الذي يلي الشهر المععذكور ،إذا الخطععاب
الشرعي محمول على عرف الشرع .وفي تكفير هذه السنة إشارة إلععى أنععه ل يمععوت
فيها ،في ذلك بشرى .وقد نقل ذلك المدابغي عن ابن عبععاس ،وعبععارته) :فععائدة( قععال
ابن عباس -رضي ال عنهما -وهذه بشرى بحياة سنة مستقبلة لمععن صععامه ،إذ هععو
)ص( بشر بكفارتها ،فدل لصائمه على الحياة فيها ،إذ هو )ص( ل ينطق عن الهوى
إن هو إل وحي يوحى .اه .وورد أيضا عن ابن عمر رضععي الع عنهمععا :مععن صععام
يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تععأخر) .قععوله :وهععو( أي يععوم عرفععة) .قععوله:
والحوط صوم الثامن( أي لنه ربما يكون هو التاسع في الواقع) .قوله :مععع عرفععة(
أي مع صوم يومها) .قوله :والمكفععر :الصععغائر( قععال الكععردي :اعتمععده الشععارح فععي
كتبه ،وأما الجمال الرملي فإنه ذكر كلم المام ،ثم كلم مجلي في الرد على المععام.
ثم كلم ابن المنذر المفيد خلف ما قاله المام ،وسكت عليه ،فكأنه وافقه .ولهذا قععال
القليعوبي فعي حواشعي المحلعى :عممعه ابعن المنعذر فعي الكبعائر أيضعا .ومشعى عليعه
صاحب الذخائر ،وقال :التخصيص بالصغائر -تحكم .ومال إليه شععيخنا الرملععي فععي
شرحه .اه .والذي يظهر :أن ما صرحت به الحاديث فيه بأن شرط التكفير اجتنععاب
الكبائر :ل شعبهة فععي ععدم تكفيععره الكبعائر .ومعا صععرحت الحعاديث فيعه بععأن يكفعر
الكبائر :ل ينبغي التوقف فيه بأنه يكفرها بعد تصريح الشرع بععه .ويبقععى الكلم فيمععا
أطلقت الحععاديث التكفيععر فيععه .وملععت فععي الصععل إلععى أن الطلق يشععمل الكبععائر،
والفضل واسع .اه .ببعض حذف) .قوله :ويتأكد صوم الثمانية قبلععه( أي يععوم عرفععة،
فعليه يكون الثامن مطلوبا من جهتين :جهة الحتياط لعرفة ،وجهة دخوله في العشععر
غير العيد .كما أن صوم يوم عرفة مطلوب أيضععا معن جهععتين :كععونه مععن عشععر ذي
الحجة ،وكونه يوم عرفة) .قوله :للخبر الصحيح فيهعا( أي الثمانيعة :أي صعومها معع
صوم يوم عرفة ،وذلك لخبر هو أنه )ص( قال :ما من أيام أحب إلى ال أن يتعبد لععه
فيها من عشر ذي الحجة ،يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ،وقيام كععل ليلععة منهععا
بقيام ليلة القدر .وورد أيضا أنه )ص( :كان يصوم تسع ذي الحجة) .وقوله:
] [ 301
المقتضى إلخ( في الكردي :الراجح أن عشر رمضان الخير أفضل مععن عشععر
ذي الحجة ،إل يوم عرفععة .اه) .قععوله :ويععوم عاشععوراء( بالمععد ،معطععوف علععى يععوم
عرفة .أي ويسن متأكدا صوم يوم عاشوراء ،لقوله )ص( فيه :أحتسععب علععى ال ع أن
يكفر السنة التي قبله .وإنما لععم يجععب صععومه للخبععار الدالععة بععالمر بصععومه .لخععبر
الصحيحين :إن هذا اليوم يوم عاشوراء ،ولم يكتب عليكم صيامه ،فمن شععاء فليصععم،
ومن شاء فليفطر .وحملوا الخبععار الععواردة بععالمر بصععومه علععى تأكععد السععتحباب.
)فائدة( الحكمة في كون صوم يععوم عرفععة بسععنتين وعاشععوراء بسععنة ،أن عرفععة يععوم
محمدي -يعني أن صومه مختص بأمة محمععد )ص( -وعاشععوراء موسععوي ،ونبينععا
محمد أفضل النبياء -صلوات ال عليهم أجمعين -فكععان يععومه بسععنتين .اه .مغنععي.
)قوله :وهو( أي عاشوراء) .وقوله :عاشععر المحععرم( أي اليععوم العاشععر منععه) .قععوله:
لنه يكفر السنة الماضية( علة لسنية صومه) .قععوله :كمععا فععي مسععلم( أي فععي روايععة
مسلم ،وقد علمتها آنفا) .قوله :وتاسوعاء( بالمد أيضا ،وهو معطوف على عاشوراء،
أي ويسععن صععوم يععوم تاسععوعاء) .قععوله :وهععو( أي تاسععوعاء) .وقععوله :تاسعععه( أي
المحرم) .قوله :لخبر مسلم( دليل لسنية صوم تاسوعاء) .وقععوله :إلععى قابععل( أي إلععى
عععام قابععل ،وهععو مصععروف -كمععا هععو ظععاهر ) .-وقععوله :فمععات( أي النععبي )ص(.
)وقوله :قبله( أي قبل مجئ تاسوعاء العام القابل) .قوله :والحكمة( أي في صوم يععوم
التاسع مع العاشر مخالفة اليهود ،أي فإنهم يصومون العاشر فقط ،فنخععالفهم ونصععوم
التاسع معه .والحكمة أيضا :الحتياط ،لحتمال الغلط في أول الشهر ،والحتراز من
إفراده بالصوم -كما في يوم الجمعة -شرح الروض :قععال فععي النهايععة :وظععاهر مععا
ذكر من تشبيهه بيوم الجمعععة :أنععه يكععره إفععراده .لكععن فععي الم ل بععأس بععإفراده .اه.
)قوله :ومن ثم( أي ومن أجععل أن الحكمععة إلععخ) .قععوله :لمععن لععم يصععمه( أي التاسععع.
)قوله :بل وإن صامه( أي بل يسن صيام الحععادي عشععر ،وإن صععام التاسععع) .قععوله:
لخبر فيه( أي لورود خبر في صيامه الحادي عشععر مععع مععا قبلععه مععن صععيام العاشععر
والتاسععع ،وهععو مععا رواه المععام أحمععد :صععوموا يععوم عاشععوراء ،وخععالفوا اليهععود،
وصوموا قبلععه يومععا ،وبعععده يومععا .ذكععره فععي شععرح الععروض ،وذكععر فيععه أيضععا أن
الشافعي نص في الم والملء على استحباب صععوم الثلثععة ،ونقلععه عنععه الشععيخ أبعو
حامد وغيععره .اه) .ل بععأس أن يفععرده( أي ل بععأس أن يصععوم العاشععر وحععده) .وأمععا
أحاديث الكتحال إلخ( في النفحات النبوية في الفضائل العاشورية -للشيخ العععدوي -
ما نصه :قال العلمة الجهوري :أما حديث الكحل ،فقال الحاكم إنه منكر ،وقال ابععن
حجر إنه موضوع ،بل قععال بعععض الحنفيععة إن الكتحععال يععوم عاشععوراء ،لمععا صععار
علمة لبغض آل البيت ،وجب تركه .قال :وقال العلمة صاحب جمع التعاليق :يكره
الكحل يععوم عاشععوراء ،لن يزيععد وابععن زيععاد اكتحل بععدم الحسععين هععذا اليععوم ،وقيععل
بالثمد ،لتقر عينهما بفعله .قال العلمة الجهوري :ولقد سعألت بععض أئمعة الحععديث
والفقه عن الكحل وطبخ الحبوب ولبس الجديد وإظهععار السععرور ،فقععال :لععم يععرد فيععه
حديث صحيح عن النبي )ص( ،ول عن أحد من الصحابة ،ول استحبه أحد من أئمععة
المسلمين ،وكذا ما قيل :إنه من اكتحل يومه لم يرمد ذلك العام ،ومن اغتسل يومه لععم
يمرض كذلك ،قال :وحاصله أن معا ورد معن فععل عشعر خصعال يعوم عاشعوراء لعم
يصح فيها إل حديث الصععيام والتوسعععة علععى العيععال ،وأمععا بععاقي الخصععال الثمانيععة:
فمنها ما هو ضعيف ،ومنها ما هو منكر موضوع .وقد عععدها بعضععهم اثنععتي عشععرة
خصلة ،وهي :الصلة ،والصوم ،وصلة الرحععم ،والصععدقة والغتسععال ،والكتحععال،
وزيارة عالم ،وعيعادة مريعض ،ومسعح رأس اليعتيم ،والتوسععة علعى العيعال ،وتقليعم
الظفار ،وقراءة سورة الخلص -ألف مرة .-ونظمها بعضهم فقال:
] [ 302
في يوم عاشوراء عشر تتصل * * بها اثنتان ولها فضل نقل صم ،صل ،صععل،
زر عالما ،عد ،واكتحل * * رأس اليتيم امسح ،تصدق واغتسععل وسععع علععى العيععال،
قلم ظفرا * * وسورة الخلص قل ألفععا تصععل )فععائدة( عععن أبععي هريععرة رضععي الع
عنه ،قال :قال رسول ال )ص( :إن ال عزوجل افععترض علععى بيععن إسععرائيل صععوم
يوم في السنة ،وهععو يععوم عاشععوراء - ،وهععو اليععوم العاشععر مععن المحععرم -فصععوموه
ووسعوا على عيالكم فيه ،فإنه من وسع فيه على عياله وأهله من ماله وسع ال عليععه
سائر سنته فصوموه ،فإنه اليوم الذي تاب ال فيه على آدم فأصبح صععفيا ،ورفععع فيععه
إدريس مكانا عليا ،وأخرج نوحا من السفينة ) (1ونجى إبراهيم من النار ،وأنزل ال
فيه التعوراة علعى موسعى ،وأخعرج فيعه يوسعف معن السعجن ،ورد فيعه علعى يعقعوب
بصره ،وفيه كشف الضر عن أيوب ،وفيه أخرج يونس من بطن الحوت ،وفيععه فلععق
البحر لبني إسرائيل ،وفيه غفر لداود ذنبه ،وفيه أعطى ال الملك لسليمان ،وفععي هععذا
اليوم غفر لمحمد )ص( ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،وهو أول يوم خلق ال فيه الدنيا.
وأول يوم نزل فيه المطر من السماء يوم عاشوراء ،وأول رحمة نزلت إلععى الرض
يوم عاشوراء .فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله ،وهعو صعوم النبيعاء.
ومن أحيا ليلة عاشعوراء بالعبعادة فكأنمععا عبعد الع تععالى مثعل عبعادة أهععل السععموات
السبع .ومن صلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد لع مععرة ،وقععل هععو الع
أحد ،إحدى وخمسين مرة ،غفععر الع لععه ذنععوب خمسععين عامععا .ومععن سععقى فععي يععوم
عاشوراء شربة ماء سقاه ال يوم العطش الكبر كأسا لم يظمأ بعدها أبدا ،وكأنمععا لععم
يعص ال طرفة عين .ومن تصدق فيه بصدقة فكأنما لم يرد سائل قط .ومععن اغتسععل
وتطهر يوم عاشوراء لم يمرض في سنته إل مععرض المععوت .ومععن مسععح فيععه علععى
رأس يتيم أو أحسن إليه فكأنما أحسن إلى أيتام ولد آدم كلهم .ومععن عععاد مريضععا فععي
يوم عاشوراء فكأنمععا عععاد مرضععى أولد آدم كلهععم .وهععو اليععوم الععذي خلععق الع فيععه
العرش ،واللوح ،والقلم .وهو اليوم الذي خلق ال فيه جبريل ،ورفع فيه عيسى .وهو
اليوم الذي تقوم فيه السععاعة) .فععائدة أخععرى( روي أن فقيععرا كععان لععه عيععال فععي يععوم
عاشوراء ،فأصبح هو وعياله صياما ،ولم يكن عندهم شئ ،فخرج يطوف علععى شععئ
يفطرون عليه فلم يجد شيئا ،فدخل سوق الصرف ،فرأى رجل مسععلما قععد فععرش فععي
دكانه النطوع
)) (1قوله :وأخرج نوحا من السفينة( وذلك أن نوحا -عليععه السععلم -لمععا نععزل مععن
السفينة هو ومن معه :شكوا الجععوع ،وقععد فرغععت أزوادهععم فععأمرهم أن يععأتوا بفضععل
أزوادهم ،فجاء هذا بكف حنطعة ،وهععذا بكعف ععدس ،وهعذا بكععف فعول ،وهعذا بكعف
حمص إلى أن بلغت سبع حبوب -وكان يوم عاشواء -فمسى نععوح عليهععا ،وطبخهععا
لهم ،فأكلوا جميعا وشبعوا ،ببركات نوح عليه السلم ،فذلك قوله تعالى) :قيل يا نععوح
اهبط بسلم منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك( وكان ذلك أول طعام طبخ على
وجه الرض بعد الطوفان -فاتخذه الناس سنة يوم عاشوراء ،وفيه أجععر عظيععم لمععن
يفعل ذلك ،ويطعم الفقراء والمساكين .اه من الروض الفائق .ومما يعزى للحافظ ابن
حجر فيما يطبخ من الحبوب في يوم عاشوراء :في يوم عاشععوراء سععبع تمععترس * *
بر ورز ثم ماش وعدس وحمص ولوبيا والفول * * هذا هو الصحيح والمنقول وقال
في فتح الباري كلمات من قالها في يوم عاشوراء لم يمت قلبه ،وهى :سبحان ال مل
ء الميزان ،ومنتهى العلم ،ومبلغ الرضا ،وزنععة العععرش .والحمععد لع مععل ء الميععزان
ومنتهى العلم -ومبلععغ الرضععا ،وزنععة العععرش .والع أكععبر مععل ء الميععزان ،ومنتهععى
العلم ،ومبلغ الرضا وزنة العرش .ل ملجا .ول منجى مععن ال ع إل إليععه .سععبحان ال ع
عدد الشفع والوتر ،وعدد كلمات ال التامعات كلهعا .والحمعد لع ععدد الشعفع والعوتر،
وعدد كلمات الع التامععات كلهععا .والع أكععبر عععدد الشععفع والععوتر ،وعععدد كلمععات الع
التامات كلها .أسألك رب العالمين .اه .وقال الجهوري :إن مععن قععال يععوم عاشععوراء
حسبى ال ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير -سبعين مرة -كفاه ال تعالى شر
ذلك العام -وبال التوفيق .اه..
] [ 303
المثمنة ،وسكب عليها أكوام الذهب والفضة ،فتقدم إليه ،وسلم عليه ،وقال له :يا
سيدي أنا فقير ،لعل أن تقرضني درهما واحدا أشتري به فطورا لعيالي ،وأدعععو لععك
في هذا اليوم .فولى بوجهه عنه ،ولم يعطه شيئا ،فرجع الفقيععر وهععو مكسععور القلععب،
وولى ودمعه يجري على خده ،فرآه جار له صععيرفي -وكععان يهوديععا -فنععزل خلععف
الفقير وقال له أراك تكلمت مع جاري فلن ،فقال قصدته في درهم واحععد لفطععر بععه
عيالي ،فردني خائبا ،وقلت له أدعو لك في هذا اليوم .فقال اليهودي :وما هذا اليوم ؟
فقال الفقير :هذا يوم عاشوراء -وذكععر لعه بعععض فضععائله -فنععاوله اليهععودي عشععرة
دراهم ،وقال له :خذ هذه وأنفقها على عيالك إكراما لهذا اليععوم .فمضععى الفقيععر ،وقععد
انشرح لذلك ،ووسع على أهله النفقة ،فلما كان الليل ،رأى الصيرفي -المسععلم -فععي
المنام كأن القيامة قد قامت ،وقد اشتد العطش والكرب ،فنظر ،فإذا قصععر مععن لؤلععؤة
بيضاء ،أبوابه من الياقوت الحمر ،فرفع رأسه وقععال :يععا أهعل هعذا القصععر اسعقوني
شربة ماء .فنودي :هذا القصر كان قصرك بالمس ،فلما رددت ذلك الفقيععر مكسععور
القلب .محي اسمك من عليه ،وكتب باسم جارك اليهودي الذي جبره وأعطععاه عشععرة
دراهم .فأصبح الصيرفي مذعورا ،يناوي على نفسه بالويل والثبور ،فجاء إلى جععاره
اليهودي ،وقال :أنت جاري ،ولي عليك حق ،ولي إليك حاجة .قال :وما هععي ؟ قععال:
تبيعني ثواب العشرة دراهم -التي دفعتها بالمس للفقيعر -بمععائة درهعم .فقععال :والع
ول بمائة ألف دينار ،ولو طلبت أن تدخل من بعاب القصعر العذي رأيتعه البارحعة لمعا
مكنتك من الدخول فيه .فقال :ومن كشف لك عن هععذا السععر المصععون ؟ .قععال :الععذي
يقول للشئ كن فيكون ،وأنععا أشععهد أن ل إلععه إل الع وحععده ل شععريك لععه ،وأشععهد أن
محمدا عبده ورسوله) .إخواني( كان هذا يهوديا ،فأحسن الظن بيععوم عاشععوراء ،ومععا
كان يعرف فضله ،فأعطاه ال ما أعطععاه ،ومععن عليععه بالسععلم ،فكيععف بمععن يعععرف
فضله وثوابه ،ويهمل العمل فيه ؟ ول در القائل :يا غاديا في غفلععة ورائحععا * * إلععى
مععتى تستحسععن القبائحععا ؟ وكععم -أخععي -كععم ل تخععاف موقفععا * * يسععتنطق ال ع بععه
الجوارحا ؟ واعجبا منك وأنت مبصععر * * كيععف تجنبععت الطريععق الواضععحا ؟ كيععف
تكون حين تقرأ في غد * * صحيفة قعد حعوت الفضعائحا ؟ وكيعف ترضعى أن تكعون
خاسرا * * يوم يفوز من يكون رابحا ؟ فاعمل لميزانك خيععرا فعسععى * * يكععون فععي
يوم الحساب راجحا ؟ وصععم ،فهععذا يععوم عاشععوراء الععذي * * مععا زال بععالتقوى شععذاه
فائحا يوم شريف ،خصنا ال به * * يا فوز من قدم فيعه صععالحا )قععوله :وصعوم سععتة
أيام من شوال( معطوف على صوم يوم عرفة .أي ويسن متأكدا صوم ستة أيععام مععن
شهر شوال .وكان المناسب للشارح أن يقععدر لفععظ صععوم فععي جميععع المعطوفععات ،أو
يتركه في الجميع) .قوله :لما في الخبر الصحيح( لفظه :من صام رمضععان ثععم أتبعععه
ستا من شوال ،كان كصيام الدهر) .قوله :إن صومها مع صوم رمضععان( أي دائمععا،
فل تكون المرة من صيام رمضععان وسععتة مععن شععوال كصععيام الععدهر ،بععدليل روايععة:
صيام رمضان بعشععرة أشععهر ،وصععيام سعتة أيععام -أي معن شعوال -بشعهرين .فعذلك
صيام السعنة .فالحاصععل أن كعل معرة بسعنة .اه .سعم بزيعادة .وفعي البجيرمعي :وهعذا
يقتضي أن المراد بالدهر :العمر ،وبه قال ع ش ،لكن كلم الشارح التععي يععدل علععى
أن المراد به السنة .اه) .قوله :كصيام الععدهر( أي فرضععا ،وإل لععم يكععن لخصوصععية
ست شوال معنى ،إذ من صام مع رمضان ستة غيرها يحصل له ثععواب الععدهر ،لن
الحسنة بعشرة أمثالها) .والحاصل( أن من صامها مع رمضان كل سنة ،تكن كصيام
الدهر فرضا بل مضاعفة ،ومععن صععام سععتة غيرهععا كععذلك ،تكععون كصععيامه نفل بل
مضاعفة ،كما أن صوم ثلثة من كل شهر تحصله .اه .تحفة بتصرف.
] [ 304
وفي المغني) :تنبيه( قضية إطلق المصنف استحباب صومها لكل أحد -سواء
صام رمضعان أم ل -كمعن أفطععر لمععرض ،أو لصعبا ،أو كفعر ،أو غيععر ذلعك ،وهعو
الظاهر -كما جرى عليه بعض المتأخرين -ثم قال :ولو صععام فععي شععوال قضععاء أو
نذرا أو غير ذلك :هل تحصل له السنة أو ل ؟ لم أر من ذكره ،والظععاهر الحصععول.
لكن ل يحصل لعه هعذا الثعواب المعذكور ،خصوصعا معن فععاته رمضعان وصععام عنعه
شوال ،لنه لم يصدق عليه المعنى المتقدم ،ولذلك قال بعضهم :يسععتحب لععه فععي هععذه
الحالة أن يصوم ستا من ذي القعدة ،لنه يسععتحب قضععاء الصععوم الراتععب .اه .وهععذا
إنما يأتي إذا قلنا إن صومها ل يحصل بغيرها ،أما إذا قلنا بحصوله -وهععو الظععاهر:
كما تقدم -فل يستحب قضاؤها .اه) .قوله :واتصالها بيوم العيد أفضل( أي من عععدم
اتصالها به ،ولكن يحصل أصل السنة بصومها غير متصلة به كما يحصل بصععومها
غير متتابعة ،بععل متفرقععة فععي جميععع الشععهر) .قععوله :مبععادرة للعبععادة( علععة لفضععلية
اتصالها بيوم العيد .أي وإنما كععان أفضععل لجععل المبععادرة فععي العبععادة .أي ولمععا فععي
التأخير من الفات) .قوله :وأيام الليالي( معطوف على يعوم عرفعة أيضعا .أي ويسعن
متأكدا صوم أيام الليالي البيض ،وقدر الشارح لفظ الليعالي :لنهعا هعي العتي توصعف
بالبيض ،وبالسود ،دون اليام) .قوله :الععبيض( صععفة لليععالي ،ووصععفت بععذلك :لنهععا
تبيض بالقمر من أولها إلى آخرها) .قوله :وهي الثععالث إلععخ( الحتيععاط صععوم الثععاني
عشر معها) .وقوله :وتالياه( أي وهما الرابع عشر والخععامس عشععر) .قععوله :لصععحة
المر بصومها( أي في رواية أحمد والترمذي وابععن حبععان عععن أبععي ذر :إذا صععمت
من الشهر ثلثا ،فصم ثلث عشرة ،وأربع عشرة ،وخمس عشرة .اه إرشععاد العبععاد.
)قوله :لن صوم الثلثة إلخ( علة للعلععة ،ولععو كععانت علعة للمعلععل :لععراد الععواو وأتععى
بالضمير بدل السم الظاهر ،ولععو قععال -كمععا فععي التحفععة -وحكمععه كونهععا ثلثععة أن
الحسنة بعشر أمثالها فصومها كصوم الشهر كله لكان أولى) .وقوله :كصوم الشععهر(
في رواية عن أبي ذر أن :من صام ثلثة أيععام مععن كععل شععهر فقععد صععام الععدهر كلععه.
وهذه الرواية ل تنافي الحكمة المععذكورة ،لن الععذي فععي الروايععة إذا كععان ذلععك علععى
الدوام ،بدليل قوله من كل شهر .وفي الكردي ما نصه :قععوله :كصععوم الشععهر -كععان
أبو ذر رضي ال عنه يعد نفسه صائما في أيام فطره لهذا الحديث ،فقد روى البيهقي
عن عبد ال بن شقيق ،قال :أتيت المدينة ،فإذا رجل طويل أسععود ،فقلععت :مععن هععذا ؟
قالوا :أبو ذر :فقلت :لنظرن على أي حال هو اليوم .قلت :صععائم أنععت ؟ قععال :نعععم.
وهم ينتظرون الذن على عمر رضي ال عنه ،فدخلوا ،فأتينا بقصاع فأكل ،فحركتععه
أذكره بيدي ،فقال إني لم أنس ما قلت لك ،إني أخبرتك أنععي صععائم ،إنععي أصععوم مععن
كل شهر ثلثة أيام ،فأنا أبدا صائم .ورى البيهقي في سننه عن أبي هريرة قريبععا معن
قصة أبي ذر ،وأنه قال لهم أنا مفطععر فععي تخفيععف الع صععائم فععي تضعععيف العع .اه.
)قوله :ومن ثم( أي ومن أجععل أن صععوم الثلثععة كصععوم الشععهر ،لن الحسععنة بعشععر
أمثالها تحصل السنة بثلثة غيرها من أيام الشهر .قال في النهايععة) :والحاصععل( كمععا
أفاده السبكي وغيره :أنه يسن صوم ثلثة من كل شهر ،وأن تكون أيام الععبيض ،فععإن
صامها أتى بالسنتين .فما في شرح مسلم -من أن هذه الثلثة هي المععأمور بصععيامها
من كل شهر -فيه نظر .اه .وقوله :بالسنتين -بضم السين وفتح النععون المشععددتين -
أي سععنة صععوم الثلثععة ،وسععنة صععوم أيععام الععبيض) .قععوله :لكنهععا( أي أيععام الععبيض.
)وقوله :أفضل( أي من غيرها من بقية الشهر) .قوله :ويبدل على الوجه ثالث عشر
ذي الحجععة( أي لن صععومه حععرام ،لكععونه معن أيععام التشععريق) .قععوله :وقععال الجلل
البلقينععي :ل( أي ل يبعدله بععه) .قعوله :بععل يسععقط( أي صععومه أي طلبعه) .قععوله :أيععام
السود( كان عليه أن يذكر هنا الليالي -كما ذكرها فيما مععر -بعأن يقعول أيعام الليععالي
السود ،وإنما
] [ 305
وصفت بذلك ،لسواد جميع الليل فيها ،لعدم القمر .قال في المغني :وخصت أيام
الععبيض وأيععام السععود بععذلك -أي بالصععيام -لتعميععم ليععالي الولععى بععالنور ،والثانيععة
بالسواد ،فناسععب صععوم الولععى شععكرا ،والثانيععة لطلععب كشععف السععواد ،ولن الشععهر
ضععيف قععد أشععرف علععى الرحيععل ،فناسععب تزويععده بععذلك .اه) .قععوله :وهععي الثععامن
والعشرون وتالياه( لكن عند نقص الشهر يتعععذر الثععالث ،فيعععوض عنععه أول الشععهر،
لن ليلته كلها سوداء .وعبارة التحفة :وهي السابع أو الثامن والعشرون وتالياه ،فععإن
بدأ بالثامن ونقص الشهر صام أول تاليه ،لستغراق الظلمة لليلته أيضععا ،وحينئذ يقععع
صومه عن كونه أول الشهر أيضا ،فإنه يسن صوم ثلثة أول كل شهر) .تنععبيه( مععن
الواضح أن من قال أولها السابع :ينبغي أن يقععال إذا تععم الشععهر :يسععن صععوم الخععر،
خروجا من خلف الثاني .ومن قال الثامن :يسن له صوم السابع احتياطا -فنتج سععن
صوم الربعة الخيرة إذا تم الشهر عليهما .انتهت) .قوله :وصوم الثنين والخميس(
معطوف على صوم يوم عرفة .أي ويسن متأكدا صععوم يععوم الثنيععن ويعوم الخميععس.
)قوله :للخبر الحسن إلخ( دليععل لتأكععد صععومهما) .وقععوله :إنععه إلععخ( بععدل مععن الخععبر
الحسن ،أو عطف بيعان لععه) .وقععوله :يتحععرى( أي يقصعد) .وقععوله :وقععال( أي النععبي
)ص() .وقوله :تعرض فيهما( أي الثنين والخميس) .وقوله :العمال( أي أعمال ما
بينهما معهما ،فتعرض أعمال الثلثاء والربعععاء والخميععس :فععي الخميععس .وأعمععال
الجمعة والسبت والحد والثنين :في الثنين) .وقوله :وأنا صائم( أي متلبس بالصوم
حقيقة ،لن العرض قبل الغروب .اه .ش ق .وفي البجيرمي :قعوله :وأنعا صعائم ،أي
قريب من زمن الصوم ،لن العرض بعد الغروب .اه) .قوله :والمراد عرضها علعى
ال تعالى( أي إجمال .وكان المناسب زيادته ،لن العرض إنما يكون على ال تعععالى
مطلقا -سواء كان عرض الثنيععن والخميععس ،أو ليلععة النصععف مععن شعععبان ،أو ليلععة
القدر ،فالفرق إنما هو في الجمال والتفصيل -فعرض الثنين والخميععس ،علععى ال ع
تعالى إجمالي ،وكذا عرض ليلة النصف من شعبان وليلة القدر .والعرض التفصععيلي
هو في كل يوم وليلة -كما نص على ذلك في التحفة -وعبارتهععا :أي تعععرض علععى
الع تعععالى ،وكععذا تعععرض فععي ليلععة نصععف شعععبان ،وفععي ليلععة القععدر ،فععالول -أي
عرضها يوم الثنين والخميس -إجمالي باعتبععار السععبوع ،والثععاني باعتبععار السععنة،
وكذا الثالث ،وفائدة تكرير ذلك إظهار شرف العععاملين بيععن الملئكععة .وأمععا عرضععها
تفصيل ،فهو رفع الملئكة لها بالليل مرة ،وبالنهار مععرة .اه .بتصععرف .فتلخععص أن
العرض الجمالي في كل أسبوع مرتين ،وفي كل سنة كذلك .والتفصيلي في كل يوم
مرتين) .قوله :وأما رفع الملئكععة إلععخ( يفيععد أن مععا قبلععه ل ترفعععه الملئكععة ،مععع أن
الرفع إنما يكون من الملئكة مطلقا ،فععي هععذا ،فيمععا قبلععه .وكععان المناسععب أن يقععول:
وأما عرضها تفصيل :فهو رفع الملئكة إلخ) .قوله :فععإنه( أي الرفععع) .وقععوله :مععرة
بالليل ومعرة بالنهععار( وذلعك لنعه تجتمععع ملئكعة الليعل وملئكعة النهعار عنعد صعلة
العصر ،ثم ترتفع ملئكة النهار وتبقى ملئكة الليل ،ويجتمعان عنععد صععلة الصععبح،
فترتفع ملئكة الليل وتبقى ملئكة النهار .وهذا هو معنى قوله )ص( :يتعععاقبون فيكععم
ملئكة بالليل ،وملئكة بالنهار) .قوله :ورفعها في شعبان( أي الثابت بخبر أحمد أنععه
)ص( :سئل عن إكثاره الصوم في شعبان ،فقال :إنه شهر ترفع فيه العمععال ،فععأحب
أن يرفععع عملععي وأنععا صععائم) .قععوله :وصععوم الثنيععن أفضععل مععن صععوم الخميععس -
لخصوصيات( هي أنه )ص( ولد في يوم الثنين ،وبعث فيه ،وتوفي فيه ،وكععذا بقيععة
أطواره )ص( .روى السهيلي أن النبي )ص( قال لبلل :ل يفتك صيام الثنين ،فإني
ولدت فيه ،وبعثت فيه ،وأموت فيه أيضا .وفي
] [ 306
المغني ما نصه :وسمي ما ذكر يععوم الثنيععن :لنععه ثععاني السععبوع .والخميععس:
لنه خامسه .كذا ذكره المصنف ناقل له عن أهل اللغة .قال السنوي :فيعلععم منععه أن
أول السبوع الحد .ونقله ابن عطية عن الكثرين ،وسيأتي فععي بععاب النععذر أن أولععه
السبت .وقال السهيلي :إنععه الصععواب ،وقععول العلمععاء كافععة إل ابععن جريععر .اه .وفععي
البجيرمي :سميا بذلك :لنه ثاني أيععام إيجععاد المخلوقععات -غيععر الرض -والخميععس
خامسها ،وما قيل لنه ثاني السبوع مبني على مرجوح ،وهو أن أوله الحععد ،وإنمععا
أوله السبت على المعتمد -كما في باب النذر .-اه) .قوله :وعد إلخ( مصدر مضاف
إلى فاعله ،وهو مبتدأ ،خبره شععاذ) .وقععوله :اعتيععاد( مفعععول أول للمصععدر) .وقععوله:
صومهما( أي الثنين والخميس) .وقوله :مكروها( مفعععول ثععان للمصععدر -يعنععي أن
الحليمي عد المواظبة على صوم الثنين والخميس من المكععروه ،وهععذا غريععب شععاذ.
وعبارة المغني :وأغرب الحليمي فعد من المكروه اعتياد صوم يوم بعينه ،كععالثنين،
والخميس ،لن في ذلك تشععبيها برمضععان .اه) .تتمععة( يسععتحب صععوم يععوم الربعععاء
شكرا ل تعالى على عدم هلك هذه المة فيععه ،كمععا أهلععك فيععه مععن قبلهععا .ويسععتحب
صوم يوم المعراج ،ويوم ل يجد فيه الشخص ما يأكله ،ويكععره صععوم الععدهر -غيععر
العيدين ،وأيام التشريق -لمن خاف به ضررا ،أو فوت حق .ولو منععدوبا ،ويسععتحب
لغيره ،لطلق الدلة ،ولنه )ص( قال :من صام الععدهر ضععيقت عليععه جهنععم هكععذا.
وعقد تسعين .رواه البيهقي .ومعنى ضيقت عليه :أي عنه ،فلم يدخلها ،أو ل يكون له
فيها موضع .أما صوم العيدين وأيام التشريق :فيحععرم -كمععا سععينص عليععه -ويكععره
أيضا إفراد الجمعة أو السبت أو الحد بالصوم ،لقوله عليه الصلة والسلم :ل يصععم
أحدكم يوم الجمعة ،إل أن يصوم يوما قبله ،أو يوما بعده .رواه الشععيخان :ولخععبر :ل
تصععوموا يععوم السععبت إل فيمععا افععترض عليكععم .رواه الترمععذي وحسععنه ،والحععاكم
وصححه على شرط الشخين ،ولن اليهود تعظم يوم السبت ،والنصارى يوم الحععد،
ومحل الكراهة الفراد :ما لم يوافق عادة له -كأن كان يعتاد صوم يععوم وفطععر يععوم،
فوافق صومه يوما منها ،وإل فل كراهة -كما في صوم يوم الشك .قععوله :فععرع( أي
في بيان أن صوم هععذه اليععام المتأكععد ينععدرج فععي غيععره) .قععوله :أفععتى إلععخ( حاصععل
الفتاء المذكور أنه إذا كان عليه صوم فرض قضاء أو نععذر وأوقعععه فععي هععذه اليععام
المتأكععد صععومها :حصععل لععه الفععرض الععذي عليععه ،وحصععل لععه ثععواب صععوم اليععام
المسنون ،وظاهر إطلقه أنه ل فرق في حصول الثواب بين أن ينويه مع الفرض أو
ل ،وهو مخالف لقول ابن حجر التي أنه ل يحصل له الثواب إل إذا نواه ،وإل سقط
عنه الطلب فقط) .قوله :بحصول إلخ( متعلق بأفتى) .وقوله :ثواب عرفععة( أي صععوم
يومها) .وقوله :وما بعده( ما :اسم موصول معطوف علععى عرفععة ،والظععرف متعلععق
بمحذوف صلة ما ،والضمير يعود على عرفة ،والمناسب تأنيثه ،لن المرجع مؤنث:
أي أفتى بحصول ثواب عرفة ،وبحصول ثواب ما ذكر بعععد عرفععة ،وهععو عاشععوراء
وتاسوعاء وستة من شوال إلخ .والمراد ثواب صومها كما هو ظاهر) .قوله :بوقععوع
إلخ( متعلق بحصول) .وقوله :صوم فرض( أي قضاء أو نذر) .وقوله :فيها( متعلععق
بوقعوع ،والضعمير يععود علعى المعذكورات معن عرفعة ومعا بععده) .قعوله :فقعال( أي
النووي في المجموع ،فالفاعل ضمير يعود عليه .ويحتمل عوده على السنوي -كما
صرح به هو أول الباب في مبحث النية ،وصععرح بععه أيضععا فععي فتععح الجععواد -لكععن
ظاهر صنيعه هنا الول ،لنه جعل السنوي تابعا للنووي ،فيكون القععول لععه) .قععوله:
إن نواهما( أي الصوم المسنون والمفروض) .قوله :لم يحصل له شئ منهما( أي من
المسععنون والمفععروض -كمععا إذا نععوى مقصععودين لععذاتهما ،كسععنة الظهععر ،وفععرض
الظهر) .قوله :قال شيخنا( أي في فتح الجواد .ونص عبارته :وقال السنوي :القياس
أنه إن لم ينو التطوع حصل له الفرض ،وإن نواهما لععم يحصععل لععه شععئ منهمععا .اه.
وإنما يتم له إن ثبت أن الصوم فيها مقصود لععذاته .والععذي يتجععه إلععى آخععر مععا ذكععره
الشارح .ثم قال :وعليه لو نوى ليل الفرض وقبل الزوال النفل ،فهل يثاب على النفل
حينئذ -لن القصد التقرب بالصوم عن الجهتين وقد
] [ 307
حصل -أول -لن صحة نية الصائم صععوما آخععر بعيععدة -؟ كععل محتمععل .اه.
)قوله :وجود صوم فيها( أي في هذه اليام عرفععة ومععا بعععده) .قععوله :فهععي( أي هععذه
اليام .أي صومها .ول بد من تقدير هذا المضععاف ليصععح التشععبيه بالتحيععة) .وقععوله:
كالتحية( أي فإنها تحصل بفرض أو نفل غيرهعا .لن القصععد شعغل البقعععة بالطاععة،
وقد وجدت) .قععوله :فععإن نععوى التطععوع أيضععا( أي كمععا أنععه نععوى الفععرض) .وقععوله:
حصل( أي التطوع والفرض ،أي ثوابهما) .قوله :وإل( أي وإن لم ينو التطععوع ،بععل
نوى الفرض فقط) .وقوله :سقط عنه الطلععب( أي بععالتطوع ،لنععدراجه فععي الفععرض.
)تنبيه( اعلم أنه قد يوجععد للصععوم سععببان :كوقععوع عرفععة أو عاشععوراء يععوم اثنيععن أو
خميععس ،أو وقععوع اثنيععن أو خميععس فععي سععتة شععوال ،فيععزداد تأكععده رعايععة لوجععود
السببين ،فإن نواهما :حصل -كالصدقة على القريب ،صدقة وصلة -وكذا لععو نععوى
أحدهما -فيما يظهر ) .-وقوله :أفضععل الشععهور إلععخ( قععد نظععم ذلععك بعضععهم بقععوله:
وأفضل الشهور بالطلق * * :شهر الصيام ،فهو ذو السباق فشهر ربنا هععو المحععرم
* * فرجب ،فالحجة المعظم فقعدة ،فبعده شعبان * * وكععل ذا جععاء بععه البيععان )قععوله:
الشهر الحرم( هي أربعة :ثلثعة منهععا سععرد ،وهععي ذو القعععدة وذو الحجععة ومحععرم،
وواحد منها فرد وهو رجب .وإنما كان الصوم فيها أفضل ،لخععبر أبععي داود وغيععره:
صم من الحرم واترك ،صم من الحرم واترك ،صععم مععن الحععرم واتععرك .وإنمععا أمععر
المخاطب بالترك لنه كان يشق عليه إكثار الصوم ،كما جاء التصريح به في الخبر.
أما من ل يشق عليه ،فصوم جميعهععا لععه فضععيلة .اه .شععرح الععروض .وإنمععا سععميت
حرما :لن العرب كانت تتحرمها وتعظمها ،وتحرم فيها القتععال ،حععتى أن أحعدهم لعو
لقي قاتل أبيه أو ابنه أو أخيه في هذه الشهر لم يزعجه ،وكان القتال فيها محرما في
صدر السلم ،ثم نسخ بقوله تعععالى) * :فععاقتلوهم حيععث وجععدتموهم( * )) .(1قععوله:
وأفضلها( أي الشهر الحرم المحرم -لخبر مسلم :أفضل الصوم بعد رمضععان شععهر
ال المحرم وإنما سمي محرما :لتحريم الجنة فيه على إبليس) .قعوله :ثعم رجعب( هعو
مشتق معن الععترجيب ،وهعو التعظيععم ،لن الععرب كعانت تعظمعه زيععادة علعى غيعره.
ويسععمى الصععب :لنصععاب الخيععر فيععه .والصععم :لعععدم سععماع قعقعععة السععلح فيععه.
ويسععمى رجععم -بععالميم -لرجععم العععداء والشععياطين فيععه حععتى ل يععؤذوا الوليععاء
والصالحين) .قوله :ثم الحجة ثم القعدة( بعضهم قدم القعدة على الحجة ،لكن المعتمععد
تقديم الحجة ،فهو أفضل ،لوقوع الحج فيه ،ولشععتماله علععى يععوم عرفععة .والفصععح:
فتح قاف القعدة ،وكسر حاء الحجة .وقد نظم ذلك بعضهم فقال :وفتععح قععاف قعععدة قععد
صححوا * * وكسعر حععاء حجعة قععد رجحعوا وسعميا بعذلك :لوقععوع الحعج فعي الول،
وللقعود عن القتال في الثاني) .قوله :ثم شهر شعبان( أي ثم بعد الشهر الحرم شععهر
شعبان ،لخبر الصحيحين :عن عائشة رضي ال عنهععا :مععا رأيععت رسععول الع )ص(
استكمل صيام شهر قط إل رمضان ،وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان.
)واعلم( أن الفصح ترك إضافة لفظ شهر إلععى شعععبان ،وكععذا بقيععة الشععهر مععا عععدا
ثلثة :رمضان ،وربيع أول ،وربيع ثان .وقد أشار إلى ذلك بعضهم في قوله:
] [ 308
ول تضف شهرا إلى اسم شهر * * إل لمععا أولععه الععرا -فععادر -واسععتثن مععن ذا
راجبا فيمتنع * * لنه فيما رووه ما سمع )قوله :وصوم تسععع ذي الحجععة( أي التسععع
من أول الشهر ،وهذا التعبير أولى من تعبير بعضهم بعشععر ذي الحجععة ،لنععه يععدخل
فيه يوم العيععد ،مععع أنععه ل ينعقععد) .وقععوله :أفضععل مععن صععوم عشععر المحععرم( للخععبر
الصحيح المار الذي قال الشارح فيه إنه يقتضي أنه أفضل من صيام عشععر رمضععان
الخير ،وقد علمت أن الراجح خلفه) .واعلم( أنه كان المناسععب أن يععذكر أول تأكععد
صوم عشر المحرم بالخصوص ،ثعم يعذكر تفضععيل غيعره عليعه -كمعا صعنع غيععره.
)قوله :اللذين يندب إلخ( اسم الموصول نعت لتسععع ذي الحجععة ولعشععر المحععرم ،ول
حاجة إليه ،لنه معلوم ،إذ الول قد صرح بععه فيمععا مععر ،والثععاني ينععدرج فععي صععيام
المحرم) .قععوله :مععن تلبععس بصععوم تطععوع أو صععلته( أي ونحوهمععا مععن كععل عبععادة
متطوع بها ،كاعتكاف ،وطواف ،ووضوء) .قععوله :فلععه قطعهمععا( أي لخععبر :الصععائم
المتطوع أمير نفسه ،إن شاء صام ،وإن شاء أفطر .رواه الترمذي .ويقععاس بالصععوم:
الصلة ونحوها .ولكن يكره القطع ،إن لم يكن بعذر ،وإل كأن قطعه ليساعد الضيف
في الكل إذا شق عليه امتناع مضيفه منه ،فل كراهععة .ويععترتب علععى الكراهععة عععدم
الثواب علععى الماضععي ،ويععترتب علععى عععدمها وجععود الثععواب .ويسععتحب قضععاؤه إن
قطعه ،ول يجب ،لن أم هانئ كانت صائمة صوم تطععوع فخيرهععا النععبي )ص( بيععن
أن تفطععر بل قضععاء وبيععن أن تتععم صععومها .رواه أبععو داود .وقيععس بالصععوم غيععره.
)قوله :ل نسععك تطععوع( أمععا هععو :فيحععرم قطععه ،لمخععالفته غيععره فععي لععزوم التمععام،
والكفارة بإفساده بجماع .واعترض كونه تطوعا :بأن الشروع فيه شروع في فععرض
الكفاية ،فهو من فروض الكفايات ،ل من النوافل .ويمكن أن يقال :يتصععور ذلععك بمععا
إذا كان الفاعل صععبيا ،وأذن لععه وليععه .أو عبععدا وأذن لععه سععيده .قععال ع ش :وعليععه -
فالوجوب -أي وجوب إتمامه -بالنسبة للصبي متعلق بالولي .اه) .قوله :ومن تلبععس
بقضاء واجععب( ومثلععه الداء .ولععو قععال :ومععن تلبععس بععواجب أداء أو قضععاء -لكععان
أولى .والمراد بالواجب :العيني .قال في شرح المنهج :وخرج بالعيني فرض الكفاية،
فالصح -وفاقا للغزالي وغيره -أنععه ل يحععرم قطعععه إل الجهععاد ،وصععلة الجنععازة،
والحج ،والعمععرة .وقيععل ل يحععرم :كععالعيني .اه) .قععوله :ولععو موسعععا( أي ولععو كععان
قضاؤه على التراخي ،بأن لععم يتعععد بععترك الصععوم أو الصععلة) .قععوله :ويحععرم علععى
الزوجة إلخ( هذا حيث جععاز التمتععع بهععا ،وإل كععأن قععام بععالزوج مععانع مععن الععوطئ -
كإحرام ،أو اعتكاف -فل حرمة ،وحيث لم يقع بها مانع -كالرتق والقرن -وإل فل
حرمة أيضا .ومحل التحريم في الصععوم المتكععرر فععي السععنة -كععالثنين والخميععس -
بخلف صوم يوم عرفة وعاشوراء ،لنهما نادران فععي السععنة .ومععع الحرمععة :ينعقععد
صععومها -كالصععلة فععي دار مغصععوبة -ولزوجهععا وطؤهععا ،والثععم عليهععا) .قععوله:
وزوجها حاضر( أي في البلد .قال ع ش :ولو جرت عادته أن يغيععب عنهععا مععن أول
النهار إلى آخره ،لحتمال أن يطرأ له قضاء وطره في بعععض الوقععات علععى خلف
عادته .اه .وخرج بكونه حاضرا في البلد :ما إذا كععان غائبععا عنهععا ،فل يحععرم عليهععا
ذلك ،بل خلف .قال في المغنععي) :فععإن قيععل( هل جععاز صععومها مععع حضععوره ،وإذا
أراد التمتع بها تمتع وفسد صومها ؟ )أجيب( بأن صععومها يمنعععه التمتععع عععادة ،لنععه
يهاب انتهاك حرمة الصوم بالفساد ،ول يلحق بالصوم صععلة النفععل المطلععق لقصععر
زمنه .اه) .قوله :إل بإذنه( أي العزوج .وذلعك لخعبر الصعحيحين :ل يحعل للمعرأة أن
تصوم وزوجها شاهد -أي حاضر -إل بإذنه .قال ابن حجر :وكععالزوج :السععيد -إن
حلت له -وإل حرم بغير إذنه ،إن حصل لها به ضرر ينقص الخدمة ،والعبد كمن ل
تحل فيما ذكر اه .وكتب الكردي :قوله :كمعن ل تحعل :أي فيحعرم صعومه بغيعر إذن
سيده ،إن حصل له به ضرر ينقص الخدمعة .اه) .قعوله :يحعرم الصعوم إلعخ( أي ول
ينعقد) .قوله :في أيام التشريق( وهي ثلثة أيام بعد يوم النحر،
] [ 309
ويحرم صومها ،ولو لتمتعع عععادم للهععدي ،لعمعوم النهععي عنعه .وفععي القعديم :لعه
صععيامها عععن الثلثععة الواجبععة فععي الحععج .وقععوله :والعيععدين :أي عيععد الفطععر ،وعيععد
الضحى .والصل في حرمة صومهما :الجماع المستند إلى نهي الشارع )ص( في
خبر الصحيحين) .قوله :وكذا يوم الشك( أي وكععذلك يحععرم صععيام يعوم الشععك ،لقععول
عمار بن ياسعر :معن صعام يعوم الشعك فقعد عصعى أبعا القاسعم )ص( .رواه الترمعذي
وغيره ،وصححوه .قيل :والمعنى فيه القععوة علععى صععوم رمضععان .وضعععفه السععبكي
بعدم كراهة صوم شعبان .ويرد بععأن إدمععان الصععوم يقععوي النفععس عليععه ،وليععس فععي
صوم شعبان إضعاف ،بل تقوية ،بخلف صوم يوم ونحوه ،فإنه يضعف النفس عمععا
بعده ،فيكون فيه افتتاح للعبادة معع كسعل وضععف .اه .نهايعة .ومعا ذكعر معن تحريعم
صوم يوم الشك ،هو المعتمد في المذهب .وقيل يكععره كراهععة تنزيععه .قععال السععنوي:
وهو المعروف المنصوص الذي عليه الكثرون .وفي البجيرمي ما نصه) :إن قلععت(
ما فائدة تنصيصهم على كراهة صوم يوم الشك أو حرمته مع أنه من جملععة النصععف
الثاني من شعبان وهو محرم ؟ )أجيععب( بععأن فععائدته معرفععة حقيقععة يععوم الشععك حععتى
يرجع إليه لو علق بععه طلقععا أو عتقععا .وبيععان أن صععومه مكععروه أو حععرام ،لشععيئين:
كونه يوم الشك وكونه بعد النصف ،فيكون النهي فيه أعظم منه فيما قبله .اه) .قععوله:
لغير ورد( أي عادة ،وتثبت بمرة .فإن صامه لذلك ،كأن كععان يعتععاد صععوم الععدهر أو
صوم يوم وفطر يوم ،أو صوم يوم معين -كالثنين -فصادف يوم الشك فل يحععرم.
ومثل الورد :ما لو صامه عن نذر مستقر في ذمته أو عععن قضععاء لنفععل أو فععرض أو
كفارة ،فل يحرم) .قوله :وهو يوم إلععخ( بيععان لضععابط يععوم الشععك) .قععوله :وقععد شععاع
الخبر بين الناس برؤية الهلل( أما إذا لم يشع بين الناس :فليس اليوم يععوم الشععك بععل
هو من شعبان ،وإن أطبق الغيم) .وقوله :ولم يثبت( -أي الهلل -عند الحاكم لكونه
لم يشهد بالرؤية أحد ،أو شهد بها صبيان أو نساء ،أو عبيععد ،أو فسععقة) .قععوله :وكععذا
بعد نصف شعبان( أي وكذلك يحرم الصعوم بععد نصعف شععبان لمعا صعح معن قعوله
)ص( :إذا انتصععف شعععبان فل تصععوموا) .قععوله :مععا لععم يصععله بمععا قبلععه( أي محععل
الحرمة ما لم يصل صوم ما بعد النصف بما قبله ،فإن وصله به ولعو بيععوم النصععف،
بأن صام خامس عشره وتالييه واسععتمر إلععى آخععر الشععهر ،فل حرمععة) .قععوله :أو لععم
يوافق عادته( أي ومحل الحرمة أيضا ما لم يوافق صومه عادة له فععي الصععوم ،فععإن
وافقها -كأن كان يعتاد صوم يوم معين كالثنين والخميس -فل حرمة) .قوله :أو لم
يكن عن نذر إلخ( أي :ومحل الحرمة أيضا :ما لم يكن صومه عععن نععذر مسععتقر فععي
ذمته ،أو قضاء ،ولو كان القضاء لنفل ،أو كفارة ،فإن كان كذلك ،فل حرمععة ،وذلععك
لخبر الصحيحين :ل تقدموا -أي ل تتقدموا -رمضان بصوم يوم أو يومين إل رجل
كان يصوم يوما ويفطر يومععا فليصععمه .وقيععس بمععا فععي الحععديث مععن العععادة :النععذر،
والقضاء ،والكفارة -بجامع السبب .-وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 310
باب الحج ) (1هو آخر أركان السعلم ،وأخعره ععن الصعوم نظعرا للقعول بعأن
الصوم أفضل منه ،واقتداء بخبر :بنععي السععلم إلععخ .واعلععم أن فضععائله ل تحصععى.
منها خبر :من جاء حاجا يريد وجه ال تعععالى ،فقععد غفععر لععه مععا تقععدم مععن ذنبععه ومععا
تأخر ،ويشفع فيمن دعا له .ومنها خععبر :مععن قضععى نسععكه ،وسععلم النععاس مععن لسععانه
ويده ،غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .وروى ابن حبععان عععن ابععن عمععر أن النععبي
)ص( قال :إن الحاج حين يخرج من بيته لم يخط خطوة إل كتب ال لععه بهععا حسععنة،
وحط عنه بها خطيئة ،فإذا وقفوا بعرفات :باهى ال بهم ملئكته ،يقول :انظععروا إلععى
عبادي ،أتوني شعثا غععبرا ،أشععهدكم أنععي غفععرت لهععم ذنععوبهم وإن كععانت عععدد قطععر
السماء ورمل عالج .وإذا رمى الجمار :لم يدر أحد ما له حتى يتوفاه ال ع تعععالى يععوم
القيامة ،وإذا حلق شعره فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة .فإذا قضععى
آخر طوافه بالبيت خعرج معن ذنعوبه كيعوم ولعدته أمعه .وقعال ابعن العمعاد فعي كشعف
السرار :وحكمة تركب الحج من الحاء والجيععم :الشععارة إلععى أن الحععاء مععن الحلععم،
والجيم من الجععرم -فكععأن العبععد يقععول :يععا رب جئتععك بجرمععي -أي ذنععبي -لتغفععره
بحلمك اه .وأعمال الحج كلها تعبدية ،وقد ذكر لهما بعض حكم ،فمن ذلععك مععا ذكععره
في )الروض الفائق في المواعظ والرقائق( أن ابن عباس رضي ال عنهما سئل عععن
الحكمة في أفعال الحج ،وما في المناسك الشريفة من المعاني اللطيفة ،فقال :ليس من
أفعال الحج ولوازمه شئ إل وفيه حكمة بالغة ،ونعمة سابغة ،ونبأ وشأن وسر يقصر
عن وصفه كل لسان .فأما الحكمة في التجرد عند الحرام :فععإن مععن عععادة النععاس إذا
قصدوا أبواب المخلوقين ،لبسوا أفخر ثيابهم من اللباس ،فكأن الحق سععبحانه وتعععالى
يقول :القصد إلى بابي خلف القصد إلععى أبععوابهم ،لضععاعف لهععم أجرهععم وثععوابهم.
وفيه أيضا أن يتذكر العبد بالتجرد عند الحرام :التجرد عن الدنيا عند نععزول الحمععام
-كما كان أول -لما خرج من بطن أمه مجردا عن الثياب ،وفيه شبه أيضا بحضور
الموقف يوم الحساب -كما قال تعالى) * :إن ال ل يظلم مثقال ذرة( * ) ) * .(2ولقد
جئتمونععا فععرادى كمععا خلقنععاكم أول مععرة( * ) .(3اه .وأمععا الغتسععال عنععد الحععرام:
فلحكمة ظاهرة الحكام ،وهو أن ال تعالى يريععد أن يعععرض الحجععاج علععى الملئكععة
ليباهي بهم النام ،فل يعرضون على الملئكة الكرام إل وهم مطهرون من الدنععاس
والثام .وفيه أيضا حكمة أخرى :وهععي أن الحجععاج يضعععون أقععدامهم علععى مواضععع
أقدام النبياء البرار ،فيكونون قبل ذلك قد اغتسلوا لينععالوا بركتهععم فععي تلععك الثععار،
كما قال تعالى وهو أصدق القائلين) * :إن ال يحب التععوابين ويحععب المتطهريععن( *.
وأما الحكمة في التلبية :فإن النسان إذا ناداه إنسان جليل القدر أجابه بالتلبيععة وحسععن
الكلم ،فكيف بمن ناداه مععوله الملععك العلم ،ودعععاه إلععى جنابععة ليكفععر عنععه الععذنوب
والثام ؟ وإن العبد إذا قال :لبيك ،يقول ال تعالى :هععا أنععا دان إليععك ،ومتجععل عليععك.
فسل ما تريد ،فأنا أقرب إليك من حبل الوريد .وأما الحكمة في الوقوف بعرفعة وأخعذ
الجمار من المزدلفة :فإن فيه أسرار لذوي العلم والمعرفة ،فمعناه :كأن العبد يقععول -
سيدي :حملت جمرات
) (1الركن الخامس من أركان السلم وثبتت فرضيته بالكتاب والسععنة .قععال تعععالى:
)وال على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل( آل عمران .97وفى السنة قععول
الرسول صلى ال عليه وسلم " بنى السلم على خمس " ومنهععا) :زحععج الععبيت مععن
اتطاع إليه سبيل " متفق عليه وقول النبي صلى ال عليه وسلم " :من مات ولم يحععج
فليمت إن شاء ال يهوديا وإن شاء نصرانيا " اخرجه الترمذي وابن ماجة ولما روى
البيهقى وابن عدى عن جابر رضى ال عنه مرفوقا " :الحج والعمععرة فريضععتان " )
(2النساء (3) .40 :النعام.94 :
] [ 311
الذنوب والوزار ،وقد رميتها في طاعتعك بعالقرار ،إنعك أنعت الكريعم الغفعار.
وأما الحكمة في الذكر عند المشعر الحرام ،وما فيه من الجور العظععام :فكععأن الحععق
تعالى يقول :اذكروني أذكركم ،من ذكرني في نفسه ذكرته فعي نفسعي ،ومعن ذكرنعي
في مل ذكرته في مل خير من ملئه ،فإذا ذكرتموني عند المشعر الحرام ذكرتكم بين
ملئكتي الكرام ،وكتبت لكم توقيع المان من حلول النتقعام .وأمعا الحكمععة فععي حلعق
الرأس بمنى ،ففيه حكمة يبلغ بها العبد جميع المنى ،وذلععك أن فيععه يقظععة وتععذكيرا ل
يفهمهمععا إل مععن كععان عالمععا نحريععرا ،لن الحععاج إذا وقععف بعرفععة ،وذكععر الع عنععد
المشعر الحرام ،وضحى بمنى ،وحلق رأسه ،وطهر بدنه من الدناس والثععام :كتععب
ال عزوجل له ثوابا ،وضاعف لععه أجععورا ،ووقععاه جحيمععا وسعععيرا ،وجعععل لععه بكععل
شعرة يوم القيامة نورا ،وأعطى توقيع المان -كما قال تعالى في كتععابه المكنععون* :
)محلقين رؤوسكم ومقصرين ل تخافون( * ) .(2وأما الحكمة في الطواف ،ومععا فيععه
من المعاني واللطاف :فإن الطائف بالبيت يقععول بلسععان حععاله عنععد دعععائه وابتهععاله:
سيدي ،أنت المقصود ،وأنت الععرب المعبععود ،أتيععت إليععك مععع جملععة الوفععود ،وطفععت
ببيتك المشهود ،وقمت ببابك أرجو الكرم والجود ،وقد سععبق خطابععك لخليلععك الميععن
في محكم كتابك المبين) * :وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركععع السععجود( * ).(3
وأما الحكمة في الوقوف بعرفات وما فيه من المعاني البديعة الصفات ،فإن فيه تنبيها
وتذكيرا بالوقوف بين يدي الحق سععبحانه وتعععالى يععوم القيامععة حفععاة عععراة مكشععوفي
الرؤوس ،واقفين على أقدام الحسرة والندامععة ،يضععجون بالبكععاء والعويععل ،ويععدعون
مولهم دعاء عبد ذليل ،فلله در أقوام دعاهم مولهم إلى البيت العتيق ،فأجابوا داعي
الوجد والتشويق ،وساروا إليه مشاة على قدم التصديق) * ،وعلععى كععل ضععامر يععأتين
من كععل فععج عميععق( * ) .(4اه) .قععوله :هعو( أي الحععج ،وهععو مبتععدأ ،خععبره القصععد.
)وقوله :بفتح أولععه وكسععره( الجععار والمجععرور متعلععق بمحععذوف حععال مععن الضععمير
الواقع مبتدأ -على رأي سيبويه -أي هو حال كونه متلبسا بفتح أوله -وهو الحععاء -
أو كسره ،القصععد .والفتععح لغععة أهععل الحجععاز ،والكسععر لغععة أهععل نجععد ،وهمععا لغتععان
فصيحتان ،قرئ بهما في السبع .فبالكسر قرأ حفص وحمزة والكسععائي ،وبالفتععح قععرأ
الباقون) .وقوله :لغة القصد( أي على ما قاله الجوهري) .وقوله :أو كثرته( أي على
ما قاله الخليل) .وقوله :إلى من يعظععم( متعلععق بالقصععد :أي القصععد إلععى شععئ يقصععد
تعظيمه -كعبة كان أو غيرها -وتعبيره بمن -الععتي للعاقععل -علععى سععبيل التغليععب،
لن المعظم صادق بالعاقل وغيره ،فغلب العاقل على غيره وعععبر بمععن ،وهععذا الععذي
جرى عليه ضعيف ،والصحيح أن معناه لغعة :القصعد مطلقعا ،إلععى معن يعظعم ،وإلعى
غيره) .قوله :وشرعا :قصععد الكعبععة للنسععك التععي( أي الفعععال التيععة ،مععن إحععرام،
ووقوف ،وطواف ،وسعي ،وحلق ،مع ترتيب المعظععم .وهععذا التعريععف هععو الموافععق
لما هو الغالب من أن المعنى الشععرعي يشععتمل علععى المعنععى اللغععوي وزيععادة .ويععرد
عليه أنه يقتضي أن الحج الشرعي :القصد المذكور ،وإن كان ماكثا في بيته .وأجيب
عنه بأن المراد القصد المذكور مع فعل العمال المذكورة .وعرفه بعضهم بأنه نفس
الفعال التية ،وهذا هو الموافععق لقععولهم :أركععان الحععج ،وسععنن الحععج .إذا الركععان:
أفعال .فجعلها أجزاء للحج :يفيد أنه مركععب منهععا ،فهععو عبععارة عععن مجمععوع أفعععال.
ويمكن أن يقال إن جعلهم إياها أركانععا للحععج مجععاز ،ل حقيقععة .والمععراد أنهععا أركععان
للمقصود منه ،وهو فعل العمال ،ل للقصد نفسه الذي هععو الحععج) .قععوله :وهععو مععن
الشرائع القديمة( أي ل من خصوصعيات هعذه المعة -كمعا قيععل بعه -قععال القليععوبي:
ينبغي أن يكون هذا بمعناه اللغوي ،أما بهذه الهيئة المخصوصة ،فهو مععن خصععائص
هععذه المععة) .قععوله :وروى أن آدم إلععخ( اسععتدلل علععى كععونه مععن الشععرائع القديمععة.
)وقوله :ماشيا( قيل لمجاهد -أفل كان يركب ؟ قال :وأي شئ كععان يحملععه ؟ )قععوله:
وأن جبريل إلخ(
) (1البقرة (2) .222 :الفتح (3) .27 :الحج24 :(4) .26 :
] [ 312
هذا ل يدل على أن الحج من الشرائع القديمة ،وإنما يدل على أن الطواف منها.
)قوله :بهذا البيت( )اعلععم( أنععه كععان معن زمععردة خضععراء ،وفيععه قناديععل مععن قناديععل
الجنة ،فلما جاء الطوفان في عهد نوح رفعه ال إلععى السععماء الرابعععة ،وأخععذ جبريععل
الحجر السود ،فأودعه في جبل أبي قبيس -صيانة له من الغرق فكعان مكععان العبيت
خاليا إلى زمن إبراهيم عليه السلم ،فلما ولد لععه إسععماعيل وإسععحق ،أمععره الع ببنععاء
بيت يذكر فيه ،فقال :يا رب بيعن لعي صعفته ،فأرسعل الع سعحابة علعى قعدر الكعبعة،
فسارت معه حتى قدم مكة ،فوقفت في موضع البيت ،ونععودي يععا إبراهيعم :ابعن علعى
ظلهععا ،ل تععزد ول تنقععص -فكععان جبريععل عليععه السععلم :يعلمععه ،وإبراهيععم يبنععي،
وإسماعيل يناوله الحجارة .وفي اليضاح للنووي ما نصععه :واختلععف المفسععرون فععي
قوله تعالى) * :إن أول بيت وضع للناس( * ) .(1فععروى الزرقععي فععي كتععاب مكععة،
عن مجاهد ،قال :لقد خلق الع عزوجعل موضععع هعذا العبيت قبعل أن يخلعق شعيئا معن
الرض بألفي سنة ،وأن قواعده لفي الرض السابعة السفلى .وعن مجاهععد أيضععا إن
هذا البيت أحد أربعة عشر بيتا :في كل سماء بيععت ،وفععي كععل أرض بيععت ،بعضععهن
مقابل لبعض .وروى الزرقي أيضا عن علي بن الحسععين بععن علععي بععن أبععي طععالب
رضي ال عنهم قال :إن ال تعالى بعث ملئكة ،فقال ابنوا لي في الرض بيتا تمثععال
البيت المعمور وقدره .وأمر ال تعالى من في الرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل
السماء بالبيت المعمور .قال :وهذا كان قبل خلععق آدم .وقععال ابععن عبععاس رضععي الع
عنهما :هو أول بيت بناه آدم في الرض .اه .وقد بني البيت عشر مععرات -كمععا فععي
القسطلني على البخاري -وقد نظم بعضعهم البعانين علعى العترتيب فقعال :بنعى بيعت
رب العرش عشر فخذهم * * ملئكة ال الكرام ،وآدم فشيث ،فإبراهيم ،ثععم عمععالق *
* قصي ،قريش -قبل هذين -جرهععم وعبععد اللععه ،ابععن الزبيععر بنععى -كععذا * * بنععاء
لحجاج -وهذا متمم وقوله :بناء لحجاج :أي بجانب الحجر فقط بأمر عبععد الملععك بععن
مروان ،وبعض البناء كان ترميما .قال ابن علن :قلت وقد سقط من بناء ابن الزبير
ما بناه الحجاج الجدار الشامي ،وجانب من الشرقي والغربي فسد محله بأخشاب مععن
صععبيحة سععقوطه لعشععرين مععن شعععبان سععنة 9301تسععع وثلثيععن وألععف إلععى أوائل
جمادي من السنة بعده ،وقد أفردت لذلك مؤلفا واسعا ،ثم لخصته .فبععالنظر لمععا ذكععر
من السد وهو من صاحب مكة الشريف مسعود بن إدريس ،ثم من العمارة ،وهي من
جانب السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان -تكععون أبنيعة الكعبعة اثنععتي عشععرة
مرة ،وقد نظمت ذلك فقلت :بنى الكعبعة الملك آدم بععده * * فشعيث ،وإبراهيعم ،ثعم
العمالقععة وجرهععم ،قععص معع قريعش ،وتلعوهم * * هعو ابععن زبيععر ،فععادر هعذا وحققعه
وحجاج تلو ،ثم مسعود بعدهم * * شريف بلد ال بالنور أشرقه ومن بعد ذا حقا بنى
البيت كله * * مراد بن عثمان فشيد رونقه اه .قلت وقد حدث ترميم في باطن الكعبة
المعظمة في شهر ربيع الخير سنة - 1299ألف ومائتين وتسع وتسعين -في مععدة
سلطنة وخلفة مولنا السلطان الغازي عبد الحميد الثاني -نصره ال -ابن المرحوم
مولنا السععلطان الغععازي عبععد المجيععد بععن محمععود بععن عبععد الحميععد الول .وقععد أرخ
العمارة المذكورة شيخ السلم ،وقدوة النام ،فريد العصر والوان -مولنععا السععتاذ
السيد أحمد بن زيني دحلن -في بيت واحد ،وجعععل قبلععه بيععتين للععدخول علععى بيععت
التاريخ فقال :اه.
] [ 313
لسلطاننا عبد الحميد محاسن * * ومن ذا الذي بالحصر يقوى يعدد ؟ وقععد حععاز
تعميرا لباطن قبلععة * * وتععاريخه بيععت فريععد يحععدد بنععاء بععدا زهععوا لععداخل كعبععة * *
وسلطاننا عبد الحميد المجدد 841 - 53 7 19 655 97 207 169 82سنة
) 1299 458فائدة( قال وهب بن منبه -رضي ال عنه :-مكتوب في التوراة :إن
ال عزوجل يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك من الملئكة المقربين ،بيد كل واحععد
منهم سلسلة من ذهب إلى البيت الحرام ،فيقول لهم :اذهبوا فزموه بهذه السلسععل ،ثعم
قودوه إلى المحشر ،فيأتونه ،فيزمونه بتلك السلسل ،ويمدونه .وينادي ملك :يا كعبععة
ال سيري فتقول :لست بسعائرة حععتى أعطععى سعؤلي .فينعادي ملععك معن جععو السعماء:
سلى .فتقول الكعبة :يا رب شععفعني فععي جيرانععي الععذين دفنععوا حععولي مععن المععؤمنين.
فتسمع النداء :قد أعطيتك سؤلك .قال :فتحشر موتى مكة بيض الوجوه كلهم محرمين
مجتمعين حول الكعبة يلبون .ثم تقععول الملئكعة :سعيري يعا كعبعة العع .فتقعول :لسععت
بسائرة حتى أعطى سؤلي .فينادي ملك من جو السماء :سلي تعطي .فتقول الكعبة :يا
رب عبادك المذنبون الذي وفدوا إلي من كععل فععج عميععق شعععثا غععبرا ،تركععوا الهععل
والولد والحباب وخرجوا شوقا إلي زائرين مسلمين طائعين حتى قضوا مناسععكهم
كما أمرتهم ،فأسألك أن تشفعني فيهم ،وتؤمنهم من الفععزع الكععبر ،وتجمعهععم حععولي.
فينادي الملك :فإن فيهم من ارتكب الذنوب بعدك ،وأصر على الكبائر حتى وجبت له
النار .فتقععول :يعا رب ،أسععألك الشععفاعة فعي المععذنبين الععذين ارتكبعوا الععذنوب العظعام
والوزار ،حتى وجبت لهم النار .فيقول ال تعالى :قد شفعتك فيهم ،وأعطيتك سؤلك.
فينادي ملك من جو السماء :أل معن زار كعبععة الع فليعععتزل عععن النععاس .فيعععتزلون،
فيجعلهم الع تعععالى حععول الععبيت الحععرام بيععض الوجععوه .آمنيععن مععن النععار ،يطوفععون
ويلبون .ثم ينادي ملك من جو السماء :أل يا كعبععة الع سععيري .فتقععول الكعبععة :لبيععك
اللهم لبيك ،والخير كله بيديك ،لبيك ل شريك لك لبيك .إن الحمد والنعمة لك والملك،
ل شريك لك .ثم يمدونها إلى المحشر) .قوله :لععم يبعععث الع نبيععا( أي رسعول ،بعدليل
ذكر البعث ،لنه خاصة الرسول ،لكن عبر جماعة بقولهم :إن جميع النبياء والرسل
حجوا البيت) .قوله :والذي صرح به غيره( أي غير ابن إسحاق .وقصععده بهععذا بيععان
أن قول ابن إسحاق بعد إبراهيم ليس بقيد) .قوله :أنه ما من نبي إل حج( أي من كان
قبل إبراهيم ،ومن كان بعده .والمراد بععالنبي مععا يشععمل الرسععول) .قععوله :خلفععا لمععن
استثنى هودا وصالحا( أي قال إنهمععا لععم يحجععا .قععال العلمععة عبععد الععرؤوف :وقععائله
عروة بن الزبير -رضي ال عنهما -حيث قال :بلغني أن آدم ونوحا حجا دون هععود
وصالح ،لشتغالهما بأمر قومهما ،ثم بعث ال إبراهيععم فحجععه وعلععم مناسععكه ،ثععم لععم
يبعث ال نبيا بعده إل حجه .ويجاب عن قول عروة بأن الحديث على فععرض صععحته
معارض بأحاديث كثيرة أنهما حجا ،منهععا قععول الحسععن فععي رسععالته :أن رسععول الع
)ص( قال :إن قبر نوح وهود وشعيب وصالح فيما بين الركن والمقام وزمزم .ومععن
المعلوم أنهم ل يأتون البيت بغير حععج .مععع أن المثبععت مقععدم علععى النععافي .ول تكععره
الصلة بين الركن والمقام وزمزم توهما معن حعديث الحسعن ،لكونهمعا مقعبرة ،لنهعا
مقبرة النبياء ،وهم أحياء فععي قبععورهم ،ول يقععال الكراهععة أو الحرمععة مععن حيععث إن
المصلي يستقبل قععبر نععبي ،وهععو منهععي عنععه بقععوله )ص( :ل تتخععذوا قبععور أنبيععائكم
مساجدا .لن شرط الحرمة أو الكراهة تحقق ذلك ،وهو منتف هنا ا ه .ملخصا.
] [ 314
)قوله :والصلة أفضل منه( أي من الحععج .أي ومععن غيععره مععن سععائر عبععادات
البدن ،وذلك لخبر الصحيحين :أي العمال أفضل ؟ فقال :الصلة لوقتها .قال حجر:
ول بدع أن يخص قولهم :أفضععل عبععادات البععدن الصععلة بغيععر العلععم .وقيععل الصععوم
أفضل ،لخبر الصحيحين :قال ال تعالى :كل عمل ابن آدم لععه إل الصععوم ،فععإنه لععي،
وأنا أجزي به .ورد ذلععك بععأن الصععلة تجمععع مععا فععي سععائر العبععادات ،وتزيععد عليهععا
بوجوب الستقبال ،ومنععع الكلم والمشععي وغيرهمععا ،ولنهععا ل تسععقط بحععال ،ويقتععل
تاركها ،بخلف غيرهععا .وقععال ابععن أبععي عصععرون :الجهععاد أفضععل) .وقععوله :خلفععا
للقاضي( أي فإنه قال إن الحج أفضل منها ،أي ومن غيرها من سععائر العبععادات ،أي
لشتماله على المال والبدن ،ولنا دعينا إليععه ونحععن فععي الصععلب ،كمععا أخععذ علينععا
العهد باليمان حينئذ .ولن الحج يجمع معاني العبادات كلها ،فمن حج فكأنمععا صععام،
وصلى ،واعتكف ،وزكى ،ورابط في سبيل العع ،وغععزا -كمععا قععاله الحليمععي .-قععال
العلمة عبد الرؤوف :والظاهر أن قول القاضي هو أفضل :مفروض في غير العلععم.
اه .وحاصل المعتمد أن الفضل مطلقا :اكتساب معرفة ال ع تعععالى ،بععأن يقصععد إلععى
النظر ،وينظر في اليات الدالة على وجوده تعالى ،وعظيم قدرته ،واتساع علمه فععي
السموات والرض وغيرهما مما يحصل به القطع بأن ل موجد لها سواه -كمععا قععال
البرعي رضي ال عنه :شهدت غرائب صنعه بوجوده * * لوله ما شهدت بععه لععوله
سل عنه ذرات الوجود فإنها * * تدعوه مفهوماتها رباه ثم العلععم العينععي وهععو مععا بععه
صحة العمل ،ثم فرض العين من غيره ،وأفضله -على مذهب الجمهععور -الصععلة.
قال الونائي ثم الصوم ،ثم الحج ،ثم العمرة ،ثم الزكاة ،ثععم فععرض الكفايععة مععن العلععم:
وهو ما زاد على تصحيح العمل حتى يبلغ درجة الجتهاد المطلق ،ثم فععرض الكفايععة
من غيره ،ثم نقل العلم :وهو ما زاد على الجتهاد المطلق) .قوله :وفرض في السععنة
السادسة( قال في النهاية -كما صححاه في السير ،ونقله في المجموع عن الصحاب
-وجزم الرافعي هنا بأنه سنة خمس ،وجمععع بيععن الكلميععن بععأن الفريضععة قععد تنععزل
ويتأخر اليجاب على المة ،وهذا كقوله تعالى) * :قد أفلح من تزكى( * ) (1فإنا آية
مكية ،وصدقة الفطر مدنية .اه) .قوله :وحج )ص( إلخ( وكععذلك اعتمععر )ص( قبلهععا
عمرا ل يدري ععددها ،وأمععا بععدها :فعمععرة فععي رجععب -كمععا قععاله ابعن عمععر ،وإن
أنكرته عائشة ،لنه مثبت -وثلثا -بل أربعا -في ذي القعدة :لنه في حجة الوداع،
كان في آخر أمره قارنا ،وعمرة في شوال -كمععا صععح فععي أبععي داود -وعمععرة فععي
رمضان -كما في البيهقي ،كذا في عبد الرؤوف) .قوله :حججا ل يدرى عددها( قال
في التحفة :وتسمية هذه حججا إنما هو باعتبار الصورة ،إذ لم تكن على قوانين الحج
الشرعي باعتبار ما كانوا يفعلونه من النسئ وغيره ،بل قيل في حجععة أبععي بكععر فععي
التاسعة ذلك ،لكن الوجه خلفه ،لنه )ص( ل يأمر إل بحج شرعي ،وكععذا يقععال فععي
الثامنة التي أمر فيها عتاب بعن أسعيد أميعر مكعة ،وبععدها حجعة العوداع ل غيعر .اه.
وكتب ابن سم ما نصه :قوله :وتسمية هذه حججا :إنمععا هععو باعتبععار الصععورة أقععول:
قضية صنيعه أن حجه عليه الصعلة والسعلم بععد النبعوة قبعل الهجعرة لعم يكعن حجعا
شرعيا ،وهو مشكل جدا .اه.
] [ 315
وكتب ع ش ما نصه :أقول وقد يقال ل إشكال فيه ،لن فعلععه )ص( بععد النبععوة
قبل فرضه لم يكن شرعيا بهذا الوجه الذي استقر عليه المر .فيحمل قععول حجععر ،إذ
لم يكن على قوانين الشرع إلخ ،على أنه لم يكن على قوانين الشرع بهذه الكيفية .اه.
قال العلمة باقشير .قوله :على قوانين إلخ .كأن المراد بقععوانين الحععج الشععرعي :هععو
ما اسععتقر عليععه ،فل ينععافي أن مععا فعلععه أو أمععر بععه شععرعي .اه .وكتععب السععيد عمععر
البصري على قوله بل قيل في حجة أبي بكر إلخ ما نصه :قال فععي الخععادم حععج أبععي
بكر رضي ال عنه في التاسعة كان في ذي القعدة لجععل النسععئ ،وكععان بتقريععر مععن
الشرع ،ثم نسخ بحجة الوداع .وقوله )ص( :إن الزمعان قععد اسعتدار إلععخ .اه .معا فعي
الخادم .ونقله الفاضل عميرة وأقره ،وهو واضح ل غبار عليععه .ول يععرد عليععه قععول
الشارح رحمه ال تعالى ،لنه )ص( إلخ .اه .وقوله لجل النسععئ :هععو فعيععل بمعنععى
مفعول ،من قولك نسأت الشئ ،فهو منسععوء ،إذا أخرتععه .ومعنععى النسععئ الععذي كععانوا
يفعلونه في الجاهلية :هععو أنععه كععانت العععرب تحععرم القتععال فععي الشععهر الحععرم ،فععإذا
احتاجوا إلى القتال فيها قاتلوا فيها وحرموا غيرهععا ،فععإذا قععاتلوا فععي المحععرم حرمععوا
بدله شهر صفر ،وهكذا في غيره .وكان الذي يحملهم على هذا :أن كععثيرا منهععم إنمععا
كانوا يعيشون بإغععارة بعضععهم علععى بعععض ،ونهععب مععا يمكععن نهبععه مععن أمععوال مععن
يغيرون عليه ،ويقع بينهم بسبب ذلك القتال ،وكانت الشهر الثلثععة المسععرودة يضععر
بهم تواليها ،وتشتد حاجتهم ،وتعظم فاقتهم ،فيحلون بعضها ،ويحرمعون مكعانه بقعدره
من غير الشهر الحرم ،فأنزل ال تعالى القرآن بتحريمه وعده من أنواع الكفر ،فقال
سبحانه وتعالى) * :إنما النسئ زيادة في الكفر( * )) (1قوله :وبعدها إلععخ( أي وحععج
بعد الهجرة حجة الوداع ل غيرها) .قوله :خرج من ذنوبه( قال ابن علن :الصععغائر
والكبائر والتبعات -كما يؤذن به عموم الجمع المضععاف ،وجععاء التصععريح بهمععا فععي
رواية -وألف الحافظ ابن حجر في ذلك جزءا أسماه )قوة الحجاج في عموم المغفعرة
للحجاج( وأفتى به الشهاب الرملي .وحملععه ولععده علععى مععن مععات فيععه أو بعععده وقبععل
تمكنه من الوفاء .قال الشيخ محمد الحطاب المالكي -نقل عن ابن خليل المكي شععيخ
المحععب الطععبري -أوائل مناسععكه :قععال مشععايخنا المتقععدمون :إن الضععمان مععن ال ع
بالمظالم والتبعات -وال أعلم -إنما ينزل على التائب الذي ليس بمصر ،وقد يتعععذر
ردها إلعى صعاحبها والتحلعل منعه .اه .وألعف فيعه السعيد بادشعاه الحنفعي جعزءا .قعال
الشارح -يعني ابن حجر -لكن ظاهر كلمهم يخععالفه ،والول أوفععق بظععاهر السععنة،
والثععاني أوفععق بالقواعععد ،ويؤيععده مععا فععي المجمععوع عععن القاضععي عيععاض :غفععران
الصغائر فقط مذهب أهل السنة ،والكبائر ل يكفرها إل التوبععة أو رحمععة ال ع تعععالى.
وعن المام مالك أن ذلك عام في كل ما ورد ،واستدل له المصنف بخبر مسلم فيمععن
أحسن وضوءه وصلته كانت كفارة لما قبله مععن الععذنوب مععا لععم يععأت كععبيرة ،وذلععك
الدهر كله ،وبه يرد قول مجلي رد الكلم المام ،وهذا الحكععم يحتععاج لععدليل ،وفضععل
ال واسع .ويرد أيضا -كما قععال ابععن عبععد الععبر -بععأنه جهععل وموافقععة للمععرجئة فععي
قولهم ،ولو كان كما زعموا لم يكن للمر بالتوبعة معنعى ،وقعد أجمعع المسعلمون أنهعا
فرض ،والفرض ل يصح شئ منه إل بالقصد .وقد قال )ص( :كفارات لما بينهن إذا
اجتنبت الكبععائر .لكععن ربمععا أثععرت هععذه الطاعععات فععي القلععب ،فحملععت علععى التوبععة.
وحديث العباس بععن مععرداس أنععه )ص( :دعععا لمتععه عشععية عرفععة بععالعفو حععتى عععن
المظالم والدماء فلم يستجب له ،ثم دعا لهم صععبيحة مزدلفععة فاسععتجيب لععه حععتى عععن
المظالم والدماء .وأن النبي )ص( ضحك من جععزع الشععيطان .رواه ابععن مععاجه وأبععو
داود ولم يضعفه .وإيراد ابن الجوزي له في الموضوعات رده الحافظ ابن حجر فععي
قوة الحجاج إلى أن قال :وأحسن منه -أي من تضعيفه -أنه ليس في الحديث
] [ 316
تعععرض لمععا الكلم فيععه مععن تكفيععر الحععج الكبععائر والتبعععات ،إنمععا فيععه أن ال ع
اسععتجاب دعععاء نععبيه )ص( بععالعفو عععن جميععع الععذنوب بأنواعهععا ،فععإن كععان المععراد
الحاضر من المة حينئذ ،فظاهر عدم دللته على المطلععوب ،وإن كععان أمتععه مطلقععا،
فكذلك ،إذ ليس في الحديث أن غفرانهم عن الحج إنما فيه إجابة لععدعاء النععبي )ص(،
ودللته على المدعي تتوقف على ثبوت أنه )ص( أراد بالمة الحاج منهععم كععل عععام،
وفي ثبوت ذلك بعد أي بعد .اه .كلم ابن علن .وجزم المصععنف -أي ابععن حجععر -
في الحاشية بضعف حديث العباس ابن مرداس ،فقال :ضعععف البخععاري وابععن مععاجه
اثنين من رواته .وقال ابن الجوزي إنه ل يصح ،تفرد به عبد العزيز ولم يتابع عليه.
قال ابن حبان :وكان يحدث علععى التععوهم والحسععبان ،فبطععل الحتجععاج بعه .اه .وفععي
حاشية الشيخ باعشن على الونائي ما نصه :وحاصله أن ابن المنععذر وجماعععة حملععوا
التكفير في هذا ونحوه على ما يعم الصغائر والكبعائر أخعذا بعإطلق النصعوص ،وأن
بعضهم -ومنهعم العلمعة ابععن حجعر -قيعدها بالصععغائر حمل للمطلععق علعى المقيععد،
وعمل بما نقل من الجماع ،لكن في الجماع نظر ،إذ لععو كععان ثابتععا لمععا جهلععه ابععن
المنذر وغيره من أكابر المتقدمين والمتأخرين ،وحمل المطلق على المقيد إنما يكععون
فيما لم يرد فيه تصريح ينافي الحمل المذكور .ومن ثم قال العلمععة الكععردي :والععذي
يظهر أن ما صرحت به الحاديث -من أنه يكفر الكبائر -ل ينبغي التوقف فيه بععأنه
يكفرها ،وما أطلقت الحاديث فيه يبقى الكلم فيععه .قععال :وملععت فععي الصععل إلععى أن
الطلق يشمل الكبائر ،والفضل واسع ،ومععا ذكععره موافععق للجمععال الرملععي .اه .مععن
حاشية سيدنا وشيخنا السيد أحمد دحلن على عبد الععرؤوف الزمزمععي فععي المناسععك.
وفي حاشية البجيرمي على القناع ما نصه :والحععج يكفععر الصععغائر والكبععائر ،حععتى
التبعات على المعتمد ،إن مات في حجه أو بعده وقبل تمكنه من أدائها .كما قاله زي.
قال ع ش :وتكفيره لما ذكر :إنما هو لثم القدام ،ل لسقوط حقوق الدميين -بمعنى
أنه إذا غصب مال ،أو قتل نفسا ظلمععا عععدوانا ،غفععر لععه إثععم القععدام علععى مععا ذكععر،
ووجب عليه القود ،ورد المغصوب إن تمكن ،وإل فأمره إلى ال تعالى فععي الخععرة.
ومثله سائر حقوق الدميين ،وهععو بعيععد مخععالف لكلم الزيععادي ،وكلم الزيععادي هععو
المشهور .وسئل الرملي عن مرتكب الكبعائر العذي لعم يتعب منعا إذا حعج ،هعل يسعقط
وصف الفسق وأثره كرد الشهادة ،أو يتوقف علععى ذلععك توبععة ؟ فأجععاب بععأنه يتوقععف
على التوبة مما فسق به .وعبارة الرحماني :ولو قلنا بتكفير الصعغائر والكبعائر ،إنمعا
هو بالنسبة لمور الخرة حتى لو أراد الشهادة بعععده فل بععد مععن التوبععة ،والسععتبراء
سنة .اه .بتصرف) .قوله :كيوم ولدته أمه( أي خرج منها خروجا مثل خروجععه يععوم
ولدته أمه ،أو خرج منها حال كونه مشابها لنفسه يععوم ولدتععه فععي الععبراءة ،فهععو إمععا
صفة لمصدر محذوف ،أو في محل نصب على الحال) .قوله :يشمل التبعععات( جمععع
تبعة بضمة بين فتحععتين ،وهععي حععق الدمععي صععغيرة أو كععبيرة .اه .عبععد الععرؤوف.
والضبط المذكور خلف ما في القاموس ،فإن الذي فيه كفرحة وكتابععة ،وكععذا خلف
ما في المصباح ،فإن الععذي فيععه ككلمععة تأمععل) .قععوله :وورد التصععريح بععه( أي بلفععظ
التبعععات) .قععوله :وأفععتى بععه( أي بشععموله للتبعععات) .قععوله :لكععن ظععاهر كلمهععم( أي
الفقهاء) .وقوله :يخالفه( أي ما ذكر من شموله للتبعععات) .قععوله :والول( أي شععموله
للتبعات) .وقوله :أوفق بظواهر السنة( منها الحديث المتقدم ،وهو حديث العبععاس بععن
مرداس ،وقد تقدم ما فيه .قال العلمة عبد الرؤوف :علععى أن الحععديث مععؤول بحملععه
على أنه يرجى لبعض الحجاج -إن ال يرضى عنه خصععماءه) .قععوله :والثععاني( أي
عدم شموله لها المراد من قوله ،لكن ظاهر كلمهم يخالفه) .وقعوله :أوفعق بالقواععد(
فإن القاعدة أن حق ال مبني على المسامحة ،وحق الدمي مبني علععى المشععاحة ،فل
يخرج منه
] [ 317
إل برضاه) .قوله :ونقععل الجمععاع عليععه( أي علععى الثععاني .وفععي نقععل الجمععاع
نظر ،كما تقدم عن باعشن) .قوله :وبه يندفع( أي وبالجماع يندفع الفتععاء المععذكور.
أي بشموله للتبعات) .وقوله :تمسكا بالظواهر( علة الفتاء) .قوله :والعمععرة( بععالجر،
عطف على الحج .أي باب في بيان الحج وبيان العمرة ،وهععي بضععم العيععن مععع ضععم
الميم وإسكانها ،وبفتح العين وإسععكانها) .قععوله :وهععي لغععة :زيععارة مكععان عععامر( أي
ولذلك سميت عمرة .وقيل سميت بها لنها تفعل في العمر كله) .قوله :وشرعا :قصد
الكعبة إلخ( وقيل نفس العمال التية -كما تقدم في الحععج ) -وقععوله :للنسععك التععي(
أي العمال التية ،من إحرام ،وطواف ،وسعي ،وحلق -أو تقصير ) .-فععإن قلععت(:
كلمه يقتضي اتحاد الحج والعمرة ،إذ كل منهما قصد الكعبة للنسععك) .قلععت( ل ،لن
تقييده في تعريف كل بلفظ التي يدفع التحاد ،إذ النسك التي في تعريف الحج غيععر
النسك التي في تعريف العمرة ،فما وعد بإتيانه في كل تعريف يخرج الخر) .قوله:
يجبان إلخ( أي وجوبا عينيا على من ذكر .أما الحج فإجماعععا ،بععل معلععوم مععن الععدين
بالضرورة ،ومن أركان السلم .وأما العمرة فعلى الظهعر ،لمعا صعح :ععن عائشعة
رضي ال عنها ،قالت :يا رسول ال :هل على النساء جهاد ؟ قال :نعم .جهاد ل قتال
فيه ،الحج والعمرة .ويجبان أيضا -وجوبا كفائيا -كل سععنة لحيععاء الكعبععة المشععرفة
على الحععرار البععالغين ،ول يسعقط بفعععل غيرهعم ،وقيععل يسععقط ،قياسععا علعى الجهععاد
وصلة الجنازة .ويسنان من الرقاء والصبيان والمجععانين) .واعلععم( أن لهمععا خمععس
مراتب :صحة مطلقا -أي لم تقيد بمباشرة وغيرها -وصععحة مباشععرة ،ووقععوع عععن
النذر ،ووقوع عن حجة السععلم ،وصععحة وجععوب .ولكععل مرتبععة شععروط .واقتصععر
المؤلف -رحمه ال تعالى -على شروط مرتبة الوجوب -فيشترط للولععى :الععوقت،
والسلم .فلولي المال أن يحرم عن الصغير -كما سيأتي .-ويشترط للثانية معهمععا:
التمييز ،ومعرفة الكيفية ،والعلم بالعمال .بأن يأتي بها عالما أنه يفعلها عععن النسععك.
ويشترط للثالثة مع ما ذكر :البلعوغ ،والعقعل ،وإن لعم يكعن حعرا فيصعح نعذر الرقيعق
الحج .ويشترط للرابعة مع ذكر :الحريععة ،وإن لععم يكععن مسععتطيعا ،فلععو تكلععف الفقيععر
وحج حجة السلم صح ،ووقع عنها .ويشععترط للخامسععة مععع مععا ذكععر :السععتطاعة.
)قوله :ول يغني عنها الحج( أي ل يقوم مقام العمرة الحج ،لن كل أصل قصععد منععه
ما لم يقصد من الخر -أل تعرى أن لهعا معواقيت غيعر معواقيت الحعج ،وزمنعا غيعر
زمن الحج ؟ وحينئذ فل يشكل بععإجزاء الغسععل عععن الوضععوء ،لن كععل مععا قصععد بععه
الوضوء موجود في الغسل .اه .تحفة) .قوله :وإن اشتمل( أي الحج) .وقوله :عليهععا(
أي العمرة .وذلك لن أركان العمرة هي أركان الحج ،ما عدا الوقوف .والغايععة لعععدم
الستغناء بالحج عنها) .قوله :وخبر( مبتدأ .مضاف إلى جملة سئل إلخ إضافة بيانية.
)قوله :ضعععيف( خععبر المبتععدأ) .وقععوله :اتفاقععا( أي أن ضعععفه ثععابت باتفععاق الحفععاظ.
)قوله :وإن صححه الترمذي( أي فل يغتر بقوله .وعبارة المغني :وأما خبر الترمذي
عن جابر سئل إلخ ،فضعيف .قال في المجموع :اتفق الحفاظ على ضعععفه ،ول يغععتر
بقول الترمذي فيه حسن صحيح .وقال ابن حزم إنه باطل .قال أصحابنا :ولععو صععح،
لم يلزم منه عدم وجوبها مطلقا ،لحتمال أن المراد ليسععت واجبععة علععى السععائل لعععدم
استطاعته .اه) .قوله :على كل مسلم( قيد أول خرج بععه الكععافر الصععلي ،فل يجبععان
عليه وجوب مطالبة بهما في الدنيا ،حععتى لععو أسععلم وهععو معسععر بعععد اسععتطاعته فععي
الكفر ،فإنه ل أثر لها .أما المرتد ،فيخاطب بهما في ردته ،حتى لو استطاع ثععم أسععلم
لزمه الحج ،وإن افتقر .فإن أخره حتى مات حج عنه من تركته -هذا إذا أسععلم ،فععإن
لم يسلم ومات على ردته :ل يقضيان عنه .وكما ل يجبععان علععى الكععافر ،ل يصععحان
منه ،ول عنه ،لعدم أهليته للعبادة) .قوله :مكلف( صفة لمسلم ،وهو قيد ثان) .قوله:
] [ 318
أي بالغ عاقل( تفسير لمكلف) .قوله :حر( أي كلععه ولععو بععالتين .وإن كععان حععال
الفعل قنا ظاهرا -كما في التحفععة -وهععو قيععد ثععالث) .قععوله :فل يجبععان علععى صععبي
ومجنون ول على رقيق( أي لنقصهم .والحععج والعمععرة إنمععا يجبععان فععي العمععر مععرة
واحدة ،فاعتبر الكمال فيهما .وأيضا الرقيق منافعه مستحقة لسععيده ،فليععس مسععتطيعا.
وأخذ الشارح محترز بالغ وعاقععل وحععر ولععم يأخععذ محععترز مععا زاده -وهععو مسععلم -
وكان الولى ذكره أيضا ،وقد علمته) .قوله :فنسك إلخ( مفععرع علععى عععدم وجوبهمععا
على الصبي ومن بعده .يعني وإذا لم يجبا على هؤلء ،فالنسك الواقع منهععم يقععع نفل
-أي يصح ،ويقع تطوعا -لكن بشرط أن يتموه في الصبا والجنون والرق ،فلععو بلععغ
الصبي أو عتق وهو بعرفة ،وأدرك من وقت الوقوف زمنا يعتد به فععي الوقععوف ،أو
بعد إفاضته من عرفة ثم عاد إليها قبل خروج الوقت ،أجزأته تلك الحجة عن فععرض
السلم ،ول دم عليه بوقوع إحرامه حال النقص ،وإن لم يعععد للميقععات بعععد الكمععال،
نعم ،يجب عليه إعادة السعي بعد طواف الفاضة إن كان قد سعى بعد طواف القععدوم
وطواف العمرة كالوقوف ،فإن بلغ ،أو عتق قبلععه ،أو فيععه ،أجزأتععه تلععك العمععرة عععن
عمرة السلم ،لكنه يعيد بعض الطواف الذي تقدم على البلوغ أو العتق .فععإن بلععغ أو
عتق بعد تمعام الطعواف ،فالعذي اعتمعده فعي النهايعة أنعه يعيعده ،ويجعزئه ععن عمعرة
السلم .وإفاقة المجنون بعد الحرام عنه كبلوغ الصبي وعتق الرقيق فععي جميعع مععا
ذكر) .فائدة( الصبي إذا كان غير مميز يحرم عنه وليه ،وإذا كان مميععزا فهععو مخيععر
بين أن يحرم عنه أو يأذن له في ذلععك .ومثععل الصععبي :المجنععون -فيجععوز للععولي أن
يحرم عنه -ولو طععرأ جنععونه بعععد البلععوغ .وكععذا المغمععى عليععه -إن لععم يععرج زوال
إغمائه قبل فععوات الوقععوف -وإل فل يصععح الحععرام عنععه .وأمععا الرقيععق ،فععإن كععان
صغيرا :فللولي أن يحرم عنه ،أو يأذن له إذا كان مميزا .فإن كان بالغا فله أن يحععرم
بنفسه ،ولو من غير إذن سيده ،وإن كان له إذا لم يأذن له أن يحلله ول يجععوز لسععيده
أن يحرم عنه .وصفة إحرام من ذكر عمن ذكر :أن ينعوي جعلعه محرمعا بعأن يقعول:
جعلته محرما ،أو يقول -كما في الععروض وشععرحه -أحرمععت عنععه ،ثععم يلععبي نععدبا.
وحيث صار المولى محرما :أحضره وليه سائر المواقف :وجوبا في الواجب ،ونععدبا
في المندوب .ويفعل عنه ما ل يمكن منه -كالرمي -بعد رمععي نفسعه ،ويصععلي عنعه
سنتي الطواف والحرام .ويشترط في الطواف طهرهما ععن الحعدث والخبعث -كمعا
اعتمعداه فعي التحفعة والنهايعة .-قعال الكعردي :وظعاهر أن العولي إنمعا يفعلهمعا -أي
الطواف والسعي -به بعد فعله عن نفسه -كما تقععدم فععي الرمععي .-اه .هععذا إذا كععان
غيععر مميععز ،فععإن كععان مميععزا طععاف ،وصععلى ،وسعععى ،وحضععر المواقععف ،ورمععى
الحجار بنفسه .ثم إن الولي يغرم واجبا بإحرام ،كدم تمتع ،وقران ،وفوات ،وكفديععة
شئ من محظوراته إن ارتكبها المميز .أما غيره ،فل فدية في ارتكابه محظورا على
أحد .ويغرم الولي زيادة النفقععة بسععبب السععفر ،ولععو قبععل صععيرورته محرمععا) .قععوله:
مستطيع( قيد رابع .وإنما شرطت الستطاعة ،لقوله تعالى) * :ول علععى النععاس حععج
البيت من استطاع إليه سبيل( * قال ابن عباس -رضععي الع عنهمععا -والسععتطاعة:
أن يكون قادرا على الزاد والراحلة ،وأن يصح بدن العبد ،وأن يكععون الطريععق آمنععا.
ثم إن الستطاعة نوعان :أحدهما :استطاعة مباشرة ،وهذه يقال لها اسععتطاعة بالبععدن
والمال ،ولها أحد عشر شرطا -يؤخذ غالبها من كلم المصنف رحمه ال ع تعععالى .-
الول :وجود مؤن السفر ذهابا وإيابا .الثاني :وجود الراحلععة مععع وجععود شععق محمععل
لمن ل يقدر على الراحلععة :الثععالث :أمععن الطريععق .الرابععع :وجععود المععاء والععزاد فععي
المواضع التي يعتاد حملهما منهععا بثمععن مثلععه .الخععامس :خععروج زوج أو محععرم مععع
المرأة .السادس :أن يثبت على الراحلة بل مشقة شديدة .السابع :وجود ما مر من
] [ 320
عطف على نفقته الثانية ،وبالجر عطف علععى الولععى .وعلععى كععل ،فععي كلمععه
الحذف إما مععن الول ،أو مععن الثععاني) .وقععوله :إلععى الرجععوع( متعلععق بمحععذوف أي
ويعتععبر وجععدان نفقععة مععن ذكععر مععن الععذهاب إلععى الرجععوع) .قععوله :ويشععترط أيضععا
للوجوب( أي وجوب النسك .ول يخفى أن هذا من شروط الستطاعة التي هي شرط
للوجوب .فلو قال :ومع أمن الطريق عطفا على مع نفقة لكان أولععى وأنسععب) .قععوله:
أمن الطريق إلخ( أي أمنا لئقا بالسفر ،وهو دون أمن الحضر ،ولو كععان أمنععه ظنععا،
ولو كان بخفير بأجرة مثله .وخرج بالمن على مععا ذكععر الخععوف عليععه مععن سععبع أو
غيره ،فل يجب عليه النسعك حينئذ ،لععدم السعتطاعة) .وقعوله :علعى النفعس( أي لعه
ولغيره) .وقوله :والمال( أي ويشترط أمعن الطريعق علعى المعال ،لكعن بشعرطين :أن
يحتاج إليه للنفقة والمؤنة ،وأن يكون له ل لغيععره .فلععو أراد استصععحاب مععال خطيععر
للتجارة أو نحوها ،وكان يأمن عليه لو تركه فععي بلعده ،فععإنه ل يعتععبر الخعوف عليعه،
ول يعد عذرا ،وكذلك لو أراد استصحاب مال غيره إن لم يجب عليه حفظععه والسععفر
به .فإن وجب عليه حفظه والسفر به كوديعة فكماله .ومثععل النفععس المععال ،والبضععع،
وجميع ما يحتاج لستصععحابه لسععفره ،فععإن خععاف علععى شععئ منهععا لععم يلزمععه النسععك
للضرر وإن اختص الخوف به) .قوله :ولو من رصدي( غاية في اشتراط المن :أي
يشترط المن حتى من الرصدي ،وهو بفتح الصاد وسكونها الععذي يرصععد النععاس أي
يرقبهم في الطريق أو القرى ليأخذ منهم شععيئا ظلمععا) .قععوله :وإن قععل مععا يأخععذه( أي
الرصدي ،وهو غاية في اشتراط أمن الطريق .أي يشترط مععا ذكععر ،وإن كععان المععال
الذي يأخذه الرصدي شيئا يسيرا .قال فعي شعرح المنهعج :ويكعره بعذل المععال لهعم أي
المترصدين لنه يحرضهم على التعرض للناس ،سواء كانوا مسععلمين أم كفععارا لكععن
إن كانوا كفععارا وأطععاق الخععائفون مقععاومتهم سععن لهععم أن يخرجععوا للنسععك ويقععاتلوهم
لينالوا ثواب النسععك والجهععاد اه .وكتععب البجيرمععي قععوله ويكععره بععذل المععال أي قبععل
الحرام أما بعده فل يكره اه قععوله وغلبععة السععلمة معطعوف علععى أمععن الطريععق أي
ويشترط أيضا غلبة السلمة لراكب البحر أي عند أهل البحععر العععارفين بععه قععال فععي
التحفة وظاهر تعبيرهم بغلبة السلمة أنه لو اعتيد في ذلك الزمن الذي يسافر فيه أنععه
يغرق فيه تسعة ويسلم عشرة لزم ركوبه ويؤيده الحععاقهم السععتواء بغلبععة الهلك ول
يخلو عن بعد فلو قيل المعتبر العرف فل يكتفي بتفاوت الواحد ونحوه لم يبعد ويؤيده
ما يأتي في الفععرار ععن الصععف وعليععه فععالمراد السععتواء العرفععي أيضععا ل الحقيقععي
وخرج بالبحر النهار العظيمة كجيحون والنيل فيجب ركوبها قطعععا لن المقععام فيهععا
ل يطول والخوف ل يعظم وقول الذرعي محله إذا كععان يقطعهععا عرضععا وإل فهععي
في كثير من الوقات كالبحر وأخطر مردود بععأن الععبر فيهععا قريععب أي غالبععا فيسععهل
الخروج إليه اه بتصرف قوله فإن غلب الهلك هو وما بعععده محععترز غلبععة السععلمة
وقوله لهيجان المواج أي أو لخصععوص ذلععك البحععر وقععوله فععي بعععض الحععوال أي
الوقات قوله أو استويا أي السلمة والهلك ومثلععه جهععل الحععال كمععا فععي البجيرمععي
قوله لم يجب أي ركوب البحر بدليل الضراب بعده ويحتمل لم يجب أي الحج أي لم
يلزمه قوله بل يحرم الخ الضراب انتقالي وقوله فيه أي في البحععر قععوله لععه ولغيععره
أي للحععج ولغيععر الحععج قععوله وشععرط للوجععوب أي وجععوب الحععج ولععو قععال وشععرط
للستطاعة في المرأة الخ لكان أولى قوله مع ما ذكر أي من وجدان الععزاد والراحلععة
وأمن الطريق وغيرها مما تقدم وقوله أن يخرج معها محرم أي بنسب أو رضععاع أو
مصاهرة ولو فاسقا لنه مع فسقه يغار عليهععا مععن مواقععع الريععب وقععوله أو زوج أي
ولو فاسقا لما تقدم وألحق بهما جمع عبدها الثقععة إذا كععانت هععي ثقعة أيضعا والجنعبي
الممسوح الذي لم يبق فيه شهوة للنساء قوله أو نسوة ثقاة بععأن بلغععن وجمعععن صععفات
العدالة قال في التحفة ويتجه الكتفاء بالمراهقات بقيده السابق وبمحارم فسقهن بغيععر
نحو زنا أو قيادة ونحو ذلك ثم قال لكن نععازع جمععع فععي اشععتراط ثلث المصععرح بععه
كلمهما وقالوا ينبغي الكتفاء بثنتين ويجاب بأن
] [ 321
خطر السفر اقتضى الحتياط في ذلك على أنه قد يعرض لحداهن حاجة تععبرز
ونحوه فيذهب اثنتان وتبقى اثنتان ولعو اكتفععى بثنعتين لعذهبت واحععدة وحعدها فيخشععى
عليها اه قوله وذلك أي اشتراط خروج من ذكر معها وقععوله لحرمععة سععفرها وحععدها
أي لخبر الصحيحين ل تسافر المرأة يومين إل ومعها زوجها أو محععرم وفععي روايععة
ل تسافر المرأة ثلثة أيام إل مع ذي محرم وفي رواية بريدا إل ومعها محرم وقععوله
يومين في الرواية الولى وثلثة أيام في الرواية الثانية وبريدا في الثالثة ليس قيععد أو
المراد كل ما يسمى سفرا سواء كان ثلثعة أيعام أو يعومين أو يومعا أو بريعدا أو غيعر
ذلك لرواية ابن عباس المطلقة ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم وهعذا يتنعاول جميعع
ما يسمى سفرا قوله وان قصر أي السفر وهععو غايععة لحرمععة السععفر وحععدها قععوله أو
كانت أي المرأة وهو معطوف على قصر فهو غاية ثانية قعوله ولهعا بل وجعوب العخ
أفاد بهذا أن اشتراط جمعع معن النسعوة الثقعاة إنمعا هعو للوجعوب أمعا الجعواز فلهعا أن
تخرج مع امرأة واحدة ثقة ولها أيضا أن تخرج وحدها إذا تيقنت المععن علععى نفسععها
كما في المغنى وعبارته تنبيه ما جععزم بععه المصععنف مععن اشععتراط النسععوة هععو شععرط
للوجوب أما الجواز فيجوز لها أن تخرج لداء حجة السععلم مععع المععرأة الثقععة علععى
الصحيح في شرحي المهذب ومسععلم قععال السععنوي فععافهمه فإنهمععا مسععألتان إحععداهما
شرط وجوب حجة السلم والثانية شرط جواز الخروج ل دائها اشععتبهتا علععى كععثير
حتى توهموا اختلف كلم المصععنف فععي ذلععك وكععذا يجععوز لهععا الخععروج وحععدها إذا
أمنت وعليه حمل ما دل مععن الخبععار علععى جععواز السععفر وحععدها قععوله لداء فععرض
السلم مثله لنذر والقضاء كما في التحفة قوله وليس لها الخروج لتطععوع أي كنسععك
تطوع أو غيره من السفار التي ل تجب قال في التحفععة نعععم لععو مععات نحععو المحععرم
وهو في تطععوع فلهعا اتمعامه اه .قععوله وان قصععر السععفر غايعة فعي امتنععاع خروجهععا
للتطوع وقوله أو كانت شوهاء أي قبيحة المنظر وهو معطوف على قصر فهو غايععة
ثانية قوله وقد صرحوا الخ ل حاجة إليه بعد قوله وان قصر السفر إذ هو صععادق بععه
ويمكن أن يقال أنه ساقه كالتأييد له وعبارة التحفة أما النفل فليس لها الخروج لعه مععع
نسوة وإن كثرن حتى يحرم على المكية الععخ اه .وقععوله يحععرم علععى المكيععة التطععوع
بالعمرة والحيلة إذا أرادت العمعرة أن تنعذر التطعوع فحينئذ ل يحعرم عليهعا الخعروج
لنها صارت واجبة قوله خلفا لمن نازع فيه أي فععي تحريععم خععروج المكيععة للتنعيععم
قوله مرة واحدة وذلك لنه )ص( لم يحج بعد فرض الحج إل مرة واحدة وهي حجععة
الوداع ولخبر أبي هريرة رضععي الع عنععه قععال خطبنععا رسععول الع )ص( فقععال أيهععا
الناس قد فرض ال عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول ال فسكت حتى
قالها ثلثا فقال لو قلععت نعععم لععوجب ولمععا اسععتطعتم .رواه مسععلم .ولخععبر الععدارقطني
بإسناد صحيح عن سراقة قال قلت يا رسول ال عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للبععد فقعال
ل بل للبد وأما حديث الععبيهقي المععر بالحععج فععي كععل خمسععة أعععوام فمحمععول علععى
الندب لقوله )ص( من حج حجة أدى فرضه ومن حج حجة ثانية داين ربه ومن حععج
ثلث حجج حرم ال شعره وبشره علعى النععار قيععل أن رجل قتععل وأوقععد عليعه طععول
الليل فلم تعمل فيه وبقي أبيض اللون فسألوا سعدون الخولني عن ذلك فقال لعله حج
ثلث حجج قالوا نعم قوله بتراخ ل يصح تعلقه فيجبان لنهما وجبععا علععى المسععتطيع
حععال والععتراخي فععي الفعععل بععل متعلععق بمحععذوف أي ويفعلن بعععد اسععتكمال شععروط
الوجوب على التراخي وذلك لن الحج وجب سنة ست وأخره النبي )ص(
] [ 322
مع مياسير أصعحابه رضعوان الع عليهعم أجمعيعن إلعى عشعرة معن غيعر شعغل
يحرب ول خوف من عدو وقيس به العمرة كذا في ابن الجمععال قععوله ل علععى الفععور
قال فععي اليضععاح هععذا مععذهبنا وقععال مالععك وأبععو حنيفععة رحمهمععا الع تعععالى وأحمععد
والمزني يجب على الفور اه قوله نعم إنما يجععوز التععأخير الععخ اسععتدراك علععى قععوله
بتراخ الموهم أنه على الطلق من غير اشتراط شئ وأعلم أنعه إذا جععاز لععه التععأخير
لو جود شروطه فأخر ومات تبين فسقه من وقععت خععروج قافلععة بلععده فععي آخععر سععنى
المكان إلى الموت فيرد ما شهد به وينقض ما حكم به قوله بشرط العزم على الفعععل
في المستقبل فلو لم يعزم على ما ذكعر حعرم عليعه التعأخير قعوله وإن ل يتضعيقا العخ
معطوف على العزم أي وبشرط أن ل يتضيق عليه الحععج والعمععرة قععوله بنععذر بيععان
لتصوير تضيقهما أي يتصور تضيقهما بأن ينذر وقوعهما فععي سععنة معينععة كععان قععال
ال على أن حج في هذه السنة أو أعتمر في هذه السنة فيجبان عليه بسببه فععور أو إذا
حج خرج من فرضه ومن نذره فيقع أصل الفعل عععن الفععرض والتعجيععل عععن النععذر
قال في البهجة وأجزأت فريضة السلم * عن نذر حج واعتمار العام قوله أو قضاء
معطوف على نذر أي وان ل يتضيقا عليعه بقضعاء كعأن أفسعد حجعه أو عمرتعه فعانه
يجب عليه القضاء فورا قوله أو خوف عضب معطععوف أيضععا علععى نععذر أي وان ل
يتضيقا عليه بخوف عضب بقول عدلى طب أو معرفة نفسه فععان تضععيقا عليععه بععذلك
حرم التأخير قال في اليضاح على الصح اه وكتب ابن الجمال قععوله علععى الصععح
قال في شرح المهذب لن الواجب الموسع ل يجوز تأخيره ال بشرط أن يغلب علععى
الظن السلمة إلى وقت فعله وهذا مفقود في مسئلتنا ووجععه مقابععل الصععح أن أصععل
الحج على التراخي فل يتغير بأمر محتمل اه قوله أن تلف مال عطف علععى عضععب
أي أو خوف تلف مال وقوله بقرينة متعلق بمحععذوف صععفة لخععوف بالنسععبة للعضععب
وللتلف أي خوف حاصل له بقرينة ولو كانت ضعيفة قوله وقيل يجب الخ مقابل قوله
مرة واحدة قوله لخبر فيه أي لخبر وارد في وجوب الحج في كل خمسة أععوام وهععو
أن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعععوام ول
يفد على لمحروم وفيه أن هذا الخبر ل يدل على وجوبه كل خمسة أعوام وانمععا يععدل
على تأكد طلبه قوله تجب إنابة الخ أي فععورا وذلععك لخععبر البخععاري عععن ابععن عبععاس
رضي ال عنهما أن امرأة مععن جهينععة جععاءت إلععى رسععول الع )ص( قععالت إن أمععي
نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها ؟ قال نعم حجي عنها أرأيععت لععو كععان
على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم قال اقضوا حق ال فال أحق بالوفاء شبه الحج
بالدين وأمر بقضائه فدل علععى وجعوبه وقععوله ععن ميععت أي غيعر مرتعد أمععا هعو فل
تصح النابة عنه وهو معلوم من تعبيره بتركته إذا المرتد ل تركعة لععه موروثععة عنععه
لتبين زوال ملكه بالردة وقوله عليه نسك أي في ذمته نسك واجب حج أو عمرة ولععو
قضاء أو نذرا وذلك بأن مات بعد استقرار النسك عليه ولم يؤده وخععرج بععذلك مععا إذا
مات قبل أن يستقر عليه فل يقضى من تركته لكن للوارث والجنبي الحج والحجاج
عنه على المعتمد نظر إلى وقعوع حجعة السعلم عنعه وان لعم يكعن مخاطبعا بهعا فعي
حياته وخرج أيضا النفل فل يجوز التنفععل عنععه بالحععج أو العميععرة إل أن أوصععى بععه
وقععوله مععن تركتععه متعلععق بإنابععة وضععميره يعععود علععى الميععت أي إنابععة مععن تركتععه
والمخاطب بها من عليه قضاء دينه من وصى فوارث فحععاكم قععوله كمععا تقضععى منععه
ديونه الضمير الول يععود علععى التركععة والثععاني يعععود علععى الميععت وذكععر الضععمير
الول باعتبار تأويل التركة بالميراث وفي بعض نسخ الخط منها وهععو الولععى قععوله
فلو لم تكن له أي للميت وهو مقابل لمحذوف أي هذا أن كانت له تركععة فلععو لععم تكععن
الخ قوله سن لوارثه أن يفعله عنه أي يفعل النسك عنه بنفسه أو
] [ 323
نائبه قوله فلو فعله أي النسك من حععج أو عمععرة وقععوله جععاز أي فعععل الجنععبي
وتعبيره هنا بجازو في سابقه بسن يفيد عدم سنة للجنععبي وليععس كععذلك بععل يسععن لععه
أيضا لكن الوارث يتأكد له قوله ولو بل إذن قال في التحفة ويفرق بينععه وبيععن توقععف
الصوم عنه على إذن القريب بأن هذا أشبه بالديون فأعطى حكمها بخلف الصوم اه
قوله وعن آفععاقى معضععوب معطععوف علععى عععن ميععت أو وتجععب النابععة عععن آفععاقى
معضوب بعين مهملة فضاد معجمة من العضععب وهععو القطععع كععأنه قطععع عععن كمععال
الحركة أو بعين فصاد مهملة من العصعب كعأنه قطعع عصعبه ووجعوب النابعة علعى
الفور أن عضب بعد الوجوب والتمكن وعلععى الععتراخي أن عضععب قبععل الوجععوب أو
معه أو بعده ولم يمكنه الداء وذلك لنه مسععتطيع بالمععال وهععي كالسععتطاعة بععالنفس
ولخبر الصحيحين أن امرأة من خثعم قالت يا رسول ال أن فريضة ال ع علععى عبععاده
في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ل يثبت على الراحلة أفأحج عنه قععال نعععم والمععراد
بالفععاقي هنععا مععن كععان بينععه وبيععن مكععة مرحلتععان فععأكثر فلععو كععان المعضععوب دون
مرحلتين أو كان بمكة لزمه أن يحج بنفسه لنه ل يتعذر عليه الركوب فيمععا مععر مععن
محمل فمحفة فسرير ول نظر للمشقة عليه لحتمالها في حد القععرب وإن كععانت تبيععح
التيمم فان عجز عن ذلك حج عنه بعد موته من تركتعه كمعا فعي التحفععة وفععي النهايعة
كالمغنى عدم لزوم الحج بنفسه أن أنهععاه الضععنى إلععى حالععة ل يحتمععل الحركععة معهععا
يحال فتجوز النابة حينئذ قال الكردي واعتمد الشارح في حاشيته علعى متعن العبعاب
عدم الصحة للمكي مطلقا والصحة لمععن هععو علععى دون مسععافة القصععر وتعععذر عليععه
بنفسه ولو على سرير يحمله رجال اه ولو استأجر من يحج عنه فحج عنععه ثععم شععفى
لم يجزه ولم يقع عنه فل يستحق الجير أجرة ويقع الحج نفل للجير ولو حضر مكة
أو عرفة في سنة حج الجير لم يقع عنه لتعين مباشرته بنفسه ويلزمه للجير الجرة
وفرق بينه وبين ما إذا شفى بعععد حععج الجيععر بععأنه ل تقصععير منععه فععي حععق الجيععر
بالشفاء بخلف الحضور فأنه بعد أن ورط الجير مقصر به فلزمتععه أجرتعه كعذا فعي
سم عن شرح العباب قوله عععاجز بععالجر صععفة كاشععفة لمعضععوب فهععي كالتفسععير لععه
وضععابط العععاجز الععذي تصععح لععه النابععة أن يكععون بحيععث ل يسععتطيع الثبععوت علععى
المركوب ولو على سرير يحمله رجال ال بمشقة شديدة ل تحتمل عادة قععال النععووي
في شرح مسلم ومذهبنا ومذهب الجمهور جواز الحج عن العععاجز بمععوت أو عضععب
وهو الزمانة والهرم ونحوهما وقال مالك والليث والحسن بن صالح ل يحععج أحععد إل
عن ميت لم يحج حجععة السععلم قععال القاضععي عيععاض وحكععى عععن النخعععي وبعععض
السلف ل يصح الحج عن ميت ول غيره وهي رواية عععن مالععك وإن أوصععى بععه ثععم
قال النووي ويجوز الستنابة في حجة التطوع على أصح القولين عندنا اه قوله لنحو
زمانة متعلق بعاجز واللم تعليلية أي عاجز لجل نحو زمانة وهي البتلء والعاهععة
وضعف الحركة من تتابع المرض والندرج تحت نحو الكبر والهرم وقوله أو مرض
معطوف على زمانة من عطف العام على الخاص وقوله ل يرجى برؤه الجملة صفة
لمرض أي ل يرجى الشفاء منه أي بقول عدلى طب أو بمعرفة نفسه إن كععان عارفععا
قوله بإجرة مثل متعلق بإنابة مقدرة أي وتجب النابة عنععه بوجععود أجععرة مثععل أي أو
دونها أن رضي الجير به ل بأكثر وان قل قال في حاشية اليضاح وشععرح الرملععي
وابن علن وغيرها يشترط في الجير أن يكون عدل وإل لععم تصععح إنععابته ولععو مععع
المشاهدة لن نيته ل يطلع عليها وبهذا يعلم أن هذا شرط في كل من يحج ععن غيععره
بإجازة أو جعلة وفي فتاوى ابن حجر ما يقتضي جواز استئجار المعضوب عن نفسه
فاسقا .اه .ومثععل وجععود أجععرة المثععل فععي وجععوب النابععة :وجععود متععبرع يحععج عنععه
معضوب عدل قد حج عن نفسه .وإذا كان بعضا ،اعتععبر فيععه كععونه غيععر مععاش ،ول
معول على الكسب أو السؤال ،إل أن يكتسب في يوم كفاية أيام وكععان السعفر قصععيرا
ل وجود متطوع بمال للجرة ،فل تجب النابة به لعظم المنة.
] [ 324
واعلم أي الجارة من حيث هي قسمان :إجارة عين -كاستأجرتك لتحعج عنععي،
أو عن ميتي بكذا ويشترط لصحتها أن يكون الجير قادرا على الشروع فععي العمععل،
فل يصعح اسععتئجار معن ل يمكنعه الشععروع لنحععو مععرض أو خععوف ،أو قبععل خععروج
القافلة ،لكن ل يضعر انتظعار خروجهعا بععد السعئجار .فعالمكي ونحعوه يسعتأجر فعي
أشهر الحج لتمكنه من الحرام ،وغيره يستأجر عند خروجعه ،بحيعث يصعل الميقعات
في أشهر الحج ،ويتعين فيها أن يحج الجيععر بنفسععه .وإجععارة ذمععة -كععألزمت ذمتععك
الحج عني ،أو عن ميتي -فتصح ،ولو لمستقبل ،بشرط حلول الجععرة وتسععليمها فععي
مجلس العقد .وله أن يحج بنفسه ،وأن يحج غيره ،ويجوز أن يحج عن غيره بالنفقععة.
واغتفر الجهالة فيه ،لنععه ليععس إجععارة ،ول جعالععة ،بععل إرفععاق) .قععوله :فضععلت( أي
الجرة) .قوله :عما يحتاجه( أي من مؤنته ومؤنة عياله) .قوله :يععوم السععتئجار( أي
وليلته ،كما في عبد الرؤوف) .قوله :وعما عدا إلخ( معطوف على عما يحتععاجه ،أي
وفضلت عما عدا مؤنة نفسه وعياله بعد يوم السئجار أي عما عدا نفقته ونفقة عياله
بعده .فالمراد بالمؤنة هنا :خصوص النفقة ،ل مععا يشععمل الكسععوة والسععكنى والخععادم،
وإل لم يبق لما عداها شئ يندرج فيه ،إذ المععراد بمععا عععداها مععا ذكععر -مععن الكسععوة،
والخادم ،والسكنى ،ونحوهععا .والحاصععل يشععترط فععي الجععرة أن تكععون فاصععلة عععن
جميع ما يحتاجه من نفقععة وكسععوة وخععادم لنفسععه أو لعيععاله بالنسععبة ليععوم السععتئجار.
ويشترط أن تكون فاضلة عن جميع ما يحتاجه أيضا بالنسبة لما بعد يعوم السعتئجار،
ما عدا النفقة ،أما هعي سعواء كعانت لنفسعه أو لعيعاله -فل يشعترط أن تكعون الجعرة
فاضلة عنها بعد يوم الستئجار ،وذلك لنه إذا لم يفارق البلععد أمكنععه تحصععيلها ،ولععو
بالغرض) .قوله :ول يصح أن يحج( يقرأ بالبناء للمجهول ،والجار والمجععرور نععائب
فاعله ،أي ول يصح أن يحج أحد قريبا كان أو أجنبيا عن معضوب .وقوله بغير إذنه
متعلق بيحج ،والضمير يعععود علععى المعضعوب) .قعوله :لن الحعج إلعخ( تعليععل لععدم
الصحة) .قوله :والمعضوب أهل لها( أي للنية ،إذ لو تكلف الحج وحععج صععح حجععه.
)وقوله :وللذن( أي وأهل للذن) .فائدة( لععو امتنععع المعضععوب مععن الذن ،لععم يععأذن
الحاكم عنه ،ول يجبره عليه وإن تضيق إل من باب المر بالمعروف) .قوله :أركانه
أي الحععج( أي أجععزاؤه .فالضععافة مععن إضععافة الجععزاء إلععى الكععل ،أو مععن إضععافة
المفصل للمجمل) .وقوله :ستة( وقيل أربعة بعد الحلق أو التقصععير واجبععا ،وبإسععقاط
الترتيب) .قوله :أحدها( أي الركان) .وقوله :إحرام به( أي بالحععج) .قععوله :أي بنيععة
دخول( تفسير لمعنى الحرام هنا .وفسره به لنه الملئم للركنية ،ويفسر أيضا بنفس
الدخول ،إل أنه بهذا المعنى ل يعد ركنععا بععل يجععل معوردا للصعحة والفسعاد ،بحيعث
يقال :صح الحرام ،أو فسد الحرام) .قوله :لخعبر إلعخ( دليععل لركنيعة الحعرام علعى
التفسير الذي ذكره) .قوله :ول يجب تلفظ بها( أي بالنية المرادة من الحرام) .قععوله:
وتلبية( أي ول يجب تلبية ،فهو بععالرفع معطععوف علععى تلفععظ .وقععوله :بععل يسععنان أي
التلفظ بها والتلبية) .وقوله :فيقول بقلبه( أي وجوبا .وقوله :وبلسانه أي نععدبا .وقععوله:
نويت الحج أي أو العمرة ،أو هما ،أو النسك .وقوله :وأحرمت بععه ل ع تعععالى عطععف
مرادف أتى به للتأكيد ول تجب نية الفرضية جزما ،لنه لو نوى به النفععل وقععع عععن
الفرض .ولو تخالف القلب واللسان فالعبرة بما في القلب .هذا إن حج عن نفسه ،فععإن
حج أو اعتمر عن غيره
] [ 325
قال :نويت الحج أو العمرة عن فلن ،وأحرمت به ل تعالى .ولو أخر لفظ عععن
فلن عن وأحرمت به لم يضر على المعتمد إن كان عازما عند نععويت الحععج مثل أن
يأتي به ،وإل وقع للحاج نفسه .وقوله :لبيك اللهععم لبيععك إلععخ يسععن أن يععذكر فععي هععذه
التلبية ما أحرم به ،ول يجهر فيها) .قوله :وثانيها( أي ثاني أركان الحج .وقععوله :أي
حضوره تفسير مراد للوقعوف بعرفعة .أي أن المعراد بعالوقوف حضعور المحعرم فعي
أرض عرفات مطلقا .والمراد بالمحرم الهل للعبادة ،فل يكفي حضععور غيععر الهععل
لها كالمجنون ،والمغمى عليه ،والسكران جميع وقت الوقوف لكن يقع حععج المجنععون
نفل كالصبي الذي ل يميز فيبني وليه بقيععة العمععال علععى مععا مضععى .وكععذا المغمععى
عليه والسكران ،إن أيس من إفاقتهما .وقوله :بأي جععزء منهععا أي مععن عرفععة ،وذلععك
لخبر مسلم :وقفت ههنا ،وعرفة كلها موقف .ويكفي ولو على ظهععر دابععة ،أو شععجرة
فيها ،ل على غصن منها ،وهو خارج عن هوائها ،وإن كععان أصععلها فيهععا ،ول علععى
غصن فيها دون أصلها .وقال ابن قاسم :يكفي في هذه الصورة الوقععوف عليععه قياسععا
على العتكاف ول يكفي الطيران في هوائها أيضا ،خلفا للشبراملسععي) .قععوله :ولععو
لحظة( أي يكفي حضوره في عرفة ولو لحظة) .قوله :وإن كان نائمععا( أي يكفععي مععا
ذكره ،وإن كان نائما أو مارا ،ولو في طلب آبق ،وإن لم يعلم أن المكان مكانهععا ،ول
أن اليوم يومها) .قوله :لخبر الترمذي إلخ( دليل علععى ركنيعة الوقععوف) .قعوله :الحعج
عرفة( جملعة معرفعة الطرفيعن فتفيعد الحصعر أي الحعج منحصعر فعي عرفعة أي فعي
الوقوف ل يتجاوزه إلى غيره ،وليس كععذلك .ويجععاب بععأنه علععى حععذف مضععاف ،أي
أنها معظمة ،وخصت بالذكر مع أن الطواف أفضل منها كما يأتي لكونه يفوت الحععج
بفواتها ،دونه .اه .بجيرمي) .قوله :وليس منها( أي مععن عرفععة .مسععجد إبراهيععم ،أي
صدره ،وهو محل الخطبععة والصععلة ،وذلععك لنععه مععن عرفععة ،وأمععا آخععره فهععو مععن
عرفة) .قوله :ول نمرة( أي وليس منها نمرة وهو بفتعح النععون وكسععر الميععم موضععع
بين طرف الحل وعرفة .وليس منها أيضا وادي عرفة .قال في اليضاح :واعلم أنععه
ليس من عرفات وادي عرفة ،ول نمرة ،ول المسجد الذي يصلي فيه المام المسععمى
بمسجد إبراهيم عليه السلم ويقال له مسجد عرفة ،بل هذه المواضع خععارج عرفععات
على طرفها الغربي مما يلي مزدلفة .اه .وقوله :ول المسجد أي صدره كمععا علمععت.
)قوله :والفضل للذكر( أي ولو صبيا ،وخرج بالذكر النثى والخنثى ،فععإن الفضععل
لهما الوقوف في حاشية الموقف ،ما لععم يخشععيا ضععررا) .وقععوله :تحععرى مععوقفه( أي
قصده) .قوله :وهو( أي موقفه )ص() .وقوله :عند الصععخرات المعروفععة( أي وهععي
المفترشة في أسفل جبل الرحمة الذي بوسط أرض عرفععة .واعلععم أن الصعععود علععى
الجبععل للوقععوف عليععه كمععا يفعلععه العععوام خطععأ ،مخععالف للسععنة كمععا نععص عليععه فععي
اليضاح) .قوله :وسميت( أي الرض التي يجب الوقوف فيها .فنععائب الفاعععل يعععود
على معلوم من السياق) .قوله :لن آدم وحواء تعارفا بها( أي حيععن هبععط مععن الجنععة
ونزل بالهند ،ونزلت بجدة) .قوله :وقيل غير ذلك( أي وقيل في سععبب التسععمية غيععر
ذلك ،وهو أن جبريل لما عرف إبراهيم مناسك الحج ،وبلغ الشعب الوسط الذي هععو
موقف المام ،قال له :أعرفت ؟ قال :نعم .فسميت عرفات .وقيل إنمععا سععميت بععذلك:
من قولهم عرفت المكان إذا طيبته ومنه قول ال تعالى) * :الجنة عرفها لهم( )* (1
أي طيبها لهم) .فائدة( قال )ص( :أفضل اليام يوم عرفة ،وإذا وافق يوم جمعععة فهععو
أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة .أخرجععه رزيعن .وععن النعبي )ص( :إذا
كان يوم عرفة يوم جمعة غفر ال لجميع أهل الموقف -أي بغير واسطة -وفي غير
يوم الجمعة يهب قوما لقوم.
] [ 326
ويروى عن محمد بن المنكدر أنه حج ثلثا وثلثين حجة ،فلما كان آخععر حجععة
حجها ،قال وهو بعرفات :اللهم إنك تعلم أنني قد وقفت في موقفي هعذا ثلثعا وثلثيعن
وقفة ،فواحدة عن فرضي ،والثانية عن أبي ،والثالثة عن أمي ،وأشهدك يععا رب أنععي
قد وهبت الثلثين لمن وقف موقفي هذا ،ولم تتقبل منه .فلما دفع مععن عرفععات ونععزل
بالمزدلفة ،نودي في المنام :يا ابن المنكدر ،أتتكرم على من خلق الكرم ؟ أتجود على
من خلق الجود ؟ إن ال تعالى يقعول لعك :وعزتعي وجللععي ،لقعد غفععرت لمعن وقععف
بعرفات قبل أن أخلق عرفات بألفي عام .وعن علي بن الموفق رحمة ال عليععه قععال:
حججت في بعض السنين ،فنمت بين مسجد الخيف ومنى ،فرأيت ملكين قد نزل مععن
السماء ،فقال أحدهما لصاحبه :يا عبد ال ،أتعلم كم حععج بيعت ربنعا فععي هعذه السعنة ؟
قال :ل .قال ستمائة ألف .ثم قال له :أتدري كم قبل منهم ؟ قال :ل .قععال سععتة أنفععس.
ثم ارتفعا في الهواء ،فقمت وأنا مرعوب ،وقلت :واخيبتاه أين أكون أنا في هذه الستة
أنفس ؟ فلما وقفت بعرفة وبت بالمزدلفة ،رأيععت الملكيععن قععد نععزل مععن السععماء علععى
عادتهما ،فسلم أحدهما على الخر ،وقال :يا عبد ال ،أتدري معا حكعم ربعك فعي هعذه
الليلة ؟ قال :ل .قال :فإنه وهب لكل واحد من الستة المقبولين مععائة ألععف ،وقععد قبلععوا
جميعا .قال :فانتبهت ،وبي من السرور مععا ل يعلمععه إل الع تعععالى ،إذ قبععل الحجععاج
جميعهم ومنحهم برا وجودا ،ولم يجعل منهم شقيا ول محروما ،ول مطرودا) .قععوله:
ووقته( أي الوقوف .وقوله :بين زوال إلخ أي يدخل بزوال شمس ذلك اليوم ،ويخرج
بطلوع فجر يوم النحر .فمن وقف قبل الععزوال وذهععب مععن عرفععة ،ل يصععح وقععوفه،
وكذلك من وقف بعد الفجر .ومن وقف بينهما صح وقععوفه ،ولععو لحظععة قبععل الفجععر،
وذلك لنه )ص( وقف بعد الزوال رواه مسععلم ،وأنععه قععال :مععن أدرك عرفععة قبععل أن
يطلع الفجر فقد أدرك الحج .وفي رواية :من جععاء عرفععة ليلععة جمععع أي ليلععة مزدلفععة
قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج)) .قعوله :وهعو( أي يعوم عرفعة) .وقعوله :تاسعع ذي
الحجة( فلو وقفوا قبله أو بعده لم يصح وقوفهم .نعم ،إن وقف الحجيج أو فرقعة منهعم
وهم كثير على العادة يوم العاشر للجهل -بأن غم عليهععم هلل ذي حجععة صععح .وإن
وقفوا بعد التبين ،كما إذا ثبت الهلل ليلة العاشر ،ولم يتمكن مععن الوقععوف فيهععا لبعععد
المسافة ،وإليه حينئذ تنتقل أحكععام التاسععع كلهععا ،فل يعتععد بوقععوفهم قبععل الععزوال ،ول
يصح رمي جمرة العقبة إل بعد نصف ليلععة الحععادي عشععر والوقععوف .وهكععذا جميععع
الحكام) .قوله :وسن له( أي للحاج ،الجمع بين الليععل والنهععار ،وقيععل يجععب) .قععوله:
وإل( أي وإن لم يجمع بينهما) .وقوله :أراق دم تمتع( أي دمعا كععدم التمتععع فععي كعونه
مرتبا مقدرا .وقوله :ندبا أي وعلععى المعتمععد ،وعلععى مقععابله تجععب إراقععة دم) .قععوله:
وثالثها( أي أركععان الحععج) .وقععوله :طععواف إفاضععة( أي لقععوله تعععالى) * :وليطوفععوا
بالبيت العتيق( * )) .(1فععائدة( سععمى الععبيت عتيقععا :لن الع تعععالى أعتقععه مععن أيععدي
الجبابرة ،فلم يسلط عليه جبار قعط ،بعل كعل معن قصعده بسعوء هلعك .وقعال أبعو بكعر
الواسطي :إنما سمي عتيقا لن من طاف به صار عتيقا من النار ،ول ع در مععن قععال:
طوبى لمن طاف بالبيت العتيق وقد * * لجا إلى ال فععي سععر وإجهععار ونععال بالسعععي
كل القصد حين سعى * * وطاف جهرا بأركان وأستار
] [ 327
ذاك السعيد الذي قد نال منزلة * * علياء فععي دهععره مععن كععل أوطععار وكععل مععن
طاف بالبيت العتيق غدا * * بين الورى معتقا حقا من النار )قوله :ويدخل وقتععه( أي
طواف الفاضة .وقوله :بانتصععاف ليلععة النحععر أي بععدخول النصععف الثععاني مععن ليلععة
النحر ،فلو طاف قبله لم يصح) .قوله :وهو( أي الطواف) .وقععوله :أفضععل الركععان(
أي لنه مشبه بالصلة ومشتمل عليها ،والصلة أفضععل مععن الحععج ،والمشععتمل علععى
الفضل أفضل .وهذا معتمد الرملي .واستوجهه شيخ السععلم .وقععال ابععن حجععر فععي
التحفة :الوقوف أفضل على الوجه لخبر :الحج عرفة أي معظمه كما قالوه ولتوقععف
صحة الحج عليه ،ولنه جاء فيه من حقائق القرب وعموم المغفععرة وسعععة الحسععان
ما لم يرد في الطواف إلخ .اه) .قوله :خلفا للزركشي( أي القائل إن الوقوف أفضععل
الركان لمععا مععر) .قععوله :ورابعهععا :سعععي( أي ورابععع الركععان :السعععي بيععن الصععفا
والمععروة ،لمععا روى الععدارقطني وغيععره بإسععناد حسععن أنععه )ص( اسععتقبل القبلععة فععي
المسعى ،وقال :يا أيها الناس ،اسعوا فإن السعي قد كتب عليكععم ،أي فععرض .وأصععل
السعي :السعراع ،والمعراد بعه هنععا :مطلعق المشععي .وشعروطه سعبعة ،ذكعر بعضعها
المؤلف ،وهي :قطع جميع المسافة بيععن الصععفا والمععروة ،وكععونه سععبعا ،وكععونه مععن
بطن الوادي ،والترتيب بأن يبدأ بالصفا فععي الوتععار ،وبععالمروة فععي الشععفاع وأن ل
يكون منكوسا ،ول معترضا كالطواف ،وعدم الصععارف عنععه كمععا يفعلععه العععوام مععن
المسابقة وأن يقع بعد طواف صحيح قدوم أو إفاضععة .وقععد نظمهععا م د فقععال :شععروط
سعي سبعة وقوعه * * بعد طواف صح ثم قطعه مسافة سبعا ببطععن الععوادي * * مععع
فقد صارف عن المراد وليس منكوسا ول معترضا * * والبدء بالصفا كما قد فرضععا
)قوله :يقينا( صفة لسبعا) .قوله :بعد طواف قدوم( متعلق بمحذوف صفة لسعععي ،أي
سعي واقع بعد طواف قدوم) .قوله :ما لم يقف بعرفة( أي مععا لععم يتخلععل بيععن طععواف
القدوم والسعي الوقوف بعرفة ،فإن تخلل لم يصح سعيه بعععده -لقطععع تبعيتععه للقععدوم
بالوقوف -فيلزمه تأخيره إلى ما بعد طواف الفاضة .ولو نزل من عرفععة إلععى مكععة
قبل نصف الليل ،هل يسن له طواف القدوم ويجوز له السعي عقبه أم ل ؟ اضطراب
كلم ابن حجر فيه -فجرى في التحفة على أنععه يسععن لععه طععواف القععدوم ،ول يجععوز
السعي بعده .وعلله بأن السعععي مععتى أخععر عععن الوقععوف وجععب وقععوعه بعععد طععواف
الفاضة ،وجرى في حاشيته على اليضاح على سنية القدوم ،وجععواز السعععي بعععده،
وعبارتها ومر عن الذرعي أنه يسن لمن دفع من عرفة إلى مكععة قبععل نصععف الليععل
طواف القدوم ،فعليه يجوز له السعي بعده .وقد يفهمه قولهم لو وقف لم يجععز السعععي
إل بعد طواف الفاضة لدخول وقته ،وهو فرض ،فلم يجز بععد نفععل مععع إمكعانه بععد
فرض .اه .فأفهم التعليل بدخول وقته جوازه قبله .اه .والمعتمد ما فععي التحفععة ،لنععه
إذا اختلف كلمه في كتبععه فالمعتمععد مععا فععي التحفععة) .قععوله :أو بعععد طععواف إفاضععة(
معطععوف علععى بعععد طععواف القععدوم .فشععرط صععحة السعععي أن يقععع بعععد أحععد هععذين
الطوافين القدوم أو الركن ،وذلك لنه الوارد عنه )ص( ،بل حكي فيععه الجمععاع ،فل
يجوز بعد طواف نفل كأن أحرم من بمكة بحج منها ،ثم تنفل بطععواف ،وأراد السعععي
بعده كما في المجموع .اه .تحفة) .قوله :فلو اقتصععر( أي السععاعي .وقععوله :علععى مععا
دون السبع محترز سبعا .وقوله :لم يجزه أي السعي) .قوله :ولععو شععك إلععخ( محععترز
يقينا .وقوله :في عددها أي السبع المرات ،بأن تردد هل سعى سععتا أو سععبعا )(1ع ؟.
)قوله :قبل فراغه( أي السعي .واحترز بععه عمععا إذا وقععع الشععك بعععد فراغععه ،فععإنه ل
يؤثر.
)) (1قوله :بأن تردد :هل سعى ستا أ وسبعا( صورة ذلك :أن يكون فععي أثنععا الشععوط
اشتغل بشئ ثم شك :هل هو ذاهب إلى جهة المروة -
] [ 328
)قوله :أخذ بالقل( وهو الست .أي وجوبا) .قوله :لنه( أي القععل هععو المععتيقن.
)قوله :ومن سعى بعد طواف القدوم لم يندب إلععخ( لنععه )ص( وأصععحابه سعععوا بعععد
طواف القدوم ،ولم يعيدوه بعد الفاضة) .قوله :بعل يكعره( أي معا ذكعر معن الععادة.
ولو عبر بالتاء بدل اليععاء لكععان أولععى .ومععا ذكععر مععن الكراهععة هععو مععا جععزم بععه فععي
الروض ،وأقره شيخ السلم في شرحه ،واعتمداه في التحفة والنهاية .وظاهر عبارة
المغني أنها خلف الولى ،وهذا كله في الكامل .أمععا النععاقص بععرق أو صععبا إذا أتععى
بالسعي بعد القععدوم ،ثععم كمععل قبععل الوقععوف ،أو فيععه ،أو بعععده ،وأعععاده وجبععت عليععه
العادة ،وفي غير القارن .أما هععو ،فاعتمععد الخطيععب أنععه يسععن لععه التيععان بطععوافين
وسعيين .واعتمد غيره أنه كغير القارن ،فل يسن له إعادة الطواف والسعععي) .قععوله:
ويجب أن يبدأ فيه( أي في السعي) .وقوله :في المرة الولى( بععدل بعععض أو اشععتمال
من الجار والمجرور قبله) .قوله :للتباع( هو قوله )ص( لما قالوا لععه :أنبععدأ بالصععفا
أم بالمروة ؟ إبدأوا بما بدأ ال به) .قوله :وذهابه من الصفا إلى المروة مرة إلخ( هععذا
هو الصحيح الذي قطع به جماهير العلماء ،وعليه العمل في الزمنععة كلهععا .وأمععا مععا
ذهب إليه بعضهم من أنه يحسب الععذهاب والعععود مععرة واحععدة -فهععو فاسععد ل يعععول
عليه .ول يسن الخروج من خلفه ،بل يكره ،وقيععل يحععرم ،ول بعد معن اسعتيعاب معا
بينهما في كل مععرة بععأن يلصععق عقبععه أو حععافر دابتععه بأصععل مععا يعذهب منعه ،ورأس
أصابعه بما يذهب إليه .قال عبد الععرؤوف :فل يكفععي رأس النعععل الععذي تنقععص عنععه
الصابع إلخ .وأقره ابععن الجمععال .قععال ابععن حجععر فععي شععرح بأفضععل :وبعععض درج
الصفا محدث ،فليحذر من تخلفها وراءه .قال الكردي :وهذا الذي ذكععره الشععارح هنععا
هو المعتمد عنععده ،وكععذلك شععيخ السععلم والمغنععي والنهايععة .وجععرى م ر فععي شععرح
اليضاح وابن علن على أن الدرج المشاهد الن ليس شئ منه بمحدث ،وأنععه يكفععي
إلصاق الرجل أو حافر الدابة بالدرجة السفلى ،بل الوصععول لمععا سععامت آخععر الععدرج
المدفونة كاف ،وإن بعد عن آخر الدرج الموجودة اليوم بأذرع ،وفيععه فسععحة عظيمععة
للعوام ،فإنهم ل يصلون لخر الععدرج ،بععل يكتفععون بععالقرب منععه .هععذا كلععه فععي درج
الصفا .أما المروة فقد اتفقوا فيها علععى أن العقععد الكععبير المشععرف الععذي بوجههععا هععو
حدها ،لكن الفضل أن يمر تحته ،ويرقى على البناء المرتفععع بعععده .اه .وقععوله :هععو
المعتمد عنده لعله في غير التحفة ،وإل فقد عقبة فيها بقوله كذا قال المصنف وغيره.
ويحمل على أن هذا باعتبار زمنهم ،وأما الن فليس شئ بمحدث لعلععو الرض حععتى
غطت درجات كثيرة .اه) .قوله :ويسن للذكر( خععرج بععه النععثى والخنععثى ،فل يسععن
لهما الرقي ،ولو في خلوة -علععى الوجععه الععذي اقتضععاه إطلقهععم -خلفععا للسععنوي
ومن تبعه ،اللهم إل إذا كانععا يقعععان فععي شععك لععول الرقععي ،فيسععن لهمععا حينئذ -علععى
الوجه -احتياطا .اه .تحفة .واعتمد في النهاية أنهما ل يسن لهمععا الرقععي إل إن خل
المحل عن غير المحارم فيما يظهععر ،قععال :ومععا اعععترض بععه مععن أن المطلععوب مععن
المرأة -ومثلها الخنثى -إخفاء شخصععها مععا أمكععن ،وإن كععانت فععي خلععوة .يععرد بععأن
الرقي مطلوب لكل أحد ،غير أنه سقط عن النععثى والخنععثى طلبععا للسععتر ،فععإذا وجععد
ذلك مع الرقي صار مطلوبا ،إذ الحكم يدور مع العلة ،وجودا وععدما .اه) .قععوله :أن
يرقععى علععى الصععفا والمععروة قععدر قامععة( فععي مععذهبنا قععول بوجععوب الرقععي ،وعبععارة
اليضاح مع شرحه لبن
-وهى السابعة -أو ذاهب إلى جهة الصفا -وهى السادسة -وبقى سابعة فالحتيععاط
أن يجعلها سادسة ،ويذهب إلى جهة الصفا ،ثم يأتي بالسابعة .وهععذا مجععرد تصععوير،
وإل فيمكن أن يتصور بغير ذلك .اه .مولف.
] [ 329
الجمال :وقال بعض أصحابنا هو أبو حفص عمر بن الوكيل يجب الرقععي علععى
الصفا والمروة بقدر قامة .هكذا نقل البغوي عنه ،وجرى عليه في الروضة وأصلها،
والمشعهور عنعه وجعوب صعععود يسععير ،وهعو العذي نقلعه عنعه فعي المجمععوع ،وهعذا
ضعيف ،والصحيح المشهور أنععه ل يجععب ،لكععن الحتيععاط أن يصعععد ،للخععروج مععن
الخلف والتيقن .فاحفظ ما ذكرناه في تحقيق واجب المسععافة ،فععإن كععثيرا مععن النععاس
يرجع بغير حج إن كععان نسععكهم حجععا ،ول عمععرة إن كععان عمععرة ،لخللععه بععواجبه.
وبال التوفيق .اه .وقد علمت أن هذا بالنظر لما كان ،وأمععا الن ،فقععد غلععت الرض
حتى غطت درجات كثيرة ،فقطععع المسععافة مععتيقن مععن غيععر رقععي أصععل .وقععال فععي
التحفة :الرقي الن بالمروة متعذر ،لكن بآخرها دكة ،فينبغي رقيها ،عمل بالوارد ما
أمكن .اه .وقال البجيرمي إن الرقي الن بقدر قامة غير متععأت) .قععوله :وأن يمشععي(
معطوف على أن يرقى ،فيكون لفظ يسن مسلطا عليه ،لكععن بقطععع النظععر عععن قيععده،
وهو للذكر ،لن المشي ل فرق فيه بين الذكر وغيعره .أي ويسعن أن يمشعي السعاعي
أول السعي على هينته) .وقوله :ويعدو الذكر( أي ويسن أن يعدو الذكر فععي الوسععط.
والعدو السراع في المشي .وخرج بالذكر النثى والخنثى ،فيمشيان على هينتهما في
جميع المسعى ،ولو فععي خلعوة وليعل علععى المعتمعد وقيعل يعععدوان بليععل عنعد الخلعوة.
)قوله :ومحلهمععا معععروف( أي محععل المشععي ومحععل العععدو معروفععان .فمحععل العععدو
ابتداؤه من قبععل الميععل الخضععر المعلععق بركععن المسععجد بسععتة أذرع إلععى أن يتوسععط
الميلين الخضععرين ،أحععدهما بجععدار دار العبععاس رضععي الع عنععه وهععي الن ربععاط
منسوب إليه والخر بجدار المسجد ومحل المشي ما عدا ذلك) .قوله :وخامسها إزالة
شعر( أي وخامس الركان إزالة شعر .أي إذا كان في رأسه شعر ،وإل فيسقط عنه،
لكن يسن إمرارا الموسى .وعده من الركان مبني على جعلععه نسععكا أي عبععادة وهععو
المشهور المعتمد .ومقابله أنه استباحة محظور ،أي ممنوع بمعنععى محععرم عليععه قبععل
ذلك ،من الحظر وهو المنع بمعنى التحريم ،وهععو مبنععي علععى أنععه ليععس نسععكا ،وهععو
ضعيف .ويترتب على جعله نسكا أنه يثاب عليه .وعلى جعله اسععتباحة محظععور أنععه
ل يثاب عليه .قال في النهاية مع الصل والحلق أي إزالعة شععر العرأس أو التقصعير
في حج أو عمرة في وقته نسك على المشهور ،فيثاب عليه ،إذ هو للذكر أفضععل مععن
التقصير ،والتفضيل إنما يقع فعي العبعادات .وعلعى هعذا هعو ركعن كمعا سعيأتي وقيعل
واجب .والثاني هو استباحة محظور ،فل يثاب عليه ،لنععه محععرم فععي الحععرام ،فلععم
يكن نسكا ،كلبس المخيط .اه) .قوله :مععن الععرأس( أي مععن شعععره ،فل يجععزئ شعععر
غيره وإن وجبت فيه الفدية لورود لفظ الحلق أو التقصير فيه ،واختصاص كل منهما
عادة بشعر الرأس .وشمل ذلك المسترسل عنه ،وما لو أخذها متفرقة) .قوله :بحلععق(
هععو استئصععال الشعععر بالموسععى) .وقععوله :أو تقصععير( هععو قطععع الشعععر مععن غيععر
استئصال .والحلق والتقصير ليسا متعينين ،فالمدار على إزالة الشعععر بععأي نععوع مععن
أنواع الزالة ،حلقا ،أو تقصيرا ،أو نتفا ،أو إحراقا ،أو قصا) .قععوله :لتوقععف التحلععل
عليه( أي على ما ذكر من إزالة الشعر .وكان الولععى أن يزيععد كمععا فععي المنهععج مععع
عدم جبره بدم ،لخراج رمي جمرة العقبة ،لنه وإن توقععف التحلععل عليععه لكنععه يجععر
بدم ،فهو ليس بركعن) .قعوله :وأقععل معا يجعزئ( أي معن إزالععة الشعععر) .قعوله :ثلث
شعرات( أي إزالة ثلث شعرات ،لقوله تعالى) * :محلقين رؤوسكم ومقصععرين( * )
(1لن الرأس ل يحلق ،والشعر جمع ،وأقله ثلث كذا استدلوا به ،ومنهععم المصععنف
فععي المجمعوع قعال السعنوي :ول دللعة فععي ذلعك ،لن الجمععع إذا كعان مضععافا كعان
للعموم ،وفعله )ص( يدل عليه أيضا .نعم ،الطريق إلى توجيه المذهب أن يقععدر لفععظ
الشعععر منكععرا مقطوعععا عععن الضععافة .والتقععدير شعععرا مععن رؤوسععكم .أو نقععول قععام
الجماع كما نقله في المجموع
) (1الفتح27 :
] [ 330
على أنه ل يجب الستيعاب ،فاكتفينا فععي الوجععوب بمسععمى الجمععع .اه .مغنععي.
)قوله :فتعميمه )ص(( أي الشعر ،بإزالة جميعه) .وقوله :لبيععان الفضععل( أي فحلععق
جميع الشعر لغير المرأة هو الفضل إجماعا ،وللية السابقة ،فإنه فيها قدم المحلقيععن
على المقصرين ،والتقديم يقتضي الفضلية ،لن العرب تبدأ بالهم والفضل ،ولذلك
قال )ص( :اللهم ارحم المحلقين .فقععالوا :يععا رسععول العع :والمقصععرين ؟ فقععال :اللهععم
ارحم المحلقين .ثم قال في الرابعة :والمقصععرين .هععذا كلععه مععا لععم ينععذر الحلععق ،وإل
وجب ،ويستثنى من أفضلية الحلق ما لو اعتمر قبل الحج فعي وقعت لعو حلعق فيعه لعم
يسود رأسه من الشعر في يوم النحر فالتقصير حينئذ أفضل) .قوله :خلفععا لمععن أخععذ
منه( أي من تعميمه )ص( .وهو المام مالك ،والمام أحمد) .قوله :وتقصير المععرأة(
أي النثى ،فتشمل الصغيرة ،والخنثى مثلها) .وقوله :أولى مععن حلقهععا( أي لمععا روى
أبععو داود بإسععناد حسععن :ليععس علععى النسععاء حلععق ،إنمععا علععى النسععاء التقصععير .قععال
الخطيب في مغنيه :ول تؤمر بالحلق إجماعا بعل يكعره لهعا الحلعق علعى الصعح فعي
المجموع .وقيل يحرم ،لنه مثلة وتشبيه بالرجال .ومال إليه الذرعععي فععي المزوجععة
والمملوكة ،حيث لم يععؤذن لهمععا فيععه .اه .وفععي التحفععة والنهايعة :وينععدب لهععا أن تعععم
الرأس بالتقصير ،وأن يكون قدر أنملة ،قاله الماوردي إل الذوائب ،لن قطع بعضها
يشينها) .قوله :ثعم يعدخل مكعة إلعخ( ل يخفعى ععدم ارتبعاطه بمعا قبلعه ،فكعان الولعى
والنسب أن يذكره في سنن الحج ،إذ دخول مكة بعد الرمي ،والحلق مععن السععنن .أو
يذكره في واجبات الحج بعد الكلم على رمي جمععرة العقبععة .ومعنععى كلمععه :أنععه إذا
رمى جمرة العقبة وحلق ،سن له أن يدخل مكة ،ويطوف ،ويسعى إن لععم يكععن سعععى
بعد طواف القدوم ،وترك الذبح مع أنه سنة قبل ذهابه إلى مكععة للطععواف .والحاصععل
العمال المشروعة يععوم النحععر أربعععة :الرمععي ،ثععم الذبععح ،ثععم الحلععق ،ثععم الطععواف.
وترتيبها كما ذكر سنة لما روى مسلم :أن رجل جاء إلى النبي )ص( فقال :يا رسول
ال ،إني حلقت قبل أن أرمي فقال :ارم ول حرج .وأتاه آخر ،فقال :إني أفضععت إلععى
البيت قبل أن أرمي ،فقال :ارم ول حرج .وفي الصععحيحين أنععه )ص( مععا سععئل عععن
شئ يومئذ -قدم ول أخر -إل قعال افععل ول حعرج .ويعدخل وقتهعا معا سعوى الذبعح
بنصف ليلة النحر) .قوله :كما هو الفضل( الضمير يععود علعى السععي بععد طعواف
القدوم ،أي كما أن السعي بعد طواف القدوم هو الفضل ،وهذا هو الذي جععرى عليععه
شيخه في التحفة ،ونصها :وإذا أراد السعي بعد طواف القدوم كما هو الفضعل ،لنعه
الذي صح عنه )ص( لم تلزمه الموالة اه .والذي جرى عليه الرملي :أن السعي بعد
طواف الفاضة أفضل ،وعبارته بعد كلم لكن الفضل تأخيره عن طعواف الفاضععة
كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى قععال :لن لنععا وجهععا باسععتحباب إعععادته بعععده .اه.
وظاهر عبارة المغني الجريان على مععا جععرى عليععه الول ،ونصععها :وهععل الفضععل
السعي بعد طواف القدوم ،أو بعد طواف الفاضة ؟ ظاهر كلم المصنف في مناسكه
الكبرى الول ،وصرح به في مختصرها .اه) .قوله :والحلق( أي والتقصير .وقوله:
والسعي أي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم) .قععوله :ل آخععر لوقتهععا( لن الصععل
فيما أمرنا به الشارع أن ل يكون مؤقتععا ،فمعا كعان مؤقتعا فهعو علعى خلف الصعل،
وحينئذ فيبقى من عليه ذلك محرما حتى يأتي بععه كمععا فععي المجمععوع) .قععوله :ويكععره
تأخيرها( أي الثلثة .وقوله :عن يوم النحر أي فالفضل فعلها
] [ 331
فيه) .قوله :وأشد منه( أي مععن تأخيرهععا عععن يععوم النحععر فععي الكراهععة) .قععوله:
وسادسها :ترتيب( أي وسادس الركان :الترتيب .ونقل ع ش عن سم على المنهج ما
نصه :قوله وسادسها الترتيب .إلخ .أقول :لي هنا شبهة وهي :أن شأن ركن الشئ أن
يكون بحيث لو انعدم انعدم ذلك الشئ ،ول شععبهة فععي أنععه إذا حلععق قبععل الوقععوف ثععم
وقف وأتى ببقية العمال ،حصل الحععج ،وكععان الحلععق سععاقطا لعععدم مكععانه ،وإن أثععم
بفعله في غير محله وتفويته ،فقد حصععل لععه الحععج مععع انتفععاء الععترتيب .فليتأمععل .اه.
أقول :ويمكن اندفاع هذه الشبهة بععأن يقععال :الحلععق إنمععا سععقط لعععدم شعععر برأسععه ،ل
لتقدمه على الوقوف ،لن حلقه قبله لم يقع ركنا ،والثم إنما هو لترفهه بإزالة الشعععر
قبل الوقوف ،وهذا كما لو اعتمر وحلق ،ثم أحرم بالحج عقبه ،فلم يكن برأسععه شعععر
بعد دخول وقت الحلق ،فإن الحلق ساقط عنه ،وليس ذلععك اكتفععاء بحلععق العمععرة ،بععل
لعدم شعر يزيله .اه) .قوله :بيععن معظععم أركععانه( أي الحععج ،وهععو ثلثععة أركععان كمععا
ذكره الشععارح النيععة :وهععي مقدمععة علععى الجميععع .والوقععوف :وهععو مقععدم علععى بععاقي
الركان .والطواف وهو مقدم على السعي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم) .قوله:
بأن يقدم الحرام إلخ( تصوير للترتيب بين المعظم ،والمراد نية الدخول فععي النسععك.
وقوله :على الجميع أي جميع الركان أي البععاقي بعععد النيععة .وقععوله :والوقععوف علععى
طواف الركن والحلق أي ويقدم الوقوف على طواف الركن والحلععق ،وأمععا همععا ،فل
ترتيب بينهما .وقوله :والطواف على السعي أي ويقدم الطععواف عليععه) .قععوله :إن لععم
يسع بعد طواف القدوم( أي إن لم يكن سعى بعد طععواف القععدوم ،فععإن كععان قععد سعععى
بعده سقط عنه ،ول تسن إعادته كما مر وعليه ،فل يكون هناك ترتيب بيععن المعظععم.
)قوله :ودليله( أي الترتيب) .وقععوله :التبععاع( أي وهععو فعععل النععبي )ص( مععع قععوله:
خذوا عني مناسككم) .قوله :ول تجععبر أي الركععان( أي ل دخععل للجععبر فيهععا ،وذلععك
لنعدام الماهية بانعدامها ،فلو جبرت بالدم مع عععدم فعلهععا للععزم عليععه وجععود الماهيععة
بدون أركانها ،وهو محال .بجيرمي) .قوله :وسيأتي ما يجبر بالععدم( وهععي الواجبععات
التي بيانها ،كالحرام مععن الميقععات) .قععوله :وغيععر وقععوف مععن الركععان السععتة( أي
وهو :النية ،والطواف ،والسعععي ،والحلععق ،والععترتيب) .قععوله :أركععان العمععرة( خععبر
المبتدأ ،وهو لفظ غير) .قوله :لشمول الدلة إلخ( يعني أن الدلة التي استدل بها على
وجوب النية والطواف والسعي في الحج ،تدل أيضا على وجوبهعا فعي العمعرة ،فهعي
ليست قاصرة على الحج) .قوله :وظاهر أن الحلععق( أي فععي العمععرة) .وقععوله :يجععب
تأخيره عن سعععيها( أي العمععرة) .قععوله :فععالترتيب إلععخ( مفععرع علععى وجععوب تععأخير
الحلق عنه) .وقوله :فيهععا( أي فععي العمععرة) .وقععوله :فععي جميععع الركععان( أي ل فععي
المعظم فقط ،كالحج) .قوله :يؤديعان( أي الحعج والعمعرة) .وقعوله :بثلثعة أوجعه( أي
فقط ،ووجه الحصر فيها أن الحععرام إن كععان بالحععج أول فععالفراد ،أو بععالعمرة أول
فالتمتع ،أو بهما معا فالقران .ول يرد على الحصر ما لو أحرم إحرامععا مطلقععا ،لنععه
غير خعارج ععن الثلثعة ،لنعه ل بعد معن صعرفه لواحعد منهعا ،فعالحرام مطلقعا معع
الصرف لواحد منها في
] [ 332
معنى الحرام ابتداء بذلك الواحد) .قوله :إفراد( بالرفع ،خععبر لمتبععدأ محععذوف،
وبالجر بدل من ثلثة أوجه ،وبدأ به لنه أفضلها) .قوله :بأن يحج( تصوير للفععراد.
)وقوله :ثم يعتمر( أي ولو من غير ميقات بلده ،ولو من أدنى الحععل) .قععوله :وتمتععع(
معطوف على افراد ،فهو بالرفع أو بالجر) .قوله :بأن يعتمر( أي ولو في غير أشهر
الحج ،لكنه وأن سمي متمتعا ل يلزمه دم ،وإن أتى بأعمالها في أشهر الحج) .وقوله:
ثم يحج( ولو في غير عامه ،لكنه حينئذ ل يلزمه دم) .قوله :وقععران( معطععوف علععى
إفراد أيضا ،ويجري فيه الوجهان :الرفع والجر) .قوله :بععأن يحععرم بهمععا( أي بالحععج
والعمرة ،وهو تصوير للقران) .وقوله :معا( مثله ما لو أحرم بالعمرة ثم قبل شروعه
في أعمالها أدخععل الحععج عليهععا ،فيقععال لهععذا قععران) .قععوله :وأفضععلها إفععراد( أي لن
رواته أكثر ،ولن جابرا رضى ال عنه منهم وهو أقدم صحبة ،وأشععد عنايععة بضععبط
المناسك -ولنه ) -ص( -اختاره أول ،وللجمععاع علععى أنععه ل كراهععة فيععه ول دم،
بخلف التمتعع والقعران ،والجعبر أيضعا دليعل النقصعان .قعال فعي التحفعة :ولن بقيعة
الروايات يمن ردها إليه بحمل التمتععع علععى معنععاه اللغععوي ،وهععو النتفععاع ،والقععران
علععى أنععه باعتبععار الخععر ،لنععه )ص( اختععار الفععراد أول ،ثععم أدخععل عليععه العمععرة
خصوصية له للحاجة إلى بيان جوازها في هذا المجمع العظيم ،وإن سبق بيانهععا منععه
قبل متعددا .اه .قوله :إن اعتمر عامه أي محععل الفضععلية إن اعتمعر فععي سعنة الحععج
بأن ل يؤخرها عن ذي الحجة ،وإل كان كل منهما أفضل منه ،لكراهة تأخيرها عععن
سنته .قال الكردي :ومن صور الفراد الفاضل بالنسبة للتمتععع المععوجب للععدم :مععا لععو
اعتمر قبل أشهر الحج ثم حج من عامه ،لكنها مفضولة بالنسبة للتيععان بععالعمرة بعععد
الحج فيما بقي من ذي الحجة -كما في المداد -ويسمى ذلك تمتعا أيضا .اه) .قوله:
ثم تمتع( أي ثم يليه في الفضيلة تمتع ،فهو أفضل من القران ،وذلك لن المتمتع يأتي
بعملين كاملين ،وإنما ربح أحد الميقاتين فقط ،بخلف القارن ،فإنه يععأتي بعمععل واحععد
من ميقات واحد) .قوله :وعلى كل من المتمتع والقععارن :دم( أمععا الول :فبالجمععاع،
لربحه الميقات ،إذ لو أحرم بالحج أول معن ميقععات بلععده لحتععاج بععده إلععى أن يحععرم
بالعمرة من أدنى الحل ،وبالتمتع ل يخرج من مكة ،بل يحععرم بالحععج منهععا .قععال فععي
التحفة :وبهذا يعلم أن الوجه فيمن كرر العمرة في أشععهر الحععج أنععه ل يتكععرر عليععه،
وإن أخرج الدم قبل التكرر ،لن ربحه الميقات بالمعنى الذي تقععرر لععم يتكععرر .وأمععا
الثاني :فلما صح أنه )ص( ذبح عن نسائه البقر يوم النحر .قالت عائشة -رضي الع
عنها :-وكن قارنات .ولنه وجب على المتمتع بنص القرآن ،وفعل المتمتع أكثر من
فعل القارن ،فإذا لزمه الدم فالقععارن أولععى) .قععوله :إن لععم يكععن( أي كععل مععن المتمتععع
والقارن .وهو شرط لوجوب الدم ،أي يشترط في وجوب الدم عليهما أن ل يكونا من
حاضري المسجد الحرام ،وذلك لقوله تعالى في المتمتع) * :ذلععك لمععن لععم يكععن أهلععه
حاضري المسجد الحرام( * ) (1أي ما ذكر من الهدي والصوم عند فقععده لمععن -أي
على من لم يكن أهله أي وطنععه -حاضععري المسععجد الحععرام ،وقيععس عليععه فععي ذلععك
القارن ،والجامع بينهما الترفه فيهما .فالمتمتع ترفه بربح ميقات الحج ،والقارن ترفععه
بترك أحد الميقاتين أيضا .ويشترط أيضا لوجوب التمتع أن يحرم بالعمرة فععي أشععهر
الحج ،ويفرغ منها ،ثم يحرم بالحج من مكة ،وأن يكون إحرامه بالعمرة ثم بالحج في
سنة واحدة ،وأن ل يعود إلى الميقات قبل الحرام أو بعده وقبل التلبس بنسك.
] [ 333
فحاصل الشروط أربعة ،إذا فقد واحد منها لم يجب عليه شئ .ويشترط لوجعوبه
على القارن أيضا أن ل يعود من مكة قبل الوقوف إلى الميقات ،فحاصل مععا يشععترط
له اثنان إذا فقد واحد منهما لم يجععب عليععه شعئ) .قععوله :وهععم( أي حاضععرو المسععجد
الحرام) .وقوله :من دون مرحلتين( أي من استوطنوا بالفعععل حالععة الحععرام ل بعععده
محل دون مرحلتين أي من الحرم على الصح وذلك لن المسجد الحرام حيعث ذكععر
في القرآن المراد به جميع الحرم إل في آية * )فول وجهك شطر المسجد الحععرام( *
) (2وآية * )سبحان الذي أسرى( * ) (3فالمراد به الكعبععة فععي الول ،وحقيقتععه فععي
الثاني .وقيل من مكة لن المسجد الحرام في الية غير مراد به حقيقته اتفاقا ،وحمله
على مكة أقل تجوزا من حمله على جميع الحرم) .قوله :وشروط الطواف( لما أنهععى
الكلم على الركان ،شرع في بيان شروط بعضها وهو الطععواف وخصععه مععن بينهععا
بععذلك لكععونه أفضععلها ،ولعظععم الخطععر فيععه .وهععذه الشععروط ليسععت خاصععة بطععواف
الفاضعة ،بعل هعي لعه بسعائر أنعواعه ،معن قعدوم ،ووداع ،ونعذر ،وتطعوع ،وتحلعل.
)وقوله :ستة( بل ثمانية .فسابعها :كعونه فعي المسععجد .وثامنهععا :ععدم صععرفه لغيعره،
كطلععب غريععم .وكإسععراعه خوفععا مععن أن تلمسععه امععرأة .وقععد نظمهععا بعضععهم فقععال:
واجبات الطواف ستر وطهر * * جعله البيت يا فتى عن يسار في مرور تلقععاء وجععه
وبالسود * * يبدأ محاذيا وهو سار مع سبع بمسجد ثم قصد * * لطععواف فععي النسععك
ليس بجار فقد صرف لغيره ذي ثمان * * قد حكى نظمها نظام الدرار )قوله :أحدها:
طهر عن حدث( أي بنوعيه :الصغر والكبر .وقوله :وخبث أي فععي ثععوبه ،وبععدنه،
ومطافه .قال في التحفة :نعم ،يعفى عما يشق الحتراز عنه في المطععاف مععن نجاسعة
الطيور وغيرها ،إن لم يتعمد المشي عليها ،ولم تكن رطوبة فيها أو في مماسععها كمععا
مر قبيل صفة الصلة .ومن ثم عد ابن عبد السلم غسل المطاف من البدع .اه .قععال
الرملعي رحمعه الع تععالى :وممعا شعاهدته ممعا يجعب إنكعاره والمنعع منعه ،معا يفعلعه
الفراشون بالمطاف من تطهير ذرق إ الطيور ،فيأخذ خرقة مبتلة فيزيل بها العين ،ثم
يغسلها ،ثم يمسح بها محله ،فيظن أنه تطهير ،بل تصعير النجاسعة غيعر معفعو عنهعا،
ول يصح طواف الشععافعية عليهععا ،إذ ل بععد بعععد إزالععة العيععن مععن صععب المععاء علععى
المحل .اه) .قوله :وثانيها( أي الشعروط السعتة) .قعوله :سعتر لععورة قعادر( أي علعى
الستر ،فإن كان عاجزا عنه طاف عاريا وأجزأه كما لععو صععلى كععذلك بخلف مععا إذا
عجز عن الطهارة حسا أو شرعا ،فبحث السنوي منعه كالمتنجس العاجز عن المععاء
من طواف الركن ،لوجوب العادة ،فل فائدة في فعله .وقطع طععواف النفععل والععوداع
بأن له فعلهما مع ذلك ،وهو ضعيف .وقد حرر هذا المقام في التحفة ،وذكععر حاصععل
المعتمد منه ،ونصها :ولو عجز عن الستر طاف عاريا ،ولو للركن إذ ل إعادة عليععه
أو عن الطهارة حسا أو شرعا .ففيه اضطراب حررته في الحاشية .وحاصل المعتمد
منه :أنه يجوز لمن عزم على الرحيل أن يطوف ،ولو للركن ،وإن اتسع وقته ،لمشقة
مصابرة لحرام بالتيمم ،ويتحلل به ،وإذا جاء مكة لزمه إعادته ،ول يلزمه عند فعلععه
تجرد ول غيره ،فإن مات وجب الحجاج عنه بشرطه .ول يجوز طواف الركن ول
غيره لفاقد الطهورين ،بل الوجه أن يسقط عنعه طععواف الععوادع .ولععو طععرأ حيضععها
قبل
] [ 335
وفي بهجة النوار :إن الحجر السود كان في البتداء ملكا صعالحا ،ولمعا خلعق
ال آدم وأباح له الجنة كلها إل الشجرة التي نهاه عنهععا ،ثععم جعععل ذلععك الملععك مععوكل
علععى آدم أن ل يأكععل معن تلععك الشععجرة ،فلمععا قععدر الع تعععالى أن آدم يأكعل معن تلعك
الشجرة غاب عنه ذلك الملك ،فنظر تعالى إلى ذلك الملك بالهيبععة فصععار جععوهرا أل
ترى أنه جاء في الحاديث :الحجر السود يأتي يوم القيامععة ولعه يععد ،ولسععان ،وأذن،
وعين ،لنه كان في البتداء ،ملكا ؟ )تنبيه( خمسة أشياء خرجععت مععن الجنععة مععع آدم
عود البخور ،وعصا موسى من شجر الس وأوراق التين الععتي كععان يسععتتر بهععا آدم
والحجر السود ،وخاتم سليمان .ونظمهععا بعضععهم فععي قععوله :وآدم معععه أهبععط العععود
والعصا * * لموسى من الس النبات المكععرم وأوراق تيععن واليميععن بمكععة * * وختععم
سليمان النععبي المعظععم وزاد بعضععهم :الحجععر الععذي ربطععه نبينععا علععى بطنععه ،ومقععام
إبراهيم ،وهو الحجر الذي كان يقف عليه لبناء البيت فيرتفع به حععتى يضععع الحجععر،
ويهبط حتى يتناوله من إسماعيل ،وفيه أثر قدميه) .قوله :محاذيا( حععال مععن الضععمير
في بدؤه ،العائد على الطائف) .وقععوله :لععه( أي للحجععر السععود ،كلععه أو بعضععه ،فل
يشترط محاذاة كله) .وقوله :في مروره( أي في حال مععروره) .قععوله :ببععدنه( متعلععق
بمحاذيا) .قوله :أي بجميع شقه اليسر( تفسير مراد للبدن أي أن المراد بالبدن جميععع
الشق اليسر ،فهو على سبيل المجععاز المرسععل ،والعلقععة الكليععة والجزئيععة ،والمععراد
أيضا بجميع الشق اليسععر مجمععوعه ،وهععو أعله المحععاذي لصععدره ،وهععو المنكععب.
وذلك لن المحاذاة ل تكون إل بععه كمععا هععو ظععاهر وعبععارة التحفععة :تنععبيه يظهععر أن
المراد بالشق اليسر أعله المحاذي للصدر ،وهو المنكب ،فلو انحرف عنه بهععذا ،أو
حاذاه ما تحته من الشق اليسر ،لم يكععف .اه .ثععم إن مععا ذكععر مععن اشععتراط المحععاذاة
مفروض في البتداء ،أما النتهاء فيجب أن يكون الذي حاذاه في آخععر الطععواف هععو
الذي حاذاه في أوله ،ومقععدما إلععى جهععة البععاب ،ليحصععل اسععتيعاب الععبيت بععالطواف.
وزيادة ذلك الجزء احتياط فلو حاذى أول طرفه ممععا يلععي البععاب ،اشععترط أن يحععاذيه
آخرا .وهذه دقيقة يغفل عنها) .قوله :وصععفة المحععاذاة( أي الكيفيععة الععتي تحصععل بهععا
المحاذاة ،وهذه الكيفية ليست بواجبة ،بل هي الفاضلة ،وذلك لنه لو تععرك السععتقبال
المذكور وحاذى الطرف مما يلي الباب بشقه اليسر أجزأه ،وفعاتته الفضعيلة) .قعوله:
أن يقععف( أي مسععتقبل للعبيت .وقعوله :بجععانبه أي الحجعر السعود .وقعوله :معن جهعة
اليماني متعلععق بيقععف .أي يقععف مععن جهععة الركععن اليمععاني .وقععوله :بحيععث إلععخ البععاء
لتصوير الوقوف بجانبه ،أي يقف وقوفا مصورا بحالة هي أن يصععير جميععع الحجععر
السود عن يمينه ،أي ويصير منكبه اليمن عند طرفه) .قوله :ثم ينععوي( أي ثععم بعععد
وقوفه المذكور ينوي الطواف) .قوله :ثم يمشي مستقبله( أي ثم بعد النيععة يمشععي إلععى
جهة يمينه مستقبل للحجر .وقععوله :حععتى يجععاوز أي يمشععي مسععتقبل إلععى أن يجععاوز
الحجر .والمراد إلى أن يبدأ في المجاوزة بحيث يحاذي منكبه طرف الحجععر ،وليععس
المراد إلى تمام المجاوزة ،بدليل قوله فحينئذ إلخ كما ستعرفه .وعبارة غيره :إلععى أن
يحاذي منكبه طرف الحجر ،فينحرف حينئذ ،ويجعععل جميععع يسععاره لطععرف الحجععر.
اه .وهي ظاهرة .وهذا على ما جرى عليه شيخه ابن حجر .أما على ما جععرى عليععه
م ر :فععالمراد إلععى تمععام المجععاوزة ،لن النفتععال عنععده يكععون بعععدها ،ل فععي حععال
المجاوزة) .قوله :فحينئذ ينفتل( أي حيععن المجععاوزة ينفتععل ،ل بععدها علععى مععا جععرى
عليه ابن حجر أما على ما جرى عليه الرملي :فالنتقال يكون بعدها كمععا علمععت ول
بد من استحضار النيعة عنعد هعذا النفتعال ،لنعه أول الطعواف ،ومعا قبلعه مقدمعة لعه.
)قوله :ويجعل يساره للبيت( معطوف علععى ينفتععل ،أي حينئذ يجعععل يسععاره ،ويصععح
جعل الواو للحال ،أي ينفتل حال كونه جاعل يساره .ويعدل علعى هععذا عبععارة التحفععة
ونصها :فينفتل جاعل يساره محاذيا جزءا من الحجر بشقه اليسر .اه.
] [ 336
)قوله :ول يجوز استقبال البيت إل في هذا( أي في ابتداء الطواف .قال العلمة
عبد الرؤوف :هذا الستثناء صوري ،لن أول الطواف الععواجب ،هععو هععذا النفتععال،
وما قبله مقدمته ،ل منه .ومن ثم لم تجز النية إل إن قارنته .اه .وما ذكره هو معتمد
ابن حجر ،واعتمد الجمال الرملي والخطيب وابن قاسععم وغيرهععم أن أول طععوافه مععا
فعله أول ،وأن الستثناء حقيقي) .قوله :وخامسها( أي الشروط السععتة) .قععوله :جعععل
البيت عن يساره( أي في كل خطوة مععن خطععوات طععوافه ،فلععو مععر منععه جععزء وهععو
مستقبل البيت أو مستدبره لدعاء أو زحمة أو استلم أو نحوهععا ،بطلععت تلععك الخطععوة
وما بني عليها حتى يرجع إلى محله الذي وقع الخلل فيه ،أو يصل إليه فيما بعد تلععك
الطوفة) .فائدة( الطواف يمين ،لما في مسلم :عن جععابر رضععي الع عنععه ،أنععه )ص(
أتى البيت فاستقبل الحجر ،ثم مشى عن يمينه .أي الحجر .وحينئذ يكون الطائف عععن
يمين البيت ،وغلط كثيرون فسرى إلى ذهنهم من اشتراط جعل البيت عععن يسععاره أن
الطواف يسار) .وقوله :مارا تلقععاء وجهععه( أي علععى الهيئة المعتععادة لععه فععي المشععي،
سواء طاف منتصبا ،أو منحنيا ،أو زحفا ،أو حبوا وإن قدر على المشي في الجميععع.
)قوله :فيجب كععونه إلععخ( هععذا التفريععع ل محععل لععه ،فععالولى التعععبير بععالواو ويكععون
مستأنفا ،ساقه لبيان شرط آخر .وقوله :بكل بدنه ومثله ثععوبه المتحععرك بحركتععه عنععد
حجر ،ل نحو عود في يده .ومشى الخطيب في مغنيه :والرملي في النهاية ،علععى أن
الثوب وإن تحرك بحركته ل يضر) .قوله :حععتى بيععده( أي حععتى يجععب خععروج يععده.
)قوله :عن شععاذروانه( متعلععق بخارجععا ،وهععو جععدار قصععير نقصععه ابععن الزبيععر مععن
عرض الساس ،وهو من الجهة الغربية واليمانية فقط كما في شرح بأفضل وموضع
من النهايععة وغيرهمععا ،لكععن المعتمععد كمععا فععي التحفععة ثبععوته فععي جهععة البععاب أيضععا.
والحاصل أنه مختلف في ثبوته من جميع الجوانب فالمام والرافعي ل يقولن بععه إل
في جهة الباب ،وشيخ السلم ومن وافقه ل يقولن به من جهة الباب ،وأبو حنيفة ل
يقول به في جميع الجوانب ،وفيه رخصة عظيمة ،بل لنا وجه إن معس جعدار الكعبعة
ل يضر ،لخروج معظم بدنه عن البيت .وقععوله :وحجععره هععو بكسععر الحععاء ،مععا بيععن
الركنين الشاميين ،عليه جدار قصير بينه وبين كل من الركنين فتحة ،ويسععمى أيضععا
حطيما ،لكن الشهر أنه ما بين الحجر السود ومقام إبراهيععم) .قععوله :للتبععاع( دليععل
لوجوب جعل البيت عن يساره ،ولوجوب خروجه بكل بدنه عنه .والتباع فععي الول
خبر جابر المار مع قوله )ص( :خذوا عنععي مناسععككم وفععي الثععاني أنععه )ص( طععاف
خارجه مع قوله خذوا إلخ ،ويدل له أيضا قوله تعالى) * :وليطوفوا بالبيت العععتيق( *
) (1وإنما يكون طائفا به إذا كان خارجا عنه ،وإل فهو طائف فيه) .قوله :فإن خالف
شيئا من ذلك( راجع لجميع ما قبله ،فاسععم الشععارة يعععود علععى المععذكور مععن الطهععر
والستر وما بعدهما من الشروط .فلو طاف عاريا أو غير متطهر ،أو مععن غيععر نيععة،
أو لم يبدأ بالحجر السود ،أو لم يجعل البيت عن يساره بأن جعله عععن يمينععه أو عععن
يساره لكن مشى القهقري ،أو لم يخرج بكل بدنه عن الشاذروان والحجععر ،لععم يصععح
طوافه) .قوله :وإذا استقبل إلخ( هذه المسعألة مفرععة علعى جععل العبيت ععن يسعاره.
والتي بعدها أعني ويلزمه إلخ مفرعة على وجوب كونه خارجا بكل بدنه عما ذكععره.
فكان المناسب أن يترجم لهما كعادته .بأن يقول :فرعان )قوله :فليحترز عن أن يمععر
منه أدنى جزء إلخ( فإن مر منه أدنى جزء وهو مستقبل الكعبة قبععل أن يجعععل الععبيت
عن يساره ،بطلت تلك الخطوة وما بني عليها حتى يرجع إلى المحععل الععذي مععر منععه
وهو مستقبل ،أو يصل إليه في الطوفععة الثانيععة مثل وتلغععو الطوفععة الععتي وقععع الخلععل
فيها) .قوله :ويلزم من قبل الحجر( أي أو اسععتلم الركععن اليمععاني .وهععذه المسععألة مععن
الدقائق التي ينبغي التنبه لها كما نص عليه
] [ 337
في اليضاح) .وقوله :أن يقر قدميه في محلهمععا( أي يثبتهمععا فععي محلهمععا .فلععو
زالت قدماه من محلهما إلى جهة الباب قليل ولو بعض شبر في حععال تقععبيله ،ثععم لمععا
فرغ من التقبيل اعتدل عليهما في الموضع الذي زالتا إليه فإن لعم يرجععع إلععى المحععل
الذي زالتا منه ومضى من هناك إلى طوافه ،بطلت طوفته هذه ،لنه قطع جزءا مععن
مطافه وبععدنه فععي هععواء الشععاذروان) .قععوله :وسادسععها( أي الشععروط السععتة) .قععوله:
كونه( أي الطواف) .وقوله :سبعا يقينا( فلو شعك فععي الععدد أخععذ بالقعل كالصعلة إن
كان الشك في الثناء .فإن كان بعد الفراغ لم يؤثر ،ومثله ما لو شك بعععده فععي شععرط
من الشروط كالطهارة فإنه ل يؤثر .ولو أخبره عدل على خلف ما يعتقده ،فإن كععان
بالنقص سن الخذ به إن لم يععورثه الخععبر تععرددا وإل وجععب الخععذ .وفععارق الصععلة
بأنها تبطل بالزيادة .وإن كععان بالتمععام لععم يجععز الخععذ بععه إل إن بلغععوا عععدد التععواتر.
)قوله :ولو في الععوقت المكععروه( هععذه الغايععة للتعميععم ،ولكععن ل محععل لهععا هنععا ،إذ ل
علقة بينها وبين العدد حتى يعمم بها فيه ،فكان المناسب أن يذكر مسألة مستقلة كمععا
صنع شيخه وعبععارته :ول يكععره فععي الععوقت المنهععي عععن الصععلة فيععه .والمعنععى أن
الطواف يصح ولو في الوقات التي تكععره فيهععا الصععلة ،لقععوله )ص( :يععا بنععي عبععد
مناف ،ل تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء) .قوله :فإن ترك منها(
أي السبع .وهو مفهوم قوله سبعا ،وقد علمععت مفهععوم قععوله يقينععا) .وقععوله :شععيئا وإن
قل( أي ولو بعض خطوة) .قوله :لععم يجععزئه( أي الطععواف .أي إن لععم يتععداركه ،فلععو
مات وقد ترك بعض خطوة من طواف الحج لم يصح حجععه) .قععوله :وسععن أن يفتتععح
الطائف( شروع في ذكر بعض سنن الطواف .وهي كثيرة .منهععا مععا ذكععره المؤلععف،
ومنها السكينة ،والوقار ،وعدم الكلم إل في خير كتعليم جاهل برفق إن قععل وسععجدة
التلوة ل الشكر لن الطواف كالصلة ،وسجدة الشكر تحرم فيها .ومنها رفع اليععدين
عند الدعاء ،وجعلهما تحت صدره في غير الدعاء بالكيفية المعهودة في الصلة كمععا
نص عليه في التحفة وعبارتها بعد كلم :ورفع اليدين في الدعاء كمععا فععي الخصععال،
ومنه مع تشبيههم الطواف بالصلة في كثير من واجباته وسننه الظاهر في أنععه يسععن
ويكره فيه كل ما يتصععور معن سععنن الصععلة ومكروهاتهععا يؤخععذ أن السععنة فععي يععدي
الطائف إن دعا رفعهما ،وإل فجعلهما تحت صدره بكيفيتهمععا ثععم .اه .ومنهععا الععدعاء
فيه ،وهو بالمأثور أفضل ،حتى من القراءة ،وهو كمععا فععي شععرح الععروض نقل عععن
الصحاب -أن يقول عند استلم الحجر في كععل طوفععة والولععى آكععد بسععم الع والع
أكبر .اللهم إيمانا بعك ،وتصععديقا بكتابععك ،ووفعاء بعهعدك ،واتباععا لسععنة نبيعك محمععد
)ص( وقبالة الباب اللهم البيت بيتك ،والحرم حرمك ،والمن أمنك ،وهذا مقام العععائذ
بك من النار ويشير بقلبه إلى مقام إبراهيم .وعند النتهاء إلععى الركععن العراقععي اللهععم
إني أعوذ بك من الشك والشرك ،والنفاق والشقاق وسوء الخلق ،وسوء المنظر في
المال والهل والولد .وعند النتهاء تحت الميزاب اللهم أظلني في ظلععك يععوم ل ظععل
إل ظلك .واسقني بكععأس محمععد )ص( شععرابا هنيئا ل أظمععأ بعععده أبععدا ،يععا ذا الجلل
والكرام .وبين الركن الشامي واليمعاني اللهعم اجعلعه حجعا معبرورا ،وذنبعا مغفعورا،
وسعععيا مشععكورا ،وعمل مقبععول ،وتجععارة لععن تبععور .والمناسععب للمعتمععر أن يقععول:
وعمرة مبرورة .ويحتمعل اسععتحباب التععبير بالحععج مراعععاة للخعبر ،ويقصععد المعنعى
اللغوي وهو مطلق القصد نبه عليه السنوي ،قال في المغني :ومحل الدعاء بهععذا إذا
كان الطواف في ضمن حج أو عمرة ،وإل فيدعو بما أحب .اه .وقال بعضععهم :يععأتي
بما ذكر ولو كان الطواف ليس طواف نسك اتباعا للوارد ،ويقصد بذلك أيضا المعنى
اللغوي .وبين اليمانيين اللهم * )ربنا آتنا في الدنيا حسنة ،وفععي الخععرة حسععنة ،وقنععا
عذاب النار( * ).(1
] [ 338
)قوله :باستلم الحجر السود إلخ( اختصر المؤلف ما يندب للطائف عند ابتداء
الطواف ،وحاصله أنه يندب له قبل البدء بالطواف إذا كان المطاف خاليععا أن يسععتقبل
الحجر السود ،ويستلمه بيده ،ثم يقبله بفمه ،ثم يضع جبهته عليه ،ويراعععي مععا ذكععر
في كل مرة ويكرره ثلثا .هذا كلععه عنععد القععدرة ،فععإن عجععز ععن التقبيععل اسعتلم بيععده
اليمنى ،فإن عجز عنه فباليسرى ،فإن عجز عن استلمه استلمه بنحو عود ثم قبل ما
استلم به ،فإن عجز عن استلمه أشار إليه بيده أو بشئ فيها ثم قبل ما أشععار بععه .ول
يشير بالفم إلى التقبيل ،ول يزاحم للتقبيل ،بل تحرم المزاحمععة لععه وللسععتلم إن آذى
غيره أو تأذى به ،لقععوله )ص( :يععا عمععر ،إنععك رجععل قععوي ،ل تزاحععم علععى الحجععر
فتؤذي الضعيف .إن وجدت خلوة ،وإل فهلل وكععبر .رواه الشععافعي وأحمععد -رضععي
ال عنهما -وأما نصه في الم على طلب الستلم أول الطواف وآخره ولو بالزحام،
فمحمول على زحععام ليععس معععه ضععرر بععوجه) .قععوله :وأن يقبلععه( المصععدر المععؤول
معطوف على استلم) .قوله :ويستلم الركن اليماني( أي عند القععدرة ،وإل أشععار إليععه
بيده ،أو بشئ فيها) .فائدة( مما ورد في فضل الركن اليماني قوله )ص( :مععا مععررت
بالركن اليماني إل وعنده ملك ينادي :آمين .آمين .فإذا مررتم فقولوا :اللهم ربنععا آتنععا
في الدنيا حسنة ،وفي الخرة حسنة .وقوله )ص( :وكل بالركن اليماني سبعون ملكا.
من قال :اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والخرة ربنا آتنععا فععي الععدنيا
حسنة وفي الخرة حسنة قالوا :آمين .قال العز بن جماعة :ول تعارض بين الحديثين
على تقدير الصحة إذ يحتمل أن السبعين موكلون به لم يكلفوا التععأمين وإنمععا يؤمنععون
عند سماع الدعاء ،والملك كلف قول آمين .وقوله )ص( :إن عند الركن اليمععاني بابععا
من أبواب الجنة ،والركن السود من أبواب الجنة ،ومععا مععن أحععد يععدعو عنععد الركععن
السود إل استجاب الع لععه .وقععوله )ص( :مععا بيععن الركععن اليمععاني والحجععر السععود
روضة من رياض الجنة .وعن عطعاء :قعال :قيعل :يعا رسعول الع تكعثر معن اسعتلم
الركن اليماني قال :ما أتيت عليععه قععط إل وجبريععل قععائم عنععده يسععتغفر لمععن يسععتلمه.
وعن مجاهد أنه قال :ما من إنسان يضع يده على الركن اليماني ويععدعو إل اسععتجيب
له ،وأن بين الركن اليماني والركن السود سبعين ألف ملك ل يفععارقونه ،هععم هنالععك
منذ خلق ال البيت) .قوله :ويقبل يده( أي أو ما أشار به للركن عند عدم استلمه كما
فععي التحفعة والنهايعة والمغنععي وجعزم حجععر فععي شعرح بأفضععل ومختصععر اليضععاح
وحاشيته أنه ل يقبل ما أشار به للركن اليماني فارقا بين الحجر وبين الركععن اليمععاني
بأن الحجر أشرف ،فاختص بععذلك .واعلععم أنععه ل يسععن تقبيععل الركنيععن الشععاميين ول
استلمهما .قال م ر :والسبب في اختلف الركان في هذه الحكام :أن ركععن الحجععر
فيه فضيلتان كون الحجر فيه ،وكونه على قواعد أبينا إبراهيم .واليمععاني فيععه فضععيلة
واحدة ،وهو كععونه علععى قواعععد أبينععا إبراهيععم .وأمععا الشععاميان فليععس لهمععا شععئ مععن
الفضيلتين .اه) .قوله :وأن يرمل( أي وسن الرمل ،وسببه :أن النبي )ص( دخل مكة
بأصحابه معتمرين سنة سبع قبل الفتح بسنة وقععد وهنتهععم الحمععى ،فقععال المشععركون:
هؤلء قد وهنتهم حمى يثرب ،فلم يبق لهم طاقة بقتالنا ،فأطلع ال نبيه على ما قععالوا،
فأمرهم النبي )ص( أن يرملوا ليرى المشععركون جلععدهم وبقععاء قععوتهم ،ففعلععوا ،فلمععا
رآهم المشركون قالوا :هؤلء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ؟ إنهم لجلد من كذا
وكذا .وإنما شرع مع زوال سببه ليتذكر به فاعله نعمة
] [ 339
ال بظهعور السعلم ،وإععزاز أهلعه ،وتطهيعر مكعة معن المشعركين علعى ممعر
العوام والسنين .وقوله :ذكر خرج به النثى ،فل يسن لها الرمل ولو ليل ،ولععو فععي
خلوة لن بالرمل تتبين أعطافها ،وفيه تشبه بالرجال .قععال فععي التحفععة :بععل يحععرم إن
قصدت التشبه .ومثل الرمل في ذلك الضطباع .ومثععل النععثى :الخنععثى) .قععوله :فععي
الطوفات( بإسكان الواو على الفصح ويجوز فتحها) .قوله :من طعواف بععده سععي(
أي حال كون الطوفات الثلث كائنة من طواف يعقبه سعي ،أي مطلوب فععي حععج أو
عمرة ،وإن كان مكيا .فإن رمل في طواف القدوم ،وسعى بعده سعي الحج ،ل يرمل
في طواف الركن ،لن السعي بعده حينئذ غير مطلوب ،ول رمل في طععواف الععوداع
لذلك) .قوله :بإسراع مشيه( تصوير للرمل .أي أن الرمل هو أن يسرع فيه مشيه أي
مع هز كتفيه ومع غير عدو ووثععب ،ويسععمى خببععا .وقععوله :مقاربععا حععال مععن فاعععل
إسراع .وقعوله :خطععاه بضعم الخععاء جمععع خطعوة ،بضعم الخععاء أيضععا :اسعم لمععا بيعن
القدمين ،أما الخطوة بالفتح وهي نقل القدم فجمعها خطاء بكسر الخععاء والمععد كركععوة
وركاء كما قال في الخلصة :فعل وفعلة فعال لهما) .قوله :وأن يمشي فععي الربعععة(
معطوف علععى أن يرمععل .أي وسععن أن يمشععي فععي الربعععة الخيععرة) .وقععوله :علععى
هيئته( أي سجيته وطبيعته .وفي بعض النسخ على هينته بنون ،فتاء أي تأنيه) .قوله:
للتباع( دليل لسنية الرمل فععي الثلث الول ،ولسععنية المشععي فععي الربعععة الخيععرة،
وهو ما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي ال عنهما ،قععال :كععان رسععول ال ع )ص(
إذا طاف بعالبيت الطعواف الول خعب ثلثعا ومشعى أربععا .وروى مسعلم أنعه )ص(:
رمل من الحجر إلى الحجر ثلثا ،ومشععى أربعععا) .قععوله :ولععو تععرك الرمععل( ضععبطه
الخطيب في منسكه بفتح الراء والميم ،ولكن القياس إسكان الميععم) .قعوله :ل يقضعيه(
أي الرمععل فععي البقيععة ،أي الربعععة الخيععرة .وذلععك لن هيئتهععا السععكينة ،فل تغيععر،
كالجهر ل يقضى في الخيرتين إذا ترك من الولتين) .قوله :ويسن أن يقرب الععذكر
من البيت( أي تبركا به ،لشرفه ،ولنه أيسر لنحو السععتلم .وخععرج بالععذكر النععثى،
والخنععثى ،فل يقربععان اسععتحبابا فععي حالععة طععواف الععذكور بععل يكونععان فععي حاشععية
المطاف ،بحيث ل يخالطان الذكور) .قوله :ما لم يؤذ أو يتأذ بزحمععة( قيععد فععي سععنية
القرب .أي ويسن مدة عدم إيذائه غيره أو تأذيه بسبب زحمة لو قرب ،وإل فل يسععن
له القرب .وعبارة شرح الروض ،نعم إن تأذى بالزحععام أو آذى غيععره فالبعععد أولععى.
قال في المجموع .كذا أطلقوه .وقال البندنيجي :قال الشافعي فعي الم ابتععداء الطععواف
وآخره فأحب له الستلم ولو بالزحام .اه .وقد توهم أنه يغتفر فعي البتعداء والخعرة
التأذي واليذاء بالزحام ،وهو ما فهمه السنوي ،وصرح بععه ،وليععس مععرادا كمععا نبععه
عليعه الذرععي وقععال :إنعه غلعط قبيعح) .وحاصععل نعص الم إلعخ( أنععه يتععوقى الذى
واليذاء بالزحام مطلقا ،ويتوقى الزحام الخععالي عنهمععا إل فععي البتععداء والخععر .اه.
)قوله :فلو تعارض القرب منه( أي من البيت من غيععر رمععل) .وقععوله :والرمععل( أي
مع البعد) .وقوله :قدم( أي الرمل ،علععى القععرب ،فكععونه يرمععل فععي حاشععية المطععاف
أولى من كونه يقرب من غير رمل) .قوله :لن ما يتعلق إلخ( عبارة شرح الروض:
لن الرمععل شعععاره مسععتقل ،ولنععه متعلععق بنفععس العبععادة ،والقععرب متعلععق بمكانهععا،
والمتعلق بنفسها أولى ،بعدليل أن صععلة الجماعععة فععي الععبيت أولععى مععن النفععراد فععي
المسجد هذا إن لم يخش ملمسة النساء مع التباعععد ،فععإن خشععيها تركععه -أي التباعععد
والرمل -فالقرب حينئذ بل رمل أولى -تحرزا عن ملمستهم المؤديععة إلععى انتقععاض
الطهارة -وكذا لععو كععان بععالقرب أيضععا نسععاء ،وتعععذر الرمععل فععي جميععع المطععاف -
لخوف الملمسة -فترك الرمععل أولععى .اه .بحععذف) .قععوله :وأن يضععطبع( معطععوف
على أن يقرب .أي ويسن أن يضطبع الذكر في طواف يرمل فيعه ،وهععو العذي يعقبعه
السعي ،ولو كان
] [ 340
لبسا) .قوله :وكذا في السعي( أي وكذا يسن الضطباع في السعي ،قياسا على
الطواف .قال في التحفة :ويكره فعله في الصلة كسنة الطواف .اه) .قوله :وهو( أي
الضطباع ،شرعا .أما لغة :فهو افتعال من الضععبع -بإسععكان البععاء -وهععو العضععد.
)وقوله :جعل وسط( بفتح السين في الفصح) .وقوله :وطرفيه( أي وجعععل طرفيععه -
أي الرداء ) .-وقوله :على اليسر( أي منكبععه اليسععر) .قععوله :للتبععاع( دليععل لسععنية
الضطباع وهععو أنععه )ص( :اعتمععر هععو وأصععحابه مععن الجعرانععة ،ورملععوا بععالبيت،
وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ،ثم قذفوها أعلى عواتقهم اليسرى .رواه أبودواد بإسناد
صحيح) .قوله :وأن يصلي بعده( أي وسن أن يصلي بعد الطواف ركعععتين) .وقععوله:
خلف المقام( أي وإن بعد ثلثمائة ذراع .والفضععل أن ل يزيععد مععا بينهمععا علععى ثلثععة
أذرع) .وقوله :ففي الحجر( عبارة غيره :فإن لم يتيسر له خلفه ،ففي الكعبععة ،فتحععت
الميزاب ،فبقية الحجر ،فالحطيم ،فوجه الكعبة ،فبين اليمععانيين ،فبقيععة المسععجد ،فععدار
خديجة ،فمكة ،فالحرم .ول يفوتان إل بموته .اه .الفضل لمن طاف أسععابيع ،فعلهمععا
بعد كل أسبوع .وإذا أخرهما صلى لكل منها ركعتين .ويجزئ للكل ركعتععان ،ويسععن
أن يقرأ فيهما سورتي الكافرون ،والخلص وأن يجهر بالقراءة ليل ،ومععا ألحععق بععه
مما بعد الفجر إلى طلوع الشعمس ،ويسعر فيمعا ععدا ذلعك) .فعائدة( ععن عبعد الع بعن
سليمان ،قال :طاف آدم عليه السلم بالبيت سبعا حين نععزل علععى الرض ،ثععم صععلى
ركعتين ،ثم أتى الملتزم ،فقال :اللهم إنك تعلم سري وعلنيتي ،فاقبل معذرتي .وتعلم
ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي .وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي .اللهم إنععي أسععألك إيمانععا
يباشر قلبي ،ويقينا صادقا حتى أعلم أنه ل يصععيبني إل مععا كتبععت لععي ،والرضععا بمععا
قضيت علي ،فأوحى ال تعالى إليه :يا آدم ،قد دعوتني بدعوات فاسععتجبت لععك :ولععن
يدعو بها أحد من ولدك إل كشفت همومه وغمععومه ،وكشععفت عنععه ضععيقه ،ونزعععت
الفقر من قلبه ،وجعلت الغنى بين عينيه ،ورزقته من حيععث ل يحتسععب ،وأتتععه الععدنيا
وهي راغمة ،ولو كان ل يريدها) .تنبيه( اختلف العلمععاء فععي الصععلة والطععواف فععي
المسجد الحرام -أيهما أفضل ؟ فقال ابن عباس وسعععيد بععن جععبير وعطععاء ومجاهععد:
الصلة لهل مكة أفضل ،وأما الغرباء ،فالطواف لهم أفضل .وقال بعضهم :الطواف
أفضل مطلقا .واختلفوا أيضا في أن الطواف بعد صععلة الصععبح أفضععل ،أو الجلععوس
إلى طلوع الشمس مع الشتغال بالذكر أفضل ؟ فقال كثيرون -منهم الشهاب الرملعي
-إن الطواف أفضل .وقال آخرون إن الجلوس أفضل ،واستصوبه ابععن حجععر مؤيععدا
له بأنه صح أن :من صلى الصبح ،ثم قعد يذكر ال تعالى إلى أن تطلععع الشععمس ،ثععم
صلى ركعتين ،كان له أجر حجة وعمرة تامتين .ولععم يععرد فععي الحععاديث الصععحيحة
في الطواف ما يقارب ذلك ،وبأن بعض الئمة كره الطواف بعد صلة الصععبح ،ولععم
يكره أحد تلك الجلسة ،بل أجمعوا على ندبها ،وعظيم فضلها .وحمل الولون القعععود
في الحديث المذكور :على استمرار الذكر وعدم تركه .قععالوا :والطععواف :فيععه الععذكر
والطواف ،فقد جمع بين الفضليتين) .قوله :فرع إلخ( مراده يذكر فععي هععذا الفععرع مععا
يسن للقادم مكة أول قدومه ،وليس مراده بيان ما يسعن لععداخل المسععجد الحعرام -لن
هذا قد علععم مععن مبحععث تحيععة المسععجد ،حيععث قععال هنععاك :وتكععره لخطيععب ،ولمريععد
طواف ،فيكون ذكععره هنععا ل فععائدة فيععه .وإذا علمععت أن هععذا مععراده لمععا ذكععر ،فكععان
المناسب أن يقول -كغيره -فرع :يسن لمن قععدم مكعة أن يبعدأ بعدخول المسعجد ،وأن
يشتغل عقبه بالطواف) .قوله :يسععن أن يبععدأ( أي قبععل تغييععر ثيععابه ،واكععتراء منزلععه،
وحط رحله ،وسقي دوابه) .وقوله :كل من الذكر والنععثى( أي مععا عععدا ذات الجمععال
والشرف ،أما هي :فالسنة في حقها تأخير الطواف إلى الليل) .وقعوله :بععالطواف( أي
طواف القدوم إن لم يعتمر ،أو بطواف العمرة إن اعتمر) .قوله :عند دخول المسجد(
] [ 341
أي عقب دخوله .ولو لم يطف عقب دخوله من غير عذر ،ففععي فععواته وجهععان:
قيل يفوت ،وقيل ل .وعبارة شرح الروض :قال في المجمععوع :قععد ذكرنععا أنععه يععؤمر
بطواف القدوم أول قدومه ،فلو أخره ففي فععواته وجهععان حكاهمععا المععام ،لنععه يشععبه
تحية المسجد .اه .وقضيته أنه ل يفوت بالتععأخير ،ومعلععوم أنععه ل يفععوت بععالجلوس -
كما تفوت به تحية المسجد .-نعم ،يفوت بالوقوف بعرفععة ،ويحتمععل فععواته بععالخروج
من مكة .اه) .قوله :للتباع( هو ما رواه الشيخان من أنه )ص( أول شئ بدأ به حين
قدم مكة أنه توضأ ،ثم طاف بالبيت والمعنى فيه أن الطواف تحية البيت ،ل المسجد،
فلذلك يبدأ به) .قوله :إل أن يجعد إلععخ( اسعتثناء مععن سعنية البعدء بعالطواف ،أي محعل
سععنيته إن لععم يجععد المععام فععي مكتوبععة .ومثلععه مععا إذا قععرب وقععت إقامععة الجماعععة
المشروعة ،ولو فععي نفععل كالعيععد) .قععوله :أو يخععاف إلععخ( أي أو إل أن يخععاف فععوت
فرض ،أو فوت راتبة مؤكدة لضععيق الععوقت) .وقععوله :فيبععدأ بهععا( أي بالمكتوبععة .مععع
المام .وبالفرض وبالراتبة ،فالضمير يعود على الثلث .وقععوله :ل بععالطواف :أي ل
يبدأ بالطواف ،لنه ل يفوت لو أخره ،بخلفها ،فإنه تفوت .قال فععي شععرح الععروض:
ولو كان عليه فائتة قدمها على الطواف أيضا ،ولو دخل وقد منع الناس من الطععواف
صععلى تحيععة المسععجد .جععزم بععه فععي المجمععوع .اه) .قععوله :وواجبععاته إلععخ( أي وأمععا
واجبات العمرة فشيئان :الحرام من الميقات ،واجتناب محرمععات الحععرام) .وقععوله:
خمسة( أي بناء على عده طواف الوداع من المناسععك .والععذي صععححه الشععيخان أنععه
ليس منهععا ،فهععو واجععب مسععتقل ،وعليععه ،تكععون الواجبععات أربعععة ،وتععرك المصععنف
سادسا ،وهو :التحرز عن محرمات الحعرام ،والولعى أن يبعدل طعواف العوداع بعه.
)قوله :وهي( أي الواجبات) .وقوله :ما يجب بتركه الفديعة( أي والثعم إن كعان لغيعر
عذر) .واعلم( أن الفرق بين الواجبات والركععان خععاص بهعذا البععاب ،لن الواجبععات
في غيره تشمل الركععان والشععروط ،فكععل ركععن واجععب ،ول عكععس ،فبينهمععا عمععوم
وخصوص بإطلق) .قوله :إحرام من ميقات( أي كون الحرام منععه ،لنععه الععواجب،
وأما أصل الحرام :فركن -كما تقدم .-قال في التحفة :هو لغة :الحد .وشععرعا :هنععا
زمن العبادة ومكانها .فإطلقه عليه حقيقي ،إل عند من يخص التوقيت بالحد بععالوقت
فتوسع .اه) .واعلم( أن المصنف تعرض للميقععات المكععاني ،ولععم يتعععرض للزمععاني،
فهو بالنسبة للحج :شوال ،وذو القعدة ،وعشر ليال من ذي الحجة .وبالنسععبة للعمععرة:
جميع السنة ،لكععن قعد يمتنعع الحععرام بهععا لععارض ،ككعونه محرمعا بالحعج ،لمتنعاع
إدخال العمرة على الحج إن كان قبل تحلله ،ولعجععزه ،عععن التشععاغل بعملهععا إن كععان
بعده ،وقبعل النفعر معن منعى ،وككعونه محرمعا بعالعمرة ،لن ل تععدخل علعى العمععرة.
)قوله :فيمقات الحج إلخ( شروع في بيعان المععواقيت) .وقععوله :لمععن بمكعة( أي سعواء
كان مكيا أو آفاقيا) .وقوله :هي( أي مكة .فلو أحرم خارج بنيانها أي في محل يجوز
قصر الصلة فيه لمن سافر منها ولم يعد إليها قبل الوقوف -أساء ،ولزمععه دم .وهععل
الفضل أن يحرم من باب داره ،أو من المسععجد الحعرام ؟ وجهععان .والمعتمعد الول،
لكعن بععد إتيعانه أول المسعجد ،وصعلته ركععتين فيعه -كمعا فعي حاشعية اليضعاح -
ونصها :المعتمد أنه يسن لعه أول ركعتعا الحعرام بالمسعجد ،ثعم يعأتي إلعى بعاب داره
فيحرم عند أخذه في السير بنفسه أو دابته إذ الحرام ل يسن عقب الركعتين ،بل عند
الخروج إلى عرفة ثم يدخل المسجد محرما لطواف الوداع المسععنون لععه .اه) .قععوله:
وهو( أي الميقات) .قوله :للحج والعمرة( الجار والمجرور حال من المبتدأ على رأي
سيبويه ،أو من خبره .ومثله الجار والمجرور الذي بعده) .قوله :ذو الحليفة( تصععغير
الحلفة بفتح أوله واحدة الحلفاء نبات معروف) .وقوله :المسعماة بعبئر علعي( قعال فعي
التحفة لزعم العامة أنه قاتل الجن فيها .اه .وفي شرح الرملي وابن علن :إنععه كععذب
ل أصل له .وفي البجيرمي :بل نسبت إليه لكونه حفرها .اه.
] [ 342
وقد أبدى العلمة الكردي في حاشيته الكبرى حكمة لطيفة لكون ميقات المدينععة
أبعد المواقيت ،وعبارته :ظهر للفقير في تقرير حكمة ذلك هو أن يقال :إن ال اختار
لنبيه )ص( لكونه أفضل النبيعاء أفضعل المعواقيت ،لبععده ععن مكعة ،فتعظعم المشعقة
والجر على قدر النصب ومنح أهل بلدته الشريفة هذه الفضيلة ببركة جواره )ص(،
واقتفائهم طريقه التي سععلكها )ص( ،فكععل مععن جععاء مععن المدينععة مععن الفععاق ،وسععلك
الطريق التي سلكها )ص( ،وجععب حقععه عليعه )ص( بتطفلعه علعى فسععيح بععابه ،فمنعح
بالفضل العظيم الذي منه وجوب شفاعته )ص( له ،لستحقاقه إياها بالوعععد الصععادق
منه )ص( ،فصار لعدم تطرق احتمال خلف فيه كأنه واجب حقيقي ،بععل أبلععغ منععه إذ
قد يوجد تخلف عن الواجبات من بعض المكلفين وشفاعته الخاصة المععرادة فععي مثععل
هذا المقام ل تكون إل لمن ختم لعه باليمعان .وهعو رأس معال العدنيا والخعرة .ومنعه
الحرام مما أحرم منه )ص( لينال فضيلة مشقة مصابرة الحرام من أبعد المععواقيت.
وأيضا .ينال فضيلة ابتاعه )ص( بالحرام منه ،فهي تربو على كل فضيلة .أل تععرى
إلى قول أئمتنا بتفضيل الحج راكبا على الحج ماشيا مع ما ورد فيه مععن الفضععل ممععا
لم يرد مثله في حق الراكعب ؟ قععالوا :لكعن فععي فضعيلة التبععاع مععا يربعو علعى ذلععك،
وبتفضيل صلة الظهر بمنى يوم النحر عليها في المسجد الحععرام ،فكيععف بمععا حععوى
فضيلتي التبععاع وعظععم المشععقة ؟ اه) .قععوله :ومععن الشععام إلععخ( معطععوف علععى مععن
المدينة ،أي وهو للمتوجه من الشام ومصر والمغععرب) .قععوله :الجحفععة( بضععم الجيععم
وسكون الحاء المهملة ،وهي قرية كبيرة بين مكععة والمدينععة ،وهععي أوسععط المععواقيت
سععميت بععذلك لن السععيل أجحفهععا أي أزالهععا فهععي الن خععراب ،ولععذلك بععدلوها الن
برابغ ،وهي قبل الجحفة بيسير ،فالحرام من رابغ مفضول لتقدمه علععى الميقععات إل
إن جهلت الجحفة ،أو تعسر بها فعل السنن للحرام من غسل ونحععوه ،أو خشععي مععن
قصدها على ماله ،فل يكون مفضول) .قوله :ومن تهامه اليمععن( معطعوف علععى مععن
المدينة أيضا ،أي وهععو للمتععوجه مععن تهععامه اليمععن ،وهععي اسععم للرض المنخفضععة،
ويقابلها نجد ،فإن معناه الرض المرتفعة ،واليمن الععذي هعو إقليععم معععروف ،مشعتمل
على نجد وتهامة ،وفي الحجاز مثلهما) .وقوله :يلملم( بفتح التحتية أوله ،أو يقععال لععه
ألملم بهمزة أوله .ويقال له أيضا يرمرم براءين مهملتين .وهو جبل من جبال تهامععة،
بينه وبين مكة مرحلتان طويلتان) .قوله :ومن نجد واليمن والحجاز( معطععوف أيضععا
علععى مععن المدينععة ،أي وهععو للمتععوجه مععن نجععد واليمععن والحجععاز ،أي مععن الرض
المرتفعة منهما كما تقعدم .وقعوله :قعرن بفتعح القعاف وسعكون العراء ،هعو جبعل علعى
مرحلتين من مكة ،ويقال له قرن المنازل ،وقرن الثعالب .وأما قرن بفتح الععراء فهععو
اسم قبيلة ينسب إليها أويس القرني رضي ال عنه) .قوله :ومععن المشععرق( معطععوف
على من المدينة أيضا ،أي وهو للمتوجه من المشرق ،وهو إقليم تشرق الشععمس مععن
جهته ،شامل للعراق وغيره) .وقوله :ذات عععرق( هععي قريععة خربععة فععي طريععق مععن
طرق الطائف ،أرضها سبخة تنبت الطرفاء ،بينها وبين مكة مرحلتان .وعرق بكسر
العين المهملة ،وسكون الراء جبل صغير مشرف على وادي العقيق) .تنبيه( قد نظععم
بعضهم المواقيت مع بيان مسافتها ،فقال :قرن يلملععم ذات عععرق كلهععا * * فععي البعععد
مرحلتان من أم القرى ولذي الحليفة بالمراحععل * * عشععرة وبهععا لجحفععة سععتة فععاخبر
ترى والصل فيها خبر الصحيحين :أنه )ص( وقت لهل المدينة ذا الحليفعة ،ولهعل
الشام ومصر الجحفة ،ولهل نجد قرن المنازل ،ولهل اليمن يلملم .وقععال :هععن لهععن
ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ،ومن كععان دون ذلععك فمععن
حيث أنشأ حتى أهل مكة معن مكععة) .قععوله :وميقععات العمععرة لمععن بععالحرم الحععل( أي
فيلزمه الخروج إليه ،ولو بأقل من خطوة ،ليحصل له فيها الجمع بين
] [ 343
الحرم والحل ،كما في الحج فإنه فيه الجمع بيععن الحععرم والحععل بعرفععة ،فلععو لععم
يخرج إليه ،وأتى بالعمرة أجزأته ،لكنه يأثم ويلزمه دم ،إل أن خرج إليه بعد إحرامه
وقبل الشروع في شئ من أعمالها فل دم ،وكذا ل إثم إن كععان وقععت الحععرام عازمععا
على هذا الخروج ،وإل أثم فقععط) .قععوله :وأفضععله الجعرانععة( أي أفضععل بقععاع الحععل
الجعرانة أي لعتماره )ص( منها بنفسه ،ولحكاية الذرعي عن الجندي فععي فضععائل
مكة أنه اعتمر منها ثلثمائة نبي وهي بكسععر الجيععم ،وسععكون العيععن ،وتخفيععف الععراء
على الفصح :-قرية في طريق الطائف ،على سعتة فراسعخ معن مكعة ،سعميت باسعم
امرأة كانت ساكنة بهععا) .قععوله :فععالتنعيم( أي فيليهععا فععي الرتبععة التنعيععم لمععره )ص(
السيدة عائشة بالعتمار منها .والتنعيم هععو المكععان المعععروف بمسععاجد عائشععة سععمي
بذلك لن عن يمينه واديا يقال له ناعم ،وعن يساره واديا يقال له نعيم ،وهو فععي واد
يقال له نعمان ،بينه وبين مكة فرسععخ) .قععوله :فالحديبيععة( أي فيلععي التنعيععم الحديبيععة،
لنه )ص( هععم بالعتمععار منهععا فصععده المشععركون ،فقععدم فعلععه ،ثععم أمععره ،ثععم همععه.
والحديبية بتخفيف الياء على الفصح بئر بين طريقي جدة والمدينة على ستة فراسععخ
من مكة ،سميت بذلك لن عندها شجرة حدباء ،كانت بيعة الرضوان عنععدها) .قععوله:
وميقات من ل ميقات له في طريقه( أي كأهل مصر والمغرب إذا سلكوا لجة البحععر.
وفي البجيرمي ما نصه :ل يقال المواقيت متفرقة لجهات مكععة ،فكيععف يتصععور عععدم
محاذاته الميقات ؟ فينبغي أن المراد عدم المحععاذاة فععي ظنععه ،دون نفععس المععر ،لنععا
نقول يتصور بالجائي من سواكن إلى جدة ،من غير أن يمر برابغ ول بيلملم ،لنهمععا
حينئذ أمامه ،فيصل جدة قبل محاذاتهما ،وهي على مرحلععتين مععن مكععة ،فتكععون هععي
ميقاته .شرح حجر .اه) .قوله :محاذاة الميقات الوارد إن حاذاه( هذا إذا حاذى ميقاتععا
واحدا ،فإن حاذى ميقاتين ،أحرم من محاذاة أقربهما إليه ،فإن استويا في القعرب إليعه
أحرم من محاذاة أبعدهما من مكة ،ومن سكن بين مكة وبين الميقات فميقاته مسععكنه.
)قوله :وإل فمرحلتان( أي وإن لم يحاذ ميقاتا أحرم على مرحلتين مععن مكععة ،لنععه ل
ميقات بينه وبين مكة أقل من هذه المسافة) .قععوله :فيحععرم الجععائي إلععخ( مفععرع علععى
قوله محاذاة الميقات إلخ .وقوله :من جهة اليمن متعلق بالجائي) .وقوله :من الشعب(
متعلق بيحرم) .وقوله :المحرم( لعل في العبارة سقطا أي المسمى بالمحرم ،أو الععذي
يقال له المحرم .وقوله :الذي إلخ صفة للشعب) .قوله :ول يجوز له( أي للجععائي فععي
البحر من جهة اليمن) .قوله :خلفا لما أفتى به شيخنا( هععو مصععرح بععه فععي التحفععة،
ونصها :وبه يعلم أن الجائي من اليمن فععي البحععر لععه أن يععؤخر إحرامععه مععن محععاذاة
يلملم إلى جدة ،لن مسافتها إلى مكة كمسافة يلملم كما صرحوا به .قال الكععردي بعععد
أن ساق العبعارة المعذكورة :وممععن قعال بعالجواز :النشعيلي مفعتي مكعة والفقيعه أحمعد
بلحعاج ،وابعن زيعاد اليمنعي وغيرهعم .وممعن قعال بععدم الجعواز :عبعد الع بعن عمعر
بامخرمة ،ومحمد بن أبي بكر الشخر ،وتلميذ الشارح عبد الرؤوف .قععال :لن جععدة
أقل مسافة بنحو الربع كما هو مشاهد وإن وجد تصريح لهم بأن كل من يلملععم وجععدة
مرحلتان ،فمرادهم أن كل ل ينقص عن مرحلتين ،ول يلزم منععه اسععتواء مسععافتهما،
ل سيما وقد حقق التفاوت الكثير ممن سلك الطريقين ،وهم عععدد كععادوا أن يتععواتروا.
قال ابن علن في شرح اليضاح :وليس هذا مما يرجع لنظر في المدرك حتى يعمل
فيه بالترجيح ،بل هو أمر محسوس يمكن التوصل لمعرفته بذرع حبل طويل يوصععل
لذلك .اه .وفي البطاح ما نصه :قال ابععن الجمععال ومععا فععي التحفععة مبنععي علععى اتحععاد
المسافة الظاهر من كلمهم ،فإذا تحقق
] [ 344
التفاوت فهو قائل بعدم الجواز قطعا ،بدليل صدر كلمه النص في ذلك ،وأيضا
كل محل من البحر بعععد رأس العلععم أقععرب إلععى مكععة معن يلملععم .وقعد قععال بععذلك فععي
التحفة (1) .وقال شيخنا السيد العلمععة يوسععف بععن حسععين البطععاح الهععدل نقل عععن
شيخنا السيد العلمة سليمان بن يحيى بن عمر مقبول رحمهم الع تعععالى مععا حاصععله
إن من أحرم من جدة من أهل اليمن يلزمه دم ،وكل من وافق الشيخ ابن حجر -مثل
ابن مطير ،وابن زياد ،وغيرهم من اليمنيين فكلمهم مبني علععى اتحععاد المسععافة بيععن
ذلك ،وقد تحقق التفاوت كمععا علمععت فهععم قععائلون بعععدم جععواز ذلععك ،أخععذا مععن نععص
تقييدهم المسافة .اه) .قوله :من جععواز إلععخ( بيععان لمععا .وقععوله :تععأخيره أي الحععرام.
وقوله :إليها أي إلععى جععدة) .قععوله :وعلععل( أي شععيخه ،الجععواز ،فععالمفعول محععذوف.
)قععوله :بععأن مسععافتها( أي جععدة) .وقععوله :إلععى مكععة( أي المنتهيععة إلععى مكععة .فالجععار
والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمسععافتها .وقععوله :كمسععافة يلملععم خععبر أن .وقععوله:
إليها أي إلى مكة) .قوله :ولو أحرم مععن دون الميقععات لزمععه دم( هععذا إن بلغععه مريععد
النسك ،ولو في العام القابل ،وإن أراد إقامة طويلة ببلد قبل مكة ،فإن بلغه غير مريععد
للنسك ثم عن له الحرام من بعده ،فميقاته حيث عن له ،ول يلزمه شئ ،وهذا يسععمى
الميقععات المعنععوي) .قععوله :ولعو ناسعيا أو جععاهل( قععال فعي التحفععة :وسعاوى الجاهعل
والناسي غيرهما في ذلك لن المأمور به يستوي في وجوب تداركه المعذور وغيره.
نعم ،استشكل ما ذكر في الناسي للحرام بأنه يستحيل أن يكون حينئذ مريععدا للنسععك.
وأجيب بأن يستمر قصده إلى حين المجاوزة ،فيسععهو حينئذ ،وفيععه نظععر ،لن العععبرة
في لزوم الدم وعدمه بحاله عند آخر جزء من الميقات ،وحينئذ :فسهوه إن طععرأ عنععد
ذلك الجزء فل دم ،أو بعده فالدم .اه) .قوله :ما لم يععد إلعخ( قيعد فعي لعزوم العدم .أي
يلزمه الدم مدة عدم عوده إلى الميقات قبل تلبسه بنسك بأن لم يعد أصل ،أو عاد بعععد
التلبس فإن عاد إليه قبل التلبس بنسك سععقط عنععه الععدم ،لقطعععه المسععافة مععن الميقععات
محرما) .قوله :ولو طواف قدوم( غاية في النسك المشترط عدم التلبععس بععه .أي ولععو
كان ذلك النسك طواف قدوم ،فإذا عاد قبل الشروع فيه سقط عنه الدم ،فإن عاد بعععده
لم يسقط) .قععوله :وأثععم غيرهمععا( أي غيععر الناسععي والجاهععل .وهععذا هععو الفععارق بيععن
الناسي والجاهل وغيرهما ،فهما يلزمهما الدم من غير إثم ،وهو يلزمه الدم مع الثم.
)قوله :ومبيت بمزدلفة( معطوف على إحرام ،وهذا هو الواجب الثاني من الواجبات.
)قوله :ولو سعاعة( غايععة لمععا يحصععل بععه المععبيت الععواجب .أي يحصععل المععبيت ولععو
بحضوره ساعة ،والمراد بها القطعة من الزمن ل الساعة الفلكية .وأفععاد بهععذه الغايععة
أن المبيت ليس المراد به معناه الحقيقي ،بل المراد به مطلق الحصول بمزدلفععة .فععإن
قيل إذا كان معنى المبيت غير مراد هنا ،فلم عبر به كغيره من الفقهاء ؟ أجيععب بععأنه
عبر به لمشاكلة المبيت بمنى ،ثععم إن الحصععول بهععا كععاف ،وإن لععم يطمئن ،أو ظنهععا
غير مزدلفة ،أو كان بنية غريم ،أو نائما ،أو مجنونا ،أو مغمى عليه ،أو سكران.
)) (1قوله :وقد قال بذلك في التحفة( عبارتها بعد العابر السابقة :بخلف الجائى فيععه
من مصر ،ليس له أن يوخر إحرامه عن محاذاة الحجفة لن كل محل من البحر بعععد
الجحفة أقرب إلى مكة منها -اه .فقععوله :وقععد قععال بععذلك فععي التحفععة :لعلععه الجحفععة.
والمراد :قال بنظير ذلك في الجحفة -فوقع تصحيف مععن النسععاخ فععي الفععظ الجحفععة،
على ظاهره .والمراد :قال في التحفة في مبحث الجحفة بنظير ذلك هنا ،أوق ال ذلك
بطريق اللزوم ،لنه من يلزم من حكمه بأن كل محععل بععد الجحفععة أقعرب إلععى مكعة:
الحكم بأن ك ل محل بعد رأس العلم من جهة يلملم :أقععرب إلععى مكععة معن يلملععم -ثععم
رأيت في حاشية شيخنا على عبد الروف نقل عبار ابعن الجمععال وفيهعا لفعظ الجحفععة،
فتعين حينئذ ضبط النسخ جميعها بها .فتنبه لذلك .اه مولف.
] [ 345
واشترط م ر :أن يكون أهل للعبادة كوقوف عرفععة .وجمععع ابععن الجمععال بحمععل
كلم الرملي على المتعدين ،وكلم غيره على غيرهم .اه .وإنما لم يجععب هنععا معظععم
الليل كما في المبيت بمنى لن المر بالمبيت لم يرد هنا بخلفه بمنى على المتعدين،
وكلم غيره على غيرهم .اه .وإنما لم يجب هنا معظم الليل -كما فععي المععبيت بمنععى
) .-قوله :من نصف ثان من ليلة النحر( فمن لم يكن بهعا فيعه -بعأن لعم يحضعر فيهعا
أصل ،أو حضر ونفر قبل نصف الليل ولم يعد إليها فيه -لزمععه دم لععتركه الععواجب.
نعم ،إن تركه لعذر -كأن خاف -أو انتهى إلى عرفة ليلععة النحععر واشععتغل بععالوقوف
عن المبيت ،أو أفاض من عرفة إلى مكة وطاف للركن ففاته المبيت ،لم يلزمه شععئ.
أفاده فععي شععرح المنهععج) .قععوله :ومععبيت بمنععى( معطععوف أيضععا علععى إحععرام ،وهععو
الواجب الثالث) .قعوله :معظعم ليعالي إلععخ( أي ويجععب المعبيت بهعا معظعم ليععالي أيععام
التشريق .أي معظم كل ليلة منهععا بزيععادة علععى النصععف ولععو لحظععة -للتبععاع -مععع
خبر :خذوا عني مناسككم .واعلععم أن منععى طعول مععا بيععن وادي محسععر وأول العقبععة
التي بلصقها الجمرة .فليست العقبة مع جمرتها منها على المعتمععد وقيععل إنهمععا منهععا.
والحاصل أن في المسألة رأيين أحدهما إن كل من الجمععرة والعقبععة مععن منععى ،وهععو
ضعيف .ثانيهما :أنهما ليسععا منهععا ،وهععو المععذهب .وأمععا مععا أفهمععه قععول بعضععهم إن
الجمرة منها دون العقبة إل الجزء الذي عنده الجمععرة ،وأن مععن قععال إن العقبععة منهععا
مراده ذلك الجزء ،ومن قال ليست منها مراده بقيتها فهو رأي له استحساني ضعععيف
جدا ل مستند له ،فل يعول عليه) .قوله :نعم ،إن نفر إلخ( اسععتدراك مععن قععوله ليععالي
أيام التشريق الصادق بالليلة الثالثة ،فإن ليععالي جمععع ،وأقلععه ثلثعة) .قعوله :جعاز( أي
بشروط إذا فقد واحد منها تعين عليه مبيت الليلة الثالثة ورمي يومها .فععإن نفععر حينئذ
لزمه دم لترك رمي اليوم الثالث ومد لترك مبيت الليلة الثالثة إن بات الليلععتين قبلهععا،
وإل لزمه دم أيضا لترك المبيت .وهي أن يكعون نفععره بعععد الععزوال ،وأن يكععون بععد
الرمي جميعه ،وأن يكون قد بات الليلتين أو فاته بعذر ،وأن ينوي النفر قبل خروجععه
من منى ،وأن تكون نية النفر مقارنة له ،وأن ل يعزم على العود للمبيت ،وأن يكععون
نفره قبل الغروب .وأفاد هذا الخير المؤلف بقوله قبل غععروب شععمس .ومعنععى نفععره
قبل الغروب سيره منها بالفعل قبله ،وإن لم ينفصل من منى إل بعععده ،واختلفععوا فيمععا
لو غربت الشمس وهو في شغل الرتحال ،فجرى ابن حجعر والخطيعب -تبععا لبعن
المقري -على أن له النفر ،لن في تكليفه حل الرحل والمتععاع مشععقة عليععه ،وجععرى
الرملي تبعا لشيخه شيخ السلم في السنى والغرر على عدم الجواز) .قوله :وسععقط
عنه مبيت الليلة الثالثة ورمي يومهععا( أي معن غيععر دم عليععه ،ومععن غيععر إثععم ،لقععوله
تعالى) * :فمن تعجل في يومين فل إثم عليه( * ) (1ولتيانه بمعظم العبععادة) .قععوله:
المبيت في لياليها( أي أيعام التشعريق ،ومثلهعا ليلعة مزدلفعة .ولعو ثنعى الضعمير لكعان
أولى) .قوله :لغير الرعاء( بكسر الراء والمد ،أما هم فيسقط عنهععم المععبيت ،ولععو لععم
يعتععادوا الرعععي قبععل ،أو كععانوا أجععراء أو متععبرعين .لكععن إن تعسععر عليهععم التيععان
بالدواب إلى منى ،وخشوا من تركها لو باتوا ضياعا بنحو نهععب ،أو جععوع ل يصععبر
عليه عادة ،وخرجوا قبل الغروب .وذلك لنه )ص( رخص لرعاء البععل أن يععتركوا
المبيت بمنى .وقيس بمنى مزدلفة ،قال في النهاية :وصورة ذلععك -أي خروجععه قبععل
الغروب في مبيت مزدلفة -أن يأتيها قبل الغروب ،ثم يخرج منها حينئذ علععى خلف
العادة .اه .ومثلها شرح الروض والمغني) .قوله :وأهل السقاية( بالجر ،عطف علععى
الرعاء .أي ولغير أهل السقاية -وهي بكسر السين -موضععع كععان بالمسععجد الحععرام
يسقى فيه الماء
] [ 346
ويجعل في حياض يسبل للشععاربين .والمععراد بهععا مععا هععو أعععم مععن ذلععك ،وهععو
الموضع الذي يسقى فيه الماء مطلقا ،في المسجد الحرام ،أو في غيره ،قديما كععان أو
حادثا .وخرج بغيععر أهععل السععقاية أهلهععا ،فيسععقط عنهععم المععبيت ،لنععه )ص( رخععص
للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى لجل السقاية .رواه الشيخان .وقيس بسععقاية العبععاس
غيرها من بقية السقايات .ول فرق فععي سععقوط ذلععك بيععن أن يخرجععوا ليل أو نهععارا.
والفرق بينهم وبين أهل الرعاية حيث اعتبر خروجهم قبل الغروب أن هؤلء شععغلهم
ليل ونهارا ،بخلف أهل الرعاية .قال ابن الجمال :وهععذا باعتبععار الشععأن أي الغععالب
فلو فرض الحتياج إلى الرعي ليل دون السقاية انعكععس الحكععم .اه .ويسععقط المععبيت
مطلقا أيضا عن خععائف عععن نفععس ،أو عضععو ،أو بضععع ،أو مععال -وإن قععل ويسععقط
مبيت مزدلفة عمن أفاض من عرفة إلى مكة وطاف للركن ولم يمكنه العود لمزدلفععة
بعده كما تقدم والولى لهل السقاية والرعاية تأخير الرمي يومععا فقععط ،فيععؤدونه فععي
اليوم الثاني قبععل رميعه ،ولععو قبععل الععزوال .واعلععم أن العععذر فععي المععبيت يسععقط الععدم
والثم ،وفي الرمي يسقط الثم فقط) .قوله :وطواف الوداع( بعالرفع ،معطعوف علعى
إحرام أيضا ،وقد علمت أن عده من واجبات الحج رأي ضعيف ،والمعتمد أنه واجب
مستقل .وعبارة اليضاح :اختلف أصحابنا في أن طععواف الععوداع مععن جملععة مناسععك
الحج أم عبادة مستقلة ؟ فقال إمام الحرمين :هو من مناسك الحععج ،وليععس علععى غيععر
الحج طواف الوداع إذا خرج من مكة .وقال البغععوي وأبععو سعععيد المتععولي وغيرهمععا
ليس هو من المناسعك ،بعل يعؤمر بعه معن أراد مفارقعة مكعة إلعى مسعافة تقصعر فيهعا
الصلة سواء كان مكيا أو غير مكي .قال المام أبو القاسم الرافعي :هععذا الثععاني هععو
الصح ،تعظيما للحرم ،وتشبيها لقتضاء خروجه للوداع باقتضععاء دخععوله للحععرام،
ولنهععم اتفقععوا علععى أن مععن حععج وأراد القامععة بمكععة ل وداع عليععه ،ولععو كععان مععن
المناسععك لعععم الجميعع .اه) .قعوله :لغيععر حعائض( أمععا هععي :فل يجععب عليهعا طعواف
الوداع .ومثل الحائض النفساء ،وذو الجرح الذي ل يأمن تلويث المسجد منععه ،وفاقععد
الطهورين ،والمستحاضة في زمن نوبة حيضها ،والخععائف علععى نفععس ،أو بضععع أو
مال تأخر له .قال الكردي :فهذه العذار تسقط الدم والثم .وقد يسقط العععذر الثععم ل
الدم فيما إذا لزمه وخرج عامدا عالما عازما على العود قبععل وصععوله لمععا يسععتقر بععه
وجوب الدم ،ثم تعذر العود .وترك طواف الوداع بل عععذر ينقسععم علععى ثلثععة أقسععام
أحدها :ل دم ول إثم ،وذلك فععي تععرك المسععنون منععه ،وفيمععن عليععه شععئ مععن أركععان
النسك ،وفيمن خرج من عمران مكة لحاجة ثم طرأ له السفر .ثانيهععا عليععه الثععم ول
دم ،وذلك فيما إذا تركه عامدا عالما وقد لزمععه بغيععر عععزم علععى العععود ثععم عععاد قبععل
وصوله لما يتسقر به الدم ،فالعود مسقط للدم ل للثم .ثالثها ما يلزمه بتركه الثععم ثععم
الدم ،وذلك في غير ما ذكر من الصور .اه .بحذف) .قوله :ومكي( أي ولغير مكععي،
أما هو فل يجب عليه طواف الوداع .والمراد بالمكي :من هو مقيم بمكععة سععواء كععان
مستوطنا أو غيره فشمل الفاقي الذي نوى القامععة بعععد حجععه بمكععة) .قععوله :وإن لععم
يفارق إلخ( الجملة صفة لمكي ،فهو قيد له فقط ،فإن فععارق المكععي مكععة وجععب عليععه
كغيره طواف الوداع إن كان سفره طويل) .وقوله :بعد حجه( لبيععان الواقععع ،فهععو ل
مفهوم له ،وذلك لن الفرق أنه من المناسك ،فهو ل يكون إل بعدها) .قععوله :ورمععي(
بالرفع ،عطععف علععى إحععرام .وهععذا هععو الععواجب الخععامس ،ولصععحته شععروط ،ذكععر
بعضها المؤلف ،وهي الترتيب في الزمان والمكععان والبععدان .ومعنععى الول :أنععه ل
يرمي عن يومه إل إذا رمى عن أمسه .ومعنى الثاني أنه ل يرمي الجمرة الثانيععة إل
إذا رمى الولى ول يرمي الثالثة إل إذا رمى الثانية .ومعنى الثالث أنه ل يرمي عععن
غيره حتى يرمي عن نفسه ،وأن يكون سبعا ،وأن
] [ 347
ل يصرف الرمي بالنية لغير النسك كرمي عععدو أو اختبععار جععودة رميععه -وأن
يكون بما يسمى حجرا ولو بلععورا ،وعقيقععا ،وزبرجععدا ،ومرمععرا -ل لؤلععؤ ،وذهععب،
وفضععة ،ونععورة طفئت ،وجععص طبععخ ،وآجععر ،وخععزف ،وملععح .وأن يكععون قاصععدا
المرمى .فلو قصد غيره لم يكف ،وإن وقع فيه كرميه نحو حية فععي الجمععرة ،ورميععه
العلم المنصوب في الجمرة عند ابن حجر قال :نعم ،لو رمى إليه بقصععد الوقععوع فععي
المرمى وقد علمه فوقع فيه ،اتجعه الجععزاء لن قصععده غيععر صعارف حينئذ اه .قععال
عبد الرؤوف :والوجه أنه ل يكفي وكون قصععد العلععم حينئذ غيععر صععارف ممنععوع،
لنه تشريك بين ما يجزئ وما ل يجزئ أصل .اه .وفي اليعاب :أنه يغتفععر للعععامي
ذلك ،واعتمد م ر إجزاء رمي العلم إذا وقع في المرمى ،قال :لن العامة ل يقصدون
بذلك إل فعل الواجب ،والمرمى هو المحل المبنععي فيععه العلععم ثلثععة أذرع مععن جميععع
جوانبه ،إل جمرة العقبة فليس لها إل جهة واحدة .وأن يكون رميا فل يكفععي الوضععع
في المرمى ،-وأن يكون باليد ،فل يكفي بنحو رجله وقوسه مع القععدرة -فععإن عجععز
عنه باليد قدم القوس ،فالرجل ،فالفم .وقد نظمها بعضهم فقال :شععروط رمععي للجمععار
ستة * * سبع بترتيب ،وكف ،وحجر ،وقصد ،مرمى -يا فتى -وسادس * * تحقق -
لن يصيبه الحجر )قوله :إلى جمرة العقبععة( متعلععق برمععي ،وهععي السععفلى مععن جهععة
مكة .قال في التحفة :والسنة لرامي هذه الجمرة أن يستقبلها ،ويجعل مكة عن يساره،
ومنى عن يمينه كما صححه المصعنف خلفععا للرافعععي فعي قععوله إن يسعتقبل الجمعرة
ويستدبر الكعبة .هذا في رمي يوم النحر ،أما في أيام التشريق ،فقد اتفقا على استقبال
الكعبة كما في بقية الجمرات .ويحسن إذا وصل منععى أن يقععول مععا روي عععن بعععض
السلف :اللهم هذه منى قد أتيتها وأنععا عبععدك وابععن عبععديك ،أسععألك أن تمععن علععي بمععا
مننت به على أوليائك .اللهم إني أعوذ بك من الحرمان والمصيبة في دينععي يععا أرحععم
الراحمين .قال :وروى ابن مسعود وابن عمر رضي ال عنهما أنهما لما رميا جمععرة
العقبة قال :اللهم اجعله حجا مبرورا ،وذنبععا مغفععورا .اه) .قععوله :بعععد انتصععاف ليلععة
النحر( متعلق برمي أيضا ،وهععو بيععان لععوقت جععواز رمععي جمععرة العقبععة ،أمععا وقععت
الفضيلة فبعد ارتفاع الشمس قدر رمح ،وهذا الرمي تحية منععى ،فععالولى أن يبععدأ بععه
فيها قبل كل شئ ،إل لضرورة ،أو عذر كزحمة ،أو انتظار وقععت فضععيلة لمععن تقععدم
دخوله إليها قبل ارتفاع الشمس) .قوله :سبعا( مفعول مطلعق لرمعي ،أي رميعا سعبعا.
)قععوله :وإلععى الجمععرات الثلث( معطععوف علععى إلععى جمععرة العقبععة .أي ورمععي إلععى
الجمرات الثلث) .قعوله :بععد زوال إلعخ( متعلعق برمعي بالنسعبة إلعى الجمعرات ،أي
ويكون الرمي إلى الجمرات الثلث بعد الزوال ،فل يصح الرمي قبل الععزوال .وهععذا
بالنسبة لرمي اليوم الحاضر ،أما بالنسبة لرمي اليعوم الغععائب فيتعدارك فععي بقيعة أيعام
التشريق ،ولو كان قبل الزوال) .واعلم( أن الرمي أيام التشريق ثلثععة أوقععات :وقععت
فضيلة :وهو بعد الزوال .ووقت اختيار :وهععو إلععى غععروب شععمس كععل يععوم .ووقععت
جواز :وهو إلى آخر أيام التشععريق) .قععوله :سععبعا( مفعععول مطلععق ،أي يرميهععا رميععا
سبعا .وسبعا الثانية مؤكدة للولى) .قوله :مع ترتيب( متعلق بمحذوف صععفة لرمععي.
أي رمي الجمرات الثلث كائن مع ترتيب بينها ،بأن يبدأ بالجمرة الولى وهي الععتي
تلي عرفة ،ثم الوسطى ،ثم جمرة العقبة .وهذا ترتيب فععي المكععان ،وهععو أحععد أقسععام
الترتيب الثلثة ،وقد تقدم التنبيه عليها) .قوله :بحجر( متعلق برمي .أي رمي بحجر.
وخرج به غيعره ،فل يصعح الرمععي بعه ،وذلعك كعاللؤلؤ ،والثمعد ،والنعورة والجعص
المحرقيععن ،والزرنيععخ ،والمععدر ،والجععر ،والخععزف ،والملععح ،والععذهب ،والفضععة،
والحديد ،والنحاس ،والرصاص.
] [ 348
)قوله :أي بما يسمى به( أي أن المراد به هنا كل ما يطلق عليععه حجععر مععن أي
جنس ،ومنه الكذان بفتح الكاف ،فذال مشددة وهو حجععارة رخععوة كأنهععا مععدر ،ومنععه
المرمر وهو الرخام) .قوله :ولو عقيقا وبلورا( أي ولو كان الععذي يسععمى حجععرا مععن
الحجار النفسية كالياقوت والبلور وهذا بالنسبة للجععزاء ل بالنسععبة للجععواز ،فيحععرم
الرمي به إن ترتب عليه كسر أو إضاعة مععال .وعبععارة النهايععة نعععم ،قععال الذرعععي
يظهر تحريم الرمي بالياقوت ونحوه إذا كان الرمي يكسرها ويععذهب معظععم ماليتهععا،
ول سيما النفيس منها ،لما فيه من إضاعة المال والسرف ،والظاهر أنه لو غصبه أو
سعرقه ورمعى بعه ،كفعى .ثعم رأيعت القاضعي ابعن كعج جعزم بعه ،قعال :كالصعلة فعي
المغصوب .اه) .قوله :ولو تععرك رمععي يعوم( أي أو يععومين ،عمععدا كععان أو سععهوا أو
جهل) .قوله :تداركه في باقي أيام التشريق( أي ويكون حينئذ أداء ،وذلك لنععه عليععه
الصلة والسلم جوزه للرعاة وأهل السقاية ،وقيععس عليهععم غيرهععم .وأفهععم قععوله فععي
أيام التشريق :أنه ليس له تداركه في لياليها ،والمعتمد جوازه فيها أيضا ،وجوازه قبل
الزوال .بل جزم الرافعي وتبعه السنوي وقال :إنه المعروف بجععواز رمععي كععل يععوم
قبل الزوال ،وعليه ،فيععدخل بععالفجر) .قععوله :وإل لزمععه دم( أي وإن لععم يتععداركه فععي
باقي أيام التشعريق بعأن لععم يتعداركه أصعل ،أو تعداركه بععد أيععام التشعريق لزمعه دم،
وسيأتي بيانه) .وقوله :بترك ثلث رميات( وصورة ذلك ل تكون إل في آخر جمععرة
من آخر أيام التشريق ،إذ لو تركها من غير ذلك لما صح رمي ما بعععدها ،فل يكععون
المتروك ثلث رميات فقط .وإذا ترك رمي واحدة لزمه مد ،أو رميتين لزمععه مععدان.
وصورة ذلك ما تقدم) .قعوله :وتجعبر ،أي الواجبعات ،بعدم( أي إذا تعرك واحعدا منهعا
جبر بدم .وهذا مكرر مع قوله في تعريععف الواجبععات وهععي مععا يجععب بععتركه الفديععة.
فكان الولى أن يقتصر على ما هنا ،يتركه هناك ،ل العكس ،لن ما هنععا متععن ،ومععا
هناك شرح ،والولععى للشععارح أن يراعععي المتععن) .قععوله :وتسععمى هععذه أبعاضععا( أي
يطلق عليها أبعاض ،لكن على سبيل المجاز ،ل الحقيقة ،لن البعاض الحقيقيععة هععي
أجزاء الماهية التي إذا فقد واحد منهععا فقععدت الماهيععة .والواجبععات هنععا ليسععت كعذلك.
)قوله :وسننه إلخ( هي كثيرة .منها :أنه يستحب للمام أو نائبه أن يخطععب بمكععة فععي
سابع ذي الحجة بعد صلة الظهر أو الجمعة خطبة فععردة ،يععأمرهم فيهععا بالغععدو إلععى
منى في اليوم الثامن ،ويعلمهم فيها ما أمامهم من المناسك ،لقول ابن عمر رضي ال
عنهمعا :كعان رسععول الع )ص( إذا كععان قبعل الترويععة بيععوم خطععب النععاس وأخععبرهم
بمناسكهم رواه البيهقي .ويخرج بهم من غد بعد صلة الصبح إن لم يكن يععوم جمعععة
إلى منى ،فيصلي بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويععبيتون بهععا ،فيصععلي بهععم
الصبح ،فإذا طلعت الشمس على ثبير وهو جبل كبير معروف هناك ساروا من منععى
إلى عرفات ،ول يدخلونها ،بل يقيمون بنمرة وهي موضع بقرب عرفععة حععتى تععزول
الشمس ،فإذا زالت الشمس ذهبوا إلى مسجد إبراهيم )ص( ،ثم يخطب المام بهم قبل
صلة الظهر خطبتين خفيفتين ،يعلمهم في الولى المناسك ،ويحثهم على إكثار الذكر
والدعاء بالموقف ،وإذا قام للثانية أذن للظهر ،فيفرغ المععؤذن مععع فراغهععا ،ثععم يقيععم،
ويصلي بالناس الظهر والعصععر جمععع تقععديم ،ويقصععرهما أيضععا إذا كععانوا مسععافرين
سفرا طويل ،ويأمر المكيين ومن لم يبلغ سفره مسافة القصر بالتمععام وعععدم الجمععع.
ثم بعد فراغهم من الصلة يذهبون إلى الموقف ويعجلون السير إليه .وأفضععله للععذكر
موقفه )ص( ،وهو عند الصععخرات الكبععار المفترشععة فععي أسععفل جبععل الرحمععة ،فععإذا
غربععت الشععمس قصععدوا مزدلفععة ،مععارين علععى طريععق المععأزمين ،وعليهععم السععكينة
والوقار .وأخروا المغرب ليصلوها مععع العشععاء بمزدلفععة جمععع تععأخير ،ويقفععون عنععد
المشعر الحرام ،ويدعون بها إلى السععفار ،ثعم يسععيرون قبععل طلعوع الشعمس بسعكينة
ووقار ،وشعارهم التلبية والذكر ،فإذا وجدوا فرجة أسرعوا .فإذا بلغوا وادي محسععر
موضع بين مزدلفة ومنى -أسرعوا في المشي حتى يقطعوا عععرض الععوادي .ويسععن
أن يقول فيه ما قاله عمر وابنه رضي ال عنهما.
] [ 349
إليك تعدو قلقا وضينها * * معترضا فععي بطنهععا جنينهععا مخالفععا ديععن النصععارى
دينها * * قد ذهب الشحم الذي يزينها ومعناه :إن ناقتي تعدو إليك بسرعة في طاعتك
قلقا وضينها .والوضين حبل كالحزام من كععثرة السععير والقبععال التععام والجتهععاد فععي
طاعتك ،والمراد صاحب الناقة) .قوله :غسل ،فتيمم( أي فإن عجز عن الغسععل فسععن
تيمم ،لن الغسل يراد للقربة والنظافة ،فإذا تعذر أحععدهما بقععي الخععر ،ولنععه ينععوب
عن الواجب ،فالمندوب أولى .قال في التحفة :ولو وجععد مععن المععاء بعععض مععا يكفيععه،
فالذي يتجه أنه إن كان ببدنه تغير أزاله به ،وإل فإن كفععى الوضععوء توضععأ بععه ،وإل
غسل بعض أعضاء الوضوء ،وحينئذ إن نععوى الوضععوء تيمععم عععن بععاقيه غيععر تيمععم
الغسل ،وإل كفى تيمم الغسل .فإن فضل شئ عن أعضاء الوضععوء غسععل بععه أعععالي
بدنه) .وقوله :لحرام( متعلق بكل من غسل فتيمم .ويسن ما ذكر من الغسععل والععتيمم
له لك أحد ،في كل حال ،ولو لنحو حائض ،وإن أرادته قبععل الميقععات ،ويكععره تركعه.
وغير المميز يغسله وليه ،وينوي عنه) .قوله :ودخول مكععة( معطععوف علععى إحععرام،
أي ولدخول مكة .وعبارة التحفة مع الصل ولععدخول الحععرم ،ثععم لععدخول مكععة ،ولععو
حلل للتباع .نعم ،قال الماوردي :لو خرج منهعا فعأحرم بعالعمرة معن نحعو التنعيعم،
واغتسل منه لحرامه ،لععم يسععن لععه الغسععل لععدخولها ،بخلف نحععو الحععديبيه أي ممععا
يغلب فيه التغير وأخذ منه أنه لو أحرم من نحو التنعيم بالحج لكونه لععم يخطععر لععه إل
حينئذ أو مقيما ثم ،بل وإن أخر إحرامه تعععديا واغتسععل لحرامععه ل يغتسععل لععدخوله.
ويؤخذ منه أنععه لععو اغتسععل لععدخول الحععرم ،أو لنحععو استسععقاء بمحععل قريععب منهععا ل
يغتسل لدخولها أيضا .ويتجه أن هذا التفضيل إنما هو عند عدم وجود تغير ،وإل سن
مطلقا .اه) .قوله :ولو حلل( غاية في سنية الغسل لدخول مكة ،أي يسععن الغسععل لععه
ولو كان حلل أي غير محرم قال في النهاية :قال السبكي :وحينئذ ل يكون هععذا مععن
أغسال الحج إل من جهة أنه يقع فيه .اه) .قوله :بذي طعوى( متعلععق بغسععل المرتبعط
بدخول مكة .أي ويسن الغسل لدخول مكة بذي طوى للتباع .رواه الشيخان .وطوى
بفتح الطاء أفصح من ضمها وكسععرها واد بمكعة علعى طريعق التنعيعم ،وسعمي بععذلك
لشتماله على بئر مطوية بالحجارة أي مبنية بهععا لن الطععي :البنععاء .قععال فععي شععرح
الروض :هععذا أي اسععتحباب الغسععل فيهععا -إن كععانت بطريقععه ،بععأن أتععى مععن طريععق
المدينة ،وإل اغتسل من نحو تلك المسافة .قال المحب الطبري :ولو قيل يسععتحب لععه
التعريععج إليهععا والغتسععال بهععا اقتععداء وتبركععا ،لععم يبعععد .قععال الذرعععي :وبععه جععزم
الزعفراني .اه) .قوله :ووقوف بعرفععة( معطععوف علععى إحععرام أي ولوقععوف بعرفععة.
وقوله :عشيتها :أي عرفة .والفضل :كونه بنمرة بعد الزوال .ويحصل أصععل السععنة
بالغسل بعد الفجر قياسا على غسل الجمعة) .قوله :وبمزدلفة( معطوف علععى بعرفععة.
أي وللوقوف بمزدلفة ،ويدخل وقت هذا الغسل بنصف الليل كغسععل العيععد فينععويه بععه
أيضا) .قوله :ولرمي أيام التشريق( معطوف على الحرام .أي ولرمي كععل يععوم مععن
أيام التشريق قبل زوالععه أو بعععده )قععوله :وتطيععب( معطععوف علععى غسععل ،أي ويسععن
تطيب للذكر وغيره غير الصعائم) .وقعوله :فعي البعدن( اتفاقعا) .وقعوله :والثعوب( أي
الزار ،والرداء على الصح -قياسا على البدن قال في التحفة :لكن المعتمععد مععا فععي
المجمععوع أنعه ل ينععدب تطيبعه جزمععا ،للخلف القععوي فععي حرمتععه .ومنعه يؤخععذ أنععه
مكروه ،كما هو قياس كلمهم في مسائل صرحوا فيها بالكراهععة ،لجععل الخلف فععي
الحرمة .ثم رأيت القاضي أبا الطيب وغيره صرحوا بالكراهة .اه) .قوله :ولو بما له
جرم( غاية لسنية التطيب ،أي يسن ولو بما له جرم .لكن لو نزع ثععوبه المطيععب بعععد
الحرام ثم لبسه ،لزمته الفدية كما لو ابتدأ لبس مطيب) .قععوله :قبيلععة( ظععرف متعلععق
بتطيب .وخرج به التطيب بعده ،فإنه يضر كما سيذكره) .وقوله :أي الحرام( تفسير
للضمير) .قوله :وبعد الغسل( معطوف علععى قععبيله ،أي ويسععن قبععل الحععرام أو بعععد
الغسل ،لتدوم رائحة الطيب .بخلفه قبله فإنها تذهب بععه) .قععوله :ل يضععر اسععتدامته(
أي الطيب في البدن والثوب ،لما روي عن عائشة رضي ال عنها :كععأني أنظععر إلععى
وبيص
] [ 350
الطيب في مفرق رسول ال )ص( وهو محرم .والوبيص بالبععاء الموحععدة ،بعععد
الواو ،وبالصاد المهملة هو البريق أي اللمعععان .والمفععرق بفتععح الميععم ،وكسععر الععراء
وفتحها -هو وسط الرأس ،لنه محل فرق الشعر .قال في التحفة :وينبغععي كمععا قععاله
الذرعي أن يستثنى من جواز الستدامة ما إذا لزمها الحداد بعععد الحععرام ،فتلزمهععا
إزالته .اه) .قوله :ول انتقاله بعرق( أي ول يضعر انتقععال الطيعب معن محعل بعدنه أو
ثوبه إلى محل آخر بواسطة العرق .وخرج به ما لو أخععذه مععن بععدنه أو ثععوبه ثععم رده
إليه فتلزمه الفدية) .قوله :وتلبية( بالرفع ،عطف على غسل أيضععا ،أي ويسععن تلبيععة.
)قوله :وهي( أي التلبية ،أي صيغتها) .وقوله :لبيك( أصععله لععبين لععك ،حععذفت النععون
للضافة ،واللم للتخفيف ،وهو مفعول مطلق لفعل محذوف .والتقدير ألبي لبين لععك،
فحذف الفعل وهو ألبي وجوبا ،وأقيم المصدر مقامه ،وهو مأخوذ من لععب بالمكععان -
يقال لب بالمكان لبا ،وألب به إلبابا -إذا أقام بععه .والمقصععود بععه :التكععثير ،وإن كععان
اللفظ مثنى على حد قوله تعععالى) * :ثععم ارجععع البصععر كرتيععن( * فععإن المقصععود بععه
التكثير ،ل خصوص المرتين ،بدليل * )ينقلب إليك البصععر خاسععئا وهععو حسععير( * )
(1فععإن البصععر ل ينقلععب خاسععئا وهععو حسععير إل مععن الكععثرة ،ل مععن مرتيععن فقععط.
)وقوله :اللهم( أصله يا ال -حععذفت يععاء النععداء ،وعععوض عنهععا الميععم ،وشععذ الجمععع
بينهما .كما قال ابن مالك :والكععثر اللهععم بععالتعويض * * وشععذ يععا اللهععم فععي قريععض
)وقوله :ولبيك( تأكيد للول) .وقوله :إن الحمععد( بكسععر الهمععزة -علععى السععتئناف -
وبفتحهععا -علععى تقععدير لم التعليععل -أي لن الحمععد .والكسععر أصععح وأشععهر عنععد
الجمهور ،لن الفتح يوهم تقييد استحقاق التلبية بالحمد ،وال سبحانه وتعالى يستحقها
مطلقا لذاته ،وجد حمععد أو ل) .وقععوله :والنعمعة( المشععهور فيعه النصععب عطفععا علععى
الحمد ،ويجوز فيعه الرفعع علعى البتعداء ،ويكعون الخعبر محعذوفا ،والتقعدير والنعمعة
كذلك) .وقوله :لك( خبر إن) .وقوله :والملك( المشهور فيععه النصععب عطفععا علععى مععا
قبله ،ويجوز فيه الرفع على مععا تقععدم ،ويسععن الوقععف علععى الملععك وقفععة يسععيرة ،لئل
يتوهم أنه منفي بالنفي الذي بعده) .وقوله :ل شريك لك( أي لنك ل شريك لك ،فهععو
كالتعليل لما قبله .وليحذر الملبي -في حال تلبيته -من أمععور يفعلهععا بعععض الغععافلين
من الضحك واللعب ،وليكن مقبل على ما هو بصدده بسكينة ووقععار ،وليشعععر نفسععه
أنه يجيب الباري سبحانه وتعالى ،فإن أقبل على ال بقلبه أقبل ال عليه ،وإن أعرض
أعرض ال عنه) .قوله :ومعنى لبيك :أنا مقيم على طاعتك( أي وإجابتك لما دعوتنععا
له على لسان خليلك إبراهيم ،عليه وعلى نبينا أفضل الصلة وأتععم التسععليم ،لمععا قلععت
له) * :وأذن في الناس بالحج( * ) (1الية ،فقععال :يععا أيهععا النععاس حجععوا .وذلععك لمععا
روي أنه :لما فرغ من بناء البيت ،قال ال تعالى له :أذن في النععاس بالحععج .قععال :يععا
رب وما يبلغ صوتي ؟ قال ال تعالى له :عليك الذان وعلينا البلغ .فصعععد إبراهيععم
على الصفا -وقيل على جبل أبي قبيس ،وقيل على المقام -وقال :يا أيها النععاس ،إن
ال كتب عليكم حج هذا البيت العتيق -وفي رواية إن ربكم بنععى لكععم بيتععا -وأوجععب
عليكم الحج فأجيبوا ربكععم -أو فحجععوا بيععت ربكععم -والتفععت بععوجهه يمينععا وشععمال،
وشرقا وغربا ،فأسمع ال عزوجل من في الرض ،وأجابه النس ،والجن ،والحجر،
والمدر ،والشجر ،والجبال ،والرمال ،وكل رطب ويععابس ،وأسععمع مععن فععي المشععرق
والمغرب ،وأجابوا من بطون المهات ،ومن أصلب الرجال ،كل يقول :لبيععك اللهععم
لبيك ،لبيك ل شريك لك لبيك ،إن الحمد والنعمة لك والملك ،ل شريك لك .فإنما يحج
اليوم من أجاب يومئذ ،فمن لبى مرة حج مرة ،ومععن لععبى مرتيعن حععج مرتيععن ،ومععن
لبى ثلثا حج ثلثا ،ومن لبى أكثر حج بقععدر ذلععك) .قععوله :ويسععن الكثععار منهععا( أي
التلبية) .وقوله :والصلة على النبي )ص(( بالرفع ،عطف على الكثار ،أي ويسن
] [ 351
الصلة على النبي )ص( بأي صيغة كانت ،لكن البراهيمية أفضععل .ويسععن أن
يكععون صععوته بالصععلة علععى النععبي )ص( ومععا بعععدها أخفععض مععن صععوته بالتلبيععة.
)وقوله :وسؤال الجنة والستعاذة من النار( هما بالرفع ،عطف علععى الكثععار أيضععا،
أي ويسن سؤال الجنة والستعاذة مععن النععار ،كععأن يقععول :اللهععم إنععي أسععألك رضععاك
والجنة ،وأعوذ بك من سخطك والنار .ويسن بعد ذلك أن يدعو بما شععاء دينععا ودنيععا.
ويسن أن يقول :اللهم اجعلني من الذين استجابوا لك ولرسولك ،وآمنععوا بععك ،ووثقععوا
بوعععدك ،ووفععوا بعهععدك ،واتبعععوا أمععرك .اللهععم اجعلنععي مععن وفععدك الععذين رضععيت
وارتضيت .اللهم يسر لي أداء ما نويت ،وتقبل مني يا كريم .وإذا رأى مععا يعجبععه أو
يكرهه ندب أن يقول :لبيك ،إن العيش عيش الخرة أي إن الحياة الهنيئة الدائمة هععي
حياة الدار الخرة ،بخلف حياة الدار الدنيا ،فإنها مكدرة ومنقطعة .وما أحسععن قععول
بعضهم :ل تركنن إلى الثياب الفاخره واذكر عظامك حين تمسععي نععاخزه وإذا رأيععت
زخارف الدنيا فقل * * لبيك ،إن العيش عيش الخره )قوله :بعد تكريعر إلعخ( متعلعق
بيسن ،المقدر قبل الصلة وقبل سؤال الجنة والستعاذة من النار ،أي ويسن كععل مععن
الصلة على النبي )ص( ومن سؤال الجنة والسععتعاذة مععن النععار بعععد تكريععر التلبيععة
ثلثا ،أي فكلما كررهعا ثلثععا سعن بععدها الصععلة والععدعاء ،وهععذا هعو الكمععل .ولعو
كررها أكثر من ثلث وبعد المرة الخيرة صلى على النبي )ص( ودعععا ،حصععل لععه
أصل السنة -كما فعي التحفععة -ولفظهعا) .تنععبيه( ظععاهر المتعن أن المععراد بتلعبيته معا
أرادها ،فلو أرادها مرات كثيرة لم تسن له الصلة ثم الدعاء إل بعد فراغ الكل ،وهو
ظاهر بالنسبة لصل السععنة .وأمععا كمالهععا فينبغععي أن ل يحصععل إل بععأن يصععلي ،ثععم
يدعو عقب كل ثلث مرات ،فيأتي بالتلبية ثلثا ،ثم الصععلة ،ثععم الععدعاء ،ثععم بالتلبيععة
ثلثا ،ثم الصلة ،ثععم الععدعاء ،وهكععذا .اه) .قععوله :وتسععتمر التلبيععة إلععى رمععي جمععرة
العقبة( أي وتنتهي التلبيععة بالشععروع فععي رمععي جمععرة العقبععة ،وهعذا إن ابتعدأ التحلععل
بالرمي .ومثله ما إذا ابتدأه بالطواف أو بالحلق ،فإنها تنتهي بعذلك .والحاصععل تنتهعي
بالشروع في التحلل الول مطلقا ،وإذا انتهت بالشروع في الرمي يسن التكععبير .قععال
في الحياء :ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي :ال أكبر على طاعععة الرحمععن
ورغم الشيطان ،اللهم تصديقا بكتابك ،واتباعا لسععنة نبيععك) .قععوله :لكععن ل تسععن( أي
التلبية ،وهو استدراك من تخصيصه انتهاء التلبية برمي جمرة العقبة المفيععد أنعه قبععل
ذلك تسن التلبية ،وهو شامل لطواف القدوم والسعي وكل ما يفعل قبل الرمي) .قوله:
لورود أذكار إلخ( علة لعدم سنية التلبية فيهما) .قوله :فيهمععا( أي فععي طععواف القععدوم
والسعي) .قوله :وطواف قدوم( بالرفع ،عطف على غسععل أيضععا ،أي ويسععن طعواف
قدوم ،أي طواف سععببه القععدوم ،فهععو مععن إضععافة المسععبب للسععبب .ويقععال لععه أيضععا:
طواف القادم ،والوارد ،والورود .فإن قلت إن هذا مكرر مع ما تقدم قبيل الواجبععات،
فإنه ذكر هناك أنه يسن أن يبدأ بالطواف ،فكان الولى القتصار على أحدهما ؟ قلت
ل تكرار ،لن ما هنا خاص بطواف القدوم ،وهناك ل يختص به ،بععل المععراد بععه مععا
يشمله وطواف العمرة كما علمت مما مر وأيضا ذكره هنععا مععن حيععث إنععه مععن سععنن
الحج ،وذكره هناك من حيث سن ما يبدأ به داخل مكة عند دخوله المسجد.
] [ 352
)قوله :لنه( أي طواف القعدوم) .وقعوله :تحيعة الععبيت( أي الكعبعة -ل المسعجد
نعم ،تحصل تحية المسجد بركعتي الطععواف إن لععم يجلععس عمععدا بعععد الطععواف وقبععل
ركعتيه ،وإل فاتت ،لنها تفوت بالجلوس عمععدا وإن قصععر) .قععوله :وإنمععا يسععن( أي
طععواف القععدوم) .قععوله :لحععاج أو قععارن( مثلهمععا الحلل الععذي دخععل مكععة ،فالحصععر
بالنسبة للمعتمر ،فإن المطلوب منه طواف العمرة المفروض لدخول وقتععه فل يصععح
تطوعه بطواف القدوم وهو عليه نعم ،بطواف العمرة :يثاب علععى طععواف القععدوم إن
قصده كتحية المسجد )وقوله :دخل مكة قبل الوقوف( أي أو بعده وقبل نصف الليععل،
فيطوف حينئذ طواف القدوم ،ثم بعد نصف الليل يطوف طواف الفاضة .بخلف مععا
إذا دخل مكة بعععد الوقععوف وبعععد نصععف الليععل ،فععإنه ل يطععوف طععواف القععدوم ،بععل
يطوف الفاضة لععدخول وقتععه) .قععوله :ول يفععوت( أي طععواف القععدوم بععالجلوس فععي
المسجد .قال في النهاية :وتشبيه ذلك بتحية المسجد بالنسبة لبعععض صععورها) .قععوله:
ول بالتأخير( أي ول يفوت بتأخيره ،أي ععدم اشعتغاله بطعواف القعدوم عقعب دخعوله
مكة سواء دخل المسجد وجلس فيععه أم ل ،وسععواء كععان التععأخير طععويل أم ل فعطفععه
على ما قبله من عطف العام على الخاص) .قوله :نعععم إلععخ( اسععتدراك مععن قععوله ول
بالتأخير ،فكأنه قال :إل إن أخره حتى وقف بعرفة) .وقوله :يفوت بععالوقوف بعرفععة(
أي إذا دخل بعد نصف الليل ،ل قبله كما تقدم) .قوله :ومبيت بمنععى( بععالرفع ،عطععف
على غسل أيضا ،أي ويسن مععبيت بمنععى) .قععوله :ليلععة عرفععة( أي ليلععة الععذهاب إلععى
عرفة ،وهي ليلة التاسع .وليس المراد بها الليلة التي يصععح الوقععوف فيهععا وهععي ليلععة
العاشر كما هو ظاهر .وتقدم الكلم على ما يسن قبل هذه الليلة وبعععدها عنععد الععذهاب
إلى عرفة) .قوله :ووقوف بجمع( معطوف على غسل أيضا ،أي ويسن وقوف بجمع
وهو بجيم مفتوحة ،وميم ساكنة ،اسم لمزدلفة كلها .سععمي بععذلك لجتمععاع النععاس فيععه
كما مر للشارح فععي :فصععل فععي صععلة الجمعععة وذكععره أيضععا الفشععني والرملععي فععي
شرحيهما على الزبد عند قوله :ثم المبيت بمنى والجمع إذا علمععت ذلععك فقععوله التععي
المسمى الن إلخ ،فيه نظر .فكان الولى أن يسقط لفععظ بجمععع ،ولفععظ المسععمى الن،
ويقول كغيره ووقوف بالمشعععر الحععرام) .قععوله :بالمشعععر( بفتععح الميععم فععي الشععهر،
وحكي كسرها .سمي مشعرا لما فيه من الشععائر أي معععالم الععدين) .وقعوله :الحععرام(
أي المحرم فيه الصععيد وغيععره لنععه مععن الحععرم) .قععوله :وهععو( أي المشعععر الحععرام.
)قوله :جبل( أي صغير ،يسمى قزح) .وقوله :في آخر مزدلفة( هذا ما عليه الشيخان
وابن الصلح ،واعترضه المحب الطبري حيث قال :وهو بأوسط المزدلفة ،وقد بنععي
عليه بناء .واعترض ابن حجر في حاشية اليضاح كلم المحب ،بأن هذا البناء ليس
بوسطها ،بل بقرب آخرها مما يلععي المععأزمين ،ثععم أجععاب بععأنه ليععس المععراد بالوسععط
حقيقته ،بععل التقريععب ،وعليععه ،فل منافععاة بيععن كلم الشععيخين وكلم المحععب) .قععوله:
فيذكرون في وقوفهم( الفاء واقعة في جواب شرط مقدر ،أي وإذا وقفوا يذكرون فععي
حال وقوفهم ندبا ولو قال :ويسن أن يذكروا ال في وقوفهم إلععخ ،لكععان أولععى .وذلععك
كأن يقول :ال أكبر ثلثا ل إله إل ال وال أكبر ول ع الحمععد) .وقععوله :ويععدعون( أي
كأن يقولوا :اللهم كما أوقفتنا فيه وأريتنا إياه ،فوفقنعا لعذكرك كمعا هعديتنا ،واغفعر لنعا
وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق * )فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا ال ع عنععد
المشعر الحرام( * إلى قوله) * :واستغفروا ال إن ل غفور رحيم( * * )ربنا آتنا فععي
الدنيا حسنة ،وفي الخرة حسنة ،وقنا عذاب النار( *) .وقععوله :إلععى السععفار( بكسععر
الهمزة ،أي الضاءة) .قوله :مستقبلين القبلة( أي لنهععا أشععرف الجهععات ،وهععو حععال
من الواو في يذكرون ،ويدعون) .قوله :للتباع( دليل لسنية الوقوف بالمشعر الحرام
مع ذكر ال والدعاء والستقبال في ذلك ،وهو ما رواه مسلم :عععن جععابر رضععي ال ع
عنه ،أنه )ص( لما صلى الصبح بالمزدلفة ركب
] [ 353
ناقته القصععواء حععتى أتععى المشعععر الحععرام ،فاسععتقبل القبلععة ،ودعععا الع تعععالى،
وهلله ،وكبره) .قععوله :وأذكععار إلععخ( معطععوف علععى غسععل أيضععا ،أي ويسععن أذكععار
وأدعية مخصوصععة بأوقععات وأمكنععة معينععة ،كعرفععة والمشعععر الحععرام ،وعنععد رمععي
الجمار ،والمطاف .وقد نظم العلمة عبد الملك العصامي الماكن التي يستجاب فيهععا
الدعاء مع الوقات -بقععوله :قععد ذكععر النقععاش فععي المناسععك * * وهععو لعمععري عمععدة
للناسك إن الدعا في خمسة وعشععره * * فععي مكععة يقبععل ممععن ذكععره وهععي الطععواف،
مطلقا والملتزم * * بنصف ليل فهو شرط ملتزم وتحت ميزاب لععه وقععت السععحر * *
وهكذا خلف المقام المفتخر وعند بئر زمزم شرب الفحول * * إذا دنت شمس النهععار
للفول ثم الصفا ،ومروة ،والمسعى * * لوقت عصر فهو وقت يرعى كععذا منععى فععي
ليلة البدر إذا * * ينتصف الليل فخذ ما يحتذى ثععم لععدى الجمععار ،والمزدلفععة * * عنععد
طلوع الشمس ،ثم عرفه بموقف عند مغيعب الشعمس قعل * * ثعم لعدى السعدرة ظهعرا
وكمل وقد روى هذا الذي قد مرا * * من غير تقييد بما قد مععرا بحععر العلععوم الحسععن
البصري عن * * خير الورى ذاتا ووصفا وسنن صلى عليععه الع ثععم سععلما * * وآلععه
والصحب ما غيث همى وقوله :وقد روى هعذا العذي إلعخ :قعد نظمعه بعضعهم كعذلك،
وزاد عليه خمسة مواضع ،فقال :دعاء البرايا يستجاب بكعبة * * وملععتزم والمععوقفين
كذا الحجر منى ويماني رؤية مروتين وزمزم * * مقام وميزاب جمارك تعتععبر منععى
ويماني رؤية البيت حجعره * * لععدى سعدرة عشعرون تمعت بهعا غعرر ومععن الذكععار
والدعية المخصوصة ما مر في المطاف وحععال وقععوفهم بالمشعععر الحعرام ،ومثلهمععا
أيضا ما ورد عند دخول مكة ،وهعو أنعه إذا أبصععر الععبيت قعال :اللهعم زد هعذا الععبيت
تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ،وزد من شرفه وعظمه وكرمه ممن حجه واعتمره
تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا .اللهم أنت السلم ،ومنك السلم ،فحينا ربنععا بالسععلم.
ومنها ما ورد في يوم عرفة وهو شئ كثير من ذلك قععوله )ص( :خيععر الععدعاء دعععاء
يوم عرفة ،وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ل إله إل ال وحععده ل شععريك لععه ،لععه
الملك ،وله الحمد ،يحيي ويميت ،وهو على كل شئ قدير .وزاد البيهقي :اللهم اجعععل
في قلبي نورا ،وفي سمعي نورا ،وفي بصري نورا .اللهم اشرح لي صدري ،ويسععر
لي أمري .وفي كتاب الدعوات للمستغفري من حديث ابن عباس رضي العع عنهمععا،
مرفوعا :من قرأ قل هو ال أحد ألف مرة يوم عرفععة أعطععي مععا سععأل .ومععن أدعيتععه
المختارة :ربنا آتنا في الدنيا حسنة ،وفي الخرة حسنة ،وقنا عذاب النععار .اللهععم إنععي
ظلمت نفسي ظلما كثيرا ،ول يغفععر الععذنوب إل أنععت ،فععاغفر لععي مغفععرة مععن عنععدك
وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .اللهم انقلنععي مععن ذل المعصععية إلععى عععز الطاعععة،
واكفني بحللععك ععن حرامععك ،واغننععي بفضعلك عمعن سعواك ،ونععور قلعبي وقععبري،
واهدني ،وأعذني من الشر كله ،واجمع لي الخير كله .اللهم إني أسألك الهدى والتقى
والعفاف والغني .وليحذر من التقصير فععي هععذا اليععوم ،فععإنه مععن أعظععم اليععام ،وإنععه
لموقف أعظم المواقف يقف فيه الولياء،
] [ 354
والخواص ،وينبغي أن يكععثر البكععاء مععع ذلععك ،فهنععاك تسععكب العععبرات ،وتقععال
العثرات .وأن يستغفر للمععؤمنين فعي دععائه ،لقععوله )ص( :اللهععم اغفععر للحعاج ولمعن
استغفر له الحاج .وليحسن الظن بال ،فقد نظر الفضيل بن عيععاض إلععى بكععاء النععاس
بعرفة فقال :أرأيتم لو أن هؤلء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا .كان يردهم ؟ فقععالوا:
ل .فقال :وال للمغفرة عند ال أهون من إجابة رجععل بععدانق .ورأى سععالم مععولى ابععن
عمر سائل يسأل الناس في عرفة ،فقال :يععا عععاجز ،أفععي هععذا اليععوم يسععئل غيععر الع
تعالى ؟ )قوله :وقد اسععتوعبها( أي الذكععار والدعيععة .والولععى اسععتوعبهما بضععمير
التثنية) .وقوله :في وظائف اليوم والليلة( أي في كتاب جمع فيه رواتب اليوم والليلة.
)وقوله :فليطلبه( أي من أراده ،والضمير المفعول يعود على الكتاب المععذكور .وفععي
بعض النسخ :فلتطلبه بتاء الخطاب والمخاطب به كل من أمكنععه ذلععك) .قععوله :فععائدة:
يسن متأكدا زيارة قبر النععبي )ص(( لمععا أنهععى الكلم علععى مععا يتعلععق بالمناسععك مععن
الركان والواجبات والسنن ،شرع يتكلم فيما هو حق مؤكد على كل مسلم خصوصععا
الحاج وهو زيارة سععيدنا رسععول الع )ص( .ولععو أخععر ذلععك عععن محرمععات الحععرام
كغيره لكان أنسب .واعلم أنهم اختلفوا فيها فجععرى كععثيرون علععى أنهععا سععنة متأكععدة،
وجرى بعضهم على أنها واجبة ،وانتصر له بعض العلمعاء .وقعوله :ولعو لغيعر حعاج
ومعتمر غاية في سن تأكد الزيارة ،لكن تتأكد الزيععارة لهمععا تأكععدا زائدا ،لن الغععالب
على الحجيج الورود من آفاق بعيععدة ،فععإذا قربععوا مععن المدينععة يقبععح تركهععم الزيععارة،
ولحديث :من حج ولم يزرني فقد جفاني .وإن كععان التقييععد فيععه غيععر مععراد) .وقععوله:
لحاديث وردت في فضلها( أي الزيارة .منهععا :قععوله )ص( :معن زارنعي بعععد معوتي
فكأنما زارني في حياتي .وقوله )ص( :من زار قبري وجبت له شععفاعتي .ومفهععومه
أنها جائزة لغير زائره .وقوله )ص( :من جاءني زائرا ،لم تنزعه حاجة إل زيارتي،
كان حقا على ال تعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامععة .وروى البخععاري :مععن صععلى
علي عند قبري وكل ال بها ملكا يبلغني ،وكفي أمر دنياه وآخرتعه ،وكنعت لعه شعفيعا
أو شهيدا يوم القيامة .من زار قبر محمد * * نال الشفاعة في غد بال كرر ذكره * *
وحععديثه يععا منشععدي واجعععل صععلتك دائمععا * * جهععرا عليععه تهتععدي فهععو الرسععول
المصطفى * * ذو الجود والكف الندي وهععو المشععفع فععي الععورى * * مععن هععول يععوم
الموعد والحوض مخصوص به * * في الحشر عذب المورد صلى عليه ربنا * * ما
لح نجم الفرقد قال بعضهم :ولزائر قبر النبي )ص( عشر كرامات .إحععداهن يعطععى
أرفععع المراتععب .الثانيععة يبلععغ أسععنى المطععالب .الثالثععة قضععاء المععآرب .الرابعععة بععذل
المواهب .الخامسععة المععن مععن المعععاطب .السادسععة التطهيععر مععن المعععايب .السععابعة
تسهيل المصاعب .الثامنة كفاية النوائب .التاسعة حس العواقب .العاشرة رحمععة رب
المشارق والمغارب .هنيئا لمن زار خير الورى * * وحط عن النفععس أوزارهععا فععإن
السعادة مضمومة * * لمن حل طيبة أو زارها )والحاصععل( زيععارة قععبر النععبي )ص(
من أفضل القربات ،فينبغي أن يحرص عليها ،وليحذر كل الحذر من التخلف عنها
] [ 355
مع القدرة وخصوصا بعد حجة السلم لن حقه )ص( على أمتععه عظيععم ،ولععو
أن أحدهم يجئ علععى رأسععه أو علععى بصععره مععن أبعععد موضععع مععن الرض لزيععارته
)ص( ،لم يقم بالحق الذي عليه لنععبيه جععزاه الع ععن المسعلمين أتعم الجععزاء :زر معن
تحب وإن شطت بك الدار * * وحععال مععن دونععه تععرب وأحجععار ل يمنعنععك بعععد عععن
زيارته * * إن المحب لمن يهواه زوار ويسن لمن قصد المدينة الشريفة أن يكثر مععن
الصلة على النبي )ص( في طريقه .وإذا قرب من المدينة المنورة سن أن ينيخ بذي
الحليفععة ،ويغتسععل ،ثععم يتوضععأ أو يععتيمم عنععد فقععد المععاء وأن يزيععل نحععو شعععر إبطععه
وعانته ،ويقص أظفاره ،وأن يلبس أنظف ثيابه ،وأن يتطيب ،وأن ينزل الذكر القوي
عن راحلته عند رؤية المدينة إن قدر عليه وأن يمشي حافيا إن أطاق وأمن التنجيععس
.-وأن يقول إذا بلغ حرم المدينة :اللهم هذا حرم نبيك ،فاجعله لععي وقايععة مععن النععار،
وأمانا من العذاب وسوء الحساب ،وافتععح لععي أبععواب رحمتععك ،وارزقنععي فععي زيععارة
نبيك ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك ،واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول .اللهم إن
هذا هو الحرم الذي حرمته على لسان حبيبك ورسولك )ص( ودعععاك أن تجعععل فيععه
من الخير والبركة مثلي ما هو بحرم بيتك الحرام ،فحرمني علععى النععار ،وأمنععي مععن
عذابك يوم تبعث عبادك ،وارزقني من بركاتععك مععا رزقتععه أوليععاءك وأهععل طاعتععك،
ووفقني فيه لحسن الدب ،وفعععل الخيععرات ،وتععرك المنكععرات .ويسععن أن يقععول عنععد
دخول البلععد :بسععم الع مععا شععاء العع ،ل قععوة إل بععال) * .رب أدخلنععي مععدخل صععدق
وأخرجني مخرج صدق واجعل لعي معن لععدنك سعلطانا نصععيرا( * (1) .حسعبي الع.
آمنت بال ،وتوكلت علععى العع ،ل حععول ول قععوة إل بععال العلععي العظيععم .اللهععم إليععك
خرجت ،وأنت أخرجتنععي .اللهععم سععلمني وسععلم دينععي ،وردنععي سععالما فععي دينععي كمععا
أخرجتني .اللهم إنععي أعععوذ بععك أن أضععل أو أضععل ،أزل أو أزل ،أظلععم أو أظلععم ،أو
أجهل أو يجهل علي ،عز جارك ،وجل ثناؤك ،وتبارك اسمك ،ول إله غيععرك .اللهععم
إني أسألك بحق السائلين عليك ،ويحق ممشاي هععذا إليععك ،فععإني لععم أخععرج أشععرا ول
بطععرا ،ول ريععاء ول سععمعة .خرجععت اتقععاء سععخطك ،وابتغععاء معروفععك .أسععألك أن
تعيذني من النععار ،وتععدخلني الجنععة .وينبغععي أن يكععون ممتلععئ القلععب بتعظيمععه )ص(
وهيبته كأنه يراه ،ليعظم خشعوعه ،وتكععثر طاعععاته ،وأن يتأسععف علعى فعوات رؤيتعه
)ص( في الدنيا التي سعد بها من رأى إشراق نوره على صفحات الوجود ،وأنه مععن
رؤيته في الخرة على خطر .ويسن أن يتصدق بما أمكنه التصععدق بععه ،عمل بآيععة *
)يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صععدقة( * ) (2اليععة.
وإذا قرب من باب المسجد ،يسن أن يجدد التوبة ،ويقف لحظة حععتى يعلععم مععن نفسععه
التطهر من دنس الذنوب ،ليكون علعى أطهعر حالععة .ويستحضععر عنعد رؤيعة المسعجد
جللته ،الناشععئة مععن جللععة مشععرفة )ص( ،وأنععه )ص( كععان ملزم الجلععوس لهدايععة
أصحابه وتربيتهم ونشر العلوم فيه .ويسن أن يدخل مععن بععاب جبريععل عليععه السععلم،
وأن يقف بالباب وقفة لطيفة كالمستأذن في الععدخول علععى العظمععاء ،وأن يقععدم رجلععه
اليمنى عند الدخول قائل -ما ورد لدخول كععل مسععجد :أعععوذ بععال العظيععم ،وبععوجهه
الكريم ،وسلطانه القديم ،من الشيطان الرجيم .بسم ال ،والحمد ل ،ول حول ول قععوة
إل بال العلي العظيم .اللهم صل على سيدنا محمد ،وعلععى آل سععيدنا محمععد وصععحبه
وسععلم .اللهععم اغفععر لععي ذنععوبي ،وافتععح لععي أبععواب رحمتععك .رب وفقنععي وسععددني
وأصلحني .وأعني على ما يرضيك عني ،ومن علي بحسن الدب في هععذه الحضععرة
الشريفة .السلم عليك أيها النبي
] [ 356
ورحمة ال وبركاته .السلم علينا وعلى عباد ال ع الصععالحين .وحينئذ يتأكععد أن
يفرغ قلبه من كل شاغل دنيوي ،ليتأهل لستمداد الفيض النبوي الععدال علععى خععواص
متأدبي الزوار ،فإن عجز عن إزالة ذلك فليتوجه إلى ال بحرمته العظيمة أن يطهععره
منها ،ويصمم على مجاهدة نفسه بإزالة ذلك .ثم يقصععد الروضععة الشععريفة مععن خلععف
الحجععرة المنيفععة إن دخععل مععن بععاب جبريععل عليععه السععلم ،ملزمععا الهيبععة والوقععار،
والخشععية والنكسععار ،ويخععص منهععا مصععله )ص( ،ويصععلي ركعععتين خفيفععتين ب
الكافرون ،والخلص ناويا بهما تحية المسجد .ويسن أن يقف وقفععة لطيفععة ،ويسععلم،
ثم يتوجه للزيارة ،شععاكرا لع تعععالى علععى مععا أعطععاه ومنحععه ،ويطلععب مععن صععاحب
الحضرة قبول زيارته ،ويدعو بجوامع الدعوات النبوية ،ثم يأتي القععبر الشععريف مععن
جهة رأسه الشريف ،فإنه الليق بالدب ،ويقععول حالععة كععونه غاضععا لبصععره ،نععاظرا
للرض ،مستحضرا عظمة النبي )ص( ،وأنه حي في قبره العظم ،مطلع بععإذن الع
على ظواهر الخلق وسرائرهم السلم عليك أيها النبي ورحمة الع وبركععاته .الصععلة
والسلم عليك يا رسول ال .الصلة والسعلم عليعك يعا حعبيب الع .الصعلة والسعلم
عليك يا نبي الرحمة .الصلة والسلم عليك يععا بشععير يععا نعذير ،يععا ظععاهر يععا ظهيععر.
الصلة والسلم عليك يا شفيع المععذنبين .الصععلة والسععلم عليععك يععا مععن وصععفه الع
تعععالى بقععوله) * :وإنععك لعلععى خلععق عظيععم( * ) .* (1السععلم عليععك يععا سععيد النععام،
ومصباح الظلم ،ورسول الملك العلم ،يا سعيد المرسعلين ،وخعاتم أدوار النععبيين ،يععا
صاحب المعجزات والحجج القاطعععة ،والععبراهين ،يععا معن أتانععا بالععدين القيععم المععتين،
وبالمعجر المبين ،أشهد أنك بلغت الرسالة ،وأديت المانة ،ونصحت المة ،وكشععفت
الغمة ،وجاهدت في ال حق جهاده ،وعبدت ربك حتى أتاك اليقين .السععلم عليععك يععا
كثير النوار ،يا عالي المنار ،أنت الذي خلق كل شئ من نورك ،واللععوح والقلععم مععن
نور ظهورك ،ونور الشمس والقمر من نورك مستفاد ،حععتى العقععل الععذي يهتععدي بععه
سائر العباد .أشهد أنعك إلعخ .السععلم عليعك يععا معن انشعق لعه القمععر ،وكلمععه الحجعر،
وسعت إلى إجابته الشجر يا نبي ال ،يا صفوة ال ،يا زين ملك العع ،يععا نععور عععرش
ال ،يا من تحقق بعلم اليقين ،وعين اليقين ،وحق اليقيععن ،فععي أعلععى مراتععب التمكيععن
أشهد أنك إلخ .السلم عليك يا صاحب اللواء المعقود ،والحوض المورود ،والشععفاعة
العظمى في اليععوم المشعهود أشععهد أنعك إلععخ .السععلم عليععك وعلععى آلععك وأهععل بيتعك،
وأزواجك وذريتك وأصحابك أجمعين .السلم عليك وعلى سائر النبياء والمرسعلين،
وجميع عباد ال الصالحين جزاك ال يا رسول ال أفضل ما جزى نبيا ورسععول عععن
أمته .وصلى ال عليك كلما ذكععرك ذاكععر ،وغفععل ععن ذكععرك غافععل ،أفضععل وأكمععل
وأطيب ما صلى على أحد من الخلق أجمعين .أشهد أن ل إله أل ال ،وحده ل شريك
له ،وأشهد أنك عبده ورسععوله ،وخيرتععه مععن خلقععه ،وأشععهد أنععك قععد بلغععت الرسععالة،
وأديت المانة .ونصحت المة .اللهم وآته الفضيلة والوسعيلة ،وابعثعه مقامععا محمععودا
الذي وعدته ،وآته نهاية ما ينبغي أن يسأله السعائلون .اللهعم صعل علعى سعيدنا محمعد
عبدك ورسولك النبي المي ،وعلى آل سيدنا محمد ،وأزواجععه وذريتعه ،كمعا صععليت
علععى سععيدنا إبراهيععم ،وعلععى آل سععيدنا إبراهيععم .وبععارك علععى سععيدنا محمععد عبععدك
ورسولك النبي المي ،وعلى آل سععيدنا محمععد وأزواجععه وذريتعه ،كمععا بععاركت علععى
سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ،في العالمين إنك حميد مجيد.
] [ 357
ثم يتأخر إلعى صعوب يمينعه قعدر ذراع ،فيسعلم علعى سعيدنا أبعي بكعر الصعديق
رضي ال عنه ،فيقول :السععلم عليععك يععا خليفععة رسععول العع ،أنععت الصععديق الكععبر،
والعلم الشهر ،جزاك ال عن أمة سيدنا محمد )ص( خيرا ،خصوصا يععوم المصععيبة
والشدة ،وحين قاتلت أهل النفاق والردة ،يا من فنى في محبة ال ورسععوله حععتى بلععغ
أقصى مراتب الفناء ،يا من أنزل ال في حقك * )ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول
لصععاحبه ل تحععزن إن العع معنععا( * ) .(1أسععتودعك شععهادة أن ل إلععه إل العع وأن
صاحبك محمد رسول ال ،شهادة تشهد لي بها عند ال * )يوم ل ينفع مععال ول بنععون
إل من أتى ال بقلب سليم( * ) .(2ثم يتأخر قدر ذراع آخر ،فيسلم علعى سعيدنا عمعر
رضي ال عنه ،ويقول :السلم عليك يا أمير المؤمنين ،يا سيدنا عمر بن الخطاب ،يا
ناطقا بالحق والصواب .السلم عليك يا حليف المحراب ،السعلم عليعك يعا معن بعدين
ال أمر ،يا من قال في حقك سيد البشر )ص( :لو كان بعدي نبي لكان عمععر .السععلم
عليك يا شديد المحاماة في دين ال والغيرة ،يا معن قععال فععي حقععك هععذا النععبي الكريععم
)ص( :ما سلك عمر فجا إل سلك الشيطان فجا غيره .أستودعك إلعخ .ثعم بععد زيعارة
الشيخين يذهب للسلم علععى السععيدة فاطمععة رضععي الع عنهععا فععي بيتهععا الععذي داخععل
المقصورة للقول بأنها مدفونة هناك ،والراجح أنها في البقيع فيقول :السعلم عليعك يعا
بنت المصطفى ،السلم عليك يا بنت رسول ال ،السلم عليك يا خامسة أهععل الكسععا،
السلم عليك يا زوجة سيدنا علععي المرتضععى ،السععلم عليععك يععا أم الحسععن والحسععين
السيدين الشابين شباب أهل الجنة في الجنة ،رضي ال عنك أحسن الرضععا .ويتوسععل
بها إلى أبيها )ص( .ثم يرجع إلى موقفه الول قبالة وجهه الشريف ،فيقول :الحمد ل
رب العالمين .اللهم صل على سيدنا محمد ،وعلى آل سيدنا محمععد .السععلم عليععك يععا
سيدي يا رسول ال .إن ال تعالى أنزل عليك كتابا صادقا ،قال فيععه) * :ولععو أنهععم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا ال واستغفر لهم الرسول لوجدوا ال توابا رحيمععا( *
) (3وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي :يا خير من دفنت فععي القععاع
أعظمه * * فطاب من طيبهن القععاع والكععم نفسععي الفععداء لقععبر أنععت سععاكنه * * فيععه
العفاف وفيه الجود والكرم أنت النبي الذي ترجععى شععفاعته * * عنععد الصععراط إذا مععا
زلت القدم وصاحباك فل أنساهما أبدا مني * * السلم عليكم ما جرى القلم ثم يمشععي
إلى جهة يساره ويستقبل القبلة جاعل الشباك الول من الشبابيك الثلثة خلف ظهره،
فيحمد ال ،ويصلي على نبيه ،ويدعو بالدعوات الجامعة ،ويعمم فععي الععدعاء .ويختععم
دعععاءه بالحمدلععة والصععلة علععى نععبيه .ويسععن أن يععزور المشععاهد وهععي نحععو ثلثيععن
موضعا يعرفها أهل المدينة .ويسن زيارة البقيع في كل يوم إن أمكن وإذا أراد السفر
اسععتحب أن يععودع المسععجد بركعععتين ،ويععأتي القععبر الشععريف ،ويعيععد السععلم الول،
ويقول :اللهم ل تجعلعه آخععر العهععد مععن حععرم رسععولك )ص( ،ويسععر لععي العععود إلععى
الحرمين سبيل سهل ،وارزقني العفو والعافية في الدنيا والخرة .وساكن مكة يقععول:
ويسر لي العود إلى حرم نبيك إلخ ،ونسأل ال أن يرزقنا زيارة هذا النبي الكريم فععي
كل عام ،وأن يمنحنا كمال المتابعة له في الفعععال والحععوال والقععوال علععى الععدوام،
وأن يحشرنا تحت لوائه ،وأن يعطف علينا قلبه وقلب أحبابه ،إنه على ما يشاء قدير،
وبالجابة جدير) .قوله :وشرب ماء زمزم مستحب( أي لنها مباركععة وطعععام طعععم،
وشفاء سقم .ويسن أن يشربه لمطلوبه في الدنيا
] [ 358
والخرة ،لحديث :ماء زمزم لما شعرب لعه .ويسعن اسعتقبال القبلعة عنعد شعربه،
وأن يتضلع منه ،لما روى البيهقي أنه )ص( قال :آية ما بيننا وبين المنععافقين أنهععم ل
يتضلعون من زمزم .ويسن أن يقول عند شربه :اللهم إنه بلغني عن نبيععك )ص( أنععه
قال :ماء زمزم لما شرب له .وأنا أشربه لكذا وكذا ويذكر ما يريععد دينععا ،ودنيععا اللهععم
فافعل .ثم يسمي ال تعالى ،ويشععرب ،ويتنفععس ثلثععة .وكععان ابععن عبععاس رضععي الع
عنهما إذا شربه يقول :اللهم إني أسألك علما نافعا ،ورزقا واسعا ،وشفاء من كل داء.
ويسن الدخول إلى البئر والنظر فيها ،وأن ينععزح منهععا بالععدلو الععذي عليهععا ويشععرب.
وقال الماوردي :ويسن أن ينضح منه على رأسععه ووجهععه وصععدره ،وأن يععتزود مععن
مائها ،ويستصحب منه معا أمكنعه .ففععي الععبيهقي :أن عائشعة رضععي الع عنهععا كععانت
تحملععه وتخععبر أن رسععول ال ع )ص( كععان يحملععه فععي القععرب ،وكععان يصععبه علععى
المرضى ،ويسقيهم منه) .قوله :ولو لغيرهما( أي الحاج والمعتمر) .قوله :وورد أنه(
أي ماء زمزم) .قوله :أفضل المياه( أي ما عدا الماء الذي نبع من بيعن أصععابع النععبي
)ص( ،أما هو ،فهو أفضل من ماء زمزم .والحاصل أفضل المياه على الطلق :مععا
نبع من بين أصابعه الشريفة ،ثم ماء زمزم ،ثم ماء الكوثر ،ثم نيععل مصععر ،ثععم بععاقي
النهر كسيحون ،وجيحون ،والدجلععة ،والفععرات وقععد نظععم ذلععك التععاج السععبكي فقععال:
وأفضل المياه ماء قد نبع * * من بين أصابع النبي المتبع يليه ماء زمععزم ،فععالكوثر *
* فنيل مصر ،ثم باقي النهر وال سبحانه وتعالى أعلم.
] [ 359
فصععل فععي محرمععات الحععرام أي فععي بيععان المحرمععات الععتي سععببها الحععرام.
فالضععافة مععن إضععافة المسععبب للسععبب ،وهععي سععبعة :اللبععس ،والتطيععب ،والععدهن،
والحلععق ،والمقععدمات ،والجمععاع ،وقتععل الصععيد .وجمعهععا بعضععهم فععي قععوله :لبععس،
وطيب ،دهن ،حلق ،والقبل * * ومن يطأ أو يك للصيد قتعل وععدها بعضعهم عشعرة،
وبعضهم سبعة ،ول تخالف ،لن ما وراء السبعة مما زيد عليها داخل فيها ) .(1قععال
في التحفة :وحكمة تحريم ذلععك أي النععواع أن فيهععا ترفهععا وهععو أي المحععرم أشعععث
أغبر كما في الحديث فلم يناسبه الععترفه ،وأيضععا فالقصععد تععذكره ذهععابه إلععى الموقععف
متجردا متشعثا ليقبل على الع بكليتععه ،ول يشععتغل بغيععره .والحاصععل أن القصععد مععن
الحج :تجرد الظاهر ليتوصل به لتجرد الباطن ،ومن الصوم :العكس كما هو واضععح
فتأمله .اه) .قوله :يحرم بإحرام إلخ( اعلععم أنععه يشععترط فععي تحريععم المحرمععات الععتي
ذكرها :العمد ،والعلم بالتحريم ،والختيار مع التكليععف فععإن انتفععى شععئ مععن ذلععك فل
تحريم .وأما الفدية ففيها تفصيل ،فإن كانت من باب التلف المحععض كقتععل الصععيد،
وقطععع الشععجر فل يشععترط فععي وجوبهععا عمععد ول علععم .وإن كععانت معن قبيععل الععترفه
المحض كالتطيب ،واللبس ،والدهن اشترط في وجوبها ذلك .وإن كان فيها شائبة من
التلف ،وشائبة من الترفه :فإن كان المغلععب فيععه شععائبة التلف كععالحلق والقلععم لععم
يشترط في وجوبها ما ذكر ،وإن كان المغلب فيها شائبة الترفه كالجماع اشععترط فععي
وجوبها ذلك .وقد نظم ذلك بعضهم فقعال :معا كعان محعض متلعف فيعه الفعدا * * ولعو
يكون ناسيا بل اعتدا وإن يكن ترفها كاللبس * * فعند عمده بدون لبعس فععي آخعذ مععن
ذين يا ذا شبها * * خلف بغير العمد ) (2لن يشتبها فعند حلق مثل قلععم يفتععدى * * ل
وطؤه بغير عمد اعتمد وكل هذه المحرمعات معن الصعغائر ،إل قتعل الصعيد العوطئ،
فهما من الكبائر ،وكلها فيها الفدية بالتفصيل المار ،ما عدا عقد النكاح.
)) (1قوله :داخل فيها( أي فيدخل قلم الظفار في الحلق بجامع الزالة ،ويدخل قطععع
الشجر في قتل الصيد بجامع التلف ،ويدخل عقععدا النكععاح فععي القبععل بجععامع أن كل
مقدمة .اه مولف) (2) .قوله بغيععر العمععد( مععت 3لععق بخلععف) .وقععوله :لععن يشععتبها(
الجملة صفة له ،أي خلف عير متشبه ،بل هو واضح في غير العمد من الخععذ شععبها
من هذين ،أي اتلف ،والترفه .اه .مولف
] [ 360
)قوله :على رجل وأنثى( اعلم أن هذه المحرمات من حيث التحريم ثلثة أقسععام
قسم يحرم على الذكر فقط وهو ستر بعض الرأس ،ولبس المخيعط فعي أي جعزء معن
بدنه .وقسم يحرم على النثى فقط :وهو ستر بعض الوجه .وقسم يحرم عليهما وهععو
لبس القفازين ،وباقي المحرمععات) .قععوله :وطععئ( أي بإدخععال الحشععفة أو قععدرها مععن
مقطوعها ولو مع حائل كثيف في قبل أو دبر ولو لبهيمة ،أو ذكر واضح ) (1حيا أو
ميتا .ويحرم على المععرأة الحلل تمكيععن زوجهععا المحععرم منععه ،كمععا أنععه يحععرم علععى
الرجل الحلل جماع زوجته المحرمة ،لكن إذا لم يكن له تحليلها بععأن أحرمععت بععإذنه
أما إذا كان له تحليلها أي له أن يأمرها بالتحلل بأن أحرمت بغير إذنه فل يحرم عليه
الوطئ إذا أمرها بالتحلل ولم تتحلل ،بل يحرم عليها (2) .كما صععرح بععه فععي شععرح
المنهج ،وعبارته مع الصل :ولو أحرم رقيععق أو زوجععة بل إذن ،فلمالععك أمععره مععن
زوج أو سيد تحليله بأن يأمره بالتحلععل ،لن تقريرهمععا علععى إحرامهمععا يعطععل عليععه
منافعهما التي يستحقها ،فإن لم يتحلل ،فله استيفاء منفعته منهما ،والثععم عليهمععا .اه.
بحذف) .قوله :لية إلخ( دليععل لتحريععم الععوطئ) .قععوله :أي ل ترفثععوا( أي فهععو خععبر
بمعنى النهي ،إذ لو بقي على ظاهره امتنع وقوعه فععي الحععج ،لن أخبععار الع صععدق
قطعا ،مع أن ذلك واقع كثيرا) .قوله :والرفث مفسر بععالوطئ( أي فسععره ابععن عبععاس
بععالوطئ تفسععير مععراد ،فل ينععافي أن معنععاه لغععة اللغععو والخنععى والفجععور قععال فععي
اليضاح :قععال العلمعاء :الرفععث :اسعم لكعل لغعو وخنععى وفجععور ومجعون بغيعر حععق.
والفسق الخروج عن طاعة ال تعععالى .اه) .قععوله :ويفسععد بععه الحععج والعمععرة( يعنععي
ويفسد بالوطئ الحج والعمرة ،لكن بشرط العلم ،والعمد ،والختيار ،والتمييز ،وكعون
الوطئ قبل التحلل الول في الحج ،وفي العمرة قبل تمامها هذا إن كانت مفردة ،وإل
فهي تابعة للحج .ومع الفساد يأثم كما يعلم من تعبيره بيحرم ول فرق فععي إفسععاد مععا
ذكر .والثم بالوطئ بين الفاعل والمفعول المكلععف .وأمععا الفديععة فل تلععزم الموطععوءة
عند الرملي والخطيب نظير الصوم اتفاقا وعند ابن حجععر :فيععه تفصععيل ،وهععو لععزوم
الكفارة للرجل إن كان زوجا محرما مكلفععا ،وإل فعليهععا حيععث لععم يكرههععا .وكععذا لععو
زنت أو مكنت غير مكلف .وسيأتي مزيععد كلم علععى ذلععك) .قععوله :وقبلععة( معطععوف
على وطعئ ،أي ويحععرم قبلععة مطلقععا بحععائل وغيععر حععائل وإن كععان ل دم فععي الول.
ومثلها النطر بشهوة ،وإن كان ل دم فيه) .قوله :ومباشرة( أي وتحرم مباشرة :وهععي
إلصاق البشرة ،وهي ظاهر الجلد بالبشرة) .وقوله :بشهوة( هععي اشععتياق النفععس إلععى
الشئ .وينبغي أن يتنبه لذلك من يحج بحليلته .ل سيما عند إركابها وتنزيلها ،فمتى ما
وصلت بشرته لبشرتها بشهوة أثم ،ولزمته الفدية ،وإن لم ينععزل .اه .كععردي) .قععوله:
واستمناء( أي ويحرم اسععتمناء ،أي اسععتدعاء خععروج المنععي) .قععوله :بيععد( أي لععه ،أو
لغيره كحليلته لكن إنما يلزم به الدم إن أنزل .قال ش ق :في عععد السععتمناء بيععده مععن
المحرمات بسبب الحرام تسامح ،لنه حرام مطلقععا مععن الصععغائر ،فكععان الولععى أن
يقول :بيد حليلته .والحاصل أن الدم يجب بالمباشرة بشهوة بدون حائل ،ومنهععا القبلععة
أنزل أم ل وبالستمناء إن أنزل .وأن الستمناء بيد غير الحليلة حرام مطلقا ،وبيععدها
حرام في الحرام .اه) .قوله :بخلف النزال بنظر( أي فل يحرم ،وهو مخالف لمععا
في النهاية والتحفة وشرح المختصر من حرمة النظر إذا كان بشععهوة وإن لععم ينععزل.
وعبارة م ر :وتحرم به مقدماته أيضا كقبلة ،ونظر ،ولمس ،ومعانقة بشهوة ،ولو مع
عدم إنزال ،أو مع حائل ،ول دم في النظر بشهوة ،والقبلة بحائل ،وإن أنععزل بخلف
ما سوى ذلك من المقدمات ،فإن فيه الدم وإن لععم ينععزل ،إن باشععر عمععدا بشععهوة .اه.
وقوله :أو فكر أي وبخلف النزال بفكر فيما يوجب النزال ،فل يحرم.
)) (1قوله :واضح( ه كذا في عبد الروف على المختصر ،وهو صفة لقوله قبععل :ول
يضر الفصل بالغاية وما قبلها بين الصفة والموصوف .وخرج به الخنثى ،فإن لزمععه
الغسل فسد نسكه وإل فل .وعبارة التحفععة :ويفسععد بععه -أي الجمععاع مععن عامععد عععالم
مختار ،وهما واضحان اه .مولف) (2) .قوله :بل يحرم( أئ بل تععأثم هععي بععوطئه .اه
مولف
] [ 361
)قوله ونكاح( معطوف على وطئ ،أي ويحرم نكاح ،أي عقععده إيجابععا كععان ،أو
قبول فيحرم على المحرم عقده لنفسه أو لغيره بإذن أو وكالة أو ولية .نعم ،ل يمتنع
عقد النكاح على نائب المام والقاضي بإحرامهما دونه .وبهذا يلغز ويقال :لنععا رجععل
محرم بالحج أو العمرة ،يعقععد نععائبه النكععاح ويصععح منععه ،وهععو عامععد ،عععالم ،ذاكععر،
مختار ،ول إثم عليه في ذلك .وفي اليضاح :وكل نكاح كععان الععولي فيععه محرمععا ،أو
الزوج ،أو الزوجة ،فهعو باطععل ،وتجعوز الرجعععة فععي الحعرام علعى الصععح -لكعن
تكره ،ويجوز أن يكون المحرم شاهدا في نكاح الحللين على الصح ،وتكععره خطبعة
المرأة في الحرام ،ول تحرم .اه) .قوله :ل ينكععح المحععرم ول ينكععح( بكسععر الكععاف
فيهما ،مع فتح الياء في الولى ،وضمها في الثانية :أي ل يتزوج ،ول يععزوج غيععره.
)قوله :وتطيب( معطوف على وطععئ ،أي ويحععرم تطيععب أي اسععتعمال الطيععب علععى
المحرم ،ولو كان أخشم .وقوله :في بدن أي ظاهرا أو باطنا كععان أكلععه أو احتقععن بععه
لكن في غير العود كما سيأتي أما هعو ،فل يكعون متطيبعا إل بعالتبخر بعه .وقعوله :أو
ثوب أي ملبوس له ،فثيابه كبدنه ،بل أولى) .قوله :بما يسمى طيبا( أي بما يعععد طيبععا
على العموم .وأما القول بأنه يعتبر عرف كل ناحية بما يتطيبون بععه ،فهععو غلععط كمععا
قاله العلمة ابن حجععر ،نقل عععن الروضععة والمععراد :بمععا تقصععد منععه رائحععة الطيععب
غالبا ،أما ما كان القصععد منععه الكععل والتععداوي ،أو الصععلح كععالفواكه ،والبععازير،
ونحوهما وإن كان فيه رائحة طيبة كالتفاح ،والسفرجل ،والترج ،والهيل ،والقرنفل،
والمصطكي ،والسنبل ،والقرفة ،وحب المحلب .فل شئ فيه أصل .وفي حاشععية ابععن
حجر على اليضاح يععتردد النظععر فععي اللبععان الجععاوي ،وأكععثر النععاس يعععدونه طيبععا.
)قوله :كمسك إلخ( أي وكريحان فارسي أو غيره ،ونرجس ،وآس ،ونمام ،وغيرهععا.
قال في فتح الجواد :وشرط الرياحين ومنها الفاغية -أن تكععون رطبععة .نعععم ،الكععاذي
بالمعجمة ولو يابسا طيب ،ولعل هععذا فععي نععوع منععه ،وإل فالععذي بمكععة ل طيععب فععي
يابسة البتععه .وإن رش عليععه مععاء .اه .واعلععم أن أنععواع الطيععب كععثيرة منهععا المسععك،
والكععافور ،والعنععبر ،والعععود ،والزعفععران ،والععورس ،والععورد ،والفععل ،والياسععمين،
والفاغية ،والنرجس ،والريحان ،والكاذي .ثم المحرم من الطيب مباشرته على الوجه
المعتاد فيه ،وهو يختلف باختلف أنواعه ،في نحو المسك بوضعه في ثوبه أو بععدنه.
وفععي مععاء الععورد بالتضععمخ بعه .وفععي العععود بععإحراقه والحتععواء علععى دخععانه .وفععي
الرياحين كالورد والنمام بأخذها بيده وشمها ،أو وضع أنفه .ثم إن هذا محله إذا حمله
في لباسه أو ظاهر بدنه ،أما إذا استعمله فععي بععاطن بععدنه -بنحععو أكععل ،أو حقنععه ،أو
استعاط مع بقاء شئ من ريحه أو طعمه حرم ولزمته الفدية ،وإن لععم يعتععد ذلععك فيععه.
ولم يستثنوا منه إل العود ،فل شئ بنحو أكله إل شرب نحو الماء المبخععر بععه فيضععر
وإذا مس الطيب بملبوسه أو ظاهر بدنه من غير حمل له لععم يضععر ذلععك إل إذا علععق
ببدنه أو ملبوسه شئ من عين الطيب سواء كان مسه له بجلوسه ،أو وقوفه عليععه ،أو
نومه ،ولو بل حائل وكذا إن وطئه بنحو نعله .والكلم في غير نحو الورد من سععائر
الرياحين .أما هو ،فل يضر ،وإن علق بثوبه أو بدنه .وفي حاشية الكردي ما نصععه:
الذي فهمه الفقيععر مععن كلمهععم :أن العتيععاد فععي التطيععب ينقسععم علععى أربعععة أقسععام.
أحدها :ما اعتيد التطيب به بالتبخر كالعود فيحرم ذلععك إن وصععل إلععى المحععرم عيععن
الدخان سواء في ثوبه ،أو
)) (1قوله :ولو كان أخشم )أي وإن كان ل ينتفع به لكونه أخشم ،لنه تطيععب عرفععا،
كما لو نتف شعر لحيته عبثا .اه .مولف
] [ 362
بدنه ،وإن لم يحتو عليه فالتعبير بالحتواء جري على الغالب .ول يحععرم حمععل
نحو العود في ثععوبه أو بععدنه لنععه خلف المعتععاد فععي التطيععب بععه .ثانيهععا :مععا اعتيععد
التطيب به باستهلك عينه إما بصبه على البدن أو اللباس ،أو بغمسععهما فيععه فععالتعبير
بالصب جري على الغالب ،وذلك ،كماء الورد فهذا ل يحرم حمله ول شمه ،حيث لم
يصب بععدنه أو ثععوبه شععئ منععه .ثالثهععا :مععا اعتيععد التطيععب بععه بوضععع أنفععه عليععه ،أو
بوضعه على أنفععه ،وذلععك كععالورد وسععائر الريععاحين .فهععذا ل يحععرم حملععه فععي بععدنه
وثوبه ،وإن كان يجد ريحععه .رابعهععا :مععا اعتيععد التطيععب بععه بحملععه ،وذلععك كالمسععك
وغيره ،فيحرم حمله في ثوبه أو بدنه .فععإن وضعععه فععي نحععو خرقععة ،أو قععارورة ،أو
كان في فأرة وحمل ذلك في ثوبه أو بدنه ،نظر إن كان ما فيه الطيب مشدودا عليععه،
فل شئ عليه بحمله فععي ثععوبه أو بععدنه .وإن كععان يجععد ريحععه وإن كععان مفتوحععا ولععو
يسيرا حرم ،ولزمت الفدية ،إل إذا كان لمجععرد النقععل ،ولععم يشععده فيععه ثععوبه ،وقصععر
الزمن بحيععث ل يعععد فععي العععرف متطيبععا قطعععا -فل يضععر .اه) .قععوله :ومععائه( أي
الورد ،ولو استهلك ماء الورد في غيره كأن وضع شئ قليل منه في ماء وانمحق به،
بحيث لم يبق له طعم ول ريح جاز استعماله وشععربه) .قععوله :ولععو بشععد نحععو مسععك(
غاية في حرمة التطيب بمععا يسععمى طيبععا .أي يحععرم التطيععب بمععا يسععمى طيبععا ،ولععو
بربطه في طرف ثوبه ،أو بجعله في نحو جيبه .وتقدم عن الكردي آنفا -أنه إذا ربط
فععي خرقععة ،ثععم حملععه فععي ثععوبه ،أو بععدنه ،ل يضععر .والمععراد بنحععو المسععك العطععر،
والعنبر ،والكافور .وعبارة اليضاح ولو ربط مسكا أو كافورا أو عنععبرا فععي طععرف
إزاره لزمته الفدية .ولو ربط العود فل بأس) .قوله :ولععو خفيععت رائحععة الطيععب( أي
في نحو الثوب المطيععب ،وذلععك بسععبب مععرور الزمععان والغبععار ونحععو ذلععك .وقععوله:
كالكاذي والفاغية تمثيل للطيب) .قوله :وهي( أي الفاغية) .وقوله :ثمر الحناء( بكسر
الحاء المهملة ،وتشديد النون ،وبالمد .قال السجاعي في حاشية القطر :وينون إذا خل
مععن أول الضععافة ،لنععه مصععروف .اه) .قععوله :فععإن كععان( أي الطيععب الععذي خفيععت
رائحته ،وهو جواب لو .وقوله :فاحت رائحته أي ظهرت .وقععوله :حععرم أي التطيععب
به) .قوله :وإل( أي بأن لو كان لو أصابه الماء ل تفععوح رائحتععه .وقععوله :فل أي فل
يحرم) .قوله :ودهن( معطوف على وطئ ،أي ويحرم دهن .وقوله :بفتح أولععه أي ل
بضمه ،وذلك لن المضععموم اسععم للعيععن الععتي يععدهن بهععا .والمفتععوح مصععدر بمعنععى
التدهين .والتحريم إنما يتعلق بالفعل ،ل بالذات كسائر الحكععام) .قععوله :شعععر رأس(
هو بسكون العين ،فيجمع على شعهور كفلععس وفلعوس .وبفتحهعا فيجمعع علعى أشععار
كسبب وأسباب ،وهو مذكر ،الواحععد شععرة ،وإنمععا جمععع الشععر مععع أنعه اسعم جنعس
تشبيها له بالمفرد .وقوله :أو لحية هي بكسر اللم الشعر النابت علععى الععذقن .ويلحععق
بشعر الرأس وباللحية سائر شعور الوجه ما عدا شعر الخد والجبهة .قال في التحفععة:
وظاهر قوله شعر :أنه ل بد من ثلث ،ويتجه الكتفاء بدونها إن كان ممععا يقصععد بععه
التزيين ،لن هذا هو مناط التحريم .اه .وإنما قال ظاهر لنه يمكن أن يكععون المععراد
بشعر الرأس جنسه ،الصادق بشعرة واحدة ،بل وببعضها .وحاصل ما يتعلق بالععدهن
أنه يحرم دهن شعر الرأس والوجه ما خل شعر الخد ) (1والجبهة والنف بأي دهن
كان ،كزيت ،وشيرج ،وزبدة وغيرها .وإن كان الشعر ) (2محلوقا ،أو
)) (1قوله :ما خل شعر الخد إليخ( أي فإنه ل يحرم دهنهععا ،لنععه ل يقصععد تنميتهععا،
كما في حاشية اليضاح اه .مولف) (2) .قوله :وأن كان الشعر( أي شعر الععرأس أو
اللحية .وهو غاية في التحريم .اه مولف
] [ 363
دون الثلث ،أو خارجععا ل رأس الجلععح والصععلع ) (1فععي محلععه ول لحيععة
المرد والطلس .وخرج به باقي البدن ،فل يحرم دهنه .وليحترز المحععرم عنععد أكععل
الدسم كسمن ولحم من تلويث العنفقة أو الشارب ،فإنه مع العلم والتعمععد حععرام تجععب
فيه الفدية (2) ،ولو لشعرة واحدة) .قوله :بدهن( متعلق بدهن ،وهو هنا بضم الععدال،
إذ المراد به العين) .قوله :ولو غير مطيب( تعميم في الدهن ،أي ل فرق فيه بيععن أن
يكون مطيبا أو ل ،لكن المطيب ،يزيد على غيره بحرمة استعماله فععي جميععع البععدن،
ظاهرا وباطنا) .قوله :كزيت وسمن( أي وزبد ،ودهن لوز ،وجوز ،وشععحم وشععمع )
(3ذائبين) .قوله :وإزالته( بالرفع ،عطف على وطئ أيضا .أي ويحرم إزالة الشعععر
بنتف أو إحراق أو غيرهما من سائر وجوه الزالة ) (4حتى بنحو شرب دواء مزيل
مع العلم والتعمد فيما يظهر وذلععك لقععوله تعععالى * )ول تحلقععوا رؤوسععكم( * ) (5أي
شيئا من شعرها .وألحق به شعر بقية البدن والظفر ،بجامع أن فععي إزالععة كععل ترفهععا
ينافي كون المحرم أشعت أغبر .اه .تحفة) .قوله :ولو واحععدة( أي ولععو كععان المععزال
من الشعر شعرة واحدة ،ومثلها بعضها ،فإنه يضر ،وفيها الفدية ،لكنها مد واحد كمععا
سيأتي) .قوله :من رأسه إلخ( متعلق بإزالة ،أي إزالة الشعر من رأسه ،أو لحيتععه ،أو
بدنه .ودخل فيه شعر العانععة ،والبععط ،واليععد ،والرجععل) .قععوله :نعععم ،إن احتععاج( أي
المحرم ،وهو استدراك من حرمة إزالة الشعر ،دفععع بععه مععا يتععوهم أن الزالععة تحععرم
مطلقا ،بحاجة وبغيرها) .قوله :بكثرة( الباء سببية ،متعلقة باحتاج) .وقوله :قمل( هععو
يتولد من العرق والوسخ ،وهو من الحيوان الذي إناثه أكبر من ذكععوره .ومععن طبعععه
أن يكون في الحمعر أحمععر ،وفعي السعود أسعود ،وفعي البيععض أبيعض .وقعوله :أو
جراحة معطوف على كثرة ،أي أو بسبب جراحة أحوجه أذاها إلععى الحلععق ،ومثلهمععا
الحر إذا تأذى بكثرة شعره فيه تأذيا ل يحتمل عادة) .قوله :فل حرمة ،وعليه الفديععة(
أي لقوله تعالى) * :فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسععه ففديععة مععن صععيام أو
صدقة أو نسك( * )) .(6قوله :فلو نبت إلخ( لو جعله من أسباب الحتياج إلى الحلععق
بأن قال :أو بنبت شعر بعينه ،أو تغطيتععه إياهععا ،لكععان أولععى وأنسععب ،لنععه ل معنععى
للتفريع .وقوله :أو غطاها أي غطى الشعر عينععه ،بععأن طععال شعععر حععاجبه أو رأسععه
حتى وصل إليها وغطاها) .قوله :فأزال ذلك( أي ما ذكر من الشعر النابت في وسعط
العين والمغطى ،أي فقط) .قوله :فل حرمة ول فدية( الفرق بين هعذا حيعث لعم تجعب
الفدية وبين ما قبله حيث وجبت الفدية فيه أن التأذي في هذا من نفس الشعر ،بخلفععه
في ذاك ،فإنه ليس منه ،بل مما فيه .ومثله في ذلك ما لو قطععع أصععبعه وعليهععا شعععر
أو ظفر ،أو كشط جلدة رأسه وعليها شعر ،وذلك لتبعيته لغيره ،فهو لم يقطعه قصدا،
وإنما قطعه تابعا لغيره ،والمحرم قطعه غير تابع لغيره.
) (1قوله :الجلح( في المصباح ،جلح الرجل جلحا -من باب تعب الشعر من جانبى
مقدم رأسه ،فهو أجلح .اه وقوله :والصلع .قال فيه أيضا :صلع الرجل صلعا -مععن
باب تعب -انحسر الشعر من مقدمه اه) (2) .قوله :حرام تجب فيه الفدية( أي ما لعم
تشععتد حاجععة إلععى أكلععه ،وإل جععاز ،ووجبععت فيعه الفديععة ،كعذا فععي حاشععية اليضععاح،
وعبارتها :وقضية ما تقرر :حرمة أكل دهن يعلم أنه يلوث به شاربه ،وهو ظاهر إن
لم تشتد حاجة إليه ،وإل جععاز ،ووجبععت فيععه الفديععة .اه مولععف) (3) .قععوله :وشععمع(
استشكل عطف الشمع على الشحم ،ووصفهما بالذوبان لنهم إن أرادوا أن النضععمام
قيد في الفدية فغير مسلم ،لن الشحم الذائب وحععده دهععو ،وأمععا الشععمع الععذائب وحععده
فغير دهن .وأجيب بأن مرادهم بذلك بيان أن ضمن الشمع إلى الشحم ل يخرجه عععن
الدهن ،بخلف اللبعن المشعتمل علعى الزبعد والعدهن .وفعى هعذا الجعواب تسعليم لقعول
المستشكل :إن الشمع الذائب غير دهن ،وهو في محععل المنععع ،وأى فععرق بينععه وبيععن
الشحم لن في كل دهنية يقصد بها تزييععن الشعععر فععي الجملععة .اه .أفععاده فععي حاشععية
اليضاح) (4) .قوله :أو غيرهما من سائر وجوه الزالة( هو شامل للععزائل بواسععطة
حك رجل الركب في نحععو قتععب ،وهععو ظععاهر مععن كلمهععم ،فتجععب فيععه الفديععة ،وإن
احتاج لذلك غالبا ،لمكان الحتراز عنه .خلفععا لمععن قععال بعععدمها ،وأصععال فيععه بمععا
ليجدى .اه مولف (5) .القرة (6) .196 :البقرة196 :
] [ 364
وفي التحفة ما نصه) :تنبيه( كل محذور أبيح للحاجة فيه الفدية ،لغيره إل إزالة
نحو شعر العين كما تقرر وإل نحو لبس السراويل أو الخف المقطوع احتياطععا لسععتر
العورة ووقاية الرجل من نحو النجاسة .وكععل محظععور بععالحرام فيععه الفديععة إل عقععد
النكاح .اه) .قوله :وقلم( معطوف علععى وطععئ أيضععا ،أي ويحععرم قلععم بالقيععاس علععى
حرمة إزالة الشعر بجامع الرفاهية في كل) .قوله :نعم ،لععه قطععع إلععخ( أي يجععوز لععه
ذلك ،ول فدية ،وهو استدراك من حرمة القلم) .وقوله :ما انكسر( أي فقط ،فل يجوز
له أن يقطعع مععه معن الصععحيح شعيئا .وفعي الكعردي مععا نصعه :فععي شعرح مختصععر
اليضاح للبكري ،وتبعه ابن علن :أن قطع ما ل يتأتى قطع المنكسر إل به ،جععائز،
لحتياجه إليه .وقال ابن الجمال :القرب أنها تجععب الفديععة ،لن الذى مععن المنكسععر
إل به ،جائز ،لحتياجه إليه .وقال ابن الجمال :القرب أنها تجععب الفديععة ،لن الذى
من غيره ،ل منه ،وجاز قطعه معه لضععرورة التوقععف المععذكور .اه) .قععوله :ويحععرم
ستر إلخ( إنما أظهر العامل ولم يعطفه على ما قبلعه لطععول الكلم عليعه .وإنمعا حعرم
الستر المذكور لخبر الصحيحين :أنه )ص( قال فععي المحععرم الععذي سععقط عععن بعيععره
ميتا ل تخمروا رأسه ،فإنه يبعث يععوم القيامععة ملبيععا .وقيععس عليععه الحععي ،بععل أولععى.
)وقوله :رجل( المراد به الذكر ،يقينععا ،فععدخل الصععبي ،وخععرج النععثى والخنععثى ،فل
يحرم عليهما ذلععك) .وقععوله :ل امععرأة( أي ول خنععثى) .قععوله :بعععض رأس( أي ولععو
البياض الذي وراء الذن ،لكن المحاذي لعلها ،ل المحاذي لشحمة الذن .قال عبد
الرؤوف في حاشية شرح الدماء :المراد به أي البياض ما علععى الجمجمععة ،المحععاذي
لعلى الذن ل البياض وراءها ،النازل عن الجمجمة ،المتصل بآخر اللحى المحاذي
لشحمة الذن ،لنه ليس من الرأس ،وهو المراد بقععول الزركشععي :ل يجععزئ المسععح
على البياض وراءها .اه )قوله :بمععا يعععد إلععخ( متعلععق بسععتر ،أي يحععرم سععتر رجععل
بعض رأسه بكل ما يععد سعاترا فعي الععرف ،وإن حكعى لعون البشعرة كثعوب رقيعق،
وزجاج وكما يحرم الستر بما ذكر ،يحععرم اسععتدامته ،وفععارق اسععتدامة الطيععب بنععدب
ابتداء هذا قبل الحرام ،بخلف ذاك ،ومن ثم ،كان التلبيد بمععا لعه جععرم كععالطيب فععي
حل استدامته ،لنه مندوب مثله .أفاده في التحفة) .قوله :من مخيعط( بيعان لمعا ،وهعو
بفتح الميم وبالخاء المعجمة ،أي شئ فيه خياطة) .وقوله :أو غيره( أي غير المخيط.
)قوله :كقلنسوة( تمثيل للمخيط ،وهي بفتح القاف واللم وضم السين مشتق مععن قلععس
الرجل إذا غطععاه وسععتره والنععون زائدة ،وهععي المسععماة بالقععاووق .أفععاده الشععرقاوي.
وقوله :وخرقة تمثيل لغير المخيط ،ومثلها عصابة عريضة ،ومرهععم وطيععن ،وحنععاء
ثخينات) .قوله :أما ما ل يعععد سععاترا( أي فععي العععرف .وهععذا محععترز قععوله بمععا يعععد
ساترا) .وقوله :كخيط رقيق( أي وكماء ،ولو كدرا ،وإن عد ساترا في الصععلة .قععال
ابن قاسم في شرح أبي شجاع :نعم ،إن صار ثخينا ل تصح الطهارة بععه ،بععأن صععار
يسمى طينا ،فظاهر أنه يمتنع .اه) .قوله :وتوسد نحو عمامة( أي وجعل نحو عمامععة
كالوسادة تحت رأسه ،فل يضر ،لنه ل يعد ساترا) .قوله :ووضع يععد( أي وكوضععع
يد له أو لغيره على رأسه ،فإنه ل يضر أيضا ،لنه ل يعد سععاترا .وقععوله :لععم يقصععد
بها الستر الجملة صفة ليد ،أي وكوضع يععد موصععوفة بكونهععا لععم يقصععد بهععا السععتر.
)قوله :فل يحرم( جواب أما ،والضمير المستتر يعود على ما ل يعععد سععاترا) .قععوله:
بخلف ما إذا قصده( أي الستر بوضع اليد ،أي فإنه يحرم .وقوله :على نزاع فيه أي
في تحريمعه .وحاصعله أن العذي جعرى عليعه ابعن حجعر فعي التحفعة ،وفتعح الجعواد،
وشععرح العبععاب :الضععرر بععذلك عنععد قصععد السععتر .والععذي جععرى عليععه فععي حاشععية
اليضاح :عدم الضرر .وكذلك شيخ السلم في شرح البهجة ،والرملي فععي شععرحي
اليضاح والبهجة .وعلى الول تجب الفدية ،وعلى الثعاني ل تجعب) .قعوله :وكحمععل
نحو زنبيل( معطوف على كخيط ،فهو مما ل يعد ساترا فل يضر) .قععوله :لععم يقصععد
به( أي يحمل نحو الزنبيل) .وقوله :ذلك( أي السععتر ،أي ولععم يسععترخ بحيععث يصععير
كالطاقية ،أما إذا استرخى ولم
] [ 365
يكن فيه شئ محمول حرم ،ولزمته الفدية ،وإن لم يقصد به الستر ،لنه في هذه
الحالة يسمى ساترا عرفا .ولو كفأ الزنبيل علععى رأسعه حععتى صععار كالقلنسععوة ،حععرم
ولزمته الفدية مطلقا) .قوله :واستظلل بمحمل( أي وكاستظلل بمحمل ،فهعو ممععا ل
يعد ساترا ،فل يحرم .قال في حواشي القناع :أي وإن قصد مع ذلك السععتر ،لنععه ل
يعد ساترا عرفا .وفصل بعضهم بين قصد الستر فيفعدي وإل فل ،قياسعا علعى معا لعو
وضع على رأسه زنبيل ورد بوضوح الفرق بيععن الصععورتين .إذا السععاتر مععا يشععمل
المستور لبسا أو نحععوه ،ونحععو الزنبيععل يتصععور فيععه ذلععك فععأثر فيععه القصععد ،بخلف
الهودج .شرح العباب .اه .وقوله :وإن مس رأسه الغاية للرد على من يقععول بحرمععة
الستظلل بمحمل إن مس رأسه .وعبارة اليضاح :أما ما ل يعد ساترا فل بععأس بععه
مثل أن يتوسد عمامة ،أو وسادة ،أو ينغمس في ماء ،أو يستظل بمحمل أو نحوه ،فل
بأس به ،سواء مس المحمل رأسه أم ل وقيل :إن مس المحمععل رأسععه لزمتععه الفديععة،
وليس بشئ .اه) .قوله :ولبسه إلععخ( معطععوف علععى سععتر ،أي ويحععرم لبععس الرجععل،
لخبر الصحيحين :عن ابن عمعر ،أن رجل سعأل النعبي )ص( معا يلبعس المحعرم معن
الثيععاب ؟ فقععال :ل يلبععس القميععص ول العمععائم ،ول السععراويلت ول الععبرانس ،ول
الخفاف ،إل أحد ل يجععد نعليعن فليلبععس الخفيعن ،وليقطعهمععا أسعفل معن الكععبين ،ول
يلبس من الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس .زاد البخععاري :ول تنتقععب المععرأة ،ول
تلبس القفازين) .فإن قيل( السؤال عمععا يلبععس ،وأجيععب بمععا ل يلبععس مععا الحكمععة فععي
ذلك ؟ أجيب بأن ما ل يلبععس محصععور ،بخلف مععا يلبععس إذ الصععل الباحععة ،وفيععه
تنبيه على أنه كان ينبغي السؤال عما ل يلبس ،وبأن المعتبر في الجعواب معا يحصعل
المقصود ،وإن لم يطابق السؤال صريحا .وقوله :محيطا بالمهملة سواء أحاط بجميععع
بدنه أو بعضه ،وسواء كععان شععفافا كزجععاج أم ل) .قععوله :بخياطععة( متعلععق بمحيطععا،
والباء سببية ،أي محيطا بسبب خياطة) .قوله :كقميص( تمثيل للمحيط بخياطة ،وهععو
ما ل يكون مفتوحا من قدام ،أي وكخععف وبععابوج وقبقععاب سععتر سععيره أعلععى قععدميه،
فيحرم لبس ذلك ،بخلف ما ل يستر سيره أعلعى قعدميه ،وبخلف النععل المععروف،
والتاسومة .والحاصل ما ظهر منه العقب ورؤوس الصععابع يحععل مطلقععا .ومععا سععتر
الصابع فقط ،أو العقب فقط :ل يحل إل مع فقد النعلين) .قوله :وقباء( هو مععا يكععون
مفتوحا من قدام ،كالشاية ،والقفطان ،والفرجية .وفي البجيرمي ما نصه :القباء :بالمد
والقصر :قيل هو فارسي معرب ،وقيل عربي مشتق مععن قبععوت الشععئ :إذا أضععممت
أصابعك عليععه .سعمي بععذلك لنضععمام أطرافععه .وروي عععن كعععب أن أول مععن لبسععه
سليمان بن دواد عليهمععا السععلم .اه .وقععوله :أو نسععج معطععوف علععى خياطعة ،أي أو
محيطا بسبب نسج كزرد .وقوله :أو عقد معطوف على خياطة أيضععا ،أي أو محيطععا
بسبب عقد كنوع من اللبد .ومثععل المنسععوج والمعقععود المضععفور والمععزرر فععي عععرا
والمشكوك بنحو خلل .قوله :سائر بدنه متعلق بلبسه .أي يحرم لبسه في جميع بدنه،
وهو ليس بقيد ،بل مثله بعض بدنه كما علمت ،ول بد من لبسه علععى الهيئة المألوفععة
فيه ،ليخرج ما إذا ارتدى بقميص أو قباء ،أو اتزر بسروايل ،فإنه ل حرمة في ذلك،
ول فدية) .قوله :بل عذر( متعلععق بكععل مععن سععتر ولبععس ،بععدليل المفهععوم التععي .أي
ويحرم ستر رأس بل ععذر ،ويحعرم لبعس المحيعط بل ععذر ،فعإن وجعد ععذر انتفعى
التحريم .وفي الفدية تفصيل وسئل السيوطي رحمه ال تعالى عن المحرم ،هل يجوز
له الستر أو اللبس إذا ظن الضرر قبل وجععوده ،أو ل يجععوز إل بعععد وجععوده نظمععا ؟
)فأجاب( كذلك بالجواز ،وصورة ذلك :معا قعولكم فععي محعرم يلععبي * * كاشعف رأس
راجيا للرب
] [ 366
فهل له اللبس قبيل العععذر * * بغععالب الظععن بععدون الععوزر ؟ أم بعععد أن يحصععل
عذر ظاهر * * يجوز لبس وغطاء ساتر ؟ ولو طرا عذر وزال عنععه * * هععل يجععب
النزع ببرء منه ؟ )أجاب رحمه ال( ومحرم قبل طرو العذر * * أجز له اللبس بغير
وزر بغالب الظن ول توقف * * على حصععوله ،وهععذا الرأف نظيععره مععن ظععن مععن
غسععل بمععا * * حصععول سععقم جععوزوا التيممععا ومععن تععزل أعععذاره فليقلععع * * مبععادرا
وليعص إن لم ينزع )قوله :فل يحرم على الرجل إلخ( مفهوم قوله بل عذر) .وقوله:
ستر رأس( أي ول لبسه محيطا .وكان الولى للشارح أن يزيده ،لما علمععت أن قععوله
بل عذر راجع لكل من ستر ولبس ،فيكون هو مفهوم قععوله بل عععذر بالنسععبة للبععس،
ول يصح أن يكون قوله التي ول لبس محيط إن لم يجد غيره هو مفهومه بالنسبة له
كمععا سععتعرفه) .قععوله :كحععر وبععرد( تمثيععل للعععذر ،ودخععل تحععت الكععاف :الجراحععة،
والكسر ،والوجع ،ونحوها) .قوله :ويظهر ضبطه( أي العذر) .وقععوله :هنععا( أي فععي
هذا الباب ،بخلفه في غير هذا الباب ،فهو ما أباح الععتيمم ،ومععن العععذر مععا لععو تعيععن
ستر وجه المرأة طريقا في دفع النظر إليها المحرم ،فيجوز حينئذ ،وتجب بععه الفديععة.
)قوله :بما ل يطيق الصبر عليه( متعلق بضبطه ،أي ضبطه بكل ما ل يطيق الصبر
عليه كالحر والبرد) .قوله :وإن لم يبح التيمم( أي ل فرق فيما ل يطيق الصععبر عليععه
بين أن يكون مبيحا لتيمم أو ل) .قوله :فيحل( أي ستر الرأس لعذر ،وهذا عين قععوله
فل يحرم ،إل أنه أعاده لجل إفادة ما بعده) .وقوله :مع الفدية( أي مع وجوبها عليه.
وقوله :قياسا إلخ أي أن وجوب الفدية هنا مقيس على وجوبها في الحلععق مععع العععذر،
بجامع أن كل محظور أبيح لحاجة) .قوله :ول لبس محيط إلخ( ظاهره أنه معطععوف
على ستر رأس ،ويكون هو مفهوم قوله بل عذر بالنسبة للبس ،وذلععك لمعا علمعت أن
قوله بل عذر مرتبط بكل من ستر ومن لبس ،فأخذ أول مفهومه بالنسبة للستر ،وهذا
مفهومه بالنسبة للبس .والمعنى عليه ول يحرم لبس محيععط بعععذر إن لععم يجععد غيععره،
وهو ل يصح ،وذلك لنه حيث وجد عذر حل لبععس المحيععط سععواء وجععد غيععره أم ل
كما أنه إذا لم يجد :يحل لبسه وجد عذر أم ل .فيتعين حينئذ أن يكون مستأنفا ،وليععس
معطوفا على ما قبله .ويقدر عامل للبس ،ويكون مفهوم قععوله بل عععذر محععذوفا كمععا
علمته فيما مععر ول يخفععى مععا فععي عبععارته المععذكورة مععن الرتبععاك ،وبيععانه أن سعتر
الرأس ولبس المحيط يباحان لحاجة كحر وبرد مطلقا وإن ليععس المحيععط يبععاح أيضععا
إذا لم يجد غيره ،لكن بقدر ستر العورة فقط -كسراويل -فلبس المحيععط مبععاح لحععد
شيئين :لحاجة نحو ما ذكر ،ولعدم وجدان غيره .وفي الول :يباح له لبسه في جميععع
البدن مع الفدية .وفي الثاني :بقدر ما يستر العععورة فقععط بل فديععة ،فمععا يبععاح للحاجععة
المذكورة غير ما يباح للفقد قدرا وحكما .والمؤلف رحمه ال لم يفصحهما ،بععل أدرج
أحدهما في الخر .وسببه أنه تصرف في عبارة شيخه وسععبكها بعبععارته ،فععأدى ذلععك
إلى الرتباك وعدم حسن السبك .فلو قال عقب قوله بل عذر فل يحععرم علععى الرجععل
ستر رأس ول لبس محيط إذا كان ذلك لعذر كحر وبرد إلخ .ثم قال :ول يحرم أيضعا
لبسه محيط إن لم يجد غيره ،ول قدر علععى تحصععيله ،ولععو بنحععو اسععتعارة ،ل بنحععو
هبة ،لكن بقدر ما يستر العورة فقط .لكان أولى وأخصر وأوضعح .فتنبعه .وقعوله :إن
لم يجد غيره أي المحيط حسا كان بأن فقده عنعده وعنعد غيععره ،أو شعرعا بعأن وجععده
بأكثر من ثمن
] [ 367
المثل أو أجرة مثله ،وإن قل .وقوله :ول قدر على تحصععيله أي بشععراء ونحععوه
وهذا لزم لعدم وجدانه حسا ،لنه يلزم منه عدم القدرة على تحصيله ،ولو أسقطه ما
ضره) .قوله :ولو بنحو استعارة( غاية للنفي ،أي انتفت القععدرة علععى تحصععيله حععتى
بالستعارة .فإن قدر على تحصيله بذلك تعين ،ويحرم لبععس المحيععط) .قععوله :بخلف
الهبة( أي بخلف ما إذا قدر على تحصيل غير المحيط بالهبة ،فل يحععرم عليععه لبععس
المحيط ،لنه ل يلزمه قبول الهبة لعظم المنة فيها وثقلها على النفوس) .قععوله :فيحععل
ستر العورة إلخ( تفصيل لما أجمله بقوله ول لبس محيط إلخ .وحاصله أنه إذا لم يجد
غير المحيط حل له لبسه بقدر ما يستر العورة ،ول يحل له لبسه في باقي بدنه إل إذا
وجدت حاجة كحر وبرد .وإذا اقتصر على ساتر العععورة ل تلزمععه فديععة ،بخلف مععا
إذا زاد عليها فإنه تلزمه فدية .والفرق كما فععي البجيرمععي نقل عععن الشععوبري أن مععا
كان سببه الفقد ل فدية فيه ،وما كان سببه غير الفقععد كحععر وبععرد فيععه الفديععة) .قععوله:
ولبسه إلخ( أي ويحل لبسه ،أي المحيط) .قوله :وعقد الزار( أي ويحل عقد الزار،
أي ربط طرفه بالخر) .قععوله :وشععد خيععط عليععه( أي الزار ،بععأن يجعععل خيطععا فععي
وسطه فوق الزار ليثبت .ويجوز أيضا أن يجعل فيه مثل الحجزة ،ويدخل في التكععة
إحكاما ،وأن يغرز طرف ردائه في طععرف إزاره ،ول يجععوز أن يعقععد طععرف ردائه
بععالخر ،ول أن يخلععه بععه نحععو مسععلة) .قععوله :ل وضععع طععوق إلععخ( معطععوف علععى
الرتداء ،أي ل يحل له وضع طوق القباء على رقبته وإن لععم يععدخل يععديه فععي كميععه
وقصر الزمن ،لنه يستمسك بذلك ،فيعععد لبسععا لععه .واعلععم أنععه ل يحععرم دخععوله فععي
كيس النوم إن لم يستر رأسه ،إذ ل يستمسك عند قيامه ،ول إدخععاله رجلععه فععي سععاق
الخف دون قراره ،ول لف عمامة بوسطه بل عقد ،ول لبس خاتم ،ول احتباء بحبعوة
وإن عرضت جدا ول إدخاله يده فععي كعم نحععو قبعاء ،ول لبعس السععراويل فعي إحعدى
رجليه ،ول تقليد السيف ،ول شد نحو منطقة وهميان في وسطه) .قوله :ويحرم سععتر
امرأة ل رجل بعععض وجععه( وذلععك لنهيهععا عععن النقععاب .وحكمتععه أنهععا تسععتره غالبععا،
فأمرت بكشفه لمخالفة عادتها .نعم ،يعفى عما تستره من الوجه احتياطا للرأس ،ولععو
أمة ،عند ابن حجر ،لن ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب .ويجععوز لهععا أن ترخععى
على وجهها ثوبا متجافيا عنه بنحو أعععواد ولععو لغيععر حاجععة .فلععو سععقط الثععوب علععى
وجهها بل اختيارها فإن رفعته فورا فل شئ عليها ،وإل أثمت ،وفععدت .وكمععا يحععرم
عليها ستر وجهها ،يحرم عليها وعلى الرجل أيضا لبس القفازين ،للنهععي عنهمععا فععي
الحديث الصحيح .والقفاز :شئ يعمل لليد يحشى بقطععن ويععزر بععأزرار علععى السععاعد
ليقيها من البرد .والمراد هنا :المحشو والمزرور وغيرهما .ولها أن تلف خرقة علععى
كل من يديها وتشععدها وتعقععدها .وللرجععل شععدها بل عقععد) .تنععبيه( المحرمععات أربعععة
أقسام :الول :ما يباح للحاجة ول حرمة ول فدية .وهو :لبس السروايل لفقععد الزار،
والخف المقطوع لفقد النعل ،وعقد خرقععة علععى ذكععر سععلس لععم يستمسععك بغيععر ذلععك.
واستدامة ما لبد به شعر رأسه أو تطيب به قبععل الحععرام ،وحمععل نحععو مسععك بقصععد
النقل إن قصر زمنه ،وإزالععة الشعععر بجلععدة ،والنععابت فععي العيععن ومغطيهععا ،والظفععر
بعضععوه ،والمععؤذي بنحععو كسععر ،وقتععل صععيد صععائل ،ووطععئ جععراد عععم المسععالك،
والتعرض لنحو بيض صيد وضعه في فراشه ولم يمكععن دفعععه إل بععه أو لععم يعلععم بععه
فتلف ،وتخليص صيد من فم سبع فمات ،وما فعله من الترفه كلبس وتطيععب ناسععيا أو
جاهل أو مكرها .الثاني :ما فيه الثم ول فدية :كعقد النكاح ،ومباشرة بشععهوة بحععائل
على ما مر ،والنظر بشهوة ،والعانة على قتل
] [ 368
الصيد بدللععة أو إعععارة آلععة ،ولعو لحلل ،والكععل معن صععيد صععاده غيععره لععه،
ومجرد تنفير الصيد من غير تلف ،وفعل محرم من محرمات الحرام بميععت محععرم.
الثالث :ما فيه الفدية ول إثم .وذلك فيما إذا احتاج الرجل إلى اللبس أو المععرأة لتسععتر
وجهها ،أو إلععى إزالععة شعععر ،أو ظفععر لنحععو مععرض ،أو زال نحععو شعععر جهل وهععو
مميز ،أو نفر صيدا بغير قصد وتلف به ،أو اضععطر إلععى ذبععح صععيد لجععوع أو تلععف
صيد برفس دابة معه ،أو عضها بل تقصير .الرابع :ما فيه الثم والفدية .وهععو بععاقي
المحرمععات) .قععوله :وفديععة ارتكععاب واحععد إلععخ( لمععا أنهععى الكلم علععى الواجبععات
والمحرمات ،شرع في بيان ما يترتب على ترك شئ من الولى ،وارتكاب شععئ مععن
الثانية ،فقال :وفدية إلخ .وحاصل الكلم على ذلععك أن العدماء ترجعع باعتبععار حكمهععا
إلى أربعة أقسععام :دم ترتيععب وتقععدير .ودم ترتيععب وتعععديل .ودم تخييععر وتقععدير .ودم
تخيير وتعديل .فالقسعم الول :كعدم التمتعع ،والقعران ،والفععوات ،وتعرك الحععرام مععن
الميقات ،وترك الرمي ،وترك المبيت بمزدلفة ،وترك المععبيت بمنععى ،وتععرك طععواف
الوداع ،وترك مشي أخلفه ناذره .فهذه الدماء دماء ترتيب ،بمعنى أنععه يلزمععه الذبععح،
ول يجوز العدول عنه إلى غيره ،إل إذا عجز عنه .وتقدير :بمعنى أن الشرع قدر ما
يعدل إليه بما ل يزيد ول ينقص .والقسم الثاني :كدم الجماع ،فهو دم ترتيب وتعديل.
بمعنى أن الشرع أمر فيه بالتقويم والعدول إلى غيره بحسب القيمة ،فيجب فيه بدنععة،
ثم بقرة ،ثم سبع شياه فإن عجز قوم البدنة بدراهم ،واشترى بالدراهم طعاما وتصدق
به .فإن عجز ،صعام ععن كعل معد يومعا ،ويكمعل المنكسعر بصعوم يعوم كامعل .وكعدم
الحصار :فهو دم ترتيب وتعديل ،فيجب فيه شاة ،فإن عجععز قومهععا كمععا ذكععر ،فععإن
عجز صام عن كل مد يوما .والقسم الثالث :كدم الحلععق والقلععم ،ودم السععتمتاع وهععو
التطيب ،والدهن بفتح الدال للععرأس أو اللحيععة ،وبعععض شععور الععوجه علععى مععا تقععدم
واللبس ،ومقعدمات الجمعاع ،والسعتمناء ،والجمعاع غيعر المفسعد .فهعذه العدماء دمعاء
تخيير بمعنى أنه يجوز العدول عنها إلى غيرها ،وتقععدير بمعنععى أن الشععرع قععدر مععا
يعدل إليه ،فيتخير إذا أزال ثلث شعرات بين ذبح وإطعام ستة مساكين لكععل مسععكين
نصف صاع ،وصوم ثلثة أيام .والقسم الرابع :كدم جععزاء الصععيد والشععجر ،فهععو دم
تخيير وتعديل .بمعنى أن بالخيععار ،إن شععاء فعععل الول وهععو الذبععح ،أو الثععاني وهععو
التقويم ،أو الثععالث وهععو الصععيام .ومعنععى التعععديل التقععويم .فجملععة هععذه الععدماء :أحععد
وعشععرون دمععا تسعععة مرتبععة مقععدرة ،وثمانيععة مخيععرة مقععدرة ،ودمععان فيهمععا ترتيععب
وتعديل ،ودمان فيهما تخيير وتعديل .ونظمها الدميري رحمه ال تعالى فقععال :خاتمععة
من الدماء ما التزم * * مرتبا وما بتخيير لزم والصفتان ل اجتماع لهمععا * * كالعععدل
والتقدير حيث فهما والدم بالترتيب والتقدير فععي * * تمتععع فععوت قععران اقتفععي وتععرك
ميقات ورمي ووداع * * مع المبيتين بل عذر مشاع ثم مرتب بتععديل سعقط * * فععي
مفسد الجماع والحصر فقط مخير مقععدر دهععن لبععاس * * والحلععق والقلععم وطيععب فيععه
باس والوطئ حيث الشاة والمقدمات * * مخير معدل صيد نبات
] [ 369
ونظمها أيضا ابن المقري رحمه ال تعالى -في قوله :أربعة دماء حععج تحصععر
* * أولها المرتب المقععدر تمتععع ،فععوت وحععج قرنععا * * وتععرك رمععي والمععبيت بمنععى
وتركه الميقات والمزدلفة * * أو لم يودع أو كمشي أخلفه ناذره يصوم إن دمعا فقعد *
* ثلثة فيه وسبعا في البلد والثان ترتيب وتعديل ورد * * في محصر ووطئ حج إن
فسد إن لم يجد قومه ثم اشترى * * به طعاما طعمة للفقرا ثم لعجر عدل ذاك صععوما
* * أعني به عن كل مد يوما والثععالث التخييععر والتعععديل فععي * * صععيد وأشععجار بل
تكلف إن شئت فاذبح أو فعدل مثل ما * * عدلت في قيمععة مععا تقععدما وخيععرن وقععدرن
في الرابع * * إن شئت فاذبح أو فجد باصع للشخص نصف أو فصم ثلثا * * تجتث
ما اجتثثته اجتثاثا في الحلق والقلم ولبس دهن * * طيب وتقبيععل ووطععئ ثنععي أو بيععن
تحليلي ذوي إحرام * * هذي دماء الحععج بالتمععام والحمععد لع وصععلى ربنععا * * علععى
خيار خلقه نبينا وهو نظم حسن ينبغي لك طالب علم أن يحفظه .واعلم أن هذا الدماء
ل تختص بوقت ،وتراق في النسك الذي وجبت فيه ،ودم الفعوات يجعزئ بععد دخعول
وقت الحرام بالقضاء .كععالمتمتع إذا فععرغ مععن عمرتععه فععإنه يجععوز لععه أن يذبععح قبععل
الحرام بالحج ،وهذا هو المعتمد ،وإن قععال ابععن المقععري ل يجععزئ إل بعععد الحععرام
بالقضاء .وكلها أو بععدلها مععن الطعععام تختععص تفريقتععه بععالحرم علععى مسععاكينه ،وكععذا
يختص به الذبح .إل المحصر فيذبح حيععث أحصععر ،فععإن عععدم المسععاكين فععي الحععرم
أخره حتى يجدهم .كمن نذر التصدق على فقراء بلد فلم يجععدهم) .قععوله :ممععا يحععرم(
أي من الدهن والطيب واللبس والستر والحلق والقلم) .واعلم( أن الفدية تتعععدد بتعععدد
ذلك إن اختلف الزمان والمكان والنوع ،وإل فل .والطيب كله نوع ،وكذا الدهن وكذا
اللبس .قال النشيلي :وقضية ذلك أن من ستر رأسععه لضععرورة ،واحتععاج لكشععفه عنععد
مسحه في الوضوء وعند السجود ،ثم أعاد الستر ،تتكرر عليه الفديععة لتكععرر الزمععان
والمكان .قال السيد السمهودي :ما أظن السلف مع عععدم خلععو زمععانهم عععن مثععل هععذه
الصورة يوجبون ذلك ،ولم أر من نبه عليه .والمشقة تجلب التيسير .اه) .قوله :غيععر
الجماع( أما هو ،فحكمه سيأتي ،وظاهر كلمه أن الجماع مطلقععا مخععالف فععي الحكععم
لما هنا ،وليس كذلك ،بل حكم الجماع الذي بيععن التحلليععن حكععم مععا هنععا ،وغيععر عقععد
النكاح أيضا .أما هو ،فل فدية فيه أصل كما تقعدم وغيعر الصعيد والنعابت ،أمعا همعا،
فدمهما دم تخيير وتعديل) .قوله :ذبح شاة( خععبر فديععة .وفيععه أن الذبععح فعععل الفاعععل،
والفدية اسم لما يخرج ،فلم يحصل تطابق بين المبتدأ والخبر ،ول بد مععن تععأويله هععو
وما عطف عليه ،أعني قوله أو تصدق باسم المفعول :أي مذبوح شاة .والضافة فيععه
على معنعى معن ،أو متصعدق بثلثعة آصعع ،ول بعد معن جععل البعاء فيعه بمعنعى معن
البيانية ،أي من ثلثة آصع) .قوله :مجزئة في الضععحية( وهععي أن ل تكععون عجفععاء
ول مقطوعة بعض ذنب أو أذن ،ول عرجاء ،ول عوراء ،ول مريضععة مرضععا بينععا
كما سيذكره) .قوله :وهي( أي الشاة المجزئة .وقوله :جذعة
] [ 370
ضأن أي ما أجزعت مقدم أسنانها ،وإن لم يكن لها سنة) .قععوله :أو ثنيععة معععز(
أي لها سنتان) .قوله :أو تصدق( يقرأ بصيغة المصدر ،معطوف علععى ذبععح .وقععوله:
بثلثة آصع بمد الهمزة جمع صاع وهو أربعة أمداد) .قوله :لسععتة( متعلععق بتصععدق،
واللم بمعنى على ،أي تصدق على ستة .وقوله :مععن مسععاكين الحععرم أي ولععو كععانوا
غير مستوطنين به ،لكن إعطاء المسععتوطنين أولععى إذا لععم تكععن حاجععة الغربععاء أشععد.
)قوله :الشاملين للفقراء( أي أن المراد بالمساكين ما يشمل الفقراء ،ل ما قععابلهم ،لن
الفقير والمسكين يجتمعان إذا افترقا ،ويفترقان إذا اجتمعا) .قععوله :لكععل واحععد نصععف
صاع( ول يجزئ أقل منه ،وليس في الكفارات محععل يععزاد فيععه المسععكين مععن كفععارة
واحد على مد غير هذا) .قوله :أو صوم ثلثة أيام( أي ولععو مععن غيععر تععوال) .قععوله:
فمرتكب المحرم مخير إلخ( أي لقوله تعالى) * :فمععن كععان منكععم مريضععا أو بععه أذى
من رأسه( ) * (1أي فحلق) * .ففديععة مععن صععيام أو صععدقة أو نسععك( * ) (2وروى
الشيخان أنه )ص( قال لكعب بن عجزة :أيؤذيك هوام رأسك ؟ قال :نعم .قال :انسععك
أي اذبح شاة أو صم ثلثة أيام ،أو أطعم فرقا من الطعام على ستة مسععاكين .والفععرق
-بفتح الفاء والراء -ثلثة آصع .وقيس بالحلق وبالمعذور :غيرهما .واعلم أن الفدية
قد تجب على مرتكب المحظور ،كالولي بسبب ارتكاب الصبي المميععز إيععاه ،بخلفععه
إذا كان غير مميز فل فدية علععى واحععد منهمععا ،وإن كععان إتلفععا .هععذا إذا كععان سععبب
الفدية ارتكابه محظورا فإن كان سببها تمتععع مععوليه ،أو قرانععه ،أو إحصععاره ،فالفديععة
في مال الولي مطلقا سواء كان الصبي مميزا ،أو كان غير مميز) .قعوله :ولعو فععل(
أي المحرم) .قوله :ناسيا( أي للحرام أو التحريم .ول ينافيه التقييد بالتعمد في آيععة *
)ومن قتله منكم متعمدا( * ) (2الية .فقد خرج مخرج الغالب ،فل مفهوم له كما فععي
شرح المنهج) .قوله :إن كان( أي الشععئ الععذي فعلععه منهععا .وقععوله :إتلفععا أي محضععا
كقتل الصيد أو مشوبا باسععتمتاع ،لكعن المغلععب جععانب التلف ،كحلععق الشعععر ،وقلععم
الظفار) .قععوله :ول تجععب( أي الفديععة .وقععوله :إن كععان أي الشععئ الععذي فعلععه منهععا.
وقوله :تمتعا أي محضا كاللبس ،والطيب أو مشوبا بإتلف ،لكن المغلععب فيععه جععانب
التمتع ،كالجماع) .قوله :والواجب إلخ( أعاده مع علمععه مععن قععوله :وفديععة مععا يحععرم،
لجل بيان شروط ما تجب فيه الفدية الكاملة في إزالععة الشعععر أو الظفععار ،وهععي أن
يكون المزال ثلث شعرات فأكثر ،أو ثلثة أظفار فأكثر ،وأن تكون إزالة ذلععك علعى
التوالي فععي الزمععان والمكععان .وقععوله :باتحععاد زمععان ومكععان البععاء لتصععوير الععولء،
والمراد باتحاد الزمان :وقوع الفعل علععى الثععر المعتععاد ،وإل فالتحععاد الحقيقععي مععع
التحاد في الفعل مما ل يتصور ح ل .ويمكن تصويره بععأن يزيععل شعععرتين معععا فععي
زمن واحد .والمراد باتحاد المكععان أن يكععون المكععان الععذي أزال الشعععر فيععه واحععدا،
وليس المراد به أن يكون العضو الععذي أزال الشعععر منععه واحععدا .بععدليل أنععه لععو أزال
شعرة من لحيته ،وشعرة من رأسه ،وشعرة من بععاقي بععدنه فععي مكععان واحععد ،لزمتععه
الفدية .ل يقال يلزم من تعدد المكان تعدد الزمان فهل اكتفى بععه ؟ لنععا نقععول :التعععدد
هنا عرفي ،وقد يتعدد المكان عرفا ،ول يتعدد الزمان عرفا ،لعدم طول الفصععل .لن
المراد باتحاد الزمان عدم طول الفصععل عرفععا ،وباتحععاد المكععان أن ل يتعععدد المكععان
الذي أزال فيه كما علمععت واحععترز باتحععاد مععا ذكععر ععن اختلفععه بععأن اختلععف محععل
الزالة أو زمنها ،فإنه يجب في كععل شععرة مععد أفععاد جميععع ذلععك العلمععة البجيرمععي.
)قوله :وفي واحدة مد طعام إلخ( أي والواجب في إزالة شعرة واحدة مد واحد ،وفععي
إزالة
] [ 371
شعرتين مدان ،وذلك لعسر تبعيععض الععدم فعععدل إلععى الطعععام لن الشععرع عععدل
الحيوان به في جزاء الصيد وغيره .قال في المنهج وشرحه :هذا إن اختار دما ،فععإن
اختار الطعام ففي واحد منهمععا صععاع ،وفععي اثنيععن صععاعان ،أو الصععوم ،ففععي واحععد
صوم يوم ،وفي اثنين صوم يومين .اه .وما ذكر ضعيف ،والمعتمععد وجععوب المععد أو
المدين مطلقعا أي سعواء اختععار الطعععام أو الصععوم ،أو الععدم فلعو عجعز ععن المعد أو
المدين استقر ذلك في ذمته) .قوله :ودم ترك مأمور( أي سواء كععان يفععوت بععه الحععج
كالوقوف أو ل ،كالواجبات .وعبر أول بالفدية ،وهنا بالدم مع أن كلهما يطلق علععى
الحيوان وعلى غيره مما يقوم مقامه تفننا) .قععوله :كععإحرام مععن الميقععات إلععخ( تمثيععل
للمأمور به) .قوله :كدم التمتع والقران( الكاف للتنظيععر ،أي أن دم تععرك المععأمور بعه
نظير دم التمتع والقران في كونه مرتبا مقدرا ،وفيه أنه لم يسبق منه تعععرض ،لكععون
دم التمتعع والقعران مرتبعا مقعدرا ،ول غيعر ذلعك .فكعان الولعى أن يقعول :ودم تمتعع
وقران بإسقاط الكاف ،فيكون معطوفا على دم ترك مععأمور) .قععوله :ذبععح( خععبر عععن
دم ،ويجري في ما مر) .قوله :في الحرم( متعلق بذبح ،والذبح في الحرم عام في كل
الدماء ،ل في خصوص هذا القسم كما يوهمه صنيعه حيث قيععد بععه هنععا وأطلععق فيمععا
سبق ،وذلك لقوله تعالى) * :هديا بالغ الكعبععة( * وخععبر مسععلم :نحععرت ههنععا ،ومنععى
كلها منحر .فل يجزئ الذبح فععي غيععر الحععرم .وأفضععل بقععاع الحععرم لذبععح المعتمععر:
المروة .ولذبح الحاج إفرادا أو تمتعا أو قرانععا :منععى) .قععوله :فععالواجب علععى العععاجز
عن الذبح فيه( أي في الحرم حسا كان العجز ،بأن فقد الشعاة أو ثمنهعا أو شعرعا بعأن
وجدها بأكثر من ثمن مثلها ،أو كان محتاجا إليه أو غاب عنه ماله ،أو تعذر وصععوله
إلى ماله) .قوله :ولو لغيبععة مععاله( غايععة فععي كععون الععواجب عليععه الصععوم .أي يكععون
الواجب عليه الصوم ،ولو كان عجزه بسبب غيبعة مععاله .قعال البجيرمععي :ولعو لععدون
مسافة القصر .وخالف في ذلك :البلقيني .اه) .قوله :وإن وجد من يقرضه إلخ( غايععة
في الغاية ،أي الواجب على العاجز المذكور بسبب غيبة ماله الصوم ،ولو وجععد مععن
يقرضه إياه ،فل يكلف القبععول) .قععوله :أو وجععده( ل يصععلح أن يكععون معطوفععا علععى
وجد قبله ،لما علمت أنه غاية للغاية ،والمعطوف على الغايععة غايععة ،فيلععزم أن يكععون
هذا غاية أيضا للغاية الولى ،وهو ل يصح ،فلعل في عبارته سقطا مععن النسععاخ .ثععم
رأيت عبارة المؤلف المذكورة عين عبارة فتح الجواد لكنه أسقط منها ما هععو متعيععن
ذكره ،ونصها :ثم الواجب على من عجععز عععن الععدم فععي محععل الذبععح فيمععا ذكععر مععن
الفوات والتمتع والقرآن وترك واجب بععأن لععم يجععده ولععو لغيبععة مععاله ،وإن وجععد مععن
يقرضه فيما يظهر كالتيمم أو وجده بأكثر مععن ثمععن المثععل أو بعه واحتععاج إليععه لمععؤن
سفره الجائز فيما يظهر صوم إلخ .اه .فقوله :أو وجععده بععأكثر :معطععوف علععى قععوله
بأن لم يجده الساقط من عبارة مؤلفنا) .قوله :بأكثر من ثمععن المثععل( ظععاهره وإن قععل
بحيث يتغابن به ،وبه صرح شيخنا زي ،لكن ينبغي وجوبه بزيادة ل يتغابن بها .اه.
ع ش) .قوله :صوم أيام( خبر المبتدإ الععذي قععدره ،وهععو الععواجب علععى العععاجز إلععخ.
وبقطع النظر عنه يكون معطوفا على ذبح ،ول بد من تعيين نية الصععوم كعععن تمتععع،
أو قران ،أو نحوهما ومن تبييت النية كصوم رمضان) .قوله :فورا إلخ( فععي حاشععية
عبععد الععرؤوف مععا نصععه :قعوله فععورا وجععوبه :أي الصععوم .وكععونه فععورا مشععروطان
بععالحرام بالحععج بالنسععبة للتمتععع والفععوات والمشععي المنععذور فععي الحععج ،وبععالحرام
بالعمرة ،أو بالحج بالنسبة لمجاوزة الميقععات ،وبتمععام الحععرام بهمععا بالنسععبة للقععران،
وبفراق مكة بالنسبة لترك الوداع ،وبفراغ أيام منى بالنسبة لبقية الدماء التسعة .ومععع
ذلك فالفورية مشكلة ،لنه إذا أحرم من أول شوال مثل ،ل نكلفععه صععوم الثلثععة أول
إحرامه ،بل الواجب عليه
] [ 372
أن ل تغرب شمس يوم عرفة وقد بقي عليه شئ منها .نعم ،قد تحصععل الفوريععة
لعارض تضععيق كععأن أحععرم ليلععة السععابع وفوريععة السععبعة أقععوى إشععكال ،إذ ل يجععب
صومها أول دخول بلده .ويمكن تأويل فورية الثلثة بعدم تأخيرها عععن غععروب يععوم
عرفة .ثم محل وجوبه أي الصوم إن قدر عليه ،وإل فل ،كهم -بكسر الهاء ،وتشديد
الميم عاجز يأتي فيه ما في رمضان من وجوب المد عععن كععل يععوم ،فععإن عجععز عنععه
بقي الععواجب عليععه ،فععإن قععدر علععى أي واحععد منهمععا فعلععه .اه .بحععذف) .قععوله :بعععد
إحرام( أي بالحج .فل يجوز تقديمه على الحرام ،بخلف الدم .والفععرق :أن الصععوم
عبادة بدنية ،فل يجوز تقديمها على وقتها كالصلة ،والدم عبادة مالية ،فأشبه الزكعاة.
ويستحب أن يحرم ليلة الخامس ليصومه وتالييه ،أو ليلععة السععادس ليصععومه وتععالييه،
والول أفضععل ،ليكععون يععوم الععترويه مفطععرا ،وهععذا مفععروض فععي القععرآن والتمتععع
وإخلف النذر والفوات ،لنه يمكنه إيقاع الثلثة في الحج كمععا يعلععم معن عبععارة عبععد
الرؤوف المععارة آنفععا أمععا تععرك المبيععتين ،والرمععي ،وطععواف الععوداع ،والميقععات فععي
العمرة ،فيصوم الثلثة بعد وجوب الدم حيث شععاء ،ولععو فععي طريقععه ،لكععن ل يجععوز
صيامها في ترك طواف الععوداع إل بعععد مرحلععتين أو بلععوغه مسععكنه ثعم يفطععر بقععدر
مسافة وطنه وأربعة أيام العيد والتشريق ،ثم يصوم السبعة في وطنه .والمكععي يفععرق
بأربعة أيام ،إذ ل يحتاج إلى مسافة .ولذلك قال بعضعهم :والصععوم فععي الحعج ببعععض
الصور * * ممتنع كالصوم للمعتمر وصوم تارك المبيتين معا * * والرمي أو صععوم
الذي ما ودعا )قوله :وقبل يوم نحر( معطوف على بعد إحرام) .قوله :ولععو مسععافرا(
غاية لوجوب صوم الثلثة بعد الحرام وقبل يوم النحر ،أي يجب الصععوم عليععه ولععو
كان مسافرا فليس السفر عذرا فععي صععومها ،للنععص عليععه فيععه بقععوله ثلثععة أيععام فععي
الحج ،فل يرد أن رمضان أعظم حرمة ،مع أن السععفر عععذر فيععه) .قععوله :فل يجععوز
تأخير إلخ( مفرع على مفهوم التقييععد بقععوله وقبععل يععوم نحععر ،ومععا بعععده مفععرع علععى
مفهوم التقييد ببعد إحرام ،فهو على اللف والنشععر المشععوش) .وقععوله :شععئ منهععا( أي
من الثلثة) .وقوله :عنه( أي يوم النحر) .قوله :لنها تصير قضاء( علة لعععدم جععواز
التأخير ،أي ل يجوز تأخيرها ،لكونها لو أخرت عنه صارت قضععاء .وتععأخير الشععئ
عن وقته حتى يصير قضاء حرام ،كالصلة) .قوله :ول تقديمه( أي ول يجوز تقععديم
الصوم على الحرام بالحج .والفرق بينه وبين الدم حيث يجوز إخراجه قبل الحععرام
بالحج إن الصوم عبادة بدنية فل يجوز تقديمها على وقتها كالصلة والدم عبادة مالية
فأشبه الزكاة وهي يجوز تقديمها على وقتهععا كمععا مععر) .قععوله :لليععة( دليععل لوجععوب
صوم الثلثة بعد الحرام وقبل النحر .فهو مرتبط بالمتن ،وهي مععا سععيذكرها بقععوله:
قال تعالى) * :فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام( * ) (1اليععة .وكععان الولععى أن يصععرح
بها هنا ،ويحيل فيما سيأتي عليععه) .قععوله :ويلزمععه( أي العععاجز عععن الذبععح) .وقععوله:
أيضا( أي كما لزمه صوم الثلثة) .وقوله :صوم سبعة بوطنه( أي أو ما يريد توطنه
ولو مكة إن لم يكن له وطن أو أعرض عن وطنه .قال سم :ولو أراد استطيان محععل
آخر فهل يصح صومها بمجرد وصوله وإن أعرض عن استيطانه قبل صومها ؟ فيه
نظر ،ول يبعد الصحة .ثم قال :وفي شععرح العبععاب :فلععو لععم يتععوطن محل لععم يلزمععه
بمحل أقام فيه مدة كما أفتى به القفال .وظاهر كلمهم أنه ل يجوز له أيضععا ،فيصععير
إلى أن يتوطن محل .فإن مات قبل ذلععك احتمععل أن يطعععم أو يصععام عنععه ،لنععه كععان
متمكنا من التوطن والصوم ،واحتمل أن ل يلزم ذلك ،وإن خلف
] [ 374
أحععدها :مععا ل يلععزم بععه شععئ ل علععى الععواطئ ،ول علععى الموطععوءة ،ول علععى
غيرهما ،وذلك إذا كانا جاهلين معذورين بجهلهما ،أو مكروهين ،أو ناسيين للحععرام
أو غير مميزين .ثانيهما :تجب به البدنععة علععى الرجععل الععواطئ فقععط ،وذلععك فيمععا إذا
استجمع الشروط ،من كععونه عععاقل بالغععا عالمععا متعمععدا مختععارا ،وكععان الععوطئ قبععل
التحلععل الول ،والموطعوءة حليلتععه ،سعواء كععانت محرمععة مسععتجمعة للشععروط أو ل.
ثالثها :ما تجب به البدنة على المرأة فقط ،وذلععك فيمععا إذا كععانت هععي المحرمععة فقععط،
وكانت مستجمعة للشروط السابقة ،أو كان الزوج غير مسععتجمع للشععروط ،وإن كععان
محرما .رابعها :ما تجب به البدنة على غير الواطئ والموطوءة ،وذلععك فععي الصععبي
المميز إذا كان مستجمعا للشروط ،فالبدنة على وليه .خامسها :ما تجب به البدنة على
كل من الواطئ والموطوءة ،وذلك فيما إذا زنى المحرم بمحرمة أو وطئها بشبهة مع
استجماعها شروط الكفارة السابقة .سادسها :ما تجعب فيعه فديعة مخيعرة بيعن شعاة ،أو
إطعام ثلثة آصع لستة مساكين ،أو صوم ثلثة أيام ،وذلعك فيمعا إذا جعامع مسععتجمعا
لشروط الكفارة السابقة بعد الجماع المفسد ،أو جامع بين التحليليععن .هععذا ملخععص مععا
جرى عليه الشارح ،تبعا لشيخ السععلم زكريععا ،واعتمععد الشععمس الرملععي والخطيععب
الشربيني تبعا لشيخهما الشهاب الرملي ،أنه ل فدية على المرأة مطلقا .اه) .قوله :بل
تأثم( أي المرأة ،ويفسد حجها ،وعليها القضاء .والضراب انتقالي) .قوله :وعلم مععن
قولي بمفسد( الولى حذف الباء الجارة ،لنها سععاقطة مععن عبععارته فيمععا مععر ،ووجععه
العلم أنه يلزم من الفساد البطلن) .قوله :أنه( أي النسك .وقوله :ومع ذلععك أي ومععع
بطلنه .وقوله :يجب مضي في فاسده أي النسك ،لفتعاء جمعع معن الصعحابة رضعي
ال عنهم به .ومعنى المضي فيما ذكر :أنه يععأتي بجميععع مععا يعتععبر فيععه قبععل الععوطئ،
ويجتنب ما كان يجتنبعه قبلعه ،فلعو ارتكعب محظعورا لزمتعه الفديعة) .قعوله :وقضعاء(
معطوف على بدنه ،أي ويجب قضاء ما أفسده .والمراد القضاء اللغععوي ،أي إعععادته
ثانيا ،وإل فهو أداء ،لن النسك على التراخي ،فهو ل آخر لوقته ،ففععي أي عععام وقععع
كان أداء) .وقوله :فورا( أي كأن يأتي بععالعمرة عقععب التحلععل وتععوابعه ،وبالحععج فععي
سنته إن أمكنه ،كأن يحصره العدو بعد الفسععاد فيتحلععل ،ثععم يععزول الحصععر والععوقت
باق ،فإن لم يمكنه من سنته أتى به من قابل .واعلم أنه يقع القضاء مثععل الفاسعد ،فععإن
كان فرضا وقع فرضا ،وإن كان تطوعا وقع تطوعا .فلو أفسد التطوع ثععم نععذر حجععا
وأراد تحصيل المنذور بحجة القضاء لم يحصل له ذلك ،وليكن إحرامه بالقضاء ممععا
أحرم منه بالداء أو قبله ،فلو أحرم من دونه لزمه دم ،ول يتعين أن يحععرم بالقضععاء
في الزمان الذي أحرم منه في الداء ،بل له التأخير عنه .وفارق المكععان بععأن اعتنععاء
الشارع بالميقععات المكععاني أكمععل ،ولن المكععان ينضععبط ،بخلف الزمععان .أفععاده فععي
شرح الروض) .قوله :وإن كان نسكه نفل( غاية في وجوب القضععاء ،أي يجععب وإن
كان تطوعا .ويتصور وقععوع النسععك تطوعععا مععن الرقععاء والصععبيان ،أمععا المكلفععون
الحرار ،فل يتصور منهم ،لنععه حيععث وقععع منهععم فهععو فععرض كفايععة ل تطععوع لن
إحياء الكعبة بالنسك فرض كفاية في كل عام على الحرار المكلفيعن ،ول يسعقط معن
غيرهم على المعتمد عند م ر وعنععد ابععن حجععر :يسععقط ،وإن كععانوا لععم يخععاطبوا بععه.
وعبارته في باب الجهاد :ويتصور وقوع النسك غير فرض كفاية ممن ل يخاطب به
كالرقاء ،والصبيان ،والمجانين لكن الوجه أنه مع ذلك يسقط به فرض الكفاية ،كما
تسقط صلة
] [ 375
الجنععازة ععن المكلفيعن بفعععل الصععبي .اه) .قعوله :لنعه( أي النسععك ،وهععو علعة
للفورية ،وعللها في التحفة بتعديه بسببه :أي القضاء ،وهو أولععى) .وقععوله :وإن كععان
وقته موسعا( إذ هو على التراخي) .وقوله :تضععيق عليععه بالشععروع فيععه( أي فيلزمععه
قضاؤه فورا) .قوله :والنفل إلخ( معطوف علععى اسععم أن ،أي ولن النفععل مععن النسععك
يصير بالشروع فيه فرضا ،وهو علة لوجوب قضاء نسك التطوع إذا أفسععده) .قععوله:
أي واجععب التمععام( تفسععير لصععيرورته فرضععا عليععه .وعبععارة التحفععة :لنععه يلععزم
بالشروع فيه ،ومن عبر بأنه يصير بالشععروع فيععه فرضععا :مععراده أنععه يتعيععن إتمععامه
كالفرض .اه) .قوله :بخلف غيره من النفل( أي بخلف غيععر نفععل النسععك مععن بقيععة
النوافل ،لنه ل يصير بالشروع فيه فرضععا ،أي واجععب التمععام .قععوله :تتمعة أي فععي
الحكم الهدي ،وهو في الصل اسم لما سيق إلى الحرم تقربا إلى الع تعععالى مععن نعععم
وغيرها من الموال نذرا كان أو تطوعا لكنه عند الطلق اسم للبل والبقر والغنععم.
ويستحب أن يقلد البدنة والبقرة نعلين من النعال الععتي تلبععس فععي الحععرام ،ويتصععدق
بهمععا بعععد ذبحهمععا ،وأن يشعععرهما .والشعععار العلم .والمععراد بععه هنععا أن يضععرب
صفحة سنامهما اليمنى بحديدة حتى يخرج الدم ،ويلطخهما به ،ليعلم من رآهما أنهمععا
هدي فل يتعرض لهمعا .وإن سعاق غنمعا اسعتحب أن يقلعد ععرى القعرب وآذانهعا ول
يقلدها النعل ،ول يشعرها لنها ضعيفة) .قوله :يسن لقاصعد مكعة( أي وإن لعم يقصععد
النسك) .قوله :وللحاج( مثله المعتمر .وقعوله :آكعد أي للتبععاع ففععي الصععحيحين :أنعه
)ص( أهدى في حجة الععوداع مععائة بدنععة) .قععوله :أن يهععدي إلععخ( نععائب فاعععل يسععن.
)وقوله :شيئا من النعم( أي ولو واحعدا) .قعوله :يسعوقه معن بلععده إلععخ( الجملعة واقععة
صفة لشيئا .وعبارة شرح الروض وكونه معه من بلده أفضل ،وشععراؤه مععن طريقععه
أفضل من شرائه من مكة ،ثم من عرفة ،فإن لم يسقه أصل بل اشتراه من منى جاز،
وحصل أصل الهدي) .قوله :وكونه سمينا حسنا( معطوف على المصدر المؤول مععن
أن يهدي ،أي ويسن كون الهدي سمينا حسنا .قال في شرح الروض :لقوله تعععالى* :
)ومن يعظم شعائر العع( * ) (1فسععرها ابععن عبععاس رضععي الع عنهمععا :بالستسععمان
والستحسان .اه) .قوله :ول يجب( أي الهععدي) .وقععوله :إل بالنععذر( أي لنععه قربععة،
فلزم به) .قوله :مهمات( أي في بيان جمل من المسائل ،بوب الفقهاء لكل جملة منهععا
بابا مستقل ،كالضحية ،والعقيقعة ،والصعيد ،والعذبائح ،والنعذر ،وغيعر ذلعك) .قعوله:
يسن إلخ( شروع في بيان أحكام الضحية .وغالب الفقهاء يذكرونها في الربع الرابع
عقب الصيد ،والمؤلف خالف وذكرها هنا لشدة تعلقها بالمناسك .والصل فيهععا قععوله
تعالى) * :فصل لربك وانحر( * ) (2وقوله تعالى) * :والبدن جعلناها لكم من شعائر
ال( * ) (3أي من أعلم دينه .وقوله )ص( :ما عمل ابععن آدم يععوم النحععر مععن عمععل
أحب إلى ال تعالى من إراقه الدم ،وإنها لتععأتي يععوم القيامععة بقرونهععا وأظلفهععا ،وإن
الدم ليقع من ال بمكعان قبعل أن يقعع علعى الرض ،فطيبعوا بهعا نفسعا .وفعي حعديث:
عظموا ضحاياكم ،فإنها على الصراط مطايععاكم .وعععن أنععس رضععي الع عنععه ،قععال:
ضحى النععبي )ص( بكبشععين أملحيععن أقرنيععن ،ذبحهمععا بيععده الكريمععة وسععمى وكععبر،
ووضع رجله على صفاحهما) .قوله :متأكدا( أي في حقنا ،وأما في حقععه )ص( فهععي
واجبة ،وتأكدها على الكفاية .فلو فعلها واحد مععن أهععل الععبيت كفععت عنهععم وإن سععنت
لكل منهم فإن تركوها كلهم كره ،هذا إن تعدد أهل الععبيت ،وإل فسععنة عيععن .قععال فععي
التحفة:
] [ 376
ومعنى كونها سنة كفاية مع كونها تسن لكل منهم سقوط الطلب بفعععل الغيععر ،ل
حصول الثواب لمن لم يفعل .وفي تصريحهم بندبها لكل واحد من أهل البيت ما يمنع
أن المراد بهم المحععاجير .اه) .قععوله :لحععر( أي كلععه أو بعضععه ،وملععك مععال ببعضععه
الحر) .وقوله :قادر( أي مستطيع .والمراد بععه :مععن يقععدر عليهععا فاضععلة عععن حععاجته
وحاجععة ممنععونه يععوم العيععد وأيععام التشععريق ،لن ذلععك وقتهععا ،كزكععاة الفطععر ،فععإنهم
اشترطوا فيها أن تكون فاضلة عن حاجته وحاجة ممونه يوم العيععد وليلتععه ،لن ذلععك
وقتها .هكذا قاله الخطيب .والععذي يفهععم مععن كلم التحفععة تخصععيص ذلععك بيععوم العيععد
وليلته فقط ،وعبارتها بعد كلم قادر ،بأن فضل عن حاجة ممونه مععا مععر فععي صععدقة
التطوع ولو مسافرا ،وبدويا ،وحاجا بمنى ،وإن أهدى .اه .وقوله :ما مر فععي صععدقة
التطوع هو يوم وليلة فقط ،فإن فضل عن حاجته وحاجة ممععونه يومععا وليلععة سععن لععه
صععدقة التطععوع ،والحععرام .وذكععر المؤلععف لمععن تسععن لععه التضععحية شععرطين فقععط:
الحرية ،والقدرة .وبقي عليه ثلثة ،وهي :السلم ،والتكليععف ،والرشععد .فل يخععاطب
بها غير المسلم ،أو غير المكلف ،أو غير الرشيد .قال في التحفة ،نعععم ،للععولي الب،
أو الجد ل غير ،التضحية عن موليه من مال نفسه .اه) .قوله :تضحية( نععائب فاعععل
يسن ،وعبر بالتضحية التي هي فعل الفاعل ،ولععم يعععبر كغيععره بالضععحية الععتي هععي
اسم لما يتقرب به من النعم ،لن الحكام إنما تتعلق بالفعال ل بالعيان .قوله :بذبععح
إلخ( متعلق بتضحية ،والباء للتصوير ،إذ التضحية اسم للفعل كما علمت وهو الذبععح.
)وقوله :جذع ضأن( أي جذع معن الضععأن ،وذلععك لخععبر أحمععد :ضعحوا بالجععذع معن
الضأن ،فإنه جائز وكلمه صععادق بالععذكر والنععثى والخنععثى فيجععزئ كععل منهععا لكععن
الفضل الذكر .وقوله :له سنة أي تم لذلك الجذع سنة ،فهي تحديدية) .قوله :أو سععقط
سنه( أي أو لم يتم له سنة ،لكن سقط سنه .والمراد مقدم أسنانه .فسنه :مفرد مضاف،
فيعم أي فيجزئ ذلك ،لكععن بشععرط أن يكععون إجزاعععه بعععد سععتة أشععهر ،ويكععون هععذا
بمنزلة البلععوغ بععالحتلم ،والععذي قبلععه بمنزلععة البلععوغ بالسععن) .قععوله :أو ثنععي معععز(
بالجر ،عطف علعى جعذع ،أي أو ذبعح ثنعي مععز أو بقعر .وقعوله :لهمعا سعنتان بيعان
لمعنى الثني منهما أي أن الثني هو ما كان له سنتان .أي وطعن في الثالثة .والصععل
في ذلععك خععبر مسععلم :ل تععذبحوا إل مسععنة ،إل أن يعسععر عليكععم فععاذبحوا جذعععة مععن
الضأن .والمسنة :هي الثنية من المعز والبل والبقععر فمععا فوقهععا .وقضععيته أن جذعععة
الضأن ل تجزئ إل إذا عجز ععن المسعنة ،والجمهعور علعى خلفعه ،وحملعوا الخعبر
على الندب .والمعنى :يندب لكم أن ل تذبحوا إل مسععنة فععإن عجزتععم فععاذبحوا جذعععة
من الضأن) .قوله :أو إبل( معطوف علعى مععز ،أي أو ثنعي إبعل .وقعوله :لعه خمعس
سنين بيان لمعنى الثني من البل) .قوله :بنية أضحية إلخ( متعلق بتضحية ،أي يسععن
تضحية بنية أضحية ،أي يشترط فيها النية عند الذبح أو قبله عند التعيين لما يضععحي
به .ومعلوم أنها بالقلب ،وتسعن باللسعان ،فيقعول :نعويت الضعحية المسعنونة ،أو أداء
سنة التضحية .فإن اقتصر علعى نحعو الضعحية صعارت واجبعة يحعرم الكعل منهعا.
وحينئذ فما يقع في ألسنة العوام كثيرا من شرائهم ما يريدون التضحية به .مععن أوائل
السنة ،وكل من سألهم عنها يقولون له هذه أضحية من جهلهم بمععا يععترتب علععى ذلععك
من الحكام يصير به أضحية واجبة يمتنع عليه أكله منها .نعم ،المعينععة ابتععداء بنععذر
ل تجب لها نية أصل ،اكتفاء بالنذر عن النية ،لخروجها عن ملكه .والمعينة عن نذر
في ذمته ،أو بالجعل ،تحتاج لنيععة عنععد الذبععح ،وتجععوز مقارنتهععا للجعععل .وفععرق بيععن
المنذورة والمجعولة :بأن الجعل فيه خلف في لزومه ،فاحتاج لنية .ويجوز أن يوكل
مسلما مميزا في
] [ 377
النية والذبح ،أو كافرا في الذبح فقط .وكالضحية سائر الدماء .ول يضحي أحد
عن غيره بل إذنه في الحي ،وبل إيصائه في الميععت .فععإن فعععل ولععو جععاهل لععم يقععع
عنه ،ول عن المباشر) .قوله :وهي( أي التضحية) .وقوله :أفضععل مععن الصععدقة( أي
للختلف في وجوبها ،ولقول الشافعي رضي ال عنععه :ل أرخععص فععي تركهععا لمععن
قدر عليهععا .ومععراده أنععه يكععره تركهععا للقععادر عليهععا) .قععوله :ووقتهععا( أي التضععحية.
)وقوله :من ارتفاع شمس نحر( أي أن ابتداء وقت الذبح يكون من ارتفاع شمس يوم
النحر ،وهذا هو الفضل ،وإل فيصح الذبح من طلوع الشمس ،ومضى قدر ركعععتين
وخطبتين خفيفات .وعبارة المنهاج :قلت ارتفاع الشمس فضععيلة ،والشععرط طلوعهععا،
ثم مضي قدر الركعتين والخطبتين ،وال أعلم .اه .فلو ذبح قبل ذلك لم يقععع أضععحية،
لخبر الصحيحين :أول ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلي ،ثم نرجع فننحر .مععن فعععل
ذلك فقد أصاب سنتنا ،ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لهله ،وليس مععن النسععك فععي
شئ .وقوله :إلى آخر أيام التشريق أي يمتد وقتها إلى آخر أيام التشريق ،أي غروبها
سواء ذبح ليل أو نهارا لكنه يكره في الليل .فلو ذبح بععد آخعر أيعام التشعريق لعم يقعع
أضحية .نعم ،لو لم يذبح الواجبة حتى خرج الوقت وجب ذبحها ،وتكون قضاء .وفي
حاشية الشرقاوي :قال سم) :فائدة( ذهب أبععو سععلمة بععن عبععد الرحمععن ،وسععليمان بععن
يسار ،إلى بقاء الوقت إلى سلخ الحج .اه) .قوله :ويجزئ سبع بقععر أو إبععل( أي سععبع
واحدة من البقر ،أو واحدة من البل ،لن البل والبقر اسما جمع ،فهما متعددان ،ول
معنى لكون السبع يكون من هذا المتعدد .وعبارة متن الرشاد :ويجزئ سبع ثني إبل
وبقر .اه .وهي ظاهرة .فلعل النساخ أسععقطوا لفععظ ثنععي مععن عبارتنععا .والسععبع بضععم
السين والباء ،أو إسععكانها -والمععراد أنععه لععو اجتمععع سععبعة أشععخاص أو سععبعة بيععوت
وأخرجوا بدنة ،أو بقرة :أجععزأ ،ويخعص كل منهعم سعبع منهمععا .وفعي معنعى السععبعة
شخص واحد طلععب منععه سععبع شععياه لسععباب مختلفععة كتمتععع ،وقععران ،وتععرك رمععي،
ومبيت بمنى ،ونحو ذلك فإنه يجزئ ذبح ما ذكر عنها .ولو اشععترك أكععثر مععن سععبعة
في بدنة لم تجزئ عن واحد منهم .ولو ضحى واحد ببدنة أو بقرة بععدل شععاة ،فععالزائد
على السبع تطوع ،يصرفه مصرف التطوع إن شاء) .قوله :ول يجععزئ إلععخ( للخععبر
الصحيح :أربع ل تجزئ فععي الضععاحي :العععوراء الععبين عورهععا ،والمريضععة الععبين
مرضها ،والعرجاء البين عرجها ،والعجفاء البين عجفها) .قععوله :عجفععاء( هععي الععتي
ذهب مخها من الهزال ،بحيث ل يرغب في لحمهععا غالبعا طعالبي اللحععم فعي الرخععاء.
)قوله :ومقطوعة بعض ذنععب أو أذن( أي ول يجععزئ مقطوعععة بعععض ذنععب أو أذن،
أي أو ألية أو ضرع ،لذهاب جزء مععأكول .وقعال أبعو حنيفععة :إن كعان المقطعوع مععن
الذن دون الثلععث أجععزأ ،ول تجععزئ أيضععا المخلوقععة بل أذن ،بخلف المخلوقععة بل
ذنب ،أو بل ضرع ،أو ألية ،فإنها تجزئ .والفعرق بيعن هعذه الثلثعة ،وبيعن الذن أن
الذن عضو لزم لكل حيوان ،بخلف هذه الثلثة ،ولذلك أجزأ ذكر المعععز ،مععع أنععه
ل ضرع ول ألية له .ومثلهما العذنب قياسعا عليهمعا .-وقعوله :أبيعن أي انفصعل ذلعك
البعض المقطوع ،أما إذا لم ينفصل بأن شق الذن فل يضر كما سيصرح به .وقوله:
وإن قل أي ذلك البعض الذي أبين ،فإنه يضععر) .قععوله :وذات عععرج( أي ول يجععزئ
ذات عرج ،ولو حصل لها العرج عنععد اضععجاعها للتضععحية بهععا بسععبب اضععطرابها.
وقوله :وعور بالجر ،عطف على ععرج ،أي وذات ععور وهعو ذهعاب ضعوء إحعدى
العينين ،وهذا هو معناه الشائع ،ولكن المراد به هنا البياض الذي يغطي الناظر .وإن
بقيت الحدقة
] [ 378
بدليل وصععفه التعي :أعنعي قععوله بيععن ،لنعه ل يكعون بينععا وغيععر بيعن إل بهعذا
المعنى ،أما بالمعنى الول -فل يكون إل بينا ،فيكون ل فععائدة فيععه .ويعلععم مععن عععدم
إجزائها بهذا المعنى عدم إجزائها بمعنى فاقدة إحدى العينين بالولى ،ويعلم منه عععدم
إجزاء العمياء بالولى أيضا) .وقوله :ومرض( أي وذات مرض .فهععو بععالجر أيضععا
عطف على عرج) .وقوله :بين( أي ظاهر من بان بمعنى ظهر وهو وصف لكل من
الثلثة قبله .والعرج البين :هو الذي يوجب تخلفها عن الماشية في المرعععى الطيععب،
وإذا ضر العرج ففقد العضعو أولعى .والعععور العبين :هععو البيعاض الكععثير الععذي يمنعع
الضوء .والمرض البين :هو الذي يظهر بسببه الهععزال .وخععرج بالوصععف المععذكور:
اليسير من هذه الثلثة ،فإنه ل يضر .وضعابط الععرج اليسعير :أن تكعون العرجعاء ل
تتخلععف عععن الماشععية بسععبب عرجهععا .وضععابط العععور اليسععير :أن ل يمنععع الضععوء.
وضابط المرض اليسير :أن ل يظهر فيها بسببه هزالها وفساد لحمها ،ول يضععر فقععد
قطعة يسيرة من عضو كبير كفخععذ ول فقععد قععرن ،ول كسععره ،إذ ل يتعلععق بععه كععبير
غرض ،وإن كانت القرناء أفضل ،للخبر فيه .نعم ،إن أثر انكسععاره فععي اللحععم ضععر.
)قوله :ول يضر شف أذن أو خرقها( هذا محترز قوله المارأبين كما علمععت) .قععوله:
والمعتمد عدم إجزاء التضحية بالحامل( أي لن الحمل ينقص لحمها .وضابط العيععب
هو ما نقص لحمععا .والمعتمععد أيضععا عععدم إجععزاء الجربععاء ،لن الجععرب يفسععد اللحععم
والورك .قال في التحفة :وألحق به البثور والقروح) .وقوله :خلفا لمععا صععححه ابععن
الرفعة( أي من الجزاء ،معلل له بأن ما حصل بها من نقص اللحم ينجععبر بععالجنين،
فهو كالخصي ورد بأن الجنين قد ل يبلغ حععد الكععل كالمضععغة وبععأن زيععادة اللحععم ل
تجبر عيبا ،بدليل العرجاء السمينة) .قوله :ولو نذر التضعحية بمعيبعة إلعخ( أفعاد بهعذا
أنه لو نذر التضحية بسليمة ثم حدث فيها عيب ضععحى بهععا ،وثبععت لهععا سععائر أحكععام
التضحية ،وهو كذلك -كما صرح به في التحفععة والنهايععة .وفععرق ع ش بيععن نععذرها
سليمة ثم تتعيب ،وبين نذر التضحية ،بالناقصة بأنه لما التزمها سليمة ،خرجععت عععن
ملكه بمجرد نذره ،فحكم بأنها ضحية ،وهععي سععليمة .بخلف المعيبععة ،فععإن النععذر لععم
يتعلق بها إل معيبة ،فلم تثبت لها صفة الكمععال .وقععوله :أو صععغيرة أي لععم تبلععغ سععنا
تجزئ فيه عن الضحية) .قوله :أو قال جعلتها( أي هذه المعيبععة ،وبالجعععل المععذكور
بتعين ذبحها ،لنه بمنزلة النذر) .قوله :فإنه يلزم ذبحها( جواب لو الداخلة على نذر،
ولو المقدرة قبل قوله قال جعلتها ،وإنما لزم ذبحها مع أنها معيبة لنها هععي الملتزمععة
في ذمته من قبل هذا اللتزام .وما ذكر من عدم الجزاء هو ما صرح به فعي التحفعة
والنهايععة .وكلم البجيرمععي علععى القنععاع مصععرح بععالجزاء ،ونصععه :ومحععل عععدم
إجزائها ما لم يلتزمها متصفة بالعيوب المذكورة ،فإن التزمها كذلك ،كقععوله لع علععي
أن أضحي بهذه وكانت عرجاء مثل أو جعلت هذه أضععحية وكععانت مريضععة مثل أو
ل علي أن أضحي بعرجععاء أو بحامععل فتجععزئ التضععحية فععي ذلععك كلععه ،ولععو كععانت
معيبة .اه) .قوله :وإن اختص ذبحها بوقت الضحية( أي لنععه لمععا التزمهععا أضععحية
تعين وقتهععا كمععا لععو عينععه فععي نععذره .والغايعة المععذكورة لعععدم إجععزاء مععا ذبحععه ععن
الضحية) .وقوله :وجرت( أي الملتزمة) .وقععوله :مجراهععا( أي الضععحية الواجبععة.
وقوله :في الصرف أي فيجب صرفها كلها للفقراء والمساكين ،كالضععحية الواجبععة.
)قوله :ويحرم الكل إلخ( إي يحرم أكل المضععحي والمهععدي مععن ذلععك ،فيجععب عليععه
التصدق بجميعها ،حتى قرنها ،وظلفها .فلو أكععل شععيئا مععن ذلععك غععرم بععدله للفقععراء.
)وقوله :وجبا( أي الضحية والهدي .وقوله :بنذره أي حقيقة .كما لععو قععال :لع علععي
أن أضحي بهذه .فهذه معينة بالنذر ابتداء .وكما لو قال :ل علععي أضععحية ،ثععم عينهععا
بعد ذلك ،فهذه معينة عما في الذمة.
] [ 379
أو حكما كما لو قال :هذه أضحية ،أو :أضحية ،ثم عينها بعد ذلععك ،فهععذه معينععة
عما في الذمة .أو حكما :كما لععو قععال :هععذه أضععحية ،أو :جعلععت هععذه أضععحية .فهععذه
واجبة بالجعل ،لكنها في حكم المنذورة) .قوله :ويجب التصدق إلخ( أي فيحععرم عليعه
أكل جميعها ،لقوله تعالى في هععدى التطععوع وأضععحية التطععوع مثلععه) * .فكلععوا منهععا
وأطعموا القانع أي السائل والمعتر( * أي المتعرض للسؤال) .قوله :ولععو علععى فقيععر
واحد( أي فل يشترط التصدق بها على جمع من الفقراء ،بل يكفي واحععد منهععم فقععط،
وذلك لنه يجوز القتصار على جزء يسير منهععا ،وهععو ل يمكععن صععرفه لكععثر مععن
واحد) .قوله :بشئ( أي من اللحم .فل يكفي غير اللحم من نحو كرش وكبد) .وقععوله:
نيئا( أي ليتصرف فيععه المسععكين بمععا شععاء مععن بيععع وغيععره .فل يكفععي جعلععه طعامععا
ودعاء الفقير إليه ،لن حقه في تملكه ل في أكله) .قوله :من التطوع بها( احععترز بععه
عن الواجبة ،فيجب التصدق بها كلها ،ويحرم أكل شععئ منهععا كمععا تقععدم آنفععآ) .قععوله:
والفضل التصدق بكله( أي بكل المتطوع بها ،وذلك لنه أقرب للتقععوى ،وأبعععد عععن
حظ النفس .وسن أن يجمع بيعن الكععل والتصععدق والهععداء ،ول يجععوز أن يعبيع مععن
الضحية شيئا ،سواء كانت مندوبععة أو واجبععة) .قععوله :إل لقمععا( أي فععإنه ل يتصععدق
بها ،بل يسن له أكلها .والجمع ليس بقيد ،بععل يكفععي فععي حصععول الفضععيلة أكععل لقمععة
واحععدة .وعبععارة الشععيخ الخطيععب :إل لقمععة ،أو لقمععتين ،أو لقمععا .اه .وهععي ظععاهرة.
ومعلععوم أن محععل ذلععك إن ذبععح عععن نفسععه ،وإل امتنععع الكععل منهععا رأسععا بغيععر إذن
المنععوب عنععه إن كععان حيععا ،فععإن كععان ميتععا أوصععى بهععا تعععذر حينئذ الذن ،ووجععب
التصدق بجميعها) .وقوله :يتبرك بأكلها( أي يقصد بأكلها البركة) .قععوله :وأن تكععون
من الكبد( أي والفضل أن تكون اللقمات من كبد الضحية ،لموافقته )ص( .وحكمععة
ذلك :التفاؤل بدخول الجنة ،فإنهم أول ما يفطرون بزائدة كبد الحوت الذي عليه قرار
الرض ،وهي القطعة المعلقة في الكبد إشارة إلى البقاء البععدي ،واليععأس مععن العععود
إلى الدنيا وكدرها) .فإن قلت( هي كانت واجبة عليععه )ص( ،والععواجب يمتنععع الكععل
منه كما مر -؟ )قلت( كان يذبح أكثر من الواجب ،ول يقتصر عليه ،فساغ له الكل
من الزائد .اه .ش ق) .قوله :وأن ل يأكل فوق ثلث( أي والفضل أن ل يأكل فععوق
ثلث لقم) .قوله :والتصدق بجلدها( أي والفضل التصدق بجلدها ،ولععه أن ينتفععع بععه
بنفسه ،كأن يجعله دلوا أو نعل ،وله أن يعيره لغيره .ويحرم عليه وعلى وارثعه بيععه
كسائر أجزائها -وإجارته -وإعطاؤه أجرة جزار في مقابلة الذبععح ،لخععبر :مععن بععاع
جلد أضحيته فل أضحية له ولزوال ملكه عنها بذبحها فل تورث ،والقرن مثل الجلععد
فيما ذكر) .قوله :وله إطعام أغنياء( أي إعطاء شئ من الضحية لهم ،سواء كان نيئا
أو مطبوخا كمعا فعي التحفعة ،والنهايعة ويشعترط فيهعم أن يكونعوا معن المسعلمين .أمعا
غيرهم فل يجوز إعطاؤهم منها شيئا) .قوله :ل تمليكهم( أي ل يجوز تمليك الغنياء
منها شيئا .ومحله :إن كان ملكهعم ذلععك ليتصععرفوا فيععه بععالبيع ونحععوه كععأن قععال لهععم:
ملكتكم هذا لتتصرفوا في بما شئتم أما إذا ملكهم إياه ل لذلك بل للكل وحده فيجععوز،
ويكون هديه لهم وهم يتصرفون فيه بنحو أكل وتصدق وضيافة لغني أو فقير ل ببيع
وهبة وهذا بخلف الفقراء ،فيجوز تمليكهععم اللحععم ليتصععرفوا فيععه بمععا شععاؤا بععبيع أو
غيره .وفي ع ش ما نصه :لم يبينوا المععراد بععالغني هنععا ،وجععوز م ر أنععه مععن تحععرم
عليه الزكاة ،والفقير هنا من تحل له الزكاة .اه .سم على منهج .اه) .قوله :ويسعن أن
يذبح الرجل بنفسه( أي للتباع ،وهو أنه )ص( :ضحى بمععائة بدنععة ،نحععر منهععا بيععده
الشريفة ثلثا وستين ،وأمر عليا رضي ال عنه فنحععر تمععام المععائة .وخععرج بالرجععل
المرأة ،فالسنة لها أن تنيب ،رجل يذبح عنها .ومثلها الخنثى ومن ضعف من الرجال
عععن الذبععح ،والعمععى إذ تكععره ذبيحتععه أفععاده بجيرمععي) .قععوله :وأن يشععهدها( أي
الضحية ،أي ويسن أن يشهد ذبحها من وكل به أي الذبح وذلععك لمععا صععح مععن أمععر
السيدة فاطمة رضي ال عنهععا بععذلك ،وأن تقععول :إن صععلتي ونسععكي إلععى وأنععا مععن
المسلمين ووعدها بأنه يغفر لها بأول قطرة من دمها كل ذنب عملته ،وأن هذا لعموم
المسلمين .وإذا وكل به
] [ 380
كفت نية الموكل ،ول حاجة لنية الوكيل ،بل لععو لععم يعلععم أنععه مضععح لععم يضععر.
)قوله :وكره لمريدها( أي التضحية .ومثلها إهداء شئ من النعم إلععى الحععرم .وخععرج
بمريدها غيره ،ولو من أهل البيت ،وإن وقعت عنهم ،فل يكره فععي حقهععم ذلععك .قععال
في التحفة :ول يقوم نذره بل إرادة لها مقام إرادته لها ،لنععه قععد يخععل بععالواجب .اه.
والقول بكراهة ما ذكر هو المعتمد ،وقيل حرام وعليه المام أحمد وغيره ما لم يحتج
إليععه ،وإل فقععد يجععب كقطععع يععد سععارق ،وختععان بععالغ وقععد يسععتحب كختععان صععبي،
وكتنظيف لمريد إحرام ،أو حضور جمعة على ما بحثه الزركشي .لكععن ينععافيه إفتععاء
غير واحعد بعأن الصعائم إذا أراد أن يحعرم أو يحضعر الجمععة ل يسعن لعه التطيعب -
رعاية للصوم فكذا هنا ،رعاية لشمول المغفرة أولى .وقد يبععاح ،كقطععع سععن وجعععه،
وسلعة .أفاده الكردي نقل عن ابن حجر) .وقععوله :نحععو شعععر( أي مععن ظفععر وسععائر
أجزاء بدنه ،أل الدم على نزاع فيه) .قوله :في عشر ذي الحجة إلععخ( متعلععق بإزالععة.
)قوله :حتى يضحي( غاية في الكراهة .أي وتستمر الكراهة إلععى أن يضععحي ،وذلععك
للمر بالمسععاك ععن ذلعك إلعى التضعحية فعي خععبر مسععلم .وحكمتعه شعمول المغفعرة
والعتق من النار لجميعه ،ل الشبه بالمحرمين ،وإل لكره ،نحو الطيعب) .تتمعة( يسعن
فععي الضععحية استسععمانها ،لقععوله تعععالى) * :ومععن يعظععم شعععائر العع( * اليععة .قععال
العلماء :هو استسمان الهدايا واستحسانها ،وأن ل تكون مكسورة القععرن ،ول فاقععدته،
وأن ل تذبح إل بعد صلة العيد ،وأن يكععون الذابععح مسععلما لنععه يتععوقى مععا ل يتوقععاه
غيره ،وأن يكون الذبح نهارا ،وأن يطلب لها موضعا لينا ،وأن يوجه ذبيحتععه للقبلععة،
وأن يتوجه هو إليها ،وأن يسمي الع تعععالى ،ويصععلي ويسععلم عععن سعيدنا رسعول الع
)ص( ،ويقول :اللهم هذا منك وإليك ،فتقبل مني) .تنبيه( جزم في النهاية بحرمة نقععل
الضحية ،وعبارتها :ويمتنع نقلها عن بلد الضععحية كالزكععاة .اه .كتععب ع ش :قععوله
ويمتنع نقلها أي الضععحية مطلقععا سععواء المندوبععة والواجبععة .والمععراد مععن المندوبععة:
حرمة نقل ما يجب التصدق به منها .وقضية قوله كالزكاة أنه يحرم النقل مععن داخععل
السور إلى خارجه ،وعكسه .اه .وذكر في السنى خلفا في جععواز النقععل ،وعبععارته
مع الصل :ونقلها عن بلد أي بلد الضحية إلى آخر كنقل الزكاة .قال فععي المهمععات:
وهذا يشعر يترجيح منع نقلها ،لكن الصحيح الجواز ،فقد صححوا في قسم الصععدقات
جواز نقل المنذورة ،والضحية فرد مععن أفرادهععا .وضعععفه ابععن العمععاد ،وفععرق بععأن
الضحية تمتد إليها أطمععاع الفقععراء ،لنهععا مؤقتععة بععوقت كالزكععاة ،بخلف المنععذورة
والكفارات ،ل شعور للفقراء بها حتى تمتد أطماعهم إليها .اه .ثم إنه علعم ممعا تقعرر
أن الممنوع نقله هو ما عين للضحية بنذر أو جعل ،أو القدر الذي يجب التصدق بععه
من اللحم في الضحية المندوبة .وأما نقل دراهم من بلد إلى بلد أخععرى ليشععتري بهععا
أضحية فيها فهو جائز .وقد وقفت على سؤال وجواب يؤيد ما ذكرنععاه لمفععتي السععادة
الشافعية ،بمكة المحمية ،فريد العصر والوان ،مولنا السيد أحمد بععن زينععي دحلن.
)وصورة السؤال( ما قولكم دام فضلكم هل يجوز نقل الضحية من بلد إلى بلععد آخععر
أم ل ؟ وإذا قلتم بالجواز ،فهل هو متفق عليه عنعد ابععن حجععر والرملععي أم ل ؟ وهععل
من نقل الضحية إرسال دراهم من بلد إلى بلد آخر ليشتري بهععا أضععحية وتذبععح فععي
البلد الخر أم ل ؟ .وهل العقيقة كالضحية أم ل ؟ بينوا لنا ذلك بالنص والنقععل ،فععإن
المسألة واقع فيها اختلف كثير ،ولكم الجر والثواب) .وصورة الجععواب( الحمععد لع
وحده ،وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .اللهم هداية
] [ 381
للصواب :في فتاوي العلمة الشيخ محمد بن سليمان الكردي محشي شرح ابععن
حجر على المختصر ما نصه) :سئل( رحمه ال تعالى :جرت عععادة أهععل بلععد جععاوى
على توكيل من يشتري لهععم النعععم فععي مكععة للعقيقععة أو الضععحية ويععذبحه فععي مكععة،
والحال أن من يعق أو يضحي عنععه فععي بلععد جععاوى فهععل يصععح ذلععك أو ل ؟ أفتونععا.
)الجواب( نعم ،يصح ذلك ،ويجوز التوكيل في شراء الضحية والعقيقة وفي ذبحهععا،
ولو ببلد غير بلد المضحي والعاق كما أطلقعوه فقعد صعرح أئمتنعا بجعواز توكيعل معن
تحل ذبيحته في ذبح الضحية ،وصرحوا بجواز التوكيل أو الوصية في شععراء النعععم
وذبحها ،وأنه يستحب حضععور المضععحي أضععحيته .ول يجععب .وألحقععوا العقيقععة فععي
الحكععام بالضععحية ،إل مععا اسععتثني ،وليععس هععذا ممععا اسععتثنوه ،فيكععون حكمععه حكععم
الضحية في ذلك .وبينعوا تفعاريع هعذه المسعألة فعي كعل معن بعاب الوكالعة والجعارة
فراجعه .وقد كان عليه الصلة والسلم يبعث الهدي من المدينة يذبح لععه بمكععة ،ففععي
الصحيحين :قالت عائشة رضععي الع عنهععا :أنععا قتلععت قلئد هععدي رسععول الع )ص(
بيدي ،ثم قلدها النبي )ص( بيده ،ثم بعث بها مع أبي بكر رضي الع عنععه .وبالجملععة
فكلم أئمتنا يفيد صحة ما ذكر ،تصريحا وتلويحا ،متونا وشروحا .وال أعلم .اه .ما
في فتاوي العلمة الكردي المذكور .ومنععه يتضععح المقصععود والمععراد ،والع سععبحانه
وتعالى أعلم .اه) .قوله :ويندب إلخ( شروع في بيان الحكام المتعلقععة بالعقيقععة .وقععد
أفردها كالضحية الفقهععاء بترجمعة مسعتقلة ،وععادتهم ذكرهعم لهععا فععي كتععاب الصعيد
والذبائح ،لكن حيث ذكر الضحية هنا لرتباطها بالنسععك ناسععب ذكععر العقيقععة معهععا،
لمشاركتها لها في كثير من الحكام .وهي لغة الشعر الذي علععى رأس المولععود حيععن
ولدته .وشرعا ما يذبح عن المولود عند حلق شعععره وأفضععلها شععاتان للععذكر ،وشععاة
للنثى ،لخبر الترمذي :عن عائشة رضي ال عنها ،قععالت :أمرنععا رسععول ال ع )ص(
أن نعق عن الغلم بشاتين متكافئتين ،وعن الجارية بشاة .وقد جاء فيها أخبار كثيرة،
منها خبر :الغلم مرتهن بعقيقته ،تذبح عنه يوم السععابع ،ويحلععق رأسعه ويسعمى رواه
الترمذي .والحكمة فيها إظهار البشر ،والنعمة ،ونشععر النسععب .ومعنععى مرتهععن بهععا.
قيل :ل ينمو نمو مثله حتى يعق عنه .قال الخطابي :وأجود ما قيل فيها ما ذهب إليععه
المام أحمد بن حنبل :أنه إذا لم يعق عنه لم يشفع لوالديه يوم القيامة أي لم يععؤذن لععه
فيها .وإنما لم تجب ،لخبر أبي دواد :من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل ولنها إراقة
بغير جناية ول نذر ،فلعم تجعب كالضعحية) .قععوله :لمعن تلزمعه نفقعة فرععه( متعلعق
بيندب ،يعني أن المخاطب بالعقيقة هو الصل الذي تلزمه نفقة فرعه بتقدير فقر ذلك
الفرع ،وإن لم يكن فقيرا بالفعل ،بأن كان له مععال ول يقعلهععا الععولي مععن مععال الفععرع
لنها تيدع وهو ممتنع من ماله ،وإنما يفعلها من مال نفسه .فلو فعلها من مععال فرعععه
ضمن -كما نقله في المجموع عن الصحاب وشمل قوله معن تلزمعه نفقعة فرععه :أم
ولد الزنا ،فيندب لها أن تعق عنه ،لكن تخفيها خوف الهتيكة .قال في التحفععة :والولععد
القن ينبغي لصله الحر العق عنه ،وإن لم تلزمه نفقته لنه أمر عارض دون السععيد،
لنها خاصة بالصول .اه .وقععال م ر :المتجععه أن ل يعععق عنععه أصععل ل مععن أصععله
الحر ،ول من سيده .وفيه ألغز السيوطي فقال :أيها السالك فععي الفقععه * * علععى خيععر
طريقه هل لنا نجل غني * * ليس فيه من عقيقععه ؟ وخعرج بمعن تلزمعه النفقعة معن ل
تلزمه ،بأن كان معسرا .ويعتبر إعساره بمععدة النفععاس ،فععإن كععان معسععرا فيهععا سععقط
الطلب عنه .ولو أيسر بعد مضي مدة النفاس ،فإن كان معسرا فيها وأيسر قبل مضي
مدة النفاس -سواء كان قبل السابع أو بعده -لم يسقط الطلب عنععه ،وتنععدب منععه إلععى
البلوغ .فلو بلغ ولم يخرجها الولي ،سن للصبي أن يعق عن نفسه ،ويسقط
] [ 382
الطلب حينئذ عن الولي .والمراد باليسععار هنععا يسععار الفطععرة ،فيعتععبر أن تكععون
العقيقة فاضلة عما يعتبر في الفطرة على المعتمد) .قوله :من وضع إلى بلععوغ( بيععان
لوقت ذبح العقيقة .يعني أن وقتها من حين وضع للولد بععأن ينفصععل بتمععامه فلععو قععدم
الذبح على انفصاله لم يكف على ما اقتضاه إطلقهم .لكن المتجه عند ابععن حجععر أنععه
يحصل به أصل السنة ،لن المدار على تحقق وجععوده حيععا ،وقععد تحقععق .ويمتععد إلععى
حين بلوغ ،فإذا بلغ سقط الطلب عن الغير ،وحسن أن يعق عن نفسعه كمعا معر لخععبر
أنه )ص( :عق عن نفسه بعد النبوة .قال فععي فتععح الجععواد :وادعععاء النععووي بطلنععه،
مردود ،بل هو حديث حسن .اه) .قوله :وهي( أي العقيقععة .وقععوله :كضععحية أي فععي
معظععم الحكععام وهععو الجنععس ،والسععن ،والسععلمة مععن العيععوب ،والنيععة ،والكععل
والتصدق ،والهداء ،والتعين بالنذر أو بالجعل كأن قال :ل علي أن أعق بهذه الشاة،
أو قال :جعلت هذه عقيقة عن ولععدي فتتعيععن فععي ذلععك ،ول يجععوز حينئذ الكععل منهععا
رأسا .وتفارق الضحية في بعض الحكام وهو أنه ل يجب إعطاء الفقراء منها قععدر
متمول نيئا ،وفي أنه إذا أهدى منها شيئا للغني ملكه ،وفي أنها ل تتقيد بوقت بخلف
الضحية في جميع ذلك) .قوله :ول يكسر عظم( أي ويندب أن ل يكسععر عظمهععا مععا
أمكن ،سواء العاق والكل ،تفاؤل بسلمة أعضاء الولد ،فإن فعل ذلك لم يكره ،لكنععه
خلف الولى) .قوله :والتصدق( متبدأ ،خبره أحب) .وقوله :يبعثعه إلعى الفقعراء( أي
يرسله إليهم) .وقوله :أحب من ندائهم( أي الفقراء عنده في بيته ،وذلععك لقعول عائشعة
رضي ال عنها إنه السنة .وقوله :إليها أي إلى العقيقععة) .وقعوله :ومعن التصعدق نيئا(
أي وأحب من التصدق بها نيئا .ويستثنى مععن ذلععك مععا يعطععى للقابلععة ،فععإن السععنة أن
يكون نيئا ،والفضل كونه الرجل اليمنى ،ولو تعددت الشياه أعطيت الرجععل اليمنععى
كلها إن اتحدت القابلة ،فإن تعددت وكان تعدد الشياه مماثل لعددهن أعطيت كل قابلة
رجل .فإن كان عدد الشعياه أقعل معن ععددهن أعطيعت لهعن ،ثعم يقسعمنها ،أو يسعامح
بعضهن بعضا .والحكمة في ذلك التفاؤل بععأن المولععود يعيععش ،ويمشععي علععى رجلععه.
)قوله :وأن يذبح سابع ولدته( أي ويندب أن يذبح فيه ،فهو معطععوف علععى أن يعععق.
وكان المناسب أن يقول :والفضل أن يذبح فععي اليععوم السععابع مععن ولدتععه لن الذبععح
يندب مطلقا في السابع وما قبله وما بعده .والفضل أن يكون في اليوم السععابع للخععبر
المار ويدخل يوم الولدة في الحساب إن كانت قبل الغروب فإن حصلت الععولدة ليل
لم يحسب الليل ،وإنما يحسب اليوم الذي يلي ليلة الولدة .ويسن أن يعععق عمععن مععات
بعد التمكن من الذبح ،وإن مات قبل السابع) .قوله :ويسمى فيه( أي ويندب أن يسمى
في يوم السابع ،لنه )ص( أمر بتسمية المولود يوم سابعه ،ووضع الذى عنه والعق
كما رواه الترمذي ول بأس بتسميته قبل السابع أو بعده ،بل ذكر النووي فععي أذكععاره
أن السععنة تسععميته إمععا يععوم السععابع وإمععا يععوم الععولدة .واسععتدل لكععل منهمععا بأخبععار
صحيحة .قال الباجوري :وحمل البخاري أخبار يوم الولدة على مععن لععم يععرد العععق،
وأخبار يوم السابع على من أراده وهو جمع لطيف ،كما ل يخفى على كل من له فهم
منيف .اه .وفي ع ش :وينبغي أن التسمية حق من له عليه الولية مععن الب وإن لععم
تجب عليه نفقته لفقره ثم الجد .وينبغي أيضا أن تكون التسمية قبل العععق .اه) .قععوله:
وإن مات قبله( أي السابع ،وهو غاية لسن تسميته يوم السابع .أي يسععن تسععميته يععوم
السابع وإن مات قبله .وظاهره أنه تؤخر التسمية للسابع إذا مععات قبلععه .ويحتمععل أنععه
غاية في أصل التسمية ،ل بقيد كونها في السابع .وعليعه فل يكعون ظعاهره معا ذكعر،
وصنيعه يفيد الحتمال الول .ومثل التسمية العقيقة ،فيعق عنعه فععي يعوم السعابع وإن
مات قبله كما في النهاية ويندب العق عمن مات بعد اليام السبعة والتمكن من الذبح،
وكذا قبلها كما في المجموع) .قوله :بل يسن تسمية سقط إلخ( أي لخبر فيه .قععال فععي
النهاية :فإن لم يعلم له ذكورة ول أنوثة سمي باسم يصلح لهما كطلحة ،وهند) .قععوله:
أفضل السماء عبد ال ،وعبد الرحمن( وذلك لحديث مسععلم :أحععب السععماء إلععى الع
تعالى :عبد ال ،وعبد الرحمن .ومثلهما كل مععا أضععيف بالعبوديععة لسععم مععن اسععمائه
تعالى ،كعبد الرحيم ،وعبد الخالق ،وعبد الرزاق) .قوله :ول يكره اسم نبي أو ملععك(
أي ل تكره التسمية باسم من
] [ 383
اسماء النبياء كموسى أو باسم من اسماء الملئكة كجبريل وذلك لما روي ععن
ابن عباس رضي ال عنهما :أخرج ال أهل التوحيد من النار ،وأول مععن يخععرج مععن
وافق اسمه اسم نبي .وفي العهود للشعراني :أخذ علينا العهد أن نزيد في تعظيععم كععل
عبد يسمى بمثال اسماء ال عزوجععل ،أو بمثععال اسععماء رسععول الع )ص( ،أو بمثععال
اسماء النبياء عليهم الصلة والسلم أو بمثال اسماء أكابر الولياء رضي ال ع عنهععم
زيادة على تعظيم غيره ممن لم يسم بما ذكر .وقال لي سيدي محمد بن عنععان :أحععب
للناس أن يسموا أولدهم :أحمد دون محمد فقلت له :ولم ذلك ؟ قال :للحن العامة فععي
اسم محمد ،فإن أهل الرياف يقولونها بكسر الميم والحاء .وأهل الحاضععرة يقولونهععا
بفتح الميم الولى .وكلهما لحن .فاعلم ذلك .اه) .واعلم( أنه تكععره السععماء القبيحععة
كحمار وكععل مععا يتطيععر بنفيععه أو إثبععاته كبركععة ،وغنيمععة ،ونععافع ،ويسععار ،وحععرب،
ومرة ،وشهاب ،وشيطان .وتشتد الكراهة بنحو :ست الناس ،أو ست العععرب أو سععت
العلماء أو ست القضاة ،أو سيد الناس أو العلمعاء أو الععرب ،لنعه معن أقبعح الكعذب.
)قوله :بل جاء في التسمية بمحمد فضائل عليه( منهمععا :قععوله عليععه السععلم :إذا كععان
يوم القيامة نادى منععاد :أل ليقععم مععن اسععمه محمععد فليععدخل الجنععة كرامععة لنععبيه محمععد
)ص( .فينبغي أن ل يخلى الشخص أولده مععن اسعم محمععد ،ويلحععظ فععي ذلععك ععود
بركة اسمه )ص( عليه .قال الشافعي -رضي ال عنه لما ولد له ولععد وسععماه بمحمععد
سميته بأحب السماء إلي أي بععد عبعد الع ،وعبعد الرحمعان كمعا فعي التحفعة وكعثير
يسمون محمدا ،ويقول سميته باسم أبععي وجععدي ،فكععان الولععى أن يلحععظ فيععه اسععمه
)ص( أول ،ثم اسم أبيه .وينبغي لمن سمى محمععدا أن يحععترمه ،لكععونه سععميه )ص(،
فقد ورد :إذا سميتم محمدا فل تضربوه ،ول تحرموه) .قععوله :ويحععرم التسععمية بملععك
الملوك( أي لنه ل يصلح لغيره تعععالى .ومثلععه مععا هععو بمعنععاه كشععاهن شععاه) .قععوله:
وقاضععي القضععاة( أي ويحععرم التسععمية بقاضععي القضععاة .والمعتمععد :الكراهععة .ومثلععه
أقضى القضععاة ،لكععن المعتمععد فيععه الحرمععة .وأول مععن سععمى قاضععي القضععاة أو أبععو
يوسف ،ولم ينكره أحد مع تععوفر الئمععة فععي زمععانه وأول مععن سععمى أقضععى القضععاة
الماوردي ،واعترضه بعض أهل عصره .وفي الكردي :واختلفوا في أقضى القضععاة
وقاضي القضاة ،وقد بينتععه فععي الصععل .ومثلهمععا وزيععر الععوزراء ،وأميععر المععراء،
وداعي الدعاة .اه) .قوله :وحاكم الحكام( أي ويحرم التسمية بحاكم الحكام .وهذا فيعه
خلف أيضا ،والمعتمد إلحاقه بملك الملوك في الحرمة ،وقيععل إنععه مكععروه إلحاقععا لععه
بقاضي القضاة) .قوله :وكذا عبد النبي( أي وكذا يحرم التسمية بعد النبي ،أي ليهععام
التشريك ،أي أن النبي شريك ال في كونه له عبيد .وما ذكر من التحريععم هعو معتمعد
ابن حجر .أمععا معتمععد الرملععي فععالجواز ،وعبععارته :ومثلععه عبععد النععبي علععى مععا قععاله
الكثرون والوجه جوازه ،ل سيما عند إرادة النسبة له )ص() .قوله :وجار ال( أي
وكذا يحرم التسمية بجار ال ،ومثله رفيق ال ليهام التشريك.
] [ 384
وتحرم التسمية أيضا بعبد الكعبة ،أو عبد الحسععن ،أو عبعد علعي .وكعذا كععل مععا
أضيف بالعبودية لغير اسمائه تعالى كعبد العزى ،وعبد مناف وذلك ليهام التشععريك.
وفي الباجوري :وتحرم التسمية بعبد العاطي ،وعبععد العععال ،لن كل منهمععا لععم يععرد،
واسماؤه تعالى توقيفية .ويحرم أيضا قول بعض العوام عند إرادة حمععل ثقيععل الحملعة
على ال ونحو ذلك كالشدة على العع) .قععوله :والتكنععي بععأبي القاسععم( أي وكععذا يحععرم
التكني به ،أي وضع هذه الكنية على هذا الشخص ،أما إذا اشتهر بها فل حرمة .ولذا
يكنى النووي الرافعي بها في كتبه ،مع اعتماده إطلق الحرمة .واعلععم أنععه ينععدب أن
يكني أهل الفضل الذكور والناث ،وإن لم يكن لهم ولععد ،وينععدب تكنيععه مععن لععه أولد
بأكبر أولده .ولو أنعثى .والدب أن ل يكنعي نفسعه فعي كتعاب أو غيعره إل إن كعانت
أشهر من السم ،أو ل يعرف إل بها .ول بأس باللقاب الحسنة ،فل ينهى عنععا لنهععا
لم تزل في الجاهلية والسلم ،إل ما أحدثه الناس في آخر ما نشأ معن التوسعع ،حعتى
لقبوا السفلة باللقاب العلية كصلح الدين .ويحرم تلقيب النسان بما يكره ،وإن كععان
فيه كالعمش ،لكععن يجععوز ذكععره بععه للتعريععف إذا لععم يعععرف إل بععه .وينععدب -لولععد
الشخص ،وقنه ،وتلميذه أن ل يسميه باسمه ،ولو فععي مكتععوب ،كععأن يقععول العبععد :يععا
سيدي ،والولد :يا والدي أو يا أبي ،والتلميذ :يا أستاذنا أو يا شيخنا) .قععوله :وسععن أن
يحلق رأسه( أي رأس المولود كله ،وذلك للخبر المععار أول مبحععث العقيقععة .قععال فععي
فتح الجواد :وسن أن يكون بعععد الذبععح ،وتقععدم عععن ع ش أنععه قععال :ينبغععي أن تكععون
التسمية قبل العق .وعليه :فالسنة التسمية ،ثم الذبح ،ثم الحلق) .قوله :ولو أنثى( غاية
في سنية حلق رأس المولود ،أي يسن ذلك وإن كان أنثى) .وقوله :في السابع( متعلق
بيحلق) .قوله :ويتصدق بزنته إلخ( أي وسن أن يتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضععة،
لخبر أنه )ص( :أمر فاطمة أن تععزن شعععر الحسععين وتتصععدق بععوزنه فضععة ،ففعلععت
ذلك ،فوجدته عادل درهما أو درهما إل شيئا .قال فعي شعرح العروض :ول ريعب أن
الذهب أفضل من الفضة ،وإن ثبت بالقياس عليها .والخبر محمععول علععى أنهععا كععانت
هي المتيسرة إذ ذاك .اه) .قوله :وأن يؤذن( أي :وسن أن يؤذن أي ولععو مععن امععرأة،
أو كافر ،وذلك لخبر ابن السني :من ولد له مولود فأذن له في أذنه اليمنى ،وأقام فععي
اليسععرى ،لععم تضععره أم الصععبيان ،أي التابعععة مععن الجععن وهععي المسععماة عنععد النععاس
بالقرينة ،..ولنه )ص( :أذن في أذن سععيدنا الحسععين حيععن ولععدته فاطمععة رضععي الع
عنها .وليكون إعلمه بالتوحيد أول ما يقرع سمعه حين قععدومه إلععى الععدنيا كمععا يلقععن
عند خروجه من الدنيا ،-ولما فيه معن طععراد الشععيطان عنععه ،فععإنه يععدير عنععد سعماع
الذان .وقوله :ويقرأ سعورة الخلص أي وسعن أن يقعرأ سعورة الخلص ،لمعا فعي
مسععند أبععي رزيععن أنععه )ص( :قععرأ فععي أذن مولععود سععورة الخلص ،والمععراد أذنععه
اليمنى .ونقل عن الشيخ العديربي أنعه يسعن أن يقعرأ فعي أذن المولعود اليمنعى) * :إنعا
أنزلناه( * لن من فعل به ذلك لم يقدر ال عليه زنععا طععول عمععره) .قععوله :وآيععة إنععي
إلخ( أي وسن أن يقرأ هععذه اليععة وهععي) * :إنععي أعيععذها بععك وذريتهععا مععن الشععيطان
الرجيم( * فإضافة آية إلى ما بعدها للبيععان ،وليععس المععراد أنععه يقععرأ اليععة مععن أولهععا
أعني) * :فلما وضعتها( * إلى آخرها ..وهو) * :مععن الشععيطان الرجيععم( * .وعبععارة
الروض :وأن يقول) * :إني أعيذها بععك وذريتهععا مععن الشععيطان الرجيععم( *)) .قععوله:
بتأنيث الضمير ،ولو في الذكر( أي بقرأ ما ذكر بالضمير مؤنثععا ،ولععو كععان المولععود
ذكرا .ويرجع الضمير في أعيذها وذريتها إليه على تععأويله بالتسععمية .وعبععارة شععرح
الروض :وظاهر كلمهم أنه يقول أعيذها بك
] [ 385
وذريتها وإن كان الولد ذكععرا علععى سععبيل التلوة والتععبرك بلفععظ اليععة ،بتأويععل
إرادة التسمية) .قوله :في أذنه اليمنى( متعلق بكل من يؤذن ويقرأ) .قععوله :ويقععام فععي
اليسرى( أي وسن أن يؤتي بالقامة في الذن اليسرى ..للحديث المار) .قوله :عقععب
الوضع( متعلق بكل من يؤذن ،ويقرأ ،ويقام) .قوله :وأن يحنكه( أي وسععن أن يحنععك
المولود ذكرا أو أنثى لنه )ص( :أتى بابن أبي طلحة ..حين ولد وتمععرات ،فلكهععن،
ثم فغرفاه ،ثم مجه فيه ،فجعل يتلمظ ،فقال )ص( :حب النصار التمر ،وسععماه :عبععد
ال .رواه مسلم .والتحنيك :هو مضغ نحو التمر ،وذلك حنك المولععود بععه لينععزل منععه
شئ إلى الجوف .وقوله :حب النصار هو بكسر الحاء أي محبععوبهم) .قععوله :رجععل،
فامرأة من أهل الخير( أفاد سن كععون المحنععك لععه رجل ،فععإن لععم يوجععد فععامرأة .وأن
يكونا من أهل الخير والصلح .وعبارة شرح الروض :قال في المجموع :وينبغي أن
يكون المحنك له من أهل الخير ،فإن لم يكن رجل فامرأة صالحة .اه) .وقوله :بتمر(
في معناه الرطب .قال في النهاية :والوجه تقديم الرطب على التمر نظير ما مر فععي
الصوم .اه .ومثله في التحفة) .وقوله :فحلو( أي فإن لععم يوجععد تمععر فبحلععو لععم يمسععه
النار أي كزبيب) .قوله :حين يولد( متعلق بحنكه .ومن المعلععوم أن المععراد بالحينيععة:
العقيبة ،وحينئذ فانظره مع قوله السابق عقب الوضع ،المجعول قيعدا لكععل معن الذان
والقراءة والقامة ،فإنه يقتضي أن الذان وما بعده مقدمان ،وهذا يقتضي أن التحنيك
مقدم وهذا خلف .ثم رأيت المنهاج قيد الذان والقامة بحين الولدة ،ولم يقيد التحنيك
به ،بل ذكره بعد القيد المذكور ،وعبارته مع التحفة :ويسن أن يؤذن في أذنه اليمنى،
ثم يقام في اليسرى حين يولد ،وأن يحنكععه بتمععر .اه .وهععو يفيععد أن الذان ومععا بعععده
مقدمان على التحنيك ،ويمكن أن يقال إن مععراده بالحينيععة :أن يكععون بعععد الذان ومععا
بعده .فتنبه) .قوله :ويقرأ عندها إلخ( أي وسن أن يقرأ عند المععرأة وهععي تطلععق ،آيععة
الكرسي إلخ ،ويقرأ أيضا * )إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض في ستة أيععام
ثم استوى على الععرش يغشعي الليعل النهعار يطلبعه حثيثعا والشعمس والقمعر والنجعوم
مسخرات بأمره أل له الخلق والمععر تبععارك الع رب العععالمين( *) .قععوله :والكثععار
إلخ( معطوف على المصدر المؤول من أن يقرأ ،أي وسن الكثار من دعاء الكرب،
وهو :ل إله إل ال العظيم الحليم ،ل إلععه إل الع رب العععرش العظيععم ،ل إلععه إل الع
رب السموات السبع ورب الرض ورب الععرش الكريعم .ويسعن إيضعا الكثعار معن
دعاء يونس ،وهو :ل إله إل أنت سعبحانك إنعي كنععت معن الظععالمين) .فععائدة( لوضععع
الحمل إذا تعسر يكتب في إناء جديد :اخرج أيها الولد من بطن ضيقة إلععى سعععة هععذه
الدنيا .اخرج بقدرة ال الذي جعلك في قرار مكين إلى قعدر معلعوم * )لعو أنزلنعا هعذا
القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال وتلك المثععال نضععربها للنععاس
لعلهم يتفكرون هو ال الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشععهادة هععو الرحمععن الرحيععم
هو ال الععذي ل إلعه إل هععو الملعك القعدوس السعلم المعؤمن المهيمععن العزيعز الجبععار
المتكبر سبحان ال عمععا يشععركون( * )) * ،(1هععو الع الخععالق البععارئ المصععور لععه
السماء الحسنى يسبح له ما في السععموات والرض وهععو العزيععز الحكيععم( * )* (2
)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمععة للمععؤمنين( * ) (3ثععم يمحععى بمععاء ،وتشععربه
الحامل ،ويرش على وجهها منه.
] [ 386
)قوله :قال شيخنا إلخ( لعله في غير التحفة وفتح الجواد وشرح بافضل) .قععوله:
فرع( النسب فروع ،بصيغة الجمع) .قوله :يسن لكل أحد الدهان غبا( أي وقتا بعععد
وقت ،بحسب الحاجة ،وذلك لخبر الترمذي ،وصححه ،عن عبد ال ع بععن مغفععل قععال:
نهى رسول ال )ص( عن الدهععان إل غبععا .وفععي الشععمائل للترمععذي ،ععن أنععس بععن
مالك ،قال :كان رسول ال )ص( يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته) .قوله :والكتحععال
بالثمد( معطوف على الدهان ،أي ويسن الكتحال بالثمد ،لخبر الترمذي عععن ابععن
عباس رضي ال عنهما ،أنه )ص( قال :اكتحلوا بالثمععد ،فععإنه يجلععو البصععر وينبععت
الشعر .رواه النسائي وابن حبان بلفظ :إن مععن خيععر أكحععالكم الثمععد .وعععن علععي أن
رسععول الع )ص( قععال :عليكععم بالثمععد ،فععإنه منبتععة للشعععر ،مذهبععة للقععذي ،مصععفاة
للبصر .وفي الحديث :عليكم بالثمد المروح عند النوم أي المطيب بالمسك) .وقععوله:
وترا( أي لخبر أبي داود وغيره بإسناد جيععد :مععن اكتحععل فليععوتر واختلفععوا فععي قععوله
فليوتر فقيل :يكتحل في اليمنى ثلثا ،وفي اليسععرى مرتيععن ،فيكععون المجمععوع وتععرا.
والصح :أنه يكتحل في كل عين ثلثا ،لخععبر الترمععذي عععن ابععن عبععاس رضععي الع
عنهما ،وحسنه ،قال :كان لرسول ال )ص( مكحلة يكتحل منها فععي كععل عيععن ثلثععا.
)قوله :وخضب شيب رأسه ولحيته( معطعوف علعى الدهععان ،أي ويسععن خضعب مععا
شاب من شعر رأس الرجل أو والمرأة ،ومن لحية الرجل .ومحل سنيته :ما لم يفعلععه
تشبيها بالصالحين والعلماء ومتبعي السنة وغيرهم ،فإن فعله كذلك كره كذا في شرح
الروض) .وقوله :بحمرة أو صفرة( أي ل بسواد ،أما به فيحرم إن كان لغير إرهاب
العدو في الجهاد ،وذلك لخبر أبي دواد والنسائي وابن حبععان فععي صععحيحه والحععاكم،
عن ابن عباس رضي ال عنهما ،قال :قال رسععول الع )ص( :يكععون قععوم يخضععبون
في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام ،ل يريحون رائحة الجنععة .قععال فععي الزبععد:
وحرموا خضاب شعر بسواد * * لرجل وامععرأة ل للجهععاد قععال الرملععي فععي شععرحه:
نعم ،يجوز للمرأة ذلك بععإذن زوجهععا أو سععيدها ،لن لععه غرضععا فععي تزينهععا بععه .اه.
)قوله :ويحرم حلق لحية( المعتمد عند الغزالي وشيخ السلم وابن حجر فععي التحفععة
والرملي والخطيب وغيرهم :الكراهة .وعبارة التحفة) :فرع( ذكروا هنععا فععي اللحيععة
ونحوها خصال مكروهة :منها نتفها وحلقها ،وكذا الحاجبان .ول ينافيه قول الحليمي
ل يحل ذلك ،لمكان حمله على أن المراد نفي الحل المستوي الظرفين .والنص على
ما يوافقه إن كان بلفظ ل يحل يحمل على ذلك .أو يحرم كان خلف المعتمععد .وصععح
عند ابن حبان :كان )ص( يأخذ من طععول لحيتععه وعرضععها وكععأنه مسععتند ابععن عمععر
رضي ال عنهما في كونه كان يقبض لحيته ويزيل ما زاد .لكن ثبت في الصععحيحين
المر بتوفير اللحية أي بعدم أخذ شئ منها وهذا مقععدم ،لنععه أصععح .علععى أنععه يمكععن
حمل الول على أنه لبيان أن المر بالتوفير للندب ،وهذا أقرب من حمله على ما إذا
زاد انتشارها وكبرها على المعهود ،لن ظاهر كلم أئمتنا كراهة الخذ منها مطلقععا.
وادعاء أنه حينئذ يشوه الخلقة ،ممنوع .اه .وكتب سم :قوله :أو يحععرم -كععان خلف
المعتمد في شرح العباب) .فائدة( قال الشععيخان :يكععره حلععق اللحيععة .واعترضععه ابععن
الرفعة في حاشية الكافية بأن الشافعي رضي ال عنه نص في الم على التحريم .قال
الزركشي :وكعذا الحليمعي فعي شععب اليمعان .وأسعتاذه القفعال الشاشعي فعي محاسعن
الشريعة .وقال الذرععي :الصععواب تحريعم حلقهععا جملعة لغيععر علعة بهعا ،كمعا يفعلعه
القلندرية .اه .إذا علمععت ذلععك ،فلعلععه جععرى علععى مععا جععرى عليععه شععيخه فععي شععرح
العباب ،وهو ضعيف ،لنه إذا اختلف كلمه في كتبه ،فالمعتمد ما في التحفة.
] [ 387
)قوله :وخضب يدي الرجل إلخ( معطوف على حلععق لحيععة .أي يحععرم خضععب
يدي الرجل ورجليه بحناء أي أو نحوه وذلك لن فيه تشععبها بالنسععاء ،وقعد قععال عليعه
السلم :لعن ال المتشبهين بالنساء مععن الرجععال .وقععد أتععي لععه عليععه السععلم :بمخنععث
خضب يديه ورجليه بالحناء ،فقال :ما بال هذا ؟ فقالوا :يتشبه بالنساء .فأمر به فنفععي
إلى البقيع .ومحله إن لم يكن هناك عذر ،وإل فل حرمة ،ول كراهة .وعبارة النهايععة
وخضاب اليدين والرجلين بالحناء للرجل والخنثى حرام بل عذر .اه) .قععوله :خلفععا
لجمع فيهما( أي في حلق اللحية وفي الخضب ،فقالوا :ل يحرمان ،بل يكرهععان فقعط.
)قوله :وبحث الذرعععي إلععخ( هكععذا فععي التحفععة) .قععوله :ويسععن الخضععب للمفترشععة(
مفهوم التقييد بالرجل في قوله وخضب يععدي إلععخ ،وذكععر فيععه تفصععيل ،وهععو أنععه إذا
كانت مفترشة أي تحت زوج أو سيد سن الخضب ،وإذا كانت خليععة أي ليسععت تحععت
زوج أو سيد كره .وبقي أنه قد يحرم .وذلك فيما إذا كععانت محععدة .وعبععارة الكععردي:
قوله :ويحرم الحناء للرجل .خرج به المرأة ،ففيها تفصيل ،فإن كان لحرام اسععتحب
لها سععواء كععانت مزوجععة .أو غيععر مزوجععة ،شععابة أو عجععوزا وإذا اختضععبت عمععت
اليدين بالخضاب .وأما المحدة :فيحرم عليها ،والخنثى كالرجل .ويسن لغير المحرمة
إن كانت حليلة وإل كره .ول يسن لهععا نقععش وتسعويد وتطريععف وتحميععر وجنعة ،بععل
يحرم واحد من هذه على خليععة ومعن لعم يععأذن لهعا حليلهعا .اه) .قععوله :ويحععرم وشعر
السنان( أي تحديدها ،وتفليجها بمبرد ونحوه للتحسععين) .قععوله :ووصععل الشعععر( أي
ويحرم على المرأة وصل الشعر ،وذلك لما روي عن أبععي هريععرة رضععي الع عنععه،
عععن النععبي )ص( قععال :لعععن العع الواصععلة والمستوصععلة ،والواشععمة والمستوشععمة
والولى :هي التي تصععل الشعععر بشعععر آخععر لنفسعها أو غيرهععا .والثانيععة :هعي الععتي
تطلب أن يفعل بها الوصل .والثالثة :هي التي تغرز البرة فععي الجسععد ثععم نععذر عليععه
كحل أو نيلة يخضر ) (1والرابعة :هي التي تطلب الفعل ويفعل بها) .وقعوله :بشعععر
نجس( لملبسة النجاسة لغير ضرورة) .وقوله :وشعر آدمي( أي لحععترامه ،ويحععرم
ذلك عليها مطلقا ،خلية أو مزوجة ،أذن لها حليلها أو ل .وكذا يحرم بالشعععر الطععاهر
على الخلية والمزوجة بغير إذن زوجها .أما الطاهر من غير آدمععي لععذات حليععل أذن
فيه حليلها فل يحرم الوصل به) .قوله :ل بخيوط الحريععر أو الصععوف( أي ل يحععرم
الوصل بذلك) .قوله :ويستحب أن يكف الصبيان إلخ( لخبر مسلم :إذا كان جنح الليععل
وأمسيتم ،فكفوا صععبيانكم ،فععإن الشععياطين تنتشععر حينئذ .وإذا ذهععب سععاعة مععن الليععل
فخلوهم روي بالحاء المهملععة المضععمومة ،وبالخععاء المعجمععة المفتوحععة وضععم اللم.
)قوله :وأن يغطى الواني -ولو بنحو عود( قال ابن رسلن :ويسععتحب فععي الوانععي
التغطية * * ولو بعود حط فوق النية ويسععتحب أيضععا أن يععوكئ القععر ب ،أي يربععط
أفواها .قال الرملي :قال الئمة :وفععائدة ذلععك مععن ثلثععة أوجععه .أحععدها :مععا ثبععت فععي
الصحيحين عن رسول ال )ص( أنه قععال :فععإن الشععيطان ل يحععل سععقاء ،ول يكشععف
إناء .ثانيها :ما جاء في رواية لمسلم :أنه )ص( قال :في السنة ليلة ينزل فيها وباء ل
يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سعقاء ليعس عليعه وكعاء إل نعزل فيعه معن ذلعك الوبعاء.
ثالثها :صيانتها من النجاسة ونحوها.
] [ 388
وقد عمل بعضهم بالسنة في التغطية بعود ،فأصععبح وأفعععى ملتفععة علععى العععود،
ولم تنزل في الناء .ولكن ل يعرض الععود علععى النعاء إل معع ذكععر اسععم الع ،فعإن
السر الدافع هو اسم ال .اه) .قوله :يعرض عليهععا( مبنععي للمجهععول ،أي يجعععل ذلععك
العود عرضا) .قوله :وأن يغلععق البععواب( أي ويسععتحب أن يغلععق البععواب ،لمععا فععي
خبر مسلم :وأغلقوا البععواب ،واذكععروا اسعم العع ،فععإن الشععيطان ل يفتعح بابععا مغلقععا.
)قوله :مسميا ال( حال في فاعععل يغطععي وفاعععل يغلععق المسععتتر إن بنيععا للمعلععوم ،أو
المحذوف إن بنيععا للمجهععول) .قععوله :وأن يطفععئ المصععابيح( أي ويسععتحب أن يطفععئ
المصابيح أي السرجة خوفا من الفويسقة وهي الفأرة أن تجر الفتيلة فتحععرق الععبيت.
وفي سنن أبي دواد :من حديث ابن عباس :جاءت فأرة فأخذت تجععر الفتيلععة ،فجععاءت
بها وألقتها بين يدي رسول ال )ص( على الخمرة التي كععان قاعععدا عليهععا ،فععأحرقت
منها موضع درهم .وفي الشنواني على ابن أبي جمرة :نعم ،القنععديل المعلععق إن أمععن
منها ل بأس بعدم إطفائه ،لنتفاء العلة .اه .ويستحب أيضععا إطفععاء النععار مطلقععا عنععد
النوم ،لورود حديث فيه) .قوله :واعلم أن ذبح الحيوان إلخ( شروع في بيان الحكععام
المتعلقة بالذبائح والصيد ،وقعد أفردهععا الفقهععاء بكتععاب مسعتقل ،وذكروهععا بععد كتععاب
الجهاد ،وذكرها في الروضة في آخععر ربععع العبععادات ،تبعععا لطائفععة مععن الصععحاب،
قال :وهو أنسب .قال ابن قاسم الغزي في شرحه على المنهاج :ولعل وجه ال نسععبية
أن طلب الحلل فرض عين ،والعبادات فرض عين ،فناسب ضععم فععرض العيععن إلععى
فرض العين .اه .فذكرها المؤلف رحمه ال تعالى هنا تبعا للروضععة .والصععل فيهععا
قوله تعالى) * :إل ما ذكيتم( * ) (1فإنه مسعتثنى معن المحرمعات السعابقة فعي اليعة،
واستثناؤه من المحرمات يفيد حل المذكيات ،وفي الصيد ،قوله تعععالى) * :وإذا حللتععم
فاصععطادوا( * ) (2والمععر بالصععطياد يقتضععي حععل المصععيد) .قععوله :الععبري( أي
المأكول .فخرج البحري ،فإنه يحل أكله من غير ذبح ،وغير المأكول فل يحل ذبحععه
ولو لراحته من الحياة عند تضرره من طول الحياة) .قوله :المقدور عليه( أي علععى
ذبحه .والمراد أنه قدر عليه حال إصابته ،ولو بإعيععائه عنععد عععدوه حععال صععيده ،لن
العبرة بالقدرة وعدمها حعال الصعابة ل وقعت الرمعي .فلعو رمعاه وهعو غيعر مقعدور
عليه ،وأصابه وهو مقدور عليه ،فذكاته بقطع حلقه ومريئه .ولععو رمععاه وهععو مقععدور
عليه ،وأصابه وهو غير مقدور عليه فذكاته عقععره حيععث قععدر عليععه فععي أي موضععع
كان العقر) .قوله :بقطع إلخ( متعلق بمحذوف خبر أن ،والباء للتصوير ،أي أن ذبحه
مصور بقطع كل حلقوم ،وخرج بقطع ما لو اختطف رأس عصفور أو غيره بيععده أو
ببندقة فإنه ميتة .وبقوله :كل حلقوم :ما لو قطع البعض وانتهى إلى حركة مذبوح ثععم
قطع البععاقي ،فل يحععل) .قععوله :وهععو( أي الحلقععوم .وقععوله :مخععرج النفععس أي محععل
خروج النفس بفتح الفاء وهو أيضا محل دخوله) .قوله :وكععل مععرئ( معطععوف علععى
كل حلقوم ،أي وبقطع كل مرئ بفتح ميمه ،وهمز آخره وخرج به قطع بعضه ،فععإنه
ل يحل كالذي قبله .وقوله :وهو أي المرئ) .وقوله :مجععرى الطعععام( أي والشععراب،
أي محل جريانهما من الحلق إلى المعدة) .قوله :تحعت الحلقعوم( خععبر بععد خععبر ،أي
وهو كائن تحت الحلقوم) .قوله :بكل إلععخ( متعلععق بقطععع) .قععوله :محععدد( بفتععح الععدال
المشددة ،أي ذي حد .والمراد كل شئ له حد ،كحديد ،ورصاص ،وخشب ،وقصععب،
وحجر ،وزجاج إل الظفر ،والسن ،وسععائر العظععام لخععبر الصععحيحن :مععا أنهععر الععدم
وذكر اسم ال عليه فكلوا ،ليس السن والظفر .وسأحدثكم عن ذلك أي عن سبب عععدم
إجزائهما.
] [ 389
أما السنن :فعظم ،وأما الظفر :فمدي الحبشة .وألحق بهما بععاقي العظععام ،سععواء
كانت متصلة أو منفصلة ،من آدمي أو غيره .نعم ،ما قتلته الجارحة بظفرها أو نابهععا
ل يحرم كما هو معلوم وقوله :ما أنهر الدم :أي أسععاله وصععبه بكععثرة ،فشععبه السععالة
بالنهععار ،واسععتعارة لهععا واشععتق منععه أنهععر بمعنععى أسععال علععى طريععق السععتعارة
التصريحية التبعية .وقوله :ليس السن والظفر :بالنصب على أنه خبر ليععس ،ويجععوز
الرفع على أنه اسمها ،والخبر محذوف ،أي ليس السن والظفر مباحا) .قوله :يجرح(
الجملة صفة لمحدد ،وهو قيد ل بد منه ،وخرج به الععذي ل يجععرح ،وهععو الكععال كمععا
سيذكره) .قوله :كحديد إلخ( أمثلة لمحدد وهنععا مضععاف محععذوف ،أي كمحععدد حديععد،
ومحدد قصب إلخ) .قوله :يحرم ما مات بثقل إلخ( هذا محترز قععوله بقطععع إلععخ ،لن
ما ذكععر لعم يمععت بععالقطع ،وإنمععا مععات بالثقععل .وإنمععا حععرم ذلعك لن المقتععول بالثقععل
موقوذة ،فإنها :ما قتل بمثقععل كخشععبة ،وحجععر ،ونحوهمععا .ومثععل ذلععك :مععا لععو مععات
بأحبولة كشبكة منصوبة له فإنه المنخنقة المذكورة في قوله تعععالى) * :والمنخنقععة( *
)وقوله :من محدد أو غيره( بيعان لمعا) .وقعوله :كبندقعة( أي مطلقعا ،بندقعة الطيعن أو
الرصاص .وهعو تمثيعل لغيعر المحعدد) .قعوله :وإن أنهعر العدم( أي أسعاله .كمعا معر.
)قوله :وأبان الرأس( أي وإن أزال الرأس ،فهو غاية ثانيععة للحرمععة) .قععوله :أو ذبععح
بكال( معطوف على مات ،وهو محترز قوله يجرح كما علمت .أي ويحععرم مععا ذبععح
بكال :أي غير قاطع بحسب ذاته .قال في المصععباح :كععل السععيف كل ،وكلععة بالكسععر
وكلول فهو كليل ،وكال :أي غيععر قععاطع .اه) .وقععوله :ل يقطععع إل بقععوة الذابععح( أي
وأما بنفسه فل يقطع رأسا ،وهو كالتفسير للكال) .قوله :فلععذا ينبغععي إلععخ( أي فلجععل
حرمة الذبح بالكال الذي ل يقطعع إل بقعوة الذابعح ،ينبغعي السعراع إلعخ .وتأمعل فعي
العلة المذكورة ،فإن حرمة الذبح بالكال ل تظهر علة فععي انبغععاء السععراع .فلععو قععال
كغيره وينبغي السراع بإسقاط لفظ فلذا لكان أولى .ثععم إن المععراد بالنبغععاء النععدب -
كما يدل عليه عبارة التحفة ،ونصها :وسيأتي ندب وإسراع القطع بقوة وتحامل ذهابا
وعودا ،ومحله :إن لم يكن بتأنيه في القطع ينتهي الحيوان قبل تمام قطع المذبععح إلععى
حركة المذبوح ،وإل وجب السراع ،فإن تأتي حينئذ :حععرم ،لتقصععيره .اه) .وقععوله:
بحيث ل ينتهي إلخ( تصوير للسراع ،أي يسععرع إسععراعا مصععورا بحيعث ل ينتهعي
إلخ ،فلو انتهى إلى ذلك قبل تمام القطع لم يحل ،لتقصيره .ول ينععافيه مععا سععيأتي مععن
أنه يشترط الحياة المستقرة عند أول الذبح ،ل استمرارها إلى انتهاء الذبععح ،لن ذلععك
فيما إذا لم يوجد تقصير منه في وصوله إلى حركععة المععذبوح) .قععوله :ويحععل الجنيععن
بذبح أمه( أي لخبر :ذكاة الجنين ذكاة أمه أي ذكاة أمه الععتي أحلتهععا أجلتععه تبعععا لهععا،
ولنه جزء من أجزائها وذكاتها أحلت جميع أجزائهعا ،حعتى لععو كعان للمععذكاة عضعو
أشل ،حل كسائر أجزائها ولنه لو لم يحل بذكاة أمه لحرم ذبحهععا مععع ظهععور الحمععل
كما ل تقتل الحامل قودا .ول فرق في الجنيععن بيععن أن يكععون واحععدا أو متعععددا ،ولععو
وجد جنين في بطن جنين كان حكمه كذلك .ول تحل العلقة والمضغة ،ولو تخططت،
بناء على عدم وجوب الغرة فيها ،وعدم ثبوت الستيلد بها فيما إذا كانت من آدمععي.
)قوله :إن مات في بطنها( قيد في حله بذكاة أمععه ،أي يحععل إن مععات فععي بطنهععا ،أي
بسبب ذبح أمه بأن سكن عقب ذبحها بل مهلة ،ولم يوجد سبب يحال عليه موته ،فلععو
اضطرب في بطن أمه بعد ذبحها زمنا طويل ،ثم سكن ،لععم يحعل .ولعو ضعربت أمعه
على بطنها فسكن ،ثم ذبحت فوجد ميتا ،لم يحل لحالة موته على ضععرب أمععه .ولععو
شك :هل مات بذكاة أمه أو ل ؟ فالظاهر :عدم
] [ 390
حله .والذي في حاشية الشوبري :حله .قال :لنها سبب في حله ،والصل عععدم
المانع .ولو مات في بطنها قبل ذبحها كان ميتة ل محالة .لن ذكاة أمه لم تععؤثر فيعه،
والحديث يشير إليه) .قوله :أو خرج في حركة مذبوح( خععرج بععه مععا إذا خععرج وفيععه
حياة مستقرة ،فيذكى حينئذ) .قوله :أما غير المقدور عليعه( أي علععى ذبحععه بقطععع مععا
ذكر بما ذكر ،وهو محترز قوله المقدور عليه .وقععوله :بطيرانععه أي بسععبب طيرانععه.
وقععوله :أو شععدة عععدوه أي أو بسععبب عععدوه أي جريععه أي أو بسععبب وقععوعه فععي بئر
وتعذر إخراجه .قال في الزبد :إلععخ .وغيععر مقعدور عليعه صعيدا * * أو البعيعر نععد أو
تععردى الجععرح إن يزهععق بغيععر عظععم )قععوله :وحشععيا كععان( أي غيععر المقععدور عليععه
كضبع ،وغزال) .وقوله :أو إنسيا( أي توحش أم ل .والول :كمثاله .والثاني :كبعيععر
تردى في بئر) .وقوله :كجمل( تمثيل للنسي .وقوله :أو جععدي هععو الععذكر مععن أولد
المعز) .وقوله :نفر( أي المذكور من الجمل أو الجدي .ومعنععى نفععر :هععرب وذهععب.
)وقوله :شاردا( أي هاربا ،فهو حال مؤكدة) .قوله :ولم يتيسر لحععوقه حععال( قيععد فععي
حله بالجرح المزهق ،وخرج به ما إذا تيسر لحوقه ،فععإنه ل يحععل بععالجرح المزهععق،
بل ل بد من قطع كل الحلقوم وكل المرئ كالذي قبله) .قوله ،وإن كان إلخ( غاية في
حله بالجرح ،ولو أخرها وما بعدها وما قبلها عن قععوله فيحععل بععالجرح ،لكععان أولععى.
وقوله سكن أي الجمل أو الجدي .وقوله :وقدر عليه أي على ذبحعه كمعا معر) .قعوله:
وإن لم يخف عليه نحو سارق( أي لو أبقاه مطلقا على حععاله ،وهععذه غايععة ثانيععة فيمععا
ذكر .وإنما حل بالجرح مع كونه لو صبر سكن ،أو مع كونه ل يخاف عليه لنععه قععد
يريد الذبح حال .وخالف في ذلك المام) .قوله :فيحل بالجرح( جععواب أمععا) .وقععوله:
المزهق( بكسر الهاء ،أي المخرج للروح .وخرج غير الزهق ،كالخدشة اللطيفععة فل
يحل بها لو مات) .قوله :بنحو سهم( متعلق بالجرح) .قوله :في أي محل كان( متعلق
بالجرح أيضا ،أي الجرح في أي موضع كان ،وإن لم يكن في الحلق واللبععة) .قععوله:
ثم إن أدركه( أي ثم بعد جرحه بمععا ذكععر إن أدركععه ،أي غيععر المقععدور عليععه .وهععذا
كالتقييد لما قبله أي محل حله بالجرح المذكور إن لععم يعدركه وبعه حيععاة مسعتقرة بععأن
مات حال عقب الجرح .أما إن أدركه ففيه تفصيل وهو مععا ذكععره) .قععوله :وبععه حيععاة
مستقرة( أي والحال أن فيه حياة مستقرة ،أي ثابتة مسععتمرة ،وهععي أن تكععون الععروح
في الجسد ومعها إبصار ،ونطق ،وحركة اختيارية ل اضطرارية .واعلععم أنععه يوجععد
في عباراتهم حياة مستقرة ،وحياة مستمرة وحركععة مععذبوح ويقععال لهععا عيععش مععذبوح
والفرق بينها أن الحياة المستقرة هي ما مر .والمستمرة هي التي تستمر إلععى خععروج
الروح من الجسد .وحركة المذبوح هي التي ل يبقى معها إبصار باختيار ،ول نطععق
باختيار ،ول حركة اختيارية ،بععل يكععون معهععا إبصععار ونطععق وحركععة إضععطرارية.
وبعضهم فرق بينها :بأن الحياة المستقرة هي الععتي لععو تععرك الحيععوان لجععاز أن يبقععى
يومععا أو يععومين .والحيععاة المسععتمرة هععي الععتي تسععتمر إلععى انقضععاء الجععل .وحركعة
المذبوح هي التي لو ترك لمات في الحال .والول هععو المشععهور) .قععوله :ذبحععه( أي
بقطع كععل حلقععوم وكععل مععرئ ،وهععذا جععواب إن) .قععوله :فععإن تعععذر ذبحععه( أي غيععر
المقدور عليه) .وقوله :من غير تقصير منه( أي من الجارح) .وقوله :حتى مات( أي
إلى أن مات بعد جرحه) .قوله :كأن اشتغل إلخ( تمثيل لتعذر ذبحه مععع عععدم تقصععير
منه .واندرج تحت الكاف ما إذا وقع منكسا فاحتاج لقلبه ليقدر على ذبحه فمات .ومععا
إذا امتنع الحيوان منه بسبب قوته ،أو حال بينه وبينععه حععائل كسععبع فمععات بعععد ذلععك.
فيحل في الجميع ،لتعذر ذبحه ،مع
] [ 391
عدم التقصير منه) .قوله :أو سععل السععكين( معطععوف علععى تععوجيهه ،أي وكععأن
اشععتغل بسععل السععكين ،أي إخراجهععا مععن غمععدها .والسععكين تععذكر وتععؤنث والغععالب
تذكيرها سميت بذلك لنها تسكن الحياة ،وتسمى مدية لنها تقطع مدة الحيععاة أفععاده :م
ر) .قوله :قبل المكان( أي إمكان الذبح) .قوله :حل( جواب فععإن .وإنمععا حععل لعععذره
في ذلك .ولو شك :هل تمكن من ذبحه أو ل ؟ حل أيضا إحالة على السععبب الظععاهر.
)قوله :وإل( أي بأن لم يتعذر ذبحه ،أو تعذر بتقصير منه) .قوله :كأن لععم يكععن إلععخ(
تمثيل لما إذا تعععذر بتقصععير منععه .وعبععارة الععروض وشععرحه :ومععن التقصععير :عععدم
السكين ،وتحديدها ،لنععه كععان يمكنععه حملهععا وتحديععدها ونشععبها بالغمععد بكسععر الغيععن
المعجمة أي علوقها فيه ،بحيث يعسر إخراجها ،لن حقه أن يستصحب غمدا يوافقه،
حتى لو استصحب فنشب فيه لعارض ،حل ،وكذا لو غصبت منه السكين ،لنه عععذر
نادر .ومن التقصير :العذي ذبعح بظهرهعا أي السعكين غلطعا اه) .قعوله :أو علعق فعي
الغمد( معطوف على مدخول كأن ،أي أو كأن علععق أي نشععب فععي غمععده أي غلفععه.
)وقوله :بحيث تعسععر( البععاء للتصععوير ،متعلععق بمحععذوف ،أي علععق علوقععا مصععورا
بحالة هي عسر خروجه منه .وقوله :فل أي فل يحل لتقصيره بذلك .قال في التحفععة:
وبحث البلقيني في صورة العلوق أنه ل يعد تقصيرا) .قوله :ويحرم قطعا رمي إلععخ(
والحاصععل أن الرمععي ببنععدق الرصععاص بواسععطة النععار حععرام مطلقععا ،إل أن يكععون
الرامي حاذقا ،ويعلم أنعه إنمعا يصعيب جنعاحه ،فل يحعرم .وأن الرمعي ببنعدق الطيعن
جععائز مطلقععا ،لنععه طريععق إلععى الصععطياد المبععاح .وقععال ابععن عبععد السععلم ومجلععي
والماوردي :يحرم لن فيه تعريض الحيوان للهلك ويؤخذ مععن العلععة المععذكورة حععل
رمي طير كبير ل يقتله البندق المذكور غالبا كالوز بخلف صغير .قععال الذرعععي:
وهذا مما ل شك فيه ،لنه يقتلها غالبا .وقتل الحيوان عبثا حععرام .وهععذا كلععه بالنسععبة
لحل الرمي ،وأما بالنسبة لحععل المرمععي الععذي هععو الصععيد فععإنه حععرام مطلقععا ،إل أن
تدرك فيه الحياة المستقرة ويذكى) .قوله :وهو( أي البندق المعتععاد الن) .وقععوله :مععا
يصنع بالحديد( أي من الحديد ،فالباء بمعنى من .وقوله :ويرمى بالنار أما إذا لم يععرم
بها فل يحرم) .قوله :لنه( أي البندق المعتععاد الن ،وهععو تعليععل لحرمععة الرمععي بععه.
)وقوله :مذفف( أي مخرج للروح) .وقوله :سريعا( منصوب على الحال ،أو بإسععقاط
الخافض ،أي حال كون التذفيف به سريعا ،أو تععذفيفا بسععرعة) .وقععوله :غالبععا( ومععن
غير الغالب قد ل يكون مذففا بسرعة) .قوله :نعم ،إن علم إلخ( اسعتدراك معن حرمعة
الرمي بالبندق المذكور .وقوله :حاذق أي رام حاذق فععي رميععه .وقععوله :جنععاح كععبير
بالضافة ،أي جناح طير كععبير) .قععوله :فيشععقه( أي الجنععاح .وعبععارة التحفععة :فيثبتععه
وهي أولى -لنه ل يشترط الشق ،بل المدار على الثبات ،والوقععوف بسععبب الرمععي
حصل شق أو ل ولعل في عبارتنا تحريفععا مععن النسععاخ) .قععوله :احتمععل الجععواز( أي
الرمي بالبندق المذكور) .قوله :والرمي( مبتدأ خبره جائز) .قععوله :وهععو( أي البنععدق
المعتاد قديما .وقوله :ما يصنع من الطين قال البجيرمععي :مثلععه الرصععاص مععن غيععر
نار .اه .وقوله :جائز أي إن كان الرمي به طريقا للصطياد ،وإل حرم ،لما فيه مععن
تعذيب الحيوان من غير فائدة) .قوله :خلفا لبعض المحققيععن( أي حيععث قععال :يحععرم
الرمي ببندق الطين .وعلله بأن فيه
] [ 392
تعريض الحيوان للهلك كما علمت) .قوله :وشرط الذابععح إلععخ( اعلععم أنععه كععان
المناسب أن يذكر أول أركان الذبح ،ثععم يععذكر مععا يشععترط فععي كععل -كمععا صععنع فععي
المنهج .وحاصل ذلعك :أن أركعان الذبعح بعالمعنى الحاصععل بالمصعدر وهعو النعذباح
أربعة :ذبح ،وذابح ،وذبيح ،وآلة .والمراد بكونها أركانا للذبح :أنه ل بد لتحققه منها،
لنه يتوقف على فاعل ،ومفعععول ،وفعععل ،وآلععة .وإل فليععس واحععد منهععا جععزءا منععه.
وشرط في الذبح :القصد أي قصد إيقاع الفعل على العين أو علععى واحععد مععن الجنععس
فلو سقطت سكين على مذبح شاة ،أو احتكت الشععاة بععه فانععذبحت ،أو أرسععل سععهما ل
لصيد بل أرسله لغرض اختبار قوته مثل فقتل صععيدا ،أو استرسععلت جارحععة بنفسععها
فقتلت ،حرم ذلك كله ،وصار ميتة ،لعدم وجود القصد .وشرط في اللة كونها محددة
تجرح كما مر وأما شرط الذابح وشرط الذبيح فقد ذكرهما المؤلف) .قوله :أن يكععون
مسلما( أي أو مسلمة .وشرط أيضا أن يكون غير أعمى فععي غيععر مقععدور عليععه مععن
صيد وغيره ،فل يحل مذبوح العمى بإرسال آلة الذبععح ،إذ ليععس لععه فععي ذلععك قصععد
صحيح .وقوله :أو كتابيا أي أو كتابية .وأهل الكتاب هم اليهود ،والنصععارى .وخععرج
بذلك الوثني ،والمجوسي ،ونحوهما ممن ل كتاب له كعابد الشععمس والقمععر فل تحععل
ذبيحتهم ،لنهم ليسوا من أهل الكتاب .والذي تحععل ذبيحتععه ل بععد أن يكععون مععن أهععل
الكتاب ،قال تعالى) * :وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكععم( * ) (1وقععال ابععن عبععاس
رضي ال عنهما :إنما حلت ذبائح اليهععود والنصعارى معن أجععل أنهععم آمنعوا بععالتوراة
والنجيل رواه الحاكم وصححه .وقوله :ينكح بالبناء للمجهول ،قيععد فععي الكتععابي ،أي
يشترط في حل ذبيحة الكتابي نكاحنا لهل ملته .ولصحة نكاحنا لهم شروط وهي أنه
يشترط في السرائيلية أن ل يعلم دخول أول آبائها في ديععن سععيدنا موسععى بعععد بعثععة
عيسى عليه السلم .وفي غيرها أن يعلم أول آبائها فيه قبلهعا ،ولعو بععد التحريععف إن
تجنبععوا المحععرف .فلععو فقععد شععرط مععن هععذه الشععروط ل يحععل نكاحنععا لهععم ،فل تحععل
ذبيحتهم .وعبارة التحفة :فعلم أن من لم يعلم كععونه إسععرائيليا ،وشععك فععي دخععول أول
أصوله قبل ما مر ،ثم ل تحل ذبيحته .ومن ثم أفتى بعضهم فععي يهععود اليمععن بحرمععة
ذبائحهم للشك فيهم ،قال :بل نقل الئمة أن كل أهل اليمن أسلموا .اه .ول خصوصية
ليهود اليمن بذلك ،بل كل من شك فيه وليس إسرائيليا كذلك .اه .وقععوله :أسععلموا :أي
ثم ارتد بعضهم وهم اليهععود المععذكورون فعليععه يكععون عععدم حععل ذبيحتهععم بالجمععاع،
لرتدادهم) .قوله :ويسن أن يقطع الععودجين( المناسععب ذكععر هععذا فيمععا مععر بعععد قععوله
بقطع كل حلقوم وكل مرئ ،لن هذا من سنن الذبععح ،وذكععره فععي المنهععج بعععد ذكععره
شرط الذبح .والودجان تثنية ودج بفتح الععدال وكسععرها -وهععو المسععمى بالوريععد مععن
الدمي ،قال تعالى) * :ونحن أقرب إليه من حبل الوريد( * وإنما سععن قطعهمععا لنععه
أسععرع وأسععهل لخععروج الععروح ،فهععو مععن الحسععان فععي الذبععح) .قععوله :وهمععا( أي
الودجععان .وقععوله عرقععا صععفحتي عنععق :أي عرقععان فععي صععفحتي العنععق ،محيطععان
بالحلقوم من الجانبين) .قوله :أن يحد شفرته( أي ويسن أن يحد شفرته ،لخععبر مسععلم:
إن ال كتب الحسان في كععل شععئ ،فععإذا قتلتععم فأحسععنوا القتلععة ،وإذا ذبحتععم فأحسععنوا
الذبحة ،وليحد أحدكم شفرته ،وليرح ذبيحته .وقوله :وليحد
] [ 393
بسكون اللم ،وضم الياء ،وكسر الحاء من أحععد وبفتععح اليععاء وضععم الحععاء مععن
حد .والشفرة بفتح الشين المعجمة ،وقد تضم السكين العريضة ،وهي ليست بقيد ،بععل
مثلها كل محدد .وإنما آثرها لورودها في الخبر المذكور .ويسععن مواراتهععا عنهععا فععي
حال إحدادها ،فيكره أن يحدها قبالتها ،فقد روي أنه )ص( :مر برجععل واضععع رجلععه
على صفحة شاة ،وهو يحد شفرته ،وهععي تلحععظ إليهععا ببصععرها ،فقععال لععه :أتريععد أن
تميتهععا موتععتين ؟ هل أحععددت شععفرتك قبععل أن تضععجعها ؟ .وروي أن سععبب ابتلء
يعقوب بفرقة ولده يوسف عليهما السلم :أنه ذبح عجل بين يععدي أمععه وهععي تخععور،
فلم يرحمها .ومن غريب ما وقع مما يتعلق بذلك ما حكي عن بعضهم :أنه دخل على
بعض المراء وقد أمر بذبح جملة من الغنم فذبح بعضها ثم اشتغل الذابح عن الذبععح،
ثم عاد إليه في الحال ،فلم يجد المدية التي يذبح بها ،فاتهم بعععض الحاضععرين ،فععأنكر
أخذها ،وحصل بسبب ذلك لغط ،فجاء رجل كان ينظر إليهم من بعيد ،وقال :السععكين
التي تتخاصمون عليها أخذتها هذه الشاة بفمها ،ومشععت بهععا إلععى هععذه الععبئر وألقتهععا.
فأمر المير شخصا بالنزول إلى هذه البئر ليتبين هذا المر ،فنزل فوجععد المععر كمععا
أخبر الرجل) .قوله :ويععوجه ذبيحتععه لقبلععة( أي ويسععن أن يععوجه ذبيحتععه أي مععذبحها
فقععط .ل يقععال ينبغععي كراهععة التععوجه المععذكور ،لنععه حالععة إخععراج النجاسععة كععالبول
لوضوح الفرق بأن هذا حالة يتقرب إلى ال بها ،ومن ثم يسععن فيهععا ذكععر ال ع تعععالى
بخلف تلك أفاده الشوبري .وكما يسن أن يوجه ذبيحتععه لهععا ،كععذلك يسععن لععه هععو أن
يتععوجه لهععا) .قععوله :وأن يكععون الذابععح إلععخ( أي ويسععن أن يكععون الذابععح .والمناسععب
إضمار اسم يكون علععى نسععق مععا قبلععه لن المقععام للضععمار .قععوله :رجل عععاقل أي
مسلما .وقوله :فامرأة أي عاقلة مسلمة .وقوله :فصبيا أي مسلما مميزا .ثععم مععن بعععده
الكتابي ،ثم المجنون والسكران ،وفي معناهما الصبي غير المميععز .والحاصععل أولععى
الناس بالذبح :الرجل العاقل المسععلم ،ثععم المععرأة العاقلععة المسععلمة ،ثععم الصععبي المسععلم
المميز ،ثم الكتابي ،ثم الكتابية ،ثععم المجنععون والسععكران وفععي معناهمععا الصععبي غيععر
المميز .وحلت ذبيحة هؤلء :لن لهم قصدا وإرادة في الجملة ،لكن مع الكراهعة كمعا
نص عليه في الم خوفا من عدولهم عن محل الذبح .ويكره ذكاة العمى في المقدور
عليه لذلك) .قوله :ويقول( الفعل مرفوع ،بدليل قععوله نععدبا ،ولععو أسععقطه لكععان الفعععل
منصوبا معطوفا على ما قبله ،وكان لفظ يسن يتسلط عليه وهو الولى) .قعوله :وكععذا
عند رمي الصيد( أي وكذا يقول عند رمي الصيد .وقععوله :ولععو سععمكا أي أو جععرادا.
وقوله :وإرسال الجارحة أي وعند إرسععال الجارحععة ،وهععي الحيععوان المعلععم كععالكلب
وغيره) .قوله :بسم ال الرحمن الرحيم( مقععول القععول .والتيععان بالبسععملة كاملععة هععو
الفضل .ولو اقتصر على بسم ال كان آتيا بالسنة .ول يقال على الفضل الذبععح فيععه
تعذيب للحيوان ،والرحمن الرحيم ل يناسبانه لنا نقول إن تحليععل ذلععك لنععا غايععة فععي
الرحمة بنععا ،ومشععروعية ذلععك فععي الحيععوان رحمععة لععه .ففععي الذبععح رحمععة للكليععن،
ورحمة للحيوان ،لما فيه من سهولة خروج روحه .وعن بعض العلمععاء أن القصععاب
إذا سمى ال عند الذبح ،قالت الذبيحة :أخ أخ .وذلك أنها استطيبت الذبح مع ذكر العع
تعالى وتلذذت به .وقععالت المالكيععة :ل يزيععد الرحمععن الرحيععم ،لن فععي الذبععح تعععذيبا
وقطعا ،والرحمن الرحيم اسمان رقيقان ،ول قطع مع الرقة ،ول عذاب مع الرحمة.
] [ 394
واعلم أنه يكره تعمد ترك البسملة ،فلو تركهععا ولععو عمععدا حلععت ذبيحتععه ،وذلععك
لن ال تعالى أباح لنا ذبائح أهل الكتاب بقععوله) * :وطعععام الععذين أوتععوا الكتععاب حععل
لكم( * ) (1وهم ل يذكرون البسملة .وقد أمر )ص( فيما شك أن ذابحععه سععمى أم ل:
يأكله .فلو كانت التسمية شرطا لما حل عند الشععك .وأمععا قععوله تعععالى) * :ول تععأكلوا
مما لم يذكر اسم ال عليه( * ) (2فالمراد بما لم يذكر اسم ال عليه فععي اليعة أنععه مععا
ذكر عليه اسم غير العع ،وهععو الصععنم مثل ،بععدليل * )وإنععه لفسععق( * إذ الحالععة الععتي
يكون فيها فسقا هي الهلل ،أي الذبح لغيره تعالى ،كما قال تعالى في آية أخععرى* :
)أو فسقا أهل لغير ال به( * فوصف الفسق بأنه ما أهل لغير ال به .وقععال فععي تعععدد
المحرمات) * :حرمت عليكععم الميتععة( * إلععى أن قععال * )ومععا أهععل لغيععر الع بععه( *.
والحاصل أن قوله تعالى) * :مما لم يذكر اسم ال عليه( * صععادق بمععا إذا ذكععر اسععم
غير ال عليه ،وبما إذا لم يذكر شيئا أصل .والول هععو المععراد بععدليل مععا ذكععر .وإذا
علمت ذلك فما يذبح عند لقاء السلطان ،أو عند قبور الصععالحين ،أو غيععر ذلععك ،فععإن
كان قصد به ذلك السلطان ،أو ذلك الصالح كسيدي أحمد البدوي حرم ،وصار ميتععة،
لنه مما أهل لغير ال .بل إن ذبح بقصد التعظيم والعبادة لمن ذكععر كععان ذلععك كفععرا.
وإن كان قصد بذلك التقرب إلى ال تعالى ،ثم التصدق بلحمه عن ذلك الصععالح مثل،
فإنه ل يضر .كما يقع من الزائرين فإنهم يقصدون الذبح لعع ،ويتصععدقون بععه كرامععة
ومحبة لذلك المععزور ،دون تعظيمعه وعبععادته) .قعوله :اللهععم صععل وسعلم علعى سعيدنا
محمد( أي ويقول ندبا مع البسملة اللهم صل وسلم على محمد .لنه محل يشععرع فيععه
ذكر ال ،فشرع فيه ذكر نبيه كععالذان ،والصععلة) .تنععبيه( ل يقععول باسععم العع ،واسععم
محمد فلو قال ذلك حرمت ذبيحته وكفر إن قصد التشععريك فععإن أطلععق حلععت الذبيحععة
وأثععم بععذلك .وإن قصععد أذبععح باسععم الع وأتععبرك باسععم محمععد ،كععره ،وحلععت الذبيحععة
فالقسام ثلثة :الحرمة مع حل الذبيحة في صورة الطلق .الكفر مع حرمة الذبيحععة
في صورة قصد التشريك .الكراهة مع حعل الذبيحعة فععي صعورة قصععد التعبرك باسعم
محمد) .قوله :ويشترط في الذبيح( أي في الحيوان الذي يؤول إلععى كععونه ذبيحععا بعععد
ذبحه ،فهععو مجععاز بععالول .والمععراد يشععترط فععي حععل أكلععه بعععد ذبحعه) .قععوله :غيععر
المريض( سيذكر مفهومه بقوله :ولو انتهى لحركة مععذبوح بمععرض) .قععوله :شععيئان(
نائب فاعل يشترط) .قوله :أحععدهما( أي الشععيئين) .قععوله :أن يكععون فيععه( أي الذبيععح.
)قوله :حياة مستقرة أول ذبحه( أي عند ابتداء ذبحه خاصة ،ول يشععترط بقاؤهععا إلععى
تمامه ،خلفا لمن قال به .فل يضر انتهععاؤه لحركععة مععذبوح قبععل تمععام القطععع ،إل إن
قصر في الذبح بأن تأنى فيه حتى وصل إلى ذلك قبل تمامه ،فإنه يحرم لتقصيره كما
مر فععإن لععم توجععد الحيععاة المسععتقرة أول الذبععح ذبعح كععان ميتععة إل مععا اسععتثني ،وهعو
المريض التى وظاهر صنيعه أنه تشترط الحياة المستقرة في غيععر المريععض مطلقععا
وجد سعبب يحععال عليعه الهلك أو ل .والععذي فععي حواشعي البجيرمععي علععى الخطيعب
والشرقاوي والباجوري :أن محل اشتراط وجود الحياة المستقرة في أول الذبح ،عنععد
تقدم سبب يحال عليه الهلك كأكل نبات مضر وإل بأن لم يتقدم سبب أصععل أو تقععدم
سبب لكن ل يحال عليه الهلك كالمرض فل يشععترط ذلععك .بععل إذا وصععل إلععى آخععر
رمق ثم ذبح حععل .ونععص عبععارة البجيرمععي :والحاصععل أن الحيععوان سععواء المععأكول
والدمي إذا صار في آخععر رمععق إن كععان ذلععك مععن سععبب يحععال عليععه الهلك ،كععان
كالميت ،ومعناه في المأكول أنه إذا ذبح فععي هععذه الحالععة ل يحععل .وفععي الدمععي :أنعه
يجوز
] [ 395
أن تقسم التركة في تلك الحالععة .وإذا وضعععت المععرأة فععي تلععك الحالععة فتنقضععي
عدتها ،أو كان ذلك بل سبب يحال عليه الهلك كان كالحي .ومعناه في المأكول :أنععه
إذا ذبح في هذه الحالة :حل .وفي الدمي :أنه ل تنقضي عدة امرأته إذا وضعععت فععي
تلك الحالة ،وكذا جميع أحكام الميت .اه .ونص عبارة الباجوري :ول تشترط الحيععاة
المستقرة إل فيما إذا تقدم سبب يحال عليه الهلك ،كأكل نبات مضعر ،وجعرح السعبع
للشاة ،وانهدام البناء على البهيمععة ،وجععرح الهععرة للحمامععة ،وعلمتهععا :انفجععار الععدم
والحركة العنيفة ،فيكفي أحععدهما علععى المعتمععد وأمععا إذا لععم يوجععد سععبب يحععال عليععه
الهلك فل تشترط الحيععاة المسععتقرة ،بععل يكفععي الحيععاة المسععتمرة ،وعلمتهععا :وجععود
النفس فقط .فإذا انتهى الحيوان إلى حركة مععذبوح بمععرض أو جععوع ،ثععم ذبععح :حععل،
وإن لم ينفجر الدم ،ولم يتحععرك الحركععة العنيفععة خلفععا لمععن يغلععط فيععه .اه .ومثلهععا:
عبارة الشرقاوي) .قوله :ولو ظنا( غاية لمقدر ،أي يكتفععي بوجععود الحيععاة المسععتقرة،
ولو كان ظنعا ،فل يشعترط تيقنهععا) .قععوله :بنحععو شعدة حركععة( متعلععق بمحعذوف ،أي
ويحصل ظنها بنحو شدة حركة .ودخل فععي النحععو صععوت الحلععق ،وقععوام الععدم علععى
طبيعته وغير ذلك من القرائن والعلمات .وقوله :بعده أي بعد الذبح ،فل تكفععي شععدة
الحركة قبل الذبح) .قوله :ولو وحدها( غاية في الكتفععاء بشععدة الحركععة فععي حصععول
الظن :أي تكفي ولو لععم يوجععد معهععا غيرهععا مععن العلمععات) .وقععوله :علععى المعتمععد(
مقابله يقول ل تكفي وحدها) .قوله :وانفجار دم( بالجر ،معطوف على نحو شدة إلخ،
من عطععف الخععاص علععى العععام ،والععواو فيعه وفيمععا بعععده بمعنعى أو .والنفجععار هععو
السيلن مطلقا بتدفق أول .وقوله :وتدفقه هو الخروج بشدة .قال فععي المصععباح :دفععق
الماء دفقا من باب قتل :انصب بشدة .اه) .قوله :إذا غلب إلخ( انظععره مععع قععوله أول
ولو ظنا ،فإنه ل يفيد أنه ل يشترط غلبة الظن ،وهعذا يفيععد اشعتراطه ،وأيضعا الجمعع
بينهما يورث ركاكة ،فكان عليه أن يقتصر على أحدهما ،لكن القتصععار علععى الول
أولى .وذلك لن غلبة الظن ليست بشرط ،بل متى وجد الظععن بهععذه العلمععات كفععى.
وعبارة الرشاد مع فتح الجواد تؤيد ذلك ،ونصها :ول يشترط تيقن الحياة المستقرة،
بل يكتفي بها ولو ظنا ويحصل ظنهعا بنحعو شعدة حركعة ولعو وحعدها علعى المعتمعد،
وانفجار دم ،وتدفقه ولو وحده أيضا وصوت الحلق ،وقوام الدم على طععبيعته ،وغيععر
ذلك من القرائن والعلمات التي ل تضبطها عبارة كما قال الرافعي ول يكتفععي بعذلك
قبععل القطععع المععذكور ،بععل بعععده فععإن شععك فععي اسععتقرارها لفقععد العلمععات ،أو لكععون
الموجود منها ل يحصل بشدة الحركة ،حرم ،للشععك فععي المبيععح .اه) .قععوله :بقاؤهععا(
أي الحياة المستقرة .وقوله :فيهما أي :في النفجار والتععدفق .وانظععر أيضععا مععا وجععه
تخصيص غلبة الظن بهما فقط دون شدة الحركة ؟) .قوله :فإن شك فععي اسععتقرارها(
أي الحياة) .وقوله :لفقد العلمات( علة الشك .وقعوله :حعرم أي ذلعك الذبيعح أي أكلعه
للشك في المبيح ،وتغليبا للتحريععم) .قععوله :ولععو جععرح إلععخ( المقععام للتفريععع ،فععالولى
التعبير بالفاء ،وعبارة فتح الجواد عقب العبارة المارة فعلم أنه لو جرح حيععوان إلععخ.
اه .وهي أولى .وقوله :أو سععقط عليععه أي الحيععوان .وقععوله :نحععو سععيف أي مععن كععل
مهلك كسكين ،وسقف) .قوله :أو عضه( أي الحيوان ،عضا يحال عليه الهلك عادة.
وقوله :نحو هرة أي كسبع) .قوله :فإن بقيت إلععخ( جعواب لععو) .وقععوله :فيعه( أي فععي
الحيععوان .وقععوله :فععذبحه أي والحععال أن فيععه حيععاة مسععتقرة .وقععوله :حععل أي ذلععك
الحيععوان ،أي أكلععه ،لنععه مععذكاة .وقععوله :وإن تيقععن هلكععه أي مععن ذلععك الجععرح ،أو
السقوط ،أو العض .وهو غاية لحله بعد ذبحه .وقوله :بعد
] [ 396
ساعة أي لحظة كما في ع ش -ونصه :قوله :بعد يوم أو يومين ليس بقيععد ،بععل
المدار على مشاهدة حركة اختيارية تدرك بالمشاهدة ،أو انفجار الععدم بعععد ذبحهععا ،أو
وجود الحركة الشديدة .وكان الولى أن يقول :وإن تيقن موتها بعد لحظة .اه) .قوله:
وإل( أي وإن لم تبق فيه حياة مستقرة بعد جرحععه ،أو سععقوط نحععو السععيف عليععه ،أو
العض ،أو بقيت فيه ولعم يعذبحه ومعات .وقعوله :لعم يحعل أي لوجعود معا يحعال عليعه
الهلك مما ذكر .وروى الشععيخان أنععه )ص( قععال لبععي ثعلبعة الخشععني :ومععا صععدت
بكلبك الذي ليس بمعلم ،فإن أدركت ذكاته فكل .اه .شععرح الععروض) .قععوله :كمععا لععو
قطع إلخ( أي فإنه ل يحل .وقوله :بعد دفع السكين أي من المذبح .وقعوله :ولعو لععذر
أي ولو كان رفع السكين لعذر ،أي كأن كان لجل سنها أو لجل أخذ سكين غيرهععا،
أو لضطراب يده .فالعذر صادق بذلك كله وبغيره .وقوله :ما بقي مفععول قطععع ،أي
قطع ما بقي من الحلقوم والمرئ اللذين يجب قطعهما .وقوله :بعد انتهائهعا أي الشعاة.
والظرف متعلق بقطع) .قوله :قال شيخنا إلخ( قصده بنقل عبارة شيخه بيان أن الغاية
السابقة أعني قوله ولو لعذر خالف فيها بعضهم ،وقععال إنععه إذا كععان رفععع يععده لعععذر،
وأعادها فورا :حل .ونص عبارة شيخه :وفي كلم غير واحد أن من ذبح بكال فقطع
بعض الواجب ثم أدركه فورا آخر فأتمه بسكين أخرى قبل رفع الول يده حل سععواء
أوجدت الحياة المستقرة عند شروع الثاني ،أم ل .وفي كلم بعضهم أنه لععو رفععع يععده
لنحو اضطرابها فأعادها فورا وأتم الذبح حل أيضا .ول ينافي ذلععك قععولهم :لععو قطععع
البعض من تحرم ذكاته كوثني ،أو سبع فبقيت الحياة المستقرة فقطع البععاقي كلععه مععن
تحل ذكاته :حل لن هذا إما مفرع على مقابل كلم المام أي من أنه ل بععد مععن بقععاء
الحياة المستقرة إلى تمام الذبح وإما لكون السابق محرما .وكذا قول بعضهم :لو رفععع
يده ثم أعادها :لم تحل .فهو إما مفرع على ذلك ،أو يحمل على ما إذا أعادها ل علععى
الفور .ويؤيده إفتاء غير واحععد فيمععا لععو انقلبععت شععفرته فردهععا حععال أنععه يحععل وأيععده
بعضهم بأن النحر عرفا الطعععن فععي الرقبععة ،فيقععع فععي وسععط الحلقععوم ،وحينئذ يقطععع
النععاحر جانبععا ،ثععم يرجععع للخععر فيقطعععه .اه .ببعععض تصععرف) .قععوله :وفععي كلم
بعضهم( خبر مقععدم ،ومععا بعععده مبتعدأ معؤخر) .قععوله :أنععه( أي الذابععح) .قععوله :لنحععو
اضطرابه( الذي في عبارة التحفة المارة لنحو اضطرابها بتأنيث الضمير العائد على
اليد فلعل في عبارتنا تحريفا من النساخ) .قوله :فأعادها فورا( قال سععم :ظععاهره وإن
لم يبق حياة مستقرة .اه) .قوله :حل( جواب لو) .قوله :وقول بعضععهم( مبتععدأ ،خععبره
مفرع إلخ .وقوله :لو رفع إلخ مقول القول) .قعوله :مفعرع( أي مرتعب .وقعوله :علعى
عدم الحياة المستقرة عند إعادتها ليس هذا في عبارة التحفة المارة ،وإنمععا الععذي فيهععا
على مقابل كلم المام .أي وهو اشتراط وجعود الحيعاة المسعتقرة عنعد انتهعاء الذبعح،
كما يشترط عند ابتدائه .نعم ،ما ذكره المؤلف يفهم مععن المقابععل المععذكور إذ اشععتراط
وجود الحياة المستقرة عند انتهائه يفهم أنه لو لم توجععد عنععد ذلععك ل يحععل) .قععوله :أو
محمول إلخ( معطوف على مفرع) .قوله :ويؤيده( أي ما ذكععر مععن أنععه لععو رفععع يععده
فأعادها فورا وأتم الذبح :حل .ومن أن قول بعضهم فيما إذا رفع يده ثم أعادها أنه ل
يحل .محمول على عدم إعادتها على الفور) .قوله :فيما لو انفلتت( الععذي فععي عبععارة
التحفة المارة :انقلبت بقاف بعد النعون ،وببعاء بععد اللم) .وقعوله :أنعه يحعل( أن ومعا
بعدها في تأويل مصدر منصوب بإسقاط الخافض ،أي إفتاء غير واحد بالحل) .قوله:
انتهى( أي قول شيخه في شرح المنهاج ،لكن بتصرف وحذف كما يعلم مععن عبععارته
المارة) .وقوله :ولو انتهى لحركة مذبوح بمرض( مقابل قوله غير المريععض .وكععان
المناسب أن يقول كعادته :وخرج بقعولي غيعر المريععض :المريعض ،فل يشععترط فيععه
وجود حياة مستقرة أول ذبحه ،فإذا انتهى إلى حركة مذبوح وذبحه ولععو أخرهععا عععن
قوله كفى ذبحه ،لكان أولى .أي أن المريععض إذا انتهععى لحركععة مععذبوح كفععى ذبحععه،
وإن كان سبب المرض أكل نبات مضر) .قوله :كفى ذبحه( جواب لو.
] [ 397
)قوله :في آخر رمقه( قال في المصباح :الرمق بفتحتين بقية الروح ،وقد يطلق
على القوة .اه .وكل المعنيين صعحيح هنعا ،إل أنعه يحتعاج إلعى تقعدير مضعاف علعى
الول .أي في آخر خروج بقية روحه) .قوله :إذ لم يوجد ما يحععال عليععه الهلك( أي
سبب يحال عليه الهلك ويجعله قتيل ،وهو علة لقععوله كفععى ذبحععه إلععخ .وقععوله :مععن
جرح بيان لما .وقوله :أو نحوه أي مما مر من سقوط نحو سيف عليه ،أو عض نحو
هرة إياه) .قوله :فإن وجد( أي ما يحال عليه الهلك) .قوله :كأن أكل إلخ( أي وكععأن
جرح أو سقط عليه نحو سيف ،أو عضه نحو هرة) .وقوله :نباتا يععؤدي إلععى الهلك(
علم من هذا ومما مر من النبات المؤدي إلى المرض أنععه فععرق بيععن النبععاتين ،فالععذي
يؤدي إلى المرض ل يؤثر ،والذي يؤدي إلى الهلك يععؤثر) .قععوله :اشععترط فيععه( أي
في الكتفاء بذبحه .قععوله :وجععود إلععخ نععائب فاعععل اشععترط .وقععوله :فيعه أي الحيععوان
المريض .وقوله :عند ابتداء الذبح أي فقط كما مععر وهععو متعلععق بوجععود .قععوله :ولععو
بالظن أي ولو كان وجعود الحيعاة بعالظن ل بعاليقين فعإنه يكفعي .وقعوله :بالعلمعة أي
بالظن الحاصل بالعلمة .وقوله :المذكورة أي فيما مر من نحو شدة حركة ،وانفجععار
دم وتدفقه .وقوله :بعده متعلق بمحذوف صفة للعلمة ،أي العلمة الكائنة بعد الذبععح،
ول يصح تعلقه بالمذكورة كمعا هعو ظعاهر ) .-قعوله :فعائدة :معن ذبعح( أي شعيئا معن
البل ،أو البقر ،أو الغنم .وقوله :تقربا ل تعالى أي بقصد التقرب والعبادة ل ع تعععالى
وحده .وقوله :لدفع شر الجن عنه علة الذبععح ،أي الذبععح تقربععا لجععل أن الع سععبحانه
وتعالى يكفي الذابح شععر الجععن عنععه .وقععوله :لععم يحععرم أي ذبحععه ،وصععارت ذبيحتععه
مذكاة ،لن ذبحه ل ل لغيره) ،قوله :أو بقصدهم :حععرم( أي أو ذبععح بقصععد الجععن ل
تقربا إلى ال ،حرم ذبحه ،وصارت ذبيحته ميتة .بل إن قصد التقرب والعبععادة للجععن
كفر كما مر فيما يذبح عند لقاء السععلطان أو زيععارة نحععو ولععي) .قععوله :وثانيهمععا( أي
وثععاني شععرطي الذبيععح :كععونه مععأكول .واعلععم أن الفقهععاء أفععردوا بيععان المععأكول مععن
الحيوانات البرية والبحرية ،وغير المأكول ،بباب سموه باب الطعمة ،وذكععروه قبععل
الصيد والذبائح ،وبعضهم ذكره بعده ،وإن من أهم الشياء معرفة ما يحععل أكلععه ومععا
ل يحل .وذلك لن في تناول الحرام الوعيد الشديد ،فقد ورد في الخبر :أي لحم نبععت
من حرام فالنار أولى به .وإذا علمت ذلك ،فكععل طععاهر يحععل أكلععه إل عشععرة أشععياء:
الدمي ،والمضععر كالسععم والحجععر ،والععتراب ،والمسععتقذر كععالمني وذا المخلععب ،وذا
الناب القوي الذي يعدو به ،وما نص عليه في آيعة * )حرمعت عليكعم الميتعة( * )،(1
وما استخبثته العر ب كالحشرات ،وما نهى عن قتله كخطاف ،ونحل ،وضفدع )،(1
وما أمر بقتله كحية وعقرب وما يركب من الععدواب إل البععل والخيععل) .قععوله :وهععو
إلخ( بيان للمأكول من حيث هو بالعد .وقوله :من الحيععوان الععبري الجععار والمجععرور
متعلق بمحذوف حال من المبتدأ الذي هو الضمير على رأي سيبويه) .قوله :النعععام(
أي البل والبقر والغنم .وحل أكلها لن ال تعالى نص عليه في قععوله) * :أحلععت لكععم
بهيمة النعام( * ) ،(1ولستطابة العرب لها .وكالنعام النعام ،فيحل أكله بالجمععاع.
)قوله :والخيل( أي لنه )ص( :نهى يوم خيبر عععن لحععوم الحمععر الهليععة ،وأذن فععي
لحوم الخيل رواه الشيخان ،ورويا
) (1المائدة) (1) .3 :قوله :وضفدع( عن ابن عمرو بن العاصي :ل تقتلوا الضفادع
فإن نقيقهن تسبيح .وفي المناوي قوله نقيقهن :أي ترجيح صوتهن .اه (1) .المائدة 1
] [ 398
أيضا عن اسماء قالت :نحرنا على عهد رسول ال ع )ص( فرسععا فأكلنععاه ونحععن
بالمدينة .وأما خبر النهي عن لحوم الخيل فهو منكر كما قاله المععام أحمععد وغيععره أو
منسوخ كما قاله أبو داود .والخيل :اسم جمع ل واحد له من لفظه وأصععل خلقهععا مععن
الريح .وسععميت خيل لختيالهععا فععي مشععيها .وروى ابععن مععاجه عععن عععروة أن النععبي
)ص( قال :البععل عععز لهلهععا ،والغنععم بركععة ،والخيععل معقععود فععي نواصععيها الخيععر،
ومعنى عقد الخير بنواصيها :أنه لزم لها كععأنه معقععود فيهععا .والمععراد بالناصععية هنععا
الشعر المسترسل على الجبهة ،وكنى بالناصععية عععن جميععع ذات الفععرس .كمععا يقععال:
فلن مبارك الناصية .وفي حديث ل تحضر الملئكة مععن اللهععو شععيئا إل ثلثععة :لهععو
رجل مع امرأته ،وإجراء الخيل ،والنصال كععذا فععي البجيرمععي) .قععوله :وبقععر وحععش
وحماره( أي لنه )ص( قال في الثاني :كلععوا مععن لحمععه .وأكععل منععه رواه الشععيخان.
وقيس به الول .ول فرق في حمار الوحش بين أن يسععتأنس أو يبقععى علععى توحشععه.
قال في شرح الروض :وفارقت الحمر الوحشية الحمر الهلية بأنها ل ينتفع بهععا فععي
الركوب والحمل ،فانصرف النتفاع بهععا إلععى أكلهععا خاصععة .اه) .قععوله :وظععبي( أي
للجماع على حل أكله) .قوله :وضبع( هو بضم الباء أفصح من إسكانها .وحل أكلععه
لنه )ص( قال :يحل أكله ،رواه الترمذي .ول يقال :كيف يحل أكله مع كونه ذا نععاب
؟ لنا نقول إن نابه ضعيف فكأنه ل ناب له .ومن عجيب أمره أنععه يحيععض ،ويكععون
سنة ذكرا ،وسنة أنثى .ويقال للذكر :ضبعان على وزن عمران وللنثى ضععبع .وهععو
من أحمق الحيوان ،لنه يتناوم حتى يصاد) .قوله :وضب( أي لنه أكل علعى مععائدته
)ص( ولم يأكل هو منه ،فقيل له :أحرام هععو ؟ قععال :ل .ولكنعه ليععس بععأرض قععومي،
فأجد نفسعي تعععافه .وهععو حيععوان للععذكر منعه ذكععران ،وللنععثى فرجععان .وهععو يعيععش
سبعمائة سنة فصاعدا ،وأنه يبول في كل أربعين يومععا قطععرة ،ول يشععرب المععاء بععل
يكتفي بالنسيم ،أو برد الهواء .ول يسقط له سن ،ويقال إن أسنانه قطعععة واحععدة ،وإن
أكل لحمه يذهب العطش .ومن المثال ل أفعل كذا حتى يرد الضب الماء يقوله :مععن
أراد أن ل يفعل الشئ لن الضب ل يشععرب المععاء كمععا علمععت) .قععوله :وأرنععب( أي
لنه :بعث بوركها إليه )ص( فقبله .رواه الشيخان ،زاد البخععاري :وأكععل منععه ،وهععو
حيوان يشبه العناق ،قصععير ،عكععس الزرافععة ،يطععأ الرض علععى مععؤخر قععدميه .اه.
شرح المنهج) .قوله :وثعلب( أي لنه مما استطابته العرب ،ول يتقوى بنابه ،وكنيتععه
أبو الحصين ،والنثى ثعلبة ،وكنيتها أم هويل .وفي البجيرمي :وقال الععدميري :نععص
الشافعي على حل أكله ،وكرهه أبو حنيفععة ومالععك ،وحرمععه جماعععة منهععم أحمععد بععن
حنبل في أكثر رواياته .ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت ،وينفخ بطنه ،ويرفع
قوائمه ،حتى يظن أنه قد مات ،فإذا قرب عليه الحيوان وثععب عليععه وصععاده .وحيلتععه
هذه ل تتم على كلب الصيد .قيل الثعلب :ما لك تعععدو أكععثر مععن الكلععب ؟ فقععال :إنععي
أعدو لنفسي ،والكلب يعدو لغيره .ومن العجيب فععي قسععمة الرزاق أن الععذئب يصععيد
الثعلب فيأكله ،ويصيد الثعلب القنفذ فيعأكله ،ويصعيد القنفعذ الفععى فيأكلهعا ،والفععى
تصععيد العصععفور فتععأكله ،والعصععفور يصععيد الجععراد فيأكلهععا ،والجععراد يلتمعس فععرخ
الزنانير فيأكله ،والزنبور يصيد النحلة فيأكلها ،والنحلة تصيد الذبابة فتأكلها ،والذبابة
تصيد البعوضة فتأكلها ومما يروى من حيل الثعلععب ،مععا ذكععره الشععافعي رضععي الع
عنه ،قال :كنا بسععفر فععي أرض اليمععن ،فوضعععنا سععفرتنا لنتعشععى ،فحضععرت صععلة
المغرب ،فقمنا لنصلي ثم نتعشى ،وتركنا السفرة كما هي وقمنععا إلععى الصععلة ،وكععان
فيها دجاجتان ،فجاء الثعلب فأخذ إحدى الدجاجتين ،فلما قضينا الصلة أسععفنا عليهععا،
وقلنا حرمنا طعامنا ،فبينما نحن
] [ 399
كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شئ كأنه الدجاجة ،فوضعها ،فبادرنا إليه لنأخذها
ونحن نحسبه الدجاجة فلما قمنا :جاء إلى الخرى وأخذها من السفرة ،وأصععبنا الععذي
قمنا إليه لنأخذها ،فإذا هو ليف قد هيأه مثعل الدجاجعة .اه) .قعوله :وسعنجاب( أي لن
العرب تستطيبه .قععال البجيرمععي :وهععو حيععوان علععى حععد اليربععوع ،يتخععذ مععن جلععده
الفراء .اه .ومثله السمور بفتح السين ،وتشديد الميم وهما نوعان مععن ثعععالب الععترك.
)قوله :وكل لقععاط للحععب( أي كالحمععام .ودخععل فيععه سععائر أنععواع الطيععور مععا عععدا ذا
المخلب :أي الظفر كالصقر ،والباز ،والشاهين للنهي عنها في خبر مسععلم) .قععوله :ل
أسد( معطوف على النعام ،أي وليس من المأكول السد ،ومثلععه كععل ذي نععاب قععوي
يعدو به على الحيععوان ،كنمععر ،وذئب ،ودب ،وفيععل ،وكلععب ،وخنزيععر ،وفهععد ،وابععن
آوى ،وهرة ولو وحشية) .قوله :وقرد( أي لنه ذو نعاب ،وهععو حيعوان ذكعي ،سعريع
الفهم ،يشبه النسان في غالب حالته ،فإنه يضحك ،ويضرب ،ويتنععاول الشععئ بيععده،
ويأنس بالناس .وفي البجيرمي :قال الدميري :يحرم أكلععه ،ويجععوز بيعععه .اه) .قععوله:
وصقر إلخ( أي ول صقر إلخ .أي ونحوها من كل ذي مخلععب مععن الطيععر .والصععقر
اسم جنس لكل ما يصيد ،فهو شامل للبازات ،والشواهين ،وغيرهما .قال الشععرقاوي:
وكالصقر في الحرمة :الرخ وهو أعظم الطيور جثة ،لن طول جنععاحه عشععرة آلف
باع ،المساوية لربعين ألف ذراع وكذا النسر ،والعقعاب بضعم أولعه وجميعع جعوارح
الطير .اه .بحذف) .قوله :وطاوس( هو طائر في طبعه العفة ،وحععب الزهععو بنفسععه،
والخيلء والعجاب بريشه) .قوله :وحدأة( هي بوزن عنبه ،وجمعها حدى .ذكر عن
ارسطا طاليس أن الغراب يصير حدأة ،وهععي تصععير عقابععا ،كععذا يتبععدلن كععل سععنة.
ومن طبع الحدأة أن تقف في الطيران ،وليس ذلك لغيرها .ويقععال إنهععا أحسععن الطيععر
مجاورة لما جاورها من الطير ،فلو ماتت جوعا لم تعد على فععراخ جارهععا .والسععبب
في صياحها عند سفادها أن زوجها قد جحد ولدها منه ،فقالت :يا نبي ال ،قد سفدني،
حتى إذا حضععنت بيضععي ،وخععرج منععه ولععدي ،جحععدني ،فقععال سعليمان عليعه السععلم
للذكر :ما تقول ؟ فقال :يا نبي ال ،إنها تحوم حول البراري ،ول تمتنع مععن الطيععور،
فل أدري ،أهعو منعي ،أو معن غيعري ؟ فعأمر سعليمان عليعه السعلم بإحضعار الولعد،
فوجده يشبه والده ،فألحقه به ،ثم قال سليمان :ل تمكنيه أبدا حتى تشععهدين علععى ذلععك
الطير ،لئل يجحد بعدها .فصارت إذا سفدها صاحت وقالت :يا طيور ،اشهدوا ،فععإنه
سفدني .اه .بجيرمي .ومثل الحدأة :الرخمة ،وهععو طععائر أبيععض ،ومععن طبعععه أنععه ل
يرضى من الجبال إل الموحش منها ،ول من الماكن إل أبعدها مععن أمععاكن أعععدائه.
والنثى ل تمكن من نفسها غير ذكرها ،وتبيض بيضة واحدة) .قوله :وبععوم( هععو بل
تاء للذكر ،والنثى يقال لها بومة بالتاء وهي المصاصة ،ومن طبعها أن تععدخل علععى
كل طائر في وكره ،وتخرجه منه ،وتأكععل فراخععه وبيضععه ،وهععي قويععة السععطوة فععي
الليل ،ل يحتملها شئ من الطير ،ول تنام في الليل .وعن سيدنا سليمان صععلوات ال ع
وسلمه عليه :ليس من الطيور أنصح لبني آدم ،وأشععفق عليهععم مععن البومععة تقععول إذا
وقفت عند خربة :أين الذين كانوا يتنعمون في الععدنيا ويسعععون فيهععا ؟ ويععل لبنععي آدم
كيععف ينععامون وأمععامهم الشععدائد ؟ تععزودوا يععا غععافلين ،وتهيععأوا لسععفركم .ح ل .اه.
بجيرمي) .قوله :ودرة( هي في قدر الحمامة ،فيتخذها النععاس للنتفععاع بصععوتها كمععا
يتخذون الطاووس للنتفاع بصوته ولونه ولهععا قععوة علععى حكايععة الصععوات ،وقبععول
التلقين .قال ح ل :وقد وقع لي أني دخلت منزل لبعض أصحابنا وفيععه درة لععم أرهععا،
فإذا هي تقول :مرحبا بالشيخ البكري وتكرر ذلك فعجبت من فصاحة عبارتها.
] [ 400
)وحكى( الكمال القوى في الطالع السعيد عن الفاضل الديععب محمععد القوصععى
عن الشيخ علي الحريري :أنه رأى درة تقرأ سورة يس .وعن بعضهم ،قال :شاهدت
غرابا يقععرأ سعورة السععجدة ،وإذا وصععل إلععى محععل السععجود سععجد ،وقععال :سعجد لععك
سوادي ،وآمن بك فؤادي .اه) .قوله :وكذا غراب إلخ( فصله عما قبله بكذا ،لن فيععه
خلفا ،لكن الشارح أطلق في السود ،مع أن غراب الزرع يحل أكله على الصععح -
وهو أسود صغير ،يقال له الزاغ .وحاصل ما يقال في الغربان أنها أنواع :فمنهععا مععا
هو حرام بالتفاق ،لوروده في الخبر ،وهو البقع الذي فيه سواد وبياض .ومنهععا مععا
هو حرام على الصععح ،وهعو الغععداف الكععبير ،وهعو أسعود ،ويسعمى الجبلععي لنعه ل
يسكن إل الجبال .وكذا العقعق :وهو ذو لونين أبيض وأسععود ،طويععل الععذنب ،قصععير
الجناح ،صوته العقعقة .ومنها ما هو حلل على الصح ،وهو غععراب الععزرع ،وهععو
أسود صغير ،يقال له الزاغ .والغداف الصغير وهو أسععود أو رمععادي اللععون .وممععن
اعتمد حل هذا :البغععوي ،والجرجععاني ،والرويععاني ،والسععنوي ،والبلقنععي ،والشععهاب
الرملي ،وولده .والذي اعتمععده فععي أصععل الروضععة :تحريععم هععذا ،وجععرى عليععه ابععن
المقري وظاهر التحفة اعتماده ،ولعل هذا الخير هو مراد شارحنا ،ويكون هو ممععن
اعتمعد الحرمععة تبععا لظعاهر كلم شعيخه) .قعوله :ورمعادي اللععون( العواو بمعنععى أو.
)قوله :خلفا لبعضهم( أي حيث قال :بحل أكله) .قوله :ويكره جللة( أي ويكره أكل
لحم الجللة وبيضها ،وكعذا شعرب لبنهعا ،لخعبر :أنعه )ص( :نهععى ععن أكعل الجللععة
وشععرب لبنهععا حععتى تعلععف أربعيععن ليلععة رواه الترمععذي .وزاد أبععو داود :وركوبهععا.
والجللة هي التي تأكععل الجلععة وهععي بفتععح الجيععم وكسععرها وضععمها البعععرة كععذا فععي
القاموس لكن المراد بها هنا النجاسة مطلقا) .قوله :ولو من غير نعم( أي ولععو كععانت
الجللة من غير النعم .وقوله :كدجاج بفتح أوله أفصح من ضمه وكسره ،وهو تمثيل
للغير .وقوله :إن وجد فيها ريح النجاسة تقييعد للكراهععة ،أي محععل الكراهععة إن ظهععر
في لحمها ريح النجاسة .ومثله ما إذا تغير طعمه أو لونه .وعبارة التحفة مع الصل:
وإذا ظهر تغير لحم جللة أي طعمه ،أو لونه أو ريحه كما ذكره الجععويني ،واعتمععده
جمع متأخرون ومن اقتصر على الخير أراد الغالب .اه .فإن لم يظهععر مععا ذكععر فل
كراهة ،وإن كانت ل تأكل إل النجاسة .والسخلة المرباة بلبن كلبة أو نحوها كالجللة
فيما ذكر .ول يكره بيض سلق بماء نجس ،كما ل يكره الماء إذا سخن بالنجاسة ،ول
حععب زرع نبععت فععي زبعل أو غيعره معن النجاسععات) .قععوله :ويحعل أكعل بيعض غيععر
المأكول( هذا قد ذكره الشارح في مبحث النجاسة ،وأعاده هنا لكععون الكلم فععي بيععان
حكم الطعمة) .قوله :خلفا لجمع( أي حيععث قععالوا بحرمععة أكلععه .وعبععارة الععروض:
وفي حل أكل بيض ما ل يؤكل تردد قال في شرحه :أي خلف مبني علععى طهععارته.
قال في المجموع :وإذا قلنا بطهارته .حل أكله ،بل خلف ،لنه طاهر غيععر مسععتقذر
بخلف المني .قال البلقيني :وهو مخالف لنص الم والنهاية والتتمة والبحر على منع
أكله ،وإن قلنا بطهارته ،وليس في كتب المذهب مععا يخععالفه .اه) .قععوله :ويحععرم مععن
الحيوان البحري إلخ( مقابل قوله من الحيوان البري ،لكن كععان النسععب فععي المقابلععة
أن يقول :ومن الحيوان البحري كل ما فيه ،ما عدا كععذا وكععذا .والمععراد مععن الحيععوان
البحري في كلمه كل ما يوجد في البحر سواء كان ل يعيش إل فيه ،أو كععان يعيععش
فيه وفي البر كالضفدع ،وما ذكر بعده) .قوله :ضفدع( بكسر أوله مع كسععر ثععالثه أو
فتحه ،وهو حيوان ل عظم له ،يعيش في العبر وفعي البحععر .ومعن خواصععه أنعه كفععئ
طشت في بركة هو فيها منع من نقيقه فيها) .قوله :وتمساح( هو حيوان يعيش
)) (1قوله :من نقيقه( بقافين .قال في المختار :نق الضفدع والعقرب والدجاجة ،ينععق
-بالكسر -نقيا :أي صوت .اه
] [ 401
في البر والبحر .قال الدميري :هو على صورة الضب ،وهو من أعجب حيوان
الماء ،له فم واسع ،وستون نابا في فكه العلى ،وأربعون في فكه السفل ،وبيععن كععل
نابين سن صغير مربع ،ويدخل بعضععها فععي بعععض عنععد النطبععاق ،ولسععانه طويععل،
وظهره كظهر السلحفاة ،ل يعمل الحديد فيه ،ولععه أربعععة أرجععل ،وذنععب طويععل ،ول
يكون إل في نيل مصر خاصة .ومن عجععائب أمععره أنععه ليععس لععه مخععرج ،فععإذا امتل
جوفه خرج إلى البر ،وفتح فاه ،فيجئ طائر يقال لععه القطقععاط ،فيلقععط ذلععك مععن فيععه،
وهو طائر صغير ،يجئ يطلب الطعم ،فيكون فععي ذلععك غععذاء لععه ،وراحععة للتمسععاح.
وهذا الطععائر فععي رؤوس أجنحتععه شععوك ،فععإذا أغلععق التمسععاح فمععه عليععه نخسععه بهععا
فيفتحه .اه) .قوله :وسلحفاة( بضم السين ،وفتح اللم واحدة السلحف ،وهععو حيععوان
يبيض في البر ،فما نزل منه فععي البحععر كععان لجععأة ،ومععا اسععتمر منععه فععي الععبر كععان
سلحفاة .ويعظم الصنفان جدا ،إلى أن يصير كل واحد حمل جمل .وفي العجععائب :إن
السععلحفاة حيععوان بععري وبحععري ،أمععا البحععري :فقععد يكععون عظيمععا جععدا ،حععتى يظعن
أصحاب المراكب أنها جزيرة .حكى بعض التجار ،قععال :ركبنععا البحععر ،فوجععدنا فععي
وسط البحر جزيرة مرتفعة عن الماء فيها نبات أخضر ،فخرجنا إليها ،وحفرنا حفععرا
للطبخ ،فبينما نحن مشتغلون بالطبخ إذ تحركت الجزيرة ،فقال الملحون :هلموا إلععى
مكانكم ،فإنها سلحفاة أصابها حرارة النار ،بادروا قبل أن تنزل بكم البحر فكانت مععن
عظم جسمها تشابه جزيرة ،واجتمع على ظهرها التراب بطول الزمان ،حععتى صععار
كالرض ،ونبت عليها الحشيش .اه .رشيدي .وفي حاشععية شععرح المعفععوات) .قععوله:
وسرطان( قال الدميري :هو من خلق الماء ،ويعيش في البر أيضا وهو جيد المشععي،
سريع العدو ،ذو فكين ،ومخلب ،وأظفععار حععداد ،ولععه ثمانيععة أرجععل .اه .قععال ع ش:
وليس من السرطان المذكور :ما وقع السؤال عنععه ،وهععو أن ببلد الصععين نوعععا مععن
حيوان البحر يسمونه سرطانا ،وشأنه أنه متى خرج من البحر انقلب حجرا ،وجععرت
عادتهم باستعماله في الدوية ،بل هو ما يسمى سمكا لنطبععاق تعريععف السععمك عليععه
فهو طاهر ،يحل النتفاع به في الدوية وغيرهععا .اه) .قععوله :ل قععرش( أي ل يحععرم
قرش وهو بكسر القاف ،وسكون الراء ويقال له اللخم :بفتح اللم ،والخععاء المعجمععة.
اه .شرح الروض) .قوله :ودنيلس( أي ول يحرم دنيلععس ،وهععو مضععبوط بععالقلم فععي
نسخ فتح الجواد الصحيحة بفتح الدال والنون المخففة ،وسكون الياء ،وفتح اللم .قال
في شرح الروض :ولم يتعرضوا للععدنيلس .وععن ابععن عععدلن وعلمععاء عصععره أنهععم
أفتوا بحله ،لنه من طعام البحر ول يعيش إل فيه .وعععن ابععن عبععد السععلم أنععه أفععتى
بتحريمه .قال الزركشي :وهو الظاهر ،لنه أصل السرطان .لكععن قععال الععدميري :لععم
يأت على تحريمه دليل ،وما نقل عن ابن عبععد السععلم لععم يصععح ،فقععد نععص الشععافعي
على أن حيوان البحر الذي ل يعيش إل فيه يؤكل ،لعموم الية والخبار .اه) .قععوله:
على الصح فيهما( أي أن عدم حرمة القععرش والععدنيلس :مبنععي علععى القععول الصععح
فيهما ،ومقابله يقول بالحرمععة) .قععوله :قععال فععي المجمععوع إلععخ( عبععارة فتععح الجععواد:
ونازع في ذلك في المجموع ،فقال :الصحيح المعتمد ،أن جميععع مععا فععي البحععر يحععل
ميتته ،إل الضفدع .وحمل ما ذكروه من السلحفاة والحية أي التي ل اسم لهععا لحرمععة
ذات السم مطلقا ،والنسناس على غير ما في البحر .اه) .قوله :أن جميع ما في البحر
يحل ميتته( أي لقوله تعالى) * :أحل لكم صيد البحر وطععامه( ) * (1ولقعوله )ص(:
أحلت لنا ميتتان :السعمك ،والجعراد .وقعوله )ص( :هعو الطهععور معاؤه ،الحعل ميتتعه.
)قوله :إل الضفدع( قال في التحفة :أي وما فيه سم) .قوله :ويؤيده( أي ما اعتمده في
المجموع) .قوله :حل جميع ما
] [ 402
فيه( أي في البحر) .قوله :ويحل أكل ميتة الجراد( أي للحديث المععار .والجععراد
مشتق من الجععرد ،وهععو بععري وبحععري ،وبعضععه أصععفر ،وبعضععه أبيععض ،وبعضععه
أحمر ،وله ديدان في صدره ،وقائمتان في وسطه ،ورجلن فععي مععؤخره .وليععس فععي
الحيوانات أكثر إفسادا منه .قال الصمعي :أتيععت الباديععة ،فرأيععت رجل يععزرع بععرا،
فلما قام على سوقه ،وجاد بسنبله ،جععاء إليععه الجععراد ،فجعععل الرجععل ينظععر إليععه ،ول
يعرف كيف يصنع ؟ ثم أنشأ يقول :مر الجراد على زرعي فقلععت لععه * * :ل تععأكلن،
ول تشغل بإفساد فقام منهععم خطيععب فععوق سعنبلة * * :إنععا علععى سععفر ،ل بععد معن زاد
ولعابه سم على الشجار ،ل يقع على شئ إل أفسده .في البجيرمععي :أسععند الطععبراني
عن الحسن بن علي رضي ال عنهما قال :كنا على مائدة نأكل أنععا وأخععي محمععد بععن
الحنفية وبنععو عمععي عبععد الع والقاسععم والفضععل أولد العبععاس ،فععوقعت جععرادة علععى
المائدة ،فأخذها عبد ال وقعال لعي :معا مكتعوب علعى هعذه ؟ فقلعت :سعألت أبعي أميعر
المؤمنين عن ذلك ،فقال :سألت عنه رسول ال )ص( فقال :مكتوب عليها :أنا العع ل
إله إل أنا ،رب الجراد ورازقها ،إن شئت بعثتها رزقععا لقععوم ،وإن شععئت بعثتهععا بلء
على قوم .فقال ابن عباس :هذا من العلم المكنون .وقال )ص( :إن ال عزوجل خلععق
ألف أمة :ستمائة منها في البحر ،وأربعمائة منها في البر ،وإن أول هلك هذه المة:
الجراد .فإذا هلك الجراد تتابع هلك المععم .وحكععى القزوينععي أن هععددا قععال لسععليمان
عليه السلم :أريد أن تكعون ضعيفي أنعت وعسعكرك يعوم كعذا بجزيعرة كعذا ،فحضعر
سليمان بجنوده ،فأتى الهدهد بجرادة ميتة ،فألقاها في البحععر ،وقععال كلععوا ،فمععن فععاته
اللحم أدرك المرق ،فضحك منه سليمان وجنوده ،وفي هذا قيل :جععاءت سععليمان يععوم
العرض هدهدة * * أهدت إليه جرادا كان في فيها وأنشدت -بلسان الحال -قائلععة* :
* إن الهدايا على مقدار مهديها لو كان يهدى إلى النسان قيمته * * :لكان يهععدى لععك
الدنيا بما فيها )قوله :والسمك( أي ويحل أكل ميتععة السععمك ،وهععذا قععد علععم مععن قععوله
السابق :أن جمع ما في البحر يحل ميتته ،لكن أعاده لجل الستثناء بعده) .قععوله :مععا
تغير( أي من الجراد والسمك ،أي وتقطع كما صرح بععه فععي التحفععة وعبارتهععا :ولععو
تغيرت سمكة ،وتقطعت بجوف أخرى حرمت .ونوزع فععي اعتبععار التقطععع .ويجععاب
بأن العلة أنها صارت كالروث ،ول تكون مثله إل إن تقطعت .أما مجرد التغير فهععو
بمنزلة نتععن اللحععم ،أو الطعععام ،وهععو ل يحرمععه .اه .وقععوله :فععي جععوف غيععره أفععرد
الضععمير باعتبععار لفععظ مععا ،وإل فحقععه غيرهمععا بضععمير التثنيععة العععائد علععى السععمك
والجراد والمراد بالغير الحيوان ،وهو صادق بالسمك نفسه ،فلو بلعععت سععمكة سععمكة
وتغيرت في جوفها وتقطعت حرمت كما مر عن التحفة ،ومثلها النهاية ونصها :ولععو
وجدنا سمكة في جوف أخرى ولم تتقطع وتتغير حلت ،وإل فل .اه) .قوله :ولععو فععي
صععورة كلععب( غايعة فععي حععل السععمك ،أي يحععل ،وإن لععم يكعن علععى صععورة السععمك
المشهور بأن كان على صورة كلب ،أو خنزير وهي للرد على القععائل :بععأنه ل يحععل
إل ما كان على صورة السمك المشهور لتخصيص الحل به
] [ 403
في خبر :أحل لنا ميتتان :السمك ،والجراد .ويرده أن كل مععا فععي البحععر يسععمى
سمكا) .قعوله :يسعن ذبعح كبيرهمعا( أي الجعراد والسعمك ،وفيعه أن الجعراد ل يصعير
كبيرا حتى أنه يسن ذبحه .وعبارة الخطيب :ويكره ذبحهما ،إل سععمكة كععبيرة يطععول
بقاؤها فيسن ذبحها .اه .ومثلها عبارة شرح المنهج ،وهي أولى .وقوله :فيسن ذبحها.
قال البجيرمي :أي من الذيل ،لنه أصفى للدم ،ما لم تكن على صورة حيععوان بذبععح،
وإل فتذبح من رقبتها .اه) .قوله :ويكره ذبععح صعغيرهما( أي لمععا فيععه معن التععذيب.
)قوله :وأكل مشوي إلخ( أي ويكره أكععل سععمك مشععوي قبععل تطييععب جععوفه ،أي قبععل
إخراج ما في جوفه من المستقذرات .وظاهره أنه يجوز أكله مع ما في جوفه مطلقا،
ولو كان كبيرا .وقيد في مبحث النجاسة جواز ذلك بالصغير ،وعبععارته هنععاك :ونقععل
في الجواهر عن الصحاب :ل يجوز أكل سمك ملح ولم ينزع ما فععي جععوفه أي مععن
المستقذرات وظاهره :ل فرق بين كععبيرة وصععغيره .لكععن ذكععر الشععيخان جععواز أكععل
الصغير مع ما في جوفه لعسر تنقية ما فيه .اه .ثم إن التقييد بسمك يفيد أنه ل كراهة
في أكل مشوي الجراد قبل ذلك وعبارة فتح الجواد مصرحة بأنه مثل السمك ونصها
ويكره ذبح صغيرها وأكل مشوي كل قبل تطييب جععوفه .اه .فقععوله :أي مععن السععمك
والجراد) .قوله :وما أنتن منه( معطععوف علععى مشععوي ،أي يكععره أكععل مععا أنتععن ،أي
تغير من السمك ،ومحعل الكراهعة إن لعم يضعر ،وإل حعرم) .قعوله :كعاللحم( أي كمعا
يكره أكل المنتن من لحم غير السعمك) .قععوله :وقلععي حععي( أي ويكععره قلعي حعي معن
سمك أو جراد .ومثل القلي الشي .وقيل يحرم ذلك ،لما فيه من التعععذيب .وكتععب سععم
على قول التحفة ويكره أيضععا قليهععا وشععيها إلععخ مععا نصععه :فيععه التسعوية بيعن السععمك
والجراد في حل قليه وشيه حيا ،وفيه نظر .والمتجه :الحل في السمك فإنه حاصل ما
اعتمده في الروضة دون الجراد ،كما يؤخذ من تعليل الروضة الحل في السععمك بععأن
حياته في البر حياة المذبوح ،وما في شرح الروض مما هو كالصريح في نقععل الحعل
في الجراد عن الروضة فيه نظر ،فإنه ليس فععي الروضععة كمععا يعلععم بمراجعتهععا .اه.
وقوله :في دهن مغلى أي ول يتنجس بما في جوفه ،لنععه يتسععامح بععه) .قععوله :وحععل
أكل دود )إلخ( هذا قد ذكره أيضا فيما مععر ،وأعععاده هنععا لكععون الكلم فععي الطعمععة،
وعبارته هناك ويحل أكل دود مأكول معه ،ول يجب غسل نحو الفم منه .اه .وقععوله:
نحو الفاكهة أي من كل مأكول ،كالفول والمش) .قوله :حيععا كععان( أي الععدود) .قععوله:
بشرط إلخ( متعلق بحل .وقوله :أن ل ينفرد أي ينفصل الععدود .وقععوله :عنععه أي عععن
ولد كان أكله مع نحو الفاكهة) .قوله :وإل( أي بأن انفععرد .وقععوله :لععم يحععل أكلععه أي
الدود المنفرد .وقوله :ولو معععه أي ولععو كععان أكلععه مععع نحععو الفاكهععة .وقععوله :كنمععل
السمن أي فإنه ل يحل أكله .فالكاف لتنظير الدود المنفرد بالنمل في ذلك .ولو قععال ل
نمل عطف على دود لكان أولى ،لن النمل ل يحععل أكلععه مطلقععا متصععل بالسععمن ،أو
منفردا عنه بدليل العلة بعده ،وهي :لعدم تولده أي النمععل فيععه أي السععمن بخلف دود
نحو الفاكهة ،فإنه متولد منه ،ولذلك اغتفر أكله .وعبععارة المنهععاج :وكععذا يحععل الععدود
المتولد من الطعام كخل ،وفاكهة إذا أكل معه .قال في التحفة :يعني إذا لم ينفرد ،أمععا
المنفرد عنه :فيحرم ،وإن أكل معه ،لنجاسته إن مات ،وإل فلستقذاره .ولو وقع فععي
عسل نمل وطبخ جاز أكله .أو في لحم :فل ،لسهولة تنقيته كذا جعزم بعه غيععر واحعد،
وفيه نظر ظاهر ،إذ العلة إن كانت الستهلك لم يتضح الفرق ،مععع علمععه ممععا يععأتي
في نحو الذبابة أو غيره ،فغايته أنه ميتة ل دم لععه سعائل ،وهععي ل يحععل أكلععه معع مععا
ماتت فيه وإن لم تنجسه .نعم ،أفتى بعضععهم بععأنه إن تعععذر تخليصععه ،ولععم يظععن منععه
ضررا حل أكله معه .اه) .قوله :على ما قاله إلخ( أي أن عدم حل أكععل نمععل السععمن
هو مبني على ما قاله الكمال الرداد أي وهو المعتمد كما يعلم من كلم التحفة المععار.
)قوله :خلفا لبعض أصحابنا( أي حيث قال :يحل أكله مثععل الععدود -لكععن بشععرط أن
يكون في نحو السمن كالعسل .أما في
] [ 404
اللحم فل يحل بالتفاق ،كما يعلم أيضا مععن كلم التحفععة المععار) .قععوله :ويحععرم
كل جماد مضر( أي ضررا بينا ل يحتمل عادة ل مطلق ضعرر كعذا فععي البجيرمعي،
نقل عن الذرعي) .قوله :كحجر إلخ( أمثلة للمضر للبععدن .وقععوله :وتععراب قععال فععي
التحفة :ومنه مدر ،وطفل لمن يضعره .وعليعه يحمعل إطلق جمععع متقعدمين حرمتعه،
بخلف من ل يضره كما قاله جمع متقدمون ،واعتمده السبكي وغيره .اه .ومثله فععي
النهاية .وفي البجيرمي :ومحل تحريم الطين :في غير النساء الحبالى ،فععإنه ل يحععرم
عليهن أكله ،لنه بمنزلة التداوي .اه) .قوله :وإن قل( يحتمل رجوعه للسم فقط وهععو
ما يفيده صنيع التحفة ويحتمل رجوعه للمذكور من الحجععر ومععا بععده .وعبععارة متععن
الروض :يحرم تناول ما يضر كالحجر ،والتراب ،والزجاج ،والسم إل قليله .اه .قال
في شرحه :أي السم كما في الصل أو مععا يضععر وهععو أعععم .اه .وقععوله :ومععا يضععر
معناه أن الضمير يعود عليه .وقوله :إل لمن ل يضره أي القليععل ،فععإنه ل يحععرم فععي
حقه .أما الكثير فيحرم مطلقا كما في ع ش) .قععوله :ومسععكر( تمثيععل للجمععاد المضععر
للعقل) .قوله :ككععثير أفيععون( أي وجععوز ،وعنععبر ،وزعفععران) .قععوله :وحشععيش( أي
وكثير حشيش .وما أحسن قععول بعضععهم فيععه :قععل لمععن يأكععل الحشيشععة جهل * * يععا
خسيسا قد عشت شر معيشه دية العقل بدرة فلماذا * * يا سفيها قععد بعتهععا بحشيشععه ؟
)قوله :وبنج( أي وكثير بنج ،وفي البجيرمي :يجوز تناوله ،ليزيل عقله ،لقطع عضو
متأكل ،حتى ل يحس باللم .اه .وفععي الععروض وشععرحه :ويحععرم مسععكر النبععات أي
النبات المسكر وإن لم يطرب ،لضراره بالعقل ،ول حد فيععه إن لععم يطععرب ،بخلف
ما إذا أطرب كما صرح به الماوردي ويتداوى به عند فقد غيره مما يقوم مقععامه وإن
أسكر للضرورة ،وما ل يسكر إل مع غيره يحل أكله وحده ل مع غيره .اه .وقععوله:
بخلف ما إذا أطرب أي فإنه يحد .وخالف فيه سم ،وقال :الظاهر أنععه ل يحععد .وفععي
البجيرمي :ويحرم البنج والحشيش ،ول يحد به ،بخلف الشععراب المسععكر .وإنمععا لععم
يحد لنه ل يلذ ،ول يطرب ،ول يدعو قليله إلى كثيره ،بل فيه التعزيععز .اه .وتعليلععه
يقتضي أنه يحد إذا أطرب ،واستلذ به ،فيكون مؤيدا لما فععي شععرح الععروض) .قععوله:
أفضل المكاسب :الزراعة( أي لنها أقرب إلى التوكل ،ولن الحاجعة إليهعا أععم .ول
يرزوه أحد -أي ينقصه -إل كان له صدقة " .وفي رواية " :ل يغرس مسلم غرسا،
ول يزرع زرعا ،فيأكل منه إنسان ول دابة ،ول شئ إل ينقصه إل ان ما أكل منه له
صدقة وما سرق منععه صععدقة أعععم .ول يععرزؤه أحععد أي ينقصععه إل كععان لععه صععدقة.
)قوله :ثم الصناعة( أي ثم الفضل بعد الزراعة الصناعة .لن الكسععب يحصععل فيهععا
بكد اليمين ،وورد :من بات كال من عمله بات مغفورا له .وورد أيضا :ما أكععل أحععد
طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ،وإن نبي ال داود عليه السععلم كععان يأكععل
من عمل يده) .قوله :ثم التجارة( أي ثم الفضععل بعععد الزراععة والصععناعة :التجععارة،
لن الصحابة كانوا يتجرون ويأكلون منها) .قوله :قال جمع( مقابل لما قبلععه .وقععوله:
هي أي التجارة .وقوله :أفضلها أي المكاسب .وقيل أفضلها الصععناعة) .تنععبيه( يكععره
لحر تناول ما كسب مع مخامرة النجاسععة ،كحجععم ،وكنععس زبععل ،وذبععح ،لنععه )ص(
سئل عن كسب الحجام فنهى عنه ،وقال :أطعمه رقيقك ،واعلفععه ناضععحك .رواه ابععن
حبان وصححه ،والترمذي وحسنه .وقيس بما فيه غيره.
] [ 405
وصرف النهي عن الحرمة :خبر الشيخين عن ابن عبععاس :احتجععم رسععول ال ع
)ص( وأعطى الحجام أجرته .فلو كعان حرامعا لععم يعطعه .وخععرج بمخععامرة النجاسععة
غيرها .فل يكره ما كسب بفصد ،وحياكة ،وحلقة ،ونحوها وإن كانت الصنعة دنيئة
وهذا مبني على أن علة الكراهة في الول خبث النجاسة وهو المعتمد أمععا علععى أنهععا
دناءة الحرفة :فيكره كسب كل ذي حرفة دنيئة ،ولو لم يخععامر نجاسععة وهععو ضعععيف
والكلم في تعاطي الكسععب .أمععا أصععل الحرفععة :فهععي فعرض كفايععة .ولمععا حجععم أبععو
العتاهية شخصا أنشد :وليس على عبد تقي نقيصععة * * إذا صععحح التقععوى وإن حععاك
أو حجم )قوله :ول تحرم إلخ( عبارة التحفة :يسن للنسان أن يتحرى في مؤنة نفسععه
وممونه ما أمكن .فإن عجز ففي مؤنة نفسععه ،ول تحععرم معاملععة إلععخ .اه .ومععع عععدم
الحرمة يكره ذلك كما نبه الشارح عليها في آخر بععاب الزكععاة ونععص عبععارته هنععاك:
)فائدة( قال فععي المجمععوع :يكععره الخععذ ممععن بيععده حلل وحععرام .كالسععلطان الجععائر
وتختلف الكراهة بقلة الشععبهة وكثرتهععا ،ول يحععرم إل أن تيقععن أن هععذا مععن الحععرام.
وقول الغزالي :يحرم الخذ ممن أكثر ماله حرام ،وكذا معاملته شععاذ .اه) .قععوله :ول
الكل منها( أي ول يحرم الكل من المعاملة المذكورة ،أي مما تحصل منها) .قععوله:
كما صححه( أي عدم الحرمة) .قوله :مع أنه( أي النووي .وقععوله :تبعععه أي الغزالععي
في شرح مسلم) .قوله :ولو عععم الحععرام الرض( أي اسععتوعب الحععرام الرض ولععم
يوجد فيها حلل) .قوله ،جاز أن يستعمل منه( أي من الحرام) .قوله :ما تمس حاجته
إليه( أي الشئ الذي تدعو حاجته إليه ،قال ع ش :وإن لم يصععل إلععى حععد الضععرورة.
اه) .قوله :دون ما زاد( أي على القدر الذي تمس الحاجععة إليععه) .قععوله :هععذا( أي مععا
ذكر من جواز الستعمال من الحرام بقدر ما تمس الحاجة إليه ،ل ما زاد .وقوله :إن
توقع أي ترجى .وقوله :معرفة أربابه أي أصحاب ذلك المال الذي يحععرم السععتعمال
منه) .قوله :وإل( أي وإن لعم يتوقعع معرفتهعم) .قعوله :صعار لعبيت المعال( أي انتقعل
لبيت المال ،فيكون لجميع المسلمين حق فيه) .قوله :فيأخذ منععه( أي مععن المععال الععذي
صار لبيت المال .وقوله :بقدر ما يستحقه فيه أي بقدر ما يخصه مععن بيععت المععال لععو
قسمه المام وأعطاه منه) .قوله :كما قاله شيخنا( أي في التحفععة ،ومثلععه فععي النهايععة.
)تتمة( في إعطععاء النفععس حظهععا مععن الشععهوات المباحععة مععذاهب ذكرهععا المععاوردي،
أحدها :منعها وقهرها كععي ل تطغععى .والثععاني :إعطاؤهععا تحيل علععى نشععاطها وبعثععا
لروحانيتها .والثالث :قال وهو الشبه -التوسط ،لن في إعطاء الكععل سععلطة ،وفععي
منع الكل بلدة .اه .عميرة .وال سبحانه وتعععالى أعلععم) .قععوله :فععرع :نععذكر فيععه مععا
يجب إلعخ( اعلعم أن معظعم الفقهعاء يعذكر النعذر بععد اليمعان ،وذلعك لمعا بينهمعا معن
المناسبة ،وهي أن كل منهما عقد يعقده المرء على نفسه تأكيععدا لمععا أراد أن يلععتزمه،
ولن بعض أنواع النذر فيه كفارة يمين .والمؤلف رحمه ال خالفهم وذكره هنععا تبعععا
لبعضهم ،وله وجه أيضا في ذلك ،وهو أن الحج قد يكون منذورا ،وكععذلك الضععحية
قد تكون منذورة ،فناسب أن يسععتوفي الكلم علععى مععا يتعلععق بالنععذر) .قععوله :بالنععذر(
الباء سببية متعلق بيجب ،وهو لغة :الوعد بخير أو شر .وشرعا :ما سيذكره وأركانه
ثلثة :ناذر ،ومنذور ،وصيغة.
] [ 406
وشرط في الناذر :إسلم ،فل المؤلف يصح من الكافر .واختيار ،فل يصح مععن
المكره .ونفوذ تصرف فيما ينذره بكسر الذال وضمها فل يصح ممن ل ينفذ تصععرفه
فيما ينذره ،كصبي ،ومجنون ،مطلقا بخلف السكران ،فيصح منه ،وكمحجععور عليعه
بسفه أو فلس في القعرب الماليععة العينيععة كعتعق هععذا العبعد بخلف القعرب البدنيعة ،أو
القرب المالية التي في الذمة .وإمكان فعله المنذور ،فل يصح نذره صوما ل يطيقععه،
ول نذر بعيد عن مكة حجا في هذه السنة .وشرط في المنذور :كونه قربععة لععم تتعيععن
بأصل الشرع .وشرط في الصيغة :كونها لفظا يشعر باللتزام كلله علي كذا ،أو علي
كذا .وفي معنى اللفظ الكتابة ،وإشارة أخععرس تععدل أو تشعععر بععاللتزام مععع النيععة فععي
الكتابة ،فل يصح بالنية كسائر العقود ول بما ل يشعر باللتزام ،كأفعععل كععذا) .قععوله:
وهو( أي النذر .وقوله :قربة على ما اقتضاه إلخ والحاصل أنهععم اختلفععوا فععي النععذر:
هل هو قربة ؟ أو مكععروه ؟ فقععال بعضععهم بععالول وهععو المعتمععد الععذي اقتضععاه كلم
الشيخين ،ودل عليه الكتاب والسنة والجماع والقياس .وقال بعضهم بالثععاني :لثبععوت
النهي عنه وهو ضعيف ،والنهي محمول على نذر اللجاج .وعبععارة المغنععي) :تنععبيه(
اختلفوا :هل النذر مكروه أو قربة ؟ نقل الول عن النععص ،وجععزم بععه المصععنف فععي
مجموعه ،لخعبر الصعحيحين أنعه )ص( :نهعى عنعه ،وقععال :إنعه ل يععرد شعيئا ،وإنمعا
يستخرج به من البخيل .ونقل الثاني :عن القاضي والمتععولي والغزالععي ،وهععو قضععية
قول الرافعي :النذر تقرب ،فل يصح من الكفار .وقععول المصععنف فععي مجمععوعه فععي
كتاب الصلة النذر عمدا في الصلة ل يبطلها فععي الصععح ،لنععه مناجععاة لع تعععالى،
فهو يشبه قوله :سجد وجهي للذي خلقه وصوره .وقال في المهمات :ويعضده النص،
وهو قوله تعالى) * :وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فععإن ال ع يعلمععه( * ) (1أي
فيجازي عليه .والقياس :وهو أنه وسيلة إلى القربة ،وللوسائل حكم المقاصد ،وأيضععا
فإنه يثاب عليه ثواب الواجب كما قاله القاضي حسين وهو يزيد علععى النفععل بسععبعين
درجة كما في زوائد الروضة في النكاح عن حكاية المام والنهي محمععول علععى مععن
ظن أنه ل يقوم بما التزمه ،أو أن للنذر تأثيرا كما يلععوح بععه الخععبر ،أو علععى المعلععق
بشئ .وقال الكرماني :المكروه التزام القربة ل القربة إذ ربمععا ل يقععدر علععى الوفععاء.
وقال ابن الرفعة :الظاهر أنه قربة في نععذر التععبرر دون غيععره .اه .وهععذا أوجععه .اه.
)قوله :وعليه( أي على أنه قربة) .قوله :بل بالغ إلخ( إضراب انتقالي) .قععوله :فقععال:
دل على ندبه الكتاب( أي القرآن العظيم .وذلك كقوله تعالى) * :وليوفععوا نععذورهم( *
) (2وقوله :والسنة أي الخبار الواردة عن النبي )ص( ،وذلك كخبر البخععاري :مععن
نذر أن يطيع ال فليطعه ،ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه .وقوله :فليطعه أي ليف
بنذره) .قوله :والقياس( أي وهو أنه وسيلة إلى القربة ،وللوسائل حكععم المقاصععد كمععا
يعلم من عبارة المغني المارة ) .-قوله :وقيععل مكععروه( أي أن النععذر مكععروه) .قععوله:
للنهي عنه( أي عن النذر) .قوله :وحمل الكثرون إلخ( إنما حملععوه عليععه لن النععاذر
ل يقصد به القربة ،وإنما يقصد به منع نفسه أو غيره من شئ ،كقوله :إن كلمت فلنا
أو فعل فلن كذا ،فلله علي كذا .أو الحث لنفسععه أو غيععره علععى شععئ ،كقععوله :إن لععم
أدخل الدار أو إن لم يفعل فلن كذا ،فلله علععي كععذا .أو تحقيععق خععبره ،كقععوله :إن لععم
يكن المر كما قلت ،أو كما قال فلن ،فلله علي كععذا .وقععوله :نععذر اللجععاج هععو بفتععح
اللم التمادي في الخصومة أي التطويل فيهععا وضععابط هععذا النععذر أن يمنععع الشععخص
نفسه أو غيرها من شئ أو بحث عليه أو
] [ 407
يحقق خبرا) .قوله :فإنه( أي نذر اللجاج .وقوله :تعليق قربة بفعل شئ أي على
فعل شئ ول بد من أن يكون مرغوبا عنه ومبغوضا للنفس فإن كعان مرغوبعا للنفعس
ومحبوبا لها كان من نذر التبرر .وهو قربة ليس بمنهي عنععه كمععا سععيذكره المؤلععف.
وقوله :أو تركه معطوف على فعل شئ .أي أو تعليق قربة على ترك شئ ،أي وكان
تركه ترغب عنه النفس وتبغضه أيضا كما مر) .قععوله :فيتخيععر إلععخ( أي لنععه يشععبه
النذر من حيث إنه التزام قربععة ،اليميععن مععن حيععث إن مقصععوده مقصععود اليميععن مععن
المنع أو الحث أو تحقيق الخبر ،ول سبيل للجمع بين ما الععتزمه وكفععارة اليميععن ،ول
لتعطيلهما ،فتعين التخيير وهذا هو الراجح وقيل يلزم فيه كفارة اليمين ،لخععبر مسععلم:
كفارة النذر :كفارة يمين .ول كفارة فععي نعذر التععبرر جزمععا .فتعيععن حملععه علععى نعذر
اللجاج .وقيل يلزم فيه ما التزمه ،لخبر :من نذر وسمى فعليه مععا سععمى .وقععوله :مععن
دخلها أي الدار ،وهذا راجع للصورة الولى :وقوله :أو لم يخرج أي من الدار .وهذا
راجع للصورة الثانية) .قوله :ول يتعيعن الملعتزم( أي فعي صعيغة النعذر ،لنعه خعرج
مخرج اليمين ،بخلف نذر التبرر فإنه لم يخرج مخرجه ،فلععذلك يلععزم فيععه مععا الععتزم
عينا ،ل غير ،لكن على التراخي إن لم يقيععده بععوقت معيععن .وأشععار إلععى الخلف فععي
نذر اللجاج ابن رسلن في زبده بقوله :ومعن يعلعق فععل شعئ بالغضعب * * أو تعرك
شئ بالتزامه القرب إن وجد المشروط ألزم من حلف * * كفارة اليمين مثل ما سععلف
كما به أفتى المام الشافعي * * وبعض أصحاب له كالرافعي أما النواوي فقال خيععرا
* * ما بين تكفير وما قد نذرا )قوله :ولو حجععا( أي ولععو كععان الملععتزم حجععا ،فععإنه ل
يتعين) .قوله :والفرع إلخ( أراد أن يبين معنى الفرع الععذي ترجععم بععه .وقععوله :تحععت
أصل كلي انظره هنا .ويمكن أن يجعل الصل الكلي هو باب الحععج ،باعتبععار بعععض
أفراده ،حسبما ذكرناه أول الفرع ،من مناسبة ذكععره هنععا) .قععوله :النععذر( أي شععرعا.
وقوله :التزام إلخ يؤخذ من هذا التعريف أركانه الثلثة المتقدمة ،وذلععك لن اللععتزام
يستلزم المستلزم وهو الناذر والقربة هي المنععذور ،وبلفععظ إلععخ هعو الصععيغة .وقعوله:
مسلم ظاهره اشتراطه في نذر التبرر ونذر اللجاج .وهو أيضا ظاهر التحفة والنهايععة
والسنى وشرح المنهج والمغني :ونقل البجيرمي عن ح ل :أن ذلك فععي نععذر التععبرر
دون نذر اللجاج .أما هو ،فيصح مععن الكععافر .قععال :وكععان قياسععه صععحة التععبرر منععه
أيضا .إل أنه لما كان فيه مناجاة ل ،أشبه العبادة ،ومن ثم لم يبطععل الصععلة .بخلف
نذر اللجاج .اه .وقوله :مكلف أي ولو حكما ،فدخل السععكران ،فيصععح نععذره .وقععوله:
رشيد ول بد أن يكون مختارا أيضا كما مر) .قوله :قربة( مفعول التزام ،وهععي فعععل
الشئ يشرط معرفة المتقرب إليه .والعبادة فعل ما يتوقف على نية .والطاعة تعمهما.
)قوله :لم تتعين( أي بأصل الشرع) .قوله :نفل كانت( أي القربععة ،بقطععع النظععر عععن
قيدها .أعني لم تتعين ،لن النفل ل يتعين أصل .وقوله :أو فرض كفاية أي أو كععانت
القربة فرض كفاية ،ول بد فيه أن ل يتعين عليه .أما إذا تعين فل يصح نذره كصلة
الجنازة إذا لم يعلم بالميت إل واحد .وقال بعضهم :يصح نذره حينئذ ،نظععرا لصععله.
وأما تعيينه فهو عارض) .قوله :كإدامة وتر( مثال للنفل ،والظععاهر أن إدامتععه ليسععت
بقيد في صحة النذر ،بل مثله ما إذا نذر الوتر فإنه يصح لن نفس الوتر سنة) .قوله:
وعيادة مريض( هو وما بعده من أمثلععة النفععل أيضععا ،إل قععوله وكصععلة جنععازة ومععا
بعده ،فإنه من أمثلة فرض الكفاية) .قوله :وزيارة رجععل قععبرا( خععرج بالرجععل غيععره
من أنثى ،أو خنثى فل يصح نذره
] [ 408
زيارة قبر ،لنها مكروهة في حقععه ،وقيععل محرمعة ،للخععبر الصععحيح :لعععن الع
زوارات القبور .ويستثنى من ذلك زيارة قبر النبي )ص( ،فإنها تسن في حقه ،فعليه،
ينعقد نذرها .ومثل قععبر النععبي :قععبر سععائر النبيععاء ،والوليععاء ،والصععالحين) .قععوله:
وتزوج حيث سن( أي بأن يكون مريده محتاجععا مطيقععا لمععؤن النكععاح .كمععا قععال ابععن
رسلن :سن لمحتاج مطيق للهب * * نكاح بكر ذات دين ونسب وهذا هو ما جعرى
عليه ابععن حجععر .ونععص عبععارته فععي بععاب النكععاح نعععم ،حيععث نععدب لوجععود الحاجععة
والهبة :ويجب بالنذر على المعتمد الذي صرح به ابن الرفعة وغيره كمععا بينتععه فععي
شرح العباب ومحل قولهم :العقود ل تلتزم في الذمة :مععا إذا الععتزمت بغيععر نععذر .اه.
والذي جرى عليه م ر :عدم صحة نذره مطلقا ،ونص عبارته في باب النكاح أيضععا.
ول يلزم بالنذر مطلقا ،وإن استحب كما أفتى به الوالد رحمه ال تعالى خلفا لبعععض
المتأخرين) .قوله :خلفا لجمع( أي حيث قععالوا ل يصععح نععذر الععتزوج ،وعللععوه بععأنه
مباح عرض له الندب ،وهو ل يصح إل في المندوب أصالة .وعبارة بعضععهم :قععوله
في قربة :أي أصالة ،فل يصح نذر مباح عرض له الندب كالنكاح خلفا لبن حجر.
اه) .صععوم :أيععام الععبيض( أي وأيععام السععود ،أو نحععو ذلععك ،فيصععح نععذرها .وقععوله:
والثانين جمع تكثير لثنيععن ،وليععس جمععع مععذكر سععالما ،ول ملحقععا بععه) .قععوله :فلععو
وقعت( أي أيام الععبيض أو الثععانين المنععذورة .وقععوله :فععي أيععام التشععريق أي أو أيععام
رمضان) .قوله أو المرض( تبع فيه م ر د وخالف شيخه ابن حجر ،فإنه صععرح فععي
التحفة بأنه يقضي إن أفطر لعذر المرض كالسفر .وعلله بأن زمنهمععا يقبععل الصععوم،
فشمله النذر ،بخلف نحو الحيض .اه .وجزم بهذا في الروض ،وعبععارته :ويقضععيها
للمرض الواقع فيها .اه) .قوله :لععم يجعب القضعاء( أي يجععب الفطععر فيهععا ،ول يجععب
القضاء ،لنها ل تقبل الصوم أصل ،فل تدخل في نذر ما ذكر ،فهععي مسععتثناة شععرعا
من دخولها في المنذور .وعدم وجوب القضاء في المععرض هععو مععا اعتمععده الرملععي،
وخالف ابن حجر فجزم بوجوب القضاء به .قال سم :وجزم به فععي العروض) .قععوله:
وكصلة جنازة( هو وما بعده مثععالن لفععرض الكفايععة كمععا علمععت) .قععوله :ولععو نععذر
صوم يوم بعينه( أي كيوم الجمعة ،والسبت ،وهكذا) .قوله :لم يصم قبله( أي لم يصم
يوما قبل اليوم الذي عينه في نذره) .قوله :فإن فعل( أي صام يوما قبلععه .وقععوله :أثععم
أي ول يصح .وقوله :كتقديم الصلة على وقتها أي فإنه يعأثم بعه ،ول تصععح) .قعوله:
ول يجوز تأخيره( أي الصوم .وقوله :عنه أي عن اليععوم الععذي عينععه) .قععوله :كهععي(
أي كالصلة ،فإنه ل يجوز تأخيرها ععن وقتهعا) .قعوله :بل ععذر( متعلععق بقعوله ول
يجوز .أي ل يجوز تععأخيره بل ععذر ،فععإن أخععره بععذر كسعفر جععاز ،ول إثعم عليعه.
)قوله :فإن فعل( أي أخر الصوم عن اليوم المعين في النععذر بل عععذر .وقععوله :صععح
أي صومه ،لكن مع الثم) .قوله :ولو نذر صععوم يععوم خميععس( أي مثل) .قععوله :ولععم
يعين( أي بأن لم يقل من هذا السععبوع مثل) .قععوله :كفععاه أي خميععس( أي صععوم أي
خميس من أي أسبوع كان .لكن لو مضى خميس يمكنه فيه الصوم ولم يصمه اسععتقر
في ذمته ،حتى لو مات فدى عنه ،ول إثععم عليععه ،لعععدم عصععيانه بالتععأخير .ولععو نععذر
يوما من اسبوع ثم نسيه ،صام آخععره ،وهععو الجمعععة فععإن لععم يكععن هععو المنععذور وقععع
قضاء ،وإن كان هو فقد وفى بما التزمه .ومن نذر إتمععام كععل نافلععة دخععل فيهععا لزمععه
الوفاء بذلك لنه قربة .ومن نذر بعض يوم لم ينعقد نعذره ،لنتفعاء كعونه قربعة ،لنعه
غير معهود شرعا .وكذا لو نذر سجدة من غير سبب ،أو ركوعععا ،أو بعععض ركعععة،
فإنه ل ينعقد لما ذكر .أما سجدة التلوة ،وسجدة الشعكر فينعقعد نععذرهما) .قعوله :ولعو
نذر صلة( أي مطلقة ،من غير أن يقيدها بعععدد) .قععوله :فيجععب ركعتععان( أي لنهمععا
أقل واجب من الصلة ،ولو قال فيكفي ركعتان ،لكان أولى.
] [ 409
وقوله :بقيام قادر أي مع وجوب قيام قادر عليه ،إلحاقععا للنععذر بععواجب الشععرع.
ولو نذر صلة قاعدا جاز فعلها قائمععا لتيععانه بالفضععل ل إن نععذر الصععلة قائمععا فل
يجوز فعلها قاعدا ،مع القدرة علععى القيععام ،لنععه دون مععا الععتزمه) .قععوله :أو صععوما(
معطوف على صلة ،أي أو نذر صوما أي مطلقا بأن لم يقيععده بعععدد) .قععوله :فصععوم
يوم( أي فيجب صوم يوم واحد ،لنه أقععل مععا يفععرد بالصععوم) .قععوله :أو صععوم أيععام(
معطوف على صععلة أيضععا ،أي أو نععذر صععوم أيععام بصععيغة الجمععع وأطلقهععا أيضععا.
)قععوله :فثلثععة( أي فيجععب صععوم ثلثععة أيععام ،لنهععا أقععل الجمععع) .قععوله :أو صععدقة(
معطوف على صلة أيضا ،أي أو نذر صدقة أي مطلقة ولم يقيععدها بقليععل ول كععثير.
وقوله :فمتمول أي فيجب التصدق بما يتمععول وإن قععل وكععذا لععو نععذر التصععدق بمععال
عظيم فيجب التصدق ،فععإنه يقبععل تقسععيره بأقععل متمععول ،ول ينععافيه وصععفه بععالعظيم،
لحمله على إثم غاصبه .كما قالوه فيما لو أقععر بمععال عظيععم ،فععإنه يقبععل تفسععيره بأقععل
متمول .ومن نذر عتقا فتجزئ رقبة ،ولو ناقصة ككافرة لوقوع السم عليهععا) .قععوله:
ويجب صرفه( أي المتمول) .قععوله :لحععر مسععكين( خععرج بععالحر الرقيععق ،فل يجععوز
إعطاؤه له كالزكاة والمراد بالمسكين مععا يشععمل الفقيععر .وعبععارة فتععح الجععواد :وعنععد
إطلقهم يتعين صرفها لمسلم أي حر كما هو ظاهر مما مر آنفا فقير أو مسععكين .اه.
)قوله :ما لم يعين شخصا( أي في نذره ،بأن قال :نذرت هذا المال لزيد ،فيتعين ،ولو
كان غنيا ،أو ولده ،لن الصدقة عليهمععا جععائزة وقربععة كمععا صععرح بععه فععي الععروض
وشرحه) .قوله :وأهل بلد( أي وما لم يعين فعي نعذره أهعل بلعد ولعو غيعر مكعة ،فعإنه
يتعين للمساكين المسلمين منهم ،وفاء بالملتزم .وقياس ما مر في قسععم الصععدقات أنععه
يعمم به المحصورين ،وله تخصيص ثلثة في غيععر المحصععورين) .قععوله :وإل( أي
بأن عين شخصا أو أهل بلد) .وقوله :تعين صرفه لععه( أي لمععا عينععه مععن شععخص أو
أهل بلد .قال في المغني ولو نذر لمعين دراهم مثل كان له مطالبة الناذر بهععا ،إن لععم
يعطه كالمحصورين من الفقراء لهم المطالبة بالزكاة التي وجبت فإن أعطاه ذلك فلععم
يقبل ،برئ الناذر ،لنه أتى بما عليه ،ول قدرة له على قبول غيععره ،ول يجععبر علععى
قبوله .اه) .قوله :ول يتعين لصوم وصلة مكان عينه( يعني أنه لو نذر أن يصوم أو
يصععلي فععي مكععان معيععن كمصععر لزمععه الصععوم والصععلة .ول يتعيععن المكععان الععذي
خصصه في نذره ،بل له أن يصوم أو يصلي في أي مكان سواء الحرم وغيره .نعم،
لو نذر الصلة في المسجد الحرام تعين ،لعظم فضععله ،وتعلععق النسععك بععه ،وصععح أن
الصلة فيه بمائة ألف صلة ،وقيل بمائة ألف ألف ،وقيل بمائة ألف صععلة .قععال فععي
التحفععة :وبععه يتضععح الفععرق بينهععا أي الصععلة وبيععن الصععوم .اه .والمععراد بالمسععجد
الحرام :الكعبة والمسجد حولها مع ما زيععد فيععه .وقيععل جميععع الحععرم .ومثلععه المسععجد
النبوي ،والمسجد القصى .فيتعينان للصلة بالنذر فيهما ،لمشاركتهما لععه فععي بعععض
الخصوصيات .ويقوم الول مقام الخيرين ،وأولهما مقععام الخععر ،دون العكععس كمععا
سيذكره الشارح .ومثل الصلة في ذلك العتكاف كمععا مععر لنععا فععي بععابه) .قععوله :ول
لصدقة زمان عينه( أي ول يتعين لصدقة زمان عينه فلو نذر أن يتصدق بدرهم يععوم
الجمعة جاز له أن يتصدق قبله كالزكاة فععإنه يجععوز تقععديمها .وخععرج بقععوله لصععدقة:
الصلة والصوم ،فيتعينان بزمن عينه .وعبارة الروض وشرحه ،فععإن عيععن للصععلة
أو الصوم ل للصدقة وقتا :تعين وفاء بالملتزم فل يجوز فعلهما قبله .فإن فات الععوقت
ولو بعذر قضاهما ،وأثم بتأخيره إن قصر ،بخلف ما إذا لم يقصععر كععأن أخععر لعععذر
سفر أما وقت الصدقة فل يتعين ،اعتبارا بما ورد به الشرع من جنسععها وهععو الزكععاة
فيجوز تقديمها ،بخلف الصلة .وقضية كلمه :جواز تأخيرها .قال الذرعي :وهععو
بعيد ،بل الوجه عدم جوازه بغير عععذر كالزكععاة اه) .قععوله :وخععرج بالمسععلم المكلععف
إلخ( الولى عدم جمع المخرجات كما هو عادته بأن يقععول :وخععرج بالمسععلم الكععافر،
وبالمكلف الصبي والمجنون .وأن يزيد ،وبالرشيد السفيه .وقوله :الكافر بالرفع فاعل
خرج) .قوله :فل يصععح نععذرهم( أي الكععافر والصععبي والمجنععون ،وذلععك لعععدم أهليععة
الكافر للقرب ،ولرفع القلم عن الصبي والمجنون.
] [ 410
)قوله :كنذر السفيه( أي كما ل يصح نذر السفيه ،ومثله المفلس ،ومحله كما مر
في القرب المالية العينيعة ،كعتعق هععذا العبعد .أمعا القعرب البدنيعة أو الماليععة الععتي فعي
الذمة ،فيصح نذرهما لها كما علمت أول الفرع .قال في المغني :ويصح نعذر الرقيعق
المال في ذمته ،ولو بغير إذن سيده كما اقتضاه كلمهم فععإن قيععل ينبغععي أن ل يصععح
كما قاله ابن رفعة كما ل يصح ضمانه في ذمته بغير إذن سعيده .أجيعب بعأن المغلعب
في النذر حق ال تعالى :إذ ل يصح إل في قربة ،بخلف الضمان ،وإل صععح انعقععاد
نذره الحج .قال ابن الرفعة :ويشبه أن غير الحج كذلك .اه) .قععوله :وقيععل يصععح مععن
الكافر( لم يذكره في التحفة والنهاية والمغني والسنى وفتععح الجععواد ،ولعلععه محمععول
على نذر اللجاج لما مر أنه يصح من الكععافر) .قععوله :وبالقربععة المعصععية( معطععوف
علععى بالمسععلم ،أي وخععرج بالقربععة المعصععية فل ينعقععد نععذرها لحععديث :ل نععذر فععي
معصية ال ،ول فيما ل يملكه ابن آدم .وللحديث المار :من نذر أن يطيع ال فليطعه،
ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه .ول فرق في المعصععية بيععن أن تكععون فعل :كععأن
قال :ل علي نذر أن أشرب الخمر أو أقتل .أو تكون تركا كأن قال :ل علي أن أترك
الصلوات الخمس أو إحداها .ول فعرق فيهعا أيضعا بيعن أن تكعون ذاتيعة كمعا ذكعر أو
عارضععية كمععا لععو نععذر أن يصععلي فععي الرض المغصععوبة فل ينعقععد كمععا جععزم بععه
المحاملي ،ورجحه المععاوردي ،وكععذا البغععوي فععي فتععاويه ،ويؤيععده أنععه ل ينعقععد نععذر
الصلة في الوقات المكروهة ،ول في ثوب نجععس .وقيععل يصععح النععذر للصععلة فععي
الرض المغصوبة ،ويصلي في موضع آخر .ويمكن حمله على ما لععو نععذر الصععلة
في هذه الرض وكانت مغصوبة فإنه يصح النذر ،ويصلي في موضع آخععر) .قععوله:
كصوم أيام التشريق( أي فإنه معصية ،ومثله صوم العيدين) .قوله :وصععلة ل سععبب
لها( أي متقدم أو مقارن ،فإنها معصية في الوقت المكععروه) .قععوله :فل ينعقععدان( أي
الصععوم والصععلة المععذكوران .والمععراد :ل ينعقععد نععذرهما) .قععوله :وكالمعصععية:
المكععروه( أي فهععو ل ينعقععد نععذره .وظععاهره أنععه ل فععرق فيععه بيععن المكععروه الععذاتي
والعارضي ،وليس كذلك ،بل هو مقيد بالول كما في التحفة ،والنهاية .ونص عبععارة
الولى :وكالمعصية :المكععروه لععذاته ،أو لزمععة كصععوم الععدهر التععي ،وكنعذر مععا ل
يملك غيره وهو ل يصبر على الضععافة ،ل لعععارض كصععوم يععوم الجمعععة ،وكنععذره
لحد أبويه أو أولده فقط وقول جمع ل يصح لن اليثار هنععا بغيععر غععرض صععحيح
مكروه ،مردود بأنه لمر عارض وهو خشععية العقععوق مععن البععاقين .ثععم قععال :ومحععل
الخلف :حيث لم يسن إيثار بعضهم .أمععا إذا نععذر للفقيععر أو الصععالح أو البععار منهععم،
فيصح اتفاقا .اه) .قوله :والنذر لحد أبويه إلخ( مخالف لمععا مععر فععي عبععارة التحفععة،
ولعله جار على قول جمع) .قوله :وكذا المباح( أي ومثل المعصية في عدم النعقععاد:
نذر المباح فعل أو تركا -وهو ما استوى فعله وتركه ،وذلك لخبر ابن داود :ل نععذر
إل فيما ابتغي به وجه ال تعالى .وفي البخاري أنه )ص( :أمر أبا إسرائيل أن يععترك
ما نذره من نحو قيام وعدم استظلل .وإنما قال )ص( لمن نععذرت أن تضععرب علععى
رأسه بالدف حين قدم المدينة :أوفي بنذرك :لما اقترن به من غاية سرور المسععلمين،
وإغاظة المنافقين بقدومه ،فكان وسيلة لقربة عامة ،ول يبعد فيما هو وسيلة لهعذه أنعه
مندوب للزمة ،على أن جمعا قالوا بندبه لكل عارض سرور ،ل سيما النكاح ،ومععن
ثم أمر به في أحاديث ،وعليه :فل إشكال أصل .اه .تحفة) .قوله :ك :ل علي أن آكل
أو أنام( تمثيل لنذر فعععل المبععاح ،ومثلعه نعذر تركعه ،ك :لع علععي أن أتعرك الكعل أو
النوم) .قوله :وإن قصد إلخ( أي ل ينعقد نذر المباح ،وإن اقترن بنيععة عبععادة ،كقصععد
التقوي به على الطاعة ،أو
] [ 411
قصد النشاط لها) .قوله :ول كفارة في المباح على الصععح( أي ل كفععارة عليععه
إن خالف على الصح .ومقععابله يقععول :إن عليععه كفععارة يميععن ،ورجحععه النععووي فععي
منهاجه ،ونص عبارته :لكن إن خالف لزمه كفععارة يميععن علععى المرجععح .اه) .قععوله:
وبلم تتعين إلخ( معطوف على بالمسلم أيضا ،أي وخرج بلم تتعين الشععئ الععذي تعيععن
عليه فعله أو تركه بأصل الشرع ،فإنه ل يصح نذره) .قوله :مععن فعععل واجععب( بيععان
لما ،وإنما لم يصح نذر هذا :لن الشارع ألزمه إياه عينا ،فل معنى ل لععتزامه بالنععذر
)قععوله :كمكتوبععة( تمثيععل للععواجب العينععى )قععوله :وكععترك محععرم( معطععوف علععى
كمكتوبة ،فهو تمثيل للععواجب العينععى أيضععا .ولععو حععذف الكععاف ،وعطفععه علععى فعععل
واجب :لكان أولى ،وعليه :يصير بيانا لما )قوله :وإنما ينعقد إلخ( دخول على المتن،
ذكره لطول الكلم على ما قبله ،وإل فالجار والمجرور بعده من جملة التعريف ،فهو
باعتبار المتن متعلق بالتزام )قوله :بلفظ( أي وأما في معناه ممععا مععر .وقععوله منجععز:
سيأتي مقابله في قععوله أو معلععق إلععخ )قععوله :بععأن يلععتزم قربععه إلععخ( تصععوير للمنجععز
)قوله :وهذا نذر تبرر( أي ما ذكر من التزام قربة من غير تعليععق بشععئ يسععمى نععذر
تبرر ،وذلك :لن الناذر يطلب به البر والتقرب إلى ال تعالى ،وصععريحه أن المعلععق
ل يسمى بذلك مطلقا سواء كان نذر لجاج ،أو نذر مجععازاة وليععس كععذلك ،بععل الثععاني
يسمى أيضا به ،لن نععذر التععبرر :هععو الععتزام قربععة بل تعليععق كعلععى كععذا أو بتعليععق
بحدوث نعمة ،أو اندفاع نقمة .فلو قال :وهذا من نععذر التععبرر بزيععادة مععن التبعيضععية
لكان أولى )قوله :كلله علي كذا الخ( تمثيل للفظ المنجز في النذر .وقععوله مععن صععلة
إلخ :بيان لقوله كذا )قوله :أو علي كذا( أي صلة إلخ )قوله :وإن لم يقل ل( الحسن
جعل الواو :للحال ،وإن :زائدة أي يكفي علي كذا في الصيغة ،والحال أنه لععم يضععف
ل .ومثله :يقال في الغاية التية ،وفي التحفة :قولهم علي لععك كععذا صععريح فععي النععذر
ينافيه أنه صريح في القرار ،إل أن يقال ل مانع من أنععه صععريح فيهمععا ،وينصععرف
لحدهما بقرينة .اه) .قوله :أو نذرت كذا( أي صلة إلخ )قوله :وإن لععم يععذكر معهععا(
أي يكفي في صيغة النذر :نذرت كذا وإن لم يذكر مع هذه الصيغة لفععظ لعع ،وعبععارة
النهاية :ويكفي في صراحتها أي الصيغة نذرت لك كذا ،وإن لععم يقععل لعع .اه .وقععوله
على المعتمد :لذى صرح به البغوي :أي من أن ما ذكر :صريح من غير أن يضيف
إليه لفظ ل ،قال في التحفة :ومما يصرح به ويوضحه :قول محصول الفخر الععرازي
ل شك أن نحو نذرت وبعت :صيغ اخبار لغععة ،وقععد تسععتعمل لععه شعرعا أيضععا ،إنمععا
النععزاع فععي أنهععا حيععث تسععتعمل ل حععداث الحكععام هععل هععي اخبععارات أو إنشععاآت ؟
والقرب :الثاني لوجوه وساقها .وقد حكيا أي الشيخان في نذرت ل لفعلن كذا ،ولععم
ينو يمينا ،ول نذرا :وجهين وجزم فعي النعوار بمعا بحثعه الرافععي أنعه نعذر أي نعذر
تبرر وزعم شارح أن مخاطبة المخلوق بنحو نذرت لك تبطل صراحتها عجيععب مععع
قولهم إن علي لك كذا ،أو إن شفى ال مريضى فعلى لك كععذا :صععريحان فععي النععذر،
مع أن فيهما مخاطبة مخلوق ،وزعم أن ل التزام فعي نحعو نعذرت :ممنعوع .نععم :إن
نوى به الخبار عن نذر سابق عرف أخذا ممععا مععر :فواضععح ،أو اليميععن فععي نععذرت
لفعلن :فيمين .اه .بتصرف )قوله :معن اضععطراب طويععل( أي اختلف كععثير ،وهععو
متعلق بالمعتمد )قوله :أو بلفععظ معلععق( معطعوف علععى بلفععظ منجععز :أي وإنمععا ينعقععد
النذر بلفظ معلق أي على ما يرغعب فعي حصعوله معن حعدوث نعمعة أو انعدفاع نقمعة
)قوله :ويسمى( أي النذر الكائن بلفععظ معلععق .وقععوله نععذر مجععازاة :أي مكافععأة ،وهععو
نوع من التبرر كما علمت )قوله :وهو( أي نذر المجازاة .وقوله أن يلععتزم قربععة :أي
لم تتعين بأصل الشرع كما مر وقد علمت معنى القربة .فل تغفععل )قععوله :فععي مقابلععة
إلخ( متعلق بيلتزم،
] [ 412
أو متعلق بمحذوف صفة لقربة :أي يلتزم قربة كائنة في مقابلة الشئ المرغوب
في حصوله ،وخرج بذلك :ما إذا التزم قربة في مقابلة ما ل يرغب في حصوله ،فإن
ذلك هو نذر اللجاج ،وقد مر بيانه) .تنعبيه( المعراد بعالمرغوب فيعه والمرغعوب عنعه
عند المتكلم ،ولذلك احتمل قوله إن صليت فعلى كذا ،أو إن رأيت فلنا فعلععى صععوم:
أن يكون من نذر اللجاج بأن تكون الصلة عنده مبغوضة ،وكذا رؤية فلن .واحتمل
أن يكون مععن نععذر التععبرر :بععأن يكععون ذلععك عنععده محبوبععا كععذا فععي الروضععة ونععص
عبارته) :فرع( الصيغة :إن احتملت نذر اللجاج ونذر التبرر ،رجع فيهععا إلععى قصععده
أي الناذر فالمرغوب فيه :تبرر ،والمرغوب عنه :لجععاج .إلععخ .اه .وأطلععق الشععارح:
النعمة ،ولم يقيدها بما يكون لها وقع ،بحيث تقتضي سجود الشكر .ونقععل المععام عععن
والده ،وطائفة من الصحاب :تقييدها بععذلك لكنععه رجععح الول ،وهععو قععول القاضععي،
ويؤيده ضبط الصيمري للنعمة الحادثة بما يجوز أن يدعى ال به أي من غير كراهة
وربما يؤيد الثاني تعبيره بحدوث ،إذ يخرج به المستمر من النعم ،وهو قياس سععجود
الشكر .وقوله واندفاع نقمة :يجرى فيه نظير ما مر فععي حععدوث النعمععة )قععوله :كععإن
شفاني ال( قال البجيرمي نقل عن س ل :يظهر أن المراد بالشععفاء :زوال العلععة مععن
أصلها ،وأنه ل بد فيه من قول عدلي طب أخذا مما مر في المرض المخععوف أو مععن
معرفة المريض ولو بالتجربعة ويظهعر أنعه ل يضعر بقعاء أثعره معن ضععف الحركعة
ونحوه .اه) .قوله :أو سلمني( معطوف على فعل الشرط ،فهو مثال ثان )قوله :فعلى
كذا( جواب الشرط بالنسبة للمثالين )قوله :أو ألزمت إلخ( معطوف علععى فعلععى كععذا،
فهو جواب للشرط أيضا .وقوله كذا :تنازعه كل معن ألزمععت ومعن واجععب علعى :أي
ألزمت نفسي كذا ،أو واجب على كذا ،وهو عبارة عن صدقة أو صلة أو صيام كما
مر )قوله :وخرج بلفظ( أي بقسميه المنجز والمعلق .وقوله النية :فاعل خرج )قععوله:
فل يصح( أي النذر .وقوله بمجعرد النيعة :أي بالنيعة المجعردة وإشعارة أخعرس ينعقعد
بالكتابة مع النية عن اللفظ وعن الكتابة أيضا وإشارة الخععرس المفهمععة لمععا مععر أنععه
تفهم اللتزام .وقوله كسائر العقود :أي فإنهععا ل تنعقععد بالنيععة فقععط .وقععوله إل بععاللفظ:
الصواب إسععقاطه ،لن قععوله فل يصععح :مفععرع علععى المخععرج بععاللفظ) .قععوله :وقيععل
يصح( أي النذر .ولم يذكر هذا القيل فععي السععنى ،وشععرح المنهععاج ،والتحفععة ،وفتععح
الجواد ،والنهاية ،والمغني ،فانظره فلعلععه فععي غيععر هععذه الكتععب) .قععوله :فيلععزم إلععخ(
مفرع على انعقاد النذر بععاللفظ المععذكور .أي وإذا انعقععد :لزمععه مععا الععتزمه فععورا فععي
النذر المنجز ،وعنععد وجععود المعلععق عليععه فععي المعلععق ،لن الع تعععالى قععد ذم أقوامععا
عاهدوا ولم يفوا ،فقال) * :ومنهم من عاهد العع( * ) (1اليععة .وللحععديث المععار :مععن
نذر أن يطيع ال فليطعمه .وقوله :عليه متعلق بيلزم على تضععمينه معنععى يجععب كمععا
مر غير مرة .وقوله :حال منصوب بإسقاط الخععافض .أي لزمععه أداء مععا الععتزمه فععي
الحال .والذي في النهاية أنه يجب عليه ذلك وجوبا موسعا .وقوله :في منجععز متعلععق
بيلزم باعتبار قيده أي يلزمه حال في النذر المنجز .قعوله :وعنعد إلعخ معطعوف علعى
حال ،أي ويلزم ذلك عند وجود صفة في النذر المعلق عليها) .قوله :وظاهر كلمهم(
عبارة شيخه :وظاهر كلمه بإفراد الضمير العائد على المصععنف -وكتععب عليععه سععم
ما نصه :قوله :وظاهر كلمه إلخ .قد يقال المفهوم من العبارة فععور اللععزوم ،وهععو ل
يستلزم فور الداء .اه .ومععا قععاله يؤيععد كلم الرملععي فععي قععوله إنععه يجععب عليععه ذلععك
موسعا ،وهو ل ينافي قولهم حال ،إذ هو بالنسبة للزوم ،وما قاله بالنسبة للداء ،فهععو
يتعلق بذمته حال ،ولكن ل يجب عليه أداؤه في الحال .وقوله :أنععه أي النععاذر المعلععق
نذره على صفة) .قوله :يلزمه الفور بععأدائه( قععال فععي النهايععة :محلععه إذا كععان لمعيععن
وطالب به وإل فل .اه) .قوله :خلفا لقضية كلم ابن عبد السلم( أي من أنه ل
] [ 413
يلزمه الفور بأدائه عقب وجود المعلق عليه) .قوله :ول يشععترط قبععول المنععذور
له إلخ( أي ول يشترط في لزوم وفعاء النعاذر بمعا الععتزمه فعي ذمتعه بنعذر المنجععز أو
المعلق أن يقبل لفظا لشخص المنذور له الشئ الملتزم أو يقبضععه بالفعععل ،بحيععث أنععه
إذا لم يقبل لفظا أو يقبض ل يلزم الناذر ذلك أي فيسقط عنه بل يشترط في ذلك أن ل
يزده فما دام لم يرده اللزوم باق عليه .فإن رده سقط عنه .قال في شرح الروض :أي
لنه أتى بما عليه ،ول قدرة له علععى قبععول غيععره .قععال الزركشععي :ومقتضععاه أنععه ل
يجبر فلن أي المنذور له على قبوله .ويفارق الزكاة بأن مستحقيها إنما أجبروا علععى
قبولهععا خععوف تعطيععل أحعد أركعان السعلم ،بخلف النعذر .اه .ويفعارق أيضععا :بعأن
مستحقيها ملكوها ،بخلف مستحقي النذر .اه .ثم إن ما ذكر من أن الرد يؤثر :محلعه
في المنذور الملتزم في الذمة كما أشرت إليه بقولي بما التزمه في ذمتعه أمععا المنععذور
المعين :فل يتأثر بالرد .والفرق أن ما في الذمة ل يملك إل بقبض صحيح فأثر الععرد
قبل القبض ،وأن المعين يزول ملكه عنه بالنذر فل يتأثر بالرد كما سععيذكره الشععارح
وكما في التحفة ،ونصها :ول يشترط قبوله النذر ،وهو كذلك .نعم ،الشرط عدم رده،
وهو المراد بقول الروضة عن القفال في إن شفى ال مريضي فعلي أن أتصدق على
فلن بعشرة لزمتععه ،إل إذا لععم يقبععل فمععراده بعععدم القبععول :الععرد ،ل غيععر ،علععى أنععه
مفروض كما ترى في ملتزم في الذمة وما فيها ل يملك إل بقبض صحيح ،فأثر ،وبه
يبطل النذر من أصله ،ما لم يرجععع ويقبععل كععالوقف علععى مععا مععر فيععه ،بخلف نععذره
التصدق بمعين ،فإنه يزول ملكه عنه بالنذر ،ولو لمعيعن فل يتعأثر بعالرد ،كعإعراض
الغانم بعد اختياره التملك .اه) .قوله :ويصح النذر( أي للمدين) .وقوله :بما فععي ذمععة
المدين( أي بالدين الذي في ذمة المدين .وقوله :ولو مجهول أي ولععو كععان الععذي فععي
الذمعة قعدرا مجهعول للنعاذر ،فعإنه يصعح ،لن النعذر ل يتعأثر بعالغرر بخلف العبيع.
)قععوله :فيععبرأ( أي المععدين) .وقععوله :وإن لععم يقبععل( أي وإن رد ذلععك) .قععوله :خلفععا
للجلل البلقيني( هكذا فععي التحفععة ،والمتبععادر مععن صععنيعه أنععه راجععع للغايععة الثانيععة،
فيكون الجلل خالف في براءته عند عدم القبول) .قوله :ولو نذر لغيععر أحععد أصععليه(
خرج به ما لو نذر لحد أصععليه ،فل يصععح نععذره ،وهععذا بنععاء علععى مععا جععرى عليععه
المؤلف تبعا لجمع من أن النذر لحد أصوله مكروه ،وهو ل يصععح نععذره .أمععا علععى
المعتمد من أن محل عدم الصحة فعي المكعروه لعذاته فقعط ،فيصعح ،لن هعذا مكعروه
لعارض ،وهو خشية العقوق من البععاقي .وقععوله :أو فروعععه معطععوف علععى أصععليه،
فلفظ أحد :مسلط عليها أي أو لغير أحد فروعه وخرج به مععا لععو نععذر لحععد فروعععه،
فإنه ل يصح هذا أيضا ،بناء على ما جرى عليه المؤلف من أن النععذر لحععد فروعععه
مكروه ،وهو ل يصح نععذره .أمععا علععى المعتمعد فيصععح نعذره كمعا سعبق وجععرى فععي
التحفة على المعتمد في هذه وفيما قبلها ورد ما جرى عليه جمع ،وقد تقدم لفظها عند
قول شارحنا :وكالمعصية المكروه .وقوله :من ورثته بيان لغير من ذكر ،ودخل فععي
الورثة جميع الحواشي كالخوة والعمام ودخل أيضا النذر لجميع أصوله ،أو لجميع
فروعه ،فإنه يصح بالتفاق ،وذلك لن المنفي هو أحد الصول أو أحد الفروع فقععط،
فغير هذا الحد صادق بجميع ما ذكر .وقوله :بماله متعلق بنذر .وقوله :قبععل مععرض
موته متعلق بنذر أيضا .وخرج به ما إذا كان النذر في مععرض مععوته ،فععإنه ل يصععح
نذره في الزائد على الثلث ،إل إن أجاز بقيععة الورثععة ،وذلععك لن التبرعععات المنجععزة
في مرض الموت تصح في الثلث فقط ،ول تصح في الععزائد عليععه إل إن أجععاز بقيععة
الورثة) .قوله :ملكه كله( أي ملك المنذور له المال كله .وقوله :من غير مشععارك أي
من غير أن أحدا من الورثة الباقين يشاركه فيه ،بل يختص به) .قوله :لععزوال ملكععه(
أي الناذر من قبل مرض الموت .وقوله :عنه أي عن ماله كله الذي نذره .قععوله :ول
يجوز للصل الرجوع فيه انظره مع قوله
] [ 414
لغير أحد أصوله أو فروعه ،فإن ذلك يفيد أن نذر الصل لحد فروعه ل يصح
من أصله ،وهذا يفيد أنه يصح ،إل أنه ل يصععح رجععوعه فيععه ،وبينهمععا تنععاف .فكععان
الصواب إسقاطه ،إل أن يقال إن هذا مفروض فيما إذا نععذر الصععل لجميععع فروععه،
وهو يصح كما مر وهو بعيد أيضا ،فتأمل .ثععم إن عععدم جععواز رجععوع الصععل علععى
الفرع فيما نذره هو المعتمد الذي جرى عليه كثيرون .وقد صرح به الشارح في باب
الهبة ،ونص عليه في التحفة في بابها أيضا ،وعبارتها :وبحععث البلقينععي امتنععاعه أي
الرجوع في صدقة واجبة ،كزكاة ،ونذر ،وكفارة ،وكذا في لحم أضععحية تطععوع لنععه
إنما يرجع ليستقل بالتصرف ،وهو فيه ممتنع .وبما ذكره أفععتى كععثيرون ممععن سععبقه.
وتأخر عنه ،وردوا على من أفتى بجواز الرجوع في النذر بكلم الروضة وغيرهععا.
اه .بتصرف) .قوله :وينعقد( أي النذر) .وقوله :معلقععا( حععال مععن فاعععل ينعقععد أي ل
منجزا) .وقوله :في نحو إذا مرضععت( دخععل فيععه إذا سععافرت) .قععوله :فهععو نععذر لععه(
جواب إذا .والضمير الول راجع للمنذور ،والثاني راجع للشعخص المنعذور) .قعوله:
وله( أي الناذر المعلق نذره .وقوله :التصرف أي ببيع أو غيره .وقوله :قبل حصععول
المعلق عليه وإنما صح التصرف قبله لضعف النذر حينئذ) .قوله :وبلغععوا إلععخ( كلم
مستأنف ليس له تعلق بما قبله ،فلو أخره وذكره بعد قوله ويقع لبعض العوام وجعلت
هذا للنبي )ص( كما صنع في التحفة لكان أولى .وعبارة التحفعة :يقعع لبععض الععوام
جعلت هذا للنبي )ص( ،فيصح ،لنه اشتهر في النذر ،بخلف :متى حصععل لععي كععذا
أجئ له بكذا ،فإنه لغو ما لم يقترن لفظ به التزام ،أو نذر أي أو نيته ول نظر إلععى أن
النذر ل ينعقد بالنية ،لنه ل يلزم من النظر إليها في التوابع النظر إليها في المقاصد.
اه .بحذف .وقوله :ما لم يقترن به أي بقوله المذكور .وقوله :لفظ التزام أي كأن قال:
متى حصل لي المر الفلني ،فلله علي أن أجئ لك بكذا .وقععوله :أو نععذر أي أو لفععظ
نذر كأن قال متى حصل لي المر الفلني ،فنذر علي أن أجئ لك بكذا .ومثلهما النية
كما مر عن التحفة) .قوله :فيمن أرادا( راعى معنععى مععن فثنععى الضععمير .وقععوله :أن
يتبايعا أي يبيع كل منهمععا متععاعه لصععاحبه ويشععتري بععدله متععاعه) .قععوله :فاتفقععا( أي
المتبايعان) .قوله :ففعل( أي نذر كل للخععر بمتععاعه) .قععوله :صععح( هعو المفععتى بعه،
وهو ل يصح أن يكون مفعول لفتى ،فكان الصواب أن يقول بالصحة ،وعليه يصير
متعلقا بأفتى) .قوله :وإن زاد المبتدئ إلخ( أي يصح نذر كععل لصععاحبه بمتععاعه ،وإن
أتى المبتدئ بصيغة التعليق بعد قوله نذرت لك ،بأن قال نذرت لك بمتاعي إن نذرت
لي بمتاعك) .قوله :وكثيرا ما يفعل ذلك( أي ما ذكر مععن نععذر كععل لصععاحبه بمتععاعه.
وقوله :فيما ل يصح بيعه ويصح نذره أي كما فععي الربويععات مععع التفاصععيل ،فععإنه ل
يصح بيعها ويصح نذرها) .قوله :ويصح إبراء المنذور له الناذر عما فععي ذمتععه( أي
يصح أنه يبرئ الشخص المنذور له النععاذر عمععا الععتزمه فععي ذمتععه بنععذره لععه وإن لععم
يقبضه كما يصح إسقاط حق الشفعة) .قوله :قال القاضي إلخ( قععال الرشععيدي :عبععارة
القاضي :إذا قال إن شفى ال مريضي فلله علي أن تصدق بخمس ما يحصل لي مععن
المعشرات ،فشفي ،يجب التصدق به .وبعد إخراج الخمس يجب العشر في البععاقي إن
كان نصابا ول عشر في ذلك الخمس ،لنه لفقراء غير معينين .فأما إذا قال :ل علععي
أن أتصدق بخمس مالي :يجب إخراج العشر ،ثم ما بقععي بعععد إخععراج العشععر يخععرج
منه الخمس .انتهت .قال الذرعي :ويشبه أن يفصل في الصععورة الولععى .فععإن تقععدم
النذر على اشتداد الحب فكما قال ،وإن نذر بعد اشتداده وجب إخراج العشر اول مععن
الجميع .اه .وقوله :ول يشترط معرفة الناذر ما نذر به أي ل يشترط في صحة النذر
أن يعرف الناذر ما نذره قدرا أو عينا أو صفة ،وذلك لقوة
] [ 415
النذر ،فاغتفر فيه من الضرر والجهالت ما ل يغتفر في غيره) .قوله :كخمععس
ما يخرج له من معشر( أي كنذر خمس ما يخرج له من المعشرات ،فهو صحيح مع
أنه حال النذر لم يعرفه ،وهو تمثيل لنذر ما لعم يعرفعه النعاذر) .قعوله :وككعل ولعد أو
ثمرة( معطوف على كخمس :أي وكنععذر وكععل ولععد يخععرج مععن أمععتي ،أو كععل ثمععرة
تخرج من شجرتي ،فهو صحيح مع أنه حال النذر لم يعرفه .وقوله :هذه راجع للمة
أو للشجرة ،وهو يفيد أنه يشترط تعيين المة والشجرة ،وليس كذلك) .قععوله :وذكععر(
أي القاضي ،كما يعلم من عبارته المارة .وقوله :أيضا أي كما ذكععر مععا مععر) .قععوله:
أنه ل زكاة في الخمس( أي لما مر أنه لفقراء غير معينين ،والزكاة إنمععا تجععب علععى
معين كما مر) .قوله :وقال غيره( أي غيعر القاضععي وهعو الذرععي كمعا صعرح بعه
الرشععيدي فععي عبععارته المععارة) .قععوله :محلععه( أي عععدم وجععوب الزكععاة فععي الخمععس
المنذور) .قوله :إن نذر قبل الشتداد( أي قبل الصلح للثمرة ،وخرج به ما إذا نععذره
بعده ،فإن الزكاة تتعلق بالخمس المنذور .فيخرج الزكاة أول من المعشر بتمععامه ،ثععم
يخرج خمسه .وكتب سم ما نصه :قوله :قبل الشتداد .مفهومه أن فيه الزكعاة إن نعذر
بعد الشتداد .فإن أريد الواجب بالنذر حينئذ :خمس ما عدا قدر الزكععاة ففيععه إنععه وإن
كان الخمس حينئذ أي خمس الجملة قد أخرجت زكاته ،فالمنذور ليس خمسا أخرجت
زكاته .وإن أريد أن المنذور حينئذ خمس المجموع ،لكن يسقط منه قدر زكععاته ،ففيععه
أن النذر ل يتعلق بالزكععاة ،لنهععا ملععك غيععر النععاذر ،فل تصععدق الزكععاة فععي الخمععس
المنذور .اه) .قوله :ويصح النذر للجنين كالوصية( أي قياسا على صحة الوصية له.
)قوله :بل أولى( أي بل صحة النذر له أولى من صحة الوصععية .ووجععه الولويععة أن
النذر وإن شارك الوصية في قبول التعليععق والخطععر ،وصععحته بععالمجهول والمعععدوم
هو يتميز عنهععا بععأنه ل يشعترط فيعه القبعول ،بععل ععدم العرد فقععط) .قعوله :ل للميعت(
معطوف على للجنين ،أي ل يصح النذر للميت لنه ل ينتفع بععه ،فهععو إضععاعة مععال،
وهي حرام) .قوله :إل لقبر الشيخ الفلني( ل معنى للستثناء مععن الميععت ،فلععو قععال:
ويصح لقبره أي الميت إن أراد به قربة هناك إلخ .لكان أولى وأخصر .فتنبه) .قوله:
وأراد( أي الناذر .وقوله :به أي بنذره للقبر .وقوله :قربة ثععم أي عنععد القععبر .وقععوله:
كإسراج ينتفع به تمثيل للقربة المرادة هناك ،والنتفاع به شرط ،فلو لععم يوجععد هنععاك
من ينتفع به من مصل أو نائم أو نحوهما لم يصح النذر ،لنه إضاعة مال) .قوله :أو
اطراد عرف( معطوف على وأراد ،أي أو اطرد عرف فععي صععرف المنععذور للقععبر،
كترميم أو صنع طعام للفقراء ،ونحو ذلك) .قوله :فيحمل النذر له( أي للقبر .وقععوله:
على ذلك أي على ما اقتضاه العرف) .قوله :ويقع لبعض العوام إلخ( مثله في التحفععة
والنهاية) .قوله :جعلت إلخ( فاعل يقععع ،لن القصععد اللفععظ ،أي ويقععع هععذا اللفععظ مععن
بعض العوام) .قوله :فيصععح( أي هعذا اللفععظ للنععذر) .قعوله :لنعه اشععتهر إلععخ( تعليععل
للصععحة .وقععوله :فععي عرفهععم أي الفقهععاء .وقععوله :للنععذر متعلععق باشععتهر) .قععوله:
ويصرف( أي المجعول للنبي )ص( .وقوله :لمصالح الحجرة النبوية أي من بناء ،أو
ترميععم ،أو تطيععب ،أو كسععوة) .قععوله :والقععرب عنععدي إلععخ( مقععول القععول) .قععوله:
والمساجد الثلثة( أي المسجد الحرام ،والمسجد النبععوي ،والمسععجد القصععى) .قععوله:
أن مععن إلععخ( اسععم أن ضععمير الشععأن وجملععة الشععرط ،والجععواب خبرهععا ،والمصععدر
المؤول من أن واسمها وخبرها :خبر القرب .وقوله :خرج أي بطريق النذر .وقوله
لها
] [ 416
بخععرج ،والضععمير يعععود للكعبععة والحجععرة الشععريفة والمسععاجد الثلثععة) .قععوله:
واقتضى إلخ( الجملة حالية ،يعنععي أن مععن خععرج مععن مععاله لهععا ،والحععال أن العععرف
اقتضى صرفه في جهة من جهاتها ،صرف إليها .وقوله :صععرفه أي الشععئ المخععرج
لهععا .وقععوله :فععي جهععة مععن جهاتهععا أي كبنععاء ،أو ترميععم ،أو إسععراج ،أو تطيععب ،أو
كسوة ،أو نحو ذلك) .قوله :صرف( أي الشئ المخرج وهو جواب من .وقوله :إليهععا
أي تلك الجهة التي اقتضاها العرف) .قوله :واختصت( أي تلك الجهة .وقوله :به أي
بالعرف ،فل يقوم غير مقامهعا) .قعوله :قعال شعيخنا( أي فعي التحفعة) .قعوله :فعإن لعم
يقتض العرف شيئا( أي جهة يصرف المال إليها) .قوله :فالذي يتجه إلخ( جواب أن.
وقوله :يرجع يقرأ بالبناء للمجهول .وقوله :في تعييععن المصععرف أي مصععرف المععال
المخرج لما ذكر من الكعبة وما بعدها) .قوله :لرأي ناظرها( أي الناظر عليهعا ،فهعو
الذي يعين المصرف بحسب مععا يقتضععيه نظععره) .قععوله :قععال( أي شععيخه) .قععوله :أن
الحكم كذلك في النذر إلخ( أي فإن اقتضى العرف شيئا ،عمل به ،وإل فيرجععع لععرأي
الناظر .وقوله :لمسجد بالتنوين .وقوله :غيرها أي غير المساجد الثلثة .قوله :وأفتى
بعضهم في إن قضى ال إلخ أي فيما إذا علق إخراج شئ من ماله للكعبة على قضاء
حاجته وقضيت ،هذا هو المراد .وقوله :بععأنه إلععخ متعلععق بععأفتى ،وضععميره وضععمير
الفعل الذي بعده يعود على ما التزمه معلقا .وقوله :لمصالحها أي الكعبععة ،مععن بنععاء،
أو ترميم ،أو نحو ذلك مما مر .قوله :ول يصرف لفقراء الحرم من هنا يؤخذ الفععرق
بين الفتاء المذكور وبين ما مر عن السبكي ،فإن مععا مععر عنععه مبنععي علععى العععرف،
ومفاده أنه إذا اقتضى العرف صرفه للفقراء صرف إليهم .ورأيععت ع ش كتععب علععى
قوله :ويصرف لمصالح الحجرة النبوية في صورة ما يقع لبعض العععوام مععن جعلععت
إلخ ،ما نصه :أي من بناء أو ترميم دون الفقراء ما لم تجربه العادة .اه .والظاهر أن
مثله يجري هنا ،فيقال :ل يعطى للفقراء ما لم تجربه عادة وإل فيعطى لهععم .وعليععه:
ل فرق بين الفتاء المذكور ،وما مر عن السبكي .فتنبه .قوله :كما دل عليه أي علععى
عدم صرفه للفقراء ،وهذا من كلم بعضهم المفتي بذلك ،ل من كلم الشارح .وقوله:
كلم المهذب :قال في التحفة بعده :وخبر مسلم :لول قومك حديثو عهد بكفععر لنفقععت
كنز الكعبة في سبيل ال .المراد بسبيل ال فيه ،إنفاقه في مصالحها .اه .وكتب سم ما
نصه :قوله :المراد بسبيل ال إلخ :هذا خلف المتبععادر جععدا مععن سععبيل العع .وأيضععا:
فقومها ل يكرهون إنفاق كنزها في مصالحها .اه .قوله :ولو نذر شيئا للكعبة إلخ فععي
الروض وشرحه :وإن نذر سترا للكعبة -ولو بالحرير -أو تطييبها أو صععرف مععاله
فيه -أي في سترها أو تطييبها -جاز ،لنه من القربات .فعإن النعاس اعتادوهعا علعى
ممر العصار ،ولم ينكره أحد .فإن نوى المباشرة لذلك بنفسععه لزمععه ،وإل فلععه بعثععه
إلى القيم ليصرفه في ذلك .وفي جواز نذر تطيب مسجد المدينة والقصععى وغيرهمععا
من المساجد ،تردد للمام .قال في الصل :ومععال إلععى تخصيصععه بالكعبععة والمسععجد
الحععرام .وقععال فععي المجمععوع :المختععار :الصععحة فععي كععل مسععجد ،لن تطييبهععا سععنة
مقصودة ،فلزم بالنذر ،كسائر القرب .وخععرج بالمسععاجد الععبيوت ونحوهععا -كمشععاهد
العلماء ،والصالحين .-اه .بحذف .قوله :ونوى أي من غيععر لفععظ ،بععأن قععال :نععذرت
هذا للكعبة .ونوى صرفه للسراج أو للتطييب أو نحو ذلك .قععوله :كالسععراج تمثيععل
للقربة المعينة .وقوله :تعين صععرفه أي الشععئ المنععذور .وقععوله :فيهععا أي فععي القربععة
المعينة المنوية .قوله :إن احتيج لذلك أي لصرف الشععئ المنععذور فععي القربععة المعينععة
التي نواها .قوله :وإل أي وإن
] [ 417
لم يحتج لذلك ،بأن كان نوى فععي نععذره السععراج ،وليععس هنععاك أحععد ينتفععع بععه.
وقععوله :بيععع أي الشععئ المنععذور والمنععوي للسععراج مثل .قععوله :وصععرف أي ثمنععه.
وقوله :لمصالحها أي الكعبة مما مر آنفا .قععوله :ولععو نععذر إسععراج إلععخ أي بععأن قععال:
علي نذر أن أسرج هذا الشمع في المسجد .والفرق بين هذه الصورة ،ومععا قبلهععا ،أن
هذه صرح فيها لفظا بالجهة ،وتلك نواهععا فيهععا فقععط .قععوله :أو زيععت معطععوف علععى
نحو ،من عطف الخاص على العام .قوله :بمسجد قال في التحفة :أو غيره -كمقبرة.
قوله :صح أي نذره وهععو جععواب لععو .قععوله :إن كععان ثععم أي فععي المسععجد الععذي نععذر
السراج فيه .وقوله :من ينتفع به أي بالسراج .قوله :ولو علععى نععدور أي ولععو كععان
النتفاع به على قلة ،أي ليس دائما بل في بعض الوقات .قععوله :وإل فل أي وإن لععم
يكن ثم من ينتفع به فل يصح نذره ،لنه إضاعة مال .قال البجيرمي :فهو بععاق علععى
ملك مالكه ،ل يتصرف فيه من دفعه له ،فعإن معات دفعع لعوارثه إن علعم ،وإل صعار
للمصالح العامة إن لم يتوقع معرفته ،وإل وجب حفظه حتى يدفع لععه .اه .وانظععر مععا
الفرق بين هذه الصورة -حيث بطل النذر فيها إذ لععم يكععن ثععم مععن ينتفععع بععه -وبيععن
الصورة المارة في الكعبة -حيث إنه إذا لم يحتععج إلععى الصععرف إلععى الجهععة المنويععة
بيع ،وصرف لمصالحها ؟ ويمكن أن يقال :الفرق أنععه هنععا صععرح بالجهععة فععي نععذره
لفظا ،بخلفه هناك ،فإنه لم يصرح بها لفظا في نذره ،وإنما نواها فقط .فصعار اللفععظ
في الولى :كالقيد لصحة النذر ،فإذا لم يوجد القيععد لععم يوجععد المقيععد .بخلف الثانيععة،
فإن صيغة النذر مطلقة ،والنية ل تؤثر تأثيرا قويا .قوله :ولعو نعذر إهعداء منقعول أي
ما يسهل نقله من نعم أو غيره ،بدليل مقابله ،وهو :فإن تعسر نقلععه إلععخ .وقععوله :إلععى
مكة أو إلى الحرم ،فمكة ليست بقيد ،ولو عععبر بععالحرم بععدل مكععة -كالمنهععج -لكععان
أولى .قوله :لزمه نقله أي إلى مكة إن عينها في نذره ،وهععو ظععاهر عبععارته .فععإن لععم
يعينها فيه ،فإلى الحرم ،لنه محل الهدي .قوله :والتصدق بعينه أي ولزمععه التصععدق
بعينه ،أي فيما إذا عينه في نذره ،كأن قال :علي أن أتصدق بهععذا .فيلزمععه ذلععك ،ول
يجزئه مثله ،ولو من جنسه .وهذا في غير ما يذبح .أما هو :فبعد ذبحه .ومحل لععزوم
التصدق بالعين :إذا لم يعسر التصدق به ،فإن عسر -كلؤلؤ -باعه ،وفرق ثمنه على
فقراء الحرم .ثم إن استوت قيمته ببلده وبالحرم :تخير في بيعه فيما شاء منهمععا ،وإل
لزمه بيعه في الزيععد قيمعة ،وإن كعان بيعن بلععده والحععرم كمععا اسعتظهره فعي التحفععة.
وقوله :على فقراء الحرم أي المقيمين والمستوطنين ،ويجب التعميم في المحصورين
بأن سهل عدهم على الحاد ،ويجوز فعي غيرهعم القتصععار علععى ثلثعة .قعال ع ش:
ول يجوز له أي الناذر -الكل منه ،ول لمن تلزمه نفقتهم -قياسا علععى الكفععارة .اه.
قوله :ما لم يعين إلخ قيد في لزوم التصدق بعينععه .أي محلععه مععا لععم يعيععن النععاذر فععي
نذره قربة أخرى غير التصدق على الفقراء ،كصرف ما نذره إلى تطييععب الكعبععة أو
سترها .فإن عينها صععرفه إلععى تلععك القربععة المعينععة .وقععوله :كتطييععب الكعبععة تمثيععل
للقربة .وقوله :فيصرفه أي المنععذور .وهععو جععواب شععرط مقععدر ،أي وإذا عيععن ذلععك
صرفه .وقوله :إليها أي إلى القربة الخرى .قوله :وعلى الناذر مؤنة إيصععال الهععدي
أي ما أهداه من نعم أو غيرها .ولو قال :إيصال المنقول لكان أولى وأنسب بما قبلععه.
وقوله :إلى الحرم متعلق بإيصال .قوله :فععإن كعان أي النععاذر .وقعوله :معسعرا أي لععم
يكن عنده مؤنة النقل .وقععوله :بععاع بعضععه أي بعععض الهععدي ،وهععذا إن أمكععن -بععأن
تعدد ،أو لم يتعدد وأمكن بيع ربعه أو نصعفه -وإل فيصعير ممعا تعسعر نقلعه فيعبيعه،
ويتصدق بثمنه على فقراء الحرم .فتنبه .وقوله :لنقل الباقي أي لجل نقل الباقي إلععى
الحرم .وهو تعليل لبيع البعض .قوله :فإن تعسر نقله أي المنذور .وهو مقابل قوله
] [ 418
منقول ،المراد منه ما يسهل نقله -كما علمت .قوله :كعقععار فيععه أن هععذا يتعععذر
نقله بالكلية .وعبارة الروض :وما تعذر نقله مما أهداه -كالدار -أو تعسععر -كحجععر
الرحى -فعليه بيعه ،ونقل ثمنه .اه .وهي ظاهرة .فلو جرى المؤلععف علععى صععنيعه،
بأن قال :فإن تعذر أو تعسر .لكان أولى .قوله :باعه أي ما تعسر نقله .وقععوله :ونقععل
ثمنه معطوف على باعه .والمتولي لجميع ذلك هو الناذر ،وليس لقاضعي مكعة نزععة
منه -كما في التحفة ،والنهاية ،والمغني .قوله :وهل له أي للناذر .وقوله :إمساكه أي
المتعسر نقله ،والمراد به عدم بيعه .وقوله :بقيمته أي ويدفعها لفقراء الحرم .وقععوله:
أو ل أي أو ليس له إمساكه ،بل يجب عليععه بيعععه .وقععوله :وجهععان أي فقععال بعضععهم
بالول ،وقال بعضهم بالثاني .قال في التحفععة :ويظهععر ترجيععح أنععه ليععس لععه إمسععاكه
بقيمته ،لنه متهم في محاباة نفسه ،ولتحاد القابض والمقبض .اه .ومثله في النهايععة.
قوله :ولو نذر إلخ كان المناسب أن يؤخره عن قوله :ومن نذر إتيععان سععائر المسععاجد
إلخ .ويغير هذا السلوب ،كأن يزيد عقب قوله حيث شاء حكم المسعاجد الثلثعة ،بعأن
يقول بعده :نعم ،المساجد الثلثة تتعين ،لمزيد فضلها ،ويجععزئ بعضععها عععن بعععض.
قوله :أجزأ بعضها عن بعض كان الولى أن يقول :صح نذره وأجزأ إلععخ ،والمععراد:
أجزأ بعضها الفاضل عن بعضها المفضول ،فإذا نذر الصلة فععي المسععجد القصععى:
تجزئه الصلة في المسجد الحرام أو المسجد المدني .أو نذر فععي المععدني تجععزئ فععي
المكي ،ل العكس .قوله :كالعتكاف أي نظيععر العتكععاف فععي أنعه إذا نعذره فععي أحعد
المساجد الثلثة أجزأ بعضها عن بعض ،لكن بعالمراد المعار .قعوله :ول يجعزئ ألعف
صلة أي أو مائة صلة بالنسبة لمن نذر صلة واحدة في المسجد الحععرام ،وإنمععا لععم
يجزئ ذلك لن العبرة بما نذره ،فل يجزئ غيره عنه ،وإن كان يساويه في الفضععل.
وقوله :عن صلة نذرها فيه أي في مسجد المدينة .قوله :كعكسه وهععو أنععه ل يجععزئ
صلة في المسجد النبوي عن ألف صلة نذرها في غير مسجد المدينة .قوله :كمععا ل
يجزئ إلخ أي نظير ما لو نذر أن يقرأ ثلث القععرآن ،فل يجععزئ أن يقععرأ بعدله سععورة
الخلص ،وإن ورد أنها تعدل ثلث القرآن .قوله :ومن نذر إتيان سائر المساجد اعلم
أن لفظ سائر :إن أخذ من السؤر -أي البقية -فهو بمعنى بععاقي .وإن أخععذ مععن سععور
البلد -أي المحيط بها -يكون بمعنى جميع .والمناسب هنا :الثاني ،لنه لم يتقدم حكم
إتيان بعض المساجد ،حتى يكون هذا بيانا لحكععم بقيتهععا .وعليععه :فل بععد مععن اسععتثناء
المساجد الثلثة ،فإنها تتعين للنععذر -كمععا علمععت -ويمكععن أن يقععال باحتمععال الول،
ويكون قوله ولو نذر الصلة إلععخ :متضععمنا لحكععم النععذر فععي المسععاجد الثلثععة ،وهععو
تعينها به .ثم إن نذره إتيان جميع المساجد ليس بقيد ،بل مثله في عدم التعين للصععلة
إتيان مسجد منها ،ولو عبر به -كغيععره -لكععان أولععى .وقععوله :وصععلة التطععوع فيععه
يعني ونذر صلة التطوع في سائر المساجد ،وهي المقصودة من النذر .وأما التيععان
إلى ما ذكر فهو لزم .فلو قال :ومن نععذر صععلة التطععوع فععي سععائر المسععاجد .لكععان
أولى .وخرج بصلة التطععوع صععلة الفععرض ،فععإذا نععذرها فععي مسععجد تعينععت فيععه -
صرح به في الروض ،وعبارته مع شرحه :لو قال :ل علي أن أصلي الفرائض فععي
المسجد :لزمه أن يصليها فيه ،بخلف النفل .والفععرق أن أداء الفععرائض فععي المسععجد
أفضل ،ول يتعين لها مسجد .وقضيته :أنععه لععو عيععن لهععا مسععجدا غيععر الثلثععة ،جععاز
أداؤها في غيره .اه .ومثل صلة التطوع الصوم ،فإذا نذره في مسعجد ل يتعيعن لعه،
إل أنه ل يستثنى فيه شئ من المساجد ،فل يتعين الصوم بنذره في مسجد -ولو كععان
أحد المساجد الثلثة .-قوله :صلى أي النععاذر .وقععوله :حيععث شععاء أي فععي أي مكععان
شاء الصلة فيه -سواء كان المنذور فيه أو غيره .-وقوله :ولو في بيته
] [ 419
أي ولو صلى في بيته ،فإنها تكفى عن صلته في المسجد المنذور الصلة فيه.
قوله :ولو نذر التصدق بدرهم أي معين أو غير معين .وقوله :لم يجععزئ عنععه جنععس
آخر أي ل يجزئ أن يتصععدق بععدل الععدرهم مععن جنععس آخععر -كمععن الععذهب ،أو مععن
النحاس -ول من جنسه أيضا في المعيعن ،كععأن قعال :بهعذا الععدرهم .قعوله :ولعو نعذر
التصدق بمال بعينه أي كهذه الشاة ،أو هذا الثوب ،أو هذا الدينار ،أو الدرهم .وقوله:
زال عن ملكه أي بمجرد النذر ،ولو لغير معين ،أو لمعين ورده .بخلف المنذور في
ذمته ،فإنه ل يزول ملكه عنه إل بعدم رد النذور له ،فإن رده برئ الناذر .قوله :فلععو
قال على إلخ مفرع على زوال ملكه عن المال المعين بمجرد النذر .قوله :وعينها أي
العشرين دينارا ،أو التعيين يكون بإشارة إليها ،أو وصف ،كأن قال :بهععذه العشععرين،
أو العشععرين هععذه ،أو العشععرين الععتي فععي الصععندوق ،أو الكيععس .وقععوله :علععى فلن
متعلق بأتصدق .قععوله :أو إن شععفي مريضععي إلععخ أي أو قععال إن شععفى الع مريضععي
فعلي عشرون دينارا لفلن -وعين تلك العشرين كما مر .-قوله :ملكها جواب فلععو،
والضمير المستتر يعود على المنذور له ،والبارز يعود على العشععرين دينععارا .قععوله:
وإن لم يقبضها أي فلن المنذور له .وقوله :ول قبلها أي وإن لم يقبلها لفظععا .وقععوله:
بل وإن رد أي بل يملكها وإن ردهععا -لمععا مععر أن المنععذور المعيععن ل يتععأثر بععالرد -
كععإعراض الغععانم بعععد اختيععاره التملععك .قععوله :فلععه أي لفلن المنععذور لععه .وقععوله:
التصرف فيها أي في العشرين .قوله :وينعقد حول زكاتها مععن حيععن النععذر أي لنهععا
دخلت في ملكه من حينئذ .قوله :وكذا إن لم يعينها هذا مقابل قوله وعينهععا .أي وكععذا
يملكها المنذور له من حين النذر -إذا لم تكععن معينععة -كعلععي أي أتصععدق بعشععرين،
ولكن لم يردها على الناذر ،فإن ردها برئ الناذر وبطل النذر ،لما مر أن الملتزم في
الذمة ل يملك إل بقبض صحيح ،فإذا رد قبل قبضه أثر فيه الرد .والحاصل أن النذر
على فلن إن كان بمعين لم يرتد بالرد ،وإن كان بغير معين ارتد بععه .قععوله :فتصععير
أي العشرون .وقوله :دينا لععه أي للمنععذور لععه .وقععوله :عليععه أي علععى النععاذر .قععوله:
ويثبت لها أي العشرين التي صارت دينعا علعى النعاذر .وقعوله :أحكعام العديون فاععل
يثبت .وقوله :من زكاة إلععخ بيععان للحكععام والزكععاة علععى المنععذور لععه ،لن العشععرين
المنذورة صارت ملكععه ،فهععو كالععدائن .وقععوله :وغيرهععا أي غيععر الزكععاة مععن جععواز
الستبدال عنها والبراء منها .قوله :ولو تلف المعين أي عند الناذر .قوله :لم يضمنه
أي الناذر .وقوله :إل إن قصر كأن طالبه المنذور له وامتنععع معن إعطععائه إيععاه ،فععإنه
يضمن بدله .وقوله :على مععا اسععتظهره شععيخنا أي فععي التحفععة .وعبارتهععا :وإن تلععف
المعين في يده ل يضمنه -أي إل إن قصر -كما هو ظاهر .اه .قععوله :ولععو نععذر أن
يعمر مسجدا معينا أي كأن قال :ل علي أن أعمر هععذا المسععجد ،أو المسععجد الحععرام.
أو قال :إن شفى ال مريضي فعلي عمارة هذا المسجد ،فإنه يتعين عليه عمارته ،قال
ع ش :ويخرج عن عهدة ذلك بما يسمى عمارة بمثل ذلك المسجد .اه .ولععو قععال :إن
شفى ال مريضي عمرت مسجد كذا ،فلغو ،لنه وعد عار عن اللععتزام ،والنععذر هععو
التزام قربة -كما مر .-قال في التحفة :نعم ،لو نوى به اللتزام لم يبعد انعقععاده .اه.
ومثله في النهاية .قوله :أو في موضع معين أي أو نععذر أن يعمععر مسععجدا فععي مكععان
معين -كمكة والمدينة .-قوله :لم يجز إلخ جواب لو .وقعوله :لعه أي للنعاذر .وقعوله:
أن يعمر غيره أي مسجدا غير المسجد الذي عينه في نذره .وقوله :بدل عنه أي حال
كون الغير بدل عن المسجد الذي عينه .وخرج به مععا لععو أراد أن يعمععره -ل بقصععد
البدلية عما نذره -فجائز .فالممنوع :تعميره بقصد البدلية .قال في النهايععة :ولععو نععذر
عمارة هذا المسجد وكان خرابا ،فعمره غيره ،فهل يبطل نذره لتعذر نفوذه ،لنه إنما
أشار
] [ 420
إليه وهو خراب -فل يتناوله خرابه مرة أخرى -أو ل ،بل يوقف حتى يخرب
فيعمره تصحيحا للفظ ما أمكن ؟ كل محتمل ،والول أقرب .وتصحيح اللفظ ما أمكن
إنما يعدل إليه إن احتمله لفظه ،وقد تقرر أن لفظه ل يحتمل ذلععك ،لن الشععارة إنمععا
وقعت للخراب حال النذر ل غير .نعم ،إن نوى عمارته -وإن خععرب بعععد -لزمتععه.
اه .قوله :ول في موضع آخر أي ول يجوز أن يعمر مسجدا فععي موضععع آخععر غيععر
الموضع الذي نذر أن يعمر مسجد فيه .قوله :كما لو نذر إلععخ الكععاف للتنظيععر ،أي ل
يجوز أن يعمر غير المعين ،نظير ما لو نذر أن يتصدق بدرهم فضععة ،فل يجععوز أن
يبدله بدينار .ومثله ما لو عين مكانا للصدقة فإنه يتعين ول يجوز التصدق فععي غيععره
-كما مر .قوله :لختلف الغراض أي المقاصععد ،وهععو علععة لكععل مععن عععدم جععواز
تعمير مسجد آخر غير المسجد المعين في النذر أو في موضع غير الموضععع المعيععن
فيععه .وعععدم جععواز التصععدق بععدينار بععدل الععدرهم ،أي وإنمععا لععم يجععز ذلععك لختلف
المقاصد ،فيمكن أن الناذر له قصد وغرض بتعمير مسجد دون أخر ،أو فععي موضععع
دون آخر ،كقربه من داره ،أو عدم وجود مسجد في ذلك الموضع الذي عيععن تعميععر
مسجد فيه .ويمكن أن الدرهم هو الرائج في السوق دون الدينار ،فيرغب المنذور لععه
في الول ،دون الثاني .قوله :تتمة أي في بيان حكم نعذر المقعترض لمقرضعه .قعوله:
فععي نعذر مقععترض متعلعق بععاختلف ،والمععراد الختلف فععي حكعم ذلععك ،معن الصععحة
وعدمها .قوله :مال مفعول لنذر ،ويصح أن يكون مفعول لمقترض ،ويكععون مفعععول
نععذر محععذوفا يععدل عليععه المععذكور .وقععوله :معينععا كعشععرة دراهععم ،أو هععذه العشععرة.
والتعيين ليس بقيد في صحة النذر ،لما مر أنه ل يشترط معرفععة النععاذر مععا نععذر بععه،
وأنه يصح بالمجهول والمعدوم -كالوصية .قوله :ما دام دينه عبععارة النهايععة :مععا دام
دينه أو شئ منه .ولو اقتصر على قوله في نذره ما دام مبلغ القرض في ذمته ثم دفع
المقععترض شععيئا منععه ،بطععل حكععم النععذر -أي بل خلف -لنقطععاع الديمومععة .اه.
بحذف .قال ش ق :فيشترط أن يقول :ل علي ما دام المبلغ المذكور أو شععئ منععه فععي
ذمتي أن أعطيك كل يوم أو كل سنة أو كل شهر كذا .فإن لم يقل أو شئ منععه ،ودفععع
دينارا مثل ،ونوى جعله من رأس المال ،لم يلزمه بعد ذلك شئ ،لنه لععم يبععق المبلععغ
كله في ذمته .اه .إذا علمت ذلك ،فقوله ما دام دينه :المراد كله ،أو شععئ منععه ،وليععس
المراد الول فقط .قوله :فقال بعضهم :ل يصععح أي نععذر المقععترض المععذكور .قععوله:
لنه أي النذر المذكور .وهو علة لعدم الصحة .وقوله :علععى هععذا الععوجه الخععاص أي
وهو كونه في مقابلة دوام الععدين فععي ذمتععه .وقععوله :غيععر قربععة أي وشععرط النععذر أن
يكون لقربة .وقوله :بل يتوصل به أي بالنذر .والضعراب انتقععالي .وقععوله :إلععى ربععا
النسيئة أي هو أن يشترط أجل في أحد العوضين .وفععي ذلعك نظععر ظعاهر ،إذ هععو ل
يكون إل في عقد كبيع -كمعا سعيذكره بععده .-قعوله :وقعال بعضعهم :يصعح أي نعذر
المقترض للمقرض .قال ع ش :ومحل الصحة حيث نذر لمن ينعقد نذره لععه ،بخلف
ما لو نذر لحد بني هاشم والمطلب ،فل ينعقد ،لحرمععة الصععدقة الواجبععة -كالزكععاة،
والنذر ،والكفارة -عليهم .اه .وجمع في التحفة بيععن القعولين ،وعبارتهععا :وقعد يجمععع
بحمل الول -أعني عدم الصحة -على ما إذا قصد أن نذره ذلععك فععي مقابلععة الربععح
الحاصل له .والثاني -أعني الصحة -على ما إذا جعله في مقابلة حصول النعمععة أو
اندفاع النقمة المذكورين ،ويتردد النظر فععي حالععة الطلق .والقععرب :الصععحة ،لن
إعمال كلم المكلف -حيث كان -له محمل صحيح ،خير من إهماله .اه .بتصععرف.
قوله :لنه أي نذر المقترض لمقرضه .وقوله :في مقابلة حدوث نعمععة ربععح القععرض
إضافة نعمة لما بعدها
] [ 421
للبيان ،أي نعمة هي ربح القرض ،وإضافة ربح لقععرض بمعنععى اللم .والمععراد
من القرض :اسم المفعول ،أي ربح للمقرض .وقععد عععبر باسععم المفعععول فععي النهايععة.
وكتب ع ش ما نصه :قوله :لنه في مقابلة إلخ .لكن مععر أنععه لععو نععذر شععيئا لععذمي أو
مبتدع جاز صرفه لمسلم أو سني .وعليه ،فلو اقترض من ذمي ونذر له بشئ مععا دام
دينه في ذمته ،انعقد نذره ،لكن يجوز دفعه لغيره من المسلمين .فتفطن له فإنه دقيععق.
وهذا بخلف ما لو اقترض الذمي من مسلم ونذر له بشئ ما دام الدين عليععه ،فععإنه ل
يصح نذره ،لما مر من أن شرط الناذر السلم .اه .قعوله :إن اتجربععه أي بععالقرض،
بمعنى اسم المفعول .قوله :أو فيه انععدفاع إلععخ أي أو لن فيععه انععدفاع نقمععة المطالبععة.
فقوله :اندفاع :معطوف على الضمير في لنه ،والجار والمجرور قبله معطوف على
في مقابلة .وعبارة التحفة :أو اندفاع نقمة المطالبة ،بإسععقاط لفععظ فيععه .وهععو الولععى،
لن المعنى أو لنه فععي مقابلععة انععدفاع النقمععة المععذكورة .قععوله :إن احتععاج أي النععاذر
المقترض .وقوله :لبقائه أي الدين .وقوله :لعسععار علععة للحتيععاج .وقععوله :أو إنفععاق
أي عليعه أو علععى معن تلزمعه معؤنته ،وهععو معطعوف علععى إعسععار ،فهععو علعة ثانيعة
للحتياج .قوله :ولنه يسن إلخ معطوف علعى لنعه فعي مقابلعة إلعخ ،فهعو علعة ثانيعة
لصحة نذر المقترض .وقوله :أن يرد زيادة أي للخبر الصحيح :إن خيععاركم أحسععنكم
قضاء .قوله :فإذا التزمها أي الزيادة .وقوله :بنذر أي بسععبب نععذر .وقععوله :انعقععد أي
نذره .وقوله :ولزمته أي الزيادة التي التزمهععا .قععوله :فهععو أي مععا الععتزمه المقععترض
بالنذر .وقوله :حينئذ أي حين إذ كان على هذا الععوجه الخععاص -أعنععي مععا دام الععدين
في ذمته .-وقوله :مكافأة إحسان أي ذو مكافأة للحسععان ،أي وهععو رضععا المقععرض
ببقاء ماله في ذمة المقترض .والحاصل الرضا المذكور إحسععان ،والععتزام المقععترض
بشئ زائد على الدين الذي عليه مقابععل لععه .قععوله :ل وصععلة للربععا أي ل أنععه يوصععل
للربا ،أي ربا النسيئة .قوله :إذ هو أي الربا من حيث هو -سواء كععان ربععا نسععيئه أو
ربا قرض ،أو ل .قوله :ل يكون إل في عقد أي في صلب عقد ،أي وفي مسععألتنا لععم
يوجد عقد .وقوله :كبيع تمثيل للعقد .فإذا باعه ربويا بربوي متحدي الجنععس ،وشععرط
أحدهما في صلب العقد زيادة في أحد العوضين ،كان ربععا .قععوله :ومععن ثععم أي ومععن
أجل أن الربا ل يكون إل في عقد .قوله :لو شرط عليه النذر فععي عقععد القععرض كععأن
قال :أقرضتك هذه العشرة ،بشرط أن تنذر أنك تردها اثنععي عشععر .وقعوله :كعان ربعا
أي ربا قرض ،إذ هو ما جر نفعا للمقرض مشروطا في صلب العقد -كما سععيأتي .-
قوله :وقال شيخ مشايخنا إلخ هذا تأييد للقول بصحة نذر المقترض شيئا للمقرض مععا
دام دينه في ذمته .قععوله :فيمععا إذا نععذر ،إلععخ أي فععي بيععان حكععم ذلععك .وقععوله :منفعععة
الرض المرهونة هي ما يحصل من إيجارها أو من الثمار الكائنة فيها .وقععوله :مععدة
إلخ ظرف متعلق بمنفعة .قوله :والذي رأيته إلخ مقول القععول .قعوله :معا هعو صعريح
خبر الذي .وقوله :في الصحة أي صحة نذر منفعععة الرض المرهونععة للععدائن .قععوله
وممن أفتى بذلك أي بما ذكر ،من صحة النذر بما ذكر للدائن .والع سععبحانه وتعععالى
أعلم بالصواب ،وإليه المرجع والمآب
] [ 422
قال المؤلفف رحمه ال تعالى .وقد تععم تععبيض وتحريععر هععذا الجععزء الثععاني مععن
الحاشية المباركة -بحمد ال ،وعونه ،وحسن توفيقه -يوم الربعععاء المبععارك لثنععي
عشر من شعبان المكرم ،سنة تسع وتسعين بعن المائتين واللف ،من هجرة من خلق
على أحسن وصف .صلى ال عليه وسلم -على يد مؤلفهععا :فقيععر عفععو ربععه ،وأسععير
وصمة ذنبه ،الراجي من ربه كشف الغطا :أبي بكر بن محمععد شععطا -غفععر الع لععه،
ولمشايخه ،ولمحبيه ،ولسائر المسلمين .وأرجو -من الكريم الوهاب ،متوسل بسععيدنا
محمد :سيد الحباب -أن يعين على التمام والكمععال ،ويمععن علينععا بجزيععل الفضععال.
والحمد ل أول وآخععرا ،وظععاهرا وباطنععا ،ولحععول ول قععوة إل بععال العلععي العظيععم.
وصلى ال على سيدنا محمد وعلععى آلععه وصععحبه وسععلم تسععليما كععثيرا دائمععا إلععى وم
الدين .وسلم على المرسلين .والحمد ال رب العالمين .آميعن .تعم الجعزء الثعاني معن
إعانة الطالبين ويليه الجزء الثالث :أوله )باب البيع(